موسوعة مصطلحات الفلسفة

اشارة

نام كتاب: موسوعة مصطلحات الفلسفة
نویسنده: جیرار جهامی
تاریخ وفات مؤلف: معاصر
موضوع: فرهنگ اصطلاحات
زبان: عربی
تعداد جلد: 1
ناشر: مكتبه لبنان ناشرون
مكان چاپ: بیروت
سال چاپ: 1998
نوبت چاپ: اول‌

المحتویات‌

الصفحة
المقدمة
منهجیة تحقیق الموسوعةlllX
معجم المصطلحات 1
الفهارس 1009
فهرس الموضوعات و جذورها 1011
مسند المصطلحات الفلسفیة عربی- فرنسی- انكلیزی 1070
مسند المصطلحات الفلسفیة انكلیزی- فرنسی- عربی 1116
مسند المصطلحات الفلسفیة فرنسی- انكلیزی- عربی 1161
فهرس المصطلحات الفلسفیة 1207
مكتبة لبنان ناشرون ش‌ل‌م زقاق البلاط- ص. ب: 9232- 11 بیروت- لبنان وكلاء و موزّعون فی جمیع أنحاء العالم الحقوق الكاملة محفوظة لمكتبة لبنان ناشرون ش‌ل‌م الطبعة الأولی 1998 رقم الكتاب 60906lRlo طبع فی لبنان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 2

المقدّمة

اشارة

هناك تحوّل ولّدته الفلسفة یوم دخلت بین ثنایا الفكر العربی و الإسلامی عموما، و خرّجه المصطلح الفلسفی إبّان تطویره الاصطلاح اللغوی خصوصا. صبغ هذا المصطلح العلوم علی أنواعها: نقلیة كانت أم عقلیة، إنسانیة أم لسانیة. تمّ ذلك فی مجالات الطبیعیات، و النفسانیات، و المنطقیات، و الإلهیات، فضلا علی العلوم البحتة أصیلة و دخیلة. و هذا دلیل ساطع علی شمولیة هذا المصطلح لمختلف میادین الفكر النظری و السلوك العملی، علی الصعیدین الفردی و الجماعی. فی هذا المنحی بالذات ذكر هردر (Herder(أن اللغة لیست أداة للفكر فحسب، إنما هی أیضا القالب الذی یتشكّل فیه الفكر و ینظّم تجربة الجماعة و حیاة المجتمع. نعم إن اللغة تعید حقا تأطیر الأفكار، و التجارب الحسیة، و الوقائع الوجدانیة علی نحو یتلاءم مع معقولات الذهن و هواتف القلب المتجسدین فی اللسان.
و هكذا قیّض للعرب بواسطة الحكمة الفلسفیة، وفقا للتقلید الیونانی، أن تتم لهم أشرف المعارف عن طریق الفلسفة الأولی ابتداء، و التی عرّفها أرسطو بأنها معرفة العلل الأولی و الجواهر للكشف عن طبیعة العلل الثوانی و الأغراض الذاتیة. بلوروا ذلك المكنوز بأشرف الوسائل المعرفیة، عنینا المنهجیات الفلسفیة و المنطقیة من عملیات إذتهان و تجرید عبر التوارد بین الأفكار و الصور و التخصیص و التعمیم. و قد استعملوا لهذا الغرض مصطلحات غطّت میادین التجربیات و الحدسیات و الذهنیات، لا سیما علاقات تعیّن الكلیات فی الأشخاص و المثالات التابعة لها فی النفس.
حرّروا ذلك بواسطة قوانین المنطق الصوری و الطبیعی، الاستنباطی و الاستقرائی. إن هذه الحكمة الفلسفیة خوّلت الفكر العربی باتجاهاته العلمیة و العملیة، الحسیة و العقلیة، الطبیعیة و الماورائیة، أن یجد فی اللغة الفلسفیة صیغه و قوالبه و تراكیبه و دلالاته المختلفة. فاستوعب المستجدّ الثقافی و كیّفه مع موروثه الحضاری والدینی.
لقد تلاقت من خلاله الثقافات والدیانات و الأساطیر و العلوم و الفنون، فترجمها اللسان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 3
العربی مصاغة ببناه و ألفاظه. یومذاك تولّد المصطلح الفلسفی المخضرم بین الأصیل و الدخیل، بین البدی‌ء و المستجدّ، و الذی كنزناه و أعدنا جمعه فی موسوعتنا هذه من خلال مصادره الأساسیة. و قد امتدت نحوا من ألف عام: منذ دخول الترجمات و النقول وصولا إلی خواتم القرون الوسطی، مرورا بمراحله المتعدّدة و المتلوّنة بالعلوم الفلسفیة و الدینیة كافة.

طبیعة المصطلح الفلسفی و شمولیته‌

نستدلّ علی هویة المصطلح الفلسفی عند العرب من خلال المصنّفات التی اعتبرها الباحثون فی هذا الحقل أمهات المعاجم التی تعكس طبیعته فی شمولیته.
فنحن لا نأخذها عن جابر بن حیان أو الكندی أو الفارابی فی بدایاتها أو إبّان تطورها فحسب، إنما نستلّها أیضا و بالأخصّ من خلال خواتمها حیث جمعت متكاملة ممثّلة فی كتابی «المبین فی شرح ألفاظ الحكماء و المتكلمین» لسیف الدین الآمدی (1233 م)، و «التعریفات» لعلی بن محمد الشریف الجرجانی (1413 م).
لقد قسم الآمدی كتابه إلی فصلین: خصّ الأول لعرض الألفاظ المشهورة عند الفلاسفة و المناطقة و الطبیعیین و المتكلمین فعدّدها، و الثانی توقّف فیه شارحا معانیها.
فلم تقتصر تحدیداته علی صناعة أو مادة واحدة، إنما سحبها علی أكثر من معنی محدود و علم معیّن، فضلا علی تعریفه العلوم بنفسها و بمسائلها كما رسمت منذ الیونانیین إلی حین دخولها التراث العربی و الإسلامی مطوّرة. و بذلك حقق الآمدی غایة كتابه لأن یكون «هدایة للمبتدئین و تذكرة للمنتهین». فإذا تناولنا مادة «العقل» مثلا وجدناها تعبیرات تغطّی المعنی الفلسفی، الجوهری و العرضی، النظری و العملی، علی مختلف درجاته و أنواعه.
أما الجرجانی فقد أتت جملة تعریفاته تتویجا لما آلت إلیه حالة الألفاظ الفلسفیة، الفكریة منها والدینیة، فی نهایات القرون الوسطی. یومها كانت العلوم قد تداخلت و تفاعلت، لا سیما المتأخّرة منها، حتی بتنا لا نقع علی تعریف و رسم عنده إلّا و قد استنفد من جوانبه كافة. لكن ذلك لم یسقط اهتمام الجرجانی بتخصیصه حیّزا بارزا لتحدید الفرق و المذاهب فی اتجاهاتها المختلفة. و إذا شئنا سلوك الخطّ التصاعدی الذی یكشف لنا من معانی كل مصطلح فی تفرّعاته، أدركناه یشتمل علی المیادین التالیة فی مضامینه: الأصل اللغوی جذرا و استعمالا، العرف الكلامی، الاصطلاح
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 4
الصوفی، المعنی الفلسفی، البعد الشرعی، الاتجاه المنطقی. و بذلك یثبت قولنا من أن المصطلح الفلسفی كالعلّة، و الحدّ، و البرهان، و النفس، قد تسرّب إلی مختلف العلوم لیطبعها بسمته و یطوّرها فی اتجاه الأسمی و الأرفع، نظرا إلی مدی ملاصقة الكلمة العربیة بواقعها المباشر أصلا.
هكذا تطوّرت اللغة العربیة بفعل اقتحام العقل العربی مجالات علوم عدّة، لا سیما من حیث إعادة ربط اللغة الأصل بالطارئ علیها من معان و مضامین جدیدة. مما أدّی إلی إبراز النحاة و المناطقة و الفلاسفة مطواعیة هذه اللغة، علی الرغم من اختلافهم حول مشروعیة قیام الفلاسفة، حسبما یدّعون، باختراع لغة وضعیة و زجّها ضمن اللغة الطبیعیة الأصلیة أو إلی جانبها لكأن فی الأمر بدعة. و الحال أن عملیات الاشتقاق و النحت و التولید و القلب النحویة هی التی خوّلت هؤلاء، تأدیة لأغراضهم الفكریة التحلیلیة، أن یستغلّوا هذه العملیات مطوّرین لغتهم و لكن من خلال عبقریتها الذاتیة الفریدة و فی ضوء الوافد علیهم من معان.

مراحل تطور المصطلح الفلسفی و امتداداته‌

غلب علی المؤلّفات الفلسفیة العربیة، كما علی سائر العلوم الشرعیة لا سیما الفقهیة منها، طابع التعریف اللغوی ابتداء. فكدنا لا نقع علی مصنّف فكری إلّا و للغة حصّة فیه: من تحدیدات عامة، إلی رسوم خاصة، إلی شروحات لفظیة و لغویة و تركیبیة تأدیة للمعانی اللاحقة. و البارز فی هذه الظاهرة أن كل عالم كان یرید أن یتثبّت من أبعاد اللفظ للدلالة علی مزاوجته علمه، نظرا إلی ظاهرة التشابك و التداخل بین العلوم، لا سیما بین منهجیاتها و ألفاظها یومذاك. و هذا ما جعلنا نستشفّ من خلال تطور المصطلح الفلسفی تشابكه مع مسائل متشعّبة تتجاوز حدوده المرسومة عند الیونانیین سابقا. فهو مصطلح نحوی- منطقی، فقهی- كلامی، دینی- حكمی، معرفی- عرفانی فی آن معا. مما حدا بالعقل إلی اختیار اللفظ عینه ربما، لكن لیضفی علیه مدلولات مختلفة تفی بالغرض المنشود ضمن كل علم و مادة. و هذا ما وفّر للمصطلح امتدادات واسعة ربطت المعقول بالمنقول، و المعنی الحقیقی بذاك المجازی، وفقا لتدرّجات الذهن و تجریدات المعرفة علی مستویاتها كافة. فلإدراك الطبیعی- الحسی مجموعة ألفاظه و مدلولاته، و للحدس العقلی- الماورائی خواصّه اللغویة العالیة، و للتأویل الكلامی- الفكری قاموسه الخاص و العام. حتی بتنا نكشف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 5
عن كل مرحلة و درجة معرفیة من خلال ما استعمل من ألفاظ خاصة بها.
أما إذا شئنا تلخیص المراحل الأساسیة التی قطعتها هذه اللغة الفلسفیة بمصطلحاتها، فإننا نجدها تنقسم إلی أربعة أساسیة متمایزة و متداخلة:
الأولی كانت مرحلة النشوء و التكوین امتدت من القرن السابع إلی التاسع میلادی. اتسمت بتلاقح المنقول مع الأصیل، مع تولیدمصطلح مخضرم و مخرّج علی طریقة لسان العرب فی وضع اللفظ و اشتقاقه. و قد استعملها الكندی لیفی المعانی الفلسفیة الیونانیة حقّها كالهویّة و الماهیة و الكیفیة و الإنیّة و لواحقها. كذلك إضفاؤه مدلولات جدیدة علی ألفاظ قدیمة معروفة بسمتها المادیة كالجوهر و العرض و الذات و النفس.
الثانیة مرحلة تثبیت المصطلح الفلسفی و دمجه فی صلب عادة استعمال اللسان له. و فیها برزت اللغة الفلسفیة مبلورة فی جملة نحویة منطقیة لها بنیتها الموازیة رصفا لتلك المعهودة فی النحو، مثل إبدال العلاقة بین المسند و المسند إلیه بعلاقة بین محمول و موضوع، و استطرادا وضع القضیة الحملیة مكان الجملة الخبریة. فصنّفت المصطلحات المستعملة فی العلوم الفلسفیة وفقا لموادّها و حسب درجاتها المعرفیة.
الثالثة مرحلة نضوج المصطلح و اكتماله حیث تنامی إلی جانب مرادفاته فی سائر العلوم فتأثّر بها و طوّرها بدوره. و هی ظاهرة طغت علی مجموعة من ألفاظ هذه الموسوعة كمصطلح العقل، و النفس، و الحدس، و الإمكان. مما اضطرنا أحیانا إلی طروق باب مصطلحات علوم دینیة و إیرادها ضمن هذه المجموعة لیتمكّن الباحث من استلال میّزات المصطلح الفلسفی بشكل خاص، و مقارنته مع مضامینه و مدلولاته كافة بشكل عام. آنذاك سیتبیّن له ما كان للمعانی الفلسفیة من امتدادات و تداخلات، عكسا و طردا، مع سائر العلوم العربیة الأصیلة و الدخیلة.
الرابعة و هی مرحلة شمولیة المصطلح الفلسفی و انخراطه نهائیا فی العرف اللغوی، لا سیما عند الخاصة، علی الرغم مما رافق هذه المرحلة من عودة بعض العلماء إلی التمسّك بالأصولیة اللغویة و الفكریة و نبذ كل دخیل، علی طریقة ابن تیمیّة و نقضه لمنطق الفلاسفة و مفرداتهم التی لا تعبّر فی زعمه عن عبقریة اللسان العربی و الدین الإسلامی.
إن هذه المراحل الأربعة ستتجلّی للمطّلع علی هذه الموسوعة، لا سیما أننا اتبعنا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 6
فی جمع مفرداتها و فرزها الطریقة التاریخیة، فأوردناها وفقا لتسلسل و لاداتها الزمنیة (من 815 حتی 1482 م). و هی تعكس ضمنا تراث المنقول عن الیونانیة إلی السریانیة و العربیة. فیلحظ خطّ كل لفظ و مسلكه التصاعدی بأصله و تفرعاته كافة.

میزات المصطلح الفلسفی و أبعاده‌

بواسطة الصوغ القیاسی- التولیدی، و اختیار الحروف الأقرب بیانا فی قوالبها الكلامیة عن قصود النفس و مرامی العقل، طوّع فلاسفة العرب و الناقلون قبلهم اللغة العربیة تمشّیا مع مقتضیات العلوم الدخیلة و مرامیها. فوضعوا إسما لكل مخترع، و اصطلاحا لكل فكرة أو معنّی، و أعادوا تالیا بناء عالمهم الفكری بآفاقه العملیة طبقا لذهنیتهم المتجدّدة بین الأصیل و الوافد. فكان أن نمت بین العقل الباطن و تجلّیاته اللغویة علاقات منطقیة- وضعیة إلی جانب تلك التی عهدوها فی بداوتهم. بذلك انفتحت أمام الفكر العربی و الإسلامی مجالات مستجدة- سموا بها إلی ما وراء واقعهم دون الانسلاح عنه. فتلاقت الآفاق الفكریة مع تلك اللغویة المعبّرة عنها، و توفّرت الوسائل التعبیریة إغناء للمدلول اللفظی المعبّر عن المكنون الذهنی و الوجدانی.
إن هذه الملاقحة المخضرمة للمصطلح الفلسفی، الجامع بین البدی‌ء بالطبع و الولید بالوضع، أضفت علیه میّزات فریدة و أكسبته أبعادا طبعت معالم الفكر الفلسفی طیلة قرون ما زلنا نغرف من منابعها فی كتاباتنا و نقولنا. لقد أتت صیاغة اللغة الفلسفیة بعیدة بعض الشی‌ء عن تلك التی عهدناها فی القواعد العربیة و النحویة لدی الأعراب. فمن یدقّق فی نصوص النقلة و الفلاسفة الأوائل، یفتقد إلی فصاحة اللغة، و سلاسة التعبیر، و جمالیة الأداء اللفظی. و سیلمس مقتنی هذه الموسوعة بمفرداتها الغنیة، و عن قرب، كیف صیغت العبارة الفلسفیة وفقا لبنیة اللغتین الیونانیة و السریانیة فی البدایات؛ و من ثمّ كیف طبعت بذهنیة التركی و الفارسی و الأعجمی بشكل عام و هم لا یتقنون فنون اللسان العربی بیانیّا.
لقد تحوّلت الألفاظ الفلسفیة مع هؤلاء، لا إلی المجاز البلاغی المشروع عند أهل النحو و الأدب، إنما إلی المجاز العقلی الذی انسكب فی قوالب منطقیة و ماورائیة كما حدّدها الفارابی مثلا فی كتابی «الحروف» و «الألفاظ المستعملة فی المنطق».
فعندما تزاحمت المعانی فی أذهان أصحاب الفكر و العلوم و الفنون، و تشابكت فی دراساتهم عوالم الفلسفة و الدین، وجدناهم یستحثّون لسانهم لهضم الموروث مع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 7
المتوارث، لا سیما عندما لم یسعفهم المدخّر من ألفاظهم علی التعبیر المعمّق عن الدخیل من الثقافة. فأكثروا من الترادف و التواطؤ و التشكیك فی استعمال المفردات إیفاء بإیجاد الوسائل التعبیریة الكافیة لكل علم و طریق معرفة. فأمسی المشترك من الأسماء یغطّی معظم علاقات التناسب و التطابق و التوازن بین الموجودات من جهة، و مدلولات كل مسألة و علم من جهة ثانیة كالمقولات العشر، و الكلیات الخمس، و درجات المعرفة و الأنفس و العقول و الحواس فی تأدیة وظائفها المختلفة. و عندما كانت المواد الفلسفیة نابعة من فكر تحلیلی جامع و شامل، جاءت أدوار الألفاظ المستعملة مفتوحة علی الحلقات و الدوائر المعرفیة علی أنواعها كافة. و ما النماذج اللغویة التی وردت فی الموسوعة سوی شواهد علی خصوصیة اللغة الفلسفیة من خلال إشكالیة الازدواجیة و التكامل بین الطبیعی منها المستلّ من جذوره و ذاك الوضعی المخضرم لتلوّنه بالدخیل.
هناك نزعات فكریة عربیة و إسلامیة كامنة وراء الصیغ الكلامیة و المجموعات اللفظیة المعبّرة عنها، سوف یستلّها المطّلع علی مفردات هذه الموسوعة بأصولها و تفرّعاتها، بالثابت منها و المتحوّل. فقد اجتهد علماء العرب علی أنواعهم، نقلا و عقلا، و لإدراك الحقائق، الانطلاق من المحسوس وصولا إلی الأسباب الأولی و بالعكس علی خطین متوازیین: جدلی صاعد و جدلی هابط. لكنهم أجمعوا علی بناء صروحهم المعرفیة علی المشاهدات العینیة و مطابقتها مع المذتهنات توخّیا لضبط الأحكام الصادقة و تصوییها عند الضرورة. و هذا ما یفسّر إكثارهم من استعمال التأویل اللغوی- اللفظی و المعنوی- المادی. فتردّدت عندهم مرادفات الواقع الحسّی الغنیة إلی حدّ أنهم ربطوا عملیة التجرید بالتمثیل النفسی و العینی كی لا یقعوا فی حبائل العلویات بمنأی عن تحقّقها فی السفلیات. فالاستقراء و المماثلة و المضایفة عملیات ذهنیة تعبّر أفضل تعبیر عن الواقع المتحرّك الذی عنه نستلّ مقولات الفكر التجریبی و الصوری. و لم یكن لجوه مفكّری العرب إلی عقول مفارقة كالعقل الفعّال إلا استكمالا لعملیة التجرید التی تفوق العقل الإنسانی المحدود. و هذا ما تبیّن لنا من خلال رصدنا للمصطلح الفلسفی إذ وجدنا أن كل تصدیق عقلی مجتزأ لا مجال لاستكماله سوی باللجوء إلی خبر علوی یصدر عنه نور الیقین. و بنیة الجملة أتت أصلا فی العربیة خبریة تصل بین قائل و سامع، أو محدّث و مستمع. أما الاستدلال فلیس سوی مجاراة الدلیل لیوصلنا إلی المدلول ضمن أطر معرفیة- عرفانیة. إن هذا المنحی یبرّر قولنا بتضایف أنواع المعارف و العلوم عند العرب، و قد حلّت بینها الفلسفة لتوحّد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 8
أحوالها داخل حقول لفظیة و معنویة جامعة.
هنا تتبلور أبعاد المصطلح الفلسفی علی نحوین:
الأول یشرك بین العلوم الفلسفیة المتداخلة علی مختلف مستویاتها، عنینا الطبیعیات، و النفسانیات، و المنطقیات، و الإلهیات من ناحیة العلم، و الأخلاقیات و الاجتماعیات و السیاسیات من ناحیة السلوك. و لم یظهر اهتمامهم بالنفس ربما، سوی لأنها تربط بین عوالم الأجسام الطبیعیة و العقول السماویة، وفقا لنظام كونی فیضی تتسلسل فیه الأفلاك و العقول هبوطا و تتوالی وصولا إلی عالم الكون و الّفساد.
كذلك فهی عالمة و عاملة توحّد بین مختلف وظائف الحواس الظاهرة و الباطنة، و بین حدّی العقل النظری و العملی.
و الثانی یبّین ما آلت إلیه حال العلوم العقلیة و النقلیة من تشابك بین المسائل، و المنهجیات، و الحقول اللفظیة الدلالیة، حیث غطّی المصطلح الفلسفی عوالم معنویة جدیدة طرأت علیه عندالنقل و بعده. و قد بینا طبائعه فی الفهارس و المعاجم الواردة فی هذه الموسوعة، لا سیما عند المتأخرین كما ذكرنا.
لقد عكست هذه الموسوعة معظم المیّزات و الأبعاد التی اكتسبها المصطلح.
الفلسفی و علی المستویات المعرفیة و الروحیة و الطبیعیة المذكورة. ولن یتوفّر لنا كباحثین فی علوم التراث، و محققین فی مجالات الفكر العربی و الإسلامی، تحصیل علمیّ صحیح ما لم نغرف من هذا المعنی اللغوی الضارب جذوره فی ماضی الفكر مفرزا حاضره مطوّرا. فهی و مثیلاتها فی مجموعة الموسوعات التی نحقق سوف تسهم حتما فی الكشف عن حقول المعارف علی مستویاتها و أبعادها كافة. و المشكلة التی توّلدت عند تداخل العلوم لن تحلّ سوی بتحدید الفوارق و المدلولات ضمن إطار المصطلح الواحد و المتعدّد الجوانب، فی الفلسفة و العلوم الدینیة و الصوفیة و النظریة البحتة.
هذا ما ستوّفره هذه الموسوعة بعد رصدنا الفكر الفلسفی من خلال مصادره الأساسیة، دون إسقاط المصطلحات الیونانیة الأصل و التی دخلت فی العرف الفلسفی العربی. بدأنا بالأعمال الأولی المتمثّلة بعطاءات جابر بن حیان و الكندی و الفارابی مع ما تعكس كتاباتهم من ألفاظ المترجمین و تخریجاتهم، لننتهی بمقدمة إبن خلدون و تعریفات الجرجانی و فلسفة الطوسی، مرورا برسائل أخوان الصفاء و تحدیدات إبن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 9
سینا و عالم الغزالی الكلامی- الفلسفی، إضافة إلی المغاربة الذین أحیوا دور العقل فی مجالات المعرفة أمثال إبن باجة و إبن طفیل و إبن رشد. و بذلك أفسحنا المجال واسعا أمام الباحث لتحدید مضمون كل مصطلح مسندا إلی صاحبه، أصلا و فروعا، كی نسهّل علیه مهمة التدقیق فی دور المصطلح الفلسفی ضمن مجالات الفكر العربی و علومه. و هذا ما سیمكّنه أیضا من الوقوف علی المخترع من الألفاظ المشتقة و الموضوعة علی قیاس اللسان العربی- السامی.
فعسی أن یؤدّی عملنا فی هذه الموسوعة الفلسفیة المصطلحیة غرضه لنسهم فی مواكبة ما قد یفد علینا من علوم و مهجیات نطوّر بواسطتها لغتنا الفلسفیة هذه. فالعبّ من التراث بلسان مفكّریه و علمانه سیؤدی لا محالة إلی تطویر فكر عربی خالص یعید إلی ذاتنا أصالتها لما فی العربیة من ممیزات و عبقریة لسان. فكفانا شرّ ما حلّ بفكرنا و لسانا من جرّاء كتابات بعض المعرّبین و المغرّبین و ترجماتهم، حتی بتنا نفقد روح الأصالة و الهویة فكرا و تعبیرا.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 11

منهجیّة تحقیق الموسوعة أولا: تنظیم مضامین المصطلحات‌

1- تمّ اختیار الموضوعات الرئیسة الجلیّة و التی تفی بتعریف المصطلح و بیان أبعاده، و أسقطت تلك الغامضة التی اكتنفها اللبس و بدت ثانویة فی المؤلّفات و المصادر الفلسفیة المعتمدة.
2- حاولنا قدر المستطاع، و نظرا إلی غیاب المصدر من بین أیدی القارئ، جعل التعریف مستقلّا متماسكا و متكاملا بحدّ ذاته. فتمّ حذف ما یحیط به من جمل تمهیدیة أو اعتراضیة أو استطرادیة.
3- حضرت بعض التعریفات بمعنی مفید منعا للتطویل، و أضیفت إلیها ألفاظ وضعت بین قوسین توضح فحواها أو مرمی قائلیها. ثم وضعت عدة نقاط فاصلة ترمز إلی شروحات إضافیة محذوفة لا طائل تحتها. و تركت بعضها طویلة نظرا إلی فائدتها أو تبعا لأسلوب صاحبها.
4- استوفیت فی المصطلح الواحد معظم تفرّعاته، لا سیّما تلك المتداخلة معه ضمن حقل دلالی واحد. فوضع المصطلح الرئیس فی البدایة، ثم وردت فروعه وفقا لتسلسلها الألفبائی. مثل مصطلح العقل، العقل بالفعل، العقل بالملكة، العقل المستفاد، العقل الهیولانی إلخ …
5- عندما تبیّن لنا أن بعض التعریفات تفی بتحدید عدة مصطلحات وردت ضمنها، كان لا بدّ من إیراد هذه التعریفات مكرّرة تحت كلّ من هذه المصطلحات. مثل تكرار مصطلح الحركة علی أنواعها عندما جمعت فی تعریف مطوّل واحد مع المحرّك أو الفاعل، الإمكان علی أنواعه مع العدم و القوة إلخ …
6- تمّت إضافة بعض الألفاظ الممهّدة فی مطلع التعریفات أو فی وسطها، محاطة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 12
بقزسین كما ذكرنا إجلاء للمعنی المحصور فی التعریف. أما سائر الأقواس فوردت أصلا فی بعض المصنّفات و هی تعود للمؤلّفین أو للمحققین، كما جاء فی بعض كتب الغزالی التی حققها سلیمان دنیا مثل «مقاصد الفلاسفة».
7- أبرزنا معظم التفریعات المستجدّة عند فلاسفة العرب، و التی لم یشر إلیها عند الیونانیین و القدماء. فها هم المشاؤون العرب یطوّرون مفاهیم العدم، و الإمكان، و الوجوب، و القدم، و الحدوث، و السبب، و العلّة إلخ … نظرا إلی تشابك العلم الفكریة عندهم بالعلوم اللسانیة و العلوم الشرعیة.
8- إضافة إلی اعتماد اللفظ المفرد فی معظم المصطلحات و الذی وضعناه بصیغة النكرة، لم نهمل صیغتی التثنیة و الجمع نظرا إلی ورودهما بأبعادهما فی بعض الأماكن، مثل إدراكات الحواس و العقل، إلهیات، ضدان، معلولان متماثلان.
9- اكتفینا عند عرضنا لأبرز مصطلحات الفلسفة و أشهرها كالمادة، و الماهیة، و الصورة، و العقل إلخ … ببعض النماذج الأساسیة. فلم نسبرها جمیعها و فی الكتب كافة تجنبا للحشو أو الإطناب و التكرار غیر المجدیین.
10- أسقطنا الكثیر من التعریفات المكرّرة الواردة عند المؤلّف الواحد، لا سیما فی المصنّف الواحد، محتفظین بالأبرز منها. و قد لا حظنا هذه الظاهرة فی تلك المصادر التی أتت كتلخیصات لسابقاتها، مثل ما وردت فی «كتاب النجاة» عند إبن سینا و هو مختصر مضمون «كتاب الشفاء».

ثانیا: نظم المصطلحات فی الموسوعة و ترتیبها

1- جری ترتیب المصطلحات بحسب اللفظ دون العودة إلی الجذر، لكننا وضعنا الجذور و مشتقاتها فی الفهارس. فجاء لفظ الموجود مثلا تحت حرف المیم لا الواو، و الأجسام تحت حرف الألف لا الجیم.
2- وردت رؤوس الموضوعات نكرة مراعاة لنظام الحاسوب الألفبائی. أما ما جاء منها مركّبا فقد وقع أحیانا اللفظ الثانی أو الثالث فیها معرّفا، مثل أجزاء الماهیة، مادة الشی‌ء، ما سوی الواحد.
3- أرفقنا كل جملة بإشارة إلی إسم الفیلسوف و الكتاب مرمّزین و إلی رقمی الصفحة و السطر بتسلسل. أما رقم السطر بحدّ ذاته فأتی مطابقا لموقع المصطلح فیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 13
و لیس لبدایة التعریف.
4- حرصنا علی أن تكون معظم المصطلحات أسماء و إن وردت فی التعریف أصلا علی صورة أفعال. فوضعنا مثلا یفعل تحت فعل، یدرك تحت درك أو إدراك إلخ.
5- حذف فی العدید من التعریفات حرف «أما» المرافق لفعل الشرط نظرا إلی ابتعاده عن جملة التعریف المقتطعة، بینما وردت «فاء الجواب» فی التعریف.
6- تمّ ضبط القواطع أو إضافتها للمزید من الإیضاح نظرا إلی طول بعض التعریفات و صعوبة تركیب معانیها المعقّدة.
7- عندما أظهرت بعض التعریفات شرحا مباشرا للمصطلح الذی وضع فی البدایة علی صورة ما تناولته المعاجم و الفهارس القدیمة، إضطررنا إلی تمییزه كما جاء.
فیها بوضعنا نقطتین تفصیلا للمعنی و إبرازا للفظة المحدّدة. و قد ورد ذلك مثلا فی تعریفات الآمدی و الجرجانی.
8- وردت بعض الأفعال و الأسماء فی صیغة المذكّر، فی حین أن المعروف لسانا الیوم عكس ذلك، فعمدنا إلی تركها علی حالها إبقاء منا علی أصالتها.
9- حافظنا قدر المستطاع علی طریقة الكتّاب و النسّاخ القدماء فی تلیین الهمزة، و حذف بعض الأحرف، مثل لفظ جزویات (جزئیات)، ثلثة (ثلاثة).
10- تمّ التنوین بشكل جزئی و عند الضرورة لجلاء المعنی. فصوّبنا بعض المصطلحات لا سیما عند وضع الهمزة و كتابتها إیضاحا للمضمون و البعد الفلسفیّین.

ثالثا: المصادر وفقا لتسلسلها

جابر بن حبان- مختار رسائل- تحقیق ب. كراوس- القاهرة، كتبة الخانجی- 1354 ه- 1935 م.
یعقوب بن إسحق الكندی- رسائل فلسفیة- تحقیق عبد الهادی أبو ریده- مصر، دار الفكر العربی- مطبعة الاعتماد- 1950.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 14
أبو نصر الفارابی- فلسفة أرسطوطالیس- تحقیق محسن مهدی- لجنة إحیاء التراث الفلسفی العربی- بیروت، دار مجلة شعر- 1961.
أبو نصر الفارابی- كتاب الجمع بین رأیی الحكیمین أفلاطون الإلهی و أرسطوطالیس- تحقیق ألبیر نادر- بیروت، المطبعة الكاثولیكیة- 1960.
أبو نصر الفارابی- مبادئ الفلسفة القدیمة: ما ینبغی أن یقدّم قبل تعلّم فلسفة أرسطو- نشرة المكتبة السلفیة- مطبعة المؤیّد- 1328 ه- 1910 م.
أبو نصر الفارابی- مبادئ الفلسفة القدیمة: عیون المسائل فی المنطق و مبادئ الفلسفة. نشرة المكتبة السلفیة- مطبعة المؤیّد- 1328 ه- 1910 م.
أبو نصر الفارابی- رسائل الفارابی: التعلیقات- الهند، مطبعة مجلس دائرةالمعارف العثمانیة- حیدرآباد الدكن- 1346 ه.
أبو نصر الفارابی- رسائل الفارابی: كتاب التنبیه علی سبیل السعادة- الهند، مطبعة مجلس دائرةالمعارف العثمانیة- حیدرآباد الدكن- 1346 ه.
أبو نصر الفارابی- رسائل الفارابی: كتاب الفصوص- الهند، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانیة- حیدرآباد الدكن- 1345 ه.
أبو نصر الفارابی- رسائل الفارابی: فضیلة العلوم و الصناعات- الهند، مطبعة مجلس دائرةالمعارف العثمانیة- حیدرآباد الدكن- طبعة ثانیة- 1367 ه.
أبو نصر الفارابی- إحصاء العلوم- تحقیق عثمان أمین- مصر، دار الفكر العربی- مطبعة الاعتماد- الطبعة الثانیة- 1949.
أبو نصر الفارابی- رسالة فی العقل- تحقیق موریس بویج- بیروت، دار المشرق- الطبعة الثانیة- 1983.
أبو نصر الفارابی- كتاب الحروف- تحقیق محسن مهدی- بیروت، دار المشرق- 1970.
أبو نصر الفارابی- رسائل الفارابی: كتاب تحصیل السعادة- الهند، مطبعة مجلس دائرةالمعارف العثمانیة- حیدرآباد الدكن- 1345 ه.
أبو نصر الفارابی- كتاب الملّة- تحقیق محسن مهدی- بیروت، دار المشرق- 1968.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 15
أبو نصر الفارابی- كتاب السیاسة المدنیة الملقّب بمبادئ الموجودات- تحقیق فوزی نجار- بیروت، المطبعة الكاثولیكیة- 1964.
أبو نصر الفارابی- كتاب آراء أهل المدینة الفاضلة- تحقیق ألبیر نادر- بیروت، المطبعة الكاثولیكیة- 1959.
أبو حیان التوحیدی- كتاب المقابسات- تحقیق حسن السندوبی- مصر، المطبعة الرحمانیة- 1929.
أخوان الصفاء- رسائل أخوان الصفاء و خلّان الوفاء- الأجزاء الأول و الثانی و الثالث و الرابع- تحقیق خیر الدین الزرلكی- مصر، المطبعة العربیة- 1928.
إبن سینا- عیون الحكمة- تحقیق عبد الرحمن بدوی- ذكری إبن سینا- القاهرة، منشورات المعهد العلمی الفرنسی للآثار الشرقیة- 1954.
إبن سینا- كتاب الحدود- تحقیق أملیة غواشون- ذكری إبن سینا- القاهرة، منشورات المعهد العلمی الفرنسی للآثار الشرقیة- 1963.
إبن سینا- كتاب الشفاء- الطبیعیات- السماء و العالم (2)- الكون و الفساد (3)- تحقیق محمود قاسم- مراجعة و تقدیم إبراهیم مدكور- القاهرة، دار الكاتب العربی للطباعة و النشر- 1969.
إبن سینا- كتاب الشفاء- الطبیعیات- النفس (6)- تحقیق جورج قنواتی، سعید زاید- تصدیر و مراجعة إبراهیم مدكور- القاهرة، الهیئة العامة المصریة للكتاب- 1975.
إبن سینا- الشفاء- الإلهیات (1)- تحقیق جورج قنواتی، سعید زاید- الإلهیات (2)- تحقیق محمد موسی، سلیمان دنیا، سعید زاید- مراجعة و تقدیم إبراهیم مدكور- القاهرة، الهیئة العامة لشؤون المطابع الأمیریة- 1960.
إبن سینا- الإشارات و التنبیهات- الطبیعیات (القسم الثانی)- تحقیق سلیمان دنیا- مصر، دار المعارف- 1957.
إبن سینا- الإشارات و التنبیهات- الإلهیات (القسم الثالث)- تحقیق سلیمان دنیا- مصر، دار المعارف- 1957.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 16
إبن سینا- تسع رسائل فی الحكمة و الطبیعیات- مصر، مطبعة هندیة بالموسكی- 1326 ه.
إبن سینا- رسائل فی أحوال النفس- تحقیق أحمد فؤاد الأهوانی- مصر، دار إحیاء الكتب العربیة- 1952.
إبن سینا- كتاب النجاة- الطبیعیات و الإلهیات- محیی الدین صبری الكردی- القاهرة- الطبعة الثانیة- 1938.
بهمنیار بن المرزبان- ما بعد الطبیعة نشر و تصحیح عبد الجلیل سعد- مصر، مطبعة فرج اللّه الكردی- 1329 ه.
أبو حامد الغزالی- مقاصد الفلاسفة- الإلهیات (2)- الطبیعات (3)- تحقیق سلیمان دنیا- مصر، دار المعارف- الطبعة الثانیة- 1960.
أبو حامد الغزالی- تهافت الفلاسفة- تقدیم و ضبط و تعلیق جیرار جهامی- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1993.
أبو حامد الغزالی- المعارف العقلیة- تحقیق عبد الكریم عثمان- دمشق، دار الفكر- 1963.
أبو حامد الغزالی- المنقذ من الضلال- تحقیق فرید جبر- بیروت، اللجنة اللبنانیة لترجمة الروائع- الطبعة الثانیة- 1969.
إبن باجه- كتاب النفس- تحقیق محمد المعصومی- دمشق، مطبوعات المجمع العلمی العربی- 1960.
ابن باجه- رسائل إبن باجه الإلهیة- تحقیق و تقدیم ماجد فخری- بیروت- دار النهار للنشر- 1991.
إبن علی بن ملكا البغدادی- كتاب المعتبر فی الحكمة- العلم الطبیعی (2)- حیدر آباد، جمعیة دائرةالمعارف العثمانیة 1357 ه.
إبن علی بن ملكا البغدادی- كتاب المعتبر فی الحكمة- العلم الإلهی (3)- حیدر آباد، جمعیة دائرةالمعارف العثمانیة- 1357.
إبن طفیل- حی بن یقظان- تحقیق ألبیر نادر- بیروت، دار المشرق- الطبعة الرابعة- 1993.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 17
شهاب الدین بن یحیی السهروردی- رسالة حكمة الإشراق فی اعتقاد الحكماء- تحقیق هنری كوربان- باریس، المكتبة الإیرانیة- طبعة تهران- 1977.
شهاب الدین بن یحیی السهروردی- كتاب اللمحات- تحقیق إمیل المعلوف- بیروت، دار النهار للنشر- د. ت.
إبن رشد- تفسیر ما بعد الطبیعة- الأجزاء الأول و الثانی و الثالث- تحقیق موریس بویج- بیروت، دار المشرق- 1973.
إبن رشد- تهافت التهافت- تقدیم و ضبط و تعلیق محمد العریبی- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1993.
إبن رشد- فصل المقال و تقریر ما بین الشریعة و الحكمة من الاتصال- تقدیم و تعلیق ألبیر نادر- بیروت، المطبعة الكاثولیكیة- 1968.
إبن رشد- مناهج الأدلة فی عقائد الملّة- تقدیم و تحقیق محمود قاسم- مصر، مكتبة الأنجلو المصریة- 1955.
إبن رشد- رسائل إبن رشد- رسالة السماع الطبیعی- تقدیم و ضبط و تعلیق جیرار جهامی، رفیق العجم- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1994.
إبن رشد- رسائل إبن رشد: رسالة السماء و العالم- تقدیم و ضبط و تعلیق جیرار جهامی، رفیق العجم- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1994.
إبن رشد- رسائل إبن رشد: رسالة الكون و الفساد- تقدیم و ضبط و تعلیق جیرار جهامی، رفیق العجم- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1994.
إبن رشد- رسائل إبن رشد: رسالة النفس- تقدیم و ضبط و تعلیق جیرار جهامی، رفیق العجم- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1994.
إبن رشد- رسائل إبن رشد: رسالة ما بعد الطبیعة- تقدیم و ضبط و تعلیق جیرار جهامی، رفیق العجم- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1994.
فخر الدین الرازی- كتاب المباحث المشرقیة فی علم الإلهیات و الطبیعیات- الهند، مطبعة دائرةالمعارف النظامیة- 1343 ه.
فخر الدین الرازی- لباب الإشارات- تصحیح عبد الحفیظ سعد عطیه- مصر، مكتبة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 18
الخانجی- 1355 ه.
فخر الدین الرازی- محصّل أفكار المتقدّمین و المتأخّرین من العلماء و الحكماء و المتكلمین- تقدیم و تعلیق سمیح دغیم- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1992.
سیف الدین الآمدی- كتاب المبین فی شرح ألفاظ الحكماء و المتكلمین- تحقیق عبد الأمیر الأعسم- بیروت، دار المناهل- 1987.
إبن خلدون- المقدمة- بیروت، دار العلم- د. ت.
علی بن محمد الشریف الجرجانی- كتاب التعریفات- بیروت، مكتبة لبنان- 1987.
علاء الدین الطوسی- تهافت الفلاسفة- تحقیق و تحلیل رضا سعادة- بیروت، دار الفكر اللبنانی- 1990 «1»

رابعا: أسماء الفلاسفة وفقا لتدرجهم زمنیّا بحسب عام الوفاة

جابر بن حیان 815 م
یعقوب بن إسحق الكندی 866 م
أبو نصر الفارابی 950 م
أبو حیان التوحیدی 1010 م
أخوان الصفاء 1030 م
إبن سینا 1037 م
بهمنیار بن المرزبان 1050 م
أبو حامد الغزالی 1111 م
إبن باجه 1138 م
إبن علی بن ملكا البغدادی 1170 م
إبن طفیل 1185 م
______________________________
(1) هناك بعض المصادر التی اشتملت علی موضوعات عدة تتجاوز المضمون الفلسفی. و قد أتممنا فرزها لوضعها فی موسوعات أخری وفقا لمواضیعها، فاجتزأنا مضامینها من مثل بعض رسائل أخوان الصفاء، و بعض كتب الشفاء لإبن سینا، و رسائل إبن رشد المتضمّة فی معظمها علوما بحتة.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 19
شهاب الدین بن یحیی السهروردی 1191 م
إبن رشد 1198 م
فخر الدین الرازی 1209
سیف الدین الآمدی 1233 م
إبن خلدون 1406 م
علی بن محمد الشریف الجرجانی 1413 م
علاء الدین الطوسی 1482 م‌

خامسا: لائحة الرموز المستعملة

وردت مراجع كل تعریف تدریجا وفقا لاسم الفیلسوف، و الكتاب، ثم رقم الصفحة و السطر. و قد استعملنا من أجل الإشارة إلیها الرموز التالیة:
إسم الفیلسوف/ الرمز/ إسم الكتاب/ الرمز
جابر بن حیّان/ جا/ مختار رسائل/ ر
یعقوب بن إسحق الكندی/ ك/ الرسائل الفلسفیة/ ر
أبو نصر الفارابی/ ف/ فلسفة أرسطوطالیس/ ط
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب الجمع بین رأیی الحكیمین/
أفلاطون الإلهی و أرسطوطالیس/ ج
أبو نصر الفارابی/ ف/ ینبغی أن یقدّم قبل تعلّم فلسفة أرسطو/ م
أبو نصر الفارابی/ ف/ عیون المسائل فی المنطق و مبادئ الفلسفة/ ع
أبو نصر الفارابی/ ف/ التعلیقات/ ت
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب التنبیه علی سبیل السعادة/ تن
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب الفصوص/ ف
أبو نصر الفارابی/ ف/ فضیلة العلوم و الصناعات/ فض
أبو نصر الفارابی/ ف/ إحصاء العلوم/ ح
أبو نصر الفارابی/ ف/ رسالة فی العقل/ عق
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب الحروف/ حر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 20
إسم الفیلسوف/ الرمز/ إسم الكتاب/ الرمز
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب تحصیل السعادة/ س
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب الملّة/ م
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب السیاسة المدنیة/ سم
أبو نصر الفارابی/ ف/ كتاب آراء أهل المدینة الفاضلة/ أ
أبو حیّان التوحیدی/ تو/ كتاب المقابسات/ م
أخوان الصفاء/ ص/ رسائل (1)/ ر 1
أخوان الصفاء/ ص/ رسائل (2)/ ر 2
أخوان الصفاء/ ص/ رسائل (3)/ ر 3
أخوان الصفاء/ ص/ رسائل (4)/ ر 4
إبن سینا/ س/ عیون الحكمة/ ع
إبن سینا/ س/ كتاب الحدود/ ح
إبن سینا/ س/ كتاب الشفاء- الطبیعیات/ شط
إبن سینا/ س/ كتاب الشفاء- النفس/ شن
إبن سینا/ س/ كتاب الشفاء- الإلهیات/ شأ
إبن سینا/ س/ كتاب الإشارات و التنبیهات- الطبیعیات/ أ 1
إبن سینا/ س/ كتاب الإشارات و التنبیهات- الإلهیات/ أ 2
إبن سینا/ س/ تسع رسائل فی الحكمة و الطبیعیات/ ر
إبن سینا/ س/ رسائل فی أحوال النفس/ ف
إبن سینا/ س/ كتاب النجاة/ ن
بهمنیار بن المرزبان/ ب/ ما بعد الطبیعة/ م
الغزالی/ غ/ مقاصد الفلاسفة/ م
الغزالی/ غ/ تهافت الفلاسفة/ ت
الغزالی/ غ/ المعارف العقلیة/ ع
الغزالی/ غ/ المنقذ من الضلال/ مض
إبن باجه/ ج/ كتاب النفس/ ن
إبن باجه/ ج/ الرسائل الإلهیة/ ر
إبن علی بن ملكا البغدادی/ بغ/ المعتبر فی الحكمة- العلم الطبیعی/ م 1
إبن علی بن ملكا البغدادی/ بغ/ المعتبر فی الحكمة- العلم الإلهی/ م 2
موسوعة مصطلحات الفلسفة، المقدمة، ص: 21
إسم الفیلسوف/ الرمز/ إسم الكتاب/ الرمز
إبن طفیل/ طف/ حی بن یقظان/ ح
شهاب الدین بن یحیی السهروردی/ سه/ رسالة حكمة الإشراق فی اعتقاد الحكماء/ ر
شهاب الدین بن یحیی السهروردی/ سه/ كتاب اللمحات/ ل
إبن رشد/ ش/ تفسیر ما بعد الطبیعة/ ت
ابن رشد/ ش/ تهافت التهافت/ ته
ابن رشد/ ش/ فصل المقال و تقریر ما بین الحكمة/ و الشریعة من الاتصال/ ف
إبن رشد/ ش/ مناهج الأدلة فی عقائد الملّة/ م
إبن رشد/ ش/ رسالة السماء الطبیعی/ سط
إبن رشد/ ش/ رسالة السماء و العالم/ سم
إبن رشد/ ش/ رسالة الكون و الفساد/ سك
إبن رشد/ ش/ رسالة النفس/ ن
إبن رشد/ ش/ رسالة ما بعد الطبیعة/ ما
فخر الدین الرازی/ ر/ المباحث المشرقیة/ م
فخر الدین الرازی/ ر/ لباب الإشارات/ ل
فخر الدین الرازی/ ر/ محصّل أفكار المتقدمین و المتأخرین/ من العلماء و الحكماء و المتكلمین/ مح
سیف الدین الآمدی/ سی/ كتاب المبین فی شرح ألفاظ الحكماء/ و المتكلمین/ م
إبن خلدون/ خ/ المقدمة/ م
علی بن محمد الشریف الجرجانی/ جر/ كتاب التعریفات/ ت
علاء الدین الطوسی/ ط/ تهافت الفلاسفة/
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1

أ

ابتداء

- إن عدد المعانی التی یقال علیها الابتداء یقال علیها اسم النهایة لأن المبدأ نهایة ما و أنها مع هذا تقال أعم مما یقال علیها المبدأ (ش، ت، 630، 13)- كل ما انقضی فقد ابتدأ، و ما لم یبتدئ فلا ینقضی (ش، ته، 37، 2)

إبداع‌

- الإبداع- إظهار الشی‌ء عن لیس (ك، ر، 165، 11)- الإبداع … إنه إیجاد شی‌ء لا عن شی‌ء، و أن كل ما یتكوّن من شی‌ء ما فإنه یفسد، لا محالة، إلی ذلك الشی‌ء، و العالم مبدع من غیر شی‌ء، فمآله إلی غیر شی‌ء (ف، ج، 103، 11)- الإبداع هو حفظ إدامة وجود الشی‌ء الذی لیس وجوده لذاته، إدامة لا تتصل بشی‌ء من العلل غیر ذات المبدع (ف، ع، 6، 11)- أما الإبداع و الاختراع فهو إیجاد شی‌ء لا من شی‌ء (ص، ر 4، 11، 16)- الإبداع اسم مشترك لمفهومین: أحدهما تأسیس الشی‌ء لا عن شی‌ء و لا بواسطة شی‌ء، و المفهوم الثانی أن یكون للشی‌ء وجود مطلق عن سبب بلا متوسّط و له فی ذاته أن لا یكون موجودا و قد أفقد الذی له من ذاته إفقادا تامّا (س، ح، 42، 11)- المعنی الذی یسمّی إبداعا عند الحكماء هو تأسیس الشی‌ء بعد لیس مطلق، فإنّ للمعلول فی نفسه أن یكون" لیس" و یكون له عن علّته أن یكون" أیس" (س، شأ، 266، 12)- الإبداع هو أن یكون من الشی‌ء وجود لغیره، متعلّق به فقط، دون متوسّط من مادة، أو آلة، أو زمان. و ما یتقدّمه عدم زمانی، لم یستغن عن متوسّط. و الإبداع أعلی مرتبة من التكوین و الإحداث (س، أ 2، 95، 3)- الإبداع إیجاد الشی‌ء من لا شی‌ء. و قیل الإبداع تأسیس الشی‌ء عن الشی‌ء، و الخلق إیجاد شی‌ء من شی‌ء … و الإبداع أعمّ من الخلق (جر، ت، 6، 1)

إبداعیات‌

- إنّ الأعراض إنّما تتشخّص بسبب موضوعاتها المعیّنة، و أمّا الإبداعیات فلیس تشخّصها لحصولها فی تلك الأحیاز فإنّ نوعها فی شخصها، فالمشخّص لها هو طبیعة نوعها (ر، م، 140، 21)

أبدی‌

- إنّ ما لم یكن أزلیّا وجب أن لا یكون أبدیّا، لأنّ ما لا یكون أزلیّا كانت ماهیّته قابلة للعدم، و ذلك القبول من لوازم تلك الماهیّة، فتكون الماهیّة قابلة للعدم أبدا (ر، مح، 101، 11)

أبدیات‌

- الأبدیات و سائر الموجودات فی حالة واحدة لها أحوال و نسب لبعضها إلی بعض، و تلك النسب كلّها موجودة للأول فهی معلولة له.
مثال تلك النسب هو أن یكون إما نسبة إضافیة أو نسبة مضادیة أو نسبة علّیة و معلولیة، و كل واحدة من هذه النسب لا تتناهی و لها اعتبارات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 2
غیر متناهیة. و كل واحد من تلك الموجودات من الهیئات و الصور تكون علّة للآخر و معلولا للآخر و مضادّا لشی‌ء و مضائفا لشی‌ء، و تكون له إضافة فی إضافة و تركیب إضافة مع إضافة و أحوال غیر متناهیة (ف، ت، 17، 9)

إبصار

- الإبصار: هو عبارة عن أخذ صورة المدرك أعنی انطباع مثل صورته فی الرطوبة الجلیدیة من العین التی تشبه البرد، و الجمد أی الجلید، و هی مثل المرآة، فإذا قابلها متلوّن، انطبع مثل صورته فیها، كما تنطبع صورة الإنسان المقابل للمرآة فیها، بتوسّط جسم شفّاف بینهما، لا بأن ینفصل من المتلوّن شی‌ء، و یمتدّ إلی العین، و لا بأن ینفصل من العین شعاع، فیمتدّ إلی الصورة، فإنّ كلیهما محالان فی الإبصار، و فی المرآة (غ، م، 352، 6)

أبعاد

- الأبعاد تأبی التداخل و توجب المقاومة و التنحّی عن نفوذ المندفعات فیها إن قویت علی الاندفاع (س، ن، 122، 8)- إنّ الأبعاد و الصورة الجسمیة لا بدّ لها من موضوع أو هیولی تقوم فیه (س، ن، 202، 9)- إنّ الأبعاد متناهیة، و لو لا كذا كان بعد غیر متناه قطع عن وسطه قدر متناه، یوصل طرفاه، فیؤخذ معه تارة و دونه أخری، فیؤخذ كأنّهما خطان طبق أحدهما علی الآخر، فإن ذهبا معا إلی غیر النهایة علی التساوی فمحال إذ الناقص لا یساوی الزائد (سه، ل، 101، 2)- إن الأبعاد هی أعراض من باب الكمیة و لا بد (ش، م، 178، 5)- الأبعاد ممّا لا تعرّف من شخص الجوهر ماهیّته، و أنه متی وصف بها شخص الجوهر وصفا ذاتیا كان نوع ذلك الشخص أو جنسه مأخوذا فی حدّها علی جهة ما تؤخذ موضوعات الأعراض أو أجناس موضوعاتها فی حدودها، و لم یكن ذلك الوصف مأخوذا فی حدّ نوع ذلك الشخص علی جهة ما تؤخذ المحمولات التی هی أسباب الموضوعات فی حدودها. مثال ذلك قولنا فی الإنسان و فی كثیر من الحیوان إنه ذو مقدار ما، و ذلك أن لكل واحد من هذه عظما مخصوصا. و بالجملة فهو ظاهر فی ذی النفس أن الأبعاد متأخرة عنه و أن النفس و ذا النفس متقدّم علیها (ش، ما، 62، 17)- الأبعاد أحق باسم الجوهر (ش، ما، 65، 15)- الأبعاد جواهر، إذ كانت أول شی‌ء تتقوّم بها المادة الأولی (ش، ما، 94، 2)- الأبعاد التی تحلّ الهیولی أولا هی أبعاد واحدة بالعدد مشتركة لجمیع الأجسام، و هی أبعاد بالقوة لأنها غیر محدودة بالنهایات قبل حصول الصور فیها، فإذا حصلت الصور فیها صارت محدودة بالفعل بحسب الكمیة التی تخصّ تلك الصورة. و ذلك أن الصور الكائنة الفاسدة لها كمیات محدودة من الهیولی الأولی، و هذه الأبعاد هی التی لا تتعری منها الهیولی الأولی و إنما تقبل الزیادة و النقصان عند الكون و الفساد (ش، ما، 94، 20)- إنّ الأبعاد متناهیة و كل متناه یحیط به حدّ أو حدود (ر، ل، 51، 13)

أبعاد ثلاثة

- الأبعاد الثلاثة … هی الطول و العرض و العمق (ص، ر 3، 204، 22)- الأبعاد الثلاثة الموجودة فی المادة الأولی …
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 3
هی التی أجمع القدماء أنها الأبعاد التی تحلّ أولا فی الهیولی و أن الصورة إنما تحلّ فیها بتوسط هذه الأبعاد. و لیس یمكن فی مثل هذه الأبعاد أن تكون جوهرا لأنه لو كانت جوهرا لكانت إذا خرجت إلی الفعل بقبولها النهایات جوهرا لا كمّا و ذلك مستحیل (ش، ما، 95، 4)

اتحاد

- إنّ الاتحاد هو من خاصیة الأمور الروحانیة و الأحوال النفسانیة لأنّ الأمور الجسمانیة لا یمكن فیها الاتحاد، بل المجاورة و الممازجة و المماسة لا غیر. فأما الاتحاد فهو فی الأمور النفسانیة (ص، ر 3، 264، 2)- الاتّحاد و هو تصییر الذاتین واحدة و لا یكون إلّا فی العدد من الاثنین فصاعدا (جر، ت، 6، 10)- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 12)- الاتّحاد هو شهود الوجود الحقّ الواحد المطلق الذی الكلّ موجود بالحقّ فیتّحد به الكلّ من حیث كون كلّ شی‌ء موجودا به معدوما بنفسه لا من حیث أنّ له وجودا خاصّا اتّحد به فإنّه محال (جر، ت، 6، 15)- قیل الاتّحاد امتزاج الشیئین و اختلاطهما حتی تصیر شیئا واحدا لاتصال نهایات الاتحاد (جر، ت، 6، 18)- قیل الاتحاد هو القول من غیر رؤیة و فكر (جر، ت، 6، 19)

اتحاد المركّبات‌

- إنّ الغرض من اتحاد المركّبات كلها هو معرفة السبب الموجب لذاتها المنشئ لمبادیها المؤلّف لكیفیاتها، و كیف كان منشأ الابتداء و إلی أین تؤول العاقبة فی الانتهاء (ص، ر 3، 100، 19)

اتصال‌

- الاتصال- هو اتحاد النهایات (ك، ر، 176، 7)- یقال: ما الاتصال؟ الجواب: هو اتحاد النهایات، و الانفصال تباین المتّصلات (تو، م، 313، 17)- القابل لا یخلو: إمّا أن یكون عین الاتصال أو غیره. فإن كان عین الاتصال فهو محال، لأنّ القابل هو الذی یبقی مع المقبول إذ لا یقال المعدوم قبل الوجود فالاتصال لا یقبل الانفصال، فلا بدّ من أمر آخر هو القابل للاتصال و الانفصال جمیعا و ذلك القابل یسمّی (هیولی) بالاصطلاح. و الاتصال المقبول یسمّی (صورة) (غ، م، 155، 5)- الاتصال یقال علی اتصال الوجود و اتصال الجسم بتقدیم و تأخیر. و الاتصال بالمكان هو اتصال الجسم بالجسم بالذات و أمّا سائر ذلك فهو اتصال الجسم بالجسم بالعرض (ج، ن، 71، 6)- إن الاتصال هو من المحسوسات المشتركة (ش، ت، 530، 3)

اتصال الوجود

- اتصال الوجود لا یقتضی قربا أقرب من قربه و كیف و هو مبدأ كل وجود و معطیه (ف، ف، 19، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 4

اتفاق‌

- الاتفاق اشتراك فی حال واحدة أو معنی واحد (ك، ر، 133، 10)- الأشیاء التی تنسب إلی البخت و الاتّفاق هی الأقلیّة الوجود عن ذلك السبب و حاصلة عنه بالعرض لا بالذات. فإنّ السعید البخت هو الذی ینال الخیر الذی لم یسع لطلبه كمن حفر بئرا فوجد كنزا أو سعی فی طریقه لغرض ما فصادف حبیبا فإنّه ینتسب إلی البخت و الاتّفاق من حیث أنّه لم یسع لأحدهما (بغ، م 1، 19، 23)- إن ما یحدث بالاتفاق و من تلقاء نفسه فلیس هو من الأشیاء التی هی باضطرار و لا من الأشیاء التی تتكوّن علی الأكثر، و إنما كونه علی الأقل (ش، سط، 43، 15)- الاتفاق فإنه السبب بعینه الذی كان موجودا لشی‌ء ما بالذات و وجد الآن شی‌ء آخر بالعرض. و كیف ما كان فهو تابع لما بالذات و متأخّر عنه إذ ذلك شأن ما بالعرض، و لذلك لا تحیط به معرفة و لا یطلب هذا النحو من الأسباب فی صناعة إذ كانت غیر محصّلة الوجود فی نفسها (ش، سط، 44، 9)- إنّ الاتفاق غایة عرضیة لأمر طبیعی أو إرادی أو قسری، و لا یستند القسر إلی قسر آخر إلی غیر النهایة كما ثبت بل لا بدّ و أن ینتهی إلی الإرادة أو الطبیعة. فإذا الإرادة و الطبیعة أقدم من الاتفاق (ر، م، 538، 1)

اتفاقیة

- الاتّفاقیّة هی التی حكم فیها بصدق التالی علی تقدیر صدق المقدّم لا لعلاقة بینهما موجبة لذلك بل بمجرّد صدقهما، كقولنا إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق. و قد یقال إنّها هی التی یحكم فیها بصدق التالی فقط و یجوز أن یكون المقدّم فیها صادقا أو كاذبا. و تسمّی بهذا المعنی اتفاقیّة عامّة، و المعنی الأول اتفاقیّة خاصّة للعموم و الخصوص بینهما فإنّه متی صدق المقدّم صدق التالی و لا ینعكس (جر، ت، 7، 3)

إتقان‌

- الإتقان معرفة الأدلّة بعللها و ضبط القواعد الكلّیّة بجزئیّاتها (جر، ت، 7، 1)- قیل الإتقان معرفة الشی‌ء بیقین (جر، ت، 7، 2)

أتقن البلاغة

- إنّ أحكم الكلام ما كان أبینه و أبلغه، و أتقن البلاغة ما كان أفصحها، و أحسن الفصاحة ما كان موزونا متّفقا، و أصحّ الموزونات من الأشعار ما كان غیر منزحف (ص، ر 3، 155، 15)

أتم الوجود

- ما كان أتمّ وجودا كان فی كونه حقّا أتمّ (ش، ت، 15، 18)

آثار طبیعیة

- قد یظنّ بالأفعال و الآثار الطبیعیة أنها ضروریة كالإحراق فی النار و الترطیب فی الماء و التبرید فی الثلج، و لیس الأمر كذلك لكنها ممكنة علی الأكثر لأجل أن الفعل إنما یحصل باجتماع معنیین، أحدهما تهیّؤ الفاعل للتأثیر و الآخر تهیّؤ المنفعل للقبول. فمهما لم یجتمع هذان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 5
المعنیان لم یحصل فعل و لا أثر البتة، كما أن النار و إن كانت محرقة فإنها متی لم تجد قابلا متهیّئا للاحتراق لم یحصل الاحتراق (ف، فض، 5، 12)

إثبات‌

- لا واسطة بین النفی و الإثبات (ر، م، 20، 8)

إثبات و نفی‌

- إن الإثبات و النفی لا یجتمعان معا (ش، ت، 350، 13)

اثنان‌

- كما أنّ الاثنین متأخّرة الوجود عن الواحد كذلك الكمیّة متأخّرة الوجود عن الهویة، و الهویّة هی متقدّمة الوجود علی الكمیة و الكیفیة و غیرهما كتقدم الواحد علی الاثنین و الثلاثة و جمیع العدد (ص، ر 2، 5، 5)

اثنینیة

- الاثنینیة فی الشی‌ء الواحد إنما هی من قبل الهیولی (ش، ت، 139، 12)- الاثنینیة إنما تصدر عن اثنینیة فقط (ش، ما، 163، 18)

اجتماع إنسانی‌

- إنّ الاجتماع الإنسانی ضروری. و یعبّر الحكماء عن هذا بقولهم الإنسان مدنی بالطبع أی لا بدّ له من الاجتماع الذی هو المدنیة فی اصطلاحهم و هو معنی العمران (خ، م، 33، 2)

اجتماع فاضل‌

- الاجتماع الذی به یتعاون علی نیل السعادة هو الاجتماع الفاضل (ف، أ، 97، 8)

اجتماعات إنسانیة

- لا یمكن أن یكون الإنسان ینال الكمال، الذی لأجله جعلت له الفطرة الطبیعیة، إلّا باجتماعات جماعة كثیرة متعاونین، یقوم كل واحد كل واحد ببعض ما یحتاج إلیه فی قوامه، فیجتمع مما یقوم به جملة الجماعة لكل واحد جمیع ما یحتاج إلیه فی قوامه و فی أن یبلغ الكمال. و لهذا كثرت أشخاص الإنسان، فحصلوا فی المعمورة من الأرض، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانیة (ف، أ، 96، 10)- (الاجتماعات الإنسانیة): فمنها الكاملة، و منها غیر الكاملة. و الكاملة ثلاث: عظمی و وسطی و صغری. فالعظمی اجتماعات الجماعة كلها فی المعمورة، و الوسطی اجتماع أمة فی جزء من المعمورة، و الصغری اجتماع أهل مدینة فی جزء من مسكن أمة. و غیر الكاملة: أهل القریة، و اجتماع أهل المحلّة، ثم اجتماع فی سكّة، ثم اجتماع فی منزل. و أصغرها المنزلة (ف، أ، 96، 11)

اجتهاد

- الاجتهاد فی اللغة بذل الوسع، و فی الاصطلاح استفراغ الفقیه الوسع لیحصل له ظنّ بحكم شرعیّ (جر، ت، 8، 18)

أجرام‌

- إنّ كلّ الأجرام التی لیس منها شی‌ء أعظم من شی‌ء، متساویة. و المتساویة، أبعاد ما بین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 6
نهایاتها واحدة بالفعل و القوة (ك، ر، 202، 5)

أجرام بسیطة

- الأجرام البسیطة الكائنة الفاسدة إنما تكون من الضد و تفسد إلی الضد (ش، سم، 33، 3)

أجرام سماویة

- لأجرام السماوات معلومات كلّیة و معلومات جزئیّة. و هی قابلة لنوع من أنواع الانتقال من حال إلی حال علی سبیل التخیّل، و یحصل- بسبب ذلك التخیّل لها- التخیّل الجسمانی، و ذلك السبب هو سبب الحركة. فتحصل من جزئیات تخیّلاتها المتصلة الحركات الجسمانیة، ثم تلك التغیّرات تصیر سببا لتغیّر الأركان الأربعة و ما یظهر فی عالم الكون و الفساد من التغیّر (ف، ع، 8، 17)- اشتراك الأجرام السماویة فی معنی واحد، و هو الحركة الدوریة الصادرة عنها، یصیر سبب اشتراك المواد الأربع فی مادة واحدة.
و اختلاف حركاتها یصیر سبب اختلاف الصور الأربع. و تغیّرها من حال إلی حال یصیر سبب تغیّر المواد الأربع و كون ما یتكوّن منها و فساد ما یفسد منها (ف، ع، 9، 3)- الأجرام السماویة، و إن شاركت المواد الأربع فی تركیبها عن مادة و صورة، فإن مادة الأفلاك و الأجرام مخالفة لمادة الأركان الأربعة و الكائنات، كما أن صور تلك مخالفة لصور هذه مع اشتراك الجمیع فی الجسمیة، لأن الأبعاد الثلاثة فیها مفروضة (ف، ع، 9، 8)- إن الأشیاء التی لا تتحرّك واجب أن تكون سرمدیة أكثر من السرمدیة المتحرّكة الإلهیة، یعنی الأجرام السماویة لأن هذه هی علّتها، أعنی أن الجوهر المفارق هو علّة الأجرام السماویة (ش، ت، 711، 14)- الجواهر الطبیعیة المؤبّدة (هی) الأجرام السماویة. و قوله (أرسطو) فخلیق الّا یكون لبعضها عنصر لم یرد به بعض الأجرام السماویة لأن جمیعها لیس لها عنصر (ش، ت، 1077، 1)- كما أن التغیّر فی الجوهر هو الذی أوقفنا علی وجود المادة الأولی، كذلك التغییر فی المكان هو الذی أوقفنا علی أن الأجرام السماویة أجسام ذوات قوی فی الأین (ش، ت، 1077، 17)- الأشیاء التی تفسد بأجزائها و هی الأسطقسّات تتشبه فی كونها فاعلة علی الدوام بالتی لا تفسد لا بالكل و لا بالجزء و هی الأجرام السماویة … من قبل أن فی طباعها أن تتحرّك من ذاتها أی تشبه المتحرّكات من ذواتها أعنی المتحرّكات بمبدإ فیها لا من خارج (ش، ت، 1207، 7)- الأجرام السماویة … لما كانت مبدأ للمتنفّسة و غیر المتنفّسة وجب أن تكون متنفّسة ضرورة و أن تكون مبادئها البدن و النفس (ش، ت، 1534، 8)- الأجرام السماویة متنفّسة، و إنه لیس لها من قوی النفس إلّا العقل و القوة الشوقیة أعنی المحرّك فی المكان (ش، ت، 1593، 12)- إن الأجرام السماویة إذ كانت شهوتها من قبل العقل، و كان العقل إنما یشتهی ما هو أكثر حسنا منه، فیلزم ضرورة فی الأجرام السماویة أن تشتهی فی هذه الحركة ما هو أكثر حسنا منها. و إذا كانت هی أفضل الأجسام
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 7
المحسوسة و أحسنها فالشی‌ء الحسن الذی تشتهیه هو أفضل الموجودات و بخاصة الذی تشتهیه السماء بأسرها فی الحركة الیومیة (ش، ت، 1597، 10)- جمیع ما دون المبدأ الأول لیس یستوی فی وجود الترتیب فیه إذ كان بعضه یوجد فیه الترتیب التام من غیر أن یخلّ ذلك ما بالعرض، و هذه هی حال الأجرام السماویة، و بعضه یوجد فیه عدم الترتیب بالعرض و هو ما دون الأجرام السماویة (ش، ت، 1712، 10)- لیس جمیع الأشیاء مبادئها هی الأضداد إذ الأجرام السماویة لیس فی مبادئها تضاد (ش، ت، 1718، 10)- یری أرسطو أن للسماء یمینا و شمالا و أماما، و خلفا، و فوقا و أسفل. فاختلاف الأجرام السماویة فی جهات الحركات هو لاختلافها فی النوع، و هو شی‌ء یخصّها، أعنی أنها تختلف أنواعها باختلاف جهات حركاتها (ش، ته، 50، 22)- الاضمحلال علی الأجرام السماویة مخلّ بالنظام الإلهی الذی هاهنا عند الفلاسفة (ش، ته، 89، 22)- إذا كانت الأجرام السماویة لا یتم وجودها إلّا بالحركة فمعطی الحركة هو فاعل الأجرام السماویة (ش، ته، 109، 24)- الأجرام السماویة متحرّكة أولا من المحرّكین لها الذین لیس هم فی مادة أصلا، و صورها أعنی الأجرام السماویة مستفادة من أولئك المحرّكین و صور ما دون الأجرام السماویة مستفادة من الأجرام السماویة و بعضها من بعض، سواء كانت صور الأجسام البسائط التی فی المادة الأولی الغیر كائنة و لا فاسدة أو صورا لأجسام مركّبة من الأجسام البسیطة، و أن التركیب فی هذه هو من قبل الأجرام السماویة (ش، ته، 112، 28)- الأجرام السماویة هی مبادئ الأجرام المحسوسة المتغیّرة التی هاهنا. و مبادئ الأنواع إما مفردة و إما مع مبدأ مفارق (ش، ته، 129، 12)- لما فحصوا (الفلاسفة) عن الأجرام السماویة ظهر لهم أنها غیر متكوّنة بالمعنی الذی به هذه الأشیاء كائنة فاسدة أعنی ما دون الأجرام السماویة. و ذلك أن المتكوّن بما هو متكوّن یظهر من أمره أنه جزء من هذا العالم المحسوس، و أنه لا یتم تكوّنه إلا من حیث هو جزء، و ذلك أن المتكوّن منها إنما یتكوّن من شی‌ء، عن شی‌ء، و بشی‌ء، و فی مكان و زمان، و ألفوا الأجرام السماویة شرطا فی تكوّنها من قبل أنها أسباب فاعلة بعیدة (ش، ته، 129، 14)- الأجرام السماویة غیر متكوّنة و لا فاسدة بالمعنی الذی به هذه (الأجسام) متكوّنة و فاسدة، لأن المتكوّن لیس له حدّ و لا رسم، و لا شرح و لا مفهوم غیر هذا (ش، ته، 129، 24)- نجد الأجرام السماویة كلها فی حركتها الیومیة تتصوّر هی و فلك الكواكب الثابتة تصوّرا واحدا بعینه، فإنها تتحرّك بأجمعها فی هذه الحركة عن محرّك واحد و هو محرّك فلك الكواكب الثابتة، و نجد لها أیضا حركات تخصّها مختلفة، فوجب أن تكون حركاتها عن محرّكین مختلفین من جهة، متحدین من جهة، و هو من جهة ارتباط حركاتها بحركة الفلك الأول (ش، ته، 138، 7)- الأجرام السماویة عندهم (الفلاسفة) من حیث
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 8
هی بسیطة لا تقبل الصغر و الكبر (ش، ته، 143، 5)- البسیط یقال علی معنیین: أحدهما ما لیس مركّبا من أجزاء كثیرة و هو مركّب من صورة و مادة، و بهذا یقولون (الفلاسفة) فی الأجسام الأربعة أنها بسیطة، و الثانی یقال علی ما لیس مؤلّفا من صورة و مادة مغایرة للصورة بالقوة و هی الأجرام السماویة (ش، ته، 144، 17)- الأجرام السماویة لا خلاف عندهم (الفلاسفة) أنه لیس فیها قوة الجوهر، فلیست ضرورة ذات مادة كما هی الأجرام الكائنة (ش، ته، 158، 12)- الأجرام السماویة هی ذوات عقول و شوق (ش، ته، 270، 10)- الأجرام السماویة إن كانت تتخیّل فبمثل هذا الخیال الذی هو من طبیعة الكلّی لا الخیال الجزئی المستفاد من الحواس (ش، ته، 279، 29)- الأجرام السماویة إن تبیّن من أمرها أنها تعقل ما هاهنا من جهة ما تتخیّل، فذلك من جهة الخیالات العامة التی تلزم الحدود لا من جهة الخیالات الجزئیة التی تلزم الإحساسات، و الأظهر أن لا یكون ذلك عن التصوّر الجزئی (ش، ته، 280، 17)- الأجرام السماویة … تقبل الإضاءة و تؤدیها إلی الهواء فتفعل فیه تسخینا و إن لم تفعله فی الأجرام السماویة (ش، سم، 66، 13)- الأجرام السماویة أزلیة بالشخص و الأسطقسّات بالنوع (ش، سك، 120، 20)- الفاعل الأقصی لهذا الاختلاط و المزاج (فی الأجسام) علی نظام و دور محدود هی الأجرام السماویة (ش، ن، 28، 11)- الأجرام السماویة ذات عقول ضرورة، إذ كانت متصوّرة و هذا برهان سبب و وجود، و لأن الحركة إنما تكون مع شوق، فهی ضرورة ذات شوق نطقی و لیس لها من أجزاء النفس إلا هذا الجزء فقط. فإنه لیس یمكن أن توجد للأجرام السماویة حواس، فإن الحواس إنما جعلت فی الحیوان لموضع سلامته، و هذه الأجرام أزلیة و لا لها أیضا القوة المتخیلة علی ما یزعم ذلك ابن سینا. فإن القوة المتخیّلة لیس یمكن أن توجد دون الحواس علی ما تبیّن فی علم النفس (ش، ما، 147، 16)- إذا امتنع أن یكون لهذه الأجرام (السماویة) تخیّل فلیس لها حركات جزئیة، و إنما حركتها واحد و متصلة (ش، ما، 148، 8)- الأجرام السماویة … غیر متناهیة (ش، ما، 166، 21)- السبب فی وجود مواد الأجرام السماویة صورها فقط (ش، ما، 167، 10)

أجرام علویة

- الأجرام العلویة علل و أسباب لتلك و لیست بعلل و أسباب لهذه (ف، فض، 3، 14)- إنّ الأجرام العلویة فی ذواتها غیر قابلة للتأثیرات و التكوینات و لا اختلاف فی طباعها (ف، فض، 13، 10)- الأجرام العلویة كاملة، و هی بالفعل، ما فیها شی‌ء بالقوة، إلّا ما یرجع إلی أخسّ أغراضها، و هو الوضع، كما سیأتی. و لا یقصد الأشراف الأخس لأجل الأخس فی نفسه البتّة (غ، م، 277، 3)

أجرام فلكیة

- الأجرام الفلكیة إذن لها قوة التمییز، فهی إذن ناطقة اضطرارا. و أیضا لا تخلو أن تكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 9
ناطقة، أو لا ناطقة، و الجرم الناطق أشرف من الذی هو لا ناطق (ك، ر، 254، 11)- لكل واحد من الأجرام الفلكیة عقل مفارق خاص له یشتاق إلی التشبّه به و لا یجوز أن یكون شوق الجمیع إلی واحد من جنس واحد، بل كل واحد له معشوق خاص مخالف لمعشوق الآخر، و الكل مشتركون فی أن المعشوق واحد- و هو المعشوق الأول (ف، ع، 13، 7)

أجرام متساویة

- كل الأجرام المتساویة، إذا زید علی واحد منها جرم، كان أعظمها، و كان أعظم ممّا كان من قبل أن یزاد علیه ذلك الجرم (ك، ر، 202، 8)

أجرام مستدیرة

- أمّا الأجرام المستدیرة، فإنّ الجسم و المادة و الصورة یقال علیها و علی الأجرام الكائنة و الفاسدة بالاشتراك (ج، ن، 63، 1)

أجزاء

- تقال الأجزاء علی التی یتجزّأ إلیها المركّب من مادة و صورة و هی المادة و الصورة، فإنه یقال أن كرة النحاس تتجزّأ إلی النحاس و إلی الكرویة و هذا هو غیر الأول لأن الأول هو ما تتجزّأ فیه الصورة إلی صورة مثل تجزّی صورة النوع إلی الجنس، و هذا الثانی هو تجزّی الشی‌ء إلی الصورة و المادة (ش، ت، 664، 14)- إذ الأجزاء التی منها الكل فیها أول و وسط و أخیر، فالكلیّات التی لا یعرض أن تختلف صورها من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها جمیع، و التی یعرض للكل منها إختلاف فی الصورة من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها كل لا جمیع. و هذه هی مثل الأشیاء المركّبة من أجزاء مختلفة بالشكل و المقدار، و إذا اختلفت فی الوضع فسدت صورة الكل و طبیعة الجزء كالحال فی أجزاء الحیوان (ش، ت، 670، 10)- إن الأجزاء تقال علی نوعین: علی أجزاء كیفیة و أجزاء كمیة. فأما الأجزاء التی هی أجزاء كمیة فحدودها متأخّرة عن حدّ الكل و الكل، و أما التی هی أجزاء كیفیة فحدودها متقدّمة علی حدّ الكل و الكل (ش، ت، 893، 17)- كون الأجزاء إذا فارقت الحسن هی بنوع غیر النوع الذی كانت علیه فی حال الحسّ، فإن الید مثلا لیست هی جزءا من الإنسان علی أی حال وجدت بل إذا كانت تفعل فعل الید لا إذا كانت بائنة عن الحیوان (ش، ت، 931، 7)- إن الأجزاء التی من قبل العنصر و هی المتأخّرة فی الحدّ عن حدّ الكل لیس توجد للنوع المعقول من الدائرة و ما أشبهها بل إنما توجد منها للجزئیات، أعنی الأشخاص المتوهّمة و ذلك كالحال فی الأمور الطبیعیة (ش، ت، 932، 18)- الأجزاء تقال علی ضربین: أحدهما من جهة الكمیة فقط و هذه منها ما هی مقدّرة للشی‌ء، و منها غیر مقدّرة. و هذه منها ما هی بالفعل فی الشی‌ء، و منها ما لیست بالفعل، و منها متشابهة، و منها غیر متشابهة. و الضرب الثانی مما یدلّ علیه باسم الجزء ما انقسم إلیه الشی‌ء من جهة الكیفیة و الصورة (ش، ما، 54، 2)- الأجزاء التی للشی‌ء من جهة الكمیة الموجودة للشخص من قبل الهیولی، فهی متأخرة بالحدّ عن المحدود كحدّ قطع الدائرة، فإنه متأخّر عن حدّ الدائرة، و كذلك حدّ الزاویة الحادة متأخّر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 10
عن حدّ القائمة، و حدّ الید و الرجل من الإنسان متأخران عن حد الإنسان (ش، ما، 92، 8)

أجزاء الأزلی‌

- أجزاء الأزلی أزلیة (ش، ما، 142، 7)

أجزاء البسیط

- أجزاء البسیط تكون أجزاء لحدّه لا لقوامه و هی شی‌ء نفرضه فإنها هو فی ذاته فلا جزء له (ف، ت، 5، 15)

أجزاء التعالیم‌

- إن الحال فی أجزاء الفلسفة الأولی كالحال فی أجزاء التعالیم. فكما أن التعالیم منها جزء أول و هو العدد مثلا أو الهندسة و منها أجزاء ثوان مثل المناظر و الموسیقی، كذلك الحال فی أجزاء هذا العلم، و ذلك أن الأول منها هو الناظر فی الجواهر المفارقة أعنی لا الأول فی التعلیم بل الأول فی الوجود، و منها ثوان و هو الناظر فی الجوهر المحسوس و هذا هو بحسب الأول فی الوجود (ش، ت، 319، 9)

أجزاء الحد

- أجزاء كل حدّ هی قبل المحدود أكثر من كون أجزاء المحدود التی من قبل الكمّیة قبل الكل التی هی أجزاؤه: إما كلّها إن لم یكن الحدّ یظهر فی أجزائه العنصر، و إما بعضها إن كان الحدّ یظهر فی أجزائه العنصر (ش، ت، 908، 7)- أما أجزاء الحدّ الحقیقی فهی أجزاء للصورة العامة، و أما الحدّ فهو للكلّی أی للنوع لا للشخص، فإن ماهیّة الدائرة و الدائرة شی‌ء واحد بعینه عند العقل و كذلك النفس الكلّیة و ماهیّة النفس (ش، ت، 912، 9)- إن أجزاء الحدّ هی بنوع ما أجزاء المحدود (ش، ت، 937، 6)

أجزاء الحدود

- كل واحد من أجزاء الحدود سواء كان من الحدود التی یظهر فیها غیر المحدود أو لا یظهر فیها إلّا المحدود فإنه لا یحدّ من غیر أن یظهر فی حدّه الجنس و الفصل. و إنما أراد (أرسطو) أن یعرّف بهذا أن هذا لازم لجمیع الحدود و للأشیاء التی لها حدود (ش، ت، 908، 1)

أجزاء الحقیقة

- إنّ أجزاء الحقیقة قد تكون متمیّزة فی الخارج و قد لا تكون. مثال الأول الإنسان المركّب من النفس و البدن فإنّهما موجودان كل واحد منهما متمیّز عن الآخر فی الخارج. و مثال الثانی السواد فإنّه مشارك للبیاض فی اللونیة و مخالف له فی كونه قابضا للبصر و البداهة حاكمة بأنّ جهة الاشتراك مغایرة لجهة الامتیاز، فإذا السواد مركّب فی نفسه عن جهة الاشتراك و هی اللونیة و عن جهة الامتیاز و هی القابضیة. إلّا أنّ هذا التركیب لا یمكن أن یكون حاصلا فی الخارج (ر، م، 56، 19)

أجزاء سماویة

- لا سكون البتة فی شی‌ء من الأجزاء السماویة فإن جمیعها متحرّكة (ف، ت، 16، 7)

أجزاء الشی‌ء

- إن أجزاء الشی‌ء التی هی من قبل عنصر، و هی التی هی أجزاء من قبل الكمیة، إنها غیر مأخوذة فی حدّ الجوهر الذی هو الصورة لأنه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 11
لیس لهذا الجوهر أجزاء كمیة بل هذه الأجزاء هی للجوهر المجتمع من الصورة و العنصر و هو الشی‌ء المشار إلیه … مثل أجزاء الدائرة و أجزاء القائمة التی تمثّل بها (ش، ت، 938، 5)- قد یقال إن أجزاء الشی‌ء فی الشی‌ء بالقوة، و هذا علی ضربین: إما الأجزاء التی من قبل الكیفیة و هی المادة و الصورة، و إما التی من قبل الكمیة، و هذه متی كانت أجزاء تتصل كانت قوة محضة، و متی كانت بالفعل فی الشی‌ء، إلا أنها مرتبطة بعضها ببعض أو ملصوقة كان اسم القوة علیها بتأخیر. و بقریب من هذا المعنی یكون وجود الأجزاء التی لا تتجزّی فی المركّب بحسب رأی من رأی ذلك. و هذه القوة الحقیقیة منها ما لها عائق من خارج یعوقها فهذا قد یمكن أن یقع و قد یمكن أن لا یقع كالحلفاء تحترق، و منها ما لیس لها عوائق من خارج و هذه ضرورة واقعة و خارجة إلی الفعل مثل النصب السماویة التی توجد تارة بالقوة و تارة بالفعل (ش، ما، 51، 20)

أجزاء عنصریة

- الأجزاء العنصریة من الأشیاء التی یوجد فی حدودها العنصر هی من جهة جزء جوهر و من جهة لیست بجزء جوهر. و ذلك أنه: إما بالقیاس إلی المجتمع من الصورة و العنصر فجزء جوهر، و إما بالقیاس إلی الذی له الحدّ الحقیقی و هی الصورة فلیس بجزء جوهر (ش، ت، 900، 9)

أجزاء غیر المتناهی‌

- أجزاء الأشیاء الغیر متناهیة و بالجملة أجزاء غیر المتناهی هی كلها متوسّط، أعنی (ابن رشد) المفروضة متحرّكة معا هی كلها متوسّط أی متوسّطة علی مثال واحد إلی هذا الوقت (ش، ت، 21، 10)

أجزاء الفلسفة الأولی‌

- إن الحال فی أجزاء الفلسفة الأولی كالحال فی أجزاء التعالیم. فكما أن التعالیم منها جزء أول و هو العدد مثلا أو الهندسة و منها أجزاء ثوان مثل المناظر و الموسیقی، كذلك الحال فی أجزاء هذا العلم، و ذلك أن الأول منها هو الناظر فی الجواهر المفارقة أعنی لا الأول فی التعلیم بل الأول فی الوجود و منها ثوان و هو الناظر فی الجوهر المحسوس و هذا هو بحسب الأول فی الوجود. و أما الأول فی المعرفة فهو الجوهر المحسوس فإن النظر فی الجوهر المحسوس و لواحقه هو أول فی المعرفة و النظر فی الجوهر المفارق هو آخر فی المعرفة أول فی الوجود. و لذلك سمّی علم ما بعد الطبیعة أی بعد النظر فی الجوهر المحسوس المطلق علیه اسم الطبیعة (ش، ت، 319، 8)

أجزاء الكل‌

- أجزاء الكل هی متقدّمة فی الحدّ علی الجزئیات لا حدّ الجزئیات علی حدّ الكل، مثال حال الجنس مع الأنواع التی تحته (ش، ت، 909، 7)

أجزاء الكمیة

- الأجزاء التی من قبل الكمیة إنما تقدّمها من جهة الزمان و فی الكون و مع هذا فلیس یوجد هذا التقدّم لجمیعها، و هی الأجزاء التی لا یمكن فیها أن تفارق الصورة و لا أن تتقدّم بالوجود علیها و لا أن تتأخّر عنها، مثل أجزاء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 12
الحیوان مع الحیوان فإنه إذا فارقت النفس لم تسمّ باسمها الحقیقی إلّا إن سمّیت باشتراك الاسم. مثل الإصبع فإن وجودها للمیت غیر وجودها للحی و لذلك إن قیل فیها إصبع فباشتراك الاسم و كذلك قبل أن یوجد فیها الحسّ (ش، ت، 910، 5)

أجزاء لا تتجزأ

- أما ذیمقراطس فقد كان یری أن العنصر طبیعة واحدة بالنوع لجمیع الموجودات و هی الأجزاء التی لا تتجزّی. و أن هذا العنصر ینفصل أولا إلی ثلاثة فصول عظمی من قبلها تختلف الموجودات فقط، أعنی تختلف أفعالها. أما الفصل الأول فمن قبل اختلاف أشكال الأجزاء التی لا تتجزّی و هو الذی سمّاه بالنظم. و أما الفصل الثانی فمن قبل اختلاف الأجزاء فی الوضع فی موجود موجود. و أما الفصل الثالث فمن قبل اختلافها فی الترتیب و هو الذی كان یسمّیه بالمماسة. فكان یعتقد أن الموجودات إنما تخالف بعضها بعضا بواحد من هذه الأحوال الثلاثة أو بأكثر من واحد منها (ش، ت، 1036، 5)

أجزاء الماهیة

- إنّ أجزاء الماهیّة الواحدة وحدة حقیقیة لا بدّ و أن یكون لبعضها تعلّق بالبعض (ر، م، 67، 21)- إنّ أجزاء الماهیّة لا بدّ و أن یكون بعضها علّة لوجود البعض (ر، م، 68، 9)- إنّ أجزاء الماهیّة: منها ما لا بدّ و أن تؤخذ فی حدود الماهیّة، و منها ما تؤخذ فی حدودها الماهیّة. أمّا التی تؤخذ فی حدود الماهیّة فكأجزاء الأجسام المركّبة مثل المعاجین و بدن الإنسان فإنّها مأخوذة فی حدود كلّیتها. و أمّا التی تؤخذ فی حدودها الماهیّة فهی إمّا أن تكون موجودة بالفعل أو لا تكون (ر، م، 79، 2)

أجزاء متشابهة

- إن كانت الأسطقسّات تنقسم بالكمّیة فإن أجزاءها غیر منقسمة بالصورة بل هی واحدة بالصورة، مثل الماء و الأرض و النار و الهواء فإن جمیع المركّبة منها تنقسم إلیها بالصورة و لا تنقسم هی إلی شی‌ء آخر بالصورة بل إنما تنقسم بالكمیّة و هی القسمة التی تكون إلی أجزاء متشابهة بالصورة. و لذلك یقال فی الأجزاء المتشابهة إنها التی حدّ الجزء و الكل منها حدّ واحد (ش، ت، 500، 18)

أجزاء المتناهی‌

- إن أجزاء المتناهی متناهیة (ش، م، 139، 5)

أجزاء المركَّب‌

- إنّ أجزاء المركّب هی أجزاء الحدّ نفسه (ش، ت، 1046، 2)- إن أجزاء المركّب هی فی المركّب بالقوة لا بالفعل، و لذلك كان المركّب واحدا بالفعل و الصورة بالجزء الغالب و إلّا لم یكن واحدا بالفعل (ش، ت، 1361، 16)

أجزاء المنطق‌

- أمّا أجزاء المنطق فهی ثمانیة: و ذلك أن أنواع القیاس و أنواع الأقاویل التی یلتمس بها تصحیح رأی أو مطلوب فی الجملة ثلاثة، و أنواع الصنائع التی فعلها بعد استكمالها أن تستعمل القیاس فی المخاطبة فی الجملة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 13
خمسة: برهانیة و جدلیة و سوفسطائیة و خطبیة و شعریة (ف، ح، 63، 14)

أجساد

- إنّ الدنیا كالمیدان و الأجساد خیل عتاق و النفوس السابقة إلی الخیرات فرسان و اللّه تعالی الملك الجوّاد المجازی (ص، ر 3، 61، 20)

أجسام‌

- الأجسام لیست مركّبة من أجزاء لا جزء لها، و لا یتأتّی من الأجزاء التی لا جزء لها تألیف الجسم و لا الحركة و لا الزمان (ف، ع، 11، 9)- الأجسام منها صناعیة و منها طبیعیة. و الصناعیة مثل الزجاج و السیف و السریر و الثوب و بالجملة كل ما كان وجوده بالصناعة و بإرادة الإنسان.
و الطبیعیة هی التی وجودها لا بالصناعة و لا بإرادة الإنسان مثل السماء و الأرض و ما بینهما و النبات و الحیوان (ف، ح، 91، 7)- ما كان من الأجسام یتلفه المضاد له من خارج، فإنه لا یتحلّل من تلقاء نفسه دائما، مثل الحجارة و الرمل، فإن هذین و ما جانسهما إنما یتحلّلان من الأشیاء الخارجة فقط. و أما الأخر، من النبات و الحیوان، فإنهما یتحلّلان أیضا من أشیاء مضادة لهما من داخل (ف، أ، 65، 8)- إنّ الأجسام التی دون فلك القمر نوعان: بسیطة و مركّبة. فالبسیطة أربعة أنواع و هی النار و الهواء و الماء و الأرض. و المركّبة ثلاثة أنواع و هی المعادن و النبات و الحیوانات (ص، ر 2، 112، 17)- الأجسام لا تخلو فی طبیعتها من مبدأ حركة.
و ذلك لأنّ كل جسم إما أن یكون قابلا للنقل عن موضعه الطبیعی، أو غیر قابل (س، ع، 30، 3)- الأجسام من جهة قواها لا تعقل إلّا علی أحد أقسام ثلاثة: إما أن یكون الجسم واحدا لا تركیب فیه من جسمین، و له قوة واحدة فقط، و إما أن یكون الجسم واحدا لا تركیب فیه، و له قوتان، و إما أن یكون الجسم ذا تركیب من الأجسام تمازجت، و یختصّ كل واحد منها بقوة، سواء تفاعلت، فحصل منها قوة واحدة مزاجیة مشتركة، أو لم تتفاعل (س، شط، 1، 7)- إنّ الأجسام التی فی طباعها أن تقبل الكون و الفساد فی طباعها أن تتحرّك علی الاستقامة (س، شط، 77، 11)- الأجسام فی أوضاعها، تارة متلاقیة، و تارة متباعدة، و تارة متقاربة (س، أ 1، 225، 3)- الأجسام لا تخلو فی طبیعتها من مبدأ حركة و ذلك لأنّ كل جسم إما أن یكون قابلا للنقل عن موضعه الطبیعی أو غیر قابل (س، ر، 18، 9)- قوام الأجسام بأجزائها، و بالصورة و الهیولی (غ، م، 221، 6)- إنّ الأجسام أخسّ أقسام الموجودات. و هو منقسم: إلی بسیط، و إلی مركّب. أعنی انقساما فی العقل بالإمكان، و إن كان فی الوجود هو أیضا كذلك. و نعنی ب (البسیط) الذی له طبیعة واحدة، كالهواء، و الماء و بالمركّب الذی یجمع طبیعتین، كالطین المركّب من الماء و التراب (غ، م، 255، 5)- الأجسام منها طبیعیة و منها صناعیة. فالصناعیة كالكرسی و السریر، فهذه لا توجد إلّا عن إرادة. و الطبیعیة كالحجر و النخلة و الفرس،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 14
و هذه كلّها كائنة و فاسدة (ج، ن، 19، 5)- أمّا أنواع الأجسام الكائنة، فإنّ الأجسام موضوعات علی أنّ الكلّیات صور لتلك الأجسام و للأناسی الذین یفعلون بتلك المعقولات علی أنّهم قابلون لها، و بهم توجد تلك المعقولات، و تسند علی جهة ما الآثار فی المواد (ج، ر، 95، 5)- إنّ الأجسام كلّها شی‌ء واحد: حیّها و جمادها متحرّكها و ساكنها (طف، ح، 49، 3)- إنّ الأجسام منها ما لا یقبل التركیب كالمحدّد و ما معه، و مماسّها لا یمازجها، و منها ما یقبل التركیب كالتی عندنا. و قابل التركیب یقبل الحركة المستقیمة (سه، ل، 108، 6)- جمیع الأجسام المتغیّرة فی الجوهر مركّبة من مادّة و صورة (ش، سط، 36، 9)- الأجسام إنما تحلّ فی المكان بأبعادها لا بأعراضها (ش، سط، 62، 22)- الأجسام التی توجد صورها فی المادة الأولی وجودا أولا، و لا یمكن أن تتعرّی منها المادة هی الأجسام البسیطة: النار، و الهواء، و الماء، و الأرض (ش، ن، 28، 4)- الأجسام مؤلّفة من مادة و صورة (ش، ما، 54، 6)

أجسام أربعة

- الأجسام الأربعة (الحرارة و البرودة و الرطوبة و الیبوسة) هی أسطقسات جمیع المركّبات، فذلك بیّن من أن المركّبات لما كانت تتكوّن فی الموضوع الأسفل الذی فیه الأرض. و ذلك:
إما فی ظاهر الأرض كالحیوان و النبات، و إما فی باطنها كالمعادن، وجب ضرورة أن یكون فیها جزء من الأرض (ش، سك، 112، 17)

أجسام أُوَل‌

- إنّ الأجسام الأول لا یكون بعضها سببا لوجود بعض (غ، م، 285، 8)

أجسام بسیطة

- إذا قلنا الأجسام البسیطة فإنّما نعنی بها الأفلاك و الكواكب و الأركان الأربعة التی هی النار و الهواء و الماء و الأرض (ص، ر 3، 212، 8)- الأجسام إما بسیطة، و إما مركّبة. و البسائط هی الأجسام التی لا تنقسم إلی أجسام مختلفات الطبائع مثل السّماوات و الأرض و الماء و الهواء و النار. و المركّبة هی التی تنحلّ إلی أجسام مختلفة الصور منها تركّبت مثل النبات و الحیوان. و الأجسام البسیطة قبل المركّبة.
و هی إما بسیطة من شأنها أن تؤلّف منها الأجسام المركّبة. و إما بسیطة لیس من شأنها ذلك (س، ع، 32، 5)- إنّ كل جسم إما بسیط أی غیر مركّب من أجسام مختلفة الطبائع، و إما مركّب من أجسم مختلفة الطبائع. و الأجسام البسیطة قبل الأجسام المركّبة (س، ر، 9، 4)- الأجسام إما بسیطة و إما مركّبة. و البسائط هی الأجسام التی لا تنقسم إلی أجسام مختلفات الطبائع مثل السماوات و الأرض و الماء و الهواء و النار. و المركّبة هی التی تنحلّ إلی أجزاء مختلفة الصور منها تركّبت مثل النبات و الحیوان (س، ر، 21، 3)- الأجسام البسیطة حاصلة الوجود من جوهر لا وجود له بذاته مفردا و لا أیضا لذاته حلیة و لا صفة، و إنّها قابلة لكل حلیة و صفة جسمیة و إنّما جوهریتها لأنّها لیست فی محل و هی أخسّ الجواهر و أحقرها (س، ر، 42، 9)- الأجسام منها بسیطة و منها مركّبة. فأما المركّبة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 15
فتثبت بالمشاهدة، و أما البسیطة فتثبت بتوسّط المركّبة، لأنّ كل مركّب فإنّما یتركّب عن بسائط (س، ن، 133، 24)- إن الأشیاء التی بالفعل منها ما أسطقسّاتها بالفعل و منها ما هی بالقوة. و هذه هی حال الأجسام البسیطة التی هی أسطقسّات المركّبة (ش، ت، 1511، 2)- الأجسام البسیطة … متناهیة باضطرار و المركّب من المتناهی متناه (ش، سط، 53، 21)- الأجسام البسیطة التی هی أجسام العالم خمسة: أما الاثنان منها فبالقول إذ كان إنما یحسّ منها أجزاؤها فقط، و أما الثلاثة فبالحس (ش، سم، 36، 14)- الأجسام البسیطة التی هی أجزاؤه (العالم) غیر متناهیة الصور و الأنواع (ش، سم، 36، 20)- یظهر فی … الأجسام البسیطة المتحرّكة حركة استقامة أن لكل واحد منها كما قیل غیر مرة حركة طبیعیة و وقوفا طبیعیا و حركة قسریة و وقوفا قسریا، و ذلك ظاهر بالحس. فإن حركة الأرض إلی أسفل هی لها طبیعیة و وقوفها أیضا فی الأسفل هو لها طبیعی و بالعكس، أعنی أن حركتها إلی فوق قسریة و وقوفها فیه قسری (ش، سم، 43، 19)- السبب الذی من أجله تتحرّك هذه الأجسام البسیطة حركتها الطبیعیة … لیس شیئا غیر السبب فی سائر الحركات، أعنی الحركة فی العظم و الكیف (ش، سم، 81، 6)- الأجسام البسائط التی دون فلك القمر أربعة فقط، و إنما یستحیل بعضها عن بعض و یتكوّن بعضها عن بعض (ش، سك، 95، 17)- الأجسام البسیطة فالمادة القریبة لها هی المادة الأولی … و صورها هی المتضادات الأول الموجودة فیها، أعنی الثقل و الخفة و الحرارة و البرودة و الرطوبة و الیبوسة (ش، سك، 108، 6)- لمّا كان وجود الأجسام البسائط إنما هو من حیث هی متضادة، و كان الفاعل لتضادها لیس شیئا أكثر من حركة الجرم المستدیر، كان الجرم المستدیر ضرورة هو الفاعل لها و الحافظ (ش، ما، 165، 19)- الأجسام البسیطة قابلة للقسمة. فتلك القسمة إمّا أن تكون بالفعل أو بالقوة و علی التقدیرین فهی متناهیة أو غیر متناهیة (ر، ل، 48، 10)

أجسام بسیطة أُوَل‌

- عدد الأجسام البسیطة الأول التی منها یلتئم العالم خمسة … الواحد منها هو الجسم الأقصی الذی یتحرّك حركة مستدیرة، و الأربعة الباقیة مشتركة فی مادّتها متباینة بصورها، و أنّ ذلك الواحد الخامس مباین لتلك الأربعة فی مادّته و صورته جمیعا، و أنّه هو السبب فی وجود تلك الأربعة و قوامها و دوام وجودها و أوضاعها و مراتبها، و أنّ تلك الأربعة هی الأسطقسّات التی منها تتكوّن سائر الأجسام التی تحت ذلك الجسم الأقصی، و أنّ تلك الأسطقسات یتكوّن أیضا بعضها عن بعض و لا تتكوّن هی عن جسم أبسط منها و لا عن جسم أصلا (ف، ط، 99، 5)

أجسام جزئیة

- إنّ الأجسام الجزئیة منها ما یقبل صورة الكلّی إذا صوّر فیه فیصیر بقبوله تلك الصورة أفضل و أشرف من سائر الأجسام الجزئیة الساذجة، و المثال فی ذلك قطعة من النحاس إذا صوّر فیها الفلك مثل الاصطرلاب و ذات الحلق
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 16
و الكرة المصوّرة فإنّها عند ذلك تكون أشرف و أفضل و أحسن … و كذلك النفس الجزئیة إذا قبلت علما من العلوم تكون أفضل و أشرف من سائر النفوس التی هی أبناء جنسها (ص، ر 2، 7، 2)- إذا قلنا الأجسام الجزئیة فإنّما نعنی بها أشخاص الحیوانات و النبات و المعادن و غیرها من المصنوعات علی أیدی البشر و غیرهم من الحیوان (ص، ر 3، 212، 15)

أجسام جزئیة كائنة فاسدة

- إذا فاضت قوی النفس الكلیة الفلكیة فی الجسم الكلّی الذی هو جملة العالم الجسمانی ابتدأت من أعلی فلك المحیط متوجّهة نحو مركز العالم و سرت فی الأفلاك و الكواكب و الأركان الأربعة و الأوقات الزمانیة أولا فأولا. حتی إذا بلغت إلی منتهی مركز العالم اجتمعت كلها هناك و یكون ذلك سببا لكون الأجسام الجزئیة الكائنة الفاسدة التی دون فلك القمر و هی الحیوانات و النبات و المعادن (ص، ر 3، 54، 20)

أجسام حركتها مكانیة

- الأجسام المتحرّكة بالحركة المكانیّة التی أبسط ما تكون ثلاثة: متحرّك حول الوسط و متحرّك إلی الوسط و متحرّك من الوسط، و أن تكون هذه الثلاثة مختلفة الأنواع متماسّة، إذ كان لا خلاء بینها أصلا (ف، ط، 98، 15)

أجسام حیة

- الأجسام الحیّة لا تخلو من أن تكون حیاتها تكون ذاتیة فیها أو عرضیة من غیرها، أعنی بالذاتی فی الشی‌ء الذی إن فارق الشی‌ء فسد، و العرضیة هی التی یمكن أن تفارق ما هی فیه و لا یفسد، فإن كانت الحیاة ذاتیة فی الحیّ، فإنّها إذا فارقت الحیّ فسد الحیّ، و كذلك نجد الأحیاء إذا فارقتهم الحیاة فسدوا. فأمّا الجسم الذی نجده حیّا و لا نجده حیّا، و هو هو جسم، فقد فارقته الحیاة و لم تفسد جسمیّته (ك، ر، 266، 9)- الأجسام الحیّة یصدر عنها أفعال لا تصدر عن سائر الأجسام و هو لأمر غیر جسمی، و لأن الجسم المطلق لا وجود له فهذا الأمر مقوّم له فهو جوهر (ب، م، 17، 6)

أجسام خاصة

- إنّ الأجسام الخاصّة هی المقادیر الخاصّة (سه، ر، 77، 3)

أجسام دون فلك القمر

- إنّ الأجسام التی دون فلك القمر نوعان: بسیطة و مركّبة، فالبسیطة أربعة أنواع و هی النار و الهواء و الماء و الأرض. و المركّبة ثلاثة أنواع و هی المعادن و النبات و الحیوانات (ص، ر 2، 112، 17)

أجسام سماویة

- إنّ الأجسام السماویّة هی المبادئ المحرّكة للأسطقسّات و الأجسام الأخر (ف، ط، 129، 11)- إنّ الأجسام السماویّة لیس فیها كفایة دون العقل الفعّال (ف، ط، 129، 16)- إنّ الأجسام السماویّة فیما یعطیه العقل الفعّال الكمال إنّما یعطی الحركة فیه الطبیعة و النفس بمرافدة الأجسام السماویّة (ف، ط، 129، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 17
- ظاهر أنّ الموضوعات التی فیها یفعل العقل الفعّال هی: إما أجسام، و إما قوی فی أجسام متكوّنة فاسدة. و قد تبیّن فی" كتاب الكون و الفساد" أنّ الأجسام السمائیة هی الأقسام الفاعلة الأول لهذه الأجسام، فهی إذا تعطی العقل الفعّال الموادّ و الموضوعات التی فیها یفعل. (ف، عق، 34، 1)- الأجسام السماویّة كثیرة و هی تتحرّك باستدارة حول الأرض أصنافا من الحركات كثیرة.
و یلحق جمیعها قوّة السماء الأولی و هی واحدة. فلذلك تتحرّك كلّها بحركة السماء الأولی و لها قوی أخر تتباین فیها و تختلف بها حركاتها (ف، سم، 55، 13)- الأجسام السماویّة لیست متضادّة فی جواهرها و لكن نسبها من المادّة الأولی نسب متضادّة، و هی منها بأحوال متضادّة. فالمادّة الأولی و الصور المتضادّة التی یلزم وجودها فیها هی التی تلتئم بها الأشیاء الممكنة الوجود (ف، سم، 56، 9)- أمّا الأجسام السماویّة فإنّها قد یمكن أن لا تفعل و لا یحصل عنها فی الموضوعات التی تحتها فعل، لا لأجل كلال یكون فیها من أنفسها لكن لأجل امتناع موضوعاتها من قبول أفعالها أو بأن یكون آخر من الممكنات یعین موضوعاتها و یقوّیها (ف، سم، 64، 9)- الأجسام السماویّة فإنّها فی جواهرها علی كمالاتها الأخیرة. و فعلها الكائن عنها أوّلا هو حصول أعظامها و مقادیرها و أشكالها و سائر ما هو لها مما لا یتبدل علیها. و فعلها الكائن عنها ثانیا هو حركاتها و هذا فعلها عن كمالاتها الأخیرة. و لا تضادّ فیها و لا لها أضداد من خارج، فلذلك لا تنقطع حركتها و لا فی وقت أصلا (ف، سم، 65، 15)- أفضل (الأجسام) السماویة هی السماء الأولی، ثم الثانیة، ثم سائرها علی الترتیب، إلی أن ینتهی إلی الحادی عشر و هو كرة القمر.
و الأشیاء المفارقة التی بعد الأول هی عشرة.
و الأجسام السماویّة فی الجملة تسعة، فجمیعها تسعة عشرة (ف، أ، 49، 11)- الأجسام السماویّة تسع جمل فی تسع مراتب، كل جملة یشتمل علیها جسم واحد كریّ.
فالأول منها یحتوی علی جسم واحد فقط، فیتحرّك حركة واحدة دوریة سریعة جدا.
و الثانی جسم واحد یحتوی علی أجسام حركتها مشتركة، و لها من الحركة اثنتان فقط، یشترك جمیعها فی الحركتین جمیعا.
و الثالث، و ما بعده إلی تمام السبعة، یشتمل كل واحد منها علی أجسام كثیرة مختلفة فی حركات ما، یخصّ كل واحد منها و یشترك فی حركات أخر (ف، أ، 52، 3)- الأجسام السماویّة كلّها أیضا طبیعة مشتركة، و هی التی بها صارت تتحرّك كلّها بحركة الجسم الأول، منها حركة دوریة فی الیوم و اللیلة (ف، أ، 58، 3)- الأجسام السماویّة … تتحرّك عن نفس بالإرادة. و أنّ لها تصوّرا للجزئیات متجدّدا.
و أنّ لها فی الحركة غرضا. و أنّه لیس غرضها الاهتمام بالسفلیات، و أنّ غرضها الشوق إلی التشبّه، بجوهر شریف أشرف منها، لا علاقة بینه و بین الأجسام، یسمّی ذلك بلغة القوم عقلا مجرّدا، و بلسان الشرع ملكا مقرّبا. و أنّ العقول كثیرة. و أنّ أجسام السماوات مختلفة الطباع.
و أنّ بعضها لیس سببا لوجود البعض (غ، م، 271، 1)- إنّ هذه الأجسام السماویة لا یجوز أن یكون بعضها علّة للبعض، بل لا یجوز أن یكون جسم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 18
سببا فی وجود جسم و علّة فیه لأنّ الجسم إنّما یؤثّر فی الشی‌ء إذا وصل إلی مماسّته، أو مجاورته، أو موازاته. و بالجملة إذا ناسبه مناسبة، كما تؤثّر الشمس فی إضاءة الجسم إذا حاذاها، و لم یكن بینهما حائل، و كما تؤثّر النار فی إحراق ما تلاقیه و تماسّه (غ، م، 284، 15)- الأجسام السماویّة قبل العناصر بالطبع (غ، م، 288، 11)- الأجسام السماویّة، فإنّها ثابتة علی حالة واحدة، فی ذواتها و أعراضها، إلّا فیما هو أخسّ أعراضها، و هو الوضع و الإضافة، إذ بحركاتها المتقابلة یحصل التثلیث بین الكواكب، و التسدیس، و المقارنة، و المقابلة، و التربیع، و اختلاف مطارح الشعاع و أنواع من الامتزاجات تذكر فی علم النجوم، و لیس فی قوة البشر استیفاء جمیعها (غ، م، 295، 11)- أما الأجسام السماویة فقد بان من أمرها أنّ التغیّر إنّما یعرض لها فی حركاتها فقط و لا تعرض لها الاستحالة و الفساد لبراءتها عن الضدّیة و بعدها عن الأضداد (بغ، م 1، 164، 3)- إنّ الأجسام السماویة بسیطة صرفة، و لذلك هی بعیدة عن الفساد، و الصور لا تتعاقب علیها (طف، ح، 70، 19)- الأجسام السماویة أحری أن تكون حیّة مدركة … لعظم أجرامها و شرف وجودها و كثرة أنوارها (ش، ته، 118، 13)- الأجسام السماویة لها مبادئ تتحرّك بها و عنها.
و لما فحصوا عن مبادئ هذه ظهر لهم (الفلاسفة) أنه یجب أن تكون مبادئها المحركة لها موجودات لیست بأجسام و لا قوی فی أجسام (ش، ته، 129، 26)- الأجسام السماویّة … لیست مركّبة من هیولی و صورة و لا هی مختلفة بالنوع، إذ لیست تشترك عندهم (الفلاسفة) فی جنس واحد، لأنها لو اشتركت فی جنس لكانت مركبة و لم تكن بسیطة (ش، ته، 148، 13)- اللّه تبارك و تعالی أوجد موجودات بأسباب سخّرها لها من خارج، و هی الأجسام السماویة، و بأسباب أوجدها فی ذوات تلك الموجودات، و هی النفوس و القوی الطبیعیة حتی انحفظ بذلك وجود الموجودات، و تمت الحكمة (ش، م، 204، 18)

أجسام صناعیة

الأجسام الطبیعیة تفارق الأجسام الصناعیة بأن الطبیعیة هی التی لها فی نفسها مبدأ حركة و سكون، و أعنی بالحركة هاهنا التغیّر و بالسكون عدم التغیّر (ش، سط، 37، 11)

أجسام طبیعیة

- إنّ الأجسام الطبیعیّة ضربان: الضرب الأوّل ضرب أقصی ما یتجوهر به فهو الطبیعة التی هی ماهیّة كل واحد من الجواهر الطبیعیّة، و الضرب الثانی ضرب إنّما یتجوهر بالطبیعة علی أن یكون جوهره الذی هو طبیعة بالفعل مبدأ علی جهة التوطئة و المادّة أو علی جهة الآلة لمبدإ آخر، فنسبته إلی الطبیعة كنسبة الطبیعة التی هی الصورة إلی مادّتها أو إلی القوی التی هی آلتها.
و ذلك المبدأ هو النفس (ف، ط، 113، 14)- إنّ كل واحد من الأجسام الطبیعیة مركّب من هیولی، أعنی المادة، و من صورة. أما الهیولی فمن خاصیّتها أنّ بها ینفعل الجسم الطبیعی بالذات، إذ السیف لا یقطع بحدیده بل بحدّته، التی هی صورته، و إنّما ینثلم بحدیده لا بحدّته
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 19
… و أما الصورة فخاصیّتها أنّ بها تؤدّی الأجسام أفاعیلها، إذ السیف لیس یقطع بحدیده بل بحدّته، و أنّ الأجسام إنّما تتغایر بجنسها، أعنی الصورة (س، ف، 152، 17)- الأجسام الطبیعیة منها ما تفعل أفاعیلها بآلات، و منها ما لا تفعل أفاعیلها بآلات كالأجسام البسیطة و الفاعلة بغلبة القوی البسیطة (س، ف، 153، 16)- إنّ الأجسام الطبیعیة منها ما من شأنها أن تصدر عن ذواتها أفاعیل حیوانیة، و منها ما لیس ذلك من شأنها (س، ف، 153، 17)- إنّ الأجسام الطبیعیة مركّبة من مادة هی محل و صورة هی حالّة فیه (س، ن، 98، 17)- للأجسام الطبیعیة إذا أخذت علی الإطلاق من المبادئ المقارنة مبدءان فقط أحدهما المادة و الآخر الصورة. و لواحق الأجسام الطبیعیة هی الأعراض العارضة من المقولات التسع (س، ن، 99، 10)- قائل یقول إنّ الأجسام الطبیعیة تتجزّأ بالفعل و القوة تجزّأ متناهیا و هی مركّبة من أجزاء لا تتجزّأ إلیها تنتهی القسمة (س، ن، 102، 9)- قائل یقول إنّ الأجسام الطبیعیة لها أجزاء غیر متناهیة و كلها موجودة فیها بالفعل (س، ن، 102، 10)- قائل (یقول) إنّ الأجسام الطبیعیة منها أجسام مركّبة من أجسام إما متشابهة الصورة كالسریر.
و إما مختلفتها كبدن الحیوان (س، ن، 102، 11)- الأجسام الطبیعیة إنّما تتحرّك إلی مواضعها التی لها بالطبع إذا كانت فی المواضع الخارجة عن الطبع، فعند ذلك توجد فیها القوة علی ما فی الطبع فلذلك حركاتها لها (ج، ن، 25، 9)- الأجسام الطبیعیة تفارق الأجسام الصناعیة بأن الطبیعیة هی التی لها فی نفسها مبدأ حركة و سكون، و أعنی بالحركة هنا التغیّر و بالسكون عدم التغیّر (ش، سط، 37، 10)

أجسام طبیعیة بسیطة

- المركّبات جواهر و الأجسام الطبیعیة البسیطة مثل النار و الماء و الأرض و الهواء التی منها المركّبات و كل ما عدّ من هذه الجواهر المشار إلیها: إما من التی هی أجزاء محاط بها، و إما من التی هی كلّیات محیطة مثل السماء، و إما من أجزاء هذه الكواكب و الشمس و القمر و كل ما یتولّد من هذه أولا و هی المتشابهة الأجزاء (ش، ت، 762، 7)

أجسام العالم‌

- إنّ أجسام العالم متناهیة (ر، ل، 95، 11)

أجسام عنصریة

- الأجسام العنصریة لا تتحرّك بالطبع عن أحیازها و لا فیها بل بالعرض و القسر و تعود إلیها بالذات و الطبع، لكن القسر و العرض یكون لبعضها عن بعض كالنار تسخّن الماء فتحرّكه صاعدا بالتبخیر و التصعید و الهواء یسخّنه أیضا بحرارته فیصعّده و یبخّره و تحرّكه الریاح حركة قسریة مموّجة مفرّقة ناقلة من مكان إلی مكان (بغ، م 1، 157، 19)- الأجسام العنصریة تجد فیها قوی مهیّأة نحو الفعل (ر، ل، 62، 10)

أجسام فاعلة منفعلة

- جمیع الأجسام الفاعلة المنفعلة مركّبة من طبیعتین: فاعلة و منفعلة، (و الفلاسفة) فسمّوا الفاعلة صورة و ماهیّة و جوهرا، و سمّوا المنفعلة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 20
موضوعا و عنصرا و مادة (ش، ته، 205، 3)

أجسام كائنة فاسدة

- الأجسام الكائنة الفاسدة صنفان: بسائط و مركّبات، و كل واحد من هذین الصنفین مركّب من هیولی و صورة (ش، سك، 108، 4)- تبیّن فی (المقالة) الأولی من السماع أن جمیع الأجسام الكائنة الفاسدة مركّبة من هیولی و صورة، و أنه لیس و لا واحد منهما جسما، و إن كان بمجموعهما یوجد الجسم (ش، ن، 27، 8)

أجسام كریّة عالیة

- إنّ الأجسام الكریّة العالیة فكلها و كوكبها كثیرة العدد (ر، ل، 103، 10)

أجسام متحرِّكة

- الأجسام المتحرّكة حركة استقامة فمبدأ حركاتها فی ذاتها و هی صورها التی بها تتحرّك، كأنك قلت الثقل و الخفة، و ذلك أن هذه الأجسام تتحرّك من حیث هی بالقوة فوق و أسفل و تتحرّك ذواتها من حیث هی بالفعل ثقیلة أو خفیفة (ش، سم، 82، 2)- عند أرسطو إنما صار بعض الأجسام المتحرّكة متنفسا من قبل الأجرام السماویة، و لذلك یقول أرسطو إن الإنسان یولّده إنسان و الشمس و العلة فی ذلك عنده أن الشخص إنما یكوّنه شخص مثله (ش، ما، 166، 11)

أجسام متنفِّسة

- الأجسام المتنفّسة منها متناسلة، و منها غیر متناسلة، المتناسلة هی التی یمكن فیها أن توجد مثلها بالنوع أو شبیها بها و ذلك بما یوجد عنها من البزور و المنی … و أما غیر المتناسلة فلم تعط إلا وجودها فقط لأنه لم یمكن فیها أكثر من ذلك (ش، ن، 40، 6)

أجسام مركَّبة

- الأجسام التی تحدث بتركیب هذه الأسطقسّات الأربعة بعضها عن بعض. و الذی یحدث عن تركیبها من الأجسام فی الجملة ضربان: ضرب متشابه الأجزاء و ضرب مختلف الأجزاء.
و المختلفة الأجزاء إنّما تحدث بتركیب أجسام متشابهة بعضها إلی بعض تركیبا تبقی به ماهیّة كل واحد من تلك الأجسام محفوظة، و هو تركیب تجاور و تماسّ. و أمّا الأجسام المتشابهة الأجزاء فإنّها إنّما تحدث بتركیب لا تبقی به ماهیّة كلّ واحد من تلك الأجزاء …
و هو تركیب الامتزاج الذی یحصل بفعل بعض فی بعض و انفعال بعض عن بعض (ف، ط، 108، 13)- الأجسام إما بسیطة، و إما مركّبة. و البسائط هی الأجسام التی لا تنقسم إلی الأجسام مختلفات الطبائع مثل السّماوات و الأرض و الماء و الهواء و النار. و المركّبة هی التی تنحلّ إلی أجسام مختلفة الصور منها تركّبت مثل النبات و الحیوان. و الأجسام البسیطة قبل المركّبة.
و هی إما بسیطة من شأنها أن تؤلّف منها الأجسام المركّبة. و إما بسیطة لیس من شأنها ذلك (س، ع، 32، 6)- إنّ كل جسم إما بسیط أی غیر مركّب من أجسام مختلفة الطبائع، و إما مركّب من أجسام مختلفة الطبائع. و الأجسام البسیطة قبل الأجسام المركّبة (س، ر، 9، 4)- الأجسام إما بسیطة و إما مركّبة. و البسائط هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 21
الأجسام التی لا تنقسم إلی أجسام مختلفات الطبائع مثل السماوات و الأرض و الماء و الهواء و النار. و المركّبة هی التی تنحلّ إلی أجزاء مختلفة الصور منها تركّبت مثل النبات و الحیوان (س، ر، 21، 5)- الأجسام منها بسیطة و منها مركّبة. فأما المركّبة فتثبت بالمشاهدة، و أما البسیطة فتثبت بتوسّط المركّبة، لأنّ كل مركّب فإنّما یتركّب عن بسائط (س، ن، 133، 24)- إنّ فی الأجسام المركّبة من أشیاء كثیرة علّة ما به صار الجسم المركّب واحدا، مثل ما إن بعضها واحد بالمماسة و بعضها واحد بالإلزاق بالأشیاء اللزجة أو بما أشبه ذلك من الروابط مثل الدساتر و المسامر (ش، ت، 1091، 14)- الأجسام المركّبة فالفحص هاهنا من أمرها إنما هو عن المواد القریبة لها و الأسطقسات- و هل هی جمیع هذه الأجسام البسائط أو أكثر و فی أحد منها (ش، سك، 108، 9)

أجسام مستقیمة

- وجب أن تنتهی الأجسام المستقیمة إلی محیط جسم كریّ إذ كان هو التام الذی لا یمكن فیه زیادة و لا نقصان. و لذلك متی طلب الذهن أن یتوهّم فی الجسم الكریّ أنه یجب أن ینتهی إلی شی‌ء غیره، فقد توهّم باطلا. و هذه كلها أمور لیست محصّلة عند المتكلّمین، و لا عند من لم یشرع فی النظر علی الترتیب الصناعی (ش، ته، 65، 11)

أجسام مستقیمة الحركة

- الأجسام المستقیمة الحركة لا مبدأ للحركة المستدیرة فیها، و هی فی أمكنتها الطبیعیة ساكنة فی الأین و الوضع، جمیعا (س، شط، 78، 4)

أجسام مضیئة

- أما الأجسام المضیئة بالتقدیم فنوعان: الجسم الإلهی و النار، إلا أن ذلك بالذات للجسم الإلهی و بالعرض للنار و لذلك لم تكن مضیئة فی مكانها (ش، ن، 51، 5)

أجسام ممكنة

- الأجسام الممكنة الموجودة بالطبع منها ما وجوده لأجل ذاته و لا یستعمل فی شی‌ء آخر و لا لیصدر عنه فعل ما، و منها ما أعدّ لیقبل فعل غیره (ف، سم، 64، 15)- أمّا الأجسام الممكنة فقد تكون أحیانا علی كمالاتها الأول و أحیانا علی كمالاتها الأخیرة (ف، سم، 66، 1)

أجسام موجودة

- لیس شی‌ء من الأجسام الموجودة یتحرّك أو یسكن بنفسه أو یتشكّل أو یفعل شیئا غیر ذلك (س، ن، 100، 6)

أجسام مولِّدة

- إذا قلنا الأجسام المولّدة فإنّما نعنی بها أنواع الحیوان و النبات و المعادن (ص، ر 3، 212، 12)

إجماع‌

- الإجماع لا یتقرّر فی النظریات بطریق یقینی كما یمكن أن یتقرّر فی العملیات، إنه لیس یمكن أن یتقرّر الإجماع فی مسألة ما فی عصر ما إلّا بأن یكون ذلك العصر عندنا محصورا، و أن یكون جمیع العلماء الموجودین فی ذلك العصر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 22
معلومین عندنا، أعنی معلوما أشخاصهم و مبلغ عددهم، و أن ینقل إلیها فی المسألة مذهب كل واحد منهم نقل تواتر، و یكون مع هذا كله قد صحّ عندنا أن العلماء الموجودین فی ذلك الزمان متّفقون علی أنه لیس فی الشرع ظاهر أو باطن، و أن العلم بكل مسألة یجب أن یكتم عن أحد، و أن الناس طریقهم واحد فی علم الشریعة (ش، ف، 37، 8)- إنّ الإجماع إنّما هو الاتفاق علی الأمر الدینی عن اجتهاد (خ، م، 355، 1)- صار الإجماع دلیلا ثابتا فی الشرعیات (خ، م، 359، 13)- الإجماع فی اللغة العزم و الاتّفاق، و فی الاصطلاح اتّفاق المجتهدین من أمّة محمّد علیه السلام فی عصر علی أمر دینیّ (جر، ت، 8، 7)

أجناس‌

- الأشخاص الجزئیة الهیولانیة واقعة تحت الحواس، و أمّا الأجناس و الأنواع فغیر واقعة تحت الحواس و لا موجودة وجودا حسیّا، بل تحت قوة من قوی النفس التامة، أعنی الإنسانیة، هی المسمّاة العقل الإنسانی (ك، ر، 107، 6)- الأجناس و الأنواع و الأشخاص هی جمیع المعقولات (ك، ر، 302، 14)- أمّا المحسوس نفسه، فكلّ معنی كان واحدا و لم یكن صفة مشتركة لأشیاء كثیرة و لم یكن یشابهه شی‌ء أصلا، فیسمّی الأشخاص و الأعیان، و الكلّیّات كلّها فتسمّی الأجناس و الأنواع (ف، حر، 139، 13)- الأجناس أربعة: أنواع ثلاثة یستعملها صاحب اللغة فی أقاویله، و واحد یستعمله صاحب الفلسفة فی أقاویله. فالذی یستعمله صاحب اللغة من هذه الثلاثة أحدها جنس البلدی و الآخر جنس الصناعی و الآخر جنس النسبی.
فالجنس البلدی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول البغدادیون و البصریون و الخراسانیون و ما شاكله، و الصناعی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول نجارون حدادون خبازون و ما شاكله، و النسبی كقولك لجماعة هاشمیون علویون ربعیون (ص، ر 1، 321، 3)- أما الأنواع و الأجناس فهی محفوظة معلومة صورها فی الهیولی، و أما الأشخاص فهی غیر معلومة و لا محفوظة فیها (ص، ر 2، 113، 20)- إنّ الأجناس و الفصول الذاتیة للشی‌ء الواحد لیست فی القوة غیر متناهیة (س، ف، 82، 13)- المعقولات التی هی أجناس و أنواع لیس من شأنها أن تكون صورا قائمة بذاتها و مثلا علی ما یقول قوم، و لا هی أیضا أمور متوسطة بین الصور و المحسوسات كما یقول قوم فی معقولات التعالیم من قبل أنها تعلیمیات أی من قبل أنه لا یظهر فی حدودها المادة، و لا هی أیضا صور للأشیاء الفاسدة علی ما یزعم القائلون بالصور (ش، ت، 153، 6)- إن كنّا نعلم جمیع الأشیاء من الحدود، و نعلم أن الأجناس هی أوائل الحدود، فالأجناس هی أوائل الأشیاء المحدودة (ش، ت، 222، 18)- إن كان یمكن أن تعرف الهویّات بالصور التی تنعت بها الهویات، و الأجناس هی أوائل الصور، فالأجناس أوائل علم الهویّات (ش، ت، 223، 6)- إن الأجناس هی المبادئ (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 23
224، 17)- لیس للأجناس وجود إلّا مع الصور (ش، ت، 232، 12)- الأجناس أحق بأن تكون مبادئ من الأنواع (ش، ت، 234، 15)- إذا لم تكن الكلّیات جواهر فولا الأجناس هی أیضا جواهر (ش، ت، 1272، 2)- الأجناس هی كلّیات … جمیع الكلّیات كانت: كلّیات جواهر، أو كلّیات أعراض (ش، ت، 1272، 5)- إذا استقریت جمیع الأجناس وجدت تنقسم بمقابلة الوضع أعنی التی لا تجتمع فی شی‌ء واحد (ش، ت، 1368، 2)- مذهب الناس فی الأجناس ثلاثة مذاهب: - مذهب من یری أن كل جنس فهو كائن فاسد، من قبل أنه متناهی الأشخاص.- و مذهب من یری أن من الأجناس ما هی أزلیة، أی لا أول لها و لا آخر، من قبل أن یظهر من أمرها أنها من أشخاص غیر متناهیة. و هؤلاء قسمان:
قسم قالوا: إن أمثال هذه الأجناس إنما یصح له الدوام من علة ضروریة واحدة بالعدد، و إلا لحقها أن تعدم مرات لا نهایة لها فی الزمان الذی لا نهایة له. و هؤلاء هم الفلاسفة.- و قسم اعتقدوا أن وجود أشخاصها غیر متناهیة، كاف فی كونها أزلیة و هم الدهریة (ش، ته، 164، 17)- لما كانت الأجناس إنما تشبه المواد كان وجودها بالقوة أیضا فی المحدود، و لذلك لیس توجد الحیوانیة مجرّدة بالفعل بل إنما توجد حیوانیة ما، أی ذات فصل. و كلما تباعدت الأجناس من الصور المحسوسة كانت بهذا الوجود أحری، أعنی الوجود الذی بالقوة، مثل كون شخص الإنسان المشار إلیه جسما (ش، ما، 90، 14)- الأجناس لیست شیئا أكثر من مبهمات المواد المركّبة التی هی من جهة فعل و من جهة قوة (ش، ما، 91، 1)- ما كان من … الأجناس یقال بتواطؤ، إن هذا المعنی الذی یعرّفه الجنس یكون فی ذی الجنس أتم وجودا من المعانی التی تفهمها الأجناس المشكّكة، كالموجود و الشی‌ء.
و لذلك لا یكاد أن تكون هذه أجناسا إلا باشتراك الاسم (ش، ما، 91، 8)

أجناس الأجسام‌

- أجناس الأجسام هی العالم و الأشیاء التی یحتوی علیها العالم. و بالجملة هی أجناس الأجناس المحسوسة أو التی توجد لها الأشیاء المحسوسة و هی الأجسام السماویة، ثم الأرض و الماء و الهواء و ما جانس ذلك من نار و بخار و غیر ذلك، ثم الأجسام الحجریة و المعدنیة التی علی سطح الأرض و فی عمقها، ثم النبات و الحیوان غیر الناطق و الحیوان الناطق (ف، س، 11، 7)

أجناس الأشیاء

- أجناس الأشیاء هی أوائلها (ش، ت، 223، 4)

أجناس الأشیاء البسیطة

- أجناس الأشیاء البسیطة التی یقع الكلام علیها عشرة. یدلّ كل واحد منها علی كل واحد من تلك الأجناس. و هی تؤخذ من كتابه (أرسطو) فی (المقولات) و أشكال المقدّمات تؤخذ من (كتاب بریرمنیاس). و مقدّمات القیاس تؤخذ من كتابه فی (البرهان) (ف، م، 16، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 24

أجناس عالیة

- الأجناس العالیة لا تنقسم بالحدّ، أی لیس لها جنس و فصل (ش، ت، 504، 1)- الأجناس العالیة أكثر كلیّة مما دونها (ش، ت، 504، 6)- السبب فی أن الأجناس العالیة أحق باسم الأسطقسّ مما دونها أنها أبسط، و ذلك أن ما دونها له فصل و ما له فصل فله جنس فهو مركّب من شیئین، و أما الأجناس العالیة فلیس لها فصول لأن كل ما له فصل فله جنس و لیس كل ما هو جنس فله فصل، مثل الجوهر فإنه جنس و لیس له فصل مساو له و أما الحیوان فله فصل مساو له و جنس (ش، ت، 504، 9)

أجناس العلل‌

- لو كانت أجناس العلل المختلفة غیر متناهیة بالجنس لم یكن هاهنا علم أصلا، لأنّا إنما نری أنّا قد عرفنا الشی‌ء متی عرفناه بجمیع أجناس الأسباب الموجودة فیه إذ كان له أكثر من جنس واحد من الأسباب (ش، ت، 41، 6)

أجناس المتضادات‌

- إن كانت أوائل المتضادات و أجناسها هی الواحد و الكثرة فمن قبل أن الواحد مأخوذ فی حدّ المتضادة (ش، ت، 1320، 6)

أجناس متقدِّمة علی فصولها

- إن الأجناس المتقدّمة علی فصولها لیس لها وجود إلّا مع فصولها و هی الصور التی تنقسم إلیها. مثال ذلك أن الحیوان لیس له وجود بالفعل إلّا فی الأنواع التی ینقسم إلیها (ش، ت، 232، 4)

أجناس الموجودات‌

- أول أجناس الموجودات التی ینظر فیها ما كان أسهل علی الإنسان و أحری أن لا یقع فیه حیرة و اضطراب الذهن هو الأعداد و الأعظام.
و العلم المشتمل علی جنس الأعداد و الأعظام هو علم التعالیم (ف، س، 8، 10)- لكل جنس من أجناس الموجودات صناعة واحدة و علم واحد ینظر فی جمیع الأنواع التی فی ذلك الجنس. مثال ذلك إن الصوت جنس واحد و له علم واحد ینظر فی جمیع أنواع الأصوات و صناعة واحدة و هی صناعة تألیف اللحون (ش، ت، 309، 8)

آحاد عددیة

- إذا كانت الآحاد العددیة خارج النفس كانت فی مادة و كانت واحدة بالصورة كثیرة بالعدد، و هذه حال الوحدات التی تدل علی المتشابهة الأجزاء و حال الكثرة الموجودة فیها (ش، ت، 141، 5)

إحاطة

- الإحاطة إدراك الشی‌ء بكماله ظاهرا و باطنا (جر، ت، 10، 5)

إحالة

- الخطأ فی النحو یسمّی لحنا، و الخطأ فی المنطق یسمّی إحالة (تو، م، 172، 2)

إحداث‌

- إن قیل ما الإحداث؟ فیقال تكوین المكوّن (ص، ر 3، 360، 14)- الإحداث یقال علی وجهین: أحدهما زمانی و الآخر غیر زمانی. و معنی الإحداث الزمانی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 25
إیجاد شی‌ء بعد أن لم یكن له وجود فی زمان سابق. و معنی الإحداث الغیر الزمانی هو إفادة الشی‌ء وجودا و لیس له فی ذاته ذلك الوجود لا بحسب زمان دون زمان بل فی كل زمان كلا الأمرین (س، ح، 43، 7)- الذی أفاد الحدوث الدائم أحق باسم الإحداث من الذی أفاد الإحداث المنقطع. و علی هذه الجهة فالعالم محدث لله سبحانه و اسم الحدوث به أولی من اسم القدم. و إنما سمّت الحكماء العالم قدیما تحفظا من المحدث الذی هو من شی‌ء و فی زمان و بعد العدم (ش، ته، 105، 3)- قال (ابن سینا): … الإحداث لیس شیئا غیر تعلّق الفعل بالوجود، أعنی أن فعل الفاعل إنما هو إیجاد، فاستوی فی ذلك الوجود المسبوق بعدم الوجود الغیر مسبوق بعدم. و وجه الغلط فی هذا القول (حسب ابن رشد) أن فعل الفاعل لا یتعلّق بالوجود إلا فی حال العدم و هو الوجود الذی بالقوة و لا یتعلّق بالوجود الذی بالفعل من حیث هو بالفعل و لا بالعدم من حیث هو عدم بل بالوجود الناقص الذی لحقه العدم (ش، ته، 105، 21)- الإحداث إیجاد شی‌ء مسبوق بالزمان (جر، ت، 10، 14)

إحداث زمانی‌

- الإحداث یقال علی وجهین: أحدهما زمانی و الآخر غیر زمانی. و معنی الإحداث الزمانی إیجاد شی‌ء بعد أن لم یكن له وجود فی زمان سابق. و معنی الإحداث الغیر الزمانی هو إفادة الشی‌ء وجودا و لیس له فی ذاته ذلك الوجود لا بحسب زمان دون زمان بل فی كل زمان كلا الأمرین (س، ح، 43، 8)

إحداث غیر زمانی‌

- الإحداث یقال علی وجهین: أحدهما زمانی و الآخر غیر زمانی. و معنی الإحداث الزمانی إیجاد شی‌ء بعد أن لم یكن له وجود فی زمان سابق. و معنی الإحداث الغیر الزمانی هو إفادة الشی‌ء وجودا و لیس له فی ذاته ذلك الوجود لا بحسب زمان دون زمان بل فی كل زمان كلا الأمرین (س، ح، 44، 1)

إحساس‌

- إنّ الإحساس حادث (ج، ن، 93، 5)- الإحساس إدراك الشی‌ء بإحدی الحواسّ. فإن كان الإحساس للحسّ الظاهر فهو المشاهدات، و إن كان للحسّ الباطن فهو الوجدانیّات (جر، ت، 11، 7)

إحساس بالجزئیات‌

- إنّ الإحساس بالجزئیات سبب لاستعداد النفس لقبول تصوّرات كلّیة (ر، م، 353، 9)

أحسن الفصاحة

- إنّ أحكم الكلام ما كان أبینه و أبلغه، و أتقن البلاغة ما كان أفصحها، و أحسن الفصاحة ما كان موزونا متّفقا، و أصحّ الموزونات من الأشعار ما كان غیر منزحف (ص، ر 3، 155، 16)

أحكام‌

- الأحكام لا تصحّ بأسرها، و لا تبطل من أصلها (تو، م، 126، 4)

أحكام صادقة

- معنی مطابقة الأحكام الصادقة علی المعدومات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 26
الخارجیة، أنّها من حیث أنّها حاصلة فی الذهن، مطابقة لها من حیث أنّها ثابتة للأشیاء فی حدّ أنفسها (ط، ت، 232، 9)

أحكام النجوم‌

- أحكام النجوم، و هو تخمین فی الاستدلال من أشكال الكواكب و امتزاجاتها علی ما یكون من أحوال العالم، و الملك، و الموالید، و السنین (غ، ت، 166، 8)

أحكام نجومیة

- الأسماء المشتركة قد تصیر سببا للأغلاط العظیمة فیحكم علی أشیاء بما لا یوجد فیها لأجل اشتراكها فی الاسم مع ما یصدق علیه ذلك الحكم كالأحكام النجومیة. فإن قولنا الأحكام النجومیة مشتركة لما هی ضروریة كالحسابیات و المقادیریات منها، و لما هی ممكنة علی الأكثر كالتأثیریات الداخلة فی الكیف، و لما هی منسوبة إلیها بالظن و الوضع و بطریق الاستحسان و الحسبان (ف، فض، 7، 8)

أحكم الكلام‌

- إنّ أحكم الكلام ما كان أبینه و أبلغه، و أتقن البلاغة ما كان أفصحها، و أحسن الفصاحة ما كان موزونا متّفقا، و أصحّ الموزونات من الأشعار ما كان غیر منزحف (ص، ر 3، 155، 15)

أحلام‌

- من جملة الإدراكات الذهنیة الأحلام و ما یراه الإنسان فی المنام علی اختلافه فی الأشخاص و الأوقات فإنّه مما یراه الإنسان و لا یراه فی الموجودات (بغ، م 1، 417، 8)

أحوال‌

- وجدوا (الفلاسفة) أشیاء شتّی تقع علی شی‌ء واحد لم یتغیّر فی ذاته بل من أجل إضافته إلی أشیاء شتّی فسمّوها جنس المضاف. مثال ذلك رجل یسمّی أبا و ابنا و أخا و زوجا و جارا و صدیقا و شریكا و ما شاكلها من الأسماء التی لا تقع إلّا بین اثنین یشتركان فی معنی من المعانی، و ذلك المعنی لا یكون موجودا فی ذاتیهما و لكن فی نفس المفكّر سمّوها جنس المضاف، و أصحاب الصفات یسمّون هذه المعانی أحوالا (ص، ر 1، 325، 7)- أمّا الأحوال، فعبارة عن إثبات لموجود، غیر متصفة بالوجود، و لا بالعدم. و قد یمكن أن یعبّر عنها مما به الاتفاق و الافتراق بین الذّوات (سی، م، 128، 10)

أخبار

- إنّ الأخبار علی ثلاث أقسام: إمّا عن ماض من الزمان أو عن غائب عن العیان أو عن موجود فی زمان و مكان. و امتحان ذلك بكان و یكون و كائن فكان الزمان ماض و یكون لزمان آت و كائن لما هو موجود فی الحال، و كل هذه الأقسام تدخلها الموجبة و السالبة و الموضوع و المحمول، و هذه أقسام الخبر. و هو أیضا غیر خارج من معان ثلاثة: واجب و جائز و ممتنع.
فالواجب و الممتنع معروفان مستغنیان عن الدلالة علی أحوالهما فی الصحّة و الفساد.
… و أمّا الجائز أن یكون صدقا و أن یكون كذبا فهو الذی یجب أن یطلب الدلیل علیه و الفائدة واقعة فیه و به یستفید السامع و عنه یسأل السائل (ص، ر 3، 121، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 27
- الأخبار علی أربعة أقسام: خبر و استخبار و أمر و نهی (ص، ر 3، 130، 6)- الأخبار إذا اعتمد فیها علی مجرّد النقل، و لم تحكم أصول العادة و قواعد السیاسة و طبیعة العمران و الأحوال فی الاجتماع الإنسانی، و لا قیس الغائب منها بالشاهد و الحاضر بالذاهب، فربّما لم یؤمن فیها من العثور و مزلّة القدم و الحید عن جادة الصدق (خ، م، 7، 12)

إخبار

- القوّة الناطقة هی التی بها یدرك الإنسان آخر مثله علی ما هجس فی نفسه. و هی بالجملة إخبار أو سؤال أو أمر، و السؤال فهو اقتضاء إخبار، و الإخبار تعلیم، و السؤال تعلّم. و هذه القوة هی التی بها یعلم الإنسان أو یتعلّم (ج، ن، 146، 11)

اختراع‌

- أما الإبداع و الاختراع فهو إیجاد شی‌ء لا من شی‌ء (ص، ر 4، 11، 16)

اختلاط

- النمو إنما یكون بالاختلاط أولا بالواجب ما صیّرت الطبیعة فی أعضاء الحیوان رطوبة أصلیة مبثوثة فیها قد استنقعت بها الأعضاء كما یستنقع الفتیل بالزیت، لأن الاختلاط إنما یكون للأجسام الرطبة السریعة الاتحاد (ش، سك، 100، 5)- الاختلاط إنما هو أن یحصل عن كل واحد من المختلطین عند ما یختلطان شی‌ء آخر بالفعل متّحد مغایر بالصورة لكل واحد من المختلطین، علی أن كل واحد من المختلطین موجود فیه بالقوة القریبة من الفعل لا بالقوة البعیدة علی ما یشاهد من أمر الأشیاء المختلطة الطبیعیة منها و الصناعیة (ش، سك، 105، 13)- اختلاط الشی‌ء بنوعه لا یسمّی مزاجا و لا اختلاطا، إذ كان لیس یحدث عن آخر. و لا أیضا یقال فی الأشیاء التی لیست هیولاها القریبة واحدة إنها مختلطة، و لا یمكن فیها الاختلاط؛ و لذلك لسنا نقول إن الصابغ مختلط بالمصبوغ عند ما یماسّه. و الأشیاء المختلطة تحتاج، مع أنها أضداد و سائر ما شرطناه، أن تكون سهلة التقسیم إلی أجزاء صغار، و حینئذ یمكن فیها أن تخلع نهایاتها و تتّحد. و لذلك یلزم ضرورة أن تكون الأشیاء المختلطة رطبة، و إن كان أحدهما یابسا فلیس یختلط حتی یرطب؛ و إن كانا یابسین جمیعا فلا بدّ ضرورة أن تكون بینهما رطوبة مشتركة كالحال فی اتصال العظام عند ما تنكسر. و إذا كان هذا هكذا، فإذن الاختلاط هو اتحاد المختلطین بالاستحالة (ش، سك، 106، 18)

إختلاف‌

- أنواع الاختلاف ستة: الإضافة، و التضادّ، و القنیة، و العدم، و الإیجاب، و السلب.
و المضاف مثل الضعف، و المنصف و الضادّ مثل الصالح و الطالح، و القنیة و العدم مثل البصر و العمی، و الموجب و السالب مثل فلان جالس، فلان لیس بجالس (تو، م، 327، 17)

إختلاف بالصورة

- الاختلاف الذی یكون بالصورة هو اختلاف تضادّ إذ كان یوجب الّا تجتمع الأشیاء التی تختلف بها (ش، ت، 1368، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 28

إختلاف تام‌

- إن حدّ المتضادّات ینطبق علی المختلفات التی فی الغایة فی جنس واحد، فإن المتضادات هی التی لها اختلاف تام، و الاختلاف التام هو الذی لا یوجد اختلاف أكبر منه و لا یوجد اختلاف بین شیئین أكبر من الاختلاف الذی یوجد بین التی هی فی جنس واحد (ش، ت، 1307، 14)- إن المختلفة التی هی فی غایة الاختلاف إنها فی جنس واحد و إنه الاختلاف التام (ش، ت، 1309، 3)- الاختلاف التام لا یوجد فی المختلفات التی توجد معا فی شی‌ء واحد هو هو، مثل اللون و البیاض و النطق و لذلك توجد هذه فی أجناس مختلفة. و أما التی تختلف اختلافا تاما، أی التی لا توجد فی شی‌ء واحد هو هو، فهی ضرورة فی جنس واحد هو هو … بالنوع الذی یوجد فی مقولة واحدة هی مثل البیاض و السواد (ش، ت، 1370، 4)

اختیار

- الاختیار- إرادة قد تقدّمها رویّة مع تمییز (ك، ر، 167، 1)- سمّی (أرسطو) القوّة التی تعقل من الموجودات الموجودات التی یمكن أن یوجدها الإنسان بالفعل فی الأشیاء الطبیعیّة- إذا عقله بضرب ینتفع به من إیجاد تلك-" العقل العملیّ"؛ و الذی تحصل له المعقولات معقولات لا ینتفع بها فی إیجاد شی‌ء منها فی الأشیاء الطبیعیّة" العقل النظری". و سمّی القوّة العقلیّة التی بها یمكن أن یوجد فی الأشیاء الطبیعیّة ما قد حصّله العقل العملیّ ب" المشیئة و الاختیار" (ف، ط، 124، 6)- إنّ معنی الاختیار هو الإرادة التابعة للعقل العملیّ (ف، ط، 131، 8)- إنّ كل اختیار فما لم یلزم لم یكن اختیارا صادقا. لكن ربما لزم عن أسباب خارجة تبطل و تكون. و ربما كان مبدأه بعقل ذاتی طبیعی (س، شط، 33، 13)- أعنی (ابن باجة) بالاختیار الإرادة الكائنة عن رویّة (ج، ر، 46، 10)

آخر

- أما الآخر فاسم خاص فی الاصطلاح للمخالف بالعدد (س، شأ، 304، 8)- ما لا آخر له فلا انقضاء لجزء من أجزائه بالحقیقة. و ما لا مبدأ لجزء من أجزائه بالحقیقة فلا انقضاء له (ش، ته، 37، 7)

أخص‌

- إنّ اسم الطبیعة واقع بالاشتراك علی معان ثلاثة مرتّبة بالعموم و الخصوص و الأخصّ. فالعام ذات الشی‌ء، و الخاصّ مقوّم الذات، و الأخصّ للمقوّم الذی هو مبدأ التحریك و التسكین (ر، م، 523، 14)

أخلاط أربعة

- الأخلاط الأربعة الصفراء و السوداء و الدم و البلغم (ص، ر 3، 205، 8)

أخلاق‌

- إنّ أرسطو یصرّح فی كتاب" نیقوماخیا" أنّ الأخلاق كلها عادات تتغیّر، و أنه لیس شی‌ء منها بالطبع؛ و أن الإنسان یمكنه أن ینتقل من كل واحد منها إلی غیره بالاعتیاد و الدربة (ف، ج، 95، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 29
- إن الأخلاق كلّها الجمیل منها و القبیح هی مكتسبة، و یمكن الإنسان متی لم یكن له خلق حاصل أن یحصل لنفسه خلقا، و متی صادف أیضا نفسه فی شی‌ء ما علی خلق ما إما جمیل أو قبیح ینتقل بإرادته إلی ضدّ ذلك الخلق (ف، تن، 7، 19)- إنّ الأخلاق المركوزة فی الجبلة هی تهیّؤ ما فی كل عضو من أعضاء الجسد یسهل به علی النفس إظهار فعل من الأفعال، أو عمل من الأعمال، أو صناعة من الصنائع، أو تعلّم علم من العلوم أو أدب من الآداب أو سیاسة من غیر فكر و لا رویّة (ص، ر 1، 234، 23)

أخلاق الناس‌

- إنّ أخلاق الناس و طبائعهم تختلف من أربعة وجوه: أحدها من جهة أخلاط أجسادهم و مزاج أخلاطها، و الثانی من جهة تربة بلدانهم و اختلاف أهویتها، و الثالث من جهة نشوئهم علی دیانات آبائهم و معلمیهم و أستاذیهم و من یربیهم و یؤدّبهم، و الرابع من جهة موجبات أحكام النجوم فی أصول موالیدهم و مساقط نطفهم، و هی الأصل و باقیها فروع علیها (ص، ر 1، 229، 13)- تغیّر أخلاق الناس من جهة اختلاف ترب البلاد و تغیّر أهویتها (ص، ر 1، 234، 5)

أخیر

- إذا لم یوجد الأول كما یقول أرسطو لم یوجد الأخیر (ش، سط، 123، 9)

أداة

- إنّما یسمّی الجسم هیولی للصورة التی یقبلها و هی الأشكال و النقوش و الأصباغ و ما شاكلها، و یسمّی موضوعا للصانع الذی یعمل منه و فیه صنعته من الأشكال و النقوش، و إذا قبل ذلك سمّی مصنوعا، و إذا استعمله الصانع فی صنعته أو فی صنعة أخری یسمّی أداة (ص، ر 1، 212، 9)

إدراك‌

- الإدراك إنما هو للنفس، و لیس للحاسّة إلّا الإحساس بالشی‌ء و لیس للمحسوس إلّا الانفعال (ف، ت، 3، 5)- كل إدراك فإما أن یكون لملائم أو لغیر ملائم بل مناف أو لما لیس بملائم و لا مناف. اللذة إدراك الملائم- الأذی إدراك المنافی (ف، ف، 7، 8)- إنّ لكل إدراك كمالا ولّته إدراكه للشهوة ما یستطیبه و للغضب الغلبة و للوهم الرجاء و لكل حسّ ما یعدّ له و لما هو أعلی الحق و خصوصا الحق بالذات- كل كمال من هذه معشوق إدراكه (ف، ف، 7، 10)- الإدراك یناسب الانتقاش و كما أن السمع یكون أجنبیّا عن الحاكم حتی إذا عانقه معانقة ضامة رحل عنه بمعرفة و مشاكلة صورة، كذلك المدرك یكون أجنبیّا عن الصورة فإذا اختلس عنه صورته عقد معه المعرفة كالحس یأخذ من المحسوس صورة یستوصفها الذكر فیتمثّل فی الذكر و إن غاب عن المحسوس (ف، ف، 10، 19)- كل إدراك فإنه إما أن یكون لشی‌ء خاص كزید أو شی‌ء عام كالإنسان، و العام لا تقع علیه رؤیة و لا یصكّ بحاسّة. و أما الشی‌ء الخاصّ فإمّا أن یدرك بالاستدلال أو بغیر الاستدلال. و اسم المشاهدة یقع علی ما ثبت وجوده فی ذاته الخاصة بعینها من غیر واسطة استدلال، فإن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 30
الاستدلال علی الغائب و الغائب ینال بالاستدلال، و ما یستدلّ علیه و یحكم مع ذلك بإنّیته بلا شك فلیس بغائب. فكل موجود لیس بغائب فهو مشاهد، فإدراك المشاهد هو المشاهدة، و المشاهدة إما بمباشرة و ملاقاة و إما من غیر مباشرة و ملاقاة و هذا هو الرؤیة (ف، ف، 18، 1)- یقال: ما الإدراك؟ الجواب: هو تصوّر نفس المدرك بصورة المدرك (تو، م، 312، 24)- یشبه أن یكون كل إدراك إنّما هو أخذ صورة المدرك، فإن كان لمادیّ فهو أخذ صورته مجرّدة عن المادة تجریدا ما. إلّا أنّ أصناف التجرید مختلفة، و مراتبها متفاوتة؛ فإنّ الصورة المادیة تعرض لها بسبب المادة أحوال و أمور لیست هی لها بذاتها من جهة ما هی تلك الصورة (س، ف، 69، 3)- الإدراك فی حقّنا نوعان: حسّی: و هو الظاهر المتعلّق بلذّة الحواس الخمس. و باطنی: و هو العقلی، و الوهمی (غ، م، 242، 25)- إنّ معنی الإدراك هو أخذ صورة المدرك (غ، م، 360، 8)- إنّ الإدراك معناه حصول مثال المدرك، فی نفس المدرك (غ، ت، 186، 6)- هیولی الإدراك نسبتها إلی الصورة نسبة أخری تخصّها، فلذلك هی هیولی باشتراك الاسم (ج، ن، 97، 11)- لمّا كان كلّ تكوّن فهو إمّا تغیّر أو تابع لتغیّر … وجب أن یكون الإدراك كذلك (ج، ن، 98، 6)- إنّ الإدراك كیف كان فهو حال إضافیة للشی‌ء المدرك أولا و بالذات إلی الشی‌ء المدرك (بغ، م 1، 323، 14)- یقال الإدراك فی التعارف اللغوی … علی وصول طالب متوجّه إلی مطلوب مقصود و نیله له أدركه إذا سار إلیه فلحقه (بغ، م 1، 394، 8)- الإدراك لقاء و وصول من المدرك إلی المدرك.
و یقال للفهم إدراك أیضا كما یقال إدراك معنی هذا اللفظ أی فهمه و تصوّره (بغ، م 1، 394، 13)- من الإدراك وجودی حاصل بحركة جسمانیة.
و منه ذهنی حاصل بتوجّه النفس من غیر حركة مكانیة و كلاهما لقاء المدرك للمدرك الذات للذات (بغ، م 1، 394، 15)- الإدراك علی ضربین، و ذاك أنّ منه إدراك العین الموجودة علی ما هی علیه فی الوجود من المكان و قربها من المدرك و بعدها عنه و ما یجاورها و یباینها و یحاذیها و یعلو أو یستقلّ عنها كما تدرك الأشیاء بالعین حیث هی و بهذه الأوصاف … و منه إدراك صورة ذهنیة یتحقّق المدرك أنّها غیر مختصّة بمكان و لا قارة فی موضع كمن یتصوّر صورة شخص میت أو غائب عنه بعید عن موضع نیله و إدراكه و یتحقّق أنّه لم یدركه علی الوجه الذی أدرك الأول (بغ، م 1، 396، 5)- العلم صفة إضافیة للعالم إلی المعلوم.
و الإدراك و المعرفة كذلك صفتان إضافیتان للمدرك إلی المدرك و للعارف إلی المعروف (بغ، م 2، 2، 9)- إنّ الإدراك لیس شرطا فی الوجود و إنّما الوجود شرط فی الإدراك (بغ، م 2، 21، 5)- أما الإدراك الذی یكون بحس واحد و بنوع واحد من الحس و فی حال واحدة فهو صادق أبدا ضرورة و لیس بحدّه مختلفا (ش، ت، 447، 10)- الإدراك هو شی‌ء یوجد بین فاعل و منفعل و هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 31
المدرك و المدرك (ش، ته، 314، 25)- إنّ الإدراك و التعقّل عبارة عن حالة ثبوتیة (ر، م، 326، 13)- إنّ الإدراك هو اللقاء و الوصول فی اللغة، و هو مطابق للمعنی المقصود منه فی الحكمة لأنّ المدرك یصل إلی ماهیّة المدرك لأجل انطباع صورته فیه (ر، م، 367، 20)- كل إدراك فلا یخلو: إمّا أن یكون المدرك للمدرك حاصلا بحیث لا یكون منسوبا إلی شی‌ء آخر بأنّه هو أو لیس هو، أو بأنّه ذو هو أو لیس ذو هو، و إمّا أن تتحقّق فیه هذه النسبة.
فالأول هو التصوّر و الثانی هو التصدیق (ر، م، 368، 14)- الإدراك عبارة عن حضور صورة المشعور به فی الشاعر. و الدلیل علیه أنّا قد نستحضر فی عقولنا أو خیالنا صورا نشاهدها بعقولنا و نمیّزها عن غیرها فهی لا تكون نفسا محضا، و إذ لیست موجودة فی الخارج فلا بدّ و أن تكون فی النفس (ر، ل، 69، 2)- الإدراك: إمّا أن یكون إدراك الجزئی أو إدراك الكلّی: و إدراك الجزئی قد یكون بحیث یتوقّف علی وجوده فی الخارج و هو الحسّ و قد لا یتوقّف و هو الخیال؛ و إدراك الكلّی هو أنّ الأشخاص الإنسانیة متساویة فی مسمّی الإنسانیة و متباینة بأمور زائدة علیها كالطول و القصر و الشكل و اللون و ما به المشاركة غیر ما به المخالفة (ر، ل، 69، 6)- إنّ الأصل فی الإدراك، إنّما هو المحسوسات بالحواس الخمس و جمیع الحیوانات مشتركة فی هذا الادراك من الناطق و غیره، و إنّما یتمیّز الإنسان عنها بإدراك الكلّیات و هی مجرّدة من المحسوسات (خ، م، 387، 25)- الإدراك إحاطة الشی‌ء بكماله (جر، ت، 13، 15)- الإدراك هو حصول الصورة عند النفس الناطقة (جر، ت، 13، 16)- الإدراك تمثیل حقیقة الشی‌ء وحده من غیر حكم علیه بنفی أو إثبات سمّی تصوّرا و مع الحكم بأحدهما یسمّی تصدیقا (جر، ت، 13، 17)

إدراك الجزئی‌

- الإدراك: إمّا أن یكون إدراك الجزئی أو إدراك الكلّی: و إدراك الجزئی قد یكون بحیث یتوقّف علی وجوده فی الخارج و هو الحسّ و قد لا یتوقّف و هو الخیال؛ و إدراك الكلّی هو أنّ الأشخاص الإنسانیة متساویة فی مسمّی الإنسانیة و متباینة بأمور زائدة علیها كالطول و القصر و الشكل و اللون و ما به المشاركة غیر ما به المخالفة (ر، ل، 69، 6)- لا یمكن إدراك الجزئی من حیث هو جزئی إلّا بالإحساس أو التخیّل، أو ما یجری مجراهما من الآلات الجسمانیة. و أمّا المجرّدات، فلا یمكن إدراكها إلّا بمفهومات كلّیة غیر مانعة من الاشتراك، بالنظر إلی أنفسها، و إن كانت فی الواقع مختصّة بواحد منها، غیر صادقة بالفعل علی غیره (ط، ت، 256، 12)

إدراك جزئی‌

- كل إدراك جزئی فهو بآلة جسمانیة (س، ن، 171، 11)

إدراك الحس‌

- أمّا إدراك العقل فیفارق إدراك الحسّ من وجوه: إذ یدرك العقل الشی‌ء علی ما هو علیه، من غیر أن یقترن به ما هو غریب عنه. و الحسّ لا یدرك اللون، ما لم یدرك معه العرض
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 32
و الطول، و القرب و البعد، و أمورا أخر غریبة عن ذات اللون. و العقل یدرك الأشیاء مجرّدة، كما هی، و یجرّدها عن قرائنها الغریبة. و أیضا فإدراك الحسّ یتفاوت، فیری الصغیر كبیرا، و الكبیر صغیرا. و إدراك العقل یطابق المدرك، و لا یتفاوت. بل: إمّا أن یدركه كما هو علیه.
أو لا یدركه (غ، م، 246، 4)- إدراك الحسّ موقوف علی وجود المحسوس، فإنّ المعدوم لا یحسّ. فتصوّر الفعل الجزئی من حیث هو جزئی موقوف علی وجوده (ط، ت، 277، 11)

إدراك حسی‌

- إنّ لكل إدراك حسّی مبدأ و قوة تخصّه (بغ، م 1، 310، 19)- إنّ الإدراك العقلی أشرف من الإدراك الحسّی، لأنّ الإدراك العقلی خالص إلی الكنه و الحسّی واقف علی السطح (ر، ل، 116، 20)

إدراك الحواس‌

- إدراك الحواس إنما یكون للجزئیات (ف، ج، 98، 20)

إدراك حیوانی‌

- الإدراك الحیوانی إما فی الظاهر و إما فی الباطن. و الإدراك الظاهر بالحواس الخمس التی هی المشاعر- و الإدراك الباطن من الحیوان للوهم و حوله (ف، ف، 11، 5)- الإدراك الحیوانی أما فی الظاهر و أما فی الباطن. فالإدراك الظاهر هو بالحواس الخمس التی هی المشاعر، و الإدراك الباطن من الحیوان للوهم و حوله كل حسّ من الحواس الظاهرة یتأثّر من المحسوس مثل كیفیته (س، ر، 61، 10)

إدراك خیالی‌

- إنّ الإدراك الخیالی هو أیضا إنّما یتمّ بجسم (س، شن، 170، 11)- الإدراك العقلی مغایر للإدراك الخیالی: فإنّا إذا قلنا الإنسان ناطق أحاط عقلنا بمفهوم هذه الألفاظ فظهر فی خیالنا أثر مطابق فی الترتیب لهذه الألفاظ، فإذا قلبناه و قلنا الناطق إنسان فالمعنی المفهوم عند العقل لا ینقلب لكن الصور الخیالیة تنقلب و تنعكس (ر، م، 356، 18)

إدراك الشی‌ء

- إدراك الشی‌ء هو أن تكون حقیقته متمثّلة عند المدرك، یشاهدها ما به یدرك: فإما أن تكون تلك الحقیقة نفس حقیقة الشی‌ء الخارج عن المدرك إذا أدرك، فتكون حقیقة ما لا وجود له بالفعل فی الأعیان الخارجة: مثل كثیر من الأشكال الهندسیة، بل كثیر من المفروضات التی لا تمكن إذا فرضت فی الهندسة، ممّا لا یتحقّق أصلا. أو تكون مثال حقیقته مرتسما فی ذات المدرك، غیر مباین له و هو الباقی (س، أ 1، 334، 3)- قال أبو علی (ابن سینا): إدراك الشی‌ء هو أن تكون حقیقته متمثّلة عند المدرك، یعنی حاضرة عنده (ط، ت، 234، 10)

إدراك الشی‌ء نفسه‌

- إنّ إدراك الشی‌ء نفسه هو ظهوره لذاته لا تجرّده عن المادّة كما هو مذهب المشّائین (سه، ر، 114، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 33

إدراك الصورة

- الفرق بین إدراك الصورة و إدراك المعنی أنّ الصورة هو الشی‌ء الذی یدركه الحسّ الباطن و الحسّ الظاهر معا … و أما المعنی فهو الشی‌ء الذی تدركه النفس من المحسوس من غیر أن یدركه الحسّ الظاهر أولا (س، شن، 35، 4)

إدراك ظاهر و باطن‌

- الإدراك الحیوانی إما فی الظاهر و إما فی الباطن. و الإدراك الظاهر بالحواس الخمس التی هی المشاعر- و الإدراك الباطن من الحیوان للوهم و حوله (ف، ف، 11، 5)

إدراك العقل‌

- أمّا إدراك العقل فیفارق إدراك الحسّ من وجوه: إذ یدرك العقل الشی‌ء علی ما هو علیه، من غیر أن یقترن به ما هو غریب عنه. و الحسّ لا یدرك اللون، ما لم یدرك معه العرض و الطول، و القرب و البعد، و أمورا أخر غریبة عن ذات اللون. و العقل یدرك الأشیاء مجرّدة، كما هی، و یجرّدها عن قرائنها الغریبة. و أیضا فإدراك الحسّ یتفاوت، فیری الصغیر كبیرا، و الكبیر صغیرا. و إدراك العقل یطابق المدرك، و لا یتفاوت. بل: إمّا أن یدركه كما هو علیه، أو لا یدركه (غ، م، 246، 4)- إنّ إدراك العقل یصل إلی كنه الشی‌ء، و یمیّز بین ماهیّته و أجزائها و عوارضها، و یمیّز الجزء الجنسی عن الجزء الفصلی للماهیة، و یمیّز جنس جنسها عن فصله، و جنس فصلها عن فصله. و یمیّز لازمها عن مفارقها، إلی غیر ذلك. و أمّا الحسّ، فلا یصل إلّا إلی ظواهر المحسوس، فیكون إدراك العقل أقوی (ط، ت، 358، 9)- إنّ إدراك العقل لا اختصاص له بنوع من الأنواع، بخلاف إدراكات الحواس، فإنّ كلّا منها له اختصاص بشی‌ء (ط، ت، 358، 15)

إدراك عقلی‌

- إنّ الإدراك العقلی لا یجوز أن یكون بجسم (س، شن، 21، 6)- ممّا یخص … الإدراك العقلی أن الإدراك فیه هو المدرك، و لذلك قیل إن العقل هو المعقول بعینه، و السبب فی ذلك أن العقل عند ما یجرّد صورة الأشیاء المعقولة من الهیولی و یقبلها قبولا هیولانیا یعرض له أن یعقل ذاته، إذا كانت لیست تصیر المعقولات فی ذاته من حیث هو عاقل بها علی نحو مباین لكونها معقولات أشیاء خارج النفس (ش، ن، 92، 8)- الإدراك العقلی مغایر للإدراك الخیالی: فإنّا إذا قلنا الإنسان ناطق أحاط عقلنا بمفهوم هذه الألفاظ فظهر فی خیالنا أثر مطابق فی الترتیب لهذه الألفاظ، فإذا قلبناه و قلنا الناطق إنسان فالمعنی المفهوم عند العقل لا ینقلب لكن الصور الخیالیة تنقلب و تنعكس (ر، م، 356، 18)- إنّ الإدراك العقلی أشرف من الإدراك الحسّی، لأنّ الإدراك العقلی خالص إلی الكنه و الحسّی واقف علی السطح (ر، ل، 116، 19)

إدراك كلی‌

- الإدراك: إمّا أن یكون إدراك الجزئی أو إدراك الكلّی: و إدراك الجزئی قد یكون بحیث یتوقّف علی وجوده فی الخارج و هو الحسّ و قد لا یتوقّف و هو الخیال، و إدراك الكلّی هو أنّ الأشخاص الإنسانیة متساویة فی مسمّی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 34
الإنسانیة و متباینة بأمور زائدة علیها كالطول و القصر و الشكل و اللون و ما به المشاركة غیر ما به المخالفة (ر، ل، 69، 8)

إدراك لا مع فعل‌

- الفرق بین الإدراك مع الفعل و الإدراك لا مع الفعل، أنّ من أفعال بعض القوی الباطنة أن یركّب بعض الصور و المعانی المدركة مع بعض و یفصّله عن بعض، فیكون قد أدرك و فعل أیضا فیما أدرك. و أمّا الإدراك لا مع الفعل فهو أن تكون الصورة أو المعنی یرتسم فی الشی‌ء فقط من غیر أن یكون له أن یفعل فیه تصرّفا البتّة (س، شن، 35، 16)

إدراك مع فعل‌

- الفرق بین الإدراك مع الفعل و الإدراك لا مع الفعل، أنّ من أفعال بعض القوی الباطنة أن یركّب بعض الصور و المعانی المدركة مع بعض و یفصّله عن بعض، فیكون قد أدرك و فعل أیضا فیما أدرك. و أمّا الإدراك لا مع الفعل فهو أن تكون الصورة أو المعنی یرتسم فی الشی‌ء فقط من غیر أن یكون له أن یفعل فیه تصرّفا البتّة (س، شن، 35، 13)

إدراك المعقولات‌

- إنّ إدراك المعقولات شی‌ء للنفس بذاتها من دون آلة (س، ع، 43، 11)

إدراك المعنی‌

- الفرق بین إدراك الصورة و إدراك المعنی أنّ الصورة هو الشی‌ء الذی یدركه الحسّ الباطن و الحسّ الظاهر معا … و أما المعنی فهو الشی‌ء الذی تدركه النفس من المحسوس من غیر أن یدركه الحسّ الظاهر أولا (س، شن، 35، 4)

إدراكات‌

- إن الإدراكات التی تسمّی العلوم إنما هی لأشیاء هی فی المحسوسات غیر كائنة و لا فاسدة إلا بالعرض و هی المعانی الكلّیات التی یدركها العقل فیها و هی الصور. و أما الإدراكات التی تكون للكائنة الفاسدة و هی الأشخاص المجتمعة من المادة و الصورة فإن ذلك لیس هو علما و إنما هو خیال لها (ش، ت، 116، 6)- الإدراكات فإن فیها جزئیة و كلّیة، أما الجزئیة فتحت الكلّیة، و أما الكلّیة فهی فعل العقل (ش، سط، 118، 23)

إدراكات الحواس‌

- إنّ إدراكات العقل غیر متناهیة، و إدراكات الحواس متناهیة، لبقاء العقل و فناء الحواس.
و غیر المتناهی أقوی من المتناهی (ط، ت، 358، 13)- إنّ إدراك العقل لا اختصاص له بنوع من الأنواع، بخلاف إدراكات الحواس فإنّ كلّا منها له اختصاص بشی‌ء (ط، ت، 358، 16)

إدراكات ذهنیة

- صنف الإدراكات التی تسمّی ذهنیة و قد صنّفت إلی عدّة أصناف، أولها ما نجده من تمثّل المحسوسات عندنا بعد غیبة أشخاصها المحسوسة عنّا حتی نراها كما نراها بالعین و لا تنالها العین (بغ، م 1، 308، 2)- من جملة الإدراكات الذهنیة الأحلام و ما یراه الإنسان فی المنام علی اختلافه فی الأشخاص
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 35
و الأوقات فإنّه مما یراه الإنسان و لا یراه فی الموجودات (بغ، م 1، 417، 8)

إدراكات العقل‌

- إنّ إدراكات العقل غیر متناهیة، و إدراكات الحواس متناهیة لبقاء العقل و فناء الحواس.
و غیر المتناهی أقوی من المتناهی (ط، ت، 358، 13)

إدراكات عقلیة

- إنّ الإدراكات العقلیة أقوی من الإدراكات الحسّیة. و مدركات العقل أشرف من مدركات الحسّ. و كلّما كان كذلك، كانت اللذّة العقلیة أقوی و أشرف من اللذّة الحسّیة (ط، ت، 358، 6)

إدراكات نفسانیة

- الإدراكات النفسانیة جنسان- حسّ و تخیّل (ج، ن، 98، 9)

أدلة

- أمّا الأدلّة فإنّها تفید أجزاء الحدّ بالعرض لا بالذات (ج، ن، 32، 11)

أذهان إنسانیة

- الأذهان الإنسانیة إنّما یكون طلبها الأول و مطلوبها القریب الأعراض من حیث أنّها تدركها إدراكا أولیا بالحسّ و طباع الحسّ، لا بتكلّف یطرأ و رویّة و اختیار و مشیئة و تنبیه منها علی طلب أسبابها و عللها بما و لم و كیف (بغ، م 2، 210، 8)

آراء الهرقلیین‌

- آراء الهرقلیین و هم الذین شكوا علی جمیع من كان یتعاطی الفلسفة فی ذلك الوقت فقالوا إنه لیس هاهنا علم لأن العلم ضروری و دائم و لیس هاهنا شی‌ء یتعلّق به العلم إلا المحسوسات و هی فی تغیّر دائم. و إذا كان المعلوم فی تغیّر دائم فالعلم به فی تغیّر دائم، و العلم المتغیّر لیس علما فلیس هاهنا إذا علم (ش، ت، 64، 11)

إرادات‌

- الإرادات: منها إرادات دائمة تدوم بحسبها المفعولات و تستمرّ الأفعال كما فی السماء الدائمة الوجود المستمرّة الحركة علی سنن واحد فی كلیتها بحسب الإرادة الكلیة لها من حیث عرفنا. و منها إرادات تتجدّد و تتصرّم مثل الإرادة الموجبة لأشخاص الكائنات الفاسدات فی كونها و فسادها ابنا بعد أب و أبا بعد جدّ و مستأنف بعد سالف (بغ، م 2، 175، 12)

إرادة

- الإرادة قوة یقصد بها الشی‌ء دون الشی‌ء (ك، ر، 168، 7)- إنّ الإرادة إنّما هی أوّلا شوق عن إحساس.
و الشوق یكون بالجزء النزوعیّ و الإحساس بالجزء الحاسّ (ف، سم، 72، 5)- إن قیل ما الإرادة؟ فیقال إشارة بالوهم إلی تكوین أمر ممكن كونه و كون خلافه (ص، ر 3، 361، 3)- أما الإرادة فلها غایات غیر طبیعیة (س، شط، 11، 8)- لا تكون الإرادة إلّا مع تصوّر (غ، م، 272، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 36
- لا تكون الإرادة إلّا من الشهوة (غ، م، 347، 25)- الإرادة صفة من شأنها تمییز الشی‌ء عن مثله، و لو لا أنّ هذا شأنها لوقع الاكتفاء بالقدرة (غ، ت، 48، 13)- الإرادة موضوعة فی اللغة لتعیین ما فیه غرض و لا غرض فی حق اللّه (غ، ت، 49، 15)- نفهم (الغزالی) من الإرادة طلب معلوم، فإن فرض طلب و لا علم لم یكن إرادة (غ، ت، 177، 11)- إنّ الإرادة ترید لغایة و من أجل شی‌ء (بغ، م 2، 179، 11)- إنه یؤدّی البرهان إلی وجود فاعل بقوة لیست هی إرادیة و لا طبیعیة، و لكن سمّاها الشرع إرادة (ش، ته، 30، 16)- إن من شأن الإرادة أن لا ترجّح فعل أحد المثلین علی الثانی إلّا بمخصّص و علّة توجد فی أحد المثلین، و لا توجد فی الثانی، و إلّا وقع أحد المثلین عنها بالاتفاق (ش، ته، 43، 22)- الإرادة هی انفعال و تغیّر (ش، ته، 98، 20)- معنی الإرادة فی الحیوان هی: الشهوة الباعثة علی الحركة و هی فی الحیوان و الإنسان عارضة لتمام ما ینقصهما فی ذاتهما (ش، ته، 240، 13)- الإرادة فی الحیوان و الإنسان انفعال لا حق لهما عن المراد، فهی معلولة عنه. هذا هو المفهوم من إرادة الإنسان و الباری سبحانه منزّه عن أن یكون فیه صفة معلولة، فلا یفهم من معنی الإرادة إلا صدور الفعل مقترنا بالعلم (ش، ته، 247، 10)- الإرادة غیر الفعل المتعلّق بالمفعول. و إذا كان المفعول حادثا فواجب أن یكون الفعل المتعلّق بإیجاده حادثا (ش، م، 136، 8)- وضع الإرادة نفسها هی للفعل المتعلّق بالمفعول شی‌ء لا یعقل. و هو كفرض مفعول بلا فاعل (ش، م، 136، 14)- الإرادة هی شرط الفعل لا الفعل (ش، م، 136، 16)- الإرادة التی تتقدّم المراد، و تتعلّق به بوقت مخصوص، لا بد أن یحدث فیها، فی وقت إیجاد المراد، عزم علی الإیجاد لم یكن قبل ذلك الوقت؛ لأنه إن لم یكن فی المرید، فی وقت الفعل، حالة زائدة علی ما كانت علیه فی الوقت الذی اقتضت الإرادة عدم الفعل، لم یكن وجود ذلك الفعل عنه، فی ذلك الوقت، أولی من عدمه (ش، م، 137، 1)- المقدّمة القائلة إن الإرادة هی التی تخصّ أحد المماثلین صحیحة (ش، م، 147، 6)- الإرادة التی بالفعل فهی مع فعل المراد نفسه؛ لأن الإرادة من المضاف (ش، م، 147، 10)- الشرع لم یصرّح فی الإرادة لا بحدوث و لا بقدم؛ لكون هذا من المتشابهات فی حق الأكثر (ش، م، 148، 8)- الإرادة إنما تفعل لمكان سبب من الأسباب (ش، م، 201، 5)- إن الأشیاء التی تفعلها الإرادة، لا لمكان شی‌ء من الأشیاء، أعنی لمكان غایة من الغایات، هی عبث و منسوبة إلی الاتفاق (ش، م، 204، 11)- الإرادة هی سبب الفعل فی المرید (ش، م، 207، 4)- لیس فی الشرع أنه سبحانه مرید بإرادة حادثة و لا قدیمة (ش، م، 207، 11)- الأسباب التی سخّرها اللّه من خارج لیست هی متمّمة للأفعال التی نروم فعلها أو عائقة عنها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 37
فقط؛ بل و هی السبب فی أن نرید أحد المتقابلین. فإن الإرادة إنما هی شوق یحدث لنا عن تخیّل ما، أو تصدیق بشی‌ء. و هذا التصدیق لیس هو لاختیارنا؛ بل هو شی‌ء یعرض لنا من الأمور التی من خارج. مثال ذلك أنه إذا ورد علینا أمر مشتهی من خارج اشتهیناه بالضرورة من غیر اختیار، فتحرّكنا إلیه. و كذلك إذا طرأ علینا أمر مهروب عنه من خارج كرهناه باضطرار، فهربنا منه. و إذا كان هكذا فإرادتنا محفوظة بالأمور التی من خارج، و مربوطة بها (ش، م، 226، 4)- إنّ الاتفاق غایة عرضیة لأمر طبیعی أو إرادی أو قسری، و لا یستند القسر إلی قسر آخر إلی غیر النهایة كما ثبت بل لا بدّ و أن ینتهی إلی الإرادة أو الطبیعة. فإذا الإرادة و الطبیعة أقدم من الاتفاق (ر، م، 538، 3)- أمّا الإرادة فعبارة عن معنی یوجب تخصیص الحادث بزمان دون زمان (سی، م، 127، 6)- الإرادة صفة توجب للحیّ حالا یقع منه الفعل علی وجه دون وجه، و فی الحقیقة هی ما لا یتعلّق دائما إلّا بالمعدوم. فإنّها صفة تخصّص أمرا ما لحصوله و وجوده كما قال اللّه تعالی إنّما أمره إذا أراد شیئا أن یقول له كن فیكون (جر، ت، 15، 9)- الإرادة صفة من شأنها أن تتعلّق بأحد الطرفین من الفعل و الترك، من غیر موجب تام یستلزمها (ط، ت، 279، 6)

إرادة أزلیة

- إنّ كل كائن من خیر و شر یستند إلی الأسباب المنبعثة عن الإرادة الأزلیة (ف، ف، 17، 19)- قولنا: إرادة أزلیة، و إرادة حادثة، مقولة باشتراك الاسم، بل متضادة. فإن الإرادة التی فی الشاهد، هی قوة فیها إمكان فعل أحد المتقابلین علی السواء؛ و إمكان قبوله لمرادین علی السواء. فإن الإرادة هی شوق الفاعل إلی فعل، إذا فعله كفّ الشوق، و حصل المراد.
و هذا الشوق و الفعل، هو متعلّق بالمتقابلین علی السواء. فإذا قیل هنا مراد، أحد المتقابلین فیه أزلی، ارتفع حدّ الإرادة بنقل طبیعتها من الإمكان إلی الوجوب. و إذا قیل إرادة أزلیة، لم ترتفع الإرادة بحضور المراد. و إذا كانت لا أول لها، لم یتحدّد منها وقت من وقت لحصول المراد (ش، ته، 30، 7)- إن الإرادة الأزلیة تحدث الحركة فیها دائما من غیر فعل یفعله المرید فیه و إن ذلك لیس مغروزا فی طبیعته و إنها تسمّی قسرا، لأنه لو كان كذلك لم یكن للأشیاء طبیعة أصلا و لا حقیقة و لا حدّ. لأنه من المعروف بنفسه أنه إنما اختلفت طبائع الأشیاء و حدودها من قبل اختلاف أفعالها، كما هو من المعروف بنفسه أن كل حركة قسریة لجسم فإنما تكون عن جسم من خارج (ش، ته، 267، 19)

إرادة بشریة

- الفلاسفة لیس ینفون الإرادة عن الباری سبحانه و لا یثبتون له الإرادة البشریة، لأن البشریة إنما هی لوجود نقص فی المرید و انفعال عن المراد فإذا وجد المراد له تم النقص و ارتفع ذلك الانفعال المسمّی إرادة. و إنما یثبتون له من معنی الإرادة أن الأفعال الصادرة عنه هی صادرة عن علم، و كل ما صدر عن علم و حكمة فهو صادر بإرادة الفاعل لا ضروریا طبیعیا (ش، ته، 246، 27)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 38

إرادة بالفعل‌

- إن كانت الإرادة التی بالفعل حادثة فالمراد و لا بد حادث بالفعل. و إن كانت الإرادة التی بالفعل قدیمة فالمراد الذی بالفعل قدیم (ش، م، 147، 13)

إرادة بالقوة

- أما الإرادة التی تتقدم المراد فهی الإرادة التی بالقوة، أعنی التی لم یخرج مرادها إلی الفعل؛ إذ لم یقترن بتلك الإرادة الفعل الموجب لحدوث المراد. و لذلك هو بیّن أنها، إذا خرج مرادها، أنها علی نحو من الوجود لم تكن علیه قبل خروج مرادها إلی الفعل؛ إذ كانت هی السبب فی حدوث المراد بتوسط الفعل (ش، م، 147، 15)

إرادة حادثة

- قولنا: إرادة أزلیة، و إرادة حادثة، مقولة باشتراك الاسم، بل متضادة. فإن الإرادة التی فی الشاهد، هی قوة فیها إمكان فعل أحد المتقابلین علی السواء؛ و إمكان قبوله لمرادین علی السواء. فإن الإرادة هی شوق الفاعل إلی فعل، إذا فعله كفّ الشوق، و حصل المراد.
و هذا الشوق و الفعل، هو متعلّق بالمتقابلین علی السواء. فإذا قیل هنا مراد، أحد المتقابلین فیه أزلی، ارتفع حدّ الإرادة بنقل طبیعتها من الإمكان إلی الوجوب. و إذا قیل إرادة أزلیة، لم ترتفع الإرادة بحضور المراد. و إذا كانت لا أول لها، لم یتحدّد منها وقت من وقت لحصول المراد (ش، ته، 30، 7)

إرادة الحیوان‌

- لا یجوز أن یكون صدور الفعل عنه سبحانه صدورا طبیعیا و لا صدورا إرادیّا علی نحو مفهوم الإرادة هاهنا. فإن الإرادة فی الحیوان هی مبدأ الحركة، و إذا كان الخالق یتنزّه عن حركة فهو یتنزّه عن مبدأ الحركة علی الجهة التی یكون بها المرید فی الشاهد، فهو صادر عنه بجهة أشرف من الإرادة و لا یعلم تلك الجهة إلا هو سبحانه (ش، ته، 252، 28)

إرادة الشاهد

- الإرادة التی فی الشاهد هی التی یستحیل علیها أن تمیّز الشی‌ء عن مثله، بما هو مثل. و أن دلیل العقل قد اضطر إلی وجود صفة هذا شأنها فی الفاعل الأول و ما یظن من أنه لیس ممكنا وجود صفة بهذه الحال، فهو مثل ما یظن أنه لیس هنا موجود هو لا داخل العالم و لا خارجه. و علی هذا فتكون الإرادة الموصوف بها الفاعل سبحانه. و إرادة الإنسان مقولة باشتراك الاسم كالحال فی اسم العلم، و غیر ذلك من الصفات التی وجودها فی الأزلی غیر وجودها فی المحدث إنما نسمّیها إرادة بالشرع (ش، ته، 45، 8)

إرادة الشی‌ء

- لا یتصوّر (الفاعل بالاختیار) إرادة الشی‌ء بدون تصوّره و العلم به (ط، ت، 239، 4)- إنّ إرادة الشی‌ء بدون العلم به محال (ط، ت، 276، 3)

إرادة عقلیة

- إنّ الإرادة العقلیة الواحدة لا توجب البتّة حركة، و لكن قد یمكن أن یتوهّم أنّ ذلك لإرادة عقلیة منتقلة (س، شأ، 384، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 39

إرادة قدیمة

- المتكلّمون … قالوا: إن الإرادة القدیمة صفة من شأنها أن تمیّز الشی‌ء عن مثله من غیر أن یكون هنالك مخصّص یرجّح فعل أحد المثلین علی صاحبه. كما أن الحرارة صفة من شأنها أن تسخّن، و العلم صفة من شأنها أن تحیط بالمعلوم (ش، ته، 43، 26)

إرادة كلیة

- الإرادة الكلیة مقابلها مراد كلّیّ و لا یجب له تخصّص جزئی (س، أ 1، 421، 5)- الإرادة الكلّیة لا توجب حركة جزئیة؛ فإرادتك للحجّ لا توجب حركة رجلك بالتخطّی إلی جهة معیّنة ما لم یتجدّد لك إرادة جزئیة للتخطّی إلی الموضع الذی تخطّیت إلیه، ثم یحدث لك بتلك الخطوة تصوّر لما وراء تلك الخطوة، و تنبعث منه إرادة جزئیة للخطوة الثانیة (غ، م، 273، 16)- ینبعث من الإرادة الكلّیة الإرادات الجزئیة (غ، م، 273، 21)- الإرادة الكلّیة نسبتها إلی جمیع الجزئیات بالسویة فلو وقع نسبتها إلی بعض الجزئیات لكان ذلك ترجیحا للممكن من غیر مرجّح و هو محال (ر، ل، 77، 17)

ارتیاب‌

- یقال: ما الارتیاب؟ الجواب هو تجاذب الرأیین (تو، م، 311، 23)

أرض‌

- الأرض تتحرّك إلی أسفل بإطلاق، إذ لا یوجد متحرّك أسفل منها (ش، سم، 34، 16)- أما النار فكمالها الفوق، و أما الأرض فكمالها المكان الأسفل و الأجسام التی بین هذه، أعنی الماء و الهواء كمالاتها أیضا فی الأینات التی بین هذه (ش، سم، 82، 22)- إذا وجدت الأرض وجدت سائر الاسطقسّات (ش، ما، 166، 4)- إن الجسم الكریّ بما هو مستدیر لا بد له من جسم علیه یدور و هو المركز، و الذی بهذه الصفة للجسم السماوی هو الأرض (ش، ما، 166، 4)

أركان أربعة

- یجب أن یحصل من الأركان الأمزجة المختلفة، علی النسب التی بینها، المستعدة لقبول الأنفس النباتیة و الحیوانیة و الناطقة، من جهة الجوهر الذی هو سبب لأمر أكوان هذا العالم، و الأفلاك التی حركاتها مستدیرة علی شی‌ء ثابت غیر متحرّك، و من تحرّكها و مماسّة بعضها لبعض علی الترتیب تحصل الأركان الأربعة (ف، ع، 8، 14)- الأجسام الكائنة من الأركان الأربعة- فیها قوی تعطیها الاستعداد للفعل، و هی الحرارة و البرودة. و قوی تعطیها الاستعداد لقبول الفعل، و هی الرطوبة و الیبوسة. و فیها قوی أخر فاعلة و منفعلة، كالذوق الفاعل فی اللسان و الفم، و الشم و الفاعل فی آلة الشم، و كالصلابة و اللین و الخشونة و اللزوجة. و هذه كلها تظهر من تلك الأربعة التی هی الأولی (ف، ع، 14، 2)- إنّ الموجودات التی تحت فلك القمر نوعان:
بسیطة و مركّبة. فالبسائط هی الأركان الأربعة التی هی النار و الهواء و الماء و الأرض، و المركّبات هی الموّلدات الكائنات الفاسدات أعنی الحیوان و النبات و المعادن (ص، ر 3،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 40
19، 4)- الأركان الأربعة التی هی النار و الهواء و الماء و الأرض (ص، ر 3، 205، 7)- إنّ الأركان الأربعة متقدّمة الوجود علی مولّداتها بالأیام و الشهور و السنین، كما أنّ الأفلاك متقدّمة الوجود علی الأركان بالأزمان و الأدوار و القرانات، و عالم الأرواح متقدّم الوجود علی عالم الأفلاك بالدهور الطوال التی لا نهایة لها. و الباری تعالی متقدّم الوجود علی الكل، كتقدّم الواحد علی جمیع العدد (ص، ر 3، 332، 1)

أرواح‌

- الأطباء یقولون إنّ الأرواح ثلاثة: روح طبیعی و روح حسّاس و روح محرّك (ج، ر، 49، 3)

أرواح عامیة

- الأرواح العامیّة الضعیفة إذا مالت إلی الباطن غابت عن الظاهر، و إذا مالت إلی الظاهر غابت عن الباطن، و إذا ركنت من الظاهر إلی مشعر غابت عن الآخر، و إذا احتجبت من الباطن إلی قوة غابت عن أخری. فلذلك البصر یختلّ بالسمع، و الخوف یشغل عن الشهوة، و الشهوة تشغل عن الغضب، و الفكر یصدّ عن الذكر، و التذكّر یصرف عن التفكّر (ف، ف، 13، 18)

أزل‌

- الأزل لیس حالة معیّنة بل هی عبارة عن نفی الأولیّة، فالحادث بالزمان الذی هو عبارة عن الشی‌ء المسبوق بالعدم یمتنع وقوعه فی الأزل (ر، م، 669، 10)- الجمع بین الحركة و الأزل محال (ر، ل، 95، 17)- الأزل استمرار الوجود فی أزمنة مقدّرة غیر متناهیة فی جانب الماضی كما أنّ الأبد استمرار الوجود فی أزمنة مقدّرة غیر متناهیة فی جانب المستقبل (جر، ت، 16، 15)- إنّ أزلیة الإمكان غیر إمكان الأزلیة، و غیر مستلزم له … فالأزل فی المعنی ظرف للإمكان، فیلزم كون ذلك الشی‌ء متّصفا بالإمكان اتّصافا مستمرّا غیر مسبوق بعدم الاتّصاف (ط، ت، 111، 9)

أزلی‌

- إنّ الأزلی هو الذی لم یجب لیس هو مطلقا:
فالأزلی لا قبل جنسا لهویّته؛ فالأزلی هو لا قوامه من غیره؛ فالأزلی لا علّة له؛ فالأزلی لا موضوع له، و لا محمول، و لا فاعل، و لا سبب- أعنی ما من أجله كان (ك، ر، 113، 1)- الأزلی لا جنس له (ك، ر، 153، 3)- الأزلی- الذی لم یكن لیس، و لیس بمحتاج فی قوامه إلی غیره؛ و الذی لا یحتاج فی قوامه إلی غیره فلا علّة له، و ما لا علّة له فدائم أبدا (ك، ر، 169، 10)- یقال: ما الأزلیّ؟ الجواب هو الذی لم یكن لیس، و ما لم یكن لیس، لا یحتاج فی قوامه إلی غیره، و الذی لا یحتاج فی قوامه إلی غیره لا علّة له (تو، م، 317، 18)- ما لیس له مبدأ أول فهو أزلی ضرورة (ش، ت، 30، 4)- إنه لیس یمكن أن یكون أزلی فیه قوة علی الفساد (ش، ت، 1200، 11)- لما كان الأزلی أفضل مما لیس بأزلی و كان ما لم یمكن بقاؤه بالشخص الأفضل له أن یكون الحال و أن یبقی بالنوع، و لذلك جعل مثل هذا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 41
الوجود سرمدیا لا یحلّ و لا ینقطع (ش، سط، 58، 11)- الأزلی إن كان ممكنا أن یعدم فإنزاله بالفعل معدوما یكون كذبا ممكنا، و إذا كان كذبا ممكنا لم یلزم عنه محال. لكنه إذا وضع معدوما لزم عنه محال و هو أن یكون الأزلی معدوما، أی لیس أزلی لأنه یأتلف القیاس فی الشكل الثالث، هكذا: العالم أزلی، و العالم معدوم، فیلزم أن یكون بعد الأزلی معدوما و ذلك یستحیل (ش، سم، 52، 9)- إذ قد تبیّن أنه لا یوجد أزلی فیه إمكان العدم فظاهر أنه لا یمكن أن یوجد أزلی یفسد بآخرة و لا متكوّن یبقی أزلیا (ش، سم، 52، 18)- إن كان الأزلی لا یمكن أن توجد فیه قوة العدم فلیس بممكن أن یفسد لأنه لیس فیه إمكان الفساد، و لا یمكن أیضا أن یتكوّن لأنه لم یمكن فیه قوة العدم فضلا عن أن یعدم (ش، سم، 52، 21)- الأزلی غیر فاسد و غیر كائن و أنه لیس فیه قوة علی الفساد (ش، سم، 55، 12)- لیس یمكن أن یكون الفاسد أزلیّا و لا یمكن أن یكون الأزلی فاسدا (ش، ما، 172، 24)- إنّ ما لم یكن أزلیّا وجب أن لا یكون أبدیّا، لأنّ ما لا یكون أزلیّا كانت ماهیّته قابلة للعدم، و ذلك القبول من لوازم تلك الماهیّة، فتكون الماهیّة قابلة للعدم أبدا (ر، مح، 101، 11)- الأزلی ما لا یكون مسبوقا بالعدم. اعلم أنّ الموجود أقسام ثلاثة لا رابع لها: فإنّه إمّا أزلی أبدیّ و هو اللّه سبحانه و تعالی، أو لا أزلیّ و لا أبدیّ و هو الدنیا، أو أبدیّ غیر أزلی و هو الآخرة و عكسه محال فإنّ ما ثبت قدمه امتنع عدمه (جر، ت، 16، 18)- الأزلی الذی لم یكن لیس و الذی لم یكن لیس لا علّة له فی الوجود (جر، ت، 17، 2)

أزلیة

- الحركة ماهیّتها بحسب نوعها مركّبة من أمر ینقضی و من أمر حصل، فإذا ماهیّتها متعلّقة بالمسبوقیة بالغیر، و ماهیّة الأزلیة منافیة لهذا المعنی، فالجمع بینهما محال (ر، مح، 96، 17)

أزلیة الإمكان‌

- إنّ أزلیة الإمكان غیر إمكان الأزلیة، و غیر مستلزم له … فالأزل فی المعنی ظرف للإمكان، فیلزم كون ذلك الشی‌ء متّصفا بالإمكان اتّصافا مستمرّا غیر مسبوق بعدم الاتّصاف (ط، ت، 111، 8)

أزمان‌

- أما متی هو فسؤال یبحث عن زمان كون الشی‌ء، و الأزمان ثلاثة: ماض مثل أمس، و مستقبل مثل غد، و حاضر مثل الیوم (ص، ر 1، 201، 10)

أزمان أربعة

- الأزمان الأربعة الربیع و الصیف و الخریف و الشتاء (ص، ر 3، 205، 11)

أزمان ثلاثة

- الأزمان الثلاثة التی هی الماضی و الحاضر و المستقبل (ص، ر 3، 204، 22)

أسام مترادفة

- إنّ الأسامی المترادفة إنّما یصحّ حملها بعد الوضع اللغوی، و لو قدّرنا عدمها لم یصحّ (ر،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 42
م، 24، 13)

أسباب‌

- العلل و الأسباب إمّا أن تكون قریبة، و إمّا أن تكون بعیدة. و القریبة معلومة مدركة مضبوطة علی أكثر الأمور و ذلك مثل حمّی الهواء من انبثاث ضوء الشمس فیه، و البعیدة قد یتّفق أن تصیر مدركة معلومة مضبوطة، و قد تكون مجهولة. فالمضبوطة المدركة منها كالقمر یمتلئ ضوءا و یسامت بحرا (ف، فض، 9، 17)- الأسباب و المسبّبات فی سلسلتها تنتهی إلی الحركات الجزئیة الدوریة السماویة، فالمتصوّر للحركات متصوّر للوازمها، و لوازم لوازمها إلی آخر السلسلة (غ، ت، 159، 20)- الذین یجعلون الأسباب غیر متناهیة یبطلون الغایة كما قلنا (ابن رشد)، و الذین یبطلون الغایة یبطلون جمیع الجیّد و الفاضل و هم لا یشعرون. و ذلك أن الأشیاء إنما توصف بالجود و الفضیلة من قبل الأسباب الغائیة (ش، ت، 32، 17)- انكساغورش … یری أن الأسباب اثنان:
العقل علی طریق الفاعل، و الأجسام المتشابهة الأجزاء التی فی الخلیط (ش، ت، 94، 6)- جمیع أنواع الأسباب اثنی عشر مركّبة و مفردة (ش، ت، 496، 5)- النظر فی الأسباب یستدعی أن یعرف كم أجناسها الأول (ش، ت، 1397، 14)- الأسباب لیس جمیعها هی الأسباب التی تركّب منها الشی‌ء و هی كالأجزاء له، بل و هاهنا أیضا أسباب من خارج أحدها محرّك (ش، ت، 1524، 4)- الفلاسفة یرون أن الأسباب أربعة: الفاعل و المادة و الصورة و الغایة (ش، ته، 99، 24)- لما كانت الأسباب لا تمر عندهم (الفلاسفة) إلی غیر نهایة أدخلوا سببا فاعلا أولا باقیا (ش، ته، 128، 25)- مرور الأسباب إلی غیر نهایة هو من جهة ما عندهم (الفلاسفة) ممتنع، و من جهة ما واجب عند الفلاسفة، و ذلك أنه ممتنع عندهم إذا كانت بالذات و علی استقامة إن كان المتقدّم منها شرطا فی وجود المتأخر (ش، ته، 156، 14)- أما الفلاسفة فإنهم اعتبروا الأسباب حتی انتهت إلی الجرم السماوی، ثم اعتبروا الأسباب المعقولة فأفضی بهم الأمر إلی موجود لیس بمحسوس، هو علة و مبدأ للوجود المحسوس (ش، ته، 235، 16)- من أنكر وجود المسبّبات مترتّبة علی الأسباب فی الأمور الصناعیة، أو لم یدركها فهمه، فلیس عنده علم بالصناعة و لا الصانع؛ كذلك من جحد وجود ترتیب المسبّبات علی الأسباب فی هذا العالم فقد جحد الصانع الحكیم، تعالی اللّه عن ذلك علوا كبیرا (ش، م، 199، 15)- المسبّبات إن كان یمكن أن توجد من غیر هذه الأسباب، علی حدّ ما یمكن أن توجد بهذه الأسباب فأیّ حكمة فی وجودها عن هذه الأسباب؟ و ذلك أن وجود المسبّبات عن الأسباب لا یخلو من ثلاثة أوجه: إما أن یكون وجود الأسباب لمكان المسبّبات من الاضطرار، مثل كون الإنسان متغذّیا، و إما أن یكون من أجل الأفضل، أی لتكون المسبّبات بذلك أفضل و أتم، مثل كون الإنسان له عینان؛ و إما أن یكون ذلك، لا من جهة الأفضل و لا من جهة الاضطرار،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 43
فیكون وجود المسبّبات عن الأسباب بالاتفاق و بغیر مقصد؛ فلا تكون هناك حكمة أصلا، و لا تدلّ علی صانع، بل إنما تدلّ علی الاتفاق (ش، م، 200، 4)- اللّه تبارك و تعالی أوجد موجودات بأسباب سخّرها لها من خارج، و هی الأجسام السماویة، و بأسباب أوجدها فی ذوات تلك الموجودات، و هی النفوس و القوی الطبیعیة حتی انحفظ بذلك وجود الموجودات، و تمت الحكمة (ش، م، 204، 17)- الأسباب التی سخّرها اللّه من خارج لیست هی متمّمة للأفعال التی نروم فعلها أو عائقة عنها فقط؛ بل و هی السبب فی أن نرید أحد المتقابلین (ش، م، 226، 3)- لما كان ترتیب الأسباب و نظامها هو الذی یقتضی وجود الشی‌ء فی وقت ما أو عدمه فی ذلك الوقت، وجب أن یكون العلم بأسباب ما هو العلم بوجود ذلك الشی‌ء و عدمه فی وقت ما (ش، م، 227، 9)- من جحد كون الأسباب مؤثّرة بإذن اللّه فی مسبّباتها إنه قد أبطل الحكمة و أبطل العلم.
و ذلك أن العلم هو معرفة الأشیاء بأسبابها.
و الحكمة هی المعرفة بالأسباب الغائیة (ش، م، 231، 15)- القول بإنكار الأسباب جملة هو قول غریب جدّا عن طباع الناس. و القول بنفی الأسباب فی الشاهد لیس له سبیل إلی إثبات سبب فاعل فی الغائب؛ لأن الحكم علی الغائب من ذلك إنما یكون من قبل الحكم بالشاهد. فهؤلاء لا سبیل لهم إلی معرفة اللّه تعالی؛ إذ یلزمهم الّا یعترفوا بأن كل فعل له فاعل (ش، م، 231، 17)- الأسباب … منها قریبة و منها بعیدة، و منها بالذات و منها بالعرض، و منها جزئیة و منها كلّیة، و منها مركّبة منها بسیطة، و كل واحد من هذه الأقسام منها ما هی بالفعل و منها ما هی بالقوة (ش، ما، 55، 11)- من الأسباب ما هی فی الشی‌ء و هی المادة و الصورة، و منها ما هی خارجة عن الشی‌ء و هو الفاعل و الغایة (ش، ما، 55، 14)- الأسباب إنما تعطی بالذات و أولا ذات السبب (ش، ما، 108، 6)- وجه تأثیر هذه الأسباب فی الكثیر من مسبّباتها مجهول لأنّها إنّما یوقف علیها بالعادة لاقتران الشاهد بالاستناد إلی الظاهر، و حقیقة التأثیر و كیفیته مجهولة و ما أوتیتم من العلم إلّا قلیلا (خ، م، 364، 6)

أسباب أربعة

- الأسباب بالجملة أربعة: المادّة و الفاعل و الصورة و الغایة. و هذه قد تكون خاصة و قد تكون عامّة بأن تجنس صورة لكنّها عامة (ج، ن، 32، 1)- لا یمكن أن یلفی واحد من الأسباب الأربعة یمرّ فی جنسه إلی ما لا نهایة، أی لا یوجد للأشیاء التی هاهنا سبب مادّی و یكون للمادة مادة و یمرّ ذلك إلی غیر نهایة، مثل أن یكون اللحم من الأرض و الأرض من الماء و الماء من شی‌ء آخر و یمرّ ذلك إلی غیر نهایة (ش، ت، 17، 7)- یعنی (أرسطو) بجمیع أجناس العلل الأسباب الأربعة (ش، ت، 185، 14)- الأسباب الأربعة … هی المادة و الفاعل و الصورة و الغایة (ش، ما، 128، 20)- إن الأربعة الأسباب متناهیة، و إن هاهنا مادة قصوی و فاعل أقصی و صورة قصوی و غایة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 44
قصوی (ش، ما، 132، 14)

أسباب الأشیاء)

- أسباب الأشیاء أربعة: مبدأ الحركة، مثل البنّاء للبیت؛ المادة؛ مثل الخشب و الطین للبیت؛ و الصورة مثل هیئة البیت للبیت؛ الغایة مثل الاستكنان للبیت. و كل واحد من ذلك إما قریب و إما بعید، إمّا عام و إما خاصّ، إما بالقوة و إما بالفعل، إما بالحقیقة و إما بالعرض (س، ع، 18، 7)

أسباب الأشیاء الكائنة)

- أسباب الأشیاء الكائنة الفاسدة و بالجملة المتغیّرة هی الأجسام الطبیعیة التی هی مبدأ الحركات و الاستحالات فی الأمور المحسوسات (ش، ت، 124، 13)

أسباب بالعرض)

- الأسباب التی بالعرض یوجد فیها أیضا القریب و البعید كما یوجد فی الأسباب التی بالذّات.
مثال ذلك إن الأبیض و الموسیقار علّة للصنم بالعرض إذا اتفق أن كان صانع الصنم أبیض و موسیقار لكن بعیدة، و كذلك أیضا فلان صانع الأصنام و الإنسان هما بالعرض لكن هذان أقرب إلی الذی بالذات (ش، ت، 494، 3)- إن الأسباب التی بالعرض یلحقها أیضا أن تكون منها قریبة و منها بعیدة (ش، ت، 495، 10)

أسباب شخصیة)

- الأسباب الشخصیة … هی أسباب بالحقیقة للمسبّبات الشخصیة التی هی مسبّبات بالحقیقة (ش، ت، 1554، 10)- إن الأسباب الشخصیة التی فی جنس جنس هی مختلفة (ش، ت، 1555، 6)

أسباب الشی‌ء)

- أسباب الشی‌ء التی یلزم عنها وجوده هی الصورة و الغایة: أما الصورة فلیس یصحّ أن تكون معلومة و النوع مجهولا؛ و أما الغایة فقد یصحّ ذلك فیها. إلا أن غایات الأنواع الخاصّة لیس شأن المعرفة الإنسانیة علی الأكثر إدراكها، و أما الفاعل و المادة فلیس یلزم عنهما باضطرار وجود النوع (ش، سط، 30، 5)

أسباب غائیة)

- الذین یجعلون الأسباب غیر متناهیة یبطلون الغایة كما قلنا (ابن رشد)، و الذین یبطلون الغایة یبطلون جمیع الجیّد و الفاضل و هم لا یشعرون. و ذلك أن الأشیاء إنما توصف بالجود و الفضیلة من قبل الأسباب الغائیة (ش، ت، 32، 20)- یقول (أرسطو) إن من یضع الأسباب التی علی طریق الغایة غیر متناهیة فهو یرفع العقل العملی ضرورة، و ذلك أن العقل إنما یفعل ما یفعله فی كل وقت بسبب شی‌ء آخر من الأشیاء. و ذلك الشی‌ء هو الذی من قبله صار الفعل متناهیا، و ذلك أن النهایة هی الغایة المقصودة بالأفعال و إلّا كان الفعل عبثا (ش، ت، 34، 2)

أسباب فاعلة)

- الفرق بین هذا النوع من الأسباب الفاعلة (بالجنس و بالنوع) و الفاعلة التی تفعل الأشیاء الجزئیّة أن الفاعل الذی یفعل الجزئیّة یكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 45
موجودا و لا یلزم أن یكون مفعوله موجودا، و ذلك النوع الأول یكون موجودا معا أعنی العلّة و المعلول … و التی بهذه الصفة هی مثل البیت المبنیّ و البنّاء فإنّه قد یوجد البنّاء و لا یوجد البیت (ش، ت، 496، 16)- لا یعدّ فی الأسباب الفاعلة إلّا من فعل برویّة و اختیار، فإن فعل الفاعل بالطبع لغیره لا یعدّ فی الأسباب الفاعلة (ش، ته، 99، 20)

أسباب قصوی)

- الأسباب القصوی، فإنّها الأسباب لكل موجود معلول من جهة وجوده … السبب الأول الذی یفیض عنه كل موجود معلول بما هو موجود معلول لا بما هو موجود متحرّك فقط أو متكمّم فقط (س، شأ، 14، 14)

أسباب محرّكة)

- الأسباب المحرّكة بعضها لبعض متناهیة …
هذه الأسباب توجد فیها ثلاثة أجناس: متقدّم و وسط و متأخّر. فالأول هو العلّة لجمیعها إذ كان یحرّك نفسه و یحرّك المتوسط بلا توسط و یحرّك الأخیر بالمتوسّط، و الوسط هو علّة للأخیر، و الأخیر لیس علّة لشی‌ء (ش، ت، 20، 1)

أسباب محسوسة)

- أما الأشعریة فإنهم جحدوا الأسباب المحسوسة أی لم یقولوا بكون بعضها أسبابا لبعض، و جعلوا علّة الموجود المحسوس موجودا غیر محسوس بنوع من الكون غیر مشاهد و لا محسوس، و أنكروا الأسباب و المسبّبات و هو نظر خارج عن الإنسان بما هو إنسان (ش، ته، 235، 20)

أسباب من خارج)

- لما كانت الأسباب التی من خارج تجری علی نظام محدود، و ترتیب منضود لا تخلّ فی ذلك بحسب ما قدّرها بارئها علیه، و كانت إرادتنا و أفعالنا لا تتم، و لا توجد بالجملة، إلا بموافقة الأسباب التی من خارج، فواجب أن تكون أفعالنا تجری علی نظام محدود، أعنی أنها توجد فی أوقات محدودة، و مقدار محدود. و إنما كان ذلك واجبا لأن أفعالنا تكون مسبّبة عن تلك الأسباب التی من خارج.
و كل مسبّب یكون عن أسباب محدودة مقدّرة، فهو ضرورة، محدود مقدّر. و لیس یلفی هذا الارتباط بین أفعالنا و الأسباب التی من خارج فقط، بل و بینها و بین الأسباب التی خلقها اللّه تعالی فی داخل أبداننا (ش، م، 226، 12)

أسباب و مسبّبات)

- متی رفعنا الأسباب و المسبّبات لم یكن هاهنا شی‌ء یردّ به علی القائلین بالاتفاق، أعنی الذین یقولون لا صانع هاهنا، و إنما جمیع ما حدث فی هذا العالم إنما هو عن الأسباب المادیة؛ لأن أحد الجائزین هو أحق أن یقع عن الاتفاق منه أن یقع عن فاعل مختار (ش، م، 200، 17)

أستاذ بشری)

- إنّ القائل من البشر لا یقدر علی تعلیم كل علم لكل متعلّم، و إنّما یقدر من ذلك علی ما یساعده علیه ذهن المتعلّم بفهمه و تعقّله و تصدیقه و قبوله و ردّه إذا كان كل شی‌ء من هذه فی موضعه و موقعه، فذلك لیس من عطاء الأستاذ البشری (بغ، م 2، 134، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 46

استثناء)

- إنّ الإیجاب و السلب تارة یكون حكما حتما، و تارة شرطا و استثناء، فالإیجاب الحتم مثل قولك الشمس فوق الأرض و هو نهار، و الشرط مثل قولك إن كانت الشمس فوق الأرض فهو نهار. و كذلك حكم السلب مثله مثال ذلك لیست الشمس فوق الأرض و لا هو نهار.
و الشرط و الاستثناء مثل قولك إن كانت الشمس لیست فوق الأرض فلیس هو نهارا (ص، ر 1، 332، 15)- الاستثناء إخراج الشی‌ء من الشی‌ء لو لا الإخراج لوجب دخوله فیه. و هذا یتناول المتّصل حقیقة و حكما و یتناول المنفصل حكما فقط (جر، ت، 23، 5)

استحالة)

- تبدّل مكان أجزاء الجرم و مركزه أو كل أجزاء الجرم فقط، هی الحركة المكانیة؛ و تبدّل المكان الذی ینتهی إلیه الجرم بنهایاته، إمّا بالقرب من مركزه و إمّا بالبعد منه، هو الربوّ و الاضمحلال؛ و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 117، 11)- الحركة هی تبدّل الأحوال: فتبدّل مكان كل أجزاء الجرم فقط هو الحركة المكانیة؛ و تبدّل مكان نهایاته إمّا بالقرب من مركزه أو البعد منه هو الربوّ و الاضمحلال؛ و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 204، 12)- الحركة من كیف إلی كیف تسمّی استحالة مثل الاسوداد و الابیضاض (س، ع، 18، 20)- إنّ الكون و الفساد و الاستحالة أمور مبتدأة، و لكل مبتدأة سبب و لا بدّ … من حركة مكانیة. فالحركة المكانیة هی مقرّبة الأسباب و مبعدتها، و مقویة الكیفیات و مضعفها (س، شط، 192، 12)- الاستحالة تقال علی استبدال الأحوال فی زمان كسخونة البارد و برد الحار و صعود الهابط و هبوط الصاعد، كل ذلك فی الأعراض و الأحوال (بغ، م 1، 160، 13)- لما كانت التغییرات أربعة: أما التغییر الذی یكون فی الجوهر و هو الذی یسمّی الكون المطلق و الفساد المطلق، و أما التغییر الذی فی الكیف و هو الذی یكون فی الكیفیة الانفعالیة و هو الذی یسمّی استحالة، و أما الذی یكون فی الكم و هو الذی یسمّی نموّا و نقصا، و أما الذی فی الأین و هو المسمّی نقلة، وجب أن یكون كل ما یتغیّر إنما یتغیّر من الأضداد التی فی كل واحد من هذه الأصناف الأربع (ش، ت، 1437، 11)- الاستحالة إنما تكون من الضد إلی الضد (ش، سم، 33، 23)- أرسطو یری أن الاستحالة ضربان: استحالة فی الجوهر و هو المسمّی كونا و فسادا، و استحالة فی الكیف و هو المسمّی كیفیة (ش، سك، 98، 2)- الاستحالة حركة فی الكیف كتسخّن الماء و تبرّده مع بقاء صورته النوعیّة (جر، ت، 19، 7)

استحالة طبیعیة)

- الاستحالة الطبیعیة: و مثال ذلك أن الحركة إلی فوق طبیعیة للنار و غیر طبیعیة للأرض، و الطبیعیة مضادة للقسریة (ش، سط، 88، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 47

استحالة الكائنات الفاسدات‌

- إنّ استحالة الكائنات الفاسدات التی تحت فلك القمر هی خمسة أنواع: فمنها استحالة الأركان الأربعة بعضها إلی بعض … و منها حوادث الجو و تغییرات الهواء … و منها استحالة الكائنات الفاسدات التی تتكوّن و تنعقد فی باطن الأرض و عمق البحار و جوف الجبال و هی الجواهر المعدنیة … و منها استحالة النبات و الأشجار و هو كل جسم یتغذّی و ینمو … و منها استحالة الحیوان و هو كل جسم متحرّك حسّاس (ص، ر 2، 77، 10)

استحالة و نمو)

- أما الفرق بین الاستحالة و النمو فبیّن. و ذلك أن أحدهما فی الكیف و الآخر فی الكم. و أیضا فإن النامی یتحرّك فی المكان بأجزائه و یضبط مكانا أعظم مما كان فیه، و الاستحالة لیست كذلك. و هذا یفارق النمو أیضا بالكون و الفساد، و أیضا الموضوع الثابت فی حركة النمو هو الصورة … و الموضوع لحركة الاستحالة هو الشی‌ء المشار إلیه من حیث هو ذو هیولی و صورة؛ و أما موضوع الكون و الفساد فالمادة الأولی و لذلك لیس هو شیئا بالفعل (ش، سك، 98، 9)

استدلال)

- الاستدلال تقریر الدلیل لإثبات المدلول سواء كان ذلك من الأثر إلی المؤثّر فیسمّی استدلالا إنّیّا، أو بالعكس فیسمّی استدلالا لمیّا، أو من أحد الأثرین إلی الآخر (جر، ت، 17، 9)- التعلیل هو انتقال الذهن من المؤثّر إلی الأثر كانتقال الذهن من النار إلی الدخان.
و الاستدلال هو انتقال الذهن من الأثر إلی المؤثّر. و قیل التعلیل و هو إظهار علّیة الشی‌ء سواء كانت تامّة أو ناقصة (جر، ت، 63، 17)

استدلال إنّی)

- الاستدلال تقریر الدلیل لإثبات المدلول سواء كان ذلك من الأثر إلی المؤثّر فیسمّی استدلالا إنّیّا، أو بالعكس فیسمّی استدلالا لمیّا، أو من أحد الأثرین إلی الآخر (جر، ت، 17، 10)

استدلال لمّی)

- الاستدلال تقریر الدلیل لإثبات المدلول سواء كان ذلك من الأثر إلی المؤثّر فیسمّی استدلالا إنّیّا، أو بالعكس فیسمّی استدلالا لمیّا، أو من أحد الأثرین إلی الآخر (جر، ت، 17، 10)

استطاعة)

- الجماد لیس له استطاعة؛ و كذلك الإنسان لیس له فیما لا یطیق استطاعة. صار الجمهور إلی أن الاستطاعة شرط من شروط التكلیف كالعقل سواء (ش، م، 225، 1)

استعداد)

- إنّ الاستعداد لیس سببا للإیجاد (س، شأ، 269، 12)- معنی القوة أنّها تقبل الصورة و نقیضها، و معنی الاستعداد أن یترجّح صلاحه لقبول إحدی الصورتین علی الخصوص، فتكون القوة علی وجود الشی‌ء و عدمه بالسواء. و الاستعداد للوجود وحده، بأن تصیر إحدی القوّتین أولی من الأخری. كما أنّ مادة الهواء قابلة لصورة الناریة، و المائیة بالسواء. و لكن غلبة البرد یجعلها لقبول صورة المائیة أولی، فتنقلب ماء، لقبول صورة المائیة، من المفارق، عند استفادة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 48
الاستعداد من السبب المبرّد (غ، م، 293، 9)- الاستعداد الذی یوجد فی القوة الغاذیة لقبول المحسوسات الذی هو الكمال الأول للحسّ لیس الموضوع القریب له شیئا غیر النفس الغاذیة، و هذه القوة و هذا الاستعداد كأنه شی‌ء ما بالفعل إلّا أنه لیس علی كماله الأخیر، فإن الحیوان النائم قد یری أنه ذو نفس حساسة بالفعل (ش، ن، 44، 9)

استعداد تام)

- الاستعداد التام أن لا یكون فی طباع الشی‌ء معاوق و مضادّ لما هو بالقوة فیه، كاستعداد الماء المسخّن للتبرّد لأنّ فیه نفسه قوة طبیعیة … تعاوق القوة الخارجة فی التبرید أو لا تعاوقه (س، شأ، 271، 19)

استعداد قوی)

- إنّ العنصر أو الموضوع الذی یكون منه الشی‌ء إذا كان یتقدّمه فی الزمان، فإنّ له من جهة تقدّمه له خاصیة لا تكون مع حصوله له، و هی الاستعداد القوی، و إنما یتكوّن الجوهر منه لأجل استعداده لقبول صورته، و أما إذا زال الاستعداد بالخروج إلی الفعل وجد الجوهر و كان محالا أن یقال إنّه متكوّن منه (س، شأ، 338، 6)

استعداد ناقص)

- أما الاستعداد الناقص فهو كاستعداد الماء للتسخّن، لأنّ فیه قوة تعاوق التسخّن الذی یحدث فیه من خارج، و توجد مع التسخّن باقیة فیه و لا تبطل (س، شأ، 272، 2)

استعدادات)

- الاستعدادات بما هی استعدادات إنما توجد مقترنة مع ما بالفعل، و لیس بعضها موضوعا لبعض إلّا علی جهة التشبیه، بمعنی أن بعضها یتقدّم فی الموضوع وجود بعض (ش، ن، 77، 23)

استقامة)

- أ لم تعلم أن الاستقامة و الاعوجاج و النقصان و الكمال التی تقال فی مطالع البروج إنما هی بالإضافة إلی أماكن بأعیانها لأجل تلك الأماكن، لا أنها فی أنفسها ذوات اعوجاج و استقامة و كمال و نقصان و سائر ما أشبهها (ف، فض، 12، 12)

استقبال)

- الاستقبال ما یترقّب وجوده بعد زمانك الذی أنت فیه (جر، ت، 17، 7)

استقراء)

- الاستقراء هو شی‌ء یتلو بعضه بعضا (ش، ت، 1367، 15)- إمّا أن یستدلّ بالعام علی الخاص و هو القیاس فی عرف المنطقیین أو بالعكس و هو الاستقراء (ر، مح، 45، 22)- الاستقراء هو الحكم علی كلّیّ لوجوده فی أكثر جزئیّاته. و إنّما قال فی أكثر جزئیّاته لأنّ الحكم لو كان فی جمیع جزئیّاته لم یكن استقراء بل قیاسا مقسّما. و یسمّی هذا استقراء لأنّ مقدّماته لا تحصل إلّا بتتبّع الجزئیات كقولنا كل حیوان یحرّك فكّه الأسفل عند المضغ لأنّ الإنسان و البهائم و السباع كذلك، و هو استقراء ناقص لا یفید الیقین لجواز وجود جزئی لم یستقرأ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 49
و یكون حكمه مخالفا لما استقرئ كالتمساح فإنّه یحرّك فكّه الأعلی عند المضغ (جر، ت، 18، 4)

استكمالات)

- إن الاستكمالات التی من أجلها یتحرّك المستكمل بها: منها ما تكون كیفیات یستكمل بها المتحرّك مثل الذی یتحرّك لمكان الصحة، و منها ما تكون جواهر خارجة عن الشی‌ء الذی یتحرّك إلیها علی جهة التشبّه بها مثل ما یوجد جمیع أفعال العبید كلها تنحو نحو السید و نحو غرضه، و مثل ما یوجد أهل المملكة الواحدة یتحرّكون نحو غرض الملك؛ فالعبید یقال فیهم أنهم إنما وجدوا من أجل سیدهم، و كذلك أهل المملكة مع ملكهم، و هكذا جمیع الموجودات مع هذا المبدأ الأول أعنی الذی یتشوّقه الكل (ش، ت، 1605، 7)

استنباط)

- الاستنباط إما بطریق القسمة أو بطریق التركیب (ج، ن، 32، 6)- الاستنباط اصطلاحا استخراج المعانی من النصوص بفرط الذهن و قوة القریحة (جر، ت، 22، 13)

أسرع و أبطأ)

- الأسرع و الأبطأ متناهیان فی الوجود (ش، سط، 95، 17)- الأسرع و الأبطأ لیس یمرّان فی الوجود إلی غیر نهایة، فذلك بیّن من أنواع المحرّكات لیس تمرّ إلی غیر نهایة (ش، سط، 95، 20)- الأسرع و الأبطأ لم ینتهیا من جهة ما هما متحرّكان، بل من جهة ما عرض لهما أمر ما (ش، سط، 96، 4)

أسطقس)

- الأسطقس- منه یكون الشی‌ء، و یرجع إلیه منحلّا، و فیه الكائن بالقوة؛ و أیضا: هو عنصر الجسم، و هو أصغر الأشیاء من جملة الجسم (ك، ر، 168، 10)- أمّا الأسطقسّ فلا یسمّی" المادّة" و" هیولی" (ف، حر، 159، 5)- الأسطقسّ هو الجسم الأول الذی باجتماعه إلی أجسام أولی مخالفة له فی النوع یقال أنّه أسطقس لها. فلذلك قیل أنّه أصغر أجزاء ما ینتهی إلیه تحلیل الأجسام فلا توجد فیه قسمة إلّا إلی أجزاء متشابهة (س، ح، 19، 5)- لأن التحلیل إما الذهنی أو الوجودی إذا فرّق بین بسائط التركیب، كان مجرّد الجسمیة آخر ما ینحلّ إلیه یسمّی أسطقسّا، و إن كان الأسطقس فی عرفهم (الطبیعیون) هو ما ینحلّ إلیه الجسم المركّب إذا حللته إلی طبائعه المختلفة. و لا ینحلّ الأسطقسّ إلی طبائع مختلفة كما یحلّل بدن الإنسان إلی أعضائه و أرواحه (بغ، م 1، 14، 14)- الأسطقسّ یقال للذی منه یركّب الشی‌ء أولا و هو فیه و لا ینقسم بالصورة إلی صورة أخری (ش، ت، 499، 10)- عدم الانقسام بالكمّیة یتبعه عدم الانقسام بالصورة الذی هو الشرط الصحیح فی حدّ الأسطقسّ (ش، ت، 501، 17)- یقال أسطقسّ علی جهة نقل الاسم لمكان الشّبه ما كان صغیرا واحدا غیر منقسم فی الكمّیة و هو موجود فی أشیاء كثیرة (ش، ت، 502، 20)- إن الجزء الذی لا یتجزأ هو الأسطقس (ش، ت، 503، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 50
- الأسطقسّ هو ما لا ینقسم (ش، ت، 504، 2)- إن الأسطقسّ هو و الشی‌ء الذی هو له أسطقسّ من طبیعة واحدة. لكن الأسطقسّ هو فی تلك الطبیعة بسیط و الذی من الأسطقسّ مركّب (ش، ت، 1510، 4)- الأسطقسّ أحقّ بالأسباب التی هی داخل الشی‌ء (ش، ت، 1524، 6)- إن الأسطقسّ و المبدأ سببان متغایران و هما كلاهما مختلفان. و إنما قال (أرسطو) هذا لأن اسم السبب ینطلق علی التی من داخل و خارج، و أما المبدأ فعلی التی من خارج، و أما الأسطقس فعلی التی فی داخل الشی‌ء (ش، ت، 1524، 7)- صرّح … أرسطو أنه لو كانت للحركة حركة، لما وجدت الحركة. و أنه لو كان للأسطقس، أسطقس، لما وجد الأسطقس (ش، ته، 36، 26)- الأسطقس آخر ما ینحلّ إلیه المركّب أوّلا و بالذات (ش، سم، 79، 17)- الأسطقسّ یقال أولا علی ما إلیه ینحل الشی‌ء من جهة الصورة، و بهذه الجهة نقول إن الأجسام الأربعة التی هی الماء و النار و الهواء و الأرض إنها أسطقسّات سائر الأجسام المركّبة. و قد یقال الأسطقسّ علی الذی یری أنه أقل جزء فی الشی‌ء علی ما یری ذلك أصحاب الجزء الذی لا یتجزّی. و قد یقال أیضا إن الكلیّات هی أسطقسّات الأشیاء الجزئیة بحسب رأی من یری فیها أنها مبادئ الأشیاء و أن ما هو أكثر كلّیة فهو أحری أن یكون أسطقسّا (ش، ما، 57، 4)- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل یسمّی أسطقسّا. فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركّب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادی الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 522، 3)- أمّا الأسطقسّ؛ فعبارة عن ما یتحلّل إلیه المركّب (سی، م، 124، 1)

أسطقس أول)

- الأسطقسّ الأول هو الذی هو غیر مركّب من شی‌ء أصلا (ش، ت، 499، 14)

أسطقس حقیقی)

- إن الأسطقسّ الحقیقی هو المشترك لجمیع المركّبات الذی هو أول ما تركّبت منه جمیع الأشیاء و هو موجود فی كل واحد منها و إلیه تنحلّ جمیع الأشیاء. و هذا الأسطقسّ یجب أن یكون هو السبب فی سائر الأسطقسّات. و هذا الذی ذكره (أرسطو) هو المادة الأولی (ش، ت، 505، 7)

أسطقسات)

- عدد الأجسام البسیطة الأول التی منها یلتئم العالم خمسة … الواحد منها هو الجسم الأقصی الذی یتحرّك حركة مستدیرة، و الأربعة الباقیة مشتركة فی مادّتها متباینة بصورها، و أنّ ذلك الواحد الخامس مباین لتلك الأربعة فی مادّته و صورته جمیعا، و أنّه هو السبب فی وجود تلك الأربعة و قوامها و دوام وجودها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 51
و أوضاعها و مراتبها، و أنّ تلك الأربعة هی الأسطقسّات التی منها تتكوّن سائر الأجسام التی تحت ذلك الجسم الأقصی، و أنّ تلك الأسطقسّات یتكوّن أیضا بعضها عن بعض و لا تتكوّن هی عن جسم أبسط منها و لا عن جسم أصلا (ف، ط، 99، 12)- الأربعة أسطقسّات … یتكوّن بعضها عن بعض لأنّها هی الجواهر الأوّل الطبیعیّة، و أنّ موادّها واحدة فی النوع و مادّة كلّ واحد هی بعینها مادّة الآخر علی طریق التعاقب، و كانت إنّما تصیر أسطقسّات لأجل أنّ كلّ واحد منها یتكوّن عن كلّ واحد، و أنّ سائر الأجسام المتكوّنة إنّما تتكوّن عنها، و أنّ فیها مبادئ و قوی بها یتكوّن بعضها عن بعض و لأجلها یتكوّن عنها سائر الأجسام المتكوّنة (ف، ط، 99، 18)- الأسطقسّات … لمّا كانت متضادّة فی ماهیّاتها التی هی بها بالفعل و فی القوی التی هی بها أسطقسّات، و كان بعضها یفعل فی بعضه و بعضها ینفعل عن بعض، و كانت متجاورة، لم یمتنع أن یكون فی كلّ واحد منها ما یبلغ الغایة أو قد بلغ الغایة ممّا به كمال ما یتجوهر به و كمال ماهیّته أكثر ما یمكن فیه، و كذلك فی القوّة التی هو بها أسطقسّ خالص أقصی ما یمكن فیه من القوّة و أكثرها إفراطا، و منه ما یكون دون ذلك فی الكمال، و ما هو دون الثانی، إلی أن ینتهی إلی أنقص ما یمكن أن یكون فی ماهیّته، حتّی إن انتقص عن ذلك صارت ماهیّته ماهیّة أسطقسّ آخر فی أدنی ما یمكن أن یكون للآخر ماهیّة (ف، ط، 103، 20)- الأسطقسّات، مثل النار و الهواء و الماء و الأرض و ما جانسها من البخار و اللهیب و غیر ذلك؛ و المعدنیة مثل الحجارة و أجناسها و النبات و الحیوان غیر الناطق و الحیوان الناطق (ف، أ، 46، 12)- الأسطقسّات أربع، و صورها متضادة. و مادة كل واحدة منها قابلة لصورة ذلك الأسطقسّ و لضدّها (ف، أ، 48، 1)- أما الأسطقسّات فإن المضاد المتلف لكل واحد منها هو من خارج فقط، إذ كان لا ضدّ له فی جملة جسمه (ف، أ، 64، 12)- الأسطقسّات غیر كائنة بكلّها كائنة بأجزائها، و ذلك أنواع الموجودات الهیولانیة (ج، ر، 107، 11)- الأسطقسّات هی مركّبة من الامتزاج الأول الذی یكون للأجسام التی لا تنقسم (ش، ت، 85، 7)- إن الأسطقسّات إن كانت بالفعل كان لها أسطقسّات لأن القوة قبل الفعل، أی أن التی تكون بالقوة شیئا ما هی قبل التی هی بالفعل ذلك الشی‌ء فیكون للأسطقسات أسطقسّات (ش، ت، 291، 3)- إن كانت الأسطقسّات تنقسم بالكمّیة فإن أجزاءها غیر منقسمة بالصورة بل هی واحدة بالصورة، مثل الماء و الأرض و النار و الهواء؛ فإن جمیع المركّبة منها تنقسم إلیها بالصورة و لا تنقسم هی إلی شی‌ء آخر بالصورة بل إنما تنقسم بالكمّیة و هی القسمة التی تكون إلی أجزاء متشابهة بالصورة. و لذلك یقال فی الأجزاء المتشابهة إنها التی حدّ الجزء و الكل منها حدّ واحد (ش، ت، 500، 13)- العقل الفعال … لیس یعطی الصور النفسانیة فقط و الصور الجوهریة التی للمتشابهة الأجزاء بل و الصور الجوهریة التی للأسطقسّات، فإنه یظهر أن الأسطقسّات إنما تفعل و تنفعل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 52
بكیفیاتها لا بصورها الجوهریة (ش، ت، 882، 9)- الفرق بین الأوائل و الأسطقسّات أن اسم الأوائل قد ینطلق علی ما هو موجود فی الشی‌ء و خارج الشی‌ء. و العلل تنطلق أكثر ذلك علی الفاعل و الغایة و قد تنطلق علی الأربع علل، و الأسطقسّات لیست تنطلق إلّا علی العلل الموجود فی الشی‌ء و هی التی ینحلّ إلیها المركّب (ش، ت، 1024، 4)- الأسطقسّات … مؤبّدة بالكلّیة كائنة فاسدة بأجزائها (ش، ت، 1077، 3)- الأشیاء التی تفسد بأجزائها و هی الأسطقسّات تتشبه فی كونها فاعلة علی الدوام بالتی لا تفسد لا بالكل و لا بالجزء و هی الأجرام السماویة … من قبل أن فی طباعها أن تتحرّك من ذاتها أی تشبه المتحرّكات من ذواتها أعنی المتحرّكات بمبدإ فیها لا من خارج (ش، ت، 1207، 6)- الأسطقسّات و العناصر هی الأشیاء التی تتماسّ لا للنظام الحادث عن الأشیاء المتماسّة و أراد (أرسطو) بالنظام الصورة (ش، ت، 1476، 11)- و لا واحد من الأسطقسّات یمكن أن یكون هو و المركّب شیئا واحدا بعینه (ش، ت، 1513، 15)- أسطقسات الأجسام الكائنة الفاسدة هی الأجسام البسائط، أعنی الأربعة أو بعضها (ش، سم، 79، 15)- تكوّن الأسطقسّات بعضها عن بعض فضرورة (ش، سك، 120، 15)- أما الأسطقسّات فهی ضرورة معلولة عن الحركة العظمی (ش، ما، 165، 11)- من الضرورة لزوم وجود الأسطقسّات عن وجود الجرم السماوی كما لزم أیضا من الاضطرار اللبن و الآجر عن صورة البیت. و إذا كان ذلك كذلك فالجرم السماوی سبب لوجود الأسطقسّات علی أنه حافظ فاعل و صورة و غایة (ش، ما، 166، 5)- أسطقسّات هو لفظ یونانی بمعنی الأصل، و تسمّی العناصر الأربع التی هی الماء و الأرض و الهواء و النار أسطقسّات لأنّها أصول المركّبات التی هی الحیوانات و النباتات و المعادن (جر، ت، 24، 8)

أسطقسات أربعة)

- إنّ جمیع الأجسام التی فی عالم الكون و الفساد منها ما تقوم حقیقتها بصورة واحدة زائدة علی معنی الجسمیة، و هذه هی الأسطقسّات الأربعة و منها ما تتقوّم حقیقتها بأكثر من ذلك، كالحیوان و النبات (طف، ح، 70، 22)- (مذهب) أفلاطون … یقول بالصور و یعتقد أن طبیعة الصور و طبیعة العدد واحد … و كان یعتقد أن الأسطقسّات الأربعة مركّبة من السطوح المتساویة الأضلاع و الزوایا و هی الأجسام الخمسة المذكورة فی آخر كتاب أوقلیدس. و إنما تبع الطبیعیین فی قوله بالهیولی الأولی، و فی قوله بالأسطقسّات الأربعة الأول أعنی أن منها تركّبت جمیع المركّبات المحسوسة (ش، ت، 64، 6)- أما الشی‌ء الذی یسبق إلی الظنّ أنه جوهر الموجودات المركّبة المشار إلیها فهی الأسطقسّات الأربعة التی منها تركّبت الجواهر المحسوسة (ش، ت، 280، 12)- إن المواد القریبة هی التی تماسّ بعضها بعضا لأن التی اختلطت و اتحدت لیست هی مادة قریبة. مثال ذلك إن اللحم و العظم و سائر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 53
الأعضاء المتشابهة الأجزاء التی تركّبت منها الید هی المادة القریبة للید و هی مماسّة بعضها لبعض، و أما الأسطقسّات الأربعة التی هی مختلطة فهی مواد بعیدة (ش، ت، 1471، 12)

أسطقسات الجوهر)

- إن أسطقسّات الجوهر یلزم أن تكون جوهرا و أسطقسّات المضاف مضاف (ش، ت، 1508، 12)- أسطقسّات الجواهر المتغیّرة متغیّرة ضرورة بالعرض لا بالذات (ش، ما، 87، 22)

أسطقسّات الشی‌ء)

- لا یمكن أن توجد أسطقسّات الشی‌ء فی الشی‌ء نفسه بالفعل، و إلا كان المركّب عن الأسطقسات هو بعینه نفس الأسطقسّات، و مثال ذلك أن السكنجبین مركّب من الخل و العسل، و لو كانا فیه بالفعل لم یكن السكنجبین شیئا آخر غیر الخل و العسل (ش، ما، 82، 11)

أسطقسات المضاف)

- إن أسطقسّات الجوهر یلزم أن تكون جوهرا و أسطقسّات المضاف مضاف (ش، ت، 1508، 12)

أسطقسات المقولات)

- لیس یمكن أن تكون أسطقسّات المقولات العشر أسطقسّا واحدا بعینه (ش، ت، 1509، 10)- إنه لیس أسطقسّات المقولات العشر شیئا واحدا بعینه حتی یكون اسم الموجود مقولا بتواطؤ … و إذا تبیّن أنها لیست واحدة بإطلاق و لا مختلفة بإطلاق، فتكون واحدة بجهة ما و غیر واحدة بجهة أخری و هذا هو الواحد بطریق التناسب (ش، ت، 1518، 4)

أسفل بالطبع)

- الفلاسفة یرون أن هاهنا فوقا بالطبع، و هو الذی یتحرّك إلیه الخفیف، و أسفل بالطبع و هو الذی یتحرّك إلیه الثقیل. و إلا كان الثقیل و الخفیف بالإضافة و الوضع. و تری أن نهایة الجسم الذی هو فوق بالطبع، یعرض له فی التخیل انتهاء، إما إلی خلاء أو ملاء (ش، ته، 67، 5)

إسكات)

- أمّا الإسكات فهو أخسّ أفعال السوفسطائیّة.
و ذلك إنّما یكون عن تخویف أو تخجیل، أو عن أشیاء انفعالیّة غیر هذه (ف، ط، 83، 10)

أسلاب خاصة)

- الأسلاب الخاصة التی تجری مجری الأسماء المعدولة و هی الأسلاب التی تستعمل فی تمییز الموجودات بعضها من بعض لها علل و شروط (ش، ته، 217، 3)

اسم)

- الاسم عامّ و الكلمة خاصّ. و كل كلمة اسم و لیس كل اسم كلمة (جا، ر، 493، 8)- الاسم موضوع و الكلمة محمولة. فلا بدّ أن یكون بین الأوّل و الثانی فرق لأنّه لیس فی العالم شخصان بمعنی واحد، لأنّه مقول بالعرض لا بالذات و الاختلاف بالعرض (جا، ر، 493، 10)- لمّا كان الاسم قائما بنفسه و المعنی غیر قائم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 54
بنفسه وجب أن یكون الاسم هو الحامل و المعنی هو المحمول، كالإنسان: فإنّه الجوهر الثانی من قبلنا و أوّل من قبل الطبیعة (جا، ر، 494، 14)- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 9)- الاسم یدلّ علی المعنی بحیث هو جملة، و ذلك یكون إمّا علما فیكون كالبصر، و إمّا موضوعا للعلم فیحتاج إلی تذكار (ج، ر، 108، 19)- إن الاسم یدل علی شی‌ء واحد من المسمّیات (ش، ت، 362، 11)- إن الاسم هو اسم لشی‌ء واحد (ش، ت، 362، 12)- إن كان الاسم یدل علی شی‌ء واحد فی المسمّی ضروری له و هو و المسمّی واحد بالعدد فإن ذلك الشی‌ء یدل منه علی جوهر، و إن كان یدل علی شی‌ء فیه غیر ضروری و لا هو و إیّاه واحد فذلك هو عرض (ش، ت، 374، 10)- إن الاسم الذی یدل علی شی‌ء واحد هو دلیل علی الجوهر أی أنه یدلّ علی هویة ذلك الشی‌ء الذی بهار صار موجودا لا علی صفة متبدّلة، و ذلك بخلاف أسماء الأعراض التی تدل من مسمّیاتها علی اثنین أحدهما متبدّل (ش، ت، 374، 16)- إن الاسم قد یدلّ به علی النفس، و قد یدلّ به علی النفس و البدن (ش، ت، 933، 14)- إن الاسم إنما یدل علی الشی‌ء من حیث هو بالفعل و سبب الفعل فی المركّب هو الصورة (ش، ت، 1055، 11)- الاسم ما دلّ علی معنی فی نفسه غیر مقترن بأحد الأزمنة الثّلاثة. و هو ینقسم إلی اسم عین و هو الدالّ علی معنی یقوم بذاته كزید و عمرو، و إلی اسم معنی و هو ما لا یقوم بذاته سواء كان معناه وجودیّا كالعلم أو عدمیّا كالجهل (جر، ت، 24، 11)

اسم الأسطقس)

- اسم الأسطقسّ … یقال فی البراهین، فإن فی البراهین براهین تتنزّل منها منزل الأسطقسات من المركّبات … فإن البراهین الأول التی تتركّب من المقدّمات الأول هی أسطقسّات جمیع البراهین التی تتركّب منها، أعنی التی تتركّب من براهین كثیرة، فإن البراهین المركّبة إنما تنحلّ إلی البراهین البسیطة و هذه لا تنحلّ إلی غیرها (ش، ت، 502، 3)- ظاهر أن ما یدلّ علیه اسم المبدأ و الأسطقس متغایران و أن اسم العلّة یقال علی كلیهما (ش، ت، 1525، 7)

اسم الانفعال)

- أكثر ما یقال اسم الانفعال من هذه الأنواع (التغیّرات) فی ما كان منها ضارّا مؤلما للحیوان أو ملذّا أو محزنا و هذه هی الملموسة (ش، ت، 642، 2)

اسم البعد)

- اسم البعد إنما یقال أولا بتقدیم علی الكم (ش، ما، 123، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 55

اسم الجنس‌

- العنصر إنما یصدق علی المحدود من حیث هو جنس له، و ذلك إن اسم الجنس یدل علی العنصر من حیث هو بالقوة ذو العنصر فیصدق حمله علی ذی العنصر، و اسم العنصر یدل من العنصر علی شی‌ء هو بالفعل جزء من الذی هو له عنصر فلا یصدق حمله علیه إذ لا یحمل ما بالفعل علی ما بالفعل حملا وصفیّا بل إن كان فبحرف من حروف النسبة (ش، ت، 1049، 8)

اسم الجوهر

- اسم الجوهر عند الجمهور إنّما یقع علی حجارة ما من المادّة النفسیة، و الحجارة بهذه الصفات التی یصیر بها الجسم عندهم وثیق الوجود (ف، حر، 179، 2)- الأشیاء التی تنسب إلی شی‌ء واحد لیس تنسب إلیه من جهة واحدة بل إنما تنسب إلیه بجهات مختلفة. و قد یكون منها ما ینسب إلیه بجهة واحدة إلّا أنها تختلف بالأقل و الأكثر مثل اسم الجوهر المقول علی الصور و علی الشخص (ش، ت، 303، 7)- یقال اسم الجوهر أیضا علی الحدّ فی الأشیاء التی لها حدود (ش، ت، 565، 14)- إن كان اسم الجوهر ینطلق مرة علی عنصر الجوهر المركّب من مادة و صورة و علی صورته، و علی المركّب من المادة و الصورة، فإن صورة الجوهر یقال فیها إنها جوهر الشی‌ء إذ كانت هی المعرفة لذاته. و أما العنصر فقد یقال فیه باعتبار الجوهر الذی هو مجموع المادة و الصورة إنها جزء جوهر. و أما باعتبار الجوهر الذی هو مجموع المادة و الصورة إنها جزء جوهر. و أما باعتبار الجوهر المعرّف لذات الشی‌ء فإنه لا یقال فیها إنها جزء للجوهر بل یقال فیها إنها القابلة للصورة و لحدّها. مثال ذلك الفطس الذی یقال فی حدّه إنه عمق فی الأنف أو فی لحم الأنف، فإن الأنف هو جزء جوهر لما یدل علیه اسم الفطس و هو مجموع الأنف و العمق و لیس هو جزء حد للعمق و إنما هو موضوع له (ش، ت، 896، 15)

اسم الحی‌

- إن اسم الحیّ قد یستعار لغیر ما هو حیوان، فیقال علی كل موجود كان علی كماله الأخیر، و علی كل ما بلغ من الوجود و الكمال إلی حیث یصدر عنه ما من شأنه أن یكون منه كما من شأنه أن یكون منه (ف، أ، 32، 16)

اسم الصدق‌

- إن اسم الصدق یدل علی شی‌ء مخصوص و هو أن یكون الصادق هو الذی مقابله كاذب (ش، ت، 468، 14)

اسم الصورة

- اسم الصورة یقال علی الصورة العامة التی تعرّف ماهیّة النوع، و علی الصورة الجزئیة التی هی صورة للعنصر المشار إلیه (ش، ت، 912، 5)

اسم الضد

- اسم الضد یقال علی أشیاء كثیرة (ش، ت، 321، 15)

اسم الطبیعة

- اسم الطبیعة من الأشیاء التی تقال علی العلل و علی كل ما هو من أسباب العلل (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 56
508، 2)- إنما قیل اسم الطبیعة علی الصورة و جلّ سائر الجواهر، أعنی المادة و المجموع من المادة و الصورة علی جهة ما یلحق اسم الشی‌ء الحقیقی علی ما هو فیه معنی منه، لأن اسم الطبیعة بالحقیقة إنما یختصّ بجوهر ما و هو الصورة. و أما سائر ما یقال علیه من الجواهر طبیعة بالإضافة إلی جنس ما أو نوع ما فبتأخیر عن هذه و علی جهة نقل الاسم من السبب إلی المسبّب (ش، ت، 514، 6)- إن اسم الطبیعة إنما یقال أولا علی الجوهر الذی هو الصورة الذی هو مبدأ الحركة فی الأشیاء الطبیعیة بالذات و أولا، و أنه إنما یقال فی الهیولی الطبیعیة لأنها تقبل هذه الطبیعة، و یقال فی حركة الكون و حركة النمو إنها أیضا طبیعیة لأنها طریق إلی هذه الطبیعة التی هی الصورة و مبدأ لها و الصورة فیها موجودة بنوع متوسّط، أعنی فی الحركة بین القوة المحضة و الفعل المحض أیّ جزء منها بالقوة و جزء بالفعل (ش، ت، 514، 17)

اسم العرض‌

- إنّ اسم العرض لیس یدلّ علی الشی‌ء من حیث له هذه الحال- أعنی أن یوجد حینا و أن لا یوجد حینا- و لكنّه شی‌ء لحق بوجود الشی‌ء عرضا (ف، حر، 96، 6)

اسم العقل‌

- اسم العقل قد یقع علی إدراك الإنسان الشی‌ء بذهنه، و قد یقع علی الشی‌ء الذی یكون به إدراك الإنسان و الأمر الذی به یكون إدراك الإنسان الذی یسمّی العقل قد جرت العادة من القدماء أن یسمّوها النطق (ف، تن، 22، 11)- اسم العقل یقال علی أنحاء كثیرة: الشی‌ء الذی به یقول الجمهور فی الإنسان إنه عاقل. العقل الذی یردّده المتكلّمون علی ألسنتهم فیقولون هذا مما یوجبه العقل أو ینفیه العقل. العقل الذی یذكره الأستاذ أرسطالیس فی" كتاب البرهان". العقل الذی یذكره فی المقالة السادسة من" كتاب الأخلاق". العقل الذی یذكره فی" كتاب النفس". العقل الذی یذكره فی" كتاب ما بعد الطبیعة" (ف، عق، 3، 3)

اسم العلة

- إن اسم العلّة یقال علی أكثر الأمر و أشهره علی هذه العلل الأربعة (المادّیة و الصوریّة و الفاعلة و الغائیة) (ش، ت، 485، 13)- ظاهر أن ما یدلّ علیه اسم المبدأ و الأسطقس متغایران و أن اسم العلّة یقال علی كلیهما (ش، ت، 1525، 7)

اسم العلم‌

- كان اسم العلم مقولا علی علمه سبحانه و علمنا باشتراك الاسم، و ذلك أن علمه هو سبب الموجود و الموجود سبب لعلمنا فعلمه سبحانه لا یتصف لا بالكلّی و لا بالجزئی، لأن الذی علمه كلّی فهو عالم للجزئیات التی هی بالفعل بالقوة فمعلومه ضرورة هو علم بالقوة إذ كان الكلّی إنما هو علم للأمور الجزئیة. و إذا كان الكلّی هو علم بالقوة و لا قوة فی علمه سبحانه، فعلمه لیس بكلّی (ش، ت، 1708، 3)

اسم العنصر

- العنصر إنما یصدق علی المحدود من حیث هو جنس له، و ذلك إن اسم الجنس یدل علی العنصر من حیث هو بالقوة ذو العنصر فیصدق
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 57
حمله علی ذی العنصر، و اسم العنصر یدل من العنصر علی شی‌ء هو بالفعل جزء من الذی هو له عنصر فلا یصدق حمله علیه إذ لا یحمل ما بالفعل علی ما بالفعل حملا وصفیّا بل إن كان فبحرف من حروف النسبة (ش، ت، 1049، 9)

اسم عین‌

- الاسم ما دلّ علی معنی فی نفسه غیر مقترن بأحد الأزمنة الثّلاثة. و هو ینقسم إلی اسم عین و هو الدالّ علی معنی یقوم بذاته كزید و عمرو، و إلی اسم معنی و هو ما لا یقوم بذاته سواء كان معناه وجودیّا كالعلم أو عدمیّا كالجهل (جر، ت، 24، 12)

اسم القدم و الحدوث‌

- اسم" القدم" و" الحدوث" فی العالم بأسره هو من المتقابلة (ش، ف، 42، 10)

اسم القوة

- اسم القوة هو الحدّ الذی یقال فیه إنه ابتداء تغییر فی آخر من جهة ما هو آخر (ش، ت، 593، 14)- إن اسم القوة یقال علی معان أكثر من المعانی التی یقال علیها اسم القوة و الفعل فی الأشیاء المتغیّرة (ش، ت، 1105، 17)- أما جمیع التی یقال علیها اسم القوة بنسبتها إلی قوة واحدة هی السبب فی سائرها، فإن هذه القوی هی أوائل و مبادئ للموجودات الكائنة الفاسدة و هی منسوبة إلی قوة واحدة هی المبدأ لجمیعها (ش، ت، 1109، 15)- إن اسم القوة یقال علی القوی الفاعلة، و یقال علی القوی المنفعلة، و یقال علی الفاعلة الجیّدة الفعل، و كذلك یقال علی القوی المنفعلة الجیدة الانفعال، و هذه أیضا یؤخذ فی حدودها حدّ القوة الأولی و ذلك أن القوة الجیّدة بإطلاق هی التی هی مبدأ هذه القوی (ش، ت، 1111، 13)

اسم القوة و لا قوة

- أما اسم القوة الذی قیل علی الأشیاء التی تقبل الانفعال من غیرها فمن قبل أن هذا إنما یعرض لها من قبل أن فیها قوة مثل القوة الحقیقیة الفاعلة. و إنما قلنا اسم لا قوة علی الأشیاء السریعة الانفعال من غیرها من قبل أنها عدمت القوة الحقیقیة. و قد یقال قوة طبیعیة فیما له القوة الحقیقیة الفاعلة علی ما ینبغی أی فی غایة الجودة (ش، ت، 593، 1)- إن اسم القوة و لا قوة التی هی أجناس الكیفیة إنما سمّیت بهذا الاسم لما فیها مما ینطلق علیه هذا الاسم بالحقیقة و هی القوی الفاعلة فی غیرها بما هی غیر و المنفعلة عن غیرها بما هی غیر (ش، ت، 593، 8)

اسم لا

- إن رداءة الفعل یطلق علیه اسم لا الذی یدل فی أصله علی العدم. و ذلك بیّن لیس فی القوی المتنفّسة بل و فی التی هی غیر متنفّسة، فإن الآلات المحاكیة بأصواتها لأصوات الإنسان قد نقول فی بعضها إنها تنطق و فی بعضها لا نطق لها و ذلك إذا كان لها نطق ردی‌ء … لأن الرداءة إنما تأتی من لا قوة و لا قوة هو عدم القوة (ش، ت، 587، 10)

اسم المبدأ

- جمیع ما یقال علیه اسم المبدأ فإنه إنما یقال
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 58
بالنسبة إلی أول فیها هو أحق بذلك المعنی و لكن نسبتها إلی ذلك الأول نسب مختلفة فی القرب و البعد كالحال فی اسم الموجود. و قوله (أرسطو) و یعلم كیف هو و كیف یكون یرید و هذا الأول هو الذی یقصد أن یعرف فی هذا العلم كیف هو فی ذاته و كیف یكون أولا و هذا الأول هو السبب الغائی، و ذلك أن كل الأسباب إنما كانت أوائل من أجل هذا الأول (ش، ت، 480، 10)- إذا كان اسم الواحد یقال علی جمیع ما یقال علیه اسم الهویّة، و كان اسم الهویّة یظهر من أمره أنه یقال بتقدیم و تأخیر، فبیّن أنه لیس یمكن أن یكون ما یدل علیه الواحد مبدأ لجمیع الموجودات علی أنه معنی واحد مشترك لها، كما لا یمكن أن یكون اسم المبدأ معنی واحدا مشتركا للأسطقسات، بل الواجب أن یطلب مما یدل علیه الواحد من الموجودات ما هو أحق بالوحدانیة و باسم المبدأ ما هو أحق بالمبدئیة. و ذلك هو الشی‌ء الذی من قبله كان هذا المعنی موجودا لكل واحد مما له هذا الاسم (ش، ت، 1000، 17)- اسم المبدأ أحقّ بالمحرّك (ش، ت، 1524، 6)- ظاهر أن ما یدلّ علیه اسم المبدأ و الأسطقس متغایران و أن اسم العلّة یقال علی كلیهما (ش، ت، 1525، 6)- اسم المبدأ یدل علی أنحاء كثیرة یدل فی كل واحد منها علی نحو غیر الذی یدل فی الآخر.
لكن لیس ینبغی أن یفهم من هذا دلالة الاسم المشترك المحض الاشتراك (ش، ت، 1550، 8)- إذا قسّم اسم المبدأ أعنی إلی الصورة و العدم و الهیولی و المحرّك لم یوجد یدل فی كل واحد منها علی معنی واحد بل علی معنی مختلف، أعنی أن الصورة فی الجوهر غیرها فی سائر المقولات و كذلك العدم و الهیولی و المحرّك (ش، ت، 1551، 8)

اسم مشتق‌

- إن الاسم المشتق لیس یدل فی القضیة التی موضوعها جوهر و محمولها اسم مشتق مثل قولنا زید أبیض علی جوهر و عرض أو جوهر فیه عرض (ش، ت، 558، 17)

اسم المعنی‌

- الاسم ما دل علی معنی فی نفسه غیر مقترن بأحد الأزمنة الثّلاثة. و هو ینقسم إلی اسم عین و هو الدالّ علی معنی یقوم بذاته كزید و عمرو، و إلی اسم معنی و هو ما لا یقوم بذاته سواء كان معناه وجودیّا كالعلم أو عدمیّا كالجهل (جر، ت، 24، 13)

اسم الممكن‌

- اسم الممكن یقال بالاشتراك علی: - الممكن الأكثری،- و الممكن الأقلی،- و الذی علی التساوی (ش، ته، 27، 16)

اسم الموجود

- إن اسم الموجود لیس یقال باشتراك الاسم من قبل أنه لو كان الأمر كذلك لم تكن الصناعة الناظرة فیه صناعة واحدة (ش، ت، 302، 10)- إن اسم الموجود یقال علی أنواع كثیرة و لیس یقال بنوع اشتراك الاسم مثل العین الذی یقال علی الذهب و علی الجارحة و علی النهر الصغیر و غیر ذلك من الأسماء؛ و لا هو أیضا بتواطؤ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 59
مثل الحیوان و الإنسان، و إنما هو من نوع الأسماء التی تقال علی أشیاء منسوبة إلی شی‌ء واحد و هی التی تعرف فی صناعة المنطق بالتی تقال بتقدیم و تأخیر لأنها وسط بین المتواطئة و المشتركة (ش، ت، 302، 13)- اسم الموجود و الهویّة یقال بنوع من أنواع الأشیاء التی یقال علیها اسم الواحد فبیّن إن الموجود ینظر فیه علم واحد (ش، ت، 307، 16)- إن اسم الموجود فی كلام العرب لما كان من الأسماء المشتقة، و كانت الأسماء المشتقة إنما تدل علی الأعراض، خیّل إذا دلّ به فی العلوم علی ذات الشی‌ء أنه یدل علی عرض فیه كما عرض ذلك لابن سینا (ش، ت، 557، 16)- لو كان اسم الموجود یدل فی كلام العرب علی ما یدل علیه الشی‌ء لكان أحق بالدلالة علی المقولات العشر من اسم الهویة إذ كان هذا الاسم داخلا فی كلام العرب. لكن لما عرض لاسم الموجود هذا المعنی آثر بعضهم علیه اسم الهویّة (ش، ت، 558، 1)- بالهویّة هاهنا ما یدل علی الصدق إما مطلقا و إما مركّبا، أعنی بالمطلوب المفرد و المركّب إما فی القضیة المركّبة مثل قولنا زید هو موسیقوس أو زید لیس بموسیقوس، و فی المطلوب المطلق مثل قولنا هل زید هو أم لیس هو. و كذلك الكلمة الوجودیة تستعمل فی المطلوبین جمیعا، أعنی المطلق مثل قولنا هل زید موجود و فی المركّب مثل قولنا هل زید یوجد موسیقوس. و بالجملة فاسم الموجود و الهو هاهنا فی الموضعین إنما یدلّان علی الصادق لا علی الجنس، أعنی رباط هو و رباط یوجد فهو إنما دلّ فی المقول الأول علی الذی یستعمل فی القضیّة المطلقة، و فی الثانی علی الذی یستعمل فی القضیة المركّبة (ش، ت، 560، 10)- إن اسم الهویة التی تدل علی ذات الشی‌ء غیر اسم الهویة التی تدل علی الصادق. و كذلك اسم الموجود الذی یدل علی ذات الشی‌ء هو غیر الموجود الذی یدل علی الصادق (ش، ت، 561، 7)- یقال اسم الهویة أیضا و اسم الموجود علی الموجود خارج النفس بالفعل و الموجود بالقوة … فإن بعض الأشیاء یقال فیها إنها مبصرة عند ما تری بالفعل و بعضها یقال فیها إنها مبصرة أی فی قوتها أن تكون مبصرة بالفعل (ش، ت، 562، 3)- إذ یقال اسم الموجود و الهویة علی المقولات العشر، فإن الهویّة الموضوعة لسائر الهویّات التسع هی قبل جمیع الهویّات، و الهویّة التی كان منها الجوهر هی أیضا قبل الجوهر، و كذلك الهویّة التی بالقوة یقال فیها إنها قبل الهویّة التی بالفعل (ش، ت، 576، 11)- إن اسم الموجود منه ما یدلّ علی ماهیّة الجوهر المشار إلیه و علی الجوهر المشار إلیه نفسه، و منه ما یدل علی عرض ما فی هذا الشخص المشار إلیه القائم بذاته، و منه ما یدلّ اسم الموجود علی عرض فی هذه الجواهر أما كیفیة أو كمیة أو شی‌ء آخر من الأشیاء التی تحمل علی الجواهر لا حملا معرّفا لذواتها و لا فی جواب ما هو الجوهر المشار إلیه (ش، ت، 746، 4)- إن اسم الموجود و اسم الهویّة یدلّ كل واحد منهما علی مقولة الجوهر و علی سائر أعراض الجوهر التی هی المقولات التسع (ش، ت، 747، 7)- إذ قد تبیّن أن اسم الموجود یقال علی أجناس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 60
المقولات، فبیّن أن الأول الذی ینطلق علیه من هذه اسم الموجود أو الهویّة بإطلاق هو الشی‌ء الذی یجاب به فی جواب ما هو هذا الشخص المشار إلیه القائم بذاته، و هذا السؤال هو سؤال عن الجوهر و دلیل علیه (ش، ت، 747، 15)- إن اسم الموجود یقال علی المقولات العشر، و إن الجوهر أحق بذلك الاسم (ش، ت، 752، 8)- لیس اسم الموجود أو الهویّة یدل علی المقولات بنوع الاسم المشترك و لا بنوع الاسم المتواطئ (ش، ت، 806، 2)- یقال اسم الموجود علی الأعراض بمنزلة ما یقال جسم طبّی و فعل طبّی و هذا لا یقال باشتراك الاسم و لا بالتواطؤ (ش، ت، 806، 6)- اسم الموجود قد یقال علی أكثر مما یقال علیه اسم الواحد مثل الذی یقال علی معنی الصادق (ش، ت، 1271، 16)- قد یدل اسم الموجود أیضا علی الأسلاب التی هی رفع الوجود مثل قولنا فی هذا الشی‌ء إنه یوجد لا أبیض و لا مستقیما (ش، ت، 1415، 10)

اسم الموجودات‌

- إن اسم الموجودات یقال علی المعقولات الأول و علی المعقولات الثوانی و هی الأمور المنطقیة (ش، ت، 306، 16)

اسم النطق‌

- اسم النطق قد یقع علی النظم و العبارة باللسان، و علی هذا المعنی یدلّ اسم النطق عند الجمهور و هو المشهور من معنی هذا الاسم (ف، تن، 22، 14)

اسم الهویة

- اسم الهویّة المرادف للموجود و إن كان یقال علی أنواع كثیرة فإنه إنما یقال فی كل نوع منها إنه هویّة و موجود من قبل نسبته إلی الهویّة الأولی و هی الجوهر (ش، ت، 305، 4)- إن اسم الهویّة أیضا یقال بنحو من أنحاء المناسبة. فإنه قد یقال جوهر لما هو فاعل الجوهر مثل القائلین بأن هاهنا قوی و صورا تحدث الجوهر، و كذلك یقال فی أسطقسات الجوهر جوهر و هو الذی أراد (أرسطو) …
بالمولّدة للجوهر فإن ما تولّد منه الجوهر هو جوهر (ش، ت، 306، 8)- اسم الموجود و الهویّة یقال بنوع من أنواع الأشیاء التی یقال علیها اسم الواحد فبیّن إن الموجود ینظر فیه علم واحد (ش، ت، 307، 16)- إنما كان اسم الهویة یدل علی كل ما یدل علیه بألفاظ المقولات لأن ما یدل علیه اسم الهویّة إذا استقریت دلالته ظهر أنه مساو لما تدل علیه ألفاظ المقولات (ش، ت، 556، 14)- إن اسم الهویّة لیس هو شكل اسم عربی فی أصله و إنما اضطرّ إلیه بعض المترجمین فاشتقّ هذا الاسم من حرف الرباط، أعنی الذی یدل عند العرب علی ارتباط المحمول بالموضوع فی جوهره و هو حرف" هو" فی قولهم زید هو حیوان أو إنسان. و ذلك أن قول القائل إن الإنسان هو حیوان یدل علی ما یدل علیه قولنا الإنسان جوهره أو ذاته إنه حیوان. فلما وجدوا هذا الحرف بهذه الصفة اشتقوا منه هذا الاسم علی عادة العرب فی اشتقاقها اسما من اسم فإنها لا تشتق اسما من حرف فدل هذا الاسم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 61
علی ما یدل علیه ذات الشی‌ء. و اضطر إلی ذلك كما قلنا بعض المترجمین لأنه رأی أن دلالته فی الترجمة علی ما كان یدل علیه اللفظ الذی كان یستعمل فی لسان الیونانیین بدل الموجود فی لسان العرب بل هو أدل علیه من اسم الموجود (ش، ت، 557، 5)- اسم الهویة أیضا یدل علی ما یدل علیه قولنا فی الشی‌ء إنه موجود صادق (ش، ت، 559، 18)- إن اسم الهویة التی تدل علی ذات الشی‌ء غیر اسم الهویة التی تدل علی الصادق. و كذلك اسم الموجود الذی یدل علی ذات الشی‌ء هو غیر الموجود الذی یدل علی الصادق (ش، ت، 561، 5)- یقال اسم الهویة أیضا و اسم الموجود علی الموجود خارج النفس بالفعل و الموجود بالقوة … فإن بعض الأشیاء یقال فیها إنها مبصرة عند ما تری بالفعل و بعضها یقال فیها إنها مبصرة أی فی قوتها أن تكون مبصرة بالفعل (ش، ت، 562، 3)- إن اسم الموجود و اسم الهویّة یدلّ كل واحد منهما علی مقولة الجوهر و علی سائر أعراض الجوهر التی هی المقولات التسع (ش، ت، 747، 7)- إن اسم الهویة لیس یقال علی الجوهر و علی سائر المقولات بنوع الاسم المشترك الذی لا تشترك المعانی التی یدل علیها فی شی‌ء بل بنوع الاسم الذی یدل علی الأشیاء المنسوبة إلی شی‌ء واحد، مثل قولنا طبّی فی أشیاء كثیرة فإنه اسم یضاف إلی شی‌ء واحد و هو الطب و لیس هو شیئا واحدا فی الأشیاء التی تنسب إلیه (ش، ت، 805، 6)- لیس اسم الموجود أو الهویّة یدل علی المقولات بنوع الاسم المشترك و لا بنوع الاسم المتواطئ (ش، ت، 806، 2)- إذا كان اسم الواحد یقال علی جمیع ما یقال علیه اسم الهویّة، و كان اسم الهویّة یظهر من أمره أنه یقال بتقدیم و تأخیر، فبیّن أنه لیس یمكن أن یكون ما یدل علیه الواحد مبدأ لجمیع الموجودات علی أنه معنی واحد مشترك لها، كما لا یمكن أن یكون اسم المبدأ معنی واحدا مشتركا للأسطقسات، بل الواجب أن یطلب مما یدل علیه الواحد من الموجودات ما هو أحق بالوحدانیة و باسم المبدأ ما هو أحق بالمبدئیة. و ذلك هو الشی‌ء الذی من قبله كان هذا المعنی موجودا لكل واحد مما له هذا الاسم (ش، ت، 1000، 15)- یقال اسم الهویّة علی كل واحد من المقولات و كذلك یقال لا هویّة. و كل واحد من هذین ینقسمان: إما بنوع الشی‌ء الواحد إلی القوة و الفعل، أو بنوع الثنائیة إلی الأضداد (ش، ت، 1220، 13)

اسم الواحد

- اسم الواحد قد یقال علی الضدیة أی یقال ضد واحد (ش، ت، 321، 14)- إن اسم الواحد یقال علی الأشیاء التی هی واحدة بالجنس، أعنی أن الأنواع المتفقة فی الجنس یقال فیها إنها واحدة بالجنس الذی تدخل تحته. مثال ذلك الإنسان و الفرس و الكلب فإن هذه هی واحدة بالحیوانیة لأن كلها هی حیوان … و یشارك هذا النوع من اسم الواحد النوع الذی یقال فیه واحد بالهیولی. مثال ذلك أن نقول إن الكلب و الفرس و الحمار و ما أشبه ذلك من الحیوانات الماشیة المتنفّسة هی واحدة فی كونها من دم أو من لحم و عظم (ش، ت، 534، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 62
- یقال اسم الواحد علی الأشیاء التی حدودها المختلفة لا تنفصل من حدّ شی‌ء آخر مشترك لها و ذلك أن حدّ كل واحد من أمثال هذه لا ینفصل من حدّ الموضوع، أعنی أن حدّ الموضوع یؤخذ فی حدّ كل واحد منها (ش، ت، 538، 1)- یقال اسم الواحد علی التی لا تنقسم لا بالحدّ و لا بالزمن و لا بالمكان و بالجملة و لا بضرب من ضروب الانقسام (ش، ت، 539، 10)- یقال اسم الواحد علی الشخص الذی لیس ینقسم إلی أجزاء هی موافقة بالحدّ للكل. مثال ذلك إن هذا الإنسان الذی هو كل و مشار إلیه لیس ینقسم إلی أجزاء كل واحد منها إنسان، و هذا یعمّ جمیع الأجسام الآلیة و هی ضد الأجسام المتشابهة فی هذا المعنی (ش، ت، 540، 3)- أحد ما یقال علیه اسم الواحد هو المتّصل، و أیضا علی التی عنصرها واحد أو جنسها.
فیقال أیضا كثیرة علی مقابلة هذین: إما علی التی هی غیر متصلة، و إما علی التی لیس عنصرها واحدا من قبل انقسام العنصر: إما بالصورة المختلفة بالنوع و إما بالصورة المختلفة بالتضاد (ش، ت، 551، 8)- إنما یجب فی الشی‌ء أن یكون له حدّ إذا كان اسم الواحد یقال علیه (ش، ت، 809، 4)- إذا كان اسم الواحد یقال علی جمیع ما یقال علیه اسم الهویّة، و كان اسم الهویّة یظهر من أمره أنه یقال بتقدیم و تأخیر، فبیّن أنه لیس یمكن أن یكون ما یدل علیه الواحد مبدأ لجمیع الموجودات علی أنه معنی واحد مشترك لها، كما لا یمكن أن یكون اسم المبدأ معنی واحدا مشتركا للأسطقسات، بل الواجب أن یطلب مما یدل علیه الواحد من الموجودات ما هو أحق بالوحدانیة و باسم المبدأ ما هو أحق بالمبدئیة. و ذلك هو الشی‌ء الذی من قبله كان هذا المعنی موجودا لكل واحد مما له هذا الاسم (ش، ت، 1000، 14)- ما یقال علیه اسم الواحد ینحصر فی أربعة أنواع: أحدها المتصل بالطبع، و الثانی الذی هو كل و تام و هو الشخص الواحد من أشخاص الموجودات الطبیعیة، و الثالث البسیط فی جنس جنس من أجناس المقولات العشر، و الرابع الواحد بالصورة و بالجملة المعنی الكلّی (ش، ت، 1241، 10)- أما ما یدل علیه اسم الواحد بما هو واحد فربما وجد للأول فی هذا الجنس، و ربما وجد له شی‌ء یقارب ما یدل علیه اسم الواحد بما هو واحد أكثر من غیره. و ما دون الواحد الأول فإنما یوجد له من معنی ما یدل علیه اسم الواحد بما هو واحد ما فیه شبه من ذلك المعنی الأول (ش، ت، 1244، 10)- اسم الواحد بما هو واحد لما كان هو الذی لا ینقسم أصلا لا بمكان و لا بصورة و لا وهم، و كان كلّا و محدودا أیضا شذّ من الأشیاء التی یقال علیها اسم الواحد، استوجب الواحد فی جنس جنس بما هو غیر منقسم أن یكون هو المكیال الأول لما فی ذلك الجنس و المقدّر له، أعنی أن طبیعة الواحد هی طبیعة المكیال و بخاصة فیما یوجد من الأجناس له التقدیر أولا و بالذات و هی الكمیة المنفصلة (ش، ت، 1247، 3)- اسم الموجود قد یقال علی أكثر مما یقال علیه اسم الواحد مثل الذی یقال علی معنی الصادق (ش، ت، 1271، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 63

أسماء

- الأسماء تدلّ علی الجواهر، و الكلمة علی الفعل (جا، ر، 493، 8)- الأسماء التی ینبغی أن یسمّی بها (الوجود) الأول، هی الأسماء التی تدلّ فی الموجودات التی لدینا، ثم فی أفضلها عندنا، علی الكمال و علی فضیلة الوجود، من غیر أن یدل شی‌ء من تلك الأسماء فیه هو علی الكمال و الفضیلة التی جرت العادة أن تدل علیها تلك الأسماء فی الموجودات التی لدینا و فی أفضلها، بل علی الكمال الذی یخصّه هو فی جوهره (ف، أ، 42، 3)- إنّ الألفاظ إذا ضمنت المعانی صارت أسماء، و إنّ الأسماء إذا ترادفت صارت كلاما، و إنّ الكلام إذا ألصق صار أقاویل. و اعلم أنّ المعانی هی الأرواح و الألفاظ كالأجساد لها، و ذلك أنّ كل لفظة لا معنی لها فهی بمنزلة جسد لا روح فیه، و كل معنی فی فكر النفس لا لفظ له فهو بمنزلة روح لا جسد له (ص، ر 1، 318، 11)- إنّ الكلام كله ثلاثة أنواع: فمنها ما هی سمات دالّات علی الأعیان یسمّیها المنطقیون و النحویون الأسماء، و منها ما هی سمات دالّات علی تأثیرات الأعیان بعضها فی بعض و یسمّیها النحویون الأفعال و یسمّیها المنطقیون الكلمات، و منها ما هی سمات دالّات علی معان كأنّها أدوات للمتكلّمین تربط بعضها ببعض كالأسماء بالأفعال و الأفعال بالأسماء یسمّیها النحویون الحروف و یسمّیها المنطقیون الرباطات (ص، ر 1، 331، 13)- الأسماء هی كل لفظة دالّة علی معنی بلا زمان كقولك زید و عمرو و حجر و خشب و ما شاكلها من الألفاظ (ص، ر 1، 331، 18)- إنّ الكلمات و الأسماء إذا اتسقت صارت أقاویل (ص، ر 1، 332، 3)- إنما تكون (الأسماء) اسما واحدا للأشیاء الكثیرة إذا كانت تلك الأشیاء متفقة فی الاسم و الحدّ، و هذه هی التی تسمّی المتواطئة (ش، ت، 363، 13)- أما الأسماء المأخوذة فی الحدود فهی أسماء عامة لجمیع الأشیاء المحدودة (ش، ت، 989، 2)

أسماء الأعراض‌

- كل واحد من أسماء الأعراض التسعة دلالته مع دلالته علی ذلك العرض هی دلالته علی مقولة واحدة و هی مقولة الجوهر. فإنه لا فرق بین قولنا فی مقولة الكیف إن الإنسان صحیح أو إنه فی الصحة (ش، ت، 558، 9)

أسماء فرق الفلسفة

- أمّا أسماء الفرق التی كانت فی الفلسفة فتشتق من سبعة أشیاء: أحدها- من اسم الرجل المعلم للفلسفة. و الثانی- من اسم البلد الذی كان مبدأ ذلك المعلّم. و الثالث- من اسم الموضع الذی كان یعلّم فیه. و الرابع- من التدبیر الذی كان یتدبّر به. و الخامس- من الآراء التی كان یراها أصحابها فی علم الفلسفة. و السادس- من الآراء التی كان یراها أهلها فی الغایة التی یقصد إلیها فی تعلّم الفلسفة. و السابع- من الأفعال التی كانت تظهر عنه فی تعلّم الفلسفة (ف، م، 3، 2)

أسماء كثیرة

- إنما تكون الأسماء الكثیرة تدل علی معنی واحد إذا كانت الأشیاء التی یدل علیها بالأسماء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 64
الكثیرة واحدة بالحدّ، مثل الثوب و القمیص فإن حدّها واحد و إن لم یكن الاسم واحدا (ش، ت، 365، 12)

أسماء مترادفة

- إذا تكثّرت الأسماء لمسمّی واحد، سمّیت مترادفة، و إذا تكثّرت مسمّیات اسم واحد لا یكون وقوعه علیها بمعنی واحد، سمّیت أمثاله مشتركة (سه، ر، 17، 9)

أسماء متواطئة

- الأسماء المتواطئة هی التی تدل من الأشیاء الكثیرة علی معنی واحد مشترك فیها (ش، ت، 67، 10)- إنما تكون (الأسماء) اسما واحدا للأشیاء الكثیرة إذا كانت تلك الأشیاء متفقة فی الاسم و الحدّ، و هذه هی التی تسمّی المتواطئة (ش، ت، 363، 14)

أسماء مشتركة

- الأسماء المشتركة قد تصیر سببا للأغلاط العظیمة فیحكم علی أشیاء بما لا یوجد فیها لأجل اشتراكها فی الاسم مع ما یصدق علیه ذلك الحكم كالأحكام النجومیة. فإن قولنا الأحكام النجومیة مشتركة لما هی ضروریة كالحسابیات و المقادیریات منها، و لما هی ممكنة علی الأكثر كالتأثیریات الداخلة فی الكیف، و لما هی منسوبة إلیها بالظن و الوضع و بطریق الاستحسان و الحسبان (ف، فض، 7، 5)- إذا تكثّرت الأسماء لمسمّی واحد، سمّیت مترادفة؛ و إذا تكثّرت مسمّیات اسم واحد لا یكون وقوعه علیها بمعنی واحد، سمّیت أمثاله مشتركة (سه، ر، 17، 10)

أسماء مشتقة

- إن اسم الموجود فی كلام العرب لما كان من الأسماء المشتقة، و كانت الأسماء المشتقة إنما تدل علی الأعراض، خیّل إذا دلّ به فی العلوم علی ذات الشی‌ء أنه یدل علی عرض فیه كما عرض ذلك لابن سینا (ش، ت، 557، 17)

أسماء مشكّكة

- قد یتّفق فی كثیر من الأمور أن یكون الأقدم فی المعرفة هو أشد تأخّرا فی الوجود و الآخر منهما أشدّ تقدّما فی الوجود، فیكون اسما لها واحدا لأجل تشابه نسبها إلی أشیاء كثیرة، أو لأجل علی أنّها تنسب إلی شی‌ء واحد- إمّا بتساو أو بتفاضل، كان ذلك الواحد یسمّی باسمها هی أو كان یسمّی باسم غیر اسمها.
و هذه غیر المتّفقة أسماؤها و غیر المتواطئة أسماؤها، و هی متوسّطة بینهما، و قد تسمّی المشكّكة أسماؤها (ف، حر، 161، 9)

أسوار

- إنّ الأسوار إنّما تحصّل الصفات للموصوفات و تحتاج أیضا أن یكون الموصوف محصّلا بصفات معلومة معروفة. و ذلك إنّ الموصوف إذا لم یكن معروفا باسم فلا یتبیّن فیه الصدق و الكذب فی القول مثل قولك غیر الإنسان حیوان و غیر زید كاتب و ما سوی الحیوان جواهر میتة، و ما شاكل هذه الألفاظ التی هی سمات لأعیان غیر معروفة بل مشتركة لكل شی‌ء سوی ذلك المستثنی منه (ص، ر 1، 333، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 65

أشخاص‌

- الأجناس و الأنواع و الأشخاص هی جمیع المعقولات (ك، ر، 302، 14)- أمّا المحسوس نفسه، فكلّ معنی كان واحدا و لم یكن صفة مشتركة لأشیاء كثیرة و لم یكن یشابهه شی‌ء أصلا، فیسمّی الأشخاص و الأعیان؛ و الكلّیّات كلّها فتسمّی الأجناس و الأنواع (ف، حر، 139، 12)- الأشخاص نوعان: فمنها مجموع من أجزاء متشابهة مثل هذه السبیكة و هذا الحجر و هذه الخشبة و ما شاكل ذلك من الأشخاص التی أجزاؤها كلها من جوهر واحد. و منها أشخاص مجموعة من أجزاء مختلفة الجواهر متغایرة الأعراض مثل هذا الجسد و هذه الشجرة و هذه المدینة و ما شاكل ذلك من المجموعات من أشیاء شتی (ص، ر 1، 344، 13)- أما الأنواع و الأجناس فهی محفوظة معلومة صورها فی الهیولی، و أما الأشخاص فهی غیر معلومة و لا محفوظة فیها (ص، ر 2، 113، 21)- أما الأشخاص فتتقوّم من طبیعة الكلّیات كلها و من طبیعة الأعراض التی تكتنفها مع المادة (س، شأ، 212، 11)- أما الأشخاص فلیس بعضها قبل بعض (ش، ت، 232، 13)- إن الضدّیة تكون فی الصورة التی تنقسم بها الأجناس الأول و الأجناس المتوسّطة حتی ینتهی إلی التی لا تنقسم بالصورة و هی الأنواع الأخیرة التی تنقسم إلی ما لا ینقسم و هی الأشخاص (ش، ت، 1371، 9)- إن التقدّم الشخصی غیر التقدّم الكلّی فی نوع نوع لأن الأشخاص لا تقال كما تقال الأجناس و لا كما تقال الأنواع (ش، ت، 1555، 4)- إن الأشخاص موجودة فی الأعیان و الكلّیات فی الأذهان، فلا فرق فی معنی الصادق فی الموجودات الهیولانیة و المفارقة (ش، ته، 176، 4)- تجدّد الأشخاص أو أحوال الأشخاص یوجب شیئین: تغیّر الإدراك و تعدّده (ش، ته، 259، 28)

أشخاص الأجرام‌

- إن أشخاص الأجرام القائمة بذاتها جواهر و إن فیها مبدأ (ش، ت، 761، 11)

أشخاص الأعراض‌

- الأشخاص المشار إلیها ذات أجزاء أقدم منها تتقوّم بها، و لیس یوجد هذا المعنی إلا للجوهر فقط لأن أشخاص الأعراض إنما یوجد فی حدّها الجوهر الذی تتقوّم به و هو غیرها، فلیس لها حقیقة الحدّ و لا للمجموع من العرض و الجوهر حدّ كما للمجموع من المادة و الصورة (ش، ما، 67، 8)

أشخاص الإنسان‌

- طبیعة الإنسان بما هی تلك الطبیعة غیر كائنة و لا فاسدة بل مبدعة و هی مستبقاة بأشخاصها الكائنة و الفاسدة. و أما أشخاص الإنسان فإنها كائنة و فاسدة و كذلك طبیعة كل واحدة من العناصر مبدعة غیر كائنة و لا فاسدة و هی مستبقاة بأشخاصها (ف، ت، 8، 18)

أشخاص الأنواع‌

- فی كل واحد من أشخاص الأنواع اسم مشترك و معنی مشترك (ش، ت، 114، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 66

أشخاص جزئیة

- الأشخاص الجزئیة الهیولانیة واقعة تحت الحواس؛ و أمّا الأجناس و الأنواع فغیر واقعة تحت الحواس و لا موجودة وجودا حسیّا، بل تحت قوة من قوی النفس التامة، أعنی الإنسانیة، هی المسمّاة العقل الإنسانی (ك، ر، 107، 6)

أشخاص الجوهر

- إن أشخاص الجوهر موجود و جواهر (ش، ت، 779، 10)- أشخاص الجوهر مركّبة و أنها و إن كانت واحدة بالفعل ففیها كثرة ما بالقوة، و ذلك أنها لیست واحدة بالرباط و التماس علی جهة ما یوجد كثیر من الأمور الصناعیة (ش، ما، 82، 8)- أشخاص الجوهر كما تبیّن فی العلم الطبیعی صنفان: إما ذوات صور بسیطة و هی صور الاسطقسّات الأربعة، و إما مركّبة ذوات صور مركّبة. و هذا أیضا صنفان: إما أن تكون المركّبة من جنس البسائط كصور الأجسام المتشابهة الأجزاء، و إما أن تكون ذوات نفوس، و هو ظاهر أن الأبعاد متأخرة فی الحمل عن واحد واحد من هذه الأصناف، و أنها مأخوذة فی حدود الأبعاد علی جهة ما تؤخذ الموضوعات فی حدود الأعراض (ش، ما، 94، 5)

أشخاص فلكیة

- إنّ الأشخاص الفلكیة و حركاتها المنتظمة و أصواتها الموزونة علی النسبة الفاضلة متقدّمة الوجود علی الحیوانات التی تحت فلك القمر و حركاتها علّة لحركات هذه (ص، ر 3، 106، 19)

أشخاص محسوسة

- یظهر من شأن الأشخاص المحسوسة أنها مركّبة، إذ كان یوجد لها حالتین من الوجود فی غایة التباین، و هو الوجود المحسوس و الوجود المعقول. فإنه لیس یمكن أن یكون لها هذا من جهة واحدة بل الصورة هی السبب فی كون الشی‌ء معقولا و المادة فی كونه محسوسا (ش، ما، 88، 14)

أشخاص مشار إلیها

- الأشخاص المشار إلیها ذات أجزاء أقدم منها تتقوّم بها، و لیس یوجد هذا المعنی إلا للجوهر فقط لأن أشخاص الأعراض إنما یوجد فی حدّها الجوهر الذی تتقوّم به و هو غیرها، فلیس لها حقیقة الحدّ و لا للمجموع من العرض و الجوهر حدّ كما للمجموع من المادة و الصورة (ش، ما، 67، 6)

أشرف‌

- لیس یمكن فی الأشرف أن یكون من أجل الأقل شرفا (ش، ما، 154، 4)

أشقیاء

- مراتب الأرواح بحسب القوة النظریة أربعة:
المقرّبون و هم الذین تجلّت فی أرواحهم بالبراهین الیقینیة معرفة واجب الوجود بذاته و أفعاله و صفاته. و أصحاب الیمین و هم الذین اعتقدوا تلك الأشیاء اعتقادا قویّا تقلیدیّا.
و أصحاب السلامة و هم الذین خلت نفوسهم عن العقائد الحقّة و الباطلة … و أمّا القسم الرابع فهم الأشقیاء الهالكون (ر، ل، 118، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 67

إشكالات‌

- أما مقابلة الإشكالات بالإشكالات فلیس تقتضی هدما، و إنما تقتضی حیرة و شكوكا عند من عارض إشكالا بإشكال، و لم یبن عنده أحد الإشكالین (ش، ته، 83، 1)

أشیاء

- إنّ الأشیاء انقسمت قسمین، و هی إمّا بسیطة و إمّا مركّبة. فما كان منها فی الكون فهو مركّب مطلق أو مركّب ثان أو مركّب المركّب (جا، ر، 4، 8)- إنّ فی الأشیاء كلّها وجودا للأشیاء كلّها، و لكن علی وجوه من الاستخراج. فإنّ النار فی الحجر كامنة و لا تظهر و هی له بالقوة، فإذا زند أوری فظهرت (جا، ر، 6، 7)- الأشیاء كلّها تنقسم قسمین: إمّا نطق و إمّا معنی، و الكلام الذی لا معنی تحته فلا فائدة فیه. و المعنی كالجوهر، و الكلام فی المعنی عند ذلك المعنی كالعرض. و كذلك حدّ البلاغة أیضا (جا، ر، 8، 8)- الأشیاء كلّیة و جزئیة، أعنی بالكلّی الأجناس للأنواع، و الأنواع للأشخاص؛ و أعنی بالجزئیة الأشخاص للأنواع (ك، ر، 107، 4)- الأشیاء كلّ و جزء (ك، ر، 139، 18)- إنّ للأشیاء جمیعا علّة أولی، غیر مجانسة و لا مشاكلة و لا مشابهة و لا مشاركة لها، بل هی أعلی و أشرف و أقدم منها، و هی سبب كونها و ثباتها (ك، ر، 143، 1)- إنّ الأشیاء إنّما تختلف إمّا فی أعیانها، و إمّا فی أسمائها، فالشیئان اللذان حدّ أعیانهما واحد، و یسمّیان باسم واحد، لم یختلفا بالاسم و لا بأعیانهما إذ لم یختلفا فی حدّ الأعیان؛ و الأشیاء التی لم تختلف فی أعیانها طبیعتها واحدة (ك، ر، 267، 2)- إنّ الأشیاء التی لیس یوجد فیها ضدّ أصلا، فإنّ الكذب فیها هو الضدّ المعاند للحق. و مثال ذلك من ظنّ بإنسان أنّه لیس بإنسان، فقد ظنّ ظنّا كذبا (ف، ج، 91، 12)- إنّ الأشیاء التی من شأنها أن تكون معلولة هی تابعة لا محالة لعللها و إن اختلفت سبلها فی اتّباعها كما اختلفت أحوالها فی كونها و فسادها. و العلّة ما دامت علّة فإنّها تقتضی شیئا خاصّا، و الشی‌ء ما دام مقتضیا فإنّه یتبع علّته الخاصّة به، و هی مع ذلك موجودة معه لا علی معنی القران و لكن علی معنی الوجوب (تو، م، 352، 13)- الأشیاء تتحرّك كما قلت و تسكن، و معنی تسكن أنّها لا تتحرّك فمحرّكها فی الحقیقة هو مسكّنها، لأنّها إلیها تتحرّك إذا تحرّكت، و به تسكن إذا سكنت (تو، م، 354، 8)- إنّ الأشیاء كلّها نوعان مركّب و بسیط.
فالمركّب مثل الجسم و البسیط مثل الهیولی و الصورة (ص، ر 1، 199، 6)- إنّ الأشیاء كلها بأجمعها صور و أعیان غیریات أفاضها الباری تعالی علی العقل الفعّال الذی هو جوهر بسیط مدرك حقائق الأشیاء (ص، ر 1، 316، 8)- إنّ الأشیاء كلها نوعان: جواهر و أعراض و إنّ الجواهر كلها جنس واحد قائمة بأنفسها، و إنّ الأعراض تسعة أجناس و هی حالّة فی الجواهر و هی صفات لها (ص، ر 1، 319، 3)- إنّ الأشیاء كلها أعیان غیریات مرتّبة فی الوجود كترتیب العدد، و متعلّقة مرتبطة بعضها ببعض فی البقاء و الدوام عن العلّة الأولی، الذی هو الباری سبحانه، كتعلّق الأعداد و رباط بعضها ببعض من الواحد الذی قبل الاثنین (ص، ر 1،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 68
322، 11)- من الأشیاء ما لا یمكن إدراكها و تصوّرها لخفائها و دقّتها و صغرها، مثل الجزء الذی لا یتجزّأ، و مثل الهیولی الأولی المجرّدة من الصور و الكیفیات، و مثل عجزه أیضا عن معرفة كیفیة تصویر الجنین فی الرحم و خلقه الفرخ فی جوف البیضة و الحب فی الغلف و الثمر فی الأكمام (ص، ر 3، 42، 3)- إنّ الأشیاء هی أعیان أی صور غیریات أفاضها و أبدعها الباری تعالی، كما أنّ العدد هو أعیان أی صور غیریات فاض من الواحد بالتكرار فی أفكار النفوس. و الأشیاء كانت فی علم الباری تعالی قبل إبداعه و اختراعه لها، كما أنّ الواحد لم یتغیّر عمّا كان علیه قبل ظهور العدد منه فی أفكار النفوس (ص، ر 3، 328، 5)- الأشیاء كلها نوعان: مركّبات و وسائط. فأما المركّبات فتعرف حقائقها إذا عرفت الأشیاء التی هی مركّبة منها، و البسائط تعرف حقائقها إذا عرفت الصفات التی تخصّها (ص، ر 3، 359، 15)- بعض الأشیاء تستدعی أولا إثبات الهلیّة، ثم الماهیّة، ثم اللمّیة (غ، ع، 25، 12)- إن كنّا نعلم جمیع الأشیاء من الحدود، و نعلم أن الأجناس هی أوائل الحدود، فالأجناس هی أوائل الأشیاء المحدودة (ش، ت، 222، 17)- الأشیاء التی تنقسم إلی أجزاء موافقة بالاسم و الحدّ فإن هذه لا تكون من غیر كون (ش، ت، 286، 8)- الأشیاء التی تنسب إلی شی‌ء واحد لیس تنسب إلیه من جهة واحدة بل إنما تنسب إلیه بجهات مختلفة. و قد یكون منها ما ینسب إلیه بجهة واحدة إلّا أنها تختلف بالأقل و الأكثر مثل اسم الجوهر المقول علی الصور و علی الشخص (ش، ت، 303، 4)- إن بعضها (الأشیاء) یقال فیه إنه هویّة لأنه شی‌ء قائم بذاته و هو الجوهر، و بعضها یقال فیه إنه هویّة لأنه انفعال للجوهر، فإن التأثیرات یعنی بها القدماء الكیفیات الانفعالیة، و ربما عبّروا عنها بالآلام. و یعنی (أرسطو) بالطریق إلی الجوهر الحركة الكائنة فی الجوهر، فإن الحركة یقال فیها إنها هویّة و موجودة من قبل أنها طریق إلی الموجود الحقیقی (ش، ت، 305، 17)- لیس الأشیاء التی لها علم واحد هی التی موضوعها واحد بالنوع فقط أو الجنس المقول بتواطؤ، بل و الأشیاء التی ینسب وجودها إلی غایة واحدة أو إلی فاعل واحد و موضوع واحد. و إنما قال (أرسطو) ذلك لأن هذه هی حال الموجودات أعنی أنها تنسب إلی تمام واحد أو غایة واحدة و هو المطلوب فی هذا العلم (ماوراء الطبیعة) (ش، ت، 307، 9)- الأشیاء التی فعلها من أجل الغایة: منها ما هی تفعل الغایة و التمام بأنفسها و أولا، و منها ما تفعله بوساطة غیرها، مثل فعل الحمیّة الصحة و الاستفراغ فإن الاستفراغ یخرج الخلط الفاسد و الحمیّة تصلحه و تستفرغه فیلزم عن ذلك وجود الصحة، و كذلك الحال فی الأدویة و الآلات إنما تفعل الصحة بتوسّط غیرها و كذلك الریاضة (ش، ت، 485، 3)- الأشیاء المختلفة بالحدّ الواحدة بالموضوع (هی) مثل النامی و الناقص، و ذلك أن الشی‌ء الذی یقبل النمو و النقصان یؤخذ فی حدّ النمو و النقصان (ش، ت، 538، 16)- من الأشیاء ما یقال واحد بالعدد، و منها واحد بالصورة، و منها واحد بالمساواة، و منها واحد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 69
بالجنس … و الواحد بالعدد قد یقال علی الذی عنصره واحد. و الفرق بین هذا و بین الواحد الذی هو مبدأ العدد أن هذا الواحد هو فی هیولی و الواحد الذی هو مبدأ العدد هو فی غیر هیولی … و الكثرة بالعدد أی بالعنصر التی هی واحدة بالصورة هی التی حدّها واحد، و هذه هی التی هی واحدة بالنوع الحقیقی و هو الذی ینقسم إلی الأشخاص … و التی یقال فیها إنها واحدة بالجنس هی التی هی داخلة تحت مقولة واحدة … و التی بالمساواة واحد هی التی نسبتها واحدة كنسبة الشی‌ء إلی شی‌ء آخر (ش، ت، 548، 13)- الأشیاء التی یقال فیها إنها قبل بالإدراك تختلف فی العقل و فی الحس. أما العقل فالكلّی أعرف عنده من الجزئی و الحس الأمر عنده بالعكس، أعنی أن الجزئی أعرف عنده من الكلّی و الأعرف عند شی‌ء ما هو قبل الأخفی عنده (ش، ت، 574، 11)- من الأشیاء ما تكذب حدودها علی حدود الغیر، و منها ما تصدق علیه و هی حدود الأشیاء التی تؤخذ أجزاء حدود لأشیاء أخر (ش، ت، 689، 16)- إن الأشیاء التی مبدأها الاختیار هی غیر الأشیاء التی مبدأها الطبیعة و إن هذین العلمین علمان مختلفان (ش، ت، 704، 11)- إذ كانت الأشیاء: منها ما هی ضروریة الوجود، و منها ما وجودها فی الأكثر من الزمان، فهذا الجنس هو علّة ما بالعرض.
و ذلك أنه إذا لم یحدث فی الأكثر ما شأنه أن یحدث علی الأكثر حدث ما بالعرض، و لذلك لو كانت الأمور كلها ضروریة لم یكن هاهنا ما بالعرض (ش، ت، 724، 3)- الأشیاء التی منها تكوّنت المتكوّنات تقتضی جواهرها أن تتكوّن منها و لا بدّ، كما تقتضی إذا تكوّنت أن تفسد و لا بدّ مثل فساد الحی (ش، ت، 734، 10)- الأشیاء التی هی معروفة لكل واحد و هی المتقدّمة فی معرفتنا أكثر ذلك هی قلیلة المعرفة و صغیرتها بالإضافة إلی التی هی معروفة عند الطبیعة و هی التی نقف علیها بآخرة من هذه (ش، ت، 783، 19)- جمیع الأشیاء: إما أن یكون لها ماهیة بالإنیّة، و إما الّا یكون لها (ش، ت، 828، 14)- الأشیاء الموجودة عن الصناعة هی الأشیاء التی صورها و ماهیّاتها فی النفس (ش، ت، 845، 2)- إن جمیع الأشیاء التی لیس فیها مبدأ قوة حركة من ذاتها و هی جمیع الأشیاء التی لا تتحرّك إلّا عن الصناعة فقط مثل الحجارة فلیس یمكن فیها أن تتحرّك من ذاتها إلی التمام إنما تتحرّك بغیرها. و هذه هی جمیع هیولی الصنائع التی لیس فیها مبدأ طبیعی به یمكن فیها أن تتحرّك بذاته إلی الغایة التی تقصده الصناعة لا تامّا و لا ناقصا إلا من قبل الصناعة (ش، ت، 873، 16)- بعض الأشیاء لا یقوی أن یكون أشیاء ما من غیر المهنة و یقوی أن یكون أشیاء أخر من ذاته، مثل النار فإنها لا تقوی أن تكون قدوما أو سكینا إلّا عن المهنة و تقوی أن تكون نارا أخری من ذاتها (ش، ت، 874، 9)- یعرض لبعض الأشیاء أن تتحرّك من ذاتها من غیر أن تحتاج إلی مهنة أصلا و هی التی لیس تحتاج إلی مهنة لا جزئیة و لا كلّیة. و بعضها تحتاج إلی مهنة جزئیة تعینها، مثل البرء الذی یكون بالطب فی بعض العلل (ش، ت، 874، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 70
- أما الأشیاء التی لا یظهر فی حدّها العنصر المحسوس و إنما یظهر فی حدّها أجزاء الصورة: فإما الّا تكون فاسدة أصلا، و إما أن تكون فاسدة بنوع العرض … و لذلك: أما التی وجودها إنما هو فی غیرها فإن ذلك الغیر أوائل و أجزاء لها، و أما التی لیست بطبیعتها موجودة فی غیرها و إنما فی طبیعتها صورتها فلیس غیرها أجزاء و لا أوائل لها (ش، ت، 901، 9)- إن النفس یظهر من أمرها أن الحدّ الذی یعطی ماهیّتها هو نفس وجودها، و إنه لیس یظهر فی حدّها عنصر أصلا و هذه هی الأشیاء التی لا یظهر فی حدّها غیرها. و أما التی یظهر فی حدّها العنصر فهی التی یظهر فی حدودها غیرها. و الحدّ بتقدیم إنما یقال لتلك و لهذه بتأخیر (ش، ت، 907، 15)- تنقسم الأشیاء كلّها فی أجزائها التی من طریق الكمّیة كالانقسام الذی یكون للأشیاء من قبل عناصرها، یعنی مثل انقسام النوع إلی شخص (ش، ت، 909، 17)- إن جمیع الأشیاء التی تری موجودة بحال صورها فی موضوعات كثیرة إن كون صورها هی غیر عناصرها أمر معروف بنفسه، مثل الدائرة التی تكون مرة فی نحاس و مرة فی حجر و فی غیر ذلك من المواد (ش، ت، 920، 11)- إن الأشیاء التی هی فی غیرها هی غیر محدودة بحدود الجواهر الأولی التی لیست فی غیرها، فإن النفس لما كانت موجودة فی غیرها لم یكن لها الحدّ التام (ش، ت، 938، 17)- إن الأشیاء كلها تكون واحدة بالنوع إذا قلنا أن هاهنا قولا كلیّا یشملها هو جوهر لها مثل الموجود، فتكون الأشیاء كلّها واحدة بالحدّ و التی هی واحدة بالحدّ هی واحدة بالنوع (ش، ت، 963، 18)- إن أكثر الأشیاء التی یظن بها أنها جواهر إنها موجودة أولا بالقوة ثم توجد بالفعل بعد ذلك، و ما هو بهذه الصفة فهو فی مادة (ش، ت، 997، 10)- بعض الأشیاء لیس تستجد أسماء من قبل صورها بل من قبل أعراض لها خاصّة (ش، ت، 1047، 16)- من الأشیاء ما غایتها فعل فقط و منها ما غایتها مفعول ما (ش، ت، 1194، 11)- إن الأشیاء التی لیست هی بعد القوة بل وجودها ابتداء أنه لیس فیها شی‌ء ردی‌ء البتة لا خطأ و لا فساد و لا شر (ش، ت، 1213، 6)- إن الأشیاء إنما توجد و تعلم إذا كانت بالفعل لا بالقوة. و هو (أرسطو) یتمثّل فی ذلك بالأمور التعالمیة لكونها إنما توجد بالفعل و تعلم إذا أوجدها المهندس فی ذهنه و أخرجها من القوة إلی الفعل، و إنه قبل أن یفصلها إلی الفعل فلیست موجودة و لا معلومة (ش، ت، 1214، 11)- أن توجد أشیاء كثیرة بالعدد، واحدة بالصورة، بغیر مادة فمحال. و ذلك لأنه لا یتمیّز شخص عن شخص بوصف من الأوصاف إلا بالعرض، إذ قد كان یوجد مشاركا له فی ذلك الوصف غیره. و إنما یفترق الشخص من الشخص من قبل المادة (ش، ته، 39، 21)- إن الأشیاء إنما تكثر عند الفلاسفة بالفصول الجوهریة، و أما اختلاف الأشیاء من قبل إعراضها، فلیس یوجب عندهم اختلافا فی الجوهر، كمیة كانت، أو كیفیة، أو غیر ذلك من أنواع المقولات (ش، ته، 148، 10)- للأشیاء ذوات و صفات هی التی اقتضت الأفعال الخاصّة بموجود موجود، و هی التی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 71
من قبلها اختلفت ذوات الأشیاء و أسماؤها و حدودها. فلو لم یكن له طبیعة تخصّه لما كان له اسم یخصّه و لا حدّ و كانت الأشیاء كلها شیئا واحدا و لا شیئا واحدا (ش، ته، 291، 4)- الأشیاء لا تفترق بالشی‌ء الذی تشترك فیه (ش، م، 189، 13)- الكلّیات من المعقولات الثوانی و الأشیاء التی عرض لها الكلّی من المعقولات الأول (ش، ما، 81، 16)- الأشیاء مؤلّفة من صورة و هیولی (ش، ما، 85، 17)- إن كان هاهنا أشیاء لیست لها مواد لا محسوسة و لا معقولة فتلك لیست مركّبة و لا لها حدّ أصلا و لا فیها وجود بالقوة بل هی فعل محض، و لیس السبب فی وحدانیتها شی‌ء غیر ذاتها، و بالجملة الماهیّة فیها نفس الإنیّة (ش، ما، 91، 19)- الأشیاء التی یدلّ علیها بالقوة … صنفان:
أحدهما القوی الفاعلة و هی التی تفعل فی غیرها بما هو غیر و إن كان یعرض لمثل هذه القوی أن تفعل فی ذاتها، لكن ذلك بالعرض مثل الطبیب یبرئ نفسه. و أما الطبیعة و القوی الطبیعیة فالأمر فیها بالعكس، أعنی أن فعلها بالذات إنما هو فی ذاتها. و الصنف الثانی القوی المنفعلة و هی التی شأنها أن تنفعل من غیرها بما هو غیر، و لیس فیها قوة أن تنفعل من ذاتها. و قولنا التی لیس فیها قوة علی أن تنفعل من ذاتها إنما یدلّ به من أصناف العدم علی العدم الطبیعی الذی هو رفع الشی‌ء عمّا شأنه أن یوجد فی غیره لا العدم القسری الذی هو رفع الشی‌ء عما شأنه أن یوجد فیه (ش، ما، 99، 3)- الأشیاء التی من شأنها أن توجد حینا و تفقد حینا یلزم ضرورة أن یكون محرّكها بهذه الحال، أعنی أن یحرّك و ألا یحرّك (ش، ما، 110، 7)- إن كان هاهنا أشیاء یمكن فیها الأمران جمیعا، أعنی أن تتركّب حینا و تنفصل حینا، فهذه لیس الصدق فیها دائما، و هو بیّن أن هذین الصنفین موجودان بهذه الحال (ش، ما، 112، 3)- أما الأشیاء التی تركیبها دائما و انفصالها دائما فهی الأمور الكلّیات من حیث ینسب بعضها إلی بعض، فإن من هذه الجهة تلفی الضرورة للأشیاء المتغیّرة. و مثال ذلك أن الزوایا المعادلة لقائمتین بما هی معادلة لقائمتین إنما تلفی أبدا مركّبة فی المثلث و المثلث ضرورة فی الشكل. و كذلك النطق إنما یلفی ضرورة فی الحیوانیة و الحیوانیة فی التغذّی و التغذّی فی الجسم (ش، ما، 112، 9)- أما الأشیاء التی هی مغایرة بالجنس فإنها و إن كانت متباعدة فلیس تقبل الأقل و الأكثر فی التباعد، و لذلك لیس تباعدها من جهة ما هی أضداد إذ كان قد یمكن فیها أن تجتمع فی موضوع منها أكثر من شی‌ء واحد، كالأشیاء التی تحت المقولات العشر التی هی متباینة بأجناسها، بل إن قیل فی هذه متباعدة فمن جهة أن بعضها لیس یتكوّن من بعض و لا یجتمع فی جنس أصلا لا من جهة أن تباعدها من جهة الضدیة (ش، ما، 122، 13)- إن جمیع الأشیاء ترتقی إلی سبب واحد هو الغایة و الفاعل و الصورة (ش، ما، 134، 12)- إنّ الأشیاء فی الخراج أعیان، و فی الذهن صور (ط، ت، 227، 18)

أشیاء إرادیة

- الأشیاء الإرادیة مثل العفّة و الیسار و أشباه ذلك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 72
هی معان معقولة إرادیة. و إذا أردنا أن نوجدها بالفعل كان ما یقترن بها من الأعراض عند وجودها فی زمان ما مخالفا لما یقترن بها من الأعراض فی زمان آخر و ما من شأنه أن یوجد لها عند أمة ما غیر ما یكون لها من الأعراض عند وجودها فی أمة أخری (ف، س، 19، 4)

أشیاء أزلیة

- إن الأشیاء الأزلیة أشدّ تقدّما من الأشیاء الكائنة الفاسدة، و الأزلیة لیس فیها قوة و الكائنة الفاسدة فهی التی توجد فیها القوة (ش، ت، 1198، 12)- یمكن أن توجد بعض الأشیاء الأزلیة قویة بنوع ما من أنواع القوة، مثل أن تكون أجزاؤها بالقوة فی مكان دون مكان أو فی كیفیة من الكیفیات فلیس شی‌ء یمنع من ذلك. و هذه الكیفیات التی یمكن أن تتكوّن و تفسد فی الأجرام السماویة هی غیر الكیفیات المنسوبة إلی الاستحالة، مثل الإضاءة و الإظلام للقمر (ش، ت، 1200، 14)

أشیاء أول بذاتها

- إن فی الأشیاء الأول التی تقال بذاتها أیضا إنیّة كل واحد من الأشیاء المنفردة، و كل منفرد هو هو و شی‌ء واحد أیضا (ش، ت، 835، 13)

أشیاء بسیطة

- أمّا الأشیاء التی لیست مركّبة من شی‌ء بل مخترعة مبدعة كما شاء باریها و خالقها تعالی فحقیقتها تعرف من الصفات المختصّة بها.
مثال ذلك إذا قیل ما حقیقة الهیولی فیقال جوهر بسیط قابل للصورة لا كیفیة فیه البتّة (ص، ر 1، 199، 18)- سبب علّة الأشیاء التی لا یمكن أن تكون بنوع آخر هو الحدّ الأوسط الذی یوجد فی القیاس الذی ینتجها. و ذلك أنه إن كان الحدّ الأوسط من طبیعة الممكن كان ذلك الشی‌ء من طبیعة الممكن، و إن كان من طبیعة الضروری كان ذلك الشی‌ء من طبیعة الضروری. و هذا أیضا علی قسمین: إما أن یكون الحدّ الأوسط علّة له فیكون من الأشیاء التی إنما صارت ضروریة من قبل أن عللها ضروریة بذاتها، و إن كان الحدّ الأوسط لیس علّة صارت تلك الأشیاء ضروریة بذاتها و جوهرها لا لعلّة أوجبت لها الضرورة.
و هذه هی الأشیاء البسیطة التی لا علل لها (ش، ت، 522، 6)- لما كانت بعض الأشیاء و هی الأشیاء البسیطة لیس یظهر فی حدودها العنصر بالفعل، و كانت أجزاء الحدّ فیها هی أجزاء الصورة، لزم فی مثل هذه الأشیاء أن تكون حدود جمیع أجزائها كلّها هی أجزاء الحدّ (ش، ت، 898، 6)- الأشیاء البسیطة لیس لها سبب فیما یصدر عنها الأنفس طبائعها و صورها، و أما الأمور المركّبة فتلفی لها أسباب فاعلة غیر صورها، و هی التی أوجبت تركّبها و اقتران أجزائها بعضها إلی بعض. مثال ذلك: إن الأرض لیس لها سبب فی أن كانت تهوی إلی أسفل إلا صفة الأرضیة، و لیس للنار سبب فی أن تعلو إلی فوق الأنفس طبیعتها و صورتها، و بهذه الطبیعة قیل أنها مضادة للأرض، و كذلك الفوق و الأسفل لیس لهما سبب به صارت إحدی الجهتین أعلی و الأخری أسفل، بل ذلك بمقتضی طباعهما (ش، ته، 274، 18)- لیس الأمر فی الأشیاء البسیطة كالحال فی الأشیاء المركّبة، بل ما یوجد للبسیط یوجد ضرورة للمركّب منه بوجه ما إذا كان البسیط
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 73
متقدّما علیه، و ما یوجد للمركّب فلیس یلزم أن یوجد للبسیط. إذ كان یلزم أن یوجد للمركّب شی‌ء زائد و أسباب الأمور البسیطة بسیطة (ش، سم، 83، 24)

أشیاء بالعرض‌

- كون الأشیاء التی توجد بالعرض معدودة فیما لیس بموجود یظهر من الأشیاء التی تستقرأ، فإن الأشیاء الموجودة بالذات هی التی لها نوع من الأنواع و هی التی یوجد فیها الكون و الفساد، أعنی فی أشخاصها، و أما الأشیاء الموجودة بالعرض فلیس لها نوع من الأنواع و لذلك لیس فیها كون و لا فساد (ش، ت، 721، 8)- لیس لهذه الأشیاء التی بالعرض صناعة فاعلة و لا قوة محدودة أی طبیعة تصدر عنها هذه الأشیاء. فإن الأشیاء التی حدوثها بالعرض عللها أیضا بالعرض أعنی أی علّة اتفقت بل علل لا نهایة لها (ش، ت، 725، 15)

أشیاء بعضها قبل بعض‌

- الأشیاء التی بعضها قبل بعض توجد علی نحوین: إما علی جهة الدور، و إما علی جهة الاستقامة. فالتی توجد علی جهة الدور الواجب فیها أن تكون غیر متناهیة، إلا أن یعرض عنها ما ینهیها. مثال ذلك أنه إن كان شروق فقد كان غروب و إن كان غروب فقد كان شروق، فإن كان شروق فقد كان شروق …
و أما التی تكون علی الاستقامة مثل كون الإنسان من الإنسان، و ذلك الإنسان من إنسان آخر فإن هذا إن كان بالذات لم یصحّ أن یمرّ إلی غیر نهایة؛ لأنه إذا لم یوجد الأول من الأسباب لم یوجد الأخیر، و إن كان ذلك بالعرض، مثل أن یكون الإنسان بالحقیقة عن فاعل آخر غیر الإنسان الذی هو الأب، و هو المصوّر له، و یكون الأب إنما منزلته منزلة الآلة من الصانع فلیس یمتنع، إن وجد ذلك الفاعل یفعل فعلا لا نهایة له، أن یفعل بآلات متبدّلة أشخاصا لا نهایة لها (ش، م، 143، 1)

أشیاء بالفعل‌

- إن الأشیاء التی بالفعل منها ما أسطقسّاتها بالفعل و منها ما هی بالقوة. و هذه هی حال الأجسام البسیطة التی هی أسطقسّات المركّبة (ش، ت، 1511، 1)- لو وجدت أشیاء بالفعل لا نهایة لها، لكان الجزء مثل الكل، أعنی إذا قسّم ما لا نهایة له علی جزءین. مثال ذلك: أنه لو وجد خط أو عدد، لا نهایة له بالفعل من طرفیه، ثمّ قسّم بقسمین لكان كل واحد من قسمیه لا نهایة له بالفعل. و الكل لا نهایة له بالفعل. فكأن یكون الكل و الجزء لا نهایة لكل واحد منهما بالفعل، و ذلك مستحیل. و هذا كله إنما یلزم إذا وضع ما لا نهایة له بالفعل لا بالقوة (ش، ته، 40، 4)

أشیاء تامة بذاتها

- الأشیاء التی تقال تامة بذاتها هی التی لا ینقصها شی‌ء من الجودة و لا فی الجنس شی‌ء أشرف منها و لا یوجد فیها شی‌ء به تشرّف بل هی فی غایة الشرف بذاتها. و إنما قال (أرسطو) هذا لأن هذه هی التامة فی الكیفیة و الكمیة أوّلا و بالذات (ش، ت، 626، 15)

أشیاء جزئیة

- الأشیاء كلّیة و جزئیة، أعنی بالكلّی الأجناس للأنواع، و الأنواع للأشخاص، و أعنی بالجزئیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 74
الأشخاص للأنواع (ك، ر، 107، 5)- الأشیاء الجزئیة، قد تعقل كما تعقل الكلّیات، من حیث تجب بأسبابها منسوبة إلی مبدأ نوعه فی شخصه متخصّص به. كالكسوف الجزئی، فإنّه قد یعقل وقوعه بسبب توافی أسبابه الجزئیة، و إحاطة العقل بها، و تعقّلها كما تعقل الكلّیات (س، أ 2، 286، 3)- الأشیاء الجزئیة مؤلفة ممّا بالقوة و ممّا بالفعل (ش، ما، 105، 2)- أما الأشیاء التی تتركّب حینا و تنفصل حینا فهی الأشیاء الجزئیة، و ذلك أن هذا المثلث المشار إلیه قد یتركّب فتوجد فیه الزوایا المعادلة لقائمتین، و قد تنفصل فیعود الصادق فیها كاذبا من ذاته. و لذلك ما قیل إن مقابل الصادق منها فی حین صدقه كاذبا ممكن (ش، ما، 112، 6)

أشیاء حادثة

- الأشیاء الحادثة علی ضربین: منها ما هو جار مع الدهر و یتعلّق فی وجوده بالذات الأولی، و تلك لا یلزمها التناهی و غیر التناهی، و القبل و البعد الذی من قبل الزمان، بل التی من قبل المعنی الذی یتعلّق بالتصوّر و الإضافة إلی وجود الذات الأولی. و الضرب الثانی الحادثة فی الزمان، و هو محصور بین ظرفین بقبل و بعد (تو، م، 278، 18)

أشیاء ذوات مقادیر

- الأشیاء ذوات المقادیر، و الأعداد ذوات التركیب- لا یجوز أن تحصل بالفعل بلا نهایة، و لا یجوز بعد بلا نهایة فی الفراغ و الملاء إن جاز وجود نهایة (ف، ع، 11، 12)

أشیاء سرمدیة

- كلّما كان من الأشیاء السرمدیة و هی التی هی غیر كائنة متحرّكا بحركة النقلة فله مادة، غیر أنه لیست مادة الكائنة لكن مادة التی تتحرّك من أین إلی أین و هی النقلة (ش، ت، 1447، 9)

أشیاء صناعیة

- للأشیاء كلّها طبیعیة كانت أو صناعیة كمالین:
كمالا حین ما ینفعل حافظا للانفعال، و كمالا حین یتمّ الانفعال و التغیّر. فإن المبنی له كمالان: كمال حین ما یبنی من جهة ما شأنه أن ینبنی و یوجد له الانبناء زمانا ما، و كمال حین یصیر بیتا فإنه لا الانبناء كان قبل أن تحرّك الحجارة و اللبن و لا بعد أن فرغ البیت لكن فیما بین ذلك (ش، سط، 48، 8)

أشیاء ضروریة

- سبب علّة الأشیاء التی لا یمكن أن تكون بنوع آخر هو الحدّ الأوسط الذی یوجد فی القیاس الذی ینتجها. و ذلك أنه إن كان الحدّ الأوسط من طبیعة الممكن كان ذلك الشی‌ء من طبیعة الممكن، و إن كان من طبیعة الضروری كان ذلك الشی‌ء من طبیعة الضروری. و هذا أیضا علی قسمین: إما أن یكون الحدّ الأوسط علّة له فیكون من الأشیاء التی إنما صارت ضروریة من قبل أن عللها ضروریة بذاتها، و إن كان الحدّ الأوسط لیس علّة صارت تلك الأشیاء ضروریة بذاتها و جوهرها لا لعلّة أوجبت لها الضرورة.
و هذه هی الأشیاء البسیطة التی لا علل لها (ش، ت، 522، 3)

أشیاء طبیعیة

- إن الأشیاء الطبیعیة قوامها من هاتین الطبیعتین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 75
أعنی الصورة و المادة، مثل الحیوان و أعضاء الحیوان أعنی أن كلیهما مركّب من مادة و صورة (ش، ت، 513، 7)- إذا كانت حدود الأشیاء الطبیعیة لا تكون إلّا مع العنصر و الصورة فبیّن أنه ینبغی لصاحب العلم الطبیعی أن یطلب عنصر الأشیاء الطبیعیة و ذلك بأن یعرف ما هو و یحدّه و یعرف لم هو، أعنی ما الشی‌ء الذی من قبله وجد العنصر و هو الصورة (ش، ت، 709، 8)- إن الأشیاء الطبیعیة … بخلاف الأمور التعالیمیة، و ذلك أن الأشیاء الطبیعیة لیس یمكن أن تفهم ماهیّاتها دون حركة و لا حسّ كما یمكن أن تفهم ماهیّات التعالیمیة … و لهذا السبب الذی اقتضی وجود صورة الحیوان فی مادة لیس یمكن أن یوجد حیوان دون أن تكون له أجزاء عنصریة (ش، ت، 930، 17)- للأشیاء كلّها طبیعیة كانت أو صناعیة كمالین:
كمالا حین ما ینفعل حافظا للانفعال، و كمالا حین یتمّ الانفعال و التغیّر. فإن المبنی له كمالان: كمال حین ما یبنی من جهة ما شأنه أن ینبنی و یوجد له الانبناء زمانا ما، و كمال حین یصیر بیتا فإنه لا الانبناء كان قبل أن تحرّك الحجارة و اللبن و لا بعد أن فرغ البیت لكن فیما بین ذلك (ش، سط، 48، 8)- الأشیاء الطبیعیة … مبدؤها الأقصی التصوّر بالفعل. و إلا فمن أین عرض لها أن تكون فی طبیعتها مستعدة لأن نعقلها نحن. فإن ذلك لها أمر ذاتی و موجود فی طباعها، و الأمر الذاتی إنما یكون حصوله للموجود عن سبب فاعل ضرورة، و لیس هاهنا شی‌ء یصیر به المحسوس معقولا بالقوة، أی فی طباعه أن یعقله إلا بأن یكون تكوّنه عن تصوّر عقلی، و إن كان وجوده محسوسا عن مبادئه المحسوسة، كالحال فی الأمور الصناعیة (ش، ما، 73، 1)- ینبغی أن یتوجه الطلب فی واحد واحد من الأشیاء الطبیعیة نحو الأسباب الأربعة. و الّا یقتصر فی ذلك علی الأسباب البعیدة بل و أن تعطی الأسباب القریبة (ش، ما، 90، 3)

أشیاء عللها واحدة

- إن الأشیاء التی عللها واحدة بالنوع هی أیضا مختلفة بالعدد و هی الأمور المنفردة أی الأشخاص، فإن هذه كل واحد منها إنما هو آخر غیر صاحبه بالعدد (ش، ت، 1548، 2)

أشیاء غیر بالجنس‌

- الأشیاء التی یقال فیها إنها غیر بالجنس فهی الأشیاء التی هی غیر بموضوعاتها و عناصرها البعیدة أعنی مختلفة بها. و هذه هی التی لا تستحیل بعضها إلی بعض و لا تستحیل إلی شی‌ء واحد. و إنما قال (أرسطو) ذلك لأن الأشیاء التی تستحیل بعضها إلی بعض عنصرها واحد و التی تستحیل إلی شی‌ء واحد فذلك الشی‌ء الواحد عنصر لها … مثل الصورة و العنصر الذی یتولّد منهما شی‌ء واحد (ش، ت، 683، 7)

أشیاء غیر متحرّكة

- إن الأشیاء التی هی مركّبة من التمام و القوة إنما یقال فیها إنها فعلا إذا كانت متحرّكة، فإنه یظنّ أن الذی بالفعل هو المتحرّك و أن الحركة هی الفعل، و أما ما كان من الأشیاء غیر متحرّك فلیس یقال فیها إنها فعلا مثل المعقولات و المرادات فإنه لا یقال فیها إنها موجودة بإطلاق و لكن یقال فیها إنها موجودة فی النفس و فی الفكرة (ش، ت، 1137، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 76

أشیاء غیر متناهیة

- الأشیاء المعلومة هی التی یحصرها الذهن، و أما الأشیاء الغیر متناهیة فلیس یحصرها الذهن فهی غیر معلومة (ش، ت، 38، 3)

أشیاء غیر ممكنة

- إن الأشیاء الممكنة یكون فیها الظن الواحد بعینه مرة صادقا و مرة كاذبا و نحن لا نشعر بذلك؛ و أما فی الأشیاء الغیر ممكنة التی لیس تنتقل من التركیب إلی الانفصال و لا من الانفصال إلی التركیب فلیس یمكن ذلك فیها بل یكون الصادق فیها صادق أبدا و الكاذب كاذب أبدا (ش، ت، 1222، 11)

أشیاء فاعلة

- قد تختلف الأشیاء الفاعلة بعضها فی بعض بالقوة و الفعل من قبل اختلافها فی الهیولی و الصورة و بنحو آخر غیر الذی به تختلف الأشیاء المنفعلة … مثال ذلك أن الإنسان هیولاه الأسطقسّات الأربعة و المحرّك القریب له الأب و البعید الشمس و الفلك المائل: فأما الإنسان فهیولاه و هیولی الأب و صورتهما واحدة، و أما الشمس و الفلك المائل فلیست هیولاها و هیولی الإنسان و لا صورتها واحدة (ش، ت، 1540، 5)- كما أن الأشیاء المنفعلة تختلف فی القوة و الفعل من قبل اختلاف صورها و موادّها، كذلك الأشیاء الفاعلة تخالف المنفعلة أیضا بالقوة و الفعل من قبل اختلاف هیولاها و صورها (ش، ت، 1540، 14)

أشیاء فاعلة مؤثّرة

- نشاهد الأشیاء الفاعلة المؤثّرة صنفین: صنف لا یفعل إلا شیئا واحدا فقط و ذلك بالذات مثل الحرارة تفعل حرارة و البرودة تفعل برودة و هذه هی التی تسمیها الفلاسفة فاعلات بالطبع.
و الصنف الثانی: أشیاء لها أن تفعل الشی‌ء فی وقت و تفعل ضده فی وقت آخر و هذه هی التی تسمیها مریدة و مختارة، و هذه إنما تفعل عن علم و رویّة (ش، ته، 98، 11)

أشیاء فوق الطبیعة

- من بحث الأشیاء التی فوق الطبیعة، أعنی التی لا هیولی لها و لا تقارن الهیولی، فلن یجد لها مثلا فی النفس، بل یجدها بالأبحاث العقلیة (ك، ر، 110، 7)

أشیاء كائنة

- للأشیاء الكائنة سببان خارجان أیضا بالذات و هما الفاعل و الغایة، و الغایة هی التی لأجلها توجد (س، ن، 101، 19)- یلزم أن یكون للأشیاء الكائنة إنیّة قدیمة قائمة یلزم عن تلك الإنیّات خروجها و لا بدّ إلی الفعل، مثل ما یقال فی التمثیل الشرعی أن الأشیاء هی مكتوبة فی لوح محفوظ و أن ما كتب فی ذلك اللوح یخرج إلی الفعل (ش، ت، 734، 1)- جمیع الأشیاء التی تكون هی شی‌ء ما من المقولات العشر، و تتكوّن من شی‌ء ما و هو العنصر و بشی‌ء ما و هو الفاعل (ش، ت، 839، 3)

أشیاء كائنة فاسدة

- الأشیاء الكائنة الفاسدة التی تظهر- إنما تظهر من الأمزجة التی تظهر فیها علی النسب المختلفة التی تعطیها الاستعداد لقبول الخلق
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 77
المختلفة التی بها قوامها (ف، ع، 14، 10)

أشیاء كاملة الاتصال‌

- الأشیاء الكاملة الاتصال و هی التی هی بالطبیعة قد یقال فیها إنها واحدة و إن لم تكن مستقیمة بل كان فیها انعراج مثل الساق و الفخذ، أعنی أنه یقال ساق واحدة و فخذ واحدة (ش، ت، 530، 6)

أشیاء كثیرة

- لا یمتنع أن تكون أشیاء كثیرة كائنة عن مبدأ واحد و یكون واحد من تلك الأشیاء الكثیرة هو المعلوم وحده عندنا منذ أول الأمر و یكون ذلك المبدأ. و تلك الأشیاء الأخر الكائنة عنه خفیّة فنرتقی من ذلك الواحد المعلوم إلی علم المبدأ. فیعطینا ذلك الواحد فی ذلك المبدأ، علم وجوده فقط. ثم نستعمل ذلك المبدأ مقدّمة فی تبیین تلك الأشیاء الأخر الخفیّة الكائنة عنه فنشحط منه إلی علم وجودها و سبب وجودها معا (ف، س، 7، 14)

أشیاء كلیة

- الأشیاء الكلّیة هی مشتركة من قبل أنها توجد لكثیرین (ش، ت، 293، 8)

أشیاء كلیة عامیة

- الأشیاء الكلّیة العامّیة لا تخلو من أن تكون ذاتیة أو غیر ذاتیة (ك، ر، 125، 3)

أشیاء لا تحسّ‌

- إن كانت الأشیاء التی لا تحسّ لها أسباب مجهولة بالطبع، و مطلوبة، فما لیس بمجهول فأسبابه محسوسة ضرورة، و هذا من فعل من لا یفرّق بین المعروف بنفسه و المجهول (ش، ته، 290، 31)

أشیاء لها علل واحدة

- الأشیاء التی لها علل واحدة: إما أن تكون واحدة بالنوع، و إما أن تكون واحدة بالجنس.
فالتی هی واحدة بالجنس مثل الانعكاس الذی هو سبب الصدا و سبب قوس قزح فإن الأول انعكاس شعاع و الآخر انعكاس هواء. و التی هی واحدة بالنوع مثل انعكاس الشعاع الذی هو سبب الهالة و سبب قوس قزح. و ربما كان عكس هذا، و هو أن الشی‌ء الواحد تكون له علل كثیرة مختلفة بالجنس مثل ما قیل فی سبب خروج النیل (ش، ت، 496، 7)

أشیاء لیس لها عنصر

- أما جمیع الأشیاء التی لیس لها عنصر لا معقول و لا محسوس كعنصر الأمور التعالمیة فكل واحد منها هو و الشی‌ء الذی یعطی وجوده شی‌ء واحد بعینه أی الماهیّة و الإنیّة فیها هی شی‌ء واحد بعینه … مثل ما نقول فی شی‌ء له هویّة ما إنه لیس فیه شی‌ء زائد علی الهویّة أی لیس الهویّة جنسا له و هو الذی دلّ علیه بحرف ما المشدّدة (ش، ت، 1098، 4)

أشیاء متأخرة فی الوجود

- سمّوا (الفلاسفة) الأشیاء المتقدّمة فی الوجود الهیولی، و سمّوا الأشیاء المتأخّرة فی الوجود الصورة (ص، ر 1، 322، 17)

أشیاء متحرّكة من ذاتها

- الأشیاء التی تسمّی حیّة عالمة هی الأشیاء المتحرّكة من ذاتها بحركات محدودة نحو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 78
أغراض و أفعال محدودة تتولّد عنها أفعال محدودة (ش، ته، 117، 13)

أشیاء متضادة

- إن الأشیاء المتضادّة عللها متضادّة، و قد یمكن أن یكون الشی‌ء الواحد بعینه علّة للمتضادّین لا بجهة واحدة لكن بجهتین مختلفتین … مثل الملّاح فإن غیبته عن السفینة قد تكون سببا لعطب السفینة و حضوره سببا لسلامتها (ش، ت، 485، 17)

أشیاء متغایرة

- ما كان من الأشیاء المتغایرة لیس یمكن فیها أن تجتمع فی موضوع واحد من جهة واحدة فی وقت واحد، فتلك هی المتقابلات، و هی بالجملة أربعة أصناف: الضدان و الملكة و العدم و الموجبة السالبة و المضافان (ش، ما، 122، 7)

أشیاء متقدّمة فی الوجود

- سمّوا (الفلاسفة) الأشیاء المتقدّمة فی الوجود الهیولی، و سمّوا الأشیاء المتأخّرة فی الوجود الصورة (ص، ر 1، 322، 16)

أشیاء متناهیة

- كلّ أشیاء متناهیة، فإنّ الذی یكون منها، إذا جمعت، متناه؛ فإذا كان شیئان، أحدهما أقلّ من الآخر، فإنّ الأقلّ بعد الأكثر أو بعد بعضه، و إن عدّ كلّه فقد عدّ بعضه (ك، ر، 195، 1)

أشیاء متوسطة

- الأشیاء المتوسطة، و هی الأشیاء التی فیها متقدّم و متأخّر، یجب ضرورة أن یكون المتقدّم هو العلّة لما بعده (ش، ت، 19، 11)

أشیاء محسوسة

- الأشیاء المحسوسة مركّبة … من أشیاء مركّبة من صور و مواد إنما تمثّل بالأمور الصناعیة لأن الأمور الكلّیة التی منها تقوم حدودها لیس یقول أحد فیها إن لها وجودا خارج النفس (ش، ت، 131، 8)- وجدوا (الفلاسفة) الأشیاء المحسوسة التی دون الفلك ضربین: متنفسة، و غیر متنفسة، و وجدوا جمیع هذه یكون المتكوّن منها متكوّنا بشی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه مادة، و هو الذی منه تكوّن، و ذلك أنهم ألّفوا كل ما یتكوّن هاهنا إنما یتكوّن من موجود غیره، فسمّوا هذه مادة، و وجدوه أیضا یتكون عن شی‌ء فسموه فاعلا، و من أجل شی‌ء سموه أیضا غایة، فأثبتوا أسبابا أربعة (ش، ته، 128، 16)- الأشیاء المحسوسة، أعنی أشخاص الجواهر، مركّبة من أكثر من شی‌ء واحد من جهة أنّا نستعمل فیها الطلب الذی یكون بلم، و مثل هذا الطلب لا یستعمل فی البسائط (ش، ما، 81، 21)

أشیاء محمولة

- الأشیاء المحمولة صنفان: صنف بالذات و صنف بالعرض (ش، ما، 66، 23)

أشیاء مخالفة

- إن جمیع الأشیاء التی یقال فیها إنها مخالفة غیر موافقة إنه لیس یقال ذلك فی التی هی غیر بإطلاق بل التی هی غیر بالجنس أو غیر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 79
بالصورة فقط بل بعضها بالجنس و بعضها بالصورة (ش، ت، 1302، 3)- الأشیاء المخالفة هی التی لا تجتمع فی جنس واحد و التی هی موافقة تجتمع فی جنس واحد (ش، ت، 1302، 7)

أشیاء مختلفة

- إن للأشیاء المختلفة حدودا مختلفة (ش، ت، 462، 11)- لیس فی الأشیاء المختلفة موافقة لا فی قسم الوجود و لا فی قسم العدم، أی لیس وجود أحدها وجود الآخر و لا عدم وجوده (ش، ت، 1735، 10)

أشیاء مختلفة بالصورة

- إن الأشیاء التی هی مختلفة مثل هذا الاختلاف، أی مختلفة بالصورة، تكون فی جنس واحد إذ لا تختلف بالعرض مثل التی تتفق بالصورة و تختلف بالمادة. مثال ذلك خاتمان أحدهما من ذهب و الآخر من فضة … فإنه ینبغی الّا تتفق إلّا فی الشی‌ء المشترك فقط و أن تختلف فی الشی‌ء الذی به یكون كل واحد منهما آخر (ش، ت، 1366، 3)

أشیاء مرتّبة

إن الأشیاء المرتّبة بعضها من أجل بعض (ش، ت، 1710، 10)

أشیاء مركّبة

- الأشیاء المركّبة تعرف حقیقتها إذا عرفت الأشیاء التی هی مركّبة منها. مثال ذلك إذا قیل ما حقیقة الطین، فیقال تراب و ماء مختلطان (ص، ر 1، 199، 8)- الأشیاء المركّبة كثیرة الأنواع لا یحصی عددها إلّا اللّه عزّ و جلّ و لكن یجمعها كلها ثلاثة أجناس: إما أن تكون جسمانیة طبیعیة، أو جرمانیة صناعیة، أو نفسانیة روحانیة (ص، ر 1، 344، 21)- لما كان بعض الأشیاء یظهر فی حدودها العنصر و هی المركّبة من عنصر بالفعل و صورة، لم تكن حدود جمیع أجزائها هی أجزاء الحدّ (ش، ت، 898، 4)- أما الأشیاء المركّبة من صورة و عنصر بالفعل مثل المجتمع من الأنف و العمق الذی یسمّی الفطس فلیس یكون الجوهر الذی هو منهما كالصورة التی تحمل علی العنصر علی النحو الذی هی ماهیّة الشی‌ء هو الشی‌ء نفسه فی الحمل و هی الأشیاء الموجودة بذاتها فی غیرها (ش، ت، 940، 7)- إن الأشیاء التی هی مركّبة من التمام و القوة إنما یقال فیها إنها فعلا إذا كانت متحرّكة، فإنه یظنّ أن الذی بالفعل هو المتحرّك و أن الحركة هی الفعل؛ و أما ما كان من الأشیاء غیر متحرّك فلیس یقال فیها إنها فعلا مثل المعقولات و المرادات فإنه لا یقال فیها إنها موجودة بإطلاق و لكن یقال فیها إنها موجودة فی النفس و فی الفكرة (ش، ت، 1137، 10)- الأشیاء المركّبة إنما تفضل بعضها بعضا فی قلة التركیب و قربها من البسیط الأول فی ذلك الجنس (ش، ت، 1704، 16)- لیس الأمر فی الأشیاء البسیطة كالحال فی الأشیاء المركّبة، بل ما یوجد للبسیط یوجد ضرورة للمركّب منه بوجه ما إذا كان البسیط متقدّما علیه، و ما یوجد للمركّب فلیس یلزم أن یوجد للبسیط. إذ كان یلزم أن یوجد للمركّب شی‌ء زائد و أسباب الأمور البسیطة بسیطة (ش،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 80
سم، 83، 24)- إن كان هاهنا أشیاء مركّبة دائما، أعنی أنها لا یمكن أن توجد بغیر ذلك التركیب، فالإیجاب فیها دائما ضرورة (ش، ما، 112، 1)

أشیاء مركّبة من أسطقسات‌

- إن الأشیاء المركّبة من الأسطقسّات توافق الأسطقسّ فی الاسم و الحدّ (ش، ت، 93، 9)

أشیاء مضطرة

- إن الأشیاء التی لا یمكن أن یوجد فیها الخیر و لا الحیاة و لا بالجملة الكون من غیر علل و أسباب لها فتلك الأشیاء یقال فیها إنها مضطرة إذ لیس یمكن فیها أن تكون بنوع آخر أعنی بغیر تلك الأسباب، و هذه هی ضروریة من قبل عللها؛ و التی هی ضروریة من قبل غیرها فهی ضروریة ما (ش، ت، 520، 13)

أشیاء معقولة

- إنّ الأشیاء المعقولة من حیث هی معقولة هی مخلصة عن الأحوال و الأعراض التی تكون لها و هی موجودة خارج النفس. و هذه الأعراض فیما یدوم واحدة بالعدد لا تتبدّل و لا تتغیّر أصلا و فی التی لا تدوم واحدة بالنوع تتبدّل (ف، س، 17، 9)- إنّ الأشیاء المعقولة لیست بشی‌ء سوی رسوم المحسوسات الجزئیات الملتقطة بطریق الحواس من الأشخاص مجموعة فی فكر النفس المسمّی أنواعا و أجناسا (ص، ر 3، 394، 7)

أشیاء معلومة

- الأشیاء المعلومة بالعلوم الأول هی المقدّمات الأول و منها یصار إلی العلوم المتأخّرة التی تحصل عن فحص و استنباط و تعلیم و تعلّم (ف، س، 2، 10)- الأشیاء المعلومة هی التی یحصرها الذهن، و أما الأشیاء الغیر متناهیة فلیس یحصرها الذهن فهی غیر معلومة (ش، ت، 38، 3)

أشیاء مفردة بسیطة

- أما الأشیاء المفردة البسیطة التی لیس وجودها أو عدمها موقوفا علی أن یكون منها شی‌ء أو لا یكون كالحال فی المركّبات، فإنه لیس الصادق و الكاذب الواقعان فیها كالصدق و الكذب فی الأشیاء المركّبة … لأن الصدق فی البسائط أو الكذب لیس سببه التركیب الموجود خارج النفس أو الانفصال … مثال ذلك أنه إذا كان قولنا إن هذا أبیض صادقا فالسبب فی ذلك أن البیاض مركّب خارج النفس مع الخشب، و إذا كان قولنا إن ضلع المربع مشارك للقطر كاذبا فالسبب فی كذب ذلك أن الضلع مباین للقطر و منفصل عنه خارج النفس (ش، ت، 1225، 9)

أشیاء مقوّمة

- إنّ الأشیاء المقوّمة للشی‌ء هی أسبابه (ج، ن، 31، 6)

أشیاء ممكنة

- الأشیاء الممكنة لا یجوز أن تمرّ بلا نهایة، فی كونها علّة و معلولا. و لا یجوز كونها علی سبیل الدور، بل لا بدّ من انتهائها إلی شی‌ء واجب، هو الموجود الأول (ف، ع، 4، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 81
- إن الأشیاء الممكنة یكون فیها الظن الواحد بعینه مرة صادقا و مرة كاذبا و نحن لا نشعر بذلك؛ و أما فی الأشیاء الغیر ممكنة التی لیس تنتقل من التركیب إلی الانفصال و لا من الانفصال إلی التركیب فلیس یمكن ذلك فیها بل یكون الصادق فیها صادق أبدا و الكاذب كاذب أبدا (ش، ت، 1222، 9)

أشیاء منتقلة

- عدد الأشیاء المنتقلة فی المكان بعدد أصناف الحركات المكانیة (ش، سم، 26، 15)

أشیاء منفعلة

- الأشیاء المنفعلة إنما تتركّب ضرورة من أشیاء منفعلة (ش، ت، 137، 3)- كما أن الأشیاء المنفعلة تختلف فی القوة و الفعل من قبل اختلاف صورها و موادّها، كذلك الأشیاء الفاعلة تخالف المنفعلة أیضا بالقوة و الفعل من قبل اختلاف هیولاها و صورها (ش، ت، 1540، 13)

أشیاء موجودة

- إنّ الأشیاء الموجودة كلّها إنّما هی جواهر و أعراض حالّة فیها و هو حامل لها أو علی جهة من الجهات، و إنّ لیس فی شی‌ء من الموجودات شی‌ء آخر داخل علیها (جا، ر، 431، 8)- من الأشیاء الموجودة ما هی علی أعداد مخصوصة، و منها ما هی فی البروج و الأفلاك، و منها ما هی فی الأركان و الأمهات، و منها ما هی فی خلقة النبات، و منها ما هی فی تركیب جثة الحیوانات، و منها ما هی فی سنن الشرائع من المفروضات، و منها ما هی فی الخطاب و المحاورات (ص، ر 3، 353، 9)

أشیاء موجودة معا

- إن الأشیاء التی هی موجودة معا إنما یتخیّل فیها القبلیة و البعدیة باعتبارها إلی شی‌ء یوضع فیها أولا و واحدا، أعنی باعتبار ترتیبها من ذلك و ترتیب بعضها من بعض و من قبل هذا تختلف حدودها و أسماؤها. مثال ذلك أنه إنما نقول فی جماعة واقفة معا علی مسافة واحدة أن الثانی منها قبل الثالث إذا توهّمنا فیها أولا و هو القائم علی رأس الملك مثلا أو رأس المسافة و توهمنا فیها الترتیب، و كذلك إنما نقول أن نغمة كذا قبل نغمة كذا إذا كان عندنا نغمة هی أولی فی النطق أو فی الملاومة و توهّمنا الترتیب بینها و بین سائر النغم (ش، ت، 573، 10)

أشیاء واحدة

- أما الأشیاء التی هی واحدة بذاتها فخلیق أن تكون هی و ماهیّاتها هی هی باضطرار أی واحدة (ش، ت، 826، 12)- قد یقال للأشیاء التی هی متفقة فی حدّها الجوهری إنها واحدة مثل ما یقال فی الخطوط المستقیمة إنها متساویة أی تقبل التساوی (ش، ت، 1289، 5)

أشیاء واحدة بالاتصال‌

- أحق الأشیاء التی یقال فیها إنها واحدة بالاتصال هی المتّصلة بالطبیعة لا المتّصلة بالصناعة مثل المتّصلة بالدساتیر و الغرا (ش، ت، 529، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 82

أشیاء واحدة بالجنس‌

- الأشیاء التی هی واحدة بالجنس: منها ما هی واحدة بالجنس القریب، و منها ما هی واحدة بالجنس البعید (ش، ت، 534، 15)

أشیاء واحدة بالصورة

- أما الأشیاء التی هی واحدة بالصورة فهی جمیع الأشیاء التی لیست لها ضدّیة و هی الجزئیات التی لا تنقسم مثل زید و عمرو و خالد (ش، ت، 1371، 2)

أشیاء واحدة بنوع أول‌

- الأشیاء التی یقال فیها واحد بنوع أول و تقدیم هی الواحد بالاتصال و الواحد بالصورة و الواحد بأنه كل و تام و المتّحدات بالصورة أی التی صورتها واحدة هی مع هذا مفترقة بالمكان و الزمن. و هذا هو الفرق بینهما و بین المتشابهة التی یقال إن الجزء منها و الكل واحد بالحدّ و الصورة (ش، ت، 541، 13)

أشیاء واحدة بالهیولی‌

- الأشیاء التی هی واحدة بالهیولی هی التی تقبل شیئا واحدا بعینه مثل التی تقبل الانطراق فإنه یقال إن مادتها هی واحدة، أو التی تنفعل من شی‌ء واحد انفعالا واحدا مثل التی تذوب بالحرارة فإنه یقال أیضا إن مادتها واحدة، أو الأشیاء التی تتغیّر تغیّرا واحدا مثل الأشیاء التی ترطب أو تذوب أو تسیل و بالجملة تنقلب إلی شی‌ء واحد فإنه یقال إن هیولاها واحدة، و كذلك الأشیاء التی تنسب إلی موضوع واحد مثل قولنا خشبیة أو نحاسیة أو مائیة أو هوائیة (ش، ت، 541، 3)

أصح الكتابات‌

- أصحّ الكتابات و أتمّها و أحسنها ما كانت علی النسبة الفاضلة فی وضعها و مقادیر حروفها بعضها من بعض (ص، ر 3، 153، 22)

أصح الموزونات‌

- إنّ أحكم الكلام ما كان أبینه و أبلغه، و أتقن البلاغة ما كان أفصحها، و أحسن الفصاحة ما كان موزونا متّفقا، و أصحّ الموزونات من الأشعار ما كان غیر منزحف (ص، ر 3، 155، 16)

أصحاب السلامة

- مراتب الأرواح بحسب القوة النظریة أربعة:
المقرّبون و هم الذین تجلّت فی أرواحهم بالبراهین الیقینیة معرفة واجب الوجود بذاته و أفعاله و صفاته. و أصحاب الیمین و هم الذین اعتقدوا تلك الأشیاء اعتقادا قویّا تقلیدیّا.
و أصحاب السلامة و هم الذین خلت نفوسهم عن العقائد الحقّة و الباطلة … و أمّا القسم الرابع فهم الأشقیاء الهالكون (ر، ل، 117، 20)

أصحاب الیمین‌

- مراتب الأرواح بحسب القوة النظریة أربعة:
المقرّبون و هم الذین تجلّت فی أرواحهم بالبراهین الیقینیة معرفة واجب الوجود بذاته و أفعاله و صفاته. و أصحاب الیمین و هم الذین اعتقدوا تلك الأشیاء اعتقادا قویّا تقلیدیّا.
و أصحاب السلامة و هم الذین خلت نفوسهم عن العقائد الحقّة و الباطلة … و أمّا القسم الرابع فهم الأشقیاء الهالكون (ر، ل، 117، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 83

اصطلاح‌

- الاصطلاح عبارة عن اتّفاق قوم علی تسمیة الشی‌ء باسم ما ینقل عن موضعه الأول (جر، ت، 28، 14)

إصلاح الأخلاق‌

- أمّا الكتب التی یتعلّم منها الأمور التی تستعمل فی الفلسفة- فبعضها یتعلّم منه (إصلاح الأخلاق)، و بعضها یتعلّم منه (تدبیر المدن)، و بعضها یتعلّم منه (تدبیر المنزل) (ف، م، 8، 7)

أصناف القیاسات و المخاطبات‌

- أصناف القیاسات و الصنائع القیاسیة، و أصناف المخاطبات التی تستعمل لتصحیح شی‌ء ما فی الأمور كلها … هی فی الجملة خمسة:
یقینیة، و ظنّیة، و مغلّطة، و مقنعة، و مخیّلة.
و كل واحدة من هذه الصنائع الخمس لها أشیاء تخصّها، و لها أشیاء أخر تشترك فیها (ف، ح، 69، 5)

أصول الفقه‌

- إنّ أصول الفقه من أعظم العلوم الشرعیة و أجلّها قدرا و أكثرها فائدة و هو النظر فی الأدلّة الشرعیة من حیث تؤخذ منها الأحكام و التكالیف. و أصول الأدلّة الشرعیة هی الكتاب الذی هو القرآن ثم السنّة المبیّنة له (خ، م، 359، 4)

إضافات‌

- الإضافات أیضا اعتبارات عقلیّة، فإنّ الأخوّة مثلا إن كانت هیئة فی شخص، فلها إضافة إلی شخص آخر و إضافة إلی محلّها (سه، ر، 70، 2)

إضافة

- الإضافة- نسبة شیئین، كلّ واحد منهما ثباته بثبات صاحبه (ك، ر، 167، 8)- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- أمّا الإضافة: فهی حالة للجوهر تعرض بسبب كون غیره فی مقابلته، كالأبوّة، و البنوّة، و الأخوّة، و الصداقة، و المجاورة، و الموازاة، و كونه علی الیمین و الشمال (غ، م، 164، 7)- أما ما كان من نوع المضاف مثل المعقول و المعلوم و المحسوس فیقال فیه إنه من المضاف لأن ما هو من المضاف بجوهره عرض له، أعنی أن العقل الذی هو فی جوهره من المضاف لما عرض له أن كان مضافا للمعقول عرض للمعقول أن كان من المضاف لا أن الإضافة شی‌ء فی جوهر المعقول مثل ما هی فی جوهر العقل بل من جهة أن الإضافة عارض له. فهذا هو معنی قوله (أرسطو) فی أمثال هذه أنها من المضاف من قبل أن شیئا آخر من المضاف بجوهره یحمل علیها. فكأنه قال إن الإضافة نوعان: إضافة فی جوهر المضافین من الطرفین، و إضافة هی فی جوهر الواحد منهما و هی فی الثانی من قبل الأول و الصنف الأول كلاهما من المضاف بذاته.
و الثانی أحدهما هو من المضاف بذاته و الآخر من قبل غیره (ش، ت، 618، 1)- الإضافة صفة زائدة علی المضافین من خارج النفس فی الموجودات، و أما الإضافة التی فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 84
المعقولات فهی أن تكون حالا أولی منها من أن تكون صفة زائدة علی المضافین (ش، ته، 200، 9)- أما الإضافة فإنه یلحق جمیع المقولات العشر و ذلك أنها توجد فی الجوهر كالأبوة و البنوة و المثل، و فی الكمّ كالنصف و الضعف و المساوی، و فی الكیف كالشبه و العلم و المعلوم، و فی الأین كالمتمكّن و المكان، و فی المتی كالمتقدّم و المتأخّر، و فی الوضع كالمتمكّن و المكان، و فی أن یفعل و ینفعل كالفاعل و المفعول (ش، ما، 41، 5)- أما المضافان فلیس من شأنهما بما هما مضافان أن یوجد لهما المتوسط، إذ كان لیس من شرطهما أن یوجدا فی جنس واحد كالفاعل و المفعول الذی یمكن أن یكون أحدهما فی جنس و الآخر فی جنس، لكن ما كان من الإضافة یلحقها التضاد فقد یلفی لها متوسط، لكن ذلك من جهة التضاد لا من جهة الإضافة، كالمتوسط الذی بین الصغیر و الكبیر و بین الفوق و الأسفل (ش، ما، 125، 22)- الإضافة لو كانت موجودة فی الأعیان فهی لا تكون مضافة من حیث إنّها تكون موجودة، فالمضاف من حیث أنّه مضاف غیر موجود (ر، م، 438، 1)- إنّ الإضافة لیس لها وجود مفرد بل وجودها أن تكون أمرا لاحقا للأشیاء و تخصّصها بتخصّص هذا اللحوق (ر، م، 439، 5)- إنّ الإضافة قابلة للأشدّ و الأضعف (ر، م، 443، 10)- الإضافة هی النسبة العارضة للشی‌ء بالقیاس إلی نسبة أخری كالأبوّة و النبوّة (ج، ت، 29، 1)

إضافة لاحقة للمعقولات‌

- الإضافة اللاحقة للمعقولات یظهر من أمرها أنها حال لا تتكثّر المعقولات بها (ش، ته، 200، 5)

إضافة محدودة

- إن الإضافة المحدودة هی مثل قولنا اثنین ثلاثة أربعة خمسة لأن هذه كلها هی تضعیف الواحد تضعیفا محدودا (ش، ت، 613، 10)

أضداد

- إن الأضداد إنما تحدث إما من أشیاء جواهرها متضادّة، أو من شی‌ء واحد تكون أحواله و نسبه فی موضعه متضادة، مثل البرد و الحر، فإنهما یكونان من الشمس؛ و لكن الشمس تكون علی حالین مختلفین من القرب و البعد، فتحدث بحالیها أحوالا و نسبا متضادة (ف، أ، 50، 10)- إنّ العدم یحمل علیه السلب، و لا ینعكس.
و أما العدم فلا یحمل علی الضدّ لأنّه: لیس المرارة عدم الحلاوة، بل هی شی‌ء آخر مع عدم الحلاوة؛ فإنّ العدم وحده قد یكون فی المادة و قد یكون مصاحبا لذات توجب فی المادة عدم ذات أخری أو لا یكون إلّا مع العدم. و هذه هی الأضداد (س، شأ، 305، 13)- إنّ الأضداد هی المتعاقبة علی محلّ واحد (غ، ت، 199، 1)- جمیع الأضداد لواحق الموجود بما هو موجود (ش، ت، 316، 6)- جمیع الأضداد إنما هی موجودة معا بالقوة لا بالفعل، و ما لیس بالفعل فهو عدم (ش، ت، 384، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 85
- إن الأضداد هی أكثر تباعدا فی الوجود (ش، ت، 1303، 8)- إن المختلفة فی الغایة فی جنس واحد فهی أضداد و هو عكس قولنا إن الأضداد هی فی جنس واحد و إنها مختلفة فی الغایة فی ذلك الجنس (ش، ت، 1308، 14)- إنه لیس بین الموجبة و السالبة متوسّط و بعض الأضداد بینها وسط (ش، ت، 1312، 12)- أما الأضداد فیمكن أن یكون لها متوسّط (ش، ت، 1312، 13)- إن المناقضین و الأضداد لیس هما شی‌ء واحد (ش، ت، 1312، 15)- السبب فی أن الأضداد یشوبها عدم ما أنها من أوائل التضاد الذی منه یكون الكون المطلق و هی الصورة و العدم (ش، ت، 1317، 1)- یخصّ الأضداد من بین سائر المتقابلات أنه یوجد فی بعضها المتوسّط، و السبب فی ذلك أن فی بعض الأجناس التی فیها أضداد مضطر أن یكون متوسّط بین الأضداد (ش، ت، 1350، 12)- الأضداد مركّبة من الجنس و الفصول الأوّل (ش، ت، 1357، 15)- إذا كانت الأضداد تفعل أنواعا مختلفة، و كان الفاسد و غیر الفاسد ضدّین، فإذا الفاسد و غیر الفاسد نوعان مختلفان (ش، ت، 1386، 9)- إن الأضداد هی مختلفة بالنوع، و الفاسد و غیر الفاسد هما ضدّان، و العدم لا قوة محدودة، فمن الاضطرار أن یكون الفاسد و غیر الفاسد مختلفین بالجنس (ش، ت، 1386، 12)- إنه غیر ممكن أن تكون الأضداد تقبل أضدادها و هی ثابتة باقیة علی حالها و تتغیّر إلیها (ش، ت، 1432، 13)- الشی‌ء لیس یمكن أن یكون منفعلا بالشی‌ء الذی هو به فاعل، و ذلك أن الفعل نقیض الانفعال و الأضداد لا تقبل بعضها بعضا و إنما یقبلها الحامل لها علی جهة التعاقب، مثال ذلك: إن الحرارة لا تقبل البرودة و إنما الذی یقبل البرودة الجسم الحار بأن تنسلخ عنه الحرارة و یقبل البرودة و بالعكس (ش، ته، 244، 4)- الأضداد لا تحلّ فی محل واحد (ش، ته، 313، 6)- الأضداد صنفان: صنف لیس بینهما متوسّط كالزوج و الفرد و الصحة و المرض … و أما الصنف الثانی من الأضداد، و هو الذی بینهما متوسّط، فهو الذی توجد فیه الحركة (ش، سط، 80، 7)- الأضداد من شأنها أن یفسد بعضها بعضا عند ما یستولی أحدهما علی الآخر (ش، سك، 115، 1)- إن الأضداد بالحقیقة هی التی فی جنس واحد، و قد یقال أضداد علی جهة التشبیه بهذه التی لا تجتمع معا فی موضوع واحد و إن كانت مختلفة بالجنس، و قد یقال أیضا أضداد علی جهة الاستعارة لما كان من هذه بسبب أو كان بینهما نسبة مثل أنها فاعلة لها أو منفعلة عنها و بالجملة منسوبة إلیها (ش، ما، 49، 14)- أما الأضداد فهی التی هی واحدة بالجنس و غیر بالصورة، و هی فی غایة التباعد و الخلاف فی الصورة، و لذلك لم یمكن فیهما أن یجتمعا فی موضوع واحد، و كان كون أحدهما فسادا للآخر ضرورة و ما هما بهذه الصور، أعنی كون أحدهما فسادا للآخر فهما متباعدان فی الوجود غایة البعد. (ش، ما، 122، 20)- الأضداد: منها ما لا یخلو أحدهما عن الموضوع القابل لهما كالزوج و الفرد اللذین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 86
لا یخلو من أحدهما عدد، و منها ما قد یخلو الموضوع منها كاللون القابل للسواد و البیاض (ش، ما، 123، 20)- إن كل ما كان من الأضداد تابعا لصورة الشی‌ء فهو ضرورة غیر بالصورة، كالكائن و الفاسد و الأزلی فی صورة واحدة (ش، ما، 126، 12)- أما الأضداد التی توجد فی الشی‌ء من قبل الهیولی، فلیس یمنع مانع من أن تكون فی صورة واحد كالذكورة و الأنوثة الموجودتین فی النوع الواحد و الأبیض و الأسود اللذین یوجدان فی نوع واحد (ش، ما، 126، 15)- إنّ الأضداد هی الأنواع الأخیرة الداخلة تحت جنس قریب واحد و لا شكّ أنّ موضوعها یكون واحدا (ر، م، 106، 18)

أضداد بالذات‌

- الفرق بین الأضداد التی بالعرض و التی بالذات أن التی بالعرض یمكن أن توجد فی الشی‌ء الذی هی و یمكن الّا توجد، و أما التی هی بالذات فهی موجودة فیه باضطرار (ش، ت، 1389، 13)

أضداد بالعرض‌

- الفرق بین الأضداد التی بالعرض و التی بالذات أن التی بالعرض یمكن أن توجد فی الشی‌ء الذی هی و یمكن الّا توجد، و أما التی هی بالذات فهی موجودة فیه باضطرار (ش، ت، 389، 13)

أضداد فی جنس واحد

- الأضداد التی هی فی الجنس الواحد تختلف من قبل أن فی الجنس المشترك لهما قوتین مختلفتین إحداهما قابلة لأحد الضدین و الأخری للآخر. فلذلك یختلف الفاسد و غیر الفاسد لا بالصورة فقط بل بالصورة و الجنس (ش، ت، 1387، 5)

أضداد متقابلة

- الممتنع یستدعی موضوعا مثل ما یستدعی الإمكان، و ذلك بیّن لأن الممتنع هو مقابل الممكن و الأضداد المتقابلة تقتضی و لا بد موضوعا (ش، ته، 76، 29)

أضداد متقاربة

- الأضداد المتقاربة هی جنس واحد (ك، ر، 113، 15)

اضطرار

- إن الاضطرار و الشی‌ء الذی هو مضطرّ یقال علی معان شتّی: أحدها ما لا یمكن أن یتحفّظ وجود الشی‌ء إلّا به و هو كالعلة له فی بقاء وجوده كالتنفس للحیوان و الغذاء له فإنه یضطر الحیوان فی وجوده إلی هذین … و أیضا المضطر هو الذی لا یمكن إلّا به أن یكون الشی‌ء أو یكون خیر أو نفی الشر و عدمه معنی آخر و هو الذی لا یمكن أن یقتنی الشی‌ء أو عدمه إلّا به خیرا كان أو شرّا. ثم أتی (أرسطو) بمثال ذلك فقال: مثل ما یقال إن شرب الدواء مضطرّ لئلا یعرض مرض … ثم أتی بمعنی ثالث فقال: و یقال مضطرّ للشی‌ء القاهر و هذا هو الذی یمنع كون الإرادة و النهوض، فإن الشی‌ء القاهر یقال مضطرّ … ثم ذكر معنی رابعا فقال: و أیضا یقال مضطرّ للشی‌ء الذی لیس یمكن أن یكون بنوع آخر (ش، ت، 517، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 87
- الاضطرار یقال علی نوعین: أحدهما علی ما هو بالقسر و هو الشی‌ء الذی هو خارج عن جبلة الشی‌ء و طبیعته، و یقال أیضا علی ما لا یمكن أن یكون و لا فی وقت من الأوقات بخلاف ما هو علیه (ش، ت، 1611، 8)- الاضطرار یقال علی الشی‌ء الذی لا یمكن أن یوجد الشی‌ء إلا به و ذلك من قبل الهیولی، كقولنا إن الحیوان ذا الدم مضطر أن یتنفس.
و قد یقال الاضطرار علی القسر و هو ضد الاختیار، و لذلك وصفه الشعراء من الیونانیین بأنه مود محرز. و قد یقال الاضطرار علی الذی لا یمكن أن یكون بنوع و لا صفة أخری، و بهذه الجهة نقول إنه باضطرار كانت السماوات أزلیة (ش، ما، 57، 13)

اضطراری‌

- الاضطراری فإنما یقال علیه بوجود معنی فیه یشبه الحقیقی، و ذلك أنه إنما یقال أفعال مضطرة لأن المضطر لا یمكنه أن یفعل غیر ذلك الفعل لمكان القاهر له. و هذا لما كان لا یمكن أن یوجد عنه ذلك الفعل الذی قهر علیه بنوع آخر فقد وجد فیه معنی من الاضطرار الحقیقی و هو الشی‌ء الذی لیس فی طبیعته أن یكون بنوع آخر (ش، ت، 520، 2)

اضمحلال‌

- تبدّل مكان أجزاء الجرم و مركزه أو كل أجزاء الجرم فقط، هی الحركة المكانیة؛ و تبدّل المكان الذی ینتهی إلیه الجرم بنهایاته، إمّا بالقرب من مركزه و إمّا بالبعد منه، هو الربوّ و الاضمحلال، و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 117، 10)

أطراف‌

- كون الأطراف فی المتوسطات بضرب من الوجود المتوسط بین الفعل المحض و القوة المحضة، فوجب أن لا یكون المتوسط إلا فی الأشیاء التی تمتزج. و لهذا لیس بین الصحة و المرض متوسط، إذ كان لیس شأن الصحة أن تمتزج بالمرض و لا یمكن فی الموضوع القابل لهما أن یخلو من أحدهما، إذ كان المرض ضرر فعل العضو المحسوس أو انفعاله و الصحة لا ضرره. و لیس بین الضرر و لا ضرر واسطة محسوسة، و إن كان یوجد فی الضرر الأقل و الأكثر (ش، ما، 124، 18)

أطراف و متوسطات‌

- إذا كانت الأطراف و المتوسطات فی جنس واحد هو هو، فمن البیّن أن المتوسطات ممتزجة من الطرفین، لأنها إن لم تكن ممتزجة و كانت كالمركّبة فهی الأطراف بأعیانها، أعنی إن كان وجود الأطراف فی المتوسط بالفعل علی الحال التی توجد مفردة، و قد فرض أن المتوسطات إنما صارت متضادة بما استفادت من تضاد الأطراف، و أنها بالجملة غیر الأطراف. و هذا كله مما یشهد أن المتوسطات لیس یمكن أن تكون الأطراف بالفعل المحض أو تكون فیها الأطراف بالفعل المحض، و بهذا أمكن فی الأطراف من جهة وجودها فی المتوسط أن توجد معا فی موضوع واحد، و لیس یمكن ذلك فیها من جهة أنها أطراف و علی كمالها الأخیر (ش، ما، 124، 9)

اعتبار

- الاعتبار معرفة الأمور الماضیة من الزمان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 88
(ص، ر 3، 240، 16)- الاعتبار لیس شیئا أكثر من استنباط المجهول من المعلوم، و استخراجه منه، و هذا هو القیاس أو بالقیاس (ش، ف، 28، 14)

اعتیاد

- الذی به یكتسب الإنسان الخلق أو ینتقل لنفسه عن خلق صادفها علیه هو الاعتیاد. و أعنی بالاعتیاد تكریر فعل الشی‌ء الواحد مرارا كثیرة زمانا طویلا فی أوقات متقاربة. و لما أن الخلق الجمیل أیضا یحصل عن الاعتیاد فینبغی أن نقول فی التی إذا اعتدناها حصل لنا بها خلق جمیل و فی التی إذا اعتدناها حصل بها خلق قبیح (ف، تن، 8، 3)

أعداد

- أول أجناس الموجودات التی ینظر فیها ما كان أسهل علی الإنسان و أحری أن لا یقع فیه حیرة و اضطراب الذهن هو الأعداد و الأعظام.
و العلم المشتمل علی جنس الأعداد و الأعظام هو علم التعالی (ف، س، 8، 11)- و ظنهم (الفیثاغوریون) إن طبیعة الموجودات هی طبیعة العدد من قبل أن الأعداد تحمل علی الموجودات و توصف بها مثل ظن من ظن أن الضعف و الاثنینیة شی‌ء واحد بعینه أی طبیعة واحدة من قبل أن الضعف أعم من الاثنینیة و أنه أقدم منها بالطبع (ش، ت، 61، 8)- أما الفیثاغوریون فإنه إنما دعاهم إلی القول بأن الموجودات أعداد أنهم شبّهوا الأعداد بالموجودات فاعتقدوا أنها الموجودات أنفسها فلم یلزمهم وجود اسم مشترك بین الأعداد و بین الموجودات و لا دعاهم القول إلی زیادة اسم مشترك فی الأنواع (ش، ت، 67، 18)- الفیثاغوریون … یقولون إن الأعداد بجملتها هی التی تركّبت منها الموجودات (ش، ت، 73، 13)- الأعداد مبادئ الموجودات المحسوسة علی أنها صور لها و حدود لا أنها المحسوسة أنفسها (ش، ت، 110، 16)

أعداد ثلاثة

- الأعداد الثلاثة التامّ و الزائد و الناقص (ص، ر 3، 204، 24)

أعداد ذوات تركیب‌

- الأشیاء ذوات المقادیر، و الأعداد ذوات التركیب- لا یجوز أن تحصل بالفعل بلا نهایة، و لا یجوز بعد بلا نهایة فی الفراغ و الملاء إن جاز وجود نهایة (ف، ع، 11، 12)

أعدام‌

- إن من الأعدام ما لها موضوع محدود، و منها ما لیس لها موضوع محدود، یرید (أرسطو) العدم الذی یدل علیه حرف السلب (ش، ت، 1318، 13)

أعدام تامة

- أما كل عدم فلیس هو ضدّ و لا ندّ بل من الأعدام ما لیس فیه مضادة و هی الأعدام التامة … و العلّة فی ذلك أنه لیس فی كل عدم منه ضدّ لأن العدم منه ما یعدم بالكل و منه ما یعدم منه الكمال فقط (ش، ت، 1316، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 89

أعراض‌

- سمّی (أرسطو) فی العاجل الموضوع الذی علیه تتعاقب الأشیاء التی تتبدّل و هو ثابت عند تعاقب هذه علیه" الجوهر"، و سمّی الأشیاء المتعاقبة التی تتبدّل" الأعراض". فهذه هی التی تدرك بالحسّ و یشهد لها الحسّ من الأشیاء الطبیعیّة (ف، ط، 87، 10)- الأعراض و الصور المادیّة وجودها فی ذواتها هو وجودها فی موضوعاتها فلا یصحّ علیها الانتقال عن موضوعاتها بل تبطل عنها (ف، ت، 10، 11)- الجنس و الفصل حقیقتهما أن یعقلا معان مختلفة تكون لها لوازم یشترك الجمیع فی بعض تلك اللوازم و یختلف فی البعض. فاللوازم المشتركة فیها یسمّی جنسا و المختلفة فیها یسمّی فصلا و لوازم أو أعراضا (ف، ت، 19، 6)- إنّ الأعراض مختلفة الأجناس و هی تسعة أجناس مثل تسعة آحاد، فالجوهر فی الموجودات كالواحد فی العدد و الأعراض التسعة كالتسعة الآحاد التی بعد الواحد (ص، ر 1، 323، 4)- الأعراض: إما أن تكون لازمة للطبیعة فلا تختلف فیها الكثرة بحسب النوع، و إما أن تكون عارضة غیر لازمة للطبیعة فیكون عروضها بسبب یتعلّق بالمادة، فیكون حق مثل هذا إذا كان نوعا موجودا، أن یكون واحدا بالعدد (س، شأ، 208، 1)- فرق بین الصور و بین الأعراض: فإنّ الصور تحلّ مادة غیر متقوّمة الذات علی طبیعة نوعها، و الأعراض تحلّ الجسم الطبیعی الذی تقوّم بالمادة و الصورة و حصل نوعه. و الأعراض بعد المادة بالطبع. و الصورة قبل المادة بالعلّیة:
و المادة و الصورة قبل العرض بالطبع و العلّیة (س، ن، 99، 14)- الأعراض ثلاثة أصناف: ذهنیة و وجودیة، و الوجودیة صنفان: قارّة و غیر قارّة. فالذهنیة هی مقولات النسب و الإضافة كالنسبة إلی الزمان و النسبة إلی المكان و المضافات، و مقولة" له" تدخل فی المضاف و لا تبقی جنسا مفردا، فتكون مقولة أین و مقولة متی و مقولة المضاف و مقولة له أعراضا ذهنیة، نسبیة، و مقولة الكم و مقولة الكیف بما ضمّنوها، و مقولة أن یفعل و مقولة أن ینفعل أعراضا وجودیة، و یفعل و ینفعل و الانفعالات و الحالات من جملتها غیر قارّة و باقیها قارّة تبقی موجودة زمانا علی حدود واحدة أو متقاربة (بغ، م 2، 19، 10)- إنّ الأعراض لها مدخل فی وجود الجواهر بضرب من العلّیّة أو الاشتراط، و لیس مقوّم الوجود إلّا ما له مدخل ما فی وجود الشی‌ء (سه، ر، 85، 2)- إن الأعراض تفارق الجواهر عند ما تختلط الجواهر حتی یكون اختلاط الجواهر و مفارقتها الأعراض معا، و الجواهر لا تتعرّی من الانفعالات و الأعراض (ش، ت، 95، 11)- الحركات و الأعراض و المضاف و الحالات بیّن من أمرها أنها لیست تعرّف جواهر الأشیاء الموجودات أعنی المسمّاة جواهر (ش، ت، 279، 12)- إن الأعراض هی موجودة فی الجواهر بذاتها و منسوبة إلیها بالذات، و هی من جهة ما توصف بها الجواهر أعراض للجواهر. و أما نسبة عرض إلی عرض فلیست نسبة بالذات و لا یوصف عرض بعرض علی جهة ما یوصف الجوهر به (ش، ت، 380، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 90
- یقال أیضا منفعلة للأعراض أنفسها التی تقبلها المادة الأولی و هی التی تسمّی سخونة و برودة (ش، ت، 641، 11)- الأعراض التی تقال فی مقابلة الجوهر منها ضروری و منها غیر ضروری و هی المفارقة (ش، ت، 696، 6)- لما كانت الأعراض إنما قوامها بالجواهر وجب أن تؤخذ فی حدودها، و الجواهر لیس یؤخذ فی حدودها شی‌ء من غیر طبیعتها إذ كانت تؤخذ أسبابها فی حدودها التی هی جواهر (ش، ت، 754، 19)- إن الأعراض لیست مطلوبة بذاتها و إنما هی مطلوبة من حیث هی أحوال و صفات للجوهر المشار إلیه و المطلوب الأول هو الجوهر المشار إلیه. فلما كانت معرفتنا بهذا الجوهر بصفاته الجوهریة أتم من معرفتنا به بصفاته العرضیة وجب أن تكون الصفات الجوهریة أعرف من الصفات العرضیة (ش، ت، 755، 13)- إن كانت الأعراض الموجودة للشی‌ء المختلفة تعرّف جوهر الشی‌ء الواحد فهی من طبیعة واحد (ش، ت، 787، 2)- إن المركّبات من الأعراض و الجواهر لیس لها حدّ یدل منها علی ما تدل علیه الحدود للمركّبات من الصورة و الهیولی، و إن الأعراض لمكان هذا لیست صفات جوهریة (ش، ت، 791، 6)- الأعراض موضوعها من غیر طبیعتها (ش، ت، 797، 14)- جمیع الأعراض التی یقال إنها موجودة بالذات هی موجودة للأشیاء التی توجد فیه بهذه الصفة، یرید (أرسطو) أنها توجد فی حدودها لكن لیست كالأجناس مع الفصول … و هذه الأعراض هی الأعراض و الانفعالات التی یدخل فی حدودها: إما حدّ الشی‌ء الذی هذا الانفعال موجود له، و إما اسمه (ش، ت، 812، 11)- إن الحدّ الحقیقی إنما هو للجواهر من قبل أن لها أجناسا و فصولا و لیس یوجد فی حدّها زیادة، و أن الأعراض لیس لها حدود من قبل أن حدودها تدخل فیها حدود موضوعاتها، و هی لیست بأجناس لها و إنما هی طبائع أخر غیرها (ش، ت، 814، 12)- كانت الأعراض مع موضوعاتها صنفین: إما أعراض هی فی موضوعات بالعرض مثل البیاض للإنسان، و إما أعراض هی فی موضوعات بالذات مثل الفطس فی الأنف و الذكورة فی الحیوان. و كان الصنف الأول من الأعراض أعنی الذی هو فی موضوعات غیر محصّلة لیس له حدّ أصلا لا بمعنی متقدّم و لا بمعنی متأخّر إذ كان الحدّ إنما یدلّ علی أمور محصّلة للمحدود (ش، ت، 814، 16)- یعنی (أرسطو) بالانفعالات الأعراض، و یعنی بالعنصر المادة و هی صنفان: بالقوة و بالفعل (ش، ت، 961، 6)- إن الوقوف علی ماهیّات الجواهر أكثر من الوقوف علی أسباب الأعراض، و السبب فی ذلك بساطة الجوهر و التركیب الذی فی الأعراض. و لذلك ما كان معنی بسیطا بالحقیقة فلیس له حدّ و لا یطلب فیه بحرف لم (ش، ت، 1012، 16)- إن الصور جواهر و إنها و الشی‌ء الذی هی له صورة تكون شیئا واحدا بعینه، و إنه لمكان ذلك لیس الأعراض جواهر و لا یحتاج فی معرفة الأشیاء إلی إدخال صور مفارقة هی غیر الصور المحسوسة لأنه كان ما یدل علیه حدود الأشیاء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 91
هی غیر الأشیاء (ش، ت، 1402، 13)- إن القوم (الفلاسفة) لما نظروا إلی جمیع المدركات وجدوا أنها صنفان: صنف مدرك بالحواس، و هی أجسام قائمة بذاتها مشار إلیها، و أعراض مشار إلیها فی تلك الأجسام.
و صنف مدرك بالعقل و هی ماهیّات تلك الأمور المحسوسة و طبائعها؛ أعنی الجواهر و الأعراض. و وجدوا التی لها ماهیّات بالحقیقة فیها هی الأجسام؛ و أعنی بالماهیّات للأجسام صفات موجودة فیها بها صارت تلك الأجسام موجودة بالفعل و مخصوصة بصدور فعل من الأفعال یصدر عنها. و خالفت هذه الصفات الأعراض عندهم بأن وجدوا الأعراض أمورا زائدة علی الذات المشار إلیها القائمة بنفسها محتاجة إلی الذوات القائمة بها و الذوات غیر محتاجة فی قوامها إلیها، أعنی إلی الأعراض (ش، ته، 204، 14)- إن الأعراض لا تبقی زمانین (ش، ته، 327، 14)- إن كان واجبا فی الأعراض أن ینقل حكم الشاهد منها إلی الغائب، أعنی أن نحكم بالحدوث علی ما لم نشاهده منها، قیاسا علی ما شاهدناه، فقد یجب أن یفعل ذلك فی الأجسام، و نستغنی عن الاستدلال بحدوث الأعراض علی حدوث الأجسام (ش، م، 140، 1)- و لا واحد من الأعراض التسعة یمكن فیه أن یفارق الجوهر بل الجوهر متقدّم علیه تقدّم السبب علی مسبّبه، و لیس هذا النحو من التقدم یلفی له فقط علی الأعراض بل قد یلفی له التقدم الذی یكون بالزمان و الذی یكون بالمعرفة (ش، ما، 63، 24)- الأعراض حاجتها إلی الموضوع بخلاف حاجة الصور، و ذلك أن الأعراض إنما تحتاج إلی موضوع بالفعل ذو صورة. و أما الصورة فحاجتها إلی الموضوع لا من جهة ما هی فعل، و من هذه الجهة تقوّم الشخص المشار إلیه بالصورة و لم یتقوّم بالعرض (ش، ما، 94، 14)- إنّ الأعراض إنّما تتشخّص بسبب موضوعاتها المعیّنة، و أمّا الإبداعیات فلیس تشخّصها لحصولها فی تلك الأحیاز فإنّ نوعها فی شخصها، فالمشخّص لها هو طبیعة نوعها (ر، م، 140، 20)- أمّا الأعراض فإنّها كما احتاجت فی حدوثها احتاجت فی وجودها الحادث الذی هو تعیّنها إلی الموضوعات. فإذا مفارقتها عنها توجب انعدامها (ر، م، 154، 7)- الأعراض لواحق (ر، ل، 64، 3)- إنّ من الأعراض أعراضا غیر قارّة، لا تقبل ذواتها البقاء، بل مقتضی ذواتها العدم عقیب الوجود. كالحركة مثلا، فسبب أعدامها الطارئة ذواتها لا شی‌ء آخر. و قد یكون جملة منها، كدورات معیّنة، شرطا لوجود شی‌ء و بقائه. فإذا انتهت تلك الجملة بمقتضی ذاتها، انتفی ذلك الشی‌ء بالضرورة (ط، ت، 131، 3)

أعراض تابعة

- الأعراض التابعة قد یكون منها ما محلّه النفس دون البدن و یكون منها ما محلّه البدن دون النفس؛ فأما التی محلّها البدن دون النفس فالألوان المرئیة و نحوها، و أما التی محلّها النفس دون البدن فالمعارف و العلوم و ما یشبههما و یجری معهما (بغ، م 2، 142، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 92

أعراض جسمانیة

- الأعراض الجسمانیة حالّة فی الأجسام. مثال ذلك إذا قیل أین السواد فیقال حالّ فی الجسم الأسود (ص، ر 1، 200، 17)

أعراض روحانیة

- أما الأعراض الروحانیة فحالّة فی الجواهر الروحانیة، مثال ذلك إذا قیل: أین العلم؟
فیقال: حالّ فی نفس العالم (ص، ر 1، 200، 21)

أعراض طبیعیة

- سمّی (أرسطو) أنواع الجواهر التی قوام كلّ واحد منها بالطبیعة … " الجواهر الطبیعیّة".
و سمّی الأعراض الذاتیّة التی فی كلّ واحد منها" الأعراض الطبیعیّة" (ف، ط، 90، 1)- الأعراض الطبیعیة إمّا خاصّة بالأجسام الطبیعیة كالحرّ و البرد و الصلابة و اللین، و إما مشتركة للأجسام الطبیعیة و الصناعیة. إلّا أنّها للصناعیة متأخّرة و للطبیعیة متقدّمة (ج، ن، 81، 14)- الأعراض الطبیعیة منها محرّكة و منها متحرّكة.
و المحرّكة منها مجانسة للمتحرّك و هی الشی‌ء الذی یصیر المحرّك مثله كالنار، و منها غیر مجانسة كالنار لتصلیب الطین (ج، ن، 81، 19)

أعراض فی الجوهر

- إنّ الأعراض التی فی الجوهر: منها ما هو ذاتیّ فی الجوهر و منها ما هو فیه بالعرض. و الذاتیّ منه ما هو أوّل و منه ما هو ثان. و هذا الجوهر هو جوهر غیر منفكّ من عرض لا فی الحسّ و لا حین ما یعقل. إلّا أنّ العقل قد یمكن أن یفرده عن أعراضه، و الأعراض بعضها عن بعض؛ لا علی أنّ ذلك هو وجودها، و لكن لیعقل وحده فقط. فهذا هو الوجود الذی یشهد له الحسّ و یشهد له استعمالنا هذه الأشیاء بالنظر إلی الإنسانیّة التی لنا (ف، ط، 89، 4)

أعراض فی موضوعات‌

- إن الأعراض فی موضوعات فلیست هی الموضوعات (ش، ت، 833، 18)

أعراض ملازمة

- الأعراض الملازمة لا تفارق الأشیاء التی هی لازمة لها كما أنّ العلّة لا تفارق معلولها، و ذلك أنّه متی حكم علی شی‌ء بأنّه معلول فقد وجب أنّ له علّة فاعله له (ص، ر 1، 354، 19)- الأعراض الملازمة و إن كانت لا تفارق فلیس هی فاعلة له. مثال ذلك أنّ الموت و إن كان لا یفارق القتل فإنّه لیس له بعلّة و لا القتل أیضا علّة للموت ذاتیة إذ قد یكون موت كثیر بلا قتل (ص، ر 1، 354، 21)

أعظام‌

- أول أجناس الموجودات التی ینظر فیها ما كان أسهل علی الإنسان و أحری أن لا یقع فیه حیرة و اضطراب الذهن هو الأعداد و الأعظام.
و العلم المشتمل علی جنس الأعداد و الأعظام.
هو علم التعالی (ف، س، 8، 11)- إن ما كان من الأعظام ممتدّا فی جهة واحدة فهو خط و هو الذی له طول فقط، و ما كان ممتدّا فی جهتین فهو سطح و هو الذی له طول و عرض، و ما كان ممتدّا فی ثلث جهات فهو الجسم و هو الذی له طول و عرض و عمق (ش، ت، 596، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 93

أعظام متجانسة

- الأعظام المتجانسة إنّما نعنی بها ما وقع تحت جنس واحد من أجناس الأعظام، أعنی خطّا أو سطحا أو جرما (ك، ر، 188، 1)- إذا زید علی أحد الأعظام المتجانسة المتساویة عظم مجانس لها، صارت غیر متساویة (ك، ر، 188، 12)- الأعظام المتجانسة التی كل واحد منها متناه، جملتها متناهیة (ك، ر، 190، 9)

أعم‌

- الأعمّ جزء للأخصّ (ر، م، 13، 1)- إنّ الأعمّ أولی بالوجود الذهنی من الأخصّ (ر، م، 17، 20)- یجب تقدیم الجزء الأعمّ علی الأخصّ لأنّ الأعمّ أعرف و تقدیم الأعراف أولی (ر، مح، 26، 28)

أعمال الفیلسوف‌

- أمّا الأعمال التی یعملها الفیلسوف- فهی التشبّه بالخالق بقدر طاقة الإنسان (ف، م، 13، 5)

اعوجاج‌

- أ لم تعلم أن الاستقامة و الاعوجاج و النقصان و الكمال التی تقال فی مطالع البروج إنما هی بالإضافة إلی أماكن بأعیانها لأجل تلك الأماكن، لا أنها فی أنفسها ذوات اعوجاج و استقامة و كمال و نقصان و سائر ما أشبهها (ف، فض، 12، 12)

أعیان‌

- أمّا المحسوس نفسه، فكلّ معنی كان واحدا و لم یكن صفة مشتركة لأشیاء كثیرة و لم یكن یشابهه شی‌ء أصلا، فیسمّی الأشخاص و الأعیان؛ و الكلّیّات كلّها فتسمّی الأجناس و الأنواع (ف، حر، 139، 12)- إنّ الأشیاء فی الخراج أعیان، و فی الذهن صور (ط، ت، 227، 18)

أغراض‌

- أما الأغراض التی حصولها مما تكمل به ذات المرید، مثل أغراضنا نحن التی من قبلها تتعلّق إرادتنا بالأشیاء، فهی مستحیلة علی اللّه سبحانه، لأن الإرادة التی هذا شأنها هی شوق إلی التمام عند وجود النقصان فی ذات المرید. و أما الأغراض التی هی لذات المراد لا لأن المراد یحصل منه للمرید شی‌ء لم یكن له، بل إنما یحصل ذلك للمراد فقط، كإخراج الشی‌ء من العدم إلی الوجود، فإنه لا شك فی أن الوجود أفضل له من العدم، أعنی للشی‌ء المخرج (ش، ته، 45، 23)

أفاعیل‌

- أما الأكوان و الأفاعیل التی توجد للموجودات المتكوّنة فلیس نعرفها المعرفة الحقیقیة إلّا إذا عرفنا هیولی الحركة و الفاعل لها (ش، ت، 191، 16)

أفضل‌

- الأفضل متقدّم علی الأدنی (ش، ت، 233، 2)

أفعال‌

- قد یظنّ بالأفعال و الآثار الطبیعیة أنها ضروریة كالإحراق فی النار و الترطیب فی الماء و التبرید
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 94
فی الثلج، و لیس الأمر كذلك لكنها ممكنة علی الأكثر لأجل أن الفعل إنما یحصل باجتماع معنیین، أحدهما تهیّؤ الفاعل للتأثیر و الآخر تهیّؤ المنفعل للقبول. فمهما لم یجتمع هذان المعنیان لم یحصل فعل و لا أثر البتة، كما أن النار و إن كانت محرقة فإنها متی لم تجد قابلا متهیّئا للاحتراق لم یحصل الاحتراق (ف، فض، 5، 12)- إنّ الكلام كله ثلاثة أنواع، فمنها ما هی سمات دالّات علی الأعیان یسمّیها المنطقیون و النحویون الأسماء، و منها ما هی سمات دالّات علی تأثیرات الأعیان بعضها فی بعض و یسمّیها النحویون الأفعال و یسمّیها المنطقیون الكلمات، و منها ما هی سمات دالّات علی معان كأنّها أدوات للمتكلّمین تربط بعضها ببعض كالأسماء بالأفعال و الأفعال بالأسماء یسمّیها النحویون الحروف و یسمّیها المنطقیون الرباطات (ص، ر 1، 331، 14)- إذا ظهر أن الإنسان خلق من أجل أفعال مقصودة به، فظهر أیضا أن هذه الأفعال یجب أن تكون خاصة؛ لأنّا نری أن واحدا واحدا من الموجودات إنما خلق من أجل الفعل الذی یوجد فیه، لا فی غیره، أعنی الخاص به. و إذا كان ذلك كذلك فیجب أن تكون غایة الإنسان فی أفعاله التی تخصّه دون سائر الحیوان؛ و هذه أفعال النفس الناطقة. و لما كانت النفس الناطقة جزءین: جزء عملی و جزء علمی، وجب أن یكون المطلوب الأول منه هو أن یوجد علی كماله فی هاتین القوتین، أعنی الفضائل العملیة و الفضائل النظریة، و أن تكون الأفعال التی تكسب النفس هاتین الفضیلتین هی الخیرات و الحسنات، و التی تعوقها هی الشرور و السیئات (ش، م، 240، 7)

أفعال الأجرام السماویة

- إن أفعال الأجرام السماویة فی كونها مشاركة بعضها لبعض فی قوام العالم هو بمنزلة فعل الأحرار فی قوام المنزل، و ذلك أنه كما أن الأحرار لیس یطلق لهم كل ما اشتهوا من الأفعال بل أفعالهم كلّها من أجل معونة بعضهم بعضا كذلك الأمر فی الأجرام السماویة (ش، ت، 1714، 1)

أفعال إنسانیة

- الأفعال الإنسانیة منها ما یكون كل جزء منها باختیار، و لذلك یمكن للإنسان أن یقف حیث یشاء من ذلك الفعل، كالحیاكة و السكافة و ما شاكل هذه الصنائع. و منها ما الاختیار أكثر أجزائها، غیر أنّ الغایة فیها لشی‌ء آخر، و ما یشاركه فیه قوة لیست ناطقة كالملاحة و الفلاحة. و منها ما یوجد للإنسان بدؤها، فإذا فعل ما له أن یفعل تولّی الفعل محرّك آخر إلی تمام الفعل، كالإیلاد، فإنّه إذا ألقی الإنسان المنیّ فی الرحم لم یكن عن اختیاره كون الجنین و لا من أمره شی‌ء (ج، ر، 60، 6)- لما كانت الأسباب التی من خارج تجری علی نظام محدود، و ترتیب منضود لا تخلّ فی ذلك بحسب ما قدّرها بارئها علیه، و كانت إرادتنا و أفعالنا لا تتم، و لا توجد بالجملة، إلا بموافقة الأسباب التی من خارج، فواجب أن تكون أفعالنا تجری علی نظام محدود، أعنی أنها توجد فی أوقات محدودة، و مقدار محدود. و إنما كان ذلك واجبا لأن أفعالنا تكون مسبّبة عن تلك الأسباب التی من خارج.
و كل مسبّب یكون عن أسباب محدودة مقدّرة، فهو ضرورة، محدود مقدّر. و لیس یلفی هذا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 95
الارتباط بین أفعالنا و الأسباب التی من خارج فقط، بل و بینها و بین الأسباب التی خلقها اللّه تعالی فی داخل أبداننا (ش، م، 226، 15)

أفعال جمیلة

- الأفعال الإرادیة التی تنفع فی بلوغ السعادة هی الأفعال الجمیلة (ف، أ، 86، 4)- الهیئات و الملكات التی تصدر عنها هذه الأفعال (الجمیلة) هی الفضائل. و هذه خیرات هی لا لأجل ذواتها بل إنما هی خیرات لأجل السعادة (ف، أ، 86، 5)

أفعال روحانیة

- إنّ جمیع الأفعال الروحانیة هی إمّا شوقیة أو تجری مجری الشوقی. و ذلك أن یطلب بها الغایة التی شأنها أن تقترن بغایتها الذاتیة و تلزمها، فهی غایة بالعرض، و هذه شوقیة أو تجری مجری الشوقیة، كمن یطلب بكمال الصورة الروحانیة المتخیّلة أو التی فی الذاكرة، الكرامة و السمعة، أمّا لیكبر بذلك أو لینال بها جزءا من الخیرات الخارجة (ج، ر، 69، 7)

أفعال الصور

- إن أفعال الصور تنتهی إلی فعل صورة أولی لیست فی مادة و هو المحرّك الأول (ش، ت، 780، 13)

أفعال العقل‌

- أفعال العقل … كلّها إنّما فعلها أن تحصل له الموجودات معقولة. إلّا أنّه وجد بعض المعقولات تعقل بمقدار ما یمكن أن یوجدها الإنسان بالفعل خارج العقل فی الأشیاء الطبیعیّة، و بعضها لا یمكن أن یوجدها الإنسان بالفعل فی الأشیاء الطبیعیّة، و بعض ما یمكن أن یوجد یعقله العقل بضرب أزید ممّا یحتاج إلیه فی أن ینتفع به فی أن یوجد (ف، ط، 123، 16)- أما الأفعال العقلیة فقسّموها (الفلاسفة) علی قوتین: عقلیة نظریة و هی محصّلة الآراء و المعانی الكلّیة، و عقلیة عملیة و هی مقدّرة الأفعال الجزئیة و مصرفتها بحسب الغایات و المقاصد النظریة (بغ، م 1، 311، 10)

أفعال الفاعل‌

- یلزم أن تكون أفعال الفاعل الذی لا مبدأ لوجوده، لیس لها مبدأ، كالحال فی وجوده.
و إذا كان ذلك كذلك، لزم ضرورة أن لا یكون واحد من أفعاله الأولی شرطا فی وجود الثانی، لأن كل واحد منهما هو غیر فاعل بالذات.
و كون بعضها قبل بعض هو بالعرض (ش، ته، 36، 10)

أفعال الفاعلین‌

- أفعال الفاعلین لیس صدور الأفعال عنها ضروریا لمكان الأمور التی من خارج فلا یمتنع أن یقترن النار بالقطن مثلا فی وقت ما، فلا تحرقه إن وجد هنالك شی‌ء ما إذا قارن القطن صار غیر قابل به للإحراق، كما یقال فی الطلق مع الحیوان (ش، ته، 300، 20)

أفعال قبیحة

- الأفعال التی تعوق عن السعادة هی الشرور، و هی الأفعال القبیحة (ف، أ، 86، 7)

أفعال محدودة

- الأفعال المحدودة إنما هی عن موجودات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 96
مدركة حیّة ذوات اختیار و إرادة (ش، ته، 118، 8)

أفعال نفسانیة

- الأفعال النفسانیة إذا اعتبرتها فی ذوات النفوس الكیانیة وجدت أكثر عددا و نفسا ما یوجد فی الإنسان فإنّها فیه أكثر مما فی النبات و ما فی الحیوان (بغ، م 1، 306، 22)

أفلاك‌

- إنّ الأركان الأربعة متقدّمة الوجود علی مولّداتها بالأیام و الشهور و السنین، كما أنّ الأفلاك متقدّمة الوجود علی الأركان بالأزمان و الأدوار و القرانات، و عالم الأرواح متقدّم الوجود علی عالم الأفلاك بالدهور الطوال التی لا نهایة لها. و الباری تعالی متقدّم الوجود علی الكل، كتقدّم الواحد علی جمیع العدد (ص، ر 3، 332، 2)- إنّ لأفلاك مبادئ غیر جرمانیة، و غیر صور الأجرام. و إنّ كل فلك یختصّ بمبدإ منها، و الجمیع یشترك فی مبدأ واحد (س، شأ، 408، 15)- إختلاف الأفلاك یكون من قبل اختلاف محرّكیها، و اختلاف صورها و موادها إن كان لها مواد و أفعالها المخصوصة فی العالم (ش، ته، 152، 21)- الأفلاك التی دون الفلك المحیط لیست تتحرّك عند ما یستتبع الفلك المحیط علی جهة الدفع و الجذب، و بالجملة علی جهة القسر، و لا هی أیضا فی هذه الحركة متحرّكة بذاتها إذ كانت توجد متحرّكة بذاتها خلاف هذه الحركة و هی حركتها من المغرب إلی المشرق (ش، سم، 73، 11)- لیس للأفلاك طبائع تقتضی جهة معیّنة، أو حدّا من السرعة و البطء؛ لأنّ كل جزء من أجزاء كل فلك یحتمل أن یكون فی كل جهة، و علی كل حدّ یفرض من السرعة و البطء لتشابه أجزائه (ط، ت، 281، 3)

إفهام‌

- الإفهام إفهامان: ردی‌ء و جیّد، فالأوّل لسفلة الناس، لأنّ ذلك غایتهم و شبیه برتبتهم فی نقصهم، و الثانی لسائر الناس، لأنّ ذلك جامع للمصالح و المنافع (تو، م، 170، 14)- الإفهام هو إیصال المعنی باللفظ إلی فهم السامع (ر، م، 368، 12)

إفهام المعانی‌

- إمّا إفهام المعانی فإنّها تفهم من الكل من اللكن و الفصحاء، و إنّما یتفاضل الناس فی البلاغة و هو عند الحشویة و العوام و النساء و الصبیان حسن الصوت و حلاوة المنطق و صفاء الكلام (ص، ر 3، 129، 16)

أقاویل‌

- المعقولات و الأقاویل التی بها تكون العبارة عنها یسمّیها القدماء" النطق و القول": فیسمّون المعقولات القول، و النطق الداخل المركوز فی النفس و الذی یعبّر به عنها القول؛ و النطق الخارج بالصوت و الذی یصحّح به الإنسان الرأی عند نفسه هو القول المركوز فی النفس؛ و الذی یصحّحه به عند غیره هو القول الخارج بالصوت (ف، ح، 60، 6)- لو أمكن الناس أن یفهم بعضهم من بعض المعانی التی فی أفكار نفوسهم من غیر عبارة اللسان لما احتاجوا إلی الأقاویل التی هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 97
أصوات مسموعة لأن فی استماعها و استفهامها كلفة علی النفوس من تعلیم اللغات و تقویم اللسان و الإفصاح و البیان (ص، ر 1، 319، 17)- الأقاویل نوعان: فمنها ما یقع فیه الصدق و الكذب، و منها ما لا یقع فیه لا الصدق و لا الكذب. و هذه أربعة أنواع: الأمر و السؤال و النداء و التمنی. و الذی یقع الصدق و الكذب فیه یسمّی الإخبار. و الإخبار نوعان: إما إیجاب صفة لموصوف، و إما سلبها عنه كقولك النار حارة و لیست بحارة (ص، ر 1، 332، 3)- أصناف الأقاویل كثیرة: فیها برهانیة، و غیر برهانیة، و الغیر برهانیة لما كانت تأتّی بغیر صناعة، ظنّ بالأقاویل البرهانیة أنها تتأتّی بغیر صناعة و ذلك غلط كبیر. و لذلك ما كان من مواد الصنائع البرهانیة لیس یمكن فیها قول غیر القول الصناعی، لم یمكن فیها قول إلا لصاحب الصناعة كالحال فی صنائع الهندسة (ش، ته، 241، 8)

أقاویل برهانیة

- فالبرهانیة هی الأقاویل التی شأنها أن تفید العلم الیقین فی المطلوب الذی نلتمس معرفته، سواء استعملها الإنسان فیما بینه و بین نفسه فی استنباط ذلك المطلوب، أو خاطب بها غیره، أو خاطبه بها غیره فی تصحیح ذلك المطلوب:
فإنها فی أحوالها كلّها شأنها أن تفید العلم الیقین، و هو العلم الذی لم یمكن أصلا أن یكون خلافه، و لا یمكن أن یرجع الإنسان عنه، و لا أن یعتقد فیه أنه یمكن أن یرجع عنه، و لا تقع علیه فیه شبهة تغلطه و لا مغالطة تزیله عنه، و لا ارتیاب و لا تهمة له بوجه و لا سبب (ف، ح، 64، 2)- الأقاویل البرهانیة إنما تتمیّز من الأقاویل الغیر برهانیة إذا اعتبرت بجنس الصناعة الذی فیه النظر، فما كان منها داخلا فی حدّ الجنس أو الجنس داخلا فی حدّه كان قولا برهانیا، و ما لم یظهر فیه ذلك كان قولا غیر برهانی (ش، ته، 231، 13)

أقاویل جازمة

- لا یمكن أن یكون لجمیع الأقاویل الجازمة برهان بل یجب ضرورة أن یكون البرهان من بعضها علی بعض أو علی واحد منها أقل ذلك، فإن حدّ البرهان إنما یكون من الأوائل المعروفة بنفسها … من أنه قیاس یأتلف من مقدّمات یقینیة (ش، ت، 196، 9)

أقاویل جدلیة

- الأقاویل الجدلیة هی التی شأنها أن تستعمل فی أمرین: أحدهما أن یلتمس السائل بالأشیاء المشهورة التی یعترف بها جمیع الناس غلبة المجیب فی موضع یضمن المجیب حفظه أو نصرته بالأقاویل المشهورة أیضا. و متی التمس السائل غلبة المجیب فی جهات و بأقاویل لیست مشهورة، و التمس المجیب حفظ ما وضعه أو نصرته بالأقاویل التی لیست مشهورة، لم یكن فعلهما ذلك فعلا علی طریق الجدل. و الثانی فی أن یلتمس بها الإنسان إیقاع الظن القوی فی رأی قصد تصحیحه إما عند نفسه و إما عند غیره حتی یخیّل أنه یقین من غیر أن یكون یقینا (ف، ح، 64، 9)

أقاویل خطبیة

- الأقاویل الخطبیة هی التی شأنها أن یلتمس بها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 98
إقناع الإنسان فی أی رأی كان، و أن یمیل ذهنه إلی أن یسكن إلی ما یقال له و یصدق به تصدیقا ما، إما أضعف و إما أقوی: فإن التصدیقات الإقناعیة هی دون الظن القویّ، و تتفاضل فیكون بعضها أزید من بعض علی حسب تفاضل الأقاویل فی القوة و ما یستعمل معها:
فإنّ بعض الأقاویل المقنعة یكون أشفی و أبلغ و أوثق من بعض؛ كما یعرض فی الشهادات:
فإنها كلما كانت أكثر فإنها أبلغ فی الإقناع و إیقاع التصدیق بالخبر و أشفی، و یكون سكون النفس إلی ما یقال أشدّ؛ غیر أنها- علی تفاضل إقناعاتها- لیس منها شی‌ء یوقع الظن المقارب للیقین. فبهذا تخالف الخطابة الجدل (ف، ح، 66، 11)

أقاویل سوفسطائیة

- الأقاویل السوفسطائیة هی التی شأنها أن تغلّط و تضلّل و تلبس و توهم فیما لیس بحق أنه حق، و فیما هو حق أنه لیس بحق، و توهم فیمن لیس بعالم أنه عالم نافذ، و توهم فیمن هو حكیم عالم أنه لیس كذلك (ف، ح، 65، 1)

أقاویل شرعیة

- الأقاویل الشرعیة المصرّح بها فی الكتاب العزیز للجمیع لها ثلاث خواص دلّت علی الإعجاز: إحداها أنه لا یوجد أتم إقناعا و تصدیقا للجمیع منها، و الثانیة أنها تقبل النصرة بطبعها إلی أن تنتهی إلی حدّ لا یقف علی التأویل فیها- إن كانت مما فیها تأویل- إلّا أهل البرهان، و الثالثة أنها تتضمّن التنبیه لأهل الحق علی التأویل الحق (ش، ف، 57، 10)

أقاویل شعریة

- الأقاویل الشعریة هی التی تركّب من أشیاء شأنها أن تخیّل فی الأمر الذی فیه المخاطبة حالا ما أو شیئا أفضل أو أخس؛ و ذلك إمّا جمالا أو قبحا أو جلالة أو هوانا، أو غیر ذلك مما یشاكل هذه (ف، ح، 67، 6)

أقاویل غیر محصورة

- أمّا ما كان من الأقاویل الغیر المحصورة فهو الذی لیس علیه سور و هو نوعان: مهمل و مخصوص. فالمهمل مثل قولك الإنسان كاتب و الإنسان لیس بكاتب فلا یتبیّن فیه الصدق و الكذب لأنّه لا یمكن للقائل أن یقول أردت بعض الناس. و أما المخصوص فمثل قول القائل زید كاتب و زید لیس بكاتب فلا یتبیّن فیهما الصدق و الكذب لأنّه یمكنه أن یقول أردت بزید الفلانی (ص، ر 1، 333، 2)

أقاویل قیاسیة

- الأقاویل القیاسیة، سواء كانت مركوزة فی النفس أو خارجة بالصوت، فهی مؤلّفة: أما المركوزة فی النفس فمن معقولات كثیرة مرتبطة مرتّبة تتعاضد علی تصحیح شی‌ء واحد؛ و الخارجة بالصوت فمن ألفاظ كثیرة مرتبطة مرتّبة تدلّ علی تلك المعقولات و تساویها، فتصیر باقترانها إلیها مترادفة و متعاونة علی تصحیح شی‌ء عند السامع (ف، ح، 69، 10)- الأقاویل القیاسیة إنّما تؤلّف عن الأقاویل البسیطة فتصیر أقاویل مركّبة. و أقل الأقاویل المركّبة ما كان مركّبا عن قولین بسیطین، و أكثرها غیر محدود (ف، ح، 70، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 99

أقاویل متباینة

- إنّ الكلمات إذا اتسقت صارت أقاویل، و إنّ الأقاویل تختلف تارة من جهة اللفظ و تارة من جهة المعنی و تارة منهما جمیعا. و هی خمسة أنواع: فمنها المشتركة فی اللفظ المختلفة فی المعنی كقولك عین الإنسان و عین الماء.
و مقابلتها هی المترادفة التی هی المختلفة فی اللفظ المتّفقة فی المعنی كقولك البر و الحنطة، و منها المتباینة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك حجر و شجر، و مقابلتها المتواطئة و هی المتّفقة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك: هذا إنسان اسمه زید و هذا اسمه عمر، و منها المشتق أسماؤها و هی كقولك الضارب و المضروب و ما شاكلها من الأسماء المشتقّة من الأفعال (ص، ر 1، 318، 18)

أقاویل مترادفة

- إنّ الكلمات إذا اتسقت صارت أقاویل، و إنّ الأقاویل تختلف تارة من جهة اللفظ و تارة من جهة المعنی و تارة منهما جمیعا. و هی خمسة أنواع: فمنها المشتركة فی اللفظ المختلفة فی المعنی كقولك عین الإنسان و عین الماء.
و مقابلتها هی المترادفة التی هی المختلفة فی اللفظ المتّفقة فی المعنی كقولك البر و الحنطة، و منها المتباینة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك حجر و شجر، و مقابلتها المتواطئة و هی المتّفقة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك: هذا إنسان اسمه زید و هذا اسمه عمر، و منها المشتق أسماؤها و هی كقولك الضارب و المضروب و ما شاكلها من الأسماء المشتقّة من الأفعال (ص، ر 1، 318، 17)

أقاویل متواطئة

- إنّ الكلمات إذا اتسقت صارت أقاویل، و إنّ الأقاویل تختلف تارة من جهة اللفظ و تارة من جهة المعنی و تارة منهما جمیعا. و هی خمسة أنواع: فمنها المشتركة فی اللفظ المختلفة فی المعنی كقولك عین الإنسان و عین الماء.
و مقابلتها هی المترادفة التی هی المختلفة فی اللفظ المتّفقة فی المعنی كقولك البر و الحنطة، و منها المتباینة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك حجر و شجر، و مقابلتها المتواطئة و هی المتّفقة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك: هذا إنسان اسمه زید و هذا اسمه عمر، و منها المشتق أسماؤها و هی كقولك الضارب و المضروب و ما شاكلها من الأسماء المشتقّة من الأفعال (ص، ر 1، 318، 19)

أقاویل مركّبة

- الأقاویل القیاسیة إنّما تؤلّف عن الأقاویل البسیطة فتصیر أقاویل مركّبة. و أقل الأقاویل المركّبة ما كان مركّبا عن قولین بسیطین، و أكثرها غیر محدود (ف، ح، 70، 2)- لجمیع الأقاویل المركّبة أسماء أو یمكن أن یوضع لها أسماء (ش، ت، 796، 15)

أقاویل مشتركة

- إنّ الكلمات إذا اتسقت صارت أقاویل، و إنّ الأقاویل تختلف تارة من جهة اللفظ و تارة من جهة المعنی و تارة منهما جمیعا. و هی خمسة أنواع: فمنها المشتركة فی اللفظ المختلفة فی المعنی كقولك عین الإنسان و عین الماء.
و مقابلتها هی المترادفة التی هی المختلفة فی اللفظ المتّفقة فی المعنی كقولك البر و الحنطة، و منها المتباینة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 100
حجر و شجر، و مقابلتها المتواطئة و هی المتّفقة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك: هذا إنسان اسمه زید و هذا اسمه عمر، و منها المشتق أسماؤها و هی كقولك الضارب و المضروب و ما شاكلها من الأسماء المشتقّة من الأفعال (ص، ر 1، 318، 16)

أقاویل مشتقة

- إنّ الكلمات إذا اتسقت صارت أقاویل، و إنّ الأقاویل تختلف تارة من جهة اللفظ و تارة من جهة المعنی و تارة منهما جمیعا. و هی خمسة أنواع: فمنها المشتركة فی اللفظ المختلفة فی المعنی كقولك عین الإنسان و عین الماء.
و مقابلتها هی المترادفة التی هی المختلفة فی اللفظ المتّفقة فی المعنی كقولك البر و الحنطة، و منها المتباینة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك حجر و شجر، و مقابلتها المتواطئة و هی المتّفقة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك: هذا إنسان اسمه زید و هذا اسمه عمر، و منها المشتق أسماؤها و هی كقولك الضارب و المضروب و ما شاكلها من الأسماء المشتقّة من الأفعال (ص، ر 1، 318، 21)

أقاویل منطقیة

- أعنی بالمنطقیة الأقاویل الصادقة العامة التی لیست بخاصة و لا مناسبة (ش، سط، 48، 7)

اقتران‌

- إنّه لیس كل اقتران منتجا كما إنّه لیس من كل تزویج یكون الولادة، و ذلك إنّه إذا قیل كل إنسان حیوان و كل طائر حیوان فإنّ هاتین المقدّمتین و إن كانتا قد اشتركتا فی حدّ فلیس ینتج من اقترانهما نتیجة لأنّهما من الشكل الثانی (ص، ر 1، 337، 6)

اقتران بین سبب و مسبّب‌

- الاقتران بین ما یعتقد فی العادة سببا و بین ما یعتقد مسبّبا لیس ضروریّا عندنا (الغزالی و الأشاعرة)، بل كل شیئین لیس هذا ذاك و لا ذاك هذا، و لا إثبات أحدهما متضمّنا لإثبات الآخر، و لا نفیه متضمّنا لنفی الآخر؛ فلیس من ضرورة وجود أحدهما وجود الآخر، و لا من ضرورة عدم أحدهما عدم الآخر؛ مثل الریّ و الشرب، و الشبع و الأكل، و الاحتراق و لقاء النار، و النور و طلوع الشمس، و الموت و جزّ الرقبة، و الشفاء و شرب الدواء، و إسهال البطن و استعمال المسهل، و هلمّ جرّا إلی كل المشاهدات من المقترنات فی الطب و النجوم و الصناعات و الحرف. فإنّ اقترانها لما سبق من تقدیر اللّه سبحانه، یخلقها علی التساوق لا لكونه ضروریّا فی نفسه، غیر قابل للفرق، بل فی المقدور خلق الشبع دون الأكل، و خلق الموت دون جزّ الرقبة، و إدامة الحیاة مع جزّ الرقبة، و هلمّ جرّا إلی جمیع المقترنات (غ، ت، 169، 5)

اقتضاء النطق و القول‌

- اقتضاء النطق بالقول غیر اقتضاء القول، و إن كان یلزم كلّ واحد منهما عن الآخر. فاقتضاء القول هو السؤال، و اقتضاء النطق هو شی‌ء آخر، غیر أنّه قوّته فی كثیر من الأوقات قوّة سؤال عن الشی‌ء. و لذلك صار قولنا" تكلّم یا وزّان بكذا و كذا" و" أعلمنی و أخبرنی عن كذا و كذا" قوّته قوّة السؤال عن الشی‌ء (ف، حر، 163، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 101

أقسام العلم الإلهی‌

- الأقسام الأصلیة للعلم الإلهی هی خمسة:
الأول منها النظر فی معرفة المعانی العامة لجمیع الموجودات من الهویة و الوحدة و الكثرة و الوفاق و الخلاف و التضاد و القوة و الفعل و العلّة و المعلول. و القسم الثانی هو النظر فی الأصول و المبادی مثل علم الطبیعیین و الریاضیین و علم المنطق و مناقضة الآراء الفاسدة فیها. و القسم الثالث هو النظر فی إثبات الحق الأول و توحیده و الدلالة علی تفرّده و ربوبیته … و القسم الرابع هو النظر فی إثبات الجواهر الأول الروحانیة التی هی مبدعاته و أقرب مخلوقاته منزلة عنده … و القسم الخامس فی تسخیر الجواهر الجسمانیة السماویة و الأرضیة لتلك الجواهر الروحانیة التی بعضها عاملة محرّكة و بعضها آمرة مرویّة عن ربّ العالمین وحیه و أمره (س، ر، 112، 12)

أقسام الموجود

- قال النوشجانی یوما فی جملة كلام اقتضبه فی أقسام الموجود: إنّ كل صنف من أصناف الموجود فی حكم المعدوم لخساسته و نقصه و تهافته و فساد طبیعته، و طموس ضیائه، و قبح صورته، و امّحاء بهجته، و خود شعاعه، و فقد تمامه، و تقطّع نظامه، و استیلاء رذیلته، و بطلان فضیلته، فلا ینكر أن یكون فی مقابلة صنف آخر من المعدوم فی حكم الموجود بصحّة صورته، و نفاسة جوهره، و كمال فضیلته (تو، م، 215، 14)

إقناع‌

- الإقناع إنّما یكون بالمقدّمات التی هی فی بادئ الرأی مؤثرة و مشهورة، و بالضمائر و التمثیلات، و بالجملة بطرق خطبیّة، كانت أقاویل أو كانت أمورا خارجة عنها (ف، حر، 132، 16)

اكتساب‌

- نجد أبا المعالی (الجوینی) قد قال فی النظامیة إن للإنسان اكتسابا لأفعاله و استطاعة علی الفعل، و بناه علی امتناع تكلیف ما لا یطاق، لكن من غیر الجهة التی منعته المعتزلة (ش، م، 225، 3)- اللّه تبارك و تعالی قد خلق لنا قوی نقدر بها أن نكتسب أشیاء هی أضداد. لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشیاء لیس یتم لنا إلا بمواتاة الأسباب التی سخّرها اللّه لنا من خارج و زوال العوائق عنها، كانت الأفعال المنسوبة إلینا تتم بالأمرین جمیعا. و إذا كان ذلك كذلك فالأفعال المنسوبة إلینا أیضا یتم فعلها بإرادتنا و موافقة الأفعال التی من خارج لها، و هی المعبّر عنها بقدر اللّه (ش، م، 225، 19)

أكوان‌

- أما الأكوان و الأفاعیل التی توجد للموجودات المتكوّنة فلیس نعرفها المعرفة الحقیقیة إلّا إذا عرفنا هیولی الحركة و الفاعل لها (ش، ت، 191، 16)

آلام‌

- یرید (أرسطو) بالآلام الكیفیات المنسوبة للحواس مثل الحرارة و البرودة، و بالحالات النوع من الكیف الذی یسمّی حالا و ملكة؛ و أما الألفاظ فیشبه أن یكون أراد بها المعقولات الثوانی (ش، ت، 279، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 102

ألفاظ

- الألفاظ هی أشبه بالمعقولات التی فی النفس من أن تشبه التی خارج النفس. و لذلك أنكر خلق أن یكون كثیر من التی تدلّ علیها الألفاظ موجودة أو صادقة، مثل" البیاض" و" السواد" و" الطول"، بل یزعمون أنّ الموجود هو" الأبیض" لا" البیاض" و" الطویل" لا" الطول" (ف، حر، 76، 16)- الألفاظ … بعضها ألفاظ دالّة علی أجناس و أنواع و بالجملة الكلّیّات، و منها دالّة علی الأعیان و الأشخاص (ف، حر، 139، 13)- الألفاظ المنقولة عن المعانی العامّیّة إلی المعانی الفلسفیّة فإنّ كثیرا منها یستعملها الجمهور مشتركة لمعان عامّیّة كثیرة و تستعمل فی الفلسفة أیضا مشتركة لمعان كثیرة (ف، حر، 160، 5)- الألفاظ وسائط بین الناطق و السامع، فكلّما اختلفت مراتبها علی عادة أهلها كان وشیها أروع و أجهر، و المعانی جواهر النفس. فكلّما ائتلفت حقائقها علی شهادة العقل كانت صورتها أنصع و أبهر، و إذا وفیت البحث حقّه فإنّ اللفظ یجزل تارة و یتوسّط تارة، بحسب الملابسة التی تحصل له من نور النفس و فیض العقل و شهادة الحق و براعة النظم (تو، م، 145، 5)- الألفاظ تدل علی المعانی، و المعانی هی المسمّیات، و الألفاظ هی الأسماء، و أعم الألفاظ و الأسماء قولنا" الشی‌ء" (ص، ر 1، 24، 8)- إنّ الألفاظ إنّما هی سمات دالّات علی المعانی التی فی أفكار النفوس وضعت بین الناس لیعبّر كل إنسان عمّا فی نفسه من المعانی لغیره من الناس عند الخطاب و السؤال (ص، ر 1، 316، 6)- إنّ الألفاظ إذا ضمّنت المعانی صارت أسماء، و إنّ الأسماء إذا ترادفت صارت كلاما، و إنّ الكلام إذا ألصق صار أقاویل. و اعلم أنّ المعانی هی الأرواح و الألفاظ كالأجساد لها، و ذلك أنّ كل لفظة لا معنی لها فهی بمنزلة جسد لا روح فیه، و كل معنی فی فكر النفس لا لفظ له فهو بمنزلة روح لا جسد له (ص، ر 1، 318، 11)- إنّ الحروف المفردة إذا ألّفت صارت ألفاظا، و إنّ الألفاظ إذا ضمّنت المعانی صارت سمات، و إنّ السمات إذا ترادفت صارت كلاما مفیدا (ص، ر 1، 331، 10)- إنّ المعانی فی الكلام كالأرواح، و ألفاظها أجساد لها، فلا سبیل إلی قیام الأرواح إلّا بالأجساد (ص، ر 3، 121، 2)- المعانی هی الأصول و هی الاعتقاد الذی أول ما یتصوّر فی النفس، و الألفاظ هیولی لها.
و المعانی كالنفوس و الألفاظ كالأجسام، و المعانی كالأرواح و الحروف كالأبدان (ص، ر 3، 132، 9)- الألفاظ إن قبلت التأدیة عن المعانی ببلاغة فهمت المعانی و لاحت دلائلها بغیر تطویل و لا إسهاب، و إن عجزت الألفاظ عن تلك التأدیة احتاجت إلی التطویل (ص، ر 3، 132، 14)- الألفاظ الدّالة علی المعانی فی اعتبارات الناس هی عنوانات المعانی الذهنیة و الأعیان الوجودیة و هی … أولا و بالذات لما فی الأذهان و منها و لأجلها لما فی الأعیان (بغ، م 2، 62، 3)- یرید (أرسطو) بالآلام الكیفیات المنسوبة للحواس مثل الحرارة و البرودة، و بالحالات النوع من الكیف الذی یسمّی حالا و ملكة؛
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 103
و أما الألفاظ فیشبه أن یكون أراد بها المعقولات الثوانی (ش، ت، 280، 2)- إن أقرّ أحد بأن الألفاظ لها دلالات خاصّة فقد أقرّ بالبرهان، و بهذا المبدأ الذی یبنی علیه البرهان، لأنه یقرّ أن الألفاظ تدل علی أشیاء محدودة متناهیة و لا تدل علی أشیاء مختلفة فضلا عن أن تدل علی المتقابلة، كما یلزم ذلك من یقول أن النفی و الإثبات هما شی‌ء واحد مثل قولنا إنسان و لیس بإنسان (ش، ت، 356، 14)

ألفاظ أوّل‌

- الحروف و الألفاظ الأول علامات لمحسوسات یمكن أن یشار إلیها و لمعقولات تستند إلی محسوسات یمكن أن یشار إلیها (ف، حر، 137، 7)

ألفاظ دالة

- إنّ الألفاظ الدالّة فی لسان كل أمّة ضربان:
مفرد و مركّب. فالمفرد كالبیاض و السواد و الإنسان و الحیوان؛ و المركّب كقولنا:
الإنسان حیوان، و عمرو أبیض (ف، ح، 46، 9)

ألفاظ الشرع‌

- أجمع المسلمون علی أنه لیس یجب أن تحمل ألفاظ الشرع كلها علی ظاهرها، و لا أن تخرج كلها عن ظاهرها بالتأویل. و اختلفوا فی المؤوّل منها من غیر المؤوّل: فالأشعریون مثلا یتأوّلون آیة الاستواء، و حدیث النزول.
و الحنابلة تحمل ذلك علی ظاهره (ش، ف، 36، 8)

ألفاظ عشرة

- أما الألفاظ العشرة التی تتضمّن معانی الموجودات كلها فهی قولهم (الفلاسفة):
الجوهر، و الكم، و الكیف، و المضاف، و الأین، و متی، و النصبة (الوضع)، و الملكة، و یفعل و ینفعل (ص، ر 1، 323، 9)

ألفاظ متباینة

- یبیّن لنا شبه الألفاظ بالمعانی، و نحاكی بالألفاظ المعانی التی لیست تكون بها العبارة، فیطلب أن یجعل فی الألفاظ ألفاظ تعمّ أشیاء كثیرة من حیث هی ألفاظ، كما أنّ فی المعانی معانی تعمّ الأشیاء كثیرة المعانی.
فتحدث الألفاظ المشتركة، فتكون هذه الألفاظ المشتركة من غیر أن یدلّ كلّ واحد منها علی معنی مشترك. و كذلك یجعل فی الألفاظ ألفاظ متباینة من حیث هی ألفاظ فقط، كما أنّ فی المعانی معانی متباینة. فتحصل ألفاظ مترادفة (ف، حر، 140، 16)

ألفاظ مترادفة

- یبیّن لنا شبه الألفاظ بالمعانی، و نحاكی بالألفاظ المعانی التی لیست تكون بها العبارة، فیطلب أن یجعل فی الألفاظ ألفاظ تعمّ أشیاء كثیرة من حیث هی ألفاظ، كما أنّ فی المعانی معانی تعمّ الأشیاء كثیرة المعانی.
فتحدث الألفاظ المشتركة، فتكون هذه الألفاظ المشتركة من غیر أن یدلّ كلّ واحد منها علی معنی مشترك. و كذلك یجعل فی الألفاظ ألفاظ متباینة من حیث هی ألفاظ فقط، كما أنّ فی المعانی معانی متباینة. فتحصل ألفاظ مترادفة (ف، حر، 140، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 104

ألفاظ مشتركة

- یبیّن لنا شبه الألفاظ بالمعانی، و نحاكی بالألفاظ المعانی التی لیست تكون بها العبارة، فیطلب أن یجعل فی الألفاظ ألفاظ تعمّ أشیاء كثیرة من حیث هی الألفاظ، كما أنّ فی المعانی معانی تعمّ الأشیاء كثیرة المعانی.
فتحدث الألفاظ المشتركة، فتكون هذه الألفاظ المشتركة من غیر أن یدلّ كلّ واحد منها علی معنی مشترك. و كذلك یجعل فی الألفاظ ألفاظ متباینة من حیث هی ألفاظ فقط، كما أنّ فی المعانی معانی متباینة. فتحصل ألفاظ مترادفة (ف، حر، 140، 15)

اللّه تعالی‌

- لمّا كان اللّه تعالی حیّا موجدا لهذا العالم بجمیع ما فیه، فواجب أن یكون عنده صور ما یرید إیجاده فی ذاته، جلّ اللّه من اشتباه (ف، ج، 106، 15)- هذه الموجودات كلها صادرة عن ذاته تعالی و هی مقتضی ذاته فهی غیر منافیة له، و كل ما كان غیر مناف و كان مع ذلك یعلم الفاعل أنه فاعله فهو مراده بأنه مناسب له. و لأنه عاشق ذاته فهی كلّها مرادة لأجل ذاته، فتكون الغایة فی فعله ذاته، و كونها مرادة له لیس هو لأجل غرض بل لأجل ذاته إذ الغرض ما لا یكون إلّا مع الشوق فإنه یقال لم طلب هذا فیقال لأنه اشتهاه و حیث لا یكون الشوق لا یكون الغرض (ف، ت، 2، 2)- كما أنّ الواحد أصل العدد و منشأه و أوله و آخره، كذلك اللّه عزّ و جلّ هو علّة الأشیاء و خالقها و أولها و آخرها (ص، ر 1، 29، 15)- إنّ الدنیا كالمیدان و الأجساد خیل عتاق و النفوس السابقة إلی الخیرات فرسان و اللّه تعالی الملك الجوّاد المجازی (ص، ر 3، 61، 21)- اللّه تعالی منزّه عن الناطقیة و العاقلیة و الجسمیة و الجوهریة، و ذاته أعلی من أن یقال أعلی، و أجلّ من أن یقال أجلّ (غ، ع، 48، 7)- إنّ اللّه تعالی فوق الزمان، بل هو فوق الدهر الذی هو عنصر الزمان، لا یقبل التغیّر بالحدثان، و الانقلاب بالدوران، و لا یكون قوله كلمة بعد كلمة، أو عبارة بعد عبارة (غ، ع، 64، 10)- قالوا (الفلاسفة) إنّ اللّه تعالی هو الموجود الأول، و هو الموجود بذاته و لا موجود معه فی مرتبة وجوده، و أول ما وجد عنه هو شی‌ء واحد جاءت ذاته بإیجاده و صدر إیجاده عن ذاته بذاته لأجل ذاته فكان كناظر فی مرآة شبح فیها بنظره فیها صورة مماثلة لصورته. قالوا فالعقل الأول كذلك صدر عن الأول تعالی بعقله لذاته و نظره إلی ذاته (بغ، م 2، 150، 12)- قام البرهان أن هاهنا نوعین من الوجود، أحدهما: فی طبیعته الحركة (العالم) و هذا لا ینفك عن الزمان. و الآخر: لیس فی طبیعته (اللّه) و هذا أزلی و لیس یتصف بالزمان. أما الذی فی طبیعته الحركة، فموجود معلوم بالحس و العقل. و أما الذی لیس فی طبیعته الحركة و لا التغیّر فقد قام البرهان علی وجوده عند كل من یعترف بأن كل متحرّك له محرّك، و كل مفعول له فاعل، و أن الأسباب المحرّكة بعضها بعضا لا تمر إلی غیر نهایة، بل تنتهی إلی سبب أول غیر متحرّك أصلا (ش، ته، 59، 8)- اللّه سبحانه منزّه عن الانفعال و التغیّر. و كذلك هو أكثر تنزیها عن الفعل الطبیعی لأن فعل الشی‌ء الطبیعی هو ضروری فی جوهره و لیس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 105
ضروریا فی جوهر المرید، و لكنه من تتمته، و أیضا فإن الفعل الطبیعی لیس یكون عن علم، و اللّه تعالی قد تبرهن أن فعله صادر عن علم (ش، ته، 98، 20)- كل ما فی هذا العالم فإنما هو مربوط بالقوة التی فیه من اللّه تعالی و لو لا تلك القوة التی للأشیاء لم تثبت طرفة عین (ش، ته، 100، 17)- ما یظهر أیضا من كون جمیع الأفلاك تتحرّك الحركة الیومیة مع أنها تتحرّك بها المحرّكات التی تخصّها مما صحّ عندهم (الفلاسفة) أن الآمر بهذه الحركة هو المبدأ الأول و هو اللّه سبحانه، و أنه أمر سائر المبادی أن تأمر سائر الأفلاك بسائر الحركات، و أن بهذا الأمر قامت السماوات و الأرض كما أن بأمر الملك الأول فی المدینة قامت جمیع الأوامر الصادرة ممن جعل له الملك ولایة أمر من الأمور من المدینة إلی جمیع من فیها من أصناف الناس، كما قال سبحانه: وَ أَوْحی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها [سورة فصّلت: 12] (ش، ته، 116، 13)- اللّه خالق كل شی‌ء و ممسكه و حافظه كما قال سبحانه: إِنَّ اللَّهَ یُمْسِكُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ أَنْ تَزُولا [سورة فاطر: 41] (ش، ته، 137، 26)- إذا كان هو (اللّه) السبب فی كون الموجودات موجودة و معقولة، و كانت موجودة بماهیّاتها و معقولة بعلمه، فهو علّة كون ماهیّاتها موجودة و معقولة (ش، ته، 206، 23)- اللّه تبارك و تعالی أوجد موجودات بأسباب سخّرها لها من خارج، و هی الأجسام السماویة، و بأسباب أوجدها فی ذوات تلك الموجودات، و هی النفوس و القوی الطبیعیة حتی انحفظ بذلك وجود الموجودات، و تمت الحكمة (ش، م، 204، 17)- اللّه تبارك و تعالی قد خلق لنا قوی نقدر بها أن نكتسب أشیاء هی أضداد. لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشیاء لیس یتم لنا إلّا بمواتاة الأسباب التی سخّرها اللّه لنا من خارج و زوال العوائق عنها، كانت الأفعال المنسوبة إلینا تتم بالأمرین جمیعا. و إذا كان ذلك كذلك فالأفعال المنسوبة إلینا أیضا یتم فعلها بإرادتنا و موافقة الأفعال التی من خارج لها، و هی المعبّر عنها بقدر اللّه (ش، م، 225، 17)- اللّه تعالی هو المخترع لجواهر جمیع الأشیاء التی تقترن بها أسبابها التی جرت العادة أن یقال إنها أسباب لها (ش، م، 229، 6)- لا فاعل إلا اللّه هو مفهوم یشهد له الحس و العقل و الشرع. أما الحس و العقل فإنه یری أن هاهنا أشیاء تتولّد عنها أشیاء، و أن النظام الجاری فی الموجودات إنما هو من قبل أمرین: أحدهما ما ركّب اللّه فیها من الطبائع و النفوس. الثانی من قبل ما أحاط بها من الموجودات من خارج. و أشهر هذه هی حركات الأجرام السماویة؛ فإنه یظهر أن اللیل و النهار و الشمس و القمر، و سائر النجوم مسخّرات لنا، و أنه لمكان النظام و الترتیب الذی جعله الخالق فی حركاتها كان وجودنا و وجود ما هاهنا محفوظا بها، حتی أنه لو توهّم ارتفاع واحد منها، أو توهّم فی غیر موضعه، أو علی غیر قدره، أو فی غیر السرعة التی جعلها اللّه فیه، لبطلت الموجودات التی علی وجه الأرض، و ذلك بحسب ما جعل اللّه فی طباعها من ذلك و جعل فی طباع ما هاهنا أن تتأثّر عن تلك. و ذلك ظاهر جدا فی الشمس و القمر، أعنی تأثیرهما فیما هاهنا (ش، م، 229، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 106
- الإنسان یعدل لیستفید بالعدل خیرا فی نفسه، لو لم یعدل لم یوجد له ذلك الخیر. و هو سبحانه (اللّه) یعدل، لا لأن ذاته تستكمل بذلك العدل، بل لأن الكمال الذی فی ذاته اقتضی أن یعدل.
فإذا فهم هذا المعنی هكذا ظهر أنه لا یتصف بالعدل علی الوجه الذی یتصف به الإنسان (ش، م، 237، 15)- اللّه تعالی لا یوصف بالاقتدار علی المستحیل (ش، م، 238، 11)- ماهیّة اللّه تعالی مخالفة لسائر الماهیّات لعینها (ر، مح، 114، 24)- ماهیّة اللّه تعالی مخالفة لسائر الماهیّات لعینها (ر، مح، 114، 24)- ماهیّة اللّه تعالی غیر مركّبة (ر، مح، 115، 7)- (اللّه) تعالی لیس بمتحیّز (ر، مح، 115، 10)- (اللّه) تعالی لا یتّحد بغیره (ر، مح، 115، 25)- (اللّه) تعالی لا یحلّ فی شی‌ء (ر، مح، 116، 1)- (اللّه) تعالی لیس فی شی‌ء من الجهات (ر، مح، 116، 25)- لا یجوز قیام الحوادث بذات اللّه تعالی (ر، مح، 117، 11)- (اللّه) تعالی لیس بجسم، لأنّ كل جسم ممكن، و الواجب لا یكون ممكنا قطعا (ط، ت، 216، 8)

اللّه فاعل‌

- الفلاسفة قد سلّموا له (للغزالی) أنهم إنما یعنون بأن اللّه فاعل أنه علّة له (للعالم) فقط، و أن العلّة مع المعلول، و هذا انصراف منهم عن قولهم الأول لأن المعلول إنما یلزم عن العلّة التی هی له علّة علی طریق الصورة أو علی طریق الغایة، و أما المعلول فلیس یلزم عن العلّة التی هی علّة فاعلة بل قد توجد العلّة الفاعلة و لا یوجد المعلول (ش، ته، 109، 11)

إله‌

- عرفت الحكماء بأنّ الإله هو الحق المحض الذی لا كثرة فی صفاته، و لا حدّ لذاته، و لا آلة لكلماته (غ، ع، 56، 9)- الإله مبدأ و علّة و لیس كل مبدأ و علّة إلها، و الإله فاعل و غایة و لیس كل فاعل و غایة إلها (بغ، م 2، 6، 22)- إن الإله حیّ أزلی فی غایة الفضیلة فإذا هو حیاة و هو متصل أزلی (ش، ت، 1624، 1)

إلهام‌

- إنّ النظر فی هذا النطق و البحث عنه، و معرفة كیفیة إدراك النفس معانی الموجودات فی ذاتها بطریق الحواس، و كیفیة انقداح المعانی فی فكرها من جهة العقل الذی یسمّی الوحی و الإلهام و عبارتها عنها بألفاظ بأی لغة كانت یسمّی علم المنطق الفلسفی (ص، ر 1، 311، 9)

إلهیات‌

- أما الإلهیات فهی معرفة الصور المجرّدة المفارقة للهیولی، و مبدأ هذا العلم من معرفة جوهر النفس كالملائكة و النفوس و الشیاطین و الجن و الأرواح بلا أجسام (ص، ر 1، 50، 6)- إنّ العلم بالجوهر و العرض، و أحكام الوجود، من الإلهیات. و إنّ التقسیم ینزل منه إلی الكمّیة التی هی موضوع الریاضیات، و إلی ما یتعلّق بالمواد تعلقا لا یقبل التجرید، عنها فی الوهم و الوجود. و هو موضوع نظر الطبیعیات؛ فإنّه یرجع إلی النظر فی جسم العالم من حیث وقوعه فی التغیّر و الحركة و السكون (غ، م، 303، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 107
- لا سبیل فی الإلهیات إلی الیقین، و إنّما الغایة القصوی فیها الأخذ بالألیق و الأولی (ط، ت، 59، 20)

إلهیون‌

- الإلهیون، و هم المتأخّرون منهم (الفلاسفة) (مثل): سقراط، و هو أستاذ أفلاطون، و أفلاطون أستاذ أرسطاطالیس، و أرسطاطالیس هو الذی رتّب لهم المنطق، و هذّب لهم العلوم، و حرّر لهم ما لم یكن محرّرا من قبل، و أنضج لهم ما كان فجّا من علومهم (غ، مض، 20، 1)

أمارة

- الدلیل: هو الذی یلزم من العلم به العلم بوجود المدلول، و الأمارة هو الذی یلزم من العلم بها ظن وجود المدلول (ر، مح، 44، 28)

أماكن‌

- الأماكن متناهیة و إلّا لم یمكن أن یتحرّك شی‌ء إلی ما لا نهایة له، لأنه إنما یسكن من جهة ما یتحرّك إلی متناه (ش، سط، 53، 2)

إمام‌

- معنی الإمام و الفیلسوف و واضع النوامیس معنی واحد، إلّا أن اسم الفیلسوف یدلّ فیه علی الفضیلة النظریة إلّا أنها إن كانت مزمعة علی أن تكون الفضیلة النظریة علی كمالها الأخیر من كل الوجوه لزم ضرورة أن یكون فیه سائر القوی. و واضع النوامیس یدل منه علی جودة المعرفة بشرائط المعقولات العملیة و القوة علی استخراجها و القوة علی إیجادها فی الأمم و المدن، فإن كانت هذه مزمعة أن تكون موجودة عن علم لزم أن یكون قبل هذه فضیلة نظریة علی جهة ما یلزم من وجود المتأخّر وجود المتقدّم (ف، س، 42، 11)- أما معنی الإمام فی لغة العرب فإنما یدلّ علی من یؤتمّ به و یتقبّل، و هو إما المتقبّل كماله أو المتقبّل غرضه (ف، س، 43، 9)- إنّ معنی الفیلسوف و الرئیس الأول و الملك و واضع النوامیس و الإمام معنی كلّه واحد، و أیّ لفظة ما أخذت من هذه الألفاظ ثم أخذت ما یدلّ علیه كل واحد منها عند جمهور أهل لغتنا وجدتها كلّها تجتمع فی آخر الأمر فی الدلالة علی معنی واحد بعینه (ف، س، 43، 18)- الملك و الإمام هو بماهیّته و صناعته ملك و إمام سواء وجد من یقبل منه أو لم یوجد، أطیع أو لم یطع، وجد قوما یعاونونه علی غرضه أو لم یجد. كما أن الطبیب طبیب بماهیته و بقدرته علی علاج المرضی، وجد مرضی أو لم یجد، وجد آلات یستعملها فعله أو لم یجد كان ذا یسار أو فقر (ف، س، 46، 15)

أمة فاضلة

- الأمة التی تتعاون مدنها كلها علی ما تنال به السعادة هی الأمة الفاضلة (ف، أ، 97، 9)

امتداد

- الامتداد فی جهتین یسمّی (طولا) و (عرضا) و هذا یوجد ل (السطح) وحده؛ فإنّه ینقسم من جهتین، و الخطّ لا ینقسم إلّا من جهة واحدة (غ، م، 144، 12)- یعمّ الأجسام كلّها … معنی الامتداد الموجود فی جمیعها فی الأقطار الثلاثة التی یعبّر عنها بالطول و العرض و العمق (طف، ح، 53، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 108

امتداد جسمانی‌

- إنّ الامتداد الجسمانی یلزمه التناهی، فیلزمه الشكل، أعنی فی الوجود (س، أ 1، 167، 5)

امتناع‌

- الامتناع هو سلب الإمكان، فإن كان الإمكان یستدعی موضوعا فإن الامتناع الذی هو سلب ذلك الإمكان یقتضی موضوعا أیضا؛ مثل قولنا: إن وجود الخلاء ممتنع لأن وجود الأبعاد مفارقة ممتنع خارج الأجسام الطبیعیة أو داخلها. و نقول: إن الضدین ممتنع وجودهما فی موضوع واحد. و نقول: إنه ممتنع أن یوجد الاثنان واحدا، و معنی ذلك فی الوجود. و هذا كله بیّن بنفسه (ش، ته، 77، 1)- إنّ الامتناع لا یمكن أن یكون حكما ثبوتیّا (ر، م، 119، 1)- إنّ مسمّی الامتناع لیس بموجود و لا معدوم، و ذلك هو الواسطة (ر، مح، 34، 5)- الامتناع هو ضرورة اقتضاء الذات عدم الوجود الخارجی (جر، ت، 38، 3)- معنی الوجوب عدم صلاحیة العدم أصلا، و معنی الامتناع عدم صلاحیة الوجود أصلا، و معنی الإمكان صلاحیة كلیهما فی الجملة (ط، ت، 114، 8)

أمر

- إنّ لكل أمر حقیقة هو بها ما هو. فللمثلّث حقیقة أنه مثلّث و للبیاض حقیقة أنّه بیاض و ذلك هو الذی ربما سمّیناه الوجود الخاص (ب، م، 3، 11)

أمزجة أربعة

- ما یحصل من الأمزجة الأربعة تبقی قواها و صورها و لا تفسد (ف، ع، 15، 4)

أمزجة مختلفة

- یجب أن یحصل من الأركان الأمزجة المختلفة، علی النسب التی بینها، المستعدة لقبول الأنفس النباتیة و الحیوانیة و الناطقة، من جهة الجوهر الذی هو سبب لأمر أكوان هذا العالم، و الأفلاك التی حركاتها مستدیرة علی شی‌ء ثابت غیر متحرّك، و من تحرّكها و مماسّة بعضها لبعض علی الترتیب تحصل الأركان الأربعة (ف، ع، 8، 11)

إمكان‌

- إنّما یوجد" لا نهایة" فی الإمكان (ك، ر، 198، 2)- لا فرق بین أن نقول" القوّة" أو" الإمكان".
فإنّ ما هو موجود بالقوّة منه ما هو بقوّته و إمكانه مسدّد نحو أن یحصل بالفعل فقط، و منه ما هو مسدّد لأن یحصل بالفعل و الّا یحصل، فیكون مسدّدا لمتقابلین (ف، حر، 119، 19)- إنّ الإمكان بعد هذا كلّه استعار من الواجب شبها، و اقتطع منه ظلّا، و استعار أیضا من الممتنع شبها، و استرق منه ظلا، و ذلك هو عدم ما. فصار من أجل الاستعارة و الاستراق ینقسم إلی مراتب ثلاث: إلی الأكثر، و الأقل، و الأوسط (تو، م، 211، 4)- أمّا الإمكان و الامتناع فإنّه یشار إلیهما بعد الاعتراف بالوجوب الذی قد نفذ سلطانه فیهما و ملكت سمته جملتهما و احتوت صفته علیهما (تو، م، 212، 17)- إنّ الإمكان الحقیقی هو الكائن فی حال العدم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 109
للشی‌ء و إن كان ما یوجد فوجوده ضروری (س، ن، 238، 13)- باطل أن یقال: الإمكان جوهر قائم بنفسه، لأنّه وصف مضاف إلی ما هو إمكانه، فلا یعقل قیامه بنفسه، فوجب لا محالة أن یكون له موضوع، فیرجع حاصل الإمكان إلی وصف المحل بقبول التغیّر (غ، م، 201، 22)- الإمكان … هو وصف إضافی إلی جوهر یقوم به (غ، م، 276، 5)- إنّ الإمكان لو استدعی شیئا موجودا یضاف إلیه و یقال إنّه إمكانه، لاستدعی الامتناع شیئا موجودا یقال إنّه امتناعه، و لیس للممتنع فی ذاته وجود، و لا مادة یطرأ علیها المحال حتی یضاف الامتناع إلی المادة (غ، ت، 66، 3)- إنّ الإمكان صنفان: صنف طبیعی و صنف إلهی. فالطبیعی هو الذی یدرك بالعلم و یقدر الإنسان علی الوقوف علیه من تلقائه. و أمّا الصنف الإلهی فإنّما یدرك بمعونة إلهیة (ج، ر، 141، 12)- إنّ الإمكان للشی‌ء متقدّم علی وجوده فی العقل، فإنّ الممكنات تكون ممكنة، ثمّ توجد.
و لا یصحّ أن یقال إنّها توجد، ثمّ تصیر ممكنة.
و الإمكان بمفهوم واحد یقع علی المختلفات.
ثمّ هو عرضیّ للماهیّة و یوصف به الماهیّة، فلیس الإمكان شیئا قائما بنفسه. و لیس بواجب الوجود، إذ لو وجب وجوده بذاته، لقام بنفسه؛ فما افتقر إلی إضافة إلی موضوع.
فیكون ممكنا إذن، فإمكانه یعقل قبل وجوده (سه، ر، 68، 13)- العدمیّات- كالسكون- أیضا أمر عقلیّ، فإنّ السكون إذا كان عبارة عن انتفاء الحركة فیما یتصوّر فیه الحركة، و الانتفاء لیس بأمر محقّق فی الأعیان و لكنّه فی الذهن معقول، و الإمكان أیضا أمر عقلیّ، فیلزم أن یكون الأعدام المقابلة كلّها أمورا عقلیّة (سه، ر، 70، 11)- إن تعقّل الإمكان غیر تعقّل الوجوب، لأنهما إن كانا واحدا كان اقتضاؤهما واحدا، و لیس كذا (سه، ر، 84، 12)- الإمكان … منه ما هو فی الفاعل، و هو إمكان الفعل. و منه ما هو فی المنفعل، و هو إمكان القبول. و لیس ظهور الحاجة فیهما إلی المرجّح علی التساوی (ش، ته، 28، 1)- من حججهم (الفلاسفة) فی أن الموجود المتحرّك لیس له مبدأ، و لا حادث لكلّیته:
إنه متی وضع حادثا وضع موجودا قبل أن یوجد. فإن الحدوث حركة، و الحركة ضرورة فی متحرّك، سواء وضعت الحركة فی زمان، أو فی الآن. و أیضا فإن كل حادث فهو ممكن الحدوث قبل أن یحدث. و إن كان المتكلمون ینازعون فی هذا الأصل، فسیأتی الكلام معهم فیه. و الإمكان لاحق ضروری من لواحق الموجود المتحرّك. فیلزم ضرورة، إن وضع حادثا أن یكون موجودا قبل أن یوجد (ش، ته، 60، 13)- الإمكان یتقدّم خروج الشی‌ء إلی الفعل؛ أعنی وجود الشی‌ء الممكن (ش، ته، 72، 19)- جحد تقدّم الإمكان للشی‌ء الممكن جحد للضروریات: فإن الممكن یقابله الممتنع من غیر وسط بینهما، فإن كان الشی‌ء لیس ممكنا قبل وجوده، فهو ممتنع ضرورة، و الممتنع إنزاله موجودا كذب محال. و أما إنزال الممكن موجودا فهو كذب ممكن، لا كذب مستحیل (ش، ته، 72، 22)- من یسلّم أن العالم كان قبل أن یوجد ممكنا إمكانا لم یزل، فإنه یلزمه أن یكون العالم أزلیا، لأن ما لم یزل ممكنا إن وضع أنه لم یزل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 110
موجودا لم یكن یلزم عن إنزاله محال، و ما كان ممكنا أن یكون أزلیا فواجب أن یكون أزلیا لأن الذی یمكن فیه أن یقبل الأزلیة لا یمكن فیه أن یكون فاسدا إلا لو أمكن أن یعود الفاسد أزلیا.
و لذلك ما یقول الحكیم (أرسطو)، إن الإمكان فی الأمور الأزلیة هو ضروری (ش، ته، 74، 21)- الإمكان یستدعی شیئا یقوم به و هو المحل القابل للشی‌ء الممكن، و ذلك أن الإمكان الذی من قبل القابل لیس ینبغی أن یعتقد فیه أنه الإمكان الذی من قبل الفاعل، و ذلك أن قولنا فی زید أنه یمكن أن یفعل كذا غیر قولنا فی المفعول أنه یمكن، و لذلك یشترط فی إمكان الفاعل إمكان القابل فإذا كان الفاعل لا یمكن أن یفعل ممتنعا، و إذا لم یمكن أن یكون الإمكان المتقدّم علی الحادث فی غیر موضوع أصلا و لا أمكن أن یكون الفاعل هو الموضوع، و لا الممكن، لأن الممكن إذا حصل بالفعل ارتفع الإمكان فلم یبق إلّا أن یكون الحامل للإمكان هو الشی‌ء القابل للممكن و هو المادة (ش، ته، 76، 2)- أما أن الإمكان یستدعی مادة موجودة فذلك بیّن فإن سائر المعقولات الصادقة لا بد أن تستدعی أمرا موجودا خارج النفس، إذ كان الصادق كما قیل فی حدّه: إنه الذی یوجد فی النفس علی ما هو علیه خارج النفس. فلا بد فی قولنا فی الشی‌ء: إنه ممكن أن یستدعی هذا الفهم شیئا یوجد فیه هذا الإمكان (ش، ته، 76، 22)- الامتناع هو سلب الإمكان، فإن كان الإمكان یستدعی موضوعا فإن الامتناع الذی هو سلب ذلك الإمكان یقتضی موضوعا أیضا؛ مثل قولنا: إن وجود الخلاء ممتنع لأن وجود الأبعاد مفارقة ممتنع خارج الأجسام الطبیعیة أو داخلها. و نقول: إن الضدین ممتنع وجودهما فی موضوع واحد. و نقول: إنه ممتنع أن یوجد الاثنان واحدا، و معنی ذلك فی الوجود. و هذا كله بیّن بنفسه (ش، ته، 77، 1)- إن الممكن یقال علی القابل و علی المقبول، و الذی یقال علی الموضوع یقابله الممتنع و الذی یقال علی المقبول یقابله الضروری.
و الذی یتصف بالإمكان الذی یقابله الممتنع لیس هو الذی یخرج من الإمكان إلی الفعل من جهة ما یخرج إلی الفعل، لأنه إذا خرج ارتفع عنه الإمكان، و إنما یتصف بالإمكان من جهة ما هو بالقوة. و الحامل لهذا الإمكان هو الموضوع الذی ینتقل من الوجود بالقوة إلی الوجود بالفعل، و ذلك بیّن من حد الممكن، فإن الممكن هو المعدوم الذی یتهیأ أن یوجد و ألا یوجد، و هذا المعدوم الممكن لیس هو ممكنا من جهة ما هو معدوم و لا من جهة ما هو موجود بالفعل، و إنما هو ممكن من جهة ما هو بالقوة. و لهذا قالت المعتزلة إن المعدوم هو ذات ما؛ أعنی المعدوم فی نفسه، من جهة ما هو بالقوة، أعنی أنه من جهة القوة و الإمكان الذی له یلزم أن یكون ذاتا ما فی نفسه فإن العدم ذات ما (ش، ته، 77، 15)- لا أعلم (ابن رشد) أحدا من الحكماء قال إن النفس حادثة حدوثا حقیقیا ثم قال إنها باقیة إلا ما حكاه (الغزالی) عن ابن سینا، و إنما الجمیع (قالوا) علی أن حدوثها هو إضافی، و هو اتصالها بالإمكانات الجسمیة القابلة لذلك الاتصال، كالإمكانات التی فی المرایا لاتصال شعاع الشمس بها، و هذا الإمكان عندهم لیس هو من طبیعة إمكان الصور الحادثة الفاسدة، بل هو إمكان علی نحو ما یزعمون أن البرهان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 111
أدّی إلیه، و أنّ الحامل لهذا الإمكان طبیعة غیر طبیعة الهیولی (ش، ته، 78، 25)- الإمكان هو كلّی، له جزئیات موجودة خارج الذهن كسائر الكلّیات، و لیس العلم علما للمعنی الكلّی و لكنه علم للجزئیات بنحو كلّی یفعله الذهن فی الجزئیات عند ما یجرّد منها الطبیعة الواحدة المشتركة التی انقسمت فی المواد، فالكلّی لیست طبیعته طبیعة الأشیاء التی هو لها كلّی (ش، ته، 80، 11)- لا یمتنع أن یوجد من الكمالات التی تجری مجری الهیئات ما یفارق محلّه مثل الملّاح فی السفینة و الصانع مع الآلة التی یفعل بها، فإن كان البدن كالآلة للنفس، فهی هیئة مفارقة.
و لیس الإمكان الذی فی الآلة كالإمكان الذی فی الفاعل، بل توجد الآلة فی الحالتین جمیعا أعنی الإمكان الذی فی المنفعل و الإمكان الذی فی الفاعل، و لذلك كانت الآلات محرّكة و متحرّكة، فمن جهة أنها محرّكة یوجد فیها الإمكان الذی فی الفاعل، و من جهة أنها متحرّكة یوجد فیها الإمكان الذی فی القابل، فلیس یلزمهم من وضع النفس مفارقة أن یوضع الإمكان الذی فی القابل هو بعینه الإمكان الذی فی الفاعل. و أیضا الإمكان الذی فی الفاعل عند الفلاسفة لیس حكما عقلیا فقط، بل حكم علی شی‌ء خارج النفس (ش، ته، 82، 10)- لا یمتنع أن یوجد من الكمالات التی تجری مجری الهیئات ما یفارق محلّه مثل الملّاح فی السفینة و الصانع مع الآلة التی یفعل بها، فإن كان البدن كالآلة للنفس، فهی هیئة مفارقة.
و لیس الإمكان الذی فی الآلة كالإمكان الذی فی الفاعل، بل توجد الآلة فی الحالتین جمیعا أعنی الإمكان الذی فی المنفعل و الإمكان الذی فی الفاعل، و لذلك كانت الآلات محرّكة و متحرّكة، فمن جهة أنها محرّكة یوجد فیها الإمكان الذی فی الفاعل، و من جهة أنها متحرّكة یوجد فیها الإمكان الذی فی القابل، فلیس یلزمهم من وضع النفس مفارقة أن یوضع الإمكان الذی فی القابل هو بعینه الإمكان الذی فی الفاعل. و أیضا الإمكان الذی فی الفاعل عند الفلاسفة لیس حكما عقلیا فقط، بل حكم علی شی‌ء خارج النفس (ش، ته، 82، 11)- إذا كان الزمان مقارنا للإمكان و الإمكان مقارنا للوجود المتحرّك فالوجود المتحرّك لا أول له (ش، ته، 85، 7)- الإمكان هو صفة فی الشی‌ء غیر الشی‌ء الذی فیه الإمكان (ش، ته، 122، 6)- كما لا توجد صورة لا فعل لها كذلك لا یوجد إمكان لا یخرج إلی الفعل (ش، سم، 54، 5)- الإمكان أمر وجودی (ر، م، 118، 21)- إنّ الإمكان لیس وصفا ثبوتیّا (ر، م، 119، 15)- إنّ الإمكان محوج إلی السبب (ر، م، 125، 11)- الإمكان أمر إضافی نسبی فلا یكون جوهرا (ر، م، 136، 6)- لمّا سمّوا (الفلاسفة) الإمكان بالقوة سمّوا الأمر الذی یتعلّق به الإمكان و هو الحصول و الوجود بالفعل (ر، م، 380، 3)- إن الحدوث من حیث هو حدوث مانع عن الاحتیاج، و إنّما المحوج هو الإمكان (ر، م، 492، 8)- الإمكان وحده غیر صالح للعلّیة (ر، م، 495، 19)- الإمكان أمر عدمی و الأمور العدمیة غیر صالحة للمؤثّریة، فالإمكان غیر صالح للمؤثّریة (ر، م، 496، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 112
- كل حادث فإنّه مسبوق بإمكان حدوثه، و ذلك الإمكان یستدعی محلّا (ر، ل، 49، 17)- الإمكان ثبوتی و لیس هو عبارة عن تمكّن القادر من التأثیر (ر، ل، 93، 7)- الإمكان صفة للممكن و الصفة مفتقرة إلی الموصوف و المفتقر إلی الممكن أولی بالإمكان (ر، ل، 93، 15)- إنّ الإمكان وصف ثابت فی الذهن لا تحقّق له فی الخارج (ر، مح، 61، 13)- الإمكان عدم اقتضاء الذات الوجود و العدم (جر، ت، 37، 12)- معنی الوجوب عدم صلاحیة العدم أصلا، و معنی الامتناع عدم صلاحیة الوجود أصلا، و معنی الإمكان صلاحیة كلیهما فی الجملة (ط، ت، 114، 8)- الإمكان أمر وجودی، لأنّه لو كان عدمیّا لم یتحقّق إلّا باعتبار العقل (ط، ت، 114، 11)- لا نسلّم (الطوسی) أنّ الإمكان وجودی، أی موجود فی الخارج (ط، ت، 116، 9)- إنّ الإمكان لا بدّ و أن یكون بالقیاس إلی وجود (ط، ت، 118، 18)- الإمكان و الوجوب لا تحقّق لهما فی الخارج، بل هما اعتباریان عقلیان (ط، ت، 144، 12)- معنی الإمكان استواء طرفی الوجود و العدم بالنسبة إلی ذات الممكن (ط، ت، 152، 9)

إمكان الأزلیة

- إنّ أزلیة الإمكان غیر إمكان الأزلیة، و غیر مستلزم له … فالأزل فی المعنی ظرف للإمكان، فیلزم كون ذلك الشی‌ء متّصفا بالإمكان اتّصافا مستمرّا غیر مسبوق بعدم الاتّصاف (ط، ت، 111، 8)

إمكان استعدادی‌

- الإمكان الاستعدادی و یسمّی الإمكان الوقوعیّ أیضا و هو ما لا یكون طرفه المخالف واجبا لا بالذات و لا بالغیر و لو فرض وقوع الطرف الموافق لا یلزم المحال بوجه. و الأوّل أهمّ من الثانی مطلقا (جر، ت، 37، 15)- إنّ الحیوان حین ما كانت مادّته بصورة النطفة أبعد من الوجود، و موجده أبعد من إیجاده منه إذا كانت مادّته بصورة المضغة. و هو المسمّی بالإمكان الاستعدادی. و هو غیر الإمكان الذاتی، لأنّه أمر موجود من قبیل الكیف دون الإمكان الذاتی فإنّه اعتبار عقلی كما عرفت.
و لأنّه بالنسبة إلی كل حادث متعدّد، بل غیر متناه، دون الذاتی فإنّه واحد. و لأنّه غیر لازم لماهیة الممكن، دون الذاتی فإنّه لازم لها ممتنع الانفكاك عنها. و لأنّه حالّ فی مادة الحادث لا فیه، دون الذاتی فإنّ محلّه الممكن نفسه. و لأنّه متفاوت بالقرب و البعد، و القوة و الضعف دون الذاتی فإنّه لا یتفاوت أصلا (ط، ت، 121، 13)

إمكان خاص‌

- الإمكان الخاصّ و هو سلب الضرورة عن الطرفین نحو كل إنسان كاتب فإنّ الكتابة و عدم الكتابة لیس بضروری له (جر، ت، 37، 18)

إمكان ذاتی‌

- الإمكان الذاتی هو ما لا یكون طرفه المخالف واجبا بالذات و إن كان واجبا بالغیر (جر، ت، 37، 13)- إنّ الحیوان حین ما كانت مادّته بصورة النطفة أبعد من الوجود، و موجده أبعد من إیجاده منه إذا كانت مادّته بصورة المضغة. و هو المسمّی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 113
بالإمكان الاستعدادی. و هو غیر الإمكان الذاتی، لأنّه أمر موجود من قبیل الكیف دون الإمكان الذاتی فإنّه اعتبار عقلی كما عرفت.
و لأنّه بالنسبة إلی كل حادث متعدّد، بل غیر متناه، دون الذاتی فإنّه واحد. و لأنّه غیر لازم لماهیة الممكن، دون الذاتی فإنّه لازم لها ممتنع الانفكاك عنها. و لأنّه حالّ فی مادة الحادث لا فیه، دون الذاتی فإنّ محلّه الممكن نفسه. و لأنّه متفاوت بالقرب و البعد، و القوة و الضعف دون الذاتی فإنّه لا یتفاوت أصلا (ط، ت، 121، 13)

إمكان الشی‌ء

- إنّ أزلیة إمكان الشی‌ء لا تستلزم صحّة وجوده الأزلی، بل الأمر بالعكس. فإنّ إمكان جمیع الحوادث أزلی، و وجودها فی الأزل غیر صحیح. و صحّة الإیجاد الأزلی متوقّفة علی صحّة الوجود الأزلی (ط، ت، 111، 2)- إمكان الشی‌ء إنّما هو بالنسبة إلی وجوده و عدمه (ط، ت، 115، 6)- إمكان كل شی‌ء لازم له بالنظر إلی ذاته، لا ینفكّ عنه أبدا (ط، ت، 243، 9)

إمكان عام‌

- الإمكان العام وصف عدمی (ر، م، 118، 11)- الإمكان العامّ و هو سلب الضرورة عن أحد الطرفین كقولنا كلّ نار حارّة فإنّ الحرارة ضروریّة بالنسبة إلی النار و عدمها لیس بضروری و إلّا لكان الخاصّ أعمّ مطلقا (جر، ت، 37، 20)

إمكان العدم‌

- یسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و إمكان العدم قوة الفساد (غ، ت، 201، 15)- إنّ إمكان الوجود بعینه هو إمكان العدم (ر، م، 127، 21)

إمكان الفاعل و القابل‌

- الإمكان الذی فی الفاعل، فقد یظن فی كثیر منه أنه لا یحتاج فی خروجه إلی الفعل، إلی المرجّح من خارج؛ لأن انتقال الفاعل من أن لا یفعل، إلی أن فعل، قد یظن فی كثیر منه أنه لیس تغیّرا یحتاج إلی مغیّر. مثل انتقال المهندس من أن لا یهندس إلی أن یهندس، و انتقال المعلّم من أن لا یعلّم إلی أن یعلّم (ش، ته، 28، 9)- الإمكان یستدعی شیئا یقوم به و هو المحل القابل للشی‌ء الممكن، و ذلك أن الإمكان الذی من قبل القابل لیس ینبغی أن یعتقد فیه أنه الإمكان الذی من قبل الفاعل، و ذلك أن قولنا فی زید أنه یمكن أن یفعل كذا غیر قولنا فی المفعول أنه یمكن، و لذلك یشترط فی إمكان الفاعل إمكان القابل فإذا كان الفاعل لا یمكن أن یفعل ممتنعا، و إذا لم یمكن أن یكون الإمكان المتقدّم علی الحادث فی غیر موضوع أصلا و لا أمكن أن یكون الفاعل هو الموضوع، و لا الممكن، لأن الممكن إذا حصل بالفعل ارتفع الإمكان فلم یبق إلا أن یكون الحامل للإمكان هو الشی‌ء القابل للممكن و هو المادة (ش، ته، 75، 26)

إمكان المنفعل‌

- الإمكان الذی فی المنفعل، مشهور حاجته إلی المرجّح من خارج (ش، ته، 28، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 114

إمكان الممكنات‌

- إنّ إمكان الممكنات: إمّا أن یكون واجبا أو ممكنا. فإن كان واجبا فالممكن ممكن أبدا بالضرورة فإذا الممكن فی وقت ممكن فی كل وقت، و إن كان ثبوت الإمكان ممكنا فإمكان الإمكان حاصل و هو متضمّن للإمكان (ر، م، 132، 14)

إمكان الوجود

- إمكان الوجود إنّما هو بالإضافة إلی ما هو إمكان وجود له، فلیس إمكان الوجود جوهرا لا فی موضوع، فهو إذن معنی فی موضوع و عارض لموضوع (س، شأ، 182، 13)- نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 16)- إمكان الوجود وصف إضافی لا قوام له بنفسه، فلا بدّ له من محلّ یضاف إلیه، و لا محلّ إلّا المادة فیضاف إلیها، كما یقال: هذه المادة قابلة للحرارة و البرودة، أو السواد و البیاض، أو الحركة و السكون، أی ممكن لها حدوث هذه الكیفیات و طریان هذه التغیّرات، فیكون الإمكان وصفا للمادة (غ، ت، 64، 20)- إنّ إمكان الوجود لا ینقطع، فكذلك الوجود الممكن یجوز أن یكون علی وفق الإمكان (غ، ت، 70، 13)- إمكان الوجود له من ذاته، و وجوده من غیره (غ، ت، 90، 16)- إنّ إمكان الوجود ضروری فی كل معلول (غ، ت، 92، 16)- إمكان الوجود وصف إضافی لا یقوم إلّا بشی‌ء حتی یكون إمكانا بالإضافة إلیه (غ، ت، 201، 15)- یسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و إمكان العدم قوة الفساد (غ، ت، 201، 15)- إمكان الوجود عرض إضافی إلی الشی‌ء الموجود بالقوة، و الإمكان یبطل إذا صار موجودا بالفعل (بغ، م 1، 373، 4)- إنّ إمكان الوجود بعینه هو إمكان العدم (ر، م، 127، 21)

إمكان و فعل‌

- إن الإمكان و الفعل متناقضان لا یجتمعان فی آن واحد (ش، ته، 72، 25)

إمكان و قوة

- الإمكان و القوة إنما یقالان بالإضافة إلی الفعل (ش، سم، 54، 6)

إمكان وقوعی‌

- الإمكان الاستعدادی و یسمّی الإمكان الوقوعیّ أیضا و هو ما لا یكون طرفه المخالف واجبا لا بالذات و لا بالغیر و لو فرض وقوع الطرف الموافق لا یلزم المحال بوجه. و الأوّل أهمّ من الثانی مطلقا (جر، ت، 37، 15)

إمكان و مادة

- الإمكان و المادة لا زمان لكل حادث، و أنه إن وجد موجود قائم بذاته فلیس یمكن علیه العدم و لا الحدوث (ش، ته، 91، 18)

إمكانات الأشیاء

- إمكانات الأشیاء هی من الأمور اللازمة للأشیاء، سواء كانت متقدّمة علی الأشیاء،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 115
أو مع الأشیاء، علی ما یری ذلك قوم. فهی ضرورة بعدد الأشیاء (ش، ته، 42، 28)

أمكنة أولی‌

- إنّ الأمكنة الأولی للأجسام البسیطة (س، ن، 136، 2)

أمور

- الأمور التی قبلنا لكل منها ماهیّة و هویّة و لیست ماهیّته هویّته و لا داخلة فی هویّته، و لو كانت ماهیّة الإنسان هویّته لكان تصوّرك ماهیّة الإنسان تصوّرا لهوّیته فكنت إذا تصوّرت ما الإنسان تصوّرت هو الإنسان فعلمت وجوده و لكان كل تصوّر یستدعی تصدیقا. و لا الهویّة داخلة فی ماهیّة هذه الأشیاء و إلّا لكان مقوّما لا یستكمل تصوّر الماهیّة دونه و یستحیل رفعه عن الماهیّة توهّما، و كان قیاس الهویّة من الإنسان قیاس الجسمیّة و الحیوانیّة، و كان كما أن من یفهم الإنسان إنسانا لا یشك فی أنه جسم أو حیوان إذا فهم الجسم و الحیوان كذلك لا یشك فی أنه موجود و لیس كذلك بل یشك ما لم یقم حس أو دلیل. فالوجود و الهویّة لما یلینا من الموجودات لیس من جملة المقوّمات فهو من العوارض اللازمة (ف، ف، 2، 2)

أمور اتفاقیة

- كل أمر هو من الأمور الاتفاقیة فإنه لا سبیل إلی أن یعلم و یضبط و یوقف علیه البتة بجهة من الجهات (ف، فض، 3، 12)- لو لم تكن فی العالم أمور اتفاقیة لیست لها أسباب معلومة، لارتفع الخوف و الرجاء، و إذا ارتفعا لم یوجد فی الأمور الإنسانیة نظام البتة لا فی الشرعیات و لا فی السیاسیات لأنه لو لا الخوف و الرجاء لما اكتسب أحد شیئا لغده، و لما أطاع مرءوس لرئیسه و لما عنی رئیس بمرءوسه، و لما أحسن أحد إلی غیره، و لما أطیع اللّه، و لما قدّم معروف (ف، فض، 3، 17)

أمور أزلیة

- نقول فی الأمور الأزلیة أنها لیست فی زمان إذ كان الزمان لیس ینطبق علی وجودها و لا یفضل علیها بطرفیه علی ما شأنه أن یوجد للأشیاء الموجودة فیه (ش، سط، 76، 2)- الأمور الأزلیة فإن المتقدّم فیها یلزم المتأخّر و المتأخّر المتقدّم؛ و مثال ذلك إذا وجد المنقلب الشتوی وجد ضرورة المنقلب الصیفی (ش، سك، 122، 5)- الأمور الأزلیة لیس تشوبها القوة المطلقة، أعنی التی تكون فی الجوهر (ش، ما، 109، 9)

أمور إلهیة

- إنّ الأمور الإلهیة هی الصور المجرّدة من الهیولی و هی جواهر باقیة خالدة لا یعرض لها الفساد و الآفات كما یعرض للأمور الجسمانیة (ص، ر 2، 17، 12)- أما الأمور الإلهیة الروحانیة فحدوثها دفعة واحدة مرتّبة منتظمة بلا زمان و لا مكان و لا هیولی ذات كیان، بل بقوله" كن فیكون" (ص، ر 3، 331، 14)- أما الأمور الإلهیة المبرهنة فهی أشیاء لا تدركها الحواس و لا تتصوّرها الأوهام، و لكن الدلیل و البراهین الصادقة باعثة للعقول إلی الإقرار بها و القبول لها (ص، ر 3، 374، 12)- الأمور الإلهیة عویصات تتأبّی أن تستقلّ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 116
بإدراكها عقول البشر، و معضلات لا یتأتّی أن یتوصّل إلیها بمجرّد الفكر و النظر (ط، ت، 51، 2)

أمور بختیة

- الأمور البختیة لها أسباب متقدّمة، إما طبیعیة، و إما قسریة، و إما اختیاریة (س، شط، 61، 9)

أمور بسیطة

- إنه لیس یطلب فی الأمور البسیطة الغیر مركّبة لا مطلب لم هو و لا ما هو بل الطلب یكون فی هذه بنوع آخر (ش، ت، 1016، 6)

أمور تعالمیة

- إن الأشیاء الطبیعیة … بخلاف الأمور التعالمیة، و ذلك أن الأشیاء الطبیعیة لیس یمكن أن تفهم ماهیّاتها دون حركة و لا حسّ كما یمكن أن تفهم ماهیّات التعالمیة … و لهذا السبب الذی اقتضی وجود صورة الحیوان فی مادة لیس یمكن أن یوجد حیوان دون أن تكون له أجزاء عنصریة (ش، ت، 930، 18)

أمور جزئیة

- الأمور الجزئیة لا نهایة لها، و ما لا نهایة له غیر منحصر (ش، ت، 237، 9)- الأمور الجزئیة فی تغیّر دائم (ش، ت، 237، 10)

أمور جسمانیة

- أما الأمور الجسمانیة فثلاثة أنواع: منها ما هی ظاهرة جلیة، و منها ما هی لطیفة دقیقة، و منها ما هی بین ذلك (ص، ر 4، 45، 10)

أمور خاصة

- العام أبدا عندنا أعرف من الخاصّ لأن الإحساسات التی تحدث لنا فی أول الأمر و التخیّلات غیر منفصلة و لا متمیّزة، و لیس الأمر عند الطبیعة كذلك لأن المعروفة عند الطبیعة هی الأمور الخاصة التی منها نعمل الأشیاء كالحال فی الصنائع العملیة (ش، سط، 31، 4)

أمور روحانیة

- الأمور الروحانیة الإلهیة هی العقل الفعّال و النفس الكلّیة و الهیولی الأولی و الصور المجرّدة (ص، ر 3، 331، 15)- أما الأمور الروحانیة فهی تنقسم ثلاثة أنواع:
فمنها ما هی قریبة من الأوهام، و منها ما هی بعیدة لا یمكن الأفكار تصوّرها و الأوهام تخیّلها، و منها ما بین ذلك (ص، ر 4، 45، 13)

أمور ریاضیة

- الأمور الریاضیة فإنّها ثلاثة أنواع: فمنها ما هی قریبة من الأوهام یكفی أدنی تأمّل منها، و منها ما هی بعیدة جدّا تحتاج إلی تأمّل شدید و بحث دقیق فی تصوّرها، و منها ما هی بین ذلك (ص، ر 4، 45، 16)

أمور صناعیة

- إن الأمور الصناعیة تشترك مع الأمور الطبیعیة فی تلك الثلاثة الأمور، أعنی أنها من عنصر و أنها بشی‌ء ما و أنها عن شی‌ء ما، و ذلك أنه یلفی لكل واحد منهما شی‌ء یمكن أن یقبل الصورة الطبیعیة و الصناعیة أو لا یقبلها. و ما هو بهذه الصفة فهو المسمّی عنصرا و مادة و هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 117
الذی منه طبع الكل … و یشترك أیضا الشی‌ء المتكوّن الذی له الصورة و الطبع، فإن المكوّن له طبع و صورة مثل الإنسان فی الأمور الطبیعیة و البیت فی الأمور الصناعیة و الشی‌ء المكوّن له فی الصورة و الطبع، و هذا هو الذی دل علیه بقوله (أرسطو) و الذی به الطبع الذی یقال بالصورة أو شبیه بالصورة و هی فی أخر فإن الإنسان یلد إنسانا … و أما المتكوّنات الأخر ما عدی التی فی الجواهر فهی أخصّ باسم الأفاعیل منها باسم المتكوّنات (ش، ت، 840، 6)- الترتیب الذی فی الأمور الصناعیة … صادر عن فاعل مرید، و هو الصانع (ش، م، 204، 8)- الحال فی الأمور الطبیعیة كالحال فی الأمور الصناعیة. و كما أن اللبن و الحجارة إنما وجدت فی البیت فی الاضطرار لمكان صورة البیت. كذلك المادة و الأمور المادیة إنما وجدت من أجل الصورة، و ذلك ظاهر عند التأمل إذا كانت هی الغایة الأولی فی الكون (ش، سط، 42، 8)- أما الأمور الصناعیة ففصولها هی أعراض (ش، ما، 85، 17)

أمور ضروریة

- الأمور الضروریة: فإما أن تتصف بشی‌ء كائن لها دائما أو بشی‌ء لا یكون لها دائما … مثل أنه إما أن یصدق دائما أنه و لا واحد من الأعداد عدد تامّ، أو كل عدد فهو تامّ، أو بعضه تام و بعضها لیس بتامّ (ش، ت، 1232، 2)

أمور طبیعیة

- لا حاجة بالجملة فی أن یوجد شی‌ء من الأمور الطبیعیّة- لا جوهر و لا عرض- إلی خلاء أصلا (ف، ط، 95، 17)- الغایات فی الأمور الطبیعیة هی نفس وجود الصور فی المادة لأن طبیعة ما إنما تتحرّك لتحصل صورة ما فی مادة (ف، ت، 18، 6)- إنّ الأمور الطبیعیة أحدثت و أبدعت علی تدریج ممرّ الدهور و الأزمان، و ذلك أنّ الهیولی الكلّی أعنی الجسم المطلق قد أتی علیه دهر طویل إلی أن تمخّض و تمیّز اللطیف منه من الكثیف (ص، ر 3، 331، 6)- الحال فی الأمور الطبیعیة كالحال فی الأمور الصناعیة. و كما أن اللبن و الحجارة إنما وجدت فی البیت فی الاضطرار لمكان صورة البیت، كذلك المادة و الأمور المادیة إنما وجدت من أجل الصورة، و ذلك ظاهر عند التأمل إذا كانت هی الغایة الأولی فی الكون (ش، سط، 42، 7)- لیس یحتاج فی الأمور الطبیعیة إلی إدخال صورة مفارقة فی شی‌ء من المتكوّنات ما عدا العقل الإنسانی، و هذا هو الصحیح من مذهب أرسطو (ش، ما، 77، 1)- الأمور الطبیعیة هی التی یتوقّف تعقّلها علی تعقّل مادة معیّنة معها مثل الإنسانیة فإنّه لا یمكن تعقّلها إلّا فی مادة معیّنة (ر، م، 108، 17)

أمور العالم‌

- إنّ أمور العالم نوعان: كلّیات و جزئیات لا غیر، فإذا أخذ الإنسان یفكّر فی كلّیاتها و یعتبر أحوالها و تصاریفها و یبحث عن الحكمة فیها بانت له و أمكنه أن یعرفها بحقائقها و أرشد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 118
إلیها، فكلما تقدّم فیه زاد هدایة و یقینا و نورا و استبصارا و تحقّقا و ازداد من اللّه قربا و كرامة.
و إذا أخذ یتفكّر فی جزئیاتها و البحث عنها و عن عللها خفیت و انغلقت مناحیها، و كلّما ازداد تفكّرا ازداد تحیّرا و شكوكا و من اللّه بعدا و كان قلبه من أجل ذلك فی عذاب ألیم (ص، ر 4، 41، 10)

أمور عامة

- الأمور العامّة هی ما لا یختصّ بقسم من أقسام الموجود التی هی الواجب و الجوهر و العرض (جر، ت، 38، 10)

أمور عقلیة معقولة

- إنّ جمیع الموجودات و سائر المصنوعات لما بدت و وجدت فی العالم وقع الاختلاف فیها و السؤال عنها من جهة ثلاثة أنواع یحصرها جنس واحد. فأول ذلك الترتیب الأول المرتّب كان فی النفس أولا بالقوة و الأمور العقلیة المعقولة و هی صورة أعیان بسائط المركّبات و الموجودات بالترتیب. و الثانی هی الأمور المحسوسة، ثم البرهان یقتضی علّتها و یبیّن معانیها و یعرف الناظر فیها و السائل عنها معرفة كیفیّتها معقولة فی غایة التجرّد النفسانی و كونها بعدها محسوسة فی العالم الجسمانی (ص، ر 3، 102، 15)

أمور فی الاعتقاد

- الأمور الموجودة لشی‌ء ما فی الاعتقاد إمّا صادقة و إمّا كاذبة، و إمّا بالذات و إمّا بالعرض، و إمّا یقینیة و إمّا مظنونة. و ظاهر عند من كان له بصر بصناعة المنطق أنّ الیقینیة إنّما تكون صادقة ضرورة. و أمّا المظنونة فقد تكون كاذبة و تكون صادقة (ج، ر، 51، 19)

أمور فی الفكرة

- لیس شی‌ء من الأمور الموجودة فی الفكرة یقال فیها إنها موجودة بإطلاق علی ما هو الشی‌ء خارج النفس (ش، ت، 741، 10)

أمور كائنة فاسدة

- للسماء طبیعة موجودة خاصّة بها غیر التی للكائنة الفاسدة إذ كانت السماء موجودة دائما أی فی جمیع الأزمنة الثّلاثة الماضی و الحاضر و المستقبل، و الأمور الكائنة الفاسدة متغیّرة (ش، ت، 108، 14)

أمور كلیة

- الأمور الكلّیّة لا وجود لها فی الخارج و ما لا یكون موجودا فی الخارج امتنع أن یوجد فیه الجسم فی الخارج (ر، م، 140، 14)

أمور مبرهنة

- أما الأمور المبرهنة فهی أشیاء لا تدرك إلّا بمواد العلم و صحة العقل، و هی أمور یكون مبدؤها من أمور إلهیة و أشخاص ملكیة تضطرّ العقول إلی الإقرار بها و الإذعان لصحّتها و التمسّك بمعرفتها كما بیّن فی كتب الهندسة و صحّة الدلیل (ص، ر 3، 102، 24)

أمور متكوّنة من ذاتها

- أما الأمور المتكوّنة من ذاتها فالتی هی منها بالقوة هی جمیع الأشیاء التی لا یكون فیها شی‌ء یحتاج إلی مبدأ محرّك لها من خارج حتی تصیر بالقوة ذلك الشی‌ء … مثل المنیّ فإنه لیس إذا كان موجودا فی شی‌ء آخر یحتاج فیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 119
إلی مغیّر یغیّره و حینئذ یكون منیّا، فإنه حینئذ یقال فیه إنه بالقوة مثل كونه دما فی العروق بل إذا صار منیّا بالفعل و حصلت فیه القوة التی هو بها منیّ (ش، ت، 1171، 9)

أمور محدودة

- الأمور المحدودة أما فی بعضها فماهیّاتها هی هی ذواتها، أی ماهیّاتها هی التی تعرف ذواتها من طریق ما هی و هی التی یقال فیها إن المحمول هو جوهر الموضوع مثل ما یوجد للجواهر الأول، مثل الانعطاف و ما هو الانعطاف (ش، ت، 940، 14)

أمور محسوسة

- ینبغی لمن یرید النظر فی البراهین المنطقیة أن یكون قد ارتاض فی البراهین الهندسیة أولا و قد أخذ منها طرفا لأنّها أقرب من فهم المتعلّمین و أسهل علی المتأمّلین، لأنّ مثالاتها محسوسة مرئیة بالبصر و إن كانت معانیها مسموعة و معقولة لأنّ الأمور المحسوسة أقرب إلی فهم المتعلّمین (ص، ر 1، 357، 5)- إنّ جمیع الموجودات و سائر المصنوعات لما بدت و وجدت فی العالم وقع الاختلاف فیها و السؤال عنها من جهة ثلاثة أنواع یحصرها جنس واحد. فأول ذلك الترتیب الأول المرتّب كان فی النفس أولا بالقوة و الأمور العقلیة المعقولة و هی صورة أعیان بسائط المركّبات و الموجودات بالترتیب. و الثانی هی الأمور المحسوسة، ثم البرهان یقتضی علّتها و یبیّن معانیها و یعرف الناظر فیها و السائل عنها معرفة كیفیّتها معقولة فی غایة التجرّد النفسانی و كونها بعدها محسوسة فی العالم الجسمانی (ص، ر 3، 102، 16)- أما الأمور المحسوسة فهی صور فی الهیولی تدركها الحواس المباشرة لها و تنفعل عنها (ص، ر 3، 374، 7)- الاختلاف فی كل المحسوسات كثیر و كذلك فی كل الموجودات التی هی من قبل الأمور المحسوسة (ش، ت، 423، 16)- الأمور المحسوسة كلها إما أن تكون أجساما كالماء و الهواء و الأرض، و إما أن تكون ذوات أجسام كالنبات و الحیوان، أعنی إما أن تكون بسائط و إما مركّبة عن البسائط (ش، سم، 25، 5)- الأمور المحسوسة منها قریبة، و منها بعیدة، و القریبة معدودة فیها بالذات، و البعیدة معدودة فیها بالعرض. و الذی بالذات منها ما هی خاصّة بحاسّة حاسّة و منها مشتركة لأكثر من حاسّة واحدة؛ فالخاصّة هی مثل الألوان للبصر، و الأصوات للسمع و الطعوم للذوق، و الرائحة للشم، و الحرارة و البرودة للمس؛ و أما المشتركة لأكثر من خاصّة واحدة فالحركة و السكون و العدد و الشكل و المقدار (ش، ن، 48، 1)

أمور مركّبة

- الأشیاء البسیطة لیس لها سبب فیما یصدر عنها الأنفس طبائعها و صورها، و أما الأمور المركّبة فتلفی لها أسباب فاعلة غیر صورها، و هی التی أوجبت تركّبها و اقتران أجزائها بعضها إلی بعض. مثال ذلك: إن الأرض لیس لها سبب فی أن كانت تهوی إلی أسفل إلا صفة الأرضیة، و لیس للنار سبب فی أن تعلو إلی فوق الأنفس طبیعتها و صورتها، و بهذه الطبیعة قیل أنها مضادة للأرض، و كذلك الفوق و الأسفل لیس لهما سبب به صارت إحدی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 120
الجهتین أعلی و الأخری أسفل، بل ذلك بمقتضی طباعهما (ش، ته، 274، 19)

أمور مشكّلة

- إنّ الأمور المشكّلة كثیرة لا یحصی عددها إلّا اللّه تعالی و لكن یجمعها كلها ثلاثة أنواع:
فمنها ما هی أمور جسمانیة طبیعیة محسوسة، و منها ما هی أمور روحانیة معقولة، و منها ما هی أمور ریاضیة متوسّطة بین الجسمانیة و الروحانیة (ص، ر 4، 45، 7)

أمور مصنوعة

- كما أنه لو لم یكن هاهنا أسباب ضروریة فی وجود الأمور المصنوعة لم تكن هنا لك صناعة أصلا، و لا حكمة تنسب إلی الصانع دون من لیس بصانع (ش، م، 145، 11)

أمور معقولة

- أما الأمور المعقولة فهی رسوم تلك المحسوسات التی أدّتها الحواس إلی القوة المتخیّلة إذا بقیت مصوّرة فی الأوهام بعد غیبة المحسوسات عن مباشرة الحواس لها (ص، ر 3، 374، 9)- إنّ الأمور المعقولة التی نتوصّل إلی اكتسابها بعد الجهل بها، إنّما نتوصّل إلی اكتسابها بحصول الحدّ الأوسط فی القیاس. و هذا الحدّ الأوسط قد یحصل بضربین من الحصول: فتارة یحصل بالحدس؛ و الحدس هو فعل الذهن یستنبط به بذاته الحدّ الأوسط؛ و الذكاء قوة الحدس. و تارة یحصل بالتعلیم؛ و مبادئ التعلیم الحدس، فإنّ الأشیاء تنتهی لا محالة إلی حدوس استنبطها أرباب تلك الحدوس، ثم أدّوها إلی المتعلّمین (س، ف، 122، 6)- الأمور المعقولة لا تخلو: إمّا أن تكون بریئة عن المادة، و التعلّق بالأجسام المتغیّرة المتحرّكة. كذات اللّه تعالی، و ذات العقل، و العلّة، و المعلول، و الموافقة، و المخالفة، و الوجود، و العدم؛ و نظائرها. فإنّ هذه الأمور یستحیل ثبوت بعضها للمواد، كذات العقل.
و أمّا بعضها فلا یجب لها أن یكون فی المواد، و إن كان قد یعرض ذلك، كالوحدة و العلّة؛ فإنّ الجسم أیضا قد یوصف بكونه علّة واحدة، كما یوصف العقل، و لكن لیس من ضرورتها أن تكون فی المواد. و إمّا أن تكون متعلّقة بالمادة:
و هذا لا یخلو: إمّا أن یكون بحیث یحتاج إلی مادة معیّنة كالإنسان، و النبات و المعادن، و السماء، و الأرض، و سائر أنواع الأجسام.
و إمّا أن یمكن تحصیلها فی الوهم بریئة عن مادة معیّنة: كالمثلّث، و المربّع، و المستطیل، و المدوّر (غ، م، 136، 10)

أمور ممكنة

- الأمور الممكنة التی وجودها و لا جودها متساویان لیس أحدهما أولی من الآخر لا یوجد علیها قیاس البتة إذ القیاس إنما توجد له نتیجة واحدة فقط إما موجبة و إما سالبة (ف، فض، 4، 13)- لمّا كانت الأمور الممكنة مجهولة سمّی كل مجهول ممكنا و لیس الأمر كذلك إذ العكس فی هذه القضیة غیر صحیح علی المساواة لكنه علی جهة الخصوص و العموم، فإنّ كل ممكن مجهول و لیس كل مجهول بممكن (ف، فض، 6، 4)

أمور ممكنة الوجود

- الأمور الممكنة الوجود: أما إذا وجد المتقدّم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 121
منها فلیس یلزم ضرورة عنه وجود المتأخّر.
و مثال ذلك أنه إذا وجد الأساس لم یلزم وجود البیت؛ و أما إذا وجد المتأخّر منها فإنه یلزم ضرورة وجود المتقدّم. و مثال ذلك إذا وجد بیت فقد كانت أساسات و حجارة بالضرورة (ش، سك، 121، 23)

آن‌

- تكون الحركات متساویة- عن غیر إرادة- و تسمّی (نفسا نباتیة). أو حركة مع إرادة، أو علی لون واحد، أو ألوان كثیرة كیف ما كانت، و تسمّی (النفس الحیوانیة) و (النفس الفلكیة).
و الحركة تتصل بها أشیاء تسمّی (زمانا) و مقطع الزمان یسمی (آنا) (ف، ع، 10، 12)- الآن فصل الزمان و طرف أجزائه المفروضة فیه، ینفصل به كل جزء فی حدّه و یتّصل بغیره (س، ع، 27، 12)- الآن هو طرف موهوم یشترك فیه الماضی و المستقبل من الزمان. و قد یقال آن لزمان صغیر المقدار عند الوهم متّصل بالآن الحقیقی من جنسه (س، ح، 30، 1)- سمّی الحدّ المعتبر الممیّز له (للزمان) فی الوجود آنا و قیل إنّ الآن هو فصل بین الزمانین.
أما بالطبع فبین الماضی و المستقبل، و أما بالعرض فبین أی زمانین عنیتهما فهو فی امتداد الزمان كالنقطة فی الخط. و قیل إنّ الآن هو الذی یوجد من الزمان و لا یوجد زمان البتّة أی لا یقرّ فی الوجود منه شی‌ء یتجدّد بآنین بل الموجود آن بعد آن علی التتالی، و هو ما لا ینقسم من الزمان كما أنّ النقطة من الخط ما لا تنقسم بل هی نهایة و بدایة (بغ، م 1، 78، 5)- لا یقال إنّ الآن یوجد و یعدم بل الآن یوجد بالفرض و الاعتبار و لا یتعیّن موجودا فی الزمان بالذات و به یلقی الزمان الوجود كما لقی الخیط حدّ السیف (بغ، م 1، 79، 4)- الزمان یلقی الموجود بالآن فلولا الآن لما دخل الزمان فی الوجود علی الوجه الذی دخله (بغ، م 1، 79، 12)- إنّ الآن الذی فیه المماسّة لا تكون فیه المباینة لأنّ المباینة تكون بحركة و فی مسافة و زمان قلیلها فی قلیلهما و كثیرها فی كثیرهما (بغ، م 1، 98، 18)- استعمال الآن فی المتقدّم و المتأخّر هو بمنزلة مبدأ. و إنما قال (أرسطو) ذلك لأنه لیس هو مبدأ بالطبع و إنما هو بالوضع (ش، ت، 572، 1)- توهّم القبلیة و البعدیة فی الحركة المحدثة، فشی‌ء موجود فی جوهرها. فإنه لیس یمكن أن تكون حركة محدثة إلا فی زمان، أعنی أن یفضل الزمان علی ابتدائها. و كذلك لا یمكن أن یتصوّر زمان له طرف، لیس هو نهایة لزمان آخر، إذ كان حدّ الآن أنه الشی‌ء الذی هو نهایة للماضی، و مبدأ للمستقبل، لأن الآن هو الحاضر، و الحاضر هو وسط ضرورة بین الماضی و المستقبل. و تصوّر حاضر لیس قبله ماض هو محال (ش، ته، 64، 14)-" الآن" لیس یمكن أن یوجد لا مع الزمان الماضی، و لا مع المستقبل. و ما لا یمكن فیه أن یكون قائما بذاته، فلیس یمكن أن یوجد قبل وجود المستقبل، من غیر أن یكون نهایة لزمان ماض (ش، ته، 64، 18)- برهان أن كل حركة محدثة قبلها زمان، أن كل حادث لا بد أن یكون معدوما، و لیس یمكن أن یكون فی الآن الذی یصدق علیه أنه حادث معدوما. فبقی أن یصدق علیه أنه معدوم فی آن آخر غیر الآن الذی یصدق علیه فیه أنه وجد بین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 122
كل آنین زمان لا یلی آن آنا كما لا تلی نقطة نقطة. و قد تبیّن ذلك فی العلوم. فإذن قبل الآن الذی حدثت فیه الحركة، زمان ضرورة. لأنه متی تصوّرنا آنین فی الوجود حدث بینهما زمان و لا بد." فالفوق" لا یشبه" القبل" كما قیل فی هذا القول، و لا" الآن" یشبه" النقطة"، و لا" الكم ذی الوضع" یشبه" الذی لا وضع له". فالذی یجوّز وجود آن لیس بحاضر، أو حاضر لیس قبله ماض فهو یرفع الزمان و الآن بوضعه آنا بهذه الصفة. ثم یضع زمانا لیس له مبدأ. فهذا الوضع یبطل نفسه، و لذلك لیس یصحّ أن ینسب وجود القبلیة فی كل حادث إلی الوهم، لأن الذی یرفع القبلیة یرفع المحدث.
و الذی یرفع أن یكون للفوق فوق بعكس هذا لأنه یرفع الفوق المطلق. و إذا ارتفع الفوق المطلق، ارتفع الأسفل المطلق؛ و إذا ارتفع هذان ارتفع الثقیل و الخفیف (ش، ته، 64، 26)- الآن نهایة مشتركة بین الماضی و المستقبل (ش، سط، 68، 10)- متی أخذنا الآن و شعرنا به شعرنا بالزمان (ش، سط، 71، 2)- الآن مبدأ و نهایة لجزئی الزمان الماضی و المستقبل، إذ كان الآن كما تقدّم لیس شیئا سوی النهایة المفروضة بین الحركة المتقدّمة و المتأخّرة (ش، سط، 72، 14)- متی أخذنا آنا ما فإنما نأخذه نهایة للزمان الماضی و مبدأ للزمان المستقبل، و هو أشبه شی‌ء بالنقطة التی تفرض علی الدائرة فإنها كیف ما فرضت علیها وجدت مبدأ و نهایة (ش، سط، 72، 22)- الآن هو الذی یفعل الزمان و یحدّده، و لولاه لم یكن متقدّم و لا متأخّر أصلا و لا عدد إذ كانت الحركة من الأشیاء المتصلة (ش، سط، 73، 6)- الآن واحد غیر منقسم (ش، سط، 97، 18)- لیس یمكن أن یكون الآن الذی هو نهایة السكون یقع فیه مبدأ الحركة علی أنه جزء حركة (ش، سط، 105، 22)- إنّ الآن قد یفرض علی وجهین: أحدهما أن یكون حصوله فرعا علی حصول الزمان.
و ثانیهما أن یكون حصول الزمان فرعا علی حصوله (ر، م، 670، 16)- إنّ الآن فاصل للزمان باعتبار و واصل له باعتبار آخر. أمّا كونه فاصلا فلأنّه یفصل الماضی عن المستقبل، و أمّا كونه واصلا فلأنّه حدّ مشترك بین الماضی و المستقبل و لأجله یكون الماضی متّصلا بالمستقبل (ر، م، 675، 14)- أمّا الحال فهو الآن (ر، مح، 72، 19)- أمّا الآن؛ فعبارة عن نهایة الزّمان. و إن شئت غیره قلت: هو ما یتّصل به الماضی بالمستقبل (سی، م، 87، 2)

أن‌

- حرف إنّ و أنّ لا یستعمل إلّا فی الإخبار فقط دون السؤال (ف، حر، 61، 16)

إن‌

- إنّ معنی" إنّ" الثابت و الدوام و الكمال و الوثاقة فی الوجود و فی العلم بالشی‌ء (ف، حر، 61، 8)- حرف إنّ و أنّ لا یستعمل إلّا فی الإخبار فقط دون السؤال (ف، حر، 61، 16)

أن یفعل‌

- أمّا أن یفعل: فهو كون الشی‌ء فاعلا، فی حال
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 123
كونه مؤثّرا فی الغیر بالفعل، ككون النار محرقة، فی وقت حصول الإحراق بالفعل، و كونها مسخّنة (ب، م، 165، 4)- أمّا أن یفعل: فهو كون الشی‌ء فاعلا، فی حال كونه مؤثّرا فی الغیر بالفعل، ككون النار محرقة، فی وقت حصول الإحراق بالفعل، و كونها مسخّنة (غ، م، 165، 4)- أن یفعل و هو تأثیر الجوهر فی غیره تأثیرا غیر قارّ الذات (سه، ل، 124، 10)- یعنی (أرسطو) أیضا بأن یفعل كلما یفعل فی ذاته أو فی غیره، و ذلك أن القوة التی فی دم الطمث لیكون منه إنسان متقدّمة علی القوة التی فیه لأن یكون منه نحوی، و ذلك أن الاستعداد القریب لقبول صورة النحو إنما یحصل بعد حصول صورة الإنسان (ش، ما، 102، 14)- أمّا أن یفعل فهو تأثیر الشی‌ء فی غیره أثرا غیر قارّ الذات، فحاله ما دام یؤثّر هو أن یفعل و ذلك مثل التسخین ما دام یسخن و التقطیع ما دام یقطع (ر، م، 456، 6)

أن ینفعل‌

- أن ینفعل و هو تأثّر الجوهر عن غیره تأثّرا غیر قارّ الذات (سه، ل، 124، 11)- أمّا أن ینفعل فهو تأثّر الشی‌ء من غیره ما دام فی التأثّر كالتسخّن و التبرّد و التقطّع (ر، م، 456، 7)

أنا

- المراد بالنفس ما یشیر إلیه كل أحد بقوله" أنا" (س، ف، 183، 3)- إنّ فی الإنسان شیئا جامعا یجمع هذه الإدراكات و یجمع هذه الأفعال، و نعلم أیضا بالضرورة أنّه لیس شی‌ء من أجزاء هذا البدن مجمعا لهذه الإدراكات و الأفعال، فإنّه لا یبصر بالأذن و لا یسمع بالبصر و لا یمشی بالید و لا یأخذ بالرجل، ففیه شی‌ء مجمع لجمیع الإدراكات و الأفاعیل الإلهیة، فإذن الإنسان الذی یشیر إلی نفسه ب" أنا" مغایر لجملة أجزاء البدن، فهو شی‌ء وراء البدن (س، ف، 184، 17)- المشار إلیه بقولی" أنا" لیس بجسم لوجهین:
الأوّل أن جمیع الأجزاء البدنیة فی النموّ و الذبول. و المشار إلیه بقولی أنا باق فی الأحوال كلّها و الباقی مغایر لغیر الباقی (ر، ل، 66، 15)-" أنا" وجب أن لا یكون جسما (ر، ل، 67، 6)- النفس لا معنی لها إلّا المشار إلیه بقولی" أنا" (ر، ل، 67، 8)

آنان‌

- كل آنین فبینهما زمان (ش، سط، 107، 19)

انحلال‌

- لیس كل تركیب هو كون و لا كل انحلال هو فساد (ش، ت، 286، 4)

إنسان‌

- إنّ من قوی النفس القوتین العظیمتین المتباعدتین: الحسّیة و العقلیة، و إنّ قواها المتوسّطة بین الحسّ و العقل موجودة جمیعا فی الإنسان، الذی هو الجرم الحی النامی (ك، ر، 294، 6)- إنّ الإنسان لیس یمكنه أن یستنبط الأشیاء النافعة، و لا كیف السعی و لأیّها یسعی، ما لم تعرف الغایة التی لأجلها یسعی و ما لم تكن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 124
تلك الغایة محدودة محصّلة عنده (ف، ط، 63، 11)- إنّ الإنسان من الموجودات التی لم تعط كمالها من أوّل الأمر، بل من التی إنّما تعطی أنقص كمالاتها و تعطی مع ذلك مبادئ یسعی بها إمّا بالطبع و إمّا بالإرادة و الاختیار نحو الكمال (ف، ط، 64، 12)- إنّ الإنسان یلزم أن یكون جزءا فی العالم ضروریّا فی أن یحصل بالغرض من الغرض الأقصی من كلّ العالم (ف، ط، 68، 22)- إذ كان ما یوجد فی الإنسان شیئین: شی‌ء بالطبیعة و شی‌ء بالإرادة، فینبغی- إذا أردنا أن نعرف الكمال الذی یبلغه بالطبیعة و الغرض من الكمال الذی یبلغه بالطبیعة- أن نعرف الكلّ الطبیعیّ الذی الغرض ممّا هو الإنسان جزء طبیعیّ من جملة غرض ذلك الكلّ (ف، ط، 69، 8)- لمّا كانت الأشیاء التی توجد للإنسان بالطبیعة و الفطرة تتقدّم فی الزمان و الإرادة و الاختیار و الأشیاء التی توجد له بالإرادة و الاختیار وجب أن یقدّم النظر فیما هو موجود بالطبیعة فی الجملة علی التی هی موجودة بالإرادة و الاختیار فی الجملة (ف، ط، 70، 5)- الإنسان لا یعرف حقیقة الشی‌ء البتة لأن مبدأ معرفته الأشیاء هو الحسّ، ثمّ یمیّز بالعقل بین المتشابهات و المتبائنات و یعرف حینئذ بالعقل بعض لوازمه و ذاتیاته و خواصّه و یتدرّج من ذلك إلی معرفة محمله عن محقّقه (ف، ت، 13، 4)- إن كل إنسان هو مفطور من أول وجوده علی قوة بها تكون أفعاله و عوارض نفسه و تمییزه علی ما ینبغی، و بتلك القوة بعینها تكون له هذه الثلاثة علی غیر ما ینبغی، و بهذه القوة یفعل الأفعال الجمیلة و بها بعینها یفعل الأفعال القبیحة فیكون سبب ذلك إمكان فعل القبیح من الإنسان علی مثال إمكان فعل الجمیل منه.
و بها یمكن أن تحصل له جودة التمییز و بها بعینها یمكن أن تحصل له رداءة التمییز، و تلك حال هذه القوة من عوارض النفس فإن إمكان القبیح منها علی مثال إمكان الجمیل (ف، تن، 5، 19)- إنّ الإنسان إنما یصیر إلی الكمال الأقصی الذی له ما یتجوهر به فی الحقیقة إذا سعی عن هذه المبادی (العقلیة) نحو بلوغ هذا الكمال (ف، س، 14، 2)- إنّ كل إنسان إنما ینال من ذلك الكمال (الأقصی) قسطا ما و إن ما یتبلغه من ذلك القسط كان أزید أو أنقص إذ جمیع الكمالات لیس یمكن أن یبلغه وحده بانفراده دون معاونة ناس كثیرین له، و إنّ فطرة كل إنسان أن یكون مرتبطا فیما ینبغی أن یسعی له بإنسان أو ناس غیره (ف، س، 14، 7)- الإنسان من الأنواع التی لا یمكن أن یتمّ لها الضروریّ من أمورها و لا تنال الأفضل من أحوالها إلّا باجتماع جماعات منها كثیرة فی مسكن واحد (ف، سم، 69، 16)- لا یمكن أن یكون الإنسان ینال الكمال، الذی لأجله جعلت له الفطرة الطبیعیة، إلّا باجتماعات جماعة كثیرة متعاونین، یقوم كل واحد لكل واحد ببعض ما یحتاج إلیه فی قوامه، فیجتمع مما یقوم به جملة الجماعة لكل واحد جمیع ما یحتاج إلیه فی قوامه و فی أن یبلغ الكمال. و لهذا كثرت أشخاص الإنسان، فحصلوا فی المعمورة من الأرض، فحدثت منها الاجتماعات الإنسانیة (ف، أ، 96، 6)- الإنسان إنّما هو إنسان بالنفس، و النفس ما هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 125
إنسان، و الإنسان له صورة بحسب قبوله من النفس، و النفس نفس بحسب ملابستها للبدن و تصریفها له و تدبیرها فیه (تو، م، 162، 1)- الإنسان مضروب بالظنّ و الحدس، و مصنوع بالعقل و الحسّ، و مردّد بین النقص و الزیادة، و معرّض فی كل وقت للشقاوة و السعادة (تو، م، 178، 16)- یفهم من قولنا: الإنسان ذو نفس، أنّه بالنفس إنسان، لأنّ الإنسان عرف بالنفس أنّه إنسان (تو، م، 181، 12)- الإنسان اسم للحدّ المعروف، أعنی الحیّ الناطق المائت. فإذا ارتفع الحدّ ارتفع الاسم و حقّت الحقیقة التی كانت النفس موجودة بها حاصلة (تو، م، 189، 22)- قال أرسطوطالیس … الإنسانیة أفق، و الإنسان متحرّك إلی أفقه بالطبع، و دائر علی مركزه إلّا إنّه مرموق بطبیعته، ملحوظ بأخلاق بهیمیة (تو، م، 197، 9)- الإنسان منوط بالطبیعة من طرف، و مضاف إلی العقل من طرف. فبالطبیعة یفزع إلی ما هو فساده و هلاكه، و بالعقل یختار ما هو صلاحه و كماله (تو، م، 217، 4)- الإنسان موزون بكفّتی العقل و الطبیعة، و الرجحان بعد هذا بالسیرة المقتناة، و كذلك النقصان. الطبیعة بالریاضة خادم العقل، و بالوضع منشئ لذی العقل (تو، م، 250، 11)- قیل: فما الإنسان؟ قال (النوشجانی): شخص بالطینة، ذات بالروح، جوهر بالنفس، إله بالعقل، كل بالوحدة، واحد بالكثرة، فإن بالحسّ، باق بالنفس، میّت بالانتقال حیّ بالاستكمال، ناقص بالحاجة، تامّ بالطلب، حقیر فی المنظر، خطیر فی المخبر، لبّ العالم. فیه من كل شی‌ء شی‌ء، و له بكل شی‌ء تعلّق، صحیح بالنسب إلی من نقله من العدم، قوی النسب لمن یستفید عن أمم (تو، م، 374، 16)- إنّ الإنسان لما كان هو جملة مجموعة من جسد جسمانی و نفس روحانیة، و هما جوهران متباینان فی الصفات متضادّان فی الأحوال و مشتركان فی الأفعال العارضة و الصفات الزائلة، صار الإنسان من أجل جسده الجسمانی مریدا للبقاء فی الدنیا متمنّیا للخلود فیها، و من أجل نفسه الروحانیة صار طالبا للدار الآخرة متمنّیا للبلوغ إلیها (ص، ر 1، 195، 18)- الإنسان أفضل الموجودات التی تحت فلك القمر … من فضیلته العلوم و الصنائع (ص، ر 1، 309، 5)- إنّ الإنسان عالم صغیر و إنّ العالم إنسان كبیر (ص، ر 1، 316، 11)- الإنسان نوع الأنواع و الجوهر جنس الأجناس (ص، ر 1، 324، 16)- إنّ الإنسان مطبوع علی استعمال القیاس منذ الصبی كما هو مجبول علی استعمال الحواس، و ذلك أنّ الطفل إذا ترعرع و استوی و أخذ یتأمّل المحسوسات و نظر إلی والدیه و عرفهما حسّا و میّز بینهما و بین نفسه أخذ عند ذلك باستعمال الظنون و التوهّم و التخمین. فإذا رأی صبیّا مثله و تأمّله علم عند ذلك أنّ له والدین و إن لم یرهما حسّا قیاسا علی نفسه. و هذا قیاس صحیح لا خطأ فیه لأنّه استدلال بمشاهدة المعلول علی إثبات العلّة (ص، ر 1، 347، 7)- إنّ الإنسان إذا سلك فی مذهب نفسه و تصرّف فی أحوالها مثل ما سلك به فی خلق جسده و صورة بدنه، فإنّه سیبلغ أقصی نهایة الإنسانیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 126
مما یلی رتبة الملائكة و یقرب من باریه عزّ و جلّ و یجازی بأحسن الجزاء مما یقصّر الوصف عنه (ص، ر 1، 359، 18)- إنّ اسم الإنسان إنّما هو واقع علی هذا الجسد الذی هو كالبیت المبنی، و علی هذه النفس التی تسكن هذا الجسد، و هما جمیعا جزءان له و هو جملتهما و المجموع منهما، و لكن أحد الجزءین الذی هو النفس أشرف و هو كاللبّ أو الجزء الآخر الذی هو الجسد كالقشر و الإنسان هو الذی جملتهما و المجموع منهما (ص، ر 2، 319، 3)- الإنسان إنّما هو جملة مجموعة من جوهرین مقرونین أحدهما هذا الجسد الجسمانی الطویل العریض العمیق المدرك بطریق الحواس، و الآخر هذه النفس الروحانیة العلّامة المدركة بطریق العقل (ص، ر 3، 4، 17)- الإنسان حاله ما تری و هو كما أخبرنا أنّه جملة مجموعة من جسد ظلمانی و نفس روحانیة، صار إذا اعتبر حال جسده و ما فیه من غرائب تركیب أعضائه و فنون تألیف مفاصله یشبه دارا لساكنها (ص، ر 3، 5، 10)- إنّ الإنسان وحده بعد كل كثرة، كما أنّ الباری جلّ ثناؤه وحده قبل كل كثرة (ص، ر 3، 20، 20)- إنّ الإنسان لما كان أكمل الموجودات و أتمّ الكائنات التی تحت فلك القمر، و كان جسمه جزءا من أجزاء العالم بأسره، و كان هذا الجزء أشبه الأشیاء بجملته، صارت نفس الإنسان أیضا أشبه النفوس الجزئیة بالنفس الكلیة التی هی نفس العالم بأسره و صار حكم سریان قوی نفسه و أفعالها فی بنیة جسده مماثلة لسریان قوی النفس الكلیة فی جمیع العالم (ص، ر 3، 22، 1)- جوهر النفس ألطف و أشدّ روحانیة من جوهر النور و الضیاء، و الدلیل علی ذلك قبوله رسوم سائر المحسوسات و المعقولات جمیعها.
فلهاتین العلّتین صار الإنسان یقدر بالقوة المتخیّلة أن یتخیّل و یتوهّم ما لا یقدر علیه بالقوی الحاسّة لأنّ هذه روحانیة و تلك جسمانیة، و لأنّها تدرك سائر محسوساتها فی الجواهر الجسمانیة من خارج و القوة المتخیّلة إنّما تتخیّلها و تتصوّرها فی ذاتها. و الدلیل علی ما قلنا أفعال الصناع البشریین (ص، ر 3، 120، 9)- أمّا الإنسان الصحیح التركیب، السالم الحواس فإنّه لما كان یفهم الكلام صار یمكنه أن یتخیّل المعنی إذا وصفت (ص، ر 3، 120، 20)- إنّ الإنسان هو هذه الجملة المرئیة المبنیة بنیة مخصوصة من اللحم و الدم و العظم و ما شاكل ذلك لا شی‌ء آخر سواها (ص، ر 3، 348، 12)- إنّ الإنسان هو هذه الجملة المجموعة من جسد جسمانی و من روح نفسانی أی روحانی مقترنی المجموعة (ص، ر 3، 348، 14)- إنّ الإنسان بالحقیقة هو هذه النفس الناطقة و الجسد لها بمنزلة قمیص ملبوس أو غلاف مغشا علیه (ص، ر 3، 348، 15)- إنّ الإنسان لا یمكنه أن یعرف نفسه علی الحقیقة، إلّا أن ینظر و یبحث و ذلك من ثلاث جهات: أحدها الجسد بمجرّده عن النفس، و الثانی النظر فی أمر النفس و البحث عن جوهرها بمجرّدها عن الجسد، و الثالث النظر و البحث عن الجملة المجموعة من النفس و الجسد جمیعا (ص، ر 3، 349، 10)- لما كان الإنسان إنّما هو جملة مجموعة من جسد جسمانی و نفس روحانیة صار یقوّی نفسه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 127
الروحانیة بدرك المعقولات كما أنّ بأعضاء جسده الجسمانی یعمل الصنائع، لأنّ كلیة العلوم موضوعة بإزاء قوی نفوس جمیع الناس، كما أنّ كلیة الصناعات البشریة موضوعة بإزاء قوی أجساد جمیع الناس (ص، ر 3، 376، 2)- إنّ الإنسان له خواصّ أفعال تصدر عن نفسه لیست موجودة لسائر الحیوان. و أول ذلك أنّه لما كان الإنسان فی وجوده المقصود فیه یجب أن یكون غیر مستغن فی بقائه عن المشاركة و لم یكن كسائر الحیوانات التی یقتصر كل واحد منها فی نظام معیشته علی نفسه و علی الموجودات فی الطبیعة له (س، شن، 181، 5)- أخصّ الخواص بالإنسان تصوّر المعانی الكلّیة العقلیة المجرّدة عن المادة كل التجرید …
و التوصّل إلی معرفة المجهولات تصدیقا و تصوّرا من المعلومات العقلیة (س، شن، 184، 9)- إنّ للإنسان حقیقة هی حدّه و ماهیته من غیر شرط وجود خاص، أو عام فی الأعیان، أو فی النفس بالقوة شی‌ء من ذلك أو بالفعل (س، شأ، 292، 3)- الإنسان، من حیث هو واحد الحقیقة، بل من حیث حقیقته الأصلیة التی لا تختلف فیها الكثرة، غیر محسوس، بل معقول صرف.
و كذلك الحال فی كل كلّی (س، أ 2، 9، 5)- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 8)- إنّ الإنسان یفارق سائر الحیوانات بأنّه لا یحسن معیشته لو انفرد وحده شخصا واحدا یتولّی تدبیر أمره من غیر شریك یعاونه علی ضرورات حاجاته. و أنّه لا بدّ أن یكون الإنسان مكفیّا بآخر من نوعه یكون ذلك الآخر أیضا مكفیّا به و بنظیره فیكون مثلا هذا ینقل إلی ذاك.
(س، ن، 303، 18)- خاصّیة الإنسان التی لا یشاركه فیها الحیوانات، هی التصوّر و التصدیق بالكلّیات.
و له استنباط المجهول بالمعلوم، فی الصناعات و غیرها (غ، م، 362، 3)- الإنسان مركّب من جسم و نفس، و لیس وجود أحدهما من الآخر، بل وجودهما جمیعا من علّة أخری (غ، ت، 87، 12)- الإنسان إنّما تمیّز من بین الخلائق، و أوتی بیان الحقائق، بشرف النطق، و من لم یعرف حقیقة النطق فلیس له من الإنسانیة إلّا الاسم، و لا من الصراط المستقیم إلّا الرسم (غ، ع، 22، 10)- الإنسان لا یبلغ إلی غایته إلّا بالنطق (غ، ع، 35، 9)- إنّ الإنسان ما یتمیّز من الحیوانات إلّا بالنطق، و لا یتشبّه بالملائكة إلّا بالنطق (غ، ع، 36، 3)- إنّ شرف الإنسان بالنطق، و تلفه أیضا بالنطق (غ، ع، 40، 9)- الفلك حیّ ناطق، ثم بعده الإنسان حی ناطق مائت. فالنطق من العقل، و الحیاة الإنسانیة من النفس (غ، ع، 47، 8)- إنّ الإنسان خلق من بدن و قلب- و أعنی بالقلب حقیقة روحه التی هی محلّ معرفة اللّه، دون اللحم و الدم الذی یشارك فیه المیت و البهیمة-، و أنّ البدن له صحّة بها سعادته
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 128
و مرض فیه هلاكه (غ، مض، 45، 5)- الإنسان لأنّه من الأسطقسّات فتلحقه الأفعال الضروریة التی لا اختیار له فیها، كالهویّ من فوق، و الاحتراق بالنار و ما جانسه. و منه مشاركته للحیّ من وجه فقط، و هو النبات (ج، ر، 45، 11)- الأشعریة … یرون أن الإنسان لیس له اكتساب و لا له فعل مؤثّر فی الموجودات (ش، ته، 103، 7)- لما كان الإنسان إنما كان إنسانا و كان أشرف من جمیع الموجودات المحسوسة بالعقل المقترن إلی ذاته لا بذاته، وجب أن یكون ما هو بذاته عقل هو أشرف من الموجودات، و أن یكون منزّها عن النقص الموجود فی عقل الإنسان (ش، ته، 207، 12)- یرون (الفلاسفة) أن الإنسان لا حیاة له فی هذه الدار إلا بالصنائع العملیة و لا حیاة له فی هذه الدار و لا فی الدار الآخرة إلا بالفضائل النظریة، و إنه و لا واحد من هذین یتم و لا یبلغ إلیه إلا بالفضائل الخلقیة، و أنّ الفضائل الخلقیة لا تتمكّن إلا بمعرفة اللّه تعالی و تعظیمه بالعبادات المشروعة لهم فی ملة ملة (ش، ته، 324، 16)- إذا كلّف الإنسان ما لا یطیق لم یكن فرق بین تكلیفه و تكلیف الجماد؛ لأن الجماد لیس له استطاعة؛ و كذلك الإنسان لیس له فیما لا یطیق استطاعة (ش، م، 224، 20)- الإنسان یعدل لیستفید بالعدل خیرا فی نفسه، لو لم یعدل لم یوجد له ذلك الخیر (ش، م، 237، 14)- الاتفاق فی هذه المسألة (المعاد) مبنی علی اتفاق الوحی فی ذلك، و اتفاق قیام البراهین الضروریة عند الجمیع علی ذلك، أعنی أنه قد اتفق الكل علی أن للإنسان سعادتین: أخراویة و دنیاویة، و انبنی ذلك عند الجمیع علی أصول یعترف بها عند الكل؛ منها أن الإنسان أشرف من كثیر من الموجودات. و منها أنه إذا كان كل موجود یظهر من أمره أنه لم یخلق عبثا، و أنه إنما خلق لفعل مطلوب منه، و هو ثمرة وجوده فالإنسان أحری بذلك (ش، م، 239، 9)- إذا ظهر أن الإنسان خلق من أجل أفعال مقصودة به، فظهر أیضا أن هذه الأفعال یجب أن تكون خاصة؛ لأنّا نری أن واحدا واحدا من الموجودات إنما خلق من أجل الفعل الذی یوجد فیه، لا فی غیره، أعنی الخاص به. و إذا كان ذلك كذلك فیجب أن تكون غایة الإنسان فی أفعاله التی تخصّه دون سائر الحیوان؛ و هذه أفعال النفس الناطقة (ش، م، 240، 6)- إنّ الإنسان كما یقول أرسطو یولّده إنسان آخر (ش، سك، 121، 10)- أقرب موجود هاهنا فی الرتبة من الأجرام السماویة هو الإنسان، و هو كالمتوسط بین الموجود الأزلی و الكائن الفاسد (ش، ما، 168، 16)- الإنسان هو الواصلة الذی اتصل به الموجود المحسوس بالوجود المعقول، و لذلك تمّم اللّه به هذا الوجود الذی لحقه النقصان لبعده عنه (ش، ما، 168، 22)- إنّ الإنسان بما هو إنسان إنّما یتمیّز عن سائر الحیوان بالإدراك. و إدراكه نوعان: إدراك للعلوم و المعارف من الیقین و الظنّ و الشكّ و الوهم، و إدراك للأحوال القائمة من الفرح و الحزن و القبض و البسط و الرضا و الغضب و الصّبر و الشكر و أمثال ذلك (خ، م، 371، 2)- إنّ الإنسان مركّب من جزءین: أحدهما جسمانی و الآخر روحانی ممتزج به، و لكل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 129
واحد من الجزءین مدارك مختصّة به. و المدرك فیهما واحد و هو الجزء الروحانی یدرك تارة مدارك روحانیة و تارة مدارك جسمانیة، إلّا أنّ المدارك الروحانیة یدركها بذاته بغیر واسطة و المدارك الجسمانیة بواسطة آلات الجسم من الدماغ و الحواس (خ، م، 431، 3)- الإنسان فی مبدأ فطرته خال عن الإدراكات كلها، ثم یحصل له الإحساس بالجزئیات (ط، ت، 311، 17)

إنسان إلهی‌

- كان الإنسان الإلهی ضرورة فاضلا بالفضائل الشكلیة (ج، ر، 48، 1)

إنسان صغیر

- إنّ العالم الذی سمّیناه إنسانا كبیرا، فی أجزائه و مجاری أموره أمثلة و تشبیهات دالّات علی مجاری أحكام العالم الذی هو إنسان صغیر (ص، ر 3، 213، 4)

إنسان عاقل‌

- إنّ الإنسان العاقل اللبیب إذا أكثر التأمّل و النظر إلی الأمور المحسوسة و اعتبر أحوالها بفكرته و میّزها برویّته، كثرت المعلومات العقلیة فی نفسه. و إذا استعمل هذه المعلومات بالقیاسات و استخرج نتائجها كثرت المعلومات البرهانیة فی نفسه، و كل نفس كثرت معلوماتها البرهانیة كانت قوّتها علی تصوّر الأمور الروحانیة التی هی صورة مجرّدة عن الهیولی بحسب ذلك و عند ذلك تشبّهت بها و صارت مثلها بالقوة (ص، ر 1، 361، 20)

إنسان كبیر

- إنّ العالم الذی سمّیناه إنسانا كبیرا، فی أجزائه و مجاری أموره أمثلة و تشبیهات دالّات علی مجاری أحكام العالم الذی هو إنسان صغیر (ص، ر 3، 213، 3)

إنسان ناطق‌

- إنّ القدماء یعنون بقولهم فی الإنسان إنه ناطق أن له الشی‌ء الذی به یدرك ما یصدّق و یعرفه (ف، تن، 22، 20)

إنسانیة

- قال أرسطوطالیس … الإنسانیة أفق، و الإنسان متحرّك إلی أفقه بالطبع، و دائر علی مركزه إلّا إنّه مرموق بطبیعته، ملحوظ بأخلاق بهیمیة (تو، م، 197، 9)- المعنی الذاتی المقوّم للإنسانیة هو النطق (غ، ع، 26، 3)

انفراد

- یقال: ما الانفراد؟ الجواب: انفصال المادة بأقسام لطیفة صغیرة القدر (تو، م، 311، 12)

أنفس‌

- أمّا الأنفس فإنّها ما دامت لم تستكمل و لم تفعل أفعالها كانت قوی و هیئات فقط معدّة لأن تقبل رسوم الأشیاء- مثل البصر قبل أن یبصر، و قلّ أن تحصل فیه رسوم المبصرات (ف، سم، 37، 4)- أمّا الأنفس التی هی للأجسام السماویّة فإنّها متبرّئة من أنحاء النقص التی فی الصورة و فی المادّة، إلّا أنّها فی موضوعات و هی تشبه الصور من هذه الجهة، غیر أنّ موضوعاتها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 130
لیست موادّ بل كلّ واحدة منها مخصوصة بموضوع لا یمكن أن یكون ذلك موضوعا لشی‌ء آخر غیرها- فتفارق الصورة من هذه الجهة (ف، سم، 41، 3)- أمّا الأنفس التی فی الحیوان فإنّ الحسّاسة و المتخیّلة إذا استكملتا بما یحصل فیهما من رسوم الأشیاء المحسوسة و المتخیّلة صار فیهما شبه بالأشیاء المفارقة، إلّا أنّ هذا الشبه لا یخرجها عن طبیعة الوجود الهیولانیّ و عن طبیعة الصور. و أمّا الجزء الناطق من النفس فإنّه إذا استكمل و صار عقلا بالفعل فإنّه یكون قریب الشبه بالأشیاء المفارقة (ف، سم، 42، 1)- إنّ الأنفس تحدث كما تحدث مادة بدنیة صالحة لاستعمالها إیّاها، فیكون البدن الحادث مملكتها و آلتها، و یكون فی جوهر النفس الحادثة مع بدن ما ذلك البدن استحقّ حدوثها من المبادی الأولی هیئة نزاع طبیعی إلی الاشتغال به و استعماله و الاهتمام بأحواله و الانجذاب إلیه تخصّها و تصرفها عن كل الأجسام غیره (س، شن، 199، 13)

أنفس الأجسام السماویة

- أنفس الأجسام السماویّة فهی مباینة لهذه الأنفس (الحیوانیة) فی النوع، مفردة عنها فی جواهرها، و بهذا تتجوهر الأجسام السماویّة، و عنها تتحرّك دورا. و هی أشرف و أكمل و أفضل وجودا من أنفس أنواع الحیوان التی لدینا. و ذلك أنها لم تكن بالقوّة أصلا، و لا فی وقت من الأقوات، بل هی بالفعل دائما، من قبل أن معقولاتها لم تزل حاصلة فیها منذ أوّل الأمر، و أنها تعقل ما تعقله دائما. و أمّا أنفسنا نحن فإنّها تكون أوّلا بالقوّة ثمّ تصیر بالفعل (ف، سم، 33، 18)

أنفس الأشقیاء و السعداء

- اختلفت الشرائع فی تمثیل الأحوال التی تكون لأنفس السعداء بعد الموت، و لأنفس الأشقیاء. فمنها ما لم یمثّل ما یكون هنا لك للنفوس الزكیّة من اللذة، و للشقیّة من الأذی، بأمور شاهدة، و صرّحوا (العلماء) بأن ذلك كله أحوال روحانیة، و لذّات ملكیة. و منها ما اعتدّ فی تمثیلها بالأمور المشاهدة، أعنی أنها مثّلت اللذّات المدركة هنا لك باللذّات المدركة هاهنا، بعد أن نفی عنها ما یقترن بها من الأذی (ش، م، 241، 16)

أنفس إنسانیة

- إنّ الأنفس الإنسانیة لیس فعلها الذی یختصّ بها إدراك المعقولات فقط بل لها بمشاركة البدن أحوال أخری یحصل بسببها لها سعادات. و ذلك إذا كانت تلك الأفعال سابقة إلی العدالة (س، ر، 148، 16)- إنّ الأنفس الإنسانیة متّفقة فی النوع و المعنی؛ فإن وجدت قبل البدن، فإما أن تكون متكثّرة الذوات، أو تكون ذاتا واحدة. و محال أن تكون متكثّرة الذوات، و محال أن تكون ذاتا واحدة، علی ما تبیّن، فمحال أن تكون قد وجدت قبل البدن (س، ف، 96، 3)- إنّ الأنفس الإنسانیة متّفقة فی النوع و المعنی (س، ن، 183، 13)

أنفس بسیطة

- إذا قلنا الأنفس البسیطة فإنّما نعنی بها قوی النفس الكلّیة المحرّكة المدبّرة لهذه الأجسام الساریة فیها و هذه القوی نسمّیها الملائكة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 131
الروحانیین فی رسائلنا (إخوان الصفاء) ص، ر 3، 212، 10)

أنفس جزئیة

- إنّ النفس الكلیة الفلكیة هی علامة بالفعل و الأنفس الجزئیة علامة بالقوة (ص، ر 1، 317، 9)- إنّ الأنفس الجزئیة إذا استتمت ذواتها بالخروج من القوة إلی حیّز الفعل بما تستفیده من العلوم و المعارف بطریق الحواس، و استكملت صورتها بما تكتسب من الفضائل بطریق المعقولات و التجارب و الریاضات و ما یدبر فی هذه الدار من السیاسات من إصلاح أمر المعاش علی الطریقة الوسطی و تمهید أمر المعاد علی سنن الهدی و تهذیب النفس بالأخلاق الجمیلة و الآراء الصحیحة و الأعمال الصالحة، كل ذلك بتوسّط هذا الجسد المؤلّف من الدّم و اللحم (ص، ر 3، 25، 14)- إنّ الأنفس الجزئیة تتصوّر بالعلوم جواهرها، و تنمو بالحكمة ذواتها، و تضی‌ء بالمعارف صورها، و تقوّی بالریاضیات فكرها و تنیر بالآداب خواطرها، و تتّسع لقبول الصور المجرّدة الروحانیة عقولها، و تعلو إلی اشتیاق الأمور الخالدة همّتها. و یشتدّ علی البلوغ إلی أقصی مدّ غایاتها عزماتها من الترقی فی المراتب العالیة بالنظر فی العلوم الإلهیة و السلوك فی المذاهب الروحانیة الربانیة، و التعبّد فی الأمور الشریفة من الحكمة علی المذهب السقراطی، و التصوّف و التزهّد و الترهّب علی المنهج المسیحی، و التعلّق بالدین الحنیفی، و هو التشبّه بجوهرها الكلی و لحوقها بعالمها العلوی و التوصّل إلی علّتها الأولی (ص، ر 3، 28، 6)- الأنفس الجزئیة قوی منبثّة من النفس الكلیة فی الأجسام الجزئیة التی تحت فلك القمر (ص، ر 3، 53، 14)- النفس الكلّیة كالواحد، و البسیطة كالآحاد و الجنسیة كالعشرات، و النوعیة كالمئات، و الأنفس الجزئیة الشخصیة كالألوف- و هی التی تختصّ بتدبیر جزئیات الأجسام و الأنفس النوعیة مؤیّدة لها. و الجنسیة مؤیّدة للنوعیة و النفوس البسیطة مؤیّدة للجنسیة (ص، ر 3، 215، 8)

أنفس جزئیة متحرّكة

- الأنفس الجزئیة المتحرّكة فإنّما نعنی بها قوی النفوس الحیوانیة و النباتیة و المعدنیة الساریة فی الأجسام الجزئیة المحرّكة المدبّرة لها المظهرة بها و منها أفعالها واحدا واحدا من الأشخاص الموجودة تحت فلك القمر (ص، ر 3، 212، 17)

أنفس الحیوان‌

- أنفس الحیوان تتقدّم بالزمان الجواهر المعقولة فی الاسم. و الجواهر المعقولة هی أخلق فی الوجود بهذا الاسم (ج، ر، 150، 18)

انفصال‌

- الانفصال- تباین المتّصل (ك، ر، 176، 8)- یقال: ما الاتصال؟ الجواب: هو اتحاد النهایات، و الانفصال تباین المتّصلات (تو، م، 313، 17)

انفعال‌

- الفعل أیضا یعمّ كل معنی صادر عن ذات،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 132
و حدّ الفعل أنّه كیفیّة صادرة عن ذات، و الانفعال كیفیّة واردة علی ذات (تو، م، 280، 6)- أمّا الانفعال: فما یقابله، و هو استمرار تأثّر الشی‌ء بغیره، كتسخّن الماء، و تبرّده؛ و تسوّده و تبیّضه، و التسخّن غیر السخونة، و التسوّد غیر السواد؛ فإنّ السخونة و السواد من الكیفیة التی لا تحتاج فی تصوّرها إلی الالتفات إلی الغیر.
و إنّما نعنی بالانفعال، التأثّر و التغیّر و الانتقال من حال إلی حال، حیث تتزاید السخونة، أو تنتقص. فإن كان مستقرّا كان متكیّفا بالسخونة، و لم یكن منفعلا (غ، م، 165، 7)- الانفعال یقال بنوع واحد فعل القوة التی من قبلها یتغیّر الشی‌ء من ضد إلی ضد مثل تغییر الشی‌ء من البیاض إلی السواد و من المرارة إلی الحلاوة، و ذلك أن القوة التی بها تتغیّر الأشیاء بعضها إلی بعض تسمّی قوة منفعلة، و هذه هی مادة المنفعل مثل تغیّر الشی‌ء من البیاض إلی السواد و من الحلاوة إلی المرارة و من الثقل إلی الخفة (ش، ت، 641، 6)- ما كان جیّد الفعل أو الانفعال یكون فاعلا أو منفعلا و لیس ینعكس هذا حتی یكون ما كان فاعلا أو منفعلا هو جیّد الفعل أو الانفعال (ش، ما، 100، 19)

انفعال ذاتی‌

- لیس یوجد شی‌ء ینفعل من ذاته من جهة ما هو شی‌ء واحد، و لیس هنالك شی‌ء آخر من قبله یغیّر، لأنّه لو كان ذلك لكان الشی‌ء بالقوة من حیث هو بالفعل (ش، ت، 1113، 10)

انفعال و فعل‌

- الانفعال و الفعل إنما یوجدان فی الأضداد، فإن الأضداد قد اجتمع فیها الأمران المشترطان فیهما أعنی أنها متغایرة من جهة و شبیهة من جهة. أما شبیهة فمن جهة ما الموضوع القریب لها واحد، و لذلك ما كان الضدّان لهما جنس واحد. و لهذه العلّة لیس ینفعل الخط عن الحار، و لا أی شی‌ء اتفق عن أی شی‌ء اتفق، و لا من أی شی‌ء اتفق، و لا إلی أی شی‌ء اتفق، بل إنما یوجد الانفعال من ضدّ محدود إلی ضد محدود كأنك قلت من البیاض إلی السواد و من الحار إلی البارد و إلی المتوسط بینهما (ش، سك، 103، 14)- لا أیضا یوجد الفعل و الانفعال فی الأشیاء التی موادّها مختلفة، أعنی إنه لا یوجد من كل واحد منهما فی صاحبه فعل و انفعال، فإن الأبدان تنفعل عن صناعة الطب و لیس تنفعل صناعة الطب عنها إذ كانت هیولی المریض الأخلاط و هیولی صناعة الطبّ النفس. و لذلك كان فلك القمر یفعل فی النار و لا ینفعل عن النار.
و لذلك ما نقول إذن أنه إن وجدت هاهنا صورة فاعلة فی غیر هیولی فتلك غیر منفعلة أصلا، و إن وجدت صورة غیر منفعلة كما یقال فی العقل فتلك فی غیر هیولی ضرورة، و أن هذین المعنیین متلازمان (ش، سك، 103، 22)

انفعالات‌

- یعنی (أرسطو) بالانفعالات الأعراض، و یعنی بالعنصر المادة و هی صنفان: بالقوة و بالفعل (ش، ت، 961، 5)- إنّ الكیفیات المحسوسة إن كانت ثابتة سمّیت انفعالیات، و إن كانت غیر ثابتة سمّیت انفعالات (ر، م، 265، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 133

انفعالات الأعداد

- لا یوجد نسبة بین انفعالات الأعداد و انفعالات الموجودات الطبیعیة و لو كانت الموجودات المتحرّكة عددا لكان یلفی لها انفعالات الأعداد ضرورة (ش، ت، 108، 6)

انفعالات الموجودات الطبیعیة

- لا یوجد نسبة بین انفعالات الأعداد و انفعالات الموجودات الطبیعیة و لو كانت الموجودات المتحرّكة عددا لكان یلفی لها انفعالات الأعداد ضرورة (ش، ت، 108، 6)

انفعالیات‌

- إنّ الكیفیات المحسوسة إن كانت ثابتة سمّیت انفعالیات، و إن كانت غیر ثابتة سمّیت انفعالات (ر، م، 265، 2)

انقسام‌

- الانقسام إنما یكون للشی‌ء من حیث هو جسم لا من حیث هو مركّب من صورة و مادة، فإن الانقسام إنما یوجد للصورة بالعرض و الأشیاء المتغیّرة فی الجوهر، منها ما المادة لها واحدة مشتركة كالحال فی اشتراك الأجسام البسائط فی المادة الأولی (ش، ما، 89، 10)

انقضاء

- كل ما انقضی فقد ابتدأ، و ما لم یبتدئ فلا ینقضی (ش، ته، 37، 2)

أنوار مجرّدة

- الأنوار المجرّدة لا تختلف فی الحقیقة، و إلّا إن اختلفت حقائقها كان كلّ نور مجرّد فیه النوریّة و غیرها (سه، ر، 120، 3)- الأنوار المجرّدة تنقسم إلی أنوار قاهرة و هی التی لا علاقة لها مع البرازخ لا بالانطباع و لا بالتصریف- و فی الأنوار القاهرة أنوار قاهرة أعلون و أنوار قاهرة صوریّة أرباب الأصنام؛- و إلی أنوار مدبّرة للبرازخ، و إن لم تكن منطبعة فیها، تحصل من كلّ صاحب صنم فی ظلّه البرزخیّ باعتبار جهة عالیة نوریّة (سه، ر، 145، 8)

أنواع‌

- الأشخاص الجزئیة الهیولانیة واقعة تحت الحواس؛ و أمّا الأجناس و الأنواع فغیر واقعة تحت الحواس و لا موجودة وجودا حسیّا، بل تحت قوة من قوی النفس التامة، أعنی الإنسانیة، هی المسمّاة العقل الإنسانی (ك، ر، 107، 6)- الأجناس و الأنواع و الأشخاص هی جمیع المعقولات (ك، ر، 302، 14)- أمّا المحسوس نفسه، فكلّ معنی كان واحدا و لم یكن صفة مشتركة لأشیاء كثیرة و لم یكن یشابهه شی‌ء أصلا، فیسمّی الأشخاص و الأعیان؛ و الكلّیّات كلّها فتسمّی الأجناس و الأنواع (ف، حر، 139، 13)- أما الأنواع و الأجناس فهی محفوظة معلومة صورها فی الهیولی، و أما الأشخاص فهی غیر معلومة و لا محفوظة فیها (ص، ر 2، 113، 20)- أما الأنواع فهی التی توجد للكثرة، و النوع فهو هو الشی‌ء الموجود لكل واحد (ش، ت، 69، 15)- أما الأنواع التی تسمّی بهذا الاسم بالحقیقة فإنها مجموع الصورة العامة و الهیولی، مثال ذلك أن نوع الإنسان لیس هو صورته فقط كما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 134
كان یذهب إلیه أفلاطون بل المجموع من الهیولی و الصورة (ش، ت، 77، 5)- الذین وضعوا الأنواع أسبابا للموجودات المحسوسة فإنهم أوّلا یخطئون خطأ من یلتمس معرفة أسباب موجود موجود من موجود آخر و لا یلتمسون سببه من جهة معقوله الكلّی (ش، ت، 112، 10)- إن الأنواع من المضاف و إنها أمور لیست موجودة بذاتها، إذ كان بیّنا من أمر المضاف أنه إنما یقال بالإضافة إلی شی‌ء و أنه إذا ارتفع الذی یضاف إلیه ارتفع. فأما أن الأنواع من المضاف فهو بیّن من حدودها و ذلك أن النوع هو أخص كلّیین یلیق أن یجاب به فی جواب ما هو الشی‌ء كما قیل فی صناعة المنطق (ش، ت، 117، 7)- الأنواع التی تعطی حدود ما تحتها و جواهرها یجب أن تكون هی و ما تحمل علیه متّحدة لأن حملها علی ما تحتها لیس بطریق العرض مثل حمل الأعراض علی الجواهر و الأعراض بعضها علی بعض (ش، ت، 120، 13)- الأنواع التی هی جواهر تدل من المحسوسات علی أشیاء هی جواهر، و الأنواع التی لیست بجواهر تدل من المحسوسات علی أشیاء لیست جواهر (ش، ت، 122، 4)- لیس تكون الأنواع مثالا للأمور المحسوسة بل و لأنفسها، و ذلك أنه كما تتماثل الأشخاص التی هاهنا بالنوعیة التی فیها مثل تماثل أشخاص الإنسان بالإنسانیة كذلك تتماثل الأنواع المفارقة بالجنسیة التی فیها مثل تماثل أنواع الإحساسات بالحس الذی هو الجنس (ش، ت، 129، 8)- إذا كانت الأنواع أمورا موجودة خارج النفس فلیس لها جنس یحصرها و یفهم المعنی العام الذی به صارت موجودة، و إذا لم یكن لها هذا المعنی لم تكن موجودة كما أنه لو لم یكن هاهنا بیت و خاتم و سریر لم یكن هاهنا شی‌ء موجود من هذه الجزئیات (ش، ت، 130، 14)- إن الأنواع مرتّبة تحت الجنس (ش، ت، 138، 12)- لو كانت الأنواع متحرّكة و كانت جواهر الأشیاء لم یكن شی‌ء ثابت (ش، ت، 150، 14)- المعقولات التی هی أجناس و أنواع لیس من شأنها أن تكون صورا قائمة بذاتها و مثلا علی ما یقول قوم، و لا هی أیضا أمور متوسطة بین الصور و المحسوسات كما یقول قوم فی معقولات التعالیم من قبل أنها تعلیمیات أی من قبل أنه لا یظهر فی حدودها المادة، و لا هی أیضا صور للأشیاء الفاسدة علی ما یزعم القائلون بالصور (ش، ت، 153، 6)- إن الأنواع تركّب من الأجناس و الفصول (ش، ت، 1357، 2)- یلزم أن تكون الأشیاء المتغایرة بالصورة و هی الأنواع فی جنس واحد بعینه (ش، ت، 1365، 15)- الأنواع أولی بالجوهریة من الأجناس فإنّها أشد مشاركة للأشخاص من الأجناس (ر، م، 148، 12)

أنواع البراهین‌

- أنواع البراهین المستعملة فی صناعة غیر أنواع البراهین المستعملة فی صناعة أخری (ش، ت، 188، 16)

أنواع الحیوان‌

- أنواع الحیوان … تتّفق فی أنّها تحسّ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 135
و تتغذّی، و تتحرّك بالإرادة إلی أی جهة شاءت (طف، ح، 47، 9)

أنواع محیطة بأنفسها

- أما القول بأنواع محیطة بأنفسها لا أنواع لأشخاص بل صور قائمة بذواتها مثل قول القائل إنه یوجد إنسان غیر ذی جسد و لا لحم و لا عظم فإنه قول شعری خیالی لا حقیقة له (ش، ت، 127، 6)

أنواع مشتركة

- الأنواع المشتركة فی جنس واحد هی إما أضداد و إما ما بین الأضداد (ش، ته، 215، 14)

أنواع الیقین‌

- لیس كلّ نوع من أنواع الیقین یمكن أن یوجد فی أی صنف اتّفق من الموجودات الاضطراریّة-، و أنّه لیس یمكن أن یحصل الیقین بلم هو فیما لیس لوجوده مبدأ و سبب، بل إنّما یحصل به الیقین بأنّه موجود، و لا أیضا جمیع أنواع الیقین یمكن أن یوجد فی كلّ صنف من أصناف الموجودات، فإنّ كثیرا منها لا یمكن أن یوجد فیه جمیع أنواع الیقین بلم هو بل بعضها دون بعض (ف، ط، 75، 11)

إنیة

- علة وجود كلّ شی‌ء و ثباته الحقّ، لأنّ كل ما له إنّیّة له حقیقة؛ فالحقّ اضطرارا موجود، إذن، لإنّیّات موجودة (ك، ر، 97، 13)- كل إنیّة لها جنس فإنّ ال" ما" تبحث عن جنسها؛ و" أی" تبحث عن فصلها، و" ما" و" أی" جمیعا تبحثان عن نوعها، و" لم" عن علّتها التمامیة، إذ هی باحثة عن العلّة المطلقة (ك، ر، 101، 8)- إنّ (الأنیّة) التی هی عبارة عن الوجود غیر (الماهیّة) (غ، م، 171، 23)- یعرف تغایر (الإنیّة) و (الماهیّة) بإشارة العقل، لا بإشارة الحسّ، كما یعرف تغایر الصورة، و الهیولی (غ، م، 172، 4)- إنّ الإنیّة غیر الماهیّة (غ، م، 211، 14)- إن الإنیّة فی الحقیقة فی الموجودات هی معنی ذهنی و هو كون الشی‌ء خارج النفس علی ما هو علیه فی النفس، و ما یدل علیه فهو مرادف للصادق و هی التی تدل علیه الرابطة الوجودیة فی القضایا الحملیة (ش، ته، 174، 20)- الإنیّة تحقّق الوجود العینی من حیث رتبته الذاتیة (جر، ت، 39، 10)

إنیة الشی‌ء

- تسمّی الفلاسفة الوجود الكامل" إنّیّة" الشی‌ء- و هو بعینه ماهیّته- و یقولون" و ما إنّیّة الشی‌ء" یعنون ما وجوده الأكمل، و هو ماهیّته (ف، حر، 61، 14)

إنیة العقل‌

- لیست إنیّة العقل هی هی و التعقّل الذی هو فعل العقل منا و المعقول منا شیئا واحدا من جمیع الوجوه. و السبب فی ذلك أن المعقول منا هو غیر العاقل، و أما العقول التی فی غیر هیولی فإنه یلزم أن یكون المعقول منها و العقل و فعل العقل شیئا واحدا بعینه (ش، ت، 1701، 10)

أهل الإسلام‌

- عسر علی أهل الإسلام أن یسمّی العالم قدیما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 136
و اللّه قدیم و هم لا یفهمون من القدیم إلا ما لا علة له. و قد رأیت (ابن رشد) بعض علماء الإسلام قد مال إلی هذا الرأی (ش، ته، 87، 8)- نجد أهل الإسلام فی فهم التمثیل الذی جاء فی ملّتنا فی أحوال المعاد ثلاث فرق: فرقة رأت أن ذلك الوجود هو بعینه هذا الوجود الذی هاهنا من النعیم و اللذة، أعنی أنهم رأوا أنه واحد بالجنس، و أنه إنما یختلف الوجودان بالدوام و الانقطاع، أعنی أن ذلك دائم، و هذا منقطع. و طائفة رأت أن الوجود متباین، و هذه انقسمت قسمین: طائفة رأت أن الوجود الممثّل بهذه المحسوسات هو روحانی، و أنه إنما مثّل به إرادة البیان. و لهؤلاء حجج كثیرة من الشریعة فلا معنی لتعدیدها. و طائفة رأت أنه جسمانی، لكن اعتقدت أن تلك الجسمانیة الموجودة هنالك مخالفة لهذه الجسمانیة، لكون هذه بالیة و تلك باقیة. و لهذه أیضا حجج من الشرع (ش، م، 243، 13)

أهل التأویل و العلم‌

- هاهنا تأویلات یجب أن لا یفصح بها إلّا لمن هو من أهل التأویل، و هم الراسخون فی العلم … لأنه إذا لم یكن أهل العلم یعلمون التأویل لم تكن عندهم مزیّة تصدیق توجب لهم من الإیمان به ما لا یوجد عند غیر أهل العلم.
و قد وصفهم اللّه بأنهم المؤمنون به، و هذا إنما یحمل علی الإیمان الذی یكون من قبل البرهان، و هذا لا یكون إلّا مع العلم بالتأویل (ش، ف، 39، 1)

أهل صناعة

- إنّ كل صناعة مأخوذة من صناعة أخری …
و إنّ أهل كل صناعة أو علم أو مذهب هم بصناعتهم و أصولها و فروعها أعلم و أعرف من غیرهم، و إنّما ذلك لتعلّمهم لها و دربتهم فیها و طول تجاربهم إیّاها (ص، ر 3، 405، 20)

أوائل‌

- إن الأوائل هی جواهر (ش، ت، 224، 5)- الفرق بین الأوائل و الأسطقسّات أن اسم الأوائل قد ینطلق علی ما هو موجود فی الشی‌ء و خارج الشی‌ء، و العلل تنطلق أكثر ذلك علی الفاعل و الغایة و قد تنطلق علی الأربع علل، و الأسطقسّات لیست تنطلق إلّا علی العلل الموجودة فی الشی‌ء و هی التی ینحلّ إلیها المركّب (ش، ت، 1024، 4)

أوائل الأجناس‌

- أوائل الأجناس هی الأجناس العالیة (ش، ت، 225، 7)

أوائل بإطلاق‌

- الأوائل بإطلاق یجب أن تطلب للموجودات التی هی بإطلاق. و إن عرض لبعضها أن تكون محسوسة غیر مطلقة فإنما تطلب لها هذه الأوائل من حیث هی موجودة بإطلاق لا من حیث هی موجودات ما كأنك قلت متحرّكة أو تعالیمیة (ش، ت، 299، 17)

أوائل البرهان‌

- لا نطلب فی العلم الریاضی إقناعا، و لا فی العلم الإلهی حسّا و لا تمثیلا، و لا فی أوائل العلم الطبیعی الجوامع الفكریة، و لا فی البلاغة برهانا، و لا فی أوائل البرهان برهانا (ك، ر، 112، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 137
- أعنی (أرسطو) بأوائل البرهان المقدّمات الكلّیة الأول التی منها یتهیّأ لنا التماس البرهان علی كل شی‌ء یطلب معرفته (ش، ت، 195، 2)

أوائل الجنس‌

- كل واحد من الأوائل فی جنس جنس فهو خاصّة علّة لما یوصف به سائر الأشیاء الداخلة فی ذلك الجنس من الوجود من الأوصاف التی تتفق فیها تلك الأشیاء فی الاسم و الحدّ، إذ كانت الأوائل فی جنس جنس هی العلة فی وجودها و فی وجود كل ما توصف به من جهة ما هی فی ذلك الجنس (ش، ت، 14، 3)

أوائل العقول‌

- المعلومات التی تسمّی أوائل فی العقول إنّما تحصل فی نفوس العقلاء باستقراء الأمور المحسوسة شیئا بعد شی‌ء، و تصفّحها جزءا بعد جزء، و تأمّلها شخصا بعد شخص (ص، ر 1، 351، 21)- إنّ الأشیاء التی تعلم بأوائل العقول بعضها ظاهر جلی لكل العقلاء، و بعضها غامض خفی یحتاج إلی تأمّل قلیل، و بعضها یحتاج إلی تدقیق النظر و تأمّل شدید. مثال ذلك قولهم:
الكل أكثر من الجزء، إنّ هذا عند الحكماء ظاهر فی أوائل العقول السلیمة (ص، ر 3، 393، 3)

أوائل الكون‌

- واجب أن تكون أوائل الكون غیر كائنة إذ كان واجبا الّا یكون شی‌ء من شی‌ء إلی غیر نهایة و لا شی‌ء من لا شی‌ء (ش، ت، 239، 18)

أوائل متعارفة

- قد یسمّی الأوائل (الأمور) التی بها یمكن الشروع فی الصناعة و الأشیاء التی للإنسان معرفتها منها ما لا یعرّی أحد من معرفته بعد أن یكون سلیم الذهن مثل أن جمیع الشی‌ء أكبر و أعظم من بعضه و أن الإنسان غیر الفرس، و هذه تسمّی العلوم المشهورة و الأوائل المتعارفة. و هذه متی جحدها إنسان بلسانه فلا یمكنه أن یجحدها فی ذهنه إذ كان لا یمكن أن یقع له التصدیق بخلافه. و منها ما إنما یعرفها بعض الناس دون بعض. و من هذه ما قد یوقف علیه بسهولة، و منها ما شأنه أن لا تكون معرفتها للجمیع لكن إنما نعلمه بفكرنا و نصل إلی معرفتها بتلك الأوائل التی لا یعرّی منها أحد (ف، تن، 24، 10)

أوائل المعارف‌

- الكلّیات هی التجارب علی الحقیقة. غیر أن من التجارب ما یحصل عن قصد. و قد جرت العادة، بین الجمهور، بأن یسمّی التی تحصل من الكلیات عن قصد متقدّمة التجارب. فأما التی تحصل من الكلّیات للإنسان لا عن قصد:
فإما أن لا یوجد لها اسم عند الجمهور، لأنهم لا یعنونه؛ و إما أن یوجد لها اسم عند العلماء، فیسمّونها أوائل المعارف و مبادئ البرهان و ما أشبهها من الأسماء (ف، ج، 98، 25)

أوائل الهویات‌

- أوائل الهویات و عللها لیست متفقة (ش، ت، 254، 1)

أوائل المتضادات‌

- إن كانت أوائل المتضادات و أجناسها هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 138
الواحد و الكثرة فمن قبل أن الواحد مأخوذ فی حدّ المتضادة (ش، ت، 1320، 5)

أوساط

- متی أنزلنا عللا لا نهایة لها لمعلول ما أخیر فقد أنزلنا أوساطا لا نهایة لها. و الأوساط بما هی أوساط كما قلنا (ابن رشد) متناهیة كانت أو غیر متناهیة مفتقرة إلی العلّة الأولی من جهة ما هی معلولة. و إلا أمكن أن یكون هاهنا معلول بغیر علّة، لكن متی أنزلنا هذه الأوساط غیر متناهیة فقد ناقضنا أنفسنا لأن من ضرورة الأوساط أن یكون لها علّة أولی، و إذا أنزلناها غیر متناهیة فلا علة أولی هنالك (ش، ما، 129، 14)

أوصاف الصانع‌

- أما الأوصاف التی صرّح الكتاب العزیز بوصف الصانع الموجد للعالم بها فهی أوصاف الكمال الموجودة للإنسان و هی سبعة: العلم و الحیاة و القدرة و الإرادة و السمع و البصر و الكلام (ش، م، 160، 3)

أوقات‌

- الأوقات فی حدوث العالم متماثلة (ش، ته، 47، 24)

أول‌

- الأوّل هو الشی‌ء التامّ و الأوّل التامّ هو الدائرة، لأنّ المستقیم ینتهی فیقف، و ما یقف بعد حركته فحركته لیست له بذاته و قد یعترضها ضدّها الذی هو المفارقة لما هو علیه أعنی السكون (جا، ر، 525، 5)- الأول تام القدرة و الحكمة و العلم كامل فی جمیع أفعاله، لا یدخل فی جمیع أفعاله خلل البتة و لا یلحقه عجز و لا قصور. و الآفات و العاهات التی تدخل علی الأشیاء الطبیعیة إنما هی تابعة للضرورات و لعجز المادة عن قبول النظام التام (ف، ت، 9، 15)- عقول الكواكب بالقوة لا بالفعل، فلیس لها أن تعقل دفعة بل شیئا بعد شی‌ء و لا أن تتخیّل الحركات دفعة بل حركة بعد حركة و إلّا لكانت تتحرّك الحركات كلها دفعة و هذا محال.
و حیث یكون بالكثرة یكون ثمة نقصان. و لما كانت الكواكب فی ذواتها كثیرة إذ فیها تركیب من مادة و صورة هی النفس كان فی عقولها نقصان و أن یكون الكمال حیث تكون البساطة و هی الأوّل و العقول الفعّالة (ف، ت، 10، 4)- الأول یعقل الفاسدات من جهة أسبابها و عللها كما تعقل أنت فاسدا من جهة أسبابه. مثاله إذا تخیّلت أنه كلما عفنت مادة فی عرق یتبعها حمّی و نعلم مع ذلك من الأسباب أن شخصا ما یوجد و تحدث فیه هذه فنحكم أن هذا الشخص یحمّ، فهذا الحكم لا یفسد و إن فسد الموضوع (ف، ت، 17، 20)- الأوّل یعقل ذاته و إن كانت ذاته بوجه ما هی الموجودات كلها. فإنّها إذا عقل ذاته فقد عقل بوجه ما الموجودات كلّها، لأنّ سائر الموجودات إنّما اقتبس كلّ واحد منها الوجود عن وجوده. و الثوانی فكلّ واحد منها یعقل ذاته و یعقل الأوّل (ف، سم، 34، 13)- أمّا الأوّل فلیس فیه نقص أصلا و لا بوجه من الوجوه، و لا یمكن أن یكون وجود أكمل و أفضل من وجوده، و لا یمكن أن یكون وجود أقدم منه و لا فی مثل رتبة وجوده لم یتوفّر علیه.
فلذلك لا یمكن أن یكون استفاد وجوده عن شی‌ء آخر غیره أقدم منه، و هو من أن یكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 139
استفاد ذلك عما هو أنقص منه أبعد. و لذلك هو أیضا مباین بجوهره لكل شی‌ء سواه مباینة تامّة (ف، سم، 42، 14)- الأوّل لیس الغرض من وجوده هو وجود سائر الأشیاء فتكون تلك غایات لوجوده و یكون لوجوده سبب آخر خارج عنه. و لا أیضا بإعطائه الوجود ینال كمالا آخر خارجا عما هو علیه و لا كمال ذاته (ف، سم، 48، 5)- الأول باعتبار أنّ له ماهیّة مجرّدة لشی‌ء، هو عاقل، و باعتبار أنّ ماهیّته المجرّدة لشی‌ء، هو معقول، و هذا الشی‌ء هو ذاته (س، شأ، 357، 10)- الأول یعقل ذاته و نظام الخیر الموجود فی الكل أنّه كیف یكون بذلك النظام، لأنّه یعقله و هو مستفیض كائن موجود (س، شأ، 366، 8)- إنّ الأول إنّما سبق الخلق عندهم (المعطّلة) لیس سبقا مطلقا، بل سبقا بزمان معه حركة و أجسام أو جسم (س، شأ، 380، 9)- الضدّ: یقال عند الجمهور علی مساو فی القوة ممانع. و كل ما سوی الأول فمعلول، و المعلول لا یساوی المبدأ الواجب. فلا ضدّ للأول من هذا الوجه. و یقال عند الخاصة لمشارك فی الموضوع معاقب غیر مجامع، إذا كان فی غایة البعد طباعا. و الأول لا تتعلّق ذاته بشی‌ء، فضلا عن الموضوع. فالأول لا ضدّ له بوجه (س، أ 2، 53، 6)- الأول لا ندّ له، و لا ضدّ له، و لا جنس له، و لا فصل له، فلا حدّ له، و لا إشارة إلیه إلّا بصریح العرفان العقلی (س، أ 2، 53، 9)- الأول معقول الذات قائمها، فهو قیوم بری‌ء عن العلائق، و العهد، و المواد، و غیرها، مما یجعل الذات بحال زائدة. و قد علم أنّ ما هذا حكمه فهو عاقل لذاته، معقول لذاته (س، أ 2، 53، 13)- الأول یبدع جوهرا عقلیّا، هو بالحقیقة مبدع، و بتوسّطه: جوهرا عقلیّا، و جرما سماویّا.
و كذلك عن ذلك الجوهر العقلی، حتی تتمّ الأجرام السماویة، و ینتهی إلی جوهر عقلی، لا یلزم عنه جرم سماوی (س، أ 2، 229، 3)- الأول یعقل ذاته و یعقل نظام الخیر الموجود فی الكل، و أنّه كیف یكون فذلك النظام لأنّه یعقله هو مستفیض كائن موجود (س، ن، 249، 23)- إنّ الأوّل مرید و له إرادة، و عنایة، و أنّ ذلك لا یزید علی ذاته. و بیانه: أنّ الأول فاعل؛ فإنّه ظهر أنّ كل الأشیاء حاصلة منه، فهی فعله (غ، م، 235، 1)- إنّ الأوّل مبتهج بذاته؛ و إنّ عنده من المعنی الذی یعبّر عن نظیره فی حقّنا، باللّذة و الطرب و الفرح و السرور بجمال ذاته و كماله، ما لا یدخل تحت وصف واصف (غ، م، 242، 12)- إنّ الأوّل هو الواحد الحقّ؛ إذ وجوده وجود محض. و إنیّته عین ماهیّته، و ما عداه فهو ممكن (غ، م، 289، 5)- یصدر من الأوّل عقل مجرّد، لیس له من الأول الفرد إلّا الوجود الفرد الواجب به (غ، م، 289، 23)- إنّ الأول لا یجوز أن یشارك غیره فی جنس و یفارقه بفصل، و أنّه لا یتطرّق إلیه انقسام فی حق العقل بالجنس و الفصل (غ، ت، 122، 6)- إنّ الأوّل موجود لا فی المادة، و كل موجود لا فی مادة فهو عقل محض، و كل ما هو عقل محض فجمیع المعقولات مكشوفة له (غ، ت، 135، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 140
- لا یمكن أن یكون الأول و هو أزلی یفسد (ش، ت، 29، 12)- الأول … هو المتقدّم بالوجود و الشرف و السببیة (ش، ت، 340، 18)- الأول أكمل فعلا و أجود لأن الأول هو الذی صیّر المختلف الأفعال دائما و متصلا، و ما هو بعد الأول فإنما هی علّة الأفعال المختلفة علی الدوام بالعلّة الأولی (ش، ت، 1585، 3)- إن كان الأول سبحانه علّة تركیب أجزاء العالم التی وجودها فی التركیب فهو علّة وجودها و لا بد، و كل من هو علّة وجود شی‌ء ما فهو فاعل له (ش، ته، 100، 21)- الأول إذا كان بسیطا واحدا لا یصدر عنه إلا واحد، و إنما یختلف فعل الفاعل و یكثر، إما من قبل المواد و لا مواد معه أو من قبل الآلة و لا آلة معه، فلم یبق إلّا أن یكون من قبل المتوسط بأن یصدر عنه أولا واحد و عن ذلك الواحد واحد و عن ذلك الواحد واحد فیوجد الكثرة (ش، ته، 110، 24)- أما الفلاسفة من أهل الإسلام كأبی نصر و ابن سینا فلما سلّموا لخصومهم أن الفاعل فی الغائب كالفاعل فی الشاهد، و أن الفاعل الواحد لا یكون منه إلا مفعول واحد، و كان الأول عند الجمیع واحدا بسیطا، عسر علیهم كیفیة وجود الكثرة عنه حتی اضطرهم الأمر أن لم یجعلوا الأول هو المحرّك الحركة الیومیة، بل قالوا: إن الأول هو موجود بسیط صدر عنه محرّك الفلك الأعظم و صدر عن محرّك الفلك الأعظم الفلك الأعظم و محرّك الفلك الثانی الذی تحت الأعظم إذ كان هذا المحرّك مركّبا من ما یعقل من الأول و ما یعقل من ذاته. و هذا خطأ علی أصولهم لأن العاقل و المعقول هو شی‌ء واحد فی العقل الإنسانی، فضلا عن العقول المفارقة (ش، ته، 113، 11)- الصحیح عندهم (الفلاسفة): أن الأول لا یعقل من ذاته إلا ذاته، لا أمرا مضافا، و هو كونه مبدأ، لكن ذاته عندهم هی جمیع العقول، بل جمیع الموجودات بوجه أشرف و أتم من جمیعها (ش، ته، 124، 16)- الأول عندهم (الفلاسفة) لا یعقل إلا ذاته، و هو بعقله ذاته یعقل جمیع الموجودات بأفضل وجود، و أفضل ترتیب، و أفضل نظام، و ما دونه فجوهره إنما هو بحسب ما یعقله من الصور و الترتیب و النظام الذی فی العقل الأول، و أن تفاضلها إنما هو فی تفاضلها فی هذا المعنی (ش، ته، 131، 22)- الأول لا یعقل إلا ذاته، و أن الذی یلیه إنما یعقل الأول و لا یعقل ما دونه، لأنه معلول، و لو عقله لعاد المعلول علّة (ش، ته، 132، 1)- إن الأول لا یجوز أن یشارك غیره فی جنس و یفارقه بفصل (ش، ته، 210، 9)- الأول لیس بجسم (ش، ته، 229، 15)- تقول الفلاسفة: إن الإدراك و العلم فی الأول هما نفس الحیاة (ش، ته، 240، 11)- إذا لم یوجد الأول كما یقول أرسطو لم یوجد الأخیر (ش، سط، 123، 8)- الأول … واحد بسیط لا یعقل من ذاته كثرة أصلا (ش، ما، 160، 8)

أول العلم‌

- أول العلم بأول الأسباب التی هی المبادی، و كمال العلم بآخر الأسباب التی هی الغایات (بغ، م 1، 13، 22)

أول فی جنس‌

- الأول فی كل جنس هو أولی باسم الوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 141
و حدّه من الأشیاء التی هو علّة لها فی ذلك الجنس و بجمیع حدود المعانی و الأشیاء التی توجد لجمیع ما فی ذلك الجنس من جهة ما هی فی ذلك الجنس. مثال ذلك أن النار لما كانت هی العلّة فی الأشیاء الحارّة، كانت أولی باسم الحرارة و معناها من جمیع الأشیاء الحارّة (ش، ت، 14، 7)

أول فی الكمال‌

- الأول فی الكمال (هو) العلّة القریبة التی بها یستكمل الشی‌ء و یحصل وجوده و هی العلّة الفاعلة لكل واحد القریبة منه (ش، ت، 1553، 12)

أول الموجودات‌

- إنّ أول الموجودات عن العلّة الأولی واحد بالعدد، و ذاته و ماهیّته واحدة لا فی مادة، فلیس شی‌ء من الأجسام و لا من الصور التی هی كمالات للأجسام معلولا قریبا له، بل المعلول الأول عقل محض؛ لأنّه صورة لا فی مادة، و هو أول العقول المفارقة (س، شأ، 404، 4)- إن أول الموجودات و مبدأها هو شی‌ء غیر متحرّك لا بالذات و لا بالعرض، و إن هذا المبدأ هو الذی یحرّك الحركة الأولی السرمدیة الواحدة المتصلة أعنی الحركة الیومیة (ش، ت، 1644، 4)

أول و آخر

- ما له أول، فله آخر، و ما لا أول له فلا آخر له (ش، ته، 37، 6)

أوهام‌

- ما لا تتخیّله الأوهام لا تتصوّره العقول (ص، ر 3، 393، 21)

أی‌

- كل إنیّة لها جنس فإنّ ال" ما" تبحث عن جنسها؛ و" أی" تبحث عن فصلها، و" ما" و" أی" جمیعا تبحثان عن نوعها، و" لم" عن علّتها التمامیة، إذ هی باحثة عن العلّة المطلقة (ك، ر، 101، 9)

أی شی‌ء هو

- أما أی شی‌ء هو فسؤال یبحث عن واحد من الجملة أو عن بعض من الكل. مثال ذلك إذا قیل طلع الكوكب فیقال أی كوكب هو لأنّ الكواكب كثیرة (ص، ر 1، 200، 11)

أیام العمر

- أیام العمر أربعة فصول: أیام الصبا و أیام الشباب و أیام الكهولة و أیام الشیخوخة (ص، ر 3، 205، 11)

إیجاب‌

- الإیجاب هو إثبات صفة لموصوف، و السلب هو نفی صفة عن موصوف. و الذی یخصّ هذا التقابل الصدق و الكذب (ص، ر 1، 328، 10)

إیجاب‌

- إن القول الصادق إما أن یكون ضرورة موجبا أو سالبا. و الإیجاب لیس شیئا أكثر من تركیب بعض الأشیاء مع بعض و السلب لیس شیئا أكثر من انفصالها. فإن كان هاهنا أشیاء لیس یمكن فیها أن تتركّب فالسلب فیها صادق أبدا (ش، ما، 111، 22)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 142

إیجاب حتم‌

- إنّ الإیجاب و السلب تارة یكون حكما حتما، و تارة شرطا و استثناء، فالإیجاب الحتم مثل قولك الشمس فوق الأرض و هو نهار، و الشرط مثل قولك إن كانت الشمس فوق الأرض فهو نهار. و كذلك حكم السلب مثله مثال ذلك لیست الشمس فوق الأرض و لا هو نهار.
و الشرط و الاستثناء مثل قولك إن كانت الشمس لیست فوق الأرض فلیس هو نهارا (ص، ر 1، 332، 13)

إیجاد

- الإیجاد و هو إخراج ما بالقوة إلی الفعل، فإن الكائن بالفعل هو فاسد بالقوة و كل قوة فإنما تصیر إلی الفعل من قبل مخرج لها هو بالفعل.
فلو لم تكن القوة موجودة لما كان هاهنا فاعل أصلا، و لو لم یكن الفاعل موجودا لما كان هاهنا شی‌ء هو بالفعل أصلا (ش، ت، 1504، 14)- لیس الإیجاد شیئا إلا قلب عدم الشی‌ء إلی الوجود (ش، ته، 91، 2)

إیقان بالشی‌ء

- الإیقان بالشی‌ء هو العلم بحقیقته بعد النظر و الاستدلال و لذلك لا یوصف اللّه بالیقین (جر، ت، 41، 20)

إیمان‌

- إنّ العلم هو تصوّر الشی‌ء علی حقیقته و صحّته، فأما الإیمان فهو الإقرار بذلك الشی‌ء و التصدیق لقول المخبرین عنه من غیر تصوّر له (ص، ر 3، 281، 22)- القبول من التسامع و التجربة بحسن الظنّ إیمان (غ، مض، 40، 14)

أین‌

- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- أمّا تركیب كم مع جوهر فكائن و أین، فإنّ فیها قوة جوهر مع مكان، و المكان كمّیة؛ و كذلك كائن و متی، فإنّ فیها قوة زمان مع جوهر، و الزمان كمّیة (ك، ر، 371، 6)- أمّا الأین: فهو كون الشی‌ء فی المكان مثل كونه فوق، و تحت (غ، م، 164، 11)- الأین، و هو كون الجسم فی المكان (سه، ل، 124، 11)- الأین منه فوق و منه أسفل (ش، سم، 82، 20)- الأین … نسبة الجسم إلی المكان. فالمكان مأخوذ فی حدّه الجسم ضرورة و لیس من ضرورة حدّ الجسم أن یؤخذ فیه المكان و لا هو من المضاف، فإن أخذ من حیث هو متمكّن لحقته الإضافة و صارت هذه المقولة بجهة ما داخلة تحت مقولة الإضافة و كذلك سائر مقولات النسب (ش، ما، 41، 15)- الأین … هو عبارة عن حصول الشی‌ء فی مكانه (ر، م، 451، 19)- إنّ الأین منه ما هو أوّل حقیقی و هو كون الشی‌ء فی مكانه الخاص به الذی لا یسع معه فیه غیره ككون الماء فی الكوز، و منه ما هو ثان غیر حقیقی كما یقال فلان فی البیت؛ و معلوم أنّ جمیع البیت لا یكون مشغولا به بحیث یماسّ ظاهره جمیع الجوانب و أبعد منه الدار بل البلد بل الأقالیم بل المعمورة من الأرض بل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 143
العالم. الثانی إنّ الأین منه جنسی و هو الكون فی المكان، و منه نوعی كالكون فی الهواء أو الماء أو فوق أو تحت، و منه شخصی ككون هذا الشخص فی هذا الوقت فی مكانه الحقیقی (ر، م، 453، 13)- إنّ الأین لا یقبل الأشدّ و الأنقص فی جنسیته لأنّه یستحیل أن یكون حصول الجسم فی مكانه أشدّ من حصول جسم آخر فیه (ر، م، 454، 11)

أین هو

- أما أین هو فسؤال یبحث عن مكان الشی‌ء أو عن رتبته (ص، ر 1، 200، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 144

ب‌

باری تعالی‌

- إنّ الباری، جلّ جلاله، مدبّر جمیع العالم، لا یعزب عنه مثقال حبة من خردل، و لا یفوت عنایته شی‌ء من أجزاء العالم (ف، ج، 103، 18)- لمّا كان الباری، جلّ جلاله، بإنیّته و ذاته، مباینا لجمیع ما سواه، و ذلك لأنه بمعنی أشرف و أفضل و أعلی، بحیث لا یناسبه فی إنیّته و لا یشاكله و لا یشابهه حقیقة و لا مجازا، ثم مع ذلك لم یكن بدّ من وصفه و إطلاق لفظ فیه من هذه الألفاظ المتواطئة علیه، فإن من الواجب الضروری أن یعلم أن مع كل لفظة نقولها فی شی‌ء من أوصافه، معنی بذاته بعید من المعنی الذی نتصوّره من تلك اللفظة. و ذلك كما قلنا بمعنی أشرف و أعلی، حتی إذا قلنا أنه موجود، علمنا مع ذلك أن وجوده لا كوجود سائر ما هو دونه. و إذا قلنا أنه حیّ، علمنا أنه حیّ بمعنی أشرف مما نعلمه من الحی الذی هو دونه.
و كذلك الأمر فی سائرها (ف، ج، 106، 5)- كون الباری عاقلا و معقولا لا یوجب أن یكون هناك اثنینیة فی الذات و لا فی الاعتبار، فالذات واحدة و الاعتبار واحد لكن فی الاعتبار تقدیم و تأخیر فی ترتیب المعانی (ف، ت، 12، 12)- إنّ الإنسان وحده بعد كل كثرة، كما أنّ الباری جلّ ثناؤه وحده قبل كل كثرة (ص، ر 3، 20، 20)- إنّ الباری تعالی علّة كل موجود و مبدعه و متّقنه و متمّمه و مكمّله علی النظام و الترتیب الأشرف فالأشرف، و ترتیب الموجودات عنه كترتیب العدد عن الواحد الذی قبل الاثنین (ص، ر 3، 187، 6)- النفس الكلّیة التی هی نفس العالم مؤیّدة للنفوس البسیطة، و العقل الكلّی مؤیّد للنفس الكلّیة، و الباری- جلّ ثناؤه- مؤیّد للعقل الكلّی فهو مبدعها كلّها و مدبّر لها من غیر ممازجة لها و لا مباشرة (ص، ر 3، 215، 12)- من أخصّ أوصاف الباری أنّه غیر الوجود و أصل الموجودات و علّتها، كما أنّ الواحد أصل العدد و مبدؤه و منشؤه، فلو كان الباری تعالی ضدّا لكان العدم و لكن العدم لیس بشی‌ء، و الباری تعالی فی كل شی‌ء و مع كل شی‌ء من غیر مخالطة لها و لا ممازجة معها، كما أنّ الواحد فی كل عدد و معدود، فإذا ارتفع الواحد من كل الموجود توهّمنا ارتفاع العدد كله، و إذا ارتفع العدد فلم یرتفع الواحد، كذلك لو لم یكن الباری لم یكن شی‌ء موجودا أصلا (ص، ر 3، 328، 9)- إنّ الأركان الأربعة متقدّمة الوجود علی مولّداتها بالأیام و الشهور و السنین، كما أنّ الأفلاك متقدّمة الوجود علی الأركان بالأزمان و الأدوار و القرانات، و عالم الأرواح متقدّم الوجود علی عالم الأفلاك بالدهور الطوال التی لا نهایة لها. و الباری تعالی متقدّم الوجود علی الكل، كتقدّم الواحد علی جمیع العدد (ص، ر 3، 332، 4)- إن قیل ما معنی الباری (تعالی)؟ فیقال علّة كل شی‌ء و سبب كل موجود و مبدع المبدعات و مخترع الكائنات و متّقنها و متمّمها و مكمّلها و مبلغها إلی أقصی مدی غایاتها و منتهی نهایاتها بحسب ما یتأتی فی كل واحد منها (ص، ر 3،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 145
360، 19)- (خالق)، (و فاعل)، (و بارئ)، و سائر صفات الفعل، فمعناه أن وجوده (اللّه) وجود شریف، یفیض عنه وجود الكل فیضانا لازما، و أنّ وجود غیره حاصل منه و تابع لوجوده، كما یتبع النور الشمس و الإسخان النار، و لا تشبه نسبة العالم إلیه نسبة النور إلی الشمس إلّا فی كونه معلولا فقط و إلّا فلیس هو كذلك، فإنّ الشمس لا تشعر بفیضان النور عنها، و لا النار بفیضان الإسخان، فهو طبع محض؛ بل الأول عالم بذاته و أنّ ذاته مبدأ لوجود غیره، ففیضان ما یفیض عنه معلوم له فلیس به غفلة عمّا یصدر عنه (غ، ت، 107، 20)- الباری تعالی ربّ العقل و النفس و النطق جمیعا؛ فالعقل أثر من كلامه، و النفس سرّ من أمره، و النطق صفة شریفة مخلوقة. و هو منزّه عن هذه الأوصاف و الصفات، تعالی اللّه عمّا یقول الظالمون علوا كبیرا (غ، ع، 46، 5)- الباری سبحانه لیس شأنه أن یكون فی زمان، و العالم شأنه أن یكون فی زمان. فلیس یصدق عند مقایسة القدیم إلی العالم أنه إما أن یكون معا، و إما أن یكون متقدّما علیه بالزمان أو بالسببیة، لأن القدیم لیس مما شأنه أن یكون فی زمان، و العالم شأنه أن یكون فی زمان (ش، ته، 58، 23)- یعتقدون (الفلاسفة) أن الباری سبحانه منفصل عن العالم، فلیس هو عندهم من هذا الجنس و لا هو أیضا فاعل بمعنی الفاعل الذی فی الشاهد لا ذو الاختیار و لا غیر ذی الاختیار، بل هو فاعل هذه الأسباب مخرج الكل من العدم إلی الوجود و حافظه علی وجه أتم و أشرف مما هو فی الفاعلات المشاهدة …
و ذلك أنهم یرون أن فعله صادر عن علم و من غیر ضرورة داعیة إلیه لا من ذاته و لا لشی‌ء من خارج، بل لمكان فضله و جوده، و هو ضرورة مرید مختار فی أعلی مراتب المریدین المختارین، إذ لا یلحقه النقص الذی یلحق المرید فی الشاهد (ش، ته، 99، 28)- أما المتكلّمون فإنهم یضعون حیاة للباری سبحانه من غیر حاسة، و ینفون عنه الحركة بإطلاق (ش، ته، 240، 8)- الباری سبحانه محال أن تكون عنده شهوة لمكان شی‌ء ینقصه فی ذاته حتی تكون سببا للحركة و الفعل، أما فی نفسه و أما فی غیره (ش، ته، 240، 14)- یقولون (الفلاسفة) فی الباری سبحانه: إن الأخص به ثلاث صفات: و هو كونه عالما، فاضلا، قادرا، و یقولون: إن مشیئته جاریة فی الموجودات بحسب علمه، و إن قدرته لا تنقص عن مشیئته كما تنقص فی البشر (ش، ته، 240، 23)- الإرادة فی الحیوان و الإنسان انفعال لاحق لهما عن المراد، فهی معلولة عنه. هذا هو المفهوم من إرادة الإنسان و الباری سبحانه منزّه عن أن یكون فیه صفة معلولة، فلا یفهم من معنی الإرادة إلا صدور الفعل مقترنا بالعلم (ش، ته، 247، 12)- للموجود إذا وجودان: وجود أشرف و وجود أخسّ، و الوجود الأشرف هو علة الأخسّ، و هذا هو معنی قول القدماء أن الباری سبحانه هو الموجودات كلها، و هو المنعم بها، و الفاعل لها. و لذلك قال رؤساء الصوفیة: لا هو إلا هو (ش، ته، 260، 26)- علمه (الباری تعالی) هو الفاعل للموجودات لا الموجودات فاعلة لعلمه (ش، ته، 263، 23)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 146
- الباری و هو أزلی فاعل للعالم بعد أن لم یفعل، فإنه یلزم ضرورة أن یكون فاعلا بالقوة قبل أن یفعل (ش، ما، 110، 22)

باطل‌

- یقال: ما الباطل؟ الجواب: هو ما به نافی الموجود هو ما هو (تو، م، 311، 13)- الباطل ما لا یعتمد به و ما لا یفید شیئا (جر، ت، 43، 7)

باطن‌

- حدّ الباطن أنّه الغرض المستور المراد بالظاهر (جا، ر، 110، 10)

باطنیة

- الباطنیة: و هم یزعمون أنّهم أصحاب التعلیم و المخصوصون بالاقتباس من الإمام المعصوم (غ، مض، 15، 5)

بحث‌

- البحث لغة و هو التفحّص و التفتیش، و اصطلاحا هو إثبات النسبة الإیجابیّة أو السلبیّة بین الشیئین بطریق الاستدلال (جر، ت، 43، 15)

بخت‌

- الأشیاء التی تنسب إلی البخت و الاتّفاق هی الأقلیّة الوجود عن ذلك السبب و حاصلة عنه بالعرض لا بالذات. فإنّ السعید البخت هو الذی ینال الخیر الذی لم یسع لطلبه كمن حفر بئرا فوجد كنزا أو سعی فی طریقه لغرض ما فصادف حبیبا، فإنّه ینتسب إلی البخت و الاتّفاق من حیث أنّه لم یسع لأحدهما (بغ، م 1، 19، 23)- لیس لما یقال أنه حدث بالعرض علّة إلا البخت و لیس بعلّة لأن العلّة محدودة و البخت غیر محدود فهو إن كان علّة فغیر محدودة. و یعنی بقوله (أرسطو) محدودة أی هی محدودة بالإضافة إلی معلولها أی لیس یكون معلولها إلا عنها فهی محدودة له؛ و ذلك أن الذی یحدث عن علل كثیرة لیس یحدث عن علّة محدودة أی واحدة بعینها. و هذه هی حال ما یحدث بالبخت. و المثالان اللذان تمثّل بهما فی تفهّم ما بالعرض قوله فیهما مفهوم بنفسه و هو الّا یقصد إنسان المشی إلی مدینة من المدن فیحمله إلیها ریح عاصف أو لصوص یأسرونه (ش، ت، 695، 6)- إن ما حدث بالبخت لیس یكون علّة لنوع من أنواع الموجودات مثل ما یكون ما حدث بالطبع علّة لما یحدث بالطبع (ش، ت، 736، 2)- ما حدث عن البخت فإنه إنما یكون عن مبدأ ذی طبیعة محدودة و علّة محدودة، و ذلك أن ما بالعرض فإنما یعرض لما بالذات، و لذلك كان ما بالذات متقدّما علی ما بالعرض (ش، ت، 736، 5)- قد تقرّر الاصطلاح علی تخصیص اسم البخت بالسبب الاتفاقی الذی مبدؤه إرادة طبیعیة فإن كان السبب طبیعیا كالعود الذی یشقّ فیجعل نصفه فی المسجد و نصفه فی الكنیف فذلك لا یسمّی بختا بل كائنا من تلقاء نفسه، و أمّا إن كان حدوثه من مصادمات أسباب طبیعیة و إرادیة فحینئذ یسمّی بختا بالقیاس إلی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 147
السبب الإرادی، و أمّا بالنسبة إلی السبب الطبیعی فلا (ر، م، 531، 6)

بدایة

- إنّ البدایة و النهایة تقالان لحدّ الشی‌ء و طرفه و اختلافهما باعتبار المعتبر و تسمیة المسمّی، فأیهما فرض منه مبدأ فالآخر منتهی (بغ، م 1، 81، 9)

بدن‌

- لیس تعلّق النفس بالبدن تعلّق معلول بعلّة ذاتیة، و إن كان المزاج و البدن علّة بالعرض للنفس (س، شن، 203، 5)- إنّ البدن تأخذ أجزاؤه كلها تضعف قواها بعد منتهی النشوء و الوقوف، و ذلك دون الأربعین أو عند الأربعین (س، ف، 93، 3)- البدن علّة للنفس فی الوجود (س، ف، 99، 11)- النفس مع البدن هی شی‌ء واحد (ش، ت، 1102، 2)- البدن من حیث هو مباین للنفس لیس محلّا لإمكان حدوثها (ط، ت، 347، 4)

بدیهی‌

- البدیهی هو الذی لا یتوقّف حصوله علی نظر و كسب سواء احتاج إلی شی‌ء آخر من حدس أو تجربة أو غیر ذلك أو لم یحتج فیرادف الضّروری. و قد یراد به ما لا یحتاج بعد توجّه العقل إلی شی‌ء أصلا فیكون أخصّ من الضروریّ كتصوّر الحرارة و البرودة و كالتصدیق بأنّ النفی و الإثبات لا یجتمعان و لا یرتفعان (جر، ت، 44، 16)

برّانی‌

- حدّ البرّانیّ أنّه المدبّر الأركان علی انفراد فی أوّل الأمر تدبیرا لا یقصد به إلی غایة ما فی الصنعة مع العلم بما یكون عنه قبل كونه (جا، ر، 111، 10)

براهین‌

- البراهین سواء كانت هندسیة أو منطقیة فلا تكون إلّا من نتائج صادقة (ص، ر 1، 357، 6)- إنّ البراهین هی میزان العقول كما أنّ الكیل و الذرع و الشاهین موازین الحواس (ص، ر 3، 375، 8)- غرض الحكماء فی استخراج البراهین الذی یسمّی میزان العقل، و هو طلب الحقائق و إصابة الصواب و تجنّب الزور و الخطأ باستعمال القیاسات، و لكن منهم من یصیب و منهم من یخطئ أیضا فی استعمال هذه الموازین (ص، ر 3، 417، 22)- إن كان بعض البراهین تعطی وجود الشی‌ء و بعضها سبب الشی‌ء و علّته، فمعلوم أن علم الأعراض: إما أن یكون لأصناف البرهان الكلّی، و إما أن یكون لصنف واحد منها.
فمعرفة الأعراض إذا لعلم واحد (ش، ت، 200، 13)- خلیق أن لا تكون العلّة التی هی الصورة و العلّة التی من قبلها كانت الصورة واحدة و إن كانت التی من أجلها كانت الصورة كثیرا ما تدخل فی الحدود التامة و هی التی تسمّی براهین متغیّرة فی الوضع (ش، ت، 1080، 10)

براهین أسباب‌

- مبادئ التعلیم فی الصنائع صنفان: أحدهما أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 148
تكون المتقدّمة عندنا هی المتقدّمة فی الوجود بمنزلة ما علیه الأمر فی التعالیم و البراهین المؤتلفة عن هذه هی البراهین المطلقة. و الثانی أن تكون المتقدّمة عندنا فی المعرفة متأخّرة فی الوجود بمنزلة ما علیه جلّ الأمر فی هذا العلم.
و أصناف البراهین المؤتلفة عن هذه المبادی المتأخّرة تسمّی الدلائل، لكن إذا حصلت لنا أسباب الشی‌ء بهذا النحو من الحصول فقد یمكن أن نجعلها حدودا وسطی فی إعطاء أسباب بعض اللواحق و الأعراض، فتكون البراهین المؤتلفة عنها براهین أسباب فقط.
و قد یمكن ذلك دون هذا و ذلك فیما أسبابه معلومة لنا من أول الأمر (ش، سط، 29، 16)

براهین إنّ الشی‌ء

- سمّیت البراهین الكائنة عن تلك المعلومات الأول براهین لم الشی‌ء إذا كانت تعطی مع علم هل الشی‌ء موجود لم هو موجود. و إذا كانت المعلومات التی فیها تلك الأحوال و الشرائط فی جنس ما من الموجودات أسبابا لعلمنا بوجود ما یحتوی علیه ذلك الجنس من غیر أن یكون أسبابا لوجود شی‌ء منها، كانت مبادئ التعلیم فی ذلك الجنس غیر مبادئ الوجود، و كانت البراهین الكائنة عن تلك المعلومات براهین هل الشی‌ء و براهین إنّ الشی‌ء لا براهین لم الشی‌ء (ف، س، 5، 9)

براهین تعالیمیة و طبیعیة

- البراهین التعالیمیة هی فی المرتبة الأولی من الیقین و أن البراهین الطبیعیة تتلوها فی ذلك (ش، ت، 50، 19)

براهین لم الشی‌ء

- سمّیت البراهین الكائنة عن تلك المعلومات الأول براهین لم الشی‌ء إذا كانت تعطی مع علم هل الشی‌ء موجود لم هو موجود. و إذا كانت المعلومات التی فیها تلك الأحوال و الشرائط فی جنس ما من الموجودات أسبابا لعلمنا بوجود ما یحتوی علیه ذلك الجنس من غیر أن یكون أسبابا لوجود شی‌ء منها، كانت مبادئ التعلیم فی ذلك الجنس غیر مبادئ الوجود، و كانت البراهین الكائنة عن تلك المعلومات براهین هل الشی‌ء و براهین إنّ الشی‌ء لا براهین لم الشی‌ء (ف، س، 5، 4)

براهین مطلقة

- مبادئ التعلیم فی الصنائع صنفان: أحدهما أن تكون المتقدّمة عندنا هی المتقدّمة فی الوجود بمنزلة ما علیه الأمر فی التعالیم و البراهین المؤتلفة عن هذه هی البراهین المطلقة. و الثانی أن تكون المتقدّمة عندنا فی المعرفة متأخّرة فی الوجود بمنزلة ما علیه جلّ الأمر فی هذا العلم.
و أصناف البراهین المؤتلفة عن هذه المبادی المتأخّرة تسمّی الدلائل، لكن إذا حصلت لنا أسباب الشی‌ء بهذا النحو من الحصول فقد یمكن أن نجعلها حدودا وسطی فی إعطاء أسباب بعض اللواحق و الأعراض، فتكون البراهین المؤتلفة عنها براهین أسباب فقط.
و قد یمكن ذلك دون هذا و ذلك فیما أسبابه معلومة لنا من أول الأمر (ش، سط، 29، 11)

براهین منطقیة

- ینبغی لمن یرید النظر فی البراهین المنطقیة أن یكون قد ارتاض فی البراهین الهندسیة أولا و قد أخذ منها طرفا لأنّها أقرب من فهم المتعلّمین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 149
و أسهل علی المتأمّلین، لأنّ مثالاتها محسوسة مرئیة بالبصر و إن كانت معانیها مسموعة و معقولة لأنّ الأمور المحسوسة أقرب إلی فهم المتعلّمین (ص، ر 1، 357، 2)- أكثر براهین هذا العلم (علم ما بعد الطبیعة) هی براهین منطقیة، و أعنی بالمنطقیة هاهنا مقدّمات مأخوذة من صناعة المنطق. و ذلك أن صناعة المنطق تستعمل استعمالین: من حیث هی آلة و قانون تستعمل فی غیرها، و یستعمل أیضا ما تبیّن فیها فی علم آخر علی جهة ما یستعمل ما تبیّن فی علم نظری فی علم آخر. و هی إذا استعملت فی هذا العلم قریب من المقدّمات المناسبة إذ كانت هذه الصناعة تنظر فی الموجود المطلق، و المقدّمات المنطقیة هی موجودة لموجود مطلق مثل الحدود و الرسوم و غیر ذلك مما قیل فیها (ش، ت، 749، 2)

براهین هل الشی‌ء

- سمّیت البراهین الكائنة عن تلك المعلومات الأول براهین لم الشی‌ء إذا كانت تعطی مع علم هل الشی‌ء موجود لم هو موجود. و إذا كانت المعلومات التی فیها تلك الأحوال و الشرائط فی جنس ما من الموجودات أسبابا لعلمنا بوجود ما یحتوی علیه ذلك الجنس من غیر أن یكون أسبابا لوجود شی‌ء منها، كانت مبادئ التعلیم فی ذلك الجنس غیر مبادئ الوجود، و كانت البراهین الكائنة عن تلك المعلومات براهین هل الشی‌ء و براهین إنّ الشی‌ء لا براهین لم الشی‌ء (ف، س، 5، 9)

برهان‌

- لیس كلّ مطلوب عقلی موجودا بالبرهان، لأنّه لیس لكل شی‌ء برهان، إذ البرهان فی بعض الأشیاء؛ و لیس للبرهان برهان، لأنّ هذا یكون بلا نهایة، إن كان لكل برهان برهان (ك، ر، 111، 15)- إنّ أفلاطون یری أن توفیة الحدود إنما یكون بطریق القسمة، و أرسطوطالیس یری أن توفیة الحدود إنما یكون بطریق البرهان و التركیب (ف، ج، 87، 9)- البرهان علی ضربین: منه هندسی، و منه منطقی. و لذلك ینبغی أن یؤخذ أولا من (علم الهندسة) مقدار ما یحتاج فی الارتیاض فی البراهین الهندسیة، ثم یرتاض مع ذلك فی (علم المنطق) (ف، م، 12، 8)- كلّ برهان فهو سبب لعلمنا بوجود شی‌ء ما.
و لا یمتنع أن توجد فی البرهان أمور تكون سببا لوجود ذلك الشی‌ء أیضا، فیجتمع فی ذلك البرهان أن یكون سببا لعلمنا بوجود الشی‌ء و سببا مع ذلك لوجود ذلك الشی‌ء (ف، حر، 212، 7)- البرهان میزان الحكماء یعرفون به الصدق من الكذب فی الأقوال، و الصواب من الخطأ فی الآراء، و الحق من الباطل فی الاعتقادات، و الخیر من الشر فی الأفعال (ص، ر 1، 204، 3)- الطرق التی سلكها الفلاسفة … فی التعالیم و طلبهم معرفة حقائق الأشیاء أربعة أنواع و هی: التقسیم و التحلیل و الحدود و البرهان (ص، ر 1، 343، 13)- بالبرهان تعرف حقیقة الأجناس التی هی أعیان كلّیات معقولات (ص، ر 1، 344، 4)- أمّا طریق البرهان و الغرض المطلوب فیه فهو معرفة الصور المقوّمة التی هی ذوات أعیان موجودة (ص، ر 1، 346، 3)- إنّ الحكماء و المتفلسفین ما وضعوا القیاس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 150
البرهانی إلّا لیعلموا به الأشیاء التی لا تعلم إلّا بالقیاس و هی الأشیاء التی لا یمكن أن تعلم بالحسّ و لا بأوائل العقول بل بطریق الاستدلال و هو المسمّی البرهان (ص، ر 1، 356، 5)- إنّ جمیع الموجودات و سائر المصنوعات لما بدت و وجدت فی العالم وقع الاختلاف فیها و السؤال عنها من جهة ثلاثة أنواع یحصرها جنس واحد. فأول ذلك الترتیب الأول المرتّب كان فی النفس أولا بالقوة و الأمور العقلیة المعقولة و هی صورة أعیان بسائط المركّبات و الموجودات بالترتیب. و الثانی هی الأمور المحسوسة، ثم البرهان یقتضی علّتها و یبیّن معانیها و یعرف الناظر فیها و السائل عنها معرفة كیفیّتها معقولة فی غایة التجرّد النفسانی و كونها بعدها محسوسة فی العالم الجسمانی (ص، ر 3، 102، 16)- إذا لم یكن شی‌ء معقول فلا یمكن البرهان علیه، لأنّ البرهان لا یكون إلّا من نتائج مقدمات ضروریة مأخوذة من أوائل العقول و الأشیاء التی هی فی أوائل العقول إنّما هی كلّیات أنواع و أجناس ملتقطة من أشخاص جزئیة بطریق الحواس (ص، ر 3، 393، 22)- لا یمكن أن یكون برهان لجمیع الأشیاء بقول كلّی لأنه إن أمكن ذلك صارت الأشیاء بلا نهایة و لا یكون علی هذا النحو برهان أیضا (ش، ت، 352، 9)- لیس للجوهر برهان لأن البرهان هو من الجواهر علی الأعراض و لیس للجوهر جوهر، و لذلك لیس یوجد للجواهر حدود.
و لذلك لیس یوجد علی الجواهر براهین هی حدود متغیّرة فی الوضع بل إنما یلفی ذلك فی الأعراض (ش، ت، 702، 14)- إن كان البرهان و الحدّ الصحیح یجب أن یكون من الأمور الضروریة الدائمة، فبیّن أنه كما لا یمكن أن یكون علم و لا جهل لما لیس بضروری بل ظن كذلك لیس یمكن أن یكون علم للأشیاء التی یمكن أن تكون بحال و یمكن أن تكون بخلافه (ش، ت، 985، 17)- إن كل ما أدّی إلیه البرهان و خالفه ظاهر الشرع، إن ذلك الظاهر یقبل التأویل علی قانون التأویل العربی. و هذه القضیة لا یشك فیها مسلم، و لا یرتاب بها مؤمن (ش، ف، 36، 2)- البرهان لا یكون إلّا علی الحقیقة (ش، ف، 39، 9)

برهان سبب و وجود

- تبرهن علی وجود نوع ما ببرهان سبب و وجود (ش، سم، 35، 17)

برهان لم‌

- البرهان الذی یعطی الیقین بوجوده فقط یعرف ب" برهان الوجود"، و الذی یعطی بعد ذلك سبب وجوده یسمّی" برهان لم هو الشی‌ء"، و الذی یعطی علم الوجود و سبب الوجود معا یسمّی" برهان الوجود و لم هو"، و هو البرهان علی الإطلاق لأنّه یجتمع فیه أن یكون مطلوبا به وجوده و سبب وجوده معا، و المطلوب به فیما عدا ذلك هو مطلوب وجوده فقط (ف، حر، 204، 16)

برهان منطقی‌

- لما رأی الحكماء المنطقیون اختلاف العلماء فی الأقاویل و الحكم علی المعلومات بالحزر و التخمین بالأوهام الكاذبة و منازعتهم فیها و تكذیب بعضهم بعضا، و ادّعاء كل واحد أنّ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 151
حكمه الحق و خصمه المبطل، و لم یجدوا لهم قاضیا من البشر یرضون بحكمه لأنّ ذلك القاضی أیضا یكون أحد الخصوم، فرأوا من الرأی الصواب و الحكمة البالغة أن یستخرجوا بقرائح عقولهم میزانا مستویا و قیاسا صحیحا لیكون قاضیا بینهم فیما یختلفون فیه لا یدخله الخلل. و إذا تحاكموا إلیه قضی بالحق و حكم بالعدل لایجابی أحدا و هو القیاس الذی یسمّی البرهان المنطقی المماثل للبرهان الهندسی الذی یشبه البرهان العددی (ص، ر 1، 340، 9)

برهان الوجود

- البرهان الذی یعطی الیقین بوجوده فقط یعرف ب" برهان الوجود"، و الذی یعطی بعد ذلك سبب وجوده یسمّی" برهان لم هو الشی‌ء"، و الذی یعطی علم الوجود و سبب الوجود معا یسمّی" برهان الوجود و لم هو"، و هو البرهان علی الإطلاق لأنّه یجتمع فیه أن یكون مطلوبا به وجوده و سبب وجوده معا، و المطلوب به فیما عدا ذلك هو مطلوب وجوده فقط (ف، حر، 204، 16)

برهان و ظن‌

- الفرق بین البرهان و الظن الغالب فی حق العقل أدق من الشعر عند البصر و أخفی من النهایة التی بین الظل و الضوء (ش، ته، 231، 22)

برهانیات‌

- البرهانیات موكولة إلی أصحاب الأذهان الصافیة و العقول المستقیمة، و السیاسیات موكولة إلی ذوی الآراء السدیدة؛ و الشرعیات موكولة إلی ذوی الإلهامات الروحانیة. و أعمّ هذه كلّها الشرعیات، و ألفاظها خارجة عن مقادیر عقول المخاطبین. و لذلك لا یؤاخذون بما لا یطیقون تصوره (ف، ج، 103، 24)

بری‌ء من القوة

- لما كان كل بری‌ء من القوة عندهم (الفلاسفة) عقلا وجب أن یكون الأول عندهم عقلا (ش، ته، 205، 21)

بسائط

- إنّ البسائط تحدّ بحدّ یشتمل علی الجنس و الفصل و لیس الجنس و الفصل موجودین فی المحدود حتی یكون المحدود له جزءان بل هما جزء الحدّ (ف، ت، 8، 11)- البسائط لا فصل لها، فلا فصل للون و لا لغیره من الكیفیات و لا لغیره من البسائط و إنما الفصل للمركّبات. و إنما یحاذی الفصل الصورة كما یحاذی الجنس المادة، و الناطق لیس هو فصل الإنسان بل لازم من لوازم الفصل و هو النفس الإنسانی (ف، ت، 20، 3)- الأشیاء كلها نوعان: مركّبات و وسائط. فأما المركّبات فتعرف حقائقها إذا عرفت الأشیاء التی هی مركّبة منها، و البسائط تعرف حقائقها إذا عرفت الصفات التی تخصّها (ص، ر 3، 359، 17)- الروحانیات بسائط و الجسمانیات مركّبات و البسائط أشرف من المركّبات (ر، مح، 170، 16)

بسائط العالم‌

- بسائط العالم لها أماكن تكون فیها، و لیس و لا لواحد منها مكان (ف، ع، 12، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 152

بسیط

- الصورة دائما جزء من الماهیّة فی المركّبات، و كل بسیط فإنّ صورته أیضا ذاته لأنّه لا تركیب فیه، و أما المركّبات فلا صورتها ذاتها و لا ماهیّتها ذاتها، أما الصورة فظاهر أنّها جزء منها، و أما الماهیّة فهی ما بها هی ما هی، و إنّما هی ما هی بكون الصورة مقارنة للمادة، و هو أزید من معنی الصورة (س، شأ، 245، 6)- المركّب عند الطبیعة بعد البسیط، و البسیط من الأجسام هو الذی له صورة واحدة هی طبیعة و قوة أولی یتبعها ما یتبعها من الأعراض و لا ینحلّ بنوع من التحلیل إلی أجزاء مختلفة كالماء و الهواء، و المركّب هو الذی فیه صورتان هما طبیعیتان و قوتان أصلیتان فزائد أو ینحلّ تركیبه بنوع من التحلیل إلی أجزاء مختلفة القوی كالطین الذی ینحلّ تركیبه إلی ماء و أرض (بغ، م 1، 125، 10)- إن البسیط لیس فیه قوة أصلا و إن الذی فیه قوة مركّب (ش، ت، 1113، 12)- البسیط (هو) الصورة التی لیس تشوبها الهیولی، و ذلك أن كل ما تشوبه القوة فهو مركّب. و لما كانت القوة إنما تعقل بغیرها و الفعل بذاته، كان ما لا تشوبه قوة أصلا هو أحری أن یكون معقولا (ش، ت، 1603، 6)- من لیس یضع هیولی للشی‌ء الكائن یلزمه أن یكون الموجود بسیطا فلا یمكن فیه عدم لأن البسیط لا یتغیّر و لا ینقلب جوهره إلی جوهر آخر (ش، ته، 94، 26)- البسیط یقال علی معنیین: أحدهما ما لیس مركّبا من أجزاء كثیرة و هو مركّب من صورة و مادة. و بهذا یقولون (الفلاسفة) فی الأجسام الأربعة أنها بسیطة، و الثانی یقال علی ما لیس مؤلّفا من صورة و مادة مغایرة للصورة بالقوة و هی الأجرام السماویة (ش، ته، 144، 14)- البسیط أیضا یقال علی ما حدّ الكل و الجزء منه واحد، و إن كان مركّبا من الأسطقسات الأربعة (ش، ته، 144، 17)- البسیط بالمعنی المقول علی الأجرام السماویة لا یبعد أن توجد أجزاؤه مختلفة بالطبع، كالیمین و الشمال للفلك و الأقطاب (ش، ته، 144، 18)- كل فاسد فإما أن یكون بسیطا أو مركّبا، أما المركّب ففساده یكون بانحلاله إلی ما تركّب منه و كونه یكون منها، و أما البسیط ففساده إنما یكون إلی الضد، و كذلك كونه إنما یكون من الضد كالحال فی الأرض و الهواء و الماء و النار (ش، سم، 31، 5)- البسیط غیر معقول الحقیقة (ر، م، 14، 10)- لا بدّ من البسیط لأنّ كل كثرة متناهیة كانت أو غیر متناهیة فإنّ الواحد فیها موجود (ر، م، 51، 19)

بسیط بإطلاق‌

- إن الواحد الذی یقال علی المتّصل لیس إنما یدل هو و البسیط المطلق علی معنی واحد، و ذلك أن الواحد الذی یقال علی المتصل إنما یدل علی ما هو كثیر بالقوة واحد بالفعل.
و ذلك أن المتصل یمكن أن ینقسم، و أما البسیط بإطلاق فهو الذی یدل علی ما لا ینقسم أصلا لا بالقوة و لا بالفعل (ش، ت، 1603، 14)

بسیط واحد

- البسیط الواحد یقال بنوعین: إما بإطلاق و إما بتقیید. و المطلق من كل واحد من هذین هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 153
الذی لا تشوبه الهیولی و لا یوجد فیه انقسام أصلا. و إنما فرق هاهنا بین الواحد و البسیط لأن أشهر المعانی التی یدل علیها اسم الواحد هو المقول بتقیید، أعنی المقول علی المتصل و الأشهر من التی یدل علیها اسم البسیط هو البسیط المطلق (ش، ت، 1603، 15)

بصر

- البصر مرآة یتشبّح فیها خیال المبصر ما دام یحاذیه فإذا زال و لم یكن قویّا انسلخ (ف، ف، 11، 14)- إنّ البصر لیس إنما صار بصرا بالفعل بأن حصل فیه الضوء و الإشفاف بالفعل، بل لأنه إذا حصل له الإشفاف بالفعل حصلت فیه صور المرئیّات. فبحصول صور المرئیّات فی البصر صار بصرا بالفعل (ف، عق، 26، 1)- أمّا البصر: فهو قوة داركة للألوان و الأشكال، مودعة فی ملتقی تجویف العینین من مقدّم الدماغ (غ، م، 352، 4)- لیس للبصر قوة تجرید الإنسانیة عن اللواحق الغریبة (غ، م، 360، 13)

بعث‌

- إنّ معنی القیامة مشتقّ من قام یقوم قیاما، و الهاء فیه للمبالغة و هی من قیامة النفس من وقوعها فی بلائها. و البعث هو انبعاثها و انتباهها من نوم غفلتها و رقدة جهالتها و هی بالفارسیة رست‌خیزای قیاما مستویا (ص، ر 3، 280، 21)- إنّ لفظ البعث اسم مشترك فی اللغة العربیة یحتمل ثلاثة معان: فمنها قول القائل بعثت یعنی أرسلت كما قال اللّه تعالی فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ [سورة البقرة: 213] یعنی أرسلهم، و منها ما یكون معنی البعث هو بعث الأجساد المیتة من القبور و نشر الأبدان من التراب …
و منها بعث النفوس الجاهلة من نوم الغفلة و إحیاؤها من موت الجهالة (ص، ر 3، 287، 24)

بعث النفوس‌

- أما بعث النفوس و قیام الأرواح فهو الانتباه من نوم الغفلة و الیقظة من رقدة الجهالة و الحیاة بروح المعارف، و الخروج من ظلمات عالم الأجسام الطبیعیة، و النجاة من بحر الهیولی و أسر الطبیعة، و الترقّی إلی درجات عالم الأرواح، و الرجوع إلی عالمها الروحانی و محلها النورانی و دارها الحیوانی (ص، ر 3، 289، 8)

بعد

- یقال حرف" من" علی جهة الاستعارة علی معنی حرف" بعد"، مثل قول القائل اللیل من النهار فإنه لیس اللیل من النهار علی أن النهار عنصر له و لا جزء بل معنی من هاهنا معنی بعد، أی أن اللیل بعد النهار. و دلالة حرف من الأولی إنما هی علی المادة أو ما یشبه المادة، و لشبه الأجزاء بالمادة قیل الكل من الأجزاء، و لكون الكل أیضا شبیها بالعنصر قیل الجزء من الكل. فهذا الحرف بالجملة یقال: إما علی العنصر، و إما علی ما یشبه العنصر، و قد یقال بمعنی بعد (ش، ت، 660، 14)- توهّم القبلیة، قبل ابتداء الحركة الأولی، التی لم یكن قبلها شی‌ء متحرّك، هو مثل توهّم الخیال أن آخر جسم العالم، و هو الفوق مثلا، ینتهی ضرورة: إما إلی جسم آخر، و إما إلی خلاء. و ذلك أن البعد هو شی‌ء یتبع الجسم،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 154
كما أن الزمان هو شی‌ء یتبع الحركة. فإن امتنع أن یوجد جسم لا نهایة له الممتنع بعد غیر متناه، و إذا امتنع أن یوجد بعد غیر متناه امتنع أن ینتهی كل جسم إلی جسم آخر، أو إلی شی‌ء یقدّر فیه بعد، و هو الخلاء مثلا، و یمر ذلك إلی غیر نهایة. و كذلك الحركة و الزمان هو شی‌ء تابع لها. فإن امتنع أن توجد حركة ماضیة غیر متناهیة، و كانت هاهنا حركة أولی متناهیة الطرف من جهة الابتداء، امتنع أن یوجد لها قبل، إذ لو وجد لها قبل لوجدت قبل الحركة الأولی حركة أخری (ش، ته، 63، 23)- القبل و البعد لا یوجدان ما لم یوجد زمان كما یقول أرسطو (ش، سط، 56، 17)

بعد

- البعد لا یمكن أن یفارق (ش، ما، 63، 13)- كان حلول البعد فی المادة الأولی شرطا فی وجود المتضادات (ش، ما، 123، 19)- البعد لا ینفذ فی البعد (ر، ل، 56، 15)

بعد الأول‌

- الأول أكمل فعلا و أجود لأن الأول هو الذی صیّر المختلف الأفعال دائما و متصلا، و ما هو بعد الأول فإنما هی علّة الأفعال المختلفة علی الدوام بالعلّة الأولی (ش، ت، 1585، 4)

بعد بین الأمور المتضادة

- إن البعد الذی بین الأمور المتضادة و الخلاف الذی بینهما هو خلاف تام (ش، ت، 1304، 8)

بعد تام‌

- البعد الذی هو أكبر الأبعاد هو فی كل واحد من الأجناس، أعنی البعد الذی فی المكان و البعد الذی فی الكیفیة و الصورة هو التام (ش، ت، 1304، 2)

بعد زمانی‌

- كما أنّ البعد المكانی تابع للجسم فالبعد الزمانی تابع للحركة، فإنّه امتداد الحركة، كما أنّ ذلك امتداد لأقطار الجسم (غ، ت، 58، 1)

بعد فی الكیفیة

- البعد الذی هو أكبر الأبعاد هو فی كل واحد من الأجناس، أعنی البعد الذی فی المكان و البعد الذی فی الكیفیة و الصورة هو التام (ش، ت، 1304، 3)

بعد فی المكان‌

- البعد الذی هو أكبر الأبعاد هو فی كل واحد من الأجناس، أعنی البعد الذی فی المكان و البعد الذی فی الكیفیة و الصورة هو التام (ش، ت، 1304، 3)

بعد مكانی‌

- كما أنّ البعد المكانی تابع للجسم فالبعد الزمانی تابع للحركة، فإنّه امتداد الحركة، كما أنّ ذلك امتداد لأقطار الجسم (غ، ت، 58، 1)

بعدیة

- المحدث للإنسان المشار إلیه بإنسان آخر یجب أن یترقّی إلی فاعل أول قدیم لا أول لوجوده، و لا لإحداثه إنسانا عن إنسان. فیكون كون إنسان عن إنسان آخر، إلی ما لا نهایة له، كونا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 155
بالعرض، و القبلیة و البعدیة بالذات. و ذلك أن الفاعل الذی لا أول لوجوده، كما لا أول لأفعاله التی یفعلها بلا آلة، كذلك لا أول للآلة التی یفعل بها أفعاله، التی لا أول لها، التی من شأنها أن تكون آلة (ش، ته، 36، 19)- إنّ معنی القبلیة و البعدیة بین الحوادث بعضها مع بعض، و بین عدمها السابق مع وجودها، و بین أجزاء الزمان بعضها مع بعض، و بین عدم الزمان و وجوده علی تقدیر حدوثه، واحد لا یتفاوت (ط، ت، 87، 9)- القبلیّة و البعدیّة من الاعتبارات العقلیّة الصرفة، لا من الأوصاف الخارجیة. و إلّا لزم اجتماع القبل و البعد فی الخارج، و هذا خلف. فلا یقتضیان وجود معروضهما إلّا فی العقل إن سلّم الوجود العقلی (ط، ت، 87، 19)

بعدیة و قبلیة

- البعدیة و القبلیة فی زمان من الأزمنة (غ، ع، 64، 13)

بعض‌

- بین الجزء و البعض فرق: لأنّ الجزء یقال علی ما عدا الكلّ، فقسمه بأقدار متساویة: و البعض یقال علی ما لم یعدّ الكل، فقسمه بأقدار لیست بمتساویة؛ فبعضه، و لم یساو بین أبعاضه- فیكون جزءا له (ك، ر، 127، 16)- البعض- لما فیه الجمیع (ك، ر، 170، 8)

بقاء

- إنّ الوجود متقدّم علی البقاء، و البقاء متقدّم علی التمام، و التمام متقدّم علی الكمال (ص، ر 3، 211، 10)

بقاء فی زمانین‌

- إن الذی یبقی زمانین أحری بالبقاء من الذی لا یبقی زمانین، لأن الذی لا یبقی زمانین وجوده فی الآن، و هو السیّال و الذی یبقی زمانین وجوده ثابت، و كیف یكون السیّال شرطا فی وجود الثابت؟ أو كیف یكون ما هو باق بالنوع شرطا فی بقاء ما هو باق بالشخص؟ (ش، ته، 94، 21)

بلادة

- الصنف الذی یكون به التمییز علی جودة أو رداءة ینقسم إلی صنفین، تكون بأحدهما جودة التمییز و یسمّی قوة الذهن، و تكون بالآخر رداءة التمییز و یسمّی ضعف الذهن و البلادة (ف، تن، 6، 17)

بلاغة

- لا نطلب فی العلم الریاضی إقناعا، و لا فی العلم الإلهی حسّا و لا تمثیلا، و لا فی أوائل العلم الطبیعی الجوامع الفكریة، و لا فی البلاغة برهانا، و لا فی أوائل البرهان برهانا (ك، ر، 112، 16)

بهاء

- الجمال و البهاء و الزینة فی كل موجود هو أن یوجد وجوده الأفضل، و یحصل له كماله الأخیر. و إذا كان (الوجود) الأول وجوده أفضل الوجود، فجماله فائت لجمال كل ذی الجمال، و كذلك زینته و بهاؤه. ثم هذه كلها له فی جوهره و ذاته؛ و ذلك فی نفسه و بما یعقله من ذاته. و أما نحن، فإن جمالنا و زینتنا و بهاءنا هی لنا بأعراضنا، لا بذاتنا؛ و للأشیاء الخارجة عنا، لا فی جوهرنا (ف، أ، 35، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 156

بهت‌

- أمّا البهت و المكابرة فهو أن یصیر الإنسان إلی دفع الأشیاء الظاهرة تماما بأن یتشكّك فی أمور الظاهرة البیّنة أنفسها، حتّی لا یبقی للإنسان مبدأ تعلیم و تعلّم أصلا، حتّی یتخطّی فی ذلك إلی اتّهام الحسّ فیما یشهد الحسّ بصحّته و إلی تهمة المشهور و تهمة الأشیاء التی صحّتها بالاستقراء. فإنّ هذا هو فعل من أفعال الصناعة السوفسطائیة. و القصد بذلك هو العوق عن الفحص و العوق عن أن یكون شی‌ء یدركه بفحص (ف، ط، 82، 4)

بیّن للشی‌ء

- البیّن للشی‌ء هو الذی لا ینفك الشی‌ء عنه فی الذهن (ر، م، 55، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 157

ت‌

تأخّر

- التقدّم و التأخّر أیضا من الأعراض الذاتیة للوجود (غ، م، 187، 16)

تأدیب‌

- التأدیب هو طریق إیجاد الفضائل الخلقیة و الصناعات العلمیة فی الأمم و التعلیم هو بقول فقط. و التأدیب هو أن یعود الأمم و المدنیّون الأفعال الكائنة عن الملكات العلمیة بأن تنهض عزائمهم نحو فعلها، و أن تصیر تلك و أفعالها مستولیة علی نفوسهم، و یجعلوا كالعاشقین لها. و إنهاض العزائم نحو فعل الشی‌ء ربما كان بقول و ربما كان بفعل (ف، س، 29، 12)

تاریخ‌

- حقیقة التاریخ أنّه خبر عن الاجتماع الإنسانی الذی هو عمران العالم و ما یعرض لطبیعة ذلك العمران من الأحوال مثل التوحّش و التأنّس و العصبیات و أصناف التغلّبات للبشر بعضهم علی بعض، و ما ینشأ عن ذلك من الملك و الدول و مراتبها، و ما ینتحل البشر بأعمالهم و مساعیهم من الكسب و المعاش و العلوم و الصنائع، و سائر ما یحدث فی ذلك العمران بطبیعته من الأحوال (خ، م، 27، 22)

تام‌

- التامّ هو الذی له حال ثابتة، یكون بها فاضلا، و الناقص هو الذی لا حال له ثابتة یكون بها فاضلا (ك، ر، 114، 5)- التام أول ما عرف عرف فی الأشیاء ذوات العدد، إذا كان جمیع ما ینبغی أن یكون حاصلا للشی‌ء قد حصل بالعدد، فلم یبق شی‌ء من ذلك غیر موجود. ثم نقل ذلك إلی الأشیاء ذوات الكم المتّصل، فقیل: تام فی القامة إذا كانت تلك أیضا عند الجمهور معدودة لأنّها إنّما تعرف عند الجمهور من حیث تقدّر، و إذا قدّرت لم یكن بدّ من أن تعدّ. ثم نقلوا ذلك إلی الكیفیات و القوی، فقالوا: كذا تام القوة و تام البیاض و تام الحسن و تام الخیر، كأنّ جمیع ما یجب أن یكون له من الخیر قد حصل له و لم یبق شی‌ء من خارج (س، شأ، 186، 4)- إنّ الحكماء أیضا قد نقلوا التام إلی حقیقة الوجود، فقالوا من وجه: إنّ التام هو الذی لیس شی‌ء من شأنه أن یكمل به وجوده بما لیس له بل كل ما هو كذلك فهو حاصل له. و قالوا من وجه آخر: إنّ التام هو الذی بهذه الصفة مع شرط أنّ وجوده بنفسه علی أكمل ما یكون له هو وحده حاصل له و لیس منه إلّا ما له، و لیس ینسب إلیه من جنس الوجود شی‌ء فضل علی ذلك الشی‌ء نسبة أولیة لا بسبب غیره (س، شأ، 188، 6)- التام هو الذی یوجد له جمیع ما من شأنه أن یوجد له و الذی لیس شی‌ء مما یمكن أن یوجد له لیس له، و ذلك إما فی كمال الوجود، و إما فی القوة الفعلیة، و إما فی القوة الانفعالیة- و إما فی الكمیة. و الناقص مقابله (س، ن، 221، 21)- إن التام یقال علی أنواع كثیرة، أحدها الذی لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 158
ینقصه جزء من أجزائه بل هو كل، لأن الكل هو الذی لیس یوجد جزء من أجزائه خارج عنه و ما لیس بكل هو الذی یوجد شی‌ء من أجزائه خارج عنه أی ینقصه (ش، ت، 623، 3)- یقال التام أیضا فی باب الكیفیة إذا لم ینقصه شی‌ء من نوع فضیلته و لا كان أیضا یوجد فی جنسه ما هو أشرف منه مثل ما نقول طبیب تام و زامر تام، فإن الطبیب التام هو الذی لیس ینقصه شی‌ء مما به یفعل فعل الطب و لا یوجد طبیب أتم فعلا منه (ش، ت، 624، 6)- بمثل هذا النوع یدل اسم التام فی الأشیاء الرذلة و ذلك علی جهة النقلة و الاستعارة و ذلك فی التی فی الغایة من الرذیلة، مثل ما نقول كذّاب تام إذا كان فی الغایة من الكذب و سارق تام إذا كان فی الغایة من السرقة (ش، ت، 624، 13)- جمیع ما یقال علیه تام فی باب الجواهر إنما یقال فیه إنه تام إذا لم ینقصه شی‌ء من فضیلته الخاصة به و لا جزء من أجزائه الطبیعیة، و ذلك أن التمام للجواهر إنما یكون من قبل التمام فی العظم و الكیفیة (ش، ت، 625، 9)- التام یقال علی وجوه: أحدها إنه لا یمكن أن یوجد شی‌ء خارج عنه، كقولنا فی العالم إنه تام، و بقریب من هذا المعنی نقول فی الدائرة إنها تامة، إذ كان لا یمكن فیها زیادة و لا نقصان، و نقول فی الخط المستقیم إنّه ناقص إذ كان الخط یمكن فیه الزیادة و النقصان، و هو بعد خط. و قد یقال تام علی كل ما هو فاضل فی جنسه كقولنا طبیب تام و عوّاد تام، و بهذه الجهة نقول فی الموجودات إذا لم ینقصها شی‌ء من كمالها إنها تامة. و قد ینقل هذا المعنی علی جهة الاستعارة للأشیاء الردیّة، فیقال سارق تام و كذّاب تام. و أیضا یقال تامة فی الأشیاء التی مع أنها بلغت تمامها یكون ذلك التمام فی نفسه فاضلا، و بهذه الجهة یقال فی الأمور المفارقة إنها تامة، و نقول فی الأشیاء المعلولة إنها ناقصة. و أحری ما قیل اسم التام بهذه الجهة علی المبدأ الأول إذ كان هو علّة الجمیع، و لیس هو معلولا لشی‌ء، فهو إذن إنما استفاد كماله بذاته، و جمیع الموجودات مستفیدة كمالها به فهو إذن أتم كمالا. و قد یقال اتمام باستعارة علی كل ما له نسبة إلی واحد واحد مما ینطلق علیه اسم التمام (ش، ما، 52، 15)- التامّ هو الذی یحصل له جمیع ما ینبغی أن یكون حاصلا له، و هو الكامل أیضا. ثم إنّه یقال علی أمور أربعة: الأول یقال للعدد أنّه إذا كان جمیع ما ینبغی أن یكون حاصلا للشی‌ء من العدد قد حصل له … الثانی المقادیر یقال لها أنّها تامّة كما یقال فلان تام القامة إذا كانت تلك أیضا معدودة لأنّ المقادیر لا تعرف إلّا بالتقدیر الذی یلزمه التعدید. الثالث الكیفیات و القوی فیقال لها تامّة مثل أن یقال أنّ كذا تام القوة و تام الحسن و تام الخیر. الرابع الحكماء یریدون بالتام هو أن یكون جمیع كمالات الشی‌ء حاصلة له بالفعل (ر، م، 449، 11)- التامّ هو الذی لیس شی‌ء منه خارجا عنه فإذا كان لیس شی‌ء منه إلّا و قد حصل فهو تام الوجود (ر، م، 600، 1)

تأویل‌

- معنی التأویل هو إخراج دلالة اللفظ من الدلالة الحقیقیة إلی الدلالة المجازة- من غیر أن یخلّ فی ذلك بعادة لسان العرب فی التجوّز- من تسمیة الشی‌ء بشبیهه أو بسببه أو لاحقه أو مقارنه أو غیر ذلك من الأشیاء التی عدّدت فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 159
تعریف أصناف الكلام المجازی (ش، ف، 35، 15)- التأویل فی الأصل الترجیع و فی الشرع صرف الآیة عن معناه الظاهر إلی معنی یحتمله إذا كان المحتمل الذی یراه موافقا بالكتاب و السنّة (جر، ت، 52، 1)

تأویل صحیح‌

- التأویل الصحیح هی الأمانة التی حمّلها الإنسان فأبی أن یحملها، و أشفق منها جمیع الموجودات (ش، ف، 55، 4)

تأویلات‌

- هاهنا تأویلات یجب أن لا یفصح بها إلّا لمن هو من أهل التأویل، و هم الراسخون فی العلم … لأنه إذا لم یكن أهل العلم یعلمون التأویل لم تكن عندهم مزیّة تصدیق توجب لهم من الإیمان به ما لا یوجد عند غیر أهل العلم.
و قد وصفهم اللّه بأنهم المؤمنون به، و هذا إنما یحمل علی الإیمان الذی یكون من قبل البرهان، و هذا لا یكون إلّا مع العلم بالتأویل (ش، ف، 39، 3)- یجب أن لا تثبت التأویلات إلّا فی كتب البراهین، لأنها إذا كانت فی كتب البراهین لم یصل إلیها من هو من أهل البرهان. و أما إذا أثبتت فی غیر كتب البرهان و استعمل فیها الطرق الشعریّة و الخطابیة أو الجدلیة، كما یصنعه أبو حامد (الغزالی)، فخطأ علی الشرع و علی الحكمة (ش، ف، 48، 10)- التأویلات لیس ینبغی أن یصرّح بها للجمهور و لا أن تثبت فی الكتب الخطابیة أو الجدلیة- أعنی الكتب التی الأقاویل الموضوعة فیها من هذین الصنفین- كما صنع ذلك أبو حامد (الغزالی) (ش، ف، 52، 22)- أكثر التأویلات التی زعم القائلون بها أنها المقصود من الشرع إذا تؤمّلت وجدت لیس یقوم علیها برهان، و لا تفعل فعل الظاهر فی قبول الجمهور لها، و عملهم عنها. فإن المقصود الأول بالعلم فی حق الجمهور إنما هو العمل. فما كان أنفع فی العمل فهو أجدر.
و أما المقصود بالعلم فی حق العلماء فهو الأمران جمیعا، أعنی العلم و العمل (ش، م، 181، 1)

تأویلات صحیحة

- لیس یجب أن تثبت التأویلات الصحیحة فی الكتب الجمهوریة فضلا عن الفاسدة (ش، ف، 55، 3)

تباین و تغایر

- إنّ التباین و التغایر لا یمكن أن یكون بین الموجودات بالوجود و من حیث هی موجودة، بل إنّما بما سوی الموجود. و ذلك أنّ ما هو غیر الشی‌ء فإنّما صار غیره بأن لم یكن موجودا ذلك الشی‌ء. ففی هذه الموجودات الجزئیّة المحسوسة لا موجودات جزئیّة تباینت بها الموجودات الجزئیّة. فإذا أخذت موجودة علی الإطلاق، كانت حینئذ مباینة الموجود للموجود بما هو سوی الموجود، و هو غیر موجود أصلا، و ما هو غیر موجود فلیس بشی‌ء (ف، ط، 90، 10)

تبدّل‌

- كل تبدّل فهو عادّ عدد مدّة الجرم، فكل تبدّل فهو لذی الزمان؛ فإن كانت حركة كان جرم اضطرارا (ك، ر، 117، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 160
- من التبدّل الائتلاف و التركیب، لأنّه نظم الأشیاء و جمعها (ك، ر، 204، 16)

تبكیت‌

- التبكیت هو أن یلزمه المخاطب نقیض الوضع الذی وضعه بأشیاء تغلطه عن وضع الأوّل.
و تلك الأشیاء بأعیانها هی التی إذا استعملها الإنسان فیما بینه و بین نفسه ضلّلته و عدلت به عن الحقّ إلی مقابله بأن یطرح الحقّ و یؤثر مقابله (ف، ط، 81، 13)- إنّ التحییر هو أن یلحق الإنسان حیرة بین اعتقادین متقابلین بأن یرد علیه من المغالط ما یلزم عنه أحدهما و یرد علیه منه بعینه ما یلزم المقابل الآخر. و ذلك أن یكون إذا سئل عن شی‌ء" هو كذا أو لیس هو كذا؟" فبأیّهما أجاب لزم تبكیت. فهذا هو طریق التحییر (ف، ط، 81، 20)

تتال‌

- التتالی كون الأشیاء التی لها وضع لیس بینها شی‌ء آخر من جنسها (س، ح، 40، 8)- أما التتالی فیقال علی الأشیاء التی لیس بینها شی‌ء من جنسها سواء كانت فرادی أو كانت متماسّة (ش، س، 83، 23)

تجارب‌

- التجارب إنما ینتفع بها فی الأمور الممكنة علی الأكثر لا غیر (ف، فض، 5، 5)

تجرید

- یشبه أن یكون كل إدراك إنّما هو أخذ صورة المدرك، فإن كان لمادیّ فهو أخذ صورته مجرّدة عن المادة تجریدا ما. إلّا أنّ أصناف التجرید مختلفة، و مراتبها متفاوتة؛ فإنّ الصورة المادیة تعرض لها بسبب المادة أحوال و أمور لیست هی لها بذاتها من جهة ما هی تلك الصورة (س، ف، 69، 4)

تجزّؤ

- الواحد یقابل الكثرة علی جهة ما یقابل العدم الملكة لأن الواحد هو لا یتجزّی، و المتحد هو عدم التجزّی، و التجزّی هو كالملكة و الصورة لهذا العدم … و السبب فی ذلك أن المتجزّی هو كثرة، و الكثرة أعرف من المنفرد، و الذی یتجزّی أیضا أعظم من الذی لا یتجزّی، و الأعظم أعرف من الأصغر (ش، ت، 1285، 6)

تحدّد

- إنّ التحدّد لا یحصل إلّا بجسم واحد یفید حالتین مختلفتین (ر، ل، 58، 11)

تحدید

- یقال: ما التحدید؟ الجواب هو جمع ذوات مختلفة إلی ذات واحدة (تو، م، 314، 10)- الحكماء إنّما یقصدون فی التحدید لا التمییز الذاتی فإنّه ربما حصل من جنس عال و فصل سافل كقولنا الإنسان جوهر ناطق مائت، بل إنّما یریدون من التحدید أن ترتسم فی النفس صورة معقولة مساویة للصورة الموجودة. فكما أنّ الصورة الموجودة هی ما هی بكمال أوصافها الذاتیة، فكذلك الحدّ إنّما یكون حدّ الشی‌ء إذا تضمّن جمیع الأوصاف الذاتیة بالقوة أو بالفعل. فإذا فعلوا هذا تبعه التمییز و طالب التحدید للتمییز كطالب معرفة شی‌ء لأجل شی‌ء آخر (س، ح، 4، 6)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 161

تحرّك‌

- إن كل ما تحرّك حركة ما فلیس یمكنه أن یتحرّكها عن المحرّك إلّا و له شی‌ء مما للمحرّك و إن لم یكن علی النحو الذی یوجد للمحرّك (ش، ت، 1185، 11)

تحریك‌

- أعنی (ابن رشد) بالتحریك التغیّر علی العموم سواء كان فی زمان أو لم یكن (ش، ن، 49، 16)

تحلیل‌

- الطرق التی سلكها الفلاسفة … فی التعالیم و طلبهم معرفة حقائق الأشیاء أربعة أنواع و هی: التقسیم و التحلیل و الحدود و البرهان (ص، ر 1، 343، 12)- بالتحلیل تعرف حقیقة الأشخاص أعنی كل واحد منها مما ذا هو مركّب و من أی الأشیاء هو مؤلّف و إلی ما ذا ینحلّ (ص، ر 1، 344، 1)- التحلیل معرفة الجواهر البسیطة و المبادی (ص، ر 3، 240، 17)

تحیّز

- إنّ التحیّز صفة حالّة فی شی‌ء. فالتحیّز هو الصورة و محلّه الهیولی (ر، مح، 89، 12)

تحییر

- إنّ التحییر هو أن یلحق الإنسان حیرة بین اعتقادین متقابلین بأن یرد علیه من المغالط ما یلزم عنه أحدهما و یرد علیه منه بعینه ما یلزم المقابل الآخر. و ذلك أن یكون إذا سئل عن شی‌ء" هو كذا أو لیس هو كذا؟" فبأیّهما أجاب لزم تبكیت. فهذا هو طریق التحییر (ف، ط، 81، 17)

تخصیص‌

- التخصیص الذی تریده الأشعریة إنما هو تمییز الشی‌ء إما من مثله و إما من ضده من غیر أن یقتضی ذلك حكمة فی نفس الشی‌ء اضطرت إلی تخصیص أحد المتقابلین. و الفلاسفة …
إنما أرادوا بالمخصّص الذی اقتضته الحكمة فی المصنوع و هو السبب الغائی (ش، ته، 233، 3)

تخیّل‌

- یقال: ما التخیّل؟ الجواب: هو حصول صور المحسوسات بعد مفارقتها و زوالها عن الحسّ (تو، م، 312، 22)- أمّا الخیال و التخیّل فإنّه یبرّئ الصورة المنزوعة عن المادة تبرئة أشدّ، و ذلك أنّه یأخذها عن المادة بحیث لا یحتاج فی وجودها فیها إلی وجود مادتها، لأنّ المادة، و إن غابت و بطلت، فإنّ الصورة تكون ثابتة الوجود فی الخیال، إلّا أنّها لا تكون مجرّدة عن اللواحق المادیة (س، ف، 71، 1)- الحسّ یتقدّم بالطبع التخیّل لأنّه كالمادة للتخیّل. فالحسّ هو أوّل إدراك مقترن بالجسم فواجب ضرورة أن لا یكون حسّ دون تخیّل، إلّا أنّ التغیّر لیس فی المحسوس (ج، ن، 98، 10)- التخیّل لیس شیئا إلّا إحضار صور المحسوسات بعد غیبتها (طف، ح، 61، 22)- تخیّل ما لیس بجسم لا یمكن (ش، م، 190، 10)- التخیّل … هذه القوة فإن قوما ظنّوا أنها القوة الحسّیة بعینها، و قوما ظنّوا بها أنها قوة الظنّ،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 162
و قوما رأوا أنها مركّبة منهما، ثم هل هی من القوة التی توجد تارة قوة و تارة فعلا، و إن كان الأمر كذلك فهی ذات هیولی (ش، ن، 75، 1)- تسمّی المحسوسات الكاذبة تخیّلا (ش، ن، 76، 5)- قد یكون تخیّل من غیر تصدیق مثل تخیّلنا أشیاء لم نعلم بعد صدقها من كذبها (ش، ن، 76، 15)- هذه القوة (التخیّل) لیست عقلا إذ كنا إنما نصدّق أكثر ذلك بالمعقولات، و نكذّب بهذه القوة (ش، ن، 76، 21)- هذه القوة (التخیّل) و الاستعداد أكثر روحانیة من الاستعداد الحسّی، إذ كان حصوله فی الرتبة الثانیة و بعد حصول الاستعداد الحسّی، و كأنه إنما ینسب إلی الهیولی بتوسّط القوة الحسّیة (ش، ن، 78، 8)- هذه القوة (التخیّل) انفعالها لیس عن المحسوس بالفعل من خارج النفس بل من الآثار الحاصلة عن المحسوسات فی القوة الحسّیة … و ما هذا شأنه فهو أكثر روحانیة (ش، ن، 78، 11)- یكون التخیّل لنا من الأمور الضروریة كالحال فی المحسوسات (ش، ن، 79، 18)- هذه القوة (التخیّل) … أكثر روحانیة من الحسّ لكنها مع ذلك من جنس الحسّ، إذ كان المحرّك لها شخصیّا و القابل إنما یقبل شبیه ما یعطیه المحرّك، و المحرّك إنما یعطی شبیه ما فی جوهره، و أما المتحرّك الذی یوجد عنه الكلی فهو أرفع رتبة من هذا، إذ كان تحریكه غیر متناه (ش، ن، 80، 7)- هذه القوة (التخیّل) من قوی النفس كائنة فاسدة، فهو بیّن من أنها توجد بالقوة أولا ثم توجد بالفعل (ش، ن، 80، 12)- إن الاستعداد الأول لهذه القوة (التخیّل) هو موجود … فی النفس الغاذیة بتوسط الاستكمال الأول للحسّ، و كلاهما حادثان، فالاستكمال الأول إذن لهذه القوة حادث (ش، ن، 80، 18)- لیس یمكن أن یكون تخیّل دون حس (ش، ما، 139، 26)

تخیّلات‌

- الطرق الإقناعیة و التخیّلات إنما تستعمل إذا فی تعلیم العامّة و جمهور الأمم و المدن، و طرق البراهین الیقینیة فی أن یحصل بها الموجودات أنفسها معقولة یستعمل فی تعلیم من سبیله أن یكون خاصیّا (ف، س، 38، 7)

تخییل‌

- التخییل و المحاكاة بالمثالات هو ضرب من ضروب تعلیم الجمهور و العامّة لكثیر من الأشیاء النظریّة الصعبة لتحصل فی نفوسهم رسومها بمثالاتها و یجتزأ منهم الّا یتصوّروها و یفهموها كما هی فی الوجود و لكن یفهمونها و یعقلونها بمناسباتها، إذ كان فهمها ذواتها علی ما هی علیه فی الوجود عسرا جدّا إلّا علی من سبیله أن یفرد بالعلوم النظریّة فقط (ف، ط، 85، 7)

تدبیر

- لفظة التدبیر فی لسان العرب تقال علی معان كثیرة، قد أحصاها أهل لسانهم. و أشهر دلالتها بالجملة علی ترتیب أفعال نحو غایة مقصودة، و لذلك لا یطلقونها علی من فعل فعلا واحدا یقصد به غایة ما … و لذلك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 163
یطلقون علی الإله أنّه مدبّر العالم. و هذا قد یكون بالقوة و قد یكون بالفعل (ج، ر، 37، 1)- التدبیر إذا قیل علی الإطلاق … دلّ علی تدبیر المدن، أو قیل بتقیید فإنّه ینقسم بالصواب و الخطأ (ج، ر، 39، 3)

تدبیر المدن‌

- أمّا الكتب التی یتعلّم منها الأمور التی تستعمل فی الفلسفة- فبعضها یتعلّم منه (إصلاح الأخلاق)، و بعضها یتعلّم منه (تدبیر المدن)، و بعضها یتعلّم منه (تدبیر المنزل) (ف، م، 8، 7)

تدبیر المنزل‌

- أمّا الكتب التی یتعلّم منها الأمور التی تستعمل فی الفلسفة- فبعضها یتعلّم منه (إصلاح الأخلاق)، و بعضها یتعلّم منه (تدبیر المدن)، و بعضها یتعلّم منه (تدبیر المنزل) (ف، م، 8، 8)

تدویر

- التدویر فإنه مؤلّف من جذب و دفع (ش، سط، 117، 7)

تذكّر

- هذا ما قاله أفلاطون: إنّ التعلّم تذكّر، و إنّ التفكّر هو تكلّف العلم، و التذكّر تكلّف الذكر.
و الطالب مشتاق متكلّف؛ فمهما وجد مهمّا قصد معرفته بدلائل و علامات و معانی ما كان فی نفسه قدیما، فكأنه یتذكر عند ذلك، كالناظر إلی جسم یشبه بعض أعراضه بعض أعراض جسم آخر كان قد عرفه و غفل عنه، فیتذكّره بما أدركه من شبیهه (ف، ج، 99، 14)

ترتیب‌

- الترتیب الذی فی الأمور الصناعیة … صادر عن فاعل مرید، و هو الصانع (ش، م، 204، 8)

ترتیب و نظام‌

- واجب أن یكون هاهنا ترتیب و نظام لا یمكن أن یوجد أتقن منه و لا أتم منه، و إن الامتزاجات محدودة مقدّرة، و الموجودات الحادثة عنها واجبة، و إن هذا دائما لا یختلّ لم یمكن أن یوجد ذلك عن الاتفاق لأن ما یوجد عن الاتفاق هو أقل ضرورة (ش، م، 201، 11)

تركیب‌

- التركیب حركة، فإن لم تكن الحركة لم یكن التركیب (ك، ر، 120، 11)- إنّ أفلاطون یری أن توفیة الحدود إنما یكون بطریق القسمة، و أرسطوطالیس یری أن توفیة الحدود إنما یكون بطریق البرهان و التركیب (ف، ج، 87، 9)- التركیب استخراج الصنائع أجمع (ص، ر 3، 240، 17)- لیس كل تركیب هو كون و لا كل انحلال هو فساد (ش، ت، 286، 4)- كما أن لكل مفعول فاعلا كذلك لكل مركّب مركّبا فاعلا، لأن التركیب شرط فی وجود المركّب، و لا یمكن أن یكون الشی‌ء هو علّة فی شرط وجوده، لأنه كان یلزم أن یكون الشی‌ء علّة نفسه (ش، ته، 135، 13)- كل تركیب عند أرسطاطالیس فهو كائن فاسد فضلا علی أن یكون لا علّة له (ش، ته، 181، 9)- التركیب لیس هو مثل الوجود لأن التركیب هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 164
مثل التحریك؛ أعنی صفة انفعالیة زائدة علی ذات الأشیاء التی قبلت التركیب، و الوجود هو صفة هی الذات بعینها (ش، ته، 190، 2)- أما التركیب الذی یكون من الجنس و الفصل فهو بعینه التركیب الذی یكون من الشی‌ء الذی هو بالقوة، و الشی‌ء الذی یكون بالفعل، لأن الطبیعة التی یدل علیها الجنس لیس توجد بالفعل فی وقت من الأوقات خلیّة من الطبیعة التی تسمّی الفصل و الصورة (ش، ته، 213، 20)- إن التركیب لا یقتضی مركّبا هو أیضا مركّب (ش، ته، 229، 6)

تركیبات‌

- تبیّن … فی كتاب الحیوان أن أنواع التركیبات ثلاثة: (فأولها) التركیب الذی یكون من وجود الأجسام البسائط فی المادة الأولی التی هی غیر مصوّرة بالذات. (و الثانی) التركیب الذی یكون عن هذه البسائط و هی الأجسام المتشابهة الأجزاء. (و الثالث) تركیب الأعضاء الآلیة و هی أتم ما یكون وجودا فی الحیوان الكامل كالقلب و الكبد (ش، ن، 29، 1)

تسكین‌

- الحركة هی صورة تجعلها النفس فی الجسم بها یكون الجسم متحرّكا. و أما التسكین فهو أیضا فعل من أفعال النفس تحرّك الجسم تارة و تسكنه أخری: مثال ذلك أنّ الإنسان یحرّك یده تارة و یسكنها أخری (ص، ر 3، 306، 4)

تسمیة

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 10)

تشابه‌

- إذا وجد شیئان متشابهان ثم ظهر أن شیئا ثالثا هو سبب لأحدهما فإن الوهم یسبق و یحكم بأنه أیضا سبب للآخر، فذلك لا یصحّ فی كل متشابهین إذ التشابه قد یكون لعرض من الأعراض و قد یكون بالذات (ف، فض، 2، 16)

تشافع‌

- التشافع فهو مع أنه یتلو فهو یماسّ و یلاقی، فإن بعض الأشیاء الشافعة لا یقال ذلك فیها كالحال فی المتصل الذی لا وضع له مثل الزمان الماضی و المستقبل (ش، سط، 84، 5)

تشخّص‌

- التشخّص هو أن یكون للمتشخّص معان لا یشارك فیها غیره و تلك المعانی هی الوضع و الأین و الزمان، فأما سائر الصفات و اللوازم ففیها شركة كالسواد و البیاض (ف، ت، 14، 20)

تصدیق‌

- من التصدیق ما لا یمكن إدراكه ما لم تدرك قبله أشیاء أخر- كما أنّا نرید أن نعلم أن العالم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 165
محدث، فیحتاج أولا أن یحصل لنا التصدیق بأن العالم مؤلّف، و كل مؤلّف محدث، ثم نعلم أن العالم محدث، و لا محالة ینتهی هذا التصدیق إلی تصدیق لا یتقدّمه تصدیق یقع به التصدیق (ف، ع، 3، 2)- إیقاع التصدیق یكون بأحد طریقین: إما بطریق البرهان الیقینی، و إما بطریق الإقناع. و متی حصل علم الموجودات أو تعلّمت فإن عقلت معانیها أنفسها و أوقع التصدیق بها علی البراهین الیقینیة كان العلم المشتمل علی تلك المعلومات فلسفة. و متی علمت بأن تخیّلت بمثالاتها التی تحاكیها و حصل التصدیق بما خیّل منها عن الطرق الإقناعیة كان المشتمل علی تلك المعلومات تسمّیه القدماء ملكة. و إذا أخذت تلك المعلومات أنفسها و استعمل فیها الطرق الإقناعیة سمّیت الملكة المشتملة علیها الفلسفة الذائعة المشهورة و البترائیة (ف، س، 40، 6)- التصدیق یكون فیه الحكم بإثبات المعنی للمعنی أو نفیه عنه مع الحكم بموافقة الوجود له فی الإثبات و النفی، و الصدق هو الحكم بذاك مع موافقة الوجود (بغ، م 1، 395، 23)- طباع الناس متفاضلة فی التصدیق: فمنهم من یصدّق بالبرهان، و منهم من یصدّق بالأقاویل الجدلیة تصدیق صاحب البرهان بالبرهان، إذ لیس فی طباعه أكثر من ذلك، و منهم من یصدّق بالأقاویل الخطابیة كتصدیق صاحب البرهان بالأقاویل البرهانیة (ش، ف، 34، 15)- إن التصدیق بالشی‌ء من قبل الدلیل القائم فی النفس هو شی‌ء اضطراری لا اختیاری، أعنی أنه لیس لنا أن نصدّق أو لا نصدّق، كما لنا أن نقوم أو لا نقوم (ش، ف، 43، 10)- التصدیق بوجود ما لیس بمتخیّل غیر ممكن عندهم (الجمهور) (ش، م، 190، 10)- القوة التی من شأنها أن تدرك المعنی مجرّدا عن الهیولی هی ضرورة قوة أخری غیر القوة التی تقدمت. و بیّن أن فعل هذه القوة لیس هو أن تدرك المعنی مجرّدا من الهیولی فقط، بل و أن تركّب بعضها إلی بعض و تحكم لبعض علی بعض. و الفعل الأول من أفعال هذه القوة یسمّی تصورا و الثانی تصدیقا (ش، ن، 84، 7)- إنّ العلم بأنّ الأمر لا یخلو عن النفی و الإثبات علم أوّلی بدیهی و التصدیق مسبوق بالتصوّر.
فهذا العلم مسبوق بتصوّر الوجود و العدم (ر، م، 11، 8)- كل إدراك فلا یخلو: إمّا أن یكون المدرك للمدرك حاصلا بحیث لا یكون منسوبا إلی شی‌ء آخر بأنّه هو أو لیس هو، أو بأنّه ذو هو أو لیس ذو هو، و إمّا أن تتحقّق فیه هذه النسبة.
فالأول هو التصوّر و الثانی هو التصدیق (ر، م، 368، 17)- الصدق هو أن یكون حكمك بتلك النسبة (بین المدرك و المدرك) مطابقا لما فی الوجود، و التصدیق هو الموافقة علی هذه المطابقة و هو قبول ذهن السامع لذلك. و الكذب مخالفة الحكم للوجود، و التكذیب هو الموافقة علی تلك المخالفة (ر، م، 369، 1)- إنّ كل تصدیق فلا بدّ فیه من التصوّر و لا ینعكس (ر، م، 369، 3)- إذا أدركنا حقیقة فإمّا أن نعتبرها من حیث هی هی من غیر حكم علیها لا بالنفی و لا بالإثبات و هو التصوّر، أو نحكم علیها بنفی أو إثبات و هو التصدیق (ر، مح، 25، 6)- أمّا التّصدیق، فعبارة عن حكم العقل بنسبة بین مفردین، إیجابا أو سلبا، علی وجه یكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 166
معبّرا، كالحكم بحدوث العالم و وجود الصّانع، و نحوه (سی، م، 47، 5)- كان العلم إمّا تصوّرا للماهیّات و یعنی به إدراك ساذج من غیر حكم معه، و إمّا تصدیقا أی حكما بثبوت أمر لأمر (خ، م، 388، 10)- الإدراك تمثیل حقیقة الشی‌ء وحده من غیر حكم علیه بنفی أو إثبات سمّی تصوّرا و مع الحكم بأحدهما یسمّی تصدیقا (جر، ت، 13، 18)

تصدیق یقینی‌

- التصدیق الیقینی … لا سبیل للشك إلیه (ف، ع، 3، 12)

تصدیقات‌

- التصدیقات المستلزمة إن كانت مطابقة لمتعلّقاتها، فهو الفكر الصحیح، و إلّا فهو الفكر الفاسد (ر، مح، 44، 2)

تصدیقات إقناعیة

- الأقاویل الخطبیة هی التی شأنها أن یلتمس بها إقناع الإنسان فی أی رأی كان، و أن یمیل ذهنه إلی أن یسكن إلی ما یقال له و یصدق به تصدیقا ما، إما أضعف و إما أقوی: فإن التصدیقات الإقناعیة هی دون الظن القویّ، و تتفاضل فیكون بعضها أزید من بعض علی حسب تفاضل الأقاویل فی القوة و ما یستعمل معها:
فإنّ بعض الأقاویل المقنعة یكون أشفی و أبلغ و أوثق من بعض؛ كما یعرض فی الشهادات:
فإنها كلما كانت أكثر فإنها أبلغ فی الإقناع و إیقاع التصدیق بالخبر و أشفی، و یكون سكون النفس إلی ما یقال أشدّ؛ غیر أنها- علی تفاضل إقناعاتها- لیس منها شی‌ء یوقع الظن المقارب للیقین. فبهذا تخالف الخطابة الجدل (ف، ح، 66، 13)

تصوّر

- یقال: ما التصوّر؟ الجواب: هو حصول صورة الموجودات العقلیة فی النفس (تو، م، 312، 15)- التصوّر درك حقائق الأشیاء (ص، ر 3، 240، 16)- أما التصوّر للأمور المتخیّلة فهو رجوع من النفس إلی الخزائن للمحسوسات (س، شن، 219، 4)- أما … التصوّر فلیس فیه حدّ بل یختلف بحسب طبیعة طبیعة و جنس جنس (ش، سط، 36، 7)- القوة التی من شأنها أن تدرك المعنی مجرّدا عن الهیولی هی ضرورة قوة أخری غیر القوة التی تقدّمت. و بیّن أن فعل هذه القوة لیس هو أن تدرك المعنی مجرّدا من الهیولی فقط، بل و أن تركّب بعضها إلی بعض و تحكم لبعض علی بعض. و الفعل الأول من أفعال هذه القوة یسمّی تصورا و الثانی تصدیقا (ش، ن، 84، 7)- إنّ العلم بأنّ الأمر لا یخلو عن النفی و الإثبات علم أوّلی بدیهی و التصدیق مسبوق بالتصوّر.
فهذا العلم مسبوق بتصوّر الوجود و العدم (ر، م، 11، 8)- كل إدراك فلا یخلو: إمّا أن یكون المدرك للمدرك حاصلا بحیث لا یكون منسوبا إلی شی‌ء آخر بأنّه هو أو لیس هو، أو بأنّه ذو هو أو لیس ذو هو، و إمّا أن تتحقّق فیه هذه النسبة.
فالأول هو التصوّر و الثانی هو التصدیق (ر، م، 368، 16)- إنّ كل تصدیق فلا بدّ فیه من التصوّر و لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 167
ینعكس (ر، م، 369، 3)- إذا أدركنا حقیقة فإمّا أن نعتبرها من حیث هی هی من غیر حكم علیها لا بالنفی و لا بالإثبات و هو التصوّر، أو نحكم علیها بنفی أو إثبات و هو التصدیق (ر، مح، 25، 6)- أمّا التّصوّر، فعبارة عن حصول صورة مفرد ما فی العقل؛ كالجوهر، و العرض، و نحوه (سی، م، 47، 3)- كان العلم إمّا تصوّرا للماهیّات و یعنی به إدراك ساذج من غیر حكم معه، و إمّا تصدیقا أی حكما بثبوت أمر لأمر (خ، م، 388، 9)- الإدراك تمثیل حقیقة الشی‌ء وحده من غیر حكم علیه بنفی أو إثبات سمّی تصوّرا و مع الحكم بأحدهما یسمّی تصدیقا (جر، ت، 13، 18)

تصوّر أجرام سماویة

- تصوّر الأجرام السماویة إذ كان غیر كائن و لا فاسد فیجب أن لا یقترن بخیال و الّا یستند إلیه بوجه من الوجوه، و لذلك لیس ذلك الإدراك لا كلیّا و لا جزئیّا (ش، ته، 281، 4)

تصوّر بالعقل‌

- التصوّر بالعقل لیس هو للجواهر فقط بل و للأعراض (ش، ت، 119، 9)- كان التصوّر بالعقل الذی هو فعل العقل هو العقل نفسه (ش، ت، 1600، 5)- التصوّر بالعقل إنما هو تجرید الصورة من الهیولی، و إذا تحرّرت الصورة من الهیولی ارتفعت عنها الكثرة الشخصیة، و لیس یلزم عن ارتفاع الكثرة الشخصیة الهیولانیة ارتفاع الكثرة أصلا. فإنه ممكن أن تبقی هنا لك كثرة بوجه ما، لكن من جهة أنها تجرّد الصور من كثرة محدودة و تحكم حكما علی كثرة غیر متناهیة، و قد یجب أن یكون هذا الفعل لقوة غیر هیولانیة (ش، ن، 91، 17)

تصوّر خیالی‌

- الفرق بین التصوّر النطقی و التصوّر الخیالی و إن كان كلاهما یجتمعان فی أنّا لسنا نصدّق بهما أو نكذّب أن المتخیّلات إنما نتصوّرها من حیث هی شخصیة و هیولانیة، و لذلك لا یمكن أن نتخیّل ألوانا إلا مع عظم و إن كان سیظهر من أمرها أنها أرفع رتب المعانی الشخصیة (ش، ن، 76، 23)

تصوّر الشی‌ء

- إنّ تصوّر الشی‌ء إنّما یكون بارتسام صورة مساویة للمتصوّر فی المتصوّر (ر، م، 14، 5)

تصوّر عقلی‌

- أما التصوّر العقلی فهو تجرید المعنی الكلّی من الهیولی لا من حیث له نسبة شخصیة هیولانیة فی جوهره، بل إن كان و لا بد فعلی أن ذلك لاحق من لواحق الكلّی، أعنی تتعدّد بتعدّد الأشخاص و أن توجد له نسبة هیولانیة (ش، ن، 77، 5)

تصوّر للقوة الناطقة

- التصور للقوة الناطقة غیر الحكم و التصدیق لكونهما فعلین متباینین (ش، ن، 91، 16)

تصوّر مطلق‌

- العلم ینقسم إلی تصوّر مطلق- كما یتصوّر الشمس و القمر و العقل و النفس، و إلی تصوّر مع تصدیق- كما یتحقّق كون السماوات كالأكر بعضها فی بعض، و یعلم أنّ العالم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 168
محدث. فمن التصوّر ما لا یتمّ إلّا بتصوّر یتقدّمه- كما لا یمكن تصوّر الجسم ما لم یتصوّر الطول و العرض و العمق. و لیس- إذا احتاج إلی تصوّر یتقدّمه- یلزم ذلك فی كل تصوّر، بل لا بدّ من الانتهاء إلی تصوّر یقف و لا یتصوّر بتصوّر یتقدّمه- كالوجوب و الوجود و الإمكان، فإن هذه لا حاجة بها إلی تصوّر شی‌ء قبلها یكون مشتملا تصوّرها، بل هذه معان ظاهرة صحیحة مركوزة فی الذهن. و متی رام أحد إظهار هذه المعانی بالكلام علیها فإنما ذلك تنبیه للذهن، لأنه لا یروم إظهارها بأشیاء هی أشهر منها (ف، ع، 2، 4)

تصوّر مع تصدیق‌

- العلم ینقسم إلی تصوّر مطلق- كما یتصوّر الشمس و القمر و العقل و النفس، و إلی تصوّر مع تصدیق- كما یتحقّق كون السماوات كالأكر بعضها فی بعض، و یعلم أنّ العالم محدث. فمن التصوّر ما لا یتمّ إلّا بتصوّر یتقدّمه- كما لا یمكن تصوّر الجسم ما لم یتصوّر الطول و العرض و العمق. و لیس- إذا احتاج إلی تصوّر یتقدّمه- یلزم ذلك فی كل تصوّر، بل لا بدّ من الانتهاء إلی تصوّر یقف و لا یتصوّر بتصوّر یتقدّمه- كالوجوب و الوجود و الإمكان، فإن هذه لا حاجة بها إلی تصوّر شی‌ء قبلها یكون مشتملا تصوّرها، بل هذه معان ظاهرة صحیحة مركوزة فی الذهن. و متی رام أحد إظهار هذه المعانی بالكلام علیها فإنما ذلك تنبیه للذهن، لأنه لا یروم إظهارها بأشیاء هی أشهر منها (ف، ع، 2، 5)

تصوّر المعقولات‌

- إنّ تصوّر المعقولات علی وجوه ثلاثة: أحدها التصوّر الذی یكون فی النفس بالفعل مفصّلا منظّما، و ربما یكون ذلك التفصیل و النظام غیر واجب، بل یصحّ أن یغیّر، مثاله أنّك إذا فصّلت فی نفسك معانی الألفاظ التی یدلّ علیها قولك: كل إنسان حیوان، وجدت كل معنی منها كلیّا لا یتصوّر إلّا فی جوهر غیر بدنی …
و الثانی أن یكون قد حصل التصوّر و اكتسب، لكن النفس معرضة عنه، فلیست تلتفت إلی ذلك المعقول، بل قد انتقلت عنه مثلا إلی معقول آخر، فإنّه لیس فی وسع أنفسنا أن تعقل الأشیاء معا دفعة واحدة. و نوع آخر من التصوّر و هو مثل ما یكون عندك فی مسألة تسأل عنها ممّا علمته أو مما هو قریب من أن تعلمه فحضرك جوابها فی الوقت، و أنت متیقّن بأنك تجیب عنها مما علمته من غیره أن یكون هناك تفصیل البتّة (س، شن، 213، 18)

تصوّر نطقی‌

- الفرق بین التصوّر النطقی و التصوّر الخیالی و إن كان كلاهما یجتمعان فی أنّا لسنا نصدّق بهما أو نكذّب أن المتخیّلات إنما نتصوّرها من حیث هی شخصیة و هیولانیة، و لذلك لا یمكن أن نتخیّل ألوانا إلا مع عظم و إن كان سیظهر من أمرها أنها أرفع رتب المعانی الشخصیة (ش، ن، 76، 23)

تصوّرات‌

- فی التصوّرات أشیاء هی مبادئ للتصوّر، و هی متصوّرة لذواتها (س، شأ، 29، 13)- إنّ التصوّرات قد تكون مبادئ لحدوث الحوادث (ر، م، 508، 2)- أمّا التصوّرات فنطاقها أوسع من النفس لأنّها للعقل الذی هو فوق طور النفس فلا تدرك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 169
الكثیر منها فضلا عن الإحاطة (خ، م، 363، 25)

تصویت‌

- إن التصویت و هو المسمّی نغمة هو الذی یكون عن الحیوان بما هو حیوان، و ذلك إنما یكون عن تخیّل ما و شوق و بآلة محدودة و هی آلات التنفس. الدلیل علی أن التصویت یحدث عن قرع آلات التنفس الهواء الذی به یكون التنفس أنّا لا نقدر أن نتنفس و نصوّت معا، و لكون النغمة لا تحدث إلا عن تخیّل لا یسمّی السعال نغمة (ش، ن، 56، 3)

تضاد

- التضاد فی الحركات إنما هو بما منه و بما إلیه (ش، سط، 87، 14)- التضاد إنما یوجد للأجسام من جهة ما هی متحرّكة حركة استقامة، إذ كان المتضادان فی الأین هما اللذان البعد بینهما غایة البعد حتی لا یوجد بعد أبعد منه (ش، سم، 31، 8)- إنّ التضاد من حیث هو تضاد متضایف (ر، م، 442، 10)

تضاد أول‌

- التضاد الأول هو الذی فی المكان … هو السبب فی وجود سائر المتضادات فی الجوهر و فی الوجود معا (ش، ما، 123، 15)

تضاد فی الجوهر

- أما التضاد الذی فی الجوهر فالصورة و العدم، و أما التضاد الذی فی الكیف فمثل الحرارة و البرودة فی حاسّة اللمس و الحلاوة و المرارة فی حاسة الذوق و البیاض و السواد فی حاسّة البصر (ش، ت، 1438، 1)

تضاد فی الكیف‌

- أما التضاد الذی فی الجوهر فالصورة و العدم، و أما التضاد الذی فی الكیف فمثل الحرارة و البرودة فی حاسّة اللمس و الحلاوة و المرارة فی حاسة الذوق و البیاض و السواد فی حاسّة البصر (ش، ت، 1438، 1)

تطویل‌

- التطویل ذهاب البلاغة، و التقصیر هو ضعف الدلالة و الحجّة و فی الناس من یجول فی قلبه المعنی الصحیح فیعبّر عنه باللفظ الركیك فیحیله عن معناه؛ و إن لم یرد الإحالة و لكنّه عجز فی اللفظ، فیصیر اللفظ غیر مؤدّ عن المعنی لا لعجز المعنی و لكن لعجز اللفظ (ص، ر 3، 132، 16)

تعاقب الصور

- أما إذا وضع تعاقب الصور دورا علی موضوع واحد، و وضع أن الفاعل لهذا التعاقب فاعل لم یزل، فلیس یلزم عن وضع ذلك محال. و أما إن وضع هذا التعاقب علی مواد لا نهایة لها أو صور لا نهایة لها فی النوع فهو محال، و كذلك إن وضع ذلك من غیر فاعل أزلی أو من فاعل غیر أزلی لأنه إن كانت هنا لك مواد لا نهایة لها وجد ما لا نهایة له بالفعل، و ذلك مستحیل (ش، ته، 87، 15)

تعالیم‌

- إن التعالیم لیست لجنس واحد بل هی لأجناس مختلفة مثل علم الهندسة فإنها لطبیعة غیر الطبیعة التی لها علم النجوم و هی كلها تعالمیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 170
(ش، ت، 713، 15)

تعبیر

- معنی التعبیر: أن یتفكّر المعبّر فی أنّ هذا الذی بقی فی حفظه من الصور التی رآها، ما الذی یمكن أن تكون النفس قد رأته، حتی انتقل الخیال منه إلی هذا الباقی فی الحفظ (غ، م، 377، 13)- التعبیر، و هو استدلال من المتخیّلات الحلمیة علی ما شاهدته النفس من عالم الغیب، فشبّهته القوة المتخیّلة بمثال غیره (غ، ت، 166، 11)- معنی التعبیر … أنّ الروح العقلی إذا أدرك مدركه و ألقاه إلی الخیال فصوّره فإنّما یصوّره فی الصور المناسبة لذلك المعنی بعض الشی‌ء، كما یدرك معنی السلطان الأعظم فیصوّره الخیال بصورة البحر أو یدرك العداوة فیصوّرها الخیال فی صورة الحیّة (خ، م، 378، 3)

تعدّد الأنواع و الأجناس‌

- إن تعدّد الأنواع و الأجناس یوجب التعدّد فی العلم … و لذلك المحقّقون من الفلاسفة لا یصفون علمه سبحانه بالموجودات لا بكلّی و لا بجزئی. و ذلك أن العلم الذی هذه الأمور لازمة له هو عقل منفعل و معلول. و العقل الأول هو فعل محض و علّة، فلا یقاس علمه علی العلم الإنسانی. فمن جهة ما لا یعقل غیره من حیث هو غیر هو، علم غیر منفعل، و من جهة ما یعقل الغیر من حیث هو ذاته هو علم فاعل (ش، ته، 260، 9)

تعریف‌

- التعریف لا بدّ و أن یكون بأظهر من الشی‌ء لا بمثله، و ما یكون أخفی منه أو یكون لا یعرف إلّا بما عرّف به (سه، ر، 18، 11)- إنّ التعریف علی وجهین: أحدهما أن یكون الغرض منه إفادة تصوّر مجهول بواسطة تصوّر حاصل. و ثانیهما أن یكون الغرض منه التنبیه علی الشی‌ء بعلامة منبّهة و إن كانت أخفی من المعرّف فی نفس الأمر. فتعریف الوجود علی الوجه الثانی جائز و أمّا علی الوجه الأول فغیر جائز خلافا لبعضهم (ر، م، 10، 6)- التعریف عبارة عن ذكر الشی‌ء یستلزم معرفته معرفة شی‌ء آخر (جر، ت، 64، 15)

تعریف حقیقی‌

- التعریف الحقیقیّ و هو أن یكون حقیقة ما وضع اللفظ بإزائه من حیث هی فیعرف بغیرها (جر، ت، 64، 17)

تعریف الشی‌ء

- یجب الاحتراز عن تعریف الشی‌ء بما هو مثله بالأخفی، و عن تعریف الشی‌ء بنفسه و بما لا یعرف إلّا به، إمّا بمرتبة واحدة أو بمراتب (ر، مح، 26، 26)

تعقّل‌

- لیست إنیّة العقل هی هی و التعقّل الذی هو فعل العقل منا و المعقول منا شیئا واحدا من جمیع الوجوه. و السبب فی ذلك أن المعقول منا هو غیر العاقل، و أما العقول التی فی غیر هیولی فإنه یلزم أن یكون المعقول منها و العقل و فعل العقل شیئا واحدا بعینه (ش، ت، 1701، 11)- إنّ الإدراك و التعقّل عبارة عن حالة ثبوتیة (ر، م، 326، 13)- إنّ التعقّل حالة إضافیة و ذلك یوجب كونها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 171
مغایرة للذات (ر، م، 340، 16)- التعقّل عبارة عن حضور الماهیة المجرّدة عن الغواشی الغریبة، و اللواحق المادیة عند الذات المجرّدة (ط، ت، 247، 13)- التعقّل هو حلول المتعقّل فی ذات العاقل، و هو ممنوع. بل هو انكشاف الشی‌ء عند العاقل، من غیر حلول و ارتسام صورة (ط، ت، 328، 16)

تعقّل انفعالی‌

- الصور العقلیة قد یجوز بوجه ما أن تستفاد من الصور الخارجیة كما تستفید صورة السماء من الماء و هو التعقّل الانفعالی (ر، ل، 111، 6)

تعقّل الشی‌ء

- لا معنی لتعقّل الشی‌ء إلّا حصول ماهیّته فی العقل (ط، ت، 240، 13)

تعقّلات‌

- قالوا (الفلاسفة): أنواع التعقّلات ثلاثة:
الأول أن تكون بالقوة و ذلك عند ما لا تكون حاصلة بالفعل و لكن النفس تقوی علی استحضارها و اكتسابها و مراتب القوة مختلفة فقد تكون قریبة إلی الفعل و قد تكون بعیدة عنه.
و الثانی أن تكون حاصلة بالفعل التام علی سبیل التفصیل و یكون كأنه ینظر إلی جمیع مراتب ذلك المعلوم و أجزائه. الثالث أن تكون حاصلة بالفعل لكن لا علی سبیل التفصیل بل علی الوجه البسیط (ر، م، 335، 8)

تعلّم‌

- هذا ما قاله أفلاطون: إنّ التعلّم تذكّر، و إنّ التفكّر هو تكلّف العلم، و التذكّر تكلّف الذكر.
و الطالب مشتاق متكلّف؛ فمهما وجد مهمّا قصد معرفته بدلائل و علامات و معانی ما كان فی نفسه قدیما، فكأنه یتذكر عند ذلك، كالناظر إلی جسم یشبه بعض أعراضه بعض أعراض جسم آخر كان قد عرفه و غفل عنه، فیتذكّره بما أدركه من شبیهه (ف، ج، 99، 13)- إنّ التعلّم و التعلیم لیسا شیئا سوی إخراج ما فی القوة یعنی الإمكان إلی الفعل یعنی الوجود، فإذا نسب ذلك إلی العالم سمّی تعلیما، و إن نسب إلی المتعلّم سمّی تعلّما (ص، ر 1، 198، 22)- إنّ العلم لا یكون إلّا بعد التعلیم و التعلّم، و التعلیم هو تنبیه النفس العلامة بالفعل للنفس العلامة بالقوة، و التعلّم هو تصوّر النفس لصورة المعلوم (ص، ر 1، 211، 2)- التعلّم لیس شیئا سوی الطریق من القوة إلی الفعل، و التعلیم لیس شیئا سوی الدلالة علی الطریق، و الأستاذون هم الأدلّاء و تعلیمهم هو الدلالة، و التعلّم هو الطریق و المعلوم هو المطلوب المدلول علیه (ص، ر 1، 225، 5)- التعلیم لیس شیئا سوی إخراج ما فی القوة إلی الفعل، و التعلّم هو الخروج من القوة إلیه (ص، ر 1، 317، 7)- التعلّم هو طلب كمال النفس، و تحلیتها بالصور العقلیة، و تزكیتها عن رذائل الجسمانیة. و طریق التعلّم و التعلیم و الإفادة و الاستفادة و بالقول و الاستماع (غ، ع، 75، 6)

تعلّم قیاسی‌

- ینبغی أن یؤخذ فی كل علم و تعلّم قیاسی معنیان معلومان مما هو فی أوائل العقول و هی: هل هو و ما هو (ص، ر 1، 350، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 172

تعلیل‌

- التعلیل هو انتقال الذهن من المؤثّر إلی الأثر كانتقال الذهن من النار إلی الدخان.
و الاستدلال هو انتقال الذهن من الأثر إلی المؤثّر. و قیل التعلیل و هو إظهار علّیة الشی‌ء سواء كانت تامّة أو ناقصة (جر، ت، 63، 16)

تعلیم‌

- إنّ التعلیم إنّما یكون سهلا فی المعتادات؛ و من الدلیل علی ذلك سرعة المتعلّمین من الخطب و الرسائل أو الشعر أو القصص، أی ما كان حدیثا، لعادتهم للحدیث و الخرافات من بدء النشو (ك، ر، 110، 17)- كل تعلیم و كل تعلّم فإنما یكون عن معرفة متقدّمة الوجود (ف، ج، 98، 9)- التعلیم هو إیجاد الفضائل النظریة فی الأمم و المدن (ف، س، 29، 12)- إنّ التعلّم و التعلیم لیسا شیئا سوی إخراج ما فی القوة یعنی الإمكان إلی الفعل یعنی الوجود، فإذا نسب ذلك إلی العالم سمّی تعلیما، و إن نسب إلی المتعلّم سمّی تعلّما (ص، ر 1، 198، 22)- إنّ العلم لا یكون إلّا بعد التعلیم و التعلّم، و التعلیم هو تنبیه النفس العلّامة بالفعل للنفس العلّامة بالقوة، و التعلّم هو تصوّر النفس لصورة المعلوم (ص، ر 1، 211، 1)- التعلّم لیس شیئا سوی الطریق من القوة إلی الفعل، و التعلیم لیس شیئا سوی الدلالة علی الطریق، و الأستاذون هم الأدلّاء و تعلیمهم هو الدلالة، و التعلّم هو الطریق و المعلوم هو المطلوب المدلول علیه (ص، ر 1، 225، 6)- التعلیم لیس شیئا سوی إخراج ما فی القوة إلی الفعل، و التعلّم هو الخروج من القوة إلیه (ص، ر 1، 317، 7)- كل تعلیم یكون فی الصنائع العملیة التی تتعلّم باحتذاء فإنه إنما یكون بمعرفة الأمور المعروفة بنفسها فی تلك الصناعة إما كلها و إما بعضها (ش، ت، 157، 7)

تعلیمیات‌

- إنّ التعلیمیات و هی المقادیر و الأعداد و الأشكال هی الأمور المعقولة بأنفسها و یندرج فیها الأین و متی و الوضع فإنّ كل ذلك أمور منسوبة إلی الكم. فأمّا الكیفیات فهی غیر معقولة بنفسها و لذلك یتعذّر تحدیدها، فإنّ من حاول تحدید أنواع الألوان و الطعوم و الروائح و غیر ذلك فقد تكلّف شططا و ذلك بسبب أنّ العقل لا یدركها بل إنّما یتخیّلها الخیال تبعا للحسّ (ر، م، 108، 21)- إنّ التعلیمیات علّة للطبیعیات (ر، م، 109، 5)

تعیّن‌

- التعیّن لا یمكن أن یكون أمرا ثبوتیّا (ر، م، 75، 2)- التعیّن ما به امتیاز الشی‌ء عن غیره بحیث لا یشاركه فیه غیره (جر، ت، 65، 4)- إنّ ما به یتمیّز الموجود عن جمیع ما عداه، و یسمّی تعیّنا، لا یمكن أن یكون خارجا عن حقیقته الموجودة. و إلّا كان هو فی حدّ ذاته غیر متمیّز عن غیره، و هذا غیر معقول. فهو إمّا نفس حقیقته، من غیر أن تكون له ماهیة كلّیة ینضمّ إلیها شی‌ء آخر، به یتمیّز فرد منها عمّا یشاركه فیها؛ و إمّا أمر آخر داخل فی حقیقته الموجودة، و عارض لماهیته الكلیة (ط، ت، 184، 9)- التعیّن أیضا جزء عقلی للشخص عند
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 173
المحقّقین. فلیس أنّ فی الخارج موجودا هو النوع، مركّبا أو بسیطا، و آخر هو التعیّن. بل الموجود فی الخارج واحد هو الفرد، فیفصّله العقل عند ملاحظته إیّاه إلی ماهیّة كلیّة مشتركة بینه و بین ما یماثله، و إلی أمر مخصوص به یتمیّز عمّا عداه. فزید مثلا هو الإنسان، و هو الحیوان، و هو الناطق، و هو ما به یتمیّز هو عمّا عداه، لا أنّ هناك موجودات متعدّدة متمایزة فی الخارج (ط، ت، 186، 2)- واجب الوجود لا یشارك شیئا فی الأشیاء فی أمر ذاتی، جنسا كان أو نوعا. فلا یحتاج إلی ما یمیّزه عن المشاركات الجنسیة، و هو الفصل أو النوعیة، و هو الذی سمّیناه التعیّن (ط، ت، 189، 4)

تغایر

- جمیع التغایر التی تظهر فی السماء هی بالجنس بالفعل أی لیس یوجد فیها جنس من التغایر بالقوة بعد أن لم یكن، و إنما الذی یوجد منها بالقوة قبل الفعل هو جزء جزء من تلك التغایر (ش، ت، 1201، 4)- التغایر أربع أجناس: التغیّر فی الجوهر و فی الكم و الكیف و الأین، و كان لیس یلزم فیما وجد له التغیّر فی الأین أن یوجد له التغیّر فی الجوهر أو فی الكم أو فی الكیف، فمن البیّن أن الموضوع للتغیّر فی الجوهر قد یكون غیر الموضوع لسائر التغایر، و بخاصة التغیّر الذی فی الأین (ش، ما، 88، 20)

تغیّر

- التغیّر تبدّل الصفات علی الموصوف (ص، ر 3، 361، 19)- التغیّر هو فی الجوهر و الكمّ و الكیف و الأین، فقوی هذه الأربعة هی القوی التی بها یتحرّك المتحرّك (ج، ن، 46، 1)- التغیّر … یكون فی الجوهر، و یكون فی باقی المقولات (ج، ن، 51، 3)- كل تغیّر … فهو إمّا فی الكم و إمّا فی الكیف أو فی الأین أو بتابع لأحد هذه (ج، ن، 92، 11)- التغیّر یقال لكل ما یصیر به الشی‌ء غیرا من مقوّم أو عرض فهو أعمّ الحوادث كما یصیر الحار باردا و البارد حارّا (بغ، م 1، 160، 10)- التغیّر الذی یظنّون (الفلاسفة الطبیعیون) إنه دائم فی الموجودات هو فی الكمیّة لا فی الكیفیّة و الصورة. و العلم الضروری بالأشیاء لا یكون من قبل كمیّاتها فقط بل و من قبل صورها، فإن كانت الصور ثابتة فالعلم بها ثابت (ش، ت، 427، 12)- التغیّر یكون من شی‌ء ساكن إلی شی‌ء ساكن یعنی التغیّر المستقیم (ش، ت، 472، 3)- إن ما یوجد له التغیّر الذی فی الجوهر یوجد له سائر التغایر (ش، ت، 1032، 8)- إن التغیّر هو من الضدّ إلی الضدّ (ش، ت، 1351، 15)- إذا كان التغیّر من الضدّ إلی الوسط أولا ثم إلی الضدّ الثانی، و كانت الأضداد فی جنس واحد … فإذا باضطرار أن تكون المتوسّطات و الأضداد فی جنس واحد (ش، ت، 1352، 4)- التغیّر … الذی یقال أنه یحتاج إلی مغیّر: منه ما هو فی الجوهر، و منه ما هو فی الكیف، و منه ما هو فی الكم، و منه ما هو فی الأین (ش، ته، 28، 13)- إن التغیّر بالجملة و أولا صنفان: أحدهما ما یقال فیه إنه یكون كذا و صار كذا و تغیّر كذا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 174
و بالجملة. فما یقال فی موضوع و هو شخص العرض و الآخر ما یقال فیه إنه متغیّر و متكوّن بإطلاق و هو شخص الجوهر. فأما الأول فظاهر افتقاره إلی الموضوع الذی یجری منه مجری الهیولی؛ و أما شخص الجوهر فقد تبیّن أیضا عند التأمل افتقاره إلی الموضوع لأنه لیس یكون شی‌ء من لا شی‌ء علی الإطلاق یعمّ و لا بد من أی شی‌ء اتفق فضلا عن أن یكون من لا شی‌ء علی الإطلاق (ش، سط، 32، 23)- التغیّر من السلب إلی الإیجاب و هو التغیّر من لا وجود إلی وجود المسمّی كونا، أو التغیّر من الإیجاب إلی السلب و هو التغیّر من وجود إلی لا وجود المسمّی فسادا فلیس بحركة، لأن الحركة كما ظهر من حدّها فی المتحرّك و لیس هاهنا متحرّك موجودا واحدا بالفعل و مشارا إلیه من حین ابتداء الحركة إلی انتهائها (ش، سط، 79، 2)- التغایر أربع أجناس: التغیّر فی الجوهر و فی الكم و الكیف و الأین، و كان لیس یلزم فیما وجد له التغیّر فی الأین أن یوجد له التغیّر فی الجوهر أو فی الكم أو فی الكیف، فمن البیّن أن الموضوع للتغیّر فی الجوهر قد یكون غیر الموضوع لسائر التغایر، و بخاصة التغیّر الذی فی الأین (ش، ما، 88، 21)- التغیّر إنما یكون من ضد إلی كما یظهر فی العلم الطبیعی (ش، ما، 124، 1)

تغیّر بما هو تغیّر

- أما التغیّر بما هو تغیّر علی ما تبیّن فی الأقاویل الكلّیة من العلم الطبیعی فإنه إنما یكون ضرورة فی منقسم (ش، ما، 89، 8)

تغیّر فی الجوهر

- كما أن التغیّر فی الجوهر هو الذی أوقفنا علی وجود المادة الأولی، كذلك التغییر فی المكان هو الذی أوقفنا علی أن الأجرام السماویة أجسام ذوات قوی فی الأین (ش، ت، 1077، 15)- التغیّر فی الجواهر هو الذی یوجب كون الشی‌ء مركّبا من مادة و صورة هیولانیة (ش، ما، 89، 7)

تغیّر فی الكم‌

- أمّا التغیّر فی الكم- مثل النشوء- فذلك خاص ببعض الأجسام الهیولانیة و هی المتغذّیة (ج، ن، 77، 3)

تغیّرات‌

- إن التغیّرات یظهر من أمرها اتفاقها فی حاجتها إلی الموضوع (ش، ت، 1031، 8)- من التغیّرات ما یكون فی ذات المتغیّر، من غیر حاجة إلی مغیّر یلحقه منه، و أن من التغیّرات ما یجوز أن یلحق القدیم من غیر مغیّر (ش، ته، 29، 16)- أما التغیّرات الثلاث، أعنی التی فی الجوهر و الكم و الكیف فالأمر فیها بیّن، إذ كان المحرّك فیها و الفاعل من خارج (ش، ما، 107، 13)

تغیّرات أربع‌

- لجمیع التغیّرات الأربع التی هی الكون و الفساد و النمو و النقص و النقلة و الاستحالة موضوعا علیه یكون التغییر، فإن التغییر یلوح من أمره من جهة أنه عرض أنه مما یحتاج إلی موضوع، و لذلك لا یلفی تغیّر فی غیر متغیّر، لكن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 175
الأشیاء التی یوجد لها التغیّر فی الجوهر یلزم ضرورة أن یوجد لها سائر التغایر (ش، ما، 84، 12)

تغیّرات متقابلة

- یظهر بالتأمّل و الاستقراء أنه یجب أن یكون لجمیع التغیّرات المتقابلة بطباعها، و هی التی تتقابل علی نحو شبیه بالمتقابلة، موضوع ثابت علی مثل ما علیه الأمر فی المتغیّرة فی المكان (ش، ت، 1030، 16)

تغییر

- التغییر هو تبدّل الصفات علی الموصوف من الألوان و الطعوم و الروائح و غیرها من الصفات (ص، ر 2، 10، 18)- إن التغییر إنما یكون من المتقابلة التی كل واحد منها موجود و هو فی غایة البعد عن صاحبه فی الوجود (ش، ت، 456، 11)- إن التغییر لمّا كان وسطا بین الوجود و العدم صدق علیه أنه لیس بموجود و لا معدوم و لیس موجودا معدوما معا، و ذلك أن الحركة مركّبة من وجود و عدم، و لذلك قیل فی حدّها إنها كمال ما بالقوة من جهة ما هو بالقوة (ش، ت، 463، 12)- إن التغییر إنما یكون من الموجود الذی بالقوة إلی الموجود الذی بالفعل فی ذلك النوع من التغیّر. مثال ذلك إن التغیّر الذی یكون إلی الأبیض إنما یكون من الذی هو أبیض بالقوة إلی الذی هو أبیض بالفعل و الذی یكون إلی الجوهر المشار إلیه یكون من الذی هو ذلك الجوهر بالقوة، و كذلك الفاسد إنما یفسد من الذی هو بالقوة فاسد (ش، ت، 1440، 7)- كل تغییر فعن مغیّر، و هذا كله ظاهر إذا تحفّظ بالأصول الطبیعیة (ش، ما، 111، 1)

تغییر فی المكان‌

- أما التغییر الذی فی المكان فلیس یلزم أن یتبعه واحد أو أكثر من واحد من التغایر الآخر.
و لذلك لیس یلزم أن یكون كل ما له عنصر مكانی أن یكون له عنصر كائن فاسد و إنما أشار (أرسطو) بذلك إلی ما تبیّن فی العلم الطبیعی (ش، ت، 1032، 9)- كما أن التغیّر فی الجوهر هو الذی أوقفنا علی وجود المادة الأولی، كذلك التغییر فی المكان هو الذی أوقفنا علی أن الأجرام السماویة أجسام ذوات قوی فی الأین (ش، ت، 1077، 16)

تغییرات‌

- لما كانت التغییرات أربعة: أما التغییر الذی یكون فی الجوهر و هو الذی یسمّی الكون المطلق و الفساد المطلق، و أما التغییر الذی فی الكیف و هو الذی یكون فی الكیفیة الانفعالیة و هو الذی یسمّی استحالة، و أما الذی یكون فی الكم و هو الذی یسمّی نموّا و نقصا، و أما الذی فی الأین و هو المسمّی نقلة، وجب أن یكون كل ما یتغیّر إنما یتغیّر من الأضداد التی فی كل واحد من هذه الأصناف الأربع (ش، ت، 1437، 8)

تفكّر

- هذا ما قاله أفلاطون: إنّ التعلّم تذكّر، و إنّ التفكّر هو تكلّف العلم، و التذكّر تكلّف الذكر.
و الطالب مشتاق متكلّف؛ فمهما وجد مهمّا قصد معرفته بدلائل و علامات و معانی ما كان فی نفسه قدیما، فكأنه یتذكر عند ذلك، كالناظر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 176
إلی جسم یشبه بعض أعراضه بعض أعراض جسم آخر كان قد عرفه و غفل عنه، فیتذكّره بما أدركه من شبیهه (ف، ج، 99، 14)

تقابل‌

- أقسام التقابل و هی أربعة: أحدها: تقابل النفی و الإثبات، كقولك: إنسان، لا إنسان.
و الثانی: تقابل الإضافة. كالأب و الابن و الصدیق و الصدیق. إذ أحدهما یقابل الآخر. و الثالث: تقابل العدم و الملكة كما بین الحركة و السكون. و الرابع: تقابل الضدّین كالحرارة و البرودة (غ، م، 185، 13)- التقابل أوّلا و بالذات إنما یوجد للمتقابلة فی المكان و یوجد لسائر المتقابلات علی نحو التشبیه بهذه (ش، ت، 1031، 1)- إنّ التقابل بالسلب و الإیجاب أقوی من التقابل بالتضادّ (ر، م، 107، 3)

تقدّم‌

- التقدّم و التأخّر أیضا من الأعراض الذاتیة للوجود (غ، م، 187، 16)- التقدّم ینقسم إلی خمسة أقسام: الأول: و هو الأظهر، التقدّم بالزمان، و كأنّ اسم قبل له حقیقیّ فی اللغة. و الثانی: التقدّم بالمرتبة: إمّا بالوضع كقولك: بغداد قبل الكوفة، إذا قصدت مكّة من خراسان … و إمّا بالطبع كقولك:
حیوانیة قبل الإنسانیة، و الجسمیة قبل الحیوانیة إذا ابتدأنا من جهة الأعم …
و الثالث: التقدّم بالشرف كقولنا: أبو بكر ثم عمر رضی اللّه عنهما؛ فإنّ أبا بكر قبل سائر الصحابة رضوان اللّه تعالی علیهم، بالشرف و الفضل. و الرابع: التقدّم بالطبع، و هو الذی لا یرتفع بارتفاع المتقدّم علیه و یرتفع المتقدّم علیه بارتفاعه، فإنّك تقول: الواحد قبل الاثنین فإنّه لو قدّر عدم الواحد فی العالم، لزم عدم الاثنین؛ إذ كل اثنین فهو واحد و واحد، و إن قدر عدم الاثنین لم یلزم عدم الواحد …
و الخامس: التقدّم بالذات، و هو الذی وجوده مع غیره، و لكن وجود ذلك الغیر به، و لیس وجوده بذلك الغیر (غ، م، 187، 20)- من التقدّم ما هو زمانیّ، و من التقدّم ما هو مكانیّ أو وضعیّ- كما فی الأجرام- أو شرفیّ بحسب صفات الأشرف (سه، ر، 63، 6)- إن التقدّم الذی یوجد فی الأعداد و فی السطوح هو التقدّم الذی یوجد فی الجنس الواحد و لیس تقدّم الجوهر علی سائر المقولات تقدّم الأشیاء التی فی جنس واحد، و إنما هو من جنس تقدّم الشی‌ء علی الأشیاء التی تنسب إلیه (ش، ت، 1411، 9)- تقدّم أحد الموجودین علی الآخر، أعنی الذی لیس یلحقه الزمان، لیس تقدّما زمانیا، و لا تقدّم العلة علی المعلول اللذین هما من طبیعة الموجود المتحرّك، مثل تقدّم الشخص علی ظله. و لذلك كل من شبّه تقدم الموجود الغیر متحرّك علی المتحرّك بتقدّم الموجودین المتحرّكین أحدهما علی الثانی، فقد أخطأ.
و ذلك أن كل موجودین من هذا الجنس، هو الذی إذا اعتبر أحدهما بالثانی، صدق علیه أنه: إما أن یكون معا، و إما متقدّما علیه بالزمان، أو متأخّرا عنه. و الذی سلك هذا المسلك من الفلاسفة هم المتأخّرون من أهل الإسلام، لقلة تحصیلهم لمذهب القدماء. فإذن تقدّم أحد الموجودین علی الآخر هو تقدّم الوجود الذی هو لیس بمتغیّر، و لا فی زمان، علی الوجود المتغیّر الذی فی الزمان، و هو نوع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 177
آخر من التقدّم. و إذا كان ذلك كذلك، فلا یصدق علی الوجودین لا أنهما معا، و لا أن أحدهما متقدّم علی الآخر (ش، ته، 59، 18)- حصروا (الفلاسفة) التقدّم فی أقسام خمسة: - الأوّل، التقدّم بالعلّیة. و هو تقدّم العلّة التامّة علی معلولها، كتقدّم النار علی السخونة. فإنّ السخونة، و إن لم تنفكّ عن النار أبدا، بل یمتنع انفكاكها عنها، لكن بینهما معنی یصحّ عند العقل أن یقال: وجدت النار فوجدت السخونة. و یمنع أن یقال: وجدت السخونة فوجدت النار. فذلك المعنی هو التقدّم العلّی.
- الثانی: التقدّم بالطبع. و هو كون الشی‌ء بحیث یحتاج إلیه الآخر. لكن لا یكفی فی وجوده، سواء كان داخلا فی ماهیّته كتقدّم الواحد علی الاثنین، أو لا، كتقدّم سائر العلل الناقصة الخارجة.- الثالث: التقدّم بالزمان.
كتقدّم نوح علی محمد علیهما السلام، فإنّ نوحا كان فی زمان سابق علی محمد.- الرابع: التقدّم بالشرف. كتقدّم العالم علی الجاهل.- الخامس: التقدّم بالرتبة: بأن یكون شی‌ء أقرب إلی مبدأ معیّن من آخر، سواء كان ذلك بحسب العقل- كترتّب الأجناس و الأنواع فی الصعود و النزول، فإنّ لكل منها مرتبة فی العموم و الخصوص، لا یمكن عند العقل أن یتغیّر منها إلی مرتبة أخری.- أو بحسب الوضع، كترتّب الإمام و المأموم، فإنّه یمكن أن ینتقل كل منهما إلی مكان آخر (ط، ت، 96، 6)- التقدّم و المعیّة وصفان إضافیان اعتباریّان (ط، ت، 142، 9)

تقدّم الأشیاء

- إنّ تقدّم الأشیاء بعضها علی بعض من خمسة أوجه: أحدها بالزمان و الكون كما یقال إنّ موسی أقدم من عیسی، و الآخر بالطبع كما یقال إنّ الحیوان أقدم من الإنسان، و الثالث بالشرف كما یقال الشمس أقدم من القمر، و الرابع بالمرتبة كما یقال فی العدد إنّ الخمسة أقدم من الستة، و الوجه الخامس بالذات كالعلّة و المعلول (ص، ر 1، 329، 8)

تقدّم الباری علی العالم‌

- (عند الفلاسفة) … إن الباری سبحانه إن كان متقدّما علی العالم، فإما أن یكون متقدّما بالسببیة، لا بالزمان، مثل ما تقدّم الشخص ظله، و إما أن یكون متقدّما بالزمان مثل تقدّم البنّاء علی الحائط. فإن كان متقدّما تقدّم الشخص ظله، و الباری قدیم، فالعالم قدیم.
و إن كان متقدّما بالزمان وجب أن یكون متقدّما علی العالم بزمان لا أول له، فیكون الزمان قدیما. لأنه إذا كان قبل الزمان زمان فلا یتصوّر حدوثه. و إذا كان الزمان قدیما، فالحركة قدیمة، لأن الزمان لا یفهم إلا مع الحركة.
و إذا كانت الحركة قدیمة، فالمتحرّك بها قدیم، و المحرّك لها ضرورة قدیم (ش، ته، 58، 15)- قول أبی حامد: " إن تقدّم الباری سبحانه علی العالم لیس تقدّما زمانیا"، صحیح. لكن لیس یفهم تأخّر العالم عنه، إذا لم یكن تقدّمه زمانیا إلا تأخّر المعلول عن العلة، لأن التأخّر یقابل التقدّم. و المتقابلان هما فی جنس واحد ضرورة علی ما سبق فی العلوم. فإذا كان التقدّم لیس زمانیا، فالتأخّر لیس زمانیا. و یلحق ذلك الشك المتقدم و هو: كیف یتأخّر المعلول عن العلّة التی استوفت شروط الفعل (ش، ته، 60، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 178

تقدّم بالرتبة

- التقدّم بالرتبة: بأن یكون شی‌ء أقرب إلی مبدأ معیّن من آخر، سواء كان ذلك بحسب العقل- كترتّب الأجناس و الأنواع فی الصعود و النزول، فإنّ لكل منها مرتبة فی العموم و الخصوص، لا یمكن عند العقل أن یتغیّر منها إلی مرتبة أخری.- أو بحسب الوضع، كترتّب الإمام و المأموم، فإنّه یمكن أن ینتقل كل منهما إلی مكان آخر (ط، ت، 97، 2)

تقدّم بالزمان‌

- التقدّم بالزمان. كتقدّم نوح علی محمد علیهما السلام، فإنّ نوحا كان فی زمان سابق علی محمد (ط، ت، 96، 14)

تقدّم بالشرف‌

- التقدّم بالشرف. كتقدّم العالم علی الجاهل (ط، ت، 97، 1)

تقدّم بالطبع‌

- الثانی: التقدّم بالطبع. و هو كون الشی‌ء بحیث یحتاج إلیه الآخر. لكن لا یكفی فی وجوده، سواء كان داخلا فی ماهیّته كتقدّم الواحد علی الاثنین، أو لا، كتقدّم سائر العلل الناقصة الخارجة (ط، ت، 96، 11)

تقدّم بالعلیة

- التقدّم بالعلّیة. و هو تقدّم العلّة التامّة علی معلولها، كتقدّم النار علی السخونة. فإنّ السخونة، و إن لم تنفكّ عن النار أبدا، بل یمتنع انفكاكها عنها، لكن بینهما معنی یصحّ عند العقل أن یقال: وجدت النار فوجدت السخونة. و یمنع أن یقال: وجدت السخونة فوجدت النار. فذلك المعنی هو التقدّم العلّی (ط، ت، 96، 7)

تقدّم زمانی‌

- التقدّم الزمانی سواء كان بالقوة أو بالفعل هو موجود للمتقدّم علیه العرض، أعنی أن تكون أسباب الشی‌ء متقدّمة علی الشی‌ء بالزمان عارض عرض للأشیاء الجزئیة المتكوّنة الفاسدة. و ذلك أنه لو كان ذلك للأسباب الفاعلة بالذات لما كان یوجد هاهنا سبب أزلی أصلا، و إذا لم یوجد الأزلی لم یوجد الكائن الفاسد ضرورة علی ما تبیّن فی العلم الطبیعی (ش، ما، 108، 1)- التقدّم الزمانیّ و هو ما له تقدّم بالزمان (جر، ت، 67، 6)

تقدّم شخصی‌

- إن التقدّم الشخصی غیر التقدّم الكلّی فی نوع نوع لأن الأشخاص لا تقال كما تقال الأجناس و لا كما تقال الأنواع (ش، ت، 1555، 3)

تقدّم و تأخر

- التقدّم إذا و التأخّر قد یوجد فی الجنس الواحد بعینه و قد یوجد فی الأجناس المختلفة التی تقال بالنسبة إلی شی‌ء واحد كالحال فی اسم الموجود علی المقولات العشر (ش، ت، 1409، 16)- مقایسة الموجودات بعضها إلی بعض، فی التقدّم و التأخّر (تصحّ) إذا كانت مما شأنها أن تكون فی زمان. فأما إذا لم تكن فی زمان فإن لفظ" كان" و ما أشبهه لیس یدل فی أمثال هذه القضایا إلا علی ربط الخبر بالمخبر، مثل قولنا: " و كان اللّه غفورا رحیما" (ش، ته،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 179
61، 21)

تقدیر

- التقدیر هو ما یتوجّه إلیه القضاء علی التدریج كأنّه موجب اجتماعات من الأمور البسیطة التی تنسب من حیث هی بسیطة إلی القضاء و الأمر الإلهی الأول (س، شأ، 440، 1)- لفظة القدر مأخوذة من التقدیر، و التقدیر یقال بالذات علی المقادیر و بالعرض علی ذوات المقادیر من أجل مقادیرها (بغ، م 2، 180، 7)

تقدیس‌

- قد تستعدّ القوة النطقیة فی بعض الناس من الیقظة و الاتصال بالعقل الكلّی بما ینزّهها عن الفزع عند التعرّف إلی القیاس و الرویّة بل یكفیها مؤونتها الإلهام و الوحی، و تسمّی خاصیّتها هذه تقدیسا، و تسمّی بحسبه روحا مقدّسا. و لن یحظی بهذه الرتبة إلّا الأنبیاء و الرسل علیهم السلام و الصلاة (س، ف، 171، 4)

تقسیم‌

- الطرق التی سلكها الفلاسفة … فی التعالیم و طلبهم معرفة حقائق الأشیاء أربعة أنواع و هی: التقسیم و التحلیل و الحدود و البرهان (ص، ر 1، 343، 12)

تقصیر

- التطویل ذهاب البلاغة، و التقصیر هو ضعف الدلالة و الحجّة و فی الناس من یجول فی قلبه المعنی الصحیح فیعبّر عنه باللفظ الركیك فیحیله عن معناه و إن لم یرد الإحالة و لكنّه عجز فی اللفظ، فیصیر اللفظ غیر مؤدّ عن المعنی لا لعجز المعنی و لكن لعجز اللفظ (ص، ر 3، 132، 16)

تكلیف‌

- إذا كلّف الإنسان ما لا یطیق لم یكن فرق بین تكلیفه و تكلیف الجماد؛ لأن الجماد لیس له استطاعة؛ و كذلك الإنسان لیس له فیما لا یطیق استطاعة (ش، م، 224، 20)- نجد أبا المعالی (الجوینی) قد قال فی النظامیة إن للإنسان اكتسابا لأفعاله و استطاعة علی الفعل، و بناه علی امتناع تكلیف ما لا یطاق، لكن من غیر الجهة التی منعته المعتزلة (ش، م، 225، 4)- أما قدماء الأشعریة فجوّزوا تكلیف ما لا یطاق هربا من الأصل الذی من قبله نفته المعتزلة، و هو كونه قبیحا فی العقل، و خالفهم المتأخّرون منهم (ش، م، 225، 5)

تكهّن‌

- التكهّن معرفة الكائنات بالموجبات الفلكیة (ص، ر 3، 240، 20)

تكوّن‌

- لمّا كان كل تكوّن فله مكوّن، و المكوّن إمّا أن یكون من نوع الكائن أو من جنسه. و المتكوّن إمّا صناعیّ- فیكون المكوّن له الصناعة و هی بجهة مخالفة للمصنوع غیر أنّها فی موادّ مختلفة- و إمّا أن یكون طبیعیّا (ج، ن، 53، 9)- لمّا كان كلّ تكوّن فهو إمّا تغیّر أو تابع لتغیّر … وجب أن یكون الإدراك كذلك (ج، ن، 98، 5)- كما أن بین الوجود و العدم التكوّن كذلك ما هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 180
متكوّن فهو دائما بین ما هو موجود و بین ما هو معدوم (ش، ت، 26، 16)- النوع من التكوّن الذی هو التغیّر من عدم الشی‌ء إلی وجوده، أعنی الذی یتغیّر من القوة إلی الفعل، لما كان بین شیئین متناهیین و هو العدم و الوجود وجب ضرورة أن یكون ما بینهما متناهیا (ش، ت، 29، 1)- لما كنا نجد التكوّن لیس یمرّ من أعلاه إلی غیر نهایة إذ نجده مثلا ینتهی فی الأجسام البسیطة إلی النار، وجب ضرورة أن یكون لتكوّن الأسطقسّات واحد من آخر مبدأ أول لا یتكوّن من شی‌ء. و ذلك أنه لو لم یكن هناك مبدأ أول لم یكن هنالك انقضاء، و ذلك أن المبدأ إنما یفهم لمنقض و المنقضی هو ضرورة مبتدء، لأن ما لا یبتدی لا ینقضی، لكن هنالك انقضاء، فهاهنا إذا مبدأ أول (ش، ت، 29، 18)- لو كان التكوّن عن صور مفارقة لما أمكن أن تكون هذه الصور عللا لما یظهر من أن المكوّن هو و المتكوّن اثنان بالعدد واحد بالصورة، و هذا لازم فی كل مكوّن (ش، ت، 870، 15)- كون كل واحد من المتكوّنات هو فساد للآخر و فساده هو كون لغیره مما بالقوة إلی الفعل، و لذلك فلیس یمكن أن یكون عدم الشی‌ء هو الذی یتحوّل وجودا، و لا هو الشی‌ء الذی یوصف بالكون؛ أعنی الذی نقول فیه أنه یتكوّن، فبقی أن یكون هاهنا شی‌ء حامل للصور المتضادة و هی التی تتعاقب الصور علیها (ش، ته، 76، 10)- التكوّن هو من معدوم لا من موجود (ش، ته، 78، 11)- التكوّن لما كان إما من عدم الصورة و إما من صورة مضادة، و كانت الصورة المضادة یلحقها ضرورة أن یكون فیها عدم الضد المتكوّن و إن كانت ضدا ما، فإن من ضرورة الكائن أن یتقدّمه العدم، وجب ضرورة أن یكون العدم لاحقا للمتضادات و متقدّما علیها بالطبع (ش، ما، 126، 2)

تكوّن الأضداد

- إذا كان هاهنا كون بالذات و كان الكون من الأضداد، فهو ظاهر أنه لیس تكوّن جمیع الأضداد بعضها من بعض بل من أضداد محدودة مثل إنسان أبیض من أسود و هی بالجملة التی هی فی جنس واحد لا التی هی فی أجناس مختلفة، و ذلك إنما یتكوّن الأبیض من الأسود لا من الحار أو البارد أو الرطب أو الیابس (ش، ت، 1084، 12)

تكوین‌

- وجب أن لا یكون المكوّن معنی بسیطا لأن التكوین یكون بأن یغیّر المكوّن العنصر حتی یعمل الصورة فیه (ش، ت، 858، 1)- كل مركّب فهو ضرورة یحتاج إلی مركّب، إذ لیس یمكن أن یوجد شی‌ء مركّب من ذاته كما أنه لیس یمكن أن یوجد متكوّن من ذاته، لأن التكوین الذی هو فعل المكوّن لیس هو شیئا غیر تركیب المتكوّن، و المكوّن لیس شیئا غیر المركّب (ش، ته، 135، 10)- التكوین إیجاد شی‌ء مسبوق بالمادّة (جر، ت، 68، 20)

تماسّ‌

- التماسّ تفاعل، و التفاعل من المضاف و ذلك یقتضی بأن یكون كل واحد منهما محرّكا لصاحبه و متحرّكا عنه (ش، سك، 102، 19)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 181

تمام‌

- إنّ الوجود متقدّم علی البقاء، و البقاء متقدّم علی التمام، و التمام متقدّم علی الكمال (ص، ر 3، 211، 10)- لما كان التمام غایة و الغایة تامة استعمل علی جهة نقلة الاسم فی الأشیاء المفرطة الرداءة فإنها فی النهایة بنقلته من الأشیاء الغیر الردیّة إلی الردیّة، فقیل هلك هلاكا تاما إذا بلغ الغایة فی الهلاك و فسد فسادا تاما إذا بلغ النهایة التی لا بعدها نهایة فی الفساد (ش، ت، 626، 1)- التمام للشی‌ء و الذی من أجله یكون الشی‌ء كلاهما غایة، و لذلك انطلق علیهما اسم التمام (ش، ت، 626، 12)

تمایز

- إنّ التمایز أمر عدمی لا یحتاج إلی علّة (ط، ت، 343، 8)

تمثیل‌

- التمثیل الذی جاء فی الشرع فی خلق العالم یطابق معنی الحدوث الذی فی الشاهد (ش، م، 206، 2)- التمثیل إثبات حكم واحد فی جزئیّ لثبوته فی جزئیّ آخر لمعنی مشترك بینهما. و الفقهاء یسمّونها قیاسا و الجزئیّ الأول فرعا و الثانی أصلا و المشترك علّة و جامعا، كما یقال العالم مؤلّف فهو حادث كالبیت یعنی البیت حادث لأنّه مؤلّف و هذه العلّة موجودة فی العالم فیكون حادثا (جر، ت، 69، 10)

تمییز

- جودة التمییز هی إما أن یحصل للإنسان اعتقاد بحق أو یقوی علی تمییز ما یرد علیه- و رداءة التمییز هی أن لا یعتقد فیما آثر الوقوف علیه لاحقا و لا باطلا (ف، تن، 4، 14)- یقال: ما التمییز؟ الجواب: هو جمع القضایا و استخراج النتائج (تو، م، 312، 4)

تناه‌

- التناهی إنما هو بالصورة و تابع لها (ش، سط، 57، 22)- عدم التناهی إنما یوجد للشی‌ء من جهة العظم و المادة، و التناهی و التمام من جهة الصورة (ش، سم، 38، 9)

تناهی الأجناس الأربعة

- تناهی كل واحد من الأجناس الأربعة أعنی تناهی السبب الذی علی طریق الفاعل و علی طریق الصورة و علی طریق الغایة و علی طریق الهیولی (ش، ت، 42، 1)

تنفّس‌

- أمّا النّفس؛ فعبارة عن كمال أوّل لكلّ جسم طبیعی من شأنه أن یفعل أفعال الحیاة. هذا رسم النفس علی وجه تشترك فیه النّفس الفلكیّة، و النّباتیّة، و الحیوانیّة، و الإنسانیّة (سی، م، 94، 9)

توال‌

- التوالی هو كون شی‌ء بعد شی‌ء بالقیاس إلی مبدأ محدود و لیس بینهما شی‌ء مما بها (س، ح، 40، 9)

توطئات‌

- التوطئات مستعدة لقبول الغایات و لیس الغایات مستعدة لقبول التوطئات (ش، ما، 131، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 182

توهّم‌

- التوهّم- هو الفنطاسیا، قوة نفسانیة و مدركة للصور الحسّیة مع غیبة طینتها؛ و یقال:
الفنطاسیا، و هو التخیّل، و هو حضور صور الأشیاء المحسوسة مع غیبة طینتها (ك، ر، 167، 9)- یقال: ما التوهّم؟ الجواب: هو موافقة الظنّ العقل من غیر إثبات حكم (تو، م، 312، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 183

ث‌

ثابت‌

- الثابت علی حالة واحدة، لا یصدر منه إلّا ثابت علی حالة واحدة، فیجوز أن یكون سكون الأرض مثلا، عن علّة ثابتة له: لأنّه دائم علی حالة واحدة (غ، م، 272، 25)- یمكننا أن نقسّم الثابت إلی الوجود و الماهیة الموجودة (ر، م، 20، 21)- الثابت ینقسم إلی ما لا مفهوم له وراء كونه ثابتا، و إلی ما له مفهوم آخر وراء كونه ثابتا (ر، م، 30، 9)

ثقل‌

- سب الخفة الخلاء و سبب الثقل الملاء (ش، سم، 85، 3)

ثقیل‌

- الثقیل هو الهابط إلی الوسط و الخفیف هو الصاعد من الوسط، و قد یرسم أیضا الثقیل بأنه الشی‌ء الراسب تحت جمیع الأجسام و الخفیف الشی‌ء الطافی فوق الأجسام كلها (ش، سم، 30، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 184

ج‌

جائز

- من أصول المتكلمین: إن اقتران الشرط بالمشروط هو من باب الجائز، و إن كل جائز یحتاج فی وقوعه و خروجه إلی الفعل إلی مخرج و إلی مقارنة الشرط للمشروط، و لأن المقارنة هی شرط فی وجود المشروط و لیس یمكن أن یكون الشی‌ء علّة فی شرط وجوده و لا یمكن أیضا أن یكون الشرط هو العلّة الفاعلة لوجود المشروط، فإن ذاتنا لیست علّة فاعلة لوجود العلم بها، و لكنها شرط فی وجود العلم قائما بها، و لذلك لم یكن بدّ علی هذه الأصول من علّة فاعلیة أوجبت اقتران الشرط بالمشروط، و هكذا الحال فی كل مركّب من شرط و مشروط (ش، ته، 188، 15)- الجائز لیس هو أولی بالشی‌ء من ضده (ش، م، 201، 17)

جبر و اكتساب‌

- لا وسط بین الجبر و الاكتساب (ش، م، 224، 18)

جدّة

- أمّا الجدّة: و تسمّی (الملك) أیضا فهو كون الشی‌ء بحیث یحیط به ما ینتقل بانتقاله، ككونه متطلّسا، و متعمّما، و متقمّصا، و متنعّلا، و كون الفرس ملجما و مسرجا (غ، م، 164، 19)

جدل‌

- الجدل ارتیاض فی مسائل محدودة موصوفة بصفات ما و یقتصر علیها فقط من غیر أن یكون صاحبه قد وقف علی الصادق من كلّ متقابلین و تعقّبه و اطّرح المقابل الآخر (ف، حر، 208، 19)- إنّ الجدل لیس یرتفع فی معانی الموجود عن ما هو المشهور من معانیه. فلذلك ینبغی أن یفهم من قولنا" هل الإنسان موجود" معنی هل الإنسان أحد الموجودات التی فی العالم، مثال ما یقال فی السماء" إنّها موجودة" و فی الأرض" إنّها موجودة"، و هی كلّها راجعة إلی أنّها صادقة (ف، حر، 223، 13)- إنّ الجدل هو أیضا صناعة من الصنائع، و لكن الغرض منها لیس هو إلّا غلبة الخصم و الظفر به كیف كان، و لذلك یقال: الجدل فتل الخصم عما هو علیه إمّا بحجّة أو شبهة أو شعبة و هو الثقافة فی الحرب، و الحرب كما قیل خدعة و هو یشبه الحرب و المعركة إذ الحرب خدعة (ص، ر 3، 406، 9)

جدلیون‌

- أما الجدلیون فإنهم یتكلّمون أیضا فی جمیع الأشیاء التی یتكلّم فیها الفیلسوف و السفسطائی. و التكلّم فی الهویّة و الموجود هو العلم المشترك لهم (ش، ت، 329، 3)

جذب و دفع‌

- الجذب و الدفع فظاهر أن المحرّك القریب فیه یلزم ضرورة أن یلی المتحرّك عند ما یحرّكه (ش، سط، 117، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 185

جرم‌

- الجرم ذو جنس و أنواع (ك، ر، 114، 8)- الجرم لیس هو الأزلی (ك، ر، 114، 9)- الجرم و الحركة و الزمان لا یسبق بعضها بعضا أبدا (ك، ر، 119، 20)- إنّیة الجرم متناهیة، فممتنع أن یكون جرم لم یزل (ك، ر، 122، 4)- إنّ الجرم یتكثّر بأبعاده الثلاثة و نهایاته الست، و السطح ببعدیه، و نهایاته الأربع، و الخط ببعده و نهایتیه (ك، ر، 157، 13)- الجرم- ما له ثلاثة أبعاد (ك، ر، 165، 10)- لا یمكن أن یكون جرم لا نهایة له (ك، ر، 191، 5)- لا جرم بلا زمان، لأنّ الزمان إنّما هو عدد الحركة، أعنی أنّه مدّة تعدّها الحركة؛ فإن كانت حركة كان زمان، و إن لم تكن حركة لم یكن زمان (ك، ر، 204، 5)- الجرم و الحركة و الزمان لا یسبق بعضها بعضا فی الإنّیّة، فهی معا (ك، ر، 205، 12)- إنّیة الجرم متناهیة (ك، ر، 206، 12)- إنّ الفلك جرم؛ و كلّ جرم فلا یخلو من أن یكون إمّا حیّا، و إمّا لا حیّا؛ و الفلك إمّا حیّ و إمّا لا حیّ (ك، ر، 247، 16)- الجرم لیس الذی هو بكائن و لا فاسد، بل مبتدع لا من شی‌ء، و إنّما یعرض الكون فیه، فیكون حیّا و یعرض فی الحیّ الّا یكون حیّا (ك، ر، 248، 14)- كل جرم علّة لشی‌ء جرم فإنّه فاعل فیه أثرا (ك، ر، 249، 1)- كل جرم یؤثّر فی جرم أثرا: إمّا أن یؤثّر ذلك بالطبع كحرارة النار … فإذن إنّما یؤثّر أثرا، هو فی طباعه؛ و إمّا أن یؤثّر فیه بالشوق الطبیعی، أعنی الخروج من القوة التی فی المؤثّر فیه إلی الفعل الذی فی المؤثّر؛ و إمّا أن یكون ذلك بأن یؤثّر فی المؤثّر فیه ما لیس فی طباعه كالحیطیة- التی لیس فی طباع البانی، أی لیس هو حائطا بتّة- فی الحیط (ك، ر، 250، 5)- یقال: ما الجرم؟ الجواب هو ما له ثلاثة أبعاد:
طول و عرض و عمق (تو، م، 313، 11)- كل جرم متحرّك إلی الوسط أو من الوسط فهو ضرورة ثقیل أو خفیف (ش، سم، 30، 19)- ما حركته أسرع و جرمه أعظم فهو أشرف ضرورة (ش، ما، 150، 2)

جرم أقصی‌

- الجرم الأقصی، إذ هو متحرّك حركة دائمة لا كون فیها، ذات سرح و نظم، فهو علّة ما تخرج تلك الحركة من القوة إلی الفعل (ك، ر، 252، 1)- الجرم الأقصی حیّ بالفعل أبدا، مفید الجرم الأدنی الواقع تحت الكون، الحیاة- اضطرارا (ك، ر، 252، 10)- إنّ جرم الكلّ حیّ، أعنی الجرم الأقصی، و إنّ حیاة الأدنی منه، علّتها حیاة الجرم الأقصی الدائمة المسرّحة ذات النظم؛ و إنّه إذ لا یمكن المعلول أن یساوی العلّة فیما هی فیه علّة، لم یكن الجرم الكائن أن یكون دائم الحیاة بالشخص، كالجرم الأقصی؛ فصار دائم الحیاة فی النوع؛ لذلك أیضا صار الجرم الأقصی حیّا بحركة، إذ علّته حیّ بلا جرم و لا حركة (ك، ر، 252، 12)

جرم سماوی‌

- كون الجرم السماوی لا یتعرّی من القوة فی الأین لا یمنع أن یكون عنصرا، فإن هذه هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 186
حال العنصر الّا یتعرّی عن القوة و لكن یمنع أن یكون صورة … و لذلك الشمس أبدا فاعلة و النجوم و كلیّة السماء (ش، ت، 1203، 4)- یحرّك … المحرّك الأول إذ كان غیر متحرّك المتحرّك الأول عنه كما یحرّك المحبوب المحبّ له من غیر أن یتحرّك المحبوب. و هو یحرّك ما دون المتحرّك الأول عنه بوساطة المتحرّك الأول. و یعنی (أرسطو) بالمتحرّك الأول عنه الجرم السماوی، و بسائر المتحرّكات ما دون الجرم الأول و هو سائر الأفلاك و التی فی الكون و الفساد. و ذلك أن السماء الأولی تتحرّك عن هذا المحرّك بالشوق إلیه، أعنی لأن تتشبّه به بقدر ما فی طاقتها كما یتحرّك المحبّ إلی التشبّه بمحبوبه، و تتحرّك سائر الأجرام السماویة علی جهة الشوق لحركة الجرم الأول (ش، ت، 1606، 11)- الجرم السماوی لیس فیه قوة إلّا القوة فی الأین فقط. فإن كانت القوة التی یتحرّك بها هذه الحركة السرمدیة فیه فلا تخلو أن تكون متناهیة أو غیر متناهیة؛ فإن كانت فیه غیر متناهیة لزم أن تكون حركته فی الآن، و إن كانت متناهیة أمكن أن یسكن، لكن قد تبیّن أنه لا یسكن فلیس یتحرّك بقوة فیه فهو یتحرّك بقوة لا فی موضوع أصلا (ش، ت، 1629، 10)- وجب الّا یكون فی الجرم السماوی قوة علی الفساد لأنه لیس له ضد، فهو باق بذاته و جوهره لا بمعنی فیه (ش، ت، 1631، 8)- إن كانت هاهنا قوة فی جسم لیس یمكن فیها أن تقف عن التحریك فی وقت من الأوقات فهی ضرورة متحرّكة عن محرّك لیس فیه قوة أصلا لا بالذات و لا بالعرض. و هذه هی حال الجرم السماوی (ش، ت، 1632، 17)- إن الجرم السماوی … متحرّك من تلقائه، و كل متحرّك من تلقائه ممكن أن یسكن من تلقائه (ش، ت، 1633، 5)- المحرّك … ضرورة للجرم السماوی قوة غیر هیولانیة (ش، ت، 1633، 10)- إن الجرم السماوی متنفّس ضرورة (ش، ت، 1638، 9)- إن الجرم السماوی لما كان أشرف من جمیع الأجسام وجد له من الحركات أشرفها و هی الحركة فی المكان فقط (ش، ت، 1639، 4)- الجرم السماوی هو الموجود الغیر متغیّر إلا فی الأین لا فی غیر ذلك من ضروب التغیّر. فهو سبب للحوادث من جهة أفعاله الحادثة. و هو من جهة اتصال هذه الأفعال له، أعنی أنه لا أول لها و لا آخر، عن سبب لا أول له و لا آخر (ش، ته، 55، 15)- الجرم السماوی أو فیما فوق الجرم السماوی … واجب فی الجوهر ممكن فی الحركة فی الأین (ش، ته، 224، 3)- الجرم السماوی عند الجمیع من الفلاسفة هو ضروری بغیره (ش، ته، 236، 15)- الممكن الوجود فی الجوهر الجسمانی یجب أن یتقدّمه واجب الوجود بإطلاق و هو الذی لا قوة فیه أصلا، لا فی الجوهر و لا فی غیر ذلك من أنواع الحركات و ما هو هكذا فلیس بجسم.
مثال ذلك: إن الجرم السماوی قد ظهر من أمره أنه واجب الوجود فی الجوهر الجسمانی و إلا لزم أن یكون هنالك جسم أقدم منه، و ظهر من أمره أنه ممكن الوجود فی الحركة التی فی المكان، فوجب أن یكون المحرّك له واجب الوجود فی الجوهر، و ألا یكون فیه قوة أصلا، لا علی حركة، و لا علی غیرها، فلا یوصف بحركة، و لا سكون، و لا بغیر ذلك من أنواع التغیّرات (ش، ته، 238، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 187
- الجرم السماوی فلیس فیه قوة أصلا علی الفساد لا فی جزئه و لا فی كله، و بذلك تباین مادته مادة الأجسام المتحرّكة حركة استقامة، أعنی الماء و النار و الهواء و الأرض (ش، سم، 55، 13)- الجرم (السماوی) یظهر من أمره أنه فی حركة دائمة (ش، ما، 139، 4)- الجرم (السماوی) قد تبیّن من أمره أنه أزلی (ش، ما، 139، 19)- هنا لك حركات كثیرة للجرم السماوی و كأنها حركات جزئیة للمتحرّك الحركة العظمی (ش، ما، 142، 3)- من الضرورة لزوم وجود الاسطقسّات عن وجود الجرم السماوی كما لزم أیضا من الاضطرار اللبن و الآجر عن صورة البیت. و إذا كان ذلك كذلك فالجرم السماوی سبب لوجود الاسطقسّات علی أنه حافظ فاعل و صورة و غایة (ش، ما، 166، 5)

جرم طبیعی‌

- الجرم الطبیعی هو الجرم المحسوس بما له من الخواص و الأعراض (س، شأ، 21، 15)

جرم الفلك‌

- إنّ معنی قولنا جرم الفلك هو ما قد جرت به العادة من كلامنا و كلام الفلاسفة أنّه الجوهر القابل لكل شی‌ء، و هو الذی فی كل شی‌ء و منه كل شی‌ء و إلیه یعود كل شی‌ء كما خلقه بارئه تعالی ربّنا و مولانا جعله فی كل و كل إلیه راجع (جا، ر، 428، 7)

جرم الكل‌

- جرم الكل متناه (ك، ر، 116، 12)- إنّیة جرم الكل متناهیة اضطرارا، فجرم الكل لا یمكن أن یكون لم یزل (ك، ر، 120، 4)

جرم مستدیر

- الجرم المستدیر لیس له ضد (ش، سم، 33، 2)- إن كان الجرم المستدیر غیر متناه فإنما یمكن أن یتوهّم غیر متناه من جهة محدّبة بأن یرفع عنه.
و أما توهّمه غیر متناه من جهة مقعّره فذلك ما لا یمكن، إذ لا یمكن أن نتوهّم دائرة غیر متناهیة فضلا عن أن نتصوّرها، لأن هذا الوضع یناقض نفسه (ش، سم، 37، 3)- لمّا كان وجود الأجسام البسائط إنما هو من حیث هی متضادة، و كان الفاعل لتضادها لیس شیئا أكثر من حركة الجرم المستدیر، كان الجرم المستدیر ضرورة هو الفاعل لها و الحافظ (ش، ما، 165، 21)

جزء

- بین الجزء و البعض فرق: لأنّ الجزء یقال علی ما عدا الكلّ، فقسمه بأقدار متساویة: و البعض یقال علی ما لم یعدّ الكل، فقسمه بأقدار لیست بمتساویة؛ فبعضه، و لم یساو بین أبعاضه- فیكون جزءا له (ك، ر، 127، 16)- الجزء إمّا أن یكون جوهریّا، و إمّا عرضیّا، و الجوهری إمّا مشتبه الأجزاء و إمّا لا مشتبه الأجزاء؛ و المشتبه الأجزاء كالماء، الذی جزؤه ماء بكماله، و كل ماء فهو قابل للتجزئة، فجزء الماء، إذ هو ماء بكماله، كثیر؛ و أمّا لا مشتبه الأجزاء، أعنی مختلف الأجزاء فكبدن الحیوان الذی هو من لحم، و جلد، و عصب (ك، ر، 131، 3)- الجزء- لما فیه الكل (ك، ر، 170، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 188
- أما الجزء فإنّه تارة یقال لما یعدّ و تارة لما یكون شیئا من الشی‌ء و له غیره معه و إن كان لا یعدّه، و ربما خصّ هذا باسم البعض (س، شأ، 191، 1)- من الجزء ما ینقسم إلیه الشی‌ء لا فی الكمّ، بل فی الوجود، مثل النفس و البدن للحیوان، و الهیولی و الصورة للمركّب؛ و بالجملة ما یتركّب منه المركّب لمختلف المبادی (س، شأ، 191، 3)- إن الجزء یقال علی أنواع كثیرة: إما بنوع واحد فالذی فیه و إلیه تتجزّأ الكمّیة بما هو كمّیة بنوع من أنواع التجزّی، فإن الذی إذا فصل نقص من الكمّیة بما هی كمّیة یقال إنه جزء ذلك الذی انتقص بتفصیله منه … و یقال الجزء بنوع آخر ما كان من هذه عادّا و مقدّرا للشی‌ء الذی هو جزء له و لذلك ربما قیل إن الاثنین جزء الثّلاثة و ربما قیل إنها لیست بجزء لها إذ كانت لا تقدّرها، و یقال إن الواحد هو جزء لها بهذا المعنی لا الاثنین، و كذلك الاثنان جزء الستة هی بهذا المعنی. فالجزء الذی علی طریق الكمّیة نوعان: مقدّر و غیر مقدّر و المهندسون إنما یطلقون اسم الجزء علی المقدّر أكثر ذلك … و یقال الجزء أیضا علی الشی‌ء الذی إلیه تنقسم الصورة بما هی صورة، و هذا الانقسام هو الذی یكون من جهة الكیفیة لا الانقسام الذی یكون من جهة الكمّیة. و هذا المعنی هو للصور المركّبة فإن الصور المركّبة تنقسم إلی صور مثل الصور التی هی أجناس فإنها تنقسم إلی الصور التی هی أیضا فصول لتلك الأجناس (ش، ت، 663، 5)- إذا توهّمت حركتان ذاتا أدوار بین طرفی زمان واحد ثمّ توهّم جزء محصور من كل واحد منهما بین طرفی زمان واحد، فإن نسبة الجزء من الجزء هی نسبة الكل من الكل. مثال ذلك:
إنه إذا كانت دورة زحل فی المدة من الزمان التی تسمّی سنة، ثلث عشر دورات الشمس فی تلك المدة، فإنه إذا توهّمت جملة دورات الشمس إلی جملة دورات زحل مذ وقعت فی زمان واحد بعینه، لزم و لا بد أن تكون نسبة جمیع أدوار الحركة، من جمیع أدوار الحركة الأخری، هی نسبة الجزء من الجزء. و أما إذا لم یكن بین الحركتین الكلّیتین نسبة، لكون كل واحد منهما بالقوة أی لا مبدأ لها و لا نهایة، كانت هنا لك نسبة بین الأجزاء لكون كل واحد منها بالفعل، فلیس یلزم أن یتبع نسبة الكل إلی الكل، نسبة الجزء إلی الجزء، كما وضع القوم (الأشاعرة) فیه دلیلهم، لأنه لا توجد نسبة بین عظیمین أو قدرین كل واحد منهما یفرض لا نهایة له (ش، ته، 35، 6)

جزء عرضی‌

- أمّا الجزء العرضی فمحمول فی الجزء الجوهری، أعنی كالطول و العرض و العمق فی اللحم و العظم و غیر ذلك من أجزاء البدن الحی، و اللون و الطعم و غیر ذلك من الأعراض، فهو منقسم بانقسام الجوهری؛ فهو إذن ذو أجزاء، فهو كثیر أیضا، فالوحدة فی الجزء أیضا لیست بحقیقیة (ك، ر، 131، 11)

جزء العلّة

- جزء العلّة سابق علی العلّة (ر، ل، 54، 16)

جزء لا یتجزّأ

- إن الجزء الذی لا یتجزأ هو الأسطقس (ش، ت، 503، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 189
- أما الأشعریة فإنهم رأوا … أن العالم حادث، و انبنی عندهم حدوث العلم علی القول بتركیب الأجسام من أجزاء لا تتجزأ، و أن الجزء الذی لا یتجزّأ محدث، و الأجسام محدثة بحدوثه. و طریقتهم التی سلكوا فی بیان حدوث الجزء الذی لا یتجزأ، و هو الذی یسمّونه الجوهر الفرد، طریقة معتاصة، تذهب علی كثیر من أهل الریاضة فی صناعة الجدل، فضلا عن الجمهور (ش، م، 135، 11)

جزئی‌

- إنّ الجزئی هو الشی‌ء الذی یمتنع تعقّل ماهیّته محمولة علی كثیرین، و الذی بإزائه هو الذی لا یمتنع ذلك فیه (س، شط، 72، 3)- الكلّی و الجزئی صفتان نسبیتان تعرضان لمتصوّرات الأذهان و موجودات الأعیان فی الأذهان دون الأعیان (بغ، م 2، 13، 14)- الجزئی بما هو جزئی و إن كان أزلیّا فلیس یمكن حدّه (ش، ت، 987، 3)- أمّا الجزئی؛ فعبارة عن لفظ ما، مفهومه غیر صالح لأن یشترك فیه كثیرون؛ كزید، و عمرو؛ و كذلك كلّ ما وقع فی امتداد الإشارة إلیه.
و ربّما یطلق لفظ الجزئی علی ما یقال علیه و علی غیره كلّیّ آخر؛ سواء كان صالحا لأن یشترك فیه كثیرون، كالإنسان و الفرس بالنّسبة إلی الحیوان؛ أو غیر صالح، كزید و عمرو بالنّسبة إلی الإنسان (سی، م، 52، 8)

جزئی مفرد

- أما الجزئی المفرد فهو الذی نفس تصوّره یمنع أن یقال معناه علی كثیرین كذات زید هذا المشار إلیه، فإنّه مستحیل أن تتوهّم إلّا له وحده (س، شأ، 196، 4)

جزئیات‌

- الفلسفة لا تطلب الأشیاء الجزئیة، لأنّ الجزئیات لیست بمتناهیة، و ما لم یكن متناهیا لم یحط به علم (ك، ر، 124، 21)- عن الجزئیات تحصل الكلّیات (ف، ج، 98، 20)- الجزئیات لا تدرك إلّا بالقوی الجسمانیة (غ، ت، 159، 10)- ینتقل من معرفة آحاد الأشیاء أعنی الجزئیات لكونها أعرف عندنا إلی الكلّیات التی هی أعرف عند الطبیعة (ش، ت، 783، 14)- الجزئیات معروفة لكل واحد (ش، ت، 783، 16)- إن الجزئیات إنما یقع العلم بها ما دامت تحت الحواس فإذا غابت عن الحواس أمكن أن تفسد، فلیس یبقی عند ذلك المعرفة بوجودها عند الذین أحسّوها موجودة بل یبقی ظن فقط (ش، ت، 986، 8)- الجزئیات لا نهایة لها و لا یحصرها علم (ش، ت، 1708، 9)- جمیع الجزئیات منتهیة فی سلسلة الحاجة إلی واجب الوجود (ر، ل، 112، 2)

جزاف‌

- إن كان التخیّل وحده هو المبدأ للشوق سمّی ذلك الفعل جزافا، و لم یسمّ عبثا. و إن كان تخیّل مع طبیعة مثل التنفّس، سمّی ذلك الفعل قصدا ضروریّا أو طبیعیّا (س، شأ، 287، 3)

جزم‌

- أما الجزم فقد ینتفع به فی الأمور الممكنة فی الندرة و فی التی علی التساوی (ف، فض، 5، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 190
- یقال: ما الجزم؟ الجواب: هو قوة تحدثها شدّة الثقة بأوائل الأمور مع سكون الظنّ لعواقبها (تو، م، 312، 10)

جسد

- إنّ الصفات المختصّة بالجسد بمجرده هی أنّ الجسد جوهر جسمانی طبیعی (ص، ر 1، 196، 20)- إنّ هذا الجسد لهذه النفس هو بمنزلة دار لساكنها بنیت و أحكم بناؤها، و قسمت بیوتها و ملئت خزائنها و سقفت سطوحها و فتحت أبوابها و علقت ستورها، و أعدّ فیها كلما یحتاج إلیه صاحب المنزل فی منزله (ص، ر 2، 322، 19)- إنّ الجسد میت بجوهره و إنّ حیاته عرضیة لمجاورة النفس إیّاه (ص، ر 3، 57، 20)- من عیوب هذا الجسد كون النفس كمحبوس فی كنیف لأنّ الكنیف بالحقیقة هو هذا الجسد فهو ینبوع لكل قاذورات من وسخ و بول و غائط..
(ص، ر 3، 65، 15)- الجسد كأنّه كافر محجوب عن اللّه تعالی لا یعرفه و لا یدری من خلقه و رزقه. و من وجه آخر كأنّه صاحب بدعة یدعی إلی هواه و یرید أن تكون الأمور بمراده. و من وجه آخر كأنّه جاهل عجول لا ینظر فی العواقب، و أیضا كأنّه عدو للنفس یظهر الصداقة و یكتم العداوة (ص، ر 3، 66، 7)

جسم‌

- إنّ جسم الكلّ لیس خارجا منه خلاء و لا ملاء.
أعنی لا فراغ و لا جسم (ك، ر، 109، 1)- الجسم … هو ممتدّ إلی الجهات كلّها (ف، ط، 93، 16)- الجسم الذی یكون فیه المیل الطبیعی لا یتأتّی فیه المیل القسری، لأنه- متی كان فی طبعه المیل الدوری- لا یجوز أن یقبل المیل المستقیم (ف، ع، 11، 4)- كل جسم له مكان خاص إلیه ینجذب، فإن كان الجسم بسیطا وجب أن یكون مكانه و شكله علی نوع واحد لا یكون فیه خلاف، و یكون هكذا الجسم المستدیر و شكل كل واحد من الأربعة علی مثال الكرة (ف، ع، 12، 2)- كل جسم فله قوة تكون ابتداء حركته بذاته.
و سبب اختلاف الأنواع- اختلاف مبادئها التی فیها (ف، ع، 12، 5)- الجسم شرط فی وجود النفس لا محالة، فأما فی بقائها فلا حاجة لها إلیها و لعلّها إذا فارقته و لم تكن كاملة كانت لها تكمیلات من دونه و لم یكن شرطا فی تكمیلها كما هو شرط فی وجودها (ف، ت، 13، 1)- العلم الطبیعی له موضوع یشتمل علی جمیع الطبیعیات و نسبته إلی ما تحته نسبة العلوم الكلیّة إلی العلوم الجزئیة. و ذلك الموضوع هو الجسم بما هو متحرّك و ساكن، و المتحرّك فیه و عنه هو الأعراض اللاحقة من حیث هو كذلك لا من حیث هو جسم فلكی أو عنصری مخصوص (ف، ت، 22، 5)- كل جزء من الجسم یلزم أن یكون له كل جزء من أجزاء الحول (ف، أ، 55، 8)- الجسم إنما یكون مادة للجسم الآخر، إما بأن یوفیه صورته علی التمام، و إما بأن یكسوه من صورته و ینقص من عزته (ف، أ، 69، 3)- الجسم لا یكون إلّا من سطوح متراكمة، و السطح لا یكون إلّا من خطوط متجاورة، و الخط لا یكون إلّا من نقط منتظمة (ص، ر 1، 33، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 191
- إنّ الجسم الواحد یسمّی تارة هیولی، و تارة موضوعا، و تارة صورة، و تارة مصنوعا، و تارة آلة، و تارة أداة (ص، ر 1، 212، 5)- الجسم هو أحد الموجودات بطریق الحواس بتوسّط أعراضه (ص، ر 2، 21، 7)- إنّ الجسم لا ینفك عن الحركة و السكون و الاجتماع و الافتراق (ص، ر 2، 335، 18)- إنّ الجسم أحد الموجودات المحسوسة و هو جوهر مركّب من جوهرین بسیطین معقولین، أحدهما یقال له الهیولی و الآخر یقال له الصورة، فالهیولی هو جوهر قابل للصورة و الصورة هی التی بها الشی‌ء ما هو (ص، ر 3، 186، 6)- إنّ الجسم من حیث هو جسم لیس بفاعل و لا متحرّك بل هیولی، منفعل قابل للصورة و الأعراض الحالّة فیه، و كذلك الأعراض التی تحلّ الجسم لا فعل لها لأنّها أنقص حالا من الجسم إذ كان لا وجود لها إلّا بتوسّط الجسم (ص، ر 3، 234، 21)- إنّ الجسم لا فعل له لأنّ الفاعل بالحقیقة هو الذی یقدر علی أخذ الفعل و تركه لأنّ ترك الفعل أسهل من أخذه. فلو كان للعرض فعل لكان یقدر علی تركه كما یقدر علی أخذه (ص، ر 3، 350، 19)- إنّ الجسم جوهر طویل عریض عمیق إیجاب غیر حیّ و لا متحرّك و لا حسّاس (ص، ر 4، 5، 2)- كل جسم حادث أو متغیّر فیفتقر، من حیث هو كذلك، إلی عدم سبقه لولاه لكان أزلیّ الوجود (س، ع، 18، 1)- كل جسم یتحرّك فحركته إما من سبب خارج، و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم، إذ الجسم لا یتحرّك بذاته؛ و ذلك السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة. و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة، أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ع، 18، 2)- الجسم اسم مشترك یقال علی معان فیقال جسم لكل كم متّصل محدود ممسوح فیه أبعاد ثلاثة بالقوة، و یقال جسم لصورة ما یمكن أن یفرض فیه أبعاد كیف شئت طولا و عرضا و عمقا ذات حدود متعیّنة. و یقال جسم لجوهر مؤلّف من هیولی و صورة بهذه الصفة (س، ح، 22، 5)- إنّ الجسم فی مكانه الطبیعی لا یكون سبب حركته موجودا من حیث هو سبب حركته؛ إذ لم یكن السبب صورته فقط؛ بل صورته و شی‌ء، فلا یكون، بالحقیقة، شی‌ء واحد هو سبب الحركة إلی المكان الطبیعی، و سبب السكون (س، شط، 4، 7)- كل جسم قابل للحركة المستقیمة قسرا ففیه مبدأ حركة مستقیمة طبعا (س، شط، 26، 7)- الجسم الذی فیه مبدأ حركة مستدیرة بالطبع لیس بمتكوّن من جسم آخر و فی حیّز جسم آخر، بل هو مبدع، و لذلك یحفظ الزمان فلا یخلّ. و لذلك لا یحتاج إلی جسم یحدّد جهته؛ بل هو یحدّد الجهات، فلا یزول عن حیّزه. و لو زال لم یكن هو المحدّد بالذات للجهة (س، شط، 28، 8)- إنّ للجسم مقدارا ثخینا متّصلا، و أنّه قد یعرض له انفصال و انفكاك (س، أ 1، 145، 3)- الجسم ینتهی ببسیطه، و هو قطعه (س، أ 1، 217، 3)- الجسم یلزمه السطح، لا من حیث تتقوّم جسمیته به، بل من حیث یلزمه التناهی، بعد كونه جسما (س، أ 1، 219، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 192
- كل جسم من شأنه أن یفارق موضعه الطبیعی و یعاوده؛ یكون موضعه الطبیعی متحدّد الجهة له، لا به؛ لأنّه قد یفارقه و یرجع إلیه، و هو فی الحالتین ذو جهة (س، أ 1، 239، 3)- إنّ الجسم إذا خلّی و طباعه، و لم یعرض له من خارج تأثیر غریب، لم یكن له بدّ من موضع معیّن، و شكل معیّن. فإذن فی طباعه مبدأ استیجاب ذلك (س، أ 1، 249، 3)- كل جسم له مكان واحد (س، أ 1، 252، 1)- الجسم له فی حال تحرّكه میل یتحرّك به، و یحسّ به الممانع (س، أ 1، 256، 3)- الجسم الذی لا میل فیه، لا بالقوة، و لا بالفعل، لا یقبل میلا قسریّا یتحرّك به (س، أ 1، 261، 5)- الجسم إذا وجد علی حال غیر واجبة من طباعه، فحصوله علیها من الأمور الإمكانیة، و لعلل جاعلة، و یقبل التبدیل فیها من طباعه إلّا لمانع (س، أ 1، 270، 3)- الجسم القابل للكون و الفساد، یكون له قبل أن یفسد إلی جسم آخر یتكوّن عنه، مكان، و بعده مكان؛ لاستحقاق كل جسم مكانا بحسبه.
و یكون أحد المكانین خارجا عن الآخر (س، أ 1، 274، 7)- الجسم الذی فی طباعه میل مستدیر، یستحیل أن یكون فی طباعه میل مستقیم؛ لأنّ الطبیعة الواحدة لا تقتضی توجّها إلی شی‌ء و صرفا عنه (س، أ 1، 277، 3)- إنّ كل جسم: إما بسیط أی غیر مركّب من أجسام مختلفة الطبائع، و إما مركّب من أجسام مختلفة الطبائع. و الأجسام البسیطة قبل الأجسام المركّبة (س، ر، 9، 3)- إنّ الجسم بذاته لا یقوم علی تصوّر المعقولات، إذ جمیع الأجسام مشتركة فی الجسم مفترقة فی التمكّن من تصوّر المعقولات (س، ف، 174، 4)- إنّ لكل جسم حیّزا و مكانا طبیعیا لأنّه: إمّا أن یكون كل مكان له طبیعیا، أو یكون كل مكان له منافیا لطبیعته، أو یكون كل مكان مكانا له لا طبیعیّا و لا منافیا لطبعه (س، ن، 134، 5)- إنّ لكل جسم شكلا طبیعیّا و ذلك بیّن من أن كل جسم متناه، و كل متناه یحیط به حدّ أو حدود و كل ما یحیط به حدّ أو حدود فهو مشكّل، فكل جسم مشكّل (س، ن، 135، 17) إنّ الجسم القابل للكون و الفساد خالع لصورته لعلّة لا محالة مغیّرة ملابس لصورة أخری لامتناع خلو الهیولی، عن الصورة (س، ن، 145، 2)- الجسم مؤلّف من مادة و صورة (ب، م، 15، 8)- الجسم هو كل جوهر یمكن أن یفرض فیه ثلاثة امتدادات متقاطعة علی زوایا قائمة؛ فإنّك إذا لاحظت ذات العقل، أو ذات الباری تعالی، لم یمكنك أن تفرض فیه بعدا، أو امتدادا، البتّة (غ، م، 144، 5)- قیل فی حدّ الجسم: إنّه الطویل، العریض، العمیق (غ، م، 145، 16)- إنّ الجسم غیر مركّب من أجزاء لا تتجزّأ، لا متناهیة، و لا غیر متناهیة (غ، م، 156، 2)- الجسم لیس له جزء بالفعل، و لكن بالقوّة.
و إنّما یحصل له جزء، إذا جزّئ. و یحصل فیه قطع، إذا قطع. و یحصل فیه قسمة إذا قسّم (غ، م، 156، 8)- كل جسم إذا خلی و طبعه، طلب موضعا یستقرّ فیه، و لیس ذلك له لكونه جسما، بل لزائد (غ، م، 161، 26)- كل جسم فإمّا أن یكون: سریع الانفصال، أو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 193
عسره، أو ممتنعه و كلّ ذلك لیس بمحض الجسمیة، بل لزائد علیه (غ، م، 162، 2)- إنّ الجسم مدرك وجوده بالحسّ. و هو إمّا مركّب، و إمّا مفرد (غ، م، 169، 11)- إنّ الجسم المحدّد للجهات لا بدّ أن یكون محیطا بالجسم المستقیم الحركة، إحاطة السماء بما فیها؛ فإنّه لا یتصوّر اختلاف الجهتین، بالنوع و الطبع، إلّا بجسم محیط؛ لیكون المركز غایة البعد، و المحیط غایة القرب، و یكون بین القرب و البعد غایة الاختلاف بالنوع و الطبع. (غ، م، 258، 22)- كلّ جسم فلا بدّ له من مكان طبیعی؛ لأنّ حیّزه الذی فرض له، إن ترك فیه و طبعه، استقرّ فیه، فهو له طبیعی، و میله إلیه، إن تنحّی عنه إلی موضع آخر (غ، م، 266، 12)- إنّ الجسم لو كان یفعل فإمّا أن یفعل بمجرّد المادة. أو بمجرّدة الصورة. أو بالصورة مع توسّط المادة. و باطل أن یفعل بمجرّد المادّة؛ لأنّ حقیقة المادة كونها قابلة للصورة، و إن كانت فاعلة لم تكن فاعلة من حیث إنّها قابلة، بل من وجه آخر (غ، م، 285، 12)- لا یخفی انقسام الجسم إلی البسیط و المركّب.
و البسیط ینقسم: إلی ما لا یقبل الكون و الفساد، كالسماویات. و إلی ما یقبل كالعناصر الأربعة (غ، م، 318، 3)- إنّ العلم المجرّد الكلّی لا یجوز أن یحلّ فی جسم منقسم. لأنّ العلم الكلّی لا ینقسم.
و الجسم ینقسم. و ما لا ینقسم لا یحلّ فیما ینقسم. و العلم لا ینقسم. فإذن لا یحلّ العلم فی جسم (غ، م، 364، 20)- الجسم لا یكون سببا لما لیس بجسم (غ، م، 372، 4)- إنّ الجسم عندهم (الفلاسفة) مركّب من صورة و هیولی، و قد صار باجتماعهما شیئا واحدا (غ، ت، 87، 11)- إنّ الجسم لا یكون واجب الوجود (غ، ت، 133، 17)- قیل إنّ الجسم هو البعد الامتدادی الذی یتقدّر طولا و عرضا و عمقا (بغ، م 1، 7، 20)- قیل إنّ الجسم شی‌ء له البعد المتقدّر صفة خاصة له. و باعتباره دون مقداره یسمّی هیولی (بغ، م 1، 7، 21)- الجسم بمجرّد معنی جسمیته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّیه هیولی أولی، و باستعداده ببعضها لقبول بعض یكون هیولی قریبة و متوسطة، و من جهة أنّه بالفعل حامل لصوره یسمّی موضوعا، و من جهة أنّه مشترك للصور یسمّی طینة و مادة، و إن كان قد یخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ و دخل فی هیولیته أولا (بغ، م 1، 14، 9)- إذا كان لكل جسم بمقتضی طبیعته حیّز طبیعی، فإما أن یتحرّك عنه بمحرّك خارج عن الطبع یقسره علی ذلك كالحجر فی إصعاده، و إما أن لا یتحرّك (بغ، م 1، 107، 19)- إنّ كل جسم لا محالة متناه، فإذن كل قوة فی جسم لا محالة متناهیة (طف، ح، 62، 13)- إنّ حقیقة وجود كل جسم إنّما هی من جهة صورته التی هی استعداده لضروب الحركات (طف، ح، 62، 19)- قال المشاءون: الجسم یقبل الاتصال و الانفصال، و الاتصال لا یقبل الانفصال، فینبغی أن یوجد فی الجسم قابل لهما، و هو الهیولی (سه، ر، 74، 15)- كلّ جسم: إمّا أن یكون فاردا و هو ما لا تركیب فیه من برزخین مختلفین، و إمّا أن یكون مزدوجا و هو ما یتركّب منهما (سه، ر،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 194
187، 8)- إنّ بعض الناس ظنّ أنّ الجسم ینقسم إلی ما لا ینقسم فی العقل و الوهم، و سمّوه الجوهر الفرد. ثم لزمهم من كونه فی الجهة، أن یكون ما منه إلی جهة غیر ما منه إلی أخری فینقسم (سه، ل، 98، 3)- إنّ الجسم لا یعقل إلّا و یوضع قبل تعقّله تعقّل امتداد فلم یخرج عن حقیقته. و لیس الاتصال كل مفهوم الجسم، فإنّ فی الجسم ما یقبل الاتصال و الانفصال (سه، ل، 99، 12)- الجسم هو جوهر یمكن فیه فرض أبعاد ثلاثة متقاطعة علی زوایا قائمة (سه، ل، 99، 18)- إنّ الجسم یلزمه المقدار، و الشكل المتناهی، و نحوه (سه، ل، 101، 11)- إنّ كل جسم فهو مركّب من هیولی و صورة (سه، ل، 140، 16)- إن الجسم لا یصدر عنه الجسم، لأنّ المحوی محال أن یوجد ما هو أعظم منه، أی الحاوی (سه، ل، 140، 16)- إن الجسم یظهر من أمره أنه مركّب و لذلك لحقه الكون و الفساد (ش، ت، 80، 16)- الجسم یقوم حدّه من الأبعاد الثّلاثة التی هی الطول و العرض و العمق (ش، ت، 284، 2)- إن الجسم لما كان جوهرا و لم یكن شیئا آخر غیر الأبعاد الثلاثة و الهیولی، و كانت الأبعاد لیست جواهر، فواجب أن یكون الجسم إنما صار جوهرا بالهیولی، فإن ما به صار الجوهر جوهرا فهو جوهر (ش، ت، 775، 7)- أما الجسم، فكونه متحرّكا: إما إلی فوق، و إما إلی أسفل، و إما مستدیرا (ش، ته، 71، 9)- إن كل جسم مركّب من هیولی و صورة (ش، ته، 157، 25)- إن كل جسم فقوته متناهیة، و إن هذا الجسم إنما استفاد القوة الغیر متناهیة الحركة من موجود لیس بجسم (ش، ته، 229، 18)- لا یتكوّن جسم فیما یشاهد إلا عن جسم، و لا جسم متنفّس إلا عن جسم متنفّس. فإنه لا یتكوّن الجسم المطلق، و لو تكوّن الجسم المطلق لكان التكوّن من عدم لا بعد العدم، و إنما تتكوّن الأجسام المشار إلیها من أجسام مشار إلیها، و عن أجسام مشار إلیها (ش، ته، 230، 3)- إن الجسم عندهم (الفلاسفة) سواء كان محدثا أو قدیما لیس مستقلّا فی الوجود بنفسه و هی عندهم فی الجسم القدیم واجبة علی نحو ما هو علیه فی الجسم المحدث. إلا أن الخیال لا یساعد كیفیة وجودها فی القدیم كما یساعد فی الجسم المحدث (ش، ته، 234، 17)- كل جسم داخل العالم محسوس (ش، ته، 269، 4)- الجسم و سائر أجزاء الكم المتصل یقبل الانقسام (ش، م، 138، 19)- لما كان الجسم هو الممتد فی جمیع الأبعاد الثلاثة لزم ضرورة إنّ وضع جسم غیر متناه بما هو جسم أن یكون غیر متناه فی جمیع أقطاره (ش، سط، 52، 2)- الجسم … إنما یحلّ فی المكان بأبعاده و بما هو مفتقر إلی المكان (ش، سط، 63، 11)- المتصل هو الذی ینقسم إلی ما ینقسم دائما، و الجسم من أنواع المتصل هو المنقسم إلی كل الأبعاد، یعنی الطول و العرض و العمق (ش، سم، 25، 12)- الجسم فلیس یمكن فیه الانتقال إلی عظم آخر، و لذلك كان تاما بذاته (ش، سم، 25، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 195
- الجسم … هو المنقسم إلی ثلاثة أبعاد و لكل بعد من هذه جهتان: جهتا الطول و جهتا العرض و جهتا العمق (ش، سم، 56، 12)- إن الجسم الذی شأنه أن یقبل اللون من جهة ما هو غیر ذی لون هو جسم المشفّ من جهة ما هو مشفّ. و هذا القبول ضربان: إما قبول هیولانی كالحال فی الألوان فی هیولاها، و إما قبول متوسّط بین الهیولانی و الروحانی كالحال فی ارتسام الألوان فی الهواء و الماء. و هذا النحو من القبول هی الجهة التی بها یخدم هذان الأسطقسان الإبصار فقط (ش، ن، 50، 15)- إن الجسم أو المتجسّم أعم جنس یوجد لأشخاص الجوهر، و بهذه الجهة یكون وجوده فی المركّبات علی الحال التی توجد الأجناس فی الأنواع، أعنی الوجود المتوسّط بین القوة و الفعل (ش، ما، 96، 3)- المفهوم من الجسم المقام مقام العنصر غیر المفهوم من الجسم المقام مقام الصورة العامة (ش، ما، 96، 11)- الجسم الذی ینظر فیه التعالیمی غیر الجسم الطبیعی، و ذلك أن التعالیمی إنما ینظر فی الأبعاد مجرّدة من الهیولی، علی أنها منقسمة.
و أما الطبیعی فإنما ینظر فی الجسم المركّب من المادة و الصورة من جهة ما عرضت له الأبعاد أو فی الأبعاد من جهة ما هی فی مثل هذا الجسم علی ما شأن العلمین أن ینظرا فیما یشتركان فیه علی ما لخّص فی كتاب البرهان (ش، ما، 97، 1)- الجسم من حیث هو متحرّك قابل للحركة و نسبته إلیها بالإمكان، و من حیث هو محرّك فاعل و نسبته إلی الحركة بالوجوب (ر، م، 555، 10)- إنّ كل جسم فلا بدّ و أن یكون فیه مبدأ حركة وضعیة أو مكانیة (ر، م، 630، 8)- ثبت أنّه یجب أن لا یكون الجسم مؤلّفا من مفاصل غیر متناهیة، و ثبت أنّه لا یجب أن یكون مؤلّفا من مفاصل متناهیة (ر، ل، 49، 6)- كل جسم یمكن أن یتحرّك بالاستقامة فجهة حركته إمّا معه أو قبله (ر، ل، 58، 13)- إنّ الجسم لا معنی له إلّا الحاصل فی الحیّز (ر، مح، 99، 1)- الجسم جوهر قابل للأبعاد الثّلاثة (جر، ت، 79، 15)- إنّ كل جسم منقسم إلی أجزاء مقداریّة، و هی ما ینقسم إلیها بالانفصال. و إلی أجزاء معنویة، و هی الهیولی و الصورة. فیكون مركّبا، و كل مركّب ممكن (ط، ت، 216، 10)- إنّ كل جسم یوجد من نوعه جسم آخر إن كان عنصریّا، و من جنسه إن كان فلكیّا. إذ الجسم جنس للجمیع (ط، ت، 216، 13)- الجسم إنّما یفعل بصورته (ط، ت، 218، 16)- إنّ النفس تقوی علی أفعال غیر متناهیة، و الجسم و الجسمانی یمتنع علیهما ذلك (ط، ت، 332، 3)- إنّ النفس تدرك ذاتها و إدراكها و آلاتها. و یمتنع أن یدرك الجسم أو الجسمانی ذاته و إدراكه و آلاته (ط، ت، 333، 6)- إنّ النفس قد لا تكلّ و لا تضعف بتكرّر الأفاعیل، بل قد تقوی علیها. كما فی توالی الأفكار، فإنّها به تصیر أقدر علی الفكر و الجسم و القوی الجسمانیة، یكلّها و یضعفها دائما تكرّر الأفاعیل (ط، ت، 333، 14)- إنّ النفس تنطبع فیها صور كثیرة، من غیر مدافعة بعضها لبعض. و الجسم و الجسمانی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 196
لیسا كذلك، فإنّ صورة الفرس المنقوشة علی الجدار مثلا، ما لم تمح، لا یمكن إثبات صورة أخری فی محلّها (ط، ت، 334، 16)- إنّ النفس تنطبع فیها ماهیتا المتضادین معا، و لا شی‌ء من الجسم و الجسمانی كذلك (ط، ت، 335، 3)

جسم أقصی‌

- عدد الأجسام البسیطة الأول التی منها یلتئم العالم خمسة … الواحد منها هو الجسم الأقصی الذی یتحرّك حركة مستدیرة، و الأربعة الباقیة مشتركة فی مادّتها متباینة بصورها، و أنّ ذلك الواحد الخامس مباین لتلك الأربعة فی مادّته و صورته جمیعا، و أنّه هو السبب فی وجود تلك الأربعة و قوامها و دوام وجودها و أوضاعها و مراتبها، و أنّ تلك الأربعة هی الأسطقسّات التی منها تتكوّن سائر الأجسام التی تحت ذلك الجسم الأقصی، و أنّ تلك الأسطقسات یتكوّن أیضا بعضها عن بعض و لا تتكوّن هی عن جسم أبسط منها و لا عن جسم أصلا (ف، ط، 99، 8)

جسم بسیط

- كل جسم له مكان خاص إلیه ینجذب، فإن كان الجسم بسیطا وجب أن یكون مكانه و شكله علی نوع واحد لا یكون فیه خلاف، و یكون هكذا الجسم المستدیر و شكل كل واحد من الأربعة علی مثال الكرة (ف، ع، 12، 2)- الجسم البسیط هو الذی طبیعته واحدة، لیس فیه تركیب قوی و طبائع (س، أ 1، 246، 3)- كل جسم بسیط یختصّ بأین محض یخصّه غیر مشارك فیه و المركّب یمیل إلی جهة الغالب من البسائط فیه، و أنّه لا یمكن أن یكون لجسم بسیط متّفق النوع مكانان طبیعیان، و لا مكان واحد لجسمین بسیطین. و إنّ كل جسم بسیط إذا حصل فی مكانه الطبیعی لم یتحرّك عنه إلّا قسرا و إذا فارقه تحرّك إلیه طبعا (س، ر، 47، 7)- لا یخفی انقسام الجسم إلی البسیط و المركّب.
و البسیط ینقسم: إلی ما لا یقبل الكون و الفساد، كالسماویات. و إلی ما یقبل كالعناصر الأربعة (غ، م، 318، 4)- الجسم البسیط هو الذی طبع أی جزء فرض منه مساویا لطبع كلّه (ر، ل، 59، 2)- الجسم البسیط لا یقتضی إلّا شیئا غیر مختلف الجسم إذا فرضناه خالیا عن كلّ ما یمكن خلوّه عنه (ر، ل، 59، 4)- الجسم إمّا أن یكون بسیطا و هو الذی یشابه كل واحد من أجزائه كلّه فی تمام الماهیة، و إمّا مركّب و هو الذی لا یكون كذلك، أمّا البسیط فإمّا فلكی و إمّا عنصری (ر، مح، 103، 8)

جسم ثقیل‌

- الجسم الثقیل بمنزلة الهیولی (ش، سم، 86، 5)

جسم حادث‌

- كل جسم حادث أو متغیّر فیفتقر من حیث هو كذلك إلی عدم یسبقه لولاه لكان أزلیّ الوجود (س، ر، 4، 7)

جسم حسّاس‌

- إنّ كل جسم حسّاس فهو مركّب و لیس ببسیط (ج، ن، 84، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 197

جسم حیّ‌

- إنّ الجسم الحیّ جسم مركّب طبیعی یمایز غیر الحیّ بنفسه لا ببدنه، و یفعل الأفاعیل الحیوانیة بنفسه لا ببدنه، و هو حیّ بنفسه لا ببدنه؛ و نفسه فیه، و ما هو فی الشی‌ء و هذه صورته، فهو صورته. فالنفس إذن صورة، و الصور كمالات، إذ بها تكمل هویات الأشیاء، فالنفس كمال (س، ف، 153، 8)

جسم سماوی‌

- كل جسم سمائی فإنه إنما یتحرّك عن محرّك لیس بجسم و لا فی جسم أصلا فإنه هو السبب فی وجوده فیما یتجوهر به. فمرتبته فی الوجود الذی هو جوهره مرتبة ذلك الجسم (ف، عق، 34، 4)- الجسم السماویّ فإنّ جوهره و طبیعته و فعله أن یلزم عنه أوّلا وجود المادّة الأولی. ثم من بعد ذلك یعطی المادّة الأولی كلّ ما فی طبیعتها و إمكانها و استعدادها أن تقبل من الصور كائنة ما كانت (ف، سم، 55، 3)- كل جسم سمائی فی كرة، أی دائرة مجسّمة.
فإن نسب أجزائه إلی أجزاء سطح ما تحتها من الأجسام تتبدّل دائما، و یعود كل واحد منها فی المستقبل من الزمان إلی أشباه النسب التی سلفت (ف، أ، 56، 4)- الجسم السماویّ أول الموجودات التی تلحقها أشیاء متضادة (ف، أ، 57، 12)- إنّ هذا الجسم السماوی یدلّ الحسّ علی أنّه یتضمّن أجراما مخالفة له فی النسبة إلی الرؤیة.
فإنّ عامته مشفّ ینفذ فیه البصر. و فیه أجسام مرئیة لذاتها مضیئة، كالشمس و القمر و الكواكب. و بعضها فی الترتیب فوق بعض؛ إذ نشاهد بعضا منها یكسف بعضا، و نشاهد بعضها بفعل اختلاف المنظر، علی ما تشهد به صناعة الرصد، و بعضها لا یفعل ذلك (س، شط، 37، 4)- أمّا الجسم السماوی، فلا یكون بالقوة فی جوهره البتّة؛ فإنّه لیس بحادث، و لا یكون بالقوة فی أعراضه الذاتیة أیضا، و لا فی شكله، بل هو بالفعل. أی كل ما هو ممكن له فهو حاصل له (غ، م، 282، 15)- الجسم السماوی مهما تكلّف استبقاء نوع الأوضاع لنفسه بالفعل علی الدوام، فقد تشبّه بالجواهر الشریفة بغایة ما یمكن له فی نفسه، و یكون طلبه للتشبّه عبادة لربّ العالمین؛ لأنّ معنی العبادة التقرّب، و معنی التقرّب طلب القرب. و هو أن یقرّب منه فی الصفات، لا فی المكان؛ فإنّ ذلك غیر ممكن (غ، م، 283، 11)- إن الجسم السماوی لیس فیه قوة منقسمة بانقسام الجسم أعنی صورة هیولانیة لأنه لو كان ذلك كذلك لكانت توجد فیه المادة التی هی بالقوة (ش، ت، 1447، 12)- الجسم السماوی لما كان لا یفسد دلّ علی أن الهیولی فیه هی الجسمیة الموجودة بالفعل، و أن النفس التی فیه لیس لها قوام بهذا الجسم، لأن هذا الجسم لیس یحتاج فیه بقائه إلی النفس التی فیه لیس لها قوام بهذا الجسم، لأن هذا الجسم لیس یحتاج فی بقائه إلی النفس كما یحتاج أجسام الحیوانات، و إنما یحتاج إلی النفس لا لأن من ضرورة وجودها أن تكون متنفسة، بل لأن الأفضل من ضرورته أن یكون بالحالة الأفضل، و المتنفسة أفضل من غیر المتنفسة (ش، ته، 158، 7)- الجسم السماوی، و هو المشكوك فی إلحاقه بالشاهد، الشكّ فی حدوث أعراضه كالشك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 198
فی حدوثه نفسه، لأنه لم یحسّ حدوثه، لا هو و لا أعراضه. و لذلك ینبغی أن نجعل الفحص عنه من أمر حركته، و هی الطریق التی تفضی بالسالكین إلی معرفة اللّه بیقین (ش، م، 140، 4)- الجسم السماوی بما هو جسم طبیعی لا بد له من حركة طبیعیة بسیطة (ش، سم، 29، 16)- الجسم السماوی فإنما وجدت له الحركة فی المكان من أجل قوة غیر هیولانیة و لا منقسمة بانقسامه. و لذلك أمكن عنها وجود ما لا نهایة له (ش، سم، 42، 9)- الجسم السماوی فهو واحد بالقوة و الواحدة التی فیه و إن لم یكن واحدا بالرباط و الاتصال لبساطة أجزائه و لتشابهها، و لأنه لیس فیها مبدأ مضاد علی ما تبیّن للقوة المحرّكة (ش، سم، 75، 1)

جسم طبیعی‌

- كل جسم طبیعی- إذا انتهی إلی مكانه الخاص- لم یتحرّك إلّا بالقسر، فإذا فارق مكانه یتحرّك إلیه بالطبع (ف، ع، 12، 10)- إنّ كل جسم طبیعی فهو متقوّم الذات من جزءین: أحدهما یقوم فیه مقام الخشب من السریر و یقال له هیولی و مادّة، و الآخر یقوم مقام صورة السریر من السریر و یسمّی صورة (س، ع، 17، 16)- الجسم الطبیعی فی الزمان لا لذاته بل لأنّه فی الحركة فی الزمان (س، ر، 16، 14)- الجسم الطبیعی مؤلّف من محرّك و متحرّك (ج، ن، 25، 5)- كل جسم طبیعی له نوع من العظم مخصوص و به یكمل وجوده كما یظهر ذلك فی كثیر من النبات و فی الحیوان. و ذلك المقدار لم یعط من أوّل تكوّنه إذ لم یكن كانت له قوة یتحرّك بها إلی ذلك النحو من العظم. و هذه هی النفس المنمّیة (ج، ن، 56، 4)

جسم العالم‌

- إنّ نفس العالم نفس واحدة كما أنّ جسمه جسم واحد بجمیع أفلاكه و كواكبه و أركانه و مولداته (ص، ر 1، 224، 6)- جسم العالم بأسره كریّ الشكل و حركات أفلاكه كلها دوریة، و نور الكواكب السماویة كلها ذاتی إلّا القمر، و أجرام الكرة كلها شفّافة إلّا الأرض (ص، ر 2، 21، 20)- إنّ جسم العالم بأسره لا یفترق بعضه عن بعض و لا یجتمع مع غیره (ص، ر 2، 336، 14)

جسم غیر متناه‌

- لا یمكن أن یكون جسم غیر متناه أصلا (ف، ط، 96، 20)

جسم فی مكان‌

- كل جسم فی مكان یلزمه أن یكون قبله مكان.
و ذلك إما جسم یكون حدوثه فیه، و إما خلاء؛ و ذلك أن المكان یلزم أن یتقدّم المحدث ضرورة. فمن یبطل وجود الخلاء، و یقول بتناهی الجسم لیس یقدر أن یضع العالم محدثا (ش، ته، 70، 2)

جسم كریّ‌

- وجب أن تنتهی الأجسام المستقیمة إلی محیط جسم كریّ إذ كان هو التام الذی لا یمكن فیه زیادة و لا نقصان. و لذلك متی طلب الذهن أن یتوهّم فی الجسم الكریّ أنه یجب أن ینتهی إلی شی‌ء غیره، فقد توهّم باطلا. و هذه كلها أمور
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 199
لیست محصّلة عند المتكلّمین، و لا عند من لم یشرع فی النظر علی الترتیب الصناعی (ش، ته، 65، 12)- خاصة الجسم الكریّ … ثلاثة أشیاء: أحدها أن المركز الذی تتحرّك إلیه الأجزاء هو وسط الأرض. و الثانی أنها وسط العالم. و الثالث أن شكلها كریّ (ش، سم، 75، 21)- إن الجسم الكریّ بما هو مستدیر لا بد له من جسم علیه یدور و هو المركز، و الذی بهذه الصفة للجسم السماوی هو الأرض (ش، ما، 166، 2)

جسم الكل‌

- لیس یمكن أن یكون جسم الكلّ لا نهایة له فی الكمّیة- فلیس بعد جسم الكلّ ملاء (ك، ر، 109، 15)

جسم كلّی‌

- ربطت النفس الكلیة بالجسم الكلّی المطلق الذی هو جملة العالم من أعلی فلك المحیط إلی منتهی مركز الأرض و هی ساریة فی جمیع أفلاكه و أركانه و مولّداته و مدبّرة لها و محرّكة بإذن اللّه تعالی و تقدّس (ص، ر 3، 54، 11)- إنّ النفس الكلّیة هی صورة فیها جمیع الصور كما أنّ الجسم الكلّی شكل فیه جمیع الأشكال، غیر أنّ الصور فی ذات النفس لا تتراكم و لا تتزاحم لأنّها جوهرة روحانیة لطیفة حیة علّامة فعّالة (ص، ر 3، 235، 21)

جسم متحرّك‌

- الجسم المتحرّك كائن من جسم و من حركة فهو مركّب (جا، ر، 520، 1)- كل جسم متحرّك فحركته: إما من سبب من خارج و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم إذ الجسم لا یتحرّك بذاته. و ذلك السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة، و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ر، 4، 9)

جسم متحرّك باستدارة

- یلزم ضرورة أن یكون جسم یتحرّك باستدارة محیطا بسائر الأجسام الأخر، و به لا خلاء به أصلا (ف، ط، 97، 17)

جسم محسوس‌

- كل جسم محسوس، فهو متكثّر: بالقسمة الكمیّة، و بالقسمة المعنویة إلی هیولی و صورة.
و أیضا كل جسم محسوس فستجد جسما آخر من نوعه، أو من غیر نوعه إلّا باعتبار جسمیته.
و كل جسم محسوس، و كل متعلّق به معلول (س، أ 2، 48، 1)

جسم مركّب‌

- كل جسم مركّب عن الهیولی و الصورة و مسبوق بهما (ر، ل، 103، 4)- الجسم إمّا أن یكون بسیطا و هو الذی یشابه كل واحد من أجزائه كلّه فی تمام الماهیة، و إمّا مركّب و هو الذی لا یكون كذلك، أمّا البسیط فإمّا فلكی و إمّا عنصری (ر، مح، 103، 9)

جسم مستدیر

- الجسم المستدیر أتم من الجسم المستقیم الأبعاد، إذ كان متناهیا بذاته بمنزلة صورة من الصور لا یمكن فیها الزیادة و لا النقصان،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 200
و لیس كذلك الجسم المستقیم لأنه إنما یقبل التناهی من غیره (ش، سم، 30، 2)- إذا كان الجسم المستدیر أتم من سائر الأجسام فهو متقدّم علیها و حركته متقدّمة ضرورة علی حركاتها، و الحركة المتقدّمة علی الحركات الطبیعیة البسیطة هی ضرورة طبیعیة بسیطة و لجسم طبیعی بسیط متقدّم علی الأجسام البسائط (ش، سم، 30، 7)- الجسم المستدیر معا تتحرّك جمیع أجزائه و تتمّ دورتها فی زمان واحد، إلّا أن ما كان من أجزائه علی دائرة أعظم فهو أسرع حتی تكون نسبة السرعة إلی السرعة نسبة عظم الدائرة إلی الدائرة (ش، سم، 37، 7)

جسم مستقیم‌

- الجسم المستدیر أتم من الجسم المستقیم الأبعاد، إذ كان متناهیا بذاته بمنزلة صورة من الصور لا یمكن فیها الزیادة و لا النقصان، و لیس كذلك الجسم المستقیم لأنه إنما یقبل التناهی من غیره (ش، سم، 30، 2)

جسم مطلق‌

- إنّ الجسم المطلق هو المقدار المطلق (سه، ر، 77، 3)- إنّ الجسم المطلق غیر متصوّر، فإنّه لم یخل من قبول الانقسام بسهولة، أو عسر، أو لا قبوله أصلا (سه، ل، 101، 19)

جسمانی‌

- إنّ النفس تنطبع فیها صور كثیرة، من غیر مدافعة بعضها لبعض. و الجسم و الجسمانی لیسا كذلك، فإنّ صورة الفرس المنقوشة علی الجدار مثلا، ما لم تمح، لا یمكن إثبات صورة أخری فی محلّها (ط، ت، 334، 16)- إنّ النفس تنطبع فیها ماهیتا المتضادین معا، و لا شی‌ء من الجسم و الجسمانی كذلك (ط، ت، 335، 3)

جسمانیات‌

- الروحانیات بسائط و الجسمانیات مركّبات و البسائط أشرف من المركّبات (ر، مح، 170، 16)- الروحانیات صورة مجرّدة لیس فیها طبیعة الانفعال فتكون وجودات محضة و خیرات محضة، و الجسمانیات مركّبة من مادة و صورة، و المادة منبع الشر و العدم و الخیر أفضل من الشرّ (ر، مح، 170، 23)- الروحانیات نورانیة علویة لطیفة و الجسمانیات كثیفة و سفلیة (ر، مح، 170، 25)- إنّ النفس تدرك الأشیاء الضعیفة بعد إدراك الأشیاء القویة، و الجسمانیات لیست كذلك.
فإنّ الباصرة بعد إبصارها جرم الشمس لا تدرك الأشیاء الحقیرة، و الزائفة، بعد إدراكها الحلاوة القویة لا تدرك الحلاوة الضعیفة (ط، ت، 334، 11)

جسمیة

- معنی الجسمیة هی الانقسام إلی الأبعاد (ش، ما، 65، 14)- أما الجسمیة التی تشترك فیها الأجسام البسیطة فلیست هی صورة المیل من جهة ما عرض لها الأبعاد، و إنما الأبعاد التی تشترك فیها الأجسام البسیطة واحدة بالعدد علی النحو الذی قلنا أنها به موجودة فی الهیولی أولا و لیست جنسا و لا مأخوذة فی حدّ یدلّ الصورة العامة (ش، ما، 96، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 201
- إنّ الجسمیة من توابع المادة (ر، م، 214، 14)- إذا كانت الجسمیة لا تنفكّ عن الشكل البتّة، و الشكل لا یحصل إلّا بسبب المحل، وجب أن لا تنفكّ الجسمیة عن المحل (ر، ل، 52، 3)

جلالة

- إن العظمة و الجلالة و المجد فی الشی‌ء إنما یكون بحسب كماله، إما فی جوهره، و إما فی عرض من خواصّه. و أكثر ما یقال ذلك فینا إنما هو لكمال ما لنا فی عرض من أعراضنا، مثل الیسار و العلم، و فی شی‌ء من أعراض البدن (ف، أ، 35، 3)

جماد

- الجماد یستحیل أن یخلق فیه العلم، لأنّا نفهم من الجماد ما لا یدرك (غ، ت، 177، 13)- الجماد إذا نفی عنه الفعل فإنما ینفی عنه الفعل الذی یكون عن العقل و الإرادة لا الفعل المطلق. إذ نجد لبعض الجمادات الحادثة إیجادات تخرج أمثالها من القوة إلی الفعل مثل النار التی تقلب كل رطب و یابس نارا أخری مثلها، و ذلك بأن تخرجها عن الشی‌ء الذی هی فیه بالقوة إلی الفعل و لذلك كل ما لیس فیه قوة و لا استعداد لقبول فعل النار فیه فلیس النار فاعلة فیه مثلها (ش، ته، 101، 14)

جماعات إنسانیة

- الجماعات الإنسانیّة منها عظمی و منها وسطی و منها صغری. و الجماعة العظمی هی جماعة أمم كثیرة تجتمع و تتعاون. و الوسطی هی الأمّة. و الصغری هی التی تحوزها المدینة.
و هذه الثلاثة هی الجماعات الكاملة (ف، سم، 69، 17)

جمال‌

- الجمال و البهاء و الزینة فی كل موجود هو أن یوجد وجوده الأفضل، و یحصل له كماله الأخیر. و إذا كان (الوجود) الأول وجوده أفضل الوجود، فجماله فائت لجمال كل ذی الجمال، و كذلك زینته و بهاؤه. ثم هذه كلها له فی جوهره و ذاته؛ و ذلك فی نفسه و بما یعقله من ذاته. و أما نحن، فإن جمالنا و زینتنا و بهاءنا هی لنا بأعراضنا، لا بذاتنا؛ و للأشیاء الخارجة عنا، لا فی جوهرنا (ف، أ، 35، 10)

جمع‌

- یقال: ما الجمع؟ الجواب: انضمام المادة إلی نفسها و تلاقی أجزائها (تو، م، 311، 11)- الجمع معرفة الأنواع و الأجناس (ص، ر 3، 240، 18)- یقال: " كل" لما كان فیه انفصال حتی یكون له جزء فإنّ الكل یقال بالقیاس إلی الجزء، و الجمیع أیضا یجب أن یكون كذلك. فإنّ الجمیع من الجمع، و الجمع إنّما یكون لآحاد بالفعل أو وحدات بالفعل، لكن الاستعمال قد أطلقه علی ما كان أیضا جزؤه و واحده بالقوة.
فكأن الكل یعتبر فیه أن یكون فی الأصل بإزاء الجزء، و الجمیع بإزاء الواحد (س، شأ، 190، 8)

جمل‌

- إنّ الجمل و الكلیات و المركّبات الوجودیة أسبق إلی أذهاننا و معرفتنا من التفاصیل و الأجزاء (بغ، م 1، 3، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 202

جملة

- إن الجملة و الواحد یختلفان بالواحد و الكثیر و لا یختلفان بالطبع و الماهیّة، فإنّ ماهیّة الجملة و ماهیّة الواحد من الجملة واحدة بالطبیعة و الوجود (بغ، م 2، 23، 22)

جملة محدودة

- كل ما یتصف بكونه جملة محدودة، ذات مبدأ و نهایة، فإما أن یتصف بذلك من حیث له مبدأ و نهایة خارج النفس، و إما أن یتصف بذلك من حیث هو فی النفس، لا خارج النفس. فأما ما كان منه كلّا بالفعل، و محدودا فی الماضی، فی النفس و خارج النفس، فهو ضرورة، إما زوج و إما فرد، و أما ما كان منها جملة غیر محدودة خارج النفس، فإنها تكون محدودة إلا من حیث هی فی النفس، لأن النفس لا تتصوّر ما هو غیر متناه فی وجوده، فتتصف أیضا من هذه الجهة بأنها زوج أو فرد. و أما من حیث هی خارج النفس، فلیست تتصف لا بكونها زوجا، و لا فردا. و كذلك ما كان منها فی الماضی، و وضع إنه بالقوة خارج النفس، أی لیس له مبدأ، فلیس یتصف لا بكونه زوجا و لا فردا، إلا أن یوضع بالفعل، أعنی كونها ذات مبدأ و نهایة (ش، ته، 38، 6)

جمهور

- الجمهور یرون أن الموجود هو المتخیّل و المحسوس، و أن ما لیس بمتخیّل و لا بمحسوس فهو عدم (ش، م، 171، 16)- الجمهور إنما یقع لهم التصدیق بحكم الغائب متی كان ذلك معلوم الوجود فی الشاهد، مثل العلم؛ فإنه لما كان فی الشاهد شرطا فی وجوده كان شرطا فی وجود الصانع الغائب (ش، م، 179، 3)- العقل من الجمهور لا ینفك من التخیّل، بل ما لا یتخیّلون هم عندهم عدم (ش، م، 190، 9)- التصدیق بوجود ما لیس بمتخیّل غیر ممكن عندهم (الجمهور) (ش، م، 190، 11)

جمیع‌

- أمّا الجمیع فلا یقال علی المشتبهة الأجزاء؛ فلا یقال: جمیع الماء؛ لأنّ الجمیع أیضا یقال علی جمع مختلفات بعرض، أو أن تكون موحّدة بمعنی ما، و كل واحد منها قائم بطباعه غیر الآخر، فیقع علیها اسم المجموعة (ك، ر، 127، 11)- الجمیع یقال علی أشیاء كثیرة مجتمعة؛ فهو كثیر، فالوحدة فیه أیضا لیست بحقیقیة؛ فهی فیه بنوع عرضی؛ فهی إذن فیه أثر من مؤثّر (ك، ر، 130، 19)- الجمیع- خاصّ للمشتبه الأجزاء (ك، ر، 170، 6)- یقال: " كل" لما كان فیه انفصال حتی یكون له جزء فإنّ الكل یقال بالقیاس إلی الجزء، و الجمیع أیضا یجب أن یكون كذلك. فإنّ الجمیع من الجمع، و الجمع إنّما یكون لآحاد بالفعل أو وحدات بالفعل، لكن الاستعمال قد أطلقه علی ما كان أیضا جزؤه و واحده بالقوة.
فكأن الكل یعتبر فیه أن یكون فی الأصل بإزاء الجزء، و الجمیع بإزاء الواحد (س، شأ، 190، 8)- إذ الأجزاء التی منها الكل فیها أول و وسط و أخیر فالكلّیات التی لا یعرض أن تختلف صورها من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها جمیع، و التی یعرض للكل منها إختلاف فی الصورة من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 203
كل لا جمیع. و هذه هی مثل الأشیاء المركّبة من أجزاء مختلفة بالشكل و المقدار، و إذا اختلفت فی الوضع فسدت صورة الكل و طبیعة الجزء كالحال فی أجزاء الحیوان (ش، ت، 670، 12)- الذی یقال علیه جمیع بالحقیقة هو الذی یدل منه لفظ جمیع علی الذی یدل مجموع مثل ما نقول علی العدد إنه مجموع آحاد كذا (ش، ت، 671، 17)- الكل و الجمیع هو الذی لا یوجد شی‌ء خارج عنه (ش، سم، 25، 14)

جمیل‌

- لما كان الجمیل صنفین: صنف هو علم فقط، و صنف هو علم و عمل، صارت صناعة الفلسفة صنفین: صنف به یحصل معرفة الموجودات التی لیس للإنسان فعلها و هذه تسمّی النظریة، و الثانی به تحصل معرفة الأشیاء التی شأنها أن تفعل، و القوة علی فعل الجمیل منها و هذه تسمّی الفلسفة العملیة، و الفلسفة المدنیة (ف، تن، 20، 9)

جنة

- إنّ جهنم هی عالم الكون و الفساد الذی هی دون فلك القمر، و إنّ الجنّة هی عالم الأرواح و سعة السماوات (ص، ر 3، 78، 19)

جنس‌

- الجوهری لا یخلو من أن یكون جامعا أو مفرّقا؛ أما الجامع فالواقع علی أشیاء كثیرة یعطی كل واحد منها حدّه و اسمه، فهو یجمعها بذلك؛ و الواقع علی أشیاء كثیرة بأن یعطی كلّ واحد منها اسمه و حدّه: إمّا أن یقع علی أشخاص كالإنسان الواقع علی كل واحد من أوحاد الناس، أعنی علی كل شخص إنسانی؛ و هذا هو المسمّی صورة، إذ هی صورة واحدة واقعة علی كل واحد من هذه الأشخاص؛ و إمّا أن یقع علی صور كثیرة كالحی الواقع علی كل صورة من صور الحیّ، كالإنسان و الفرس، و هذا هو المسمّی جنسا، إذ هو بجنس واحد واقع كل واحد من هذه الصور. و أمّا الجوهری المفرّق، فهو الفارق بین حدود الأشیاء، كالناطق الفاصل لبعض الحیّ من بعض؛ و هذا هو المسمّی فصلا، لفصله بعض الأشیاء من بعض (ك، ر، 125، 16)- الجنس و الصورة و الشخص و الفصل جوهریة؛ و الخاصّة و العرض العام عرضیة. إمّا كلّا و إمّا جزءا، و إمّا مجتمعا و إما مفترقا (ك، ر، 126، 11)- الجنس هو فی كل واحد من أنواعه، إذ هو مقول علی كل واحد من أنواعه قولا متواطئا (ك، ر، 128، 7)- الجنس هو المقول علی كثیرین مختلفین بالنوع المنبئ عن مائیة الشی‌ء؛ فهو كثیر، لأنّه ذو أنواع كثیرة؛ و كل نوع من أنواعه فهو" هو هو"، و كل نوع من أنواعه فهو أشخاص كثیرة، و كل شخص من أشخاصه" فهو هو" أیضا، فهو كثیر من هذه الجهة؛ فالوحدة فیه أیضا لیست بحقیقة، فهی فیه إذن بنوع عرضی، و العارض للشی‌ء من غیره، فالعرض أثر فی المعروض فیه، و الأثر من المضاف، فالأثر من مؤثّر؛ فالوحدة فی الجنس أثر من مؤثّر اضطرارا أیضا (ك، ر، 129، 6)- الجنس و الفصل حقیقتهما أن یعقلا معان مختلفة تكون لها لوازم یشترك الجمیع فی بعض تلك اللوازم و یختلف فی البعض. فاللوازم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 204
المشتركة فیها یسمّی جنسا و المختلفة فیها یسمّی فصلا و لوازم أو أعراضا (ف، ت، 19، 4)- الذی یسمّی جنسا لم یكن یجوز أن یسمّی بالنوع أو بغیره من الألفاظ (ف، حر، 166، 19)- أما الجنس فهو كل لفظة یشار بها إلی كثرة مختلفة الصور تعمّها كلها صورة أخری كالحیوان و النبات و الثمار و الحب و ما شاكلها من الألفاظ فإنّ كل لفظة منها تعمّ جماعات مختلفة الصور (ص، ر 1، 314، 6)- إذا عدم الجنس عدم جمیع أنواعه معه، و إذا عدم النوع عدم جمیع أشخاصه معه و لیس من الضروری إذا وجد الشخص وجد النوع كلها و لا إذا وجد النوع وجد الجنس كله (ص، ر 1، 321، 1)- كل جنس ینقسم إلی عدّة أنواع و كل نوع إلی أنواع أخر و هكذا دائما إلی أن تنتهی القسمة إلی الأشخاص (ص، ر 1، 323، 13)- إن قیل ما الجنس؟ فیقال صفة جماعة متّفقة بالصورة یعمّها معنی واحد (ص، ر 3، 361، 5)- الجنس فی صناعتنا لا یدلّ إلّا علی المعنی المنطقی المعلوم، و علی الموضوع (س، شأ، 213، 6)- إنّ المعنی الذی یدلّ علیه بلفظة الجنس لیس یكون جنسا إلّا علی نحو من التصوّر، إذا تغیّر عنه و لو بأدنی اعتبار لم یكن جنسا، و كذلك كل واحد من الكلّیات المشهورة (س، شأ، 213، 12)- إنّ الجنس یحمل علی النوع علی أنّه جزء من ماهیّته، و یحمل علی الفصل علی أنّه لازم له لا علی أنّه جزء من ماهیّته، مثاله الحیوان یحمل علی الإنسان علی أنّه جزء من ماهیّته، و یحمل علی الناطق علی أنّه لازم له لا علی أنّه جزء من ماهیّته (س، شأ، 232، 16)- الجنس و الفصل فی الحدّ أیضا من حیث كل واحد منهما هو جزء للحدّ من حیث هو حدّ، فإنّه لا یحمل علی الحدّ و لا الحدّ یحمل علیه، فإنّه لا یقال للحدّ أنّه جنس و لا فصل و لا بالعكس، فلا یقال لحدّ الحیوان إنّه جسم و لا أنّه ذو حسّ و لا بالعكس (س، شأ، 241، 1)- الجنس و النوع و الصنف یقال فی العرف اللغوی بمعنی واحد عند الجمهور و هو معنی الكلّی المطلق الذی یقال بالهوهو فیقال كذا و هو كذا كما یقال زید هو إنسان، و یحمل كما قیل حمل علی كما یقال الإنسان محمول علی زید و هو موصوف باسمه و معناه بعینه (بغ، م 2، 16، 18)- خصّ الفلاسفة بالجنس ما كان من الأوصاف الذاتیة الداخلة فی جواب ما هو، كما قالوا إنّ الجنس هو المقول علی الأنواع فی جواب ما هو. و خصّوا بالنوع ما كان فوقه جنس یعمّه و غیره أو ما كان مقولا علی الأشخاص التی لا تختلف بأوصاف تدخل فی تعریف ماهیّاتها (بغ، م 2، 16، 21)- الذاتیّ العامّ- الذی لیس بجزء لذاتیّ عامّ آخر- للحقیقة الكلّیّة التی یتغیّر بها جواب" ما هو؟" یسمّی الجنس، و الذاتیّ الخاصّ بالشی‌ء سمّوه فصلا (سه، ر، 20، 13)- الجنس غیر الهیولی و ذلك أن الجنس هو الصورة العامة و الهیولی من جهة أنه لیس یجب أن یكون فیها شی‌ء بالفعل مما تقبله، فلیست ذات صورة أصلا لا عامة و لا خاصة لكنها إنما تقبل أولا الصورة العامة ثم تقبل بتوسّط الصورة العامة سائر الصور حتی الصور
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 205
الشخصیة. و هی واحدة بالعدد من جهة ما هی موضوع للصور الشخصیة كثیرة بالصور من جهة ما هی منقسمة بها (ش، ت، 97، 16)- الجنس واحد بالصورة المتوسّطة بین الفعل و القوة فی كثیرین، و لذلك صدق حمل الجنس علی أنواع كثیرة و علی أشخاص تلك الأنواع و لم یصدق حمل الجنس علی أنواع كثیرة و علی أشخاص تلك الأنواع و لم یصدق حمل الهیولی لا علی الأنواع المتولّدة منها و لا علی أشخاصها (ش، ت، 98، 3)- لا یمكن أن یحمل شی‌ء حمل الجنس علی أشیاء ذات صور متباینة لا تشترك فی صورة واحدة بالعدد بل إنما یحمل الجنس علی الصور التی تشترك فی صورة واحدة بالعدد (ش، ت، 226، 6)- الكلّی الذی لا أعمّ منه فی طبیعة ما هو …
یسمّی فی تلك الطبیعة الجنس (ش، ت، 229، 7)- كلّما كان الجنس أكثر تركیبا من الفصول كان أحق بالأوّلیة (ش، ت، 230، 5)- الجنس یقال علی معان: أحدها علی الكون المتصل للأشیاء التی هی واحدة فی الصورة مثل ما یقال ما دام جنس الناس أی كون الناس. و یقال الجنس أیضا علی الأب الأول الذی تنسب إلیه القبیلة بأسرها (ش، ت، 680، 8)- یقال الجنس علی الذی یعم أشیاء مختلفة بالصورة مثل قولنا البسیط المسطّح جنس لجمیع أنواع الأشكال البسیطة و المجسّم جنس لجمیع أنواع المجسّمات، لأن كل واحد من الأشكال البسیطة بأی نوع كان من أنواع الأشكال یصدق علیه أنه مسطّح و كل واحد من الأجسام أی نوع كان من أنواع المجسّمات یصدق علیه أنه مجسّم (ش، ت، 681، 14)- الجنس هو الكلّی الأول فی الكلّیات، یرید (أرسطو) أنه متی وجدنا كلّیین فالأول منهما هو الذی یسمّی جنسا للثانی و الثانی نوعا و ذلك إذا كان فی جوهره. و یحتمل أن یرید باسم الجنس هاهنا الأجناس العالیة فقط التی هی أولی بإطلاق لا التی هی أول بالإضافة إلی ما تحتها (ش، ت، 682، 4)- الجنس إذا قیل ما هو قیل هو الذی یقبل الكیفیات. و إنما قال (أرسطو) ذلك لأنه قد یرسم الجنس بأنه المنقسم بالفصول (ش، ت، 682، 9)- الجنس یقال بالجملة علی ثلاثة أنواع: أحدها علی الكون المتصل للصورة الواحدة؛ و الثانی علی الأب الأول لشبهه بالصورة التی تحمل علی أشیاء كثیرة. و هو الذی دل (أرسطو) علیه بقوله المتشابه فی الصورة، و یحتمل أن یرید الموّلد لأشیاء متشابهة فی الصورة أی أنه إنما یسمّی جنسا لهذا المعنی أعنی لأنه یفعل الجنس؛ و الثالث علی العنصر فإن الجنس هو الذی یقبل الفصول و الكیفیات و الذی یقبل الفصول و الكیفیات هو العنصر (ش، ت، 682، 14)- إن الشی‌ء الذی یحمل علی الصورة من جهة ما هو أعمّ منها و هو الذی فیه یوضع النوع هو الذی یسمّی الجنس (ش، ت، 852، 13)- إن النوع الواحد أو الجنس لا یظنّ به أنه یوجد فیه فصول متضادة مثل ما یوجد البیاض و السواد فی الإنسان (ش، ت، 946، 1)- إن الجنس لما كان شیئا واحدا من صورة و عنصر، فإما أن یسمّی بهذا الاسم من جهة الصورة، و إما أن یسمّی من جهة العنصر، و كیف ما كان فهو شبیه بالعنصر. و إنما أراد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 206
(أرسطو) بهذا أن الجنس فی الشی‌ء لیس موجودا بالفعل كالحال فی العنصر، و أن الذی بالفعل هو الفعل الأخیر (ش، ت، 952، 3)- إن مثال الجنس الذی جمع أنه جنس من جهة و عنصر من جهة الصوت مثل قولنا فی حدّ الحرف إنه صوت، فإن الصوت من جهة یشبه العنصر و هو قربه من مادة الحرف، و من جهة یشبه الصورة و هو حمله علی الحرف من طریق ما هو. و العنصر لا یحمل علی الشی‌ء باسمه الأول (ش، ت، 952، 10)- أعنی (أرسطو) بالجنس ما یحمل علی المختلفین من طریق ما هو كل واحد منهما فإن المحمول الجوهری هذه صفته (ش، ت، 1300، 4)- لیس یوجد فی الجنس شی‌ء هو بالحقیقة هو هو بالصورة التی فی الجنس و لا هو غیرها من قبل أن الجنس عنصر، و العنصر یدلّ علیه بالسالبة أی هو الذی عدم الصورة (ش، ت، 1371، 12)- إن الجنس لیس فیه شی‌ء بالفعل حتی یقال فیه إنه إما أن یكون هو و الصورة الحالّة فیه شی‌ء واحد، و إما أن یكون غیر (ش، ت، 1371، 15)- الجنس الذی یحمل علی الأشیاء الموجودة بالطبیعة (هو) المحمول علی كثیرین بالنوع من طریق ما هو (ش، ت، 1372، 5)- الجنس معنی زائد علی الفصل و النوع، و لیس یمكن أن یتصوّر النوع أو الفصل دون الجنس، و إنما یمكن ذلك فی الزائد الذی هو عرضی لا فی الزائد الجوهری (ش، ته، 169، 14)- الفصل … لاحق لحق معقول صورة الشی‌ء الخاصة من حیث هی فی الذهن، و هو بالجملة یحاكی الصورة كما أن الجنس یحاكی الهیولی (ش، ما، 83، 15)- إنّ الجنس علّة لقوام النوع (ر، م، 39، 11)- إنّ الجنس غیر داخل فی حقیقة الفصل (ر، م، 65، 17)- الجنس عبارة عن كمال المشترك الذاتی (ر، م، 65، 18)- إنّ الجنس محتاج إلی فصل یقوّمه مطلقا (ر، م، 211، 3)- الجنس و الفصل جزءان عقلیان للماهیة المركّبة فی العقل، كالإنسان مثلا، فإنّه لیس فی الخارج شی‌ء موجود هو الحیوان، الذی هو جنسه، و آخر هو الناطق، الذی هو فصله، یكون مجموعهما الإنسان. و إلّا لامتنع حمل أحدهما علی الآخر. إذ المتمایزان بالوجود الخارجی لا یمكن حمل أحدهما علی الآخر، و لو كان بینهما أی اتّصال، یمكن (ط، ت، 185، 11)

جنس الأجناس‌

- سمّی الأعمّ الذی لا أعمّ منه" جنسا" بالإطلاق و" جنسا عالیا" و" جنس الأجناس" (ف، حر، 167، 5)

جنس أول‌

- إن كان الجنس متقدّما علی الفصل كان الجنس الأول أحق بالأوّلیة و كان ما كان أقل فصولا أحق بالأوّلیة (ش، ت، 230، 7)- لما كان المنقسم بالصورة و هو الجنس الأول ینقسم إلی ما هو واحد بالصورة، و كان الواحد بالصورة تنتهی القسمة فیه إلی واحد بالكمیة، كان ما هو غیر منقسم بالكمیة أوجب وحدانیة مما هو غیر منقسم بالصورة (ش، ت، 231، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 207

جنس الأین‌

- وجدوا (الفلاسفة) أسماء أخر … مثل فوق و تحت و هاهنا و ما شاكلها من الأسماء فجمعوها كلّها و سمّوها جنس الأین (ص، ر 1، 325، 8)

جنس البلدی‌

- الأجناس أربعة: أنواع ثلاثة یستعملها صاحب اللغة فی أقاویله، و واحد یستعمله صاحب الفلسفة فی أقاویله. فالذی یستعمله صاحب اللغة من هذه الثلاثة أحدها جنس البلدی و الآخر جنس الصناعی و الآخر جنس النسبی.
فالجنس البلدی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول البغدادیون و البصریون و الخراسانیون و ما شاكله، و الصناعی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول نجارون حدادون خبازون و ما شاكله، و النسبی كقولك لجماعة هاشمیون علویون ربعیون (ص، ر 1، 321، 5)

جنس حیوانی‌

- عند العقل المستفاد یتمّ الجنس الحیوانی، و النوع الإنسانی منه. و هناك تكون القوة الإنسانیة تشبّهت بالمبادئ الأولیة للوجود كله (س، ف، 67، 10)

جنس ذاتی‌

- إنّ الجنس الذاتی هو العام المقول فی جواب ما هو، و یدخل فی ماهیّة الشی‌ء المحدود و یكون مقوّما لذاته. فكون الإنسان حیّا، داخل فی ماهیّة الإنسان- أعنی الحیوانیة- فكان جنسا. و كونه مولودا و مخلوقا لازم له لا یفارقه قط، و لكنه لیس داخلا فی الماهیّة، و إن كان لازما عامّا (غ، ت، 122، 14)

جنس الصناعی‌

- الأجناس أربعة: أنواع ثلاثة یستعملها صاحب اللغة فی أقاویله، و واحد یستعمله صاحب الفلسفة فی أقاویله. فالذی یستعمله صاحب اللغة من هذه الثلاثة أحدها جنس البلدی و الآخر جنس الصناعی و الآخر جنس النسبی.
فالجنس البلدی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول البغدادیون و البصریون و الخراسانیون و ما شاكله، و الصناعی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول نجارون حدادون خبازون و ما شاكله، و النسبی كقولك لجماعة هاشمیون علویون ربعیون (ص، ر 1، 321، 5)

جنس عال‌

- الجنس العالی هو بسیط (ش، ت، 229، 14)

جنس عام‌

- لیس یمكن أن یكون الجنس العام لجمیع الأشیاء واحدا بالعدد لأنه لو أمكن ذلك لأمكن أن یوجد واحد بالعدد فی كل شی‌ء، و ذلك غیر ممكن لأنه كان یكون كل الأشیاء واحدا بالفعل أی مشارا إلیه (ش، ت، 152، 2)

جنس قریب‌

- الجنس القریب علّة لحمل الجنس البعید علی النوع، فإنّه من المستحیل أن یحمل الجسم علی الإنسان إلّا بعد صیرورته حیوانا فإنّ الجسم الذی لیس بحیوان مسلوب عن الإنسان لا أنّه موجب علیه (ر، م، 72، 15)

جنس الكم‌

- من الجواهر ما یقال له ثلاثة أذرع و أربعة أرطال و خمسة مكاییل و ما شاكلها جمعوا (الفلاسفة)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 208
هذه و سمّوها جنس الكم و هی كلها أعراض فی الجوهر (ص، ر 1، 324، 21)

جنس الكیف‌

- لما رأوا (الفلاسفة) أشیاء أخر لیست بالجوهر و لا یقال لها كم مثل البیاض و السواد و الحلاوة و المرارة و الرائحة و ما شاكلها جمعوها كلها و سمّوها جنس الكیف (ص، ر 1، 324، 24)

جنس المتی‌

- وجدوا (الفلاسفة) أسماء أخر … مثل یوم و شهر و سنة و حین و مدّة و ما شاكلها من الأسماء فجمعوها كلها و سمّوها جنس المتی (ص، ر 1، 325، 10)

جنس المضاف‌

- وجدوا (الفلاسفة) أشیاء شتّی تقع علی شی‌ء واحد لم یتغیّر فی ذاته بل من أجل إضافته إلی أشیاء شتّی فسمّوها جنس المضاف. مثال ذلك رجل یسمّی أبا و ابنا و أخا و زوجا و جارا و صدیقا و شریكا و ما شاكلها من الأسماء التی لا تقع إلّا بین اثنین یشتركان فی معنی من المعانی، و ذلك المعنی لا یكون موجودا فی ذاتیهما و لكن فی نفس المفكّر سمّوها جنس المضاف، و أصحاب الصفات یسمّون هذه المعانی أحوالا (ص، ر 1، 325، 3)

جنس الملكة

- وجدوا (الفلاسفة) أسماء أخر مثل قولك له و به و منه و علیه و عنده و ما شاكلها من الأسماء فجمعوها كلها و سمّوها جنس الملكة (ص، ر 1، 325، 14)

جنس النسبی‌

- الأجناس أربعة: أنواع ثلاثة یستعملها صاحب اللغة فی أقاویله، و واحد یستعمله صاحب الفلسفة فی أقاویله. فالذی یستعمله صاحب اللغة من هذه الثلاثة أحدها جنس البلدی و الآخر جنس الصناعی و الآخر جنس النسبی.
فالجنس البلدی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول البغدادیون و البصریون و الخراسانیون و ما شاكله، و الصناعی كقولك لجماعة تشیر إلیهم فتقول نجارون حدادون خبازون و ما شاكله، و النسبی كقولك لجماعة هاشمیون علویون ربعیون (ص، ر 1، 321، 6)

جنس النصبة

- وجدوا (الفلاسفة) أسماء معانیها غیر ذلك مثل قائم و قاعد و نائم و منحن و متكّئ و مستند و مستلق و ما شاكل ذلك من الأسماء فجمعوها كلّها و سمّوها جنس النصبة یعنی الوضع (ص، ر 1، 325، 12)

جنس واحد

- إن الذی به یختلف الجنس الواحد هو الغیریة، و الغیریة هی التی توجب أن یكون الجنس ینقسم بفصول متضادّة (ش، ت، 1367، 8)

جنس یفعل‌

- وجدوا (الفلاسفة) أسماء أخر مثل قولك ضرب و فعل و صنع و ما شاكلها من الألفاظ التی تدلّ علی تأثیر الفاعل فجمعوها كلّها و سمّوها جنس یفعل (ص، ر 1، 325، 16)

جنس ینفعل‌

- وجدوا (الفلاسفة) أسماء أخر مثل قولك انقطع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 209
انكسر انبعث انبجس و ما شاكلها من الألفاظ و جمعوها كلها و سمّوها جنس ینفعل (ص، ر 1، 325، 17)

جهات أربع‌

- الجهات الأربع المشرق و المغرب و الشمال و الجنوب (ص، ر 3، 205، 9)

جهة

- كل جهة فهی نهایة و غایة، و یستحیل أن تذهب الجهة فی غیر النهایة، إذ لا بعد غیر متناه (س، ع، 20، 18)- القول فی الجهة: و أما هذه الصفة فلم یزل أهل الشریعة، من أول الأمر، یثبتونها لله سبحانه حتی نفتها المعتزلة، ثم تبعهم علی نفیها متأخّر و الأشعریة، كأبی المعالی و من اقتدی بقوله. و ظواهر الشرع كلها تقتضی إثبات الجهة (ش، م، 176، 7)- إن الجهة غیر المكان. و ذلك أن الجهة هی:
إما سطوح الجسم نفسه المحیطة به، و هی ستة، و بهذا نقول إن للحیوان فوق و أسفل، و یمینا و شمالا، و أمام و خلف؛ و إما سطوح الجسم نفسه فلیست بمكان للجسم نفسه أصلا. و أما سطوح الأجسام المحیطة به فهی له مكان، مثل سطوح الهواء المحیطة بالإنسان، و سطوح الفلك المحیطة بسطوح الهواء هی أیضا مكان للهواء. و هكذا الأفلاك بعضها محیط ببعض و مكان له (ش، م، 177، 7)- إثبات الجهة واجب بالشرع و العقل، و أنه الذی جاء به الشرع، و انبنی علیه، و أن إبطال هذه القاعدة إبطال للشرائع، و أن وجه العسر فی تفهیم هذا المعنی مع نفی الجسمیة هو أنه لیس فی الشاهد مثال له. فهو بعینه السبب فی أن لم یصرّح الشرع بنفی الجسم عن الخالق سبحانه (ش، م، 178، 17)- إنّ الجهة حدّ فی الامتداد غیر منقسم فهو طرف الامتداد و جهة للحركة (ر، ل، 57، 8)

جهل‌

- العلم حیاة الحیّ فی حیاته، و الجهل موت الحیّ فی حیاته (تو، م، 201، 5)- العلم إنّما هو صورة المعلوم فی نفس العالم، و ضدّه الجهل و هو عدم تلك الصورة من النفس (ص، ر 1، 198، 20)- إن الجهل نقص و الشی‌ء الذی فی غایة الفضیلة لیس یمكن أن یوجد فیه نقص (ش، ما، 155، 7)- الجهل و هو اعتقاد الشی‌ء علی خلاف ما هو علیه. و اعترضوا علیه بأنّ الجهل قد یكون بالمعدوم و لیس بشی‌ء و الجواب عنه أنّه شی‌ء فی الذهن (جر، ت، 84، 7)

جهنم‌

- إنّ جهنم هی عالم الكون و الفساد الذی هی دون فلك القمر، و إنّ الجنّة هی عالم الأرواح و سعة السماوات (ص، ر 3، 78، 18)

جواب الأمر

- كلّ مخاطبة یقتضی بها شی‌ء ما فلها جواب.
فجواب النداء إقبال أو إعراض، و جواب التضرّع و الطلبة بذل أو منع، و جواب الأمر و النهی و ما شاكله طاعة أو معصیة، و جواب السؤال عن الشی‌ء إیجاب أو سلب- و هما جمیعا قول جازم (ف، حر، 163، 19)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 210

جواب التضرّع‌

- كلّ مخاطبة یقتضی بها شی‌ء ما فلها جواب.
فجواب النداء إقبال أو إعراض، و جواب التضرّع و الطلبة بذل أو منع، و جواب الأمر و النهی و ما شاكله طاعة أو معصیة، و جواب السؤال عن الشی‌ء إیجاب أو سلب- و هما جمیعا قول جازم (ف، حر، 163، 18)

جواب السؤال‌

- كلّ مخاطبة یقتضی بها شی‌ء ما فلها جواب.
فجواب النداء إقبال أو إعراض، و جواب التضرّع و الطلبة بذل أو منع، و جواب الأمر و النهی و ما شاكله طاعة أو معصیة، و جواب السؤال عن الشی‌ء إیجاب أو سلب- و هما جمیعا قول جازم (ف، حر، 163، 19)

جواب النداء

- كلّ مخاطبة یقتضی بها شی‌ء ما فلها جواب.
فجواب النداء إقبال أو إعراض، و جواب التضرّع و الطلبة بذل أو منع، و جواب الأمر و النهی و ما شاكله طاعة أو معصیة، و جواب السؤال عن الشی‌ء إیجاب أو سلب- و هما جمیعا قول جازم (ف، حر، 163، 18)

جواز

- الجواز الذی هو من طبیعة الموجود هو أن یحس أن الشی‌ء یوجد مرة و یفقد أخری، كالحال فی نزول المطر (ش، م، 210، 14)

جوامع‌

- إن فی الجوامع ابتداء كل شی‌ء الجوهر. یعنی (أرسطو) بالجوامع المقاییس و بالجوهر ماهیّة الشی‌ء المصنوع التی هی القیاس (ش، ت، 878، 12)- كما أن الجوامع أی المقاییس التی تتولّد عنها المصنوعات إنما هی ماهیّات المصنوعات، كذلك الأمور المتكوّنة هی متولّدة عن ماهیّاتها سواء فی ذلك الصناعة و الطبیعة (ش، ت، 879، 3)

جوانی‌

- حدّ الجوّانیّ أنّه المدبّر معا من أوّل الأمر تدبیرا یقصد به إلی غایة ما فی الصنعة بالقوة (جا، ر، 111، 8)

جواهر

- إنّ من الجواهر أجساما، و منها لا أجساما (ك، ر، 267، 18)- إنّ أفضل الجواهر و أقدمها و أشرفها، هی القریبة من العقل و النفس، البعیدة عن الحس و الوجود الكیانی (ف، ج، 86، 6)- إنّ الأشیاء كلها نوعان: جواهر و أعراض، و إنّ الجواهر كلها جنس واحد قائمة بأنفسها، و إنّ الأعراض تسعة أجناس و هی حالّة فی الجواهر و هی صفات لها (ص، ر 1، 319، 4)- إنّ الجواهر كلها جنس واحد (ص، ر 1، 323، 3)- من الجواهر ما یقال له ثلاثة أذرع و أربعة أرطال و خمسة مكاییل و ما شاكلها. جمعوا (الفلاسفة) هذه و سمّوها جنس الكم و هی كلها أعراض فی الجوهر (ص، ر 1، 324، 20)- الجواهر أربعة: ماهیّة بلا مادّة، و مادّة بلا صورة، و صورة فی مادّة، و مركّب من مادة و صورة (س، ع، 48، 16)- الجواهر منقسمة أولا إلی قسمین: أحدهما: ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 211
لا یحتاج فی تصوّر ذاته إلی تصوّر أمر خارج منه. و الثانی: ما یحتاج (غ، م، 163، 2)- إنّ الجواهر الموجودة باعتبار التأثّر و التأثیر تنقسم فی العقل بحسب الإمكان إلی ثلاثة أقسام: مؤثّر لا یتأثّر. و یعبّر عنه اصطلاحا بالعقول المجرّدة، و هی جواهر لیست منقسمة، و لا مركّبة. و متأثّر لا یؤثّر، و هی الأجسام المتحیّزة المنقسمة. و مؤثّر متأثّر یتأثّر من العقول، و یؤثّر فی الأجسام. و تسمّی النفوس.
و هی أیضا لا تتحیّز، و لیست بجسم (غ، م، 253، 16)- الجواهر لا ضدّ لها (غ، ت، 198، 16)- إنّ العلل موجودة قبل المعلولات، و الجواهر قبل الأعراض قبلیة بالذات (بغ، م 2، 17، 7)- إن الأعراض تفارق الجواهر عند ما تختلط الجواهر حتی یكون اختلاط الجواهر و مفارقتها الأعراض معا، و الجواهر لا تتعرّی من الانفعالات و الأعراض (ش، ت، 95، 12)- الحركات و الأعراض و المضاف و الحالات بیّن من أمرها أنها لیست تعرّف جواهر الأشیاء الموجودات أعنی المسمّاة جواهر (ش، ت، 279، 14)- إن الجواهر هی علّة إنیّة الأعراض، و الأعراض إنما وجدت لمكان الجواهر (ش، ت، 752، 6)- لما كانت الأعراض إنما قوامها بالجواهر وجب أن تؤخذ فی حدودها، و الجواهر لیس یؤخذ فی حدودها شی‌ء من غیر طبیعتها إذ كانت تؤخذ أسبابها فی حدودها التی هی جواهر (ش، ت، 755، 1)- الجواهر أحق باسم الحدود و الماهیّات (ش، ت، 813، 13)- إن الجواهر لما كانت هی القائمة بأنفسها، و كان الكلّی من باب المضاف، فالكلّی لیس بجوهر مفارق أصلا، فإن المفارقة من جنس الأمور القائمة بذاتها لا من جنس الأمور المضافة. و علی هذا فلا یكون هاهنا جوهر إلّا الجواهر الجزئیة القائمة بذاتها إما فی مادة و إما فی غیر مادة (ش، ت، 968، 15)- إن الجواهر صنفان: إما جواهر معترف بها عند الجمیع، و إما جواهر معترف بها عند قوم دون قوم أی یختص بالقول بها قوم دون قوم (ش، ت، 1024، 15)- فی الجواهر الشی‌ء الموجود منها هو الفعل و هو الصورة و هو محمول علی العنصر، و العنصر فیها موجود بالقوة (ش، ت، 1046، 7)- إن الجواهر ثلاثة: جوهر محسوس، و غیر محسوس. و المحسوس قسمان: أحدهما جوهر سرمدی غیر كائن و لا فاسد علی ما تبیّن فی العلم الطبیعی و هذا هو الجرم الخامس، و الآخر كائن فاسد و هو الذی یقرّ به الجمیع مثل النبات و الحیوانات (ش، ت، 1420، 2)- إن الجواهر نوعان: جوهر قائم بذاته لیس یمكن فیه أن یخلو من الأعراض و هذا هو الجوهر الحامل للأعراض، و جوهر قائم بذاته و هو خلو من جمیع الأعراض. و الأول هو المحسوس و هذا هو المعقول (ش، ت، 1533، 15)- إن الجواهر هی مبدأ سائر الموجودات (ش، ت، 1535، 7)- إن الجواهر متقدّمة لجمیع الموجودات (ش، ت، 1559، 9)- الجواهر فیها قوی فاعلة خاصّة بموجود موجود و قوی منفعلة، إما خاصّة و إما مشتركة (ش،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 212
ته، 244، 1)- إن الجواهر لا تتعرّی من الأعراض (ش، م، 137، 17)- اللّه تعالی هو المخترع لجواهر جمیع الأشیاء التی تقترن بها أسبابها التی جرت العادة أن یقال إنها أسباب لها (ش، م، 229، 6)- الجواهر كثیرة أعنی أن یكون فیها واحد هو السبب فی وجود سائر الجواهر و لیس للجواهر فقط بل لسائر الموجودات. فإن سائر الموجودات إنما هی مقدّرة بما هی موجودة بالجوهر، إذ كان وجودها إنما هو به (ش، ما، 120، 10)- ینبغی أن یطلب فی الجواهر واحد أول هو السبب فی وجود الكثرة فیها، فإن كان كثرة علی ما لاح هنا لك الواحد یجب ضرورة أن یوجد فیها. فقد یجب أیضا أن یكون فی هذه الجواهر واحد أول هو السبب فی كونها كثیرة و معدودة (ش، ما، 159، 3)- لیس بعض الجواهر أولی بالجوهریة من البعض بل بعضها أولی بالوجود الخارجی من البعض (ر، م، 141، 12)

جواهر الأجسام السماویة

- جواهر الأجسام السماویّة تنقسم بما هی جواهر إلی أشیاء كثیرة، و هی من مراتب الموجودات فی أوّل مراتب النقص لأجل حاجة الشی‌ء الذی به تتجوهر بالفعل إلی موضوع ما. فهی لذلك تشبه الجواهر المركّبة من مادّة و من صورة. و مع ذلك فإنّها غیر مكتفیة بجواهرها فی أن یحصل عنها شی‌ء آخر غیرها (ف، سم، 53، 11)

جواهر أوّل‌

- یصرّح (أرسطو) بأنّ أولی الجواهر، بالتفضیل و التقدیم، الجواهر الأول، التی هی الأشخاص (ف، ج، 86، 9)- إنّ أرسطوطالیس یسمّی المشار إلیه الذی لا فی موضوع" الجوهر الأوّل" و كلّیّاته" الجواهر الثوانی"، إذ كانت تلك هی الموجودة خارج النفس و هذه إنّما تحصل فی النفس بعد تلك، و سائر الأشیاء التی قیلت فی كتاب" المقولات" (ف، حر، 102، 7)- الجواهر الأول غیر معلومة لأنه إنما تعلم الأشیاء بماهیّاتها، فإذا كانت ماهیّاتها غیرها لم یمكن أن تعلم (ش، ت، 828، 8)- إن كل واحد من الجواهر الأول هو و ماهیّته شی‌ء واحد بعینه (ش، ت، 835، 15)- الجواهر الأول هی لا فی موضوع و لا علی موضوع، أعنی المركّبة من المادة و الصورة (ش، ت، 959، 15)- الجواهر الأول … هی مبادئ الأجرام السماویة و الأجسام السماویة (ش، ت، 1689، 10)

جواهر أولی بسیطة

- الجواهر الأولی البسیطة التی تركّب الجسم منها هی العنصر و الصورة، فعرض للجسم، (إذ هو مركّب من جواهر، العنصر و الصورة) أن یكون جواهر، إذ هو جواهر فقط؛ و هو بطباعه جسم، أعنی مركّبا من عنصر و أبعاد، التی هی صورته؛ و لم یعرض للعنصر وحده، و للبعد الذی هو صورة وحده، أن یكون كل واحد منهما جسما، إذ كان المركّب منهما جسما (ك، ر، 150، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 213

جواهر بسیطة

- أما الجواهر البسیطة فإنه إن تصوّرت كان تصوّرها علی ما هی علیه، فإن لم تتصوّر فإنه لا یتصوّر من أمرها شی‌ء لیس هو حق إلّا من جهة أن عدم تصوّرها لیس بحق لا من جهة أنه عرض فیها تصوّر باطل لأن التصوّر الباطل إنما هو من قبل التركیب (ش، ت، 1229، 4)

جواهر تعلیمیة

- إن لم تكن جواهر أخر غیر الجواهر المحسوسة و الجواهر التعلیمیة كقول بعض الناس فمعلوم أنه لیست الصور (ش، ت، 289، 12)

جواهر ثوان‌

- الجواهر الثوانی هی التی لا زوال لعلمها، لثبات معلومها و بعده من التبدّل و السیلان، فإنّما یتطرّق إلیها بعلم الجوهر الأول (ك، ر، 372، 6)- إنّ أرسطوطالیس یسمّی المشار إلیه الذی لا فی موضوع" الجوهر الأوّل" و كلّیّاته" الجواهر الثوانی"، إذ كانت تلك هی الموجودة خارج النفس و هذه إنّما تحصل فی النفس بعد تلك، و سائر الأشیاء التی قیلت فی كتاب" المقولات" (ف، حر، 102، 8)

جواهر جزئیة

- لیس یمكن فی الصور المفارقة أن تغیّر العنصر و إنما یغیّر العنصر ما كان فی عنصر. و لذلك ما یلزم من قال إن العالم مكوّن أن یكون المغیّر له شخصا من الأشخاص أعنی جسما جزئیا …
و لا یمكن أن تكون جواهر مفارقة قائمة بذاتها لمكان تكوین الجواهر الجزئیة فإنه بیّن فی أكثر الأشیاء المتناسلة أن الوالد مثل المولود بالصورة لكن و إن كان الوالد مثل المولود فلیس هو هو أی لیس یصدق أن الوالد هو المولود كما یصدق الكلّی علی الجزئیّ، مثل قولنا فی زید أنه إنسان، و لا الوالد و المولود أیضا واحد بالعدد بل واحد بالصورة مثل ما یوجد علیه الأمر فی الأنواع المتناسلة التی یجری تناسلها علی المجری الطبیعی، مثل الإنسان الذی یتولّد عن إنسان و الفرس عن فرس (ش، ت، 868، 4)- إن الجواهر الجزئیة هی موجودة و لیس هی موجودة من غیر كون أو فساد (ش، ت، 985، 5)

جواهر جسمانیة

- الجواهر الجسمانیة منفعلة كلها مدركة بطریق الحواس (ص، ر 1، 210، 11)- الجواهر نوعان: جسمانی و روحانی، فالجسمانی نوعان فلكی و طبیعی، فالطبیعی نوعان بسیط و مركّب، فالبسیط أربعة أنواع نار و هواء و ماء و أرض، و المركّب نوعان جماد و نامی … و أما الجواهر الروحانیة فتنقسم قسمین الهیولی و الصورة (ص، ر 1، 326، 7)

جواهر روحانیة

- الجواهر الروحانیة فاعلة و لا تدرك بطریق الحواس و لا تعرف إلّا بالعقل و بما یصدر عنها من الأفعال العقلیة (ص، ر 1، 210، 11)- الجوهر نوعان: جسمانی و روحانی، فالجسمانی نوعان فلكی و طبیعی، فالطبیعی نوعان بسیط و مركّب، فالبسیط أربعة أنواع نار و هواء و ماء و أرض، و المركّب نوعان جماد و نامی … و أما الجواهر الروحانیة فتنقسم قسمین الهیولی و الصورة (ص، ر 1،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 214
326، 15)

جواهر طبیعیة

- سمّی (أرسطو) أنواع الجواهر التی قوام كلّ واحد منها بالطبیعة … " الجواهر الطبیعیّة".
و سمّی الأعراض الذاتیّة التی فی كلّ واحد منها" الأعراض الطبیعیّة" (ف، ط، 89، 22)- الجواهر الطبیعیة مثل النار و الأرض و الماء و الهواء و سائر الأجسام المبسوطة (ش، ت، 1024، 17)

جواهر طبیعیة مؤبّدة

- الجواهر الطبیعیة المؤبّدة (هی) الأجرام السماویة. و قوله (أرسطو) فخلیق ألا یكون لبعضها عنصر لم یرد به بعض الأجرام السماویة لأن جمیعها لیس لها عنصر (ش، ت، 1077، 1)

جواهر عنصریة

- أما الجواهر العنصریة المختلفة فینبغی الّا یذهب عنّا أنها و إن كانت تنحلّ كلها فی آخر الأمر إلی عنصر واحد إن كل واحد منها إنما یكون عنصره القریب شیئا یخصّه. مثال ذلك البلغم و المرّة الصفراء فإن هذه عناصر مختلفة و عنصر كل واحد منهما القریب غیر عنصر الآخر، فإن البلغم عنصره الأغذیة الدسمة و الحلوة و المرّة الصفراء عنصرها الأغذیة المرّة و الحریفة (ش، ت، 1070، 2)

جواهر غیر جسمانیة

- أمّا الجواهر غیر الجسمانیّة فلیس یلحقها شی‌ء من النقص الذی یخصّ الصورة و المادّة. فإنّ كلّ واحد منها قوامها لا فی موضوع؛ و وجود كل واحد منها لا لأجل غیره، لا علی طریق المادّة و لا علی طریق الآلة لغیره، و لا علی طریق الخدمة لغیره، و لا به حاجة إلی أن یزید وجودا یستفیده فی المستقبل بفعله فی غیره أو بفعل غیره فیه (ف، سم، 39، 14)

جواهر غیر مركّبة

- الجواهر الغیر مركّبة لیس یقع فیها خدعة من قبل طبائعها، و كذلك الأمر فی الجواهر المركّبة التی لا یشوبها القوة و هی بالفعل (ش، ت، 1227، 15)

جواهر كائنة فاسدة

- لیس توجد المادة بالحقیقة التی وجودها فی القوة إلا للجواهر الكائنة الفاسدة، و أما الجواهر المؤبدة فلما لم یكن فیها قوة علی الفساد لم یكن فیها هیولی و إنما هیولاها شی‌ء موجود بالفعل و هو الجسم، و لذلك كان اسم الموضوع أحق بها من اسم الهیولی (ش، ت، 1077، 6)

جواهر مؤبّدة

- لیس توجد المادة بالحقیقة التی وجودها فی القوة إلا للجواهر الكائنة الفاسدة، و أما الجواهر المؤبدة فلما لم یكن فیها قوة علی الفساد لم یكن فیها هیولی و إنما هیولاها شی‌ء موجود بالفعل و هو الجسم، و لذلك كان اسم الموضوع أحق بها من اسم الهیولی (ش، ت، 1077، 6)

جواهر مبسوطة

- (الجواهر) المبسوطة فی الحقیقة هی الأسطقسّات الأربع (ش، ت، 1025، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 215

جواهر محسوسة

- الجواهر المحسوسة إن لم یكن فیها معنی عام واحد مخالط لها لم تكن موجودة مثل ما أنه لو لم یكن البیاض مخالطا للأشیاء البیض لما كان هاهنا شی‌ء أبیض أصلا (ش، ت، 125، 15)- إن لم تكن جواهر أخر غیر الجواهر المحسوسة و الجواهر التعلیمیة كقول بعض الناس فمعلوم أنه لیست الصور (ش، ت، 289، 12)- متی وضعنا الجواهر المحسوسة جواهر موجودة وجودا أوّلیّا، أی بذاتها لا بغیرها، وجب أن تكون هی و ماهیّاتها شیئا واحدا (ش، ت، 827، 2)- الحدود التی تأتلف من الكلّیات لیست هی جزءا من الجواهر المحسوسة لأن الجواهر المحسوسة لا تختلف فی جواهرها إذا حدّت، و إذا لم تحدّ أعنی أنها جواهر. و إن لم تحدّ لیس بدون ما هی جواهر إذا حدّت كالحال فی المرئیّات فإنها لیست فی أنفسها مرئیّات إذا لم تر بأقل منها إذا رئیت (ش، ت، 965، 9)- لجمیع الجواهر المحسوسة عنصر (ش، ت، 1028، 4)- الجواهر المحسوسة ثلاثة: مادة و صورة و المجتمع منهما (ش، ما، 86، 22)

جواهر مختلفة

- إن علل الجواهر و الجواهر التی تختلف یختلف منها ما یختلف بالجنس علی نحو قریب من اختلاف، ما خلا أن یقول فیها إنها واحدة بالتناسب، و ما خلا ما كان متفقا فی جنس واحد و صورة واحدة لأن هذه هی متفقة فی الصورة الجنسیة مختلفة بالصورة النوعیة (ش، ت، 1547، 10)

جواهر مركّبة

- الجواهر المركّبة بیّن من أمرها أن لها حدودا، و أن لها أسماء مساویة لحدودها، و أنها تحمل علی أشخاص الجوهر من طریق ما هو (ش، ت، 791، 13)- الجواهر الغیر مركّبة لیس یقع فیها خدعة من قبل طبائعها، و كذلك الأمر فی الجواهر المركّبة التی لا یشوبها القوة و هی بالفعل (ش، ت، 1227، 17)- جمیع الجواهر التی هی مركّبة فلیس یقع فیما هی خدعة بالذات بل بالعرض، و ذلك أنه إنما یطلب إذا كانت مجهولة الوجدان شرح اسمها بقول مركّب. فإن كان المركّب صحیحا بالبرهان كان وجودها و تصوّرها حقا، و إن كان غیر مركّب كان وجودها باطلا. مثل أن یسأل سائل عن الخلاء ما هو فیقال له: ما الذی ترید باسم الخلاء؟ فظن قال بعد مفارق فإن كان امتنع أن یوجد بعد مفارق كان الخلاء غیر موجود عن القول الجازم لا عن القول الشارح بما هو شارح (ش، ت، 1228، 10)

جواهر معقولة

- أنفس الحیوان تتقدّم بالزمان الجواهر المعقولة فی الاسم. و الجواهر المعقولة هی أخلق فی الوجود بهذا الاسم (ج، ر، 150، 18)

جواهر مفارقة

- لیس یمكن فی الصور المفارقة أن تغیّر العنصر و إنما یغیّر العنصر ما كان فی عنصر. و لذلك ما یلزم من قال إن العالم مكوّن أن یكون المغیّر له شخصا من الأشخاص أعنی جسما جزئیا …
و لا یمكن أن تكون جواهر مفارقة قائمة بذاتها لمكان تكوین الجواهر الجزئیة فإنه بیّن فی أكثر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 216
الأشیاء المتناسلة أن الوالد مثل المولود بالصورة لكن و إن كان الوالد مثل المولود فلیس هو هو أی لیس یصدق أن الوالد هو المولود كما یصدق الكلّی علی الجزئیّ، مثل قولنا فی زید أنه إنسان، و لا الوالد و المولود أیضا واحد بالعدد بل واحد بالصورة مثل ما یوجد علیه الأمر فی الأنواع المتناسلة التی یجری تناسلها علی المجری الطبیعی، مثل الإنسان الذی یتولّد عن إنسان و الفرس عن فرس (ش، ت، 868، 4)

جواهر نفسانیة

- الجواهر النفسانیّة ضربان: ضرب أقصی ما یتجوهر به النفس، و ضرب یكون بالنفس التی بها تجوهر لأجل العقل و القوی العقلیّة إمّا علی طریق المادّة أو علی طریق الآلة (ف، ط، 123، 1)

جواهر و أعیان‌

- إن الموجودات الحادثة منها ما هی جواهر و أعیان، و منها ما هی حركات و سخونة و برودة، و بالجملة أعراض. فأما الجواهر و الأعیان فلیس یكون اختراعها إلا عن الخالق سبحانه. و ما یقترن بها من الأسباب فإنما یؤثّر فی أعراض تلك الأعیان لا فی جواهرها. مثال ذلك أن المنیّ إنما یفید من المرأة أو دم الطمث حرارة فقط. و أما خلقة الجنین و نفسه التی هی الحیاة فإنما المعطی لها اللّه تبارك و تعالی (ش، م، 230، 19)

جودة التمییز

- إن جودة التمییز ربما وجد للإنسان باتفاق فإنه ربما یحصل للإنسان اعتقاد حق بالقصد و بالصناعة. و السعادة لیست تنال بجودة التمییز ما لم تكن بقصد و بصناعة و من حیث یشعر الإنسان بما یمیّز كیف یمیّز. و قد یمكن أن یكون للإنسان من حیث یشعر بها لكن فی أشیاء یسیرة و فی بعض الأزمان، و لا بهذا المقدار من جودة التمییز ینال السعادة لكن إنما ینال متی كانت جودة التمییز للإنسان و هو بحیث یشعر بما یمیّز كیف یمیّز و فی كل حین من زمان حیاته (ف، تن، 5، 5)- إنّ جودة التمییز هی التی بها تجوز و تحصل لنا معارف جمیع الأشیاء التی للإنسان أن یعرفها.
و هی صنفان: صنف شأنه أن یعلم و لیس شأنه أن یفعله إنسان لكن إنما یعلم فقط مثل علمنا فإن العالم محدث و إن اللّه واحد، و مثل علمنا بأسباب كثیرة من الأشیاء فالمحسوسة- و صنف شأنه أن یعلم و یفعل مثل علمنا أن برّ الوالدین حسن و أن الخیانة قبیحة و أن العدل جمیل و مثل علم الطب بما یكسب الصحة. و ما شأنه أن یعلم و یعمل فكماله أن یعمل (ف، تن، 19، 2)

جودة الرویة

- جودة الرویّة فی استنباط ما هو فی الحقیقة خیر لیفعل و فی استنباط ما هو شر لیتجنّب هو تعقّل، فهؤلاء (الجمهور) إنّما یعنون بالعقل علی المعنی الكلّی ما یعنیه أرسطو بالتعقّل (ف، عق، 5، 3)

جوهر

- أمّا الجوهر … فهو الشی‌ء المملوء به الخلل و هو المشكّل بكل صورة و فیه كل شی‌ء و منه كل شی‌ء یتركّب و إلیه ینحلّ كل شی‌ء (جا، ر، 429، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 217
- إنّ الجوهر إمّا أن تحمل علیه الطبائع دفعة واحدة، و قد بیّنّا أنّه مثل خلق البارئ جلّ و عزّ ما لم یكن، و الثانی فعلنا نحن فی الجوهر و حمل الطبائع علیه فی دفعات. فكأنّ الأوّل یكون متخلّصا و إنّما یحصل لنا وزنه و لا یحصل لنا تخلیصه علی تحقیق، و الثانی أن یحصل لنا وزنه و یمكننا تخلیصه علی تحقیق (جا، ر، 444، 4)- الجوهر هو القائم بنفسه؛ و هو حامل للأعراض لم تتغیّر ذاتیّته، موصوف لا واصف؛ و یقال:
هو غیر قابل للتكوین و الفساد و للأشیاء التی تزید لكل واحد من الأشیاء التی مثل الكون و الفساد، فی خاص جوهره، التی إذا عرفت عرفت أیضا بمعرفتها الأشیاء العارضة فی كل واحد من الجوهر الجزئی، من غیر أن تكون داخلة فی نفس جوهره الخاصّی (ك، ر، 166، 7)- الشی‌ء الواصف للشی‌ء بإعطائه اسمه و حدّه، هو من طبیعة موصوفه؛ فإن كان موصوفه جوهرا، فهو جوهر؛ و إن كان موصوفه عرضا، فهو عرض؛ و الذی لا یصف موصوفه باسمه و حدّه، لیس طبیعته طبیعة موصوفه؛ و ما طبیعته لیست طبیعة موصوفه هو، فهو غریب فی موصوفه؛ فالغریب فی موصوفه هو الذی نسمّیه عرضا فی موصوفه، لأنّه لیس من ذاته، بل عرض فیه (ك، ر، 267، 6)- الجوهر ما هو بالنفس (ك، ر، 267، 12)- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 7)- أمّا تركیب كم مع جوهر فكائن و أین، فإنّ فیها قوة جوهر مع مكان، و المكان كمّیة؛ و كذلك كائن و متی، فإنّ فیها قوة زمان مع جوهر، و الزمان كمّیة (ك، ر، 371، 6)- أمّا تركیب جوهر مع كیفیة فكفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة؛ و كالمنفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة (ك، ر، 371، 9)- أمّا تركیب جوهر مع جوهر فملك، فإنّ فیها قوة جوهر هو المالك و جوهر هو الملك؛ و وضع فإنّ فیها قوة جوهر علی جوهر، أی موضوع علی موضوع، ففیها قوة جوهرین، جوهر علی جوهر وضعا (ك، ر، 371، 12)- سمّی (أرسطو) فی العاجل الموضوع الذی علیه تتعاقب الأشیاء التی تتبدّل و هو ثابت عند تعاقب هذه علیه" الجوهر"، و سمّی الأشیاء المتعاقبة التی تتبدّل" الأعراض". فهذه هی التی تدرك بالحسّ و یشهد لها الحسّ من الأشیاء الطبیعیّة (ف، ط، 87، 9)- إنّ الجوهر شی‌ء آخر غیر الممتدّ، و إنّ الممتدّ لیس یدلّ علی ذاته من حیث هو جوهر (ف، ط، 94، 5)- إنّ الجوهر علی الإطلاق هو الذی لیس فی موضوع، و العرض معناه هو الذی فی موضوع (ف، حر، 93، 20)- الجوهر عند الجمهور یقال علی الأشیاء المعدنیّة و الحجاریّة التی هی عندهم بالوضع و الاعتبار نفیسة، و هی التی یتباهون فی اقتنائها و یغالون فی أثمانها، مثل الیواقیت و اللؤلؤ و ما أشبهها، فإنّ هذه لیس فیها بالطبع و لا بحسب رتبة الموجودات جلالة فی الوجود و لا كمال تستأهل بها فی الطبع الإجلال و الصیانة (ف، حر، 97، 20)- قد یستعملون (الجمهور) اسم الجوهر فی مثل قولنا" زید جیّد الجوهر"، و یعنون به جیّد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 218
الجنس و جیّد الآباء و جیّد الأمّهات. فالجوهر یعنون به الأمّة و الشعب و القبیلة التی منهم آباؤه و أمّهاته- و أكثر ذلك فی الآباء-، و الجودة یعنون بها الفضائل (ف، حر، 98، 10)- یعنون (الجمهور) بالجوهر ماهیّة الإنسان (ف، حر، 99، 20)- أمّا فی الفلسفة فإنّ الجوهر یقال علی المشار إلیه الذی هو لا فی موضوع أصلا. و یقال علی كلّ محمول عرّف ما هو هذا المشار إلیه من نوع أو جنس أو فصل، و علی ما عرّف ماهیّة نوع نوع من أنواع هذا المشار إلیه و ما به ماهیّته و قوامه- و ظاهر أنّ ما عرّف ما هو نوع نوع من أنواع هذا المشار إلیه فهو یعرّف ما هو هذا المشار إلیه (ف، حر، 100، 17)- یعنون (المتفلسفون) بالجوهر هاهنا الأشیاء التی بالتئام بعضها إلی بعض تحصل ذات الشی‌ء، و هی التی إذا عقلت یكون قد عقل الشی‌ء نفسه ملخّصا بأجزائه التی بها قوام ذاته أو ملخّصا بالأشیاء التی بها قوام ذاته (ف، حر، 101، 4)- صار ما یقال علیه الجوهر فی الفلسفة ضربین:
أحدهما الموضوع الأخیر الذی لیس له موضوع أصلا، و الثانی ماهیّة الشی‌ء- أیّ شی‌ء اتّفق ممّا له ماهیّة. و لا یقال الجوهر علی غیر هذین (ف، حر، 105، 8)- القدماء یسمّون المحمول علی الشی‌ء الذی إذا عقل عقل ما هو ذلك الشی‌ء و ذات ذلك الشی‌ء" جوهر ذلك الشی‌ء"، و یسمّون ماهیّة الشی‌ء" جوهره"، و جزء ماهیّته" جزء جوهره"، و المعرّف لما هو الشی‌ء" المعرّف بجوهره" (ف، حر، 176، 15)- الجوهر اسم مشترك یدلّ علی سبیل العموم علی الذات، أی ذات كان، جوهرا كان أو عرضا، كما یقال: جوهر الحرارة، و جوهر البیاض، بمعنی ذات البیاض، و ذات الحرارة. و قد یقال علی الخصوص لا علی الذات التی وجودها لیس فی موضوع. و معناه أنّه لیس یحتاج فی وجوده إلی شی‌ء یوجد به أو فیه (تو، م، 291، 13)- الجوهر هو الذی لیس فی موضوع، و هذا الصنف ینقسم أقساما بحسب معانی أحوالها فی الموجود، فیقال: منه بسیط، و منه مركّب، و هذه القسمة بحسب الوجود الطبیعی. و یقال:
منه هیولی و منه صورة، و هذا بحسب حالها فی ذاتها و إضافة بعضها إلی بعض. و یقال: منه كائن و فاسد، و منه غیر كائن و لا فاسد، و هذه القسمة بحسب حالها فیما یقبل من التأثیر و لا یقبل. و یقال: منه سرمدی و منه حادث، و هذا بحسب امتداد وجودها فی الزمان، و یقال: منه محسوس و منه معقول، و هذا بحسب حالها عن الإدراك. و منه أوّل و هو الشخص، و منه ثان و هو الأجناس و الأنواع (تو، م، 291، 18)- یقال: ما الجوهر؟ الجواب: هو القائم بنفسه الحامل للأعراض لا یتغیّر ذاته، موصوف لا واصف (تو، م، 317، 4)- إنّ الأعراض مختلفة الأجناس و هی تسعة أجناس مثل تسعة آحاد، فالجوهر فی الموجودات كالواحد فی العدد و الأعراض التسعة كالتسعة الآحاد التی بعد الواحد (ص، ر 1، 323، 5)- الإنسان نوع الأنواع و الجوهر جنس الأجناس (ص، ر 1، 324، 16)- الجوهر … لیس له حدّ و لكن رسمه أنّه القائم بنفسه القابل للأعراض المتضادّة (ص، ر 1، 324، 19)- الجوهر نوعان: جسمانی و روحانی،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 219
فالجسمانی نوعان فلكی و طبیعی، فالطبیعی نوعان بسیط و مركّب، فالبسیط أربعة أنواع نار و هواء و ماء و أرض، و المركّب نوعان جماد و نامی … و أما الجواهر الروحانیة فتنقسم قسمین الهیولی و الصورة (ص، ر 1، 326، 6)- إنّ الجوهر موصوف بالأعراض، و الأعراض صفات له، و الصفة صفة للموصوف، و الموصوف موصوف بالصفة كما أنّ الأب أب للابن و الابن ابن للأب (ص، ر 1، 327، 15)- إنّ الجوهر جوهر لنفسه، و العرض عرض لنفسه (ص، ر 3، 335، 7)- إن قیل فما الجوهر؟ فیقال هو قائم بنفسه القابل للصفات (ص، ر 3، 360، 8)- الجوهر هو اسم مشترك یقال جوهر لذات كل شی‌ء كان كالإنسان أو كالبیاض، و یقال جوهر لكل موجود لذاته لا یحتاج فی الوجود إلی ذات أخری یقارنها حتی یقوم بالفعل، و هذا معنی قولهم (الفلاسفة) الجوهر قائم بذاته (س، ح، 23، 8)- إنّ الجوهر الذی هو محل المعقولات لیس بجسم و لا قائم بجسم علی أنّه قوة فیه أو صورة له بوجه (س، شن، 187، 6)- أما الجوهر فبیّن أنّ وجوده بما هو جوهر فقط غیر متعلّق بالمادة و إلّا لما كان جوهر إلّا محسوسا (س، شأ، 11، 10)- الموجود علی قسمین: أحدهما، الموجود فی شی‌ء آخر، ذلك الشی‌ء الآخر متحصّل القوام و النوع فی نفسه، وجودا لا كوجود جزء منه، من غیر أن تصحّ مفارقته لذلك الشی‌ء، و هو الموجود فی موضوع؛ و الثانی، الموجود من غیر أن یكون فی شی‌ء من الأشیاء بهذه الصفة، فلا یكون فی موضوع البتّة، و هو الجوهر (س، شأ، 57، 11)- إنّ ماهیّة الجوهر جوهر بمعنی أنّه الموجود فی الأعیان لا فی موضوع، و هذه الصفة موجودة لماهیّة الجواهر المعقولة (س، شأ، 140، 9)- إنّ الجوهر الذی هو محل المعقولات لیس بجسم، و لا قائم بجسم، علی أنّه قوة فیه، أو صورة له بوجه (س، ف، 80، 3)- إنّ الجوهر الذی هو الإنسان فی الحقیقة لا یفنی بعد الموت، و لا یبلی بعد المفارقة عن البدن، بل هو باق لبقاء خالقه تعالی، و ذلك لأنّ جوهره أقوی من جوهر البدن، لأنّه محرّك هذا البدن و مدبّره و متصرّف فیه، و البدن منفصل عنه تابع له (س، ف، 186، 3)- إنّ الجوهر الذی هو محل المعقولات لیس بجسم و لا قائم بجسم علی أنّه قوة فیه أو صورة له بوجه (س، ن، 174، 20)- الجوهر لیس بمضاف الذات بل یعرض له المضاف (ب، م، 8، 1)- انقسم الجوهر إلی أربعة أنواع: الهیولی، و الصورة، و الجسم، و العقل المفارق. و هو القائم بنفسه (غ، م، 143، 4)- مجرّد الهیولی جوهر، و مجرّد الصورة جوهر.
و مجموعهما- و هو الجسم- جوهر (غ، م، 143، 9)- أطلقوا (الفلاسفة) اسم (الجوهر) علی ما هو (محل) و علی ما هو (حال) أیضا. و خالفوا فی هذا، المتكلّمین؛ فإنّ الصورة عند المتكلمین عرض تابع لوجود المحل (غ، م، 143، 17)- إنّ الجسم جوهر، و هو مركّب من جوهرین:
صورة، و هیولی، لیس تركیبهما بطریق الجمع بین مفترقین هما موجودان دون التلفیق، بل هو تركیب عقلی (غ، م، 162، 6)- إنّ واجب الوجود، كما لا یقال له عرض …
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 220
و إن كان قائما بنفسه، و لم یكن فی محلّ، كما أنّ الجوهر كذلك (غ، م، 216، 25)- الجوهر فی اصطلاح القوم (الفلاسفة) عبارة عن حقیقة و ماهیّة وجودها لا فی موضوع، نعنی إذا وجد، فوجودها لا فی موضوع لا أنّه موجود وجودا بالفعل، حاصلا (غ، م، 217، 1)- الصورة جوهر، و هو لا یقبل الزیادة و النقصان، و الأشد و الأضعف (غ، م، 321، 24)- قالوا (الفلاسفة) إنّ الجوهر هو الموجود لا فی موضوع، و العرض هو الموجود فی موضوع، و فسّروا الموجود فی موضوع بالموجود فی شی‌ء لیس هو جزء منه أعنی من الشی‌ء الذی هو فیه و لا یصحّ وجوده دون ما هو فیه، أعنی لا یصحّ وجود الشی‌ء الواحد المعیّن منه إلّا فی الشی‌ء المعیّن الذی هو موجود فیه (بغ، م 1، 73، 21)- إنّ كلّ شی‌ء له وجود فی خارج الذهن، فأمّا أن یكون حالّا فی غیره شائعا فیه بالكلّیّة و نسمّیه" الهیئة"، أو لیس حالّا فی غیره علی سبیل الشیوع بالكلّیّة و نسمّیه" جوهرا" (سه، ر، 61، 15)- الجوهر الذی هو من جمیع الوجوه جوهر، یكون جمیع أجزائه جوهرا (سه، ر، 86، 15)- الجوهر هو الموجود لا فی موضوع حلّ فی المحل أو لم یحلّ، و العرض هو الموجود فیه (سه، ل، 123، 9)- الجوهر، و قد عرفته من خاصیته أنّ منه ما یقصد بالإشارة، و لا یشتدّ و لا یضعف، و إن شاركه فی هذا بعض الأعراض (سه، ل، 123، 14)- الجوهر طبیعة واحدة (ش، ت، 224، 6)- إن الجوهر لیس هو الكلّی (ش، ت، 293، 14)- المقولات التسع تنسب إلی الوجود من قبل وجودها فی الموجود الحقیقی و هو الجوهر بجهات مختلفة (ش، ت، 303، 11)- إن بعضها (الأشیاء) یقال فیه إنه هویّة لأنه شی‌ء قائم بذاته و هو الجوهر، و بعضها یقال فیه إنه هویّة لأنه انفعال للجوهر، فإن التأثیرات یعنی بها القدماء الكیفیات الانفعالیة، و ربما عبّروا عنها بالآلام. و یعنی (أرسطو) بالطریق إلی الجوهر الحركة الكائنة فی الجوهر، فإن الحركة یقال فیها إنها هویّة و موجودة من قبل أنها طریق إلی الموجود الحقیقی (ش، ت، 305، 18)- إن اسم الهویّة أیضا یقال بنحو من أنحاء المناسبة. فإنه قد یقال جوهر لما هو فاعل الجوهر مثل القائلین بأن هاهنا قوی و صورا تحدث الجوهر، و كذلك یقال فی اسطقسات الجوهر جوهر و هو الذی أراد (أرسطو)..
بالمولّدة للجوهر فإن ما تولّد منه الجوهر هو جوهر (ش، ت، 306، 9)- إن الجوهر هو أمر ضروری و لیس كذلك العرض و هو و موضوعه واحد بالفعل، و لذلك كان الجوهر له حدّ و العرض لیس له حدّ (ش، ت، 375، 13)- یعنی بالجوهر الصورة المكوّنة لمثلها بالنوع، و یعنی بالجود و الخیر و بالذی من أجله شیئا واحدا بعینه و هو المبدأ الغائی و لكن لیست بأسماء مترادفة بإطلاق (ش، ت، 481، 6)- السبب فی أن الأجناس العالیة أحق باسم الأسطقسّ مما دونها أنها أبسط، و ذلك أن ما دونها له فصل و ما له فصل فله جنس فهو مركّب من شیئین؛ و أما الأجناس العالیة فلیس لها فصول لأن كل ما له فصل فله جنس و لیس كل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 221
ما هو جنس فله فصل، مثل الجوهر فإنه جنس و لیس له فصل مساو له و أما الحیوان فله فصل مساو له و جنس (ش، ت، 504، 12)- الجوهر یقال علی جمیع الأجسام البسیطة مثل الماء و النار و الهواء و الأرض، و یقال علی الأجسام التی تتركّب من هذه مثل المعادن و النبات و الحیوان و أعضاء جمیع هذه یقال فیها إنها جواهر … لأنها لا تقال علی موضوع بل سائر الأخر تقال علیها (ش، ت، 564، 11)- الجوهر یقال أولا علی الذی لا یقال علی شی‌ء و لا فی شی‌ء و تقال علیه سائر الأشیاء. و هو الذی یسمّی شخص الجوهر و یسمّیه (أرسطو) فی" كتاب المقولات" الجوهر الأول؛ و یحتمل أن یرید" بعلی" معنی فیه. و علی هذا یشتمل هذا القول علی الجواهر الأول و الثوانی و هی كلّیات الجواهر (ش، ت، 565، 1)- یقال جوهر المعنی الذی به صار شخص الجوهر جوهرا و هذا هو صورته و علته التی كان بها جوهرا، مثل النفس للمتنفّس و إنما مثّل بالنفس لأنها صورة فی جوهر بالفعل بخلاف صور البسائط (ش، ت، 565، 7)- یقال جوهر علی الأشیاء المتقدّمة بالحدّ علی الأمور المحسوسة، أعنی أنه یعتقد فیها قوم إنها جواهر الأمور المحسوسة لأن الذهن إذا رفعها ارتفعت معها الأمور المحسوسة، مثل الأمر فی الجسم المطلق مع الجسم المحسوس و فی السطح مع الجسم و فی الخط مع السطح (ش، ت، 565، 17)- یقال جوهر علی الذی یجاب به فی جواب ما هو الشی‌ء فی كل واحد من الأشیاء، و علی القول الذی یدل من الشی‌ء علی المعنی الذی به كان موجود جوهرا، و هذا جوهر كل واحد من الأشیاء (ش، ت، 566، 12)- یعرض أن یقال الجوهر بنوعین: أحدهما الموضوع الأخیر الذی لا یقال علی غیره، و الآخر الذی یدل علی هذا الشی‌ء و هو منفصل من الأشیاء كصورة كل شی‌ء و مثاله (ش، ت، 566، 15)- لیس للجوهر برهان لأن البرهان هو من الجواهر علی الأعراض و لیس للجوهر جوهر، و لذلك لیس یوجد للجواهر حدود.
و لذلك لیس یوجد علی الجواهر براهین هی حدود متغیرة فی الوضع بل إنما یلفی ذلك فی الأعراض (ش، ت، 702، 13)- یكون للجوهر دلالة أخری من غیر نوع البرهان یستدل منها علی ما هو أو علی الوجود. و هذا النوع یحتمل أن یشیر (أرسطو) به إلی الأمور المتأخّرة فإنه إنما یوقف علی جواهر الأشیاء فی العلوم الطبیعیة من الأمور المتأخّرة أی من الأعراض. و هذه الأنواع من البراهین هی التی تسمّی دلائل. و یحتمل أن یرید بالنوع الآخر من الدلالة طریق التقسیم و طریق التركیب أو جمیع هذه، فإن أكثر حدود الجواهر إنما یوقف علیها بهذه الطرق (ش، ت، 702، 19)- لو لم یكن هاهنا جوهر غیر الجوهر المحسوس لما كان هاهنا علم أقدم من العلم الطبیعی (ش، ت، 714، 6)- لما كان الجوهر منه مفارق و غیر مفارق انقسم النظر فی الجوهر إلی قسمین (ش، ت، 744، 9)- إن اسم الموجود یقال علی المقولات العشر، و إن الجوهر أحق بذلك الاسم (ش، ت، 752، 9)- إن الجوهر علّة سائر المقولات (ش، ت، 752، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 222
- الأوّل الذی هو المتقدّم یقال علی أنواع كثیرة، و الجوهر هو أول جمیع الأشیاء بالحدّ و بالمعرفة و بالزمان … و إنما كان الجوهر متقدّما بهذه الثلاثة الأنحاء لأن لیس شی‌ء من الأعراض مفارقا و هذا وحده مفارق (ش، ت، 754، 5)- إن الجوهر متقدّم بالحدّ علی الأعراض لأنه مضطر أن یؤخذ الجوهر فی حدّ كل واحد من الأعراض. و إنما كان ذلك كذلك لأن أجزاء الحدود هی التی بها قوام الشی‌ء (ش، ت، 754، 16)- الدلیل علی أن الجوهر عندنا أعرف من الأعراض أعنی كلّیاته من كلّیات الأعراض أن معرفتنا بشخص الجوهر المشار إلیه تكون أتم بكلّیاته الجوهریة من معرفتنا إیّاه بكلّیات الأعراض. مثال ذلك أنّا إذا أردنا أن نعرف الإنسان فعرفنا مثلا أنه طبیعة ما جوهریة كأنك قلت نار، كانت معرفتنا به من قبل هذا المحمول الجوهری أكثر من معرفتنا إیّاه بأنه ذو كم أو ذو كیفیة أو ذو أین أو غیر ذلك من محمولات الأعراض التی یوصف بها (ش، ت، 755، 7)- إن الجوهر، و إن كان یقال علی أنواع كثیرة، فإنه ینحصر فی أربعة أنواع مشهورة … فإنه یطلق اسم الجوهر علی ماهیّة الشی‌ء، و قد یقال علی الكلّی المحمول علی الشی‌ء من طریق ما هو إنه جوهر، و كذلك یظنّ أن الجنس القریب المحمول علی الشی‌ء إنه جوهر … و الرابع من هذه الموضوع یعنی به (أرسطو) شخص الجوهر (ش، ت، 768، 11)- الجوهر یقال علی الهیولی بجهة ما، و علی الصورة أیضا بجهة أخری، و علی المجموع منهما بجهة ثالثة … لأن الهیولی هی جوهر من حیث هی موضوعة للصورة، و الصورة جوهر من حیث هی مقوّمة للموضوع، و المركّب منهما جوهر من قبل أنه مركّب منهما (ش، ت، 769، 14)- رسم الجوهر المشهور و هو أنه الذی تحمل علیه سائر الأشیاء و لا یحمل هو علی شی‌ء أصلا (ش، ت، 773، 9)- إن الجوهر هو موضوع لكل واحد من الأعراض مثل الكمیة و الكیفیة (ش، ت، 791، 10)- إن الجوهر الذی كالصورة لا یكون أی لا یتكوّن (ش، ت، 864، 3)- إن فی الجوامع ابتداء كل شی‌ء الجوهر. یعنی (أرسطو) بالجوامع المقاییس و بالجوهر ماهیّة الشی‌ء المصنوع التی هی القیاس (ش، ت، 878، 13)- إن كل جوهر فإنما یتكوّن من جوهر مثله إذا كان الكون لیس هو للصورة و لا للمادة و إنما هو للمجموع منهما الذی هو شی‌ء مشار إلیه (ش، ت، 890، 15)- إن الجوهر الذی یدل علیه الحدّ هو فی عنصر (ش، ت، 934، 14)- إن الجوهر الذی هو الصورة له حدّ بنوع ما و لیس له الحدّ الحقیقی، و ذلك أن حدّ هذا الجوهر یظهر فیه غیره و هو الموضوع، و أما الحدّ الحقیقی الذی لیس یظهر فیه غیره فلیس لهذا النوع من المحدودة (ش، ت، 938، 12)- إن الجوهر فی المشهور یقال علی أربعة أوجه:
علی الموضوع و هما نوعان: أحدهما العنصر و الآخر المجموع من العنصر و الصورة، و علی ما تدل علیه الحدود التی تعطی ماهیّات الأشیاء، و علی الكلّی، و كان الموضوع بیّن من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 223
أمره أنه جوهر (ش، ت، 960، 13)- إن الجوهر الذی یدل علیه الحدّ هو صورة الأشیاء الجزئیة (ش، ت، 961، 1)- أما الكلّی الجوهریّ فإنه قد قیل فی حدّه إنه الذی یحمل علی الشی‌ء من طریق ما هو، و الجوهر الذی هو بالحقیقة هو الذی لا یحمل علی شی‌ء أصلا. و إذا كان هذا هكذا فلیس یدل الكلّی علی جوهر إلّا علی الجوهر الذی یدل علیه الجزء. مثل ما یدل الحیوان علیه من جوهر الفرس و الإنسان أعنی علی الطبیعة المشتركة لا علی الخاصّة (ش، ت، 964، 15)- لا یمكن أن یكون جوهر واحد بالفعل من جوهرین اثنین بالفعل (ش، ت، 971، 6)- إن الجوهر لا یكون واحدا و هو مركّب من جواهر كل واحد منها موجود بالفعل (ش، ت، 972، 5)- الجوهر الذی یقال علی مجموع المادة و الصورة و هو المجموع من كلیهما فهو الذی له الكون و الفساد، و أما الجوهر الذی یدل علیه الحدّ فلیس له كون و لا فساد (ش، ت، 984، 13)- الجوهر لیس هو جوهرا لأشیاء كثیرة و إنما هو جوهر إما لذاته و إما للشی‌ء الذی هو جوهر له (ش، ت، 1002، 10)- إن الجوهر لا یوجد فی أشیاء كثیرة معا (ش، ت، 1002، 14)- إن علّة الجوهر جوهر (ش، ت، 1008، 11)- إن الوقوف علی ماهیّات الجواهر أكثر من الوقوف علی أسباب الأعراض، و السبب فی ذلك بساطة الجوهر و التركیب الذی فی الأعراض. و لذلك ما كان معنی بسیطا بالحقیقة فلیس له حدّ و لا یطلب فیه بحرف لم (ش، ت، 1012، 15)- إنه قد تطلب العلّة التی هی للعنصر بحرف لم و هی الصورة التی من أجلها كانت المادة و هی جوهر الشی‌ء. و هذه الطبیعة هی التی ماهیّتها و صورتها فی أنها قابلة لغیرها و هی الصورة (ش، ت، 1016، 2)- إن الجوهر یقال فی المشهور علی أربعة معان:
علی ما یدل علیه الحدّ و هو الصورة، و علی الموضوع للصورة، و علی الجنس أكثر من النوع، و علی الكلّی أكثر من الجزئی (ش، ت، 1026، 5)- لما كان الذی هو ماهیّة الشی‌ء هو جوهر، و القول الدال علیه هو المسمّی حدّا، بالواجب ما جعلنا مبدأ النظر فی طبیعة الجوهر من النظر فی الحدّ (ش، ت، 1026، 12)- الجوهر … هو الصورة من الحدّ (ش، ت، 1026، 16)- الجوهر یقال بنوع أول علی القائم بنفسه الموضوع لسائر المقولات و هو المركّب من عنصر و صورة، و یقال بنوع آخر علی عنصر هذا الجوهر (ش، ت، 1028، 7)- إن أحد ما یقال علیه الجوهر هو العنصر، و الجوهر یقال بنوع ثان علی ما یدل علیه الحدّ و هو الصورة، و الكلمة أراد بها (أرسطو) الحدّ، و السنخ أراد به الصورة التی بها صار هذا الشی‌ء موجودا بالفعل … إن الجوهر الذی هو السنخ و الصورة هو بالحدّ مفارق للعنصر لا بالوجود إذ كان لا یمكن فی الصورة أن تفارق العنصر … و الجوهر الثالث هو المجموع من العنصر و الصورة و هو الذی تبیّن من أمره أن الكون و الفساد إنما یوجد له وحده … إنه مفارق بالحدّ و الوجود و لذلك قال بنوع مبسوط أی بإطلاق (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 224
1028، 13)- إن الجوهر الذی یدل علیه الحدّ هو جوهر من وجه لأن به صار الجوهر المستقل جوهرا مستقلا، و هو من وجه لیس كالمستقل لأنه فی موضوع. و یحتمل أن یرید (أرسطو) أن الجوهر الذی یدل علیه الحدّ یكون بعض أجزائه صورة و بعضها عنصرا (ش، ت، 1029، 7)- الدلیل علی أن الجوهر الذی هو الصورة لیس هو العنصر ما تبیّن … من أنه لیس أسطقسا و لا من أسطقسّ بل هو الجوهر بالحقیقة عند الذین ینفون العنصر و یقولون بصور مفارقة (ش، ت، 1059، 3)- مضطر أن تكون الجواهر التی هی الصور: إما أزلیة و غیر فاسدة أصلا، و إما فاسدة بالعرض لا بالذات (ش، ت، 1059، 11)- إن الموجود لا یخلو أن یكون یدل علی جنس واحد و طبیعة واحدة، أو یدل علی أجناس مختلفة، و كیف ما كان فإنه من المعلوم الأول أن الجوهر هو المتقدّم علی الباقیة. و ذلك أن كثیرا من الأشیاء التی فی جنس واحد بعضها متقدّم فی ذلك الجنس علی بعض مثل الحال فی تقدّم الجواهر بعضها علی بعض (ش، ت، 1409، 13)- إن الكیفیة لیس یقال فیها إنها موجودة بإطلاق و لا الحركات، و إنما یقال فیها موجودة كیفیات و موجودة حركات لا موجودة بإطلاق، و ذلك أن الحركة هی حركة لشی‌ء و الكیفیة هی كیفیة لشی‌ء، و أما الجوهر فلیس هو جوهر لشی‌ء.
فالموجود علی التحقیق و بإطلاق هو الجوهر و أما سائر المقولات فموجودة بإضافة (ش، ت، 1415، 4)- إن الجوهر هو الموجود بذاته القائم بنفسه و سائر الباقیة موجودة فی الجوهر (ش، ت، 1415، 17)- إنه یلزم أن یكون الجوهر و المضاف داخلین تحت جنس واحد (ش، ت، 1507، 14)- لیس یمكن أن یوضع أن الجوهر هو أسطقسّ للمضاف و لا أیضا لشی‌ء من سائر المقولات (ش، ت، 1508، 9)- الجوهر ینطلق علی هذه الأشیاء الثلاثة، أعنی علی الضدّین و الهیولی و علی المركّب منها و هو الشی‌ء الذی هذه له مبادئ و مبادئه هی هذه الثّلاثة (ش، ت، 1519، 16)- لما بیّن (أرسطو) أنه یمكن أن یقال أن علل المقولات هی واحدة بطریق التناسب، یرید أن یبیّن أیضا أن الجوهر بوجه ما هو علّة لجمیعها و ذلك أن الهیولی التی فی الجوهر هی الهیولی لجمیع هیولی المقولات و هی سببها. و كذلك الأضداد التی فی الجوهر هی السبب فی سائر الأضداد الموجودة فی سائر المقولات (ش، ت، 1532، 3)- إن الجوهر صنفان: صنف غیر سرمدی و سرمدی (ش، ت، 1558، 9)- اسم الموجود یقال علی معنیین: أحدهما الصادق، و الآخر علی الذی یقابله العدم، و هذا هو الذی ینقسم إلی الأجناس العشرة، و هو كالجنس لها، و هذا هو متقدّم علی الموجودات بالوجه الثانی، أعنی الأمور التی هی خارج الذهن، و هذا هو الذی یقال بتقدیم و تأخیر علی العرض أنه موجود بوجوده فی الموجود بذاته (ش، ته، 175، 21)- أما تسمیتهم (الفلاسفة) ما فارق المادة جوهر، فإنهم لما وجدوا الحدّ الخاصّ بالجوهر أنه القائم بذاته، و كان الأول هو السبب فی كل ما قام من الموجودات بذاته، كان هو أحق باسم الجوهر، و اسم الموجود، و اسم العالم، و اسم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 225
الحی، و جمیع المعانی التی أفادها فی الموجودات، و بخاصة ما كان منها من صفات الكمال (ش، ته، 206، 8)- قیل فی حدّ الجوهر: إنه الموجود لا فی موضوع (ش، ته، 210، 15)- الجوهر: یقال أولا و أشهر ذلك علی المشار إلیه الذی لیس هو فی موضوع و لا علی موضوع أصلا. و یقال ثانیا علی كل محمول كلی عرف ماهیة المشار إلیه من جنس أو نوع أو فصل.
و یقال ثالثا علی كل ما دلّ علیه الحدّ، و ذلك إمّا علی كل ما عرّف ماهیّة الجوهر و إما علی ما عرّف ماهیّة شی‌ء ما أیّ شی‌ء كان من المقولات العشر. و لذلك یقولون إن الحدود تعرّف ماهیّات الأشیاء، و هذا إنما یسمّی جوهرا بالإضافة لا بالإطلاق. لما كان أشهر معانی الجوهر هو المشار إلیه الذی هو لا فی موضوع و لا علی موضوع، إذ كان هذا هو المقرّ به عند جمیع المتفلسفین أنه جوهر كان ما عرّف ماهیّة هذا الشی‌ء المشار إلیه عندهم أحری أن یسمّی جوهرا، و لذلك من رأی أن كلیات الشی‌ء المشار إلیه هی التی تعرّف ماهیّته رأی أنها أحق باسم الجوهر، و من رأی أن الجسمیة هی التی تعرّف ماهیّة هذا المشار إلیه و أن قوامها إنما هو بالطول و العرض و العمق سمّی هذه الأبعاد جوهرا، و كذلك من رأی أن الذات المشار إلیها تأتلف من أجزاء لا تتجزّی سمّاها جوهرا كما نسمع المتكلمین من أهل زماننا یسمّون الجزء الذی لا یتجزّی الجوهر الفرد. و كذلك من یری أن المشار إلیه إنما یأتلف من مادة و صورة كانت الصورة و المادة عنده أحق باسم الجوهر، و ذلك أیضا بحسب ما یظنّ فی مادة كل واحد من الأشیاء و صورتها. و إنما أجمعوا بأسرهم علی هذه القضیة، أعنی أن ما عرّف ماهیة المشار إلیه أحق باسم الجوهر من المشار إلیه، إذ كان من الشنع المستحیل أن یكون أوائل الجوهر و اسطقسّاته لیست بجوهر (ش، ما، 38، 11)- الجوهر مأخوذ فی حدّ المقولات الثلاث التی هی الأین و الوضع و له، و ذلك بیّن من حدودها إذ كانت هذه كلها یظهر فی حدّها الجسم، مثل قولنا فی الأین إنه نسبة الجسم إلی المكان، و كذلك الأمر فی الوضع و له (ش، ما، 61، 15)- الجوهر أعرف من العرض (ش، ما، 64، 3)- اسم الجوهر … ینطلق علی معان إلا أن أشهرها و المقرّ بها عند الجمیع هو الشخص المشار إلیه الذی لیس فی موضوع و لا یحمل علی موضوع، كأشخاص الناس و الحیوان و النبات و الكواكب و الحجارة (ش، ما، 65، 6)- الجوهر هو الذی له الحدّ الحقیقی (ش، ما، 69، 2)- یعرّف ماهیة الجوهر جوهر (ش، ما، 81، 12)- الموجود یقال علی جمیع المقولات العشر، و أنه یقال علی الجوهر بتقدیم و علی سائر المقولات بتأخیر، و أن الجوهر هو السبب فی وجود سائر المقولات (ش، ما، 135، 4)- إنّ الجوهر قد یكون مؤلّفا من جنس و فصل عقلیین لا خارجیین و ذلك مثل العقول المفارقة و النفوس فإنّها داخلة تحت جنس الجوهر علی قولهم (الفلاسفة) و مخالفة للجسم و الصورة و الهیولی. و كل ماهیتین داخلتین تحت جنس واحد فلا بدّ و أن تتمیّز كل واحدة من الأخری بفصل (ر، م، 61، 11)- شرط الجوهر أن لا یكون فی موضوع،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 226
و اللاكون فی الموضوع أعمّ من اللاكون فی المحل لأنّ الموضوع أخصّ من المحل (ر، م، 137، 20)- إنّ الجوهر لا ضدّ له (ر، م، 149، 3)- إنّ الجوهر یوجب قبول الأعراض بأسرها، و لكن صحّة كل عرض مشروط بانتفاء ضدّه عن المحل (ر، مح، 108، 20)- أمّا الجوهر؛ فعلی أصول الحكماء هو الموجود لا فی موضوع و المراد بالموضوع، المحلّ المتقوّم بذاته، المقوّم لما یحلّ فیه (سی، م، 109، 5)- ینقسم الجوهر إلی بسیط و مركّب: أمّا البسیط؛ فهو العقل، و النّفس، و المادّة و الصّورة: - و أمّا العقل الجوهریّ و النّفس؛- و أمّا المادّة؛ فعبارة عن أحد جزأی الجسم، و هو محلّ الجزء الآخر منه.- و أمّا الصّورة؛ فعبارة عن أحد جزأی الجسم، و هو محلّ الجزء الآخر منه. و أمّا المركّب؛ فهو عبارة عن جوهر قابل للتجزئة فی ثلاث جهات متقاطعة تقاطعا قائما (سی، م، 109، 9)- الجوهر ماهیّة إذا وجدت فی الأعیان كانت لا فی موضع، و هو منحصر فی خمسة: هیولی و صورة و جسم و نفس و عقل (جر، ت، 83، 8)

جوهر الأشیاء

- جوهر كل واحد من الأشیاء المشار إلیها هو خاص به (ش، ت، 963، 4)

جوهر الإنسان‌

- إنّ جوهر الإنسان بالحقیقة هو النفس الناطقة العاقلة المدركة العاملة، و إنّ جمیع صور المعقولات فیها بالقوة (غ، ع، 66، 3) إنّ جوهر الإنسان فی أصل الفطرة، خلق خالیا ساذجا لا خبر معه من عوالم اللّه تعالی؛ و العوالم كثیرة لا یحصیها إلّا اللّه تعالی (غ، مض، 41، 3)

جوهر أول‌

- الجوهر الأول- أعنی المحسوس- أیضا یحاط بعلم محمولاته الأولی- فإنّ الحسّ لا یباشره مباشرة، بل یباشره بتوسّط الكمّیة و الكیفیة (ك، ر، 372، 3)- الجوهر یقال أولا علی الذی لا یقال علی شی‌ء و لا فی شی‌ء و تقال علیه سائر الأشیاء. و هو الذی یسمّی شخص الجوهر و یسمّیه (أرسطو) فی" كتاب المقولات" الجوهر الأول؛ و یحتمل أن یرید" بعلی" معنی فیه. و علی هذا یشتمل هذا القول علی الجواهر الأول و الثوانی و هی كلّیات الجواهر (ش، ت، 565، 3)- الجوهر الأول الذی الكلام فیه بأنه الذی لا یحمل علی شی‌ء أصلا و تحمل علیه سائر الأشیاء (ش، ت، 770، 16)- أعنی (أرسطو) بالجوهر الأول الذی لا یقال فی موضوع و هذه هی كلیات الجواهر علی ما تبیّن فی كتاب المقولات (ش، ت، 941، 5)

جوهر بالفعل‌

- إن الجوهر الذی بالفعل قبل الذی بالقوة بالحدّ و الماهیّة (ش، ت، 1197، 12)- الجوهر الذی بالفعل هو كمال الجوهر الذی بالقوة و هو له كالنهایة فی الكون إذ كان غیر متمیّز عنه بالفعل (ش، ت، 244، 8)- الجوهر الذی بالفعل … كمال الجوهر الذی بالقوة لا من قبل أنه فعل محض، و ذلك أنه لما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 227
كان الجوهر الذی بالقوة إنما یخرج إلی الفعل من قبل جوهر هو بالفعل لزم أن ینتهی الأمر فی الموجودات الفاعلة المنفعلة إلی جوهر هو فعل محض، و أن ینقطع التسلسل بهذا الجوهر (ش، ته، 244، 14)

جوهر جسمانی طبیعی‌

- لا جوهر جسمانیّ طبیعیّ یوجد ممتدّا بلا نهایة فی العظم، بل كلّ جوهر جسمانیّ طبیعیّ هو متناهی العظم و الامتداد (ف، ط، 94، 19)

جوهر حامل أعراض‌

- إن الجواهر نوعان: جوهر قائم بذاته لیس یمكن فیه أن یخلو من الأعراض و هذا هو الجوهر الحامل للأعراض، و جوهر قائم بذاته و هو خلو من جمیع الأعراض و الأول هو المحسوس و هذا هو المعقول (ش، ت، 1533، 16)

جوهر روحانی‌

- إنّ الجوهر الروحانیّ ینقسم علی ما هو ظاهر، لا یحتاج إلی نظر و لا إلی بحث كثیر، إلی ثلاثة أقسام و هی العقل و النفس و الأشخاص الروحانیّة التی هی علی أكثر الأقاویل الكواكب (جا، ر، 506، 5)

جوهر سرمدی‌

- إن الجوهر السرمدی فالعلم الطبیعی یبیّن وجوده (ش، ت، 1422، 6)- إن الجوهر السرمدی یوجد فیه أیضا علل تقال علی التناسب مع علل الكائن الفاسد، و ذلك أنه یوجد فیه القوة إذ كان متحرّكا فی المكان لكن القوة التی فی الأین لا التی فی الجوهر … و ذلك أن الذی یلفی له فی الأین هو شبیه بالضدّیة و ذلك أنه یوجد فی الأین مرة بالقوة و مرة بالفعل (ش، ت، 1557، 9)

جوهر الشی‌ء

- إنّ معنی جوهر الشی‌ء هو ذات الشی‌ء و ماهیّته و جزء ماهیّته، فالذی هو ذات فی نفسه و لیس هو ذاتا لشی‌ء أصلا هو جوهر علی الإطلاق، كما هو ذات علی الإطلاق، من غیر أن یضاف إلی شی‌ء أو یقیّد بشی‌ء (ف، حر، 63، 9)

جوهر طبیعی‌

- حصلت الأجسام الطبیعیّة ضربین: ضرب یكون أقصی ما یتجوهر به هو الطبیعة؛ و ضرب لیس یكون أقصی ما یتجوهر به الطبیعة، بل یصیر بالطبیعة مواطأة علی جهة المادّة أو آلة النفس، فیكون ما یتجوهر به بعد تجوهره بالطبیعة هو النفس. فیكون الجوهر الطبیعیّ القابل للنفس مادّة للنفس، و تكون الطبیعة إمّا توطئة أو مادّة أو آلة تستعملها النفس فی أفعالها (ف، ط، 115، 11)

جوهر عاقل‌

- إنّ الجوهر العاقل، مثاله أن یعقل بذاته. و لأنّه أصل فلن یكون مركّبا من قوة قابلة للفساد، مقارنة لقوة الثبات (س، أ 2، 261، 3)

جوهر عقلی‌

- سبب وجود النفس الناطقة هو الجوهر العقلی الباقی أبدا (ر، ل، 110، 7)

جوهر علی الإطلاق‌

- إذا كان شی‌ء ما مشار إلیه محسوسا،) و كان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 228
یوصف بمعقولات كثیرة، و كان فیها معقول یعرّفنا من ذلك الشی‌ء المحسوس ما هو، و لم یكن یعرّفنا من شی‌ء آخر أصلا لا كم هو و لا كیف هو و لا حالا له أخری سوی ما هو، قلنا فی ذلك الشی‌ء إنّه جوهر علی الإطلاق من غیر أن یكون جوهرا بالإضافة حتّی یكون جوهرا لشی‌ء و عرضا فی شی‌ء آخر. فما كان هكذا فإنّا نسمّیه من الطبائع المعقولة" جوهرا علی الإطلاق". و كلّ ما سواه فبیّن أنّه بالإضافة إلیه عرض فی الذی هو جوهر علی الإطلاق (ف، ط، 88، 17)- جرت العادة أن یسمّی هذا المشار إلیه المحسوس الذی لا یوصف به شی‌ء أصلا إلّا بطریق العرض و علی غیر المجری الطبیعیّ، و ما یعرّف ما هو هذا المشار إلیه، الجوهر علی الإطلاق، كما یسمّونه (الفلاسفة) الذات علی الإطلاق (ف، حر، 63، 8)- لیس یعنی بالجوهر … شی‌ء غیر المحمول علی الشی‌ء الذی إذا عقل المحمول یكون قد عقل علی الإطلاق (ف، حر، 177، 6)

جوهر غیر متحرّك‌

- إن كان هاهنا جوهر ما غیر متحرّك فهذا الجوهر الموجود هو الأول. و علم هذا الجوهر هو العلم الكلّی و الفلسفة الأولی (ش، ت، 714، 10)- إن الجوهر الغیر متحرّك هو مبدأ و علّة للأشیاء الطبیعیة (ش، ت، 1420، 11)

جوهر غیر منقسم‌

- وجود جوهر غیر منقسم لیس معروفا بنفسه، و فی وجوده أقاویل متضادة شدیدة التعاند (ش، م، 137، 20)

جوهر فرد

- إنّ بعض الناس ظنّ أنّ الجسم ینقسم إلی ما لا ینقسم فی العقل و الوهم، و سمّوه الجوهر الفرد. ثم لزمهم من كونه فی الجهة، أن یكون ما منه إلی جهة غیر ما منه إلی أخری فینقسم (سه، ل، 98، 4)- أمّا الجوهر الفرد؛ فعبارة عن جوهر لا یقبل التّجزّؤ. لا بالفعل، و لا بالقوّة (سی، م، 111، 1)

جوهر الفلك‌

- جوهر الفلك لا تدخل علیه الحركة و إنما الحركة طارئة علیه فقد تحقّق جوهره، و لذلك قیل الفلك لیس فی الحركة و الزمان بل مع الحركة و الزمان (ف، ت، 21، 5)

جوهر كلّی‌

- یرید (أرسطو) بالجوهر الكلّی الذی هو كل، أی المجموع من المادة و الصورة الشخصیة و هو الشخص المشار إلیه (ش، ت، 984، 2)

جوهر مجرّد

- إنّ الصورة المجرّدة إذا اتّحدت بالجوهر المجرّد صیّرته عقلا بالفعل (ر، م، 369، 13)

جوهر محسوس‌

- إن الحال فی أجزاء الفلسفة الأولی كالحال فی أجزاء التعالیم. فكما أن التعالیم منها جزء أول و هو العدد مثلا أو الهندسة و منها أجزاء ثوان مثل المناظر و الموسیقی، كذلك الحال فی أجزاء هذا العلم، و ذلك أن الأول منها هو الناظر فی الجواهر المفارقة أعنی لا الأول فی التعلیم بل الأول فی الوجود، و منها ثوان و هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 229
الناظر فی الجوهر المحسوس و هذا هو بحسب الأول فی الوجود. و أما الأول فی المعرفة فهو الجوهر المحسوس فإن النظر فی الجوهر المحسوس و لواحقه هو أول فی المعرفة و النظر فی الجوهر المفارق هو آخر فی المعرفة أول فی الوجود. و لذلك سمّی علم ما بعد الطبیعة أی بعد النظر فی الجوهر المحسوس المطلق علیه اسم الطبیعة (ش، ت، 319، 16)- الجوهر المحسوس و هو الذی فیه الأشیاء التی فی الكون (ش، ت، 1421، 7)- الجوهر المحسوس ینقسم إلی مادة و صورة هما أیضا جواهر من جهة ما هو منقسم فی الوجود إلیهما و بهما قوامه (ش، ما، 135، 5)

جوهر مشار إلیه‌

- الجوهر المشار إلیه إنما صار واحدا بهذا الجوهر و هذا الطباع هو المسمّی صورة (ش، ت، 761، 17)- إن الصور … لا تتكوّن و لا تفسد و لا تكون و لا تفسد بل الذی یكون و یصنع هو الجوهر المشار إلیه و منه یكون الكون (ش، ت، 1060، 1)

جوهر مطلق‌

- الجوهر المطلق … یعرف بنوع كلّی أعنی المحیط بجمیع الجواهر (ش، ت، 784، 12)

جوهر مفارق‌

- إن الحال فی أجزاء الفلسفة الأولی كالحال فی أجزاء التعالیم. فكما أن التعالیم منها جزء أول و هو العدد مثلا أو الهندسة و منها أجزاء ثوان مثل المناظر و الموسیقی، كذلك الحال فی أجزاء هذا العلم، و ذلك أن الأول منها هو الناظر فی الجواهر المفارقة أعنی لا الأول فی التعلیم بل الأول فی الوجود. و منها ثوان و هو الناظر فی الجوهر المحسوس و هذا هو بحسب الأول فی الوجود. و أما الأول فی المعرفة فهو الجوهر المحسوس فإن النظر فی الجوهر المحسوس و لواحقه هو أول فی المعرفة و النظر فی الجوهر المفارق هو آخر فی المعرفة أول فی الوجود. و لذلك سمّی علم ما بعد الطبیعة أی بعد النظر فی الجوهر المحسوس المطلق علیه اسم الطبیعة (ش، ت، 319، 15)- إن الأشیاء التی لا تتحرّك واجب أن تكون سرمدیة أكثر من السرمدیة المتحرّكة الإلهیة یعنی الأجرام السماویة لأن هذه هی علّتها، أعنی أن الجوهر المفارق هو علّة الأجرام السماویة (ش، ت، 711، 15)

جوهر مفرد

- الجوهر المفرد أعنی (ابن رشد) شخص الجوهر (ش، ت، 823، 12)

جوهر النفس‌

- إنّ جوهر النفس جوهر سماوی و عالمها عالم روحانی و هی حیة بذاتهما، غیر محتاجة إلی الأكل و الشرب و اللباس و المسكن و ما شاكل ذلك مما یحتاج إلیه الجسد فی قوام وجوده و مادة بقائه (ص، ر 3، 67، 5)- جوهر النفس ألطف و أشدّ روحانیة من جوهر النور و الضیاء، و الدلیل علی ذلك قبوله رسوم سائر المحسوسات و المعقولات جمیعها.
فلهاتین العلّتین صار الإنسان یقدر بالقوة المتخیّلة أن یتخیّل و یتوهّم ما لا یقدر علیه بالقوی الحاسّة لأنّ هذه روحانیة و تلك جسمانیة، و لأنّها تدرك سائر محسوساتها فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 230
الجواهر الجسمانیة من خارج و القوة المتخیّلة إنّما تتخیّلها و تتصوّرها فی ذاتها. و الدلیل علی ما قلنا أفعال الصناع البشریین (ص، ر 3، 120، 7)- إنّ جوهر النفس له فعلان: فعل له بالقیاس إلی البدن، و هو السیاسة، و فعل له بالقیاس إلی ذاته و إلی مبادئه و هو الإدراك بالعقل؛ و هما متعاندان متمانعان، فإنّه إذا اشتغل بأحدهما انصرف عن الآخر، و یصعب علیه الجمع بین الأمرین (س، شن، 195، 18)- إنّ جوهر النفس لیس فیه قوة أن یفسد، و أما الكائنات التی تفسد فإنّ الفاسد منها هو المركّب المجتمع (س، شن، 206، 12)

جوهر نفسانی‌

- الجوهر النفسانی هو الأشخاص العالیة أو الحرث و النسل (ك، ر، 258، 1)- الجوهر النفسانی إمّا ناطقا و إمّا لا ناطقا (ك، ر، 258، 3)

جوهری‌

- الجوهری لا یخلو من أن یكون جامعا أو مفرّقا، أما الجامع فالواقع علی أشیاء كثیرة یعطی كل واحد منها حدّه و اسمه، فهو یجمعها بذلك؛ و الواقع علی أشیاء كثیرة بأن یعطی كلّ واحد منها اسمه و حدّه: إمّا أن یقع علی أشخاص كالإنسان الواقع علی كل واحد من أوحاد الناس، أعنی علی كل شخص إنسانی؛ و هذا هو المسمّی صورة، إذ هی صورة واحدة واقعة علی كل واحد من هذه الأشخاص؛ و إمّا أن یقع علی صور كثیرة كالحی الواقع علی كل صورة من صور الحیّ، كالإنسان و الفرس، و هذا هو المسمّی جنسا، إذ هو بجنس واحد واقع كل واحد من هذه الصور. و أمّا الجوهری المفرّق، فهو الفارق بین حدود الأشیاء، كالناطق الفاصل لبعض الحیّ من بعض؛ و هذا هو المسمّی فصلا، لفصله بعض الأشیاء من بعض (ك، ر، 125، 8)

جوهریة

- إنّ الجوهریة و العرضیة من صفات الذوات و لوازمها. و ما للذات بالذات لا یزول عنها و لا یتبدّل علیها، و إنّما تتبدّل الأحوال التی للذات عن غیرها بتبدّل نسبتها إلی غیرها (بغ، م 1، 442، 11)- إنّ الجوهریّة أیضا لیست فی الأعیان أمرا زائدا علی الجسمیّة، بل جعل الشی‌ء جسما بعینه هو جعله جوهرا، إذ الجوهریّة عندنا لیست إلّا كمال ماهیّة الشی‌ء علی وجه یستغنی فی قوامه عن المحلّ (سه، ر، 70، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 231

ح‌

حاجة

- إنّ الحاجة سابقة علی الوجود (ر، م، 127، 6)

حادث‌

- إنّ كل كائن تحت فلك القمر و كل حادث فی هذا العالم له وقت معلوم یحدث فیه لا یكون قبل و لا بعد، و له سبب موجب لكونه لا یكون إلّا به، و له بقعة مخصوصة لا یوجد إلّا هناك لا یعلم تفصیلها إلّا اللّه عزّ و جلّ (ص، ر 2، 116، 4)- إنّ كل حادث فی هذا العالم سریع النشوء، قلیل البقاء سریع الفساد فذلك عن حركة فی الفلك سریعة قصیرة الزمان قریبة الاستئناف، و كل حادث بطی‌ء النشوء طویل الثبات بطی‌ء البلی فذلك عن حركة بطیئة طویلة الزمان بعیدة الاستئناف (ص، ر 3، 246، 20)- إنّ كل حادث بعد ما لم یكن فله لا محالة مادة، لأنّ كل كائن یحتاج إلی أن یكون- قبل كونه- ممكن الوجود فی نفسه، فإنّه إن كان ممتنع الوجود فی نفسه لم یكن البتّة (س، شأ، 181، 7)- نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود؛ و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 18)- كل حادث فله مادة و له صورة (س، شأ، 283، 15)- إنّ الحركة لا تحدث بعد ما لم تكن إلّا لحادث، و ذلك الحادث لا یحدث إلّا بحركة مماسّة لهذه الحركة، و لا تبالی أی حادث كان ذلك الحادث: كان قصدا من الفاعل، أو إرادة، أو علما، أو آلة، أو طبعا، أو حصول وقت أوفق للعمل دون وقت، أو حصول تهیّؤ أو استعداد من القابل لم یكن، أو وصول من المؤثّر لم یكن؛ فإنّه كیف كان، فحدوثه متعلّق بالحركة لا یمكن غیر هذا (س، شأ، 375، 9)- الحادث بعد ما لم یكن، له قبل لم یكن فیه:
لیس كقبلیة الواحد التی هی علی الاثنین، التی قد یكون بها ما هو قبل. و ما هو بعد، معا، فی حصول الوجود. بل قبلیة قبل لا تثبت مع البعد (س، أ 2، 71، 6)- كل حادث فقد كان قبل وجوده ممكن الوجود، فكان إمكان وجوده حاصلا (س، أ 2، 78، 5)- الحادث یتقدّمه قوة وجود، و موضوع (س، أ 2، 84، 1)- إنّ كل حادث فإنّه قبل حدوثه: إما أن یكون فی نفسه ممكنا أن یوجد، أو محالا أن یوجد- و المحال أن یوجد لا یوجد، و الممكن أن یوجد قد سبقه إمكان وجوده (س، ن، 219، 19)- إمكان الوجود إنّما هو ما هو بالإضافة إلی ما هو إمكان وجود له فلیس إمكان الوجود جوهرا لا فی موضوع، فهو إذا معنی فی موضوع و عارض لموضوع. و نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك. فإذا كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، ن، 220، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 232
- إنّ الحركة لا تحدث بعد ما لم تكن إلّا بحادث، و ذلك الحادث لا یحدث إلّا بحركة مماسّة لهذه الحركة (س، ن، 253، 16)- الحادث: عبارة عن موجود بعد عدم (غ، م، 141، 15)- إنّ كل حادث فتسبقه مادة (غ، م، 201، 10)- كل حادث فهو قبل الحدوث بالقوة، أی هو قبل الحدوث ممكن الحدوث، فإمكان الحدوث سابق علی الحدوث (غ، م، 201، 11)- كل حادث فیفتقر إلی سبب (غ، م، 215، 20)- إنّ حدوث الحادث بغیر سبب، محال. و سببه لو كان موجودا من قبل، و كان لا یحدث، فإنّما كان لا یحدث، لافتقار السبب إلی مزید حالة و شریطة یستعدّ بها للإیجاد، فإذن لا یحدث السبب، ما لم یحدث تلك الحالة لسبب، و السؤال فی تلك الحالة لازم، و أنّها لم حدثت الآن، و لم تحدث قبلها، فتفتقر إلی السبب و كذلك یتسلسل، فیفتقر الحادث بالضرورة إلی أسباب لا نهایة لها (غ، م، 267، 10)- إنّ كل حادث فله مادة؛ إذ إمكان حدوثه قبل حدوثه، و هو وصف ثابت فلا بدّ له من محل؛ فلذلك لا یعدم الشی‌ء إلّا من مادة، حتی یبقی إمكان وجوده بعد عدمه، فی مادته (غ، م، 275، 23)- قالوا (الفلاسفة): كل حادث فالمادة التی فیه تسبقه، إذ لا یستغنی الحادث عن مادة؛ فلا تكون المادة حادثة، و إنّما الحادث الصور و الأعراض و الكیفیات الطارئة علی المواد (غ، ت، 64، 14)- لیس من ضرورة الحادث أن یكون له آخر (غ، ت، 70، 15)- فرقة أهل الحق و قد رأوا أنّ العالم حادث، و علموا ضرورة أنّ الحادث لا یوجد من نفسه فافتقر إلی صانع، فعقل مذهبهم فی القول بالصانع (غ، ت، 97، 6)- كل حادث فله سبب حادث إلی أن ینقطع التسلسل بالارتقاء إلی الحركة السماویة الأبدیة، التی بعضها سبب للبعض (غ، ت، 159، 19)- قیل (الفلاسفة): إنّ كل حادث مفتقر إلی مادة سابقة یكون فیها إمكان وجود الحادث و قوته (غ، ت، 201، 17)- كلّ حادث فهو بالقوة قبل أن یحدث (ج، ن، 93، 5)- إنّ كل حادث لا بدّ له من محدث (طف، ح، 55، 14)- كلّ ما لم یكن زمانا ثمّ حصل، فهو حادث.
و كلّ حادث إذا حدث، فشی‌ء ممّا توقّف علیه هو حادث، إذ لا یقتضی الحادث وجود نفسه، إذ لا بدّ من مرجّح فی جمیع الممكنات (سه، ر، 173، 1)- قالوا (الفلاسفة): إنّ كل حادث كان قبل الحدوث ممكن الوجود، و إمكانه لیس قدرة القادر علیه، بل القدرة من توابع الإمكان فیمكن حتی یقدر علیه. و لیس ممكنا فی الذهن فحسب بل و فی العین (سه، ل، 135، 5)- الفلاسفة یجوّزون وجود حادث عن حادث إلی غیر نهایة بالعرض لو كان ذلك متكرّرا فی مادة منحصرة، متناهیة، مثل أن یكون فساد الفاسد منهما شرطا فی وجود الثانی (ش، ته، 54، 13)- الحادث إنما یلزم أن یكون بالذات عن سبب حادث (ش، ته، 55، 8)- الحركة هی فی شی‌ء ضرورة. فلو كانت الحركة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 233
ممكنة قبل وجود العالم، فالأشیاء القابلة لها هی فی زمان ضرورة، لأن الحركة إنما هی ممكنة فیما یقبل السكون، لا فی العدم؛ لأن العدم لیس فیه إمكان أصلا، إلا لو أمكن أن یتحوّل العدم وجودا. و لذلك لا بد للحادث من أن یتقدّمه العدم كالحال فی سائر الأضداد.
و ذلك أن الحار إذا صار باردا، فلیس یتحوّل جوهر الحرارة برودة، و إنما یتحوّل القابل للحرارة و الحامل لها من الحرارة إلی البرودة (ش، ته، 63، 16)- برهان أن كل حركة محدثة قبلها زمان، أن كل حادث لا بد أن یكون معدوما، و لیس یمكن أن یكون فی الآن الذی یصدق علیه أنه حادث معدوما. فبقی أن یصدق علیه أنه معدوم فی آن آخر غیر الآن الذی یصدق علیه فیه أنه وجد بین كل آنین زمان لا یلی آن آنا كما لا تلی نقطة نقطة. و قد تبیّن ذلك فی العلوم. فإذن قبل الآن الذی حدثت فیه الحركة زمان ضرورة، لأنه متی تصوّرنا آنین فی الوجود حدث بینهما زمان و لا بد (ش، ته، 64، 22)- كل حادث فهو ممكن قبل حدوثه (ش، ته، 75، 22)- كل حادث فله محدث (ش، ته، 93، 2)- كما أن الموجود الأزلی أحق بالوجود من الغیر الأزلی، كذلك ما كان حدوثه أزلیا أولی باسم الحادث مما حدوثه فی وقت ما. و لو لا كون العالم بهذه الصفة، أعنی أن جوهره فی الحركة، لم یحتج العالم بعد وجوده إلی البارئ سبحانه كما لا یحتاج البیت إلی وجود البناء بعد تمامه و الفراغ منه إلا لو كان العالم من باب المضاف كما رام ابن سینا أن یبیّنه (ش، ته، 107، 20)- ما لا یخلو عن الحوادث فی الشاهد هو حادث علی أنه حادث من شی‌ء لا من لا شی‌ء (ش، ته، 134، 15)- حدّ الحادث هو الموجود بعد العدم (ش، ته، 252، 16)- الحادث لیس یمكن أن یكون عن فعل قدیم بلا واسطة إن سلّمنا لهم (الأشعریة) أنه یوجد عن إرادة قدیمة (ش، م، 136، 13)- الحادث … فاسد ضرورة (ش، ن، 80، 14)- كل حادث فإنّه مسبوق بإمكان حدوثه، و ذلك الإمكان یستدعی محلّا (ر، ل، 49، 16)- كل حادث فإنّ عدمه قبل وجوده و لیس كونه قبله هو نفس العدم، فإنّ العدم قد یكون قبل و بعد و القبل لا یكون بعد فتلك القبلیة صفة وجودیة. فلا بدّ من شی‌ء تكون تلك الصفة عارضة له، و الذی تكون القبلیة عارضة له هو الزمان. فقبل كل حادث زمان لا إلی بدایة (ر، ل، 92، 11)- أمّا الحادث؛ فقد یطلق، و یراد به ما یفتقر إلی العلّة، و إن كان غیر مسبوق بالعدم، كالعالم.
و قد یطلق علی ما لوجوده أوّل، و هو مسبوق بالعدم. فعلی هذا یكون العالم، إن سمّی عندهم قدیما، فباعتبار أنّه غیر مسبوق بالعدم؛ و إن سمّی حادثا، فباعتبار أنّه مفتقر إلی العلّة فی وجوده (سی، م، 126، 3)- إنّ كل حادث من الحوادث ذاتا كان أو فعلا لا بدّ له من طبیعة تخصّه فی ذاته و فیما یعرض له من أحواله (خ، م، 28، 13)- الحادث ما یكون مسبوقا بالعدم و یسمّی حدوثا زمانیّا. و قد یعبّر عن الحدوث بالحاجة إلی الغیر و یسمّی حدوثا ذاتیّا (جر، ت، 85، 1)- ذهب جمهور الملّیین، إلی أنّ العالم بجملته- و هو ما سوی ذات اللّه تعالی و صفاته، من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 234
الجواهر و الأعراض، علویّة كانت أو سفلیّة- حادث، أی كائن بعد أن لم یكن (ط، ت، 65، 10)- القدیم یجب أن یكون سابقا علی كل حادث.
إذ المراد بالقدیم ما لا یكون مسبوقا بالعدم، و بالحادث ما یكون مسبوقا به (ط، ت، 71، 1)- إنّ لكل حادث قبل حدوثه متعلّقا، هو محل لإمكانه. و هذا الإمكان یسمّی قوة لذلك المحل، و بالنسبة إلی ذلك الحادث ما لم یوجد. فیقال لهیولی النطفة قوة كونه إنسانا، و ذلك المحل موضوع بالنسبة إلی هذا الإمكان، و هو عرض حالّ فیه (ط، ت، 115، 15)- ثبت لكل حادث شروط متعاقبة غیر متناهیة، متواردة علی محلّ (ط، ت، 121، 6)

حادث من الحركات‌

- إنّ كل حادث من الحركات فی الهواء و الانفعالات سببها الطبیعی لیس نفسه، و إلّا دام بدوامه. و الجرم قد علمت أنّه لا یقتضی الحركة بطبعه، و الأفلاك لا تزاحم ما تحتها فی الأمكنة فلا تدفعها (سه، ل، 111، 10)

حاسّ‌

- الحاسّ- قوة نفسانیة مدركة لصورة المحسوس مع غیبة طینته (ك، ر، 167، 12)

حاسّة

- الإدراك إنما هو للنفس، و لیس للحاسّة إلّا الإحساس بالشی‌ء و لیس للمحسوس إلّا الانفعال (ف، ت، 3، 5)- إنّ الحاسّة قد تنفعل عن المحسوس و تكون النفس لاهیة فیكون الشی‌ء غیر محسوس و لا یدرك (ف، ت، 3، 7)- إنّ لكل حاسّة مدركات بالذات و مدركات بالعرض و هی لا تخطئ فی مدركاتها التی لها بالذات، و إنّما یدخل علیها الخطأ و الزلل فی المدركات التی لها بالعرض (ص، ر 3، 381، 23)- إنّ كل حاسّة فإنّها تدرك محسوسها و تدرك عدم محسوسها؛ أما محسوسها فبالذات، و أما عدم محسوسها كالظلمة للعین و السكوت للسمع و غیر ذلك فإنّها تكون بالقوة لا بالفعل (س، شن، 57، 8)- متی عدمنا حاسة ما عدمنا معقولها. و كذلك متی تعذّر علینا حسّ شی‌ء ما فاتنا معقوله، و لم یمكن حصوله لنا إلا علی جهة الشهرة (ش، ما، 156، 6)

حاسّة الإبصار

- لما كانت هذه الحاسة (الذوق) و حاسة الإبصار یدركان محسوساتهما فی موضوعاتهما الأول اشتركتا فی إدراك الشكل و المقدار (ش، ن، 61، 7)- إن حاسة البصر إنما تدرك تضادا واحدا و هو الأبیض و الأسود من جهة أنه لیس یقترن بذلك تضاد آخر (ش، ن، 62، 18)

حاسّة الذوق‌

- لما كانت هذه الحاسة (الذوق) و حاسة الإبصار یدركان محسوساتهما فی موضوعاتهما الأول اشتركتا فی إدراك الشكل و المقدار (ش، ن، 61، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 235

حاسّة السمع و الشم‌

- أما حاسة السمع و الشم فلمّا كانت تدرك محسوساتها و قد انفصلت عن موضوعاتها الأول، لم یوجد لها هذا المحسوس المشترك (ش، ن، 61، 9)

حاصر و محصور

- الحاصر و المحصور هما و النوع شی‌ء واحد بالعدد (ش، ت، 147، 15)

حاضر

- توهّم القبلیة و البعدیة فی الحركة المحدثة، فشی‌ء موجود فی جوهرها. فإنه لیس یمكن أن تكون حركة محدثة إلا فی زمان، أعنی أن یفضل الزمان علی ابتدائها. و كذلك لا یمكن أن یتصوّر زمان له طرف، لیس هو نهایة لزمان آخر، إذ كان حدّ الآن أنه الشی‌ء الذی هو نهایة للماضی، و مبدأ للمستقبل، لأن الآن هو الحاضر، و الحاضر هو وسط ضرورة بین الماضی و المستقبل. و تصوّر حاضر لیس قبله ماض هو محال (ش، ته، 64، 15)- الزمان إن لم یوجد له مبدأ أول حادث فی الماضی، لأن كل مبدأ حادث هو حاضر، و كل حاضر قبله ماض، فما یوجد مساوقا للزمان و الزمان مساوقا له، فقد یلزم أن یكون غیر متناه و الّا یدخل منه فی الوجود الماضی إلا أجزاءه التی یحصرها الزمان من طرفیه كما لا یدخل فی الوجود المتحرّك من الزمان فی الحقیقة، إلا الآن؛ و لا من الحركة إلا كون المتحرّك علی العظم الذی یتحرّك علیه فی الآن الذی هو سیّال (ش، ته، 85، 28)- من ضرورة الحاضر تقدّم الماضی قبله (ش، سط، 125، 17)

حافظة

- إنّ وراء المشاعر الظاهرة شركا و حبائل لاصطیاد ما یقنصه الحس من الصورة. و من ذلك قوة تسمّی مصوّرة و قد رتّبت فی مقدم الدماغ و هی التی تستثبت صور المحسوسات بعد زوالها عن مسامتة الحواس و ملاقاتها فتزول عن الحس و تبقی فیها. و قوة تسمّی وهما و هی التی تدرك من المحسوس ما لا یحس مثل القوة فی الشاة إذا تشبّح صورة الذئب فی حاسة الشاة فتشبّحت عداوته و رداءته فیها إذ كانت الحاسّة لا تدرك ذلك. و قوة تسمّی حافظة و هی خزانة ما یدركه الوهم كما أن المصورة خزانة ما یدركه الحس. و قوة تسمّی مفكّرة و هی التی تتسلّط علی الودائع فی خزانتی المصوّرة و الحافظة فیخلط بعضها ببعض و یفصل بعضها عن البعض. و إنما تسمّی مفكّرة إذا استعملها روح الإنسان و العقل فإن استعملها الوهم سمّیت متخیّلة (ف، ف، 12، 8)- أما القوی المدركة فی الباطن فمنها القوة التی ینبعث منها قوی الحواسّ الظاهرة و تجتمع بتأدیتها إلیها و تسمّی الحسّ المشترك …
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواسّ إلیه من صور المحسوسات، حتی إذا غابت عن الحسّ بقیت فیه بعد غیبها.
و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوهما مقدّم الدماغ. و هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ، مثل القوة فی الشاة التی تدرك من الذئب ما لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ- فإنّ الحسّ لا یؤدّی إلّا الشكل و اللون؛ فأمّا أنّ هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخری و تسمّی وهما. و كما أنّ للحسّ خزانة هی المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 236
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 20)- جرت العادة بأن یسمّی مدرك الحسّ صورة و مدرك الوهم معنی، و لكل واحد منهما خزانة. فخزانة مدرك الحسّ هی القوة الخیالیة، و موضعها مقدّم الدماغ، فلذلك إذا حدثت هناك آفة فسد هذا الباب من التصوّر، إما بأن تتخیّل صورا لیست أو یصعب استثبات الموجود فیها. و خزانة مدرك الوهم هی القوة التی تسمّی الحافظة، و معدنها مؤخّر الدماغ (س، شن، 149، 1)- كما أنّ للحسّ المشترك خزانة هی المصوّرة فكذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة، و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ر، 28، 17)- قوة تسمّی حافظة و هی خزانة ما یدركه الوهم كما أنّ الصورة خزانة ما یدركه الحسّ (س، ر، 62، 11)- القوة الحافظة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف المؤخّر من الدماغ تحفظ ما تدركه القوة الوهمیة من المعانی الغیر المحسوسة الموجودة فی المحسوسات الجزئیة. و نسبة القوة الحافظة إلی القوة الوهمیة، كنسبة القوة التی تسمّی خیالا بالقیاس إلی الحسّ. و نسبة تلك القوة إلی المعانی كنسبة هذه القوة إلی الصور المحسوسة (س، ف، 62، 11)- القوی الباطنة إمّا أن تكون مدركة أو متصرّفة:
أمّا المدركة فأمّا أن تكون مدركة للصور و هی الجنس المشترك و خزانته الخیال، أو مدركة للمعانی الجزئیة القائمة بالأشخاص الجسمانیة كعداوة هذا الحیوان و صداقة ذلك و هو المسمّی بالوهم و خزانته الحافظة؛ و أمّا المتصرّفة فهی القوة التی إن استعملتها النفس الإنسانیة سمّیت مفكّرة و هی التی تركّب الصور بعضها مع البعض و تركّب المعانی بعضها مع البعض و تركّب الصور مع المعانی. فهذا مجموع القوی الباطنة (ر، ل، 69، 17)- الحافظة لإیداع المدركات كلّها متخیّلة و غیر متخیّلة و هی لها كالخزانة تحفظها لوقت الحاجة إلیها (خ، م، 77، 24)- الحافظة، و هی قوة حافظة للصور التی أدركها الوهم، فهی كالخزانة له، بمنزلة الخیال للحسّ المشترك (ط، ت، 320، 18)

حاكم‌

كما أن الحاكم الجاهل بالسنّة إذا أخطأ فی الحكم لم یكن معذورا، كذلك الحاكم علی الموجودات إذا لم توجد فیه شروط الحكم، فلیس بمعذور، بل هو إما آثم و إما كافر. و إذا كان یشترط فی الحاكم فی الحلال و الحرام أن تجتمع له أسباب الاجتهاد- و هو معرفة الأصول و معرفة الاستنباط من تلك الأصول بالقیاس- فكم بالحریّ أن یشترط ذلك فی الحاكم علی الموجودات، أعنی أن یعرف الأوائل العقلیة و وجه الاستنباط منها (ش، ف، 44، 3)

حال‌

- یقال: ما الحال؟ الجواب هو كیفیة سریعة الزوال (تو، م، 313، 16)- الحال هی ما لا یتطاول زمانه و لا یستقرّ فی موضوعه، و الملكة هی ما استقرّ فیه و طال زمانه من ذلك. ثم قالوا (الفلاسفة) إنّ الحال ما كان مثل صفرة الوجل و حمرة الخجل، و الملكة ما كان مثل صفرة من كان به سوء مزاج فی الكبد أو سواد الحبشی (بغ، م 2، 18، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 237
- إنّ الكیفیات النفسانیة إذا لم تكن راسخة سمّیت حالا، و أمّا إذا صارت مستحكمة سمّیت ملكة (ر، م، 319، 7)- أثبتوا (المعتزلة) واسطة سمّوها بالحال، و حدّوها بأنّها صفة لموجود لا یوصف بالوجود و لا بالعدم (ر، مح، 53، 3)- أمّا الحال فهو الآن (ر، مح، 72، 19)

حال متجدّدة

- الذی لا مخلص للأشعریة منه، هو إنزال فاعل أول، أو إنزال فعل له أول، لأنه لا یمكنهم أن یضعوا أن حالة الفاعل من المفعول المحدث تكون فی وقت الفعل، هی بعینها حالته، فی وقت عدم الفعل. فهنا لك لا بد حالة متجدّدة، أو نسبة لم تكن. و ذلك ضروری: إما فی الفاعل، أو فی المفعول، أو فی كلیهما. و إذا كان ذلك كذلك، فتلك الحال المتجدّدة، إذا أوجبنا أن لكل حال متجدّدة فاعلا، لا بد أن یكون الفاعل لها: إما فاعلا آخر، فلا یكون ذلك الفاعل هو الأول، و لا یكون مكتفیا بفعله بنفسه بل بغیره. و إما أن یكون الفاعل لتلك الحال التی هی شرط فی فعله، هو نفسه، فلا یكون ذاك الفعل الذی فرض صادرا عنه أولا، بل یكون فعله لتلك الحال التی هی شرط فی المفعول قبل فعل المفعول. و هذا لازم ضرورة، إلّا أن یجوّز مجوّز أن من الأحوال الحادثة فی الفاعلین ما لا یحتاج إلی محدث.
و هذا بعید إلا علی من یجوّز أن هاهنا أشیاء تحدث من تلقائها، و هو قول الأوائل من القدماء الذین أنكروا الفاعل، و هو قول بیّن السقوط بنفسه (ش، ته، 29، 26)

حالات‌

- الحركات و الأعراض و المضاف و الحالات بیّن من أمرها أنها لیست تعرّف جواهر الأشیاء الموجودات أعنی المسمّاة جواهر (ش، ت، 279، 13)- یرید (أرسطو) بالآلام الكیفیات المنسوبة للحواس مثل الحرارة و البرودة، و بالحالات النوع من الكیف الذی یسمّی حالا و ملكة؛ و أما الألفاظ فیشبه أن یكون أراد بها المعقولات الثوانی (ش، ت، 280، 1)

حامل للصورة

- إنّ الحامل للصورة إمّا أن یكون حاملا لها بوحدانیتها أو بمشاركة غیرها. فالذی لا یكون بمشاركة الغیر فهو مثل الهیولی الحاملة للصورة الجسمیة، و الذی یكون بمشاركة شی‌ء آخر فیكون لا محالة لتلك الأشیاء اجتماع و تركیب (ر، م، 519، 20)

حامل للقوة القریبة للشی‌ء

- الحامل للقوة القریبة للشی‌ء هو الذی لیس یوصف الشی‌ء الذی هو قوی علیه بذلك الموضوع باسمه الذی هو مثال أول بل باسم مشتق من اسم ذلك الموضوع. مثال ذلك إن الصنم لیس یقال فیه إنه نحاس بل نحاسیّ و لا الصنم إذا أشیر إلیه و إلی النحاس یقال إنه ذاك بل ذاكی (ش، ت، 1172، 16)

حاو

- الحاوی بمنزلة الصورة للمحوی و المحاط به (ش، سم، 83، 1)- لا یجوز أن یكون الحاوی علّة لوجود المحوی و إلّا لكان الحاوی متقدّما علی وجود المحوی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 238
فیكون وجود الحاوی مقارنا لإمكان عدم المحوی و وجود الحاوی مع عدم المحوی هو الخلاء، فیكون الخلاء ممكنا لذاته و قد كان ممتنعا لذاته هذا خلف (ر، ل، 104، 2)

حجج‌

- نعلم یقینا أنه لیس شی‌ء من الحجج أقوی و أنفع و أحكم من شهادات المعارف المختلفة بالشی‌ء الواحد، و اجتماع الآراء الكثیرة، إذ العقل، عند الجمیع، حجّة. و لأجل إن ذا العقل ربما یخیّل إلیه الشی‌ء بعد الشی‌ء، علی خلاف ما هو علیه، من جهة تشابه العلامات المستدلّ بها علی حال الشی‌ء، احتیج إلی اجتماع عقول كثیرة مختلفة. فمهما اجتمعت، فلا حجّة أقوی، و لا یقین أحكم من ذلك (ف، ج، 81، 16)

حجی‌

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 11)

حدّ

- إنّ الغرض بالحدّ هو الإحاطة بجوهر المحدود علی الحقیقة حتی لا یخرج منه ما هو فیه و لا یدخل فیه ما لیس منه. و لذلك صار لا یحتمل زیادة و لا نقصانا، إذ كان مأخوذا من الجنس و الفصول المحدثة للنوع، إلّا ما كان من الزیادات من آثار فصوله المحدثة لنوعه بالكلّ لا بالجزء، كالضحّاك للإنسان و ذی الرجلین فیه و أشباه ذلك. و لذلك قیل فی الحدّ إنّه لا یحتمل الزیادة و النقصان، و إنّ الزیادة فیه نقصان من المحدود، و النقصان منه زیادة فی المحدود (جا، ر، 97، 11)- الحدّ له أجزاء و المحدود قد لا تكون له أجزاء و ذلك إذا كان بسیطا، و حینئذ یخترع العقل شیئا یقوم مقام الجنس و شیئا مقام الفصل؛ و أما فی المركّب فإن الجنس یناسب المادة و الفصل یناسب الصورة (ف، ت، 6، 1)- الحدّ یجب أن یكون لموجود فإن الفصل هو الذی یحقّقه و هو المقوّم لوجوده (ف، ت، 11، 7)- الحدّ یؤلّف من جنس و فصل كما یقال الإنسان حیوان ناطق فیكون الحیوان جنسا و الناطق فصلا (ف، ف، 22، 13)- إنّ الحدّ هو قول ما، و قد یعنی به مرسوما، فإنّ الرسم أیضا هو قول ما (ف، حر، 64، 1)-" الحدّ" یعرّف جوهر الشی‌ء، و یدلّ" قوام" علی جوهر الشی‌ء (ف، حر، 101، 3)- الحدّ لیس فیه حكم و لا إثبات شی‌ء لشی‌ء، و نفی شی‌ء عن شی‌ء، لكنّه قول دالّ علی أمر دلالة مفصّلة، كما أنّ الاسم دالّ علیه دلالة مجملة، مثال ذلك: النقطة، فإنّه سواء قلت شی‌ء ما لا جزء له، أو قلت نقطة من قبل أنّ قولی نقطة لیس فیه حكم، كذلك قولی شی‌ء ما لا جزء له لا حكم فیه (تو، م، 284، 4)- یقال: ما الحدّ؟ الجواب: هو قول دالّ علی طبیعة الشی‌ء الموضوع بمنزلة ما هو سواه (تو، م، 316، 6)- الحكماء إنّما یقصدون فی التحدید لا التمییز الذاتی فإنّه ربما حصل من جنس عال و فصل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 239
سافل كقولنا الإنسان جوهر ناطق مائت، بل إنّما یریدون من التحدید أن ترتسم فی النفس صورة معقولة مساویة للصورة الموجودة. فكما أنّ الصورة الموجودة هی ما هی بكمال أوصافها الذاتیة فكذلك الحدّ إنّما یكون حدّ الشی‌ء إذا تضمّن جمیع الأوصاف الذاتیة بالقوة أو بالفعل، فإذا فعلوا هذا تبعه التمییز و طالب التحدید للتمییز كطالب معرفة شی‌ء لأجل شی‌ء آخر (س، ح، 4، 10)- حدّ الحدّ ما ذكره الحكیم فی كتاب طوبیقا أنّه القول الدالّ علی ماهیة الشی‌ء، أی علی كمال وجوده الذاتی و هو ما یتحصّل له من جنسه القریب و فصله (س، ح، 10، 6)- إنّ الحدّ كما وقع علیه الاتفاق من أهل الصناعة مؤلّف من جنس و فصل، و كل واحد منهما مفارق للآخر، و مجموعهما هو جزء الحدّ، و لیس الحدّ إلّا ماهیّة المحدود، فتكون نسبة المعانی المدلول علیها بالجنس و الفصل إلی طبیعة النوع كنسبتها فی الحدّ إلی المحدود (س، شأ، 236، 4)- إنّ الحدّ یفید بالحقیقة معنی طبیعة واحدة. مثلا إنّك إذا قلت: الحیوان الناطق، یحصل من ذلك معنی شی‌ء واحد هو بعینه الحیوان الذی ذلك الحیوان هو بعینه الناطق (س، شأ، 241، 5)- كل حدّ فإنّه تصوّر عقلی صادق أن یحمل علی المحدود، و الجزئی فاسد إذا فسد لم یكن محدودا بحدّه (س، شأ، 247، 7)- الحدّ عبارة عن الجمع بین: الجنس، و الفصل (غ، م، 141، 3)- الحدّ أبدا یجب أن یكون محمولا علی المجری الطبیعی (ج، ر، 108، 20)- اصطلح بعض الناس علی تسمیة القول الدالّ علی ماهیّة الشی‌ء" حدّا" و یكون دالّا علی الذاتیّات و الأمور الداخلة فی حقیقته، و معرّف الحقیقة من الخارجیّات" رسما" (سه، ر، 19، 8)- إن الحدّ یظهر من أمره أن فیه جزءا متقدّما و جزءا متأخّرا، و أن الجزء المتقدّم فیه أولی بالوجود من المتأخّر، و أنه إذا لم یوجد المتقدّم لم یوجد المتأخّر. فإن كان للجزء المتقدّم حدّ و هو الجنس مثلا و كان للجزء المتقدّم أیضا من ذلك الحدّ و مرّ الأمر إلی غیر نهایة، لم یكن هنا لك أول متقدّم، و إذا لم یوجد أول متقدّم لم یكن أخیر لأن الأخیر إنما هو أخیر للمتقدّم، فترتفع الحدود و تبطل المعارف إن كانت الصور التی بیّنت المحدود غیر متناهیة (ش، ت، 35، 7)- یلزم أن تختلف حدود الأوائل لأن الحدّ الذی یكون للأوائل من حیث هی أجناس و كلّیات غیر الحدّ الذی یكون لها من حیث هی أجزاء الشی‌ء المأخوذ فی حدّه (ش، ت، 224، 10)- الحدّ إنما هو لما هو بالفعل (ش، ت، 384، 15)- الحدّ هو الذی یدلّ علی ما یدلّ علیه الاسم (ش، ت، 462، 16)- الكلمة أی الحدّ صورة عامة جنسیة لأجزائه أی للحدود التی تحته (ش، ت، 484، 2)- الحدّ ینقسم أبدا إلی جزءین جنس و فصل، كل واحد من هذین ینقسم إلی حدّ شی‌ء آخر و هو الموضوع لهما. و هذا هو شأن كل حدّ أعنی أنه ینقسم إلی جزءین أقل ذلك (ش، ت، 538، 8)- إن الحدّ نهایة فی المعرفة و فی الوجود لأن ما كان نهایة فی المعرفة فهو نهایة فی الوجود (ش، ت، 630، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 240
- الذی یدل علیه … الحدّ هو جوهر الشی‌ء الذی هو و الشی‌ء واحد بعینه (ش، ت، 786، 3)- الحدّ یعرّف جوهر الشی‌ء (ش، ت، 787، 1)- إنما الحدّ المعرّف ماهیّة الشی‌ء للأشیاء التی هی كل و واحد (ش، ت، 795، 1)- الحدّ لیس هو كل قول یدل علی ما یدل علیه اسم الشی‌ء بل یجب أن یكون القول مع موافقته للاسم یدل منه علی المحمولات الجوهریة التی بها قوامه (ش، ت، 796، 8)- إن الحدّ لا یوجد للأعراض لكونها مركّبة من جوهر و عرض (ش، ت، 796، 8)- إن الحدّ یقال علی أنواع كثیرة علی عدد ما یقال فی جواب ما هو (ش، ت، 800، 7)- إن نسبة الحدّ ینبغی أن تكون إلی الحدّ كنسبة الماهیّة إلی الماهیّة (ش، ت، 800، 18)- یكون الحدّ بنوع أول و مبسوط للجوهر لأنه الموجود المبسوط، ثم یكون للعرض أیضا كمثل ما هو العرض فی وجوده لا مثل ما هو بنوع مبسوط إذ كان لیس موجودا بنوع مبسوط بل بتقیید (ش، ت، 804، 5)- إن الحدّ بنوع أول و بإطلاق (ش، ت، 808، 8)- كانت الأعراض مع موضوعاتها صنفین: إما أعراض هی فی موضوعات بالعرض مثل البیاض للإنسان، و إما أعراض هی فی موضوعات بالذات مثل الفطس فی الأنف و الذكورة فی الحیوان. و كان الصنف الأول من الأعراض أعنی الذی هو فی موضوعات غیر محصّلة لیس له حدّ أصلا لا بمعنی متقدّم و لا بمعنی متأخّر إذ كان الحدّ إنما یدلّ علی أمور محصّلة للمحدود (ش، ت، 815، 3)- الحدّ الذی یكون فیه الزیادة، و هی حدود الأعراض، یعرض فیه إذا ریم أن یحدّ المجموع من العرض و الموضوع له أن یذكر الشی‌ء الواحد و هو الموضوع فی الحدّ مرتین، لأنّه إذا ریم حدّ المجموع من العرض و الجوهر لا بد أن یحدّ الموضوع علی حدة و العرض علی حدة، و لأن العرض إذا حدّ علی حدّة أخذ فی حدّه الموضوع فیلزم ضرورة أن یذكر الموضوع فی الحدّ مرتین (ش، ت، 819، 9)- إنّ الحدّ إذا فهم منه أنه المعطی لماهیّة الشی‌ء الخاصة به، و أنه مطابق للاسم، و أنه لیس فیه زیادة و لا تكرار، لزم أن لا یكون لما سوی الجوهر حدود. و إذا أخذت ما سوی الجوهر من حیث أنها أمور موجودة لزم أن یكون لها حدود (ش، ت، 820، 16)- إن الحدّ هو الذی یدلّ علی ماهیّة الشی‌ء، و إنه إنما یوجد للجوهر فقط؛ و إن وجد لسائر المقولات فبتأخیر (ش، ت، 890، 8)- إن الحدّ و المحدود شی‌ء واحد بالفعل و إنما الكثرة فی أجزائه بالقوة (ش، ت، 890، 9)- الحدّ إنما هو للأجزاء المتقدّمة علی النوع (ش، ت، 909، 1)- إن الحدّ هو للمعنی الكلّی و الصورة أی للصورة العامة و الخاصة لا للمعنی المجتمع من المادة و الصورة (ش، ت، 919، 16)- الحدّ كلمة واحدة تدل علی جوهر واحد أی لأن ما یدل علیه الحدّ هو جوهر واحد. فإذا یجب أن یكون الحدّ لشی‌ء واحد لأنه یدل من الشی‌ء علی جوهر واحد (ش، ت، 947، 4)- إن الحدّ هو قول مركّب من فصول (ش، ت، 953، 12)- أمّا الحدّ الذی یدل علی مثل هذا النوع من الموجود الذی هو الصورة فلیس له فساد و ذلك أن لیس له كون (ش، ت، 984، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 241
- لما كان الذی هو ماهیّة الشی‌ء هو جوهر، و القول الدال علیه هو المسمّی حدّا، بالواجب ما جعلنا مبدأ النظر فی طبیعة الجوهر من النظر فی الحدّ (ش، ت، 1026، 12)- كان الحدّ ذا أجزاء لأنه قول مركّب (ش، ت، 1026، 17)- إن الحدّ یدل علی الصورة (ش، ت، 1035، 9)- الحدّ قول یوصف فیه شی‌ء بشی‌ء و یقیّد فیه شی‌ء بشی‌ء (ش، ت، 1063، 8)- إن الحدّ یجب أن یكون فیه ما یدل علی الصورة و ما یدل علی الشی‌ء الذی یجری مجری العنصر (ش، ت، 1063، 12)- إن الحدّ یشبه العدد من قبل أن الحدّ ینقسم إلی أشیاء لا تنقسم، كما أن العدد ینقسم إلی أشیاء لا تنقسم،. إنما الفرق بینهما أن الذی لا ینقسم فی الأعداد هی الآحاد و فی الحدّ هی المادة و الصورة (ش، ت، 1065، 12)- الحدّ إن لم یشتمل علی العلّة التی من قبلها وجدت الصورة لم یكن الحدّ بیّنا و لا تامّا (ش، ت، 1080، 13)- أما الحدّ فإنه قول واحد لیس بحروف الرباط مثل شعر أومیرش الذی سمّی كتاب الناس فإن هذا الشعر إنما هو واحد بالرباط، بل الحدّ إنما صار واحدا لأنه صار لشی‌ء واحد و هو الإنسان (ش، ت، 1092، 2)- الحدّ مؤلّف من جنس و فصل (ش، ما، 54، 7)- الحدّ یعرّف جوهر الشی‌ء (ش، ما، 66، 18)- الحدّ … هو قول یعرّف ماهیة الشی‌ء بالأمور الذاتیة التی بها قوامه (ش، ما، 66، 22)- الحدّ إنما یوجد أولا و بنوع متقدّم للجوهر، و إن وجوده لسائر المقولات إن وجد فبتأخّر.
و ذلك أن سائر المقولات، و إن كان تلفی لها محمولات ذاتیة تأتلف منها حدودها، بمنزلة ما یوجد الأمر فی الجوهر، فإنها مضطرة أن یلفی فی حدودها مع هذا حدّا لجوهر، إذ كانت ممّا لا تقوّم بنفسها، و ذلك إما بالقوة القریبة و إما بالفعل (ش، ما، 68، 5)- الحدّ ذو أجزاء كثیرة لیست آحادا (ش، ما، 88، 9)- متی أتینا فی الحدّ بالجنس البعید دون القریب فلیس یكون القریب منطویا فیه. و لذلك كانت الحدود التی بهذه الصفة حدودا ناقصة و كان هذا الوجود الذی نفهمه الأجناس هو وجود متوسط بین الصورة التی بالفعل و بین الهیولی الأولی التی لا صورة لها، و هو فی ذلك كما قلنا علی مراتب (ش، ما، 90، 20)- لیس ینبغی أن یطلب الحدّ فی جمیع الأشیاء علی وتیرة واحدة، فإنه لیس لكل الأشیاء أجناس و فصول بل بعض الأشیاء یحدّ من مقابلاتها و بعض بمفعولاتها و بعض بأفعالها أو انفعالاتها، و بالجملة بلوازمها (ش، ما، 101، 3)- الحدّ مركّب من الجنس و الفصل (ر، م، 12، 15)- الحدّ قول دالّ علی ماهیّة الشی‌ء، و عند أهل اللّه الفصل بینك و بین مولاك كتعبّدك و انحصارك فی الزمان و المكان المحدودین (جر، ت، 87، 4)

حدّ أوسط

- الحدّ الأوسط قد یحصل من ضربین من الحصول: فتارة یحصل بالحدس، و الحدس هو فعل للذهن یستنبط به بذاته الحدّ الأوسط و الذكاء قوة الحدس؛ و تارة یحصل بالتعلیم،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 242
و مبادئ التعلیم الحدس، فإنّ الأشیاء تنتهی لا محالة إلی حدوس استنبطها أرباب تلك الحدوس ثم أدّوها إلی المتعلّمین (س، شن، 219، 20)- إنّ الأمور المعقولة التی نتوصّل إلی اكتسابها بعد الجهل بها، إنّما نتوصّل إلی اكتسابها بحصول الحدّ الأوسط فی القیاس (س، ف، 122، 7)- أعنی بالحدّ الأوسط العلّة الموجبة للتصدیق بوجود شی‌ء أو عدمه، أی الدلیل المعرّف للحكم (س، ف، 196، 2)- سبب علّة الأشیاء التی لا یمكن أن تكون بنوع آخر هو الحدّ الأوسط الذی یوجد فی القیاس الذی ینتجها. و ذلك أنه إن كان الحدّ الأوسط من طبیعة الممكن كان ذلك الشی‌ء من طبیعة الممكن، و إن كان من طبیعة الضروری كان ذلك الشی‌ء من طبیعة الضروری. و هذا أیضا علی قسمین: إما أن یكون الحدّ الأوسط علّة له فیكون من الأشیاء التی إنما صارت ضروریة من قبل أن عللها ضروریة بذاتها، و إن كان الحدّ الأوسط لیس علّة صارت تلك الأشیاء ضروریة بذاتها و جوهرها لا لعلّة أوجبت لها الضرورة.
و هذه هی الأشیاء البسیطة التی لا علل لها (ش، ت، 521، 16)

حدّ بإطلاق‌

- إن الحدّ بإطلاق إنما یوجد للجواهر (ش، ت، 799، 4)

حدّ البرهان‌

- لا یمكن أن یكون لجمیع الأقاویل الجازمة برهان بل یجب ضرورة أن یكون البرهان من بعضها علی بعض أو علی واحد منها أقل ذلك، فإن حدّ البرهان إنما یكون من الأوائل المعروفة بنفسها … من أنه قیاس یأتلف من مقدّمات یقینیة (ش، ت، 196، 11)

حدّ تام‌

- إن الحدّ التام هو القول الذی إذا وفّاه موفّ لم تكن فیه هویّة بالفعل یسئل عنها بحرف ما هو إذ كان قد أتی فیه بالماهیة التی هی نفس وجود ذلك الشی‌ء و لم یكن فیه هویّة زائدة علی هویّته (ش، ت، 789، 2)

حدّ حقیقی‌

- إن الحدّ الحقیقی إنما هو للجواهر من قبل أن لها أجناسا و فصولا و لیس یوجد فی حدّها زیادة، و أن الأعراض لیس لها حدود من قبل أن حدودها تدخل فیها حدود موضوعاتها، و هی لیست بأجناس لها و إنما هی طبائع أخر غیرها (ش، ت، 814، 11)- إن الجوهر الذی هو الصورة له حدّ بنوع ما و لیس له الحدّ الحقیقی، و ذلك أن حدّ هذا الجوهر یظهر فیه غیره و هو الموضوع، و أما الحدّ الحقیقی الذی لیس یظهر فیه غیره فلیس لهذا النوع من المحدودة (ش، ت، 938، 13)

حدّ الشی‌ء

- إنّ الشی‌ء یذكر فی حدّه الذاتیّ العامّ و الخاصّ (سه، ر، 20، 12)

حدّ صحیح‌

- إن كان البرهان و الحدّ الصحیح یجب أن یكون من الأمور الضروریة الدائمة، فبیّن أنه كما لا یمكن أن یكون علم و لا جهل لما لیس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 243
بضروری بل ظن، كذلك لیس یمكن أن یكون علم للأشیاء التی یمكن أن تكون بحال و یمكن أن تكون بخلافه (ش، ت، 985، 17)

حدّ المتضادات‌

- إن حدّ المتضادّات ینطبق علی المختلفات التی فی الغایة فی جنس واحد، فإن المتضادات هی التی لها اختلاف تام، و الاختلاف التام هو الذی لا یوجد اختلاف أكبر منه و لا یوجد اختلاف بین شیئین أكبر من الاختلاف الذی یوجد بین التی هی فی جنس واحد (ش، ت، 1307، 13)

حدّ مشترك‌

- فی الحدّ المشترك بین الباطن و الظاهر قوة هی مجمع تأدیة الحواس و عندها بالحقیقة الإحساس و عندها ترتسم صورة آلة تتحرّك بالعجلة فتبقی الصورة محفوظة فیها و إن زالت حتی تحسّ بخطّ مستقیم أو بخطّ مستدیر من غیر أن یكون كذلك، إلّا أنّ ذلك لا یطول ثباته فیها. و هذه القوة أیضا مكان لتقریر الصورة الباطنیة فیها عند النوم، فإن المدرك بالحقیقة ما یتصوّر فیها سواء ورد علیها من خارج أو صدر إلیها من داخل مما تصوّر فیها حصل مشاهدا (ف، ف، 14، 5)- احتیج فی المقدّمات إلی الحدّ المشترك لیقع الازدواج بینهما، و إنّما یراد الازدواج لتخرج النتیجة التی هی الغرض من تقدیم المقدّمات (ص، ر 1، 337، 1)

حدّ مطلق‌

- إن الحدّ المطلق هو القول الذی یدل علی ماهیّة الشی‌ء، و إن الماهیّة: إما الّا توجد إلّا للجواهر فقط، و إما أن یكون وجودها للجواهر أكثر و بنوع متقدّم و بسیط (ش، ت، 821، 9)

حدّ ناقص‌

- إنّ الحدّ الناقص هو من الذاتیات أعنی من أجناس و فصول یلزم منها مساواة الشی‌ء فی العموم و لم یبلغ بها مساواته فی المعنی (س، ح، 7، 1)

حدّ و محدود

- الحدّ إنما هو و المحدود واحد من طریق الحمل لا أن نفس الحدّ الذی هو الصورة هو نفس المحدود أعنی الذی له الصورة (ش، ت، 937، 9)

حدس‌

- الحدّ الأوسط قد یحصل من ضربین من الحصول: فتارة یحصل بالحدس، و الحدس هو فعل للذهن یستنبط به بذاته الحدّ الأوسط و الذكاء قوة الحدس؛ و تارة یحصل بالتعلیم، و مبادئ التعلیم الحدس، فإنّ الأشیاء تنتهی لا محالة إلی حدوس استنبطها أرباب تلك الحدوس ثم أدّوها إلی المتعلّمین (س، شن، 219، 21)- أما" الحدس": فهو أن یتمثّل الحدّ الأوسط فی الذهن دفعة: إما عقیب طلب و شوق من غیر حركة. و إما من غیر اشتیاق و حركة. و یتمثّل معه ما هو وسط له، أو فی حكمه (س، أ 1، 369، 1)- إنّ الإنسان یمكنه أن یتعلّم من نفسه و كل ما كان كذلك فإنّه یسمّی حدسا. و هذا الاستعداد یتفاوت فی الناس (ر، م، 353، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 244
- أمّا الحدس فهو أن یحضر الحدّ الأوسط فی الذهن دفعة: إمّا عقیب شوق و طلب من غیر حركة، و إمّا من غیر شوق و لا حركة ثم یحضر معه فی الذهن ما هو وسط له (ر، ل، 72، 20)- الحدس سرعة انتقال الذهن من المبادی إلی المطالب و یقابله الفكر و هی أدنی مراتب الكشف (جر، ت، 86، 18)

حدسیات‌

- الحدسیّات و هی ما لا یحتاج العقل فی جزم الحكم فیه إلی واسطة بتكرّر المشاهدة كقولنا نور القمر مستفاد من الشمس لاختلاف تشكّلاته النوریّة بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس قربا و بعدا (جر، ت، 86، 20)

حدوث‌

- إنّ الحدوث لیس معناه إلّا وجودا بعد ما لم یكن (س، شأ، 262، 6)- من حججهم (الفلاسفة) فی أن الموجود المتحرّك لیس له مبدأ، و لا حادث لكلّیته:
إنه متی وضع حادثا وضع موجودا قبل أن یوجد. فإن الحدوث حركة، و الحركة ضرورة فی متحرّك، سواء وضعت الحركة فی زمان، أو فی الآن. و أیضا فإن كل حادث فهو ممكن الحدوث قبل أن یحدث. و إن كان المتكلمون ینازعون فی هذا الأصل، فسیأتی الكلام معهم فیه. و الإمكان لاحق ضروری من لواحق الموجود المتحرّك. فیلزم ضرورة، إن وضع حادثا أن یكون موجودا قبل أن یوجد (ش، ته، 60، 10)- إطلاق اسم الحدوث علی العالم كما أطلقه الشرع أخصّ به من إطلاق الأشعریة لأن الفعل بما هو فعل فهو محدث و إنما یتصوّر القدم فیه لأن هذا الإحداث و الفعل المحدث لیس له أول و لا آخر (ش، ته، 87، 5)- الذی أفاد الحدوث الدائم أحق باسم الإحداث من الذی أفاد الإحداث المنقطع. و علی هذه الجهة فالعالم محدث لله سبحانه و اسم الحدوث به أولی من اسم القدم، و إنما سمّت الحكماء العالم قدیما تحفظا من المحدث الذی هو من شی‌ء و فی زمان و بعد العدم (ش، ته، 105، 4)- إن فعل الفاعل إنما یتعلّق بالمفعول من حیث هو متحرّك، و الحركة من الوجود الذی بالقوة إلی الوجود الذی بالفعل هی التی تسمّی حدوثا، و كما قال العدم هو شرط من شروط وجود الحركة عن المحرّك و لیس ما كان شرطا فی فعل الفاعل یلزم إذا لم یتعلّق به فعل الفاعل أن یتعلّق بضده كما ألزم ابن سینا (ش، ته، 107، 14)- الحدوث الذی صرّح الشرع به فی هذا العالم هو من نوع الحدوث المشاهد هاهنا و هو الذی یكون فی صور الموجودات التی یسمّونها الأشعریة صفات نفسیة، و تسمیها الفلاسفة صورا. و هذا الحدوث إنما یكون من شی‌ء آخر و فی زمان (ش، ته، 224، 10)- الفلاسفة تقول أن من قال أن كل جسم محدث و فهم من الحدوث الاختراع من لا موجود، أی من العدم، فقد وضع معنی من الحدوث لم یشاهده قط، و هذا یحتاج ضرورة إلی برهان (ش، ته، 234، 14)- الحدوث عرض من الأعراض (ش، م، 139، 7)- حدوث العالم لیس هو مثل الحدوث الذی فی الشاهد، و إنما أطلق علیه لفظ الخلق و لفظ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 245
الفطور. و هذه الألفاظ تصلح لتصوّر المعنیین، أعنی لتصوّر الحدوث الذی فی الشاهد، و تصوّر الحدوث أو القدم بدعة فی الشرع، و موقع فی شبهة عظیمة تفسد عقائد الجمهور، و بخاصّة الجدلیین منهم (ش، م، 206، 8)- الحدوث یقال علی وجهین: أحدهما بالقیاس و هو الشی‌ء الذی یكون ما مضی من زمان وجوده أقلّ مما مضی من زمان وجود شی‌ء آخر. و ثانیهما الحدوث المطلق (ر، م، 133، 8)- الحدوث هو مسبوقیة وجود الشی‌ء بالعدم و هی صفة لاحقة لوجود الشی‌ء (ر، م، 134، 20)- إن الحدوث من حیث هو حدوث مانع عن الاحتیاج، و إنّما المحوج هو الإمكان (ر، م، 492، 7)- إنّ مسمّی الحدوث و هو الخروج من العدم إلی الوجود غیر مسمّی العدم و مسمّی الوجود (ر، مح، 34، 7)- إنّ الحدوث كیفیة زائدة علی العدم (ر، مح، 142، 20)- الحدوث عبارة عن وجود الشی‌ء بعد عدمه (جر، ت، 86، 13)- الحدوث مشروط بالمادة … و المجرّد بری‌ء عن المادة (ط، ت، 241، 6)

حدوث دائم‌

- الذی أفاد الحدوث الدائم أحق باسم الإحداث من الذی أفاد الإحداث المنقطع. و علی هذه الجهة فالعالم محدث لله سبحانه و اسم الحدوث به أولی من اسم القدم، و إنما سمّت الحكماء العالم قدیما تحفظا من المحدث الذی هو من شی‌ء و فی زمان و بعد العدم (ش، ته، 105، 3)

حدوث ذاتی‌

- كل ممكن فإنّه من حیث إنّه هو یقتضی أن لا یستحقّ الوجود من ذاته و یصدق علیه أنّه إنّما استحقّ الوجود من غیره و ما بالذات قبل ما بالغیر، فلا وجود سابق علی الوجود. و هذا هو الحدوث الذاتی (ر، ل، 97، 15)- الحادث ما یكون مسبوقا بالعدم و یسمّی حدوثا زمانیّا. و قد یعبّر عن الحدوث بالحاجة إلی الغیر و یسمّی حدوثا ذاتیّا (جر، ت، 85، 2)- الحدوث الذاتیّ هو كون الشی‌ء مفتقرا فی وجوده إلی الغیر (جر، ت، 86، 14)

حدوث الزمان‌

- من قال بحدوث الزمان فقد قال بحدوث الوجود، و إلّا فالزمان لا یكون له وجود مجرّد و هویّة قائمة بنفسها كما لا یكون للمقدار الجسمانی تجرید عن الجسم المتقدّر به (بغ، م 2، 40، 13)- أكثر من یقول بحدوث العالم، یقول بحدوث الزمان معه (ش، ته، 42، 11)

حدوث زمانی‌

- الحادث ما یكون مسبوقا بالعدم و یسمّی حدوثا زمانیّا. و قد یعبّر عن الحدوث بالحاجة إلی الغیر و یسمّی حدوثا ذاتیّا (جر، ت، 85، 1)- الحدوث الزمانیّ هو كون الشی‌ء مسبوقا بالعدم سبقا زمانیّا و الأوّل أعمّ مطلقا من الثانی (جر، ت، 86، 15)

حدوث العالم‌

- لیس حدوث العالم و صنعته و إبداع الباری تعالی له هكذا بل أخرج من العدم إلی الوجود هذه الأشیاء كلها، أعنی الهیولی و المكان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 246
و الزمان و الحركات و الأدوات و الأعراض (ص، ر 3، 326، 15)- إنّ القائلین بحدوث العالم طائفتان: إحداهما تعتقد أنّ العالم محدث مصنوع و له علّة واحدة مبدعة مخترعة و هو حیّ قادر حكیم، و هذا رأی الأنبیاء علیهم السلام و أتباعهم و بعض القدماء الموحّدین و الحكماء منهم، و الأخری تری و تعتقد أنّ العالم محدث مصنوع، و لكن تری و تعتقد أنّ له علّتین اثنتین قدیمتین أزلیّتین، و هذا الخلاف من إحدی أمهات الآراء و المذاهب المتفرّعة بها (ص، ر 3، 430، 6)- الذین قالوا بحدوث العالم فإنّهم قالوا إنّ المخلوق المعلول فی وجوده لا یتصوّر مخلوقا إلّا بإیجاد بعد عدم. فالعدم السابق للوجود یتقدّم وجود المحدث عند من یتصوّره محدثا مخلوقا، و البدایة الزمانیة تبتدئ بعد العدم، و العدم السابق لیس له بدایة زمانیة بل له نهایة هی بدایة زمان الوجود (بغ، م 2، 28، 4)- القائلون بالحدوث یقولون إنّ الخالق خلق العالم بعد أن لم یخلق و ابتدأ بالفعل بعد أن لم یفعل، و أنّه كان فی الأزل و القدم الأقدم فی الزمان الذی سبق به وجود مخلوقاته غیر خالق و لا فاعل لشی‌ء من المخلوقات و المفعولات (بغ، م 2، 41، 22)- أكثر من یقول بحدوث العالم، یقول بحدوث الزمان معه (ش، ته، 42، 11)- أما مسألة قدم العالم أو حدوثه، فإن الاختلاف فیها عندی (ابن رشد) بین المتكلّمین من الأشعریة و الحكماء المتقدّمین یكاد أن یكون راجعا للاختلاف فی التسمیة، و بخاصّة عند بعض القدماء. و ذلك أنهم اتفقوا علی أن هاهنا ثلاثة أصناف من الموجودات طرفان و واسطة بین الطرفین، فاتفقوا فی تسمیة الطرفین و اختلفوا فی الواسطة. فأما الطرف الواحد، فهو موجود وجد من شی‌ء، أعنی عن سبب فاعل و من مادة، و الزمان متقدّم علیه، أعنی علی وجوده. و هذه هی حال الأجسام التی یدرك تكوّنها بالحس، مثل تكوّن الماء و الهواء و الأرض و الحیوان و النبات و غیر ذلك. و هذا الصنف من الموجودات اتفق الجمیع من القدماء و الأشعریّین علی تسمیتها محدثة.
و أما الطرف المقابل لهذا، فهو موجود لم یكن من شی‌ء، و لا عن شی‌ء، و لا تقدّمه زمان. و هذا أیضا اتفق الجمیع من الفرقتین علی تسمیته" قدیما". و هذا الموجود مدرك بالبرهان، و هو اللّه تبارك و تعالی. هو فاعل الكل و موجده و الحافظ له سبحانه و تعالی قدره. و أما الصنف من الموجود الذی بین هذین الطرفین، فهو موجود لم یكن من شی‌ء، و لا تقدّمه زمان، و لكنه موجود عن شی‌ء، أعنی عن فاعل، و هذا هو العالم بأسره (ش، ف، 40، 14)- فی حدوث العالم: اعلم أن الذی قصده الشرع من معرفة العالم أنه مصنوع لله تبارك و تعالی، و مخترع له، و أنه لم یوجد عن الاتفاق و من نفسه. فالطریق التی سلك الشرع بالناس فی تقریر هذا الأصل لیس هو طریق الأشعریة (ش، م، 193، 2)- الطریقة التی سلكها الشرع فی تعلیم الجمهور حدوث العالم من الطرق البسیطة المعترف بها عند الجمیع. و واجب، إن كان حدوثه لیس له مثال فی الشاهد، أن یكون الشرع استعمل فی تمثیل ذلك حدوث الأشیاء المشاهدة (ش، م، 193، 17)- حدوث العالم لیس هو مثل الحدوث الذی فی الشاهد، و إنما أطلق علیه لفظ الخلق و لفظ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 247
الفطور. و هذه الألفاظ تصلح لتصوّر المعنیین، أعنی لتصوّر الحدوث الذی فی الشاهد، و تصوّر الحدوث أو القدم بدعة فی الشرع، و موقع فی شبهة عظیمة تفسد عقائد الجمهور، و بخاصّة الجدلیین منهم (ش، م، 206، 4)

حدوث الوجود

- من قال بحدوث الزمان فقد قال بحدوث الوجود و إلّا فالزمان لا یكون له وجود مجرّد و هویّة قائمة بنفسها كما لا یكون للمقدار الجسمانی تجرید عن الجسم المتقدّر به (بغ، م 2، 40، 14)

حدود

- إنّ أقرب الطرق و أوثقها فی توفیة الحدود، هو بطلب ما یخصّ الشی‌ء و ما یعمّه، مما هی ذاتیة له و جوهریة (ف، ج، 87، 12)- الطرق التی سلكها الفلاسفة … فی التعالیم و طلبهم معرفة حقائق الأشیاء أربعة أنواع و هی: التقسیم و التحلیل و الحدود و البرهان (ص، ر 1، 343، 13)- الحدود تعرّف حقیقة الأنواع من أی الأجناس كل واحد منها و بكم فصل یمتاز عن غیره (ص، ر 1، 344، 3)- أمّا طریق الحدود فالغرض منها معرفة حقیقة الأنواع و كیفیة المسلك فیه هو أن یشار إلی نوع من الأنواع ثم یبحث عن جنسه و كمیة فصوله و تجمع كلها فی أوجز الألفاظ و یعبّر عنها عند السؤال. مثال ذلك ما حدّ الإنسان فیقال حیوان ناطق مائت (ص، ر 1، 345، 19)- الجسم اسم مشترك یقال علی معان: فیقال جسم لكل كم متّصل محدود ممسوح فیه أبعاد ثلاثة بالقوة، و یقال جسم لصورة ما یمكن أن یفرض فیه أبعاد كیف شئت طولا و عرضا و عمقا ذات حدود متعیّنة. و یقال جسم لجوهر مؤلّف من هیولی و صورة بهذه الصفة (س، ح، 22، 8)- الحدود إنما تعلم من قبل الأجناس (ش، ت، 223، 1)- الحدود الدالّة علی إنیّة الشی‌ء و جوهره ربما دلّت من المحدود علی معنی واحد و هی حدود الجواهر، و ربما دلّت من الشی‌ء علی معنی أكثر من واحد و هی حدود الأعراض. و ذلك أن الأعراض یؤخذ فی حدودها الموضوعات التی هی فیها فتكون حدودها مركّبة من أكثر من طبیعة واحدة … و ذلك أن الأعراض و الأشیاء القابلة لها هی شی‌ء واحد بوجه ما و لذلك كان لها حدّ … مثل حدّ سقراط الموسیقوس فإنه مركّب من سقراط و الموسیقوس (ش، ت، 688، 6)- إن الحدود تلفی علی نحوین: أحدهما مثل حدّ الفطس، و الآخر مثل حدّ العمق … و الفصل بین هذین الحدّین، أعنی بین حدّ الفطس و حد العمق أن حدّ الفطس یكون مع مادة محسوسة و حدّ العمق یكون مع غیر مادة محسوسة. فإنّا نقول فی حدّ الفطس أنه عمق فی الأنف فنأخذ الأنف فی حدّه و هو شی‌ء محسوس، و نقول فی العمق إنه انخفاض فی السطح فلا یظهر فی حدّه مادة محسوسة بل إن كانت فمعقولة (ش، ت، 708، 6)- الحدود التی تدل علی ماهیّات الأشیاء لیس هی لواحد من الصور التی لا جنس لها أی الصور التی موضوعها لیس جنسا لها (ش، ت، 797، 12)- الحدود التی تدل علی الأشیاء المركّبة بالذات من جوهر و عرض … قابلة للزیادة (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 248
811، 9)- إذا تبیّن أن الحدود منها ما یظهر فیها العنصر و منها ما لا یظهر، فجمیع أجزاء الحدود و أجزاء الشی‌ء الذی تدل علیه هی أجزاء للمحدود: إما كلّها و ذلك فی الحدود التی لا یظهر فیها العنصر، و إما بعضها و هی الحدود التی یظهر فیها العنصر (ش، ت، 907، 1)- یظهر من أمر هذه الحدود التی تعطیها القسمة الصحیحة أنها لیست تتضمّن إلّا شیئین:
أحدهما الجنس القریب و الآخر الفصل الذاتی لذلك الجنس؛ و إنما سمّی الجنس القریب أولا لأنه أول ما یوضع فی الحدّ …
و أما ما بعد الجنس الأول من أجناس و فصول تلك الأجناس فهی فی وجودها من طبیعة ما یدل علیه الجنس الأول ما عدی الفصل المساوی للمحدود … مثل الحیوان الذی یقسم أولا إلی حیوان ذی رجلین و إلی كثیر الأرجل، ثم یقسم ذو الرجلین إلی مریش و غیر مریش. فإن هذه كلها تجری مجری الجنس (ش، ت، 950، 9)- لیس بین الحدود اختلاف فی أنها تجری مجری الجنس الأول. و علی هذا ستكون الحدود مؤلّفة و لا بد من طبیعتین من جنس و فصل كان الحدّ فیه فصول الأخیر یجری مجری الجنس (ش، ت، 951، 7)- الحدود تأتلف من كلّیات تحمل علی جزئیات (ش، ت، 960، 2)- الحدود التی تأتلف من الكلّیات لیست هی جزءا من الجواهر المحسوسة لأن الجواهر المحسوسة لا تختلف فی جواهرها إذا حدّت، و إذا لم تحدّ أعنی أنها جواهر و إن لم تحدّ لیس بدون ما هی جواهر إذا حدّت كالحال فی المرئیّات فإنها لیست فی أنفسها مرئیّات إذا لم تر بأقل منها إذا رئیت (ش، ت، 965، 8)- تكون الحدود و الكلّیات حالا من أحوال الجواهر الموجودة خارج النفس و كیفیة عارضة لها، مثل الحیوان العام للحیوان الخاص أعنی المشار إلیه فی حیوان حیوان (ش، ت، 965، 14)- إن الحدود تدل علی جواهر كثیرة بالقوة واحدة بالفعل (ش، ت، 975، 5)- مضطر أن تكون الحدود مركّبة من أسماء، و الذی لا یعرف الشی‌ء لا یضع له اسما لأنه لا یمكنه أن یضع اسما لما لا یعرفه (ش، ت، 988، 13)- إن الحدود القائمة بذاتها هی التی یجری الجنس منها مجری الهیولی، و الفصل مجری الصورة. و أما حدود المركّبات من جواهر و أعراض أو حدود الأشیاء التی فی موضوع فإن الأمر فیها بخلاف ذلك، أعنی الذی یجری منها مجری الجنس هو الصورة و الذی یجری منها مجری الفصل هو الهیولی. (ش، ت، 1048، 12)- إن الحدود یجب أن تشتمل علی العناصر و الصور التی منها یقوم المركّب إذا أرید منها أن تكون مطابقة للمحدودات و مفهمة لجوهرها علی التمام و هی التی تقوم من الأجناس و الفصول (ش، ت، 1049، 13)- إن الحدود إنما هی للأشیاء من مواد و صور مثل القدح فإنه یحدّ بأنه إناء بكیفیة كذا أی صورة كذا (ش، ت، 1062، 16)- الحدود إنما تكون للمركّبات (ش، ت، 1062، 16)- كما أن العدد إذا زید فیه واحد أو نقص منه واحد انتقل إلی طبیعة أخری من العدد، كذلك الحدود المركّبة من الجنس الأول و فصول كثیرة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 249
إذا نقص منها فصل انتقل الحدّ إلی أن یكون حدّا لطبیعة أخری و كذلك إذا زید فیه فصل.
مثال ذلك إنه إذا قلنا فی حدّ الحیوان إنه جسم متغذّ حسّاس فإن نقصنا الفصل الأخیر من هذا الحدّ بقی الباقی حدّا للنبات، و إن زید فیها واحد صارت خمسة و إذا نقص منها واحد صارت ثلاثة (ش، ت، 1066، 7)- إن الحدود تدل من الجواهر المحسوسة علی شی‌ء هو منها جوهر و إنها تدل علی الصور (ش، ت، 1402، 10)- الحدود كما تبیّن فی صناعة المنطق إنما تأتلف من جنس و فصل … أنها من حیث هی كلّیات لیس لها وجود خارج الذهن، و لا هی بوجه من الوجوه أسباب للمحدودات (ش، ما، 83، 6)- الحدود تأتلف من أجناس و فصول و هی محاكیات الصور و المواد (ش، ما، 84، 6)- الحدود إنما هی للمركّب (ش، ما، 88، 5)- الحدود توجد للأجناس كما توجد للأنواع الأخیرة (ش، ما، 91، 2)

حدود الأشیاء

- إن حدود الأشیاء الغیر مضافة تكون علی غیر صفة حدود الأشیاء التی هی مضافة (ش، ت، 1160، 4)- إن الصور جواهر و إنها و الشی‌ء الذی هی له صورة تكون شیئا واحدا بعینه، و إنه لمكان ذلك لیس الأعراض جواهر و لا یحتاج فی معرفة الأشیاء إلی إدخال صور مفارقة هی غیر الصور المحسوسة لأنه كان ما یدل علیه حدود الأشیاء هی غیر الأشیاء (ش، ت، 1402، 15)

حدود الأشیاء المتقابلة

- تنتهی حدود الأشیاء المتقابلة إلی حدّ شی‌ء واحد، مثل ما یعرض فی حدود الأنواع القسیمة أنها تنتهی إلی حدّ شی‌ء واحد و هو الجنس الأعلی الحاصر لها (ش، ت، 538، 12)

حدود الأوائل‌

- یلزم أن تختلف حدود الأوائل لأن الحدّ الذی یكون للأوائل من حیث هی أجناس و كلّیات غیر الحدّ الذی یكون لها من حیث هی أجزاء الشی‌ء المأخوذ فی حدّه (ش، ت، 224، 10)

حدود تامة

- یشبه أن یكون القول الذی یشتمل علی الفصول و العنصر من الأشیاء العنصریة هی الحدود التامة (ش، ت، 1051، 12)

حدود حقیقیة

- أما الحدود الحقیقیة فإنّ الواجب فیها بحسب ما عرفناه من صناعة المنطق أن تكون دالّة علی ماهیة الشی‌ء و هو كمال وجوده الذاتی حتی لا یشذّ من المحمولات الذاتیة شی‌ء إلّا و هو مضمّن فیه إما بالفعل و إما بالقوة (س، ح، 3، 6)

حدود كاملة

- إن الحدود الكاملة هی التی تشتمل علی جمیع الأجزاء التی كان منها المركّب و هی الصورة و ما یجری من الموجود مجری العنصر (ش، ت، 1046، 3)

حدود المركّبات‌

- إن الحدود القائمة بذاتها هی التی یجری الجنس منها مجری الهیولی، و الفصل مجری
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 250
الصورة. و أما حدود المركّبات من جواهر و أعراض أو حدود الأشیاء التی فی موضوع فإن الأمر فیها بخلاف ذلك، أعنی الذی یجری منها مجری الجنس هو الصورة و الذی یجری منها مجری الفصل هو الهیولی. (ش، ت، 1048، 14)

حدود مركّبة

- كما أن العدد إذا زید فیه واحد أو نقص منه واحد انتقل إلی طبیعة أخری من العدد، كذلك الحدود المركّبة من الجنس الأول و فصول كثیرة إذا نقص منها فصل انتقل الحدّ إلی أن یكون حدّا لطبیعة أخری و كذلك إذا زید فیه فصل.
مثال ذلك إنه إذا قلنا فی حدّ الحیوان إنه جسم متغذّ حسّاس فإن نقصنا الفصل الأخیر من هذا الحدّ بقی الباقی حدّا للنبات، و إن زید فیها واحد صارت خمسة و إذا نقص منها واحد صارت ثلاثة (ش، ت، 1066، 7)

حدود المواد العرضیة

- حدود المواد العرضیة نسبتها إلی الشی‌ء ذی المادة نسبة حدود الأجزاء التی من جهة الكمیة. مثال ذلك أن النحاس و الخشب و الحجر قد یكون من مواد المثلث و الدوائر و بالجملة أجزاء لها، و لیست حدودا متقدّمة علی المثلث (ش، ما، 92، 13)

حدیث‌

- النطق یحتاج إلی مخرج و مؤدّ لیصیر كلاما، و الكلام یحتاج إلی عبارة و نظم و لفظ لیصیر قولا، و القول یحتاج إلی حركة و آلة و قطع صوت لیصیر حدیثا، و الحدیث یحتاج إلی قلب ذكی، و سمع فهیم، فیرجع إلیه كما بدا لیصیر سماعا (غ، ع، 54، 6)

حرارة

- الحرارة … قوة فاعلة، و ذلك أن من شأنها جمع الأشیاء المتجانسة التی من نوع واحد و تصییرها واحدا (ش، سك، 109، 23)- فعل الحرارة لیس بمرتّب و لا محدود و لا تفعل نحو غایة مقصودة كما یظهر ذلك من أفعال النفس، و لا یصح أن ینسب الترتیب إلی الحرارة إلا بالعرض علی ما كان یری كثیر من القدماء (ش، ن، 38، 12)- الحرارة هی الموضوع القریب الأوّل لهذه النفس التی تتنزّل منها منزلة الهیولی، و ذلك الشی‌ء بالواجب عرض لكل محرّك لیس بجسم و هو فی جسم إذا حرّك جسما آخر، أعنی أنه إنما یكون تحریكه له من جهة ما هو موجود فی جسم هو صورة فیه (ش، ن، 38، 16)

حرارة أسطقسّیة

- الحرارة الأسطقسیة إنما فعلها التصلیب و التلیین، و غیر ذلك من الأشیاء المنسوبة إلی الأجسام المتشابهة، بل المكوّن لها هو قوة شبیهة بقوة المهنة و الصناعة كما یقول أرسطو، و ذلك أیضا مع حرارة ملائمة للتخلیق و التصویر و إعطاء الشكل، و أن معطی هذه الصورة الحرارة و صورتها المزاجیة التی بها تفعل فی الحیوان المتناسل و النبات المتناسل هو الشخص الذی هو من نوع ذلك المتولّد عنه أو مناسب له من جهة ما هو شخص متنفّس بتوسط القوة و الحرارة الموجودة فی البزر و المنی. و أما فی الحیوان و النبات الذی لیس بمتناسل فمعطیها هو الأجرام السماویة (ش، ن، 29، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 251

حرف‌

- أمّا حقیقة الحرف: فصورته المجرّدة المركوزة فی ذهن الإنسان و حفظه، و تلك الصورة لطیفة معرّاة عن الشكل الحسّی و النقش الجسمی (غ، ع، 100، 5)- إنّ حقیقة الحرف هی الصورة اللطیفة التی لا تنقش إلّا علی ألواح الأرواح، و دفاتر القلوب، فی خزانتها، الحافظة التی فی مؤخّر الدماغ، و القوة الذاكرة تصرفها، فتعیّن لكل حرف صورة تخصّه بلا امتزاج و لا غلط و لا وقوع آفة (غ، ع، 101، 8)

حرف الألف‌

- حرف الألف- أعنی الألف التی تستعمل فی الاستفهام- تقوم مقام" هل"، كقولنا" أزید قائم أم لیس بقائم"، أو" یقوم زید أم لیس یقوم زید" (ف، حر، 202، 11)

حرف أم و أو

- أهل النحو فی لساننا (العربی) یفرّقون … بین حرف أم و بین حرف أو. فعندهم أنه إذا قال قائل: أزید عندك أم عمرو؟ إنه لیس عنده أن أحدهما عنده علی غیر تحصیل، و إذا قال:
أزید عندك أو عمرو؟ فقد علم أن عنده أحدهما لكن لا یدری من هو منهما. و الأولی أن یعتقد أنه لا فرق فی هذا بین أم و أو لأنه متی لم یعتقد أن أحدهما عنده لم یكن فیه قوة التقابل و لا بالعرض لأنه یحتمل الّا یكون عنده و لا واحد منهما و یحتمل أن یكونا عنده معا (ش، ت، 1322، 4)

حرف أیّ‌

- حرف" أیّ" یستعمل أیضا سؤالا یطلب به علم ما یتمیّز به المسئول عنه و ما ینفرد و ینحاز به عمّا یشاركه فی أمر ما. فإنّه إذا فهم أمر ما و تصوّر و عقل بأمر یعمّه هو و غیره، لم یكتف الملتمس تفهّمه دون أن یفهمه و یتصوّره و یعقله بما ینحاز به هو وحده دون المشارك له فی ذلك الأمر العامّ له و لغیره (ف، حر، 181، 16)- أمّا حرف" أیّ" فإنّما یطلب به تمییزه (النوع) عن غیره (ف، حر، 183، 10)- السؤال بحرف" أیّ" هو سؤال عن ذات نوع عرض له أن یتمیّز بماهیّته عن سواه. و السؤال بحرف" ما" یطلب به ماهیّته بغیر هذا العارض، بل لتحصل لنا معرفته و فهمه و تصوّره ملخّصا بأجزائه التی بها قوام ذاته بأسرها (ف، حر، 184، 1)- حرف" أیّ" أحری أن تلتمس به ماهیّته من حیث عرض لتلك الطبیعة أن كانت مشتركة (ف، حر، 184، 13)- إذا كان حرف" أیّ" عند السؤال عن النوع مقرونا بجنسه الأبعد- مثل أن یقال فی الإنسان" أیّ جسم هو" أو یقال فی النخلة" أیّ نبات هی"- كان الجواب عنه بفصل إذا أردف بالجنس المقرون به حرف" أیّ" حدّا لذلك الجنس أقرب من ذلك الجنس إلی المسئول عنه بحرف" أیّ". فیقال مثلا فی الإنسان" إنّه جسم متغذّ" و یقال فی النخلة" إنّها نبات ذو ساق" (ف، حر، 186، 5)- قد یستعمل حرف" أیّ" … سؤالا یلتمس به أن یعلم علی التحصیل واحد من عدّة محدودة معلومة علی غیر التحصیل، كانت العدّة اثنین أو أكثر- مثل قولنا" أیّ الأمرین نختار، هذا أو هذا"،" أیّ هذه الثلاثة نختار"،" أیّ الرجلین خیر، زید أو عمرو" (ف، حر، 190، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 252
- إنّ حرف" ما" یمیّز فی عدّة محدودة واحدا عن واحد علی غیر تحصیل له و تعیین، و حرف" أیّ" یطلب به أن یمیّز فی عدّة محدودة واحدا عن واحد بتحصیل و تعیین (ف، حر، 192، 13)- جملة السؤال ب (حرف)" أیّ" فی هذه الأشیاء ثلاثة: أحدها" أیّ هذین المحمولین یوجد لهذا الموضوع" أو" هذا الموضوع یوجد له أیّ هذین المحمولین". و الثانی" أیّ هذین الموضوعین یوجد له هذا المحمول" أو" هذا المحمول یوجد لأیّ هذین الموضوعین".
و الثالث" أیّ هذین الموضوعین یوجد له أیّ هذین المحمولین" أو" أیّ هذین المحمولین یوجد لأیّ هذین الموضوعین" (ف، حر، 193، 6)- یستعمل حرف" أیّ" فی المطلوبات التی تكون بالمقایسة، و هی التی یطلب فیها فضل أحد الأمرین علی الآخر، و یستعمل فیها حرف" هل". و هی ثلاثة: أحدها" أیّ هذین المحمولین یوجد أكثر فی هذا الموضوع" و" هل هذا المحمول یوجد أكثر فی هذا الموضوع أم المحمول الآخر". و الثانی" أیّ هذین الموضوعین یوجد له هذا المحمول أكثر" و" هل هذا الموضوع یوجد له هذا المحمول أكثر أم هذا الموضوع" و" هل هذا المحمول یوجد فی هذا الموضوع أكثر أم فی هذا الموضوع". و الثالث" أیّ هذین المحمولین یوجد أكثر لأیّ هذین الموضوعین" و" هل هذا المحمول یوجد لهذا الموضوع أكثر أم هذا المحمول لهذا الموضوع" (ف، حر، 193، 19)

حرف العدل‌

- حرف العدل قد یدل علی أشیاء كثیرة كلها توجد مع الإنسان، مثل قولنا إنسان و لا إنسان.
فإنه قد یوجد الإنسان مع أشیاء كثیرة لا تحصی یصدق علیها أنها لا إنسان مثل وجود أبیض و أشیاء كثیرة من سائر الأعراض الموجود فیه (ش، ت، 370، 9)

حرف كیف‌

- حرف" كیف" … قد نقرنه بشی‌ء مفرد و ما یجری مجری المفرد من المركّبات التی تركیبها تركیب اشتراط و تقیید. فنقول" كیف فلان فی جسمه" فیقال لنا" صحیح" أو" مریض" و" قویّ" أو" ضعیف" (ف، حر، 194، 8)- حرف كیف قد یظن به أنه یدل علی الجوهر إذ كان إذا سئل به فی الأنواع دلّ علی الجواهر، و إذا سئل به فی الأشخاص دل علی المقولة المسمّاة كیف المعدودة فی الأعراض (ش، ت، 801، 15)

حرف لم‌

- حرف" لم" هو حرف سؤال یطلب به سبب وجود الشی‌ء أو سبب وجود الشی‌ء لشی‌ء.
و هو مركّب من اللام و من" ما" … و كأنّه قیل" لما ذا". و هذا السؤال إنّما یكون فی ما قد علم وجوده و صدقه أوّلا إمّا بنفسه و إمّا بالقیاس (ف، حر، 204، 8)

حرف ما

- حرف" ما" الذی یستعمل فی السؤال، فإنّه و ما قام مقامه فی سائر الألسنة إنّما وضع أوّلا للدلالة علی السؤال عن شی‌ء ما مفرد (ف، حر، 165، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 253
- قد یقرن حرف" ما" بنوع من الأنواع …
فنقول" الإنسان ما هو" و" النخلة ما هی"، فیجاب عنه بجنس ذلك النوع أو حدّه (ف، حر، 167، 18)- قد یقرن حرف" ما" بلفظ مفرد علم أنّه دالّ علی شی‌ء ما، غیر أنّه لم یعلم النوع و الجنس الذی هو دالّ علیه أوّلا، و إنّما یلتمس به تفهّم معنی النوع الذی یدلّ علیه ذلك اللفظ و تصوّره و إقامته فی النفس (ف، حر، 169، 16)- أربعة أمكنة یستعمل فیها حرف" ما" علی جهة السؤال. و یعمّها كلّها أنّه یطلب بها معرفة ذات الشی‌ء المسئول عنه و أن یتصوّر ذاته و أن یعقل ذاته و أن تجعل ذاته معقولة. و یعمّها أنّها كلّها لیس یمكن أن یسأل عنها إلّا و قد عرف المسئول عنه و تصوّر مقدارا ما من التصوّر أو عقل إلی مقدار ما، و یلتمس فیه أن یعقل أكمل من ذلك المقدار و أن یتصوّر بمقدار أزید من ذلك التصوّر من ذلك المحسوس المسئول عنه بحرف" ما" (ف، حر، 172، 3)- إنّ حرف" ما" إنّما یطلب به أن یعقل النوع المسئول عنه فی ذاته لا بالإضافة إلی شی‌ء آخر (ف، حر، 183، 8)- السؤال بحرف" أیّ" هو سؤال عن ذات نوع عرض له أن یتمیّز بماهیّته عن سواه. و السؤال بحرف" ما" یطلب به ماهیّته بغیر هذا العارض، بل لتحصل لنا معرفته و فهمه و تصوّره ملخّصا بأجزائه التی بها قوام ذاته بأسرها (ف، حر، 184، 2)- حرف" ما" أحری أن تلتمس به ماهیّته من حیث أجزاء ماهیّته أمور قائمة و طبائع (ف، حر، 184، 12)- حرف" ما" و إن كان قد یجاب عنه بما كان مشتركا للمسؤول عنه و لغیره فلیس یطلب به علی القصد الأوّل ما هو مشترك للمسؤول عنه و لغیره، بل إنّما التمس أن یعرف ما به قوام ذات ذلك الشی‌ء و ما به تعقل ذات ذلك النوع، فوافق أن كان ذلك الأمر الذی سبیله أن یجاب عنه أمرا مشتركا للمسؤول عنه و لغیره، و لم یكن الطلب له من حیث هو مشترك (ف، حر، 184، 15)- إنّ حرف" ما" یمیّز فی عدّة محدودة واحدا عن واحد علی غیر تحصیل له و تعیین، و حرف" أیّ" یطلب به أن یمیّز فی عدّة محدودة واحدا عن واحد بتحصیل و تعیین (ف، حر، 192، 12)- أمّا حرف" ما" فإنّ المطلوب به ماهیّته التی هی جنسه، كانت تلك من جهة مادّته أو من جهة صورته أو منهما. فلذلك صار یلیق عند السؤال بحرف" ما" أن یجاب بجنس ذلك النوع المطلوب بما هو، و لا یلیق أن یجاب بجنسه إذا قیل فیه" كیف هو" (ف، حر، 198، 20)- الدلیل علی أن الذی یسئل عنه بحرف ما فی أشخاص الجوهر هو أحق باسم الموجود أنه إن سئل (السائل) بسائر حروف الاستفهام عن شخص الجوهر لم یجب فیه بشی‌ء یعرّف ماهیّته. مثال ذلك أنه إذا سئلنا كیف هذا الشی‌ء المشار إلیه أو أیّ هو، أجبنا أنه موجود صالحا أو طالحا أو حارّا أو باردا و لم نجب أنه إنسان أو فلك (ش، ت، 748، 5)- حرف ما … یحتمل أن تكون نافیة، و یحتمل أن تكون استفهاما علی جهة التوبیخ (ش، ت، 1354، 1)

حرف ما هو

- حرف" ما هو" المستعمل فی السؤال … قد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 254
یستعمل فی الإخبار و یستعمل استعارة و یستعمل مجازا (ف، حر، 181، 10)

حرف ما ذا

- أمّا حرف" ما ذا" وجوده فالذی یدلّ علیه حدّ الشی‌ء- و هو ماهیّته ملخّصة- و إنّما یكون بأجزاء ذاته و بالأشیاء التی إذا ائتلفت تقوّمت عنها ذاته، و إنّما یكون فیما ذاته منقسمة (ف، حر، 205، 3)

حرف هل‌

- حرف" هل" هو حرف سؤال إنّما یقرن أبدا فی المشهور و بادئ الرأی بقضیّتین متقابلتین بینهما أحد حروف الانفصال و هی أو و أم و إمّا و ما قام مقامها- علی أیّ ضرب كان تقابلهما- كقولنا" هل زید قائم أو لیس بقائم" (ف، حر، 200، 16)- حرف" هل" إنّما یقرن بمتقابلتین علم أنّ إحداهما لا علی التحصیل صادقة أو معروف بها عند المجیب، و یطلب به أن تعلم تلك الواحدة منهما علی التحصیل. فإنّه یطلب أیّهما علی التحصیل هی الصادقة أو المعروف بها عند المجیب (ف، حر، 201، 10)- السؤال بحرف" هل" هو سؤال عامّ یستعمل فی جمیع الصنائع القیاسیّة. غیر أنّ السؤال به یختلف فی أشكاله و فی المتقابلات التی یقرن بها هذا الحرف و فی أغراض السائل بما یلتمسه بحرف" هل". فإنّ فی الصنائع العلمیّة إنّما یقرن حرف" هل" بالقولین المتضادّین، و فی الجدل یقرن بالمتناقضین فقط، و فی الجدل یقرن بالمتناقضین فقط، و فی السوفسطائیّة بما یظنّ أنّهما فی الظاهر متناقضان، و أمّا فی الخطابة و الشعر فإنّه یقرن بجمیع المتقابلات و بما یظنّ أنّهما متقابلان من غیر أن یكونا كذلك (ف، حر، 206، 16)- حرف" هل" یستعمل فی العلوم فی عدّة أمكنة. أحدها مقرونا بمفرد یطلب وجوده، كقولنا" هل الخلاء موجود" و" هل الطبیعة موجودة". فإنّ كلّ واحد من هذه و أشباهها هو فی الحقیقة مركّب، و هو قضیّة (ف، حر، 213، 18)- كلّ طلب علمیّ یقرن بحرف" هل" هو طلب سبب الشی‌ء الموضوع الذی علیه یحمل المحمول و ما ذلك السبب، أو طلب سبب وجود المحمول الذی یحمل علی موضوع ما و ما ذلك السبب، فإنّ حرف" هل" فی العلوم فیما علم صدقه ینتظم هذین. و فیما لم یعلم صدقه من القضایا ینتظم الثلاثة كلّها (ف، حر، 216، 7)- أمّا فی العلم الطبیعیّ فإنّه إذا كان یعطی من جهة الطبیعة و الأشیاء الطبیعیّة كلّ ما به قوام الشی‌ء، الخارج منها- الفاعل و الغایة- و الذی هو فی الشی‌ء نفسه، كان عن كلّ ما یسأل عنه بحرف" هل هو موجود" أو" هل هو موجود كذا" إنّما یطلب فیه كلّ شی‌ء كان به وجود ذلك الشی‌ء من فاعل أو مادّة أو صورة أو غایة (ف، حر، 217، 10)- أمّا فی العلم الإلهیّ فإنّه إذا كان یعطی من جهة الإله و الأشیاء الإلهیّة من الأسباب التی بها قوام الشی‌ء الفاعل، و الماهیّة التی بها الشی‌ء بالفعل، و الغایة، صارت المطلوبات بحرف" هل" عن ما یوجد الموضوع فیه الإله أو شیئا ما إلهیّا هی التی بها قوام المحمول من جهة الشی‌ء الذی أخذ موضوعا (ف، حر، 217، 17)- أمّا صناعة الجدل فإنّها إنّما تستعمل السؤال بحرف" هل" فی مكانین: أحدهما یلتمس به
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 255
السائل أن یتسلّم الوضع الذی یختار المجیب وضعه و یتضمّن حفظه أو نصرته من غیر أن یتحرّی فی ذلك لا أن یكون صادقا و لا أن یكون كاذبا (ف، حر، 222، 4)- أمّا السوفسطائیّة فإنّها تستعمل السؤال بحرف" هل" فی ثلاثة أمكنة: أحدها عند التشكیك السوفسطائیّ، فإنّه یسأل بالمتقابلین و بما هو فی الظاهر و المغالطة متقابلین، و یلتمس إلزام المحال من كلّ واحد منهما. و الثانی عند ما تتشبّه بصناعة الجدل أو تغالط و توهم أنّ صناعتها هی صناعة الارتیاض. فیستعمل السؤال بحرف" هل" عند تسلّم الوضع و یستعمله أیضا عند ما یلتمس تسلّم المقدّمات التی یبطل بها علی المجیب الوضع الذی تضمّن حفظه. غیر أن ما تفعله صناعة الجدل فیما هو فی الحقیقة مشهور تفعله السوفسطائیّة فیما هو فی الظنّ و الظاهر و التمویه أنّه مشهور من غیر أن یكون فی الحقیقة كذلك. و الثالث عند ما تتشبّه بالفلسفة و توهم أنّها هی صناعة الفلسفة (ف، حر، 224، 8)- إنما كان حرف هل یقرن أبدا بالمتقابلة لأن المتقابلة لا یمكن أن تكون معا (ش، ت، 1322، 12)

حركات‌

- جمیع الحركات منقسمة و هی أیضا متوحّدة، لأنّ كل حركة فكلّیّتها واحدة، إذ الوحدة تقال علی الكل المطلق، و جزؤها واحد، إذ الواحد یقال علی الجزء المطلق (ك، ر، 154، 6)- الحركات لا تتناهی بل لها ضرب من الوجود و هو الوجود بالقوة لا القوة التی تخرج إلی الفعل بل القوة بمعنی أنّ الأعداد تتأتی أن تتزاید فلا تقف عند نهایة أخیرة لیس وراءها مزاد (س، ن، 125، 13)- الحركات و الأعراض و المضاف و الحالات بیّن من أمرها أنها لیست تعرّف جواهر الأشیاء الموجودات أعنی المسمّاة جواهر (ش، ت، 279، 12)- إن الحركات انفعالات للكمّیة لا من قبل المتحرّك لكن من قبل ما فیه الحركة و هو العظم الذی علیه الحركة (ش، ت، 599، 17)- إن الحركات التی هاهنا: إما أن تكون بالطبع، و إما أن تكون بالقسر (ش، ت، 1573، 7)- كل ما كان من الحركات لیس لها كل و لا جملة، أعنی ذات مبدأ و نهایة، إلا من حیث هی فی النفس، كالحال فی الزمان و الحركة الدوریة، فواجب فی طباعها أن لا تكون زوجا و لا فردا، إلا من حیث هی فی النفس (ش، ته، 38، 16)- من الحركات ما هی غیر باقیة لا بأجزائها و لا بكلّیتها و هی الكائنة الفاسدة، و منها ما هی باقیة بنوعها فاسدة كائنة بأجزائها، و لكن مع هذا یقال فیها أنها حركة واحدة (ش، ته، 273، 22)- أجناس الحركات ثلاثة: أحدها الحركة فی الأین و هی المسمّاة النقلة، و هذه منها فوق و منها أسفل. و الثانیة فی الكم و هی المسمّاة نموّا و نقصا و لیس لهذین النوعین اسم یجمعهما. و الثالثة فی الكیف و هی المسمّاة استحالة (ش، سط، 80، 19)- الحركات كثیرة و مختلفة (ش، سك، 118، 22)- اتفق جمیع الأمم علی تقدیر جمیع الحركات بالحركة الیومیة، إذ كانت هذه الحركة أسرع الحركات، أعنی أنهم قدّروا سائر الحركات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 256
بزمان هذه الحركة. و كذلك سكون سائر المتحركات إنما یقدّر بزمان هذه الحركة، و لهذا المعنی بعینه یتحرّون فی الصنوج و الأذرع أن یكون أصغر ما یمكن (ش، ما، 117، 16)

حركات أجرام سماویة

- فی حركات الأجرام السماویة كفایة فی أن یعطی صور الأجسام المعدنیات مع الأسطقسات (ش، سك، 118، 15)- السبب فی وجود الطبیعة بفعل فعل العاقل هو حركات الأجرام السماویة. و السبب فی كون حركات الأجرام السماویة معطیة لهذه الطبیعة هذه القوة هی الصور المفارقة المعقولة (ش، ما، 76، 17)- حركات الأجرام السماویة هی ثمان و ثلاثون حركة، خمس خمس للكواكب الثلاثة العلویة، أعنی زحل و المشتری و المریخ، و خمس للقمر، و ثمان لعطارد، و سبع للزهرة و واحدة للشمس، علی أن یتوهّم سیرها فی فلك خارج المركز فقط لا فی فلك تدویر و واحدة للفلك المحیط بالكل و هو الفلك المكوكب. فأما وجود فلك تاسع ففیه شك (ش، ما، 142، 20)

حركات اختیاریة

- أما الحركات الاختیاریة فهی أشدّ نفسانیة، و لها مبدأ عازم مجمّع، مذعنا و منفعلا، عن خیال أو همّ أو عقل (س، أ 1، 411، 5)- إنّ للحركات الاختیاریة مباد بعضها ضروریة بأعیانها و بعضها غیر ضروریة بأعیانها. فالتی تكون ضروریة بأعیانها منها قریبة و منها بعیدة، فالقریبة هی القوة المحرّكة التی فی عضلة العضو و البعیدة هی القوة الشوقیة. فهذان المبدءان لا بدّ من حصولهما (ر، م، 535، 21)

حركات الأفلاك‌

- إن حركات الأفلاك كلها تؤمّ فعلا واحدا و نظاما واحدا مشتركا لجمیعها فواجب أن یكون لها صورة واحدة معقولة خارجة عن الصورة التی یؤمّ كل فلك منها أعنی الصورة الخاصة به، فیكون هاهنا صورة كالغایة زائدة علی الصورة التی یتحرّك نحوها فلك من سائر الأفلاك (ش، ت، 1650، 7)- حركات الأفلاك ذات جهتین: الاستمرار و التجدّد. فباعتبار الجهتین صارت صالحة لتوسّطها بین جانبی القدم و الحدوث. فمن جهة الاستمرار جاز صدورها عن القدیم، و من جهة الحدوث صارت واسطة فی صدور الحوادث عن القدیم (ط، ت، 70، 14)

حركات بسیطة

- الحركات بسیطة … ثلاثة: إما إلی الوسط، و إما من الوسط، و إما حول الوسط؛ أما الاثنان منها فظاهر وجودهما للنار و الأرض، و أما التی حول الوسط … موجودة لجسم بسیط (ش، سط، 53، 13)- الحركات البسیطة … اثنان: مستقیمة و مستدیرة (ش، سم، 34، 7)- لیس هاهنا حركات بسیطة غیر هذه الحركات، أعنی الحركة التی من الوسط و إلی الوسط و حول الوسط (ش، سم، 43، 7)

حركات ثلاث‌

- الحركات الثلاث من الوسط و إلی الوسط و علی الوسط (ص، ر 3، 204، 23)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 257

حركات جسمانیة

- لأجرام السماوات معلومات كلّیة و معلومات جزئیّة. و هی قابلة لنوع من أنواع الانتقال من حال إلی حال علی سبیل التخیّل، و یحصل- بسبب ذلك التخیّل لها- التخیّل الجسمانی، و ذلك السبب هو سبب الحركة، فتحصل من جزئیات تخیّلاتها المتصلة الحركات الجسمانیة، ثم تلك التغیّرات تصیر سببا لتغیّر الأركان الأربعة و ما یظهر فی عالم الكون و الفساد من التغیّر (ف، ع، 8، 20)

حركات سماویة

- الحركات السماویة وضعیة دوریة (ف، ع، 10، 2)- أما جملة الكون و الفساد و اتّصاله فعلّته الفاعلیة المشتركة التی هی أقرب، هی الحركات السماویة، و التی هی أسبق فالمحرّك لها (س، شط، 199، 10)- إنّ الحركات السماویة قد تتعلّق: بإرادة كلّیة.
و بإرادة جزئیة (س، أ 2، 134، 3)- إنّ الحركات السماویة لا یجوز أن تكون لأجل شی‌ء غیر ذواتها و لا یجوز أن یكون لأجل معلولاتها (س، ن، 267، 13)- ثبت أنّ حركات السماء إرادیة (ر، ل، 98، 16)

حركات فی زمان‌

- یری أرسطو أن وجود الحركات فی الزمان هی أشبه شی‌ء بوجود المعدودات فی العدد. و ذلك أن العدد لا یتكثّر بتكثر المعدودات، و لا یتعیّن له موضع بتعیّن مواضع المعدودات. و یری أن لذلك كانت خاصّته تقدیر الحركات، و تقدیر وجود الموجودات المتحرّكة من جهة ما هی متحرّكة، كما یقدر العدد أعیانها. و لذلك یقول أرسطو فی حدّ الزمان أنه: عدد الحركة بالمتقدّم و المتأخّر الذی فیها (ش، ته، 65، 26)

حركات كائنة فاسدة

- الحركات الكائنة الفاسدة: حركات مكانیة (ف، ع، 10، 3)

حركات الكوكب‌

- كثرة الحركات التی توجد لكوكب كوكب أعنی أنه یجب أن تكون كلها مرتبطة بحركة الكوكب، و كل محرّك فیها یستكمل بتصوّره المحرّك الأول الخاص لذلك الكوكب.
و لذلك صارت حركات كل كوكب منها تؤمّ حركة واحدة و هی حركة الكوكب نفسه.
و كذلك ینبغی أن نفهم أن حركات سائر الأفلاك تؤمّ حركة الفلك المكوكب نفسه (ش، ت، 1649، 13)

حركات مبسوطة

- الحركات المبسوطة الطبیعیة ثلاثة أصناف:
حركة من الوسط و حركة إلی الوسط، و هما صنفا الحركة المستقیمة، و حركة حول الوسط و هی المستدیرة (ش، سم، 26، 19)

حركات متضادة

- الحركات المتضادة إنما توجد … من قبل المكان المتضاد الذی هو الفوق و الأسفل، و لیس بین مكان الكرة و الفوق و الأسفل تضاد بل الكرة هی الفاعلة للفوق و الأسفل (ش، سم، 32، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 258

حركات متضایفة

- الحركات المتضایفة یعنی بها التی یجوز أن یقال لبعضها أسرع من بعض أو أبطأ أو مساو له فی السرعة (س، ن، 111، 19)

حركات مستدیرة

- اتصال الحركات المستدیرة سببه الإرادات المتصلة و یكفی فیها محرّك واحد علی سبیل العشق و ذلك المحرّك هو طلب الكمال إذا كان الكمال لا یحصل للنفوس الفلكیة موجودا، فكل حدّ ینتهی إلیه لا یقف عنده بل یطلب حدّا آخر بقدره كمالا و كذلك إلی ما لا نهایة فتتصل الحركات (ف، ت، 14، 13)- إنّ الحركات المستدیرة لا تتضادّ (ر، م، 612، 7)

حركات مستقیمة

- الحركات المستقیمة لا یكون لها اتصال: لا حیث تتوجّه فی جهة، و لا حین تنعطف، و لا حین تعمل زاویة فی انعطافها (ف، ع، 11، 15)- للحركات المستقیمة حدّ، إذ البرازخ الغیر المتناهیة غیر متصوّر تحقّقها (سه، ر، 173، 9)

حركات مستویة

- حركة الكمّیة و الكیفیّة، و الحركات المستویة:
لازمة للبسائط. و هی علی ضربین: أحدهما- من الوسط. و الآخر- إلی الوسط. و حركة الأشیاء المركّبة- بحسب غلبة البسائط من المواد الأربع علیها (ف، ع، 10، 4)

حركات مشافعة

- الحركات المشافعة كثیرة بالعدد و إن كانت واحدة بالنوع كالفرس یجری و المصباح ینتقل من ید إلی ید (ش، سط، 85، 22)

حركات مكانیة

- الحركات المكانیة الطبیعیة: منها مبسوطة و هی التی لجسم مبسوط، و منها مركّبة و هی التی لجسم مركّب، لكن إذا تحرّك بها الجسم المركّب تحرّك بحسب الغالب علی أجزائه و إلا لم یتحرّك أو تشذّبت أجزاؤه (ش، سم، 26، 16)

حركة

- أمّا الحركة فحدّها تغیّر الهیولی إمّا فی المكان أو الكیفیّة، و المتحرّك هو المتغیّر فی أحد هذین من مكانه و كیفیّته (جا، ر، 113، 15)- إنّ الحركة عرض فی المتحرّك بها و الذات جوهر (جا، ر، 518، 10)- الحركة إنّما هی حركة الجرم، فإن كان جرم كانت حركة و إلّا لم تكن حركة، و الحركة هی تبدّل ما (ك، ر، 117، 7)- الحركة باضطرار موجودة فی بعض الأجرام، فهی موجودة فی الجرم المطلق (ك، ر، 118، 6)- إنّ أحد أنواع الحركة هو الكون (ك، ر، 118، 19)- الجرم و الحركة و الزمان لا یسبق بعضها بعضا أبدا (ك، ر، 119، 20)- التركیب حركة، فإن لم تكن الحركة لم یكن التركیب (ك، ر، 120، 12)- الحركة تبدّل: إمّا بمكان، و إمّا بكمّ، و إمّا بكیف، و إمّا بجوهر (ك، ر، 133، 29)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 259
- الحركة إنّما هی نقلة من مكان إلی مكان، أو ربوّ أو نقص، أو كون أو فساد، أو استحالة (ك، ر، 153، 14)- الحركة متكثّرة، لأنّ المكان كمّیة، فهو منقسم؛ فالموجود فی أقسام منقسم بأقسام المكان، فهو متكثّر؛ فالحركة المكانیة متكثّرة (ك، ر، 153، 16)- الحركة- تبدّل حال الذات (ك، ر، 167، 5)- الحركة إنّما هی حركة الجرم، فإن كان جرم كانت حركة، و إن لم یكن جرم لم تكن حركة (ك، ر، 204، 8)- الحركة هی تبدّل الأحوال: فتبدّل مكان كل أجزاء الجرم فقط هو الحركة المكانیة؛ و تبدّل مكان نهایاته إمّا بالقرب من مركزه أو البعد منه هو الربوّ و الاضمحلال؛ و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 204، 10)- التركیب حركة، و إن لم یكن حركة لم یكن التركیب (ك، ر، 205، 4)- الجرم و الحركة و الزمان لا یسبق بعضها بعضا فی الإنّیّة، فهی معا (ك، ر، 205، 12)- تبیّن بالأقاویل البرهانیة أنّ كل حركة: إمّا أن تكون مكانیة، أو ربویّة أو اضمحلالیة أو استحالیة، أو كونا أو فسادا (ك، ر، 216، 8)- إنّ كل حركة: إمّا أن تكون ذاتیة و إمّا أن تكون عرضیة؛ أعنی بالذاتیة التی تكون من ذات الشی‌ء؛ و أعنی بالعرضیة التی لیست من ذات الشی‌ء؛ و أعنی بالكون من ذات الشی‌ء ما لا یفارق الشی‌ء الذی هو فیه إلّا بفساد جوهره، كحیاة الحی التی لا تفارق الحیّ إلّا بفساد جوهره و انتقاله إلی لا حیّ (ك، ر، 217، 7)- لا یجوز أن یكون للحركة ابتداء زمانی، و لا آخر زمانی، فإذن یجب أن یكون متحرّكا علی هذا اللون و محرّكا كذلك (ف، ع، 10، 13)- الشی‌ء لا یعدم بذاته و إلّا لم یصحّ وجوده، و الذی یتوهّم فی الحركة أنها تعدم بذاتها محال فإنها لعدمها سبب فإذا بطلت الحركة الأولی تبع بطلانها وجود حركة أخری (ف، ت، 19، 14)- أمّا عند الحسّ فالحركة أقدم، و أمّا عند العقل فالسكون أقدم (تو، م، 191، 13)- السكون عند العقل عدم الحسّ، و الحركة عند الحسّ تأثیر العقل (تو، م، 191، 18)- الحركة صورة واحدة لكنها توجد فی مواد كثیرة و محال مختلفة (تو، م، 225، 3)- الحركة كون و فساد، و نموّ و نقصان، و استحالة و إمكان؛ و إنّما تباینت هذه الأسماء لمعان تحقّقت فی النفس بالاعتبار الصحیح. فالحركة فی النار لهب، و فی الهواء ریح، و فی الماء موج، و فی الأرض زلزلة (تو، م، 225، 6)- إنّ الحركة … فی العین طرف، و فی الحاجب اختلاج، و فی اللسان منطق، و فی النفس بحث، و فی القلب فكر، و فی الإنسان استحالة، و فی الروح تشوّف، و فی العقل إضاءة و استضاءة، و فی الطبیعة كون و فساد، و فی العالم بأسرة شوق إلی الذی به نظامه، و بوجوده قوامه، و إلیه توجّهه، و به تشبّهه، و نحوه تولّهه و تدلّهه (تو، م، 225، 10)- یقال: ما الحركة؟ الجواب، هی علی ثلاثة أوجه: مستویة، و مستدیرة، و منفرجة (تو، م، 318، 7)- الحركة تقال علی ستة أوجه: الكون و الفساد و الزیادة و النقصان و التغیّر و النقلة (ص، ر 2، 10، 15)- إنّ الحركة فی بعض الأجسام جوهریة كحركة النار فإنّها متی سكنت حركتها طفئت و بطلت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 260
و بطل وجودها (ص، ر 2، 12، 12)- إنّ الحركة هی صورة جعلتها النفس فی الجسم بعد الشكل، و إنّ السكون هو عدم تلك الصورة (ص، ر 2، 12، 15)- إنّ الحركة و إن كانت صورة فهی صورة روحانیة متمّمة تسری فی جمیع أجزاء الجسم و تنسلّ عنه بلا زمان كما یسری الضوء فی جمیع أجزاء الجسم الشفاف و ینسلّ عنه بلا زمان (ص، ر 2، 12، 19)- إنّ الحركة هی صورة روحانیة تجعلها النفس فی الأجسام فبها تكون الأجسام متحرّكة كما تجعل الأشكال و النقوش و الصور و الألوان فی الأجسام، و بها تكون الأجسام متصوّرة منقشة مشكّلة متحرّكة، فالنفوس هی المحرّكة للأجسام و الأجسام هی المحرّكات و المسكّنات بتحریك النفوس لها و تسكینها إیاها (ص، ر 3، 305، 17)- الحركة هی صورة تجعلها النفس فی الجسم بها یكون الجسم متحرّكا. و أما التسكین فهو أیضا فعل من أفعال النفس تحرّك الجسم تارة و تسكنه أخری: مثال ذلك أنّ الإنسان یحرّك یده تارة و یسكنها أخری (ص، ر 3، 306، 3)- إنّ الحركة نوعان: جسمانی و روحانی (ص، ر 3، 306، 9)- إنّ كل حركة فی متحرّك فهی متحرّكة له و هی سبب لشی‌ء آخر، فمتی عدمت تلك الحركة بطل ذلك السبب (ص، ر 3، 315، 6)- الحركة كمال أول لما بالقوة من حیث هو بالقوة: و هو كون الشی‌ء علی حال لم یكن قبله و لا بعده یكون فیه، سواء كان تلك الحال أینا أو كیفا أو كمّا أو وضعا، كالشی‌ء یكون علی وضع فی مكان لم یكن قبله و لا بعده فیه و لا تفارق كلّیته مكانه (س، ع، 18، 12)- الحركة التی تكون من أین إلی أین تسمّی نقلة (س، ع، 19، 1)- لأنّ كل حركة مبتدئة فی العالم فهی" بعد" ما لم یكن فیها فلها" قبل"، و" القبل" زمان، فالزمان أقدم من الحركة المبتدئة، فهو إذن أقدم من التی فی الكیف و الكم و الأین المستقیم (س، ع، 28، 1)- كل حركة عن محرّك غیر قسری: فإما عن محرّك طبیعی أو نفسانی إرادیّ (س، ع، 29، 2)- كل حركة فلها محرّك، لأنّ الجسم إما أن یتحرّك لأنّه جسم أو لا لأنّه جسم- فإن تحرّك لأنّه جسم وجب أن یكون كل جسم متحرّكا.
فإذن حركته تجب عن سبب آخر: إمّا قوة فیه، و إما خارج عنه (س، ع، 29، 8)- الحركة كمال أول لما بالقوة من جهة ما هو بالقوة. و إن شئت قلت هو خروج من القوة إلی الفعل لا فی آن واحد، و أما حركة الكل فهی حركة الجرم الأقصی علی الوسط مشتملة علی جمیع الحركات التی علی الوسط و أسرع منها (س، ح، 29، 1)- إنّ الحركة لا تحدث بعد ما لم تكن إلّا لحادث، و ذلك الحادث لا یحدث إلّا بحركة مماسّة لهذه الحركة، و لا تبالی أی حادث كان ذلك الحادث: كان قصدا من الفاعل، أو إرادة، أو علما، أو آلة، أو طبعا، أو حصول وقت أوفق للعمل دون وقت، أو حصول تهیّؤ أو استعداد من القابل لم یكن، أو وصول من المؤثّر لم یكن؛ فإنّه كیف كان، فحدوثه متعلّق بالحركة لا یمكن غیر هذا (س، شأ، 375، 9)- إنّ الحركة معنی متجدّد النسب، و كل شطر منه مخصّص بنسب فإنّه لا ثبات له، و لا یجوز أن یكون عن معنی ثابت البتّة وحده (س، شأ،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 261
383، 16)- أسباب الأشیاء أربعة: مبدأ الحركة مثل البناء للبیت. المادة مثل الخشب و اللبن للبیت.
الصورة مثل هیئة البیت للبیت. الغایة مثل الإسكان للبیت و كل واحد من ذلك إما قریب و إما بعید، و إما خاص و إما عام، و إما بالقوة و إما بالفعل، و إما بالحقیقة و إما بالعرض (س، ر، 4، 14)- الحركة كمال أول لما بالقوة من حیث هو بالقوة و هو كون الشی‌ء علی حال لم تكن قبله و لا بعده، و تسمّی تلك الحال أینا أو كیفا أو كمّا أو وضعا كالشی‌ء یكون علی وضع فی مكانه لم یكن قبله و لا بعده فیه و لا یفارق كلّیته مكانه الحركة (س، ر، 5، 1)- الحركة علّة حصول الزمان (س، ر، 17، 4)- الحركة تقال علی تبدّل حال قارّة فی الجسم یسیرا یسیرا علی سبیل اتّجاه نحو شی‌ء و الوصول بها إلیه هو بالقوة لا بالفعل (س، ن، 105، 3)- قیل إنّ الحركة هی فعل و كمال أول للشی‌ء الذی بالقوة من جهة المعنی الذی هو له بالقوة (س، ن، 105، 12)- الحركة كمال أول لما بالقوة من جهة ما هو بالقوة (س، ن، 105، 17)- إنّ كل حركة توجد فی الجسم فإنّما توجد لعلّة محرّكة (س، ن، 108، 7)- الحركة لا تنتهی فی التجزئة (س، ن، 110، 12)- الحركة قد تكون واحدة بالجنس، و قد تكون واحدة بالنوع، و قد تكون واحدة بالشخص (س، ن، 111، 7)- التقابل بینهما أعنی الحركة و السكون تقابل العدم و الملكة، فیكون السكون المطلق مقابلا للحركة المطلقة، و السكون المعیّن مقابلا للحركة المعیّنة (س، ن، 114، 23)- إنّ الحركة لا تحدث بعد ما لم تكن إلّا بحادث، و ذلك الحادث لا یحدث إلّا بحركة مماسّة لهذه الحركة (س، ن، 253، 15)- إنّ كل حركة تصدر عن طبع فعن حالة غیر طبیعیة (س، ن، 258، 13)- یلزم من الحركة الزمان لا محالة؛ فإنّ كل حركة ففی زمان، و الزمان هو مقدار الحركة؛ فإن لم تكن حركة، لم یكن زمان فی الوجود (غ، م، 261، 11)- الحركة، و المیل، و الطبع، ثلاثة أمور متباینة.
فإذا ملأت زقّا من الهواء، و تركته تحت الماء، صعد إلی حیّز الهواء. و فی حالة الصعود فیه الحركة، و المیل، و الطبع. فإن أمسكته قهرا تحت الماء، فلا حركة؛ و أنت تحسّ بمیله و تحامله علی یدك، و اعتماده علیك فی طلب جهته، فهو المراد بالمیل. فإن كان فوق الماء فلا حركة و لا میل، و لكن فیه الطبع الذی یوجب فیه المیل إلی حیّزه، مهما فارق حیّزه.
و المقصود أن نبیّن أنّ كل جسم مركّب فهو قابل للحركة. و كل قابل للحركة، فلا بدّ و أن یكون فیه میل و لا محالة (غ، م، 263، 20)- لا یتصوّر زمان لا ینقسم؛ لأنّ الزمان مقدار الحركة. و ضرورة كل حركة أن تنقسم بانقسام مسافة الحركة (غ، م، 265، 24)- إنّ الحركة من حیث حدوثها، أعنی حركة هذه المركّبات (الأجسام)، تدلّ علی أنّ لها سببا، و لسببها سببا، إلی غیر نهایة، و لا یمكن ذلك إلّا بالحركة السماویة الدوریة (غ، م، 267، 3)- إنّ الحركة تدلّ علی إثبات جوهر شریف غیر متغیّر، لیس بجسم، و لا منطبع فیه. و مثل هذا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 262
یسمّی عقلا مجرّدا. و إنّما یدلّ علیه بواسطة عدم التناهی (غ، م، 279، 9)- إنّ الحركة تطلق علی الانتقال من مكان إلی مكان فقط، و لكن صارت باصطلاح القوم عبارة عن معنی أعمّ منه، و هو السلوك من صفة إلی صفة أخری تصیرا إلیه علی التدریج (غ، م، 304، 8)- لا تقع الحركة من جملتها إلّا فی أربعة:
الحركة المكانیة. و الانتقال فی الكمیّة. و فی الوضع. و فی الكیفیة (غ، م، 305، 15)- الحركة تنقسم: إلی ما هو بالعرض. أو بالقسر. أو بالطبع. فالذی بالعرض هو أن یكون الجسم، فی جسم آخر، فیتحرّك الجسم المحیط، و یحصل فی الجسم المحاط به حركة بمعنی أنّه ینتقل من مكانه العام دون الخاص، كالكوز الذی فیه ماء إذا نقل؛ فإنّ الماء فی مكانه الخاص، و هو الكوز لم ینقل … و أما القسری: فهو أن یترك مكانه الخاص، و لكن بسبب خارج من ذاته، كانتقال السهم بالقوس، و انتقال الشی‌ء بما یجذبه، أو یدفعه، كما ینتقل الحجر إلی فوق، إذا رمی إلی فوق. و أمّا الطبیعی: فهو أن یكون له من ذاته، كحركة الحجر إلی أسفل؛ و النار إلی فوق، و كتبرّد الماء طبعا، إذا سخن قسرا (غ، م، 309، 3)- الحركة تنقسم: إلی مستدیرة، كحركة الأفلاك.
و إلی مستقیمة، كحركة العناصر (غ، م، 311، 4)- الحركة تحدث فی الهواء موجا مستدیرا، كما یحدث الموج المستدیر فی الماء، إذا ألقی فیه حجر، فتنتشر منه دوائر صغار، و لا تزال تلك الدوائر تتّسع و تضعف فی حركتها إلی أن تنمحی. فكذلك یحدث فی الهواء (غ، م، 351، 15)- إنّ الحركة لا ضدّ لها، و إنّما التقابل بینها و بین السكون عندهم تقابل الملكة و العدم، أعنی تقابل الوجود و العدم (غ، ت، 77، 1)- الحركة تقع جزئیة فی جهة مخصوصة بمقدار مخصوص، بل لا بدّ فی الحركة الإرادیة من إرادة جزئیة (غ، ت، 161، 23)- الحركة تقال علی وجوه: فمنها الحركة المكانیة و هی التی ینتقل بها المتحرّك من مكان إلی مكان، و منها الحركة الوضعیة و هی التی تتبدّل بها أوضاع المتحرّك و تنتقل أجزاؤه فی أجزاء مكانه و لا تخرجه عن جملة مكانه كالدولاب و الرحا، و منها حركة النمو و النقص یعظّم بها المتحرّك و یصغّر و منها حركة الاستحالة كالتی یسخن بها و یبرد (بغ، م 1، 28، 1)- مفهوم الحركة یشتمل علی خمسة معان و هی:
الزوال، و ما عنه، و ما إلیه، و ما فیه، و الزمان (بغ، م 1، 37، 3)- إنّ كل انتقال من حال إلی حال فی زمان حركة (بغ، م 1، 40، 2)- الحركة إنّما تكون فی زمان فالسكون أیضا فی زمان (بغ، م 1، 40، 11)- الحركة تتقدّر بالزمان و الزمان بالحركة، مجهول هذا بمعلوم هذا فیقال زمان الحركة میل و یقال مسافة یوم أو یومین (بغ، م 1، 76، 14)- إنّ الحركة لا یمكن أن تكون للمتحرّك بذاته لذاته و عن ذاته بل عن محرّك آخر هو غیره (بغ، م 2، 168، 20)- الحركة هی العلّة الموصلة قدیم العلل بحدیثها و الواسطة بین سابقها و لاحقها (بغ، م 2، 173، 15)- كلّ هیئة لا یتصوّر ثباتها، هی الحركة (سه، ر، 172، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 263
- ما یجب فیه التجدّد لماهیّته، إنّما هو الحركة (سه، ر، 173، 8)- إنّ الحركة خروج الشی‌ء من القوة إلی الفعل لا دفعة، و تقع فی الكیف كتسوّد الأبیض لا دفعة، و فی الأین و ذلك ظاهر، و فی الوضع كحركة المحدّد إذ لا مكان له (سه، ل، 107، 4)- إنّ الحركة التی منها الزمان لیست بمستقیمة، فإنّها لا تذهب فی جهة واحدة إلی غیر النهایة لوجوب تناهی الأبعاد (سه، ل، 107، 21)- إذا كانت الأشیاء عددا لم یكن هنا لك حركة أصلا، و إذا لم تكن حركة و لا استحالة و لا حركات سماویة مختلفة لم یمكن أن یكون هنا لك كون و لا فساد (ش، ت، 106، 6)- لكل حركة غایة و تمام (ش، ت، 240، 7)- إن بعضها (الأشیاء) یقال فیه إنه هویّة لأنه شی‌ء قائم بذاته و هو الجوهر، و بعضها یقال فیه إنه هویّة لأنه انفعال للجوهر، فإن التأثیرات یعنی بها القدماء الكیفیات الانفعالیة، و ربما عبّروا عنها بالآلام، و یعنی (أرسطو) بالطریق إلی الجوهر الحركة الكائنة فی الجوهر، فإن الحركة یقال فیها إنها هویّة و موجودة من قبل أنها طریق إلی الموجود الحقیقی (ش، ت، 306، 3)- إن التغییر لمّا كان وسطا بین الوجود و العدم صدق علیه أنه لیس بموجود و لا معدوم و لیس موجودا معدوما معا، و ذلك أن الحركة مركّبة من وجود و عدم، و لذلك قیل فی حدّها إنها كمال ما بالقوة من جهة ما هو بالقوة (ش، ت، 463، 14)- أما الحركة فلم تجر العادة أن تقدّر بجزء منها و إنما تقدّر بالمسافة أو بالزمن (ش، ت، 600، 8)- الحركة هی كمال ما بالقوة (ش، ت، 1131، 9)- إن الكیفیة لیس یقال فیها إنها موجودة بإطلاق و لا الحركات، و إنما یقال فیها موجودة كیفیات و موجودة حركات لا موجودة بإطلاق، و ذلك أن الحركة هی حركة لشی‌ء و الكیفیة هی كیفیة لشی‌ء، و أما الجوهر فلیس هو جوهر لشی‌ء.
فالموجود علی التحقیق و بإطلاق هو الجوهر و أما سائر المقولات فموجودة بإضافة (ش، ت، 1415، 3)- إن الحركة غیر ممكن أن تعقل أنها حدثت حدوثا بعد إن لم یكن شی‌ء متحرّك أصلا و لا أنها تفسد فسادا لا یبقی معه شی‌ء متحرّك أصلا … و ذلك أنه قد تبیّن فی العلم الطبیعی أنها دائمة لم تزل و لا تزال (ش، ت، 1560، 6)- إن كانت كل حركة فإنما هی موجودة لشی‌ء متحرّك، و كل حركة أیضا إنما هی من أجل شی‌ء محرّك؛ و كان لیس یوجد حركة لا من أجل ذاتها و لا من أجل حركة أخری، و إن كانت تلك الأخری من أجل الكواكب بل كل حركة هی من أجل الكواكب، فواجب أن یكون عدد الحركات و المتحرّكات و المحرّكین عدد واحد بعینه (ش، ت، 1682، 5)- صرّح … أرسطو، أنه لو كانت للحركة حركة، لما وجدت الحركة. و أنه لو كان للأسطقس، أسطقس، لما وجد الأسطقس (ش، ته، 36، 25)- الحركة إنما یفهم من معنی القدم فیها أنها لا أول لها و لا آخر، و هو الذی یفهم من ثبوتها.
فإن الحركة لیست ثابتة، و إنما هی متغیّرة (ش، ته، 57، 20)- قام البرهان … علی أن الذی لیس فی طبیعته الحركة هو العلة فی الموجود الذی فی طبیعته الحركة (ش، ته، 59، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 264
- من حججهم (الفلاسفة) فی أن الموجود المتحرّك لیس له مبدأ، و لا حادث لكلّیته:
إنه متی وضع حادثا وضع موجودا قبل أن یوجد. فإن الحدوث حركة، و الحركة ضرورة فی متحرّك، سواء وضعت الحركة فی زمان، أو فی الآن. و أیضا فإن كل حادث فهو ممكن الحدوث قبل أن یحدث. و إن كان المتكلمون ینازعون فی هذا الأصل، فسیأتی الكلام معهم فیه. و الإمكان لاحق ضروری من لواحق الموجود المتحرّك. فیلزم ضرورة، إن وضع حادثا أن یكون موجودا قبل أن یوجد (ش، ته، 60، 11)- الحركة هی فی شی‌ء ضرورة. فلو كانت الحركة ممكنة قبل وجود العالم، فالأشیاء القابلة لها هی فی زمان ضرورة، لأن الحركة إنما هی ممكنة فیما یقبل السكون، لا فی العدم؛ لأن العدم لیس فیه إمكان أصلا، إلا لو أمكن أن یتحوّل العدم وجودا. و لذلك لا بد للحادث من أن یتقدّمه العدم كالحال فی سائر الأضداد.
و ذلك أن الحار إذا صار باردا، فلیس یتحوّل جوهر الحرارة برودة، و إنما یتحوّل القابل للحرارة و الحامل لها من الحرارة إلی البرودة (ش، ته، 63، 13)- إن فعل الفاعل إنما یتعلّق بالمفعول من حیث هو متحرّك، و الحركة من الوجود الذی بالقوة إلی الوجود الذی بالفعل هی التی تسمّی حدوثا، و كما قال (أرسطو) العدم هو شرط من شروط وجود الحركة عن المحرّك و لیس ما كان شرطا فی فعل الفاعل یلزم إذا لم یتعلّق به فعل الفاعل أن یتعلّق بضده كما ألزم ابن سینا (ش، ته، 107، 13)- الفلاسفة لما كانوا یعتقدون أن الحركة فعل الفاعل، و أن العالم لا یتم وجوده إلا بالحركة، قالوا: إن الفاعل للحركة هو الفاعل للعالم، و أنه لو كفّ فعله طرفة عین عن التحریك لبطل العالم (ش، ته، 154، 18)- الحركة لیس لها وجود إلا فی العقل، إذ كان لیس یوجد خارج النفس إلا المتحرّك فقط، و فیه جزء من الحركة غیر متقرّر الوجود (ش، ته، 270، 7)- أعنی (ابن رشد) بالحركة هاهنا التغیّر و بالسكون عدم التغیّر (ش، سط، 37، 12)- الحركة من الأمور المتصلة (ش، سط، 45، 8)- الحركة … حدّها أرسطو بأنها كمال ما بالقوة من جهة ما هو بالقوة. و إنما اشترط فیه من جهة ما هو بالقوة لأنه فصل الحركة الخاص الذی یحفظ وجودها علی جهة ما یحفظ فصول الموجودات وجودها (ش، سط، 46، 4)- (الحركة) نجدها فی الأین و هی المسمّاة نقلة، و فی الكیف و هی المسمّاة استحالة، و فی الكم و هی المسمّاة نموّا و نقصا (ش، سط، 46، 10)- المسمّی فی الجوهر كونا و فسادا حركة (ش، سط، 46، 13)- (الحركة) جنسها العالی هو الموجود (ش، سط، 47 18)- الحركة من الأمور المتصلة لأنه متی وقفت و تعیّن منها جزء یمكن أن یشار إلیه فقد بطل فصلها الخاصّ بها و وجد الصنف الآخر من الكمال المحض، و إن تحرّكت بعده فإنما ذلك من جهة ما لها قوة أخری (ش، سط، 47، 12)- الحركة كمال المتحرّك بما هو متحرّك (ش، سط، 48، 17)- الزمان عارض للحركة و … الحركة مأخوذة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 265
فی حدّه علی جهة ما تؤخذ الموضوعات فی حدود أعراضها الذاتیة (ش، سط، 56، 21)- الحركة مساوقة للبعد و مترتّبة بترتّبه (ش، سط، 70، 6)- أما الحركة فوجود المتقدّم و المتأخّر فیها إنما هو فی الذهن إذ كانت الحركة وجودها فی الذهن (ش، سط، 70، 10)- الحركة تحتاج فی وجودها و جمع أجزائها بعضها إلی بعض إلی الفعل، لأن الموجود منها خارج النفس إنما هو المتحرّك و هو حال المتحرّك، لكن إذا أخذت فی الذهن مجموعة لزم أن تكون ذات أجزاء متقدّمة و متأخّرة و ذات عدد، علی جهة ما یلحق الذوات خارج النفس محمولاتها الذاتیة (ش، سط، 72، 2)- یقول إسكندر لو لا وجود النفس لم یوجد أصلا زمان و لا حركة (ش، سط، 72، 10)- كما أن الزمان یقدّر الحركة، كذلك الحركة قد یمكن أن تقدّر الزمان علی جهة ما شأنه أن یفعل الأشیاء المقدّرة بالأشیاء التی تقدّرها.
إلا أن الفرق بینهما أن ماهیة الزمان تقتضی بالذات تقدیر الحركة، و تقدیر الحركة لها عارض لحقیقتها (ش، سط، 76، 10)- الحركة … إنما توجد فی المتقابلات و من المتقابلات فی الأضداد، و من هذه فی التی بینها متوسّط (ش، سط، 81، 1)- لیس یلزم أن توجد للحركة حركة بالذات بل بالعرض و ثانیا (ش، سط، 83، 4)- الحركة كما قیل إنما تتم بثلاثة أشیاء: أحدها المتحرّك، و الثانی ما إلیه یتحرّك و فیه یتحرّك كأنك قلت مكان أو بیاض، و الثالث الزمان الذی تقع فیه الحركة (ش، سط، 85، 2)- الحركة إنما تكون واحدة بالجنس إذا كان ما إلیه الحركة واحدا بالجنس سواء كان الموضوع للحركة واحدا بالجنس أو لم یكن، و تكون الحركة واحدة بالنوع إذا كان ما إلیه الحركة واحدا بالنوع. و أما الحركة الواحدة بالعدد فمع أنه ینبغی أن یكون ما إلیه الحركة واحدا بالعدد، یجب أن یكون الموضوع لها واحدا بالعدد، و ذلك من أمرها بیّن (ش، سط، 85، 4)- الحركة … إنما تكون من ضد إلی ضد، و من هذه فی الأضداد التی لها متوسطات (ش، سط، 87، 2)- للحركة الواحدة سكونین: أحدهما فیما منه، و الثانی فیما إلیه (ش، سط، 87، 20)- العظم و الحركة و الزمان متساوقة، و أنه لیس یمكن أن یقطع متحرّك عظما غیر متناه فی زمان متناه، و لا یمكن أیضا أن یقطع متحرّك عظما متناهیا فی زمان غیر متناه إلا أن یكون ذلك العظم مستدیرا (ش، سط، 98، 3)- نهایة الحركة و مبدؤها غیر منقسم أصلا (ش، سط، 103، 23)- الحركة لا یمكن أن یوجد جزء منها أول لأنها منقسمة إلی ما ینقسم دائما (ش، سط، 104، 17)- مبدأ الحركة فوجوده فی الآن لا فی زمان، و لذلك لم یمكن أن یشار إلیه زمانا كما یمكن ذلك فی الكمال الذی هو نهایة الحركة لا نهایة ما یوجد بعد كالحال فی المبدأ (ش، سط، 104، 21)- لیس بین السكون و الحركة وجود متوسط (ش، سط، 105، 4)- من حدّ الحركة یظهر أنه لا یوجد إلا فی متحرّك (ش، سط، 122، 9)- قبل كل حركة حركة بالذات (ش، سط، 125، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 266
- الحركة ضرورة تابعة لجوهر الشی‌ء المحرّك و جاریة منه مجری الخاصة (ش، سم، 26، 13)- الحركة إلی الوسط و من الوسط فإن الأجسام المتحرّكة بها محسوسة (ش، سم، 27، 2)- الحركة التی تولّد النار فالفاعل لها لیس هو الحركة، و إنما الفاعل لها واحد بالجنس و هی الحرارة المنتشرة فی الاسطقسّات من حرارة النجوم و حرارة الهواء نفسه. و إنما الذی یعطی الحركة فی ذلك الاستعداد الذی به فعل الموضوع صورة النار (ش، ما، 71، 20)- الحركة حیاة ما للأمور الطبیعیة، فكأنها تخرج الأجزاء من النار التی هی موجودة فی الهواء بالقوة القریبة إلی الفعل المحض (ش، ما، 72، 5)- الحركة فعل للنفس و لو لا النفس لم یوجد إلا المتحرّك فقط (ش، ما، 139، 8)- الأجرام السماویة ذات عقول ضرورة، إذ كانت متصوّرة و هذا برهان سبب و وجود، و لأن الحركة إنما تكون مع شوق، فهی ضرورة ذات شوق نطقی و لیس لها من أجزاء النفس إلا هذا الجزء فقط. فإنه لیس یمكن أن توجد للأجرام السماویة حواس، فإن الحواس إنما جعلت فی الحیوان لموضع سلامته، و هذه الأجرام أزلیة و لا لها أیضا القوة المتخیلة علی ما یزعم ذلك ابن سینا. فإن القوة المتخیّلة لیس یمكن أن توجد دون الحواس علی ما تبیّن فی علم النفس (ش، ما، 147، 17)- ما حركته أسرع و جرمه أعظم فهو أشرف ضرورة (ش، ما، 150، 2)- إنّ الحركة محتاجة إلی المكان (ر، م، 220، 12)- حقیقة الحركة هی الحدوث أو الحصول أو الخروج من القوة إلی الفعل یسیرا یسیرا أو بالتدریج أو لا دفعة (ر، م، 547، 15)- الحركة إذا كمال لما یمكن أن یتحرّك و لكنها تفارق سائر الكمالات من حیث أنّه لا حقیقة لها إلّا التأدّی إلی الغیر و السلوك إلیه (ر، م، 548، 9)- قال الشیخ (ابن سینا) الحركة اسم لمعنیین:
الأول الأمر المتّصل المعقول للمتحرّك من المبدأ إلی المنتهی و ذلك ممّا لا حصول له فی الأعیان لأنّ المتحرّك ما دام لم یصل إلی المنتهی فالحركة لم توجد بتمامها و إذا وصل فقد انقطع و بطل، فإذا لا وجود له فی الأعیان أصلا بل فی الذهن … الثانی و هو الأمر الوجودی فی الخارج و هو كون الجسم متوسّطا بین المبدأ و المنتهی بحیث لا یكون قبله و لا بعده فیه و هو حالة موجودة مستمرّة ما دام الشی‌ء یكون متحرّكا (ر، م، 550، 14)- إنّ كل حركة ففی زمان (ر، م، 551، 9)- الحركة مركّبة من أمور آنیة الوجود متتالیة (ر، م، 552، 21)- إنّ الحركة مقولة علی ما تحتها بالاشتراك أو بالتواطؤ (ر، م، 567، 4)- الحركة لا توجد إلّا فی الزمان (ر، م، 616، 14)- الزمان یقدّر الحركة علی وجهین: أحدهما إنّه یجعلها ذات قدر، و ثانیهما إنّه یدلّ علی كمیّة قدرها. و الحركة تقدّر الزمان علی معنی أنّها تدلّ علی قدره بما یوجد فیه من المتقدّم و المتأخّر و بین الأمرین فرق (ر، م، 677، 16)- الحركة علّة لوجود الزمان و لیست علّة لاستعداده لانقسامه بل ذلك من لوازم ذاته (ر، م، 678، 6)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 267
- الحركة من حیث أنّها حركة تستدعی قدرا من الزمان (ر، ل، 60، 12)- إنّ ماهیّة الحركة تقتضی المسبوقیة بالغیر لأنّ الحركة عبارة عن الانتقال من أمر إلی أمر (ر، ل، 95، 15)- الجمع بین الحركة و الأزل محال (ر، ل، 95، 17)- الحركة ماهیّتها بحسب نوعها مركّبة من أمر ینقضی و من أمر حصل، فإذا ماهیّتها متعلّقة بالمسبوقیة بالغیر، و ماهیّة الأزلیة منافیة لهذا المعنی، فالجمع بینهما محال (ر، مح، 96، 16)- أمّا الحركة؛ فعبارة عن كمال أوّله عمّا قیّد به الفعل، لما هو بالقوّة من جهة ما هو بالقوّة، لا من كلّ وجه بل من وجه؛ و ذلك كما فی الانتقال من مكان إلی مكان و الاستحالة من كیفیّة إلی كیفیّة (سی، م، 84، 7)- الحركة لا بدّ لها من مبدأ هو المحرّك. فهو إمّا خارج عن المتحرّك، بحیث یكون ممتازا عنه فی الوضع، أو لا (ط، ت، 263، 12)

حركة إرادیة

- إنّ الحركة الإرادیة لا تكون بلا شوق (س، شأ، 286، 11)- إنّ كل حركة إرادیة: فإمّا أن تكون جسمانیة حسّیة. أو عقلیة. و الحسّیة هی الحركة بالشهوة و الغضب (غ، م، 274، 17)- كل حركة بالإرادة فهی لغرض، إذ لا یتصوّر أن یصدر الفعل و الحركة من حیوان إلّا إذا كان الفعل أولی به من الترك، و إلّا فلو استوی الفعل و الترك لما تصوّر الفعل (غ، ت، 154، 4)- إنّ لكل حركة إرادیة مبدأ یخصّها فی الشخص الواحد (بغ، م 1، 310، 10)- إنّ لكل حركة إرادیة مبدأ أو مبادئ قریبة و بعیدة. فالمبدأ القریب هو القوة المحرّكة للأعضاء، و المبدأ الذی یلیه هو العزیمة من النفس المریدة، و الأبعد منه هو الشی‌ء المراد بتصوّره فی الذهن. فالصورة الذهنیة تبعث الإرادة و الإرادة توجب العزیمة، و بالعزیمة تحرّك النفس المحرّكة (بغ، م 2، 112، 1)- إنّ الحركة الإرادیة لا بدّ لها من غرض (ط، ت، 267، 1)

حركة أزلیة

- إن كانت حركة أزلیة فلیس یمكن بجملتها قبل بالقوة أی بجنسها و لكن بأجزائها (ش، ت، 1203، 2)- یلزم من كون الزمن متصلا و أزلیّا و واحدا أن تكون أیضا الحركة الأزلیة متصلة و واحدة، و ذلك: أنه إما أن یكون الزمن و الحركة شیئا واحدا بعینه، و إما أن یكون عارضا من عوارض الحركة و انفعالا من انفعالاتها و ذلك أنه لیس یمكن أن یتوهّم زمن ما لم یتوهّم الحركة (ش، ت، 1561، 8)- إذا كان هنا حركة أزلیة فهنا ضرورة محرّك أزلی واحد، إذ لو كان كثیرا لم تكن الحركة الواحدة متصلة (ش، ما، 137، 23)

حركة الاستحالة

- الحركة تقال علی وجوه: فمنها الحركة المكانیة و هی التی ینتقل بها المتحرّك من مكان إلی مكان، و منها الحركة الوضعیة و هی التی تتبدّل بها أوضاع المتحرّك و تنتقل أجزاؤه فی أجزاء مكانه و لا تخرجه عن جملة مكانه كالدولاب و الرحا، و منها حركة النمو و النقص یعظّم بها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 268
المتحرّك و یصغّر و منها حركة الاستحالة كالتی یسخن بها و یبرد (بغ، م 1، 28، 5)- أقدم أصناف الحركات هی الحركة المكانیة و أقدم منها الحركة الوضعیة و أقدمها التی علی الاستدارة، و ذاك لأنّ البواقی لا تخلو عنها و هی تخلو عن البواقی لأنّ النموّ بحركة مكانیة مع حركته فی الكمّیة و الوارد علی النامی المزید له یصل إلیه بحركة مكانیة أیضا، و حركة الاستحالة لا توجد إلّا بعد وجود حركة مكانیة أو وضعیة تتقدّم علیها (بغ، م 1، 103، 7)

حركة استحالیة

- الحركة الاستحالیة هی التی تكون، و الشی‌ء هو هو بعینه، بتغییر بعض حالاته، كرجل بعینه كان أبیض، فصار شاحبا لسفر أو لمرض أو لغیر ذلك (ك، ر، 217، 1)

حركة اضمحلالیة

- الحركة الاضمحلالیة ضدّ الربویة فی الذات و الحدّ، أعنی أنّها التی تقصّر الجرم بالنقص فی الكمّیة عن الغایة التی كانت تنتهی إلیها (ك، ر، 216، 14)

حركة إنسانیة

- أمّا الحركة الإنسانیة فهی الحركة الكائنة عن الرأی صوابا كان أم خطأ (ج، ر، 151، 6)

حركة أولی‌

- أحد الوجوه التی یقال علیها هو المحرّك الحركة الأولی. و لیس القول فیه بلائق بهذا الغرض. و منه وجه آخر، و هو المقول علی سائر الحركات الذاتیة، و لیس ذلك أیضا بلائق بهذا الغرض (ج، ر، 115، 15)- هاهنا حركة أولی مشتملة علی كل العالم إما واحدة و إما أكثر من واحدة (ش، سط، 122، 11)- إن أمكن أن یكون هاهنا حركة أولی أزلیة فواجب أن تكون حركة نقلة و واجب أن تكون دورا (ش، سط، 122، 13)- لیس فی الحركة الأولی الواحدة كفایة فی أن تكون سببا للكون و الفساد إذ الأمور المتضادة أسبابها متضادة (ش، سك، 118، 20)- الفاعل عند أرسطو لاتصال الكون و الفساد هی الحركة الأولی المتصلة (ش، سك، 119، 5)

حركة بإطلاق‌

- الحركة بإطلاق تضاد السكون بإطلاق (ش، سط، 87، 18)

حركة باعتبار الوسط

- الحركة باعتبار الوسط ثلاث حركات: حركة علی الوسط: و هی الدوریة. و حركة عن الوسط. و حركة إلی الوسط (غ، م، 311، 14)

حركة بالحقیقة

- إنّ كل حركة بالحقیقة فهی تصدر عن میل یحقّقه اندفاع الشی‌ء القائم أمام المتحرّك و احتیاجه إلی قوة تمانعه بها (بغ، م 1، 95، 9)

حركة بالعرض‌

- كل حركة قسریة تعرض لجسم ما فعن حركة طبیعیة لجسم آخر، و كل حركة بالعرض فعن حركة بالذات (بغ، م 1، 157، 19)- الشی‌ء إذا وصف بالحركة: فإمّا أن تكون الحركة غیر حاصلة فیه بالحقیقة أولا بل فیما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 269
تقارنه، أو تكون حاصلة فیه. و الأوّل یسمّی حركة بالعرض و إن كانت الحركة حاصلة فیه:
فإمّا أن یكون سببه شیئا موجودا فی الجسم أو یكون سبب تلك الحركة خارجا عن ذات المتحرّك. و القسم الأول هو الحركة الطبیعیة، و القسم الثانی هو الحركة القسریة (ر، م، 621، 13)

حركة الجرم السماوی‌

- مبدأ هذه الحركة الموجودة للجرم السماوی هو التصوّر بالعقل. و إنما قال (أرسطو) ذلك لیعرف أن مبدأ هذه الحركة لیس هو التخیّل و لا الحس و إنما هو التصوّر بالعقل. و الشوق المحرّك لهذا الجرم فی المكان هو عن التصوّر بالعقل (ش، ت، 1599، 11)

حركة الجسم‌

- إنّ حركة الجسم عبارة عن الانتقال و استبدال القرب و البعد (ر، م، 219، 10)

حركة جسمانیة

- الحركة الجسمانیة ستة أنواع و هی: الكون و الفساد، و الزیادة و النقصان، و التغیّر و النقلة (ص، ر 3، 306، 9)

حركة حادثة

- كلّ حركة حادثة تدلّ علی حركة دائمة، لا نهایة لها. فإن لم یفرض ذلك، لم یتصوّر حدوث حادث (غ، م، 267، 6)- واجب إن كان هاهنا حركة حادثة أن یكون قبلها زمان. و لو حدث الزمان بوجود حركة مشار إلیها، أی حركة كانت، لكان الزمان إنما یدرك مع تلك الحركة. فهذا یفهم لك أن طبیعة الزمان أبعد شی‌ء من طبیعة العظم (ش، ته، 66، 7)- لا یمكن أن یكون قبل الحركة الحادثة حركة حادثة بالذات (ش، سط، 124، 12)

حركة دائمة

- الحركة الدائمة لا بدّ لها من محرّك مفارق (ب، م، 16، 7)

حركة دوریة

- الحركة التی یجب أن تطلب حال القوة علیها، من حیث هی غیر متناهیة، هی الدوریة (س، أ 2، 165، 3)- إنّ الحركة الدوریة لا تصلح أن تكون مبدأ الحوادث، فإنّ جمیع الحوادث مخترعة للّه ابتداء (غ، ت، 55، 11)- إن كان هاهنا فعل واحد دائما متشابها و هی الحركة الدوریة، فینبغی أن یكون فاعله مستدیرا واحدا یفعل حركة واحدة، و هذه هی حال الفلك المتحرّك الحركة الیومیة و حال محرّك هذه الحركة. و هذا الفعل الواحد هو سبب اتصال التغییر و بقائه فی الأشیاء المتغیّرة المختلفة، أعنی أن هذا الفعل هو السبب فی الّا یخلی التغییر و أن توجد الأشیاء كلها معا دائما التی لیس بعضها لازم لبعض إلا من قبل هذا المحرّك. فإذا الذی یعطیه هذا الفلك أولا و بالذات هو الاتصال و الأزلیة (ش، ت، 1582، 8)- لما كان الفلاسفة لا یضعون للحركة الدوریة ابتداء فلیس یلزمهم أن یكون لها انقضاء، لأنهم لا یضعون وجودها فی الماضی وجود الكائن الفاسد، و من سلّم ذلك منهم فقد تناقض، و لذلك كانت هذه القضیة صحیحة أن كل ما له
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 270
ابتداء فله انقضاء (ش، ته، 85، 14)- إن الحركة الدوریة واحدة، و إن الجسم المتحرّك بها واحد (ش، ته، 269، 28)- هاهنا حركة دوریة أزلیة محرّكها أزلی و فی غیر مادة أصلا (ش، سط، 137، 16)

حركة ذبول‌

- الحركة التی من كم إلی كم تسمّی حركة نموّ أو تخلخل إن كان إلی الزیادة، و تسمّی حركة ذبول أو تكاثف إن كان إلی النقصان (س، ع، 18، 17)

حركة ربویة

- الحركة الربویة هی التی تنتهی بنهایات الجرم بالزیادة فی كمّیته إلی أبعد من الغایة التی كانت تنتهی إلیها (ك، ر، 216، 12)

حركة سرمدیة

- إذا كانت هاهنا حركة سرمدیة، و كان كل حركة لها محرّك علی ما تبیّن فی العلوم الطبیعیة، فواجب أن یكون لهذه الحركة محرّك هو فعل محض لیس یشوبه قوة أصلا أی لیس یوجد فی وقت من الأوقات محرّكا بالقوة، لأنه إن كان جوهر محرّك أو فاعل لیس هو فعل محض بل كان تشوبه القوة فقد لا یكون منه تحریك فی وقت من الأوقات … و ذلك أن كل محرّك تشوب القوة جوهره فقد یمكن فی وقت من الأوقات الّا یحرّك لأنه إنما یحرّك بمحرّك آخر مخرج له من القوة إلی الفعل فقد یمكن فی ذلك المحرّك الّا یحضره (ش، ت، 1556، 6)

حركة السماء

- حركة السماء بالإرادة حركة نفسانیة (غ، م، 272، 20)- یستحیل أن تكون حركة السماء لشهوة، فإنّ الشهوة عبارة عن طلب ما هو سبب لدوام البقاء (غ، م، 274، 21)- أمّا الحركة السماویة فلها جهة واحدة، فإنّ الكرة إنّما تتحرّك علی نفسها، و فی حیّزها لا تجاوزه (غ، ت، 162، 7)- حركة السماء هی أسرع الحركات إذ كانت هی المقدّرة لجمیعها (ش، سم، 61، 12)

حركة سمائیة

- إنّ الحركة السمائیة هی العلّة القریبة الموجبة لحدوث ما یحدث من الحوادث الكیانیة (بغ، م 2، 57، 22)- الحركة السماویة واحدة بالعدد (ش، ته، 273، 27)

حركة الشمس‌

- حركة الشمس فی فلكها المائل هی السبب أولا فی كون ما یكون و فساد ما یفسد. و ذلك أنها إذا دنت كانت سببا لوجود أكثر المتكوّنات، و إذا بعدت كانت سببا لفساد أكثر الموجودات، و الفاعلة للفصول الأربعة التی هی الربیع و الصیف و الخریف و الشتاء هی هذه الحركة (ش، سك، 118، 23)- الفاعل للكون و الفساد هی حركة الشمس فی الفلك المائل و لیس توجد هذه الحركة للشمس وحدها بل للقمر و جمیع الكواكب المتحیّرة و إن كانت الشمس فی ذلك أظهر فعلا. و ذلك أن الذی تفعله الشمس فی مسیرها فی فلكها المائل من اختلاف الفصول الأربعة، یفعله كوكب كوكب فی مسیره فی فلكه الخاص (ش، سك، 119، 6)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 271

حركة الطبیعة

- حركة الطبیعة فی الأجسام نقش موموق، و حركة النفس فی الأرواح الشریفة و شی‌ء معشوق، و حركة العقل فی الأنفس الفاضلة معنی أنیق (تو، م، 253، 21)

حركة طبیعیة

- الحركة الطبیعیة تصدر عنها عند حالة غیر طبیعیة فهی مؤدّیة إلی حالة طبیعیة أی سكون و ذلك عند ارتفاع الحالة غیر الطبیعیة، و لا یصحّ فی الحركة المستدیرة السكون (ب، م، 16، 10)- الحركة الطبیعیة تطلب أمرا تسكن عنده و ذلك علی أقرب الطرق، فهی إذن مستقیمة (ب، م، 16، 12)- كل حركة طبیعیة … یلزم ضرورة أن تكون من الوسط أو إلی الوسط أو حول الوسط (ش، سم، 29، 17)- الشی‌ء إذا وصف بالحركة: فإمّا أن تكون الحركة غیر حاصلة فیه بالحقیقة أولا بل فیما تقارنه، أو تكون حاصلة فیه. و الأوّل یسمّی حركة بالعرض و إن كانت الحركة حاصلة فیه:
فإمّا أن یكون سببه شیئا موجودا فی الجسم أو یكون سبب تلك الحركة خارجا عن ذات المتحرّك. و القسم الأول هو الحركة الطبیعیة، و القسم الثانی هو الحركة القسریة (ر، م، 621، 15)- إنّ الحركة الطبیعیة هرب عن حالة منافرة و طلب لحالة ملائمة (ر، م، 624، 14)

حركة طبیعیة مستقیمة

- إنّ الحركة الطبیعیة المستقیمة … إنّما تكون إلی جهة القرار بالطبع (س، شط، 60، 4)

حركة العقل‌

- حركة الطبیعة فی الأجسام نقش موموق، و حركة النفس فی الأرواح الشریفة و شی‌ء معشوق، و حركة العقل فی الأنفس الفاضلة معنی أنیق (تو، م، 253، 22)

حركة غیر طبیعیة

- الحركة غیر الطبیعیة الموجودة فی ذات المتحرّك أعنی التی لیس بالعرض: منها ما یكون بالقسر، و منها ما یكون من تلقائه (بغ، م 1، 112، 3)

حركة الفلك‌

- حركة الفلك الیومیة هی أسرع الحركات و أظهرها للخلق؛ فإنّ الشمس أظهر المحسوسات، بل بها تحسّ سائر المحسوسات (غ، م، 263، 11)- إنّ المقصود من حركة الفلك استخراج الأوضاع من القوة إلی الفعل (ط، ت، 261، 14)

حركة فی الخلاء

- الحركة فی الخلاء … محال بدلیلین:
أحدهما: إن كان بالطبع، فكأنّه یطلب موضعا مخالفا لما كان فیه. و لا اختلاف فیه، و كذا القسر. و الثانی: أنّه لو كان فی الخلاء حركة، لكان فی غیر زمان، و هو محال (غ، م، 316، 1)

حركة قسریة

- كل جسم یتحرّك فحركته إما من سبب خارج، و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم، إذ الجسم لا یتحرّك بذاته؛ و ذلك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 272
السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة. و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة، أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ع، 18، 3)- كل حركة قسریة تعرض لجسم ما فعن حركة طبیعیة لجسم آخر، و كل حركة بالعرض فعن حركة بالذات (بغ، م 1، 157، 18)- الشی‌ء إذا وصف بالحركة: فإمّا أن تكون الحركة غیر حاصلة فیه بالحقیقة أولا بل فیما تقارنه، أو تكون حاصلة فیه. و الأوّل یسمّی حركة بالعرض و إن كانت الحركة حاصلة فیه:
فإمّا أن یكون سببه شیئا موجودا فی الجسم أو یكون سبب تلك الحركة خارجا عن ذات المتحرّك. و القسم الأول هو الحركة الطبیعیة، و القسم الثانی هو الحركة القسریة (ر، م، 621، 16)

حركة كمیة و كیفیة

- حركة الكمّیة و الكیفیّة، و الحركات المستویة:
لازمة للبسائط. و هی علی ضربین: أحدهما- من الوسط. و الآخر- إلی الوسط. و حركة الأشیاء المركّبة- بحسب غلبة البسائط من المواد الأربع علیها (ف، ع، 10، 4)

حركة الكون‌

- إن اسم الطبیعة إنما یقال أولا علی الجوهر الذی هو الصورة الذی هو مبدأ الحركة فی الأشیاء الطبیعیة بالذات و أولا، و أنه إنما یقال فی الهیولی طبیعة لأنها تقبل هذه الطبیعة، و یقال فی حركة الكون و حركة النمو إنها أیضا طبیعیة لأنها طریق إلی هذه الطبیعة التی هی الصورة و مبدأ لها و الصورة فیها موجودة بنوع متوسّط، أعنی فی الحركة بین القوة المحضة و الفعل المحض أیّ جزء منها بالقوة و جزء بالفعل (ش، ت، 515، 2)- فی حركة الكون الذی یحدث هو شی‌ء مشار إلیه لم یكن له وجود قبل إلا بالقوة (ش، سك، 100، 16)

حركة كونیة و فسادیة

- الحركة الكونیة و الفسادیة هی التی تنتقل الشی‌ء عن عینه (ذاته أو طبیعته) إلی عین أخری، كالغذاء الذی تنتقل عینه التی كانت شرابا أو غیر ذلك من الأغذیة، فصارت دما، فهذه الحركة تلقّی الدم كونا و تلقّی الشراب فسادا، أعنی حركة فساد الشراب و كون الدم (ك، ر، 217، 3)

حركة متصلة

- الحركة المتصلة التی: إما أن تكون هی هی الزمن، أو یكون الزمن تابعا من توابعها، لیس یمكن أن تكون إلّا الحركة فی المكان إذ كان الاتصال إنما یلفی لهذه الحركة و من هذه للمستدیرة لا للمستقیمة (ش، ت، 1561، 14)

حركة محدثة

- توهّم القبلیة و البعدیة فی الحركة المحدثة، فشی‌ء موجود فی جوهرها. فإنه لیس یمكن أن تكون حركة محدثة إلا فی زمان، أعنی أن یفضل الزمان علی ابتدائها. و كذلك لا یمكن أن یتصوّر زمان له طرف، لیس هو نهایة لزمان آخر، إذ كان حدّ الآن أنه الشی‌ء الذی هو نهایة للماضی، و مبدأ للمستقبل، لأن الآن هو الحاضر، و الحاضر هو وسط ضرورة بین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 273
الماضی و المستقبل. و تصوّر حاضر لیس قبله ماض هو محال (ش، ته، 64، 11)- برهان أن كل حركة محدثة قبلها زمان، أن كل حادث لا بد أن یكون معدوما، و لیس یمكن أن یكون فی الآن الذی یصدق علیه أن حادث معدوما. فبقی أن یصدق علیه أنه معدوم فی آن آخر غیر الآن الذی یصدق علیه فیه أنه وجد بین كل آنین زمان لا یلی آن آنا كما لا تلی نقطة نقطة. و قد تبیّن ذلك فی العلوم. فإذن قبل الآن الذی حدثت فیه الحركة، زمان ضرورة. لأنه متی تصوّرنا آنین فی الوجود حدث بینهما زمان و لا بد (ش، ته، 64، 22)

حركة مستدیرة

- لا یجوز أن تكون حركة متصلة إلّا الحركة المستدیرة، و الزمان یتعلق بهذه الحركة (ف، ع، 11، 14)- إنّ الحركة المستدیرة لیست متكوّنة تكوّنا زمانیّا (س، شأ، 373، 14)- الحركة الطبیعیة تصدر عنها عند حالة غیر طبیعیة فهی مؤدّیة إلی حالة طبیعیة أی سكون و ذلك عند ارتفاع الحالة غیر الطبیعیة، و لا یصحّ فی الحركة المستدیرة السكون (ب، م، 16، 12)- الحركة المستدیرة حركة فی الوضع لا فی المكان، لأنّه لا یفارق المكان، بل یدور فی المكان نفسه (غ، م، 307، 6)- أقدم أصناف الحركات هی الحركة المكانیة و أقدم منها الحركة الوضعیة و أقدمها التی علی الاستدارة، و ذاك لأنّ البواقی لا تخلو عنها و هی تخلو عن البواقی لأنّ النموّ بحركة مكانیة مع حركته فی الكمّیة و الوارد علی النامی المزید له یصل إلیه بحركة مكانیة أیضا، و حركة الاستحالة لا توجد إلّا بعد وجود حركة مكانیة أو وضعیة تتقدّم علیها (بغ، م 1، 103، 5)- (كل) حركة مستدیرة طبیعیة مبسوطة هی لجسم مستدیر ضرورة (ش، سم، 27، 12)- یلزم أن یكون للحركة المستدیرة بما هی مستدیرة مركز و أقطاب. و ما هو بهذه الصفة فهو كرة ضرورة (ش، سم، 28، 10)- لو ضادت الحركة المستدیرة الحركة المستقیمة مع أن المستقیمة تضادها المستقیمة لكان الضد له أكثر من ضد واحد، و یدلّ علی امتناع ذلك حدّهما، و ذلك أنه قد أخذ فی حدّهما أنهما اللذان البعد بینهما غایة البعد و لا یمكن أن یكون الذی فی الغایة أكثر من واحد (ش، سم، 32، 7)- لو كانت الحركة المستدیرة تضاد الحركة المستدیرة لكانت الطبیعة قد فعلت باطلا؛ لأن الشی‌ء لا یفسد نفسه كما أن الخفّ لو صنع و لیس له لابس لكانت الصناعة قد فعلت باطلا (ش، سم، 32، 22)- إنّ الحركة المستدیرة هی العلّة لحدوث الحوادث (ر، م، 627، 13)

حركة مستدیرة أزلیة

- إن الفعل أقدم من القوة من قبل أن الحركة المستدیرة الأزلیة یجب أن یكون محرّكها لا یشوبه قوة أصلا (ش، ت، 1576، 2)

حركة مستقیمة

- إنّ الحركة المستقیمة هرب و طلب هرب عن مكان طبیعی و طلب لمكان طبیعی (س، ر، 19، 12)- لیس یمكن أن توجد حركة مستقیمة لا نهایة لها (ش، ت، 240، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 274
- لو ضادت الحركة المستدیرة الحركة المستقیمة مع أن المستقیمة تضادها المستقیمة لكان الضد له أكثر من ضد واحد، و یدلّ علی امتناع ذلك حدّهما، و ذلك أنه قد أخذ فی حدّهما أنهما اللذان البعد بینهما غایة البعد و لا یمكن أن یكون الذی فی الغایة أكثر من واحد (ش، سم، 32، 7)- الحركة المستقیمة … قسمان: حركة من الوسط و هی الحركة من أسفل إلی فوق، كحركة النار، و حركة إلی الوسط، و هی الحركة من فوق إلی أسفل، كحركة الأرض (ش، سم، 34، 11)- إنّ كل حركة مستقیمة فهی منتهیة إلی السكون (ر، م، 616، 7)

حركة مكانیة

- تبدّل مكان أجزاء الجرم و مركزه أو كل أجزاء الجرم فقط، هی الحركة المكانیة، و تبدّل المكان الذی ینتهی إلیه الجرم بنهایاته، إمّا بالقرب من مركزه و إمّا بالبعد منه، هو الربوّ و الاضمحلال؛ و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 117، 9)- الحركة متكثّرة لأنّ المكان كمّیة، فهو منقسم؛ فالموجود فی أقسام منقسم بأقسام المكان، فهو متكثّر؛ فالحركة المكانیة متكثّرة (ك، ر، 153، 17)- الحركة هی تبدّل الأحوال: فتبدّل مكان كل أجزاء الجرم فقط هو الحركة المكانیة؛ و تبدّل مكان نهایاته إمّا بالقرب من مركزه أو البعد منه هو الربوّ و الاضمحلال؛ و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 204، 11)- إنّ الكون و الفساد و الاستحالة أمور مبتدأة، و لكل مبتدأة سبب و لا بدّ … من حركة مكانیة. فالحركة المكانیة هی مقرّبة الأسباب و مبعدتها، و مقویة الكیفیات و مضعفها (س، شط، 192، 13)- الحركة تقال علی وجوه: فمنها الحركة المكانیة و هی التی ینتقل بها المتحرّك من مكان إلی مكان، و منها الحركة الوضعیة و هی التی تتبدّل بها أوضاع المتحرّك و تنتقل أجزاؤه فی أجزاء مكانه و لا تخرجه عن جملة مكانه كالدولاب و الرحا، و منها حركة النمو و النقص یعظّم بها المتحرّك و یصغّر و منها حركة الاستحالة كالتی یسخن بها و یبرد (بغ، م 1، 28، 1)- أقدم أصناف الحركات هی الحركة المكانیة و أقدم منها الحركة الوضعیة و أقدمها التی علی الاستدارة، و ذاك لأنّ البواقی لا تخلو عنها و هی تخلو عن البواقی لأنّ النموّ بحركة مكانیة مع حركته فی الكمیّة و الوارد علی النامی المزید له یصل إلیه بحركة مكانیة أیضا، و حركة الاستحالة لا توجد إلّا بعد وجود حركة مكانیة أو وضعیة تتقدّم علیها (بغ، م 1، 103، 4)- الحركة فی المكان لیس هی شی‌ء ورد من خارج عن المحرّك (ش، ت، 1500، 6)- إن الحركة فی المكان هی المتقدّمة علی جمیع الحركات (ش، ت، 1639، 2)

حركة النفس‌

- حركة الطبیعة فی الأجسام نقش مرموق، و حركة النفس فی الأرواح الشریفة و شی‌ء معشوق، و حركة العقل فی الأنفس الفاضلة معنی أنیق (تو، م، 253، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 275

حركة نفسانیة

- كل حركة نفسانیة مبدؤها الأقرب قوة محرّكة فی عضل الأعضاء، و مبدؤها الذی یلیه شوق، و الشوق … تابع لتخیّل أو فكر لا محالة، فیكون المبدأ الأبعد تخیّلا أو فكرا (س، شأ، 285، 15)

حركة النقلة

- حركة النقلة فإنه إنما یقدّرها (أرسطو) بالمتقدّم و المتأخّر من الحركة الیومیة (ش، سط، 75، 13)- حركة النقلة … هی المتقدّمة بالطبع علی سائر الحركات. فإنه لا یمكن أن توجد حركة من سائر الحركات الأول النقلة متقدّمة علیها فإن المكوّن یلزم ضرورة أن یقرب من المتكوّن حتی یماسه و ذلك بأن ینتقل المكوّن أو المكوّن أو كلاهما، و كذلك الأمر فی سائر الحركات (ش، سط، 136، 8)

حركة النمو

- الحركة التی من كم إلی كم تسمّی حركة نموّ أو تخلخل إن كان إلی الزیادة، و تسمّی حركة ذبول أو تكاثف إن كان إلی النقصان (س، ع، 18، 16)- الحركة تقال علی وجوه: فمنها الحركة المكانیة و هی التی ینتقل بها المتحرّك من مكان إلی مكان، و منها الحركة الوضعیة و هی التی تتبدّل بها أوضاع المتحرّك و تنتقل أجزاؤه فی أجزاء مكانه و لا تخرجه عن جملة مكانه كالدولاب و الرحا، و منها حركة النمو و النقص یعظّم بها المتحرّك و یصغّر و منها حركة الاستحالة كالتی یسخن بها و یبرد (بغ، م 1، 28، 4)- إن اسم الطبیعة إنما یقال أولا علی الجوهر الذی هو الصورة الذی هو مبدأ الحركة فی الأشیاء الطبیعیة بالذات و أولا، و أنه إنما یقال فی الهیولی طبیعة لأنها تقبل هذه الطبیعة، و یقال فی حركة الكون و حركة النمو إنها أیضا طبیعیة لأنها طریق إلی هذه الطبیعة التی هی الصورة و مبدأ لها و الصورة فیها موجودة بنوع متوسّط، أعنی فی الحركة بین القوة المحضة و الفعل المحض أیّ جزء منها بالقوة و جزء بالفعل (ش، ت، 515، 3)- فی حركة النمو إنها تحدث كمیة ما فی مشار إلیه لم تتبدل صورته. مثال ذلك أن نعمد إلی نار محسوسة فننمی جوهرها بأن نضع علیها حطبا، فإن مثال هذا لا یسمّی كونا إلی جملة النار بل تزید فی أجزائها (ش، سك، 100، 18)

حركة واحدة

- الحركة الواحدة بالعدد هی التی تكون لمتحرّك واحد فی مسافة واحدة فی زمان واحد فلا تنقطع لسكون بل تتّصل باتّصال الزمان الواحد المحدود (بغ، م 1، 92، 6)- تقال حركة واحدة التی لا تنقسم بالزمن، یرید (أرسطو) التی لا تنقسم لا بالزمن و لا بالمعنی أی لیس تكون فی زمانین و لا تكون من نوعین و إن كانت فی زمان واحد مثل اتصال نغمة البمّ بنغمة الزیر (ش، ت، 529، 9)- یجب أن یكون للحركة الواحدة محرّك واحد و إلّا لم تكن متصلة و لا واحدة (ش، ت، 1644، 11)- الحركة الواحدة كما قیل من شرطها مع أن یكون الموضوع واحدا و ما إلیه الحركة واحدا، أن یكون الزمان واحدا (ش، سط، 136، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 276

حركة واحدة بالذات‌

- الحركة الواحدة بالذات إنما تكون بمتحرّك واحد (ش، ما، 144، 20)

حركة و زمان‌

- إن تلازم الحركة و الزمان صحیح. و إن الزمان هو شی‌ء یفعله الذهن فی الحركة. لأنه لیس یمتنع وجود الزمان، إلا مع الموجودات التی لا تقبل الحركة. أما وجود الموجودات المتحرّكة، أو تقدیر وجودها، فیلحقها الزمان ضرورة، فإنه لیس هاهنا إلا موجودان: موجود یقبل الحركة، و موجود لیس یقبل الحركة.
و لیس یمكن أن ینقلب أحد الموجودین إلی صاحبه إلا لو أمكن أن ینقلب الضروری ممكنا. فلو كانت الحركة غیر ممكنة، ثم وجدت لوجب أن تنقلب طبیعة الموجودات التی لا تقبل الحركة إلی طبیعة التی تقبل الحركة، و ذلك مستحیل (ش، ته، 63، 5)- توهّم القبلیة، قبل ابتداء الحركة الأولی، التی لم یكن قبلها شی‌ء متحرّك، هو مثل توهّم الخیال أن آخر جسم العالم، و هو الفوق مثلا، ینتهی ضرورة: إما إلی جسم آخر، و إما إلی خلاء. و ذلك أن البعد هو شی‌ء یتبع الجسم، كما أن الزمان هو شی‌ء یتبع الحركة. فإن امتنع أن یوجد جسم لا نهایة له امتنع بعد غیر متناه، و إذا امتنع أن یوجد بعد غیر متناه امتنع أن ینتهی كل جسم إلی جسم آخر، أو إلی شی‌ء یقدّر فیه بعد، و هو الخلاء مثلا، و یمر ذلك إلی غیر نهایة. و كذلك الحركة و الزمان هو شی‌ء تابع لها. فإن امتنع أن توجد حركة ماضیة غیر متناهیة، و كانت هاهنا حركة أولی متناهیة الطرف من جهة الابتداء، امتنع أن یوجد لها قبل، إذ لو وجد لها قبل لوجدت قبل الحركة الأولی حركة أخری (ش، ته، 63، 27)- لیس یتبع الزمان الحركة، علی نحو ما تتبع النهایة العظم؛ لأن النهایة تتبع العظم من قبل أنها موجودة فیه، كما یوجد العرض فی موضوعه المتشخص بشخصه، و المشار إلیه بالإشارة إلی موضعه، و كونه موجودا فی المكان الذی فیه موضوعه. و لیس الأمر كذلك فی لزوم الزمان و الحركة. بل لزوم الزمان عن الحركة أشبه شی‌ء بلزوم العدد عن المعدود. أعنی أنه كما لا یتعیّن العدد بتعیّن المعدود، و لا یتكثّر بتكثّره، كذلك الأمر فی الزمان مع الحركات. و لذلك كان الزمان واحدا لكل حركة و متحرّك و موجودا فی كل مكان (ش، ته، 65، 16)- الحركة و الزمان و ما فیه الحركة و المتحرّك أیضا منقسم، إلا أن ذلك للمتحرّك فی الكم و الأین بالذات و فی الكیف بالعرض. و كان السبب فی انقسام هذه الأشیاء هو انقسام المتحرّك (ش، سط، 103، 2)

حركة وضعیة

- الحركة الوضعیة هی التی بها یستحفظ الزمان المتّصل، و هی الدوریة (س، أ 2، 163، 2)- الحركة التی من وضع إلی وضع تسمّی وضعیة (س، ر، 5، 10)- الحركة تقال علی وجوه: فمنها الحركة المكانیة و هی التی ینتقل بها المتحرّك من مكان إلی مكان، و منها الحركة الوضعیة و هی التی تتبدّل بها أوضاع المتحرّك و تنتقل أجزاؤه فی أجزاء مكانه و لا تخرجه عن جملة مكانه كالدولاب و الرحا، و منها حركة النمو و النقص یعظّم بها المتحرّك و یصغّر و منها حركة الاستحالة كالتی یسخن بها و یبرد (بغ، م 1، 28، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 277
- أقدم أصناف الحركات هی الحركة المكانیة و أقدم منها الحركة الوضعیة و أقدمها التی علی الاستدارة، و ذاك لأنّ البواقی لا تخلو عنها و هی تخلو عن البواقی لأنّ النموّ بحركة مكانیة مع حركته فی الكمّیة و الوارد علی النامی المزید له یصل إلیه بحركة مكانیة أیضا، و حركة الاستحالة لا توجد إلّا بعد وجود حركة مكانیة أو وضعیة تتقدّم علیها (بغ، م 1، 103، 4)

حركة یومیة

- اتفق جمیع الأمم علی تقدیر جمیع الحركات بالحركة الیومیة، إذ كانت هذه الحركة أسرع الحركات، أعنی أنهم قدّروا سائر الحركات بزمان هذه الحركة. و كذلك سكون سائر المتحركات إنما یقدّر بزمان هذه الحركة، و لهذا المعنی بعینه یتحرّون فی الصنوج و الأذرع أن یكون أصغر ما یمكن (ش، ما، 117، 17)

حركتان‌

- إذا توهّمت حركتان ذاتا أدوار بین طرفی زمان واحد ثم توهّم جزء محصور من كل واحد منهما بین طرفی زمان واحد، فإن نسبة الجزء من الجزء هی نسبة الكل من الكل. مثال ذلك:
إنه إذا كانت دورة زحل فی المدة من الزمان التی تسمّی سنة، ثلث عشر دورات الشمس فی تلك المدة، فإنه إذا توهّمت جملة دورات الشمس إلی جملة دورات زحل مذ وقعت فی زمان واحد بعینه، لزم و لا بد أن تكون نسبة جمیع أدوار الحركة، من جمیع أدوار الحركة الأخری، هی نسبة الجزء من الجزء. و أما إذا لم یكن بین الحركتین الكلّیتین نسبة، لكون كل واحد منهما بالقوة أی لا مبدأ لها و لا نهایة، كانت هنالك نسبة بین الأجزاء لكون كل واحد منها بالفعل، فلیس یلزم أن یتبع نسبة الكل إلی الكل، نسبة الجزء إلی الجزء، كما وضع القوم (الأشاعرة) فیه دلیلهم، لأنه لا توجد نسبة بین عظیمین أو قدرین كل واحد منهما یفرض لا نهایة له (ش، ته، 35، 4)

حروف‌

- إنّ حدّ الحروف أنّها الأشكال الدالّة بالمواضعة علی الأصوات المقطّعة تقطیعا یدلّ بنظمه علی المعانی بالمواطاة علیها (جا، ر، 109، 4)- إنّ الكلام كله ثلاثة أنواع، فمنها ما هی سمات دالّات علی الأعیان یسمّیها المنطقیون و النحویون الأسماء، و منها ما هی سمات دالّات علی تأثیران الأعیان بعضها فی بعض و یسمّیها النحویون الأفعال و یسمّیها المنطقیون الكلمات، و منها ما هی سمات دالّات علی معان كأنّها أدوات للمتكلّمین تربط بعضها ببعض كالأسماء بالأفعال و الأفعال بالأسماء یسمّیها النحویون الحروف و یسمّیها المنطقیون الرباطات (ص، ر 1، 331، 16)- الحروف مثل قولك من وفی و علی و ما شاكلها من ألفاظ (ص، ر 1، 331، 20)- إنّ الحروف أشكال، و نقوش، و أمثلة من حقائق روحانیات (غ، ع، 99، 9)

حروف أول‌

- الحروف و الألفاظ الأول علامات لمحسوسات یمكن أن یشار إلیها و المعقولات تستند إلی محسوسات یمكن أن یشار إلیها (ف، حر، 137، 6)

حروف حقیقیة

- الحروف الحقیقیة هی صور لطیفة روحانیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 278
جاریة فی أفكار ذوی العقول، و قلوب ذوی الألباب بالانتقال الأفضل لا بالفساد الأخسّ.
و قلّ ما تدرك هذه الرموز التی هی كنوز الحقائق (غ، ع، 102، 9)

حروف خطیة

- إنّ الحرف ثلاثة أنواع: فكریة و لفظیة و خطیة.
فالفكریة هی صورة روحانیة فی أفكار النفوس مصوّرة فی جواهرها قبل إخراجها معانیها بالألفاظ، و الحروف اللفظیة هی أصوات محمولة فی الهواء فمدركة بطریق الأذنین بالقوة السامعة … و الخطیة هی نقوش خطّت بالأقلام فی وجوه الألواح و بطون الطوامیر مدركة بالقوة الباصرة بطریق العینین (ص، ر 1، 311، 19)- إنّ الحروف الخطیة إنّما وضعت سمات لیستدلّ بها علی الحروف اللفظیة، و الحروف اللفظیة وضعت سمات لیستدلّ بها علی الحروف الفكریة و الحروف الفكریة هی الأصل (ص، ر 1، 311، 21)

حروف السؤال‌

- حروف السؤال كثیرة: " ما" و" أیّ" و" هل" و" لم" و" كیف" و" كم" و" أین" و" متی" (ف، حر، 164، 8)

حروف فكریة

- إنّ الحرف ثلاثة أنواع: فكریة و لفظیة و خطیة.
فالفكریة هی صورة روحانیة فی أفكار النفوس مصوّرة فی جواهرها قبل إخراجها معانیها بالألفاظ، و الحروف اللفظیة هی أصوات محمولة فی الهواء فمدركة بطریق الأذنین بالقوة السامعة … و الخطیة هی نقوش خطّت بالأقلام فی وجوه الألواح و بطون الطوامیر مدركة بالقوة الباصرة بطریق العینین (ص، ر 1، 311، 18)- إنّ الحروف الخطیة إنّما وضعت سمات لیستدلّ بها علی الحروف اللفظیة، و الحروف اللفظیة وضعت سمات لیستدلّ بها علی الحروف الفكریة و الحروف الفكریة هی الأصل (ص، ر 1، 311، 22)

حروف لفظیة

- إنّ الحرف ثلاثة أنواع: فكریة و لفظیة و خطیة.
فالفكریة هی صورة روحانیة فی أفكار النفوس مصوّرة فی جواهرها قبل إخراجها معانیها بالألفاظ، و الحروف اللفظیة هی أصوات محمولة فی الهواء فمدركة بطریق الأذنین بالقوة السامعة … و الخطیة هی نقوش خطّت بالأقلام فی وجوه الألواح و بطون الطوامیر مدركة بالقوة الباصرة بطریق العینین (ص، ر 1، 311، 18)- إنّ الحروف الخطیة إنّما وضعت سمات لیستدلّ بها علی الحروف اللفظیة، و الحروف اللفظیة وضعت سمات لیستدلّ بها علی الحروف الفكریة و الحروف الفكریة هی الأصل (ص، ر 1، 311، 22)

حروف مفردة

- إنّ الحروف المفردة إذا ألّفت صارت ألفاظا، و إنّ الألفاظ إذا ضمّنت المعانی صارت سمات، و إنّ السمات إذا ترادفت صارت كلاما مفیدا (ص، ر 1، 331، 9)

حریة

- قال (أرسطو) إنّ الحریة ملكة نفسانیة حارسة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 279
للنفس حراسة جوهریة لا صناعیة … و قال أیضا إنّ الحریة طباع أول جوهری لا طباع ثان اكتسابی (بغ، م 1، 387، 4)

حسّ‌

- حدّ الحسّ أنّه انطباع صور الأجسام فی النفس من طریق الآلات المعدّة لقبول تلك الصور و تأدیتها إلی النفس بمناسبة كل واحد من تلك الآلات لما تقبل عنه صورته. و المحسوس هو الصور المؤثّرة فی آلات الحسّ أشباحها و أمثلتها (جا، ر، 113، 17)- الحسّ- إنّیّة إدراك النفس صور ذوات الطین فی طینتها بأحد سبل القوة الحسّیة؛ و یقال: هو قوة للنفس مدركة للمحسوسات (ك، ر، 167، 13)- إنّ الحسّ یدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعا، و من حال الموجود المتفرق متفرّقا، و من حال الموجود القبیح قبیحا، و من حال الموجود الجمیل جمیلا، و كذلك سائرها.
و أما العقل، فإنه قد یدرك من حال كل موجود ما قد أدركه الحسّ، و كذلك ضدّه، فإنه یدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعا و متفرّقا معا، و من حال الموجود المتفرّق متفرّقا و مجتمعا معا، و كذلك سائر ما أشبهها (ف، ج، 99، 19)- الحسّ لا یدرك صرف المعانی بل خلطا و لا یستثبته بعد زوال المحسوس، فإن الحس لا یدرك زیدا من حیث هو صرف إنسان بل إنسانا له زیادة أحوال من كم و كیف و أین و وضع و غیر ذلك و لو كانت تلك الأحوال داخلة فی حقیقة الإنسانیة تشارك فیها الناس كلهم. و الحس مع ذلك ینسلخ عن هذه الصورة إذا فارقه المحسوس فلا یدرك الصورة لا فی المادة و لا مع علائق المادة (ف، ف، 12، 14)- الحسّ تصرّفه فیما هو من عالم الخلق، و العقل تصرّفه فیما هو من عالم الأمر، و ما هو فوق الخلق و الأمر فهو یحجب عن الحس و العقل و لیس حجابه غیر انكشافه كالشمس لو انتقبت یسیرا لاستعلنت كثیرا (ف، ف، 15، 13)- المعقول فی نهایته حسّ، و الحسّ یحتاج إلی ما ارتفع إلیه (تو، م، 182، 19)- لا بدّ من حسّ یبیّن به الخلق فی العموم، و لا بدّ من عقل یوصل به إلی الباری علی الخصوص. و الحسّ رائد، و لكنه یرود لمن هو أعلی منه، و العقل مسترید، لكنه یسترید ممّن هو دونه (تو، م، 182، 20)- إنّ الحسّ محطوط عن سماء العقل، و العقل مرفوع عن أرض الحسّ، فمجال الحسّ فی كل ما ظهر بجسمه و عرضه، و مجال العقل فی كل ما بطن بذاته و جوهره. و الحسّ ضیق الفضاء قلق الجوهر، سیال العین، مستحیل الصورة، متبدّل الاسم، متحوّل النعت. و العقل فسیح الجو، واسع الأرجاء، هادئ الجوهر، قار العین، واحد الصورة، ثابت الجسم، متناسب الحلیة، صحیح الصفة (تو، م، 203، 1)- كما قد صحّ أنّ الحسّ كثیر الإحالة و الاستحالة، فكذلك قد وضح أن العقل ثابت علی ما له فی كل حالة. و الحسّ یفیدك ما یفید فی عرض الآلة التی أصلها المادة؛ و العقل یفیدك ما یفید علی هیئة محضة، لأنّه نور (تو، م، 203، 8)- الفكر من خصائص النفس الناطقة. و النطق فی النفس بتصفّح العقل بنور ذاته، و الحسّ رائد النفس بالوقوع علی خصائصه (تو، م، 203، 8)- الحسّ یفید العلم الذی تسكن معه النفس.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 280
و العقل یفید العلم الذی كأنّه مظنون (تو، م، 203، 16)- الحسّ یتصفّح و یستقوی بمؤازرة العقل و مظاهرته و تحصیله (تو، م، 205، 9)- یقال: ما الحسّ؟ الجواب: هو قبول صور المحسوسات دون حواملها (تو، م، 312، 21)- یقال: ما الحسّ؟ الجواب هو قوة روحانیة تفعل فعلها من خارج (تو، م، 318، 6)- إنّ الحسّ إنّما یحسّ شیئا خارجا و لا یحسّ ذاته، و لا آلته و لا إحساسه (س، شن، 194، 5)- الحسّ إذا أدرك الإنسان فإنّه ینطبع فیه صورة ما للإنسان من حیث هی مخالطة لهذه الأعراض و الأحوال الجسمانیة و لا سبیل لها إلی أن یرتسم فیها مجرّد ماهیة الإنسانیة حتی یكون ما یتشكّل فیها نفس تلك الماهیة (س، ر، 32، 12)- الحسّ لا یدرك صرف المعنی بل خلطا و لا یستثبته بعد زوال المحسوس، فإنّ الحسّ لا یدرك زیدا من حیث هو صرف إنسان بل إنسان له زیادة أحوال من كم و كیف و أین و وضع و غیر ذلك (س، ر، 62، 16)- الحسّ تصرّفه فیما هو من عالم الخلق، و العقل تصرّفه فیما هو من عالم الأمر، و ما هو فوق الخلق و الأمر فهو محتجب عن الحسّ و العقل (س، ر، 66، 7)- الحسّ یأخذ الصورة عن المادة مع هذه اللواحق (المادیة)، و مع وقوع نسبة بینها و بین المادة (س، ف، 70، 10)- إنّ الحسّ یمنع النفس عن التعقّل، فإنّ النفس إذا أكبّت علی المحسوس، شغلت عن المعقول، من غیر أن یكون أصاب آلة العقل أو ذاتها آفة بوجه (س، ف، 94، 10)- إنّ إدراك العقل للمعقول أقوی من إدراك الحسّ للمحسوس لأنّه، أعنی العقل، یعقل و یدرك الأمر الباقی الكلّی و یتّحد به و یصیر هو هو علی وجه ما و یدركه بكنهه لا بظاهره. و لیس كذلك الحسّ للمحسوس و اللذة التی تجب لنا بأن نتعقّل ملائما هی فوق التی تكون لنا بأن نحسّ ملائما و لا نسبة بینهما (س، ن، 246، 1)- الحسّ یتقدّم بالطبع التخیّل لأنّه كالمادة للتخیّل. فالحسّ هو أوّل إدراك مقترن بالجسم، فواجب ضرورة أن لا یكون حسّ دون تخیّل، إلّا أنّ التغیّر لیس فی المحسوس (ج، ن، 98، 10)- الحس بالجملة هو قوة لجسم ینفعل عن المحسوس یقترن بكماله كمال القوة النفسانیة التی هی فیه. و لذلك یلزم ضرورة أن یكون المحسوس مخیّلا و الحاسّ متخیّلا (ج، ن، 98، 13)- إنّ الحسّ لا یدرك إلّا الأشخاص. و الكلّیات معان أخر (ج، ن، 149، 2)- الحسّ یوقع الیقین فی الصور الخاصة و قد یوقعه القیاس. مثال ذلك هذا حائط مبنی فله بان. غیر أنّ القیاس إنّما یوقع صورة الشی‌ء الروحانیة الفكریة. فلذلك تقع فی الحسّ المشترك علی خلاف ما كانت علیه أو هی علیه من التشكیلات التی یدركها الحسّ منها (ج، ر، 55، 1)- إنّ الحسّ كمال أول، و كماله الأخیر أمور غیر محدودة، بل هی بالذات غیر متناهیة، و إنّما تتناهی بالعرض (ج، ر، 148، 17)- الحسّ الذی یحكم فی الشی‌ء الواحد علی أحد الضدّین لیس حكمه علیه أثبت من حكم الحسّ الآخر علیه بالضدّ الآخر. مثال ذلك أن الحسّ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 281
الذی یحكم من الحیوان بأن ذلك لذیذ لیس حكمه علی ذلك أثبت من الحسّ الذی یحكم منه علیه بأنه كره و مؤذ (ش، ت، 417، 4)- لا نجد فی وقت من الأوقات حسّا من الحواس یحكم علی محسوسه الخاصّ به بأحوال مختلفة فی وقت واحد و لا فی وقتین مختلفین (ش، ت، 437، 3)- الحس لیس یكون للحواس بل لشی‌ء آخر غیر الحواس (ش، ت، 440، 9)- قد یقال فی العقل و الحس إنهما مكیالان. أما العقل فللأشیاء المعقولة و أما الحس فللأشیاء المحسوسة من قبل أن بهما تعرف الموجودات و الذی به تعرف هو مكیال. و هذه هی العلّة المشتركة للحس و العقل و للواحد و إلّا فإن العلم و الحس هما أجدر أن تكیلهما الموجودات من أن یكیلاهما الموجودات (ش، ت، 1264، 7)- إن الحس و الظن و العقل هو للمعقول و المحسوس و المظنون لا لذاته إلّا بالعرض، أی لیس یعقل العقل منا ذاته إلّا بالعرض أعنی من قبل ما عرض للمعقول أن كان صورة العقل (ش، ت، 1700، 11)- لمّا كنّا بالحسّ ندرك التغایر بین المحسوسات الخاصّة بحاسّة حاسّة حتی نقضی مثلا علی هذه التفاحة أنها ذات لون و ریح و طعم، و أن هذه المحسوسات متغایرة فیها، وجب أن یكون هذا الإدراك لقوة واحدة، و ذلك أن القوة الّتی نقضی علی أن یكون هذا الإدراك لقوة واحدة، و ذلك أن القوة التی نقضی علی أن هذین المحسوسین متغایرین هی ضرورة قوة واحدة، (ش، ن، 70، 7)- التخیّل إنما یوجد أبدا مع قوة الحس و قد یوجد الحسّ دون التخیّل (ش، ن، 77، 16)- الحسّ … و إن كان یتشبّه بالمحسوسات، فإنّه لیس یمكن فیه أن یحسّ ذاته حتی یكون الحسّ هو المحسوس، إذ كان إدراكه للمعنی المحسوس إنما هو من حیث یقبله فی هیولی. و لذلك یصیر المعنی المنتزع فی القوة الحسیة مغایرا بالوجود لوجوده فی المحسوس، و مقابلا له علی ما شأنه أنه یوجد علیه الأمور المتقابلة فی باب المضاف (ش، ن، 92، 13)- الحس لما كانت تبقی من صور المحسوسات فیه بعد انصرافها عنه آثار ما شبیهة بالصور الهیولانیة، لم یمكن فیه أن تقبل صورة أخری حتی تمحی عنه تلك الصورة و تذهب، و هذا أیضا إنما عرض له من جهة النسبة الشخصیة (ش، ن، 93، 6)- متی عدمنا حاسة ما عدمنا معقولها. و كذلك متی تعذّر علینا حسّ شی‌ء ما فاتنا معقوله، و لم یمكن حصوله لنا إلا علی جهة الشهرة (ش، ما، 156، 7)- إنّ الحسّ لا یدرك إلّا ظاهر الشی‌ء، و أمّا باطنه و ماهیّته فذلك ممّا لا یحیط الحسّ به (ر، م، 348، 2)- إنّ الحسّ قد یجزم بالاستمرار علی الشی‌ء مع أنّه لا یكون كذلك، لأن الحسّ لا یفرّق بین الشی‌ء و مثله و لذلك یحصل الالتباس بین الشی‌ء و مثله، فبتقدیر توالی الأمثال یظنّ الحسّ وجودا واحدا مستمرّا و لا یكون كذلك (ر، مح، 28، 6)- لعلّ فی المواد ما یمنع من مطابقة الذهنی الكلّی للخارجی الشخصی اللهم إلّا ما یشهد له الحسّ من ذلك فدلیله شهوده لا تلك البراهین (خ، م، 430، 13)- إنّ إدراك العقل یصل إلی كنه الشی‌ء، و یمیّز بین ماهیّته و أجزائها و عوارضها، و یمیّز الجزء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 282
الجنسی عن الجزء الفصلی للماهیة، و یمیّز جنس جنسها عن فصله، و جنس فصلها عن فصله. و یمیّز لازمها عن مفارقها، إلی غیر ذلك. و أمّا الحسّ، فلا یصل إلّا إلی ظواهر المحسوس، فیكون إدراك العقل أقوی (ط، ت، 358، 12)

حسّ باطن‌

- الوهم و الحس الباطن لا یدرك المعنی صرفا بل خلطا و لكن یستثبته بعد زوال المحسوس، فإن الوهم و التخیّل أیضا لا یحضران فی الباطن صورة إنسانیة صرفة بل علی نحو ما یحس من خارج مخلوطة بزوائد و غواش من كم و كیف و أین و وضع. فإذا حاول أن تمثّل فیه الإنسانیة من حیث هی إنسانیة بلا زیادة أخری لم یمكنه ذلك، إنما یمكنه استثبات الصورة الإنسانیة المخلوطة المأخوذة عن الحس و إن فارق المحسوس (ف، ف، 13، 1)

حسّ اللمس‌

- أما حسّ اللمس فلما كان شائعا فی جمیع الجسد و مشتركا لجمیع الأعضاء، وجب ضرورة أن یكون العضو الذی یخصّه مشتركا بسیطا غیر آلی (ش، ن، 63، 18)

حسّ مشترك‌

- أما القوی المدركة فی الباطن فمنها القوة التی ینبعث منها قوی الحواسّ الظاهرة و تجتمع بتأدیتها إلیها و تسمّی الحسّ المشترك …
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواسّ إلیه من صور المحسوسات، حتی إذا غابت عن الحسّ بقیت فیه بعد غیبها.
و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوهما مقدّم الدماغ. و هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ، مثل القوة فی الشاة التی تدرك من الذئب ما لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ- فإنّ الحسّ لا یؤدّی إلّا الشكل و اللون؛ فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخری و تسمّی وهما. و كما أنّ للحسّ خزانة هی المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 7)- الحسّ المشترك غیر الخیال بالمعنی، لأنّ الحافظ غیر القابل، و الحفظ فی كل شی‌ء بقوة غیر قوة القبول (س، ع، 39، 5)- الحسّ المشترك هو القوة التی تتأدّی إلیها المحسوسات كلها، فإنّه لو لم تكن قوة واحدة تدرك الملوّن و الملموس لما كان لنا أن نمیّز بینهما قائلین: إنّه لیس هذا ذاك (س، شن، 145، 4)- هذه القوة هی التی تسمّی الحسّ المشترك و هی مركز الحواس، و منها تتشعّب الشعب، و إلیها تؤدّی الحواس، و هی بالحقیقة هی التی تحسّ، لكن إمساك ما تدركه هذه هو للقوة التی تسمّی خیالا و تسمّی مصوّرة و تسمّی متخیّلة (س، شن، 147، 4)- إنّ القوة المصوّرة التی هی الخیال هی آخر ما تستقرّ فیه صور المحسوسات، و إن وجهها إلی المحسوسات هو الحسّ المشترك، و إنّ الحسّ المشترك یؤدّی إلی القوة المصوّرة علی سبیل استخزان ما تؤدّیه إلیه الحواس فتخزنه (س، شن، 151، 7)- القوی (النفسیة)، آلة جسمانیة خاصة، و اسم خاص. فالأولی: هی المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسیا"، و آلتها الروح
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 283
المصبوب فی مبادئ عصب الحسّ، لا سیّما فی مقدّم الدماغ. و الثانیة: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخیال"، و آلتها الروح المصبوب فی البطن المقدّم، لا سیّما فی الجانب الأخیر. و الثالثة الوهم و آلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجویف الأوسط.
و تخدمها فیها قوة رابعة لها أن تركّب و تفصّل ما یلیها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، و المعانی المدركة ب" الوهم". و تركّب أیضا الصور بالمعانی و تفصّلها عنها، و تسمّی عند استعمال العقل مفكّرة، و عند استعمال الوهم متخیّلة. و سلطانها فی الجزء الأول من التجویف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، و یتوسّط الوهم للعقل. و الباقیة من القوی هی الذاكرة، و سلطانها فی حیّز الزوج الذی فی التجویف الأخیر، و هو آلتها (س، أ 1، 355، 4)- القوة التی تنبعث منها قوی الحواس الظاهرة و تجتمع بتأدّیها إلیها و یسمّی الحسّ المشترك و لولاه ما كنا إذا أحسسنا بلون العسل إبصارا حكمنا بحلاوته (س، ر، 28، 4)- الحسّ المشترك یقترن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواس إلیه من صور المحسوسات حتی إذا غابت عن الحسّ ثبتت فیه بعد غیبتها، و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوها مقدّم الدماغ (س، ر، 28، 11)- الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأول من الدماغ، تقبل بذاتها جمیع الصور المنطبعة فی الحواس الخمسة متأدّیة إلیها (س، ف، 61، 11)- إنّ عندنا قوة اجتمعت فیها إدراكات الحواس الأربعة، و صارت جملتها عند صورة واحدة … و هذه القوة هی الموسومة بالحسّ المشترك و بالمتصوّرة (س، ف، 166، 7)- أمّا الحسّ المشترك: فهو حاسّة منها تنتشر تلك الحواس، و إلیها یرجع أثرها، و فیها یجتمع، و كأنّها جامع لها؛ إذ لو لم یكن لنا ما یجتمع فیه البیاض، و الصوت، لما كنّا نعلم أنّ ذلك الأبیض هو ذلك المغنّی الذی سمعنا صوته؛ فإنّ الجمع بین اللون و الصوت، لیس للعین و لا للأذن (غ، م، 356، 9)- القوة الخیالیة فی مقدّم الدماغ، وراء القوة المبصرة، و فیها تبقی صور الأشیاء المرئیّة بعد تغمیض العین، بل ینطبع فیها ما تورده الحواس الخمس فیجتمع فیها و تسمّی" الحسّ المشترك" لذلك (غ، ت، 179، 14)- الحسّ المشترك … و هو الهیولی الذی تصیر به المعانی محسوسة (ج، ن، 129، 4)- فی هذه القوة (الحسّ المشترك) تبقی الآثار المحسوسات عند انصراف المحسوس، كما یعرض ذلك فی الألوان، فإن شأن هذه القوة الاستمساك بالإحساسات و هی آثار المحسوسات فیها، فإذا اتّفق أن یؤثّر المحسوس أدرك هذا إدراك الأثر (ج، ن، 130، 6)- إنّما یصیر الحسّ المشترك صورة للجسم ذی الآلات بالتباسه للآلات كالتباسه بالعین مثلا.
و لذلك لا یسمع النائم و لا یبصر (ج، ن، 131، 3)- إنّ الحواسّ كلّها ترجع إلی حاسّة واحدة- و هی الحسّ المشترك (سه، ر، 213، 2)- إنّ المدركات الباطنیة خمسة: أحدها الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأول من الدماغ تجتمع عندها صور المحسوسات بأسرها، التی بها الحكم بأنّ هذا الأبیض هو هذا الحلو … و الثانیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 284
الخیال، و هی قوة مرتّبة فی آخر التجویف الأول من الدماغ، هی خزانة صور الحسّ المشترك بأسرها عند غیبتها عن الحسّ المشترك، و الحفظ غیر القبول. و الثالثة الوهمیة، و هی الحاكمة فی الحیوانات أحكاما جزئیة، و هی قوة مرتبة فی التجویف الأوسط من الدماغ، بها تدرك الشاة معنی فی الذئب موجبا للنفار. و الرابعة المتخیّلة، و هی قوة مودعة فی التجویف الأوسط من الدماغ أیضا عند الدودة، من شأنها التركیب و التفصیل، و هی تفرّق أجزاء نوع واحد و تجمع أجزاء أنواع مختلفة، فما فی القوی الباطنة أشدّ شیطنة منها، و عند استعمال العقل تسمّی مفكّرة، و لدن استعمال الوهم متخیّلة.
و الخامسة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأخیر من الدماغ، هی خزانة الأحكام الوهمیة كما كان الخیال للحسّ المشترك (سه، ل، 115، 7)- الحسّ المشترك … هذه القوی الخمس (الحواس) یظهر من أمرها أن لها قوة واحدة مشتركة، و ذلك أنه لمّا كانت هاهنا محسوسات لها مشتركة فها هنا إذن لها قوة مشتركة بها تدرك المحسوسات المشتركة، سواء كانت مشتركة لجمیعها كالحركة و العدد، أو لاثنین منها فقط كالشكل و المقدار المدركان بحاسّة البصر و حاسة اللمس (ش، ن، 70، 1)- فی الحسّ المشترك قوة علی التمسك بآثار المحسوسات و حفظها (ش، ن، 79، 10)- الحسّ المشترك عند ما تحضره المحسوسات بالفعل هو عنها أكثر ذلك متحرّك فقط، فإذا غابت عند عاد هو محرّك هذه القوة بالآثار الباقیة فیه من المحسوسات، و لذلك كان فعل هذه القوة مع النوم أكثر (ش، ن، 79، 22)- أمّا الحسّ المشترك؛ فعبارة عن قوّة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأوّل من الدماغ، من أنها إدراك ما یتأدّی إلیها من الصّور المنطبعة فی الحواس الظّاهرة (سی، م، 100، 1)- الحسّ المشترك و هو قوة تدرك المحسوسات مبصرة و مسموعة و ملموسة و غیرها فی حالة واحدة (خ، م، 77، 18)- الحسّ المشترك و هو القوّة التی ترتسم فیها صور الجزئیّات المحسوسة فالحواسّ الخمسة الظاهرة كالجواسیس لها فیطلعها النفس من ثمة فتدركها. و محلّه مقدّم التجویف الأوّل من الدماغ كأنّها عین تنشعب منه خمسة أنهار (جر، ت، 91، 12)- الحسّ المشترك، و هی التی تنطبع فیها صور المحسوسات بالحواس الظاهرة كلها (ط، ت، 320، 8)

حسّ و تخیّل‌

- الحس و التخیّل إنما یدركان المعانی فی الهیولی، و إن لم یقبلاها قبولا هیولانیّا …
و لذلك لسنا نقدر أن نتخیّل اللون مجرّدا عن العظم و الشكل فضلا عن أن نحسّه، و بالجملة لسنا نقدر أن نتخیّل المحسوسات مجرّدة من الهیولی، و إنما ندركها فی هیولی و هی الجهة التی بها تشخّصت (ش، ن، 83، 19)

حسن التدبیر

- من قوة النفس تكون قوة العقل، و من قوة العقل یكون حسن التدبیر، و من حس التدبیر یكون نظام العالم (غ، ع، 94، 4)

حسّیات‌

- إنّ الحسّیات معابر إلی العقلیّات (تو، م،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 285
167، 2)

حشویة

- أما الفرقة التی تدعی بالحشویة فإنهم قالوا: إن طریق معرفة وجود اللّه تعالی هو السمع لا العقل، أعنی أن الإیمان بوجوده الذی كلّف الناس التصدیق به یكفی فیه أن یتلقّی من صاحب الشرع، و یؤمن به إیمانا، كما یتلقّی منه أحوال المعاد، و غیر ذلك مما لا مدخل فیه للعقل- و هذه الفرقة الضالة الظاهر من أمرها أنها مقصّرة عن مقصود الشرع فی الطریق التی نصبها للجمیع مفضیة إلی معرفة وجود اللّه تعالی، و دعاهم من قبلها إلی الإقرار به (ش، م، 134، 5)

حفظ

- یقال: ما الحفظ؟ الجواب: هو ثبات صور المعقولات و المحسوسات فی النفس (تو، م، 312، 19)

حق‌

- علة وجود كلّ شی‌ء و ثباته الحقّ، لأنّ كل ما له إنّیّة له حقیقة؛ فالحقّ اضطرارا موجود، إذن، لإنّیّات موجودة (ك، ر، 97، 13)- الحق الواجب لا ینقسم قولا علی كثیرین. فلا یشارك ندّا و لا یقابل ضدّا و لا یتجزّئ مقدارا و لا حدا و لا یختلف ماهیّة و لا هویّة و لا یتغایر ظاهریّة و باطنیّة (ف، ف، 7، 3)- القرب مكانی و معنوی، و الحق غیر مكانی فلا یتصوّر فیه قرب و بعد مكانی. و المعنوی إما اتصال من قبل الوجود و إما اتصال من قبل الماهیة، و الأول الحق لا یناسب شیئا فی الماهیة فلیس لشی‌ء إلیه نسبة أقرب و أبعد فی الماهیّة (ف، ف، 19، 12)- لا كثرة فی هویّة ذات الحق و لا اختلاط بل تفرّد بلا غواش، و من هناك ظاهریته، و كل كثرة و اختلاط فهو بعد ذاته و ظاهریته و لكن من ذاته من حیث وحدتها فهی من حیث ظاهریّتها ظاهرة و هی بالحقیقة تظهر بذاتها و من ظهورها یظهر كل شی‌ء فتظهر مرة أخری لكل شی‌ء بكل شی‌ء و هو ظهور بالآیات. و بعد ظهوره بالذات و ظاهریّته الثانیة تتّصل بالكثرة و تنبعث من ظاهریّته الأولی التی هی الوحدة (ف، ف، 20، 4)- یقال حق للقول المطابق للمخبر عنه إذا طابق القول، و یقال حق للموجود الحاصل للمخبر عنه إذا طابق الواقع، و یقال حق للذی لا سبیل للبطلان إلیه. و الأول تعالی حق من جهة المخبر عنه حق من جهة الوجود حق من جهة أنه لا سبیل للبطلان إلیه. لكنّا إذا قلنا له إنه حق فلأنه الواجب الذی لا یخالطه بطلان و به یجب وجود كل باطل (إلّا كل شی‌ء ما خلا اللّه باطل) (ف، ف، 21، 18)- الحقّ هو أوثق الموجودات وجودا (ف، حر، 178، 20)- الحقّ بالجملة ما تیقّن به الإنسان إمّا بنفسه بعلم أوّل و إمّا ببرهان (ف، م، 46، 18)- إن الحق یساوق الوجود، و الحقیقة قد تساوق الوجود، فإن حقیقة الشی‌ء هی الوجود الذی یخصّه. و أكمل الوجود هو قسطه من الوجود (ف، أ، 31، 17)- الحق … هو هو لا لشی‌ء هو به، بل كل شی‌ء هو به، و هو له، و هو من أجله (تو، م، 156، 15)- یقال: ما الحق؟ الجواب: هو ما وافق الموجود و هو ما هو (تو، م، 317، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 286
- الحق بیّن منهاجه، و منیر سراجه، و معقول بیانه، و معلوم برهانه، من استضاء به أفلح، و من سلك سبیله نجح (تو، م، 327، 15)- أما الحق فیفهم منه الوجود فی الأعیان مطلقا، و یفهم منه الوجود الدائم، و یفهم منه حال القول أو العقد الذی یدلّ علی حال الشی‌ء فی الخارج إذا كان مطابقا له، فنقول: هذا قول حق، و هذا اعتقاد حق. فیكون الواجب الوجود هو الحق بذاته دائما، و الممكن الوجود حق بغیره، باطل فی نفسه. فكل ما سوی الواجب الوجود الواحد باطل فی نفسه (س، شأ، 48، 5)- أما الحق من قبل المطابقة فهو كالصادق، إلّا أنّه صادق فیما أحسب باعتبار نسبته إلی الأمر، و حق باعتبار نسبة الأمر إلیه (س، شأ، 48، 10)- كل حق فإنّه من حیث حقیقته الذاتیة، التی هو بها حق، فهو متّفق واحد غیر مشار إلیه (س، أ 2، 12، 3)- كل واجب الوجود بذاته فهو حق محض لأنّ حقیقة كل شی‌ء خصوصیة وجوده الذی یثبت له. فلا حق إذا أحق من الواجب الوجود (س، ن، 229، 15)- قد یقال أیضا حق لما یكون الاعتقاد بوجوده صادقا فلا حق أحق بهذه الحقیقة مما یكون الاعتقاد بوجوده صادقا و مع صدقه دائما و مع ذلك دوامه لذاته لا لغیره (س، ن، 229، 15)- الحقّ فی العلم هو قاعدة الإشراق، و هو أنّ علمه بذاته هو كونه نورا لذاته و ظاهرا لذاته، و علمه بالأشیاء كونها ظاهرة له إمّا بأنفسها أو متعلّقاتها التی هی مواضع الشعور المستمرّ للمدبّرات العلویّة (سه، ر، 152، 7)- الحق لا یضاد الحق، بل یوافقه و یشهد له (ش، ف، 35، 8)- كل حقّ فإنّه من حیث حقیقته الذاتیة التی بها هو حقّ فهو متّفق واحد غیر مشار إلیه (ر، ل، 79، 5)- أمّا الحقّ؛ فقد یطلق بإزاء الموجود. و قد یطلق بإزاء الضمیر المطابق للخیر (سی، م، 126، 9)- الحقّ فی اللغة هو الثابت الذی لا یسوغ إنكاره. و فی اصطلاح أهل المعانی هو الحكم المطابق للواقع یطلق علی الأقوال و العقائد و الأدیان و المذاهب باعتبار اشتمالها علی ذلك و یقابله الباطل (جر، ت، 94، 3)

حق أول‌

- أشرف الفلسفة و أعلاها مرتبة الفلسفة الأولی، أعنی علم الحق الأول الذی هو علّة كل حق (ك، ر، 98، 1)- الحق الأول لا یخفی علیه ذاته و لیس ذلك باستدلال فجائز علی ذاته مشاهدة كماله من ذاته. فإذا تجلّی لغیره مغنیا عن الاستدلال و كان بلا مباشرة و لا مماسّة كان مرئیّا لذلك الغیر حتی و لو جازت المباشرة تعالی عنها لكان ملموسا أو مذوقا أو غیر ذلك (ف، ف، 18، 9)- قد تنزّه الحق الأول عن مخالطة الموضوع و تقدّس عن عوارض الموضوع و عن اللواحق الغریبة فما به لبس فی ذاته (ف، ف، 19، 18)- لا یجوز أن یقال إنّ الحق الأول یدرك الأمور المبدعة عن قدرته من جهة تلك الأمور كما یدرك الأشیاء المحسوسة من جهة حضورها و تأثیرها فینا فتكون هی الأسباب لعالمیّة الحق. بل یجب أن یعلم أنه یدرك الأشیاء من ذاته تقدّست إذا لحظ ذاته لحظ القدرة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 287
المستعلیة فلحظ من القدرة المقدور فلحظ الكل، فیكون علمه بذاته سبب علمه بغیره (ف، ف، 20، 11)- البارئ الحق الأول و الأحد منبجس الأشیاء كلها و منبعها، عنه تفیض فیضا، و فیه تغیض غیضا، لا علی حدّ اللفظ الذی یرسم فی عن فصلا، و فی فی وصلا، بل علی حدّ العقل الذی یقضی بالشی‌ء علی الشی‌ء من غیر إثبات بینونة، و لا تأسیس كینونة (تو، م، 196، 3)

حقائق الأشیاء

- الوقوف علی حقائق الأشیاء لیس فی قدرة البشر، و نحن لا نعرف من الأشیاء إلّا الخواصّ و اللوازم و الأعراض و لا نعرف الفصول المقوّمة لكل منها الدالّة علی حقیقته بل أنها أشیاء لها خواصّ و أعراض. فإنّا نعرف حقیقة الأول و لا العقل و لا النفس و لا الفلك و النار و الهواء و الماء و الأرض و لا نعرف حقائق الأعراض. و مثال ذلك أنّا لا نعرف حقیقة الجوهر بل إنما نعرف شیئا له هذه الخاصّة و هو أنه الموجود لا فی موضوع و هذا لیس حقیقته، و لا نعرف حقیقة الجسم بل نعرف شیئا له هذه الخواصّ و هی الطول و العرض و العمق و لا نعرف حقیقة الحیوان بل إنما نعرف شیئا له إدراك و فعل، فإن المدرك و الفاعل لیس هو حقیقة الحیوان بل خاص أو لازم و الفصل الحقیقی له لا ندركه (ف، ت، 4، 12)- ینبغی لمن یرید أن یعرف حقائق الأشیاء أن یبحث أولا عن علل الموجودات و أسباب المخلوقات، و أن یكون له قلب فارغ من الهموم و الغموم و الأمور الدنیاویة، و نفس ذكیة طاهرة من الأخلاق الردیة و صدر سلیم من الاعتقادات الفاسدة، و یكون غیر متعصّب لمذهب أو علی مذهب، لأنّ العصبیة هی الهوی و الهوی یعمی عین العقل و ینهی عن إدراك الحقائق و یعمی النفس البصیرة عن تصوّر الأشیاء بحقائقها فیصدّها ذلك عن الهوی و یعدل عن طریق الصواب (ص، ر 3، 352، 11)

حقائق الأشیاء المحسوسة

- أكثر ما یدخل الخطأ علی المتأمّلین فی حقائق الأشیاء المحسوسة إذا حكموا علی حقیقتها بحاسّة واحدة. مثال ذلك من یری السراب و یتأمّله فیظنّ أنّه غدران و أنهار و إنّما دخل الخطأ علیه لأنّه حكم علی حقیقته بحاسّة واحدة و لیس كل الأشیاء تعرف حقائقها بحاسّة واحدة. ذلك أنّ بحاسّة البصر لا یدرك إلّا الألوان و الأشكال، و حقیقة الماء لا تعرف باللون و اللمس و الشكل بل بالذوق و ذلك أنّ كثیرا من الأجساد السیّالة تشبه لون الماء مثل الخلّ المصعّد و النفط الأبیض و ما شاكلهما (ص، ر 1، 352، 15)

حقیقة

- إن الحق یساوق الوجود، و الحقیقة قد تساوق الوجود، فإن حقیقة الشی‌ء هی الوجود الذی یخصّه. و أكمل الوجود هو قسطه من الوجود (ف، أ، 31، 17)- إنّ نفی الماهیّة نفی للحقیقة (غ، ت، 128، 18)- إنّ كلّ حقیقة فإمّا بسیطة و هی التی لا جزء لها فی العقل، أو غیر بسیطة و هی التی لها جزء كالحیوان، فإنّه مركّب من جسم و شی‌ء یوجب حیاته (سه، ر، 15، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 288
- إنّ كلّ حقیقة إذا أردت أن تعرف ما الذی یلزمها لذاتها بالضرورة دون إلحاق فاعل و ما الذی یلحقه من غیرها، فانظر إلی الحقیقة وحدها و اقطع النظر عن غیرها (سه، ر، 16، 9)- إنّ نفی كل حقیقة یقابله ثبوتها و لیس بین نفیها و ثبوتها واسطة (ر، م، 20، 5)- كل حقیقة مركّبة فهی لا محالة ملتئمة من الأمور التی عنها تركّبت فتكون آحاد تلك الأمور علّة لقوام تلك الحقیقة (ر، م، 53، 19)- إنّ الحقیقة إذا كانت مركّبة من المادة و الصورة فلكل واحد من الجزءین نسبة إلی الآخر و نسبة إلی ذلك المجموع (ر، م، 523، 3)

حقیقة الأشیاء

- ما هو سؤال یبحث عن حقیقة الشی‌ء، و حقیقة الشی‌ء تعرّف بالحدّ أو بالرسم (ص، ر 1، 199، 5)- إنّ معرفة حقیقة الأشیاء هی معرفة حدودها و رسومها (ص، ر 3، 359، 14)- حقیقة الشی‌ء ما به الشی‌ء هو هو كالحیوان الناطق للإنسان بخلاف مثل الضاحك و الكاتب ممّا یمكن تصوّر الإنسان بدونه. و قد یقال إنّ ما به الشی‌ء هو هو باعتبار تحقّقه حقیقة و باعتبار تشخّصه هویّة و مع قطع النظر عن ذلك ماهیّة (جر، ت، 95، 1)

حكم‌

- إنّ الحكم نوعان: تارة یكون الصدق و الكذب فیه ظاهرین، و تارة یكونان فیه خفیین. بیان ذلك أنّه متی كان قول القائل محتملا للتأویل لم یتبیّن فیه الصدق و الكذب، و متی كان غیر محتمل للتأویل بان فیه الصدق و الكذب (ص، ر 1، 332، 17)- الحكم علی الشی‌ء إدراك له أو من قبل طبیعة مدركة له (ش، ن، 92، 3)- الحكم وضع الشی‌ء فی موضوعه و قیل هو ما له عاقبة محمودة (جر، ت، 97، 17)

حكم بالكل‌

- إن مما هو متأكّد فی الطبائع- بحیث لا تقلع عنه (الطبائع) و لا یمكن خلوّها عنه، و التبرّؤ منه فی العلوم و الآراء و الاعتقادات، و فی أسباب النوامیس و الشرائع، و كذلك فی المعاشرات المدنیة و المعائش- هو الحكم بالكلّ عند استقراء الجزئیات: أما فی الطبیعیات، فمثل حكمنا بأن كل حجر یرسب فی الماء، و لعل بعض الأحجار یطفو؛ و إن كل نبات محترق بالنار، و لعلّ بعضها لا یحترق بالنار؛ و إن جرم الكل متناه، و لعله غیر متناه. و فی الشرعیات، مثل أن كل من شوهد فعل الخیر منه علی أكثر الأحوال، فهو عدل، صادق الشهادة فی كثیر من الأشیاء، من غیر أن یشاهد جمیع أحواله.
و فی المعاشرات، مثل السكون و الطمأنینة اللتین حدّهما فی أنفسنا محدود، إنما منه استدلالات من غیر أن یشاهد فی جمیع أحواله (ف، ج، 82، 17)

حكم ثابت‌

- الحكم الثابت لبعض الأشیاء لیس یلزم أن یثبت للكل (غ، ت، 192، 6)

حكم الحس‌

- لا یشبه حكم الحسّ الواحد علی المحسوس الخاصّ الذی له حكمه علی المحسوس الذی لغیره و هو المشترك، أی صدقه فی المحسوس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 289
الخاصّ به أكثر من صدقه فی المحسوس المشترك له و لغیره (ش، ت، 436، 2)

حكم السلب‌

- إنّ الإیجاب و السلب تارة یكون حكما حتما، و تارة شرطا و استثناء، فالإیجاب الحتم مثل قولك الشمس فوق الأرض و هو نهار، و الشرط مثل قولك إن كانت الشمس فوق الأرض فهو نهار. و كذلك حكم السلب مثله مثال ذلك لیست الشمس فوق الأرض و لا هو نهار.
و الشرط و الاستثناء مثل قولك إن كانت الشمس لیست فوق الأرض فلیس هو نهارا (ص، ر 1، 332، 14)

حكم العقل‌

- حكم العقل علی وجود الطبائع الثلاث لم تزل و لا تزال: الممكن، و الضروری، و الممتنع.
كحكم العقل علی الضروری و الممتنع فقط، و لا یزال كحكمه علی وجود الضروری و الممتنع (ش، ته، 69، 20)

حكم علی الغائب‌

- أما متی كان الحكم الذی فی الغائب غیر معلوم الوجود فی الشاهد عند الأكثر، و لا یعلمه إلا العلماء الراسخون، فإن الشرع یزجر عن طلب معرفته، إن لم تكن بالجمهور حاجة إلی معرفته، مثل العلم بالنفس، أو یضرب لهم مثالا من الشاهد إن كان بالجمهور حاجة إلی معرفته فی سعادتهم، و إن لم یكن ذلك المثال هو الأمر المقصود تفهیمه، مثل كثیر مما جاء فی أحوال المعاد (ش، م، 179، 5)- القول بإنكار الأسباب جملة هو قول غریب جدا عن طباع الناس. و القول بنفی الأسباب فی الشاهد لیس له سبیل إلی إثبات سبب فاعل فی الغائب؛ لأن الحكم علی الغائب من ذلك إنما یكون من قبل الحكم بالشاهد. فهؤلاء لا سبیل لهم إلی معرفة اللّه تعالی؛ إذ یلزمهم إلّا یعترفوا بأن كل فعل له فاعل (ش، م، 232، 1)

حكمة

- أمّا الحكمة فهی فضیلة القوة النطقیة، و هی علم الأشیاء الكلّیة بحقائقها و استعمال ما یجب استعماله من الحقائق (ك، ر، 177، 10)- الحكمة معرفة الوجود الحق، و الوجود الحق هو واجب الوجود بذاته، و الحكیم هو من عنده علم الواجب بذاته بالكمال و هو ما سوی الواجب لذاته ففی وجوده نقصان عن درجة الأول بحسبه، فإذن یكون ناقص الإدراك. فلا حكیم إلّا الأول لأنه كامل المعرفة بذاته (ف، ت، 9، 9)- الصنائع صنفان: صنف مقصوده تحصیل الجمیل، و صنف مقصوده تحصیل النافع.
و الصناعة التی مقصودها تحصیل الجمیل فقط هی التی تسمّی الفلسفة و تسمّی الحكمة علی الإطلاق. و الصناعات التی یقصد بها النافع فلیس منها شی‌ء یسمّی الحكمة علی الإطلاق و لكن ربما یسمّی بعضها بهذا الاسم علی طریق التشبیه بالفلسفة (ف، تن، 20، 6)- إنّ الحكمة قد تقال علی الحذق جدّا و بإفراط فی أی صناعة كانت حتی یرد من أفعال تلك الصناعة ما یعجز عنه أكثر من یتعاطاها. و یقال حكمة بشریة فإن الحاذق بإفراط فی صناعة ما یقال أنه حكیم فی تلك الصناعة و كذلك النافذ الرویّة و الحثیث فیها قد یسمّی حكیما فی ذلك الشی‌ء الذی هو نافذ الرویّة فیه (ف، س،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 290
39، 5)- إن الحكمة هی أن العقل فضّل الأشیاء بأفضل علم، و بما یعقل من ذاته و یعلمه یعلم أفضل الأشیاء. و أفضل العلم هو العلم الدائم الذی لا یمكن أن یزول (ف، أ، 31، 14)- الحكمة … هی علم الحق و العمل بالحق (تو، م، 166، 12)- هل الحكمة إلّا مولّدة الدیانة؟ و هل الدیانة إلّا متمّمة للحكمة؟ و هل الفلسفة إلّا صورة النفس؟
و هل الدیانة إلّا سیرة النفس؟ (تو، م، 200، 12)- لا قرابة بین الحكمة و الطبیعة فیما یؤثره الإنسان (تو، م، 250، 8)- یقال: ما الحكمة؟ الجواب: هی حقیقة العلم بالأشیاء الدائمة و وضع كل شی‌ء فی موضعه الذی یجب أن یكون فیه ذلك الوضع فقط (تو، م، 312، 2)- الحكمة استكمال النفس الإنسانیة بتصوّر الأمور و التصدیق بالحقائق النظریة و العملیة علی قدر الطاقة البشریة (س، ع، 16، 4)- الحكمة صناعة نظر یستفید منها الإنسان تحصیل ما علیه الوجود كله فی نفسه و ما علیه الواجب مما ینبغی أن یكسبه فعله، لتشرف بذلك نفسه و تستكمل و تصیر عالما معقولا مضاهیا للعالم الموجود و تستعدّ للسعادة القصوی بالآخرة و ذلك بحسب الطاقة الإنسانیة (س، ر، 104، 13)- الحكمة تنقسم إلی قسم نظری مجرّد و قسم عملی. و القسم النظری هو الذی الغایة فیه حصول الاعتقاد الیقینی بحال الموجودات التی لا یتعلّق وجودها بفعل الإنسان و یكون المقصود إنّما هو حصول رأی فقط مثل علم التوحید و علم الهیئة. و القسم العملی هو الذی لیس الغایة فیه حصول الاعتقاد الیقینی بالموجودات، بل ربما یكون المقصود فیه حصول صحة رأی فی أمر یحصل بكسب الإنسان لیكتسب ما هو الخیر منه فلا یكون المقصود حصول رأی فقط بل حصول رأی لأجل عمل. فغایة النظری هو الحق و غایة العملی هو الخیر (س، ر، 105، 5)- واجب أن یكون العلم الذی یسمّی حكمة بإطلاق هو الذی ینظر من الأسباب فی السبب الغائیّ الأقصی لجمیع الموجودات من قبل أن جمیع الأسباب هی من قبل هذا السبب أی من أجله (ش، ت، 190، 4)- إن التی تسمّی حكمة هی التی تعرف مع السبب الغائیّ الأول السبب الأول الذی هو الصورة و الجوهر أیضا. فإن العلم الذی ینسب إلی معرفة العلل الأول التی هی فی غایة التعریف للأشیاء هو العلم أیضا الذی هو أحری أن یسمّی حكمة (ش، ت، 190، 9)- إن هاهنا علما واحدا یسمّی حكمة و هو الذی یختص بالنظر فی الصورة الأولی و الغایة الأولی (ش، ت، 192، 3)- إن كان علم جمیع الأسباب لعلم واحد فهذا العلم هو الذی ینبغی أن یسمّی حكمة (ش، ت، 298، 7)- إن الحكمة لعلّها التی تنظر فی أشرف الأسباب و هی الغایة الأولی و الصورة الأولی (ش، ت، 298، 11)- إن الحكمة إنما هی فی صنع المخلوق لا فی صنع الخالق (ش، ته، 233، 22)- الحكمة لیست شیئا أكثر من معرفة أسباب الشی‌ء (ش، م، 145، 8)- من جحد كون الأسباب مؤثّرة بإذن اللّه فی مسبّباتها إنه قد أبطل الحكمة و أبطل العلم.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 291
و ذلك أن العلم هو معرفة الأشیاء بأسبابها.
و الحكمة هی المعرفة بالأسباب الغائیة (ش، م، 231، 17)- الحكمة علم یبحث فیه عن حقائق الأشیاء علی ما هی علیه فی الوجود بقدر الطاقة البشریة فهی علم نظریّ غیر آلیّ. و الحكمة أیضا هی هیئة القوّة العقلیّة العلمیّة المتوسّطة بین الجربزة التی هی إفراط هذه القوّة و البلادة التی هی تفریطها (جر، ت، 96، 10)

حكمة إلهیة

- إنّ الحكمة الإلهیة و العنایة الربانیة قد ربطت أطراف الموجودات بعضها ببعض رباطا واحدا و نظّمتها نظاما واحدا (ص، ر 3، 267، 6)- الحكمة الإلهیة علم یبحث فیه عن أحوال الموجودات الخارجیّة المجرّدة عن المادّة التی لا بقدرتنا و اختیارنا. و قیل هی العلم بحقائق الأشیاء علی ما هی علیه و العمل بمقتضاه.
و لذا انقسمت إلی العلمیّة و العملیّة (جر، ت، 97، 1)

حكمة خلقیة

- الحكمة الخلقیة ففائدتها أن تعلم الفضائل و كیفیة اقتنائها لتزكو بها النفس و تعلم الرذائل و كیفیة توقّیها لتتطهّر عنها النفس (س، ر، 3، 5)

حكمة ریاضیة

- أما الحكمة النظریة فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلّق بما فی الحركة و التغیّر، و تسمّی حكمة طبیعیة؛ و حكمة تتعلّق بما من شأنه أن یجرّده الذهن عن التغیّر و إن كان وجوده مخالطا للتغیّر و یسمّی حكمة ریاضیّة؛ و حكمة تتعلّق بما وجوده مستغن عن مخالطة التغیّر فلا یخالطه أصلا، و إن خالطه فبالعرض، لا أنّ ذاته مفتقرة فی تحقیق الوجود إلیه، و هی الفلسفة الأوّلیة؛ و الفلسفة الإلهیة جزء منها و هی معرفة الربوبیة (س، ع، 17، 3)

حكمة السفسطائیین‌

- حكمة السفسطائیین هی حكمة توهم بأنها حكمة من غیر أن تكون كذلك فی نفسها مثل الدراهم المدلّسة التی توهم أنها دراهم (ش، ت، 328، 20)

حكمة صناعیة

- الحكمة الصناعیة إنما فهمها العقل من الحكمة الطبیعیة (ش، ته، 233، 25)

حكمة طبیعیة

- الحكمة النظریة فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلّق بما فی الحركة و التغیّر من حیث هو فی الحركة و التغیّر و تسمّی حكمة طبیعیة. و حكمة تتعلّق بما من شأنه أن یجرّده الذهن عن التغیّر و إن كان وجوده مخالطا للتغیّر و تسمّی حكمة ریاضیة. و حكمة تتعلّق بما وجوده مستغن عن مخالطة التغیر فلا یخالطها أصلا و إن خالطها فبالعرض لا إن ذاتها مفتقرة فی تحقیق الوجود إلیها، و هی الفلسفة الأولی و الفلسفة الإلهیة جزء منها و هی معرفة الربوبیة. و مبادئ هذه الأقسام التی للفلسفة النظریة مستفادة من أرباب الملّة الإلهیة علی سبیل التنبیه و متصرّف علی تحصیلها بالكمال بالقوة العقلیة علی سبیل الحجّة (س، ر، 3، 8)- الحكمة الطبیعیة منها ما یقوم مقام الأصل، و منها ما یقوم مقام الفرع (س، ر، 108، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 292

حكمة عظمی‌

- السعادة القصوی و الكمال الأخیر الذی یبلغه الإنسان … هذا العلم علی ما یقال إنه كان فی القدیم فی الكلدانیین و هم أهل العراق ثم صار إلی أهل مصر ثم انتقل إلی الیونانیین و لم یزل إلی أن انتقل إلی السریانیین ثم إلی العرب.
و كانت العبارة عن جمیع ما یحتوی علیه ذلك العلم باللسان الیونانی ثم صارت باللسان السریانی ثم باللسان العربی. و كان الذین عندهم هذا العلم من الیونانیین یسمّونه الحكمة علی الإطلاق و الحكمة العظمی، و یسمّون اقتناءها العلم و ملكتها الفلسفة و یعنون به إیثار الحكمة العظمی و محبتها، و یسمّون المقتنی لها فیلسوفا یعنون بها المحبّ و المؤثر للحكمة العظمی و یرون أنها بالقوة الفضائل كلها و یسمّونها علم العلوم و أم العلوم و حكمة الحكم. و صناعة الصناعات یعنون بها الصناعة التی تشمل الصناعات كلها و الفضیلة التی تشمل الفضائل كلها و الحكمة التی تشمل الحكم كلها (ف، س، 38، 18)

حكمة عملیة

- الحكمة المتعلّقة بالأمور التی لنا أن نعلمها و لیس لنا أن نعمل بها تسمّی حكمة نظریة.
و الحكمة المتعلّقة بالأمور العملیة التی لنا أن نعلمها و نعمل بها تسمّی حكمة عملیة (س، ر، 2، 8)- الحكمة العملیة حكمة مدنیة و حكمة منزلیة و حكمة خلقیة. و مبدأ هذه الثلاث مستفاد من جهة الشریعة الإلهیة، و كمالات حدودها تستبین بها و تتصرّف فیها بعد ذلك القوة النظریة من البشر بمعرفة القوانین و استعمالها فی الجزئیات (س، ر، 2، 9)- إنّ الحكمة العملیة قد یراد بها العلم بالخلق، و قد یراد بها نفس الخلق، و قد یراد بها الأفعال الصادرة عن الخلق (ر، م، 386، 19)

حكمة غائیة

- ظهر بالاستقراء أن جمیع ما یظهر فی السماء هو الموضع حكمة غائیة و سبب من الأسباب الغائیة، فإنه إن كان الأمر فی الحیوان و الإنسان نحو من عشرة آلاف حكمة فی زمان قدره ألف سنة، فلا یبعد أن یظهر فی آباد السنین الطویلة كثیر من الحكمة التی فی الأجرام السماویة.
و قد نجد الأوائل رمزوا فی ذلك رموزا یعلم تأویلها الحكماء الراسخون فی العلم، و هم الحكماء المحققون (ش، ته، 276، 19)

حكمة مدنیة

- الحكمة المدنیة فائدتها أن تعلم كیفیة المشاركة التی تقع فیها بین أشخاص الناس لیتعاونوا علی مصالح الأبدان و مصالح بقاء نوع الإنسان (س، ع، 16، 13)

حكمة مموّهة

- السفسطة، اسم المهنة التی بها یقدر الإنسان علی المغالطة و التمویه و التلبیس بالقول و الإیهام، إمّا فی نفسه أنه ذو حكمة و علم و فضل، أو فی غیره أنه ذو نقص، من غیر أن یكون كذلك فی الحقیقة، و إما فی رأی حق أنه لیس بحق، و فیما لیس بحق أنه حق. و هو مركّب فی الیونانیة من" سوفیا"، و هی الحكمة، و من" اسطس"، و هو المموّه، فمعناه حكمة مموّهة (ف، ح، 65، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 293

حكمة منزلیة

- الحكمة المنزلیة فائدتها أن تعلم المشاركة التی ینبغی أن تكون بین أهل منزل واحد لتنتظم به المصلحة المنزلیة و المشاركة المنزلیة تتمّ بین زوج و زوجة و والد و مولود و مالك و عبد (س، ر، 3، 2)

حكمة نظریة

- الحكمة المتعلّقة بالأمور النظریة التی إلینا أن نعلمها و لیس إلینا أن نعملها تسمّی حكمة نظریة (س، ع، 16، 7)- أما الحكمة النظریة فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلّق بما فی الحركة و التغیّر، و تسمّی حكمة طبیعیة، و حكمة تتعلّق بما من شأنه أن یجرّده الذهن عن التغیّر و إن كان وجوده مخالطا للتغیّر و یسمّی حكمة ریاضیّة؛ و حكمة تتعلّق بما وجوده مستغن عن مخالطة التغیّر فلا یخالطه أصلا، و إن خالطه فبالعرض، لا أنّ ذاته مفتقرة فی تحقیق الوجود إلیه، و هی الفلسفة الأوّلیة؛ و الفلسفة الإلهیة جزء منها و هی معرفة الربوبیة (س، ع، 17، 1)- الحكمة المتعلّقة بالأمور التی لنا أن نعلمها و لیس لنا أن نعمل بها تسمّی حكمة نظریة.
و الحكمة المتعلّقة بالأمور العملیة التی لنا أن نعلمها و نعمل بها تسمّی حكمة عملیة (س، ر، 2، 6)- أقسام الحكمة النظریة ثلاثة: العلم الأسفل و یسمّی العلم الطبیعی. و العلم الأوسط و یسمّی العلم الریاضی. و العلم الأعلی و یسمّی العلم الإلهی (س، ر، 105، 15)

حكیم‌

- الحكمة معرفة الوجود الحق، و الوجود الحق هو واجب الوجود بذاته، و الحكیم هو من عنده علم الواجب بذاته بالكمال و هو ما سوی الواجب لذاته ففی وجوده نقصان عن درجة الأول بحسبه، فإذن یكون ناقص الإدراك. فلا حكیم إلّا الأول لأنه كامل المعرفة بذاته (ف، ت، 9، 10)- الحكیم هو الذی أفعاله تكون محكمة، و صناعته متّقنة، و أقاویله صادقة، و أخلاقه جمیلة، و آراؤه صحیحة، و أعماله زكیة، و علومه حقیقیة و هی معرفة حقائق الأشیاء و كمیة أجناسها و أنواع تلك الأجناس (ص، ر 3، 325، 4)

حمل‌

- الحمل فالمتحرّك فیه متحرّك بالعرض (ش، سط، 117، 6)

حمل شی‌ء علی شی‌ء

- حمل شی‌ء علی شی‌ء یحمل علی وجهین: إما حمل علی المجری الطبیعی، و أما عكس (ش، ت، 1009، 6)

حمل العرض‌

- لیس حمل العرض علی العرض فی كونه حملا عرضیّا بأكثر من حمل العرض علی الجوهر لا هذا أكثر من هذا و لا هذا أكثر من هذا (ش، ت، 379، 13)

حوادث‌

- إنّ كل الحوادث التی تكون فی عالم الكون و الفساد هی تابعة لدوران الفلك و حادثة عن حركات كواكبه، و مسیرها فی البروج و قرانات بعضها مع بعض و اتّصالاتها بإذن اللّه تعالی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 294
(ص، ر 3، 246، 16)- من … الحوادث ما هو ظاهر جلیّ لكل إنسان، و منها ما هو باطن خفیّ یحتاج فی معرفتها إلی تأمّل و تفكّر و اعتبار (ص، ر 3، 246، 18)- إذا كانت الحوادث كائنة، فلا بدّ من حركة دائمة لا نهایة لها (غ، م، 267، 9)- إن استندت الحوادث إلی الحوادث إلی غیر نهایة فهو محال، و لیس ذلك معتقد عاقل (غ، ت، 53، 8)- إنّ الحوادث تستدعی عللا غیر متناهیة لا تجتمع، فاستدعت حركة دائمة، و لا بدّ و أن تكون لمحیط (سه، ر، 180، 5)- إن الحوادث منها ما لا تحلّ القدیم و هی الحوادث التی تغیّر جوهر المحل الحادثة فیه، و منها ما تحلّه و هی الحوادث التی لا تغیّر جوهر الحامل لها كالحركة فی المكان للجسم المتحرّك و كالأشفاف و الإضاءة (ش، ته، 262، 22)- إن ما لا یخلو من الحوادث فهو حادث …
یمكن أن تفهم علی معنیین: أحدهما لا یخلو من جنس الحوادث، و یخلو من آحادها، و المعنی الثانی ما لا یخلو واحد منها مخصوص مشار إلیه، كأنك قلت: ما لا یخلو من هذا السواد المشار إلیه (ش، م، 141، 11)- إنّ الحوادث لا یمكن حدوثها إلّا عند حركة تقرّب عللها إلیها بعد بعدها عنها. ثم إنّه لا بدّ لتلك الحوادث من محلّ لیصیر المحل بسببها تامّ القبول لما یحدث بعده و ذلك هو المادة (ر، م، 125، 8)- إنّ لهذه الحوادث (الطبیعیة) سببا قدیما أزلی الوجود و هو الواهب للصور و المفیض للوجود (ر، م، 483، 17)- الحوادث لیس لكلّیتها وجود حتی یكون الجسم موصوفا بها (ر، م، 670، 8)- إنّ كل واحد من الحوادث مسبوق بعدم لا أول له (ر، ل، 95، 17)- لا یجوز قیام الحوادث بذات اللّه تعالی (ر، مح، 117، 11)- إنّ الحوادث فی عالم الكائنات سواء كانت من الذوات أو من الأفعال البشریة أو الحیوانیة فلا بدّ لها من أسباب متقدّمة علیها بها تقع فی مستقرّ العادة و عنها یتمّ كونه و كل واحد من هذه الأسباب حادث أیضا فلا بدّ له من أسباب أخر. و لا تزال تلك الأسباب مرتقیة حتی تنتهی إلی مسبّب الأسباب و موجدها و خالقها سبحانه لا إله إلّا هو (خ، م، 363، 13)- قالوا (الفلاسفة): كل الحوادث فی عالمنا هذا أثر المبدأ الفیّاض. و هو المتصرّف فی هیولی العناصر، بإضافة الصور و الأعراض و النفوس علیها. و هو دائم الفیض بمقتضی ذاته، لا بخل فیه و لا عدم، و إنّما یتأخّر ما یتأخّر من الفیض لعدم تمام استعدادات المحلّ له (ط، ت، 307، 10)

حوادث ماضیة

- إنّ الحوادث الماضیة لو لم یكن لها أوّل لكان قد انقضی ما لا نهایة له لكن التالی بدیهی البطلان فالمقدّم مثله (ر، ل، 96، 1)

حواس‌

- إذ الحواس واجدة الأشخاص، فكلّ متمثّل فی النفس من المحسوسات فهو للقوة المستعملة الحواس (ك، ر، 107، 9)- الحواس هی الطرق التی تستفید منها النفس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 295
الإنسانیة المعارف (ف، ت، 4، 2)- الحواس تدرك أنّ الأشخاص مركّبة من جواهر بسیطة فی أماكن متباینة و أعراض جزئیة فی محالّ متمیّزة (ص، ر 1، 346، 17)- الحواس مع كونها جسمانیة منقسمة إلی: ما تدرك محلها، و إلی ما لا تدرك. كما انقسمت إلی ما یدرك مدركه من غیر مماسّة كالبصر، و إلی ما لا یدرك إلّا بالاتصال كالذوق و اللمس (غ، ت، 190، 12)- یلزم أن تكون المحسوسات لیس لها وجود إذا لم تكن الحیوانات الحساسة موجودة لأن المحسوس لیس مضافا لشی‌ء آخر غیر الحس، و إذا لم تكن الحواس لم یكن محسوس أصلا (ش، ت، 439، 16)- لو كانت الحواس و المحسوسات من المضاف لما وجدت المحسوسات دون الحواس كما لا توجد الحواس دون المحسوسات (ش، ت، 440، 17)- الحواس شرط فی الخیالات، فكل متخیّل حساس ضرورة و لیس ینعكس (ش، ته، 277، 25)- الحواس هی قوی مدركة فی أجسام و هی لا تعقل ذاتها (ش، ته، 316، 10)- و إنما تدرك الحواس ذوات الأشیاء المشار إلیها بتوسط إدراكها لمحسوساتها الخاصة بها (ش، م، 189، 18)- نجد كل واحد من هذه الحواس تدرك محسوساتها و تدرك مع هذا أنها تدرك فهی تحسّ الإحساس، و كان نفس الإحساس هو الموضوع لهذا الإدراك، إذ كانت نسبته إلی هذه القوة نسبة المحسوسات إلی حاسّة حاسّة، و لذلك لسنا نقدر أن ننسب هذا الفعل إلی حاسّة واحدة من الحواسّ الخمس، و إلا لزم أن تكون المحسوسات أنفسها هی الإحساسات أنفسها (ش، ن، 70، 17)

حواس باطنة

- إنّ الحواس الباطنة أیضا خمسة: الحسّ المشترك. و القوة المتصوّرة. و القوة المتخیّلة. و القوة الوهمیة. و القوة الذاكرة (غ، م، 356، 3)

حواس جسمانیة

- لا یبعد أن یكون فی الحواس الجسمانیة ما یسمّی عقلا، و یخالف سائرها فی أنّها تدرك نفسها (غ، ت، 189، 16)

حواس خمس‌

- إنّ كل حاسّة من الحواس الخمس تحتاج فی إدراكها محسوساتها إلی شرائط معدودة لا زائدة و لا ناقصة، فمتی عدم واحدة من تلك الشرائط أو بعض أو زاد أو نقص علی المقدار الذی ینبغی عوقها عن إدراك محسوساتها علی حقائقها (ص، ر 3، 380، 6)- القوة المحرّكة فی الحیوان الغیر الناطق كالأمیر المخدوم، و الحواس الخمس كالجواسیس المبثوثة، و القوة المتصوّرة كصاحب برید الأمیر إلیه یرجع الجواسیس، و القوة المتخیّلة كالفیج الساعی بین الوزیر و بین صاحب البرید، و القوة المتوهّمة كالوزیر، و القوة الذاكرة كخزانة الأسرار (س، ف، 160، 8)- الحواس الخمس لا تدرك إلا الأجسام، أو ما یلحق الأجسام (طف، ح، 61، 20)- كل واحد من الحواس الخمس یختص بمحسوس واحد یدركه فی زمان واحد أی دفعة (ش، ت، 436، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 296

حواس ظاهرة

- كل حسّ من الحواس الظاهرة یتأثّر عن المحسوس مثل كیفیته فإن كان المحسوس قویّا خلّف فیه صورته، و إن زال كالبصر إذا حدّق الشمس تمثّل فیه شبح الشمس. فإذا أعرض عن جرم الشمس بقی فیه ذلك الأثر زمانا و ربما استولی علی غریزة الحدقة فأفسدها (ف، ف، 11، 8)- الحواس الظاهرة لیس شی‌ء منها یجمع بین إدراك اللون و الرائحة و اللین (س، ف، 166، 3)

حیّ‌

- إنّ الحیّ لمّا انقسم قسمین عاقل و بهیمیّ، فالعاقل لیس هو من استعمال النفس وحدها بل و من استعمال العقل و تتمیمه. و ذلك أنّ العقل إفادة النفس و إدراك أحوال الموجودات علی حقائقها و البحث و النظر و السداد فی الأعمال و التدابیر و حتی قیل إنّه شخص إلهیّ الكون (جا، ر، 526، 6)- الحیّ جوهر، و نوع الجوهر جوهر (ك، ر، 267، 13)- إنه (الموجود الأول) حیّ، و إنه حیوة. فلیس یدل بهذین علی ذاتین، بل علی ذات واحدة.
فإن معنی الحیّ أنه یعقل أفضل معقول بأفضل عقل، أو یعلم أفضل معلوم بأفضل علم (ف، أ، 32، 8)- إن قیل ما الحی، فیقال المتحرّك بذاته (ص، ر 3، 360، 17)- النور المحض حیّ، و كلّ حیّ فهو نور محض (سه، ر، 117، 9)- إن الشی‌ء الواحد بعینه إذا اعتبر من جهة ما یصدر عنه شی‌ء غیره سمّی قادرا و فاعلا، و إذا اعتبر من جهة تخصیصه أحد الفعلین المتقابلین سمّی مریدا، و إذا اعتبر من جهة إدراكه لمفعوله سمّی عالما، و إذا اعتبر العلم من حیث هو إدراك و سبب للحركة سمّی" حیّا"، إذ كان الحیّ هو المدرك المتحرّك من ذاته (ش، ته، 182، 6)- أما تسمیتهم (الفلاسفة) ما فارق المادة جوهر، فإنهم لما وجدوا الحدّ الخاصّ بالجوهر أنه القائم بذاته، و كان الأول هو السبب فی كل ما قام من الموجودات بذاته، كان هو أحق باسم الجوهر، و اسم الموجود، و اسم العالم، و اسم الحی، و جمیع المعانی التی أفادها فی الموجودات، و بخاصة ما كان منها من صفات الكمال (ش، ته، 206، 11)

حیّ كائن فاسد

- الحیّ الكائن الفاسد جرم حسّاس متحرّك (ك، ر، 248، 14)

حیّ محسوس‌

- الحیّ المحسوس جوهر، و أنواعه جواهر، إذ النوع یعطی الجوهر اسمه و حدّه (ك، ر، 268، 2)

حیاة

- إنّ الموت و الحیاة نوعان: جسدانی و نفسانی.
و الحیاة الجسدانیة لیست شیئا سوی استعمال النفس الجسد، و الموت الجسدانی لیس شیئا سوی تركها استعماله، كما أنّ الیقظة لیست شیئا سوی استعمال النفس الحواس و لیس النوم شیئا سوی تركه استعمالها (ص، ر 3، 57، 3)- الحیاة إنما تثبت للشاهد من أفعاله (ش، ته،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 297
133، 6)- كل موجود فإما أن یكون حیّا و إما جمادا، هذا إذا فهمنا من الحیاة أنها مقولة باشتراك الاسم علی الأزلی و الفاسد (ش، ته، 253، 25)- المبادئ حیة و ملتذّة و مغبوطة بذواتها، و أن الأول فیها هو الحی الذی لا حیاة أتم من حیاته و لا لذة أعظم من لذته، و ذلك أنه هو المغبوط بذاته فقط و غیره إنما حصلت له الغبطة و السرور به، و ذلك أن اسم الحیاة لما كان قد ینطلق عندنا علی أخس مراتب الإدراك و هی إدراكات الحواس، فكم بالحریّ أن ینطلق اسم الحیاة علی المدركات بأفضل إدراك لأفضل مدرك.
و كذلك أیضا اللذة لما كانت ظلّا لازما للإدراك و كانت تتفاضل بتفاضل المدركات فی أنفسها و فی دوام إدراكها، فكم بالحریّ أن تكون تلك هی الملتذّة بالحقیقة بإدراكها. فإن كل واحد منها ما عدا الأول ملتذّ بذاته و بالأول و مغبوط بذاته و بالأول (ش، ما، 158، 16)

حیاة آخرة

- السعادة القصوی و الحیاة الآخرة و هی أن یحصل للإنسان آخر شی‌ء یتجوهر به و أن یتحصّل له كماله الأخیر، و هو أن یفعل آخر ما یتجوهر به فعل آخر ما یتجوهر به. و هذا معنی الحیاة الآخرة (ف، عق، 31، 6)

حیاة إنسانیة

- النطق من العقل، و الحیاة الإنسانیة من النفس (غ، ع، 47، 9)

حیاة جسدانیة

- إنّ الموت و الحیاة نوعان: جسدانی و نفسانی.
و الحیاة الجسدانیة لیست شیئا سوی استعمال النفس الجسد، و الموت الجسدانی لیس شیئا سوی تركها استعماله، كما أنّ الیقظة لیست شیئا سوی استعمال النفس الحواس و لیس النوم شیئا سوی تركه استعمالها (ص، ر 3، 57، 3)

حیاة الدنیا

- الموت حكمة إذ البقاء الأبدی لا یتیسّر إلّا بعد حصول الموت، فالموت سبب لحیاة الأبد و الحیاة الدنیا سبب للموت فی الحقیقة، إذ الإنسان ما لم یدخل فی هذا العالم لا یمكن له أن یموت فإذا وجد الإنسان فتكون حیاته سببا لموته و موته سببا لحیاته الباقیة أبد الآبدین.
(ص، ر 3، 60، 2)- إنّ الحیاة الدنیا إنّما هی مدّة كون النفس مع الجسد فی عالم الأجسام إلی وقت المفارقة التی هی الممات (ص، ر 3، 282، 18)

حیرة

- المظنون هو الذی فیه التوقّف عن الحكم بالموافقة و اللاموافقة. و الغالب من الظنّ هو الذی تمیل النفس فیه إلی الحكم و لا تحكم به.
و الشكّ و الحیرة هو التوقّف بغیر میل (بغ، م 1، 399، 11)

حیوان‌

- إنّ لكلّ حیوان بدنا و حواسّا و قوّة علی تمییز ما لمّا یسعی به نحو سلامة بدنه و حواسّه، و لیس له تشوّق إلی الوقوف علی أسباب الأشیاء المحسوسة و لا فكر فی أسباب ما یراه فی السماء و الأرض، و لا له تعجّب من أشیاء یتشوّق إلی الوقوف علی أسبابها (ف، ط، 65، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 298
- إنّ الحیوان منه ما یتغذّی بعضه ببعض، و منه ما یتغذّی بالنبات، و منه ما یتغذّی بشبیه ما یتغذّی منه النبات. و من الحیوان ما یجمع بین جمیعها أو بین كثیر منها (ف، ط، 116، 19)- الحیوان هو جسم متحرّك حسّاس یتغذّی و ینمو و یحسّ و یتحرّك حركة مكان، و إنّ من الحیوان ما هو فی أشرف المراتب مما یلی رتبة الإنسانیة و هو ما كانت له الحواس الخمس و التمییز و الدقیق و قبول التعلیم (ص، ر 2، 157، 4)- إنّ الحیوان عبارة عمّا یدرك و یتحرّك بالإرادة و هاتان قوتان، هما لنفس واحدة، فترجعان إلی أصل واحد؛ و لذلك یتّصل فعل بعضها بالبعض (غ، م، 347، 18)- إنّ الحیوان یزید علی النبات بفضل الحسّ و الإدراك و التحرّك (طف، ح، 48، 5)- إنّ جمیع الأجسام التی فی عالم الكون و الفساد منها ما تقوم حقیقتها بصورة واحدة زائدة علی معنی الجسمیة، و هذه هی الأسطقسّات الأربعة و منها ما تتقوّم حقیقتها بأكثر من ذلك، كالحیوان و النبات (طف، ح، 70، 23)- إذا رأینا جسما محدود الكیفیة و الكمیة یتحرّك فی المكان من قبل ذاته، من جهة محدودة منه، لا من قبل شی‌ء خارج عنه، و لا من أی جهة اتفقت من جهاته، و أنه یتحرّك معا إلی وجهتین متقابلتین قطعنا أنه حیوان (ش، ته، 49، 23)- إذا تأملت أمر كثیر من الحیوان ظهر لك أنه لم یمكن فیه أن یوجد لو لم تجعل له الأشیاء التی بها یحفظ وجوده، و أكثر ما یظهر ذلك فی الإنسان و أنه لو لا العقل لم یمكن أن یوجد زمانا ما (ش، ما، 172، 6)

حیوان غیر ناطق‌

- الحیوان غیر الناطق فبعضه یوجد له القوی الثلاث الباقیة دون الناطقة. و القوّة المتخیّلة فیه تقوم مقام القوّة الناطقة فی الحیوان الناطق.
و بعضه یوجد له القوّة الحسّاسة و القوّة النزوعیّة فقط (ف، سم، 33، 16)

حیوان ناطق‌

- الغرض من الكلام تأدیة المعنی، و كل كلام لا معنی له فلا فائدة للسامع منه و المتكلّم به. و كل معنی لا یمكن أن یعبّر عنه بلفظ ما فی لغة ما فلا سبیل إلی معرفته. و كل حیوان ناطق لا یحسن أن یعبّر عما فی نفسه فهو كالعدم الزائل و الجماد الصامت (ص، ر 3، 120، 23)

حیوانات‌

- إنّ الحیوانات- ناطقها و غیر ناطقها- تدرك فی المحسوسات الجزئیة، معانی جزئیة غیر محسوسة، و لا متأدّیة من طریق الحواس، مثل إدراك الشاة معنی فی الذئب غیر محسوس:
و إدراك الكبش معنی فی النعجة غیر محسوس:
إدراكا جزئیّا یحكم به كما یحكم الحسّ بما یشاهده (س، أ 1، 354، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 299

خ‌

خارق‌

- الخارق للمعتاد إذا كان خارقا فی المعرفة بوضع الشرائع دلّ علی أن وضعها لم یكن بتعلّم، و إنما كان بوحی من اللّه، و هو المسمّی نبوّة. و أما الخارق الذی هو لیس فی نفس وضع الشرائع، مثل انفلاق البحر و غیر ذلك، فلیس یدلّ دلالة ضروریة علی هذه الصفة المسمّاة نبوّة، و إنما تدلّ إذا اقترنت إلی الدلالة الأولی. و أما إذا أتت مفردة فلیست تدلّ علی ذلك (ش، م، 216، 16)

خاص‌

- إنّ اسم الطبیعة واقع بالاشتراك علی معان ثلاثة مرتّبة بالعموم و الخصوص و الأخصّ. فالعام ذات الشی‌ء، و الخاصّ مقوّم الذات، و الأخصّ للمقوّم الذی هو مبدأ التحریك و التسكین (ر، م، 523، 14)- الخاصّ و هو كلّ لفظ وضع لمعنی معلوم علی الانفراد؛ المراد بالمعنی ما وضع له اللفظ عینا كان أو عرضا و بالانفراد اختصاص اللفظ بذلك المعنی، و إنّما قیّده بالانفراد لتمیّز عن المشترك (جر، ت، 100، 18)

خاصة

- الجنس و الصورة و الشخص و الفصل جوهریة؛ و الخاصّة و العرض العام عرضیة: إمّا كلّا و إمّا جزءا، و إمّا مجتمعا و إما مفترقا (ك، ر، 126، 12)- الخاصّة هی المقولة علی نوع واحد و علی كل واحد من أشخاصه، منبئة عن إنّیة الشی‌ء، و لیس بجزء لما أنبأت عن إنّیته، فهی كثیر لأنها موجودة فی أشخاص كثیرة، و لأنّها حركة و الحركة متجزّئة؛ فالوحدة أیضا فیها لیست بحقیقیة؛ فهی إذن بنوع عرضی؛ و العارض للشی‌ء من غیره، فالعرض أثر فی المعروض فیه، و الأثر من المضاف، فالأثر من مؤثّر، فالوحدة فی الخاصّة أثر من مؤثّر أیضا (ك، ر، 130، 3)- الفصل و الخاصة و العرض فهی ألفاظ دالّة علی الصفات التی یوصف بها الأجناس و الأنواع و الأشخاص (ص، ر، 1، 314، 11)- إن قیل ما الخاصة؟ فیقال صفة مخصوصة لما دون غیره بطیئة الزوال (ص، ر 3، 361، 7)

خالق‌

- وجود الذات شی‌ء، و عدم الذات شی‌ء، و مفهوم" كان" شی‌ء موجود غیر المعنیین، و قد وضع هذا المعنی للخالق ممتدّا لا عن بدایة، و جوّز فیه أن یخلق قبل أی خلق توهّم فیه خلقا (س، شأ، 380، 5)- (خالق)، (و فاعل)، (و بارئ)، و سائر صفات الفعل، فمعناه أن وجوده (اللّه) وجود شریف، یفیض عنه وجود الكل فیضانا لازما، و أنّ وجود غیره حاصل منه و تابع لوجوده، كما یتبع النور الشمس و الإسخان النار، و لا تشبه نسبة العالم إلیه نسبة النور إلی الشمس إلّا فی كونه معلولا فقط و إلّا فلیس هو كذلك، فإنّ الشمس لا تشعر بفیضان النور عنها، و لا النار بفیضان الإسخان، فهو طبع محض؛ بل الأول عالم بذاته و أنّ ذاته مبدأ لوجود غیره، ففیضان ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 300
یفیض عنه معلوم له فلیس به غفلة عمّا یصدر عنه (غ، ت، 107، 20)- أما فی الخالق فكلام النفس هو الذی قام به (ش، م، 164، 13)- معنی الخالق هو المخترع للجواهر (ش، م، 231، 13)

خبر

- قد ینقسم القول إلی المبتدأ و الخبر، و أمّا الخبر فهو الذی فیه الفائدة العظمی. فالقول هو إمّا اشتراك اسم بفعل أو اسم باسم، كقولك زید یمشی، أو كقولك زید ضارب، أو زید غلام جعفر. و هذا هو الخبر الذی فیه وقوع الفائدة كلّها، و لهو الذی یحتمل الصدق و الكذب و فیه تدفن العجائب من الكلام من المحال و الحقّ.
و من لم یحسن یقین الأخبار و یقایس بعضها ببعض فإنّه عریّ من علم الفلاسفة و الفلسفة (جا، ر، 10، 9)- الخبر دالّ و غیر دالّ. و الخبر هو كل قول جاز تصدیق قائله فیه و تكذیبه لغیبته عن العیان أو لمضیه عن الزمان و وصفه أنّه مسموع من قائله.
مثل مخبر أنّ مدینة كذا عامرة بأهلها و أنّ فلانا الذی مات كان من أمره و صفته كذا، فقد جاز لمن یسمعه أن یصدّقه و أن یكذّبه لغیبة ما ذكره من أمر المدینة عن العیان و غیبة المائت فی الزمان (ص، ر 3، 121، 4)- إنّ الأخبار علی ثلاث أقسام: إمّا عن ماض من الزمان أو عن غائب عن العیان أو عن موجود فی زمان و مكان. و امتحان ذلك بكان و یكون و كائن فكان الزمان ماض و یكون لزمان آت و كائن لما هو موجود فی الحال، و كل هذه الأقسام تدخلها الموجبة و السالبة و الموضوع و المحمول، و هذه أقسام الخبر. و هو أیضا غیر خارج من معان ثلاثة: واجب و جائز و ممتنع.
فالواجب و الممتنع معروفان مستغنیان عن الدلالة علی أحوالهما فی الصحّة و الفساد.
… و أمّا الجائز أن یكون صدقا و أن یكون كذبا فهو الذی یجب أن یطلب الدلیل علیه و الفائدة واقعة فیه و به یستفید السامع و عنه یسأل السائل (ص، ر 3، 121، 12)

خبرة

- الخبرة هی المعرفة ببواطن الأمور (جر، ت، 102، 8)

خصوص‌

- متصوّرات الأذهان ینتسب بعضها إلی بعض كذلك أیضا بالتماثل فی النسبة إلی صورة تنتسب إلیها كذلك. فیكون الكلّی كلیّا لكلّی هو بقیاسه جزئی و بقیاس ما ینتسب إلیه كلّی، و ذلك هو العموم و الخصوص (بغ، م 2، 13، 18)- الخصوص أحدیّة كلّ شی‌ء عن كلّ شی‌ء بتعیّنه، فلكلّ شی‌ء وحدة تخصّه (جر، ت، 103، 10)

خط

- إنّ الجرم یتكثّر بأبعاده الثلاثة و نهایاته الست، و السطح ببعدیه، و نهایاته الأربع، و الخط ببعده و نهایتیه (ك، ر، 157، 14)- الجسم لا یكون إلّا من سطوح متراكمة، و السطح لا یكون إلّا من خطوط متجاورة، و الخط لا یكون إلّا من نقط منتظمة (ص، ر 1، 33، 22)- الامتداد فی جهتین یسمّی (طولا) و (عرضا) و هذا یوجد ل (السطح) وحده؛ فإنّه ینقسم من جهتین، و الخطّ لا ینقسم إلّا من جهة واحدة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 301
(غ، م، 144، 13)- أمّا الخطّ: فهو الطول، و هو الذی لا یوجد فیه الامتداد و المقدار إلّا فی جهة واحدة، و تكون فی الجسم بالقوة، فإذا صار بالفعل یسمّی (خطّا) (غ، م، 166، 8)- كما أن السطح عبارة عن منقطع الجسم، فالخطّ عبارة عن طرف السطح و منقطعه (غ، م، 166، 22)- إن الخط من حیث له وضع و هو موجود بالفعل فالواجب فیه أن یكون متناهیا فضلا عن أن یكون ممكنا فیه تصوّر التناهی، فمتی تصوّرنا الزمان أیضا بهذه الجهة كأنه خط مستقیم امتنع علیه عدم التناهی (ش، ما، 137، 15)

خطأ فی الشرع‌

- الخطأ فی الشرع علی ضربین: إما خطأ یعذر فیه من هو من أهل النظر فی ذلك الشی‌ء الذی وقع فیه الخطأ- كما یعذر الطبیب الماهر إذا أخطأ فی صناعة الطبّ، و الحاكم الماهر إذا أخطأ فی الحكم. و لا یعذر فیه من لیس من أهل ذلك الشأن. و أما خطأ لیس یعذر فیه أحد من الناس، بل إن وقع فی مبادئ الشریعة فهو كفر و إن وقع فیما بعد المبادئ فهو بدعة (ش، ف، 44، 9)

خطابة

- الخطابة جودة إقناع الجمهور فی الأشیاء التی یزاولها الجمهور و بمقدار المعارف التی لهم و بمقدّمات هی فی بادئ الرأی مؤثرة عند الجمهور و بالألفاظ التی هی فی الوضع الأوّل علی الحال التی اعتاد الجمهور استعمالها (ف، حر، 148، 16)- أمّا الخطابة فإن أكثر مخاطباتها اقتصاص و ابتداء و إخبار لا بسؤال و لا بجواب، و ربّما استعملت السؤال و الجواب. و تستعمل جمیع حروف السؤال سؤالات و فی الإخبار (ف، حر، 210، 22)- إنّ موضوع الخطابة إنّما هو الأقوال المقنعة النافعة فی استمالة الجمهور إلی رأی أو صدّهم عنه (خ، م، 30، 10)

خفة

- سب الخفة الخلاء و سبب الثقل الملاء (ش، سم، 85، 3)

خفیف‌

- الثقیل هو الهابط إلی الوسط و الخفیف هو الصاعد من الوسط، و قد یرسم أیضا الثقیل بأنه الشی‌ء الراسب تحت جمیع الأجسام و الخفیف الشی‌ء الطافی فوق الأجسام كلها (ش، سم، 30، 16)

خفیف و ثقیل‌

- الخفیف هو الذی شأنه أن یطفو فوق جمیع الأجسام، و الثقیل هو الذی شأنه أن یرسب تحت جمیع الأجسام (ش، سم، 84، 18)- الخفیف هو الذی شأنه أن یطفو فوق جمیع الأجسام، و الثقیل هو الذی شأنه أن یرسب تحت جمیع الأجسام (ش، سم، 84، 19)- الخفیف هو الذی فیه خلاء أكثر و ملاء أقل و الثقیل هو الذی فیه خلاء أقل و ملاء أكثر (ش، سم، 85، 8)- مادة الخفیف كالصورة لمادة الثقیل و مادة الثقیل كالهیولی لمادة الخفیف (ش، سم، 86، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 302

خلاء

- لا یمكن أن یوجد خلاء و لا بوجه من الوجوه (ف، ط، 95، 19)- الخلاء یدلّ عند الأوائل علی مكان عادم جسما طبیعیّا (تو، م، 290، 3)- معنی الخلاء هو المكان الفارغ الذی لا متمكّن فیه (ص، ر 1، 358، 4)- إنّ الخلاء و الملاء صفتان للمكان (ص، ر 1، 358، 11)- الخلاء بعد یمكن أن یفرض فیه أبعاد ثلاثة قائم لا فی مادة من شأنه أن یملأه جسم و أن یخلو عنه (س، ح، 33، 1)- الخلاء ثابت الذات متّصل الأجزاء منحازها فی جهات، و كل ما كان كذلك فهو كم ذو وضع.
فالخلأ كم ذو وضع (س، ن، 119، 19)- الخلاء یوجد فیه خاصیة البعد و قبول الانقسام الوهمی من أی جانب و أی امتداد كان فی الجهات كلها، و كل ما كان كذلك فهو ذو أبعاد ثلاث، فالخلأ ذو أبعاد ثلاث و ذو وضع (س، ن، 119، 20)- إنّ المكان لا هو هیولی الشی‌ء و لا هو صورته، و إنّه لا خلاء البتّة (س، ن، 124، 2)- الخلاء إذا فرض، فهو متشابه، فلا یكون بعضه مخالفا للبعض، حتی یتعیّن بجسم منه، جهة دون جهة (غ، م، 259، 4)- الخلاء لیس عدما محضا؛ فإنّه یوصف بأنّه صغیر و كبیر، و مسدّس و مربّع، و مستدیر (غ، م، 315، 10)- إنّ الخلاء باطل (غ، م، 334، 14)- الخلاء موضع لا متمكّن فیه، و المكان ما فیه متمكّن، و الهیولی موضوع و محل لما فیه من صورة و للجسم المركّب منهما (بغ، م 1، 54، 21)- لیس الخلاء إلّا عدما محضا (بغ، م 2، 209، 3)- أما الخلاء فوجود بعد مفارق (ش، ته، 71، 8)- الامتناع هو سلب الإمكان، فإن كان الإمكان یستدعی موضوعا فإن الامتناع الذی هو سلب ذلك الإمكان یقتضی موضوعا أیضا؛ مثل قولنا: إن وجود الخلاء ممتنع لأن وجود الأبعاد مفارقة ممتنع خارج الأجسام الطبیعیة أو داخلها و نقول: إن الضدین ممتنع وجودهما فی موضوع واحد. و نقول: إنه ممتنع أن یوجد الاثنان واحدا، و معنی ذلك فی الوجود. و هذا كله بیّن بنفسه (ش، ته، 77، 2)- المكان الذی یكون فیه العالم، إذا كان كل متكوّن بالمكان سابقا له، یعسر تصوّر حدوثه أیضا، لأنه إن كان خلاء- علی رأی من یری أن الخلاء هو المكان- یحتاج أن یتقدّم حدوثه- إن فرض حادثا- خلاء آخر. و إن كان المكان نهایة الجسم المحیط بالتمكن، علی الرأی الثانی، لزم أن یكون ذلك الجسم فی مكان، فیحتاج الجسم إلی جسم، و یمر الأمر إلی غیر نهایة (ش، م، 140، 16)- الخلاء قد تبیّن، فی العلوم النظریة، امتناعه؛ لأن ما یدل علیه اسم الخلاء لیس هو شی‌ء أكثر من أبعاد لیس فیها جسم، أعنی طولا و عرضا و عمقا. لأنه إن رفعت الأبعاد عنه عاد عدما.
و إن أنزل الخلاء موجودا لزم أن تكون أعراض موجودة فی غیر جسم. و ذلك أن الأبعاد هی أعراض من باب الكمیة و لا بد (ش، م، 178، 1)- الخلاء هو القول ببعد مفارق (ش، سط، 60، 24)- الخلاء … تبیّن بطلانه (ش، سم، 35، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 303
- الخلاء … لو كان موجودا لكان ممتنعا أن یكون خارج العالم، إذ كان الخلاء عند من یقول بوجوده مكان لا جسم فیه و لا مكان هناك فلا خلاء هناك، و كذلك یظهر أیضا أنه لا زمان هناك، إذ كان الزمان عدد حركة أزلیة (ش، سم، 47، 4)- الخلاء محال (ر، ل، 56، 8)- لا یجوز أن یكون الحاوی علّة لوجود المحوی و إلّا لكان الحاوی متقدّما علی وجود المحوی فیكون وجود الحاوی مقارنا لإمكان عدم المحوی و وجود الحاوی مع عدم المحوی هو الخلاء، فیكون الخلاء ممكنا لذاته و قد كان ممتنعا لذاته هذا خلف (ر، ل، 104، 4)- المراد من الخلاء كون الجسمین بحیث لا یتماسّان و لا یكون بینهما ما یماسّانه (ر، مح، 100، 3)- أمّا الخلاء؛ فعبارة عن بعد قائم لا فی مادّة، من شأنه أن یملأه الجرم (سی، م، 86، 9)- العقل یعلم أنّ الخلاء نفی محض، و عدم صرف (ط، ت، 107، 1)

خلاف‌

- الخلاف- معطی الأشیاء غیریّة أو غیرا (ك، ر، 174، 8)- الخلاف: بخلاف الغیر فی أن الشی‌ء یغایر بذاته و یخالف بشی‌ء فیه، و لذلك یلزم أن یكون المخالف یخالف بشی‌ء و یوافق بشی‌ء (ش، ما، 50، 13)- أما الخلاف فلیس بمقابل للهو هو علی نحو ما یقابل الغیر، فإن الغیر لیس یلزم فیه أن یكون غیر الشی‌ء؛ و أما المخالف فیخالف بشی‌ء، و المخالفة تقبل الأقل و الأكثر و لا تقبلها الغیریة (ش، ما، 122، 3)

خلق‌

- إنّ الخلق هو تقدیر كل شی‌ء من شی‌ء آخر، و المصنوع لیس هو بشی‌ء غیر كون الصورة فی الهیولی (ص، ر 4، 11، 14)- الخلق اسم مشترك فیقال خلق لإفادة وجود كیف كان، و یقال خلق لإفادة وجود حاصل عن مادة و صورة كیف كان، و یقال خلق لهذا المعنی الثانی بعد أن یكون لم یتقدّمه وجود ما بالقوة كتلازم المادة و الصورة فی الوجود (س، ح، 43، 3)- حدوث العالم لیس هو مثل الحدوث الذی فی الشاهد، و إنما أطلق علیه لفظ الخلق و لفظ الفطور. و هذه الألفاظ تصلح لتصوّر المعنیین، أعنی لتصوّر الحدوث الذی فی الشاهد، و تصوّر الحدوث أو القدم بدعة فی الشرع، و موقع فی شبهة عظیمة تفسد عقائد الجمهور، و بخاصّة الجدلیین منهم (ش، م، 206، 5)- الإبداع إیجاد الشی‌ء من لا شی‌ء. و قیل الإبداع تأسیس الشی‌ء عن الشی‌ء، و الخلق إیجاد شی‌ء من شی‌ء (جر، ت، 6، 2)

خلق‌

- من البیّن أن كل خلق، إذا نظر إلیه مطلقا، علم أنه یتنقّل و یتغیّر، و لو بعسر، و لیس شی‌ء من الأخلاق ممتنعا عن التغیّر و التنقّل، فإن الطفل الذی نفسه تعدّ بالقوة، لیس فیه شی‌ء من الأخلاق بالفعل، و لا من الصفات النفسانیة.
و بالجملة، فإن ما كان فیه بالقوة ففیه تهیّؤ لقبول الشی‌ء و ضدّه (ف، ج، 95، 19)- الذی یكون به الأفعال و عوارض النفس إما جمیلة و إما قبیحة یسمّی الخلق، و الخلق الذی تصدر به عن الإنسان الأفعال القبیحة و الحسنة (ف، تن، 6، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 304
- إنّ (الخلق) الحاصل لا یخلو من ثلاثة أحوال:
إما الوسط، و إما المائل عنه، و إما المائل إلیه.
فإن كان الحاصل هو القرب من الوسط من غیر أن نكون قد جاوزنا الوسط إلی الضد الآخر دمنا علی تلك الأفعال بأعیانها زمانا ما آخر إلی أن ننتهی إلی الوسط، و إن كنّا قد جاوزنا الوسط إلی الضدّ الآخر ففعلنا أفعال الخلق الأول و دمنا علیه زمنا ثم نتأمّل الحال.
و بالجملة كلّما وجدنا أنفسنا مالت إلی جانب عوّدناها أفعال الجانب الآخر، و لا تزال تفعل ذلك إلی أن نبلغ الوسط أو نقارب حدّا (ف، تن، 14، 1)- الخلق حدّه أنّه ملكة تصدر بها عن النفس أفعال بالسهولة من غیر تقدّم رویّة، و لیس الخلق عبارة عن القدرة علی الأفعال لأنّ القدرة نسبتها إلی الضدّین واحدة علی الوجه الذی عرفت. و لیس أیضا عبارة عن نفس الفعل بل الخلق عبارة عن كونه بحال تصدر عنه الصناعة من غیر رویّة كمن یكتب شیئا من غیر أن یتروّی فی حرف حرف (ر، م، 385، 13)- الخلق عبارة عن هیئة للنفس راسخة یصدر عنها الأفعال بسهولة و یسر من غیر حاجة إلی فكر و رؤیة. فإن كانت الهیئة بحیث یصدر عنها الأفعال الجمیلة عقلا و شرعا بسهولة سمّیت الهیئة خلقا حسنا، و إن كان الصادر منها الأفعال القبیحة سمّیت الهیئة التی هی المصدر خلقا سیّئا (جر، ت، 106، 7)

خلق جمیل‌

- الخلق الجمیل و قوة الذهن هما جمیعا الفضیلة الإنسانیة من قبیل أن فضیلة كل شی‌ء هی التی تكسبه الجودة و الكمال فی ذاته تكسب أفعاله جودة- و هذان جمیعا هما اللذان إذا حصلا حصلت لنا الجودة و الكمال فی ذواتنا و أفعالنا، فبهما نصیر نبلاء خیّارا فاضلین، و بهما تكون سیرتنا فی حیاتنا سیرة فاضلة و تصیر جمیع تصرفاتنا تصرّفات محمودة (ف، تن، 7، 10)

خلق العالم‌

- خلق العالم وقع فی الوقت الأصلح (ش، ته، 47، 10)- التمثیل الذی جاء فی الشرع فی خلق العالم یطابق معنی الحدوث الذی فی الشاهد (ش، م، 206، 2)

خلق و اختراع و تكلیف‌

- إن كان شی‌ء وجوده فی أنه مأمور فلا وجود له إلا من قبل الآمر الأول. و هذا المعنی هو الذی یری الفلاسفة أنه عبّرت عنه الشرائع بالخلق و الاختراع و التكلیف (ش، ته، 117، 3)

خواص‌

- الخواص علی الإطلاق إذن هم الفلاسفة الذین هم فلاسفة بإطلاق. و سائر من یعدّ من الخواصّ إنّما یعدّ منهم لأنّ فیهم شبها من الفلاسفة (ف، حر، 133، 14)- الخواص التی هی أعراض بطیئة الزوال تختلف الأشخاص التی تحت نوع واحد مثل الزرقة و الشهلة و الغطثة و القنوة و النحافة و السمرة و الطول و القصر و ما شاكلها من الصفات التی تختلف بها أشخاص الناس و یمتاز بعضهم عن بعض (ص، ر 1، 315، 18)

خیال‌

- أما القوی المدركة فی الباطن فمنها القوة التی ینبعث منها قوی الحواسّ الظاهرة و تجتمع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 305
بتأدیتها إلیها و تسمّی الحسّ المشترك …
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواسّ إلیه من صور المحسوسات، حتی إذا غابت عن الحسّ بقیت فیه بعد غیبها.
و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوهما مقدّم الدماغ. و هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ، مثل القوة فی الشاة التی تدرك من الذئب ما لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ- فإنّ الحسّ لا یؤدّی إلّا الشكل و اللون؛ فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخری و تسمّی وهما. و كما أنّ للحسّ خزانة هی المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 15)- أما الخیال و التخیّل فإنّه یبرّئ الصورة المنزوعة عن المادة تبرئة أشدّ. و ذلك لأنّه یأخذها عن المادة بحیث لا تحتاج فی وجودها فیه إلی وجود مادتها (س، شن، 51، 13)- صورة المحسوس تحفظها القوة التی تسمّی المصوّرة و الخیال، و لیس إلیها حكم البتّة، بل حفظ (س، شن، 147، 10)- إنّ القوة المصوّرة التی هی الخیال هی آخر ما تستقرّ فیه صور المحسوسات، و إن وجهها إلی المحسوسات هو الحسّ المشترك، و إنّ الحسّ المشترك یؤدّی إلی القوة المصوّرة علی سبیل استخزان ما تؤدّیه إلیه الحواس فتخزنه (س، شن، 151، 5)- القوی (النفسیة)، آلة جسمانیة خاصة، و اسم خاص. فالأولی: هی المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسیا"، و آلتها الروح المصبوب فی مبادئ عصب الحسّ، لا سیّما فی مقدّم الدماغ. و الثانیة: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخیال"، و آلتها الروح المصبوب فی البطن المقدّم، لا سیّما فی الجانب الأخیر. و الثالثة الوهم و آلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجویف الأوسط.
و تخدمها فیها قوة رابعة لها أن تركّب و تفصّل ما یلیها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، و المعانی المدركة ب" الوهم". و تركّب أیضا الصور بالمعانی تفصّلها عنها، و تسمّی عند استعمال العقل مفكّرة، و عند استعمال الوهم متخیّلة. و سلطانها فی الجزء الأول من التجویف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، و یتوسّط الوهم للعقل. و الباقیة من القوی هی الذاكرة، و سلطانها فی حیّز الزوج الذی فی التجویف الأخیر، و هو آلتها (س، أ 1، 356، 1)- الحسّ المشترك یقترن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواس إلیه من صور المحسوسات حتی إذا غابت عن الحسّ ثبتت فیه بعد غیبتها، و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوها مقدّم الدماغ (س، ر، 28، 11)- أما الخیال فإنّه قد یجرّد الصورة تجریدا أكثر من ذلك و ذلك أنّه یستحفظ الصورة و إن غابت المادة. لكن ما ینزع الخیال من الصورة المأخوذة عن الإنسان مثلا لا تكون مجرّدة عن العلائق المادیة، فإنّ الخیال لن یتخیّل صورة إلّا علی نحو ما من شأن الحسّ أن یؤدّی إلیه (س، ر، 33، 1)- الخیال و المصوّرة، و هی قوة مرتّبة أیضا فی آخر التجویف المقدّم من الدماغ، تحفظ ما قبله الحسّ المشترك من الحواس الجزئیة الخمسة، و تبقی فیها بعد غیبة المحسوسات (س، ف، 62، 1)- أمّا الخیال و التخیّل فإنّه یبرّئ الصورة المنزوعة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 306
عن المادة تبرئة أشدّ، و ذلك أنّه یأخذها عن المادة بحیث لا یحتاج فی وجودها فیها إلی وجود مادتها، لأنّ المادة، و إن غابت و بطلت، فإنّ الصورة تكون ثابتة الوجود فی الخیال، إلّا أنّها لا تكون مجرّدة عن اللواحق المادیة (س، ف، 71، 1)- لیس یمكن فی الخیال البتّة أن تتخیّل صورة هی بحال یمكن أن یشترك فیه جمیع أشخاص ذلك النوع، فإنّ الإنسان المتخیّل یكون كواحد من الناس. و یجوز أن یكون ناس موجودین و متخیّلین لیسوا علی نحو ما یخیّل الخیال ذلك الإنسان (س، ف، 71، 7)- إنّ المدركات الباطنیة خمسة: أحدها الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأول من الدماغ تجتمع عندها صور المحسوسات بأسرها، التی بها الحكم بأنّ هذا الأبیض هو هذا الحلو … و الثانیة الخیال، و هی قوة مرتّبة فی آخر التجویف الأول من الدماغ، هی خزانة صور الحسّ المشترك بأسرها عند غیبتها عن الحسّ المشترك، و الحفظ غیر القبول. و الثالثة الوهمیة، و هی الحاكمة فی الحیوانات أحكاما جزئیة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأوسط من الدماغ، بها تدرك الشاة معنی فی الذئب موجبا للنفار. و الرابعة المتخیّلة، و هی قوة مودعة فی التجویف الأوسط من الدماغ أیضا عند الدودة، من شأنها التركیب و التفصیل، و هی تفرّق أجزاء نوع واحد و تجمع أجزاء أنواع مختلفة، فما فی القوی الباطنة أشدّ شیطنة منها، و عند استعمال العقل تسمّی مفكّرة، و لدن استعمال الوهم متخیّلة.
و الخامسة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأخیر من الدماغ، هی خزانة الأحكام الوهمیة كما كان الخیال للحسّ المشترك (سه، ل، 115، 13)- أمّا المصوّرة، و تسمّی الخیال؛ فعبارة عن قوّة مرتّبة فی مؤخّر التّجویف الأوّل من الدّماغ، من شأنها أن تحفظ ما یتأدّی إلیها من ما أدركته الفانطاسیا (سی، م، 100، 4)- الخیال و هی قوة تمثّل الشی‌ء المحسوس فی النفس كما هو مجرّدا عن المواد الخارجة فقط (خ، م، 77، 2)- الخیال فإنّه ینتزع من الصور المحسوسة صورا خیالیة ثم یدفعها إلی الحافظة تحفظها له إلی وقت الحاجة إلیها عند النظر و الاستدلال (خ، م، 377، 23)- الخیال و هی قوّة تحفظ ما یدركه الحسّ المشترك من صور المحسوسات بعد غیبوبة المادّة بحیث یشاهدها الحسّ المشترك كلّما التفت إلیها. فهو خزانة للحسّ المشترك و محلّه مؤخّر البطن الأوّل من الدماغ (جر، ت، 107، 9)- الخیال، و هی قوة حافظة لتلك الصور بعد غیبوبتها عن الحسّ المشترك. فهو كخزانة للحسّ المشترك (ط، ت، 320، 12)

خیر

- الخیر بالحقیقة هو كمال الوجود و هو واجب الوجود و الشر عدم ذلك الكمال (ف، ت، 11، 17)- إنّ الخیر و الشر علی أربعة أنواع: فمنها ما ینسب إلی سعود الفلك و نحوسه، و منها ما ینسب إلی الأمور الطبیعیة من الكون و الفساد و ما یلحق الحیوانات من الآلام و الأوجاع، و منها ما ینسب إلی ما فی جبلة الحیوانات من التألف و التنافر و المودّة و التباغض و ما فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 307
طباعها من التنازع و التغالب، و منها ما ینسب إلی ما یلحق النفوس التی تحت الأمر و النهی فی أحكام النفوس من السعادة و المنحسة فی الدنیا و الآخرة جمیعا (ص، ر 4، 12، 16)- الخیر بالجملة هو ما یتشوّقه كل شی‌ء فی حدّه و یتمّ به وجوده، و الشر لا ذات له، بل هو إما عدم جوهر، أو عدم صلاح لحال الجوهر (س، شأ، 355، 15)- الخیر بالجملة هو ما یتشوّقه كل شی‌ء و یتمّ به وجوده، و الشر لا ذات له بل هو إما عدم جوهر أو عدم صلاح حال الجوهر (س، ن، 229، 3)- أمّا الخیر فیطلق علی وجهین: أحدهما: أن یكون خیرا فی نفسه. و معناه أن یكون الشی‌ء موجودا، و یوجد معه كماله، و إذا كان الخیر هذا، فالشرّ فی مقابلته، عدم الشی‌ء، أو عدم كماله. فالشرّ لا ذات له. و لكن الوجود هو خیر محض. و العدم شرّ محض و سبب الشرّ هو الذی یهلك الشی‌ء، أو یهلك كمالا من كمالاته، فیكون شرّا بالإضافة إلی ما أهلكه.
و الآخر: أنّ الخیر قد یراد به من یصدر منه وجود الأشیاء و كمالها (غ، م، 297، 8)- الخیر هو الكمال، و إدراكه هو اللّذة (غ، م، 299، 26)

خیر حقیقی‌

- الشی‌ء المطلوب لذاته هو الخیر الحقیقی، و الخیر الحقیقی مطلوب لذاته (بغ، م 2، 9، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 308

د

دار الآخرة

- أمّا الدار الآخرة فهی عالم الأرواح التی هی الحیوان (ص، ر 3، 282، 20)

دلائل‌

- یكون للجوهر دلالة أخری من غیر نوع البرهان یستدل منها علی ما هو أو علی الوجود. و هذا النوع یحتمل أن یشیر (أرسطو) به إلی الأمور المتأخّرة فإنه إنّما یوقف علی جواهر الأشیاء فی العلوم الطبیعیة من الأمور المتأخّرة أی من الأعراض. و هذه الأنواع من البراهین هی التی تسمّی دلائل. و یحتمل أن یرید بالنوع الآخر من الدلالة طریق التقسیم و طریق التركیب أو جمیع هذه، فإن أكثر حدود الجواهر إنما یوقف علیها بهذه الطرق (ش، ت، 703، 3)- مبادئ التعلیم فی الصنائع صنفان: أحدهما أن تكون المتقدّمة عندنا هی المتقدّمة فی الوجود بمنزلة ما علیه الأمر فی التعالیم و البراهین المؤتلفة عن هذه هی البراهین المطلقة. و الثانی أن تكون المتقدّمة عندنا فی المعرفة متأخّرة فی الوجود بمنزلة ما علیه جلّ الأمر فی هذا العلم.
و أصناف البراهین المؤتلفة عن هذه المبادی المتأخّرة تسمّی الدلائل، لكن إذا حصلت لنا أسباب الشی‌ء بهذا النحو من الحصول فقد یمكن أن نجعلها حدودا وسطی فی إعطاء أسباب بعض اللواحق و الأعراض، فتكون البراهین المؤتلفة عنها براهین أسباب فقط.
و قد یمكن ذلك دون هذا و ذلك فیما أسبابه معلومة لنا من أول الأمر (ش، سط، 29، 13)

دلالة

- الدلالة هی كون الشی‌ء بحالة یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر. و الشی‌ء الأوّل هو الدالّ، و الثانی هو المدلول (جر، ت، 109، 10)

دلالة الاختراع‌

- أما دلالة الاختراع فیدخل فیها وجود الحیوان كله، و وجود النبات و وجود السماوات. و هذه الطریقة تنبنی علی أصلین موجودین بالقوة فی جمیع فطر الناس: أحدهما أن هذه الموجودات مخترعة. و هذا معروف بنفسه فی الحیوان و النبات … فإنا نری أجساما جمادیة ثم تحدث فیها الحیاة، فنعلم قطعا أن هاهنا موجدا للحیاة و منعما بها، و هو اللّه تبارك و تعالی. و أما السماوات فنعلم من قبل حركاتها التی لا تفتر أنها مأمورة بالعنایة بما هاهنا، و مسخّرة لنا. و المسخّر المأمور مخترع من قبل غیر ضرورة. و أما الأصل الثانی فهو أن كل مخترع فله مخترع. فیصحّ من هذین الأصلین أن للموجود فاعلا مخترعا له. و فی هذا الجنس دلائل كثیرة علی عدد المخترعات.
و لذلك كان واجبا علی من أراد معرفة اللّه حق معرفته أن یعرف جواهر الأشیاء، لیقف علی الاختراع الحقیقی فی جمیع الموجودات؛ لأن من لم یعرف حقیقة الشی‌ء لم یعرف حقیقة الاختراع (ش، م، 151، 3)

دلالة علی وجود الصانع‌

- الدلالة علی وجود الصانع منحصرة فی هذین الجنسین: دلالة العنایة و دلالة الاختراع، و تبیّن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 309
أن هاتین الطریقتین هما بأعیانهما طریقة الخواصّ، و أعنی بالخواصّ العلماء، و طریقة الجمهور. و إنما الاختلاف بین المعرفتین فی التفصیل، أعنی أن الجمهور یقتصرون من معرفة العنایة و الاختراع علی ما هو مدرك بالمعرفة الأولی المبنیّة علی علم الحس. و أما العلماء فیزیدون علی ما یدرك من هذه الأشیاء بالحس ما یدرك بالبرهان، أعنی من العنایة و الاختراع، حتی لقد قال بعض العلماء إن الذی أدرك العلماء من معرفة أعضاء الإنسان و الحیوان هو قریب من كذا و كذا آلاف منفعة (ش، م، 153، 14)

دلالة القرآن‌

- دلالة القرآن علی نبوته صلی اللّه علیه و سلّم لیست هی مثل دلالة انقلاب العصا حیّة علی نبوّة موسی علیه السّلام، و لا إحیاء الموتی علی نبوّة عیسی، و إبراء الأكمه و الأبرص. فإن تلك، و إن كانت أفعالا لا تظهر إلا علی أیدی الأنبیاء، و هی مقنعة عند الجمهور، فلیست تدلّ دلالة قطعیة إذا انفردت؛ إذ كانت لیست فعلا من أفعال الصفة التی بها سمّی النبیّ نبیّا.
و أما القرآن فدلالته علی هذه الصفة هی مثل دلالة الإبراء علی الطب (ش، م، 221، 4)

دلالة لفظیة وضعیة

- الدلالة اللفظیّة الوضعیّة و هی كون اللفظ بحیث متی أطلق أو تخیّل فهم منه معناه للعلم بوضعه.
و هی المنقسمة إلی المطابقة و التضمّن و الالتزام لأنّ اللفظ الدالّ بالوضع یدلّ علی تمام ما وضع له بالمطابقة و علی جزئه بالتضمّن و علی ما یلازمه فی ذهن بالالتزام كالإنسان فإنّه یدلّ علی تمام الحیوان الناطق بالمطابقة و علی جزئه بالتضمّن و علی قابل العلم بالالتزام (جر، ت، 110، 2)

دلیل‌

- الیقین عنده (أرسطو) یتفاضل فی العلم الواحد بعینه مثل أن نبرهن علی الشی‌ء ببرهان مطلق أو ببرهان وجود فقط و هو الذی یسمّی الدلیل؛ و إذا كان یتفاضل فی العلم الواحد فهو أحری أن یتفاضل فی العلوم المختلفة الأجناس (ش، ت، 51، 3)- الدلیل: هو الذی یلزم من العلم به العلم بوجود المدلول، و الأمارة هو الذی یلزم من العلم بها ظنّ وجود المدلول (ر، مح، 44، 28)- الدلیل فی اللغة هو المرشد و ما به الإرشاد، و فی الاصطلاح هو الذی یلزم من العلم به العلم بشی‌ء آخر. و حقیقة الدلیل فهو ثبوت الأوسط للأصغر و اندراج الأصغر تحت الأوسط (جر، ت، 109، 5)

دلیل الاختراع‌

- ما یظهر من اختراع جواهر الأشیاء الموجودات، مثل اختراع الحیاة فی الجماد و الإدراكات الحسیة و العقل، و لنسمّ هذه دلیل الاختراع (ش، م، 150، 9)

دلیل العنایة

- طریق الوقوف علی العنایة بالإنسان و خلق جمیع الموجودات من أجلها، و لنسمّ هذه دلیل العنایة (ش، م، 150، 6)- أما الطریقة الأولی (دلیل العنایة) فتنبنی علی أصلین: أحدهما أن جمیع الموجودات التی هاهنا موافقة لوجود الإنسان، و الأصل الثانی أن هذه الموافقة هی ضرورة من قبل فاعل قاصد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 310
لذلك مرید، إذ لیس یمكن أن تكون هذه الموافقة بالاتفاق. فأما كونها موافقة لوجود الإنسان فیحصل الیقین بذلك باعتبار موافقة اللیل و النهار و الشمس و القمر لوجود الإنسان.
و كذلك موافقة الأزمنة الأربعة له، و المكان الذی هو فیه أیضا، و هو الأرض. و كذلك تظهر أیضا موافقة كثیر من الحیوان له و النبات و الجماد و جزئیات كثیرة مثل الأمطار و الأنهار و البحار، و بالجملة الأرض و الماء و النار و الهواء. و كذلك أیضا تظهر العنایة فی أعضاء البدن و أعضاء الحیوان، أعنی كونها موافقة لحیاته و وجوده. و بالجملة فمعرفة ذلك، أعنی منافع الموجودات داخل فی هذا الجنس.
و لذلك وجب علی من أراد أن یعرف اللّه تعالی المعرفة التامة أن یفحص عن منافع جمیع الموجودات (ش، م، 150، 10)- هذا النوع من الدلیل (العنایة) قطعی …
و ذلك أن مبناه علی أصلین معترف بهما عند الجمیع: أحدهما أن العالم بجمیع أجزائه یوجد موافقا لوجود الإنسان، و لوجود جمیع الموجودات التی هاهنا. و الأصل الثانی: أن كل ما یوجد موافقا، فی جمیع أجزائه، لفعل واحد، و مسدّدا نحو غایة واحدة فهو مصنوع ضرورة. فینتج عن هذین الأصلین، بالطبع، أن العالم مصنوع و أن له صانعا. و ذلك أن دلالة العنایة تدلّ علی الأمرین معا. و لذلك كانت أشرف الدلائل الدالة علی وجود الصانع (ش، م، 195، 10)

دماغ‌

- الدماغ إنما وجد لأجل تعدیل … الحرارة الغریزیة فی آلة الحسّ (ش، ن، 65، 9)- الدماغ … هو ینبوع القوی المعتدلة (ش، ن، 65، 16)

دنیا

- إنّ حدّ الدنیا أنّها جمیع ما فی عالم الكون من الحوادث الضارّة و النافعة بأیّ وجه كان ذلك فیها (جا، ر، 108، 16)- إنّ الدنیا كالمیدان و الأجساد خیل عتاق و النفوس السابقة إلی الخیرات فرسان و اللّه تعالی الملك الجوّاد المجازی (ص، ر 3، 61، 20)- الدنیا هی أول معلوماتنا و أحوالها أول محسوساتنا، و شعورنا من أجسادنا و مشاهدتنا أحوال أجسامنا و أبناء جنسنا (ص، ر 3، 282، 12)

دهر

- الدهر هو إشارة إلی امتداد وجود ذات من الذوات، و هو ینقسم قسمین: أحدهما مطلق، الآخر بسیط، من قبل أنّ الذوات إمّا أن تكون موجودة وجود إطلاق، أو بالحقیقة من غیر أن تقترن بمبدإ نهایة، و إمّا أن تكون متناهیة، إذا فهم منه وجود ذات لا ابتداء لها و لا انتهاء، فهو الدهر المطلق، و إذا فهم منه امتداد وجود ذات ذی نهایة فیكون الدهر الذی بالإضافة و الشرط (تو، م، 278، 7)- نسبة ما مع الزمان و لیس فی الزمان إلی الزمان من جهة ما مع الزمان- هو الدهر (س، ع، 28، 15)- الدهر فی ذاته من السرمد، و بالقیاس إلی الزمان دهر الحركة علّة حصول الزمان، و المحرّك علّة الحركة، فالمحرّك علّة علّة الزمان، فالمحرك علّة الزمان- و لا كل محرّك بل محرّك المستدیرة؛ و لا كل محرّك مستدیرة،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 311
بل التی لیست بالقسر.- فقد صحّ أنّ الزمان قبل القسر (س، ع، 28، 17)- الدهر یضاهی الصانع هو المعنی المعقول من إضافة الثبات إلی النفس فی الزمان كله (س، ح، 29، 5)- أمّا القدم بالزمان: بالأفلاك؛ فإنّها أقدم من الأرض و ما علیها؛ لأنّ الزمان عدم حركات الفلك بعد الحصر، و الدهر حركات الفلك قبل العدد و الحساب، و لهذا قیل إنّ الدهر أصل الزمان، لأنّ الزمان ممتدّ مع السفلیات.
و الدهر ممتدّ مع العلویات (غ، ع، 104، 6)- أمّا الموجود الذی لا یكون حركة و لا فی الحركة فهو لا یكون فی الزمان بل إن اعتبر ثباته مع المتغیّرات فتلك المعیّة هی الدهر، و إن اعتبر ثباته مع الأمور الثابتة فتلك المعیّة هی السرمد (ر، م، 679، 6)- نسبة التغیّر إلی المتغیّر هو الزمان، و نسبته إلی الثابت هو الدهر، و نسبة الثابت إلی الثابت هو السرمد (ر، مح، 73، 7)- الدهر هو الآن الدائم الذی هو امتداد الحضرة الإلهیّة و هو باطن الزمان و به یتّحد الأزل و الأبد (جر، ت، 111، 5)

دهریة

- الدهریة … هؤلاء كانوا أقواما قد كان لهم من الفهم و التمییز قدرا ما. فنظروا إلی الموجودات الجزئیة المدركة بالحواس و تأمّلوا و اعتبروا لها أحوالها فوجدوا لكل مصنوع أربع علل: علّة هیولانیة، و علّة صوریة، و علّة فاعلیة، و علّة تمامیة. فلما فكّروا فی حدوث العالم و صنعته طلبوا لها هذه الأربع العلل و بحثوا عنها و هی هذه تری من عمله؟ و من أی شی‌ء عمله؟ و كیف عمله؟ و لم عمله؟ و أیضا متی عمله؟ فلم یبلغ فهمهم إلی ذلك و لم یتصوّروه لقصور نفوسهم عن فهم دقّة معانیها لأنّ الباحث عنها یحتاج إلی نفس زكیة فاضلة فی العلم و العمل، و یحتاج إلی ذهن صاف خلو عن الغش أو الدغل و نظر دقیق و بحث شدید لیدرك هذه العلل و معانیها و حقائقها- كما بیّنا فی رسالة المعارف.
و لما نظروا فی هذه المباحث و لم یعرفوها دعاهم جهلهم و إعجابهم بآرائهم إلی القول بقدم العالم و أزلیته و أنكروا العلّة الفاعلیة لما جهلوا الثلاث الباقیة و لم یعرفوها (ص، ر 3، 425، 8)- الدهریون، و هم طائفة من الأقدمین جحدوا الصانع المدبّر، العالم القادر، و زعموا أنّ العالم لم یزل موجودا كذلك بنفسه بلا صانع، و لم یزل الحیوان من النطفة، و النطفة من الحیوان، كذلك كان و كذلك یكون أبدا.
و هؤلاء هم الزنادقة (غ، مض، 19، 4)- التی تجوّز مرور العلل إلی غیر نهایة بالذات فهی الدهریة، و من یسلّم هذا یلزمه الّا یعترف بعلّة فاعلة (ش، ته، 157، 10)- إن الدهریین و غیرهم معترفون بمبدإ أول لا علّة له، و إنما اختلافهم فی هذا المبدأ، فالدهریون یقولون: إنه الفلك الكلّی، و غیر الدهریین یقولون: إنه شی‌ء خارج عن الفلك، و إن الفلك معلول و هؤلاء فرقتان: فرقة تزعم أن الفلك فعل محدث، و فرقة تزعم إنه فعل قدیم (ش، ته، 157، 15)- الفلاسفة لیس من أصولهم وجود قدیم قائم من أجزاء محدثة من جهة ما هی غیر متناهیة، بل هم أشد الناس، إنكارا لهذا، و إنما هذا من قوة الدهریة (ش، ته، 163، 26)- مذهب الناس فی الأجناس ثلاثة مذاهب: -
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 312
مذهب من یری أن كل جنس فهو كائن فاسد، من قبل أنه متناهی الأشخاص.- و مذهب من یری أن من الأجناس ما هی أزلیة، أی لا أول لها و لا آخر، من قبل أن یظهر من أمرها أنها من أشخاص غیر متناهیة و هؤلاء قسمان: قسم قالوا: إن أمثال هذه الأجناس إنما یصح له الدوام من علة ضروریة واحدة بالعدد، و إلا لحقها أن تعدم مرات لا نهایة لها فی الزمان الذی لا نهایة له. و هؤلاء هم الفلاسفة.- و قسم اعتقدوا أن وجود أشخاصها غیر متناهیة، كاف فی كونها أزلیة و هم الدهریة (ش، ته، 164، 26)- أما مثال الدهریة فی هذا الذین جحدوا الصانع سبحانه فمثال من أحسّ مصنوعات فلم یعترف أنها مصنوعات؛ بل ینسب ما رأی فیها من الصنعة إلی الاتفاق و الأمر الذی یحدث من ذاته (ش، م، 154، 13)

دور

- الدور هو أن یحتاج الأول إلی الثانی و الثانی إلی الأول أمّا بواسطة أو بغیر واسطة (ر، م، 469، 12)

دورات‌

- الدورات لیست موجودة فی الحال و لا صور العناصر، و إنّما الموجود منها صورة واحدة بالفعل (غ، ت، 100، 20)

دیانة

- هل الحكمة إلّا مولّدة الدیانة؟ و هل الدیانة إلّا متمّمة للحكمة؟ و هل الفلسفة إلّا صورة النفس؟
و هل الدیانة إلّا سیرة النفس؟ (تو، م، 200، 13)

دین‌

- إنّ حدّ الدین هو الأفعال المأمور بإتیانها للصلاح فیما بعد الموت (جا، ر، 108، 14)- إنّ الدین هو شیئان اثنان: أحدهما هو الأصل و ملاك الأمر و هو الاعتقاد فی الضمیر و السرّ، و الآخر هو الفرع المبنی علیه القول و العمل فی الجهر و الإعلان (ص، ر 3، 422، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 313

ذ

ذابل‌

- ذبول كل ذابل إنما یكون بفساد أجزاء منه تتحلّل (ش، ته، 89، 17)

ذات‌

- إنّ الحركة عرض فی المتحرّك بها و الذات جوهر (جا، ر، 518، 11)- كلّ ما هو بالعرض فی شی‌ء ما فإنّه موجود فیه علی الأقلّ. و كلّ ما هو بالذات لا بالعرض فهو إمّا دائم فیه و إمّا فی أكثر الأوقات. فلذلك یقول أرسطوطالیس" الذی بالعرض هو الذی یوجد لا دائما و لا علی الأكثر". و كثیرا ما یسمّی الذی بالعرض علی المساحة و التجوّز" العرض" (ف، حر، 97، 11)- الذات یقال علی كلّ مشار إلیه لا فی موضوع.
و یقال علی ما یعرّف فی مشار مشار إلیه ممّا لیس فی موضوع ما هو، ممّا تدلّ علیه لفظة مفردة أو قول (ف، حر، 106، 2)- یقال (الذات) علی كلّ ما یقال علیه الجوهر و علی ما لا یقال علیه الجوهر (ف، حر، 106، 9)- إنّ الذات المضافة إلی شی‌ء ینبغی أن یكون غیر المضاف إلیه، و لا یبالی أیّ غیریّة كانت بینهما بعد أن یكون غیره بوجه ما. حتّی إنّا إذا قلنا" ما ذات الشی‌ء الذی نراه" یكون الذات مضافة إلی ما نفهمه من قولنا" هذا الذی نراه" (ف، حر، 106، 14)- الماهیّة و الذات قد تكون منقسمة و قد تكون غیر منقسمة. فما كانت ماهیّته منقسمة فإنّ التی یقال إنّها ماهیّته ثلاثة، إحداها جملته التی هی غیر ملخّصة، و الثانیة الملخّصة بأجزائها التی بها قوامها، و الثالثة جزء جزء من أجزاء الجملة كلّ واحد بجملته علی حیاله (ف، حر، 116، 8)- إن الذات التی تعقل هی التی تعقل (ف، أ، 31، 2)- الموجود هو الذی من شأنه أن یفعل أو ینفعل، فكل ذات موجودة، فإمّا أن تكون فاعلة فقط، أو منفعلة فقط، أو فاعلة و منفعلة. فالمنفعلة فقط هی المادة الموضوعة لقبول الصورة و الفاعل فقط هو المعطی صورة كل ذی صورة، و الفاعل المنفعل هو المركّب من مادة و صورة یفعل بصورته و ینفعل لمادّته (تو، م، 285، 19)- أما الذی بالذات فیكون فی الأمور التی تقوّم الذات (س، شأ، 304، 3)- ارجع إلی نفسك و تأمّل هل إذا كنت صحیحا، بل و علی بعض أحوالك غیرها، بحیث تفطن للشی‌ء فطنة صحیحة، هل تغفل عن وجود ذاتك، و لا تثبت نفسك؟ ما عندی أنّ هذا یكون للمستبصر. حتی إنّ النائم فی نومه، و السكران فی سكره، لا یعزب ذاته عن ذاته، و إن لم یثبت تمثّله لذاته فی ذكره (س، أ 1، 320، 1)- لو توهّمت أنّ ذاتك قد خلقت، أول خلقها، صحیحة العقل و الهیأة، و فرض أنّها علی جملة من الوضع و الهیأة، لا تبصر أجزاءها، و لا تتلامس أعضاؤها، بل هی منفرجة و معلّقة لحظة ما، فی هواء طلق، وجدتها قد غفلت عن كل شی‌ء، إلّا عن ثبوت أنّیّتها (س، أ 1،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 314
320، 4)- وجود الذات شی‌ء و عدم الذات شی‌ء، و مفهوم" كان" شی‌ء موجود غیر المعنیین (س، ن، 257، 5)- إنّ الصفة غیر الذات، و الذات غیر الصفة (غ، ت، 124، 17)- مثال استعمال الذات فی الطلب مكان العلّة و السبب قولنا لذات أیّ شی‌ء لم ینتج هذا القیاس نتیجة صحیحة أو لذات أیّ شی‌ء انتج نتیجة صحیحة، فإن هذا الطلب مساو لقولنا لأیّ علّة كان هذا القیاس غیر منتج نتیجة صحیحة صادقة و لأیّ علّة أیضا كان هذا القیاس منتجا نتیجة صادقة (ش، ت، 634، 5)- الذات مقابل ما بالعرض (ش، ته، 169، 11)- إن كانت الصفات متقوّمة بالذات فالذات هی الواجبة الوجود بذاتها، و الصفات بغیرها، فیكون واجب الوجود بذاته هی الذات و الصفات واجبة بغیرها، و یكون المجموع منهما مركّبا (ش، ته، 183، 3)- الذات التی وجدوا (الفلاسفة) أنها مبدأ العالم أنها بسیطة، و أنها علم و عقل (هی العلة الأولی) (ش، ته، 206، 1)- الذات: تقال بإطلاق علی المشار إلیه الذی لیس هو فی موضوع و لا علی موضوع و هو شخص الجوهر، و تقال أیضا علی كل ما یعرّف من هذ المشار إلیه جوهره و هی كلّیات الجواهر، و تقال أیضا علی المشار إلیه الذی فی موضوع و هو شخص العرض، و علی كل ما عرّف ماهیّته و هی المقولات التسع و أنواعها.
و لكون هذه اللفظة إنما تقال بتقدیم علی المشار إلیه الذی لیس فی موضوع، كان أحری أن تطلق علی ما لیس هو فی موضوع و لا هو موضوع لشی‌ء أصلا، إن تبرهن وجود شی‌ء بهذه الصفة (ش، ما، 42، 4)- الذاتی لكلّ شی‌ء ما یخصّه و یمیّزه عن جمیع ما عداه. و قیل ذات الشی‌ء نفسه و عینه و هو لا یخلو عن العرض. و الفرق بین الذات و الشخص أنّ الذات أعمّ من الشخص لأنّ الذات یطلق علی الجسم و غیره و الشخص لا یطلق إلّا علی الجسم (جر، ت، 112، 4)

ذات أحدیة

- الذات الأحدیة لا سبیل إلی إدراكها بل تدرك بصفاتها، و غایة السبیل إلیها الاستبصار بأن لا سبیل إلیها تعالی عمّا یصفه الجاهلون (ف، ف، 15، 16)

ذات الشی‌ء

- ذات الشی‌ء … فإنما نعنی ماهیّته أو جزء ماهیّته (ش، ما، 42، 12)

ذات علی الإطلاق‌

- جرت العادة أن یسمّی هذا المشار إلیه المحسوس الذی لا یوصف به شی‌ء أصلا إلّا بطریق العرض و علی غیر المجری الطبیعیّ، و ما یعرّف ما هو هذا المشار إلیه، الجوهر علی الإطلاق، كما یسمّونه (الفلاسفة) الذات علی الإطلاق (ف، حر، 63، 8)

ذات واحدة

- الذات الواحدة إنما یتبعها فعل واحد فقط (ش، ما، 162، 11)

ذاتی‌

- أعنی بالذاتی ما هو مقوّم ذات الشی‌ء، و هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 315
الذی بوجوده قوام كون الشی‌ء و ثباته و بعدمه انتقاض الشی‌ء و فساده، كالحیاة التی بها قوام الحیّ و ثباته، و بعدمها فساد الحیّ و انتقاضه؛ فالحیاة ذاتیة فی الحیّ، و الذاتی هو المسمّی جوهریّا، لأنّ به قوام جوهر الشی‌ء (ك، ر، 125، 4)- الأجسام الحیّة لا تخلو من أن تكون حیاتها تكون ذاتیة فیها أو عرضیة من غیرها، أعنی بالذاتی فی الشی‌ء الذی إن فارق الشی‌ء فسد، و العرضیة هی التی یمكن أن تفارق ما هی فیه و لا یفسد؛ فإن كانت الحیاة ذاتیة فی الحیّ، فإنّها إذا فارقت الحیّ فسد الحیّ؛ و كذلك نجد الأحیاء إذا فارقتهم الحیاة فسدوا. فأمّا الجسم الذی نجده حیّا و لا نجده حیّا، و هو هو جسم، فقد فارقته الحیاة و لم تفسد جسمیّته (ك، ر، 266، 10)- الجزء الذی یوصف به الشی‌ء- كالحیوانیّة للإنسان و نحوها- سمّاه أتباع المشّائین ذاتیّا، و نحن نذكر فی هذه الأشیاء ما یجب.
و العرضیّ اللازم أو المفارق یتأخّر عن الحقیقة تعقّله، و الحقیقة لها مدخل ما فی وجوده (سه، ر، 16، 15)- أمّا الذّاتیّ؛ فعبارة عن ما یقال علی شی‌ء، و هو سابق فی الفهم علی ذلك الشّی‌ء المقول علیه من ضرورة فهمه، كالحیوان و النّاطق بالنّسبة إلی الإنسان (سی، م، 53، 4)- الذاتی لكلّ شی‌ء ما یخصّه و یمیّزه عن جمیع ما عداه. و قیل ذات الشی‌ء نفسه و عینه و هو لا یخلو عن العرض. و الفرق بین الذات و الشخص أنّ الذات أعمّ من الشخص لأنّ الذات یطلق علی الجسم و غیره و الشخص لا یطلق إلّا علی الجسم (جر، ت، 112، 2)

ذاتی خاص‌

- الذاتیّ العامّ- الذی لیس بجزء لذاتیّ عامّ آخر- للحقیقة الكلّیّة التی یتغیّر بها جواب" ما هو؟" یسمّی الجنس، و الذاتیّ الخاصّ بالشی‌ء سمّوه فصلا (سه، ر، 20، 14)

ذاتی عام‌

- الذاتیّ العامّ- الذی لیس بجزء لذاتیّ عامّ آخر- للحقیقة الكلّیّة التی یتغیّر بها جواب" ما هو؟" یسمّی الجنس، و الذاتیّ الخاصّ بالشی‌ء سمّوه فصلا (سه، ر، 20، 12)

ذاتی كلی‌

- إنّ الذاتی الكلّی لا یصدر عنه فعل جزئی و إن كان جسمانیّا امتنع كونه مبدأ للحركة الدائمة (ر، ل، 102، 12)

ذاكرة

- القوی (النفسیة)، آلة جسمانیة خاصة، و اسم خاص. فالأولی: هی المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسیا"، و آلتها الروح المصبوب فی مبادئ عصب الحسّ، لا سیّما فی مقدّم الدماغ. و الثانیة: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخیال"، و آلتها الروح المصبوب فی البطن المقدّم، لا سیّما فی الجانب الأخیر. و الثالثة الوهم و آلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجویف الأوسط.
و تخدمها فیها قوة رابعة لها أن تركّب و تفصّل ما یلیها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، و المعانی المدركة ب" الوهم". و تركّب أیضا الصور بالمعانی و تفصّلها عنها، و تسمّی عند استعمال العقل مفكّرة، و عند استعمال الوهم متخیّلة. و سلطانها فی الجزء الأول من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 316
التجویف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، و یتوسّط الوهم للعقل. و الباقیة من القوی هی الذاكرة، و سلطانها فی حیّز الزوج الذی فی التجویف الأخیر، و هو آلتها (س، أ 1، 358، 1)- أمّا الذاكرة: فعبارة عمّا یحفظ هذه المعانی التی أدركتها الوهمیة، فهی خزانة المعانی (غ، م، 356، 21)- إنّ المدركات الباطنیة خمسة: أحدها الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأول من الدماغ تجتمع عندها صور المحسوسات بأسرها، التی بها الحكم بأنّ هذا الأبیض هو هذا الحلو … و الثانیة الخیال، و هی قوة مرتّبة فی آخر التجویف الأول من الدماغ، هی خزانة صور الحسّ المشترك بأسرها عند غیبتها عن الحسّ المشترك، و الحفظ غیر القبول. و الثالثة الوهمیة، و هی الحاكمة فی الحیوانات أحكاما جزئیة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأوسط من الدماغ، بها تدرك الشاة معنی فی الذئب موجبا للنفار. و الرابعة المتخیّلة، و هی قوة مودعة فی التجویف الأوسط من الدماغ أیضا عند الدودة، من شأنها التركیب و التفصیل، و هی تفرّق أجزاء نوع واحد و تجمع أجزاء أنواع مختلفة، فما فی القوی الباطنة أشدّ شیطنة منها، و عند استعمال العقل تسمّی مفكّرة، و لدن استعمال الوهم متخیّلة.
و الخامسة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأخیر من الدماغ، هی خزانة الأحكام الوهمیة كما كان الخیال للحسّ المشترك (سه، ل، 115، 21)

ذبول‌

- إذا ازداد الجسم بسبب اتّصال جسم آخر به:
فإمّا أن تكون الزیادة مداخلة فی أجزاء المزید علیه أو متشبّهة بطبیعته، و إمّا أن لا تكون كذلك. فالأول هو النموّ و ضدّه هو الذبول و ربما یشبه ذلك بالسمن و الهزال (ر، م، 573، 7)

ذكاء

- الحدس فعل للذهن یستنبط به بذاته الحدّ الأوسط. و الذكاء قوة الحدس (س، ن، 167، 10)

ذهن‌

- یقال: ما الذهن؟ الجواب: جودة التمییز بین الأشیاء (تو، م، 311، 19)- الذهن لا یقوی علی استحضار عدد لا نهایة له بالفعل بل إنّما یرتسم فیه ما كان مقدّرا محدودا مثل العشرة و الألف (ر، م، 204، 5)- الذهن هو الاستعداد التامّ لإدراك العلوم و المعارف بالفكر (جر، ت، 114، 1)

ذوات المقولات‌

- إن ذوات المقولات و ماهیّاتها مختلفة و لیس فیها معنی واحد یعمّها حتی یكون الواحد و الموجود كالجنس، لأنه لو كان ذلك كذلك لم یدل اسم الواحد منها علی ما یدل علیه من مقولة الجوهر أو الكیف أو الكم دلالة أولی و بلا وسط، بل كما أن اسم الجنس یدل علی أنواع بوساطة معنی مشترك لها … و لا جوهر واحد واحد هو جوهر مثل ما لیس یوجد شی‌ء هو واحد بعینه مشترك لمقولة الجوهر و لمقولة الكیف و غیر ذلك من سائر المقولات، بل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 317
یوجد المعنی المقول علیها بتقدیم و تأخیر كالحال فیما یدل علیه اسم الهویّة و الموجود (ش، ت، 1280، 13)

ذوق‌

- أمّا الذوق: فهو بقوة مودعة فی العصبة المفروشة علی ظاهر اللسان، بواسطة الرطوبة اللعابیة التی لا طعم لها، المنبثّة علی ظهر اللسان؛ فإنّها تأخذ طعم ذی الطعم، و تستحیل إلیه، و تتّصل بتلك العصبة، فتدركها القوة المودعة فی العصبة (غ، م، 352، 1)- أمّا الذوق فهو كالمشاهدة و الأخذ بالید، و لا یوجد إلّا فی طریق الصوفیة (غ، مض، 44، 12)- الذوق … هذه القوة هی التی تدرك بها معانی الطعوم … و هذه القوة كأنها لمس ما إذ كانت إنما تدرك محسوسها بوضعه علی آلة الحاسّة (ش، ن، 58، 9)- هذه القوة (الذوق) التی آلتها اللسان إنما تدرك الطعوم بتوسّط الرطوبة التی فی الفم و بخاصة الأشیاء الیابسة، و ذلك أنه یعرض لمن عدم هذه الرطوبة الّا یدرك الطعوم، و إن أدركها فبعسر. و كذلك یعرض لمن فسدت هذه الرطوبة فی فمه بانحرافها نحو مزاج ما أن یجد الطعوم كلها علی غیر كنهها (ش، ن، 58، 14)

الذی بذاته‌

- إن أحد الأنواع التی یقال بها إنها بالذات الصورة و الجوهر فإنّا نقول إن الشی‌ء موجود بذاته، مثال ذلك إنّا نقول إن هذا الشی‌ء هو خیر بذاته إذا كان خیرا بصورته و جوهره …
و یقال بنوع آخر إن شیئا فی شی‌ء موجود بذاته إذا كان موجودا فیه من غیر وسط. مثال ذلك إنّا نقول إن اللون موجود فی السطح بذاته و فی الجسم لا بذاته لأن وجوده هو فی السطح أولا و فی الجسم ثانیا أعنی أنه إنما یوجد من الجسم فی سطحه فقط (ش، ت، 632، 12)- إن الذی هو بذاته أی بجوهره یقال علی نوعین: أحدهما و هو الأول بصورته، و الآخر بعنصره و هو الموضوع الأول لصورة كل واحد من الأشیاء مثل ما نقول إن الكرسی خشب بذاته و الصنم نحاس بذاته و الإنسان حی بذاته.
و بالجملة فكل مركّب فإنما هو موجود بذاته من قبل عنصره و صورته و كل ما یوجد للشی‌ء بذاته؛ فأما أن یكون موجودا له من قبل عنصره أو من قبل صورته أو من قبل الأمرین جمیعا و الصورة و العنصر موجودان للمركّب بذاته (ش، ت، 633، 6)- یقال (الذی) بذاته لكل ما كان فی مقولة الوضع مثل القائم و الماشی فإنه یقال فیه إنه ذو وضع بذاته فی المكان (ش، ت، 634، 11)- الذی بذاته یقال علی أنواع كثیرة: أحدها الذی قلنا أولا و هو المأخوذ فی جوهر الشی‌ء، و ذلك إما جنس أو فصل أو الحدّ المجموع من كلیهما، مثل ما نقول فی زید إنه حی بذاته لأن الحی یؤخذ فی حدّه و یدل علی إنّیته و هویّته … و یقال بذاته أیضا علی المحمولات الموجودة للموضوع من قبل طبیعة الموضوع من غیر وسط مثل ما نقول إن السطح هو أبیض بذاته أی أولا و بلا واسطة و ذلك أن الجسم إنما هو أبیض من قبل السطح (ش، ت، 634، 17)- أما بذاته فإنه یقال علی أوجه أحدها أنه یقال علی المشار إلیه الذی لیس فی موضوع و هو شخص الجوهر. و یقال أیضا علی كل ما عرف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 318
منه ما هو. و بالجملة علی كل ما یقال علیه الجوهر بإطلاق (ش، ما، 42، 13)- ما بالذات أیضا صنفان: أحدهما المحمولات التی هی أجزاء جوهر الموضوع، و هذه خاصة هی التی تأتلف منها الحدود. و الصنف الثانی أن تكون الموضوعات فی جوهر المحمولات، و هذا فلیس یأتلف منها حدّ إذ كانت أمورا متأخّرة عن جواهر المحدود (ش، ما، 67، 1)

الذی من أجله‌

-" الذی من أجله" یقال علی أنحاء. الأوّل فی مثل قولنا" الأساس هو من أجل الحائط و الحائط هو الذی من أجله الأساس"، فإنّه یدلّ علی أنّ الكلّ هو الذی من أجله الجزء.
و الثانی یدلّ علی الآلة و الذی فیه تستعمل الآلة، فإنّ الذی یطلب بلوغه باستعمال الآلة هو الذی لأجله الآلة، مثل المبضع و الفصاد.
و الثالث هو الفعل الذی یؤدّی إلی غایة و غرض، فإنّ الغایة هو الذی لأجله الفعل، مثل التعلیم و العلم الحاصل عنه، فإنّ العلم هو الذی لأجله التعلیم … و الرابع المقتنی، مثل الصحّة و الإنسان. فإنّ الإنسان هو الذی لأجله التمست الصحّة، و السریر الذی یعمله النجّار هو الذی لأجل زید، و المال لأجل مقتنی المال. و الخامس یدلّ علی المستعمل للآلة و الخادم، فإنّ المبضع إنّما التمس لأجل الطبیب و المثقب لأجل النجّار، فإنّ النجّار هو الذی لأجله عمل المثقب. و السادس یدلّ علی الذی یقتدی به و یجعل مثالا و إماما و دستورا، و هو یسمّی به فیما یعمل و یلتمس رضاه و یتبع أمره، مثل ضرب الحید لأجل الملك (ف، حر، 129، 6)

الذی من شی‌ء

- الذی من شی‌ء یقال بنوع واحد من الذی هو مثل ما یقال الشی‌ء من العنصر، یرید (أرسطو) أن كذا من كذا یقال علی أنواع كثیرة: أحدها مثل ما یقال إن الشی‌ء من عنصره و هذا هو أول مدلول من و أشهره … و العنصر الذی یقال إن الشی‌ء منه ربما كان العنصر الأول الذی هو بمنزلة الجنس البعید، و ربما كان العنصر القریب و هو الذی له الصورة الأخیرة فی الكون أعنی الذی یقبل الصورة الأخیرة (ش، ت، 657، 6)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 319

ر

رؤیا

- الرؤیا إذن هی استعمال النفس الفكر و رفع استعمال الحواس من جهتها؛ فأمّا من الأثر نفسه فهی انطباع صور كل ما وقع علیه الفكر من ذی صورة، فی النفس، بالقوة المصوّرة، لترك النفس استعمال الحواس و لزومها استعمال الفكر (ك، ر، 300، 8)- حصول العلم لنا فیما لیس عندنا دلیل یتقدّم علیها (الطبیعة) هو الذی یسمّی للناس رؤیا و للأنبیاء وحیا و الإرادة الأزلیة و العلم الأزلی هی الموجبة فی الموجودات لهذه الطبیعة (ش، ته، 297، 10)- إنّ النبی صلی اللّه علیه و سلم قال: " الرؤیا ثلاث: رؤیا من اللّه، و رؤیا من الملك، و رؤیا من الشیطان" (خ، م، 83، 20)

رؤیة

- كل إدراك فإنه إما أن یكون لشی‌ء خاص كزید أو شی‌ء عام كالإنسان، و العام لا تقع علیه رؤیة و لا یصكّ بحاسّة. و أما الشی‌ء الخاصّ فإمّا أن یدرك بالاستدلال أو بغیر الاستدلال. و اسم المشاهدة یقع علی ما ثبت وجوده فی ذاته الخاصة بعینها من غیر واسطة استدلال فإن الاستدلال علی الغائب و الغائب ینال بالاستدلال و ما یستدلّ علیه و یحكم مع ذلك بإنّیته بلا شك فلیس بغائب فكل موجود لیس بغائب فهو مشاهد، فإدراك المشاهد هو المشاهدة، و المشاهدة إما بمباشرة و ملاقاة و إما من غیر مباشرة و ملاقاة و هذا هو الرؤیة (ف، ف، 18، 8)- لیس تحدث رؤیة إلا عن انعكاس الشعاع.
و لو لا ذلك لم یبصر فی الظل (ش، ن، 55، 20)

رئاسة فاضلة

- الرئاسة الفاضلة ضربان: رئاسة أولی و رئاسة تابعة للأولی. فالرئاسة الأولی هی التی تمكّن فی المدینة أو الأمّة السیر و الملكات الفاضلة أوّلا من غیر أن تكون تلك فیهم قبل ذلك و تنقلهم مع ذلك عن السیر الجاهلیّة إلی السیر الفاضلة. فالذی یقوم بهذه الرئاسة هو الرئیس الأول. و الرئاسة التابعة للأولی هی التی تقتفی فی أفعالها حذو الرئاسة الأولی (ف، م، 56، 8)

رئیس أول‌

- یكون الخاصّ هو الرئیس الأول و الذی عنده من العلم الذی یحتوی علی المعقولات ببراهین یقینیة و الباقون عامة و جمهور (ف، س، 38، 5)- إنّ معنی الفیلسوف و الرئیس الأول و الملك و واضع النوامیس و الإمام معنی كلّه واحد، و أیّ لفظة ما أخذت من هذه الألفاظ ثم أخذت ما یدلّ علیه كل واحد منها عند جمهور أهل لغتنا وجدتها كلّها تجتمع فی آخر الأمر فی الدلالة علی معنی واحد بعینه (ف، س، 43، 18)

رابطة

- إذا كان الموضوع اسما مشتركا تغیّرت الرابطة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 320
بحسب تغیّر الموضوع فلا یكون واحدا (ف، ت، 21، 15)

راسخون فی العلم‌

- هاهنا تأویلات یجب أن لا یفصح بها إلّا لمن هو من أهل التأویل، و هم الراسخون فی العلم. لأن الاختیار عندنا هو الوقوف علی قوله تعالی وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ [سورة آل عمران: 7]، لأنه إذا لم یكن أهل العلم یعلمون التأویل لم تكن عندهم مزیّة تصدیق توجب لهم من الإیمان به ما لا یوجد عند غیر أهل العلم. و قد وصفهم اللّه بأنهم المؤمنون به، و هذا إنما یحمل علی الإیمان الذی یكون من قبل البرهان، و هذا لا یكون إلّا مع العلم بالتأویل (ش، ف، 39، 1)

رأی‌

- الرأی- هو الظنّ الظاهر فی القول و الكتاب، و یقال: إنّه اعتقاد النفس أحد شیئین متناقضین اعتقادا یمكن الزوال عنه، و یقال: إنّه الظنّ مع ثبات القضیة عند القاضی، و الرأی إذن سكون الظن (ك، ر، 168، 2)- یقال ما الرأی؟ الجواب: هو نهایة الفكر (تو، م، 311، 21)- یقال: ما المعرفة؟ الجواب: هی رأی غیر زائل. و الرأی هو الظنّ مع ثبات القضیة عند القاضی فهو إذا سكون الظنّ (تو، م، 312، 8)

رأی كلی‌

- الرأی الكلّی لا ینبعث منه شی‌ء مخصوص جزئی، فإنّه لا یتخصّص بجزئی منه دون جزئی آخر، إلّا بسبب مخصّص لا محالة یقترن به، لیس هو وحده (س، أ، 419، 3)

رباط

- الرباط الذی فی العالم قدیم من قبل أن الرابط قدیم (ش، ته، 237، 19)- الرباط الذی بین أجزاء الحیوان هاهنا كائن فاسد بالشخص غیر كائن و لا فاسد بالنوع من قبل الرباط القدیم من قبل أنه لم یمكن فیه أن یكون غیر كائن و لا فاسد بالشخص، كالحال فی العالم (ش، ته، 237، 20)

رباطات‌

- إنّ الكلام كله ثلاثة أنواع، فمنها ما هی سمات دالّات علی الأعیان یسمّیها المنطقیون و النحویون الأسماء، و منها ما هی سمات دالّات علی تأثیرات الأعیان بعضها فی بعض و یسمّیها النحویون الأفعال و یسمّیها المنطقیون الكلمات، و منها ما هی سمات دالّات علی معان كأنّها أدوات للمتكلّمین تربط بعضها ببعض كالأسماء بالأفعال و الأفعال بالأسماء یسمّیها النحویون الحروف و یسمیها المنطقیون الرباطات (ص، ر 1، 331 17)

ربؤ

- تبدّل مكان أجزاء الجرم و مركزه أو كل أجزاء الجرم، فقط، هی الحركة المكانیة؛ و تبدّل المكان الذی ینتهی إلیه الجرم بنهایاته، إمّا بالقرب من مركزه و إمّا بالبعد منه، هو الربوّ و الاضمحلال؛ و تبدلّ كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 117، 10)- الحركة هی تبدّل الأحوال: فتبدّل مكان كل أجزاء الجرم قط هو الحركة المكانیة؛ و تبدّل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 321
مكان نهایاته إمّا بالقرب من مركزه أو البعد منه هو الربوّ و الاضمحلال؛ و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة؛ و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 204، 12)

رتبة

- أما الرتبة فهی من صفات الجواهر الروحانیة، مثال ذلك إذا قیل أین النفس، فیقال هی دون العقل و فوق الطبیعة (ص، ر 1، 201، 6)

رتبة كلیة

- إنّ أول شی‌ء اخترعه اللّه جلّ ثناؤه و أوجده، جوهر بسیط روحانی فی غایة التمام و الكمال و الفضل، فیه صور جمیع الأشیاء یسمّی العقل الفعّال، و إنّ من ذلك الجوهر فاض جوهر آخر دونه فی الرتبة یسمّی الرتبة الكلیة، و انبجس من النفس جوهر آخر یسمّی الهیولی الأولی، و إنّ الهیولی الأولی قبل المقدار الذی هو الطول و العرض و العمق، فصارت بذلك جسما مطلقا و هو الهیولی الثانیة (ص، ر 3، 189، 18)

رداءة

- الرداءة إنما توجد ضرورة فی العدم أو فی أحد الأضداد الذی یعرض له عدم ضده، مثل السقم الذی و إن كان وجودا ما فإنه إنما كان شرّا من جهة ما هو عدم الصحة (ش، ما، 111، 4)

رداءة الفعل‌

- إن رداءة الفعل یطلق علیه اسم لا الذی یدل فی أصله علی العدم. و ذلك بیّن لیس فی القوی المتنفّسة بل و فی التی هی غیر متنفّسة، فإن الآلات المحاكیة بأصواتها لأصوات الإنسان قد نقول فی بعضها إنها تنطق و فی بعضها لا نطق لها و ذلك إذا كان لها نطق ردی‌ء … لأن الرداءة إنما تأتی من لا قوة و لا قوة هو عدم القوة (ش، ت، 587، 10)

رسالة

- ثبوت الرسالة ینبنی علی مقدّمتین: إحداهما أن هذا المدّعی الرسالة ظهرت علی یدیه المعجزة، و الثانیة أن كل من ظهرت علی یدیه معجزة فهو نبیّ، فیتولد من ذلك بالضرورة أن هذا نبیّ (ش، م، 209، 12)- لیس فی قوة الفعل العجیب الخارق للعوائد الذی یری الجمیع أنه إلهی أن یدلّ علی وجود الرسالة دلالة قاطعة إلا من جهة ما یعتقد أن من ظهرت علیه أمثال هذه الأشیاء فهو فاضل، و الفاضل لا یكذب (ش، م، 212، 9)- المعجز لیس یدلّ علی الرسالة لأنه لیس یدرك العقل ارتباطا بینهما، إلا أن یعترف أن المعجز فعل من أفعال الرسالة، كالإبراء الذی هو فعل من أفعال الطب. فإنه من ظهر منه فعل الإبراء دلّ علی وجود الطب، و أن ذلك طبیب (ش، م، 212، 13)

رسم‌

- یقال: ما الرسم؟ الجواب هو قول ممیّز للموضوع من غیره مركّب من صفات عرضیة أكثر من واحد (تو، م، 316، 8)- اصطلح بعض الناس علی تسمیة القول الدالّ علی ماهیّة الشی‌ء" حدّا" و یكون دالّا علی الذاتیّات و الأمور الداخلة فی حقیقته، و معرّف الحقیقة من الخارجیّات" رسما" (سه، ر، 19، 9)- الرّسم نعت یجری فی الأبد بما جری فی الأزل أی فی سابق علمه (جر، ت، 116، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 322

رسم تام‌

- الرسم التام قول مؤلّف من جنس شی‌ء و أعراضه اللازمة له حتی یساویه. و الرسم مطلقا هو قول یعرّف الشی‌ء تعریفا غیر ذاتی و لكنه خاصّ أو قول ممیّز للشی‌ء عمّا سواه لا بالذات (س، ح، 10، 11)- الرسم التّامّ ما یتركّب من الجنس القریب و الخاصّة كتعریف الإنسان بالحیوان الضاحك (جر، ت، 116، 4)

رسم مطلق‌

- الرسم التام قول مؤلّف من جنس شی‌ء و أعراضه اللازمة له حتی یساویه. و الرسم مطلقا هو قول یعرّف الشی‌ء تعریفا غیر ذاتی و لكنه خاصّ أو قول ممیّز للشی‌ء عمّا سواه لا بالذات (س، ح، 10، 12)

رسم ناقص‌

- الرسم الناقص ما یكون بالخاصّة وحدها أو بها و بالجنس البعید كتعریف الإنسان بالضاحك أو بالجسم الضاحك أو بعرضیّات تختصّ جملتها بحقیقة واحدة، كقولنا فی تعریف الإنسان أنّه ماش علی قدمیه عریض الأظفار بادی البشرة مستقیم القامة ضحّاك بالطبع (جر، ت، 116، 6)

رسوم‌

- بالرسوم تختلف الأنواع و یخالف بعضها بعضا یعنی خاص الخاص (ص، ر 1، 315، 17)

رسوم المحسوسات‌

- إذا أوصلت القوة المتخیّلة رسوم المحسوسات إلی القوة المفكّرة بعد تناولها من القوی الحساسة و غابت المحسوسات عن مشاهدة الحواس لها، بقیت تلك الرسوم فی فكر النفس مصوّرة صورة روحانیة، فیكون جوهر النفس لتلك الرسوم المصوّرة فیها كالهیولی و هی فیها كالصورة (ص، ر 3، 237، 18)- إذا حصلت رسوم المحسوسات فی جوهر النفس فإنّ أول فعل القوة المفكّرة فیها هو تأمّلها واحدة واحدة لتعرف معانیها و كمیاتها و كیفیاتها و خواصها و منافعها و مضارها، فإذا حصل العلم بهذه المعانی أودعتها القوة الحافظة إلی وقت التذكار (ص، ر 3، 238، 10)

ركن‌

- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل یسمّی أسطقسّا فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركّب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادئ الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 522، 5)- أمّا الرّكن؛ فقد یراد به الذّاتیّ من كلّ شی‌ء (سی، م، 124، 3)

ركن الشی‌ء

- إنّ ركن الشی‌ء الذی یبنی منه الشی‌ء، أعنی الذی ركّب منه الشی‌ء، لیس هو الشی‌ء- كالحروف الصوتیة التی ركّب منها الكلام، فإنّها لیست هی الكلام، لأنّ الكلام صوت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 323
مؤلّف موضوع دالّ علی شی‌ء مع زمان، و الحرف صوت طباعی لا مؤلّف (ك، ر، 149، 7)

روح‌

- إنّ حدّ الروح هو الشی‌ء اللطیف الجاری مجری الصورة الفاعلة (جا، ر، 109، 9)- إنّ الروح التی لك من جواهر عالم الأمر لا تتشكّل بصورة و لا تتخلّق بخلقة و لا تتعیّن لإشارة و لا تتردّد بین سكون و حركة. فلذلك تدرك المعدوم الذی فات و المنتظر الذی هو آت و تسبح فی الملكوت و تتنفّس من عالم الجبروت (ف، ف، 9، 4)- قیل له فما: الروح؟ قال (النوشجانی): قوة منبثّة فی الجسم بها قوامه فی الحسّ و الحركة و السكون و الطمأنینة و مبدؤها من ائتلاف الأستقصّات، و مادّتها فی جمیع ما لاءها و وافقها من ضروب الأغذیة، النبات و غیر النبات، و هی تابعة فی الأصل خواص المركّبات (تو، م، 372، 18)- أما النفس یعنی الروح فهی جوهرة سماویة نورانیة حیة علّامة فعّالة بالطبع، حسّاسة درّاكة لا تموت و لا تفنی بل تبقی مؤبّدة: إما ملتذّة و إما مؤتلمة (ص، ر 3، 279، 5)- الروح الذی هو" من أمر" اللّه تعالی، فیّاض أبدا علی جمیع الموجودات. فمنها ما لا یظهر أثره فیه لعدم الاستعداد، و هی الجمادات التی لا حیاة لها، و هذه بمنزلة الهواء فی المثال المتقدّم. و منها ما یظهر أثره فیه، و هی أنواع النبات بحسب استعداداتها. و هذه بمنزلة الأجسام الكثیفة فی المثال المتقدّم. و منها ما یظهر أثره ظهورا كثیرا، و هی أنواع الحیوان، و هذه بمنزلة الأجسام الصقیلة (طف، ح، 30، 8)- أمّا الرّوح؛ فعبارة عن جسم لطیف بخاریّ، منشؤه القلب و هو منبع الحیاة و النّفس (سی، م، 109، 3)- إنّ الروح إذا رجع عن الحسّ الظاهر إلی الباطن ضعفت أحوال الحسّ و قویت أحوال الروح و غلب سلطانه و تجدّد نشوه و أعان علی ذلك الذكر، فإنّه كالغذاء لتنمیة الروح (خ، م، 372، 10)

روح أمری‌

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 10)

روح إنسانیة

- إنّ قوی روح الإنسان تنقسم إلی قسمین: قسم مؤكل بالعمل و قسم مؤكل بالإدراك- و العمل ثلاثة أقسام: نشائی و حیوانی و إنسانی، و الإدراك قسمان حیوانی و إنسانی (ف، ف، 10، 6)- الروح الإنسانیة هی التی تتمكن من تصوّر المعنی بحدّه و حقیقته منقوصا عنه اللواحق الغریبة مأخوذا من حیث یشترك فیه الكثرة و ذلك بقوة لها تسمّی العقل النظری. و هذه الروح كمرآة، و هذا العقل النظری كصقالها، و هذه المعقولات ترتسم فیها من الفیض الإلهی كما ترتسم الأشباح فی المرایا الصقیلة إذا لم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 324
یفسد صقالها بطبع و لم یعرض بجهة من صقالها عن الجانب الأعلی شغل بما تحتها من الشهوة و الغضب و الحس و التخیّل. فإذا أعرضت عن هذه و توجّهت تلقاء عالم الأمر لحظت الملكوت الأعلی و اتصلت باللذة العلیا (ف، ف، 13، 7)- الروح الإنسانیة هی التی تتمكّن من تصوّر المعنی بحدّه و حقیقته منفوضا عنه اللواحق الغریبة مأخوذا من حیث یشترك فیه الكثیر و ذلك بقوة تسمّی العقل النظری. و هذه الروح كمرآة و هذا العقل النظری كصقالها (س، ر، 63، 11)

روح حیوانیة

- إنّ الروح الحیوانی الذی لجمیع جنس الحیوان واحد بالحقیقة، و إن كان فیه اختلاف یسیر، اختصّ به نوع دون نوع (طف، ح، 47، 12)

روح روحانیة

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 9)

روح عاقل‌

- الروح العاقل و المتصرّف فی البدن تنشأ من إدراكات و إرادات و أحوال و هی التی یمیّز بها الإنسان، و بعضها ینشأ من بعض كما ینشأ العلم من الأدلّة و الفرح و الحزن عن إدراك المؤلم أو المتلذّذ به (خ، م، 371، 5)

روح قدسیة

- الروح القدسیة لا تشغلها جهة تحت عن جهة فوق و ما یستغرق الحسّ الظاهر حسها الباطن و یتعدّی تأثیرها عن بدنها إلی أجسام العالم و ما فیه، و یقبل المعقولات من الروح الملكیة بلا تعلیم من الناس (ف، ف، 13، 15)- الروح القدسیة لا تشغلها جهة تحت عن جهة فوق و لا یستغرق الحسّ الظاهر حسّها الباطن و یتعدّی تأثیرها إلی بدنها بلا أجسام العالم و ما فیه، و تقبل المعقولات من الروح الملكیة بلا تعلیم من الناس (س، ر، 64، 2)

روح مقدس‌

- قد تستعدّ القوة النطقیة فی بعض الناس من الیقظة و الاتصال بالعقل الكلّی بما ینزّهها عن الفزع عند التعرّف إلی القیاس و الرویّة بل یكفیها مؤونتها الإلهام و الوحی، و تسمّی خاصیّتها هذه تقدیسا، و تسمّی بحسبه روحا مقدّسا. و لن یحظی بهذه الرتبة إلّا الأنبیاء و الرسل علیهم السلام و الصلاة (س، ف، 171، 4)

روحانیات‌

- الروحانیات بسائط و الجسمانیات مركّبات و البسائط أشرف من المركّبات (ر، مح، 170، 16)- الروحانیات صورة مجرّدة كمالاتها ظاهرة بالفعل (ر، مح، 170، 19)- الروحانیات صورة مجرّدة لیس فیها طبیعة الانفعال فتكون وجودات محضة و خیرات محضة، و الجسمانیات مركّبة من مادة و صورة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 325
و المادة منبع الشر و العدم و الخیر أفضل من الشرّ (ر، مح، 170، 22)- الروحانیات نورانیة علویة لطیفة و الجسمانیات كثیفة و سفلیة (ر، مح، 170، 25)- الموجودات التی وراء الحسّ و هی الروحانیات و یسمّونه (الفلاسفة) العلم الإلهی و علم ما بعد الطبیعة فإنّ ذواتها مجهولة رأسا و لا یمكن التوصّل إلیها و لا البرهان علیها لأنّ تجرید المعقولات من الموجودات الخارجیة الشخصیة إنّما هو ممكن فیما هو مدرك لنا، و نحن لا ندرك الذوات الروحانیة حتی نجرّد منها ماهیّات أخری بحجاب الحسّ بیننا و بینها فلا یتأتّی لنا برهان علیها (خ، م، 430، 20)

رویّة

- الرویّة- الإمالة بین جواهر النفس (ك، ر، 168، 1)- الرویّة تدبیر الملك و سیاسة الأمور (ص، ر 3، 240، 15)

ریاضیات‌

- الریاضیات أربعة أنواع: أولها الأرثماطیقی، و الثانی الجومطریا، و الثالث الأسطرنومیا، و الرابع الموسیقی (ص، ر 1، 23، 18)- إنّ العلم بالجوهر و العرض، و أحكام الوجود، من الإلهیات. و إنّ التقسیم ینزل منه إلی الكمّیة التی هی موضوع الریاضیات، و إلی ما یتعلّق بالمواد تعلقا لا یقبل التجرید، عنها فی الوهم و الوجود. و هو موضوع نظر الطبیعیات؛ فإنّه یرجع إلی النظر فی جسم العالم من حیث وقوعه فی التغیّر و الحركة و السكون (غ، م، 303، 10)- أمّا الریاضیات التی هی نظر فی الكمّ المنفصل- و هو الحساب- فلا تعلّق للإلهیات به (غ، ت، 35، 11)- سمّیت الریاضیات بهذا الاسم لأنّ النفوس ترتاض بها حیث تنتقل فیها و بها ممّا تدركه منها بالحواس إلی ما تجرّده فی الذهن عن المحسوس و التصرّف فی أحواله التی تستعمل الحواس فیها و معها فی نظرها فیه إلی ما تنفرد به عن الحواس. و تتصرّف فیه تصرّفا ذهنیّا حتی تكون واسطة تنتقل منه بریاضتها إلی ما لیس بمحسوس أصلا و هو العلم الإلهی (بغ، م 2، 8، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 326

ز

زائد

- الزائد فیقال فی مقابلة الناقص (ش، ما، 54، 18)

زجر

- الزجر معرفة حوادث الأیام (ص، ر 3، 240، 20)

زمان‌

- إنّ الزمان جوهر واحد، و هو بلا جزء و متی مثل الآن، و هو جنس لا شی‌ء فوقه (جا، ر، 2، 8)- الزمان هو الذی یقطع به من حال إلی حال مثل أن تكون قاعدا فأنت فی زمانك قاعد ثم تقوم، فذلك الذی من ابتداء قیامك من جلوسك هو الزمان، و هو واحد ما دمت قائما. و إذا جلست فهو أیضا زمان و أنت فیه بغیر الحدّ الأول (جا، ر، 435، 10)- الزمان واحد، و إنّ ما قیل" هذا زمان فی القعود و فی القیام زمان" لیس أنّ الزمان متغیّر عن شی‌ء واحد. و لو كان كذلك للزم أن یكون فی كل شی‌ء زمان و لكل شی‌ء زمان، و هذا محال لیس یحتاج إلی تفتیش و لا نقض، و إنّما الإنسان أو الشی‌ء فیه یتغیّر من حال إلی أخری (جا، ر، 435، 14)- الزمان قسمان: فواحد ثابت علی حالة واحدة و هو الكواكب، و الآخر لا یزال منتقلا و هو عالم الكون و الفساد، و لكلّ واحد من العالمین أزمان فی حركاتها (جا، ر، 551، 6)- الزمان زمان جرم الكل، أعنی مدّته؛ فإن كان الزمان متناهیا فإنّ إنّیّة الجرم متناهیة، إذ الزمان لیس بموجود؛ و لا جرم بلا زمان، لأنّ الزمان إنّما هو عدد الحركة، أعنی أنّه مدّة تعدّها الحركة، فإن كانت حركة كان زمان، و إن لم تكن حركة لم یكن زمان (ك، ر، 117، 3)- الزمان لا یسبق الجرم اضطرارا، إذ لا زمان إلّا بحركة (ك، ر، 119، 14)- الجرم و الحركة و الزمان لا یسبق بعضها بعضا أبدا (ك، ر، 119، 20)- لا یمكن أن یكون زمان لا نهایة له، إذ لا یمكن أن یكون كمّیة أو ذو كمّیة لا نهایة له بالفعل؛ فكل زمان فذو نهایة بالفعل (ك، ر، 120، 1)- الزمان من الكمّیة المتّصلة، أعنی أنّ له فصلا مشتركا للماضی منه و الآتی؛ و فصله المشترك هو الآن الذی هو نهایة الزمان الماضی الأخیرة و نهایة الزمان الآتی الأولی (ك، ر، 122، 10)- الزمان أیضا من الكمّیة المتّصلة (ك، ر، 152، 9)- الزمان یتكثّر بنهایاته التی هی آنات الزمان الحادّة لنهایاته، كحدّ العلامات لنهایات الخط (ك، ر، 157، 16)- الزمان- مدّة تعدّها الحركة، غیر ثابتة الأجزاء (ك، ر، 167، 6)- الزمان مدّة تعدّها الحركة، فإن لم یكن حركة لم یكن زمان (ك، ر، 196، 6)- لیس یمكن أن یكون زمان لا نهایة له فی البدو؛ لأنّه إن كان زمان لا نهایة له فی البدو لم یتناه إلی زمان مفروض بتّة (ك، ر، 197، 4)- لا جرم بلا زمان، لأنّ الزمان إنّما هو عدد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 327
الحركة، أعنی أنّه مدّة تعدّها الحركة؛ فإن كانت حركة كان زمان، و إن لم تكن حركة لم یكن زمان (ك، ر، 204، 5)- الجرم و الحركة و الزمان لا یسبق بعضها بعضا فی الإنّیّة؛ فهی معا (ك، ر، 205، 12)- تكون الحركات متساویة- عن غیر إرادة- و تسمّی (نفسا نباتیة). أو حركة مع إرادة، أو علی لون واحد، أو ألوان كثیرة كیف ما كانت، و تسمّی (النفس الحیوانیة) و (النفس الفلكیة).
و الحركة تتصل بها أشیاء تسمّی (زمانا) و مقطع الزمان یسمی (آنا) (ف، ع، 10، 11)- الزمان یتشخّص بالوضع و كل زمان له وضع مخصوص لأنه تابع لوضع من الفلك مخصوص. و المكان یتشخّص أیضا بالوضع فإن لهذا المكان نسبة إلی ما یحویه مغایرة لنسبة المكان و الآخر إلی ما یحویه (ف، ت، 21، 20)- أمّا الزمان الذی هو رسم الفلك بحركته الخاصة فلیس فیه جزء أشرف من جزء، و كذلك المكان، لأنّه ردیف الزمان. و لا سبیل فی مثل هذه المسائل إلی معرفة الحقائق إلّا بالأمانة التی هی شاملة للعالم، غالبة علیه من محیطه إلی مركزه (تو، م، 143، 19)- إنّ المكان من قبیل الحسّ، و الزمان من قبیل النفس، و كأنّ الزمان من حدّ المحیط، و المكان من حدّ المركز (تو، م، 173، 10)- الزمان منسوب إلی حركات الفلك، فجوهره شریف. و المكان من جوهر المحیط، فجوهره محطوط (تو، م، 173، 13)- یقال: ما الزمان: الجواب هو مدّة تعدّها الحركة غیر ثابتة الحركة (تو، م، 313، 10)- الزمان أثر من آثار هذا العالم (تو، م، 333، 5)- أما الزمان عند جمهور الناس فهو مرور السنین و الشهور و الأیام و الساعات، و قد قیل أنّ عدد حركات الفلك بالتكرّر، و قد قیل أنّه مدّة یعدّها حركات الفلك (ص، ر 2، 13، 12)- الزمان عدد حركات الفلك و المكان سطحه الخارج، فإذا لم یكن فلك فلا زمان و لا مكان، بل لما أبدع الباری تعالی الفلك و أداره و أوجد المكان و الزمان معا بعد وجود الفلك (ص، ر 3، 335، 4)- أما الزمان فهو شی‌ء غیر مقداره و غیر مكانه، و هو أمر به یكون" القبل" الذی لا یكون معه" البعد". فهذه القبیلة له لذاته، و لغیره به، و كذلك البعدیة. و هذه القبلیات و البعدیات متّصلة إلی غیر نهایة (س، ع، 26، 7)- الزمان، إذ لا ثبات ل" قبله" مع" بعده" فهو متعلّق بالتغیّر، و لا بكل تغیّر، بل بالتغیّر الذی من شأنه أن یتّصل (س، ع، 27، 13)- لأنّ كل حركة مبتدئة فی العالم فهی" بعد" ما لم یكن فیها فلها" قبل"، و" القبل" زمان، فالزمان أقدم من الحركة المبتدئة، فهو إذن أقدم من التی فی الكیف و الكم و الأین المستقیم (س، ع، 28، 2)- الزمان یضاهی المصنوع هو مقدار الحركة من جهة المتقدّم و المتأخّر (س، ح، 29، 7)- لیس زمان لا ینقسم، حتی یجوز أن تقع فیه حركة ما لا میل له، و لا تكون له نسبة إلی زمان حركة ذی میل (س، أ 1، 266، 5)- الزمان أقدم من الحركة المبتدئة، فهو إذا أقدم من الذی فی الكیف و الكم و الأین المستقیم (س، ر، 16، 2)- لا یتصوّر الزمان إلّا مع الحركة، و متی لم یحسّ بحركة لم یحسّ بزمان (س، ن، 116، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 328
- الزمان لیس محدثا حدوثا زمانیّا بل حدوث إبداع لا یتقدّمه محدثه بالزمان و المدّة بل بالذات (س، ن، 117، 10)- الزمان مقدار للحركة المستدیرة من جهة المتقدّم و المتأخّر لا من جهة المسافة و الحركة متّصلة. فالزمان متّصل لأنّه یطابق المتّصل و كل ما طابق المتّصل فهو متّصل (س، ن، 118، 3)- الزمان یتهیّأ أن ینقسم بالتوهّم لأنّ كل متّصل كذلك (س، ن، 118، 5)- أمّا الزمان: فهو عبارة عن مقدار الحركة (غ، م، 167، 18)- الزمان عبارة عن مقدار حركة الفلك، من حیث انقسامه إلی متقدّم و متأخّر، لا یبقی المتقدّم منه مع المتأخّر (غ، م، 263، 16)- لا یتصوّر زمان لا ینقسم، لأنّ الزمان مقدار الحركة. و ضرورة كل حركة أن تنقسم بانقسام مسافة الحركة (غ، م، 265، 24)- المدّة و الزمان مخلوقان عندنا (الغزالی) (غ، ت، 47، 14)- الزمان حادث و مخلوق و لیس قبله زمان أصلا (غ، ت، 56، 10)- الزمان … هو قدر الحركة (غ، ت، 61، 15)- أمّا القدم بالزمان: بالأفلاك؛ فإنّها أقدم من الأرض و ما علیها؛ لأنّ الزمان عدد حركات الفلك بعد الحصر، و الدهر حركات الفلك قبل العدد و الحساب، و لهذا قیل إنّ الدهر أصل الزمان، لأنّ الزمان ممتدّ مع السفلیات.
و الدهر ممتدّ مع العلویات (غ، ع، 104، 4)- إنّ المفهوم فی العرف العامیّ من الزمان هو الشی‌ء الذی فیه تكون الحركات و تتّفق و تختلف بالمعیة و القبلیة و البعدیة و بالنسبة إلیه بالسرعة و البطء. و یقسمونه (الفلاسفة) إلی ماض و حاضر و مستقبل و إلی أجزاء یسمّونها أیاما و ساعات و سنین و شهورا، و یحدّون أقسامه بالحركات كالأیام بطلوع الشمس و غروبها و الشهور بدورات القمر و السنین بدورات الشمس، أو بحالات من الحالات الزمانیة كأوقات الحرّ و البرد (بغ، م 1، 69، 19)- قالوا (الفلاسفة) و الزمان لیس بجوهر بل هو عرض لأنّه متصرّم متجدّد و لم یكن فی حدّ الجوهر (بغ، م 1، 74، 7)- الحركة تتقدّر بالزمان و الزمان بالحركة، مجهول هذا بمعلوم هذا فیقال زمان الحركة میل و یقال مسافة یوم أو یومین (بغ، م 1، 76، 14)- الزمان: إنّه شی‌ء یدخل تحت التقدیر فهو كمیة أوله كمیة لأنّ له أجزاء تعدّه و تقدّره و هی الأقسام التی قسّم إلیها من الساعات و الأیام و الشهور و الأعوام، لكنّه لیس بمتّصل فی الوجود لأنّ ما انقضی منه قد عدم (بغ، م 1، 77، 18)- دخول الزمان فی الوجود دخول ما هو فی السیلان (بغ، م 1، 78، 12)- الزمان یوجد فیه الآن من غیر أن ینتهی و لا یفنی (بغ، م 1، 79، 9)- الزمان یلقی الموجود بالآن فلو لا الآن لما دخل الزمان فی الوجود علی الوجه الذی دخله (بغ، م 1، 79، 12)- إنّ الزمان لا یتصوّر رفعه مع رفع كل حركة بل هو ثابت فی الأذهان قبل و بعد كل حركة لأنّه إمكانها و كونها بالقوة، و ما فیه إمكان الشی‌ء فهو متقدّم علی كون الشی‌ء بالفعل تقدّما بالذات و الزمان (بغ، م 1، 90، 3)- الزمان یوضح البعدیة إذا أشكلت (بغ، م 2، 29، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 329
- الزمان هو المدّة التی یمكن فیها الحركة و السكون (بغ، م 2، 30، 19)- نقول الآن أنّا إذا اعتبرنا ما نعرفه مما نسمّیه زمانا وجدنا له تعلّقا فی الذهن و الاعتبار بالحركة، و ذلك أنّه فی المعرفة الأولی یتعلّق بها و تتعلّق به من حیث یتقدّر بها و تتقدّر به.
فیقال الیوم للزمان المتقدّر بحركة الشمس من حین تشرق إلی أن تعود مشرقة مرة أخری (بغ، م 2، 36، 15)- الزمان تشعر به النفس بذاتها و مع ذاتها و وجودها قبل كل شی‌ء تشعر به و تلحظه بذهنها (بغ، م 2، 39، 15)- الزمان یقدّر الوجود لا علی أنّه عرض قار فی الوجود بل علی أنّه اعتبار ذهنی لما هو الأكثر وجودا إلی ما هو أقل وجودا (بغ، م 2، 40، 1)- إنّ الزمان إنّما یكون للموجود بوجوده المستمرّ فیه (بغ، م 2، 40، 9)- إنّ وجود كل موجود فی مدّة هی زمان و لا یتصوّر وجود لا فی زمان (بغ، م 2، 41، 5)- إنّ الزمان هو مقدار الحركة إذا جمع فی العقل مقدار متقدّمها و متأخّرها (سه، ر، 179، 5)- الزمان لا ینقطع بحیث یكون له مبدأ زمانیّ، فیكون له قبل لا یجتمع مع بعده (سه، ر، 180، 1)- من قبل أن الحركة كمّیة یكون الزمن أیضا كمّیة لأن الحركة تابعة لما علیه الحركة و الزمن تابع للحركة (ش، ت، 600، 4)- إن الزمان الذی یحدث فیه علّة الشی‌ء الحادث فی زمان محدود من المستقبل ینتقص من ذلك الزمان و ینتقص أیضا من الزمان الباقی زمان حدوث علّة العلّة حتی ینتهی الأمر إلی الآن الحاضر الذی فیه العلّة الأولی للحادث المزمع الحدوث … مثال ذلك أنه إن كان واجبا متی خرج زید أن یموت وجب أن یكون إن مرض مات؛ و إن كان كذلك مرض و لا بد حتی ینتهی الأمر إلی علّة موجودة فی الآن الحاضر مثل أنه إن عطش حدثت به حرارة و لا بدّ، و إن حدثت به حرارة حدثت به حمّی و لا بدّ، و إن حدثت به حمّی مات و لا بد و إن خرج الآن حدث به عطش و لا بدّ (ش، ت، 732، 4)- متی رفعنا الزمن بطل معنی الحدوث و الفساد (ش، ت، 1561، 4)- یلزم من كون الزمن متصلا و أزلیّا و واحدا أن تكون أیضا الحركة الأزلیة متصلة و واحدة، و ذلك: أنه إما أن یكون الزمن و الحركة شیئا واحدا بعینه، و إما أن یكون عارضا من عوارض الحركة و انفعالا من انفعالاتها و ذلك أنه لیس یمكن أن یتوهّم زمن ما لم یتوهّم الحركة (ش، ت، 1561، 8)- فی قول القائل: كان كذا، و لا كذا؛ ثم كان كذا و كذا، مفهوما ثالثا و هو الزمان. و هو الذی یدلّ علیه لفظ" كان" بدلیل اختلاف المفهوم فی هذا المعنی، فی الماضی و المستقبل.
و ذلك أنه إذا قدّرنا وجود شی‌ء ما، مع عدم آخر، قلنا: كان كذا و لا كذا. و إذا قدّرنا عدمه مع وجوده فی المستقبل، قلنا: یكون كذا.
فتغیّر المفهومین یقتضی أن یكون هاهنا معنی ثالث، و لو كان قولنا: كان كذا، و لا كذا، لا یدل لفظ" كان" علی معنی. لكن لا یفترق قولنا: " كان" و" یكون" (ش، ته، 61، 12)- توهّم القبلیة، قبل ابتداء الحركة الأولی، التی لم یكن قبلها شی‌ء متحرّك، هو مثل توهّم الخیال أن آخر جسم العالم، و هو الفوق مثلا، ینتهی ضرورة: إما إلی جسم آخر، و إما إلی خلاء. و ذلك أن البعد هو شی‌ء یتبع الجسم،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 330
كما أن الزمان هو شی‌ء یتبع الحركة. فإن امتنع أن یوجد جسم لا نهایة له امتنع بعد غیر متناه، و إذا امتنع أن یوجد بعد غیر متناه امتنع أن ینتهی كل جسم إلی جسم آخر، أو إلی شی‌ء یقدّر فیه بعد، و هو الخلاء مثلا، و یمر ذلك إلی غیر نهایة. و كذلك الحركة و الزمان هو شی‌ء تابع لها. فإن امتنع أن توجد حركة ماضیة غیر متناهیة، و كانت هاهنا حركة أولی متناهیة الطرف من جهة الابتداء. امتنع أن یوجد لها قبل، إذ لو وجد لها قبل لوجدت قبل الحركة الأولی حركة أخری (ش، ته، 63، 24)- یری أرسطو أن وجود الحركات فی الزمان هی أشبه شی‌ء بوجود المعدودات فی العدد. و ذلك أن العدد لا یتكثّر بتكثر المعدودات، و لا یتعیّن له موضع بتعیّن مواضع المعدودات. و یری أن لذلك كانت خاصّته تقدیر الحركات، و تقدیر وجود الموجودات المتحرّكة من جهة ما هی متحرّكة، كما یقدر العدد أعیانها. و لذلك یقول أرسطو فی حدّ الزمان أنه: عدد الحركة بالمتقدّم و المتأخّر الذی فیها (ش، ته، 66، 3)- واجب إن كان هاهنا حركة حادثة أن یكون قبلها زمان. و لو حدث الزمان بوجود حركة مشار إلیها، أی حركة كانت، لكان الزمان إنما یدرك مع تلك الحركة. فهذا یفهم لك أن طبیعة الزمان أبعد شی‌ء من طبیعة العظم (ش، ته، 66، 7)- (الزمان) متقدّم بالوجود علی كل شی‌ء یوهم حادثا، كما أن الكیل ینبغی أن یكون متقدّما علی المكیل فی الوجود (ش، ته، 68، 14)- الزمان لیس هو شیئا غیر ما یدركه الذهن من هذا الامتداد المقدّر للحركة. فإن كان من المعروف بنفسه أن الزمان موجود، فینبغی أن یكون هذا الفعل للذهن من أفعاله الصادقة المنسوبة إلی العقل، لا من الأفعال المنسوبة إلی الخیال (ش، ته، 70، 10)- من لا یساوق وجوده الزمان و لا یحیط به من طرفیه یلزم ضرورة أن یكون فعله لا یحیط به الزمان و لا یساوقه زمان محدود، و ذلك أن كل موجود فلا یتراخی فعله عن وجوده إلا أن یكون ینقصه من وجوده شی‌ء، أعنی أن لا یكون علی وجوده الكامل أو یكون من ذوی الاختیار فیتراخی فعله عن وجوده عن اختیاره (ش، ته، 73، 28)- إذا كان الزمان مقارنا للإمكان و الإمكان مقارنا للوجود المتحرّك فالوجود المتحرّك لا أول له (ش، ته، 85، 7)- الزمان إن لم یوجد له مبدأ أول حادث فی الماضی، لأن كل مبدأ حادث هو حاضر، و كل حاضر قبله ماض، فما یوجد مساوقا للزمان و الزمان مساوقا له، فقد یلزم أن یكون غیر متناه و الّا یدخل منه فی الوجود الماضی إلا أجزاءه التی یحصرها الزمان من طرفیه كما لا یدخل فی الوجود المتحرّك من الزمان فی الحقیقة إلا الآن، و لا من الحركة إلا كون المتحرّك علی العظم الذی یتحرّك علیه فی الآن الذی هو سیّال (ش، ته، 85، 27)- كما أن الموجود الذی لم یزل فیما مضی، لسنا نقول: إن ما سلف من وجوده قد دخل الآن فی الوجود، لأنه لو كان ذلك لكان وجوده له مبدأ و لكان الزمان یحصره من طرفیه، كذلك نقول:
فیما كان مع الزمان لا فیه فالدورات الماضیة إنما دخل منها فی الوجود الوهمی ما حصره منها الزمان، و أما التی هی مع الزمان فلم تدخل بعد فی الوجود الماضی كما لم یدخل فی الوجود الماضی ما لم یزل موجودا إذ كان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 331
لا یحصره الزمان (ش، ته، 86، 7)- الزمان لیس بذی وضع (ش، ته، 160، 9)- الزمان عندهم (المتكلّمون) شی‌ء مقارن للحركات و الأجسام (ش، ف، 41، 16)- الزمان من الأعراض، و یعسر تصوّر حدوثه؛ و ذلك أن كل حادث فیجب أن یتقدّمه العدم بالزمان. فإن تقدّم عدم الشی‌ء علی الشی‌ء لا یتصوّر إلا من قبل الزمان (ش، م، 140، 12)- الزمان منه ماض و منه مستقبل (ش، سط، 68، 10)- الزمان متصل (ش، سط، 68، 13)- لیس یمكن أن نضع زمانا و لا نتوهّمه، فضلا عن أن نتصوّره إن لم نتصوّر حركة. و لذلك متی ما لم نشعر بالحركة أصلا لم نشعر بالزمان (ش، سط، 68، 22)- الزمان لیس هو حركة (ش، سط، 69، 8)- إن الزمان عارض للحركة، و إن الحركة مأخوذة فی حدّه علی جهة ما تؤخذ الموضوعات فی حدود أعراضها. فإنا لا نقدر أن نتصوّره خلوا من الحركة، و یمكن أن نتصوّر الحركة خلوا منه (ش، سط، 69، 19)- الزمان … یوجد تابعا لحركة النقلة، و النقلة یلحقها أن یوجد بعض أجزائها متقدّما و بعضها متأخّرا (ش، سط، 70، 3)- الزمان إنما یحدث عند قسمتنا الحركة بالآنات إلی المتقدّم و المتأخّر منها (ش، سط، 71، 5)- لیس الزمان شیئا غیر قسمة الحركة بالآنات إلی المتقدّم و المتأخّر (ش، سط، 71، 6)- الزمان هو ضرورة معدود و المتقدّم و المتأخّر الموجود فی الحركة، و المعدود هو جنسه، و المتقدّم و المتأخّر الموجود فی الحركة هو فصله (ش، سط، 71، 11)- یقول إسكندر لو لا وجود النفس لم یوجد أصلا زمان و لا حركة (ش، سط، 72، 10)- أزلیة الزمان أنه تابع لحركة أزلیة مستدیرة (ش، سط، 73، 4)- تصدق علی الزمان خواصّ الكم المتصل و هما الطویل و القصیر، و خواصّ المنفصل و هما القلیل و الكثیر (ش، سط، 73، 8)- لما كان الزمان عدد الحركة لحقه ضرورة أن تقدّر به الحركة و یقدّر بالحركة، لكن تقدیره الحركة هو شی‌ء له بالذات من جهة أنه عدد و تقدیر الحركة له بالعرض أی من جهة ما یعرض للمعدود أن یعدّ به العدد (ش، سط، 73، 14)- الزمان فی كل موضع واحد متصل (ش، سط، 73، 21)- كما أن الزمان یقدّر الحركة، كذلك الحركة قد یمكن أن تقدّر الزمان علی جهة ما شأنه أن یفعل الأشیاء المقدّرة بالأشیاء التی تقدّرها.
إلا أن الفرق بینهما أن ماهیة الزمان تقتضی بالذات تقدیر الحركة، و تقدیر الحركة لها عارض لحقیقتها (ش، سط، 76، 10)- الزمان یلزم فیه ضرورة … أن لا یأتلف من غیر منقسم (ش، سط، 95، 5)- الزمان لیس یوجد منه شی‌ء بالفعل و لا هو ذو وضع (ش، سط، 97، 2)- نهایة الزمان لیست بزمان (ش، سط، 97، 15)- العظم و الحركة و الزمان متساوقة، و أنه لیس یمكن أن یقطع متحرّك عظما غیر متناه فی زمان متناه، و لا یمكن أیضا أن یقطع متحرّك عظما متناهیا فی زمان غیر متناه إلا أن یكون ذلك العظم مستدیرا (ش، سط، 98، 3)- ینقسم الزمان بعدد انقسام العظم، إلا أنه فی الحركة المستویة ینقسم بأجزاء مستویة و فی غیر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 332
المستویة بأجزاء غیر متساویة، إلا أنها علی عدة أجزاء الزمان و ما تركّب عن عدة متناهیة فهو متناه (ش، سط، 98، 23)- أی جزء من الزمان وقعت فیه الحركة هو منقسم ضرورة و لیس یمكن فیه وجود أول بالطبع (ش، سط، 106، 2)- متی رفعنا الزمان لزم وجوده (ش، سط، 125، 19)- نسبة الزمان إلی الزمان هی نسبة القوة إلی القوة (ش، سم، 40، 13)- الزمان … لاحق من لواحق الحركة و الزمان لیس یمكن فیه أن یكوّنه و لا من هو فی غایة القحة، و ذلك أنّا متی أنزلناه متكوّنا فقد وجد بعد أن كان معدوما، و قد كان معدوما قبل أن یوجد (ش، ما، 137، 7)- الزمان موجود قبل أن یوجد (ش، ما، 137، 10)- إن كان الزمان متكوّنا فسیوجد آن مشار إلیه لم یكن قبله زمان ماض، و هو ممتنع أن یتخیّل آنا مشارا إلیه بالفعل و حاضرا لم یتقدّمه ماض فضلا أن یتصوّره هذا إذا تخیّل الزمان علی كنهه (ش، ما، 137، 11)- الزمان مطابق للحركة المطابقة للجسم القابل لانقسامات غیر متناهیة (ر، م، 180، 18)- الزمان لا یعقل عدمه إلّا إذا عقل حصول عدمه بعد وجوده و تلك البعدیة لا تتقرّر إلّا بالزمان (ر، م، 652، 6)- إنّ الزمان یصلح أن یوجد فیه جزء من أجزاء الحركة السریعة و الحركة لا تصلح لذلك، فإنّه یقال السریع هو الذی یقطع المسافة فی زمان أقصر و لا یصحّ أن یقال فی حركة أقصر (ر، م، 653، 18)- لیس مفهوم الزمان مجرّد التقدّم و التأخّر بل هو مقدار قابل للزیادة و النقصان یقتضی التقدّم و التأخّر لذاته (ر، م، 662، 6)- إنّ الزمان مقدار متّصل، و كل مقدار متّصل فإنّه یكون قابلا للتقسیمات الغیر المتناهیة (ر، م، 670، 20)- إنّ الزمان متّصل واحد، و المتّصل الواحد لا یمكن تعدیده إلّا بعد أن یتجزّی، و التجزئة إنّما تحصل بإحداث فصول فی ذلك المتّصل (ر، م، 675، 3)- الزمان یقدّر الحركة علی وجهین: أحدهما إنّه یجعلها ذات قدر، و ثانیهما إنّه یدلّ علی كمّیة قدرها. و الحركة تقدّر الزمان علی معنی أنّها تدلّ علی قدره بما یوجد فیه من المتقدّم و المتأخّر و بین الأمرین فرق (ر، م، 677، 16)- إنّ الزمان متعلّق فی جوهره بالحركة المستدیرة و یتقدّر به سائر الحركات الأینیة و الوضعیة، و بواسطتها تتقدّر الحركات فی الكیف و الكم لأنّ فیها أیضا تقدّما و تأخّرا (ر، م، 679، 3)- كل حادث فإنّ عدمه قبل وجوده و لیس كونه قبله هو نفس العدم، فإنّ العدم قد یكون قبل و بعد و القبل لا یكون بعد فتلك القبلیة صفة وجودیة. فلا بدّ من شی‌ء تكون تلك الصفة عارضة له، و الذی تكون القبلیة عارضة له هو الزمان. فقبل كل حادث زمان لا إلی بدایة (ر، ل، 92، 13)- الزمان غیر منقطع أولا و آخرا و هو من لواحق الحركة، فلا بدّ من حركة غیر منقطعة أولا و آخرا (ر، ل، 101، 1)- نسبة التغیّر إلی المتغیّر هو الزمان، و نسبته إلی الثابت هو الدهر، و نسبة الثابت إلی الثابت هو السرمد (ر، مح، 73، 7)- الزمان لا یقبل العدم الزمانی، لأنّ كل محدث
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 333
فعدمه سابق علی وجوده (ر، مح، 97، 11)- أمّا الزّمان؛ فعبارة عن تقدیر الحركات (سی، م، 87، 1)- إنّ الزمان قدیم، و یلزم منه قدم العالم (ط، ت، 97، 8)- أجزاء الزمان متماثلة فی الحقیقة و الأمثال، یجوز علی كل منها ما یجوز علی غیره و یمتنع علیه ما یمتنع علیه (ط، ت، 100، 3)- الزمان معدود من أقسام الكمّ (ط، ت، 102، 8)- الزمان أبدی، و یلزم منه أبدیة العالم. أمّا حقیّة الملزوم، فلأنّ الزمان لو فنی لكان عدمه بعد وجوده، بعدیّة لا یجامع فیها البعد القبل (ط، ت، 127، 5)

زمان بالفعل‌

- لا یمكن أن یكون زمان بالفعل لا نهایة له (ك، ر، 117، 1)

زمان حاضر

- الزمان الحاضر بالوضع لا بالطبع إذ كان لیس یمكن أن یوجد جزء من الزمان بالفعل (ش، سط، 68، 11)- الزمان الحاضر هو بالاصطلاح و الوضع لا بالطبع (ش، سط، 97، 1)

زمان الحركة

- یلزم أن تكون نسبة زمان الحركة إلی زمان الحركة نسبة القوة إلی القوة (ش، سط، 134، 19)

زمان الماضی‌

- الزمان الماضی و الوجود الماضی: فالمتكلّمون یرون أنه متناه، و هذا هو مذهب أفلاطون و شیعته. و أرسطو و فرقته یرون أنه غیر متناه كالحال فی المستقبل (ش، ف، 41، 19)

زمان محدود

- لكل زمان محدود نهایتان: نهایة أولی و نهایة آخرة (ك، ر، 122، 13)- كل زمان محدود فطرفاه آنان (ش، سط، 68، 13)

زمان المستقبل‌

- الزمان المستقبل غیر متناه، و كذلك الوجود المستقبل (ش، ف، 41، 17)

زمان منقسم‌

- كل زمان منقسم فیكون الآن علی هذا منقسما علی جهة ما ینقسم الزمان و یكون بعضه ماضیا و بعضه مستقبلا (ش، سط، 97، 10)

زمان واحد

- إنّ الزمان الواحد یجرّ إلی أكثر من واحد، إلی ما لا آخر لهما، و المكان الواحد متی شغل بالواحد عجز عن الثانی (تو، م، 173، 22)

زمان و عظم‌

- متی أنزلنا الزمان و العظم مؤلّفا مما لا ینقسم، لم یمكن أن ینقسم الأسرع الزمان الذی فیه یتحرّك الأبطأ مسافة ما بعینها بنصفین إذا فرضنا ذلك الزمان مؤلّفا من أزمنة غیر منقسمة عددها فرد، و من البیّن أن كل متحرّك بطی‌ء یمكن أن یوجد له متحرّك أسرع منه بالضعف (ش، سط، 96، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 334

زمان و مكان‌

- أمّ الزمان و المكان فهی المحتاج إلیها فی سائر أعمالك لا بدّ منها أردتها أو لم تردها هی لك شئت أم أبیت إلّا أنّه بقی علیك الاختیار لمحمودها من شریرها (جا، ر، 435، 6)- إنّ الكیفیّة و الكمّیة حاصرة للزمان و المكان، و الزمان و المكان حاصران للجوهر و الطبائع، و الطبائع أعلی من الجوهر و الجوهر دونها (جا، ر، 447، 1)

زنادقة

- الدهریون، و هم طائفة من الأقدمین جحدوا الصانع المدبّر، العالم القادر، و زعموا أنّ العالم لم یزل موجودا كذلك بنفسه بلا صانع، و لم یزل الحیوان من النطفة، و النطفة من الحیوان، كذلك كان و كذلك یكون أبدا.
و هؤلاء هم الزنادقة (غ، مض، 19، 7)

زهد

- مقصود الشرع إنما هو تعلیم العلم الحق و العمل الحق. و العلم الحق هو معرفة اللّه تبارك و تعالی و سائر الموجودات علی ما هی علیه، و بخاصة الشریفة منها، و معرفة السعادة الأخرویة و الشقاء الأخروی. و العمل الحق هو امتثال الأفعال التی تفید السعادة، و تجنب الأفعال التی تفید الشقاء. و المعرفة بهذه الأفعال هی التی تسمی" العلم العملی".
و هذه تنقسم قسمین: أحدهما أفعال ظاهرة بدنیة، و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الفقه"، و القسم الثانی أفعال نفسانیة، مثل الشكر و الصبر، و غیر ذلك من الأخلاق التی دعا إلیها الشرع أو نهی عنها. العلم بهذه هو الذی یسمّی" الزهد" و" علوم الآخرة" (ش، ف، 50، 5)

زوجیة

- إنّ الزوجیة و الفردیة لیستا من الأمور الذاتیة لأنّهما مقولتان علی الأعداد المختلفة بالنوعیة.
فلو كانتا ذاتیّتین لبعض ما یدخل فیهما لكانتا ذاتیّتین لكل ما یدخل فیهما إذ لا مزیة لبعضها علی البعض. و لو كان كذلك لكنا لا نعرف عددا إلّا و نعرف بالبداهة أنّه زوج أو فرد و لیس كذلك، فإنّ العدد الكثیر لا نعرف فردیّته أو زوجیّته إلّا بالتأمّل و النظر فعرفنا أنّه لیس واحد منهما ذاتیا لما تحته (ر، م، 429، 2)- المفهوم من الزوجیة الانقسام بمتساویین و من الفردیة اللاانقسام و هو أمر عدمی (ر، م، 429، 8)

زیادة

- الزیادة هی تباعد نهایات الجسم عن مركزه، و النقصان عكس ذلك (ص، ر 2، 10، 17)

زینة

- الجمال و البهاء و الزینة فی كل موجود هو أن یوجد وجوده الأفضل، و یحصل له كماله الأخیر. و إذا كان (الوجود) الأول وجوده أفضل الوجود، فجماله فائت لجمال كل ذی الجمال، و كذلك زینته و بهاؤه. ثم هذه كلها له فی جوهره و ذاته؛ و ذلك فی نفسه و بما یعقله من ذاته. و أما نحن، فإن جمالنا و زینتنا و بهاءنا هی لنا بأعراضنا، لا بذاتنا؛ و للأشیاء الخارجة عنا، لا فی جوهرنا (ف، أ، 35، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 335

س‌

سؤال‌

- القوّة الناطقة هی التی بها یدرك الإنسان آخر مثله علی ما هجس فی نفسه. و هی بالجملة إخبار أو سؤال أو أمر، و السؤال فهو اقتضاء إخبار، و الإخبار تعلیم، و السؤال تعلّم. و هذه القوة هی التی بها یعلم الإنسان أو یتعلّم (ج، ن، 146، 10)

سؤال بلم‌

- إن السؤال بلم قد یكون عن الصورة (ش، ت، 1035، 10)

سؤالات فلسفیة

- إنّ السؤالات الفلسفیة تسعة أنواع مثل تسعة آحاد: أولها هل هو، و الثانی ما هو، و الثالث كم هو، و الرابع كیف هو، و الخامس أی شی‌ء هو، و السادس أین هو، و السابع متی هو، و الثامن لم هو، و التاسع من هو (ص، ر 1، 199، 1)

ساكن‌

- المحرّك الأول الذی لا تتناهی قوته لیس بجسم و لا فی جسم و لیس بمتحرّك لأنّه أول و لا ساكن لأنّه لا یقبل الحركة. و الساكن هو عادم الحركة زمانا له أن یتحرّك فیه (س، ر، 18، 8)- إنّما یقال ساكن علی الحقیقة فیما شأنه أن یتحرّك فی الوقت الذی شأنه أن یتحرّك و علی الجهة التی شأنه أن یتحرّك. و أما سائر ما یقال علیه ساكن فبالعرض كما یقال فی الصوت إنه غیر مرئی، و فی الجواهر المفارقة إنها غیر متحرّكة، أو بنوع من الاستعارة كما یقال للعسیر الحركة إنه غیر متحرّك (ش، سط، 83، 9)- الساكن إنما یتصوّر سكونه فی زمان من حیث یتخیّل فیه الحركة و إلا لم یقدّره الزمان (ش، سط، 108، 16)- كل ساكن ففی زمان یسكن (ش، سط، 137، 7)

سالبة و موجبة

- لیس یمكن أن تجتمع السالبة و الموجبة فی الصدق علی الشی‌ء الواحد بعینه. و إذا لم یكن ذلك فبیّن أیضا أنه لیس یمكن أن یجتمع الضدّان فی شی‌ء واحد بعینه (ش، ت، 453، 4)

سالبتان‌

- إن السالبتین المجتمعتین من سلب الطرفین المتقابلین هما اللذان یدلّان علی شی‌ء متوسّط، أعنی علی طبیعة ثالثة. و لهذا المتوسّط طبع هو به ذو بعد محدود من الطرفین علی نحو ما تقتضیه طبیعة المتوسّطات (ش، ت، 1333، 9)

سبب‌

- السبب إذا لم یكن سببا ثم صار سببا فلسبب صار سببا و ینتهی إلی مبدأ یترتّب عنه أسباب الأشیاء علی ترتیب علمه فیها، فلم تجد فی عالم الكون طبعا حادثا أو اختیارا حادثا إلّا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 336
عن سبب و یرتقی إلی مسبّب الأسباب. و لا یجوز أن یكون الإنسان متبدیا فعلا من الأفعال من غیر استناد إلی الأسباب الخارجة التی لیست باختیاریة، و تستند تلك الأسباب إلی الترتیب و الترتیب یستند إلی التقدیر و التقدیر یستند إلی القضاء و القضاء ینبعث عن الأمر، و كل شی‌ء بقدر (ف، ف، 17، 2)- السبب هو كل ما یتعلّق به وجود الشی‌ء من غیر أن یكون وجود ذلك الشی‌ء داخلا فی وجوده أو متحقّقا به وجوده. فمنه سبب معدّ، و منه سبب موجب (س، ع، 51، 19)- إنّ السبب للشی‌ء لا یخلو إما أن یكون داخلا فی قوامه و جزءا من وجوده، أو لا یكون (س، شأ، 258، 1)- قد یجوز أن تكون ماهیّة الشی‌ء سببا لصفة من صفاته. و أن تكون صفة له، سببا لصفة أخری، مثل الفصل للخاصّة. و لكن لا یجوز أن تكون الصفة التی هی الوجود للشی‌ء، إنّما هی بسبب ماهیّته التی لیست هی الوجود، أو بسبب صفة أخری؛ لأن السبب متقدّم فی الوجود، و لا متقدّم بالوجود قبل الوجود (س، أ 2، 34، 1)- إن كان هاهنا سبب هذه حاله فی موجود موجود، أعنی أن تكون جمیع الأسباب من أجله فی موجود موجود، الّا تكون هذه الأسباب التی هی أواخر فی الكون متقدّمة فی الوجود غیر متناهیة (ش، ت، 32، 3)- السبب الذی هو الصورة بیّن وجوده … بیانین منطقیین: أحدهما الحدّ و الآخر السؤال بحرف لم (ش، ت، 1011، 12)- إن السبب الذی هو ماهیّة الشی‌ء و صورته أكثر ما یخفی إذا سئل عنه فی الأشیاء التی لا تحمل علی شی‌ء آخر و هی الجواهر، و ذلك یكون بحرف ما مثل أن یسأل ما هو الإنسان (ش، ت، 1012، 8)- الذی یكون لغیر علّة و لا سبب هو عن الاتفاق (ش، م، 201، 6)- السبب … هو الغایة (ش، سط، 41، 16)- أما السبب الذی هو الغایة فبیّن أیضا من أمره أنه لیس یمر إلی غیر نهایة. فإن هذا الوضع یعود برفعه لأنه إذا كانت الحركة و السعی إلی غیر نهایة و غیر نهایة طریق غیر منقض فلیس هاهنا شی‌ء یكون نحوه الحركة و السعی، فهو إذن عبث و باطل. و إنما لیس یمتنع هذا فی الأشیاء التی وجود الغایة فیها تابع للحركة، بل و فی الأشیاء التی لها غایات من حیث هی موجودة فقط، مما لیس شأنها أن تتغیّر و هی الأمور التی لیست فی هیولی (ش، ما، 131، 17)- السبب فی اللغة اسم لما یتوصّل به إلی المقصود، و فی الشریعة عبارة عمّا یكون طریقا للوصول إلی الحكم غیر مؤثّر فیه (جر، ت، 121، 17)

سبب اتفاقی‌

- السبب الاتفاقی یجوز أن یتأدّی إلی علّته الذاتیة و یجوز أن لا یتأدّی (ر، م، 529، 9)

سبب أول‌

- إنّ السبب الأوّل الذی وجوده فی جوهره لیس إنّما أفاض بوجود ما لا یمكن أن لا یوجد فقط بل بوجود ما یمكن أن لا یوجد حتی لا یبقی شی‌ء من أنحاء الوجود إلّا أعطاه (ف، سم، 57، 2)- إن السبب الأول نسبته إلی سائر الموجودات كنسبة ملك المدینة الفاضلة إلی سائر أجزائها.
فإن البریئة من المادة تقرب من الأول، و دونها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 337
الأجسام السماویة، و دون السماویة الأجسام الهیولانیة. و كل هذه تحتذی حذو السبب الأول و تؤمّه و تقتفیه؛ و یفعل ذلك كل موجود بحسب قوته (ف، أ، 100، 11)- السبب الأول … یفیض عنه كل وجود معلول بما هو وجود معلول (ب، م، 3، 1)

سبب بالذات‌

- كل ما هو بالعرض سبب بالذات عن سبب غیره و وجوده الحقیقی إنّما هو عن ذلك السبب الذی بالذات، و نسبته إلی هذا الذی بالعرض تالیة و لا حقة لنسبته إلی ذلك الذی بالذات مثاله البناء للبیت سبب بالذات و الشیخ و الشاب و الأبیض و الأسود و العجمی و العربی أسباب له بالعرض (بغ، م 1، 19، 2)

سبب تام‌

- السبب التامّ هو الذی یوجد المسبّب بوجوده فقط (جر، ت، 121، 19)

سبب الشی‌ء

- سبب الشی‌ء ما یفید ثبوت الشی‌ء، فالمفید للثبوت لا بدّ و أن یكون له تعیّن و خصوصیة (ر، م، 496، 3)

سبب غائی‌

- إن لم تكن هنا غایة أخیرة لم یكن هاهنا لشی‌ء من الأشیاء سبب غائی، لأنّا (ابن رشد) قد حدّدنا السبب الغائی فی واحد واحد من الأشیاء أنه السبب الأخیر (ش، ت، 32، 9)- هذا السبب أی الغائیّ هو بهذا النوع علّة أی من جهة ما یتحرّك إلیه ما یستكمل به لأن ما قبله یكون بسببه (ش، ت، 187، 2)

سبب غائی و صوری‌

- یظهر الأمر فی السبب الغائی و الصوری …
أن الأقصی منها یلزم أن یكون واحدا بالعدد (ش، ما، 133، 6)

سبب غیر تام‌

- السبب الغیر التامّ هو الذی یتوقّف وجود المسبّب علیه لكن لا یوجد المسبّب بوجوده فقط (جر، ت، 121، 20)

سبب و علّة

- السبب و العلة هما اسمان مترادفان، و هما یقالان علی الأسباب الأربعة التی هی المادة و الصورة و الفاعل و الغایة، و قد یقال علی التشبیه علی الأمور المنسوبة لهذه (ش، ما، 55، 8)

سبر و تقسیم‌

- السبر و التقسیم هو حصر الأوصاف فی الأصل و إلقاء بعض التیقّن الباقی للعلّة كما یقال علّة حرمة الخمر إمّا الإسكار أو كونه ماء العنب المجموع، و غیر الماء و غیر الإسكار لا یكون علّة بالطریق الذی یفید إبطال علّة الوصف فتیقّن الإسكار للعلّة (جر، ت، 121، 13)

سبیل تعلّم الفلسفة

- أمّا السبیل التی ینبغی أن یسلكها من أراد تعلّم الفلسفة- فهی القصد إلی الأعمال، و بلوغ الغایة. و القصد إلی الأعمال یكون بالعلم، و ذلك أن تمام العلم بالعمل، و بلوغ الغایة فی العلم لا یكون إلّا بمعرفة (الطبائع) لأنها أقرب إلی فهمنا، ثم بعد ذلك (الهندسة). و أمّا بلوغ الغایة فی العمل فیكون أولا- بإصلاح الإنسان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 338
نفسه، ثم بإصلاح غیره ممن فی منزله أو فی مدینته (ف، م، 13، 8)

سر

- السرّ اسم لأمر موجود قد ضرب دونه حجاب، و أغلق علیه باب، فعلیه من الكتمان و الطیّ و الخفاء و الستر مسحة من القدم، و هو مع ذلك موجود العین، ثابت الذات، محصل الجوهر (تو، م، 145، 21)

سر إلهی‌

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 10)

سرمد

- نسبة ما لیس فی الزمان ما لیس فی الزمان من جهة ما لیس فی الزمان الأولی به أن یسمّی السرمد (س، ع، 28، 17)- أمّا الموجود الذی لا یكون حركة و لا فی الحركة فهو لا یكون فی الزمان بل إن اعتبر ثباته مع المتغیّرات فتلك المعیّة هی الدهر، و إن اعتبر ثباته مع الأمور الثابتة فتلك المعیّة هی السرمد (ر، م، 679، 7)- نسبة التغیّر إلی المتغیّر هو الزمان، و نسبته إلی الثابت هو الدهر، و نسبة الثابت إلی الثابت هو السرمد (ر، مح، 73، 7)

سرمدی‌

- إن كل سرمدی فهو فعل محض، و كل ما هو فعل محض فلیس فیه قوة (ش، ت، 1568، 12)- السرمدیّ ما لا أوّل له و لا آخر (جر، ت، 123، 16)

سطح‌

- إنّ الجرم یتكثّر بأبعاده الثلاثة و نهایاته الست، و السطح ببعدیه، و نهایاته الأربع، و الخط ببعده و نهایتیه (ك، ر، 157، 13)- السطح یعتبر فیه أنه نهایة و یعتبر فیه أنه مقدار و لیس هو مقدار بالجهة التی هو بها نهایة (ف، ت، 11، 20)- الجسم لا یكون إلّا من سطوح متراكمة، و السطح لا یكون إلّا من خطوط متجاورة، و الخط لا یكون إلّا من نقط منتظمة (ص، ر 1، 33، 22)- كما أن السطح عبارة عن منقطع الجسم، فالخطّ عبارة عن طرف السطح و منقطعه (غ، م، 166، 21)

سطوح‌

- إن الجهة غیر المكان. و ذلك أن الجهة هی:
إما سطوح الجسم نفسه المحیطة به، و هی ستة، و بهذا نقول إن للحیوان فوق و أسفل، و یمینا و شمالا، و أمام و خلف؛ و إما سطوح الجسم نفسه فلیست بمكان للجسم نفسه أصلا. و أما سطوح الأجسام المحیطة به فهی له مكان، مثل سطوح الهواء المحیطة بالإنسان، و سطوح الفلك المحیطة بسطوح الهواء هی أیضا مكان للهواء. و هكذا الأفلاك بعضها محیط ببعض و مكان له. و أما سطح
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 339
الفلك الخارج فقد تبرهن أنه لیس خارجه جسم؛ لأنه لو كان كذلك لوجب أن یكون خارج هذا الجسم جسم آخر، و یمر الأمر إلی غیر نهایة. فإذن سطح آخر أجسام العالم لیس مكانا أصلا إذ لیس یمكن أن یوجد فیه جسم؛ لأن كل ما هو مكان یمكن أن یوجد فیه جسم (ش، م، 177، 9)

سعادات‌

- لما كانت السعادات إنما ننالها متی كانت لنا الأشیاء الجمیلة قنیة، و كانت الأشیاء الجمیلة إنما تصیر لنا قنیة بصناعة الفلسفة، فلازم ضرورة أن تكون الفلسفة هی التی بها ننال السعادة. فهذه هی التی تحصل لنا بجودة التمییز (ف، تن، 21، 4)- السعادات تتفاضل بثلاثة أنحاء: بالنوع و الكمیة و الكیفیة (ف، أ، 116، 3)

سعادة

- إنّ السعادة هی غایة ما یتشوقها كل إنسان، و إن كل من ینحو بسعی نحوها فإنما ینحوها علی أنها كمال ما فذلك ما لا یحتاج فی بیانه إلی قول إذ كان فی غایة الشهرة. و كل كمال غایة یتشوقها الإنسان فإنما یتشوقها إنها خیر ما فهو لا محالة مؤثّر (ف، تن، 2، 2)- السعادة من بین الخیرات أعظمها خیرا و من بین المؤثّرات أكمل كل غایة یسعی الإنسان نحوها (ف، تن، 2، 7)- إنّ السعادة لا تؤثّر لأجل ذاتها و لا تؤثّر فی وقت من الأوقات لأجل غیرها. فتبیّن من ذلك أن السعادة آثر الخیرات و أعظمها و أكملها (ف، تن، 3، 7)- إن جودة التمییز ربما وجد للإنسان باتفاق فإنه ربما یحصل للإنسان اعتقاد حق بالقصد و بالصناعة. و السعادة لیست تنال بجودة التمییز ما لم تكن بقصد و بصناعة و من حیث یشعر الإنسان بما یمیّز كیف یمیّز. و قد یمكن أن یكون للإنسان من حیث یشعر بها لكن فی أشیاء یسیرة و فی بعض الأزمان، و لا بهذا المقدار من جودة التمییز ینال السعادة لكن إنما ینال متی كانت جودة التمییز للإنسان و هو بحیث یشعر بما یمیّز كیف یمیّز و فی كل حین من زمان حیاته (ف، تن، 5، 6)- إنّ السعادة ضربان: سعادة یظنّ بها أنّها سعادة من غیر أن تكون كذلك، و سعادة هی فی الحقیقة سعادة- و هی التی تطلب لذاتها و لا تطلب فی وقت من الأوقات لینال بها غیرها، و سائر الأشیاء الأخر إنّما تطلب لتنال هذه، فإذا نیلت كفّ الطلب. و هذه لیست تكون فی هذه الحیاة بل فی الحیاة الآخرة التی تكون بعد هذه، و هی تسمّی السعادة القصوی (ف، م، 52، 10)- السّعادة هی الخیر علی الإطلاق. و كلّ ما ینفع فی أن تبلغ به السعادة و تنال به فهو أیضا خیر لا لأجل نفعه فی السّعادة (ف، سم، 72، 15)- بلوغ السعادة إنّما یكون بزوال الشرور عن المدن و عن الأمم، لیست الإرادیّة منها فقط بل و الطبیعیّة، و أن تحصل لها الخیرات كلّها الطبیعیّة و الإرادیّة (ف، سم، 84، 10)- السعادة، و هی أن تصیر نفس الإنسان من الكمال فی الوجود إلی حیث لا تحتاج فی قوامها إلی مادة، و ذلك أن تصیر فی جملة الأشیاء البریئة عن الأجسام، و فی جملة الجواهر المفارقة للمواد، و أن تبقی علی تلك الحال دائما أبدا. إلّا أن رتبتها تكون دون رتبة العقل الفعّال (ف، أ، 85، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 340
- السعادة هی الخیر المطلوب لذاته، و لیست تطلب أصلا و لا فی وقت من الأوقات لینال بها شی‌ء آخر، و لیس وراءها شی‌ء آخر یمكن أن یناله الإنسان أعظم منها (ف، أ، 86، 2)- إنّ السعادة نوعان: دنیویة، و أخرویة و السعادة الدنیویة هی أن یبقی كل شخص فی هذا العالم أطول ما یمكن علی أحسن حالاته و أكمل غایاته، و السعادة الأخرویة أن تبقی كل نفس بعد مفارقتها الجسد إلی أبد الآبدین علی أتمّ حالاتها و أكمل غایاتها (ص، ر 4، 51، 9)

سعادة أخرویة

- إنّ السعادة نوعان: دنیویة، و أخرویة. و السعادة الدنیویة هی أن یبقی كل شخص فی هذا العالم أطول ما یمكن علی أحسن حالاته و أكمل غایاته، و السعادة الأخرویة أن تبقی كل نفس بعد مفارقتها الجسد إلی أبد الآبدین علی أتمّ حالاتها و أكمل غایاتها (ص، ر 4، 51، 11)

سعادة دنیویة

- إنّ السعادة نوعان: دنیویة، و أخرویة. و السعادة الدنیویة هی أن یبقی كل شخص فی هذا العالم أطول ما یمكن أعلی أحسن حالاته و أكمل غایاته، و السعادة الأخرویة أن تبقی كل نفس بعد مفارقتها الجسد إلی أبد الآبدین علی أتمّ حالاتها و أكمل غایاتها (ص، ر 4، 51، 9)

سعادة قصوی‌

- السعادة القصوی و الحیاة الآخرة و هی أن یحصل للإنسان آخر شی‌ء یتجوهر به و أن یتحصّل له كماله الأخیر و هو أن یفعل آخر ما یتجوهر به فعل آخر ما یتجوهر به. و هذا معنی الحیاة الآخرة (ف، عق، 31، 6)- إنّ السعادة ضربان: سعادة یظنّ بها أنّها سعادة من غیر أن تكون كذلك، و سعادة هی فی الحقیقة سعادة- و هی التی تطلب لذاتها و لا تطلب فی وقت من الأوقات لینال بها غیرها، و سائر الأشیاء الأخر إنّما تطلب لتنال هذه، فإذا نیلت كفّ الطلب. و هذه لیست تكون فی هذه الحیاة بل فی الحیاة الآخرة التی تكون بعد هذه، و هی تسمّی السعادة القصوی (ف، م، 52، 15)- إن السعادة القصوی و هو النظر إلی العقل المفارق هو بقوة تحدث فی العقل النظری عند كماله شبیهة بالقوة التی تحدث عند النظر إلی الألوان لا بقوة من نوع القوی الفكریة التی تنال برویّة و فكرة، لأنه بیّن أنه لیس فی العقل منا فی أول الأمر إلّا هو و القوة (ش، ت، 1230، 3)

سفسطائی‌

- الفلسفة الحقیقیة تنفصل من الفلسفة الجدلیة بنوع العلم، فإن الفلسفة الحقیقیة تنظر فی الموجود نظرا برهانیا، و الجدلیة نظرا مشهورا؛ و أمّا (الفلسفة) السوفسطائیة فتنفصل بالغرض المقصود فی الحیاة، فإن السفسطائی قصده أن یظنّ به أنه فیلسوف من غیر أن یكون كذلك لینال كرامة بذلك أو غیرها من الخیرات الإنسانیة، و الفیلسوف قصده أن یعرف الحق فقط (ش، ت، 329، 14)- إن صناعة الفلسفة و الجدل تنفصل بنوع العلم لأن الجدلی یعلم ما یعلمه الفیلسوف، إلا أن أحدهما یعلم ما یعلم بالبرهان و الآخر بالشهرة؛ و أما السفسطائی فلیس عنده علم البتة و إنما عنده ما یوهم أنه علم و هو كذب (ش، ت، 330، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 341

سفسطة

- السفسطة، اسم المهنة التی بها یقدر الإنسان علی المغالطة و التمویه و التلبیس بالقول و الإیهام، إمّا فی نفسه أنه ذو حكمة و علم و فضل، أو فی غیره أنه ذو نقص، من غیر أن یكون كذلك فی الحقیقة، و إما فی رأی حق أنه لیس بحق، و فیما لیس بحق أنه حق. و هو مركّب فی الیونانیة من" سوفیا"، و هی الحكمة، و من" اسطس"، و هو المموّه، فمعناه حكمة مموّهة (ف، ح، 65، 4)

سفلیات‌

- السفلیات ناقصة و متغیّرة و هی بالقوة (غ، م، 276، 14)- السفلیات قابلة للتأثّر من السماویات (غ، م، 329، 24)

سكون‌

- إنّ السكون لیس عینا كالحركة و إنّما هو مفارقة المتحرّك للحركة (جا، ر، 525، 8)- أمّا عند الحسّ فالحركة أقدم، و أمّا عند العقل فالسكون أقدم (تو، م، 191، 13)- السكون عدم الحركة (تو، م، 191، 14)- السكون عند العقل عدم الحسّ، و الحركة عند الحسّ تأثیر العقل (تو، م، 191، 17)- إنّ الحركة هی صورة جعلتها النفس فی الجسم بعد الشكل، و إنّ السكون هو عدم تلك الصورة (ص، ر 2، 12، 15)- السكون هو عدم الحركة فیما من شأنه أن یتحرّك بأن یكون هو فی حال واحدة من الكم و الكیف و الأین و الوضع زمانا ما فیوجد علیه فی آنین (س، ح، 33، 6)- التقابل بینهما أعنی الحركة و السكون تقابل العدم و الملكة، فیكون السكون المطلق مقابلا للحركة المطلقة، و السكون المعیّن مقابلا للحركة المعیّنة (س، ن، 114، 23)- معنی السكون عدم الحركة، فإذا عدمت الحركة لم یطرأ سكون هو ضدّه بل هو عدم محض (غ، ت، 77، 3)- السكون … عدم الحركة فیما من شأنه أن یتحرّك من حیث یتحرّك، فإنّ الإنسان الساكن فی أینه یسخن و یبرد و هو ساكن فی حركته المكانیة و متحرّك بحركته الاستحالیة (بغ، م 1، 40، 7)- الحركة إنّما تكون فی زمان فالسكون أیضا فی زمان (بغ، م 1، 40، 11)- العدمیّات- كالسكون- أیضا أمر عقلیّ، فإنّ السكون إذا كان عبارة عن انتفاء الحركة فیما یتصوّر فیه الحركة، و الانتفاء لیس بأمر محقّق فی الأعیان و لكنّه فی الذهن معقول، و الإمكان أیضا أمر عقلیّ، فیلزم أن یكون الأعدام المقابلة كلّها أمورا عقلیّة (سه، ر، 70، 9)- و أعنی بالحركة هاهنا التغیّر و بالسكون عدم التغیّر (ش، سط، 37، 12)- السكون إنما هو عدم الحركة فیما شأنه أن یتحرّك و علی الجهة التی شأنه أن یتحرّك بها (ش، سط، 97، 21)- لیس بین السكون و الحركة وجود متوسط (ش، سط، 105، 4)- إنّ الحكماء اتّفقوا علی تخصیص اسم السكون بالأمر العدمی (ر، م، 594، 17)- إنّ السكون فی المكان مقابل للحركة منه و إلیه، فإنّ السكون لیس عدم حركة خاصة و إلّا كان المتحرّك إلی جهة ساكنا فی غیر تلك الجهة بل هو عدم كل حركة ممكنة له فی ذلك الحیّز (ر، م، 596، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 342
- السكون معنی عدمی (ر، م، 613، 9)- أمّا السّكون؛ فعبارة عن عدم الحركة فیما من شأنه أن یكون فیه أصل تلك الحركة (سی، م، 85، 4)

سكون حادث‌

- السكون الحادث یكون من قبل حركة متقدّمة علی حركته و محرّك أقدم من محرّكه (ش، سط، 124، 4)

سكون فی الخلاء

- إنّ السكون فی الخلاء محال؛ لأنّ السكون:
إمّا أن یكون بالطبع. أو بالقسر. فإن فرض سكون الجسم فی جزء من الخلاء بالطبع، فهو محال؛ لأنّ أجزاء الخلاء متشابهة لا اختلاف فیها. و إن فرض بالقسر، فإنّما یكون بالقسر، إذا كان له موضع آخر ملائم، علی خلاف ما هو فیه. و إذا انتفی الاختلاف، انتفی الافتراق فی حق الطبع. و القسر بعد الطبع (غ، م، 315، 19)

سلب‌

- الإیجاب هو إثبات صفة لموصوف، و السلب هو نفی صفة عن موصوف. و الذی یخصّ هذا التقابل الصدق و الكذب (ص، ر 1، 328، 10)- إن الواحد: إما أن یقابل الكثرة بالسلب و الإیجاب، أو بالملكة و العدم، لأن بین السلب و العدم فرقا و هو أن السلب نفی الشی‌ء المسلوب بإطلاق و العدم هو نفی عن طبیعة محدودة (ش، ت، 320، 16)- العدم و بالجملة السلب إنما یفهم بالإضافة إلی الوجود. فإن كان عندنا رأی ثابت فی العدم فسیكون عندنا رأی ثابت فی الوجود فلا تجتمع السالبة و العدم فی شی‌ء أصلا (ش، ت، 391، 8)- إن كان سلب كل واحد من الموجودات لیس یختلف فلیس السلب یصدق علیه الإیجاب، فالموجودات كلها واحد و لیس تختلف بنوع واحد من الأنواع، فیكون الموجود كله واحدا لا واحدا (ش، ت، 392، 15)- إن القول الصادق إما أن یكون ضرورة موجبا أو سالبا. و الإیجاب لیس شیئا أكثر من تركیب بعض الأشیاء مع بعض و السلب لیس شیئا أكثر من انفصالها. فإن كان هاهنا أشیاء لیس یمكن فیها أن تتركّب فالسلب فیها صادق أبدا (ش، ما، 111، 22)- السلب فالأمر فیه بیّن أنه لیس بینه و بین هذا النوع من العدم، أعنی المطلق، فرق (ش، ما، 126، 8)- السلب فالأمر فیه بیّن أنه لیس بینه و بین هذا النوع من العدم، أعنی المطلق، فرق (ش، ما، 126، 8)- السلب انتزاع النسبة (جر، ت، 126، 15)

سلب لما هو بذاته‌

- السلب المقیّد الذی تسلب به الأشیاء بعضها عن بعض هو كالسلب لما هو بذاته أی معدوم (ش، ت، 392، 10)

سلب مخصوص‌

- السلب المخصوص یتوقّف تعقّله علی تعقّل مطلق السلب (ر، م، 14، 13)

سلب مقیّد

- السلب المقیّد الذی تسلب به الأشیاء بعضها عن بعض هو كالسلب لما هو بذاته أی معدوم (ش، ت، 392، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 343

سلب و إیجاب‌

- إنّ الإیجاب و السلب تارة یكون حكما حتما، و تارة شرطا و استثناء، فالإیجاب الحتم مثل قولك الشمس فوق الأرض و هو نهار، و الشرط مثل قولك إن كانت الشمس فوق الأرض فهو نهار. و كذلك حكم السلب مثله مثال ذلك لیست الشمس فوق الأرض و لا هو نهار.
و الشرط و الاستثناء مثل قولك إن كانت الشمس لیست فوق الأرض فلیس هو نهارا (ص، ر 1، 332، 12)- إنّ السلب و الإیجاب هما حكمان متناقضان فی اللفظ و المعنی جمیعا لا یجتمعان فی الصدق و الكذب فی صفة واحدة فی زمان واحد من جهة واحدة فی إضافة واحدة لأنّه رفع الشی‌ء الذی أوجب من الشی‌ء الذی أوجبته له علی النحو الذی أوجبته له فی الوقت الذی أوجبته له من الوجه الذی أوجبته له. و متی نقصت من هذه الشرائط واحدة جاز اجتماعها علی الصدق و الكذب جمیعا. مثال ذلك قولك بعض الناس كاتب و بعض الناس لیس بكاتب، و فی الصبی أنّه كاتب بالقوة لیس بكاتب بالفعل (ص، ر 1، 333، 18)- إنّ السلب و الإیجاب نوعان: كلیة و جزئیة.
فالكلیة الموجبة مثل قولك كل نار حارّة، و سالبتها لیس شی‌ء من النیران حارّة (ص، ر 1، 334، 14)

سلسلة

- كل سلسلة مترتّبة من علل و معلولات- كانت متناهیة، أو غیر متناهیة- فقد ظهر أنّها إذا لم یكن فیها إلّا معلول، احتاجت إلی علّة خارجة عنها، لكنّها تتّصل بها لا محالة طرفا. و ظهر أنّه إن كان فیها ما لیس بمعلول، فهو طرف و نهایة. فكل سلسلة تنتهی إلی واجب الوجود بذاته (س، أ 2، 27، 3)

سماء

- معنی السماء فی لغة العرب هو كل ما علی الرؤوس (ص، ر 2، 54، 16)- إنّ السماء كرة متحرّكة علی قطبین كأنهما ثابتان، و كرة السماء متشابهة الأجزاء، فإنّها بسیطة، لا سیّما الفلك الأعلی الذی هو التاسع فإنّه غیر مكوكب أصلا، و هو متحرّك علی قطبین شمالی و جنوبی (غ، ت، 51، 6)- للسماء طبیعة موجودة خاصّة بها غیر التی للكائنة الفاسدة إذ كانت السماء موجودة دائما أی فی جمیع الأزمنة الثّلاثة الماضی و الحاضر و المستقبل و الأمور الكائنة الفاسدة متغیّرة (ش، ت، 108، 12)- إن السماء لها عنصر مكانی و لیس لها عنصر الكائنات الفاسدات، و لذلك ما نری أن السماء لیست مركّبة من مادة هی بالقوة و صورة بالفعل كالحال فی الكائنات الفاسدات (ش، ت، 1032، 12)- إن السماء واحدة (ش، ت، 1684، 4)- إذا كان المحرّك واحدا بالعدد فبیّن أن المتحرّك الأول عنه إن كان یتحرّك حركة دائمة متصلة إنه واحد أیضا بالعدد. و إن كانت هذه هی صفة السماء … فالسماء واحدة بالعدد أعنی من قبل أنها تتحرّك حركة واحدة متصلة دائمة عن محرّك واحد بالعدد و الحدّ (ش، ت، 1686، 14)- یری أرسطو أن للسماء یمینا و شمالا، و أماما و خلفا، و فوقا و أسفل. فاختلاف الأجرام السماویة فی جهات الحركات هو لاختلافها فی النوع، و هو شی‌ء یخصّها، أعنی أنها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 344
تختلف أنواعها باختلاف جهات حركاتها (ش، ته، 50، 22)- السماء لو كانت تفسد لفسدت: إما إلی الأسطقسّات التی تركّبت منها، و إما إلی صورة أخری بأن تخلع صورتها و تقبل صورة أخری كما یعرض لصور البسائط بأن یتكوّن بعضها من بعض؛ أعنی الأسطقسّات الأربعة.
و لو فسدت إلی الأسطقسّات لكانت جزءا من عالم آخر، لأنه لا یصح أن تكون من الأسطقسّات المحصورة فیها، لأن هذه الأسطقسّات هی جزء لا مقدار له بالإضافة إلیها بل نسبته منها نسبة النقطة من الدائرة. و لو خلعت صورتها و قبلت صورة أخری لكان هاهنا جسم سادس مضاد لها لیس هو لا سماء، و لا أرضا، و لا ماء، و لا هواء، و لا نارا، و ذلك كله مستحیل (ش، ته، 88، 22)- أكثر ما تطلق الحكماء اسم الطبیعة علی كل قوة تفعل فعلا عقلیّا أی جاریا مجری الترتیب و النظام الذی فی الأشیاء العقلیة، لكن نزّهوا السماء عن مثل هذه القوة لكونها عندهم هی التی تعطی هذه القوة المدبّرة فی جمیع الموجودات (ش، ته، 266، 17)- السماء ذات عقل … المحرّك لها هو عقل بری‌ء من المادة لزم أن لا یحرّك إلا من جهة ما هو معقول و متصوّر. و إذا كان ذلك كذلك فالمتحرّك عنه عاقل و متصوّر ضرورة، و قد یظهر ذلك أیضا من أن حركتها شرط فی وجود ما هاهنا من الموجودات أو حفظها و لیس یمكن أن یكون ذلك عن الاتفاق (ش، ته، 270، 15)- ظهر بالاستقراء أن جمیع ما یظهر فی السماء هو لموضع حكمة غائیة و سبب من الأسباب الغائیة، فإنه إن كان الأمر فی الحیوان و الإنسان نحو من عشرة آلاف حكمة فی زمان قدره ألف سنة، فلا یبعد أن یظهر فی آباد السنین الطویلة كثیر من الحكمة التی فی الأجرام السماویة.
و قد نجد الأوائل رمزوا فی ذلك رموزا یعلم تأویلها الحكماء الراسخون فی العلم، و هم الحكماء المحققون (ش، ته، 276، 19)- توجد للسماء الجهات الست … أعنی الفوق و الأسفل و الیمین و الیسار و الأمام و الخلف (ش، سم، 56، 7)

سماء أولی‌

- یفیض من (الموجود) الأول وجود الثانی؛ فهذا الثانی هو أیضا جوهر غیر متجسّم أصلا، و لا هو فی مادة. فهو یعقل ذاته و یعقل الأول، و لیس ما یعقل من ذاته هو شی‌ء غیر ذاته. فیما یعقل من الأول یلزم عنه وجود ثالث؛ و بما هو متجوهر بذاته التی تخصّه یلزم عنه وجود السماء الأولی. و الثالث أیضا وجوده لا فی مادة، و هو بجوهره عقل. و هو یعقل ذاته و یعقل الأول. فبما یتجوهر به من ذاته التی تخصه یلزم عنه وجود كرة الكواكب الثابتة؛ و بما یعقله من الأول یلزم عنه وجود رابع (ف، أ، 44، 6)- إن السماء الأولی مؤبدة و إن بها تتمّ سائر حركات الأجرام السماویة (ش، ت، 1587، 8)- یحرّك … المحرّك الأول إذ كان غیر متحرّك المتحرّك الأول عنه كما یحرّك المحبوب المحبّ له من غیر أن یتحرّك المحبوب. و هو یحرّك ما دون المتحرّك الأول عنه بوساطة المتحرّك الأول أو یعنی (أرسطو) بالمتحرّك الأول عنه الجرم السماوی، و بسائر المتحرّكات ما دون الجرم الأول و هو سائر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 345
الأفلاك و التی فی الكون و الفساد. و ذلك أن السماء الأولی تتحرّك عن هذا المحرّك بالشوق إلیه، أعنی لأن تتشبّه به بقدر ما فی طاقتها كما یتحرّك المحبّ إلی التشبّه بمحبوبه، و تتحرّك سائر الأجرام السماویة علی جهة الشوق لحركة الجرم الأول (ش، ت، 1606، 13)

سمات‌

- إنّ الحروف المفردة إذا ألّفت صارت ألفاظا، و إنّ الألفاظ إذا ضمنت المعانی صارت سمات، و إنّ السمات إذا ترادفت صارت كلاما مفیدا (ص، ر 1، 331، 10)

سماع طبیعی‌

- غرض هذا الكتاب المترجم بالسماع الطبیعی هو النظر فی الأسباب العامة الأول لما یوجد بالطبیعة من جهة ما هو موجود بالطبیعة، و فی اللواحق العامة لهذه الأسباب، و أنه یجب أن یوضع أولا لهذا النحو من النظر أن هاهنا أسبابا أربعة تتقوّم بها الموجودات الطبیعیة علی جهة ما یوضع موضع الصناعة للصناعة (ش، سط، 31، 20)- ننظر فی هذا العلم السماع الطبیعی فی صور الأشیاء المتحرّكة و الغایات الموجودة لها من حیث هی متحرّكة، كالفحص عن الغایة القصوی للإنسان بما هو موجود هیولانی (ش، سط، 32، 13)

سماویات‌

- كل واحد من العقول الفعّالة شرف مما یلیه.
و جمیع العقول الفعّالة أشرف من الأمور المادیة ثم السماویات من جهلة المادیّات أشرف من عالم الطبیعة. و نرید بالأشراف هاهنا ما هو أقدم فی ذاته و لا یصحّ وجود تالیه إلّا بعد وجود مقدّمه (ف، ت، 3، 1)- السماویات لا تقبل الانخراق، و لا الفساد، و لا الحركة المستقیمة، و لا تخلو عن الحركة المستدیرة، و أنّها كثیرة و طباعها مختلفة، و لها نفوس تتصوّر و تتحرّك بالإرادة (غ، م، 318، 7)

سمع‌

- السمع جوبة یتموّج فیه الهواء المنقلب عن متصاكّین علی شكله فیستمع (ف، ف، 11، 16)- أمّا السمع: فإنّه قوة مودعة فی عصبة مفروشة فی أقصی الصماخ ممدودة علیه مدّ الجلد علی الطبل و هی تدرك الصوت (غ، م، 351، 4)- السمع … هذه القوة هی القوة التی شأنها أن تستكمل معانی الآثار الحادثة فی الهواء من مقارعة الأجسام بعضها بعضا المسمّاة أصواتا (ش، ن، 53، 16)- أما الذی عنه یكون (السمع) فهی مقارعة الأجسام بعضها بعضا، لكن لیس عن أی جسم اتفق یحدث الصوت و لا بأی نوع اتفق، بل یحتاج فی أن یكون القارع و المقروع كلاهما صلدان، و أن تكون حركة القارع إلی المقروع أسرع من تشذّب الهواء (ش، ن، 53، 21)

سماوات‌

- إنّ السماوات قد دلّت المشاهدة علی كریّتها فلا بدّ و أن تكون طباعها مختلفة، و أن لا تكون من نوع واحد (غ، م، 283، 18)- الفلاسفة تزعم أن من الموجودات ما فصولها الجوهریة فی الحركة كالریاح و غیر ذلك، و إنما السماوات و ما دونها هی من هذا الجنس من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 346
الموجودات التی وجودها فی الحركة، و إذا كان ذلك كذلك فهی فی حدوث دائم لم یزل و لا یزال (ش، ته، 107، 17)- الأشیاء التی تسمّی حیة عالمة هی الأشیاء المتحرّكة من ذاتها بحركات محدودة نحو أغراض و أفعال محدودة تتولّد عنها أفعال محدودة، و لذلك قال المتكلمون: إن كل فعل فإنما یصدر عن حی عالم، فإذا حصل له هذا الأصل و هو أن كل ما یتحرّك حركات محدودة فیلزم عنها أفعال محدودة منتظمة فهو حیوان عالم، و أضاف إلی ذلك ما هو مشاهد بالحس، و هو أن السماوات تتحرّك من ذاتها حركات محدودة یلزم عن ذلك فی الموجودات التی دونها أفعال محدودة و نظام و ترتیب به قوام ما دونها من الموجودات تولد أصل ثالث لا شك فیه، و هو أن السماوات أجسام حیّة مدركة (ش، ته، 117، 17)

سنّة

- الملّة و الدین یكاد یكونان اسمین مترادفین، و كذلك الشریعة و السنّة، فإنّ هذین إنّما یدلّان و یقعان عند الأكثر علی الأفعال المقدّرة من جزأی الملّة. و قد یمكن أن تسمّی الآراء المقدّرة أیضا شریعة، فیكون الشریعة و الملّة و الدین أسماء مترادفة (ف، م، 46، 11)

سنخ‌

- إن أحد ما یقال علیه الجوهر هو العنصر و الجوهر یقال بنوع ثان علی ما یدل علیه الحدّ و هو الصورة، و الكلمة أراد بها (أرسطو) الحدّ، و السنخ أراد به الصورة التی بها صار هذا الشی‌ء موجودا بالفعل … إن الجوهر الذی هو السنخ و الصورة هو بالحدّ مفارق للعنصر لا بالوجود إذ كان لا یمكن فی الصورة أن تفارق العنصر … و الجوهر الثالث هو المجموع من العنصر و الصورة و هو الذی تبیّن من أمره أن الكون و الفساد إنما یوجد له وحده … إنه مفارق بالحدّ و الوجود و لذلك قال بنوع مبسوط أی بإطلاق (ش، ت، 1028، 16)

سوالب عدمیة

- إن السوالب العدمیة التی تسلب الأطراف المتقابلة لیس لما تدل علیه طبیعة واحدة، مثل قولنا لا أكبر و لا أصغر، و قولنا لا أبیض و لا أسود، أعنی أن یوضع لهما اسمان (ش، ت، 1331، 11)

سور الأقاویل‌

- سور الأقاویل نوعان: كلّی و جزئی. فالسور الكلّی مثل قولك كل إنسان حیوان فهذه صدق و ظاهر بیّن لأنّ علیه سورا كلیّا و الكذب الظاهر البیّن مثل قول القائل لیس واحد من الناس حیوانا فكذب ظاهر لأنّ علیه سورا كلیّا؛ و أما السور الجزئی فمثل قولك بعض الناس كاتب و بعض الناس لیس بكاتب و الصدق فیهما ظاهر بیّن لأنّ علیهما سورا جزئیّا (ص، ر 1، 332، 21)

سور جزئی‌

- سور الأقاویل نوعان: كلّی و جزئی. فالسور الكلّی مثل قولك كل إنسان حیوان فهذه صدق و ظاهر بیّن لأنّ علیه سورا كلیّا و الكذب الظاهر البیّن مثل قولك القائل لیس واحد من الناس حیوانا فكذب ظاهر لأنّ علیه سورا كلیّا؛ و أما السور الجزئی فمثل قولك بعض الناس كاتب
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 347
و بعض الناس لیس بكاتب و الصدق فیهما ظاهر بیّن لأنّ علیهما سورا جزئیّا (ص، ر 1، 332، 24)

سور كلی‌

- سور الأقاویل نوعان: كلّی و جزئی. فالسور الكلّی مثل قولك كل إنسان حیوان فهذه صدق و ظاهر بیّن لأنّ علیه سورا كلیّا و الكذب الظاهر البیّن مثل قول القائل لیس واحد من الناس حیوانا فكذب ظاهر لأنّ علیه سورا كلیّا؛ و أما السور الجزئی فمثل قولك بعض الناس كاتب و بعض الناس لیس بكاتب و الصدق فیهما ظاهر بیّن لأنّ علیهما سورا جزئیّا (ص، ر 1، 332، 21)

سوفسطائی‌

- كل من له قدرة علی التمویه و المغالطة بالقول فی أی شی‌ء كان، سمّی بهذا الاسم، و قیل إنّه سوفسطائی (ف، ح، 65، 10)

سوفسطائیة

- السوفسطائیّة فهی تنحو نحو الجدل فیما تفعله.
فما یفعله الجدل علی الحقیقة تفعله السوفسطائیّة بتمویه و مغالطة. و هی أحری أن لا تكون صناعة تصحّح بها الآراء فی الأمور، فإن استعملها مستعمل حصل من الآراء فی الأمور علی آراء أهل الحیرة أو علی مثال آراء فروطاغورس. و مخاطباتها سؤال ب" هل" و جواب عن" هل"، اللهمّ إلّا حیث تتشبّه بالفلسفة و تقول عن ذاتها و تموّه و توهم أنّها فلسفة (ف، حر، 210، 16)- أمّا السوفسطائیّة فإنّها تستعمل السؤال بحرف" هل" فی ثلاثة أمكنة: أحدها عند التشكیك السوفسطائیّ، فإنّه یسأل بالمتقابلین و بما هو فی الظاهر و المغالطة متقابلین، و یلتمس إلزام المحال من كلّ واحد منهما. و الثانی عند ما تتشبّه بصناعة الجدل أو تغالط و توهم أنّ صناعتها هی صناعة الارتیاض. فیستعمل السؤال بحرف" هل" عند تسلّم الوضع و یستعمله أیضا عند ما یلتمس تسلّم المقدّمات التی یبطل بها علی المجیب الوضع الذی تضمّن حفظه. غیر أن ما تفعله صناعة الجدل فیما هو فی الحقیقة مشهور تفعله السوفسطائیّة فیما هو فی الظنّ و الظاهر و التمویه أنّه مشهور من غیر أن یكون فی الحقیقة كذلك. و الثالث عند ما تتشبّه بالفلسفة و توهم أنّها هی صناعة الفلسفة (ف، حر، 224، 8)

سیاسة مدنیة

- السیاسیة المدنیة هی تدبیر المنزل أو المدینة بما یجب بمقتضی الأخلاق و الحكمة لیحمل الجمهور علی منهاج یكون فیه حفظ النوع و بقاؤه (خ، م، 30، 12)

سیاسیات‌

- البرهانیات موكولة إلی أصحاب الأذهان الصافیة و العقول المستقیمة، و السیاسیات موكولة إلی ذوی الآراء السدیدة؛ و الشرعیات موكولة إلی ذوی الإلهامات الروحانیة. و أعمّ هذه كلّها الشرعیات، و ألفاظها خارجة عن مقادیر عقول المخاطبین. و لذلك لا یؤاخذون بما لا یطیقون تصوره (ف، ج، 103، 25)

سیّال‌

- إن الذی یبقی زمانین أحری بالبقاء من الذی لا یبقی زمانین، لأن الذی لا یبقی زمانین وجوده
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 348
فی الآن و هو السیّال، و الذی یبقی زمانین وجوده ثابت، و كیف یكون السیّال شرطا فی وجود الثابت؟ أو كیف یكون ما هو باق بالنوع شرطا فی بقاء ما هو باق بالشخص؟ (ش، ته، 94، 23)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 349

ش‌

شاك‌

- إنّ المقرّ بلسانه و المنكر بقلبه یكون شاكّا مرتبا متحیّرا دهشا و هذه كلها آلام للقلوب و عذاب للنفوس (ص، ر 1، 269، 9)

شبیه‌

- الشبیه یقابله لا شبیه (ش، ت، 321، 8)- إذا تبیّن أن الغیر یقابل الهو هو، و الهو هو یقال علی أنحاء كثیرة، فبیّن أیضا أن الغیر یقال علی أنحاء كثیرة، و كذلك إذا كان الشبیه یقال علی أنحاء كثیرة فبیّن أن غیر المشابه یقال علی عدّتها (ش، ت، 1294، 8)- الشبیه ینقل إلی شبیهه (ش، سم، 83، 7)- الشبیه یقال علی وجوه: أحدها علی السطوح التی زوایاها متساویة و أضلاعها متناسبة، و یقال علی أجسام متشابهة إذ كانت ذوات أشكال متشابهة و هی التی سطوحها متساویة بالعدد و متشابهة الأشكال، و یقال علی التی صور انفعالاتها واحد كأحمرین متساویین فی الحمرة، و قد یقال أیضا علی ما أحدهما أقل انفعالا كأحمرین أحدهما أشد حرمة، و قد یقال علی الأشیاء التی تشترك فی أكثر بالصفات كقولنا إن القصدیر یشبه الفضة أو الرصاص (ش، ما، 49، 2)

شجاعة

- إنّ الشجاعة خلق جمیل و تحصل بتوسّط فی الإقدام علی الأشیاء المفزعة و الإحجام عنها و الزیادة فی الإقدام علیها تكسب التهوّر و النقصان من الإقدام یكسب الجبن و هو خلق قبیح (ف، تن، 11، 7)

شخص‌

- الجنس و الصورة و الشخص و الفصل جوهریة؛ و الخاصّة و العرض العام عرضیة: إمّا كلّا و إمّا جزءا، و إمّا مجتمعا و إما مفترقا (ك، ر، 126، 11)- الشخص إمّا أن یكون: طبیعیّا كالحیوان أو النبت و ما أشبه ذلك، و إمّا صناعیّا كالبیت و ما أشبه ذلك، فإنّ البیت متّصل بالطبع، و تركیبه متّصل بعرض، أعنی بالمهنة؛ فهو واحد بالطبع، و تركیبه واحد بالمهنة، لأنّه إنّما صار واحدا بالاتحاد العرضی، فأمّا البیت عینه فبالاتحاد الطبیعی (ك، ر، 126، 18)- الشخص إنّما هو واحد من جهة الوضع، لأنّ كل شخص فمنقسم، فهو إذن لیس واحدا بالذات، فالوحدة الشخصیة مفارقة للشخص، فهو غیر واحد الذات، فالوحدة التی فیه- التی هی بالوضع- لا ذاتیة فیه، فلیست إذن وحدة له بالحقیقة (ك، ر، 128، 11)- الشخص كل لفظة یشار بها إلی موجود مفرد عن غیره من الموجودات مدرك بإحدی الحواس، مثل قولك هذا الرجل و هذه الدابة و هذه الشجرة و ذا الحائط و ذاك الحجر و ما شاكل هذه الألفاظ المشار بها إلی شی‌ء واحد بعینه (ص، ر 1، 313، 21)- إذا عدم الجنس عدم جمیع أنواعه معه، و إذا عدم النوع عدم جمیع أشخاصه معه. و لیس من الضروری إذا وجد الشخص وجد النوع كلها و لا إذا وجد النوع وجد الجنس كله (ص، ر 1،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 350
321، 2)- إن قیل ما الشخص؟ فیقال كل جملة یشار إلیها دون غیرها ممیّزة من غیرها بالأفعال و الصور (ص، ر 3، 361، 6)- إنّ الشخص لیس بمضادّ للكلّی بل هو غیره بوجه ما (ج، ن، 144، 3)- الشخص قد یكون حیوانا بالقوة و حیوانا بالفعل (ج، ر، 160، 6)- یلزم أن یكون الشخص له طبیعة كلّیة و یكون مركّبا من طبائع كلّیة مثل النوع بعینه (ش، ت، 128، 10)- أما الشخص المجتمع من المادة و الصورة المشار إلیه مثل هذه الدائرة أو شی‌ء من الجزئیات و هی التی فی عنصر مشار إلیه إما محسوس و إما مدرك بالعقل وجوده فی المحسوس مثل الأشخاص التی فی التعالیم فإنه لیس لهذه حدّ … و المعروفة بالحدّ لا یتبدّل جوهرها من قبل أنه لا یتبدّل علمها فهی غیر الأشخاص (ش، ت، 912، 16)- إن صور أشخاص الجوهر هی جوهر، و إنه لیس فی الشخص جوهر إلّا المادة و الصورة الجزئیة التی تركّب منهما (ش، ت، 960، 7)- الكلّی هو إدراك المعنی العام مجرّدا من الهیولی، و إدراك الشخص هو إدراك المعنی فی الهیولی (ش، ن، 83، 17)- أما كون الصورة فاسدة و متكوّنة و بالجملة متغیّرة فإنما ذلك لها من حیث هی جزء من الكائن الفاسد بالذات و هو الشخص الذی هو مجموع المادة و الصورة لا بما هی صورة (ش، ما، 74، 13)- المكوّن للشخص إنما هو شخص إذا كان الذی یغیّر العنصر هو الشخص (ش، ما، 75، 4)- الصور الطبیعیة هی كائنة فاسدة لا بالذات بل من قبل أنها جزء من كائن فاسد بالذات، و هو الشخص (ش، ما، 88، 2)- الشخص إنما هو فاعله شخص آخر مثله بالنوع أو شبیه (ش، ما، 135، 10)- إنّ الكلّی محتاج إلی الشخص إذ لو لا الشخص لما كان للكلّی وجود و الشخص غنیّ عن الكلّی. فإنّ الكلّی هو المقول علی كثیرین و لو احتاج الشخص إلی الكلّی لاحتاج الشخص إلی شخص آخر یكون معه لیكون الكلّی مقولا علیهما (ر، م، 148، 1)- لكل شخص حقیقة و شخصیة، و تلك الشخصیة زائدة أبدا علی الماهیة (ر، م، 342، 15)- الذاتی لكلّ شی‌ء ما یخصّه و یمیّزه عن جمیع ما عداه. و قیل ذات الشی‌ء نفسه و عینه و هو لا یخلو عن العرض. و الفرق بین الذات و الشخص أنّ الذات أعمّ من الشخص لأنّ الذات یطلق علی الجسم و غیره و الشخص لا یطلق إلّا علی الجسم (جر، ت، 112، 4)

شخص الجوهر

- الجوهر یقال أولا علی الذی لا یقال علی شی‌ء و لا فی شی‌ء و تقال علیه سائر الأشیاء. و هو الذی یسمّی شخص الجوهر و یسمّیه (أرسطو) فی" كتاب المقولات" الجوهر الأول؛ و یحتمل أن یرید" بعلی" معنی فیه. و علی هذا یشتمل هذا القول علی الجواهر الأول و الثوانی و هی كلّیات الجواهر (ش، ت، 565، 2)- الدلیل علی أن معرفتنا شخص الجوهر بما هو أعرف من معرفتنا إیّاه بكیف هو و كم هو أنّا لا نری أنّا قد عرفنا كل واحد من أعراضه حتی نعرف من ذلك العرض ما هو إما أنه كیفیة أو كمیة. و إنما كان الجوهر متقدّما بالزمان لأنه إن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 351
كان العرض متأخّرا حدوثه عن الجسم الذی هو فیه فبیّن أن ذلك الجسم متقدّم علیه فی الزمان، و إن كان من الأعراض الغیر مفارقة للشی‌ء الذی یحدث فیه فإن الجوهر الموضوع لیكون ذلك الشی‌ء هو متقدّم علی ذلك الشی‌ء و علی الأعراض اللازمة له. مثال ذلك أن الموضوع الذی تتكوّن منه النار متقدّم علی صورة النار و علی حرارتها (ش، ت، 756، 4)- إن التغیّر بالجملة و أولا صنفان: أحدهما ما یقال فیه إنه یكون كذا و صار كذا و تغیّر كذا و بالجملة. فما یقال فی موضوع و هو شخص العرض و الآخر ما یقال فیه إنه متغیّر و متكوّن بإطلاق و هو شخص الجوهر. فأما الأول فظاهر افتقاره إلی الموضوع الذی یجری منه مجری الهیولی؛ و أما شخص الجوهر فقد تبیّن أیضا عند التأمل افتقاره إلی الموضوع لأنه لیس یكون شی‌ء من لا شی‌ء علی الإطلاق یعمّ و لا بد من أی شی‌ء اتفق فضلا عن أن یكون من لا شی‌ء علی الإطلاق (ش، سط، 33، 3)

شخص روحانی‌

- إنّ كل قائم بالحقّ و ناطق به فهو شخص روحانیّ لا سیّما إن كان مبتدئا بالعلم و الفضائل من ذاته و أوّل خلقته (جا، ر، 508، 3)

شخص العرض‌

- إن التغیّر بالجملة و أولا صنفان: أحدهما ما یقال فیه إنه یكون كذا و صار كذا و تغیّر كذا و بالجملة. فما یقال فی موضوع و هو شخص العرض و الآخر ما یقال فیه إنه متغیّر و متكوّن بإطلاق و هو شخص الجوهر. فأما الأول فظاهر افتقاره إلی الموضوع الذی یجری منه مجری الهیولی؛ و أما شخص الجوهر فقد تبیّن أیضا عند التأمل افتقاره إلی الموضوع لأنه لیس یكون شی‌ء من لا شی‌ء علی الإطلاق یعمّ و لا بد من أی شی‌ء اتفق فضلا عن أن یكون من لا شی‌ء علی الإطلاق (ش، سط، 33، 2)

شخص محسوس‌

- الشخص المحسوس هو المؤتلف من هذین (المادة و الصورة). أما المادة فمقر بها عند جمیع القدماء (ش، ما، 84، 10)

شخص مشار إلیه‌

- المبدأ الكلّی لیس موجودا خارج النفس و إنما الموجود الشخصی، و ذلك أن هذا الشخص المشار إلیه إنما تولّد عن شخص مشار إلیه و لم یتولّد الإنسان الكلّی عن الإنسان الكلّی (ش، ت، 1545، 1)

شدة

- أمّا القوة بمعنی الشدّة و بمعنی القدرة فكأنّها أنواع القوة بمعنی الصفة المؤثّرة (ر، م، 380، 14)

شر

- الخیر بالحقیقة هو كمال الوجود و هو واجب الوجود و الشر عدم ذلك الكمال (ف، ت، 11، 17)- إنّ الخیر و الشر علی أربعة أنواع: فمنها ما ینسب إلی سعود الفلك و نحوسه، و منها ما ینسب إلی الأمور الطبیعیة من الكون و الفساد و ما یلحق الحیوانات من الآلام و الأوجاع، و منها ما ینسب إلی ما فی جبلة الحیوانات من التآلف و التنافر و المودّة و التباغض و ما فی طباعها من التنازع و التغالب، و منها ما ینسب
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 352
إلی ما یلحق النفوس التی تحت الأمر و النهی فی أحكام النفوس من السعادة و المنحسة فی الدنیا و الآخرة جمیعا (ص، ر 4، 12، 16)- الخیر بالجملة هو ما یتشوّقه كل شی‌ء فی حدّه و یتمّ به وجوده، و الشر لا ذات له، بل هو إما عدم جوهر، أو عدم صلاح لحال الجوهر (س، شأ، 355، 15)- یقال: شرّ، لمثل النقص الذی هو الجهل و الضعف و التشویه فی الخلقة؛ و یقال: شر، لما هو مثل الألم و الغمّ الذی یكون إدراك ما بسبب لا فقد سبب فقط (س، شأ، 415، 8)- الخیر بالجملة هو ما یتشوّقه كل شی‌ء و یتمّ به وجوده، و الشر لا ذات له بل هو إما عدم جوهر أو عدم صلاح حال الجوهر (س، ن، 229، 4)- أمّا الخیر فیطلق علی وجهین: أحدهما: أن یكون خیرا فی نفسه. و معناه أن یكون الشی‌ء موجودا، و یوجد معه كماله، و إذا كان الخیر هذا، فالشّر فی مقابلته، عدم الشی‌ء، أو عدم كماله. فالشرّ لا ذات له. و لكن الوجود هو خیر محض. و العدم شرّ محض و سبب الشرّ هو الذی یهلك الشی‌ء، أو یهلك كمالا من كمالاته، فیكون شرّا بالإضافة إلی ما أهلكه.
و الآخر: أنّ الخیر قد یراد به من یصدر منه وجود الأشیاء و كمالها (غ، م، 297، 10)- الشرّ هو عدم. و إدراك العدم هو الألم (غ، م، 299، 25)

شر بالذات‌

- الشرّ بالذات هو العدم و لا كل عدم، بل عدم مقتضی طباع الشی‌ء من الكمالات الثابتة لنوعه و طبیعته، و الشرّ بالعرض هو المعدوم، أو الحابس للكمال عن مستحقّه (س، شأ، 416، 5)

شر بالعرض‌

- الشرّ بالذات هو العدم و لا كل عدم، بل عدم مقتضی طباع الشی‌ء من الكمالات الثابتة لنوعه و طبیعته، و الشرّ بالعرض هو المعدوم، أو الحابس للكمال عن مستحقّه (س، شأ، 416، 6)

شرائع‌

- الشرائع مبادئ الفضائل … فإذا نشأ الإنسان علی الفضائل الشرعیة كان فاضلا بإطلاق (ش، ته، 294، 20)- یرون (الفلاسفة) بالجملة أن الشرائع هی الصنائع الضروریة المدنیة التی تأخذ مبادئها من العقل و الشرع، و لا سیما ما كان منها عاما لجمیع الشرائع، و إن اختلفت فی ذلك بالأقل و الأكثر (ش، ته، 325، 1)- الشرائع كلها اتفقت علی وجود أخروی بعد الموت و إن اختلفت فی صفة ذلك الوجود كما اتفقت علی معرفة وجوده و صفاته و أفعاله، و إن اختلفت فیما تقوله فی ذات المبدأ و أفعاله بالأقل و الأكثر. و كذلك هی متفقة فی الأفعال التی توصل إلی السعادة التی فی الدار الآخرة، و إن اختلفت فی تقدیر هذه الأفعال (ش، ته، 325، 7)- الفلسفة إنما تنحو نحو تعریف سعادة بعض الناس العقلیة، و هو من شأنه أن یتعلّم الحكمة، و الشرائع تقصد تعلیم الجمهور عامة (ش، ته، 325، 14)- اختلفت الشرائع فی تمثیل الأحوال التی تكون لأنفس السعداء بعد الموت، و لأنفس الأشقیاء. فمنها ما لم یمثّل ما یكون هنا لك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 353
للنفوس الزكیّة من اللذة، و للشقیّة من الأذی، بأمور شاهدة، و صرّحوا بأن ذلك كله أحوال روحانیة، و لذّات ملكیة. و منها ما اعتدّ فی تمثیلها بالأمور المشاهدة، أعنی أنها مثّلت اللّذات المدركة هنالك باللذّات المدركة هاهنا، بعد أن نفی عنها ما یقترن بها من الأذی.
و مثّلوا الأذی الذی یكون هنا لك بالأذی الذی یكون هاهنا، بعد أن نفوا عنه هنالك ما یقترن به هاهنا من الراحة منه: إما لأن أصحاب هذه الشرائع أدركوا من هذه الأحوال بالوحی ما لم یدركها أولئك الذین مثّلوا بالوجود الروحانی، و إما لأنهم رأوا أن التمثیل بالمحسوسات هو أشد تفهیما للجمهور، و الجمهور إلیها و عنها أشدّ تحرّكا؛ فأخبروا أن اللّه یعید النفوس السعیدة إلی أجساد تنعم فیها الدهر كله بأشد المحسوسات نعیما، و هو مثلا الجنة، و أنه تعالی یعید النفوس الشقیة إلی أجساد تتأذّی فیها الدهر كله بأشد المحسوسات أذی، و هو مثلا النار (ش، م، 241، 15)- الشرائع كلها … متفقة علی أن للنفوس بعد الموت أحوالا من السعادة أو الشقاء، و یختلفون فی تمثیل هذه الأحوال و تفهیم وجودها للناس (ش، م، 243، 5)

شرائع فاضلة

- الشرائع الفاضلة كلّها تحت الكلّیّات فی الفلسفة العملیّة. و الآراء النظریّة التی فی الملّة براهینها فی الفلسفة النظریّة، و تؤخذ فی الملّة بلا براهین (ف، م، 47، 5)

شرط

إنّ الإیجاب و السلب تارة یكون حكما حتما، و تارة شرطا و استثناء، فالإیجاب الحتم مثل قولك الشمس فوق الأرض و هو نهار، و الشرط مثل قولك إن كانت الشمس فوق الأرض فهو نهار. و كذلك حكم السلب مثله مثال ذلك لیست الشمس فوق الأرض و لا هو نهار.
و الشرط و الاستثناء مثل قولك إن كانت الشمس لیست فوق الأرض فلیس هو نهارا (ص، ر 1، 332، 15)- الشرط تعلیق شی‌ء بشی‌ء بحیث إذا وجد الأوّل وجد الثانی. و قیل الشرط ما یتوقّف علیه وجود الشی‌ء و یكون خارجا عن ماهیّة و لا یكون مؤثّرا فی وجوده. و قیل الشرط ما یتوقّف ثبوت الحكم علیه (جر، ت، 131، 2)

شرط مشروط

- من أصول المتكلمین: إن اقتران الشرط بالمشروط هو من باب الجائز، و إن كل جائز یحتاج فی وقوعه و خروجه إلی الفعل إلی مخرج و إلی مقارنة الشرط للمشروط، و لأن المقارنة هی شرط فی وجود المشروط و لیس یمكن أن یكون الشی‌ء علّة فی شرط وجوده و لا یمكن أیضا أن یكون الشرط هو العلّة الفاعلة لوجود المشروط، فإن ذاتنا لیست علّة فاعلة لوجود العلم بها، و لكنها شرط فی وجود العلم قائما بها، و لذلك لم یكن بدّ علی هذه الأصول من علّة فاعلیة أوجبت اقتران الشرط بالمشروط، و هكذا الحال فی كل مركّب من شرط و مشروط (ش، ته، 188، 15)

شرع‌

- إنّ حدّ الشرع أنّه السنن المقصود بها سیاسة العامّة علی وجه یصلحون فیه صلاحا نافعا فی عاجل أمرهم و آجله (جا، ر، 108، 18)- أما أن الشرع دعا إلی اعتبار الموجودات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 354
بالعقل و تطلّب معرفتها به، فذلك بیّن فی غیر ما آیة من كتاب اللّه، تبارك و تعالی، مثل قوله تعالی فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ [سورة الحشر:
2] و هذا نص علی وجوب استعمال القیاس العقلی، أو العقلی و الشرعی معا. و مثل قوله تعالی أَ وَ لَمْ یَنْظُرُوا فِی مَلَكُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَیْ‌ءٍ؟ [سورة الأعراف: 185] و هذا نص بالحثّ علی النظر فی جمیع الموجودات (ش، ف، 28، 1)- الشرع قد حثّ علی معرفة اللّه تعالی و سائر موجوداته بالبرهان (ش، ف، 29، 1)- یجب بالشرع النظر فی القیاس العقلی و أنواعه، كما یجب النظر فی القیاس الفقهی (ش، ف، 31، 2)- إن كل ما أدّی إلیه البرهان و خالفه ظاهر الشرع، إن ذلك الظاهر یقبل التأویل علی قانون التأویل العربی. و هذه القضیة لا یشك فیها مسلم، و لا یرتاب بها مؤمن. و ما أعظم ازدیاد الیقین بها عند من زوال هذا المعنی و جرّبه، و قصد هذا المقصد من الجمع بین المعقول و المنقول. بل نقول إنه ما من منطوق به من الشرع مخالف بظاهره لما أدّی إلیه البرهان، إلّا إذا اعتبر الشرع و تصفّحت سائر أجزائه وجد فی ألفاظ ما یشهد بظاهره لذلك التأویل أو یقارب أن یشهد (ش، ف، 36، 2)- السبب فی ورود الشرع فیه الظاهر و الباطن هو اختلاف فطر الناس و تباین قرائحهم فی التصدیق. و السبب فی ورود الظواهر المتعارضة فیه هو تنبیه الراسخین فی العلم علی التأویل الجامع بینها (ش، ف، 36، 12)- فی الشرع أشیاء قد أجمع المسلمون علی حملها علی ظواهرها و أشیاء علی تأویلها و أشیاء اختلفوا فیها (ش، ف، 37، 2)- كثیر من الصدر الأول فقد نقل عنهم أنهم كانوا یرون أن للشرع ظاهرا و باطنا، و أنه لیس یجب أن یعلم بالباطن من لیس من أهل العلم به و لا یقدر علی فهمه- مثل ما روی البخاری عن علی رضی اللّه عنه أنه قال: " حدّثوا الناس بما یعرفون، أ تریدون أن یكذّب اللّه و رسوله؟".
و مثل ما روی من ذلك عن جماعة من السلف.
فكیف یمكن أن یتصوّر إجماع منقول الینا عن مسألة من المسائل النظریة، و نحن نعلم قطعا أنه لا یخلو عصر من الأعصار من علماء یرون أن فی الشرع أشیاء لا ینبغی أن یعلم بحقیقتها جمیع الناس؟ (ش، ف، 38، 3)- لیس فی الشرع أن اللّه كان موجودا مع العدم المحض، و لا یوجد هذا فیه نصّا أبدا (ش، ف، 43، 5)- انقسم الشرع إلی ظاهر و باطن. فإن الظاهر هو تلك الأمثال المضروبة (التی تلطّف اللّه فیها لعباده الذین لا سبیل لهم إلی البرهان) لتلك المعانی، و الباطن هو تلك المعانی التی لا تنجلی إلّا لأهل البرهان (ش، ف، 45، 14)- لما كان مقصود الشرع تعلیم العلم الحق و العمل الحق، و كان التعلیم صنفین: تصوّرا و تصدیقا، كما بیّن ذلك أهل العلم بالكلام، و كانت طرق التصدیق الموجودة للناس ثلاثا:
البرهانیة، و الجدلیة، و الخطابیة، و طرق التصوّر اثنین: إما الشی‌ء نفسه و إما مثاله، و كان الناس كلهم لیس فی طباعهم أن یقبلوا البراهین و لا الأقاویل الجدلیة، فضلا عن البرهانیة، مع ما فی تعلّم الأقاویل البرهانیة من العسر و الحاجة فی ذلك إلی طول الزمان لمن هو أهل لتعلّمها، و كان الشرع إنما مقصوده تعلیم الجمیع، وجب أن یكون الشرع یشتمل علی جمیع أنحاء طرق التصدیق و أنحاء طرق
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 355
التصوّر (ش، ف، 50، 16)- الشرع لم یصرّح فی الإرادة لا بحدوث و لا بقدم لكون هذا من المتشابهات فی حق الأكثر (ش، م، 148، 8)- الشرع قد صرّح بنفی المماثلة بین الخالق و المخلوق، و صرّح بالبرهان الموجب لذلك (ش، م، 169، 8)- الطریقة التی سلكها الشرع فی تعلیم الجمهور حدوث العالم من الطرق البسیطة المعترف بها عند الجمیع. و واجب، إن كان حدوثه لیس له مثال فی الشاهد، أن یكون الشرع استعمل فی تمثیل ذلك حدوث الأشیاء المشاهدة (ش، م، 193، 17)- لیس فی الشرع أنه سبحانه مرید بإرادة حادثة و لا قدیمة (ش، م، 207، 11)- الشرع إذا تؤمّل وجد أنه إنما اعتمد علی المعجز الأهلی و المناسب، لا المعجز البرّانی (ش، م، 222، 8)

شرور

- عنایة اللّه تعالی محیطة بجمیع الأشیاء، و متصلة بكل أحد، و كل كائن فبقضائه و قدره، و الشرور أیضا بقدره و قضائه، لأن الشرور علی سبیل التبع للأشیاء التی لا بدّ لها من الشر، و الشرور واصلة إلی الكائنات الفاسدات (ف، ع، 18، 13)- العنایة الأولی بنا إنما هی عنایة اللّه تبارك و تعالی، و هو السبب فی سكنی ما علی الأرض و كل ما وجدها هنا مما هو خیر محض، فمن إرادته و قصده. و أما الشرور فوجودها لضرورة الهیولی كالفساد و الهرم و غیر ذلك (ش، ما، 171، 19)

شریعة

- الملّة و الدین یكادا یكونان اسمین مترادفین، و كذلك الشریعة و السنّة، فإنّ هذین إنّما یدلّان و یقعان عند الأكثر علی الأفعال المقدّرة من جزأی الملّة. و قد یمكن أن تسمّی الآراء المقدّرة أیضا شریعة، فیكون الشریعة و الملّة و الدین أسماء مترادفة (ف، م، 46، 11)- كل شریعة كانت بالوحی، فالعقل یخالطها (ش، ته، 326، 7)- الناس فی الشریعة علی ثلاثة أصناف: صنف لیس هو من أهل التأویل أصلا، و هم الخطابیون الذین هم الجمهور الغالب. و ذلك أنه لیس یوجد أحد سلیم العقل یعری من هذا النوع من التصدیق. و صنف هو من أهل التأویل الجدلی، و هؤلاء هم الجدلیون بالطبع فقط، أو بالطبع و العادة. و صنف هو من أهل التأویل الیقینی، و هؤلاء هم البرهانیون بالطبع و الصناعة، أعنی صناعة الحكمة (ش، ف، 52، 10)- إن الشریعة قسمان: ظاهر و مؤوّل؛ و إن الظاهر منها فرض الجمهور، و إن المؤوّل فرض العلماء؛ و أما الجمهور ففرضهم فیه حمله علی ظاهره، و ترك تأویله؛ و إنه لا یحلّ للعلماء أن یفصحوا بتأویله للجمهور، كما قال علی رضی اللّه عنه: " حدّثوا الناس بما یفهمون" (ش، م، 132، 11)

شریعة الحكماء

- إن الشریعة الخاصة بالحكماء هی الفحص عن جمیع الموجودات إذ كان الخالق لا یعبد بعبادة أشرف من معرفة مصنوعاته التی تؤدّی إلی معرفة ذاته سبحانه علی الحقیقة الذی هو أشرف الأعمال عنده و أحظاها لدیه (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 356
10، 11)

شریعة نبویة

- الغرض من النبوّة و الناموس هو تهذیب النفس الإنسانیة و إصلاحها و تخلیصها من جهنم عالم الكون و الفساد، و إیصالها إلی الجنة و نعیم أهلها فی فسحة عالم الأفلاك و سعة السماوات و التنسم من ذلك الروح و الریحان المذكور فی القرآن. فهذا هو المقصود من العلوم الحكیمة و الشریعة النبویة جمیعا (ص، ر 3، 49، 7)

شعور

- الشعور هو إدراك ذهنی بغیر استثبات و لا تصوّر تام. فإنّ النفس إذا أدركت شیئا و استقرّت علی إدراكه و استثبتت المدرك و أدركت إدراكها كان ذلك تصوّرا للمعنی و فهما للفظ (بغ، م 1، 394، 17)- أمّا الشعور فهو إدراك بغیر استثبات و لا تصوّر تام و هو أوّل مراتب وصول المعنی إلی النفس (ر، م، 368، 2)

شك‌

- الشكّ- هو الوقوف علی حدّ الطرفین من الظن مع تهمة ذلك الظن (ك، ر، 175، 6)- یقال: ما الشكّ؟ الجواب: هو تردّد النفس بین الإثبات و النفی (تو، م، 311، 22)- المظنون هو الذی فیه التوقّف عن الحكم بالموافقة و اللاموافقة. و الغالب من الظنّ هو الذی تمیل النفس فیه إلی الحكم و لا تحكم به.
و الشكّ و الحیرة هو التوقّف بغیر میل (بغ، م 1، 399، 11)- الشكّ و هو التّردّد بین النقیضین بلا ترجیح لأحدهما علی الآخر عند الشاكّ. و قیل الشكّ ما استوی طرفاه و هو الوقوف بین الشیئین لا یمیل القلب إلی أحدهما فإذا ترجّح أحدهما و لم یطرح الآخر فهو ظنّ فإذا طرحه فهو غالب الظنّ و هو بمنزلة الیقین (جر، ت، 134، 9)

شك فی الشی‌ء

- الشكّ فی الشی‌ء علی ضربین: فإنّه تارة یكون ذلك شكّا فی ثبوت أمر له، و تارة یكون شكّا فی ثبوته لأمر (ر، م، 25، 17)

شكل‌

- إنّ الشكل عارض لازم للمادة بعد تجوهرها جسما متناهیا موجودا و حملها سطحا متناهیا (س، شأ، 12، 3)- كل شكل إما طبیعی و إمّا قسری، و إذا ارتفعت القسریات فی التوهّم بقی الطبیعی (س، ن، 135، 19)- إذا كانت الجسمیة لا تنفكّ عن الشكل البتّة، و الشكل لا یحصل إلّا بسبب المحل، وجب أن لا تنفكّ الجسمیة عن المحل (ر، ل، 52، 4)

شكل مستدیر

- الشكل المستدیر هو أتم الأشكال، إذ كان لا یمكن أن یزاد فیه و لا ینقص منه (ش، سم، 60، 15)

شم‌

- أمّا الشمّ: فإنّه قوة فی زائدتی الدماغ الشبیهتین بحلمتی الثدیین. و إنّما تدرك بواسطة جسم ینفعل من الروائح، و یمتزج، أو یختلط به أجزاء ذی الرائحة، و ذلك مثل الهواء و الماء (غ، م، 350، 13)- الشمّ … هذه القوة هی القوة التی من شأنها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 357
أن تقبل معانی الأمور المشمومة و هی الروائح، و لیست فصول الروائح عندنا بیّنة كفصول الطعوم، و إنما نكاد أن نسمّیها من فصول الطعوم حتی نقول رائحة حلوة و رائحة طبیعة، و یشبه أن تكون هذه الحاسة فینا أضعف منها فی كثیر من الحیوان كالنسر و النحل و ما أشبههما من الحیوان القوی الشمّ (ش، ن، 56، 13)

شمس‌

- كما أنّ الشمس هی التی تجعل العین بصرا بالفعل و المبصرات مبصرات بالفعل بما تعطیه من الضیاء، كذلك العقل الفعّال هو الذی جعل العقل الذی بالقوة عقلا بالفعل بما أعطاه من ذلك المبدأ. و بذلك بعینه صارت المعقولات معقولات بالفعل (ف، عق، 27، 3)- الشمس یوجد لها التسخین من جهتین:
إحداهما من قبل الحركة، و الثانیة من قبل الإضاءة (ش، سم، 64، 12)- الشمس تقطع دائرتها فی ثلاث مائة و خمسة و ستین یوما و ربع یوم (ش، سك، 124، 3)- الشمس تبیّن من أمرها أنها لو كانت أعظم جرما مما هی أولی و أقرب مكانا لهلكت أنواع النباتات و الحیوانات من شدة الحر، و كذلك لو كانت أصغر جرما و أبعد لهلكت من شدة البرد (ش، ما، 169، 18)

شهوة

- یستحیل أن تكون حركة السماء لشهوة؛ فإنّ الشهوة عبارة عن طلب ما هو سبب لدوام البقاء (غ، م، 274، 21)

شوق‌

- كل حركة نفسانیة مبدؤها الأقرب قوة محرّكة فی عضل الأعضاء، و مبدؤها الذی یلیه شوق، و الشوق … تابع لتخیّل أو فكر لا محالة، فیكون المبدأ الأبعد تخیّلا أو فكرا (س، شأ، 385، 16)- الشوق هو الحالة الحاصلة عند عدم الكمال (ر، ل، 118، 18)

شی‌ء

- لكلّ شی‌ء مثال و مقابل یستخرجه و یظهره (جا، ر، 7، 16)- لیس ممكنا أن یكون الشی‌ء علّة كون ذاته، أعنی بكون ذاته تهوّیه من شی‌ء أو لا من شی‌ء (ك، ر، 123، 4)- لا شی‌ء (هو) لا علّة و لا معلول (ك، ر، 123، 15)- كل شی‌ء فذاته هی هو (ك، ر، 124، 3)- لا یمكن أن یكون شی‌ء بالفعل بلا نهایة (ك، ر، 142، 9)- إنّ كلّ شی‌ء ینقص منه شی‌ء، فإنّ الذی یبقی أقلّ ممّا كان قبل أن ینقص منه (ك، ر، 194، 18)- كلّ شی‌ء نقص منه شی‌ء، فإنّه إذا ما ردّ إلیه ما كان نقص منه، عاد إلی المبلغ الذی كان أولا (ك، ر، 194، 20)- إنّ كلّ شی‌ء خارج من القوة إلی الفعل، فهو ما یقع تحت الكون؛ إذ هو خارج أبدا من حال قد كانت له بالقوة (ك، ر، 251، 13)- إنّ معرفة ما یعرض للشی‌ء إنّما تكون بعد الإحاطة بعلم مائیّة الشی‌ء (ك، ر، 294، 1)- إنّ الشی‌ء الذی یشبّه بشی‌ء ما، تكون ذاته و إنیّته غیر المشبّه به (ف، ج، 94، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 358
- الشی‌ء لا یعدم بذاته و إلّا لم یصحّ وجوده، و الذی یتوهّم فی الحركة أنها تعدم بذاتها محال فإنها لعدمها سبب. فإذا بطلت الحركة الأولی تبع بطلانها وجود حركة أخری (ف، ت، 19، 14)- الشی‌ء قد یقال علی كلّ ما له ماهیّة ما كیف كان، كان خارج النفس أو كان متصوّرا علی أیّ جهة كان، منقسمة أو غیر منقسمة. فإنّا إذا قلنا" هذا شی‌ء" فإنّا نعنی به ما له ماهیّة ما (ف، حر، 128، 6)- إنّ الموجود إنّما یقال علی ما له ماهیّة خارج النفس و لا یقال علی ماهیّة متصوّرة فقط، فبهذا یكون الشی‌ء أعمّ من الموجود (ف، حر، 128، 10)- الموجود یقال علی القضیّة الصادقة، و الشی‌ء لا یقال علیها. فإنّا لا نقول" هذه القضیّة شی‌ء" و نحن نعنی به أنّها صادقة، بل إنّما نعنی أنّ لها ماهیّة ما (ف، حر، 128، 11)- الشی‌ء … یقال علی كثیر ممّا یقال علیه الموجود و علی أمور لا یقال علیها الموجود.
و كذلك الموجود یقال علی كثیر ممّا یقال علیه الشی‌ء و علی ما لا یقال علیه الشی‌ء (ف، حر، 128، 13)- أنقص ما یفهم به الشی‌ء هو أن یفهم بأبعد أجناسه أو أن یفهم بأبعد محمولاته عن ماهیّته أو جزء ماهیّته. و أكمل ما یفهم به الشی‌ء هو حدّه (ف، حر، 169، 8)- إنّ الشی‌ء قد یتمیّز عن الشی‌ء فی ذاته بما هو ذاته أو جزء ذاته أو بشی‌ء به قوام ذاته- مثل تمیّز الحریر عن الصوف-، و قد یتمیّز ببعض أحواله كتمیّز الصوف بعضه عن بعض- مثل أن یكون بعضه أحمر و بعضه أسود و بعضه أصفر (ف، حر، 182، 13)- إنّ لفظة الشی‌ء تقوم فی بادئ الرأی مقام جنس یعمّ الموجودات كلّها ممّا اتّفق فی هذه الأشیاء التی أخذت أجوبة عن المحسوس المسئول عنه" أیّ شی‌ء هو" و ممّا یلیق أن یجاب به فی جواب" ما هو هذا الشخص المرئیّ" (ف، حر، 188، 7)- الشی‌ء إنّما یقال إنّه جزء لعلم أو إنّه تحت علم بأحد وجهین: إمّا أن تكون براهین ما أخذ فیه بلا براهین هی فی ذلك العلم، أو إذا كان العلم الذی یشتمل علی الكلّیّات هو الذی یعطی أسباب الجزئیّات التی تحته (ف، م، 47، 8)- الشی‌ء إما أن یكون واحدا أو أكثر من واحد (ص، ر 1، 24، 9)- إن قیل ما الشی‌ء؟ فیقال هو المعنی الذی یعلم و یخبر عنه (ص، ر 3، 360، 9)- إنّ كل شی‌ء یكون عن مشابهه فی الطبع، و أنّه إذا كان مسلّما أنّ لا شی‌ء لا یكون موضوعا لشی‌ء استحال أن یكون الشی‌ء عن لا شی‌ء (س، شط، 94، 6)- إنّ الموجود، و الشی‌ء، و الضروری، معانیها ترتسم فی النفس ارتساما أولیا، لیس ذلك الارتسام مما یحتاج إلی أن یجلب بأشیاء أعرف منها (س، شأ، 29، 5)- من البیّن أنّ لكل شی‌ء حقیقة خاصة هی ماهیّته، و معلوم أنّ حقیقة كل شی‌ء الخاصة به غیر الوجود الذی یرادف الإثبات، و ذلك لأنّك إذا قلت: حقیقة كذا موجودة إما فی الأعیان، أو فی الأنفس، أو مطلقا یعمّها جمیعا، كان لهذا معنی محصّل مفهوم (س، شأ، 31، 10)- إنّ الشی‌ء: یكون معلولا فی شیئیّته. و یكون معلولا فی وجوده. فالمعلول فی شیئیّته مثل الاثنینیة، فإنّها فی حدّ كونها اثنینیة معلولة للوحدة. و المعلول فی وجوده ظاهر لا یخفی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 359
(س، شأ، 292، 11)- الغایة التی لأجلها الشی‌ء و یؤمّها الشی‌ء لا یبطل مع وجودها الشی‌ء، بل یستكمل بها الشی‌ء و الحركة تبطل مع انتهائها (س، شأ، 295، 8)- الشی‌ء قد یكون معلولا باعتبار ماهیّته و حقیقته، و قد یكون معلولا فی وجوده (س، أ 2، 13، 3)- الشی‌ء قد یكون بعد الشی‌ء من وجوه كثیرة:
مثل البعدیة الزمانیة، و المكانیة (س، أ 2، 84، 4)- الشی‌ء لا یخرج من ذاته إلی الفعل إلّا بشی‌ء یفیده الفعل؛ و هذا الفعل الذی یفیده هو صور المعقولات. فإذن هاهنا شی‌ء یفید النفس، و یطبع فیها من جوهره صور المعقولات، فذات هذا الشی‌ء لا محالة عنده صور المعقولات، و هذا الشی‌ء إذن بذاته عقل … و هذا الشی‌ء یسمّی بالقیاس إلی العقول التی بالقوة، و تخرج منه إلی الفعل، عقلا فعّالا، كما یسمّی العقل الهیولانی بالقیاس إلیه عقلا منفعلا، و یسمّی العقل الكائن فیما بینهما عقلا مستفادا (س، ف، 111، 6)- معنی الموجود و معنی الشی‌ء متصوّران و هما معنیان (ب، م، 3، 7)- إنّ لكل شی‌ء حقیقة خاصة هی ماهیّته، و معلوم أنّ حقیقة كل شی‌ء الخاصة به غیر الوجود الذی یرادف الإثبات (ب، م، 3، 16)- الشی‌ء … لا یفارق لزوم معنی الوجود إیّاه البتّة بل معنی الموجود یلزمه دائما لأن یكون:
إمّا موجودا فی الأعیان، أو موجودا فی الوهم و العقل، فإن لم یكن كذا لم یكن شیئا و لم یصحّ الخبر عنه (ب، م، 4، 5)- مصدر فعل كل شی‌ء وجوده (ب، م، 15، 1)- إنّ الشی‌ء الواحد من كلّ وجه لا یتصوّر أن یعبّر عنه بعبارتین یصدق علی إحداهما ما یكذب علی الأخری (غ، م، 154، 20)- إنّ الشی‌ء إن كان واحدا فی نفسه، و اختلف لفظه أو نسبته، فیقال: هو هو، كما یقال:
اللیث هو الأسد. و یقال: زید هو ابن عمرو (غ، م، 185، 7)- إنّ الشی‌ء لا یتمیّز عن مثله إلّا بمخصّص (غ، ت، 47، 22)- إنّ الشی‌ء قد یكون هو ما هو عند العقل و فی التسمیة التی بحسبها تعقّله كالإنسان بنطقه و النار بإحراقها. و الصورة الحقیقیة من صفات الشی‌ء هی التی عنها یصدر ذلك الفعل صدورا أولیّا كالإحراق بالحرارة و السحق بالثقل (بغ، م 1، 17، 8)- الشی‌ء هو ما هو فی تصوّرنا و ما نعنیه بصورته و فی وجوده بفاعله و مادته و غایته (بغ، م 1، 122، 2)- إنّ كل شی‌ء له حالتان مختلفتان فصاعدا لا یخلو من أحدهما فلا بدّ أن یكون له أحدهما بالطبع، لأنّ ذلك الواحد الذی لا یخلو عنه إما أن یكون له عن ذاته أو عن سبب خارج عن ذاته. فإن كان له عن ذاته فهو الذی بالطبع، و إن كان عن سبب خارج صحّ أن یجرّد وجوبا أو فرضا عن كل سبب خارج عن ذاته و لا یتجرّد حینئذ عن أحدها، فالذی یبقی له منها مع التجرید هو له بالطبع (بغ، م 1، 154، 19)- إنّ الشی‌ء یكون فی نفسه بحیث یدرك فیدركه المدرك، و هو بتلك الحالة قبل إدراكه و معه و بعده، و تلك الحالة هی التی یسمّیها المسمّون وجودا و یقال للشی‌ء لأجلها أنّه موجود (بغ، م 2، 20، 20)- إنّ كلّ شی‌ء له وجود فی خارج الذهن، فأمّا أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 360
یكون حالّا فی غیره شائعا فیه بالكلّیّة و نسمّیه" الهیئة"، أو لیس حالّا فی غیره علی سبیل الشیوع بالكلّیّة و نسمّیه" جوهرا" (سه، ر، 61، 13)- إنّ الشی‌ء ینقسم إلی واجب و ممكن. و الممكن لا یترجّح وجوده علی عدمه من نفسه، فالترجّح بغیره. فیترجّح وجوده بحضور علّته و عدمه بعدم علّته. فیجب و یمتنع بغیره، و هو فی حالتی وجوده و عدمه ممكن. فلو أخرجه الوجود إلی الوجوب- كما ظنّ بعضهم- لأخرجه العدم إلی الامتناع، فلا ممكن أبدا.
و ما توقّف علی غیره، فعند عدم ذلك الغیر لا یوجد، فله مدخل فی وجوده، فیمكن فی نفسه (سه، ر، 62، 10)- إذا كان للشی‌ء وجود فی خارج الذهن، فینبغی أن یكون ما فی الذهن منه یطابقه. و أمّا الذی فی الذهن فحسب، فلیس له فی خارج الذهن وجود حتّی یطابقه الذهنیّ (سه، ر، 71، 9)- یجوز أن یكون للشی‌ء علّة مركّبة من أجزاء (سه، ر، 94، 16)- الشی‌ء ینقسم إلی نور و ضوء فی حقیقة نفسه، و إلی ما لیس بنور و ضوء فی حقیقة نفسه (سه، ر، 107، 9)- الشی‌ء لا یقتضی عدم نفسه، و إلّا ما تحقّق (سه، ر، 122، 12)- البرهان علی أن المواد متناهیة أن الشی‌ء یقال إنّه یتكوّن من شی‌ء علی وجهین: أحدهما كما نقول إن الصبی یكون منه رجل لا كما نقول إن الشی‌ء یكون بعد الشی‌ء كقولنا من البخار ضباب أی بعد البخار. و الثانی أن یكون الشی‌ء من الشی‌ء مثل قولنا إن من الهواء یكون الماء (ش، ت، 26، 3)- إن الشی‌ء الذی یتبع وجوده وجود الأول و هو الأخیر إذا لم یكن الأول موجودا لم یكن الأخیر موجودا، و بالعكس إذا لم یكن الأخیر أیضا موجودا لم یكن الأول موجودا (ش، ت، 35، 15)- من عرف الشی‌ء قبل أن یعرف مقدار غموضه یشبه الذین تكون أقدامهم علی السبیل المستقیمة و هم لا یعرفون أن أقدامهم علیها (ش، ت، 170، 15)- إن الشی‌ء كما قال (أرسطو) یعرف بأنواع كثیرة، و أتم ما یعرف به هو من قبل جوهره (ش، ت، 190، 12)- لا یمكن أن یحمل شی‌ء حمل الجنس علی أشیاء ذات صور متباینة لا تشترك فی صورة واحدة بالعدد، بل إنما یحمل الجنس علی الصور التی تشترك فی صورة واحدة بالعدد (ش، ت، 226، 5)- واجب أن تكون أوائل الكون غیر كائنة إذ كان واجبا الّا یكون شی‌ء من شی‌ء إلی غیر نهایة و لا شی‌ء من لا شی‌ء (ش، ت، 240، 1)- أما الشی‌ء الذی یسبق إلی الظن أنه جوهر الموجودات المركّبة المشار إلیها فهی الأسطقسّات الأربعة التی منها تركّبت الجواهر المحسوسة (ش، ت، 280، 11)- أما الشی‌ء الذی لیس فیه قوة علی أن یكون منه شی‌ء فلیس یكون منه شی‌ء هو بالقوة أصلا فلا یكون أسطقسّا لشی‌ء أصلا (ش، ت، 291، 7)- الحدّ إنما یوجد بالحقیقة للجوهر فإذا انتفت الحدود الدالّة علی الجوهر كانت الأشیاء كلها أعراضا. و إنما یلزم هذا انتفاء الجوهر، لأنه إن لم یكن فی الشی‌ء صفة ضروریة كانت جمیع الصفات أعراضا و لم یكن هاهنا صفة جوهریة فترتفع الأمور الضروریة (ش، ت، 373، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 361
- إن الشی‌ء الذی هو بالقوة و لیس هو بالفعل هو الذی لا حدّ له (ش، ت، 384، 18)- كان الشی‌ء الذی منه الكون مركّبا من كلیهما أی من وجود و عدم (ش، ت، 408، 18)- لیس شی‌ء من الأشیاء یصدق بالحقیقة علی الأشیاء التی تتغیّر بجملتها بل كل ما توصف به یلفی كاذبا لسرعة تغیّرها (ش، ت، 424، 13)- إن كان هاهنا شی‌ء باضطرار فلیس یمكن أن یكون علی النوع الذی هو علیه و علی نوع آخر (ش، ت، 439، 9)- إن الشی‌ء الذی یوجد لشی‌ء ما بالطبع فلیس یوجد لبعضه دون بعضه إلا أن یكون ذلك فی اللفظ فقط لا فی المعنی (ش، ت، 457، 16)- لا یمكن أن یكون كل شی‌ء فی كل شی‌ء (ش، ت، 463، 4)- إن الشی‌ء الذی ینسب إلیه الشی‌ء بالعرض: قد یكون داخلا تحت ما بالذات، و قد یكون محیطا به. فمثال الذی هو داخل تحت ما بالذات عمرو الذی یصنع الأصنام فإن الذی یعمل الأصنام بالذات هو صانعها و هذا هو داخل تحت الصانع المطلق، و لذلك إذا نسب إلیه فعل الصنم كان بالعرض؛ و أما الذی هو عكس هذا و هو المحیط بما بالذّات فمثاله الإنسان صانع الصنم أعنی أنه إذا نسب إلی الإنسان فعل الصنم كان بالعرض و أكثر من ذلك، إذا نسب إلی الحیوان (ش، ت، 493، 12)- الشی‌ء الذی به یكون الالتحام هو الذی یصیّر الأشیاء الملتحمة واحدة بالاتصال أی غیر منقسمة بالكمّیة و لا واحدة بالكیفیّة (ش، ت، 510، 5)- إن كون الشی‌ء جوهرا و عرضا هی القسمة الأولی التی ینقسم بها الموجود بما هو موجود (ش، ت، 759، 16)- إنما یجب فی الشی‌ء أن یكون له حدّ إذا كان اسم الواحد یقال علیه (ش، ت، 809، 4)- إن كل شی‌ء إنما یتكوّن عن مواطئ له فی الاسم و المعنی … و ذلك مثل الإنسان یكون عن إنسان (ش، ت، 875، 12)- إن الشی‌ء إنما صار واحدا من قبل أن له حدّا واحدا (ش، ت، 947، 8)- ینبغی أن نطلب فی الشی‌ء أولا معرفة علله القریبة لا معرفة علله البعیدة. مثال ذلك أنه إذا طلبنا علّة الإنسان التی هی العلّة العنصریة فلیس ینبغی أن نطلب العلّة البعیدة مثل الأسطقسّات الأربعة التی هی له علل عنصریة بعیدة بل ینبغی أن نطلب العنصر الخاص به مثل دم الطمث (ش، ت، 1076، 3)- لیس یوجد شی‌ء فیه قوة علی الفساد من غیر أن یفسد أصلا، أو علی الكون من غیر أن یكون أصلا، و لا شی‌ء لیس فیه قوة علی الكون و هو یكون، أو لیس فیه قوة علی الفساد و هو یفسد (ش، ت، 1144، 10)- إن الشی‌ء الذی یشتق منه اسم المتكوّن هو الشی‌ء الذی هو بالقوة ذلك الشی‌ء الذی هو قوی علیه بإطلاق … مثل الصندوق فإن عنصره البعید مثل الأرض من خاصته أنه لا یصدق علی الصندوق لا باسم هو مثال أول و لا باسم مشتق منه فإنه لا یقال فی الصندوق إنه أرض و لا إنه أرضی، و أما الخشب فإنه یوصف به باسم مشتق فیقال فیه إنه خشبیّ و لذلك هذا هو بالقوة صندوق و هو عنصر الصندوق (ش، ت، 1173، 14)- إن كل شی‌ء یتكوّن و یصیر شیئا فلیس یمكن ذلك فیه إلّا أن یكون له بالطبع شی‌ء من الذی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 362
هو موجود له بآخرة، أی لیس یمكن أن یتعلّم ضرب العود و لا الإنسان الذی لیس من شأنه أن یضرب العود (ش، ت، 1185، 6)- الشی‌ء إنما یفسد فی جوهره (ش، ت، 1389، 9)- إن المبادی و العلل أربعة، و الشی‌ء الذی هو مبدأ و آخر غیر الشی‌ء الذی هو له مبدأ، و المحرّك الذی هو آخر غیر المتحرّك عنه (ش، ت، 1526، 9)- إنه إذا كان كل شی‌ء فإنما یتولّد عن المواطئ له فی الاسم مثل أن الإنسان یولّد إنسانا فی الأمور الطبیعیة، و مثل أن الصورة الصناعیة تولّد صورة مثلها أو ضدّها فی الأمور الصناعیة، فهو بیّن أنه سترجع العلل الأربعة بنوع ما إلی ثلاثة إذ كان الفاعل و المفعول هو واحد بالصورة و هی أیضا بنوع آخر أربعة، و إنما عادة إلی ثلاثة لأن الطب هو بنوع ما برء، و صورة البیت بنوع ما بیت، و بزر الإنسان بنوع ما إنسان (ش، ت، 1528، 11)- فی كل شی‌ء شی‌ء من الموجودات یوجد الشی‌ء، الواحد منها تارة بالفعل و تارة بالقوة، مثل الخمر فإنها توجد حینا خمرا بالفعل و حینا خمرا بالقوة، و كذلك اللحم یوجد لحما بالقوة حینا و حینا بالفعل، و كذلك الحال فی الإنسان (ش، ت، 1539، 4)- الشی‌ء إذا كان فی النفس بصفة أوهم أنه لا یوجد خارج النفس بتلك الصفة. و لما لم یكن شی‌ء مما وقع فی الماضی یتصوّر فی النفس إلا متناهیا، ظنّ أن كل ما وقع فی الماضی أن هكذا طباعه خارج النفس (ش، ته، 38، 19)- الشی‌ء من طبیعة الممكن المطلق لا من طبیعة الممتنع (ش، ته، 73، 5)- كون كل واحد من المتكوّنات هو فساد للآخر و فساده هو كون لغیره مما بالقوة إلی الفعل، و لذلك فلیس یمكن أن یكون عدم الشی‌ء هو الذی یتحوّل وجودا، و لا هو الشی‌ء الذی یوصف بالكون؛ أعنی الذی نقول فیه أنه یتكون، فبقی أن یكون هاهنا شی‌ء حامل للصور المتضادة و هی التی تتعاقب الصور علیها (ش، ته، 76، 12)- أما أن یكون شی‌ء له ابتداء و لیس له انقضاء فلا یصح إلا لو انقلب الممكن أزلیا، لأن كل ما له ابتداء فهو ممكن. و أما أن یكون شی‌ء یمكن أن یقبل الفساد و یقبل الأزلیة فشی‌ء غیر معروف (ش، ته، 85، 17)- إذا وجد الشی‌ء فقد بطل عدمه ضرورة (ش، ته، 91، 1)- محال أن یكون الشی‌ء شرطا فی وجود نفسه (ش، ته، 94، 15)- إن كان شی‌ء وجوده فی أنه مأمور فلا وجود له إلا من قبل الآمر الأول. و هذا المعنی هو الذی یری الفلاسفة أنه عبّرت عنه الشرائع بالخلق و الاختراع و التكلیف. فهذا هو أقرب تعلیم یمكن أن یفهم به مذهب هؤلاء القوم من غیر أن یلحق ذلك الشنعة التی تلحق من سمع مذاهب القوم علی التفصیل الذی ذكره أبو حامد هاهنا (ش، ته، 117، 1)- قولنا فی الشی‌ء: إنه موجود، فإنه لیس یدل علی معنی زائد علی جوهره خارج النفس، كقولنا فی الشی‌ء: إنه مبیضّ (ش، ته، 122، 1)- لیس كل شی‌ء یعقل فیه أحوال متغایرة یقتضی أن تكون الأحوال صفات زائدة علی ذاته خارج النفس، فإن هذا حال الأعدام و حال الإضافات (ش، ته، 122، 11)- الشی‌ء قد یسلب عن الشی‌ء، إما لمعنی بسیط
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 363
یخصّه و هو الذی ینبغی أن یفهم هاهنا من ذاته، و إما لصفة غیر خاصّة له، و هو الذی ینبغی أن یفهم هاهنا من اسم العلّة (ش، ته، 168، 29)- إن الشی‌ء الواحد بعینه إذا اعتبر من جهة ما یصدر عنه شی‌ء غیره سمّی قادرا و فاعلا، و إذا اعتبر من جهة تخصیصه أحد الفعلین المتقابلین سمّی مریدا، و إذا اعتبر من جهة إدراكه لمفعوله سمّی عالما، و إذا اعتبر العلم من حیث هو إدراك و سبب للحركة سمّی" حیّا"، إذ كان الحیّ هو المدرك المتحرّك من ذاته (ش، ته، 182، 2)- إن كل ما له شرط فی وجوده فاقترانه بالشرط هو من قبل علّة غیره، لأن الشی‌ء لا یمكن أن یكون علّة لمقارنته لشرط وجوده، كما لا یكون علّة لوجود نفسه، لأن المشروط لا یخلو أن یكون قائما بذاته من دون اقترانه بالشرط فیحتاج إلی علة فاعلة لتركیبه مع المشروط، إذ لا یكون الشی‌ء علّة فی وجود شرط وجوده (ش، ته، 187، 16)- الشی‌ء لیس یمكن أن یكون منفعلا بالشی‌ء الذی هو به فاعل، و ذلك أن الفعل نقیض الانفعال و الأضداد لا تقبل بعضها بعضا و إنما یقبلها الحامل لها علی جهة التعاقب، مثال ذلك: إن الحرارة لا تقبل البرودة و إنما الذی یقبل البرودة الجسم الحار بأن تنسلخ عنه الحرارة و یقبل البرودة و بالعكس (ش، ته، 244، 3)- یوصف الشی‌ء بالصفة التی هی ذاته (ش، م، 174، 17)- محال أن یخرج شی‌ء إلی الفعل إذ كان یتقوّم بأشیاء لا نهایة لها؛ و أما وجود ذلك بالعرض فی أشیاء كثیرة و إلی غیر نهایة، فلیس هو ممكنا فقط بل لعله ضروری (ش، سط، 82، 7)- لیس یمكن أن یكون الشی‌ء قد تحرّك و قد یتحرّك معا، كذلك لیس یمكن أن یكون دائما یتوقف و قد وقف معا (ش، سط، 108، 13)- لیس من العجب أن یتحرّك الشی‌ء الذی هو بمنزلة المادة إلی الشی‌ء الذی هو بمنزلة الصورة للتناسب الذی بینهما (ش، سط، 116، 20)- لا یمكن أن یكون شی‌ء أزلیا فیما مضی و یفسد فی المستقبل و بالعكس، أعنی شی‌ء كائن و یبقی أزلیا (ش، سك، 121، 18)- لفظة الشی‌ء فإنها تقال علی كل ما تقال علیه لفظة الموجود. و قد تقال أیضا علی أعمّ ما تقال علیه لفظة الموجود، و هو كل معنی متصوّر فی النفس سواء كان خارج النفس كذلك أو لم یكن كعنزایل و عنقاء مغرب، و بذلك یصح قولنا هذا الشی‌ء إما موجود و إما معدوم. و لهذا ینطلق اسم الشی‌ء علی القضیة الكاذبة و لا ینطلق علیه اسم الموجود (ش، ما، 43، 7)- الشی‌ء الذی یرتفع بارتفاعه جوهر الشی‌ء لا یقال فیه إنه ناقص، و قد یقال علی التشبیه بهذه الجهة ناقص علی الأمور الصناعیة (ش، ما، 54، 16)- الشی‌ء إنما ینسب إلی الزمان من حیث هو متغیّر أو یتوهّم فیه التغیر (ش، ما، 63، 15)- الشی‌ء إنما یتولّد عن مثله بالنوع و الماهیّة هو فی الأمور الصناعیة أظهر منه فی الأمور الطبیعیة، فإن البرء الذی یكون عن صناعة الطب فی الأجسام الإنسانیة إنما یكون عن صورة البرء الذی فی النفس (ش، ما، 72، 14)- لا یكون أی شی‌ء اتفق بالقوة أی شی‌ء اتفق (ش، ما، 103، 9)- لما كانت الموضوعات إنما توجد من جهة ما هی بالفعل ففی الشی‌ء أیضا أكثر من فعل واحد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 364
(ش، ما، 105، 5)- الشی‌ء الذی یوجد فی جنس ما مطلق هو السبب فی وجود ما یوجد فیه بحال ما …
مثال ذلك إن النار التی یقال علیها بإطلاق حارّة هی السبب فی وجود الحرارة فی موجود موجود (ش، ما، 106، 10)- نقول فی الشی‌ء إنه ضروری إذا لم یزل و لا یزال و لم یمكن فیه أصلا الّا یوجد و لا كان فیه قوة علی ذلك، و ذلك أنه لیس یری أحد أن فی المثلث قوة علی أن تكون زوایاه مساویة لأربع زوایا قائمة (ش، ما، 109، 20)- یلزم أن یكون الشی‌ء: إما هو هو، و إما غیر مماثل، و إما مساویا، و إما غیر مساو، و إما شبیها، و إما غیر شبیه (ش، ما، 121، 19)- إن الشی‌ء یقال أنه یتكوّن من الشی‌ء علی وجهین: أحدهما كما یقال إن الماء یكون من الهواء و الهواء من الماء و الأبیض من الأسود و الأسود من الأبیض، و من هاهنا فی الحقیقة هی بمعنی بعد، إذ كان الشی‌ء الذی منه كان التكوّن هو الموضوع للماء و الهواء و للأبیض و الأسود، لا صورة الماء و لا صورة الهواء و لا البیاض نفسه و لا السواد بل ذلك علی معنی أن صورة الماء ذهبت عن الموضوع و أعقبتها صورة الهواء … و أما الوجه الثانی من أوجه ما یقال فیه إن كذا یكون من كذا فهو أن یكون الشی‌ء الذی یقال إن منه یكون كذا الوجود له بالفعل إنما هو من حیث هو مستعد لأن یستكمل بمعنی آخر و صورة أخری، حتی كان الوجود لذلك الشی‌ء الموضوع إنما هو من حیث هو متحرّك إلی الاستكمال فذلك معنی الأخیر ما لم یعقه عائق. و مثال ذلك القوة الغاذیة التی فی الجنین المستعدة لقبول الحیوانیة، و كذلك الحیوانیة المستعدة لقبول النطق. فإنّا نقول فی كل واحدة من هذه إنه من القوة الغاذیة تكون الحیوانیة و من الحیوانیة یكون النطق (ش، ما، 130، 2)- الشی‌ء إنما یفید غیره ما فی جوهره (ش، ما، 166، 16)- إنّ إثبات الصفة للشی‌ء معناه حصول الصفة للموصوف، و حصول الشی‌ء للشی‌ء فرع علی حصول ذلك الشی‌ء فی نفسه (ر، م، 41، 9)- إنّ الشی‌ء إذا علم بسببه لا یعلم إلّا كلیّا (ر، م، 363، 15)- الشی‌ء إذا تغیّر فلا بدّ إمّا حدوث شی‌ء فیه أو زوال شی‌ء عنه (ر، م، 549، 17)- الشی‌ء فی اللغة و هو ما یصحّ أن یعلم و یخبر عنه عند سیبویه. و قیل الشی‌ء عبارة عن الوجود و هو اسم لجمیع مكوّنات عرضا كان أو جوهرا و یصحّ أن یعلم و یخبر عنه. و فی الاصطلاح هو الموجود الثابت المتحقّق فی الخارج (جر، ت، 135، 19)- إنّ الشی‌ء قد یوجد بوجود یترتّب علیه آثار ذلك الشی‌ء، و یثبت له أحكامه، مثل تجفیف المجاور- و إسخانه و إحراقه و تنویره- للنار. و یسمّی هذا الوجود وجودا خارجیّا و أصیلا. و یسمّی هذا الموجود بهذا الاعتبار عینا.
و قد یوجد بوجود لا یترتّب علیه آثاره، و لا یثبت له أحكامه. و یسمّی هذا الوجود وجودا ذهنیّا و ظلّیا و غیر أصیل. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار صورة. فالمتّصف بالوجودین شی‌ء واحد لا تغایر فیه و لا اختلاف، إلّا بحسب تغایر الوجودین (ط، ت، 227، 12)

شی‌ء أزلی‌

- إنه لیس یوجد شی‌ء أزلی فیه قوة علی الفساد (ش، ت، 1447، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 365

شی‌ء بذاته‌

- إن العلل هی الموجود للشی‌ء بذاته و الشی‌ء الموجود بذاته هی العلة فما یدلّان علی إنیّة واحدة أی علی طبیعة واحدة. مثال ذلك إنه یقال لذات أیّ شی‌ء أقدم فلان علی كذا كما یقال لأی علّة أقدم فلان علی كذا، و ذلك إن فی الموضعین إنما یطلب علّة إقدامه، و هذا النوع من الاستعمال هو فی لساننا مستكره (ش، ت، 633، 15)

شی‌ء بالعرض‌

- إن الشی‌ء الذی یقال فیه إنه هو هو بالعرض هو الشی‌ء الذی یقبل أی شی‌ء اتفق من جمیع الأشیاء و غیر ذلك الشی‌ء علی وتیرة، مثل ما یعرض للإنسان أن یقبل البیاض و صناعة الموسیقی و صناعة الملاحة و أشیاء لا نهایة لها، فإن أمثال هذه هی التی یقال فیها هو هو بالعرض مثل قولنا الموسقوس هو الأبیض و هو المجذف (ش، ت، 719، 19)

شی‌ء بالفعل‌

- إن كان شی‌ء بالفعل أبدا، لم یكن بالقوة، فهو الذات التی لا تقع تحت الكون (ك، ر، 251، 15)- الشی‌ء الذی هو بالقوة شی‌ء آخر بالفعل إذا كان بالقوة فإنه لیس یمكن أن یكون فی ذلك بالفعل لأن الفعل و القوة متضادان (ش، ت، 292، 2)

شی‌ء بالقوة

- كل طلب فإنّه متوجّه إلی ما هو خاصّة واجب الوجود، و هو أنّه تام بالفعل، لیس فیه شی‌ء بالقوة فإنّ كون الشی‌ء بالقوة نقصان؛ إذ معناه فقد كماله هو ممكن حصوله له (غ، م، 282، 2)- إن الشی‌ء الذی بالقوة لا یخرج إلی الفعل إلا عن شی‌ء مخرج له من نوع أو من جنسه (ش، ت، 882، 13)

شی‌ء بالقوة و بالفعل‌

- الشی‌ء الذی هو بالقوة هو الذی یمكن أن یكون وجوده فی الزمان الآتی المستقبل كقیام القاعد و قعود القائم، و الشی‌ء الذی بالفعل هو الموجود فی الزمان الحاضر من سائر الأفعال الكائنة كقعود القاعد و قیام القائم (جا، ر، 2، 14)- إنّ الشی‌ء الذی بالقوة ما هو فیه هو الذی یمكن أن یتأتّی منه و الشی‌ء الذی بالفعل الظاهر الكائن ممّا فی القوة. كما نمثّل لك أنّ الفضّة التی لا فرق بینها و بین الذهب إلّا الرزانة و الصفرة یمكن أن تصیر ذهبا (جا، ر، 3، 2)- الشی‌ء الذی هو بالقوة شی‌ء آخر بالفعل إذا كان بالقوة فإنه لیس یمكن أن یكون فی ذلك بالفعل لأن الفعل و القوة متضادان (ش، ت، 292، 2)

شی‌ء فی شی‌ء

- الشی‌ء فی الشی‌ء علی عدّة أوجه: الشی‌ء فی المكان و فی الزمان و فی الوعاء، و العرض فی الجوهر و الجوهر فی العرض و الشخص فی النوع و النوع فی الجنس و عكس هذا، و السائس فی السیاسة و السیاسة فی السائس، و الشی‌ء فی التمام و الأجزاء فی الكل و ما شاكلها (ص، ر 1، 329، 12)- إن شیئا فی شی‌ء هو أربعة أشیاء: أحدهما كالصورة فی الهیولی مثل قولنا التمثال فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 366
النحاس. و الثانی كهیولی فی الصورة مثل قولنا الخشب فی الكرسی. و الثالث و هو الأشهر كقولنا الماء فی القدح؛ و هذا یمكن أن یفهم علی ضربین: أحدهما أن یكون الماء فی الفضاء و البعد الذی بین نهایات الإناء علی أن یكون البعد مفارقا، و الآخر أن یكون الماء فی نهایات الإناء و لا یجوز أن یكون هنالك بعد مفارق أصلا (ش، سط، 61، 8)

شی‌ء قائم بذاته‌

- إنّ الشی‌ء القائم بذاته المدرك لذاته لا یعلم ذاته بمثال لذاته فی ذاته، فإنّ علمه إن كان بمثال و مثال الأنائیّة لیس هی- فهو بالنسبة إلیها هو و المدرك هو المثال حینئذ،- فیلزم أن یكون إدراك الأنائیّة هو بعینه إدراك ما هو هو، و أن یكون إدراك ذاتها بعینه إدراك غیرها، و هو محال- بخلاف الخارجیّات، فإنّ المثال و ما له ذلك كلاهما هو (سه، ر، 111، 5)

شی‌ء كائن‌

- من لیس یضع هیولی للشی‌ء الكائن یلزمه أن یكون الموجود بسیطا فلا یمكن فیه عدم لأن البسیط لا یتغیّر و لا ینقلب جوهره إلی جوهر آخر (ش، ته، 94، 25)

شی‌ء متخیّل‌

- الشی‌ء قد یكون محسوسا، عند ما یشاهد؛ ثمّ یكون متخیّلا، عند غیبته، بتمثّل صورته فی الباطن، كزید الذی أبصرته، مثلا، إذا غاب عنك فتخیّلته. و قد یكون معقولا عند ما یتصوّر من زید، مثلا، معنی الإنسان الموجود أیضا لغیره (س، أ 1، 343، 3)

شی‌ء محسوس‌

- الشی‌ء قد یكون محسوسا، عند ما یشاهد؛ ثم یكون متخیّلا، عند غیبته، بتمثّل صورته فی الباطن، كزید الذی أبصرته، مثلا، إذا غاب عنك فتخیّلته. و قد یكون معقولا عند ما یتصوّر من زید، مثلا، معنی الإنسان الموجود أیضا لغیره (س، أ 1، 343، 3)

شی‌ء مشار إلیه‌

- الكلّی و الشی‌ء المشار إلیه طبیعتان لأن أحدهما معقول و الآخر محسوس (ش، ت، 224، 6)- الشی‌ء المشار إلیه … هو شخص الجوهر (ش، ت، 280، 6)- إن معرفتنا الشی‌ء المشار إلیه بما هو أعرف من معرفتنا به بلاحق من لواحقه سواء كان جوهرا أو عرضا (ش، ت، 756، 1)- هذا الشی‌ء المشار إلیه إنما صار واحدا من قبل امتیازه بالوحدانیة العددیة التی هی هو، و كذلك الكثرة المشار إلیها إنما صارت كثرة بالكثرة العددیة حتی یكون الشیئان المشار إلیهما إنما صارا اثنین من قبل الثنائیة العددیة (ش، ت، 1287، 11)- إن أنزلنا شیئا مشارا إلیه فیه قوی غیر متناهیة یمكن بها أن یكون كذا أو لا یكون كذا لزم أن تكون أزمنتها غیر متناهیة و لا محدودة. فمتی وضعنا فعل القوة الواحدة موجودا دائما علی ما یلزم من كونها غیر متناهیة لم یوجد ضرورة مثل القوة الأخری (ش، سم، 51، 14)

شی‌ء مشترك‌

- الشی‌ء المشترك لیس هو المشار إلیه الذی هو الجوهر بل مثال المشار إلیه أی صورة مشتركة له و لجمیع الأشخاص الموجودة لها تلك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 367
الصورة (ش، ت، 293، 9)

شی‌ء مصنوع‌

- كما أن ابتداء كل شی‌ء مصنوع هی ماهیّة الذی هو القیاس، كذلك الأمر فی جمیع المتكوّنات بالطبع هی عن ماهیّته المتقدّمة علیه (ش، ت، 878، 14)

شی‌ء مطلق‌

- العاقل هو الذی له ماهیّة مجرّدة لشی‌ء و لیس فی شرط هذا الشی‌ء أن یكون هو أو آخر بل شی‌ء مطلقا، و الشی‌ء المطلق أعمّ من أن یكون هو أو غیره (س، ن، 244، 7)

شی‌ء مع شی‌ء

- الشی‌ء مع الشی‌ء یقال علی ثلاثة أوجه: مع الزمان مثل الفی‌ء مع الضوء، و مثل المضافین … و مثل الأنواع التی كلّها معا تحت جنس واحد (ص، ر 1، 329، 15)

شی‌ء معدوم‌

- یمكن فی الشی‌ء المعدوم أن یكون إذ كان غیر موجود و لیس یمكن الّا یكون و هو یكون بعد … و كذلك الأمر فی كل واحد من المقولات من لیس له قوة علی شی‌ء منها لا یوجد موصوفا بذلك الشی‌ء الذی لیس هو قوی علیه. مثال ذلك فی مقولة" أن یفعل" فإن الذی لا یمكن أن یمشی لیس یوجد فی وقت من الأوقات ماشیا (ش، ت، 1134، 8)

شی‌ء معقول‌

- إذا لم یكن شی‌ء معقول فلا یمكن البرهان علیه، لأنّ البرهان لا یكون إلّا من نتائج مقدمات ضروریة مأخوذة من أوائل العقول و الأشیاء التی هی فی أوائل العقول إنّما هی كلّیات أنواع و أجناس ملتقطة من أشخاص جزئیة بطریق الحواس (ص، ر 3، 393، 22)- الشی‌ء قد یكون محسوسا، عند ما یشاهد؛ ثم یكون متخیّلا، عند غیبته، بتمثّل صورته فی الباطن، كزید الذی أبصرته، مثلا، إذا غاب عنك فتخیّلته. و قد یكون معقولا عند ما یتصوّر من زید، مثلا، معنی الإنسان الموجود أیضا لغیره (س، أ 1، 343، 6)

شی‌ء ممكن‌

- إنه لا یمكن أن یكون شی‌ء ممكن لا یخرج إلی الفعل أبدا (ش، ت، 1140، 2)

شی‌ء من شی‌ء

- إنّ كون الشی‌ء من الشی‌ء، لا بمعنی بعد الشی‌ء، بل بمعنی أنّ فی الثانی أمرا من الأول داخلا فی جوهره، یقال علی وجهین: أحدهما بمعنی أن یكون الأول إنّما هو ما هو بأنّه بالطبع یتحرّك إلی الاستكمال بالثانی، كالصبی إنّما هو صبی لأنّه فی طریق السلوك إلی الرجلیة مثلا، فإذا صار رجلا لم یفسد، و لكنه استكمل، لأنّه لم یزل عنه أمر جوهری، و لا أیضا أمر عرضی، إلّا ما یتعلّق بالنقص، و بكونه بالقوة بعد إذا قیس إلی الكمال الأخیر.
و الثانی أن یكون الأول لیس فی طباعه أن یتحرّك إلی الثانی، و إن كان یلزمه الاستعداد لقبول صورته، لا من جهة ماهیّته، و لكن من جهة حامل ماهیّته … مثل الماء إنّما یصیر هواء بأن تنخلع عن هیولاه صورة المائیة، و یحصل لها صورة الهوائیة (س، شأ، 329، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 368
- إن بعض ما یقال فیه إن شیئا من شی‌ء یقال علی نحوین: أحدهما أن یكون ذلك الشی‌ء من كل ذلك الشی‌ء، مثل قولنا الحیوان الدموی من اللحم فإن جمیع اللحم محصور فی الحیوان الدموی؛ و أما قولنا الابن من الأب و الأم فإنه جزء منهما و كذلك هو من الأرض و من النبات (ش، ت، 660، 7)

شی‌ء واحد

- لا یمكن أن یكون شی‌ء واحد فی شیئین معا بكل جهة و سائر الأشیاء التی تشبه هذه (ش، ت، 348، 9)- كما أن شیئا واحدا بعینه هو الذی یكون الآن فی مكان و ینتقل إلی مكان آخر، و شیئا واحدا أیضا بعینه هو الذی یكون أبیض ثم یصیر أسود فی الاستحالة، و شیئا واحدا أیضا بعینه هو الذی یصیر كبیرا و صغیرا فی النمو، كذلك شی‌ء واحد بعینه هو الذی یصیر مرة كائنا و مرة فاسدا. و إنما الفرق بینهما أن الموضوع هو فی التغیّر الذی فی الجوهر بالقوة و هو فی سائر التغایر بالفعل و كان وجوده وسط بین الذی بالفعل و العدم و ذلك أنه یشبه الوجود بجهة و العدم بجهة … و هذا الموضوع إذا قبل الصورة أشبه الشی‌ء بالفعل، و إذا خلعها أشبه العدم (ش، ت، 1031، 11)- الشی‌ء الواحد له قوة أن یكون و الّا یكون و هذا أیضا بیّن (ش، ت، 1199، 13)- الشی‌ء الواحد لا یمكن أن یكون من قبل جوهره ممكن الوجود و یقبل من غیره الوجود الضروری إلّا لو أمكن فیه أن ینقلب طبعه، و أما الحركة فیمكن فیها أن تكون واجبة من غیرها ممكنة من ذاتها. و السبب فی ذلك أن الوجود لها من غیرها و هو المحرّك فإن وجدت سرمدیة فواجب أن یكون من قبل محرّك لا یتحرّك لا بالذات و لا بالعرض (ش، ت، 1632، 5)- إنّ الشی‌ء الواحد لا یجوز أن یكون جوهرا أو عرضا (ر، م، 161، 11)- إنّ الشی‌ء الواحد لا یخلو عن النفی و الإثبات (ر، م، 344، 17)

شی‌ء و ماهیته‌

- إن الشی‌ء و ماهیته هما شی‌ء واحد و إنهما لیسا شیئا واحدا بطریق العرض. مثال ذلك إن الإنسان و ماهیّته الذی هو حیوان ناطق فهما شی‌ء واحد بعینه غیر مفترقین، و كذلك النطق و الحیوانیة اللذین فیه هما شی‌ء واحد بالفعل اثنان بالقوة (ش، ت، 832، 8)

شیئان‌

- لا یمكن أن یوجد شیئان فی مرتبة واحدة فی المضادة لشی‌ء آخرهما فی غایة البعد، فإن غایة التباعد إنما یوجد بین اثنین فقط هما فی غایة البعد، و لهذا لیس یمكن أن یقع بین نهایتین أكثر من خط واحد مستقیم (ش، ما، 123، 11)

شیئان متقابلان‌

- لا یمكن أن یوجد شیئان متقابلان معا فی زمن واحد من كل جهة و إنما شرط من كل جهة، لأنه یمكن أن یوجد شیئان متقابلان معا فی شی‌ء واحد من جهتین مثل البنوّة و الأبوّة و الكبیر و الصغیر فإنه قد یمكن أن یكون شی‌ء واحد بعینه كبیرا و صغیرا بالإضافة إلی شیئین (ش، ت، 348، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 369

شیئیة

- إنّ الشیئیة غیر الوجود فی الأعیان، فإنّ المعنی له وجود فی الأعیان و وجود فی النفس و أمر مشترك فذلك المشترك هو الشیئیة (س، ن، 212، 4)- إنّ الشیئیّة من المحمولات و الصفات العقلیّة، و كذا كون الشی‌ء حقیقة و ماهیّة (سه، ر، 114، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 370

ص‌

صاحب المنطق‌

- إن صاحب المنطق ینظر فی الحدود من حیث هی آلة تسدّد الذهن نحو التصوّر لماهیّات الأشیاء، و ینظر فیها صاحب هذا العلم من حیث تدل علی طبائع الأشیاء (ش، ت، 943، 15)

صادق‌

- كلّ معقول كان خارج النفس و هو بعینه كما هو فی النفس … هذا معنی أنّه صادق، فإنّ الصادق و الموجود مترادفان (ف، حر، 116، 6)- إنّ كلّ صادق فهو منحاز بماهیّة ما خارج النفس. و المنحاز بماهیّة ما خارج النفس هو أعمّ من الصادق. لأنّ ما هو منحاز بماهیّة ما خارج النفس إنّما یصیر صادقا إذا حصل متصوّرا فی النفس، و هو من قبل أن یتصوّر منحاز بماهیّة ما خارج النفس و لیس یعدّ صادقا (ف، حر، 117، 20)- معنی الصادق هو أن یكون المتصوّر هو بعینه خارج النفس كما تصوّر (ف، حر، 117، 24)- الصادق بما هو صادق هو بالإضافة إلی ما هو منحاز بماهیّة ما خارج النفس (ف، حر، 118، 1)- أما الحق من قبل المطابقة فهو كالصادق، إلّا أنّه صادق فیما أحسب باعتبار نسبته إلی الأمر، و حق باعتبار نسبة الأمر إلیه (س، شأ، 48، 10)- حدّ الصادق هو الذی لیس بكاذب، و حدّ الكاذب هو الذی لیس بصادق. و إذا كان الحدّ لكل واحد منهما ضروریا فبیّن أنه لا یمكن أن یجتمع الصدق و الكذب (ش، ت، 454، 15)- الصادق من إیجاب أو سلب هو الذی یكون من خارج النفس علی ما هو علیه فی النفس و الكاذب ضد ذلك (ش، ت، 455، 4)- أما أن الإمكان یستدعی مادة موجودة فذلك بیّن، فإن سائر المعقولات الصادقة لا بد أن تستدعی أمرا موجودا خارج النفس، إذ كان الصادق كما قیل فی حدّه: إنه الذی یوجد فی النفس علی ما هو علیه خارج النفس. فلا بد فی قولنا فی الشی‌ء: إنه ممكن أن یستدعی هذا الفهم شیئا یوجد فیه هذا الإمكان (ش، ته، 76، 24)- إن الإنیّة فی الحقیقة فی الموجودات هی معنی ذهنی و هو كون الشی‌ء خارج النفس علی ما هو علیه فی النفس، و ما یدل علیه فهو مرادف للصادق و هی التی تدل علیه الرابطة الوجودیة فی القضایا الحملیة (ش، ته، 174، 22)- أما الموجود الذی بمعنی الصادق فیشترك فیه جمیع المقولات علی السواء، و الموجود الذی بمعنی الصادق هو معنی فی الأذهان، و هو كون الشی‌ء خارج النفس علی ما هو علیه فی النفس، و هذا العلم یتقدّم العلم بماهیّة الشی‌ء؛ أعنی أنه لیس یطلب معرفة ماهیّة الشی‌ء حتی یعلم أنه موجود (ش، ته، 175، 23)- إن الأشخاص موجودة فی الأعیان و الكلّیات فی الأذهان، فلا فرق فی معنی الصادق فی الموجودات الهیولانیة و المفارقة (ش، ته، 176، 5)- اسم الموجود یدل علی الصادق فی كلام
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 371
العرب (ش، ته، 211، 14)- الموجود الذی هو بمعنی الصادق هو الذی مفهومه هو غیر مفهوم الماهیّة، و لذلك قد یعلم الماهیّة من لا یعرف الوجود، و هذا المعنی هو غیر الماهیّة فی المركّب ضرورة و هو فی البسیط و الماهیّة واحد (ش، ته، 212، 3)- الوجود الذی یتقدّم فی معرفتنا العلم بماهیّة الشی‌ء هو الذی یدل علی الصادق (ش، ته، 222، 16)- إن الصادق هو أن یعتقد فی الشی‌ء أنه علی الحال التی هو علیها فی الوجود (ش، ته، 296، 20)- الصادق كما حدّ فی كتاب البرهان هو الذی یوجد فی الذهن علی ما هو علیه خارج الذهن (ش، ما، 79، 1)- إن كان الصادق دائما إنما یلفی فی الأشیاء الموجودة فعلا، فإذن لا برهان فی الأشیاء الموجودة تارة فعلا و تارة قوة. و إذا لم یكن فی هذه برهان فلا سبیل لنا أیضا إلی علم وجود الأشیاء الموجودة فعلا دائما، إذ كانت المعرفة الضروریة إنما تحصل بالذات عن أمور ضروریة (ش، ما، 111، 15)

صادق و كاذب‌

- حدّ الصادق هو الذی لیس بكاذب، و حدّ الكاذب هو الذی لیس بصادق. و إذا كان الحدّ لكل واحد منهما ضروریّا فبیّن أنه لا یمكن أن یجتمع الصدق و الكذب (ش، ت، 454، 15)- یبیّن من حدّ الصادق و الكاذب أنه لیس بینهما متوسط (ش، ت، 457، 9)

صانع‌

- لا بدّ لكل صانع فی صنعته من سبعة أشیاء:
الحركة، و الزمان، و المكان، و المواد، و الأداة، و الصّحة، و العضو الفاعل الذی هو الآلة. و لو انتقص واحد من هذه السبعة لتعطّلت الصنعة، و بطلت الفائدة (غ، ع، 75، 1)- وجب أن یكون الصانع شیئا مشارا إلیه یصنع شیئا مشارا إلیه، أعنی أنه یصیّر النحاس مستدیرا و یصیّر الدم إنسانا و فرسا … و لیس یصنع شی‌ء واحد فی شی‌ء واحد مثل أن تصنع صورة فی موضوع (ش، ت، 859، 14)- إن كان الإنسان كسائر الأشیاء إنما یعلم ماهیّته التی تخصّه و كانت ماهیّته هی علم الأشیاء، فعلم الإنسان ضرورة بنفسه هو علمه بسائر الأشیاء، لأنه إن كان غیرا فذاته غیر علم الأشیاء. و ذلك بیّن فی الصانع فإن ذاته التی بها یسمّی صانعا لیست شیئا أكثر من علمه بالمصنوعات (ش، ته، 192، 17)- إن من لا یعرف الصنعة لا یعرف المصنوع، و من لا یعرف المصنوع لا یعرف الصانع (ش، ف، 32، 5)- من أنكر وجود المسبّبات مترتّبة علی الأسباب فی الأمور الصناعیة، أو لم یدركها فهمه، فلیس عنده علم بالصناعة و لا الصانع؛ كذلك من جحد وجود ترتیب المسبّبات علی الأسباب فی هذا العالم فقد جحد الصانع الحكیم، تعالی اللّه عن ذلك علوا كبیرا (ش، م، 199، 17)- القائل بنفی الطبیعة قد أسقط جزءا عظیما من موجودات الاستدلال علی وجود الصانع العالم، بجحده جزءا من موجودات اللّه (ش، م، 203، 18)- الترتیب الذی فی الأمور الصناعیة … صادر عن فاعل مرید، و هو الصانع
(ش، م،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 372
204، 9)

صانع بشری‌

- كل صانع بشری یحتاج فی صناعته إلی ستة أشیاء حتی یتمّ صنعته: هیولی ما، و مكان ما، و زمان ما، و أدوات ما، كالید و الرجل، و آلات ما كالفأس و المنشار، و حركات ما (ص، ر 3، 337، 11)

صانع طبیعی‌

- كل صانع طبیعی یحتاج إلی أربع (أشیاء) منها:
و هی الهیولی و المكان و الزمان و الحركة (ص، ر 3، 337، 13)

صانع نفسانی‌

- كل صانع نفسانی یكفیه اثنان (شیئان) منهما:
هیولی و حركات ما (ص، ر 3، 337، 14)

صداء

- الصداء … لیس شیئا أكثر من انعكاس الهواء عن الجسم الذی یلقاه حافظا لذلك الشكل الذی به عن القرع حتی یحرّك الهواء المرتّب فی الأذنین الذی هو الآلة القریبة للسمع كما یقول أرسطو مرة ثانیة، و منزلة هذا الهواء من السمع منزلة الرطوبة الجلیدیة من الإبصار (ش، ن، 55، 14)

صدق‌

- الصدق- القول الموجب ما هو و السالب ما لیس هو؛ و هو أیضا إمّا إثبات شی‌ء لیس هو، و إمّا نفی شی‌ء عن شی‌ء هو له (ك، ر، 169، 2)- إنّ معنی الصدق أن یكون ما یتصوّر فی النفس هو بعینه خارج النفس- فمعنی الوجود و الصدق هاهنا واحد بعینه (ف، حر، 214، 1)- یقال: ما الصدق؟ الجواب: هو قوة مركّبة من الحق و الخیر یقصد بهما العدل أو الحق (تو، م، 314، 19)- یقال: ما الصدق؟ الجواب هو مطابقة القول لما علیه الأمر، و یقال أیضا: الإخبار عن الشی‌ء بما هو علیه (تو، م، 316، 21)- الصدق هو أن یكون حكمك بتلك النسبة (بین المدرك و المدرك) مطابقا لما فی الوجود، و التصدیق هو الموافقة علی هذه المطابقة و هو قبول ذهن السامع لذلك. و الكذب مخالفة الحكم للوجود، و التكذیب هو الموافقة علی تلك المخالفة (ر، م، 368، 21)

صدق و كذب‌

- حدّ الصادق هو الذی لیس بكاذب، و حدّ الكاذب هو الذی لیس بصادق. و إذا كان الحدّ لكل واحد منهما ضروریّا فبیّن أنه لا یمكن أن یجتمع الصدق و الكذب (ش، ت، 454، 17)

صغیر

- العظیم و الصغیر یقالان علی كل كمیّة (ك، ر، 146، 7)

صفات‌

- الصفات كلها تقع فیها الشركة إلّا الوضع و الزمان و التشخّص إنما یكون بهما فقط و الوضع ینتقل فكیف یدوم به التشخّص و لا یبطل (ف، ت، 21، 17)- إنّ الصفات ثلاثة: فمنها صفات إذا بطلت بطل وجدان الموصوف معه فتسمّی فصولا ذاتیة جوهریة مثل حرارة النار و رطوبة الماء و یبوسة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 373
الحجر و ما شاكلها … و منها صفات إذا بطلت لم یبطل وجدان الموصوف و لكنها بطیئة الزوال مثل سواد القیر و بیاض الثلج و حلاوة العسل و رائحة المسك و الكافور و ما شاكلها من الصفات البطیئة الزوال … فمثل هذه الصفات تسمّی خاصیّة. و منها صفات سریعة الزوال تسمّی عرضا مثل حمرة الخجل و صفرة الوجل و مثل القیام و القعود و النوم و الیقظة و ما شاكل هذه من الصفات یسمّی عرضا لأنّها تعرض لشی‌ء و تزول عنه من غیر زواله، و سمّیت الصفات البطیئة الزوال خاصیّة لأنّها صفات تختصّ بنوع دون سائر الأنواع (ص، ر 1، 314، 12)- الصفات كلّها تنقسم إلی قسمین: صفة عینیّة و لها صورة فی العقل، كالسواد و البیاض و الحركة؛ و صفة وجودها فی العین لیس إلّا نفس وجودها فی الذهن، و لیس لها فی غیر الذهن وجود (سه، ر، 71، 5)- إن كانت الصفات متقوّمة بالذات فالذات هی الواجبة الوجود بذاتها، و الصفات بغیرها، فیكون واجب الوجود بذاته هی الذات و الصفات واجبة بغیرها، و یكون المجموع منهما مركّبا (ش، ته، 183، 3)- من الصفات ما هو أحق باسم الجوهریة من الجوهر القائم بذاته، و هی الصفة التی من قبلها صار الجوهر القائم بذاته قائما بذاته. و ذلك أنه قد تبیّن أن المحل لهذه الصفة لیس شیئا قائما بذاته، و لا موجودا بالفعل، بل إنما وجد له القیام نفسه، و الوجود بالفعل من قبل هذه الصفة و هی فی وجودها علی الجهة المقابلة للأعراض، و إن كان یظهر من أمر بعضها أنها تحتاج إلی المحل فی الأمور المتغیّرة لأن الأصل فی الأعراض أن تقوم بغیرها، و الأصل فی الماهیات أن تقوم بذاتها (ش، ته، 207، 21)

صفات إلهیة

- علم اللّه و صفاته لا تكیّف و لا تقاس بصفات المخلوقین حتی یقال إنها الذات أو زائدة علی الذات، هو قول المحقّقین من الفلاسفة و المحقّقین من غیرهم من أهل العلم (ش، ته، 202، 1)- إن الأشعریة یقولون إن هذه الصفات (الإلهیة) هی صفات معنویة، و هی صفات زائدة علی الذات. فیقولون إنه عالم بعلم زائد علی ذاته، و حی بحیاة زائدة علی ذاته، كالحال فی الشاهد (ش، م، 165، 14)- قول المعتزلة … إن الذات و الصفات (الإلهیة) شی‌ء واحد (ش، م، 166، 5)

صفات بطیئة الزوال‌

- إنّ الصفات ثلاثة: فمنها صفات إذا بطلت بطل وجدان الموصوف معه فتسمّی فصولا ذاتیة جوهریة مثل حرارة النار و رطوبة الماء و یبوسة الحجر و ما شاكلها … و منها صفات إذا بطلت لم یبطل وجدان الموصوف و لكنها بطیئة الزوال مثل سواد القیر و بیاض الثلج و حلاوة العسل و رائحة المسك و الكافور و ما شاكلها من الصفات البطیئة الزوال … فمثل هذه الصفات تسمّی خاصیّة. و منها صفات سریعة الزوال تسمّی عرضا مثل حرمة الخجل و صفرة الوجل و مثل القیام و القعود و النوم و الیقظة و ما شاكل هذه من الصفات یسمّی عرضا لأنّها تعرض لشی‌ء و تزول عنه من غیر زواله، و سمّیت الصفات البطیئة الزوال خاصیّة لأنّها صفات تختصّ بنوع دون سائر الأنواع (ص،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 374
ر 1، 314، 22)

صفات جوهریة

- إن الأعراض لیست مطلوبة بذاتها و إنما هی مطلوبة من حیث هی أحوال و صفات للجوهر المشار إلیه و المطلوب الأول هو الجوهر المشار إلیه. فلما كانت معرفتنا بهذا الجوهر بصفاته الجوهریة أتم من معرفتنا به بصفاته العرضیة وجب أن تكون الصفات الجوهریة أعرف من الصفات العرضیة (ش، ت، 755، 17)

صفات خاصیة

- إنّ الصفات ثلاثة: فمنها صفات إذا بطلت بطل وجدان الموصوف معه فتسمّی فصولا ذاتیة جوهریة مثل حرارة النار و رطوبة الماء و یبوسة الحجر و ما شاكلها … و منها صفات إذا بطلت لم یبطل وجدان الموصوف و لكنها بطیئة الزوال مثل سواد القیر و بیاض الثلج و حلاوة العسل و رائحة المسك و الكافور و ما شاكلها من الصفات البطیئة الزوال … فمثل هذه الصفات تسمّی خاصیّة. و منها صفات سریعة الزوال تسمّی عرضا مثل حمرة الخجل و صفرة الوجل و مثل القیام و القعود و النوم و الیقظة و ما شاكل هذه من الصفات یسمّی عرضا لأنّها تعرض لشی‌ء و تزول عنه من غیر زواله، و سمّیت الصفات البطیئة الزوال خاصیّة لأنّها صفات تختصّ بنوع دون سائر الأنواع (ص، ر 1، 314، 20)

صفات ذاتیة

- إنّ الصفات الذاتیة الجوهریة ثلاثة أقسام:
جنسیة و نوعیة و شخصیة (ص، ر 1، 355، 18)- إنّ القیاس الذی یطرد الحكم فیه بالجزء علی الكل إنّما هو فی الصفات الذاتیة للشی‌ء لا فی الصفات العرضیة، و الصفات الذاتیة هی التی إذا بطلت بطل الموصوف، و إذا ثبتت ثبت الموصوف: و هی الصورة المقوّمة، و الصفة العرضیة هی التی إذا بطلت لم یبطل الموصوف (ص، ر 3، 412، 13)- من شأن الصفات الذاتیة الّا یتكثّر بها الموضوع الحامل لها بالفعل، بل إنما یتكثّر بالجهة التی یتكثّر المحدود بأجزاء الحدود، و ذلك أنها هی كثرة ذهنیة عندهم (الفلاسفة) لا كثرة بالفعل خارج النفس. و مثال ذلك أن حد الإنسان حیوان ناطق، و لیس النطق و الحیاة كل واحد منهما متمیّزا عن صاحبه فیه خارج النفس بالفعل (ش، ته، 174، 5)

صفات ذاتیة جوهریة

- تسمّی الصفات الذاتیة الجوهریة فصولا لأنّها تفصل الجنس فتجعله أنواعا (ص، ر 1، 315، 1)

صفات عامة

- تری الفلاسفة أن الصفات العامة فیها شرط كالصفات الخاصة و لا یری ذلك المتكلمون، مثل أن الحرارة و الرطوبة هی عند الفلاسفة من شرط الحیاة فی الحی الكائن الفاسد، لكونهما أعم من الحیاة، كحال الحیاة مع النطق و المتكلمون لا یرون ذلك (ش، ته، 301، 6)

صفات عرضیة

- إنّ الصفات ثلاثة: فمنها صفات إذا بطلت بطل وجدان الموصوف معه فتسمّی فصولا ذاتیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 375
جوهریة مثل حرارة النار و رطوبة الماء و یبوسة الحجر و ما شاكلها … و منها صفات إذا بطلت لم یبطل وجدان الموصوف و لكنها بطیئة الزوال مثل سواد القیر و بیاض الثلج و حلاوة العسل و رائحة المسك و الكافور و ما شاكلها من الصفات البطیئة الزوال … فمثل هذه الصفات تسمّی خاصیّة. و منها صفات سریعة الزوال تسمّی عرضا مثل حمرة الخجل و صفرة الوجل و مثل القیام و القعود و النوم و الیقظة و ما شاكل هذه من الصفات یسمّی عرضا لأنّها تعرض لشی‌ء و تزول عنه من غیر زواله، و سمّیت الصفات البطیئة الزوال خاصیّة لأنّها صفات تختصّ بنوع دون سائر الأنواع (ص، ر 1، 314، 20)

صفات نفسیة

- أمّا الصّفة غیر المعلّلة؛ فما لا یفتقر إلی الحكم بها علی الذّات إلی قیام صفة أخری بالذّات كالعلم، و القدرة، و نحوها. و قد یعبّر عنها بالصّفات النّفسیّة (سی، م، 128، 9)

صفة

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 11)- إنّ الصفة تسمّی محمولا و الموصوف یسمّی موضوعا لحمله (ص، ر 1، 334، 22)- إن قیل فما الصفة؟ فیقال عرض حال فی الجوهر لا كالجزء منه (ص، ر 3، 360، 8)- إنّ الصفة غیر الذات، و الذات غیر الصفة (غ، ت، 124، 17)- إنّ الصفة تكون للموصوف الموجود فی الأعیان و للمتصوّر فی الأذهان (بغ، م 2، 12، 14)- إنّ إثبات الصفة للشی‌ء معناه حصول الصفة للموصوف، و حصول الشی‌ء للشی‌ء فرع علی حصول ذلك الشی‌ء فی نفسه (ر، م، 41، 8)

صفة الإرادة

- أما صفة الإرادة فظاهر اتصافه (اللّه) بها؛ إذ كان من شرط صدور الشی‌ء عن الفاعل العالم أن یكون مریدا له. و كذلك من شرطه أن یكون قادرا (ش، م، 162، 2)

صفة جسمیة

- صفة الجسمیة … إنه من البیّن من أمر الشرع أنها من الصفات المسكوت عنها، و هی إلی التصریح بإثباتها فی الشرع أقرب منها إلی نفیها (ش، م، 170، 12)

صفة حكمیة

- أمّا الصّفة الحكمیّة، و یعبّر عنها بالصّفة المعلّلة؛ فما كانت فی الحكم بها علی الذّات تفتقر إلی قیام صفة أخری بالذّات؛ ككون العالم عالما، و القادر قادرا (سی، م، 128، 4)

صفة الحیاة

- أما صفة الحیاة فظاهر وجودها من صفة العلم؛
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 376
و ذلك أنه یظهر فی الشاهد أن من شرط العلم الحیاة، و الشرط عند المتكلمین یجب أن ینتقل فیه الحكم من الشاهد إلی الغائب (ش، م، 161، 16)

صفة عرضیة

- إنّ القیاس الذی یطرد الحكم فیه بالجزء علی الكل إنّما هو فی الصفات الذاتیة للشی‌ء لا فی الصفات العرضیة، و الصفات الذاتیة هی التی إذا بطلت بطل الموصوف، و إذا ثبتت ثبت الموصوف: و هی الصورة المقوّمة، و الصفة العرضیة هی التی إذا بطلت لم یبطل الموصوف (ص، ر 3، 412، 14)

صفة العلم‌

- أما (صفة) العلم فقد نبّه الكتاب العزیز علی وجه الدلالة علیه فی قوله تعالی: أَ لا یَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ [سورة الملك: 14].
و وجه الدلالة أن المصنوع یدل- من جهة الترتیب الذی فی أجزائه، أعنی كون صنع بعضها من أجل بعض، و من جهة موافقة جمیعها للمنفعة المقصودة بذلك المصنوع- أنه لم یحدث عن صانع هو طبیعة، و إنما حدث عن صانع رتّب ما قبل الغایة قبل الغایة، فوجب أن یكون عالما به. مثال ذلك أن الإنسان إذ نظر إلی البیت فأدرك أن الأساس إنما صنع من أجل الحائط، و أن الحائط من أجل السقف تبیّن أن البیت إنما وجد عن عالم بصناعة البناء. و هذه الصفة هی صفة قدیمة؛ إذ كان لا یجوز علیه سبحانه أن یتّصف بها وقتا ما (ش، م، 160، 6)

صفة غیر معلّلة

- أمّا الصّفة غیر المعلّلة؛ فما لا یفتقر إلی الحكم بها علی الذّات إلی قیام صفة أخری بالذّات كالعلم، و القدرة، و نحوها. و قد یعبّر عنها بالصّفات النّفسیّة (سی، م، 128، 7)

صفة الكلام‌

- صفة الكلام … ثبتت له (اللّه) من قیام صفة العلم به، و صفة القدرة علی الاختراع. فإن الكلام لیس شیئا أكثر من أن یفعل المتكلّم فعلا یدل به المخاطب علی العلم الذی فی نفسه، أو یصیر المخاطب بحیث ینكشف له ذلك العلم الذی فی نفسه (ش، م، 162، 10)

صفة مؤثّرة

- أمّا القوة بمعنی الشدّة و بمعنی القدرة فكأنّها أنواع القوة بمعنی الصفة المؤثّرة (ر، م، 380، 14)

صفتا السمع و البصر

- أما صفتا السمع و البصر فإنما أثبتهما الشرع لله تبارك و تعالی من قبل أن السمع و البصر یختصان بمعان مدركة فی الموجودات لیس یدركها العقل. و لما كان الصانع من شرطه أن یكون مدركا لكل ما فی المصنوع وجب أن یكون له هذان الإدراكان. فواجب أن یكون عالما بمدركات البصر و عالم بمدركات السمع؛ إذ هی مصنوعات له. و هذه كلها منبّهة علی وجودها للخالق سبحانه فی الشرع من جهة تنبیهه علی وجود العلم له (ش، م، 164، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 377

صنائع‌

- الصنائع أیضا صنفان: صنف لنا بها معرفة بالعلم فقط، و صنف یحصل لنا بها علم ما یمكن أن یعمل و القدرة علی عمله (ف، تن، 19، 12)- الصنائع صنفان: صنف مقصوده تحصیل الجمیل، و صنف مقصوده تحصیل النافع.
و الصناعة التی مقصودها تحصیل الجمیل فقط هی التی تسمّی الفلسفة و تسمّی الحكمة علی الإطلاق. و الصناعات التی یقصد بها النافع فلیس منها شی‌ء یسمّی الحكمة علی الإطلاق و لكن ربما یسمّی بعضها بهذا الاسم علی طریق التشبیه بالفلسفة (ف، تن، 20، 4)- الصنائع یعملها الإنسان بعقله و تمییزه و رویّته و فكرته التی كلها قوی روحانیة عقلیة (ص، ر 1، 218، 11)- إختلاف الصنائع إنما یكون من قبل اختلافها فی نحو استعمال الحدود (ش، ت، 707، 10)- إن بعض الصنائع لا تقوی أن تفعل أفعالها إلّا بمعونة صناعة أخری بمنزلة صناعة الرقص فإنها لا یتمّ فعلها إلّا مع صناعة الإیقاع (ش، ت، 873، 12)

صنائع برهانیة

- إن الصنائع البرهانیة إنما تبیّن المجهولات من أمور معلومة فی تلك الصنائع (ش، ت، 157، 2)- الصنائع البرهانیة أشبه شی‌ء بالصنائع العملیة (ش، ته، 241، 3)- الصنائع البرهانیة فی مبادئها المصادرات و الأصول الموضوعة (ش، ته، 326، 5)

صنائع علمیة

- أمّا الصنائع العلمیة فهی معرفة الأشیاء، و تصوّر حقائقها، و إدراك صورها علی ما هی علیه. و هذا التصوّر لا یحصل إلّا بالتعلّم (غ، ع، 75، 4)

صنائع عملیة

- الصنائع العملیة: منها ما یحصل بالعادة، و منها ما یحصل بالقیاس و التعوّد لأفعالها (ش، ت، 1150، 13)

صنائع قیاسیة

- أصناف القیاسات و الصنائع القیاسیة، و أصناف المخاطبات التی تستعمل لتصحیح شی‌ء ما فی الأمور كلها … هی فی الجملة خمسة:
یقینیة، و ظنّیة، و مغلّطة، و مقنعة، و مخیّلة.
و كل واحدة من هذه الصنائع الخمس لها أشیاء تخصّها، و لها أشیاء أخر تشترك فیها (ف، ح، 69، 5)

صنائع نظریة

- إن الصنائع النظریة صنفان: كلّیة و جزئیة، فالكلّیة هی التی تنظر فی الموجود بإطلاق و فی اللواحق الذاتیة له، و هذه ثلاثة أصناف:
صناعة الجدل و صناعة السفسطة و هذه الصناعة، و أما الجزئیة فهی التی تنظر فی الموجود بحال ما (ش، ما، 29، 14)

صنائع و علوم‌

- إن الصنائع و العلوم ثلاثة أصناف: إما صنائع نظریة و هی التی غایتها المعرفة فقط، و إما صنائع عملیة و هی التی العلم فیها من أجل العمل، و إما صنائع معیّنة فی هذه و مسدّدة و هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 378
الصنائع المنطقیة (ش، ما، 29، 10)

صناعة

- إنّ لكل علم و صناعة أصول متّفق علیها بین أهلها و كأنها فی أوائل عقولهم ظاهرة بیّنة و إن كان غیرهم بخلاف ذلك (ص، ر 3، 405، 1)- كل علم و كل صناعة فلها علل و أسباب تفحص عنها، فإذا أضیف إلی هذه المعرفة أن هاهنا علما یفحص عن الهویّة المطلقة وجب أن یكون فحصه أیضا عن أسبابها المطلقة (ش، ت، 700، 12)- إن الصناعة هی مبدأ محرّك أی فاعل (ش، ت، 1074، 13)- إن الصناعة و الطبیعة إنما تقصد الفعل دون القوة … فإنه لم یكن وجود الشی‌ء من جهة ما هو بالفعل بل من جهة ما هو بالقوة فسیكون الجاهل و العالم شیئا واحدا مثل هرمس الذی هو فی غایة المعرفة و یوسوس الذی هو فی غایة الجهل، و سیكون العلم وجوده فی النفس كوجود خارج النفس أی لیس تختص النفس من العلم بشی‌ء لیس هو خارج النفس؛ و ذلك أن النفس إنما تختص بوصفها بالعلم دون سائر الموجودات إذا كانت عالمة بالفعل و بخاصّة إذا كانت علی كمالها الآخر و هو حین تستعمل علمها (ش، ت، 1192، 16)- أما الكیمیاء فصناعة مشكوك فی وجودها، و إن وجدت فلیس یمكن أن یكون المصنوع منها هو المطبوع بعینه لأن الصناعة قصاراها إلی أن تتشبه بالطبیعة و لا تبلغها فی الحقیقة (ش، ته، 286، 6)

صناعة أصول الفقه‌

- صناعة التعالیم، فهذه صناعة أصول الفقه (ش، ف، 32، 17)

صناعة البرهان‌

- أوائل صناعة البرهان مأخوذة مما فی بدایة العقول، و إنّ التی فی بدایة العقول مأخوذة أوائلها من طریق الحواس (ص، ر 1، 356، 10)- إنّ صناعة البرهان نوعان: هندسیة و منطقیة (ص، ر 1، 356، 12)- أمّا صناعة البرهان فإنّ الأصل المتّفق علیه بین أهلها هو معرفتهم بمعانی الستّة الألفاظ التی فی إیساغوجی، و العشرة التی فی كتاب قاطیغوریاس، و العشرین كلمة التی فی باریمیناس، و السبعة التی فی أنولوطیقا (ص، ر 3، 404، 17)

صناعة البشریین‌

- الموضوع فی صناعة البشریین نوعان: روحانی و جسمانی. فالروحانی هو الموضوع فی الصناعة العلمیة … و الجسمانی هو الموضوع فی الصناعة العملیة، و هو نوعان بسیطة و مركّبة. فالبسیطة هی النار و الهواء و الماء و الأرض، و المركّبة ثلاثة أنواع و هی:
الأجسام المعدنیة و الأجسام النباتیة و الأجسام الحیوانیة (ص، ر 1، 213، 23)

صناعة التعالیم‌

- صناعة التعالیم، فهذه صناعة أصول الفقه (ش، ف، 32، 17)

صناعة الجدل‌

- أمّا صناعة الجدل فإنّها إنّما تستعمل السؤال بحرف" هل" فی مكانین: أحدهما یلتمس به
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 379
السائل أن یتسلّم الوضع الذی یختار المجیب وضعه و یتضمّن حفظه أو نصرته من غیر أن یتحرّی فی ذلك لا أن یكون صادقا و لا أن یكون كاذبا (ف، حر، 222، 4)- إن صناعة الفلسفة و الجدل تنفصل بنوع العلم لأن الجدلی یعلم ما یعلمه الفیلسوف، إلا أن أحدهما یعلم ما یعلم بالبرهان و الآخر بالشهرة؛ و أما السفسطائی فلیس عنده علم البتة و إنما عنده ما یوهم أنه علم و هو كذب (ش، ت، 330، 1)- صناعة الجدل إنما تبطل … الآراء بأقاویل مشهورة لیس یؤمن أن ینطوی فیها كذب، و هذه بأقاویل صادقة و إن كان یلحقها أن تكون مشهورة (ش، ما، 33، 7)

صناعة الخطابة

- أمّا صناعة الخطابة فإنّ أكثر مخاطباتها لا بالسؤال و الجواب، و إنّما تستعمل السؤال حیث تری أنّ السؤال انجح فی اقتصاص مثل (ف، حر، 224، 20)

صناعة خلقیة

- الفلسفة المدنیة صنفان: أحدهما تحصل به علم الأفعال الجمیلة و الأخلاق التی تصدر عنها الأفعال الجمیلة و القدرة علی أسبابها و به تصیر الأشیاء الجمیلة قنیة لنا و هذه تسمّی الصناعة الخلقیة. و الثانی یشتمل علی معرفة الأمور التی بها تحصل الأشیاء الجمیلة لأهل المدن و القدرة علی تحصیلها لهم و حفظها علیهم و هذه تسمّی الفلسفة السیاسیة. فهذه جمل أجزاء صناعة الفلسفة (ف، تن، 21، 1)

صناعة سوفسطائیة

- الصناعة المغالطة التی أعطاها (أرسطو) علی أن تكون معدّة لان ترد علی الإنسان من غیره و تعوقه عن استعمال أفعال الصناعة الریاضیّة (و تسمّی)" السوفسطائیّة" (ف، ط، 80، 17)- الصناعة السوفسطائیّة غرضها من كلّ من تخاطبه ستّة أشیاء: تبكیت، و تحییر، و مكابرة الدهن و سیاسته، و إلزام العیّ فی القول و المخاطبة، و إلزام الهذر فی المخاطبة و الإسكات، و هو أن یحظره علی القول أصلا- و إن كان للإنسان المخاطب قدرة علی القول- و ذلك بأن یصیّره إلی حال یری فیها أو لأجلها السكوت (ف، ط، 81، 8)- أمّا البهت و المكابرة فهو أن یصیر الإنسان إلی دفع الأشیاء الظاهرة تماما بأن یتشكّك فی أمور الظاهرة البیّنة أنفسها، حتّی لا یبقی للإنسان مبدأ تعلیم و تعلّم أصلا، حتّی یتخطّی فی ذلك إلی اتّهام الحسّ فیما یشهد الحسّ بصحّته و إلی تهمة المشهور و تهمة الأشیاء التی صحّتها بالاستقراء. فإنّ هذا هو فعل من أفعال الصناعة السوفسطائیة. و القصد بذلك هو العوق عن الفحص و العوق عن أن یكون شی‌ء یدركه بفحص (ف، ط، 82، 8)

صناعة علم اللسان‌

- صناعة علم اللسان إنّما تشتمل علی الألفاظ التی هی فی الوضع الأوّل دالّة علی تلك المعانی بأعیانها (ف، حر، 148، 19)

صناعة علمیة عظمی‌

- الفضیلة النظریة و الفضیلة الفكریة العظمی و الفضیلة الخلقیة العظمی و الصناعة العلمیّة العظمی إنما سبیلها أن تحصل فیمن أعد لها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 380
بالطبع و هم ذوو الطبائع الفائقة العظیمة القوة جدّا (ف، س، 29، 5)

صناعة الفقه‌

- صناعة الفقه هی التی بها یتقدر الإنسان علی أن یستنبط تقدیر شی‌ء شی‌ء مما لم یصرّح واضع الشریعة بتحدیده علی الأشیاء التی صرّح فیها بالتحدید و التقدیر، و أن یتحرّی تصحیح ذلك علی حسب غیر واضع الشریعة بالملّة التی شرّعها فی الأمّة التی لها شرع (ف، ح، 107، 6)

صناعة فكریة

- كل صناعة فكریّة، و كلّ ما یستعمل فی أیّ صناعة كانت من الصنائع الفكریّة، فإنّما یستعمل من الفكر (ف، ط، 74، 8)

صناعة الفلسفة

- إنّ أعلی الصناعات الإنسانیة منزلة و أشرفها مرتبة صناعة الفلسفة، التی حدّها علم الأشیاء بحقائقها بقدر طاقة الإنسان؛ لأنّ غرض الفیلسوف فی علمه إصابة الحقّ و فی عمله العمل بالحقّ، لا الفعل سرمدا، لأنّا نمسك، و یتصرّم الفعل، إذا انتهینا إلی الحقّ (ك، ر، 97، 8)- إن موضوعات العلوم و موادّها لا تخلو من أن تكون: إما إلهیة، و إما طبیعیة، و إما منطقیّة، و إما ریاضیة، أو سیاسیة. و صناعة الفلسفة هی المستنبطة لهذه، و المخرجة لها، حتی أنه لا یوجد شی‌ء من موجودات العالم إلّا و للفلسفة فیه مدخل، و علیه غرض، و منه علم بمقدار الطاقة الأنسیة (ف، ج، 80، 18)- لما كان الجمیل صنفین: صنف هو علم فقط، و صنف هو علم و عمل، صارت صناعة الفلسفة صنفین: صنف به یحصل معرفة الموجودات التی لیس للإنسان فعلها و هذه تسمّی النظریة، و الثانی به تحصل معرفة الأشیاء التی شأنها أن تفعل، و القوة علی فعل الجمیل منها و هذه تسمّی الفلسفة العملیة، و الفلسفة المدنیة (ف، تن، 20، 10)- الفلسفة المدنیة صنفان: أحدهما تحصل به علم الأفعال الجمیلة و الأخلاق التی تصدر عنها الأفعال الجمیلة و القدرة علی أسبابها و به تصیر الأشیاء الجمیلة قنیة لنا و هذه تسمّی الصناعة الخلقیة. و الثانی یشتمل علی معرفة الأمور التی بها تحصل الأشیاء الجمیلة لأهل المدن و القدرة علی تحصیلها لهم و حفظها علیهم و هذه تسمّی الفلسفة السیاسیة. فهذه جمل أجزاء صناعة الفلسفة (ف، تن، 21، 4)- إن صناعة الفلسفة و الجدل تنفصل بنوع العلم لأن الجدلی یعلم ما یعلمه الفیلسوف، إلا أن أحدهما یعلم ما یعلم بالبرهان و الآخر بالشهرة؛ و أما السفسطائی فلیس عنده علم البتة و إنما عنده ما یوهم أنه علم و هو كذب (ش، ت، 330، 1)

صناعة الكتابة

- إنّ صناعة الكتابة ذات طرفین: طرف كأنّه البدایة و طرف كأنّه النهایة. فالطرف الأول هو الكلام و النطق بالحروف التسعة التی یستعملها أهل الهند وقتنا هذا. و الطرف الآخر الذی هو النهایة فهی الحروف الثمانیة و العشرون التی هی حروف اللغة العربیة و ما سوی ذلك فهو بین هذین الطرفین (ص، ر 3، 157، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 381

صناعة الكلام‌

- صناعة الكلام ملكة یتقدر بها الإنسان علی نصرة الآراء و الأفعال المحدودة التی صرّح بها واضع الملّة، و تزییف كل ما خالفها بالأقاویل.
و هذه الصناعة تنقسم جزءین أیضا: جزء فی الآراء، و جزء فی الأفعال (ف، ح، 107، 16)- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان بالزمان عنها (الفلسفة) و تابعتان لها (ف، حر، 131، 10)- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان عن الملّة، و الملّة متأخّرة عن الفلسفة، و إنّ القوّة الجدلیّة و السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة، و الفلسفة الجدلیّة و الفلسفة السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة البرهانیّة (ف، حر، 132، 5)- الملّة إذ كانت إنّما تعلّم الأشیاء النظریّة بالتخییل و الإقناع، و لم یكن یعرف التابعون لها من طرق التعلیم غیر هذین، فظاهر أنّ صناعة الكام التابعة للملّة لا تشعر بغیر الأشیاء المقنعة و لا تصحّ شیئا منها إلّا بطرق و أقاویل إقناعیّة، و لا سیّما إذا قصد إلی تصحیح مثالات الحقّ علی أنّها هی الحقّ (ف، حر، 132، 14)- إنّ صناعة الكلام نظما و نثرا إنّما هی فی الألفاظ لا فی المعانی، و إنّما المعانی تبع لها و هی أصل فالصانع الذی یحاول ملكة الكلام فی النظم و النثر إنّما یحاولها فی الألفاظ بحفظ أمثالها من كلام العرب (خ، م، 478، 25)

صناعة مغالطة

- الصناعة المغالطة التی أعطاها (أرسطو) علی أن تكون معدّة لأن ترد علی الإنسان من غیره و تعوقه عن استعمال أفعال الصناعة الریاضیّة (و تسمّی)" السوفسطائیّة" (ف، ط، 80، 16)

صناعة المنطق‌

-" صناعة المنطق" … تقوّم الجزء الناطق من النفس و تسدّده نحو الیقین و نحو النافع من أنحاء التعلیم و التعلّم، و تبصّره الأشیاء التی تعدل به عن الیقین و عن الأشیاء النافعة فی التعلیم و التّعلم؛ و لأجل أنّها أیضا تبصّره كیف النطق باللسان، و كیف المخاطبة التی یكون بها التعلیم، و كیف المخاطبة التی بها تكون المغالطة، حتّی تستعمل تلك و تتجنّب هذه (ف، ط، 71، 16)- لما كانت الفلسفة إنما تحصل بجودة التمییز، و كانت جودة التمییز إنما تحصل بقوة الذهن علی إدراك الصواب، كانت قوة الذهن حاصلة لنا قبل جمیع هذه. و قوة الذهن إنما تحصل متی كانت لنا قوة بها نقف علی الحق إنّه حق یقین فنعتقده، و بها نقف علی ما هو باطل أنه باطل بیقین فنجتنبه، و نقف علی الباطل الشبیه بالحق فلا نغلط فیه و نقف علی ما هو حق فی ذاته. و قد أشبه الباطل فلا نغلط فیه و لا ننخدع. و الصناعة التی بها نستفید هذه القوة تسمّی صناعة المنطق (ف، تن، 21، 14)- هذه الصناعة (المنطق) هی التی بها یوقف علی الاعتقاد الحق أی ما هو و علی الاعتقاد الباطل أی ما هو و علی الأمور التی بها یصیر الإنسان إلی الحق و الأمور التی بها یزول الإنسان عن الحق و الأمور التی بها یظنّ فی الحق أنه باطل و التی یخیّل الباطل فی صورة الحق، فیوقع ذهن الإنسان فی الباطل من حیث لا یشعر.
و یوقف علی السبیل التی بها یزیل الإنسان الباطل عن ذهنه متی اتفق أن اعتقده و هو لا یشعر، و التی بها یزیل الباطل عن غیره إن كان وقع فیه و هو لا یشعر حتی إن قصد الإنسان مطلوبا أراد أن یعرفه استعمل الأمور التی توقعه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 382
علی الصواب من مطلبه، و متی وقع له اعتقاد فی شی‌ء عرض له فیه شك هل هو صواب أو لیس بصواب أمكنه امتحانه حتی یصیر إلی الیقین فیه أنه صواب أو لیس بصواب، و متی اتفق له فی خلال ذلك وقوع فی باطل لم یشعر به أمكنه إذا تعقّب ذلك أن یزیل الباطل عن ذهنه. فإذا كانت هذه الصناعة بالحال التی وصفنا فیلزم ضرورة أن تكون العنایة بهذه الصناعة تتقدّم العنایة بالصنائع الأخر (ف، تن، 21، 15)- صناعة المنطق هی التی بها ینال (الإنسان) الجزء الناطق (من النفس) كماله (ف، تن، 23، 2)- بین صناعة النحو و صناعة المنطق تشابه ما و هو أن صناعة النحو تفید العلم بصواب ما یلفظ به و القوة علی الصواب منه بحسب عادة أهل لسان ما- و صناعة المنطق تفید العلم بصواب ما یعقل و القدرة علی اقتناء الصواب فیما یعقل. و كما أن صناعة النحو تقوّم اللسان حتی لا یلفظ إلّا بصواب ما جرت به عادة أهل لسان ما، كذلك صناعة المنطق تقوّم الذهن حتی لا یعقل إلّا الصواب من كل شی‌ء (ف، تن، 23، 10)- إنّ نسبة صناعة النحو إلی الألفاظ هی كنسبة صناعة المنطق إلی المعقولات فهذا تشابه ما بینهما، فإما أن تكون إحداهما هی الأخری أو أن تكون إحداهما داخلة فی الأخری فلا (ف، تن، 23، 16)- لمّا كانت صناعة المنطق هی أول شی‌ء یشرع فیه بطریق صناعی، لزوم أن تكون الأوائل التی یشرع فیها أمورا معلومة سبقت معرفتها للإنسان فلا یعرّی من معرفتها أحد و هی أشیاء كثیرة.
و لیس أی شی‌ء اتفق منها یستعمل فی أی شی‌ء اتفق من الصنائع لكن صنف منها یستعمل فی صناعة و صنف آخر فی صناعة أخری (ف، تن، 24، 16)- صناعة المنطق تعطی بالجملة القوانین التی شأنها أن تقوّم العقل و تسدّد الإنسان نحو طریق الصواب و نحو الحق فی كل ما یمكن أن یغلط فیه من المعقولات، و القوانین التی تحفظه و تحوطه من الخطأ و الزلل و الغلط فی المعقولات، و القوانین التی یمتحن بها فی المعقولات ما لیس یؤمن أن یكون قد غلط فیه غالط (ف، ح، 53، 5)- إنّ نسبة صناعة المنطق إلی العقل و المعقولات كنسبة صناعة النحو إلی اللسان و الألفاظ. فكل ما یعطیناه علم النحو من القوانین فی الألفاظ فإنّ علم المنطق یعطینا نظائرها فی المعقولات (ف، ح، 54، 2)- صناعة المنطق فإنّ فیها أشیاء كأنّها فی أوائل عقولهم ظاهرة بیّنة، و هو قولهم: الضدّان لا یجتمعان فی شی‌ء واحد فی زمان واحد، فإنّ هذه الحكومة بیّنة ظاهرة (ص، ر 3، 405، 8)- صناعة المنطق: منها عامة لجمیع العلوم، و منها خاصة بعلم علم (ش، ت، 48، 7)- أكثر براهین هذا العلم (علم ما بعد الطبیعة) هی براهین منطقیة، و أعنی بالمنطقیة هاهنا مقدّمات مأخوذة من صناعة المنطق. و ذلك أن صناعة المنطق تستعمل استعمالین: من حیث هی آلة و قانون تستعمل فی غیرها، و یستعمل أیضا ما تبیّن فیها فی علم آخر علی جهة ما یستعمل ما تبیّن فی علم نظری فی علم آخر. و هی إذا استعملت فی هذا العلم قریب من المقدّمات المناسبة إذ كانت هذه الصناعة تنظر فی الموجود المطلق و المقدّمات المنطقیة هی موجودة لموجود مطلق مثل الحدود و الرسوم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 383
و غیر ذلك مما قیل فیها (ش، ت، 749، 3)- صناعة المنطق تضع وضعا أن هاهنا أسبابا و مسبّبات و أن المعرفة بتلك المسبّبات لا تكون علی التمام إلا بمعرفة أسبابها، فرفع هذه الأشیاء هو مبطل للعلم و رفع له (ش، ته، 292، 3)- الأمور التی تبیّنت فی صناعة المنطق تستعمل كما قیل فی غیر ما موضع علی نحوین: أما من حیث هی آلات و سیّارات و قوانین تسدّد الذهن و تحرز من الغلط و هو الاستعمال الخاص بها.
و أما أن تؤخذ تلك الأمور التی تبیّنت هنالك علی أنها جزء صناعة برهانیة فتستعمل فی صناعة أخری علی جهة المصادرة، و الأصل الموضوع علی ما شأنه أن یشترك الصنائع البرهانیة فی أن یستعمل بعضها ما تبرهن فی بعض. مثال ذلك تسلّم صاحب صناعة النجوم التعلیمیة من المهندس أن نصف القطر مساو لضلع المسدس (ش، ما، 60، 15)

صناعة النجوم‌

- صناعة النجوم … هذه الصناعة یزعم أصحابها أنّهم یعرفون بها الكائنات فی عالم العناصر قبل حدوثها من قبل معرفة قوی الكواكب و تأثیرها فی الموّلدات العنصریة مفردة و مجتمعة. فتكون لذلك أوضاع الأفلاك و الكواكب دالّة علی ما سیحدث من نوع من أنواع الكائنات الكلّیة و الشخصیة (خ، م، 433، 4)

صناعة النحو

- الصناعة التی یفید العلم بصواب العبارة و القدرة علیه هو صناعة النحو (ف، تن، 23، 6)- بین صناعة النحو و صناعة المنطق تشابه ما و هو أن صناعة النحو تفید العلم بصواب ما یلفظ به و القوة علی الصواب منه بحسب عادة أهل لسان ما- و صناعة المنطق تفید العلم بصواب ما یعقل و القدرة علی اقتناء الصواب فیما یعقل. و كما أن صناعة النحو تقوّم اللسان حتی لا یلفظ إلّا بصواب ما جرت به عادة أهل لسان ما، كذلك صناعة المنطق تقوّم الذهن حتی لا یعقل إلّا الصواب من كل شی‌ء (ف، تن، 23، 9)- إنّ نسبة صناعة النحو إلی الألفاظ هی كنسبة صناعة المنطق إلی المعقولات فهذا تشابه ما بینهما، فإما أن تكون إحداهما هی الأخری أو أن تكون إحداهما داخلة فی الأخری فلا (ف، تن، 23، 16)- لمّا كانت صناعة النحو التی تشتمل علی أصناف الألفاظ الدالّة، وجب أن تكون صناعة النحو لها غنا ما فی الوقوف و التنبیه علی أوائل هذه الصناعة. فلذلك ینبغی أن نأخذ من صناعة النحو مقدار الكفایة فی التنبیه علی أوائل هذه الصناعة أو نتولّی بحسن تعدید أصناف الألفاظ التی من عادة أهل اللسان الذی به یدلّ علی ما تشتمل علیه هذه الصناعة إذا اتفق أن لم یكن لأهل ذلك اللسان صناعة تعدّد فیها أصناف الألفاظ التی هی فی لغتهم. فلذلك ما یتبیّن ما عمل من قدیم فی المدخل إلی المنطق أشیاء هی من علم النحو و أخذ منه مقدار الكفایة، بل الحق أنه استعمل الواجب فیما یسهل به التعلیم (ف، تن، 25، 15)- إنّ نسبة صناعة المنطق إلی العقل و المعقولات كنسبة صناعة النحو إلی اللسان و الألفاظ. فكل ما یعطیناه علم النحو من القوانین فی الألفاظ فإنّ علم المنطق یعطینا نظائرها فی المعقولات (ف، ح، 54، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 384

صناعة نظریة

- إنّ كلّ صناعة نظریّة إنّما تلتئم من موضوعات ما تخصّها، و من مطلوبات ما تخصّها، و من مقدّمات أول تخصّها (ف، ط، 76، 16)- العلم الطبیعی، صناعة نظریة، و كل صناعة نظریة فلها موضوع من الموجودات أو الوهمیات فیه ینظر ذلك العلم و فی لواحقه.
فللعلم الطبیعی موضوع فیه ینظر و فی لواحقه.
و موضوعه الأجسام الموجودة بما هی واقعة فی التغیّر و بما هی موصوفة بأنحاء الحركات و السكونات (س، ن، 98، 4)- كل صناعة نظریة تنقسم إلی جنسین من النظر:
أحدهما الجنس الذی یحتوی علی نحو نظر تلك الصناعة و ما تعطی من الأسباب و من أین تبتدئ و إلی أین تنتهی و كیف وجه استعمال الحدود فیها، و هذا هو الذی یسمّی منطقا خاصّا بتلك الصناعة؛ و الجنس الثانی علم ما تحتوی علیه تلك الصناعة انقسم أیضا هذا العلم أولا إلی جزءین إلی جزء منطقی خاصّ به و إلی جزء یحتوی علی المقصود معرفته منه (ش، ت، 1396، 5)

صناعی‌

- من الكون ما هو طبیعی كما تتكوّن الحیوانات عن النطف و النبات عن البذور، و منه صناعی كما یتكوّن الكرسی عن الخشب (بغ، م 1، 160، 20)

صنع‌

- إنّما المعنی بالفعل و الصنع ما یصدر عن الإرادة حقیقة (غ، ت، 82، 8)

صنعة

- إنّ العلم لیس بشی‌ء سوی صورة المعلوم فی نفس العالم، و إنّ الصنعة لیست شیئا سوی إخراج تلك الصورة التی فی نفس الصانع العالم و وضعها فی الهیولی (ص، ر 1، 317، 3)- ما الصنعة؟ هی إخراج الصانع ما فی نفسه من الصور و نقشها فی الهیولی، و كل صانع حكیم فله فی صنعته غرض ما، و الغرض هو غایة تسبق فی علم العالم أو فی فكر الصانع و من أجله یفعل ما یفعله، فإذا بلغ إلیه قطع الفعل و أمسك عن العمل (ص، ر 3، 337، 5)- إن قیل ما الصنعة؟ فیقال هو إخراج الصانع من فكره و وضعه فی الهیولی (ص، ر 3، 360، 22)- إن من لا یعرف الصنعة لا یعرف المصنوع، و من لا یعرف المصنوع لا یعرف الصانع (ش، ف، 32، 4)

صنعة عملیة

- إنّ الصنعة العملیة هی إخراج الصانع العالم الصورة التی فی فكره و وضعها فی الهیولی.
و المصنوع هو جملة مصنوعة من الهیولی و الصورة جمیعا و ابتداء ذلك من تأثیر النفس الكلّیة فیها بقوة تأیید العقل الكلی بأمر اللّه جلّ ثناؤه (ص، ر 1، 211، 7)

صنعة الكلام‌

- من المصنوعات المحكمة المتقنة أیضا صنعة الكلام و الأقاویل، و ذلك أنّ أحكم الكلام ما كان أبین و أبلغ و أتقن البلاغات ما كان أفصح، و أحسن الفصاحة ما كان موزونا مقفّی، و ألذّ الموزونات من الأشعار ما كان غیر منزحف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 385
(ص، ر 1، 162، 3)

صنف‌

- الجنس و النوع و الصنف یقال فی العرف اللغوی بمعنی واحد عند الجمهور و هو معنی الكلّی المطلق الذی یقال بالهوهو فیقال كذا و هو كذا كما یقال زید هو إنسان، و یحمل كما قیل حمل علی كما یقال الإنسان محمول علی زید و هو موصوف باسمه و معناه بعینه (بغ، م 2، 16، 18)

صوت‌

- الصوت عبارة عن تموّج الهواء، بحركة شدیدة یحصل من قرع بعنف، أو قلع بحدّة (غ، م، 351، 6)

صور

- الصور لیست علّة صوریة للمادة بل صورة للمادة و هی علّة صوریة للمركّب و لیست علّة للمركّب (ف، ت، 6، 20)- الصور هی فی العقل الفعال غیر منقسمة و هی فی المادة منقسمة (ف، عق، 29، 6)- فرق بین الصور و بین الأعراض فإنّ الصور تحلّ مادة غیر متقوّمة الذات علی طبیعة نوعها، و الأعراض تحلّ الجسم الطبیعی الذی تقوّم بالمادة و الصورة و حصل نوعه. و الأعراض بعد المادة بالطبع. و الصورة قبل المادة بالعلّیة.
و المادة و الصورة قبل العرض بالطبع و العلّیة (س، ن، 99، 13)- المبادئ المقارنة للطبیعیات الكائنة ثلاث:
صور و مادة و عدم (س، ن، 101، 9)- تفیض الصور من واهب الصور (غ، م، 294، 15)- الصور كیف كانت إمّا أن تكون صناعیة أو طبیعیة. و الصور بالجملة هی كمالات الأجسام التی فیها. و لیست كمالات فقط، بل كمالات متمكّنة فیها كالملكات. و الكمال إذا كان بهذه الحال سمّی استكمالا. فالصور إذن استكمالات الأجسام ذوات الاستكمالات بالقوة. و هذه الاستكمالات ضروب: منها ما للموجودات التی فیها تفعل أفعالها دون أن تتحرّك بالذات، و منها ما تفعل أفعالها و هی تنفعل (ج، ن، 24، 1)- الصور صنفان: استكمال لجسم طبیعی لا یقترن فیه المحرّك بالمتحرّك بالذات. ما یتحرّك دون آلة بل یتحرّك بجملته. و منها استكمال لجسم طبیعی متحرّك بآلات. و الأول یقال علیه الطبیعة بخصوص و الثانی یقال له نفس (ج، ن، 28، 1)- (مذهب) أفلاطون … یقول بالصور و یعتقد أن طبیعة الصور و طبیعة العدد واحد … و كان یعتقد أن الأسطقسّات الأربعة مركّبة من السطوح المتساویة الأضلاع و الزوایا و هی الأجسام الخمسة المذكورة فی آخر كتاب أوقلیدس (ش، ت، 64، 4)- اعتقد (أفلاطون) أن المعانی التی توجد لأشخاص نوع نوع واحدة بعینها و هی حدود الأشیاء هی أمور ضروریة خارج النفس و سمّاها صورا و مثلا، أی هی صور للأشیاء المحسوسة و مثل للطبیعة تنظر إلیها كما ینظر الصانع إلی صورة المصنوع و إلّا كان أی شی‌ء اتفق من أی شی‌ء اتفق و لم یكن عن منی الإنسان إنسان دائما و عن منی الفرس فرس دائما (ش، ت، 67، 2)- الصور هی الفاعلة للأشخاص لأن طبیعتها تشبه طبیعة الذكر الذی یفعل الكثرة أعنی أنه یولّد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 386
كثرة (ش، ت، 76، 5)- لا یمكن أن تكون الصور سببا للتغییر و الكون و الفساد و لا بالجملة أن تكون سببا للمحسوسات (ش، ت، 126، 9)- إن الصور التی یدل علیها الواحد هی علی عدد الصور و الطبائع التی یدل علیها الهویّة و الموجود أی كلاهما یدل علی المقولات العشر (ش، ت، 315، 14)- الصور المتضادة الموجودة فی النفس هی بنحو صورة واحدة و لذلك قبلت النفس الصور المتضادة (ش، ت، 845، 5)- إنّا كثیرا ما نعرف الصور من قبل أضدادها و أضدادها من قبلها و ذلك بحسب الأعرف لا أن یجتمع فی النفس الصورتان المتضادتان معا كما لیس تجتمع خارج النفس لكون وجود إحداهما فساد للأخری و فساد إحداهما كون للأخری (ش، ت، 845، 10)- إن الصور و المثل إن كانت الصور ینبغی أن تسمّی مثالا لأنه لا یظهر لأی شی‌ء فی المحسوس هی مثال لیست تتكوّن و لا لها بالجملة ماهیّة … لأن المصنوع و المكوّن إنما یقوم من فعل الفاعل شیئا ما و هو المسمّی صورة فی شی‌ء و هو المسمّی عنصرا. فلو كانت الصورة مصنوعة لكانت تلتئم من فعل الفاعل شیئا ما فی شی‌ء فیكون للصورة صورة و یمر الأمر إلی غیر نهایة؛ و كذلك الماهیة إنما هی لشی‌ء ما فلو كان للصورة ماهیّة لكانت متقوّمة من شی‌ء فی شی‌ء (ش، ت، 861، 14)- إن الصور لیس تتكوّن بذاتها لأنه لو كان ذلك كذلك لكان الكون من غیر عنصر المعنصر (ش، ت، 884، 16)- أما جمیع الصور التی توجد فی أكثر من مادة واحدة بل إنما توجد فی مادة واحدة لا تفارقها فإنها لیس ذلك مما یعوق الذهن أن یفهم أن فیها شیئا یجری مجری العنصر و شیئا یجری مجری الصورة، كما لو كانت الدائرة لا توجد أبدا إلّا فی نحاس لم یكن ذلك بمانع من أن یفهم أن النحاس لیس هو صورة الدائرة و لا جزء صورة لها (ش، ت، 921، 3)- إن الفعل و الصور لا توجد من دون العناصر مثل الذین یحدّون البیت بأنه إناء یستر أموالا و أجساما أو غیر ذلك من الأشیاء التی أعدّ البیت لیسترها، فإن هؤلاء إنما یحدّون البیت الذی فی غیر عنصر (ش، ت، 1050، 15)- مضطر أن تكون الجواهر التی هی الصور: إما أزلیة و غیر فاسدة أصلا، و إما فاسدة بالعرض لا بالذات (ش، ت، 1059، 11)- إن الصور جواهر من قبل الحدود (ش، ت، 1402، 9)- إن الصور جواهر و إنها و الشی‌ء الذی هی له صورة تكون شیئا واحدا بعینه، و إنه لمكان ذلك لیس الأعراض جواهر و لا یحتاج فی معرفة الأشیاء إلی إدخال صور مفارقة هی غیر الصور المحسوسة لأنه كان ما یدل علیه حدود الأشیاء هی غیر الأشیاء (ش، ت، 1402، 11)- إن الصور لیس بكائنة و لا فاسدة إلّا بالعرض، و إنه لمكان هذا لیس للصور الأفلاطونیة غناء فی الكون إن كانت موجودة (ش، ت، 1403، 2)- إن الصور جواهر علی أنها أسطقسّ و لا علی أنها مركّبة من أسطقس بل علی أنها جوهر ثالث (ش، ت، 1403، 6)- لا یمكن أن یوجد فی الصور صورة مفارقة للهیولی ما عدی الأمر فی الصور الطبیعیة فإنه فیها یقع الظن، فأما الصور الصناعیة فلیس یقع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 387
فیها هذا الشك لأن صورة البیت هی إما فی اللبن و إما فی نفس البنّاء، و كذلك صورة الصحة هی إما فی نفس الطبیب و إما فی الأخلاط (ش، ت، 1479، 6)- معنی النسب و الصور الموجودة فی المكوّنات للحیوانات هو أنها تخرج النسب و الصور التی فی الهیولی من القوة إلی الفعل، و كل مخرج شیئا من القوة إلی الفعل فیلزم أن یوجد فیه بوجه ما ذلك المعنی الذی أخرجه لا أنه هو هو من جمیع الوجوه. فالقوی التی فی البزور و هی التی تفعل أشیاء متنفّسة لیست أشیاء متنفّسة بالفعل و إنما هی متنفّسة بالقوة كما یقال فی البیت الذی فی نفس البنّاء أنه بیت بالقوة لا بالفعل. و لذلك یشبّه أرسطو هذه القوی بالقوی الصناعیة (ش، ت، 1500، 11)- إن جمیع النسب و الصور هی موجودة بالقوة فی المادة الأولی و هی بالفعل فی المحرّك الأول بنحو من الأنحاء شبیه بوجود المصنوع بالفعل فی نفس الصانع (ش، ت، 1505، 3)- إن الصور: منها ما هی جوهریة، و منها ما هی غیر جوهریة، و التی هی جوهریة: منها ما هی هیولانیة، و منها ما لیست هیولانیة (ش، ت، 1603، 2)- المنقسم بالذات هو الجسم مثلا، و المنقسم بالعرض هو مثل انقسام البیاض الذی فی الأجسام بانقسام الأجسام. و كذلك الصور هی منقسمة بالعرض، أی بانقسام محلها (ش، ته، 41، 13)- الصور لیست تنقسم بذاتها و لا بعضها موضوعة لبعض و لا یوجد هذا للصور من جهة الهیولی، أعنی من جهة ما هی شخصیة (ش، ن، 87، 22)- أن یكون وجود الصور تابعا لتغیّر بالذات …
بذلك تكون حادثة (ش، ن، 94، 6)- أما كونه الصور فاسدة و متكوّنة و بالجملة متغیّرة فإنما ذلك لها من حیث هی صورة شی‌ء مشار إلیه لا بما هی صورة (ش، ما، 73، 22)- إن للصور وجودین: وجود محسوس أو شبیه بالمحسوس و هو الوجود الذی لها من حیث هی فی هیولی، و وجود معقول و هو لها من حیث تجرّد عن الهیولی. فلذلك إن كانت هاهنا صور الوجود لها إنما هو من حیث إنها لیست فی هیولی فبالضرورة أن تكون عقولا مفارقة، إذ كان لیس للصور بما هی صور وجود ثالث (ش، ما، 147، 7)- الصور صنفان: صور تقوم بمواد الأجسام، كالصور الجسمیة و النوعیة. و هی، كما أنّ قوامها بمواد تلك الأجسام، فكذلك ما یصدر عنها بعد قوامها یصدر بواسطة تلك المواد، فیكون بمشاركة من الوضع. و صور قوامها بذواتها لا بموادّ الأجسام، كالأنفس المفارقة لذواتها لا لأفعالها (ط، ت، 221، 2) إنّ الأشیاء فی الخراج أعیان، و فی الذهن صور (ط، ت، 227، 18)

صور أجرام سماویة

- یظهر علی العموم وجود صور مفارقة هی السبب فی وجود الجوهر المحسوس معقولا، و إنما یعطی المحسوس الصورة الجوهریة التی بها یكون معقولا بالقوة بتوسّط الطبیعة و الأجرام السماویة، و هذه الصور هی صور الأجرام السماویة. و هذا المعنی هو الذی رامه القائلون بالصور (ش، ما، 73، 14)

صور الأجسام‌

- صور الأجسام علی اختلافها … هی صور لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 388
تدرك بالحسّ، و إنّما تدرك بضرب ما من النظر العقلی (طف، ح، 51، 2)

صور الأجسام الأربعة

- أما صور الأجسام الأربعة، أعنی الأسطقسّات، فإنما وجدت من أجل الضرورة، و ذلك لمكان وجود صور الأجسام المستدیرة، و وجدت أیضا فی هیولی من أجل الضرورة، و كأنه اجتمع فیها الضرورة من وجهین: أحدهما من حیث هی موجودة، و الثانی من حیث هی فی هیولی. و السبب فی هاتین الضرورتین لها هو وجود الأجرام المستدیرة (ش، ما، 168، 5)

صور الأسطقسّات‌

- إن صور الأسطقسّات إنما تفیض عن واهب الصور بدلیل أنّا نری الحركة یتولّد عنها نار بالفعل مما هو نار بالقوة (ش، ت، 883، 10)- صور الأسطقسّات هی العلّة القریبة لوجود المادة الأولی المشتركة لها، و ذلك علی جهة الصورة و الغایة فقط (ش، ما، 166، 23)

صور أشخاص الجوهر

- إن صور أشخاص الجوهر هی جوهر، و إنه لیس فی الشخص جوهر إلّا المادة و الصورة الجزئیة التی تركّب منهما (ش، ت، 960، 7)

صور أعراض‌

- الصور تشبه الأعراض إذ كان قوام الصور فی موضوع و قوام الأعراض أیضا فی موضوع.
و تفارق الصور الأعراض بأنّ موضوعات الأعراض لم تجعل لأجل وجود الأعراض و لا لتحمل الأعراض. و أمّا موضوعات الصور، و هی الموادّ، فإنّما جعلت لتحمل الصور (ف، سم، 39، 8)

صور أمور خاصة

- صور الأمور الخاصة قد تكون متعاندة (ر، م، 13، 9)

صور الأنواع‌

- قیل فی صور الأنواع إن الجنس جزء لها (ش، ت، 665، 18)

صور تعالمیة

- الفرق بین الصور التی لیس لها مواد خاصیة و هی الصور التعالمیة و بین الصور التی لها مواد خاصیّة و هی الصور الطبیعیة التی لها موضوع خاص مثل صورة الإنسان التی لا تكون أبدا إلّا فی لحم و عظم، إن هذه الصور الطبیعیة یعسر تجریدها بالوهم و التصوّر من موادّها إذ لا یمكن أن یتصوّر إنسان فی غیر لحم و عظم.
و الصور التعالمیة التی توجد فی أكثر من عنصر واحد تتصوّر مجرّدة من المواد (ش، ت، 921، 15)

صور جسمانیة

- كل شی‌ء یكون بالفعل یسمّی صورة و لذلك سمّیت الصور الجسمانیة (صورا لأنها تقیم الأجسام بالفعل (ف، ت، 11، 9)

صور جوهریة

- إن الصور الجوهریة المادیة لیست بفاعلة و لا منفعلة بالذات، و إن المنفعلة و الفاعلة إنما هی الكیفیات الأول (ش، ت، 882، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 389
- من البیّن أنه إن كانت الصور الجوهریة هی علّة وجود واحد واحد من الموجودات الطبیعیة المشار إلیها، أنه لیس واحد من هذه الفصول هو علّة واحد منها، و أنه یجب أن یطلب فی كل واحد منها ما علّته الجوهریة التی اقتضت فصلا ما من هذه الفصول (ش، ت، 1042، 6)

صور خیالیة

- النوع من الصور الخیالیة قد یوجد لكثیر من الحیوان كالتسدیس الذی یوجد للنحل و الحیاكة التی توجد للعناكب، لكن الفرق بینهما أنها فی الإنسان حاصلة عن الفكر و الاستنباط، و هی فی الحیوان حاصلة عن الطبع، و لذلك لا توجد متصرّفا فیها بل إنما یدرك منها حیوان حیوان صورا ما محدودة، و هی الضروریة فی بقائه (ش، ن، 86، 22)- الاستعداد الذی فی الصور الخیالیة لقبول المعقولات هو العقل الهیولانی الأول، و العقل الذی بالملكة هو المعقولات الحاصلة بالفعل فیه إذا صارت، بحیث یتصوّر بها الإنسان متی شاء، كالحال فی المعلّم إذ لم یعلّم، و هو إنما یحصل بالفعل علی تمامه الآخر، و بهذه الحال تحصل العلوم النظریة (ش، ن، 101، 16)

صور روحانیة

- الصور الروحانیة أصناف: أوّلها صور الأجسام المستدیرة، و الصنف الثانی العقل الفعّال و العقل المستفاد، و الثالث المعقولات الهیولانیة، و الرابع المعانی الموجودة فی قوی النفس، و هی الموجودة فی الحسّ المشترك و فی قوة التخیّل و فی قوة الذكر (ج، ر، 49، 14)- الصور الروحانیة العامّة إنّما لها نسبة واحدة خاصة، و هی نسبتها إلی الإنسان الذی یعقلها.
و أمّا الصور الروحانیة الخاصة فلها نسبتان:
إحداهما خاصة، و هی نسبتها إلی المحسوس، و الأخری عامة، و هی نسبتها إلی الحاسّ المدرك لها. مثال ذلك صورة جبل أحد عند من أحسّه، إذا كان غیر مشاهد له. فتلك صورته الروحانیة الخاصة، لأنّ نسبتها إلی الجبل خاصة، لأنّا نقول إنها الجبل (ج، ر، 50، 11)- الصور الروحانیة منها ما له حال و منها ما لا حال له. فالذی لا حال له فی النفس فهی الصور الروحانیة، أمّا إذا حصلت مجرّدة أو كانت من الأنواع الموجودة كثیرا كالإنسان، فإنّه إذا رأی إنسانا و حصلت روحانیته، فی النفس لم یكن لتلك الروحانیة المرئیة، و لا أثّرت فی النفس أثرا، فإن خطرت علی البال و ذكرت، فبالعرض (ج، ر، 60، 18)- أمّا الصور الروحانیة فلیست متغیّرة، إذ لیست منقسمة. و أمّا النزوعیة فلیس مانع یمنع من انقسامها، إمّا بذاتها أولا، و إمّا ثانیا. و لذلك یظنّ أنّها صورة الجسم (ج، ر، 83، 5)

صور روحانیة خاصة

- الصور الروحانیة الخاصة مع نسبتها العامة هی … إمّا أن تكون مرّت بالحسّ المشترك أولا، أو تكون استفادتها لا من الحسّ (ج، ر، 84، 15)- المفید للصور الروحانیة الخاصّة الإفادة العامة أربعة أصناف: أشهرها كلّها الحواس، و ذلك بیّن بنفسه. و الثانی الطبیعة، فإنّ العاطش یجد فی نفسه صورة روحانیة للماء و الجائع للطعام و كذلك سائرها، و ما یجری مجری الطبیعة، كالعاشق للمعشوق، و بالجملة فالمشوق
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 390
للمتشوّق. و الثالث الفكر، كالصورة الروحانیة المستنبطة بفكر و رویّة. و الرابع العقل الفاعل، و هی كالصورة المستنبطة لا بفكر و لا برویّة.
و فی هذا الصنف تدخل الإلهامات و الرؤیا الصادقة. و أمّا إخطار الصورة الروحانیة بالعرض، و یسمّی ذلك بالتذكّر، فینسب ذلك للحسّ (ج، ر، 84، 17)

صور صناعیة

- لیس شی‌ء من الصور الصناعیة جوهرا (ش، ت، 1061، 8)- إن الصور الصناعیة لیس لها كون و لا فساد إذ هی أعراض (ش، ت، 1478، 9)- الصور الهیولانیة … یشبه أن یكون لهذه الصور وجودان: وجود بالفعل و هو الوجود الهیولانی الذی لها، و وجود بالقوة و هو الوجود الذی لها فی تلك الصور، و أعنی بالقوة هاهنا مثل ما نقول إن الصور الصناعیة لها وجود بالفعل فی الهیولی و وجود بالقوة فی نفس الصانع. و لذلك ما یری أن هذه الصور لها وجودان وجود مفارق و وجود فی الهیولی، و أن المفارق هو سبب الذی فی الهیولی (ش، ت، 1596، 1)

صور طبیعیة

- الفرق بین الصور التی لیس لها مواد خاصیة و هی الصور التعالمیة و بین الصور التی لها مواد خاصیّة و هی الصور الطبیعیة التی لها موضوع خاص مثل صورة الإنسان التی لا تكون أبدا إلّا فی لحم و عظم، إن هذه الصور الطبیعیة یعسر تجریدها بالوهم و التصوّر من موادّها إذ لا یمكن أن یتصوّر إنسان فی غیر لحم و عظم.
و الصور التعالمیة التی توجد فی أكثر من عنصر واحد تتصوّر مجرّدة من المواد (ش، ت، 921، 16)- لأن العنصر قد تبیّن من أمره أنه لا یمكن أن یخلو من صورة، فبیّن أن الصور الطبیعیة إما جلّها و إما جمیعها لا تخلو من الهیولی (ش، ت، 929، 14)- الصور الطبیعیة هی كائنة فاسدة لا بالذات بل من قبل أنها جزء من كائن فاسد بالذات، و هو الشخص (ش، ما، 88، 1)

صور عقلیة

- الصور العقلیة، قد یجوز، بوجه ما، أن تستفاد من الصور الخارجیة. مثلا، كما تستفید صورة السماء من السماء. و قد یجوز أن تسبق الصورة أولا إلی القوة العاقلة، ثم یصیر لها وجود من خارج. مثل ما تعقل شكلا، ثم تجعله موجودا. و یجب أن یكون ما یعقله واجب الوجود من الكل علی الوجه الثانی (س، أ 2، 275، 7)- أمّا الصور العقلیة فإنّ الاتصال بها بالعقل النظری (س، ف، 117، 3)- الصور العقلیة قد یجوز بوجه ما أن تستفاد من الصور الخارجیة كما تستفید صورة السماء من الماء و هو التعقّل الانفعالی (ر، ل، 111، 5)- إنّ الصور العقلیة متساویة فی عدم قیامها بنفسها، فیلزم أن تكون متساویة فی ارتسام بعضها فی بعض، و فی عدمه (ط، ت، 244، 12)

صور فی مادة

- إنّ الصور المنطبعة فی المادة لا تكون إلّا أشباحا لأمور جزئیة منقسمة، و لكل جزء منها نسبة بالفعل أو بالقوة إلی جزء منها (س، ف،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 391
85، 11)

صور كائنة فاسدة

- الأبعاد التی تحلّ الهیولی أولا هی أبعاد واحدة بالعدد مشتركة لجمیع الأجسام، و هی أبعاد بالقوة لأنها غیر محدودة بالنهایات قبل حصول الصور فیها، فإذا حصلت الصور فیها صارت محدودة بالفعل بحسب الكمیة التی تخصّ تلك الصورة. و ذلك أن الصور الكائنة الفاسدة لها كمیات محدودة من الهیولی الأولی، و هذه الأبعاد هی التی لا تتعری منها الهیولی الأولی و إنما تقبل الزیادة و النقصان عند الكون و الفساد (ش، ما، 95، 1)

صور مادیة

- الأعراض و الصور المادیّة وجودها فی ذواتها هو وجودها فی موضوعاتها فلا یصحّ علیها الانتقال عن موضوعاتها بل تبطل عنها (ف، ت، 10، 11)- الصور المادیة إذا تجرّدت فی النفس من مادتها صارت علما و عقلا، و أن العقل لیس شیئا أكثر من الصور المتجرّدة من المادة، و إذا كان ذلك كذلك فیما كان لیس مجرّدا فی أصل طبیعته فالتی هی مجرّدة فی أصل طبیعتها أحری أن تكون علما و عقلا (ش، ته، 193، 20)

صور متمّمة

- إنّ الصورة نوعان: مقوّمة و متمّمة. و قد سمّت العلماء الصور المقوّمة جواهر، و سمّت الصور المتمّمة أعراضا (ص، ر 1، 319، 11)- الصورة نوعان: مقوّمة و متمّمة … الصور المقوّمة جواهر، … الصور المتمّمة أعراضا (ص، ر 1، 323، 2)- إنّ الصور المتمّمة أحكامها مختلفة (ص، ر 1، 323، 4)

صور مجرّدة

- الصور المجرّدة هی النقوش و الأصباغ و الأشكال التی عمّتها النفس فی الهیولی بإذن اللّه تعالی و تأییده لها بالعقل (ص، ر 3، 331، 18)

صور محتاجة إلی مادة

- الصور المحتاجة إلی المادّة هی علی مراتب:
فأذناها مرتبة هی صور الأسطقسّات الأربع، و هی أربع فی أربع موادّ. و الموادّ الأربع نوعها واحد بعینه. فإنّ التی هی مادّة للنار، هی بعینها یمكن أن تجعل مادّة للهواء و لسائر الأسطقسات. و باقی الصور هی صور الأجسام الحادثة عن اختلاط الأسطقسات و امتزاجها، و بعضها أرفع من بعض (ف، سم، 38، 2)

صور مدركة

- الصور المدركة من صور النفس … متبرّیة عن الهیولی (ش، ته، 244، 25)

صور مشتركة

- إن الصور المشتركة التی توجد لها الكلّیات هی موجودة بالقوة و لذلك كان العلم بالشی‌ء من طریق ما هو كلّی علم بالقوة. فالاشتراك الذی یفهمه العقل فی الصور المشتركة له وجود خارج النفس بالقوة، و أما هذا الاشتراك الذی یفهمه العقل فی المادة فهو عدم محض إذ كان إنما یفهمه بسلب الصور الشخصیة عنها (ش، ت، 1473، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 392

صور مضادة

- التكوّن لما كان إما من عدم الصورة و إما من صورة مضادة، و كانت الصورة المضادة یلحقها ضرورة أن یكون فیها عدم الضد المتكوّن و إن كانت ضدّا ما، فإن من ضرورة الكائن أن یتقدّمه العدم، وجب ضرورة أن یكون العدم لاحقا للمتضادات و متقدّما علیها بالطبع (ش، ما، 126، 3)

صور المعقولات‌

- حكم صور المعقولات فی النفس، و ذلك أنّها لیست شیئا سوی صور الأجناس و الأنواع انتزعتها النفس بقوتها المتفكّرة و صورتها فی ذاتها و حملتها كما حمل الهواء صوت المسموعات (ص، ر 3، 30، 2)- یظهر من أمر وجود صور المعقولات للإنسان أنها فیه علی نحو مباین لوجود سائر الصور النفسانیة فیه، إذ كانت هذه الصور وجودها فی موضوعها المشار إلیه غیر وجودها المعقول، فی ذلك أنها واحد من حیث هی معقولة و متكثّرة من حیث هی شخصیة و فی هیولی.
و أما صور المعقولات فقد یظن أن وجودها المعقول هو نفس وجودها المشار إلیه، و إن كان المعقول منها غیر الموجود فعلی جهة هی غیر الجهة التی بها نقول فی سائر الصور إن الموجود منها غیر المعقول، إلا أنه إن كان المعقول منها غیر الموجود علی أی وجه كان فهی كاذبة فاسدة، و إن كان المعقول منها هو الموجود فهی ضرورة مفارقة أو فیها شی‌ء یفارق … و مما یباین أیضا فیه هذه المعقولات سائر الصور النفسانیة أن إدراكها غیر متناه علی ما تبیّن من أمر الكلی و سائر القوی و إدراكها متناه (ش، ن، 90، 19)

صور معقولة

- أرسطو … تفصّل له وجود الصور المعقولة من وجودها المحسوس و أن المعقول لیس له وجود خارج الذهن بما هو معقول و إنما وجودها خارج الذهن بما هی محسوسة، و تبیّن له أن أعم الأمور المحسوسة هی المعقولات العشر، و كان قد یظهر من أمر مقولات الأعراض أن فی كل جنس منها واحدا هو السبب فی وجود سائر الأنواع الموجودة فی ذلك الجنس و فی تقدیرها. مثال ذلك فی اللون الأبیض هو السبب فی وجود سائر الألوان و فی تقدیرها، فإن السواد هو أن یكون عدم البیاض أولی من أن یكون شیئا بذاته (ش، ما، 119، 24)

صور معقولة فی النفس‌

- الصور المعقولة فی النفس فإنّها لیست شیئا سوی صور الأجناس و الأنواع انتزعتها النفس بقوّتها المفكّرة و صورتها فی ذاتها و حملتها كحمل الهواء صور المحسوسات (ص، ر 3، 35، 12)

صور مفارقة

- إن الصور المفارقة لیس یمكن أن تكون موجودة للمحسوسات علی أنها هی هی، فضلا عن أن تكون معرفة وجودها و ماهیّاتها (ش، ت، 69، 20)- لا جواهر تلك الصور المفارقة من جواهر هذه الأمور المحسوسة إذ كانت تلك أزلیة و هذه كائنة فاسدة، فلا یمكن أن تكون أسبابا لها لا علی أنها صور و لا علی أنها أسباب فاعلة (ش، ت، 125، 10)- الصور المفارقة لا تقال علی موضوع لأنها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 393
كانت تكون غیر مفارقة و مشاركة للموضوع (ش، ت، 832، 3)- لیس یمكن فی الصور المفارقة أن تغیّر العنصر و إنما یغیّر العنصر ما كان فی عنصر. و لذلك ما یلزم من قال إن العالم مكوّن أن یكون المغیّر له شخصا من الأشخاص أعنی جسما جزئیا …
و لا یمكن أن تكون جواهر مفارقة قائمة بذاتها لمكان تكوین الجواهر الجزئیة. فإنه بیّن فی أكثر الأشیاء المتناسلة أن الوالد مثل المولود بالصورة لكن و إن كان الوالد مثل المولود فلیس هو هو أی لیس یصدق أن الوالد هو المولود كما یصدق الكلّی علی الجزئیّ مثل قولنا فی زید أنه إنسان، و لا الوالد و المولود أیضا واحد بالعدد بل واحد بالصورة مثل ما یوجد علیه الأمر فی الأنواع المتناسلة التی یجری تناسلها علی المجری الطبیعی مثل الإنسان الذی یتولّد عن إنسان و الفرس عن فرس (ش، ت، 867، 19)- إن كانت هاهنا صور مفارقة إنها لیس لها غناء فی الكون (ش، ت، 881، 1)- إن الصور المفارقة هی عقل (ش، ت، 1594، 2)- یظهر علی العموم وجود صور مفارقة هی السبب فی وجود الجوهر المحسوس معقولا، و إنما یعطی المحسوس الصورة الجوهریة التی بها یكون معقولا بالقوة بتوسّط الطبیعة و الأجرام السماویة، و هذه الصور هی صور الأجرام السماویة. و هذا المعنی هو الذی رامه القائلون بالصور (ش، ما، 73، 11)- السبب فی وجود الطبیعة بفعل فعل العاقل هو حركات الأجرام السماویة. و السبب فی كون حركات الأجرام السماویة معطیة لهذه الطبیعة هذه القوة هی الصور المفارقة المعقولة (ش، ما، 76، 18)

صور مقوّمة

- إنّ الصورة نوعان: مقوّمة و متمّمة. و قد سمّت العلماء الصور المقوّمة جواهر، و سمّت الصور المتمّمة أعراضا (ص، ر 1، 319، 10)- الصور المقوّمة حكمها حكم واحد (ص، ر 1، 323، 2)

صور الموجودات‌

- إنّ صور الموجودات كلها یتلو بعضها بعضا فی الحدوث و البقاء عن العلّة الأولی التی هی الباری عزّ و جلّ، كما یتلو العدد أزواجه أفراده بعضها بعضا فی الحدوث و النظام عن الواحد الذی قبل الاثنین (ص، ر 3، 230، 4)

صور الموجودات المحسوسة

- لصور الموجودات المحسوسة مراتب فی الوجود أخسّها وجودها فی المواد، ثم وجودها فی العقل الإنسانی، أشرف من وجودها فی المواد، ثم وجودها فی العقول المفارقة أشرف من وجودها فی العقل الإنسانی، ثم لها أیضا فی تلك العقول مراتب متفاضلة فی الوجود بحسب تفاضل تلك العقول فی أنفسها (ش، ته، 131، 5)

صور نزوعیة

- أمّا الصور الروحانیة فلیست متغیّرة، إذ لیست منقسمة. و أمّا النزوعیة فلیس مانع یمنع من انقسامها، إمّا بذاتها أولا، و إمّا ثانیا. و لذلك یظنّ أنّها صورة الجسم (ج، ر، 83، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 394

صور الهویة

- إن النظر فی جمیع صور الهویّة علی كنهها هو لعلم واحد بالجنس (ش، ت، 309، 12)

صور هیولانیة

- الصور الهیولانیة لم توجد لأنفسها بل كانت من أجل غیرها، فإنّ الطبیعة لا تفعل شیئا باطلا (ج، ن، 72، 7)- الصور الهیولانیة هی المولّدة للصور الهیولانیة (ش، ت، 883، 16)- الصور الهیولانیة … یشبه أن یكون لهذه الصور وجودان: وجود بالفعل و هو الوجود الهیولانی الذی لها، و وجود بالقوة و هو الوجود الذی لها فی تلك الصور، و أعنی بالقوة هاهنا مثل ما نقول إن الصورة الصناعیة لها وجود بالفعل فی الهیولی و وجود بالقوة فی نفس الصانع. و لذلك ما یری أن هذه الصور لها وجودان: وجود مفارق و وجود فی الهیولی، و أن المفارق هو سبب الذی فی الهیولی (ش، ت، 1595، 9)- للصور الهیولانیة مراتب و القوی أیضا و الاستعدادات مرتّبة بترتّبها. فأول نوع من أنواع الصور الهیولانیة هی صور البسائط التی الموضوع لها المادة الأولی، و هی الثقل و الخفة، ثم بعد هذه صور الأجسام المتشابهة الأجزاء، ثم النفس الغاذیة ثم الحسّاسة ثم المتخیّلة، و كل واحد من هذه الصور إذا تؤمّلت وجد لها أشیاء تعمّها و تشترك فیها، من جهة ما هی هیولانیة بإطلاق و أشیاء تخصّ واحدة منها أو أكثر من واحدة من جهة ما هی هیولانیة ما (ش، ن، 88، 21)- تعمّ هذه الصور الهیولانیة علی مراتبها و تفاوتها من جهة ما هی هیولانیة مطلقة أمران اثنان:
أحدهما أن وجودها إنما یكون تابعا للتغیّر بالذات، و ذلك إما قریب أو بعید كالحال فی الصور المزاجیة و فی النفسانیة.. و الثانی أن تكون متعدّدة بالذات بتعدّد الموضوع و متكثّرة بتكثّره. فإن بهاتین الصفتین یصحّ علیها معنی الحدوث، و إلا لم یكن هنا لك كون أصلا …
و قد یوجد للصور الهیولانیة بما هی هیولانیة أمر ثالث و هو أنها مركّبة من شی‌ء یجری منها مجری الصورة، و شی‌ء یجری منها مجری المادة. و یعمّ الصور الهیولانیة أمر رابع و هو أن المعقول منها غیر الموجود (ش، ن، 89، 17)- الصور الهیولانیة، فإنه إنما نعقلها من حیث هی هیولانیة (ش، ما، 80، 14)- أما الصور الهیولانیة التی فی واحد واحد من أجزاء العالم فالأمر فی ذلك بیّن بالوجه الذی تبیّن به تناهی الموضوعات. فإنه لیس یمكن أن یوجد فی الشی‌ء المتناهی صور لا نهایة لها كما لیس یمكن أن یوجد فیه موضوعات لا نهایة لها (ش، ما، 132، 1)- و لما كانت الصور الهیولانیة لا یمكن أن توجد ذوات كمیة غیر متناهیة علی ما تبیّن فی العلم الطبیعی، وجب أن لا توجد قوة هیولانیة غیر متناهیة التحریك (ش، ما، 138، 9)

صور و مواد

- لما كانت ماهیّات الأشیاء المحسوسة لیس شیئا أكثر من صورتها و مادتها … فبیّن أن الصور و المواد بما هی صور و مواد غیر كائنة و لا فاسدة إلا بطریق العرض (ش، ما، 73، 20)- الصور و المواد بما هی صور و مواد غیر كائنة و لا فاسدة إلا بطریق العرض (ش، ما، 74، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 395
- لو كانت الصور بما هی صور و المواد لو كان لها كون و فساد لكان المكوّن من لا شی‌ء علی الإطلاق و الفساد إلی لا شی‌ء علی الإطلاق.
و مثال ذلك لو فرضنا أن الجسم بما هو جسم تكوّن للزم ضرورة أن یتكوّن من غیر جسم أصلا بل الكون و الفساد إنما هو للمركّب منهما، أعنی من المادة و الصورة (ش، ما، 74، 22)

صورة

- إنّه لیس كل هیولی لكل صورة و لكن كل هیولی و كل صورة علی غیر تساو، فمنها ما یحتاج إلی واسطة و منها ما لا یحتاج إلی واسطة (جا، ر، 542، 8)- الجوهری لا یخلو من أن یكون جامعا أو مفرّقا؛ أما الجامع فالواقع علی أشیاء كثیرة یعطی كل واحد منها حدّه و اسمه، فهو یجمعها بذلك؛ و الواقع علی أشیاء كثیرة بأن یعطی كلّ واحد منها اسمه و حدّه: إمّا أن یقع علی أشخاص كالإنسان الواقع علی كل واحد من أوحاد الناس، أعنی علی كل شخص إنسانی؛ و هذا هو المسمّی صورة، إذ هی صورة واحدة واقعة علی كل واحد من هذه الأشخاص؛ و إمّا أن یقع علی صور كثیرة كالحی الواقع علی كل صورة من صور الحیّ، كالإنسان و الفرس، و هذا هو المسمّی جنسا، إذ هو بجنس واحد واقع كل واحد من هذه الصور. و أمّا الجوهری المفرّق، فهو الفارق بین حدود الأشیاء، كالناطق الفاصل لبعض الحیّ من بعض؛ و هذا هو المسمّی فصلا، لفصله بعض الأشیاء من بعض (ك، ر، 125، 13)- الجنس و الصورة و الشخص و الفصل جوهریة؛ و الخاصّة و العرض العام عرضیة: إمّا كلّا و إمّا جزءا، و إمّا مجتمعا و إما مفترقا (ك، ر، 126، 11)- الجواهر الأولی البسیطة التی تركّب الجسم منها هی العنصر و الصورة، فعرض للجسم،- إذ هو مركّب من جواهر العنصر و الصورة- أن یكون جواهر، إذ هو جواهر فقط؛ و هو بطباعه جسم، أعنی مركّبا من عنصر و أبعاد، التی هی صورته؛ و لم یعرض للعنصر وحده، و للبعد الذی هو صورة وحده، أن یكون كل واحد منهما جسما، إذ كان المركّب منهما جسما (ك، ر، 150، 10)- الصورة- الشی‌ء الذی به الشی‌ء هو ما هو (ك، ر، 166، 2)- أعنی (الكندی) بالصورة صورة الدینار التی باتحادها بالذهب كان الدینار (ك، ر، 217، 20)- الصورة غیر مفارقة عنصرها (ك، ر، 248، 4)- إنّ الصورة صورتان: أمّا إحدی الصورتین فالهیولانیة، و هی الواقعة تحت الحسّ؛ و أمّا الأخری فالتی لیست بذات هیولی، و هی الواقعة تحت العقل، و هی نوعیة الأشیاء و ما فوقها (ك، ر، 354، 2)- أوّل … الأصول (الكلّیة) القوانین الكلّیة فی مبادئ الوجود التی هی للجواهر الجسمانیّة كلّها: ما هی و لم هی … لكلّ واحد منها مبدأین: مبدأ هو به بالقوّة فسمّاه (أرسطو)" المادّة" و مبدأ هو به بالفعل و سمّاه" الصورة" (ف، ط، 92، 13)- كل شی‌ء یكون بالفعل یسمّی صورة و لذلك سمّیت الصور الجسمانیة صورا لأنها تقیم الأجسام بالفعل (ف، ت، 11، 9)- الصورة و المادّة الأولی هما أنقص هذه المبادی وجودا، و ذلك أنّ كل واحد منهما مفتقر فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 396
وجوده و قوامه إلی الآخر. فإنّ الصورة لا یمكن أن یكون لها قواما إلّا فی المادّة، و المادّة فهی بجوهرها و طبیعتها موجودة لأجل الصورة، و أنّیتها هی أن تحمل الصورة. فمتی لم تكن الصورة موجودة لم تكن المادّة موجودة، إذ كانت هذه المادّة هی حقیقة لا صورة لها فی ذاتها أصلا (ف، سم، 38، 10)- إنّ الصورة تحتاج فی قوامها إلی موضوع (ف، سم، 39، 1)- إن الصورة بها یكون أكمل وجودی الجسم و هو وجوده بالفعل (ف، سم، 39، 2)- الصورة هی فی الكمّ نقطة (تو، م، 156، 16)- إذا غلبت الصورة علی الهیولی بطلت حكمة الهیولی (تو، م، 250، 8)- الهیولی عاشقة للصورة مع المنافاة بینهما، لأنّها بها تكمل، و الصورة قابلة للهیولی، لأنّها بها تحسن، إلّا أن یكون المقوّم منها وافر النصیب من الأول (تو، م، 251، 2)- للصورة سرار لا یفهم إلّا بتأیید العقل، و الهیولی خلافة لا یتخلّص منها إلّا بتشمیر النفس (تو، م، 251، 22)- یقال: ما الصورة؟ الجواب: هی التی بها الشی‌ء هو ما هو (تو، م، 313، 7)- إنّ الصورة نوعان: مقوّمة و متمّمة. و قد سمّت العلماء الصور المقوّمة جواهر، و سمّت الصور المتمّمة أعراضا (ص، ر 1، 319، 10)- سمّوا (الفلاسفة) الأشیاء المتقدّمة فی الوجود الهیولی، و سمّوا الأشیاء المتأخّرة فی الوجود الصورة (ص، ر 1، 322، 17)- إنّ كل صورة مقوّمة لذات الشی‌ء تتلوها أخری متمّمة، و كل صورة مقوّمة فاعلة لأخری تابعة لها یتلو بعضها بعضا كما یتلو العدد أزواجه أفراده و أفراده أزواجه بالغا ما بلغ. مثال ذلك الصورة المشاكلة فی جرم النار المقوّمة لذاته فهی حركة الغلیان و الصورة المتمّمة التابعة لها هی الحرارة و تتلوها الیبوسة (ص، ر 2، 46، 10)- كان الهیولی و الصورة أیضا جوهرین بسیطین روحانیین معقولین مخترعین مبدعین كما شاء باریها جلّ جلاله للفعل و الانفعال، قابلین بلا كیف و لا زمان و لا مكان بل بقوله كن فكان (ص، ر 3، 5، 7)- إنّ الجسم أحد الموجودات المحسوسة و هو جوهر مركّب من جوهرین بسیطین معقولین، أحدهما یقال له الهیولی و الآخر یقال له الصورة، فالهیولی هو جوهر قابل للصورة و الصورة هی التی بها الشی‌ء ما هو (ص، ر 3، 186، 8)- إنّ الصورة الواحدة تارة تسمّی هیولی، و تارة تسمّی جوهریة، و تارة تسمّی عرضیة، و تارة بسیطة، و تارة مركّبة، و تارة روحانیة، و تارة جسمانیة، و تارة علّة و تارة معلولة (ص، ر 3، 230، 8)- إن قیل ما الصورة؟ فیقال ماهیّة الشی‌ء و له الاسم و الفعل و القیامة (ص، ر 3، 360، 7)- أسباب الأشیاء أربعة: مبدأ الحركة، مثل البنّاء للبیت؛ المادة مثل الخشب و الطین للبیت؛ و الصورة مثل هیئة البیت للبیت؛ الغایة مثل الاستكنان للبیت. و كل واحد من ذلك إما قریب و إما بعید، إمّا عام و إما خاصّ، إما بالقوة و إما بالفعل، إما بالحقیقة و إما بالعرض (س، ع، 18، 8)- الصورة اسم مشترك یقال علی معان علی النوع و علی كل ماهیة لشی‌ء كیف كان و علی الكمال الذی به یستكمل النوع استكمالاته الثوانی، و علی الحقیقة التی تقوم المحل الذی لها و علی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 397
الحقیقة التی تقوم النوع (س، ح، 16، 5)- الفرق بین إدراك الصورة و إدراك المعنی أنّ الصورة هو الشی‌ء الذی یدركه الحسّ الباطن و الحسّ الظاهر معا … و أما المعنی فهو الشی‌ء الذی تدركه النفس من المحسوس من غیر أن یدركه الحسّ الظاهر أولا (س، شن، 35، 4)- جرت العادة بأن یسمّی مدرك الحسّ صورة و مدرك الوهم معنی، و لكل واحد منهما خزانة. فخزانة مدرك الحسّ هی القوة الخیالیة، و موضعها مقدّم الدماغ، فلذلك إذا حدثت هناك آفة فسد هذا الباب من التصوّر، إما بأن تتخیّل صورا لیست أو یصعب استثبات الموجود فیها. و خزانة مدرك الوهم هی القوة التی تسمّی الحافظة، و معدنها مؤخّر الدماغ (س، شن، 148، 14)- الصورة أقدم من الهیولی، و لا یجوز أن یقال إنّ الصورة بنفسها موجودة بالقوة دائما، و إنّما تصیر بالفعل بالمادة، لأنّ جوهر الصورة هو الفعل (س، شأ، 88، 13)- الصورة لا توجد إلّا فی الهیولی، لا أنّ علّة وجودها الهیولی، أو كونها فی الهیولی (س، شأ، 89، 6)- الصورة دائما جزء من الماهیّة فی المركّبات، و كل بسیط فإنّ صورته أیضا ذاته لأنّه لا تركیب فیه، و أما المركّبات فلا صورتها ذاتها و لا ماهیّتها ذاتها، أما الصورة فظاهر أنّها جزء منها، و أما الماهیّة فهی ما بها هی ما هی، و إنّما هی ما هی بكون الصورة مقارنة للمادة، و هو أزید من معنی الصورة (س، شأ، 245، 6)- قد یقال صورة لكل معنی بالفعل یصلح أن یفعل حتی تكون الجواهر المفارقة صورا بهذا المعنی (س، شأ، 282، 6)- یقال صورة لكل هیئة و فعل یكون فی قابل وحدانی أو بالتركیب حتی تكون الحركات و الأعراض صورا (س، شأ، 282، 8)- یقال صورة لما تتقوّم به المادة بالفعل فلا تكون حینئذ الجواهر العقلیة و الأعراض صورا (س، شأ، 282، 9)- یقال صورة لما تكمل به المادة و إن لم تكن متقوّمة بها بالفعل، مثل الصورة و ما یتحرّك بها إلیها بالطبع (س، شأ، 282، 10)- یقال صورة خاصة لما یحدث فی المواد بالصناعة من الأشكال و غیرها (س، شأ، 282، 11)- یقال صورة لنوع الشی‌ء و لجنسه و لفصله و لجمیع ذلك. و تكون كلّیة الكلّی صورة للأجزاء أیضا، و الصورة قد تكون ناقصة كالحركة و قد تكون تامة كالتربیع و التدویر (س، شأ، 282، 12)- لیس للصورة أن تكون علّة للهیولی، أو واسطة علی الإطلاق (س، أ 1، 203، 6)- الهیولی و الصورة لا تكونان فی درجة التعلّق و المعیة علی السواء. و للصورة فی الكائنة الفاسدة تقدّم ما. فیجب أن یطلب كیف هو (س، أ 1، 211، 1)- إنّ الصورة إذا كانت حاصلة فی القوة، لم تغب عنها القوة (س، أ 1، 372، 1)- إنّ كل جسم طبیعی فهو متقوّم الذات من جزءین أحدهما یقوم مقام الخشب من السریر و یقال له هیولی و مادة، و الآخر یقوم مقام صورة السریر من السریر و یسمّی صورة (س، ر، 4، 7)- أسباب الأشیاء أربعة: مبدأ الحركة مثل البناء للبیت. المادة مثل الخشب و اللبن للبیت.
الصورة مثل هیئة البیت للبیت. الغایة مثل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 398
الإسكان للبیت و كل واحد من ذلك إما قریب و إما بعید، و إما خاص و إما عام، و إما بالقوة و إما بالفعل، و إما بالحقیقة و إما بالعرض (س، ر، 4، 15)- الفرق بین إدراك الصورة و إدراك المعنی أنّ الصورة هی الشی‌ء الذی تدركه النفس الباطنة و الحسّ الظاهر معا، لكن الحسّ یدركه أولا و یؤدّیه إلی النفس، مثل إدراك الشاة لصورة الذئب، أعنی شكله و هیئته و لونه، فإنّ نفس الشاة الباطنیة تدركها، و یدركها أولا حسّها الظاهر. و أما المعنی فهو الشی‌ء الذی تدركه النفس من المحسوس من غیر أن یدركه الحسّ الظاهر أولا، مثل إدراك الشاة المعنی المضادّ فی الذئب (س، ف، 60، 10)- إنّ كل واحد من الأجسام الطبیعیة مركّب من هیولی، أعنی المادة، و من صورة. أما الهیولی فمن خاصیّتها أنّ بها ینفعل الجسم الطبیعی بالذات، إذ السیف لا یقطع بحدیده بل بحدّته، التی هی صورته، و إنّما ینثلم بحدیده لا بحدّته … و أما الصورة فخاصیّتها أنّ بها تؤدّی الأجسام أفاعیلها، إذ السیف لیس یقطع بحدیده بل بحدّته، و أنّ الأجسام إنّما تتغایر بجنسها، أعنی الصورة (س، ف، 153، 3)- قسط الصورة فی الوجود أوفر من قسط المادة لأنّها علّتها المعطیة لها الوجود و یلیها الهیولی و وجودها بالصورة (س، ن، 101، 11)- إنّ الشی‌ء الذی هو بذاته معقول هو الصورة المجرّدة عن المادة و خصوصا إذا كانت مجرّدة بذاتها لا بغیرها- و هذا الشی‌ء هو العقل بالفعل أیضا (س، ن، 193، 15)- إنّ الأبعاد و الصورة الجسمیة لا بدّ لها من موضوع أو هیولی تقوم فیه (س، ن، 202، 9)- الفاعل و القابل قد یتقدّمان المعلول بالزمان، و أمّا الصورة فلا تتقدّم بالزمان البتّة (س، ن، 212، 15)- إنّ كل عقل هو أعلی فی المرتبة. فإنّه لمعنی فیه و هو أنّه بما یعقل الأول یجب عنه وجود عقل آخر دونه، و بما یعقل ذاته یجب عنه فلك بنفسه و جرمه و جرم الفلك كائن عنه و مستبقی بتوسّط النفس الفلكیة. فإنّ كل صورة فهی علّة لأن تكون مادتها بالفعل لأنّ المادة بنفسها لا قوام لها (س، ن، 280، 19)- الصورة لیست فی موضوع (غ، م، 143، 2)- مجرّد الهیولی جوهر، و مجرّد الصورة جوهر.
و مجموعهما- و هو الجسم- جوهر (غ، م، 143، 9)- أطلقوا (الفلاسفة) اسم (الجوهر) علی ما هو (محل) و علی ما هو (حال) أیضا. و خالفوا فی هذا، المتكلّمین؛ فإنّ الصورة عند المتكلمین عرض تابع لوجود المحل (غ، م، 143، 18)- القابل لا یخلو: إمّا أن یكون عین الاتصال أو غیره. فإن كان عین الاتصال فهو محال؛ لأنّ القابل هو الذی یبقی مع المقبول إذ لا یقال المعدوم قبل الوجود فالاتصال لا یقبل الانفصال، فلا بدّ من أمر آخر هو القابل للاتصال و الانفصال جمیعا و ذلك القابل یسمّی (هیولی) بالاصطلاح. و الاتصال المقبول یسمّی (صورة) (غ، م، 155، 8)- الهیولی لیس لها وجود بالفعل بنفسها دون الصورة، البتّة، بل یكون أبدا وجودها مع الصورة. و كذلك الصورة لا تقوم بنفسها دون الهیولی (غ، م، 158، 4)- قوام الصورة بالهیولی (غ، م، 221، 7)- مجرّد الصورة لا وجود لها بنفسها بل وجودها فی المادة (غ، م، 285، 23)- لا یجوز أن تكون الصورة وحدها سببا لوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 399
المادة؛ إذ لو كان كذلك، للزم عدم المادة، بعدم الصورة، و لیس كذلك، بل تبقی المادة لابسة لصورة أخری (غ، م، 292، 1)- الصورة لا تفارق عند الحركة، و كذا الهیولی، و المكان یفارق بالحركة (غ، م، 312، 15)- الصورة جوهر، و هو لا یقبل الزیادة و النقصان، و الأشد و الأضعف (غ، م، 321، 24)- الصورة إذن لها مراتب: أوّلها كونها وجودها هیولانیة، و هذه فلا مغایرة فیها أصلا. و هی الطرف الأقصی، و طرف آخر مقابل له و هو وجودها معقولة، و هو طرف أقصی. إلّا أنّه فی وجودها معقولة یجب أن یكون لها وجود هیولانی و یكون ذلك مما به قوامها. فإنّ ذلك هو مبدأ وجودها (ج، ن، 78، 8)- الفرق بین المعنی و الصورة أنّ الصورة تصیر مع الهیولی شیئا واحدا و لا یكون هنالك مغایرة.
و معنی المدرك هو صورة منفردة عن المادة.
فالمعنی هو الصورة المنفردة عن المادة (ج، ن، 94، 11)- صورة … هی التی بها هو الشی‌ء ما هو كالأبیض ببیاضه و الحار بحرارته و المطبوع بطبعه و المخصوص بخاصیّته. و من قبلها یسمّی المسمّی لأنّ بها هو ما هو كإنسانیة الإنسان و فرسیة الفرس (بغ، م 1، 9، 15)- الموجودات تنقسم باعتبار الوجود إلی ذوات قارّة فی الوجود و إلی أفعال صادرة عنها و فیها.
و الذی عنه تصدر الأفعال یسمّی فاعلا، و الذی فیه یسمّی قابلا. و القابل هو المحل و الهیولی و الموضوع لوجود ما یوجد فیه … و الحاصلة عن الفاعل فی الموضوع منها ما یسمّی صورة و هی التی بها الشی‌ء هو كالبیاض للأبیض و الحرارة للحار بل و الإنسانیة للإنسان و التربیع للمربّع، و منها ما یسمّی عرضا كالبیاض للإنسان و الحرارة فی الماء و التربیع فی الشمع و الخشب مثلا (بغ، م 1، 15، 8)- یقال صورة للنوع كالإنسان، و یقال صورة للشكل التخطیطی خاصة و منها یسمّی المصوّرون، و یقال صورة لهیئة الاجتماع كصورة العسكر و شكل القیاس فی ائتلاف القرینة، و یقال صورة لنظام محفوظ عند العقل كالشریعة و القانون و السنّة، و یقال صورة لحقیقة كل شی‌ء كان جوهرا أو عرضا (بغ، م 1، 15، 20)- الصورة أیضا منها طبیعیة كالقوی الحیوانیة و النباتیة، و منها صناعیة كالهیئات و الأشكال و الألوان المعمولة بالصناعة البشریة (بغ، م 1، 160، 21)- الصورة لا یصحّ وجودها إلّا من فعل هذا الفاعل (المختار) (طف، ح، 63، 3)- الصورة أیضا لا تبقی دون المادة، فإنّ الصورة من نوع واحد فإذا تجرّدت عن الحامل لم تخل من وحدة أو كثرة فلا تفارق (سه، ل، 100، 9)- الهیولی و الصورة وجودهما عن فاعل خارج (سه، ل، 101، 1)- إنّ الموجود إمّا أن یكون فی المحل، أو لا یكون. و نعنی بالكون فی المحل أن یكون الشی‌ء شائعا فی غیره لا علی سبیل الجزئیة، و خرج عنه الكون فی الخصب و المكان و كون اللونیة فی السواد. و الكائن فی المحل، منه ما لا یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالصورة، و محلّه هیولاه، و منه ما یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالعرض، و محلّه الموضوع (سه، ل، 123، 8)- الصورة من حیث هی جنس و فصل هی مخالفة للصور من حیث هی صور لأن كونها جنسا أو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 400
فصلا هو معنی عارض لها (ش، ت، 666، 2)- الجوهر المشار إلیه إنما صار واحدا بهذا الجوهر و هذا الطباع هو المسمّی صورة (ش، ت، 761، 19)- الجوهر یقال علی الهیولی بجهة ما، و علی الصورة أیضا بجهة أخری، و علی المجموع منهما بجهة ثالثة … لأن الهیولی هی جوهر من حیث هی موضوعة للصورة، و الصورة جوهر من حیث هی مقوّمة للموضوع، و المركّب منهما جوهر من قبل أنه مركّب منهما (ش، ت، 769، 17)- إن كانت الصورة متقدّمة فی الوجود علی الهیولی و أكثر فی باب الهویّة لكون الهیولی موجودة بالقوة و الصورة موجودة بالفعل، فإنها تكون متقدّمة أیضا علی المركّب من كلیهما لأن المركّب من كلیهما إنما یكون موجودا بالفعل من قبل الصورة (ش، ت، 770، 6)- إذا كانت الصورة متقدّمة علی المركّب من المادة و الصورة، و كان المركّب جوهرا، فالصورة أحق باسم الجوهریة من المركّب (ش، ت، 770، 13)- إن كثیرا ما نقف و نعرف الصورة بالعدم و العدم بالصورة من قبل أن لیس وجودهما معا بمنزلة الصحة و المرض، لكن فساد أحدهما هو كون الآخر (ش، ت، 844، 9)- إذا تبیّن أنه لیس للصورة المطلقة تكوّن و لا للمادة كون، فیجب أن یكون كل متكوّن منقسما إلی جزءین بالقول لا بالفعل: أحدهما الذی یسمّی مادة و الآخر صورة (ش، ت، 863، 2)- الفرق بین الصورة و العنصر أن الصورة هی التی تحمل بذاتها علی ذی الصورة و العنصر من طریق ما هو و هی التی تعرّف ماهیّته الجوهریة؛ و أما العنصر فلیس یحمل علیه بذاته، و ذلك أن الصنم لا یصدق علیه أنه نحاس و لا الإنسان أنه لحم و لا الفطس أنه أنف (ش، ت، 897، 15)- تقدّم الكیفیة كتقدّم الصورة (ش، ت، 909، 13)- الفرق بین الجزء الذی هو العنصر و الجزء الذی هو الصورة أن الصورة هی الجزء الذی إذا كان كان الشی‌ء، و العنصر هو الذی إذا كان لم یجب أن یكون الشی‌ء (ش، ت، 920، 5)- لیس یمكن أن تكون الصورة من غیر عنصر إذ لا یمكن فی العنصر أن یكون من غیر ضرورة (ش، ت، 930، 2)- السبب الذی هو الصورة بیّن وجوده … بیانین منطقیین: أحدهما، الحدّ و الآخر السؤال بحرف لم (ش، ت، 1011، 13)- إنه قد تطلب العلّة التی هی للعنصر بحرف لم و هی الصورة التی من أجلها كانت المادة و هی جوهر الشی‌ء. و هذه الطبیعة هی التی ماهیّتها و صورتها فی أنها قابلة لغیرها و هی الصورة (ش، ت، 1016، 3)- إن أحد ما یقال علیه الجوهر هو العنصر، و الجوهر یقال بنوع ثان علی ما یدل علیه الحدّ و هو الصورة، و الكلمة أراد بها (أرسطو) الحدّ و السنخ أراد به الصورة التی بها صار هذا الشی‌ء موجودا بالفعل … إن الجوهر الذی هو السنخ و الصورة هو بالحدّ مفارق للعنصر لا بالوجود إذ كان لا یمكن فی الصورة أن تفارق العنصر … و الجوهر الثالث هو المجموع من العنصر و الصورة و هو الذی تبیّن من أمره أن الكون و الفساد إنما یوجد له وحده … إنه مفارق بالحدّ و الوجود و لذلك قال بنوع مبسوط
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 401
أی بإطلاق (ش، ت، 1028، 15)- إن الصورة جوهر من قبل أن ما یدل علیه الحدّ جوهر (ش، ت، 1035، 8)- فصول بعض الأشیاء تكون من قبل موادّها أعنی الفصول الأخیرة، و الصورة هی التی من أجلها الكون لا المادّة (ش، ت، 1048، 4)- أما الصورة فإنها إذا فصلها العقل من المواد فإنه یجدها غیر الموضوع و غیر المركّب منها و من الموضوع، و أما إذا عقل المجموع منهما و هو المحسوس فإنه یجدها شیئا واحدا بالحدّ لا تختلف … فإن الذی یدل علی النفس و علی الشی‌ء الذی له النفس هو شی‌ء واحد بعینه، فأما الذی یدل علی الإنسان و علی الشی‌ء الذی هو الصورة للإنسان فلیس شیئا واحدا بعینه إلّا لو صدق أن یقال إن النفس هی إنسان. و كذلك الأمر فی كل محدود مع أجزائه یظهر أنه هو هو من جهة و لیس یظهر أنه هو هو من جهة (ش، ت، 1057، 10)- الدلیل علی أن الجوهر الذی هو الصورة لیس هو العنصر ما تبیّن … من أنه لیس أسطقسا و لا من أسطقسّ بل هو الجوهر بالحقیقة عند الذین ینفون العنصر و یقولون بصور مفارقة (ش، ت، 1059، 3)- الصورة و المادة إنما یدل كل واحد منهما علی شی‌ء واحد و لیس ینقسم واحد منهما إلی صفة و موصوف (ش، ت، 1063، 9)- خلیق أن لا تكون العلّة التی هی الصورة و العلّة التی من قبلها كانت الصورة واحدة و إن كانت التی من أجلها كانت الصورة كثیرا ما تدخل فی الحدود التامة، و هی التی تسمّی براهین متغیّرة فی الوضع (ش، ت، 1080، 8)- إن العنصر الأول و الصورة هما شی‌ء واحد (ش، ت، 1102، 3)- إن الصورة لا تنفعل بما هی صورة من مبدأ مغیّر بالذات و إنما تنفعل بالعرض، و لذلك یكون التغیّر لها لیس تغیّرا أولا بل من جهة ما هی صورة فی منفعل و هی المادة. و لذلك الصور التی لیست فی مواد فلیس تنفعل أصلا لا بالذات و لا بالعرض (ش، ت، 1110، 15)- العنصر ما دام موجودا بالقوة فلیس هو مستكملا بالصورة و لیس له الوجود الذی للصورة و هو إذا صار إلی الفعل حینئذ استكمل بالصورة و صار له الوجود الذی لها، و كان هذا البیان قوته هكذا لما كانت الصورة متقدّمة بالجوهر و الوجود علی الهیولی، و كانت الهیولی إنما تستكمل بالأتم و الأكمل من جهة الفعل لا من جهة القوة، وجب أن یكون الفعل أكمل من القوة و متقدّما علیها فی الوجود (ش، ت، 1192، 2)- إن الصورة قبل القوة بالحدّ (ش، ت، 1197، 12)- إن أجزاء المركّب هی فی المركّب بالقوة لا بالفعل، و لذلك كان المركّب واحدا بالفعل و الصورة بالجزء الغالب و إلّا لم یكن واحدا بالفعل (ش، ت، 1362، 2)- إنه لا یمكن أن یكون هاهنا صورة هی هی بالنوع أزلیة و غیر أزلیة كما قال بعض الناس، لأنه لو كان ذلك كذلك أمكن أن یوجد بعض الناس أزلیین و بعضهم كائن فاسد فكان یكون الكون و الفساد لهم بالعرض مثل ما یوجد بعض الناس بیض و بعضهم سود (ش، ت، 1391، 7)- إن الصورة لیس تتكوّن و لا المادة و إنما الذی یتكوّن المجموع منها، و ذلك أن كل متغیّر فإنما یتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء؛ فأما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 402
الذی عنه یتغیّر فهو المحرّك، و أما ما منه یتحرّك فهو الهیولی، و أما ما إلیه یتحرّك فهو الصورة. فلو كانت الصورة تتكوّن لكانت مركّبة من مادة و صورة لأنها كانت تتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء، و كانت الصورة لها صورة، و كان یلزم فی صورة الصورة من جهة ما هی متكوّنة أن تكون ذات صورة و یمرّ الأمر إلی غیر نهایة. فإذا وجب أن تكون الصورة بما هی صورة لا تتكوّن. و كذلك الأمر فی الهیولی لو كانت متكوّنة لكانت مركّبة و وجدت أنواع من الهیولی لا نهایة لها و ذلك فی المركّب الواحد بعینه أو كان یكون الكون من لا شی‌ء (ش، ت، 1454، 4)- الصورة و الهیولی یجب ضرورة أن تتقدّم علی المركّب (ش، ت، 1455، 13)- إن الفاعل لیس یخترع الصورة، هو أنه لو اخترعها لكان شی‌ء من لا شی‌ء. و لذلك لیس للصورة عنده (أرسطو) كون و لا فساد إلا بالعرض أعنی من قبل كون المركّب و فساده (ش، ت، 1503، 6)- إن الصورة و الهیولی و العدم هی مبادئ المقولات العشر، لكن الصورة و العدم و الهیولی التی للجوهر غیر الصورة و العدم و الهیولی التی لمقولة مقولة و التی لواحدة منها غیر التی للأخری (ش، ت، 1521، 14)- إن العنصر و الصورة و المحرّك هی مبادئ جمیع الأشیاء غیر واحدة فهی واحدة بالقول الكلّی (ش، ت، 1548، 7)- البسیط (هو) الصورة التی لیس تشوبها الهیولی، و ذلك أن كل ما تشوبه القوة فهو مركّب. و لما كانت القوة إنما تعقل بغیرها و الفعل بذاته، كان ما لا تشوبه قوة أصلا هو أحری أن یكون معقولا (ش، ت، 1603، 6)- وجدوا (الفلاسفة) الأشیاء المحسوسة التی دون الفلك ضربین: متنفسة، و غیر متنفسة، و وجدوا جمیع هذه یكون المتكوّن منها متكوّنا بشی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه مادة، و هو الذی منه تكوّن، و ذلك أنهم ألفوا كل ما یتكوّن هاهنا إنما یتكوّن من موجود غیره، فسمّوا هذه مادة، و وجوده أیضا یتكون عن شی‌ء فسموه فاعلا، و من أجل شی‌ء سموه أیضا غایة، فأثبتوا أسبابا أربعة. و و جودوا الشی‌ء الذی یتكوّن به المتكوّن؛ أعنی صورة المتكوّن و الشی‌ء الذی عنه یتكوّن و هو الفاعل القریب له واحدا؛ إما بالنوع، و إما بالجنس. أما بالنوع فمثل: أن الإنسان یولد إنسانا، و الفرس فرسا، و أما بالجنس، فمثل: تولّد البغل عن الفرس، و الحمار (ش، ته، 128، 18)- إن للصورة وجودین: وجود معقول إذا تجرّدت من الهیولی، و وجود محسوس إذا كانت فی هیولی، مثال ذلك: إن الحجر له صورة جمادیة، و هی فی الهیولی خارج النفس، و صورة هی إدراك و عقل، و هی المجرّدة من الهیولی فی النفس (ش، ته، 130، 9)- الصورة هی المعنی الذی به صار الموجود موجودا و هی المدلول علیها بالاسم و الحدّ و عنها یصدر الفعل الخاص بموجود موجود (ش، ته، 243، 28)- العلّة فی كون الصورة جمادا أو مدركة لیس شیئا أكثر من أنها إذا كانت كمالا ما بالقوة كانت جمادا أو غیر مدركة، و إذا كانت كمالا محضا لا تشوبها القوة كانت عقلا (ش، ته، 244، 27)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 403
- أسباب الشی‌ء التی یلزم عنها وجوده هی الصورة و الغایة: أما الصورة فلیس یصحّ أن تكون معلومة و النوع مجهولا؛ و أما الغایة فقد یصحّ ذلك فیها. إلا أن غایات الأنواع الخاصّة لیس شأن المعرفة الإنسانیة علی الأكثر إدراكها، و أما الفاعل و المادة فلیس یلزم عنهما باضطرار وجود النوع (ش، سط، 30، 6)- الصورة أحق باسم الطبیعة من المادة و أنها یقال علیها بتقدیم و تأخیر، … لأن من الموجودات الطبیعیة إنما هی بما هی بالصورة و هی التی تخص موجودا موجودا و بحصولها للموجود تصدر عنها أفعاله الخاصة، و أما المادة فمشتركة (ش، سط، 39، 16)- كما لا توجد صورة لا فعل لها كذلك لا یوجد إمكان لا یخرج إلی الفعل (ش، سم، 54، 5)- الصورة ثابتة علی حالها، كالحال فی ظلّ الشخص الواقع علی النهر فكما أنه ثابت فی نفسه و تتبدّل أجزاء النهر التی قام علیها الظلّ كذلك الحال فی صورة النامی مع ما یرد علیه من مادة (ش، سك، 101، 4)- نسبة الصورة إلی الهیولی هی نسبة لا یمكن فیها أصلا أن تتصوّر المفارقة فیها من جهة ما فی صورة هیولانیة (ش، ن، 31، 9)- الصورة بما هی صورة لیس فیها من الاستعداد و القوة، إذ كان وجودها الذی یخصّها إنما هو لها من جهة الفعل (ش، ن، 32، 21)- إن كل صورة تكون معقولة بأن تعقل هیولانیة و إن كل صورة تكون فی نفسها عقلا و إن لم تعقل فهی غیر هیولانیة (ش، ن، 97، 20)- الصورة التی هی صورة المعقولات النظریة واجب أن تكون غیر هیولانیة، لأنها عقل فی نفسها سواء عقلناها نحن أو لم نعقلها. إذ كانت صورة الشی‌ء هو فی وجوده عقل و لو أنزلناها معقولة بالفعل من جهة و بالقوة من جهة یلزم أن یكون هنالك عقل آخر متكوّن فاسد، و هو الشی‌ء الذی صارت به معقولة بالفعل بعد أن كانت بالقوة (ش، ن، 98، 1)- الصورة غیر منقسمة الوجود، اللّهم إلّا بالعرض (ش، ن، 100، 14)- الصورة تقال أیضا علی أوجه: فمنها صور الأجسام البسائط و هی الغیر الآلیة، و منها صور الأجسام الآلیة و هی النفوس، و منها صور الأجرام السماویة و هی تشبه البسائط من جهة أنها غیر آلیة، و تشبه الآلیة من جهة أنها متحرّكة من تلقائها، و كل هذا قد تبیّن فی العلم الطبیعی. و قد تقال الصورة علی الكیفیة و الكمیة الحاصلة فی الممتزج بما هو ممتزج، و بهذه الجهة تنفصل صور الأجسام المتشابهة الأجزاء بعضها عن بعض و تلحقها خواصها كعسر الفساد الذی یوجد للذهب و غیر ذلك من الخواص (ش، ما، 56، 8)- أما كون الصورة فاسدة و متكوّنة و بالجملة متغیّرة فإنما ذلك لها من حیث هی جزء من الكائن الفاسد بالذات و هو الشخص الذی هو مجموع المادة و الصورة لا بما هی صورة (ش، ما، 74، 11)- المادة فإن التغیّر إنما یلحقها من حیث هی جزء متغیّر و هو المشار إلیه. فأما بما هی مادة فلا كما یظهر أن المادة لا یصنعها الصانع، كذلك الصورة، و إنما یصنع المجموع من المادة و الصورة، أعنی أنه إنما یصنع المصوّر بتغیّره للعنصر إلی أن تفیده الصورة. مثال ذلك صانع الخزانة فإنه لا یصنع الخشب كما لا یصنع صورة الخزانة و إنما یصنع صورة خزانة ما من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 404
خشب ما (ش، ما، 74، 17)- إن فی المركّب جوهرا غیر الموضوع و هو المسمّی صورة (ش، ما، 83، 5)- أما الصورة فهی الفعل و الماهیة (ش، ما، 84، 9)- المركّب إنما الوجود له من حیث هو مركّب بالصورة، و هی أحق ما ینطلق علیها الاسم (ش، ما، 87، 5)- یظهر من شأن الأشخاص المحسوسة أنها مركّبة، إذ كان یوجد لها حالتین من الوجود فی غایة التباین، و هو الوجود المحسوس و الوجود المعقول. فإنه لیس یمكن أن یكون لها هذا من جهة واحدة بل الصورة هی السبب فی كون الشی‌ء معقولا و المادة فی كونه محسوسا (ش، ما، 88، 17)- الأعراض حاجتها إلی الموضوع بخلاف حاجة الصور، و ذلك أن الأعراض إنما تحتاج إلی موضوع بالفعل ذو صورة. و أما الصورة فحاجتها إلی الموضوع لا من جهة ما هی فعل، و من هذه الجهة تقوّم الشخص المشار إلیه بالصورة و لم یتقوّم بالعرض (ش، ما، 94، 16)- أما أمر الصورة فقد یلوح أیضا أنها لیس یمكن أن تمر إلی غیر نهایة (ش، ما، 131، 24)- أما الصورة الحاصلة بعد اختلاط الأسطقسّات و امتزاجها كصور النبات و الحیوان و صورة الإنسان فإن وجودها فی نفسها إنما هو من أجل النفس الناطقة و وجود النفس الناطقة من أجل الأفضل كالحال فی الأجرام السماویة (ش، ما، 168، 11)- إما أنّ تكون الصورة علّة للهیولی أو الهیولی علّة للصورة، أو تكون كل واحدة منهما علّة للأخری أو لا تكون واحدة منهما علّة للأخری (ر، ل، 53، 21)- إن كانت الصورة علّة للهیولی: فإمّا أن تكون علّة تامّة، و إمّا أن تكون شریكة للعلّة (ر، ل، 54، 1)- الصورة مفتقرة فی ذاتها إلی الهیولی (ر، ل، 103، 7)- ینقسم الجوهر إلی بسیط و مركّب: أمّا البسیط؛ فهو العقل، و النّفس، و المادّة و الصّورة: - و أمّا العقل الجوهریّ و النّفس؛- و أمّا المادّة؛ فعبارة عن أحد جزأی الجسم، و هو محلّ الجزء الآخر منه.- و أمّا الصّورة؛ فعبارة عن أحد جزأی الجسم، و هو محلّ الجزء الآخر منه. و أمّا المركّب؛ فهو عبارة عن جوهر قابل للتجزئة فی ثلاث جهات متقاطعة تقاطعا قائما (سی، م، 110، 6)- إنّ الصورة الحاصلة من الشی‌ء عند الذات المجرّدة، و معنی الصورة ما یوجد عند المجرّد لا بوجود أصلی، بل بوجود ظلّی (ط، ت، 227، 10)- إنّ الشی‌ء قد یوجد بوجود یترتّب علیه آثار ذلك الشی‌ء، و یثبت له أحكامه، مثل تجفیف المجاور- و إسخانه و إحراقه و تنویره- للنار. و یسمّی هذا الوجود وجودا خارجیّا و أصیلا. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار عینا.
و قد یوجد بوجود لا یترتّب علیه آثاره، و لا یثبت له أحكامه. و یسمّی هذا الوجود وجودا ذهنیّا و ظلیّا و غیر أصیل. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار صورة. فالمتّصف بالوجودین شی‌ء واحد لا تغایر فیه و لا اختلاف، إلّا بحسب تغایر الوجودین (ط، ت، 227، 16)

صورة أخیرة

- إذا كان الموضوع الأول و الصورة الأخیرة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 405
اللذان هما طرفان متناهیان فی محسوس محسوس فما بینهما ضرورة متناه، فإنه من المحال أن تفرض أشیاء متناهیة من أطرافها و هی غیر متناهیة من أوساطها إذ كان هذا الوضع یناقض نفسه لأن ما هو غیر متناه هو غیر متناه من جمیع الجهات لا من جهة ما دون جهة (ش، ما، 131، 11)

صورة الأشیاء المتكوّنة

- إن صورة الأشیاء المتكوّنة و جوهرها هی فی الاختلاط و التبدّل یعنی تبدّل الأجزاء (ش، ت، 512، 11)

صورة أولی‌

- یظهر الأمر فی الصورة الأولی أنها لیس لها فاعل، إذ كان لو كان لها فاعل لم تكن صورة قصوی لأنها كانت تكون متقدّمة الوجود عند الفاعل، و أبعد أن تكون ذات مادة. و إذا لم یكن لها فاعل فهی و الفاعل الأقصی واحد بالموضوع. لأنّا متی أنزلناهما اثنین بالعدد، لزم أن تكون معلولة عن الفاعل أو الفاعل معلول عنها من جهة ما هو ذو صورة، فلیس یكون فاعلا أولا. و كذلك أیضا یجب أن لا یكون لها غایة لأن الغایة ذات صورة فتكون هنا صورة أقدم منها، فلا تكون هی صورة قصوی.
و إذا كان ذلك كذلك فغایتها ذاتها (ش، ما، 133، 24)

صورة تامة

- إنّ الصورة التامة للشی‌ء واحدة، و أنّ الكثیر یقع منها علی نحو العموم و الخصوص، و أنّ العموم و الخصوص یقتضی الترتیب الطبیعی (س، شأ، 341، 15)

صورة جزئیة

- إنّما الصورة الجزئیة للشخص الجزئی فی الوجود و الكلّیة للكلّی فی الذهن لا فی الوجود (بغ، م 1، 9، 19)

صورة جسمیة

- الصورة الجسمیّة و هو البعد المقوّم للجسم الطبیعی لیس قوامها بالمحسوسات فتكون محسوسة بل هی مبدأ المحسوسات، فهی عارضة للموجود بما هو موجود. و كل ما یكون داخلا فی علوم كثیرة كالوحدة و الكثرة و غیرهما فإنهما یدخلان فی الطبیعیات و التعلیمیات و غیرهما فیجب أن تكون من العوارض الخاصّة بعلم فوق تلك العلوم فإنهما من عوارض العلم الإلهی (ف، ت، 25، 8)- الصورة الجسمیة بما هی الصورة الجسمیة لا تختلف فلا یجوز أن یكون بعضها قائما فی المادة و بعضها غیر قائم فیها (س، ن، 203، 2)- الصورة الجسمیة تفعل بواسطة المادة الموجودة فیها لأنّ وجود الصور الجسمانیة فی المادة و لا یستغنی عنها (ب، م، 14، 17)- إنّ الصورة الجسمیّة عبارة عن الاتصال لا محالة (غ، م، 154، 24)- إنّ الصورة الجسمیة، لا ضدّ لها (غ، م، 161، 6)- إنّ الصورة الجسمیة و الهیولی أیضا، لا یوجدان دون أن ینضاف إلیهما الفصل المتمّم لنوع ذلك الجسم (غ، م، 161، 24)- كل جسم كائن فاسد، فلصورته ثلاث مراتب فی الوجود: أوّلها الروحانیة العامة، و هی الصورة العقلیة، و هی النوع؛ و الثانیة الصورة الروحانیة الخاصة؛ و الثالثة الصورة الجسمانیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 406
(ج، ر، 58، 12)

صورة الجنس‌

- الصورة التی هی صورة الجنس هی مثل نسبة الاثنین إلی الواحد فإنها كالجنس إلی النغمة التی بالكل و ذلك أن نسبة الاثنین إلی الواحد هی جنس هذه النغمة علی ما تبیّن فی علم الموسیقی (ش، ت، 483، 13)

صورة الجوهر

- إن كان اسم الجوهر ینطلق مرة علی عنصر الجوهر المركّب من مادة و صورة و علی صورته، و علی المركّب من المادة و الصورة، فإن صورة الجوهر یقال فیها إنها جوهر الشی‌ء إذ كانت هی المعرفة لذاته. و أما العنصر فقد یقال فیه باعتبار الجوهر الذی هو مجموع المادة و الصورة إنها جزء جوهر. و أما باعتبار الجوهر الذی هو مجموع المادة و الصورة إنها جزء جوهر. و أما باعتبار الجوهر المعرّف لذات الشی‌ء فإنه لا یقال فیها إنها جزء للجوهر بل یقال فیها إنها القابلة للصورة و لحدّها. مثال ذلك الفطس الذی یقال فی حدّه إنه عمق فی الأنف أو فی لحم الأنف، فإن الأنف هو جزء جوهر لما یدل علیه اسم الفطس و هو مجموع الأنف و العمق و لیس هو جزء حد للعمق و إنما هو موضوع له (ش، ت، 897، 1)

صورة جوهریة

- إنّ الصورة الجوهریة المقوّمة للشی‌ء هی التی إذا انخلعت عن الهیولی بطل وجدان الشی‌ء، و الصورة العرضیة المتمّمة هی التی إذا انخلعت عن الهیولی لم یبطل وجدان الهیولی. مثال ذلك أنّ الخیاطة هی صورة مقوّمة لذات القمیص جوهریة له لأنّها بها یكون الثوب قمیصا و متمّمة للثوب عرضیة فیه (ص، ر 3، 231، 2)- إنّ الصورة الجوهریة، إذا فارقت المادة، فإن لم یعقب بدل، لم تبق المادة موجودة. فمعقب البدل مقیم للمادة- لا محالة- بالبدل (س، أ 1، 205، 6)- كما أن صورة العدد مثل الثلاثیة و الرباعیة لیس تقبل الأقل و الأكثر أی لیس یوجد ثلاثیة أكثر من ثلاثیة و لا ثنائیة أكثر من ثنائیة، كذلك الصورة الجوهریة لیس تقبل الأقل و الأكثر فإنه لا یكون إنسان أكثر إنسانیة من إنسان من حیث صورته بل إن كان ذلك فمن حیث أن الصورة منه فی عنصر (ش، ت، 1068، 6)- إنّ الصورة الجوهریة لا یكون حدوثها بالحركة (ر، م، 588، 18)

صورة ذهنیة

- إنّ كل صورة ذهنیة سواء كانت مأخوذة عمّا له وجود فی العین أو عمّا لیس له ذلك فإنّه یمتنع حصولها بعینها فی الخارج، بل المحكوم علیه حقیقة تلك الصورة الموجودة فی الذهن (ر، م، 42، 7)

صورة روحانیة

- كل جسم كائن فاسد، فلصورته ثلاث مراتب فی الوجود، أوّلها الروحانیة العامة، و هی الصورة العقلیة، و هی النوع، و الثانیة الصورة الروحانیة الخاصة، و الثالثة الصورة الجسمانیة (ج، ر، 58، 11)- إنّ الصورة الروحانیة لها فی موضوعاتها مراتب، هی بها أكثر روحانیة و أقل روحانیة.
و الصور التی فی الحسّ المشترك هی أقل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 407
المراتب الروحانیة. و هی أقرب الروحانیة إلی الجسمانیة. و لذلك یعبّر عنها بالصنم، فیقال بأنّ الحسّ المشترك فیه صنم المحسوس. ثم الصورة التی فی الخیالیة، و هی أكثر روحانیة و أقلّ جسمانیة فلهذه ینسب وجود الفضائل النفسانیة. ثمّ التی فی القوّة الذاكرة و هی أقصی مراتب الصور الروحانیة الخاصّة (ج، ر، 62، 1)- الصورة الروحانیة التی لا یفیدها الحسّ و لا الطبیعة، فإنّما یفیدها الفكر أو العقل الفاعل.
و هذه فقط یختصّ بها الإنسان (ج، ر، 86، 18)

صورة الشی‌ء

- الشی‌ء الذی به الشی‌ء هو ما هو، هو صورة الشی‌ء، حسیّا كان أو عقلیّا (ك، ر، 267، 10)- إن معنی الشی‌ء الذی هو به موجود بالفعل و هو صورته لیس هو مفارق للهیولی الذی هو فیها بمنزلة صورة البیت إلّا ما یوجد من ذلك فی الصناعة، و لذلك كان إدراكها للعقل. فإن صورة المصنوع هی فی النفس و هی غیر الهیولی التی هی فیها خارج النفس (ش، ت، 1478، 1)

صورة الصناعة

- إن صورة الصناعة تقال علی ضربین: الضرب الواحد الصورة التی فی النفس، و الآخر التی خارج النفس و هما شی‌ء واحد، و إن التی خارج النفس هی عن التی فی النفس. مثال ذلك إن الصحة تقال علی ضربین: أحدهما علی معقول الصحة التی فی النفس، و الآخر علی الصحة الموجودة فی البدن و هما شی‌ء واحد، و إن الصحة التی فی البدن هی عن الصحة التی فی النفس (ش، ت، 845، 16)

صورة العدد

- كما أن صورة العدد مثل الثلاثیة و الرباعیة لیس تقبل الأقل و الأكثر أی لیس یوجد ثلاثیة أكثر من ثلاثیة و لا ثنائیة أكثر من ثنائیة، كذلك الصورة الجوهریة لیس تقبل الأقل و الأكثر فإنه لا یكون إنسانیة أكثر إنسانیة من إنسان من حیث صورته بل إن كان ذلك فمن حیث أن الصورة منه فی عنصر (ش، ت، 1068، 4)

صورة عقلیة

- أما الصورة العقلیة فهی آثار العقل الكلّی فی النفس الكلّی لقبولها منه و كونها بالقرب منه و هی أنوار مضیئة تخرج عن حد الوصف بالعبارة الجسمانیة من حیث التركیب إذ كانت فی غایة البساطة و التجرید إلی الأمور المحسوسة. فهی صورة فی الهیولی تدركها الحواس بالمباشرة لها و تنفعل منها بخاصة القوة فیها (ص، ر 3، 102، 19)- إنّ الصورة العقلیة قد تنقسم بإضافة زوائد معنویة إلیها، قسمة المعنی الجنسی الوحدانی بالفصول المنوّعة؛ و المعنی النوعی الوحدانی بالفصول العرضیة المصنّفة (س، أ 1، 388، 3)- الجوهر الذی تحلّ فیه الصورة العقلیة الكلیّة جوهر روحانی غیر موصوف بصفات الأجسام، و هو الذی نسمّیه بالنفس الناطقة (س، ف، 174، 2)- كل جسم كائن فاسد، فلصورته ثلاث مراتب فی الوجود: أوّلها الروحانیة العامة، و هی الصورة العقلیة، و هی النوع؛ و الثانیة الصورة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 408
الروحانیة الخاصة؛ و الثالثة الصورة الجسمانیة (ج، ر، 58، 11)- الصورة العقلیة یجب أن تكون مطابقة للأمر الخارجی (ر، م، 54، 4)

صورة العلم‌

- صورة العلم فی كل نفس واحدة، و كل أحد یجد تلك الصورة بعینها، فیمدح العلم بها، و یظنّ أنّ تلك الصورة إنّما هی لعلمه وحده، و كذلك صاحبه (تو، م، 148، 5)

صورة غیر هیولانیة

- كل صورة غیر هیولانیة فهی عقل سواء عقلت أو لم تعقل (ش، ن، 97، 17)

صورة فی خیال‌

- الصورة فی الخیال هی علی حسب الصور المحسوسة و علی تقدیر ما و تكییف ما و وضع ما (س، ن، 170، 4)

صورة فی النفس‌

- إن الصورة التی فی النفس هی صورة لا ترتیب لها أی لا فعل لها مثل التی من خارج النفس، مثل صورة البنّاء التی تحرّك إلی صورة المبنی فإنه لیس لها فعل صورة البنّاء (ش، ت، 1527، 11)

صورة كائنة فاسدة

- الصورة الكائنة الفاسدة فلیس یوجد قول یعمّها بل هی فی واحد واحد من الموجودات الجزئیة ما به یتجوهر، و لذلك تلخیصها بما یخصّها إنما یكون عند النظر فی واحد واحد منها (ش، سك، 117، 17)

صورة كلّیة

- لم تقع القسمة فی الصورة الكلّیة بل فی قوابلها (س، ف، 173، 2)- إنّما الصورة الجزئیة للشخص الجزئی فی الوجود و الكلّیة للكلّی فی الذهن لا فی الوجود (بغ، م 1، 9، 20)- الصورة الكلّیة و المادة الكلّیة لیس لهما كون و لا فساد (ش، ما، 135، 11)

صورة مادیة

- إنّ الصورة المادیة و إن كان علّة للمادة فی أن تخرجها إلی الفعل و تكملها فإنّ للمادة أیضا تأثیرا فی وجودها و هو تخصیصها و تعیینها (س، شأ، 405، 1)

صورة مجرّدة

- إنّ الصورة المجرّدة إذا اتّحدت بالجوهر المجرّد صیّرته عقلا بالفعل (ر، م، 369، 12)

صورة محسوسة

- الصورة المحسوسة ظاهر من أمرها أنه لا یكون عنها بذاتها استنباط و لا تصوّر روحانی، كالفكر و ما قام مقامه. فإنّا متی أحسسنا جسما و حصلت عندنا صورته الروحانیة الخاصة و أردنا أن نصنع مثله، فإنّما نصیّرها فی هذه الرتبة و نخلع عنها خصوصها لموضوعها، فإنّ موضوعها لا یمكننا إیجاده، لأنّه قد حصل موجودا (ج، ر، 88، 2)

صورة مختلفة

- الصورة المختلفة تستحقّ تنویعات مختلفة، و لا فضل لصورة علی أخری، حتی یجعل تركیبها مع العنصر أسطقسّا بالتخصیص دون غیره
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 409
(س، شط، 147، 7)

صورة المركّب المعقولة

- صورة المركّب المعقولة هی المركّب نفسه (ش، ما، 87، 17)

صورة المصنوع‌

- إن معنی الشی‌ء الذی هو به موجود بالفعل و هو صورته لیس هو مفارق للهیولی الذی هو فیها بمنزلة صورة البیت إلّا ما یوجد من ذلك فی الصناعة، و لذلك كان إدراكها للعقل. فإن صورة المصنوع هی فی النفس و هی غیر الهیولی التی هی فیها خارج النفس (ش، ت، 1478، 3)

صورة مطلقة

- إذا تبیّن أنه لیس للصورة المطلقة تكوّن و لا للمادة كون، فیجب أن یكون كل متكوّن منقسما إلی جزءین بالقول لا بالفعل: أحدهما الذی یسمّی مادة و الآخر صورة (ش، ت، 862، 19)- الصورة المطلقة و الهیولی المطلقة … غیر كائنة و لا فاسدة. و لهذا ما یجب ضرورة أن تكون (ش، ما، 87، 21)

صورة معقولة

- إنّ المعنی المعقول قد یؤخذ من الشی‌ء الموجود، كما عرض أن أخذنا نحن عن الفلك بالرصد و الحسّ صورته المعقولة، و قد تكون الصورة المعقولة غیر مأخوذة عن الموجود، بل بالعكس؛ كما أنّا نعقل صورة بنائیة نخترعها، ثم تكون تلك الصورة المعقولة محركة لأعضائنا إلی أن نوجدها، فلا تكون وجدت فعقلناها، و لكن عقلناها فوجدت (س، شأ، 363، 6)- إنّ الصورة المعقولة، و بالجملة العلم، تقتضی محلّا من ذات الإنسان جوهری الذات محلّه (س، ف، 173، 8)- إنّ الصورة المعقولة واحدة كلّیة و لو كانت فی العیان فی كثرة غیر متناهیة (بغ، م 1، 409، 1)- كل صورة معقولة فهی إما هیولانیة و إما غیر هیولانیة (ش، ن، 97، 13)

صورة مفارقة

- لیس یحتاج فی الأمور الطبیعیة إلی إدخال صورة مفارقة فی شی‌ء من المتكوّنات ما عدا العقل الإنسانی، و هذا هو الصحیح من مذهب أرسطو (ش، ما، 77، 1)

صورة مفردة

- إن الصورة المفردة من المادة لیست تكون و لا تتكوّن (ش، ت، 867، 9)

صورة النوع‌

- إن صورة النوع تنقسم إلی الجنس و الفصل (ش، ت، 666، 1)

صورة نوعیة

- القوة التی یصدر عنها فعل واحد من غیر أن یكون لها به شعور … ذلك علی قسمین: فإنّها إمّا أن تكون صورة مقوّمة، و إمّا أن لا تكون بل تكون عرضا؛ فإن كانت صورة مقوّمة فإمّا أن تكون فی الأجسام البسیطة فتسمّی طبیعة مثل الناریة و المائیة، و إمّا أن تكون فی الأجسام المركّبة فتسمّی صورة نوعیة لذلك المركّب مثل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 410
الطبیعة المبرّدة التی للأفیون و المسخّنة التی فی الأفربیون، و أمّا إن كانت عرضا فذلك مثل الحرارة و البرودة (ر، م، 381، 9)

صورة هیولانیة

- إنّ الصورة الهیولانیة معقولة لا بذاتها بل من أجل أنّ العقل جعلها كذلك (ج، ن، 74، 6)- كل صورة هیولانیة فإنما هی معقولات بالفعل إذا عقلت، و إلا فهی معقولة بالقوة (ش، ن، 97، 15)

صورة الهیولی‌

- كل قوة فی جسم عندهم (الفلاسفة) هی متناهیة إذ كانت منقسمة بانقسام الجسم، و كل جسم هو بهذه الصفة فهو كائن فاسد، أعنی مركّبا من هیولی، و صورة الهیولی شرط فی وجود الصورة (ش، ته، 130، 5)

صورة الوجود

- إنّ صورة الوجود فی الكثرة أظهر منها فی العدم، و الوجود بأسره فی الوجود، و العدم فی الامتناع (تو، م، 211، 14)

صورة و غایة

- إن الصورة و الغایة إنما یقال فیها إنها فاعلة بضرب من التشبیه (ش، ما، 164، 4)

صورة و هیولی‌

- الصورة و الهیولی و بالجملة الأمور البسائط لا حدود لها إلا بضرب من التشبیه (ش، ما، 88، 5)

صوفیة

- الصوفیة: و هم یدّعون أنّهم خواص الحضرة و أهل المشاهدة و المكاشفة (غ، مض، 15، 8)- الصوفیة … طریقتهم إنّما تتمّ بعلم و عمل؛ و كان حاصل علومهم قطع عقبات النفس، و التنزّه عن أخلاقها المذمومة و صفاتها الخبیثة، حتی یتوصّل بها إلی تخلیة القلب عن غیر اللّه تعالی و تحلیته بذكر اللّه (غ، مض، 35، 2)- (الصوفیة) أرباب الأحوال، لا أصحاب الأقوال (غ، مض، 35، 20)- إنّ الصوفیة هم السالكون لطریق اللّه تعالی خاصة، و أنّ سیرتهم أحسن السیر، و طریقهم أصوب الطرق، و أخلاقهم أزكی الأخلاق. بل لو جمع عقل العقلاء، و حكمة الحكماء، و علم الواقفین علی أسرار الشرع من العلماء، لیغیّروا شیئا من سیرهم و أخلاقهم، و یبدّلوه بما هو خیر منه، لم یجدوا إلیه سبیلا. فإنّ جمیع حركاتهم و سكناتهم، فی ظاهرهم و باطنهم، مقتبسة من نور مشكاة النبوّة؛ و لیس وراء نور النبوّة علی وجه الأرض نور یستضاء به (غ، مض، 39، 6)- أما الصوفیة فطرقهم فی النظر لیست طرقا نظریة، أعنی مركّبة من مقدمات و أقیسة. و إنما یزعمون أن المعرفة بالله و بغیره من الموجودات شی‌ء یلقی فی النفس عند تجریدها من العوارض الشهوانیة، و إقبالها بالفكرة علی المطلوب
(ش، م، 149، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 411

ض‌

ضدّ

- العدم و الضدّ لا یكونان إلّا فیما دون فلك القمر. و العدم هو لا وجود ما شأنه أن یوجد (ف، أ، 23، 11)- لا یمكن أن یكون له (الموجود الأول) ضدّ، و ذلك یتبیّن إذا عرف معنی الضدّ. فإن الضدّ مباین للشی‌ء؛ فلا یمكن أن یكون ضدّ الشی‌ء هو الشی‌ء أصلا (ف، أ، 27، 4)- لیس الضدّ كل ما لیس الشی‌ء (س، شط، 32، 9)- الضدّ: یقال عند الجمهور علی مساو فی القوة ممانع. و كل ما سوی الأول فمعلول، و المعلول لا یساوی المبدأ الواجب. فلا ضدّ للأول من هذا الوجه. و یقال عند الخاصة، لمشارك فی الموضوع معاقب غیر مجامع، إذا كان فی غایة البعد طباعا. و الأول لا تتعلّق ذاته بشی‌ء، فضلا عن الموضوع. فالأول لا ضدّ له بوجه (س، أ 2، 52، 17)- الفرق بین الضدّ و العدم أن یقال: العدم هو عبارة عن عدم الشی‌ء عن الموضوع فقط، لا عن وجود شی‌ء آخر، فالسكون عبارة عن عدم الحركة. و لو قدّر زوال السواد، دون حصول لون آخر، لكان هذا عدما. فأمّا إذا حصل حمرة أو بیاض، فهذا وجود زائد علی عدم السواد. فالعدم هو انتفاء ذلك الشی‌ء فقط.
و الضدّ هو موجود حصل مع انتفاء الشی‌ء (غ، م، 185، 21)- الضدّ یشارك الضدّ فی الموضوع (غ، م، 186، 21)- الضد سلب خاص بجنس من الأجناس كالحال فی عدم الجوهر (ش، ت، 453، 17)- إن الضدّ لیس له إلا ضدّ واحد (ش، ت، 1306، 15)- إن ما هو ضدّ فلیس هو متوسّط بین ضدّین بل الضدّان هما اللذان بینهما متوسّط. و من هنا یظهر أنه لیس الكبیر ضدّ للصغیر و لا المساوی وسط بینهما (ش، ت، 1328، 11)- الضدّ لا یقبل ضدّه عند ما ینتقل الموجود فی الكون و الفساد من ضدّ إلی ضدّ (ش، ت، 1718، 17)- كل ما له ضدّ عنصر، و هو و ضدّه شی‌ء واحد بالعنصر (ش، ت، 1730، 2)- الضدّ ضدّ للضدّ (ش، سط، 30، 16)- فلو لم یوجد الضدّ لما ثبت العالم (ش، سط، 30، 17)- الضد یجب ضرورة أن یكون كضده فی جمیع أحواله لكن فی الجهة المقابلة (ش، سم، 39، 3)- لیس للضد إلا ضد واحد، و ذلك أنه إن كان التام فی جنسه هو الذی لیس یوجد شی‌ء خارج عنه و لا فوقه لزم أن یكون التام فی التباعد لیس یوجد شی‌ء أبعد منه، لأنه متی وجد شی‌ء آخر مضاد له فإما أن یكون أشد مضادة له فی الوجود من الأول أو أنقص، فإن كان أنقص فحاله حال المتوسط بین الضدین و لیس بطرف، و إن كان أشد فما فرض فی نهایة التضاد فلیس فی نهایته بل هو متوسط (ش، ما، 123، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 412

ضدّان‌

- كل ضدین یحتاجان إلی موضوع لهما (ش، ت، 105، 7)- لیس یمكن أن تجتمع السالبة و الموجبة فی الصدق علی الشی‌ء الواحد بعینه. و إذا لم یكن ذلك فبیّن أیضا أنه لیس یمكن أن یجتمع الضدّان فی شی‌ء واحد بعینه (ش، ت، 453، 6)- إن كلّ ضدّین ففی أحدهما عدم الضدّ الثانی مثل الأبیض و الأسود فإن الأسود بجهة ما عدم الأبیض و كذلك الحار و البارد و الخفیف و الثقیل (ش، ت، 1317، 5)- إن ما هو ضدّ فلیس هو متوسّط بین ضدّین بل الضدّان هما اللذان بینهما متوسّط. و من هنا یظهر أنه لیس الكبیر ضدّ للصغیر و لا المساوی وسط بینهما (ش، ت، 1328، 11)- إن الضدین بالحقیقة هما اللذان یوجدان و فی جنس واحد و هما فی غایة المخالفة و التباعد (ش، ما، 122، 11)- إنّ الضدّین أمران وجودیّان و علّة كل واحد منهما غیر علّة الآخر (ر، م، 101، 2)

ضدّیات‌

- بعض الضدّیات صورة هی جزء جوهر للشی‌ء الذی یوصف به، و بعض هی عنصریة غیر منسوبة إلی جوهر الشی‌ء (ش، ت، 1377، 10)- جمیع الضدّیات التی هی داخلة فی الحدود، أعنی تؤخذ فیها فصولا، فهی تفعل خلافا بالنوع أی تفعل أنواعا مختلفة، و جمیع الضدّیات التی توجد فی العنصر و هی أعراض العنصر فلا تفعل أنواعا (ش، ت، 1377، 14)

ضدّیة

- آل فیثاغورس الذین یعتقدون أن الموجودات هی أعداد یرون أن الضدیة التی هی مبدأ العدد هی النهایة و عدم النهایة (ش، ت، 105، 4)- إن الضدیة لیس یقال إنها موجودة بنوع واحد بل بنوعین أحدهما بالقوة و الآخر بالفعل. فإذا كانا بالقوة كان قولنا إن الأضداد توجد معا فی شی‌ء واحد صحیحا، و إذا كانت بالفعل كان قولا باطلا (ش، ت، 410، 6)- إن الضدّیة اختلاف تام (ش، ت، 1306، 6)- إن كانت الضدیّة اختلاف و كان الاختلاف لاثنین فقط، فبیّن أن اختلافها تام (ش، ت، 1307، 9)- إن الضدّیة تكون فی الصورة التی تنقسم بها الأجناس الأول و الأجناس المتوسّطة حتی ینتهی إلی التی لا تنقسم بالصورة و هی الأنواع الأخیرة التی تنقسم إلی ما لا ینقسم و هی الأشخاص (ش، ت، 1371، 6)- إنّ الضدّیة كیفیة ثبوتیة (ر، م، 613، 8)

ضدّیة أولی‌

- الضدّیة الأولی القنیة و العدم. إنما قال (أرسطو) ذلك لأن المتقابلات بالملكة و العدم متقدّمان بالطبع علی المتقابلات بالضدیة، و ذلك أن كل متقابلین بالضدیة متقابلان بالعدم و الملكة، و ذلك أن أدنی الضدین یلحقه عدم أكملهما (ش، ت، 1310، 10)- إن الضدّیة الأولی هی العدم و الصورة (ش، ت، 1311، 2)

ضدّیة فی الصور

- الضدّیة الموجودة فی الصور هی التی أوجبت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 413
أن یكون لها جنس واحد هو هو (ش، ت، 1367، 11)

ضرورة

- قد یوجد فی الأشیاء ما هو أبدا علی حال واحدة و هو الذی هو بالضرورة، و أعنی بالضرورة لا الضرورة التی تقال علی القهر بل التی تقال علی الأشیاء التی لا یمكن أن توجد بنوع آخر غیر الذی هو علیه (ش، ت، 723، 16)

ضروری‌

إنّ الموجود، و الشی‌ء، و الضروری، معانیها ترتسم فی النفس ارتساما أولیا، لیس ذلك الارتسام مما یحتاج إلی أن یجلب بأشیاء أعرف منها (س، شأ، 29، 5)- الموجودات الضروریة بالحقیقة هی التی هی ضروریة بذاتها و من غیر علّة. و لذلك كان قولنا فی رسم الضروری إنه الذی لا یمكن أن یكون بنوع آخر. و ینقسم قسمین: أحدهما ما لا یمكن أن یكون بنوع آخر من قبل ذاته و هو هو الضروری المطلق و هو الذی یعبّر عنه قوم فی زماننا بواجب الوجود. و النوع الثانی ما هو كذلك من قبل غیره و هذا هو الذی یقال فیه عند قوم إنه واجب و ضروری من قبل غیره (ش، ت، 521، 2)- إن الممكن یقال علی القابل و علی المقبول، و الذی یقال علی الموضوع یقابله الممتنع و الذی یقال علی المقبول یقابله الضروری (ش، ته، 77، 15)- من قال إن الضروری ممكن فقد قال بتغیّر الحقائق و لزمه ذلك فی رأیه هذا الّا یكون ضروریا (ش، ما، 110، 1)- الممكن هو الذی لا یكون ضروریّا، و الضروری هو الذی لا یمكن عدمه أو الذی لا یمكن وجوده. و إذا لم نجد شیئا فی تعریف كل واحد منها إلّا سلب الآخرین عنه صار التعریف دوریّا (ر، م، 113، 13)

ضروری مطلق‌

- الموجودات الضروریة بالحقیقة هی التی هی ضروریة بذاتها و من غیر علّة. و لذلك كان قولنا فی رسم الضروری إنه الذی لا یمكن أن یكون بنوع آخر. و ینقسم قسمین: أحدهما ما لا یمكن أن یكون بنوع آخر من قبل ذاته و هو هو الضروری المطلق و هو الذی یعبّر عنه قوم فی زماننا بواجب الوجود. و النوع الثانی ما هو كذلك من قبل غیره و هذا هو الذی یقال فیه عند قوم إنه واجب و ضروری من قبل غیره (ش، ت، 521، 4)

ضروریات‌

- أمّا الضروریات و الممتنعات فظاهر من أمرهما أن الرویّة و الاستعداد و التأهّب و التجربة لا تستعمل فیهما، و كل من قصد لذلك فهو غیر صحیح العقل (ف، فض، 5، 6)

ضعف‌

- إنّ لفظة القوة و ما یرادفها قد وضعت أول شی‌ء للمعنی الموجود فی الحیوان، الذی یمكنه بها أن تصدر عنه أفعال شاقّة من باب الحركات لیست بأكثریة الوجود عن النساب فی كمّیتها و كیفیتها، و یسمّی ضدّها الضعف، و كأنّها زیادة و شدّة من المعنی الذی هو القدرة، و هو أن یكون الحیوان بحیث یصدر عنه الفعل إذا شاء، و لا یصدر عنه إذا لم یشأ، التی ضدّها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 414
العجز (س، شأ، 170، 6)

ضعف الذهن‌

- الصنف الذی یكون به التمییز علی جودة أو رداءة ینقسم إلی صنفین، تكون بأحدهما جودة التمییز و یسمّی قوة الذهن، و تكون بالآخر رداءة التمییز و یسمّی ضعف الذهن و البلادة (ف، تن، 6، 17)

ضوء

- الضوء انفعال فی القابل من المضی‌ء أو حصول أثر منه من واهب الصور (ف، ت، 7، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 415

ط

طالب الحق‌

- إنّه لا شی‌ء أولی بطالب الحق من الحق (ك، ر، 103، 6)

طالب العلم‌

- إنّ الذی یطلب علما ما، لا یخلو من أحد الوجهین: فإنه، إما أن یطلب ما یجهله، أو ما یعلمه. فإن كان یطلب ما یجهله، فكیف یوقن فی تعلّمه أنه هو الذی كان یطلبه؟ و إن كان یطلب ما یعلمه، فطلبه علما ثانیا فضل لا یحتاج إلیه (ف، ج، 97، 11)

طب‌

- الطب، و مقصوده معرفة مبادئ بدن الإنسان و أحواله، من الصحّة و المرض، و أسبابها، و دلائلها، لیدفع المرض و تحفظ الصحّة (غ، ت، 166، 6)- أما الطب فلیس هو من العلم الطبیعی، و هو صناعة عملیة تأخذ مبادئها من العلم الطبیعی لأن العلم الطبیعی نظری و الطب عملی (ش، ته، 285، 8)

طبائع‌

- إنّ الكیفیّة و الكمیّة حاصرة للزمان و المكان، و الزمان و المكان حاصران للجوهر و الطبائع، و الطبائع أعلی من الجوهر و الجوهر دونها (جا، ر، 447، 1)- إنّ الطبائع خمس: إحداها طبیعة الفلك، و أربع تحت الفلك، ثمّ ترتّب الجسم بعد الطبیعة كما ترتّبت الستة بعد الخمسة (ص، ر 3، 203، 23)- إنّ الطبائع أربع متضادّة: حرارة و برودة و رطوبة و یبوسة (بغ، م 1، 173، 19)- إن من القوی الفعّالة فی الأجسام و بها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات … و هی القوی الخاصة بالأجسام الإنسانیة و تسمّی نفوسا ناطقة. و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و یشعر بأفعالها و حركاتها … و هی القوی الموجودة فی باقی الحیوانات و تسمّی نفوسا حیوانیة.
و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و تشعر بأفعالها و حركاتها …
و هی القوی الموجودة فی النبات و تسمّی نفوسا نباتیة. و منها ما یقدر علی تفنّن الأفعال و الحركات بل تفعل علی نهج واحد و تشعر بأفعالها … و هی القوی الموجودة فی باقی الأجسام الطبیعیة و تسمّی طبائع و قوی طبیعیة (بغ، م 1، 298، 23)- العقل المفارق لا یعقل إلا ذاته و أنه بعقل ذاته یعقل جمیع الموجودات إذ كان عقله لیس شیئا أكثر من النظام و الترتیب الذی فی جمیع الموجودات، و ذلك النظام و الترتیب هو الذی تتقبّله القوة الفاعلة ذوات النظام و الترتیب الموجودة فی جمیع الموجودات، و هی التی تسمّیها الفلاسفة الطبائع، فإنه یظهر أن كل موجود ففیه أفعال جاریة علی نظام العقل و ترتیبه و لیس یمكن أن یكون ذلك بالعرض و لا یمكن أن یكون من قبل عقل شبیه بالعقل الذی فینا بل من قبل عقل أعلی من جمیع الموجودات، و لیس هو كلّیا و لا جزئیا (ش،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 416
ته، 194، 20)

طبائع- أربع‌

- الطبائع الأربع و هی البرودة و الیبوسة و الرطوبة و الحرارة (ص، ر 3، 205، 7)- الطبائع الأربع أو الخمس فی الأجسام العنصریة أعنی الداخلة فی تركیب المركّبات من الكائنات الفاسدات قوی فعّالة بشعور و معرفة فارقة بین مطلوب و متروك و ضدّ و مناسب لا محالة (بغ، م 1، 153، 14)

طبائع الأشیاء

- كان القدماء (الفلاسفة) یعتقدون فی طبائع الأشیاء أنها طبیعة الأسطقسّات، و كانت یعتقد كل فریق منهم فی طبائع الأشیاء بحسب ما كان یعتقد فی الأسطقسّ. فمن كان یعتقد منهم أن الأسطقسّ أرض كان یری فی طبائع الأشیاء كلها أنها أرض أو أرضیّة، و من كان یعتقد منهم أن الأسطقسّ هو النار كان یعتقد فی طبائع الأشیاء أنها نار أو ناریة (ش، ت، 511، 11)- یلزم أن تكون طبائع الأشیاء و ماهیّاتها تقتضی لها أن تتكوّن و لا بدّ، كما أن طبیعة المتكوّنة تقتضی أن تفسد (ش، ت، 734، 6)- قالوا: (الفلاسفة): طبائع الأشیاء علل فاعلیّة لأمور وجودیّة، أمّا فی ذوات تلك الأشیاء، كیبس الناس و سخونتها، و أمّا فی غیرها كجفاف مجاورها و احتراقه. و لأمور عدمیّة، كعدم قبول الفلكیات الخرق و الالتئام، و عدم صلوح الجماد للتكلّم (ط، ت، 306، 6)

طبائع ضروریة

- الطبیعة الممكنة لیس یمكن أن تعود واجبة إلا لو أمكن أن تنقلب طبیعة الممكن ضروریة، و لذلك لیس فی الطبائع الضروریة إمكان أصلا، كانت ضروریة بذاتها أو بغیرها (ش، ته، 146، 1)

طبائع المواد

- تختلف طبائع المواد بحسب أصناف طبیعة التغیّر: أما المتكوّنة فمادتها بالقوة، و أما المنتقلة فمادتها بالفعل إذ كان المنتقل هو شی‌ء موجود بالفعل. و لذلك ما كان من المنتقلة غیر كائن و لا فاسد فلیس له المادة التی للكائن الفاسد و هی التی هی بالقوة (ش، ت، 1447، 5)

طبائع الناس‌

- إنّ أخلاق الناس و طبائعهم تختلف من أربعة وجوه: أحدها من جهة أخلاط أجسادهم و مزاج أخلاطها، و الثانی من جهة تربة بلدانهم و اختلاف أهویتها، و الثالث من جهة نشوئهم علی دیانات آبائهم و معلمیهم و أستاذیهم و من یربیهم و یؤدّبهم، و الرابع من جهة موجبات أحكام النجوم فی أصول موالیدهم و مساقط نطفهم، و هی الأصل و باقیها فروع علیها (ص، ر 1، 229، 13)- طباع الناس متفاضلة فی التصدیق: فمنهم من یصدّق بالبرهان، و منهم من یصدّق بالأقاویل الجدلیة تصدیق صاحب البرهان بالبرهان، إذ لیس فی طباعه أكثر من ذلك، و منهم من یصدّق بالأقاویل الخطابیة كتصدیق صاحب البرهان بالأقاویل البرهانیة (ش، ف، 34، 15)

طبع‌

- الحركة، و المیل، و الطبع، ثلاثة أمور متباینة.
فإذا ملأت زقّا من الهواء، و تركته تحت الماء،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 417
صعد إلی حیّز الهواء. و فی حالة الصعود فیه الحركة، و المیل، و الطبع. فإن أمسكته قهرا تحت الماء، فلا حركة؛ و أنت تحسّ بمیله و تحامله علی یدك، و اعتماده علیك فی طلب جهته. فهو المراد بالمیل. فإن كان فوق الماء فلا حركة و لا میل، و لكن فیه الطبع الذی یوجب فیه المیل إلی حیّزه، مهما فارق حیّزه.
و المقصود أن نبیّن أنّ كل جسم مركّب فهو قابل للحركة. و كل قابل للحركة، فلا بدّ و أن یكون فیه میل و لا محالة (غ، م، 263، 20)- الطبیعة مشتقّة من الطبع و الطباع. و الطبع مقول فی التعارف و الأعمّ علی الصفة الذاتیة الأولیة لكل شی‌ء كما یقال طبع النار الحرارة و طبع الماء البرودة (بغ، م 1، 4، 20)- إنّ الطبع یعنی به القوة التی تفعل ما تفعله علی سنن واحد و فن واحد و إن حرّكت فإلی جهة واحدة (بغ، م 2، 66، 21)- معنی الطبع عند الفلاسفة یقع علی معان: أولها صعود النار إلی فوق و هوی الأرض إلی أسفل، و هذه الحركة إنما تصدر عن الموجود إذا لحقه أمر عارض و هو تكوّن الشی‌ء فی غیر موضعه، و هنالك قاسر یقسره، و الباری سبحانه منزّه عن هذا الطبع. و یطلقون أیضا اسم الطبع علی كل قوة یصدر عنها فعل عقلی مثل الأفعال التی تصدر عن الصنائع (ش، ته، 253، 6)- یقال ما بالطبع علی أعمّ من المجری الطبیعی و هی العوارض اللاحقة من قبل المادة كالإصبع الزائدة و ما أشبه ذلك (ش، سط، 39، 14)

طبع و طبیعة

- أمّا الطّبع و الطّبیعة؛ فعبارة عن ما یوجد فی الأجسام من القوّة علی مبادئ حركتها من غیر إرادة، سواء كان ما یصدر عنها من الفعل علی نهج واحد، كالقوّة المحرّكة للحجر فی هبوطه؛ أو مختلفا، كالقوّة المحرّكة للنبات فی تكوینه و نشوء فروعه. و ربّما قبلت الطّبیعة علی ما كان من الصّفات الأولیّة لكلّ شی‌ء، كالحرارة بالنّسبة إلی النّار؛ و علی أغلب الكیفیّات المتضادّة للأشیاء الممزّجة، كالبرودة بالنّسبة إلی الأفیون؛ و علی الاستعداد بالقوّة فی الشّی‌ء لقبول كمال آخر، كاستعداد السّلیم الفطنة لقبول العلم و التّعلم؛ و علی كلّ ما یقع اهتداء الفاعل إلیه من غیر تعلیم، كرضاع الطّفل، و ضحكه، و بكائه، و نحوه (سی، م، 83، 5)

طبیعة

- إنّ حدّ الطبیعة أنّها سبب إلی الكائن عنها من الأمور الكائنة الفاسدة (جا، ر، 109، 7)- أمّا حدّ الطبیعة فإنّها من حیث الفعل مبدأ حركة و سكون عن حركة، و أمّا من حیث الطباع فإنّها جوهر إلهی متّصل بالأجسام متّضع باتّصاله بها غایة الاتّضاع (جا، ر، 113، 12)- الطبیعة- ابتداء حركة و سكون عن حركة، و هو أوّل قوی النفس (ك، ر، 165، 6)- قول الفلاسفة فی الطبیعة: تسمّی الفلاسفة الهیولی طبیعة، و تسمّی الصورة طبیعة، و تسمّی ذات كل شی‌ء من الأشیاء طبیعة، و تسمّی الطریق إلی السكون طبیعة، و تسمّی القوة المدبّرة للأجسام طبیعة (ك، ر، 179، 10)- لیس فی الطبیعة شی‌ء عبث و بلا علّة (ك، ر، 254، 10)- إنّ الطبیعة التی هی الماهیّة التی بها یحصل الجوهر جسمانیّا بالفعل أوّلا هی أیضا مادّة النفس (ف، ط، 114، 22)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 418
- حصلت الأجسام الطبیعیّة ضربین: ضرب یكون أقصی ما یتجوهر به هو الطبیعة؛ و ضرب لیس یكون أقصی ما یتجوهر به الطبیعة، بل یصیر بالطبیعة مواطأة علی جهة المادّة أو آلة النفس، فیكون ما یتجوهر به بعد تجوهره بالطبیعة هو النفس. فیكون الجوهر الطبیعیّ القابل النفس مادّة للنفس، و تكون الطبیعة إمّا توطئة أو مادّة أو آلة تستعملها النفس فی أفعالها (ف، ط، 115، 9)- لا یمكن أن تكون الطبیعة و النفس كافیتین للإنسان فی بلوغ هذا الكمال (الأخیر)، بل یحتاج إلی القوّتین العقلیّتین العملیّتین منضافتین إلی النفس و الطبیعة و أفعالهما (ف، ط، 126، 7)- إنّه لا ضرورة فی الطبیعة، و إن الذی فی الطبیعة من الوجود هو الوجود الذی علی الأكثر؛ و منها أن الطبیعة قد تشتاق إلی الوجود عند المضاف اللاحق لوجود ما، هی اللازمة عنه (ف، ج، 89، 1)- مبدأ الحركة و السكون- متی لم یكن من خارج، أو عن إرادة- سمّی (طبیعة) (ف، ع، 10، 8)- لا قرابة بین الحكمة و الطبیعة فیما یؤثره الإنسان (تو، م، 250، 8)- العقل سرح النفس مرعاها فیه، و النفس قلیب الطبیعة مستقاها منه، و الطبیعة صراط الإنسان مدلّه غیّه (تو، م، 251، 24)- الطبیعة اسم مشترك یدلّ علی معان: أحدها ذات كل شی‌ء عرضا كان أو جوهرا، أو بسیطا أو مركّبا، كما یقال: طبیعة الإنسان، و طبیعة الفلك، و طبیعة البیاض، و الحرارة معنی ذاته.
و یقال أیضا علی المركّب منها، و یقال علی المزاج الأوّل اللاحق لكلّ مركّب من الاستقصات، و یقال علی المزاج العام بتنوّع الإنسان الذی هو موضوع للنظر فیه، و قد یستعمله الطبیب علی المزاج العام، و یقال علی المزاج الخاص (تو، م، 284، 13)- یقال: ما الطبیعة؟ الجواب هی صورة عنصریة ذات قوی متوسّطة بین النفس و الجرم لها مدّ و حركة و سكون عن حركة (تو، م، 484، 13)- یقال: ما الطبیعة؟ الجواب هی صورة عنصریة ذات قوی متوسّطة بین النفس و الجرم لها مدّ و حركة و سكون عن حركة (تو، م، 318، 9)- إنّ الطبیعة إنّما هی قوة من قوی النفس الكلّیة منبثّة منها فی جمیع الأجسام التی دون فلك القمر ساریة فی جمیع أجزائها كلها (ص، ر 2) 55، 10)- إنّ الطبیعة إنّما هی قوة النفس الكلّیة الفلكیة و هی ساریة فی جمیع الأجسام التی دون فلك القمر من لدن كرة الأثیر إلی منتهی مركز الأثیر (ص، ر 2، 112، 14)- أما الطبیعة فهیولاها من ذاتها التی هی الأركان الأربعة (ص، ر 2، 113، 15)- كل جسم یتحرّك فحركته إما من سبب خارج، و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم، إذ الجسم لا یتحرّك بذاته، و ذلك السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة. و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة، أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ع، 18، 4)- الطبیعة سبب علی أنّه مبدأ لحركة ما هی فیه و مبدأ لسكونه بالذات لا بالعرض (س، ع، 18، 11) الطبیعة مبدأ أول بالذات لحركة ما هی فیه بالذات و سكونه بالذات، و بالجملة لكل تغیّر و ثبات ذاتی (س، ح، 21، 1)- یقال الطبیعة للعنصر و للصورة الذاتیة و للحركة التی عن الطبیعة بتشابه الاسم (س، ح،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 419
21، 7)- إنّ الطبیعة، لیست مبدأ للحركة المكانیة و السكون فیها فقط؛ بل هی مبدأ لجمیع الحركات التی بالطبع، و السكونات التی بالطبع (س، شط، 131، 4)- یعنی بالطبیعة لا القوة التی هی مبدأ حركة و سكون، بل جملة الشی‌ء الحادث عن المادة الجسمانیة و تلك القوة و الأعراض (س، شأ، 21، 12)- لیس یمكن أن تكون الطبیعة توجد فی الأعیان و تكون بالفعل كلّیة، أی هی وحدها مشتركة للجمیع. و إنّما تعرض الكلّیة لطبیعة ما إذا وقعت فی التصوّر الذهنی (س، شأ، 209، 3)- الطبیعة لیست تفعل باختیار، بل علی سبیل التسخیر، و سبیل ما یلزمها بالذات (س، شأ، 382، 10)- كل جسم متحرّك فحركته إما من سبب من خارج و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم إذ الجسم لا یتحرّك بذاته. و ذلك السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة، و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ر، 4، 12)- الطبیعة سبب علی أنّه مبدأ الحركة لما هی فیه و مبدأ سكونه بالذات لا بالعرض (س، ر، 4، 17)- القوة الفاعلة بالتسخیر فعلا أحدیّ الجهة مخصوصة باسم الطبیعة (س، ف، 49، 1)- الطبیعة لیست تفعل باختیار بل علی سبیل تسخیر و سبیل ما یلزمها بالذات (س، ن، 258، 21)- الطبیعة لا تقتضی مهروبا عنه مطلوبا و لا تهرب عن مطلوبها (ب، م، 16، 14)- الصور الهیولانیة لم توجد لأنفسها بل كانت من أجل غیرها، فإنّ الطبیعة لا تفعل شیئا باطلا (ج، ن، 72، 8)- إنّ الطبیعة لا تفعل ما تفعله دفعة، بل إنّما تفعل بتدریج (ج، ر، 148، 7)- الطبیعة مشتقّة من الطبع و الطباع. و الطبع مقول فی التعارف و الأعمّ علی الصفة الذاتیة الأولیة لكل شی‌ء كما یقال طبع النار الحرارة و طبع الماء البرودة (بغ، م 1، 4، 20)- یقال طبیعة علی الكیفیة الغالبة من الكیفیات المتضادّة فی الشی‌ء الممتزج فیقال فیما یغلب علیه الحرارة أنّ طبعه حارّا و طبیعته حارّة (بغ، م 1، 4، 22)- قوم سمّوا بالطبیعة كل قوة جسمانیة أعنی كل مبدأ فعل یصدر عن الأجسام مما وجوده فیها، فقیل إنّ الطبیعة هی مبدأ أول یحرّكه ما هی فیه و سكونه بالذات لا بالعرض (بغ، م 1، 5، 23)- فسّر اسم الطبیعة بأنّها القوة التی تفعل علی سنن واحد من غیر إرادة و لا معرفة (بغ، م 1، 148، 2)- إنّ من القوی الساریة فی الأجسام الفعّالة منها ما یفعل أفعالها و یحرك علی نهج واحد إلی جهة واحدة من غیر شعور و لا معرفة و هی الطبیعة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة من غیر رویّة و لا معرفة و لا شعور أیضا و هی النفس النباتیة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة و علی أنحاء متفنّنة مع شعور و معرفة و رویّة و هی النفس الحیوانیة؛ و لبعض هذه الإحاطة بحقائق الموجودات علی سبیل الفكرة و البحث و هی النفس الناطقة الإنسانیة. و منها ما یفعل و یحرّك علی سنن واحد بإرادة متّجهة علی سنة واحدة لا تتعدّاها مع معرفة و رویّة و تسمّی نفسا سمائیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 420
(بغ، م 1، 302، 5)- إنّ الطبیعة تقتضی القرار و الثبات علی الأحوال الطبیعیة مثل السكون فی الحیّز و الثبات علی الكیفیة الملائمان للطبیعة (بغ، م 2، 178، 4)- الطبیعة بالجملة … هی مبدأ التغییر فی الأشیاء المتغیّرة نفسها و مبدأ عدم التغییر، و ذلك فی الأشیاء التی تتغیّر حینا و لا تتغیّر حینا؛ و أما الأشیاء التی تبقی علی الدوام فی نوع واحد من أنواع التغییر و هی الحركة فی المكان فاسم الطبیعة المقول علی هذه و تلك باشتراك الاسم (ش، ت، 52، 12)- إن هاهنا طبیعة لا تتحرّك، و هذه الطبیعة یحتمل أن یرید بها (أرسطو) الأنواع و الأجناس و یحتمل أن یرید بها الجواهر المفارقة، و الأول أظهر (ش، ت، 429، 11)- یقال طبیعة لكل ما نجم كأن ناجم؛ یرید (أرسطو) بالناجم النامی و الناشئ من الشی‌ء بعد أن لم یكن فیه، أعنی المتمیّز من الشی‌ء بخلقته و هو به متصل. فكأنه أراد أن الطبیعة تقال علی نجوم الناجم و نش‌ء الناشئ المتمیّز بخلقته و صورته عن الذی نشأ فیه مثل الأجنّة و الثمار و الزروع. و فی هذا الجنس تدخل المتكوّنات من ذاتها (ش، ت، 508، 12)- یقال طبیعة علی الشی‌ء الذی منه ینجم الناجم أوّلا و هو فیه (ش، ت، 509، 5)- یقال طبیعة لعنصر الشی‌ء الذی منه یتكوّن الشی‌ء من غیر أن یتغیّر طبیعته مثل النحاس الذی یتكوّن منه الصنم، فإنه إذا تكوّن منه الصنم بقی النحاس نحاسا و كذلك الشی‌ء المنحوت من الخشب یبقی فیه طبیعة الخشب (ش، ت، 510، 14)- یقال طبیعة بنوع ثالث علی الشی‌ء الذی هو جوهر الأشیاء الطبیعیة المعطی فی جواب ما هو و هو الصورة، مثل ما قال بعضهم إن الطبیعة فی الأشیاء الطبیعیة هی بنیة التركیب الأول الذی لموجود موجود من الأشیاء الطبیعیة.
و ذلك أن من یری أن الأسطقسّات لیست تختلط و أنها موجودة بالفعل فی الشی‌ء الذی هی له أسطقسّات فلیس تكون عنده صورة الشی‌ء المتولّد عن الأسطقسات إلّا فی التركیب و الشكل كالحال فی البیت الذی یتكوّن من الحجارة و اللبن (ش، ت، 512، 2)- الدلیل علی أن الطبیعة تطلق علی اسم الصورة أن جمیع الناس لا یقولون فیما من شأنه أن یتكوّن من قبل أن یتكوّن أن له طبیعة ما لم تحصل له صورته و مثاله، كما لا یقال فی شی‌ء من الأمور الصناعیة إنه مصنوع ما لم تحصل له الصورة (ش، ت، 513، 2)- الطبیعة تقال علی الهیولی، و الهیولی علی نوعین: أحدهما الهیولی الأولی المشتركة للجمیع، و الثانی الهیولی الخاصّة بموجود موجود (ش، ت، 513، 11)- إن الطبیعة التی تكوّن الأنواع فی الأشیاء المتناسلة هی شی‌ء متوسط أی مركّب من مادة و صورة (ش، ت، 863، 19)- كل طبیعة كانت مجموعة من طبیعتین متّفقتین یلزم ضرورة أن تكون طبیعة المجتمع منها شی‌ء من طبیعة التی منها تركّب (ش، ت، 970، 3)- إن الطبیعة داخلة فی جنس هو القوة لأن الطبیعة هی مبدأ و كل مبدأ فهو قوة، و إنما كانت القوة جنسا لها لأنها تشمل الصناعیة و الطبیعیة (ش، ت، 1179، 10)- إن الصناعة و الطبیعة إنما تقصد الفعل دون القوة … فإنه إن لم یكن وجود الشی‌ء من جهة ما هو بالفعل بل من جهة ما هو بالقوة فسیكون الجاهل و العالم شیئا واحدا مثل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 421
هرمس الذی هو فی غایة المعرفة و یوسوس الذی هو فی غایة الجهل، و سیكون العلم وجوده فی النفس كوجود خارج النفس أی لیس تختص النفس من العلم بشی‌ء لیس هو خارج النفس؛ و ذلك أن النفس إنما تختص بوصفها بالعلم دون سائر الموجودات إذا كانت عالمة بالفعل و بخاصّة إذا كانت علی كمالها الآخر و هو حین تستعمل علمها (ش، ت، 1192، 16)- الطبیعة هی هذا الذی إلیه إنیّة و قنیة (ش، ت، 1477، 5)- إن الطبیعة إذا كانت تفعل فعلا فی غایة النظام من غیر أن تكون عاقلة، إنها ملهمة من قوی فاعلة هی أشرف منها و هی المسمّی عقلا (ش، ت، 1502، 14)- أكثر ما تطلق الحكماء اسم الطبیعة علی كل قوة تفعل فعلا عقلیّا أی جاریا مجری الترتیب و النظام الذی فی الأشیاء العقلیة، لكن نزّهوا السماء عن مثل هذه القوة لكونها عندهم هی التی تعطی هذه القوة المدبّرة فی جمیع الموجودات (ش، ته، 266، 15)- الطبیعة مصنوعة (ش، م، 203، 15)- القائل بنفی الطبیعة قد أسقط جزءا عظیما من موجودات الاستدلال علی وجود الصانع العالم، بجحده جزءا من موجودات اللّه (ش، م، 203، 17)- الطبیعة … مبدأ و سبب لأن یتحرّك به و یسكن الشی‌ء الذی هی فیه أولا و بذاته لا بالعرض.
و إنما قلنا أولا و بذاته لا بالعرض لأن هاهنا أشیاء صناعیة مبدأ تحریكها فیها بالعرض كالطبیب یبرئ نفسه؛ و إنما قلنا أوّلا لأن هاهنا أشیاء صناعیة مبدأ تحریكها فیها لا أوّلا كالسفینة تتحرّك عن نفس الملّاح، و لذلك أمكن فی هذه أن تفارق (ش، سط، 38، 6)- الطبیعة لا تفعل باطلا (ش، سط، 41، 20)- الطبیعة هی مبدأ الحركة فی الأشیاء المتحرّكة (ش، سم، 26، 12)- إن الطبیعة إنما تفعل بتدریج (ش، ن، 50، 8)- الطبیعة إنما تصیر إلی الأضداد أبدا بمتوسّط (ش، ن، 66، 23)- الطبیعة تقال علی جمیع أصناف التغیّرات الأربع التی هی الكون و الفساد و النقلة و النمو و الاستحالة، و تقال أیضا علی الصور التی هی مبدأ هذه الحركات و هی أحق باسم الطبیعة، و بخاصة ما كان منها بسیطا لأن الآلیة هی أحری أن تسمّی نفسا كمبدإ النمو، و بهذه الجهة نسمع الأطباء یقولون قد صنعت الطبیعة كذا یعنون القوة المدبّرة للأجسام و هی الغاذیة، لأنها و إن كانت آلیة فهی أبسط عندهم من القوی الأخر، و لذلك لا یكاد یطلقون طبیعة علی قوة القلب، و من هذه الجهة كان قولنا فعل طبیعی یقابل النطقی. و قد یلق أیضا اسم الطبیعة علی الأسطقسّات التی تركّب منها الشی‌ء، و بذلك نقول إن طبیعة الأجسام المتشابهة من الماء و النار و سائر البسائط.
و الطبیعة أیضا تطلق علی أصناف الهیولی و هی بالجملة تقال علی جمیع أصناف الصورة و أصناف المواد و المتغیّرات اللازمة عنها (ش، ما، 58، 1)- الطبیعة لا فضل فیها (ش، ما، 160، 20)- القوة التی یصدر عنها فعل واحد من غیر أن یكون لها به شعور … ذلك علی قسمین: فإنّها إمّا أن تكون صورة مقوّمة، و إمّا أن لا تكون بل تكون عرضا؛ فإن كانت صورة مقوّمة فإمّا أن تكون فی الأجسام البسیطة فتسمّی طبیعة مثل الناریة و المائیة، و إمّا أن تكون فی الأجسام
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 422
المركّبة فتسمّی صورة نوعیة لذلك المركّب مثل الطبیعة المبرّدة التی للأفیون و المسخّنة التی فی الأفربیون، و أمّا إن كانت عرضا فذلك مثل الحرارة و البرودة (ر، م، 381، 8)- إنّ اسم الطبیعة واقع بالاشتراك علی معان ثلاثة مرتّبة بالعموم و الخصوص و الأخصّ. فالعام ذات الشی‌ء، و الخاصّ مقوّم الذات، و الأخصّ للمقوّم الذی هو مبدأ التحریك و التسكین (ر، م، 523، 13)- إنّ الاتفاق غایة عرضیة لأمر طبیعی أو إرادی أو قسری و لا یستند القسر إلی قسر آخر إلی غیر النهایة كما ثبت بل لا بدّ و أن ینتهی إلی الإرادة أو الطبیعة. فإذا الإرادة و الطبیعة أقدم من الاتفاق (ر، م، 538، 3)

طبیعة الأرض‌

- أمّا طبیعة هذه الأرض فإنها كائنة فاسدة (ف، ت، 8، 20)

طبیعة الإنسان‌

- إنّ الطبیعة فی الإنسان و النفس الإنسانیّة، و قوی هاتین و أفعالهما، إنّما هی كلّها و القوی العقلیّة العملیّة لأجل كمال العقل النظریّ، و إنّ الطبیعة و العقل النفسانیّ لیس فیهما كفایة دون الأفعال الكائنة عن المشیئة و الاختیار التابعتین للعقل العملیّ (ف، ط، 130، 18)- طبیعة الإنسان بما هی تلك الطبیعة غیر كائنة و لا فاسدة بل مبدعة و هی مستبقاة بأشخاصها الكائنة و الفاسدة. و أما أشخاص الإنسان فإنها كائنة و فاسدة و كذلك طبیعة كل واحدة من العناصر مبدعة غیر كائنة و لا فاسدة و هی مستبقاة بأشخاصها (ف، ت، 8، 17)

طبیعة جوهریة

- إنّ الطبیعة الجوهریة غیر قابلة للاشتداد و ما یكون كذلك كان حدوثه دفعة لا علی التدریج (ر، م، 588، 19)

طبیعة فی جواهر نفسانیة

- الطبیعة فی الجواهر النفسانیّة ضربان: ضرب مادّة و ضرب آلة. فتكون الطبیعة فی الجواهر النفسانیّة لا لأجل ذاتها بل لأجل النفس (ف، ط، 115، 13)

طبیعة كلیة

- إذا قلنا الطبیعة الكلّیة فإنّما نعنی بها قوة النفس الكلّیة الساریة فی جمیع الأجسام المحرّكة المبدّرة لها المظهرة بها و منها أفعالها و آثارها (ص، ر 3، 212، 5)

طبیعة محسوسة

- الطبیعة المحسوسة متغیّرة متبدّلة بذاتها (ش، ت، 424، 12)

طبیعة معلومة

- الكلّی لیس بمعلوم بل به تعلم الأشیاء، و هو شی‌ء موجود فی طبیعة الأشیاء المعلومة بالقوة، و لو لا ذلك لكان إدراكه للجزئیات من جهة ما هی كلّیات إدراكا كاذبا. و إنما كان یكون ذلك كذلك لو كانت الطبیعة المعلومة جزئیة بالذات لا بالعرض، و الأمر بالعكس؛ أعنی أنها جزئیة بالعرض كلّیة بالذات، و لذلك متی لم یدركها العقل من جهة ما هی كلیّة غلط فیها و حكم علیها بأحكام كاذبة، فإذا جرّد تلك الطبائع التی فی الجزئیات من المواد و صیّرها كلّیة أمكن أن یحكم علیها حكما صادقا، و إلا اختلطت علیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 423
الطبائع و الممكن هو واحد من هذه الطبائع (ش، ته، 80، 19)

طبیعة ممكنة

- الطبیعة الممكنة لیس یمكن أن تعود واجبة إلا لو أمكن أن تنقلب طبیعة الممكن ضروریة، و لذلك لیس فی الطبائع الضروریة إمكان أصلا، كانت ضروریة بذاتها أو بغیرها (ش، ته، 145، 27)

طبیعة الموجود

- إذا ارتفعت طبیعة الواحد ارتفعت طبیعة الموجود. و إذا ارتفعت طبیعة الموجود لزم العدم (ش، ته، 291، 10)

طبیعة نفس و اختیار

- المتحرّك من ذاته فهو متحرّك عن مبدأ فیه: إما عن مبدأ یسمی طبیعة، و إما عن مبدأ یسمی نفسا و اختیارا (ش، ته، 266، 4)

طبیعة الواحد

- إذا ارتفعت طبیعة الواحد ارتفعت طبیعة الموجود. و إذا ارتفعت طبیعة الموجود لزم العدم (ش، ته 8، 291، 10)

طبیعة واحدة

- الطبیعة الواحدة یتساوی فعلها من كل الجوانب (ر، م، 207، 11)- إنّ الطبیعة الواحدة تفعل أفعالا مختلفة مثل الحرارة فإنّها تحلّل الشمع و تعقّد الملح و تسوّد وجه القصار و تبیّض وجه الثوب (ر، م، 532، 10)

طبیعی‌

- كلّ طبیعی فذو هیولی (ك، ر، 111، 3)- الطبیعی هو كل متحرّك (ك، ر، 111، 9)

طبیعیات‌

- غرض الفلاسفة الحكماء من النظر فی العلوم الریاضیة و تخریجهم تلامذتهم بها إنّما هو السلوك و التطرّق منها إلی علوم الطبیعیات، و أما غرضهم فی النظر فی الطبیعیات فهو الصعود منها و الترقّی إلی العلوم الإلهیة الذی هو أقصی غرض الحكماء و النهایة التی إلیها یرتقی بالمعارف الحقیقیة (ص، ر 1، 47، 9)- أما الطبیعیات فهی معرفة جواهر الأجسام و ما یعرض لها من الأعراض، و مبدأ هذا العلم من الحركة و السكون (ص، ر 1، 50، 4)- إنّ العلم بالجوهر و العرض، و أحكام الوجود، من الإلهیات. و إنّ التقسیم ینزل منه إلی الكمّیة التی هی موضوع الریاضیات، و إلی ما یتعلّق بالمواد تعلقا لا یقبل التجرید، عنها فی الوهم و الوجود. و هو موضوع نظر الطبیعیات؛ فإنّه یرجع إلی النظر فی جسم العالم من حیث وقوعه فی التغیّر و الحركة و السكون (غ، م، 303، 12)- الطبیعیات هی الأشیاء الواقعة تحت الحواس من الأجسام و أحوالها و ما یصدر عنها من حركاتها و أفعالها، و ما یفعل، ذلك فیها من قوی و ذوات غیر محسوسة (بغ، م 1، 6، 11)

طبیعیون‌

- الطبیعیون، و هم قوم أكثروا بحثهم عن عالم الطبیعة، و عن عجائب الحیوان و النبات، و أكثروا الخوض فی علم تشریح أعضاء الحیوانات فرأوا فیها من عجائب صنع اللّه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 424
تعالی و بدائع حكمته، ما اضطروا معه إلی الاعتراف بفاطر حكیم، مطّلع علی غایات الأمور و مقاصدها (غ، مض، 19، 8)

طرفا النقیض‌

- إنّ طرفی النقیض أبدا یكون أحدهما صدقا و الآخر كذبا (ف، ع، 3، 6)

طرق إقناعیة

- الطرق الإقناعیة و التخیّلات إنما تستعمل إذا فی تعلیم العامّة و جمهور الأمم و المدن، و طرق البراهین الیقینیة فی أن یحصل بها الموجودات أنفسها معقولة یستعمل فی تعلیم من سبیله أن یكون خاصیّا (ف، س، 38، 7)

طرق البراهین الیقینیة

- الطرق الإقناعیة و التخیّلات إنما تستعمل إذا فی تعلیم العامّة و جمهور الأمم و المدن، و طرق البراهین الیقینیة فی أن یحصل بها الموجودات أنفسها معقولة یستعمل فی تعلیم من سبیله أن یكون خاصیّا (ف، س، 38، 8)

طرق التصدیق‌

- لما كانت طرق التصدیق منها ما هی عامة لأكثر الناس- أعنی وقوع التصدیق من قبلها- و هی الخطابیة و الجدلیة، و الخطابیة أعم من الجدلیة. و منها ما هی خاصة لأقل الناس و هی البرهانیة، و كان الشرع مقصوده الأول العنایة بالأكثر من غیر إغفال تنبیه الخواص، كانت أكثر الطرق المصرّح بها فی الشریعة هی الطرق المشتركة للأكثر فی وقوع التصوّر و التصدیق. هذه الطرق هی فی الشریعة علی أربعة أصناف: أحدها أن تكون مع أنها مشتركة خاصة فی الأمرین جمیعا، أعنی أن تكون فی التصوّر و التصدیق یقینیة، مع أنها خطابیة أو جدلیة. و هذه المقاییس هی المقاییس التی عرض لمقدماتها، مع كونها مشهورة أو مظنونة، أن تكون یقینیة، و عرض لنتائجها أن أخذت أنفسها دون مثالاتها. و هذا الصنف من الأقاویل الشرعیة لیس له تأویل، و الجاحد له أو المتأول كافر. و الصنف الثانی أن تكون المقدّمات، مع كونها مشهورة أو منظومة، یقینیّة، و تكون النتائج مثالات للأمور التی قصد انتاجها. و هذا یتطرّق إلیه التأویل، أعنی لنتائجه. و الثالث عكس هذا، و هو أن تكون النتائج هی الأمور التی قصد إنتاجها نفسها، و تكون المقدّمات مشهورة أو مظنونة من غیر أن یعرض لها أن تكون یقینیة. و هذا أیضا لا یتطرّق إلیه تأویل، أعنی لنتائجه، و قد یتطرّق لمقدماته. و الرابع أن تكون مقدّماته مشهورة أو مظنونة من غیر أن یعرض لها أن تكون یقینیة، و تكون نتائجه مثالات لما قصد انتاجه. و هذه فرض الخواصّ فیها التأویل، و فرض الجمهور إقرارها علی ظاهرها (ش، ف، 50، 19)

طرق التعالیم‌

- كانت طرق التعالیم من أربعة أنواع: أحدها طریق الحدود، و الآخر طریق البرهان، و الآخر طریق التحلیل، و الآخر طریق التقسیم (ص، ر 1، 326، 5)

طرق شرعیة

- الطرق الشرعیة إذا تؤمّلت وجدت، فی الأكثر، قد جمعت وصفین: أحدهما أن تكون یقینیة، و الثانی أن تكون بسیطة غیر مركّبة، أعنی قلیلة المقدّمات، فتكون نتائجها قریبة من المقدّمات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 425
الأول (ش، م، 148، 16)- الطرق الشرعیة التی نصبها اللّه لعباده لیعرفوا منها أن العالم مخلوق له و مصنوع هی ما یظهر فیه من الحكمة و العنایة بجمیع الموجودات التی فیه، و بخاصة بالإنسان. و هی طریقة نسبتها فی الظهور إلی العقل نسبة الشمس فی الظهور إلی الحس (ش، م، 205، 4)

طرق مشهورة

- الطرق المشهورة للأشعریة فی السلوك إلی معرفة اللّه سبحانه لیست طرقا نظریة یقینیة و لا طرقا شرعیة یقینیة (ش، م، 148، 13)

طریقة المتكلمین‌

- طریقتهم (یعنی المتكلّمین) مؤسّسة علی مكایل اللفظ باللفظ، و موازنة الشی‌ء بالشی‌ء إمّا بشهادة من العقل مدخولة، و إمّا بغیر شهادة منه البتّة. و الاعتماد علی الجدل، و علی ما یسبق إلی الحسّ أو یحكم به العیان، أو علی ما یسنح به الخاطر المركّب من الحسّ و الوهم و التخیّل مع الإلف و العادة و المنشأ (تو، م، 223، 4)

طلب‌

- الطلب سبب الحركة (غ، م، 281، 21)- كل طلب فإنّه متوجّه إلی ما هو خاصّة واجب الوجود، و هو أنّه تام بالفعل، لیس فیه شی‌ء بالقوة، فإنّ كون الشی‌ء بالقوة نقصان، إذ معناه فقد كماله هو ممكن حصوله له (غ، م، 282، 1)

طلب بهل‌

- الطلب بهل إنما یكون فی الأصناف الأربعة كثیرا ما نطلب فی الأعظام: هل أكبر أو أصغر أو مساو فبأی جهة یقابل المساوی للأكبر و الأصغر من التقابلات الأربعة (ش، ت، 1324، 11)- إن الطلب بهل إنما یكون … فی ثلاثة: أعنی هل أكبر أو مساو أو أصغر (ش، ت، 1330، 3)

طلسمات‌

- مثل الطلسمات، التی مبدأها تمزیج القوی السماویة بالأرضیة، و ذلك أنّ القوی السماویة فواعل للحوادث، و للحوادث شرائط بها تصیر قابلة لتأثیر تلك القوی فیها. فمن عرف تلك القوی و الشرائط، و قدر علی الجمع بینهما، تصدر منه آثار غریبة خارقة للعادة (ط، ت، 300، 18)

طینة

- الجسم بمجرّد معنی جسمیته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّیه هیولی أولی، و باستعداده ببعضها لقبول بعض یكون هیولی قریبة و متوسطة، و من جهة أنّه بالفعل حامل لصوره یسمّی موضوعا، و من جهة أنّه مشترك للصور یسمّی طینة و مادة، و إن كان قد یخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ و دخل فی هیولیته أولا (بغ، م 1، 14، 12)- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل یسمّی أسطقسّا فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 426
أجزاء المركب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادئ الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 522، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 427

ظ

ظاهر

- حدّ الظاهر أنّه العلم بالمعرفة عند من دخل تحته (جا، ر، 110، 9)- إذا بطل الظاهر عند من هو من أهل الظاهر، و لم یثبت المؤوّل عنده، أدّاه ذلك إلی الكفر، إن كان فی أصول الشریعة (ش، ف، 52، 20)

ظاهر الشرع‌

- إن ظاهر الشرع إذا تصفّح ظهر من الآیات الواردة فی الإنباء عن إیجاد العالم أن صورته محدثة بالحقیقة، و أن نفس الوجود و الزمان مستمرّ من الطرفین، أعنی غیر منقطع. و ذلك أن قوله تعالی: (وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ) [سورة هود: 7] یقتضی بظاهره أن وجودا قبل هذا الوجود، و هو العرش و الماء، و زمانا قبل هذا الزمان، أعنی المقترن بصورة هذا الوجود الذی هو عدد حركة الفلك.- و قوله تعالی:
(یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ) [سورة إبراهیم: 48] یقتضی أیضا بظاهره أن وجودا ثانیا بعد هذا الوجود. و قوله تعالی: (ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ وَ هِیَ دُخانٌ) [سورة فصّلت: 11] یقتضی بظاهره أن السماوات خلقت من شی‌ء (ش، ف، 42، 13)- إن هاهنا ظاهرا من الشرع لا یجوز تأویله. فإن كان تأویله فی المبادئ فهو كفر، و إن كان فیما بعد المبادئ فهو بدعة. و هاهنا أیضا ظاهر یجب علی أهل البرهان تأویله، و حملهم إیّاه علی ظاهره كفر. و تأویل غیر أهل البرهان له و إخراجه عن ظاهره كفر فی حقّهم أو بدعة.
و من هذا الصنف آیة الاستواء و حدیث النزول.
و لذلك قال علیه السلام فی السوداء إذ اخبرته أن اللّه فی السماء." اعتقها فإنّها مؤمنة" إذ كانت لیست من أهل البرهان (ش، ف، 46، 7)

ظاهریة

- منهم (الفقهاء) من نفی القیاس و هم الظاهریة، و منهم من أثبته و هم أهل القیاس (ش، ته، 241، 28)

ظن‌

- الظن- هو القضاء علی الشی‌ء من الظاهر- و یقال: لا من الحقیقة- و التبیین من غیر دلائل و لا برهان، ممكن عند القاضی بها زوال قضیّته (ك، ر، 171، 1)- المظنون هو الذی فیه التوقّف عن الحكم بالموافقة و اللاموافقة. و الغالب من الظنّ هو الذی تمیل النفس فیه إلی الحكم و لا تحكم به.
و الشكّ و الحیرة هو التوقّف بغیر میل (بغ، م 1، 399، 11)- ماهیّات الأشیاء وحدانیتها و صدقها إنما هو فی التركیب أو الانفصال. فمن الأشیاء ما یكون صدقها دائما غیر منتقل و كذلك كذبها دائما غیر منتقل، و منها ما ینتقل من الصدق إلی الكذب و بالعكس. فالعلم بتلك هو الذی یسمّی علما، و العلم بالماهیّة المنتقلة هو الذی یسمّی ظنّا (ش، ت، 1222، 5)- إن الحس و الظن و العقل هو للمعقول و المحسوس و المظنون لا لذاته إلّا بالعرض،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 428
أی لیس یعقل العقل منا ذاته إلّا بالعرض أعنی من قبل ما عرض للمعقول أن كان صورة العقل (ش، ت، 1700، 11)- الظن إنما یكون أبدا مع تصدیق (ش، ن، 76، 14)- الظّنّ هو الاعتقاد الراجح مع احتمال النقیض و یستعمل فی الیقین و الشكّ. و قیل الظنّ أحد طرفی الشكّ بصفة الرجحان (جر، ت، 149، 3)

ظن واحد

- إنّ الظن الواحد لا یكون موضوعا للصدق و الكذب بتغیّره فی نفسه بل من حیث تتغیّر الأمور المظنونة عمّا هی علیه من موافقته إلی مخالفته لأنّ ذلك التغیّر لیس للظن فی ذاته بل للأمر المظنون حیث وافق تارة ثم تغیّر فخالف، فكیف كان ذلك لا یغیّر الظن و الاعتقاد (بغ، م 2، 77، 9)

ظنون‌

- الظنون تختلف بالأقل و الأكثر فی الصدق و الأقل و الأكثر من طبیعة الموجود (ش، ت، 401، 12)

ظهور

- أصحاب الكمون و الظهور زعموا أنّ الأجسام لا یوجد منها شی‌ء بسیطا صرفا بل كل جسم فإنّه مختلط من كل الطبائع لكنّه یسمّی باسم الغالب علیه. فإذا لقیه ما یكون الغالب علیه من جنس ما كان مغلوبا فیه فإنّه یبرز ذلك المغلوب من الكمون و یحاول مقاومة ما كان غالبا (ر، م، 576، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 429

ع‌

عادات‌

- إنّ المقترنات فی الوجود اقترانها لیس علی طریق التلازم، بل العادات یجوز خرقها فتحصل بقدرة اللّه تعالی هذه الأمور دون وجود أسبابها (غ، ت، 216، 1)

عادة

- إن كان تخیّل مع خلق و ملكة نفسانیة سمّی ذلك الفعل عادة، لأنّ الخلق إنّما یتقرّر باستعمال الأفعال، فما یكون بعد الخلق یكون عادة لا محالة (س، شأ، 287، 5)- إن العادة ملكة یكتسبها الفاعل توجب تكرّر الفعل منه علی الأكثر (ش، ته، 292، 13)- العادة لا تكون إلا لذی نفس، و إن كانت فی غیر ذی نفس فهی فی الحقیقة طبیعة، و هذا غیر ممكن (ش، ته، 292، 15)- العادة عبارة عن الأمر المستمرّ المشاهد مرارا (ط، ت، 306، 18)

عارض‌

- العارض غیر العرض و غیر ما بالعرض. فإنّ العارض یقال علی كیفیّات ما توجد فی شی‌ء ما إذا كانت قلیلة المكث فیه سریعة الزوال، مثل الغضب و غیره. فما كان منها فی الأجسام سمّیت عوارض جسمانیّة، و ما كان منها فی النفس سمّیت عوارض نفسانیّة (ف، حر، 96، 20)

عارض للشی‌ء

- العارض للشی‌ء ما یكون محمولا علیه خارجا عنه. و العارض أعمّ من العارض العامّ إذ یقال للجوهر عارض كالصورة تعرض علی الهیولی و لا یقال له عرض (جر، ت، 149، 9)

عارف‌

- العارف العاقل یعرف الحق (غ، مض، 25، 16)- هذا الشی‌ء العارف أمر ربّانی إلهی، لا یستحیل، و لا یلحقه الفساد، و لا یوصف بشی‌ء ممّا توصف به الأجسام، و لا یدرك بشی‌ء من الحواس و لا یتخیّل، و لا یتوصّل إلی معرفته بآلة سواه، بل یتوصّل إلیه به. فهو العارف و المعروف و المعرفة، و هو العالم و المعلوم و العلم (طف، ح، 72، 13)- كما أن الفقیه یستنبط من الأمر بالتفقّه فی الأحكام وجوب معرفة المقاییس الفقهیة علی أنواعها، و ما منها قیاس و ما منها لیس بقیاس، كذلك یجب علی العارف أن یستنبط من الأمر بالنظر فی الموجودات وجوب معرفة القیاس العقلی و أنواعه، بل هو أحری بذلك، لأنه إذا كان الفقیه یستنبط من قوله تعالی (فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ) [سورة الحشر: 2] وجوب معرفة القیاس الفقهی، فكم بالحری و الأولی أن یستنبط من ذلك العارف بالله وجوب معرفة القیاس العقلی (ش، ف، 30، 2)- إن الفقیه إنما عنده قیاس ظنّی، و العارف عنده قیاس یقینی (ش، ف، 36، 1)

عارف بذاته‌

- العارف بذاته یعرف غیره الذی صدر عنه (ش، ته، 253، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 430

عاقل‌

- إنّ الحیّ لمّا انقسم قسمین عاقل و بهیمیّ، فالعاقل لیس هو من استعمال النفس وحدها بل و من استعمال العقل و تتمیمه. و ذلك أنّ العقل إفادة النفس و إدراك أحوال الموجودات علی حقائقها و البحث و النظر و السداد فی الأعمال و التدابیر و حتی قیل إنّه شخص إلهیّ الكون (جا، ر، 526، 7)- أمّا العقل الذی به یقول الجمهور فی الإنسان إنه عاقل فإنّ مرجع ما یعنون به هو إلی التعقّل و ذلك أنه ربما قالوا فی مثل معاویة إنه كان عاقلا و ربما امتنعوا أن یسمّوه عاقلا. و یقولون العاقل یحتاج إلی دین و الدین عندهم هو الذی یظنّون هم أنه هو الفضیلة. فهؤلاء إنما یعنون بالعاقل من كان فاضلا و جیّد الرویّة فی استنباط ما ینبغی أن یؤثر من خیر أو یتجنّب من شر، و یمتنعون أن یوقعوا هذا الاسم علی من كان جیّد الرویّة فی استنباط ما هو شر بل یسمّونه نكرا و داهیة و أشباه هذه الأسماء (ف، عق، 4، 8)- یلزم أن یكون العاقل إنّما یكون عاقلا مع جودة رویّته إذا كان فاضلا یستعمل جودة رویّته فی أفعال الفضیلة لیفعل و فی أفعال الرذیلة لیجتنب و هذا هو المتعقّل (ف، عق، 6، 5)- العاقل هو الذی له ماهیّة مجرّدة لشی‌ء و لیس فی شرط هذا الشی‌ء أن یكون هو أو آخر بل شی‌ء مطلقا، و الشی‌ء المطلق أعمّ من أن یكون هو أو غیره (س، ن، 244، 6)- إذا كان العاقل حیّا إذ فعله هو حیاة، فالشی‌ء الذی هو عاقل بعقله ذاته لا بعقله غیره كالحال فی العقل منا. فذلك الشی‌ء هو الحی الذی له الحیاة التی هی فی غایة الفضیلة و لذلك كانت الحیاة و العلم هی أخص أوصاف إلا لاه، فهذا الإلاه حیّ عالم (ش، ت، 1619، 16)- إنّ العاقل یجب أن یكون مجرّدا عن المادة (ر، م، 369، 7)

عاقل بذاته‌

- الذی یعقل بذاته لا بغیره فهو أفضل من الذی یعقل بعقل فیه (ش، ت، 1616، 14)

عالم‌

- الجملة التی تحتوی علی جمیع الأجسام المتّصلة أو المماسّة (هی)" العالم" (ف، ط، 98، 2)- یذكر (أرسطو) فی كتاب" السماء و العالم" أن الكل لیس له بدء زمانی … و معنی قوله" إن العالم لیس له بدء زمانی"، أنه لم یتكوّن أولا فأولا بأجزائه، كما یتكوّن البیت مثلا، أو الحیوان الذی یتكوّن أولا فأولا بأجزائه، فإن أجزاءه یتقدّم بعضها بعضا فی الزمان. و الزمان حادث عن حركة الفلك. فمحال أن یكون لحدوثه بدء زمانی. و یصح بذلك أنه إنما یكون عن إبداع الباری، جلّ جلاله، إیّاه دفعة بلا زمان، و عن حركته حدث الزمان (ف، ج، 101، 7)- الإبداع … إنه إیجاد شی‌ء لا عن شی‌ء، و أن كل ما یتكوّن من شی‌ء ما فإنه یفسد، لا محالة، إلی ذلك الشی‌ء، و العالم مبدع من غیر شی‌ء، فمآله إلی غیر شی‌ء (ف، ج، 103، 13)- العالم مركّب من بسائط صائرة كرة واحدة، و لیس خارج العالم شی‌ء، فلیس إذن فی مكان، و لا یفضی إلی فراغ أو إلی ملاء (ف، ع، 12، 8)- أمور العالم و أحواله نوعان: أحدهما أمور لها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 431
أسباب عنها تحدث و بها توجد كالحرارة عن النار و عن الشمس توجد للأجسام المجاورة و المحاذیة لهما و كذلك سائر ما أشبههما، و النوع الآخر أمور اتفاقیة لیست لها أسباب معلومة، كموت إنسان أو حیاته عند طلوع الشمس أو عند غروبها، فكل أمر له سبب معلوم فإنّه معدّ لأن یعلم و یضبط و یوقف علیه (ف، فض، 3، 6)- وجود هذا العالم وجود متهافت مستحیل، لا صورة له ثابتة، و لا شكل دائم، و لا هیئة معروفة (تو، م، 126، 22)- إنّ معنی قول الحكماء" العالم" إنّما هو إشارة إلی جمیع الأجسام الموجودة و ما یتعلّق بها من الصفات، و هو عالم واحد كمدینة واحدة أو حیوان واحد (ص، ر 1، 99، 11)- إنّ معنی قول الحكماء العالم إنّما یعنون به السماوات السبع و الأرضین و ما بینهما من الخلائق أجمعین، و سمّوه أیضا إنسانا كبیرا لأنّهم یرون أنّه جسم واحد بجمیع أفلاكه و أطباق سماواته و أركان أمهاته و مولداتها (ص، ر 2، 20، 15)- العالم محدث مبدع مخترع كائن بعد أن لم یكن، و إنّ مبدعه و مخترعه و محدثه و خالقه و مصوّره هو الباری جلّ جلاله أبدعه كما شاء و كیف شاء بقوله تعالی (كُنْ) [سورة البقرة:
117] فكان (ص، ر 2، 76، 9)- إنّ العالم الذی سمّیناه إنسانا كبیرا، فی أجزائه و مجاری أموره أمثلة و تشبیهات دالّات علی مجاری أحكام العالم الذی هو إنسان صغیر (ص، ر 3، 213، 2)- إنّ العالم لم یخلق فی زمان و لا هو فی مكان (ص، ر 3، 335، 2)- إنّ العالم حدث بإرادة قدیمة اقتضت وجوده فی الوقت الذی وجد فیه (غ، ت، 42، 10)- إنّ فی العالم حوادث و لها أسباب (غ، ت، 53، 7)- لیس وراء العالم لا خلاء و لا ملاء، و إن كان الوهم لا یذعن لقبوله (غ، ت، 57، 22)- العالم لیس له" فوق" و لا" تحت" لأنّه كریّ، و لیس للكرة" فوق" و لا" تحت" بل إن سمّیت جهة" فوقا" فمن حیث إنّها تلی رأسك، و الأخری" تحتا" فمن حیث إنّها تلی رجلك (غ، ت، 58، 10)- یقولون (الفلاسفة): إنّ العالم معلول، و علّته أزلیة أبدیة، فكان المعلول مع العلّة (غ، ت، 70، 8)- قالوا (الفلاسفة): إنّ العالم لا تنعدم جواهره، لأنّه لا یعقل سبب معدم لها (غ، ت، 73، 3)- إنّ العالم فعل اللّه تعالی أزلا و أبدا، و ما من حال إلّا و هو تعالی فاعل له، لأنّ المرتبط بالفاعل الوجود (غ، ت، 83، 19)- فرقة أهل الحق و قد رأوا أنّ العالم حادث، و علموا ضرورة أنّ الحادث لا یوجد من نفسه فافتقر إلی صانع، فعقل مذهبهم فی القول بالصانع (غ، ت، 97، 6)- الدهریة، و قد رأوا أنّ العالم قدیم كما هو علیه، و لم یثبتوا له صانعا، و معتقدهم مفهوم و إن كان الدلیل یدلّ علی بطلانه (غ، ت، 97، 8)- أمّا الفلاسفة فقد رأوا أنّ العالم قدیم، ثم أثبتوا له صانعا مع ذلك (غ، ت، 97، 10)- العالم لیس بقدیم و هو محدث (غ، ع، 80، 9)- لا بدّ للعالم من فاعل لیس بجسم (طف، ح،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 432
61، 17)- العالم كلّه معلول و مخلوق لهذا الفاعل (اللّه) بغیر زمان (طف، ح، 63، 21)- إن العالم واحد و إنه لیس یوجد عوالم كثیرة لأنه لو كان ذلك كذلك لوجدت سماوات كثیرة (ش، ت، 1684، 4)- الفلاسفة … یزعمون أن البرهان قام عندهم علی أن العالم مؤلّف من خمسة أجسام: جسم لا ثقیل و لا خفیف، و هو الجسم السماوی الكریّ المتحرّك دورا. و أربعة أجسام: اثنان منها، أحدهما: ثقیل بإطلاق و هی الأرض التی هی مركز كرة الجسم المستدیر، و الآخر:
خفیف بإطلاق، و هی النار التی هی فی مقعّر الفلك المستدیر. و أن الذی یلی الأرض هو الماء، و هو ثقیل بالإضافة إلی الهواء، خفیف بالإضافة إلی الأرض. ثم یلی الماء و الهواء، و هو خفیف بالإضافة إلی الماء، و ثقیل بالإضافة إلی النار (ش، ته، 48، 3)- الباری سبحانه لیس شأنه أن یكون فی زمان، و العالم شأنه أن یكون فی زمان. فلیس یصدق عند مقایسة القدیم إلی العالم أنه إما أن یكون معا، و إما أن یكون متقدّما علیه بالزمان أو بالسببیة، لأن القدیم لیس مما شأنه أن یكون فی زمان، و العالم شأنه أن یكون فی زمان (ش، ته، 58، 24)- قام البرهان أن هاهنا نوعین من الوجود، أحدهما: فی طبیعة الحركة (العالم) و هذا لا ینفك عن الزمان. و الآخر: لیس فی طبیعة (اللّه) و هذا أزلی و لیس یتصف بالزمان. أما الذی فی طبیعته الحركة، فموجود معلوم بالحس و العقل. و أما الذی لیس فی طبیعته الحركة و لا التغیّر فقد قام البرهان علی وجوده عند كل من یعترف بأن كل متحرّك له محرّك، و كل مفعول له فاعل، و أن الأسباب المحرّكة بعضها بعضا، لا تمر إلی غیر نهایة بل تنتهی إلی سبب أول غیر متحرّك أصلا (ش، ته، 59، 7)- توهّم كون العالم أكبر، أو أصغر، لیس بصحیح، بل هو ممتنع (ش، ته، 69، 17)- وجود عالم آخر مع هذا العالم محال فی العلم الطبیعی. و أقل ما یلزم عنه الخلاء، لأن كل عالم لا بد له من أسطقسات أربعة، و جسم مستدیر یدور حولها (ش، ته، 71، 10)- من یسلّم أن العالم كان قبل أن یوجد ممكنا إمكانا لم یزل، فإنه یلزمه أن یكون العالم أزلیا، لأن ما لم یزل ممكنا إن وضع أنه لم یزل موجودا لم یكن یلزم عن إنزاله محال، و ما كان ممكنا أن یكون أزلیا فواجب أن یكون أزلیا لأن الذی یمكن فیه أن یقبل الأزلیة لا یمكن فیه أن یكون فاسدا إلا لو أمكن أن یعود الفاسد أزلیا، و لذلك ما یقول الحكیم (أرسطو) إن الإمكان فی الأمور الأزلیة هو ضروری (ش، ته، 74، 17)- كل ما فی هذا العالم فإنما هو مربوط بالقوة التی فیه من اللّه تعالی و لو لا تلك القوة التی للأشیاء لم تثبت طرفة عین (ش، ته، 100، 16)- الموجد المفعول لا یكون موجدا إلا بموجد فاعل، فإن كان كونه موجدا أمرا زائدا علی جوهره لم یلزم أن یبطل الوجود إذا بطلت هذه النسبة التی بین الموجد الفاعل و الموجد المفعول، و إن لم یكن أمرا زائدا بل كان جوهره فی الإضافة أعنی فی كونه موجدا، صح ما یقوله ابن سینا، و هذا لا یصح فی العالم لأن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 433
العالم لیس موجودا فی باب الإضافة و إنما هو موجود فی باب الجوهر و الإضافة عارضة له (ش، ته، 106، 25)- العالم مفتقر إلی حضور الفاعل له فی حال وجوده من جهة ما هو فاعل بالوجهین جمیعا، أعنی لكون جوهر العالم كائنا فی الحركة، و كون صورته التی بها قوامه و وجوده من طبیعة المضاف لا من طبیعة الكیف، أعنی الهیئات و الملكات المعدودة فی باب الكیف، فإن كل ما كانت صورته داخلة فی هذا الجنس و معدودة فیه فهو إذا وجد و فرغ وجوده مستغن عن الفاعل (ش، ته، 107، 25)- الفلاسفة تری أن العالم له فاعل لم یزل فاعلا و لا یزال، أی لم یزل مخرجا له من العدم إلی الوجود و لا یزال مخرجا (ش، ته، 109، 15)- العالم له فاعل موجود بوجوده (ش، ته، 154، 22)- إن الشی‌ء الواحد بعینه إذا اعتبر من جهة ما یصدر عنه شی‌ء غیره سمّی قادرا و فاعلا، و إذا اعتبر من جهة تخصیصه أحد الفعلین المتقابلین سمّی مریدا، و إذا اعتبر من جهة إدراكه لمفعوله سمّی عالما، و إذا اعتبر العلم من حیث هو إدراك و سبب للحركة سمّی" حیّا"، إذ كان الحیّ هو المدرك المتحرّك من ذاته (ش، ته، 182، 5)- أما تسمیتهم (الفلاسفة) ما فارق المادة جوهر، فإنهم لما وجدوا الحدّ الخاصّ بالجوهر أنه القائم بذاته، و كان الأول هو السبب فی كل ما قام من الموجودات بذاته، كان هو أحق باسم الجوهر، و اسم الموجود، و اسم العالم، و اسم الحی، و جمیع المعانی التی أفادها فی الموجودات، و بخاصة ما كان منها من صفات الكمال (ش، ته، 206، 10)- العالم من حیث هو جسم تام … لیس خارجه شی‌ء. و أما أجزاؤه فإن كان یوجد لها التمام من حیث هی أجسام فهی ناقصة، من جهة أنها محاط بها (ش، سم، 26، 3)- العالم تام لیس یمكن فیه انتقال إلی جنس آخر من جهة ما هو جسم فینبغی أن نبتدئ بالفحص عن أجزائه البسیطة، و من هذه بأشرفها و هو الجرم السماوی (ش، سم، 26، 8)- تبیّن من أمر العالم أنه متناه فی العظم (ش، سم، 43، 1)- العالم واحد بالشخص و أنه لیس وراءه لا خلاء و لا ملاء و لا زمان إلا عدم محض (ش، سم، 46، 22)- العالم بأسره أزلی، و أنه مع ذلك لیس فیه قوة علی الفساد. فأما إنه أزلی فذلك یظهر من قرب … و ذلك أنه قد تبیّن أزلیة الحركة الموجودة لهذا الجرم المستدیر، و أنها واحدة بالعدد و الحركة و الواحدة إنما توجد لموضوع واحد باضطرار، فبالواجب إذن ما یكون هذا الجرم أزلیا (ش، سم، 47، 11)- العالم بأسره واحد و أزلی (ش، سم، 49، 11)- العالم واحد المبدأ (ش، ما، 152، 13)- الحال فی العالم كالحال فی مدینة الأخیار، فإنها و إن كانت ذوات رئاسات كثیرة فإنها ترتقی إلی رئاسة واحدة و تؤم غرضا واحدا، و إلا لم تكن واحدة (ش، ما، 152، 14)- إنّ العالم إمّا جواهر و إمّا أعراض، و قد یستدلّ بكلّ واحد منهما علی وجود الصانع إمّا بإمكانه أو حدوثه (ر، مح، 109، 4)- أمّا العالم، فعبارة عن ما هو غیر البارئ،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 434
سبحانه و تعالی، من الموجودات (سی، م، 89، 10)- ذهب جمهور الملّیین إلی أنّ العالم بجملته- و هو ما سوی ذات اللّه تعالی و صفاته، من الجواهر و الأعراض، علویّة كانت أو سفلیّة- حادث، أی كائن بعد أن لم یكن (ط، ت، 65، 9)- حاصل الكلام (عند الفلاسفة) أنّ القدیم یلزمه أحد الأمرین: - أن لا یكون له أثر- أو أن یكون أثره قدیما. و حین كان العالم أثر القدیم، لزم أن یكون قدیما (ط، ت، 69، 7)- إنّ الزمان قدیم، و یلزم منه قدم العالم (ط، ت، 97، 8)- الزمان أبدی، و یلزم منه أبدیة العالم. أمّا حقیّة الملزوم، فلأنّ الزمان لو فنی لكان عدمه بعد وجوده، بعدیّة لا یجامع فیها البعد القبل (ط، ت، 127، 5)- قالوا (الفلاسفة): العالم لا ینعدم، لأنّه لا یعقل سبب معدم له (ط، ت، 129، 18)- العقلاء ما خلا الدهریة، مطبقون علی القول بأنّ للعالم فاعلا و صانعا، و أنّ العالم مفعوله و مصنوعه (ط، ت، 134، 4)- العالم محتاج إلی فاعل یعطیه الوجود … فلا بدّ أن یكون موجودا (ط، ت، 197، 8)- العالم جواهر و أعراض (ط، ت، 218، 13)

عالم‌

- العالم لیس بثابت العین علی حالة واحدة طرفة عین (ص، ر 1، 358، 16)- إن قیل ما العالم؟ فیقال هو المتصوّر للشی‌ء علی حقیقته (ص، ر 3، 360، 16)- إن العالم هو الذی نقول فیه أنه كان من المتعلّم و لا نقول إن العالم كان من نفسه و لا من عدم العلم بل من المتوسّط بین العلم و الجهل الذی هو عدم العلم و هو المتعلّم، و هو معنی قولنا:
إن العالم الذی قد صار عالما كان من الذی سیكون عالما أی الذی یصیر إلی العلم و هو المتعلّم (ش، ت، 27، 9)- إن العالم یفعل الأضداد لأنه یصیّر الأشیاء التی هی ممكنة من غیر نطق ممكنات الوجود بنطق.
مثال ذلك یصیّر البرء الممكن عن الطبیعة ممكن الوجود عن النطق و علی صناعة الطب (ش، ت، 1123، 6)- إن العالم یحرّك الضد الذی یرید أن یصنعه بالمبدإ الخاص و هی الكلمة التی تخصّه (ش، ت، 1123، 11)

عالم الأرواح‌

- إنّ الأركان الأربعة متقدّمة الوجود علی مولّداتها بالأیام و الشهور و السنین، كما أنّ الأفلاك متقدّمة الوجود علی الأركان بالأزمان و الأدوار و القرانات، و عالم الأرواح متقدّم الوجود علی عالم الأفلاك بالدهور الطوال التی لا نهایة لها. و الباری تعالی متقدّم الوجود علی الكل، كتقدّم الواحد علی جمیع العدد (ص، ر 3، 332، 3)

عالم الأفلاك‌

- إنّ العالم الروحانی محیط بعالم الأفلاك، كما أنّ عالم الأفلاك محیط بعالم الأركان الذی دون فلك القمر (ص، ر 3، 339، 22)

عالم إلهی‌

- العالم المحسوس، و إن كان تابعا للعالم الإلهی، شبیه الظل له، و العالم الإلهی مستغن عنه و بری‌ء منه (طف، ح، 87، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 435

عالم بأسره‌

- العالم بأسره، فإنه لما كانت أجزاؤه البسائط بعضها كالصور لبعض علی ما لاح فی العلم الطبیعی لم یمكن أن تمر أجزاؤه البسیطة إلی غیر نهایة من جهة ما بعضها كمالات لبعض، كما لیس یمكن فی الكمالات أن تمر إلی غیر نهایة. و مثال ذلك أن الأرض إنما وجدت من أجل الماء و الماء من أجل الهواء و الهواء من أجل النار و النار من أجل الفلك، و لیس یمكن فی مثل الاستكمال مرور إلی غیر نهایة (ش، ما، 132، 5)

عالم جسمانی‌

- إنّ للّه تعالی عالمین: أحدهما جسمانی و الآخر روحانی، فالعالم الجسمانی هو الفلك المحیط و ما یحویه من سائر الأفلاك و الكواكب و الأركان و الموّلدات الثلاثة. و العالم الروحانی هو عالم العقل و ما یحویه من النفس و الصور التی لیست بأجسام ذوات الأبعاد الثلاثة التی هی ظلّ ذی ثلاث شعب (ص، ر 3، 339، 18)

عالم حسی‌

- إذا كان العوالم ثلاثا: عالم حسّی و عالم خیالی و همی و عالم عقلی، فالعالم العقلی حیث المقام و هو الجنّة. و العالم الخیالی الوهمی كما بیّن هو حیث العطب، و العالم الحسّی هو عالم القبور (س، ر، 131، 3)

عالم خیالی‌

- إذا كان العوالم ثلاثا: عالم حسّی و عالم خیالی وهمی و عالم عقلی، فالعالم العقلی حیث المقام و هو الجنّة. و العالم الخیالی الوهمی كما بیّن هو حیث العطب، و العالم الحسّی هو عالم القبور (س، ر، 131، 2)

عالم الربوبیة

- أما عالم الربوبیة فهو عالم العلل و المبادئ الأول. و أما عالم العقل فهو عالم البدایات و المثل الأولیات. و أما عالم النفس فهو الجامع بین ما یتسبّب علمه من الموجود و بین ما یتسبّب الموجود من علمه. و أما عالم الطبیعة فهو عالم المعقولات التی تجب عن المعقولات و لا تتسبّب المعقولات عنها. فعالم الربوبیة عالم الأسباب الأولی و عالم الطبیعة عالم المسبّبات القصوی، فذلك عالم الأوائل و هذا عالم الأواخر. و هذا العلم ینظر فی ذلك كله من جهة كونه موجودا و بما هو موجود (بغ، م 2، 20، 8)

عالم روحانی‌

- إنّ للّه تعالی عالمین: أحدهما جسمانی و الآخر روحانی، فالعالم الجسمانی هو الفلك المحیط و ما یحویه من سائر الأفلاك و الكواكب و الأركان و الموّلدات الثلاثة. و العالم الروحانی هو عالم العقل و ما یحویه من النفس و الصور التی لیست بأجسام ذوات الأبعاد الثلاثة التی هی ظلّ ذی ثلاث شعب (ص، ر 3، 339، 20)- إنّ العالم الروحانی محیط بعالم الأفلاك، كما أنّ عالم الأفلاك محیط بعالم الأركان الذی دون فلك القمر (ص، ر 3، 339، 22)

عالم صغیر

- إنّ الإنسان عالم صغیر و إنّ العالم إنسان كبیر (ص، ر 1، 316، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 436
- إنّ العالم واسع كبیر و لیس فی طاقة الإنسان أن یدور فی العالم حتی یشاهده كله لقصر عمره و طول عمران العالم فرأی (الباری) من الحكمة أن یخلق لها عالما صغیرا مختصرا من العالم الكبیر و صور فی العالم الصغیر جمیع ما فی العالم الكبیر (ص، ر 3، 9، 4)

عالم الطبیعة

- أما عالم الربوبیة فهو عالم العلل و المبادئ الأول. و أما عالم العقل فهو عالم البدایات و المثل الأولیات. و أما عالم النفس فهو الجامع بین ما یتسبّب علمه من الموجود و بین ما یتسبّب الموجود من علمه. و أما عالم الطبیعة فهو عالم المعقولات التی تجب عن المعقولات و لا تتسبّب المعقولات عنها. فعالم الربوبیة عالم الأسباب الأولی و عالم الطبیعة عالم المسبّبات القصوی، فذلك عالم الأوائل و هذا عالم الأواخر. و هذا العلم ینظر فی ذلك كله من جهة كونه موجودا و بما هو موجود (بغ، م 2، 20، 11)

عالم العقل‌

- أما عالم الربوبیة فهو عالم العلل و المبادئ الأول. و أما عالم العقل فهو عالم البدایات و المثل الأولیات. و أما عالم النفس فهو الجامع بین ما یتسبّب علمه من الموجود و بین ما یتسبّب الموجود من علمه. و أما عالم الطبیعة فهو عالم المعقولات التی تجب عن المعقولات و لا تتسبّب المعقولات عنها. فعالم الربوبیة عالم الأسباب الأولی و عالم الطبیعة عالم المسبّبات القصوی، فذلك عالم الأوائل و هذا عالم الأواخر. و هذا العلم ینظر فی ذلك كله من جهة كونه موجودا و بما هو موجود (بغ، م 2، 20، 9)

عالم عقلی‌

- الأشیاء التی فی العالم العقلی دائمة لا تتغیّر و لا تستحیل عن حالها، و هی أفضل و أكرم من الدوام لأنّ الدوام بها كائن دواما (تو، م، 333، 6)- إذا كان العوالم ثلاثا: عالم حسّی و عالم خیالی وهمی و عالم عقلی، فالعالم العقلی حیث المقام و هو الجنّة. و العالم الخیالی الوهمی كما بیّن هو حیث العطب، و العالم الحسّی هو عالم القبور (س، ر، 131، 1)

عالم كبیر

- إنّ العالم واسع كبیر و لیس فی طاقة الإنسان أن یدور فی العالم حتی یشاهده كله لقصر عمره و طول عمران العالم فرأی (الباری) من الحكمة أن یخلق لها عالما صغیرا مختصرا من العالم الكبیر و صور فی العالم الصغیر جمیع ما فی العالم الكبیر (ص، ر 3، 9، 2)

عالم محسوس‌

- العالم المحسوس منشأه الجمع و الأفراد، و فیه تفهم حقیقته، و فیه الانفصال و الاتصال، و التحیّز و المغایرة، و الاتفاق و الاختلاف (طف، ح، 83، 8)- العالم المحسوس، و إن كان تابعا للعالم الإلهی، شبیه الظل له، و العالم الإلهی مستغن عنه و بری‌ء منه (طف، ح، 87، 5)

عالم مصنوع‌

- أما الطریق التی سلكها الشرع فی تعلیم الجمهور أن العالم مصنوع لله تبارك و تعالی،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 437
فإنه إذا تؤمّلت الآیات التی تضمّنت هذا المعنی وجدت تلك الطرق، هی طریق العنایة و هی إحدی الطرق التی قلنا بأنها الدالّة علی وجود الخالق تعالی. و ذلك أنه كما أن الإنسان إذا نظر إلی شی‌ء محسوس فرآه قد وضع بشكل ما، و قدر ما، و وضع ما موافق فی جمیع ذلك للمنفعة الموجودة فی الشكل المحسوس و الغایة المطلوبة حتی یعترف أنه لو وجد بغیر ذلك الشكل، أو بغیر ذلك الوضع، أو بغیر ذلك القدر، لم توجد فیه تلك المنفعة- علم، علی القطع، أن لذلك الشی‌ء صانعا صنعه، و لذلك وافق شكله و وضعه و قدره تلك المنفعة، و أنه لیس یمكن أن تكون موافقة اجتماع تلك الأشیاء لوجود المنفعة بالاتفاق (ش، م، 194، 2)- العالم مصنوع … لم یمكن أن توجد فیه هذه الموافقة (فی جمیع أجزائه) لو كان وجوده عن غیر صانع، بل عن الاتفاق (ش، م، 195، 7)- هذا النوع من الدلیل (العنایة) قطعی …
و ذلك أن مبناه علی أصلین معترف بهما عند الجمیع: أحدهما أن العالم بجمیع أجزائه یوجد موافقا لوجود الإنسان، و لوجود جمیع الموجودات التی هاهنا. و الأصل الثانی: أن كل ما یوجد موافقا، فی جمیع أجزائه، لفعل واحد، و مسدّدا نحو غایة واحدة فهو مصنوع ضرورة. فینتج عن هذین الأصلین، بالطبع، أن العالم مصنوع و أن له صانعا. و ذلك أن دلالة العنایة تدلّ علی الأمرین معا. و لذلك كانت أشرف الدلائل الدالة علی وجود الصانع (ش، م، 195، 15)

عالم النفس‌

- أما عالم الربوبیة فهو عالم العلل و المبادئ الأول. و أما عالم العقل فهو عالم البدایات و المثل الأولیات. و أما عالم النفس فهو الجامع بین ما یتسبّب علمه من الموجود و بین ما یتسبّب الموجود من علمه. و أما عالم الطبیعة فهو عالم المعقولات التی تجب عن المعقولات و لا تتسبّب المعقولات عنها. فعالم الربوبیة عالم الأسباب الأولی و عالم الطبیعة عالم المسبّبات القصوی، فذلك عالم الأوائل و هذا عالم الأواخر. و هذا العلم ینظر فی ذلك كله من جهة كونه موجودا و بما هو موجود (بغ، م 2، 20، 10)

عالم نفسی‌

- العالم النفسی هو یشتمل علی جملة كثیرة من ذوات معقولة لیست مفارقة للمواد كل المفارقة بل هی ملابستها نوعا من الملابسة و موادها مواد ثابتة سماویة. فلذلك هی أفضل الصور المادیة، و هی مدبّرات الأجرام الفلكیة و بواسطتها للعنصریة، و لها فی طباعها نوع من التغیّر و نوع من التكثّر لا علی الإطلاق و كلّها عشاق للعالم العقلی (س، ر، 136، 4)

عالم النفوس‌

- إنّ عالم النفوس متقدّم الوجود علی عالم الأجسام (ص، ر 3، 106، 21)

عالم واحد

- جمع أرسطو بین الوجود المحسوس و الوجود المعقول و قال أن العالم واحد صدر عن واحد، و أن الواحد هو سبب الوحدة من جهة، و سبب الكثرة من جهة (ش، ته، 114، 8)- العالم واحد فالفاعل واحد. فإن الفعل الواحد إنما یوجد عن واحد (ش، م، 158، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 438

عام‌

- العام أبدا عندنا أعرف من الخاصّ لأن الإحساسات التی تحدث لنا فی أول الأمر و التخیّلات غیر منفصلة و لا متمیّزة، و لیس الأمر عند الطبیعة كذلك لأن المعروفة عند الطبیعة هی الأمور الخاصة التی منها نعمل الأشیاء كالحال فی الصنائع العملیة (ش، سط، 31، 1)- إنّ اسم الطبیعة واقع بالاشتراك علی معان ثلاثة مرتّبة بالعموم و الخصوص و الأخصّ. فالعام ذات الشی‌ء، و الخاصّ مقوّم الذات، و الأخصّ للمقوّم الذی هو مبدأ التحریك و التسكین (ر، م، 523، 14)

عام متساوق‌

- المعنی العامّ: إمّا أن یكون وقوعه علی كثیرین بالسواء- كالأربعة علی شواخصها- و یسمّی العامّ المتساوق، و إمّا أن یكون علی سبیل الأتمّ و الأنقص كالأبیض علی الثلج و العاج، و سائر ما فیه الأتمّ و الأنقص نسمّیه المعنی المتفاوت (سه، ر، 17، 7)

عام و خاص‌

- العام متقدّم علی الخاص، فإنه إن ارتفع العام ارتفع الخاص (ش، ما، 150، 18)

عبث‌

- إنّ العبث فعل له غایة و هی خیر حقیقی أو مظنون (ر، م، 537، 2)- العبث لا یكون دائما و لا أكثریّا و لا یجوز أن یكون غرضه مصلحة السافلات (ر، ل، 98، 17)

عجز

- العجز، إنما هو عجز عن المقدور لا عن المستحیل (ش، ته، 70، 18)

عدد

- العدد كثرة مركّبة من آحاد (ك، ر، 135، 7)- العدد ضربان: أحدهما فی العادّ و هو النفس، و الآخر فی المعدود و هو أعیان الموجودات، و كلاهما غیر معدود و إنما المعدود هو الأعیان. و الفرق بینهما أن الذی فی الأعیان محدود و لا زیادة علیه و لا نقصان إلّا الآفة و بالعرض كما فی الأشخاص، و الذی فی العقل غیر محدود یقبل الزیادة و النقصان بالذات (ف، ت، 25، 3)- إنّ فیثاغورث كان رجلا حكیما موحّدا …
و كان یقول: إنّ فی معرفة العدد و كیفیة نشوئه من الواحد الذی قبل الاثنین معرفة وحدانیة اللّه عزّ و جلّ، و فی معرفة خواص الأعداد و كیفیة ترتیبها و نظامها معرفة موجودات الباری تعالی و علم مخترعاته و كیفیة نظامها و ترتیبها (ص، ر 3، 201، 5)- إنّ العدد هو أحد الریاضیات الحكیمة، و ذلك أنّ الوحدة الموجودة فی الواحد الموهوم هی أصل العدد و منشؤه و هو لا جزء له. و العدد هو كثرة الآحاد المجتمعة و هو صورة تطبع فی نفس العاد من تكرار الوحدة (ص، ر 3، 367، 15)- إنّ العدد له وجود فی الأشیاء، و وجود فی النفس (س، شأ، 119، 6)- العدد ینقسم إلی الشفع و الوتر، و یستحیل أن یخرج عنه، سواء كان المعدود موجودا باقیا، أو فانیا (غ، ت، 46، 11)- العدد أیضا أمر عقلیّ، فإنّ العدد إذا كان من الآحاد و الوحدة صفة عقلیّة، فیجب أن یكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 439
العدد كذا (سه، ر، 68، 3)- (مذهب) أفلاطون … یقول بالصور و یعتقد أن طبیعة الصور و طبیعة العدد واحد (ش، ت، 64، 4)- العدد مركّب من أضداد (ش، ت، 105، 11)- أما أفلاطون فإنه یقول أن العدد الذی هو أسباب المحسوسات غیر العدد الذی هو المحسوسات، لأنه یری أن العدد الذی هو أسباب الأعداد المحسوسة هو من المحسوسات و أسبابها الصوریة أعداد. لكن یقول أن الأعداد التی هی أسباب هی من طبیعة المعقول و الأعداد التی هی أسباب لها من طبیعة الأشیاء المحسوسة (ش، ت، 111، 6)- إن العدد إذا وضع مفارقا و كان أبدا مقولا علی غیره لزم أن یقال علی نفسه و ذلك مستحیل (ش، ت، 118، 15)- إذا كان العدد من جهة ما هو موجود خارج النفس له حدّ كما لسائر الموجودات فظاهر أن حدّ العدد یجب أن یكون موافقا و مطابقا لما قبله أی للمحدود، فیكون العدد مركّبا من هیولی و صورة و یكون حدّ العدد لیس هو عددا كما أنّ حدّ الإنسان لیس هو إنسانا و لذلك … إن الهیولی هی القابلة للحدّ (ش، ت، 133، 12)- إن الفیثاغوریین قالوا إن هذا الواحد و الموجود الذی هو جوهر الموجودات هو العدد نفسه.
و قال أفلاطون إنه الصور العددیة. و أما أصحاب العلم الطبیعی فإنهم جعلوا الواحد و الموجود هو أسطقسّ الأشیاء المحسوسة و ذلك بحسب اعتقادهم فی الشی‌ء الذی یرون من المحسوسات أسطقسّا لجمیعها إما النار علی قول بعضهم أو الهواء أو الماء (ش، ت، 266، 6)- العدد هو كثرة آحاد (ش، ت، 269، 4)- العدد هو صورة عامة لأجزاء العدد (ش، ت، 484، 1)- لا یقال هذا العدد هو كل و لا مجموع و لا فی الماء و لا بالجملة فیما لیس له كل إلّا بنوع الاستعارة (ش، ت، 671، 13)- إن الفرد لا یحدّ من دون العدد، و لا العدد من دون الكمّیة (ش، ت، 819، 4)- إن الحدّ یشبه العدد من قبل أن الحدّ ینقسم إلی أشیاء لا تنقسم، كما أن العدد ینقسم إلی أشیاء لا تنقسم. و إنما الفرق بینهما أن الذی لا ینقسم فی الأعداد هی الآحاد و فی الحدّ هی المادة و الصورة (ش، ت، 1065، 13)- كما أن العدد إذا زید فیه واحد أو نقص منه واحد انتقل إلی طبیعة أخری من العدد، كذلك الحدود المركّبة من الجنس الأول و فصول كثیرة إذا نقص منها فصل انتقل الحدّ إلی أن یكون حدّا لطبیعة أخری و كذلك إذا زید فیه فصل.
مثال ذلك إنه إذا قلنا فی حدّ الحیوان إنه جسم متغذّ حسّاس فإن نقصنا الفصل الأخیر من هذا الحدّ بقی الباقی حدّا للنبات، و إن زید فیها واحد صارت خمسة و إذا نقص منها واحد صارت ثلاثة (ش، ت، 1066، 6)- إن عددا أكثر من عدد من قبل كثرة الأجزاء الموجودة فیه، أعنی الوحدات (ش، م، 138، 10)- نقول فی العدد: إنه أكثر و أقل، و لا نقول: أكبر و أصغر (ش، م، 138، 13)- كل عدد یفرض بالفعل فیمكن أن یزاد علیه عدد آخر فیكون ما لا نهایة له أعظم مما لا نهایة، و أیضا فإن كل عدد هو إما زوج و إما فرد، و كل واحد من هذین متناه، فكل عدد فهو متناه (ش، سط، 51، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 440
- كل نوع یفرض بالفعل من أنواع العدد فهو واحد بما هو ذلك النوع و للواحد إلیه نسبة ما (ش، سط، 51، 5)- أما العدد فظاهر إنه لیس یمكن فیه الانقسام إلی غیر نهایة (ش، سط، 57، 14)- العدد هو الذی به تقدّر الأشیاء أولا (ش، سط، 71، 19)- یكون العدد داخلا من بین المقولات العشر فی جنس الكمّ، و یكون الواحد مبدأ له إذا كان العدد إنما هو جماعة الآحاد التی بهذه الصفة، و مكیالا إذ كان العدد إنما یقدّر بالواحد، و من قبله لحق التقدیر للأشیاء التی توجد فیها أول بالطبع، أعنی الغیر المنفصل فی ذلك كالأول فی جنس الكیفیات و جنس المقدّرات.
و الجمهور لیس یعرفون من معنی الواحد أكثر من هذا (ش، ما، 45، 1)- أما العدد من الكم المنفصل فلأنه لیس شیئا أكثر من جماعة الآحاد علی ما جرت العادة فی تحدیده … إنما یدل بالوحدات أولا علی المعنی الكلّی الذی یأخذه الذهن من انحیازات الأشیاء بأماكنها و نهایاتها، و بالجملة علی أمور خارجة عن ذوات الأشیاء. و لذلك كان باضطرار عرضا (ش، ما، 63، 17)- إن العدد فی مادة و إن الوحدة فیه إنما هی من قبل الصورة و الكثرة من قبل الهیولی (ش، ما، 88، 11)- الواحد بالعدد طبیعته غیر طبیعة سائر الوحدات، و ذلك أن الواحد العددی هو معنی الشخص مجرّدا عن الكمیة، أعنی الذی به الشخص شخص لأنه أیضا هو شخص بمعنی غیر منقسم فیجرّده الذهن من المواد و یأخذه معنی مفارقا. و ذلك أن الواحد بالعدد و الوحدة العددیة إنما هو شی‌ء تفعله النفس فی أشخاص الموجودات، و لو لا النفس لم تكن هنالك وحدة عددیة و لا عدد أصلا بخلاف الأمر فی الخط و السطح، و بالجملة الكم المتصل.
و لذلك كان العدد أشد تبرّیا من المادة (ش، ما، 117، 4)- العدد هو جماعة هذه الآحاد و الكثرة المؤلّفة منها (ش، ما، 118، 1)- إنّ العدد كثرة مؤلّفة من الوحدات، و الوحدات لفظ جمع و أقلّه أن تكون ثلاثة (ر، م، 94، 13)

عدد الأفلاك‌

- عدد الأفلاك خمسة و خمسون واحد و ثلثون منها ناقلة و أربعة و عشرون مدیرة (ش، ت، 1676، 12)

عدد تعالیمی‌

- العدد التعالیمی متوسّط بین الصور و المحسوسات (ش، ت، 138، 2)

عدد تعلیمی‌

- العدد التعلیمی … لیس یمكن أن یكون جوهر الأشیاء المحسوسة (ش، ت، 137، 6)

عدد الجواهر المحرّكة

- إن عدد الجواهر المحرّكة یجب أن یكون علی عدد الأجسام السماویة المتحرّكة (ش، ت، 1679، 3)

عدل‌

- الإنسان یعدل لیستفید بالعدل خیرا فی نفسه، لو لم یعدل لم یوجد له ذلك الخیر. و هو سبحانه (اللّه) یعدل، لا لأن ذاته تستكمل بذلك العدل،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 441
بل لأن الكمال الذی فی ذاته اقتضی أن یعدل.
فإذا فهم هذا المعنی هكذا ظهر أنه لا یتصف بالعدل علی الوجه الذی یتصف به الإنسان (ش، م، 237، 17)

عدل و جور

- قد ذهب الأشعریة فی العدل و الجور فی حق اللّه سبحانه إلی رأی غریب جدا فی العقل و الشرع، أعنی أنها صرّحت من ذلك بمعنی لم یصرّح به الشرع، بل صرّح بضده. و ذلك أنهم قالوا إن الغائب فی هذا بخلاف الشاهد. و ذلك أن الشاهد زعموا أنه إنما اتصف بالعدل و الجور لمكان الحجر علیه فی أفعاله من الشریعة. فمتی فعل الإنسان شیئا هو عدل بالشرع كان عدلا، و من فعل ما وضع الشرع أنه جور فهو جائر. قالوا: و أما من لیس مكلّفا و لا داخلا تحت حجر الشرع فلیس یوجد فی حقه فعل هو جور أو عدل، بل كل أفعاله عدل.
و التزموا أنه لیس هاهنا شی‌ء هو فی نفسه عدل، و لا شی‌ء فی نفسه جور (ش، م، 233، 3)- إن العدل معروف بنفسه أنه خیر، و أن الجور شر، فیكون الشرك بالله لیس فی نفسه جورا و لا ظلما إلا من جهة الشرع، و أنه لو ورد الشرع بوجوب اعتقاد الشریك له لكان عدلا، و كذلك لو ورد بمعصیته لكان عدلا. و هذا خلاف المسموع و المعقول (ش، م، 233، 13)

عدم‌

- العدم و الضدّ لا یكونان إلّا فیما دون فلك القمر. و العدم هو لا وجود ما شأنه أن یوجد (ف، أ، 23، 11)- إنّ صورة الوجود فی الكثرة أظهر منها فی العدم، و الوجود بأسره فی الوجود، و العدم فی الامتناع (تو، م، 211، 15)- أمّا القنیة و العدم فشبیه الضدّ و المضاف جمیعا. و ذلك أنّ العدم یضاف إلی القنیة و القنیة لا تضاف إلی العدم فیقال عمی البصر و لا یقال بصر العمی، و القنیة و العدم لا یجتمعان كما أنّ الضدّین لا یجتمعان. فإذا كانت القنیة جسمانیة كان العدم أیضا جسمانیا، و إن كانت روحانیة فكذلك العدم أیضا روحانی (ص، ر 1، 329، 1)- أما معنی العدم فهو ما یقابل كل نوع من هذه الطرق الثلاث: فیقال معدوم من درك الحسّ له، و معدوم من تصوّر العقل، و معدوم من إقامة البرهان علیه (ص، ر 3، 228، 21)- إن قیل ما العدم؟ فیقال لیس (ص، ر 3، 360، 12)- العدم الذی هو أحد المبادئ هو أن لا یكون فی شی‌ء ذات شی‌ء من شأنه أن یقبله و یكون فیه (س، ح، 33، 4)- إنّ العدم یقال علی وجوه: فیقال لما من شأنه أن یكون لموجود ما و لیس له، لأنّه لیس من شأنه أن یكون له، و إن كان من شأنه أن یوجد لأمر ما كالبصر فإنّه من شأنه أن یكون لشی‌ء ما، لكن الحائط لیس من شأنه أن یكون البصر له. و یقال لما من شأنه أن یكون لجنس الشی‌ء و لیس للشی‌ء و لا من شأنه أن یكون له جنسا قریبا أو بعیدا. و یقال لما من شأنه أن یكون لنوع الشی‌ء و لیس من شأنه أن یكون لشخصه كالأنوثة. و یقال لما من شأنه أن یكون للشی‌ء و لیس له مطلقا أو فی وقته أو لأنّ وقته لم یجئ كالمرد أو لأنّ وقته قد فات كالدرد (س، شأ، 304، 18)- إنّ العدم یحمل علیه السلب، و لا ینعكس.
و أما العدم فلا یحمل علی الضدّ لأنّه: لیس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 442
المرارة عدم الحلاوة، بل هی شی‌ء آخر مع عدم الحلاوة، فإنّ العدم وحده قد یكون فی المادة و قد یكون مصاحبا لذات توجب فی المادة عدم ذات أخری أو لا یكون إلّا مع العدم. و هذه هی الأضداد (س، شأ، 305، 10)- المبادئ المقارنة للطبیعیات الكائنة ثلاث:
صور و مادة و عدم (س، ن، 101، 9)- كون العدم مبدأ هو لأنّه لا بدّ منه للكائن من حیث هو كائن و له عن الكائن بدّ، و هو مبدأ بالعرض لأنّ بارتفاعه یكون الكائن لا بوجوده (س، ن، 101، 9)- أما العدم فلیس هو بذات موجودة علی الإطلاق و لا معدومة علی الإطلاق بل هو ارتفاع الذات الموجودة بالقوة (س، ن، 101، 12)- لیس أی عدم اتّفق مبدأ للكائن بل العدم المقارن لقوة كونه أی لامكان كونه. و لهذا لیس العدم الذی فی الصوفة مبدأ لكون السیف البتّة بل العدم الذی فی الحدید (س، ن، 101، 14)- إنّما العدم الذی لا یحتاج الشی‌ء فی أن یوصف به إلی غیر ذاته فهو ما لا ینضاف إلی وجوده و إمكانه كعدم القرنین فی الإنسان و هو السلب فی العقل و القول (س، ن، 107، 21)- التقابل بینهما أعنی الحركة و السكون تقابل العدم و الملكة، فیكون السكون المطلق مقابلا للحركة المطلقة، و السكون المعیّن مقابلا للحركة المعیّنة (س، ن، 114، 23)- إنّ الواجب یدلّ علی تأكید الوجود، و الوجود أعرف من العدم لأن الوجود یعرف بذاته و العدم یعرف بوجه ما بالوجود (ب، م، 5، 1)- الفرق بین الضدّ و العدم أن یقال: العدم هو عبارة عن عدم الشی‌ء عن الموضوع فقط، لا عن وجود شی‌ء آخر، فالسكون عبارة عن عدم الحركة. و لو قدّر زوال السواد، دون حصول لون آخر، لكان هذا عدما. فأمّا إذا حصل حمرة أو بیاض، فهذا وجود زائد علی عدم السواد. فالعدم هو انتفاء ذلك الشی‌ء فقط.
و الضدّ هو موجود حصل مع انتفاء الشی‌ء (غ، م، 185، 21)- أمّا الخیر فیطلق علی وجهین: أحدهما: أن یكون خیرا فی نفسه. و معناه أن یكون الشی‌ء موجودا، و یوجد معه كماله، و إذا كان الخیر هذا، فالشرّ فی مقابلته، عدم الشی‌ء، أو عدم كماله. فالشرّ لا ذات له. و لكن الوجود هو خیر محض. و العدم شرّ محض و سبب الشرّ هو الذی یهلك الشی‌ء، أو یهلك كمالا من كمالاته، فیكون شرّا بالإضافة إلی ما أهلكه.
و الآخر: أنّ الخیر قد یراد به من یصدر منه وجود الأشیاء و كمالها (غ، م، 297، 14)- العدم لیس شیئا حتی یقدّر بمقادیر مختلفة، و الكمّیة صفة فتستدعی ذا كمّیة، و لیس ذلك إلّا الحركة و الكمّیة (غ، ت، 61، 14)- إنّ العدم فی كونه عدما لا یحتاج إلی فاعل البتّة (غ، ت، 82، 24)- العدم لیس شیئا حتی یتصوّر وقوعه بالقدرة (غ، ت، 199، 3)- العدم نسبة الوجود المقابل إلی المادة من جهة ما هو وجود مقابل بالذات (ج، ن، 44، 2)- أما العدم فإنّ وجوده و سببیّته بالعرض لأنّه شرط فی حدوث الحادث قبل حدوثه. و لیس هو معنی وجودیّا من حیث هو عدم بل من حیث هو معدّ و مقرّب و متمّم لهیولیة الهیولی كالبیاض و الصقال فی الكاغذ فی إعداده لقبول الكتابة بالألوان الأخری فهو من الصفات الهیولانیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 443
و لا حق بها (بغ، م 1، 18، 10)- أما العدم فی نفسه فلا یوجد و لا یعدم و لا یتصوّر أیضا إلّا مقیسا إلی شی‌ء (بغ، م 1، 34، 23)- إنّ الفساد یقابل الكون و العدم یقابله الوجود.
و الكون وجود شی‌ء فی شی‌ء أعنی صورة فی هیولی، و الفساد یقابله و هو عدم شی‌ء من شی‌ء أعنی صورة من هیولی. فالفساد عدم أخصّ و الكون وجود أخصّ (بغ، من 2، 50، 12)- إنما كان الكون من الذی یتكوّن أی الذی فی طریق الكون لأن الموجود الذی بالفعل و هو الذی فرغ كونه یقابل فی الحقیقة للعدم، و العدم لیس یمكن أن یكون منه كون أی لیس یمكن أن یكون هو المتكوّن، و لا أیضا ما فرغ كونه یمكن أن یكون هو المتكوّن، فواجب أن یكون المتكوّن هو الذی وجوده وسط بین العدم و الوجود بالفعل و هو الموجود فی طریق الكون و هو المتكوّن (ش، ت، 27، 3)- أما العدم فیقال بأنواع كثیرة: فإنه یقال الذی لیس له و الذی فی طبعه أن یكون له. و هذه القسمة التی ابتدأ بها (أرسطو) هی أول قسمة ینقسم بها العدم، و ذلك أن كل شی‌ء یتصف بعدم شی‌ء ما: فإما أن یعدم ما لیس شأنه أن یوجد فیه بل فی غیره، و إما أن یعدم ما شأنه أن یوجد فیه (ش، ت، 116، 3)- الذی عدم ما فی طبعه أن یوجد له: إما أن یكون عدم ما شأنه أن یوجد له بإطلاق، و إما ما شأنه أن یوجد له وقتا ما مثل قولنا لا لحیة له فی الوقت الذی شأنه أن توجد له اللحیة (ش، ت، 116، 9)- العدم الذی هو علی ما ینبغی، أی المقول بتقدیم، هو أن یعدم ما لا یوجد البتة له أو ما یوجد له علی الأقل (ش، ت، 116، 14)- إن الواحد: إما أن یقابل الكثرة بالسلب و الإیجاب، أو بالملكة و العدم، لأن بین السلب و العدم فرقا و هو أن السلب نفی الشی‌ء المسلوب بإطلاق و العدم هو نفی عن طبیعة محدودة (ش، ت، 320، 17)- العدم لیس بهویة (ش، ت، 332، 5)- العدم و بالجملة السلب إنما یفهم بالإضافة إلی الوجود. فإن كان عندنا رأی ثابت فی العدم فسیكون عندنا رأی ثابت فی الوجود، فلا تجتمع السالبة و العدم فی شی‌ء أصلا (ش، ت، 391، 7)- العدم هو سلب خاص بجنس خاص كالحال فی عدم الجوهر (ش، ت، 453، 14)- إن العدم یقال علی أنواع: أحدها إذا عدم الشی‌ء شیئا مما فی طبعه أن یوجد فی شی‌ء آخر لا فیه و لا فی جنسه مثل النبات فإنه یقال إنه عدم ما فی طبع الحیوان أن یوجد له و هو الحس … و یقال عدم الشی‌ء كذا متی عدم ما شأنه أن یوجد فی نوعه مثل العمی للإنسان، و هذا هو الذی من شأنه أن یوجد للشی‌ء بذاته أو ما شأنه أن یوجد فی جنسه مثل العمی للخلد فإنه عدم ما شأنه أن یوجد فی الحیوان الذی هو جنسه (ش، ت، 644، 10)- یقال العدم فی كل ما عدم شیئا لا من قبل الطبع فقط بل و من قبل القسر و الاضطرار. مثال ذلك ما سلب ما له بالطبع مثل الحجر الذی یضطره مضطر علی الّا یتحرّك إلی أسفل (ش، ت، 647، 2)- عدد أنواع العدم یوجد علی عدد أنواع المعانی التی تدل علیها الأسماء المعدولة (ش، ت، 647، 6)- یقال لا كذا علی ما عدم ما لیس فی طبعه أن یوجد له و لكن فی طبع شی‌ء آخر، مثل ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 444
نقول فی اللون لا مساو فإنه لیس فی طبعه أن یوجد له المساواة و لا عدم المساواة، و مثل ما نقول لا مبصر فی ما لیس لون له فإن ما لیس له لون لیس من شأنه أن یبصر كما أن ما لیس له كمّیة لیس من شأنه أن یكون مساویا و لا غیر مساو (ش، ت، 647، 9)- العدم إنما یقال علی ما عدم الشی‌ء بجملته لا ما عدم بعضه فإنه لا یقال أعمی الذی له عین واحدة، و لذلك لا یقتسم اسم العدم و الملكة الصدق و الكذب فی كل الأشیاء فإنهما یكذبان معا علی المتوسطة. مثال ذلك إنه لیس كل إنسان فهو إما خیر و إما شریر لأن الإنسان الذی لیس بمتمدّن لا یصدق علیه واحد من هذین و كذلك الأمر فی العادل و الجائر. و كأنه أراد (أرسطو) أن یعرّف السبب فی أن العدم و الملكة إنما یقتسمان الصدق و الكذب فی الموضوع الخاص بهما. مثال ذلك إن العدل و الجور یقتسمان الصدق و الكذب علی الإنسان المتمدّن (ش، ت، 648، 15)- لا یوجد عدم مطلق كما یوجد وجود مطلق بل عدم مضاف إذ كان العدم عدما لشی‌ء (ش، ت، 801، 13)- إن كثیرا ما نقف و نعرف الصورة بالعدم و العدم بالصورة من قبل أن لیس وجودهما معا بمنزلة الصحة و المرض، لكن فساد أحدهما هو كون الآخر (ش، ت، 844، 9)- لما كانت القوة عدما و الفعل وجودا وجب أن یكون الوجود متقدّما علی العدم و أن یكون الذی یفعل متقدّما بالزمان علی المفعول (ش، ت، 1180، 12)- الضدّیة الأولی القنیة و العدم، إنما قال (أرسطو) ذلك لأن المتقابلات بالملكة و العدم متقدّمان بالطبع علی المتقابلات بالضدیة، و ذلك أن كل متقابلین بالضدیة متقابلان بالعدم و الملكة، و ذلك أن أدنی الضدین یلحقه عدم أكملهما (ش، ت، 1310، 10)- إنما كان العدم نقیض ما لأن العدم قد یكون أن یعدم الشی‌ء ما لیس له قوة علی أن یكون فیه البتة مثل عدم النطق للحمار، و قد یعدم الشی‌ء ما فی طبعه أن یكون له و ذلك: إما بإطلاق و فی كل وقت مثل وجود العمی للإنسان منذ الولادة، و إما فی وقت ما مثل وجود اللحیة للصبی، فإن العدم یقال بأنواع كثیرة و كلها لا بدّ أن یكون القابل لها موجودا (ش، ت، 1313، 7)- العدم هو السالبة التی لیس فیها قوة علی الإیجاب إذا أخذت مع قابل خاصّ (ش، ت، 1313، 16)- أما كل عدم فلیس هو ضدّ و لا ندّ بل من الأعدام ما لیس فیه مضادة و هی الأعدام التامة … و العلّة فی ذلك أنه لیس فی كل عدم منه ضدّ لأن العدم منه ما یعدم بالكل و منه ما یعدم منه الكمال فقط (ش، ت، 1316، 11)- إن الملكة و العدم الذی فی أحد الضدین منسوبان و لا متشابهان فی جمیع أنواع الأضداد، فإن العدم الذی یدل علیه لا مساوی یقابل المساوی، و الذی یدل علیه الشبیه یقابله الغیر شبیه، و الذی یقابل الرذیلة هی الفضیلة الذی هو لا رذیلة. و إذا كانت هذه مختلفة بأضدادها فأعدامها المقترنة بها مختلفة (ش، ت، 1317، 11)- إن من الأعدام ما لها موضوع محدود، و منها ما لیس لها موضوع محدود، یرید (أرسطو) العدم الذی یدل علیه حرف السلب (ش، ت، 1318، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 445
- إن الأضداد هی مختلفة بالنوع، و الفاسد و غیر الفاسد هما ضدّان، و العدم لا قوة محدودة، فمن الاضطرار أن یكون الفاسد و غیر الفاسد مختلفین بالجنس (ش، ت، 1386، 13)- إن كان الكون موجودا فإنه: إما أن یكون من العدم، و إما من الوجود. فإن كان من العدم فلیس فی طبیعة العدم أن ینقلب موجودا، و إن كان من الموجود فالموجود قبل أن یوجد (ش، ت، 1441، 16)- إن الصورة و الهیولی و العدم هی مبادئ المقولات العشر، لكن الصورة و العدم و الهیولی التی للجوهر غیر الصورة و العدم و الهیولی التی لمقولة مقولة و التی لواحدة منها غیر التی للأخری (ش، ت، 1521، 15)- إن العدم بنحو ما هو صورة (ش، ت، 1523، 8)- إن العدم إنما یعقل بالإضافة إلی الملكة التی هی الصورة (ش، ت، 1601، 16)- الحركة هی فی شی‌ء ضرورة. فلو كانت الحركة ممكنة قبل وجود العالم، فالأشیاء القابلة لها هی فی زمان ضرورة، لأن الحركة إنما هی ممكنة فیما یقبل السكون، لا فی العدم، لأن العدم لیس فیه إمكان أصلا، إلا لو أمكن أن یتحوّل العدم وجودا. و لذلك لا بد للحادث من أن یتقدّمه العدم كالحال فی سائر الأضداد.
و ذلك أن الحار إذا صار باردا، فلیس یتحوّل جوهر الحرارة برودة، و إنما یتحوّل القابل للحرارة و الحامل لها من الحرارة إلی البرودة (ش، ته، 63، 15)- إن العدم لیس بمقدار و لا یكون إلا كمّا ضرورة، فإن مقدار الكم ضرورة كم (ش، ته، 68، 12)- إن الممكن هو المعدوم الذی یتهیأ أن یوجد و ألا یوجد، و هذا المعدوم الممكن لیس هو ممكنا من جهة ما هو معدوم و لا من جهة ما هو موجود بالفعل، و إنما هو ممكن من جهة ما هو بالقوة، و لهذا قالت المعتزلة إن المعدوم هو ذات ما، أعنی المعدوم فی نفسه، من جهة ما هو بالقوة، أعنی أنه من جهة القوة و الإمكان الذی له یلزم أن یكون ذاتا ما فی نفسه. فإن العدم ذات ما (ش، ته، 77، 23)- العدم یضاد الوجود و كل واحد منهما یخلف صاحبه، فإذا ارتفع عدم شی‌ء ما خلفه وجوده و إذا ارتفع وجوده خلفه عدمه. و لما كان نفس العدم لیس یمكن فیه أن ینقلب وجودا و لا نفس الوجود أن ینقلب عدما وجب أن یكون القابل لهما شیئا ثالثا غیرهما، و هو الذی یتصف بالإمكان و التكوّن و الانتقال من صفة العدم إلی صفة الوجود. فإن العدم لا یتصف بالتكوّن و التغیّر و لا الشی‌ء الكائن بالفعل أیضا یتصف بذلك، لأن الكائن إذا صار بالفعل ارتفع عنه وصف التكوّن و التغیّر و الإمكان، فلا بد إذا ضرورة من شی‌ء یتصف بالتكوّن و التغیّر و الانتقال من العدم إلی الوجود كالحال فی انتقال الأضداد بعضها إلی بعض، أعنی أنه یجب أن یكون لها موضوع تتعاقب علیه، إلا أنه فی التغیّر الذی فی سائر الأعراض بالفعل، و هو فی الجوهر بالقوة (ش، ته، 77، 24)- الفلاسفة لیس ینكرون وقوع العدم أصلا، و إنما ینكرون وقوعه أولا و بالذات عن الفاعل، فإن الفاعل لا یتعلّق فعله بالعدم ضرورة أولا و بالذات و إنما وقوع العدم عندهم یكون تابعا لفعل الفاعل فی الوجود، و هو الذی یلزم من قال: إن العالم ینعدم إلی لا موجود أصلا (ش، ته، 96، 4)- قال (ابن سینا): إن فعل الفاعل لا یخلو أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 446
یتعلّق من الحادث بالوجود أو بالعدم السابق له و من حیث هو عدم أو بكلیهما جمیعا، و محال أن یتعلّق بالعدم، فإن الفاعل لا یفعل عدما، و لذلك یستحیل أن یتعلّق بكلیهما فقد بقی أنه إنما یتعلّق بالوجود. و الإحداث لیس شیئا غیر تعلّق الفعل بالوجود، أعنی أن فعل الفاعل إنما هو إیجاد، فاستوی فی ذلك الوجود المسبوق بعدم الوجود الغیر مسبوق بعدم. و وجه الغلط فی هذا القول (حسب ابن رشد) أن فعل الفاعل لا یتعلّق بالوجود إلا فی حال العدم و هو الوجود الذی بالقوة و لا یتعلّق بالوجود الذی بالفعل من حیث هو بالفعل و لا بالعدم من حیث هو عدم بل بالوجود الناقص الذی لحقه العدم، ففعل الفاعل لا یتعلّق بالعدم لأن العدم لیس بفعل و لا یتعلّق بالوجود الذی لا یقارنه عدم كل ما كان من الوجود علی كماله الآخر فلیس یحتاج إلی إیجاد و لا إلی موجد. و الوجود الذی یقارنه عدم لا یوجد إلا فی حال حدوث المحدّث (ش، ته، 105، 26)- قالت" المعتزلة": إن العدم ذات ما، إلا أنهم جعلوا هذه الذات متعرّیة من صفة الوجود قبل كون العالم (ش، ته، 134، 7)- الجمهور یرون أن الموجود هو المتخیّل و المحسوس، و أن ما لیس بمتخیّل و لا بمحسوس فهو عدم (ش، م، 171، 17)- العدم متی قیل فیه أنه مبدأ المتكوّن فبالعرض (ش، سط، 35، 14)- اسم العدم یقال علی … ثلاثة أصناف:
أحدها الّا یوجد فی الشی‌ء ما شأنه أن یوجد له فی الوقت الذی شأنه أن یوجد له من غیر أن یمكن وجوده له فی المستقبل مثل الصلع و العمی. و الثانی أن یكون مع هذا یمكن وجوده له فی المستقبل كالعریّ و الفقر.
و الثالث أن لا یوجد فی الموضوع ما شأنه أن یوجد فیه علی الحالة التی شأنها أن یوجد فیه كالحول فی العین و الزمانة فی الأعضاء.
و أما الوجوه الأخر التی یدل علیها اسم العدم ممّا عدا هذه فمنها الّا یوجد فی الشی‌ء ما شأنه أن یوجد فی الموجود بإطلاق، كقولنا فی اللّه أنه لا مائت و لا فاسد، و منها أن لا یوجد فی الشی‌ء ما شأنه أن یوجد فی جنسه، كقولنا فی الحمار أنه لا ناطق، و منها أن لا یوجد فی الشی‌ء ما شأنه أن یوجد فی نوعه كقولنا فی المرأة أنها لا ذكر، و منها أن یوجد فی الشی‌ء ما شأنه أن یوجد فیه فی وقت آخر، كقولنا فی الصبی إنه لا عاقل (ش، ما، 49، 19)- أعنی (ابن رشد) بقولنا هاهنا لا قوة، العدم الذی هو رفع الشی‌ء عمّا شأنه أن یوجد لغیره (ش، ما، 100، 1)- العدم یفهم علی ضربین: أحدهما رفع الشی‌ء عما شأنه أن یوجد له فی وقت آخر أو قد وجد و هذا یكون فی الأشیاء التی توجد تارة فعلا و تارة قوة. و الثانی رفع الشی‌ء عمّا شأنه أن یوجد لغیره، و بهذا الهدم یتصوّر الفعل فی الأمور الأزلیة (ش، ما، 101، 22)- لمّا كان العدم الذی هو الشر سببه القوة فالأشیاء التی لیس فیها قوة لیس فی شر البتة، إذ لیس لها عدم و لا ضد. و هذه الأشیاء هی الأشیاء التی الخیر فیها الذی هو الصدق دائما علی كل حال، أعنی أن الصادق فیها لیس یستحیل فی وقت ما كاذبا علی ما من شأنه أن یعرض فی الأمور التی توجد تارة قوة و تارة فعلا (ش، ما، 111، 10)- أما العدم فما كان منه قوته قوة السلب فالحال فیه كالحال فی السلب، و هذا هو العدم المقابل للموجود، مثل قولنا إن الموجود یتكوّن من غیر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 447
موجود (ش، ما، 125، 14)- التكوّن لما كان إما من عدم الصورة و إما من صورة مضادة، و كانت الصورة المضادة یلحقها ضرورة أن یكون فیها عدم الضد المتكوّن و إن كانت ضدا ما، فإن من ضرورة الكائن أن یتقدّمه العدم، وجب ضرورة أن یكون العدم لاحقا للمتضادات و متقدّما علیها بالطبع (ش، ما، 126، 5)- أمّا العدم فلیس إلّا زوال نفس الملكة و لا علّة له إلّا زوال علّة الملكة (ر، م، 101، 3)- العدم لا یكون علّة للوجود (ر، م، 659، 14)- العدم و الوجود یستحیل تقارنهما دفعة (ر، م، 659، 15)- إنّ طبیعة العدم لا تتقرّر فی الآن (ر، م، 673، 14)- العدم لا یعلّل و لا یعلّل به لأنّا إن جعلنا العلّیة و المعلولیة وصفین ثبوتیین استحال كون المعدوم علّة و معلولا لاستحالة قیام الموجود بالمعدوم (ر، مح، 107، 12)- إنّ المعدوم یقسم إلی الممكن و الممتنع، و العدم یقسم إلی الواجب و الممكن و الممتنع (ط، ت، 89، 5)- نحن (الطوسی) ننكر أن یكون العدم أثرا لشی‌ء علی الإطلاق، بل ننكر أن یكون العدم السابق علی وجود المقدرة أثرا للفاعل المختار، كما هو اللازم من مذهبكم (الفلاسفة). و حجّتنا أنّ هذا العدم أزلی، و أثر المختار یجب أن یكون حادثا لأنّه مسبوق بالقصد (ط، ت، 93، 6)

عدم تام‌

- لیس كل عدم و ملكة هی المتقدّمة لباقی المتضادات، بل العدم الذی هو عدم تام و هو الذی هو عدم محض لیس مقترنا بوجود أصلا (ش، ت، 1311، 6)

عدم التناهی‌

- عدم التناهی إنما یوجد للشی‌ء من جهة العظم و المادة، و التناهی و التمام من جهة الصورة (ش، سم، 38، 9)

عدم حقیقی‌

- أمّا العدم الحقیقی فهو عدم كل معنی وجودی یكون ممكنا لشی‌ء إما بحسب جنسه أو نوعه أو شخصه قبل الوقت أو فیه (ر، م، 100، 2)

عدم الذات‌

- وجود الذات شی‌ء، و عدم الذات شی‌ء، و مفهوم" كان" شی‌ء موجود غیر المعنیین، و قد وضع هذا المعنی للخالق ممتدّا لا عن بدایة، و جوّز فیه أن یخلق قبل أی خلق توهّم فیه خلقا (س، شأ، 380، 4)

عدم الشی‌ء

- كان عدم الشی‌ء ما فی طبعه أن یوجد له نوعین: أحدهما أن یعدم ما فی طبعه أن یوجد له فی الوقت الذی من شأنه أن یوجد له، و الثانی أن یعدم ما فی طبعه أن یوجد له فی وقت آخر من عمره (ش، ت، 645، 8)- إذا عدم الشی‌ء ما فی طبعه أن یوجد له: فمنه ما یعدم ما شأنه أن یوجد له فی الوقت الذی من شأنه أن یوجد له، و منه ما یعدم ما شأنه أن یوجد له فی وقت آخر من عمره. مثال ذلك إن العمی هو عدم البصر لما فی طبعه أن یكون له بصر و لكن لا یقال أعمی إلّا فی السنین التی من شأن ذلك الحیوان أن یوجد له البصر إذا كان ذلك الحیوان لا یبصر إلا فی سنین ما من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 448
سنّیه (ش، ت، 645، 14)- كون كل واحد من المتكوّنات هو فساد للآخر و فساده هو كون لغیره مما بالقوة إلی الفعل، و لذلك فلیس یمكن أن یكون عدم الشی‌ء هو الذی یتحوّل وجودا، و لا هو الشی‌ء الذی یوصف بالكون، أعنی الذی نقول فیه أنه یتكوّن، فبقی أن یكون هاهنا شی‌ء حامل للصور المتضادة و هی التی تتعاقب الصور علیها (ش، ته، 76، 11)- إن الفلاسفة لا ینكرون وقوع عدم الشی‌ء عند إفساد المفسد له، لكن لا بأن المفسد له تعلّق فعله بعدمه بما هو عدم، و إنما تعلّق فعله بنقله من الوجود الذی بالفعل إلی الوجود الذی بالقوة فتبعه وقوع العدم و حدوثه فعلی هذه الجهة ینسب العدم إلی الفاعل، و لیس یلزم من وقوع العدم أثر فعل الفاعل فی الموجود أن یكون الفاعل فاعلا له أولا و بالذات (ش، ته، 95، 14)

عدم الصور

- إن غیر الموجود یقال علی ثلاثة أنحاء. یرید (أرسطو) بالثلاثة الأنحاء: الغیر موجود بإطلاق و هو العدم المطلق الذی لیس له وجود و لا توهّم، و الثانی العدم الذی فی الهیولی و هو عدم الصور، و الثالث الموجود بالقوة فإن الموجود بالقوة یقال فیه إنه غیر موجود أی غیر موجود بالفعل (ش، ت، 1449، 10)

عدم العالم‌

- مقایسة الموجودات بعضها إلی بعض، فی التقدّم و التأخّر إذا كانت مما شأنها أن تكون فی زمان. فأما إذا لم تكن فی زمان فإن لفظ" كان" و ما أشبهه لیس یدل فی أمثال هذه القضایا إلا علی ربط الخبر بالمخبر، مثل قولنا: " و كان اللّه غفورا رحیما". و كذلك إن كان أحدهما فی زمان و الآخر لیس فی زمان مثل قولنا: كان اللّه تعالی و لا عالم، ثم كان اللّه تعالی و العالم. فلذلك لا یصحّ فی مثل هذه الموجودات هذه المقایسة التی تمثل بها. و إنما تصحّ المقایسة صحة لا شك فیها إذا ما قسنا عدم العالم مع وجوده، لأن عدمه مما یجب أن یكون فی زمان، إن كان العالم وجوده فی زمان. فإذا لم یصحّ أن یكون عدم العالم فی وقت وجود العالم نفسه، فهو ضرورة قبله.
و العدم یتقدّم علیه و العالم متأخّر عنه، لأن المتقدّم و المتأخّر فی الحركة لا یفهمان إلا مع الزمان (ش، ته، 61، 27)

عدم قسری‌

- إذا عدم الشی‌ء ما شأنه أن یوجد فیه فی الوقت الذی شأنه أن یوجد فیه یقال إنه عدم قسری (ش، ت، 1117، 6)

عدم القوة

- الذی عدم القوة لا قوة له (ش، ت، 1131، 1)

عدم مضاف‌

- لا یوجد عدم مطلق كما یوجد وجود مطلق بل عدم مضاف إذ كان العدم عدما لشی‌ء (ش، ت، 801، 13)

عدم مطلق‌

- العدم المطلق یلزم الإمكان ضرورة لزوم التكافؤ (ج، ن، 43، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 449
- إن غیر الموجود یقال علی ثلاثة أنحاء. یرید (أرسطو) بالثلاثة الأنحاء: الغیر موجود بإطلاق و هو العدم المطلق الذی لیس له وجود و لا توهّم، و الثانی العدم الذی فی الهیولی و هو عدم الصور، و الثالث الموجود بالقوة فإن الموجود بالقوة یقال فیه إنه غیر موجود أی غیر موجود بالفعل (ش، ت، 1449، 9)

عدم الهویة

- قد یقال فی عدم الهویّة إنها هویّة (ش، ت، 306، 7)

عدم و ملكة

- الكثرة و الواحد یضاد أحدهما الثانی بما یضاد به العدم للملكة، و إنما سمّی العدم و الملكة أضدادا لأن الأضداد الحقیقیة ترقی إلی هذا الجنس (ش، ت، 1284، 13)- الواحد یقابل الكثرة علی جهة ما یقابل العدم الملكة لأن الواحد هو لا یتجزّی، و المتحد هو عدم التجزّی و التجزّی هو كالملكة و الصورة لهذا العدم … و السبب فی ذلك أن المتجزّی هو كثرة، و الكثرة أعرف من المنفرد، و الذی یتجزّی أیضا أعظم من الذی لا یتجزّی، و الأعظم أعرف من الأصغر (ش، ت، 1285، 5)- لیس كل عدم و ملكة هی المتقدّمة لباقی المتضادات، بل العدم الذی هو عدم تام و هو الذی هو عدم محض لیس مقترنا بوجود أصلا (ش، ت، 1131، 5)- الموجبة و السالبة أعمّ اقتسامها الصدق و الكذب من العدم و الملكة، لأن العدم إنما یقتسم الصدق و الكذب مع الملكة إذا كان الموضوع لهما موجودا أو محدودا و النقیض یقتسم الصدق و الكذب وجد الموضوع أو لم یوجد علی ما تبیّن فی كتاب المنطق (ش، ت، 1312، 17)- أما العدم و الملكة فیوجد لهما شبیه بالمتوسّط إذا حملا علی غیر قابلها الخاص فإنهما یكذبان علیه جمیعا. ثم أتی (أرسطو) بمثال ذلك …
قولنا مساوی و لا مساوی فإنه یوجد بینهما شی‌ء یكذب علیه هذان الطرفان مثل الأبیض فإنه یكذب علیه أنه مساو و لا مساو (ش، ت، 1314، 4)- العدم و الملكة هی الضدّیة التی إلیها ترتقی الأضداد (ش، ت، 1318، 16)- العدم و الملكة هی كالأوائل للأضداد و للموجبة و السالبة (ش، ما، 126، 1)

عدم و وجود

- العدم و الوجود هما عندهم (الفلاسفة) متماثلان بالإضافة إلی الإرادة الأزلیة (ش، ته، 43، 19)

عدمیات‌

- العدمیّات- كالسكون- أیضا أمر عقلیّ، فإنّ السكون إذا كان عبارة عن انتفاء الحركة فیما یتصوّر فیه الحركة، و الانتفاء لیس بأمر محقّق فی الأعیان و لكنّه فی الذهن معقول، و الإمكان أیضا أمر عقلیّ، فیلزم أن یكون الأعدام المقابلة كلّها أمورا عقلیّة (سه، ر، 70، 9)

عرض‌

- أمّا الذی لیس بذاتی الذی قوامه بالشی‌ء الموضوع له، و ثباته به، و عدمه بعدم الشی‌ء الموضوع له، فهو إذن فی الجوهر الموضوع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 450
له، و لیس بجوهری، بل عارض الجوهر، فسمّی لذلك عرضا (ك، ر، 126، 2)- النوع بالذات كثیر من جهة أشخاصه و من جهة تركیبه، و الوحدة التی له إنّما هی بالوضع من جهة لا ذاتیة، فلیست الوحدة له إذن بحقیقة، فهی إذن فیه بنوع عرضی، و العارض للشی‌ء من غیره، فالعرض أثر فی المعروض فیه، و الأثر من المضاف، فالأثر من مؤثّر، فالوحدة فی النوع أثر من مؤثّر اضطرارا، أیضا (ك، ر، 129، 4)- الشی‌ء الواصف للشی‌ء بإعطائه اسمه و حدّه، هو من طبیعة موصوفه، فإن كان موصوفه جوهرا، فهو جوهر، و إن كان موصوفه عرضا، فهو عرض، و الذی لا یصف موصوفه باسمه و حدّه، لیس طبیعته طبیعة موصوفه، و ما طبیعته لیست طبیعة موصوفه هو، فهو غریب فی موصوفه، فالغریب فی موصوفه هو الذی نسمّیه عرضا فی موصوفه، لأنّه لیس من ذاته، بل عرض فیه (ك، ر، 267، 6)- إنّ الجوهر علی الإطلاق هو الذی لیس فی موضوع، و العرض معناه هو الذی فی موضوع (ف، حر، 93، 21)- لیس معنی العرض جنسا یعمّ التسعة، و لكنّه إضافة ما لكلّ واحدة من هذه المقولات إلی المشار إلیه (ف، حر، 94، 2)- العرض عند جمهور العرب یقال علی كلّ ما كان نافعا فی هذه الحیاة الدنیا فقط (ف، حر، 95، 4)- أمّا فی الفلسفة فإنّ العرض یقال علی كلّ صفة وصف بها أمر ما و لم تكن الصفة محمولا حمل علی الموضوع، أو لم یكن المحمول داخلا فی ماهیّة الأمر الموضوع أصلا، بل كان یعرّف منه ما هو خارج عن ذاته و ماهیّته. و هذان ضربان:
أحدهما عرض ذاتیّ، و الثانی عرض غیر ذاتیّ (ف، حر، 95، 13)- إنّ العرض قد یكون دائم الوجود و قد یكون غیر دائم الوجود، و لیس یسمّی عرضا لدوام وجوده و لا لسرعة زواله، بل معنی أنّه عرض هو أنّه لا یكون داخلا فی ماهیّة موضوعه (ف، حر، 96، 7)- العرض یقابله ما هو الشی‌ء علی الإطلاق، فإن كان یحمل علی الشی‌ء حمل ما هو و لا یحمل أصلا علیه و لا علی شی‌ء آخر حملا یعرّف به ما هو خارج عن ذاته، فإنّه مقابل ما هو عرض (ف، حر، 96، 15)- كلّ ما هو بالعرض فی شی‌ء ما فإنّه موجود فیه علی الأقلّ. و كلّ ما هو بالذات لا بالعرض فهو إمّا دائم فیه و إمّا فی أكثر الأوقات. فلذلك یقول أرسطوطالیس" الذی بالعرض هو الذی یوجد لا دائما و لا علی الأكثر". و كثیرا ما یسمّی الذی بالعرض علی المساحة و التجوّز" العرض" (ف، حر، 97، 10)- أما المحل فهو صفة للعرض، و العرض نوعان: جسمانی و روحانی (ص، ر 1، 200، 17)- الفصل و الخاصة و العرض فهی ألفاظ دالّة علی الصفات التی یوصف بها الأجناس و الأنواع و الأشخاص (ص، ر 1، 314، 11)- إنّ الجوهر جوهر لنفسه، و العرض عرض لنفسه (ص، ر 3، 335، 7)- لیست النفس بجسم و لا بعرض من الأعراض القائمة بالجسم المتولّد منه أو فیه، لأنّ العرض هو شی‌ء لا یقوم بنفسه و هو أنقص حالا من الجسم، و المحرّك للشی‌ء المسكّن له هو أقوی منه و أشرف (ص، ر 3، 350، 14)- إنّ العرض لا فعل له لأنّ الفعل عرض من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 451
الأعراض قائم بفاعله، و لو كان للعرض فعل لكان یجب أن یكون العرض قائما به، و لا هو یقوم بنفسه فكیف یقوم بغیره (ص، ر 3، 350، 16)- العرض اسم مشترك فیقال عرض لكل موجود فی محل، و یقال عرض لكل موجود فی موضوع، و یقال عرض للمعنی المفرد الكلّی المحمول علی كثیرین حملا غیر مقوّم و هو العرضی. و یقال عرض لكل معنی موجود للشی‌ء خارجا عن طبعه. و یقال عرض لكل معنی یحمل علی الشی‌ء لأجل وجوده فی آخر یقارنه. و یقال عرض لكل معنی وجوده فی أول الأمر لا یكون (س، ح، 25، 1)- العرض قائم فی ذات الموضوع (غ، م، 161، 19)- العرض یحتاج فی الوجود إلی ما هو عرض له لا محالة، فلا یكون موجودا بذاته، فیكون معلّلا (غ، م، 181، 10)- العرض ینقسم: إلی ما یفهم من غیر إضافة إلی الغیر، كالكمّیة، و الكیفیة. و إلی ما لا یفهم إلّا بالإضافة و هو متفرّع علی الجوهر، و الكیفیة، و الكمّیة (غ، م، 303، 5)- الموجودات تنقسم باعتبار الوجود إلی ذوات قارّة فی الوجود و إلی أفعال صادرة عنها و فیها.
و الذی عنه تصدر الأفعال یسمّی فاعلا، و الذی فیه یسمّی قابلا. و القابل هو المحل و الهیولی و الموضوع لوجود ما یوجد فیه … و الحاصلة عن الفاعل فی الموضوع منها ما یسمّی صورة و هی التی بها الشی‌ء هو كالبیاض للأبیض و الحرارة للحار بل و الإنسانیة للإنسان و التربیع للمربّع، و منها ما یسمّی عرضا كالبیاض للإنسان و الحرارة فی الماء و التربیع فی الشمع و الخشب مثلا (بغ، م 1، 15، 10)- كل ما هو بالعرض سبب بالذات عن سبب غیره و وجوده الحقیقی إنّما هو عن ذلك السبب الذی بالذات، و نسبته إلی هذا الذی بالعرض تالیة و لا حقة لنسبته إلی ذلك الذی بالذات. مثاله البنّاء للبیت سبب بالذات و الشیخ و الشاب و الأبیض و الأسود و العجمی و العربی أسباب له بالعرض (بغ، م 1، 19، 2)- قالوا (الفلاسفة) إنّ الجوهر هو الموجود لا فی موضوع، و العرض هو الموجود فی موضوع، و فسّروا الموجود فی موضوع بالموجود فی شی‌ء لیس هو جزء منه أعنی من الشی‌ء الذی هو فیه و لا یصحّ وجوده دون ما هو فیه أعنی لا یصحّ وجود الشی‌ء الواحد المعیّن منه إلّا فی الشی‌ء المعیّن الذی هو موجود فیه (بغ، م 1، 73، 21)- إنّ الموجود إمّا أن یكون فی المحل، أو لا یكون. و نعنی بالكون فی المحل أن یكون الشی‌ء شائعا فی غیره لا علی سبیل الجزئیة، و خرج عنه الكون فی الخصب و المكان و كون اللونیة فی السواد. و الكائن فی المحل، منه ما لا یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالصورة، و محلّه هیولاه، و منه ما یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالعرض، و محلّه الموضوع (سه، ل، 123، 9)- الجوهر هو الموجود لا فی موضوع حلّ فی المحل أو لم یحلّ، و العرض هو الموجود فیه (سه، ل، 123، 10)- إن الجوهر هو أمر ضروری و لیس كذلك العرض و هو و موضوعه واحد بالفعل، و لذلك كان الجوهر له حدّ و العرض لیس له حدّ (ش، ت، 375، 14)- العرض من طبیعته أن یحمل علی غیره (ش، ت، 377، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 452
- إن العرض لیس وجوده فی الجوهر بالعرض، و أما وجوده فی عرض آخر فهو بالعرض.
و ذلك أنه لو كان العرض یحمل علی العرض لا من قبل وجودهما فی الجوهر لكان العرض یوجد بالعرض لا بالذات، و محال أن یوجد شی‌ء بالعرض إلا من قبل ما بالذات لأن ما بالذات أقدم مما بالعرض. فلولا وجود كل واحد من الأعراض فی الجوهر بالذات لما وجدت بعضها فی بعض بالعرض (ش، ت، 378، 3)- إن العرض شأنه أن یوجد فی موضوع (ش، ت، 559، 5)- العرض أیضا متقدّم فی حدّ الأشیاء المركّبة من جوهر و عرض، فإن حدّ المركّب منها إنما تقوّم من جزئیة اللذین هما الجوهر و العرض. و لیس یمكن أن یوجد الشی‌ء دون جزئه بل أجزاء كل الشی‌ء متقدّمة علیه، أعنی أنها مأخوذة فی حدّه.
مثال ذلك إن الإنسان و الموسیقوس متقدّمان علی حدّ الإنسان الموسیقوس، و مع هذا فإن الإنسان متقدّم علی الموسیقوس فإنه لا یوجد موسیقوس إن لم یوجد إنسان ما (ش، ت، 575، 2)- العرض یقال علی الذی هو موجود لشی‌ء و هو موجود له بالحقیقة و لكن وجوده له لیس بضروری و لا علی الأكثر … و مثال ما بالعرض أن یحفر حافر حفرة ما لغرض من الأغراض إما لغرس و إما لغیر ذلك مما یحفر له فیصیب كنزا فإنه یقال عرض للحافر إن وجد كنزا و ذلك أنه لیس وجود الكنز عن الحفر للغرس لا بالضرورة و لا أكثر ذلك (ش، ت، 693، 9)- إن العرض یری قریبا من الذی لیس هو بنوع (ش، ت، 721، 3)- إن الذی هو لا أبدا و لا أكثر ذلك نسمّیه أنه عرض مثل المطر إن كان عند طلوع الشعری فإن ذلك عرض إذ لا یكون أبدا و لا أكثر ذلك (ش، ت، 724، 10)- الحدّ الذی یكون فیه الزیادة، و هی حدود الأعراض، یعرض فیه إذا ریم أن یحدّ المجموع من العرض و الموضوع له أن یذكر الشی‌ء الواحد و هو الموضوع فی الحدّ مرتین، لأنه إذا ریم حدّ المجموع من العرض و الجوهر لا بد أن یحدّ الموضوع علی حدّة و العرض علی حدة، و لأن العرض إذا حدّ علی حدة أخذ فی حدّه الموضوع فیلزم ضرورة أن یذكر الموضوع فی الحدّ مرتین (ش، ت، 819، 13)- یعرض للعرض الواحد بعینه أن یكون فی موجود ما خاصّا به فیقام فی حدّه بدل الصورة، و یكون فی موجود آخر غیر خاص بصورته فلا یلتبس بالصورة، مثل ما عرض للحرارة فی النار و فی الأشیاء المتنفّسة (ش، ت، 1043، 17)- العرض: یقال علی ما لا یعرف من المشار إلیه الذی لیس فی موضوع ماهیّته. و هو ضربان:
ضرب لا یعرّف من شی‌ء ذاته و هو شخصه، و الثانی ما یعرّف من شخصه ذاته و هو كلّیته (ش، ما، 40، 4)- اسم العرض منقول ممّا یدل به عند الجمهور و هو الشی‌ء السریع الزوال (ش، ما، 40، 7)- ینقسم (العرض) بالجملة إلی المقولات التسع التی هی الكمیة و الكیفیة و الإضافة و أین و متی و الوضع و له و أن یفعل و أن ینفعل (ش، ما، 40، 8)- العرض هو الموجود فی موضوع (ر، م، 138، 2)- العرض هو الموجود فی شی‌ء غیر متقوّم به لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 453
كجزء منه و لا یصحّ قوامه دون ما هو فیه (ر، م، 138، 12)- العرض … یجوز قیامه بالعرض (ر، م، 139، 14)- إنّ العرض لیس بجنس (ر، م، 150، 16)- العرض الساری فی المحل المنقسم یجب أن یكون منقسما (ر، م، 160، 9)- لو صحّ بقاء العرض لامتنع عدمه، لأنّ عدمه بعد البقاء لا یجوز أن یكون واجبا و إلّا لانقلب الشی‌ء من الإمكان الذاتی إلی الامتناع، بل یكون جائزا، أو له سبب (ر، مح، 86، 7)- أمّا العرض، فعبارة عن الموجود فی موضوع.
و قد ذكرنا سابقا ما ینقسم إلیه من الأجناس (سی، م، 111، 5)- العرض الموجود الذی یحتاج فی وجوده إلی موضع أیّ محلّ یقوم به كاللون المحتاج فی وجوده إلی جسم یحلّه و یقوم هو به.
و الأعراض علی نوعین: قارّ الذات و هو الذی یجتمع أجزاؤه فی الوجود كالبیاض و السواد، و غیر قارّ الذات و هو الذی لا یجتمع أجزاؤه فی الوجود كالحركة و السكون (جر، ت، 153، 13)

عرض بالذات‌

- إن العرض بالذات لیس هو الشی‌ء الذی عرض له بالعرض مثل الموسیقی لسقراط و بعضها عرض بالعرض مثل الطب للموسیقی (ش، ت، 380، 1)

عرض ذاتی‌

- العرض الذاتی هو الذی یكون موضوعه ماهیّته أو جزء ماهیّته، أو توجب ماهیّة موضوعه أن یوجد له علی النحو الذی توجب ماهیّة أمر ما أن یوجد له عرض ما. فإنّ ذلك العرض إذا حدّ أخذ ذلك الأمر فی حدّ العرض. فما كان من الأعراض هكذا فإنّه یقال إنّه عرض ذاتیّ (ف، حر، 95، 16)

عرض عام‌

- الجنس و الصورة و الشخص و الفصل جوهریة، و الخاصّة و العرض العام عرضیة: إمّا كلّا و إمّا جزءا، و إمّا مجتمعا و إما مفترقا (ك، ر، 126، 12)- العرض العام أیضا مقول علی أشخاص كثیرة، فهو كثیر، لأنّه موجود فی أشخاص كثیرة، و إمّا أن یكون كمّیة، فیقبل الزیادة و النقص، فهو متجزّئ، و إمّا أن یكون كیفیة، فیقبل الشبیه و لا شبیه، و الأشد و الأضعف، فیقبل الاختلاف، فهو كثیر، فالوحدة فیها أیضا لیست بحقیقیة، فهی إذن فیه بنوع عرضی، و العارض، كما قدّمنا، أثر من مؤثّر، فالوحدة فی العرض العام أثر من مؤثّر أیضا (ك، ر، 130، 9)- العرض العامّ كلّی مقول علی أفراد حقیقة واحدة و غیرها قولا عرضیّا، فبقولنا و غیرها یخرج النوع و الفصل و الخاصّة لأنّها لا یقال إلّا علی حقیقة واحدة فقط، و بقولنا قولا عرضیّا یخرج الجنس لأنّ قوله ذاتیّ (جر، ت، 154، 3)

عرض علی الإطلاق‌

- إن كان قد یوجد شی‌ء محمول علی أمر ما لا بطریق ما هو، و لم یكن یحمل علی أمر آخر بجهة ما هو أصلا بل كان حمله أبدا علی أیّ شی‌ء ما حمل هو حمل لا بطریق ما هو، كان هو العرض علی الإطلاق، و هو مقابل بالكلّیّة لما هو جوهر بالإطلاق. و ما كان یحمل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 454
بجهتین علی موضوعین مختلفین فهو جوهر لأحد هذین الموضوعین و عرض للموضوع الآخر (ف، حر، 177، 9)

عرض غیر ذاتی‌

- (العرض) غیر الذاتیّ هو الذی لا یدخل موضوع فی شی‌ء من ماهیّته، و ماهیّة موضوعه لا توجب أن یوجد له ذلك العرض (ف، حر، 95، 20)

عرض لازم‌

- العرض اللازم و هو ما یمتنع انفكاكه عن الماهیّة كالكاتب بالقوّة بالنسبة إلی الإنسان (جر، ت، 153، 18)

عرض مفارق‌

- العرض المفارق و هو ما لا یمتنع انفكاكه عن الشی‌ء و هو إمّا سریع الزوال كحمرة الخجل و صفرة الوجل، و إمّا بطی‌ء الزوال كالشیب و الشباب (جر، ت، 153، 20)

عرض واحد

- العرض الواحد لا یحلّ فی محلّین (ر، مح، 86، 27)

عرضی‌

- العرضیّ قد یكون أعمّ من الشی‌ء كاستعداد المشی للإنسان، و قد یختصّ به كاستعداد الضحك للإنسان (سه، ر، 16، 16)- أمّا العرضیّ، فعبارة عن ما یقال علی شی‌ء، و فهمه غیر ضروری السّبق من فهم ذلك الشی‌ء علیه، كالأسود و الأبیض بالنّسبة إلی الإنسان و الفرس، و سواء كان جوهرا فی نفسه كالمثال المذكور، أو عرضا مقابلا للجوهر كالسّواد و البیاض، و نحوه (سی، م، 53، 7)

عرضی لازم‌

- الجزء الذی یوصف به الشی‌ء- كالحیوانیّة للإنسان و نحوها- سمّاه أتباع المشّائین ذاتیّا، و نحن نذكر فی هذه الأشیاء ما یجب.
و العرضیّ اللازم أو المفارق یتأخّر عن الحقیقة تعقّله، و الحقیقة لها مدخل ما فی وجوده (سه، ر، 16، 15)

عرضی مفارق‌

- الجزء الذی یوصف به الشی‌ء- كالحیوانیّة للإنسان و نحوها- سمّاه أتباع المشّائین ذاتیّا، و نحن نذكر فی هذه الأشیاء ما یجب.
و العرضیّ اللازم أو المفارق یتأخّر عن الحقیقة تعقّله، و الحقیقة لها مدخل ما فی وجوده (سه، ر، 16، 15)

عرضیة

- الأجسام الحیّة لا تخلو من أن تكون حیاتها تكون ذاتیة فیها أو عرضیة من غیرها، أعنی بالذاتی فی الشی‌ء، الذی إن فارق الشی‌ء فسد، و العرضیة هی التی یمكن أن تفارق ما هی فیه و لا یفسد، فإن كانت الحیاة ذاتیة فی الحیّ، فإنّها إذا فارقت الحیّ فسد الحیّ، و كذلك نجد الأحیاء إذا فارقتهم الحیاة فسدوا. فأمّا الجسم الذی نجده حیّا و لا نجده حیّا، و هو هو جسم، فقد فارقته الحیاة، و لم تفسد جسمیّته (ك، ر، 266، 11)- إنّ الجوهریة و العرضیة من صفات الذوات و لوازمها و ما للذات بالذات لا یزول عنها و لا یتبدّل علیها، و إنّما تتبدّل الأحوال التی للذات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 455
عن غیرها بتبدّل نسبتها إلی غیرها (بغ، م 1، 442، 11)- العرضیّة خارجة عن حقیقة الأعراض، و هو صحیح، فإنّ العرضیّة أیضا من الصفات العقلیّة (سه، ر، 72، 12)- إنّ العرضیة عبارة عن نسبة الشی‌ء بالحلول إلی الموضوع (ر، م، 150، 20)- إنّ العرضیة مقولة علی ما تحتها بالتشكیك (ر، م، 151، 2)

عزم‌

- العزم- ثبات الرأی علی الفعل (ك، ر، 171، 3)- یقال: ما العزم؟ الجواب: الرأی علی العقل (تو، م، 312، 5)- إنّ العزم غیر كاف فی وجود الفعل، بل العزم علی الكتابة لا یوقع الكتابة ما لم یتجدّد قصد، هو انبعاث فی الإنسان متجدّد حال الفعل (غ، ت، 44، 1)

عشق‌

- إنّ العشق یترك النفس فارغة من جمیع الهمّ إلّا همّ المعشوق و كثرة الذكر له و الفكرة فی أمره و هیجان الفؤاد و الوله به و بأسبابه (ص، ر 3، 261، 7)- إنّ الذین زعموا أنّ العشق هو مرض نفسانی، أو قالوا إنّه جنون إلهی فإنّما قالوا ذلك من أجل أنّهم رأوا ما یعرض للعشاق من سهر اللیل و نحول الجسم و غور العیون و تواتر النبض و الأنفاس الصعداء مثل ما یعرض للمرضی فظنّوا أنّه مرض نفسانی (ص، ر 3، 261، 13)- أمّا الذین زعموا أنّه (العشق) جنون إلهی فإنّما قالوه من أجل أنّهم لم یجدوا الهمّ دواء یعالجونهم به و لا شربة یسقونها إیّاهم فیبرءون ممّا هم فیه من المحنة و البلوی إلّا الدعاء للّه بالصلاة و الصدقة و القرابین فی الهیاكل و رقی الكهنة و ما شاكل ذلك (ص، ر 3، 261، 17)- من الحكماء من زعم أنّ العشق هو إفراط المحبّة و شدّة المیل إلی نوع من الموجودات دون سائر الأنواع و إلی شخص دون سائر الأشخاص أو إلی شی‌ء دون سائر الأشیاء بكثرة الذكر له و شدّة الاهتمام به أكثر مما ینبغی (ص، ر 3، 262، 5)- من الحكماء من قال إنّ العشق هو هوی غالب فی النفس نحو طبع مشاكل فی الجسد أو نحو صورة مماثلة فی الجنس. و منهم من قال إنّ العشق هو شدّة الشوق إلی الاتحاد (ص، ر 3، 262، 15)

عصب‌

- العصب له مدخل ما فی وجود الحسّ (ش، ن، 64، 23)- العصب إنما ینبت من الدماغ لأنه شبیه بجوهره (ش، ن، 66، 3)

عصبیة

- ینبغی لمن یرید أن یعرف حقائق الأشیاء أن یبحث أولا عن علل الموجودات و أسباب المخلوقات، و أن یكون له قلب فارغ من الهموم و الغموم و الأمور الدنیاویة، و نفس ذكیة طاهرة من الأخلاق الردیة و صدر سلیم من الاعتقادات الفاسدة، و یكون غیر متعصّب لمذهب أو علی مذهب، لأنّ العصبیة هی الهوی و الهوی یعمی عین العقل و ینهی عن إدراك الحقائق و یعمی النفس البصیرة عن تصوّر الأشیاء بحقائقها، فیصدّها ذلك عن الهوی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 456
و یعدل عن طریق الصواب (ص، ر 3، 352، 14)- العصبیة … بها یكون التعاضد و التناصر (خ، م، 101، 20)- إن العصبیة إنما تكون من الالتحام بالنسب … و ذلك أن صلة الرحم طبیعی فی البشر إلّا فی الأقل. و من صلتها النعرة علی ذوی القربی و أهل الأرحام أن ینالهم ضیم أو تصیبهم هلكة (خ، م، 102، 6)- لما كانت الرئاسة إنما تكون بالغلب، وجب أن تكون عصبیة ذلك النصاب أقوی من سائر العصائب لیقع الغلب بها و تتم الرئاسة لأهلها (خ، م، 104، 15)- الغلب إنما یكون بالعصبیة (خ، م، 104، 23)- إن ثمرة الأنساب و فائدتها إنما هی العصبیة للنصرة و التناحر. فحیث تكون العصبیة مرهوبة و مخشیة، و المنبت فیها زكی محمی، تكون فائدة النسب أوضح (خ، م، 106، 17)- إن العصبیة بها تكون الحمایة و المدافعة و المطالبة، و كل أمر یجتمع علیه (خ، م، 110، 18)- التغلّب الملكی غایة العصبیة (خ، م، 110، 24)- إذا انقرضت العصبیة قصر القبیل عن المدافعة و الحمایة فضلا عن المطالبة (خ، م، 111، 26)

عظم‌

-" عظم" إنّما نعنی (الكندی) به أحد ثلاثة أشیاء: إمّا ما له طول فقط، أعنی الخطّ، و إمّا ما له طول و عرض فقط، أعنی به السطح، و إمّا ما له طول و عرض و عمق، أعنی به الجرم (ك، ر، 187، 9)- العظم من طبیعة المتصل (ش، ت، 274، 10)- ما یتجزّأ إلی أشیاء غیر متجزّئة تقبل التجزئة فهو عظم (ش، ت، 596، 15)- إن العظم إذا انتقل عند الكون من كمّیة إلی كمّیة لم ینتقل من قبل كمّیة واردة علیه من خارج (ش، ت، 1500، 5)- التزیّد فی العظم إلی غیر نهایة مستحیل (ش، ته، 69، 28)- كل عظم فإنه ینقسم بنصفین، أعنی الأعظام الثلاثة التی هی الخط و السطح و الجسم (ش، م، 138، 16)- لا یوجد عظم غیر متناه بالفعل، و ذلك أن كل عظم إما أن یكون خطا أو بسیطا أو جسما، و الخط كما قیل فی حدّه هو الذی نهایته نقطتان، و البسیط هو الذی نهایته خط أو خطوط، و الجسم هو الذی نهایته سطح أو سطوح (ش، سط، 51، 7)- العظم غیر مؤلّف من غیر منقسم (ش، سط، 93، 3)- العظم إن كان منقسما لزم ضرورة أن یكون المتحرّك منقسما (ش، سط، 93، 22)- العظم و الحركة و الزمان متساوقة، و أنه لیس یمكن أن یقطع متحرّك عظما غیر متناه فی زمان متناه، و لا یمكن أیضا أن یقطع متحرّك عظما متناهیا فی زمان غیر متناه إلا أن یكون ذلك العظم مستدیرا (ش، سط، 98، 3)

عظمان متجانسان‌

- لا یمكن أن یكون عظمان متجانسان لا نهایة لهما، أحدهما أقلّ من الآخر، لأنّ الأقل بعد الأكثر أو بعد بعضه (ك، ر، 189، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 457

عظمة

- إن العظمة و الجلالة و المجد فی الشی‌ء إنما یكون بحسب كماله، إما فی جوهره، و إما فی عرض من خواصّه. و أكثر ما یقال ذلك فینا.
إنما هو لكمال ما لنا فی عرض من أعراضنا، مثل الیسار و العلم، و فی شی‌ء من أعراض البدن (ف، أ، 35، 3)

عظیم‌

- العظیم و الصغیر یقالان علی كل كمّیة (ك، ر، 146، 7)

عقل‌

- إنّ حدّ العقل أنّه الجوهر البسیط القابل لصور الأشیاء ذوات الصور و المعانی علی حقائقها كقبول المرآة لما قابلها من الصور و الأشكال ذوات الألوان و الأصباغ (جا، ر، 109، 1)- إنّ الحیّ لمّا انقسم قسمین عاقل و بهیمیّ، فالعاقل لیس هو من استعمال النفس وحدها بل و من استعمال العقل و تتمیمه. و ذلك أنّ العقل إفادة النفس و إدراك أحوال الموجودات علی حقائقها و البحث و النظر و السداد فی الأعمال و التدابیر و حتی قیل إنّه شخص إلهیّ الكون (جا، ر، 526، 8)- العقل- جوهر بسیط مدرك للأشیاء بحقائقها (ك، ر، 165، 5)- العقل فی النفس هو المعقول (ك، ر، 302، 12)- إنّ رأی أرسططالیس فی العقل أنّ العقل علی أنواع أربعة: الأول منها العقل الذی بالفعل أبدا، و الثانی العقل الذی بالقوة، و هو للنفس، و الثالث العقل الذی خرج فی النفس من القوة إلی الفعل، و الرابع العقل الذی نسمّیه الثانی، و هو یمثّل العقل بالحسّ لقرب الحسّ من الحیّ و عمومه له أجمع (ك، ر، 353، 9)- العقل إمّا علّة و أول لجمیع المعقولات و العقول الثوانی، و إما ثان، و هو بالقوة للنفس، ما لم تكن النفس عاقلة بالفعل، و الثالث هو الذی بالفعل للنفس، قد اقتنته، و صار لها موجودا، متی شاءت استعملته، و أظهرته لوجود غیرها منها، كالكتابة فی الكتاب، فهی له معدّة ممكنة، قد اقتناها، و ثبتت فی نفسه، فهو یخرجها و یستعملها متی شاء، و أمّا الرابع فهو العقل الظاهر من النفس، متی أخرجته، فكان موجودا لغیرها منها بالفعل (ك، ر، 357، 4)- إنّ العقل إما منقسم إلی أجزاء أو إلی قوی، و أنّه مبدأ به ماهیّة الإنسان، و أنّه أیضا مبدأ فاعل، و أنّه سبب و مبدأ علی طریق الغایة علی مثال ما كانت الطبیعة، و أنّ نسبة العقل و القوی العقلیّة إلی النفس و القوة النفسانیّة كنسبة النفس و القوی النفسانیّة إلی الطبیعة و القوی الطبیعیّة (ف، ط، 122، 15)- إنّ العقل الذی به یتجوهر الإنسان آخر ما یتجوهر به هو أن یكون عقلا علی كماله الأوّل، فما هو علی كماله الأوّل فهو بعد بالقوّة و ما هو بالقوّة فإنّما كوّن لأجل فعله- و ذلك هو الذی هو جوهره هو لیس بعینه فعله (ف، ط، 123، 10)- نعلم یقینا أنه لیس شی‌ء من الحجج أقوی و أنفع و أحكم من شهادات المعارف المختلفة بالشی‌ء الواحد، و اجتماع الآراء الكثیرة، إذ العقل، عند الجمیع، حجّة. و لأجل إن ذا العقل ربما یخیّل إلیه الشی‌ء بعد الشی‌ء، علی خلاف ما هو علیه، من جهة تشابه العلامات المستدلّ بها علی حال الشی‌ء، احتیج إلی اجتماع عقول كثیرة مختلفة. فمهما اجتمعت، فلا حجّة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 458
أقوی، و لا یقین أحكم من ذلك (ف، ج، 81، 17)- العقل لیس هو شیئا غیر التجارب. و مهما كانت هذه التجارب أكثر، كانت النفس أتمّ عقلا (ف، ج، 99، 6)- إنّ الحسّ یدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعا، و من حال الموجود المتفرق متفرّقا، و من حال الموجود القبیح قبیحا، و من حال الموجود الجمیل جمیلا، و كذلك سائرها.
و أما العقل، فإنه قدر یدرك من حال كل موجود ما قد أدركه الحسّ، و كذلك ضدّه، فإنه یدرك من حال الموجود المجتمع مجتمعا و متفرّقا معا، و من حال الموجود المتفرّق متفرّقا و مجتمعا معا، و كذلك سائر ما أشبهها (ف، ج، 99، 21)- أمّا العقل الذی به یقول الجمهور فی الإنسان إنه عاقل فإنّ مرجع ما یعنون به هو إلی التعقّل و ذلك أنه ربما قالوا فی مثل معاویة إنه كان عاقلا و ربما امتنعوا أن یسمّوه عاقلا. و یقولون العاقل یحتاج إلی دین و الدین عندهم هو الذی یظنّون هم أنه هو الفضیلة. فهؤلاء إنما یعنون بالعاقل من كان فاضلا و جیّد الرویّة فی استنباط ما ینبغی أن یؤثر من خیر أو یتجنّب من شر و یمتنعون أن یوقعوا هذا الاسم علی من كان جیّد الرویّة فی استنباط ما هو شر بل یسمّونه نكرا و داهیة و أشباه هذه الأسماء (ف، عق، 4، 4)- أمّا العقل الذی یردّده المتكلّمون علی ألسنتهم فیقولون فی الشی‌ء هذا مما یوجبه العقل أو ینفیه العقل أو یقبله العقل أو لا یقبله العقل فإنّما یعنون به المشهور فی بادئ رأی الجمیع، فإنّ بادئ الرأی المشترك عند الجمیع أو الأكثر یسمّونه العقل (ف، عق، 7، 9)- أمّا العقل الذی یذكره أرسطو فی" كتاب البرهان" فإنّه إنما یعنی به قوة النفس التی بها یحصل للإنسان الیقین بالمقدّمات الكلّیة الصادقة الضروریة لا عن قیاس أصلا و لا عن فكر بل بالفطرة و الطبع أو من صباه أو من حیث لا یشعر من أین حصلت و كیف حصلت.
فإنّ هذه القوة جزء ما من النفس یحصل لها المعرفة الأولی لا بفكر و لا بتأمّل أصلا و الیقین بالمقدّمات التی صفتها الصفة التی ذكرناها، و تلك المقدّمات هی مبادئ العلوم النظریة (ف، ع، 8، 5)- أمّا العقل الذی یذكره (أرسطو) فی المقالة السادسة من" كتاب الأخلاق" فإنّه یرید به جزء النفس الذی یحصل فیه بالمواظبة علی اعتیاد شی‌ء شی‌ء مما هو فی جنس جنس من الأمور و طول تجربة شی‌ء شی‌ء مما هو فی جنس جنس من الأمور علی طول الزمان الیقین بقضایا و مقدّمات فی الأمور الإرادیة التی شأنها أن تؤثّر أو تجتنب (ف، عق، 9، 4)- یتفاضل الناس فی هذا الجزء من النفس الذی سمّاه عقلا تفاضلا متفاوتا (ف، عق، 11، 2)- أمّا العقل الذی یذكره (أرسطو) فی كتاب النفس فإنه جعله علی أربعة أنحاء: عقل بالقوة، و عقل بالفعل، و عقل مستفاد، و العقل الفعّال (ف، عق، 12، 4)- لا بدّ من حسّ یبیّن به الخلق فی العموم، و لا بدّ من عقل یوصل به إلی الباری علی الخصوص. و الحسّ رائد، و لكنه یرود لمن هو أعلی منه، و العقل مسترید، لكنه یسترید ممّن هو دونه (تو، م، 182، 20)- العقل كلّ بمعنی واحد، و واحد بمعنی كل (تو، م، 192، 3)- كما قد صحّ أنّ الحسّ كثیر الإحالة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 459
و الاستحالة، فكذلك قد وضح أن العقل ثابت علی ماله فی كل حالة. و الحسّ یفیدك ما یفید فی عرض الآلة التی أصلها المادة، و العقل یفیدك ما یفید علی هیئة محضة، لأنّه نور (تو، م، 203، 9)- الحسّ یفید العلم الذی تسكن معه النفس.
و العقل یفید العلم الذی كأنّه مظنون (تو، م، 203، 16)- النفس عقل بعد الاستنارة، و العقل نفس بعد الفكرة، و الطبیعة ممیّزة بالنظر فی الأول محرفه بالنظر فی الثانی (تو، م، 250، 13)- العقل سرح النفس مرعاها فیه، و النفس قلیب الطبیعة مستقاها منه، و الطبیعة صراط الإنسان مدّ له غیه (تو، م، 251، 23)- اسم العقل یدلّ علی معان، و تنقسم تلك المعانی إلی أقسام بحسب ما ینقسم كل ذی عقل. و ذلك له ابتداء و انتهاء: و أحدها و هو بمعنی الابتداء بالطبع، هو العقل الفعّال، و هو الشبه الفاعل. و الثانی بحسب الانتهاء، و هو العقل الإنسانی و یسمّی هیولانیّا، و هو فی نسبة المفعول. و الثالث بحسب معنی الوسط و هو العقل المستفاد و هو فی نسبة الفعل (تو، م، 289، 8)- یقال: ما العقل؟ الجواب هو جوهر بسیط یدرك الأشیاء بحقیقتها لا بتوسّط زمان دفعة واحدة، و أیضا هو الذی من شأن الجزء منه أن یصیر كلّا، و فی معنی هذا القول أنّ من شأن عقل زید مثلا، و هو عقل جزئی، أن یعقل كل المعقولات التی من شأنها أن تعقل، إن لم یقصر به الزمان أو یعترضه عائق، و لیس شی‌ء من الموجودات له هذا المعنی سواه (تو، م، 317، 9)- النفس و العقل صورتان یحتملهما أو أحدهما، فإذا أتممت تلك الصورة و أمكنتها أعطتها النفس تمام ما تهیّأت له، فتكون أول طبقات الأنفس و هی النامیة، و تكون فی الحیوانیة و لا تكون فی الإنسانیة (تو، م، 330، 13)- قال الفیلسوف: العقل وحده، لا یموت. أراد بذلك أن یمیّزه من قوی النفس النامیة و الحسّیة، لأنّ الحسّ و النماء یضمحلّان، و لأنّ النفس استفادتهما من العالم الهیولانی، و أمّا العقل فلم یستفد من هذا العالم، فلذلك بقی (تو، م، 334، 1)- النفس و العقل أیضا هما جوهران لا یوصفان بالطول و العرض و العمق (ص، ر 2، 335، 14)- نسبة النفس من العقل كنسبة ضوء القمر من نور الشمس و نسبة العقل من الباری كنسبة نور الشمس من الشمس (ص، ر 3، 8، 17)- بقاء العقل إذا علّة لوجود النفس، و تمامیة العقل علّة لبقاء النفس، و كماله علّة لتمامیة النفس (ص، ر 3، 187، 19)- أما العقل فإنّه جوهر بسیط روحانی أبسط من النفس و أشرف منها قابل لتأیید الباری تعالی، علّام بالفعل مؤیّد للنفس بلا زمان (ص، ر 3، 198، 23)- إنّ العقل اسم مشترك یقال علی معنیین:
أحدهما ما تشیر به الفلاسفة إلی أنّه أول موجود اخترعه الباری جلّ و عزّ و هو جوهر بسیط روحانی محیط بالأشیاء كلها إحاطة روحانیة.
و المعنی الآخر ما یشیر به جمهور الناس إلی أنّه قوة من قوی النفس الإنسانیة التی فعلها التفكّر و الرویّة و النطق و التمییز و الصنائع و ما شاكلها (ص، ر 3، 228، 1)- إنّ الموجودات كلها صور و أعیان غیریات أفاضها الباری عزّ و جلّ علی العقل الذی هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 460
أول موجود جاد به الباری و أوجده، و هو جوهر بسیط روحانی فیه جمیع صور الموجودات غیر متراكمة و لا متزاحمة، كما یكون فی نفس الصانع صور المصنوعات قبل إخراجها و وضعها فی الهیولی (ص، ر 3، 229، 19)- أما العقل فله علّة واحدة فاعلة الذی هو الباری عزّ و جلّ الذی أفاض علیه الوجود و التمام و البقاء و الكمال دفعة واحدة بلا زمان (ص، ر 3، 233، 19)- العقل هو نور الباری تعالی و فیضه الذی فاض أولا (ص، ر 3، 331، 17)- إنّ العقل للإنسان- إذا تبیّن- لیس هو شی‌ء سوی النفس الناطقة إذا تصوّرت رسوم المحسوسات فی ذاتها میّزت بفكرها بین أجناسها و أنواعها و أشخاصها، و عرفت جواهرها و أعراضها، و جرّبت أمور الدنیا و اعتبرت تصاریف الأیام بین أهلها (ص، ر 3، 394، 9)- إنّ العقل أشرف من جوهر النفس (ص، ر 4، 5، 9)- العقل هو المقرّ علی نفسه و علی ما دونه من الموجودات بأنّ كلها مبدعات محدثات مكوّنات، و أنّه عبد لربّه، و أنّ ربّه علّة لها و هو الذی أبدع الهیولی و اخترعها بعد أن لم تكن (ص، ر 4، 5، 14)- إنّ للعقل فعلا یختصّ به و لا ینفرد عنه و لا ینفصل منه قریب بحیث هو (ص، ر 4، 257، 7)- العقل اسم مشترك لمعان عدّة، فیقال عقل لصحّة الفطرة الأولی فی الناس فیكون حدّه أنّه قوة بها یجود التمییز بین الأمور القبیحة و الحسنة، و یقال عقل لما یكسبه الإنسان بالتجارب من الأحكام الكلیة فیكون حدّه أنّه معان مجتمعة فی الذهن تكون مقدّمات یستنبط بها المصالح و الأغراض. و یقال عقل لمعنی آخر، و حدّه أنّه هیئة محمودة للإنسان فی حركاته و سكوناته و كلامه و اختیاره. فهذه المعانی الثلاثة هی التی یطلق علیها الجمهور اسم العقل (س، ح، 11، 8)- أما الذی یدلّ علیه اسم العقل عند الحكماء فهی ثمانیة معان: أحدها العقل الذی ذكره الفیلسوف فی كتاب البرهان و فرّق بینه و بین العلم قال ما معناه هذا العقل هو التصوّرات و التصدیقات الحاصلة للنفس بالفطرة و العلم ما حصل بالاكتساب، و منها العقول المذكورة فی كتاب النفس. فمن ذلك العقل النظری و العقل العلمی. فالعقل النظری قوة للنفس تقبل ماهیّات الأمور الكلّیة من جهة ما هی كلّیة، و العقل العملی قوة للنفس هی مبدأ التحریك للقوة الشوقیة إلی ما یختار من الجزئیات من أجل غایة مظنونة أو معلومة (س، ح، 12، 6)- العقل لیس عجزه عن تصوّر الأشیاء التی هی فی غایة المعقولیة، و التجرید عن المادة لأمر فی ذات تلك الأشیاء، و لا لأمر فی غریزة العقل، بل لأجل أنّ النفس مشغولة فی البدن بالبدن، فتحتاج فی كثیر من الأمور إلی البدن، فیبعدها البدن عن أفضل كمالاتها (س، شن، 210، 14)- إنّ إدراك العقل للمعقول أقوی من إدراك الحسّ للمحسوس، لأنّه- أعنی العقل- یعقل و یدرك الأمر الباقی الكلّی، و یتّحد به و یصیر هو هو علی وجه ما، و یدركه بكنهه لا بظاهره، و لیس كذلك الحسّ للمحسوس، فاللّذة التی تجب لنا: بأن نعقل ملائما، هی فوق اللذة تكون لنا: بأن نحسّ ملائما و لا نسبة بینهما (س،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 461
شأ، 369، 11)- یجب أن یحدث عن كل عقل عقل تحته، و یقف حیث یمكن أن تحدث الجواهر العقلیة منقسمة متكثّرة بالعدد، لتكثّر الأسباب، فهناك ینتهی (س، شأ، 409، 15)- أما العقل فیقتدر علی تجرید الماهیة المكنوفة باللواحق الغریبة المشخصة، مستثبتا إیّاها كأنّه عمل بالمحسوس عملا جعله معقولا (س، أ 1، 346، 1)- إنّ كل شی‌ء یعقل شیئا، فإنّه یعقل بالقوة القریبة من الفعل، أنّه یعقل، و ذلك عقل منه لذاته، فكل ما یعقل شیئا فله أن یعقل ذاته (س، أ 1، 391، 1)- إنّ العقل نور یتولّی اللّه إفاضته علی الأنفس من غیر أن یكون لشی‌ء من الجسمانیات فیه وساطة الأنسب إلی شی‌ء واحد و هو التهیئة للقبول (س، ر، 46، 1)- الحسّ تصرّفه فیما هو من عالم الخلق، و العقل تصرّفه فیما هو من عالم الأمر، و ما هو فوق الخلق و الأمر فهو محتجب عن الحسّ و العقل (س، ر، 66، 7)- إنّ العقل یحتاج فی تصوّر أكثر الكلّیات إلی استقراء الجزئیات فلا محالة أنّها تحتاج إلی الحسّ الظاهر فنعلم أنّه یأخذ من الحسّ الظاهر إلی الخیال إلی الوهم. و هذا هو من الجحیم طریق و صراط دقیق صعب حتی یبلغ إلی ذاته العقل (س، ر، 131، 3)- أما النفس الناطقة الإنسانیة فتنقسم قواها أیضا إلی قوة عاملة، و قوة عالمة. و كل واحدة من القوتین تسمّی عقلا باشتراك الاسم (س، ف، 63، 2)- إنّ هذا الجوهر الذی هو العقل، هو جوهر مجرّد عن المادة بالذات، و بالعلاقة العقلیة، و من كل جهة (س، ف، 112، 15)- النفس الناطقة إذا أقبلت علی العلوم سمّی فعلها عقلا، و سمّیت بحسبه عقلا نظریّا (س، ف، 170، 19)- العقل له ثلاث تعقّلات: أحدها: أنّه یعقل خالقه تعالی. و الثانی: أنه یعقل ذاته واجبة بالأول تعالی. و الثالث: أنّه یعقل كونه ممكنا لذاته. فحصل من تعقّله خالقه عقل هو أیضا جوهر عقل آخر، كحصول السراج من سراج آخر. و حصل من تعقّله ذاته واجبة بالأول نفس، هی أیضا جوهر روحانی كالعقل، إلّا أنّه فی الترتیب دونه. و حصل من تعقّله ذاته ممكنة لذاته جوهر جسمانی هو الفلك الأقصی، و هو العرش بلسان الشرع (س، ف، 189، 8)- إنّ العقل المجرّد لا یكون مبدأ قریبا لحركة بل یحتاج إلی قوة أخری من شأنها أن تتجدّد فیها الإرادة و تتخیّل الأینات الجزئیّة و هذا یسمّی النفس (س، ن، 241، 8)- إنّ إدراك العقل للمعقول أقوی من إدراك الحسّ للمحسوس لأنّه، أعنی العقل، یعقل و یدرك الأمر الباقی الكلّی و یتّحد به و یصیر هو هو علی وجه ما و یدركه بكنهه لا بظاهره و لیس كذلك الحسّ للمحسوس و اللذة التی تجب لنا بأن نتعقّل ملائما هی فوق التی تكون لنا بأن نحسّ ملائما و لا نسبة بینهما (س، ن، 246، 1)- إنّ كل عقل هو أعلی فی المرتبة فإنّه لمعنی فیه و هو أنّه بما یقل الأول یجب عنه وجود عقل آخر دونه و بما یعقل ذاته یجب عنه فلك بنفسه و جرمه، و جرم الفلك كائن عنه و مستبقی بتوسّط النفس الفلكیة. فإنّ كل صورة فهی علّة لأن تكون مادتها بالفعل لأنّ المادة بنفسها لا قوام لها (س، ن، 280، 17)- إنّ العقل یدرك الوجود علی سبیل التصوّر بلا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 462
شكّ، و هو مستغن عن الرسم و الحدّ: إذ لیس للوجود رسم و لا حدّ (غ، م، 141، 1)- العقل یقضی قبل النظر فی الوجود، إلی أنّه إن كان فی الوجود تركیب، من بسیطین، فلا یمكن إلّا بحركة مستقیمة. و إن كانت حركة، فلا تمكن إلّا عن جهة، و إلی جهة. فتحتاج إلی جهتین. و هذا ظاهر. و لا بدّ أن تكونا محدودتین و مختلفتین بالطبع. أمّا اختلافهما بالطبع و النوع، فإنّما یلزم من حیث إنّ الحركة:
إمّا أن تكون طبیعیة، أو قسریة (غ، م، 256، 19)- المفكّرة بالحقیقة هی العقل، و إنّما هذه آلته فی الفكر، لا أنّها المفكّرة، فإنّه كما أن ماهیّات الأسباب هی التی بها تتحرّك العین فی الحجر من جمیع الجوانب حتی یتیسّر بها الإبصار، و التفتیش عن الغوامض، فكذلك ماهیّات الأسباب هی التی بها یتأتّی التفتیش عن المعانی المودعة فی الخزانتین (غ، م، 357، 10)- لها (للنفس) فینا قوة تدرك الماهیّة، غیر مقترنة بشی‌ء من هذه الأمور الغریبة، بل مجرّدة عن كل أمر سوی الإنسانیة. و تدرك السواد المطلق مجرّدا عن كل أمر سوی السوادیة. فكذلك سائر المعانی. و هذه القوة تسمّی عقلا (غ، م، 361، 14)- بهذه القوة (العقل) یقتنص الإنسان العلم بالمجهولات. بواسطة الحدّ الأوسط فی التصدیقات، و بواسطة الحدّ الأوسط فی التصدیقات، و بواسطة الحدّ و الرسم فی التصوّرات. و تكون الإدراكات الحاصلة فیها كلّیة، لأنّها مجرّدة، فتكون نسبتها إلی آحاد جزئیات المعنی، نسبة واحدة. و لیس ذلك الشی‌ء لسائر الحیوانات سوی الإنسان (غ، م، 361، 20)- لا یبعد أن یكون فی الحواس الجسمانیة ما یسمّی عقلا، و یخالف سائرها فی أنّها تدرك نفسها (غ، ت، 189، 16)- العقل أول المبدعات (غ، ع، 29، 5)- العقل أشرف من النفس، و النطق صفة النفس، و النفس جوهرة، و العقل فی الجوهریة أشرف من النفس (غ، ع، 45، 12)- إنّ العقل لیس مستقلّا بالإحاطة بجمیع المطالب، و لا كاشفا للغطاء عن جمیع المعضلات (غ، مض، 28، 3)- العقل هو قوة فاعلة (ج، ر، 161، 12)- أمّا العقل الذی معقوله هو بعینه، فلذلك لیس له صورة روحانیة موضوعة له. فالعقل یفهم منه ما یفهم من المعقول، و هو واحد غیر متكثّر، إذ قد خلا من الإضافة التی تتناسب بها الصورة فی الهیولی (ج، ر، 166، 9)- العقل یدرك آلیته و یعرفها بعلم فیه حدود وسطی و دلائل هی الوسائط فی العلم، و العین أیضا تبصر ذاتها بل القوة الباصرة تبصر العین التی هی آلتها بواسطة كالمرآة (بغ، م 1، 359، 21)- یقال عقل لذات فعّالة و لفعلها باشتراك الاسم، فیقال عقل و عاقل و معقول فیسمّی العاقل عقلا و الفعل أیضا یسمّی عقلا (بغ، م 1، 407، 8)- العقل الذی هو الفعل هو الأعرف و ینقسم فی لغة القدماء إلی قسمین: أحدهما علم و الآخر عمل. و العلم قد عرفته جملة و یخصّون العقل من جملته بتصوّر و معرفة خاصة و علم بحسبها.
فالعقل عندهم (الفلاسفة) إدراك ذهنی و لا كل ذهنی بل إدراك الصور المجرّدة عن الأجسام و علائق الحسّ … و العمل هو التصرّف بحسب الرأی و التدبیر الذی یكون معلوما و معمولا به كتدبیر الإنسان لنفسه فی تقدیر أفعاله و أحواله و تدبیر منزله و مدینته. فهذا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 463
الفعل أیضا یسمّونه عقلا و یسمّی فاعله عقلا أیضا (بغ، م 1، 407، 9)- إنّ الذی أشیر إلیه باسم العقل فی اللغة العربیة إنّما هو العقل العملی من جملة ما قیل. و جاء فی لغتهم من المنع و العقال فیقال عقلت الناقة أی منعتها بما شددتها به عن تصرّفها فی سعیها. فكذلك العقل العملی یعقل النفس و یمنعها عن التصرّف علی مقتضی الطباع (بغ، م 1، 409، 13)- فی اللغة العربیة یراد بالعقل الشی‌ء الذی یمنع الخواطر و الشهوات من الناس و یوقفها عن أن تمضی العزائم بحسبها (بغ، م 2، 149، 11)- یقولون (الفلاسفة) إنّ النفس الإنسانیة مجموع قوتین أولها قوتان قوة علمیة و قوة عملیة، فالذی أرادته العرب بالعقل بالقوة العملیة أولی، و الذی أراده یونان بالعلمیة أولی (بغ، م 2، 149، 22)- إنّ العقل عقل لشی‌ء، و معنی العقل المقول فی لغتهم (الفلاسفة) لا یراد به الإضافة إلی شی‌ء و إن كانوا یعرّفونه بشی‌ء و من شی‌ء و یسمّونه باسم یخصّه فی ذاته لا من جهة إضافاته، و إن أضیف فإلی فعله الخاص به كالعلم و العالم.
فالعاقل و العالم و العقل و العلم عندهم أسماء مترادفة (بغ، م 2، 150، 6)- لما كانت حال العقل من المعقول حال الحس من المحسوس، شبّه (أرسطو) قوة العقل منّا بالإضافة إلی إدراك المعقولات البریّة من الهیولی بأعظم المحسوسات التی هی الشمس إلی أضعف الإبصار و هو بصر الخفّاش. لكن لیس یدل هذا علی امتناع تصوّر الأمور المفارقة كامتناع النظر إلی الشمس علی الخفّاش، فإنه لو كان ذلك كذلك لكانت الطبیعة قد فعلت باطلا بأن صیّرت ما هو فی نفسه معقول بالطبع للغیر لیس معقولا لشی‌ء من الأشیاء كما لو صیّرت الشمس لیست مدركة لبصر من الأبصار (ش، ت، 8، 6)- یقول (أرسطو) إن من یضع الأسباب التی علی طریق الغایة غیر متناهیة فهو یرفع العقل العملی ضرورة، و ذلك أن العقل إنما یفعل ما یفعله فی كل وقت بسبب شی‌ء آخر من الأشیاء و ذلك الشی‌ء هو الذی من قبله صار الفعل متناهیا، و ذلك أن النهایة هی الغایة المقصودة بالأفعال و إلّا كان الفعل عبثا (ش، ت، 34، 3)- إن العقل لما كان متناهیا لم یمكن أن یحصر ما لا نهایة له علی أنه مدرك له بالفعل لا بالقوة (ش، ت، 42، 4)- حال العقل الذی هو الكمال الأخیر للإنسان هو حال جمیع العقول المفارقة لجمیع الأجرام السماویة. و ذلك أنه تبیّن من هذه أنها الكمال الأخیر للأجرام السماویة (ش، ت، 52، 2)- لیس العقل مضافا إلی العاقل بل إلی المعقول، لأنه لو كان ذلك كذلك لكان العقل متقوّما بالعاقل، و العاقل ظاهر من أمره أنه متقوّم بالعقل. فكان یلزم عن ذلك أن یكون الشی‌ء الذی هو مقوّم لشی‌ء ما متقوّما بالشی‌ء الذی هو مقوّمه، أعنی أنه یلزم أن یكون السبب متقوّما بالمسبّب فكان یكون الشی‌ء الواحد بعینه بالإضافة إلی شی‌ء واحد سببا و مسبّبا معا (ش، ت، 618، 12)- العقل یفهم المتقابلین معا، لیس بأنه یفهم الواحد بعد الآخر كمثل حالها فی الوجود بل یفهمهما معا كأنهما مجتمعان فی الوجود (ش، ت، 740، 19)- السبب فی أن العقل یدرك معا المتقابلین أنه لیس طبیعة المتقابلین الأوّلین فی العقل اللذین هما الصدق و الكذب طبیعة المتقابلین الأوّلین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 464
خارج النفس اللذین هما الخیر و الشر، لأن الصدق و الكذب هما فی الفكرة و الخیر و الشر فی الهیولی (ش، ت، 741، 5)- قد یقال فی العقل و الحس إنهما مكیالان. أما العقل فللأشیاء المعقولة و أما الحس فللأشیاء المحسوسة من قبل أن بهما تعرف الموجودات و الذی به تعرف هو مكیال. و هذه هی العلّة المشتركة للحس و العقل و للواحد، و إلّا فإن العلم و الحس هما أجدر أن تكیلهما الموجودات من أن یكیلاهما الموجودات (ش، ت، 1264، 7)- إن الطبیعة إذا كانت تفعل فعلا فی غایة النظام من غیر أن تكون عاقلة، إنها ملهمة من قوی فاعلة هی أشرف منها و هی المسمّی عقلا (ش، ت، 1503، 1)- العقل بذاته و جوهره إنما هو من المعقول (ش، ت، 1600، 7)- إنما یعقل العقل منا ذاته حین یلابس المعقول و یتصوّره بالفعل لا حین ما هو بالقوة قبل أن یتصوّر المعقول لأن المعقول إذا تصوّره صار هو و المعقول شیئا واحدا (ش، ت، 1617، 4)- العقل منا إنما یعقل ذاته فی وقت ما لا دائما (ش، ت، 1617، 9)- إنما یصیر المعقول و العقل شیئا واحدا إذا عقل لأن القابل و المقبول من العقل كلاهما عقل.
و لذلك كان العاقل و المعقول من العقل یرجعان إلی شی‌ء واحد و إنما تتفرّق هذه باعتبار الأحوال الموجودة فی العقل، و ذلك إن من حیث هو یتصوّر المعقول قیل فیه إنه عاقل، و من حیث هو متصوّر بذاته قیل إن العاقل هو العقل نفسه بخلاف ما یعقل بغیره، و من حیث أن المتصوّر هو المتصوّر نفسه، قیل إن العقل هو المعقول (ش، ت، 1617، 12)- إن العقل من طبیعته أن یفصل الأشیاء المتحدة فی الوجود إلی الأشیاء التی تركّبت منها و إن لم تنفصل فی الوجود بعضها من بعض، مثل تفصیله بین المادة و الصورة و تفصیله بین الصورة و المركّب من المادة و الصورة. فهذه هی حال العقل فی الأشیاء المركّبة من صور و مواد إذا وصف المركّب بالصورة أو الحامل للصورة بالصورة فإنه یفهمهما متحدین من جهة متغایرین من جهة، مثل وصفه الإنسان بالنطق فإنه یفهم أن الموضوع للنطق و النطق معنی واحد بالاتحاد و یفهم أن الحامل منه و المحمول متغایران (ش، ت، 1621، 13)- لیس یمتنع فیما هو بذاته عقل و معقول أن یكون علّة لموجودات شتی من جهة ما یعقل منه أنحاء شتی، و ذلك إذا كانت تلك العقول تتصوّر منه أنحاء مختلفة من التصوّر (ش، ت، 1649، 5)- ما كان عقله مثل هذا العقل أی یخرج من القوة إلی الفعل كالحال فی عقلنا، فعقله هو حركة ما (ش، ت، 1697، 14)- العقل منا لیس یعقل ذاته إلّا بالعرض … إنه یعقل فعله الذی هو التعقّل من قبل أن جوهره هو فعله (ش، ت، 1700، 4)- إن الحس و الظن و العقل هو للمعقول و المحسوس و المظنون لا لذاته إلّا بالعرض، أی لیس یعقل العقل منا ذاته إلّا بالعرض أعنی من قبل ما عرض للمعقول أن كان صورة العقل (ش، ت، 1700، 12)- العقل لیس هو المعقول منا من جمیع الوجوه (ش، ت، 1701، 2)- كان العقل لیس شیئا غیر إدراك صور الموجودات من حیث هی فی غیر هیولی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 465
(ش، ته، 130، 16)- الصور المادیة إذا تجرّدت فی النفس من مادتها صارت علما و عقلا، و أن العقل لیس شیئا أكثر من الصور المتجرّدة من المادة، و إذا كان ذلك كذلك فیما كان لیس مجرّدا فی أصل طبیعته فالتی هی مجرّدة فی أصل طبیعتها أحری أن تكون علما و عقلا (ش، ته، 193، 21)- لما كانت معقولات الأشیاء هی حقائق الأشیاء، و كان العقل لیس شیئا أكثر من إدراك المعقولات، كان العقل منا هو المعقول بعینه من جهة ما هو معقول، و لم یكن هنالك مغایرة بین العقل و المعقول إلا من جهة أن المعقولات هی معقولات أشیاء لیست فی طبیعتها عقلا و إنما تصیر عقلا بتجرید العقل صورها من المواد. و من قبل هذا لم یكن العقل منا هو المعقول من جمیع الجهات (ش، ته، 193، 24)- لأن العقل لیس هو شیئا أكثر من إدراك نظام الأشیاء الموجودة و ترتیبها، و لكنه واجب فیما هو عقل مفارق الّا یستند فی عقل الأشیاء الموجودة و ترتیبها إلی الأشیاء الموجودة و یتأخّر معقوله عنها لأن كل عقل هو بهذه الصفة فهو تابع للنظام الموجود فی الموجودات و مستكمل به، و هو ضرورة یقصّر فیما یعقله من الأشیاء. و لذلك كان العقل منّا مقصّرا عما تقتضیه طبائع الموجودات جاریة علی حكم العقل، و كان هذا العقل منا مقصّرا عن إدراك طبائع الموجودات، فواجب أن یكون هاهنا علم بنظام و ترتیب هو السبب فی النظام و الترتیب و الحكمة الموجودة فی موجود موجود.
و واجب أن یكون هذا العقل النظام الذی منه هو السبب فی هذا النظام الذی فی الموجودات، و أن یكون إدراكه لا یتصف بالكلّیة فضلا عن الجزئیة، لأن الكلّیات معقولات تابعة للموجودات و متأخّرة عنها.
و ذلك العقل الموجودات تابعة له، فهو عاقل ضرورة للموجودات بعقله من ذاته النظام و الترتیب الموجود فی الموجودات لا بعقله شیئا خارجا عن ذاته، لأنه كان یكون معلولا عن الموجود الذی یعقله لا علّة له و كان یكون مقصّرا (ش، ته، 194، 1)- العقل الذی فینا هو الذی یلحقه التعدّد و الكثرة، و أما ذلك العقل (المفارق) فلا یلحقه شی‌ء من ذلك، و ذلك أنه بری‌ء عن الكثرة اللاحقة لهذه المعقولات و لیس یتصوّر فیه مغایرة بین المدرك و المدرك، و أما العقل الذی فینا فإدراكه ذات الشی‌ء غیر إدراكه أنه مبدأ للشی‌ء، و كذلك إدراكه غیره غیر إدراكه ذاته بوجه ما. و لكن فیه شبه من ذلك العقل، و ذلك العقل هو الذی أفاده ذلك الشبه. و ذلك أن المعقولات التی فی ذلك العقل بریّة من النقائص التی لحقها فی هذا العقل منا، مثال ذلك: إن العقل إنما صار هو المعقول من جهة ما هو معقول لأن هاهنا عقلا هو المعقول من جمیع الجهات. و ذلك أن كل ما وجدت فیه صفة ناقصة فهی موجودة له ضرورة من قبل موجود فیه تلك الصفة كاملة، مثال ذلك: إن ما وجدت فیه حرارة ناقصة فهی موجودة له من قبل شی‌ء هو حار بحرارة كاملة (ش، ته، 194، 26)- إن العقل منّا هو علم للموجودات بالقوة لا علم بالفعل، و العلم بالقوة ناقص عن العلم بالفعل، و كل ما كان العلم منا أكثر كلّیة كان أدخل فی باب العلم بالقوة و أدخل فی باب نقصان العلم، و لیس یصح علی العلم الأزلی أن یكون ناقصا بوجه من الوجوه، و لا یوجد فیه علم هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 466
علم بالقوة، لأن العلم بالقوة هو علم فی هیولی (ش، ته، 197، 3)- اسم العقل یقال علی العقول المفارقة عند القوم (الفلاسفة) بتقدیم و تأخیر، و أن فیها عقلا أولا هو العلّة فی سائرها. و كذلك الأمر فی الجوهر (ش، ته، 219، 23)- العقل الذی یعقل ذاته و غیره أشرف من الذی یعقل ذاته و یعقل غیره (ش، ته، 249، 18)- العقل بما هو عقل إنما یتعلّق بالموجود لا بالمعدوم (ش، ته، 260، 16)- العقل إنما یدرك الأشیاء من جهة أسبابها (ش، ته، 269، 17)- العقل لیس هو شی‌ء أكثر من إدراكه الموجودات بأسبابها، و به یفترق من سائر القوی المدركة، فمن رفع الأسباب فقد رفع العقل (ش، ته، 292، 1)- العقل لیس له ارتباط بقوة من قوی النفس ارتباط الصورة بالمحل (ش، ته، 309، 4)- العقل یدرك من الأشخاص المتفقة فی النوع معنی واحدا تشترك فیه و هی ماهیة ذلك النوع، من غیر أن ینقسم ذلك المعنی بما تنقسم به الأشخاص من حیث هی أشخاص من المكان و الوضع و المواد التی من قبلها تكثّرت، فیجب أن یكون هذا المعنی غیر كائن و لا فاسد و لا ذاهب بذهاب شخص من الأشخاص التی یوجد فیها هذا المعنی (ش، ته، 320، 7)- العقل لیس فیه من معنی الشخصیة شی‌ء، و أما النفس فإنها و إن كانت مجرّدة من الأعراض التی تعدّدت بها الأشخاص فإن المشاهیر من الحكماء یقولون: لیس تخرج من طبیعة الشخص و إن كانت مدركة (ش، ته، 320، 18)- العقل من الجمهور لا ینفك من التخیّل، بل ما لا یتخیّلون هم عندهم عدم (ش، م، 190، 9)- ممّا یخص … الإدراك العقلی أن الإدراك فیه هو المدرك، و لذلك قیل إن العقل هو المعقول بعینه، و السبب فی ذلك أن العقل عند ما یجرّد صورة الأشیاء المعقولة من الهیولی و یقبلها قبولا هیولانیا یعرض له أن یعقل ذاته، إذا كانت لیست تصیر المعقولات فی ذاته من حیث هو عاقل بها علی نحو مباین لكونها معقولات أشیاء خارج النفس (ش، ن، 92، 10)- العقل یتزیّد مع الشیخوخة و سائر قوی النفس بخلاف ذلك (ش، ن، 93، 10)- العقل لیس یفهم فی شی‌ء ما أنه غیر منقسم فی حال من أحواله إلا أن یفهم أن فیه معنی غیر منقسم علی الإطلاق. كما إنه لیس یفهم انفصال شی‌ء عن شی‌ء إلا بعد فهمه الانفصال.
فإذا كرّر العقل الواحد المنطلق حدث الكمّ المنفصل بإطلاق و هو العدد، و صار كلّما یعدّ إنما لحقه العدد بتوسط العدد المطلق، إذ لیس یتصور فی بادی الرأی من معنی الوحدة و الواحد غیر هذه (ش، ما، 44، 6)- أما العقل فإن من شأنه أن ینتزع الصورة من الهیولی المشار إلیها و یتصوّرها مفردة علی كنهها، و ذلك من أمره بیّن. و بذلك صح أن یعقل ماهیات الأشیاء، و إلا لم تكن هاهنا معارف أصلا (ش، ما، 80، 22)- العقل منا و إن كان هو المعقول بعینه ففیه تغایر ما من جهة نسبته إلی الهیولی (ش، ما، 153، 10)- أمّا العقل … تصدیقه بالأمور: إمّا أن یكون بدیهیا أو كسبیا، أمّا البدیهیات فلا تعویل علیها لأنّ حكم الذهن بالقضایا التی تسمّی عقلیة كحكمه بالقضایا التی تسمّی وهمیة (ر، م، 351، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 467
- إنّ العقل هو التصوّرات و التصدیقات الحاصلة للنفس بالفطرة (ر، م، 366، 18)- التعقّل لا یحصل إلّا عند حضور ماهیة المعقول فی العاقل (ر، ل، 75، 11)- المشهور أن العقل الذی هو مناط التكلیف، هو العلم بوجود الواجبات و استحالة المستحیلات (ر، مح، 81، 8)- أمّا العملیّة، فعبارة عن قوّة یتمّ بها التصرّف فی الأمور الجزئیّة بالفكرة و الرّویّة. و أمّا العقل فقد یطلق علی أحد شیئین: واحد منهما جوهر.
و الثّانی أعراض (سی، م، 104، 4)- قد یطلق العقل: - علی ما حصّله الإنسان بالتّجارب، و یسمّی العقل التجریبیّ،- و علی صحّة الفطرة الأولی،- و علی الهیئة المستحسنة للإنسان فی أفعاله و أحواله (سی، م، 108، 5)- العقل میزان صحیح فأحكامه یقینیة لا كذب فیها، غیر أنّك لا تطمع أن تزن به أمور التوحید و الآخرة و حقیقة النبوّة و حقائق الصفات الإلهیة و كل ما وراء طوره فإنّ ذلك طمع فی محال (خ، م، 364، 26)- العقل جوهر مجرّد عن المادّة فی ذاته مقارن لها فی فعله و هی النفس الناطقة التی یشیر إلیها كلّ أحد بقوله أنا. و قیل العقل جوهر روحانیّ خلقه اللّه تعالی متعلّقا ببدن الإنسان. و قیل العقل نور فی القلب یعرف الحقّ و الباطل. و قیل العقل جوهر مجرّد عن المادة یتعلّق بالبدن تعلّق التدبیر و التصرّف. و قیل العقل قوّة للنفس الناطقة فصریح بأنّ القوّة العاقلة أمر مغایر للنفس الناطقة و أنّ الفاعل فی التحقیق هو النفس و العقل آلة لها بمنزلة السكّین بالنسبة إلی القاطع. و قیل العقل و النفس و الذهن واحدة إلّا أنّها سمّیت عقلا لكونها مدركة و سمّیت نفسا لكونها متصرّفة و سمّیت ذهنا لكونها مستعدّة للإدراك (جر، ت، 157، 3)- أمّا العقل، فمن شأنه إدراك الكلّیات و معرفة أحكامها (ط، ت، 71، 18)

عقل إلهی‌

- العقل الإلهی یوجد دائما فعلا (ش، ت، 1618، 6)- إن العقل الإلهی یجب أن یكون فی غایة الفضیلة و التمام (ش، ت، 1697، 8)

عقل إنسانی‌

- الأشخاص الجزئیة الهیولانیة واقعة تحت الحواس، و أمّا الأجناس و الأنواع فغیر واقعة تحت الحواس و لا موجودة وجودا حسیّا، بل تحت قوة من قوی النفس التامة، أعنی الإنسانیة، هی المسمّاة العقل الإنسانی (ك، ر، 107، 8)- إنّ العقل الإنسانیّ إذا بلغ أقصی كماله صار قریبا فی جوهره من جوهر … العقل" الفعّال" … و إنّ العقل الإنسانیّ إنّما یحتذی فی تكمیل جوهره حذو هذا العقل، و أنّه هو الغایة علی هذا الوجه الذی یحتذی حذوه، و هو غایة علی أكمل الوجوه، و أنّه هو الفاعل. فهو مبدأ الإنسان علی أنّه هو الفاعل علی الأقصی لما یتجوهر به الإنسان بما هو إنسان، و هو الغایة لأنّه هو الذی أعطاه مبدأ یسعی به نحو الكمال و یحتذی بما یسعی فیه حذوه إلی أن یبلغ أقصی ما یمكنه فی القرب منه. فهو فاعله و هو غایته و هو الكمال الذی لأجل قربه من جوهره كان یسعی. فهو مبدأ بأنحاء ثلاثة: علی أنّه فاعل، و علی أنّه غایة، و علی أنّه الكمال الذی لأجل القرب منه كان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 468
یسعی (ف، ط، 128، 6)- العقل الإنسانی فلیس هو شیئا سوی النفس الإنسانیة التی صارت علّامة بالفعل بعد ما كانت علّامة بالقوة. و إنّما صارت علّامة بالفعل بعد ما حصل فیها صور هویّة الأشیاء بطریق الحواس و صور ماهیتها بطریق الفكر و الرویّة (ص، ر 1، 350، 18)- إن قیل ما العقل الإنسانی؟ فیقال التمییز الذی یخصّ كل واحد من أشخاصه دون سائر الحیوانات (ص، ر 3، 361، 4)- إنّ العقل الإنسانی لیس هو شی‌ء سوی النفس الناطقة (ص، ر 3، 426، 19)- إنّ جمیع الأفعال البشریة المحكمة و جمیع الآراء و المذاهب المختلفة العقلیة و الوضعیة من أفعال العقل الإنسانی، لكن له مع هذه الفضائل و المناقب كلّها آفات عارضة كثیرة، فمن تلك الآفات الهوی الغالب نحو شی‌ء ما و العجب المفرط من المرء برأی نفسه، و الكبر المانع عن قبول الحق و الحسد الدائم للأقران و أبناء الجنس و الحرص الشدید علی طلب الشهوات، و العجلة و قلّة التثبّت فی الأمور و البغض و العداوة عند الحكومة و الخصومات، و المیل و التعصّب لمن یهوی و الحمیة الجاهلیة عند الافتخار و الأنفة من الانقیاد للطاعة، وحب الرئاسة من غیر استحقاق و ما شاكل هذه الآفات العارضة للعقلاء المضلّة لهم عن سنن الهدی المانعة عن الانتفاع بفضائل العقل و منافعه (ص، ر 3، 427، 7)- لما قایسوا (الفلاسفة) بین هذه العقول المفارقة و بین العقل الإنسانی رأوا أن هذه العقول أشرف من العقل الإنسانی و إن كانت تشترك مع العقل الإنسانی فی أن معقولاتها هی صور الموجودات، و أن صورة واحد واحد منها هو ما یدركه من صور الموجودات و نظامها. لكن الفرق بینهما أن صور الموجودات هی علّة للعقل الإنسانی، إذا كان یستكمل بها علی جهة ما یستكمل الشی‌ء الموجود بصورته، و أما تلك فمعقولاتها هی العلّة فی صور الموجودات.
و ذلك أن النظام و الترتیب فی الموجودات إنما هو شی‌ء تابع و لازم للترتیب الذی فی تلك العقول المفارقة، و أما الترتیب الذی فی العقل الذی فینا، فإنما هو تابع لما یدركه من ترتیب الموجودات و نظامها، و لذلك كان ناقصا جدا، لأن كثیرا من الترتیب و النظام الذی فی الموجودات لا یدركه العقل الذی فینا (ش، ته، 130، 22)

عقل أول‌

- أول المبدعات عنه (واجب الوجود) شی‌ء واحد بالعدد، و هو العقل الأول. و یحصل فی المبدع الأول الكثرة بالعرض- لأنه ممكن الوجود بذاته، واجب الوجود بالأول- لأنه یعلم ذاته و یعلم الأول. و لیست الكثرة التی فیه من الأول، لأن إمكان الوجود هو لذاته، و له من الأول وجه من الوجود (ف، ع، 7، 2)- یحصل من العقل الأول- لأنه واجب الوجود و عالم بالأول- عقل آخر، و لا یكون فیه كثرة إلّا بالوجه الذی ذكرناه. و یحصل من ذلك العقل الأول: (الثانی) بأنه ممكن الوجود.
و بأنه یعلم ذاته: (الفلك الأعلی) بمادته و صورته التی هی (النفس). و المراد بهذا أن هذین الشیئین یصیران سبب شیئین، أعنی الفلك و النفس (ف، ع، 7، 8)- الفكرة إنّما تقع علی الشی‌ء المفقود، و العلم یقع علی الشی‌ء الموجود، و الأشیاء فی العقل الأول حاضرة أبدا (تو، م، 331، 22)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 469
- العقل الأول یدرك الأشیاء بغتة، و العقل الثانی أیضا یدركها بغتة، إذا كان متّحدا بالعقل الأول، و لا تعوقه عنه الأشیاء الهیولانیة، فإذا عاقته احتاج أن یتوصّل بالمقاییس و یدرك بشی‌ء بعد شی‌ء (تو، م، 333، 12)- العقل الأول الكلّی إذا فاض علی الجسم یقال لفیضه نطقا (غ، ع، 47، 3)- قالوا (الفلاسفة) إنّ الإله تعالی هو الموجود الأول، و هو الموجود بذاته و لا موجود معه فی مرتبة وجوده، و أول ما وجد عنه هو شی‌ء واحد جادت ذاته بإیجاده و صدر إیجاده عن ذاته بذاته لأجل ذاته فكان كناظر فی مرآة شبح فیها بنظره فیها صورة مماثلة لصورته. قالوا فالعقل الأول كذلك صدر عن الأول تعالی بعقله لذاته و نظره إلی ذاته (بغ، م 2، 150، 15)- العقل الأول یجب أن یكون بسیطا و واحدا بإطلاق (ش، ت، 1705، 12)- الفرق بین عقل الأول ذاته و سائر العقول ذواتها عندهم (الفلاسفة) أن العقل الأول یعقل من ذاته معنی موجودا بذاته لا معنی ما مضافا إلی علّة، و سائر العقول تعقل من ذواتها معنی مضافا إلی علّتها فیدخلها الكثرة من هذه الجهة، فلیس یلزم أن تكون كلها فی مرتبة واحدة من البساطة إذ كانت لیست فی مرتبة واحدة من الإضافة إلی المبدأ الأول، و لا واحد منها یوجد بسیطا بالمعنی الذی به الأول لأن الأول معدود فی الوجود بذاته و هی فی الوجود المضاف (ش، ته، 125، 6)- العقل الأول ذاته قائمة بنفسها و سائر العقول تعقل من ذواتها أنها قائمة به، فلو كان العقل و المعقول فی واحد منها من الاتحاد فی المرتبة الذی هو فی الأول لكانت الذات الموجودة بذاتها توافق الموجودة بغیرها، أو لكان العقل لا یطابق طبیعة الشی‌ء المعقول، و ذلك كله مستحیل عندهم (الفلاسفة) (ش، ته، 125، 17)- إن تعدّد الأنواع و الأجناس یوجب التعدّد فی العلم … و لذلك المحقّقون من الفلاسفة لا یصفون علمه سبحانه بالموجودات لا بكلّی و لا بجزئی. و ذلك أن العلم الذی هذه الأمور لازمة له هو عقل منفعل و معلول. و العقل الأول هو فعل محض و علّة، فلا یقاس علمه علی العلم الإنسانی. فمن جهة ما لا یعقل غیره من حیث هو غیر هو، علم غیر منفعل، و من جهة ما یعقل الغیر من حیث هو ذاته هو علم فاعل (ش، ته، 260، 12)- ذهب جمهور الفلاسفة إلی أنّ العقل الأول و الفلكیات، أجرامها و عقولها و نفوسها، بذواتها و صفاتها، كلّها قدیمة (ط، ت، 65، 13)

عقل بالفعل‌

- أمّا العقل الذی بالفعل أبدا المخرج النفس إلی أن تصیر بالفعل عاقلة، بعد أن كانت بالقوة، فلیس هو و معقوله شیئا أحدا (ك، ر، 356، 13)- العقل بالفعل، فإذا حصلت فیه المعقولات التی انتزعها عن المواد صارت تلك المعقولات معقولات بالفعل و قد كانت من قبل أن تنتزع عن موادها معقولات بالقوة. و هی إذا انتزعت حصلت معقولات بالفعل بأن حصلت صورا لتلك الذات، و تلك الذات إنما صارت عقلا بالفعل التی هی بالفعل معقولات فإنها معقولات بالفعل و إنها عقل بالفعل شی‌ء واحد بعینه (ف، عق، 15، 5)- متی عقل الموجود الذی هو عقل بالفعل لم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 470
یعقل موجودا خارجا عن ذاته بل إنما عقل ذاته. و بیّن أنه إذا عقل ذاته من حیث ذاته عقل بالفعل لم یحصل له مما عقل من ذاته شی‌ء موجود وجوده فی ذاته غیر وجوده و هو معقول بالفعل، بل یكون قد عقل من ذاته موجودا ما وجوده و هو معقول هو وجوده فی ذاته (ف، عق، 18، 11)- العقل بالفعل متی عقل المعقولات التی هی صور له من حیث هی معقولة بالفعل صار العقل الذی كنا نقول أولا أنه العقل بالفعل هو الآن العقل المستفاد (ف، عق، 20، 1)- یكون العقل المستفاد شبیها بالصورة للعقل الذی بالفعل، و العقل الذی بالفعل شبه موضوع و مادة للعقل المستفاد، و العقل الذی بالفعل صورة لتلك الذات و تلك الذات شبه مادة (ف، عق، 22، 4)- العقل بالفعل و هو استكمال النفس فی صورة ما أو صورة معقولة حتی متی شاء عقلها و أحضرها بالفعل (س، ح، 13، 3)- (النفس الإنسانیة) ما لها بحسب حاجتها إلی تكمیل جوهرها عقلا بالفعل: فأولها: قوة استعدادیة لها نحو المعقولات، و قد یسمّیها قوم عقلا" هیولانیّا" و هی المشكاة. و یتلوها قوة أخری تحصل لها عند حصول المعقولات الأولی، فتتهیّأ بها لاكتساب الثوانی … ثم یحصل لها بعد ذلك قوة، و كمال: أما الكمال: فأن تحصل لها المعقولات بالفعل مشاهدة متمثّلة فی الذهن، و هی نور علی نور.
و أما القوة: فأن یكون لها أن یحصل المعقول المكتسب المفروغ منه كالمشاهد متی شاءت من غیر افتقار إلی اكتساب، و هو المصباح.
و هذا الكمال یسمّی عقلا مستفادا. و هذه القوة تسمّی عقلا بالفعل. و الذی یخرج من الملكة إلی الفعل التام، و من الهیولانی أیضا إلی الملكة، فهو العقل الفعّال، و هو النار (س، أ 1، 367، 2)- إنّما یكون أیضا للنفس (ارتسام المعقولات) إذا اكتسبت ملكة الاتصال. هذا الاتصال علّته قوة بعیدة، هی" العقل الهیولی"، و قوة كاسبة هی" العقل بالملكة"، و قوة تامّة الاستعداد لها أن تقبل بالنفس إلی جهة الإشراق- متی شاءت- بملكة متمكّنة و هی المسمّاة" بالعقل بالفعل" (س، أ 1، 377، 5)- القوة النظریة إذن تارة تكون نسبتها إلی الصورة المجرّدة … نسبة ما بالقوة المطلقة، حتی تكون هذه القوة للنفس لم تقبل بعد شیئا من الكمال الذی بحسبها، و حینئذ تسمّی عقلا هیولانیّا. و هذه القوة التی تسمّی عقلا هیولانیّا موجودة لكل شخص من النوع. و إنّما سمّیت هیولانیة تشبیها بالهیولی الأولی، التی لیست هی بذاتها ذات صورة من الصور، و هی موضوعة لكل صورة. و تارة نسبة ما بالقوة الممكنة، و هی أن تكون القوة الهیولانیة قد حصل فیها من الكمالات المعقولات الأولی التی یتوصّل منها و بها إلی المعقولات الثانیة … فما دام إنّما حصل فیه من العقل هذا القدر بعد، فإنّه یسمّی عقلا بالملكة … و تارة نسبة ما بالقوة الكمالیة، و هو أن یكون قد حصل فیها أیضا الصورة المعقولة المكتسبة بعد المعقولة الأولیة … و یسمّی عقلا بالفعل لأنّه عقل یعقل متی شاء بلا تكلّف اكتساب …
و تارة یكون نسبة ما بالفعل المطلق، و هو أن تكون الصورة المعقولة حاضرة فیه، و هو یطالعها بالفعل، فیعقلها بالفعل، و یعقل أنّه یعقلها بالفعل، فیكون حینئذ عقلا مستفادا (س، ف، 67، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 471
- أنظر إلی هذه القوی كیف یرؤس بعضها بعضا، و كیف یخدم بعضها بعضا، فإنّك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا، و یخدمه الكل، و هو الغایة القصوی. ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة، ثم العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذا، لأنّ العلاقة البدنیة، كما سیتّضح بعد، لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته، و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ف، 67، 13)- العقل بالفعل لیس إلّا صور المعقولات إذا أعدّت فی ذات العقل بالقوة، و به أخرجته إلی الفعل، و لذلك قیل: إنّ العقل بالفعل عاقل و معقول معا (س، ف، 170، 11)- یحصل لها (النفس) بهذه المعقولات المكتسبة هیئة و حالة تتهیّأ بها لإحضار المعقولات متی شاءت من غیر افتقار إلی اكتساب. و هذه الهیئة تسمّی ملكة. و تلك القوة، فی هذه الحالة و بهذا الاعتبار تسمّی عقلا بالفعل. و إذا كانت المعقولات حاصلة لها بالفعل مشاهدا متمثّلا فیها سمّیت بهذا الاعتبار عقلا مستفادا (س، ف، 196، 7)- تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا یخدمه الكل و هو الغایة القصوی، ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة. و العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذه لأنّ العلاقة البدنیة … لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته. و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ن، 168، 6)- إنّ الشی‌ء الذی هو بذاته معقول هو الصورة المجرّدة عن المادة و خصوصا إذا كانت مجرّدة بذاتها لا بغیرها- و هذا الشی‌ء هو العقل بالفعل أیضا (س، ن، 193، 17)- العقل بالفعل أعنی الاستعداد التام للاتصال بالمفارق الباقی الثابت (ب، م، 18، 13)- العقل الهیولانی و إن كان قدسیّا فإنّه مستعدّ لأن یصیر عقلا بالفعل و العقل بالفعل أتمّ منه. و إذا كان العقل الهیولانی قد یتّصل بالمفارق من دون تعلّم منه أعنی من دون استعمال فكر أو خیال فلأن یتّصل به العقل بالفعل بعد المفارقة أوجب و أولی (ب، م، 18، 15)- إنّ للقوة العقلیة مراتب، و لها بحسبها أسامی، فالمرتبة الأولی أن لا یحصرها شی‌ء من المعقولات، بالفعل، بل لیس لها الاستعداد و القبول كما فی الصبی، و یسمّی حینئذ عقله، عقلا هیولانیّا، و عقلا بالقوة. ثم بعد ذلك یظهر فیه نوعان من الصور المعقولة: أحدهما نوع الأولیات الحقیقیة التی یقتضی طبعها أن تنطبع فیه من غیر اكتساب، بل تقبلها بالسماع، من غیر نظر … و الثانی: نوع المشهورات، و هی فی الصناعات و الأعمال أبین. فإذا ظهر فیه ذلك سمّی عقلا بالملكة، أی قد ملك كسب المعقولات النظریة قیاسا، فإن حصل بعد ذلك فیه شی‌ء من المعقولات النظریة باكتسابه إیّاها، سمّی عقلا بالفعل، كالعلم الغافل عن العلوم، القادر علیها، مهما أراد. فإن كانت صورة المعلوم حاضرة فی ذهنه، سمّیت تلك الصورة عقلا مستفادا، أی علما مستفادا، من سبب من الأسباب الإلهیة، یسمّی ذلك السبب ملكة، أو عقلا فعّالا (غ، م، 362، 16)- إنّ العقل بالفعل هو المعقول بالفعل (ج، ر، 160، 18)- العقل بالفعل هو المحرّك الأول فی الإنسان بالإطلاق. و ظاهر أنّ العقل بالفعل قوّة فاعلة، و لیس العقل وحده بل جمیع الصور المحرّكة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 472
هی قوی فاعلة (ج، ر، 161، 8)- (للنفس) ثلاثة استعدادات و كمال. الأول الاستعداد الأبعد الذی للإنسان كما للأطفال، و یسمّی العقل الهیولانی، و الثانی حالها عند ما تحصل لها بالمعقولات الأول، و لها تحصیل الثوانی بالفكر أو بالحدس، و یسمّی العقل بالملكة، و الثالث أن یكون ملكة تحصیل المعقولات المفروغ عنها متی شاءت دون حاجة إلی كسب جدید، و یسمّی العقل بالفعل، و إن كانت فی نفسها قوة قریبة، الرابع أن تكون المعانی المعقولة فیها حاضرة بالفعل، و یسمّی العقل المستفاد (سه، ل، 119، 16)- لما كان العقل الذی بالفعل منا لیس شیئا أكثر من تصوّر الترتیب و النظام الموجود فی هذا العالم و فی جزء جزء منه و معرفة شی‌ء شی‌ء ممّا فیه بأسبابه البعیدة و القریبة حتی العالم بأسره، وجب ضرورة الّا تكون ماهیّة العقل الفاعل لهذا العقل منا غیر تصوّر هذه الأشیاء (ش، ما، 155، 19)- تبیّن أن العقل منا الذی بالفعل كائن فاسد لتشبّثه بالهیولی و معقوله و هو أزلی فی غیر هیولی، و لقصور العقل الذی فینا احتاج فی عقله إلی الحواس (ش، ما، 156، 4)- إنّ العقل بالفعل هو العقل بالقوة عند حلول الصورة المجرّدة فیه (ر، م، 330، 14)- إنّ النفس الإنسانیة قابلة لإدراك حقائق الأشیاء، فلا یخلو إما أن تكون خالیة عن كل الإدراكات أو لا تكون خالیة. فإن كانت خالیة مع أنّها تكون قابلة لتلك الإدراكات فهی كالهیولی التی لیس لها إلّا طبیعة الاستعداد فتسمّی فی تلك الحالة عقلا هیولانیّا، و إن لم تكن خالیة فلا یخلو: إمّا أن یكون الحاصل فیها من العلوم الأولیّات فقط، أو یكون قد حصلت النظریات مع ذلك. فإن لم تحصل فیها إلّا الأولیّات التی هی الآلة فی اكتساب النظریات فتسمّی فی تلك الحالة عقلا بالملكة أی لها قدرة الاكتساب و ملكة الاستنتاج. ثم أنّ النفس فی هذه المرتبة إن تمیّزت عن سائر النفوس بكثرة الأولیات و سرعة الانتقال منها إلی النتائج سمّیت قوة قدسیة و إلّا فلا. و أمّا إنّ كان قد حصل لها مع تلك الأولیّات تلك النظریات أیضا فلا یخلو:
إمّا أن تكون تلك النظریات غیر حاصلة بالفعل و لكنها بحال متی شاء صاحبها و استحضرها بمجرّد تذكّر و توجّه الذهن إلیها، أو تكون تلك النظریات حاضرة بالفعل حاصلة بالحقیقة حتی كأنّ صاحبها ینظر إلیها. فالنفس فی الحالة الأولی تسمّی عقلا بالفعل و فی الحالة الثانیة تسمّی عقلا مستفادا. فإذا أحوال مراتب النفس الإنسانیة أربع (ر، م، 367، 11)- النفس الإنسانیة لها قوّتان: عاملة و هی القوة التی باعتبارها یدبّر البدن، و عاقلة و لها مراتب.
فأوّلها كونها مستعدّة لقبول الصور العقلیة و هذه المرتبة مسمّاة بالعقل الهیولانی. و ثانیها أن تحصل فیها التصوّرات و التصدیقات البدیهیة و هی العقل بالملكة و هذه المرتبة مختلفة بحسب كمّیة تلك البدیهیات و بحسب كیفیة قوة النفس علی الانتقال منها إلی المطالب.
و ثالثها أن یحصل الانتقال من تلك المبادئ إلی المطالب الفكریة البرهانیة إلّا أنّ تلك الصور لا تكون حاضرة بالفعل بل تكون بحیث إذا شاء الإنسان أن یستحضرها فعل ذلك و هذه المرتبة هی العقل بالفعل. و رابعها أن تكون تلك الصورة العقلیة حاضرة بالفعل ینظر إلیها صاحبها و هی المسمّاة بالعقل المستفاد (ر، ل، 72، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 473
- العقل بالفعل، و هو عبارة عن القوّة النّظریّة التی احتوت علی حصول المدركات غیر مفتقرة حال تحصیلها إلی فكرة و رویّة، كحال السّالك فی الكتابة، و نحوها (سی، م، 107، 5)- العقل بالفعل و هو أن یصیر النظریّات مخزونة عند قوّة العاقلة بتكرار الاكتساب بحیث یحصل لها ملكة الاستحضار متی شاءت من غیر تجشّم كسب جدید لكنّها لا یشاهدها بالفعل (جر، ت، 158، 4)

عقل بالقوة

- العقل الذی هو بالقوة هو نفس ما، أو جزء نفس، أو قوة من قوی النفس، أو شی‌ء ما ذاته معدّة، أو مستعدة لأن تنتزع ماهیّات الموجودات كلها و صورها دون موادها فتجعلها كلها صورة لها أو صورا لها. و تلك الصور المنتزعة عن المواد لیست تصیر منتزعة عن موادها التی فیها وجودها إلّا بأن تصیر صورا لهذه الذات. و تلك الصور المنتزعة عن موادّها الصائرة صورا فی هذه الذات هی المعقولات (ف، عق، 12، 6)- الشی‌ء فی الإنسان الذی تصدر عنه هذه الأفعال (المدركة) یسمّی نفسا ناطقة، و له قوّتان:
إحداهما معدّة نحو العمل و وجهها إلی البدن و بها یمیّز بین ما ینبغی أن یفعل و بین ما لا ینبغی أن یفعل، و ما یحسن و یقبح من الأمور الجزئیة- و یقال له العقل العملیّ، و یستكمل فی الناس بالتجارب و العادات، و الثانیة قوّة معدّة نحو النظر و العقل الخاص بالنفس و وجهها إلی فوق، و بها ینال الفیض الإلهی.
و هذه القوة قد تكون بعد بالقوة لم تفعل شیئا و لم تتصوّر، بل هی مستعدّة لأن تعقل المعقولات، بل هی استعداد ما للنفس نحو تصوّر المعقولات- و هذا یسمّی العقل بالقوة و العقل الهیولانی. و قد تكون قوة أخری أحوج منها إلی الفعل، و ذلك بأن تحصل للنفس المعقولات الأولی علی نحو الحصول الذی نذكره، و هذا یسمّی العقل بالملكة. و درجة ثالثة هی أن تحصل للنفس المعقولات المكتسبة فتحصل النفس عقلا بالفعل، و نفس تلك المعقولات تسمّی عقلا مستفادا. و لأنّ كل ما یخرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بشی‌ء یفیده تلك الصورة، فإذن العقل بالقوة إنّما یصیر عقلا بالفعل بسبب یفیده المعقولات و یتّصل به إثره، و هذا الشی‌ء هو الذی یفعل العقل فینا. و لیس شی‌ء من الأجسام بهذه الصفة. فإذن هذا الشی‌ء عقل بالفعل و فعّال فینا فیسمّی عقلا فعّالا، و قیاسه من عقولنا قیاس الشمس من أبصارنا (س، ع، 42، 21)- قیل فی علم النفس إنّ نفس الإنسان تعقل المعقولات و تعلم الكلّیات بعد أن كانت لا تعقلها و لا تعلمها. فهی فی أولیة حالها عقل بالقوة و یسمّونها لذلك عقلا هیولانیّا بمعنی أنّها محل قابل للمعقولات و من شأنها أن تقبلها بتعلّم و تعلیم (بغ، م 1، 407، 22)- رأوا (الفلاسفة) نفس الإنسان تعرف و تعلم بعد جهل و تكمل بعد نقص، فنظروا إلی هذا الكمال من جهة كونه بالقوة و من جهة كونه بالفعل فسمّوها بحسبه عقلا هیولانیّا و عقلا بالقوة (بغ، م 1، 410، 2)- قالوا (الفلاسفة) إنّ النفس الناطقة التی هی نفس الإنسان هی عقل هیولانی و عقل بالقوة و من شأنها أن تصیر عقلا بالفعل إذا تصوّرت بصور المعلومات و قبل ذلك فهی نفس محرّكة للبدن، فكأنهم سمّوها عقلا هیولانیّا لكونها تكتسب الصور بعد ما لم تكن حاصلة لها و فیها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 474
(بغ، م 2، 142، 13)- إنّ العقل بالفعل هو العقل بالقوة عند حلول الصورة المجرّدة فیه (ر، م، 330، 15)

عقل بالقوة الممكنة

- العقل بالملكة، و هو عبارة عن القوّة النّظریّة حالة حصول آلة التّوصّل إلی الإدراك، لكن بالفكرة و الرّویّة، كحال الصّبیّ العارف ببسائط الحروف و الدّواة و القلم، و المفتقر حالة الكتابة إلی الفكرة و الرّویّة. و قد یسمّی هذا العقل العقل بالقوة الممكنة (سی، م، 107، 4)

عقل بالملكة

- الشی‌ء فی الإنسان الذی تصدر عنه هذه الأفعال (المدركة) یسمّی نفسا ناطقة، و له قوّتان:
إحداهما معدّة نحو العمل و وجهها إلی البدن و بها یمیّز بین ما ینبغی أن یفعل و بین ما لا ینبغی أن یفعل، و ما یحسن و یقبح من الأمور الجزئیة- و یقال له العقل العملیّ، و یستكمل فی الناس بالتجارب و العادات، و الثانیة قوّة معدّة نحو النظر و العقل الخاص بالنفس و وجهها إلی فوق، و بها ینال الفیض الإلهی.
و هذه القوة قد تكون بعد بالقوة لم تفعل شیئا و لم تتصوّر، بل هی مستعدّة لأن تعقل المعقولات، بل هی استعداد ما للنفس نحو تصوّر المعقولات- و هذا یسمّی العقل بالقوة و العقل الهیولانی. و قد تكون قوة أخری أحوج منها إلی العقل، و ذلك بأن تحصل للنفس المعقولات الأولی علی نحو الحصول الذی نذكره، و هذا یسمّی العقل بالملكة. و درجة ثالثة هی أن تحصل للنفس المعقولات المكتسبة فتحصل النفس عقلا بالفعل، و نفس تلك المعقولات تسمّی عقلا مستفادا. و لأنّ كل ما یخرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بشی‌ء یفیده تلك الصورة، فإذن العقل بالقوة إنّما یصیر عقلا بالفعل بسبب یفیده المعقولات و یتّصل به إثره، و هذا الشی‌ء هو الذی یفعل العقل فینا. و لیس شی‌ء من الأجسام بهذه الصفة. فإذن هذا الشی‌ء عقل بالفعل و فعّال فینا فیسمّی عقلا فعّالا، و قیاسه من عقولنا قیاس الشمس من أبصارنا (س، ع، 43، 2)- العقل بالملكة و هو استكمال هذه القوة (العقل الهیولانی) حتی تصیر قوة قریبة من الفعل بحصول الذی سمّاه (أرسطو) فی كتاب البرهان عقلا (س، ح، 13، 2)- إنّما یكون أیضا للنفس (ارتسام المعقولات) إذا اكتسبت ملكة الاتصال. هذا الاتصال علّته قوة بعیدة، هی" العقل الهیولی"، و قوة كاسبة هی" العقل بالملكة"، و قوة تامّة الاستعداد لها أن تقبل بالنفس إلی جهة الإشراق- متی شاءت- بملكة متمكّنة و هی المسمّاة" بالعقل بالفعل" (س، أ 1، 377، 4)- أنظر إلی هذه القوی كیف یرؤس بعضها بعضا، و كیف یخدم بعضها بعضا، فإنّك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا، و یخدمه الكل، و هو الغایة القصوی. ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة، ثم العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذا، لأنّ العلاقة البدنیة، كما سیتّضح بعد، لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته، و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ف، 68، 1)- تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا یخدمه الكل و هو الغایة القصوی، ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة. و العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 475
العقل العملی یخدم جمیع هذه لأنّ العلاقة البدنیة … لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته. و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ن، 168، 6)- إنّ للقوة العقلیة مراتب، و لها بحسبها أسامی، فالمرتبة الأولی أن لا یحصرها شی‌ء من المعقولات، بالفعل، بل لیس لها الاستعداد و القبول كما فی الصبی، و یسمّی حینئذ عقله، عقلا هیولانیّا، و عقلا بالقوة. ثم بعد ذلك یظهر فیه نوعان من الصور المعقولة: أحدهما نوع الأولیات الحقیقیة التی یقتضی طبعها أن تنطبع فیه من غیر اكتساب، بل تقبلها بالسماع، من غیر نظر … و الثانی: نوع المشهورات، و هی فی الصناعات و الأعمال أبین. فإذا ظهر فیه ذلك سمّی عقلا بالملكة، أی قد ملك كسب المعقولات النظریة قیاسا، فإن حصل بعد ذلك فیه شی‌ء من المعقولات النظریة باكتسابه إیّاها، سمّی عقلا بالفعل، كالعالم الغافل عن العلوم، القادر علیها، مهما أراد. فإن كانت صورة المعلوم حاضرة فی ذهنه، سمّیت تلك الصورة عقلا مستفادا، أی علما مستفادا، من سبب من الأسباب الإلهیة، یسمّی ذلك السبب ملكة، أو عقلا فعّالا (غ، م، 362، 14)- (للنفس) ثلاثة استعدادات و كمال. الأول الاستعداد الأبعد الذی للإنسان كما للأطفال، و یسمّی العقل الهیولانی، و الثانی حالها عند ما تحصل لها بالمعقولات الأول، و لها تحصیل الثوانی بالفكر أو بالحدس، و یسمّی العقل بالملكة، و الثالث أن یكون ملكة تحصیل المعقولات المفروغ عنها متی شاءت دون حاجة إلی كسب جدید، و یسمّی العقل بالفعل، و إن كانت فی نفسها قوة قریبة، الرابع أن تكون المعانی المعقولة فیها حاضرة بالفعل، و یسمّی العقل المستفاد (سه، ل، 119، 14)- إنه لیس هاهنا عقل یبقی إلّا العقل المكتسب بآخرة و هو الذی یسمّی المستفاد، و أما العقل الذی بالملكة و العقل الهیولانی فكلاهما عنده (أرسطو) فاسد (ش، ت، 1488، 9)- الاستعداد الذی فی الصور الخیالیة لقبول المعقولات هو العقل الهیولانی الأول، و العقل الذی بالملكة هو المعقولات الحاصلة بالفعل فیه إذا صارت، بحیث یتصوّر بها الإنسان متی شاء، كالحال فی المعلّم إذ لم یعلّم، و هو إنما یحصل بالفعل علی تمامه الآخر، و بهذه الحال تحصل العلوم النظریة (ش، ن، 101، 17)- إنّ النفس الإنسانیة قابلة لإدراك حقائق الأشیاء، فلا یخلو إما أن تكون خالیة عن كل الإدراكات أو لا تكون خالیة. فإن كانت خالیة مع أنّها تكون قابلة لتلك الإدراكات فهی كالهیولی التی لیس لها إلّا طبیعة الاستعداد فتسمّی فی تلك الحالة عقلا هیولانیّا، و إن لم تكن خالیة فلا یخلو: إمّا أن یكون الحاصل فیها من العلوم الأولیّات فقط، أو یكون قد حصلت النظریات مع ذلك. فإن لم تحصل فیها إلّا الأولیّات التی هی الآلة فی اكتساب النظریات فتسمّی فی تلك الحالة عقلا بالملكة أی لها قدرة الاكتساب و ملكة الاستنتاج. ثم أنّ النفس فی هذه المرتبة إن تمیّزت عن سائر النفوس بكثرة الأولیات و سرعة الانتقال منها إلی النتائج سمّیت قوة قدسیة و إلّا فلا. و أمّا إن كان قد حصل لها مع تلك الأولیّات تلك النظریات أیضا فلا یخلو:
إمّا أن تكون تلك النظریات غیر حاصلة بالفعل و لكنها بحال متی شاء صاحبها و استحضرها بمجرّد تذكّر و توجّه الذهن إلیها، أو تكون تلك النظریات حاضرة بالفعل حاصلة بالحقیقة حتی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 476
كأنّ صاحبها ینظر إلیها. فالنفس فی الحالة الأولی تسمّی عقلا بالفعل و فی الحالة الثانیة تسمّی عقلا مستفادا. فإذا أحوال مراتب النفس الإنسانیة أربع (ر، م، 367، 5)- النفس الإنسانیة لها قوّتان: عاملة و هی القوة التی باعتبارها یدبّر البدن، و عاقلة و لها مراتب.
فأوّلها كونها مستعدّة لقبول الصور العقلیة و هذه المرتبة مسمّاة بالعقل الهیولانی. و ثانیها أن تحصل فیها التصوّرات و التصدیقات البدیهیة و هی العقل بالملكة و هذه المرتبة مختلفة بحسب كمّیة تلك البدیهیات و بحسب كیفیة قوة النفس علی الانتقال منها إلی المطالب.
و ثالثها أن یحصل الانتقال من تلك المبادئ إلی المطالب الفكریة البرهانیة إلّا أنّ تلك الصور لا تكون حاضرة بالفعل بل تكون بحیث إذا شاء الإنسان أن یستحضرها فعل ذلك و هذه المرتبة هی العقل بالفعل. و رابعها أن تكون تلك الصورة العقلیة حاضرة بالفعل ینظر إلیها صاحبها و هی المسمّاة بالعقل المستفاد (ر، ل، 72، 7)- العقل بالملكة، و هو عبارة عن القوّة النّظریّة حالة حصول آلة التّوصّل إلی الإدراك، لكن بالفكرة و الرّویّة، كحال الصّبیّ العارف ببسائط الحروف و الدّواة و القلم، و المفتقر حالة الكتابة إلی الفكرة و الرّویّة. و قد یسمّی هذا العقل العقل بالقوة الممكنة (سی، م، 106، 8)- العقل بالملكة و هو علم بالضروریّات و استعداد النفس بذلك لاكتساب النظریّات (جر، ت، 158، 2)

عقل تجریبی‌

- قد یطلق العقل: - علی ما حصّله الإنسان بالتّجارب، و یسمّی العقل التجریبیّ،- و علی صحّة الفطرة الأولی،- و علی الهیئة المستحسنة للإنسان فی أفعاله و أحواله (سی، م، 108، 7)

عقل ثان‌

- یحصل من العقل الأول- لأنه واجب الوجود و عالم بالأول- عقل آخر، و لا یكون فیه كثرة إلّا بالوجه الذی ذكرناه. و یحصل من ذلك العقل الأول: (الثانی) بأنه ممكن الوجود.
و بأنه یعلم ذاته: (الفلك الأعلی) بمادته و صورته التی هی (النفس). و المراد بهذا أن هذین الشیئین یصیران سبب شیئین، أعنی الفلك و النفس (ف، ع، 7، 10)- یحصل من العقل الثانی عقل آخر و فلك آخر تحت الفلك الأعلی. و إنما یحصل منه ذلك لأن الكثرة حاصلة فیه بالعرض … بدأ فی العقل الأول، و علی هذا یحصل عقل و فلك من عقل، و نحن لا نعلم كمیة هذه العقول و الأفلاك إلّا علی طریق الجملة، إلی أن تنتهی العقول الفعّالة إلی عقل فعّال مجرّد من المادة، و هناك یتم عدد الأفلاك. و لیس حصول هذه العقول بعضها من بعض متسلسلا بلا نهایة (ف، ع، 8، 2)- العقل الأول یدرك الأشیاء بغتة، و العقل الثانی أیضا یدركها بغتة، إذا كان متّحدا بالعقل الأول، و لا تعوقه عنه الأشیاء الهیولانیة، فإذا عاقته احتاج أن یتوصّل بالمقاییس و یدرك بشی‌ء بعد شی‌ء (تو، م، 333، 13)- العقل الثانی بالوهم هو الذی علیه الأقدار و المسافات الجسمیة، و إنّما كان الوهم كذلك لأنّه یقبل آثار الجسم فیجسم الأشیاء و ینكر الصورة المجرّدة (تو، م، 333، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 477

عقل جوهری‌

- أمّا العقل الجوهریّ، فعبارة عن ماهیّة مجرّدة عن المادّة و علائق المادّة (سی، م، 105، 1)

عقل علمی‌

- (العقل العلمی)- و هو الذی یستنبط ما یجب فعله من الأعمال الإنسانیة. و من قوی النفس (العقل العملی)- و هو الذی یتم به جوهر النفس و یصیر جوهرا عقلیّا بالفعل. و لهذا العقل مراتب: یكون مرة عقلا هیولانیا، و مرة عقلا بالملكة، و مرة عقلا مستفادا (ف، ع، 17، 2)

عقل عملی‌

- سمّی (أرسطو) القوّة التی تعقل من الموجودات الموجودات التی یمكن أن یوجدها الإنسان بالفعل فی الأشیاء الطبیعیّة- إذا عقله بضرب ینتفع به من إیجاد تلك-" العقل العملیّ"، و الذی تحصل له المعقولات معقولات لا ینتفع بها فی إیجاد شی‌ء منها فی الأشیاء الطبیعیّة" العقل النظری". و سمّی القوّة العقلیّة التی بها یمكن أن یوجد فی الأشیاء الطبیعیّة ما قد حصله العقل العملیّ ب" المشیئة و الاختیار" (ف، ط، 124، 3)- (العقل العلمی)- و هو الذی یستنبط ما یجب فعله من الأعمال الإنسانیة. و من قوی النفس (العقل العملی)- و هو الذی یتم به جوهر النفس و یصیر جوهرا عقلیّا بالفعل. و لهذا العقل مراتب: یكون مرة عقلا هیولانیا، و مرة عقلا بالملكة، و مرة عقلا مستفادا (ف، ع، 17، 4)- الشی‌ء فی الإنسان الذی تصدر عنه هذه الأفعال (المدركة) یسمّی نفسا ناطقة، و له قوّتان:
إحداهما معدّة نحو العمل و وجهها إلی البدن و بها یمیّز بین ما ینبغی أن یفعل و بین ما لا ینبغی أن یفعل، و ما یحسن و یقبح من الأمور الجزئیة- و یقال له العقل العملیّ، و یستكمل فی الناس بالتجارب و العادات، و الثانیة قوّة معدّة نحو النظر و العقل الخاص بالنفس و وجهها إلی فوق، و بها ینال الفیض الإلهی.
و هذه القوة قد تكون بعد بالقوة لم تفعل شیئا و لم تتصوّر، بل هی مستعدّة لأن تعقل المعقولات، بل هی استعداد ما للنفس نحو تصوّر المعقولات- و هذا یسمّی العقل بالقوة و العقل الهیولانی. و قد تكون قوة أخری أحوج منها إلی الفعل، و ذلك بأن تحصل للنفس المعقولات الأولی علی نحو الحصول الذی نذكره، و هذا یسمّی العقل بالملكة. و درجة ثالثة هی أن تحصل للنفس المعقولات المكتسبة فتحصل النفس عقلا بالفعل، و نفس تلك المعقولات تسمّی عقلا مستفادا. و لأنّ كل ما یخرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بشی‌ء یفیده تلك الصورة، فإذن العقل بالقوة إنّما یصیر عقلا بالفعل بسبب یفیده المعقولات و یتّصل به إثره، و هذا الشی‌ء هو الذی یفعل العقل فینا. و لیس شی‌ء من الأجسام بهذه الصفة. فإذن هذا الشی‌ء عقل بالفعل و فعّال فینا فیسمّی عقلا فعّالا، و قیاسه من عقولنا قیاس الشمس من أبصارنا (س، ع، 42، 17)- أما الذی یدلّ علیه اسم العقل عند الحكماء فهی ثمانیة معان: أحدها العقل الذی ذكره الفیلسوف فی كتاب البرهان و فرّق بینه و بین العلم فقال ما معناه هذا العقل هو التصوّرات و التصدیقات الحاصلة للنفس بالفطرة و العلم ما حصل بالاكتساب، و منها العقول المذكورة فی كتاب النفس. فمن ذلك العقل النظری و العقل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 478
العلمی. فالعقل النظری قوة للنفس تقبل ماهیّات الأمور الكلّیة من جهة ما هی كلّیة، و العقل العملی قوة للنفس هی مبدأ التحریك للقوة الشوقیة إلی ما یختار من الجزئیات من أجل غایة مظنونة أو معلومة (س، ح، 12، 11)- القوة الأولی للنفس الإنسانیة قوة تنسب إلی النظر فیقال عقل نظری، و هذه الثانیة قوة تنسب إلی العمل فیقال عقل عملی، و تلك للصدق و الكذب و هذه للخیر و الشر فی الجزئیات، و تلك للواجب و الممتنع و الممكن و هذه للقبیح و الجمیل و المباح، و مبادئ تلك من المقدمات الأولیة و مبادئ هذه من المشهورات و المقبولات و المظنونات و التجربیات الواهیة التی تكون من المظنونات غیر التجربیات الوثیقة (س، شن، 185، 7)- العقل العملی یحتاج فی أفعاله كلها إلی البدن و إلی القوی البدنیة، و أما العقل النظری فإنّ له حاجة ما إلی البدن و إلی قواه لكن لا دائما و من كل وجه، بل قد یستغنی بذاته (س، شن، 185، 17)- إنّ النفس الإنسانیة، التی لها أن تعقل، جوهر له قوی و كمالات. فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلی تدبیر البدن، و هی القوة التی تختص باسم العقل العملی، و هی التی تستنبط الواجب- فیما یجب أن یفعل من الأمور الإنسانیة الجزئیة، للتوصّل به إلی أغراض اختیاریة،- من مقدّمات أوّلیة، و ذائعة، و تجریبیة. و باستعانة بالعقل النظری، فی الرأی الكلّی، إلی أن ینتقل به إلی الجزئی (س، أ 1، 363، 7)- تكون الأمور الجزئیة تنالها النفس بقوّتها التی تسمّی عقلا عملیّا، من الجواهر العالیة النفسانیة. و تكون الأمور الكلیة تنالها النفس بقوتها التی تسمّی عقلا نظریّا، من الجواهر العالیة العقلیة، التی لا یجوز أن یكون فیها شی‌ء من الصور الجزئیة البتة (س، ف، 117، 5)- تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا یخدمه الكل و هو الغایة القصوی، ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة. و العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذه لأنّ العلاقة البدنیة … لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته. و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ن، 168، 7)- القوة العاملة، هی التی تنبعث بإشارة القوة العلمیة التی هی نظریة متعلّقة بالعمل. و تسمّی العاملة عقلا عملیّا. و لكن تسمیتها عقلا بالاشتراك، فإنّها لا إدراك لها، و إنّما لها الحركة فقط، و لكن بحسب مقتضی العقل.
و كما أنّ القوة المحرّكة الحیوانیة لیست إلّا لطلب أو هرب، فكذلك القوة العاملة فی الإنسان، إلّا أنّ مطلبها عقلی، و هو الخیر.
و الثواب متّصل بما بعده، و النفع فی العاقبة و إن كان مؤلما فی الحال، بحیث تنفر منه الشهوة الحیوانیة (غ، م، 359، 19)- إنّ الذی أشیر إلیه باسم العقل فی اللغة العربیة إنّما هو العقل العملی من جملة ما قیل. و جاء فی لغتهم من المنع و العقال فیقال عقلت الناقة أی منعتها بما شددتها به عن تصرّفها فی سعیها. فكذلك العقل العملی یعقل النفس و یمنعها عن التصرّف علی مقتضی الطباع (بغ، م 1، 409، 15)- وجدت هذه القوة (قوة إدراك المعانی مجرّدة) الأفضل مطلقا لا الأفضل فی وجوده
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 479
المحسوس، و من هنا یظهر أن هذه القوة تنقسم أولا إلی قسمین: أحدهما یسمی العقل العملی و الآخر النظری. و كان هذا الانقسام لها عارضا بالواجب لانقسام مدركاتها، و لذلك إن إحداهما إنما فعلها و استكمالها بمعان صناعیة ممكنة. و الثانیة بمعان ضروریة لیس وجودها إلی اختیارنا (ش، ن، 85، 5)

عقل غریزی‌

- إنّ النفس تقبل تعلّم المفطورات، فحینئذ تكون عقلا غریزیّا (غ، ع، 44، 9)

عقل فاعل‌

- العقل الفاعل أشرف من الهیولانی و أنه فی نفسه موجود بالفعل عقلا دائما سواء عقلناه نحن أو لم نعقله، و أن العقل فیه هو المعقول من جمیع الوجوه، و هذا العقل قد تبیّن قبل أنه صورة و تبیّن هاهنا أنه فاعل، و لذلك أمكن أن یظن أن عقله ممكن لنا بآخرة، أعنی من حیث هو صورة لنا، و یكون قد حصل لنا ضرورة معقول أزلی، إذ كان فی نفسه عقلا سواء عقلناه نحن أو لم نعقله، لا إن وجوده عقلا من جعلنا كالحال فی المعقولات الهیولانیة، و هذه الحال هی التی تعرف بالاتحاد و الاتصال (ش، ن، 103، 14)- إن العقل الفاعل یعقل الأشیاء التی هاهنا لكن یجب أن یكون یعقل هذه الأشیاء بجهة أشرف و إلّا لم تكن هاهنا مغایرة بیّنة (ش، ما، 156، 2)

عقل فعّال‌

- إنّ العقل الإنسانیّ إذا بلغ أقصی كماله صار قریبا فی جوهره من جوهر … العقل" الفعّال" … و إنّ العقل الإنسانیّ إنّما یحتذی فی تكمیل جوهره حذو هذا العقل، و أنّه هو الغایة علی هذا الوجه الذی یحتذی حذوه، و هو غایة علی أكمل الوجوه، و أنّه هو الفاعل. فهو مبدأ الإنسان علی أنّه هو الفاعل علی الأقصی لما یتجوهر به الإنسان بما هو إنسان، و هو الغایة لأنّه هو الذی أعطاه مبدأ یسعی به نحو الكمال و یحتذی بما یسعی فیه حذوه إلی أن یبلغ أقصی ما یمكنه فی القرب منه. فهو فاعله و هو غایته و هو الكمال الذی لأجل قربه من جوهره كان یسعی. فهو مبدأ بأنحاء ثلاثة: علی أنّه فاعل، و علی أنّه غایة، و علی أنّه الكمال الذی لأجل القرب منه كان یسعی (ف، ط، 128، 8)- هذه القوی التی تدرك المعقولات جوهر بسیط، و لیس بجسم، و لا یخرج من القوة إلی الفعل، و لا یصیر (عقل الإنسان) عقلا تاما إلا لسبب عقل مفارق، و هو العقل الفعال الذی یخرجه إلی الفعل (ف، ع، 17، 8)- العقل الفعّال الذی ذكره أرسطالس فی المقالة الثالثة من" كتاب النفس" هو صورة مفارقة لم تكن فی مادة و لا تكون أصلا، و هو بنوع ما هو عقل بالفعل قریب الشبه من العقل المستفاد.
و هو الذی جعل تلك الذات التی كانت عقلا بالقوة عقلا بالفعل، و جعل المعقولات التی كانت معقولات بالقوة معقولات بالفعل.
و نسبته إلی العقل الذی بالقوة كنسبة الشمس إلی العین التی هی بصر بالقوة ما دامت فی ظلمة (ف، عق، 24، 6)- كما أنّ الشمس هی التی تجعل العین بصرا بالفعل و المبصرات مبصرات بالفعل بما تعطیه من الضیاء، كذلك العقل الفعّال هو الذی جعل العقل الذی بالقوة عقلا بالفعل بما أعطاه من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 480
ذلك المبدأ. و بذلك بعینه صارت المعقولات معقولات بالفعل (ف، عق، 27، 5)- العقل الفعّال هو من نوع العقل المستفاد و صور الموجودات المفارقة التی فوقه هی فیه لم تزل و لا تزال إلّا أن وجودها فیه علی ترتیب غیر الترتیب الذی هی موجودة علیه فی العقل الذی بالفعل. و ذلك أن الأخسّ فی العقل الذی بالفعل كثیرا ما یترتّب و یكون أقدم من الأشرف من قبل أن ترقّینا نحن إلی الأشیاء التی هی أكمل وجودا كثیرا ما یكون عن الأشیاء التی هی أنقص وجودا (ف، عق، 27، 8)- العقل الفعّال یعقل أولا من الموجودات الأكمل فالأكمل، فإن الصور التی هی الیوم صور فی مواد هی فی العقل الفعّال صور منتزعة لا بأنها كانت موجودة فی مواد فانتزعت بل لم تزل تلك الصور فیه بالفعل، و إنما احتذی فی أمر المادة الأولی و سائر المواد بأن أعطیت بالفعل الصور التی فی العقل الفعّال (ف، عق، 28، 8)- لیس یستنكر أن یكون العقل الفعّال و هو غیر منقسم أو تكون ذاته أشیاء غیر منقسمة یعطی المادة أشباه ما فی جوهره فلا تقبله إلّا منقسما (ف، عق، 29، 7)- أمّا أن العقل الفعّال موجود فإنه بیّن (أرسطو) فی" كتاب النفس" (ف، عق، 32، 8)- ظاهر أن العقل الفعّال لیس یفعل دائما بل یفعل حینا و لا یفعل حینا. فإذا یلزم ضرورة أن یكون من الشی‌ء الذی یفعله أو من الذی فیه یفعل علی نسب مختلفة فهو یتغیّر من نسبة إلی نسبة (ف، عق، 32، 9)- ظاهر أنّ الموضوعات التی فیها یفعل العقل الفعّال هی: إما أجسام، و إما قوی فی أجسام متكوّنة فاسدة. و قد تبیّن فی" كتاب الكون و الفساد" أنّ الأجسام السمائیة هی الأقسام الفاعلة الأول لهذه الأجسام، فهی إذا تعطی العقل الفعّال الموادّ و الموضوعات التی فیها یفعل. (ف، عق، 33، 13)- العقل الفعّال فعله العنایة بالحیوان الناطق و التماس تبلیغه أقصی مراتب الكمال الذی للإنسان أن یبلغه و هو السعادة القصوی، و ذلك أن یصیر الإنسان فی مرتبة العقل الفعّال. و إنما یكون ذلك بأن یحصل مفارقا للأجسام، غیر محتاج فی قوامه إلی شی‌ء آخر ممّا هو دونه من جسم أو مادة أو عرض، و أن یبقی علی ذلك الكمال دائما. و العقل الفعّال ذاته واحدة أیضا، و لكنّ رتبته تحوز أیضا ما تخلّص من الحیوان الناطق و فاز بالسعادة. و العقل الفعّال هو الذی ینبغی أن یقال إنّه الروح الأمین و روح القدس، و یسمّی بأشباه هذین من الأسماء، و رتبته تسمّی الملكوت و أشباه ذلك من الأسماء (ف، سم، 32، 6)- أمّا العقل الفعّال فإنّه یعقل الأوّل و الثوانی كلّها و یعقل ذاته، و هو أیضا یجعل الأشیاء التی لیست بذواتها معقولات معقولات (ف، سم، 34، 16)- منزلة العقل الفعّال من الإنسان منزلة الشمس من البصر. فكما أن الشمس تعطی البصر الضوء، فیصیر البصر الذی استفاده من الشمس مبصرا بالفعل بعد أن كان مبصرا بالقوّة، و بذلك الضوء یبصر الشمس نفسها التی هی السبب فی أن أبصر بالفعل (ف، سم، 35، 12)- العقل الفعّال معدّ بطبیعته و جوهره أن ینظر فی كلّ ما وطّأه الجسم السماویّ و أعطاه. فأیّ شی‌ء منه قبل بوجه ما التخلّص من المادّة و مفارقتها، رام تخلیصه من المادّة و من العدم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 481
فیصیر فی أقرب مرتبة إلیه (ف، سم، 55، 5)- العقل الفعّال هو فیما یعطیه الإنسان علی مثال ما علیه الأجسام السماویّة. فإنه یعطی الإنسان أوّلا قوّة و مبدأ به یسعی أو به یقدر الإنسان علی أن یسعی من تلقاء نفسه إلی سائر ما یبقی علیه من الكمالات. و ذلك المبدأ هو العلوم الأول و المعقولات الأول التی تحصل فی الجزء الناطق من النفس (ف، سم، 71، 14)- فعل هذا العقل المفارق فی العقل الهیولانی شبیهه فعل الشمس فی البصر، فلذلك سمّی العقل الفعّال. و مرتبته من الأشیاء المفارقة التی ذكرت من دون السبب الأول المرتبة العاشرة (ف، أ، 84، 1)- العقل الفعّال، لما كان هو السبب فی أن تصیر به المعقولات التی هی بالقوة معقولات بالفعل، و أن یصیر ما هو عقل بالقوة عقلا بالفعل، و كان ما سبیله أن یصیر عقلا بالفعل هی القوة الناطقة، و كانت الناطقة ضربین:
ضربا نظریّا و ضربا عملیّا، و كانت العملیة هی التی شأنها أن تفعل الجزئیات الحاضرة و المستقبلة، و النظریة هی التی شأنها أن تعقل المعقولات التی شأنها أن تعلم، و كانت القوة المتخیّلة مواصلة لضربی القوة الناطقة، فإن الذی تنال القوة الناطقة عن العقل الفعّال- و هو الشی‌ء الذی منزلته الضیاء من البصر- قد یفیض منه علی القوة المتخیّلة (ف، أ، 91، 14)- یكون ما یعطیه العقل الفعّال للقوة المتخیّلة من الجزئیات، بالمنامات و الرؤیات الصادقة، و بما یعطیها من المعقولات التی تقبلها بأن یأخذ محاكاتها مكانها بالكهانات علی الأشیاء الإلهیة (ف، أ، 92، 11)- لا یمتنع أن یكون الإنسان، إذا بلغت قوته المتخیّلة نهایة الكمال، فیقبل، فی یقظته، عن العقل الفعّال، الجزئیات الحاضرة و المستقبلة، أو محاكیاتها من المحسوسات، و یقبل محاكیات المعقولات المفارقة و سائر الموجودات الشریفة، و یراها. فیكون له، بما قبله من المعقولات، نبوة بالأشیاء الإلهیة.
فهذا هو أكمل المراتب التی تنتهی إلیها القوة المتخیّلة، و أكمل المراتب التی بلغها الإنسان بقوته المتخیّلة (ف، أ، 94، 7)- اسم العقل یدلّ علی معان، و تنقسم تلك المعانی إلی أقسام بحسب ما ینقسم كل ذی عقل. و ذلك له ابتداء و انتهاء: و أحدها و هو بمعنی الابتداء بالطبع، هو العقل الفعّال، و هو الشبه الفاعل. و الثانی بحسب الانتهاء، و هو العقل الإنسانی و یسمّی هیولانیّا، و هو فی نسبة المفعول. و الثالث بحسب معنی الوسط و هو العقل المستفاد و هو فی نسبة الفعل (تو، م، 289، 10)- إنّ فی قوة كل واحد من هذه العقول الجزئیة أن یدرك جمیع المعقولات التی من شأنها أن تدرك. و لما كان الذی بالقوة یحتاج إلی شی‌ء موجود بالفعل یخرجه إلی الفعل، كان ذلك الشی‌ء هو العقل الفعّال إذا اشتبه بفعل فی شبیهه و المستفاد بمنزلة الفعل الملابس القوة و الفعل جمیعا (تو، م، 289، 17)- إنّ الباری جلّ ثناؤه أول شی‌ء اخترعه و أبدعه من نور وحدانیته جوهر بسیط یقال له العقل الفعّال، كما أنشأ الاثنین من الواحد بالتكرار، ثم أنشأ النفس الكلّیة الفلكیة من نور العقل كما أنشأ الثلاثة بزیادة الواحد علی الاثنین، ثم أنشأ الهیولی الأولی من حركة النفس، كما أنشأ الأربعة بزیادة الواحد علی الثلاثة، ثم أنشأ سائر الخلائق من الهیولی و رتّبها بتوسّط العقل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 482
و النفس، كما أنشأ سائر العدد من الأربعة بإضافة ما قبلها إلیها (ص، ر 1، 29، 1)- إنّ الأشیاء كلها بأجمعها صور و أعیان غیریات أفاضها الباری تعالی علی العقل الفعّال الذی هو جوهر بسیط مدرك حقائق الأشیاء (ص، ر 1، 316، 8)- إنّ أول شی‌ء اخترعه اللّه جلّ ثناؤه و أوجده، جوهر بسیط روحانی فی غایة التمام و الكمال و الفضل، فیه صور جمیع الأشیاء یسمّی العقل الفعّال، و إنّ من ذلك الجوهر فاض جوهر آخر دونه فی الرتبة یسمّی الرتبة الكلیة، و انبجس من النفس جوهر آخر یسمّی الهیولی الأولی، و إنّ الهیولی الأولی قبل المقدار الذی هو الطول و العرض و العمق، فصارت بذلك جسما مطلقا و هو الهیولی الثانیة (ص، ر 3، 189، 17)- واجب الحكمة أفاض الجود و الفضائل منه كما یفیض من عین الشمس النور و الضیاء، و دام ذلك الفیض منه متصلا متواترا غیر منقطع، فیسمّی أول ذلك الفیض العقل الفعّال و هو جوهر بسیط روحانی نور محض فی غایة التمام و الكمال و الفضائل، و فیه صور جمیع الأشیاء، كما تكون فی فكر العالم صور المعلومات.
و فاض من العقل الفعّال فیض آخر دونه فی الرتبة یسمّی العقل المنفعل و هی النفس الكلّیة و هی جوهرة روحانیة بسیطة قابلة للصور و الفضائل من العقل الفعّال علی الترتیب و النظام، كما یقبل التلمیذ من الأستاذ التعلیم. و فاض من النفس أیضا فیض آخر دونها فی الرتبة یسمّی الهیولی الأولی، و هی جوهرة بسیطة روحانیة قابلة من النفس من الصور و الأشكال بالزمان شیئا بعد شی‌ء (ص، ر 3، 197، 22)- إن قیل ما العقل الفعّال؟ فیقال هو أول مبدع أبدع اللّه (تعالی)، و هو جوهر بسیط نورانی فیه صورة كل شی‌ء (ص، ر 3، 360، 24)- إنّ العقل الفعّال هو الإبداع الأول و الخلق الأكمل، و أنّه فعل اللّه الذی فعله بذاته و أوجده بكلمته و قدرته الذی قدّر فیه وجوده الذی جاد به (ص، ر 4، 257، 3)- الشی‌ء فی الإنسان الذی تصدر عنه هذه الأفعال (المدركة) یسمّی نفسا ناطقة، و له قوّتان:
إحداهما معدّة نحو العمل و وجهها إلی البدن و بها یمیّز بین ما ینبغی أن یفعل و بین ما لا ینبغی أن یفعل، و ما یحسن و یقبح من الأمور الجزئیة- و یقال له العقل العملیّ، و یستكمل فی الناس بالتجارب و العادات، و الثانیة قوّة معدّة نحو النظر و العقل الخاص بالنفس و وجهها إلی فوق، و بها ینال الفیض الإلهی.
و هذه القوة قد تكون بعد بالقوة لم تفعل شیئا و لم تتصوّر، بل هی مستعدّة لأن تعقل المعقولات، بل هی استعداد ما للنفس نحو تصوّر المعقولات- و هذا یسمّی العقل بالقوة و العقل الهیولانی. و قد تكون قوة أخری أحوج منها إلی الفعل، و ذلك بأن تحصل للنفس المعقولات الأولی علی نحو الحصول الذی نذكره، و هذا یسمّی العقل بالملكة. و درجة ثالثة هی أن تحصل للنفس المعقولات المكتسبة فتحصل النفس عقلا بالفعل، و نفس تلك المعقولات تسمّی عقلا مستفادا. و لأنّ كل ما یخرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بشی‌ء یفیده تلك الصورة، فإذن العقل بالقوة إنّما یصیر عقلا بالفعل بسبب یفیده المعقولات و یتّصل به إثره، و هذا الشی‌ء هو الذی یفعل العقل فینا. و لیس شی‌ء من الأجسام بهذه الصفة. فإذن هذا الشی‌ء عقل بالفعل و فعّال فینا فیسمّی عقلا فعّالا، و قیاسه من عقولنا قیاس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 483
الشمس من أبصارنا (س، ع، 43، 7)- حدّ العقل الفعّال: إما من جهة ما هو عقل فهو أنّه جوهر صوری ذاته ماهیّة مجرّدة فی ذاتها لا بتجرید غیرها عن المادة و عن علائق المادة هی ماهیة كل موجود، و إما من جهة ما هو عقل فعّال فهو أنّه جوهر بالصفة المذكورة من شأنه أن یخرج العقل الهیولانی من القوة إلی الفعل بإشراقه علیه (س، ح، 13، 8)- إنّ النفس الإنسانیة قد تكون عاقلة بالقوة، ثم تصیر عاقلة بالفعل، و كل ما خرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بسبب بالفعل یخرجه. فههنا سبب هو الذی یخرج نفوسنا فی المعقولات من القوة إلی الفعل، و إذ هو السبب فی إعطاء الصور العقلیة، فلیس إلّا عقلا بالفعل عنده مبادئ الصور العقلیة مجرّدة، و نسبته إلی نفوسنا كنسبة الشمس إلی أبصارنا … فإنّ القوة العقلیة إذا اطّلعت علی الجزئیات التی فی الخیال و أشرق علیها نور العقل الفعّال فینا الذی ذكرناه، استحالت مجرّدة عن المادة و علائقها، و انطبعت فی النفس الناطقة (س، شن، 208، 10)- (النفس الإنسانیة) ما لها بحسب حاجتها إلی تكمیل جوهرها عقلا بالفعل: فأولها: قوة استعدادیة لها نحو المعقولات، و قد یسمّیها قوم عقلا" هیولانیّا" و هی المشكاة. و یتلوها قوة أخری تحصل لها عند حصول المعقولات الأولی، فتتهیّأ بها لاكتساب الثوانی … ثم یحصل لها بعد ذلك قوة، و كمال: أما الكمال: فأن تحصل لها المعقولات بالفعل مشاهدة متمثّلة فی الذهن، و هی نور علی نور.
و أما القوة: فأن یكون لها أن یحصل المعقول المكتسب المفروغ منه كالمشاهد متی شاءت من غیر افتقار إلی اكتساب، و هو المصباح.
و هذا الكمال یسمّی عقلا مستفادا. و هذه القوة تسمّی عقلا بالفعل. و الذی یخرج من الملكة إلی الفعل التام، و من الهیولانی أیضا إلی الملكة، فهو العقل الفعّال، و هو النار (س، أ 1، 367، 4)- الشی‌ء لا یخرج من ذاته إلی الفعل إلّا بشی‌ء یفیده الفعل، و هذا الفعل الذی یفیده هو صور المعقولات. فإذن هاهنا شی‌ء یفید النفس، و یطبع فیها من جوهره صور المعقولات، فذات هذا الشی‌ء لا محالة عنده صور المعقولات، و هذا الشی‌ء إذن بذاته عقل … و هذا الشی‌ء یسمّی بالقیاس إلی العقول التی بالقوة، و تخرج منه إلی الفعل، عقلا فعّالا، كما یسمّی العقل الهیولانی بالقیاس إلیه عقلا منفعلا، و یسمّی العقل الكائن فیما بینهما عقلا مستفادا (س، ف، 111، 12)- العقل الفعّال تفیض منه قوة تسیح إلی الأشیاء المتخیّلة، التی هی بالقوة معقولة، فتجعلها معقولة بالفعل، و تجعل العقل بالقوة عقلا بالفعل (س، ف، 112، 4)- یكفی وحده سببا لإخراج العقول من القوة إلی الفعل، هذا الشی‌ء یسمّی بالقیاس إلی العقول التی بالقوة و تخرج منها إلی الفعل عقلا فعّالا (س، ن، 193، 4)- إنّ للقوة العقلیة مراتب، و لها بحسبها أسامی، فالمرتبة الأولی أن لا یحصرها شی‌ء من المعقولات، بالفعل، بل لیس لها الاستعداد و القبول كما فی الصبی، و یسمّی حینئذ عقله، عقلا هیولانیّا، و عقلا بالقوة ثم بعد ذلك یظهر فیه نوعان من الصور المعقولة: أحدهما نوع الأولیات الحقیقیة التی یقتضی طبعها أن تنطبع فیه من غیر اكتساب، بل تقبلها بالسماع، من غیر نظر … و الثانی: نوع المشهورات، و هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 484
فی الصناعات و الأعمال أبین. فإذا ظهر فیه ذلك سمّی عقلا بالملكة، أی قد ملك كسب المعقولات النظریة قیاسا، فإن حصل بعد ذلك فیه شی‌ء من المعقولات النظریة باكتسابه إیّاها، سمّی عقلا بالفعل، كالعالم الغافل عن العلوم، القادر علیها، مهما أراد. فإن كانت صورة المعلوم حاضرة فی ذهنه، سمّیت تلك الصورة عقلا مستفادا، أی علما مستفادا، من سبب من الأسباب الإلهیة، یسمّی ذلك السبب ملكة، أو عقلا فعّالا (غ، م، 362، 19)- العلوم العقلیة تقوم بالنفس التی لیست بجسم، و لا هی منطبعة فی جسم. فلا تدخل فی المكان و الحیّز حتی یجاورها جسم آخر، أو یحاذیها، فیؤثّر فیها. فإذن یكون السبب جوهرا مجرّدا عن المادة. و هو المعنی بالعقل الفعّال.
لأنّ معنی العقل كونه مجرّدا، و معنی الفعّال كونه فاعلا فی النفوس علی الدوام (غ، م، 372، 9)- مخرج الشی‌ء من القوة إلی الفعل یحتاج أن یكون ذلك الشی‌ء الذی أوجده فی ذی القوة عنده بالفعل. فهذا المقیّد عقل بالفعل یسمّونه (الفلاسفة) العقل الفعّال (بغ، م 1، 408، 6)- هذا العقل الفعّال الذی هو معلّم الناس هو عندهم (الفلاسفة) العلّة الفعّالة لنفوس الناس و الحیوان و النبات و هو مكمّل نفوس الناس، و نسبته إلیها نسبة الشمس إلی الإبصار من جهة أنّها به تقوی علی إدراك المعقولات، و نسبة المرآة التی فیها صور بالقیاس إلی مرآة ساذجة ینتقش فیها ما فیها فهو الصحیفة التی تری ما فیها و المصباح الذی به یری (بغ، م 1، 408، 10)- هذا العقل الفعّال تفیض منه قوة علی المتخیّلات التی هی بالقوة معقولة فتجعلها معقولة بالفعل كما یجعل نور الشمس المرئیات بالقوة مرئیة بالفعل، و یجعل العقل بالقوة عقلا بالفعل كما یجعل نور الشمس البصر بالقوة باصرا بالفعل (بغ، م 1، 408، 14)- هذا العقل الفعّال لا یحلّ الأبدان و لا یتعلّق بها فلا یدرك الجزئیات و لا یخفی عنه شی‌ء من الكلّیات التی الجزئیات فی ضمنها (بغ، م 1، 408، 24)- قالوا (الفلاسفة): إنّ المعقولات التی تستفیدها النفس منه موجودة عنده أبدا بالفعل أوجبوا له أن یكون فی سائر إدراكاته أبدا بالفعل و لا یكون فی شی‌ء بالقوة و فی شی‌ء بالفعل، و سمّوه لذلك عقلا فعّالا (بغ، م 1، 414، 4)- العقل الفعّال یدرك المعقولات و لا یدرك المحسوسات لأنّه مفارق أبدا (بغ، م 1، 414، 16)- العقل الفعّال … لیس یعطی الصور النفسانیة فقط و الصور الجوهریة التی للمتشابهة الأجزاء بل و الصور الجوهریة التی للأسطقسّات، فإنه یظهر أن الأسطقسّات إنما تفعل و تنفعل بكیفیاتها لا بصورها الجوهریة (ش، ت، 882، 7)- إن العقل الفعّال المفارق هو كالصورة فی العقل الهیولانی شبه المركّب من المادة و الصورة، و إنه الذی یخلق المعقولات من جهة و یقبلها من جهة أعنی أنه یفعلها من جهة ما هو صورة و یقبلها من جهة العقل الهیولانی (ش، ت، 1489، 3)- إن العقول المفارقة بما هی مفارقة یجب أن تكون مبدأ لما هی له مبدأ بالنحوین جمیعا، أعنی من جهة ما هی محرّكة و من جهة ما هی غایة. فالعقل الفعّال من جهة ما هو مفارق و مبدأ لنا قد یجب أن یحرّكنا علی جهة ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 485
یحرّك العاشق المعشوق. و إن كانت كل حركة فقد یجب أن تتصل بالشی‌ء الذی یحرّكها علی جهة الغایة (ش، ت، 1612، 12)- الذی یقول به القدماء (من الفلاسفة) فی أمر الوحی و الرؤیا إنما هو عن اللّه تبارك و تعالی بتوسط موجود روحانی لیس بجسم، و هو واهب العقل الإنسانی عندهم، و هو الذی تسمیه الحدّث منهم العقل الفعال، و یسمّی فی الشریعة ملكا (ش، ته، 288، 26)- یقال فی العقل الفعال إنه یتصل بنا فی حین الاستفادة (ش، ن، 88، 5)- أقرب شی‌ء من جوهرنا هو العقل الفعّال.
و لذلك رأی قوم أنه یمكن أن یتصوّر ذاته علی كنهها حتی نكون نحن هو و یعود المعلول هو نفس العلة (ش، ما، 156، 22)- الموضوع لتصوّر العقل الفعّال إنما هو ذاته و ما یعقل من مبادئه فإنما یعقلها بالمناسبة. و كذلك یلزم فی الثالث و الرابع (من العقول) إلی أن ینتهی إلی المبدأ الأول (ش، ما، 157، 1)- الظاهر من مذهب أرسطو و أصحابه أو اللازم عن مذهبهم … أنهم یصرّحون فی العقل الفعّال أنه یعلم ما هاهنا، أعنی ما دونه.
و كذلك فی عقول الأجرام السماویة. و لا فرق علی ما تبیّن من قولنا بین أن یجوز ذلك فی العقل الفعّال أو فیما فوقه من المبادئ، فإنه لیس یمكن فیها أن تعقل شیئا لا یتجوهر به إلا علی الجهة التی قلناها، فقد تبیّن من هذا القول كیف تعقل هذه المبادئ ذواتها و ما هو خارج عن ذاتها (ش، ما، 158، 3)- العقل الفعّال هو صادر عن آخر تلك المحرّكات رتبة و لننزل محرّك فلك القمر (ش، ما، 165، 9)- العقل الفعّال عندهم (الفلاسفة) عبارة عن أوّل رتبة ینكشف عنها الحسّ من رتب الروحانیات و یحملون الاتصال بالعقل الفعّال علی الإدراك العلمی (خ، م، 431، 23)- هم أیضا قائلون (الفلاسفة) فی أكثر المواضع، أنّ فاعل جمیع الحوادث العنصریة هو العقل الفعّال لا غیر (ط، ت، 307، 5)- ما ذكروا (الفلاسفة) … إنّ مبدأ كل الحوادث فی عالمنا هذا، و فاعلها، هو العقل الفعّال (ط، ت، 322، 19)

عقل قدسی‌

- أنظر إلی هذه القوی كیف یرؤس بعضها بعضا، و كیف یخدم بعضها بعضا، فإنّك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا، و یخدمه الكل، و هو الغایة القصوی. ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة، ثم العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذا، لأنّ العلاقة البدنیة، كما سیتّضح بعد، لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته، و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ف، 67، 13)- (عقل قدسی) و هو من جنس العقل بالملكة إلّا أنّه رفیع جدّا لیس مما یشترك فیه الناس كلهم (س، ن، 167، 4)- العقل القدسیّ، و هو عبارة عن القوّة النّظریّة التی من شأنها تحصیل المدركات من غیر تعلیم و تعلّم، كحال النّبیّ (سی، م، 107، 9)

عقل الكل‌

- أما عقل الكل فیقال لمعنیین لأجل أنّ الكل یقال لمعنیین: أحدهما جملة العالم، و الثانی الجرم الأقصی الذی یقال لجرمه جرم الكل و لحركته حركة الكل لأنّ الكل تحت حركته
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 486
(س، ح، 14، 9)

عقل كلّی‌

- إذا قلنا العقل الكلّی فإنّما نعنی به القوة الإلهیة المؤیّدة للنفس الكلّیة (ص، ر 3، 212، 4)- النفس الكلّیة التی هی نفس العالم مؤیّدة للنفوس البسیطة، و العقل الكلّی مؤیّد للنفس الكلّیة، و الباری- جلّ ثناؤه- مؤیّد للعقل الكلّی فهو مبدعها كلّها و مدبّر لها من غیر ممازجة لها و لا مباشرة (ص، ر 3، 215، 11)- العقل الكلّی هو المعنی المعقول المقول علی كثیرین مختلفین بالعدد من العقول التی لأشخاص الناس فلا وجود له فی القوام بل فی التصوّر (س، ح، 14، 7)- العقل الكلّی أثر كلمة من كلام اللّه الباری تعالی (غ، ع، 30، 10)

عقل مجرّد

- إنّ الحركة تدلّ علی إثبات جوهر شریف غیر متغیّر، لیس بجسم، و لا منطبع فیه. و مثل هذا یسمّی عقلا مجرّدا. و إنّما یدلّ علیه بواسطة عدم التناهی (غ، م، 279، 11)

عقل مجرّد كلّی‌

- العقل المجرّد الكلّی الذی لا یتغیّر، لا یصدر منه الحركة المتغیّرة (غ، م، 280، 7)

عقل محض‌

- إنّ الأوّل موجود لا فی المادة، و كل موجود لا فی مادة فهو عقل محض، و كل ما هو عقل محض فجمیع المعقولات مكشوفة له (غ، ت، 135، 16)- لما رأوا (الفلاسفة) النظام هاهنا فی الطبیعة و فی أفعالها یجری علی النظام العقلی الشبیه بالنظام الصناعی علموا أن هاهنا عقلا هو الذی أفاد هذه القوة الطبیعیة أن یجری فعلها علی نحو فعل العقل، فقطعوا من هذین الأمرین علی أن ذلك الموجود الذی هو عقل محض هو الذی أفاد الموجودات الترتیب و النظام الموجود فی أفعالها. و علموا من هذا كله أن عقله ذاته هو عقله الموجودات كلها و أن مثل هذا الموجود لیس ما یعقل من ذاته هو غیر ما یعقل من غیره، كالحال فی العقل الإنسانی. و إنه لا یصحّ فیه التقسیم المتقدّم (ش، ته، 245، 13)

عقل مستفاد

- إنّ النفس إذا باشرت العقل، أعنی الصور التی لا هیولی لها و لا فنطاسیا و اتّحدت بالنفس، أعنی أنّها كانت موجودة فی النفس بالفعل، و قد كانت قبل ذلك لا موجودة فیها بالفعل، بل بالقوة، فهذه الصورة التی لا هیولی لها و لا فنطاسیا هی العقل المستفاد للنفس من العقل الأول، الذی هو نوعیة الأشیاء التی هی بالفعل أبدا، و إنّما صار مفیدا و النفس مستفیدة، لأنّ النفس بالقوة عاقلة، و العقل الأول بالفعل (ك، ر، 356، 3)- العقل بالفعل متی عقل المعقولات التی هی صور له من حیث هی معقولة بالفعل صار العقل الذی كنا نقول أولا أنه العقل بالفعل هو الآن العقل المستفاد (ف، عق، 20، 3)- یكون العقل المستفاد شبیها بالصورة للعقل الذی بالفعل، و العقل الذی بالفعل شبه موضوع و مادة للعقل المستفاد، و العقل الذی بالفعل صورة لتلك الذات و تلك الذات شبه مادة (ف، عق، 22، 3)- العقل المستفاد شبه المادّة و الموضوع للعقل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 487
الفعّال (ف، سم، 79، 15)- أی إنسان استكمل عقله المنفعل بالمعقولات كلها و صار عقلا بالفعل و معقولا بالفعل، و صار المعقول منه هو الذی یعقل، حصل له حینئذ عقل ما بالفعل رتبته فوق العقل المنفعل، أتمّ و أشدّ مفارقة للمادة، و مقاربة من العقل الفعّال، و یسمّی العقل المستفاد، و یصیر متوسّطا بین العقل المنفعل و بین العقل الفعّال، و لا یكون بینه و بین العقل الفعّال شی‌ء آخر. فیكون العقل المنفعل كالمادة و الموضوع للعقل المستفاد، و العقل المستفاد كالمادة و الموضوع للعقل الفعّال (ف، أ، 103، 4)- اسم العقل یدلّ علی معان، و تنقسم تلك المعانی إلی أقسام بحسب ما ینقسم كل ذی عقل. و ذلك له ابتداء و انتهاء: و أحدها و هو بمعنی الابتداء بالطبع، هو العقل الفعّال، و هو الشبه الفاعل. و الثانی بحسب الانتهاء، و هو العقل الإنسانی و یسمّی هیولانیّا، و هو فی نسبة المفعول. و الثالث بحسب معنی الوسط و هو العقل المستفاد و هو فی نسبة الفعل (تو، م، 289، 12)- الشی‌ء فی الإنسان الذی تصدر عنه هذه الأفعال (المدركة) یسمّی نفسا ناطقة، و له قوّتان:
إحداهما معدّة نحو العمل و وجهها إلی البدن و بها یمیّز بین ما ینبغی أن یفعل و بین ما لا ینبغی أن یفعل، و ما یحسن و یقبح من الأمور الجزئیة- و یقال له العقل العملیّ، و یستكمل فی الناس بالتجارب و العادات، و الثانیة قوّة معدّة نحو النظر و العقل الخاص بالنفس و وجهها إلی فوق، و بها ینال الفیض الإلهی.
و هذه القوة قد تكون بعد بالقوة لم تفعل شیئا و لم تتصوّر، بل هی مستعدّة لأن تعقل المعقولات، بل هی استعداد ما للنفس نحو تصوّر المعقولات- و هذا یسمّی العقل بالقوة و العقل الهیولانی. و قد تكون قوة أخری أحوج منها إلی الفعل، و ذلك بأن تحصل للنفس المعقولات الأولی علی نحو الحصول الذی نذكره، و هذا یسمّی العقل بالملكة. و درجة ثالثة هی أن تحصل للنفس المعقولات المكتسبة فتحصل النفس عقلا بالفعل، و نفس تلك المعقولات تسمّی عقلا مستفادا. و لأنّ كل ما یخرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بشی‌ء یفیده تلك الصورة، فإذن العقل بالقوة إنّما یصیر عقلا بالفعل بسبب یفیده المعقولات و یتّصل به إثره، و هذا الشی‌ء هو الذی یفعل العقل فینا. و لیس شی‌ء من الأجسام بهذه الصفة. فإذن هذا الشی‌ء عقل بالفعل و فعّال فینا فیسمّی عقلا فعّالا، و قیاسه من عقولنا قیاس الشمس من أبصارنا (س، ع، 43، 3)- العقل المستفاد و هو ماهیة مجرّدة عن المادة مرتسمة فی النفس علی سبیل الحصول من خارج (س، ح، 13، 5)- عند العقل المستفاد یتمّ الجنس الحیوانی و النوع الإنسانی منه، و هناك تكون القوة الإنسانیة قد تشبّهت بالمبادئ الأولیة للوجود كله (س، شن، 40، 17)- أما العقل المستفاد فهو العقل بالفعل من حیث هو كمال (س، شن، 219، 4)- (النفس الإنسانیة) ما لها بحسب حاجتها إلی تكمیل جوهرها عقلا بالفعل: فأولها: قوة استعدادیة لها نحو المعقولات، و قد یسمّیها قوم عقلا" هیولانیّا" و هی المشكاة. و یتلوها قوة أخری تحصل لها عند حصول المعقولات الأولی، فتتهیّأ بها لاكتساب الثوانی … ثم یحصل لها بعد ذلك قوة، و كمال: أما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 488
الكمال: فأن تحصل لها المعقولات بالفعل مشاهدة متمثّلة فی الذهن، و هی نور علی نور.
و أما القوة: فأن یكون لها أن یحصل المعقول المكتسب المفروغ منه كالمشاهد متی شاءت من غیر افتقار إلی اكتساب، و هو المصباح.
و هذا الكمال یسمّی عقلا مستفادا. و هذه القوة تسمّی عقلا بالفعل. و الذی یخرج من الملكة إلی الفعل التام، و من الهیولانی أیضا إلی الملكة، فهو العقل الفعّال، و هو النار (س، أ 1، 367، 1)- الرموز بالمشكاة هو العقل الهیولانی الذی نسبته إلی العقل المستفاد كنسبة المشكاة إلی النور. و المصباح هو عبارة عن العقل المستفاد بالفعل لأنّ النور كما هو كمال للمشفّ كما حدّ به الفلاسفة و مخرج له من القوة إلی الفعل.
و نسبة العقل المستفاد إلی العقل الهیولانی كنسبة المصباح إلی المشكاة (س، ر، 126، 5)- أنظر إلی هذه القوی كیف یرؤس بعضها بعضا، و كیف یخدم بعضها بعضا، فإنّك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا، و یخدمه الكل، و هو الغایة القصوی. ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة، ثم العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذا، لأنّ العلاقة البدنیة، كما سیتّضح بعد، لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته، و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ف، 67، 13)- الشی‌ء لا یخرج من ذاته إلی الفعل إلّا بشی‌ء یفیده الفعل، و هذا الفعل الذی یفیده هو صور المعقولات. فإذن هاهنا شی‌ء یفید النفس، و یطبع فیها من جوهره صور المعقولات، فذات هذا الشی‌ء لا محالة عنده صور المعقولات، و هذا الشی‌ء إذن بذاته عقل … و هذا الشی‌ء یسمّی بالقیاس إلی العقول التی بالقوة، و تخرج منه إلی الفعل، عقلا فعّالا، كما یسمّی العقل الهیولانی بالقیاس إلیه عقلا منفعلا، و یسمّی العقل الكائن فیما بینهما عقلا مستفادا (س، ف، 111، 13)- یحصل لها (النفس) بهذه المعقولات المكتسبة هیئة و حالة تتهیّأ بها لإحضار المعقولات متی شاءت من غیر افتقار إلی اكتساب. و هذه الهیئة تسمّی ملكة. و تلك القوة، فی هذه الحالة و بهذا الاعتبار تسمّی عقلا بالفعل. و إذا كانت المعقولات حاصلة لها بالفعل مشاهدا متمثلا فیها سمّیت بهذا الاعتبار عقلا مستفادا (س، ف، 196، 8)- القوة النظریة إذا تارة تكون نسبتها إلی الصورة المجرّدة … نسبة ما بالقوة المطلقة حتی تكون هذه القوة للنفس التی لم تقبل بعد شیئا من الكمال الذی یحسبها. و حینئذ تسمّی عقلا هیولانیّا … و تارة تكون له نسبة ما بالقوة الكمالیة. و هذا أن یكون حصل فیها أیضا الصورة المعقولة الأولیة إلّا أنّه لیس یطالعها و یرجع إلیها بالفعل بل كأنها عنده مخزونة فمتی شاء طالع تلك الصورة بالفعل فعقلها و عقل أنّه عقلها، و یسمّی عقلا بالفعل لأنّه عقل و یعقل متی شاء بلا تكلّف و اكتساب … و تارة تكون لها نسبة ما بالفعل المطلق و هو أن تكون الصورة المعقولة حاضرة فیه و هو یطالعها و یعقلها بالفعل و یعقل أنّه یعقلها بالفعل فیكون حینئذ عقلا مستفادا لأنّه سیتّضح لنا أنّ العقل بالقوة إنّما یخرج إلی الفعل بسبب عقل هو دائما بالفعل (س، ن، 166، 14)- تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا یخدمه الكل و هو الغایة القصوی، ثم العقل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 489
بالفعل یخدمه العقل بالملكة. و العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذه لأنّ العلاقة البدنیة … لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته. و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ن، 168، 5)- إنّ للقوة العقلیة مراتب، و لها بحسبها أسامی، فالمرتبة الأولی أن لا یحصرها شی‌ء من المعقولات، بالفعل، بل لیس لها الاستعداد و القبول كما فی الصبی، و یسمّی حینئذ عقله، عقلا هیولانیّا، و عقلا بالقوة. ثم بعد ذلك یظهر فیه نوعان من الصور المعقولة: أحدهما نوع الأولیات الحقیقیة التی یقتضی طبعها أن تنطبع فیه من غیر اكتساب، بل تقبلها بالسماع، من غیر نظر … و الثانی: نوع المشهورات، و هی فی الصناعات و الأعمال أبین. فإذا ظهر فیه ذلك سمّی عقلا بالملكة، أی قد ملك كسب المعقولات النظریة قیاسا، فإن حصل بعد ذلك فیه شی‌ء من المعقولات النظریة باكتسابه إیّاها، سمّی عقلا بالفعل، كالعالم الغافل عن العلوم، القادر علیها، مهما أراد. فإن كانت صورة المعلوم حاضرة فی ذهنه، سمّیت تلك الصورة عقلا مستفادا، أی علما مستفادا، من سبب من الأسباب الإلهیة، یسمّی ذلك السبب ملكة، أو عقلا فعّالا (غ، م، 362، 17)- العقل المستفاد، فلأنّه واحد من كل جهة، فهو فی غایة البعد عن المادّة لا یلحقه التضادّ، كما یلحق الطبیعة، و لا العمل عن التضادّ كالنفس البهیمیة، و لا یری التضادّ كالناطقة، التی تعقل المعقولات الهیولانیة المتكثّرة (ج، ر، 141، 7)- العقل المستفاد وحده … لا یدركه البلی و لا السن (ج، ر، 152، 1)- (للنفس) ثلاثة استعدادات و كمال. الأول الاستعداد الأبعد الذی للإنسان كما للأطفال، و یسمّی العقل الهیولانی، و الثانی حالها عند ما تحصل لها بالمعقولات الأول، و لها تحصیل الثوانی بالفكر أو بالحدس، و یسمّی العقل بالملكة، و الثالث أن یكون ملكة تحصیل المعقولات المفروغ عنها متی شاءت دون حاجة إلی كسب جدید، و یسمّی العقل بالفعل، و إن كانت فی نفسها قوة قریبة، الرابع أن تكون المعانی المعقولة فیها حاضرة بالفعل، و یسمّی العقل المستفاد (سه، ل، 119، 17)- إنه لیس هاهنا عقل یبقی إلّا العقل المكتسب بآخرة و هو الذی یسمّی المستفاد، و أما العقل الذی بالملكة و العقل الهیولانی فكلاهما عنده (أرسطو) فاسد (ش، ت، 1488، 8)- إنّ النفس الإنسانیة قابلة لإدراك حقائق الأشیاء، فلا یخلو إما أن تكون خالیة عن كل الإدراكات أو لا تكون خالیة. فإن كانت خالیة مع أنّها تكون قابلة لتلك الإدراكات فهی كالهیولی التی لیس لها إلّا طبیعة الاستعداد فتسمّی فی تلك الحالة عقلا هیولانیّا، و إن لم تكن خالیة فلا یخلو: إمّا أن یكون الحاصل فیها من العلوم الأولیّات فقط، أو یكون قد حصلت النظریات مع ذلك. فإن لم تحصل فیها إلّا الأولیّات التی هی الآلة فی اكتساب النظریات فتسمّی فی تلك الحالة عقلا بالملكة أی لها قدرة الاكتساب و ملكة الاستنتاج. ثم أنّ النفس فی هذه المرتبة إن تمیّزت عن سائر النفوس بكثرة الأولیات و سرعة الانتقال منها إلی النتائج سمّیت قوة قدسیة و إلّا فلا. و أمّا إنّ كان قد حصل لها مع تلك الأولیّات تلك النظریات أیضا فلا یخلو:
إمّا أن تكون تلك النظریات غیر حاصلة بالفعل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 490
و لكنها بحال متی شاء صاحبها و استحضرها بمجرّد تذكّر و توجّه الذهن إلیها، أو تكون تلك النظریات حاضرة بالفعل حاصلة بالحقیقة حتی كأنّ صاحبها ینظر إلیها. فالنفس فی الحالة الأولی تسمّی عقلا بالفعل و فی الحالة الثانیة تسمّی عقلا مستفادا. فإذا أحوال مراتب النفس الإنسانیة أربع (ر، م، 367، 12)- النفس الإنسانیة لها قوّتان: عاملة و هی القوة التی باعتبارها یدبّر البدن، و عاقلة و لها مراتب.
فأوّلها كونها مستعدّة لقبول الصور العقلیة و هذه المرتبة مسمّاة بالعقل الهیولانی. و ثانیها أن تحصل فیها التصوّرات و التصدیقات البدیهیة و هی العقل بالملكة و هذه المرتبة مختلفة بحسب كمّیة تلك البدیهیات و بحسب كیفیة قوة النفس علی الانتقال منها إلی المطالب.
و ثالثها أن یحصل الانتقال من تلك المبادئ إلی المطالب الفكریة البرهانیّة إلّا أنّ تلك الصور لا تكون حاضرة بالفعل بل تكون بحیث إذا شاء الإنسان أن یستحضرها فعل ذلك و هذه المرتبة هی العقل بالفعل. و رابعها أن تكون تلك الصورة العقلیة حاضرة بالفعل ینظر إلیها صاحبها و هی المسمّاة بالعقل المستفاد (ر، ل، 72، 12)- العقل المستفاد، و هو عبارة عن القوّة النّظریّة حالة كونها عالمة و مدركة، كحال الإنسان عند كتابته (سی، م، 108، 3)- العقل المستفاد و هو أن یحضر عنده النظریّات التی أدركها بحیث لا یغیب عنه (جر، ت، 158، 8)

عقل مفارق‌

- لأن العقل لیس هو شیئا أكثر من إدراك نظام الأشیاء الموجودة و ترتیبها، و لكنه واجب فیما هو عقل مفارق الّا یستند فی عقل الأشیاء الموجودة و ترتیبها إلی الأشیاء الموجودة و یتأخّر معقوله عنها لأن كل عقل هو بهذه الصفة فهو تابع للنظام الموجود فی الموجودات و مستكمل به، و هو ضرورة یقصّر فیما یعقله من الأشیاء. و لذلك كان العقل منّا مقصّرا عما تقتضیه طبائع الموجودات جاریة علی حكم العقل، و كان هذا العقل منا مقصّرا عن إدراك طبائع الموجودات، فواجب أن یكون هاهنا علم بنظام و ترتیب هو السبب فی النظام و الترتیب و الحكمة الموجودة فی موجود موجود.
و واجب أن یكون هذا العقل النظام الذی منه هو السبب فی هذا النظام الذی فی الموجودات، و أن یكون إدراكه لا یتصف بالكلّیة فضلا عن الجزئیة، لأن الكلّیات معقولات تابعة للموجودات و متأخّرة عنها.
و ذلك العقل الموجودات تابعة له، فهو عاقل ضرورة للموجودات بعقله من ذاته النظام و الترتیب الموجود فی الموجودات لا بعقله شیئا خارجا عن ذاته، لأنه كان یكون معلولا عن الموجود الذی یعقله لا علّة له و كان یكون مقصّرا (ش، ته، 194، 2)- العقل المفارق لا یعقل إلا ذاته و أنه بعقل ذاته یعقل جمیع الموجودات إذ كان عقله لیس شیئا أكثر من النظام و الترتیب الذی فی جمیع الموجودات، و ذلك النظام و الترتیب هو الذی تتقبّله القوة الفاعلة ذوات النظام و الترتیب الموجودة فی جمیع الموجودات، و هی التی تسمّیها الفلاسفة الطبائع. فإنه یظهر أن كل موجود ففیه أفعال جاریة علی نظام العقل- و ترتیبه و لیس یمكن أن یكون ذلك بالعرض و لا یمكن أن یكون من قبل عقل شبیه بالعقل الذی فینا بل من قبل عقل أعلی من جمیع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 491
الموجودات، و لیس هو كلّیا و لا جزئیا (ش، ته، 194، 16)- العقل الذی فینا هو الذی یلحقه التعدّد و الكثرة، و أما ذلك العقل (المفارق) فلا یلحقه شی‌ء من ذلك، و ذلك أنه بری‌ء عن الكثرة اللاحقة لهذه المعقولات و لیس یتصوّر فیه مغایرة بین المدرك و المدرك، و أما العقل الذی فینا فإدراكه ذات الشی‌ء غیر إدراكه أنه مبدأ للشی‌ء، و كذلك إدراكه غیره غیر إدراك ذاته بوجه ما. و لكن فیه شبه من ذلك العقل، و ذلك العقل هو الذی أفاده ذلك الشبه. و ذلك أن المعقولات التی فی ذلك العقل بریّة من النقائص التی لحقها فی هذا العقل منا، مثال ذلك: إن العقل إنما صار هو المعقول من جهة ما هو معقول لأن هاهنا عقلا هو المعقول من جمیع الجهات، و ذلك أن كل ما وجدت فیه صفة ناقصة فهی موجودة له ضرورة من قبل موجود فیه تلك الصفة كاملة، مثال ذلك: إن ما وجدت فیه حرارة ناقصة فهی موجودة له من قبل شی‌ء هو حار بحرارة كاملة (ش، ته، 194، 27)

عقل منفعل‌

- إنّ العقل المنفعل یكون شبه المادّة و الموضوع للعقل المستفاد (ف، سم، 79، 14)- یسمّی العقل الهیولانی العقل المنفعل (ف، أ، 84، 3)- واجب الحكمة أفاض الجود و الفضائل منه كما یفیض من عین الشمس النور و الضیاء، و دام ذلك الفیض منه متصلا متواترا غیر منقطع، فیسمّی أول ذلك الفیض العقل الفعّال و هو جوهر بسیط روحانی نور محض فی غایة التمام و الكمال و الفضائل، و فیه صور جمیع الأشیاء، كما تكون فی فكر العالم صور المعلومات.
و فاض من العقل الفعّال فیض آخر دونه فی الرتبة یسمّی العقل المنفعل و هی النفس الكلّیة و هی جوهرة روحانیة بسیطة قابلة للصور و الفضائل من العقل الفعّال علی الترتیب و النظام، كما یقبل التلمیذ من الأستاذ التعلیم. و فاض من النفس أیضا فیض آخر دونها فی الرتبة یسمّی الهیولی الأولی، و هی جوهرة بسیطة روحانیة قابلة من النفس من الصور و الأشكال بالزمان شیئا بعد شی‌ء (ص، ر 3، 198، 1)- الشی‌ء لا یخرج من ذاته إلی الفعل إلّا بشی‌ء یفیده الفعل، و هذا الفعل الذی یفیده هو صور المعقولات. فإذن هاهنا شی‌ء یفید النفس، و یطبع فیها من جوهره صور المعقولات، فذات هذا الشی‌ء لا محالة عنده صور المعقولات، و هذا الشی‌ء إذن بذاته عقل … و هذا الشی‌ء یسمّی بالقیاس إلی العقول التی بالقوة، و تخرج منه إلی الفعل، عقلا فعّالا، كما یسمّی العقل الهیولانی بالقیاس إلیه عقلا منفعلا، و یسمّی العقل الكائن فیما بینهما عقلا مستفادا (س، ف، 111، 12)

عقل نظری‌

- سمّی (أرسطو) القوّة التی تعقل من الموجودات الموجودات التی یمكن أن یوجدها الإنسان بالفعل فی الأشیاء الطبیعیّة- إذا عقله بضرب ینتفع به من إیجاد تلك-" العقل العملیّ"، و الذی تحصل له المعقولات معقولات لا ینتفع بها فی إیجاد شی‌ء منها فی الأشیاء الطبیعیّة" العقل النظری". و سمّی القوّة العقلیّة التی بها یمكن أن یوجد فی الأشیاء الطبیعیّة ما قد حصله العقل العملیّ ب" المشیئة و الاختیار"
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 492
(ف، ط، 124، 4)- فحص (أرسطو) عن جزء العقل النظریّ، فوجد المعقولات التی تحصل بذلك العقل معقولات لا یمكن أن یخدم بها أصلا. و وجد ذلك العقل إذا حصل علی كماله الأخیر حصل عقلا بالفعل بعد أن كان بالقوّة. فأنزل أنّه قد حصل بالفعل و أنّ المعقولات قد حصلت له (ف، ط، 125، 4)- الروح الإنسانیة هی التی تتمكن من تصوّر المعنی بحدّه و حقیقته منقوصا عنه اللواحق الغریبة مأخوذا من حیث یشترك فیه الكثرة و ذلك بقوة لها تسمّی العقل النظری. و هذه الروح كمرآة، و هذا العقل النظری كصقالها، و هذه المعقولات ترتسم فیها من الفیض الإلهی كما ترتسم الأشباح فی المرایا الصقیلة إذا لم یفسد صقالها بطبع و لم یعرض بجهة من صقالها عن الجانب الأعلی شغل بما تحتها من الشهوة و الغضب و الحس و التخیّل. فإذا أعرضت عن هذه و توجّهت تلقاء عالم الأمر لحظت الملكوت الأعلی و اتصلت باللذة العلیا (ف، ف، 13، 9)- أما الذی یدلّ علیه اسم العقل عند الحكماء فهی ثمانیة معان: أحدها العقل الذی ذكره الفیلسوف فی كتاب البرهان و فرّق بینه و بین العلم فقال ما معناه هذا العقل هو التصوّرات و التصدیقات الحاصلة للنفس بالفطرة و العلم ما حصل بالاكتساب، و منها العقول المذكورة فی كتاب النفس. فمن ذلك العقل النظری و العقل العلمی. فالعقل النظری قوة للنفس تقبل ماهیّات الأمور الكلّیة من جهة ما هی كلّیة، و العقل العملی قوة للنفس هی مبدأ التحریك للقوة الشوقیة إلی ما یختار من الجزئیات من أجل غایة مظنونة أو معلومة (س، ح، 12، 10)- القوة الأولی للنفس الإنسانیة قوة تنسب إلی النظر فیقال عقل نظری، و هذه الثانیة قوة تنسب إلی العمل فیقال عقل عملی، و تلك للصدق و الكذب و هذه للخیر و الشر فی الجزئیات، و تلك للواجب و الممتنع و الممكن و هذه للقبیح و الجمیل و المباح، و مبادئ تلك من المقدمات الأولیة و مبادئ هذه من المشهورات و المقبولات و المظنونات و التجربیات الواهیة التی تكون من المظنونات غیر التجربیات الوثیقة (س، شن، 185، 6)- العقل العملی یحتاج فی أفعاله كلها إلی البدن و إلی القوی البدنیة، و أما العقل النظری فإنّ له حاجة ما إلی البدن و إلی قواه لكن لا دائما و من كل وجه، بل قد یستغنی بذاته (س، شن، 185، 17)- إنّ النفس الإنسانیة، التی لها أن تعقل، جوهر له قوی و كمالات. فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلی تدبیر البدن، و هی القوة التی تختص باسم العقل العملی، و هی التی تستنبط الواجب- فیما یجب أن یفعل من الأمور الإنسانیة الجزئیة، لتتوصّل به إلی أغراض اختیاریة،- من مقدّمات أوّلیة، و ذائعة، و تجریبیة. و باستعانة بالعقل النظری، فی الرأی الكلّی، إلی أن ینتقل به إلی الجزئی (س، أ 1، 364، 1)- الروح الإنسانیة هی التی تتمكّن من تصوّر المعنی بحدّه و حقیقته منفوضا عنه اللواحق الغریبة مأخوذا من حیث یشترك فیه الكثیر و ذلك بقوة تسمّی العقل النظری. و هذه الروح كمرآة و هذا العقل النظری كصقالها (س، ر، 63، 13)- تكون الأمور الجزئیة تنالها النفس بقوّتها التی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 493
تسمّی عقلا عملیّا، من الجواهر العالیة النفسانیة. و تكون الأمور الكلیة تنالها النفس بقوتها التی تسمّی عقلا نظریّا، من الجواهر العالیة العقلیة، التی لا یجوز أن یكون فیها شی‌ء من الصور الجزئیة البتة (س، ف، 117، 6)- النفس الناطقة إذا أقبلت علی العلوم سمّی فعلها عقلا، و سمّیت بحسبه عقلا نظریّا (س، ف، 170، 19)- وجدت هذه القوة (قوة إدراك المعانی مجرّدة) الأفضل مطلقا لا الأفضل فی وجوده المحسوس، و من هنا یظهر أن هذه القوة تنقسم أولا إلی قسمین: أحدهما یسمی العقل العملی و الآخر النظری. و كان هذا الانقسام لها عارضا بالواجب لانقسام مدركاتها، و لذلك إن إحداهما إنما فعلها و استكمالها بمعان صناعیة ممكنة. و الثانیة بمعان ضروریة لیس وجودها إلی اختیارنا (ش، ن، 85، 5)- العقل النظری لما كان من طبیعة انتزاع الصورة من الموضوع و كان ینتزع الصورة غیر المفارقة فهو أحری أن ینتزع هذه الصورة المفارقة، أعنی إذا نظر فی هذه المعقولات الحادثة بما هی معقولات (ش، ن، 104، 6)

عقل نفسانی‌

- إنّ الطبیعة فی الإنسان و النفس الإنسانیّة، و قوی هاتین و أفعالهما، إنّما هی كلّها و القوی العقلیّة العملیّة لأجل كمال العقل النظریّ، و أنّ الطبیعة و العقل النفسانیّ لیس فیهما كفایة دون الأفعال الكائنة عن المشیئة و الاختیار التابعتین للعقل العملیّ (ف، ط، 130، 21)- قال فرفوریوس و هو المفسّر … إنّ العقل النفسانی إذا اتّصل بالعقل الأول الخالص كان عاقلا دائما، و لم یكن عاقلا مرّة، و مرّة غیر عاقل، فإذا فارق البدن كان أحری أن تلزمه هذه الصفة و لا تفارقه، و أمّا الآخر من الحسّ و النماء و التوهّم و الفكر فإنّها كلّها تبطل مع بطلان الجسم، و ذلك أنّها أثر النفس فی الجسم، فإذا بطل الجسم و فارقته النفس بطلت هذه (تو، م، 334، 5)

عقل هیولانی‌

- أما العقل الإنسانی الذی یحصل له بالطبع فی أول أمره، فإنه هیئة ما فی مادة معدّة لأن تقبل رسوم المعقولات: فهی بالقوة عقل و عقل هیولانی، و هی أیضا بالقوة معقولة (ف، أ، 82، 9)- یسمّی العقل الهیولانی العقل المنفعل (ف، أ، 84، 2)- اسم العقل یدلّ علی معان، و تنقسم تلك المعانی إلی أقسام بحسب ما ینقسم كل ذی عقل. و ذلك له ابتداء و انتهاء: و أحدها و هو بمعنی الابتداء بالطبع، هو العقل الفعّال، و هو الشبه الفاعل. و الثانی بحسب الانتهاء، و هو العقل الإنسانی و یسمّی هیولانیّا، و هو فی نسبة المفعول. و الثالث بحسب معنی الوسط و هو العقل المستفاد و هو فی نسبة الفعل (تو، م، 289، 11)- الشی‌ء فی الإنسان الذی تصدر عنه هذه الأفعال (المدركة) یسمّی نفسا ناطقة، و له قوّتان:
إحداهما معدّة نحو العمل و وجهها إلی البدن و بها یمیّز بین ما ینبغی أن یفعل و بین ما لا ینبغی أن یفعل، و ما یحسن و یقبح من الأمور الجزئیة- و یقال له العقل العملیّ، و یستكمل فی الناس بالتجارب و العادات، و الثانیة قوّة معدّة نحو النظر و العقل الخاص بالنفس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 494
و وجهها إلی فوق، و بها ینال الفیض الإلهی.
و هذه القوة قد تكون بعد بالقوة لم تفعل شیئا و لم تتصوّر، بل هی مستعدّة لأن تعقل المعقولات، بل هی استعداد ما للنفس نحو تصوّر المعقولات- و هذا یسمّی العقل بالقوة و العقل الهیولانی. و قد تكون قوة أخری أحوج منها إلی الفعل، و ذلك بأن تحصل للنفس المعقولات الأولی علی نحو الحصول الذی نذكره، و هذا یسمّی العقل بالملكة. و درجة ثالثة هی أن تحصل للنفس المعقولات المكتسبة فتحصل النفس عقلا بالفعل، و نفس تلك المعقولات تسمّی عقلا مستفادا. و لأنّ كل ما یخرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بشی‌ء یفیده تلك الصورة، فإذن العقل بالقوة إنّما یصیر عقلا بالفعل بسبب یفیده المعقولات و یتّصل به إثره، و هذا الشی‌ء هو الذی یفعل العقل فینا. و لیس شی‌ء من الأجسام بهذه الصفة. فإذن هذا الشی‌ء عقل بالفعل و فعّال فینا فیسمّی عقلا فعّالا، و قیاسه من عقولنا قیاس الشمس من أبصارنا (س، ع، 42، 22)- العقل الهیولانی و هو قوة للنفس مستعدّة لقبول ماهیّات الأشیاء مجرّدة عن المواد (س، ح، 13، 1)- إنّما یكون أیضا للنفس (ارتسام المعقولات) إذا اكتسبت ملكة الاتصال. هذا الاتصال علّته قوة بعیدة، هی" العقل الهیولی"، و قوة كاسبة هی" العقل بالملكة"، و قوة تامّة الاستعداد لها أن تقبل بالنفس إلی جهة الإشراق- متی شاءت- بملكة متمكّنة و هی المسمّاة" بالعقل بالفعل" (س، أ 1، 377، 3)- الرموز بالمشكاة هو العقل الهیولانی الذی نسبته إلی العقل المستفاد كنسبة المشكاة إلی النور. و المصباح هو عبارة عن العقل المستفاد بالفعل لأنّ النور كما هو كمال للمشفّ كما حدّ به الفلاسفة و مخرج له من القوة إلی الفعل.
و نسبة العقل المستفاد إلی العقل الهیولانی كنسبة المصباح إلی المشكاة (س، ر، 126، 5)- القوة النظریة إذن تارة تكون نسبتها إلی الصورة المجرّدة … نسبة ما بالقوة المطلقة، حتی تكون هذه القوة للنفس لم تقبل بعد شیئا من الكمال الذی بحسبها، و حینئذ تسمّی عقلا هیولانیّا. و هذه القوة التی تسمّی عقلا هیولانیّا موجودة لكل شخص من النوع. و إنّما سمّیت هیولانیة تشبیها بالهیولی الأولی، التی لیست هی بذاتها ذات صورة من الصور، و هی موضوعة لكل صورة. و تارة نسبة ما بالقوة الممكنة، و هی أن تكون القوة الهیولانیة قد حصل فیها من الكمالات المعقولات الأولی التی یتوصّل منها و بها إلی المعقولات الثانیة … فما دام إنّما حصل فیه من العقل هذا القدر بعد، فإنّه یسمّی عقلا بالملكة … و تارة نسبة ما بالقوة الكمالیة، و هو أن یكون قد حصل فیها أیضا الصورة المعقولة المكتسبة بعد المعقولة الأولیة … و یسمّی عقلا بالفعل لأنّه عقل یعقل متی شاء بلا تكلّف اكتساب …
و تارة یكون نسبة ما بالفعل المطلق، و هو أن تكون الصورة المعقولة حاضرة فیه، و هو یطالعها بالفعل، فیعقلها بالفعل، و یعقل أنّه یعقلها بالفعل، فیكون حینئذ عقلا مستفادا (س، ف، 66، 3)- أنظر إلی هذه القوی كیف یرؤس بعضها بعضا، و كیف یخدم بعضها بعضا، فإنّك تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا، و یخدمه الكل، و هو الغایة القصوی. ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة، ثم العقل الهیولانی بما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 495
فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذا، لأنّ العلاقة البدنیة، كما سیتّضح بعد، لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته، و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ف، 68، 1)- الشی‌ء لا یخرج من ذاته إلی الفعل إلّا بشی‌ء یفیده الفعل، و هذا الفعل الذی یفیده هو صور المعقولات. فإذن هاهنا شی‌ء یفید النفس، و یطبع فیها من جوهره صور المعقولات، فذات هذا الشی‌ء لا محالة عنده صور المعقولات، و هذا الشی‌ء إذن بذاته عقل … و هذا الشی‌ء یسمّی بالقیاس إلی العقول التی بالقوة، و تخرج منه إلی الفعل، عقلا فعّالا، كما یسمّی العقل الهیولانی بالقیاس إلیه عقلا منفعلا، و یسمّی العقل الكائن فیما بینهما عقلا مستفادا (س، ف، 111، 12)- لا شكّ أنّ نوع الحیوان الناطق یتمیّز من غیر الناطق بقوة بها یتمكّن من تصوّر المعقولات، و هذه القوة هی المسمّاة بالنفس النطقیة. و قد جرت العادة بتسمیتها العقل الهیولانی، أی العقل بالقوة، تشبیها لها بالهیولی. و هذه القوة فی النوع الإنسانی كافة. و لیس لها فی ذاتها شی‌ء من الصور المعقولة، بل یحصل فیها ذلك بضربین من الحصول، أحدهما بإلهام إلهی من غیر تعلّم و لا استفادة من الحواس، كالمعقولات البدیهیة، مثل اعتقادنا أنّ الكل أعظم من الجزء، و أنّ النقیضین لا یجتمعان فی شی‌ء واحد معا، فالعقلاء البالغون مشتركون فی نیل هذه الصور. و الثانی باكتساب قیاسی، و استنباط برهانی، كتصوّر الحقائق المنطقیة، مثل الأجناس و الأنواع، و الفصول و الخواص، و الألفاظ المفردة و المركّبة بالضروب المختلفة من التركیب، و القیاسات المؤلّفة الحقیقیة و الكاذبة (س، ف، 168، 4)- تكون هذه القوة (النفسیة) فی بدء وجودها عاریة عن صور المعقولات، و تسمّی حینئذ بذلك الاعتبار عقلا هیولانیّا. ثم تحصل فیها صور المعقولات الأولیة، و هی معان متحقّقة من غیر قیاس و تعلّم و اكتساب، و تسمّی بدایة العقول و آراء عامّیة و علوما أولیّة غریزیة، و هی مثل العلم بأنّ الكل أعظم من الجزء، و أنّ الجسم الواحد لا یشغل مكانین فی حالة واحدة، و لا یكون كله أسود و أبیض معا، و موجودا و معدوما (س، ف، 195، 15)- تجد العقل المستفاد بل العقل القدسی رئیسا یخدمه الكل و هو الغایة القصوی، ثم العقل بالفعل یخدمه العقل بالملكة. و العقل الهیولانی بما فیه من الاستعداد یخدم العقل بالملكة. ثم العقل العملی یخدم جمیع هذه لأنّ العلاقة البدنیة … لأجل تكمیل العقل النظری و تزكیته. و العقل العملی هو مدبّر تلك العلاقة (س، ن، 168، 6)- العقل الهیولانی و إن كان قدسیّا فإنّه مستعدّ لأن یصیر عقلا بالفعل و العقل بالفعل أتمّ منه. و إذا كان العقل الهیولانی قد یتّصل بالمفارق من دون تعلّم منه أعنی من دون استعمال فكر أو خیال فلأن یتّصل به العقل بالفعل بعد المفارقة أوجب و أولی (ب، م، 18، 14)- قیل فی علم النفس إنّ نفس الإنسان تعقل المعقولات و تعلم الكلّیات بعد أن كانت لا تعقلها و لا تعلمها. فهی فی أولیة حالها عقل بالقوة و یسمّونها لذلك عقلا هیولانیّا بمعنی أنّها محل قابل للمعقولات و من شأنها أن تقبلها بتعلّم و تعلیم (بغ، م 1، 407، 22)- رأوا (الفلاسفة) نفس الإنسان تعرف و تعلم بعد جهل و تكمل بعد نقص، فنظروا إلی هذا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 496
الكمال من جهة كونه بالقوة و من جهة كونه بالفعل فسمّوها حسبه عقلا هیولانیّا و عقلا بالقوة (بغ، م 1، 410، 2)- قالوا (الفلاسفة) إنّ النفس الناطقة التی هی نفس الإنسان هی عقل هیولانی و عقل بالقوة و من شأنها أن تصیر عقلا بالفعل إذا تصوّرت بصور المعلومات و قبل ذلك فهی نفس محرّكة للبدن، فكأنهم سمّوها عقلا هیولانیّا لكونها تكتسب الصور بعد ما لم تكن حاصلة لها و فیها (بغ، م 2، 142، 13)- (للنفس) ثلاثة استعدادات و كمال. الأول الاستعداد الأبعد الذی للإنسان كما للأطفال، و یسمّی العقل الهیولانی، و الثانی حالها عند ما تحصل لها بالمعقولات الأول، و لها تحصیل الثوانی بالفكر أو بالحدس، و یسمّی العقل بالملكة، و الثالث أن یكون ملكة تحصیل المعقولات المفروغ عنها متی شاءت دون حاجة إلی كسب جدید، و یسمّی العقل بالفعل، و إن كانت فی نفسها قوة قریبة، الرابع أن تكون المعانی المعقولة فیها حاضرة بالفعل، و یسمّی العقل المستفاد (سه، ل، 119، 13)- إنه لیس هاهنا عقل یبقی إلّا العقل المكتسب بآخرة و هو الذی یسمّی المستفاد، و أما العقل الذی بالملكة و العقل الهیولانی فكلاهما عنده (أرسطو) فاسد (ش، ت، 1488، 9)- الاستعداد الذی فی الصور الخیالیة لقبول المعقولات هو العقل الهیولانی الأول، و العقل الذی بالملكة هو المعقولات الحاصلة بالفعل فیه إذا صارت، بحیث یتصوّر بها الإنسان متی شاء، كالحال فی المعلّم إذ لم یعلّم، و هو إنما یحصل بالفعل علی تمامه الآخر، و بهذه الحال تحصل العلوم النظریة (ش، ن، 101، 17)- إن العقل الهیولانی لو كان ذا صورة مخصوصة لما قبل الصور الخیالیة هی أحری أن تكون محرّكة له من أن تكون قابلة (ش، ن، 102، 8)- یقول الإسكندر إن العقل الهیولانی هو استعداد فقط مجرّد من الصور، یرید أنه لیس صورة من الصور شرطا فی قبوله المعقولات، و إنما هی شرط فی وجوده فقط لا فی قبوله (ش، ن، 102، 10)- جعلوا (المفسّرون) العقل الهیولانی جوهرا أزلیّا من طبیعة العقل، أی وجوده وجود فی القوة حتی تكون نسبته إلی المعقولات نسبة الهیولی إلی الصورة، لكن ما هذا شأنه فلیس أن یستكمل به فی الكون جسم كائن فاسد، و لا أن یكون المستكمل به عاقلا به، أعنی الإنسان، إذ هو كائن فاسد (ش، ن، 102، 13)- العقل الهیولانی یحتاج ضرورة فی وجوده إلی أن یكون هاهنا عقل موجود بالفعل دائما و إلا لم یوجد الهیولانی … فإن كان ما لیس یحتاج فی فعله الخاص إلی الهیولی فلیس بهیولانی أصلا (ش، ن، 103، 9)- إنّ النفس الإنسانیة قابلة لإدراك حقائق الأشیاء، فلا یخلو إما أن تكون خالیة عن كل الإدراكات أو لا تكون خالیة. فإن كانت خالیة مع أنّها تكون قابلة لتلك الإدراكات فهی كالهیولی التی لیس لها إلّا طبیعة الاستعداد فتسمّی فی تلك الحالة عقلا هیولانیّا، و إن لم تكن خالیة فلا یخلو: إمّا أن یكون الحاصل فیها من العلوم الأولیّات فقط، أو یكون قد حصلت النظریات مع ذلك. فإن لم تحصل فیها إلّا الأولیّات التی هی الآلة فی اكتساب النظریات فتسمّی فی تلك الحالة عقلا بالملكة أی لها قدرة الاكتساب و ملكة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 497
الاستنتاج. ثم أنّ النفس فی هذه المرتبة إن تمیّزت عن سائر النفوس بكثرة الأولیات و سرعة الانتقال منها إلی النتائج سمّیت قوة قدسیة و إلّا فلا. و أمّا إن كان قد حصل لها مع تلك الأولیّات تلك النظریات أیضا فلا یخلو:
إمّا أن تكون تلك النظریات غیر حاصلة بالفعل و لكنها بحال متی شاء صاحبها و استحضرها بمجرّد تذكّر و توجّه الذهن إلیها، أو تكون تلك النظریات حاضرة بالفعل حاصلة بالحقیقة حتی كأنّ صاحبها ینظر إلیها. فالنفس فی الحالة الأولی تسمّی عقلا بالفعل و فی الحالة الثانیة تسمّی عقلا مستفادا. فإذا أحوال مراتب النفس الإنسانیة أربع (ر، م، 367، 2)- النفس الإنسانیة لها قوّتان: عاملة و هی القوة التی باعتبارها یدبّر البدن، و عاقلة و لها مراتب.
فأوّلها كونها مستعدّة لقبول الصور العقلیة و هذه المرتبة مسمّاة بالعقل الهیولانی. و ثانیها أن تحصل فیها التصوّرات و التصدیقات البدیهیة و هی العقل بالملكة و هذه المرتبة مختلفة بحسب كمّیة تلك البدیهیات و بحسب كیفیة قوة النفس علی الانتقال منها إلی المطالب.
و ثالثها أن یحصل الانتقال من تلك المبادئ إلی المطالب الفكریة البرهانیة إلّا أنّ تلك الصور لا تكون حاضرة بالفعل بل تكون بحیث إذا شاء الإنسان أن یستحضرها فعل ذلك و هذه المرتبة هی العقل بالفعل. و رابعها أن تكون تلك الصورة العقلیة حاضرة بالفعل ینظر إلیها صاحبها و هی المسمّاة بالعقل المستفاد (ر، ل، 72، 6)- العقل الهیولی، و هو عبارة عن القوّة النظریّة حالة عدم حصول الآلة التی یتمّ بها التّوصّل إلی الإدراك، كقوّة الطّفل بالنّسبة إلی معرفة الأشكال الهندسیّة، و نحوها. و قد تسمّی هذه القوّة، من هذا الوجه، القوّة المطلقة (سی، م، 106، 3)- العقل الهیولانی و هو الاستعداد المحض لإدراك المعقولات و هی قوّة محضة خالیة عن الفعل كما للأطفال. و إنّما نسب إلی الهیولی لأنّ النفس فی هذه المرتبة تشبه الهیولی الأولی الخالیة فی حدّ ذاتها عن الصور كلّها (جر، ت، 157، 15)

عقل واحد

- یلزم ضرورة أن یكون اللازم الواحد عن طبیعة واحدة كما یكون العقل الواحد صادر أیضا عن طبیعة واحدة (ش، ته، 210، 29)

عقلاء

- إنّ العقلاء متفاوتو الدرجات فی عرفتهم هذه الأشیاء التی تعلم بأوائل العقول تفاوتا بعیدا جدّا. و الدلیل علی ذلك بما قلنا أنّك تجد كل إنسان یكون أكثر تأمّلا من المحسوسات و أجود اعتبارا للمتخیّلات، فإنّ الأشیاء التی تعلم بأوائل العقول تكون فی نفسه أكثر عددا و أشدّ تحقیقا من غیره من الناس، مثل المشایخ و المجرّبین للأمور المحسوسة (ص، ر 3، 392، 15)- إنّ العقلاء متفاوتو الدرجات فی عقولهم تفاوتا بعیدا جدّا لا یقدّر قدره إلّا اللّه تعالی الذی خلقهم و فضّل بعضهم علی بعض كما اقتضت حكمته و سبق علمه فی خلقه (ص، ر 3، 394، 16)

عقلی‌

- العقلی عبارة عن الجوهر الثابت الذی لا یقبل التغیّر (غ، م، 272، 23)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 498

عقلیات‌

- لیس الأمر فی الوضعیات كالأمر فی العقلیات (ش، ته، 32، 2)

عقول‌

- ما لا تتخیّله الأوهام لا تتصوّره العقول (ص، ر 3، 393، 21)- إنّ العقول بعد المبدأ الأول عشرة، و الأفلاك تسعة، و مجموع هذه المبادئ الشریفة- بعد المبدأ الأول- تسعة عشر، و حصل منه: أن تحت كل عقل من العقول الأول ثلاثة أشیاء:
عقل، و نفس فلك، و جرمه، فلا بدّ أن یكون فی مبدئه تثلیث لا محالة (غ، ت، 89، 3)- إن للعقول حدّا تقف عنده لا تتعدّاه و هو العجز عن التكییف الذی فی ذلك العلم (الأزلی) (ش، ته، 197، 1)- أرسطو یضع أن هاهنا ثلاثة أنواع من العقول:
أحدها عقل هیولانی، و الثانی الذی بالملكة و هو كمال هذا الهیولانی، و الثالث المخرج له من القوة إلی الفعل، و هو العقل الفعّال علی ما یجری الأمر علیه فی سائر الأمور الطبیعیة (ش، ن، 100، 22)

عقول أجرام سماویة

- الظاهر من مذهب أرسطو و أصحابه أو اللازم عن مذهبهم … أنهم یصرّحون فی العقل الفعال أنه یعلم ما هاهنا، أعنی ما دونه.
و كذلك فی عقول الأجرام السماویة. و لا فرق علی ما تبیّن من قولنا بین أن یجوز ذلك فی العقل الفعّال أو فیما فوقه من المبادئ، فإنه لیس یمكن فیها أن تعقل شیئا لا یتجوهر به إلا علی الجهة التی قلناها. فقد تبیّن من هذا القول كیف تعقل هذه المبادئ ذواتها و ما هو خارج عن ذاتها (ش، ما، 158، 4)

عقول عرضیة

- أمّا العقول العرضیّة، فمنها العقل النّظریّ و العقل العملیّ، و هما ما وقعت الإشارة إلیه فی خواصّ النّفس الإنسانیة (سی، م، 105، 3)

عقول فعّالة

- كل واحد من العقول الفعّالة شرف مما یلیه.
و جمیع العقول الفعّالة أشرف من الأمور المادیة ثم السماویات من جملة المادیّات أشرف من عالم الطبیعة. و نرید بالأشرف هاهنا ما هو أقدم فی ذاته و لا یصحّ وجود تالیه إلّا بعد وجود مقدّمه (ف، ت، 2، 12)- عقول الكواكب بالقوة لا بالفعل، فلیس لها أن تعقل دفعة بل شیئا بعد شی‌ء و لا أن تتخیّل الحركات دفعة بل حركة بعد حركة و إلّا لكانت تتحرّك الحركات كلها دفعة و هذا محال، و حیث یكون بالكثرة یكون ثمة نقصان. و لما كانت الكواكب فی ذواتها كثیرة إذ فیها تركیب من مادة و صورة هی النفس كان فی عقولها نقصان و أن یكون الكمال حیث تكون البساطة و هی الأوّل و العقول الفعّالة (ف، ت، 10، 4)- المفارقات أربع مراتب مختلفة الحقائق: (أ) الموجود الذی لا سبب له و هو واحد. (ب) العقول الفعّالة و هی كثیرة بالنوع. (ج) النفوس السمائیة و هی كثیرة بالنوع. (د) النفوس الإنسانیة و هی كثرة بالأشخاص (ب، م، 12، 6)

عقول الكواكب‌

- عقول الكواكب بالقوة لا بالفعل، فلیس لها أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 499
تعقل دفعة بل شیئا بعد شی‌ء و لا أن تتخیّل الحركات دفعة بل حركة بعد حركة و إلّا لكانت تتحرّك الحركات كلها دفعة و هذا محال، و حیث یكون بالكثرة یكون ثمة نقصان. و لما كانت الكواكب فی ذواتها كثیرة إذ فیها تركیب من مادة و صورة هی النفس كان فی عقولها نقصان و أن یكون الكمال حیث تكون البساطة و هی الأوّل و العقول الفعّالة (ف، ت، 9، 19)

عقول مجرّدة

- إنّ العقول المجرّدة ینبغی أن تكون كثیرة، و لا یجوز أن تكون أقل من عدد الأجسام السماویة و ذلك لأنّه ثبت أنها مختلفة الطباع، و أنّها ممكنة، فیحتاج وجودها إلی علّة (غ، م، 286، 11)

عقول مختلفة

- أمّا العقول المختلفة، إذا اتفقت، بعد تأمّل منها، و تدرّب، و بحث، و تنقیر و معاندة، و تبكیت، و إثارة الأماكن المتقابلة، فلا شی‌ء أصحّ مما اعتقدته، و شهدت به، و اتفقت علیه (ف، ج، 82، 4)

عقول مفارقة

- إنّ العقول المفارقة كثیرة العدد فلیست إذا موجودة معا عن الأول بل یجب أن یكون أعلاها هو الموجود الأول عنه. ثم یتلوه عقل و عقل، و لأنّ تحت كل عقل فلكا بمادته و صورته التی هی النفس و عقلا دونه، فتحت كل عقل ثلاثة أشیاء فی الوجود (س، ن، 277، 13)- حال العقل الذی هو الكمال الأخیر للإنسان هو حال جمیع العقول المفارقة لجمیع الأجرام السماویة. و ذلك أنه تبیّن من هذه أنها الكمال الأخیر للأجرام السماویة (ش، ت، 52، 3)- إن العقول المفارقة بما هی مفارقة یجب أن تكون مبدأ لما هی له مبدأ بالنحوین جمیعا، أعنی من جهة ما هی محرّكة و من جهة ما هی غایة. فالعقل الفعّال من جهة ما هو مفارق و مبدأ لنا قد یجب أن یحرّكنا علی جهة ما یحرّك العاشق المعشوق و إن كانت كل حركة فقد یجب أن تتصل بالشی‌ء الذی یحرّكها علی جهة الغایة (ش، ت، 1612، 10)- لما قایسوا (الفلاسفة) بین هذه العقول المفارقة و بین العقل الإنسانی رأوا أن هذه العقول أشرف من العقل الإنسانی و إن كانت تشترك مع العقل الإنسانی فی أن معقولاتها هی صور الموجودات، و أن صورة واحد واحد منها هو ما یدركه من صور الموجودات و نظامها. لكن الفرق بینهما أن صور الموجودات هی علّة للعقل الإنسانی، إذا كان یستكمل بها علی جهة ما یستكمل الشی‌ء الموجود بصورته، و أما تلك فمعقولاتها هی العلّة فی صور الموجودات.
و ذلك أن النظام و الترتیب فی الموجودات إنما هو شی‌ء تابع و لازم للترتیب الذی فی تلك العقول المفارقة، و أما الترتیب الذی فی العقل الذی فینا، فإنما هو تابع لما یدركه من ترتیب الموجودات و نظامها، و لذلك كان ناقصا جدا، لأن كثیرا من الترتیب و النظام الذی فی الموجودات لا یدركه العقل الذی فینا (ش، ته، 130، 21)- السبب فی كثرة العقول المفارقة اختلاف طبائعها القابلة فیما تعقل من المبدأ الأول، و فیما تستفید منه من الوحدانیة الذی هو فعل واحد فی نفسه كثیر بكثرة القوابل له، كالحال فی الرئیس الذی تحت یده رئاسات كثیرة،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 500
و الصناعة التی تحتها صنائع كثیرة (ش، ته، 152، 15)- هاهنا موجودات تتغایر و هی بسائط لا تغایر النوع، و لا تغایر الأشخاص، و هی العقول المفارقة (ش، ته، 170، 3)- یسمّی أرسطو العقول المفارقة جوهرا (ش، ما، 39، 22)

عكس‌

- العكس هو التلازم فی الانتفاء بمعنی كلّما لم یصدق الحدّ لم یصدق المحدود و قیل العكس عدم الحكم لعدم العلّة (جر، ت، 159، 6)

علاقة

- العلاقة شی‌ء بسببه یستصحب الأوّل الثانی كالعلّیّة و التضائف (جر، ت، 162، 16)

علّة

- كلّ علّة إمّا أن تكون عنصرا، و إمّا صورة، و إمّا فاعلة، أعنی ما منه مبدأ الحركة، و إمّا متمّمة، أعنی ما من أجله كان الشی‌ء (ك، ر، 101، 3)- العلّة و المعلول إنّما هما مقولان علی شی‌ء له وجود ما (ك، ر، 123، 10)- العلّة قبل المعلول بالذات (ك، ر، 141، 22)- العلّة قبل المعلول لا مدخل للزمان فیه، و كذلك قول النحویین: الاسم قبل الفعل لا یتضمّن معنی الزمان و كأنه جار فی قضایا الدهر (تو، م، 154، 14)- لیس من معلول طبیعی و لا صناعی تنقطع عنه علّته إلّا فسد و باد، كالحیّ فإنّه إذا فارقته حیاته باد و فسد، و كالنامی إذا فارقه النماء باد و فسد، و كذلك الصناعات و التجارات و البناء (تو، م، 333، 11)- لا یكون المعلول قبل العلّة (ص، ر 1، 354، 2)- إن كانت العلّة قبل المعلول بالعقل حتی ربما یشكّل فلا تتبیّن العلّة من المعلول، مثال ذلك إذا سئل من یتعاطی علم الهیئة ما علّة طول النهار فی بلد دون بلد فیقول كون الشمس فوق الأرض هناك زمانا أطول (ص، ر 1، 354، 4)- الأعراض الملازمة لا تفارق الأشیاء التی هی لازمة لها كما أنّ العلّة لا تفارق معلولها، و ذلك أنّه متی حكم علی شی‌ء بأنّه معلول فقد وجب أنّ له علّة فاعله له (ص، ر 1، 354، 20)- ما العلّة؟ هی السبب الموجب لكون شی‌ء آخر (ص، ر 3، 336، 24)- إن قیل ما العلّة؟ فیقال هی سبب لكون شی‌ء آخر إیجادا (ص، ر 3، 360، 14)- العلّة كل ذات وجود ذات آخر بالفعل من وجود هذا بالفعل، و وجود هذا بالفعل لیس من وجود ذلك بالفعل (س، ح، 41، 1)- إنّ العلّة ما لم تصر علّة بالوجوب حتی یجب عنها الشی‌ء لم یوجد عنها المعلول (س، شأ، 174، 7)- إنّ العلّة كحركة یدك بالمفتاح، و إذا رفعت، رفع المعلول، كحركة المفتاح. و أما المعلول، فلیس إذا رفع، رفعت العلّة، فلیس رفع حركة المفتاح، هو الذی یرفع حركة یدك، و إن كان معه (س، أ 1، 215، 5)- رفع العلّة متقدّم علی رفع المعلول بالذات، كما فی إیجابهما و وجودهما (س، أ 1، 215، 11)- عدم المعلول متعلّق بعدم كون العلّة علی الحالة التی هی بها علّة بالفعل، سواء كانت ذاتها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 501
موجودة لا علی تلك الحالة، أو لم تكن موجودة أصلا (س، أ 2، 93، 1)- إنّ العلّة لا توجد إلّا مع المعلول (س، ن، 207، 15)- العلّة تكون علّة الشی‌ء بالذات مثل الطبیب للعلاج، و قد تكون علّة بالعرض: إما لأنّه لمعنی غیر الذی وضع صار علّة كما یقال إنّ الكاتب یعالج و ذلك لأنّه یعالج لا من حیث هو كاتب بل لمعنی آخر غیره، و هو أنّه طبیب، و إما لأنّه بالذات یفعل فعلا لكنه قد یتبع فعله فعل آخر مثل السقمونیا فإنّها تبرّد بالعرض لأنّها بالذات تستفرغ الصفراء و یلزمه نقصان الحرارة المؤذیة (س، ن، 212، 17)- العلّة أحقّ من المعلول (ب، م، 10، 11)- العلّة لا بدّ و أن تكون موجودة، حتی توجب لغیرها وجودا (غ، م، 181، 20)- العلّة تنقسم: إلی ما یكون جزءا من ذات المعلول، و إلی ما یكون خارجا (غ، م، 189، 19)- إنّ العلّة تنقسم: إلی علّة بالذات، و إلی علّة بالعرض. و تسمّی العلّة بالعرض، علّة مجاز محض (غ، م، 192، 11)- كل علّة، فإنّما یلزم معلولها علی سبیل الوجوب (غ، م، 203، 7)- یعنی بالفاعل ما یفعل بقصد طبیعی أو إرادی، و یعنی بالعلّة ما یتبعه وجود الأمر من غیر قصد منه (بغ، م 2، 49، 7)- العلّة تقال لما یصدر عنه وجود شی‌ء كیف كان إما ملقا و إما فی شی‌ء (بغ، م 2، 49، 13)- نعنی بالعلّة ما یجب بوجوده وجود شی‌ء آخر بتّة دون تصوّر تأخّر، و یدخل فیها الشرائط و زوال المانع (سه، ر، 62، 15)- للعلّة علی المعلول تقدّم عقلیّ لا زمانیّ، و قد یكونان فی الزمان معا، كالكسر مع الانكسار، فنقول" كسر فانكسر" دون العكس (سه، ر، 63، 4)- قد یقال العلّة بإزاء ما یمتنع بعدمه الشی‌ء فقط، فمنها الفاعلیة، كالنجار للكرسی، و الصوریة كهیئة الكرسی، و المادیة كالخشب، و الغائیة كحاجة الاستقرار، و هی علّة فاعلیة للعلّة الفاعلیة، و إن كانت معلولة لها فی الوجود، و لكن لیس العلّة الغائیة إلّا ما فی الذهن (سه، ل، 128، 12)- إنّ العلّة تتقدّم علی المعلول بالوجود (سه، ل، 130، 8)- إنّ وجود المعلول یتعلّق بالعلّة من حیث أنّها علی الجهات التی هی بها علّة من وجود ما ینبغی و عدم ما لا ینبغی كالحاجة إلی معاون، أو وقت، أو إرادة، أو داع موجب للإرادة (سه، ل، 133، 20)- العلّة فی كل جنس جنس من الموجودات هی أولی بالوجود و الحقیقة من الأشیاء التی هی علّة له فی ذلك الجنس (ش، ت، 14، 16)- العلّة التی هی مبدأ الانفعال هی الموضوع و الهیولی (ش، ت، 191، 19)- إن العلّة تقال علی العنصر مثل ما یقال إن النحاس علّة الصنم و الفضّة علّة الخاتم و تقال علی الصورة و المثال … و هذه العلّة هی التی تدل علی صورة الشی‌ء الخاصّة به و صورة أجناسه (ش، ت، 483، 8)- المبدأ هو أحق بالأسباب التی من خارج الشی‌ء، و العلّة دون المبدأ فی ذلك. و المبدأ أیضا كأنه أعم من العلّة إذ یقال المبدأ علی مبادئ التغییر مع قوله علی العلل الأربعة (ش، ت، 499، 7)- العلّة اضطرار ما (ش، ت، 520، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 502
- إنه قد تطلب العلّة التی هی للعنصر بحرف لم و هی الصورة التی من أجلها كانت المادة و هی جوهر الشی‌ء. و هذه الطبیعة هی التی ماهیّتها و صورتها فی أنها قابلة لغیرها و هی الصورة (ش، ت، 1015، 18)- إن كان الأول سبحانه علّة تركیب أجزاء العالم التی وجودها فی التركیب فهو علّة وجودها و لا بد، و كل من هو علّة وجود شی‌ء ما فهو فاعل له (ش، ته، 100، 23)- اسم العلّة یقال باشتراك الاسم علی العلل الأربعة، أعنی الفاعل، و الصورة، و الهیولی، و الغایة (ش، ته، 155، 18)- الشی‌ء قد یسلب عن الشی‌ء، إما لمعنی بسیط یخصّه و هو الذی ینبغی أن یفهم هاهنا من ذاته، و إما لصفة غیر خاصّة له، و هو الذی ینبغی أن یفهم هاهنا من اسم العلّة (ش، ته، 169، 1)- الذی یكون لغیر علّة و لا سبب هو عن الاتفاق (ش، م، 201، 6)- إنّ العلّة هی كل ذات یستلزم منه أن یكون وجود ذات أخری إنّما هو بالفعل من وجود هذا بالفعل (ر، م، 458، 18)- إنّ العلّة لا بدّ و أن تكون ملائمة للمعلول، فإنّا نعقل بین النار و الإحراق ضربا من الملائمة لا توجد تلك الملائمة بین الماء و الإحراق (ر، م، 461، 6)- وجوب حصول العلّة عند حصول المعلول (ر، م، 477، 8)- إنّ العلّة قد تكون معدّة و قد تكون مؤثّرة. أمّا المعدّة فجائز تقدّمها علی المعلول إذ هی غیر مؤثّرة فی المعلول بل تقرّب المعلول إلی حیث یمكن صدوره عن العلّة. و أمّا المؤثّرة فإنّه یجب مقارنتها للأثر (ر، م، 628، 10)- أمّا العلّة، فقد تطلق، و یراد بها: العلّة الفاعلیّة، و العلّة المادّیة، و العلّة الصّوریّة، و العلّة الغائیّة (س، م، 122، 7)- العلّة لغة عبارة عن معنی یحلّ بالمحلّ فیتغیّر به حال المحلّ و منه یسمّی المرض علّة لأنّه بحلوله یتغیّر حال الشخص من القوّة إلی الضعف. و شریعة عبارة عمّا یجب الحكم به معه. و العلّة فی العروض التغییر فی الأجزاء الثمانیة إذا كان فی العروض و الضرب (جر، ت، 159، 18)- العلّة هی ما یتوقّف علیه وجود الشی‌ء و یكون خارجا مؤثّرا فیه (جر، ت، 160، 2)

علّة الإبداع‌

- علّة الإبداع هو الواحد الحق الأول، و العلّة التی منها مبدأ الحركة، أعنی المحرّك مبدأ الحركة، أعنی المحرّك، هی الفاعل. فالواحد الحق الأول، إذ هو علّة مبدأ حركة التهوّی- أی الانفعال- فهو المبدع جمیع المتهوّیات (ك، ر، 162، 7)

علّة الإدراك‌

- علّة الإدراك هو التبرّی من الهیولی (ش، ته، 244، 26)

علّة أزلیة

- من لا یعترف بوجود علل لا نهایة لها لا یقدر أن یثبت علّة أولی أزلیة، لأن وجود معلومات لا نهایة لها هی التی اقتضت وجوب علّة أزلیة من قبلها استفاد وجودا ما لا نهایة له، و إلا فقد كان یجب أن تتناهی الأجناس التی كل واحد من أشخاصها محدث، و بهذا الوجه فقط أمكن أن یكون القدیم علّة للحوادث، و أوجب وجود الحوادث التی لا نهایة لها وجود أول قدیم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 503
واحد سبحانه لا إله إلّا هو (ش، ته، 165، 7)

علّة أولی‌

- إنّ العلّة الأولی واحدة، و الواحد موجود فی الأشیاء المعلولة (ك، ر، 143، 9)- العلّة الأولی- مبدعة، فاعلة، متمّمة الكلّ، غیر متحرّكة (ك، ر، 165، 4)- لا حقیقة فی شی‌ء من العلّة الأولی، لأنّ كل شی‌ء بما هو به مخلوط بحكمة الباری و بما هو مشبّه به مرفوع إلی الباری، لأنّه محلّ الاعتدال فی عالم الكون و الفساد، لأنّه لا واسطة (تو، م، 250، 17)- یقال: ما العلّة الأولی؟ الجواب هو مبدع الكلّ، متمّم الكلّ، غیر متحرّك، و أیضا أنّیة فقط، و أیضا غیر محض، یشتاقه كلّ شی‌ء سواه و لا یشتاق إلی شی‌ء سواه، و أیضا هو وجود مطلق لكلّ وجود عقلی و حسّی، و أیضا هو الواحد بالقول المطلق، لا كالجنس الواحد، و لا كالشخص الواحد (تو، م، 317، 23)- إن كانت علّة أولی فهی علّة لكل وجود، و لعلّة حقیقة كل وجود فی الوجود (س، أ 2، 18، 3)- وجود العلّة الأولی معلوم من وجود المعلول الآخر الأقرب إلینا الذی كلامنا فیه (بغ، م 2، 26، 21)- إن كان هاهنا علّة أولی لجمیع الموجودات علی ما تبیّن فی العلم الطبیعی، فإن تلك العلّة هی أولی بالحق و بالوجود من جمیع الموجودات، و ذلك أن الوجود و الحق إنما استفادته جمیع الموجودات من هذه العلّة فهو الموجود بذاته فقط و الحق بذاته، و جمیع الموجودات إنما هی موجودات و حق بوجوده و حقه (ش، ت، 14، 18)- الفرق بین العلّة و المعلول أن العلّة الأولی وجودها بذاتها، أعنی فی الصور المفارقة، و العلّة الثانیة وجودها بالإضافة إلی العلّة الأولی، لأن كونها معلولة هو نفس جوهرها، و لیس هو معنی زائدا علیها كالحال فی المعلومات المادیة، مثال ذلك: أن اللون هو شی‌ء موجود بذاته فی الجسم، و كونه علّة للبصر هو من حیث هو مضاف، و البصر لیس له وجود إلا فی هذه الإضافة، و لذلك كانت المجرّدة من الهیولی جواهر من طبیعة المضاف، و لذلك اتحدت العلّة و المعلول فی الصور المفارقة للمواد. و لذلك كانت الصور الحسیة من طبیعة المضاف كما تبیّن فی كتاب النفس (ش، ته، 141، 22)- وجدوا (الفلاسفة) أن الفعل متقدّم علی القوة لكون الفاعل متقدّما علی المفعول. و نظروا فی العلل و المعلولات أیضا فأفضی بهم الأمر إلی علّة أولی هی بالفعل السبب الأول لجمیع العلل. فلزم أن یكون فعلا محضا و الّا یكون فیها قوة أصلا، لأنه لو كان فیها قوة لكانت معلولة من جهة و علّة من جهة فلم تكن أولی (ش، ته، 205، 17)- أمّا الفلاسفة، فإنّهم ذهبوا إلی أنّ الموجودات من حیث ذواتها، بعضها علّة حقیقیّة لبعض.
و أثبتوا بین الممكنات أیضا تلك العلّیة. فكلهم متّفقون علی أنّ العلّة الأولی هی واجب الوجود (ط، ت، 305، 6)

علّة بالقوة

- أما العلّة التی بالقوة فإنها إذا صارت بالفعل فلیس تبقی و مفعولها معا، فإن البیت و البناء لا یفسدان معا بل یفسد أحدهما و یبقی الثانی (ش، ت، 497، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 504

علّة تامة

- العلّة التامّة ما یجب وجود المعلول عندها.
و قیل العلّة التامّة جملة ما یتوقّف علیه وجود الشی‌ء. و قیل هی تمام ما یتوقّف علیه وجود الشی‌ء بمعنی أنّه لا یكون وراءه شی‌ء یتوقّف علیه. العلّة الناقصة بخلاف ذلك (جر، ت، 160، 13)

علّة تمامیة

- أعنی (الكندی) بالفاعلة صانع الدینار الذی و حدّ صورة الدینار بالذهب، و أعنی (الكندی) بالتمامیة ما له أحّد الصانع صورة الدینار بالذهب، التی هی المنفعة بالدینار و نیل المطلوب به (ك، ر، 218، 2)- أمّا العلّة الفاعلة فعنها بحثنا، فهی مطلوبنا، و بوجدانها إنّما نجد العلّة التمامیة، لأنّ العلّة التمامیّة: إمّا أن تكون فوق العلّة الفاعلة، أعنی ملجئة له إلی الفعل، أو تكون هی العلّة الفاعلة بعینها، أعنی أنّه لم یضطرها إلی الفعل شی‌ء، و أنّها إنّما فعلت لأنّها لا بغیر (ك، ر، 218، 13)- لكل معلول صناعی أربع علل: إحداها علّة هیولانیة، و الثانیة علّة صوریة، و الثالثة علّة فاعلیة، و الرابعة علّة تمامیة. مثال ذلك الكرسی و الباب و السریر، فإنّ العلّة الهیولانیة فیها الخشب، و العلّة الصوریة الشكل و التربیع، و العلّة الفاعلیة النجّار، و العلّة التمامیة للكرسی القعود علیه و للسریر النوم علیه و للباب لیغلق علی الدار (ص، ر 1، 201، 15)- إلی ما لأجله الشی‌ء، و لیس منه، یسمّی علّة تمامیة و غائیة، و هو كالاستكنان، للبیت، و الصلوح للجلوس، للكرسی. (غ، م، 190، 8)- قد تقال العلّة بنوع رابع و هی العلّة التی هی التمام المقصود بفعل الفاعل، مثل الصحة التی هی المقصودة بالمشی و الریاضة. و الدلیل علی ذلك أنه إذا قیل لم یمشی فلان و یرتاض قلنا لیكون صحیحا (ش، ت، 484، 13)

علّة ثانیة

- الفرق بین العلّة و المعلول أن العلّة الأولی وجودها بذاتها، أعنی فی الصور المفارقة، و العلّة الثانیة وجودها بالإضافة إلی العلّة الأولی، لأن كونها معلولة هو نفس جوهرها، و لیس هو معنی زائدا علیها كالحال فی المعلومات المادیة، مثال ذلك: أن اللون هو شی‌ء موجود بذاته فی الجسم، و كونه علّة للبصر هو من حیث هو مضاف، و البصر لیس له وجود إلا فی هذه الإضافة، و لذلك كانت المجرّدة من الهیولی جواهر من طبیعة المضاف، و لذلك اتحدت العلّة و المعلول فی الصور المفارقة للمواد. و لذلك كانت الصور الحسیة من طبیعة المضاف كما تبیّن فی كتاب النفس (ش، ته، 141، 23)

علّة جملة

- كلّ علّة جملة هی غیر شی‌ء من آحادها، فهی علّة أوّلا للآحاد، ثم للجملة، و إلّا فلتكن الآحاد غیر محتاجة إلیها، فالجملة إذا تمّت بآحادها، لم تحتج إلیها، بل ربما كان شی‌ء ما علّة لبعض الآحاد دون بعض، فلم یكن علّة للجملة علی الإطلاق (س، أ 2، 25، 3)- علّة الجملة لا بدّ و أن تكون علّة لآحاد الجملة و إلّا أمكن أن تحصل الجملة عند حصول علّتها مع عدم حصول آحادها و ذلك محال (ر، م، 470، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 505

علّة الشی‌ء

- علّة الشی‌ء ما یتوقّف علیه ذلك الشی‌ء و هی قسمان: الأوّل ما یتقوّم به الماهیّة من أجزائها و یسمّی علّة الماهیّة، و الثانی ما یتوقّف علیه اتّصاف الماهیّة المتقوّمة بأجزائها بالوجود الخارجی و یسمّی علّة الوجود. و علّة الماهیّة إمّا أن یجب بها وجود المعلول بالفعل أو بالقوّة و هی العلّة المادیّة، و إمّا أن یجب بها وجوده و هی العلّة الصوریّة. و علّة الوجود إمّا أن یوجد منها المعلول أی یكون مؤثّرا فی المعلول موجدا له و هی العلّة الفاعلیّة أو لا، و حینئذ إمّا أن یكون المعلول لأجلها و هی العلّة الغائیّة أو لا و هی الشرط إن كان وجودیّا و ارتفاع الموانع إن كان عدمیّا (جر، ت، 160، 4)

علّة صوریة

- أمّا العلّة الصوریة فصورته التی باتّحادها بعنصره كان الكائن منها، أو بمفارقتها لعنصره كان الفاسد منها (ك، ر، 218، 10)- الصور لیست علّة صوریة للمادة بل صورة للمادة و هی علّة صوریة للمركّب و لیست علّة للمركّب (ف، ت، 6، 20)- لكل معلول صناعی أربع علل: إحداها علّة هیولانیة، و الثانیة علّة صوریة، و الثالثة علّة فاعلیة، و الرابعة علّة تمامیة. مثال ذلك الكرسی و الباب و السریر، فإنّه العلّة الهیولانیة فیها الخشب، و العلّة الصوریة الشكل و التربیع، و العلّة الفاعلیة النجّار، و العلّة التمامیة للكرسی القعود علیه و للسریر النوم علیه و للباب لیغلق علی الدار (ص، ر 1، 201، 15)- إنّا نعنی بالعلّة الصوریة، العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون الشی‌ء بها هو ما هو بالفعل، و بالعنصریة العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون بها الشی‌ء هو ما هو بالقوة، و تستقرّ فیها قوة وجوده، و بالفاعل، العلّة التی تفید وجودا مباینا لذاتها، أی لا تكون ذاتها بالقصد الأول محلّا لما یستفید منها وجود شی‌ء یتصوّر بها، حتی یكون فی ذاتها قوة وجوده إلّا بالعرض، و مع ذلك فیجب ألا یكون ذلك الوجود من أجله من جهة ما هو فاعل، بل إن كان و لا بدّ فباعتبار آخر … و نعنی بالغایة، العلّة التی لأجلها یحصل وجود شی‌ء مباین لها (س، شأ، 257، 7)- ما نسبته نسبة الصورة، یسمّی علّة صوریة (غ، م، 190، 4)- إن الفرق بین العلّة الفاعلة و العلّة التی هی الصورة أن العلّة الفاعلة و المحرّكة هی متقدّمة علی الذی تكوّنه و تحرّكه، و العلّة الصوریة و المادیة فهی مع الكون (ش، ت، 1486، 2)- إنّ هاهنا علّة صوریة و هی جزء الشی‌ء الذی یجب عند حصوله الشی‌ء. و علّة مادیة و هی الجزء الذی لا یجب عند حصوله الشی‌ء بل إمكان حصوله. و علّة فاعلیة و هی التی تكون سببا لحصول شی‌ء آخر. و علّة غائیة و هی التی لأجلها الشی‌ء (ر، م، 458، 11)- الماهیّة المركّبة إمّا أن یكون جزؤها شیئا به تكون تلك الماهیّة بالقوة و ذلك الجزء هو المادة، أو تكون بالفعل و ذلك هو الصورة، و هذان الجزءان یسمّیان بالعلّة المادیة و العلّة الصوریة، و أمّا سبب الوجود فإنّه هو العلّة الفاعلیة، و أمّا ما لأجله الشی‌ء فهو العلّة الغائیة (ر، ل، 80، 3)- علّة الشی‌ء ما یتوقّف علیه ذلك الشی‌ء و هی قسمان: الأوّل ما یتقوّم به الماهیّة من أجزائها و یسمّی علّة الماهیّة، و الثانی ما یتوقّف علیه اتّصاف الماهیّة المتقوّمة بأجزائها بالوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 506
الخارجی و یسمّی علّة الوجود. و علّة الماهیّة إمّا أن یجب بها وجود المعلول بالفعل أو بالقوّة و هی العلّة المادیّة، و إمّا أن یجب بها وجوده و هی العلّة الصوریّة. و علّة الوجود إمّا أن یوجد منها المعلول أی یكون مؤثّرا فی المعلول موجدا له و هی العلّة الفاعلیّة أو لا، و حینئذ إمّا أن یكون المعلول لأجلها و هی العلّة الغائیّة أو لا و هی الشرط إن كان وجودیّا و ارتفاع الموانع إن كان عدمیّا (جر، ت، 160، 9)

علّة صوریة مشتركة

- العلّة الصوریة المشتركة هی الصورة التی للمادة قوة علی غیرها مما لا یجتمع معها (س، شط، 199، 12)

علّة طبیعیة

- كل علّة طبیعیة إمّا أن تكون عنصرا و إمّا صورة، و إمّا فاعلا، و إمّا ما من أجله فعل الفاعل مفعوله (ك، ر، 247، 18)

علّة العدم‌

- إنّ علّة العدم عدم العلّة (ر، م، 53، 20)

علّة عقلیة

- العلّة العقلیة یجوز أن یتوقّف إیجابها لأثرها علی شرط منفصل … لنا أنّ الجوهر یوجب قبول الأعراض بأسرها، و لكن صحّة كل عرض مشروط بانتفاء ضدّه عن المحل (ر، مح، 108، 19)

علّة عنصریة

- أعنی (الكندی) بالعنصریة عنصر الشی‌ء الذی منه یكون الشی‌ء، كالذهب الذی هو عنصر الدینار الذی منه كون الدینار (ك، ر، 217، 18)- إنّ كل كائن ففی عنصر ما، فعلّة كون كل كائن و فساد كل فاسد علّة عنصریة، هی عنصره الذی كان منه أو فسد منه، لأنّه لو لم یكن له عنصر لم یكن و لم یفسد، لأنّه لا بدّ للكائن الفاسد من موضوع یتعقّبه الكون و الفساد (ك، ر، 218، 7)- إنّا نعنی بالعلّة الصوریة، العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون الشی‌ء بها هو ما هو بالفعل، و بالعنصریة العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون بها الشی‌ء هو ما هو بالقوة، و تستقرّ فیها قوة وجوده، و بالفاعل، العلّة التی تفید وجودا مباینا لذاتها، أی لا تكون ذاتها بالقصد الأول محلّا لما یستفید منها وجود شی‌ء یتصوّر بها، حتی یكون فی ذاتها قوة وجوده إلّا بالعرض، و مع ذلك فیجب ألا یكون ذلك الوجود من أجله من جهة ما هو فاعل، بل إن كان و لا بدّ فباعتبار آخر … و نعنی بالغایة، العلّة التی لأجلها یحصل وجود شی‌ء مباین لها (س، شأ، 257، 8)- ما نسبته إلی المعلول نسبة الخشب إلی الكرسی، یسمّی علّة عنصریة (غ، م، 190، 3)

علّة غائیة

- العلّة الغائیة استبقاء الأمور التی لا تبقی بأعدادها و استحفاظها بأنواعها (س، شط، 199، 13)- العلّة الغائیة لیست معلولة لسائر العلل لا لأنّها علّة غائیة و لكن لأنّها ذات كون (س، شأ، 293، 14)- إنّ العلّة الغائیة إذا ثبت وجودها ثبت تناهیها،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 507
و ذلك لأنّ العلّة التمامیة هی التی تكون سائر الأشیاء لأجلها، و لا تكون هی من أجل شی‌ء آخر (س، شأ، 340، 15)- العلّة الغائیة- التی لأجلها الشی‌ء- علّة بماهیّتها و معناها لعلّیة العلّة الفاعلیة، و معلولة لها فی وجودها، فإنّ العلّة الفاعلیة علّة ما لوجودها إن كانت من الغایات التی تحدث بالفعل، و لیست علّة لعلّیتها و لا لمعناها (س، أ 2، 16، 1)- إلی ما لأجله الشی‌ء، و لیس منه، یسمّی علّة تمامیة و غائیة، و هو كالاستكنان، للبیت، و الصلوح للجلوس، للكرسی. (غ، م، 190، 8)- قد یقال العلّة بإزاء ما یمتنع بعدمه الشی‌ء فقط، فمنها الفاعلیة، كالنجار للكرسی، و الصوریة كهیئة الكرسی، و المادیة كالخشب، و الغائیة كحاجة الاستقرار، و هی علّة فاعلیة للعلّة الفاعلیة، و إن كانت معلولة لها فی الوجود، و لكن لیس العلّة الغائیة إلّا ما فی الذهن (سه، ل، 128، 15)- العلّة الغائیة إنّما یجب وجودها فی الأعیان عند الوصول إلی الغایة (ر، م، 219، 1)- الماهیّة المركّبة إمّا أن یكون جزؤها شیئا به تكون تلك الماهیّة بالقوة و ذلك الجزء هو المادة، أو تكون بالفعل و ذلك هو الصورة و هذان الجزءان یسمّیان بالعلّة المادیة و العلّة الصوریة، و أمّا سبب الوجود فإنّه هو العلّة الفاعلیة، و أمّا ما لأجله الشی‌ء فهو العلّة الغائیة (ر، ل، 80، 4)- إنّ العلّة الغائیة علّة فاعلیة لعلّیة العلّة الفاعلة و ذلك لأنّ الحیوان یمكنه أن یتحرّك یمنة و أن یتحرّك یسرة فقبل رجحان أحدهما علی الآخر یكون فاعلا بالقوة. فإذا تصوّر نفعا فی إحدی الحركتین یصیر ذلك التصوّر علّة مؤثّرة فی صیرورة القوة علّة بالفعل لإحدی الحركتین دون الأخری (ر، ل، 80، 4)- علّة الشی‌ء ما یتوقّف علیه ذلك الشی‌ء و هی قسمان: الأوّل ما یتقوّم به الماهیّة من أجزائها و یسمّی علّة الماهیّة، و الثانی ما یتوقّف علیه اتّصاف الماهیّة المتقوّمة بأجزائها بالوجود الخارجی و یسمّی علّة الوجود. و علّة الماهیّة إمّا أن یجب بها وجود المعلول بالفعل أو بالقوّة و هی العلّة المادیّة، و إمّا أن یجب بها وجوده و هی العلّة الصوریّة. و علّة الوجود إمّا أن یوجد منها المعلول أی یكون مؤثّرا فی المعلول موجدا له و هی العلّة الفاعلیّة أو لا، و حینئذ إمّا أن یكون المعلول لأجلها و هی العلّة الغائیّة أو لا و هی الشرط إن كان وجودیّا و ارتفاع الموانع إن كان عدمیّا (جر، ت، 160، 11)

علّة فاعلة

- أعنی (الكندی) بالفاعلة صانع الدینار الذی و حدّ صورة الدینار بالذهب، و أعنی (الكندی) بالتمامیة ما له أحّد الصانع صورة الدینار بالذهب، التی هی المنفعة بالدینار و نیل المطلوب به (ك، ر، 218، 1)- أمّا العلّة الفاعلة فعنها بحثنا، فهی مطلوبنا، و بوجدانها إنّما نجد العلّة التمامیة، لأنّ العلّة التمامیّة: إمّا أن تكون فوق العلّة الفاعلة، أعنی ملجئة له إلی الفعل، أو تكون هی العلّة الفاعلة بعینها، أعنی أنّه لم یضطرها إلی الفعل شی‌ء، و أنّها إنّما فعلت لأنّها لا بغیر (ك، ر، 218، 12)- العلّة الفاعلة بما هی به علّة أشرف من المعلول بما هو معلول (ك، ر، 248، 19)- إنّه، عزّ و جلّ، هو العلّة الفاعلة، الواحد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 508
الحق، و مبدع كل شی‌ء، علی حسب ما بیّنه أفلاطون فی كتبه فی الربوبیة، مثل" طیماوس" و" بولیطیا". و غیر ذلك من سائر أقاویله (ف، ج، 102، 13)- لكل معلول صناعی أربع علل: إحداها علّة هیولانیة، و الثانیة علّة صوریة، و الثالثة علّة فاعلیة، و الرابعة علّة تمامیة. مثال ذلك الكرسی و الباب و السریر، فإنّ العلّة الهیولانیة فیها الخشب، و العلّة الصوریة الشكل و التربیع، و العلّة الفاعلیة النجّار، و العلّة التمامیة للكرسی القعود علیه و للسریر النوم علیه و للباب لیغلق علی الدار (ص، ر 1، 201، 15)- العلّة الغائیة- التی لأجلها الشی‌ء- علّة بماهیّتها و معناها لعلّیة العلّة الفاعلیة، و معلولة لها فی وجودها، فإنّ العلّة الفاعلیة علّة ما لوجودها إن كانت من الغایات التی تحدث بالفعل، و لیست علّة لعلّیتها و لا لمعناها (س، أ 2، 16، 2)- إلی ما منه الشی‌ء، كالنّجار للكرسی، و یسمّی علّة فاعلیة، و كذلك الأب للابن، و النار للحرارة (غ، م، 190، 6)- العلّة الفاعلیة: إمّا أن تفعل بالطبع كالنار تحرق، و الشمس تنوّر. و إمّا أن یكون بالإرادة كالإنسان یمشی (غ، م، 190، 14)- العلّة الفاعلة قد تفعل بالطبع كالنار فی الإحراق و الصعود إلی المحیط و الحجر فی الهبوط، و قد تكون بالإرادة كالإنسان فیما یعمله برویّته و صناعته، و قد تكون بهما جمیعا (بغ، م 2، 66، 15)- قد یقال العلّة بإزاء ما یمتنع بعدمه الشی‌ء فقط، فمنها الفاعلیة، كالنجار للكرسی، و الصوریة كهیئة الكرسی، و المادیة كالخشب، و الغائیة كحاجة الاستقرار، و هی علّة فاعلیة للعلّة الفاعلیة، و إن كانت معلولة لها فی الوجود، و لكن لیس العلّة الغائیة إلّا ما فی الذهن (سه، ل، 128، 14)- العلّة الفاعلة، أعنی من حیث ابتداء التغییر و التكوّن الأول الذی منه أولا یكون التكوّن … مثل كون المشی علّة فاعلة للصحّة و الأب أیضا علّة فاعلة للولد (ش، ت، 484، 5)- إن الفرق بین العلّة الفاعلة و العلّة التی هی الصورة أن العلّة الفاعلة و المحرّكة هی متقدّمة علی الذی تكوّنه و تحرّكه، و العلّة الصوریة و المادیة فهی مع الكون (ش، ت، 1486، 1)- إنّ هاهنا علّة صوریة و هی جزء الشی‌ء الذی یجب عند حصوله الشی‌ء. و علّة مادیة و هی الجزء الذی لا یجب عند حصوله الشی‌ء بل إمكان حصوله. و علّة فاعلیة و هی التی تكون سببا لحصول شی‌ء آخر. و علّة غائیة و هی التی لأجلها الشی‌ء (ر، م، 458، 13)- الماهیّة المركّبة إمّا أن یكون جزؤها شیئا به تكون تلك الماهیّة بالقوة و ذلك الجزء هو المادة، أو تكون بالفعل و ذلك هو الصورة، و هذان الجزءان یسمّیان بالعلّة المادیة و العلّة الصوریة، و أمّا سبب الوجود فإنّه هو العلّة الفاعلیة، و أمّا ما لأجله الشی‌ء فهو العلّة الغائیة (ر، ل، 80، 3)- أمّا العلّة الفاعلیّة، فعبارة عن ما وجود غیره مستفاد من وجوده، و وجوده غیر مستفاد من وجود ذلك الغیر كالنّجار بالنّسبة إلی السّریر (سی، م، 122، 9)- علّة الشی‌ء ما یتوقّف علیه ذلك الشی‌ء و هی قسمان: الأوّل ما یتقوّم به الماهیّة من أجزائها و یسمّی علّة الماهیّة، و الثانی ما یتوقّف علیه اتّصاف الماهیّة المتقوّمة بأجزائها بالوجود الخارجی و یسمّی علّة الوجود. و علّة الماهیّة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 509
إمّا أن یجب بها وجود المعلول بالفعل أو بالقوّة و هی العلّة المادیّة، و إمّا أن یجب بها وجوده و هی العلّة الصوریّة. و علّة الوجود إمّا أن یوجد منها المعلول أی یكون مؤثّرا فی المعلول موجدا له و هی العلّة الفاعلیّة أو لا، و حینئذ إمّا أن یكون المعلول لأجلها و هی العلّة الغائیّة أو لا و هی الشرط إن كان وجودیّا و ارتفاع الموانع إن كان عدمیّا (جر، ت، 160، 10)

علّة فاعلة بعیدة

- العلّة الفاعلة البعیدة فكالرامی بسهم حیوانا، فقتله، فالرامی بالسهم هو علّة قتل المقتول البعیدة، و السهم علّة المقتول القریبة، فإنّ الرامی فعل حفز السهم، قصدا لقتل المقتول، و السهم فعل قتل الحیّ بجرحه إیّاه، و قبول الحیّ من السهم أثرا بالمماسّة (ك، ر، 219، 3)- أمّا العلّة الفاعلة البعیدة لكون كل كائن و فاسد، و كل محسوس و معقول، (هو) العلّة الأولی، أعنی اللّه، جلّ ثناؤه، المبدع للكل، و المتمّم للكل، علّة العلل، و مبدع كل فاعل (ك، ر، 219، 7)

علّة قدیمة

- إن الفلاسفة لا یجوّزون عللا و معلولات لا نهایة لها، لأنه یؤدی إلی معلول لا علّة علّة، و یوجبونها بالعرض من قبل علّة قدیمة، و لكن لا إذا كانت مستقیمة، و معا، و لا فی مواد لا نهایة لها، لا إذا كانت دورا (ش، ته، 159، 28)

علّة مادیة

- إن الفرق بین العلّة الفاعلة و العلّة التی هی الصورة أن العلّة الفاعلة و المحرّكة هی متقدّمة علی الذی تكوّنه و تحرّكه، و العلّة الصوریة و المادیة فهی مع الكون (ش، ت، 1486، 2)- إنّ هاهنا علّة صوریة و هی جزء الشی‌ء الذی یجب عند حصوله الشی‌ء. و علّة مادیة و هی الجزء الذی لا یجب عند حصوله الشی‌ء بل إمكان حصوله. و علّة فاعلیة و هی التی تكون سببا لحصول شی‌ء آخر. و علّة غائیة و هی التی لأجلها الشی‌ء (ر، م، 458، 12)- الماهیّة المركّبة إمّا أن یكون جزؤها شیئا به تكون تلك الماهیّة بالقوة و ذلك الجزء هو المادة، أو تكون بالفعل و ذلك هو الصورة و هذا الجزءان یسمّیان بالعلّة المادیة و العلّة الصوریة، و أمّا سبب الوجود فإنّه هو العلّة الفاعلیة، و أمّا ما لأجله الشی‌ء فهو العلّة الغائیة (ر، ل، 80، 3)- أمّا العلّة المادّیّة … و هی كالخشب بالنّسبة إلی السّریر. فإن كانت لم تقترن بها الصّورة الممكنة لها، سمّیت إذ ذاك هیولی، و إن اقترنت بها الصّورة الممكنة لها، سمّیت إذ ذاك موضوعا (سی، م، 123، 1)- علّة الشی‌ء ما یتوقّف علیه ذلك الشی‌ء و هی قسمان: الأوّل ما یتقوّم به الماهیّة من أجزائها و یسمّی علّة الماهیّة، و الثانی ما یتوقّف علیه اتّصاف الماهیّة المتقوّمة بأجزائها بالوجود الخارجی و یسمّی علّة الوجود. و علّة الماهیّة إمّا أن یجب بها وجود المعلول بالفعل أو بالقوّة و هی العلّة المادیّة، و إمّا أن یجب بها وجوده و هی العلّة الصوریّة. و علّة الوجود إمّا أن یوجد منها المعلول أی یكون مؤثّرا فی المعلول موجدا له و هی العلّة الفاعلیّة أو لا، و حینئذ إمّا أن یكون المعلول لأجلها و هی العلّة الغائیّة أو لا و هی الشرط إن كان وجودیّا و ارتفاع الموانع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 510
إن كان عدمیّا (جر، ت، 160، 8)

علّة مادیة مشتركة

- العلّة المادیة المشتركة هی العنصر الأول (س، شط، 199، 11)

علّة الماهیة

- إن كانت علّة الماهیة هی جوهر غیر الجوهر المحسوس أی الصورة فلیس هی الجوهر المحسوس بعینه (ش، ت، 1059، 9)- علّة الشی‌ء ما یتوقّف علیه ذلك الشی‌ء و هی قسمان: الأوّل ما یتقوّم به الماهیّة من أجزائها و یسمّی علّة الماهیّة، و الثانی ما یتوقّف علیه اتّصاف الماهیّة المتقوّمة بأجزائها بالوجود الخارجی و یسمّی علّة الوجود. و علّة الماهیّة إمّا أن یجب بها وجود المعلول بالفعل أو بالقوّة و هی العلّة المادیّة، و إمّا أن یجب بها وجوده و هی العلّة الصوریّة. و علّة الوجود إمّا أن یوجد منها المعلول أی یكون مؤثّرا فی المعلول موجدا له و هی العلّة الفاعلیّة أو لا، و حینئذ إمّا أن یكون المعلول لأجلها و هی العلّة الغائیّة أو لا و هی الشرط إن كان وجودیّا و ارتفاع الموانع إن كان عدمیّا (جر، ت، 160، 5)

علّة محرّكة

- العلّة المحرّكة: إما أن تكون موجودة فی الجسم فیسمّی متحرّكا بذاته- و إما أن لا تكون موجودة فی الجسم بل خارجة عنه فیسمّی متحرّكا لا بذاته (س، ن، 108، 22)

علّة معدّة

- العلّة المعدّة و هی العلّة التی یتوقّف وجود المعلول علیها من غیر أن یجب وجودها مع وجوده كالخطوات (جر، ت، 160، 18)

علّة موجدة للشی‌ء

- العلّة الموجدة للشی‌ء الذی له علل مقوّمة للماهیّة، علّة لبعض تلك العلل، كالصورة، أو لجمیعها، فی الوجود، و هی علّة الجمع بینها (س، أ 2، 15، 8)- العلّة الموجدة لشی‌ء، سواء كان ذلك الشی‌ء واحدا معیّنا، أو مركّبا من آحاد متناهیة أو غیر متناهیة، یجب أن یتقدّم بالوجود علی ذلك الشی‌ء (ط، ت، 159، 19)

علّة ناقصة

- العلّة التامّة ما یجب وجود المعلول عندها.
و قیل العلّة التامّة جملة ما یتوقّف علیه وجود الشی‌ء. و قیل هی تمام ما یتوقّف علیه وجود الشی‌ء بمعنی أنّه لا یكون وراءه شی‌ء یتوقّف علیه. العلّة الناقصة بخلاف ذلك (جر، ت، 160، 17)

علّة هیولانیة

- لكل معلول صناعی أربع علل: إحداها علّة هیولانیة، و الثانیة علّة صوریة، و الثالثة علّة فاعلیة، و الرابعة علّة تمامیة. مثال ذلك الكرسی و الباب و السریر، فإنّ العلّة الهیولانیة فیها الخشب، و العلّة الصوریة الشكل و التربیع، و العلّة الفاعلیة النجّار، و العلّة التمامیة للكرسی القعود علیه و للسریر النوم علیه و للباب لیغلق علی الدار (ص، ر 1، 201، 14)

علّة واحدة

- العلّة الواحدة یجوز أن یصدر عنها أكثر من معلول واحد عندنا (الرازی) خلافا للفلاسفة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 511
و المعتزلة (ر، مح، 108، 5)

علّة الوجود

- علّة الشی‌ء ما یتوقّف علیه ذلك الشی‌ء و هی قسمان: الأوّل ما یتقوّم به الماهیّة من أجزائها و یسمّی علّة الماهیّة، و الثانی ما یتوقّف علیه اتّصاف الماهیّة المتقوّمة بأجزائها بالوجود الخارجی و یسمّی علّة الوجود. و علّة الماهیّة إمّا أن یجب بها وجود المعلول بالفعل أو بالقوّة و هی العلّة المادیّة، و إمّا أن یجب بها وجوده و هی العلّة الصوریّة. و علّة الوجود إمّا أن یوجد منها المعلول أی یكون مؤثّرا فی المعلول موجدا له و هی العلّة الفاعلیّة أو لا، و حینئذ إمّا أن یكون المعلول لأجلها و هی العلّة الغائیّة أو لا و هی الشرط إن كان وجودیّا و ارتفاع الموانع إن كان عدمیّا (جر، ت، 160، 7)

علّة و معلول‌

- العلّة و المعلول إنّما هما مقولان علی شی‌ء له وجود ما (ك، ر، 123، 10)- العلّة قبل المعلول بالذات (ك، ر، 141، 22)- العلّة قبل المعلول لا مدخل للزمان فیه، و كذلك قول النحویین: الاسم قبل الفعل لا یتضمّن معنی الزمان و كأنه جار فی قضایا الدهر (تو، م، 154، 14)- لا یكون المعلول قبل العلّة (ص، ر 1، 354، 2)- إن كانت العلّة قبل المعلول بالعقل حتی ربما یشكّل فلا تتبیّن العلّة من المعلول، مثال ذلك إذا سئل من یتعاطی علم الهیئة ما علّة طول النهار فی بلد دون بلد فیقول كون الشمس فوق الأرض هناك زمانا أطول (ص، ر 1، 354، 4)- رفع العلّة متقدّم علی رفع المعلول بالذات، كما فی إیجابهما و وجودهما (س، أ 1، 215، 11)- عدم المعلول متعلّق بعدم كون العلّة علی الحالة التی هی بها علّة بالفعل، سواء كانت ذاتها موجودة لا علی تلك الحالة، أو لم تكن موجودة أصلا (س، أ 2، 93، 1)- إنّ العلّة لا توجد إلّا مع المعلول (س، ن، 207، 15)- العلّة أحقّ من المعلول (ب، م، 10، 11)- كل علّة فإنّما یلزم معلولها علی سبیل الوجوب (غ، م، 203، 7)- للعلّة علی المعلول تقدّم عقلیّ لا زمانیّ، و قد یكونان فی الزمان معا، كالكسر مع الانكسار، فنقول" كسر فانكسر" دون العكس (سه، ر، 63، 4)- إنّ العلّة تتقدّم علی المعلول بالوجود (سه، ل، 130، 8)- إنّ وجود المعلول یتعلّق بالعلّة من حیث أنّها علی الجهات التی هی بها علّة من وجود ما ینبغی و عدم ما لا ینبغی كالحاجة إلی معاون، أو وقت، أو إرادة، أو داع موجب للإرادة (سه، ل، 133، 20)- الفرق بین العلّة و المعلول أن العلّة الأولی وجودها بذاتها، أعنی فی الصور المفارقة، و العلّة الثانیة وجودها بالإضافة إلی العلّة الأولی، لأن كونها معلولة هو نفس جوهرها، و لیس هو معنی زائدا علیها كالحال فی المعلومات المادیة، مثال ذلك: أن اللون هو شی‌ء موجود بذاته فی الجسم، و كونه علّة للبصر هو من حیث هو مضاف، و البصر لیس له وجود إلا فی هذه الإضافة، و لذلك كانت المجرّدة من الهیولی جواهر من طبیعة المضاف، و لذلك اتحدت العلّة و المعلول فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 512
الصور المفارقة للمواد. و لذلك كانت الصور الحسیة من طبیعة المضاف كما تبیّن فی كتاب النفس (ش، ته، 141، 28)- الواحد یعرض له أن یكون كائلا و الكثرة مكیلة و الكیل و المكیل من باب المضاف إلا أن هذه الإضافة لیست فی جوهر الواحد بل عارضة له، و لذلك لا یقال الواحد بالإضافة إلی الكثرة علی جهة ما یقال الأشیاء المضافة بعضها إلی بعض. و الأمر فی ذلك كالأمر فی العلّة و المعلول، فإن النار علّة للأشیاء الناریة، لكن كونها نارا غیر كونها علّة. و لذلك هی من حیث نار فی مقولة الجوهر و من حیث هی علّة فی مقولة الإضافة (ش، ما، 127، 23)- متی أنزلنا عللا لا نهایة لها لمعلول ما أخیر فقد أنزلنا أوساطا لا نهایة لها. و الأوساط بما هی أوساط كما قلنا متناهیة كانت أو غیر متناهیة مفتقرة إلی العلّة الأولی من جهة ما هی معلولة.
و إلا أمكن أن یكون هاهنا معلول بغیر علّة، لكن متی أنزلنا هذه الأوساط غیر متناهیة فقد ناقضنا أنفسنا لأن من ضرورة الأوساط أن یكون لها علّة أولی، و إذا أنزلناها غیر متناهیة فلا علّة أولی هنالك (ش، ما، 129، 13)- إنّ العلّة لا بدّ و أن تكون ملائمة للمعلول، فإنّا نعقل بین النار و الإحراق ضربا من الملائمة لا توجد تلك الملائمة بین الماء و الإحراق (ر، م، 461، 6)- وجوب حصول العلّة عند حصول المعلول (ر، م، 477، 8)

علل‌

- لا نهایة فی العلل ممتنع … إذ لیس یمكن أن یكون شی‌ء بالفعل لا نهایة له (ك، ر، 142، 15)- إنّ العلل التی لا توجد مع المعلولات لیست عللا بالحقیقة بل معدّات أو معیّنات و هی كالحركة (ف، ت، 6، 15)- العلل و الأسباب إمّا أن تكون قریبة، و إمّا أن تكون بعیدة. و القریبة معلومة مدركة مضبوطة علی أكثر الأمور و ذلك مثل حمّی الهواء من انبثاث ضوء الشمس فیه، و البعیدة قد یتّفق أن تصیر مدركة معلومة مضبوطة، و قد تكون مجهولة. فالمضبوطة المدركة منها كالقمر یمتلئ ضوءا و یسامت بحرا (ف، فض، 9، 17)- العلل بنظر ما علی ضربین: علل موضوعة، و علل مصنوعة، و الصناعة منقلبة للموضوع، لأنّ الوضع هو بالطبیعة فی الأول (تو، م، 352، 18)- كم العلل؟ أربعة أنواع: فاعلیة و هیولانیة و صوریة و تمامیة (ص، ر 3، 337، 1)- العلل هیولی للمركّب و صورة للمركّب، و موضوعا للعرض و صورة للهیولی و فاعلا و غایة (س، ن، 211، 23)- إنّ العلل موجودة قبل المعلومات، و الجواهر قبل الأعراض قبلیة بالذات (بغ، م 2، 17، 7)- واجب أن تكون العلل مختلفة من قبل اختلافها فی المبادئ (ش، ت، 188، 15)- لما كانت العلل توجد علی أنواع مختلفة عرض أن تكون للشی‌ء الواحد بعینه علل كثیرة (ش، ت، 485، 17)- العلل التی فی الشی‌ء الواحد بعینه بعضها علّة لبعض، فإن المشی علّة الصحة علی أنه فاعل، و الصحة علّة للمشی علی أنها غایة له (ش، ت، 486، 10)- العلل … هی مثل أجزاء الشی‌ء للشی‌ء، و مثل كون المقدّمات عللا للنتائج (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 513
490، 15)- من العلل أیضا ما هی عامّة، و منها ما هی خاصّة (ش، ت، 494، 15)- من العلل أیضا ما هی بالفعل، و منها ما هی بالقوة، فالتی بالقوة مثل البناء الذی سیبنی و الذی بالفعل مثل البناء الذی هو ذا یبنی (ش، ت، 494، 18)- أصناف هذه العلل التی هی القریب و البعید و العام و الخاصّ إنما توجد فی الأشیاء التی عللها الأول معلولة، أی لعللها الأول علل و لتلك العلل حتی تنتهی إلی العلل الأول لتلك الأشیاء. مثال ذلك إن علّة هذا الصنم المشار إلیه أنه صنم مطلق أو أنه ذو صورة ما و كذلك علّته الهیولانیة (ش، ت، 495، 5)- من هذه العلل (السابقة) ما تقال علی جهة التركیب، أی یركّب منها أكثر من واحد، و منها ما تقال علی جهة الأفراد. مثال ذلك الّا یقال إن فلانا هو فاعل الصنم مفردا و لا صانع الصنم بل یقال فلان الصانع هو فاعل الصنم، فإن هذا التركیب هو مما بالذات و مما بالعرض (ش، ت، 495، 14)- إن العلل هی الموجود للشی‌ء بذاته، و الشی‌ء الموجود بذاته هی العلة فهما یدلّان علی إنیّة واحدة أی علی طبیعة واحدة. مثال ذلك إنه یقال لذات أیّ شی‌ء أقدم فلان علی كذا كما یقال لأی علّة أقدم فلان علی كذا، و ذلك إن فی الموضعین إنما یطلب علّة إقدامه، و هذا النوع من الاستعمال هو فی لساننا مستكره (ش، ت، 633، 14)- إن هاهنا عللا تتكوّن ثم تفسد من غیر أن تكون لغیرها أو تفسد غیرها (ش، ت، 730، 10)- أما العلل التی هی سبب إن كان الشی‌ء كلّا و واحدا فهی و الشی‌ء الذی بها صار كلّا معا إذ كانت حالها من المجتمع حال الأجزاء من الكل … و ذلك أنه إذا كان إنسان صحیحا فحینئذ الصحة موجودة و شكل كرة النحاس و كرة النحاس معا (ش، ت، 1486، 4)- إن العلل منها فاعلة و هی المتقدّمة علی الوجود، و منها ما هی أجزاء الشی‌ء الموجود و هی معه (ش، ت، 1491، 4)- إن العلل و المبادئ التی للمقولات العشر و إن كانت عللا لأشیاء مختلفة فللإنسان أن یضع أنها واحدة بطریق التناسب (ش، ت، 1507، 2)- إذا اعتبرت العلل و المعلولات بطریق الكلّیة وجدت صور الجواهر المختلفة بالجنس عللا لأشیاء مختلفة بالجنس و أسطقسّات مختلفة بالجنس لأشیاء مختلفة بالجنس مثل علل الأشیاء التی هی فی أجناس مختلفة، مثل علل الألوان و الأضداد و الجواهر فإنها مختلفة بالجنس (ش، ت، 1546، 4)- العلل: إما أن تكون متفقة بالنوع مختلفة بالعدد مثل علّة زید و عمرو، و إما أن تكون متفقة بالجنس مختلفة بالنوع مثل علّة الإنسان و الفرس، و إما أن تكون متفقة بالجنس الواحد بالتناسب مختلفة بالجنس المقول بتواطؤ مثل مخالفة علل الجواهر لعلل الكمّیة و الكمّیة للكیفیّة (ش، ت، 1546، 8)- العلل هی عندهم (الفلاسفة) مرتقیة لعلّة أولی أزلیة تنتهی الحركة إلیها فی علّة علّة من هذه العلل فی وقت حدوث المعلول الأخیر، مثال ذلك: إن سقراط إذا ولد أفلاطون فإن المحرّك الأقصی للتحریك عندهم فی حین تولیده إیاه هو الفلك أو النفس أو العقل أو جمیعها أو الباری سبحانه (ش، ته، 156، 22)- التی تجوّز مرور العلل إلی غیر نهایة بالذات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 514
فهی الدهریة، و من یسلّم هذا یلزمه الّا یعترف بعلّة فاعلة (ش، ته، 157، 10)

علل الأجناس المختلفة

- إن علل الأجناس المختلفة هی أجناس مختلفة مثل أوائل الأمور الطبیعیة و أوائل الأمور التعالیمیة و أوائل الأمور المفارقة (ش، ت، 175، 8)

علل أربعة

- لیس توجد جمیع العلل الأربعة لجمیع أجناس الموجودات مثل الأمور التی لا تتحرّك فإنه لیس یطلب أحد فیها العلّة المحرّكة و لا یمكنه أن یقول بأی نحو یمكن أن توجد فیها العلّة المحرّكة … فإنها و إن كانت فی متحرّك فإنها متحرّكة بالعرض (ش، ت، 186، 8)- لما كانت العلل تقال علی أوجه كثیرة فینبغی إذا أردنا أن نعرف شیئا بعلّته أن نعلم جمیع أنواع العلل الموجودة لذلك الشی‌ء و حینئذ یتم لنا العلم به … مثال ذلك إنّا نجد للإنسان أربع علل: العلّة العنصریة و هی دم الطمث، و العلّة المحرّكة و هی منی الذكر، و العلّة التی كالصورة و هی التی تعطی ماهیّة الشی‌ء الذی هو به موجود، و العلّة الرابعة التی من أجلها كون و هی الغایة و التمام، فینبغی متی أردنا أن نعلم الإنسان علما حقیقیا أن نعلمه بهذه العلل الأربع (ش، ت، 1075، 6)- إن المبادئ و العلل أربعة، و الشی‌ء الذی هو مبدأ و آخر غیر الشی‌ء الذی هو له مبدأ، و المحرّك الذی هو آخر غیر المتحرّك عنه (ش، ت، 1526، 9)- إنه إذا كان كل شی‌ء فإنما یتولّد عن المواطئ له فی الاسم مثل أن الإنسان یولّد إنسانا فی الأمور الطبیعیة، و مثل أن الصورة الصناعیة تولّد صورة مثلها أو ضدّها فی الأمور الصناعیة، فهو بیّن أنه سترجع العلل الأربعة بنوع ما إلی ثلاثة إذ كان الفاعل و المفعول هو واحد بالصورة و هی أیضا بنوع آخر أربعة، و إنما عادت إلی ثلاثة لأن الطب هو بنوع ما برء، و صورة البیت بنوع ما بیت، و بزر الإنسان بنوع ما إنسان (ش، ت، 1529، 2)- العلل الفاعلیة ترتقی إلی فاعل أول و الصوریة إلی صورة أولی و المادیة إلی مادة أولی و الغائیة إلی غایة أولی، و یبقی بعد هذا بیان أن هذه العلل الأربعة الأخیرة ترتقی إلی علّة أولی (ش، ته، 156، 7)

علل الجواهر

- إن علل الجواهر و الجواهر التی تختلف یختلف منها ما یختلف بالجنس علی نحو قریب من اختلاف ما خلا أن یقول فیها إنها واحدة بالتناسب و ما خلا ما كان متفقا فی جنس واحد و صورة واحدة، لأن هذه هی متفقة فی الصورة الجنسیة مختلفة بالصورة النوعیة (ش، ت، 1547، 10)- قد توجد علل الجواهر علّة للعلل الموجودة فی سائر المقولات الشبیهة بعلل الجواهر بدلیل أنه إذا ارتفعت علل الجواهر ارتفعت علل سائر المقولات، فهیولی الجوهر هی علّة هیولی سائر المقولات. و كذلك الأمر فی الصورة و العدم الذی فی الجوهر و المحرّك (ش، ت، 1552، 15)

علل طبیعیة

- العلل الطبیعیة أربع- ما منه كان الشی‌ء، أعنی عنصره، و صورة الشی‌ء التی بها هو ما هو،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 515
و مبتدأ حركة الشی‌ء التی هی علّته، و ما من أجله فعل الفاعل مفعوله (ك، ر، 169، 12)- إنّ العلل الطبیعیة إمّا أن تكون: عنصریة، و إمّا صوریة، و إمّا فاعلة، و إمّا تمامیة (ك، ر، 217، 16)

علل غائیة

- إنّ العلل الغائیّة هی التی تكون مطلوبة لذاتها (ر، م، 539، 6)- العلّة الغائیّة لها ماهیّة و لها وجود فهی بماهیتها تكون علّة لكون سائر العلل عللا بالفعل و لكن لا مطلقا، فإنّ تلك الماهیة لا تكون علّة ما لم تحصل متصوّرة فی النفس (ر، م، 540، 13)

علل غیر متناهیة

- لیس یمكن أن توجد علل غیر متناهیة لا فی الأسباب الفاعلة و لا فی المحرّكة و لا فی المادة و لا فی الغایة و لا فی التی علی طریق الصورة (ش، ت، 19، 8)

علل فاعلیة

- الفحص عن تناهی العلل القابلیة غیر الفحص عن تناهی العلل الفاعلیة. فإن من سلّم وجود العلل القابلیة فیسلّم ضرورة قطع تسلسلها بعلّة قابلیة أولی خارجة عن الفاعل الأول ضرورة كما یسلّم وجود فاعل أول خارج عن المواد القابلیة. فالفاعل الأول إن كانت له مادة فلیست تلك المادة معدودة لا فی القابلیة الأولی و لا فیما دونها من القوابل لسائر الموجودات، بل یلزم تلك المادة التی للفاعل الأول إن كانت له مادة أن تكون مادة خاصة به، و بالجملة فتكون له، و ذلك إما بأن تكون هی الأولی له أو بأن ینتهی إلی قابلیة أولی، و بالجملة فتكون هذه القابلیة لیست من جنس القابلیة المشروطة فی وجود سائر الموجودات الصادرة عن الفاعل الأول (ش، ته، 186، 17)

علل قابلیة

- الفحص عن تناهی العلل القابلیة غیر الفحص عن تناهی العلل الفاعلیة. فإن من سلّم وجود العلل القابلیة فیسلّم ضرورة قطع تسلسلها بعلّة قابلیة أولی خارجة عن الفاعل الأول ضرورة كما یسلّم وجود فاعل أول خارج عن المواد القابلیة. فالفاعل الأول إن كانت له مادة فلیست تلك المادة معدودة لا فی القابلیة الأولی و لا فیما دونها من القوابل لسائر الموجودات، بل یلزم تلك المادة التی للفاعل الأول إن كانت له مادة أن تكون مادة خاصة به، و بالجملة فتكون له، و ذلك إما بأن تكون هی الأولی له أو بأن ینتهی إلی قابلیة أولی، و بالجملة فتكون هذه القابلیة لیست من جنس القابلیة المشروطة فی وجود سائر الموجودات الصادرة عن الفاعل الأول (ش، ته، 186، 17)

علل قریبة

- إنّ العلل القریبة التی لا واسطة بینها و بین الأجسام الطبیعیة هی الهیولی و الصورة (س، ن، 213، 5)

علل متفقة فی الصورة

- إن من العلل المتفقة فی الصورة، أی التی هی من جنس واحد، ما توجد بعضها قبل بعض فی كونها علّة للشی‌ء الواحد، فتكون العلل علی هذا منها قریبة و منها بعیدة … مثال ذلك: أما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 516
فی العلل الفاعلة فكالطبیب و الصناعة فإن كلیهما علّة البرء و الصحة لكن الصناعة علّة بعیدة و الطبیب علة قریبة، و أما فی العلل التی علی طریق الصورة فالضعف و العدد اللذان كلاهما صورة النغمة التی تسمّی الذی بالكل و هی التی علی نسبة الاثنین إلی الواحد، لكن العدد صورة بعیدة و الضعف لها صورة قریبة (ش، ت، 492، 9)

علل المقولات‌

- لما بیّن (أرسطو) أنه یمكن أن یقال أن علل المقولات هی واحدة بطریق التناسب، یرید أن یبیّن أیضا أن الجوهر بوجه ما هو علّة لجمیعها، و ذلك أن الهیولی التی فی الجوهر هی الهیولی لجمیع هیولی المقولات و هی سببها، و كذلك الأضداد التی فی الجوهر هی السبب فی سائر الأضداد الموجودة فی سائر المقولات (ش، ت، 1532، 2)

علل الموجودات‌

- علل الموجودات بأسرها متناهیة و فی كل طبقة منها مبدأ أول، و لها بأسرها فی طبقاتها مبدأ واحد واجب الوجود بذاته لا شریك له فی ذلك (بغ، م 2، 116، 23)

علل الهویّات‌

- أوائل الهویات و عللها لیست متفقة (ش، ت، 254، 1)

علم‌

- العلم ما وضع لشی‌ء و هو العلم القصدی أو غلّب و هو العلم الاتّفاقی الذی یصیر علما لا بوضع واضع بل بكثرة الاستعمال مع الإضافة أو اللّام لشی‌ء بعینه خارجا أو ذهنا و لم یتناول الشبیه (جر، ت، 162، 11)

علم‌

- حدّ العلم بما یراد لغیره أنّه العلم بما لا یتمّ ذلك الغیر إلّا به، إذ كان ذلك الغیر مقصودا إلیه مراد التمام (جا، ر، 106، 9)- العلم- وجدان الأشیاء بحقائقها (ك، ر، 169، 1)- العلم ینقسم إلی تصوّر مطلق- كما یتصوّر الشمس و القمر و العقل و النفس، و إلی تصوّر مع تصدیق- كما یتحقّق كون السماوات كالأكر بعضها فی بعض، و یعلم أنّ العالم محدث. فمن التصوّر ما لا یتمّ إلّا بتصوّر یتقدّمه- كما لا یمكن تصوّر الجسم ما لم یتصوّر الطول و العرض و العمق. و لیس- إذا احتاج إلی تصوّر یتقدّمه- یلزم ذلك فی كل تصوّر، بل لا بدّ من الانتهاء إلی تصوّر یقف و لا یتصوّر بتصوّر یتقدّمه- كالوجوب و الوجود و الإمكان، فإن هذه لا حاجة بها إلی تصوّر شی‌ء قبلها یكون مشتملا تصوّرها، بل هذه معان ظاهرة صحیحة مركوزة فی الذهن. و متی رام أحد إظهار هذه المعانی بالكلام علیها فإنما ذلك تنبیه للذهن، لأنه لا یروم إظهارها بأشیاء هی أشهر منها (ف، ع، 2، 4)- إنّ العلم حق، و لكن الإصابة بعیدة، و ما كل صواب معروفا، و لا كل محال موصوفا، و إنّما كان العلم حقّا، و الاجتهاد فی طلبه مبلغا، و القیاس فیه صوابا، و السعی دونه محمودا، لامتثال هذا العالم السفلی، بذلك العالم العلوی، و اتّصال هذه الأجسام القابلة، بتلك الأجرام الفاعلة، و استحالة هذه الصور بحركات تلك المتحرّكات المتشاكلة بالوحدة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 517
(تو، م، 125، 8)- العلم حیاة الحیّ فی حیاته، و الجهل موت الحیّ فی حیاته (تو، م، 201، 4)- أمّا العلم فهو كله فی تقدیس المعقول بالعقل و التشوّق إلیه، و طلب الاتصال به، و الغرق فی بحره، و الوصول إلی وحدته (تو، م، 201، 14)- العلم مبلغ إلی الغایة التی لا مطلوب ورائها (تو، م، 201، 17)- العمل یوصل، و العلم وصول، و العمل حق علیك لا بدّ من أدائه، و العلم حق لك لا بدّ لك من اقتضائه (تو، م، 201، 19)- العلم ثمرة العقل (تو، م، 250، 9)- العلم شرح العقل بالتفصیل، و العمل شرح العلم بالتحصیل (تو، م، 250، 22)- مرتبة العلم فوق مرتبة القول (تو، م، 268، 10)- القول تابع للعلم، و هذا هو الحق لیكون العلم أوّلا و أصلا (تو، م، 268، 11)- یقال: ما العلم؟ الجواب: هو وجدان النفس المنطقیة الأشیاء بحقائقها (تو، م، 312، 1)- الفكرة إنّما تقع علی الشی‌ء المفقود، و العلم یقع علی الشی‌ء الموجود، و الأشیاء فی العقل الأول حاضرة أبدا (تو، م، 331، 21)- قیل: فما العلم؟ قال (النوشجانی): قال بعض الأوائل: هو الرأی الواقع علی كنه حقائق الأشیاء وقوعا ثابتا لا ینتقل عنه (تو، م، 365، 3)- قال (النوشجانی): العلم وجدان النفس مطلوبها إذا اعترضت الرتب علی الإنسان فی أمره، و ذلك أنّها إذا وجدت مطلوبها توحّدت به و اتّحدت فیه لهما، و هذه صورته عندنا (تو، م، 365، 8)- قال (النوشجانی): و العلم انفعال ما و لكن باستكمال یؤدّی إلی النفس سرورها و حبورها اللذان هما خاصان لهما. و المعرفة تنفّذ فی الأشباح الماثلة و الإحساس القابلة. و العلم ینفذ فی الأرواح القابلة للمعقول، و قد یتعادلان عند العامة كثیرا لدقّة الفرق و غموض الفصل (تو، م، 365، 13)- العلم إنّما هو صورة المعلوم فی نفس العالم، و ضدّه الجهل و هو عدم تلك الصورة من النفس (ص، ر 1، 198، 20)- إنّ العلم لا یكون إلّا بعد التعلیم و التعلّم، و التعلیم هو تنبیه النفس العلامة بالفعل للنفس العلامة بالقوة، و التعلّم هو تصوّر النفس لصورة المعلوم (ص، ر 1، 211، 1)- إنّ العلم إمام العمل و العمل تابعه و یلهمه اللّه السعداء و یحرمه الأشقیاء (ص، ر 1، 271، 23)- إنّ العلم لیس بشی‌ء سوی صورة المعلوم فی نفس العالم، و إنّ الصنعة لیست شیئا سوی إخراج تلك الصورة التی فی نفس الصانع العالم و وضعها فی الهیولی (ص، ر 1، 317، 3)- إنّ بالعلم تحیا النفوس من موت الجهالة و به تنتبه من نوم الغفلة (ص، ر 1، 317، 19)- إنّ العلم قنیة للنفس كما أنّ المال قنیة للجسد، لأنّ المال یراد لصلاح أمر الجسد و العلم یراد لصلاح أمر النفس (ص، ر 3، 33، 11)- إنّ العلم هو تصوّر الشی‌ء علی حقیقته و صحّته، فأما الإیمان فهو الإقرار بذلك الشی‌ء و التصدیق لقول المخبرین عنه من غیر تصوّر له (ص، ر 3، 281، 22)- إن قیل ما العلم؟ فیقال صورة المعلوم فی نفس العالم (ص، ر 3، 360، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 518
- إنّ لكل علم و صناعة أصول متّفق علیها بین أهلها و كأنها فی أوائل عقولهم ظاهرة بیّنة و إن كان غیرهم بخلاف ذلك (ص، ر 3، 405، 1)- البحث فی كل علم هو عن لواحق موضوعه لا عن مبادئه (س، شأ، 14، 2)- إنّ العلم هو المكتسب من صور الموجودات مجرّدة عن موادّها، و هی صور جواهر و أعراض (س، شأ، 140، 4)- إنّ الصورة المعقولة، و بالجملة العلم، تقتضی محلّا من ذات الإنسان جوهری الذات محلّه (س، ف، 173، 8)- إنّ العلم هو عین المعلوم (غ، م، 226، 18)- إنّ العلم نقش فی النفس (غ، م، 230، 3)- العلم صفة للذات یوجب اختلافه إختلاف الذات (غ، م، 233، 21)- إنّ علمنا ینقسم: إلی ما لا یحصل به وجود المعلوم، كعلمنا بصورة السماء و الكواكب، و الحیوان و النبات. و إلی ما یحصل به وجود المعلوم، كعلم النقاش بصورة النقش، التی یخترعها من تلقاء نفسه، من غیر مثال سابق یحتذیه. فیوجد النقش منه، فیكون علمه سبب وجود المعلوم. فإذا نظر إلیه غیره و عرفه، كان المعلوم فی حقّه سبب وجود العلم (غ، م، 241، 3)- العلم الذی یفید الوجود أشرف من العلم المستفاد من الوجود (غ، م، 241، 10)- إنّ العلم یستدعی معلوما (غ، ت، 65، 15)- تغیّر المعلوم یوجب تغیّر العلم، فإنّ حقیقة ذات العلم تدخل فیه الإضافة إلی المعلوم الخاص، إذ حقیقة العلم المعیّن تعلّقه بذلك المعلوم المعیّن علی ما هو علیه، فتعلّقه به علی وجه آخر علم آخر بالضرورة، فتعاقبهما یوجب اختلاف حال العالم (غ، ت، 145، 20)- إنّ العلم من صفات ذات النفس (غ، ت، 199، 15)- إنّ العلم: إمّا تصوّر و سبیل معرفته الحدّ، و إمّا تصدیق و سبیل معرفته البرهان (غ، مض، 22، 12)- التحقیق بالبرهان علم (غ، مض، 40، 13)- العلم له لذّتان ضرورة: إحداهما التی تعقب التشوّق المحرّك، فإنّا إنّما نتعلّم بالشوق إلی العلم و التشوّق ألم، و لذلك نفصح بالتألّم عند وقوع الشكوك … و هذا الالتذاذ یشبه الالتذاذ البدنی … و الصنف الآخر من اللذة الموجودة لذی العلم هی اللذة التی یجدها كلّ من علم شیئا، و هذه لا اسم لها و هی دائمة ملازمة أبدا للعالم، لكن متی سنح له أنّه علم ذلك الأمر (ج، ر، 122، 3)- أما العلم فإنّه معرفة و تصوّر أیضا لكن مع زیادة تكون فیها لمن سمع و فهم موضع موافقة و مخالفة علی ما قیل و قصد فی المعنی (بغ، م 1، 395، 14)- العلم صفة إضافیة للعالم إلی المعلوم.
و الإدراك و المعرفة كذلك صفتان إضافیتان للمدرك إلی المدرك و للعارف إلی المعروف (بغ، م 2، 2، 9)- المعرفة و العلم عندنا صفتان إضافیتان لنفوسنا إلی الأشیاء التی نعرفها و نعلمها. و الأشیاء التی نعرفها و نعلمها أولا هی الموجودات فی الأعیان و معرفتنا و علمنا لها هی الصفة الإضافیة لها إلی الأذهان (بغ، م 2، 2، 11)- المعرفة و العلم باشتراك الاسم علیهما أعنی علی معرفة الأعیان الوجودیة و علی معرفة الصور الذهنیة الإضافیة و علمهما. و لكوننا نعبّر عن معارفنا و علومنا بعبارات لفظیة و عن الألفاظ بالكنایات، صار من العلوم علوم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 519
الألفاظ و علوم الكنایات فكان أحق العلوم بالعلمیة و أولاها بمعنی العلم علم الأعیان الوجودیة. و یلیه فی ذلك علم الصور الإضافیة الذهنیة العلمیة لأنّها و إن لم تكن من الموجودات الأولیة التی تعلم أولا فهی صفات موجودة فی الأذهان (بغ، م 2، 2، 15)- العلم یقال قولا حقیقیّا أولیّا علی العلم بالأعیان الوجودیة و من أجلها. و ثانیا علی العلم بالصور الذهنیة العلمیة و العلم بالألفاظ و الكنایات یبعد عنهما فی المعنی كثیرا (بغ، م 2، 3، 5)- إنّ العلم إنّما یكون حاصلا بوجود المعلومات فی العالم (بغ، م 2، 187، 12)- لا یكون العلم دون الوصول إلی الأشیاء التی لا تحتمل القسمة (ش، ت، 37، 8)- آراء الهرقلیین و هم الذین شكوا علی جمیع من كان یتعاطی الفلسفة فی ذلك الوقت، فقالوا إنه لیس هاهنا علم لأن العلم ضروری و دائم و لیس هاهنا شی‌ء یتعلّق به العلم إلا المحسوسات و هی فی تغیّر دائم. و إذا كان المعلوم فی تغیّر دائم فالعلم به فی تغیّر دائم، و العلم المتغیّر لیس علما فلیس هاهنا إذا علم (ش، ت، 64، 12)- كل علم فله جنس محدود ینظر فیه و أسباب محدودة و أعراض محدودة و نحو من البرهان و الحدّ محدود. و معرفة هذا هو النظر الذی یخصّ ذلك العلم (ش، ت، 297، 12)- إن العلم الذی له أن یعرف الهویّة بما هی هویّة و الواحد بما هو واحد لا واحد مخصوص و لا هویّة مخصوصة، هو العلم الذی له أن یعرف ما هو الواحد بما هو واحد و ما هی الهویّة بما هی هویّة و ما الأعراض الذاتیة التی تخصّهما (ش، ت، 327، 2)- كل علم إنما یستعمل ما یخصّه (ش، ت، 338، 6)- كل علم و كل صناعة فلها علل و أسباب تفحص عنها، فإذا أضیف إلی هذه المعرفة أن هاهنا علما یفحص عن الهویّة المطلقة وجب أن یكون فحصه أیضا عن أسبابها المطلقة (ش، ت، 700، 12)- العلم إنما یثبت للمعلوم من قبل علّته. و معنی الثبوت هو حكمنا بأنه متی وجدت العلة وجد المعلول و ذلك إما باضطرار و إما أكثر ذلك (ش، ت، 727، 15)- العلم هو قوة فاعلة من جهة ما له حدّ أی من جهة ما له صورة (ش، ت، 1121، 7)- ماهیّات الأشیاء وحدانیتها و صدقها إنما هو فی التركیب أو الانفصال. فمن الأشیاء ما یكون صدقها دائما غیر منتقل و كذلك كذبها دائما غیر منتقل، و منها ما ینتقل من الصدق إلی الكذب و بالعكس. فالعلم بتلك هو الذی یسمّی علما، و العلم بالماهیّة المنتقلة هو الذی یسمّی ظنّا (ش، ت، 1222، 4)- المتكلّمون … قالوا: إن الإرادة القدیمة صفة من شأنها أن تمیّز الشی‌ء عن مثله من غیر أن یكون هنالك مخصّص یرجّح فعل أحد المثلین علی صاحبه. كما أن الحرارة صفة من شأنها أن تسخّن، و العلم صفة من شأنها أن تحیط بالمعلوم (ش، ته، 43، 28)- الإمكان هو كلّی، له جزئیات موجودة خارج الذهن كسائر الكلّیات، و لیس العلم علما للمعنی الكلّی و لكنه علم للجزئیات بنحو كلّی یفعله الذهن فی الجزئیات عند ما یجرّد منها الطبیعة الواحدة المشتركة التی انقسمت فی المواد، فالكلّی لیست طبیعته طبیعة الأشیاء التی هو لها كلّی (ش، ته، 80، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 520
- كون الفعل الواحد یصدر عن واحد هو فی العالم الذی فی الشاهد أبین منه فی غیر ذلك العالم، فإن العلم یتكثّر بتكثّر المعقولات للعالم، لأنه إنما یعقلها علی النحو الذی هی علیه موجودة، و هی علّة علمه و لیس یمكن أن تكون المعلومات الكثیرة تعلم بعلم واحد، و لا یكون العلم الواحد علّة لصدور معلولات كثیرة عنه فی الشاهد، مثال ذلك إن علم الصانع الصادر عنه مثلا الخزانة غیر العلم الصادر عنه الكرسی. لكن العلم القدیم مخالف فی هذا العلم المحدث، و الفاعل القدیم للفاعل المحدث (ش، ته، 151، 25)- المبدأ الذی فی غایة الشرف فی الغایة من الفضیلة و هی العلم (ش، ته، 254، 27)- إن العلم بما هو علم لا یتعلّق بما لیس له طبیعة محصّلة. و علم الخالق هو السبب فی حصول تلك الطبیعة للموجود التی هو بها متعلّق (ش، ته، 296، 29)- العلم لیس ینقسم بانقسام محلّه وضعا (ش، ته، 310، 19)- اسم العلم إذا قیل علی العلم المحدث و القدیم فهو مقول باشتراك الاسم المحض، كما یقال كثیر من الأسماء علی المتقابلات، مثل" الجلل" المقول علی العظیم و الصغیر، و" الصریم" المقول علی الضوء و الظلمة (ش، ف، 39، 19)- كان العلم واجبا أن یكون تابعا للموجود (ش، م، 160، 18)- إن العلم المتغیّر بتغیّر الموجودات هو محدث (ش، م، 161، 11)- الجمهور إنما یقع لهم التصدیق بحكم الغائب متی كان ذلك معلوم الوجود فی الشاهد، مثل العلم فإنه لما كان فی الشاهد شرطا فی وجوده كان شرطا فی وجود الصانع الغائب (ش، م، 179، 4)- أشار (الغزالی) إلی أن العلم إنما یحصل بالخلوة و الفكرة، و أن هذه المرتبة هی من جنس مراتب الأنبیاء فی العلم (ش، م، 183، 10)- من جحد كون الأسباب مؤثّرة بإذن اللّه فی مسبّباتها إنه قد أبطل الحكمة و أبطل العلم.
و ذلك أن العلم هو معرفة الأشیاء بأسبابها.
و الحكمة هی المعرفة بالأسباب الغائیة (ش، م، 231، 16)- من كان قبل أفلاطون كانوا یرون أن العلم إنما هو علم بالمحسوسات، و لما رأوا أن المحسوسات متغیّرة و غیر لابثة نفوا العلم أصلا، حتی كان بعض القدماء إذا سئل عن شی‌ء أشار بإصبعه یرید أنه غیر لابث و لا مستقر و أن الأشیاء فی تغیّر دائم و أنه لیس هاهنا حقیقة لشی‌ء أصلا (ش، ما، 75، 8)- إنّ العلم عرض … لأنّه موجود فی شی‌ء لا كجزء منه و لا یصحّ قوامه دون ما هو فیه (ر، م، 337، 15)- إنّ العلم عبارة عن الصورة المطابقة للمعلوم المرتسمة فی العالم. فإذا كان المعلوم ذاتا قائمة بنفسها فالعلم به یكون مطابقا له و داخلا فی نوعه (ر، م، 337، 18)- إنّ العلم یستدعی صورة مطابقة للمعلوم (ر، م، 365، 6)- إنّ العلم قد یكون فعلیّا و قد یكون انفعالیّا (ر، م، 365، 11)- العلم عبارة عن إدراك الكلّیات (ر، م، 368، 6)- أمّا العلم فإنّه تصوّر یكون معه تصدیق و هو إثبات معنی لمعنی أو نفیه عنه (ر، م،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 521
368، 13)- أمّا العلم بذات الدلیل فهو مغایر للعلم بذات المدلول و مستلزم له، و أمّا العلم بكون الدلیل دلیلا علی المدلول فهو مغایر أیضا للعلم بذات الدلیل و المدلول لأنّه علم بإضافة أمر إلی أمر.
و الإضافة بین الشیئین مغایرة لهما (ر، مح، 44، 18)- اختلفوا (الفلاسفة) فی حدّ العلم، و عندی أن تصوّره بدیهی، لأنّ ما عدا العلم لا ینكشف إلّا به فیستحیل أن یكون كاشفا له، و لأنّی أعلم بالضرورة كونی عالما بوجودی، و تصوّر العلم جزء منه، و جزء البدیهی، فتصوّر العلم بدیهی (ر، مح، 78، 22)- أمّا العلم، فعبارة عن حصول معنی ما فی النّفس حصولا لا یطرق إلیه احتمال كذبه علی وجه غیر الوجه الذی حصل علیه (سی، م، 127، 3)- كان العلم إمّا تصوّرا للماهیّات و یعنی به إدراك ساذج من غیر حكم معه، و إمّا تصدیقا أی حكما بثبوت أمر لأمر (خ، م، 388، 9)- العلم و هو الاعتقاد الجازم المطابق للواقع.
و قال الحكماء و هو حصول صورة الشی‌ء فی العقل و الأوّل أخصّ من الثانی. و قیل العلم هو إدراك الشی‌ء علی ما هو به. و قیل زوال الخفاء من المعلوم و الجهل نقیضه. و قیل هو مستغن عن التعریف. و قیل العلم صفة راسخة یدرك بها الكلّیّات و الجزئیّات. و قیل العلم وصول النفس إلی معنی الشی‌ء. و قیل عبارة عن إضافة مخصوصة بین العاقل و المعقول. و قیل عبارة عن صفة ذات صفة (جر، ت، 160، 20)- إنّ العلم هو الصورة المساویة للمعلوم (ط، ت، 234، 14)- العلم عندهم (الفلاسفة) قسمان، علم حصولی و علم حضوری. فما ذكروه أولا من حصول الصورة هو تعریف العلم الحصولی. و ما ذكروه هنا تعریف للعلم الحضوری، أو للمعنی الأعمّ المشترك بین القسمین (ط، ت، 248، 13)- إنّ العلم ممّا یفهمه بالضرورة كل أحد، إمّا بكنهه أو بما یمیّزه عن سائر أغیاره (ط، ت، 248، 18)

علم الأثقال‌

- جمیع الموجودات التی یمكن أن یوجد فیها هذه الأشیاء من جهة الأعداد و الأعظام فیحدث من ذلك … علوم المناظر، و علوم الأكر المتحرّكة، و علوم الأجسام السماویة، و علم الموسیقی، و علم الأثقال، و علم الحیل (ف، س، 9، 12)

علم أحكام النجوم‌

- علم أحكام النجوم … إنما هو علم بتقدمة المعرفة بما یحدث فی العالم و هو من نوع الزجر و الكهانة (ش، ته، 285، 15)

علم إرادی‌

- العلم الطبیعیّ و العلم الإرادیّ- یشتملان علی موجودات هی واحدة بالجنس (ف، ط، 72، 4)

علم أزلی‌

- لیس تعدّد المعلومات فی العلم الأزلی كتعدّدها فی العلم الإنسانی، و ذلك أنه یلحقها فی العلم الإنسانی تعدّد من وجهین: أحدهما من جهة الخیالات، و هذا یشبه التعدّد المكانی، و التعدّد الثانی تعدّدها فی أنفسها فی العقل منا، أعنی التعدّد الذی یلحق الجنس الأول، كأنك قلت:
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 522
الموجود بانقسامه إلی جمیع الأنواع الداخلة تحته، فإن العقل منّا هو واحد من جهة الأمر الكلّی المحیط بجمیع الأنواع الموجودة فی العالم، و هو یتعدّد بتعدّد الأنواع. و هو بیّن أنه إذا نزّهنا العلم الأزلی عن معنی الكلّی أنه یرتفع هذا التعدّد (ش، ته، 196، 19)- إن العقل منّا هو علم للموجودات بالقوة لا علم بالفعل، و العلم بالقوة ناقص عن العلم بالفعل، و كل ما كان العلم منا أكثر كلّیة كان أدخل فی باب العلم بالقوة و أدخل فی باب نقصان العلم، و لیس یصح علی العلم الأزلی أن یكون ناقصا بوجه من الوجوه، و لا یوجد فیه علم هو علم بالقوة، لأن العلم بالقوة هو علم فی هیولی (ش، ته، 197، 5)

علم استدلالی‌

- العلم الاستدلالی و هو الذی یحصل بدون نظر و فكر. و قیل هو الذی لا یكون تحصیله مقدورا للعبد (جر، ت، 162، 8)

علم أسرار الحروف‌

- علم أسرار الحروف … و هو المسمّی لهذا العهد بالسیمیا، نقل وضعه من الطلسمات إلیه فی اصطلاح أهل التصرّف من المتصوّفة فاستعمل استعمال العام فی الخاص. و حدث هذا العلم فی الملّة بعد صدر منها و عند ظهور الغلاة من المتصوّفة و جنوحهم إلی كشف حجاب الحسّ و ظهور الخوارق علی أیدیهم و التصرّفات فی عالم العناصر و تدوین الكتب و الاصطلاحات و مزاعمهم فی تنزّل الوجود عن الواحد و ترتیبه. و زعموا أنّ الكمال الأسمائی مظاهره أرواح الأفلاك و الكواكب، و أنّ طبائع الحروف و أسرارها ساریة فی الأسماء فهی ساریة فی الأكوان علی هذا النظام (خ، م، 399، 3)

علم الأشعریة

- إن كثیرا من الناس لیس یقدرون أن یتجاوزوا بفطرهم الأقاویل الجدلیة إلی الأقاویل البرهانیة. و هؤلاء إذا اعترفوا بالمعقولات فإنما یعترفون بها من جهة ما هی مشهورة فیعرض لهم أن ینكروا كثیرا منها متی عرض أن كانت أضدادها مشهورة، مثل ما عرض لمن اعتاد النوع من الكلام المسمّی فی زماننا علم الأشعریة أن ینكروا امتناع أن یتكوّن الموجود من لا شی‌ء، أعنی من العدم، من كونها قضیة أجمع علیها الأوائل أعنی أنه ممتنع أن یكون عظم من لا عظم (ش، ت، 46، 15)

علم الأشیاء

- لا بد فی علم الأشیاء من شی‌ء واحد كلّی ثابت (ش، ت، 237، 16)- إن علم كل واحد من الأشیاء إنما یعلم من قبل ماهیّته لكون الشی‌ء و ماهیّته شیئا واحدا، و ذلك أنه لو كانت ما تدل علیه أجزاء الحدود و الحدود أمورا مفارقة للمحدودات لكانت غیرها، و لو كانت غیرها لم یحصل العلم بالمحدودات من قبلها أعنی من قبل الحدّ (ش، ت، 832، 13)

علم الأشیاء بحقائقها

- فی علم الأشیاء بحقائقها علم الربوبیة، و علم الوحدانیة، و علم الفضیلة و جملة علم كل نافع و السبیل إلیه (ك، ر، 104، 8)- إعطاء العلّة و البرهان من قنیة علم الأشیاء بحقائقها (ك، ر، 105، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 523

علم الأضداد

- إن علم الأضداد واحد (ش، ت، 185، 17)

علم الأعراض‌

- إن كان بعض البراهین تعطی وجود الشی‌ء و بعضها سبب الشی‌ء و علّته، فمعلوم أن علم الأعراض: إما أن یكون لأصناف البرهان الكلّی، و إما أن یكون لصنف واحد منها.
فمعرفة الأعراض إذا لعلم واحد (ش، ت، 200، 14)

علم الأعیان الوجودیة

- المعرفة و العلم باشتراك الاسم علیهما أعنی علی معرفة الأعیان الوجودیة و علی معرفة الصور الذهنیة الإضافیة و علمهما. و لكوننا نعبّر عن معارفنا و علومنا بعبارات لفظیة و عن الألفاظ بالكنایات، صار من العلوم علوم الألفاظ و علوم الكنایات فكان أحق العلوم بالعلمیة و أولاها بمعنی العلم علم الأعیان الوجودیة. و یلیه فی ذلك علم الصور الإضافیة الذهنیة العلمیة لأنّها و إن لم تكن من الموجودات الأولیة التی تعلم أولا فهی صفات موجودة فی الأذهان (بغ، م 2، 2، 19)

علم اكتسابی‌

- العلم الاكتسابی و هو الذی یحصل بمباشرة الأسباب (جر، ت، 162، 10)

علم الألحان‌

- النسب العددیة التی یستعملها صاحب علم الألحان، فإنه یستعملها من حیث هی نسب أصوات محسوسة (ش، سط، 40، 20)

علم اللّه‌

- كان اسم العلم مقولا علی علمه سبحانه و علمنا باشتراك الاسم، و ذلك أن علمه هو سبب الموجود و الموجود سبب لعلمنا. فعلمه سبحانه لا یتصف لا بالكلّی و لا بالجزئی، لأن الذی علمه كلّی فهو عالم للجزئیات التی هی بالفعل بالقوة فمعلومه ضرورة هو علم بالقوة إذ كان الكلّی إنما هو علم للأمور الجزئیة. و إذا كان الكلّی هو علم بالقوة و لا قوة فی علمه سبحانه، فعلمه لیس بكلّی (ش، ت، 1708، 4)- لا فرق بین من یقول أن اللّه مرید بإرادة لا تشبه إرادة البشر و بین من یقول أنه عالم بعلم لا یشبه علم البشر، و أنه كما لا تدرك كیفیة علمه كذلك لا تدرك كیفیة إرادته (ش، ته، 99، 11)- إن علم اللّه واحد و إنه لیس معلولا عن المعلومات بل هو علّة لها، و الشی‌ء الذی أسبابه كثیرة هو لعمری كثیر، و أما الشی‌ء الذی معلولاته كثیرة فلیس یلزم أن یكون كثیرا بالوجه الذی به المعلولات كثیرة. و علم الأول لا یشكّ فی أنه انتفت عنه الكثرة التی فی علم المخلوق كما انتفی عنه التغیّر بتغیّر المعلوم، و المتكلّمون یضعون هذا من أحد أصولهم (ش، ته، 201، 3)- علم اللّه و صفاته لا تكیّف و لا تقاس بصفات المخلوقین حتی یقال إنها الذات أو زائدة علی الذات، هو قول المحقّقین من الفلاسفة و المحقّقین من غیرهم من أهل العلم (ش، ته، 202، 1)- إن تعدّد الأنواع و الأجناس یوجب التعدّد فی العلم … و لذلك المحقّقون من الفلاسفة لا یصفون علمه سبحانه بالموجودات لا بكلّی و لا بجزئی. و ذلك أن العلم الذی هذه الأمور
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 524
لازمة له هو عقل منفعل و معلول. و العقل الأول هو فعل محض و علّة، فلا یقاس علمه علی العلم الإنسانی. فمن جهة ما لا یعقل غیره من حیث هو غیر هو، علم غیر منفعل، و من جهة ما یعقل الغیر من حیث هو ذاته هو علم فاعل (ش، ته، 260، 11)- علم اللّه یتعلّق من الموجود بجهة أشرف من الجهة التی یتعلّق علمنا به (ش، ته، 260، 24)

علم إلهی‌

- حدّ العلم الإلهیّ أنّه العلم بالعلّة الأولی و ما كان عنها بغیر واسطة أو بوسیط واحد فقط.
و إنّما قلنا هذا لأنّ حیلة الوسط لم یبلغ به حدّ التركیب (جا، ر، 104، 16)- لا نطلب فی العلم الریاضی إقناعا، و لا فی العلم الإلهی حسّا و لا تمثیلا، و لا فی أوائل العلم الطبیعی الجوامع الفكریة، و لا فی البلاغة برهانا، و لا فی أوائل البرهان برهانا (ك، ر، 112، 15)- فضیلة العلوم و الصناعات إنما تكون بإحدی ثلاث: إمّا بشرف الموضوع، و إمّا باستقصاء البراهین، و إمّا بعظم الجدوی الذی فیه، سواء كان منتظرا أو محتضرا. أمّا ما یفضل علی غیره لعظم الجدوی الذی فیه فكالعلوم الشرعیة و الصنائع المحتاج إلیها فی زمان زمان و عند قوم قوم. و أمّا ما یفضل علی غیره لاستقصاء البراهین فیه فكالهندسة. و أما ما یفضل علی غیره لشرف موضوعه فكعلم النجوم. و قد تجتمع الثلاثة كلها أو الاثنان منها فی علم واحد كالعلم الإلهی (ف، فض، 1، 11)- العلم الإلهی ینقسم إلی ثلاثة أجزاء: أحدها یفحص فیه عن الموجودات و الأشیاء التی تعرض لها بما هی موجودات. و الثانی یفحص فیه عن مبادئ البراهین فی العلوم النظریة الجزئیة، و هی التی ینفرد كل علم منها بالنظر فی موجود خاص، مثل المنطق و الهندسة و العدد و باقی العلوم الجزئیة الأخری التی تشاكل هذه العلوم: فیفحص عن مبادئ علم المنطق، و مبادئ علوم التعالیم، و مبادئ العلم الطبیعی، و یلتمس تصحیحها و تعریف جواهرها و خواصّها، و یحصی الظنون الفاسدة التی كانت وقعت للقدماء فی مبادئ … و الجزء الثالث یفحص فیه عن الموجودات التی لیست بأجسام و لا فی أجسام (ف، ح، 99، 3)- العلم الكلّی و هو العلم الإلهی و العلم الناظر فیما بعد الطبیعة، و موضوعه الموجود المطلق و المطلوب فیه المبادئ العامة و اللواحق العامة (س، ن، 98، 13)- أمّا العلم الإلهی: فموضوعه أعمّ الأمور، و هو الموجود المطلق. و المطلوب فیه: لواحق الوجود لذاته، من حیث إنّه وجود فقط، ككونه جوهرا، و عرضا، و كلیّا و جزئیّا، و واحدا و كثیرا، و علّة و معلولا، و بالقوّة و بالفعل، و موافقا و مخالفا، و واجبا و ممكنا، و أمثاله. فإنّ هذه تلحق الوجود من حیث إنّه وجود (غ، م، 139، 16)- إنّ علم الإلهیات من علم الموجود بما هو موجود لأنّه علم مبادئ الموجودات. فأفرد (أرسطو) لذلك علما و قال فیه إنّه علم ما بعد الطبیعة و إنّه الفلسفة الأولی و إنّه العلم الإلهی.
فأما قوله ما بعد الطبیعة فأراد به ما بعد الطبیعیات المحسوسة فی معرفتنا و إن كان قبل فی الوجود، فإنّ المتقدّم عند الطبیعة فی الوجود متأخّر عندنا فی المعرفة علی ما قیل فی فاتحة علم الطبیعیات (بغ، م 2، 3، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 525
- سمّیت الریاضیات بهذا الاسم لأنّ النفوس ترتاض بها حیث تنتقل فیها و بها ممّا تدركه منها بالحواس إلی ما تجرّده فی الذهن عن المحسوس و التصرّف فی أحواله التی تستعمل الحواس فیها و معها فی نظرها فیه إلی ما تنفرد به عن الحواس. و تتصرّف فیه تصرّفا ذهنیّا حتی تكون واسطة تنتقل منه بریاضتها إلی ما لیس بمحسوس أصلا و هو العلم الإلهی (بغ، م 2، 8، 16)- هذا العلم الذی هو العلم الإلهی نافع بالذات فی تحصیل الكمال الإنسانی بل هو الكمال العقلی بعینه. فإنّ كمال المعرفة معرفة الكمال الأقصی و سائر العلوم إنّما تراد لأجله حیث تنتفع النفس بها فی تحصیله … فهذا العلم أنفع العلوم بل هو العلم النافع الذی به تكمل نفس العالم و تصل إلی أجلّ مراتبها التی هی لها أن تصل إلیها، فمنفعة هذا العلم هی تحصیل سعادة النفس الإنسانیة و كمالها بمعرفة مبادئها و معرفة الإله الذی هو المبدأ الأول (بغ، م 2، 11، 1)- إن جمیع العلوم و إن كانت كلها شریفة موثرة، فإن العلم بالإله هو أشرفها و آثرها لأن موضوعه أشرف من جمیع الموضوعات (ش، ت، 712، 14)- لیس ینظر العلم الطبیعی فی الأشیاء من حیث هی جواهر، و أما المادة الأولی فینظر فیها صاحب العلمین. أما صاحب العلم الطبیعی فینظر فیها من حیث هی مبدأ للتغییر، و أما صاحب العلم الإلهی فینظر فیها من حیث هی جوهر بالقوة (ش، ت، 780، 7)- العلم (الإلهی) منزّه عن أن یوصف ب" كلّی" أو" جزئی" (ش، ف، 40، 10)- أمّا العلم الإلهی، فعبارة عن العلم النّاظر فی ذات الإله تعالی و صفاته (سی، م، 130، 6)- أمّا العلوم العقلیة التی هی طبیعیة للإنسان من حیث أنّه ذو فكر فهی غیر مختصّة بملّة بل یوجد النظر فیها لأهل الملل كلّهم و یستوون فی مداركها و مباحثها و هی موجودة فی النوع الإنسانی منذ كان عمران الخلیقة، و تسمّی هذه العلوم علوم الفلسفة و الحكمة. و هی مشتملة علی أربعة علوم: الأول علم المنطق و هو علم یعصم الذهن عن الخطأ فی اقتناص المطالب المجهولة من الأمور الحاصلة المعلومة … ثم النظر إمّا فی المحسوسات من الأجسام العنصریة و المكوّنة عنها من المعدن و النبات و الحیوان و الأجسام الفلكیة و الحركات الطبیعیة و النفس التی تنبعث عنها الحركات و غیر ذلك یسمّی هذا الفن بالعلم الطبیعی و هو الثانی منها. و إمّا أن یكون النظر فی الأمور التی وراء الطبیعة من الروحانیات و یسمّونه العلم الإلهی و هو الثالث منها. و العلم الرابع و هو الناظر فی المقادیر و یشتمل علی أربعة علوم و تسمّی التعالیم (خ، م، 379، 11)- الموجودات التی وراء الحسّ و هی الروحانیات و یسمّونه (الفلاسفة) العلم الإلهی و علم ما بعد الطبیعة فإنّ ذواتها مجهولة رأسا و لا یمكن التوصّل إلیها و لا البرهان علیها لأنّ تجرید المعقولات من الموجودات الخارجیة الشخصیة إنّما هو ممكن فیما هو مدرك لنا، و نحن لا ندرك الذوات الروحانیة حتی نجرّد منها ماهیّات أخری بحجاب الحسّ بیننا و بینها فلا یتأتّی لنا برهان علیها (خ، م، 430، 20)- العلم الإلهیّ علم باحث عن أحوال الموجودات التی لا تفتقر فی وجودها إلی المادّة (جر، ت، 161، 9)- العلم الإلهی و هو الذی لا یفتقر فی وجوده إلی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 526
الهیولی (جر، ت، 161، 11)

علم الإلهیات‌

- إنّ علم الإلهیات من علم الموجود بما هو موجود لأنّه علم مبادئ الموجودات. فأفرد (أرسطو) لذلك علما و قال فیه إنّه علم ما بعد الطبیعة و إنّه الفلسفة الأولی و إنّه العلم الإلهی.
فأما قوله ما بعد الطبیعة فأراد به ما بعد الطبیعیات المحسوسة فی معرفتنا و إن كان قبل فی الوجود، فإنّ المتقدّم عند الطبیعة فی الوجود متأخّر عندنا فی المعرفة علی ما قیل فی فاتحة علم الطبیعیات (بغ، م 2، 3، 19)- أما قوله (أرسطو) الفلسفة الأولی فأراد به إنّه معرفة المبادئ الأولیة و الصفات العامة الكلّیة التی بمعرفتها تعرف ما هی مبادئ له. فالعلم بها هو العلم الأول الذی به یتمّ علم ما بعد الطبیعة- و أما قوله إنّه علم الإلهیات فأراد به إنّ معرفة الإله تعالی و ملائكته هی ثمرة هذا العلم و نتیجته (بغ، م 2، 4، 4)- علم الإلهیات … و هو علم ینظر فی الوجود المطلق. فأوّلا فی الأمور العامة للجسمانیات و الروحانیات من الماهیات و الوحدة و الكثرة و الوجوب و الإمكان و غیر ذلك، ثم ینظر فی مبادئ الموجودات و أنّها روحانیات، ثم فی كیفیة صدور الموجودات عنها و مراتبها، ثم فی أحوال النفس بعد مفارقة الأجسام و عودها إلی المبدأ. و هو عندهم (الفلاسفة) علم شریف یزعمون أنّه یوقفهم علی معرفة الوجود علی ما هو علیه و أنّ ذلك عین السعادة فی زعمهم (خ، م، 392، 2)

علم الإنسان‌

- إن علم الإنسان بالمعلومات یكون من ثلاثة طرق: أحدها طریق الحواس الخمس الذی هو أول الطرق، و یكون جمهور علم الإنسان، و یكون معرفته بها من أول الصبا و یشترك الناس كلهم فیها و تشاركهم الحیوانات. و الثانی طریق العقل الذی ینفصل به الإنسان دون سائر الحیوانات و معرفته به تكون بعد الصبا عند البلوغ. و الثالث طریق البرهان الذی یتفرّد به قوم من العلماء دون غیرهم من الناس و تكون معرفتهم بها بعد النظر فی الریاضیات الهندسیة و المنطقیة (ص، ر 2، 334، 12)- إنّ علم الإنسان المعلومات بعضها بطریق الحواس، و بعضها بطریق السمع و الروایات و الأخبار، و بعضها بطریق الفكر و الرویّة و التأمّل و العقل الغریزی، و بعضها بطریق الوحی و الإلهام و لیس هذا الفن باكتساب من الإنسان و لا باختبار منه بل هو موهبة من اللّه تعالی، و بعضها بطریق القیاس و الاستدلال، و هو العقل المكتسب و بهذا العقل یفتخر العقلاء و به یتفاضل الحكماء و الفلاسفة (ص، ر 3، 291، 3)- علمنا علی قسمین: علم شی‌ء حصل من صورة ذلك الشی‌ء، كعلمنا بصورة السماء و الأرض، و علم اخترعناه كشی‌ء لم نشاهد صورته، و لكن صوّرناه فی أنفسنا ثم أحدثناه. فیكون وجود الصورة مستفادا من العلم لا العلم من الوجود، و علم الأول بحسب القسم الثانی (غ، ت، 108، 22)- علم الإنسان بغیره التی هی الموجودات هو علمه بذاته (ش، ته، 192، 13)- إن كان الإنسان كسائر الأشیاء إنما یعلم ماهیّته التی تخصّه و كانت ماهیّته هی علم الأشیاء، فعلم الإنسان ضرورة بنفسه هو علمه بسائر الأشیاء، لأنه إن كان غیرا فذاته غیر علم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 527
الأشیاء. و ذلك بیّن فی الصانع فإن ذاته التی بها یسمّی صانعا لیست شیئا أكثر من علمه بالمصنوعات (ش، ته، 192، 16)

علم إنسانی‌

- العلم الإنسانی یفحص عن الغرض الذی لأجله كون الإنسان و هو الكمال الذی یلزم أن یبلغه الإنسان ما ذا و كیف هو، ثم یفحص عن جمیع الأشیاء التی بها یبلغ الإنسان ذلك الكمال أو ینتفع فی بلوغها و هی الخیرات و الفضائل و الحسنات و یمیّزها من الأشیاء التی تعوقه عن بلوغ ذلك الكمال و هی الشرور و النقائص و السّیئات (ف، س، 15، 16)- لیس تعدّد المعلومات فی العلم الأزلی كتعدّدها فی العلم الإنسانی، و ذلك أنه یلحقها فی العلم الإنسانی تعدّد من وجهین: أحدهما من جهة الخیالات، و هذا یشبه التعدّد المكانی، و التعدّد الثانی، تعدّدها فی أنفسها فی العقل منا، أعنی التعدّد الذی یلحق الجنس الأول، كأنك قلت:
الموجود بانقسامه إلی جمیع الأنواع الداخلة تحته، فإن العقل منّا هو واحد من جهة الأمر الكلّی المحیط بجمیع الأنواع الموجودة فی العالم، و هو یتعدّد بتعدّد الأنواع. و هو بیّن أنه إذا نزّهنا العلم الأزلی عن معنی الكلّی أنه یرتفع هذا التعدّد (ش، ته، 196، 20)

علم انطباعی‌

- العلم الانطباعیّ هو حصول العلم بالشی‌ء بعد حصول صورته فی الذهن و لذلك یسمّی علما حصولیّا (جر، ت، 161، 12)

علم انفعالی‌

- العلم الانفعالیّ ما أخذ من الغیر (جر، ت، 161، 8)

علم الأول‌

- علم الأول لیس هو مثل علمنا، فإن علمنا قسمان: قسم یوجب التكثّر و یسمّی علما نفسانیّا، و قسم لا یوجبه و یسمّی علما عقلیّا بسیطا. مثاله إذا كان رجل عاقل بینه و بین صاحبه مناظرة فیورد صاحبه كلاما طویلا و یأخذ العاقل ذلك الكلام الطویل فیعرض لنفسه و یتعیّن بذلك الخاطر أنه یورد حینئذ جمیع ما قال من دون أن یخطر بباله تلك الأجوبة مفصّلة، ثم یأخذ بعد ذلك فی ترتیب صورة صورة و كلمة كلمة و یعبّر عن ذلك التفصیل بعبارة واضحة. و كلا القسمین علم بالفعل، لكن الأول هو علم مبدأ لما بعده للعلم الثانی، و الثانی علم انفعالی، و الثانی یوجب الكثرة و الأول لا یوجبها إذ العلم الأول إضافة إلی كل واحد من التفاصیل و لا یوجب الكثرة. فعلم واجب الوجود یكون علی الوجه الأول بل أشد بساطة إذا بلغ تجرّدا (ف، ت، 24، 10)

علم أولی‌

- إنّ العلم بأنّ الأمر لا یخلو عن النفی و الإثبات علم أوّلی بدیهی و التصدیق مسبوق بالتصوّر.
فهذا العلم مسبوق بتصوّر الوجود و العدم (ر، م، 11، 8)

علم بالأسباب‌

- العلم بالأسباب علی الإطلاق هو العلم بما یوجد منها، أو ما یعدم فی وقت من أوقات جمیع الزمان (ش، م، 227، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 528

علم بالأسباب المطلقة

- إنّ العلم بالأسباب المطلقة حاصل بعد العلم بإثبات الأسباب للأمور ذوات الأسباب. فإنّا ما لم نثبت وجود الأسباب للمسبّبات من الأمور بإثبات أنّ لوجودها تعلّقا بما یتقدّمها فی الوجود، لم یلزم عند العقل وجود السبب المطلق، و أنّ هاهنا سببا ما. و أما الحسّ فلا یؤدّی إلّا إلی الموافاة (س، شأ، 8، 5)

علم بالأشخاص‌

- إن العلم بالأشخاص هو حس أو خیال، و العلم بالكلّیات هو عقل (ش، ته، 259، 27)

علم بالأشیاء

- إنّ العلم بالأشیاء بعضه طبیعی غریزی مثل ما یدرك بالحواس و مثل ما فی أوائل العقول، و بعضه تعلیمی مكتسب مثل الریاضات و الآداب و ما یأتی به الناموس (ص، ر 3، 38، 8)

علم بالأضداد

- إن العلم بالأضداد علم واحد (ش، ته، 313، 10)

علم الباطن‌

- حدّ علم الباطن أنّه العلم بعلل السنن و أغراضها الخاصّیّة اللائقة بالعقول الإلهیّة (جا، ر، 105، 6)

علم برّانی‌

- حدّ العلم البرّانیّ هو العلم بما یدبّر من خارج تدبیرا یقلّ الانتفاع به فی الشرف (جا، ر، 107، 6)

علم البرهان‌

- إن علم البرهان إنما یعرّف من الآراء العامیّة الأعراض المفردة التی تعرض لجنس واحد (ش، ت، 200، 7)

علم برهانی‌

- من تمام حصول العلم بالشی‌ء أعنی العلم البرهانی أن یتقدّم الإنسان فیعرف الأقاویل المتناقضة فی ذلك الشی‌ء ثم یعرف حلّها من قبل البرهان الذی یكون فی ذلك الشی‌ء. و هذه هی عادة أرسطو فی جمیع العلوم أعنی فی المسائل الغامضة منها (ش، ت، 166، 14)

علم بالشی‌ء

- العلم بالشی‌ء ینسب إلیه أنواع من النسب أولاها و أخراها بالتقدّم علم ما هو، و الآخر علم لواحقه الذاتیة الخاصّة به، و الثالث علم لواحقه الذاتیة العامة علم علی سبیل الاستعارة (ج، ن، 30، 9)- معنی العلم بالشی‌ء هو أن یكون عند العالم به محموله هو معقوله (ج، ر، 168، 5)- متی كان فی الشی‌ء الواحد صورة أولی و فرضناها تنقسم إلی فصول لا نهایة لها، لم نصل بطریق القسمة إلی معرفة طبیعة ذلك النوع لأن العلم بالشی‌ء إنما یحصل إذا انتهینا إلی النوع الأخیر (ش، ت، 37، 14)- العلم بالشی‌ء … یحصل علی التمام بأن یتقدّم أولا فیعلم وجود الشی‌ء إن لم یكن بیّنا بنفسه ثم یطلب تفهّم جوهره و ماهیته بالأشیاء التی بها قوامه، ثم یطلب بعد ذلك معرفة الأمور التی قوامها بذلك الشی‌ء، و هی اللواحق الذاتیة له و الأعراض (ش، ن، 82، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 529

علم بالعلّة

- العلم بالعلّیة لا یمكن بدون العلم بالمعلول، لأنّها نسبة بین العلّة و المعلول، و العلم بالنسبة لا یمكن بدون العلم بالمنتسبین (ط، ت، 246، 12)- العلم بالعلّة یفید العلم بالمعلول (ر، ل، 112، 3)

علم بالغیب‌

- النظام المحدود الذی فی الأسباب الداخلة و الخارجة، أعنی التی لا تخلّ، هو القضاء و القدر الذی كتبه اللّه تعالی علی عباده، و هو اللوح المحفوظ. و علم اللّه تعالی بهذه الأسباب، و بما یلزم عنها، هو العلّة فی وجود هذه الأسباب. و لذلك كانت هذه الأسباب لا یحیط بمعرفتها إلا اللّه وحده.
و لذلك كان هو العالم بالغیب وحده و علی الحقیقة، كما قال تعالی: قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ [سورة النمل:
65]. و إنما كانت معرفة الأسباب هی العلم بالغیب، لأن الغیب هو معرفة وجود الموجود أو لا وجوده (ش، م، 227، 7)

علم بالكل‌

- العلم بالكل متوقّف علی العلم بالجزء (ر، م، 13، 1)

علم بالكلّیات‌

- إن العلم بالأشخاص هو حس أو خیال، و العلم بالكلّیات هو عقل (ش، ته، 259، 28)

علم بالمعلول‌

- العلم بالمعلول لا یفید العلم بالعلّة (ر، ل، 111، 20)

علم بالنفس‌

- إنّ العلم بالنفس یكسب للناظر قوة علی أخذ مقدّمات لا یكمل العلم الطبیعی دونها (ج، ن، 29، 16)

علم البیان‌

- علم البیان … هذا العلم حادث فی الملّة بعد علم العربیة و اللغة. و هو من العلوم اللسانیة لأنّه متعلّق بالألفاظ و ما تفیده و یقصد بها الدلالة علیه من المعانی (خ، م، 457، 18)

علم التصوف‌

- علم التصوّف … هذا العلم من العلوم الشرعیة الحادثة فی الملّة (خ، م، 370، 18)

علم التعالیم‌

- ما تبرهن فی علم التعالیم لیس یصدق علی الأشیاء المحسوسة و لا طبیعة ما تنظر فیه التعالیم هی طبیعة الأمور المحسوسة. مثال ذلك أن الخط المستقیم لیس یلفی فی المحسوسات تام الاستقامة علی ما یضعه صاحب العلم التعالیمی، و ذلك أن المهندس یبرهن أن الخط المستقیم إنما یماسّ الدائرة علی نقطة و الخط المحسوس إنما یماسّ الدائرة المحسوسة علی خط أی علی جزء منقسم، و كذلك یضع أن الكرة تماسّ السطح علی نقطة و الكرة المحسوسة تماسّ السطح المحسوس علی سطح (ش، ت، 213، 17)- إن العلم التعالیمی من العلوم النظریة و إنه علم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 530
لأشیاء لا تتحرّك لكن لیس هو بیّنا بنفسه إن كانت الأشیاء التی لا تتحرّك أعنی التی ینظر فیها التعالیمی مفارقة للهیولی أو فی هیولی (ش، ت، 710، 7)- العلم الطبیعی ینظر فی الأشیاء المتحرّكة، و التعالیمی فی الأشیاء المفارقة بالحدّ لا بالوجود بل النظر فی الطبائع المفارقة لعلم أعلی من هذین (ش، ت، 710، 16)- العلوم الجزئیة اثنتان فقط: العلم الطبیعی و هو الذی ینظر فی الموجود المتغیّر، و علم التعالیم و هو الذی ینظر فی الكمیة مجرّدة عن الهیولی (ش، ما، 30، 1)

علم التعبیر

- علم التعبیر هو أیضا من نحو علوم تقدمة المعرفة بما یحدث (ش، ته، 285، 18)

علم التنجیم‌

- علم الكیفیة المتحرّكة، و هو علم هیئة الكلّ فی الشكل و الحركة بأزمان الحركة فی كل واحد من أجرام العالم التی لا یعرض فیها الكون و الفساد، حتی یدثرها مبدعها إن شاء، دفعة، كما أبدعها، و ما یعرض بذلك، و هذا هو المسمّی علم التنجیم (ك، ر، 377، 14)

علم ثابت‌

- إن كل علم ثابت هو: أما للذی هو أبدا، و أما للذی هو أكثر ذلك (ش، ت، 727، 13)- إن العلم الثابت إنما یكون للأمر الضروری أو الأمر الأكثری هو أمر معروف بنفسه، و أنه لیس یمكن أن یتعلّم و لا أن یعلم ما لیس بإحدی هاتین الحالتین (ش، ت، 728، 4)

علم الجنس‌

- علم الجنس ما وضع لشی‌ء بعینه ذهنا كأسامة فإنّه موضوع للمعهود فی الذهن (جر، ت، 162، 14)

علم جوّانی‌

- حدّ العلم الجوّانیّ أنّه العلم بالشی‌ء المدبّر من داخل بالاستحالات (جا، ر، 107، 5)

علم الجوهر

- العلم الثابت الحقی التام من علم الفلسفة هو علم الجوهر (ك، ر، 372، 6)- علم الجوهر هو أتمّ علم یكون للشی‌ء (ش، ت، 191، 6)

علم حادث‌

- العلم الحادث فی ذاته لا یخلو: إمّا أن یحدث من جهته، أو من جهة غیره (غ، ت، 148، 3)

علم الحروف‌

- إنّ … العلوم … علی ضربین: علم الدین و علم الدنیا، فكان علم الدین فیها منقسما قسمین: شرعیّا و عقلیّا، و كان العقلیّ منها منقسما قسمین: علم الحروف و علم المعانی، و كان علم الحروف منقسما قسمین: طبیعیّا و روحانیّا، و الروحانیّ منقسما قسمین: نورانیّا و ظلمانیّا، و الطبیعیّ منقسما أربعة أقسام:
حرارة و برودة و رطوبة و یبوسة، و علم المعانی منقسما قسمین: فلسفیّا و إلهیّا، و علم الشرع منقسما قسمین: ظاهرا و باطنا، و علم الدنیا منقسما قسمین: شریفا و وضیعا، فالشریف علم الصنعة، و الوضیع علم الصنائع، و كانت الصنائع التی فیه منقسمة قسمین: منها صنائع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 531
محتاج إلیها فی الصنعة، و صنائع محتاج إلیها فی الكفالة و الاتّفاق علی الصنعة منها (جا، ر، 100، 4)

علم الحروف الروحانی‌

- حدّ علم الحروف الروحانیّ أنّه العلم بما هی أثر له من النور و الظلمة و بكونها أشكالا لهما علی حقّ وجودهما بالتأثیر و أصدقه (جا، ر، 103، 15)

علم الحروف الطبیعی‌

- حدّ معانی علم الحروف الطبیعیّ أنّه العلم بالطبائع الخاصّة بكلّ سبعة من الحروف فی النوع و بواحد واحد منها فی الشخص (جا، ر، 103، 13)

علم حسّی‌

- أمّا العلم الحسّی فهو علم الجوهر الأول، فهو لسیلان معلومه سیلانا غیر منقطع و لا نافد إلّا بنفاده الذی هو بطلان جوهره كلّه أو لكثرة جوهر المحسوس فی كثرة العدد (ك، ر، 372، 9)

علم حصولی‌

- العلم عندهم (الفلاسفة) قسمان، علم حصولی و علم حضوری. فما ذكروه أولا من حصول الصورة هو تعریف العلم الحصولی. و ما ذكروه هنا تعریف للعلم الحضوری، أو للمعنی الأعمّ المشترك بین القسمین (ط، ت، 248، 13)

علم حضوری‌

- العلم الحضوریّ هو حصول العلم بالشی‌ء بدون حصول صورته فی الذهن كعلم زید لنفسه (جر، ت، 161، 14)- العلم عندهم (الفلاسفة) قسمان، علم حصولی و علم حضوری. فما ذكروه أولا من حصول الصورة هو تعریف العلم الحصولی. و ما ذكروه هنا تعریف للعلم الحضوری، أو للمعنی الأعمّ المشترك بین القسمین (ط، ت، 248، 15)

علم الحق‌

- مقصود الشرع إنما هو تعلیم العلم الحق و العمل الحق. و العلم الحق هو معرفة اللّه تبارك و تعالی و سائر الموجودات علی ما هی علیه، و بخاصة الشریفة منها، و معرفة السعادة الأخرویة و الشقاء الأخروی. و العمل الحق هو امتثال الأفعال التی تفید السعادة، و تجنّب الأفعال التی تفید الشقاء. و المعرفة بهذه الأفعال هی التی تسمّی" العلم العملی".
و هذه تنقسم قسمین: أحدهما أفعال ظاهرة بدنیة، و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الفقه"، و القسم الثانی أفعال نفسانیة، مثل الشكر و الصبر، و غیر ذلك من الأخلاق التی دعا إلیها الشرع أو نهی عنها. و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الزهد" و" علوم الآخرة" (ش، ف، 49، 18)

علم حكمی‌

- ینقسم العلم الحكمی إلی قسمین: أحدهما: ما یعرف به أحوال أفعالنا، و یسمّی (علما عملیّا)- و فائدته أن ینكشف به وجوه الأعمال التی بها تنتظم مصالحنا فی الدنیا، و یصدق لأجله رجاؤنا فی الآخرة. و الثانی: ما نتعرّف فیه أحوال الموجودات، لتحصل فی نفوسنا هیأة الوجود كلّه علی ترتیبه، كما تحصل الصورة المرئیة فی المرآة. و یكون حصول ذلك فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 532
نفوسنا، كمالا لنفوسنا، فإنّ استعداد النفس لقبولها خاصة النفس، فتكون فی الحال فضیلة، و فی الآخرة سببا للسعادة- كما سیأتی- و یسمّی (علما نظریّا) (غ، م، 134، 12)

علم الحیل‌

- جمیع الموجودات التی یمكن أن یوجد فیها هذه الأشیاء من جهة الأعداد و الأعظام فیحدث من ذلك … علوم المناظر، و علوم الأكر المتحرّكة، و علوم الأجسام السماویة، و علم الموسیقی، و علم الأثقال، و علم الحیل (ف، س، 9، 12)

علم الخالق‌

- إن العلم بما هو علم لا یتعلّق بما لیس له طبیعة محصّلة. و علم الخالق هو السبب فی حصول تلك الطبیعة للموجود التی هو بها متعلّق (ش، ته، 296، 29)

علم الدنیا

- إنّ … العلوم … علی ضربین: علم الدین و علم الدنیا، فكان علم الدین فیها منقسما قسمین: شرعیّا و عقلیّا، و كان العقلیّ منها منقسما قسمین: علم الحروف و علم المعانی، و كان علم الحروف منقسما قسمین: طبیعیّا و روحانیّا، و الروحانیّ منقسما قسمین: نورانیّا و ظلمانیّا، و الطبیعیّ منقسما أربعة أقسام:
حرارة و برودة و رطوبة و یبوسة، و علم المعانی منقسما قسمین: فلسفیّا و إلهیّا، و علم الشرع منقسما قسمین: ظاهرا و باطنا، و علم الدنیا منقسما قسمین: شریفا و وضیعا، فالشریف علم الصنعة، و الوضیع علم الصنائع، و كانت الصنائع التی فیه منقسمة قسمین: منها صنائع محتاج إلیها فی الصنعة، و صنائع محتاج إلیها فی الكفالة و الاتّفاق علی الصنعة منها (جا، ر، 100، 7)- حدّ علم الدنیا أنّه الصور التی یقتنیها العقل و النفس لاجتلاب المنافع و دفع المضارّ قبل الموت. و إنّما قلنا فی هذا الحدّ" یقتنیها العقل و النفس" لأنّ من المنافع و دفع المضارّ أشیاء متعلّقة بالشهوة و هی من خواصّ النفس، فعلم هذه مقصور علی النفس إذ كان العقل عدوّا للشهوة. و منها أشیاء متعلّقة بالرأی، فعلمها مقصور علی العقل (جا، ر، 102، 9)- حدّ علم الدنیا أنّه العلم بالنافع و الضارّ و ما جلب المنافع منها أو أعان فیه و دفع المضارّ منها أو أعان علی ما تدفع به (جا، ر، 105، 8)

علم الدنیا الشریف‌

- حدّ علم الدنیا الشریف هو العلم بما أغنی الإنسان عن جمیع الناس فی قوام حیاته الجیّدة (جا، ر، 105، 10)

علم الدنیا الوضیع‌

- حدّ علم الدنیا الوضیع هو العلم بما یوصل إلی اللذّات و المنافع و حفظ الحیاة قبل الموت (جا، ر، 105، 12)

علم الدین‌

- إنّ … العلوم … علی ضربین: علم الدین و علم الدنیا، فكان علم الدین فیها منقسما قسمین: شرعیّا و عقلیّا، و كان العقلیّ منها منقسما قسمین: علم الحروف و علم المعانی، و كان علم الحروف منقسما قسمین: طبیعیّا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 533
و روحانیّا، و الروحانیّ منقسما قسمین: نورانیّا و ظلمانیّا، و الطبیعیّ منقسما أربعة أقسام:
حرارة و برودة و رطوبة و یبوسة، و علم المعانی منقسما قسمین: فلسفیّا و إلهیّا، و علم الشرع منقسما قسمین: ظاهرا و باطنا، و علم الدنیا منقسما قسمین: شریفا و وضیعا، فالشریف علم الصنعة، و الوضیع علم الصنائع، و كانت الصنائع التی فیه منقسمة قسمین: منها صنائع محتاج إلیها فی الصنعة، و صنائع محتاج إلیها فی الكفالة و الاتّفاق علی الصنعة منها (جا، ر، 100، 2)- إنّ حدّ علم الدین أنّه صور یتحلّی بها العقل لیستعملها فیما یرجو الانتفاع به بعد الموت.
و لیس یعترض علی هذا طلب رئاسة الدنیا بها، و لا إعظام الناس له من أجلها، و لا الحیلة علیهم بإظهارها، لأنّ كل ذلك لیس هو لها بالذات لكن بطریق العرض (جا، ر، 101، 15)

علم الربوبیة

- فی علم الأشیاء بحقائقها علم الربوبیة، و علم الوحدانیة، و علم الفضیلة و جملة علم كل نافع و السبیل إلیه (ك، ر، 104، 8)

علم الروحانیات‌

- العلوم الإلهیة خمسة أنواع: أولها معرفة الباری جلّ جلاله و عمّ نواله و صفة وحدانیته و كیف هو علّة الموجودات و خالق المخلوقات …
و الثانی: علم الروحانیات و هو معرفة الجواهر البسیطة العقلیة العلّامة الفعّالة التی هی ملائكة اللّه و خالص عباده و هی الصور المجرّدة من الهیولی المستعملة للأجسام المدبّرة بها لها … و الثالث علم النفسانیات و هی معرفة النفوس و الأرواح الساریة فی الأجسام الفلكیة و الطبیعیة … الرابع علم السیاسة و هی خمسة أنواع: أولها السیاسة النبویة، و الثانی السیاسة الملوكیة، و الثالث السیاسة العامیة، و الرابع السیاسة الخاصیة، و الخامس السیاسة الذاتیة … و الخامس علم المعاد و هو معرفة ماهیة النشأة الأخری و كیفیة انبعاث الأرواح من ظلمة الأجساد و انتباه النفوس من طول الرقاد و حشرها یوم المعاد و قیامها علی الصراط المستقیم و حشرها لحساب یوم الدین و معرفة كیفیة جزاء المحسنین و عقاب المسیئین (ص، ر 1، 207، 15)

علم ریاضی‌

- لا نطلب فی العلم الریاضی إقناعا، و لا فی العلم الإلهی حسّا و لا تمثیلا، و لا فی أوائل العلم الطبیعی الجوامع الفكریة، و لا فی البلاغة برهانا، و لا فی أوائل البرهان برهانا (ك، ر، 112، 14)- أما العلم الریاضی فقد كان موضوعه إما مقدارا مجرّدا فی الذهن عن المادة، و إما مقدارا مأخوذا فی الذهن مع مادة، و إما عددا مجرّدا عن المادة، و إما عددا فی مادة (س، شأ، 10، 10)- العلم الذی یتولّی النظر فیما هو بری‌ء عن المادة فی الوهم، لا فی الوجود، هو (الریاضی) و الذی یتولّی النظر فیما لا یستغنی عن المواد المعیّنة هو (الطبیعی) (غ، م، 137، 12)- أمّا (العلم) الریاضی: فموضوعه بالجملة، الكمّیة. و بالتفصیل، المقدار، و العدد. و للعلم الطبیعی فروع كثیرة: كالطّب، و الطلسمات،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 534
و النارنجات، و السحر، و غیره (غ، م، 139، 4)

علم السیاسة

- العلوم الإلهیة خمسة أنواع: أولها معرفة الباری جلّ جلاله و عمّ نواله و صفة وحدانیته و كیف هو علّة الموجودات و خالق المخلوقات …
و الثانی: علم الروحانیات و هو معرفة الجواهر البسیطة العقلیة العلّامة الفعّالة التی هی ملائكة اللّه و خالص عباده و هی الصور المجرّدة من الهیولی المستعملة للأجسام المدبّرة بها لها … و الثالث علم النفسانیات و هی معرفة النفوس و الأرواح الساریة فی الأجسام الفلكیة و الطبیعیة … الرابع علم السیاسة و هی خمسة أنواع: أولها السیاسة النبویة، و الثانی السیاسة الملوكیة، و الثالث السیاسة العامیة، و الرابع السیاسة الخاصیة، و الخامس السیاسة الذاتیة … و الخامس علم المعاد و هو معرفة ماهیة النشأة الأخری و كیفیة انبعاث الأرواح من ظلمة الأجساد و انتباه النفوس من طول الرقاد و حشرها یوم المعاد و قیامها علی الصراط المستقیم و حشرها لحساب یوم الدین و معرفة كیفیة جزاء المحسنین و عقاب المسیئین (ص، ر 1، 207، 23)

علم الشرع‌

- حدّ العلم الشرعیّ أنّه العلم المقصود به أفضل السیاسات النافعة دینا و دنیا لما كان من منافع الدنیا نافعا بعد الموت (جا، ر، 102، 15)- حدّ علم الشرع هو العلم بالسنن النافعة إذا استعملت علی حقائقها فیما بعد الموت و قبله من الأشیاء النافعة فیما بعده (جا، ر، 105، 1)

علم الشی‌ء

- علم الشی‌ء قد یكون بالقوة الناطقة، و قد یكون بالمتخیّلة، و قد یكون بالإحساس. فإذا كان النزوع إلی علم شی‌ء شأنه أن یدرك بالقوة الناطقة، فإن الفعل الذی ینال به ما تشوّق من ذلك، یكون قوة ما أخری فی الناطقة، و هی القوة الفكریة، و هی التی تكون بها الفكرة و الرؤیة و التأمّل و الاستنباط. و إذا كان النزوع إلی علم شی‌ء ما یدرك بإحساس، كان الذی ینال به فعلا مركّبا من فعل بدنی و من فعل نفسانی فی مثل الشی‌ء الذی نتشوّق رؤیته (ف، أ، 73، 1)

علم صادق‌

- العلم الصادق هو الذی یطابق الموجود (ش، ته، 260، 23)

علم الصنائع‌

- حدّ علم الصنائع أنّه العلم بما یحتاج إلیه الناس فی منافع دنیاهم (جا، ر، 105، 14)

علم الصور الذهنیة

- المعرفة و العلم باشتراك الاسم علیهما أعنی علی معرفة الأعیان الوجودیة و علی معرفة الصور الذهنیة الإضافیة و علمهما. و لكوننا نعبّر عن معارفنا و علومنا بعبارات لفظیة و عن الألفاظ بالكنایات صار من العلوم علوم الألفاظ و علوم الكنایات فكان أحق العلوم بالعلمیة و أولاها بمعنی العلم علم الأعیان الوجودیة. و یلیه فی ذلك علم الصور الإضافیة الذهنیة العلمیة لأنّها و إن لم تكن من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 535
الموجودات الأولیة التی تعلم أولا فهی صفات موجودة فی الأذهان (بغ، م 2، 2، 19)

علم ضروری بالأشیاء

- التغیّر الذی یظنّون (الفلاسفة الطبیعیون) إنه دائم فی الموجودات هو فی الكمیّة لا فی الكیفیّة و الصورة. و العلم الضروری بالأشیاء لا یكون من قبل كمیّاتها فقط بل و من قبل صورها، فإن كانت الصور ثابتة فالعلم بها ثابت (ش، ت، 427، 13)

علم طبیعی‌

- لا نطلب فی العلم الریاضی إقناعا، و لا فی العلم الإلهی حسّا و لا تمثیلا، و لا فی أوائل العلم الطبیعی الجوامع الفكریة، و لا فی البلاغة برهانا، و لا فی أوائل البرهان برهانا (ك، ر، 112، 15)- العلم الطبیعیّ و العلم الإرادیّ- یشتملان علی موجودات هی واحدة بالجنس (ف، ط، 72، 4)- العلم الطبیعی له موضوع یشتمل علی جمیع الطبیعیات و نسبته إلی ما تحته نسبة العلوم الكلّیة إلی العلوم الجزئیة. و ذلك الموضوع هو الجسم بما هو متحرّك و ساكن و المتحرّك فیه و عنه هو الأعراض اللاحقة من حیث هو كذلك لا من حیث هو جسم فلكی أو عنصری مخصوص (ف، ت، 22، 3)- العلوم لا تشترك فی مبادئ واحدة كالعلم الطبیعی لا یمنع أن یثبت مبادئ ما هو فیها أخصّ فی مباحث ما هو أعمّ مثلا كإثبات الجسم الفلكی فی السماع الطبیعی (ف، ت، 23، 15)- العلم الطبیعی ینظر فی الأجسام الطبیعیة و فی الأعراض التی قوامها فی هذه الأجسام، و یعرّف الأشیاء التی عنها و التی بها و التی لها توجد هذه الأجسام و الأعراض التی قوامها فیها (ف، ح، 91، 4)- العلم الطبیعی یعرّف الأجسام الطبیعیة بأن یضع ما كان منها ظاهر الوجود وضعا، و یعرّف من كل جسم طبیعی مادّته و صورته و فاعله و الغایة التی لأجلها وجد ذلك الجسم. و كذلك فی أعراضها، فإنه یعرّف ما به قوامها و الأشیاء الفاعلة لها و الغایات التی لأجلها فعلت تلك الأعراض. فهذا العلم یعطی مبادئ الأجسام الطبیعیة و مبادئ أعراضها (ف، ح، 95، 12)- ما تحتوی علیه المقولات بعضها كائن موجود عن إرادة الإنسان و بعضها كائن لا عن إرادة الإنسان. فما كان منها كائنا عن إرادة الإنسان نظر فیه العلم المدنیّ و ما كان منها لا عن إرادة الإنسان نظر فیه العلم الطبیعی (ف، حر، 67، 18)- أمّا العلم الطبیعیّ فإنّه ینظر فی جمیع ما هو شی‌ء شی‌ء من هذا المشار إلیه، و فی سائر المقولات التی توجب ماهیّة أنواع ما هو هذا المشار إلیه أن توجد لها (ف، حر، 68، 6)- العلم الطبیعیّ یعطی جمیع أسباب كلّ ما ینظر فیه، فإنّه یلتمس أن یعطی فی كلّ واحد منها ما ذا هو و عمّا ذا هو و بما ذا هو و لما ذا هو (ف، حر، 68، 12)- العلم الطبیعیّ یهجم إذن عند نظره فی المقولات علی أشیاء خارجة عن المقولات غیر مفارقة لها بل هی منها، و علی أشیاء خارجة عنها و مفارقة لها. فعند هذه یتناهی النظر الطبیعیّ (ف، حر، 69، 14)- إنّ العلم الطبیعی قد كان موضوعه الجسم، و لم یكن من جهة ما هو موجود، و لا من جهة ما هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 536
جوهر، و لا من جهة ما هو مؤلّف من مبدئیه، أعنی الهیولی و الصورة، و لكن من جهة ما هو موضوع للحركة و السكون. و العلوم التی تحت العلم الطبیعی أبعد من ذلك (س، شأ، 10، 6)- العلم الطبیعی، صناعة نظریة، و كل صناعة نظریة فلها موضوع من الموجودات أو الوهمیات فیه ینظر ذلك العلم و فی لواحقه.
فللعلم الطبیعی موضوع فیه ینظر و فی لواحقه.
و موضوعه الأجسام الموجودة بما هی واقعة فی التغیّر و بما هی موصوفة بأنحاء الحركات و السكونات (س، ن، 98، 3)- أما العلم الطبیعی فیبتدئ من حیّز الجسم و الصورة الغیر المفارقة من الموجودات.
و یبحث عن أحوالها و هی من باب الكیف، و الكم، و الأین، و الوضع، و الفعل، و الانفعال (س، ن، 208، 17)- العلم الذی یتولّی النظر فیما هو بری‌ء عن المادة فی الوهم، لا فی الوجود، هو (الریاضی) و الذی یتولّی النظر فیما لا یستغنی عن المواد المعیّنة هو (الطبیعی) (غ، م، 137، 16)- أمّا العلم الطبیعی: فموضوعه أجسام العالم من حیث إنّها وقعت فی الحركة، و السكون، و التغیّر. لا من حیث مساحتها و مقدارها، و لا من حیث شكلها و استدارتها، و لا من حیث نسبة بعض أجزائها إلی بعض، و لا من حیث كونها فعل اللّه تعالی (غ، م، 138، 5)- موضوع العلم الطبیعی الذی فیه ینظر و مبادئه العامة التی بها ینظر أعنی الفاعل و الغایة و الهیولی و الصورة من حیث هی كلّیة مشتركة.
فأما مطلوباته التی هی الأعراض و الخواص فما كان منها عامّا لسائر الأجسام الطبیعیة كالحركة و السكون و ما یتعلّق بهما و المكان و الزمان. (بغ، م 1، 120، 9)- العلم الطبیعی إنما یتبیّن من غیره بفحصین:
أحدهما الفحص عن الطبیعة كما قال (أرسطو) أولا، و الثانی عن طباع موجود موجود ما هو (ش، ت، 53، 13)- كان الفحص عن أسطقسّات الأمور المتحرّكة خاصّا بالعلم الطبیعی (ش، ت، 100، 6)- صاحب علم الهیئة و إن كانت موضوعاته متحرّكة و هی الأجرام السماویة فإنه لیس ینظر فی طبائعها من جهة ما هی متحرّكة و إنما ینظر منها فی أشكالها و أوضاعها من جهة كیفیات حركاتها و من جهة سرعتها و بطئها و ینظر أیضا فی كمیاتها. و أما صاحب العلم الطبیعی فینظر فی طبائعها من حیث هی متحرّكة و یبیّن أی نوع من الحركات یجوز علیها من التی لا تجوز (ش، ت، 103، 5)- العلم الطبیعی ینظر … فی السببین الأوّلین المحرّك و الهیولی (ش، ت، 190، 15)- العلم الطبیعی إنما ینظر فی بعض أجناس الموجودات و هی المتحرّكة (ش، ت، 340، 10)- لما كان العلم الطبیعی فی جمیع الأمور المتحرّكة الساكنة بالطبع فمن البیّن أن العلم الطبیعی لیس علما صناعیا و لا علم شی‌ء یعمل … فإن مبدأ الأشیاء المفعولة لنا هی فی الفاعل، و ذلك إما فی العقل و إما فی الصناعة و إما فی قوی أخر تشبه الصناعة (ش، ت، 703، 17)- إذا كانت حدود الأشیاء الطبیعیة لا تكون إلّا مع العنصر و الصورة فبیّن أنه ینبغی لصاحب العلم الطبیعی أن یطلب عنصر الأشیاء الطبیعیة، و ذلك بأن یعرف ما هو و یحدّه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 537
و یعرف لم هو أعنی ما الشی‌ء الذی من قبله وجد العنصر و هو الصورة (ش، ت، 709، 9)- إن لصاحب العلم الطبیعی أن ینظر فی صورة ما و هی التی لا یمكن أن توجد خلوا من الهیولی (ش، ت، 709، 13)- علی صاحب العلم الطبیعی أن ینظر فی الأمرین جمیعا أی فی الصور التی فی الهیولی و فی الهیولی من قبل نظره فی المركّب منهما، لكن نظره فی الصور الهیولانیة علی القصد الأول و نظره فی الهیولی من اجل الصورة (ش، ت، 709، 15)- إن العلم الطبیعی هو من العلوم النظریة لا العملیة إذ كانت الأشیاء الطبیعیة تظهر فی حدودها الطبیعیة كما أن الأمور الإرادیة تظهر فی حدودها الإرادة (ش، ت، 710، 2)- العلم الطبیعی ینظر فی الأشیاء المتحرّكة و التعالیمی فی الأشیاء المفارقة بالحدّ لا بالوجود بل النظر فی الطبائع المفارقة لعلم أعلی من هذین (ش، ت، 710، 15)- إنما كان العلم بالأشیاء المفارقة غیر العلم الطبیعی و غیر علم التعالیم، لأن العلم الطبیعی ینظر فی أشیاء لا تفارق و هی مع هذا لیست غیر متحرّكة، و أما التعلیمیة فإن بعضها و إن كانت تنظر فی أشیاء غیر متحرّكة مثل العدد و الهندسة فإنه خلیق أن تكون الأشیاء التی تنظر فیها غیر مفارقة للهیولی بل هی كالأشیاء الموجودة فی هیولی و إن كان لیس یظهر الهیولی فی حدّها (ش، ت، 711، 2)- لیس ینظر العلم الطبیعی فی الأشیاء من حیث هی جواهر، و أما المادة الأولی فینظر فیها صاحب العلمین. أما صاحب العلم الطبیعی فینظر فیها من حیث هی مبدأ للتغییر، و أما صاحب العلم الإلهی فینظر فیها من حیث هی جوهر بالقوة (ش، ت، 780، 4)- إن الجوهر السرمدی فالعلم الطبیعی یبیّن وجوده (ش، ت، 1422، 6)- مبادئ الجواهر إن العلم الطبیعی یبیّن وجودها من حیث هی مبادئ جوهر متحرّك، و صاحب هذا العلم ینظر فیها بما هی مبادئ للجوهر بما هو جوهر لا جوهر متحرّك (ش، ت، 1426، 1)- أما الطب فلیس هو من العلم الطبیعی، و هو صناعة عملیة تأخذ مبادئها من العلم الطبیعی لأن العلم الطبیعی نظری و الطب عملی (ش، ته، 285، 9)- علی صاحب العلم الطبیعی أن یبرهن أن الطبیعة موجودة كما لیس ذلك علی صاحب علم من العلوم بل یضعها وضعا سواء كانت بیّنة بنفسها أو لم تكن (ش، سط، 32، 2)- صاحب العلم الطبیعی … فإنما ینظر فی السطوح و الخطوط من حیث هی نهایات أجسام متحرّكة و هیولانیة (ش، سط، 40، 15)- العلوم الجزئیة اثنتان فقط: العلم الطبیعی و هو الذی ینظر فی الموجود المتغیّر، و علم التعالیم و هو الذی ینظر فی الكمیة مجرّدة عن الهیولی (ش، ما، 30، 1)- (علم ما بعد الطبیعة) غرضه … النظر فی الموجود بما هو موجود، و فی جمیع أنواعه إلی أن ینتهی إلی موضوعات الصنائع الجزئیة، و فی اللواحق الذاتیة له و توفیة جمیع ذلك إلی أسبابه الأول و هی الأمور المفارقة. و لذلك لیس یعطی هذا العلم من الأسباب إلا السبب الصوری و الغائی و الفاعل بوجه ما، أعنی لا علی الوجه الذی یقال علیه الفاعل فی الأشیاء المتغیّرة، إذ كان لیس من شرط الفاعل هاهنا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 538
أن یتقدّم مفعوله تقدما زمانیا كالحال فی الأمور الطبیعیة. و كما أن جمیع ما یعطی أسبابه فی العلم الطبیعی إنما یعطی من جهة الطبیعة و الأشیاء الطبیعیة، كذلك ما یرام هاهنا من إعطاء الأسباب للأمور الموجودة إنما یعطی من جهة الآلة و الأشیاء الآلیة و هی الموجودات التی لیست فی هیولی (ش، ما، 31، 7)- (علم ما بعد الطبیعة) ینحصر فی ثلاثة أقسام:
القسم الأول ینظر فیه (أرسطو) فی الأمور المحسوسة بما هی موجودة و فی جمیع أجناسها التی هی المقولات العشر و فی جمیع اللواحق التی یلحقها و ینسب ذلك إلی الأوائل فیها بقدر ما یمكنه فی هذا الجزء. و أما القسم الثانی فینظر فیه فی مبادئ الجوهر و هی الأمور المفارقة و یعرّف أی وجود وجودها و ینسبها أیضا إلی مبدأها الأول الذی هو اللّه تعالی، و یعرّف الصفات و الأفعال التی تخصّه، و بیّن أیضا نسبة سائر الموجودات إلیه و أنه الكمال الأقصی و الصورة الأولی و الفاعل الأول، إلی غیر ذلك عن الأمور التی تخصّ واحدا واحدا من الأمور المفارقة و تعمّ أكثر من واحد منها. و القسم الثالث ینظر فیه فی موضوعات العلوم الجزئیة و یزیل الأغالیط الواقعة فیها لمن سلف من القدماء، و ذلك فی صناعة المنطق و فی الصناعتین الجزئیتین، أعنی العلم الطبیعی و التعلیمی (ش، ما، 33، 3)- أمّا العلم الطّبیعیّ، فعبارة عن العلم النّاظر فی أحوال الأجسام الطّبیعیّة (سی، م، 130، 4)- أمّا العلوم العقلیة التی هی طبیعیة للإنسان من حیث أنّه ذو فكر فهی غیر مختصّة بملّة بل یوجد النظر فیها لأهل الملل كلّهم و یستوون فی مداركها و مباحثها و هی موجودة فی النوع الإنسانی منذ كان عمران الخلیقة، و تسمّی هذه العلوم علوم الفلسفة و الحكمة. و هی مشتملة علی أربعة علوم: الأول علم المنطق و هو علم یعصم الذهن عن الخطأ فی اقتناص المطالب المجهولة من الأمور الحاصلة المعلومة … ثم النظر إمّا فی المحسوسات من الأجسام العنصریة و المكوّنة عنها من المعدن و النبات و الحیوان و الأجسام الفلكیة و الحركات الطبیعیة و النفس التی تنبعث عنها الحركات و غیر ذلك یسمّی هذا الفن بالعلم الطبیعی و هو الثانی منها. و إمّا أن یكون النظر فی الأمور التی وراء الطبیعة من الروحانیات و یسمّونه العلم الإلهی و هو الثالث منها. و العلم الرابع و هو الناظر فی المقادیر و یشتمل علی أربعة علوم و تسمّی التعالیم (خ، م، 379، 10)- العلم الطبیعی هو العلم الباحث عن الجسم الطبیعی من جهة ما یصلح علیه من الحركة و السكون (جر، ت، 162، 6)

علم الطبیعیات‌

- علم الطبیعیات هو علم كل متحرّك (ك، ر، 111، 10)- الأصل فی هذا العلم (الطبیعیات) هو معرفة خمسة أشیاء و هی: الهیولی و الصورة و الحركة و الزمان و المكان، و ما فیها من المعانی إذا أضیف بعضها إلی بعض (ص، ر 2، 3، 14)- علم الطبیعیات: فهو بحث عن عالم السماوات و كواكبها و ما تحتها من الأجسام المفردة:
كالماء و الهواء و التراب و النار، و من الأجسام المركّبة: كالحیوان و النبات و المعادن، و عن أسباب تغیّرها و استحالتها و امتزاجها (غ، مض، 23، 4)- الطبیعیات و هو علم یبحث عن الجسم من جهة ما یخلقه من الحركة و السكون فینظر فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 539
الأجسام السماویة و العنصریة و ما یتولّد عنها من حیوان و إنسان و نبات و معدن و ما یتكوّن فی الأرض (خ، م، 390، 2)

علم الطلسمات‌

- علم الطلسمات، و هو تألیف القوی السماویة بقوی بعض الأجرام الأرضیة لیتألّف من ذلك قوة تفعل فعلا غریبا فی العالم الأرضی (غ، ت، 166، 13)

علم الظاهر

- حدّ علم الظاهر أنّه العلم بالسنن العامّیّة علی الأمر الكلّیّ اللائق بالطبیعة و العقول و النفوس الطبیعیّة (جا، ر، 105، 4)

علم ظلمانی‌

- حدّ العلم الظلمانیّ أنّه العلم بالضدّ للنور و كیفیّة مضادّته له و لمّیته. و إنّما لم نذكر الهلیّة و المائیّة فی هذا العلم لأنّ العلم بأحد الضدّین علم بالآخر فی الجملة (جا، ر، 104، 2)

علم العدد

- أمّا علم العدد فإنّ الذی یعرف بهذا الاسم علمان: أحدهما علم العدد العملی، و الآخر علم العدد النظری. فالعملی یفحص عن الأعداد من حیث هی أعداد معدودات تحتاج إلی أن یضبط عددها من الأجسام و غیرها، مثل رجال أو أفراس أو دنانیر أو دراهم أو غیر ذلك من الأشیاء ذوات العدد، و هی التی یتعاطاها الجمهور فی المعاملات السوقیة و المعاملات المدنیة. و أمّا النظری فإنه إنما یفحص عن الأعداد بإطلاق علی أنها مجرّدة فی الذهن عن الأجسام و عن كل معدود منها، و إنما ینظر فیها مخلّصة عن كل ما یمكن أن یعدّ بها من المحسوسات، و من جهة ما یعمّ جمیع الأعداد التی هی أعداد المحسوسات و غیر المحسوسات. و هذا هو الذی یدخل فی جملة العلوم (ف، ح، 75، 5)- قدّم الحكماء النظر فی علم العدد قبل النظر فی سائر العلوم الریاضیة لأنّ هذا العلم مركوز فی كل نفس بالقوة و إنّما یحتاج الإنسان إلی التأمّل بالقوة الفكریة حسب، من غیر أن یأخذ لها مثالا من علم آخر بل منه یؤخذ المثال علی كل معلوم (ص، ر 1، 46، 20)

علم العروض‌

- إنّ نسبة علم المنطق إلی المعقولات كنسبة العروض إلی أوزان الشعر. و كل ما یعطیناه علم العروض من القوانین فی أوزان الشعر فإن علم المنطق یعطینا نظائرها فی المعقولات (ف، ح، 54، 7)

علم عقلی‌

- حدّ العلم العقلیّ أنّه علم ما غاب عن الحواسّ و تحلّی به العقل الجزئیّ من أحوال العلّة الأولی و أحوال نفسه و أحوال العقل الكلّیّ و النفس الكلّیّة و الجزئیّة فیما یتعجّل به الفضیلة فی عالم الكون و یتوصّل به إلی عالم البقاء (جا، ر، 103، 2)- العلم العقلیّ ما لا یؤخذ من الغیر (جر، ت، 161، 7)

علم العلّة

- علم العلّة أشرف من علم المعلول: لأنّا إنّما نعلم كلّ واحد من المعلومات علما تامّا، إذا نحن أحطنا بعلم علّته (ك، ر، 101، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 540

علم العلم‌

- أما العلوم فقد عرفت أنها تنقسم إلی ثلاثة أصناف: علم الموجودات، و علم المعلومات، و علم العلم، فعلم الموجودات قیل فیه فی الطبیعیات و الإلهیات، و علم المعلومات قیل فیه فی علم النفس، و علم العلم قیل فیه فی الفن المنطقی أنّه هو الملكة الأولی و الغریزة التی بها الكسب (بغ، م 2، 214، 14)

علم عملی‌

- (العلم) العملی: فینقسم إلی ثلاثة أقسام:
أحدها: العلم بتدبیر المشاركة التی للإنسان، مع الناس كافة، فإنّ الإنسان خلق مضطرّا إلی مخالطة الخلق، و لا ینتظم ذلك علی وجه یؤدّی إلی حصول مصلحة الدنیا، و صلاح الآخرة، إلّا علی وجه مخصوص. و هذا علم أصله العلوم الشرعیة، و تكمّله العلوم السیاسیة المذكورة فی تدبیر المدن و ترتیب أهلها.
و الثانی: علم تدبیر المنزل، و به یعلم وجه المعیشة، مع الزوجة، و الولد، و الخادم، و ما یشتمل المنزل علیه. و الثالث: علم الأخلاق، و ما ینبغی أن یكون الإنسان علیه، لیكون خیرا فاضلا، فی أخلاقه، و صفاته (غ، م، 135، 1)- مقصود الشرع إنما هو تعلیم العلم الحق و العمل الحق. و العلم الحق هو معرفة اللّه تبارك و تعالی و سائر الموجودات علی ما هی علیه، و بخاصة الشریفة منها، و معرفة السعادة الأخرویة و الشقاء الأخروی. و العمل الحق هو امتثال الأفعال التی تفید السعادة، و تجنب الأفعال التی تفید الشقاء. و المعرفة بهذه الأفعال هی التی تسمّی" العلم العملی".
و هذه تنقسم قسمین: أحدهما أفعال ظاهرة بدنیة، و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الفقه"، و القسم الثانی أفعال نفسانیة، مثل الشكر و الصبر، و غیر ذلك من الأخلاق التی دعا إلیها الشرع أو نهی عنها. العلم بهذه هو الذی یسمّی" الزهد" و" علوم الآخرة" (ش، ف، 50، 2)

علم الفراسة

- علم الفراسة، و هو استدلال من الخلق علی الأخلاق (غ، ت، 166، 10)- علم الفراسة هو علم بالأمور الخفیّة الحاضرة لا المستقبلة (ش، ته، 285، 17)

علم الفضیلة

- فی علم الأشیاء بحقائقها علم الربوبیة، و علم الوحدانیة، و علم الفضیلة و جملة علم كل نافع و السبیل إلیه (ك، ر، 104، 8)

علم الفقه‌

- انقسم الفقه فیهم (العلماء) إلی طریقتین: طریقة أهل الرأی و القیاس و هم أهل العراق، و طریقة أهل الحدیث و هم أهل الحجاز (خ، م، 353، 24)

علم فكری‌

- لنا علمان: أحدهما علم محض، كعلمنا بالأشیاء الأوائل بلا رویة و لا فكر، كما نعلم أنّ عدد كل زوج أو فرد، فإنّه لا یمكن أن یكون الشی‌ء الواحد فی حالین مختلفین، كالإنسان لا یمكن أن یكون قائما قاعدا معا، و كعلمنا أنّ كل متحرّك من ذاته دائم الحركة، و كقولنا كل دائم الحركة بجوهره دائم الحیاة. و لنا علم فكری مثل علم القیاس الذی یستنبط منه الشی‌ء من شی‌ء آخر، كقولنا: الإنسان حی و الجوهر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 541
حی، فالإنسان إذا جوهر (تو، م، 331، 11)

علم فلسفی‌

- حدّ العلم الفلسفیّ أنّه العلم بحقائق الموجودات المعلولة (جا، ر، 104، 15)

علم قدیم‌

- لا یصحّ أن یكون العلم القدیم علی صورة العلم الحادث، و من اعتقد هذا فقد جعل الإله إنسانا أزلیا و الإنسان إلها كائنا فاسدا (ش، ته، 263، 20)

علم قیاسی‌

- ینبغی أن یؤخذ فی كل علم و تعلّم قیاسی معنیان معلومان مما هو فی أوائل العقول و هی: هل هو و ما هو (ص، ر 1، 350، 10)

علم الكلام‌

- المقصود منه (علم الكلام) حفظ عقیدة أهل السنّة، و حراستها عن تشویش أهل البدعة (غ، مض، 16، 4)- علم الكلام … یقصد به نصرة آراء قد اعتقد فیها أنها صحاح (ش، ت، 44، 1)- علم الكلام هو علم یتضمّن الحجاج عن العقائد الإیمانیة بالأدلّة العقلیة و الردّ علی المبتدعة المنحرفین فی الاعتقادات عن مذاهب السلف و أهل السنّة، و سرّ هذه العقائد الإیمانیة هو التوحید (خ، م، 363، 9)- مسائل علم الكلام إنّما هی عقائد متلقّاة من الشریعة كما نقلها السلف من غیر رجوع فیها إلی العقل و لا تعویل علیه بمعنی أنّها لا تثبت إلّا به، فإنّ العقل معزول عن الشرع و أنظاره (خ، م، 392، 17)- علم الكلام علم باحث عن الأعراض الذاتیّة للموجود من حیث هو علی قاعدة الإسلام (جر، ت، 162، 4)

علم كلّی‌

- إنّ العلم المجرّد الكلّی لا یجوز أن یحلّ فی جسم منقسم. لأنّ العلم الكلّی لا ینقسم، و الجسم ینقسم. و ما لا ینقسم لا یحلّ فیما ینقسم، و العلم لا ینقسم. فإذن لا یحلّ العلم فی جسم (غ، م، 364، 18)- إن كان هاهنا جوهر ما غیر متحرّك فهذا الجوهر الموجود هو الأول. و علم هذا الجوهر هو العلم الكلّی و الفلسفة الأولی (ش، ت، 714، 11)- أمّا العلم الكلّیّ، فعبارة عن مبادئ سائر العلوم، مبرهنة و غیر مبرهنة فی علم ما (سی، م، 130، 8)

علم الكیمیاء

- علم الكیمیاء، و مقصوده تبدیل خواص الجواهر المعدنیة لیتوصّل إلی تحصیل الذهب و الفضّة بنوع من الحیل (غ، ت، 166، 17)

علم اللسان‌

- علم اللسان فی الجملة ضربان: أحدهما حفظ الألفاظ الدالة عند أمة ما و علم ما یدل علیه شی‌ء منها، و الثانی علم قوانین تلك الألفاظ (ف، ح، 45، 3)- علم اللسان عند كل أمّة ینقسم سبعة أجزاء عظمی: علم الألفاظ المفردة، و علم الألفاظ المركّبة، و علم قوانین الألفاظ عند ما تكون مفردة و قوانین الألفاظ عند ما تركّب، و قوانین تصحیح الكتابة، و قوانین تصحیح القراءة،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 542
و قوانین الأشعار (ف، ح، 46، 17)

علم اللغة

- علم اللغة … هذا العلم هو بیان الموضوعات اللغویة (خ، م، 455، 18)

علم اللّه‌

- علم اللّه یفارق علمنا فی أمور كثیرة (غ، ت، 49، 10)

علم ما بعد الطبیعة

- إنّ علم ما فوق الطبیعیات هو علم ما لا یتحرّك (ك، ر، 111، 13)- ینظر فی الأشیاء الخارجة عن المقولات بصناعة أخری و هی علم ما بعد الطبیعیّات.
فإنّها تنظر فی تلك و تستقصی معرفتها و تنظر فی ما تحتوی علیه المقولات من جهة ما تلك الأمور أسبابها- حتّی فی ما تحتوی علیه التعالیم منها و العلم المدنیّ و ما یشتمل علیه المدنیّ من الصنائع العملیّة. و عند ذلك تتناهی العلوم النظریّة (ف، حر، 69، 18)- موضوع العلم المعروف بما بعد الطبیعة الموجود بما هو موجود، و مطالبه الأمور التی تلحقه بما هو موجود من غیر شرط و بعض هذه الأمور له كالأنواع مثل الجوهر و الكم و الكیف. فإنّ الموجود ینقسم إلیها أولا و بعض هذه الأمور له كالعوارض الخاصة مثل الواحد و الكثیر و القوة و الفعل و الكلّی و الجزئی و الممكن و الواجب (ب، م، 2، 5)- إن أكثر الآراء التی تضمنها هذا العلم (علم ما بعد الطبیعة) فهی آراء ناموسیة وضعت للناس لطلب الفضیلة لا لتعریفهم الحق، فاللغز فیها عن الحق ألغازا. و السبب فی هذا كله أن الناس لا یتم وجودهم إلا بالاجتماع، و الاجتماع لا یمكن إلا بالفضیلة، فأخذهم بالفضائل أمر ضروری لجمیعهم و لیس الأمر كذلك فی أخذهم بمعرفة حقائق الأشیاء إذ لیس كلهم یصلح لذلك (ش، ت، 43، 9)- إن الحال فی أجزاء الفلسفة الأولی كالحال فی أجزاء التعالیم. فكما أن التعالیم منها جزء أول و هو العدد مثلا أو الهندسة و منها أجزاء ثوان مثل المناظر و الموسیقی، كذلك الحال فی أجزاء هذا العلم، و ذلك أن الأول منها هو الناظر فی الجواهر المفارقة أعنی لا الأول فی التعلیم بل الأول فی الوجود و منها ثوان و هو الناظر فی الجوهر المحسوس و هذا هو بحسب الأول فی الوجود. و أما الأول فی المعرفة فهو الجوهر المحسوس فإن النظر فی الجوهر المحسوس و لواحقه هو أول فی المعرفة و النظر فی الجوهر المفارق هو آخر فی المعرفة أول فی الوجود. و لذلك سمّی علم ما بعد الطبیعة أی بعد النظر فی الجوهر المحسوس المطلق علیه اسم الطبیعة (ش، ت، 319، 16)- إن لهذا العلم (ما بعد الطبیعة) النظر لیس فی الجواهر فقط بل فی الأشیاء التی تعرض للجوهر بما هو جوهر … مثل البعد و القبل، و مثل الجنس و الصورة، و الكل و الجزء، و ذلك أن هذه كلها أعراض ذاتیة للموجود بما هو موجود و الألف منها ذهنیة و منها وجودیة (ش، ت، 335، 10)- إن هذا العلم (علم ما بعد الطبیعة) ینقسم أولا إلی ثلاثة أجزاء عظمی: الأول فی انقسام الموجود إلی الجوهر و العرض، و الثانی فی انقسام الموجود إلی القوة و الفعل، و الثالث فی انقسام الموجود إلی الواحد و الكثرة (ش، ت، 744، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 543
- أكثر براهین هذا العلم (علم ما بعد الطبیعة) هی براهین منطقیة، و أعنی بالمنطقیة هاهنا مقدّمات مأخوذة من صناعة المنطق. و ذلك أن صناعة المنطق تستعمل استعمالین: من حیث هی آلة و قانون تستعمل فی غیرها، و یستعمل أیضا ما تبیّن فیها فی علم آخر علی جهة ما یستعمل ما تبیّن فی علم نظری فی علم آخر. و هی إذا استعملت فی هذا العلم قریب من المقدّمات المناسبة إذ كانت هذه الصناعة تنظر فی الموجود المطلق، و المقدّمات المنطقیة هی موجودة لموجود مطلق مثل الحدود و الرسوم و غیر ذلك مما قیل فیها (ش، ت، 749، 2)- (علم ما بعد الطبیعة) غرضه … النظر فی الموجود بما هو موجود، و فی جمیع أنواعه إلی أن ینتهی إلی موضوعات الصنائع الجزئیة، و فی اللواحق الذاتیة له و توفیة جمیع ذلك إلی أسبابه الأول و هی الأمور المفارقة. و لذلك لیس یعطی هذا العلم من الأسباب إلا السبب الصوری و الغائی و الفاعل بوجه ما، أعنی لا علی الوجه الذی یقال علیه الفاعل فی الأشیاء المتغیّرة، إذ كان لیس من شرط الفاعل هاهنا أن یتقدّم مفعوله تقدما زمانیا كالحال فی الأمور الطبیعیة. و كما أن جمیع ما یعطی أسبابه فی العلم الطبیعی إنما یعطی من جهة الطبیعة و الأشیاء الطبیعیة، كذلك ما یرام هاهنا من إعطاء الأسباب للأمور الموجودة إنما یعطی من جهة الآلة و الأشیاء الآلیة و هی الموجودات التی لیست فی هیولی (ش، ما، 30، 22)- (علم ما بعد الطبیعة) ینحصر فی ثلاثة أقسام:
القسم الأول ینظر فیه (أرسطو) فی الأمور المحسوسة بما هی موجودة و فی جمیع أجناسها التی هی المقولات العشر و فی جمیع اللواحق التی یلحقها و ینسب ذلك إلی الأوائل فیها بقدر ما یمكنه فی هذا الجزء. و أما القسم الثانی فینظر فیه فی مبادئ الجوهر و هی الأمور المفارقة و یعرّف أی وجود وجودها و ینسبها أیضا إلی مبدأها الأول الذی هو اللّه تعالی، و یعرّف الصفات و الأفعال التی تخصّه، و بیّن أیضا نسبة سائر الموجودات إلیه و أنه الكمال الأقصی و الصورة الأولی و الفاعل الأول، إلی غیر ذلك عن الأمور التی تخصّ واحدا واحدا من الأمور المفارقة و تعمّ أكثر من واحد منها. و القسم الثالث ینظر فیه فی موضوعات العلوم الجزئیة و یزیل الأغالیط الواقعة فیها لمن سلف من القدماء، و ذلك فی صناعة المنطق و فی الصناعتین الجزئیتین، أعنی العلم الطبیعی و التعلیمی (ش، ما، 32، 12)- أما منفعة هذا العلم (ما بعد الطبیعة) فهی من جنس منفعة العلوم النظریة … إذ كانت نسبة هذا العلم إلی سائر العلوم النظریة نسبة الغایة و التمام، لأن بمعرفته تحصل معرفة الموجودات بأقصی أسبابها الذی هو المقصود من المعرفة الإنسانیة. و أیضا فإن العلوم الجزئیة إنما تحصل علی التمام بهذا العلم، إذ كان هو الذی یصحّح مبادئها و یزیل الغلط الواقع فیها … و أما مرتبته فی التعلیم فبعد العلم الطبیعی، إذ كان … یستعمل علی جهة الأصل الموضوع ما تبرهن فی ذلك العلم من وجود قوی لا فی هیولی. و یشبه أن یكون إنما سمّی هذا العلم علم ما بعد الطبیعة من مرتبته فی التعلیم، و إلّا فهو متقدّم فی الوجود، و لذلك یسمّی الفلسفة الأولی (ش، ما، 34، 5)- الموجودات التی وراء الحسّ و هی الروحانیات و یسمّونه (الفلاسفة) العلم الإلهی و علم ما بعد الطبیعة فإنّ ذواتها مجهولة رأسا و لا یمكن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 544
التوصّل إلیها و لا البرهان علیها لأنّ تجرید المعقولات من الموجودات الخارجیة الشخصیة إنّما هو ممكن فیما هو مدرك لنا، و نحن لا ندرك الذوات الروحانیة حتی نجرّد منها ماهیّات أخری بحجاب الحسّ بیننا و بینها فلا یتأتّی لنا برهان علیها (خ، م، 430، 20)

علم ما الشی‌ء

- علم ما الشی‌ء إمّا غیر تام، و هو أن یعلم بأحد أجزاء حدّه التامة- و هذا أصناف، و تلخیص أصنافه فی غیر هذا الموضع- و إمّا تام و ذلك أن یعلم بما یدلّ علیه حدّه (ج، ن، 31، 1)

علم محض‌

- لنا علمان: أحدهما علم محض، كعلمنا بالأشیاء الأوائل بلا رویة و لا فكر، كما نعلم أنّ عدد كل زوج أو فرد، فإنّه لا یمكن أن یكون الشی‌ء الواحد فی حالین مختلفین، كالإنسان لا یمكن أن یكون قائما قاعدا معا، و كعلمنا أنّ كل متحرّك من ذاته دائم الحركة، و كقولنا كل دائم الحركة بجوهره دائم الحیاة. و لنا علم فكری مثل علم القیاس الذی یستنبط منه الشی‌ء من شی‌ء آخر، كقولنا: الإنسان حی و الجوهر حی، فالإنسان إذا جوهر (تو، م، 331، 7)

علم مخلوق‌

- العلم المخلوق فینا إنما هو أبدا شی‌ء تابع لطبیعة الموجود (ش، ته، 296، 19)

علم مدنی‌

- أمّا العلم المدنی فإنه یفحص عن أصناف الأفعال و السنن الإرادیة و عن الملكات و الأخلاق و السجایا و الشیم التی عنها تكون تلك الأفعال و السنن، و عن الغایات التی لأجلها تفعل، و كیف ینبغی أن تكون موجودة فی الإنسان، و كیف الوجه فی ترتیبها فیه علی النحو الذی ینبغی أن یكون وجودها فیه، و الوجه فی حفظها علیه. و یمیّز بین الغایات التی لأجلها تفعل الأفعال و تستعمل السنن.
و یبیّن أن منها ما هی فی الحقیقة سعادة و أن منها ما هی مظنون أنها سعادة من غیر أن تكون كذلك (ف، ح، 102، 4)- ما تحتوی علیه المقولات بعضها كائن موجود عن إرادة الإنسان و بعضها كائن لا عن إرادة الإنسان. فما كان منها كائنا عن إرادة الإنسان نظر فیه العلم المدنیّ، و ما كان منها لا عن إرادة الإنسان نظر فیه العلم الطبیعی (ف، حر، 67، 18)- العلم المدنی و هو علم الأشیاء التی بها أهل المدن بالاجتماع المدنی ینال السعادة كل واحد بمقدار ما له أعدّ بالفطرة، و یبیّن له أن الاجتماع المدنی و الجملة التی یحصل من اجتماع المدنیین فی المدن شبیهة باجتماع الأجسام فی جملة العالم، و یتبیّن له فی جملة ما تشتمل علیه المدنیة و الأمة نظائر ما یشتمل علیه جملة العالم (ف، س، 16، 4)- العلم المدنیّ یفحص أوّلا عن السعادة (ف، م، 52، 10)- العلم المدنیّ الذی هو جزء من الفلسفة یقتصر فیما یفحص عنه من الأفعال و السیر و الملكات الإرادیّة و سائر ما یفحص عنه علی الكلّیّات و إعطاء رسومها، و یعرّف أیضا الرسوم فی تقدیرها فی الجزئیّات كیف و بأیّ شی‌ء و بكم شی‌ء ینبغی أن تقدّر، و یتركها غیر مقدّرة بالفعل، لأنّ التقدیر بالفعل لقوّة أخری غیر الفلسفة، و عسی أن تكون الأحوال و العوارض
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 545
التی بحسبها یكون التقدیر بلا نهایة و غیر محاط بها (ف، م، 59، 3)

علم المعاد

- العلوم الإلهیة خمسة أنواع: أولها معرفة الباری جلّ جلاله و عمّ نواله و صفة وحدانیته و كیف هو علّة الموجودات و خالق المخلوقات …
و الثانی: علم الروحانیات و هو معرفة الجواهر البسیطة العقلیة العلّامة الفعّالة التی هی ملائكة اللّه و خالص عباده و هی الصور المجرّدة من الهیولی المستعملة للأجسام المدبّرة بها لها … و الثالث علم النفسانیات و هی معرفة النفوس و الأرواح الساریة فی الأجسام الفلكیة و الطبیعیة … الرابع علم السیاسة و هی خمسة أنواع: أولها السیاسة النبویة، و الثانی السیاسة الملوكیة، و الثالث السیاسة العامیة، و الرابع السیاسة الخاصیة، و الخامس السیاسة الذاتیة … و الخامس علم المعاد و هو معرفة ماهیة النشأة الأخری و كیفیة انبعاث الأرواح من ظلمة الأجساد و انتباه النفوس من طول الرقاد و حشرها یوم المعاد و قیامها علی الصراط المستقیم و حشرها لحساب یوم الدین و معرفة كیفیة جزاء المحسنین و عقاب المسیئین (ص، ر 1، 209، 9)

علم المعانی‌

- إنّ … العلوم … علی ضربین: علم الدین و علم الدنیا، فكان علم الدین فیها منقسما قسمین: شرعیّا و عقلیّا، و كان العقلیّ منها منقسما قسمین: علم الحروف و علم المعانی، و كان علم الحروف منقسما قسمین: طبیعیّا و روحانیّا، و الروحانیّ منقسما قسمین: نورانیّا و ظلمانیّا، و الطبیعیّ منقسما أربعة أقسام:
حرارة و برودة و رطوبة و یبوسة، و علم المعانی منقسما قسمین: فلسفیّا و إلهیّا، و علم الشرع منقسما قسمین: ظاهرا و باطنا، و علم الدنیا منقسما قسمین: شریفا و وضیعا، فالشریف علم الصنعة، و الوضیع علم الصنائع، و كانت الصنائع التی فیه منقسمة قسمین: منها صنائع محتاج إلیها فی الصنعة، و صنائع محتاج إلیها فی الكفالة و الاتّفاق علی الصنعة منها (جا، ر، 100، 6)- علم المعانی علم یعرف به أحوال اللفظ العربی الذی یطابق مقتضی الحال (جر، ت، 161، 16)

علم المعلومات‌

- أما العلوم فقد عرفت أنها تنقسم إلی ثلاثة أصناف: علم الموجودات، و علم المعلومات، و علم العلم، فعلم الموجودات قیل فیه فی الطبیعیات و الإلهیات، و علم المعلومات قیل فیه فی علم النفس، و علم العلم قیل فیه فی الفن المنطقی أنّه هو الملكة الأولی و الغریزة التی بها الكسب (بغ، م 2، 214، 13)

علم معنی الحروف‌

- حدّ علم معنی الحروف أنّه العلم المحیط بمباحث الحروف الأربعة من الهلیّة و المائیّة و الكیفیّة و اللمیّة (جا، ر، 103، 8)

علم المنطق‌

- علم المنطق إنّما قصده أوّلا أن یعطی هذه الأشیاء (الواحدة بالجنس) فی الموجودات التی یشتمل علیها العلم الطبیعیّ و العلم الإرادیّ (ف، ط، 72، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 546
- البرهان علی ضربین: منه هندسی، و منه منطقی. و لذلك ینبغی أن یؤخذ أولا من (علم الهندسة) مقدار ما یحتاج فی الارتیاض فی البراهین الهندسیة، ثم یرتاض بع ذلك فی (علم المنطق) (ف، م، 12، 10)- العلم الذی نعلم به هذه الطرق (الفعلیة)، فتوصلنا تلك الطرق إلی تصوّر الأشیاء و إلی التصدیق- هو (علم المنطق) (ف، ع، 3، 9)- إنّ نسبة علم المنطق إلی المعقولات كنسبة العروض إلی أوزان الشعر. و كل ما یعطیناه علم العروض من القوانین فی أوزان الشعر فإن علم المنطق یعطینا نظائرها فی المعقولات (ف، ح، 54، 6)- علم النحو إنما یعطی قوانین تخصّ ألفاظ أمة ما، و علم المنطق إنما یعطی قوانین مشتركة تعمّ ألفاظ الأمم كلها، فإنّ فی الألفاظ أحوالا تشترك فیها جمیع الأمم: مثل أن الألفاظ منها مفردة و منها مركّبة، و المفردة اسم و كلمة و أداة، و أن منها ما هی موزونة و غیر موزونة و أشبه ذلك (ف، ح، 60، 15)- النحو منطق عربی، و المنطق نحو عقلی، و جلّ نظر المنطقی فی المعانی … و جلّ نظر النحوی فی الألفاظ (تو، م، 169، 20)- المنطق آلة بها یقع الفصل و التمییز بین ما یقال:
هو حق أو باطل، فیما یعتقد، و بین ما یقال:
هو خیر أو شر، فیما یفعل، و بین ما یقال: هو صدق أو كذب، فیما یطلق باللسان، و بین ما یقال: هو حسن أو قبیح بالفعل (تو، م، 171، 1)- العلم المنطقی … فقد كان موضوعه المعانی المعقولة الثانیة التی تستند إلی المعانی المعقولة الأولی من جهة كیفیة ما یتوصّل بها من معلوم إلی مجهول، لا من جهة ما هی معقولة و لها الوجود العقلی الذی لا یتعلّق بمادة أصلا أو یتعلّق بمادة غیر جسمانیة (س، شأ، 10، 17)- أهم شی‌ء فی حق من یرید أن یتعلّم العلوم هو أن یبدأ أولا بعلم المنطق (ش، ت، 50، 7)- أمّا العلوم العقلیة التی هی طبیعیة للإنسان من حیث أنّه ذو فكر فهی غیر مختصّة بملّة بل یوجد النظر فیها لأهل الملل كلّهم و یستوون فی مداركها و مباحثها و هی موجودة فی النوع الإنسانی منذ كان عمران الخلیقة، و تسمّی هذه العلوم علوم الفلسفة و الحكمة. و هی مشتملة علی أربعة علوم: الأول علم المنطق و هو علم یعصم الذهن عن الخطأ فی اقتناص المطالب المجهولة من الأمور الحاصلة المعلومة … ثم النظر إمّا فی المحسوسات من الأجسام العنصریة و المكوّنة عنها من المعدن و النبات و الحیوان و الأجسام الفلكیة و الحركات الطبیعیة و النفس التی تنبعث عنها الحركات و غیر ذلك یسمّی هذا الفن بالعلم الطبیعی و هو الثانی منها. و إمّا أن یكون النظر فی الأمور التی وراء الطبیعة من الروحانیات و یسمّونه العلم الإلهی و هو الثالث منها. و العلم الرابع و هو الناظر فی المقادیر و یشتمل علی أربعة علوم و تسمّی التعالیم (خ، م، 379، 5)- علم المنطق و هو قوانین یعرف بها الصحیح من الفاسد فی الحدود المعرفة للماهیّات و الحجج المفیدة للتصدیقات (خ، م، 387، 23)

علم المنطق الفلسفی‌

- إنّ النظر فی هذا النطق و البحث عنه، و معرفة كیفیة إدراك النفس معانی الموجودات فی ذاتها بطریق الحواس، و كیفیة انقداح المعانی فی فكرها من جهة العقل الذی یسمّی الوحی و الإلهام و عبارتها عنها بألفاظ بأی لغة كانت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 547
یسمّی علم المنطق الفلسفی (ص، ر 1، 311، 10)

علم الموجودات‌

- علم الموجودات التی توجد لها مبادئ الوجود الأربعة و هو جنس الموجودات التی لا یمكن أن یصیر معقولة إلّا فی المواد، فإن المواد تسمّی الطبیعیة (ف، س، 11، 1)- أما العلوم فقد عرفت أنها تنقسم إلی ثلاثة أصناف: علم الموجودات، و علم المعلومات، و علم العلم، فعلم الموجودات قیل فیه فی الطبیعیات و الإلهیات، و علم المعلومات قیل فیه فی علم النفس، و علم العلم قیل فیه فی الفن المنطقی أنّه هو الملكة الأولی و الغریزة التی بها الكسب (بغ، م 2، 214، 13)

علم الموسیقی‌

- جمیع الموجودات التی یمكن أن یوجد فیها هذه الأشیاء من جهة الأعداد و الأعظام فیحدث من ذلك … علوم المناظر، و علوم الأكر المتحرّكة، و علوم الأجسام السماویة، و علم الموسیقی، و علم الأثقال، و علم الحیل (ف، س، 9، 12)

علم النجوم‌

- فضیلة العلوم و الصناعات إنما تكون بإحدی ثلاث: إمّا بشرف الموضوع، و إمّا باستقصاء البراهین، و إمّا بعظم الجدوی الذی فیه، سواء كان منتظرا أو محتضرا. أمّا ما یفضل علی غیره لعظم الجدوی الذی فیه فكالعلوم الشرعیة و الصنائع المحتاج إلیها فی زمان زمان و عند قوم قوم. و أمّا ما یفضل علی غیره لاستقصاء البراهین فیه فكالهندسة. و أما ما یفضل علی غیره لشرف موضوعه فكعلم النجوم. و قد تجتمع الثلاثة كلها أو الاثنان منها فی علم واحد كالعلم الإلهی (ف، فض، 1، 10)- علم النجوم جزء من علم الفلسفة (ص، ر 1، 108، 21)

علم النحو

- علم قوانین الأطراف المخصوص بعلم النحو فهو یعرّف أنّ الأطراف إنما تكون أولا للأسماء ثم للكلم، و أن أطراف الأسماء منها ما یكون فی أوائلها مثل ألف لام التعریف العربیة أو ما قام مقامها فی سائر الألسنة، و منها ما یكون فی نهایاتها، و هی الأطراف الأخیرة، و تلك التی تسمّی حروف الإعراب، و إنّ الكلم لیس لها أطراف أول و إنما لها أطراف أخیرة (ف، ح، 49، 4)- علم النحو إنما یعطی قوانین تخصّ ألفاظ أمة ما، و علم المنطق إنما یعطی قوانین مشتركة تعمّ ألفاظ الأمم كلها، فإنّ فی الألفاظ أحوالا تشترك فیها جمیع الأمم: مثل أن الألفاظ منها مفردة و منها مركّبة، و المفردة اسم و كلمة و أداة، و أن منها ما هی موزونة و غیر موزونة و أشبه ذلك (ف، ح، 60، 15)- علم النحو فی كل لسان إنما ینظر فیما یخصّ لسان تلك الأمة، و فیما هو مشترك له و لغیره، لا من حیث هو مشترك، لكن من حیث هو موجود فی لسانهم خاصة (ف، ح، 61، 14)- النحو منطق عربی، و المنطق نحو عقلی، و جلّ نظر المنطقی فی المعانی … و جلّ نظر النحوی فی الألفاظ (تو، م، 169، 20)- النحو … نظر فی كلام العرب یعود بتحصیل ما تألفه و تعتاده، أو تفرّقه و تعلّل منه، أو تفرّقه و تخلیه، أو تأباه و تذهب عنه، و تستغنی بغیره
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 548
(تو، م، 170، 20)- ینبغی لمن یرید أن ینظر فی المنطق الفلسفی أن یكون قد ارتاض أولا فی علم النحو قبل ذلك (ص، ر 1، 332، 2)- علم النحو … اعلم أنّ اللغة فی المتعارف هی عبارة المتكلّم عن مقصوده، و تلك العبارة فعل لسانی فلا بدّ أن تصیر ملكة متقرّرة فی العضو الفاعل لها و هو اللسان (خ، م، 454، 2)

علم نظری‌

- أمّا العلم النظری فثلاثة: أحدها: یسمّی (الإلهی) و (الفلسفة الأولی) و الثانی: یسمّی (الریاضی) و (التعلیمی) و (العلم الأوسط).
و الثالث: یسمّی (العلم الطبیعی) و (العلم الأدبی) (غ، م، 136، 4)

علم النفس‌

- أخلق بعلم النفس أن یكون أشرف العلوم جمیعا ما خلا العلم بالمبدإ الأوّل. فیشبه أن یكون ذلك بوجه آخر مباینا لسائر العلوم بحسب مباینة الموجودات عنه أیضا. و أیضا فإنّ العلم بالمبدإ الأوّل لا یمكن ما لم یتقدّم العلم بالنفس و العقل و إلّا كان معلوما بوجه أنقص (ج، ن، 30، 3)- علم النفس أغمض و أشرف من أن یدرك بصناعة الجدل (ش، ته، 308، 24)

علم النفسانیات‌

- العلوم الإلهیة خمسة أنواع: أولها معرفة الباری جلّ جلاله و عمّ نواله و صفة وحدانیته و كیف هو علّة الموجودات و خالق المخلوقات …
و الثانی: علم الروحانیات و هو معرفة الجواهر البسیطة العقلیة العلّامة الفعّالة التی هی ملائكة اللّه و خالص عباده و هی الصور المجرّدة من الهیولی المستعملة للأجسام المدبّرة بها لها … و الثالث علم النفسانیات و هی معرفة النفوس و الأرواح الساریة فی الأجسام الفلكیة و الطبیعیة … الرابع علم السیاسة و هی خمسة أنواع: أولها السیاسة النبویة، و الثانی السیاسة الملوكیة، و الثالث السیاسة العامیة، و الرابع السیاسة الخاصیة، و الخامس السیاسة الذاتیة … و الخامس علم المعاد و هو معرفة ماهیة النشأة الأخری و كیفیة انبعاث الأرواح من ظلمة الأجساد و انتباه النفوس من طول الرقاد و حشرها یوم المعاد و قیامها علی الصراط المستقیم و حشرها لحساب یوم الدین و معرفة كیفیة جزاء المحسنین و عقاب المسیئین (ص، ر 1، 207، 19)

علم نورانی‌

- حدّ العلم النورانیّ أنّه العلم بحقیقة النور الفائض علی الكلّ (جا، ر، 104، 1)

علم نیرنجات‌

- علم النیرنجات، و هو مزج قوی الجواهر الأرضیة لیحدث منها أمور غریبة (غ، ت، 166، 15)

علم الهندسة

- علم الكیفیة الثابتة، و هو علم المساحة المسمّی هندسة (ك، ر، 377، 10)- البرهان علی ضربین: منه هندسی، و منه منطقی. و لذلك ینبغی أن یؤخذ أولا من (علم الهندسة) مقدار ما یحتاج فی الارتیاض فی البراهین الهندسیة، ثم یرتاض بع ذلك فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 549
(علم المنطق) (ف، م، 12، 9)

علم الهیئة

- صاحب علم الهیئة و إن كانت موضوعاته متحرّكة و هی الأجرام السماویة فإنه لیس ینظر فی طبائعها من جهة ما هی متحرّكة و إنما ینظر منها فی أشكالها و أوضاعها من جهة كیفیات حركاتها و من جهة سرعتها و بطئها و ینظر أیضا فی كمیاتها. و أما صاحب العلم الطبیعی فینظر فی طبائعها من حیث هی متحرّكة و یبیّن أی نوع من الحركات یجوز علیها من التی لا تجوز (ش، ت، 103، 1)

علم واحد

- إنّ العلم الواحد لا ینقسم، و أنّ ما لا ینقسم لا یقوم بجسم منقسم (غ، ت، 184، 11)

علم الوحدانیة

- فی علم الأشیاء بحقائقها علم الربوبیة، و علم الوحدانیة، و علم الفضیلة و جملة علم كل نافع و السبیل إلیه (ك، ر، 104، 8)

علم الوحی‌

- العلم المتلقّی من قبل الوحی إنما جاء متمّما لعلوم العقل، أعنی أن كل ما عجز عنه العقل أفاده اللّه تعالی الإنسان من قبل الوحی، و العجز عن المدارك الضروری علمها فی حیاة الإنسان، و وجوده منها ما هو عجز بإطلاق، أی لیس فی طبیعة العقل أن یدرك بما هو عقل، و منها ما هو عجز بحسب طبیعة صنف من الناس، و هذا العجز إما أن یكون فی أصل الفطرة، و إما أن یكون لأمر عارض من خارج من عدم تعلّم. و علم الوحی رحمة لجمیع هذه الأصناف (ش، ته، 150، 12)

علم یقین‌

- العلم الیقین: منه الیقین بأنّ الشی‌ء، و الیقین بلم الشی‌ء، و الیقین بجوهر موجود موجود من التی تیقّن بأنّها موجودة (ف، ط، 74، 19)- البرهانیة هی الأقاویل التی شأنها أن تفید العلم الیقین فی المطلوب الذی نلتمس معرفته، سواء استعملها الإنسان فیما بینه و بین نفسه فی استنباط ذلك المطلوب، أو خاطب بها غیره، أو خاطبه بها غیره فی تصحیح ذلك المطلوب:
فإنها فی أحوالها كلّها شأنها أن تفید العلم الیقین، و هو العلم الذی لم یمكن أصلا أن یكون خلافه، و لا یمكن أن یرجع الإنسان عنه، و لا أن یعتقد فیه أنه یمكن أن یرجع عنه، و لا تقع علیه فیه شبهة تغلطه و لا مغالطة تزیله عنه، و لا ارتیاب و لا تهمة له بوجه و لا بسبب (ف، ح، 64، 5)- علم الیقین ما أعطاه الدلیل بتصوّر الأمور علی ما هو علیه (جر، ت، 162، 3)

علم یقینی‌

- إنّ العلم الیقینی هو الذی ینكشف فیه المعلوم انكشافا لا یبقی معه ریب، و لا یقارنه إمكان الغلط و الوهم، و لا یتّسع القلب لتقدیر ذلك، بل الأمان من الخطإ ینبغی أن یكون مقارنا للیقین مقارنة لو تحدّی بإظهار بطلانه مثلا من یقلب الحجر ذهبا و العصا ثعبانا، لم یورث ذلك شكّا و إنكارا (غ، مض، 11، 9)- العلم الیقینی هو معرفة الشی‌ء علی ما هو علیه (ش، ته، 296، 10)- العلم الیقینی و المعرفة التامة إنما تحصل لنا فی شی‌ء شی‌ء من الأمور بأن نعرف ذلك الشی‌ء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 550
بجمیع أسبابه الأول إلی أن ینتهی إلی أسبابه القریبة و اسطقساته (ش، سط، 29، 3)

علماء

- نفوس الصبیان عاقلة بالقوة و نفوس البالغین عاقلة بالفعل، و نفوس العقلاء علامة بالقوة و نفوس العلماء علامة بالفعل. و العلماء نفوسهم فلسفیة بالقوة و الفلاسفة نفوسهم حكماء بالفعل (ص، ر 3، 63، 22)

علوم‌

- إنّ … العلوم … علی ضربین: علم الدین و علم الدنیا، فكان علم الدین فیها منقسما قسمین: شرعیّا و عقلیّا، و كان العقلیّ منها منقسما قسمین: علم الحروف و علم المعانی، و كان علم الحروف منقسما قسمین: طبیعیّا و روحانیّا، و الروحانیّ منقسما قسمین: نورانیّا و ظلمانیّا، و الطبیعیّ منقسما أربعة أقسام:
حرارة و برودة و رطوبة و یبوسة، و علم المعانی منقسما قسمین: فلسفیّا و إلهیّا، و علم الشرع منقسما قسمین: ظاهرا و باطنا، و علم الدنیا منقسما قسمین: شریفا و وضیعا، فالشریف علم الصنعة، و الوضیع علم الصنائع، و كانت الصنائع التی فیه منقسمة قسمین: منها صنائع محتاج إلیها فی الصنعة، و صنائع محتاج إلیها فی الكفالة و الاتّفاق علی الصنعة منها (جا، ر، 100، 1)- العلوم لا تشترك فی مبادئ واحدة كالعلم الطبیعی لا یمنع أن یثبت مبادئ ما هو فیها أخصّ فی مباحث ما هو أعمّ مثلا كإثبات الجسم الفلكی فی السماع الطبیعی (ف، ت، 23، 15)- إنّ العلوم كثیرة و كلها شریفة، و فی معرفتها عزّة و فی طلبها نجاة من الهلكة، و نیلها حیاة للنفوس و راحة للقلوب، و تعلّمها هدی و رشد و خروج من ظلمات الجهالة و صلاح فی الدین و الدنیا جمیعا، و لكن بعض العلوم أشرف من بعض و أهلها یتفاضلون (ص، ر 3، 276، 10)- إنّ العلوم كلها شریفة، و نیلها عزّ لصاحبها و عرفانها نور لقلوب أهلها و هدایة و حیاة لنفوسهم، و شفاء لصدورهم و یقظة لها من نوم الغفلة و رقدة الجهالة، و لذّة للأرواح و صلاح للأجساد، و تمام و كمال للأجسام و قوام للعالم، و نظام للخلائق و ترتیب للموجودات و زینة للكائنات (ص، ر 3، 289، 16)- إنّ العلوم كلها تشترك فی منفعة واحدة و هی:
تحصیل كمال النفس الإنسانیة بالفعل مهیّئة إیّاها للسعادة الأخرویة (س، شأ، 17، 8)- للعلوم أیضا مباد و أوائل من جهة ما یبرهن علیها و هی المقدّمات التی تبرهن ذلك العلم.
و لا تتبرهن فیه إما لبیانها و إما لعلوّها عن أن تتبرهن فی ذلك العلم بل إنّما تتبرهن فی علم آخر (س، ن، 98، 8)- أما العلوم فقد عرفت أنها تنقسم إلی ثلاثة أصناف: علم الموجودات، و علم المعلومات، و علم العلم، فعلم الموجودات قیل فیه فی الطبیعیات و الإلهیات، و علم المعلومات قیل فیه فی علم النفس، و علم العلم قیل فیه فی الفن المنطقی أنّه هو الملكة الأولی و الغریزة التی بها الكسب (بغ، م 2، 214، 12)- وجب أن تكون بعض العلوم تختص بإعطاء سبب دون سبب لأنه لیس كل واحد من الأجناس التی ینظر فیها العلوم توجد له الأسباب الأربعة مثل ما توجد للبیت، یعنی أن هذا إنما یوجد للعلم الطبیعی فقط (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 551
189، 9)- بعض العلوم تعطی من أعراض الجنس الواحد وجودها فقط، و بعضها تعطی من تلك الأعراض أسبابها و هی العلوم التی هی فی باب النقصان مع العلوم التی هی فی باب الزیادة، مثل صناعة المناظر مع صناعة الهندسة و صناعة الموسیقی عند صناعة العدد. فإذا أخذ القول عامّا فی كل علم أتی جدلیّا، و إذا فصّل الأمر كان حقا (ش، ت، 200، 18)- إن جمیع العلوم و إن كانت كلها شریفة موثرة فإن العلم بالإله هو أشرفها و آثرها لأن موضوعه أشرف من جمیع الموضوعات (ش، ت، 712، 13)- العلوم كلّها ضروریة، لأنّها إمّا ضروریة ابتداء، أو لازمة عنها لزوما ضروریّا، فإنّه إن بقی احتمال عدم اللزوم و لو علی أبعد الوجوه لم یكن علم، و إذا كان كذلك كانت بأثرها ضروریة (ر، مح، 80، 10)- إنّ العلوم التی یخوض فیها البشر و یتداولونها فی الأمصار تحصیلا و تعلیما هی علی صنفین:
صنف طبیعی للإنسان یهتدی إلیه بفكره، و صنف نقلی یأخذه عمّن وضعه. و الأول هی العلوم الحكمیة الفلسفیة و هی التی یمكن أن یقف علیها الإنسان بطبیعة فكره و یهتدی بمداركه البشریة إلی موضوعاتها و مسائلها و أنحاء براهینها و وجود تعلیمها حتی یقفه نظره و یحثّه علی الصواب من الخطأ فیها من حیث هو إنسان ذو فكر. و الثانی هی العلوم النقلیة الوضعیة و هی كلّها مستندة إلی الخبر عن الواضع الشرعی و لا مجال فیها للعقل إلّا فی إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول (خ، م، 345، 2)

علوم الأجسام السماویة

- جمیع الموجودات التی یمكن أن یوجد فیها هذه الأشیاء من جهة الأعداد و الأعظام فیحدث من ذلك … علوم المناظر، و علوم الأكر المتحرّكة، و علوم الأجسام السماویة، و علم الموسیقی، و علم الأثقال، و علم الحیل (ف، س، 9، 12)

علوم الآخرة

- مقصود الشرع إنما هو تعلیم العلم الحق و العمل الحق. و العلم الحق هو معرفة اللّه تبارك و تعالی و سائر الموجودات علی ما هی علیه، و بخاصة الشریفة منها، و معرفة السعادة الأخرویة و الشقاء الأخروی. و العمل الحق هو امتثال الأفعال التی تفید السعادة، و تجنب الأفعال التی تفید الشقاء. و المعرفة بهذه الأفعال هی التی تسمّی" العلم العملی".
و هذه تنقسم قسمین: أحدهما أفعال ظاهرة بدنیة، و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الفقه"، و القسم الثانی أفعال نفسانیة، مثل، الشكر و الصبر، و غیر ذلك من الأخلاق التی دعا إلیها الشرع أو نهی عنها. العلم بهذه هو الذی یسمّی" الزهد" و" علوم الآخرة" (ش، ف، 50، 5)

علوم الأكر المتحرّكة

- جمیع الموجودات التی یمكن أن یوجد فیها هذه الأشیاء من جهة الأعداد و الأعظام فیحدث من ذلك … علوم المناظر، و علوم الأكر المتحرّكة، و علوم الأجسام السماویة، و علم الموسیقی، و علم الأثقال، و علم الحیل (ف، س، 9، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 552

علوم إلهیة

- حدّ العلوم الإلهیّة أنّها علوم ما بعد الطبیعة من النفس الناطقة و العقل و العلّة الأولی و خواصّها (جا، ر، 110، 7)- غرض الفلاسفة الحكماء من النظر فی العلوم الریاضیة و تخریجهم تلامذتهم بها إنّما هو السلوك و التطرّق منها إلی علوم الطبیعیات، و أما غرضهم فی النظر فی الطبیعیات فهو الصعود منها و الترقّی إلی العلوم الإلهیة الذی هو أقصی غرض الحكماء و النهایة التی إلیها یرتقی بالمعارف الحقیقیة (ص، ر 1، 47، 10)- العلوم الإلهیة خمسة أنواع: أولها معرفة الباری جلّ جلاله و عمّ نواله و صفة وحدانیته و كیف هو علّة الموجودات و خالق المخلوقات …
و الثانی: علم الروحانیات و هو معرفة الجواهر البسیطة العقلیة العلّامة الفعّالة التی هی ملائكة اللّه و خالص عباده و هی الصور المجرّدة من الهیولی المستعملة للأجسام المدبّرة بها لها … و الثالث علم النفسانیات و هی معرفة النفوس و الأرواح الساریة فی الأجسام الفلكیة و الطبیعیة … الرابع علم السیاسة و هی خمسة أنواع: أولها السیاسة النبویة، و الثانی السیاسة الملوكیة، و الثالث السیاسة العامیة، و الرابع السیاسة الخاصیة، و الخامس السیاسة الذاتیة … و الخامس علم المعاد و هو معرفة ماهیة النشأة الأخری و كیفیة انبعاث الأرواح من ظلمة الأجساد و انتباه النفوس من طول الرقاد و حشرها یوم المعاد و قیامها علی الصراط المستقیم و حشرها لحساب یوم الدین و معرفة كیفیة جزاء المحسنین و عقاب المسیئین (ص، ر 1، 207، 8)

علوم أهل العمران‌

- إنّ العلوم المتعارفة بین أهل العمران علی صنفین: علوم مقصودة بالذات كالشرعیات من التفسیر و الحدیث و الفقه و علم الكلام و كالطبیعیات و الإلهیات من الفلسفة، و علوم هی آلیة وسیلة لهذه العلوم كالعربیة و الحساب و غیرهما للشرعیات و كالمنطق للفلسفة، و ربّما كان آلة لعلم الكلام و لأصول الفقه علی طریقة المتأخّرین (خ، م، 446، 20)

علوم التعالیم‌

- إن موضوع علوم التعالیم غیر الأمور المحسوسة (ش، ت، 214، 10)

علوم تعالیمیة

- إن العلوم الجزئیة إنما تنظر فی الأعراض التی تعرض لجزء من أجزاء الموجودات أخذت ذلك الجزء كأنه منفصل من الموجود، مثل ما تفعله العلوم التعالیمیة فإنها تأخذ الأعداد و الأعظام منفصلة من الموجود و تنظر فیها و فی أعراضها الذاتیة، و كذلك العلوم الطبیعیة إنما تنظر فی بعض الموجود و هو الموجود المتحرّك و فی الأعراض الذاتیة له بما هو متحرّك و فی الحركة (ش، ت، 299، 8)

علوم جزئیة

- أما العلوم الجزئیة فلا تبحث عن حال موجود من جهة ما هو موجود مطلق بل من جهة ما هو موجود ما، كالطبیعی ینظر فی الجسم القابل للحركة و السكون لا من جهة الموجود المطلق و لا من جهة الجوهریة المطلقة و لكن من جهة ما هو موجود شأنه كذا و كذا أعنی قبول الحركة و التغیّر و السكون (س، ر، 41، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 553
- لیس لعلم من العلوم الجزئیة النظر فی الموجود بما هو موجود (ش، ت، 299، 2)- إن العلوم الجزئیة إنما تنظر فی الأعراض التی تعرض لجزء من أجزاء الموجودات أخذت ذلك الجزء كأنه منفصل من الموجود، مثل ما تفعله العلوم التعالیمیة فإنها تأخذ الأعداد و الأعظام منفصلة من الموجود و تنظر فیها و فی أعراضها الذاتیة، و كذلك العلوم الطبیعیة إنما تنظر فی بعض الموجود و هو الموجود المتحرّك و فی الأعراض الذاتیة له بما هو متحرّك و فی الحركة (ش، ت، 299، 6)- العلوم الجزئیة اثنتان فقط: العلم الطبیعی و هو الذی ینظر فی الموجود المتغیّر و علم التعالیم و هو الذی ینظر فی الكمیة مجرّدة عن الهیولی (ش، ما، 29، 17)- لیس من شأن العلوم الجزئیة أن تصحّح مبادئها و لا أن تزیل الغلط الواقع فیها (ش، ما، 33، 4)

علوم حكمیة فلسفیة

- إنّ العلوم التی یخوض فیها البشر و یتداولونها فی الأمصار تحصیلا و تعلیما هی علی صنفین:
صنف طبیعی للإنسان یهتدی إلیه بفكره، و صنف نقلی یأخذه عمّن وضعه. و الأول هی العلوم الحكمیة الفلسفیة و هی التی یمكن أن یقف علیها الإنسان بطبیعة فكره و یهتدی بمداركه البشریة إلی موضوعاتها و مسائلها و أنحاء براهینها و وجود تعلیمها حتی یقفه نظره و یحثّه علی الصواب من الخطأ فیها من حیث هو إنسان ذو فكر. و الثانی هی العلوم النقلیة الوضعیة و هی كلّها مستندة إلی الخبر عن الواضع الشرعی و لا مجال فیها للعقل إلّا فی إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول (خ، م، 345، 3)

علوم حكیمة

- الغرض من النبوّة و الناموس هو تهذیب النفس الإنسانیة و إصلاحها و تخلیصها من جهنم عالم الكون و الفساد، و إیصالها إلی الجنة و نعیم أهلها فی فسحة عالم الأفلاك وسعة السماوات و التنسم من ذلك الروح و الریحان المذكور فی القرآن. فهذا هو المقصود من العلوم الحكیمة و الشریعة النبویة جمیعا (ص، ر 3، 49، 7)

علوم الحیل‌

- أما علوم الحیل فهی داخلة فی باب التعجب و لا مدخل لها فی الصنائع النظریة (ش، ته، 286، 3)

علوم ریاضیة

- غرض الفلاسفة الحكماء من النظر فی العلوم الریاضیة و تخریجهم تلامذتهم بها إنّما هو السلوك و التطرّق منها إلی علوم الطبیعیات، و أما غرضهم فی النظر فی الطبیعیات فهو الصعود منها و الترقّی إلی العلوم الإلهیة الذی هو أقصی غرض الحكماء و النهایة التی إلیها یرتقی بالمعارف الحقیقیة (ص، ر 1، 47، 8)- إنّ الغرض الأقصی من النظر فی العلوم الریاضیة، إنّما هو أن ترتاض أنفس المتعلمین بأن یأخذوا صور المحسوسات من طریق القوی الحسّاسة و تصوّرها فی ذاتها بالقوة المفكّرة، حتی إذا غابت المحسوسات عن مشاهدة الحواس لها بقیت تلك الرسوم التی أدّتها القوی الحسّاسة إلی القوة المتخیّلة، و المتخیّلة إلی القوة المفكّرة، و المفكّرة أدّت إلی القوة الحافظة مصوّرة فی جوهر النفس، فاستغنت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 554
عند ذلك النفس عن استخدامها القوی الحسّاسة فی إدراك المعلومات عند نظرها إلی ذاتها و وجدت صور المعلومات كلّها فی جوهرها (ص، ر 1، 65، 16)- إنّ العلوم التی یتعاطاها البشر ثلاثة أجناس فمنها الریاضیة، و منها الشرعیة الوضعیة، و منها الفلسفیة الحقیقیة. فالریاضیة هی علم الآداب التی وضع أكثرها لطلب المعاش و صلاح أمر الحیاة الدنیا … فأما أنواع العلوم الشرعیة التی وضعت لطب النفوس و طلب الآخرة فهی ستة أنواع: أولها علم التنزیل، و ثانیها علم التأویل، و الثالث علم الروایات و الأخبار، و الرابع علمه الفقه و السنن و الأحكام، و الخامس علم التذكار و المواعظ و الزهد و التصوّف، و السادس علم تأویل المنامات … و أما العلوم الفلسفیة فهی أربعة أنواع: منها الریاضیات و منها المنطقیات و منها الطبیعیات و منها الإلهیات (ص، ر 1، 202، 13)

علوم السحر و الطلسمات‌

- علوم السحر و الطلسمات … هی علوم بكیفیة استعدادات تقتدر النفوس البشریة بها علی التأثیرات فی عالم العناصر إمّا بغیر معین أو بمعین من الأمور السماویة. و الأوّل هو السحر و الثانی هو الطلسمات (خ، م، 393، 13)- أما علوم الطلسمات فهی باطلة فإنه لیس یمكن إن وضعنا أن للنصب الفلكیة تأثیرا فی الأمور المصنوعة أن یكون ذلك التأثیر لها إلا فی المصنوع لا أن یتعدّی تأثیر ذلك المصنوع إلی شی‌ء آخر خارج عنه (ش، ته، 285، 20)

علوم شرعیة

- فضیلة العلوم و الصناعات إنما تكون بإحدی ثلاث: إمّا بشرف الموضوع، و إمّا باستقصاء البراهین، و إمّا بعظم الجدوی الذی فیه، سواء كان منتظرا أو محتضرا. أمّا ما یفضل علی غیره لعظم الجدوی الذی فیه فكالعلوم الشرعیة و الصنائع المحتاج إلیها فی زمان زمان و عند قوم قوم. و أمّا ما یفضل علی غیره لاستقصاء البراهین فیه فكالهندسة. و أما ما یفضل علی غیره لشرف موضوعه فكعلم النجوم. و قد تجتمع الثلاثة كلها أو الاثنان منها فی علم واحد كالعلم الإلهی (ف، فض، 1، 7)- إنّ العلوم التی یتعاطاها البشر ثلاثة أجناس فمنها الریاضیة، و منها الشرعیة الوضعیة، و منها الفلسفیة الحقیقیة. فالریاضیة هی علم الآداب التی وضع أكثرها لطلب المعاش و صلاح أمر الحیاة الدنیا … فأما أنواع العلوم الشرعیة التی وضعت لطب النفوس و طلب الآخرة فهی ستة أنواع: أولها علم التنزیل، و ثانیها علم التأویل، و الثالث علم الروایات و الأخبار، و الرابع علمه الفقه و السنن و الأحكام، و الخامس علم التذكار و المواعظ و الزهد و التصوّف، و السادس علم تأویل المنامات … و أما العلوم الفلسفیة فهی أربعة أنواع: منها الریاضیات و منها المنطقیات و منها الطبیعیات و منها الإلهیات (ص، ر 1، 202، 20)

علوم طبیعیة

- العلوم الطبیعیة هی العلوم الناظرة فی هذه الأمور الطبیعیة، فهی الناظرة فی محل متحرّك و ساكن و ما عنه و ما به و ما منه و ما إلیه و ما فیه الحركة و السكون (بغ، م 1، 6، 9)- إن العلوم الجزئیة إنما تنظر فی الأعراض التی تعرض لجزء من أجزاء الموجودات أخذت ذلك الجزء كأنه منفصل من الموجود، مثل ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 555
تفعله العلوم التعالیمیة فإنها تأخذ الأعداد و الأعظام منفصلة من الموجود و تنظر فیها و فی أعراضها الذاتیة، و كذلك العلوم الطبیعیة إنما تنظر فی بعض الموجود و هو الموجود المتحرّك و فی الأعراض الذاتیة له بما هو متحرّك و فی الحركة (ش، ت، 299، 10)

علوم عقلیة

- العلوم العقلیة تقوم بالنفس التی لیست بجسم، و لا هی منطبعة فی جسم. فلا تدخل فی المكان و الحیّز حتی یجاورها جسم آخر، أو یحاذیها، فیؤثّر فیها. فإذن یكون السبب جوهرا مجرّدا عن المادة. و هو المعنی بالعقل الفعّال، لأنّ معنی العقل كونه مجرّدا، و معنی الفعّال كونه فاعلا فی النفوس علی الدوام (غ، م، 372، 6)- إنّ العلوم العقلیة تحلّ النفوس الإنسانیة، و هی محصورة و فیها آحاد لا تنقسم، فلا بدّ أن یكون محلّها أیضا لا ینقسم، و كل جسم فمنقسم، فدلّ علی أنّ محلّها شی‌ء لا ینقسم (غ، ت، 182، 19)- أمّا العلوم العقلیة التی هی طبیعیة للإنسان من حیث أنّه ذو فكر فهی غیر مختصّة بملّة بل یوجد النظر فیها لأهل الملل كلّهم و یستوون فی مداركها و مباحثها و هی موجودة فی النوع الإنسانی منذ كان عمران الخلیقة و تسمّی هذه العلوم علوم الفلسفة و الحكمة. و هی مشتملة علی أربعة علوم: الأول علم المنطق و هو علم یعصم الذهن عن الخطأ فی اقتناص المطالب المجهولة من الأمور الحاصلة المعلومة … ثم النظر إمّا فی المحسوسات من الأجسام العنصریة و المكوّنة عنها من المعدن و النبات و الحیوان و الأجسام الفلكیة و الحركات الطبیعیة و النفس التی تنبعث عنها الحركات و غیر ذلك یسمّی هذا الفن بالعلم الطبیعی و هو الثانی منها. و إمّا أن یكون النظر فی الأمور التی وراء الطبیعة من الروحانیات و یسمّونه العلم الإلهی و هو الثالث منها. و العلم الرابع و هو الناظر فی المقادیر و یشتمل علی أربعة علوم و تسمّی التعالیم (خ، م، 379، 2)

علوم فلسفیة

- العلوم الفلسفیة أربعة أنواع: أولها الریاضیات، و الثانی المنطقیات، و الثالث العلوم الطبیعیات، و الرابع العلوم الإلهیات (ص، ر 1، 23، 16)- إنّ العلوم التی یتعاطاها البشر ثلاثة أجناس فمنها الریاضیة، و منها الشرعیة الوضعیة، و منها الفلسفیة الحقیقیة. فالریاضیة هی علم الآداب التی وضع أكثرها لطلب المعاش و صلاح أمر الحیاة الدنیا … فأما أنواع العلوم الشرعیة التی وضعت لطب النفوس و طلب الآخرة فهی ستة أنواع: أولها علم التنزیل، و ثانیها علم التأویل، و الثالث علم الروایات و الأخبار، و الرابع علمه الفقه و السنن و الأحكام، و الخامس علم التذكار و المواعظ و الزهد و التصوّف، و السادس علم تأویل المنامات … و أما العلوم الفلسفیة فهی أربعة أنواع: منها الریاضیات و منها المنطقیات و منها الطبیعیات و منها الإلهیات (ص، ر 1، 203، 4)- كانت العلوم المنسوبة إلی الفلسفة علمین:
أحدهما غایته العلم فقط، و الآخر غایته العمل و كان هذا العلم هو أعلی العلوم التی یقصد بها معرفة الحق (ش، ت، 12، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 556

علوم فی النفس‌

- إنّ العلوم فی النفس لیست بشی‌ء سوی صور المعلومات انتزعتها النفس و صورتها فی فكرها فیكون عند ذلك جوهر النفس لصور تلك المعلومات كالهیولی، و هی فیها كالصورة (ص، ر 2، 7، 12)

علوم اللسان العربی‌

- علوم اللسان العربی … أركانه أربعة و هی:
اللغة و النحو و البیان و الأدب، و معرفتها ضروریة علی أهل الشریعة إذ مأخذ الأحكام الشرعیة كلّها من الكتاب و السنّة و هی بلغة العرب، و نقلتها من الصحابة و التابعین عرب و شرح مشكلاتها من لغاتهم. فلا بدّ من معرفة العلوم المتعلّقة بهذا اللسان لمن أراد علم الشریعة (خ، م، 453، 19)

علوم اللّه‌

- الجمیع من المتكلمین یعترفون أن علوم اللّه تعالی غیر متناهیة، و أنه علم واحد (ش، ته، 200، 25)

علوم مشهورة

- قد یسمّی الأوائل (الأمور) التی بها یمكن الشروع فی الصناعة و الأشیاء التی للإنسان معرفتها منها ما لا یعرّی أحد من معرفته بعد أن یكون سلیم الذهن مثل أن جمیع الشی‌ء أكبر و أعظم من بعضه و أن الإنسان غیر الفرس، و هذه تسمّی العلوم المشهورة و الأوائل المتعارفة. و هذه متی جحدها إنسان بلسانه فلا یمكنه أن یجحدها فی ذهنه إذ كان لا یمكن أن یقع له التصدیق بخلافه و منها ما إنما یعرفها بعض الناس دون بعض. و من هذه ما قد یوقف علیه بسهولة، و منها ما شأنه أن لا تكون معرفتها للجمیع لكن إنما نعلمه بفكرنا و نصل إلی معرفتها بتلك الأوائل التی لا یعرّی منها أحد (ف، تن، 24، 10)

علوم المناظر

- جمیع الموجودات التی یمكن أن یوجد فیها هذه الأشیاء من جهمة الأعداد و الأعظام فیحدث من ذلك … علوم المناظر، و علوم الأكر المتحرّكة، و علوم الأجسام السماویة، و علم الموسیقی، و علم الأثقال، و علم الحیل (ف، س، 9، 11)

علوم المنطق‌

- العلوم المنطقیات خمسة أنواع: أولها أنولوطیقیا و هی معرفة صناعة الشعر، و الثانی دیطوریقیا و هی معرفة صناعة الخطب، و الثالث طوبیقا و هی معرفة صناعة الجدل، و الرابع یولوطیقا و هی معرفة صناعة البرهان، و الخامس سوفسطیقا و هی معرفة صناعة المغالطین فی المناظرة و الجدل (ص، ر 1، 203، 19)- أما علوم المنطق فهی نوعان: لغوی و فلسفی.
فاللغوی مثل صناعة النحو و الأصل المتّفق علیه بین أهلها هو معرفتهم بالأسماء و الأفعال و الحروف و إعرابها من الرفع و النصب و الخفض، و مثل صناعة الخطب التی الأصل فیها هو معرفة السجع و الفصاحة و ضرب الأمثال و التشبهات، و مثل صناعة الشعر التی الأصل فیها معرفة المفاعیل و الأسباب و الأوتاد و الحروف المتحرّكات و السواكن … و هكذا أیضا المنطق الحكمی هو فنون شتی منه:
صناعة البرهان، و منه صناعة الجدل، و منه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 557
صناعة السفسطائی یعنی المغالطین (ص، ر 3، 404، 8)

علوم نقلیة وضعیة

- إنّ العلوم التی یخوض فیها البشر و یتداولونها فی الأمصار تحصیلا و تعلیما هی علی صنفین:
صنف طبیعی للإنسان یهتدی إلیه بفكره، و صنف نقلی یأخذه عمّن وضعه. و الأول هی العلوم الحكمیة الفلسفیة و هی التی یمكن أن یقف علیها الإنسان بطبیعة فكره و یهتدی بمداركه البشریة إلی موضوعاتها و مسائلها و أنحاء براهینها و وجود تعلیمها حتی یقفه نظره و یحثّه علی الصواب من الخطأ فیها من حیث هو إنسان ذو فكر. و الثانی هی العلوم النقلیة الوضعیة و هی كلّها مستندة إلی الخبر عن الواضع الشرعی و لا مجال فیها للعقل إلّا فی إلحاق الفروع من مسائلها بالأصول (خ، م، 345، 6)

علوم وجودیة

- كان العلماء القدماء قسّموا العلوم الوجودیة قسمة وافقهم (أرسطوطالیس) علیها إلی الطبیعیات و الریاضیات و الإلهیات (بغ، م 2، 3، 18)

علویات‌

- أمّا العلویّات و استخدامها فكلام لاهوتیّ عظیم. و الكلام أیضا فیه ندر جدّا صعب ممتنع الوجود، إلّا لذوی العقول البالغة التامّة و ذوی الریاضة و الفوائد الكاملة. و إلّا هلك الكلام و لم یعلم ما هو، فلیكون العالم المؤلّف إذا معذورا (جا، ر، 86، 7)- إنّ العلویات أزلیة، غیر قابلة للهلاك و التغیّر (غ، م، 276، 12)

علی لنفسه‌

- العلیّ لنفسه و هو الذی یكون له الكمال الذی یستغرق به جمیع الأمور الوجودیّة و النسب العدمیّة محمودة عرفا و عقلا و شرعا أو مذمومة كذلك (جر، ت، 162، 17)

علّیة العلّة

- علّیة العلّة لا یمكن أن تكون وصفا ثبوتیا زائدا علی ذات العلّة و إلّا لكانت علّیة العلّة لتلك العلّة زائدة ذات العلّة و ذلك یوجب التسلسل.
فإذا علّیة العلّة نفس ذاتها المخصوصة فیلزم من العلم بها العلم بالمعلول (ر، م، 360، 3)

عمران‌

- إنّ الاجتماع الإنسانی ضروری. و یعبّر الحكماء عن هذا بقولهم الإنسان مدنی بالطبع أی لا بدّ له من الاجتماع الذی هو المدنیة فی اصطلاحهم و هو معنی العمران (خ، م، 33، 3)

عمل‌

- العمل- فعل بفكر (ك، ر، 166، 6)- إنّ قوی روح الإنسان تنقسم إلی قسمین: قسم مؤكل بالعمل و قسم مؤكل بالإدراك- و العمل ثلاثة أقسام: نشائی و حیوانی و إنسانی، و الإدراك قسمان حیوانی و إنسانی (ف، ف، 10، 7)- العمل یوصل، و العلم وصول، و العمل حق علیك لا بدّ من أدائه، و العلم حق لك لا بدّ لك من اقتضائه (تو، م، 201، 19)- العلم شرح العقل بالتفصیل، و العمل شرح
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 558
العلم بالتحصیل (تو، م، 250، 22)- العمل عملان: عمل القلب لا تملك إلّا أحد طرفیه، و عمل المباشرة أنت مالك له، فمتی حسن إیثارك للحق صنع لك فی الذی لا تملك لوفائك بحق ما تملك (تو، م، 250، 22)- الفعل یقال علی ما ینقضی، و العمل یقال علی الآثار التی تثبت فی الذوات بعد انقضاء الحركة (تو، م، 280، 4)- إن الفعل هو عمل و العمل هو تمام العامل و كماله … و الدلیل علی أن الفعل هو من جنس العمل أن اسم الفعل یقال علی العمل فی لسان الیونانیة و یدل علی ما یدل علیه التمام و الكمال (ش، ت، 1193، 12)- إن الفعل و العمل هو الغایة و المقصود من الموجودات (ش، ت، 1194، 1)- أول الفكرة آخر العمل و أول العمل آخر الفكرة (ش، ما، 72، 23)

عمل إنسانی‌

- العمل الإنسانی اختیار الجمیل و النافع فی المقصد المعبور إلیه بالحیاة العاجلة و سدّ تاقة السفه علی العدل، و یهدی إلیه عقل یفیده التجارب و یؤتیه العشرة و یقلّده التأدیب بعد صحة من العقل الأصیل (ف، ف، 10، 16)- العمل الإنسانی اختیار الجمیل و النافع فی القصد العبور إلیه بالحیاة العاجلة و سدّ تاقة الشقة علی العدل و یهدی إلیه عقل یفیده التجارب و یفیده التأدیب فیؤتیه العیش بعد صحة العقل الأصیل (س، ر، 61، 3)

عمل الحق‌

- مقصود الشرع إنما هو تعلیم العلم الحق و العمل الحق. و العلم الحق هو معرفة اللّه تبارك و تعالی و سائر الموجودات علی ما هی علیه، و بخاصة الشریفة منها، و معرفة السعادة الأخرویة و الشقاء الأخروی. و العمل الحق هو امتثال الأفعال التی تفید السعادة، و تجنب الأفعال التی تفید الشقاء. و المعرفة بهذه الأفعال هی التی تسمّی" العلم العملی".
و هذه تنقسم قسمین: أحدهما أفعال ظاهرة بدنیة، و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الفقه"، و القسم الثانی أفعال نفسانیة، مثل الشكر و الصبر، و غیر ذلك من الأخلاق التی دعا إلیها الشرع أو نهی عنها. العلم بهذه هو الذی یسمّی" الزهد" و" علوم الآخرة" (ش، ف، 50، 1)

عمل حیوانی‌

- العمل الحیوانی جذب النافع و یقتضیه الشهوة و دفع الضار و یستدعیه الخوف و یتولّاه الغضب و هذه من قوی روح الإنسان (ف، ف، 10، 14)

عمل نشائی‌

- العمل النشائی فی غرضی حفظ الشخص و تبقیته و حفظ النوع و تنمیته بالتولید و قد سلّط علیها إحدی قوی روح الإنسان. و قوم یسمّونها القوة النباتیة (ف، ف، 10، 11)

عموم‌

- متصوّرات الأذهان ینتسب بعضها إلی بعض كذلك أیضا بالتماثل فی النسبة إلی صورة تنتسب إلیها كذلك. فیكون الكلّی كلیّا لكلّی هو بقیاسه جزئی و بقیاس ما ینتسب إلیه كلّی، و ذلك هو العموم و الخصوص (بغ، م 2، 13، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 559

عن‌

-" عن" یدلّ علی فاعل، و علی هذه الجهة یقال" عن شتم فلان لفلان كانت الخصومة". و یدلّ علی المادّة، و علی هذه الجهة قال" الإبریق عن النحاس". و یدلّ علی" بعد" كقولنا" عن قلیل تعلم ذاك"، و علی هذه الجهة یقال" كان الموجود عن لا موجود" أو" عن العدم" أو" وجد الشی‌ء عن ضدّه" (ف، حر، 130، 5)

عن ما ذا

-" عن ما ذا" وجوده یطلب به الفاعل و المادّة.
و" لما ذا" وجوده یطلب به الغرض و الغایة التی لأجلها وجوده- و هی أیضا" لأجل ما ذا" وجوده علی حسب الأنحاء التی یقال علیها" لأجل ما ذا" وجوده. و هذه الثلاثة قد یطلب بها فی المطلوبات المركّبة التی هی قضایا (ف، حر، 206، 1)

عناصر

- إنّ الكون و الفساد إنّما یكون فیما دون فلك القمر، و إنّ ما دون فلك القمر أربعة عناصر عظام هی: النار، و الهواء، و الماء، و الأرض، و ما هو مركّب منها، فإنّ هذه الأربعة العناصر غیر كائنة و لا فاسدة بكلّیّتها، بل یكون من كل واحد أجزاء إلی غیره منها و تفسد من غیره إلیه أجزاء (ك، ر، 220، 3)- أمّا العناصر: فندّعی فیها أنّها لا بدّ و أن تنقسم إلی: حار یابس كالنار. و حار رطب كالهواء.
و بارد رطب كالماء. و بارد یابس كالأرض. ثم ندّعی أنّ: الحرارة، و الرطوبة، و الیبوسة، و البرودة، أعراض فیها، لا صور (غ، م، 319، 5)- عناصر … أعنی النار و الهواء و الماء و الأرض عناصر الكائنات و الجسم عنصرا لها جمیعها (بغ، م 1، 14، 23)- الأسطقسّات و العناصر هی الأشیاء التی تتماسّ لا للنظام الحادث عن الأشیاء المتماسّة و أراد (أرسطو) بالنظام الصورة (ش، ت، 1476، 12)

عناصر بسیطة

- العناصر البسیطة قبل المركّبات (غ، م، 288، 12)

عناصر ثلاثة

- العناصر الثلاثة التی هی الممكن و الواجب و الممتنع (ص، ر 3، 204، 24)

عنایة

- العنایة هی إحاطة علم الأول: بالكل، و بالواجب أن یكون علیه الكل. حتی یكون علی أحسن النظام. و بأنّ ذلك واجب عنه، و عن إحاطته به، فیكون الموجود وفق المعلوم، علی أحسن النظام، من غیر انبعاث قصد و طلب من الأول الحق (س، أ 2، 298، 3)

عنایة ربّانیة

- إنّ الحكمة الإلهیة و العنایة الربانیة قد ربطت أطراف الموجودات بعضها ببعض رباطا واحدا و نظّمتها نظاما واحدا (ص، ر 3، 267، 6)

عنایة كلّیة

- إنّ العنایة الكلّیة شائعة فی الجزئیات (ف، ج، 103، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 560

عنایة اللّه‌

- عنایة اللّه تعالی محیطة بجمیع الأشیاء، و متصلة بكل أحد، و كل كائن فبقضائه و قدره، و الشرور أیضا بقدره و قضائه، لأن الشرور علی سبیل التبع للأشیاء التی لا بدّ لها من الشر، و الشرور واصلة إلی الكائنات الفاسدات (ف، ع، 18، 12)- توجد عنایة اللّه بجمیع الموجودات و هو حفظها بالنوع إذ لم یمكن فیها حفظها بالعدد (ش، ت، 1607، 3)- العنایة الأولی بنا إنما هی عنایة اللّه تبارك و تعالی، و هو السبب فی سكنی ما علی الأرض و كل ما وجدها هنا مما هو خیر محض، فمن إرادته و قصده. و أما الشرور فوجودها لضرورة الهیولی كالفساد و الهرم و غیر ذلك (ش، ما، 171، 17)

عندیة

- العندیّة و هم الذین یقولون أنّ حقائق الأشیاء تابعة للاعتقادات حتی إن اعتقدنا الشی‌ء جوهرا فجوهر أو عرضا فعرض أو قدیما فقدیم أو حادثا فحادث (جر، ت، 164، 2)

عنصر

- الجواهر الأولی البسیطة التی تركّب الجسم منها هی العنصر و الصورة، فعرض للجسم،- إذ هو مركّب من جواهر العنصر و الصورة- أن یكون جواهر، إذ هو جواهر فقط، و هو بطباعه جسم، أعنی مركّبا من عنصر و أبعاد، التی هی صورته، و لم یعرض للعنصر وحده، و للبعد الذی هو صورة وحده، أن یكون كل واحد منهما جسما، إذ كان المركّب منهما جسما (ك، ر، 150، 10)- العنصر- طینة كل طینة (ك، ر، 166، 3)- العنصر اسم للأصل الأول فی الموضوعات فیقال عنصر للمحل الأول الذی باستحالته یقبل صورا تتنوّع بها كائنات عنها إما مطلقا و هو الهیولی، و إما بشرط الجسمیة و هو المحل الأول من الأجسام الذی یكون عنه سائر الأجسام الكائنة بقبول صورها (س، ح، 19، 1)- أما العنصر فهو الذی فیه قوة وجود الشی‌ء (س، شأ، 278، 13)- إن العنصر هو متغیّر إلی الصورة أو الصور المتكوّنة. فإن كانت الصور الحادثة فیها لا نهایة لها وجد شی‌ء كائن بعد أن لم یكن و هو غیر متناه و ذلك مستحیل، لأن الكائن هو الذی فرغ كونه و ما لا نهایة له لا یفرغ كونه بل هو فی كون دائم (ش، ت، 40، 12)- إن العنصر مبدأ و إن العدم مبدأ (ش، ت، 858، 13)- إن كان اسم الجوهر ینطلق مرة علی عنصر الجوهر المركّب من مادة و صورة و علی صورته، و علی المركّب من المادة و الصورة، فإن صورة الجوهر یقال فیها إنها جوهر الشی‌ء إذ كانت هی المعرفة لذاته. و أما العنصر فقد یقال فیه باعتبار الجوهر الذی هو مجموع المادة و الصورة إنها جزء جوهر. و أما باعتبار الجوهر الذی هو مجموع المادة و الصورة إنها جزء جوهر. و أما باعتبار الجوهر المعرّف لذات الشی‌ء فإنه لا یقال فیها إنها جزء للجوهر بل یقال فیها إنها القابلة للصورة و لحدّها. مثال ذلك الفطس الذی یقال فی حدّه إنه عمق فی الأنف أو فی لحم الأنف، فإن الأنف هو جزء جوهر لما یدل علیه اسم الفطس و هو مجموع الأنف و العمق و لیس هو جزء حد للعمق و إنما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 561
هو موضوع له (ش، ت، 897، 2)- الفرق بین الصورة و العنصر أن الصورة هی التی تحمل بذاتها علی ذی الصورة و العنصر أن الصورة هی التی تحمل بذاتها علی ذی الصورة من طریق ما هو و هی التی تعرّف ماهیّته الجوهریة، و أما العنصر فلیس یحمل علیه بذاته، و ذلك أن الصنم لا یصدق علیه أنه نحاس و لا الإنسان أنه لحم و لا الفطس أنه أنف (ش، ت، 897، 15)- الفرق بین الجزء الذی هو العنصر و الجزء الذی هو الصورة أن الصورة هی الجزء الذی إذا كان كان الشی‌ء، و العنصر هو الذی إذا كان لم یجب أن یكون الشی‌ء (ش، ت، 920، 5)- لأن العنصر قد تبیّن من أمره أنه لا یمكن أن یخلو من صورة، فبیّن أن الصور الطبیعیة إما جلّها و إما جمیعها لا تخلو من الهیولی (ش، ت، 929، 13)- لیس یمكن أن تكون الصورة من غیر عنصر إذ لا یمكن فی العنصر أن یكون من غیر صورة (ش، ت، 930، 2)- بعض العنصر محسوس و بعضه معقول (ش، ت، 933، 3)- یعنی (أرسطو) بالانفعالات الأعراض، و یعنی بالعنصر المادة و هی صنفان: بالقوة و بالفعل (ش، ت، 961، 6)- بیّن أن العنصر أیضا جوهر … من قبل أنه یظهر من أمره أنه موضوع للصورة (ش، ت، 1030، 9)- أما ذیمقراطس فقد كان یری أن العنصر طبیعة واحدة بالنوع لجمیع الموجودات و هی الأجزاء التی لا تتجزأ. و أن هذا العنصر ینفصل أولا إلی ثلاثة فصول عظمی من قبلها تختلف الموجودات فقط، أعنی تختلف أفعالها. أما الفصل الأول فمن قبل اختلاف أشكال الأجزاء التی لا تتجزی و هو الذی سمّاه بالنظم. و أما الفصل الثانی فمن قبل اختلاف الأجزاء فی الوضع فی موجود موجود. و أما الفصل الثالث فمن قبل اختلافها فی الترتیب و هو الذی كان یسمّیه بالمماسة. فكان یعتقد أن الموجودات إنما تخالف بعضها بعضا بواحد من هذه الأحوال الثلاثة أو بأكثر من واحد منها (ش، ت، 1036، 4)- إن العنصر لا یحمل علی الشی‌ء اسمه و حدّه (ش، ت، 1048، 18)- العنصر إنما یصدق علی المحدود من حیث هو جنس له، و ذلك إن اسم الجنس یدل علی العنصر من حیث هو بالقوة ذو العنصر فیصدق حمله علی ذی العنصر، و اسم العنصر یدل من العنصر علی شی‌ء هو بالفعل جزء من الذی هو له عنصر فلا یصدق حمله علیه إذ لا یحمل ما بالفعل علی ما بالفعل حملا وصفیّا بل إن كان فبحرف من حروف النسبة (ش، ت، 1049، 7)- إن فعل كل عنصر غیر فعل العنصر الآخر (ش، ت، 1049، 16)- إن الشی‌ء الذی هو بالفعل فی كل عنصر و هو صورته هو غیر الشی‌ء الذی هو بالفعل فی عنصر آخر (ش، ت، 1050، 2)- العنصر و ما من العنصر كل واحد منهما یتكوّن من صاحبه. أما تكوّن الأخیر من الأول فبأن یتغیّر الأول إلیه، و أما تكوّن الأول من الأخیر فبأن یتغیّر الأول إلیه، و أما تكوّن الأول من الأخیر فبأن ینحلّ الأخیر إلیه. مثال ذلك أن تكون الخشبة من النار و الماء و الأرض و الهواء هو بأن تتغیّر هذه الأسطقسّات إلی الخشبة و تكون هذه من الخشبة هو بأن تنحلّ الخشبة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 562
إلیها عند الفساد (ش، ت، 1071، 16)- یمكن أن یكون العنصر واحدا و تكون أشیاء كثیرة مختلفة لا من قبل العنصر لأنه إذا كان العنصر واحدا و المحرّك واحدا فالمتكوّن ضرورة یكون واحدا، كما أنه إذا كان العنصر مختلفا و المحرّك مختلفا فإن المتكوّنات تكون ضرورة مختلفة. و أما إذا كان العنصر واحدا فقد یمكن أن تكون أشیاء مختلفة لاختلاف المحرّكین، و ذلك إنما یوجد فی الأمور الصناعیة مثل وجود الخزانة و السفینة عن عنصر الخشب لاختلاف الصناعتین و الصندوق كما قال (أرسطو) و السریر (ش، ت، 1072، 4)- العنصر ما دام موجودا بالقوة فلیس هو مستكملا بالصورة و لیس له الوجود الذی للصورة و هو إذا صار إلی الفعل حینئذ استكمل بالصورة و صار له الوجود الذی لها، و كان هذا البیان قوته هكذا لما كانت الصورة متقدّمة بالجوهر و الوجود علی الهیولی، و كانت الهیولی إنما تستكمل بالأتم و الأكمل من جهة الفعل لا من جهة القوة، وجب أن یكون الفعل أكمل من القوة و متقدّما علیها فی الوجود (ش، ت، 1191، 14)- إن العنصر هو القابل للأضداد (ش، ت، 1309، 6)- لیس یوجد فی الجنس شی‌ء هو بالحقیقة هو هو بالصورة التی فی الجنس و لا هو غیرها من قبل أن الجنس عنصر، و العنصر یدلّ علیه بالسالبة أی هو الذی عدم الصورة (ش، ت، 1371، 14)- إن العنصر و الصورة و المحرّك هی مبادئ جمیع الأشیاء غیر واحدة فهی واحدة بالقول الكلّی (ش، ت، 1548، 7)- كل ما له ضدّ فله عنصر، و هو و ضدّه شی‌ء واحد بالعنصر (ش، ت، 1730، 2)- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل یسمّی أسطقسّا فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادئ الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 522، 5)- أمّا العنصر، فعبارة عن أصل الشّی‌ء و أسّه (سی، م، 123، 5)- العنصر و هو الأصل الذی یتألّف منه الأجسام المختلفة الطباع و هو أربعة: الأرض و الماء و النار و الهواء (جر، ت، 163، 13)

عنصر أول‌

- إن العنصر الأول و الصورة هما شی‌ء واحد (ش، ت، 1102، 3)

عنصر الشی‌ء

- عنصر الشی‌ء الذی لیس هو بالفعل شیئا ما مشارا إلیه و هو بالقوة ذلك الشی‌ء (ش، ت، 1028، 11)

عوارض جسمانیة

- العارض غیر العرض و غیر ما بالعرض. فإنّ العارض یقال علی كیفیّات ما توجد فی شی‌ء ما إذا كانت قلیلة المكث فیه سریعة الزوال، مثل الغضب و غیره. فما كان منها فی الأجسام
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 563
سمّیت عوارض جسمانیّة، و ما كان منها فی النفس سمّیت عوارض نفسانیّة (ف، حر، 96، 22)

عوارض ذاتیة

- العوارض الذاتیّة هی التی تلحق الشی‌ء لما هو هو كالتعجّب اللاحق لذات الإنسان أو لجزئه كالحركة بالإرادة اللاحقة للإنسان، بواسطة أنّه حیوان أو بواسطة أمر خارج عنه مساو له كالضحك العارض للإنسان بواسطة التعجّب (جر، ت، 164، 17)

عوارض غریبة

- العوارض الغریبة و هی العارض لأمر خارج أهمّ من المعروض كالحركة اللاحقة للأبیض أنّه جسم و هو أعمّ من الأبیض و غیره، و العارض للخارج الأخصّ كالضحك العارض للحیوان بواسطة أنّه إنسان و هو أخصّ من الحیوان، و العارض بسبب المباین كالحرارة العارضة للماء بسبب النار و هی مباینة للماء (جر، ت، 165، 1)

عوارض مكتسبة

- العوارض المكتسبة و هی التی یكون لكسب العباد مدخل فیها بمباشرة الأسباب كالشكّ أو بالتقاعد علی المزیل كالجهل (جر، ت، 165، 6)

عوارض نفسانیة

- العارض غیر العرض و غیر ما بالعرض. فإنّ العارض یقال علی كیفیّات ما توجد فی شی‌ء ما إذا كانت قلیلة المكث فیه سریعة الزوال، مثل الغضب و غیره. فما كان منها فی الأجسام سمّیت عوارض جسمانیّة، و ما كان منها فی النفس سمّیت عوارض نفسانیّة (ف، حر، 97، 1)

عوالم‌

- العوالم ثلاثة: عالم عقلی، و عالم نفسی، و عالم جرمی. فالفیض متّصل من الواجب وجوده إلی العقل، و منه إلی النفس، و منه إلی الجرم (سه، ل، 143، 7)- العوالم قامت من علّة و معلول، فإن البحث عن هذه العلل هو الذی أفضی بنا إلی علّة أولی لجمیعها. و لو كانت هذه المبادئ المختلفة بعضها مطلقا من بعض، أعنی لیس بعضها عللا لبعض لما كان من العالم شی‌ء واحد (ش، ته، 215، 22)

عیّ‌

- إنّ الإنسان إذا ألزم العیّ فی المخاطبة: فإمّا أن یلزم عیّا علی الإطلاق بالطبع أو العادة، و إمّا أن یلزم عیّا فی لسان تلك الأمّة التی بلغتها یخاطب. و كذلك إنّما یلحق العیّ: إمّا علی الإطلاق ففی الأشیاء التی تضیق العبارة عنها و فی الأشیاء التی إذا ركّبت أوهم التركیب فیها المحال فیما یفهم عن العبارة. و ذلك یعرض فی جمیع الألسنة، و قد یعرض فی اللسان الذی یخصّ أمّة. فمتی ما لزم الإنسان المحال عمّا یفهم من العبارة المشهورة المشتركة عند الجمیع فقد ألزم العیّ علی الإطلاق. و إن كان ذلك المحال إنّما یلزم عن تركیب فی لسان أمّة ما خاصّة، و كان المتخاطبان یتكلّمان بلسان تلك الأمّة عند ما یتخاطبان، فالعیّ الذی یلزم هو بحسب لسان تلك الأمّة (ف، ط، 82، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 564
- إنّ العیّ هو أن تنقص العبارة فیلزم المحال فی المعنی لأجل نقصان العبارة (ف، ط، 83، 3)

عیار الأفعال‌

- إنّ المعیار الذی به نقدّر الأفعال علی مثال العیار الذی به نقدّر ما یفید الصحة و عیار ما یفید الصحة هو أحوال البدن الذی نطلب الصحة له فإن التوسط فیما یفید الصحة إنما یمكن أن یوقف علیه متی قیس بالأبدان و قدّر بأحوال البلدان. فكذلك عیار الأفعال هو الأحوال المطیفة بالأفعال و إنما یمكن أن توقف علی المتوسّط فی الأفعال متی قیست و قدّرت بالأحوال المطیفة بها (ف، تن، 10، 8)

عین‌

- إنّ الشی‌ء قد یوجد بوجود یترتّب علیه آثار ذلك الشی‌ء، و یثبت له أحكامه، مثل تجفیف المجاور- و إسخانه و إحراقه و تنویره- للنار. و یسمّی هذا الوجود وجودا خارجیّا و أصیلا. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار عینا.
و قد یوجد بوجود لا یترتّب علیه آثاره، و لا یثبت له أحكامه. و یسمّی هذا الوجود وجودا ذهنیّا و ظلیّا و غیر أصیل. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار صورة. فالمتّصف بالوجودین شی‌ء واحد لا تغایر فیه و لا اختلاف، إلّا بحسب تغایر الوجودین (ط، ت، 227، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 565

غ‌

غائب‌

- لا تعرف الغائب إلّا بالشاهد (غ، م، 250، 2)

غاذ

- الغاذی … من جهة مضاد و من جهة شبیه، و الشبیه إنما یوجد فیما المادة لها مشتركة و فیما یمكن أن یفسد كل واحد منهما إلی صاحبه و أن یتكوّن منه (ش، سم، 33، 15)

غایات‌

- التوطئات مستعدة لقبول الغایات و لیس الغایات مستعدة لقبول التوطئات (ش، ما، 131، 3)- إنّ الغایات إمّا اتفاقیة و إمّا ضروریة فاعلم الآن أنّ الغایات الضروریة إمّا ذاتیة و إمّا عرضیة (ر، م، 538، 14)

غایة

- جمیع المبادئ التی هی مبادئ وجودها (الأشیاء) أربعة أجناس لا أقلّ و لا أكثر، و أنّها هی هذه الأربعة: المادّة و الماهیّة و الفاعل و الغایة (ف، ط، 93، 2)- أسباب الأشیاء أربعة: مبدأ الحركة، مثل البنّاء للبیت، المادة، مثل الخشب و الطین للبیت، و الصورة مثل هیئة البیت للبیت، الغایة مثل الاستكنان للبیت. و كل واحد من ذلك إما قریب و إما بعید، إمّا عام و إما خاصّ، إما بالقوة و إما بالفعل، إما بالحقیقة و إما بالعرض (س، ع، 18، 8)- إنّا نعنی بالعلّة الصوریة، العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون الشی‌ء بها هو ما هو بالفعل، و بالعنصریة العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون بها الشی‌ء هو ما هو بالقوة، و تستقرّ فیها قوة وجوده، و بالفاعل، العلّة التی تفید وجودا مباینا لذاتها، أی لا تكون ذاتها بالقصد الأول محلّا لما یستفید منها وجود شی‌ء یتصوّر بها، حتی یكون فی ذاتها قوة وجوده إلّا بالعرض، و مع ذلك فیجب ألا یكون ذلك الوجود من أجله من جهة ما هو فاعل، بل إن كان و لا بدّ فباعتبار آخر … و نعنی بالغایة، العلّة التی لأجلها یحصل وجود شی‌ء مباین لها (س، شأ، 257، 16)- أما الغایة فهی ما لأجله یكون الشی‌ء … و قد تكون الغایة فی بعض الأشیاء فی نفس الفاعل فقط كالفرح بالغلبة، و قد تكون الغایة فی بعض الأشیاء فی شی‌ء غیر الفاعل، و ذلك تارة فی الموضوع مثل غایات الحركات التی تصدر عن رویّة أو طبیعة، و تارة فی شی‌ء ثالث كمن یفعل شیئا لیرضی به فلان، فیكون رضاء فلان غایة خارجة عن الفاعل و القابل، و إن كان الفرح بذلك الرضی أیضا غایة أخری (س، شأ، 283، 4)- للأشیاء الكائنة سببان خارجان أیضا بالذات و هما الفاعل و الغایة، و الغایة هی التی لأجلها توجد (س، ن، 101، 20)- الغایة هی التی لأجلها فعل الفاعل و وجد الحاصل (بغ، م 1، 10، 1)- أما الغایة فإنّها الذی من أجله وجد الشی‌ء و فعل الفاعل الصورة فی الهیولی علی ما قیل، كالجلوس علی السریر فإنّه علّة و سبب وجد فی ذهن الفاعل و لأجله فعل ما فعل فوجد ما وجد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 566
فیما وجد و هی صورة السریریة فی السریر (بغ، م 1، 17، 20)- إنّ الغایة قد تكون علّة لذی الغایة فی الذهن و قبل الوجود عند الفاعل و یكون الفاعل و المفعول الذی هو ذو الغایة علّة لها فی الوجود، كالكنّ من البیت فإنّه یسبقه إلی ذهن البنّاء الذی كان فی ذهن البنّاء منه علّة لكونه بانی البیت فكان علّة لبناء البیت، و بناء البیت صار علّة لوجود الكنّ و حصوله فی الأعیان فكان من حیث هو غایة علّة فی الذهن و من حیث هو موجود فی الأعیان معلولا (بغ، م 2، 111، 1)- إن هاهنا سببا یسمّی غایة و هو الذی من أجله یكون شی‌ء شی‌ء من الموجودات، و هذا هو الذی لیس وجوده فی الشی‌ء من أجل سبب آخر فی الشی‌ء الذی هو غایة له بل جمیع ما یوجد فی الشی‌ء من الأسباب هو من أجل هذا السبب، أعنی الفاعل و المادة و الصورة فیما له فاعل و مادة و صورة (ش، ت، 31، 10)- الغایة إنما هی غایة لفعل و حركة، فإذا ما لیس فیه حركة فلیس له غایة إلا باشتراك الاسم (ش، ت، 187، 7)- وجدوا (الفلاسفة) الأشیاء المحسوسة التی دون الفلك ضربین: متنفسة، و غیر متنفسة، و وجدوا جمیع هذه یكون المتكوّن منها متكوّنا بشی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه مادة، و هو الذی منه تكوّن، و ذلك أنهم ألفوا كل ما یتكوّن هاهنا إنما یتكوّن من موجود غیره، فسمّوا هذه مادة، و وجدوه أیضا یتكون عن شی‌ء فسمّوه فاعلا، و من أجل شی‌ء سمّوه أیضا غایة، فأثبتوا أسبابا أربعة. و وجدوا الشی‌ء الذی یتكوّن به المتكوّن، أعنی صورة المتكوّن و الشی‌ء الذی عنه یتكوّن و هو الفاعل القریب له واحدا، إما بالنوع، و إما بالجنس. أما بالنوع فمثل: أن الإنسان یولد إنسانا، و الفرس فرسا، و أما بالجنس، فمثل: تولّد البغل عن الفرس، و الحمار (ش، ته، 128، 21)- أسباب الشی‌ء التی یلزم عنها وجوده هی الصورة و الغایة: أما الصورة فلیس یصحّ أن تكون معلومة و النوع مجهولا، و أما الغایة فقد یصحّ ذلك فیها. إلا أن غایات الأنواع الخاصّة لیس شأن المعرفة الإنسانیة علی الأكثر إدراكها، و أما الفاعل و المادة فلیس یلزم عنهما باضطرار وجود النوع (ش، سط، 30، 7)- الغایة ما لأجله وجود الشی‌ء (جر، ت، 166، 14)

غایة إنسانیة

- ینبغی أن یسعی إلی غایة إنسانیّة من عرف الغایة و ما به یصار إلی الغایة بیقین، و هو المعدّ للیقین بالطبع، بل یری أن یكون الآخرون أیضا إذا سعوا ینبغی أن یكون سعیهم نحو ما یعرفونه بمقدار ما فی وسعهم من المعرفة (ف، ط، 84، 12)

غایة تعلّم الفلسفة

- أمّا الغایة التی یقصد إلیها فی تعلّم الفلسفة- فهی معرفة الخالق تعالی، و أنه واحد غیر متحرّك، و أنه العلّة الفاعلة لجمیع الأشیاء، و أنه المرتّب لهذا العالم بجوده و حكمته و عدله (ف، م، 13، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 567

غذاء

- الغذاء: عبارة عن جسم یشبه الجسم المغتذی بالقوة، لا بالفعل (غ، م، 346، 13)

غرض‌

- الغرض ما لا یكون إلّا مع الشوق. فإنه یقال لم طلب هذا فیقال لأنه اشتهاه. و حیث لا یكون الشوق لا یكون الغرض (ف، ت، 2، 6)- الغرض هو السبب فی أن یصیر الفاعل فاعلا بعد أن لم یكن (ف، ت، 2، 7)

غریزة

- الغریزة- طبیعة حالّة فی القلب، أعدّت فیه لینال به الحیاة (ك، ر، 169، 7)

غنی‌

- أ تعرف ما الغنیّ الغنی التامّ؟ هو الذی یكون غیر متعلّق بشی‌ء خارج عنه فی أمور ثلاثة: فی ذاته. و فی هیئات متمكّنة من ذاته. و فی هیئات كمالیة إضافیة لذاته (س، أ 2، 118، 3)- الغنیّ هو ما لا یتوقّف ذاته و لا كمال له علی غیره، و الفقیر ما یتوقّف منه علی غیره ذاته أو كمال له (سه، ر، 107، 4)

غیب‌

- الوقوف علی الغیب لیس هو شیئا أكثر من الاطلاع علی هذه الطبیعة (الوجود و العدم المتقابلان) (ش، ته، 297، 8)- النظام المحدود الذی فی الأسباب الداخلة و الخارجة، أعنی التی لا تخلّ، هو القضاء و القدر الذی كتبه اللّه تعالی علی عباده، و هو اللوح المحفوظ. و علم اللّه تعالی بهذه الأسباب، و بما یلزم عنها، هو العلّة فی وجود هذه الأسباب. و لذلك كانت هذه الأسباب لا یحیط بمعرفتها إلا اللّه وحده.
و لذلك كان هو العالم بالغیب وحده و علی الحقیقة، كما قال تعالی: قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ [سورة النمل:
65] و إنما كانت معرفة الأسباب هی العلم بالغیب، لأن الغیب هو معرفة وجود الموجود أو لا وجوده (ش، م، 227، 7)

غیر

- مقابل الهو هو علی الإطلاق الغیر (س، شأ، 304، 6)- الغیر منه غیر فی الجنس و منه غیر فی النوع، و هو بعینه الغیر بالفصل و منه غیر بالعرض (س، شأ، 304، 6)- الغیر یفارق المخالف بأنّ المخالف مخالف بشی‌ء، و الغیر قد یغایر بالذات، و المخالف أخصّ من الغیر و كذلك الآخر (س، شأ، 304، 9)- إذا تبیّن أن الغیر یقابل الهوهو، و الهوهو یقال علی أنحاء كثیرة، فبیّن أیضا أن الغیر یقال علی أنحاء كثیرة، و كذلك إذا كان الشبیه یقال علی أنحاء كثیرة فبیّن أن غیر المشابه یقال علی عدّتها (ش، ت، 1294، 7)- أما الهوهو و الغیر فإنها من المتقابلات بالوضع أی متی وضع أحدهما ارتفع الآخر. ثم قال (أرسطو) و بعضها إذا لم یكن العنصر و الكلمة واحدة یرید و بعض ما یقال فیه إنه غیر هو ما كان مغایرا فی العنصر و الصورة، و هذا هو مقابل الهوهو أی الواحد فی العنصر و الصورة (ش، ت، 1294، 11)- الغیر و الهوهو إنما یقابلان بین شیئین موجودین عند ما یضاف أحدهما إلی الآخر (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 568
1295، 14)- إن الغیر الذی یقابل الهوهو لیس من باب المضاف حتی یكون غیرا لشی‌ء مثل ما یكون المخالف مخالفا لشی‌ء و الموافق موافقا لشی‌ء … فإن كل ما كان موجودان فإما أن یكونا غیر و إما أن یكونا هو هو (ش، ت، 1298، 8)- إن الغیر اسم مشترك (ش، ته، 41، 5)- الغیر: فإنه یقال علی وجوه مقابلة للوجوه التی یقال علیها هو هو. فمنه غیر بالنوع، و منه غیر بالجنس، و منه غیر بالمناسبة و غیر بالموضوع (ش، ما، 50، 10)- إنه یقال هو هو فی الجنس و فی الصورة و الشخص إذا كان له اسمان أو نسبت دلالة اسمه إلی دلالة حدّه. و یقال غیر فی مقابلة هذه الأنواع و أن الهوهو فی النوع إذا كان فی الجوهر قیل فیه واحد علی عدد الأنواع التی یقال علیها هو هو و إذا كان فی الكمیة قیل له مساو و إذا كان فی الكیفیة قیل له شبیه (ش، ما، 121، 15)- أما الخلاف فلیس بمقابل للهوهو علی نحو ما یقابل الغیر، فإن الغیر لیس یلزم فیه أن یكون غیر الشی‌ء، و أما المخالف فیخالف بشی‌ء، و المخالفة تقبل الأقل و الأكثر و لا تقبلها الغیریة (ش، ما، 122، 4)- الغیر هو مقابل الهوهو (ر، م، 98، 19)

غیر الفاسد

- إن غیر الفاسد لیس فیه قوة علی قبول الفساد (ش، ت، 1386، 14)- غیر الفاسد یقال علی ما فساده متعسّر و علی ما فساده بغیر طریق الفساد، و یقال علی ما شأنه أن یفسد إلا أنه لم یفسد بعد، و یقال علی ما شأنه الّا یفسد بعد أصلا و لا فیه قوة علی الفساد و هذا هو المعنی الحقیقی (ش، سم، 50، 13)

غیر الكائن‌

- إن غیر الكائن یكون علی وجوه: أحدها علی العسیر الكون كإدارة سور علی ألف میل، و الثانی علی ما كونه بغیر أسباب الكون كحدوث الحس، و الثالث علی ما شأنه أن یتكوّن فیما بعد ممّا لم یتكوّن، و الرابع …
و هو ما لیس فیه قوة علی الكون و لا یكون أصلا، كما یقال فی الباری تعالی إنه غیر كائن (ش، سم، 50، 1)- كل غیر كائن غیر فاسد لأنه إن لم یكن غیر فاسد كان فاسدا و إذا كان فاسدا كان مكوّنا و ذلك نقیض ما وضع (ش، سم، 55، 6)

غیر متناه بالقوة

- غیر متناه بالقوة هو الذی یوجد أبدا شی‌ء خارج عنه فی الكم، و ذلك إما فی الذهن كانقسام المقدار إلی غیر نهایة، و إما فی الوجود كالحركة و الزمان. و الكون و الفساد و سائر ما یقال علیه إنه غیر متناه … فهو ممكن الوجود (ش، سط، 54، 14)

غیر المتناهی‌

- غیر المتناهی یقال علی أربعة أوجه: اثنان منها محالان لا یوجدان و اثنان منها دلّ القیاس علی وجودهما. أحدهما: أن یقال حركة الفلك لا نهایة لها، أی لا أوّل لها، و هذا قد دلّ علیه القیاس. و ثانیها: أن یقال النفوس الإنسانیة المفارقة للأبدان أیضا لا نهایة لها. و هذا أیضا لازم بالضرورة علی نفی النهایة عن الزمان،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 569
و حركة الفلك، أعنی نفی الأوّلیة. و ثالثها: أن یقال: الأجسام لا نهایة لها، أو الأبعاد لا نهایة لها، من فوق، و من تحت و هذا محال.
و رابعها: أن یقال: العلل لا نهایة لها، حتی یكون للشی‌ء علّة، و لعلّته علّة ثم لا ینتهی إلی علّة أولی لا علّة لها. و هذا أیضا محال (غ، م، 193، 4)- إن كان المتناهی یحصر غیر المتناهی فلیس الذی یحصر غیر المتناهی غیر متناه إذ الذی یساوی غیر المتناهی غیر متناه أو كیف شئت أن تسمّی هذا المعنی أعنی حصرا أو مساواة أو مطابقة (ش، ت، 40، 7)- لا یوجد ثقل و لا خفة متناهیة لغیر متناه (ش، سم، 40، 6)- لیس یمكن فی غیر المتناهی أن یفعل فی المتناهی و لا أن ینفعل عن المتناهی (ش، سم، 41، 6)- القوة هی الاستعداد الذی فی الشی‌ء و الإمكان الذی فیه لأن یوجد بالفعل. و لیس هذا المعنی من القوة هو معنی قولنا إن الأشیاء هی موجودة بالقوة كما نقول فی الحركة إنها غیر متناهیة بالقوة و فی الزمان، لأن الغیر متناهی لا یخرج إلی الفعل بما هو غیر متناهی حتی یفارق القوة، بل معنی ذلك أن الفعل فیه مقترن بالقوة أبدا (ش، ما، 102، 6)- إذا كان الموضوع الأول و الصورة الأخیرة اللذان هما طرفان متناهیان فی محسوس محسوس فما بینهما ضرورة متناه، فإنه من المحال أن تفرض أشیاء متناهیة من أطرافها و هی غیر متناهیة من أوساطها إذ كان هذا الوضع یناقض نفسه لأن ما هو غیر متناه هو غیر متناه من جمیع الجهات لا من جهة ما دون جهة (ش، ما، 131، 14)- إنّ إدراكات العقل غیر متناهیة، و إدراكات الحواس متناهیة، لبقاء العقل و فناء الحواس.
و غیر المتناهی أقوی من المتناهی (ط، ت، 358، 14)

غیر المستحیل‌

- إن غیر المستحیل فیه قوة علی الصدق و المستحیل لیس فیه قوة علیه. مثال ذلك إذا كنت قاعدا فقال إنسان إنك قائم فقد قال كذبا إلا أنه ممكن الصدق لأنه یكون صادقا فی وقت آخر، و إذا قال إن القطر مشارك الضلع فقد قال كذبا لا یصدق فی وقت من الأوقات (ش، ت، 1142، 9)

غیر المشابه‌

- إذا تبیّن أن الغیر یقابل الهوهو، و الهوهو یقال علی أنحاء كثیرة، فبیّن أیضا أن الغیر یقال علی أنحاء كثیرة، و كذلك إذا كان الشبیه یقال علی أنحاء كثیرة فبیّن أن غیر المشابه یقال علی عدّتها (ش، ت، 1294، 9)

غیر الموجود

- إنّ التباین و التغایر لا یمكن أن یكون بین الموجودات بالوجود و من حیث هی موجودة، بل إنّما بما سوی الموجود. و ذلك أنّ ما هو غیر الشی‌ء فإنّما صار غیره بأن لم یكن موجودا ذلك الشی‌ء. ففی هذه الموجودات الجزئیّة المحسوسة لا موجودات جزئیّة تباینت بها الموجودات الجزئیّة. فإذا أخذت موجودة علی الإطلاق، كانت حینئذ مباینة الموجود للموجود بما هو سوی الموجود، و هو غیر موجود أصلا، و ما هو غیر موجود فلیس بشی‌ء (ف، ط، 90، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 570
-" غیر الموجود" و" ما لیس بموجود" تقال علی نقیض ما هو موجود، و هو ما لیست ماهیّته خارج النفس. و ذلك یستعمل علی ما لا ماهیّة له و لا بوجه من الوجوه أصلا لا خارج النفس و لا فی النفس، و علی ما له ماهیّة متصوّرة فی النفس لكنّها لیست خارج النفس، و هو الكاذب، فإنّ الكاذب قد یقال" إنّه غیر موجود" (ف، حر، 121، 7)- إن غیر الموجود یقال علی ثلاثة أنحاء. یرید (أرسطو) بالثلاثة الأنحاء: الغیر موجود بإطلاق و هو العدم المطلق الذی لیس له وجود و لا توهّم، و الثانی العدم الذی فی الهیولی و هو عدم الصور، و الثالث الموجود بالقوة فإن الموجود بالقوة یقال فیه إنه غیر موجود أی غیر موجود بالفعل (ش، ت، 1449، 8)- إن كان الواحد و الموجود أسطقسّا للجوهر و المضاف، و كان الأسطقسّ لیس هو و ما هو له أسطقسّ واحد، فالجوهر و المضاف و سائر المقولات لیس هی واحدا و لا موجودا. و إن لم یكن شی‌ء منها واحدا و لا موجودا، أی إن ارتفع عنه أنه واحد لم یكن واحد منها شیئا موجودا لا الجوهر و لا المضاف و لا باقی المقولات لأن غیر الموجود هو معدوم لكن مضطر أن یكون اسم الواحد یصدق علی جمیعها (ش، ت، 1514، 10)

غیر هو

- أما الهوهو و الغیر فإنها من المتقابلات بالوضع أی متی وضع أحدهما ارتفع الآخر. ثم قال (أرسطو) … و بعض ما یقال فیه إنه غیر هو ما كان مغایرا فی العنصر و الصورة، و هذا هو مقابل الهوهو أی الواحد فی العنصر و الصورة (ش، ت، 1294، 14)

غیر و خلاف‌

- أما الغیر و الخلاف متلازمان و یفترقان فی أن الغیر هو بنفسه، و أما الخلاف فهو خلاف لشی‌ء أعنی أن المخالف خالف لشی‌ء (ش، ما، 121، 20)

غیریة

- الغیریّة- فیما یعرض فیما انفصل بالعقل الجوهری، مثلا: الناطق غیر لا ناطق، و الإنسان غیر الفرس (ك، ر، 174، 9)- الغیریّة- هی العارضة فیما انفصل بعرض: إمّا فی ذات واحدة، و إمّا فی ذاتین: أمّا فی ذات واحدة فكالذی كان حارّا، فصار باردا- فإنّه عرضت له غیریّة لتغایر أحواله، و هو فی جمیع الحالتین لم یتبدّل، و أمّا الشی‌ء العارض فی شیئین فكالماء الحار و الماء البارد- فإنّ كل واحد منهما بالطبع غیر صاحبه، لأنّهما جمیعا ماء، و لكن عرضت لهما الغیریة، فإن أحدهما بارد و الآخر حار (ك، ر، 175، 1)- إن الذی به یختلف الجنس الواحد هو الغیریة، و الغیریة هی التی توجب أن یكون الجنس ینقسم بفصول متضادّة (ش، ت، 1367، 8)- أما الخلاف فلیس بمقابل للهوهو علی نحو ما یقابل الغیر، فإن الغیر لیس یلزم فیه أن یكون غیر الشی‌ء، و أما المخالف فیخالف بشی‌ء، و المخالفة تقبل الأقل و الأكثر و لا تقبلها الغیریة (ش، ما، 122، 6)

غیریة بالصورة

- إن الغیریة بالصورة هی التی ینقسم بها جنس واحد بعینه و لا تجتمع فی شی‌ء واحد، و هذه هی حال الأضداد (ش، ت، 1370، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 571

ف‌

فاسد

- الفاسد جنس (ك، ر، 114، 1)- إنّ كل فاسد متكوّن، و كل متكوّن جسمانی فاسد (س، شط، 34، 12)- أما القوة التی بمعنی الاستعداد فی المادة فإنّها تكون مع الفساد و الرجوع إلی المادة، أو قد تكون مع الفساد. فإنّها لو فسدت أیضا لكانت ثابتة بتلك القوة. فإنّ الفاسد هو، بالقوة، بشی‌ء الذی كان أو لا، و یرجع إلیه (س، شط، 127، 17)- كل فاسد فهو ینحلّ إلی الأشیاء التی تركّب منها (ش، ت، 259، 4)- كل فاسد: فإما أن یقال فیه إنه فاسد بإطلاق و هو الفاسد بالجوهر، و إما أن یقال إنه فاسد بشی‌ء ما من الأشیاء الموجودة فیه و هو الذی یصدق علیه فیه أنه ممكن الّا یكون، و ذلك إما كمّیة فیه و إما كیفیّة (ش، ت، 1200، 3)- إن الفعل أفضل من القوة من قبل أن المعرفة التی لیس فیها قوة إلی النقلة إلی الكذب أفضل من التی فیها قوة إمكان أن تتغیّر فترجع كاذبة بعد أن كانت صادقة، كما أن الموجود دائما أفضل من الفاسد (ش، ت، 1220، 10)- إن المتكوّن و الفاسد هو الشی‌ء المجتمع من الصورة و الهیولی (ش، ت، 1403، 1)- الفاسد لیس یلزم أن یذبل إذ كان الفساد قد یقع للشی‌ء قبل الذبول و اللزوم صحیح إذا وضع الفساد علی المجری الطبیعی و لم یوضع قسرا (ش، ته، 88، 17)- الفاسد یلزم أن یكون بعده زمان یلبث فیه فاسدا (ش، سط، 56، 16)- كل فاسد فإما أن یكون بسیطا أو مركّبا، أما المركّب ففساده یكون بانحلاله إلی ما تركّب منه و كونه یكون منها، و أما البسیط ففساده إنما یكون إلی الضد، و كذلك كونه إنما یكون من الضد كالحال فی الأرض و الهواء و الماء و النار (ش، سم، 31، 3)- الفاسد یقال علی ما عدم بعد أن كان. و هذا علی ضربین: إما أن یكون فساده بأسباب من ضروب أسباب الفساد، و إما أن یكون بغیر أسباب الفساد … فی غیر الفاسد. و یقال علی ما فیه قوة علی الفساد و شأنه أن یفسد باضطرار (ش، سم، 50، 16)- كل فاسد فهو فاسد إلی كائن (ش، سك، 98، 7)- لیس یمكن أن یكون الفاسد أزلیّا و لا یمكن أن یكون الأزلی فاسدا (ش، ما، 172، 24)

فاسد و غیر فاسد

- إذا كانت الأضداد تفعل أنواعا مختلفة، و كان الفاسد و غیر الفاسد ضدّین، فإذا الفاسد و غیر الفاسد نوعان مختلفان (ش، ت، 1386، 10)- إن الأضداد هی مختلفة بالنوع، و الفاسد و غیر الفاسد هما ضدّان، و العدم لا قوة محدودة، فمن الاضطرار أن یكون الفاسد و غیر الفاسد مختلفین بالجنس (ش، ت، 1386، 12)- إن ما یختلف به الفاسد و غیر الفاسد هو اختلاف عدمیّ لقوتین مختلفتین، أعنی أن الفاسد یخالف غیر الفاسد لأن أحدهما له قوة علی الفساد و الآخر لیس له قوة علی الفساد.
و الأضداد التی هی فی الجنس الواحد تختلف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 572
من قبل أن فی الجنس المشترك لهما قوتین مختلفتین إحداهما قابلة لأحد الضدین و الأخری للآخر. فلذلك یختلف الفاسد و غیر الفاسد لا بالصورة فقط بل بالصورة و الجنس (ش، ت، 1387، 2)- إذا كان الفاسد و غیر الفاسد فصلان متضادّان، فالذی یجمعهما هو الاسم المشترك، و الذی یتكلّم فی مثل هذه الطبیعة فإنما یتكلّم فی الأسماء. مثال ذلك من یتكلّم فی الجسم المطلق فإن اسم الجسم مثلا الذی یقال علی الفاسد و غیر الفاسد هو اسم مشترك، و لذلك یلزم إن كان الجسم الفاسد مركّبا من مادة و صورة أن یكون غیر الفاسد غیر مركّب و أن تكون مادته و صورته مقولة باشتراك الاسم إذا كانت المادة و الصورة للكائن الفاسد (ش، ت، 1387، 11)

فاعل‌

- حدّ الفاعل أنّه المؤثّر للآثار الشبیهة به لا بالكلّ و غیر الشبیهة به بالكلّ. و حدّ المنفعل أنّه القابل فی ذاته الآثار و الصور (جا، ر، 114، 4)- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- جمیع المبادئ التی هی مبادئ وجودها (الأشیاء) أربعة أجناس لا أقلّ و لا أكثر، و أنّها هی هذه الأربعة: المادّة و الماهیّة و الفاعل و الغایة (ف، ط، 93، 2)- الموجود هو الذی من شأنه أن یفعل أو ینفعل، فكل ذات موجودة، فإمّا أن تكون فاعلة فقط، أو منفعلة فقط، أو فاعلة و منفعلة. فالمنفعلة فقط هی المادة الموضوعة لقبول الصورة و الفاعل فقط هو المعطی صورة كل ذی صورة، و الفاعل المنفعل هو المركّب من مادة و صورة یفعل بصورته و ینفعل لمادّته (تو، م، 285، 20)- إنّا نعنی بالعلّة الصوریة، العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون الشی‌ء بها هو ما هو بالفعل، و بالعنصریة العلّة التی هی جزء من قوام الشی‌ء، یكون بها الشی‌ء هو ما هو بالقوة، و تستقرّ فیها قوة وجوده، و بالفاعل، العلّة التی تفید وجودا مباینا لذاتها، أی لا تكون ذاتها بالقصد الأول محلّا لما یستفید منها وجود شی‌ء یتصوّر بها، حتی یكون فی ذاتها قوة وجوده إلّا بالعرض، و مع ذلك فیجب ألا یكون ذلك الوجود من أجله من جهة ما هو فاعل، بل إن كان و لا بدّ فباعتبار آخر … و نعنی بالغایة، العلّة التی لأجلها یحصل وجود شی‌ء مباین لها (س، شأ، 257، 10)- إذا كان شی‌ء من الأشیاء معدوما، ثم إذا هو موجود بعد العدم بسبب شی‌ء ما، فإنّا نقول له:
" مفعول" … و الذی یقابله، و یكون بسببه، فإنّا نقول له: فاعل (س، أ 2، 61، 6)- الفاعل و القابل قد یتقدّمان المعلول بالزمان، و أمّا الصورة فلا تتقدّم بالزمان البتّة (س، ن، 212، 15)- القابل دائما أخسّ من المركّب، و الفاعل أشرف لأنّ القابل مستفید لا مفید و الفاعل مفید لا مستفید (س، ن، 212، 16)- أما الفاعل فإنّه إما علّة للصورة وحدها أو للصورة و المادة، ثم یصیر بتوسّط ما هو علّة له منهما علّة للمركّب (س، ن، 213، 6)- لا تأثیر للفاعل فی الحدوث أی فی سبق العدم (ب، م، 14، 2)- الفاعل له صفتان: إحداهما: أنّ منه الوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 573
الآن، أعنی أنّ وجود الحدوث منه.
و الأخری: أنّه قبله لم یكن منه (غ، م، 207، 12)- أمّا الفاعل: فله صفتان أیضا … فكون الفاعل علّة لا یخلو: إمّا أن یكون من حیث إنّ لغیره وجودا به، أو من حیث إنّه لم یكن وجوده به، ثم حصل به (غ، م، 208، 15)- الفاعل إمّا أن یكون فاعلا بالطبع المحض، أو بالإرادة (غ، م، 235، 5)- الفاعل عبارة عمّن یصدر عنه الفعل مع الإرادة للفعل علی سبیل الاختیار، و مع العلم بالمراد (غ، ت، 79، 3)- إنّ الفاعل سبب علی الجملة (غ، ت، 79، 9)- الفاعل لم یسمّ فاعلا صانعا لمجرّد كونه سببا، بل لكونه سببا علی وجه مخصوص، و هو وقوع الفعل منه علی وجه الإرادة و الاختیار (غ، ت، 79، 10)- (خالق)، (و فاعل)، (و بارئ)، و سائر صفات الفعل، فمعناه أن وجوده (اللّه) وجود شریف، یفیض عنه وجود الكل فیضانا لازما، و أنّ وجود غیره حاصل منه و تابع لوجوده، كما یتبع النور الشمس و الإسخان النار، و لا تشبه نسبة العالم إلیه نسبة النور إلی الشمس إلّا فی كونه معلولا فقط و إلّا فلیس هو كذلك، فإنّ الشمس لا تشعر بفیضان النور عنها، و لا النار بفیضان الإسخان، فهو طبع محض، بل الأول عالم بذاته و أنّ ذاته مبدأ لوجود غیره، ففیضان ما یفیض عنه معلوم له فلیس به غفلة عمّا یصدر عنه (غ، ت، 107، 20)- الفاعل هو السبب الحقیقی الضروری الذی لا بدّ منه لكل موجود معلول (بغ، م 1، 8، 22)- إنّ كل موجود فی هیولی فعن فاعل، و لیس كل ما هو عن فاعل فی هیولی (بغ، م 1، 9، 12)- الموجودات تنقسم باعتبار الوجود إلی ذوات قارّة فی الوجود و إلی أفعال صادرة عنها و فیها.
و الذی عنه تصدر الأفعال یسمّی فاعلا، و الذی فیه یسمّی قابلا. و القابل هو المحل و الهیولی و الموضوع لوجود ما یوجد فیه … و الحاصلة عن الفاعل فی الموضوع منها ما یسمّی صورة و هی التی بها الشی‌ء هو كالبیاض للأبیض و الحرارة للحار بل و الإنسانیة للإنسان و التربیع للمربّع، و منها ما یسمّی عرضا كالبیاض للإنسان و الحرارة فی الماء و التربیع فی الشمع و الخشب مثلا (بغ، م 1، 15، 6)- إنّ الفاعل علّة لوجود الصورة فی الهیولی أوّلا و بالذات، و لوجود المركّب علی ما هو علیه ثانیا و بالعرض من حیث هو علّة للصورة (بغ، م 1، 120، 19)- یعنی بالفاعل ما یفعل بقصد طبیعی أو إرادی، و یعنی بالعلّة ما یتبعه وجود الأمر من غیر قصد منه (بغ، م 2، 49، 7)- الفاعل هو العلّة الحقیقیة و المفعول هو المعلول الحقیقی (بغ، م 2، 49، 23)- الفاعل إنما یفعل من أجل شی‌ء، و أما من جحد الفاعل و قال بالاتفاق فلم یضع السبب الغائیّ و لا اعترف به (ش، ت، 161، 1)- الفاعل إنما یفعل من العنصر شیئا مصوّرا لا أنه یفعل الصورة فقط، كما إنه لا یفعل المادة (ش، ت، 859، 4)- الفاعل للشی‌ء هو أیضا قبل المفعول بالزمان، و أما المفعول فلیس هو قبل العنصر بالزمان و لا قبل الفاعل بل الفاعل یكون قبل المفعول بالزمان (ش، ت، 1181، 2)- إن الفاعل عند أرسطو لیس هو جامع بین شیئین بالحقیقة و إنما هو مخرج ما بالقوة إلی الفعل فكأنه جامع بین القوة و الفعل، أعنی الهیولی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 574
و الصورة من جهة إخراج القوة إلی الفعل من غیر أن یبطل الموضوع القابل للقوة فیصیر حینئذ فی المركّب شیئان متعدّدان و هو المادة و الصورة (ش، ت، 1499، 8)- إن الفاعل لیس یخترع الصورة، هو أنه لو اخترعها لكان شی‌ء من لا شی‌ء. و لذلك لیس للصورة عنده (أرسطو) كون و لا فساد إلا بالعرض أعنی من قبل كون المركّب و فساده (ش، ت، 1503، 5)- الفاعل أخصّ من المحرّك، و ذلك أن الفاعل هو المحرّك المحدث للأثر كما تبیّن فی" كتاب الكون و الفساد"، و أما المحرّك المقول بخصوص فهو الذی لا یحدث كیفیة أثریة.
فكل فاعل محرّك و لیس كل محرّك فاعل (ش، ت، 1524، 14)- إن الفاعل … لیس یصدر عنه شی‌ء إلّا إخراج ما بالقوة إلی الفعل (ش، ت، 1652، 8)- الفاعل … منه ما یفعل بإرادة، و منه ما یفعل بطبیعة. و لیس الأمر فی كیفیة صدور الفعل الممكن الصدور عنهما واحدا، أعنی فی الحاجة إلی المرجّح (ش، ته، 28، 22)- إن الفاعل لا یتعلّق فعله بالعدم بما هو عدم، أعنی أولا و بالذات (ش، ته، 95، 20)- الفلاسفة لیس ینكرون وقوع العدم أصلا، و إنما ینكرون وقوعه أولا و بالذات عن الفاعل، فإن الفاعل لا یتعلّق فعله بالعدم ضرورة أولا و بالذات و إنما وقوع العدم عندهم یكون تابعا لفعل الفاعل فی الوجود، و هو الذی یلزم من قال: إن العالم ینعدم إلی لا موجود أصلا (ش، ته، 96، 5)- إن الفاعل هو الذی یخرج غیره من القوة إلی الفعل و من العدم إلی الوجود، و إن هذا الإخراج ربما كان عن رویّة و اختیار، و ربما كان بالطبع، و إنهم (الفلاسفة) لیس یسمّون الشخص بفعله لظله فاعلا إلا مجازا، لأنه غیر منفصل عنه، و الفاعل ینفصل عن المفعول باتفاق (ش، ته، 99، 25)- یعتقدون (الفلاسفة) أن الباری سبحانه منفصل عن العالم، فلیس هو عندهم من هذا الجنس و لا هو أیضا فاعل بمعنی الفاعل الذی فی الشاهد لا ذو الاختیار و لا غیر ذی الاختیار، بل هو فاعل هذه الأسباب مخرج الكل من العدم إلی الوجود و حافظه علی وجه أتم و أشرف مما هو فی الفاعلات المشاهدة …
و ذلك أنهم یرون أن فعله صادر عن علم و من غیر ضرورة داعیة إلیه لا من ذاته و لا لشی‌ء من خارج، بل لمكان فضله وجوده، و هو ضرورة مرید مختار فی أعلی مراتب المریدین المختارین، إذ لا یلحقه النقص الذی یلحق المرید فی الشاهد (ش، ته، 100، 1)- الفاعل لا یخلو من أن تكون قوته كنحو قدرته و قدرته كنحو إرادته و إرادته كنحو حكمته، أو تكون القوة أضعف من القدرة و القدرة أضعف من الإرادة و الإرادة أضعف من الحكمة (ش، ته، 100، 10)- اسم الفاعل كالجنس لما یفعل بالاختیار و الرویّة، و لما یفعل بالطبع (ش، ته، 101، 4)- الفاعل ینقسم إلی مرید و إلی غیر مرید (ش، ته، 102، 5)- الفاعل فاعلان: فاعل بالطبع و فاعل بالإرادة (ش، ته، 102، 18)- وجدوا (الفلاسفة) الأشیاء المحسوسة التی دون الفلك ضربین: متنفسة، و غیر متنفسة، و وجدوا جمیع هذه یكون المتكوّن منها متكوّنا بشی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 575
موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه مادة، و هو الذی منه تكوّن. و ذلك أنهم ألفوا كل ما یتكوّن هاهنا إنما یتكوّن من موجود غیره، فسمّوا هذه مادة، و وجدوه أیضا یتكون عن شی‌ء فسمّوه فاعلا، و من أجل شی‌ء سمّوه أیضا غایة، فأثبتوا أسبابا أربعة. و وجدوا الشی‌ء الذی یتكوّن به المتكوّن، أعنی صورة المتكوّن و الشی‌ء الذی عنه یتكوّن و هو الفاعل القریب له واحدا، إما بالنوع، و إما بالجنس. أما بالنوع فمثل: أن الإنسان یولد إنسانا، و الفرس فرسا، و أما بالجنس، فمثل: تولّد البغل عن الفرس، و الحمار (ش، ته، 128، 20)- الفاعل إنما هو فاعل من جهة ما هو موجود بالفعل، لأن المعدوم لا یفعل شیئا (ش، ته، 135، 1)- إن قیل اسم الفاعل علی الذی فی غیر هیولی و الذی فی هیولی فباشتراك الاسم، فهذا یبیّن لك جواز صدور الكثرة عن الواحد (ش، ته، 138، 3)- الفاعل قد یلفی صنفین: صنف یصدر منه مفعول یتعلّق به فعله فی حال كونه، و هذا إذا تم كونه استغنی عن الفاعل، كوجود البیت عن البناء. و الصنف الثانی إنما یصدر عنه فعل فقط و یتعلّق بمفعول لا وجود لذلك المفعول إلا بتعلّق الفعل به، و هذا الفاعل یخصّه أن فعله مساوق لوجود ذلك المفعول، أعنی أنه إذا عدم ذلك الفعل عدم المفعول، و إذا وجد ذلك الفعل وجد المفعول، أی هما معا. و هذا الفاعل أشرف و أدخل فی باب الفاعلیة من الأول، لأنه یوجد مفعوله و یحفظه، و الفاعل الآخر یوجد مفعوله و یحتاج إلی فاعل آخر یحفظه بعد الإیجاد، و هذه حال المحرّك مع الحركة و الأشیاء التی وجودها إنما هو فی الحركة (ش، ته، 154، 10)- وجدوا (الفلاسفة) أن الفعل متقدّم علی القوة لكون الفاعل متقدّما علی المفعول. و نظروا فی العلل و المعلولات أیضا فأفضی بهم الأمر إلی علّة أولی هی بالفعل السبب الأول لجمیع العلل. فلزم أن یكون فعلا محضا و الّا یكون فیها قوة أصلا، لأنه لو كان فیها قوة لكانت معلولة من جهة و علّة من جهة فلم تكن أولی (ش، ته، 205، 16)- هیهات لا فاعل هاهنا إلا اللّه إذ كان مخترع الأسباب. و كونها أسبابا مؤثّرة هو بإذنه و حفظه لوجودها (ش، م، 203، 11)- لا فاعل إلا اللّه هو مفهوم یشهد له الحس و العقل و الشرع. أما الحس و العقل فإنه یری أن هاهنا أشیاء تتولّد عنها أشیاء، و أن النظام الجاری فی الموجودات إنما هو من قبل أمرین: أحدهما ما ركّب اللّه فیها من الطبائع و النفوس. الثانی من قبل ما أحاط بها من الموجودات من خارج. و أشهر هذه هی حركات الأجرام السماویة، فإنه یظهر أن اللیل و النهار و الشمس و القمر و سائر النجوم مسخّرات لنا، و أنه لمكان النظام و الترتیب الذی جعله الخالق فی حركاتها كان وجودنا و وجود ما هاهنا محفوظا بها، حتی أنه لو توهّم ارتفاع واحد منها، أو توهّم فی غیر موضعه، أو علی غیر قدره، أو فی غیر السرعة التی جعلها اللّه فیه، لبطلت الموجودات التی علی وجه الأرض، و ذلك بحسب ما جعل اللّه فی طباعها من ذلك و جعل فی طباع ما هاهنا أن تتأثّر عن تلك. و ذلك ظاهر جدا فی الشمس و القمر، أعنی تأثیرهما فیما هاهنا (ش، م،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 576
229، 8)- الفاعل الواحد تختلف أفعاله باختلاف الموضوع، بل بفعل الشی‌ء و ضده (ش، سم، 66، 1)- الفاعل أخص من المحرّك لأن الفاعل هو ما فعل كیفیة انفعالیة فقط، و المحرّك ما أفاد نوعا من أنواع التحریك كان فی المكان أو فی غیره (ش، سك، 104، 7)- الفاعل الأقصی لهذا الاختلاط و المزاج (فی الأجسام) علی نظام و دور محدود هی الأجرام السماویة (ش، ن، 28، 10)- الفاعل إنما هو سبب للغایة من جهة أنها متكوّنة أو فی مادة، و هی له سبب من جهة أنها غایة (ش، ما، 133، 19)- الفاعل هو الذی یعطی جوهر الشی‌ء سواء كان فعله دائما و منقطعا، و الأفضل أن یكون دائما (ش، ما، 149، 2)- إن الفاعل إنما یفعل الشی‌ء بأن یفیده جوهره الذی هو به ما هو و هی صورته (ش، ما، 167، 3)- الفاعل موجود له أثر فی الغیر (ر، م، 10، 19)

فاعل أقصی‌

- أما الفاعل الأقصی فإنه لو وجد منه أكثر من فاعل واحد للزم ضرورة أن یكون اسم الفاعل یقال علیهما إما بتواطؤ و إما بنسبة إلی معنی تشترك فیه. فإن كان اسم الفاعل یقال علیهما بتواطؤ، فهنالك جنس تشترك فیه فیكون الفاعل الأقصی ذا هیولی، و قد لاح فی العلم الطبیعی امتناع ذلك، و أعنی (ابن رشد) بالفاعل المحرّك الأقصی. فإن قیل علیها بنسبة إلی شی‌ء واحد سواء كانت نسبتها إلیه فی مرتبة واحدة أو متفاوتة، فذلك الشی‌ء الذی ینسب إلیه هو الفاعل الأول الذی به صار كل واحد منها فاعلا، فهی إذن معلولة. و لیس واحد منها فاعل أقصی. فمن هذا یلزم ضرورة أن یكون الفاعل الأقصی واحدا (ش، ما، 132، 20)- أما الفاعل الأقصی فمن جهة ما یلزم أن یكون أزلیا یجب أن لا یكون ذا هیولی. و أما أنه ذو صورة فواجب أیضا. و أما هل یكون له سبب غائی ففیه نظر، و ذلك أنّا متی أنزلنا له سببا غائیا فهو غیر معلول ضرورة عنه، إذ كانت الغایة أشرف من الفاعل. و لأنّه لیس فی مادة، فالغایة إذن فقط هی سبب وجوده (ش، ما، 133، 13)

فاعل أول‌

- إنّ الفاعل الأول هو علّة كل ما یری و یوجد و یعقل و یحسّ لا قصد له فی أفعاله، و لا غرض، و لا مراد، و لا اختیار، و لا رویّة، و لا توجّه، و لا عزیمة، و لا معالجة، و لا مباشرة، و لا مزاولة، و لا محاولة (تو، م، 183، 7)- إن من شرط الفاعل الأول الّا یكون قابلا لصفة، لأن القبول یدل علی هیولی (ش، ته، 187، 11)- الواحد بما هو واحد متقدّم علی كل مركّب، و هذا الفاعل الواحد إن كان أزلیا ففعله الذی هو إفادة جمیع الموجودات الوحدات التی بها صارت موجودة واحدة هو فعل دائم أزلی لا فی وقت دون وقت، فإن الفاعل الذی یتعلّق فعله بالمفعول فی حین خروجه من القوة إلی الفعل هو فاعل محدث ضرورة و مفعوله محدث ضرورة، و أما الفاعل الأول ففیه تعلّق بالمفعول علی الدوام و المفعول تشوبه القوة علی الدوام، فعلی هذا ینبغی أن یفهم الأمر فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 577
الأول سبحانه مع جمیع الموجودات (ش، ته، 191، 14)- اتفقوا (الفلاسفة) علی أن الفاعل الأول هو بری‌ء عن المادة، و أن هذا الفاعل فعله شرط فی وجود الموجودات، و فی وجود أفعالها، و أن هذا الفاعل یتناول فعله هذه الموجودات، بوساطة معقول له هو غیر هذه الموجودات، فبعضهم جعله الفلك فقط و بعضهم جعل مع الفلك موجودا آخر بریئا من الهیولی و هو الذی یسمّونه واهب الصور (ش، ته، 292، 28)

فاعل أول صناعی‌

- إن الفاعل الأول الذی من قبل الصناعة هو موجود قبل الجزء الفاعل الذی من قبل الطبیعة … مثل الحرارة التی تتبع حركة البدن فإنها برء ما لأنها تولّد فی البدن حرارة ما و تولّد تلك الحرارة هو برء أو یتبعها البرء. و بالجملة فإن الحرارة التی فی البدن إما أن تكون جزءا من البرء، و إما أن تكون برءا بالقوة لأنه یتبعها جزء البرء الذی هو بمنزلة الكمال الأخیر لها (ش، ت، 877، 5)

فاعل باختیار

- الفاعل بالاختیار لا بدّ و أن یكون عالما بمفعوله، لأنّه یفعله بإرادته (ط، ت، 239، 3)

فاعل بالإرادة

- الفاعل بالطبع لا یخلّ بفعله و هو یفعل دائما، و الفاعل بالإرادة لیس كذلك (ش، ته، 103، 5)

فاعل بالحقیقة

- إنّ الجسم لا فعل له لأنّ الفاعل بالحقیقة هو الذی یقدر علی أخذ الفعل و تركه لأنّ ترك الفعل أسهل من أخذه. فلو كان للعرض فعل لكان یقدر علی تركه كما یقدر علی أخذه (ص، ر 3، 350، 20)- إن ما أخرج غیره من العدم إلی الوجود، أی فعل فیه شیئا لا یقال فیه أنه فاعل بمعنی التشبیه بغیره، بل هو فاعل بالحقیقة لكون حدّ الفاعل منطبقا علیه. و قسمة الفاعل إلی ما یفعل بطبعه و إلی ما یفعل باختیاره لیس بقسمة اسم مشترك، و إنما هی قسمة جنس (ش، ته، 102، 16)- الفاعل بالحقیقة عند الفلاسفة الذی فی الكائنات الفاسدات لیس یفعل الصورة و لا الهیولی، و إنما یفعل من الهیولی و الصورة المركّب منهما جمیعا، أعنی المركّب من الهیولی و الصورة، لأنه لو كان الفاعل یفعل الصورة فی الهیولی لكان یفعلها فی شی‌ء من لا شی‌ء، و هذا كله لیس رأیا للفلاسفة (ش، ته، 143، 7)

فاعل بالذات‌

- الفاعل بالذات هو أن یكون لذاته مبدأ لذلك الفعل و الفاعل بالعرض هو أن لا یكون كذلك (ر، م، 543، 18)

فاعل بسیط

- الفاعل البسیط هو الشی‌ء الأحدیّ الذات و أحق العلل بذلك هو المبدأ الأول، و المركّب منه ما تكون مؤثّریته لاجتماع عدّة أمور إمّا متّفقة النوع كعدّة یحركون السفینة أو مختلفة النوع كالجوع الكائن من القوة الجاذبة و الحسّاسة (ر، م، 545، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 578

فاعل بالطبع‌

- الفاعل بالطبع ما یفعل ما لا یشعر بفعله و لا یقصده و لا یریده كالثلج فی التبرید (بغ، م 2، 66، 24)- إنّ الفاعل بالطبع إنّما یصدر عنه الأمر المحكم بالتسخیر و الإلهام و التصریف و الاستعمال كالقلم فی ید الكاتب فإنّه یكتب الخط الحسن علی نظامه المقصود لحكمة و علم و هو لا یعلم، و إنّما یعلم الذی یصرفه و یسخّره فی فعله بحكمته كما یفعل الطبّاخ بالنار و القصّار بالشمس و غیر ذلك (بغ، م 2، 67، 9)- الفاعل بالطبع هو الذی ذاته سبب فعله و مصدر فعله عن ذاته لا عن حالة أخری صادرة عن ذاته أو عن غیر ذاته موجبة للفعل سواء علم بما فعل أو لم یعلم (بغ، م 2، 103، 4)- الفاعل بالطبع لا یخلّ بفعله و هو یفعل دائما، و الفاعل بالإرادة لیس كذلك (ش، ته، 103، 4)

فاعل بالعرض‌

- الفاعل بالذات هو أن یكون لذاته مبدأ لذلك الفعل و الفاعل بالعرض هو أن لا یكون كذلك (ر، م، 543، 19)

فاعل بعید

- الفاعل القریب هو الذی لا واسطة بینه و بین المعلول مثل الوتر لتحریك الأعضاء و البعید هو الذی بینه و بین المعلول واسطة مثل النفس لتحریك الأعضاء (ر، م، 544، 18)

فاعل بالقوة

- الفاعل بالقوة مثل النار بالقیاس إلی ما لم یشتعل فیه و یصحّ اشتعالها لها فیه القوة قد تكون قریبة كقوة المعلّم علی الكتابة و قد تكون بعیدة كقوة الصبی علیها (ر، م، 546، 7)

فاعل جزئی‌

- الفاعل الجزئی هو العلّة الشخصیة أو النوعیة أو الجنسیة لمعلول شخصی أو نوعی أو جنسی و كل واحد منها فی مقابل نظیره، و الكلّی هو أن لا یوازی الشی‌ء بمثله مثل الطبیب بهذا العلاج أو الصانع للعلاج و فی المادة كذلك و فی الصورة (ر، م، 545، 14)

فاعل حق‌

- الفاعل الحق الذی لا ینفعل بتّة هو الباری، فاعل الكلّ، جلّ ثناؤه. و أمّا ما دونه، أعنی جمیع خلقه، فإنّها تسمّی فاعلات بالمجاز، لا بالحقیقة، أعنی أنّها كلّها منفعلة بالحقیقة (ك، ر، 183، 8)- القدرة الحق الفاعل للحق … هی إخراج كل ما هو بالقوة إلی الفعل الذی لیس بمحال، و هذا هو السجود الحق للجواد فی الفیض بكل فعل غیر محال، و هذه هی السیاسة الحق من السائس الحق، هی الفعل الأصلح من كل مفعول (ك، ر، 259، 13)

فاعل حقیقی‌

- (من) یخرج غیره من القوة إلی الفعل فهو فاعل حقیقة بالمعنی التام (ش، ته، 101، 28)- العرب تسمّی من یؤثّر فی الشی‌ء و إن لم یكن له اختیار فاعلا حقیقیا لا مجازا (ش، ته، 103، 14
)موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 579

فاعل خاص‌

- الفاعل الخاص ما ینفعل عنه شی‌ء واحد كالنار المحرقة لواحد، و العام ما ینفعل عنه كثیرون كالنار المحرقة للكثیرین (ر، م، 545، 6)

فاعل لا أول لوجوده‌

- المحدث للإنسان المشار إلیه بإنسان آخر یجب أن یترقّی إلی فاعل أول قدیم لا أول لوجوده، و لا لإحداثه إنسانا عن إنسان. فیكون كون إنسان عن إنسان آخر، إلی ما لا نهایة له، كونا بالعرض، و القبلیة و البعدیة بالذات. و ذلك أن الفاعل الذی لا أول لوجوده، كما لا أول لأفعاله التی یفعلها بلا آلة، كذلك لا أول للآلة التی یفعل بها أفعاله، التی لا أول لها، التی من شأنها أن تكون آلة (ش، ته، 36، 20)

فاعل عام‌

- الفاعل الخاص ما ینفعل عنه شی‌ء واحد كالنار المحرقة لواحد، و العام ما ینفعل عنه كثیرون كالنار المحرقة للكثیرین (ر، م، 545، 7)

فاعل فی الشاهد

- إن الفاعل الواحد الذی وجد فی الشاهد یصدر عنه فعل واحد لیس یقال مع الفاعل الأول إلا باشتراك الاسم، و ذلك أن الفاعل الأول الذی فی الغائب فاعل مطلق، و الذی فی الشاهد فاعل مقیّد، و الفاعل المطلق لیس یصدر عنه إلا فعل مطلق، و الفعل المطلق لیس یختص بمفعول دون مفعول، و بهذا استدل أرسطاطالیس علی أن الفاعل للمعقولات الإنسانیة عقل متبرّئ عن المادة، أعنی من كونه یعقل كل شی‌ء، كذلك استدل علی العقل المنفعل أنه لا كائن و لا فاسد من قبل أنه یعقل كل شی‌ء (ش، ته، 113، 20)- الفاعل الذی فی الشاهد إنما فعله أن یغیّر الموجود من صفة إلی صفة، لا أن یغیّر العدم إلی الوجود، بل یحوّله: أعنی الموجود إلی الصورة و الصفة النفسیة التی ینتقل بها ذلك الشی‌ء من موجود ما إلی موجود ما مخالف له بالجوهر و الحدّ و الاسم و الفعل (ش، ته، 133، 18)- من وجود الفاعل فی الشاهد استدللنا علی وجود الفاعل فی الغائب. لكن لما تقرّر عندنا الغائب تبیّن لنا من قبل المعرفة بذاته أن كل ما سواه فلیس فاعلا إلا بإذنه و عن مشیئته (ش، م، 232، 5)

فاعل فی الغائب‌

- أما الفلاسفة من أهل الإسلام كأبی نصر و ابن سینا فلما سلّموا لخصومهم أن الفاعل فی الغائب كالفاعل فی الشاهد، و أن الفاعل الواحد لا یكون منه إلا مفعول واحد، و كان الأول عند الجمیع واحدا بسیطا، عسر علیهم كیفیة وجود الكثرة عنه حتی اضطرهم الأمر أن لم یجعلوا الأول هو المحرّك الحركة الیومیة، بل قالوا: إن الأول هو موجود بسیط صدر عنه محرّك الفلك الأعظم، و صدر عن محرّك الفلك الأعظم الفلك الأعظم و محرّك الفلك الثانی الذی تحت الأعظم إذ كان هذا المحرّك مركّبا من ما یعقل من الأول و ما یعقل من ذاته. و هذا خطأ علی أصولهم لأن العاقل و المعقول هو شی‌ء واحد فی العقل الإنسانی، فضلا عن العقول المفارقة (ش، ته، 113، 10)- إن الفاعل الواحد الذی وجد فی الشاهد یصدر عنه فعل واحد لیس یقال مع الفاعل الأول إلا باشتراك الاسم، و ذلك أن الفاعل الأول الذی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 580
فی الغائب فاعل مطلق، و الذی فی الشاهد فاعل مقیّد، و الفاعل المطلق لیس یصدر عنه إلا فعل مطلق، و الفعل المطلق لیس یختص بمفعول دون مفعول، و بهذا استدل أرسطاطالیس علی أن الفاعل للمعقولات الإنسانیة عقل متبرّئ عن المادة، أعنی من كونه یعقل كل شی‌ء، كذلك استدل علی العقل المنفعل أنه لا كائن و لا فاسد من قبل أنه یعقل كل شی‌ء (ش، ته، 113، 20)

فاعل قدیم‌

- كل فاعل قدیم عندهم (الفلاسفة) إن صدر عنه حادث بالذات، فلیس هو القدیم الأول عندهم. و فعله عندهم مستند إلی القدیم الأول، أعنی حضور فعل القدیم الذی لیس بأول یستند إلی القدیم الأول، علی الوجه الذی یستند المحدث إلی القدیم الأول، و هو الاستناد الذی هو بالكل لا بالأجزاء (ش، ته، 56، 26)

فاعل قریب‌

- الفاعل القریب هو الذی لا واسطة بینه و بین المعلول مثل الوتر لتحریك الأعضاء و البعید هو الذی بینه و بین المعلول واسطة مثل النفس لتحریك الأعضاء (ر، م، 544، 17)

فاعل كلّی‌

- الفاعل الجزئی هو العلّة الشخصیة أو النوعیة أو الجنسیة لمعلول شخصی أو نوعی أو جنسی و كل واحد منها فی مقابل نظیره، و الكلّی هو أن لا یوازی الشی‌ء بمثله مثل الطبیب بهذا العلاج أو الصانع للعلاج و فی المادة كذلك و فی الصورة (ر، م، 545، 16)

فاعل لا بإطلاق‌

- لا یشك أحد من الفلاسفة فی أن الإحراق الواقع فی القطن من النار مثلا، إن النار هی الفاعلة له لكن لا بإطلاق، بل من قبل مبدأ من خارج هو شرط فی وجود النار فضلا علی إحراقها، و إنما یختلفون فی هذا المبدأ ما هو:
هل هو مفارق؟ أو هو واسطة بین الحادث و المفارق سوی النار؟ (ش، ته، 295، 6)

فاعل للمعقولات الإنسانیة

- إن الفاعل الواحد الذی وجد فی الشاهد یصدر عنه فعل واحد لیس یقال مع الفاعل الأول إلا باشتراك الاسم، و ذلك أن الفاعل الأول الذی فی الغائب فاعل مطلق، و الذی فی الشاهد فاعل مقیّد، و الفاعل المطلق لیس یصدر عنه إلا فعل مطلق، و الفعل المطلق لیس یختص بمفعول دون مفعول، و بهذا استدل أرسطاطالیس علی أن الفاعل للمعقولات الإنسانیة عقل متبرّئ عن المادة، أعنی من كونه یعقل كل شی‌ء، كذلك استدل علی العقل المنفعل أنه لا كائن و لا فاسد من قبل أنه یعقل كل شی‌ء (ش، ته، 113، 22)

فاعل محدث‌

- الواحد بما هو واحد متقدّم علی كل مركّب، و هذا الفاعل الواحد إن كان أزلیا ففعله الذی هو إفادة جمیع الموجودات الوحدات التی بها صارت موجودة واحدة هو فعل دائم أزلی لا فی وقت دون وقت، فإن الفاعل الذی یتعلّق فعله بالمفعول فی حین خروجه من القوة إلی الفعل هو فاعل محدث ضرورة و مفعوله محدث ضرورة، و أما الفاعل الأول ففیه تعلّق بالمفعول علی الدوام و المفعول تشوبه القوة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 581
علی الدوام، فعلی هذا ینبغی أن یفهم الأمر فی الأول سبحانه مع جمیع الموجودات (ش، ته، 191، 13)

فاعل مركَّب‌

- الفاعل البسیط هو الشی‌ء الأحدیّ الذات و أحق العلل بذلك هو المبدأ الأول، و المركّب منه ما تكون مؤثّریته لاجتماع عدّة أمور أمّا متّفقة النوع كعدّة یحركون السفینة أو مختلفة النوع كالجوع الكائن من القوة الجاذبة و الحسّاسة (ر، م، 545، 21)

فاعل مطلق‌

- إن الفاعل الواحد الذی وجد فی الشاهد یصدر عنه فعل واحد لیس یقال مع الفاعل الأول إلا باشتراك الاسم، و ذلك أن الفاعل الأول الذی فی الغائب فاعل مطلق، و الذی فی الشاهد فاعل مقیّد، و الفاعل المطلق لیس یصدر عنه إلا فعل مطلق، و الفعل المطلق لیس یختص بمفعول دون مفعول، و بهذا استدل أرسطاطالیس علی أن الفاعل للمعقولات الإنسانیة عقل متبرّئ عن المادة، أعنی من كونه یعقل كل شی‌ء، كذلك استدل علی العقل المنفعل أنه لا كائن و لا فاسد من قبل أنه یعقل كل شی‌ء (ش، ته، 113، 21)

فاعل منفعل‌

- الموجود هو الذی من شأنه أن یفعل أو ینفعل، فكل ذات موجودة، فإمّا أن تكون فاعلة فقط، أو منفعلة فقط، أو فاعلة و منفعلة. فالمنفعلة فقط هی المادة الموضوعة لقبول الصورة و الفاعل فقط هو المعطی صورة كل ذی صورة، و الفاعل المنفعل هو المركّب من مادة و صورة یفعل بصورته و ینفعل لمادّته (تو، م، 285، 21)

فاعل واحد

- أما الفلاسفة من أهل الإسلام كأبی نصر و ابن سینا فلما سلّموا لخصومهم أن الفاعل فی الغائب كالفاعل فی الشاهد، و أن الفاعل الواحد لا یكون منه إلا مفعول واحد، و كان الأول عند الجمیع واحدا بسیطا، عسر علیهم كیفیة وجود الكثرة عنه حتی اضطرهم الأمر أن لم یجعلوا الأول هو المحرّك الحركة الیومیة، بل قالوا: إن الأول هو موجود بسیط صدر عنه محرّك الفلك الأعظم، و صدر عن محرّك الفلك الأعظم الفلك الأعظم و محرّك الفلك الثانی الذی تحت الأعظم إذ كان هذا المحرّك مركّبا من ما یعقل من الأول و ما یعقل من ذاته. و هذا خطأ علی أصولهم لأن العاقل و المعقول هو شی‌ء واحد فی العقل الإنسانی، فضلا عن العقول المفارقة (ش، ته، 113، 10)- إن الفاعل الواحد الذی وجد فی الشاهد یصدر عنه فعل واحد لیس یقال مع الفاعل الأول إلا باشتراك الاسم، و ذلك أن الفاعل الأول الذی فی الغائب فاعل مطلق، و الذی فی الشاهد فاعل مقیّد، و الفاعل المطلق لیس یصدر عنه إلا فعل مطلق، و الفعل المطلق لیس یختص بمفعول دون مفعول، و بهذا استدل أرسطاطالیس علی أن الفاعل للمعقولات الإنسانیة عقل متبرّئ عن المادة، أعنی من كونه یعقل كل شی‌ء، كذلك استدل علی العقل المنفعل أنه لا كائن و لا فاسد من قبل أنه یعقل كل شی‌ء (ش، ته، 113، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 582

فاعل و فعل‌

- أما الكرّامیة فیرون أن هاهنا ثلاثة أشیاء: فاعل و فعل و هو الذی یسمونه إیجادا، و مفعول و هو الذی به تعلّق الفعل. و كذلك یرون أن هاهنا معدما و فعلا یسمی إعداما و شیئا معدوما، و یرون أن الفعل هو شی‌ء قائم بذات الفاعل، و لیس یوجب عندهم حدوث مثل هذه الحال فی الفاعل أن یكون محدثا، لأن هذا من باب النسبة و الإضافة، و حدوث النسبة و الإضافة لا یوجب حدوث محلها، و إنما الحوادث التی توجب تغیّر المحل الحوادث التی تغیّر ذات المحل مثل تغیّر الشی‌ء من البیاض إلی السواد (ش، ته، 92، 18)

فاعل و مادة

- أسباب الشی‌ء التی یلزم عنها وجوده هی الصورة و الغایة: أما الصورة فلیس یصحّ أن تكون معلومة و النوع مجهولا، و أما الغایة فقد یصحّ ذلك فیها. إلا أن غایات الأنواع الخاصّة لیس شأن المعرفة الإنسانیة علی الأكثر إدراكها، و أما الفاعل و المادة فلیس یلزم عنهما باضطرار وجود النوع (ش، سط، 30، 8)

فاعل و مفعول‌

- إن الفعل و المفعول هو بالصورة واحد (ش، ت، 1183، 5)- إنه لما كان الفاعل إنما یعطی المعقول شبیه ما فی جوهره، و كان المفعول یلزم فیه أن یكون غیرا و ثانیا بالعدد، وجب ضرورة أحد أمرین:
إما أن یكون مغایرا له بالهیولی و ذلك لازم متی كان المفعول هو الفاعل بالنوع من غیر تفاضل بینهما فی الصورة، و إما أن تكون المغایرة التی بینهما فی التفاضل فی النوع الواحد و ذلك بأن یكون الفاعل فی ذلك النوع أشرف من المفعول. فإن المفعول لیس یمكن فیه أن یكون أشرف من الفاعل بالذات، إذ كانت ماهیّته إنما تحصل عن الفاعل (ش، ما، 155، 10)

فاعل و منفعل‌

- إن الفاعل و المنفعل ینبغی أن یكونا من جهة متغایرین و ضدّین و من جهة مشبهین. أما أضداد فمن جهة ما یفعل كل واحد منهما فی صاحبه، فإن الشبیه لا یفعل فی شبیهه و إلّا كان الشی‌ء محیلا ذاته و إنما یفعل الضدّ فی ضدّه، و أما الجهة التی یلزم عنها أن یكون شبیها فمن جهة قبول كل واحد منهما الفعل عن صاحبه فإن الضدّ لا یقبل ضدّه، و لذلك لیس تصیر الحرارة بردا و لا البرد حرّا بل الموضوع لهما هو الذی یصیر حارّا بعد أن كان بارد أو باردا بعد أن كان حارّا (ش، سك، 103، 7)

فاعلات بالطبع‌

- نشاهد الأشیاء الفاعلة المؤثّرة صنفین: صنف لا یفعل إلا شیئا واحدا فقط و ذلك بالذات مثل الحرارة تفعل حرارة و البرودة تفعل برودة و هذه هی التی تسمیها الفلاسفة فاعلات بالطبع.
و الصنف الثانی: أشیاء لها أن تفعل الشی‌ء فی وقت و تفعل ضده فی وقت آخر و هذه هی التی تسمیها مریدة و مختارة، و هذه إنما تفعل عن علم و رویّة (ش، ته، 98، 14)

فاعلات بالمجاز

- الفاعل الحق الذی لا ینفعل بتّة هو الباری، فاعل الكلّ، جلّ ثناؤه. و أمّا ما دونه، أعنی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 583
جمیع خلقه، فإنّها تسمّی فاعلات بالمجاز، لا بالحقیقة، أعنی أنّها كلّها منفعلة بالحقیقة (ك، ر، 183، 9)

فاعلات مریدة و مختارة

- نشاهد الأشیاء الفاعلة المؤثّرة صنفین: صنف لا یفعل إلا شیئا واحدا فقط و ذلك بالذات مثل الحرارة تفعل حرارة و البرودة تفعل برودة و هذه هی التی تسمیها الفلاسفة فاعلات بالطبع.
و الصنف الثانی: أشیاء لها أن تفعل الشی‌ء فی وقت و تفعل ضده فی وقت آخر و هذه هی التی تسمیها مریدة و مختارة، و هذه إنما تفعل عن علم و رویّة (ش، ته، 98، 15)

فحص ریاضی‌

- الفحص الریاضی … هو خاصّة ما لا هیولی له (ك، ر، 111، 4)- إنّ الفحص الریاضیّ إن لم یكن یهجم علی الحقّ من أوّل الأمر فإنّ الإنسان یكون به علی طریق الحقّ، و فی ذلك الوقت یخشی علیه الغلط أكثر ممّا یخشی علیه متی تعدّی الصناعة الریاضیّة إلی استعمال البراهین. فإنّ الإنسان لا یغلط عند استعمال البراهین أو لا یكاد یغلط. و أمّا ما دام فی الصناعة الریاضیّة فإنّه لا یؤمن أن یغلط، إذ كان إنّما یفحص بقوانین و طرق لم تتعقّب بعد بالطرق الیقینیّة (ف، ط، 79، 9)

فِراسة

- الفراسة معرفة ما فی الطبائع من الأمور الخفیة (ص، ر 3، 240، 19)

فرد

- إن الفرد لا یحدّ من دون العدد، و لا العدد من دون الكمّیة (ش، ت، 819، 3)- التعیّن أیضا جزء عقلی للشخص عند المحقّقین. فلیس أنّ فی الخارج موجودا هو النوع، مركّبا أو بسیطا، و آخر هو التعیّن. بل الموجود فی الخارج واحد هو الفرد، فیفصّله العقل عند ملاحظته إیّاه، إلی ماهیّة كلّیة مشتركة بینه و بین ما یماثله، و إلی أمر مخصوص به یتمیّز عمّا عداه. فزید مثلا هو الإنسان، و هو الحیوان، و هو الناطق، و هو ما به یتمیّز هو عمّا عداه، لا أنّ هناك موجودات متعدّدة متمایزة فی الخارج (ط، ت، 186، 4)

فردیة

- إنّ الزوجیة و الفردیة لیستا من الأمور الذاتیة لأنّهما مقولتان علی الأعداد المختلفة بالنوعیة.
فلو كانتا ذاتیّتین لبعض ما یدخل فیهما لكانتا ذاتیّتین لكل ما یدخل فیهما إذ لا مزیة لبعضها علی البعض. و لو كان كذلك لكنا لا نعرف عددا إلّا و نعرف بالبداهة أنّه زوج أو فرد و لیس كذلك، فإنّ العدد الكثیر لا نعرف فردیّته أو زوجیّته إلّا بالتأمّل و النظر فعرفنا أنّه لیس واحد منهما ذاتیا لما تحته (ر، م، 429، 2)- المفهوم من الزوجیة الانقسام بمتساویین و من الفردیة اللاانقسام و هو أمر عدمی (ر، م، 429، 9)

فِرَق و طوائف‌

- حدثت فرق ضالة، و أصناف مختلفة: كل واحد منهم یری أنه علی الشریعة الأولی، و أن من خالفه إما مبتدع، و إما كافر مستباح الدم و المال. و هذا كله عدول عن مقصد الشارع،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 584
و سببه ما عرض لهم من الضلال عن فهم مقصد الشریعة. و أشهر هذه الطوائف فی زماننا هذا أربعة: الطائفة التی تسمّی بالأشعریة، و هم الذین یری أكثر الناس الیوم أنهم أهل السنّة، و التی تسمّی بالمعتزلة، و الطائفة التی تسمّی بالباطنیة، و الطائفة التی تسمّی بالحشویة. و كل هذه الطوائف قد اعتقدت فی اللّه اعتقادات مختلفة، و صرفت كثیرا من ألفاظ الشرع عن ظاهرها إلی تأویلات نزّلوها علی تلك الاعتقادات و زعموا أنها الشریعة الأولی التی قصد بالحمل علیها جمیع الناس، و أن من زاغ عنها فهو إما كافر، و إما مبتدع. و إذا تؤمّلت جمیعها و تؤمّل مقصد الشرع ظهر أن جلّها أقاویل محدثة و تأویلات مبتدعة (ش، م، 133، 6)

فرقة أصحاب الرواق‌

- أمّا الفرقة المسمّاة من اسم الموضع الذی كان یعلم فیه الفلسفة ففرقة أصحاب (كروسیفس) و هم (أصحاب الرواق)، و إنّما سمّوا بذلك لأن تعلّمهم كان فی (رواق هیكل أثینیة) (ف، م، 4، 2)

فرقة الكلاب‌

- أمّا الفرقة التی سمّیت من تدبیر أصحابها و أخلاقهم ففرقة أصحاب (ذیوجانس) و یعرفون ب (الكلاب) لأنهم كانوا یرون اطراح الفرائض المفترضة فی المدن علی الناس و محبة أقاربهم و إخوانهم و بغضة غیرهم من سائر الناس، و إنما یوجد هذا الخلق للكلاب فقط (ف، م، 4، 5)

فرقة اللذة

- أمّا الفرقة التی سمّیت من الآراء التی كان یراها أهلها فی الغایة التی یقصد إلیها فی تعلّم الفلسفة فهی الفرقة المنسوبة إلی (أفیغورس) و أصحابه و تدعی (فرقة اللذة). و ذلك أن هؤلاء كانوا یرون أن غایة الفلسفة المقصود إلیها هی اللذة التی تتبع معرفتها (ف، م، 4، 13)

فرقة المانعة

- أمّا الفرقة المسمّاة من الآراء التی كان یراها أصحابها فی الفلسفة فهی الفرقة التی تنسب إلی (فورن) و أصحابه و تسمی (المانعة) لأنهم یرون منع الناس من العلم (ف، م، 4، 9)

فرقة المشائین‌

- أمّا الفرقة المسمّاة من الأفعال التی كانت تظهر من أصحابها (المشّاءون) و هم أصحاب (أرسطو) و (أفلاطون). و ذلك أن هذین كانا یعلّمان الناس و هم یمشون، كیما یرتاض البدن مع ریاضة النفس (ف، م، 4، 15)

فساد

- الكون و الفساد قد نصّ بهما أنّهما استحالة و نصّ بهما أنّ الكون نموّ و الفساد نقص (ف، ط، 100، 2)- یقال: ما الفساد؟ الجواب: خروج الشی‌ء من الفعل إلی القوة (تو، م، 311، 10)- الكون هو خروج الشی‌ء من العدم إلی الوجود أو من القوة إلی الفعل، و الفساد عكس ذلك (ص، ر 2، 10، 17)- إنّ الكون و الفساد هما ضدّان لا یجتمعان فی شی‌ء واحد فی زمان واحد، لأنّ الكون هو حصول الصورة فی الهیولی، و الفساد هو انخلاعها منها فإذا فسد شی‌ء منها فلا بدّ أن یتكوّن شی‌ء آخر (ص، ر 2، 51، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 585
- إنّ الكون هو قبول الهیولی و الصورة و خروجه من حیّز العدم، و الفساد هو خلق الصورة و خلعها من الهیولی (ص، ر 3، 361، 18)- إنّ الكون و الفساد و الاستحالة أمور مبتدأة، و لكل مبتدأة سبب و لا بدّ … من حركة مكانیة. فالحركة المكانیة هی مقرّبة الأسباب و مبعدتها، و مقویة الكیفیات و مضعفتها (س، شط، 192، 12)- المادة لا تخلو: إمّا أن تبقی خالیة عن الصورة، و هو محال. أو تلبس صورة أخری، فیكون ذلك كونا و فسادا، و هو محال، لأنّ الكون و الفساد من ضرورته قبول الحركة المستقیمة، فإنّه إنّما یقبل صورة تخالف الصورة الأولی بالطبع، فیستدعی مكانا غیر مكانه، فیتحرّك إلی ذلك المكان، حركة مستقیمة، كهیولی الهواء، فإنّه إذا خلع الصورة الهوائیة، و لبس صورة المائیة، لم یتصوّر ذلك إلّا بأن یتحرّك إلی حیّز الماء، حركة مستقیمة (غ، م، 275، 16)- الكون یقال لحدوث ما لا یقبل الأشدّ و الأضعف و الأقلّ و الأكثر و لا یحدث فی زمان، و الفساد لمقابله (بغ، م 1، 161، 18)- إنّ الفساد یقابل الكون و العدم یقابله الوجود.
و الكون وجود شی‌ء فی شی‌ء أعنی صورة فی هیولی، و الفساد یقابله و هو عدم شی‌ء من شی‌ء أعنی صورة من هیولی. فالفساد عدم أخصّ و الكون وجود أخصّ (بغ، م 2، 50، 12)- إذا كانت الأشیاء عددا لم یكن هنالك حركة أصلا، و إذا لم تكن حركة و لا استحالة و لا حركات سماویة مختلفة لم یمكن أن یكون هنالك كون و لا فساد (ش، ت، 106، 8)- إن ما یكون و یفسد له أسباب و تلك الأسباب آئلة و منتهیة و راجعة إلی سبب أول إذ كان لیس یمكن أن تمرّ أسباب الكائن و الفاسد إلی غیر نهایة. إلّا أن الفرق بینهما أن الفساد هو شی‌ء یكون باضطرار، و الكون لیس هو شی‌ء یكون باضطرار، و لو كان ذلك لكانت جمیع الأمور موجودة باضطرار. و لو كان ذلك كذلك لكان الكون شیئا موجودا فی جوهر الأشیاء التی فیها الكون مثل ما هو الفساد موجودا فی جوهرها (ش، ت، 735، 10)- أمّا الفساد، فعبارة عن خروج شی‌ء من الوجود إلی العدم دفعة واحدة، لا یسیرا یسیرا (سی، م، 93، 8)

فصل‌

- الجوهری لا یخلو من أن یكون جامعا أو مفرّقا، أما الجامع فالواقع علی أشیاء كثیرة یعطی كل واحد منها حدّه و اسمه، فهو یجمعها بذلك، و الواقع علی أشیاء كثیرة بأن یعطی كلّ واحد منها اسمه و حدّه: إمّا أن یقع علی أشخاص كالإنسان الواقع علی كل واحد من أوحاد الناس، أعنی علی كل شخص إنسانی، و هذا هو المسمّی صورة، إذ هی صورة واحدة واقعة علی كل واحد من هذه الأشخاص، و إمّا أن یقع علی صور كثیرة كالحی الواقع علی كل صورة من صور الحیّ، كالإنسان و الفرس، و هذا هو المسمّی جنسا، إذ هو بجنس واحد واقع كل واحد من هذه الصور. و أمّا الجوهری المفرّق، فهو الفارق بین حدود الأشیاء، كالناطق الفاصل لبعض الحیّ من بعض، و هذا هو المسمّی فصلا، لفصله بعض الأشیاء من بعض (ك، ر، 125، 19)- الجنس و الصورة و الشخص و الفصل جوهریة، و الخاصّة و العرض العام عرضیة: إمّا كلّا و إمّا جزءا، و إمّا مجتمعا و إما مفترقا (ك، ر،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 586
126، 12)- الفصل هو المقول علی كثیر، مختلفین بالنوع، منبئ عن أیّیّة الشی‌ء، فهو مقول علی كل واحد من أشخاص الأنواع التی یقال علیها الفصل، منبئ عن أیّیّتها، فهو كثیر من جهة الأنواع و الأشخاص التی تقال علیها تلك الأنواع، فالوحدة فیه أیضا لیست بحقیقیة، فهی فیه إذن بنوع عرضی، و العارض للشی‌ء من غیره، فالعرض أثر فی المعروض فیه، و الأثر من المضاف، فالأثر من مؤثّر، فالوحدة فی الفصل أثر من مؤثّر أیضا (ك، ر، 129، 12)- الجنس و الفصل حقیقتهما أن یعقلا معان مختلفة تكون لها لوازم یشترك الجمیع فی بعض تلك اللوازم و یختلف فی البعض. فاللوازم المشتركة فیها یسمّی جنسا و المختلفة فیها یسمّی فصلا و لوازم أو أعراضا (ف، ت، 19، 4)- الفصل لا مدخل له فی ماهیّة الجنس فإن دخل ففی إنّیته، أعنی أن طبیعة الجنس یتقوّم بالفعل بذلك الفصل كالحیوان مطلقا إنما یصیر موجودا بأن یكون ناطقا و عجما لا یصیر له ماهیّة الحیوان بأنه ناطق (ف، ف، 4، 8)- إنّ الفصل أكمل تعریفا بما هو النوع المسئول عنه من الجنس، و أنّه لا بدّ من كلیهما (ف، حر، 185، 16)- الفصل و الخاصة و العرض فهی ألفاظ دالّة علی الصفات التی یوصف بها الأجناس و الأنواع و الأشخاص (ص، ر 1، 314، 11)- إنّ الفصل بالحقیقة لیس هو مثل النطق و الحسّ، فإنّ ذلك غیر محمول علی شی‌ء إلّا علی ما لیس فصلا له، بل نوعا مثل اللمس للحسّ … أو شخصا مثل حمل النطق علی نطق زید و عمرو (س، شأ، 230، 4)- أما الفصل فإنّه لا یشارك الجنس الذی یحمل علیه فی الماهیّة فیكون إذن انفصاله عنه بذاته.
و یشارك النوع علی أنّه جزء منه فیكون انفصاله عنه لطبیعة الجنس التی هی فی ماهیّة النوع و لیست فی ماهیّة الفصل (س، شأ، 233، 7)- الجنس و الفصل فی الحدّ أیضا من حیث كل واحد منهما هو جزء للحدّ من حیث هو حدّ، فإنّه لا یحمل علی الحدّ و لا الحدّ یحمل علیه، فإنّه لا یقال للحدّ أنّه جنس و لا فصل و لا بالعكس، فلا یقال لحدّ الحیوان إنّه جسم و لا أنّه ذو حسّ و لا بالعكس (س، شأ، 241، 1)- إنّ الفصل لا یدخل فی حقیقة الجنس، و ماهیّة المعنی الكلّی العام البتّة. و إنّما یدخل فی وجوده (غ، م، 180، 2)- أمّا الفصل فهو الحدّ بالقوة كما یقال أنّ الكل فیه أجزاؤه بالقوّة (ج، ن، 35، 9)- الذاتیّ العامّ- الذی لیس بجزء لذاتیّ عامّ آخر- للحقیقة الكلّیّة التی یتغیّر بها جواب" ما هو؟" یسمّی الجنس، و الذاتیّ الخاصّ بالشی‌ء سمّوه فصلا (سه، ر، 20، 14)- كل فصل فی الجنس یوجب نوعا غیر النوع الذی یوجبه فصل آخر فی ذلك الجنس فإن الجنس هو موجود لكلیهما … و لهذه العلّة توجد جمیع الأضداد التی هی فی مقولة واحدة هی التی تختلف بالصورة لا بالجنس، مثل الأبیض و الأسود و الحلو و المرّ التی هی فی الكیف و هذه تخالف بعضها بعضا أكثر من سائر المختلفات أی التی توجد فی موضوع واحد (ش، ت، 1369، 5)- الفصل من شروط وجود الجنس من جهة ما هو بالقوة، فلیس یوجد عریّا من الفصل، فمقارنة كل واحد منهما صاحبه بجهة ما شرط فی وجود الآخر، و الشی‌ء بعینه لا یمكن أن یكون علّة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 587
لشرط وجوده فله ضرورة علّة هی التی أفادته الوجود بل قرنت الشرط بالمشروط فیه (ش، ته، 213، 24)- إنّ الفصل خارج عن ماهیّة الجنس و إلّا لم یكن مقسّما له و علّة لوجوده، و إلّا فلا یكون بینه و بین العوارض فرق (ر، م، 28، 11)- الفصل عبارة عن كمال الممیّز الذاتی (ر، م، 65، 18)- (الفصل) یجب أن یكون مقسّما و إلّا لم یكن فصلا (ر، م، 69، 12)- الفصل كلّی یحمل علی الشی‌ء فی جواب أیّ شی‌ء هو فی جوهره كالناطق و الحسّاس، فالكلّی جنس یشتمل سائر الكلّیّات. و بقولنا یحمل علی الشی‌ء فی جواب أیّ شی‌ء هو یخرج النوع و الجنس و العرض العامّ لأنّ النوع و الجنس یقالان فی جواب ما هو لا فی جواب أیّ شی‌ء هو، و العرض العامّ لا یقال فی الجواب أصلا. و بقولنا فی جوهره یخرج الخاصّة لأنّها و إن كانت ممیّزة للشی‌ء لكن لا فی جوهره و ذاته و هو قریب إن میّز الشی‌ء عن مشاركاته فی الجنس القریب كالناطق للإنسان أو بعید إن میّزه عن مشاركاته فی الجنس البعید كالحسّاس للإنسان. و الفصل فی اصطلاح أهل المعانی ترك عطف بعض الجمل علی بعض بحروفه، و الفصل قطعة من الباب مستقلّة بنفسها منفصلة عمّا سواها (جر، ت، 173، 18)- الجنس و الفصل جزءان عقلیان للماهیة المركّبة فی العقل، كالإنسان مثلا، فإنّه لیس فی الخارج شی‌ء موجود هو الحیوان، الذی هو جنسه، و آخر هو الناطق، الذی هو فصله، یكون مجموعهما الإنسان. و إلّا لامتنع حمل أحدهما علی الآخر. إذ المتمایزان بالوجود الخارجی لا یمكن حمل أحدهما علی الآخر، و لو كان بینهما أی اتّصال، یمكن (ط، ت، 185، 11)

فصل أخیر من نوع‌

- إن الفصل الأخیر من نوع نوع هو جوهر ذلك النوع و حدّه، و إن ما قبله لیس بجوهر خاص له و لا هو شی‌ء موجود خارج النفس بالفعل (ش، ت، 956، 3)

فصل مقوِّم‌

- الفصل المقوّم عبارة عن جزء داخل فی الماهیّة كالناطق مثلا فإنّه داخل فی ماهیّة الإنسان و مقوّم لها إذ لا وجود للإنسان فی الخارج و الذهن بدونه (جر، ت، 174، 9)

فصول‌

- إنّ بالفصول تنقسم الأجناس فتصیر أنواعا و بها تحدّ الأنواع لأنّها مركّبة منها (ص، ر 1، 315، 16)- إنّ الأجناس و الفصول الذاتیة للشی‌ء الواحد لیست فی القوة غیر متناهیة (س، ف، 82، 13)

فصول الأشیاء

- إن فصول بعض الأشیاء تكون من العدم (ش، ت، 1042، 3)- فصول بعض الأشیاء تكون من قبل موادّها أعنی الفصول الأخیرة، و الصورة هی التی من أجلها الكون لا المادّة (ش، ت، 1048، 3)

فصول أشیاء جوهریة

- إن الأشیاء إنما تكثر عند الفلاسفة بالفصول
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 588
الجوهریة، و أما اختلاف الأشیاء من قبل أعراضها، فلیس یوجب عندهم اختلافا فی الجوهر، كمیة كانت، أو كیفیة، أو غیر ذلك من أنواع المقولات (ش، ته، 148، 11)- فصول الأشیاء الجوهریة كثیرة و أن منها ما یوجد فی الجوهر، و منها ما یوجد فی الكم و الكیف، و بالجملة فی واحدة من المقولات العشر، لأن كثیرا ما یعرض أن تخفی فصول الجواهر الطبیعیة فتقام الأعراض الخاصة بها مقام فصولها، مثل الشكل و الوضع و الترتیب و غیر ذلك من الأعراض (ش، ما، 85، 8)

فصول الجنس‌

- فصول الجنس هی علّة الجنس، سواء أنزلت للجنس وجودا غیر ماهیته أو ماهیّة نفس وجوده (ش، ته، 218، 4)

فصول ذاتیة جوهریة

- إنّ الصفات ثلاثة: فمنها صفات إذا بطلت بطل وجدان الموصوف معه فتسمّی فصولا ذاتیة جوهریة مثل حرارة النار و رطوبة الماء و یبوسة الحجر و ما شاكلها … و منها صفات إذا بطلت لم یبطل وجدان الموصوف و لكنها بطیئة الزوال مثل سواد القیر و بیاض الثلج و حلاوة العسل و رائحة المسك و الكافور و ما شاكلها من الصفات البطیئة الزوال … فمثل هذه الصفات تسمّی خاصیّة. و منها صفات سریعة الزوال تسمّی عرضا مثل حمرة الخجل و صفرة الوجل و مثل القیام و القعود و النوم و الیقظة و ما شاكل هذه من الصفات یسمّی عرضا لأنّها تعرض لشی‌ء و تزول عنه من غیر زواله، و سمّیت الصفات البطیئة الزوال خاصیّة لأنّها صفات تختصّ بنوع دون سائر الأنواع (ص، ر 1، 314، 13)

فصول المتوسطات‌

- إن فصول المتوسّطات: إما أن تكون هی هی فصول الأضداد الأول، و إما أن تكون متوسّطة فیما بین الأضداد إلّا أن فصولها لیست فصول الأضداد الأول، فإذا هی متوسّطة فیما بین فصول الأضداد الأول. مثال ذلك إن المتوسّط بین الأبیض و الأسود إما أن یكون أبیض أو أسود أو متوسّط بینهما (ش، ت، 1358، 11)

فصول منوّعة

- الفصول المنوّعة لا سبیل إلی معرفتها البتة و إدراكها و إنما یدرك لازم من لوازمها فلا سبیل إلی معرفة ما یفصل النفس النباتیة عن النفس الحیوانیة و عن الناطقة. و الأشیاء التی یؤتی بها علی أنها فصل فإنها تدل علی الفصل و هی لوازمها و ذلك كالناطق فإنه شی‌ء یدل علی الفصل المقوّم للإنسان و هو معنی أوجب له أن یكون ناطقا. و التحدید بمثل هذه الأشیاء یكون رسوما لا حدودا حقیقیة، و كذلك ما تتمیّز به الأشخاص و ما تتمّ به الأمزجة (ف، ت، 20، 7)

فضائل خلقیة

- إن كانت الفضائل الخلقیة إنما یمكن أن تحصل موجودة بعد أن صیّرتها الفضیلة النظریة معقولة بأن تمیّزها الفضیلة الفكریة و تستنبط أعراضها التی تصیر معقولاتها موجودة باقتران تلك الأعراض بها، فالفضیلة الفكریة إذن سابقة للفضائل الخلقیة (ف، س، 26، 19)- إنّ الفضائل الخلقیة ثلاث: الشجاعة و العفّة و الحكمة و مجموعها العدالة (ر، م،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 589
385، 21)

فضائل فكریة

- أمّا الفضائل الفكریة فمنها عملیة و منها نظریة.
و العملیة علی الإیجاز مهن و قوی … و أمّا القوی فكالطّب و الملاحة و الفلاحة و الخطابة وقود الجیوش (ج، ر، 136، 14)

فضائل نظریة

- الفضائل النظریة هی العلوم التی الغرض الأقصی منها أن تحصل الموجودات و التی یحتوی علیها معقوله مبتغیاتها فقط. و هذه العلوم: منها ما یحصل للإنسان منذ أول أمره من حیث لا یشعر و لا یدری كیف و من أین حصلت و هی العلوم الأول، و منها ما یحصل بتأمّل و عن فحص و استنباط و عن تعلیم و تعلم (ف، س، 2، 5)

فضائل نفسانیة

- أمّا الفضائل النفسانیة … خادمة و معدّة لأن یفعل عنها، إلّا أنّها توصف بأنّها تشرّف الموضوع و لا یشرّفها، و لذلك یظنّ بأنّها الغایة القصوی (ج، ر، 134، 8)

فضیلة خلقیة

- الفضیلة الخلقیة لا تفارق (الفضیلة) الفكریة (ف، س، 27، 11)

فضیلة خلقیة عظمی‌

- الفضیلة النظریة و الفضیلة الفكریة العظمی و الفضیلة الخلقیة العظمی و الصناعة العلمیّة العظمی إنما سبیلها أن تحصل فیمن أعد لها بالطبع و هم ذو و الطبائع الفائقة العظیمة القوة جدّا (ف، س، 29، 5)

فضیلة العلوم و الصناعات‌

- فضیلة العلوم و الصناعات إنما تكون بإحدی ثلاث: إمّا بشرف الموضوع، و إمّا باستقصاء البراهین، و إمّا بعظم الجدوی الذی فیه، سواء كان منتظرا أو محتضرا. أمّا ما یفضل علی غیره لعظم الجدوی الذی فیه فكالعلوم الشرعیة و الصنائع المحتاج إلیها فی زمان زمان و عند قوم قوم. و أمّا ما یفضل علی غیره لاستقصاء البراهین فیه فكالهندسة. و أما ما یفضل علی غیره لشرف موضوعه فكعلم النجوم. و قد تجتمع الثلاثة كلها أو الاثنان منها فی علم واحد كالعلم الإلهی (ف، فض، 1، 4)

فضیلة فكریة

- تنقسم القوة الفكریة هذه القسمة فتكون الفضیلة الفكریة هی التی تستنبط بما هو أنفع فی غایة ما فاضلة. و أما القوة الفكریة التی یستنبط بها ما هو أنفع فی غایة هی شر فلیست هی فضیلة فكریة بل ینبغی أن تسمّی بأسماء أخر (ف، س، 21، 5)- الفضیلة الفكریة منها ما یقتدر به علی جودة الاستنباط لما هو أنفع فی غایة فاضلة مشتركة لأمم أو لأمة أو لمدینة عند وارد مشترك. فلا فرق بین أن یقال أنفع فی غایة فاضلة و بین أن یقال أنفع و أجمل، فإن الأنفع الأجمل هو بالضرورة لغایة فاضلة و الأنفع فی غایة فاضلة هو الأجمل فی تلك الغایة. فهذه الفضیلة الفكریة هی فضیلة فكریة مدنیة و هذه المشتركة ربما كانت ما سبیلها أن تبقی و توجد مدة طویلة (ف، س، 21، 9)- إنّ الفضیلة الفكریة التی لا تستنبط إلّا مع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 590
الأجمل المشترك لأمم أو لأمة أو لمدینة أو كان شأن ما یستنبط أن یبقی علیهم مدّة طویلة أو تكون متبدّلة فی مدّة قصیرة فهی فضیلة فكریة مدنیة (ف، س، 21، 16)- أما الفضیلة الفكریة التی إنما یستنبط بها ما یتبدل فی مدد قصار فهی القوة علی أصناف التدبیرات الجزئیة الزمنیة عند الأشیاء الواردة التی ترد أوّلا فأوّلا علی الأمم أو علی الأمّة أو علی المدینة و هذه الثانیة تتلو الأول (ف، س، 22، 3)- قد تنقسم الفضیلة إلی أجزاء صغار من هذه مثل الفضیلة الفكریة التی یستنبط بها ما هو الأنفع و الأجمل معا فی عرض صناعة أو فی عرض عرض حادث فی وقت وقت، فتكون أقسامها علی عدد أقسام الصنائع و علی عدد أقسام الحرف. و أیضا فإن هذه القوة تنقسم أیضا فی أن یجود استنباط الإنسان بها ما هو أنفع و أجمل فی غایة تخصّه عند وارد یخصّه هو فی نفسه، و تكون قوة فكریة یستنبط بها ما هو أنفع و أجمل فی غایة فاضلة تحصل لغیره. فهذه فضیلة فكریة مشوریة (ف، س، 22، 11)- لما كانت الفضیلة الفكریة التی یستنبط بها ما هو أنفع و أجمل فی الغایات المشتركة عند الوارد المشترك للأمم أو للأمة أو للمدینة منها فیما كان منها لا یتبدّل إلّا فی مدد طویلة لما كانت أكمل رئاسة و أعظم قوة، كانت الفضائل المقرونة بها أكملها كلّها رئاسة و أعظمها كلّها قوة (ف، س، 23، 16)- إن مزمعا أن یكون الذی له الفضیلة الفكریة إنما یستنبط المتبدّلات من الأعراض و الأحوال فی المعقولات التی معرفته بها تبصرة نفسه و علم نفسه حتی لا یكون ما یستنبط یستنبطه فیما عسی أن لا یكون صحیحا أن تكون الفضیلة الفكریة غیر مفارقة للفضیلة النظریة. فتكون الفضیلة النظریة و الفضیلة الفكریة الرئیسة و الفضیلة الخلقیة الرئیسة و الصناعة الرئیسة غیر مفارق بعضها بعضا و إلّا احتلّت هذه الآخرة و لم تكن كاملة و لا الغایة فی الرئاسة (ف، س، 26، 13)- إن كانت الفضائل الخلقیة إنما یمكن أن تحصل موجودة بعد أن صیّرتها الفضیلة النظریة معقولة بأن تمیّزها الفضیلة الفكریة و تستنبط أعراضها التی تصیر معقولاتها موجودة باقتران تلك الأعراض بها، فالفضیلة الفكریة إذن سابقة للفضائل الخلقیة (ف، س، 27، 3)- الفضیلة الخلقیة لا تفارق (الفضیلة) الفكریة (ف، س، 27، 11)

فضیلة فكریة جهادیة

- أما القوة التی یستنبط بها ما هو أنفع و أجمل أو ما هو أنفع فی غایة ما فاضلة لطائفة من أهل المدینة أو لأهل منزل فإنها فضائل فكریة منسوبة إلی تلك الطائفة مثل أنها فضیلة فكریة منزلیة أو فضیلة فكریة جهادیة. و هذه أیضا تنقسم إلی ما سبیله أن لا یتبدّل إلّا فی مدد طوال و إلی ما یتبدّل فی مدد قصار (ف، س، 22، 8)

فضیلة فكریة عظمی‌

- الفضیلة النظریة و الفضیلة الفكریة العظمی و الفضیلة الخلقیة العظمی و الصناعة العلمیّة العظمی إنما سبیلها أن تحصل فیمن أعدّ لها بالطبع و هم ذوو الطبائع الفائقة العظیمة القوة جدّا (ف، س، 29، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 591

فضیلة فكریة مدنیة

- الفضیلة الفكریة منها ما یقتدر به علی جودة الاستنباط لما هو أنفع فی غایة فاضلة مشتركة لأمم أو لأمة أو لمدینة عند وارد مشترك. فلا فرق بین أن یقال أنفع فی غایة فاضلة و بین أن یقال أنفع و أجمل، فإن الأنفع الأجمل هو بالضرورة لغایة فاضلة و الأنفع فی غایة فاضلة هو الأجمل فی تلك الغایة. فهذه الفضیلة الفكریة هی فضیلة فكریة مدنیة و هذه المشتركة ربما كانت ما سبیلها أن تبقی و توجد مدة طویلة (ف، س، 21، 14)- إنّ الفضیلة الفكریة التی لا تستنبط إلّا مع الأجمل المشترك لأمم أو لأمة أو لمدینة أو كان شأن ما یستنبط أن یبقی علیهم مدّة طویلة أو تكون متبدّلة فی مدّة قصیرة فهی فضیلة فكریة مدنیة (ف، س، 21، 18)

فضیلة فكریة مشوریة

- قد تنقسم الفضیلة إلی أجزاء صغار من هذه مثل الفضیلة الفكریة التی یستنبط بها ما هو الأنفع و الأجمل معا فی عرض صناعة أو فی عرض عرض حادث فی وقت وقت، فیكون أقسامها علی عدد أقسام الصنائع و علی عدد أقسام الحرف. و أیضا فإن هذه القوة تنقسم أیضا فی أن یجود استنباط الإنسان بها ما هو أنفع و أجمل فی غایة تخصّه عند وارد یخصّه هو فی نفسه، و تكون قوة فكریة یستنبط بها ما هو أنفع و أجمل فی غایة فاضلة تحصل لغیره. فهذه فضیلة فكریة مشوریة (ف، س، 22، 17)

فضیلة فكریة منزلیة

- أما القوة التی یستنبط بها ما هو أنفع و أجمل أو ما هو أنفع فی غایة ما فاضلة لطائفة من أهل المدینة أو لأهل منزل فإنها فضائل فكریة منسوبة إلی تلك الطائفة مثل أنها فضیلة فكریة منزلیة أو فضیلة فكریة جهادیة. و هذه أیضا تنقسم إلی ما سبیله أن لا یتبدّل إلّا فی مدد طوال و إلی ما یتبدّل فی مدد قصار (ف، س، 22، 8)

فضیلة نظریة

- الفضیلة النظریة و الفضیلة الفكریة العظمی و الفضیلة الخلقیة العظمی و الصناعة العلمیّة العظمی إنما سبیلها أن تحصل فیمن أعدّ لها بالطبع و هم ذوو الطبائع الفائقة العظیمة القوة جدّا (ف، س، 29، 4)

فطرة فائقة

- إنّ الفطرة الفائقة هی الفطرة التی ینال بها العلم النظری (ج، ر، 128، 9)

فطور

- حدوث العالم لیس هو مثل الحدوث الذی فی الشاهد، و إنما أطلق علیه لفظ الخلق و لفظ الفطور. و هذه الألفاظ تصلح لتصوّر المعنیین، أعنی لتصوّر الحدوث الذی فی الشاهد، و تصوّر الحدوث أو القدم بدعة فی الشرع، و موقع فی شبهة عظیمة تفسد عقائد الجمهور، و بخاصّة الجدلیین منهم (ش، م، 206، 5)

فعل‌

- أمّا بالفعل فلیس یمكن أن یكون شی‌ء لا نهایة له (ك، ر، 116، 18)- الفعل- تأثیر فی موضوع قابل للتأثیر، و یقال:
هو الحركة التی من نفس المتحرّك (ك، ر، 166، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 592
- الفعل متناه بتناهی القوة (ك، ر، 196، 5)- أمّا تركیب جوهر مع كیفیة فكفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة، و كالمنفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة (ك، ر، 371، 9)- الفعل … و الانفعال … إنّما یكونان فی الكیفیّات المحسوسة (ف، ط، 100، 17)- الفعل یقال علی ما ینقضی، و العمل یقال علی الآثار التی تثبت فی الذوات بعد انقضاء الحركة (تو، م، 280، 4)- الفعل أیضا یعمّ كل معنی صادر عن ذات، و حدّ الفعل أنّه كیفیّة صادرة عن ذات، و الانفعال كیفیّة واردة علی ذات (تو، م، 280، 5)- یقال: ما الفعل؟ الجواب: هو تأثیر فی موضع قابل للتأثیر، و أیضا هو الحركة التی تكون من نفس المحرّك، و القابل عنه (تو، م، 314، 7)- الفعل مثل ضرب یضرب و عقل یعقل و هو كل لفظة دالّة علی معنی فی زمان (ص، ر 1، 331، 19)- إن قیل ما الفعل؟ فیقال أثر من مؤثّر (ص، ر 3، 360، 19)- سمّوا (الفلاسفة) الشی‌ء الذی وجوده فی حدّ الإمكان موجودا بالقوة، و سمّوا إمكان قبول الشی‌ء و انفعاله قوة انفعالیة، ثم سمّوا تمام هذه القوة فعلا و إن لم یكن فعلا، بل انفعالا، مثل تحرّك أو تشكّل أو غیر ذلك (س، شأ، 171، 17)- إنّ الفعل فی التصوّر و التحدید قبل القوة، لأنّك لا یمكنك أن تحدّ القوة إلّا أنّها للفعل و أما الفعل فإنّك لا تحتاج فی تحدیده و تصویره أنّه للقوة. فإنّك تحدّ المربّع و تعقله من غیر أن یخطر ببالك قوة قبوله، و لا یمكنك أن تحدّ القوة علی التربیع إلّا أن تذكر المربّع لفظا أو عقلا و تجعله جزء حدّه (س، شأ، 184، 12)- إنّ الفعل قبل القوة بالكمال و الغایة، فإنّ القوة نقصان و الفعل كمال، و الخیر فی كل شی‌ء إنّما هو مع الكون بالفعل (س، شأ، 184، 15)- إنّ الفعل بالحقیقة أقدم من القوة، و أنّه هو المتقدّم بالشرف و التمام (س، شأ، 185، 16)- فی مفهوم الفعل وجود و عدم (س، أ 2، 63، 3)- الفعل … معناه الموجود المحصّل (غ، م، 200، 21)- إنّ من فهم من الفعل أن یكون موجودا بالفاعل، فلیفهم من الفاعل أن یكون علّة للوجود لا لصیرورته موجودا. و ما هو علّة وجود أمر، زائد علی ذاته، فهو فاعل (غ، م، 209، 10)- من ضرورة الفعل أن یكون حادثا و أن یكون له أوّل (غ، ت، 70، 16)- الفعل جنس، و ینقسم إلی ما یقع بآلة و إلی ما یقع بغیر آلة، فكذلك هو جنس، و ینقسم إلی ما یقع بالطبع و إلی ما یقع بالاختیار (غ، ت، 79، 18)- إنّما المعنی بالفعل و الصنع ما یصدر عن الإرادة حقیقة (غ، ت، 82، 8)- معنی الفعل إخراج الشی‌ء من العدم إلی الوجود بإحداثه (غ، ت، 82، 18)- إنّ الفعل یتعلّق بالفاعل من حیث حدوثه، لا من حیث عدمه السابق، و لا من حیث كونه موجودا فقط، فإنّه لا یتعلّق به فی ثانی حال الوجود عندنا- و هو موجود- بل یتعلّق به فی حال حدوثه، من حیث إنّه حدوث و خروج من العدم إلی الوجود، فإن نفی عنه معنی الحدوث لم یعقل كونه فعلا، و لا عقل تعلّقه بالفاعل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 593
(غ، ت، 84، 4)- قلنا: لا نحیل (الغزالی) أن یكون الفعل مع الفاعل بعد كون الفعل حادثا، كحركة الماء، فإنّها حادثة عن عدم، فجاز أن یكون فعلا، ثم سواء كان متأخرا عن ذات الفاعل أو مقارنا له.
و إنّما نحیل الفعل القدیم، فإنّ ما لیس حادثا عن عدم فتسمیته فعلا مجاز مجرّد لا حقیقة له (غ، ت، 85، 5)- إنّ الفعل قسمان: إرادی، كفعل الحیوان و الإنسان. و طبیعی، كفعل الشمس فی الإضاءة، و النار فی التسخین، و الماء فی التبرید. و إنّما یلزم العلم بالفعل فی الفعل الإرادی كما فی الصناعات البشریة، و أمّا فی الفعل الطبیعی فلا (غ، ت، 137، 8)- إنّ الفعل یصدر عن الذات بحسب الحالات و الصفات، الجود عن الجوّاد و القدرة عن القادر و الحكمة عن الحكیم (بغ، م 2، 102، 1)- الموجود أیضا ینقسم إلی ما بالفعل، و هو ما حصل وجوده، و إلی ما بالقوة، و هو ما لم یحصل بعد إلّا أنّه ممكن له الحصول، فمنها قوة قریبة و أخری بعیدة و إن كان قد تقال القوة علی المعنی الذی به یتهیّأ الفاعل للفعل، و القابل للقبول، فیقال: قوة فعلیة و أخری انفعالیة، فلمّا لم یكن لعموم فیكون لخصوص (سه، ل، 128، 18)- إن الفعل یجعل الواحد منفصلا أو اثنین، و لذلك لم یمكن أن یكون واحد من اثنین بالفعل لأن الواحد متصل و الفعل یفصل (ش، ت، 972، 1)- إن الفعل و الصور لا توجد من دون العناصر مثل الذین یحدّون البیت بأنه إناء یستر أموالا و أجساما أو غیر ذلك من الأشیاء التی أعدّ البیت لیسترها، فإن هؤلاء إنما یحدّون البیت الذی فی غیر عنصر (ش، ت، 1050، 15)- الذی بالفعل هو أن یكون الشی‌ء لا علی الحال التی نقول إنه بالقوة (ش، ت، 1159، 4)- إن الفعل قبل القوة بالحدّ و الجوهر، فالذی هو مبدأ بالقوة هو الذی من شأنه أن یصیر إلی الفعل عن شی‌ء هو بالفعل (ش، ت، 1180، 6)- الفعل متقدّم بالوجود علی القوة إما عند الطبیعة و إما عند الصناعة، فإن الذی یقوی أن یبنی هو الذی عنده صورة المبنی، و كذلك الذی یبصر هو الذی فیه استعداد لقبول المبصر (ش، ت، 1180، 8)- لما كانت القوة عدما و الفعل وجودا وجب أن یكون الوجود متقدّما علی العدم و أن یكون الذی یفعل متقدّما بالزمان علی المفعول (ش، ت، 1180، 11)- لكون الفعل متقدّما علی القوة بالزمان یظن أنه لا یمكن أن تحصل صناعة البناء لمن لم یبن قط و لا صناعة ضرب العود لمن لم یضرب بالعود قط … إنه لا سبیل إلی تعلّم صناعة من الصنائع إلّا بمزاولة أفعال تلك الصناعة. و ذلك كله مما یشهد أن الفعل قبل القوة بالزمان (ش، ت، 1183، 9)- أما الفعل فسبیل و غایة إلیها یصیر المتكوّن (ش، ت، 1188، 8)- إن الفعل هو عمل و العمل هو تمام العامل و كماله … و الدلیل علی أن الفعل هو من جنس العمل أن اسم الفعل یقال علی العمل فی لسان الیونانیة و یدل علی ما یدل علیه التمام و الكمال (ش، ت، 1193، 12)- إن الفعل و العمل هو الغایة و المقصود من الموجودات (ش، ت، 1194، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 594
- إن الفعل هو الصورة (ش، ت، 1197، 11)- الفعل أیضا الذی هو المحرّك یوجد متقدّما بالزمان علی المتحرّك و یرتقی ذلك إلی تحرّك أول و محرّك أول لیس فیه قوة أصلا (ش، ت، 1198، 2)- إن الفعل الذی هو خیر أفضل من القوة علیه (ش، ت، 1211، 4)- إن القوة هی قوة علی الشی‌ء و علی ضده و أحد الضدین و لا بد شر. فالقوة الجیدة یشوبها الشر، و أما الفعل الجید فلیس یشوبه شر أصلا و هو الفعل الذی قایس بینه و بین القوة التی هی خیر مثال، ذلك إن القابل للصحة هو بعینه القابل للمرض و هی مثلا الأخلاط الأربعة (ش، ت، 1211، 9)- إن الفعل یرجع إلی الصورة التی هی مفارقة أو إلی المجموع من الهیولی و الصورة و العدم بمنزلة الظلمة التی هی من الهواء و من عدم الضوء، و بمنزلة المرض الذی هو من البدن و عدم الصحة (ش، ت، 1539، 10)- قولنا: كل ما مضی فقد دخل فی الوجود یفهم منه معنیان. أحدهما: إن كل ما دخل فی الزمان الماضی فقد دخل فی الوجود و هو صحیح، و أما ما مضی مقارنا للوجود الذی لم یزل أی لا ینفك عنه فلیس یصحّ أن نقول قد دخل فی الوجود لأن قولنا فیه قد دخل ضد لقولنا أنه مقارن للوجود الأزلی، و لا فرق فی هذا بین الفعل و الوجود، أعنی من سلّم إمكان وجود موجود لم یزل فیما مضی فقد ینبغی أن یسلّم أن هاهنا أفعالا لم تزل قبل فیما مضی، و أنه لیس یلزم أن تكون أفعاله و لا بد قد دخلت فی الوجود، كما لیس یلزم فی استمرار ذاته فیما مضی أن یكون قد دخل فی الوجود (ش، ته، 86، 27)- إطلاق اسم الحدوث علی العالم كما أطلقه الشرع أخصّ به من إطلاق الأشعریة لأن الفعل بما هو فعل فهو محدث، و إنما یتصوّر القدم فیه لأن هذا الإحداث و الفعل المحدث لیس له أول و لا آخر (ش، ته، 87، 6)- الأشیاء التی تسمّی حیة عالمة هی الأشیاء المتحرّكة من ذاتها بحركات محدودة نحو أغراض و أفعال محدودة تتولّد عنها أفعال محدودة، و لذلك قال المتكلمون: إن كل فعل فإنما یصدر عن حی عالم، فإذا حصل له هذا الأصل و هو أن كل ما یتحرّك حركات محدودة فیلزم عنها أفعال محدودة منتظمة فهو حیوان عالم، و أضاف إلی ذلك ما هو مشاهد بالحس، و هو أن السماوات تتحرّك من ذاتها حركات محدودة یلزم عن ذلك فی الموجودات التی دونها أفعال محدودة و نظام و ترتیب به قوام ما دونها من الموجودات تولّد أصل ثالث لا شك فیه، و هو أن السماوات أجسام حیّة مدركة (ش، ته، 117، 14)- الفاعل قد یلفی صنفین: صنف یصدر منه مفعول یتعلّق به فعله فی حال كونه، و هذا إذا تم كونه استغنی عن الفاعل، كوجود البیت عن البناء. و الصنف الثانی إنما یصدر عنه فعل فقط و یتعلّق بمفعول لا وجود لذلك المفعول إلا بتعلّق الفعل به، و هذا الفاعل یخصّه أن فعله مساوق لوجود ذلك المفعول، أعنی أنه إذا عدم ذلك الفعل عدم المفعول، أعنی أنه إذا عدم ذلك الفعل عدم المفعول، و إذا وجد ذلك الفعل وجد المفعول، أی هما معا، و هذا الفاعل أشرف و أدخل فی باب الفاعلیة من الأول، لأنه یوجد مفعوله و یحفظه، و الفاعل الآخر یوجد مفعوله و یحتاج إلی فاعل آخر یحفظه بعد الإیجاد، و هذه حال المحرّك مع الحركة و الأشیاء التی وجودها إنما هو فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 595
الحركة (ش، ته، 154، 12)- وجدوا (الفلاسفة) أن الفعل متقدّم علی القوة لكون الفاعل متقدّما علی المفعول. و نظروا فی العلل و المعلولات أیضا فأفضی بهم الأمر إلی علّة أولی هی بالفعل السبب الأول لجمیع العلل. فلزم أن یكون فعلا محضا و الّا یكون فیها قوة أصلا، لأنه لو كان فیها قوة لكانت معلولة من جهة و علّة من جهة فلم تكن أولی (ش، ته، 205، 16)- الشی‌ء لیس یمكن أن یكون منفعلا بالشی‌ء الذی هو به فاعل، و ذلك أن الفعل نقیض الانفعال و الأضداد لا تقبل بعضها بعضا و إنما یقبلها الحامل لها علی جهة التعاقب. مثال ذلك: إن الحرارة لا تقبل البرودة و إنما الذی یقبل البرودة الجسم الحار بأن تنسلخ عنه الحرارة و یقبل البرودة و بالعكس (ش، ته، 244، 3)- إن كل فعل إما أن یكون بالطبع أو بالإرادة (ش، ته، 253، 5)- الفعل غیر الفاعل، و غیر المفعول و غیر الإرادة (ش، م، 136، 15)- إذا ظهر أن الإنسان خلق من أجل أفعال مقصودة به، فظهر أیضا أن هذه الأفعال یجب أن تكون خاصة، لأنّا نری أن واحدا واحدا من الموجودات إنما خلق من أجل الفعل الذی یوجد فیه، لا فی غیره، أعنی الخاص به. و إذا كان ذلك كذلك فیجب أن تكون غایة الإنسان فی أفعاله التی تخصّه دون سائر الحیوان، و هذه أفعال النفس الناطقة. و لما كانت النفس الناطقة جزءین: جزء عملی و جزء علمی، وجب أن یكون المطلوب الأول منه هو أن یوجد علی كماله فی هاتین القوتین، أعنی الفضائل العملیة و الفضائل النظریة، و أن تكون الأفعال التی تكسب النفس هاتین الفضیلتین هی الخیرات و الحسنات، و التی تعوقها هی الشرور و السیئات (ش، م، 240، 8)- ما كان بالقوة ثم وجد بالفعل فهو ضرورة حادث فاسد (ش، ن، 99، 12)- الفعل الذی هو نهایة التغیّر لا یحصل إلا عن الفاعل للتغییر، و أنه لیس یمكن أن یكون الفاعل للتغییر شیئا و الفاعل لنهایة التغییر شیئا آخر (ش، ما، 71، 18)- أما المادة فهی الشی‌ء الذی هو بالقوة الشی‌ء الذی سیكون بالفعل و الحد (ش، ما، 84، 9)- ما كان جیّد الفعل أو الانفعال یكون فاعلا أو منفعلا و لیس ینعكس هذا حتی یكون ما كان فاعلا أو منفعلا هو جیّد الفعل أو الانفعال (ش، ما، 100، 19)- إن الفعل هو أن یكون الشی‌ء موجودا لا علی الحال التی نقول به إنه موجود بالقوة (ش، ما، 101، 21)- الفعل لاحق من لواحق الصورة و ظلّ لازم لها و إن كان یقال بتقدیم و تأخیر (ش، ما، 106، 5)- الفعل متقدّم علی القوة من جهة أنه سبب فاعلی و غائی، و السبب الغائی هو سبب الأسباب، إذ كانت تلك إنما توجد من أجله، و هذا التقدّم هو الذی ینبغی أن یعتبر (ش، ما، 107، 22)- الفعل أقدم من القوة بالسببیة (ش، ما، 111، 2)- إنّ الفعل لا یستدعی سبق عدم بالزمان (ر، م، 482، 4)

فعل اختیاری‌

- إنّ كل فعل اختیاری، جزئی، لا بدّ له من إرادة متعلّقة بخصوص هذا الجزئی، و لا یكفی فیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 596
إرادة كلّیة. و القصد إلیه لأنّ نسبة الكلّی إلی جمیع جزئیاته علی السواء (ط، ت، 275، 17)- الفعل الاختیاری حال صدوره من فاعله، لا یخلو إمّا أن یكون مؤثّره التام موجودا، أو لا.
فإن كان الأول وجب وجوده. و إن كان الثانی وجب عدمه (ط، ت، 278، 12)

فعل إرادی‌

- كل فعل إرادی، فلا یخلو: إمّا أن یكون عن اعتقاد جزم. أو علم، أو ظنّ، أو تخیّل (غ، م، 235، 16)

فعل إنسانی‌

- إنّ الفعل الذی هو الفعل الإنسانیّ إنّما یعلم إذا علم الغرض الذی لأجله رتّب الإنسان فی العالم علی أنّه جزء منه و علی أنّه یكمل به جملة العالم (ف، ط، 68، 7،)- الأفعال الإنسانیة الخاصة به هی ما یكون باختیاره، فكلّ ما یفعله الإنسان باختیار فهو فعل إنسانی، و كل فعل إنسانی فهو فعل باختیار (ج، ر، 46، 9)

فعل بهیمی‌

- الفعل البهیمی هو أیضا لا من أجل شی‌ء، إلّا أنّه من تلقائنا (ج، ر، 48، 16)

فعل جمادی‌

- الفعل الجمادی ظاهر أنّه اضطرار لا اختیار فیه … فلیس لشی‌ء أصلا، و لذلك لیس لنا أن نفعله، لأنّ الحركة فیه لیست من تلقائنا (ج، ر، 48، 14)

فعل جمیل‌

- الفعل الجمیل ممكن للإنسان: أما قبل حصول الخلق الجمیل فبالقوة التی فطر علیها، و أما بعد حصولها فبالفعل- و هذه الأفعال التی تكون عن الأخلاق إذا حصلت هی بأعیانها متی اعتادها الإنسان قبل حصول الأخلاق حصلت الأخلاق (ف، تن، 8، 16)

فعل حادث‌

- إنّ الفعل الحادث له صفتان: إحداهما: أنّه الآن موجود. و الأخری: أنّه كان قبل هذا معدوما (غ، م، 207، 9)- أما قولهم (الفلاسفة) أن الفعل حادث فصحیح لأنه حركة، و إنما معنی القدم فیه أنه لا أول له و لا آخر (ش، ته، 109، 28)

فعل حقی أول‌

- إنّ الفعل الحقّیّ الأول تأییس الأیسات عن لیس، و هذا الفعل بیّن أنّه خاصّة للّه تعالی الذی هو غایة كل علّة: فإنّ تأییس الأیسات عن لیس، لیس لغیره. و هذا الفعل هو المخصوص باسم الإبداع (ك، ر، 182، 7)

فعل حقی ثان‌

- أمّا الفعل الحقّیّ الثانی الذی یلی هذا الفعل فهو أثر المؤثّر فی المؤثّر فیه (ك، ر، 183، 4)

فعل حقیقی‌

- إنّما الفعل الحقیقی ما یكون بالإرادة. و الدلیل علیه أنّا لو فرضنا حادثا توقّف فی حصوله علی أمرین، أحدهما إرادی و الآخر غیر إرادی، أضاف العقل الفعل إلی الإرادی. و كذا اللغة، فإنّ من ألقی إنسانا فی النار فمات، یقال: هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 597
القاتل، دون النار، حتی إذا قیل ما قتله إلّا فلان، صدق قائله (غ، ت، 81، 8)

فعل طبیعی‌

- إذا كان الفعل الطبیعی واحدا بالنوع فمبدؤه واحد بالنوع. و لو كان مبدأه واحدا بالجنس لكان البسیط الذی یشاركه فی نوع تلك الحركة لا یشاركه فی العلّة النوعیة، بل فی العلّة الجنسیة و القوة الجنسیة، و یخالفه فی زیادة فصل لقوّته (س، شط، 5، 1)- اللّه سبحانه منزّه عن الانفعال و التغیّر. و كذلك هو أكثر تنزیها عن الفعل الطبیعی لأن فعل الشی‌ء الطبیعی هو ضروری فی جوهره و لیس ضروریا فی جوهر المرید، و لكنه من تتمته، و أیضا فإن الفعل الطبیعی لیس یكون عن علم، و اللّه تعالی قد تبرهن أن فعله صادر عن علم (ش، ته، 98، 21)

فعل عجیب خارق‌

- لیس فی قوة الفعل العجیب الخارق للعوائد الذی یری الجمیع أنه إلهی أن یدلّ علی وجود الرسالة دلالة قاطعة إلا من جهة ما یعتقد أن من ظهرت علیه أمثال هذه الأشیاء فهو فاضل، و الفاضل لا یكذب (ش، م، 212، 8)

فعل العقل‌

- إذ كان فعل العقل هو الإدراك ففعل العقل هو حیاة (ش، ت، 1619، 14)

فعل عن قوة

- إن الفعل المفرد بذاته یمكن أن یدوم بلا نهایة مع دوام الزمن، فأما الفعل الذی یخرج عما هو بالقوة فهو انقضاء ذلك الشی‌ء الذی بالقوة، و لیس یمكن فی مثل هذا الفعل أن یدوم زمانا لا نهایة له إذ كان قد تقدّمه ما هو بالقوة و هو قبله (ش، ت، 1636، 7)

فعل غیر متناه‌

- إن الفعل الغیر متناه لیس یكون عن قوة متناهیة (ش، ت، 1634، 8)- إن كل فعل مستو غیر متناه أی لم یزل و لا یزال فإنه إنما یكون عن قوة فعلها غیر متناه و هی التی لا یلحقها تغیّر أصلا من قبله یختلّ فعلها. و كل قوة محرّكة فی المكان فی جسم یلحقها تغیّر فإنه لا یكون فعلها دائما لأنها متحركة من غیرها (ش، ت، 1637، 6)- إن كل فعل غیر متناه فإنه یصدر عن قوة غیر متناهیة أی غیر متناهیة الفعل لا عن قوة متناهیة أی متناهیة الفعل (ش، ت، 1638، 7)

فعل الفاعل‌

- الغایة التی تحصل من فعل الفاعل تكون علی ضربین، و ذلك أنّها إما أن تكون صورة و أثرا فی منفعل قابل، أو لا تكون. و إذا لم تكن صورة و لا أثرا فی منفعل فهی تكون فی الفاعل لا محالة (بغ، م 2، 114، 16)- إن فعل الفاعل إنما یتعلّق بالموضوع من قبل تعلّقه بالصورة (ش، ت، 885، 9)- لما لم یمكنه (الغزالی) أن یقول بجواز تراخی فعل المفعول، عن فعل الفاعل له، و عزمه علی الفعل، إذا كان الفاعل فاعلا مختارا، قال بجواز تراخیه عن إرادة الفاعل، و تراخی المفعول عن إرادة الفاعل جائز، و أما تراخیه عن فعل الفاعل له فغیر جائز. و كذلك تراخی الفعل عن العزم علی الفعل فی الفاعل المرید (ش، ته، 29، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 598
- فعل الفاعل عند الفلاسفة لیس شیئا غیر إخراج ما هو بالقوة إلی أن یصیّره بالفعل، فهو یتعلّق عندهم بموجود فی الطرفین: أما فی الإیجاد فبنقله من الوجود بالقوة إلی الوجود بالفعل، فیرتفع عدمه، و أما فی الإعدام فبنقله من الوجود بالفعل إلی الوجود بالقوة، فیعرض أن یحدث عدمه (ش، ته، 90، 19)- لو كانت الموجودات المحسوسة بسیطة لما تكوّنت و لا فسدت إلّا لو تعلّق فعل الفاعل أولا و بالذات بالعدم، و إنما یتعلّق فعل الفاعل بالعدم بالعرض، و ثانیا، و ذلك بنقله المفعول من الوجود الذی بالفعل إلی وجود آخر فیلحق عن هذا الفعل العدم مثل تغیّر النار إلی الهواء فإنه یلحق ذلك عدم النار. و هكذا هو الأمر عند الفلاسفة فی الوجود و العدم (ش، ته، 95، 22)- قال (ابن سینا): إن فعل الفاعل لا یخلو أن یتعلّق من الحادث بالوجود أو بالعدم السابق له و من حیث هو عدم أو بكلیهما جمیعا، و محال أن یتعلّق بالعدم، فإن الفاعل لا یفعل عدما، و لذلك یستحیل أن یتعلّق بكلیهما فقد بقی أنه إنما یتعلّق بالوجود. و الإحداث لیس شیئا غیر تعلّق الفعل بالوجود، أعنی أن فعل الفاعل إنما هو إیجاد، فاستوی فی ذلك الوجود المسبوق بعدم الوجود الغیر مسبوق بعدم. و وجه الغلط فی هذا القول (حسب ابن رشد) أن فعل الفاعل لا یتعلّق بالوجود إلا فی حال العدم و هو الوجود الذی بالقوة و لا یتعلّق بالوجود الذی بالفعل من حیث هو بالفعل و لا بالعدم من حیث هو عدم بل بالوجود الناقص الذی لحقه العدم.
ففعل الفاعل لا یتعلّق بالعدم لأن العدم لیس بفعل، و لا یتعلّق بالوجود الذی لا یقارنه عدم كل ما كان من الوجود علی كماله الآخر فلیس یحتاج إلی إیجاد و لا إلی موجد. و الوجود الذی یقارنه عدم لا یوجد إلا فی حال حدوث المحدث (ش، ته، 105، 18)- إن فعل الفاعل إنما یتعلّق بالمفعول من حیث هو متحرّك، و الحركة من الوجود الذی بالقوة إلی الوجود الذی بالفعل هی التی تسمّی حدوثا. و كما قال (أرسطو) العدم هو شرط من شروط وجود الحركة عن المحرّك، و لیس ما كان شرطا فی فعل الفاعل یلزم إذا لم یتعلق به فعل الفاعل أن یتعلق بضده كما ألزم ابن سینا (ش، ته، 107، 12)

فعل الفاعل بالطبع‌

- لا یعدّ فی الأسباب الفاعلة إلا من فعل برویّة و اختیار، فإن فعل الفاعل بالطبع لغیره لا یعدّ فی الأسباب الفاعلة (ش، ته، 99، 20)

فعل الفعل‌

- فعل الفعل لیس یوجب فی الفاعل تغیّرا، فیجب أن یكون له مغیّر من خارج (ش، ته، 29، 15)

فعل الفلسفة

- إن كان فعل الفلسفة لیس شیئا أكثر من النظر فی الموجودات، و اعتبارها من جهة دلالتها علی الصانع، أعنی من جهة مصنوعات، فإن الموجودات إنما تدل علی الصانع لمعرفة صنعتها. و أنه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم، و كان الشرع قد ندب إلی اعتبار الموجودات، و حثّ علی ذلك (ش، ف، 27، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 599

فعل قدیم‌

- الفعل القدیم لفاعل قدیم (ش، ته، 57، 20)- أما قولهم (الفلاسفة) أن الفعل حادث فصحیح لأنه حركة، و إنما معنی القدم فیه أنه لا أول له و لا آخر (ش، ته، 109، 28)

فعل محدود

- الفعل المحدود إنما یتصوّر من الفاعل المحدود لا من الفاعل القدیم الغیر محدود الوجود و الفعل (ش، ته، 73، 24)

فعل محض‌

- إن كل سرمدی فهو فعل محض، و كل ما هو فعل محض فلیس فیه قوة (ش، ت، 1568، 13)

فعل مطلق‌

- إن الفاعل الواحد الذی وجد فی الشاهد یصدر عنه فعل واحد لیس یقال مع الفاعل الأول إلا باشتراك الاسم، و ذلك أن الفاعل الأول الذی فی الغائب فاعل مطلق، و الذی فی الشاهد فاعل مقیّد، و الفاعل المطلق لیس یصدر عنه إلا فعل مطلق، و الفعل المطلق لیس یختص بمفعول دون مفعول، و بهذا استدل أرسطاطالیس علی أن الفاعل للمعقولات الإنسانیة عقل متبرّئ عن المادة، أعنی من كونه یعقل كل شی‌ء، كذلك استدل علی العقل المنفعل أنه لا كائن و لا فاسد من قبل أنه یعقل كل شی‌ء (ش، ته، 113، 21)

فعل مفرد

- إن الفعل المفرد بذاته یمكن أن یدوم بلا نهایة مع دوام الزمن، فأما الفعل الذی یخرج عما هو بالقوة فهو انقضاء ذلك الشی‌ء الذی بالقوة، و لیس یمكن فی مثل هذا الفعل أن یدوم زمانا لا نهایة له إذ كان قد تقدّمه ما هو بالقوة و هو قبله (ش، ت، 1636، 6)

فعل المفعول‌

- لما لم یمكنه (الغزالی) أن یقول بجواز تراخی فعل المفعول، عن فعل الفاعل له، و عزمه علی الفعل، إذا كان الفاعل فاعلا مختارا، قال بجواز تراخیه عن إرادة الفاعل، و تراخی المفعول عن إرادة الفاعل جائز، و أما تراخیه عن فعل الفاعل له، فغیر جائز. و كذلك تراخی الفعل عن العزم علی الفعل فی الفاعل المرید (ش، ته، 29، 11)

فعل النفس‌

- التحریك هو فعل النفس (ص، ر 3، 306، 3)

فعل الهیولی‌

- فعل الهیولی إنما هو التغییر (ش، ت، 780، 10)

فعل واحد

- لا یتعلّق بالفعل الواحد إلّا فعل فاعل واحد (ش، ت، 885، 14)- كون الفعل الواحد یصدر عن واحد هو فی العالم الذی فی الشاهد أبین منه فی غیر ذلك العالم، فإن العلم یتكثّر بتكثّر المعقولات للعالم، لأنه إنما یعقلها علی النحو الذی هی علیه موجودة، و هی علّة علمه و لیس یمكن أن تكون المعلومات الكثیرة تعلم بعلم واحد، و لا یكون العلم الواحد علّة لصدور معلولات كثیرة عنه فی الشاهد. مثال ذلك إن علم الصانع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 600
الصادر عنه مثلا الخزانة غیر العلم الصادر عنه الكرسی. لكن العلم القدیم مخالف فی هذا العلم المحدث، و الفاعل القدیم للفاعل المحدث (ش، ته، 151، 24)- العالم واحد فالفاعل واحد. فإن الفعل الواحد إنما یوجد عن واحد (ش، م، 158، 3)- الفعل الواحد إنما یصدر عن فاعل واحد فقط (ش، ما، 163، 17)

فعل و انفعال‌

- إن الفعل و الانفعال یتبعهما جودة الفعل و الانفعال، یعنی أن كل جیّد الفعل فهو فاعل و كل جیّد الانفعال فهو منفعل، و لیس ینعكس هذا حتی یكون كل فاعل جیّد الفعل و لا كل منفعل جیّد الانفعال (ش، ت، 1124، 3)- إن الفعل و الانفعال الواحد بین كل شیئین من الموجودات إنما یقع بإضافة من الإضافات التی لا تتناهی، فقد تكون إضافة تابعة لإضافة.
و لذلك لا یقطع علی أن النار إذا دنت من جسم حسّاس فعلت و لا بد، لأنه لا یبعد أن یكون هنالك موجود یوجد له إلی الجسم الحسّاس إضافة تعوق تلك الإضافة الفاعلة للنار، و مثل ما یقال فی حجر الطلق و غیره، لكن هذا لیس یوجب سلب النار صفة الإحراق ما دام باقیا لها اسم النار وحدها (ش، ته، 291، 13)- الفعل و الانفعال إنما یكونان بین متناسبین من جهة ما تناسبا (ش، سط، 121، 19)- لا فعل و لا انفعال إلا بتوسّط الوضع و الأین (ش، ما، 64، 13)

فعل و قوة

- الشی‌ء الذی هو بالقوة شی‌ء آخر بالفعل إذا كان بالقوة، فإنه لیس یمكن أن یكون فی ذلك بالفعل لأن الفعل و القوة متضادان (ش، ت، 292، 2)- إن الفعل فی جمیع الأشیاء الطبیعیة و غیر الطبیعیة هو قبل القوة بالحدّ و بالجوهر أی بالصورة، فأما بالزمان فربما كان الفعل متقدّما علی القوة فی بعض الأشیاء و ربما لم یكن متقدّما فی بعضها (ش، ت، 1179، 17)- إن الفعل قبل القوة لا بالزمان و الكون بل و بالجوهر أیضا … أما أولا فلأن كل ما كان متأخّرا فی الكون فهو متقدّم فی الصورة و الجوهر بالزمان مثل الرجل فإنه فی الصورة متقدّم علی الصبی و هو فی الكون متأخّر عنه و الإنسان متقدّم علی كلیهما … و السبب فی ذلك أن التی هی متأخّرة فی الكون لها الصورة و المتقدّمة فی الكون لیس لها الصورة التی هی التمام … و ذلك أن الرجل توجد له الصورة تامة و الصبی لا توجد له و لذلك صار متقدّما علیه بالصورة (ش، ت، 1187، 2)- تقدّم الفعل علی القوة بالوجود علی الجهة التی تظهر الغایة متقدّمة علی ما من قبل الغایة و ذلك أن كل شی‌ء یتكوّن فإنه یسلك بتكوّنه إلی التمام (ش، ت، 1188، 5)- من أجل الفعل وجدت القوة علی الفعل …
فإن الحیوان لا یبصر لأن یقتنی قوة باصرة بل إنما له قوة باصرة لیبصر بها و إلّا فكیف یبصر و لیس لها (ش، ت، 1188، 12)- العنصر ما دام موجودا بالقوة فلیس هو مستكملا بالصورة و لیس له الوجود الذی للصورة. و هو إذا صار إلی الفعل حینئذ استكمل بالصورة و صار له الوجود الذی لها، و كان هذا البیان قوته هكذا لما كانت الصورة متقدّمة بالجوهر و الوجود علی الهیولی، و كانت الهیولی إنما تستكمل بالأتم و الأكمل من جهة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 601
الفعل لا من جهة القوة، وجب أن یكون الفعل أكمل من القوة و متقدّما علیها فی الوجود (ش، ت، 1192، 5)- إن الصناعة و الطبیعة إنما تقصد الفعل دون القوة … فإنه إن لم یكن وجود الشی‌ء من جهة ما هو بالفعل بل من جهة ما هو بالقوة فسیكون الجاهل و العالم شیئا واحدا مثل هرمس الذی هو فی غایة المعرفة و بوسوس الذی هو فی غایة الجهل، و سیكون العلم وجوده فی النفس كوجوده خارج النفس أی لیس تختص النفس من العلم بشی‌ء لیس هو خارج النفس، و ذلك أن النفس إنما تختص بوصفها بالعلم دون سائر الموجودات إذا كانت عالمة بالفعل و بخاصّة إذا كانت علی كمالها الآخر و هو حین تستعمل علمها (ش، ت، 1192، 16)- إن الفعل هو كمال القوة علی كل حال، كان تماما فی الشی‌ء الذی هو فیه تمام أو فی شی‌ء آخر غیره … فإن البنایة تكون فی المبنی الذی یبنی، و الحیاكة فی الذی یحاك (ش، ت، 1195، 2)- إن الفعل أشرف من القوة إذ كان الموجود أشرف من العدم و العلم من الجهل (ش، ت، 1215، 3)- إن الشی‌ء الذی بالقوة لا یكون معلوما و لا موجودا إلّا إذا خرج إلی الفعل … و العلّة فی ذلك أن الفهم الذی بالقوة إنما قصد إلی الفعل من قبل فهم غیره هو بالفعل (ش، ت، 1217، 14)- إنه متی قویس بین القوة و الفعل الذی فی تلك القوة وجدت تلك القوة متقدّمة بالزمان علی الفعل، و أما متی قویس بین القوة التی فی المتكوّن و بین ما هو الفاعل المخرج لما بالقوة إلی الفعل وجد الفعل متقدّما علی القوة بالزمان و الوجود (ش، ت، 1218، 4)- إن الفعل أفضل من القوة من قبل أن المعرفة التی لیس فیها قوة إلی النقلة إلی الكذب أفضل من التی فیها قوة إمكان أن تتغیّر فترجع كاذبة بعد أن كانت صادقة، كما أن الموجود دائما أفضل من الفاسد (ش، ت، 1220، 7)- إن الفعل و القوة مختلفان فی التی لیس لها عنصر واحد و التی لیس لها صورة واحدة بل أخری و أخری كعلّة الإنسان الأسطقسّات النار و الأرض كالعنصر و الصورة الخاصیّة، و أیضا شی‌ء آخر من خارج كالأب و غیر هذه هما الشمس و الفلك المنحرف، و لیست لا عنصرا و لا صورة و لا عدم و لا مساو بالصورة بل محرّكة (ش، ت، 1537، 2)- إن الفعل أقدم من القوة من قبل أن الحركة المستدیرة الأزلیة یجب أن یكون محرّكها لا یشوبه قوة أصلا (ش، ت، 1576، 2)- إن القوّة متقدّمة بالزمن علی الشخص المتكوّن و الفعل یتقدّم بإطلاق علی القوة إذ كان لا یخرج شی‌ء من القوة إلی الفعل إلّا من قبل شی‌ء بالفعل (ش، ت، 1576، 10)- إن وجب تقدّم الفعل علی القوة بإطلاق، و تقدّم القوة علی المتكوّن بالزمن، وجب أن تكون الموجودات صنفین: صنف باق بالعدد، و صنف باق بالنوع (ش، ت، 1578، 3)- الفعل و القوة متناقضان (ش، ن، 27، 17)

فقه‌

- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان بالزمان عنها (الفلسفة) و تابعتان لها (ف، حر، 131، 10)- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان عن الملّة، و الملّة متأخّرة عن الفلسفة، و أنّ القوّة الجدلیّة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 602
و السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة، و الفلسفة الجدلیّة و الفلسفة السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة البرهانیّة (ف، حر، 132، 5)- الفقه فی الأشیاء العملیّة من الملّة … إنّما یشتمل علی أشیاء هی جزئیات الكلّیّات التی یحتوی علیها المدنیّ، فهو إذن جزء من أجزاء العلم المدنیّ و تحت الفلسفة العملیّة. و الفقه فی الأشیاء العملیّة من الملّة مشتمل: إمّا علی جزئیّات الكلّیّات التی تحتوی علیها الفلسفة النظریّة، و إمّا علی ما هی مثالات لأشیاء تحت الفلسفة النظریّة، فهو إذن جزء من الفلسفة النظریّة و تحتها و العلم النظریّ الأصل (ف، م، 52، 4)- مقصود الشرع إنما هو تعلیم العلم الحق و العمل الحق. و العلم الحق هو معرفة اللّه تبارك و تعالی و سائر الموجودات علی ما هی علیه، و بخاصة الشریفة منها، و معرفة السعادة الأخرویة و الشقاء الأخروی. و العمل الحق هو امتثال الأفعال التی تفید السعادة، و تجنّب الأفعال التی تفید الشقاء. و المعرفة بهذه الأفعال هی التی تسمّی" العلم العملی".
و هذه تنقسم قسمین: أحدهما أفعال ظاهرة بدنیة، و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الفقه"، و القسم الثانی أفعال نفسانیة، مثل الشكر و الصبر، و غیر ذلك من الأخلاق التی دعا إلیها الشرع أو نهی عنها. العلم بهذه هو الذی یسمّی" الزهد" و" علوم الآخرة" (ش، ف، 50، 4)

فقیه‌

- الفقیه یتشبّه بالمتعقّل. و إنّما یختلفان فی مبادئ الرأی التی یستعملانها فی استنباط الرأی الصواب فی العملیّة الجزئیّة. و ذلك أنّ الفقیه إنّما یستعمل المبادی مقدّمات مأخوذة منقولة عن واضع الملّة فی العملیّة الجزئیّة، و المتعقّل یستعمل المبادی مقدّمات مشهورة عند الجمیع و مقدّمات حصلت له بالتجربة. فلذلك صار الفقیه من الخواصّ بالإضافة إلی ملّة ما محدودة و المتعقّل من الخاصّة بالإضافة إلی الجمیع (ف، حر، 133، 8)- كما أن الفقیه یستنبط من الأمر بالتفقّه فی الأحكام وجوب معرفة المقاییس الفقهیة علی أنواعها، و ما منها قیاس و ما منها لیس بقیاس، كذلك یجب علی العارف أن یستنبط من الأمر بالنظر فی الموجودات وجوب معرفة القیاس العقلی و أنواعه، بل هو أحری بذلك. لأنه إذا كان الفقیه یستنبط من قوله تعالی فَاعْتَبِرُوا یا أُولِی الْأَبْصارِ [سورة الحشر: 2] وجوب معرفة القیاس الفقهی، فكم بالحری و الأولی أن یستنبط من ذلك العارف بالله وجوب معرفة القیاس العقلی (ش، ف، 30، 1)- كم من فقیه كان الفقه سببا لقلّة تورّعه و خوضه فی الدنیا، بل أكثر الفقهاء كذلك نجدهم و صناعتهم إنما تقتضی بالذات الفضیلة العملیة. فإذا لا یبعد أن یعرض فی الصناعة التی تقتضی الفضیلة العلمیة ما عرض فی الصناعة التی تقتضی الفضیلة العملیة (ش، ف، 34، 8)- إن الفقیه إنما عنده قیاس ظنّی، و العارف عنده قیاس یقینی (ش، ف، 36، 1)

فكر

- الفكر من خصائص النفس الناطقة. و النطق فی النفس بتصفّح العقل بنور ذاته، و الحسّ رائد النفس بالوقوع علی خصائصه (تو، م، 203، 6)- یقال: ما الفكر؟ الجواب: هو سلوك النفس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 603
الناطقة إلی تلخیص المعانی و معرفة ماهیّاتها (تو، م، 312، 17)- الفكر إنّما هو العقل الوهمی و العقل النفسانی المدرك بلا وهم و لا فكر (تو، م، 333، 22)- الفكر استخراج الغوامض من العلوم (ص، ر 3، 240، 15)- الفكر ترتیب أمور معلومة للتأدّی إلی مجهول (جر، ت، 176، 1)

فكرة

- الفكرة إنّما تقع علی الشی‌ء المفقود، و العلم یقع علی الشی‌ء الموجود، و الأشیاء فی العقل الأول حاضرة أبدا (تو، م، 331، 21)- الفكرة لیست شیئا سوی لمحات النفس إلی ذاتها (ص، ر 3، 238، 5)- أما" الفكرة": فهی حركة ما للنفس فی المعانی مستعینة بالتخیّل، فی أكثر الأمر یطلب بها الحد الأوسط، أو ما یجری مجراه، مما یصار به إلی العلم بالمجهول حالة الفقدان، استعراضا للمخزون فی الباطن، أو ما یجری مجراه، فربما تأدّت إلی المطلوب، و ربما أنبتت (س، أ 1، 368، 4)- آخر الفكرة أوّل العمل و آخر العمل أوّل الفكرة. و هذا ضروری فی تحصیل الأصناف الثمانیة المعدودة فی كتاب أبی نصر (ج، ر، 107، 5)- أول الفكرة آخر العمل و أول العمل آخر الفكرة (ش، ما، 72، 23)- الفكرة حركة ما للنفس فی المعانی مستغنیة بالتخیّل فی أكثر الأمر یطلب بها الحدّ الأوسط (ر، ل، 72، 13)

فلاسفة

- نفوس الصبیان عاقلة بالقوة و نفوس البالغین عاقلة بالفعل، و نفوس العقلاء علّامة بالقوة و نفوس العلماء علّامة بالفعل. و العلماء نفوسهم فلسفیة بالقوة و الفلاسفة نفوسهم حكماء بالفعل (ص، ر 3، 63، 23)- الفلاسفة: و هم یزعمون أنّهم أهل المنطق و البرهان (غ، مض، 15، 7)

فلسفة

- حدّ الفلسفة أنّها العلم بالأمور الطبیعیّة و عللها القریبة من الطبیعة من أعلی و القریبة و البعیدة من أسفل (جا، ر، 110، 5)- الفلسفة إنّما تعتمد ما كان فیه مطلوب- فلیس من شأن الفلسفة استعمال ما لا مطلوب فیه (ك، ر، 124، 18)- الفلسفة لا تطلب الأشیاء الجزئیة، لأنّ الجزئیات لیست بمتناهیة، و ما لم یكن متناهیا لم یحط به علم (ك، ر، 124، 20)- الفلسفة عالمة بالأشیاء التی لها علمها بحقائقها، فهی إذن إنّما تطلب الأشیاء الكلّیة المتناهیة، المحیط بها العلم كمال علم حقائقها (ك، ر، 125، 1)- الفلسفة- حدّها القدماء بعدّة حروف: (أ) إمّا من اشتقاق اسمها، و هو حبّ الحكمة، لأنّ" فیلسوف" هو مركّب من فلا، و هی محبّ، و من سوفا، و هی الحكمة. (ب) و حدّوها أیضا من جهة فعلها، فقالوا: إنّ الفلسفة هی التشبّه بأفعال اللّه تعالی، بقدر طاقة الإنسان- أرادوا أن یكون الإنسان كامل الفضیلة. (ج) و حدّوها أیضا من جهة فعلها، فقالوا: العنایة بالموت، و الموت عندهم موتان: طبیعی، و هو ترك النفس استعمال البدن، و الثانی إماتة الشهوات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 604
- فهذا هو الموت الذی قصدوا إلیه، لأنّ إماتة الشهوات هی السبیل إلی الفضیلة … (د) و حدّوها أیضا من جهة العلّة، فقالوا: صناعة الصناعات و حكمة الحكم. (ه) و حدّوها أیضا فقالوا: الفلسفة معرفة الإنسان نفسه، و هذا قول شریف النهایة بعید الغور … (و) فأمّا ما یحدّ به عین الفلسفة فهو أنّ الفلسفة علم الأشیاء الأبدیة الكلّیة، إنّیّاتها و مائیّتها و عللها، بقدر طاقة الإنسان (ك، ر، 172، 7)- الفلسفة لازمة ضرورة أن تحصل موجودة فی كلّ إنسان بالوجه الممكن فیه (ف، ط، 133، 2)- الفلسفة، حدّها و ماهیّتها، أنها العلم بالموجودات بما هی موجودة (ف، ج، 80، 3)- الحدّ الذی قیل فی الفلسفة، أنّها العلم بالموجودات بما هی موجودة، حدّ صحیح، یبیّن عن ذات المحدود و یدلّ علی ماهیّته (ف، ج، 81، 10)- مدار الفلسفة علی القول من حیث و من جهة ما … أ لا تری من الشخص الواحد، كسقراط مثلا، یكون داخلا تحت الجوهر، من حیث هو إنسان، و تحت الكمّ من حیث هو ذو مقدار، و تحت الكیف من حیث هو أبیض أو فاضل أو غیر ذلك، و فی المضاف، من حیث هو أب أو ابن، و فی الوضع، من حیث هو جالس أو متّك. و كذلك سائر ما أشبهه (ف، ج، 86، 15)- الصنائع صنفان: صنف مقصوده تحصیل الجمیل، و صنف مقصوده تحصیل النافع.
و الصناعة التی مقصودها تحصیل الجمیل فقط هی التی تسمّی الفلسفة و تسمّی الحكمة علی الإطلاق. و الصناعات التی یقصد بها النافع فلیس منها شی‌ء یسمّی الحكمة علی الإطلاق و لكن ربما یسمّی بعضها بهذا الاسم علی طریق التشبیه بالفلسفة (ف، تن، 20، 6)- لما كانت السعادات إنما ننالها متی كانت لنا الأشیاء الجمیلة قنیة، و كانت الأشیاء الجمیلة إنما تصیر لنا قنیة بصناعة الفلسفة، فلازم ضرورة أن تكون الفلسفة هی التی بها ننال السعادة. فهذه هی التی تحصل لنا بجودة التمییز (ف، تن، 21، 6)- لما كانت الفلسفة إنما تحصل بجودة التمییز، و كانت جودة التمییز إنما تحصل بقوة الذهن علی إدراك الصواب، كانت قوة الذهن حاصلة لنا قبل جمیع هذه. و قوة الذهن إنما تحصل متی كانت لنا قوة بها نقف علی الحق إنّه حق یقین فنعتقده، و بها نقف علی ما هو باطل أنه باطل بیقین فنجتنبه، و نقف علی الباطل الشبیه بالحق فلا نغلط فیه و نقف علی ما هو حق فی ذاته. و قد أشبه الباطل فلا نغلط فیه و لا ننخدع. و الصناعة التی بها نستفید هذه القوة تسمّی صناعة المنطق (ف، تن، 21، 8)- الفلسفة بالجملة تتقدّم الملّة علی مثال ما یتقدّم بالزمان المستعمل الآلات الآلات (ف، حر، 132، 7)- إذا كانت الملّة تابعة لفلسفة هی فلسفة فاسدة، ثمّ نقلت إلیهم بعد ذلك الفلسفة الصحیحة البرهانیّة، كانت الفلسفة معاندة لتلك الملّة من كلّ الجهات و كانت الملّة معاندة بالكلّیّة للفلسفة (ف، حر، 155، 20)- أمّا الفلسفة فإنّ قوما منهم حنوا علیها. و قوم أطلقوا فیها. و قوم منهم سكتوا عنها. و قوم منهم نهوا عنها: إمّا لأنّ تلك الأمّة لیس سبیلها أن تعلّم صریح الحقّ و لا الأمور النظریّة كما هی بل یكون سبیلها بحسب فطر أهلها أو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 605
بحسب الغرض فیها أو منها أن لا تطّلع علی الحقّ نفسه بل إنّما تؤدّب بمثالات الحقّ فقط، أو كانت الأمّة أمّة سبیلها أن تؤدّب بالأفعال و الأعمال و الأشیاء العملیّة فقط لا بالأمور النظریة أو بالشی‌ء الیسیر منها فقط. و إمّا لأنّ الملّة التی أتی بها كانت فاسدة جاهلیّة لم یلتمس بها السعادة لهم بل یلتمس واضعها سعادة ذاته و أراد أن یستعملها فیما یسعد هو به فقط دونهم فخشی أن تقف الأمّة علی فسادها و فساد ما التمس تمكینه فی نفوسهم متی أطلق لهم النظر فی الفلسفة (ف، حر، 156، 12)- أمّا الفلسفة الموجودة الیوم عند العرب منقولة إلیهم من الیونانیّین (ف، حر، 159، 1)- أما الفلسفة فلا یستعمل فی شی‌ء منها لفظ إلّا علی المعنی الذی لأجله وضع أوّلا، لا علی معناه الذی له استعیر أو تجوّز به و سومح فی العبارة به عنه (ف، حر، 165، 3)- السعادة القصوی و الكمال الأخیر الذی یبلغه الإنسان … هذا العلم علی ما یقال إنه كان فی القدیم فی الكلدانیین و هم أهل العراق ثم صار إلی أهل مصر ثم انتقل إلی الیونانیین و لم یزل إلی أن انتقل إلی السریانیین ثم إلی العرب.
و كانت العبارة عن جمیع ما یحتوی علیه ذلك العلم باللسان الیونانی ثم صارت باللسان السریانی ثم باللسان العربی. و كان الذین عندهم هذا العلم من الیونانیین یسمّونه الحكمة علی الإطلاق و الحكمة العظمی، و یسمّون اقتناءها العلم و ملكتها الفلسفة و یعنون به إیثار الحكمة العظمی و محبتها. و یسمّون المقتنی لها فیلسوفا یعنون بها المحبّ و المؤثر للحكمة العظمی و یرون أنها بالقوة الفضائل كلها و یسمّونها علم العلوم و أم العلوم و حكمة الحكم. و صناعة الصناعات یعنون بها الصناعة التی تشمل الصناعات كلها و الفضیلة التی تشمل الفضائل كلها و الحكمة التی تشمل الحكم كلها (ف، س، 38، 19)- إیقاع التصدیق یكون بأحد طریقین: إما بطریق البرهان الیقینی، و إما بطریق الإقناع. و متی حصل علم الموجودات أو تعلّمت فإن عقلت معانیها أنفسها و أوقع التصدیق بها علی البراهین الیقینیة كان العلم المشتمل علی تلك المعلومات فلسفة. و متی علمت بأن تخیّلت بمثالاتها التی تحاكیها و حصل التصدیق بما خیّل منها عن الطرق الإقناعیة كان المشتمل علی تلك المعلومات تسمّیه القدماء ملكة. و إذا أخذت تلك المعلومات أنفسها و استعمل فیها الطرق الإقناعیة سمّیت الملكة المشتملة علیها الفلسفة الذائعة المشهورة و البترائیة (ف، س، 40، 9)- إنّ الفلسفة تعطی ذات المبدأ الأول و ذوات المبادی الثوانی غیر الجسمانیة التی هی المبادی القصوی معقولات، و الملّة تخیّله بمثالاتها المأخوذة من المبادی الجسمانیة و تحاكیها بنظائرها من المبادی المدنیة، و یحاكی الأفعال الالهیة بأفعال المبادی المدنیة و یحاكی أفعال القوی و المبادی الطبیعیة بنظائرها من القوی و الملكات و الصناعات الإرادیة (ف، س، 40، 19)- كل ما تعطی الفلسفة فیه البراهین الیقینیة فإن الملّة تعطی فیه الإقناعات. و الفلسفة تتقدّم بالزمان الملّة (ف، س، 41، 11)- الملّة الفاضلة شبیهة بالفلسفة. و كما أنّ الفلسفة منها نظریّة و منها عملیّة، فالنظریّة هی التی إذا علمها الإنسان لم یمكنه أن یعملها، و العملیّة هی التی إذا علمها الإنسان أمكنه أن یعملها، كذلك الملّة. و العملیّة فی الملّة هی التی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 606
كلّیّاتها فی الفلسفة العملیّة. (ف، م، 46، 22)- الفلسفة هی التی تعطی براهین ما تحتوی علیه الملّة الفاضلة (ف، م، 47، 15)- الفلسفة هی لطائف العقل، فكل من لطف وصل إلیها، و لطف الإنسان فی طلبها هو تأتیه عند التفهّم، و صبره عند الطلب (تو، م، 180، 14)- هل الحكمة إلّا مولّدة الدیانة؟ و هل الدیانة إلّا متمّمة للحكمة؟ و هل الفلسفة إلّا صورة النفس؟
و هل الدیانة إلّا سیرة النفس؟ (تو، م، 200، 13)- الفلسفة … محدودة بحدود ستة، كلّها تدلّك علی أنّها بحث عن جمیع ما فی العالم مما ظهر للعین، و بطن للعقل، و مركّب بینهما، و مائل إلی حدّ طرفیهما، علی ما هو علیه. و استفادة اعتبار الحق من جملته و تفصیله، و مسموعه و مرئیه، و موجوده و معدومه (تو، م، 223، 12)- الفلسفة حبّ الحكمة و لا یصحّ حبّ الحكمة إلّا بالجمع بین العلم بالحق و العمل بالحق (تو، م، 250، 6)- الفلسفة أولها محبة العلوم، و أوسطها معرفة حقائق الموجودات بحسب الطاقة الإنسانیة، و آخرها القول و العمل بما یوافق العلم (ص، ر 1، 23، 15)- حدّ الفلسفة أنّها التشبّه بالإله بحسب الطاقة الإنسانیة (ص، ر 1، 317، 11)- إنّ المنطق میزان الفلسفة و قد قیل إنّه أداة الفیلسوف. و ذلك أنّه لما كانت الفلسفة أشرف الصنائع البشریة بعد النبوّة صار من الواجب أن یكون میزان الفلسفة أصحّ الموازین و أداة الفیلسوف أشرف الأدوات، لأنّه قیل فی حدّ الفلسفة أنّها التشبّه بالإله بحسب الطاقة الإنسانیة (ص، ر 1، 342، 16)- إنّ الغرض الأقصی من الفلسفة هو ما قیل أنّها التشبّه بالإله بحسب طاقة البشر … و عمدتها أربع خصال: أولها معرفة حقائق الموجودات، و الثانیة اعتقاد الآراء الصحیحة، و الثالثة التخلّق بالأخلاق الجمیلة و السجایا الحمیدة، و الرابعة الأعمال الزكیة و الأفعال الحسنة (ص، ر 3، 48، 21)- إن الفلسفة إنما تستعمل الأمور الكلّیة لتصل بها إلی الأمور الموجودة بمنزلة ما تستعملها فی الحدود و البراهین. و إن نظرت فیها من حیث هی أحد الموجودات فإنما تنظر فیها من أجل الأمور الموجودة إذ كان العلم بها یقود العقل و یعرّفه الصواب عند النظر فی الموجودات.
و من قبل هذه صارت البراهین المأخوذة بهذا النحو من مقدّمات منطقیة لا من مقدّمات ذاتیة و مناسبة (ش، ت، 148، 13)- الفلسفة تفحص عن كل ما جاء فی الشرع: فإن أدركته استوی الإدراكان (المسموع و المعقول) و كان ذلك أتم فی المعرفة، و إن لم تدركه أعلمت بقصور العقل الإنسانی عنه و أن یدركه الشرع فقط (ش، ته، 282، 8)- الفلسفة إنما تنحو نحو تعریف سعادة بعض الناس العقلیة، و هو من شأنه أن یتعلّم الحكمة، و الشرائع تقصد تعلیم الجمهور عامة (ش، ته، 325، 13)

فلسفة إلهیة

- أما الحكمة النظریة فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلّق بما فی الحركة و التغیّر، و تسمّی حكمة طبیعیة، و حكمة تتعلّق بما من شأنه أن یجرّده الذهن عن التغیّر و إن كان وجوده مخالطا للتغیّر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 607
و یسمّی حكمة ریاضیّة، و حكمة تتعلّق بما وجوده مستغن عن مخالطة التغیّر فلا یخالطه أصلا، و إن خالطه فبالعرض، لا أنّ ذاته مفتقرة فی تحقیق الوجود إلیه، و هی الفلسفة الأوّلیة، و الفلسفة الإلهیة جزء منها و هی معرفة الربوبیة (س، ع، 17، 5)

فلسفة أولی‌

- أشرف الفلسفة و أعلاها مرتبة الفلسفة الأولی، أعنی علم الحق الأول الذی هو علّة كل حق (ك، ر، 98، 1)- بحق ما سمّی علم العلّة الأولی: " الفلسفة الأولی"، إذ جمیع باقی الفلسفة منطو فی علمها، و إذ هی أول بالشرف، و أول بالجنس، و أول بالترتیب من جهة الشی‌ء الأیقن علمیة، و أول بالزمان، إذ هی علّة الزمان (ك، ر، 101، 15)- أما الحكمة النظریة فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلّق بما فی الحركة و التغیّر، و تسمّی حكمة طبیعیة، و حكمة تتعلّق بما من شأنه أن یجرّده الذهن عن التغیّر و إن كان وجوده مخالطا للتغیّر و یسمّی حكمة ریاضیّة، و حكمة تتعلّق بما وجوده مستغن عن مخالطة التغیّر فلا یخالطه أصلا، و إن خالطه فبالعرض، لا أنّ ذاته مفتقرة فی تحقیق الوجود إلیه، و هی الفلسفة الأوّلیة، و الفلسفة الإلهیة جزء منها و هی معرفة الربوبیة (س، ع، 17، 5)- الفلسفة الأولی موضوعها الموجود بما هو موجود، و مطلوبها الأعراض الذاتیة للموجود بما هو موجود- مثل الوحدة و الكثرة و العلّیة و غیر ذلك (س، ع، 47، 14)- الحكمة النظریة فأقسامها ثلاثة: حكمة تتعلّق بما فی الحركة و التغیّر من حیث هو فی الحركة و التغیّر و تسمّی حكمة طبیعیة. و حكمة تتعلّق بما من شأنه أن یجرّده الذهن عن التغیّر و إن كان وجوده مخالطا للتغیّر و تسمّی حكمة ریاضیة. و حكمة تتعلّق بما وجوده مستغن عن مخالطة التغیّر فلا یخالطها أصلا و إن خالطها فبالعرض لا أن ذاتها مفتقرة فی تحقیق الوجود إلیها، و هی الفلسفة الأولی و الفلسفة الإلهیة جزء منها و هی معرفة الربوبیة و مبادئ هذه الأقسام التی للفلسفة النظریة مستفادة من أرباب الملّة الإلهیة علی سبیل التنبیه و متصرّف علی تحصیلها بالكمال بالقوة العقلیة علی سبیل الحجّة (س، ر، 3، 12)- الفلسفة الأولی یسمّونها (القدماء) علما كلیّا و ذلك لأنّ الشی‌ء الذی یبحث عنه فیه هو الموجود الكلّی من جهة ما هو موجود كلّی و مبادئه التی له من جهة ما هو موجود كلّی كالعلّة و المعلول و الكثرة و الوحدة و القوة و الفعل و ما لیس بمقتصر اللحوق علی موجود دون موجود (س، ر، 41، 7)- إنّ علم الإلهیات من علم الموجود بما هو موجود لأنّه علم مبادئ الموجودات. فأفرد (أرسطو) لذلك علما و قال فیه إنّه علم ما بعد الطبیعة و إنّه الفلسفة الأولی و إنّه العلم الإلهی.
فأما قوله ما بعد الطبیعة فأراد به ما بعد الطبیعیات المحسوسة فی معرفتنا و إن كان قبل فی الوجود، فإنّ المتقدّم عند الطبیعة فی الوجود متأخّر عندنا فی المعرفة علی ما قیل فی فاتحة علم الطبیعیات (بغ، م 2، 3، 21)- أما قوله (أرسطو) الفلسفة الأولی فأراد به إنّه معرفة المبادی الأولیة و الصفات العامة الكلّیة التی بمعرفتها تعرف ما هی مبادئ له. فالعلم بها هو العلم الأول الذی به یتمّ علم ما بعد الطبیعة- و أما قوله إنّه علم الإلهیات فأراد به
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 608
إنّ معرفة الإله تعالی و ملائكته هی ثمرة هذا العلم و نتیجته (بغ، م 2، 4، 2)- الفلسفة الأولی تستقصی القول فی جمیع الأشیاء فإنها تشتمل علی جمیع المبادی و علی ما هو أول (ش، ت، 161، 6)- أقسام هذا العلم المسمّی فلسفة أولی و أجزاؤها علی عدد أنواع الجواهر (ش، ت، 318، 14)- إن كان هاهنا جوهر ما غیر متحرّك فهذا الجوهر الموجود هو الأول. و علم هذا الجوهر هو العلم الكلّی و الفلسفة الأولی (ش، ت، 714، 11)- إن العلم الأخص بالأول سبحانه هو ما احتوت علیه الفلسفة الأولی، و العلم الخاص بما دونه من المبادی هو شبیه بالعلوم الجزئیة التی تحت الفلسفة الأولی (ش، ت، 1652، 15)

فلسفة بتراء

- أما الفلسفة البتراء و الفیلسوف الزور و الفیلسوف البهرج و الفیلسوف الباطل فهو الذی یشرّع فی أن یتعلّم العلوم من غیر أن یكون مؤطا نحوها (ف، س، 44، 13)

فلسفة جدلیة

- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان عن الملّة، و الملّة متأخّرة عن الفلسفة، و أنّ القوّة الجدلیّة و السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة، و الفلسفة الجدلیّة و الفلسفة السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة البرهانیّة (ف، حر، 132، 6)- الفلسفة الحقیقیة تنفصل من الفلسفة الجدلیة بنوع العلم، فإن الفلسفة الحقیقیة تنظر فی الموجود نظرا برهانیا، و الجدلیة نظرا مشهورا، و أما (الفلسفة) السوفسطائیة فتنفصل بالغرض المقصود فی الحیاة، فإن السفسطائی قصده أن یظنّ به أنه فیلسوف من غیر أن یكون كذلك لینال كرامة بذلك أو غیرها من الخیرات الإنسانیة و الفیلسوف قصده أن یعرف الحق فقط (ش، ت، 329، 12)

فلسفة حقیقیة

- الفلسفة الحقیقیة تنفصل من الفلسفة الجدلیة بنوع العلم، فإن الفلسفة الحقیقیة تنظر فی الموجود نظرا برهانیا، و الجدلیة نظرا مشهورا، و أما (الفلسفة) السوفسطائیة فتنفصل بالغرض المقصود فی الحیاة، فإن السفسطائی قصده أن یظنّ به أنه فیلسوف من غیر أن یكون كذلك لینال كرامة بذلك أو غیرها من الخیرات الإنسانیة و الفیلسوف قصده أن یعرف الحق فقط (ش، ت، 329، 11)

فلسفة ذائعة بترائیة

- إیقاع التصدیق یكون بأحد طریقین: إما بطریق البرهان الیقینی، و إما بطریق الإقناع. و متی حصل علم الموجودات أو تعلّمت فإن عقلت معانیها أنفسها و أوقع التصدیق بها علی البراهین الیقینیة كان العلم المشتمل علی تلك المعلومات فلسفة. و متی علمت بأن تخیّلت بمثالاتها التی تحاكیها و حصل التصدیق بما خیّل منها عن الطرق الإقناعیة كان المشتمل علی تلك المعلومات تسمّیه القدماء ملكة. و إذا أخذت تلك المعلومات أنفسها و استعمل فیها الطرق الإقناعیة سمّیت الملكة المشتملة علیها الفلسفة الذائعة المشهورة و البترائیة (ف، س، 40، 13)

فلسفة سوفسطائیة

- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان عن الملّة،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 609
و الملّة متأخّرة عن الفلسفة، و أنّ القوّة الجدلیّة و السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة، و الفلسفة الجدلیّة و الفلسفة السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة البرهانیّة (ف، حر، 132، 7)- الفلسفة الحقیقیة تنفصل من الفلسفة الجدلیة بنوع العلم، فإن الفلسفة الحقیقیة تنظر فی الموجود نظرا برهانیا، و الجدلیة نظرا مشهورا، و أما (الفلسفة) السوفسطائیة فتنفصل بالغرض المقصود فی الحیاة، فإن السفسطائی قصده أن یظنّ به أنه فیلسوف من غیر أن یكون كذلك لینال كرامة بذلك أو غیرها من الخیرات الإنسانیة و الفیلسوف قصده أن یعرف الحق فقط (ش، ت، 329، 14)

فلسفة سیاسیة

- الفلسفة المدنیة صنفان: أحدهما تحصل به علم الأفعال الجمیلة و الأخلاق التی تصدر عنها الأفعال الجمیلة و القدرة علی أسبابها و به تصیر الأشیاء الجمیلة قنیة لنا، و هذه تسمّی الصناعة الخلقیة. و الثانی یشتمل علی معرفة الأمور التی بها تحصل الأشیاء الجمیلة لأهل المدن و القدرة علی تحصیلها لهم و حفظها علیهم، و هذه تسمّی الفلسفة السیاسیة. فهذه جمل أجزاء صناعة الفلسفة (ف، تن، 21، 3)

فلسفة طبیعیة

- إن الفلسفة الطبیعیة لیس تفحص عن الجوهر بما هو جوهر كما تفعل هذه الصناعة (الفلسفة الأولی) و إنما تفحص عن الجواهر بما هی محسوسة (ش، ت، 935، 9)- الفلسفة الطبیعیة: إنها ثانیة للفلسفة الأولی و عمل لها لأن الأمور المفارقة التی هی الموضوع الخاص بالفلسفة الأولی هی مبدأ موضوع العلم الطبیعی فكان العلم الطبیعی هو ثان لها فی المرتبة و موضوعه أیضا عمل من أعمال موضوع الفلسفة الأولی التی هی الأمور الإلهیة (ش، ت، 935، 11)

فلسفة عملیة

- لما كان الجمیل صنفین: صنف هو علم فقط، و صنف هو علم و عمل، صارت صناعة الفلسفة صنفین: صنف به یحصل معرفة الموجودات التی لیس للإنسان فعلها و هذه تسمّی النظریة، و الثانی به تحصل معرفة الأشیاء التی شأنها أن تفعل، و القوة علی فعل الجمیل منها و هذه تسمّی الفلسفة العملیة، و الفلسفة المدنیة (ف، تن، 20، 12)

فلسفة مدنیة

- لما كان الجمیل صنفین: صنف هو علم فقط، و صنف هو علم و عمل، صارت صناعة الفلسفة صنفین: صنف به یحصل معرفة الموجودات التی لیس للإنسان فعلها و هذه تسمّی النظریة، و الثانی به تحصل معرفة الأشیاء التی شأنها أن تفعل، و القوة علی فعل الجمیل منها و هذه تسمّی الفلسفة العملیة، و الفلسفة المدنیة (ف، تن، 20، 13)- الفلسفة المدنیة صنفان: أحدهما تحصل به علم الأفعال الجمیلة و الأخلاق التی تصدر عنها الأفعال الجمیلة و القدرة علی أسبابها و به تصیر الأشیاء الجمیلة قنیة لنا، و هذه تسمّی الصناعة الخلقیة. و الثانی یشتمل علی معرفة الأمور التی بها تحصل الأشیاء الجمیلة لأهل المدن و القدرة علی تحصیلها لهم و حفظها علیهم، و هذه تسمّی الفلسفة السیاسیة. فهذه جمل أجزاء صناعة الفلسفة (ف، تن، 20، 19)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 610
- الفلسفة المدنیة تعطی، فیما تفحص عنه من الأفعال و السنن و الملكات الإرادیة و سائر ما تفحص عنه، القوانین الكلیة، و تعطی الرسوم فی تقدیرها بحسب حال حال و وقت وقت، و كیف و بأی شی‌ء، و بكم شی‌ء تقدّر، ثم تتركها غیر مقدّرة، لأن التقدیر بالفعل لقوة أخری غیر هذا الفعل، و سبیلها أن تنضاف إلیه (ف، ح، 104، 10)

فلسفة مظنونة

- إنّ الملّة … إنّما تحدث بعد الفلسفة، إمّا بعد الفلسفة الیقینیّة التی هی الفلسفة فی الحقیقة، و إمّا بعد الفلسفة المظنونة التی یظنّ بها أنّها فلسفة من غیر أن تكون فلسفة فی الحقیقة (ف، حر، 154، 12)

فلسفة نظریة

- لما كان الجمیل صنفین: صنف هو علم فقط، و صنف هو علم و عمل، صارت صناعة الفلسفة صنفین: صنف به یحصل معرفة الموجودات التی لیس للإنسان فعلها و هذه تسمّی النظریة، و الثانی به تحصل معرفة الأشیاء التی شأنها أن تفعل، و القوة علی فعل الجمیل منها و هذه تسمّی الفلسفة العملیة، و الفلسفة المدنیة (ف، تن، 20، 11)- الفلسفة النظریة تشتمل علی ثلاثة أصناف من العلوم أحدها علم التعالیم، و الثانی العلم الطبیعی، و الثالث علم ما بعد الطبیعیات و كل واحد من هذه العلوم الثلاثة یشتمل علی صنف من الموجودات التی شأنها أن یعلم فقط (ف، تن، 20، 13)- إن أنواع الفلسفة النظریة ثلاثة: علم الأشیاء التعالیمیة، و علم الأشیاء الطبیعیة، و علم الأشیاء الإلهیة (ش، ت، 711، 17)

فلسفة یقینیة

- إنّ الملّة … إنّما تحدث بعد الفلسفة، إمّا بعد الفلسفة الیقینیّة التی هی الفلسفة فی الحقیقة، و إمّا بعد الفلسفة المظنونة التی یظنّ بها أنّها فلسفة من غیر أن تكون فلسفة فی الحقیقة (ف، حر، 154، 11)

فلك‌

- الفلك- عنصر و ذو صورة، فلیس بأزلی (ك، ر، 169، 15)- إنّ الفلك جرم، و كلّ جرم فلا یخلو من أن یكون إمّا حیّا، و إمّا لا حیّا، و الفلك إمّا حیّ و إمّا لا حیّ (ك، ر، 247، 16)- الفلك لیس بعنصر للمكوّنات، لأنّ العنصر المكوّن یستحیل من صورة إلی صورة، و الفلك غیر مستحیل (ك، ر، 248، 2)- الفلك … هو العلّة القریبة الفاعلة لكل كائن فاسد أحاط به الفلك، فالفلك هو العلّة الفاعلة القریبة للحیّ الكائن الفاسد (ك، ر، 248، 12)- الفلك إذن هو العلّة القریبة لحیاة الجرم الكائن بحیاة، فالحیاة فی الجرم الكائن حیّا صورة للجرم الكائن حیّا، أثّرها فیه الفلك (ك، ر، 248، 17)- الفلك جسم یؤثّر فیما تحته الحیاة، فلیس یخلو من أن یكون یؤثّر فیها بآلة حیوانیة، فهو حیوان (ك، ر، 250، 16)- للفلك بطبعه المیل المستدیر (ف، ع، 11، 7)- طبع الفلك طبع خامس، لا حار و لا بارد، و لا ثقیل و لا خفیف (ف، ع، 13، 2)- الفلك لا یخرقه شی‌ء، و لیس فیه بدء حركة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 611
مستقیمة، و لیس بحركته ضدّ، و لیس وجود الفلك لیكون عنه شی‌ء آخر، بل تلك له حال خاصة، و حركته نفسانیة لا طبیعیة. و لیست حركته لشهوة أو غضب، لكن من جهة أن له شوقا إلی التشبّه بالعقلیات المفارقة للمادة (ف، ع، 13، 3)- الفلك و الكواكب تعقل الأول فیستفزّها الالتذاذ بهذا الفلك و التعقّل فتتّبعه الحركة كما نتخیّل نحن أشیاء فیستفزّنا ذلك فتحدث منه حركات كالوجد و النشاط، إلّا أن الفلك یتصوّر الغایة مع تلك الحركات و لا نتصوّر نحن الغایة (ف، ت، 14، 7)- الفلك كامل فی كل شی‌ء إلّا فی وضعه و أینه فیدرك هذا النقصان فیه بالحركة. و لم یمكن أن یكون فی كل جزء من أجزائه مجموع أجزاء الحركة، و لم یمكن أن یكون لكل جزء من أجزائه نسبة إلی جمیع ما فی حشوه إلّا علی سبیل التعاقب (ف، ت، 15، 3)- إنّ الفلك و أشخاصه حول الأركان الأربعة التی هی عالم الكون و الفساد، أدوارا كثیرة لا یحصی عددها إلّا اللّه تعالی و لأدوارها كور و لكواكبها فی أدوارها و أكوارها قرانات (ص، ر 3، 243، 15)- الفلك یتحرّك بالنفس، و النفس مبدأ حركته القریبة، و تلك النفس متجدّدة التصوّر و الإرادة، و هی متوهّمة: أی لها إدراك للمتغیّرات كالجزئیات و إرادة لأمور جزئیة بأعیانها، و هی كمال جسم الفلك و صورته (س، شأ، 386، 14)- إنّ الفلك لیس مبدأ حركته طبیعة، و كان قد بان أنّه لیس قسرا فهی عن إرادة لا محالة (س، ن، 259، 16)- الفلك یستحیل علیه الهلاك و النقصان (غ، م، 275، 2)- الفلك حیّ ناطق، ثم بعده الإنسان حی ناطق مائت. فالنطق من العقل، و الحیاة الإنسانیة من النفس (غ، ع، 47، 8)- جمیع أجزاء الفلك فی كونها أقطابا متساویة لا یظهر أن ذلك یختص منها بوضع دون وضع، و لا بموضع ثبوت دون موضع (ش، ته، 47، 25)- الفلك المحرّك الحركة العظمی هو أشرف الأفلاك (ش، ما، 143، 16)- الفلك كله بأسره حیوان واحد كریّ الشكل محدّبه محدّب الفلك المكوكب و مقعّره المقعّر المماس لكرة النار، له حركة واحدة كلیة، و الحركات الموجودة فیه لكوكب كوكب حركات جزئیة، و أن الحركة العظمی منه تشبه حركة النقلة فی المكان للحیوان و الجزئیات منها تشبه حركة أعضاء الحیوان. و لذلك لم تحتج هذه الحركات إلی مراكز علیها تدور كالأرض للحركة العظمی، فإن أكثر هذه الحركات تتبیّن فی التعالیم أن مراكزها خارجة عن مركز العالم و أنه لیس بعدها من الأرض بعدا واحدا (ش، ما، 144، 22)- إنّ الفلك یكون متشبّها بالأمور التی بالفعل من حیث براءتها عن القوة راشحا عنه الخیر الفائض من حیث هو یشبه بالعالی لا من حیث أنّه أفاضه علی السافل. و مبدأ ذلك هی التشكّلات المختلفة الكوكبیة التی هی أسباب معدّة للمادة السفلیة لقبول الآثار من الجواهر العقلیة (ر، ل، 99، 14)

فلك أعلی‌

- یحصل من العقل الأول- لأنه واجب الوجود و عالم بالأول- عقل آخر، و لا یكون فیه كثرة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 612
إلّا بالوجه الذی ذكرناه. و یحصل من ذلك العقل الأول: (الثانی) بأنه ممكن الوجود.
و بأنه یعلم ذاته: (الفلك الأعلی) بمادته و صورته التی هی (النفس). و المراد بهذا أن هذین الشیئین یصیران سبب شیئین، أعنی الفلك و النفس (ف، ع، 7، 11)

فلك أول‌

- الفلك الأول لشرفه و قربه من المبدأ الأول أمكن فیه أن یحرّك كواكب كثیرة، إذ كان یظهر أن الكواكب أشرف أجزاء الفلك، و أما ما دونه من الأفلاك فلبعدها فی الشرف كان الأمر فیها بالعكس، أعنی أن الأفلاك الكثیرة منها تدیر كوكبا واحدا (ش، سم، 72، 4)

فلك الكواكب الثابتة

أمّا فلك الكواكب الثابتة فإنّه مركّب أیضا و ذلك أنّه من مادّة و صورة و حركة. فأمّا مادّته فالجسم الذی بالفعل الأوّل الشریف، و أمّا صورته فالكرة التی هی صورة النفس و ذاتها لأنّها الصورة الأبدیّة التی لا یلحقها الفساد و لا تضیق عن شی‌ء إذ كانت أوسع المقادیر كلّها و فیها ما قد یقال فی الدائرة، و أمّا حركته فإنّه ساكن عن الحركات كلّها إلّا حركة النقلة التمامیّة التی بها یستوجب أن یكون حیّا، و ذلك أنّه لا یتحرّكها بذاته (جا، ر، 520، 7)

فلكیات‌

- ذهب جمهور الفلاسفة إلی أنّ العقل الأول و الفلكیات، أجرامها و عقولها و نفوسها، بذواتها و صفاتها، كلّها قدیمة (ط، ت، 65، 13)

فن التاریخ‌

- إنّ فنّ التاریخ فنّ عزیز المذهب جمّ الفوائد شریف الغایة إذ هو یوقفنا علی أحوال الماضین من الأمم فی أخلاقهم. و الأنبیاء فی سیرهم.
و الملوك فی دولهم و سیاستهم (خ، م، 7، 8)- یحتاج صاحب هذا الفن (التاریخ) إلی العلم بقواعد السیاسة و طبائع الموجودات، و اختلاف الأمم و البقاع و الأعصار فی السیر و الأخلاق و العوائد و النحل و المذاهب و سائر الأحوال، و الإحاطة بالحاضر من ذلك، و مماثلة ما بینه و بین الغائب من الوفاق أو بون ما بینهما من الخلاف، و تعلیل المتّفق منها و المختلف و القیام علی أصول الدول و الملل و مبادئ ظهورها و أسباب حدوثها و دواعی كونها و أحوال القائمین بها و أخبارهم حتی یكون مستوعبا لأسباب كل حادث واقفا علی أصول كل خبر (خ، م، 22، 5)

فناء

- إنّ الفناء لیس موجودا معقولا حتی یقدر خلقه (غ، ت، 74، 1)

فناء و عدم‌

- الفناء و العدم اسمان مترادفان، فإن لم یخلق عدما لم یخلق فناء، و لو قدّرنا الفناء موجودا لكان أقصی مراتبه أن یكون عرضا. و وجود عرض فی غیر محل مستحیل، و أیضا فكیف یتصوّر أن یكون العدم یفعل عدما (ش، ته، 92، 9)

فنطاسیا

- التوهّم- هو الفنطاسیا، قوة نفسانیة و مدركة للصور الحسیّة مع غیبة طینتها، و یقال:
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 613
الفنطاسیا، و هو التخیّل، و هو حضور صور الأشیاء المحسوسة مع غیبة طینتها (ك، ر، 167، 10)- (من قوی النفس) قوة تسمّی المصوّرة، أعنی القوة التی توجدنا (تجعلنا نجد) صور الأشیاء الشخصیة، بلا طین، أعنی مع غیبة حواملها عن حواسّنا، و هی التی یسمّیها القدماء من حكماء الیونانیین الفنطاسیا، فإنّ الفصل بین الحسّ و بین القوة المصوّرة أنّ الحسّ یوجدنا صور محسوساته محمولة فی طینتها، فأمّا هذه القوة فإنها توجدنا الصور الشخصیة مجرّدة، بلا حوامل بتخطیطها و جمیع كیفیاتها و كمّیاتها (ك، ر، 295، 6)

فهم‌

- الفهم- یقتضی الإحاطة بالمقصود إلیه (ك، ر، 170، 1)- الإدراك لقاء و وصول من المدرك إلی المدرك، و یقال للفهم إدراك أیضا كما یقال إدراك معنی هذا اللفظ أی فهمه و تصوّره (بغ، م 1، 394، 14)- الفهم تصوّر المعنی من لفظ المخاطب (جر، ت، 176، 15)

فوق‌

- برهان أن كل حركة محدثة قبلها زمان، أن كل حادث لا بد أن یكون معدوما، و لیس یمكن أن یكون فی الآن الذی یصدق علیه أنه حادث معدوما. فبقی أن یصدق علیه أنه معدوم فی آن آخر غیر الآن الذی یصدق علیه فیه أنه وجد بین كل آنین زمان لا یلی آن آنا كما لا تلی نقطة نقطة. و قد تبیّن ذلك فی العلوم. فإذن قبل الآن الذی حدثت فیه الحركة، زمان ضرورة. لأنه متی تصوّرنا آنین فی الوجود حدث بینهما زمان و لا بد." فالفوق" لا یشبه" القبل" كما قیل فی هذا القول، و لا" الآن" یشبه" النقطة"، و لا" الكم ذی الوضع" یشبه" الذی لا وضع له". فالذی یجوّز وجود آن لیس بحاضر، أو حاضر لیس قبله ماض فهو یرفع الزمان و الآن بوضعه آنا بهذه الصفة. ثم یضع زمانا لیس له مبدأ. فهذا الوضع یبطل نفسه، و لذلك لیس یصحّ أن ینسب وجود القبلیة فی كل حادث إلی الوهم، لأن الذی یرفع القبلیة یرفع المحدث.
و الذی یرفع أن یكون للفوق فوق بعكس هذا لأنه یرفع الفوق المطلق. و إذا ارتفع الفوق المطلق، ارتفع الأسفل المطلق، و إذا ارتفع هذان ارتفع الثقیل و الخفیف (ش، ته، 64، 27)

فوق بالطبع‌

- الفلاسفة یرون أن هاهنا فوقا بالطبع و هو الذی یتحرّك إلیه الخفیف، و أسفل بالطبع و هو الذی یتحرّك إلیه الثقیل. و إلا كان الثقیل و الخفیف بالإضافة و الوضع. و تری أن نهایة الجسم الذی هو فوق بالطبع، یعرض له فی التخیّل انتهاء، إما إلی خلاء أو ملاء (ش، ته، 67، 4)

فوق الخلق و الأمر

- الحسّ تصرّفه فیما هو من عالم الخلق، و العقل تصرّفه فیما هو من عالم الأمر، و ما هو فوق الخلق و الأمر فهو یحجب عن الحس و العقل و لیس حجابه غیر انكشافه كالشمس لو انتقبت یسیرا لاستعلنت كثیرا (ف، ف، 15، 14)

فوق الطبیعیات‌

- ما فوق الطبیعیات هو لا متحرّك لأنّه لیس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 614
یمكن أن یكون الشی‌ء علّة كون ذاته (ك، ر، 111، 10)

فوق و أسفل‌

- الفوق و الأسفل هما أمران مضافان، فلذلك عرض لهما التسلسل الوهمی. و أما التسلسل الذی فی القبل و البعد فلیس وهمیا، إذ لا إضافة هنالك، و إنما هو عقلی. و معنی هذا أن الفوق المتوهّم للشی‌ء، یمكن أن یتوهّم سفلا لذلك الشی‌ء، و السفل یمكن أن یتوهّم فوقا.
و لیس العدم الذی قبل الحادث و هو المسمّی قبلا، یمكن أن یتوهّم العدم الذی بعد الحادث المسمّی بعدا (ش، ته، 66، 29)

فیض‌

- واجب الحكمة أفاض الجود و الفضائل منه كما یفیض من عین الشمس النور و الضیاء، و دام ذلك الفیض منه متصلا متواترا غیر منقطع، فیسمّی أول ذلك الفیض العقل الفعّال و هو جوهر بسیط روحانی نور محض فی غایة التمام و الكمال و الفضائل، و فیه صور جمیع الأشیاء، كما تكون فی فكر العالم صور المعلومات.
و فاض من العقل الفعّال فیض آخر دونه فی الرتبة یسمّی العقل المنفعل و هی النفس الكلّیة و هی جوهرة روحانیة بسیطة قابلة للصور و الفضائل من العقل الفعّال علی الترتیب و النظام، كما یقبل التلمیذ من الأستاذ التعلیم. و فاض من النفس أیضا فیض آخر دونها فی الرتبة یسمّی الهیولی الأولی، و هی جوهرة بسیطة روحانیة قابلة من النفس من الصور و الأشكال بالزمان شیئا بعد شی‌ء (ص، ر 3، 197، 22)- ما دام الفیض من الفائض یكون متواترا متّصلا ما دام ذلك المفاض علیه، و متی لم یتواتر متّصلا عدم و بطل وجوده، لأنّه یضمحلّ الأول فالأول (ص، ر 3، 329، 20)- الفیض أبدیّ، إذ الفاعل لا یتغیّر و لا ینعدم، فیدوم العالم بدوامه (سه، ر، 181، 4)- العوالم ثلاثة: عالم عقلی، و عالم نفسی، و عالم جرمی. فالفیض متّصل من الواجب وجوده إلی العقل، و منه إلی النفس، و منه إلی الجرم (سه، ل، 143، 8)

فیلسوف‌

- السعادة القصوی و الكمال الأخیر الذی یبلغه الإنسان … هذا العلم علی ما یقال إنه كان فی القدیم فی الكلدانیین و هم أهل العراق ثم صار إلی أهل مصر ثم انتقل إلی الیونانیین و لم یزل إلی أن انتقل إلی السریانیین ثم إلی العرب.
و كانت العبارة عن جمیع ما یحتوی علیه ذلك العلم باللسان الیونانی ثم صارت باللسان السریانی ثم باللسان العربی. و كان الذین عندهم هذا العلم من الیونانیین یسمّونه الحكمة علی الإطلاق و الحكمة العظمی، و یسمّون اقتناءها العلم و ملكتها الفلسفة و یعنون به إیثار الحكمة العظمی و محبتها. و یسمّون المقتنی لها فیلسوفا یعنون بها المحبّ و المؤثر للحكمة العظمی و یرون أنها بالقوة الفضائل كلها و یسمّونها علم العلوم و أم العلوم و حكمة الحكم. و صناعة الصناعات یعنون بها الصناعة التی تشمل الصناعات كلها و الفضیلة التی تشمل الفضائل كلها و الحكمة التی تشمل الحكم كلها (ف، س، 39، 1)- الفیلسوف الكامل علی الإطلاق هو أن یحصل له العلوم النظریة و یكون له قوة علی استعمالها فی كل ما سواها بالوجه الممكن فیه. و إذا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 615
تؤمّل أمر الفیلسوف علی الإطلاق لم یكن بینه و بین الرئیس الأول فرق، و ذلك أن الذی له قوة علی استعمال ما تحتوی علیه النظریة فی كل ما سواه هل هو أن یكون له القوة علی إیجادها معقولة و علی إیجاد الإرادیة منها بالفعل، و كلما كانت قوته علی هذه أعظم كان أكمل فلسفة. فیكون الكامل علی الإطلاق هو الذی حصلت له الفضائل النظریة أوّلا ثم العملیة ببصیرة یقینیة، ثم أن تكون له قدرة علی إیجادهما جمیعا فی الأمم و المدن بالوجه و المقدار الممكنین فی كل واحد منهم (ف، س، 39، 11)- معنی الإمام و الفیلسوف و واضع النوامیس معنی واحد، إلّا أن اسم الفیلسوف یدلّ فیه علی الفضیلة النظریة إلّا أنها إن كانت مزمعة علی أن تكون الفضیلة النظریة علی كمالها الأخیر من كل الوجوه لزم ضرورة أن یكون فیه سائر القوی. و واضع النوامیس یدل منه علی جودة المعرفة بشرائط المعقولات العملیة و القوة علی استخراجها و القوة علی إیجادها فی الأمم و المدن، فإن كانت هذه مزمعة أن تكون موجودة عن علم لزم أن یكون قبل هذه فضیلة نظریة علی جهة ما یلزم من وجود المتأخّر وجود المتقدّم (ف، س، 42، 11)- صار الملك علی الإطلاق و هو بعینه الفیلسوف واضع النوامیس (ف، س، 43، 8)- إنّ معنی الفیلسوف و الرئیس الأول و الملك و واضع النوامیس و الإمام معنی كلّه واحد، و أیّ لفظة ما أخذت من هذه الألفاظ ثم أخذت ما یدلّ علیه كل واحد منها عند جمهور أهل لغتنا وجدتها كلّها تجتمع فی آخر الأمر فی الدلالة علی معنی واحد بعینه (ف، س، 43، 18)- الفیلسوف هو الذی یعرف الأسباب الأول للكل (ش، ت، 309، 1)- الفیلسوف هو الذی یعرف أوائل الجوهر و علله (ش، ت، 309، 3)- إن الفیلسوف هو الذی یظهر من أمره أنه یجب علیه أن یفحص عن أمثال هذه المطالب، أعنی التی تلحق الموجود بما هو موجود (ش، ت، 326، 2)- الدلیل علی أن الفیلسوف یلزمه الفحص عن الهویّة و لواحقها أن الذین یتشبّهون به یلزمون أنفسهم من التعب فی الفحص عن هذه المعانی ما یلزمه الفیلسوف نفسه. و إنما كان ذلك كذلك لأن هؤلاء أیضا ینظرون فی الموجود نظرا عاما (ش، ت، 328، 14)- الفلسفة الحقیقیة تنفصل من الفلسفة الجدلیة بنوع العلم، فإن الفلسفة الحقیقیة تنظر فی الموجود نظرا برهانیا، و الجدلیة نظرا مشهورا، و أما (الفلسفة) السوفسطائیة فتنفصل بالغرض المقصود فی الحیاة، فإن السفسطائی قصده أن یظنّ به أنه فیلسوف من غیر أن یكون كذلك لینال كرامة بذلك أو غیرها من الخیرات الإنسانیة و الفیلسوف قصده أن یعرف الحق فقط (ش، ت، 329، 16)- لما كان للفیلسوف النظر فی الجوهر الأول الذی هو أرفع الجواهر، كذلك له أیضا النظر فی الأشیاء التی هی أتم صدقا من غیرها و أرفع و هی أوائل القیاس لأن القیاس هو أحد الهویّات التی ینظر فیها صاحب هذا العلم.
و لذلك یجب علیه أن ینظر فی أوائل هذه الهویّة التی هی القیاس و المقدّمات إذ شأنه النظر فی أوائل الهویّات (ش، ت، 343، 13)- فلاسفة جمع فیلسوف و هو باللسان الیونانی محبّ الحكمة (خ، م، 428، 22)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 616

فیلسوف باطل‌

- أما الفلسفة البتراء و الفیلسوف الزور و الفیلسوف البهرج و الفیلسوف الباطل فهو الذی یشرع فی أن یتعلّم العلوم من غیر أن یكون مؤطا نحوها (ف، س، 44، 14)- الفیلسوف الباطل هو الذی تحصل له العلوم النظریة من غیر أن یكون له ذلك علی كماله الآخر بأن یوجد ما قد علمه فی غیره بالوجه الممكن فیه (ف، س، 45، 12)- أما الفیلسوف الباطل فهو الذی لم یشعر بعد بالغرض الذی له التمست الفلسفة فحصل علی النظریة أو علی أجزاء من النظریة فقط فرأی أن الغرض من مقدار ما حصل له منها بعض السعادات المظنونة أنها سعادة التی هی عند الجمهور خیرات، فأقام علمها طلبا لذلك و طمعا فی أن ینال به ذلك الغرض. و هذا ربما نال به الغرض فأقام علیه و ربما عسر علیه نیل الغرض فرأی فیما علمه منها أنه فضل. فهذا هو الفیلسوف الباطل (ف، س، 46، 6)

فیلسوف بهرج‌

- أما الفلسفة البتراء و الفیلسوف الزور و الفیلسوف البهرج و الفیلسوف الباطل فهو الذی یشرع فی أن یتعلّم العلوم من غیر أن یكون مؤطا نحوها (ف، س، 44، 14)- (الفیلسوف) البهرج هو الذی یتعلّم العلوم النظریة و لم یزور و لم یعود الأفعال الفاضلة التی بحسب ملّة ما و لا الأفعال الجمیلة التی فی المشهور بل كان تابعا هواه و شهواته فی كل شی‌ء من أی الأشیاء اتّفق (ف، س، 45، 14)

فیلسوف زور

- أما الفلسفة البتراء و الفیلسوف الزور و الفیلسوف البهرج و الفیلسوف الباطل فهو الذی یشرع فی أن یتعلّم العلوم من غیر أن یكون مؤطّا نحوها (ف، س، 44، 14)

فیلسوف مزوّر

- الفیلسوف المزوّر هو الذی یتعلّم العلوم النظریة من غیر أن یكون معدّا بالطبع نحوها، فإن المزوّر و البهرج و إن أكملا العلوم النظریة فإنهما فی آخر الأمر یضمحلّ ما معهما قلیلا قلیلا حتی إذا بلغا السن الذی سبیل الفضائل أن یكمل الإنسان فیه انطفت علومهما علی التمام (ف، س، 45، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 617

ق‌

قائم بذاته‌

- یقال: ما القائم بذاته؟ الجواب: هو الذی حدّه داخل فیه، و ما لیس هو قائما بذاته هو الذی حدّه خارج منه (تو، م، 317، 21)

قابل‌

- القابل یعتبر فیه وجهان: أحدهما أن یكون یقبل شیئا من خارج فیكون ثمة انفعال فی هیولی یقبل ذلك الشی‌ء الخارج و قابل من ذاته لا من خارج فلا یكون ثمة انفعال، فإن كان هذا الوجه الثانی صحیحا بجائز أن یقال علی الباری (ف، ت، 16، 15)- الفاعل و القابل قد یتقدّمان المعلول بالزمان، و أمّا الصورة فلا تتقدّم بالزمان البتّة (س، ن، 212، 15)- القابل دائما أخسّ من المركّب، و الفاعل أشرف لأنّ القابل مستفید لا مفید و الفاعل مفید لا مستفید (س، ن، 212، 16)- القابل لا یخلو: إمّا أن یكون عین الاتصال أو غیره. فإن كان عین الاتصال فهو محال، لأنّ القابل هو الذی یبقی مع المقبول إذ لا یقال المعدوم قبل الوجود فالاتصال لا یقبل الانفصال، فلا بدّ من أمر آخر هو القابل للاتصال و الانفصال جمیعا و ذلك القابل یسمّی (هیولی) بالاصطلاح. و الاتصال المقبول یسمّی (صورة) (غ، م، 155، 1)- القابل غیر المقبول، فیكون القابل موجودا مع المقبول عند طریانه و هو غیره (غ، ت، 201، 19)- الموجودات تنقسم باعتبار الوجود إلی ذوات قارّة فی الوجود و إلی أفعال صادرة عنها و فیها.
و الذی عنه تصدر الأفعال یسمّی فاعلا، و الذی فیه یسمّی قابلا. و القابل هو المحل و الهیولی و الموضوع لوجود ما یوجد فیه … و الحاصلة عن الفاعل فی الموضوع منها ما یسمّی صورة و هی التی بها الشی‌ء هو كالبیاض للأبیض و الحرارة للحار بل و الإنسانیة للإنسان و التربیع للمربّع، و منها ما یسمّی عرضا كالبیاض للإنسان و الحرارة فی الماء و التربیع فی الشمع و الخشب مثلا (بغ، م 1، 15، 6)- القابل بالحقیقة هو ما كان قوة فقط و إن كان فعلا فبالعرض، و المقبول ما كان فعلا و إن كان قوة فبالعرض. و ذلك أنه لیس یتمیّز المقبول فیه من القابل إلا من جهة أن أحدهما بالقوة شی‌ء آخر و هو بالفعل الشی‌ء المقبول، و كلما كان هو بالقوة شیئا آخر فهو ضرورة سیقبل ذلك الشی‌ء الآخر و یخلع الشی‌ء الذی هو بالفعل.
و لذلك إن ألفی هاهنا قابل بالفعل و مقبول بالفعل فكلاهما قائم بذاته، لكن القابل هو جسم ضرورة، فإن القبول إنما یوجد أولا للجسم أو لما هو فی جسم، فإن الأعراض لا توصف بالقبول و لا الصور و لا السطح و لا الخط و لا النقطة و لا بالجملة ما لا ینقسم (ش، ته، 213، 28)- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 618
یسمّی أسطقسّا فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركّب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادی الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 521، 21)- القابل متقدّم علی المقبول (ر، ل، 89، 1)

قابل العدم‌

- قابل العدم ینبغی أن یكون موجودا عند طریان العدم حتی یعدم منه شی‌ء كما وجد فیه شی‌ء، و یكون ما عدم غیر ما بقی، و یكون ما بقی هو الذی فیه قوة العدم و قبوله و إمكانه، كما أنّ ما بقی عند طریان الوجود یكون غیر ما طرأ، و قد كان ما فیه قوة قبول الطارئ (غ، ت، 201، 20)

قابل للحركة

- كل قابل للحركة … لا بدّ أن یكون فی طبعه میل (غ، م، 272، 5)

قابلیة

- القابلیة أمر إضافی نسبی (ر، م، 557، 3)

قادر

- إن قیل ما القادر؟ فیقال هو الذی لا یتعذّر علیه الفعل متی شاء (ص، ر 3، 360، 18)- إنّ القادر هو الذی یصحّ منه الفعل و الترك معا (ر، ل، 89، 7)

قادر و فاعل‌

- إن الشی‌ء الواحد بعینه إذا اعتبر من جهة ما یصدر عنه شی‌ء غیره سمّی قادرا و فاعلا، و إذا اعتبر من جهة تخصیصه أحد الفعلین المتقابلین سمّی مریدا، و إذا اعتبر من جهة إدراكه لمفعوله سمّی عالما، و إذا اعتبر العلم من حیث هو إدراك و سبب للحركة سمّی" حیّا"، إذ كان الحیّ هو المدرك المتحرّك من ذاته (ش، ته، 182، 3)

قاصد

- إنّ كل قاصد فله مقصود و العقلی منه هو الذی یكون وجود المقصود عند القاصد أولی بالقاصد من لا وجوده عنه و إلّا فهو هذر (س، ن، 268، 22)

قاعدة

- القاعدة و هی قضیّة كلّیّة منطبقة علی جمیع جزئیّاتها (جر، ت، 177، 15)

قانون‌

- القانون أمر كلّیّ منطبق علی جمیع جزئیّاته التی یتعرّف أحكامها منه كقول النحاة الفاعل مرفوع و المفعول منصوب و المضاف إلیه مجرور (جر، ت، 177، 12)

قبل‌

-" قبل" یقال علی وجوه فیقال: قبل بالزمان كالشیخ قبل الصبی، و یقال قبل بالطبع و هو الذی لا یوجد الآخر دونه و هو یوجد دون الآخر مثل الواحد للإثنین، و یقال قبل بالترتیب كالصف الأول قبل الثانی إذا أخذت من جهة القبلة، و یقال قبل بالشرف مثل أبی بكر قبل عمر، و یقال قبل بالذات و استحقاق الوجود مثل إرادة اللّه تعالی و كون الشی‌ء فإنهما یكونان معا لا یتأخّر كون الشی‌ء عن إرادة اللّه تعالی فی الزمان لكنه یتأخّر فی حقیقة الذات لأنك تقول
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 619
أراد اللّه فكان الشی‌ء و لا تقول كان الشی‌ء فأراد اللّه (ف، ف، 21، 1)- القبل یقال قبل بالطبع و هو إذا كان لا یمكن أن یوجد الآخر إلّا و هو موجود، و یوجد و لیس الآخر موجودا كالإثنین و الواحد، و یقال فی الزمان و ذلك ظاهر. و یقال فی المرتبة و هو فی الإضافة إلی مبدأ محدود … و یقال قبل فی الكمال كقولنا إنّ أبا بكر قبل عمر فی الشرف.
و یقال قبل بالعلّیة فإنّ للعلّة استحقاق الوجود قبل المعلول (س، ن، 222، 3)- یقال قبل فی كل مبدأ محدود و فی كل ما هو أقرب إلی المبدأ المحدود (ش، ت، 570، 13)- إن ما كان قبل فی الزمن الماضی هو ما كان أبعد من الآن الحاضر، مثل قولنا إن حرب الجمل كانت قبل حرب صفین (ش، ت، 571، 6)- یقال قبل للذی هو أقوی، و هذا هو الذی یضطر الذی بعده أن یكون اختیاره تابعا لاختیاره حتی أنه إذا لم یحرّك الذی هو قبل أعنی الغالب لا یتحرّك الذی بعد أعنی المغلوب (ش، ت، 572، 16)- برهان أن كل حركة محدثة قبلها زمان، أن كل حادث لا بد أن یكون معدوما، و لیس یمكن أن یكون فی الآن الذی یصدق علیه أنه حادث معدوما. فبقی أن یصدق علیه أنه معدوم فی آن آخر غیر الآن الذی یصدق علیه فیه أنه وجد بین كل آنین زمان لا یلی آن آنا كما لا تلی نقطة نقطة. و قد تبیّن ذلك فی العلوم. فإذن قبل الآن الذی حدثت فیه الحركة، زمان ضرورة. لأنه متی تصوّرنا آنین فی الوجود حدث بینهما زمان و لا بد." فالفوق" لا یشبه" القبل" كما قیل فی هذا القول، و لا" الآن" یشبه" النقطة"، و لا" الكم ذی الوضع" یشبه" الذی لا وضع له". فالذی یجوّز وجود آن لیس بحاضر، أو حاضر لیس قبله ماض فهو یرفع الزمان و الآن بوضعه آنا بهذه الصفة. ثم یضع زمانا لیس له مبدأ. فهذا الوضع یبطل نفسه، و لذلك لیس یصحّ أن ینسب وجود القبلیة فی كل حادث إلی الوهم، لأن الذی یرفع القبلیة یرفع المحدث.
و الذی یرفع أن یكون للفوق فوق بعكس هذا لأنه یرفع الفوق المطلق. و إذا ارتفع الفوق المطلق، ارتفع الأسفل المطلق، و إذا ارتفع هذان ارتفع الثقیل و الخفیف (ش، ته، 64، 27)- القبل و البعد لا یوجدان ما لم یوجد زمان كما یقول أرسطو (ش، سط، 56، 17)

قبل بالحركة

- یقال قبل بالحركة الذی هو أقرب من المحرّك الأول، مثل الصبی الذی قبل الرجل بالحركة فإنه یعنی بالمحرّك الأول المكوّن الأول للإنسان و ذلك أن الصبی أقرب إلی المكوّن الأول من الرجل (ش، ت، 572، 4)

قبل و بعد

- إن أحد ما یقال علیه قبل و بعد هو ما كان مبدأ أولا فی كل واحد من الأجناس مثل المبدأ الذی هو فی جنس الجوهر و فی سائر الأجناس (ش، ت، 570، 10)- توهّم الماضی و المستقبل اللذین هما القبل و البعد، هما شیئان موجودان بالقیاس إلی وهمنا، إذ قد یمكننا أن نتخیّل مستقبلا صار ماضیا، و ماضیا كان قبل مستقبلا. و إذا كان ذلك كذلك، فلیس الماضی و المستقبل من الأشیاء الموجودة بذاتها، و لا لها خارج النفس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 620
وجود، و إنما هی شی‌ء تفعله النفس. فإذا بطل وجود الحركة، بطل مفهوم هذه النسبة و المقایسة (ش، ته، 62، 30)- الفوق و الأسفل هما أمران مضافان، فلذلك عرض لهما التسلسل الوهمی. و أما التسلسل الذی فی القبل و البعد، فلیس وهمیا، إذ لا إضافة هنالك، و إنما هو عقلی. و معنی هذا أن الفوق المتوهّم للشی‌ء، یمكن أن یتوهّم سفلا لذلك الشی‌ء، و السفل یمكن أن یتوهّم فوقا.
و لیس العدم الذی قبل الحادث و هو المسمّی قبلا، یمكن أن یتوهّم العدم الذی بعد الحادث المسمّی بعدا (ش، ته، 66، 30)- القبل و البعد أسماء لأجزاء الزمان (ش، ما، 137، 10)

قبلیة و بعدیة

- المحدث للإنسان المشار إلیه بإنسان آخر یجب أن یترقّی إلی فاعل أول قدیم لا أول لوجوده، و لا لإحداثه إنسانا عن إنسان. فیكون كون إنسان عن إنسان آخر، إلی ما لا نهایة له، كونا بالعرض، و القبلیة و البعدیة بالذات. و ذلك أن الفاعل الذی لا أول لوجوده، كما لا أول لأفعاله التی یفعلها بلا آلة، كذلك لا أول للآلة التی یفعل بها أفعاله، التی لا أول لها، التی من شأنها أن تكون آلة (ش، ته، 36، 19)- توهّم القبلیة، قبل ابتداء الحركة الأولی، التی لم یكن قبلها شی‌ء متحرّك، هو مثل توهّم الخیال أن آخر جسم العالم، و هو الفوق مثلا، ینتهی ضرورة: إما إلی جسم آخر، و إما إلی خلاء. و ذلك أن البعد هو شی‌ء یتبع الجسم، كما أن الزمان هو شی‌ء یتبع الحركة. فإن امتنع أن یوجد جسم لا نهایة له امتنع بعد غیر متناه، و إذا امتنع أن یوجد بعد غیر متناه امتنع أن ینتهی كل جسم إلی جسم آخر، أو إلی شی‌ء یقدّر فیه بعد، و هو الخلاء مثلا، و یمر ذلك إلی غیر نهایة. و كذلك الحركة و الزمان هو شی‌ء تابع لها. فإن امتنع أن توجد حركة ماضیة غیر متناهیة، و كانت هاهنا حركة أولی متناهیة الطرف من جهة الابتداء. امتنع أن یوجد لها قبل، إذ لو وجد لها قبل لوجدت قبل الحركة الأولی حركة أخری (ش، ته، 63، 21)- إنّ معنی القبلیة و البعدیة بین الحوادث بعضها مع بعض، و بین عدمها السابق مع وجودها، و بین أجزاء الزمان بعضها مع بعض، و بین عدم الزمان و وجوده علی تقدیر حدوثه، واحد لا یتفاوت (ط، ت، 87، 9)- القبلیّة و البعدیّة من الاعتبارات العقلیّة الصرفة، لا من الأوصاف الخارجیة. و إلّا لزم اجتماع القبل و البعد فی الخارج، و هذا خلف. فلا یقتضیان وجود معروضهما إلّا فی العقل إن سلّم الوجود العقلی (ط، ت، 87، 19)

قَدَر

- لفظة القدر مأخوذة من التقدیر، و التقدیر یقال بالذات علی المقادیر و بالعرض علی ذوات المقادیر من أجل مقادیرها (بغ، م 2، 180، 7)- المتداول من لفظتی القضاء و القدر بمعنییهما یقال علی ما كان و یكون من الحوادث فی عالم الكون و الفساد لما سبق فی علم اللّه تعالی و حكمه، أو لما جری و یجری بمقتضی حركة الأفلاك و كواكبها، و القضاء من ذلك هو الأمر الكلّی أما الذی فی سابق العلم، و أما الذی فی حركة الأفلاك. و القدر هو تقدیر ذلك بحسب توزّعه علی الموجودات و ما یتعیّن منه لشخص شخص فی وقت وقت بمقداره و حدّه و كیفیته
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 621
و زمانه و مكانه و أسبابه القریبة و البعیدة (بغ، م 2، 180، 14)- القدر تعلّق الإرادة الذاتیّة بالأشیاء فی أوقاتها الخاصّة. فتعلیق كلّ حال من أحوال الأعیان بزمان معیّن و سبب معیّن عبارة عن القدر (جر، ت، 181، 6)

قَدَر اللّه‌

- اللّه تبارك و تعالی قد خلق لنا قوی نقدر بها أن نكتسب أشیاء هی أضداد. لكن لما كان الاكتساب لتلك الأشیاء لیس یتم لنا إلا بمواتاة الأسباب التی سخّرها اللّه لنا من خارج و زوال العوائق عنها، كانت الأفعال المنسوبة إلینا تتم بالأمرین جمیعا. و إذا كان ذلك كذلك فالأفعال المنسوبة إلینا أیضا یتم فعلها بإرادتنا و موافقة الأفعال التی من خارج لها، و هی المعبّر عنها بقدر اللّه (ش، م، 226، 2)

قدرة

- إن قیل ما القدرة؟ فیقال إمكان إیجاد الفعل (ص، ر 3، 360، 22)- إنّ للقوة بهذا المعنی (الموجود للحیوان) مبدأ و لازما. أمّا المبدأ فهو القدرة و هو كون الحیوان بحیث یصدر عنه الفعل إذا شاء و لا یصدر عنه الفعل إذا لم یشأ. و ضدّ ذلك هو العجز. و أمّا اللازم فهو أن لا ینفعل الشی‌ء بسهولة، و ذلك لأنّ الذی یزاول التحریكات الشاقة ربما ینفعل عنها و ذلك الانفعال یصدّه عن تمام فعله فلا جرم صار اللاانفعال دلیلا علی الشدّة (ر، م، 379، 10)- أمّا القوة بمعنی الشدّة و بمعنی القدرة فكأنّها أنواع القوة بمعنی الصفة المؤثّرة (ر، م، 380، 14)- أمّا القدرة، فعبارة عن معنی یوجب التّخصیص بالوجود دون العدم (سی، م، 127، 8)- القدرة لا تعقل إلّا بالإضافة إلی القادر (ط، ت، 115، 12)

قِدَم‌

- القدم یقال علی وجوه: فیقال قدیم بالقیاس و قدیم مطلقا. و القدیم بالقیاس هو شی‌ء زمانه فی الماضی أكثر من زمان شی‌ء آخر هو قدیم بالقیاس إلیه. و أما القدیم المطلق فهو أیضا یقال علی وجهین یقال بحسب الزمان و بحسب الذات (س، ح، 44، 4)- إنّ القدم علی وجوه: قدم بالزمان، و قدم بالشرف، و قدم بالمرتبة، و قدم بالمكان، و قدم بالذات (غ، ع، 103، 2)- الذی أفاد الحدوث الدائم أحق باسم الإحداث من الذی أفاد الإحداث المنقطع. و علی هذه الجهة فالعالم محدث لله سبحانه و اسم الحدوث به أولی من اسم القدم، و إنما سمّت الحكماء العالم قدیما تحفظا من المحدث الذی هو من شی‌ء و فی زمان و بعد العدم (ش، ته، 105، 4)- حدوث العالم لیس هو مثل الحدوث الذی فی الشاهد، و إنما أطلق علیه لفظ الخلق و لفظ الفطور. و هذه الألفاظ تصلح لتصوّر المعنیین، أعنی لتصوّر الحدوث الذی فی الشاهد، و تصوّر الحدوث أو القدم بدعة فی الشرع، و موقع فی شبهة عظیمة تفسد عقائد الجمهور، و بخاصّة الجدلیین منهم (ش، م، 206، 8)- القدم، أی الوجود الغیر المسبوق بالعدم (ط، ت، 165، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 622

قِدَم بالزمان‌

- أمّا القدم بالزمان: بالأفلاك، فإنّها أقدم من الأرض و ما علیها، لأنّ الزمان عدد حركات الفلك بعد الحصر، و الدهر حركات الفلك قبل العدد و الحساب. و لهذا قیل إنّ الدهر أصل الزمان، لأنّ الزمان ممتدّ مع السفلیات.
و الدهر ممتدّ مع العلویات (غ، ع، 104، 3)- القدم الزمانیّ و هو كون الشی‌ء غیر مسبوق بالعدم (جر، ت، 180، 2)

قِدَم بالشرف‌

- أمّا القدم بالشرف: فهو قدم الإنسان علی النبات و الحیوان، لأنّه أقدم بشرف النطق (غ، ع، 103، 9)- أمّا القدم بالشرف و المرتبة و الزمان فالنبوّة الجاریة فی أشخاص الأنبیاء علیهم السلام، كجریان الشمس فی برج الفلك (غ، ع، 104، 9)

قِدَم بالمكان‌

- أمّا القدم بالمكان: فمثل مصر و بیت المقدس، فإنّهما أقدم فی موضعهما من سائر الأمكنة (غ، ع، 104، 1)

قِدَم ذاتی‌

- القدم الذاتیّ هو كون الشی‌ء غیر محتاج إلی الغیر (جر، ت، 180، 1)

قِدَم العالم‌

- اختلف الفلاسفة فی قدم العالم. فالذی استقرّ علیه رأی جماهیرهم المتقدّمین و المتأخّرین القول بقدمه، و أنّه لم یزل موجودا مع اللّه تعالی و معلولا له و مساوقا له، غیر متأخّر عنه بالزمان، مساوقة المعلول للعلة، و مساوقة النور للشمس، و أن تقدّم الباری علیه كتقدّم العلّة علی المعلول، و هو تقدّم بالذات و الرتبة لا بالزمان (غ، ت، 39، 5)- قدم العالم محال، لأنّه یؤدّی إلی إثبات دورات للفلك لا نهایة لأعدادها و لا حصر لآحادها، مع أنّ لها سدسا و ربعا و نصفا، فإنّ فلك الشمس یدور فی سنة، و فلك زحل فی ثلاثین سنة، فتكون أدوار زحل ثلث عشر أدوار الشمس (غ، ت، 45، 9)- القائلون بقدم العالم قالوا إنّ خالق العالم لم یزل موجودا قادرا لا یعجز و جوّادا لا یبخل و لیس معه ضدّ یمانعه و لا ندّ یشاركه فی المبدئیة و الخلق أو یعینه علیه أو یقتضیه به أو یسأله فیه. و إذا كان اللّه تعالی فیما لم یزل قادرا عالما جوّادا فهو فیما لم یزل خالقا موجدا، و العالم المخلوق الذی هو مبدیه و موجده لم یزل معه موجودا (بغ، م 2، 28، 12)- أما مسألة قدم العالم أو حدوثه، فإن الاختلاف فیها عندی (ابن رشد) بین المتكلّمین من الأشعریة و الحكماء المتقدّمین یكاد أن یكون راجعا للاختلاف فی التسمیة، و بخاصّة عند بعض القدماء. و ذلك أنهم اتفقوا علی أن هاهنا ثلاثة أصناف من الموجودات طرفان و واسطة بین الطرفین، فاتفقوا فی تسمیة الطرفین و اختلفوا فی الواسطة. فأما الطرف الواحد، فهو موجود وجد من شی‌ء، أعنی عن سبب فاعل و من مادة، و الزمان متقدّم علیه، أعنی علی وجوده. و هذه هی حال الأجسام التی یدرك تكوّنها بالحس، مثل تكوّن الماء و الهواء و الأرض و الحیوان و النبات و غیر ذلك. و هذا الصنف من الموجودات اتفق الجمیع من القدماء و الأشعریّین علی تسمیتها محدثة.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 623
و أما الطرف المقابل لهذا، فهو موجود لم یكن من شی‌ء، و لا عن شی‌ء، و لا تقدّمه زمان.
و هذا أیضا اتفق الجمیع من الفرقتین علی تسمیته" قدیما". و هذا الموجود مدرك بالبرهان، و هو اللّه تبارك و تعالی. هو فاعل الكل و موجده و الحافظ له سبحانه و تعالی قدره. و أما الصنف من الموجود الذی بین هذین الطرفین، فهو موجود لم یكن من شی‌ء، و لا تقدّمه زمان، و لكنه موجود عن شی‌ء، أعنی عن فاعل، و هذا هو العالم بأسره (ش، ف، 40، 14)

قدماء

- القضیة القائلة أن الواحد لا یصدر عنه إلا واحد هی قضیة اتفق علیها القدماء حین كانوا یفحصون عن المبدأ الأول للعالم بالفحص الجدلی و هم یظنونه الفحص البرهانی، فاستقر رأی الجمیع منهم علی أن المبدأ واحد للجمیع و أن الواحد یجب الّا یصدر عنه إلا واحد (ش، ته، 111، 21)

قدیم‌

- إنّ أخصّ الأشیاء بالقدیم هو الوجود الذی یستغنی به عن الفاعل. و ذلك أنّه إذا لم یزل موجودا فلو كان بالفاعل كان موجودا لكان قبله، و ما تقدّمه غیره فلیس بقدیم، فإذا الوجود أخصّ من خواصّه (جا، ر، 544، 1)- وجود القدیم علی جهة الوجوب المستغنی عن الفاعل و علی جهة العلّة لغیره لا علی جهة المعلول. فبهذه الجهة كملت الخاصیّة للقدیم (جا، ر، 544، 8)- من خواصّ القدیم أیضا أن تكون جمیع المحدثات من فعله و أثره إذ لا بدّ لجمیعها من انتهاء إلیه و رجوع إلی كونه علّة لها إمّا قریبة أو بعیدة. فلیس للقدیم سوی هاتین الخاصّیتین و هما واحدة، و ذلك أنّ الوجود له هو الصفة التی بها أثّر آثاره و آثاره لا بدّ أن تكون شبیهة بمؤثّرها من الوجه الأحسن. فلذلك قصرت المحدثات عن القدیم و كثرت صفاتها (جا، ر، 544، 10)- إنّ القدیم الذی هو الجوهر الأوّل و العلّة الأولی التی لم یزل و لا یزال موجودا و إنّ الوجود أخصّ أوصافه به و التأثیر أقربها بها شبها بذاته. فإنّه لو لا ذلك ما كان فی الأشیاء دلیل علیه و لا كان شی‌ء مخالفا لشی‌ء (جا، ر، 545، 1)- القدیم هو الذی یكون علی حالة واحدة لا یتغیّر و لا یستحیل و لا یحدث له حال، و ذلك لیس یوجد موجود هذا شأنه إلّا اللّه الواحد الأحد، و لا یمكن أن یوجد شی‌ء سوی اللّه تعالی هذا شأنه (ص، ر 3، 314، 11)- إن قیل ما القدیم؟ فیقال ما لم یكن لیس (ص، ر 3، 360، 13)- إنّ القدیم أیضا لیس هو موجودا فی اللاوجود بل هو فی كثیر من الموجودات غیر موجود فی شی‌ء، و أنّه غیر موجود فی الحركة و لا فی الاستحالة و لا فی التغییر (س، ن، 117، 18)- یقال قدیم للشی‌ء إما بحسب الذات و إما بحسب الزمان. فالقدیم بحسب الذات هو الذی لیس لذاته مبدأ هی به موجودة، و القدیم بحسب الزمان هو الذی لا أول لزمانه (س، ن، 218، 11)- القدیم: عبارة عن موجود غیر مسبوق بعدم (غ، م، 141، 16)- إنّ القدیم لا علّة له و لا یجوز أن یكون معلولا (بغ، م 2، 55، 19)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 624
- الباری سبحانه لیس شأنه أن یكون فی زمان، و العالم شأنه أن یكون فی زمان. فلیس یصدق عند مقایسة القدیم إلی العالم أنه إما أن یكونا معا، و إما أن یكون متقدّما علیه بالزمان أو بالسببیة، لأن القدیم لیس مما شأنه أن یكون فی زمان، و العالم شأنه أن یكون فی زمان (ش، ته، 58، 26)- من یضع أن القدیم لا یصدر عنه إلا فعل حادث فقد وضع أن فعله بجهة ما مضطر و أنه لا اختیار له من تلك الجهة فی فعله (ش، ته، 74، 4)- عسر علی أهل الإسلام أن یسمّی العالم قدیما و اللّه قدیم و هم لا یفهمون من القدیم إلا ما لا علة له. و قد رأیت (ابن رشد) بعض علماء الإسلام قد مال إلی هذا الرأی (ش، ته، 87، 9)- الفلاسفة لیس من أصولهم وجود قدیم قائم من أجزاء محدثة من جهة ما هی غیر متناهیة، بل هم أشد الناس إنكارا لهذا، و إنما هذا من قوة الدهریة (ش، ته، 163، 25)- من لا یعترف بوجود علل لا نهایة لها لا یقدر أن یثبت علّة أولی أزلیة، لأن وجود معلومات لا نهایة لها هی التی اقتضت وجوب علّة أزلیة من قبلها استفاد وجودا ما لا نهایة له، و إلا فقد كان یجب أن تتناهی الأجناس التی كل واحد من أشخاصها محدث، و بهذا الوجه فقط أمكن أن یكون القدیم علّة للحوادث، و أوجب وجود الحوادث التی لا نهایة لها وجود أول قدیم واحد سبحانه لا إله إلا هو (ش، ته، 165، 9)- القدیم … منه ما لا تحلّه حركة أصلا و لا تجدّدات أصلا، و هو ما لیس بجسم، و منه ما تحلّه بعض الحركات و هو القدیم الذی هو جسم كالأجرام السماویة (ش، ته، 262، 25)- الموجود إمّا أن یكون قدیما أو حدیثا، أمّا القدیم فهو لا أول لوجوده و هو اللّه سبحانه و تعالی، و المحدث ما لوجوده أول و هو ما عداه (ر، مح، 67، 10)- اتّفق المتكلّمون علی أنّ القدیم یستحیل إسناده إلی الفاعل، و اتّفقت الفلاسفة علی أنّه غیر ممتنع زمانا (ر، مح، 68، 2)- أمّا القدیم، فقد یطلق علی ما لا علّة لوجوده، كالبارئ تعالی، و علی ما لا أوّل لوجوده، و إن كان مفتقرا إلی علّة، كالعالم علی أصل الحكیم (سی، م، 125، 10)- القدیم یطلق علی الموجود الذی لا یكون وجوده من غیره و هو القدیم بالذات. و یطلق القدیم علی الموجود الذی لیس وجوده مسبوقا بالعدم و هو القدیم بالزمان. و القدیم بالذات یقابله المحدث بالذات و هو الذی یكون وجوده من غیره كما أنّ القدیم بالزمان یقابله المحدث بالزمان و هو الذی سبق عدمه وجوده سبقا زمانیّا، و كلّ قدیم بالذات قدیم بالزمان و لیس كلّ قدیم بالزمان قدیما بالذات. فالقدیم بالذات أخصّ من القدیم بالزمان فیكون الحادث بالذات أعمّ من الحادث بالزمان لأنّ مقابل الأخصّ أعمّ من مقابل الأعمّ و نقیض الأعمّ من شی‌ء مطلقا أخصّ من نقیض الأخصّ. و قیل القدیم ما لا ابتداء لوجوده الحادث و المحدث ما لم یكن كذلك، فكان الموجود هو الكائن الثابت و المعدوم ضدّه.
و قیل القدیم هو الذی لا أوّل و لا آخر له (جر، ت، 179، 8)- حاصل الكلام (عند الفلاسفة) أنّ القدیم یلزمه أحد الأمرین: - أن لا یكون له أثر- أو أن یكون أثره قدیما. و حین كان العالم أثر القدیم، لزم أن یكون قدیما (ط، ت، 69، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 625
- القدیم یجب أن یكون سابقا علی كل حادث.
إذ المراد بالقدیم ما لا یكون مسبوقا بالعدم، و بالحادث ما یكون مسبوقا به (ط، ت، 70، 20)

قدیم أول‌

- كل فاعل قدیم عندهم (الفلاسفة)، إن صدر عنه حادث بالذات، فلیس هو القدیم الأول عندهم. و فعله عندهم مستند إلی القدیم الأول، أعنی حضور فعل القدیم الذی لیس بأول یستند إلی القدیم الأول، علی الوجه الذی یستند المحدث إلی القدیم الأول، و هو الاستناد الذی هو بالكل لا بالأجزاء (ش، ته، 56، 27)

قدیم بالقیاس‌

- القدم یقال علی وجوه: فیقال قدیم بالقیاس و قدیم مطلقا. و القدیم بالقیاس هو شی‌ء زمانه فی الماضی أكثر من زمان شی‌ء آخر هو قدیم بالقیاس إلیه. و أما القدیم المطلق فهو أیضا یقال علی وجهین: یقال بحسب الزمان و بحسب الذات (س، ح، 44، 5)

قدیم بالذات‌

- یقال قدیم للشی‌ء إما بحسب الذات و إما بحسب الزمان. فالقدیم بحسب الذات هو الذی لیس لذاته مبدأ هی به موجودة، و القدیم بحسب الزمان هو الذی لا أول لزمانه (س، ن، 218، 11)- القدیم یطلق علی الموجود الذی لا یكون وجوده من غیره و هو القدیم بالذات. و یطلق القدیم علی الموجود الذی لیس وجوده مسبوقا بالعدم و هو القدیم بالزمان. و القدیم بالذات یقابله المحدث بالذات و هو الذی یكون وجوده من غیره كما أنّ القدیم بالزمان یقابله المحدث بالزمان و هو الذی سبق عدمه وجوده سبقا زمانیّا، و كلّ قدیم بالذات قدیم بالزمان و لیس كلّ قدیم بالزمان قدیما بالذات. فالقدیم بالذات أخصّ من القدیم بالزمان فیكون الحادث بالذات أعمّ من الحادث بالزمان لأنّ مقابل الأخصّ أعمّ من مقابل الأعمّ و نقیض الأعمّ من شی‌ء مطلقا أخصّ من نقیض الأخصّ. و قیل القدیم ما لا ابتداء لوجوده الحادث و المحدث ما لم یكن كذلك، فكان الموجود هو الكائن الثابت و المعدوم ضدّه.
و قیل القدیم هو الذی لا أوّل و لا آخر له (جر، ت، 179، 9)

قدیم بالزمان‌

- یقال قدیم للشی‌ء إما بحسب الذات و إما بحسب الزمان. فالقدیم بحسب الذات هو الذی لیس لذاته مبدأ هی به موجودة، و القدیم بحسب الزمان هو الذی لا أول لزمانه (س، ن، 218، 12)- القدیم یطلق علی الموجود الذی لا یكون وجوده من غیره و هو القدیم بالذات. و یطلق القدیم علی الموجود الذی لیس وجوده مسبوقا بالعدم و هو القدیم بالزمان. و القدیم بالذات یقابله المحدث بالذات و هو الذی یكون وجوده من غیره كما أنّ القدیم بالزمان یقابله المحدث بالزمان و هو الذی سبق عدمه وجوده سبقا زمانیّا، و كلّ قدیم بالذات قدیم بالزمان و لیس كلّ قدیم بالزمان قدیما بالذات. فالقدیم بالذات أخصّ من القدیم بالزمان فیكون الحادث بالذات أعمّ من الحادث بالزمان لأنّ مقابل الأخصّ أعمّ من مقابل الأعمّ و نقیض
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 626
الأعمّ من شی‌ء مطلقا أخصّ من نقیض الأخصّ. و قیل القدیم ما لا ابتداء لوجوده الحادث و المحدث ما لم یكن كذلك، فكان الموجود هو الكائن الثابت و المعدوم ضدّه.
و قیل القدیم هو الذی لا أوّل و لا آخر له (جر، ت، 179، 10)

قدیم بالمرتبة

- أمّا القدیم بالمرتبة: فهو جوهر العقل الكلّی، الذی هو أوّل الموجودات- یعنی المحدثات- و هو قدم كلمات الباری تعالی، و هو قدیم برتبة ذاته، و محدث بنسبة خالقه (غ، ع، 103، 6)

قدیم حقیقی‌

- القدیم الحقیقی الذی لا بدایة لوجوده، و لا نهایة لبقائه، هو الواحد الأحد، الفرد الصمد (غ، ع، 103، 4)- القدیم الحقیقی لیس له علّة (ش، ف، 42، 6)

قدیم مطلق‌

- القدم یقال علی وجوه: فیقال قدیم بالقیاس و قدیم مطلقا. و القدیم بالقیاس هو شی‌ء زمانه فی الماضی أكثر من زمان شی‌ء آخر هو قدیم بالقیاس إلیه. و أما القدیم المطلق فهو أیضا یقال علی وجهین یقال بحسب الزمان و بحسب الذات (س، ح، 44، 6)

قرآن‌

- القرآن كله إنما هو دعاء إلی النظر و الاعتبار، و تنبیه علی طرق النظر (ش، م، 149، 10)- القرآن الذی هو كلام اللّه قدیم، و أن اللفظ الدال علیه مخلوق له سبحانه، لا لبشر. و بهذا باین لفظ القرآن الألفاظ التی ینطق بها فی غیر القرآن، أعنی أن هذه الألفاظ هی فعل لنا بإذن اللّه. و ألفاظ القرآن هی خلق اللّه (ش، م، 163، 15)- كون القرآن دلالة علی صدق نبوّته علیه السلام ینبنی عندنا (ابن رشد) علی أصلین قد نبّه علیهما الكتاب: أحدهما: أن الصنف الذی یسمّون رسلا و أنبیاء معلوم وجوده بنفسه، و أن هذا الصنف من الناس هم الذین یضعون الشرائع للناس بوحی من اللّه، لا بتعلّم إنسانی … و الأصل الثانی: أن كل من وجد عنه هذا الفعل الذی هو وضع الشرائع بوحی من اللّه تعالی فهو نبیّ (ش، م، 215، 1)

قرآن مخلوق‌

- المعتزلة لما ظنّوا أن الكلام هو ما فعله المتكلّم قالوا إن الكلام هو اللفظ فقط. و لهذا قال هؤلاء إن القرآن مخلوق. و اللفظ عند هؤلاء من حیث هو فعل فلیس من شرطه أن یقوم بفاعله (ش، م، 164، 10)

قرب‌

- القرب مكانی و معنوی، و الحق غیر مكانی فلا یتصوّر فیه قرب و بعد مكانی. و المعنوی إما اتصال من قبل الوجود و إما اتصال من قبل الماهیة. و الأول الحق لا یناسب شیئا فی الماهیة فلیس لشی‌ء إلیه نسبة أقرب و أبعد فی الماهیّة (ف، ف، 19، 12)

قسر

- كل متحرّك: إما أن یتحرّك من ذاته، و إما أن یتحرّك عن جسم من خارج، و أن هذا هو الذی یسمّی قسرا (ش، ته، 265، 17)- إن الإرادة الأزلیة تحدث الحركة فیها دائما من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 627
غیر فعل یفعله المرید فیه و إن ذلك لیس مغروزا فی طبیعته و إنها تسمّی قسرا، لأنه لو كان كذلك لم یكن للأشیاء طبیعة أصلا و لا حقیقة و لا حدّ لأنه من المعروف بنفسه أنه إنما اختلفت طبائع الأشیاء و حدودها من قبل اختلاف أفعالها، كما هو من المعروف بنفسه أن كل حركة قسریة لجسم فإنما تكون عن جسم من خارج (ش، ته، 267، 20)- إنّ القسر لا یكون إلّا علی خلاف الطبع (ط، ت، 264، 13)

قسریة

- كل جسم متحرّك فحركته إما من سبب من خارج و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم إذ الجسم لا یتحرّك بذاته. و ذلك السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة، و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ر، 4، 9)

قسمة

- إنّ أفلاطون یری أن توفیة الحدود إنما یكون بطریق القسمة، و أرسطوطالیس یری أن توفیة الحدود إنما یكون بطریق البرهان و التركیب (ف، ج، 87، 8)- إنّه بالقسمة تعرف حقیقة الأجناس من الأنواع و الأنواع من الأشخاص (ص، ر 1، 343، 17)- إنّ القسمة غیر موجودة بالفعل بل بالقوّة، و لیس لها أعداد حاصلة حتّی یقال أنّه یساوی شیئا أو یتفاوت (سه، ر، 88، 15)

قسمة ذاتیة

- القسمة الذاتیة … تعطی الحدّ بالذات (ش، ت، 955، 2)

قسیم الشی‌ء

- قسیم الشی‌ء و هو ما یكون مقابلا للشی‌ء و مندرجا معه تحت شی‌ء آخر كالاسم فإنّه مقابل للفعل و مندرجان تحت شی‌ء آخر و هو الكلمة التی هی أعمّ منهما (جر، ت، 182، 17)

قصد ضروری‌

- إن كان التخیّل وحده هو المبدأ للشوق سمّی ذلك الفعل جزافا، و لم یسمّ عبثا. و إن كان تخیّل مع طبیعة مثل التنفّس، سمّی ذلك الفعل قصدا ضروریّا أو طبیعیّا (س، شأ، 287، 4)

قصد طبیعی‌

- إن كان التخیّل وحده هو المبدأ للشوق سمّی ذلك الفعل جزافا، و لم یسمّ عبثا. و إن كان تخیّل مع طبیعة مثل التنفّس، سمّی ذلك الفعل قصدا ضروریّا أو طبیعیّا (س، شأ، 287، 4)

قضاء

- لا تظن أن القلم آلة جمادیة، و اللوح بسیط، و الكتاب نقش مرقوم، بل القلم ملك روحانی و الكتابة تصویر الحقائق. فالقلم یتلقّی ما فی الأمر من المعانی و یستودعه اللوح بالكتابة الروحانیة فینبعث القضاء من القلم و التقدیر من اللوح، أما القضاء فیشتمل علی مضمون أمر الواحد و التقدیر یشتمل علی مضمون التزیّل بقدر معلوم و فیها تشبّح إلی الملائكة التی فی السماوات، ثم یفیض إلی الملائكة التی فی الأرضین ثم یحصل المقدّر فی الوجود (ف،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 628
ف، 16، 18)- الذی یدلّ علیه العرف اللغوی من لفظة القضاء هو الحكم القاطع و الأمر الجزم الذی لا یراجع، یقال قضی له أو علیه و حكم له أو علیه أو فیه بكذا. و سمّیت بالقضیة كل مسئلة فیها حكم جزم بات بنفی أو إثبات أو قبول أو ردّ (بغ، م 2، 180، 5)- المتداول من لفظتی القضاء و القدر بمعنییهما یقال علی ما كان و یكون من الحوادث فی عالم الكون و الفساد لما سبق فی علم اللّه تعالی و حكمه، أو لما جری و یجری بمقتضی حركة الأفلاك و كواكبها، و القضاء من ذلك هو الأمر الكلّی أما الذی فی سابق العلم، و أما الذی فی حركة الأفلاك. و القدر هو تقدیر ذلك بحسب توزّعه علی الموجودات و ما یتعیّن منه لشخص شخص فی وقت وقت بمقداره و حدّه و كیفیته و زمانه و مكانه و أسبابه القریبة و البعیدة (بغ، م 2، 180، 14)

قضاء و قدر

- النظام المحدود الذی فی الأسباب الداخلة و الخارجة، أعنی التی لا تخلّ، هو القضاء و القدر الذی كتبه اللّه تعالی علی عباده، و هو اللوح المحفوظ. و علم اللّه تعالی بهذه الأسباب، و بما یلزم عنها، هو العلّة فی وجود هذه الأسباب. و لذلك كانت هذه الأسباب لا یحیط بمعرفتها إلا اللّه وحده.
و لذلك كان هو العالم بالغیب وحده و علی الحقیقة، كما قال تعالی: قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ [سورة النمل:
65] و إنما كانت معرفة الأسباب هی العلم بالغیب، لأن الغیب هو معرفة وجود الموجود أو لا وجوده (ش، م، 227، 2)

قضایا

- كلّ القضایا منها ما لا یمكن الّا یوجد، و منها ما لا یمكن أن یوجد، و هذان یقتسمان القضایا الاضطراریّة، و منها ما یمكن أن یوجد و الّا یوجد، و هی القضایا الممكنة، و منها ما هی موجودة الآن أو غیر موجودة، و قد كانت فیما مضی ممكنة أن تكون علی ما هی علیه و الّا تكون، و ممكنة أن تكون، فی المستقبل هكذا و الّا تكون، و هی (القضایا) الوجودیّة (ف، ط، 73، 10)- إنّ القضایا تختلف تارة بالسلب و الإیجاب و تارة بالكل و الجزء. و الاختلاف بالسلب و الإیجاب یسمّی كیفیة و بالكلیة و الجزئیة یسمّی كمیة. فإذا اختلفت القضایا بالكیفیة و الكمیة سمّیتا متناقضتین، و إذا اختلفت بالكیفیة سمّیتا متضادّتین (ص، ر 1، 335، 3)

قضایا اضطراریة

- كلّ مطلوب فی الجملة هو موضوع قضیّتین متقابلتین یقتسمان الصدق و الكذب اضطرارا لا یدری أیّهما الصادق علی التحصیل یفرض و یلتمس علم الصادق منهما. و هذان یقتسمان القضایا الاضطراریّة (ف، ط، 73، 9)

قضایا العقل‌

- قضایا العقل إنما هی حكم له علی طبائع الأشیاء خارج النفس. فلو لم یكن خارج النفس لا ممكن و لا ممتنع لكان قضاء العقل بذلك كلا قضاء، و لم یكن فرق بین العقل و الوهم (ش، ته، 81، 21)

قضایا ممكنة

- القضایا الممكنة و الوجودیّة لا یمكن أن یكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 629
فیها و لا عنها الیقین (ف، ط، 75، 5)

قضایا وجودیة

- القضایا الممكنة و الوجودیّة لا یمكن أن یكون فیها و لا عنها الیقین (ف، ط، 75، 5)

قضیة

- إنّ كل قضیة كلّیة أو جزئیة موجبة كانت أو سالبة فهی مركّبة من حدّین یسمّی أحدهما الموضوع و الآخر المحمول. مثال ذلك قولك النار حارّة فالنار هی الموضوعة و الحرارة هی المحمولة (ص، ر 1، 335، 12)- ربما تكون القضیة قبل العكس صادقة و بعده كاذبة، مثل قولك كل حیوان إنسان و كل إنسان حیوان، و ربما تكون صادقة قبل العكس و بعده. مثل قولك كل إنسان ضحّاك و كل ضحّاك إنسان، و ربما تكون كاذبة فی الحالتین جمیعا مثل قولك كل إنسان طائر و كل طائر إنسان (ص، ر 1، 335، 18)- الذی یدلّ علیه العرف اللغوی من لفظة القضاء هو الحكم القاطع و الأمر الجزم الذی لا یراجع، یقال قضی له أو علیه و حكم له أو علیه أو فیه بكذا. و سمّیت بالقضیة كل مسئلة فیها حكم جزم بات بنفی أو إثبات أو قبول أو ردّ (بغ، م 2، 180، 6)- القضیة التی موضوعها اسم مشترك لیس یلفی لها محمول ذاتی (ش، ما، 59، 9)

قضیة ثلاثیة

- إذا حكم بالقول علی موصوف بصفة سمّیت تلك الصفة قضیة ثنائیة مثل قولك زید كاتب لأنّه یجوز أن یكون كاتبا و غیر كاتب. فإذا قطعت علی أحد الخبرین كان قولا جازما و قضیة جازمة، و إذا قرن بهذه القضیة أحد الأزمان الثلاثة سمّیت قضیة ثلاثیة مثل قولك زید كتب أمس أو یكتب غدا أو هو كاتب الیوم. و إن زدت علی إحدی القضایا الثلاثیة أحد العناصر الثلاثة، الذی هو من الممكن و الممتنع و الواجب، سمّیت رباعیة مثل قولك یمكن أن یكون هذا الصبی یوما ما رجلا جلدا و ممتنع أن یحمل یوما ما ألف رطل و واجب أن یموت یوما ما (ص، ر 1، 334، 9)

قضیة ثنائیة

- إذا حكم بالقول علی موصوف بصفة سمّیت تلك الصفة قضیة ثنائیة مثل قولك زید كاتب لأنّه یجوز أن یكون كاتبا و غیر كاتب. فإذا قطعت علی أحد الخبرین كان قولا جازما و قضیة جازمة، و إذا قرن بهذه القضیة أحد الأزمان الثلاثة سمّیت قضیة ثلاثیة مثل قولك زید كتب أمس أو یكتب غدا أو هو كاتب الیوم. و إن زدت علی إحدی القضایا الثلاثیة أحد العناصر الثلاثة، الذی هو من الممكن و الممتنع و الواجب، سمّیت رباعیة مثل قولك یمكن أن یكون هذا الصبی یوما ما رجلا جلدا و ممتنع أن یحمل یوما ما ألف رطل و واجب أن یموت یوما ما (ص، ر 1، 334، 7)

قضیة جازمة

- إذا حكم بالقول علی موصوف بصفة سمّیت تلك الصفة قضیة ثنائیة مثل قولك زید كاتب لأنّه یجوز أن یكون كاتبا و غیر كاتب. فإذا قطعت علی أحد الخبرین كان قولا جازما و قضیة جازمة، و إذا قرن بهذه القضیة أحد الأزمان الثلاثة سمّیت قضیة ثلاثیة مثل قولك زید كتب أمس أو یكتب غدا أو هو كاتب
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 630
الیوم. و إن زدت علی إحدی القضایا الثلاثیة أحد العناصر الثلاثة، الذی هو من الممكن و الممتنع و الواجب، سمّیت رباعیة مثل قولك یمكن أن یكون هذا الصبی یوما ما رجلا جلدا و ممتنع أن یحمل یوما ما ألف رطل و واجب أن یموت یوما ما (ص، ر 1، 334، 8)

قضیة رباعیة

- إذا حكم بالقول علی موصوف بصفة سمّیت تلك الصفة قضیة ثنائیة مثل قولك زید كاتب لأنّه یجوز أن یكون كاتبا و غیر كاتب. فإذا قطعت علی أحد الخبرین كان قولا جازما و قضیة جازمة، و إذا قرن بهذه القضیة أحد الأزمان الثلاثة سمّیت قضیة ثلاثیة مثل قولك زید كتب أمس أو یكتب غدا أو هو كاتب الیوم. و إن زدت علی إحدی القضایا الثلاثیة أحد العناصر الثلاثة، الذی هو من الممكن و الممتنع و الواجب، سمّیت رباعیة مثل قولك یمكن أن یكون هذا الصبی یوما ما رجلا جلدا و ممتنع أن یحمل یوما ما ألف رطل و واجب أن یموت یوما ما (ص، ر 1، 334، 11)

قضیتان متضادتان‌

- إنّ القضایا تختلف تارة بالسلب و الإیجاب و تارة بالكل و الجزء. و الاختلاف بالسلب و الإیجاب یسمّی كیفیة و بالكلیة و الجزئیة یسمّی كمیة. فإذا اختلفت القضایا بالكیفیة و الكمیة سمّیتا متناقضتین، و إذا اختلفت بالكیفیة سمّیتا متضادّتین (ص، ر 1، 335، 6)

قضیتان متناقضتان‌

- إنّ القضایا تختلف تارة بالسلب و الإیجاب و تارة بالكل و الجزء. و الاختلاف بالسلب و الإیجاب یسمّی كیفیة و بالكلیة و الجزئیة یسمّی كمیة. فإذا اختلفت القضایا بالكیفیة و الكمیة سمّیتا متناقضتین، و إذا اختلفت بالكیفیة سمّیتا متضادّتین (ص، ر 1، 335، 5)

قطبان‌

- كل نقطتین متقابلتین فرضتا فی الخط الواصل من أحدهما إلی الثانی بمركز الكرة فإنه یمكن أن یكونا قطبین (ش، ته، 47، 15)- القطبان هما نقطتان و هاتان لیس یمكن أن تكونا مفارقتین و لا أن تكونا فی جسم آخر غیر المتحرّك دورا (ش، سم، 28، 3)

قلب‌

- إنّ الإنسان خلق من بدن و قلب- و أعنی بالقلب حقیقة روحه التی هی محلّ معرفة اللّه، دون اللحم و الدم الذی یشارك فیه المیت و البهیمة-، و أنّ البدن له صحّة بها سعادته و مرض فیه هلاكه (غ، مض، 45، 5)- لست أعنی بالقلب جسم القلب و لا الروح التی فی تجویفه، بل أعنی به صورة تلك الروح الفائضة بقواها علی بدن الإنسان (طف، ح، 81، 4)

قلب حقیقی‌

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة
حجی (س، ف، 195، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 631

قلم‌

- لا تظن أن القلم آلة جمادیة، و اللوح بسیط، و الكتاب نقش مرقوم، بل القلم ملك روحانی و الكتابة تصویر الحقائق. فالقلم یتلقّی ما فی الأمر من المعانی و یستودعه اللوح بالكتابة الروحانیة فینبعث القضاء من القلم و التقدیر من اللوح، أما القضاء فیشتمل علی مضمون أمر الواحد و التقدیر یشتمل علی مضمون التزیّل بقدر معلوم و فیها تشبّح إلی الملائكة التی فی السماوات ثم یفیض إلی الملائكة التی فی الأرضین ثم یحصل المقدّر فی الوجود (ف، ف، 16، 15)

قمر

- القمر كریّ لاستنارته أبدا من الشمس، و تزیّده بشكل هلالی (ش، سم، 69، 14)- القمر یقطع دائرته فی سبعة و عشرین یوما و نصف و سبعة و عشرین یوما و نصفا إذا ضوعفت لیست تفی ثلاث مائة و خمسة و ستین یوما و ربع (ش، سك، 124، 4)- أما القمر فأثره بیّن أیضا فی تكوّن الأمطار و إنضاج الفواكه، و بیّن أیضا أنه لو كان أعظم مما هو أو أصغر أو أبعد أو أقرب أو لم یكن نوره مستفادا من الشمس لما كان له هذا الفعل. و كذلك أیضا لو لم یكن له فلك مائل لما كان یفعل أفعالا مختلفة فی أوقات مختلفة، و لذلك تسخن به اللیالی فی زمان البرد و تبرد فی زمان الحر (ش، ما، 170، 7)

قنیة

- أمّا القنیة و العدم فشبیه الضدّ و المضاف جمیعا و ذلك أنّ العدم یضاف إلی القنیة و القنیة لا تضاف إلی العدم فیقال عمی البصر و لا یقال بصر العمی، و القنیة و العدم لا یجتمعان كما أنّ الضدّین لا یجتمعان. فإذا كانت القنیة جسمانیة كان العدم أیضا جسمانیا، و إن كانت روحانیة فكذلك العدم أیضا روحانی (ص، ر 1، 329، 1)- أما القنیة فإنها قوة لا تنفعل إلی الذی هو أردأ أو إلی الفساد من شی‌ء آخر بأنه آخر من أول مغیّر (ش، ت، 1110، 13)- الضدّیة الأولی القنیة و العدم. إنما قال (أرسطو) ذلك لأن المتقابلات بالملكة و العدم متقدّمان بالطبع علی المتقابلات بالضدیة، و ذلك أن كل متقابلین بالضدیة متقابلان بالعدم و الملكة، و ذلك أن أدنی الضدین یلحقه عدم أكملهما (ش، ت، 1310، 10)

قنیة إرادیة

- نجد من ذوی القنیة الإرادیة ثلاثة أصناف:
منهم صنف لا یبالون بآلاتهم و لا یحرسونها حتی تفسد علیهم سریعا فتخترم أعمالهم و لا یمكنهم متی شاؤوا أن یعملوا أن یشقّ علیهم، و منهم من یصرف وكده إلی حفظ آلاته و الصیانة لها و العنایة بها حتی یكون معظم وكده فی حفظها و یجنبون معظم منافعهم … و كلا الصنفین مذموم الحال. و منهم من إنّما یحرسها و یصونها فی وقت ما لا یحتاج إلیها و یبذلها و یستخفّ بها فی الحین الذی یستعملها، و لا یبالی عند استعمالها علی ما یجب هل تلفت أو بقیت (ج، ر، 117، 9)

قنیة طبیعیة

- أقسام القنیة الطبیعیة ثلاثة أصناف: صنف لا یبالی بجسده و لا بأعضائه، بل یبذلها فی طاعة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 632
محرّكه الأول كیف مرّ، كما نجد متهوّرین فی مخاطرتهم بأنفسهم و انهماكهم فی ملذاتهم المفسدة لأمزجتهم، و كما نجد كثیرا من المرضی فی شهوات أنفسهم … و منهم من یكثر التوقّی و لا یری إلّا وجود بدنه، فهو یتوقّی فی كل شی‌ء و یخاف من كل شی‌ء، فهو لذلك لا ینهض عند ملمّة و لا یتأهّل لعظیم لنیل الآمال النبیلة، بل یطلب السكون و الدعة ما أمكنه … و الصنف المتوسّط هو الذی لا تحیله محاولة عمله مراعاة جسده، بل قد یتلف جسده فتتلف حیاته فی بعض الأوقات، كما یصنعه الشجعان. و الطرفان قلیلا الوجود و أحوالهما خارجة عن الطبع. و أمّا المتوسّط فهو الموجود كثیرا (ج، ر، 117، 23)

قوام الأشیاء

- قوام الأشیاء من صفتین: عامة و خاصة و هی التی یدل علیها الفلاسفة باسم الحدّ المركّب عندهم من جنس و فصل، فلا فرق فی ارتفاع الموجود بارتفاع إحدی هاتین الصفتین. مثال ذلك: إن الإنسان لما كان قوامه بصفتین إحداهما عامة و هی الحیوانیة مثلا، و الثانیة خاصة و هی النطق، فإنه كما أنا إذا رفعنا منه أنه ناطق لم یبق إنسانا، كذلك إذا رفعنا عنه أنه حیوان و ذلك أن الحیوانیة شرط فی النطق و متی ارتفع الشرط ارتفع المشروط (ش، ته، 300، 26)

قوانین‌

- القوانین فی كل صناعة أقاویل كلّیة أی جامعة ینحصر فی كل واحد منها أشیاء كثیرة مما تشتمل علیه تلك الصناعة وحدها حتی یأتی علی جمیع الأشیاء التی هی موضوعة للصناعة أو علی أكثرها (ف، ح، 45، 6)

قوانین كلیة

- أوّل … الأصول (الكلّیة) القوانین الكلّیة فی مبادئ الوجود التی هی للجواهر الجسمانیّة كلّها: ما هی و لم هی … لكلّ واحد منها مبدأین: مبدأ هو به بالقوّة فسمّاه (أرسطو)" المادّة" و مبدأ هو به بالفعل و سمّاه" الصورة" (ف، ط، 92، 10)

قوانین منطقیة

- إنّ القوانین المنطقیة التی هی آلات یمتحن بها فی المعقولات ما لا یؤمن أن یكون العقل قد غلط فیه أو قصّر فی إدراك حقیقته تشبه الموازین و المكاییل التی هی آلات یمتحن بها فی كثیر من الأجسام ما لا یؤمن أن یكون الحس قد غلط فیه أو قصّر فی إدراك تقدیره (ف، ح، 54، 9)

قوة

- القوة لیست شیئا غیر الإمكان (ك، ر، 116، 15)- كل ما فی الذی لا نهایة له بالقوة هو أیضا بالقوة لا نهایة له، و من ذلك الحركة و الزمان (ك، ر، 116، 17)- القوة- ما لیس بظاهر، و قد یمكن أن یظهر عمّا هو فیه بالقوة (ك، ر، 169، 9)- ما لم یكن بالقوّة أصلا فلیس هو فی مادّة، و جوهره و فعله واحد بعینه أو قریب (ف، ط، 128، 5)- لا فرق بین أن نقول" القوّة" أو" الإمكان".
فإنّ ما هو موجود بالقوّة منه ما هو بقوّته و إمكانه مسدّد نحو أن یحصل بالفعل فقط، و منه ما هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 633
مسدّد لأن یحصل بالفعل و الّا یحصل، فیكون مسدّدا لمتقابلین (ف، حر، 119، 19)- ما هو بالقوّة ذات لیس بموجود، فإنّ الموجود المشهور هو الذی بالفعل (ف، حر، 218، 19)- كل ما فی القوة فلیس للعقل منه إلّا الأینیّة و الكمّیة و الكیفیة (تو، م، 353، 18)- أما القوة التی بمعنی الاستعداد فی المادة فإنّها تكون مع الفساد و الرجوع إلی المادة، أو قد تكون مع الفساد. فإنّها لو فسدت أیضا لكانت ثابتة بتلك القوة. فإنّ الفاسد هو، بالقوة، بشی‌ء الذی كان أو لا، و یرجع إلیه (س، شط، 127، 15)- القوة تقال علی ثلاثة معان، بالتقدیم و التأخیر:
فیقال قوة للاستعداد المطلق الذی لا یكون خرج منه بالفعل شی‌ء، و لا أیضا حصل ما به یخرج، كقوة الطفل علی الكتابة. و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا كان لم یحصل للشی‌ء إلّا ما یمكنه به أن یتوصّل إلی اكتساب الفعل بلا واسطة، كقوة الصبی الذی ترعرع و عرف الدواة و القلم و بسائط الحروف علی الكتابة.
و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا تمّ بالآلة، و حدث مع الآلة أیضا كمال الاستعداد بأن یكون له أن یفعل متی شاء بلا حاجة إلی الاكتساب، بل یكفیه أن یقصد فقط، كقوة الكاتب المستكمل للصناعة إذا كان لا یكتب. و القوة الأولی تسمّی مطلقة و هیولانیة، و القوة الثانیة تسمّی قوة ممكنة، و القوة الثالثة تسمّی كمال القوة (س، شن، 39، 7)- إنّ لفظة القوة و ما یرادفها قد وضعت أول شی‌ء للمعنی الموجود فی الحیوان، الذی یمكنه بها أن تصدر عنه أفعال شاقّة من باب الحركات لیست بأكثریة الوجود عن الناس فی كمّیتها و كیفیتها، و یسمّی ضدّها الضعف، و كأنّها زیادة و شدّة من المعنی الذی هو القدرة، و هو أن یكون الحیوان بحیث یصدر عنه الفعل إذا شاء، و لا یصدر عنه إذا لم یشأ، التی ضدّها العجز (س، شأ، 170، 4)- إنّ القوة تحتاج أن تخرج إلی الفعل بشی‌ء موجود بالفعل وقت كون الشی‌ء بالقوة، لیس إنّما یحدث ذلك الشی‌ء حدوثا مع الفعل فإنّ ذلك أیضا یحتاج إلی مخرج آخر و ینتهی إلی شی‌ء موجود بالفعل لم یحدث (س، شأ، 184، 3)- إنّما یخرج القوة إلی الفعل شی‌ء مجانس لذلك الفعل موجود قبل الفعل بالفعل كالحار یسخن و البارد یبرد (س، شأ، 184، 6)- إنّ الفعل قبل القوة بالكمال و الغایة، فإنّ القوة نقصان و الفعل كمال، و الخیر فی كل شی‌ء إنّما هو مع الكون بالفعل (س، شأ، 184، 15)- القوة وحدها لا تكفی فی أن تكون فعل، بل تحتاج إلی مخرج للقوة إلی الفعل (س، شأ، 185، 14)- إنّ كل قوة فإنّما تحرّك بتوسّط المیل، و المیل هو المعنی الذی یحسّ فی الجسم المتحرّك (س، شأ، 383، 4)- القوة: قد تكون علی أعمال متناهیة، مثل تحریك القوة التی فی المدرة. و قد تكون علی أعمال غیر متناهیة، مثل تحریك القوة التی للسماء. ثمّ تسمّی الأولی متناهیة، و الأخری غیر متناهیة. و إن كانا قد یقالان لغیر هذین المعنیین (س، أ 2، 151، 7)- إنّ كلّ قوة تدرك بآلة، فلا تدرك ذاتها و لا آلتها و لا إدراكها، و یضعفها تضاعف الفعل، و لا تدرك الضعیف إثر القوی، و القوی یوهنها، و عند ضعف الآلات یضعف فعلها. و القوة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 634
العقلیة بخلاف ذلك كله (س، ف، 93، 8)- یقال قوة لمبدإ التغیّر فی آخر من حیث أنّه آخر- و مبدأ التغیّر- إما فی المنفعل و هو القوة الانفعالیة- و إما فی الفاعل و هو القوة الفعلیة.
و یقال قوة لما به یجوز من الشی‌ء فعل أو انفعال، و لما به یصیر الشی‌ء مقوّما لآخر، و لما به یصیر الشی‌ء غیر متغیّر و ثابتا فإنّ التغیّر مجلوب للضعف (س، ن، 214، 10)- أمّا القوة، فتنقسم: إلی قوة الفعل، و إلی قوة الانفعال (غ، م، 200، 9)- القوة … عبارة عن إمكان وجود الشی‌ء قبل وجوده. فما دام غیر موجود، فیقال: إنّه بالقوة، و یتسامح فیقال: هو موجود بالقوة، و تسمیته موجودا مجاز (غ، م، 200، 21)- معنی القوة أنّها تقبل الصورة و نقیضها، و معنی الاستعداد أن یترجّح صلاحه لقبول إحدی الصورتین علی الخصوص، فتكون القوة علی وجود الشی‌ء و عدمه بالسواء. و الاستعداد للوجود وحده، بأن تصیر إحدی القوّتین أولی من الأخری. كما أنّ مادة الهواء قابلة لصورة الناریة، و المائیة بالسواء. و لكن غلبة البرد یجعلها لقبول صورة المائیة أولی، فتنقلب ماء، لقبول صورة المائیة، من المفارق، عند استفادة الاستعداد من السبب المبرّد (غ، م، 293، 8)- ما بالقوة هو الذی من شأنه أن یخرج إلی الفعل المقابل لتلك القوة و ما یمنع الخروج إلیه بالفعل فلا قوة علیه (بغ، م 1، 28، 8)- أرسطوطالیس یحدّ الحركة بأنّها كمال أول لما بالقوة من جهة ما هو بالقوة. مثال ذلك أنّ الأبیض أسود بالقوة و انتقاله من البیاض إلی السواد هو كمال قوته تلك و ذلك إذا كان تدریجا بالحركة (بغ، م 1، 28، 23)- الموجود أیضا ینقسم إلی ما بالفعل، و هو ما حصل وجوده، و إلی ما بالقوة، و هو ما لم یحصل بعد إلّا أنّه ممكن له الحصول، فمنها قوة قریبة و أخری بعیدة و إن كان قد تقال القوة علی المعنی الذی به یتهیّأ الفاعل للفعل، و القابل للقبول، فیقال: قوة فعلیة و أخری انفعالیة، فلمّا لم یكن لعموم فیكون لخصوص (سه، ل، 128، 19)- یقال قوة ابتداء حركة أو تغییر فی شی‌ء آخر بأنه آخر، مثل صناعة البناء فإنها قوة و لیست فی الذی یبنی و لكن صناعة الطب قوة و هی فی الذی یتعالج بالطبّ و لكن لیس بأنه یتعالج.
فالابتداء الكلّی للتغییر أو للحركة یقال قوة فی آخر بأنه آخر (ش، ت، 577، 15)- یقال قوة التی بها یمكن أن یتحرّك الشی‌ء من غیره بأنه غیر (ش، ت، 578، 3)- یقال قوة للمبدإ الذی من قبله ینفعل الشی‌ء عن ما یفعل به فعلا ما انفعالا هو أجود و أكثر لموافقة ذلك الفعل و قبوله (ش، ت، 582، 7)- یقال قوة للصورة و الملكة التی بها یفعل ذو الملكة و الصورة فعلا جیّدا كما یقال للذین یجیدون القول إن لهم قوة علی القول الجیّد، و ذلك أن الجودة توجد فی القوی الفاعلة و فی المنفعلة (ش، ت، 583، 1)- یقال قوة علی الهیآت و الملكات التی بها تكون الأشیاء غیر قابلة للانفعال و التغییر و لا بالجملة تسهل حركتها إلی الذی هو أردی أی إلی أن تفسد و تنقص (ش، ت، 583، 8)- إن القوة تقال علی جمیع الأشیاء التی لا تتغیّر و لا یسهل تغیّرها لأن الأشیاء التی تتفتت و تنكسر و بالجملة یسهل تغیّرها عما من خارج فإنما یلفی ذلك منها لا لأن لها قوة بل لأنها لیس لها قوة أو لأنها ناقصة القوی. و هذه القوة هی الجنس من الكیف التی یقال فیها إنها قوة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 635
طبیعیة و لا قوة (ش، ت، 583، 13)- یقال أیضا قوة علی ما فیه مبدأ به یمكن أن یتغیّر من غیره إلی شی‌ء ما و ینقلب إلیه، و ذلك الذی ینقلب إلیه إما أن یكون أشرّ و إما أن یكون أجود (ش، ت، 585، 2)- قولنا أیضا فی الشی‌ء إن فیه قوة علی كذا إنما نقوله من حیث هو عادم للشی‌ء الذی هو قویّ علیه (ش، ت، 1115، 12)- إن كل قوة كانت أفعالها لا تصدر عن نطق فإنها عریّة من النطق (ش، ت، 1152، 4)- إذا قلنا من شی‌ء إنه بالقوة فإنّا إنما نفهم منه إنه علی حالة مقابلة للحالة التی هو علیها إذ كان بالفعل (ش، ت، 1159، 14)- إن الطبیعة داخلة فی جنس هو القوة لأن الطبیعة هی مبدأ و كل مبدأ فهو قوة، و إنما كانت القوة جنسا لها لأنها تشمل الصناعیة و الطبیعیة (ش، ت، 1179، 12)- لما كانت القوة عدما و الفعل وجودا وجب أن یكون الوجود متقدّما علی العدم و أن یكون الذی یفعل متقدّما بالزمان علی المفعول (ش، ت، 1180، 11)- إن الذی هو بالقوة إنما یصیر بالفعل من قبل شی‌ء آخر هو بالفعل من ذلك النوع مثل إنسان من إنسان و موسقوس من موسقوس، و ذلك أن كل متكوّن هو متحرّك عن محرّك هو قبله بالفعل (ش، ت، 1181، 13)- إن القوة هی قوة علی الشی‌ء و علی ضده و أحد الضدین و لا بد شر. فالقوة الجیدة یشوبها الشر، و أما الفعل الجید فلیس یشوبه شر أصلا و هو الفعل الذی قایس بینه و بین القوة التی هی خیر. مثال ذلك إن القابل للصحة هو بعینه القابل للمرض و هی مثلا الاخلاط الأربعة (ش، ت، 1211، 7)- الإیجاد و هو إخراج ما بالقوة إلی الفعل، فإن الكائن بالفعل هو فاسد بالقوة و كل قوة فإنما تصیر إلی الفعل من قبل مخرج لها هو بالفعل.
فلو لم تكن القوة موجودة لما كان هاهنا فاعل أصلا، و لو لم یكن الفاعل موجودا لما كان هاهنا شی‌ء هو بالفعل أصلا (ش، ت، 1504، 16)- القوة ترجع إلی الهیولی و هی التی یمكن أن تصیر المجموع منها و من الصورة أعنی المركّب، و ذلك أن القوة التی فی الهیولی إنما هی علی الشخص المركّب منها و من الصورة (ش، ت، 1539، 15)- القوة تقال علی معان كثیرة: فمنها القوة التی فی الجوهر، و التی فی الاستحالة، و التی فی الأین (ش، ت، 1629، 2)- إن كل قوة فی جسم فهی متناهیة أی فعلها ممكن أن یتناهی (ش، ت، 1632، 18)- إن كل قوة فی هیولی فهی متناهیة (ش، ت، 1634، 7)- القوة مما یقال بالإضافة (ش، سط، 35، 2)- نسبة الزمان إلی الزمان هی نسبة القوة إلی القوة (ش، سم، 40، 13)- القوة الأشد تفعل فی زمان أقصر (ش، سم، 41، 20)- قوة كل جسم یجب أن تكون متناهیة الفعل، من قبل أن كل جسم متناه سواء كان بسیطا أو مركّبا من مادة أو صورة (ش، سم، 72، 23)- القوة تقال بضرب من التشكیك علی الملكات و الصور حین لیس تفعل كما یقال فی النار أنها محرقة بالقوة إذا لم تحضرها المادة الملائمة للإحراق، و علی القوی المنفعلة كما یقال فی الخبر أنه دم بالقوة، و فی الدم أنه لحم بالقوة، و ذلك إذا لم یحضر المحرّك (ش، ن، 37، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 636
- خروج القوة إلی الفعل تغیّر أو تابع لتغیّر (ش، ن، 42، 6)- القوة تقال علی ثلاثة أضرب: أولاها بالتقدیم و التحقیق القوة المنسوبة إلی الهیولی الأولی، إذ كانت الهیولی الأولی إنما الوجود لها من جهة ما هی قوة محضة. و لذلك لم یمكن فی مثل هذه القوة أن تفارق بالجنس الصورة التی هی قویة أولا علیها بل متی تعرّت عن الصورة التی فیها تلبّست بصورة أخری من جنسها، كالحال فی الماء و النار، و بالجملة فی الأجسام البسائط. ثم من بعد هذه القوة الموجودة فی صور هذه الأجسام البسیطة علی صور الأجسام المتشابهة الأجزاء، و هذه القوة هی متأخّرة عن تلك، إذ كان یمكن فیها أن تفارق صورة الشی‌ء الذی هی قویة علیه بالجنس، و هی أیضا حین تقبل الكمال و الفعل لیس تخلع صورتها كل الخلع، كالحال فی القوة الموجودة فی الأجسام البسیطة، فكأن هذه القوة الثانیة شأنها فعل ما، إذ كان السبب فی وجودها القوة الأولی مقترنة بالصورة البسیطة لا القوة وحدها. ثم تتلو هذه فی المرتبة القوة الموجودة فی بعض الأجسام المتشابهة الأجزاء كالقوة التی فی الحرارة الغریزیة مثلا، أو ما یناسبها، الموضوعة فی النبات و الحیوان للنفس الغاذیة (ش، ن، 43، 1)- لما كانت القوة لا تعرّی من الفعل لزم أن توجد إما فعل ما غیر تام، و إما أن توجد مقترنة بصورة أخری مغایرة للصورة التی هی قویة علیها من غیر أن تكون هی فی نفسها شیئا (ش، ن، 44، 18)- إذا كانت القوة ذات صور: فإما أن تكون الصورة التی فی الموضوع مضادة للصورة الواردة فتفسد صورة الموضوع عند ورودها إما فسادا تاما كالحال فی صور البسائط، و إما فسادا ما غیر محض كالحال فی صور البسائط عند حلول صور المتشابهة الأجزاء فیها. و إما أن لا تكون بینهما مضادة أصلا و لا مغایرة بل مناسبة تامة، فیبقی الموضوع عند الاستكمال علی حالة قبل الاستكمال، بل لا یمكن وجود الاستكمال إلا أن یبقی الموضوع علی حاله قبل الاستكمال كالحال فی القوة التی فی المتعلّم علی التعلّم. و هذه القوة التی هی فعل غیر تام لیس یحتاج فی وجودها إلی صورة هی موجود إلا بالعرض، كالحال فی النفس الغاذیة مع الحسّیّة التی هی الكمال الأول (ش، ن، 44، 21)- القوة الواحدة لها آلة واحدة و أن هذا منعكس (ش، ن، 63، 4)- القوة التی من شأنها أن تدرك المعنی مجرّدا عن الهیولی هی ضرورة قوة أخری غیر القوة التی تقدمت. و بیّن أن فعل هذه القوة لیس هو أن تدرك المعنی مجرّدا من الهیولی فقط، بل و أن تركّب بعضها إلی بعض و تحكم لبعض علی بعض. و الفعل الأول من أفعال هذه القوة یسمّی تصورا و الثانی تصدیقا (ش، ن، 84، 3)- وجدت هذه القوة (إدراك المعانی مجرّدة) الأفضل مطلقا لا الأفضل فی وجوده المحسوس، و من هنا یظهر أن هذه القوة تنقسم أولا إلی قسمین: أحدهما یسمی العقل العملی و الآخر النظری. و كان هذا الانقسام لها عارضا بالواجب لانقسام مدركاتها، و لذلك أن إحداهما إنما فعلها و استكمالها بمعان صناعیة ممكنة، و الثانیة بمعان ضروریة لیس وجودها إلی اختیارنا (ش، ن، 85، 3)- ما كان بالقوة ثم وجد بالفعل فهو ضرورة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 637
حادث فاسد (ش، ن، 99، 11)- إن القوة لیس یمكن فیها أن تصیر إلی الفعل بذاتها، إذ كانت إنما هی عدم الفعل (ش، ن، 103، 6)- الذی یستعمل علیه اسم القوة أكثر ذلك فی الحكمة و أشهر عند الفلاسفة هو ما كان به الشی‌ء مستعدّا لأن یوجد بعد بالفعل، و هذه هی القوة التی تقال علی الهیولی و هی كما قلنا أحری ما قیل علیها اسم القوة، و ذلك أن كلّما عدّدنا مما یقال علیه اسم القوة، و ذلك أن كلّما عدّدنا مما یقال علیه اسم القوة إذا تؤمّلت وجدت أنها تقال علی التشبیه بهذه، و ذلك أن الملكات و الصور إنما قلنا فیها إنها قوی لأنها تفعل حینا و لیس تفعل حینا، فكأنها أشبهت ما بالقوة، و كذلك قولنا فی الشی‌ء إن له قوة علی الشی‌ء معناه أن له استعدادا جیدا، و كذلك یظهر هذا المعنی فی جمیعها (ش، ما، 51، 11)- قد یقال إن أجزاء الشی‌ء فی الشی‌ء بالقوة و هذا علی ضربین: إما الأجزاء التی من قبل الكیفیة و هی المادة و الصورة، و إما التی من قبل الكمیة، و هذه متی كانت أجزاء تتصل كانت قوة محضة، و متی كانت بالفعل فی الشی‌ء، إلا أنها مرتبطة بعضها ببعض أو ملصوقة، كان اسم القوة علیها بتأخیر. و بقریب من هذا المعنی یكون وجود الأجزاء التی لا تتجزّی فی المركّب بحسب رأی من رأی ذلك. و هذه القوة الحقیقیة منها ما لها عائق من خارج یعوقها فهذا قد یمكن أن یقع و قد یمكن أن لا یقع كالحلفاء تحترق، و منها ما لیس لها عوائق من خارج و هذه ضرورة واقعة و خارجة إلی الفعل مثل النصب السماویة التی توجد تارة بالقوة و تارة بالفعل (ش، ما، 51، 20)- إن اسم القوة یقال علی أشیاء كثیرة … إلا أن ما كان یقال علیه اسم القوة باشتراك الاسم فینبغی أن نطرحه، كقولنا إن خط كذا یقوی علی خط كذا ما كان من تلك المعانی لیس مشتركا اشتراكا محضا، بل كانت تنسب إلی مبدأ واحد (ش، ما، 98، 14)- الأشیاء التی یدلّ علیها بالقوة … صنفان:
أحدهما القوی الفاعلة و هی التی تفعل فی غیرها بما هو غیر و إن كان یعرض لمثل هذه القوی أن تفعل فی ذاتها، لكن ذلك بالعرض مثل الطبیب یبرئ نفسه. و أما الطبیعة و القوی الطبیعیة فالأمر فیها بالعكس، أعنی أن فعلها بالذات إنما هو فی ذاتها. و الصنف الثانی القوی المنفعلة و هی التی شأنها أن تنفعل من غیرها بما هو غیر، و لیس فیها قوة علی أن تنفعل من ذاتها. و قولنا التی لیس فیها قوة علی أن تنفعل من ذاتها إنما یدل به من أصناف العدم علی العدم الطبیعی الذی هو رفع الشی‌ء عمّا شأنه أن یوجد فی غیره لا العدم القسری الذی هو رفع الشی‌ء عما شأنه أن یوجد فیه (ش، ما، 99، 3)- القوة هی الاستعداد الذی فی الشی‌ء و الإمكان الذی فیه لأن یوجد بالفعل. و لیس هذا المعنی من القوة هو معنی قولنا إن الأشیاء هی موجودة بالقوة كما نقول فی الحركة إنها غیر متناهیة بالقوة و فی الزمان، لأن الغیر متناهی لا یخرج إلی الفعل بما هو غیر متناهی حتی یفارق القوة، بل معنی ذلك أن الفعل فیه مقترن بالقوة أبدا (ش، ما، 102، 3)- القوة البعیدة لیس تخرج إلی الفعل إلا بعد حصول القوة القریبة بحصول الموضوع الأخیر (ش، ما، 103، 12)- القوة لاحق الهیولی و ظلّ لها و إن كانت تقال بتقدیم و تأخیر (ش، ما، 106، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 638
- إن جلّ القدماء الذین كانوا قبل أرسطو بل كلهم كانوا یرون أن القوة متقدّمة علی الفعل بالزمان و بالسببیة (ش، ما، 107، 2)- القوة یظهر من أمرها أنها لیس فیها كفایة أن تخرج إلی الفعل بذاتها (ش، ما، 107، 11)- إن كلّ ما یوجد بالقوة شیئا ما، أعنی محرّكا أو متحرّكا، فقد یمكن فیه أن یوجد و الّا یوجد إذ كانت طبیعة الإمكان و القوة هذا من شأنها (ش، ما، 109، 18)- لما كانت القوة إنما هی علی المتقابلین معا كانت من حیث هی قوة غیر موجودة خیرا محضا بل مشوبة (ش، ما، 111، 7)- إن القوة إنما یقال فیها أنها خیر أو شر بالإضافة إلی الفعل (ش، ما، 111، 8)- لمّا كان العدم الذی هو الشر سببه القوة فالأشیاء التی لیس فیها قوة لیس فی شر البتة، إذ لیس لها عدم و لا ضد. و هذه الأشیاء هی الأشیاء التی الخیر فیها الذی هو الصدق دائما علی كل حال، أعنی أن الصادق فیها لیس یستحیل فی وقت ما كاذبا علی ما من شأنه أن یعرض فی الأمور التی توجد تارة قوة و تارة فعلا (ش، ما، 111، 10)- إنّ لفظ القوة یقال باشتراك الاسم علی أمور كثیرة و لكنّها موضوعة أولا للمعنی الموجود فی الحیوان الذی یمكنه به أن یكون مصدر الأفعال الشاقّة من باب الحركات لیست بأكثریة الوجود عن الناس، و یسمّی ضدّه الضعف و كأنّها زیادة و شدّة فی المعنی الذی هو القدرة (ر، م، 379، 6)- أمّا القوة بمعنی الشدّة و بمعنی القدرة فكأنّها أنواع القوة بمعنی الصفة المؤثّرة (ر، م، 380، 13)- القوة مبدأ التغیّر من آخر فی آخر من حیث إنّه آخر (ر، م، 380، 17)- القوة التی تصدر عنها أفعال مختلفة مع الشعور بتلك الأفعال فتلك هی القوة الموجود فی الحیوانات (ر، م، 381، 16)- إنّ القوة لا تكون علّة مؤثّرة فی وجود الأشیاء بل علّة معدّة (ر، م، 499، 13)- إنّ القوة ممتنعة البقاء أبدا بل هی ممكنة البقاء أبدا و متی كانت باقیة كانت مؤثّرة (ر، م، 505، 10)- المراد بالقوة و الإمكان ما هو مقابل الفعل (ط، ت، 314، 15)

قوة إرادیة

- قوة الفعل تنقسم إلی قسمین: الأولی: ما هو علی الفعل، لا علی نقیضه، كقوة النار علی الاحتراق لا علی عدم الاحتراق. و الثانیة: ما هو علی الفعل و تركه، كقوة الإنسان علی الحركة و السكون. و الأولی: تسمّی (قوة طبیعیة). و الثانیة: (قوة إرادیة) (غ، م، 202، 24)

قوة الإمكان‌

- جمیع التی لها قوة علی أن تفعل یمكن أن لا تفعل إذ كانت قوة الإمكان علی النقیضین (ش، ت، 1199، 10)

قوة الانفعال‌

- أمّا قوة الانفعال: فنعنی به المعنی الذی به یستعدّ القابل للانفعال، كاللین و اللزوجة فی الشمع، لقبول الانتقاش و التشكّلات (غ، م، 200، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 639

قوة انفعالیة

- سمّوا (الفلاسفة) الشی‌ء الذی وجوده فی حدّ الإمكان موجودا بالقوة، و سمّوا إمكان قبول الشی‌ء و انفعاله قوة انفعالیة، ثم سمّوا تمام هذه القوة فعلا و إن لم یكن فعلا، بل انفعالا، مثل تحرّك أو تشكّل أو غیر ذلك (س، شأ، 171، 17)- یقال قوة لمبدإ التغیّر فی آخر من حیث أنّه آخر- و مبدأ التغیّر- إما فی المنفعل و هو القوة الانفعالیة- و إما فی الفاعل و هو القوة الفعلیة.
و یقال قوة لما به یجوز من الشی‌ء فعل أو انفعال، و لما به یصیر الشی‌ء مقوّما لآخر، و لما به یصیر الشی‌ء غیر متغیّر و ثابتا فإنّ التغیّر مجلوب للضعف (س، ن، 214، 11)

قوة باطنة

- إنّ النفس محتاجة فی تلقّی فیض الغیب إلی القوة الباطنة من وجهین: أحدهما لیتصوّر فیها المعنی الجزئی تصوّرا محفوظا، و الثانی لتكون معیّنة لها متصرّفة فی جهة إرادتها، لا شاغلة إیّاها، جاذبة إلی جهتها، فیحتاج إلی نسبة بین الغیب و بین النفس و القوة الباطنة المتخیّلة و نسبة بین النفس و القوة الباطنة المتخیّلة (س، شن، 158، 4)

قوة باعثة

- القوّة الباعثة فهی قوّة تحمل القوّة الفاعلیّة علی تحریك الأعضاء و عند ارتسام صورة أمر مطلوب أو مهروب عنه فی الخیال. فهی إن حملتها علی التحریك طلبا لتحصیل الشی‌ء المستعدّ عند المدرك سواء كان ذلك الشی‌ء نافعا بالنسبة إلیه فی نفس الأمر أو ضارّا تسمّی قوّة شهوانیّة، و إن حملتها علی التحریك طلبا لدفع الشی‌ء المنافر عند المدرك ضارّا كان فی نفس الأمر أو نافعا تسمّی قوّة غضبیّة (جر، ت، 188، 4)

قوة بشریة

- إنّ القوة البشریة تضعف عن درك وجوه الحكمة فی مقادیرها و تفاصیلها و إنما تدرك الحكمة فی بعضها، كالحكمة فی میل فلك البروج عن معدّل النهار، و الحكمة فی الأوج و الفلك و الخارج عن المركز (غ، ت، 50، 17)

قوة البصر

- قوة البصر من شأنها أن تقبل معانی الألوان مجرّدة عن الهیولی من جهة ما هی معان شخصیة (ش، ن، 49، 2)

قوة بنوع مبسوط

- الذی هو بالقوة بنوع مبسوط هو الشی‌ء الذی هو عنصره بنوع مبسوط و هذا هو العنصر القریب، و أما البعید فلیس عنصرا بنوع مبسوط أی بإطلاق. و لا یقال فیه إنه بالقوة بإطلاق بل یقال بالقوة البعیدة (ش، ت، 1174، 6)

قوة التخیّل‌

- هذه القوة (التخیّل) مغایرة للقوة الحسیة فذلك یظهر عن قرب، و ذلك أنهما و إن اتفقتا فی أنهما یدركان المحسوس فهما یختلفان فی أن هذه القوة تحكم علی المحسوسات بعد غیبتها، و لذلك كانت أتم فعلا عند سكون فعل الحواس كالحال فی النوم، و أما فی حال الإحساس فإن هذه القوة یكاد أن لا یظهر لها وجود، و إن ظهر فیعسر ما یفترق من الحس، و من هذه الجهة نظن أن هذه القوة لیست توجد لكثیر من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 640
الحیوان كالدود و الذباب و ذوات الأصداف (ش، ن، 75، 9)- قوة الحس تدرك المحسوسات و هی حاضرة و هذه (قوة التخیّل) تتمسّك بها بعد غیبتها فقط (ش، ن، 79، 3)- المحسوسات إذا تحرّك الحسّ المشترك و الآثار الحاصلة عنها فی الحسّ المشترك تحرّك هذه القوة، أعنی قوة التخیّل علی مثال ما تتحرّك الأشیاء بعضها عن بعض. إلا أن لهذه القوة فی تلك الآثار تركیبا و تفصیلا، و لذلك كانت فاعلة بوجه منفعلة بآخر (ش، ن، 80، 4)- بقوة التخیّل، مقترنا بها الشوق، یتحرّك الحیوان إلی طلب الملذّ و ینفر عن الضارّ (ش، ن، 81، 3)

قوة جدلیة و سوفسطائیة

- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان عن الملّة، و الملّة متأخّرة عن الفلسفة، و إنّ القوّة الجدلیّة و السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة، و الفلسفة الجدلیّة و الفلسفة السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة البرهانیّة (ف، حر، 132، 6)

قوة جسمانیة

- إنّ القوة الجسمانیة لا تفعل إلّا بمشاركة الوضع (ر، م، 500، 8)

قوة جسمانیة محرِّكة

- إنّ القوة الجسمانیة المحرّكة: إمّا أن تكون طبیعیة أو قسریة. فإن كانت طبیعیة كان تأثیر كل تلك القوة فی تحریك كل ذلك الجسم و فی بعضه بالسویة … و أمّا إن كانت قسریة ففی المقسور معاوق و المعاوق القائم بالكل أكثر من المعاوق القائم بالبعض. و كان تأثیر ذلك القاسر فی تحریك البعض أقوی من تأثیره فی الكل (ر، ل، 101، 10)

قوة حاسّة

- القوة الحاسّة، فیها رئیس و فیها رواضع، و رواضعها هی هذه الحواس الخمس المشهورة عند الجمیع، المتفرقة فی العینین و فی الأذنین و فی سائرها. و كل واحد من هذه الخمس یدرك حسّا ما یخصه (ف، أ، 71، 8)

قوة حافظة

- فی الحیوان قوة تحكم علی الشی‌ء بأنّه كذا أو لیس كذا بالجزم، و بها یهرب الحیوان من المحذور، و یقصد المختار. و بیّن أنّ هذه القوة غیر القوة المتصوّرة، إذ القوة المتصوّرة تتصوّر الشمس علی حسب ما أخذت من الحسّ علی مقدار قرصها، و الأمر فی هذه القوة بخلاف هذا … و بیّن أیضا أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ القوة المتخیّلة تفعل أفاعیلها من غیر اعتقاد منها أنّ الأمور علی حسب تصوراتها، و هذه القوة هی المسماة بالمتوهّمة و الظانّة. ثم فی الحیوان قوة تحفظ معانی ما أدركته الحواس مثل أنّ الذئب عدو، و الولد حبیب ولیّ، فمن البیّن أنّ هذه القوة غیر المتصوّرة، و ذلك أنّ المتصوّرة لا صور فیها إلّا ما استفادتها من الحواس … و بیّن أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ المتخیّلة قد تتخیّل غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس، و أما هذه القوة فلا تتصوّر غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس.
و هذه القوة غیر المتوهّمة، و ذلك لأنّ القوة المتوهّمة لیست تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، بل تصدّق بذاتها، و أما هذه القوة فإنّها لا تصدّق
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 641
بذاتها، بل تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، و هذه القوة هی المسماة بالحافظة و المتذكّرة (س، ف، 167، 11)- أمّا الحافظة، فعبارة عن قوّة مرتّبة فی التّجویف الأخیر من الدّماغ، من شأنها حفظ ما أدركته الوهمیّة. و قد تسمّی هذه القوّة أیضا، ذاكرة (سی، م، 103، 2)- القوّة الحافظة و هی الحافظ للمعانی الإلهیة یدركها القوّة الوهمیّة كالخزانة لها و نسبتها إلی الوهمیّة نسبة الخیال إلی الحسّ المشترك و القوّة الإنسانیّة تسمّی القوّة العقلیّة. فباعتبار إدراكها للكلّیّات و الحكم بینهما بالنسبة الإیجابیّة أو السلبیّة تسمّی القوّة النظریّة و العقل النظری، و باعتبار استنباطها للصناعات الفكریّة و مزاولتها للرأی و المشورة فی الأمور الجزئیّة تسمّی القوّة العملیّة و العقل العملیّ (جر، ت، 188، 19)

قوة الحس‌

- المحرّك فی قوة الحسّ … هی المحسوسات بالفعل (ش، ن، 78، 18)- قوة الحس تدرك المحسوسات و هی حاضرة و هذه (قوة التخیّل) تتمسّك بها بعد غیبتها فقط (ش، ن، 79، 3)

قوة حسّاسة

- القوة الحسّاسة- هی التی تشعر بالتغیّر الحادث فی كل واحد من الأشیاء، مثالها أن تشعر به من أعضاء البدن و مما كان خارجا عن البدن (ك، ر، 167، 15)- القوة (الحسّاسة) بیّن من أمرها أنها قوة منفعلة، إذ كانت توجد مرة بالقوة و مرة بالفعل، و هذه القوة منها قریبة و منها بعیدة. و البعیدة كالقوة التی فی الجنین علی أن یحسّ، و القریبة كقوة النائم و المغمض عینه علی أن یحسّ (ش، ن، 42، 2)- یظهر من أمر القوة الحسّاسة أنها متقدّمة بالطبع علی هذه القوة (التخیّل) و أن نسبتها إلیها نسبة الغاذیة إلی الحسیّة، و نعنی بهذا نسبة الاستكمال الأول الذی فی القوة الخیالیة إلی الاستكمال الأول الذی للقوة الحسّاسة، و علی الحقیقة فالموضوع لهذین الاستعدادین، أعنی الاستعداد لقبول المحسوسات و قبول المتخیّلات هی النفس الغاذیة (ش، ن، 77، 17)

قوة حقیقیة

- القوة الحقیقیة هی التی إذا أنزل الشی‌ء الذی تقوی علیه بالفعل فی حین ما تقوی علیه كان كذبا، إلّا أنه لیس كاذبا ضروریا بل كاذبا ممكنا أعنی أنه ممكن أن یعود صدقا (ش، ت، 591، 14)- القوة إنما تقال بالحقیقة فی الأمور الممكنة، و أما فی الأمور المساحیة فباشتراك الاسم الذی یكون من قبل النقلة و الاستعارة (ش، ت، 592، 4)- أما التی یقال علیها اسم القوة بالحقیقة و هی الأمور المتحرّكة فجمیعها إنما تقال بالنسبة إلی التی یقال علیها اسم القوة فی هذا الجنس بتقدیم، و هو مبدأ فی الشی‌ء شأنه أن یفعل به فی غیره بما هو غیر أو ینفعل به عن غیره بما هو غیر (ش، ت، 592، 12)

قوة خیالیة

- جرت العادة بأن یسمّی مدرك الحسّ صورة و مدرك الوهم معنی، و لكل واحد منهما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 642
خزانة. فخزانة مدرك الحسّ هی القوة الخیالیة، و موضعها مقدّم الدماغ، فلذلك إذا حدثت هناك آفة فسد هذا الباب من التصوّر، إما بأن تتخیّل صورا لیست أو یصعب استثبات الموجود فیها. و خزانة مدرك الوهم هی القوة التی تسمّی الحافظة، و معدنها مؤخّر الدماغ (س، شن، 148، 15)- القوّة الخیالیة تدرك الأشخاص فقط (ج، ن، 142، 1)

قوة ذاكرة

- القوة المحرّكة فی الحیوان الغیر الناطق كالأمیر المخدوم، و الحواس الخمس كالجواسیس المبثوثة، و القوة المتصوّرة كصاحب برید الأمیر إلیه یرجع الجواسیس، و القوة المتخیّلة كالفیج الساعی بین الوزیر و بین صاحب البرید، و القوة المتوهّمة كالوزیر، و القوة الذاكرة كخزانة الأسرار (س، ف، 160، 11)

قوة الذهن‌

- الصنف الذی یكون به التمییز علی جودة أو رداءة ینقسم إلی صنفین، تكون بأحدهما جودة التمییز و یسمّی قوة الذهن، و تكون بالآخر رداءة التمییز و یسمّی ضعف الذهن و البلادة (ف، تن، 6، 16)- الخلق الجمیل و قوة الذهن هما جمیعا الفضیلة الإنسانیة من قبیل أن فضیلة كل شی‌ء هی التی تكسبه الجودة و الكمال فی ذاته تكسب أفعاله جودة- و هذان جمیعا هما اللذان إذا حصلا حصلت لنا الجودة و الكمال فی ذواتنا و أفعالنا، فبهما نصیر نبلاء خیّارا فاضلین، و بهما تكون سیرتنا فی حیاتنا سیرة فاضلة و تصیر جمیع تصرفاتنا تصرّفات محمودة (ف، تن، 7، 10)

قوة شهوانیة

- قوة شهوانیة، و هی تبعث علی تحریك یقرب به من الأشیاء المتخیّلة، ضروریة أو نافعة، طلبا للذة (غ، ت، 181، 5)

قوة طبیعیة

- إنّ القوة التی تسمّی طبیعیة قد تكون فی الأجرام البسیطة و قد تكون فی الأجرام المركّبة. أما فی الأجرام البسیطة فمثل الطبیعة الناریة التی هی محرقة لما من شأنه أن یخترق و مصعدة لما من شأنه أن یصعد … و أما فی الأجرام المركّبة مثل الطبیعة التی للسقمونیا فی إسهال الصفراء و للأفتیمون فی إسهال السوداء (س، ر، 50، 14)- قوة الفعل تنقسم إلی قسمین: الأولی: ما هو علی الفعل، لا علی نقیضه، كقوة النار علی الاحتراق لا علی عدم الاحتراق. و الثانیة: ما هو علی الفعل و تركه، كقوة الإنسان علی الحركة و السكون. و الأولی: تسمّی (قوة طبیعیة). و الثانیة: (قوة إرادیة) (غ، م، 202، 23)

قوة عاقلة

- نسبة القوة الناطقة إلی القوة العاقلة كنسبة القمر إلی الشمس. و ذلك أنّ القمر یأخذ نوره من الشمس فی جریانه من منازل القمر الثمانیة و العشرین، و ذلك أنّ القوة الناطقة من العقل تأخذ معانی ألفاظه بجریانه فی الحلقوم (ص، ر 3، 11، 9)- إنّ القوة العاقلة تعقل ذاتها غیر خارجة عن ذاتها بل من داخل ذاتها (بغ، م 1، 359، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 643
- إنّ الإنسان له قوّتان عاملة و عاقلة. (فأمّا العاملة) فلا شكّ أنّ الأفعال الإنسانیة قد تكون حسنة و قد تكون قبیحة، و ذلك الحسن و القبح قد یكون العلم به حاصلا من غیر كسب و قد یحتاج فیه إلی كسب … و أمّا القوة العاقلة فاعلم أنّ الحكماء تارة یطلقون اسم العقل علی إدراكات هذه القوة و تارة علی نفس هذه القوة (ر، م، 366، 16)- القوّة العاقلة و هی قوّة روحانیّة غیر حالّة فی الجسم مستعملة للمفكّرة و یسمّی بالنور القدسی و الحدس من لوامع أنواره (جر، ت، 188، 14)

قوة عالمة

- للنفس الإنسانی قوّتان: إحداهما: عالمة.
و الأخری: عاملة. و القوة العاملة تنقسم: إلی القوة النظریة، كالعلم بأنّ اللّه تعالی واحد، و العالم حادث. و إلی القوة العملیة: و هی التی تفید علما یتعلّق بأعمالنا، مثل العلم بأنّ الظلم قبیح لا ینبغی أن یفعل (غ، م، 359، 11)- أمّا النفس العاقلة الإنسانیة، المسمّاة عندهم (الفلاسفة) بالناطقة، و المراد بالناطقة العاقلة لأنّ النطق أخصّ ثمرات العقل فی الظاهر، فنسبت إلیه. فلها قوّتان: قوة عالمة و قوة عاملة، و قد تسمّی كل واحدة عقلا و لكن باشتراك الاسم. فالعاملة: قوة هی مبدأ محرّك لبدن الإنسان، إلی الصناعات المرتّبة الإنسانیة المستنبط ترتیبها بالرویّة الخاصة بالإنسان.
و أما العالمة: فهی التی تسمّی النظریة، و هی قوة من شأنها أن تدرك حقائق المعقولات المجرّدة عن المادة و المكان و الجهة، و هی القضایا الكلّیة، التی یسمّیها المتكلّمون" أحوالا" مرة، و" وجوها" أخری، و یسمّیها الفلاسفة" الكلّیات المجرّدة" (غ، ت، 181، 18)

قوة عاملة

- (القوة) العاملة قوة هی مبدأ حركة لبدن الإنسان إلی الأفاعیل الجزئیة الخاصة بالرویّة، علی مقتضی آراء تخصّها اصطلاحیة (س، ف، 63، 3)- القوة العاملة، هی التی تنبعث بإشارة القوة العلمیة التی هی نظریة متعلّقة بالعمل. و تسمّی العاملة عقلا عملیّا. و لكن تسمیتها عقلا بالاشتراك، فإنّها لا إدراك لها، و إنّما لها الحركة فقط، و لكن بحسب مقتضی العقل.
و كما أنّ القوة المحرّكة الحیوانیة لیست إلّا لطلب أو هرب، فكذلك القوة العاملة فی الإنسان، إلّا أنّ مطلبها عقلی، و هو الخیر.
و الثواب متّصل بما بعده، و النفع فی العاقبة و إن كان مؤلما فی الحال، بحیث تنفر منه الشهوة الحیوانیة (غ، م، 359، 17)- أمّا النفس العاقلة الإنسانیة، المسمّاة عندهم (الفلاسفة) بالناطقة، و المراد بالناطقة العاقلة لأنّ النطق أخصّ ثمرات العقل فی الظاهر، فنسبت إلیه. فلها قوّتان: قوة عالمة و قوة عاملة، و قد تسمّی كل واحدة عقلا و لكن باشتراك الاسم. فالعاملة: قوة هی مبدأ محرّك لبدن الإنسان، إلی الصناعات المرتّبة الإنسانیة المستنبط ترتیبها بالرویّة الخاصة بالإنسان.
و أمّا العالمة: فهی التی تسمّی النظریة، و هی قوة من شأنها أن تدرك حقائق المعقولات المجرّدة عن المادة و المكان و الجهة، و هی القضایا الكلّیة، التی یسمّیها المتكلّمون" أحوالا" مرة، و" وجوها" أخری، و یسمّیها الفلاسفة" الكلّیات المجرّدة" (غ، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 644
181، 18)- إنّ الإنسان له قوّتان عاملة و عاقلة. (فأمّا العاملة) فلا شكّ أنّ الأفعال الإنسانیة قد تكون حسنة و قد تكون قبیحة، و ذلك الحسن و القبح قد یكون العلم به حاصلا من غیر كسب و قد یحتاج فیه إلی كسب … و أمّا القوة العاقلة فاعلم أنّ الحكماء تارة یطلقون اسم العقل علی إدراكات هذه القوة و تارة علی نفس هذه القوة (ر، م، 366، 8)

قوة العقل‌

- من قوة النفس تكون قوة العقل، و من قوة العقل یكون حسن التدبیر، و من حسن التدبیر یكون نظام العالم (غ، ع، 94، 3)

قوة عقل الإنسان‌

- قوة عقل الإنسان متوسّطة لا یقوی علی تصوّر الأشیاء المعقولة إلّا ما كان متوسّطا بین الطرفین من الجلالة و الخفاء. و ذلك أنّ من الأشیاء المعقولة ما لا یمكن عقل الإنسان إدراكه و إحاطة العلم به لجلالته و شدّة ظهوره و بیانه و وضوحه مثل جلالة الباری عزّ و جلّ.
فإنّه لا یقوی عقل الإنسان علی إدراكه و إحاطة العلم بماهیة ذات جلالته و شدّة ظهوره و وضوح بیانه لا لخفاء ذاته و شدّة كتمانه (ص، ر 3، 41، 17)

قوة عقلیة

- إنّ القوة العقلیة هو ذا تجرّد المعقولات عن الكم المحدود و الأین و الوضع (س، شن، 190، 17)- إنّ هذه القوة أی العقلیة قابلة لا فاعلة (س، شن، 192، 13)- كل قوة تدرك بآلة فلا تدرك ذاتها و لا آلتها و لا إدراكها، و یضعفها تضاعف الفعل، و لا تدرك الضعیف إثر القوی، و القوی یوهنها و یضعف فعلها عن ضعف آلات فعلها، و القوة العقلیة بخلاف ذلك كله (س، شن، 195، 11)- أما القوة العقلیة مجرّدة عن جمیع أصناف التغیّر فتكون حاضرة المعقول دائما، إن كان معقوله كلیّا عن كلّی، أو كلیّا عن جزئی (س، شأ، 386، 11)- إنّ القوة العقلیة هی التی تجرّد المعقولات عن الكم المحدود و الأین و الوضع (س، ف، 84، 4)- إنّ القوة العقلیة لو كانت تعقل بالآلة الجسدانیة حتی یكون فعلها إنّما یستتم باستعمال تلك الآلة الجسدانیة، لكان یجب أن لا تعقل ذاتها و أن لا تعقل الآلة، و أن لا تعقل أنّها عقلت، فإنّه لیس بینها و بین ذاتها آلة، و لیس بینها و بین آلتها آلة، و لا بینها و بین أنّها عقلت آلة، لكنها تعقل ذاتها، و آلتها التی تدعی آلتها، و تعقل أنها عقلت، فإذن تعقل بذاتها لا بآلة (س، ف، 90، 6)- القوة العقلیة … فإنّ إدامتها للتعقّل، و تصوّرها للأمر الأقوی، یكسبها قوة و سهولة قبول لما بعدها مما هو أضعف منها (س، ف، 92، 13)- إنّ القوة العقلیة هی التی تجرّد المعقولات عن الكم المحدود و الأین و الوضع (س، ن، 177، 14)- إنّ للقوة العقلیة مراتب، و لها بحسبها أسامی.
فالمرتبة الأولی أن لا یحصرها شی‌ء من المعقولات، بالفعل، بل لیس لها الاستعداد و القبول كما فی الصبی، و یسمّی حینئذ عقله، عقلا هیولانیّا، و عقلا بالقوة. ثم بعد ذلك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 645
یظهر فیه نوعان من الصور المعقولة: أحدهما نوع الأولیات الحقیقیة التی یقتضی طبعها أن تنطبع فیه من غیر اكتساب، بل تقبلها بالسماع، من غیر نظر … و الثانی: نوع المشهورات، و هی فی الصناعات و الأعمال أبین. فإذا ظهر فیه ذلك سمّی عقلا بالملكة، أی قد ملك كسب المعقولات النظریة قیاسا، فإن حصل بعد ذلك فیه شی‌ء من المعقولات النظریة باكتسابه إیّاها، سمّی عقلا بالفعل، كالعلم الغافل عن العلوم، القادر علیها، مهما أراد. فإن كانت صورة المعلوم حاضرة فی ذهنه، سمّیت تلك الصورة عقلا مستفادا، أی علما مستفادا، من سبب من الأسباب الإلهیة، یسمّی ذلك السبب ملكة، أو عقلا فعّالا (غ، م، 362، 6)- القوة العقلیة، فإنّها تدرك نفسها، و تدرك إدراكها لنفسها، و تدرك ما یقدّر أنّه آلتها، كالقلب و الدماغ. و تدرك الضعیف بعد القویّ، و الخفیّ بعد الجلیّ. و ربما تقوی بعد الأربعین فی غالب الأمر (غ، م، 363، 21)- القوة العقلیة قوة علی صور عقلیة و جسمانیة و غیرها لا نهایة لها. إذ ما یمكن أن یدركه العقل من الحسّیات و المعقولات لیس محصورا. فیستحیل أن تكون القوّة العقلیة جسمانیة (غ، م، 368، 20)- القوة العقلیة تدرك الكلّیات العامّة العقلیة التی یسمّیها المتكلّمون أحوالا، فتدرك الإنسان المطلق عند مشاهدة الحسّ لشخص إنسان معیّن، و هو غیر الشخص المشاهد (غ، ت، 195، 9)- إنّ القوة العقلیة غذاؤها و لذّاتها فی درك المعقولات (غ، ت، 204، 17)- إنّ القوة العقلیة كذلك أیضا تستضرّ أفعالها بأمراض البدن كما یضعف الرأی و التفكّر و الرویّة فی الأمراض البدنیة (بغ، م 1، 359، 13)

قوة عملیة

- للنفس الإنسانی قوّتان: إحداهما: عالمة.
و الأخری: عاملة. و القوة العالمة تنقسم: إلی القوة النظریة، كالعلم بأنّ اللّه تعالی واحد، و العالم حادث. و إلی القوة العملیة: و هی التی تفید علما یتعلّق بأعمالنا، مثل العلم بأنّ الظلم قبیح لا ینبغی أن یفعل (غ، م، 359، 13)- القوة (العملیة) هی القوة المشتركة لجمیع الأناسی التی لا یخلو إنسان منها، و إنما یتفاوتون فیها بالأقل و الأكثر (ش، ن، 85، 13)- أمّا العملیّة، فعبارة عن قوّة یتمّ بها التّصرّف فی الأمور الجزئیّة بالفكرة و الرّویّة. و أمّا العقل فقد یطلق علی أحد شیئین: واحد منهما جوهر.
و الثّانی أعراض (سی، م، 104، 2)

قوة غاذیة

- القوة الغاذیة الرئیسة هی من سائر أعضاء البدن فی الفم، و الرواضع و الخدم متفرّقة فی سائر الأعضاء (ف، أ، 70، 14)- للنفس النباتیة قوی ثلاث: القوة الغاذیة …
و القوة المنمّیة … و القوة المولّدة (س، ن، 158، 16)- القوة الغاذیة: لا تزال عاملة إلی آخر العمر، و لكن تضعف فی آخره لعجزها عن سدّ ما تحلّل لضعفها عن إحالة جسم الغذاء (غ، م، 347، 3)- القوة الغاذیة هی قوة فی جسم لأنّها هیولانیة (ج، ن، 59، 1)- القوة الغاذیة من جنس القوی الفاعلة (ش، ن،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 646
37، 6)- القوة الغاذیة نفس فذلك بیّن من أنها صورة لجسم آلی، و هی بالجملة إنما تفعل مما هو جزء عضو آلی بالقوة جزء عضو آلی بالفعل، و بیّن أنّ مثل هذا التحریك و الفعل لیس منسوبا إلی النار. فأما الآلة التی بها تفعل هذه القوة الاغتذاء فهی الحرارة ضرورة، و لیس أی حرارة اتفقت بل حرارة ملائمة لهذا الفعل، و هی المسمّاة الحرارة الغریزیة، و ذلك أن هذه النفس إنما تفعل كما یظهر من أمرها جزء عضو عضو من أعضاء المتغذّی (ش، ن، 38، 2)- السبب الغائی الذی من أجله وجدت هذه القوة (الغاذیة) فی الحیوان و فی النبات فهو الحفظ.
و ذلك أن أجساد المتنفّسات لطیفة متخلخلة سریعة التحلّل، فلو لم تكن فیها قوة شأنها أن یخلف بدل ما تحلّل منها أمكن المتنفّس أن یبقی زمانا له طول ما (ش، ن، 39، 1)- هذه القوة الغاذیة هی التی من شأنها أن تصیر بالحارّ الغریزی، ممّا هو جزء عضو بالقوة جزء عضو بالفعل، لتحفظ بذلك علی المتنفّس بقاءه و لذلك كان إخلال فعل هذه القوة موتا (ش، ن، 39، 5)- الاستعداد الذی یوجد فی القوة الغاذیة لقبول المحسوسات الذی هو الكمال الأول للحسّ لیس الموضوع القریب له شیئا غیر النفس الغاذیة، و هذه القوة و هذا الاستعداد كأنه شی‌ء ما بالفعل إلا أنه لیس علی كماله الأخیر، فإن الحیوان النائم قد یری أنه ذو نفس حساسة بالفعل (ش، ن، 44، 9)

قوة غضبیة

- إنّ القوة الغضبیة قد تتحرّك علی الإنسان فی بعض الأوقات، فتحمله علی ارتكاب الأمر العظیم، فتضادّها هذه النفس، و تمنع الغضب من أن یفعل فعله، أو أن یرتكب الغیظ و ترته، و تضبطه، كما یضبط الفارس الفرس، إذا همّ أن یجمع به أو یمدّه (ك، ر، 273، 9)- قوة غضبیة، و هی قوة تبعث علی تحریك یدفع به الشی‌ء المتخیّل، ضارّا أو مفسدا، طلبا للغلبة (غ، ت، 181، 7)

قوة فاعلة

- القوة الفاعلة هی التی هی مبدأ تغیّر فی شی‌ء آخر بما هو آخر لا فی نفسه إذ كان من المعروف بنفسه أنه لا یفعل شی‌ء فی نفسه (ش، ت، 1110، 5)- كل قوة فاعلة فإن حدّ القوة الأولی مأخوذ فی حدّها فعل الصورة الأولی و هی البریّة من الهیولی (ش، ت، 1111، 9)- إن القوة الفاعلة منها ما هی فی المنفعل نفسه، و منها فی الفاعل، مثل النجارة فی النجار و صناعة البناء فی البنّاء (ش، ت، 1113، 1)- القوّة الفاعلیّة و هی التی تبعث العضلات لتحریك الانقباض و ترخیها أخری للتحریك الانبساطیّ علی حسب ما یقتضیه القوّة الباعثة (جر، ت، 188، 11)

قوة الفعل‌

- للإنسان- من جملة الحیوان- خواصّ بأن له نفسا تظهر منها قوی بها تفعل أفعالها بالآلات الجسمانیة. و له زیادة قوة بأن یفعل لا بآلة جسمانیة و تلك (قوة الفعل). و من تلك القوی:
الغاذیة و المربّیة و المولّدة. و لكل واحدة من هذه قوة تخدمها (ف، ع، 16، 4)- أمّا قوّة الفعل: فهی عبارة عن المعنی الذی به یتهیّأ الفاعل لكونه فاعلا، كالحرارة للنار فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 647
فعل التسخین (غ، م، 200، 12)- قوة الفعل تنقسم إلی قسمین: الأولی: ما هو علی الفعل، لا علی نقیضه، كقوة النار علی الاحتراق لا علی عدم الاحتراق. و الثانیة: ما هو علی الفعل و تركه، كقوة الإنسان علی الحركة و السكون. و الأولی: تسمّی (قوة طبیعیة). و الثانیة: (قوة إرادیة) (غ، م، 202، 18)- جمیع التی لها قوة علی أن تفعل یمكن أن لا تفعل إذ كانت قوة الإمكان علی النقیضین (ش، ت، 1199، 10)

قوة فعلیة

- یقال قوة لمبدإ التغیّر فی آخر من حیث أنّه آخر- و مبدأ التغیّر- إما فی المنفعل و هو القوة الانفعالیة- و إما فی الفاعل و هو القوة الفعلیة.
و یقال قوة لما به یجوز من الشی‌ء فعل أو انفعال، و لما به یصیر الشی‌ء مقوّما لآخر، و لما به یصیر الشی‌ء غیر متغیّر و ثابتا فإنّ التغیّر مجلوب للضعف (س، ن، 214، 11)

قوة الفكر

- قوة الفكر و آلته البطن الأوسط من الدماغ، و هی القوة التی یقع بها حركة الرویّة و التوجّه نحو التعقّل فتحرّك النفس بها دائما لما ركّب فیها من النزوع للتخلّص من درك القوة و الاستعداد الذی للبشریة. و تخرج إلی الفعل فی تعقّلها متشبّهة بالملإ الأعلی الروحانی و تصیر فی أول مراتب الروحانیات فی إدراكها بغیر الآلات الجسمانیة. فهی متحرّكة دائما و متوجّهة نحو ذلك (خ، م، 77، 26)

قوة فكریة

- الماهیة و القوة التی بها تستنبط و تمیّز الأعراض التی شأنها أن تتبدّل علی المعقولات التی شأن جزئیاتها أن توجد بالإرادة عند ما یلتمس إیجادها بالفعل عن الإرادة فی زمان محدود و مكان محدود و عند وارد محدود، طال الزمان أو قصر عظم المكان أو صغر هی القوة الفكریة (ف، س، 20، 11)- الأشیاء التی سبیلها أن تستنبط بالقوة الفكریة إنما تستنبط علی أنها نافعة فی أن تحصل غایة ما، و غرض المستنبط إنما ینصب الغایة و یقدّمها فی نفسه أولا ثم یفحص عن الأشیاء التی تحصل بها تلك الغایة و ذلك الغرض (ف، س، 20، 12)- أكمل ما تكون القوة الفكریة متی كانت إنما تستنبط لتنفع الأشیاء فی تحصیلها، و ربما كانت خیرا فی الحقیقة و ربما كانت شرّا و ربما كانت خیرات مظنونة أنها خیرات (ف، س، 20، 16)- القوّة الفكریّة قوّة جسمانیّة فتصیر حجابا للنور الكاشف عن المعانی الغیبیّة (جر، ت، 188، 17)

قوة فی جسم‌

- كل قوة فی جسم عندهم (الفلاسفة) هی متناهیة إذ كانت منقسمة بانقسام الجسم، و كل جسم هو بهذه الصفة فهو كائن فاسد، أعنی مركّبا من هیولی، و صورة الهیولی شرط فی وجود الصورة (ش، ته، 130، 3)

قوة قدسیة

- إنّ النفس الإنسانیة قابلة لإدراك حقائق الأشیاء، فلا یخلو إما أن تكون خالیة عن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 648
كل الإدراكات أو لا تكون خالیة. فإن كانت خالیة مع أنّها تكون قابلة لتلك الإدراكات فهی كالهیولی التی لیس لها إلّا طبیعة الاستعداد فتسمّی فی تلك الحالة عقلا هیولانیّا، و إن لم تكن خالیة فلا یخلو: إمّا أن یكون الحاصل فیها من العلوم الأولیّات فقط. أو یكون قد حصلت النظریات مع ذلك. فإن لم تحصل فیها إلّا الأولیّات التی هی الآلة فی اكتساب النظریات فتسمّی فی تلك الحالة عقلا بالملكة أی لها قدرة الاكتساب و ملكة الاستنتاج. ثم أنّ النفس فی هذه المرتبة إن تمیّزت عن سائر النفوس بكثرة الأولیات و سرعة الانتقال منها إلی النتائج سمّیت قوة قدسیة و إلّا فلا. و أمّا إنّ كان قد حصل لها مع تلك الأولیّات تلك النظریات أیضا فلا یخلو:
إمّا أن تكون تلك النظریات غیر حاصلة بالفعل و لكنها بحال متی شاء صاحبها و استحضرها بمجرّد تذكّر و توجّه الذهن إلیها، أو تكون تلك النظریات حاضرة بالفعل حاصلة بالحقیقة حتی كأنّ صاحبها ینظر إلیها. فالنفس فی الحالة الأولی تسمّی عقلا بالفعل و فی الحالة الثانیة تسمّی عقلا مستفادا. فإذا أحوال مراتب النفس الإنسانیة أربع (ر، م، 367، 7)- القوة القدسیة هی النفس التی تكون شدیدة القوة علی الانتقال من المبادی إلی المطالب بحسب الكمّیة و بحسب الكیفیة (ر، ل، 73، 2)

قوة مبصِرة

- أما القوة المبصرة فقد اختلف الفلاسفة فی كیفیة إدراكها، فزعمت طائفة منهم أنّها إنّما تدرك بشعاع یبرز عن العین فیلاقی المحسوسات المرئیة، و هذه طریقة أفلاطون الفیلسوف. و زعم آخرون: أنّ القوة المتصوّرة تلاقی بذاتها المحسوسات المبصرة. و قال آخرون: إنّ الإدراك البصری انطباع أشباح المحسوسات المرئیة فی الرطوبة الجلیدیة من العین عند توسّط الجسم المشف بالفعل عند إشراق الضوء علیه، انطباع الصورة فی المرایا، فلو أنّ المرایا كانت ذات قوة باصرة لأدركت الصورة المنطبعة فیها، و هذه طریقة أرسطوطالیس الفیلسوف، و هو القول الصحیح المعتمد (س، ف، 161، 3)

قوة متخیّلة

- القوة المتخیّلة … تركّب المحسوسات بعضها إلی بعض، و تفصل بعضها عن بعض، تركیبات و تفصیلات مختلفة، بعضها كاذبة و بعضها صادقة، و یقترن بها نزوع نحو ما یتخیّله (الإنسان) (ف، أ، 70، 9)- القوة المتخیّلة لیس لها رواضع متفرّقة فی أعضاء أخر، بل هی واحدة، و هی أیضا فی القلب، و هی تحفظ المحسوسات بعد غیبتها عن الحس. و هی بالطبع حاكمة علی المحسوسات و متحكّمة علیها، و ذلك أنها تفرد بعضها عن بعض، و تركّب بعضها إلی بعض، تركیبات مختلفة، یتّفق فی بعضها أن تكون موافقة لما حسّ، و فی بعضها أن تكون مخالفة للمحسوس (ف، أ، 71، 15)- القوة المتخیّلة متوسّطة بین الحاسّة و بین الناطقة، و عند ما تكون رواضع الحاسّة كلها تحسّ بالفعل و تفعل أفعالها، تكون القوة المتخیّلة منفعلة عنها مشغولة بما تورده الحواس علیها من المحسوسات و ترسمه فیها. و تكون هی أیضا مشغولة بخدمة القوة الناطقة و بإرفاد القوة النزوعیة (ف، أ، 88، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 649
- لا یمتنع أن یكون الإنسان، إذا بلغت قوته المتخیّلة نهایة الكمال، فیقبل، فی یقظته، عن العقل الفعّال، الجزئیات الحاضرة و المستقبلة، أو محاكیاتها من المحسوسات، و یقبل محاكیات المعقولات المفارقة و سائر الموجودات الشریفة، و یراها. فیكون له، بما قبله من المعقولات، نبوة بالأشیاء الإلهیة.
فهذا هو أكمل المراتب التی تنتهی إلیها القوة المتخیّلة، و أكمل المراتب التی بلغها الإنسان بقوته المتخیّلة (ف، أ، 94، 10)- إنّ القوة المتخیّلة إذا تناولت رسوم المحسوسات من القوی الحاسّة أدركت و أدّت إلیها، فتجمعها كلها و تؤدّیها إلی القوة المفكّرة التی مجراها وسط الدماغ حتی تمیّز بعضها من بعض و تعرف الحق من الباطل و الصواب من الخطأ و الضار من النافع، ثم تؤدّیها إلی القوة الحافظة التی مجراها مؤخّر الدماغ لتحفظها إلی وقت الحاجة و التذكار (ص، ر 3، 17، 19)- إنّ القوة المتخیّلة كالموضوعة بین قوتین مستعملتین لها، سافلة و عالیة، أمّا السافلة فالحسّ فی أنّها یورد علیه صورا محسوسة تشغلها بها، و أمّا العالیة فالعقل فإنّه بقوّته یصرفها عن تخیّل الكاذبات التی یوردها الحسّ علیها، و لا یستعملها العقل فیها (س، ف، 120، 3)- القوة المحرّكة فی الحیوان الغیر الناطق كالأمیر المخدوم، و الحواس الخمس كالجواسیس المبثوثة، و القوة المتصوّرة كصاحب برید الأمیر إلیه یرجع الجواسیس، و القوة المتخیّلة كالفیج الساعی بین الوزیر و بین صاحب البرید، و القوة المتوهّمة كالوزیر، و القوة الذاكرة كخزانة الأسرار (س، ف، 160، 9)- فی الحیوان قوة تركّب ما اجتمع فی الحسّ المشترك من الصور، و تفرّق بینها، و توقع الاختلاف فیها، من غیر أن تزول الصور عن الحسّ المشترك. و لا محالة أنّ هذه القوة غیر القوة المصوّرة، إذ القوة المصوّرة لیس فیها إلّا الصور الصادقة المستفادة من الحسّ. و قد یمكن أن یكون الأمر فی هذه القوة علی خلاف هذا، فتتصوّر باطلا كذبا، و ما لم تأخذه علی هیأته من الحسّ. و هذه القوة هی المسمّاة بالمتخیّلة (س، ف، 166، 14)- فی الحیوان قوة تحكم علی الشی‌ء بأنّه كذا أو لیس كذا بالجزم، و بها یهرب الحیوان من المحذور، و یقصد المختار. و بیّن أنّ هذه القوة غیر القوة المتصوّرة، إذ القوة المتصوّرة تتصوّر الشمس علی حسب ما أخذت من الحسّ علی مقدار قرصها، و الأمر فی هذه القوة بخلاف هذا … و بیّن أیضا أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ القوة المتخیّلة تفعل أفاعیلها من غیر اعتقاد منها أنّ الأمور علی حسب تصوراتها، و هذه القوة هی المسماة بالمتوهّمة و الظانّة. ثم فی الحیوان قوة تحفظ معانی ما أدركته الحواس مثل أنّ الذئب عدو، و الولد حبیب ولیّ، فمن البیّن أنّ هذه القوة غیر المتصوّرة، و ذلك أنّ المتصوّرة لا صور فیها إلّا ما استفادتها من الحواس … و بیّن أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ المتخیّلة قد تتخیّل غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس، و أما هذه القوة فلا تتصوّر غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس.
و هذه القوة غیر المتوهّمة، و ذلك لأنّ القوة المتوهّمة لیست تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، بل تصدّق بذاتها، و أما هذه القوة فإنّها لا تصدّق بذاتها، بل تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، و هذه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 650
القوة هی المسماة بالحافظة و المتذكّرة (س، ف، 167، 1)- القوة المتخیّلة إذا استعملتها القوة المتوهّمة بانفرادها سمّیت بهذا الاسم، أعنی المتخیّلة، و إذا استعملتها القوة الناطقة سمّیت بالقوة المفكّرة (س، ف، 167، 11)- القوة التی تسمّی فی الحیوانات" متخیّلة" و فی الإنسان" مفكّرة"، و شأنها أن تركّب الصور المحسوسة بعضها مع بعضها، و تركّب المعانی علی الصور، و هی فی التجویف الأوسط بین حافظ الصور و حافظ المعانی (غ، ت، 180، 9)- القوّة المتخیّلة هی التی تدرك بها معانی المحسوسات (ج، ن، 133، 3)- هذه القوّة (المتخیّلة) تعرض لها أن تصدق و تكذب بل هی فی كثیر من الأمور كاذبة، و هذه القوّة بالطبع إذا كانت صادقة فإنّها ضرورة تدرك الأمر و هو بالحال الذی أدركه الحسّ. و بیّن أن الأمور التی أدركتها هذه القوة لیست المحسوسات فإنّها تدرك محسوسات قد فسدت، و أیضا فلا یمكن أن تدرك بالذات المحسوس إلّا بعد أن یتقدّم إدراك الحسّ له إلّا بعرض (ج، ن، 135، 3)- إنّ القوّة المتخیّلة كمال لجسم طبیعی آلی، فهی إذا نفس (ج، ن، 141، 4)- تدرك القوة المتخیّلة الصور الهیولانیة من أحوالها التی تخصّها فی الوقت الذی تدركها فیه و لا تدرك منها ما لا یخصّها فی وقت الإدراك. و لا یمكن أن تدركها بجمیع أحوالها التی تلحق الصورة محرّكة عن الأعراض المفارقة لها. و لذلك تدرك جمیع لواحقها الذاتیة و غیر الذاتیة كشی‌ء واحد (ج، ن، 142، 12)- المعانی المدلول علیها بالألفاظ … ضربان:
كلیات و أشخاص. فالقوة التی بها تدرك الأشخاص هی القوة المتخیّلة … و أمّا الكلّیات فهی لقوة أخری و بیّن أنها لیست للحسّ (ج، ن، 148، 10)- أثبت بعض الناس فی الإنسان قوّة وهمیّة هی الحاكمة فی الجزئیّات، و أخری هی متخیّلة لها التفصیل و التركیب، و أوجب أنّ محلّهما التجویف الأوسط (سه، ر، 209، 8)- إن القوی المتخیلة لیس یمكن أن توجد دون الحواس علی ما تبیّن فی علم النفس (ش، م، 147، 22)- كمال هذه القوة (المتخیّلة) و فعلها إنما هو فی أن توجد صورا خیالیة بالفكرة و الاستنباط، یلزم عنها وجود الأمور الموضوعة و لو وجدت هذه المعقولات دون النفس المتخیّلة لكان وجودها عبثا و باطلا (ش، ن، 86، 19)- أمّا المتخیّلة، و تسمّی إن نسبت إلی الإنسان مفكّرة، فعبارة عن قوّة مرتّبة فی مقدّم التّجویف الثّانی من الدّماغ، من شأنها الحكم علی ما فی الخیال بالاقتران، و أن لا تفارق التّركیب و التّحلیل (سی، م، 101، 1)- من شأن القوة المتخیّلة، أن تبرز المعقول المرتسم فی النفس فی معرض المحسوس، و تكسوها كسوة المشاهد، ثم تلقیه فی الحسّ المشترك علی صورة المحسوسات المتأدّیة إلیه من الخیال (ط، ت، 295، 5)

قوة متذكّرة

- فی الحیوان قوة تحكم علی الشی‌ء بأنّه كذا أو لیس كذا بالجزم، و بها یهرب الحیوان من المحذور، و یقصد المختار. و بیّن أنّ هذه القوة غیر القوة المتصوّرة، إذ القوة المتصوّرة تتصوّر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 651
الشمس علی حسب ما أخذت من الحسّ علی مقدار قرصها، و الأمر فی هذه القوة بخلاف هذا … و بیّن أیضا أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ القوة المتخیّلة تفعل أفاعیلها من غیر اعتقاد منها أنّ الأمور علی حسب تصوراتها، و هذه القوة هی المسماة بالمتوهّمة و الظانّة. ثم فی الحیوان قوة تحفظ معانی ما أدركته الحواس مثل أنّ الذئب عدو، و الولد حبیب ولیّ، فمن البیّن أنّ هذه القوة غیر المتصوّرة، و ذلك أنّ المتصوّرة لا صور فیها إلّا ما استفادتها من الحواس … و بیّن أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ المتخیّلة قد تتخیّل غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس، و أما هذه القوة فلا تتصوّر غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس.
و هذه القوة غیر المتوهّمة، و ذلك لأنّ القوة المتوهّمة لیست تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، بل تصدّق بذاتها، و أما هذه القوة فإنّها لا تصدّق بذاتها، بل تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، و هذه القوة هی المسماة بالحافظة و المتذكّرة (س، ف، 167، 11)

قوة متصوِّرة

- القوة المحرّكة فی الحیوان الغیر الناطق كالأمیر المخدوم، و الحواس الخمس كالجواسیس المبثوثة، و القوة المتصوّرة كصاحب برید الأمیر إلیه یرجع الجواسیس، و القوة المتخیّلة كالفیج الساعی بین الوزیر و بین صاحب البرید، و القوة المتوهّمة كالوزیر، و القوة الذاكرة كخزانة الأسرار (س، ف، 160، 9)- فی الحیوان قوة تحكم علی الشی‌ء بأنّه كذا أو لیس كذا بالجزم، و بها یهرب الحیوان من المحذور، و یقصد المختار. و بیّن أنّ هذه القوة غیر القوة المتصوّرة، إذ القوة المتصوّرة تتصوّر الشمس علی حسب ما أخذت من الحسّ علی مقدار قرصها، و الأمر فی هذه القوة بخلاف هذا … و بیّن أیضا أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ القوة المتخیّلة تفعل أفاعیلها من غیر اعتقاد منها أنّ الأمور علی حسب تصوراتها، و هذه القوة هی المسماة بالمتوهّمة و الظانّة. ثم فی الحیوان قوة تحفظ معانی ما أدركته الحواس مثل أنّ الذئب عدو، و الولد حبیب ولیّ، فمن البیّن أنّ هذه القوة غیر المتصوّرة، و ذلك أنّ المتصوّرة لا صور فیها إلّا ما استفادتها من الحواس … و بیّن أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ المتخیّلة قد تتخیّل غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس، و أمّا هذه القوة فلا تتصوّر غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس.
و هذه القوة غیر المتوهّمة، و ذلك لأنّ القوة المتوهّمة لیست تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، بل تصدّق بذاتها، و أما هذه القوة فإنّها لا تصدّق بذاتها، بل تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، و هذه القوة هی المسماة بالحافظة و المتذكّرة (س، ف، 166، 16)- أمّا القوة المتصوّرة: فعبارة عن الحافظة لما ینطبع فی الحسّ المشترك، فإنّ الحفظ غیر الانطباع و القبول، و لذلك كان الماء یقبل الصورة، و الشكل، و ینطبع فیها و لا یحفظها (غ، م، 356، 13)

قوة متوهِّمة

- القوة الوهمیة، و هی قوة مرتّبة فی نهایة التجویف الأوسط من الدماغ، تدرك المعانی الغیر المحسوسة الموجودة فی المحسوسات الجزئیة، كالقوة الحاكمة بأنّ الذئب مهروب
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 652
عنه، و أنّ الولد معطوف علیه (س، ف، 62، 8)- القوة المحرّكة فی الحیوان الغیر الناطق كالأمیر المخدوم، و الحواس الخمس كالجواسیس المبثوثة، و القوة المتصوّرة كصاحب برید الأمیر إلیه یرجع الجواسیس، و القوة المتخیّلة كالفیج الساعی بین الوزیر و بین صاحب البرید، و القوة المتوهّمة كالوزیر، و القوة الذاكرة كخزانة الأسرار (س، ف، 160، 10)- فی الحیوان قوة تحكم علی الشی‌ء بأنّه كذا أو لیس كذا بالجزم، و بها یهرب الحیوان من المحذور، و یقصد المختار. و بیّن أنّ هذه القوة غیر القوة المتصوّرة، إذ القوة المتصوّرة تتصوّر الشمس علی حسب ما أخذت من الحسّ علی مقدار قرصها، و الأمر فی هذه القوة بخلاف هذا … و بیّن أیضا أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ القوة المتخیّلة تفعل أفاعیلها من غیر اعتقاد منها أنّ الأمور علی حسب تصوراتها، و هذه القوة هی المسماة بالمتوهّمة و الظانّة. ثم فی الحیوان قوة تحفظ معانی ما أدركته الحواس مثل أنّ الذئب عدو، و الولد حبیب ولیّ، فمن البیّن أنّ هذه القوة غیر المتصوّرة، و ذلك أنّ المتصوّرة لا صور فیها إلّا ما استفادتها من الحواس … و بیّن أنّ هذه القوة غیر المتخیّلة، و ذلك أنّ المتخیّلة قد تتخیّل غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس، و أما هذه القوة فلا تتصوّر غیر ما استصوبه الوهم و صدّقه و استنبطه من الحواس.
و هذه القوة غیر المتوهّمة، و ذلك لأنّ القوة المتوهّمة لیست تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، بل تصدّق بذاتها، و أما هذه القوة فإنّها لا تصدّق بذاتها، بل تحفظ ما صدّقه شی‌ء آخر، و هذه القوة هی المسماة بالحافظة و المتذكّرة (س، ف، 167، 2)

قوة محرّكة

- القوة المحرّكة فی الحیوان الغیر الناطق كالأمیر المخدوم، و الحواس الخمس كالجواسیس المبثوثة، و القوة المتصوّرة كصاحب برید الأمیر إلیه یرجع الجواسیس، و القوة المتخیّلة كالفیج الساعی بین الوزیر و بین صاحب البرید، و القوة المتوهّمة كالوزیر، و القوة الذاكرة كخزانة الأسرار (س، ف، 160، 8)- القوة العاملة، هی التی تنبعث بإشارة القوة العلمیة التی هی نظریة متعلّقة بالعمل. و تسمّی العاملة عقلا عملیّا. و لكن تسمیتها عقلا بالاشتراك، فإنّها لا إدراك لها، و إنّما لها الحركة فقط، و لكن بحسب مقتضی العقل.
و كما أنّ القوة المحرّكة الحیوانیة لیست إلّا لطلب أو هرب، فكذلك القوة العاملة فی الإنسان، إلّا أنّ مطلبها عقلی، و هو الخیر.
و الثواب متّصل بما بعده، و النفع فی العاقبة و إن كان مؤلما فی الحال، بحیث تنفر منه الشهوة الحیوانیة (غ، م، 359، 21)- القوة المحرّكة فإنّها تفعل بالذات و أوّلا ما هو من نوعها و تفعل ثانیا و بالعرض شیئا آخر، و ذلك بحسب الموادّ التی تفعل فیها. و كل قوة محرّكة ففیها مع أنّها موجودة للوجود الذی یخصّها معنی به تفعل مثلها (ج، ن، 53، 16)

قوة محرِّكة فی المكان‌

- إن كل فعل متسو غیر متناه أی لم یزل و لا یزال فإنه إنما یكون عن قوة فعلها غیر متناه و هی التی لا یلحقها تغیّر أصلا من قبله یختلّ فعلها و كل قوة محرّكة فی المكان فی جسم یلحقها تغیّر فإنه لا یكون فعلها دائما لأنها متحرّكة من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 653
غیرها (ش، ت، 1637، 8)

قوة مدرِكة

- أما القوة المدركة فتنقسم قسمین: منها قوة تدرك من خارج، و منها قوة تدرك من داخل (س، شن، 33، 21)- القوة المدركة أما فی الظاهر فهی هذه الحواس الخمس، و أما فی الباطن فالحسّ المشترك و المتصوّرة و المتخیّلة و المتذكّرة و المتوهّمة (س، ر، 25، 7)- أمّا القوة المدركة: فتنقسم: إلی ظاهرة:
كالحواسّ الخمس. و إلی باطنة: كالقوة الخیالیة، و المتوهّمة، و الذاكرة، و المتفكّرة (غ، م، 348، 10)- خاصّة كل قوة مدركة الّا یجتمع فی إدراكها النقیضان، كما أن خاصّة المتضادین خارج النفس الّا یجتمعا فی موضوع واحد (ش، ته، 313، 17)

قوة مصوّرة

- القوة المصوّرة فلیس تنال الصورة الحسّیة مع طینتها، فلیس یعرض لها الفساد العارض من الطینة، و لذلك ما توجد الصورة النومیة أتقن و أحسن، و أیضا فإنّها تجد ما لا تجد الحواس بتّة، فإنّها تقدر أن تركّب الصور (ك، ر، 299، 9)- فی الحیوان قوة تركّب ما اجتمع فی الحسّ المشترك من الصور، و تفرّق بینها، و توقع الاختلاف فیها، من غیر أن تزول الصور عن الحسّ المشترك. و لا محالة أنّ هذه القوة غیر القوة المصوّرة، إذ القوة المصوّرة لیس فیها إلّا الصور الصادقة المستفادة من الحسّ. و قد یمكن أن یكون الأمر فی هذه القوة علی خلاف هذا، فتتصوّر باطلا كذبا، و ما لم تأخذه علی هیأته من الحسّ. و هذه القوة هی المسمّاة بالمتخیّلة (س، ف، 166، 12)- أمّا المصوّرة، و تسمّی الخیال، فعبارة عن قوّة مرتّبة فی مؤخّر التّجویف الأوّل من الدّماغ، من شأنها أن تحفظ ما یتأدّی إلیها من ما أدركته الفانطاسیا (سی، م، 100، 4)

قوة مطلقة و هیولانیة

- القوة تقال علی ثلاثة معان، بالتقدیم و التأخیر:
فیقال قوة للاستعداد المطلق الذی لا یكون خرج منه بالفعل شی‌ء، و لا أیضا حصل ما به یخرج، كقوة الطفل علی الكتابة. و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا كان لم یحصل للشی‌ء إلّا ما یمكنه به أن یتوصّل إلی اكتساب الفعل بلا واسطة، كقوة الصبی الذی ترعرع و عرف الدواة و القلم و بسائط الحروف علی الكتابة.
و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا تمّ بالآلة، و حدث مع الآلة أیضا كمال الاستعداد بأن یكون له أن یفعل متی شاء بلا حاجة إلی الاكتساب، بل یكفیه أن یقصد فقط، كقوة الكاتب المستكمل للصناعة إذا كان لا یكتب. و القوة الأولی تسمّی مطلقة و هیولانیة، و القوة الثانیة تسمّی قوة ممكنة، و القوة الثالثة تسمّی كمال القوة (س، شن، 39، 15)

قوة مفكِّرة

- إذا حصلت رسوم المحسوسات فی جوهر النفس فإنّ أول فعل القوة المفكّرة فیها هو تأمّلها واحدة واحدة لتعرف معانیها و كمیاتها و كیفیاتها و خواصها و منافعها و مضارها، فإذا حصل العلم بهذه المعانی أودعتها القوة الحافظة إلی وقت التذكار (ص، ر 3،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 654
238، 11)- إنّ للقوة المفكّرة خواصّا كثیرة و أفعالا عجیبة تستغرق فیها أفعال هذه القوة المتخیلة و أفعال سائر القوی الحساسة الدرّاكة، و ذلك أنّ أفعال هذه القوة نوعان: فمنها ما یخصّها بمجرّدها، و منها ما تشترك هی مع قوة أخری من قوی النفس … و أما الأفعال التی تخصّها بمجرّدها فهی الفكر و الرویّة و التمییز و التصوّر و الاعتبار و التركیب و التحلیل و الجمع و القیاس البرهانی، و لها أیضا الفراسة و الزجر و التكهین و الخواطر و الإلهام و الوحی و رؤیة المنامات و تأویلها (ص، ر 3، 390، 10)- إنّ هذه القوة المفكّرة من بین سائر القوی الحسّاسة و المتخیّلة و مدركاتها كالقاضی بین الخصماء و دعاویهم. و ذلك أنّ من سنّة القاضی أن لا یحكم بین الخصوم إلّا علی سبیل معرفة شرعیة وضعیة معروفة بینهم أو مقاییس عقلیة متّفق علیها بین الخصمین، و لا یقبل الدعاوی إلّا بالشهود و الصكوك و موازین و مكاییل معلومة معروفة بین الخصماء (ص، ر 3، 391، 8)- إنّ القوة المفكّرة قد تتصرّف علی الصور التی فی القوة المصوّرة بالتركیب و التحلیل لأنّها موضوعات لها (س، شن، 151، 9)- القوة المتخیّلة إذا استعملتها القوة المتوهّمة بانفرادها سمّیت بهذا الاسم، أعنی المتخیّلة، و إذا استعملتها القوة الناطقة سمّیت بالقوة المفكّرة (س، ف، 167، 13)- القوة التی تسمّی فی الحیوانات" متخیّلة" و فی الإنسان" مفكّرة"، و شأنها أن تركّب الصور المحسوسة بعضها مع بعضها، و تركّب المعانی علی الصور، و هی فی التجویف الأوسط بین حافظ الصور و حافظ المعانی (غ، ت، 180، 10)- بالضرورة یوجد فی الإنسان فعلان: أحدهما وجود المعانی المفردة، و الثانی تألیف هذین المعنیین. فالقوة التی یكون بها هذا التألیف هی القوة المفكّرة و فعلها أنواع تألیف المعانی المفردة … و الثانی القوة التی بها تحصل المعانی المفردة و هذه كالهیولی لتلك، فإنّه متی لم توجد المعانی المفردة لم یمكن أن یكون تركیب، فهذه متقدّمة لتلك بالطبع (ج، ن، 148، 5)

قوة مَلَكَة

- القوة تقال علی ثلاثة معان بالتقدیم و التأخیر:
فیقال قوة للاستعداد المطلق الذی لا یكون خرج منه إلی الفعل شی‌ء، و لا أیضا حصل ما به یخرج، و هذا كقوة الطفل علی الكتابة.
و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا لم یحصل للشی‌ء إلّا ما یمكنه به أن یتوصّل إلی اكتساب الفعل بلا واسطة، كقوة الصبی الذی ترعرع و عرف القلم و الدواة و بسائط الحروف علی الكتابة.
و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا تمّ بالآلة، و حدث مع الآلة أیضا كمال الاستعداد، بأن یكون له أن یفعل متی شاء بلا حاجة إلی الاكتساب، بل یكفیه أن یقصد فقط، كقوة الكاتب المستكمل الصناعة إذا كان لا یكتب. و القوة الأولی تسمّی قوة مطلقة و هیولانیة، و القوة الثانیة تسمّی قوة ممكنة، و القوة الثالثة تسمّی ملكة.
و ربما سمّیت القوة الثانیة ملكة، و الثالثة كمال قوة (س، ف، 65، 14)

قوة ممكنة

- القوة تقال علی ثلاثة معان، بالتقدیم و التأخیر:
فیقال قوة للاستعداد المطلق الذی لا یكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 655
خرج منه بالفعل شی‌ء، و لا أیضا حصل ما به یخرج، كقوة الطفل علی الكتابة. و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا كان لم یحصل للشی‌ء إلّا ما یمكنه به أن یتوصّل إلی اكتساب الفعل بلا واسطة، كقوة الصبی الذی ترعرع و عرف الدواة و القلم و بسائط الحروف علی الكتابة.
و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا تمّ بالآلة، و حدث مع الآلة أیضا كمال الاستعداد بأن یكون له أن یفعل متی شاء بلا حاجة إلی الاكتساب، بل یكفیه أن یقصد فقط، كقوة الكاتب المستكمل للصناعة إذا كان لا یكتب. و القوة الأولی تسمّی مطلقة و هیولانیة، و القوة الثانیة تسمّی قوة ممكنة، و القوة الثالثة تسمّی كمال القوة (س، شن، 39، 16)

قوة منفعلة

- القوة المنفعلة هی التی تقبل التغیّر فی ذاتها من آخر من جهة ما هو آخر إذ كان أیضا من المعروف بنفسه أن الشی‌ء لا ینفعل من نفسه (ش، ت، 1110، 9)- إن كان قوة منفعلة فإن حدّ القوة الأولی مأخوذ فیها و هی المادة الأولی (ش، ت، 1111، 8)

قوة مولِّدة

- القوة المولّدة: هی التی تفصل جزأ من جسم شبیها به بالقوة، لیستعدّ لقبول صورة مثله، كالنطفة من الحیوان، و البذرة من الحبوب (غ، م، 347، 1)- (القوة) المولّدة فكأنها تمام القوة النامیة، و لذلك ما تصرف الطباع الفضلة من الغذاء الذی كان بها النمو عند كمال النمو إلی التولید فتكون منها البزور و المنی، و هذه القوة أعنی قوة التولید قد یمكن أیضا أن تفارق الغاذیة، و ذلك فی آخر العمر. و أما مفارقة الغاذیة فهو موت (ش، ن، 41، 1)

قوة ناطقة

- القوّة الناطقة هی التی بها یحوز الإنسان العلوم و الصناعات، و بها یمیّز بین الجمیل و القبیح من الأفعال و الأخلاق، و بها یروّی فیما ینبغی أن یفعل أو لا یفعل، و یدرك بها مع هذه النافع و الضّارّ و الملذّ و المؤذی (ف، سم، 32، 15)- القوّة الناطقة التی بها الإنسان إنسان لیست هی فی جوهرها عقلا بالفعل، و لم تعط بالطبع أن تكون عقلا بالفعل، و لكنّ العقل الفعّال یصیّرها عقلا بالفعل، و یجعل سائر الأشیاء معقولة بالفعل للقوّة الناطقة (ف، سم، 35، 4)- القوة الناطقة التی بها یمكن أن یعقل (الإنسان) المعقولات، و بها یمیّز بین الجمیل و القبیح، و بها یحوز الصناعات و العلوم، و یقترن بها أیضا نزوع نحوت ما یعقله (ف، أ، 70، 11)- أما القوة الناطقة، فلا رواضع و لا خدم لها من نوعها فی سائر الأعضاء، بل إنما رئاستها علی سائر القوی: المتخیّلة و الرئیسة من كل جنس فیه رئیس و مرءوس. فهی رئیسة القوة المتخیّلة، و رئیسة القوة الحاسة الرئیسة منها، و رئیسة القوة الغاذیة الرئیسة منها (ف، أ، 72، 3)- القوة الناطقة، التی هی هیئة طبیعیة، تكون مادة موضوعة للعقل المنفعل الذی هو بالفعل عقل (ف، أ، 103، 6)- أما أفعال القوة الناطقة إذا لم یرأسها و یلزمها العقل فتشبه أفعال العلماء و القرّاء إذا تنازعوا فی أحكام الدین و اختلفوا فیها و صاروا ذو مذاهب كثیرة و مقالات إذا لم یرأسهم و یلزمهم إمام عادل من خلفاء الأنبیاء علیهم السلام
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 656
(ص، ر 2، 328، 10)- نسبة القوة الناطقة إلی القوة العاقلة كنسبة القمر إلی الشمس. و ذلك أنّ القمر یأخذ نوره من الشمس فی جریانه من منازل القمر الثمانیة و العشرین، و ذلك أنّ القوة الناطقة من العقل تأخذ معانی ألفاظه بجریانه فی الحلقوم (ص، ر 3، 11، 9)- إنّ من شأن القوة الناطقة إذا استعانت بها القوة المفكّرة فی النیابة عنها فی الجواب و الخطاب أو تؤلّف ألفاظ من حروف المعجم بنغمات مختلفة السمات التی هی الكلام، ثم تضمن تلك الألفاظ المعانی التی هی مصوّرة عند القوة المفكّرة فتدفعها عند ذلك إلی القوة المعبّرة لتخرجها إلی الهواء بالأصوات المختلفة فی اللغات لتحملها إلی مسامع الحاضرین بالقرب (ص، ر 3، 239، 7)- القوة الناطقة لها لغات كثیرة و ألفاظ مختلفة و نغمات مفنّنة لا یحصی عددها إلّا اللّه عزّ و جلّ (ص، ر 3، 240، 4)- (القوة الناطقة) أفعالها نوعان: فمنها ما یخصّها بمجرّدها، و منها ما یشترك مع قوی أخری.
فمنها الصنائع كلها فإنّها مشتركة بینها و بین القوة الصناعیة، و منها الكلام و أقاویل اللغات فإنّها مشتركة بینها و بین القوة الناطقة، و منها تناول رسوم المعلومات المحفوظة فإنّها مشتركة بینها و بین القوة الحافظة، و أمّا التی تخصّها من الأفعال فالفكر و الرویّة و التصوّر و الاعتبار و التركیب و التحلیل و الجمع و القیاس، و لها الفراسة و الزجر و التكهّن و الخواطر و الإلهام و قبول الوحی و تخییل المنامات (ص، ر 3، 240، 8)- القوة الناطقة تقوی علی أفاعیل غیر متناهیة (س، ف، 175، 18)- بالضرورة تقدّمت إذن القوّة الناطقة سائر قوی النفس فی الوجود، و وجدت سائر القوی لأجل هذه التی هی أفضل (ج، ن، 78، 4)- القوّة الناطقة هی التی بها یدرك الإنسان آخر مثله علی ما هجس فی نفسه. و هی بالجملة إخبار أو سؤال أو أمر، و السؤال فهو اقتضاء إخبار، و الإخبار تعلیم، و السؤال تعلّم. و هذه القوة هی التی بها یعلم الإنسان أو یتعلّم (ج، ن، 146، 9)- القوة الناطقة تقال أولا علی الصورة الروحانیة من جهة أنها تقبل العقل، و تقال علی العقل بالفعل (ج، ر، 161، 12)

قوة ناطقة عملیة

- العقل الفعّال، لما كان هو السبب فی أن تصیر به المعقولات التی هی بالقوة معقولات بالفعل، و أن یصیر ما هو عقل بالقوة عقلا بالفعل، و كان ما سبیله أن یصیر عقلا بالفعل هی القوة الناطقة، و كانت الناطقة ضربین:
ضربا نظریّا و ضربا عملیّا، و كانت العملیة هی التی شأنها أن تفعل الجزئیات الحاضرة و المستقبلة، و النظریة هی التی شأنها أن تعقل المعقولات التی شأنها أن تعلم، و كانت القوة المتخیّلة مواصلة لضربی القوة الناطقة، فإن الذی تنال القوة الناطقة عن العقل الفعّال- و هو الشی‌ء الذی منزلته الضیاء من البصر- قد یفیض منه علی القوة المتخیّلة (ف، أ، 91، 16)

قوة ناطقة نظریة

- العقل الفعّال، لما كان هو السبب فی أن تصیر به المعقولات التی هی بالقوة معقولات بالفعل، و أن یصیر ما هو عقل بالقوة عقلا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 657
بالفعل، و كان ما سبیله أن یصیر عقلا بالفعل هی القوة الناطقة، و كانت الناطقة ضربین:
ضربا نظریّا و ضربا عملیّا، و كانت العملیة هی التی شأنها أن تفعل الجزئیات الحاضرة و المستقبلة، و النظریة هی التی شأنها أن تعقل المعقولات التی شأنها أن تعلم، و كانت القوة المتخیّلة مواصلة لضربی القوة الناطقة، فإن الذی تنال القوة الناطقة عن العقل الفعّال- و هو الشی‌ء الذی منزلته الضیاء من البصر- قد یفیض منه علی القوة المتخیّلة (ف، أ، 92، 1)

قوة نامیة

- هاهنا قوة أخری منسوبة إلی النبات هی كالكمال و الصورة للقوة الغاذیة، إذ كانت لا یمكن أن توجد خلوا من الغاذیة، و یمكن أن توجد الغاذیة خلوا منها و هی القوة النامیة، و هذه القوة هی القوة التی من شأنها عند ما تولد الغاذیة من الغذاء أكثر ممّا تحلّل من الجسم أن تنمی الأعضاء فی جمیع أجزائها و أقطارها علی نسبة واحدة، و هو بیّن أن هذه القوة مغایرة بالماهیة للغاذیة. فإن فعل التنمیة غیر فعل الحفظ، فإن هذه القوة قوة فاعلة، فبیّن ممّا رسمناها به كذلك أیضا كونها نفسا (ش، ن، 39، 11)- أما السبب الغائی الذی من أجله وجدت هذه القوة (النامیة) فإنه لما كانت الأجسام الطبیعیة لها أعظام محدودة، و كان لا یمكن فی الأجسام المتنفّسة أن توجد لها من أول الأمر العظم الذی یخصّها، احتیج إلی هذه القوة، و لذلك إذا ما بلغ الموجود العظم الذی له بالطبع كفّت هذه القوة (ش، ن، 39، 17)

قوة نباتیة

- العمل النشائی فی غرضی حفظ الشخص و تبقیته و حفظ النوع و تنمیته بالتولید و قد سلّط علیها إحدی قوی روح الإنسان، و قوم یسمّونها القوة النباتیة (ف، ف، 10، 13)- القوة التی تصدر عنها أفعال مختلفة من غیر أن یكون لها بها شعور فتلك هی القوة النباتیة (ر، م، 381، 12)

قوة نزوعیة

- القوة النزوعیة، و هی التی تشتاق إلی الشی‌ء و تكرهه، فهی رئیسة، و لها خدم. و هذه القوة هی التی بها تكون الإرادة. فإن الإرادة هی نزوع إلی ما أدرك و عن ما أدرك، إما بالحس، و إما بالتخیّل، و إما بالقوة الناطقة، و حكم فیه أنه ینبغی أن یؤخذ أو یترك (ف، أ، 72، 7)- القوة النزوعیة … بیّن من أمرها أنها غیر القوی التی سلفت (الحاسّة و الناطقة) و أنها مباینة بوجودها لتلك، و ذلك أنّا لسنا نقدر أن نقول إنها القوة الحسّاسة و المتخیّلة، لأن كل واحدة من هاتین القوتین قد توجد خلوا من هذه و ذلك أنّا قد نحس و نتخیّل من غیر أن ننزع، و إن كان لیس یمكن أن ننزع دون هاتین القوتین، أعنی قوة التخیّل و الحس. و لذلك ما نری أنها متقدّمة لهذه القوة، أعنی النزوعیة التقدم الذی بالطبع، و لهذا السبب عینه عدم إنبات هذه القوة لما عدم الحس و التخیل. لیس هاتان القوتان تتقدم هذه القوة فقط، أعنی النزوعیة، بل قد توجد القوة الناطقة أیضا متقدمة لها فی المعارف النظریة، و ذلك أنّا قد ننزع عن التصور الذی یكون بالعقل و قد ننزع أیضا عن الصورة المتخیّلة بالفكر و الرویّة، و ذلك فی الأمور العملیة (ش، ن، 105، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 658
- هذه القوة (النزوعیة) هی القوة التی بها نزع الحیوان إلی الملائم و ینفر عن المؤذی، و ذلك من أمرها بیّن بنفسه، و هذا النزوع إن كان إلی الملذّ سمّی شوقا، و إن كان إلی الانتقام سمّی غضبا، و إن كان عن رؤیة سمّی اختیارا و إرادة (ش، ن، 106، 20)- القوة (النزوعیة) إنما تلفی أبدا مع التخیّل أو النطق (ش، ن، 107، 18)

قوة نظریة

- أما القوة النظریة فهی قوة من شأنها أن تنطبع بالصور الكلّیة المجرّدة عن المادة، فإن كانت مجرّدة بذاتها فأخذها لصورتها فی نفسها أسهل، و إن لم تكن فإنّها تصیر مجرّدة بتجریدها إیاها، حتی لا یبقی فیها من علائق المادة شی‌ء (س، شن، 39، 1)- أما القوة النظریة فهی القوة التی لها بالقیاس إلی الجنبة التی فوقها لتنفعل، و تستفید منها، و تقبل عنها (س، ف، 64، 10)- أما القوة النظریة فهی قوة من شأنها أن تنطبع بالصورة الكلّیة المجرّدة عن المادة. فإن كانت مجرّدة بذاتها فذاك، و إن لم تكن فإنّها تصیّرها مجردة بتجریدها إیاها، حتی لا یبقی فیها من علائق المادة شی‌ء (س، ف، 65، 1)- القوة النظریة إذن تارة تكون نسبتها إلی الصورة المجرّدة … نسبة ما بالقوة المطلقة، حتی تكون هذه القوة للنفس لم تقبل بعد شیئا من الكمال الذی بحسبها، و حینئذ تسمّی عقلا هیولانیّا. و هذه القوة التی تسمّی عقلا هیولانیّا موجودة لكل شخص من النوع. و إنّما سمّیت هیولانیة تشبیها بالهیولی الأولی، التی لیست هی بذاتها ذات صورة من الصور، و هی موضوعة لكل صورة. و تارة نسبة ما بالقوة الممكنة، و هی أن تكون القوة الهیولانیة قد حصل فیها من الكمالات المعقولات الأولی التی یتوصّل منها و بها إلی المعقولات الثانیة … فما دام إنّما حصل فیه من العقل هذا القدر بعد، فإنّه یسمّی عقلا بالملكة … و تارة نسبة ما بالقوة الكمالیة، و هو أن یكون قد حصل فیها أیضا الصورة المعقولة المكتسبة بعد المعقولة الأولیة … و یسمّی عقلا بالفعل لأنّه عقل یعقل متی شاء بلا تكلّف اكتساب …
و تارة یكون نسبة ما بالفعل المطلق، و هو أن تكون الصورة المعقولة حاضرة فیه، و هو یطالعها بالفعل، فیعقلها بالفعل، و یعقل أنّه یعقلها بالفعل، فیكون حینئذ عقلا مستفادا (س، ف، 66، 1)- إنّ القوة النظریة فی الإنسان أیضا تخرج من القوة إلی الفعل بإنارة جوهر هذا شأنه علیه، و ذلك لأنّ الشی‌ء لا یخرج من القوة إلی الفعل إلّا بشی‌ء یفیده الفعل لا بذاته، و هذا الفعل الذی یفیده إیّاه هو صورة معقولاته (س، ن، 192، 19)- للنفس الإنسانی قوّتان: إحداهما: عالمة.
و الأخری: عاملة. و القوة العالمة تنقسم: إلی القوة النظریة، كالعلم بأنّ اللّه تعالی واحد، و العالم حادث. و إلی القوة العملیة: و هی التی تفید علما یتعلّق بأعمالنا، مثل العلم بأنّ الظلم قبیح لا ینبغی أن یفعل (غ، م، 359، 12)- أما القوة (النظریة) فیظهر من أمرها أنها إلهیة جدا، و أنها إنما توجد فی بعض الناس و هم المقصودون بالعنایة أولا فی هذا النوع (ش، ن، 85، 16)- أمّا النّظریّة، فعبارة عن قوّة یتمّ بها إدراك الأمور الكلّیّة و المعانی المجرّدة (سی، م، 103، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 659

قوة النفس‌

- من قوة النفس تكون قوة العقل، و من قوة العقل یكون حسن التدبیر، و من حسن التدبیر یكون نظام العالم (غ، ع، 94، 3)

قوة نفسانیة

- المبدأ الذی یحرّك الجسم فی حیّزه هو القوة النفسانیة التی فی الأفلاك، فأما القوة النفسانیة التی فی الفلك المحیط الأعلی فهی مسكنة أیضا له فی حیّزه. و بذلك السكون تكون حركة سائر الأفلاك و لأجله و لو كان متحرّكا لما وجبت حركتها (بغ، م 1، 111، 21)

قوة و استعداد

- القوة و الاستعداد هو تلقّی الموضوع لأمر ما عند ما عرض له عدم ذلك الأمر (ش، سط، 35، 12)

قوة و إمكان‌

- القوة و الإمكان مما یحتاج إلی موضوع (ش، سط، 34، 23)

قوة الوجود

- نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 16)- إمكان الوجود إنّما هو ما هو بالإضافة إلی ما هو إمكان وجود له فلیس إمكان الوجود جوهرا لا فی موضوع فهو إذا معنی فی موضوع و عارض لموضوع. و نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك. فإذا كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، ن، 220، 4)

قوة و فعل‌

- القوة طبیعة الفعل لا غیر، و الفعل منفعل الطبیعة التی هی القوة (جا، ر، 4، 2)- إنّ ما بالقوّة لیس یمكن أن یخرج إلی الفعل إلّا عن فاعل قریب من نوع الشی‌ء الذی یحصل بالفعل (ف، ط، 127، 19)- إنّ كل شی‌ء بالقوة لا یخرج إلی الفعل إلّا لشی‌ء هو بالفعل یخرجه إلیه (ص، ر 1، 317، 8)- القوة … تتقدّم الفعل، و الفعل ینقسم إلی المقولات العشر (ج، ن، 45، 7)- ما بالقوة فلا یصیر شیئا بالفعل حتی یصیر لكون تغیّر ضرورة (ج، ن، 45، 9)- القوة مقابلة للفعل و لیس یمكن أن یوجدا معا (ش، ت، 1126، 12)- إن القوة شی‌ء موجود قبل الفعل و أنها غیر الفعل (ش، ت، 1132، 1)- الشی‌ء إذا خرج إلی الفعل فقد كان بالقوة قبل أن یخرج إلی الفعل (ش، ت، 1132، 3)- كان القوة و الفعل متضادین (ش، ت، 1132، 5)- كان الفعل و القوة من المضافین المتضادین، و كان كل واحد من المضافین یوجد فی حدّ صاحبه من غیر أن یلحق خلل فی الحدّ بخلاف ما یعرض من ذلك فی حدود الأشیاء الغیر مضافة، أعنی أن الأشیاء المأخوذة فی حدّها لیس توجد تلك الأشیاء فی محدودها (ش، ت، 1159، 16)- إن القوة و الفعل هی مبادئ المقولات العشر كما نقول المادة و الصورة و العدم … إلّا أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 660
القوة و الفعل من جهة وجودهما لأشیاء مختلفة یجب أن یكونا مختلفین و منسوبا إلیهما الموجودات بجهات مختلفة، أی أن الفعل و القوة اللذین هما مبدأ الجوهر غیر القوة و الفعل اللذین هما مبدأ الكیفیة و كذلك الأمر فی واحد واحد من سائر المقولات (ش، ت، 1538، 10)- قد یظنّ إن القوة قبل الفعل من قبل أنه قد یظنّ أن كل ما یفعل فقد كان قبل أن یفعل بالقوة و لیس كل ما هو بالقوة فهو یفعل، و هذه هی حال المتقدّم بالطبع. مثال ذلك أنه لما كان كل ما هو إنسان هو حیوان و لیس كل ما كان حیوانا كان إنسانا من قبل أن الحیوان یتقدّم علی الإنسان بالطبع، فإذا القوة أقدم من الفعل (ش، ت، 1568، 17)- إن القوّة متقدّمة بالزمن علی الشخص المتكوّن و الفعل یتقدّم بإطلاق علی القوة، إذ كان لا یخرج شی‌ء من القوة إلی الفعل إلّا من قبل شی‌ء بالفعل (ش، ت، 1576، 8)- لو كانت القوة متقدّمة علی الفعل بإطلاق لتحرّكت الأشیاء من ذاتها من غیر محرّك (ش، ت، 1576، 13)- إن كل متحرّك فی موضوع فتحرّكه إلی شی‌ء هو بالقوة و كل ما تحرّك إلی شی‌ء هو بالقوة فحركته متناهیة، إذ ما بالقوة لا بد أن یخرج إلی الفعل. فكل ما تحرّك حركة دائمة فحركته إلی ما هو بالفعل دائما، و ما هو بالفعل دائما فلیس جسما و لا فی جسم لأن كل ما فیه قوة فهو إما جسم و إما قوة فی جسم. فإذا ما لیس فیه قوة فهو لا جسم و لا قوة فی جسم (ش، ت، 1637، 1)- لیس بین القوة و الفعل وجود متوسط یمكن أن یشار إلیه إلا الحركة (ش، سط، 104، 16)- لأن الموجود ینقسم إلی القوة و الفعل، فلینظر علی كم وجه تقال القوة و الفعل. فنقول إن القوة تقال علی وجوه: فمنها أنه یقال قوی علی الأشیاء المحرّكة لغیرها من جهة ما هی محرّكة للغیر، سواء كانت تلك القوة طبیعیة أو نطقیة مثل الحار یسخن و الطبیب یبرئ و بالجملة جمیع الصنائع الفاعلة، و منها ما یقال علی القوی التی شأنها أن تتحرّك من غیرها و هی المقابلة للقوی المحرّكة، و قد تقال علی كل ما فی ذاته مبدأ حركة و بهذا تنفصل الطبیعة من الصناعة. و قد تقال القوة علی الفعل الجیّد و بهذا یقال إن فلانا له قوة علی القول و المشی و غیر ذلك مما یتصف به إنسان إنسان أنه قوی علیه، و أیضا قد یقال علی كل ما ینفعل بعسر و یفعل بسهولة كما قیل فی مقولة الكیف (ش، ما، 50، 17)- القوة و الفعل مع أنهما متقابلان هما من المضافین، و كل واحد من المضافین إنما یتصوّر بالإضافة إلی صاحبه (ش، ما، 101، 1)- القوة و الفعل فبیّن أنهما یوجدان أولا فی الجوهر و ثانیا فی سائر المقولات التی هی الكمیة و الكیفیة و الإضافة و الأین و المتی و له أن یفعل و أن ینفعل، سواء كان انفعال الشی‌ء لمبدإ من ذاته كالحال فی الأمور الطبیعیة أو من خارج كالحال فی القوة (ش، ما، 102، 10)- القوة و إن كانت متقدّمة علی الفعل بالزمان فهی متأخّرة بالسببیة، و ذلك أن الفعل هو كما القوة و الذی من أجله وجدت القوة و هو السبب الغائی لها، فإنه لیس یمكن أن تمر الكمالات إلی غیر نهایة (ش، ما، 107، 18)- القوة غیر متقدّمة بالزمان علی الفعل من جهة أن القوة لا یمكن فیها أن تتعرّی عن الفعل علی ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 661
تبیّن من أمر المادة الأولی، و أیضا فی كثیر من الأشیاء إنما توجد القوة فیها علی أشیاء أخر من جهة ما فیها فعل ما من ذلك الذی هی قویة علیه. مثال ذلك المتعلّم الذی هو عالم بالقوة فإنه إنما یصیر إلی المرتبة الأخیرة من العلم من جهة ما عنده علم ما (ش، ما، 108، 24)- إن كانت الأشیاء الأبدیة و هی التی لیس یشوبها قوة أصلا متقدّمة علی الأشیاء الفاسدة و هی التی تخالطها القوة، فمن البیّن أن الفعل أقدم من القوة (ش، ما، 109، 8)- كان خروج القوة إلی الفعل تغییرا (ش، ما، 111، 1)- الفعل ضرورة أشرف من القوة (ش، ما، 111، 9)- لمّا سمّوا (الفلاسفة) الإمكان بالقوة سمّوا الأمر الذی یتعلّق به الإمكان و هو الحصول و الوجود بالفعل (ر، م، 380، 3)

قوة و لا قوة

- القوة … تقال علی الأمر الضروری الوجود و لا قوة علی السالب الضروری السلب بخلاف الأمر فی القوة و لا قوة المقولة علی الممكن (ش، ت، 589، 11)- القوة و لا قوة هو لشی‌ء مركّب (ش، ت، 1114، 3)- كل قوة و كل ممكن فهی قوة علی وجود الشی‌ء و لا وجوده لا قوة علی أحد النقیضین، فإنه إن كان له قوة علی أحد النقیضین لم یكن له قوة علی الآخر، و ما لا قوة له علیه فلا یكون و ما لا یكون فممتنع. و إذا كان أحد النقیضین ممتنع فالآخر واجب، و إذا كان ذلك كذلك فلیس هو ممكن. فإن الواجب ضد الممكن (ش، ت، 1199، 2)- القوة و اللّاقوة أنواعهما فی المشهور ثلاثة:
الأول استعداد شدید علی أن ینفعل كالممرضیة و اللین و هذا یسمّی باللاقوة، و الثانی استعداد شدید علی أن لا ینفعل كالصلابة، و الثالث استعداد شدید علی أن یفعل كالمصارعة و هذان القسمان یسمّیان بالقوة (ر، م، 315، 11)

قوة وهمیة

- القوة الوهمیة، و هی التی تدرك المعانی، و كأن القوة الأولی تدرك الصور، و المراد بالصور ما لا بدّ لوجوده من مادة- أی جسم- و المراد بالمعانی ما لا یستدعی وجوده جسما و لكن قد یعرض له أن یكون فی جسم كالعداوة و الموافقة (غ، ت، 180، 1)- أثبت بعض الناس فی الإنسان قوّة وهمیّة هی الحاكمة فی الجزئیّات، و أخری هی متخیّلة لها التفصیل و التركیب، و أوجب أنّ محلّهما التجویف الأوسط (سه، ر، 209، 7)- أمّا الوهمیّة، فعبارة عن قوّة مرتّبة فی مؤخّر التّجویف الثّانی من الدّماغ، من شأنها إدراك المعانی غیر المحسوسة من المعانی المحسوسة، كالقوّة التی بها تدرك الشّاة ما یوجب نفرتها من الذّئب (سی، م، 102، 3)

قول‌

- قد ینقسم القول إلی المبتدأ و الخبر، و أمّا الخبر فهو الذی فیه الفائدة العظمی. فالقول هو إمّا اشتراك اسم بفعل أو اسم باسم، كقولك زید یمشی، أو كقولك زید ضارب، أو زید غلام جعفر. و هذا هو الخبر الذی فیه وقوع الفائدة كلّها، و لهو الذی یحتمل الصدق و الكذب و فیه تدفن العجائب من الكلام من المحال و الحقّ.
و من لم یحسن یقین الأخبار و یقایس بعضها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 662
ببعض فإنّه عریّ من علم الفلاسفة و الفلسفة (جا، ر، 10، 9)- المعقولات و الأقاویل التی بها تكون العبارة عنها یسمّیها القدماء" النطق و القول": فیسمّون المعقولات القول، و النطق الداخل المركوز فی النفس و الذی یعبّر به عنها القول، و النطق الخارج بالصوت و الذی یصحّح به الإنسان الرأی عند نفسه هو القول المركوز فی النفس، و الذی یصحّحه به عند غیره هو القول الخارج بالصوت (ف، ح، 60، 7)- إنّ القول قد یعنی به علی المعنی الأعمّ كلّ لفظ، كان دالّا أو غیر دالّ. و قد یعنی به ملفوظا به دالّا، فإنّ القول قد یعنی به علی المعنی الأخصّ كلّ لفظ دالّ، كان اسما أو كلمة أو أداة. و قد یعنی به مدلولا علیه بلفظ ما. و قد یعنی به محمولا علی شی‌ء ما. و قد یعنی به معقولا، فإنّ القول قد یدلّ علی القول المركوز فی النفس. و قد یعنی به محدودا (ف، حر، 63، 19)- القول تابع للعلم، و هذا هو الحق لیكون العلم أوّلا و أصلا (تو، م، 268، 11)- إنّ القول یكون غیر محتمل للتأویل متی كان محصورا، و المحصور من الأقاویل ما كان علیه سور (ص، ر 1، 332، 20)- النطق یحتاج إلی مخرج و مؤدّ لیصیر كلاما، و الكلام یحتاج إلی عبارة و نظم و لفظ لیصیر قولا، و القول یحتاج إلی حركة و آلة و قطع صوت لیصیر حدیثا، و الحدیث یحتاج إلی قلب ذكی، و سمع فهیم، فیرجع إلیه كما بدا لیصیر سماعا (غ، ع، 54، 5)- القول هو الكلام التام، الظاهر، المفید، المنقول إلی أسماع المستمعین، بأن یحمل الهواء ذلك الصوت الحامل لتلك الكلمات (غ، ع، 62، 4)- القول هو الكلام التام الجاری علی الألسنة، و لا یقال للكلام التام قول ما لم یظهر بحیث تحیط به آذان المستمعین، لأنّ المعنی المفهوم المركوز فی الأصل یسمّی نطقا، و بالنطق المنظوم التام الفعل یسمّی كلاما (غ، ع، 63، 1)- القول لا یصحّ إلّا مع المستمع المخاطب من خارج (غ، ع، 63، 6)- النفس إذا عبّرت عن مفهوم الكلام عبارة تظهر فائدة المعبّر للغیر یسمّی قولا، و إن كان لا یعرفها فی الحال بعض المستمعین لآفة أو قصور أو تقصیر (غ، ع، 68، 5)- القول إذا صدر عن لسان المتكلّم، و انتظمت عبارته، یحمله الهواء بواسطة الصوت فی أصداف الحروف، و یأخذه عن المخارج و الحناجر و الحنك التی هی آلات الكلام، كالمزامیر التی هی آلات الصوت. و یبلغ المعانی الملبوسة المركّبة المرتّبة إلی آذان المستمعین (غ، ع، 69، 2)- القول الذی هو جنس الصادق و الكاذب إنما هو من التركیب فإذا لم یكن هاهنا تركیب لم یكن هاهنا لا صادق و لا كاذب (ش، ت، 689، 9)- كل قول له أجزاء تدل علی أجزاء من الشی‌ء (ش، ت، 891، 2)- القول هو اللفظ المركّب فی القضیّة الملفوظة أو المفهوم المركّب العقلیّ فی القضیّة المعقولة (جر، ت، 189، 6)

قول الإنسان‌

- أمّا قول الإنسان فلطیف بوجه، كثیف بوجه، أمّا لطافته فمن قبل المعانی الروحانیة، و من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 663
جهة امّحائه فی الهواء، أو اندراس آثاره بعد سكون القائل و سكوته، و أمّا كثافته فمن قبل أدواته و مراتبه و آلاته و مخارجه و عدده. فقول الإنسان إذا ظهر علی لسانه یكون كثیفا بالإضافة إلی قوله الروحانی قبل بیانه (غ، ع، 65، 3)

قول جازم‌

- إذا حكم بالقول علی موصوف بصفة سمّیت تلك الصفة قضیة ثنائیة مثل قولك زید كاتب لأنّه یجوز أن یكون كاتبا و غیر كاتب. فإذا قطعت علی أحد الخبرین كان قولا جازما و قضیة جازمة، و إذا قرن بهذه القضیة أحد الأزمان الثلاثة سمّیت قضیة ثلاثیة مثل قولك زید كتب أمس أو یكتب غدا أو هو كاتب الیوم. و إن زدت علی إحدی القضایا الثلاثیة أحد العناصر الثلاثة، الذی هو من الممكن و الممتنع و الواجب، سمّیت رباعیة مثل قولك یمكن أن یكون هذا الصبی یوما ما رجلا جلدا و ممتنع أن یحمل یوما ما ألف رطل و واجب أن یموت یوما ما (ص، ر 1، 334، 8)

قول صادق‌

- إن القول الصادق إما أن یكون ضرورة موجبا أو سالبا، و الإیجاب لیس شیئا أكثر من تركیب بعض الأشیاء مع بعض و السلب لیس شیئا أكثر من انفصالها. فإن كان هاهنا أشیاء لیس یمكن فیها أن تتركّب فالسلب فیها صادق أبدا (ش، ما، 111، 21)

قول قیاسی‌

- كلّ قول قیاسی فأجزاؤه العظمی هی الأقاویل البسیطة، و أجزاؤه الصغری، و هی أجزاء أجزائه، هی المفردات من المعقولات و الألفاظ الدالّة علیها (ف، ح، 70، 3)

قول مخصوص‌

- أمّا ما كان من الأقاویل الغیر المحصورة فهو الذی لیس علیه سور و هو نوعان: مهمل و مخصوص. فالمهمل مثل قولك الإنسان كاتب و الإنسان لیس بكاتب فلا یتبیّن فیه الصدق و الكذب لأنّه لا یمكن للقائل أن یقول أردت بعض الناس. و أما المخصوص فمثل قول القائل زید كاتب و زید لیس بكاتب فلا یتبیّن فیهما الصدق و الكذب لأنّه یمكنه أن یقول أردت بزید الفلانی (ص، ر 1، 333، 4)

قول مطلق‌

- یقال: ما القول المطلق؟ الجواب هو ما لا یثبت بثباته آخر (تو، م، 316، 18)

قول مهمَل‌

- أمّا ما كان من الأقاویل الغیر المحصورة فهو الذی لیس علیه سور و هو نوعان: مهمل و مخصوص. فالمهمل مثل قولك الإنسان كاتب و الإنسان لیس بكاتب فلا یتبیّن فیه الصدق و الكذب لأنّه لا یمكن للقائل أن یقول أردت بعض الناس. و أما المخصوص فمثل قول القائل زید كاتب و زید لیس بكاتب فلا یتبیّن فیهما الصدق و الكذب لأنّه یمكنه أن یقول أردت بزید الفلانی (ص، ر 1، 333، 2)

قوی‌

- القوی من حیث هی قوی إنّما تكون مبادئ لأفعال معیّنة بالقصد الأول (س، شن، 29، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 664
- القوی بعضها یحصل بالطباع و بعضها یحصل بالعادة، و بعضها یحصل بالصناعة و بعضها یحصل بالاتفاق (س، شأ، 176، 3)- إنّ القوی صنفان: جسمانیة و هی التی تنقسم بأقسام الجسم، كالثقل و الخفّة، و الصنف الآخر لیس كذلك، كأصناف من الأصناف و كقوی للنفس. فما كان من هذه یمكن أن یكون صورا لأجسام سمّیت روحانیة، و ما لم یكن كذلك سمّیت قوی (ج، ر، 150، 7)- یقال قوی … الشی‌ء الذی له قوة ینفعل بها من شی‌ء آخر (ش، ت، 584، 15)- إذا كانت القوی أصنافا مختلفة: فبعضها حاصل بالطبع و داخل تحت جنس واحد و هو الطبع أعنی یجمعها أنها حاصلة بالطبع مثل الحواس، و بعضها حاصل بالتعوّد، و بعضها حاصل بالتعلیم مثل كثیر من المهن الفاعلة كصناعة الطب و غیرها من الصنائع العملیة التی تستعمل القیاس (ش، ت، 1150، 9)- لو لا القوی التی فی أجسام الحیوان و النبات و القوی الساریة فی هذا العالم من حركات الأجرام السماویة لما أمكن أن تبقی أصلا و لا طرفة عین، فسبحان اللطیف الخبیر (ش، م، 230، 6)- القوی من غایاتها و من أكثر ما یظن فیها أن یفعله و نجد عدمها من أقل ما یمكن فیه أن یفعله. مثال ذلك إنّا نقول أن فی زید قوة أن یحمل أربعة قناطیر و لیس فیه قوة أن یحمل خمسة قناطیر، فنجد قوته بغایة ما یمكن أن یحمله، لا لما دون ذلك و إن كان أقدر علیه.
و كذلك نجد عدم قدرته بأقل ما یعجز عنه و إن كانت فوق ذلك أعجز (ش، سم، 51، 2)- الأربع القوی التی هی: الحرارة و البرودة و الرطوبة و الیبوسة، فمع أنها قوی فاعلة منفعلة، لیست توجد منحلّة إلی شی‌ء و لا بعضها إلی بعض، لأنها لیس الحارّ من البارد، و لا البارد من الحارّ، و لا الرطب من الیابس، و لا الیابس من الرطب. و كذلك أیضا لیست الرطوبة من البرد بدلیل وجود الهواء حارا رطبا و لا الیبوسة أیضا من الحرارة بدلیل وجود الأرض باردة یابسة (ش، سك، 111، 2)- القوی منها قریبة و منها بعیدة (ش، ما، 103، 10)- القوی لأكثر الأشیاء أكثر من قوة واحدة فمن البیّن أن لها أكثر من موضوع واحد (ش، ما، 105، 3)

قوی أرضیة

- أما القوی الأرضیة فیتمّ حدوث ما یحدث فیها بسبب شیئین: أحدهما القوی الفعّالة فیها: إما الطبیعیة و إما الإرادیة. و الثانی القوی الانفعالیة: إما الطبیعیة و إما النفسانیة (س، شأ، 436، 5)

قوی الأشیاء

- فی قوی الأشیاء ما یخرج بغیر تدبیر مدبّر (جا، ر، 7، 2)

قوی باطنة

- أما القوی المدركة من باطن فبعضها قوی تدرك صور المحسوسات، و بعضها قوی تدرك معانی المحسوسات. و من المدركات ما یدرك و یفعل معا، و منها ما یدرك و لا یفعل، و منها ما یدرك إدراكا أولیا، و منها ما یدرك إدراكا ثانیا (س، ف، 60، 7)- القوی الباطنة إمّا أن تكون مدركة أو متصرّفة:
أمّا المدركة فأمّا أن تكون مدركة للصور و هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 665
الجنس المشترك و خزانته الخیال، أو مدركة للمعانی الجزئیة القائمة بالأشخاص الجسمانیة كعداوة هذا الحیوان و صداقة ذلك و هو المسمّی بالوهم و خزانته الحافظة، و أمّا المتصرّفة فهی القوة التی إن استعملتها النفس الإنسانیة سمّیت مفكّرة و هی التی تركّب الصور بعضها مع البعض و تركّب المعانی بعضها مع البعض و تركّب الصور مع المعانی. فهذا مجموع القوی الباطنة (ر، ل، 69، 14)

قوی بدنیة

- القوی البدنیة تمنع النفس عن التفرّد بذاتها و خاص إدراكاتها، فهی تدرك الأشیاء متخیّلة لا معقولة لانجذابها إلیها و استیلائها علیها و لأنها لم تأتلف بالعقلیات و لم تعرفها بل نشأت علی الحسّیات. فهی تطمئن إلیها و تثق بها فتتوهّم أنه لا وجود للعقلیات و إنما هی أوهام مرسلة (ف، ت، 4، 8)

قوی بغیر نطق‌

- أما القوی التی تكون بغیر نطق فإنه إذا قرب الفاعل من المفعول و لم یكن هنالك أمر عائق من خارج فإنه لا بد ضرورة أن یفعل الفاعل و أن ینفعل المنفعل. مثال ذلك إن النار إذا قربت من الشی‌ء المحترق و لم یكن هنالك عائق یعوقها عن الإحراق احترق المحترق ضرورة (ش، ت، 1152، 11)

قوی جسمانیة

- القوی الجسمانیة كل واحدة منها متناهیة. و لا یجوز أن تكون قوة متناهیة تحرّك جسما زمانا غیر متناه، و لا أن تحرّك جسما غیر متناه قوة متناهیة. و لا یجوز أن یكون جسم علّة لوجود جسم، و لا علّة نفس، و لا علّة عقل (ف، ع، 13، 11)- إنّ القوی الجسمانیة كلها إما أعراض و إما صور مادیة (س، شن، 202، 16)- إنّ القوی الجسمانیة تضعف، بعد الأربعین، و ذلك عند ضعف مزاج البدن (غ، م، 363، 19)

قوی الحس‌

- قوی الحسّ الظاهرة بآلاته من السمع و البصر و سائرها یرتقی إلی الباطن (خ، م، 77، 17)

قوی حساسة

- إنّ القوی الحسّاسة: لا تدرك آلتها بوجه، و لا تدرك إدراكاتها بوجه، لأنّها لا آلات لها إلّا آلاتها، و إدراكاتها. و لا فعل لها إلّا بآلاتها.
و لیست القوی العقلیة كذلك، فإنّها تعقل كل شی‌ء (س، أ 2، 251، 5)- إنّ القوی الحسّیة لا تكون إلّا فی آلات جسمانیة، و أنّها تفسد بإدراك مدركاتها، إذا قویت، إذ لذّة العین فی الضوء، و ألمها فی الظلمة، و الضوء القوی یفسدها (غ، م، 245، 20)

قوی حیوانیة

- إنّ القوی الحیوانیة تعین النفس الناطقة فی أشیاء منها: أن یورد الحسّ من جملتها علیها الجزئیات فتحصل لها من الجزئیات أمور أربعة: أحدها انتزاع الذهن الكلیات المفردة عن الجزئیات علی سبیل تجرید لمعانیها عن المادة و علائق المادة و لواحقها … و الثانی إیقاع النفس مناسبات بین هذه الكلیات المفردة علی مثل سلب أو إیجاب … و الثالث
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 666
تحصیل المقدمات التجربیة، و هو أن نجد بالحسّ محمولا لازم الحكم لموضوع ما كان حكمه إیجابا أو سلبا أو تالیا موجب الاتصال أو مسلوبه أو موجب العناد أو مسلوبه …
و الرابع الأخبار التی یقع بها التصدیق لشدّة التوتر (س، شن، 197، 4)- القوی الحیوانیة تنقسم عندهم (الفلاسفة) إلی قسمین: محرّكة و مدركة. و المدركة قسمان:
ظاهرة و باطنة (غ، ت، 179، 6)

قوی سماویة

- إنّ القوی السماویة المنطبعة بأجسامها، لا تفعل إلّا بواسطة جسمها. و محال أن تفعل بواسطة الجسم نفسا، لأنّ الجسم لا یكون متوسّطا بین نفس و نفس (س، شأ، 408، 6)- مثل الطلسمات، التی مبدأها تمزیج القوی السماویة بالأرضیة، و ذلك أنّ القوی السماویة فواعل للحوادث، و للحوادث شرائط بها تصیر قابلة لتأثیر تلك القوی فیها. فمن عرف تلك القوی و الشرائط، و قدر علی الجمع بینهما، تصدر منه آثار غریبة خارقة للعادة (ط، ت، 300، 19)

قوی صناعیة

- معنی النسب و الصور الموجودة فی المكوّنات للحیوانات هو أنها تخرج النسب و الصور التی فی الهیولی من القوة إلی الفعل، و كل مخرج شیئا من القوة إلی الفعل فیلزم أن یوجد فیه بوجه ما ذلك المعنی الذی أخرجه لا أنه هو هو من جمیع الوجوه. فالقوی التی فی البزور و هی التی تفعل أشیاء متنفّسة لیست أشیاء متنفّسة بالفعل و إنما هی متنفّسة بالقوة كما یقال فی البیت الذی فی نفس البنّاء أنه بیت بالقوة لا بالفعل. و لذلك یشبّه أرسطو هذه القوی بالقوی الصناعیة (ش، ت، 1501، 3)

قوی طبیعیة

- أما القوی الطبیعیة و الأخلاق الغریزیة التی تشبه القبائل و الشعوب فهی ثلاثة أجناس: فمنها قوی النفس النباتیة و نزعاتها و شهواتها و فضائلها و رذائلها و مسكنها الكبد و أفعالها تجری مجری الأوراد إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الحیوانیة و حركاتها و أخلاقها و حواسها و فضائلها و رذائلها و مسكنها القلب و أفعالها تجری مجری العروق الضوارب إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الناطقة و تمییزاتها و معارفها و فضائلها و رذائلها و مسكنها الدماغ و أفعالها تجری مجری الأعصاب إلی سائر أطراف الجسد (ص، ر 2، 325، 9)- القوی (التی) تسمّی طبیعیة و هی مبدأ بالذات لحركاتها بالذات و سكوناتها بالذات و لسائر كمالاتها التی لها بذاتها و لیس شی‌ء من الأجسام الطبیعیة بخال عن هذه القوة (س، ن، 100، 13)- إن من القوی الفعّالة فی الأجسام و بها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات … و هی القوی الخاصة بالأجسام الإنسانیة و تسمّی نفوسا ناطقة. و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و یشعر بأفعالها و حركاتها … و هی القوی الموجودة فی باقی الحیوانات و تسمّی نفوسا حیوانیة.
و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و تشعر بأفعالها و حركاتها …
و هی القوی الموجودة فی النبات و تسمّی نفوسا نباتیة. و منها ما یقدر علی تفنّن الأفعال
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 667
و الحركات بل تفعل علی نهج واحد و تشعر بأفعالها … و هی القوی الموجودة فی باقی الأجسام الطبیعیة و تسمّی طبائع و قوی طبیعیة (بغ، م 1، 298، 23)- أما القوی الطبیعیة فلیس تتقدّم أفعالها فی الكون، و ذلك أن الذی له القوة المبصرة لیس من ضرورة حصولها أن یتقدّم فیبصر (ش، ت، 1151، 6)- اللّه تبارك و تعالی أوجد موجودات بأسباب سخّرها لها من خارج، و هی الأجسام السماویة، و بأسباب أوجدها فی ذوات تلك الموجودات، و هی النفوس و القوی الطبیعیة حتی انحفظ بذلك وجود الموجودات، و تمت الحكمة (ش، م، 204، 19)

قوی عقلیة

- القوی العقلیّة إنّما غایاتها فیما تخدم فیه حصول هذا الجزء من العقل و هو العقل النظریّ، و أنّ هذا العقل هو جوهر الإنسان (ف، ط، 125، 19)- إنّ القوی الحسّاسة: لا تدرك آلتها بوجه. و لا تدرك إدراكاتها بوجه، لأنّها لا آلات لها إلّا آلاتها، و إدراكاتها. و لا فعل لها إلّا بآلاتها.
و لیست القوی العقلیة كذلك، فإنّها تعقل كل شی‌ء (س، أ 2، 252، 2)- القوی العقلیة … هی غیر مخالطة للهیولی، فوجب ضرورة أن یتولّد ما لیس بمخالط للهیولی بوجه ما عن غیر مخالط للهیولی بإطلاق كما وجب أن یتولّد كل مخالط للهیولی عن مخالط للهیولی (ش، ت، 886، 12)

قوی علی طریق الحقیقة

- أما القوی التی تقال علی طریق الحقیقة فیمكن أن تخرج إلی الفعل فی وقت ما حتی لا یبقی فیها قوة أصلا فیصدق فی ذلك الوقت أنها قد خرجت إلی الفعل، و ذلك بإطلاق لا إلی فعل ما غیر تام (ش، ت، 1163، 6)

قوی فاعلة

- القوی التی بها یتحرّك المتحرّك تسمّی القوی المنفعلة و المتغیّرة (ج، ن، 46، 3)- إن القوی المنفعلة و القوی الفاعلة و الأفعال الصادرة عنها یظهر من أمرها أنها إذا رفعت بقیت الهیولی (ش، ت، 774، 2)- لكون القوی الفاعلة بعضها فی الفاعل وجب أن لا یفعل الفاعل شیئا حتی یكون هو و المنفعل معا أی فی مكان واحد (ش، ت، 1113، 6)- إذ كان بیّنا من أمر القوی الفاعلة أن منها ما هی قوی فی أشیاء غیر متنفّسة، و منها ما هی قوی فی أشیاء متنفّسة، و كانت هی التی لها إدراك و نطق، فبیّن أن من القوی ما یكون مع حدّ و نطق و منها ما یكون دون حدّ و لا نطق (ش، ت، 1118، 4)

قوی فاعلة منفعلة

- القوی الفاعلة و المنفعلة فهی سبب للوجود، و بها یكون الشی‌ء موجودا (ج، ر، 100، 11)

قوی فعّالة فی الأجسام‌

- إنّ القوی الفعّالة فی الأجسام بذاتها تنتهی بها القسمة إلی أقسام أربعة، و ذلك لأنّها تنقسم بالقسمة الأولی إلی قوة تفعل فعلها فی الجسم بقصد و اختیار، و قوة تفعل فعلها بالذات، و علی سبیل التسخیر، لا بقصد و اختیار (س، ف، 48، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 668

قوی متحرِّكة

- القوی المتحرّكة فهی ضرورة فی جسم إذ كان كل متحرّك منقسما و علیها یقال قوی بالتقدیم (ج، ن، 48، 10)

قوی محرِّكة

- جمیع القوی فی الحیوان إما مدركة، و إما محرّكة، و المحرّكة هی القوة الشوقیة، و هی إما محرّكة إلی طلب مختار حیوانی، و هی القوة الشهوانیة، و إما محرّكة إلی دفع مكروه حیوانی، و هی القوة الغضبیة. و المدركة إما ظاهرة كالحواس الخمس، و إما باطنة كالمتصوّرة و المتخیّلة و المتوهّمة و المتذكّرة.
و القوة المحرّكة لا تحرّك إلّا عند إشارة جازمة من القوة الوهمیة باستخدام المتخیّلة (س، ف، 159، 20)- أمّا القوی المحرّكة فتنقسم إلی: محرّكة علی معنی أنّها باعثة علی الحركة. و إلی محرّكة علی معنی أنّها مباشرة للحركة فاعلة (غ، ت، 180، 24)- أمّا القوی المحرّكة فإنّما یقال قوی بالتأخیر و علی طریق النسبة. و القوی المحرّكة فقد تكون فی أجسام إمّا صورا أو أعراضا (ج، ن، 48، 11)

قوی محرِّكة أزلیة

- القوی المحرّكة الأزلیة كانت واحدة أو أكثر من واحدة … لیست هیولانیة أصلا و لا لها تعلّق بالهیولی لا قریب و لا بعید و إلّا كفّ التحریك و لحق التناهی ضرورة، بل هی السبب فی أن یوجد فی الجسم المتحرّك عنها فعل غیر متناه مع أنه جسم، لكن قد كان لعمری فیه تهیّؤ و استعداد لقبول هذه القوة (ش، سط، 135، 18)

قوی محرِّكة فی الأجسام‌

- القوی المحرّكة التی فی الأجسام ضربان: إما قوی فی أجسام كائنة فاسدة و هذه لیس یمكن أن تحرّك دائما ذواتها من قبل تغیّرها فی أنفسها و تغیّر موضوعها، و لذلك یلحق أمثال هذه و لا بد الكلال، و إما قوی محرّكة فی أجسام أزلیة و هذه یمكن فیها أن تحرّك دائما و الّا تحرّك دائما (ش، ت، 1637، 11)

قوی مدرِكة

- أما القوی المدركة فی الباطن فمنها القوة التی تنبعث منها قوی الحواسّ الظاهرة و تجتمع بتأدیتها إلیها و تسمّی الحسّ المشترك …
هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواسّ إلیه من صور المحسوسات، حتی إذا غابت عن الحسّ بقیت فیه بعد غیبها.
و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوهما مقدّم الدماغ. و هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ، مثل القوة فی الشاة التی تدرك من الذئب ما لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ- فإنّ الحسّ لا یؤدّی إلّا الشكل و اللون، فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخری و تسمّی وهما. و كما أنّ للحسّ خزانة هی المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 6)- جمیع القوی فی الحیوان إما مدركة، و إما محرّكة، و المحرّكة هی القوة الشوقیة، و هی إما محرّكة إلی طلب مختار حیوانی، و هی القوة الشهوانیة، و إما محرّكة إلی دفع مكروه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 669
حیوانی، و هی القوة الغضبیة. و المدركة إما ظاهرة كالحواس الخمس، و إما باطنة كالمتصوّرة و المتخیّلة و المتوهّمة و المتذكّرة.
و القوة المحرّكة لا تحرّك إلّا عند إشارة جازمة من القوة الوهمیة باستخدام المتخیّلة (س، ف، 159، 21)- القوی الحیوانیة تنقسم عندهم (الفلاسفة) إلی قسمین: محرّكة و مدركة. و المدركة قسمان:
ظاهرة و باطنة (غ، ت، 179، 7)- أما مبدأ الأول، و هی القوی المدركة أو المعیّنة علی الإدراك، فقالوا (الفلاسفة) إنّها عشرة:
خمس منها فی ظاهر البدن، و هی الحواس الظاهرة، و لظهورها و اشتهارها لا حاجة إلی تفصیلها، و خمس منها فی الدماغ، و هی الحواس الباطنة (ط، ت، 320، 4)

قوی مع نطق‌

- أما القوی التی هی مع نطق فلیس یلزم إذا دنت من مفعولاتها أن تفعل و لا بد لأن كل واحدة من تلك إنما تفعل أحد الضدین، و أما التی مع نطق فإن لها أن تفعل الضدین من قبل أن العلم هو علم بالضدین (ش، ت، 1152، 16)

قوی منفعلة

- إنّ القوی المنفعلة، إمّا أن تكون هیولانیة أو حیوانیة، و الإنسان أجلّ من أن ینسب إلیها، فأمّا قوّة التعلّم فهی قوّة منفعلة علی وجه آخر (ج، ر، 100، 12)- إن القوی المنفعلة و القوی الفاعلة و الأفعال الصادرة عنها یظهر من أمرها أنها إذا رفعت بقیت الهیولی (ش، ت، 774، 2)

قوی نجومیة

- القوی النجومیة لیست هی الفاعل بجملتها بل هناك قوی أخری فاعلة معها فی الجزء المادی مثل قوة التولید للأب و النوع التی فی النطفة، و قوی الخاصة التی تمیّز بها صنف صنف من النوع و غیر ذلك (خ، م، 434، 6)- القوی النجومیة إذا حصل كمالها و حصل العلم فیها إنّما هی فاعل واحد من جملة الأسباب الفاعلة للكائن (خ، م، 434، 8)

قوی نطقیة

- جمیع القوی التی تكون مع نطق فهی تفعل الضدین … و هذه القوی التی لها نطق فلیس تفعل أحد الضدین فقط كالحال فی القوی التی لا نطق لها، فإن الحار إنما یفعل تسخینا فقط و لیس یفعل الضد الآخر الذی هو التبرید، و أما القوی النطقیة فإنها تفعل الضدین معا مثل صناعة الطب فإن فی قوتها أن تفعل الصحة و المرض … و العلّة فی ذلك أن هذه القوی تفعل عن علم و العلم هو للضدین عن تصوّر واحد، و الحدّ لأحد الضدین إنما یفهم بالإضافة إلی الضد الآخر لكن لیس لهما ذلك علی وتیرة واحدة (ش، ت، 1119، 1)

قوی النفس‌

- إنّ من قوی النفس القوتین العظیمتین المتباعدتین: الحسّیة و العقلیة، و إنّ قواها المتوسّطة بین الحسّ و العقل موجودة جمیعا فی الإنسان، الذی هو الجرم الحی النامی (ك، ر، 294، 5)- إن بعض قوی النفس وجودها إنما هو مع المادة بمنزلة القوة الغاذیة و القوة الحسّاسة و القوة المتخیّلة و القوة الشهوانیة (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 670
1487، 10)

قوی النفس الكلیة الفلكیة

- إذا فاضت قوی النفس الكلیة الفلكیة فی الجسم الكلّی الذی هو جملة العالم الجسمانی ابتدأت من أعلی فلك المحیط متوجّهة نحو مركز العالم و سرت فی الأفلاك و الكواكب و الأركان الأربعة و الأوقات الزمانیة أولا فأولا. حتی إذا بلغت إلی منتهی مركز العالم اجتمعت كلها هناك و یكون ذلك سببا لكون الأجسام الجزئیة الكائنة الفاسدة التی دون فلك القمر و هی الحیوانات و النبات و المعادن (ص، ر 3، 54، 16)

قوی نفسانیة

- إنّ القوی النفسانیة ثلاثة: نطقیة و غضبیة و شهویة، و أنّ الشهویة و الغضبیة حاجة الحیّ إلیها لبقاء صورته و لإخلاف ما سال من جرمه، فهما عارضتان للحیّ الكائن الفاسد عرضا، لإصلاح الخلل فیه، و النطقیة لتمام فضیلته (ك، ر، 255، 16)- القوی النفسانیة تنقسم بالقسمة الأولی أقساما ثلاثة: أحدها النفس النباتیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یتولّد و ینمی و یغتذی، و الغذاء جسم من شأنه أن یتشبّه بطبیعة الجسم الذی قیل إنّه غذاؤه فیزید فیه مقدار ما یتحلّل أو أكثر أو أقل. و الثانی النفس الحیوانیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یدرك الجزئیات و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة، و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما ینسب إلیه أنه یفعل الأفاعیل الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی، و من جهة ما یدرك الأمور الكلّیة (س، شن، 32، 4)- القوی النفسانیة تنقسم بالقسمة الأولی أقساما جنسیة ثلاثة: أحدها النفس النباتیة و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلیّ من جهة ما یتولّد و ینمو و یغتذی … و الثانی النفس الحیوانیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلیّ من جهة ما هو یدرك الجزئیات، و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة، و هی كمال أول لجسم طبیعی آلیّ من جهة ما یفعل الأفاعیل الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی، و من جهة ما یدرك الأمور الكلّیة (س، ف، 57، 3)- القوی النفسانیة مرتّبة بحسب اعتبار العموم و الخصوص علی ثلاث مراتب: أولاها تعرف بالقوة النباتیة لأجل اشتراك الحیوان و النبات فیها، و ثانیتها تعرف بالقوة الحیوانیة، و ثالثتها تعرف بالقوة النطقیة (س، ف، 152، 12)- إنّ القوی النفسانیة متنازعة (ر، ل، 124، 11)

قوی و لا قوی‌

- یتعدد قولنا قوی بتعدد قولنا لا قوی لأن كل ما ینطلق علیه قوی معنی مقابل له ینطلق علیه لا قوی. مثال ذلك إن كل ما له قوة من قوی التحریك المختلفة المعانی فلكل واحد منها مقابل یخصّه و ینطلق علیه لا قوة و یكون اختلافها أیضا علی عدد تلك (ش، ت، 588، 13)

قیاس‌

- القیاس مركّب من شیئین: أحدهما- المقدمات التی بها یكون القیاس. و الثانی- الشكل الذی به یتشكّل القیاس. و علم ذلك یؤخذ من (كتاب أنولوطیقا) و أما المقدّمات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 671
فمن الحدود و الأشكال، و هی آخر أجزاء الكلام (ف، م، 16، 10)- القیاس الذی یتركّب فی الوهم فیوجب ما ذكر أنه قیاس مركّب من قیاسین. و مثال ذلك أن الإنسان مشّاء و الإنسان حیوان و المشّاء حیوان و الفرس شبیه بالإنسان فی أنه مشّاء فهو أیضا حیوان، و هذا لا یصحّ فی جمیع المواضع إذ الققنس أبیض و هو حیوان و الإسفیداج أبیض لكنه لیس بحیوان (ف، فض، 2، 18)- أی قیاس ینتج الشی‌ء و ضده فلیس یفید علما لأنه إنما یحتاج إلی القیاس لیفید علما بوجود الشی‌ء فقط أو لا وجوده من غیر أن یمیل الذهن إلی طرفی النقیض جمیعا بعد وجود القیاس، إذ الإنسان من أول الأمر واقف بذهنه بین وجود الشی‌ء و لا وجوده غیر محصّل أحدهما. فأیّ فكر أو قول لا یحصّل أحد طرفی النقیض و لا ینفی الآخر فهو هدر و باطل (ف، فض، 4، 16)- لما رأی الحكماء المنطقیون اختلاف العلماء فی الأقاویل و الحكم علی المعلومات بالحزر و التخمین بالأوهام الكاذبة و منازعتهم فیها و تكذیب بعضهم بعضا، و ادّعاء كل واحد أنّ حكمه الحق و خصمه المبطل، و لم یجدوا لهم قاضیا من البشر یرضون بحكمه لأنّ ذلك القاضی أیضا یكون أحد الخصوم، فرأوا من الرأی الصواب و الحكمة البالغة أن یستخرجوا بقرائح عقولهم میزانا مستویا و قیاسا صحیحا لیكون قاضیا بینهم فیما یختلفون فیه لا یدخله الخلل و إذا تحاكموا إلیه قضی بالحق و حكم بالعدل لایجابی أحدا و هو القیاس الذی یسمّی البرهان المنطقی المماثل للبرهان الهندسی الذی یشبه البرهان العددی (ص، ر 1، 340، 9)- كان أكثر معلومات الإنسان مكتسبا بطریق القیاس، و كان القیاس حكمه تارة یكون صوابا و تارة یكون خطأ (ص، ر 1، 346، 10)- القیاس هو تألیف المقدّمات، و استعماله هو استخراج نتائجها (ص، ر 1، 346، 13)- إنّ الخطأ یدخل فی القیاس من وجوه ثلاثة:
أحدها أن یكون المقیاس معوجّا ناقصا أو زائدا، و الثانی أن یكون المستعمل للقیاس جاهلا بكیفیة استعماله، و الثالث أن یكون القیاس صحیحا و المستعمل عارفا و لكن یقصد فیغالط دغلا و غشا لمأرب له (ص، ر 1، 347، 2)- إنّ الإنسان مطبوع علی استعمال القیاس منذ الصبی كما هو مجبول علی استعمال الحواس، و ذلك أنّ الطفل إذا ترعرع و استوی و أخذ یتأمّل المحسوسات و نظر إلی والدیه و عرفهما حسّا و میّز بینهما و بین نفسه أخذ عند ذلك باستعمال الظنون و التوهّم و التخمین. فإذا رأی صبیّا مثله و تأمّله علم عند ذلك أنّ له والدین و إن لم یرهما حسّا قیاسا علی نفسه، و هذا قیاس صحیح لا خطأ فیه لأنّه استدلال بمشاهدة المعلول علی إثبات العلّة (ص، ر 1، 347، 7)- القیاس درك الأمور الغائبة بالزمان و المكان (ص، ر 3، 240، 18)- إنّ القیاس هو الحكم علی الأمور الكلّیات الغائبات بصفات قد أدركت جمیعها فی بعض جزئیاتها (ص، ر 3، 411، 20)- إنّ القیاس الذی یطرد الحكم فیه بالجزء علی الكل إنّما هو فی الصفات الذاتیة للشی‌ء لا فی الصفات العرضیة، و الصفات الذاتیة هی التی إذا بطلت بطل الموصوف، و إذا ثبتت ثبت الموصوف: و هی الصورة المقوّمة، و الصفة العرضیة هی التی إذا بطلت لم یبطل الموصوف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 672
(ص، ر 3، 412، 12)- القیاس الذی یلزم مقتضاه علی وجهین: قیاس فی نفسه، و هو الذی تكون مقدّماته صادقة فی أنفسها، و أعرف عند العقلاء من النتیجة، و یكون تألیفه تألیفا منتجا، و قیاس كذلك بالقیاس، و هو أن تكون حال المقدّمات كذلك عند المحاور حتی یسلّم الشی‌ء و إن لم یكن صدقا، و إن كان صدقا لم یكن أعرف من النتیجة التی یسلّمها، فیؤلّف علیه بتألیف صحیح مطلق أو عنده (س، شأ، 49، 8)- الحسّ یوقع الیقین فی الصور الخاصة و قد یوقعه القیاس. مثال ذلك هذا حائط مبنی فله بان. غیر أنّ القیاس إنّما یوقع صورة الشی‌ء الروحانیة الفكریة. فلذلك تقع فی الحسّ المشترك علی خلاف ما كانت علیه أو هی علیه من التشكیلات التی یدركها الحسّ منها (ج، ر، 55، 1)- الاعتبار لیس شیئا أكثر من استنباط المجهول من المعلوم، و استخراجه منه، و هذا هو القیاس أو بالقیاس (ش، ف، 28، 15)- أتمّ أنواع النظر بأتمّ أنواع القیاس- و هو المسمّی" برهانا" (ش، ف، 29، 1)- إمّا أن یستدلّ بالعام علی الخاص و هو القیاس فی عرف المنطقیین أو بالعكس و هو الاستقراء (ر، مح، 45، 21)

قیاس الأقل علی الأكثر

- أما قیاس إمكان وجود الأقل علی وجود الأكثر فمثل قوله تعالی فی الآیة: أَ وَ لَیْسَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ بِقادِرٍ عَلی أَنْ یَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلی وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ [سورة یس: 81] فهذه الآیات تضمّنت دلیلین علی البعث و إبطال حجة الجاحد للبعث (ش، م، 242، 21)

قیاس برهانی‌

- لا یستعمل فی القیاس البرهانی إلّا الصفات الذاتیة الجوهریة و هی الصورة المقوّمة للشی‌ء، و بها یكون ذلك الحكم المطلوب الذی یخرج فی النتیجة الصادقة (ص، ر 1، 355، 15)- إنّ الحكماء و المتفلسفین ما وضعوا القیاس البرهانی إلّا لیعلموا به الأشیاء التی لا تعلم إلّا بالقیاس، و هی الأشیاء التی لا یمكن أن تعلم بالحسّ و لا بأوائل العقول بل بطریق الاستدلال و هو المسمّی البرهان (ص، ر 1، 356، 3)

قیاس شرطی‌

- القیاس الشرطی لا یصحّ إلّا حتی یتبیّن المستثنی منه، و اللزوم بقیاس حملی إما واحدا و إما أكثر من واحد (ش، ته، 245، 21)

قیاس المنجّمین‌

- إنّ قیاسات الفقهاء لا تشبه قیاسات الأطباء و لا قیاس المنجّمین یشبه قیاس النحویین و لا المتكلّمین، و لا قیاسات المتفلسفین تشبه قیاسات الجدلیین. و هكذا قیاسات المنطقیین فی الریاضیات لا تشبه قیاسات الجدلیین و لا تشبه قیاساتهم فی الطبیعیات و لا فی القیاسات و الإلهیات (ص، ر 3، 411، 15)

قیاس وجود المساوی علی مساویه‌

- قیاس إمكان وجود المساوی علی وجود مساویه، أعنی علی خروجه للوجود، مثل قوله: وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ الآیة [سورة یس: 78]. فإن الحجة فی هذه الآیات هی من جهة قیاس العودة علی البداءة و هما متساویان.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 673
و فی هذه الآیة، مع هذا القیاس المثبت لإمكان العودة، كسر لشبهة المعاند لهذا الرأی بالفرق بین البدایة و العودة، و هو قوله تعالی: الَّذِی جَعَلَ لَكُمْ مِنَ الشَّجَرِ الْأَخْضَرِ ناراً [سورة یس: 80]. و الشبهة أن البداءة كانت من حرارة رطوبة و العودة من برد و یبس، فعوندت هذه الشبهة بأنّا نحسّ أن اللّه تعالی یخرج الضد من الضد، و یخلقه منه، كما یخلق الشبیه من الشبیه (ش، م، 242، 12)

قیاسات عقلیة

- إنّ العقلاء إنّما وضعوا القیاسات العقلیة لیستخرجوا بها المجهولات بالمعلومات فیما اختلفوا فیه بتحرّز العقول- كما وضعوا الموازین و المكاییل و الأزرع لیستخرجوا بها مقادیر الأشیاء المجهولة بالأشیاء المعلومة لما اختلفوا فیه بالحذر و التخمین فیما یتعاملون، كما أنّ هذه الموازین مختلفة بحسب بلدانهم و سنن شرائعهم، كذلك قیاسهم العقلی یختلف بحسب مراتبهم فی درجات العقول المكتسبة (ص، ر 4، 6، 15)

قیاسات الفقهاء

- إنّ قیاسات الفقهاء لا تشبه قیاسات الأطباء و لا قیاس المنجّمین یشبه قیاس النحویین و لا المتكلّمین، و لا قیاسات المتفلسفین تشبه قیاسات الجدلیین. و هكذا قیاسات المنطقیین فی الریاضیات لا تشبه قیاسات الجدلیین و لا تشبه قیاساتهم فی الطبیعیات و لا فی القیاسات و الإلهیات (ص، ر 3، 411، 15)

قیاسات المتفلسفین‌

- إنّ قیاسات الفقهاء لا تشبه قیاسات الأطباء و لا قیاس المنجّمین یشبه قیاس النحویین و لا المتكلّمین، و لا قیاسات المتفلسفین تشبه قیاسات الجدلیین. و هكذا قیاسات المنطقیین فی الریاضیات لا تشبه قیاسات الجدلیین و لا تشبه قیاساتهم فی الطبیعیات و لا فی القیاسات و الإلهیات (ص، ر 3، 411، 16)

قیاسات المنطقیین‌

- إنّ قیاسات الفقهاء لا تشبه قیاسات الأطباء و لا قیاس المنجّمین یشبه قیاس النحویین و لا المتكلّمین، و لا قیاسات المتفلسفین تشبه قیاسات الجدلیین. و هكذا قیاسات المنطقیین فی الریاضیات لا تشبه قیاسات الجدلیین و لا تشبه قیاساتهم فی الطبیعیات و لا فی القیاسات و الإلهیات (ص، ر 3، 411، 17)

قیاسی‌

- القیاسیّ ما یمكن أن یذكر فیه ضابطة عند وجود تلك الضابطة یوجد هو (جر، ت، 191، 13)

قیام الأرواح‌

- أما بعث النفوس و قیام الأرواح فهو الانتباه من نوم الغفلة و الیقظة من رقدة الجهالة و الحیاة بروح المعارف، و الخروج من ظلمات عالم الأجسام الطبیعیة، و النجاة من بحر الهیولی و أسر الطبیعة، و الترقّی إلی درجات عالم الأرواح، و الرجوع إلی عالمها الروحانی و محلها النورانی و دارها الحیوانی (ص، ر 3، 289، 8)

قیامة

- إنّ معنی القیامة مشتقّ من قام یقوم قیاما، و الهاء فیه للمبالغة و هی من قیامة النفس من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 674
وقوعها فی بلائها. و البعث هو انبعاثها و انتباهها من نوم غفلتها و رقدة جهالتها و هی بالفارسیة رست‌خیزای قیاما مستویا (ص، ر 3، 280، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 675

ك‌

كائن‌

- إنّ كل كائن ففی عنصر ما، فعلّة كون كل كائن و فساد كل فاسد علّة عنصریة، هی عنصره الذی كان منه أو فسد منه، لأنّه لو لم یكن له عنصر لم یكن و لم یفسد، لأنّه لا بدّ للكائن الفاسد من موضوع یتعقّبه الكون و الفساد (ك، ر، 218، 6)- أمّا تركیب كم مع جوهر فكائن و أین، فإنّ فیها قوة جوهر مع مكان، و المكان كمّیة، و كذلك كائن و متی، فإنّ فیها قوة زمان مع جوهر، و الزمان كمّیة (ك، ر، 371، 6)- إنّ كل كائن من خیر و شر یستند إلی الأسباب المنبعثة عن الإرادة الأزلیة (ف، ف، 17، 18)- إنّ كل كائن فی هذا العالم له أربع أحوال متباینة: أحدها ابتداء كون الوجود، و منها زیادته و نموّه و ارتقاؤه إلی نهایة ما، و منها توقّفه و انحطاطه و نقصه، و منها زمان بواره و عدمه (ص، ر 3، 251، 21)- إنّ لكل كائن مادة و صورة، و علّة فاعلة، و غایة تخصّه یؤخذ ذلك بالاستقراء، و علی سبیل الوضع (س، شط، 199، 7)- إن العنصر هو متغیّر إلی الصورة أو الصور المتكوّنة. فإن كانت الصور الحادثة فیها لا نهایة لها وجد شی‌ء كائن بعد أن لم یكن و هو غیر متناه و ذلك مستحیل، لأن الكائن هو الذی فرغ كونه و ما لا نهایة له لا یفرغ كونه بل هو فی كون دائم (ش، ت، 40، 15)- وجب أن یفسد الكائن باضطرار لأنه من قبل أن یفسد قد كان وجب أن تركّب و صار شیئا واحدا من أضداد. و إنما صار واحدا لأن الأضداد وجدت فیه لشی‌ء واحد و هی الصورة فهو و لا بدّ یفسد (ش، ت، 734، 14)- إن كل كائن كان فی الجوهر أو فی غیر ذلك من أجناس المقولات فإنما یتكوّن مما هو بالقوة فی ذلك الجنس أو النوع من المقولة (ش، ت، 1440، 13)- العدم یضاد الوجود و كل واحد منهما یخلف صاحبه، فإذا ارتفع عدم شی‌ء ما خلفه وجوده و إذا ارتفع وجوده خلفه عدمه. و لما كان نفس العدم لیس یمكن فیه أن ینقلب وجودا و لا نفس الوجود أن ینقلب عدما وجب أن یكون القابل لهما شیئا ثالثا غیرهما، و هو الذی یتصف بالإمكان و التكوّن و الانتقال من صفة العدم إلی صفة الوجود، فإن العدم لا یتصف بالتكوّن و التغیّر و لا الشی‌ء الكائن بالفعل أیضا یتصف بذلك، لأن الكائن إذا صار بالفعل ارتفع عنه وصف التكوّن و التغیّر و الإمكان، فلا بد إذا ضرورة من شی‌ء یتصف بالتكوّن و التغیّر و الانتقال من العدم إلی الوجود كالحال فی انتقال الأضداد بعضها إلی بعض، أعنی أنه یجب أن یكون لها موضوع تتعاقب علیه، إلا أنه فی التغیّر الذی فی سائر الأعراض بالفعل (ش، ته، 77، 29)- الكائن یقال علی وجوه: أحدها علی الذی وجد بعد أن لم یوجد، و هذا علی ضربین: إما أن یكون حدوثه بغیر أسباب الكون كحدوث الحس، و إما أن یكون حدوثه كونا و بأسبابه كالبیت یحدث عن الصناعة، و هذا المعنی أوّلی ما قیل علیه كائن. و قد یقال الكائن أیضا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 676
علی ما شأنه أن یكون: إما ضروریا مثل طلوع الشمس غدا، و إما علی الأكثر و هذا أیضا فی معنی ما قبله (ش، سم، 50، 7)- كل كائن موجود فی بعض الأوقات معدوم فی بعضها (ش، سم، 54، 14)- كل كائن فهو كائن من فاسد (ش، سك، 98، 7)- كل كائن له هیولی (ش، ن، 98، 16)- التكوّن لما كان إما من عدم الصورة و إما من صورة مضادة، و كانت الصورة المضادة یلحقها ضرورة أن یكون فیها عدم الضد المتكوّن و إن كانت ضدا ما، فإن من ضرورة الكائن أن یتقدّمه العدم، وجب ضرورة أن یكون العدم لاحقا للمتضادات و متقدّما علیها بالطبع (ش، ما، 126، 4)

كائن بالفعل‌

- الإیجاد و هو إخراج ما بالقوة إلی الفعل، فإن الكائن بالفعل هو فاسد بالقوة و كل قوة فإنما تصیر إلی الفعل من قبل مخرج لها هو بالفعل.
فلو لم تكن القوة موجودة لما كان هاهنا فاعل أصلا، و لو لم یكن الفاعل موجودا لما كان هاهنا شی‌ء هو بالفعل أصلا (ش، ت، 1504، 15)

كائن فاسد

- كل كائن فاسد- ففیه المیل المستقیم (ف، ع، 11، 6)- إن مبادئ الجوهر المحسوس الكائن الفاسد (ش، ت، 1407، 4)- إن كل كائن فاسد و كل كائن و فاسد یدور بالنوع مرارا لا نهایة لها (ش، ت، 1690، 8)

كائن مشار إلیه‌

- أما الكائن الواحد بالعدد مثل هذا الإنسان المتكوّن المشار إلیه و لیس موجودا قبل أن یتكوّن بل هو متأخّر، فهو متأخّر بالزمان عن عنصره (ش، ت، 1180، 16)

كائن و فاسد

- إن ما یكون و یفسد له أسباب و تلك الأسباب آئلة و منتهیة و راجعة إلی سبب أول إذ كان لیس یمكن أن تمرّ أسباب الكائن و الفاسد إلی غیر نهایة. إلّا أن الفرق بینهما أن الفساد هو شی‌ء یكون باضطرار، و الكون لیس هو شی‌ء یكون باضطرار، و لو كان ذلك لكانت جمیع الأمور موجودة باضطرار. و لو كان ذلك كذلك لكان الكون شیئا موجودا فی جوهر الأشیاء التی فیها الكون مثل ما هو الفساد موجودا فی جوهرها (ش، ت، 735، 9)

كائنات فاسدات‌

- إنّ جوهر النفس لیس فیه قوة أن یفسد، و أما الكائنات التی تفسد فإنّ الفاسد منها هو المركّب المجتمع (س، شن، 206، 12)- إن الأشیاء الأزلیة أشدّ تقدّما من الأشیاء الكائنة الفاسدة، و الأزلیة لیس فیها قوة و الكائنة الفاسدة فهی التی توجد فیها القوة (ش، ت، 1198، 14)- إن كان العنصر فی الكائنات الفاسدات و هو بالقوة فهذه القوة التی فیها هی علّة الكلال و الفساد (ش، ت، 1206، 2)

كاذب‌

- حدّ الصادق هو الذی لیس بكاذب، و حدّ الكاذب هو الذی لیس بصادق. و إذا كان الحدّ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 677
لكل واحد منهما ضروریا فبیّن أنه لا یمكن أن یجتمع الصدق و الكذب (ش، ت، 454، 15)- الصادق من إیجاب أو سلب هو الذی یكون من خارج النفس علی ما هو علیه فی النفس و الكاذب ضد ذلك (ش، ت، 455، 5)- الكاذب یقال علی كل ما یطابق حدّ الممكن و هو أن یعتقد فی الشی‌ء علی خلاف ما هو علیه. و هذا ضربان: إما ممكن أن یعود صادقا مثل قولنا فی زید إنه قائم فی وقت قعوده فإن هذا كذب و لكنه ممكن أن یعود صدقا، و إما مستحیل مثل قولنا إن خط القطر مشارك للضلع (ش، ت، 686، 7)

كاذب بالقوة و بالفعل‌

- كاذب بالقوة هو العاقل الذی عنده معرفة، و أما الكاذب بالفعل فلیس عنده معرفة (ش، ت، 691، 2)

كاذب ممتنع و ممكن‌

- طبیعة الكاذب الممتنع غیر طبیعة الكاذب الممكن، و ما یلزم عن هذا غیر ما یلزم عن الآخر ضرورة (ش، سم، 52، 2)- الكاذب الممكن لا یلزم عنه الكاذب الممتنع، بل متی لزم وجود الكاذب الممتنع عن شی‌ء فهو كاذب ممتنع (ش، سم، 52، 6)

كامل بذاته و بغیره‌

- الكمال علی ضربین: كامل بذاته، و كامل بصفات أفادته الكمال، و تلك الصفات یلزم ضرورة أن تكون كاملة بذاتها لأنها إن كانت كاملة بصفات كمالیة یسأل أیضا فی تلك الصفات هل هی كاملة بذاتها أو بصفات فینتهی الأمر إلی كامل بذاته. و الكامل بغیره یحتاج ضرورة علی الأصول المتقدّمة إذا سلّمت إلی مفید له صفات الكمال و إلا كان ناقصا، و أما الكمال بذاته فهو كالموجود بذاته، فما أحق أن یكون الموجود بذاته كاملا بذاته (ش، ته، 189، 16)

كان‌

- إنّ لفظة" كان" تدلّ علی أمر مضی و لیس الآن و خصوصا، و یعقبه قولك ثم، فقد كان كون قد مضی قبل أن خلق الخلق، و ذلك الكون هو متناه، فقد كان إذن زمان قبل الحركة و الزمان، لأنّ الماضی إما بذاته و هو الزمان، و إما بالزمان و هو الحركة و ما فیها و ما معها (س، شأ، 379، 9)- وجود الذات شی‌ء، و عدم الذات شی‌ء، و مفهوم" كان" شی‌ء موجود غیر المعنیین، و قد وضع هذا المعنی للخالق ممتدّا لا عن بدایة، و جوّز فیه أن یخلق قبل أی خلق توهّم فیه خلقا (س، شأ، 380، 4)- وجود الذات شی‌ء و عدم الذات شی‌ء، و مفهوم" كان" شی‌ء موجود غیر المعنیین (س، ن، 257، 5)

كتاب‌

- لا تظن أن القلم آلة جمادیة، و اللوح بسیط، و الكتاب نقش مرقوم، بل القلم ملك روحانی و الكتابة تصویر الحقائق. فالقلم یتلقّی ما فی الأمر من المعانی و یستودعه اللوح بالكتابة الروحانیة فینبعث القضاء من القلم و التقدیر من اللوح، أما القضاء فیشتمل علی مضمون أمر الواحد و التقدیر یشتمل علی مضمون التزیّل بقدر معلوم و فیها تشبّح إلی الملائكة التی فی السماوات ثم یفیض إلی الملائكة التی فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 678
الأرضین ثم یحصل المقدّر فی الوجود (ف، ف، 16، 15)

كتاب الآثار العلویة

- الأشیاء التی تخصّ البسیطة من الطبائع تتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (الآثار العلویّة) (ف، م، 7، 13)

كتاب أرمینیاس‌

- أمّا التی یتعلّم منها أجزاء النتیجة التی یصح بها البرهان ففی كتابه (أرسطو) المسمّی ب (أرمینیاس) (ف، م، 9، 1)

كتاب أفوذوطیقا

- شكل البرهان یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی القیاس و هو المسمّی (أنولوطیقا). و عنصره فی كتابه المسمّی بالبرهان المعروف ب (أفوذوطیقا) (ف، م، 9، 7)

كتاب أنولوطیقا

- شكل البرهان یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی القیاس و هو المسمّی (أنولوطیقا). و عنصره فی كتابه المسمّی بالبرهان المعروف ب (أفوذوطیقا) (ف، م، 9، 6)- القیاس مركّب من شیئین: أحدهما- المقدمات التی بها یكون القیاس. و الثانی- الشكل الذی به یتشكّل القیاس. و علم ذلك یؤخذ من (كتاب أنولوطیقا) و أما المقدّمات فمن الحدود و الأشكال، و هی آخر أجزاء الكلام (ف، م، 16، 13)

كتاب البرهان‌

- أجناس الأشیاء البسیطة التی یقع الكلام علیها عشرة. یدلّ كل واحد منها علی كل واحد من تلك الأجناس. و هی تؤخذ من كتابه (أرسطو) فی (المقولات) و أشكال المقدّمات تؤخذ من (كتاب بریرمنیاس). و مقدّمات القیاس تؤخذ من كتابه فی (البرهان) (ف، م، 17، 1)

كتاب بریرمنیاس‌

- أجناس الأشیاء البسیطة التی یقع الكلام علیها عشرة. یدلّ كل واحد منها علی كل واحد من تلك الأجناس. و هی تؤخذ من كتابه (أرسطو) فی (المقولات) و أشكال المقدّمات تؤخذ من (كتاب بریرمنیاس). و مقدّمات القیاس تؤخذ من كتابه فی (البرهان) (ف، م، 16، 17)

كتاب الحس و المحسوس‌

- أمّا الأشیاء التی تخصّ المركّبة منها (الطبائع) فبعضها كلّی و بعضها جزئی، فالجزئی منها یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (الحیوان) و من كتابه فی (النبات). و أما الكلّی فیتعلّم من كتابه (فی (النفس) و كتابه فی (الحس و المحسوس) (ف، م، 8، 3)

كتاب الحیل‌

- أمّا الكتب التی یتعلّم منها العلوم التعلیمیة- فهی كتابه (أرسطو) فی (المناظر) و كتابه فی (الخطوط) و كتابه فی (الحیل) (ف، م، 8، 5)

كتاب الحیوان‌

- أمّا الأشیاء التی تخصّ المركّبة منها (الطبائع) فبعضها كلّی و بعضها جزئی، فالجزئی منها یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (الحیوان) و من كتابه فی (النبات). و أما الكلّی فیتعلّم من كتابه (فی (النفس) و كتابه فی (الحس و المحسوس)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 679
(ف، م، 8، 2)

كتاب الخطوط

- أمّا الكتب التی یتعلّم منها العلوم التعلیمیة- فهی كتابه (أرسطو) فی (المناظر) و كتابه فی (الخطوط) و كتابه فی (الحیل) (ف، م، 8، 5)

كتاب السماء

- أمر الاستحالة یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (الكون و الفساد)، و أمّا أمر الحركة فیتعلّم من المقالتین الآخرتین من كتابه فی (السماء) (ف، م، 7، 11)

كتاب سمع الكیان‌

- الكتاب الذی یتعلّم منه الأمور العامة لجمیع الطبائع هو كتابه (أرسطو) المسمّی (سمع الكیان) فإنه یتعلّم فی هذا المكان معرفة المبادی التی لجمیع الأشیاء، و معرفة الأشیاء التی هی بمنزلة المبادی، و معرفة الأشیاء اللاحقة بهذه الأشیاء، و الأشیاء التی هی بمنزلة اللاحقة (ف، م، 6، 11)

كتاب صناعة الخطباء

- أمّا البرهان المشوب فبعضه ما حقّه مساو لكذبه. و بعضه ما كذبه أكثر من حقّه. و بعضه ما حقّه أكثر من كذبه: فالذی كذبه مساو لحقّه یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (صناعة الخطباء)، و الذی كذبه أقل من حقه یتعلم من كتابه فی (مواضع الجدل)، و الذی كذبه أكثر من حقه فیتعلّم من كتابه فی (صناع المغالطین) (ف، م، 10، 5)

كتاب صناعة الشعر

- البرهان الكاذب كذبا خالصا یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (صناعة الشعر) (ف، م، 10، 3)

كتاب صناعة المغالطین‌

- أمّا البرهان المشوب فبعضه ما حقّه مساو لكذبه. و بعضه ما كذبه أكثر من حقّه. و بعضه ما حقّه أكثر من كذبه: فالذی كذبه مساو لحقّه یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (صناعة الخطباء)، و الذی كذبه أقل من حقه یتعلم من كتابه فی (مواضع الجدل)، و الذی كذبه أكثر من حقه فیتعلّم من كتابه فی (صناع المغالطین) (ف، م، 10، 7)

كتاب قاطیغوریاس‌

- أمّا التی یتعلّم منها أجزاء المقدّمة المستعملة فی البرهان ففی كتابه (أرسطو) فی الحدّ المسمّی (قاطیغوریاس) (ف، م، 9، 3)

كتاب الكون و الفساد

- أمر الاستحالة یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (الكون و الفساد)، و أمّا أمر الحركة فیتعلّم من المقالتین الآخرتین من كتابه فی (السماء) (ف، م، 7، 10)

كتاب المقولات‌

- أجناس الأشیاء البسیطة التی یقع الكلام علیها عشرة. یدلّ كل واحد منها علی كل واحد من تلك الأجناس. و هی تؤخذ من كتابه (أرسطو) فی (المقولات) و أشكال المقدّمات تؤخذ من (كتاب بریرمنیاس). و مقدّمات القیاس تؤخذ من كتابه فی (البرهان) (ف، م، 16، 16)

كتاب المناظر

- أمّا الكتب التی یتعلّم منها العلوم التعلیمیة-
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 680
فهی كتابه (أرسطو) فی (المناظر) و كتابه فی (الخطوط) و كتابه فی (الحیل) (ف، م، 8، 4)

كتاب مواضع الجدل‌

- أمّا البرهان المشوب فبعضه ما حقّه مساو لكذبه. و بعضه ما كذبه أكثر من حقّه. و بعضه ما حقّه أكثر من كذبه: فالذی كذبه مساو لحقّه یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (صناعة الخطباء)، و الذی كذبه أقل من حقه یتعلم من كتابه فی (مواضع الجدل)، و الذی كذبه أكثر من حقه فیتعلّم من كتابه فی (صناع المغالطین) (ف، م، 10، 6)

كتاب النبات‌

- أمّا الأشیاء التی تخصّ المركّبة منها (الطبائع) فبعضها كلّی و بعضها جزئی، فالجزئی منها یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (الحیوان) و من كتابه فی (النبات). و أما الكلّی فیتعلّم من كتابه (فی (النفس) و كتابه فی (الحس و المحسوس) (ف، م، 8، 2)

كتاب النفس‌

- أمّا الأشیاء التی تخصّ المركّبة منها (الطبائع) فبعضها كلّی و بعضها جزئی، فالجزئی منها یتعلّم من كتابه (أرسطو) فی (الحیوان) و من كتابه فی (النبات). و أما الكلّی فیتعلّم من كتابه (فی (النفس) و كتابه فی (الحس و المحسوس) (ف، م، 8، 3)

كتابة

- لا تظن أن القلم آلة جمادیة، و اللوح بسیط، و الكتاب نقش مرقوم، بل القلم ملك روحانی و الكتابة تصویر الحقائق. فالقلم یتلقّی ما فی الأمر من المعانی و یستودعه اللوح بالكتابة الروحانیة فینبعث القضاء من القلم و التقدیر من اللوح، أما القضاء فیشتمل علی مضمون أمر الواحد و التقدیر یشتمل علی مضمون التزیّل بقدر معلوم و فیها تشبّح إلی الملائكة التی فی السماوات ثم یفیض إلی الملائكة التی فی الأرضین ثم یحصل المقدّر فی الوجود (ف، ف، 16، 16)- الكتابة أیضا لطیفة، بالإضافة إلی الأشكال، كثیفة بنسبة الأقوال. و لو لا أنّ الكتابة جاریة بین الناس لما تقرّرت المعانی، و لا استكملت النفوس، لأنّ جمیع المعانی المطلوبة ربّما لا یتّفق تلفّظ جمیع الألسنة بها مع جمیع الطالبین، فیبطل التعلیم و یضیع المتعلّم (غ، ع، 76، 4)- الكتابة نعمة من نعم اللّه تعالی و لها مزیة حسنة عند ذوی الألباب، لأنّها تحفظ ما یتولّد عن أفهام العقلاء، و تقیّد ما تصطاده أذهان الحكماء. فأثر الكتابة یدلّ علی المقولات الملفوظة المعبّر عنها، و تلك المقولات تدلّ علی المعانی الروحانیة المعقولة المكنونة فی الحروف اللفظیة التی هی وراء الأشكال و النقوش و الأمثلة (غ، ع، 78، 1)

كتب الحكمة

- من منع النظر فی كتب الحكمة من هو أهل لها، من أجل أنّ قوما من أراذل الناس قد یظنّ بهم أنهم ضلّوا من قبل نظرهم فیها، مثل من منع العطشان شرب الماء البارد العذب حتی مات من العطش، لأن قوما شرقوا به فماتوا. فإن الموت عن الماء بالشرق أمر عارض، و عن العطش أمر ذاتی و ضروری (ش، ف، 34، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 681

كتب القدماء

- النظر فی كتب القدماء واجب بالشرع، إذ كان مغزاهم فی كتبهم و مقصدهم هو المقصد الذی حثّنا الشرع علیه، و أن من نهی عن النظر فیها من كان أهلا للنظر فیها، و هو الذی جمع أمرین أحدهما ذكاء الفطرة، و الثانی العدالة الشرعیة و الفضیلة الخلقیة- فقد صدّ الناس عن الباب الذی دعا الشرع منه الناس إلی معرفة اللّه، و هو باب النظر المؤدّی إلی معرفته حق المعرفة. و ذلك غایة الجهل و البعد عن اللّه تعالی (ش، ف، 33، 10)

كثرة

- إنّ اشتراك الكثرة و الوحدة فی كل محسوس و ما یلحق المحسوس، فلا یخلو ذلك الاشتراك من أن یكون بالبخت، أی الاتفاق، بلا علّة، أو بعلّة (ك، ر، 141، 4)- لكل كثرة كلّ و جزء، إذ هی معدودة (ك، ر، 154، 14)- إنّ مقابل الوحدة الكثرة (ك، ر، 160، 1)- الكثرة هی بالتباین (ف، ط، 90، 19)- كما أنّ أفلاطون بیّن فی كتابه المعروف" بطیماوس" أنّ كل متكوّن فإنما یكون عن علّة مكوّنة له اضطرارا، و أن المتكوّن لا یكون علّة لكون ذاته، كذلك أرسطوطالیس بیّن فی كتاب" أثولوجیا" أن الواحد موجود فی كل كثرة، لأن كل كثرة لا یوجد فیها الواحد لا یتناهی أبدا البتة (ف، ج، 102، 1)- بیّن (أرسطو) أنّ الواحد الحق هو الذی أفاد سائر الموجودات الواحدیة. ثم بیّن أنّ الكثیر بعد الواحد، لا محالة. و أنّ الواحد تقدّم الكثرة. ثم بیّن أنّ كل كثرة تقرب من الواحد الحق كان أول كل كثرة مما یبعد عنه، و كذلك بالعكس (ف، ج، 102، 9)- الكثرة نوعان: إما عدد و إما معدود، و الفرق بینهما أنّ العدد إنّما هو كمیة صور الأشیاء فی نفس العادّ، و أما المعدودات فهی الأشیاء نفسها، و أما الحساب فهو جمع العدد و تفریقه (ص، ر 1، 24، 17)- أما الكثرة فمن الضرورة أن تحدّ بالواحد، لأنّ الواحد مبدأ الكثرة، و منه وجودها و ماهیّتها (س، شأ، 104، 6)- إنّ الكثرة هی المجتمع من وحدات (س، شأ، 104، 8)- الكثرة من صفات الأجسام (طف، ح، 79، 22)- الكثرة التی یحمل علیها النوع تشترك فی معنی واحد فیها لا فی لفظ واحد (ش، ت، 70، 2)- الدلیل علی أن الواحد یقال علی المتصل و علی الصورة و علی ما هو كل أی غیر ناقص، أن الكثرة تقال علی الأشیاء المنفصلة المختلفة بالصورة و لا یقال أیضا واحد لما نقصه ما كان من قبله كلّا و تامّا مثل الناقص عضوا (ش، ت، 542، 5)- إذ قد تبیّن أن الواحد یقال علی أنواع كثیرة، و كانت الكثرة تقابل الواحد، فبیّن أن الكثرة تقال علی أنواع كثیرة أی لكل واحد كثرة یقابلها (ش، ت، 551، 2)- الكثرة لیست بواحد (ش، ت، 1320، 11)- أما الكثرة فإنها لیس تقابل القلّة بإطلاق بل إنما یقابل القلیل الكثرة التی تقال من حیث زیادة علی كثرة أخری (ش، ت، 1348، 5)- الكثرة إما أن تأتی من قبل كثرة الهیولی أو من قبل كثرة الفاعل إن أمكن أن توجد للصور المختلفة مادة واحدة، و إما أن توجد الكثرة من قبل كثرة الشیئین جمیعا (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 682
1451، 11)- بعضهم (الفلاسفة) زعم أن الكثرة إنما جاءت من قبل الهیولی و هو أنكساغورس و آله، و بعضهم زعم أن الكثرة إنما جاءت من قبل كثرة الآلات، و بعضهم زعم أن الكثرة إنما جاءت من قبل المتوسطات، و أول من وضع هذا أفلاطون (ش، ته، 112، 11)- إن الفلاسفة یرون أن هاهنا كثرة بهاتین الجهتین: كثرة لأمور بسیطة، و هی الموجودات البسیطة التی لیست فی هیولی، و أن هذه بعضها أسباب لبعض و ترتقی كلها إلی سبب واحد هو من جنسها و هو أول فی ذلك الجنس، و أن كثرة الأجرام السماویة إنما جاءت عن كثرة هذه المبادی، و أن الكثرة التی دون الأجرام السماویة إنما جاءت من قبل الهیولی و الصورة و الأجرام السماویة (ش، ته، 112، 23)- سبب الكثرة هو مجموع الثّلاثة الأسباب، أعنی المتوسطات و الاستعدادات و الآلات (ش، ته، 152، 12)- أسباب الكثرة عند أرسطو من الفاعل الواحد هی الثّلاثة الأسباب، و رجوعه إلی الواحد هو بالمعنی المتقدّم و هو كون الواحد سبب الكثرة (ش، ته، 153، 4)- الكثرة التی تكون للشی‌ء من قبل جنسه و فصله فهی قریبة من الكثرة التی تكون للشی‌ء من أجل مادته و صورته، و ذلك أن الحدود إنما توجد للمركّبات من المادة و الصورة لا للبسائط (ش، ته، 174، 16)- من قبل الكثرة العددیة قیلت الكثرة علی سائر الأشیاء الكثیرة (ش، ما، 114، 17)- لا بدّ من البسیط لأنّ كل كثرة متناهیة كانت أو غیر متناهیة فإنّ الواحد فیها موجود (ر، م، 51، 19)- لا شی‌ء من الوحدة و الكثرة موضوعهما واحد لأنّ الوحدة الطارئة إذا طرأت فلا بدّ و أن تعدم الوحدات التی كانت ثابتة قبل ذلك (ر، م، 96، 11)- الكثرة فی الأشیاء تتحقّق: - إمّا بحسب الجزئیات، كما یقال: فی الإنسان كثرة، أی له أفراد متعدّدة.- أو بحسب الأجزاء الذهنیة، بأن تكون ماهیّة الشی‌ء مركّبة من جنس و فصل.
- أو بحسب الأجزاء الخارجیة، بأن تكون ذاته مركّبة فی الخارج من أجزاء، إمّا متمایزة فی الوضع كتركّب الإنسان من الرأس و الید و الرجل و سائر الأعضاء، و تركّب المركّبات من العناصر، و إمّا غیر متمایزة فیه كتركّب الأجسام من الهیولی و الصورة علی زعم الفلاسفة.- أو بحسب المعروض و العارض: و هذا علی وجهین: - إمّا أن تكون ماهیة، و وجود عارض لها تكون به موجودة، كما فی جمیع الممكنات الموجودة عند الجمهور.- و إمّا أن یكون موجود عرض له موجود آخر، كسائر الموصفات و صفاتها الوجودیة (ط، ت، 164، 3)

كثرة عددیة

- إنّ الكثرة بالعدد، لا تتصوّر فی نوع واحد، إلّا بكثرة المادة (غ، م، 286، 18)- الكثرة العددیة أیضا داخلة تحت مقولة الكم (ش، ما، 115، 5)

كثرة مشار إلیها

- هذا الشی‌ء المشار إلیه إنما صار واحدا من قبل امتیازه بالوحدانیة العددیة التی هی هو، و كذلك الكثرة المشار إلیها إنما صارت كثرة بالكثرة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 683
العددیة حتی یكون الشیئان المشار إلیهما إنما صارا اثنین من قبل الثنائیة العددیة (ش، ت، 1287، 13)

كثرة الموجودات‌

- كثرة الموجودات إنما تأتی: إما من قبل كثرة الهیولی، و إما من كثرة الفاعل (ش، ت، 1451، 6)

كثیر

- یقال: ما الكثیر؟ الجواب هو انفصال الهیولی بأقسام كثیرة عظیمة القدر (تو، م، 313، 12)- الواحد لا یصیر كثیرا، كما لا یصیر الكثیر واحدا، إلّا إذا كان له حجم و مقدار، فیتّصل مرة و تنفصل (الكثرة) أخری (غ، م، 369، 5)

كذب‌

- الكذب- القول الموجب ما لیس هو و السالب ما هو (ك، ر، 169، 4)- یقال: ما الكذب؟ الجواب هو ما لا مطابقة القول لما علیه الأمر، و أیضا الإخبار عن الشی‌ء بخلافه (تو، م، 316، 23)- الكذب أیضا یقال علی الأشیاء التی تتصوّر علی غیر ما هی علیه فی الوجود أو تتصوّر فیما لیس بموجود أصلا. و هذا النوع من الكذب هو فی التصوّر و الأول فی التصدیق مثل ما یتصوّر فی الأحلام، و مثل ما یتخیّل فی أظلال الأشیاء أنها الأشیاء أو تتخیّل فیها الأشیاء علی غیر ما هی علیه (ش، ت، 686، 14)- الكذب یقال علی نوعین: أما فی التصدیق فهو الاعتقاد لما لیس بموجود أنه موجود أو بالعكس أعنی الكذب الذی یكون فی التركیب، و أما فی التصوّر فذلك بأن یتصوّر الشی‌ء علی غیر ما هو علیه أو یتصوّر وجود ما لیس بموجود (ش، ت، 687، 10)- یقال الكذب علی الأقاویل الصادقة إذا قیلت علی غیر الأشیاء التی تصدق علیها مثل حدّ الدائرة فإنه یكذب علی المثلث و علی كل ما عدی الدائرة من الأشكال المسطّحة. و كأنه أراد (أرسطو) أن یعلم أن الكذب الذی فی التصوّر نوعان: نوع لیس یصدق علی شی‌ء أصلا و هو الكاذب بالذات، و نوع إذا حمل علی ما هو له حدّ صدق، و إذا وصف به غیره كذب. و هذا كأنه كاذب بالعرض (ش، ت، 687، 17)- بعض ما یقال علیه الكذب یقال فیه إنه كذب من جهة أنه تصوّر كاذب، و بعضه من جهة أنه اعتقاد كاذب (ش، ت، 690، 7)- الصدق هو أن یكون حكمك بتلك النسبة (بین المدرك و المدرك) مطابقا فی الوجود، و التصدیق هو الموافقة علی هذه المطابقة و هو قبول ذهن السامع لذلك. و الكذب مخالفة الحكم للوجود، و التكذیب هو الموافقة علی تلك المخالفة (ر، م، 369، 2)

كرّامیة

- أما الكرّامیة فیرون أن هاهنا ثلاثة أشیاء: فاعل و فعل و هو الذی یسمونه إیجادا، و مفعول و هو الذی به تعلّق الفعل. و كذلك یرون أن هاهنا معدما و فعلا یسمی إعداما و شیئا معدوما، و یرون أن الفعل هو شی‌ء قائم بذات الفاعل، و لیس یوجب عندهم حدوث مثل هذه الحال فی الفاعل أن یكون محدثا، لأن هذا من باب النسبة و الإضافة. و حدوث النسبة و الإضافة لا یوجب حدوث محلها، و إنما الحوادث التی توجب تغیّر المحل الحوادث التی تغیّر ذات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 684
المحل مثل تغیّر الشی‌ء من البیاض إلی السواد (ش، ته، 92، 18)

كرة

- الكرة بما هی كرة یجب أن یكون لها أقطاب محدودة و مركز محدود به تختلف كرة كرة، و لیس یلزم من كون الكرة لها جهات محدودة أن تكون غیر بسیطة، بل هی بسیطة من حیث أنها غیر مركّبة من صورة و مادة فیها قوة و غیر متشابهة من جهة أن الجزء القابل لموضع النقطتین لیس هو أی جزء اتفق من الكرة، بل هو جزء محدود بالطبع فی كرة كرة، و لو لا ذلك لم یكن للأكر مراكز بالطبع بها تختلف، فهی غیر متشابهة فی هذا المعنی (ش، ته، 144، 20)

كرة السماء

- إنّ السماء كرة متحرّكة علی قطبین كأنهما ثابتان، و كرة السماء متشابهة الأجزاء، فإنّها بسیطة، لا سیّما الفلك الأعلی الذی هو التاسع فإنّه غیر مكوكب أصلا، و هو متحرّك علی قطبین شمالی و جنوبی (غ، ت، 51، 6)

كرة القمر

- عند كرة القمر ینتهی وجود الأجسام السماویة، و هی التی بطبیعتها تتحرّك دورا (ف، أ، 45، 4)

كرة الكواكب الثابتة

- یفیض من (الموجود) الأول وجود الثانی، فهذا الثانی هو أیضا جوهر غیر متجسّم أصلا، و لا هو فی مادة. فهو یعقل ذاته و یعقل الأول، و لیس ما یعقل من ذاته هو شی‌ء غیر ذاته. فبما یعقل من الأول یلزم عنه وجود ثالث، و بما هو متجوهر بذاته التی تخصّه یلزم عنه وجود السماء الأولی. و الثالث أیضا وجوده لا فی مادة، و هو بجوهره عقل. و هو یعقل ذاته و یعقل الأول. فبما یتجوهر به من ذاته التی تخصه یلزم عنه وجود كرة الكواكب الثابتة، و بما یعقله من الأول یلزم عنه وجود رابع (ف، أ، 44، 8)

كریّ‌

- الكرّی … تام بذاته و صورته و لذلك لیس یمكن فیه أصلا أن نتوهّمه فضلا عن أن نتصوّره غیر متناه من جهة ما هو كریّ (ش، سم، 38، 11)

كشف‌

- الكشف فی اللغة رفع الحجاب، و فی الاصطلاح هو الاطّلاع علی ما وراء الحجاب من المعانی الغیبیّة و الأمور الحقیقیّة وجودا و شهودا (جر، ت، 193، 18)

كل‌

- الكل یقال علی المشتبه الأجزاء و علی الأشیاء اللاتی لیست بمشتبهة الأجزاء، كقولنا: كل الماء- و الماء من المشتبهة الأجزاء- و كل البدن، المركّب من عظم و لحم، و ما لحق ذلك من المختلفة الأجزاء، و كل الجیل، و هی أشخاص مختلفة (ك، ر، 127، 7)- أمّا الكلّ فیقال علی كل متّحد بأی نوع كان الاتحاد، فلذلك لا یقال: جمیع الماء، إذ لیس هو أشیاء مختلفة قائم كلّ واحد بطباعه، بل یقال كل الماء، إذ هو متّحد (ك، ر، 127، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 685
- الكل المقول علی المقولات ذو أبعاض، لأنّ كل واحد من المقولات بعض له، و الكل المقول علی مقولة واحدة ذو أبعاض أیضا، لأنّ كل مقولة جنس، فكل مقولة ذات صور، و كل صورة ذات أشخاص، فالكل إذن كثیر، لأنّه ذو أقسام كثیرة، فالوحدة فیه أیضا لیست بحقیقیة، فهی إذن فیه بنوع عرضی، فهی إذن من مؤثّر، كما قدّمنا، فیما كان بنوع عرضی (ك، ر، 130، 16)- الكلّ أعظم من الجزء (ك، ر، 145، 9)- الكل- مشترك لمشتبه الأجزاء و غیر المشتبه الأجزاء (ك، ر، 170، 5)- یذكر (أرسطو) فی كتاب" السماء و العالم" أن الكل لیس له بدء زمانی … و معنی قوله" إن العالم لیس له بدء زمانی"، أنه لم یتكوّن أولا فأولا بأجزائه، كما یتكوّن البیت مثلا، أو الحیوان الذی یتكوّن أولا فأولا بأجزائه، فإن أجزاءه یتقدّم بعضها بعضا فی الزمان. و الزمان حادث عن حركة الفلك. فمحال أن یكون لحدوثه بدء زمانی. و یصح بذلك أنه إنما یكون عن إبداع الباری، جلّ جلاله، إیّاه دفعة بلا زمان، و عن حركته حدث الزمان (ف، ج، 101، 4)- من نظر فی أقاویله (أرسطو) فی الربوبیة فی الكتاب المعروف" بأثولوجیا" لم یشبه علیه أمره فی إثباته الصانع المبدع لهذا العالم. فإنّ الأمر فی تلك الأقاویل أظهر من أن یخفی.
و هناك تبیّن أن الهیولی أبدعها الباری، جلّ ثناؤه، لا عن شی‌ء، و أنها تجسّمت عن الباری، سبحانه، و عن إرادته، ثم ترتّبت. و قد بیّن فی" السماع الطبیعی" أن الكلّ لا یمكن حدوثه بالبخت و الاتفاق، و كذلك فی العالم جملته. یقول فی كتاب" السماء و العالم":
و یستدلّ علی ذلك بالنظام البدیع الذی یوجد لأجزاء العالم بعضها مع بعض" (ف، ج، 101، 17)- إنّ الكل أعظم من الجزء (ف، ع، 3، 7)- الفرق بین الكلّی و الكل أنّ الكل متأخّر عن أجزائه، و الكلّی متقدّم علی جزئیاته، و الفرق بین الأجزاء أنّ طبیعة الكلّی بمنزلة الحیوان موجودة فی كل واحد من أجزائه بمنزلة الإنسان و الفرس و أمّا الكل بمنزلة العشرة فطبیعة غیر موجودة فی كل واحد من أجزائه بمنزلة الثلاثة و التسعة (تو، م، 291، 3)- یقال: ما الكلّ؟ الجواب: هو جوهر محیط بالأجزاء لا شخص له (تو، م، 318، 21)- یقال: " كل" لما كان فیه انفصال حتی یكون له جزء فإنّ الكل یقال بالقیاس إلی الجزء، و الجمیع أیضا یجب أن یكون كذلك. فإنّ الجمیع من الجمع، و الجمع إنّما یكون لآحاد بالفعل أو وحدات بالفعل، لكن الاستعمال قد أطلقه علی ما كان أیضا جزؤه و واحده بالقوة.
فكأن الكل یعتبر فیه أن یكون فی الأصل بإزاء الجزء، و الجمیع بإزاء الواحد (س، شأ، 190، 6)- إنّ الكل من حیث هو كل یكون موجودا فی الأشیاء، و أما الكلّی من حیث هو كلّی فلیس موجودا إلّا فی التصوّر (س، شأ، 212، 4)- الكل یعدّ بأجزائه و یكون كل جزء داخلا فی قوامه، و أما الكلّی فإنّه لا یعدّ بأجزائه، و لا أیضا الجزئیات داخلة فی قوامه. و أیضا فإنّ طبیعة الكل لا تقوّم الأجزاء التی فیه، بل یتقوّم منها، و أما طبیعة الكلّی فإنّها تقوّم الأجزاء التی فیه. و كذلك فإنّ طبیعة الكل لا تصیر جزءا من أجزائه البتّة، و أما طبیعة الكلّی فإنّها جزء من طبیعة الجزئیات (س، شأ، 212، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 686
- إنّ الكل لا یكون كلّا لكل جزء وحده و لو انفرد، و الكلّی یكون كلّیا محمولا علی كل جزئی (س، شأ، 212، 12)- الكل یحتاج إلی أن تحضره أجزاؤه معا، و الكلّی لا یحتاج إلی أن تحضره أجزاؤه معا (س، شأ، 212، 14)- إنّ للكل مبدأ واجب الوجود غیر داخل فی جنس أو واقع تحت حدّ أو برهان، بریئا عن الكم و الكیف و الماهیة و الأین و المتی و الحركة لا ندّ له و لا شریك و لا ضدّ، و إنّه واحد من جمیع الوجوه لأنّه غیر منقسم لا فی الأجزاء بالفعل و لا فی الأجزاء بالفرض و الوهم كالمتّصل، و لا فی العقل (س، ن، 251، 20)- كل واحد ممكن علی معنی أنّ له علّة زائدة علی ذاته، و الكلّ لیس بممكن علی معنی أنّه لیس له علّة زائدة علی ذاته خارجة عنه (غ، ت، 100، 2)- إن التام یقال علی أنواع كثیرة، أحدها الذی لا ینقصه جزء من أجزائه بل هو كل، لأن الكل هو الذی لیس یوجد جزء من أجزائه خارج عنه، و ما لیس بكل هو الذی یوجد شی‌ء من أجزائه خارج عنه أی ینقصه (ش، ت، 623، 4)- إن الكل یقال علی معان: أحدها الذی لم یذهب منه جزء من الأجزاء التی بالإضافة إلیها یقال فیه إنه كل لأن الكل إنما هو كل للأجزاء … و یقال كل بالطبع و بمعنی متقدّم إذا كان المحیط و المحاط به فیه شیئا واحدا (ش، ت، 668، 3)- إن الكل و الكلّی یتشابهان من قبل أن الكلّی محیط بالأشیاء الجزئیة كما الكل محیط بالأجزاء و حاصر لها، فهما یجتمعان فی أن كل واحد منهما محیط و محاط به … و وجه شبهه للكل أنه یحمل علی الأشیاء الجزئیة فتصیر واحدة علی نحو شبیه بالواحد الجزئی، أعنی أن الواحد الذی هو كل یصیر الأجزاء متّحدة مثل كون الإنسان و الفرس واحد بالحیوانیة (ش، ت، 669، 2)- قد یقال الكل علی ما فیه أجزاء بالفعل و لكنها متصلة أو متماسّة (ش، ت، 669، 16)- إنما كان الكل و الواحد معنی متشابها لأن الوحدانیة كأنها كلّیة ما للكمّیة. یرید (أرسطو) الوحدانیة التی تقال علی المتصل و ذلك أنها كالكلّیة المحیطة بالأجزاء (ش، ت، 670، 5)- إذ الأجزاء التی منها الكل فیها أول و وسط و أخیر. فالكلّیات التی لا یعرض أن تختلف صورها من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها جمیع، و التی یعرض للكل منها إختلاف فی الصورة من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها كل لا جمیع، و هذه هی مثل الأشیاء المركّبة من أجزاء مختلفة بالشكل و المقدار، و إذا اختلفت فی الوضع فسدت صورة الكل و طبیعة الجزء كالحال فی أجزاء الحیوان (ش، ت، 670، 13)- الكل … هو مجموع الصورة و العنصر مثل الإنسان الذی هو مجموع النفس و الجسد (ش، ت، 1175، 5)- إذا توهّمت حركتان ذاتا أدوار بین طرفی زمان واحد ثم توهّم جزء محصور من كل واحد منهما بین طرفی زمان واحد، فإن نسبة الجزء من الجزء هی نسبة الكل من الكل. مثال ذلك:
إنه إذا كانت دورة زحل فی المدة من الزمان التی تسمّی سنة، ثلث عشر دورات الشمس فی تلك المدة، فإنه إذا توهّمت جملة دورات الشمس إلی جملة دورات زحل مذ وقعت فی زمان واحد بعینه، لزم و لا بد أن تكون نسبة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 687
جمیع أدوار الحركة، من جمیع أدوار الحركة الأخری، هی نسبة الجزء من الجزء. و أما إذا لم یكن بین الحركتین الكلّیتین نسبة، لكون كل واحد منهما بالقوة أی لا مبدأ لها و لا نهایة، كانت هنالك نسبة بین الأجزاء لكون كل واحد منها بالفعل، فلیس یلزم أن یتبع نسبة الكل إلی الكل، نسبة الجزء إلی الجزء، كما وضع القوم (الأشاعرة) فیه دلیلهم، لأنه لا توجد نسبة بین عظیمین أو قدرین كل واحد منهما یفرض لا نهایة له (ش، ته، 35، 6)- لو وجدت أشیاء بالفعل لا نهایة لها، لكان الجزء مثل الكل، أعنی إذا قسّم ما لا نهایة له علی جزءین. مثال ذلك: أنه لو وجد خط أو عدد، لا نهایة له بالفعل من طرفیه، ثم قسّم بقسمین لكان كل واحد من قسمیه لا نهایة له بالفعل، و الكل لا نهایة له بالفعل، فكأن یكون الكل و الجزء لا نهایة لكل واحد منهما بالفعل، و ذلك مستحیل. و هذا كله إنما یلزم إذا وضع ما لا نهایة له بالفعل لا بالقوة (ش، ته، 40، 7)- الكل و الجمیع هو الذی لا یوجد شی‌ء خارج عنه (ش، سم، 25، 14)- الكل … لیس خارجه شی‌ء سواء كان ذلك من أجل أنه متناه أو من أجل أنه غیر متناه (ش، سم، 26، 6)- مكان الكل واحد (ش، سم، 83، 2)- الكل یدلّ به علی الذی یحوی جمیع الأجزاء و لیس یوجد خارجا عنه شی‌ء، و هو بالجملة مرادف لما یدلّ علیه التام بالوجه الأول من أوجه دلالته. و بهذا نقول فی الجسم إنه المنقسم إلی كل الأبعاد (ش، ما، 53، 12)- اسم الكل بالجملة یقال علی ضربین: إما علی المتصل و هو الذی لیس له أجزاء بالفعل، و إما علی المنفصل، و هذا أیضا علی ضربین:
أحدهما ما لأجزائه وضع بعضها عند بعض كالأعضاء الآلیة، و الثانی ما لیس لأجزائه وضع بعضها عند بعض كالعدد و الحروف، إلا أنهم اختصّوا الضرب الأول و هو الذی یقال علی المتصل باسم الكل، و الثانی باسم الجمیع و هو الذی یقال علی المنفصل (ش، ما، 53، 16)- الفرق بین الكلّ و الكلّی … من سبعة أوجه:
الأول أنّ الكلّ من حیث هو یكون موجودا فی الخارج، و أمّا الكلّی فلا وجود له إلّا فی الذهن. و الثانی إنّ الكل یعدّ بأجزائه و الكلّی لا یعدّ بجزئیاته. الثالث الكلّی یكون مقوّما للجزئی، و الكلّ یكون متقوّما بالجزء. الرابع أنّ طبیعة الكلّ لا تصیر هی الجزء، و أمّا طبیعة الكلّی فإنّها تصیر بعینها جزئیة مثل الإنسان إذا صار هذا الإنسان. الخامس إنّ الكلّ لا یكون كلّا لكلّ جزء وحده، و الكلّی یكون كلیّا لكلّ جزئی وحده لأنّ الإنسان محمول علی الشخص الواحد. السادس إنّ الكلّ أجزاؤه متناهیة و الكلّی جزئیاته غیر متناهیة. السابع إنّ الكلّ لا بدّ له من حضور أجزائه معا، و الكلّی لا یحتاج إلی حضور جزئیاته جمیعا (ر، م، 451، 5)- إنّ الكلّ من حیث هو كل یستحیل أن یكون مساویا لجزئه من حیث هو جزء و إلّا لم یكن أحدهما كلّا و الآخر جزءا (ر، م، 668، 21)- الكلّ فی اللغة اسم مجموع المعنی و لفظه واحد، و فی الاصطلاح ما یتركّب من أجزاء.
و الكلّ هو اسم للحقّ تعالی باعتبار الحضرة الأحدیّة الإلهیّة الجامعة للأسماء، و لذا یقال أحدیّ بالذات كلّ بالأسماء. و قیل الكلّ اسم لجملة مركّبة عن أجزاء محصورة، و كلمة كلّ عامّ تقتضی عموم الأسماء و هی الإحاطة علی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 688
سبیل الانفراد، و كلمة كلّما تقتضی عموم الأفعال (جر، ت، 195، 9)

كل علی المتصل‌

- الكل الذی یقال علی المتصل ذی النهایة، أعنی المنحاز عن غیره، فهو إنما یقال فیه إنه كلّ و واحد إذا كان من أشیاء كثیرة هی فی الأكثر موجودة فیه بالقوة أو قریبة من القوة (ش، ت، 669، 13)

كل مقول علی المقولات‌

- الكل المقول علی المقولات ذو أبعاض، لأنّ كل واحد من المقولات بعض له، و الكل المقول علی مقولة واحدة ذو أبعاض أیضا، لأنّ كل مقولة جنس، فكل مقولة ذات صور، و كل صورة ذات أشخاص، فالكل إذن كثیر، لأنّه ذو أقسام كثیرة، فالوحدة فیه أیضا لیست بحقیقیة، فهی إذن فیه بنوع عرضی، فهی إذن من مؤثّر، كما قدّمنا، فیما كان بنوع عرضی (ك، ر، 130، 14)

كل و جزء

- إن تقدّم الكلّ علی الجزء أشد تقدّما من تقدّم الجزء علی الكل، لأن تقدّم الكل علی الجزء هو من باب تقدّم الصورة علی المادة و تقدّم الجزء علی الكل هو من باب تقدّم المادة علی الصورة أعنی تقدّما زمانیّا شخصیّا (ش، ت، 908، 17)- لو وجدت أشیاء بالفعل لا نهایة لها، لكان الجزء مثل الكل، أعنی إذا قسّم ما لا نهایة له علی جزءین. مثال ذلك: أنه لو وجد خط أو عدد، لا نهایة له بالفعل من طرفیه، ثم قسّم بقسمین لكان كل واحد من قسمیه لا نهایة له بالفعل، و الكل لا نهایة له بالفعل، فكأن یكون الكل و الجزء لا نهایة لكل واحد منهما بالفعل، و ذلك مستحیل. و هذا كله إنما یلزم إذا وضع ما لا نهایة له بالفعل لا بالقوة (ش، ته، 40، 7)

كلام‌

- الوحی یوحی من مراد الملك للروح الإنسان بلا واسطة و ذلك هو الكلام الحقیقی، فإن الكلام إنما یراد به تصوّر ما یتضمّنه باطن المخاطب فی باطن المخاطب لیصیر منه. فإذا عجز المخاطب عن مسّ باطن المخاطب بباطنه مسّ الخاتم الشمع، فیجعله مثاله نفسه اتّخذ بین الباطنین سفیرا من الظاهرین فتكلم بالصوت أو كتب أو أشار (ف، ف، 16، 4)- إنّ الألفاظ إذا ضمنت المعانی صارت أسماء، و إنّ الأسماء إذا ترادفت صارت كلاما، و إنّ الكلام إذا ألصق صار أقاویل. و اعلم أنّ المعانی هی الأرواح و الألفاظ كالأجساد لها، و ذلك أنّ كل لفظة لا معنی لها فهی بمنزلة جسد لا روح فیه، و كل معنی فی فكر النفس لا لفظ له فهو بمنزلة روح لا جسد له (ص، ر 1، 318، 12)- إنّ الكلام كله ثلاثة أنواع، فمنها ما هی سمات دالّات علی الأعیان یسمّیها المنطقیون و النحویون الأسماء، و منها ما هی سمات دالّات علی تأثیرات الأعیان بعضها فی بعض و یسمّیها النحویون الأفعال و یسمّیها المنطقیون الكلمات، و منها ما هی سمات دالّات علی معان كأنّها أدوات للمتكلّمین تربط بعضها ببعض كالأسماء بالأفعال و الأفعال بالأسماء یسمّیها النحویون الحروف و یسمّیها المنطقیون الرباطات (ص، ر 1، 331، 12)- الغرض من الكلام تأدیة المعنی، و كل كلام لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 689
معنی له فلا فائدة للسامع منه و المتكلّم به. و كل معنی لا یمكن أن یعبّر عنه بلفظ ما فی لغة ما فلا سبیل إلی معرفته. و كل حیوان ناطق لا یحسن أن یعبّر عما فی نفسه فهو كالعدم الزائل و الجماد الصامت (ص، ر 3، 120، 21)- الكلام ضربان: مفید و غیر مفید. و الفائدة واقعة فی الإخبار من جهة المجهول و المجهول هو المخبر عنه (ص، ر 3، 121، 3)- إنّ الكلام هو صوت بحروف مقطّعة دالّة علی معانی مفهومة من مخارج مختلفة (ص، ر 3، 125، 9)- إنّ الكلام الدّال علی المعانی مخصوص به عالم الإنسان و هو النطق التام بأی حروف كتب (ص، ر 3، 126، 6)- إنّ الكلام علی ضربین: أحدهما یطلق فی حق الباری سبحانه. و الثانی فی حق الآدمیین (غ، ع، 49، 6)- الكلام هو القرآن (غ، ع، 59، 9)- صفة الكلام … ثبتت له (اللّه) من قیام صفة العلم به، و صفة القدرة علی الاختراع. فإن الكلام لیس شیئا أكثر من أن یفعل المتكلّم فعلا یدل به المخاطب علی العلم الذی فی نفسه، أو یصیر المخاطب بحیث ینكشف له ذلك العلم الذی فی نفسه (ش، م، 162، 11)- المعتزلة لما ظنّوا أن الكلام هو ما فعله المتكلّم قالوا إن الكلام هو اللفظ فقط. و لهذا قال هؤلاء إن القرآن مخلوق. و اللفظ عند هؤلاء من حیث هو فعل فلیس من شرطه أن یقوم بفاعله (ش، م، 164، 9)- أمّا الكلام، فإنّه یطلق علی العبارات المفیدة، تارة، و علی معانیها القائمة بالنّفس، أخری (سی، م، 127، 11)

كلام الآدمیین‌

- كلام الآدمیین، فیقال للعبارة المحصّلة المنظومة الصادرة عن الفكر النطقی، و الحدس العقلی، قبل إلقاء القول علیه، كلام. فما دام المعنی مخفیّا مستورا فی حجر الفكر یسمّی نطقا. فإذا صدر عن الفكر، و دنا عن القول یسمّی كلاما (غ، ع، 53، 12)

كلام أرسطو

- أمّا نوع كلام أرسطو الذی یستعمله فی كتبه- فهو علی ثلاثة أنحاء: و ذلك أنه یستعمل فی كتبه الخاصة من الكلام أخصره و أبعده من الفضول. و أما فی تفاسیره فیستعمل من الكلام أغلقه و أغمضه. و أما فی رسائله فیلزم القانون الذی ینبغی أن یستعمل من الكلام فی الرسالة، و هو الواضح من الكلام الموجز (ف، م، 14، 3)

كلام العرب‌

- اللغة التامّة لغة العرب و الكلام الفصیح كلام العرب و ما سوی ذلك ناقص، فاللغة العربیة فی اللغات مثل صورة الإنسان فی الحیوان (ص، ر 3، 152، 11)- إنّ لسان العرب و كلامهم علی فنّین: فی الشعر المنظوم و هو الكلام الموزون المقفّی و معناه الذی تكون أوزانه كلّها علی رویّ واحد و هو القافیة، و فی النثر و هو الكلام غیر الموزون (خ، م، 470، 14)

كلام فصیح‌

- اللغة التامّة لغة العرب و الكلام الفصیح كلام العرب و ما سوی ذلك ناقص، فاللغة العربیة فی اللغات مثل صورة الإنسان فی الحیوان (ص،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 690
ر 3، 152، 11)

كلام اللّه‌

- كلام اللّه تعالی صفة ذاته، لا تركیب عبارة، و لا تألیف حروف، فإنّها تقع تحت الزمان، و تظهر بدفعات المدّة. و اللّه تعالی منزّه عن عوارض الزمان، و التكلّم بالحنك و اللسان، فكلامه صفة ذاته، و الصفة لا تفارق الموصوف بوجه من الوجوه، و لا فی وقت من الأوقات (غ، ع، 90، 12)

كلام النفس‌

- أما فی الخالق فكلام النفس هو الذی قام به (ش، م، 164، 13)

كَلِم وجودیة

- الكلم الوجودیّة، و هی كان أو یكون أو سیكون أو الآن (ف، حر، 111، 9)- بالهویّة هاهنا ما یدل علی الصدق إما مطلقا و إما مركّبا، أعنی بالمطلوب المفرد و المركّب إما فی القضیة المركّبة مثل قولنا زید هو موسیقوس أو زید لیس بموسیقوس، و فی المطلوب المطلق مثل قولنا هل زید هو أم لیس هو. و كذلك الكلمة الوجودیة تستعمل فی المطلوبین جمیعا، أعنی المطلق مثل قولنا هل زید موجود و فی المركّب مثل قولنا هل زید یوجد موسیقوس. و بالجملة فاسم الموجود و الهو هاهنا فی الموضعین إنما یدلّان علی الصادق لا علی الجنس، أعنی رباط هو و رباط یوجد فهو إنما دلّ فی المقول الأول علی الذی یستعمل فی القضیّة المطلقة، و فی الثانی علی الذی یستعمل فی القضیة المركّبة (ش، ت، 560، 8)

كلمات‌

- إنّ الكلمات إذا اتسقت صارت أقاویل، و إنّ الأقاویل تختلف تارة من جهة اللفظ و تارة من جهة المعنی و تارة منهما جمیعا. و هی خمسة أنواع: فمنها المشتركة فی اللفظ المختلفة فی المعنی كقولك عین الإنسان و عین الماء.
و مقابلتها هی المترادفة التی هی المختلفة فی اللفظ المتّفقة فی المعنی كقولك البر و الحنطة، و منها المتباینة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك حجر و شجر، و مقابلتها المتواطئة و هی المتّفقة فی اللفظ و المعنی جمیعا كقولك: هذا إنسان اسمه زید و هذا اسمه عمر، و منها المشتق أسماؤها و هی كقولك الضارب و المضروب و ما شاكلها من الأسماء المشتقّة من الأفعال (ص، ر 1، 318، 15)- إنّ الكلمات و الأسماء إذا اتسقت صارت أقاویل (ص، ر 1، 332، 3)

كلمات قولیة و وجودیة

- الكلمات القولیّة و الوجودیّة عبارة عن تعیّنات واقعة علی النفس إذ القولیّة واقعة علی النفس الإنسانیّ، و الوجودیّة علی النفس الرحمانی الذی هو صور العالم كالجوهر الهیولانی و لیس إلّا عین الطبیعة. فصور الموجودات كلّها طارئة علی النفس الرحمانی و هو الوجود (جر، ت، 195، 3)

كلمة

- الاسم عامّ و الكلمة خاصّ. و كل كلمة اسم و لیس كل اسم كلمة (جا، ر، 493، 9)- الاسم موضوع و الكلمة محمولة. فلا بدّ أن یكون الأوّل و الثانی فرق لأنّه لیس فی العالم شخصان بمعنی واحد، لأنّه مقول بالعرض لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 691
بالذات و الاختلاف بالعرض (جا، ر، 493، 11)- الكلمة أی الحدّ صورة عامة جنسیة لأجزائه أی للحدود التی تحته (ش، ت، 484، 2)- الكلمة یعنی (أرسطو) بها الحدّ (ش، ت، 851، 14)- یرید (أرسطو) بالكلمة الجوهر الذی یدل علیه الحدّ و هو الصورة (ش، ت، 984، 4)- إن أحد ما یقال علیه الجوهر هو العنصر، و الجوهر یقال بنوع ثان علی ما یدل علیه الحدّ و هو الصورة، و الكلمة أراد بها (أرسطو) الحدّ، و السنخ أراد به الصورة التی بها صار هذا الشی‌ء موجودا بالفعل … إن الجوهر الذی هو السنخ و الصورة هو بالحدّ مفارق للعنصر لا بالوجود إذ كان لا یمكن فی الصورة أن تفارق العنصر … و الجوهر الثالث هو المجموع من العنصر و الصورة و هو الذی تبیّن من أمره أن الكون و الفساد إنما یوجد له وحده … إنه مفارق بالحدّ و الوجود و لذلك قال بنوع مبسوط أی بإطلاق (ش، ت، 1028، 15)- الكلمة … فإن فعل بعضها التركیب و لبعضها الاختلاط و لبعضها شی‌ء آخر (ش، ت، 1049، 17)- الكلمة و هو اللفظ الموضوع لمعنی مفرد، و هی عند أهل الحقّ ما یكنّی به عن كلّ واحدة من الماهیّات و الأعیان بالكلمة المعنویّة و الغیبیّة و الخارجیّة بالكلمة الوجودیّة و المجرّدات بالمفارقات (جر، ت، 194، 19)

كلمة جامعة فاصلة

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 10)

كلمة طیبة

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا، مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حِجَی (س، ف، 195، 10)

كلّی‌

- الأشیاء كلّیة و جزئیة، أعنی بالكلّی الأجناس للأنواع، و الأنواع للأشخاص، و أعنی بالجزئیة الأشخاص للأنواع (ك، ر، 107، 4)- المحسوسات المتشابهة إنّما تتشابه فی معنی واحد معقول تشترك فیه، و ذلك یكون مشتركا لجمیع ما تشابه، و یعقل فی كلّ واحد منها ما یعقل فی الآخر، و یسمّی هذا المعقول المحمول علی كثیر" الكلّیّ" و" المعنی العامّ" (ف، حر، 139، 10)- الفرق بین الكلّی و الكل أنّ الكل متأخّر عن أجزائه، و الكلّی متقدّم علی جزئیاته. و الفرق بین الأجزاء أنّ طبیعة الكلّی بمنزلة الحیوان موجودة فی كل واحد من أجزائه بمنزلة الإنسان و الفرس، و أمّا الكل بمنزلة العشرة فطبیعة غیر موجودة فی كل واحد من أجزائه بمنزلة الثلاثة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 692
و التسعة (تو، م، 291، 4)- الكلّی لا وجود له من حیث هو واحد مشترك فیه فی الأعیان، و إلّا لكانت الإنسانیة الواحدة بعینها مقارنة للأضداد (س، ع، 56، 5)- الكلّی إنّما هو واحد بحسب الحدّ (س، ع، 56، 12)- إنّ الكلّی قد یقال علی وجوه ثلاثة: فیقال كلّی للمعنی من جهة أنّه مقول بالفعل علی كثیرین، مثل الإنسان. و یقال كلّی للمعنی إذا كان جائزا أن یحمل علی كثیرین و إن لم یشترط أنّهم موجودون بالفعل، مثل معنی البیت المسبع، فإنّه كلّی من حیث أنّ من طبیعته أن یقال علی كثیرین، و لكن لیس یجب أن یكون أولئك الكثیرین لا محالة موجودین بل و لا الواحد منهم. و یقال كلّی للمعنی الذی لا مانع من تصوّره أن یقال علی كثیرین، إنّما یمنع منه إن منع سبب و یدلّ علیه دلیل، مثل الشمس و الأرض، فإنّها من حیث تعقل شمسا و أرضا لا یمنع الذهن عن أن یجوز أنّ معناه یوجد فی كثیر (س، شأ، 195، 5)- الكلّی من حیث هو كلّی شی‌ء، و من حیث هو شی‌ء تلحقه الكلّیة شی‌ء. فالكلّی من حیث هو كلّی هو ما یدلّ علیه أحد هذه الحدود، فإذا كان ذلك إنسانا أو فرسا فهناك معنی آخر غیر معنی الكلّیة و هو الفرسیة. فإنّ حدّ الفرسیة لیس حدّ الكلّیة، و لا الكلّیة داخلة فی حدّ الفرسیة (س، شأ، 196، 6)- المعقول فی النفس من الإنسان هو الذی هو كلّی، و كلّیته لا لأجل أنّه فی النفس، بل لأجل أنّه مقیس إلی أعیان كثیرة موجودة أو متوهّمة حكمها عنده حكم واحد (س، شأ، 209، 6)- إنّ الكل من حیث هو كل یكون موجودا فی الأشیاء، و أما الكلّی من حیث هو كلّی فلیس موجودا إلّا فی التصوّر (س، شأ، 212، 5)- الكل یعدّ بأجزائه و یكون كل جزء داخلا فی قوامه، و أما الكلّی فإنّه لا یعدّ بأجزائه، و لا أیضا الجزئیات داخلة فی قوامه. و أیضا فإنّ طبیعة الكل لا تقوّم الأجزاء التی فیه، بل یتقوّم منها، و أما طبیعة الكلّی فإنّها تقوّم الأجزاء التی فیه. و كذلك فإنّ طبیعة الكل لا تصیر جزءا من أجزائه البتّة، و أما طبیعة الكلّی فإنّها جزء من طبیعة الجزئیات (س، شأ، 212، 6)- إنّ الكل لا یكون كلّا لكل جزء وحده و لو انفرد، و الكلّی یكون كلّیا محمولا علی كل جزئی (س، شأ، 212، 13)- الكل یحتاج إلی أن تحضره أجزاؤه معا، و الكلّی لا یحتاج إلی أن تحضره أجزاؤه معا (س، شأ، 212، 15)- الإنسان، من حیث هو واحد الحقیقة، بل من حیث حقیقته الأصلیة التی لا تختلف فیها الكثرة، غیر محسوس، بل معقول صرف و كذلك الحال فی كل كلّی (س، أ 2، 9، 8)- المعنی الكلّی بما هو طبیعة و معنی كالإنسان بما هو إنسان شی‌ء، و بما هو عام أو خاص أو واحد أو كثیر و ذلك له بالقوة أو بالفعل شی‌ء آخر (س، ن، 220، 7)- إنّ المعنی المسمّی كلیّا، وجوده فی الأذهان، لا فی الأعیان (غ، م، 174، 11)- الكلّی، من حیث إنّه كلّی، موجود فی الأذهان لا فی الأعیان، فلیس فی الوجود الخارج إنسان كلّی. و أمّا حقیقة الإنسانیة فهی موجودة فی الأعیان و الأذهان جمیعا (غ، م، 177، 13)- إنّ الكلّی لا یجوز أن یكون له جزئیات كثیرة، ما لم یتمیّز كل جزئی عن الآخر، بفصل أو عرض. فإن لم یفرض إلّا مجرّد الكلّی من غیر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 693
أمر زائد ینضاف إلیه لم یتصوّر فیه التعدّد و التخصّص (غ، م، 178، 2)- إنّ الكلّی هو الطرف المقابل للشخص (ج، ن، 143، 13)- الكلّی معنی واحد من سائر ما یقال أن یوجد لكثیرین و لیس لشخصین كذلك (ج، ن، 149، 3)- لا موضوع واحد من موضوعات الكلّی یفید الكلّی حالا و لا یشبه به الكلّی الأمور المتحرّكة، بل الأمر فیها علی الوجود المقابل. و ذلك أنّ نوعه، إن كان یفید الأمر الأفضل، فموضوعه یقبل الأمر الأفضل لأجل قبوله و إمكانه (ج، ر، 93، 23)- الكلّی هو نسبة الذهنی إلی الوجودی، فكل مصدّق أو مكذّب بشی‌ء فقد نسب صورته الذهنیة إلی عینه الوجودیة و عرف النسبة و الكلّیة تعرض للصورة الذهنیة من هذه النسبة إذا كانت إلی الكثیرین (بغ، م 1، 421، 13)- إنّ الكلّی معنی فی الذهن تتّصف به أشیاء كثیرة موجودة فی الأعیان أو متصوّرة فی الأذهان أیضا (بغ، م 2، 12، 13)- الكلّی و الجزئی صفتان نسبیتان تعرضان لمتصوّرات الأذهان و موجودات الأعیان فی الأذهان دون الأعیان (بغ، م 2، 13، 14)- مدرك الكلّی هو مدرك الجزئی لا محالة لأنّ الكلّی هو الجزئی فی ذاته و معناه لا فی نسبه و إضافاته التی صار بها كلیّا و جزئیّا (بغ، م 2، 86، 12)- إنّ الكلّی قد عرفته، و لا یقع فی الوجود، لأنّه یصیر له هویة لیست لغیره، فلا یكون كلیّا.
و لیست الإنسانیة موجودا واحدا فی كثیرین، فإنّ فی كل واحد إنسانیة تامّة لا یضرّه عدم الآخرین لیست هی فی غیره. فإذن الكلّی لیس إلّا فی الذهن. و الكلّی تكثّره فی الأعیان لا یكون إلّا بزائد علی الماهیة، إذ لا بدّ من الافتراق، و لا بدّ أن یكون هو غیر ما به الاشتراك (سه، ل، 125، 8)- الكلّی هو حاصر لأشیاء لا نهایة لها لكن بالقوة لا بالفعل (ش، ت، 42، 6)- الكلّی و الشی‌ء المشار إلیه طبیعتان لأن أحدهما معقول و الآخر محسوس (ش، ت، 224، 6)- الكلّی الذی لا أعمّ منه فی طبیعة ما هو …
یسمّی فی تلك الطبیعة الجنس (ش، ت، 229، 6)- إن لم یكن الكلّی هو الهیولی فباضطرار أن یكون الكلّی الذی هو غیر الأشیاء الجزئیة الصورة و الشكل (ش، ت، 241، 11)- الكلّی الذی هو محیط یقال علی نوعین:
أحدهما مثل ما نقول فی كل واحد من الأشیاء المشار إلیها إنه كل إذا لم ینقصه شی‌ء من أجزائه، و الثانی مثل ما نقوله علی التشبیه بهذا و هو الكلّی (ش، ت، 668، 10)- إن الكل و الكلّی یتشابهان من قبل أن الكلّی محیط بالأشیاء الجزئیة كما الكل محیط بالأجزاء و حاصر لها، فهما یجتمعان فی أن كل واحد منهما محیط و محاط به … و وجه شبهه للكل أنه یحمل علی الأشیاء الجزئیة فتصیر واحدة علی نحو شبیه بالواحد الجزئی، أعنی أن الواحد الذی هو كل یصیر الأجزاء متّحدة مثل كون الإنسان و الفرس واحد بالحیوانیة (ش، ت، 669، 2)- إن الكلّی لیس بجزء جوهر لشی‌ء من الموجودات (ش، ت، 963، 1)- الكلّی مشترك لأكثر من شی‌ء واحد (ش، ت، 963، 5)- إن كان الكلّی جوهرا موجودا فی الشخص
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 694
المشار إلیه فهو جوهر زائد علی الجوهر الذی به كان الشخص المشار إلیه شخص جوهر (ش، ت، 968، 7)- إن الجواهر لما كانت هی القائمة بأنفسها، و كان الكلّی من باب المضاف، فالكلّی لیس بجوهر مفارق أصلا، فإن المفارقة من جنس الأمور القائمة بذاتها لا من جنس الأمور المضافة. و علی هذا فلا یكون هاهنا جوهر إلّا الجواهر الجزئیة القائمة بذاتها إما فی مادة و إما فی غیر مادة (ش، ت، 969، 1)- لا الكلّی الذی هو أعمّ كلّی یكون للأشیاء المحسوسة، و لا لشی‌ء من الأجناس الداخلة تحت هذا الكلّی التی نسبتها إلیه نسبة الجزئیات إلی أخصّ كلّی یوجد فی الجنس الواحد (ش، ت، 969، 5)- كان اسم العلم مقولا علی علمه سبحانه و علمنا باشتراك الاسم، و ذلك أن علمه هو سبب الموجود و الموجود سبب لعلمنا. فعلمه سبحانه لا یتصف لا بالكلّی و لا بالجزئی، لأن الذی علمه كلّی فهو عالم للجزئیات التی هی بالفعل بالقوة فمعلومه ضرورة هو علم بالقوة إذ كان الكلّی إنما هو علم للأمور الجزئیة. و إذا كان الكلّی هو علم بالقوة و لا قوة فی علمه سبحانه، فعلمه لیس بكلّی (ش، ت، 1708، 7)- الإمكان هو كلّی، له جزئیات موجودة خارج الذهن كسائر الكلّیات، و لیس العلم علما للمعنی الكلّی و لكنه علم للجزئیات بنحو كلّی یفعله الذهن فی الجزئیات عند ما یجرّد منها الطبیعة الواحدة المشتركة التی انقسمت فی المواد. فالكلّی لیست طبیعته طبیعة الأشیاء التی هو لها كلّی (ش، ته، 80، 14)- الكلّی لیس بمعلوم بل به تعلم الأشیاء، و هو شی‌ء موجود فی طبیعة الأشیاء المعلومة بالقوة، و لو لا ذلك لكان إدراكه للجزئیات من جهة ما هی كلّیات إدراكا كاذبا. و إنما كان یكون ذلك كذلك لو كانت الطبیعة المعلومة جزئیة بالذات لا بالعرض، و الأمر بالعكس، أعنی أنها جزئیة بالعرض كلّیة بالذات، و لذلك متی لم یدركها العقل من جهة ما هی كلّیة غلط فیها و حكم علیها بأحكام كاذبة، فإذا جرّد تلك الطبائع التی فی الجزئیات من المواد و صیّرها كلّیة أمكن أن یحكم علیها حكما صادقا، و إلا اختلطت علیه الطبائع و الممكن هو واحد من هذه الطبائع (ش، ته، 80، 17)- إن الكلّی له وجود ما خارج النفس (ش، ته، 81، 13)- الكلّی لیس له وجود خارج الذهن و لا هو كائن فاسد (ش، ته، 280، 9)- الكلّی هو إدراك المعنی العام مجرّدا من الهیولی و إدراك الشخص هو إدراك المعنی فی الهیولی (ش، ن، 83، 16)- إنّ الكلّی محتاج إلی الشخص إذ لو لا الشخص لما كان للكلّی وجود و الشخص غنیّ عن الكلّی. فإنّ الكلّی هو المقول علی كثیرین و لو احتاج الشخص إلی الكلّی لاحتاج الشخص إلی شخص آخر یكون معه لیكون الكلّی مقولا علیهما (ر، م، 147، 20)- الكلّی الذی هو المعنی الإضافی جنس تحته خمسة أنواع الجنس و النوع و الفصل و الخاصة و العرض العام. و لست أعنی (الرازی) بهذه الخمسة معروضات هذه الأوصاف الإضافیة، و لا المركّب منها و من معروضاتها بل نفس هذه الأوصاف الإضافیة (ر، م، 448، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 695
- الكلّی من حیث هو كلّی هل له وجود فی الأعیان أم لا؟ فنقول الكلّی قد یراد به نفس الطبیعة التی تعرض الكلّیة لها، و قد یراد به كون الطبیعة محتملة لأن تعقل عنها صورة مشتركة بین كثیرین، و قد یراد به كون الطبیعة مشتركة بین كثیرین، و قد یراد به كون الطبیعة بحیث یصدق علیها أنّها لو قارنت بعینها لا هذه المادة و الأعراض بل تلك المادة و الأعراض لكان ذلك التشخّص الآخر. فالكلّی بالمعنی الأول و الثانی و الرابع موجود فی الأعیان، و أمّا بالمعنی الثالث فغیر موجود (ر، م، 449، 2)- الفرق بین الكلّ و الكلّی … من سبعة أوجه:
الأول أنّ الكلّ من حیث هو یكون موجودا فی الخارج، و أمّا الكلّی فلا وجود له إلّا فی الذهن. و الثانی إنّ الكل یعدّ بأجزائه و الكلّی لا یعدّ بجزئیاته. الثالث الكلّی یكون مقوّما للجزئی، و الكلّ یكون متقوّما بالجزء. الرابع أنّ طبیعة الكلّ لا تصیر هی الجزء، و أمّا طبیعة الكلّی فإنّها تصیر بعینها جزئیة مثل الإنسان إذا صار هذا الإنسان. الخامس إنّ الكلّ لا یكون كلّا لكلّ جزء وحده، و الكلّی یكون كلیّا لكلّ جزئی وحده لأنّ الإنسان محمول علی الشخص الواحد. السادس إنّ الكلّ أجزاؤه متناهیة و الكلّی جزئیاته غیر متناهیة. السابع إنّ الكلّ لا بدّ له من حضور أجزائه معا، و الكلّی لا یحتاج إلی حضور جزئیاته جمیعا (ر، م، 451، 5)- إنّ الكلّی مشترك بین جزئیاته و المشترك نسبته إلی كل واحد من جزئیاته المندرجة فیه نسبة واحدة (ر، م، 509، 17)- أمّا الكلّیّ، فعبارة عن معنی متّحد صالح لأن یشترك فیه كثیرون، كالإنسان، و الفرس، و نحوه (سی، م، 52، 6)

كلّی إضافی‌

- الكلّیّ الإضافیّ و هو الأعمّ من شی‌ء. اعلم أنّه إذا قلنا الحیوان مثلا كلّیّ فهناك أمور ثلاثة للحیوان من حیث هو هو و مفهوم الكلّیّ من غیر إشارة إلی مادّة من الموادّ و الحیوان الكلّیّ و هو المجموع المركّب منهما أی من الحیوان و الكلّیّ (جر، ت، 195، 19)

كلّی جوهری‌

- أما الكلّی الجوهریّ فإنه قد قیل فی حدّه إنه الذی یحمل علی الشی‌ء من طریق ما هو، و الجوهر الذی هو بالحقیقة هو الذی لا یحمل علی شی‌ء أصلا. و إذا كان هذا هكذا فلیس یدل الكلّی علی جوهر إلّا علی الجوهر الذی یدل علیه الجزء. مثل ما یدل الحیوان علیه من جوهر الفرس و الإنسان أعنی علی الطبیعة المشتركة لا علی الخاصّة (ش، ت، 964، 14)

كلّی حقیقی‌

- الكلّیّ الحقیقیّ ما لا یمنع نفس تصوّره من وقوع الشركة كالإنسان و إنّما سمّی كلّیّا لأنّ كلّیّة الشی‌ء إنّما هی بالنسبة إلی الجزئی، و الكلّیّ جزء الجزئی فیكون ذلك الشی‌ء منسوبا إلی الكلّ و المنسوب إلی الكلّ كلّیّ (جر، ت، 195، 15)

كلّی طبیعی‌

- من یقول بوجود الكلّی الطبیعی فی الخارج، لا یقول به إلّا فی ضمن الأفراد (ط، ت، 80، 6)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 696

كلّی و جزئی‌

- الكلّی و الجزئی … إن هاتین الدلالتین:
إحداهما دلالة علی المجتمع و هو قولنا" فلیش" و هی دلالة شبیهة بالدلالة الموضوعة علی الكل المجتمع من أكثر من شی‌ء واحد، و الثانیة دلالة علی الأجزاء التی منها تركّب الكل و هو قولنا هذه النفس و هذا البدن. و إنما أراد (أرسطو) أن الوجودین من نوع واحد أی شخصیّا أعنی وجود الكل و وجود أجزائه (ش، ت، 934، 2)- الكلی و الجزئی معلولان عن الموجودات (ش، ته، 136، 14)

كلّیات‌

- عن الجزئیات تحصل الكلّیات (ف، ج، 98، 20)- الكلّیات هی التجارب علی الحقیقة. غیر أن من التجارب ما یحصل عن قصد. و قد جرت العادة، بین الجمهور، بأن یسمّی التی تحصل من الكلیات عن قصد متقدّمة التجارب. فأما التی تحصل من الكلّیات للإنسان لا عن قصد:
فإما أن لا یوجد لها اسم عند الجمهور، لأنهم لا یعنونه، و إما أن یوجد لها اسم عند العلماء، فیسمّونها أوائل المعارض و مبادئ البرهان و ما أشبهها من الأسماء (ف، ج، 98، 21)- صرّح الفلاسفة بأنّ الكلّیات موجودة فی الأذهان لا فی الأعیان، و إنّما الموجود فی الأعیان جزئیات شخصیة، و هی محسوسة غیر معقولة، و لكنّها سبب لأن ینتزع العقل منها قضیة مجرّدة عن المادة عقلیة (غ، ت، 68، 1)- الكلّیات هی معان معقولة. و إنّما تصیر كلّیات بإضافتها إلی الأشخاص الموضوعة لها و كذلك معنی الشمس و القمر (ج، ن، 149، 9)- أمّا أنواع الأجسام الكائنة، فإنّ الأجسام موضوعات علی أنّ الكلّیات صور لتلك الأجسام و للأناسی الذین یفعلون بتلك المعقولات علی أنّهم قابلون لها، و بهم توجد تلك المعقولات، و تسند علی جهة ما الآثار فی المواد (ج، ر، 95، 5)- إنّ الجمل و الكلیات و المركّبات الوجودیة أسبق إلی أذهاننا و معرفتنا من التفاصیل و الأجزاء (بغ، م 1، 3، 10)- الكلّیات من جهة انتسابها إلی الجزئیات الموصوفة بها تتصنّف إلی صنفین، صنف ما یقال فیه إنّه هو هو كالإنسان لزید و عمرو …
و صنف ما یقال بالنسبة و التصریف كما یقال إنّه ذو هو أوله هو، أو یشتق له منه الاسم فی اللغة فیقال أبیض من البیاض، أو یغیّر فی التصریف كما یوصف الإنسان بالبیاض فیقال إنّه ذو بیاض أو له بیاض (بغ، م 2، 14، 3)- الكلّیات هی الأوائل (ش، ت، 229، 4)- الكلّیات بعضها أعمّ من بعض (ش، ت، 229، 5)- إذ الأجزاء التی منها الكل فیها أول و وسط و أخیر فالكلّیات التی لا یعرض أن تختلف صورها من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها جمیع، و التی یعرض للكل منها إختلاف فی الصورة من قبل اختلاف وضع أجزائها یقال لها كل لا جمیع، و هذه هی مثل الأشیاء المركّبة من أجزاء مختلفة بالشكل و المقدار. و إذا اختلفت فی الوضع فسدت صورة الكل و طبیعة الجزء كالحال فی أجزاء الحیوان (ش، ت، 670، 11)- ینتقل من معرفة آحاد الأشیاء أعنی الجزئیات لكونها أعرف عندنا إلی الكلّیات التی هی أعرف عند الطبیعة (ش، ت، 783، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 697
- إن الكلّیات لیست عللا فاعلة للأمور الجزئیة (ش، ت، 962، 9)- تكون الحدود و الكلّیات حالا من أحوال الجواهر الموجودة خارج النفس و كیفیة عارضة لها، مثل الحیوان العام للحیوان الخاص أعنی المشار إلیه فی حیوان حیوان (ش، ت، 965، 14)- إنه لیس شی‌ء من الكلّیات المحمولة من طریق ما هو علی الشی‌ء المشار إلیه یدلّ علیه من حیث هو مشار إلیه و بما هو شخص ما، بل من حیث فیه طبیعة مماثلة للطبیعة التی فی كل واحد من الأشخاص الداخلة تحت ذلك الكلّی، أعنی المشتركة سوی الطبیعة التی تخصّ واحدا واحدا منها (ش، ت، 969، 11)- الكلّیات لیس یمكن أن تكون جواهر لا للمثالات و لا للمحسوسات و إنها لیست أیضا أمورا تقدیریة لأنه ما كان یكون علم و لا كانت تكون الموجودات یوجد فیها التماثل و التقابل (ش، ت، 992، 1)- إذا كانت الكلّیات لیست جواهر فبیّن أن الموجود العام لیس بجوهر موجود خارج النفس كما لیس الواحد العام جوهرا … من قبل أن الواحد و الهویّة محمولات كلّیة لا وجود لها إلّا من حیث هی فی الذهن (ش، ت، 1271، 10)- إذا لم تكن الكلّیات جواهر فولا الأجناس هی أیضا جواهر (ش، ت، 1272، 2)- إنّ الكلّیات لیست بجواهر موجودة خارج النفس و إن كانت تدل علی جواهر (ش، ت، 1403، 5)- إن الكلّیات إنما هی عند أرسطو شی‌ء یجمعه الذهن من الجزئیات أی یأخذ التشابه الذی بینهما فیصیّره معنی واحدا (ش، ت، 1417، 7)- إن المبادی إذا نسبت إلی الأشیاء التی هی لها مبادئ أمكن أن تنسب بنحوین: أحدهما علی طریق الكلّیة و الآخر علی طریق الجزئیة، و یعرف أن النسبة الحقیقیة هی نسبة بعضها إلی بعض علی طریق الجزئیة إذ كانت الكلّیات أمورا غیر موجودة خارج النفس و إنما هی أمور تجتمع فی الذهن من الجزئیات (ش، ت، 1543، 8)- المبادی الحقیقیة هی التی هی جوهرها أنها شی‌ء موجود بالفعل خارج النفس و مشار إلیه، و الآخر الذی هو بالقوة مشار إلیه، و الأول متقدّم علی هذا، و هذا التقدّم كما یقول الاسكندر هو التقدّم الذی فی الوجود لا التقدّم الذی فی الذهن. فإن الكلّیات هی متقدّمة فی الذهن علی الجزئیات إذ كان بارتفاعها ترتفع الجزئیات، فلذلك قد یظنّ أن الكلّیات هی جواهر (ش، ت، 1544، 10)- إن قول الفلاسفة الكلّیات موجودة فی الأذهان لا فی الأعیان، إنما یریدون أنها موجودة بالفعل فی الأذهان لا فی الأعیان. و لیس یریدون إنها لیست موجودة أصلا فی الأعیان بل یریدون إنها موجودة بالقوة غیر موجودة بالفعل، و لو كانت غیر موجودة أصلا لكانت كاذبة. و إذا كانت خارج الأذهان موجودة بالقوة، و كان الممكن خارج النفس بالقوة فإذا من هذه الجهة تشبه طبیعته طبیعة الممكن (ش، ته، 80، 24)- إن الأشخاص موجودة فی الأعیان و الكلّیات فی الأذهان، فلا فرق فی معنی الصادق فی الموجودات الهیولانیة و المفارقة (ش، ته، 176، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 698
- الكلّیات معقولات تابعة للموجودات و متأخّرة عنها (ش، ته، 194، 10)- إن الكلّیات لیس لها وجود خارج النفس …
و إن الوجود منها خارج النفس إنما هو أشخاصها فقط (ش، ن، 96، 10)- الكلّیات من المعقولات الثوانی و الأشیاء التی عرض لها الكلّی من المعقولات الأول (ش، ما، 81، 16)- إنّ الكلّیات تحمل علی الجزئیات التی لا شك فی جوهریتها بهو هو (ر، م، 146، 19)- الكلّیات لا وجود لها فی الأعیان (ر، م، 552، 19)- أمّا الكلّیات فالحسّ لا یعطیها البتّة، فإنّ الحسّ لا یشاهد إلّا هذا الكل و هذا الجزء، فأمّا وصف الأعظمیة فهو غیر مدرك بالحسّ (ر، مح، 29، 16)- الكلّیات من حیث هی كلّیات، لیست موجودة خارجیة حتی تكون معلولة، بل وجودها هو وجود جزئیاتها (ط، ت، 246، 1)

كلّیات الأشیاء

- كلّیات الأشیاء، إذ هی فی النفس خارجة من القوة إلی الفعل، هی عقل النفس المستفاد الذی كان لها بالقوة، فهی العقل الذی بالفعل الذی أخرج النفس من القوة إلی الفعل (ك، ر، 155، 6)

كلّیات الجواهر

- الجوهر یقال أولا علی الذی لا یقال علی شی‌ء و لا فی شی‌ء و تقال علیه سائر الأشیاء. و هو الذی یسمّی شخص الجوهر و یسمّیه (أرسطو) فی" كتاب المقولات" الجوهر الأول، و یحتمل أن یرید بعلی معنی فیه. و علی هذا یشتمل هذا القول علی الجواهر الأول و الثوانی و هی كلّیات الجواهر (ش، ت، 565، 4)- كلّیات الجواهر جواهر (ر، م، 147، 10)

كلّیات ذاتیة

- أما الكلّیات الذاتیة التی هی ماهیّة الشی‌ء أعنی التی تفهم جوهر الشی‌ء المفرد فإنها الشی‌ء المفرد بعینه … أعنی بأنها تعرّف جوهر المفردات (ش، ما، 69، 8)- لو لم تكن كلّیات الشی‌ء الذاتیة هی الشی‌ء المفرد بعینه، أعنی الموضوعات، لما كانت ماهیّة الشی‌ء هی الشی‌ء، فكانت لا تكون ماهیّة الحیوان مثلا هی الحیوان المشار إلیه، و كانت ترتفع المعرفة حتی لا یكون هاهنا معقول أصلا لشی‌ء من الأشیاء (ش، ما، 69، 14)

كلّیة

- إنه لیس یمكن أن یكون شی‌ء من الأشیاء التی تسمّی كلّیة جوهرا لشی‌ء من الأشیاء و إن كانت هی المعرفة لجواهر الأشیاء القائمة بذاتها (ش، ت، 962، 15)- الكلّیة وصف إضافی عارض للماهیّات.
فالكلّی قد یراد به معروض هذا الوصف، و قد یراد به مجرّد هذا الوصف، و قد یراد به مجموع الأمرین (ر، م، 448، 2)

كلّیة سالبة

- إنّ السلب و الإیجاب نوعان: كلیة و جزئیة.
فالكلیة الموجبة مثل قولك كل نار حارّة، و سالبتها لیس شی‌ء من النیران حارّة (ص، ر 1، 334، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 699

كلّیة الشی‌ء

- إنما كلّیة الشی‌ء الذی له الحدّ الدالّ علی ما إنیّة الشی‌ء (ش، ت، 794، 17)

كلّیة موجبة

- إنّ السلب و الإیجاب نوعان: كلیة و جزئیة.
فالكلیة الموجبة مثل قولك كل نار حارّة، و سالبتها لیس شی‌ء من النیران حارّة (ص، ر 1، 334، 14)

كم‌

- أمّا تركیب كم مع جوهر فكائن و أین، فإنّ فیها قوة جوهر مع مكان، و المكان كمّیة، و كذلك كائن و متی، فإنّ فیها قوة زمان مع جوهر، و الزمان كمّیة (ك، ر، 371، 6)- الكمّ، و هو هیئة فی الجسم هی لذاته قابلة للتجزّی و المساواة و التفاوت و النهایة. فمنه المتّصل، و هو الذی یوجد لأجزائه حدّ مشترك تتلاقی عنده و تتّحد به، و منه المنفصل، و هو الذی لا یوجد فیه ذلك (سه، ل، 123، 15)- إن العدم لیس بمقدار و لا یكون إلا كمّا ضرورة، فإن مقدار الكم ضرورة كم (ش، ته، 68، 13)

كم ذی وضع‌

- برهان أن كل حركة محدثة قبلها زمان، أن كل حادث لا بد أن یكون معدوما، و لیس یمكن أن یكون فی الآن الذی یصدق علیه أنه حادث معدوما. فبقی أن یصدق علیه أنه معدوم فی آن آخر غیر الآن الذی یصدق علیه فیه أنه وجد بین كل آنین زمان لا یلی أن آنا كما لا تلی نقطة نقطة. و قد تبیّن ذلك فی العلوم. فإذن قبل الآن الذی حدثت فیه الحركة، زمان ضرورة. لأنه متی تصوّرنا آنین فی الوجود حدث بینهما زمان و لا بد." فالفوق" لا یشبه" القبل" كما قیل فی هذا القول، و لا" الآن" یشبه" النقطة"، و لا" الكم ذی الوضع" یشبه" الذی لا وضع له" (ش، ته، 65، 1)

كم متصل‌

- إنّ الكم المتّصل لا یخلو إما أن یكون قارّا حاصل الوجود بجمیع أجزائه، أو لا یكون، فإن لم یكن، بل كان متجدّد الوجود شیئا بعد شی‌ء فهو الزمان. و إن كان قارّا و هو المقدار، فإما أن یكون أتمّ المقادیر و هو الذی یمكن فیه فرض أبعاد ثلاثة، إذ لیس یمكن أن یفرض فیه فوق ذلك، و هذا هو المقدار المجسّم، و إما أن یفرض فیه بعدان فقط (س، شأ، 117، 8)- نقول فی الكم المتصل: إنه أعظم و أكبر، و لا نقول: إنه أكثر أو أقل (ش، م، 138، 12)- الكم المتصل هو الذی یمكن أن یعرض علیه فی وسطه نهایة یلتقی عندها طرفا القسمین جمیعا (ش، م، 138، 17)- الجسم و سائر أجزاء الكم المتصل یقبل الانقسام (ش، م، 138، 19)

كم منفصل‌

- المتّصل إن ائتلف من أشیاء غیر متّصلة و لا متلاقیة، فقد یلزم ضرورة أن یأتلف من أشیاء متتالیة كما یأتلف العدد، فیكون الكم المنفصل متّصلا (ش، سط، 91، 5)

كم هو

- أما كم هو فسؤال یبحث عن مقدار الشی‌ء، و الأشیاء ذوات المقادیر نوعان: متّصل و منفصل. فالمتّصل خمسة أنواع: الخط
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 700
و السطح و الجسم و المكان و الزمان، و المنفصل نوعان: العدد و الحركة. و هذه الأشیاء كلها یقال فیها كم هو (ص، ر 1، 200، 4)

كمال‌

- الكمال علی وجهین: كمال أول، و كمال ثان.
فالكمال الأول هو الذی یصیر به النوع نوعا بالفعل كالشكل للسیف. و الكمال الثانی هو أمر من الأمور التی تتبع نوع الشی‌ء من أفعاله و انفعالاته، كالقطع للسیف، و كالتمییز و الرویّة و الإحساس و الحركة للإنسان (س، شن، 10، 4)- الكمال علی ضربین: كامل بذاته، و كامل بصفات أفادته الكمال، و تلك الصفات یلزم ضرورة أن تكون كاملة بذاتها لأنها إن كانت كاملة بصفات كمالیة یسأل أیضا فی تلك الصفات هل هی كاملة بذاتها أو بصفات فینتهی الأمر إلی كامل بذاته. و الكامل بغیره یحتاج ضرورة علی الأصول المتقدّمة إذا سلّمت إلی مفید له صفات الكمال و إلّا كان ناقصا، و أما الكمال بذاته فهو كالموجود بذاته، فما أحق أن یكون الموجود بذاته كاملا بذاته (ش، ته، 189، 12)- الذی فی النهایة من الكمال فی الوجود یجب أن یكون واحدا، لأنه إن لم یكن واحدا لم یكن فی النهایة من الكمال فی الوجود، لأن الذی فی النهایة لا یشاركه غیره (ش، ته، 220، 7)- الكمال … صنفان: إما كمال محض لا یكون فیه شی‌ء من القوة أصلا و هو نهایة الحركة الذی إذا بلغته كفّت و فسدت، و ذلك مثل الأبیض یتحرّك إلی أن یصیر أسود و النحال یتحرّك إلی أن یصیر تمثالا، و إما كمال یحفظ ما بالقوة و لا یوجد إلا بوجود القوة مقترنة به و هذا المعنی هو المسمّی حركة (ش، سط، 47، 8)- عند السكون لا یستخرج الكمال من القوة إلی الفعل و عند الحركة یستخرج (ر، ل، 100، 7)

كمال أقصی‌

- لو رفعنا العقل الذی بالفعل لم یكن الكمال الأقصی لنا موجودا (ش، ما، 149، 1)

كمال الإنسان‌

- إن كمال الإنسان فی خلقه هو كمال الخلق (ف، تن، 9، 4)

كمال أول‌

- الحكماء یسمّون ما یحتاج إلیه الشی‌ء فی وجوده و بقائه الكمال الأوّل، و ما لا یحتاج إلیه فی بقائه و وجوده الكمال الثانی (ف، ت، 3، 4)

كمال ثان‌

- الحكماء یسمّون ما یحتاج إلیه الشی‌ء فی وجوده و بقائه الكمال الأوّل، و ما لا یحتاج إلیه فی بقائه و وجوده الكمال الثانی (ف، ت، 3، 4)

كمال الحی‌

- كمال الحی بما هو حی هی الحركة (ش، ته، 272، 13)

كمال العلم‌

- أول العلم بأول الأسباب التی هی المبادی، و كمال العلم بآخر الأسباب التی هی الغایات (بغ، م 1، 13، 22)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 701

كمال القوة

- القوة تقال علی ثلاثة معان، بالتقدیم و التأخیر:
فیقال قوة للاستعداد المطلق الذی لا یكون خرج منه بالفعل شی‌ء، و لا أیضا حصل ما به یخرج، كقوة الطفل علی الكتابة. و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا كان لم یحصل للشی‌ء إلّا ما یمكنه به أن یتوصّل إلی اكتساب الفعل بلا واسطة، كقوة الصبی الذی ترعرع و عرف الدواة و القلم و بسائط الحروف علی الكتابة.
و یقال قوة لهذا الاستعداد إذا تمّ بالآلة، و حدث مع الآلة أیضا كمال الاستعداد بأن یكون له أن یفعل متی شاء بلا حاجة إلی الاكتساب، بل یكفیه أن یقصد فقط، كقوة الكاتب المستكمل للصناعة إذا كان لا یكتب. و القوة الأولی تسمّی مطلقة و هیولانیة، و القوة الثانیة تسمّی قوة ممكنة، و القوة الثالثة تسمّی كمال القوة (س، شن، 39، 16)

كمالات‌

- الكمالات علی قسمین: إما مبادئ الأفاعیل و الآثار، و إما ذات الأفاعیل و الآثار، و أحدهما أول و الآخر ثان، فالأول هو المبدأ، و الثانی هو الفعل و الأثر (س، ف، 153، 11)- الكمالات منها ما هی للأجسام، و منها ما هی للجواهر الغیر الجسمانیة، فالنفس كمال أول لجسم (س، ف، 153، 13)- الكمالات: منها أولیة الحصول و الكون لما هی له و لیس كونها له عارضا و تابعا لكون أشیاء أخری، و منها ثانیة الكون و عارضة تابعة لتكوّن تلك الأوائل (بغ، م 1، 299، 16)- لا یمتنع أن یوجد من الكمالات التی تجری مجری الهیئات ما یفارق محلّه مثل الملّاح فی السفینة و الصانع مع الآلة التی یفعل بها، فإن كان البدن كالآلة للنفس، فهی هیئة مفارقة (ش، ته، 82، 8)- الكمالات … صنفان: أحدهما كمال هو غایة الحركة و تمامها و المأخوذ فی حدّها، و هذا الكمال لما كان بالفعل منقسما كان الوجود له من جهة ما هو منقسم بحركة.
و الثانی كمال هو غیر موجود بالفعل بحركة إذ كان غیر موجود بالفعل (ش، سط، 82، 14)

كمالات أول‌

- كمالات أول و هی التی إذا ارتفعت بطل ما هی له كمالات (س، ن، 100، 1)

كمالات ثانیة

- إرادة الفلك و الكواكب أن تستكمل و تشبّه بالأول فتتبع إرادتها هذه الحركة و یلزم عن حركتها وجود هذه الكائنات، فهذه كمالات ثوان (ف، ت، 15، 12)- كمالات ثانیة لا یؤدّی ارتفاعها إلی بطلان الشی‌ء الذی هی له كمالات بل یؤدّی إلی ارتفاع صلاح حالاته (س، ن، 100، 2)

كمون‌

- أصحاب الكمون و الظهور زعموا أنّ الأجسام لا یوجد منها شی‌ء بسیطا صرفا بل كل جسم فإنّه مختلط من كل الطبائع لكنّه یسمّی باسم الغالب علیه. فإذا لقیه ما یكون الغالب علیه من جنس ما كان مغلوبا فیه فإنّه یبرز ذلك المغلوب من الكمون و یحاول مقاومة ما كان غالبا (ر، م، 576، 8)

كمّیات‌

- الكمّیات لها أجزاء (ف، ت، 6، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 702
- من الكمّیات ما یقال بذاتها و منها ما یقال بنوع العرض، یرید (أرسطو) بالتی تقال بنوع العرض، التی یلحقها التقدیر من قبل أنها فی كمّیة بالذات و هی المتصلة. ثم أتی (أرسطو) بمثال من الكمّیة التی بالذات و التی بالعرض فقال: مثل الخط فإنه كمّیة ما بذاته، و أما الموسیقوس فبنوع العرض (ش، ت، 597، 8)- من الكمّیات الحركات و الزمن، فإن هذه أیضا كمّیات بالذات و متصلة (ش، ت، 599، 8)

كمّیة

- أمّا الكمّیة فهی الحاصرة المشتملة علی قولنا الأعداد مثل عدد مساو لعدد أو عدد مخالف لعدد و سائر الأرطال و الأعداد و الأقدار من الأوزان و المكاییل و ما شاكل ذلك فیه. و إنّما أرادوا (الفلاسفة) بالكمّیة كم مقدار الشی‌ء فی ذاته أی معرفة مقداره علی التحقیق (جا، ر، 434، 1)- إنّ الكیفیّة و الكمّیة حاصرة للزمان و المكان، و الزمان و المكان حاصران للجوهر و الطبائع، و الطبائع أعلی من الجوهر و الجوهر دونها (جا، ر، 446، 10)- الكمّیة- ما احتمل المساواة و غیر المساواة (ك، ر، 167، 2)- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- الكمّیة أقرب إلی الجوهر و أشدّ توحّدا به و أدلّ علی المواصلة و التشبّث و الوحدة، و لیس كذلك الكیفیة بحسب الكثرة، مخالفا لمقتضی الكیفیة بحسب الوحدة (تو، م، 158، 1)- یقال: ما الكمّیة؟ الجواب: ما احتمل المساواة و غیر المساواة (تو، م، 316، 20)- كما أنّ الاثنین متأخّرة الوجود عن الواحد كذلك الكمیّة متأخّرة الوجود عن الهویة، و الهویّة هی متقدّمة الوجود علی الكمیة و الكیفیة و غیرهما كتقدم الواحد علی الاثنین و الثلاثة و جمیع العدد (ص، ر 2، 5، 6)- إنّ الهویّة و الكمیّة و الكیفیّة كلها صور بسیطة معقولة غیر محسوسة فإذا تركت بعضها علی بعض صار بعضها كالهیولی و بعضها كالصورة، فالكیفیة هی صورة فی الكمیّة و الكمیّة هیولی لها، و الكمیّة هی صورة فی الهویّة و الهویّة هیولی لها، و المثال فی ذلك من المحسوسات أنّ القمیص صورة فی الثوب و الثوب هیولی له و الثوب صورة فی الغزل (ص، ر 2، 5، 9)- أمّا الكمّیة: فهی نوعان: متّصلة و منفصلة.
و المتّصلة أربعة أقسام: الخطّ، و السطح، و الجسم، و الزمان (غ، م، 166، 3)- إنّ الكمّیة و الكیفیة عرضان (غ، م، 170، 5)- یقال كمّیة الذی یتجزّأ فی أشیاء هی فیه و لكل واحد منها أو أحدها طبع أن یكون واحدا ما، هذا یحتمل أن یكون كأنه رسم للكمّیة المتصلة و المنفصلة، و ذلك أن كل ما ینقسم فإنما ینقسم إلی أشیاء فی طباعها أن تكون واحدة (ش، ت، 595، 11)- الكمّیة لیست بجوهر (ش، ت، 774، 7)- الكمّیة تقال علی كل ما یقدّر بجزء و منه و هی إنما تقال أوّلا بنوع حقیقی علی العدد ثم علی سائر الأجناس التی عدّدت هنالك. و الكمیة منها بالذات و منها بالعرض. فالتی بالذات مثل العدد و سائر تلك الأنواع التی عدّدت، و التی بالعرض مثل السواد و البیاض، فإنه یلحقهما التقدیر من جهة ما هما فی عظم. و الذی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 703
بالذات قد توجد للشی‌ء وجودا أوّلیّا مثل وجود التقدیر للعدد و العظم و قد یوجد ثانیا و بتوسط شی‌ء آخر مثل الزمان فإنه إنما عدّ فی الكمیة من أجل الحركة و الحركة من أجل العظم (ش، ما، 40، 11)

كمّیة بالذات‌

- من الكمّیة التی بالذات ما هی كمّیة بذاتها و جوهرها، و منها ما هی كمّیة لأنها أعراض للكمّیة التی بذاتها، مثل الكبیر و الصغیر و الطویل و القصیر و العریض و الضیق و العمیق و الغیر عمیق و الوضع و عدم الوضع (ش، ت، 598، 3)- أما الكمّیة التی هی كمّیة بذاتها فتقال علی المتصلة و علی أشیاء أخر، یرید بذلك (أرسطو) الهویة و یحتمل أن یرید بالأشیاء الأخر لواحق الكمّیة مثل المساوی و غیر ذلك (ش، ت، 598، 18)

كمّیة عظیمة

- یقال كمّیة عظیمة لكل ما یقدّر بمقدار متصل یفرض (ش، ت، 596، 9)

كمّیة كثیرة

- یقال كمّیة كثیرة لكل ما یعدّ بالواحد العددی (ش، ت، 596، 8)

كمّیة متصلة

- الكمّیة المتصلة فإنما تنقسم إلی آحاد من شأنها أن تكون واحدة و لكنها تقبل القسمة (ش، ت، 596، 4)- أما الكمّیة المتصلة التی هی العظم فهی التی تتجزّأ إلی أشیاء متصلة (ش، ت، 596، 12)

كمّیة منفصلة

- أمّا الكمّیة المنفصلة: فنعنی بها العدد، و هو أیضا عرض، لأنّ العدد یحصل من تكرّر الآحاد، فإن كان الواحد و الوحدة عرضا، كان العدد الحاصل منه، أولی بالعرضیة (غ، م، 167، 20)- الكمّیة المنفصلة … تنقسم إلی آحاد غیر منقسمة بالطبع (ش، ت، 596، 3)- إن كل ما ینزل من الكمّیة المنفصلة منزلة الجوهر و الصورة فهو شی‌ء واحد فی كمّیة لا كمّیة فی كمّیة، مثل الستة فإن جوهرها هو أنها ستة واحدة لا أنها ثلاثة مرتین (ش، ت، 605، 5)

كهانة

- الكهانة قوة إلهیة توجد فی شخص بعد شخص بسهام سماویة، و أسباب فلكیة، و أقسام علویة، فإذا توسّطت صارت فی منصف البشریة و الربوبیة، فحینئذ یكون ما یبدو بها مشیرا إلی غیب أمور الدنیا و إلی غیب أمور الآخرة علی حدّ یكون علی سواء (تو، م، 226، 16)

كواكب‌

- الفلك و الكواكب تعقل الأول فیستفزّها الالتذاذ بهذا الفلك و التعقّل فتتّبعه الحركة كما نتخیّل نحن أشیاء فیستفزّنا ذلك فتحدث منه حركات كالوجد و النشاط، إلّا أن الفلك یتصوّر الغایة مع تلك الحركات و لا نتصوّر نحن الغایة (ف، ت، 14، 7)- الكواكب أیضا فی ذاتها متحرّكة علی مراكزها أنفسها فی أفلاك تداویرها (ف، ت، 16، 8)- الكواكب تتخیّل الأشیاء فیصیر تخیّلها سببا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 704
لحدوث أشیاء كما أن حركاتها تكون سببا لحدوث أشیاء أخر. و قد یكون تخیّلها سببا لإیقاع تخیّلات فی نفوسنا فتبعثنا علی فعل أشیاء. و قد تتخیّل الأشیاء فیصیر سببا لأمور طبیعیة مثل أن نتخیّل حرارة الهواء فتحدث فی الهواء حرارة (ف، ت، 18، 8)- إنّ الكواكب أجرام غیر الأفلاك التی تحملها (س، شط، 37، 12)- الكواكب تتحرّك مع تحرّك أفلاكها من المشرق إلی المغرب (ش، سم، 67، 5)

كوكب‌

- إنه لیس یمكن فی الكوكب أن یتحرّك الحركات المختلفات من جهة ما هو متحرّك بذاته بل من جهة ما هو جزء من فلك (ش، ت، 1672، 5)- لزم فی كل كوكب أن تكون حركته مساویة لحركة فلكه، و لیس لذلك جهة إلا أن یكون ذلك بالعرض مثل ما یعرض عند ما نتوهّم متحرّكین بذاتهما یقطعان مسافة واحدة فی زمان واحد (ش، سم، 67، 20)- كل كوكب توجد له أكثر من حركة واحدة، فالمحرّكون له معلولون ضرورة عن محرّك الكوكب، و المحرّكون للكواكب السبعة معلولون عن المحرّك للفلك الأعظم (ش، ما، 151، 1)

كون‌

- إنّ أحد أنواع الحركة هو الكون (ك، ر، 118، 19)- الكون إذا تبیّن ما هو لزم اضطرارا فیما یتكوّن بعضه عن بعض إلی أن ینفعل بعض عن بعض و یفعل بعض فی بعض، و كان یلزم ضرورة فیما ینفعل بعضه عن بعض أن تكون متماسّة (ف، ط، 100، 4)- یقال: ما الكون؟ الجواب: خروج الشی‌ء من القوة إلی الفعل (تو، م، 311، 9)- لكل كون و نشوء أول و ابتداء و له غایة و نهایة إلیها یرتقی و لغایتها ثمرة تجتنی فمسقط النطفة كون قد ابتدئ، و غایته الولادة التی إلیها المنتهی (ص، ر 3، 59، 11)- إنّ لفظة" كان" تدلّ علی أمر مضی و لیس الآن، و خصوصا و یعقبه قولك ثم، فقد كان كون قد مضی قبل أن خلق الخلق، و ذلك الكون هو متناه، فقد كان إذن زمان قبل الحركة و الزمان، لأنّ الماضی إما بذاته و هو الزمان، و إما بالزمان و هو الحركة و ما فیها و ما معها (س، شأ، 379، 10)- الكون یقال لحدوث الصورة فی الهیولی بل فی المركّب بل لحصول المركّب علی ما هو علیه بهیولاه و صورته (بغ، م 1، 160، 15)- من الكون ما هو طبیعی كما تتكوّن الحیوانات عن النطف و النبات عن البذور، و منه صناعی كما یتكوّن الكرسی عن الخشب (بغ، م 1، 160، 19)- الكون هو حدوث الصورة التی بها هو ما هو (بغ، م 1، 161، 23)- إن الكون لما كان ظاهرا من أمره أنه من جهة أعلاه یكون متناهیا، فلیس یمكن أن یكون للشی‌ء الذی تمّ كونه و فرغ مبدأ هیولانی و لذلك المبدأ مبدأ آخر هیولانی مخالف له و یمرّ الأمر إلی غیر نهایة حتی لا یوجد له أخیر. مثل أن تكون النار متكوّنا لا یتكوّن منه شی‌ء غیره و تكون تكوّنت هی من الهواء من الماء و الماء من الأرض و یمر الأمر هكذا فی أجسام تخالف بعضها بعضا بالصورة إلی غیر نهایة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 705
(ش، ت، 25، 10)- الكون إنما هو مما یتكوّن لا مما كان و فرغ (ش، ت، 26، 15)- إنّما كان الكون من الذی یتكوّن أی الذی فی طریق الكون لأن الموجود الذی بالفعل و هو الذی فرغ كونه یقابل فی الحقیقة للعدم، و العدم لیس یمكن أن یكون منه كون أی لیس یمكن أن یكون هو المتكوّن، و لا أیضا ما فرغ كونه یمكن أن یكون هو المتكوّن، فواجب أن یكون المتكوّن هو الذی وجوده وسط بین العدم و الوجود بالفعل و هو الموجود فی طریق الكون و هو المتكوّن (ش، ت، 27، 1)- الكون إنما هو مما بالقوة لا مما بالفعل (ش، ت، 100، 2)- إن ما یكون و یفسد له أسباب و تلك الأسباب آئلة و منتهیة و راجعة إلی سبب أول إذ كان لیس یمكن أن تمرّ أسباب الكائن و الفاسد إلی غیر نهایة. إلّا أن الفرق بینهما أن الفساد هو شی‌ء یكون باضطرار، و الكون لیس هو شی‌ء یكون باضطرار، و لو كان ذلك لكانت جمیع الأمور موجودة باضطرار. و لو كان ذلك كذلك لكان الكون شیئا موجودا فی جوهر الأشیاء التی فیها الكون مثل ما هو الفساد موجودا فی جوهرها (ش، ت، 735، 10)- كل كون بیّن أنه إنما یكون بتغیّر العنصر، و المغیّر هو الشخص المكوّن (ش، ت، 867، 17)- یكفی فی الكون أن یكون المولد فیه قوة علی تكوین مثل صورته فی العنصر الذی هو بالقوة صورته، أی لیس یكون فعله شیئا أكثر من إخراج ما بالقوة فی العنصر من صورته إلی الفعل. و یكون العلّة فی تعدّد المتكوّنات عن المكوّن الواحد تعدد العناصر التی یفعل فیها و بالجملة كونه فاعلا فی الغیر، و أن یكون المكوّن و المتكوّن مع هذا واحدا بالصورة (ش، ت، 870، 7)- إن الكون إنما یكون من الأشیاء المتفقة بالصورة المختلفة بالعدد (ش، ت، 881، 2)- تبیّن الفرق بین الكون المطلق و لا كون المطلق و هو الكون و الفساد الذی یكون فی الجوهر، و بین الكون و لا كون الذی لا یقال بإطلاق و هو الذی یكون فی سائر التغییرات (ش، ت، 1033، 1)- إذا كان هاهنا كون بالذات و كان الكون من الأضداد، فهو ظاهر أنه لیس تكوّن جمیع الأضداد بعضها من بعض بل من أضداد محدودة مثل إنسان أبیض من أسود و هی بالجملة التی هی فی جنس واحد لا التی هی فی أجناس مختلفة، و ذلك إنما یتكوّن الأبیض من الأسود لا من الحار أو البارد أو الرطب أو الیابس (ش، ت، 1084، 10)- إن الذی هو متكوّن بالقوة هو الذی یقبل الزیادة و النقصان … لأن الكون یتمّ بهذه الثلاثة الأحوال، و ذلك أن المكوّن عند ما یتكوّن لا بد له من فصل به یتمیّز من عنصره ما لا یصلح أن یكون قابلا للصورة، و لا بد له فی الكون من زیادة و هی الصورة التی بها قیل فیه إنه قد تكون و الزیادة و النقصان لا یكون إلا بتغیّر (ش، ت، 1170، 15)- إن كان الكون إنما یكون فی الهیولی بین الأضداد، و كان كل كون إما أن یكون من صورة كاملة إلی صورة ناقصة أو بالعكس من صورة ناقصة إلی كاملة، و كان الكون إنما یكون من الأضداد، فبیّن أن أحد الضدین فیه عدم و لیس كل ما فیه عدم فهو ضد (ش، ت، 1316، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 706
- إن كان الكون موجودا فإنه: إما أن یكون من العدم، و إما من الوجود. فإن كان من العدم فلیس فی طبیعة العدم أن ینقلب موجودا، و إن كان من الموجود فالموجود موجود قبل أن یوجد (ش، ت، 1441، 14)- إن الكون هو من غیر موجود بالعرض لأنه من موجود بالقوة و هو الهیولی التی عرض لها العدم الذی هو غیر موجود بإطلاق و هو أیضا من غیر موجود بالفعل بالعرض لأنه عرض للهیولی التی منها الكون بالذات إن كانت غیر موجودة بالفعل و موجودة بالقوة (ش، ت، 1442، 2)- الغایة الأولی فی الكون هی الصورة (ش، سط، 41، 18)- الكون: إما أن یكون حركة و إما أن یكون نهایة حركة (ش، سط، 122، 16)- الكون یكون فی الجوهر و أنه من لا موجود إلی موجود. و نعنی هاهنا بلا موجود ما لیس هو موجودا بالفعل و هو موجود بالقوة (ش، سك، 97، 5)- أمّا الكون، فعبارة عن خروج شی‌ء من العدم إلی الوجود دفعة واحدة، فی طرف زمان، لا یسیرا یسیرا (سی، م، 93، 6)

كون بالذات‌

- الكون بالذات إنما هو الأمر الشخصی الجزئی (ش، ما، 76، 13)

كون بسیط

- الكون البسیط هو تكوّن الأسطقسات بعضها عن بعض (ش، سك، 118، 5)

كون مطلق‌

- الكون المطلق هو الكون الجوهری (س، شط، 124، 11)- تبیّن الفرق بین الكون المطلق و لا كون المطلق و هو الكون و الفساد الذی یكون فی الجوهر، و بین الكون و لا كون الذی لا یقال بإطلاق و هو الذی یكون فی سائر التغییرات (ش، ت، 1032، 17)

كون و فساد

- تبدّل مكان أجزاء الجرم و مركزه أو كل أجزاء الجرم فقط، هی الحركة المكانیة، و تبدّل المكان الذی ینتهی إلیه الجرم بنهایاته، إمّا بالقرب من مركزه و إمّا بالبعد منه، هو الربوّ و الاضمحلال، و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة، و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 117، 11)- الحركة هی تبدّل الأحوال: فتبدّل مكان كل أجزاء الجرم فقط هو الحركة المكانیة، و تبدّل مكان نهایاته إمّا بالقرب من مركزه أو البعد منه هو الربوّ و الاضمحلال، و تبدّل كیفیاته المحمولة فقط هو الاستحالة، و تبدّل جوهره هو الكون و الفساد (ك، ر، 204، 13)- إنّ الكون و الفساد إنّما یكون فی ذوات الكیفیات و المتضادات (ك، ر، 219، 12)- إنّ الكون و الفساد إنّما یكون فیما دون فلك القمر، و إنّ ما دون فلك القمر أربعة عناصر عظام هی: النار، و الهواء، و الماء، و الأرض، و ما هو مركّب منها، فإنّ هذه الأربعة العناصر غیر كائنة و لا فاسدة بكلّیّتها، بل یكون من كل واحد أجزاء إلی غیره منها و تفسد من غیره إلیه أجزاء (ك، ر، 220، 2)- الكون و الفساد قد نصّ بهما أنّهما استحالة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 707
و نصّ بهما أنّ الكون نموّ و الفساد نقص (ف، ط، 100، 2)- الكون هو خروج الشی‌ء من العدم إلی الوجود أو من القوة إلی الفعل، و الفساد عكس ذلك (ص، ر 2، 10، 16)- إنّ الكون و الفساد هما ضدّان لا یجتمعان فی شی‌ء واحد فی زمان واحد، لأنّ الكون هو حصول الصورة فی الهیولی، و الفساد هو انخلاعها منها فإذا فسد شی‌ء منها فلا بدّ أن یتكوّن شی‌ء آخر (ص، ر 2، 51، 12)- إنّ الكون هو قبول الهیولی و الصورة و خروجه من حیّز العدم، و الفساد هو خلق الصورة و خلعها من الهیولی (ص، ر 3، 361، 17)- إنّ الكون و الفساد و الاستحالة أمور مبتدأة، و لكل مبتدأة سبب و لا بدّ … من حركة مكانیة. فالحركة المكانیة هی مقرّبة الأسباب و مبعدتها، و مقویة الكیفیات و مضعفها (س، شط، 192، 12)- المادة لا تخلو: إمّا أن تبقی خالیة عن الصورة، و هو محال. أو تلبس صورة أخری، فیكون ذلك كونا و فسادا، و هو محال، لأنّ الكون و الفساد من ضرورته قبول الحركة المستقیمة، فإنّه إنّما یقبل صورة تخالف الصورة الأولی بالطبع، فیستدعی مكانا غیر مكانه، فیتحرّك إلی ذلك المكان، حركة مستقیمة، كهیولی الهواء، فإنّه إذا خلع الصورة الهوائیة، و لبس صورة المائیة، لم یتصوّر ذلك إلّا بأن یتحرّك إلی حیّز الماء، حركة مستقیمة (غ، م، 275، 15)- الكون یقال لحدوث ما لا یقبل الأشدّ و الأضعف و الأقلّ و الأكثر و لا یحدث فی زمان، و الفساد لمقابله (بغ، م 1، 161، 17)- إنّ الفساد یقابل الكون و العدم یقابله الوجود.
و الكون وجود شی‌ء فی شی‌ء أعنی صورة فی هیولی، و الفساد یقابله و هو عدم شی‌ء من شی‌ء أعنی صورة من هیولی. فالفساد عدم أخصّ و الكون وجود أخصّ (بغ، م 2، 50، 12)- الكون و الفساد الحقیقی إنما للأجسام (ش، ت، 81، 3)- إذا كانت الأشیاء عددا لم یكن هنالك حركة أصلا، و إذا لم تكن حركة و لا استحالة و لا حركات سماویة مختلفة لم یمكن أن یكون هنالك كون و لا فساد (ش، ت، 106، 8)- إن ما یكون و یفسد له أسباب، و تلك الأسباب آئلة و منتهیة و راجعة إلی سبب أول إذ كان لیس یمكن أن تمرّ أسباب الكائن و الفاسد إلی غیر نهایة. إلّا أن الفرق بینهما أن الفساد هو شی‌ء یكون باضطرار، و الكون لیس هو شی‌ء یكون باضطرار، و لو كان ذلك لكانت جمیع الأمور موجودة باضطرار. و لو كان ذلك كذلك لكان الكون شیئا موجودا فی جوهر الأشیاء التی فیها الكون مثل ما هو الفساد موجودا فی جوهرها (ش، ت، 735، 9)- لما كانت التغییرات أربعة: أما التغییر الذی یكون فی الجوهر و هو الذی یسمّی الكون المطلق و الفساد المطلق، و أما التغییر الذی فی الكیف و هو الذی یكون فی الكیفیة الانفعالیة و هو الذی یسمّی استحالة، و أما الذی یكون فی الكم و هو الذی یسمّی نموّا و نقصا، و أما الذی فی الأین و هو المسمّی نقلة، وجب أن یكون كل ما یتغیّر إنما یتغیّر من الأضداد التی فی كل واحد من هذه الأصناف الأربع (ش، ت، 1437، 9)- ما یكون الكون و الفساد … أزلیا (ش، سك، 120، 14)- إنّ الكون و الفساد إنّما یكونان بحدوث الصور
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 708
و عدمها (ر، م، 674، 5)

كیف‌

- الكیف نوعان: جسمانی و روحانی.
فالجسمانی ما یدرك بالحواس، و الروحانی ما یعرف بالعقول كالعلم و القدرة و الشجاعة و الاعتقادات (ص، ر 1، 327، 1)

كیف هو

- أما كیف هو فسؤال یبحث عن صفة الشی‌ء و الصفات كثیرة الأنواع (ص، ر 1، 200، 9)

كیفیات‌

- الكیفیات لا أجزاء لها و لیست لكل نوع أجزاء إلّا للجوهر المركّب و للكمّیة (ف، ت، 6، 18)- تقال الكیفیات أیضا علی الهیآت التی فی المتنفّسات و هی التی تنسب إما إلی الفضیلة و إما إلی الرذیلة، و بالجملة إما إلی الخیر و إما إلی الشر (ش، ت، 605، 18)- إن الكیفیات التی فی المتنفّسات هی من الكیفیات التی لیس فیها حركة (ش، ت، 606، 11)- الكیفیات: منها ما تتولّد عن كیفیة مثلها، و منها ما یكون تولّدها تابعا لصورة امتزاج الكیفیات الأولی (ش، ت، 889، 7)- یمكن أن توجد بعض الأشیاء الأزلیة قویة بنوع ما من أنواع القوة، مثل أن تكون أجزاؤها بالقوة فی مكان دون مكان أو فی كیفیة من الكیفیات فلیس شی‌ء یمنع من ذلك. و هذه الكیفیات التی یمكن أن تتكوّن و تفسد فی الأجرام السماویة هی غیر الكیفیات المنسوبة إلی الاستحالة، مثل الإضاءة و الإظلام للقمر (ش، ت، 1201، 1)- أنواع الكیفیات أربعة: الهیئات التی فی النفس و فی المتنفّس بما هو متنفّس، و الاستعدادات الطبیعیة، و الكیفیة الانفعالیة و هی التی فی المحسوسات، و الأشكال التی فی الكمیات بما هی كمیة كالتثلیث و التربیع (ش، سط، 118، 8)- إنّ التعلیمیات و هی المقادیر و الأعداد و الأشكال هی الأمور المعقولة بأنفسها و یندرج فیها الأین و متی و الوضع فإنّ كل ذلك أمور منسوبة إلی الكم. فأمّا الكیفیات فهی غیر معقولة بنفسها و لذلك یتعذّر تحدیدها فإنّ من حاول تحدید أنواع الألوان و الطعوم و الروائح و غیر ذلك فقد تكلّف شططا، و ذلك بسبب أنّ العقل لا یدركها بل إنّما یتخیّلها الخیال تبعا للحسّ (ر، م، 109، 2)- الكیفیات أعراض (ر، ل، 64، 3)

كیفیات أربع‌

- حقیقة المزاج هو تغیّر الكیفیات الأربع عن حالها، و انتقالها من ضد إلی ضد، و تلك هی الناشئة من القوی الأصلیة، و تأثیر بعضها فی بعض حتی تحصل كیفیة متوسطة، حكمة البارئ تعالی فی الغایة (ف، ع، 15، 5)- لیس هاهنا قوی فاعلة إلا الكیفیات الأربع و هذه لیست صورا جوهریة، و لذلك لسنا نقول إن الخفّة و الثقل قوی فاعلة و لا منفعلة (ش، ت، 882، 11)

كیفیات محسوسة

- الكیفیات المحسوسة متصنّفة بحسب تصنیف الحواس (س، شط، 148، 3)- إنّ الكیفیات المحسوسة إن كانت ثابتة سمّیت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 709
انفعالیات، و إن كانت غیر ثابتة سمّیت انفعالات (ر، م، 265، 2)

كیفیات نفسانیة

- إنّ الكیفیات النفسانیة إذا لم تكن راسخة سمّیت حالا، و أمّا إذا صارت مستحكمة سمّیت ملكة (ر، م، 319، 7)

كیفیة

- أمّا الكیفیّة فإنّما أرادوا (الفلاسفة) بها أن یعلّموا كیف الشی‌ء هل هو طویل قصیر منحرف قائم حارّ بارد أی كیف حاله و كیف صورة أمره. و إنّما أرادوا بكیف أیضا أن یعلّموا سائر ما فی الشی‌ء من الأوصاف كما أرادوا علم مقداره بالكمّیة. و هذا حصر سائر الأشیاء و لیس یخلو من كم و كیف (جا، ر، 434، 6)- إنّ الكیفیّة و الكمّیة حاصرة للزمان و المكان، و الزمان و المكان حاصران للجوهر و الطبائع، و الطبائع أعلی من الجوهر و الجوهر دونها (جا، ر، 446، 10)- الكیفیة- ما هو شبیه و غیر شبیه (ك، ر، 167، 3)- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- أمّا تركیب جوهر مع كیفیة فكفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة، و كالمنفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة (ك، ر، 371، 9)- الكمّیة أقرب إلی الجوهر و أشدّ توحّدا به و أدلّ علی المواصلة و التشبّث و الوحدة، و لیس كذلك الكیفیة بحسب الكثرة، مخالفا لمقتضی الكیفیة بحسب الوحدة (تو، م، 158، 2)- یقال: ما الكیفیة؟ الجواب: ما هو شبیه و غیر شبیه (تو، م، 316، 19)- إنّ الهویّة و الكمیّة و الكیفیّة كلها صور بسیطة معقولة غیر محسوسة فإذا تركت بعضها علی بعض صار بعضها كالهیولی و بعضها كالصورة، فالكیفیة هی صورة فی الكمیّة و الكمیّة هیولی لها، و الكمیّة هی صورة فی الهویّة و الهویّة هیولی لها، و المثال فی ذلك من المحسوسات أنّ القمیص صورة فی الثوب و الثوب هیولی له و الثوب صورة فی الغزل (ص، ر 2، 5، 9)- إنّ الكیفیة نفسها لا تنفعل البتّة، و وحدها لا تفعل إذ لا توجد وحدها (س، شط، 173، 17)- إنّ الكمیّة و الكیفیة عرضان (غ، م، 170، 5)- الكیفیة، و هی هیئة قارة غیر محوج تصوّرها إلی أمر خارج عنها و عن حاملها (سه، ل، 123، 20)- الكیفیة التی تقال بنوع أول فهی التی تقال علی ما به تتغایر الجواهر و تنفصل بعضها من بعض، أعنی الأنواع و الأجناس الجوهریة. مثال ذلك إن الإنسان یغایر النبات بأنه حیوان ما فإن الحیوانیة فیه كیفیة، و كذلك الحال فی الفرس أعنی أن الحیوانیة فیه أیضا كیفیة. و فی هذا الجنس یدخل بالجملة جمیع الفصول الجوهریة الأخیرة و غیر الأخیرة، أعنی بالأخیرة فصول الأنواع الأخیرة، و أعنی بغیر الأخیرة فصول الأنواع الأخیرة، و أعنی بغیر الأخیرة فصول الأجناس الجوهریة (ش، ت، 602، 14)- الكیفیة تقال علی ما به تتغایر الأشیاء فی جواهرها أی صورها (ش، ت، 604، 2)- تقال الكیفیة علی ما به تتغایر الأشیاء أیضا الغیر متحرّكة، یعنی التی لیست فی مادة، إما بالقول فقط، و إما بالقول و الوجود كما یعتقد قوم فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 710
التعالیم أنها جواهر مفارقة (ش، ت، 604، 5)- تقال الكیفیة أیضا علی نوع آخر علی جمیع الانفعالات التی فیها التغیّر و الحركة كالحرارة و البرودة و البیاض و السواد و جمیع الأشیاء التی تنسب إلی هذه و هی التی بها تتغیّر الأجسام، أعنی أن فیها توجد الحركة. و إنما قال (أرسطو) ذلك لأن الكیفیات التی تتغایر بها الأجسام و الكمّیات فی جواهرها لیس فیها حركة و لا تتحرّك بها الأجسام (ش، ت، 605، 10)- الكیفیة تكاد أن تكون تقال علی نوعین و من هذین النوعین واحد هو بالحقیقة. یرید (أرسطو) بالنوعین الكیفیات التی یكون فیها الحركة أعنی التی بها تتحرّك الأشیاء و التی لا یكون فیها حركة، و قوله و من هذین النوعین واحد هو بالحقیقة یعنی به الكیفیات الجوهریة التی لیست فیها حركة (ش، ت، 606، 3)- تقدّم الكیفیة كتقدّم الصورة (ش، ت، 909، 12)- إن الكیفیة لیس یقال فیها إنها موجودة بإطلاق و لا الحركات، و إنما یقال فیها موجودة كیفیات و موجودة حركات لا موجودة بإطلاق، و ذلك أن الحركة هی حركة لشی‌ء و الكیفیة هی كیفیة لشی‌ء، و أما الجوهر فلیس هو جوهر لشی‌ء.
فالموجود علی التحقیق و بإطلاق هو الجوهر و أما سائر المقولات فموجودة بإضافة (ش، ت، 1415، 1)- أما الكیفیة فقد تقال علی أعمّ مما قیلت علیه فی كتاب المقولات، و ذلك أنها تقال علی الأجناس الأربعة التی عدّدت هنالك. و قد تقال أیضا علی الصور النوعیة كالإنسانیة و الحیوانیة، و منها ما یوجد فی الجوهر بذاته مثل الملكة و الحال. و منها ما یوجد بتوسّط مقولة أخری مثل الشكل، فإنه إنما یوجد فی الجوهر بتوسط الكمیة (ش، ما، 40، 23)- إنّ الكیفیة جنس لأربعة أنواع: الأول الكیفیات المحسوسة فإن كانت ثابتة راسخة سمّیت انفعالیات، و إن كانت سریعة الزوال كحمرة الخجل سمّیت انفعالات. الثانی الكیفیات المختصّة بذوات الأنفس. فإن كانت ثابتة راسخة سمّیت ملكة، و إن كانت سریعة الزوال كغضب الحلیم سمّیت حالات. الثالث الاستعداد الشدید أمّا نحو الانفعال و یسمّی لا قوة و وهنا طبیعیا و أمّا نحو اللاانفعال و یسمّی قوة. الرابع الكیفیات المختصّة بالكمّیات كالتربیع و التثلیث و الاستقامة و الانحناء و الزوجیة و الفردیة (ر، م، 262، 12)

كیفیة انفعالیة

- كیفیة انفعالیة یعنی (أرسطو) بذلك الكیفیة التی بها یكون الجوهر مستعدّا لانفعال ما، إما علی سهولة أو علی صعوبة. و نعنی بقولنا كیفیة غیر انفعالیة ما لیس بها یكون هذا الاستعداد.
و نعنی بالفعلیة الكیفیة التی بها یفعل فی المستعدّ فعلا ما (س، شط، 173، 13)

كیفیة روحانیة

- الكیفیة الروحانیة أربعة أنواع: الأخلاق و العلوم و الآراء و الأعمال (ص، ر 1، 327، 7)

كیفیة غیر انفعالیة

- كیفیة انفعالیة یعنی (أرسطو) بذلك الكیفیة التی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 711
بها یكون الجوهر مستعدّا لانفعال ما، إما علی سهولة أو علی صعوبة. و نعنی بقولنا كیفیة غیر انفعالیة ما لیس بها یكون هذا الاستعداد.
و نعنی بالفعلیة الكیفیة التی بها یفعل فی المستعدّ فعلا ما (س، شط، 173، 15)

كیفیة فی الكمیة

- تقال الكیفیة التی فی الكمّیة بما هی كمّیة، فإن بها تتغایر أیضا الكمّیات فی جوهرها. مثال ذلك أنّا إذا سئلنا أی شكل هو شكل الدائرة أو ما شكل الدائرة قلنا فی جواب ذلك شكل لا زاویة له، فقولنا لا زاویة له هو فصل جوهری للشكل (ش، ت، 603، 9)

كیمیاء

- أما الكیمیاء فصناعة مشكوك فی وجودها، و إن وجدت فلیس یمكن أن یكون المصنوع منها هو المطبوع بعینه لأن الصناعة قصاراها إلی أن تتشبه بالطبیعة و لا تبلغها فی الحقیقة (ش، ته، 286، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 712

ل‌

لا إمكان‌

- الممكن ممكن، أی له إمكان، سواء اعتبره العقل أو لا، بل سواء وجد عقل أو لا. و لأنّ نقیضه اللاإمكان، و هو عدمی لصدقه علی الممتنع، و أحد النقیضین إذا كان عدمیّا لزم أن یكون الآخر وجودیا، و إلّا لزم ارتفاع النقیضین (ط، ت، 114، 14)

لا إنیة

- الإنیّة … هی التركیب و هویة الواحد، و لا إنیّة هو لا تركیب (ش، ت، 1219، 12)

لا شی‌ء

- إذا جمعنا لا شی‌ء إلی لا شی‌ء كان من الجمع لا شی‌ء (جا، ر، 432، 8)- نعنی بقولنا هاهنا لا شی‌ء ما یدلّ علیه السلب و هو العدم مطلقا، فإنه یظهر أن هاهنا نسبة ذاتیة بین المتكوّن و ما منه یتكوّن (ش، سط، 33، 7)

لا علّة له‌

- قسمة الموجود أولا إلی ما له علّة و إلی ما لا علّة له معروفا بنفسه، ثم ما له علّة ینقسم إلی ممكن و إلی ضروری. فإن فهمنا منه الممكن الحقیقی أفضی إلی ممكن ضروری، و لم یفض إلی ضروری لا علّة له، و إن فهمنا من الممكن ما له علّة و هو ضروری، لم یلزم عن ذلك إلا أن ما له علّة فله علّة، و أمكن أن نضع أن تلك لها علة، و أن یمر ذلك إلی غیر نهایة، فلا ینتهی الأمر إلی موجود لا علة له و هو الذی یعنونه (الفلاسفة) بواجب الوجود (ش، ته، 160، 26)

لا قوة

- إذ العدم المقترن بالشی‌ء الذی من قبله یقال فی الشی‌ء إنه لا قوة یقال علی معان كثیرة علی جهة ما یقال الاسم المشترك من قبل أن العدم هو وجود ما. فظاهر أن قولنا لا قوة یقال علی معان كثیرة باشتراك الاسم و كذلك قولنا قوة المقابلة لها (ش، ت، 586، 3)- إن رداءة الفعل یطلق علیه اسم لا الذی یدل فی أصله علی العدم. و ذلك بیّن لیس فی القوی المتنفّسة بل و فی التی هی غیر متنفّسة، فإن الآلات المحاكیة بأصواتها لأصوات الإنسان قد نقول فی بعضها إنها تنطق و فی بعضها لا نطق لها و ذلك إذا كان لها نطق ردی‌ء … لأن الرداءة إنما تأتی من لا قوة و لا قوة هو عدم القوة (ش، ت، 587، 15)- إن قولنا لا قوة لیس هو شی‌ء بسیط و إنما قولنا لا قوة لشی‌ء عدم تلك القوة، و هذا الذی هو ضد القوة هو عدم (ش، ت، 1113، 15)- القوة و لا قوة هو لشی‌ء مركّب (ش، ت، 1114، 3)- قولنا لا قوة یدل علی صنف من أصناف العدم (ش، ت، 1115، 11)- أعنی (ابن رشد) بقولنا هاهنا لا قوة، العدم الذی هو رفع الشی‌ء عمّا شأنه أن یوجد لغیره (ش، ما، 100، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 713

لا كذا

- یقال لا كذا علی ما عدم ما لیس فی طبعه أن یوجد له و لكن فی طبع شی‌ء آخر، مثل ما نقول فی اللون لا مساو فإنه لیس فی طبعه أن یوجد له المساواة و لا عدم المساواة، و مثل ما نقول لا مبصر فی ما لیس لون له فإن ما لیس له لون لیس من شأنه أن یبصر كما أن ما لیس له كمّیة لیس من شأنه أن یكون مساویا و لا غیر مساو (ش، ت، 647، 9)

لا كون‌

- تبیّن الفرق بین الكون المطلق و لا كون المطلق و هو الكون و الفساد الذی یكون فی الجوهر، و بین الكون و لا كون الذی لا یقال بإطلاق و هو الذی یكون فی سائر التغییرات (ش، ت، 1033، 1)

لا كون مطلق‌

- تبیّن الفرق بین الكون المطلق و لا كون المطلق و هو الكون و الفساد الذی یكون فی الجوهر، و بین الكون و لا كون الذی لا یقال بإطلاق و هو الذی یكون فی سائر التغییرات (ش، ت، 1032، 17)

لا نهایة

- إنّما یوجد" لا نهایة" فی الإمكان (ك، ر، 198، 2)- اللانهایة یقال علی ما من شأنه أن لا یتناهی أعنی من شأن طبیعته و ماهیّته أن تتناهی أو لا تتناهی فیحكم علیه فی الوجود بسلب النهایة التی من شأن طبیعته أن یكون لها و أن لا یكون، فیقال عن جسم أو سطح أو خط أنّه لا یتناهی حیث یحكم علیه باستمرار وجوده إلی غیر النهایة. و یقال لا نهایة علی ما لا نهایة له و لا من شأن طبیعته أن یكون لها كالنقطة و الوحدة. و یقال لا نهایة للسطح المحیط بالكرة و الخط المحیط بالدائرة من جهة أنّ ذلك السطح لا مقطع فیه بالفعل یقال إنّه نهایة أو بدایة و لا فی ذلك الخط نقطة هی كذلك (بغ، م 1، 81، 19)- إنّ قولنا لا نهایة لها تارة نعنی بها الأمور التی توصف بذلك، و تارة نعنی بها نفس هذا المفهوم. كما أنّا إذا قلنا هو عشرون ذراعا فتارة نعنی به الخشبة التی هی عشرون ذراعا و تارة نفس طبیعة هذه الكمّیة (ر، م، 206، 12)- إنّ اللانهایة أمر اعتباری نسبی و لیس له مفهوم مستقلّ فكیف یعقل أن یكون موجود وحده فضلا عن أن یكون مبدأ لغیره؟ (ر، م، 206، 15)

لا هویة

- یقال اسم الهویّة علی كل واحد من المقولات و كذلك یقال لا هویّة. و كل واحد من هذین ینقسمان: إما بنوع الشی‌ء الواحد إلی القوة و الفعل، أو بنوع الثنائیة إلی الأضداد (ش، ت، 1220، 14)

لا وجود

- إنّ المقابل للاوجود هو الوجود، و أعرف التصدیقات عند العقل أنّه لا واسطة بین هذین الطرفین (ر، م، 19، 16)

لا أدریة

- اللاأدریّة و هم الذین ینكرون العلم بثبوت شی‌ء و لا ثبوته و یزعمون أنّه شاكّ و شاكّ فی أنّه شاك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 714
و هلمّ جرّا (جر، ت، 200، 13)

لأجل ما ذا

-" عن ما ذا" وجوده یطلب به الفاعل و المادّة.
و" لما ذا" وجوده یطلب به الغرض و الغایة التی لأجلها وجوده- و هی أیضا" لأجل ما ذا" وجوده علی حسب الأنحاء التی یقال علیها" لأجل ما ذا" وجوده. و هذه الثلاثة قد یطلب بها فی المطلوبات المركّبة التی هی قضایا (ف، حر، 206، 2)

لاحق‌

- كل لاحق فإما أن یلحق الذات عن ذاته و یلزمه و إما أن یلحقه عن غیره (ف، ف، 3، 1)- اللاحق لا یلحق الشی‌ء عن نفسه (ف، ف، 3، 7)

لازم‌

- كل لازم و مقتض و عارض: فإما من نفس الشی‌ء و إما من غیره (ف، ف، 3، 11)- اللازم ما یمتنع انفكاكه عن الشی‌ء (جر، ت، 199، 9)

لازم واحد

- یلزم ضرورة أن یكون اللازم الواحد عن طبیعة واحدة كما یكون العقل الواحد صادر أیضا عن طبیعة واحدة (ش، ته، 210، 28)

لام الملك‌

- إن له یقال علی كل ما له قوة علی اقتناء شی‌ء ما فإنه یقال إن ذلك الشی‌ء له مثل ما یقال إن لزید مالا و إنّ له حمّی و إن المدن للمتغلّبین أی إنهم الذین یملكونها ملكا. و هذه اللام هی التی یعرّفها النحویون عندنا بلام الملك (ش، ت، 651، 9)

لبّ‌

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 11)

لحن‌

- الخطأ فی النحو یسمّی لحنا، و الخطأ فی المنطق یسمّی إحالة (تو، م، 172، 1)

لذّات‌

- إنّ اللذات أربع أنواع: شهوانیة طبیعیة و حیوانیة حسّیة و إنسانیة فكریة و ملكیة روحانیة (ص، ر 3، 83، 15)

لذّات حیوانیة

- أمّا اللذات الحیوانیة أیضا فهی نوعان:
إحداهما ما تجدها النفس عند الالتئام و هی لذّة الجماع، و الأخری ما تجدها عند الانتقام و هی شهوة تهیّج عند الغضب (ص، ر 3، 83، 18)

لذّات روحانیة

- أمّا اللذات الروحانیة التی تجدها النفس بمجرّدها فهی نوعان: إحداهما ما تجدها و هی مفارقة للجسد، و الثانیة ما تجدها و هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 715
مقارنة له (ص، ر 3، 85، 20)

لذّات روحانیة ملكیة

- (اللذات) الروحانیة الملكیة هی ما تجدها النفس من الراحة و اللذة بعد مفارقتها الجسد التی هی الروح و الریحان (ص، ر 3، 83، 21)

لذّات شهوانیة

- اللذات الشهوانیة الطبیعیة هی التی تجدها النفس عند تناول الغذاء من الطعام و الشراب (ص، ر 3، 83، 16)

لذّات عقلیة

- إنّ اللذات العقلیة أشرف من اللذات الجسمانیة (غ، ت، 205، 23)- أمّا اللذّات العقلیة فقد أثبتها الفلاسفة و الباقون ینكرونها (ر، مح، 118، 16)

لذّات فكریة

- (اللذات) الفكریة ما تجدها النفس من اللذّة عند تصوّرها معانی المعلومات و معرفتها بحقائق الموجودات (ص، ر 3، 83، 20)

لذّات ملكیة

- اختلفت الشرائع فی تمثیل الأحوال التی تكون لأنفس السعداء بعد الموت، و لأنفس الأشقیاء. فمنها ما لم یمثّل ما یكون هنالك للنفوس الزكیّة من اللذة، و للشقیّة من الأذی، بأمور شاهدة، و صرّحوا بأن ذلك كله أحوال روحانیة، و لذّات ملكیة. و منها ما اعتدّ فی تمثیلها بالأمور المشاهدة، أعنی أنها مثّلت اللذّات المدركة هنالك باللذّات المدركة هاهنا، بعد أن نفی عنها ما یقترن بها من الأذی (ش، م، 241، 18)

لذّة

- تنقسم اللّذة إلی صنفین: صنف یعرف باللّذات الطبیعیة، و هی لذّة الملموسات … و الصنف الثانی من اللّذة المعقولات و ما یجری مجراها، كالالتذاذ العقلی، و هو الالتذاذ بالعلوم، و كالالتذاذ بالتخیّل، و هو الالتذاذ بالأحادیث و الهزل، و كالالتذاذ بالحواس، و هو الالتذاذ بحسّ البصر و السمع و سائرها (ج، ر، 129، 18)

لذّة عقلیة

- اللذّة العقلیة التی بالمدرك العقلی إذا كانت هكذا (بغیر واسطة) كانت أتمّ كثیرا من المدرك الحسّی الذی تدركه بسفارة البدن و آلاته.
فالمدرك العقلی یشتمل علی كثرة من المحسوسات بكونه إدراكا لكلیهما أو لعلّتها الجامعة (بغ، م 1، 445، 8)

لزوم خارجی‌

- اللزوم الخارجی كونه بحیث یلزم من تحقّق المسمّی فی الخارج تحقّقه فیه و لا یلزم من ذلك انتقال الذهن كوجود النهار لطلوع الشمس (جر، ت، 201، 12)

لزوم ذهنی‌

- اللزوم الذهنی كونه بحیث یلزم من تصوّر المسمّی فی الذهن تصوّره فیه فیتحقّق الانتقال منه إلیه كالزوجیّة للإثنین (جر، ت، 201، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 716

لسان الإنسان‌

- إنّ لسان الإنسان إذا كان متحرّكا إلی جهة كل حرف من هذه الحروف الثمانیة و العشرین یخرجه من تلك الجهة و لا یعدل به إلی غیرها و لا یخلط بعضها ببعض و لا یحیلها عمّا هی به فی اللفظ، فهو لسان صحیح و كلام فصیح من جهة بیان الحروف و وضعها علی ما هی به فی أی كتابة كانت و بأی لغة اتّفقت كان الكلام بها (ص، ر 3، 153، 17)

لسان العرب‌

- إنّ لسان العرب و كلامهم علی فنّین: فی الشعر المنظوم و هو الكلام الموزون المقفّی و معناه الذی تكون أوزانه كلّها علی رویّ واحد و هو القافیة، و فی النثر و هو الكلام غیر الموزون (خ، م، 470، 14)

لطافة

- اللطافة لما كانت أسرع شی‌ء إلی الانحصار من غیرها، و كانت مالئة لما تحلّ فیه كما یقول أرسطو، كانت من الرطوبة (ش، سك، 110، 14)

لطیفة

- اللطیفة كلّ إشارة دقیقة المعنی تلوح للفهم لا تسعها العبارة كعلوم الأذواق (جر، ت، 202، 1)

لغات‌

- أصل الاختلاف فی اللغات هو اختلاف مخارج الحروف و نقصها عن تأدیة ما یؤدّیه البلیغ منها (ص، ر 3، 128، 23)

لغة

- علم النحو … اعلم أنّ اللغة فی المتعارف هی عبارة المتكلّم عن مقصوده، و تلك العبارة فعل لسانی فلا بدّ أن تصیر ملكة متقرّرة فی العضو الفاعل لها و هو اللسان (خ، م، 454، 3)

لغة تامة

- اللغة التامّة لغة العرب و الكلام الفصیح كلام العرب و ما سوی ذلك ناقص، فاللغة العربیة فی اللغات مثل صورة الإنسان فی الحیوان (ص، ر 3، 152، 10)

لغة العرب‌

- اللغة التامّة لغة العرب و الكلام الفصیح كلام العرب و ما سوی ذلك ناقص، فاللغة العربیة فی اللغات مثل صورة الإنسان فی الحیوان (ص، ر 3، 152، 11)

لغة عربیة

- كانت اللغة العربیة تمام اللغة الإنسانیة و ختام صناعة الكتابة و لم یحدث بعدها شی‌ء ینسخها و لا یغیّرها و لا یزید علیها و لا ینقصها (ص، ر 3، 152، 13)

لفظ

- إنّ كل لفظ فلا یخلو من أن یكون ذا معنی أو غیر ذی معنی، فما لا معنی له فلا مطلوب فیه (ك، ر، 124، 17)- إنّ اللفظ دلالته علی المعنی الذی وضع بإزائه هی دلالة القصد، و علی جزء المعنی دلالة الحیطة، و علی لازم المعنی دلالة التطفّل، و لا یخلو دلالة قصد عن متابعة دلالة تطفّل، إذ لیس فی الوجود ما لا لازم له (س، ر، 14، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 717

لفظ شاخص‌

- المعنی الصالح فی نفسه لمطابقة الكثیرین اصطلحنا علیه بالمعنی العامّ، و اللفظ الدالّ علیه هو اللفظ العامّ، كلفظ الإنسان و معناه.
و المفهوم من اللفظ إذا لم یتصوّر فیه الشركة لنفسه أصلا هو المعنی الشاخص، و اللفظ الدالّ علیه باعتباره یسمّی اللفظ الشاخص، كاسم زید و معناه. و كلّ معنی یشمله غیره فهو بالنسبة إلیه سمّیناه المعنی المنحطّ (سه، ر، 15، 10)

لفظ عام‌

- المعنی الصالح فی نفسه لمطابقة الكثیرین اصطلحنا علیه بالمعنی العامّ، و اللفظ الدالّ علیه هو اللفظ العامّ، كلفظ الإنسان و معناه.
و المفهوم من اللفظ إذا لم یتصوّر فیه الشركة لنفسه أصلا هو المعنی الشاخص، و اللفظ الدالّ علیه باعتباره یسمّی اللفظ الشاخص، كاسم زید و معناه. و كلّ معنی یشمله غیره فهو بالنسبة إلیه سمّیناه المعنی المنحطّ (سه، ر، 15، 8)

لفظ القرآن‌

- القرآن الذی هو كلام اللّه قدیم، و أن اللفظ الدال علیه مخلوق له سبحانه، لا لبشر. و بهذا باین لفظ القرآن الألفاظ التی ینطق بها فی غیر القرآن، أعنی أن هذه الألفاظ هی فعل لنا بإذن اللّه و ألفاظ القرآن هی خلق اللّه (ش، م، 163، 16)

لِمَ هو

- أما لم هو فسؤال یبحث عن علّة الشی‌ء المعلول (ص، ر 1، 201، 12)- یؤتی فی جواب لم هو بسبب سبب من الأسباب الأربعة (ش، ما، 82، 7)

لم یزل‌

- لیس كل ما نقول فیه أنه لم یزل یجوز أن یقال فیه قد دخل فی الزمان الماضی و لا أنه قد انقضی لأن ما له نهایة فله مبدأ. و أیضا فإن قولنا فیه لم یزل نفی لدخوله فی الزمان الماضی و لأن كان له مبدأ، و الذی یضع أنه قد دخل فی الزمان الماضی یضع له مبدأ فهو یصادر علی المطلوب. فإذا لیس بصحیح أن ما لم یزل مع الوجود الأزلی فقد دخل فی الوجود إلا لو دخل الموجود الأزلی فی الوجود بدخوله فی الزمان الماضی (ش، ته، 86، 18)

لما ذا

-" عن ما ذا" وجوده یطلب به الفاعل و المادّة.
و" لما ذا" وجوده یطلب به الغرض و الغایة التی لأجلها وجوده- و هی أیضا" لأجل ما ذا" وجوده علی حسب الأنحاء التی یقال علیها" لأجل ما ذا" وجوده. و هذه الثلاثة قد یطلب بها فی المطلوبات المركّبة التی هی قضایا (ف، حر، 206، 1)

لمس‌

- اللمس قوة فی عضو معتدل یحسّ بما یحدث فیه من استحالة بسبب ملاق مؤثّر و كذلك حال الشم و الذوق (ف، ف، 11، 18)- أمّا حسّ اللمس: فظاهر، و هو قوة مبثوثة فی جمیع البشرة، و اللحم، یدرك بها الحرارة و البرودة، و الرطوبة و الیبوسة، و الصلابة و اللین، و الخشونة و الملاسة، و الخفّة و الثقل. و هذه القوة تصل إلی أجزاء اللحم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 718
و الجلد، بواسطة جسم لطیف كالحامل لها، یسمّی روحا، و یجری فی شباك العصب.
و بواسطة العصب، یصل (غ، م، 350، 3)- اللمس … هذه القوة هی القوة التی من شأنها أن تستكمل بمعانی الأمور الملموسة (ش، ن، 62، 1)- هذه القوة (اللمس) لما كانت إنما تدرك هذه الملموسات علی نحو ترتیبها فی وجودها فهی تدرك الحرارة و البرودة و الرطوبة و الیبوسة أولا و بالذات، و تدرك الكیفیات الأخر المتولّدة عن هذه بتوسّط هذه، و لهذه العلة بعینها لزم أن تكون هذه القوة تدرك أكثر من تضاد واحد بخلاف ما علیه الأمر فی البصر و السمع.
و ذلك أنه لما كانت إنما تدرك هذه الملموسة علی نحو كنهها فی وجودها، و كانت كل واحدة من هذه الكیفیات تقترن به كیفیة أخری كالحرارة التی تقترن بها الیبوسة و الرطوبة، كان إدراكها لهذه القوی معا (ش، ن، 62، 5)- هذه القوة (اللمس) إنما تدرك محسوساتها الخاصّة بها بتوسّط إدراكها تفرّق الاتصال، فإن التفرّق ضد الاتحاد، و هذه هی من المحسوسات المشتركة (ش، ن، 68، 23)

له‌

- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- إن له یقال علی كل ما له قوة علی اقتناء شی‌ء ما فإنه یقال إن ذلك الشی‌ء له مثل ما یقال إن لزید مالا و إنّ له حمّی و إن المدن للمتغلّبین أی إنهم الذین یملكونها ملكا. و هذه اللام هی التی یعرّفها النحویون عندنا بلام الملك (ش، ت، 651، 6)- یقال له علی نسبة الصورة إلی الشی‌ء ذی الصورة أعنی قابلها، فإنه یقال إن الشی‌ء له صورة مثل ما یقال إن النحاس له صورة الصنم و إن صورة الصنم هی للنحاس و صورة السیف للحدید و كذلك البرء للجسم (ش، ت، 651، 12)- یقال له علی كل ما له حامل فإن المحمول یقال إن له حاملا و هو الذی یمنع المحمول من أن یسقط أو من أن یتحرّك مثل ما یقال إن للبیت السقف و الأشیاء الثقیلة التی توضع علیه، و مثل ما كان الشعراء عندهم قدیما یقولون إن السماء لها ملاك یحملها یسمّی كذا (ش، ت، 653، 12)- إن عدد النسب التی یدلّ علیها بحرف له هی عدد النسب التی یدلّ علیها بحرف فی، إلّا أن حرف فی أجدر بنسبة المحاط إلی المحیط به و نسبة المقبول إلی القابل، و حرف له أجدر بنسبة المحیط إلی المحاط به و المقتنی إلی الشی‌ء الذی یقتنیه (ش، ت، 654، 11)

له علّة

- قسمة الموجود أولا إلی ما له علّة و إلی ما لا علّة له لیس معروفا بنفسه، ثم ما له علّة ینقسم إلی ممكن و إلی ضروری، فإن فهمنا منه الممكن الحقیقی أفضی إلی ممكن ضروری، و لم یفض إلی ضروری لا علّة له، و إن فهمنا من الممكن ما له علّة و هو ضروری، لم یلزم عن ذلك إلا أن ما له علّة فله علّة، و أمكن أن نضع أن تلك لها علة، و أن یمر ذلك إلی غیر نهایة، فلا ینتهی الأمر إلی موجود لا علة له و هو الذی یعنونه (الفلاسفة) بواجب الوجود (ش، ته، 160، 26)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 719

لواحق ذاتیة

- اللواحق الذاتیة التی تخصّ الموجود بما هو موجود مثل الهو هو و الغیر، و الشبیه و غیر الشبیه، و المضاد و غیر المضاد. و ذلك أن كل موجود إذا قویس بغیره فهو إما هو هو و إما غیر، و إما شبیه و إما غیر شبیه، و إما مضاد و إما غیر مضاد (ش، ت، 178، 4)

لواحق الكثرة

- أمّا لواحق الكثرة: فالغیریة، و الخلاف، و التقابل، و كذا التشابه و التوازی، و التساوی، و التماثل (غ، م، 185، 10)

لواحق الواحد

- من لواحق الواحد الهو هو، و هو أن یكون شی‌ء له اعتباران، فیشار إلیه أن ذا هذا الاعتبار بعینه هو ذو ذاك كما یقال: هذا الطویل هو هذا الأسود (سه، ل، 126، 6)

لوازم‌

- الجنس و الفصل حقیقتهما أن یعقلا معان مختلفة تكون لها لوازم یشترك الجمیع فی بعض تلك اللوازم و یختلف فی البعض. فاللوازم المشتركة فیها یسمّی جنسا و المختلفة فیها یسمّی فصلا و لوازم أو أعراضا (ف، ت، 19، 6)

لوح‌

- لا تظن أن القلم آلة جمادیة، و اللوح بسیط، و الكتاب نقش مرقوم، بل القلم ملك روحانی و الكتابة تصویر الحقائق. فالقلم یتلقّی ما فی الأمر من المعانی و یستودعه اللوح بالكتابة الروحانیة فینبعث القضاء من القلم و التقدیر من اللوح، أما القضاء فیشتمل علی مضمون أمر الواحد و التقدیر یشتمل علی مضمون التزیّل بقدر معلوم و فیها تشبّح إلی الملائكة التی فی السماوات ثم یفیض إلی الملائكة التی فی الأرضین ثم یحصل المقدّر فی الوجود (ف، ف، 16، 15)

لوح محفوظ

- النظام المحدود الذی فی الأسباب الداخلة و الخارجة، أعنی التی لا تخلّ، هو القضاء و القدر الذی كتبه اللّه تعالی علی عباده، و هو اللوح المحفوظ. و علم اللّه تعالی بهذه الأسباب، و بما یلزم عنها، هو العلّة فی وجود هذه الأسباب. و لذلك كانت هذه الأسباب لا یحیط بمعرفتها إلا اللّه وحده.
و لذلك كان هو العالم بالغیب وحده و علی الحقیقة، كما قال تعالی: قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ [سورة النمل:
65]. و إنما كانت معرفة الأسباب هی العلم بالغیب، لأن الغیب هو معرفة وجود الموجود أو لا وجوده (ش، م، 227، 3)

لون‌

- اللون هو اختلاط الجسم المشفّ بالفعل، و هو النار مع الجسم الذی لا یمكن فیه أن یستشف و هو الأرض (ش، ن، 53، 2)

لیس بذاتی‌

- أمّا الذی لیس بذاتی الذی قوامه بالشی‌ء الموضوع له، و ثباته به، و عدمه بعدم الشی‌ء الموضوع له، فهو إذن فی الجوهر الموضوع له، و لیس بجوهری، بل عارض الجوهر، فسمّی لذلك عرضا (ك، ر، 125، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 720

لیس بشی‌ء

لیس بشی‌ء" یعنی به ما لیست له ماهیّة أصلا لا خارج النفس و لا فی النفس (ف، حر، 128، 17)

لیس بمحال‌

- إنّ المحال غیر مقدور علیه، و المحال إثبات الشی‌ء مع نفیه، أو إثبات الأخصّ مع نفی الأعم، أو إثبات الاثنین مع نفی الواحد، و ما لا یرجع إلی هذا فلیس بمحال، و ما لیس بمحال فهو مقدور (غ، ت، 177، 4)

لیس له مبدأ

- ما لیس له مبدأ فلیس له انقضاء (ش، سط، 55، 14)- ما لیس له مبدأ فلیس فیه لا أقل و لا أكثر كالحال فیما لیس له نهایة (ش، سط، 56، 1)

لین‌

- الصلابة من الیبس و اللین من الرطوبة، إذ كان اللین هو الذی یتطامن تحت الغمز و الصلب بخلاف ذلك (ش، سك، 110، 13)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 721

م‌

ما

- كل إنیّة لها جنس فإنّ ال" ما" تبحث عن جنسها، و" أی" تبحث عن فصلها، و" ما" و" أی" جمیعا تبحثان عن نوعها، و" لم" عن علّتها التمامیة، إذ هی باحثة عن العلّة المطلقة (ك، ر، 101، 8)

ما بالذات‌

- ما حدث عن البخت فإنه إنما یكون عن مبدأ ذی طبیعة محدودة و علّة محدودة، و ذلك أن ما بالعرض فإنما یعرض لما بالذات، و لذلك كان ما بالذات متقدّما علی ما بالعرض (ش، ت، 736، 7)- یقال ما بالذات فی مقابل ما بالعرض … إن ذلك یكون فی القضایا الحملیة علی وجهین:
أحدهما أن یكون المحمول فی جوهر الموضوع مثل النطق المأخوذ فی جوهر الإنسان، و الثانی أن یكون الموضوع فی جوهر المحمول مثل وجود الزوایا المساویة لقائمتین فی المثلث (ش، ما، 42، 16)- ما بالذات لا یزول بسبب العوارض (ر، م، 211، 15)- كل ممكن فإنّه من حیث إنّه هو یقتضی أن لا یستحقّ الوجود من ذاته و یصدق علیه أنّه إنّما استحقّ الوجود من غیره و ما بالذات قبل ما بالغیر، فلا وجود سابق علی الوجود. و هذا هو الحدوث الذاتی (ر، ل، 97، 14)

ما بذاته‌

- إنّ" ما بذاته" قد یقال علی المشار إلیه الذی لا یقال علی موضوع، یعنی به أنّه مستغن فی ماهیّته عن باقی المقولات، فإنّه لیس یحتاج فی أن تحصل ماهیّته لا أن یحمل علیه شی‌ء منها و لا أن یوضع له، لا فی أن یحصل معقولا و لا فی أن یحصل خارج النفس. و یقال أیضا علی ما یعرّف ما هو هذا المشار إلیه، إذ كان مستغنیا فی أن تحصل ماهیّته و مستغنیا فی أن تعقل ماهیّته عن مقولة أخری (ف، حر، 107، 6)- قد یقال" ما بذاته" … فی المحمول إنّه محمول علی الموضوع" بذاته" متی كانت ماهیّة الموضوع أو جزء ماهیّته هی أن یوصف بذلك المحمول، مثل أنّ الحیوان محمول علی الإنسان" بذاته" إذا كانت ماهیّة الإنسان أو جزء ماهیّته أن یكون حیوانا أو أن یوصف بأنّه حیوان (ف، حر، 107، 15)-" ما بذاته"- و هو الذی یقال علی ما یعرّف ما هو المشار إلیه الذی لا فی موضوع- یجتمع فیه أن یقال له" بذاته" بالجهتین جمیعا- بالجهة التی قیل فی المشار إلیه إنّه" بذاته" و الجهة التی قیل فی ما هو محمول بذاته علی الموضوع إنّه" بذاته"- بمعنی واحد، و هو أنّه مستغن فی أن یحصل ماهیّته بنفسه من غیر حاجة إلی مقولة أخری (ف، حر، 109، 3)- لما كان الإنسان إنما كان إنسانا و كان أشرف من جمیع الموجودات المحسوسة بالعقل المقترن إلی ذاته لا بذاته، وجب أن یكون ما هو بذاته عقل هو أشرف من الموجودات، و أن یكون منزّها عن النقص الموجود فی عقل الإنسان (ش، ته، 207، 14)- یقال ما بذاته فی المحمولات التی توجد فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 722
موضوعاتها وجودا أولیّا مثل وجود اللون للسطح و الحیاة فی النفس. فإن اللون إنما یوجد للجسم بتوسّط السطح و الحیاة للبدن بتوسط النفس. و هذا أحد ما یدل علیه اسم المحمول الأول فی القضایا البرهانیة. و قد یقال ما بذاته للموجود الذی لیس له سبب متقدّم علیه لا فاعلی و لا صوری و لا مادی و لا غائیّ، و هو المحرّك الأول علی ما لاح فی العلم الطبیعی (ش، ما، 42، 21)

ما بعد الطبیعة

- إنّ علم الإلهیات من علم الموجود بما هو موجود لأنّه علم مبادئ الموجودات. فأفرد (أرسطو) لذلك علما و قال فیه إنّه علم ما بعد الطبیعة و إنّه الفلسفة الأولی و إنّه العلم الإلهی.
فأما قوله ما بعد الطبیعة فأراد به ما بعد الطبیعیات المحسوسة فی معرفتنا و إن كان قبل فی الوجود، فإنّ المتقدّم عند الطبیعة فی الوجود متأخّر عندنا فی المعرفة علی ما قیل فی فاتحة علم الطبیعیات (بغ، م 2، 3، 21)

ما بالعرض‌

- إن ما بالعرض إنما هو فی الحقیقة اسم صفر لا یدل علی معنی (ش، ت، 719، 12)- إن أكثر كلام السفسطائی هو فیما بالعرض (ش، ت، 719، 17)- كل ما یقال فیه إنه هو هو بالعرض فلا یقال دائما و لا علی الأكثر، مثل ما یقال النحوی هو موسقوس أو صار موسقوس أو الموسقوس صار نحویا (ش، ت، 720، 15)- ما بعرض یری قریبا من الذی لیس هو بموجود إذ كان ما یوجد أقلّیا هو قریب مما لیس بموجود (ش، ت، 721، 2)- ما بالعرض لا یحیط به معرفة (ش، ت، 723، 8)- إذ كانت الأشیاء: منها ما هی ضروریة الوجود، و منها ما وجودها فی الأكثر من الزمان، فهذا الجنس هو علّة ما بالعرض.
و ذلك أنه إذا لم یحدث فی الأكثر ما شأنه أن یحدث علی الأكثر حدث ما بالعرض، و لذلك لو كانت الأمور كلها ضروریة لم یكن هاهنا ما بالعرض (ش، ت، 724، 6)- إن لم یكن ما بالعرض موجودا فستكون جمیع الأشیاء موجودة باضطرار و سیكون لما بالعرض علّة غیر علّة الممكن الأكثری (ش، ت، 726، 10)- علّة ما بالعرض هی علّة الممكن الأكثری إذا لم یوجد عنها الفعل الذی لها بالطبع بل فعل آخر (ش، ت، 726، 12)- إنّ علّة ما بالعرض هی علل الأمور الأكثریة إذ لیس یوجد هاهنا علّة أخری یمكن أن تؤخذ علّة لما بالعرض غیرها (ش، ت، 726، 16)- ما بالعرض لیس له طبیعة محدودة إذ لیس له علّة محدودة (ش، ت، 727، 10) لا یكون لما بالعرض علم و لا یفحص عنه صناعة (ش، ت، 727، 11)- ما حدث عن البخت فإنه إنما یكون عن مبدأ ذی طبیعة محدودة و علّة محدودة، و ذلك أن ما بالعرض فإنما یعرض لما بالذات، و لذلك كان ما بالذات متقدّما علی ما بالعرض (ش، ت، 736، 7)- ما بالعرض هل یرتقی إلی السبب الذی علی طریق العنصر أو الذی علی طریق الغایة أو السبب الفاعل؟ و هو (أرسطو) فقد بیّن فی الثانیة من" السماع" أنه یرتقی إلی السبب الفاعل (ش، ت، 738، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 723
- ما بالعرض فإنما هو لاحق لما بالذات (ش، سط، 132، 5)- یقال ما بالذات فی مقابل ما بالعرض … إن ذلك یكون فی القضایا الحملیة علی وجهین:
أحدهما أن یكون المحمول فی جوهر الموضوع مثل النطق المأخوذ فی جوهر الإنسان، و الثانی أن یكون الموضوع فی جوهر المحمول مثل وجود الزوایا المساویة لقائمتین فی المثلث (ش، ما، 42، 16)

ما بالغیر

- كل ممكن فإنّه من حیث إنّه هو یقتضی أن لا یستحقّ الوجود من ذاته و یصدق علیه أنّه إنّما استحقّ الوجود من غیره و ما بالذات قبل ما بالغیر، فلا وجود سابق علی الوجود. و هذا هو الحدوث الذاتی (ر، ل، 97، 14)

ما بالقوة

- إنّ كلّ ما هو بالقوة، و أمكن أن یصیر بالفعل ینقسم: إلی ما یصیر بالفعل دفعة واحدة، كالأبیض یسود دفعة، و كالمظلم یستنیر دفعة، استنارة مستقرّة واقفة لا تزید. و إلی ما یصیر بالفعل تدریجا، فیكون له بین القوّة المحضة، و بین الفعل المحض سلوك. و یتدرّج فی الخروج من القوة إلی الفعل (غ، م، 304، 12)- ما بالقوة من جهة ما هو بالقوة منسوب إلی الهیولی (ش، ن، 42، 5)- ما بالقوة من جهة ما هو بالقوة فهو حادث ضرورة، إذ كانت القوة هی أخصّ أسباب الحدوث (ش، ن، 46، 15)

ما سكن‌

- كل ما سكن بسكون جزء منه فهو متحرّك عن غیره ضرورة و المحرّك فیه غیر المتحرّك (ش، سط، 111، 8)- كل ما سكن بسكون جزء منه بالطبع فهو ساكن عن غیره بالطبع (ش، سط، 113، 6)

ما سوی الواحد

- ما سوی الواحد محدث كائن بعد أن لم یكن (ر، ل، 95، 10)

ما لا ابتداء له‌

- ما لا ابتداء له لا ینقضی و لا ینتهی أیضا (ش، ته، 42، 13)

ما لا فی هیولی‌

- ما لا فی هیولی یقال علی أنحاء: إمّا أن لا یمكن أن یكون فی هیولی أن یبرهن وجود شی‌ء بهذه الصفة، أو ما یمكن أن یكون له هیولی لكنه مأخوذ بالحال التی هو مباین للهیولی و هو بها ما هو بأن یكون مأخوذا بالوجود الذی یخصّه، و هذا هو النطق … أو ما هو فی هیولی، غیر أنّه مأخوذ من جهة ما هو (ج، ن، 141، 13)

ما لا نهایة له‌

- إنّ ما لا نهایة له إنّما هو فی القوة (ك، ر، 114، 11)- ما لا نهایة له هو كم أیّ أجزائه أخذت وجدت منه شیئا خارجا عنه بعینه غیر مكرّر (س، ح، 30، 5)- إن العنصر هو متغیّر إلی الصورة أو الصور المتكوّنة. فإن كانت الصور الحادثة فیها لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 724
نهایة لها وجد شی‌ء كائن بعد أن لم یكن و هو غیر متناه و ذلك مستحیل، لأن الكائن هو الذی فرغ كونه و ما لا نهایة له لا یفرغ كونه بل هو فی كون دائم (ش، ت، 40، 15)- امتناع ما لا نهایة له علی ما هو موجود بالفعل، أصل معروف من مذهب القوم (الفلاسفة) سواء كان أجساما أو غیر أجسام. و لا نعرف أحدا فرّق بین ما له وضع، و ما لیس له وضع فی هذا المعنی إلّا ابن سینا فقط (ش، ته، 39، 25)- لو وجدت أشیاء بالفعل لا نهایة لها، لكان الجزء مثل الكل، أعنی إذا قسّم ما لا نهایة له علی جزءین. مثال ذلك: أنه لو وجد خط أو عدد، لا نهایة له بالفعل من طرفیه، ثم قسّم بقسمین لكان كل واحد من قسمیه لا نهایة له بالفعل، و الكل لا نهایة له بالفعل، فكأن یكون الكل و الجزء لا نهایة لكل واحد منهما بالفعل، و ذلك مستحیل. و هذا كله إنما یلزم إذا وضع ما لا نهایة له بالفعل لا بالقوة (ش، ته، 40، 5)- لیس یلزم من وجود أجسام بعضها قبل بعض إلی غیر نهایة وجود ما لا نهایة له بالفعل، و هو الذی امتنع عندهم (الفلاسفة) (ش، ته، 160، 10)- من لا یعترف بوجود علل لا نهایة لها لا یقدر أن یثبت علّة أولی أزلیة، لأن وجود معلومات لا نهایة لها هی التی اقتضت وجوب علّة أزلیة من قبلها استفاد وجودا ما لا نهایة له، و إلّا فقد كان یجب أن تتناهی الأجناس التی كل واحد من أشخاصها محدث، و بهذا الوجه فقط أمكن أن یكون القدیم علّة للحوادث، و أوجب وجود الحوادث التی لا نهایة لها وجود أول قدیم واحد سبحانه لا إله إلّا هو (ش، ته، 165، 8)- إن ما لا نهایة له غیر مطلوب إذ كان غیر موصول إلیه (ش، ته، 272، 9)- ما لا نهایة له لا ینقضی (ش، م، 142، 8)- ما لا نهایة … یمكن أن یتصوّر علی وجوه:
أحدها: ما لم یكن له من المقادیر و الأعظام نهایة بل هو ممتد بالفعل إلی غیر نهایة، و كذلك ما كان من المعدودات غیر متناهیة الآحاد بالفعل. فهذا أحد ما یمكن أن یتصوّر من وجوه ما لا نهایة. و الوجه الثانی: كما یقال فی المقدار أنه منقسم إلی غیر نهایة، بمعنی أن أی جزء أخذ منه فی الذهن أمكن أن ینقسم و ذلك إلی غیر نهایة، لا بمعنی أنه منقسم بالفعل إلی أجزاء غیر متناهیة بل نعنی أن الانقسام فیه یحفظ ما بالقوة دائما كما یحفظ الكمال القوة فی الحركة (ش، سط، 49، 8)- قولنا ما لا نهایة و موجود بالفعل یظهر عند التأمل أنهما متناقضان، لأنه من جهة ما هو بالفعل فقد وجدت جمیع أجزائه معا فهو تام و كلّ و متناه (ش، سط، 51، 11)- یحدّ أرسطو ما لا نهایة بأنه الذی یوجد أبدا شی‌ء خارج عنه (ش، سط، 51، 13)

ما لا ینقسم‌

- كل متحرّك … جسم أو قوة فی جسم، و أن كل ما لا ینقسم فإنّما یتحرّك بالعرض (ج، ر، 115، 6)- إن كل ما لا ینقسم فلا یتحرّك، و كل متحرّك جسم، و كل منقسم فذو كثرة (ش، ت، 332، 8)

ما لا نهایة

- لیس كل ما نقول فیه أنه لم یزل یجوز أن یقال فیه قد دخل فی الزمان الماضی و لا أنه قد انقضی لأن ما له نهایة فله مبدأ، و أیضا فإن قولنا فیه لم یزل نفی لدخوله فی الزمان الماضی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 725
و لأن كان له مبدأ، و الذی یضع أنه قد دخل فی الزمان الماضی یضع له مبدأ فهو یصادر علی المطلوب. فإذا لیس بصحیح أن ما لم یزل مع الوجود الأزلی فقد دخل فی الوجود إلّا لو دخل الموجود الأزلی فی الوجود بدخوله فی الزمان الماضی (ش، ته، 86، 19)

ما لیس بالفعل‌

- جمیع الأضداد إنما هی موجودة معا بالقوة لا بالفعل، و ما لیس بالفعل فهو عدم (ش، ت، 384، 14)

ما لیس بشی‌ء

- لیس ینقلب ما لیس بشی‌ء شیئا (ش، ت، 390، 16)

ما لیس بموجود

-" غیر الموجود" و" ما لیس بموجود" تقال علی نقیض ما هو موجود، و هو ما لیست ماهیّته خارج النفس. و ذلك یستعمل علی ما لا ماهیّة له و لا بوجه من الوجوه أصلا لا خارج النفس و لا فی النفس، و علی ما له ماهیّة متصوّرة فی النفس لكنّها لیست خارج النفس، و هو الكاذب، فإنّ الكاذب قد یقال" إنّه غیر موجود" (ف، حر، 121، 7)

ما لیس تحت الكون‌

- ما لیس تحت الكون علّة خروج ما تحت الكون إلی الكون الذی كان له بالقوة (ك، ر، 251، 17)

ما مضی‌

- قولنا: كل ما مضی فقد دخل فی الوجود یفهم منه معنیان: أحدهما: إن كل ما دخل فی الزمان الماضی فقد دخل فی الوجود و هو صحیح، و أما ما مضی مقارنا للوجود الذی لم یزل أی لا ینفك عنه فلیس یصحّ أن نقول قد دخل فی الوجود لأن قولنا فیه قد دخل ضد لقولنا أنه مقارن للوجود الأزلی، و لا فرق فی هذا بین الفعل و الوجود، أعنی من سلّم إمكان وجود موجود لم یزل فیما مضی فقد ینبغی أن یسلّم أن هاهنا أفعالا لم تزل قبل فیما مضی، و أنه لیس یلزم أن تكون أفعاله و لا بد قد دخلت فی الوجود، كما لیس یلزم فی استمرار ذاته فیما مضی أن یكون قد دخل فی الوجود (ش، ته، 86، 23)

ما هو

- ما هو سؤال یبحث عن حقیقة الشی‌ء و حقیقة الشی‌ء تعرّف بالحدّ أو بالرسم (ص، ر 1، 199، 5)- إن الحال فیما یسئل عنه بحرف ما هو و هی صورة الأشیاء لا یمكن أن یكون القول فیها مخالفا لطبیعة الحدود أی إن ظهر من طبیعة الحدود أنها متناهیة وجب أن یكون الأمر فی الصورة كذلك (ش، ت، 35، 3)

ما یسكن‌

- كل ما یسكن بالطبع بسكون غیره فهو متحرّك عن غیره (ش، سط، 113، 8)

ماء

- الماء یتحرّك إلی أسفل بالإضافة إلی الهواء (ش، سم، 34، 17)- أما النار فكمالها الفوق، و أما الأرض فكمالها المكان الأسفل و الأجسام التی بین هذه، أعنی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 726
الماء و الهواء كمالاتها أیضا فی الأینات التی بین هذه (ش، سم، 82، 23)- الماء فیطفو فوق الأرض و یرسب تحت الهواء (ش، سم، 85، 18)

مادة

- أوّل … الأصول (الكلّیة) القوانین الكلّیة فی مبادئ الوجود التی هی للجواهر الجسمانیّة كلّها: ما هی و لم هی … لكلّ واحد منها مبدأین: مبدأ هو به بالقوّة فسمّاه (أرسطو)" المادّة" و مبدأ هو به بالفعل و سمّاه" الصورة" (ف، ط، 92، 12)- جمیع المبادی التی هی مبادئ وجودها (الأشیاء) أربعة أجناس لا أقلّ و لا أكثر، و أنّها هی هذه الأربعة: المادّة و الماهیّة و الفاعل و الغایة (ف، ط، 93، 2)- المادّة مبدأ و سبب علی طریق الموضوع لحمل الصورة فقط، و لیست هی فاعلة و لا غایة و لا لها وجود وحدها بغیر صورة (ف، سم، 36، 15)- المادّة بها یكون أنقص وجودی الجسم و هو وجوده بالقوّة (ف، سم، 39، 3)- المادة التی تكون للشی‌ء عند غیره إما مادة سبیلها أن تكتسی صورة ذلك بعینها، مثل الجسم الذی یغتذی بجسم آخر، و إما مادة سبیلها أن تكتسی صورة نوعه لا صورته بعینها، مثل ناس یخلفون ناسا مضوا (ف، أ، 68، 9)- إنّ المادة مبدأ للتحرّك و السكون، و الصورة مبدأ التحریك و التسكین (تو، م، 285، 6)- أسباب الأشیاء أربعة: مبدأ الحركة، مثل البنّاء للبیت، المادة، مثل الخشب و الطین للبیت، و الصورة مثل هیئة البیت للبیت، الغایة مثل الاستكنان للبیت. و كل واحد من ذلك إما قریب و إما بعید، إمّا عام و إما خاصّ، إما بالقوة و إما بالفعل، إما بالحقیقة و إما بالعرض (س، ع، 18، 7)- المادة قد یقال اسما مرادفا للهیولی. و یقال مادة لكل موضوع یقبل الكمال باجتماعه إلی غیره و وروده علیه یسیرا یسیرا مثل المنی و الدم لصورة الحیوان فربما كان ما یجامعه من نوعه و ربما لم یكن من نوعه (س، ح، 18، 7)- محال أن تكون المادة یقوی علی أن یكون لها صورة زمانا بلا نهایة، و هی مع ذلك تقوی علی أن یكون لها تلك الصورة (س، شط، 35، 17)- لا مادة من المواد تقوی علی حفظ صورة لها إمكان عدم زمانا بلا نهایة (س، شط، 36، 1)- نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 17)- إنّ المادة لا یكفی فی وجودها الصورة فقط، بل الصورة كجزء العلّة (س، شأ، 405، 5)- أسباب الأشیاء أربعة: مبدأ الحركة مثل البناء للبیت. المادة مثل الخشب و اللبن للبیت.
الصورة مثل هیئة البیت للبیت. الغایة مثل الإسكان للبیت و كل واحد من ذلك إما قریب و إما بعید، و إما خاص و إما عام، و إما بالقوة و إما بالفعل، و إما بالحقیقة و إما بالعرض (س، ر، 4، 14)- فرق بین الصور و بین الأعراض فإنّ الصور تحلّ مادة غیر متقوّمة الذات علی طبیعة نوعها، و الأعراض تحلّ الجسم الطبیعی الذی تقوّم بالمادة و الصورة و حصل نوعه. و الأعراض بعد المادة بالطبع. و الصورة قبل المادة بالعلّیة.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 727
و المادة و الصورة قبل العرض بالطبع و العلّیة (س، ن، 99، 15)- المبادی المقارنة للطبیعیات الكائنة ثلاث:
صور و مادة و عدم (س، ن، 101، 9)- قسط الصورة فی الوجود أوفر من قسط المادة لأنّها علّتها المعطیة لها الوجود و یلیها الهیولی و وجودها بالصورة (س، ن، 101، 11)- المادة أیضا لا یجوز أن تفارق الصورة الجسمیة و تقوم موجودة بالفعل (س، ن، 203، 11)- إنّ كل عقل هو أعلی فی المرتبة فإنّه لمعنی فیه و هو أنّه بما یعقل الأول یجب عنه وجود عقل آخر دونه و بما یعقل ذاته یجب عنه فلك بنفسه و جرمه، و جرم الفلك كائن عنه و مستبقی بتوسّط النفس الفلكیة. فإنّ كل صورة فهی علّة لأن تكون مادتها بالفعل لأنّ المادة بنفسها لا قوام لها (س، ن، 280، 20)- المادة لا تخلو: إمّا أن تبقی خالیة عن الصورة، و هو محال. أو تلبس صورة أخری، فیكون ذلك كونا و فسادا، و هو محال، لأنّ الكون و الفساد من ضرورته قبول الحركة المستقیمة، فإنّه إنّما یقبل صورة تخالف الصورة الأولی بالطبع، فیستدعی مكانا غیر مكانه، فیتحرّك إلی ذلك المكان، حركة مستقیمة، كهیولی الهواء، فإنّه إذا خلع الصورة الهوائیة، و لبس صورة المائیة، لم یتصوّر ذلك إلّا بأن یتحرّك إلی حیّز الماء، حركة مستقیمة (غ، م، 275، 13)- المادة علّة الشی‌ء (غ، م، 286، 2)- لا یجوز أن تكون الصورة وحدها سببا لوجود المادة، إذ لو كان كذلك، للزم عدم المادة، بعدم الصورة، و لیس كذلك، بل تبقی المادة لابسة لصورة أخری (غ، م، 292، 3)- یكون وجود المادة بمشاركة أمور: أحدها:
جوهر مفارق به یكون أصل وجودها، و لكن لا یكون به وحده، بل بمشاركة الصورة. كما أنّ القوّة المحرّكة، هی سبب وجود الحركة، و لكن بشرط قوّة قابلة فی المحل. و كما أنّ الشمس سبب نضج الفواكه، و لكن بشرط قوة طبیعیة فی الفاكهة، قابلة للأثر، فكذلك وجود المادة یكون بالعقل المفارق. و لكن كونه بالعقل یكون بمشاركة الصورة (غ، م، 292، 7)- المادة التی فیها قوة الوجود قابلة للوجود الطارئ (غ، ت، 201، 18)- المادة إما أن تكون غیر مصوّرة بالذات …
فالمكوّن منها جسم بسیط، و الأجسام البسیطة علی ما تبیّن فی مواضع أخر أربعة: و هی الأرض و الماء و الهواء و النار. فأمّا أن تكون المادة ذات صورة فلا یمكن أن تكون بهذه الصفة مادة لجسم طبیعی غیر الأربعة دون أن تختلط بها مادة أخری (ج، ن، 20، 5)- إنّ المادة لیست شیئا أصلا بالفعل (ج، ن، 88، 13)- الجسم بمجرّد معنی جسمیته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّیه هیولی أولی، و باستعداده ببعضها لقبول بعض یكون هیولی قریبة و متوسطة، و من جهة أنّه بالفعل حامل لصوره یسمّی موضوعا، و من جهة أنّه مشترك للصور یسمّی طینة و مادة، و إن كان قد یخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ و دخل فی هیولیته أولا (بغ، م 1، 14، 12)- المادة من كل جسم مفتقرة إلی الصورة، إذ لا تقوم إلّا بها، و لا تثبت لها حقیقة دونها (طف، ح، 63، 2)- الشی‌ء العدیم الصورة جملة هو الهیولی، و المادة، و لا شی‌ء من الحیاة فیها، و هی شبیهة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 728
بالعدم (طف، ح، 70، 28)- إذا تبیّن أنه لیس للصورة المطلقة تكوّن و لا للمادة كون، فیجب أن یكون كل متكوّن منقسما إلی جزءین بالقول لا بالفعل: أحدهما الذی یسمّی مادة و الآخر صورة (ش، ت، 863، 1)- یعنی (أرسطو) بالانفعالات الأعراض، و یعنی بالعنصر المادة و هی صنفان: بالقوة و بالفعل (ش، ت، 961، 6)- الصورة و المادة إنما یدل كل واحد منهما علی شی‌ء واحد و لیس ینقسم واحد منهما إلی صفة و موصوف (ش، ت، 1063، 9)- إن المادة هی الموضوعة للأضداد (ش، ت، 1439، 6)- إنّ المادة هی الشی‌ء الذی یری أو یحسّ من طریق الصورة (ش، ت، 1468، 6)- إن الشی‌ء الذی هو بالتماس لا بالانتظام هو المادة و الموضوع، و ذلك كما أن فی الأشیاء التی تری و هی الأشیاء التی تتركّب شی‌ء ما یكون لا بالانتظام بمنزلة البیت فإن المادة تری مجاورة الأشیاء التی منها یكون البیت. و ذلك أن الحجارة و اللبن حالها كحال المادة أی المادة نسبتها فی الأشیاء الأخر الباقیة كنسبة هذه (ش، ت، 1470، 4)- المادة لیس لها وجود خارج النفس من جهة هذا التصوّر بالعقل لها، أعنی كونها مشتركة لجمیع الكائنات الفاسدات إذ كان تصوّرا لها من جهة العدم (ش، ت، 1473، 15)- الشی‌ء الذی هی به المادة مخالفة للعدم و موجود من الموجودات خارج النفس إنما هو كونها موضوعا للشخص المحسوس الذی یری لا الشی‌ء الذی یعقل منها، و هذا هو التصوّر التام للمادة (ش، ت، 1474، 3)- إن المادة لیست محسوسة بذاتها و إنما هی محسوسة بغیرها أی بالصورة، و لیس لها وجود إلا من قبل أنها محسوسة بغیرها لا محسوسة بذاتها. فإنها إنما هی موجودة من قبل الشی‌ء الذی به تری و تحسّ (ش، ت، 1475، 4)- إن المادة هی التی یشار إلیها من طریق الحس و ذلك أن الصورة لیس تدرك من طریق الحس و إنما تدرك من طریق فعلها، و لذلك إنما كان إدراكها للعقل (ش، ت، 1476، 8)- أن توجد أشیاء كثیرة بالعدد، واحدة بالصورة، بغیر مادة فمحال. و ذلك لأنه لا یتمیّز شخص عن شخص بوصف من الأوصاف إلا بالعرض، إذ قد كان یوجد مشاركا له فی ذلك الوصف غیره. و إنما یفترق الشخص من الشخص من قبل المادة (ش، ته، 39، 24)- الإمكان یستدعی شیئا یقوم به و هو المحل القابل للشی‌ء الممكن، و ذلك أن الإمكان الذی من قبل القابل لیس ینبغی أن یعتقد فیه أنه الإمكان الذی من قبل الفاعل، و ذلك أن قولنا فی زید أنه یمكن أن یفعل كذا غیر قولنا فی المفعول أنه یمكن. و لذلك یشترط فی إمكان الفاعل إمكان القابل فإذا كان الفاعل لا یمكن أن یفعل ممتنعا، و إذا لم یمكن أن یكون الإمكان المتقدّم علی الحادث فی غیر موضوع أصلا و لا أمكن أن یكون الفاعل هو الموضوع، و لا الممكن، لأن الممكن إذا حصل بالفعل ارتفع الإمكان فلم یبق إلّا أن یكون الحامل للإمكان هو الشی‌ء القابل للممكن و هو المادة (ش، ته، 76، 2)- المادة لا تتكوّن بما هی مادة لأنها كانت تحتاج إلی مادة و یمر الأمر إلی غیر نهایة، بل إن كانت مادة متكوّنة فمن جهة ما هی مركّبة من مادة و صورة. و كل متكوّن فإنما یتكوّن من شی‌ء ما:
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 729
فإما أن یمر ذلك إلی غیر نهایة علی استقامة فی مادة غیر متناهیة و ذلك مستحیل، و إن قدّرنا محركا أزلیا لأنه لا یوجد شی‌ء بالفعل غیر متناه، و إما أن تكون الصور تتعاقب علی موضوع غیر كائن و لا فاسد و یكون تعاقبها أزلیا و دورا. فإن كان ذلك كذلك وجب أن یكون هاهنا حركة أزلیة تفید هذا التعاقب الذی فی الكائنات الفاسدات الأزلیة (ش، ته، 76، 2)- وجدوا (الفلاسفة) الأشیاء المحسوسة التی دون الفلك ضربین: متنفسة، و غیر متنفسة، و وجدوا جمیع هذه یكون المتكوّن منها متكوّنا بشی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه صورة، و هو المعنی الذی به صار موجودا بعد أن كان معدوما، و من شی‌ء سمّوه مادة، و هو الذی منه تكوّن. و ذلك أنهم ألفوا كل ما یتكوّن هاهنا إنما یتكوّن من موجود غیره، فسمّوا هذه مادة، و وجدوه أیضا یتكوّن عن شی‌ء فسمّوه فاعلا، و من أجل شی‌ء سمّوه أیضا غایة، فأثبتوا أسبابا أربعة. و وجدوا الشی‌ء الذی یتكوّن به المتكوّن، أعنی صورة المتكوّن و الشی‌ء الذی عنه یتكوّن و هو الفاعل القریب له واحدا: إما بالنوع، و إما بالجنس. أما بالنوع فمثل: أن الإنسان یولد إنسانا، و الفرس فرسا، و أما بالجنس، فمثل: تولّد البغل عن الفرس، و الحمار (ش، ته، 128، 19)- المادة لما كانت غیر محصورة بالذات لم تكن لها نهایة تخصّها بل متی حصلت فیها صورة أمكن أن تفارقها و تحلها ضرورة صورة أخری، و ذلك ممكن إلی غیر نهایة بما هی مادة فی الماضی و المستقبل (ش، سط، 57، 23)- المادة الحاملة لصور العالم محصورة فهو ظاهر من أنه لیس یوجد خارجا عنه جسم، لأنه لو كان هنالك جسم لكان هنالك موضع ضرورة، و لو كان موضع لكان ضرورة هنالك محیط، و المحیط هو أحد هذه الأجسام (ش، سم، 46، 11)- المادّة هی متبدّلة بأن تزید عند النمو و تنقص عند الذبول (ش، سك، 101، 3)- المادة فإن التغیّر إنما یلحقها من حیث هی مادة شی‌ء مشارا إلیه، فأما بما هی مادة فلا (ش، ما، 73، 23)- المادة فإن التغیّر إنما یلحقها من حیث هی جزء متغیّر و هو المشار إلیه. فأما بما هی مادة فلا كما یظهر أن المادة لا یصنعها الصانع، كذلك الصورة، و إنما یصنع المجموع من المادة و الصورة، أعنی أنه إنما یصنع المصوّر بتغیّره للعنصر إلی أن تفیده الصورة. مثال ذلك صانع الخزانة فإنه لا یصنع الخشب كما لا یصنع صورة الخزانة و إنما یصنع صورة خزانة ما من خشب ما (ش، ما، 74، 15)- أما المادة فهی الشی‌ء الذی هو بالقوة الشی‌ء الذی سیكون بالفعل و الحد (ش، ما، 84، 8)- أما أمر المادة فمقر به عند الجمیع أنها جوهر و إن كانوا اختلفوا فی ماهیّتها، أعنی المادة الأولی (ش، ما، 84، 19)- یظهر من شأن الأشخاص المحسوسة أنها مركّبة، إذ كان یوجد لها حالتین من الوجود فی غایة التباین، و هو الوجود المحسوس و الوجود المعقول. فإنه لیس یمكن أن یكون لها هذا من جهة واحدة بل الصورة هی السبب فی كون الشی‌ء معقولا و المادة فی كونه محسوسا (ش، ما، 88، 17)- المادة عبارة عن الشی‌ء الذی یحصل فیه إمكان وجود الشی‌ء مثل الخشب للسریر و الحدید للسیف لا كالصوف للسریر و السیف فإنّه لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 730
یمكن اتّخاذهما منه (ر، م، 517، 8)- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل یسمّی أسطقسّا فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركّب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادی الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 522، 2)- ینقسم الجوهر إلی بسیط و مركّب: أمّا البسیط، فهو العقل، و النّفس، و المادّة و الصّورة: - و أمّا العقل الجوهریّ و النّفس،- و أمّا المادّة، فعبارة عن أحد جزأی الجسم، و هو محلّ الجزء الآخر منه.- و أمّا الصّورة، فعبارة عن أحد جزأی الجسم، و هو محلّ الجزء الآخر منه. و أمّا المركّب، فهو عبارة عن جوهر قابل للتجزئة فی ثلاث جهات متقاطعة تقاطعا قائما (سی، م، 110، 4)- المادة قابلة للصورة (ط، ت، 219، 6)

مادة أولی‌

- الصورة و المادّة الأولی هما أنقص هذه المبادی وجودا، و ذلك أنّ كلّ واحد منهما مفتقر فی وجوده و قوامه إلی الآخر. فإنّ الصورة لا یمكن أن یكون لها قواما إلّا فی المادّة، و المادّة فهی بجوهرها و طبیعتها موجودة لأجل الصورة، و أنّیتها هی أن تحمل الصورة. فمتی لم تكن الصورة موجودة لم تكن المادّة موجودة، إذ كانت هذه المادّة هی حقیقة لا صورة لها فی ذاتها أصلا (ف، سم، 38، 10)- المادّة الأولی هی بالقوّة جمیع الجواهر التی تحت السماء، فمن جهة ما هی جواهر بالقوّة تتحرّك إلی أن تحصل جواهر بالفعل (ف، سم، 54، 15)- لیس ینظر العلم الطبیعی فی الأشیاء من حیث هی جواهر، و أما المادة الأولی فینظر فیها صاحب العلمین. أما صاحب العلم الطبیعی فینظر فیها من حیث هی مبدأ للتغییر، و أما صاحب العلم الإلهی فینظر فیها من حیث هی جوهر بالقوة (ش، ت، 780، 5)- إن المادة الأولی للأمور الكائنة الفاسدة واحدة بعینها أعنی من قبل استحالة جمیع الأمور الكائنة الفاسدة بعضها إلی بعض (ش، ت، 1085، 3)- إن المادة الأولی و إن كانت واحدة فإنها كثیرة بالقوة و الاستعداد (ش، ت، 1449، 2)- إن المادة الأولی واحدة بالموضوع كثیرة بالاستعدادات. أما أولا فالاستعدادات التی فیها لقبول المضادة الأولی أعنی صور الأسطقسّات الأربعة، ثم یوجد فیها ثانیا قوی المتشابهة الأجزاء بتوسّط صور الأسطقسّات الأربعة، و تختلف هذه القوة فیها بحسب اختلاف امتزاج الأسطقسّات الأربعة حتی یختلف من قبل ذلك صور الكائنات الاختلاف الموجود فیها (ش، ت، 1450، 1)- إن المادة الأولی إنما تفهم و تتصوّر بالنسبة أی إنها التی نسبتها من جمیع الأشیاء الموجودة بالفعل نسبة المواد المحسوسة إلی التی هی مواد لها، أعنی مثل نسبة الخشبة إلی السفینة (ش، ت، 1471، 15)- إن المادة الأولی إنما یفهم أنها مادة لهذا الشی‌ء من طریق المواد التی تری، و ذلك أن ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 731
كان من المواد متماسّا لا متّحدا فهی التی تفهم هذا المعنی (ش، ت، 1472، 2)- المادة الأولی لكونها غیر متغیّرة من الصور، وجب أن یكون الكون سرمدا (ش، سك، 98، 5)- المادة الأولی (هی) بعینها لجمیع ما یكون و یفسد و الأجسام الأزلیة (ش، سك، 117، 11)- المادة الأولی لیس یمكن فیها أن تتعرّی عن الصورة لأنها لو عرّیت منها لكان ما لا یوجد بالفعل موجودا بالفعل (ش، ن، 28، 1)- الموضوع الذی لیس فیه شی‌ء من الفعل أصلا هی المادة الأولی (ش، ن، 100، 4)- لا یمكن فی المادة الأولی أن تتعرّی منه (الكم) كما لا یمكنها أن تتعرّی من الصورة و إلا وجد شخص جوهر غیر ذی كم، و ذلك محال (ش، ما، 63، 10)- لیس یمكن فی المادة الأولی أن تتعرّی عن الصور، و الجرم السماوی مضطر أیضا فی وجوده إلیها علی جهة ما تضطر الصور إلی المواد (ش، ما، 72، 12)- أما المادة الأولی فقد لاح من أمرها فی العلم الطبیعی أنها للكائنة الفاسدة واحدة، و بذلك أمكن أن تستحیل البسائط بعضها إلی بعض (ش، ما، 132، 17)- أما المادة الأولی فقد تبیّن من أمرها فی العلم الطبیعی أنها غیر مصوّرة، و لذلك لیس یمكن أن یكون لها فاعل إذ الفاعل إنما یعطی المفعول الصورة. و أما أن لها غایة فواجب ضرورة و هی الصورة، و إلّا وجد ما شأنه الّا یوجد (ش، ما، 133، 10)- المادة الأولی لیست ذات صورة فیكون لها فاعل، و لا یمكن أیضا أن یتصوّر لها مادة أخری، إذ كانت هی الأولی (ش، ما، 167، 4)

مادة بعیدة

- المادة القریبة هی التی لا یتوقّف قبولها للصورة علی انضمام شی‌ء آخر إلیه أو حدوث حالة أخری فیه مثل الأعضاء للبدن، و المادة البعیدة ما لا تكون كذلك إمّا لأنّها وحدها لیست بقابلة بل هی جزء القابل، و إمّا لأنّها إن كانت قابلة فلا بدّ من حدوث أحوال فیها لتستعدّ بسببها لقبول تلك الصورة. فالأول مثل الخلط الواحد لصورة العضو، و الثانی مثل الأركان المختلطة لصورة الخلط (ر، م، 544، 20)

مادة جسمانیة

- إنّ … المادة الجسمانیة یستحیل أن توجد بالفعل متعرّیة عن الصورة (س، شأ، 72، 4)- أصل المادة الجسمیة من الجوهر العقلی المفارق. و كونها محدودة الجهات، من الأجسام السماویة. و استعدادها أیضا یكون منها (غ، م، 292، 26)

مادة الجوهر الطبیعی‌

- إنّ مادّة الجوهر الطبیعیّ غیر منفكّة عن صورة لها، فلذلك صار الجوهر غیر مركّب من امتداد ما (ف، ط، 94، 14)

مادة الشی‌ء

- إنّ مادة الشی‌ء قد یراد به الجزء القابل للصورة كالإنسان للرجل، و قد یراد به الشی‌ء الذی یصیر جزؤه القابل جزءا قابلا لشی‌ء آخر كالماء إذا صار هواء فإنّ الجزء القابل للصورة المائیة صار قابلا للصورة الهوائیة (ر، م، 521، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 732
- مادّة الشی‌ء و هی التی یحصل الشی‌ء معها بالقوّة و قیل المادّة الزیادة المتّصلة (جر، ت، 205، 18)

مادة قریبة للشی‌ء

- المادة القریبة للشی‌ء هی التی هی مادة هذا الشی‌ء المرئیّة (ش، ت، 1471، 7)- المادة القریبة هی التی لا یتوقّف قبولها للصورة علی انضمام شی‌ء آخر إلیه أو حدوث حالة أخری فیه مثل الأعضاء للبدن، و المادة البعیدة ما لا تكون كذلك إمّا لأنّها وحدها لیست بقابلة بل هی جزء القابل، و إمّا لأنّها إن كانت قبالة فلا بدّ من حدوث أحوال فیها لتستعدّ بسببها لقبول تلك الصورة. فالأول مثل الخلط الواحد لصورة العضو، و الثانی مثل الأركان المختلطة لصورة الخلط (ر، م، 544، 19)

مادة كلّیة

- الصورة الكلّیة و المادة الكلّیة لیس لهما كون و لا فساد (ش، ما، 135، 11)

مادة متصوّرة

- كما المادّة، مهما كانت متصوّرة بصورة ما ثم حدثت فیها صورة أخری، صارت مع صورتها جمیعا مادة للصورة الثالثة الحادثة فیها، كالخشب الذی له صورة یباین بها سائر الأجسام، ثم یجعل منها ألواحا، ثم یجعل من الألواح سریرا. فإن صورة السریر، من حیث حدثت فی الألواح مادة لها، و فی الألواح، التی هی مادة بالإضافة إلی صورة السریر، صور كثیرة، مثل الصور اللوحیة و الصور الخشبیة و الصور النباتیة و غیرها من الصور القدیمة. كذلك مهما كانت النفس المتخلّقة ببعض الأخلاق، ثم تكلّفت اكتساب خلق جدید، كان الأخلاق التی معها كالأشیاء الطبیعیة لها، و هذه المكتسبة الجدیدة، اعتیادیة، ثم إن مرّت علی هذه و دامت علی اكتساب خلق ثالث، صارت تلك بمنزلة الطبیعیة، و ذلك بالإضافة إلی هذه الجدیدة المكتسبة (ف، ج، 96، 16)

مادة مطلقة

- المادة المطلقة لا یصنعها الصانع، كذلك الصورة المطلقة (ش، ما، 74، 6)

مادة واحدة

- إن المادة الواحدة لما كانت مشتركة بین ضدین، و كان قوام كل واحد من الضدین بها، و لم تكن تلك المادة أولی بأحد الضدین دون الآخر، و لم یمكن أن تجعل لكلیهما فی وقت واحد، لزم ضرورة أن تعطی تلك المادة أحیانا هذا الضدّ، و أحیانا ذلك الضدّ، و یعاقب بینهما، فیصیر كل منهما كأنّ له حقا عند الآخر، و یكون عنده شی‌ء ما لغیره، و عند غیره شی‌ء هو له، فعند كل واحد منهما حق ما ینبغی أن یصیر إلی كل واحد من كل واحد (ف، أ، 63، 13)

مادة و صورة

- الصورة هی فی الجسم الجوهر الجسمانیّ، مثل شكل السریر فی السریر، و المادّة مثل خشب السریر. فالصورة هی التی بها یصیر المتجسّم جوهرا بالفعل، و المادّة هی التی بها یكون جوهرا بالقوّة. فإنّ السریر هو سریر بالقوّة من جهة ما هو خشب، و یصیر سریرا بالفعل متی حصل شكله فی الخشب. و الصورة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 733
قوامها بالمادّة، و المادّة موضوعة لحمل الصور. فإنّ الصور لیس لها قوام بذواتها و هی محتاجة إلی أن تكون موجودة فی موضوع، و موضوعها المادّة. و المادّة إنّما وجودها لأجل الصور (ف، سم، 36، 6)- المادّة و الصورة كل واحد منهما یسمّی بالطبیعة، إلّا أنّ أحراهما بهذا الاسم هو الصورة. مثال ذلك البصر: فإنّه جوهر، و جسم العین مادّته، و القوّة التی بها یبصر هی صورته، و باجتماعهما یكون البصر بصرا بالفعل.
و كذلك سائر الأجسام الطبیعیّة (ف، سم، 36، 16)- الصورة توجد لا لأن توجد بها المادّة، و لا لأنّها فطرت لأجل المادّة (ف، سم، 39، 4)- المادّة موجودة لأجل الصورة- أعنی لیكون قوام الصورة بها. فبهذا تفضل الصورة المادّة.
و المادّة تفضل الصورة بأنّها لا تحتاج فی وجودها إلی أن تكون فی موضوع، و الصورة تحتاج إلی ذلك (ف، سم، 39، 5)- المادة لا ضدّ لها و لا عدم یقابلها، و الصورة لها عدم أو ضدّ، و ما له عدم أو ضدّ فلیس یمكن أن یكون دائم الوجود (ف، سم، 39، 7)- المادّة موضوعة لصور متضادّة، فهی قابلة للصورة و لضدّ تلك الصورة أو عدمها (ف، سم، 39، 11)- المادة موضوعة (للموجود) لیكون بها قوام الصورة، و الصورة لا یمكن أن یكون لها قوام و وجود بغیر المادة. فالمادة وجودها لأجل الصورة، و لو لم تكن صورة ما موجودة ما كانت المادة. و الصورة وجودها لا لتوجد بها المادة، بل لیحصل الجوهر المتجسّم جوهرا بالفعل (ف، أ، 47، 5)- الفعل الموجود بالقوة تارة و بالفعل أخری هی المركّبات من المادة و الصورة، فإنّ لها القوة من جهة الهیولی، و الفعل من جهة الصورة (تو، م، 286، 7)- لیست المادة من جهة ما هی مادة ذات صورة بالذات، لكنّها قابلة للصورة. و لیست الصورة فی الجسم منحازة توجد بالفعل عن المادة، و لا أیضا المادة فیه منحازة بالفعل عن الصورة. لكن كل واحد منهما فی الجسم المؤتلف منهما منحاز عن الآخر بالقوة، و هذا بیّن فی الأجسام الكائنة الفاسدة (ج، ن، 62، 4)- المادة لیس توجد منفردة عن الصورة أصلا، بل تنفرد فتوجد مقترنة بصورة أخری، و یظهر فیها عدم الصورة، فقد یجب ضرورة من هذا أن تكون الصورة منحازة بنفسها أیضا عن تلك إما مقترنة بمادة أخری أو منفردة بنفسها، و إلّا لم یمكن أن یكون أحدهما غیر الآخر بوجه، و كان التغایر أمرا باطلا (ج، ن، 63، 7)- إن أمكن أن تكون صورة لا مقابل لها فإنّ المادة التی فیها إنّما هی موضوع فقط، فلیست مادة إلّا باشتراك الاسم فإنّ الهیولی لا نسبة لها فی ذاتها إلی صورة من الصور بل كلّها لها بالسواء (ج، ن، 64، 9)- إنّ المادة إنّما وجدت من أجل وجود الصورة حسب ما وضعه أرسطو، لكن من أجل وجودها الأخیر لا من أجل وجودها الأوّل (ج، ن، 73، 2)- إنّ المادة تتحرّك إلی الصورة لا الصورة إلی المادة. فإذا ملأت المادة مقدارها الصورة فی أشخاص النبات و الحیوان كفّ النموّ و لم تتصرّف الصورة فی زیادة المادة بتزیّد الأعضاء بها كما كانت أو لا بل تبقی شحما أو سمینا أو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 734
تندفع مع الفضلات (بغ، م 2، 207، 6)- حیث تظهر المادة و الصورة یظهر الفاعل و الغایة بوجه ما، لا سیّما أن الفاعل و الغایة و الصورة تظهر فی أكثر هذه الأشیاء الطبیعیة واحدة بالنوع و ذلك فیما یتكوّن عن جنسه (ش، سط، 40، 5)

ماضٍ‌

- إنّ لفظة" كان" تدلّ علی أمر مضی و لیس الآن، و خصوصا و یعقبه قولك ثم، فقد كان كون قد مضی قبل أن خلق الخلق، و ذلك الكون هو متناه، فقد كان إذن زمان قبل الحركة و الزمان، لأنّ الماضی إما بذاته و هو الزمان، و إما بالزمان و هو الحركة و ما فیها و ما معها (س، شأ، 379، 11)- الماضی قد دخل كله فی الوجود متلاحقا، و إن لم یكن متساوقا (غ، ت، 71، 2)- ما یقع فی الماضی من غیر الأزلی هو متناه من الطرفین، أعنی أن له ابتداء و انقضاء، و أما ما وقع فی الماضی فی الأزلی فلیس له ابتداء و لا انقضاء (ش، ته، 85، 11)- لو كان الماضی غیر متناه لكان حصول الیوم موقوفا علی انقضاء الغیر المتناهی و الموقوف علی انقضاء غیر المتناهی محال، فیلزم أن یكون حدوث الیوم محال (ر، ل، 96، 2)

ماضٍ بذاته‌

- الماضی بذاته هو الزمان (غ، ت، 57، 5)

ماضٍ بغیره‌

- الماضی بغیره هو الحركة (غ، ت، 57، 6)

ماضٍ و مستقبل‌

- أما الماضی فقد انقرض، و أما المستقبل فلم یوجد بعد (ش، ته، 37، 21)- توهّم الماضی و المستقبل اللذین هما القبل و البعد، هما شیئان موجودان بالقیاس إلی وهمنا، إذ قد یمكننا أن نتخیّل مستقبلا صار ماضیا، و ماضیا كان قبل مستقبلا. و إذا كان ذلك كذلك، فلیس الماضی و المستقبل من الأشیاء الموجودة بذاتها، و لا لها خارج النفس وجود، و إنما هی شی‌ء تفعله النفس. فإذا بطل وجود الحركة، بطل مفهوم هذه النسبة و المقایسة (ش، ته، 62، 30)- أما من فرّق بین الماضی و المستقبل بأن ما كان فی الماضی قد دخل كله فی الوجود و ما فی المستقبل فلا یدخل كله فی الوجود و إنما یدخل منه شی‌ء فشی‌ء، فكلام مموّه. و ذلك أن ما فی الماضی بالحقیقة فقد دخل فی الزمان، و ما دخل فی الزمان فالزمان یفضل علیه بطرفیه و له كل و هو متناه ضرورة، و أما ما لم یدخل فی الماضی كدخول الحادث فلم یدخل فی الماضی إلّا باشتراك الاسم، بل هو مع الماضی ممتد إلی غیر نهایة و لیس له كل و إنما الكل لأجزائه (ش، ته، 85، 21)

ماهیّات‌

- الماهیّات یعرض لها الوجود بعلّة، إذ لیس الوجود لها من ذاتها، و كل ما لیس من ذات الشی‌ء، فهو له بعلّة (غ، م، 173، 2)- إن الماهیّات إنما هی للجواهر المفردة (ش، ت، 824، 2)- إنّ الماهیّات إذا أخذت مع وجودها یستحیل أن یعرض لها الإمكان لأنّها بشرط كونها موجودة یستحیل أن تصیر معدومة، و كذلك بشرط كونها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 735
معدومة یستحیل أن تصیر موجودة (ر، م، 123، 13)- إنّ الماهیّات أمور متعیّنة، فإمّا أن یكون فیها اقتضاء الوجود أو اقتضاء العدم أو لیس فیها اقتضاء واحد منهما (ر، م، 129، 11)

ماهیّات الأجسام‌

- إن القوم (الفلاسفة) لما نظروا إلی جمیع المدركات وجدوا أنها صنفان: صنف مدرك بالحواس، و هی أجسام قائمة بذاتها مشار إلیها، و أعراض مشار إلیها فی تلك الأجسام.
و صنف مدرك بالعقل و هی ماهیّات تلك الأمور المحسوسة و طبائعها، أعنی الجواهر و الأعراض. و وجدوا التی لها ماهیّات بالحقیقة فیها هی الأجسام، و أعنی بالماهیّات للأجسام صفات موجودة فیها بها صارت تلك الأجسام موجودة بالفعل و مخصوصة بصدور فعل من الأفعال یصدر عنها. و خالفت هذه الصفات الأعراض عندهم بأن وجدوا الأعراض أمورا زائدة علی الذات المشار إلیها القائمة بنفسها محتاجة إلی الذوات القائمة بها و الذوات غیر محتاجة فی قوامها إلیها، أعنی إلی الأعراض (ش، ته، 204، 12)

ماهیّات الأشیاء

- إن كانت ماهیّات الأشیاء لیست هی و الأشیاء واحدة بذاتها فهی مطلقة بعضها من بعض أی موجودة بذاتها لیس بعضها موجودا لبعض، لزم أن تكون بعض الجواهر غیر معلومة و هی الجواهر الأول لأنها إنما تعلم بماهیّاتها التی هی و إیّاها شی‌ء واحد، و أن تكون بعضها غیر موجودة و هی ماهیّاتها المفارقة لأن الماهیّات للأشیاء إنما صارت موجودة بوجود الأشیاء ذوات الماهیّات (ش، ت، 827، 13)- إن ماهیّات الأشیاء جواهر (ش، ت، 960، 17)- ماهیّات الأشیاء وحدانیتها و صدقها إنما هو فی التركیب أو الانفصال. فمن الأشیاء ما یكون صدقها دائما غیر منتقل و كذلك كذبها دائما غیر منتقل، و منها ما ینتقل من الصدق إلی الكذب و بالعكس. فالعلم بتلك هو الذی یسمّی علما، و العلم بالماهیّة المنتقلة هو الذی یسمّی ظنّا (ش، ت، 1222، 1)- لسنا نحتاج فی أن نعقل ماهیّات الأشیاء إلی القول بوجود كلّیات مفارقة سواء كانت موجودة أو لم تكن، بل إن كانت موجودة فلیس یكون لها غناء فی عقل ماهیّات الأشیاء و لا بالجملة فی الوجود المحسوس (ش، ما، 70، 9)

ماهیّات الأعراض‌

- إن ماهیّات الأعراض متأخّرة عن ماهیّات الجواهر علی جهة ما تتأخّر المسبّبات عن أسبابها (ش، ت، 753، 9)

ماهیّات الجواهر

- موضوع ماهیّات الجواهر و كلّیاتها هی أشخاص الجوهر و هی أشیاء محدودة بذاتها یعنی أنها محدودة بالأمكنة و السطوح، و إنما هی جزء من هذا الجوهر التی هی أشخاص الجواهر الجزئیات، و علی هذین الأمرین تدل مقولة الجوهر (ش، ت، 751، 6)- إن ماهیّات الأعراض متأخّرة عن ماهیّات الجواهر علی جهة ما تتأخّر المسبّبات عن أسبابها (ش، ت، 753، 9)- إن ماهیّات الجواهر متقدّمة علی سائر الموجودات و علة لها (ش، ت، 758، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 736
- إن الوقوف علی ماهیّات الجواهر أكثر من الوقوف علی أسباب الأعراض، و السبب فی ذلك بساطة الجوهر و التركیب الذی فی الأعراض. و لذلك ما كان معنی بسیطا بالحقیقة فلیس له حدّ و لا یطلب فیه بحرف لم (ش، ت، 1012، 14)

ماهیّات مطلقة

- الماهیّات المطلقة إنما توجد للجواهر، و إنها صارت بها جواهر (ش، ت، 823، 10)

ماهیّات ممكنة

- لا یتصوّر عروض الوجود للماهیّات الممكنة.
فلیس معنی كونها موجودة، إلّا أنّ لها نسبة مخصوصة إلی حضرة الوجود القائم بذاته.
و تلك النسبة علی وجوه مختلفة و أنحاء شتی، یتعذّر الاطّلاع علی ماهیّاتها (ط، ت، 208، 19)

ماهیّة

- جمیع المبادی التی هی مبادئ وجودها (الأشیاء) أربعة أجناس لا أقلّ و لا أكثر، و أنّها هی هذه الأربعة: المادّة و الماهیّة و الفاعل و الغایة (ف، ط، 93، 2)- الأمور التی قبلنا لكل منها ماهیّة و هویّة و لیست ماهیّته هویّته و لا داخلة فی هویّته، و لو كانت ماهیّة الإنسان هویّة لكان تصوّرك ماهیّة الإنسان تصوّرا لهویّته، فكنت إذا تصوّرت ما الإنسان تصوّرت هو الإنسان فعلمت وجوده و لكان كل تصوّر یستدعی تصدیقا. و لا الهویّة داخلة فی ماهیّة هذه الأشیاء و إلّا لكان مقوّما لا یستكمل تصوّر الماهیّة دونه و یستحیل رفعه عن الماهیّة توهّما، و كان قیاس الهویّة من الإنسان قیاس الجسمیّة و الحیوانیّة، و كان كما أن من یفهم الإنسان إنسانا لا یشك فی أنه جسم أو حیوان إذا فهم الجسم و الحیوان، كذلك لا یشك فی أنه موجود و لیس ذلك بل یشك ما لم یقم حس أو دلیل. فالوجود و الهویّة لما یلینا من الموجودات لیس من جملة المقوّمات فهو من العوارض اللازمة (ف، ف، 2، 2)- محال أن تكون الماهیّة یلزمها شی‌ء حاصل إلّا بعد حصولها (ف، ف، 3، 4)- إذا لم تكن الهویّة للماهیّة التی لیست هی الهویّة عن نفسها فهی لها عن غیرها فكل ما هویّته غیر ماهیّته و غیر المقوّمات فهویّته من غیره و تنتهی إلی مبدأ له مباینة للهویّة (ف، ف، 3، 12)- كل ماهیّة مقولة علی كثیرین فلیس علی كثیرین لماهیّتها و إلّا لما كانت ماهیّتها بمفرد فذلك عن غیرها فوجودها معلول (ف، ف، 4، 3)- الماهیّة و الذات قد تكون منقسمة و قد تكون غیر منقسمة. فما كانت ماهیّته منقسمة فإنّ التی یقال إنّها ماهیّته ثلاثة: إحداها جملته التی هی غیر ملخّصة، و الثانیة الملخّصة بأجزائها التی بها قوامها، و الثالثة جزء جزء من أجزاء الجملة كلّ واحد بجملته علی حیاله (ف، حر، 116، 8)- القدماء یسمّون المحمول علی الشی‌ء الذی إذا عقل عقل ما هو ذلك الشی‌ء و ذات ذلك الشی‌ء" جوهر ذلك الشی‌ء"، و یسمّون ماهیّة الشی‌ء" جوهره"، و جزء ماهیّته" جزء جوهره"، و المعرّف لما هو الشی‌ء" المعرّف بجوهره" (ف، حر، 176، 15)- الصورة دائما جزء من الماهیّة فی المركّبات، و كل بسیط فإنّ صورته أیضا ذاته لأنّه لا تركیب فیه، و أما المركّبات فلا صورتها ذاتها و لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 737
ماهیّتها ذاتها، أما الصورة فظاهر أنّها جزء منها، و أما الماهیّة فهی ما بها هی ما هی، و إنّما هی ما هی بكون الصورة مقارنة للمادة، و هو أزید من معنی الصورة (س، شأ، 245، 8)- یعرف تغایر (الإنیّة) و (الماهیّة) بإشارة العقل، لا بإشارة الحسّ، كما یعرف تغایر الصورة، و الهیولی (غ، م، 172، 4)- كل ماهیّة لها وجود زائد فیها (غ، م، 181، 20)- الماهیّة قبل الوجود لا تكون موجودة (غ، م، 181، 21)- إنّ نفی الماهیّة نفی للحقیقة (غ، ت، 128، 18)- الماهیّة المعطیة وجود الشی‌ء هی لجمیع الأشیاء التی القول الدالّ علیها حدّها (ش، ت، 796، 5)- إن ما تدل علیه الماهیّة هو بنوع متقدّم الحدّ للجوهر و لهذا الشی‌ء المشار إلیه أعنی القائم بذاته (ش، ت، 800، 10)- إن نسبة الحدّ ینبغی أن یكون إلی الحدّ كنسبة الماهیّة إلی الماهیّة (ش، ت، 800، 18)- إن الحدّ المطلق هو القول الذی یدل علی ماهیّة الشی‌ء، و إن الماهیّة: إما الّا توجد إلّا للجواهر فقط، و إما أن یكون وجودها للجواهر أكثر و بنوع متقدّم و بسیط (ش، ت، 821، 10)- أما الماهیّة التی تتقدّم علم الموجود فی أذهاننا فلیست فی الحقیقة ماهیّة و إنما هی شرح معنی اسم من الأسماء، فإذا علم أن ذلك المعنی موجود خارج النفس علم أنها ماهیّة و حدّ.
و بهذا المعنی قیل فی كتاب المقولات: إن كلّیات الأشیاء المعقولة إنما صارت موجودة بأشخاصها و أشخاصها معقولة بكلّیاتها، و قیل فی كتاب النفس: إن القوة التی بها یدرك أن الشی‌ء مشار إلیه و موجود غیر القوة التی یدرك بها ماهیّة الشی‌ء المشار إلیه (ش، ته، 175، 26)- ما لا ماهیّة له لا ذات له (ش، م، 174، 15)- الماهیّة بما هی ماهیّة غیر كائنة و لا فاسدة (ش، ما، 73، 18)- إنّ الوجود غنیّ عن التعریف، و الماهیّة غیر غنیّة فی خصوصیاتها عن التعریف، فالوجود غیر الماهیّة (ر، م، 24، 17)- یستحیل أن تعقل الماهیّة عند عدمها فی الذهن (ر، م، 25، 7)- الماهیّة التی توجد فی الأعیان و لا تكون معقولة لعاقل فحقیقتها حاصلة و وجودها الذهنی غیر حاصل (ر، م، 25، 14)- إنّ الماهیّة مقتضیة للإمكان (ر، م، 38، 15)- إنّ الماهیّة التی نوعها فی شخص واحد یكون تشخّصها من لوازم حقیقتها (ر، م، 39، 2)- إنّ الماهیّة قد تكون مركّبة و قد تكون بسیطة.
و المركّبة هی التی إنّما تلتئم حقیقتها من اجتماع عدّة أمور، و البسیطة ما لا تكون كذلك (ر، م، 51، 16)- إنّ كل ماهیّة فإنّ نفس تصوّرها لا یمنع من حملها علی كثیرین (ر، م، 74، 4)- إنّ الماهیّة: إمّا أن یكون تعیّنها من لوازمها، و إمّا أن لا یكون. فالأوّل یقتضی أن لا یكون ذلك النوع إلّا فی شخص واحد، و أمّا الثانی فإنّ التشخّص یستدعی علّة مغایرة لتلك الماهیّة، و یجب أن تكون علّة التشخّص سابقة علی حصول ذلك التشخّص (ر، م، 76، 16)- إنّ الماهیّة إنّما تتشخّص بأمور خارجة (ر، م،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 738
553، 8)- الماهیّة تطلق غالبا علی الأمر المتعقّل مثل المتعقّل من الإنسان و هو الحیوان الناطق مع قطع النظر عن الوجود. و الأمر المتعلّق من حیث أنّه معقول فی جوابه هو سمّی ماهیّة، و من حیث ثبوته فی الخارج سمّی حقیقة، و من حیث امتیازه عن الأغیار هویّة، و من حیث جمل اللوازم له ذاتا، و من حیث یستبطر من اللفظ مدلولا، و من حیث أنّها أقلّ الحوادث جوهرا أو علی هذا (جر، ت، 205، 11)

ماهیّة اعتباریة

- الماهیّة الاعتباریّة هی التی لا وجود لها إلّا فی العقل المعتبر ما دام معتبرا (جر، ت، 206، 8)

ماهیّة الإنسان‌

- ماهیّة الإنسان هو العلم و العلم هو المعلوم من جهة و هو غیره من جهة أخری، فإذا جهل معلوما ما فقد جهل جزءا من ذاته، و إذا جهل جمیع المعلومات فقد جهل ذاته (ش، ته، 192، 22)

ماهیّة أولی‌

- الماهیّة الأولی التی تدل علی وجود الشی‌ء یجب الّا یكون لها عنصر لأنه إن كان لها عنصر كان لها ماهیّة أخری و مرّ الأمر إلی غیر نهایة.
و لذلك ما یجب فی الصورة الأولی من حیث هی تمام و غایة أن تكون غیر ذات صورة فتكون بسیطة و كل بسیط فهو فی غیر هیولی (ش، ت، 1686، 4)

ماهیّة جنسیة

- الماهیّة الجنسیة هی التی لا تكون فی أفرادها علی السویّة فإنّ الحیوان یقتضی فی الإنسان مقارنة الناطق و لا یقتضی فی غیر ذلك (جر، ت، 206، 5)

ماهیّة شخص الجوهر

- إن ماهیّة شخص الجوهر متقدّمة بالوجود علی ماهیّات الأعراض لأن كون شخص الجوهر یتقدّم علی سائر أشخاص الأعراض فی الوجود بیّن بنفسه (ش، ت، 748، 16)

ماهیّة الشی‌ء

- قد یجوز أن تكون ماهیّة الشی‌ء سببا لصفة من صفاته. و أن تكون صفة له، سببا لصفة أخری، مثل الفصل للخاصّة. و لكن لا یجوز أن تكون الصفة التی هی الوجود للشی‌ء، إنّما هی بسبب ماهیّته التی لیست هی الوجود، أو بسبب صفة أخری، لأنّ السبب متقدّم فی الوجود، و لا متقدّم بالوجود قبل الوجود (س، أ 2، 30، 3)- إن ماهیّة الشی‌ء التی هی الصورة هی فی النوع من جهة أنها جزء منه، مثل الثنائیة فإن ماهیّتها عند القائلین بأنها مبدأ هی الكبیر و الصغیر و الكبیر و الصغیر غیر الثنائیة (ش، ت، 77، 11)- لما كان الذی هو ماهیّة الشی‌ء هو جوهر، و القول الدال علیه هو المسمّی حدّا، بالواجب ما جعلنا مبدأ النظر فی طبیعة الجوهر من النظر فی الحدّ (ش، ت، 1026، 11)- ماهیّة الشی‌ء ما به الشی‌ء هو هو و هی من حیث هی هی لا موجودة و لا معدومة و لا كلّیّ و لا جزئیّ و لا خاصّ و لا عامّ (جر، ت، 205، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 739

ماهیّة القائمة العامة

- إن ماهیّة القائمة العامة و هی الصورة تنسب إلی القائمة علی طریق أنها هی هی، فإنّا نقول إن ماهیّة القائمة هی القائمة و قد نقول إن ماهیّة القائمة أی صورتها موجودة فی القائمة. و علی هذا لا تكون صورة القائمة هی القائمة كما لا تكون النفس هی الحیوان (ش، ت، 916، 5)

ماهیّة مركَّبة

- الماهیّة المركّبة إمّا أن یكون جزؤها شیئا به تكون تلك الماهیّة بالقوة و ذلك الجزء هو المادة، أو تكون بالفعل و ذلك هو الصورة، و هذان الجزءان یسمّیان بالعلّة المادیة و العلّة الصوریة، و أمّا سبب الوجود فإنّه هو العلّة الفاعلیة، و أمّا ما لأجله الشی‌ء فهو العلّة الغائیة (ر، ل، 80، 1)

ماهیّة مطلقة

- الماهیّة المطلقة أی المعطیة الوجود (ش، ت، 800، 2)- إن الماهیّة المطلقة التی یدل علیها الحدّ هو للجواهر (ش، ت، 808، 9)

ماهیّة معلولة

- الماهیّة المعلولة لا یمتنع فی ذاتها وجودها و إلّا لم توجد و لا یجب وجودها بذاتها و إلّا لم تكن معلولة، فهی فی حدّ ذاتها ممكنة الوجود و یجب بشرط مبدئها و یمتنع بشرط لا مبدئها، فهی فی حدّ ذاتها هالكة و من الجهة المنسوبة واجبة ضرورة- فكل شی‌ء هالك إلّا وجهه (ف، ف، 3، 15)- الماهیّة المعلولة لها عن ذاتها أن لیست و لها عن غیرها أن یوجد، و الأمر الذی عن الذات قبل الأمر الذی لیس عن الذات. فالماهیة المعلولة إن لم توجد بالقیاس إلیها قبل أن توجد فهی محدثة لا بزمان تقدّم (ف، ف، 3، 19)

ماهیّة النوع‌

- إنّ ماهیّة كلّ نوع هی التی لها یفعل ذلك النوع الفعل الكائن عنه، و هی أیضا السبب فی سائر الأعراض الذاتیّة التی توجد له- كان ذلك العرض حركة أو كمّیة أو كیفیّة أو وضعا أو غیر ذلك- كما أنّ ماهیّة الحائط هی التی لها یحمل السقف و لها یقبل الأعراض التی من شأن الحائط بما هو حائط أن یقبلها (ف، ط، 89، 17)

ماهیّة نوعیة

- إنّ الماهیّة النوعیة إنّما تتكثّر و تتشخّص بسبب المادة و عوارضها (ر، م، 112، 8)- الماهیّة النوعیّة هی التی تكون فی أفرادها علی السویّة، فإنّ الماهیّة النوعیّة تقتضی فی فرد ما یقتضی به فی فرد آخر كالإنسان فإنّه یقتضی فی زید ما یقتضی فی عمرو بخلاف الماهیّة الجنسیّة (جر، ت، 206، 1)

ماهیّة واحدة

- الماهیة الواحدة لا تستلزم لوازم مختلفة (ر، ل، 52، 13)

مبادئ‌

- أمّا المبادی فهی العنصر و الصورة و ما أشبه المبادی و لیست كذلك بالحقیقة بل بالتقریب.
و أمّا اللاحقة للمبادئ فالزمان و المكان. و أما الشبیهة باللاحقة فالخلأ و ما لا نهایة له (ف،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 740
م، 7، 3)- یلزم … فی المبادی مرة إنها غیر محدودة و مرة إنها محدودة. أما كونها غیر محدودة و بالقوة فمن قبل أنها إن لم تكن كذلك لم یكن كون، و أما كونها محدودة فمن قبل أنه إن لم تكن محدودة لم یكن المتكوّن منها محدودا (ش، ت، 99، 9)- جمیع القدماء قد أجمعوا علی أن المبادی هی أضداد (ش، ت، 105، 2)- المبادی یجب أن تكون غیر الأشیاء التی هی لها مبادئ و أن تكون بطبیعتها منفردة (ش، ت، 234، 1)- إن العلل و المبادی التی للمقولات العشر و إن كانت عللا لأشیاء مختلفة فللإنسان أن یضع أنها واحدة بطریق التناسب (ش، ت، 1507، 2)- إن المبادی و العلل أربعة، و الشی‌ء الذی هو مبدأ و آخر غیر الشی‌ء الذی هو له مبدأ، و المحرّك الذی هو آخر غیر المتحرّك عنه (ش، ت، 1526، 9)- إن المبادی إذا نسبت إلی الأشیاء التی هی لها مبادئ أمكن أن تنسب بنحوین: أحدهما علی طریق الكلّیة و الآخر علی طریق الجزئیة، و یعرف أن النسبة الحقیقیة هی نسبة بعضها إلی بعض علی طریق الجزئیة إذ كانت الكلّیات أمورا غیر موجودة خارج النفس و إنما هی أمور تجتمع فی الذهن من الجزئیات (ش، ت، 1543، 5)- (المبادی) واحدة بالمناسبة و المقایسة أی یوجد فی كل واحد من المقولات ما نسبته إلی مقولة مقولة نسبة واحدة. مثال ذلك أن نسبة صورة الجوهر إلی الجوهر هی نسبة صورة الكیف إلی الكیف و صورة الكم إلی الكم، و إن كانت الصورة فی واحد واحد منها لیست تدل علی معنی واحد (ش، ت، 1552، 1)- المبادی تنزل من هذا الوجود المحسوس منزلة الصورة و الفاعل و الغایة، و لذلك لیس صدور الوجود المحسوس عنها علی أنها من أجله بل هو من أجلها (ش، ما، 149، 6)- المبادی التی لیست فی هیولی إنما یغایر فیها الفاعل المفعول و العلّة المعلول بالتفاضل فی الشرف فی النوع الواحد لا باختلاف النوعیة (ش، ما، 155، 17)- إن المبادی حیّة و ملتذّة و مغبوطة بذواتها، و إن الأول فیها هو الحی الذی لا حیاة أتم من حیاته و لا لذة أعظم من لذته، و ذلك أنه هو المغبوط بذاته فقط و غیره إنما حصلت له الغبطة و السرور به. و ذلك أن اسم الحیاة لما كان قد ینطلق عندنا علی أخس مراتب الإدراك و هی إدراكات الحواس، فكم بالحریّ أن ینطلق اسم الحیاة علی المدركات بأفضل إدراك لأفضل مدرك.
و كذلك أیضا اللذة لما كانت ظلّا لازما للإدراك و كانت تتفاضل بتفاضل المدركات فی أنفسها و فی دوام إدراكها، فكم بالحریّ أن تكون تلك هی الملتذّة بالحقیقة بإدراكها. فإن كل واحد منها ما عدا الأول ملتذّ بذاته و بالأول و مغبوط بذاته و بالأول (ش، ما، 158، 13)- المبادی یلزم ضرورة أن یكون فیها واحد منها متقدّم علیها بالطبع من جهة ما هی كثیرة متفاضلة فی النوع (ش، ما، 159، 6)- المبادی هی التی یتوقّف علیها مسائل العلم كتحریر المباحث و تقریر المذاهب. فللبحث أجزاء ثلاثة مرتّبة بعضها علی بعض و هی المبادی و الأواسط و المقاطع و هی المقدّمات التی ینتهی الأدلّة و الحجج إلیها من الضروریّات و المسلّمات و مثل الدّور و التسلسل (جر، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 741
207، 12)- المبادئ هی التی لا تحتاج إلی البرهان بخلاف المسائل فإنّها تتثبّت بالبرهان القاطع (جر، ت، 207، 17)

مبادئ الأجسام و الأعراض‌

- المبادئ التی بها قوام الأجسام و الأعراض التی لها ستّة أصناف لها ستّ مراتب عظمی كل مرتبة منها تحوز صنفا منها. السبب الأوّل فی المرتبة الأولی، الأسباب الثوانی فی المرتبة الثانیة، العقل الفعّال فی المرتبة الثالثة، النفس فی المرتبة الرابعة، الصورة فی المرتبة الخامسة، المادّة فی المرتبة السادسة (ف، سم، 31، 2)

مبادئ الأشیاء

- یجب أن تكون مبادئ الأشیاء التی وجودها دائما هی فی الغایة من الوجود و الحق موجودة دائما، و ذلك أن هذه الموجودات لمّا لم تكن فی وقت دون وقت بل كانت فی جمیع الأوقات لم تكن أسبابها عللا لها فی وقت دون وقت فتحتاج فی كونها أسبابا إلی أسباب أخر. و هذا یشیر به (أرسطو) إلی حال مبادئ الأجرام السماویة مع الأجرام السماویة (ش، ت، 15، 10)- مبادئ الأشیاء بعضها توجد فی الشی‌ء بمنزلة الصورة و المادة، و بعضها خارج الشی‌ء بمنزلة الفاعل و الغایة (ش، ت، 480، 18)- إن مبادئ جمیع الأشیاء هی الفعل و القوة، و إن هذین هما أیضا راجعان إلی الصورة و الهیولی (ش، ت، 1538، 5)

مبادئ الأمور الكائنة الفاسدة

- قالت الحكماء: إن المبادئ للأمور الكائنة الفاسدة اثنان بالذات و هما المادة و الصورة، و واحد بالعرض و هو العدم لأنه شرط فی حدوث الحادث، أعنی أن یتقدّمه. فإذا وجد الحادث ارتفع العدم، و إذا فسد وقع العدم (ش، ته، 97، 3)

مبادئ أول‌

- المبادئ الأول اثنان: أحدهما للخیر، و الآخر للشر، و ذلك أنه لا یمكن عندهم (الفلاسفة) أن تكون مبادئ الأضداد واحدة، و رأوا أن المتضادة العامة التی تعم جمیع الأضداد هی الخیر و الشر، فظنّوا أنه یجب أن تكون المبادئ اثنین. فلما تأمّل القدماء الموجودات و رأوا أنها كلها تؤمّ غایة واحدة و هو النظام الموجود فی العالم كالنظام الموجود فی العسكر من قبل قائد العسكر، و النظام الموجود فی المدن من قبل مدبّری المدن اعتقدوا أن العالم یجب أن یكون بهذه الصفة، و هذا هو معنی قوله سبحانه: لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا [سورة الأنبیاء: 21- 22]. و اعتقدوا لمكان وجود الخیر فی كل موجود أن الشر حادث بالعرض، مثل العقوبات التی یضعها مدبّر و المدن الفاضلون فإنها شرور وضعت من أجل الخیر لا علی القصد الأول (ش، ته، 111، 25)

مبادئ البرهان‌

- الكلّیات هی التجارب علی الحقیقة. غیر أن من التجارب ما یحصل عن قصد. و قد جرت العادة، بین الجمهور، بأن یسمّی التی تحصل من الكلیات عن قصد متقدّمة التجارب. فأما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 742
التی تحصل من الكلّیات للإنسان لا عن قصد:
فإما أن لا یوجد لها اسم عند الجمهور، لأنهم لا یعنونه، و إما أن یوجد لها اسم عند العلماء، فیسمّونها أوائل المعارف و مبادئ البرهان و ما أشبهها من الأسماء (ف، ج، 98، 25)

مبادئ التعلیم‌

- تكون مبادئ التعلیم أسبابا لعلمنا بمبادئ الوجود و تكون النتائج الكائنة عنها مباد و أسبابا لوجود الأمور التی اتّفق فیها أن كانت مبادئ التعلیم. فعلی هذا المثال یرتقی من من علوم الأشیاء المتأخّرة عن مبادئ الوجود إلی الیقین بالأشیاء التی هی مبادئ أقدم وجودا (ف، س، 7، 2)- إنما یصار من مبادئ التعلیم إلی علم مبادئ الوجود، و ذلك أن مبادئ التعلیم فی كل جنس من أجناس الأمور الطبیعیة هی أشیاء متأخّرة عن مبادئ وجودها، فإن مبادئ الوجود فی هذا الجنس هی أسباب وجود مبادئ التعلیم و إنما یرتقی إلی علم مبادئ كل جنس أو نوع من أشیاء كائنة عن تلك المبادئ (ف، س، 11، 19)- مبادئ التعلیم فی الصنائع صنفان: أحدهما أن تكون المتقدّمة عندنا هی المتقدّمة فی الوجود بمنزلة ما علیه الأمر فی التعالیم و البراهین المؤتلفة عن هذه هی البراهین المطلقة. و الثانی أن تكون المتقدّمة عندنا فی المعرفة متأخّرة فی الوجود بمنزلة ما علیه جلّ الأمر فی هذا العلم.
و أصناف البراهین المؤتلفة عن هذه المبادئ المتأخّرة تسمّی الدلائل، لكن إذا حصلت لنا أسباب الشی‌ء بهذا النحو من الحصول فقد یمكن أن نجعلها حدودا وسطی فی إعطاء أسباب بعض اللواحق و الأعراض، فتكون البراهین المؤتلفة عنها براهین أسباب فقط.
و قد یمكن ذلك دون هذا و ذلك فیما أسبابه معلومة لنا من أول الأمر (ش، سط، 29، 8)

مبادئ الجواهر

- إن مبادئ الجواهر جواهر ضرورة (ش، ما، 158، 9)

مبادئ الجواهر المحسوسة

- إن مبادئ الجواهر المحسوسة أعنی الصور هی جواهر (ش، ت، 780، 17)- إن مبادئ الجواهر المحسوسة هی واحدة (ش، ت، 1520، 14)

مبادئ الجوهر

- مبادئ الجوهر إن العلم الطبیعی یبیّن وجودها من حیث هی مبادئ جوهر متحرّك، و صاحب هذا العلم ینظر فیها بما هی مبادئ للجوهر بما هو جوهر لا جوهر متحرّك (ش، ت، 1426، 1)- إن مبادئ الجوهر هی النفس و الجسم و العقل و الشهوة و الجسم (ش، ت، 1535، 8)

مبادئ الحركات‌

- مبادئ الحركات كلّها … من المستدیرة (س، شط، 192، 14)

مبادئ حقیقیة

- المبادئ الحقیقیة هی التی هی جوهرها أنها شی‌ء موجود بالفعل خارج النفس و مشار إلیه، و الآخر الذی هو بالقوة مشار إلیه، و الأول متقدّم علی هذا، و هذا التقدّم كما یقول الاسكندر هو التقدّم الذی فی الوجود لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 743
التقدّم الذی فی الذهن، فإن الكلّیات هی متقدّمة فی الذهن علی الجزئیات إذ كان بارتفاعها ترتفع الجزئیات، فلذلك قد یظنّ أن الكلّیات هی جواهر (ش، ت، 1544، 6)

مبادئ الشرائع‌

- إن الحكماء من الفلاسفة لیس یجوز عندهم التكلّم و لا الجدل فی مبادئ الشرائع، و فاعل ذلك عندهم محتاج إلی الأدب الشدید. و ذلك أنه لما كانت كل صناعة لها مبادئ و واجب علی الناظر فی تلك الصناعة أن یسلّم مبادئها و لا یعرض لها، و لا بإبطال، كانت الصناعة العملیة الشرعیة أحری بذلك، لأن المشی علی الفضائل الشرعیة هو ضروری عندهم، لیس فی وجود الإنسان بما هو إنسان، بل و بما هو إنسان عالم. و لذلك یجب علی كل إنسان أن یسلّم مبادئ الشریعة و أن یقلّد فیها و لا بدّ الواضع لها فإن جحدها و المناظرة فیها مبطل لوجود الإنسان، و لذلك وجب قتل الزنادقة.
فالذی یجب أن یقال فیها أن مبادئها هی أمور إلهیة تفوق العقول الإنسانیة فلا بد أن یعترف بها مع جهل أسبابها (ش، ته، 294، 10)

مبادئ طبیعیة

- إنّ المبادئ الطبیعیة التی فی الإنسان و فی التعلیم غیر كافیة فی أن یصیر الإنسان بها إلی الكمال الذی لأجل بلوغه كوّن الإنسان، و یتبیّن أنه یحتاج فیه إلی مبادئ نطقیة عقلیة یسعی الإنسان بها نحو ذلك الكمال (ف، س، 13، 12)

مبادئ عامة

- المبادئ العامة أعرف عندنا فی الطلب و أمكن أن نقف علیها بسهولة من جهة العموم اللاحق لها (ش، سط، 30، 23)

مبادئ العلوم‌

- مبادئ العلوم هی مبادئ الوجود، فالعلم بالشی‌ء و المعرفة به إنّما یتمّ بمعرفة مسائله من أجزاء و جزئیات و أسباب و مبادئ (بغ، م 1، 3، 6)

مبادئ العلوم الجزئیة

- إنّ مبادئ العلوم الجزئیة هی أشیاء من الموجودات و الموجود المطلق أعمّ منها، و العلم الجزئی الذی تحته تتسلّم مبادئه من هذا العلم تسلّما غیر مستو فی النظر لأنّ معرفة الأخصّ إنّما تتمّ و تكمل بمعرفة ما هو أعمّ منه (بغ، م 2، 4، 9)

مبادئ العمل‌

- مبادئ العمل یجب أن تؤخذ تقلیدا، إذ كان لا سبیل إلی البرهان علی وجوب العمل إلا بوجود الفضائل الحاصلة عن الأعمال الخلقیة و العملیة (ش، ته، 326، 9)

مبادئ قریبة

- إن المبادئ القریبة لیست فی جمیع الجواهر طبیعة واحدة بل صور البسائط غیر صور المركّبات و هیولاها القریبة غیر هیولاها لكنها واحدة بالتناسب، و ذلك أنها فی البسائط الهیولی الأولی و الصور المتضادة الجوهریة و فی المركّب من البسائط القوة التی فی البسائط علی قبول الصور المركّبة من الصور القریبة و التمامیة و هذه الصور (ش، ت، 1520، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 744

مبادئ الكون‌

- إنّ مبادئ الكون تنتهی إلی قرب علل أو بعدها، و ذلك بالحركة (س، شأ، 374، 17)

مبادئ مفارقة

- (الفرق) بین المبدأ الأول و سائر المبادئ المفارقة … أن سائر المبادئ یظهر من أمرها أنها مختارة و متشوّقة من أجل غیرها أعنی مبادئ سائر الحركات السماویة ما عدی الحركة الیومیة، و أما محرّك هذه الحركة فقد یظهر أنه مختار بذاته إذ كان الكل متحرّكا نحوه حركة أسرع و أعظم من الحركات التی تخص واحدا واحدا منها فهو المختار بذاته و المتشوّق للكل. و ما كان بهذه الصفة فهو الكامل جدا فی الغایة (ش، ت، 1604، 9)- لما تقرّر أنه لا فرق بین العلم و المعلوم إلّا أن المعلوم فی مادة و العلم لیس فی مادة و ذلك فی كتاب النفس، فإذا وجدت موجودات لیست فی مادة وجب أن یكون جوهرها علما أو عقلا أو كیف شئت أن تسمّیها، و صحّ عندهم (الفلاسفة) أن هذه المبادئ مفارقة للمواد من قبل أنها التی أفادت الأجرام السماویة و الحركة الدائمة التی لا یلحقها فیها كلال و لا تعب، و أن كل ما یفید حركة دائمة بهذه الصفة فإنه لیس جسما و لا قوة فی جسم، و أن الجسم السماوی إنما استفاد البقاء من قبل المفارقات، و صحّ عندهم أن هذه المبادئ المفارقة وجودها مرتبط بمبدإ أول فیها، و لو لا ذلك لم یكن هاهنا نظام موجود (ش، ته، 116، 9)- المبادئ المفارقة ترجع إلی مبدأ واحد مفارق هو السبب فی جمیعها، و أن الصور التی فی هذا المبدأ و النظام و الترتیب الذی فیه هو أفضل الوجودات التی للصور و النظام و الترتیب الذی فی جمیع الموجودات، و أن هذا النظام و الترتیب هو السبب فی سائر النظامات و الترتیبات التی فیما دونه، و أن العقول تتفاضل فی ذلك بحسب حالها منه فی القرب و البعد (ش، ته، 131، 17)- كل واحد من هذه المبادئ المفارقة و إن كان واحدا، بمعنی أن العاقل و المعقول فیه واحد، فهی فی ذلك متفاضلة و أحقها بالوحدانیة هو الأول البسیط ثم الذی یلیه ثم الذی یلیه (ش، ما، 154، 16)

مبادئ الوجود

- المعلومات الأول فی كل جنس من الموجودات إذا كانت فیه الأحوال و الشرائط التی یفضی لأجلها بالفاحص إلی الحق الیقین فیما یطلب علمه من ذلك الجنس هی مبادئ التعلیم فی ذلك الجنس. و إذا كانت للأنواع التی یحتوی علیها ذلك الجنس فهی مبادئ الوجود لما یشتمل علیه ذلك الجنس مما یطلب معرفته و كانت مبادئ التعلیم فیه هی بأعیانها مبادئ الوجود (ف، س، 5، 1)- مبادئ الوجود أربعة: ما ذا، و بما ذا، و كیف وجود الشی‌ء فإن هذه یعنی به أمر واحد، و عما ذا وجوده و لما ذا وجوده، فإن قولنا عما ذا وجوده ربما دلّ به علی المبادئ الفاعلة و ربما دلّ به علی المواد (ف، س، 5، 11)- إنما یصار إلی علم مبادئ الوجود إذا ابتدئ من مبادئ التعلیم الذی یلتمس علیه علم أنواع، ثم الیقین بمبادئ الوجود فیما له منه مبادئ، و البلوغ فی ذلك إلی استیفاء عدد المبادئ الموجودة فیه (ف، س، 6، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 745
- إنما یصار من مبادئ التعلیم إلی علم مبادئ الوجود، و ذلك أن مبادئ التعلیم فی كل جنس من أجناس الأمور الطبیعیة هی أشیاء متأخّرة عن مبادئ وجودها، فإن مبادئ الوجود فی هذا الجنس هی أسباب وجود مبادئ التعلیم. و إنما یرتقی إلی علم مبادئ كل جنس أو نوع من أشیاء كائنة عن تلك المبادئ (ف، س، 11، 19)- مبادئ الوجود لا تتعیّن فی التقدّم و التأخّر (غ، ت، 64، 9)- مبادئ الوجود فیّاضة بما هو صادر منها، لا منع عندها و لا بخل، و إنّما التقصیر من القوابل (غ، ت، 172، 10)

مبادئ و قوی نفسانیة

- سمّی (أرسطو) المبادئ التی تجانس النفس" المبادئ و القوی النفسانیّة" (ف، ط، 113، 4)

مباین‌

- الملاصق و المباین یخفیان لتوقیفهما الإدراك عندهما لأنهما أقرب إلی المدرك (ف، ف، 19، 6)- لیس كل مباین هو الضدّ، و لا كل ما لم یمكن أن یكون هو الشی‌ء هو الضدّ. لكن كل ما كان مع ذلك معاندا، شأنه أن یبطل كل واحد منهما الآخر و یفسده إذا اجتمعا، و یكون شأن كل واحد منهما أنه أن یوجد حیث الآخر موجود یعدم الآخر، و یعدم من حیث هو موجود فیه لوجود الآخر فی الشی‌ء الذی كان فیه الأول.
و ذلك عام فی كل شی‌ء یمكن أن یكون له ضدّ (ف، أ، 27، 5)

مبدأ

- المبدأ یقال لكل ما یكون قد استتم له وجود فی نفسه: إما عن ذاته، و إما عن غیره، ثم یحصل عنه وجود شی‌ء آخر و یتقوّم به (س، ن، 211، 12)- المبدأ یقال فی التعارف اللغوی باشتراك الاسم علی سبعة أنحاء. فیقال مبدأ لطرف المقدار و نهایته كالنقطة للخط. و یقال لفصل الزمان الذی یسمّی بالآن فإنّه نهایة ما قبله و بدایة ما بعده. و یقال لما عنه الشی‌ء و هو الفاعل كالنار للإحراق و النجّار للسریر. و یقال علی ما منه و فیه الشی‌ء كالخشب لذلك. و یقال علی ما به الشی‌ء كالناریة فی المحترق و كصورة السریرة فی السریر. و یقال علی ما لأجله الشی‌ء و هو الغایة كالتدفّؤ للإسخان أو كالجلوس علی السریر للسریر. و یقال علی ما یكون الشی‌ء بعده و هو الاستعداد و العدم كبیاض الكاغذ و صقاله للكتابة (بغ، م 1، 8، 3)- لما كنا نجد التكوّن لیس یمرّ من أعلاه إلی غیر نهایة إذ نجده مثلا ینتهی فی الأجسام البسیطة إلی النار، وجب ضرورة أن یكون لتكوّن الأسطقسّات واحد من آخر مبدأ أول لا یتكوّن من شی‌ء. و ذلك أنه لو لم یكن هناك مبدأ أول لم یكن هنالك انقضاء، و ذلك أن المبدأ إنما یفهم لمنقض و المنقضی هو ضرورة مبتدئ، لأن ما لا یبتدی لا ینقضی، لكن هنالك انقضاء، فهاهنا إذا مبدأ أول (ش، ت، 30، 2)- الشی‌ء الذی منه ابتداء التغییر و هو المسمّی مبدأ یقال علی وجوه كثیرة. فبعضها تقال علی الشی‌ء الذی منه ابتدأت الحركة فی المكان فی الطول، و مثل ما یقال إن ابتداء حركة النموّ یكون أوّلا من العظم فی الطّول ثم فی العرض
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 746
ثم فی العمق … و ابتداء التغییر الذی یكون منه التعلیم أوّلا لا یكون من الشی‌ء الذی هو مبدأ ذلك الشی‌ء بل من الشی‌ء الذی منه یكون تعلیم ذلك الشی‌ء أسهل مثل مبدأ التعلیم. فإنه كثیرا ما یكون فی العلوم غیر الشی‌ء الذی هو فی الحقیقة مبدأ الشی‌ء المتعلّم بل من الذی هو أسهل. و هذا قد فعله أرسطو فی كثیر من كتبه … و یقال المبدأ علی أول جزء یتكوّن من الشی‌ء فی الأشیاء التی تتكوّن من أجزاء مختلفة، مثل ما یقال إن مبدأ الحائط هو الأساس و مبدأ السفینة هو الذی لها بمنزلة الأساس و هی الخشبة التی تبنی علیها أضلاع السفینة، و مثل ما یقال إن مبدأ الحیوان هو أول عضو یتكوّن فیه … و هذا المبدأ یعمّ الشی‌ء الذی هو مبدأ علی طریق الأسطقسّ أعنی الذی منه مبدأ الشی‌ء و الأول الذی منه مبدأ التغیّر الذی هو الحركة فی المكان و النشوء و الاستحالة (ش، ت، 476، 15)- یقال مبدأ علی الشی‌ء الفاعل للشی‌ء و المكوّن له و هو الذی عنه یكون ابتداء كون الشی‌ء حتی یتمّ كونه، و هذا مثل تكوّن الولد عن الأب و الأم (ش، ت، 478، 5)- یقال مبدأ علی السبب الغائیّ. و هذا السبب أیضا هو فی الطبیعة و هو الشی‌ء الذی من أجله الكون و إنما رسمه بوجوده فی الأمور الاختیاریة لأنه فی الأمور الإرادیة أظهر منه فی الأمور الطبیعیة … و هذا المبدأ هو المطلوب فی الصناعات أوّلا و لا سیّما فی أول الشروع فی الصناعة لأن الذی یروم أن یصنع شیئا فإن الذی یفرض أوّلا هو غایة ذلك المصنوع و منه یستنبط سائر ما قبل الغایة و هو جمیع ما یكمل به وجود تلك الغایة. و مجموع هذا هو الشی‌ء المصنوع (ش، ت، 479، 1)- یقال اسم المبدأ أیضا علی مبدأ التعلیم و هو مثل المقدّمات فی البرهان و الحدود. و هذا هو غیر المبدأ الذی هو مبدأ التعلیم لأن هذا هو مبدأ حصول العلوم المطلوبة فی الصناعة، و الآخر هو مبدأ تعلم الصناعة أی من حیث یبدأ فی تعلّمها و مبدأ تعلّم الصناعة غیر مبادئ العلم المطلوب فیها (ش، ت، 479، 17)- بالجملة فكل مبدأ فهو: إما مبدأ وجود، و إما مبدأ تعلیم. و قد یعرض كما قیل فی بعض الصنائع أن تكون مبادئ الوجود هی بعینها مبادئ التعلیم، و قد تكون فی بعضها غیرها (ش، ت، 480، 2)- المبدأ هو أحق بالأسباب التی من خارج الشی‌ء، و العلّة دون المبدأ فی ذلك. و المبدأ أیضا كأنه أعم من العلّة إذ یقال المبدأ علی مبادئ التغییر مع قوله علی العلل الأربعة (ش، ت، 499، 6)- إن عدد المعانی التی یقال علیها الابتداء یقال علیها اسم النهایة لأن المبدأ نهایة ما و أنها مع هذا تقال أعم مما یقال علیها المبدأ (ش، ت، 630، 14)- المبدأ هو علّة لما هو له مبدأ، و من شرط المبدأ الّا یكون محتاجا فی وجوده إلی ما هو له مبدأ (ش، ت، 1002، 18)- إن الطبیعة داخلة فی جنس هو القوة لأن الطبیعة هی مبدأ و كل مبدأ فهو قوة، و إنما كانت القوة جنسا لها لأنها تشمل الصناعیة و الطبیعیة (ش، ت، 1179، 11)- إن الأسطقسّ و المبدأ سببان متغایران و هما كلاهما مختلفان. و إنما قال (أرسطو) هذا لأن اسم السبب ینطلق علی التی من داخل و خارج، و أما المبدأ فعلی التی من خارج، و أما الأسطقس فعلی التی فی داخل الشی‌ء (ش،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 747
ت، 1524، 7)- المبدأ الذی فی غایة الشرف فی الغایة من الفضیلة و هی العلم (ش، ته، 254، 27)- النهایة و المبدأ غیر ما هو له مبدأ و نهایة (ش، سط، 104، 13)- المبدأ یقال علی كل ما یقال علیه السبب، و قد یقال علی ما منه یبتدئ الشی‌ء بالحركة مثل طرف الطریق فإنه مبدأ للشی‌ء. و قد یقال المبدأ علی الذی یوجد منه كون الشی‌ء، مثال ذلك التعلیم فإنه ربما لم یبتدأ فیه من الأوائل بالطبع، بل من الذی هو أسهل، و كل ما سوی هذا مما یقال فیه مبدأ فإنما یقال علی جهة التشبیه بواحد من هذه الوجوه، مثل قولنا فی المقدّمات إنها مبدأ النتیجة فإن هذا إنما أطلق علیها إما من جهة أنها فاعلة للنتیجة أو هیولی لها (ش، ما، 56، 17)- أما أن یكون مبدأ لبعض الأشیاء التی ما دون فلك القمر كالحال فی العقل الفعّال، فإنه ممتنع أن یوجد مبدأ من هذه المبادئ الشریفة لیس له فعل. فإن ذات النار لیس یمكن الّا یصدر عنها إحراق، و هذه المبادئ فعّالة بالطبع، كما أن الشمس مضیئة بالطبع.
و أیضا لو وجد فیها مبدأ لیس له فعل لكانت الطبیعة قد فعلت باطلا، و إن كان لیس وجودها علی القصد الأول من أجل أفعالها، بل بالقصد الثانی … لكن الأمر فی ذلك واحد، أعنی أن لا یوجد منها مبدأ عاطل. و لهذا ما ینبغی أن یجزم القول هاهنا علی أن عددها متناه، و أنه لا یمكن أن توجد مبادئ لیست فاعلة (ش، ما، 146، 14)- اسم المبدأ لا یخلو أن یقال … إما بتواطؤ أو باشتراك محض أو بترتیب و تناسب، و هو الصنف من الأسماء التی تدعی بالأسماء المشكّكة، و محال أن یقال بتواطؤ لأن الأشیاء المتواطئة إنما توجد لها الكثرة من قبل الهیولی و هذه غیر ذات هیولی. و كذلك یستحیل أن یقال علیها اسم المبدأ باشتراك محض، إذ كان قد تبیّن أنها من جنس واحد. و إذا كان ذلك كذلك فلم یبق إلا أن یقال علیها اسم المبدأ بتقدیم و تأخیر، و الأشیاء التی تقال بتقدیم و تأخیر هی ضرورة منسوبة إلی شی‌ء واحد هو السبب فی وجود ذلك المعنی لسائرها. مثال ذلك اسم الحرارة، فإنه یقال علی الأشیاء الحارة بنسبتها إلی النار التی هی السبب فی وجود الحرارة لسائر الأشیاء الحارة (ش، ما، 151، 9)

مبدأ أقصی‌

- أسباب الوجود و مبادیه أربعة. و من أجناس الموجودات ما لا یمتنع أن لا یكون لوجوده مبدأ أصلا و هو المبدأ الأقصی لوجود سائر الموجودات، فإن هذا المبدأ إنما عندنا مبادئ علمنا له فقط (ف، س، 5، 15)

مبدأ الانفعال‌

- العلّة التی هی مبدأ الانفعال هی الموضوع و الهیولی (ش، ت، 191، 20)

مبدأ أول‌

- أن ینتهی إلی موجود لا یمكن أن یكون له مبدأ أصلا من هذه المبادئ، لا ما ذا وجوده، و لا عما ذا وجوده، و لا لما ذا وجوده، بل یكون هو المبدأ الأول لجمیع الموجودات … و یكون هو الذی به و عنه و له وجوده بالأنحاء التی لا یدخل علیه نقصا أصلا بل بأكمل الأنحاء التی بها یكون الشی‌ء مبدأ للموجودات (ف، س،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 748
15، 8)- إنّ المبدأ الأول قد صحّ أنّه الموجود الأول الواجب الوجود بذاته، و الواجب الوجود بذاته هو المبدأ الأول و لا یجوز أن یكون إلّا واحدا (بغ، م 2، 59، 14)- إنّ المبدأ الأول الذی هو غیر متناهی القوة إنّما تحرّك لا بأن یباشر الحركة لكنّه تحرّك كما یحرّك العاشق المعشوق بشوق العاشق إلیه (بغ، م 2، 132، 14)- لما كنا نجد التكوّن لیس یمرّ من أعلاه إلی غیر نهایة إذ نجده مثلا ینتهی فی الأجسام البسیطة إلی النار، وجب ضرورة أن یكون لتكوّن الأسطقسّات واحد من آخر مبدأ أول لا یتكوّن من شی‌ء. و ذلك أنه لو لم یكن هناك مبدأ أول لم یكن هنالك انقضاء. و ذلك أن المبدأ إنما یفهم لمنقض و المنقضی هو ضرورة مبتدئ، لأن ما لا یبتدی لا ینقضی، لكن هنالك انقضاء، فهاهنا إذا مبدأ أول (ش، ت، 30، 2)- المبدأ الأول الذی یقال فیه و فیما قرب منه قبل: إما أن یكون أولا بإطلاق، و إما أن یكون أولا بالطبع، و إما أن یكون أولا بما هو مضاف، و إما أن یكون أولا فی المكان أو أولا فی الزمان، و إما أن یكون أولا فی وجوده (ش، ت، 570، 16)- إن المبدأ الأول یجب الّا یكون فیه مواطأة بالمعنی الذی فی المبدأ الخاص و أن یكون فیه مواطأة بجهة أخری عامة (ش، ت، 1529، 16)- (الفرق) بین المبدأ الأول و سائر المبادئ المفارقة … أن سائر المبادئ یظهر من أمرها أنها مختارة و متشوّقة من أجل غیرها أعنی مبادئ سائر الحركات السماویة ما عدی الحركة الیومیة، و أما محرّك هذه الحركة فقد یظهر أنه مختار بذاته إذ كان الكل متحرّكا نحوه حركة أسرع و أعظم من الحركات التی تخص واحدا واحدا منها فهو المختار بذاته و المتشوّق للكل. و ما كان بهذه الصفة فهو الكامل جدا فی الغایة (ش، ت، 1604، 9)- إن الاستكمالات التی من أجلها یتحرّك المستكمل بها: منها ما تكون كیفیات یستكمل بها المتحرّك مثل الذی یتحرّك لمكان الصحة، و منها ما تكون جواهر خارجة عن الشی‌ء الذی یتحرّك إلیها علی جهة التشبّه بها مثل ما یوجد جمیع أفعال العبید كلها تنحو نحو السید و نحو غرضه، و مثل ما یوجد أهل المملكة الواحدة یتحرّكون نحو غرض الملك، فالعبید یقال فیهم أنهم إنما وجدوا من أجل سیّدهم، و كذلك أهل المملكة مع ملكهم، و هكذا جمیع الموجودات مع هذا المبدأ الأول أعنی الذی یتشوّقه الكل (ش، ت، 1605، 14)- إن المبدأ الأول هو الذی یوجد أبدا من غیر حالة إلی شی‌ء آخر (ش، ت، 1696، 14)- المبدأ الأول قد تبیّن من أمره أنه فی غایة التبرّی من العنصر (ش، ت، 1730، 3)- معطی الوحدانیة التی هی شرط فی وجود الشی‌ء المركّب هو معطی وجود الأجزاء التی وقع منها التركیب، لأن التركیب هو علّة لها علی ما تبیّن، و هذه هی حال المبدأ الأول سبحانه مع العالم (ش، ته، 109، 27)- ما یظهر أیضا من كون جمیع الأفلاك تتحرّك الحركة الیومیة مع أنها تتحرّك بها المحرّكات التی تخصّها مما صحّ عندهم (الفلاسفة) أن الآمر بهذه الحركة هو المبدأ الأول و هو اللّه سبحانه، و أنه أمر سائر المبادئ أن تأمر سائر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 749
الأفلاك بسائر الحركات، و أن بهذا الأمر قامت السماوات و الأرض كما أن بأمر الملك الأول فی المدینة قامت جمیع الأوامر الصادرة ممن جعل له الملك ولایة أمر من الأمور من المدینة إلی جمیع من فیها من أصناف الناس، كما قال سبحانه: وَ أَوْحی فِی كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها [سورة فصّلت: 41] (ش، ته، 116، 13)- المبدأ الأول هو مبدأ لجمیع هذه المبادئ فإنه فاعل و صورة و غایة (ش، ته، 138، 27)- إن الدهریین و غیرهم معترفون بمبدإ أول لا علّة له، و إنما اختلافهم فی هذا المبدأ، فالدهریون یقولون: إنه الفلك الكلّی، و غیر الدهریین یقولون: إنه شی‌ء خارج عن الفلك، و إن الفلك معلول. و هؤلاء فرقتان: فرقة تزعم أن الفلك فعل محدث، و فرقة تزعم إنه فعل قدیم (ش، ته، 157، 14)- إن المتكلمین من الأشعریة یجوّزون علی المبدأ الأول الكثرة إذ یجعلونه ذاتا و صفات (ش، ته، 171، 8)- یكون المبدأ الأول یعقل الوجود بجهة أشرف من جمیع الجهات التی یمكن أن تتفاضل فیها العقول البریئة عن المادة، إذ كان ضرورة معقولة لیس هو غیر المعقولات الإنسانیة بالنوع فضلا عن سائر معقولات سائر المفارقة إن كان مباینا بالشرف جدا للعقل الإنسانی، و أقرب شی‌ء من جوهره هو العقل الذی یلیه، ثم هكذا علی الترتیب إلی العقل الإنسانی (ش، ما، 156، 14)- (المبادئ) باسم الجوهر هو المبدأ الأول فیها، إذ كان جوهره هو السبب فی جواهر تلك (ش، ما، 158، 11)- أما (المبدأ) الأول فهو الملتذّ بذاته فقط و المغبوط بها، و لأن إدراكه أشرف الإدراكات فلذّاته أعظم اللذّات، و هو و إن اشترك مع سائرها فی كونها ملتذّة دائما فلذّة تلك إنما صار لها الدوام به و لذّته هو بذاته. و كذلك أیضا سائر المعانی المشتركة لها هی له بذاته و لها به (ش، ما، 158، 22)- المبدأ الأول صدر عن محرّك الفلك المكوكب، و محرّك الفلك المكوكب صدر عنه صورة الفلك المكوكب، و محرّك فلك زحل صدر عنه نفس الكوكب … ثم محرّك فلك المشتری صدرت عنه ثلاثة أیضا: محرّك فلك المریخ و نفس فلكه و محرّك ثالث صدر عنه باقی المحرّكین الذین تلتئم بهم حركاتها علی ترتیب الثانی عن الأول و الثالث عن الثانی و الرابع عن الثالث، و هكذا توهّم الأمر فی جمیعها. و لیس هذا الترتیب قطعیا بل بحسب الأولی و الأخلق (ش، ما، 164، 10)- زعمهم (الفلاسفة) أنّ المبدأ الأول واحد من جمیع الجهات. و الواحد لا یجوز أن یصدر عنه المتعدّد إلّا بتعدّد جهات، من أجزاء أو صفات- و لو اعتباریة-، أو آلات أو قوابل.
فلا یصدر عن المبدأ الأول إلّا معلول واحد، و هو العقل الأول (ط، ت، 139، 14)

مبدأ بالقوة

- إن الفعل قبل القوة بالحدّ و الجوهر فالذی هو مبدأ بالقوة هو الذی من شأنه أن یصیر إلی الفعل عن شی‌ء هو بالفعل (ش، ت، 1180، 7)

مبدأ التحریك‌

- مبدأ كل تحریك هو من شی‌ء و نحو شی‌ء (ش، ت، 1599، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 750

مبدأ الجوهر

- مبدأ الجوهر الصورة و المادة (تو، م، 156، 6)

مبدأ الجوهر الأول‌

- إن مبدأ الجوهر الأول المفارق هو أیضا جوهر و صورة و غایة و إنه یحرّك بالجهتین جمیعا (ش، ت، 1425، 4)

مبدأ حادث‌

- الزمان إن لم یوجد له مبدأ أول حادث فی الماضی، لأن كل مبدأ حادث هو حاضر، و كل حاضر قبله ماض، فما یوجد مساوقا للزمان و الزمان مساوقا له، فقد یلزم أن یكون غیر متناه و الّا یدخل منه فی الوجود الماضی إلا أجزاءه التی یحصرها الزمان من طرفیه كما لا یدخل فی الوجود المتحرّك من الزمان فی الحقیقة، إلا الآن و لا من الحركة إلّا كون المتحرّك علی العظم الذی یتحرّك علیه فی الآن الذی هو سیّال (ش، ته، 85، 28)

مبدأ حركة

- و معنی قولنا مبدأ حركة أی لها من ذاتها أن تفعل و تتغیّر و تقبل الانفعال (ش، سط، 37، 13)

مبدأ الحكم‌

- مبدأ الحكم النقطة و الوحدة (تو، م، 156، 6)

مبدأ طبیعی‌

- إنّ المبدأ الطبیعی یجوز أن یكون بیّنا بنفسه، و یجوز أن یكون بیانه فی الفلسفة الأولی بما لیس یتبیّن به فیما بعد (س، شأ، 20، 5)

مبدأ عدد

- إن كل ما كان مبدأ وجود فهو مبدأ عدد، و ما كان مبدأ عدد فهو مبدأ وجود، و ذلك أن اللازم فی جمیع الأجناس من ذلك یجب أن یكون واحدا (ش، ت، 1277، 7)

مبدأ العشق‌

- إنّ مبدأ العشق و أوله نظرة أو التفات نحو شخص من الأشخاص فیكون مثلها كمثل حبّة زرعت أو غصن غرس أو نطفة سقطت فی رحم بشر و تكون باقی النظرات و اللحظات بمنزلة مادة تنصب إلی هناك و تنشأ و تنمی علی ممرّ الأیام إلی أن تصیر شجرة أو جنینا (ص، ر 3، 264، 6)

مبدأ غائی‌

- یعنی بالجوهر الصورة المكوّنة لمثلها بالنوع، و یعنی بالجود و الخیر و بالذی من أجله شیئا واحدا بعینه و هو المبدأ الغائی و لكن لیست بأسماء مترادفة بإطلاق (ش، ت، 481، 7)

مبدأ فاعل‌

- إنّ المبدأ الذی وجوده بالقوّة لیست فیه كفایة فی أن یصیر به ما هو بالقوّة إلی أن یصیر موجودا بالفعل، بل یلزم ضرورة أن یكون له مبدأ ثالث ینقله عن القوّة إلی الفعل. فسمّی (أرسطو) هذا المبدأ المبدأ الفاعل (ف، ط، 92، 17)

مبدأ الكل‌

- مبدأ الكل ذات واجبة الوجود، و واجب الوجود واجب أن یوجد ما یوجد عنه و إلّا فله حال لم تكن (س، ن، 254، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 751

مبدأ كلّی‌

- المبدأ الكلّی لیس موجودا خارج النفس و إنما الموجود الشخصی، و ذلك أن هذا الشخص المشار إلیه إنما تولّد عن شخص مشار إلیه و لم یتولّد الإنسان الكلّی عن الإنسان الكلّی (ش، ت، 1544، 13)

مبدأ الكون‌

- لیس یجب أن یكون فی المبدأ الذی منه الكون و هو الذی هو مبدأ علی طریق الهیولی شی‌ء من الأشیاء التی تتكوّن منه بالفعل فذلك ظاهر، إذ لیس یجب أن یكون ذلك المبدأ بصفة من الصفات التی تتكوّن منه. لأنّه إن كانت منه تتكوّن جمیع الصفات الجوهریة و العرضیة، و كان المتكوّن لیس یكون مما هو موجود بل مما هو معدوم، فبیّن أنه یجب أن یكون هذا المبدأ لیس بصفة من الصفات لا من طریق الكیفیة العرضیة و لا الجوهریة و لا من طریق الكمیة، لأنه لو كان متّصلا بواحدة منها لكان ذلك الشی‌ء موجودا قبل أن یتكوّن. و بیّن أنه لا یتكوّن إلّا ما هو معدوم (ش، ت، 96، 10)

مبدأ الكیف‌

- مبدأ الكیف السكون و الحركة (تو، م، 156، 6)

مبدأ المتكوّنات‌

- القدماء الأول من الطبیعیین قد اتفقوا علی أن المبدأ لجمیع المتكوّنات واحد من الأسطقسّات الأربعة. فبعضهم كان یضع أنه النار، و بعض أنه الهواء، و بعض أنه الماء ما عدی الأرض (ش، ت، 55، 10)

مبدأ معرفة الشی‌ء

- الشی‌ء الذی هو عندنا مبدأ معرفة الشی‌ء بسببه هو المقدّر الأول فی كل جنس (ش، ت، 546، 4)

مبدأ وجود

- إن كل ما كان مبدأ وجود فهو مبدأ عدد، و ما كان مبدأ عدد فهو مبدأ وجود، و ذلك أن اللازم فی جمیع الأجناس من ذلك یجب أن یكون واحدا (ش، ت، 1277، 6)

مبدأ و نهایة

- ما له مبدأ فله نهایة، و ما لیس له نهایة فلیس له مبدأ (ش، ته، 37، 5)

مبدع أول‌

- إنّ من تصوّر فی أمر المبدع الأول أنه جسم، و أنه یفعل بحركة و زمان، ثم لا یقدر، بذهنه، علی تصوّر ما هو ألطف من ذلك و ألیق به، و مهما توهّم أنه غیر جسیم، و أنه یفعل فعلا بلا حركة و زمان، لا یثبت فی ذهنه معنی متصوّر البتّة. و إن أجبر علی ذلك زاد غیّا و ضلالا، و كان فیما یتصوره و یعتقده معذورا مصیبا (ف، ج، 104، 4)

مبدعات‌

- المبدعات ما لا تكون مسبوقة بمادّة و مدّة المراد بالمادّة أمّا الجسم أو حدّه أو جزؤه (جر، ت، 208، 2)

متأخّر

- المتأخّر مقابل المتقدّم فی كل واحد، و قد یكون ما هو أقدم بالعلّیة قد یزول و یبقی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 752
المعلول بعلّة أخری تقوم مقامه، مثل السكون الواحد الذی یثبّته شیئان متعاقبان فهو متأخّر عنهما فی المعلولیة و قد یوجد لا مع كل واحد منهما- و كذلك الهیولی مع الصورة (س، ن، 222، 17)- لیس یلزم وجود المتقدّم وجود المتأخّر (ش، سك، 122، 23)

متبرّئ عن المادة

- ما كان متبرّئا عن المادة بإطلاق فالمعقول منه و العقل شی‌ء واحد بإطلاق (ش، ت، 1704، 13)

متجسّم‌

- إن الجسم أو المتجسّم أعم جنس یوجد لأشخاص الجوهر، و بهذه الجهة یكون وجوده فی المركّبات علی الحال التی توجد الأجناس فی الأنواع، أعنی الوجود المتوسّط بین القوة و الفعل (ش، ما، 96، 3)

متّحد

- الواحد یقابل الكثرة علی جهة ما یقابل العدم الملكة لأن الواحد هو لا یتجزّی و المتحد هو عدم التجزّی و التجزّی هو كالملكة و الصورة لهذا العدم … و السبب فی ذلك أن المتجزّئ هو كثرة، و الكثرة أعرف من المنفرد، و الذی یتجزّی أیضا أعظم من الذی لا یتجزّی، و الأعظم أعرف من الأصغر (ش، ت، 1285، 6)

متّحدة

- أما المتّحدة فهی التی لم یبق لها نهایة أصلا (ش، سط، 84، 10)

متحرّك‌

- أمّا الحركة فحدّها تغیّر الهیولی إمّا فی المكان أو الكیفیّة، و المتحرّك هو المتغیّر فی أحد هذین من مكانه و كیفیّته (جا، ر، 113، 16)- یلزم ضرورة كلّ ما یتحرّك و یتغیّر أن یتحرّك صائرا نحو غایة و غرض محدود، و أنّ كلّ ما هو جوهر جسمانیّ فهو: إمّا لغرض و غایة، و إمّا لازم و تابع لشی‌ء هو لغرض و لغایة ما (ف، ط، 92، 18)- المتحرّك یوجب أن یكون له شی‌ء یتحرّك هو عنه بلا شرط أنّه آخر (س، ن، 244، 15)- كل متحرّك بكون المحرّك الأول فیه طبیعة فهو طبیعی، و كل ما یكون المحرّك الأول فیه صناعة فهو صناعیّ كیف كانت آلاته (ج، ن، 23، 8)- لیس فی المتحرّك وجود مضاد للمحرّك (ج، ن، 25، 8)- المتحرّك منه ما هو متحرّك حركة سرمدیة، و منه ما هو متحرّك حركة كائنة فاسدة (ج، ن، 47، 15)- كل متحرّك … جسم أو قوة فی جسم، و أن كل ما لا ینقسم فإنّما یتحرّك بالعرض (ج، ر، 115، 6)- المتحرّك یتحرّك عن شی‌ء إلی شی‌ء یخالفه فی طبع أو حالة أخری (بغ، م 1، 60، 10)- إنّ المتحرّك إنّما یتحرّك بالقیاس إلی ساكن أو إلی متحرّك آخر یخالفه فی حركته فی مأخذ و جهة و سرعة أو بطء و لو تحرّكا معا فی الجهة و المأخذ و السرعة و البطء لما افترقا (بغ، م 1، 144، 15)- تبیّن فی العلوم الطبیعیة أن لكل متحرّك محرّكا (ش، ت، 21، 9)- إن كل ما لا ینقسم فلا یتحرّك، و كل متحرّك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 753
جسم، و كل منقسم فذو كثرة (ش، ت، 332، 8)- إن المحسوسات هی المحرّكة للحواس، و المحرّك متقدّم بالطبع علی المتحرّك (ش، ت، 440، 14)- إن كل ما تحرّك حركة ما فلیس یمكنه أن یتحرّكها عن المحرّك إلّا و له شی‌ء مما للمحرّك و إن لم یكن علی النحو الذی یوجد للمحرّك (ش، ت، 1185، 12)- كل متحرّك علی استقامة من شی‌ء یتحرّك و إلی شی‌ء و مكان الكل و الجزء فیه واحد، فإنه حیث یتحرّك مدرة واحدة هناك یمكن أن یتحرّك جمیع الأرض و حیث یسكن الجزء هناك یسكن الكل (ش، سط، 52، 18)- المتحرّك لیس یتحرّك علی نفسه، و أن كل متحرّك یحتاج إلی شی‌ء ساكن علیه یتحرّك (ش، سط، 66، 2)- المتحرّك یقال علی أحد ثلاثة أنحاء: أحدها المتحرّك بذاته كالحجر یهبط و الأبیض یسودّ و الذابل ینمی. و الثانی المتحرّك بطریق العرض كقولنا الأبیض ینتقل، و المنتقل یبیض، فإنه لا الأبیض من جهة ما هو أبیض وجد له الانتقال و لا المنتقل من جهة ما هو منتقل وجد له البیاض، بل ذلك شی‌ء عارض له. و الثالث المتحرّك بجزئه كما یقال إن النائم تحرّك إذا حرّك بعض أعضائه، و فلان برئ لأن عینه برئت (ش، سط، 77، 15)- المتحرّك لیس یمكن فیه أن یكون معا یتحرّك و قد تحرّك، فإن الماشی إلی بلد من البلدان لیس یمكن فیه أن یكون معا یتحرّك و قد تحرّك و إلا كان ساكنا و متحرّكا معا (ش، سط، 94، 9)- كل متحرّك فهو یتحرّك ضرورة أول ما یتحرّك فی مكان أصغر منه ثم فی مساو له، و ما هو بهذه الصفة فهو متجزّئ ضرورة (ش، سط، 109، 18)- كل متحرّك فإنما یتحرّك فی زمان (ش، سط، 109، 23)- كل متحرّك فله محرّك و أنه لیس یوجد شی‌ء یتحرّك من ذاته أعنی أن یكون المتحرّك هو المحرّك، كما یمكن أن یتوهّم فی الأرض و الماء و الأجسام التی یتحرّك من غیر محرّك، من خارج (ش، سط، 111، 3)- كل متحرّك أول فإنه إذا توهّم جزء منه ساكنا سكن كله ضرورة (ش، سط، 111، 7)- كل متحرّك بالذات و أولا منقسم ذو أجزاء (ش، سط، 111، 7)- فی المتحرّك ضرورة معنیان: أحدهما هو به منقسم و هو المعنی الذی به متحرّك. و الثانی غیر منقسم و هو المعنی الذی لما فقده فقد الحركة، و ذلك هو المحرّك ضرورة (ش، سط، 112، 21)- المتحرّك بالحركة الأولی یجب أن یكون أزلیا (ش، سط، 123، 9)- المتحرّك منه بالذات و منه بالعرض و منه بجزئه (ش، سط، 126، 12)- المحرّك إنما هو محرّك من جهة ما هو بالفعل، و المتحرّك هو متحرّك من جهة ما هو بالقوة (ش، سط، 130، 10)- لیس یمكن فی المتحرّك أن یكون فی آن واحد صاعدا هابطا معا. فإذا كان فی آنین، أعنی كونه صاعدا و هابطا و بین كل آنین زمان، فضرورة هو ساكن فیه (ش، سط، 137، 9)- كل متحرّك … فله محرّك و المحرّك منه أول، و هو الذی لا یتحرّك أصلا عند ما یحرّك و منه ما یحرّك بأن یتحرّك، و ذلك فی جمیع الحركات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 754
التی تلتئم من أكثر من محرّك واحد (ش، ن، 108، 16)- تبیّن فی العلم الطبیعی أن كل متحرّك هاهنا فله محرّك، و أن المتحرّك إنما یتحرّك من جهة ما هو بالقوة و المحرّك یحرّك من جهة ما هو بالفعل، و إن محرّك إذا حرّك تارة و لم یحرّك أخری فهو محرّك بوجه ما إذ توجد فیه القوة علی التحریك حین ما لا یحرّك (ش، ما، 136، 10)- العلّة العنصریة للحركة هی المتحرّك لا المكان (ر، م، 218، 20)

متحرّك أزلی‌

- إن كان هاهنا متحرّك أزلی فواجب أن یتحرّك بقوة فیه عن محرّك لا یلحقه نوع من أنواع التغیّر، و ما هو بهذه الصفة فلیس هو ذو هیولی باضطرار (ش، ت، 1638، 4)

متحرّك أول‌

- إذا كان المحرّك واحدا بالعدد فبیّن أن المتحرّك الأول عنه إن كان یتحرّك حركة دائمة متصلة إنه واحد أیضا بالعدد. و إن كانت هذه هی صفة السماء … فالسماء واحدة بالعدد أعنی من قبل أنها تتحرّك حركة واحدة متصلة دائمة عن محرّك واحد بالعدد و الحدّ (ش، ت، 1686، 13)- إذا امتنع أن یوجد للمتحرّك الأول الأزلی حركة أولی بالزمان، فبیّن أن حركته الأولی لم تزل و لا تزال (ش، سط، 123، 23)

متحرّك بالاختیار

- المتحرّك بذاته إما أن تكون العلّة الموجودة فیه یصحّ عنها أن تحرّك تارة و أن لا تحرّك أخری فیسمّی متحرّكا بالاختیار. و إمّا أن لا یصحّ عنها أن لا تحرّك و یسمّی متحرّكا بالطبع (س، ن، 109، 2)

متحرّك بذاته‌

- العلّة المحرّكة: إما أن تكون موجودة فی الجسم فیسمّی متحرّكا بذاته- و إما أن لا تكون موجودة فی الجسم بل خارجة عنه فیسمّی متحرّكا لا بذاته (س، ن، 108، 23)- المتحرّك بذاته إما أن تكون العلّة الموجودة فیه یصحّ عنها أن تحرّك تارة و أن لا تحرّك أخری فیسمّی متحرّكا بالاختیار. و إمّا أن لا یصحّ عنها أن لا تحرّك و یسمّی متحرّكا بالطبع (س، ن، 109، 1)- الفلاسفة یتكلّفون البرهان علی أن كل متحرّك یتحرّك من ذاته فله محرّك موجود فیه هو غیر المتحرّك (ش، ته، 265، 20)- المتحرّك من ذاته فهو متحرّك عن مبدأ فیه: إما عن مبدأ یسمی طبیعة، و إما عن مبدأ یسمی نفسا و اختیارا (ش، ت، 266، 3)- المتحرّك بالذات حركة متناهیة طبیعیة هو المتحرّك من شی‌ء محدود و إلی شی‌ء محدود، و لیس یتحرّك من أی شی‌ء اتفق و لا إلی أی شی‌ء اتفق (ش، سط، 78، 12)- المتحرّك بالذات … منه ما یتحرّك بالطبع كالحیوان و الأجسام البسیطة، و منه ما هو متحرّك قسرا و خارج عن طبعه. أما المتحرّك قسرا فكالحجر یرمی به إلی فوق، و أما الخارج عن طبعه فكحركة حجر الرحی، فإن هذه الحركة له لیست طبیعیة إذ لیست من ذاته و لا قسریة إذ كانت لیست ضدا للطبیعة و كان. أما المتحرّك قسرا فظاهر أنه إنما یتحرّك عن محرّك هو شی‌ء من خارج، و كذلك الأمر فیما یتحرّك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 755
خارجا عن طبعه، و أما المتحرّك بالطبع فمنه ما یظهر فیه أنه یتحرّك من تلقائه كالحیوان (ش، سط، 126، 14)

متحرّك بالطبع‌

- المتحرّك بذاته إما أن تكون العلّة الموجودة فیه یصحّ عنها أن تحرّك تارة و أن لا تحرّك أخری فیسمّی متحرّكا بالاختیار. و إمّا أن لا یصحّ عنها أن لا تحرّك و یسمّی متحرّكا بالطبع (س، ن، 109، 3)

متحرّك بالقوة

- المتحرّك بالقوة یلزم ضرورة أن یكون المحرّك له هو الذی یخرجه من القوة إلی الفعل و یجعله بعد أن كان متحرّكا بالقوة متحرّكا بالفعل.
و ذلك ظاهر بنفسه، فإن المسخّن هو ما صیّر ما كان بالقوة مسخّنا بالفعل، و كذلك فی سائر التغاییر (ش، سط، 127، 10)

متحرّك علی استدارة

- لما كان المتحرّك علی الاستقامة یلزم ضرورة أن یتحرّك علی بعد مستقیم، و من جهة ما هو ذو أبعاد مستقیمة، لزم ضرورة أن یكون المتحرّك علی استدارة لیتحرّك علی بعد مستدیر، و من جهة ما هو ذو بعد مستدیر.
و إلّا كانت الاستدارة له بالعرض مثل أن نتوهّم الكواكب تتحرّك بذاتها علی دوائر (ش، سم، 27، 20)

متحرّك علی الاستقامة

- لما كان المتحرّك علی الاستقامة یلزم ضرورة أن یتحرّك علی بعد مستقیم، و من جهة ما هو ذو أبعاد مستقیمة، لزم ضرورة أن یكون المتحرّك علی استدارة لیتحرّك علی بعد مستدیر، و من جهة ما هو ذو بعد مستدیر.
و إلا كانت الاستدارة له بالعرض مثل أن نتوهّم الكواكب تتحرك بذاتها علی دوائر (ش، سم، 27، 18)

متحرّك فی المكان‌

- كل متحرّك فی المكان فهو جسم ذو قوة فی الأین علی ما تبیّن فی السادسة من السماع (ش، ت، 1077، 14)

متحرّك فی موضوع‌

- إن كل متحرّك فی موضوع فتحرّكه إلی شی‌ء هو بالقوة و كل ما تحرّك إلی شی‌ء هو بالقوة فحركته متناهیة، إذ ما بالقوة لا بد أن یخرج إلی الفعل. فكل ما تحرّك حركة دائمة فحركته إلی ما هو بالفعل دائما، و ما هو بالفعل دائما فلیس جسما و لا فی جسم لأن كل ما فیه قوة فهو إما جسم و إما قوة فی جسم. فإذا ما لیس فیه قوة فهو لا جسم و لا قوة فی جسم (ش، ت، 1636، 15)

متحرّك لا بذاته‌

- العلّة المحرّكة: إما أن تكون موجودة فی الجسم فیسمّی متحرّكا بذاته- و إما أن لا تكون موجودة فی الجسم بل خارجة عنه فیسمّی متحرّكا لا بذاته (س، ن، 109، 1)

متحرّك هیولانی‌

- كل متحرّك هیولانی: إما أن یكون جسما، و إما أن یكون قوة فی جسم (ش، سط، 133، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 756

متحرّك واحد

- المتحرّك الواحد إنما یتحرّك عن محرّك واحد (ش، ما، 144، 21)

متحرّكات‌

- إن الأمر یرتقی فی المتحرّكات إلی محرّك أول هو فعل لیس فیه قوة أصلا (ش، ت، 1198، 5)

متحرّكات بالذات‌

- أول المتحرّكات بالذات فی المكان هو المتحرّك من تلقائه (ش، سط، 128، 1)

متخالفان‌

- المتخالفان هما منّا فی الوجود من حیث الإضافة، و كذا المتشابهان من حیث الإضافة (ف، ت، 7، 8)

متخیّل‌

- الحواس شرط فی الخیالات، فكل متخیّل حسّاس ضرورة و لیس ینعكس (ش، ته، 277، 25)

متخیّلة

- إنّ وراء المشاعر الظاهرة شركا و حبائل لاصطیاد ما یقنصه الحس من الصورة. و من ذلك قوة تسمّی مصوّرة و قد رتّبت فی مقدم الدماغ و هی التی تستثبت صور المحسوسات بعد زوالها عن مسامتة الحواس و ملاقاتها فتزول عن الحس و تبقی فیها. و قوة تسمّی و هما و هی التی تدرك من المحسوس ما لا یحس مثل القوة فی الشاة إذا تشبح صورة الذئب فی حاسة الشاة فتشبحت عداوته و رداءته فیها إذ كانت الحاسّة لا تدرك ذلك. و قوة تسمّی حافظة و هی خزانة ما یدركه الوهم كما أن المصوّرة خزانة ما یدركه الحس. و قوة تسمّی مفكّرة و هی التی تتسلّط علی الودائع فی خزانتی المصوّرة و الحافظة فیخلط بعضها ببعض و یفصل بعضها عن البعض. و إنما تسمّی مفكّرة إذا استعملها روح الإنسان و العقل فإن استعملها الوهم سمّیت متخیّلة (ف، ف، 12، 13)- لهذه القوی (المتخیّلة) خواصا عجیبة و أفعالا ظریفة. فمنها تناولها رسوم سائر المحسوسات جمیعا و تخیّلها بعد غیبة المحسوسات عن مشاهدة الحواس لها، و منها أیضا أنّها تتخیّل و تتوهّم ما له حقیقة و ما لا حقیقة له بعد أن عرف بسائط بالحسّ إذ له من القوة ما یقدر أنه یوافی الصور التی أدّاها الحسّ إلی النفس فی هیولاه كیف شاء لأنّه كان یجدها مجرّدة عن الهیولی التی هی ماسكة للصور و مختفیة بعضها دون بعض، فإذا أخذها مجرّدة لا إمساك لها و لا ربط، أمكنه أن یؤلّف بینها كما شاء و یركّبها و یصل بعضها ببعض ما لم تكن متّصلة بالهیولی. مثال ذلك أنّ الإنسان یمكنه أن یتخیّل بهذه القوة جملا علی رأس نخلة أو نخلة ثابتة علی ظهر جمل أو طائرا له أربع قوائم أو فرسا له جناحان أو حمارا له رأس إنسان (ص، ر 3، 386، 7)- من عجائب أفعال هذه القوة (المتخیّلة) أیضا أنّها تركّب القیاسات و تحكم بها علی حقائق الأشیاء بلا رویّة و لا اعتبار، مثل ما یفعل الصبیان و الجهال و كثیر من العقلاء أیضا (ص، ر 3، 388، 12)- إنّ لهذه القوة المتخیّلة عجائب كثیرة و وصفنا خواص أحوالها من أجل أنّها من أعجب القوی الداركة، و إنّ أكثر العلماء تائهون فی بحر هذه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 757
القوة و عجائب متخیّلاتها. و ذلك أنّ الإنسان یمكنه بهذه القوة فی ساعة واحدة أن یجول فی المشرق و المغرب و البرّ و البحر و السهل و الجبل و فضاء الأفلاك وسعة السماوات و ینظر إلی خارج العالم و یتخیّل هناك فضاء بلا نهایة. و ربما یتخیّل من الزمان الماضی و بدء كون العالم و یتخیّل فناء العالم و یرفع من الوجود أصلا و ما شاكل هذه الأشیاء ممّا له حقیقة و ممّا لا حقیقة له (ص، ر 3، 389، 13)- هاهنا قوة تفعل فی الخیالات تركیبا و تفصیلا تجمع بین بعضها و بعض و تفرّق بین بعضها و بعض، و كذلك تجمع بینها و بین المعانی التی فی الذكر و تفرّق. و هذه القوة إذا استعملها العقل سمّیت مفكّرة، و إذا استعملها الوهم سمّیت متخیّلة، و عضوها الدودة التی فی وسط الدماغ (س، ع، 39، 3)- قد نعلم یقینا أنّه فی طبیعتنا أن نركّب المحسوسات بعضها إلی بعض، و أن نفصّل بعضها عن بعض، لا علی الصورة التی وجدناها علیها من خارج و لا مع تصدیق بوجود شی‌ء منها أو لا وجوده. فیجب أن تكون فینا قوة نفعل ذلك بها، و هذه هی التی تسمّی إذا استعملها العقل مفكّرة، و إذا استعملتها قوة حیوانیة متخیّلة (س، شن، 147، 18)- القوی (النفسیة)، آلة جسمانیة خاصة، و اسم خاص. فالأولی: هی المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسیا"، و آلتها الروح المصبوب فی مبادئ عصب الحسّ، لا سیّما فی مقدّم الدماغ. و الثانیة: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخیال"، و آلتها الروح المصبوب فی البطن المقدّم، لا سیّما فی الجانب الأخیر. و الثالثة الوهم و آلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجویف الأوسط.
و تخدمها فیها قوة رابعة لها أن تركّب و تفصّل ما یلیها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، و المعانی المدركة ب" الوهم". و تركّب أیضا الصور بالمعانی و تفصّلها عنها، و تسمّی عند استعمال العقل مفكّرة، و عند استعمال الوهم متخیّلة. و سلطانها فی الجزء الأول من التجویف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، و یتوسّط الوهم للعقل. و الباقیة من القوی هی الذاكرة، و سلطانها فی حیّز الزوج الذی فی التجویف الأخیر، و هو آلتها (س، أ 1، 357، 6)- هاهنا قوة تفعل فی الخیالات تركیبا و تفصیلا تجمع بین بعضها و بعض و تفرّق بین بعضها و بعض و كذلك تجمع بینها و بین المعانی التی فی الذكر و تفرّق، و هذه القوة إذا استعملها العقل سمّیت مفكّرة و إذا استعملها الوهم سمّیت متخیّلة و عضوها الدودة التی فی وسط الدماغ (س، ر، 29، 4)- القوة التی تسمّی متخیلة بالقیاس إلی النفس الحیوانیة، و مفكّرة بالقیاس إلی النفس الإنسانیة. و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأوسط من الدماغ عند الدودة، من شأنها أن تركّب بعض ما فی الخیال مع بعض، و تفصّل بعضه عن بعض، بحسب الاختیار (س، ف، 62، 5)- أمّا المتخیّلة: فهی قوة فی وسط الدماغ شأنها التحریك لا الإدراك، أعنی أنها تفتّش عمّا فی خزانة الصور، و عمّا فی خزانة المعانی. فإنّها مركوزة بینهما، و تعمل فیها بالتركیب و التفصیل فقط، فتصوّر إنسانا یطیر و شخصا واحدا نصفه إنسان و نصفه فرس، و أمثال ذلك. و لیس لها اختراع صورة من غیر مثال سابق، بل تركّب ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 758
ثبت فی الخیال متفرّقا، أو تفرّق مجموعا، و هذه تسمّی مفكّرة فی الإنسان (غ، م، 357، 4)- طبع هذه القوّة (المتخیّلة)، الحركة، فلا تفتر و لا فی حالة النوم، فمن طبعها سرعة الانتقال من الشی‌ء إلی ما یناسبه: إمّا بالمشابهة: و إمّا بالمضادة. أو بأن كان مقترنا به فی الوقوع الاتفاقی عند حصوله فی الخیال. و من طبعها المحاكاة، و التمثیل، حتی إذا قسّم عقلك الشی‌ء إلی أقسام، حاكاه بشجرة ذات أغصان.
و إن رتّب شی‌ء علی درجات حاكاه بالمراقی و السلالم، و بها یتذكّر ما نسی، فإنّها لا تزال تفتّش عن الصور التی فی الخیال، و ینتقل من صورة إلی صورة قربت منها، حتی تعثر علی الصورة التی منها أدرك المعنی المنسیّ، فیتذكّر بواسطتها ما نسیه (غ، م، 357، 14)- المتخیّلة باضطرابها إذا كانت قد قویت بسبب من الأسباب فلا تزال تحاكی و تخترع صورا لا وجود لها، و تبقی فی الحافظة إلی أن یتیقّظ النائم فیتذكّر ما رآه فی المنام، و یكون لمحاكاتها أیضا أسباب، من أحوال البدن و مزاجه (غ، م، 378، 4)- إنّ المدركات الباطنیة خمسة: أحدها الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأول من الدماغ تجتمع عندها صور المحسوسات بأسرها، التی بها الحكم بأنّ هذا الأبیض هو هذا الحلو … و الثانیة الخیال، و هی قوة مرتّبة فی آخر التجویف الأول من الدماغ، هی خزانة صور الحسّ المشترك بأسرها عند غیبتها عن الحسّ المشترك، و الحفظ غیر القبول. و الثالثة الوهمیة، و هی الحاكمة فی الحیوانات أحكاما جزئیة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأوسط من الدماغ، بها تدرك الشاة معنی فی الذئب موجبا للنفار. و الرابعة المتخیّلة، و هی قوة مودعة فی التجویف الأوسط من الدماغ أیضا عند الدودة، من شأنها التركیب و التفصیل، و هی تفرّق أجزاء نوع واحد و تجمع أجزاء أنواع مختلفة، فما فی القوی الباطنة أشدّ شیطنة منها، و عند استعمال العقل تسمّی مفكّرة، و لدن استعمال الوهم متخیّلة.
و الخامسة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأخیر من الدماغ، هی خزانة الأحكام الوهمیة كما كان الخیال للحسّ المشترك (سه، ل، 115، 17)- المتخیّلة و هی القوّة التی تتصرّف فی الصور المحسوسة و المعانی الجزئیّة المتنزّعة منها و تصرّفها فیها بالتركیب تارة و التفصیل أخری مثل إنسان ذی رأسین أو عدیم الرأس. و هذه القوّة إذا استعملها العقل سمّیت مفكّرة، كما أنّها إذا استعملها الوهم فی المحسوسات مطلقا سمّیت متخیّلة (جر، ت، 211، 9)- المتصرّفة، و هی قوة تتصرّف فی صور المحسوسات بالحواس الظاهرة، و المعانی الجزئیة المأخوذة منها و بل و فی صور المعقولات الصرفة أیضا، و ذلك بأن تركّب بعضها مع بعض، و تفصل بعضها عن بعض، كتصویر فرس ذی جناحین، و تصویر بدن لا رأس له. و كإبراز الصدیق فی صورة العدو و بالعكس. و هی لا تسكن عن العمل نوما و لا یقظة. فإن كان مستعملها العقل فی مدركاته تسمّی مفكّرة، و إن كان هو الوهم تسمّی متخیّلة (ط، ت، 321، 6)

متذكّرة

- أما القوی المدركة فی الباطن فمنها القوة التی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 759
تنبعث منها قوی الحواسّ الظاهرة و تجتمع بتأدیتها إلیها و تسمّی الحسّ المشترك …
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواسّ إلیه من صور المحسوسات، حتی إذا غابت عن الحسّ بقیت فیه بعد غیبها.
و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوهما مقدّم الدماغ. و هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ، مثل القوة فی الشاة التی تدرك من الذئب ما لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ- فإنّ الحسّ لا یؤدّی إلّا الشكل و اللون، فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخری و تسمّی وهما. و كما أنّ للحسّ خزانة هی المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 20)- كما أنّ للحسّ المشترك خزانة هی المصوّرة فكذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة، و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ر، 28، 17)

متزمّن‌

- المتزمّن بالزمان هو المتجزّئ لا الزمان، و هو جوهر واحد أبدیّ سرمدیّ (جا، ر، 2، 9)- المتزمّن ینقسم ثلاثة أقسام: ماض ذاهب قد قطعه و جازه بدوران الشمس و التعریف الذی نصب علیه، و دائم واقف فی الوقت الذی هو فیه، و آت مستقبل متوقّع وروده (جا، ر، 2، 10)

متشابهات‌

- قد یقال متشابهات علی التی تكون الصفات المتفقة فیها أكثر من المختلفة إما بإطلاق و إما لأنه قد یمكن أن تصیر بالصناعة متفقة فی أكثر الصفات بیسر و بسهولة و قرب التناول، مثل القزدیر و الفضة فإنه یمكن أن تصیر بالصناعة متفقة فی أكثر الصفات حتی یظنّ بالقزدیر أنه فضة و كذلك النحاس مع الذهب (ش، ت، 1294، 1)

متشابهان‌

- المتخالفان هما منّا فی الوجود من حیث الإضافة، و كذا المتشابهان من حیث الإضافة (ف، ت، 7، 8)

متشابهة

- قد یقال المتشابهة علی التی انفعالاتها أی كیفیّاتها واحدة بالصورة إلّا أنها تختلف فی البیاض بالأقل و الأكثر فإنه یقال فیها إنها متشابهة بمعنی غیر المعنی الأول. و هذا النوع هو من نوع النوع الأول إلّا أن هذه تختلف بالأقل و الأكثر بأعراضها و تلك تختلف بالأقل و الأكثر فی كونها موجودة مثل المقولات العشر (ش، ت، 1293، 7)

متصرّفة

- المتصرّفة، و هی قوة تتصرّف فی صور المحسوسات بالحواس الظاهرة، و المعانی الجزئیة المأخوذة منها و بل و فی صور المعقولات الصرفة أیضا، و ذلك بأن تركّب بعضها مع بعض، و تفصل بعضها عن بعض، كتصویر فرس ذی جناحین، و تصویر بدن لا رأس له، و كإبراز الصدیق فی صورة العدو و بالعكس. و هی لا تسكن عن العمل نوما و لا یقظة. فإن كان مستعملها العقل فی مدركاته تسمّی مفكّرة، و إن كان هو الوهم تسمّی متخیّلة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 760
(ط، ت، 321، 1)

متصل‌

- أما كم هو فسؤال یبحث عن مقدار الشی‌ء، و الأشیاء ذوات المقادیر نوعان: متّصل و منفصل. فالمتّصل خمسة أنواع: الخط و السطح و الجسم و المكان و الزمان، و المنفصل نوعان: العدد و الحركة. و هذه الأشیاء كلها یقال فیها كم هو (ص، ر 1، 200، 5)- المتّصل بنفسه الحركات كلّها، و المتّصل من جهة ما هو فی زمان فكالموجود الكائن الفاسد. و كل متّصل فهو ذو أجزاء.
و المتّصل إمّا كائن أو غیر كائن. و ما هو غیر كائن إمّا أن توجد أجزاؤه معا، و هو الأجسام المستدیرة فقط، أو توجد أجزاؤه لا معا (ج، ر، 99، 7)- المتّصل یقال علی الأعظام أولا، و علی حركة النقلة ثانیا، و علی الزمان ثالثا، و علی كل ما هو فی زمان من جهة ما هو فی زمان، علی أنحاء أیضا، منها أنّ السرمد یقال له متّصل، كما یقال فی حركة الدوریة أنّها متّصلة. و قد یقال علی ما له طرف واحد من الزمان، كما یقال إنّ نعیم أهل الجنّة و عذاب أهل النار متّصل، من جهة أنّه لا طرف آخر له، و كما یقال إنّ عدم العالم كان متّصلا إلی ما لا نهایة له قبل أن یخلق اللّه العالم. و بالجملة فالدائم، من جهة ما هو دائم، یقال علیه المتّصل (ج، ر، 129، 1)- إن الواحد بالذات منه ما یقال فیه واحد من قبل أنه متّصل، و المتّصل: إما أن یكون متّصلا بغرا و إما برباط و إما بدساتیر و إما بالطبع مثل الخط و السطح و الجسم (ش، ت، 528، 9)- أما المتصل فبیّن من أمره أنه واحد بالنهایات التی تحدّه، أما الجسم فبانحیازه بالسطوح و السطح بانحیازه بالخطوط و الخط بالنقط (ش، ت، 1288، 3)- إن الواحد الذی یقال علی المتصل لیس إنما یدل هو و البسیط المطلق علی معنی واحد، و ذلك أن الواحد الذی یقال علی المتصل إنما یدل علی ما هو كثیر بالقوة واحد بالفعل.
و ذلك أن المتصل یمكن أن ینقسم، و أما البسیط بإطلاق فهو الذی یدل علی ما لا ینقسم أصلا لا بالقوة و لا بالفعل (ش، ت، 1603، 13)- المتصل منا كائن فاسد، و المتصل من الجرم السماوی أزلی (ش، ت، 1612، 7)- المتصل یلزمه ما لا نهایة (ش، سط، 45، 9)- إن كان المتّصل یأتلف من أشیاء متّصلة، و كانت الأشیاء المتّصلة هی التی یعرض لها عند ما تتماسّ أن تكون نهایاتها واحدة …
فلیس یأتلف المتّصل مما لا ینقسم حتی یكون الجسم مثلا مؤلّفا من سطوح، و السطح من خطوط، و الخط من نقط (ش، سط، 90، 14)- المتّصل یأتلف من أشیاء یتّصل بعضها ببعض (ش، سط، 91، 1)- المتّصل إن ائتلف من أشیاء غیر متّصلة و لا متلاقیة، فقد یلزم ضرورة أن یأتلف من أشیاء متتالیة كما یأتلف العدد، فیكون الكم المنفصل متّصلا (ش، سط، 91، 3)- المتّصل بما هو متّصل لیس یأتلف من أشیاء غیر منقسمة. فأما أن الأشیاء التی لا تنقسم لیس لها أطراف فهو بیّن، فإن الطرف و الأخیر غیر ما هو له طرف و بالاضطرار أن تكون للأطراف أوساط (ش، سط، 91، 18)- المتّصل بما هو متّصل هو منقسم ضرورة (ش،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 761
سط، 92، 12)- المتصل غیر ذی الوضع هو الزمان و الحركة (ش، سط، 92، 22)- المتّصل بما هو متّصل منقسم إلی ما ینقسم دائما، و أنه لیس مؤلّفا مما لا ینقسم (ش، سط، 96، 19)- المتّصل متی فرض متناهیا من طرفیه كانت نهایتاه غیر منقسمة أصلا (ش، سط، 103، 12)- المتصل هو الذی ینقسم إلی ما ینقسم دائما، و الجسم من أنواع المتصل هو المنقسم إلی كل الأبعاد، یعنی الطول و العرض و العمق (ش، سم، 25، 11)- المتصل لیس ینقسم إلی أجزاء محدودة العدد بالطبع، كالخل فی السكنجبین (ش، ما، 45، 12)

متصل بالحقیقة

- یقال متّصل بالحقیقة للذی یتحرّك من ذاته حركة واحدة من غیر أن یمكن فیه حركة من نوع آخر مثل حركة الجسم السماوی (ش، ت، 529، 6)

متصل بالطبع‌

- المتّصل بالطبع قد یكون مستقیما و قد یكون معوجّا مثل الساق و كثیر من الأعضاء التی فیها انعراج (ش، ت، 528، 12)

متصل طبیعی و عرضی‌

- المتّصل الطبیعی و المتّصل العرضی كل واحد منهما ذو أجزاء- كالبیت، فإنّ اتصاله الطبیعی شكله، و هو ذو جهات، و اتّصاله العرضی- أعنی الصناعی- باجتماع ما ركّب منه كحجارته و ملاطه و أجزاء جرمه، فهو كثیر أیضا، فالوحدة فیه لیست بحقیقیة (ك، ر، 131، 15)

متصلة

- أما المتصلة فهی التی مع أنها تتماسّ قد اتحدت نهایتاها كالحال فی الغروس المركّبة (ش، سط، 84، 8)

متصلة بذاتها

- المتصلة بذاتها هی التی تحسّ باللمس شیئا واحدا، فإن الخشب المتماسّة بعضها ببعض لا یقال إنها بعینها خشبة واحدة إذا لمست و لا جرم و لا شی‌ء آخر متصل (ش، ت، 529، 13)

متصوّرات الأذهان‌

- متصوّرات الأذهان ینتسب بعضها إلی بعض كذلك أیضا بالتماثل فی النسبة إلی صورة تنتسب إلیها كذلك. فیكون الكلّی كلیّا لكلّی هو بقیاسه جزئی و بقیاس ما ینتسب إلیه كلّی، و ذلك هو العموم و الخصوص (بغ، م 2، 13، 15)

متضادات‌

- المتضادات كلّها ترجع إلی زیادة و نقصان (ش، ت، 150، 9)- قال (أرسطو) فی حدّ المتضادّات المقولة بخصوص إنها التی البعد بینها غایة البعد (ش، ت، 1031، 4)- إن حدّ المتضادّات ینطبق علی المختلفات التی فی الغایة فی جنس واحد، فإن المتضادات هی التی لها اختلاف تام، و الاختلاف التام هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 762
الذی لا یوجد اختلاف أكبر منه، و لا یوجد اختلاف بین شیئین أكبر من الاختلاف الذی یوجد بین التی هی فی جنس واحد (ش، ت، 1307، 14)- المتضادّات هی مبادئ لجمیع الموجودات (ش، ت، 1601، 4)- كانت المتضادات صنفین: صنفا لیس له متوسط و صنفا له متوسط (ش، ما، 123، 23)

متضادان‌

- المتضادان یلزمهما التضائف بسبب التنازع و یكون كل واحد منهما معقول الماهیّة و بالقیاس إلی الآخر بسبب التنازع، فصحیح أن نقول أنهما من حیث هما متضادّان متضایفان و لیس صحیحا أن نقول من حیث هما متضایفان متضادّان (ف، ت، 7، 9)- خاصّة كل قوة مدركة الّا یجتمع فی إدراكها النقیضان، كما أن خاصّة المتضادین خارج النفس الّا یجتمعا فی موضوع واحد (ش، ته، 313، 18)- إن المتضادین ینبغی أن یكونا، مع أنهما متغایران بالماهیة و الصورة، أن یكونا فی نهایة التغایر (ش، سم، 32، 17)

متضادة

- المتضادة التی توجد فی الأعداد هی الزوج و الفرد (ش، ت، 105، 10)- المتضادّة التی توجد فی الأجسام المركّبة العامة لجمیعها، هی المتضادّات المدركة بحسّ اللمس إذ كل جسم طبیعی فملموس.
و المدركة بحاسّة اللمس هی الحرارة، و البرودة، و الرطوبة، و الیبوسة، و الثقل، و الخفة، و الصلابة، و اللین، و التخلخل، و الكثافة، و اللطافة، و الغلظ، و القحل، و اللزوجة، و الخشونة، و الملاسة (ش، سك، 109، 13)

متضایفان‌

- إنّ كل واحد من المتضایفین مقول بالقیاس إلی الآخر ملازم له وجودا و عدما فی الذهن و فی الخارج (ر، م، 100، 20)

متعقّل‌

- یلزم أن یكون العاقل إنّما یكون عاقلا مع جودة رویّته إذا كان فاضلا یستعمل جودة رویّته فی أفعال الفضیلة لیفعل و فی أفعال الرذیلة لیجتنب و هذا هو المتعقّل (ف، عق، 6، 7)- معنی المتعقّل عند أرسطو هو الجیّد الرویّة فی استنباط ما ینبغی أن یفعل من أفعال الفضیلة فی حین ما یفعل فی عارض عارض إذا كان مع ذلك فاضلا بالخلقة (ف، عق، 7، 5)- الفقیه یتشبّه بالمتعقّل. و إنّما یختلفان فی مبادئ الرأی التی یستعملانها فی استنباط الرأی الصواب فی العملیّة الجزئیّة. و ذلك أنّ الفقیه إنّما یستعمل المبادئ مقدّمات مأخوذة منقولة عن واضع الملّة فی العملیّة الجزئیّة، و المتعقّل یستعمل المبادئ مقدّمات مشهورة عند الجمیع و مقدّمات حصلت له بالتجربة. فلذلك صار الفقیه من الخواصّ بالإضافة إلی ملّة ما محدودة و المتعقّل من الخاصّة بالإضافة إلی الجمیع (ف، حر، 133، 8)

متعلّمون للعلوم‌

- المتعلّمون للعلوم قد یتعلّمون بالطبع و الاتّفاق و قد یتعلّمون بالقصد و الإرادة. فالمتعلّمون بالطبع و الاتّفاق یعلّمهم الزمان بتردّد الأذهان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 763
و العقول و الأفكار فی موجودات الأعیان و متصوّرات الأذهان و تكرار نظرهم و تكرّرها فیها … و أما الذی بالقصد و الإرادة فهو الذی یكون بالاستخبار و الإخبار و التأمّل و الاعتبار و أعمال الأذهان و الأفكار فیتعلّم من المعلّمین و یتبصّر من المبصرین و الهادین (بغ، م 1، 2، 9)

متغایرات‌

- أما المتغایرات التی تختلف بالأنواع تحت الأجناس القریبة التی دون الأعلی، فیستحیل البتّة أن تجتمع فی موضوع واحد (س، شأ، 304، 12)

متغیّر

- كل ما هو متغیّر بتغیّر الإرادات، و التصوّرات، یسمّی نفسا، لا عقلا (غ، م، 274، 13)- المتغیّر فهو ضرورة موجود بالفعل شیئا ما، فلذلك كان بالضرورة عند ما یتحرّك موجودا فیحتاج إلی الصورة و بتغیّر فی العرض و هو موجود بالصورة التی هی فیه (ج، ن، 88، 13)- إن الذی یتغیّر یوجد له قول یصدق علیه بما هو متغیّر و هو مثلا قولنا لیس یثبت و مقابله یكذب علیه و هو قولنا إنه یثبت (ش، ت، 426، 7)- جمیع المعانی التی یدلّ علیها بحرف من تنحصر فی معنیین: أحدهما فی كل شیئین یتغیّر أحدهما إلی الثانی، فإنّ المتغیّر یقال إنه من الذی یتغیّر منه، فالعنصر یتغیّر إلی المركّب و إلی الصورة، و المركّب أیضا یتغیّر إلی العنصر و الكل یتغیّر إلی الأجزاء عند فساده و تكوّن الأجزاء و الأجزاء تتغیّر إلی الكل عند كون الكل. و المعنی الثانی بمعنی یتلو فإن الأشیاء التی تتلو بعضها بعضا قد یقال فیها إن بعضها من بعض إلّا أن من هاهنا بمعنی بعد (ش، ت، 661، 8)- إن الصورة لیس تتكوّن و لا المادة و إنما الذی یتكوّن المجموع منها، و ذلك أن كل متغیّر فإنما یتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء، فأما الذی عنه یتغیّر فهو المحرّك، و أما ما منه یتحرّك فهو الهیولی، و أما ما إلیه یتحرّك فهو الصورة. فلو كانت الصورة تتكوّن لكانت مركّبة من مادة و صورة لأنها كانت تتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء، و كانت الصورة لها صورة، و كان یلزم فی صورة الصورة من جهة ما هی متكوّنة أن تكون ذات صورة و یمرّ الأمر إلی غیر نهایة. فإذا واجب أن تكون الصورة بما هی صورة لا تتكوّن. و كذلك الأمر فی الهیولی لو كانت متكوّنة لكانت مركّبة و وجدت أنواع من الهیولی لا نهایة لها و ذلك فی المركّب الواحد بعینه أو كان یكون الكون من لا شی‌ء (ش، ت، 1454، 5)- كل متغیّر فی الأین و الكیف فهو منقسم (ش، سط، 99، 5)- المتغیّر بالتقدیم و التحقیق و هو المتغیّر الموجود فی الجوهر، و الكم، و الكیف، و الأین منقسم بما منه و ما إلیه فی حین تغیّره. و إذا كان ذلك كذلك فكل متغیّر منقسم بإطلاق (ش، سط، 100، 18)- كل متغیّر فی زمان فهو منقسم (ش، سط، 102، 8)- ما قد تغیّر فقد كان من قبل یتغیّر، و ذلك أن كل متغیّر فإنما یتغیّر فی زمان (ش، سط، 107، 17)- كل متغیّر منقسم (ش، ن، 32، 10)- كل متغیّر فله مغیّر و محرّك یعطی المتحرّك شبیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 764
ما فی جوهره (ش، ن، 42، 7)- المتغیّر إنما یكون ضرورة جسما (ش، ما، 63، 16)

متقابلات‌

- كل الأشیاء التی لا تجتمع فی موضوع واحد من جهة واحدة فی زمان واحد فإنّها تسمّی متقابلات (س، شأ، 304، 14)- الضدّیة الأولی القنیة و العدم. إنما قال (أرسطو) ذلك لأن المتقابلات بالملكة و العدم متقدّمان بالطبع علی المتقابلات بالضدیة، و ذلك أن كل متقابلین بالضدیة متقابلان بالعدم و الملكة، و ذلك أن أدنی الضدین یلحقه عدم أكملهما (ش، ت، 1310، 11)- جمیع المتقابلات كلها راجعة إلی الوجود و العدم (ش، ته، 45، 18)- الذی یلزم المتقابلات بالذات أن تكون القابلات لها مختلفة. و أما أن قابل فعل الأضرار واحدا فی وقت واحد، فذلك مما لا یمكن (ش، ته، 53، 2)- المتقابلات: فإنه یدلّ بها علی الأصناف الأربعة التی عدّدت فی كتاب المقولات و قد عرفتها برسومها هنا لك، و هی الموجبة و السالبة و الأضداد و المضافان و الملكة و العدم (ش، ما، 49، 9)- ما كان من الأشیاء المتغایرة لیس یمكن فیها أن تجتمع فی موضوع واحد من جهة واحدة فی وقت واحد، فتلك هی المتقابلات، و هی بالجملة أربعة أصناف: الضدان و الملكة و العدم و الموجبة و السالبة و المضافان (ش، ما، 122، 9)

متقابلات تامة

- إذا كانت المتقابلات التامة أربعة: المتناقضة و هی الموجبة و السالبة، و الأضداد، و العدم و الملكة، و المضافان … كان المتناقضان أشدّها تقابلا (ش، ت، 1312، 5)

متقابلان‌

- إنّ المتقابلین هما اللذان لا یجتمعان فی شی‌ء واحد باعتبار واحد، و ذلك علی أنحاء: الأول تقابل الإیجاب و السلب، لا فی مجرّد القضیة، بل و فی مثل قولك: فرس و لا فرس. و من خاصّیته التی لا یشاركه فیها غیره من المتقابلات استحالة اجتماع الطرفین فی الصدق و الكذب. و الثانی تقابل المتضایفین كالأبوّة و النبوّة و فارق غیره من المتقابلات بتلازم طرفیه. و الثالث تقابل الضدّین، و الضدّان هما الذاتان المتعاقبان علی موضوع واحد، و بینهما غایة الخلاف كالسواد و البیاض، و خاصّیته التی لا شریك له فیها (سه، ل، 126، 12)- قول أبی حامد: " إن تقدّم الباری سبحانه علی العالم لیس تقدّما زمانیا"، صحیح. لكن لیس یفهم تأخّر العالم عنه، إذا لم یكن تقدّمه زمانیا إلا تأخّر المعلول عن العلة، لأن التأخّر یقابل التقدّم. و المتقابلان هما فی جنس واحد ضرورة علی ما سبق فی العلوم. فإذا كان التقدّم لیس زمانیا، فالتأخر لیس زمانیا. و یلحق ذلك الشك المتقدم و هو: كیف یتأخّر المعلول عن العلّة التی استوفت شروط الفعل (ش، ته، 60، 3)- المتقابلان هما اللذان لا یجتمعان فی شی‌ء واحد فی زمان واحد من جهة واحدة (ر، م، 99، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 765

متقابلة

- إن المتقابلة علی أربعة أنواع: الموجبة و السالبة، و الأضداد، و الملكة و العدم، و المضافان (ش، ت، 1284، 8)- إنما كان حرف هل یقرن أبدا بالمتقابلة لأن المتقابلة لا یمكن أن تكون معا (ش، ت، 1322، 13)

متقدّم‌

- المتقدّم أحری أن یكون مبدأ من المتأخّر (ش، ت، 233، 4)- الأوّل الذی هو المتقدّم یقال علی أنواع كثیرة، و الجوهر هو أول جمیع الأشیاء بالحدّ و بالمعرفة و بالزمان … و إنما كان الجوهر متقدّما بهذه الثلاثة الأنحاء لأن لیس شی‌ء من الأعراض مفارقا و هذا وحده مفارق (ش، ت، 754، 5)- لیس یلزم وجود المتقدّم وجود المتأخّر (ش، سك، 122، 23)- المتقدّم یقال علی خمسة أنحاء: الأول المتقدّم فی الزمان فأمّا فی الماضی فكلّما كان أبعد من الآن الحاضر فهو المتقدّم، و أمّا فی المستقبل فكلّما هو أقرب إلی الآن الحاضر فهو المتقدّم.
الثانی المتقدّم بالرتبة و هو ما كان أقرب من مبدأ معیّن ثمّ المراتب … الثالث المتقدّم بالشرف كتقدّم أبی بكر علی عمر رضی اللّه عنهما. الرابع المتقدّم بالطبع و هو الذی لا یمكن أن یوجد الآخر إلّا و هو موجود و یوجد هو و لیس الآخر بموجود و ذلك كتقدّم الواحد علی الاثنین. الخامس المتقدّم بالعلّیة و ذلك كتقدّم حركة الید علی حركة الخاتم (ر، م، 446، 5)

متقدّم بالزمان‌

- المتقدّم بالزمان و هو ما له تقدّم زمانیّ كتقدّم نوح علی إبراهیم علیهما السلام (جر، ت، 211، 19)

متقدّم بالطبع‌

- قد یظنّ إن القوة قبل الفعل من قبل أنه قد یظنّ أن كل ما یفعل فقد كان قبل أن یفعل بالقوة و لیس كل ما هو بالقوة فهو یفعل، و هذه هی حال المتقدّم بالطبع. مثال ذلك أنه لما كان كل ما هو إنسان هو حیوان و لیس كل ما كان حیوانا كان إنسانا من قبل أن الحیوان یتقدّم علی الإنسان بالطبع، فإذا القوة أقدم من الفعل (ش، ت، 1569، 2)- المتقدّم بالطبع و هو الشی‌ء الذی لا یمكن أن یوجد شی‌ء آخر إلّا و هو یوجد. و قد یمكن أن یوجد هو و لا یكون الشی‌ء الآخر موجودا كتقدّم الواحد علی الاثنین فإنّ الاثنین یتوقّف وجودهما علی وجود الواحد، فإنّ الواحد متقدّم بالطبع علی الاثنین. و ینبغی أن یزاد فی تفسیر المتقدّم بالطبع قید كونه غیر مؤثّر فی المتأخّر لیخرج عنه التقدّم بالعلّیة (جر، ت، 212، 1)

متقدّم بالعلّیة

- المتقدّم بالعلّیّة و هی العلّة الفاعلیّة الموجبة بالنسبة إلی معلولها و تقدّمها بالعلّیّة كونه علّة فاعلیّة كحركة الید فإنّها متقدّمة بالعلّیّة علی حركة القلم و إن كانا معا بحسب الزمان (جر، ت، 212، 17)

متقدّم فی الزمن المستقبل‌

- المتقدّم فی الزمن المستقبل هو بخلاف المتقدّم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 766
فی الزمن الماضی، و ذلك أن المتقدّم فی الزمن المستقبل هو الذی هو أقرب إلی الآن الحاضر و فی الماضی الذی هو أبعد من الآن الحاضر، و ذلك مثل ما نقول فی الكوائن المنذر بها من قبل الشرائع أو من قبل تقدمة المعرفة إن كائنة كذا ستحدث قبل كائنة كذا، مثل ما یقال إن طلوع الشمس من مغربها قبل قیام الساعة (ش، ت، 571، 10)

متقدّم و متأخّر

- معنی المتقدّم و المتأخّر الذی حقیقته أنّ كل ما كان أقرب من مبدأ محدود من زمان أو مكان كان متقدّما، و كلّما كان أبعد متأخّرا إلی أن جعلوا نفس المعنی كالمبدإ المحدود (ب، م، 5، 17)- المتقدّم و المتأخّر لیس هما متماثلین من حیث هذا متقدّم و هذا متأخّر. و إنما یمكن أن یدّعی أنهما متماثلان فی قبول الوجود (ش، ته، 52، 27)- المتقدّم و المتأخّر فی الآنات، إنما یتصوّران بالإضافة إلی الآن الحاضر (ش، ته، 53، 14)- المتقدّم و المتأخّر لیس شیئا سوی الماضی و المستقبل (ش، سط، 70، 23)- المتقدّم و المتأخّر معدود لا عدد، لكن هذا المعدود من جهة أن به تقدّر الحركة (ش، سط، 71، 17)- المتقدّم و المتأخّر یقال علی وجوه خمسة:
أحدها المتقدّم بالزمان. و الثانی المتقدّم فی الرتبة، و ذلك إما فی مبدأ محدود، و ذلك إما فی القول و إما فی المكان. و الثالث المتقدّم بالشرف. و الرابع المتقدّم بالطبع و الخامس المتقدّم بالسببیة … و قد یقال المتقدّم علی وجه سادس و هو متقدّم فی المعرفة، فإنه لیس كل ما كان متقدّما فی المعرفة هو متقدّم فی الوجود (ش، ما، 54، 20)

متكلّم‌

- الأشعریة قد نفوا أن یكون المتكلّم فاعلا للكلام، لأنهم تخیّلوا أنهم إذا سلّموا هذا الأصل وجب أن یعترفوا أن اللّه فاعل لكلامه.
و لما اعتقدوا أن المتكلّم هو الذی یقوم الكلام بذاته ظنّوا أنهم یلزمهم عن هذین الأصلین أن یكون اللّه فاعلا للكلام بذاته، فتكون ذاته محلا للحوادث. فقالوا المتكلّم لیس فاعلا للكلام، و إنما هی صفة قدیمة لذاته، كالعلم و غیر ذلك.
و هذا یصدق علی كلام النفس، و یكذب علی الكلام الذی یدل علی ما فی النفس، و هو اللفظ (ش، م، 164، 3)

متكلّمون‌

- المتكلّمون: هم یدّعون أنهم أهل الرأی و النظر (غ، مض، 15، 4)- إن المتكلمین تری أن من المعلوم بنفسه أن الموجود ینقسم إلی ممكن و ضروری، و وضعوا أن الممكن یجب أن یكون له فاعل، و أن العالم بأسره لما كان ممكنا وجب أن یكون الفاعل له واجب الوجود، هذا هو اعتقاد المعتزلة قبل الأشعریة (ش، ته، 160، 19)- من أصول المتكلمین: إن اقتران الشرط بالمشروط هو من باب الجائز، و إن كل جائز یحتاج فی وقوعه و خروجه إلی الفعل إلی مخرج و إلی مقارنة الشرط للمشروط، و لأن المقارنة هی شرط فی وجود المشروط و لیس یمكن أن یكون الشی‌ء علّة فی شرط وجوده و لا یمكن أیضا أن یكون الشرط هو العلّة الفاعلة لوجود المشروط، فإن ذاتنا لیست علّة فاعلة لوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 767
العلم بها، و لكنها شرط فی وجود العلم قائما بها، و لذلك لم یكن بدّ علی هذه الأصول من علّة فاعلیة أوجبت اقتران الشرط المشروط، و هكذا الحال فی كل مركّب من شرط و مشروط (ش، ته، 188، 15)- الجمیع من المتكلّمین یعترفون أن علوم اللّه تعالی غیر متناهیة، و أنه علم واحد (ش، ته، 200، 25)- إن علم اللّه واحد و أنه لیس معلولا عن المعلومات بل هو علّة لها، و الشی‌ء الذی أسبابه كثیرة هو لعمری كثیر، و أما الشی‌ء الذی معلولاته كثیرة فلیس یلزم أن یكون كثیرا بالوجه الذی به المعلولات كثیرة، و علم الأول لا یشكّ فی أنه انتفت عنه الكثرة التی فی علم المخلوق كما انتفی عنه التغیّر بتغیّر المعلوم، و المتكلّمون یضعون هذا من أحد أصولهم (ش، ته، 201، 7)- أما المتكلّمون فإنهم یضعون حیاة للباری سبحانه من غیر حاسة، و ینفون عنه الحركة بإطلاق (ش، ته، 240، 8)

متكوّن‌

- كلّ متكوّن فإنّ الطریق إلی تكوّنه هو أن یفعل أوّلا فی بعض الكیفیّات المحسوسة ثم یتغیّر جوهره (ف، ط، 101، 23)- كما أنّ أفلاطون بیّن فی كتابه المعروف" بطیماوس" أنّ كل متكوّن فإنما یكون عن علّة مكوّنة له اضطرارا، و أن المتكوّن لا یكون علّة لكون ذاته، كذلك أرسطوطالیس بیّن فی كتاب" أثولوجیا" أن الواحد موجود فی كل كثرة، لأن كل كثرة لا یوجد فیها الواحد لا یتناهی أبدا البتة (ف، ج، 101، 22)- إنّ كل فاسد متكوّن، و كل متكوّن جسمانی فاسد (س، شط، 34، 12)- المتكوّن هو كذلك ممكن أن یكون و ممكن أن لا یكون (س، شأ، 165، 15)- كل تكوّن فله مكوّن، و المكوّن إمّا أن یكون من نوع الكائن أو من جنسه. و المتكوّن إمّا صناعیّ- فیكون المكوّن له الصناعة و هی بجهة مخالفة للمصنوع غیر أنّها فی موادّ مختلفة- و إمّا أن یكون طبیعیّا (ج، ن، 53، 10)- إنما كان الكون من الذی یتكوّن أی الذی فی طریق الكون لأن الموجود الذی بالفعل و هو الذی فرغ كونه یقابل فی الحقیقة للعدم، و العدم لیس یمكن أن یكون منه كون أی لیس یمكن أن یكون هو المتكوّن، و لا أیضا ما فرغ كونه یمكن أن یكون هو المتكوّن، فواجب أن یكون المتكوّن هو الذی وجوده وسط بین العدم و الوجود بالفعل و هو الموجود فی طریق الكون و هو المتكوّن (ش، ت، 27، 5)- لیس یجب أن یكون فی المبدأ الذی منه الكون و هو الذی هو مبدأ علی طریق الهیولی شی‌ء من الأشیاء التی تتكوّن منه بالفعل فذلك ظاهر، إذ لیس یجب أن یكون ذلك المبدأ بصفة من الصفات التی تتكوّن منه. لأنه إن كانت منه تتكوّن جمیع الصفات الجوهریة و العرضیة، و كان المتكوّن لیس یكون مما هو موجود بل مما هو معدوم، فبیّن أنه یجب أن یكون هذا المبدأ لیس بصفة من الصفات لا من طریق الكیفیة العرضیة و لا الجوهریة و لا من طریق الكمیة، لأنه لو كان متّصلا بواحدة منها لكان ذلك الشی‌ء موجودا قبل أن یتكوّن. و بیّن أنه لا یتكوّن إلا ما هو معدوم (ش، ت، 96، 14)- المتكوّن هو آخر غیر الموجود الواحد (ش،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 768
ت، 270، 10)- إن كلّ ما یتكوّن فإنه یتكوّن عن أحد ثلاثة أشیاء:
إما عن الطبیعة، و إما عن الصناعة، و إما من تلقاء نفسه و هو المسمّی بالاتفاق (ش، ت، 838، 16)- نسبة المتكوّن إلی أنه تكوّن من العدم أكثر من نسبته إلی الموضوع للعدم لأن التكوّن یكون من العدم لا من الوجود، و لذلك یقال إن من المریض صار صحیحا أكثر مما یقال أن من الإنسان صار صحیحا … مثل نسبة الصحة فی التكوّن إلی المرض أو إلی موضوع المرض (ش، ت، 854، 15)- إذا تبیّن أنه لیس للصورة المطلقة تكوّن و لا للمادة كون، فیجب أن یكون كل متكوّن منقسما إلی جزءین بالقول لا بالفعل: أحدهما الذی یسمّی مادة و الآخر صورة (ش، ت، 863، 1)- إن كل متكوّن: فمنه ما هو عنصر، و منه ما هو صورة (ش، ت، 864، 9)- لیس فی نفس الصانع من المتكوّن إلّا الصورة فقط و هی جزء من المتكوّن (ش، ت، 876، 7)- المتكوّن هو المصوّر. و إذا كان ذلك كذلك فالمكوّن له هو الذی یحرّك العنصر حتی یقبل الصورة أی المخرج لها من القوة إلی الفعل (ش، ت، 884، 18)- إن الذی هو بالقوة إنما یصیر بالفعل من قبل شی‌ء آخر هو بالفعل من ذلك النوع مثل إنسان من إنسان و موسقوس من موسقوس، و ذلك أن كل متكوّن هو متحرّك عن محرّك هو قبله بالفعل (ش، ت، 1181، 15)- إن المتكوّن و الفاسد هو الشی‌ء المجتمع من الصورة و الهیولی (ش، ت، 1403، 1)- إن المتكوّن لیس یتكوّن مما هو غیر موجود بالعرض بل و مما هو موجود بالذات و هو الموجود بالقوة (ش، ت، 1442، 6)- إن المتكوّن یتكوّن عن مواطئ له بالحدّ و الجوهر (ش، ت، 1495، 3)- المادة لا تتكوّن بما هی مادة لأنها كانت تحتاج إلی مادة و یمر الأمر إلی غیر نهایة، بل إن كانت مادة متكوّنة فمن جهة ما هی مركّبة من مادة و صورة. و كل متكوّن فإنما یتكوّن من شی‌ء ما:
فإما أن یمر ذلك إلی غیر نهایة علی استقامة فی مادة غیر متناهیة و ذلك مستحیل، و إن قدّرنا محرّكا أزلیا لأنه لا یوجد شی‌ء بالفعل غیر متناه، و إما أن تكون الصور تتعاقب علی موضوع غیر كائن و لا فاسد و یكون تعاقبها أزلیا و دورا. فإن كان ذلك كذلك وجب أن یكون هاهنا حركة أزلیة تفید هذا التعاقب الذی فی الكائنات الفاسدات الأزلیة (ش، ته، 76، 4)- لما فحصوا (الفلاسفة) عن الأجرام السماویة ظهر لهم أنها غیر متكوّنة بالمعنی الذی به هذه الأشیاء كائنة فاسدة أعنی ما دون الأجرام السماویة. و ذلك أن المتكوّن بما هو متكوّن یظهر من أمره أنه جزء من هذا العالم المحسوس، و أنه لا یتم تكوّنه إلا من حیث هو جزء، و ذلك أن المتكوّن منها إنما یتكوّن من شی‌ء عن شی‌ء و بشی‌ء، و فی مكان و زمان، و ألفوا الأجرام السماویة شرطا فی تكوّنها من قبل أنها أسباب فاعلة بعیدة، فلو كانت الأجرام السماویة متكوّنة مثل هذا التكوّن لكانت هاهنا أجسام أقدم منها هی شرط فی تكوّنها حتی تكون هی جزءا من عالم آخر، فیكون هاهنا أجسام سماویة مثل هذه الأجسام، و إن كانت أیضا تلك متكوّنة لزم أن یكون قبلها أجسام سماویة أخر، و یمر ذلك إلی غیر نهایة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 769
(ش، ته، 129، 15)- فأما وجود المتكوّن و ما منه تكوّن واحدا بالجنس، فلیس یمنع من ذلك مانع كالجسمیة مثلا و ما أشبهها من الأمور المشتركة للكائنات الفاسدات، و لا أیضا النحاس فی الزنجار موجود علی جهة ما توجد الاسطقسات فی الممتزج و المركّب منها و إن كان مثل هذا یدعی أیضا تكوّنا (ش، سط، 34، 5)- المتكوّن بما هو متكوّن یلزم أن یتكوّن فی زمان إذ المتكوّن هو الذی وجد بعد أن لم یوجد، و كذلك متی فرضناه متناهیا من آخره لزم أن یكون فاسدا (ش، سط، 56، 13)- الكون إما أن یكون حركة و إما أن یكون نهایة حركة (ش، سط، 122، 17)- المتكوّن جسم ضرورة (ش، سط، 122، 17)- إن كل متكوّن فاسد إذ كان ذا هیولی (ش، ن، 90، 9)- كل متكوّن فإنما یكون شیئا ما، أعنی خلقة و صورة و من شی‌ء ما أعنی عنصرا و بشی‌ء ما أعنی فاعلا (ش، ما، 70، 15)- إن فی المتكوّن شیئا آخر غیر الاسطقسّ هو به ما هو، و إلا كان هو نفس الشی‌ء الذی تركّب منه (ش، ما، 82، 17)

متكوّن بالقوة

- إن الذی هو متكوّن بالقوة هو الذی یقبل الزیادة و النقصان … لأن الكون یتمّ بهذه الثلاثة الأحوال، و ذلك أن المكوّن عند ما یتكوّن لا بد له من فصل به یتمیّز من عنصره ما لا یصلح أن یكون قابلا للصورة، و لا بد له فی الكون من زیادة و هی الصورة التی بها قیل فیه إنه قد تكوّن و الزیادة و النقصان لا یكون إلّا بتغیّر (ش، ت، 1170، 14)

متكوّنات‌

- إن المتكوّنات هی شی‌ء، إنها إما جوهر و إما واحد من سائر المقولات. و إنما قال (أرسطو) ذلك لأن كل ما یتكوّن فهو واحد من المقولات العشر (ش، ت، 839، 7)- أما المتكوّنات فبعضها طبیعیة و هی التی تكون عن الطبیعة … و من المتكوّنات بالطبع یوجد السبب العنصری و الفاعل للمتكوّنات مثل النبت أو غیر ذلك من المتكوّنات التی فی مقولة الجوهر، و هی التی تخصّ باسم المتكوّن. و أما المتكوّنات التی فی باقی المقولات فاسم الأفاعل أخصّ بها من اسم المتكوّنات الطبیعیة (ش، ت، 839، 11)- إن بعض المتكوّنات یشتقّ لها أسماء من التی منها تكوّنت و بعضها لا یشتق لها (ش، ت، 854، 7)- أما المتكوّنات التی تتكوّن من موضوع و لیس عدمها فی الموضوع بیّنا و لیس له اسم، فإنه یظن أن قولنا فیها إنها تتكوّن من الموضوع هو مثل قولنا من المریض یكون صحیحا، أعنی أن قولنا من اللبن یكون بیت و من الخشب كرسی هو مثل قولنا من المریض یكون صحیحا (ش، ت، 855، 12)- إن الأمر فی المتكوّنات شبیه بالأمر فی المتحرّكات، فكما أن من المتحرّكات فی المكان ما یتحرّك من ذاته و ما یتحرّك عن غیره كذلك الأمر فی المتكوّنات (ش، ت، 873، 4)- كون كل واحد من المتكوّنات هو فساد للآخر و فساده هو كون لغیره مما بالقوة إلی الفعل، و لذلك فلیس یمكن أن یكون عدم الشی‌ء هو الذی یتحوّل وجودا، و لا هو الشی‌ء الذی یوصف بالكون، أعنی الذی نقول فیه أنه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 770
یتكوّن، فبقی أن یكون هاهنا شی‌ء حامل للصور المتضادة و هی التی تتعاقب الصور علیها (ش، ته، 76، 9)- جمیع المتكوّنات سواء كانت عن الطبیعة أو عن الصناعة أن الفاعل یلزم فیه ضرورة أن یكون عن المفعول بالعدد و أن یكون هو و المفعول واحدا بالماهیّة و الحدّ أو مناسبا (ش، ما، 70، 17)

متكوّنات بالطبع‌

- كما أن ابتداء كل شی‌ء مصنوع هی ماهیّة الذی هو القیاس، كذلك الأمر فی جمیع المتكوّنات بالطبع هی عن ماهیّته المتقدّمة علیه (ش، ت، 879، 1)

متكوّنات طبیعیة

- إن المتكوّنات الطبیعیة تكون من عنصر و عن فاعل هما من جنسها، أی من المتكوّنات بالطبع (ش، ت، 840، 5)

متلاحمات‌

- المتلاحمات (من الأشیاء) لیست واحدة بالكیفیة و إنما هی واحدة بالاتصال و الكمّیة، بخلاف المختلطات فإن هذه هی التی ترجع واحدة بالكیفیة (ش، ت، 510، 8)

متماسّان‌

- إن المتماسّان كما قیل هما اللذان نهایتاهما معا، و هذا ضرورة إنما هو فی الأشیاء التی لها وضع. إلّا أن هذا النوع من التماس إذا لم یشترط فیه أن یكون أحدهما فاعلا فی صاحبه و منفعلا عن صاحبه كان تماسّا تعلیمیا، كما یقال إن الخط یماسّ محیط الدائرة و لیس هذا هو التماسّ المعنی هاهنا، و بمثل هذا الوجه نقول إن فلك القمر یماسّ فلك عطارد. و أما التماسّ المعنی هاهنا فهو أن یكون كل واحد من المتماسّین اللذین حدّدناهما فاعلا بصاحبه و منفعلا عنه كما یعرض فی الأجسام الطبیعیة المتضادة التی هیولاها القریبة مشتركة و واحدة عند ما تتجاور و تتماس بنهایاتها. و لیس یقال متماسّان فیما أحدهما فاعل فقط و الآخر منفعل، كالحال فی فلك القمر و النار، إلا بتأخیر عن هذا المعنی الحقیقی (ش، سك، 102، 9)- متماسّان أی مسّ كل واحد منهما صاحبه (ش، سك، 102، 22)

متماسّة

- المتماسّة لیس یكون المجموع منها واحدا بشی‌ء تشترك فیه، و أما الملتحمة فإنها تكون واحدة بشی‌ء ملتحم به و تشترك فیه الملتحمة أو الشیئین الملتحمین (ش، ت، 509، 15)

متناقضان‌

- إذا كانت المتقابلات التامة أربعة: المتناقضة و هی الموجبة و السالبة، و الأضداد، و العدم و الملكة، و المضافان … كان المتناقضان أشدّها تقابلا (ش، ت، 1312، 7)

متناه‌

- إن كان المتناهی یحصر غیر المتناهی فلیس الذی یحصر غیر المتناهی غیر متناه إذ الذی یساوی غیر المتناهی غیر متناه أو كیف شئت أن تسمّی هذا المعنی أعنی حصرا أو مساواة أو مطابقة (ش، ت، 40، 6)- إنّ الأبعاد متناهیة و كل متناه یحیط به حدّ أو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 771
حدود (ر، ل، 51، 13)

متوسّط

- أعنی (أرسطو) بالمتوسّط ما إلیه یتغیّر المتغیّر أولا و بالذات، أعنی إذا تغیّر من الضدّ إلی الضدّ … مثل ما إن الحركة من المأخوذة إلی الحادة. مثال ذلك أن التغیّر الذی یكون من أثقل النغم إلی أحدّها إنما یكون بأن ینتقل أولا من النغمة الثقیلة إلی النغم التی بین الثقیلة و الحادّة قبل أن یصیر إلی الحادة (ش، ت، 1351، 4)- إن المتوسط هو أول شی‌ء یصیر إلیه المتغیّر من طرف إلی طرف. و مثال ذلك أن التغیّر من السواد إلی البیاض إنما یكون بعد التغیّر إلی أحد المتوسطات التی بینهما، و لذلك ما یجب ضرورة أن یكون المتوسط هو و الأطراف التی المتوسط بینهما فی جنس واحد هو هو، و إلا لم تكن الأوساط أول شی‌ء یكون إلیه التغیّر أو كانت الأشیاء المتباینة بالجنس لیس بتغیّر بعضها إلی بعض (ش، ما، 124، 2)

متوسّطات‌

- كون الأطراف فی المتوسطات بضرب من الوجود المتوسط بین الفعل المحض و القوة المحضة، فوجب أن لا یكون المتوسط إلا فی الأشیاء التی تمتزج. و لهذا لیس بین الصحة و المرض متوسط، إذ كان لیس شأن الصحة أن تمتزج بالمرض و لا یمكن فی الموضوع القابل لهما أن یخلو من أحدهما، إذ كان المرض ضرر فعل العضو المحسوس أو انفعاله و الصحة لا ضرره. و لیس بین الضرر و لا ضرر واسطة محسوسة، و إن كان یوجد فی الضرر الأقل و الأكثر (ش، ما، 124، 19)

متوسّطة

- لیس قولنا إن جمیع المتوسّطة مركّبة من الأضداد حقا فقط بل و عكسه و هو أن جمیع المركّبة من الأضداد متوسّطة. فإن المركّبة من شیئین یجب أن یكون من أحد ذینك الشیئین أقل و من الآخر أكثر (ش، ت، 1361، 4)

متی‌

- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- حرف" متی" یستعمل سؤالا عن الحادث من نسبته إلی الزمان المحدود المعلوم المنطبق علیه، و عن نهایتی ذلك الزمان المنطبقتین علی نهایتی وجود ذلك الحدوث- جسما كان ذلك أو غیر جسم- بعد أن یكون متحرّكا أو ساكنا، أو فی ساكن أو فی متحرّك (ف، حر، 62، 2)- أمّا متی: فهو كون الشی‌ء فی الزمان ككونه فی الأمس و عام أول، و الیوم (غ، م، 164، 13)- متی، و هو كون الجسم فی الزمان (سه، ل، 124، 12)- المتی إنّه عبارة عن كون الشی‌ء فی الزمان أو فی طرفه فإنّ كثیرا من الأشیاء یقع فی أطراف الأزمنة و لا یقع فی الأزمنة مع أنّه یسئل عنها بمتی (ر، م، 454، 17)

متی هو

- أما متی هو فسؤال یبحث عن زمان كون الشی‌ء، و الأزمان ثلاثة: ماض مثل أمس، و مستقبل مثل غد، و حاضر مثل الیوم (ص، ر 1، 201، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 772

مثال‌

- المثال ینبغی أن یكون مطابقا لما یمثل به فی أكثر المعانی لا فی أقلها (ص، ر 3، 329، 8)

مثبت‌

- الموجود و المثبت و المحصّل أسماء مترادفة علی معنی واحد (ب، م، 3، 8)

مؤثّر

- إنّ المؤثّر إنّما تكون آثاره شبیهة به لأنّها أمثال خواصّه علی الوجه الأحسن لاختلاف الفاعل و القابل فی الفضیلة و النقص (جا، ر، 544، 5)

مؤثّریات‌

- المؤثّریات لا بدّ و أن تنتهی بالآخرة إلی مؤثّریة دائمة (ر، ل، 91، 19)

مؤثّریة

- إنّ المؤثّریة حكم إضافی لا جود لها فی الخارج فلا تستدعی علّة (ر، م، 484، 5)

مثل‌

- اعتقد (أفلاطون) أن المعانی التی توجد لأشخاص نوع نوع واحدة بعینها و هی حدود الأشیاء هی أمور ضروریة خارج النفس و سمّاها صورا و مثلا، أی هی صور للأشیاء المحسوسة و مثل للطبیعة تنظر إلیها كما ینظر الصانع إلی صورة المصنوع، و إلّا كان أی شی‌ء اتفق من أی شی‌ء اتفق و لم یكن عن منی الإنسان إنسان دائما و عن منی الفرس فرس دائما (ش، ت، 67، 2)- إن الصور و المثل إن كانت الصور ینبغی أن تسمّی مثالا لأنه لا یظهر لأی شی‌ء فی المحسوس هی مثال لیست تتكوّن و لا لها بالجملة ماهیّة … لأن المصنوع و المكوّن إنما یقوم من فعل الفاعل شیئا ما و هو المسمّی صورة فی شی‌ء و هو المسمّی عنصرا. فلو كانت الصورة مصنوعة لكانت تلتئم من فعل الفاعل شیئا ما فی شی‌ء فیكون للصورة صورة و یمر الأمر إلی غیر نهایة، و كذلك الماهیة إنما هی لشی‌ء ما فلو كان للصورة ماهیّة لكانت متقوّمة من شی‌ء فی شی‌ء (ش، ت، 861، 14)

مثل إلهیة

- إنّ أفلاطون، فی كثیر من أقاویله، یومئ إلی أنّ للموجودات صورا مجرّدة فی عالم الإله، و ربما یسمّیها" المثل الإلهیة"، و أنها لا تدثر و لا تفسد، و لكنها باقیة، و أن الذی یدثر و یفسد إنما هی هذه الموجودات التی هی كائنة (ف، ج، 105، 4)

مثلان‌

- أمّا المثلان فحدّوهما (المتكلّمون) بأنّهما اللذان یشتركان فی الصفات الذاتیة، أو أنّهما اللذان یقوم كل واحد منهما مقام الآخر أو یسدّ مسدّه (ر، مح، 106، 13)

مجانس‌

- ما كان هو هو فی الجنس قیل مجانس (س، شأ، 304، 4)

مجانسة

- من الواحد ما هو غیر حقیقی، و هو: إمّا بحسب شركة فی محمول، فما بحسب اتّحاد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 773
النوع یسمّی مشاكلة، و ما بحسب الجنس مجانسة، و ما بحسب الوضع مطابقة، و ما بحسب الكیف مشابهة، و ما بحسب الكم مساواة، و ما بحسب الإضافة یسمّی واحدا بالنسبة، كما یقال نسبة النفس إلی البدن كنسبة الملك إلی المدینة. و إمّا فی الموضوع كما یقال: الحلو و الأصفر واحد، أی موضوعهما واحد (سه، ل، 126، 3)- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 12)

مجتمع من صورة و مادة

- إن المجتمع الحادث من الصورة و المادة هو الذی به یقال فی موجود موجود إنه یتكوّن (ش، ت، 864، 6)

مجد

- إن العظمة و الجلالة و المجد فی الشی‌ء إنما یكون بحسب كماله، إما فی جوهره، و إما فی عرض من خواصّه. و أكثر ما یقال ذلك فینا.
إنما هو لكمال ما لنا فی عرض من أعراضنا، مثل الیسار و العلم، و فی شی‌ء من أعراض البدن (ف، أ، 35، 3)

مجرّبات‌

- المجرّبات و هی ما یحتاج العقل فیه فی جزم الحكم إلی تكرّر المشاهدة مرّة بعد أخری كقولنا شرب السقمونیّا یسهل الصفراء. و هذا الحكم إنّما یحصل بواسطة مشاهدة كثیرة (جر، ت، 213، 10)

مجرّد

- المجرّد ما لا یكون محلّا لجوهر و لا حالّا فی جوهر آخر و لا مركّبا منهما علی اصطلاح أهل الحكمة (جر، ت، 213، 7)- كل مجرّد یمكن أن یعقل. لأنّ المانع من كون الشی‌ء معقولا إنّما هو اللواحق المادیة، و المجرّد منزّه عنها فلا مانع من كونه معقولا (ط، ت، 240، 6)- الحدوث مشروط بالمادة … و المجرّد بری‌ء عن المادة (ط، ت، 241، 6)

مجرّدات‌

- لا یمكن إدراك الجزئی من حیث هو جزئی، إلّا بالإحساس أو التخیّل، أو ما یجری مجراهما من الآلات الجسمانیة. و أمّا المجرّدات، فلا یمكن إدراكها إلّا بمفهومات كلّیة غیر مانعة من الاشتراك، بالنظر إلی أنفسها، و إن كانت فی الواقع مختصّة بواحد منها، غیر صادقة بالفعل علی غیره (ط، ت، 256، 14)

مجمع الأضداد

- مجمع الأضداد هو الهویّة المطلقة التی هی حضرة تعانق الأطراف (جر، ت، 213، 19)

مجهول‌

- لمّا كانت الأمور الممكنة مجهولة سمّی كل مجهول ممكنا و لیس الأمر كذلك إذ العكس فی هذه القضیة غیر صحیح علی المساواة لكنه علی جهة الخصوص و العموم، فإنّ كل ممكن مجهول و لیس كل مجهول بممكن (ف، فض، 6، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 774

محاكاة

- المحاكاة … خاصّة من بین سائر قوی النفس، لها قدرة علی محاكاة الأشیاء المحسوسة التی تبقی محفوظة فیها. فأحیانا تحاكی المحسوسات بالحواس الخمس، بتركیب المحسوسات المحفوظة عندها المحاكیة لتلك، و أحیانا تحاكی المعقولات، و أحیانا تحاكی القوة الغاذیة، و أحیانا تحاكی القوة النزوعیة، و تحاكی أیضا ما یصادف البدن علیه من المزاج (ف، أ، 88، 12)

محاكاة بمثالات‌

- التخییل و المحاكاة بالمثالات هو ضرب من ضروب تعلیم الجمهور و العامّة لكثیر من الأشیاء النظریّة الصعبة لتحصل فی نفوسهم رسومها بمثالاتها و یجتزأ منهم الّا یتصوّروها و یفهموها كما هی فی الوجود و لكن یفهمونها و یعقلونها بمناسباتها، إذ كان فهمها ذواتها علی ما هی علیه فی الوجود عسرا جدّا إلّا علی من سبیله أن یفرد بالعلوم النظریّة فقط (ف، ط، 85، 8)

محال‌

المحال- جمع المتناقضین فی شی‌ء ما فی زمان واحد و جزء و إضافة واحدة (ك، ر، 169، 16)- إنّ المحال هو ضروری العدم (س، شأ، 35، 15)- إنّ كل حادث فإنّه قبل حدوثه: إما أن یكون فی نفسه ممكنا أن یوجد، أو محالا أن یوجد- و المحال أن یوجد لا یوجد، و الممكن أن یوجد قد سبقه إمكان وجوده (س، ن، 219، 20)- المحال هو الضروری العدم (غ، م، 204، 10)- إنّ المحال غیر مقدور علیه، و المحال إثبات الشی‌ء مع نفیه، أو إثبات الأخصّ مع نفی الأعم، أو إثبات الاثنین مع نفی الواحد، و ما لا یرجع إلی هذا فلیس بمحال، و ما لیس بمحال فهو مقدور (غ، ت، 177، 2)- إنّ الموجود مقابله ما لیس بموجود. و ما لیس بموجود منه المحال، و هو ما لا یمكن وجوده، و منه الممكن (ج، ن، 43، 3)

محبة

- المحبة علّة اجتماع الأشیاء (ك، ر، 168، 8)- المحبة- مطلوب النفس، و متمّمة القوة التی هی اجتماع الأشیاء، و یقال: هی حال النفس فیما بینها و بین شی‌ء یجذبها إلیه (ك، ر، 175، 15)- المحبة أریحیة منتفثّة من النفس نحو المحبوب لأنّها تغذو الروح و تضنی البدن و لأنّها تنقل القوی كلّها إلی المحبوب بالتحلّی بهیئته، و التمنّی بحقیقته، بالكمال الذی یشهد فیه.
فالشوق یتوفّر علیه، و الشوق شاغل عن كل ما عدا المشتاق إلیه، و هو قوة تسافر من هذا إلی هذا، زادها الإطراق و التفكیر و الوجوم و السهر و التتبّع و التحیّر (تو، م، 364، 16)

محتاج إلی الشی‌ء

- المحتاج إلی الشی‌ء: إمّا أن یكون محتاجا إلی وجوده أو عدمه. فإن كان إلی وجوده وجب حصول وجوده عنده، و إن كان إلی عدمه لم یكن عدمه منافیا لوجوده لأنّ الشرط لا ینافی المشروط (ر، م، 354، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 775

محتاج إلی غیره‌

- إن المحتاج إلی غیره لا یكون واجب الوجود (ش، ته، 183، 13)

محدث‌

- إن قیل ما المحدث؟ فیقال ما كونه غیره (ص، ر 3، 360، 13)- المحدث أیضا علی وجهین: أحدهما هو الذی لذاته مبدأ هی به موجودة. و الآخر هو الذی لزمانه ابتداء و قد كان وقت لم یكن و كانت قبلیة هو فیها معدوم و قد بطلت تلك القبلیة- و معنی ذلك كله أنّه یوجد زمان هو فیه معدوم، و ذلك لأنّ كل ما لزمان وجوده بدایة زمانیة دون البدایة الإبداعیة فقد سبقه زمان و سبقته مادة قبل وجوده لأنّه قد كان لا محالة معدوما (س، ن، 218، 13)- المحدث هو الكائن بعد أن لم یكن (س، ن، 223، 9)- إنّ المحدث قد یعنی به المحدث الزمانی، و قد یعنی به المحدث الإبداعی أی المعلول الذی له موجد و لا یسبقه موجده بزمان (بغ، م 2، 32، 2)- إنّ معنی المحدث أنّه الذی تقدّم وجوده زمان لم یكن فیه موجودا لا غیر (بغ، م 2، 41، 15)- الموجود بعد العدم وجوده عن غیره و ذلك الغیر هو العلّة الموجبة. فلكل محدث محدث أعنی لكل موجود بعد عدم علّة سابقة لا محالة (بغ، م 2، 55، 6)- المحدث للإنسان المشار إلیه بإنسان آخر یجب أن یترقّی إلی فاعل أول قدیم لا أول لوجوده، و لا لإحداثه إنسانا عن إنسان. فیكون كون إنسان عن إنسان آخر، إلی ما لا نهایة له، كونا بالعرض، و القبلیة و البعدیة بالذات. و ذلك أن الفاعل الذی لا أول لوجوده، كما لا أول لأفعاله التی یفعلها بلا آلة، كذلك لا أول للآلة التی یفعل بها أفعاله، التی لا أول لها، التی من شأنها أن تكون آلة (ش، ته، 36، 17)- المحدث (یكون) لفاعل محدث (ش، ته، 57، 20)- الذی أفاد الحدوث الدائم أحق باسم الإحداث من الذی أفاد الإحداث المنقطع. و علی هذه الجهة فالعالم محدث لله سبحانه و اسم الحدوث به أولی من اسم القدم. و إنما سمّت الحكماء العالم قدیما تحفظا من المحدث الذی هو من شی‌ء و فی زمان و بعد العدم (ش، ته، 105، 5)- كل محدث فقد كان قبل وجوده ممكن الوجود (ر، م، 135، 18)- إنّ كل محدث فإنّه مسبوق بمادّة فیها إمكان وجوده. و ذلك المحدث قد یكون تارة موجودا عن تلك المادة كالأعراض و تارة فیها كالصور و تارة معها كالنفوس الناطقة (ر، م، 136، 8)- إنّ كل محدث فهو مسبوق بالزمان (ر، م، 136، 11)- قالوا (الفلاسفة) كل محدث فإنّ وجوده سابق علی عدمه (ر، م، 660، 9)- كل محدث فإنّه قبل حدوثه ممكن و إلّا فقد انتقل من الامتناع إلی الوقوع (ر، ل، 93، 5)- الموجود إمّا أن یكون قدیما أو حدیثا، أمّا القدیم فهو لا أول لوجوده و هو اللّه سبحانه و تعالی، و المحدث ما لوجوده أول و هو ما عداه (ر، مح، 67، 11)- زعمت الفلاسفة أنّ كل محدث فهو مسبوق بمادة و مدّة (ر، مح، 69، 9)- المحدث إمّا أن یكون متحیّزا أو قائما بالمتحیّز أو لا متحیّز و لا قائم بالمتحیّز (ر، مح،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 776
74، 7)- الزمان لا یقبل العدم الزمانی، لأنّ كل محدث فعدمه سابق علی وجوده (ر، مح، 97، 11)

محدث إبداعی‌

- إنّ المحدث قد یعنی به المحدث الزمانی، و قد یعنی به المحدث الإبداعی أی المعلول الذی له موجد و لا یسبقه موجده بزمان (بغ، م 2، 32، 2)

محدث حقیقی‌

- إن المحدث الحقیقی فاسد ضرورة (ش، ف، 42، 5)

محدث زمانی‌

- إنّ المحدث قد یعنی به المحدث الزمانی، و قد یعنی به المحدث الإبداعی أی المعلول الذی له موجد و لا یسبقه موجده بزمان (بغ، م 2، 32، 2)

محدّد

- المحدّد لا یقبل الخرق لأنّ الخرق لا یتمّ بحركة مستقیمة، و لا یقبل النموّ لأنّه لا یتمّ إلّا بالحركة المستقیمة (ر، ل، 62، 5)

محدود

- كلّ محدود فحقیقته فی حدّه (ك، ر، 101، 14)- الحدّ له أجزاء و المحدود قد لا تكون له أجزاء و ذلك إذا كان بسیطا، و حینئذ یخترع العقل شیئا یقوم مقام الجنس و شیئا مقام الفصل، و أما فی المركّب فإن الجنس یناسب المادة و الفصل یناسب الصورة (ف، ت، 6، 1)- إنّ الحدّ كما وقع علیه الاتفاق من أهل الصناعة مؤلّف من جنس و فصل، و كل واحد منهما مفارق للآخر، و مجموعهما هو جزء الحدّ، و لیس الحدّ إلّا ماهیّة المحدود، فتكون نسبة المعانی المدلول علیها بالجنس و الفصل إلی طبیعة النوع كنسبتها فی الحدّ إلی المحدود (س، شأ، 236، 6)- إن الحدّ و المحدود شی‌ء واحد بالفعل و إنما الكثرة فی أجزائه بالقوة (ش، ت، 890، 9)- المحدود إنما هو موجود بالفعل بالفصل الأخیر و سائر الفصول التی قبله هی بمنزلة الهیولی (ش، ت، 1046، 11)- المحدود لا ینتقل إلیه ما لا حدّ له (ر، م، 208، 1)

محدود مشار إلیه‌

- لیس یقال فی المحدود المشار إلیه إنه واحد كما یقال فی الواحد العددی الذی هو مبدأ العدد، أو كما یقال فی النقطة أی إنه لا وجود له سوی أنه غیر منقسم، بل إنما صار الشی‌ء الذی هو مشار إلیه واحدا من قبل فعل فیه واحد و طبیعة واحدة أی من قبل أنه واحد بالصورة (ش، ت، 1067، 14)

محرّك‌

- إذا كان المحرّك أیضا متحرّكا احتاج إلی محرّك، إذ لا ینفك المتحرّك من المحرّك و لا یتحرّك شی‌ء بذاته، فإذن یجب أن لا یكون بلا نهایة، بل ینتهی إلی محرّك لا یكون متحرّكا، و إلّا أدّی إلی وجود متحرّكین و محرّكین بلا نهایة و هذا محال (ف، ع، 10، 15)- یقال: ما الفعل؟ الجواب: هو تأثیر فی موضع قابل للتأثیر، و أیضا هو الحركة التی تكون من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 777
نفس المحرّك، و القابل عنه (تو، م، 314، 8)- الدهر فی ذاته من السرمد، و بالقیاس إلی الزمان دهر الحركة علّة حصول الزمان، و المحرّك علّة الحركة، فالمحرّك علّة علّة الزمان، فالمحرك علّة الزمان- و لا كل محرّك بل محرّك المستدیرة، و لا كل محرّك مستدیرة، بل التی لیست بالقسر.- فقد صحّ أنّ الزمان قبل القسر (س، ع، 28، 18)- إنّ المحرّك یحدث فی المتحرّك قوة محرّكة إلی جهة تحریكه غالبة قوّته الطبیعیة، و أنّ المتحرّك بحسب تلك القوة المحرّكة الداخلة یبلغ مكانا ینتحیه لو لا معاوقة القوة الطبیعیة و استمدادها من مصاكة الهواء أو الماء أو غیر ذلك مما یتحرّك فیه مددا یوهن القوة الغریبة (س، ن، 241، 20)- المحرّك قسمان: أحدهما: یحرّك كما یحرّك المعشوق العاشق و المراد المرید، و المحبوب المحبّ. و الثانی: كما یحرّك الروح البدن، و الثقل الجسم إلی أسفل (غ، م، 279، 24)- إنّ المحرّك منه بالعرض و منه بالذات، فقد یحرّك بنفسه و قد یحرّك بتوسّط شی‌ء آخر إمّا واحد و إمّا أكثر من واحد، و هذه الوسائط هی آلات أو كالآلات للمحرّك (ج، ن، 22، 8)- محرّك السرمدیة واحد هو محرّك دائما، فمحرّك السرمدیة هو أبدا واحد موجود بالفعل، و لیس محرّكا تارة و تارة لا. و ما یحرّك حركة كائنة فاسدة: فإمّا أن یكون واحدا فیكون طورا محرّكا و طورا غیر محرّك كالثقل فی الحجر فإنّه یحرّك حینا و حینا لا یحرّك، و إمّا الذی یكون واحدا بعد آخر (ج، ن، 47، 16)- المحرّك صنفان: إمّا غیر مجانس كمحرّك الأجسام المستدیرة فهو یحرّكها بالضرورة، و إمّا مجانس، فله هیولی، و هی أیضا قابلة للصورة المضادّة للأولی (ج، ن، 65، 1)- إنّ المحرّك قد یكون جسما و قد یكون لا جسما و لا قوة جسمانیة (ج، ر، 115، 10)- أحد الوجوه التی یقال علیها هو المحرّك الحركة الأولی. و لیس القول فیه بلائق بهذا الغرض. و منه وجه آخر، و هو المقول علی سائر الحركات الذاتیة، و لیس ذلك أیضا بلائق بهذا الغرض (ج، ر، 115، 15)- إن الصورة لیس تتكوّن و لا المادة و إنما الذی یتكوّن المجموع منها، و ذلك أن كل متغیّر فإنما یتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء، فأما الذی عنه یتغیّر فهو المحرّك، و أما ما منه یتحرّك فهو الهیولی، و أما ما إلیه یتحرّك فهو الصورة. فلو كانت الصورة تتكوّن لكانت مركّبة من مادة و صورة لأنها كانت تتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء، و كانت الصورة لها صورة، و كان یلزم فی صورة الصورة من جهة ما هی متكوّنة أن تكون ذات صورة و یمرّ الأمر إلی غیر نهایة. فإذا واجب أن تكون الصورة بما هی صورة لا تتكوّن. و كذلك الأمر فی الهیولی لو كانت متكوّنة لكانت مركّبة و وجدت أنواع من الهیولی لا نهایة لها و ذلك فی المركّب الواحد بعینه أو كان یكون الكون من لا شی‌ء (ش، ت، 1454، 6)- الفاعل أخصّ من المحرّك، و ذلك أن الفاعل هو المحرّك المحدث للأثر كما تبیّن فی" كتاب الكون و الفساد"، و أما المحرّك المقول بخصوص فهو الذی لا یحدث كیفیة أثریة.
فكل فاعل محرّك و لیس كل محرّك فاعل (ش، ت، 1524، 14)- إن المبادئ و العلل أربعة، و الشی‌ء الذی هو مبدأ و آخر غیر الشی‌ء الذی هو له مبدأ،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 778
و المحرّك الذی هو آخر غیر المتحرّك عنه (ش، ت، 1526، 10)- إن العنصر و الصورة و المحرّك هی مبادئ جمیع الأشیاء غیر واحدة فهی واحدة بالقول الكلّی (ش، ت، 1548، 7)- المحرّك … ضرورة للجرم السماوی قوة غیر هیولانیة (ش، ت، 1633، 10)- إذا كان المحرّك واحدا بالعدد فبیّن أن المتحرّك الأول عنه إن كان یتحرّك حركة دائمة متصلة إنه واحد أیضا بالعدد. و إن كانت هذه هی صفة السماء … فالسماء واحدة بالعدد أعنی من قبل أنها تتحرّك حركة واحدة متصلة دائمة عن محرّك واحد بالعدد و الحدّ (ش، ت، 1686، 12)- المحرّك دورا متحرّك بجمیع أجزائه كلها معا و تتم دورته بجمیع أجزائه فی زمان متناه، و متی فرض غیر متناه لزم أن یقطع مسافة غیر متناهیة فی زمان متناه (ش، سط، 52، 9)- المحرّك إذا كان جسما فلا یحرّك دون أن یتحرّك (ش، سط، 116، 2)- المحرّك إنما یحرّك مسافة ما و فی زمان ما (ش، سط، 120، 2)- المحرّك المتحرّك عن شی‌ء من خارج هو یتوسّط بین المتحرّك من تلقائه و المتحرّك الأخیر الذی لا یحرّك دون المتحرّك من تلقائه. مثال ذلك أن العكاز لا یحرّك الحجر دون الإنسان إذ كان العكاز متحرّكا عما من خارج، و الإنسان یمكنه أن یحرّك الحجر بمتوسّط و هو العكاز و بغیر متوسط (ش، سط، 128، 8)- یلزم ضرورة أن یكون المحرّك للمتحرّك من تلقائه غیر جسم و غیر متحرّك أصلا بالذات (ش، سط، 129، 19)- المحرّك إنما هو محرّك من جهة ما هو بالفعل، و المتحرّك هو متحرّك من جهة ما هو بالقوة (ش، سط، 130، 10)- الفاعل أخصّ من المحرّك لأن الفاعل هو ما فعل كیفیة انفعالیة فقط، و المحرّك ما أفاد نوعا من أنواع التحریك كان فی المكان أو فی غیره (ش، سك، 104، 7)- المحرّك كما … إذا كان محرّكا قریبا فإنما یحرّك بأن یماسّ المحرّك، و إن كان بعیدا فإنما یحرّكه بتوسّط جسم آخر، إما واحد و إما أكثر من واحد، و ذلك بأن یحرّك هو الذی یلیه ثم یحرّك ذلك الآخر الذی یلیه إلی أن ینتهی التحریك إلی الأخیر (ش، ن، 49، 11)- المحرّك إنما یعطی المتحرّك شبه ما فی جوهره (ش، ن، 103، 7)- كل متحرّك … فله محرّك و المحرّك منه أول، و هو الذی لا یتحرّك أصلا عند ما یحرّك و منه ما یحرّك بأن یتحرّك، و ذلك فی جمیع الحركات التی تلتئم من أكثر من محرّك واحد (ش، ن، 108، 16)- تبیّن فی العلم الطبیعی أن كل متحرّك هاهنا فله محرّك، و أن المتحرّك إنما یتحرّك من جهة ما هو بالقوة و المحرّك یحرّك من جهة ما هو بالفعل، و إن المحرّك إذا حرّك تارة و لم یحرّك أخری فهو محرّك بوجه ما إذ توجد فیه القوة علی التحریك حین ما لا یحرّك (ش، ما، 136، 11)- إذا كان هنا حركة أزلیة فهنا ضرورة محرّك أزلی واحد، إذ لو كان كثیرا لم تكن الحركة الواحدة متصلة. فأما أن هذا المحرّك غیر ذی هیولی فقد یظهر ذلك من ان تحریكه فی الزمان إلی غیر نهایة و كل محرّك فی هیولی فهو ضرورة ذو كم، أعنی جسما، فهی منقسمة بانقسام ذی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 779
الكمیة و تابعة لها فی التناهی أو عدم التناهی علی ما تبیّن فی العلم الطبیعی سواء فرضت هذه القوة شائعة فی الجسم و منطبعة فیه كالحرارة فی النار و البرودة فی الماء أو كان لها تعلّق ما أی تعلّق اتفق بالهیولی، أعنی تعلّقا ضروریا فی وجودها كالحال فی النفس (ش، ما، 138، 3)- المحرّك للحركة الیومیة أشرف من جمیعها (المبادئ)، إذ كانت كلها متحرّكة بالعرض عنه و هو غیر متحرّك عنها (ش، ما، 149، 24)- المحرّك أشرف ضرورة من صورة الفلك (ش، ما، 160، 14)- أی محرّك احتاج فی تحریكه الكواكب إلی محرّك أكثر من واحد فذلك ضرورة نقص فی حقه بالإضافة إلی ما یحتاج إلی حركات أقل أو ما لیس یحتاج إلی حركة غیره أصلا (ش، ما، 161، 5)

محرّك أزلی‌

- لما كان هاهنا محرّك أزلی كان هاهنا ضرورة متحرّك أزلی، و لما كان هاهنا متحرّك أزلی لزم ضرورة أن یكون جسم ساكن علیه یدور و ذلك هو الأرض، و لما وجدت الأرض لزم ضرورة وجود النار و سائر الأجسام البسیطة (ش، سم، 59، 22)- متی أنزلنا … المحرّك الأقصی للعالم یحرّكه تارة و لا یحرّك أخری لزم ضرورة أن یكون هناك محرّك أقدم منه فلا یكون هو المحرّك الأول، فإن فرضنا أیضا هذا الثانی یحرّك تارة و لا یحرّك أخری لزم فیه ما لزم فی الأول، فباضطرار إما أن یمر ذلك إلی غیر نهایة أو ننزل أن هاهنا محرّكا لا یتحرّك أصلا و لا من شأنه أن یتحرّك لا بالذات و لا بالعرض. و إذا كان ذلك كذلك فهذا المحرّك أزلی ضرورة و المتحرّك عنه أیضا أزلی الحركة لأنه إن وجد متحرّكا بالقوة فی حین ما عن المحرّك الأزلی، فهنا لك ضرورة محرّك آخر أقدم من المحرّك الأزلی (ش، ما، 136، 19)- إذا كان هنا حركة أزلیة فهنا ضرورة محرّك أزلی واحد، إذ لو كان كثیرا لم تكن الحركة الواحدة متصلة. فأما أن هذا المحرّك غیر ذی هیولی فقد یظهر ذلك من ان تحریكه فی الزمان إلی غیر نهایة و كل محرّك فی هیولی فهو ضرورة ذو كم، أعنی جسما، فهی منقسمة بانقسام ذی الكمیة و تابعة لها فی التناهی أو عدم التناهی علی ما تبیّن فی العلم الطبیعی، سواء فرضت هذه القوة شائعة فی الجسم و منطبعة فیه كالحرارة فی النار و البرودة فی الماء أو كان لها تعلّق ما أی تعلّق اتفق بالهیولی، أعنی تعلّقا ضروریا فی وجودها كالحال فی النفس (ش، ما، 137، 23)

محرّك أقصی‌

- لما كان المحرّك الأقصی للجمیع، أعنی الأول، الحال فیه بوجه ما كالحال فی المحرّك القریب، و كان المحرّك الأول یحرّك إلی جمیع الصور، فبیّن أن المحرّك الأول صورته بنوع ما جمیع الصور (ش، ت، 1529، 6)- المحرّك الذی یجب ضرورة أن یكون هو و المتحرّك واحدا بالماهیة أو مناسبا و شبیها هو المحرّك الأقصی، لأنه هو الذی یعطی المتحرّك القریب القوة التی بها یحرّك، و المحرّك الأقصی فی المنی هو الأب و فی البیض الطائر (ش، ما، 71، 9)- متی أنزلنا … المحرّك الأقصی للعالم یحرّكه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 780
تارة و لا یحرّك أخری لزم ضرورة أن یكون هناك محرّك أقدم منه فلا یكون هو المحرّك الأول، فإن فرضنا أیضا هذا الثانی یحرّك تارة و لا یحرّك أخری لزم فیه ما لزم فی الأول، فباضطرار إما أن یمر ذلك إلی غیر نهایة أو ننزل أن هاهنا محرّكا لا یتحرّك أصلا و لا من شأنه أن یتحرّك لا بالذات و لا بالعرض. و إذا كان ذلك كذلك فهذا المحرّك أزلی ضرورة و المتحرّك عنه أیضا أزلی الحركة لأنه إن وجد متحرّكا بالقوة فی حین ما عن المحرّك الأزلی، فهنا لك ضرورة محرّك آخر أقدم من المحرّك الأزلی (ش، ما، 136، 14)

محرّك أول‌

- أمّا المحرّك الأوّل فهو شی‌ء واحد فقط لا یشوبه غیره و ساكن أبدا (جا، ر، 520، 6)- المحرّك الأول الذی لا تتناهی قوته لیس بجسم و لا فی جسم و لیس بمتحرّك لأنّه أول و لا ساكن لأنّه لا یقبل الحركة. و الساكن هو عادم الحركة زمانا له أن یتحرّك فیه (س، ر، 18، 6)- إن هاهنا محرّكا أوّلا لا یتحرّك لا بالذات و لا بالعرض، و إنه مبدأ للجسم المتحرّك دورا (ش، ت، 92، 7)- الفعل أیضا الذی هو المحرّك یوجد متقدّما بالزمان علی المحرّك و یرتقی ذلك إلی تحرّك أول و محرّك أول لیس فیه قوة أصلا (ش، ت، 1198، 4)- إن الأمر یرتقی فی المتحرّكات إلی محرّك أول هو فعل لیس فیه قوة أصلا (ش، ت، 1198، 5)- لما كان المحرّك الأقصی للجمیع، أعنی الأول، الحال فیه بوجه ما كالحال فی المحرّك القریب، و كان المحرّك الأول یحرّك إلی جمیع الصور، فبیّن أن المحرّك الأول صورته بنوع ما جمیع الصور (ش، ت، 1529، 7)- المحرّك الأول … إنما یحرّك علی جهة الاستكمال (ش، ت، 1529، 14)- قد یوجد إذا شی‌ء محرّك لا یتحرّك من قبل أنه قد تعقل هاهنا ثلاثة أشیاء: شی‌ء هو متحرّك أخیر، و شی‌ء هو محرّك أول، و شی‌ء متوسّط بینهما و هو المحرّك المتحرّك الذی به یحرّك الأول. و إذا كان ذلك كذلك فقد یلزم أن یكون المحرّك الأول غیر متحرّك أصلا لأنه إن تحرّك فهو متوسّط لا أول (ش، ت، 1590، 1)- إن الأول إذا فرضنا هنا لك أولا فیجب الّا یكون متوسّطا، فمن هذه الأشیاء یظهر أن المحرّك الأول لا یجب أن یتحرّك (ش، ت، 1591، 5)- إذا كان المحرّك الأول یحرّك من غیر أن یتحرّك لا بالذات و لا بالعرض كما یتحرّك النفس الذی فی الجسم، فواجب أن یكون هذا المحرّك إنما یحرّك علی نحو ما تحرّكنا الأشیاء المشتهاة اللذیذة و لا سیما المعقولة التی نری أن فعلها خیر (ش، ت، 1592، 7)- إن المحرّك الأول أزلی، و إنه جوهر، و إنه فعل محض لا تشوبه الهیولی، و إنه محرّك غیر متحرّك، و إنه یحرّك كما یحرّك المشتهی و اللذیذ (ش، ت، 1599، 7)- یحرّك … المحرّك الأول إذ كان غیر متحرّك المتحرّك الأول عنه كما یحرّك المحبوب المحبّ له من غیر أن یتحرّك المحبوب. و هو یحرّك ما دون المتحرّك الأول عنه بوساطة المتحرّك الأول. و یعنی (أرسطو) بالمتحرّك الأول عنه الجرم السماوی، و بسائر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 781
المتحرّكات ما دون الجرم الأول و هو سائر الأفلاك و التی فی الكون و الفساد. و ذلك أن السماء الأولی تتحرّك عن هذا المحرّك بالشوق إلیه، أعنی لأنّ تتشبّه به بقدر ما فی طاقتها كما یتحرّك المحبّ إلی التشبّه بمحبوبه، و تتحرّك سائر الأجرام السماویة علی جهة الشوق لحركة الجرم الأول (ش، ت، 1606، 8)- إن المحرّك الأول لیس بجسم و لا قوة فی جسم (ش، ت، 1627، 12)- المحرّك الأول واحد بالحدّ و العدد (ش، ت، 1686، 10)- المحرّك الأول یجب أن یكون غیر متحرّك (ش، سط، 130، 24)- باضطرار أن یوجد المحرّك الأول خلوّا من المتحرّك إذ كان المحرّك المتحرّك و هو الأوسط مؤلّفا من شیئین (ش، سط، 131، 6)- إن المحرّك الأول الذی من أجله یتحرّك الجرم السماوی إن وضعناه ذا هیولی لزم أن یكون فی موضوع غیر الموضوع المتحرّك عنه و أن یكون من خارج. و إذا كان ذلك كذلك فإما أن یحرّك هذا الجسم الجسم السماوی من جهة تصوّره له و تخیّله كالحال فی الحیوان، أو یحرّكه بقوة طبیعیة فیه كالحال فی الأین، لكن هذا أیضا تبیّن امتناعه، فلننزل أن حركة هذا الجرم السماوی إنما هو تشوّق المیل فقط (ش، ما، 138، 13)- المحرّك (الأول) یلزم ضرورة أن یكون قد صدر عنه أكثر من صورة واحدة، و ذلك أنه هو الذی أعطی صورة الفلك المكوكب و وجود المحرّك للفلك الذی یلیه فی المرتبة (ش، ما، 160، 10)

محرّك بخصوص‌

- الفاعل أخصّ من المحرّك، و ذلك أن الفاعل هو المحرّك المحدث للأثر كما تبیّن فی" كتاب الكون و الفساد"، و أما المحرّك المقول بخصوص فهو الذی لا یحدث كیفیة أثریة.
فكل فاعل محرّك و لیس كل محرّك فاعل (ش، ت، 1524، 15)

- محرّك بری‌ء من القوة

- قد نجد هاهنا أشیاء تتحرّك من غیر أن تحرّك، فبیّن أنه واجب أن یوجد من یحرّك من غیر أن یتحرّك أصلا. فهذا المحرّك هو بری‌ء من القوة و لیس هو فی هیولی أصلا (ش، ت، 1589، 8)

محرّك السماء الأولی‌

- لیس یمكن أن یكون محرّك السماء الأولی هو المبدأ الأول للموجودات كلّها بل له مبدأ ضرورة، و ذلك المبدأ لا محالة أكمل وجودا منه. و إذا محرّك السماء الأولی لا مادّة و لا فی مادّة، لزم ضرورة أن یكون عقلا فی جوهره فهو یعقل ذاته و ذات الشی‌ء الذی هو مبدأ وجوده (ف، عق، 35، 5)

محرّك طبیعی‌

- كل محرّك طبیعی فهو بالطبع یطلب شیئا و یهرب عن شی‌ء، فحركته بین طرفین: متروك لا یقصد، و مقصود لا یترك، و لیس شی‌ء من الحركات المستدیرة بهذه الصفة فإنّ كل نقطة فیها مطلوبة و مهروب عنها، فلا شی‌ء من الحركات المستدیرة بطبیعی. فإذن الحركة الموجبة للزمان نفسانیة إرادیّة. فالنفس علّة وجود الزمان (س، ع، 29، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 782

محرّك العنصر

- المحرّك للعنصر هو ضرورة: إما جسم ذو كیفیة فاعلة، و إما قوة جوهر تفعل بجسم ذی كیفیة فاعلة (ش، ت، 885، 2)

محرّك غیر متحرّك‌

- المحرّك الذی لا یكون متحرّكا یجب أن یكون واحدا، و لا یكون ذا عظم، و لا جسما، و لا یكون متجزّئا، و لا فیه كثرة بوجه (ف، ع، 10، 18)

محرّك الفلك‌

- بیّن أن المحرّك للفلك المكوكب اتفق له الشرف بجمیع هذه الجهات، أعنی أن حركته أسرع الحركات و جسمه أعظم الأجسام، و هو یحرّك بحركة واحدة كواكب كثیرة بخلاف ما علیه الأمر فی سائر الكواكب (ش، ما، 161، 8)- المبدأ الأول صدر عن محرّك الفلك المكوكب، و محرّك الفلك المكوكب صدر عنه صورة الفلك المكوكب، و محرّك فلك زحل صدر عنه نفس الكوكب … ثم محرّك فلك المشتری صدرت عنه ثلاثة أیضا: محرّك فلك المریخ و نفس فلكه و محرّك ثالث صدر عنه باقی المحرّكین الذین تلتئم بهم حركاتها علی ترتیب الثانی عن الأول و الثالث عن الثانی و الرابع عن الثالث، و هكذا توهّم الأمر فی جمیعها. و لیس هذا الترتیب قطعیا بل بحسب الأولی و الأخلق (ش، ما، 164، 11)

محرّك قریب‌

- لما كان المحرّك الأقصی للجمیع، أعنی الأول، الحال فیه بوجه ما كالحال فی المحرّك القریب، و كان المحرّك الأول یحرّك إلی جمیع الصور، فبیّن أن المحرّك الأول صورته بنوع ما جمیع الصور (ش، ت، 1529، 7)

محرّك الكل‌

- لم یظهر هاهنا محرّك أشرف من محرّك الكل (ش، ما، 160، 23)

محرّك لا یتحرّك‌

- قد یوجد إذا شی‌ء محرّك لا یتحرّك من قبل أنه قد تعقل هاهنا ثلاثة أشیاء: شی‌ء هو متحرّك أخیر، و شی‌ء هو محرّك أول، و شی‌ء متوسّط بینهما و هو المحرّك المتحرّك الذی به یحرّك الأول. و إذا كان ذلك كذلك فقد یلزم أن یكون المحرّك الأول غیر متحرّك أصلا لأنه إن تحرّك فهو متوسّط لا أول (ش، ت، 1589، 11)

محرّك و فاعل‌

- إنه یظنّ أن فرقا بین المحرّك و الفاعل. فإن المحرّك إنما یعطی المتحرّك الحركة فقط.
و الفاعل یعطی الصورة التی بها الحركة (ش، ما، 31، 15)

محرّكات‌

- المحرّكات فی كل طبیعة تنتهی إلی محرّك أول لا یتحرّك، و إلّا لاتّصلت محرّكات و متحرّكات بلا نهایة فاتّصلت الأجسام بلا نهایة و كان لجملتها حجم غیر متناه- و هذا محال (س، ع، 29، 11)- من المحرّكات ما یحرّك بالذات و منها ما یحرّك بالعرض. و الذی بالذات هو الذی عنه تصدر الحركة فی المتحرّك كالطبع أو النفس المریدة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 783
أو القاسر، و الذی بالعرض هو الذی یكون تحریكه لذلك المتحرّك أوّلا بل لغیره و له من أجل ذلك الغیر، كالملّاح یحرّك الراكب فی السفینة بحركة السفینة و قد یحرّك ذاته بالعرض (بغ، م 1، 115، 12)

محسوس‌

- حدّ الحسّ أنّه انطباع صور الأجسام فی النفس من طریق الآلات المعدّة لقبول تلك الصور و تأدیتها إلی النفس بمناسبة كل واحد من تلك الآلات لما تقبل عنه صورته. و المحسوس هو الصور المؤثّرة فی آلات الحسّ أشباحها و أمثلتها (جا، ر، 114، 2)- المحسوس كلّه ذو هیولی أبدا، فالمحسوس أبدا جرم و بالجرم (ك، ر، 107، 1)- المحسوس- هو المدرك صورته مع طینته (ك، ر، 167، 17)- إنّ المحسوس هو صور الأشخاص، و المعقول هو صور ما فوق الأشخاص، أعنی الأنواع و الأجناس (ك، ر، 302، 13)- الإدراك إنما هو للنفس، و لیس للحاسّة إلّا الإحساس بالشی‌ء و لیس للمحسوس إلّا الانفعال (ف، ت، 3، 6)- إنّ المحسوس أعرف عندنا و نحن له أشدّ إدراكا و الوصول إلیه أشدّ إمكانا (ف، تن، 15، 16)- لیس من شأن المحسوس من حیث هو محسوس أن یعقل، و لا من شأن المعقول من حیث هو معقول أن یحسّ و أن یتم الإحساس إلّا بآلة جسمانیة فیها تتشبّح صور المحسوسات شبحا مستصحبا للواحق غریبة و أن یستتمّ الإدراك العقلی بآلة جسمانیة. فإن المتصوّر فیها مخصوص، و العام المشترك فیه لا یتقرّر فی منقسم بل الروح الإنسانیة التی تتلقّی المعقولات بالقبول جوهر غیر جسمانی بمتحیّز و لا بمتمكّن فی وهم و لا یدرك بالحسّ لأنه من حیّز الأمر (ف، ف، 15، 6)- فی كل محسوس ظلّ من المعقول، و لیس فی كل معقول ظلّ من الحسّ، و متی وجدنا شیئا فی الحسّ فله أثر عند العقل، به وقع التشبیه، و إلیه كان التشوّق، و به حدث المقدار (تو، م، 167، 12)- المحسوس فی الحقیقة، هی الصورة الحادثة فی الحسّ، بسبب الصورة الخارجة، فالخارجة تسمّی محسوسة بمعنی آخر (غ، م، 379، 26)- المحسوس من المضاف أی لیس له طبیعة فی نفسه إلّا طبیعة الإضافة (ش، ت، 439، 13)- یلزم أن تكون المحسوسات لیس لها وجود إذا لم تكن الحیوانات الحساسة موجودة لأن المحسوس لیس مضافا لشی‌ء آخر غیر الحس، و إذا لم تكن الحواس لم یكن محسوس أصلا (ش، ت، 439، 15)- إن المحسوس إذا غاب عن الحس بقی تصوّره فی النفس لا علی أنه موثوق بوجوده فی حال غیبته عن الحس، فلذلك لا یكون للمحسوسات لا حدّ و لا برهان لكون وجوده ظنّا فی غیبته (ش، ت، 986، 12)- إن المضاف صنفان: أحدهما المضاف بذاته و هو الذی یكون وجود كل واحد منهما فی الإضافة، و الصنف الثانی المضاف من قبل غیره أعنی من قبل أن غیره أضیف إلیه مثل المحسوس و المعقول، فإن المعقول و المحسوس إنما صارا من المضاف لأن العقل و الحسّ اللذین هما مضافان بذاتهما أضیفا إلیهما لا أنهما من المضاف بذاته (ش، ت، 1345، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 784
- إن الجواهر نوعان: جوهر قائم بذاته لیس یمكن فیه أن یخلو من الأعراض و هذا هو الجوهر الحامل للأعراض، و جوهر قائم بذاته و هو خلو من جمیع الأعراض و الأول هو المحسوس و هذا هو المعقول (ش، ت، 1534، 1)

محسوس بحت‌

- أمّا المحسوس البحت، فما للبهیمة و ما یجری فی حكمها (تو، م، 182، 7)

محسوس معقول‌

- أمّا المحسوس المعقول، فما یتخیّله الإنسان الذی لم یصف بعد (تو، م، 182، 9)

محسوسات‌

- المحسوسات متّبعة حوامل محسوساتها (ك، ر، 299، 8)- إنّ لكل جنس من المحسوسات حاسّة تعرف بها حقیقة ذلك الجنس (ص، ر 1، 352، 22)- إنّ المحسوسات المنطبعة فی الحواس الخمس لا تكون إلّا أمثلة لصور جزئیة منقسمة (غ، ت، 186، 5)- المحسوسات هی أعراض فی أجسام هیولانیة و هی التی تخصّ بالأجسام الطبیعیة أو صور الأجسام الطبیعیة (ج، ن، 81، 13)- المحسوسات بالجملة كما قیل منها مشتركة و منها خاصّة (ج، ن، 99، 14)- إنّ المحسوسات أشیاء مركّبة فی الوجود، و مبادئ تركیبها من البسائط المعقولة التی لا یدركها الحسّ (بغ، م 2، 4، 19)- اعتقد (أفلاطون) أنه لیس فی المحسوسات شی‌ء ثابت و لا یمكن أیضا أن یكون للمحسوسات حدّ تشترك فیه إذ كانت دائمة التغیّر (ش، ت، 66، 13)- المحسوسات فی تغیّر دائم (ش، ت، 69، 12)- جمیع المحسوسات بالیة فاسدة (ش، ت، 239، 8)- إن المحسوسات متغیّرة غیر ثابتة، و إنه لا یكون فیها معرفة (ش، ت، 424، 2)- یلزم أن تكون المحسوسات لیس لها وجود إذا لم تكن الحیوانات الحساسة موجودة لأن المحسوس لیس مضافا لشی‌ء آخر غیر الحس، و إذا لم تكن الحواس لم یكن محسوس أصلا (ش، ت، 439، 14)- لا تكون المحسوسات موجودة إن لم توجد الحواس (ش، ت، 440، 6)- إن المحسوسات هی المحرّكة للحواس، و المحرّك متقدّم بالطبع علی المتحرّك (ش، ت، 440، 14)- لو كانت الحواس و المحسوسات من المضاف لما وجدت المحسوسات دون الحواس كما لا توجد الحواس دون المحسوسات (ش، ت، 440، 17)- إن المحسوسات أمور موجودة و إن لم یعقلها عاقل كالحال فی المحسوسات أعنی أنها أمور موجودة و إن لم تحسّ (ش، ت، 1004، 18)- إنه كما أن المحسوسات لا تكون محسوسة بالفعل ما لم نحسّها نحن، كذلك الأمر فی المعقولات (ش، ت، 1005، 6)- المحسوسات هی المحرّكة للحواسّ و المخرجة لها من القوة إلی الفعل (ش، ن، 49، 10)- المحسوسات إما حاضرة و إما غائبة (ش، ن، 84، 11)- المعقولات غیر متناهیة و المحسوسات قلیلة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 785
(ر، ل، 116، 21)

محسوسات خاصة

- المحسوسات الخاصّة هی أصواتا، أو طعوما، أو روائح، أو ملموسات، أو ما یتبع هذه و یدرك بتوسّطها و هی المحسوسات المشتركة (ش، ن، 72، 19)

محسوسات متشابهة

- المحسوسات المتشابهة إنّما تتشابه فی معنی واحد معقول تشترك فیه، و ذلك یكون مشتركا لجمیع ما تشابه، و یعقل فی كلّ واحد منها ما یعقل فی الآخر، و یسمّی هذا المعقول المحمول علی كثیر" الكلّیّ" و" المعنی العامّ" (ف، حر، 139، 7)

محسوسات مشتركة

- المحسوسات الخاصّة هی الخمسة فقط، و ذلك أن المحسوسات ضرورة إما أن تكون ألوانا، أو أصواتا، أو طعوما، أو روائح، أو ملموسات، أو ما یتبع هذه و یدرك بتوسّطها و هی المحسوسات المشتركة (ش، ن، 72، 22)

محصّل‌

- الموجود و المثبت و المحصّل أسماء مترادفة علی معنی واحد (ب، م، 3، 8)

محصور

- الحاصر و المحصور هما و النوع شی‌ء واحد بالعدد (ش، ت، 147، 15)

محل‌

- أما المحل فهو صفة للعرض، و العرض نوعان: جسمانی و روحانی (ص، ر 1، 200، 17)

محل المعقولات‌

- إنّ محل المعقولات أعنی النفس الناطقة لیس بجسم (س، ن، 183، 9)

محل واحد

- لا یمكن أن تتعاقب علی محل واحد أعراض لا نهایة لها (ش، م، 142، 4)

محمول‌

- المحمول یقال علی نوعین: أحدهما یعطی الحامل له اسمه و حدّه، كالحیّ المقول علی الإنسان، فإنّ الإنسان یسمّی حیّا و یحدّ بحدّ الحیّ الذی هو جوهر حسّاس متحرّك لغیر شی‌ء خارج عنه (ك، ر، 365، 7)- إنّ الصفة تسمّی محمولا و الموصوف یسمّی موضوعا لحمله (ص، ر 1، 334، 22)- إنّ كل قضیة كلّیة أو جزئیة موجبة كانت أو سالبة فهی مركّبة من حدّین یسمّی أحدهما الموضوع و الآخر المحمول. مثال ذلك قولك النار حارّة فالنار هی الموضوعة و الحرارة هی المحمولة (ص، ر 1، 335، 14)- المحمول ضرورة كلّی، فأمّا الموضوع فلیس بكلّی بالضرورة، بل قد یكون شخصا ما.
و كذلك المحمول أبدا یدلّ علیه اسم أو ما یجری مجراه، كالحدّ إذا أخذ عوضا عن الاسم (ج، ر، 108، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 786

محمول جوهری‌

- أعنی (أرسطو) بالجنس ما یحمل علی المختلفین من طریق ما هو كل واحد منهما فإن المحمول الجوهری هذه صفته (ش، ت، 1300، 5)

محمولات‌

- إن كانت جمیع المحمولات أعراضا فلیس یكون هاهنا محمول كلّی جوهری و أول و هی التی منها تأتلف الحدود (ش، ت، 377، 9)

محمولات الجواهر

- محمولات الجواهر الأولی المفردة اثنان: هما الكمّ و الكیف، لأنّ كل شی‌ء یلحق الجوهر من المحمولات إنّما یختلف إمّا بمثل و لا مثل- التی هی خاصة الكمّیة، و إمّا بشبیه و لا شبیه- التی هی خاصة الكیفیة (ك، ر، 370، 11)- أمّا المركّبة من محمولات الجوهر فاثنان أیضا: إمّا الموجود لا مع طینة، و إمّا الموجود مع طینة (ك، ر، 370، 14)

محمولات ذاتیة

- المحمولات الذاتیة تلفی فی هذا الجنس المقول بتناسب كما تلفی فی الجنس المقول بتواطؤ، و لیس یلفی ذلك الجنس المقول باشتراك الاسم و إن كان قد تلفی فی بعضه أمور صادقة و لكن لیست ذاتیة (ش، ت، 308، 2)- المحمولات الذاتیة أی الجوهریة هی التی تتّحد بالموضوع و تتّحد بعضها ببعض، و الأعراض بخلاف هذا (ش، ت، 786، 4)

محمولات الصور الخاصة

- أمّا الیقینیة من محمولات الصور الخاصة، فهی المحمولات التی توجد أشخاصها فی الصور الجسمانیة، و لذلك تدرك بالحسّ. فهذه ضرورة یجب أن تمرّ بالحسّ المشترك (ج، ر، 54، 8)

محمولات كلّیة

- إن المحمولات الكلّیة صنفان: صنف یعرّف من شخص الجوهر ماهیّته و ذاته، و إن أعم كلّی بهذه الصفة هی المقولة المسمّاة جوهرا.
و صنف لا یعرّف من شخص الجوهر ماهیّته و ذاته بل إن عرّف فما لیس بجوهر. و هو بالجملة إنما یوجد فی موضوع، و لذلك قیل فی حدّه إنه الذی یقال فی موضوع و قیل فی الجوهر إنه الذی یقال لا علی موضوع، و أعم الكلّیات التی بهذه الصفة هی التسعة الأجناس من الأعراض التی عدّدنا هنا لك، أعنی الكم و الكیف و الإضافة و الأین و الوضع و متی و له و أن یفعل و أن ینفعل (ش، ما، 61، 2)

محمولات المقولات‌

- و لا واحد من محمولات المقولات یتقوّم بها شخص الجوهر، فإنه لیس تعرّف ماهیّة شخص الجوهر المشار إلیه أو جزء ماهیّته أنه ذو كیفیة أو كمیة أو إضافة أو أین أو متی أو یفعل أو ینفعل أو وضع أو له (ش، ما، 67، 11)

محمولان‌

- كل محمولین ینعكسان علی شی‌ء واحد بعینه فكل واحد منهما ینعكس علی صاحبه (ش، سم، 54، 15)- إذا كان محمولان یقتسمان الصدق و الكذب علی شی‌ء واحد بعینه أیّ شی‌ء كان، و محمولان آخران یقتسمان الصدق و الكذب
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 787
أیضا علی شی‌ء واحد بعینه أی شی‌ء كان، و اتفق فی أحد المحمولین انعكاس كل واحد منهما علی صاحبه فإنه یلزم فی المحمولین الآخرین مثل ذلك الانعكاس (ش، سم، 54، 20)

محو

- المحویّ و المحاط به كالهیولی و مكان الأجزاء (ش، سم، 83، 2)

محیط

- المحیط أشرف من المحاط به من جهة أنه له بمنزلة الصورة، لكن لا یوجد فیه الشرف الذی من قبل سرعة الحركة و الكثرة و القلة و عظم الكواكب و صغره. و ذلك أنّا نجد ما سفل من الأفلاك أسرع حركة كفلك الشمس و القمر (ش، ما، 161، 18)

محیل‌

- من أصولهم (فلاسفة الإسلام) أن المفارقات لا تغیّر المواد تغیّر استحالة بذواتها و أولا إذ المحیل هو ضد المستحیل (ش، ته، 322، 25)

مخاطبة

- كلّ مخاطبة فی كلّ صناعة تستعمل التعلیم و المخاطبة (ف، ط، 74، 13)- كلّ مخاطبة و كلّ قول یخاطب به الإنسان غیره فهو إمّا یقتضی به شیئا ما و إمّا یعطیه به شیئا ما (ف، حر، 162، 4)- كلّ مخاطبة یقتضی بها شی‌ء ما فلها جواب.
فجواب النداء إقبال أو إعراض، و جواب التضرّع و الطلبة بذل أو منع، و جواب الأمر و النهی و ما شاكله طاعة أو معصیة، و جواب السؤال عن الشی‌ء إیجاب أو سلب- و هما جمیعا قول جازم (ف، حر، 163، 17)

مخاطبة علمیة

- المخاطبة العلمیّة یقتضی بها علم شی‌ء أو یفاد بها علم شی‌ء ما. و هی بضربین من الأقاویل:
إمّا السؤال عن الشی‌ء، و إمّا القول الجازم و إمّا جواب عن السؤال و إمّا ابتداء (ف، حر، 164، 3)

مخالط للهیولی‌

- القوی العقلیة … هی غیر مخالطة للهیولی، فوجب ضرورة أن یتولّد ما لیس بمخالط للهیولی بوجه ما عن غیر مخالط للهیولی بإطلاق كما وجب أن یتولّد كل مخالط للهیولی عن مخالط للهیولی (ش، ت، 886، 14)

مخالف‌

- الغیر یفارق المخالف بأنّ المخالف مخالف بشی‌ء، و الغیر قد یغایر بالذات، و المخالف أخصّ من الغیر و كذلك الآخر (س، شأ، 304، 9)- المخالف مخالف بشی‌ء، و إذا خالف بشی‌ء فهو یوافق بشی‌ء هو هو (ش، ما، 122، 6)

مخالف و لا مخالف‌

- لما كان المخالف یخالف بشی‌ء فمضطر أن یكون الذی لا یخالف یوافق الشی‌ء الذی به كان الخلاف و أن یكون الشی‌ء الذی به یوافق هذا الشی‌ء الذی به یخالف. فإن كانت أشیاء توافق بعضها بعضا إما بالجنس و إما بالصورة فمضطر أن تكون التی تخالف إنما تخالف إما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 788
بالجنس و إما بالصورة … و التی یخالف بعضها بعضا بالجنس فهی التی لیس لها مادة مشتركة و لا یتغیّر بعضها إلی بعض. و إنما قال (أرسطو) ذلك لأن الأشیاء التی یتغیّر بعضها إلی بعض فإن هیولاها مشتركة … مثل جمیع التی هی تحت مقولات مختلفة مثل الخط و الأبیض فإن هذه لیس تشترك فی جنس من الأجناس لأن الواحد و الموجود لیس بجنس حقیقی و لذلك لا یتغیّر بعضها إلی بعض (ش، ت، 1299، 2)

مخالفة

- أما الخلاف فلیس بمقابل للهو هو علی نحو ما یقابل الغیر، فإن الغیر لیس یلزم فیه أن یكون غیر الشی‌ء، و أما المخالف فیخالف بشی‌ء، و المخالفة تقبل الأقل و الأكثر و لا تقبلها الغیریة (ش، ما، 122، 5)

مختار

- إنّ المختار لا بدّ له من القدرة (ط، ت، 93، 1)

مختار و مرید

- المختار و المرید هو الذی ینقصه المراد، و اللّه سبحانه لا ینقصه شی‌ء یریده، و المختار هو الذی یختار أحد الأفضلین لنفسه و اللّه لا یعوزه حالة فاضلة، و المرید هو الذی إذا حصل المراد كفّت إرادته (ش، ته، 98، 17)

مختلطات‌

- المتلاحمات لیست واحدة بالكیفیة و إنما هی واحدة بالاتصال و الكمّیة بخلاف المختلطات فإن هذه هی التی ترجع واحدة بالكیفیة (ش، ت، 510، 9)

مختلفان‌

- المختلفان إمّا أن یكونا ضدّین و هما الوصفان الوجودیان اللذان یمتنع اجتماعهما لذاتیهما كالسواد و البیاض، و إمّا أن لا یكونا كذلك كالسواد و الحركة (ر، مح، 106، 10)

مختلفة بالجنس‌

- إنه لیس بین المختلفة بالجنس مشاركة أصلا لأنه لیس خارجها بل هی مختلفة للتناهی (ش، ت، 1308، 6)

مختلفة فی الغایة

- إن المختلفة فی الغایة فی جنس واحد فهی أضداد و هو عكس قولنا إن الأضداد هی فی جنس واحد و إنها مختلفة فی الغایة فی ذلك الجنس (ش، ت، 1308، 13)

مخصّص‌

- المخصّص هو ما یتعیّن به الوجود للشی‌ء و ینفرد به عن شبهه، و المخصّص یدخل فی وجود الشی‌ء، و المخصّص یدخل فی تقویمه و تكوینه بالفعل شخصا (ف، ت، 14، 17)

مخیّلات‌

- المخیّلات هی قضایا یتخیّل فیها فیتأثّر النفس منها قبضا و بسطا فتنفر أو ترغب، كما إذا قیل الخمر یاقوته سیّالة انبسطت النفس و رغبت فی شربها، و إذا قیل العسل مرّة مهوّعة انقبضت النفس و تنفّرت عنه و القیاس المؤلّف منها یسمّی شعرا (جر، ت، 218، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 789

مدارك الحواس‌

- مدارك الحواس هی فی الأجسام أو أجسام (ش، م، 190، 7)

مدبّر العالم‌

- مدبّر العالم إن كان واجب الوجود فهو المطلوب، و إن كان جائز الوجود افتقر إلی مؤثّر آخر، فإمّا أن یدور أو یتسلسل أو ینتهی إلی واجب الوجود و هو المطلوب (ر، مح، 111، 1)

مدة

- المدّة و الزمان مخلوقان عندنا (الغزالی) (غ، ت، 47، 14)

مدرك‌

- كل مدرك بالحسّ أو بالعقل: إمّا أن یكون موجودا فی عینه أو فی فكرنا وجودا طبیعیّا، و إمّا فی لفظنا أو خطوطنا وجودا عرضیّا (ك، ر، 154، 10)- كل مدرك فإنّه یحصّل فی المدرك (ب، م، 17، 12)

مدرك عقلی‌

- اللذّة العقلیة التی بالمدرك العقلی إذا كانت هكذا (بغیر واسطة) كانت أتمّ كثیرا من المدرك الحسّی الذی تدركه بسفارة البدن و آلاته.
فالمدرك العقلی یشتمل علی كثرة من المحسوسات بكونه إدراكا لكلیهما أو لعلّتها الجامعة (بغ، م 1، 445، 10)

مدركات‌

- إن القوم (الفلاسفة) لما نظروا إلی جمیع المدركات وجدوا أنها صنفان: صنف مدرك بالحواس، و هی أجسام قائمة بذاتها مشار إلیها، و أعراض مشار إلیها فی تلك الأجسام.
و صنف مدرك بالعقل و هی ماهیّات تلك الأمور المحسوسة و طبائعها، أعنی الجواهر و الأعراض. و وجدوا التی لها ماهیّات بالحقیقة فیها هی الأجسام، و أعنی بالماهیّات للأجسام صفات موجودة فیها بها صارت تلك الأجسام موجودة بالفعل و مخصوصة بصدور فعل من الأفعال یصدر عنها. و خالفت هذه الصفات الأعراض عندهم بأن وجدوا الأعراض أمورا زائدة علی الذات المشار إلیها القائمة بنفسها محتاجة إلی الذوات القائمة بها و الذوات غیر محتاجة فی قوامها إلیها، أعنی إلی الأعراض (ش، ته، 204، 8)

مدركات‌

- من المدركات ما یدرك و یفعل معا، و منها ما یدرك و لا یفعل، و منها ما یدرك إدراكا أولیّا، و منها ما یدرك إدراكا ثانیا (س، شن، 35، 2)

مدركات باطنیة

- إنّ المدركات الباطنیة خمسة: أحدها الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأول من الدماغ تجتمع عندها صور المحسوسات بأسرها، التی بها الحكم بأنّ هذا الأبیض هو هذا الحلو … و الثانیة الخیال، و هی قوة مرتّبة فی آخر التجویف الأول من الدماغ، هی خزانة صور الحسّ المشترك بأسرها عند غیبتها عن الحسّ المشترك، و الحفظ غیر القبول. و الثالثة الوهمیة، و هی الحاكمة فی الحیوانات أحكاما جزئیة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 790
الأوسط من الدماغ، بها تدرك الشاة معنی فی الذئب موجبا للنفار. و الرابعة المتخیّلة، و هی قوة مودعة فی التجویف الأوسط من الدماغ أیضا عند الدودة، من شأنها التركیب و التفصیل، و هی تفرّق أجزاء نوع واحد و تجمع أجزاء أنواع مختلفة، فما فی القوی الباطنة أشدّ شیطنة منها، و عند استعمال العقل تسمّی مفكّرة، و لدن استعمال الوهم متخیّلة.
و الخامسة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأخیر من الدماغ، هی خزانة الأحكام الوهمیة كما كان الخیال للحسّ المشترك (سه، ل، 115، 7)

مدركات ذهنیة

- أما المدركات الذهنیة … إنّها صور كالمثل تتصوّر للأذهان و عندها من موجودات الأعیان بحیث تنتسب إلیها بالهویة فی حضور المدركات الوجودیة المنسوبة إلیها عند المدرك و غیبتها عنه، حتی إذا أدرك المدرك عینا من الأعیان الموجودة و تمثّل لها عنده صورة من ذلك الإدراك تبقی بعد غیبة المدرك عند الذهن (بغ، م 2، 89، 4)

مدركات العلوم العملیة

- إنّ المدركات فی العلوم العملیّة ثلاث: إحداها المدركات بالحواسّ، و الثانیة المدركات بالمعرفة الأولی الزائدة علی ما یدرك بالحواسّ، و الثالثة المدركة بالفحص و التأمّل و الرویّة. و یشبه أن تكون هذه بأعیانها توجد أیضا فی العلوم النظریّة. فتحصل المدركات كلّها ثلاث: محسوسات، و معلومات أول بعلم أزید ممّا تعطیه الحواسّ، و معلومات عن فحص و تأمّل (ف، ط، 63، 1)

مدینة بدّالة

- المدینة البدّالة هی التی قصد أهلها أن یتعاونوا علی بلوغ الیسار و الثروة، و لا ینتفعوا بالیسار فی شی‌ء آخر لكن علی أن الیسار هو الغایة فی الحیاة (ف، أ، 110، 4)

مدینة التغلب‌

- مدینة التغلّب، و هی التی قصد أهلها أن یكونوا القاهرین لغیرهم، الممتنعین أن یقهرهم غیرهم، و یكون كدّهم اللذّة التی تنالهم من الغلبة فقط (ف، أ، 110، 13)

مدینة جاهلیة

- المدینة الجاهلیة هی التی لم یعرف أهلها السعادة و لا خطرت ببالهم (ف، أ، 109، 5)

مدینة جماعیة

- المدینة الجماعیّة، هی التی قصد أهلها أن یكونوا أحرارا، یعمل كل واحد منهم ما شاء، لا یمنع هواه فی شی‌ء أصلا (ف، أ، 110، 15)

مدینة الخسة و الشقوة

- مدینة الخسّة و الشقوة و هی التی قصد أهلها التمتّع باللذّة من المأكول و المشروب و المنكوح، و بالجملة اللذّة من المحسوس و التخیّل و إیثار الهزل و اللعب بكل وجه و من كل نحو (ف، أ، 110، 6)

مدینة ضروریة

- المدینة الضروریة، و هی التی قصد أهلها الاقتصار علی الضروری مما به قوام الأبدان من المأكول و المشروب و الملبوس و المسكون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 791
و المنكوح، و التعاون علی استفادتها (ف، أ، 110، 1)

مدینة فاضلة

- المدینة التی یقصد بالاجتماع فیها التعاون علی الأشیاء التی تنال بها السعادة فی الحقیقة، هی المدینة الفاضلة (ف، أ، 97، 8)- المدینة الفاضلة تشبه البدن التام الصحیح، الذی تتعاون أعضاؤه كلّها علی تتمیم حیاة الحیوان، و علی حفظها علیه (ف، أ، 97، 12)- المدینة الفاضلة تضاد المدینة الجاهلیة و المدینة الفاسقة و المدینة المتبدّلة و المدینة الضالّة (ف، أ، 109، 3)- إنّ المدینة الفاضلة الكاملة قد أعطی فیها كل إنسان أفضل ما هو معدّ نحوه و أن آراءها كلّها صادقة، و أنّه لا رأی كاذبا فیها، و أن أعمالها هی الفاضلة بالإطلاق وحدها، و أنّ كل عمل غیره فإن كان فاضلا فبالإضافة إلی فساد موجود (ج، ر، 41، 17)

مدینة الكرامة

- مدینة الكرامة، و هی التی قصد أهلها علی أن یتعاونوا علی أن یصیروا مكرّمین ممدوحین مذكورین مشهورین بین الأمم، ممجّدین معظّمین بالقول و الفعل، ذوی فخامة و بهاء، إما عند غیرهم و إما بعضهم عند بعض (ف، أ، 110، 9)

مذهب أفلاطون‌

- (مذهب) أفلاطون … یقول بالصور و یعتقد أن طبیعة الصور و طبیعة العدد واحد … و كان یعتقد أن الأسطقسّات الأربعة مركّبة من السطوح المتساویة الأضلاع و الزوایا و هی الأجسام الخمسة المذكورة فی آخر كتاب أوقلیدس. و إنما تبع الطبیعیین فی قوله بالهیولی الأولی، و فی قوله بالأسطقسّات الأربعة الأول أعنی أن منها تركّبت جمیع المركّبات المحسوسة (ش، ت، 64، 4)

مذهب أهل الاختراع و الإبداع‌

- أما مذهب أهل الاختراع و الإبداع فهم الذین یقولون إن الفاعل هو الذی یبدع الموجود بجملته و یخترعه اختراعا (ش، ت، 1498، 1)

مذهب أهل الكمون‌

- أما مذهب أهل الكمون فهم القائلون إن كل شی‌ء فی كل شی‌ء، و إن الكون إنما هو خروج الأشیاء بعضها من بعض، و إن الفاعل إنما احتیج إلیه فی الكون لإخراج بعضها من بعض و تمییز بعضها من بعض. و بیّن أن الفاعل عند هؤلاء لیس شیئا أكثر من محرّك (ش، ت، 1497، 15)

مراتب الأرواح‌

- مراتب الأرواح بحسب القوة النظریة أربعة:
المقرّبون و هم الذین تجلّت فی أرواحهم بالبراهین و الیقینیة معرفة واجب الوجود بذاته و أفعاله و صفاته. و أصحاب الیمین و هم الذین اعتقدوا تلك الأشیاء اعتقادا قویّا تقلیدیّا.
و أصحاب السلامة و هم الذین خلت نفوسهم عن العقائد الحقّة و الباطلة … و أمّا القسم الرابع فهم الأشقیاء الهالكون (ر، ل، 117، 18)- أمّا مراتب الأرواح بحسب القوة العملیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 792
فثلاثة: أصحاب الأخلاق الطاهرة و هم السعداء. و أصحاب الأخلاق الردیّة قالوا و عذابهم منقطع. و الخالی عن نوعی الأخلاق و هم أیضا أهل السلامة (ر، ل، 118، 11)

مركّب‌

- إنّ المركّب ینقسم إلی قسمین: إمّا مركّب من أجزاء متشابهة كاللحم و العظم و أمثال ذلك، و إمّا مركّب من أجزاء متباینة و ممّا لیست بابا واحدا كالإنسان من عظم و لحم و عصب و عروق و ما أشبه ذلك (جا، ر، 519، 16)- كل مركّب فإمّا أن تكون أسطقسّاته التی تركّب منها موجودة منه بالفعل- فیكون تركیبه إمّا اتصالا و إمّا التحاما، و بالجملة فیكون متلاقیا- و إمّا أن تكون أسطقسّاته التی منها تركّب موجودة فیه بالقوة، فیكون امتزاجا (ج، ن، 84، 11)- المركّب عند الطبیعة بعد البسیط، و البسیط من الأجسام هو الذی له صورة واحدة هی طبیعة و قوة أولی یتبعها ما یتبعها من الأعراض و لا ینحلّ بنوع من التحلیل إلی أجزاء مختلفة كالماء و الهواء. و المركّب هو الذی فیه صورتان هما طبیعیتان و قوتان أصلیتان فزائد أو ینحلّ تركیبه بنوع من التحلیل إلی أجزاء مختلفة القوی كالطین الذی ینحلّ تركیبه إلی ماء و أرض (بغ، م 1، 125، 10)- إن أجزاء المركّب هی فی المركّب بالقوة لا بالفعل، و لذلك كان المركّب واحدا بالفعل و الصورة بالجزء الغالب و إلّا لم یكن واحدا بالفعل (ش، ت، 1362، 1)- كل مركّب محدث (ش، ت، 1620، 9)- كل مركّب فهو ضرورة یحتاج إلی مركّب، إذ لیس یمكن أن یوجد شی‌ء مركّب من ذاته كما أنه لیس یمكن أن یوجد متكوّن من ذاته، لأن التكوین الذی هو فعل المكوّن لیس هو شیئا غیر تركیب المتكوّن، و المكوّن لیس شیئا غیر المركّب (ش، ته، 135، 9)- كما أن لكل مفعول فاعلا كذلك لكل مركّب مركّبا فاعلا، لأن التركیب شرط فی وجود المركّب، و لا یمكن أن یكون الشی‌ء هو علّة فی شرط وجوده، لأنه كان یلزم أن یكون الشی‌ء علّة نفسه (ش، ته، 135، 12)- كل ما له مادة و صورة و بالجملة كل مركّب فواجب أن یكون له فاعل خارج عنه (ش، ته، 181، 16)- المركّب لیس ینقسم إلی مركّب من ذاته و مركّب من غیره (ش، ته، 190، 4)- المركّب لا یخلو أن یكون كل واحد من جزئیة أو أجزائه التی تركّب منها شرطا فی وجود صاحبه بجهتین مختلفتین كالحال فی المركّبات من مواد و صور عند المشائین، أو لا یكون واحد منهما شرطا فی وجود صاحبه أو یكون أحدهما شرطا فی وجود الثانی، و الثانی لیس شرطا فی وجود الأول (ش، ته، 190، 14)- إذا كان المركّب من صفة و موصوف لیست زائدة علی الذات كان كائنا فاسدا و كان جسما ضرورة، و إن كان مركّبا من موصوف و صفة زائدة علی الذات من غیر أن یكون فیه قوة فی الجوهر و لا قوة علی تلك الصفة، مثل ما یقول القدماء فی الجرم السماوی لزم ضرورة أن یكون ذا كمیة و أن یكون جسما لأنه إن ارتفعت الجسمیة عن تلك الذات الحاملة للصفة ارتفع عنها أن تكون قابلة محسوسة، و كذلك یرتفع إدراك الحس عن تلك الصفة فیعود الصفة و الموصوف كلاهما عقلا، فیرجعان إلی معنی واحد بسیط، لأن العقل و المعقول قد ظهر من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 793
أمرهما أنهما معنی واحد إذ كان التكثّر فیهما بالعرض، أعنی من جهة الموضوع (ش، ته، 214، 6)- كل مركّب لا یعقل ذاته لأن ذاته تكون غیر الذی به یعقل، لأنه إنما یعقل بجزء من ذاته، و لأن العقل هو المعقول. فلو عقل المركّب ذاته لعاد المركّب بسیطا، و عاد الكل هو الجزء و ذلك كله مستحیل (ش، ته، 314، 28)- كل فاسد فإما أن یكون بسیطا أو مركّبا، أما المركّب ففساده یكون بانحلاله إلی ما تركّب منه و كونه یكون منها، و أما البسیط ففساده إنما یكون إلی الضد، و كذلك كونه إنما یكون من الضد كالحال فی الأرض و الهواء و الماء و النار (ش، سم، 31، 4)- المركّب من الشی‌ء إذا لم یكن علی جهة الاختلاط یلزم فیه ضرورة أن تحفظ خواصّ ما تركّب منه (ش، ن، 76، 18)- أجزاء المركّب موجودة بالفعل فی المركّب (ش، ما، 45، 16)- المركّب إنما الوجود له من حیث هو مركّب بالصورة، و هی أحق ما ینطلق علیها الاسم (ش، ما، 87، 4)- إنّ كل مركّب فلا بدّ و أن ینحلّ إلی البسائط (ر، م، 63، 21)- كل مركّب فإنّه مفتقر إلی غیره، و كل مفتقر إلی غیره، ممكن لذاته، فكل مركّب فهو ممكن لذاته (ر، ل، 83، 14)

مركّب قدیم‌

- من یضع مركّبا قدیما من أجزاء بالفعل فلا بد أن یكون واحد بالذات. و كل وحدة فی شی‌ء مركّب فهی من قبل واحد هو واحد بنفسه، أعنی بسیطا، و من قبل هذا الواحد صار العالم واحدا (ش، ته، 237، 14)

مركّب من شیئین‌

- إن المركّب من شیئین لما كان حدّه یأتلف من حدّی ذینك الشیئین لزم أن یكون حدّ الأبیض مولّفا من حدّ البیاض و حدّ موضوع البیاض، و لما كان حدّ البیاض یؤخذ فیه حدّ موضوعه لزم أن یذكر فی حدّ الأبیض حدّ موضوعه مرتین (ش، ت، 788، 13)

مركّبات‌

- الفعل الموجود بالقوة تارة و بالفعل أخری هی المركّبات من المادة و الصورة، فإنّ لها القوة من جهة الهیولی، و الفعل من جهة الصورة (تو، م، 286، 6)- الأشیاء كلها نوعان: مركّبات و وسائط. فأما المركّبات فتعرف حقائقها إذا عرفت الأشیاء التی هی مركّبة منها، و البسائط تعرف حقائقها إذا عرفت الصفات التی تخصّها (ص، ر 3، 359، 16)- الصورة دائما جزء من الماهیّة فی المركّبات، و كل بسیط فإنّ صورته أیضا ذاته لأنّه لا تركیب فیه، و أما المركّبات فلا صورتها ذاتها و لا ماهیّتها ذاتها، أما الصورة فظاهر أنّها جزء منها، و أما الماهیّة فهی ما بها هی ما هی، و إنّما هی ما هی بكون الصورة مقارنة للمادة، و هو أزید من معنی الصورة (س، شأ، 245، 7)- المركّبات یوجد فیها طبع زائد علی طبع ما ركّبت منها و هو المتولّد عن التركیب (ش، ت، 523، 7)- المركّبات جواهر و الأجسام الطبیعیة البسیطة مثل النار و الماء و الأرض و الهواء التی منها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 794
المركّبات. و كل ما عدّ من هذه الجواهر المشار إلیها: إما من التی هی أجزاء محاط بها، و إما من التی هی كلّیات محیطة مثل السماء، و إما من أجزاء هذه الكواكب و الشمس و القمر و كل ما یتولّد من هذه أولا و هی المتشابهة الأجزاء (ش، ت، 762، 6)- إن كانت الحرارة فی النار فصلا جوهریّا فسیكون للمركّبات حدود و ذلك أن الحار هو مركّب من جوهر و كیفیة، أو تكون المركّبات من الجواهر و الأعراض واحد بالفعل اثنان بالقوة (ش، ت، 1043، 9)- المركّبات هی كائنة فاسدة و لا بد لها من فاعل یخرجها من العدم إلی الوجود (ش، ته، 190، 20)- المركّبات من البسائط (ش، سك، 118، 11)

مركّبات من أعراض و جواهر

- إن المركّبات من الأعراض و الجواهر لیس لها حدّ یدل منها علی ما تدل علیه الحدود للمركّبات من الصورة و الهیولی، و إن الأعراض لمكان هذا لیست صفات جوهریة (ش، ت، 791، 4)- أما المركّبات من الجواهر و الأعراض التی هی واحدة بالعرض فخلیق أن یظن بمحمولاتها أنها لیست هی هی ماهیّات الأشیاء التی تحمل علیها … مثل قولنا إنسان أبیض فإنه غیر الإنسان المطلق (ش، ت، 824، 14)

مركّبات من صورة و عنصر

- أما المركّبات من صورة و عنصر و هی التی توجد فی غیرها بالذات فإنه و إن كانت ماهیّتها لیست معرفة ذواتها علی جهة ما تعرف ماهیّة الجواهر الأول ذواتها، فإنه لیس المجموع من الجزءین فیها واحدا بالعرض (ش، ت، 941، 9)

مركّبات وجودیة

- إنّ الجمل و الكلیات و المركّبات الوجودیة أسبق إلی أذهاننا و معرفتنا من التفاصیل و الأجزاء (بغ، م 1، 3، 10)

مرید

- إن الشی‌ء الواحد بعینه إذا اعتبر من جهة ما یصدر عنه شی‌ء غیره سمّی قادرا و فاعلا، و إذا اعتبر من جهة تخصیصه أحد الفعلین المتقابلین سمّی مریدا، و إذا اعتبر من جهة إدراكه لمفعوله سمّی عالما، و إذا اعتبر العلم من حیث هو إدراك و سبب للحركة سمّی" حیّا"، إذ كان الحیّ هو المدرك المتحرّك من ذاته (ش، ته، 182، 4)- الإرادة التی تتقدّم المراد، و تتعلّق به بوقت مخصوص، لا بد أن یحدث فیها، فی وقت إیجاد المراد، عزم علی الإیجاد لم یكن قبل ذلك الوقت، لأنه إن لم یكن فی المرید، فی وقت الفعل، حالة زائدة علی ما كانت علیه فی الوقت الذی اقتضت الإرادة عدم الفعل، لم یكن وجود ذلك الفعل عنه، فی ذلك الوقت، أولی من عدمه (ش، م، 137، 3)

مزاج‌

- حقیقة المزاج هو تغیّر الكیفیات الأربع عن حالها، و انتقالها من ضد إلی ضد، و تلك هی الناشئة من القوی الأصلیة، و تأثیر بعضها فی بعض حتی تحصل كیفیة متوسطة، حكمة البارئ تعالی فی الغایة (ف، ع، 15، 5)- حقیقة المزاج المعنیّ بها أن تمتزج هذه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 795
العناصر (الأربعة)، بحیث یفعل بعضها فی بعض، فتتغیّر كیفیّتها حتی یستقرّ للكل كیفیة متشابهة، و یسمّی ذلك الاستقرار امتزاجا، و ذلك بأن یكسر الحار من برودة البارد، و البارد من حرارة الحار، و كذا الرطب و الیابس (غ، م، 335، 5)

مساو

- المساوی یقابله لا مساو (ش، ت، 321، 8)- المساوی الذی هو أحد خواص الواحد یقابله الكبیر و الصغیر (ش، ت، 1320، 12)- إن المساوی یظهر من أمره أنه متوسّط بین الكبیر و الصغیر و لیس واحد من الضدّین متوسّط بین طرفین (ش، ت، ت، 1328، 4)

مساواة

- من الواحد ما هو غیر حقیقی، و هو إمّا بحسب شركة فی محمول، فما بحسب اتّحاد النوع یسمّی مشاكلة، و ما بحسب الجنس مجانسة، و ما بحسب الوضع مطابقة، و ما بحسب الكیف مشابهة، و ما بحسب الكم مساواة، و ما بحسب الإضافة یسمّی واحدا بالنسبة، كما یقال نسبة النفس إلی البدن كنسبة الملك إلی المدینة، و إمّا فی الموضوع كما یقال: الحلو و الأصفر واحد، أی موضوعهما واحد (سه، ل، 126، 4)- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 13)

مسبّب‌

- لما كانت الأسباب التی من خارج تجری علی نظام محدود، و ترتیب منضود لا تخلّ فی ذلك بحسب ما قدّرها بارئها علیه، و كانت إرادتنا و أفعالنا لا تتم، و لا توجد بالجملة، إلا بموافقة الأسباب التی من خارج، فواجب أن تكون أفعالنا تجری علی نظام محدود، أعنی أنها توجد فی أوقات محدودة، و مقدار محدود. و إنما كان ذلك واجبا لأن أفعالنا تكون مسبّبة عن تلك الأسباب التی من خارج.
و كل مسبّب یكون عن أسباب محدودة مقدّرة، فهو ضرورة، محدود مقدّر. و لیس یلفی هذا الارتباط بین أفعالنا و الأسباب التی من خارج فقط، بل و بینها و بین الأسباب التی خلقها اللّه تعالی فی داخل أبداننا (ش، م، 226، 17)- لیس یمكن فی المسبّب أن یتصور ذاته دون أن یتصور ما به قوام ذاته (ش، ما، 153، 20)

مسبّبات‌

- الأسباب و المسبّبات فی سلسلتها تنتهی إلی الحركات الجزئیة الدوریة السماویة، فالمتصوّر للحركات متصوّر للوازمها، و لوازم لوازمها إلی آخر السلسلة (غ، ت، 159، 20)- من أنكر وجود المسبّبات مترتّبة علی الأسباب فی الأمور الصناعیة، أو لم یدركها فهمه، فلیس عنده علم بالصناعة و لا الصانع، كذلك من جحد وجود ترتیب المسبّبات علی الأسباب فی هذا العالم فقد جحد الصانع الحكیم، تعالی اللّه عن ذلك علوا كبیرا (ش، م، 199، 15)- المسبّبات إن كان یمكن أن توجد من غیر هذه الأسباب، علی حدّ ما یمكن أن توجد بهذه الأسباب فأیّ حكمة فی وجودها عن هذه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 796
الأسباب؟ و ذلك أن وجود المسبّبات عن الأسباب لا یخلو من ثلاثة أوجه: إما أن یكون وجود الأسباب لمكان المسبّبات من الاضطرار، مثل كون الإنسان متغذّیا، و إما أن یكون من أجل الأفضل، أی لتكون المسبّبات بذلك أفضل و أتم، مثل كون الإنسان له عینان، و إما أن یكون ذلك، لا من جهة الأفضل و لا من جهة الاضطرار، فیكون وجود المسبّبات عن الأسباب بالاتفاق و بغیر مقصد، فلا تكون هناك حكمة أصلا، و لا تدلّ علی صانع، بل إنما تدلّ علی الاتفاق (ش، م، 200، 2)

مستحیل‌

- كل ما قدّر العقل وجوده فلم یمتنع علیه تقدیره، سمّیناه ممكنا، و إن امتنع سمّیناه مستحیلا، و إن لم یقدر علی تقدیر عدمه سمّیناه واجبا. فهذه قضایا عقلیة لا تحتاج إلی موجود حتی تجعل وصفا له (غ، ت، 65، 21)- إن غیر المستحیل فیه قوة علی الصدق و المستحیل لیس فیه قوة علیه. مثال ذلك إذا كنت قاعدا فقال إنسان إنك قائم فقد قال كذبا إلا أنه ممكن الصدق لأنه یكون صادقا فی وقت آخر، و إذا قال إن القطر مشارك الضلع فقد قال كذبا لا یصدق فی وقت من الأوقات (ش، ت، 1142، 10)

مستدیر

- المستدیر یلزم أن یكون له مركز و أقطاب تكون الخطوط التی تخرج من المركز إلی الأقطاب و إلی أی نقطة توهمنا فی سطح الكرة متساویة (ش، سم، 61، 5)

مستقبل‌

- كل المستقبل قط لا یدخل فی الوجود لا متلاحقا و لا متساوقا (غ، ت، 71، 1)- أما المستقبل فلم یوجد بعد (ش، ته، 37، 20)

مستقیم الأبعاد

- المستقیم الأبعاد هو ضرورة فی محیط مطیف به من جهة ما هو فی مكان، فخارجه إذن شی‌ء (ش، سم، 61، 23)

مسمّی‌

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 9)

مشابهة

- من الواحد ما هو غیر حقیقی، و هو: إمّا بحسب شركة فی محمول، فما بحسب اتّحاد النوع یسمّی مشاكلة، و ما بحسب الجنس مجانسة، و ما بحسب الوضع مطابقة، و ما بحسب الكیف مشابهة، و ما بحسب الكم مساواة، و ما بحسب الإضافة یسمّی واحدا بالنسبة، كما یقال نسبة النفس إلی البدن كنسبة الملك إلی المدینة. و إمّا فی الموضوع كما یقال: الحلو و الأصفر واحد، أی موضوعهما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 797
واحد (سه، ل، 126، 3)- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 13)

مشار إلیه‌

- المشار إلیه … هو الذی یدرك أوّلا بالحسّ.
ثمّ هو بعینه یوجد موصوفا ببعض هذه التی ذكرت، مثل أنّه هو" هذا الإنسان" و أنّه هو" هذا الأبیض" و أنّه هو" هذا الطویل" (ف، حر، 72، 17)- أمّا المقولة الدالّة علی ما هو المشار إلیه فإنّ أجناسها و أنواعها أسماء أكثرها مثالات أول و لا تصاریف لها أصلا، و فی بعضها ما شكل لفظه شكل مشتقّ و لیس معناه مشتقّا، مثل" الحیّ". و أمّا فصولها التی تعرّف بأجناسها فتلتئم منها حدودها، فإنّها كلّها یدلّ علیها بأسماء مشتقّة. و كلّ ما یدلّ علی ما هو المشار إلیه فإنّ المشار إلیه منطو فیه بالقوّة (ف، حر، 74، 14)- إنّ المشار إلیه غیر متمیّز و لا متغایر بالفعل بوجه من وجوه التغایر. و إنّما یتغایر عند تحرّك المشار إلیه فی كونه و فساده (ج، ن، 63، 4)- المشار إلیه لیس هو مركّبا من مادة و صورة، علی أن كل واحد منهما موجود بالفعل فیه، كالحال فی الأشیاء المركّبة بالصناعة، بل الهیولی وجودها فی المركّب بالقوة و الصورة بالفعل. و معنی قولنا فیها أنها موجودة فی الشخص بالقوة غیر معنی قولنا فیها أنها قویة علی صورة كذا، بل معنی قولنا فیها أنها موجودة فی الشخص بالقوة أنها ستفارقها الصورة عند فساد ذلك الشخص، فیوجد مغایرا لها بالفعل بعد أن كانت بالقوة (ش، ما، 90، 7)

مشاكل‌

- ما كان هو هو فی الخواص یقال له مشاكل (س، شأ، 304، 5)

مشاكلة

- من الواحد ما هو غیر حقیقی، و هو: إمّا بحسب شركة فی محمول، فما بحسب اتّحاد النوع یسمّی مشاكلة، و ما بحسب الجنس مجانسة، و ما بحسب الوضع مطابقة، و ما بحسب الكیف مشابهة، و ما بحسب الكم مساواة، و ما بحسب الإضافة یسمّی واحدا بالنسبة، كما یقال نسبة النفس إلی البدن كنسبة الملك إلی المدینة. و إمّا فی الموضوع كما یقال: الحلو و الأصفر واحد، أی موضوعهما واحد (سه، ل، 126، 2)- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 13)

مشاهدات‌

- الإحساس إدراك الشی‌ء بإحدی الحواسّ. فإن كان الإحساس للحسّ الظاهر فهو المشاهدات، و إن كان للحسّ الباطن فهو الوجدانیّات (جر، ت، 11، 8)- المشاهدات و هی ما یحكم فیه بالحسّ سواء كان من الحواسّ الظاهرة أو الباطنة كقولنا الشمس مشرقة و النار محرقة و كقولنا إنّ لنا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 798
غضبا و خوفا (جر، ت، 229، 11)

مشاهدة

- كل إدراك فإنه إما أن یكون لشی‌ء خاص كزید أو شی‌ء عام كالإنسان، و العام لا تقع علیه رؤیة و لا یصكّ بحاسّة. و أما الشی‌ء الخاصّ فإمّا أن یدرك بالاستدلال أو بغیر الاستدلال. و اسم المشاهدة یقع علی ما ثبت وجوده فی ذاته الخاصة بعینها من غیر واسطة استدلال فإن الاستدلال علی الغائب و الغائب ینال بالاستدلال، و ما یستدلّ علیه و یحكم مع ذلك بإنّیته بلا شك فلیس بغائب. فكل موجود لیس بغائب فهو مشاهد، فإدراك المشاهد هو المشاهدة، و المشاهدة إما بمباشرة و ملاقاة و إما من غیر مباشرة و ملاقاة و هذا هو الرؤیة (ف، ف، 18، 7)- المشاهدة تدلّ علی الحصول (الاحتراق) عندها (ملاقاة النار و القطن)، و لا تدلّ علی الحصول بها، و أنّه لا علّة له سواها (غ، ت، 170، 11)

مشتبه الأجزاء

- كل مشتبه الأجزاء یقال له: واحد، لأنّه لا ینقسم، أی كل مفصول منه محتمل حدّه و اسمه، و هذا أیضا یتكثّر، لأنّه لا ینقسم، أی كل قابل للانقسام قبولا دائما (ك، ر، 157، 18)

مشترك‌

- الكلّی مشترك، و المشترك یوجد فی أشیاء كثیرة معا (ش، ت، 1002، 15)

مشروط

- إن كل ما له شرط فی وجوده فاقترانه بالشرط هو من قبل علّة غیره، لأن الشی‌ء لا یمكن أن یكون علّة لمقارنته لشرط وجوده، كما لا یكون علّة لوجود نفسه، لأن المشروط لا یخلو أن یكون قائما بذاته من دون اقترانه بالشرط فیحتاج إلی علّة فاعلة لتركیبه مع المشروط، إذ لا یكون الشی‌ء علّة فی وجود شرط وجوده (ش، ته، 187، 18)

مشهور

- لیس من شرط المعروف بنفسه أن یعترف به جمیع الناس، لأن ذلك لیس أكثر من كونه مشهورا، كما أنه لیس یلزم فیما كان مشهورا أن یكون معروفا بنفسه (ش، ته، 32، 24)

مشیئة

- سمّی (أرسطو) القوّة التی تعقل من الموجودات الموجودات التی یمكن أن یوجدها الإنسان بالفعل فی الأشیاء الطبیعیّة- إذا عقله بضرب ینتفع به من إیجاد تلك-" العقل العملیّ"، و الذی تحصل له المعقولات معقولات لا ینتفع بها فی إیجاد شی‌ء منها فی الأشیاء الطبیعیّة" العقل النظری". و سمّی القوّة العقلیّة التی بها یمكن أن یوجد فی الأشیاء الطبیعیّة ما قد حصّله العقل العملیّ ب" المشیئة و الاختیار" (ف، ط، 124، 6)

مصدریة

- إنّ المصدریّة أمر إضافی اعتباری، لا تحقّق لها فی الخارج (ط، ت، 141، 14)

مصنوع‌

- إنّ الصنعة العملیة هی إخراج الصانع العالم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 799
الصورة التی فی فكره و وضعها فی الهیولی.
و المصنوع هو جملة مصنوعة من الهیولی و الصورة جمیعا و ابتداء ذلك من تأثیر النفس الكلّیة فیها بقوة تأیید العقل الكلی بأمر اللّه جلّ ثناؤه (ص، ر 1، 211، 8)- إنّما یسمّی الجسم هیولی للصورة التی یقبلها و هی الأشكال و النقوش و الأصباغ و ما شاكلها، و یسمّی موضوعا للصانع الذی یعمل منه و فیه صنعته من الأشكال و النقوش، و إذا قبل ذلك سمّی مصنوعا، و إذا استعمله الصانع فی صنعته أو فی صنعة أخری یسمّی أداة (ص، ر 1، 212، 9)- إنّ كل مصنوع فله أربع علل: علّة فاعلیة، و علّة هیولانیة، و علّة صوریة، و علّة تمامیة، مثال ذلك السریر فإنّ علّته الفاعلیة النجّار، و الهیولانیة الخشب، و الصوریة التربیع، و التمامیة القعود علیه (ص، ر 3، 337، 9)- إن قیل ما المصنوع؟ فیقال مركّب من هیولی و صورة (ص، ر 3، 360، 23)- إنّ الخلق هو تقدیر كل شی‌ء من شی‌ء آخر، و المصنوع لیس هو بشی‌ء غیر كون الصورة فی الهیولی (ص، ر 4، 11، 14)- المصنوع یلتئم من مادة و صورة (ش، ت، 876، 6)- كل مصنوع فإنما یفعل من أجل شی‌ء ما، و ذلك الشی‌ء لا یوجد صادرا عن ذلك المصنوع إلّا و ذلك المصنوع مقدّر بكمیة محدودة، و إن كان لها عوض فی بعض المصنوعات و كیفیة محدودة و طبیعة محدودة (ش، ته، 233، 17)- إن من لا یعرف الصنعة لا یعرف المصنوع، و من لا یعرف المصنوع لا یعرف الصانع (ش، ف، 32، 5)

مصنوع محكم‌

- المصنوع المحكم یدلّ علی الصانع الحكیم، و إن كان الصانع الحكیم محتجبا عن إدراك الأبصار (ص، ر 2، 130، 3)

مصنوعات‌

- إنّ المصنوعات أربعة أجناس: بشریة و طبیعیة و نفسانیة و إلهیة (ص، ر 1، 211، 10)- المصنوعات … أربعة أنواع: فمنها مصنوعات بشریة نحو ما یعمله الصنّاع فی أسواق المدن، و منها مصنوعات طبیعیة مكوّنة من الأركان الأربعة مثل أشخاص الحیوانات و النباتات و المعادن، و منها مصنوعات نفسانیة كالأفلاك و الكواكب و الأركان، و منها مصنوعات إلهیة كالعقل الفعّال و النفس الكلّیة و الهیولی الأولی و الصورة المجرّدة (ص، ر 4، 3، 18)- إن المصنوعات إذا وجدت لا یقترن بها عدم تحتاج من أجله إلی فاعل به یستمر وجودها (ش، ته، 106، 4)

مصنوعات إلهیة

- المصنوعات الإلهیة هی الصور المجرّدة من الهیولیات المخترعات من مبدع المبدعات تعالی وجودا من العدم لیس من لیس و شی‌ء لا من شی‌ء دفعة واحدة بلا زمان و لا مكان و لا هیولی و لا صورة و لا حركة، لأنّها كلها مبدعات الباری و مخترعاته و مصنوعاته (ص، ر 1، 211، 16)

مصنوعات بشریة

- (المصنوعات) البشریة مثل ما یعمل الصناع من الأشكال و النقوش و الأصباغ فی الأجسام
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 800
الطبیعیة فی أسواق المدن و غیرها من المواضع (ص، ر 1، 211، 11)- المصنوعات البشریة (وجد الحكماء) كل صانع من البشر محتاجا فی صناعته إلی ستة أشیاء لیتمّ بها صنعته و هی: الهیولی، و المكان، و الزمان، و الحركة، و الأدوات، و الآلة (ص، ر 4، 4، 5)

مصنوعات خسیسة و شریفة

- المصنوعات الخسیسة هی التی یری الناس فیها أنه كان یمكن أن تكون علی غیر ما صنعت علیه، حتی إنه ربما أدّت الخساسة الواقعة فی كثیر من المصنوعات التی بهذه الصفة أن یظنّ أنها حدثت عن الاتفاق، و أنهم یرون أن المصنوعات الشریفة هی التی یرون فیها أنه لیس یمكن أن تكون علی هیئة أتم و أفضل من الهیئة التی جعلها علیها صانعها (ش، م، 202، 10)

مصنوعات طبیعیة

- المصنوعات الطبیعیة هی صور هیاكل الحیوانات و فنون أشكال النبات و ألوان جواهر المعادن (ص، ر 1، 211، 12)

مصنوعات نفسانیة

- المصنوعات النفسانیة مثل نظام مراكز الأركان الأربعة التی هی تحت فلك القمر و هی النار و الهواء و الماء و الأرض، و مثل تركیب الأفلاك و نظام صورة العالم بالجملة (ص، ر 1، 211، 13)

مصوّرة

- (من قوی النفس) قوة تسمّی المصوّرة، أعنی القوة التی توجدنا (تجعلنا نجد) صور الأشیاء الشخصیة، بلا طین، أعنی مع غیبة حواملها عن حواسّنا، و هی التی یسمّیها القدماء من حكماء الیونانیین الفنطاسیا، فإنّ الفصل بین الحسّ و بین القوة المصوّرة أنّ الحسّ یوجدنا صور محسوساته محمولة فی طینتها، فأمّا هذه القوة فإنها توجدنا الصور الشخصیة مجرّدة، بلا حوامل بتخطیطها و جمیع كیفیاتها و كمّیاتها (ك، ر، 295، 4)- إنّ وراء المشاعر الظاهرة شركا و حبائل لاصطیاد ما یقنصه الحس من الصورة. و من ذلك قوة تسمّی مصوّرة و قد رتّبت فی مقدّم الدماغ و هی التی تستثبت صور المحسوسات بعد زوالها عن مسامتة الحواس و ملاقاتها فتزول عن الحس و تبقی فیها. و قوة تسمّی وهما و هی التی تدرك من المحسوس ما لا یحس مثل القوة فی الشاة إذا تشبّح صورة الذئب فی حاسة الشاة فتشبّحت عداوته و رداءته فیها إذ كانت الحاسّة لا تدرك ذلك. و قوة تسمّی حافظة و هی خزانة ما یدركه الوهم كما أن المصوّرة خزانة ما یدركه الحس. و قوة تسمّی مفكّرة و هی التی تتسلّط علی الودائع فی خزانتی المصوّرة و الحافظة فیخلط بعضها ببعض و یفصل بعضها عن البعض. و إنما تسمّی مفكّرة إذا استعملها روح الإنسان و العقل فإن استعملها الوهم سمّیت متخیّلة (ف، ف، 12، 2)- أما القوی المدركة فی الباطن فمنها القوة التی تنبعث منها قوی الحواسّ الظاهرة و تجتمع بتأدیتها إلیها و تسمّی الحسّ المشترك …
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواسّ إلیه من صور المحسوسات، حتی إذا غابت عن الحسّ بقیت فیه بعد غیبها.
و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوهما مقدّم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 801
الدماغ. و هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ، مثل القوة فی الشاة التی تدرك من الذئب ما لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ- فإنّ الحسّ لا یؤدّی إلّا الشكل و اللون، فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخری و تسمّی وهما. و كما أنّ للحسّ خزانة هی المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 15)- صورة المحسوس تحفظها القوة التی تسمّی المصوّرة و الخیال، و لیس إلیها حكم البتّة، بل حفظ (س، شن، 147، 9)- القوی (النفسیة)، آلة جسمانیة خاصة، و اسم خاص. فالأولی: هی المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسیا"، و آلتها الروح المصبوب فی مبادئ عصب الحسّ، لا سیّما فی مقدّم الدماغ. و الثانیة: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخیال"، و آلتها الروح المصبوب فی البطن المقدّم، لا سیّما فی الجانب الأخیر. و الثالثة الوهم و آلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجویف الأوسط.
و تخدمها فیها قوة رابعة لها أن تركّب و تفصّل ما یلیها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، و المعانی المدركة ب" الوهم". و تركّب أیضا الصور بالمعانی و تفصّلها عنها، و تسمّی عند استعمال العقل مفكّرة، و عند استعمال الوهم متخیّلة. و سلطانها فی الجزء الأول من التجویف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، و یتوسّط الوهم للعقل. و الباقیة من القوی هی الذاكرة، و سلطانها فی حیّز الزوج الذی فی التجویف الأخیر، و هو آلتها (س، أ 1، 356، 1)- الحسّ المشترك یقترن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواس إلیه من صور المحسوسات حتی إذا غابت عن الحسّ ثبتت فیه بعد غیبتها و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوها مقدّم الدماغ (س، ر، 28، 11)- قوة تسمّی مصوّرة و قد رتّبت فی مقدّم الدماغ و هی التی تستثبت صور المحسوسات بعد زوالها عن مسامتة الحواس و ملاقاتها و تزول عن الحسّ و یبقی فیها (س، ر، 62، 6)- الخیال و المصوّرة، و هی قوة مرتّبة أیضا فی آخر التجویف المقدّم من الدماغ، تحفظ ما قبله الحسّ المشترك من الحواس الجزئیة الخمسة، و تبقی فیها بعد غیبة المحسوسات (س، ف، 62، 1)

مضادة السطح و الجسم‌

- لیس تجتمع مضادة السطح مع مضادة الجسم فی جنس واحد حتی یمكن أن یكون منها شی‌ء واحد، و لا یمكن أن تجتمع هذه مع مضادة العدد فی شی‌ء و هی القلیل و الكثیر فلیس یمكن فی هذه أن تكون جزءا من عدد (ش، ت، 144، 14)

مضاف‌

- المضاف- ما ثبت بثبوته آخر (ك، ر، 167، 4)- أمّا الموجود لا مع طینة فالمضاف، لأنّ الأبوة و الأبنیة من المضاف كل واحد منهما إلی صاحبه و الموجود بوجوده، و الجزء و الكل، فإنّهما غیر مقارنة طینة فی وصفهما (ك، ر، 371، 1)- المضاف نوعان: النظیر و غیر النظیر. فالنظیر ما كان المضافان فی الأسماء سواء كالأخ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 802
و الجار و الصدیق، و غیر النظیر ما كان المضافان فی الأسماء مختلفین كالأب و الابن (ص، ر 1، 327، 8)- المضاف أبدا عارض لمقولة من البواقی فهو تابع لها فی قبول التنقّص و التزیّد (س، ن، 106، 4)- إن الأنواع من المضاف و إنها أمور لیست موجودة بذاتها إذ كان بیّنا من أمر المضاف أنه إنما یقال بالإضافة إلی شی‌ء و أنه إذا ارتفع الذی یضاف إلیه ارتفع. فأما أن الأنواع من المضاف فهو بیّن من حدودها، و ذلك أن النوع هو أخص كلّیین یلیق أن یجاب به فی جواب ما هو الشی‌ء كما قیل فی صناعة المنطق (ش، ت، 117، 9)- الحركات و الأعراض و المضاف و الحالات بیّن من أمرها أنها لیست تعرّف جواهر الأشیاء الموجودات أعنی المسمّاة جواهر (ش، ت، 279، 12)- إن أحد أنواع المضاف المحدود هو مثل الضعف و النصف و كل ما ضرب فی عدد إلی العدد الخارج، إذ كان العدد الخارج هو ضعف للعددین المضروبین أحدهما فی الآخر بقدر ما فی كل واحد منهما من الآحاد (ش، ت، 612، 5)- ما كان من المضاف الموجود فی العدد فمنه ما تكون الإضافة فیه محدودة مثل قولنا إن الضعف ضعف للنصف، و قولنا إن ضرب العدد فی عدد هو تضعیف أحدهما بقدر ما فی الثانی من الآحاد، و مثل قولنا الاثنان ضعف الواحد و الثّلاثة ثلاثة أضعاف الواحد، و كذلك سائر أنواع الأعداد المنسوبة إلی الواحد (ش، ت، 613، 5)- أما ما كان من نوع المضاف مثل المعقول و المعلوم و المحسوس فیقال فیه إنه من المضاف لأن ما هو من المضاف بجوهره عرض له، أعنی أن العقل الذی هو فی جوهره من المضاف لما عرض له أن كان مضافا للمعقول عرض للمعقول أن كان من المضاف لا أن الإضافة شی‌ء فی جوهر المعقول مثل ما هی فی جوهر العقل بل من جهة أن الإضافة عارض له. فهذا هو معنی قوله (أرسطو) فی أمثال هذه أنها من المضاف من قبل أن شیئا آخر من المضاف بجوهره یحمل علیها. فكأنه قال إن الإضافة نوعان: إضافة فی جوهر المضافین من الطرفین، و إضافة هی فی جوهر الواحد منهما و هی فی الثانی من قبل الأول و الصنف الأول كلاهما من المضاف بذاته.
و الثانی أحدهما هو من المضاف بذاته و الآخر من قبل غیره (ش، ت، 617، 14)- إن المضاف صنفان: أحدهما المضاف بذاته و هو الذی یكون وجود كل واحد منهما فی الإضافة، و الصنف الثانی المضاف من قبل غیره أعنی من قبل أن غیره أضیف إلیه مثل المحسوس و المعقول، فإن المعقول و المحسوس إنما صارا من المضاف لأن العقل و الحسّ اللذین هما مضافان بذاتهما أضیفا إلیهما لا أنهما من المضاف بذاته (ش، ت، 1345، 2)- إن المضاف علی نوعین: أحدهما المضافات بذاتها و هذه هی التی كل واحد منهما إنما الوجود له من حیث هو مضاف إلی الثانی و هذه المضافة هی التی تلحقها ضدّیة ما مثل القلیل و الكثیر، و الثانی التی لیست مضافة بذاتها و هی التی لیس یلحقها تضاد مثل العلم و المعلوم (ش، ت، 1345، 10)- إنه یلزم أن یكون الجوهر و المضاف داخلین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 803
تحت جنس واحد (ش، ت، 1507، 14)- إنّ المضاف قد یراد به الأمر الذی عرضت الإضافة له وحده، و قد یراد به نفس الإضافة وحده، و قد یراد به مجموع الأمرین (ر، م، 429، 18)- المضاف هو الذی تكون ماهیّته مقولة بالقیاس إلی غیره، و هذا الرسم تندرج فیه الإضافات و المضافات معا (ر، م، 430، 3)- أمّا المضاف فهو طبیعة غیر مستقلّة بنفسها بل هی تابعة لغیرها (ر، م، 593، 4)

مضافات‌

- بعض المضافات فی القوی الفاعلة و المنفعلة مثل المسخّن فإنه إنما یكتسب هذه الصفة بالإضافة إلی الشی‌ء الذی یسخّنه، و كذلك القاطع إلی المقطوع و بالجملة الفاعل إلی المفعول (ش، ت، 612، 14)- جمیع المضافات … هی مضافات: إما لأنها من العدد نفسه، و إما لأنها فی انفعالات العدد، و انفعالات العدد هی مثل الأقل و الأكثر و الزائد و الناقص و المساوی و لا مساو (ش، ت، 614، 17)- تقال المضافات أیضا بنوع آخر علی المساوی فی الكم و الشبیه فی الكیف و الهوهو فی الجوهر (ش، ت، 615، 4)- أما المضافات الداخلة فی جنس الفعل و الانفعال فهی إنما صارت فی باب المضاف بقوی فیها، یرید (أرسطو) إنها لیست مثل العدد لأن العدد لیس فیه فعل و لا انفعال (ش، ت، 616، 4)- أما المضافات التی فی العدد فلیس لها انفعالات و لا أعراض مثل الانفعالات و الأعراض الموجودة للأمور المتحرّكة (ش، ت، 616، 8)- من المضافات ما لا تكون مضافة إلّا فی أزمنة محدودة مثل الأشیاء الفاعلة و المفعولة التی تختص بأوقات محدودة مثل الذی یفعل فی وقت ما و لا یفعل فی آخر، و مثل فعل الذی هو فی الماضی و سیفعل الذی هو فی المستقبل أو الذی فی الآن (ش، ت، 616، 11)- جمیع المضافات التی هی فی العدد و القوی هی مضافة لأن إنیّة كل واحد منهما هو داخل فی المضاف علی شرع سواء و لیس لأن أحدهما داخل فی المضاف بذاته و الآخر لا فی المضاف بذاته بل لأن الآخر عرض له، أعنی الذی هو مضاف بذاته عرض لآخر صار مضافا من قبله (ش، ت، 617، 8)- من المضافات ما یقال بنوع العرض مثل الإنسان فإنه مضاف لأنه عرض له أن یكون ضعفا لشی‌ء ما و هذا أیضا للمضافات، و كذلك الأبیض عرض للشی‌ء الواحد أن یكون ضعفا و أبیض أیضا (ش، ت، 621، 1)- قال الشیخ (ابن سینا) تكاد أن تكون المضافات منحصرة فی أقسام المعادلة، و التی بالزیادة، و التی بالفعل و الانفعال و مصدرها من القوة، و التی بالمحاكاة (ر، م، 441، 14)

مضافات بذاتها

- المضافات التی تقال بذاتها: منها ما هی من هذا النوع (العام)، و منها ما یظن أنه دخل فیها من قبل أن جنسه هو داخل فیها مثل الطب فإنه یظن أنه من هذا النوع من المضاف، و ذلك أن جنسه لما كان من هذا النوع أعنی العلم ظنّ بالطب أنه من المضاف لأن ما جنسه مضاف فهو من المضاف (ش، ت، 620، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 804

مضافان‌

- قال أرسطوطالیس" إنّ المضافین هما اللذان الوجود لهما أنّهما مضافان بنوع من أنواع الإضافة". فلذلك إذا وجدنا شیئا منسوبا إلی شی‌ء بحرف من حروف النسبة، أو كان شكلهما أو شكل أحدهما شكل مضاف فی ذلك اللسان، فلیس ینبغی أن یقال إنّهما مضافان حتّی یكون اسماهما دالّین علیهما من حیث لهما ذلك النوع من الإضافة. فحینئذ ینبغی أن یقال إنّهما مضافان (ف، حر، 87، 9)- إنّ المضافین یدوران أحدهما علی الآخر و لا یتنافیان و هما فی الإضافة معا (ص، ر 1، 327، 17)- تبیّن أنه إذا وجد أحد المضافین بالفعل وجد الآخر بالفعل، مثل الأب و الابن، و إذا وجد أحدهما بالقوة وجد الآخر بالقوة (ش، م، 147، 11)- لیس فی المضافین حركة و لا فی الملكة و العدم (ش، سط، 79، 20)- من خواص المضافین … أن یوجدا معا بالقوة أو بالفعل، و متی وجد أحدهما وجد الآخر، و متی فسد أحدهما فسد الآخر، و ذلك ظاهر بالتأمل فإن الأب إنما هو أب بالفعل ما كان له ابن موجود، و كذلك الابن بما هو ابن ما كان له أب (ش، ن، 96، 4)- إن أحد المضافین (القوة و الفعل) یلزم من طباعه ضرورة أن یوجد كل واحد منهما فی تصوّر صاحبه، و أیضا فإن أحد المضافین متی أخذ كل واحد منهما فی تصوّر صاحبه فلیس یأخذ من أحدهما متقدّم علی الآخر من جهة ما تؤخذ أسباب الشی‌ء فی تصوّره، إذ كان و لا واحد من المضافین سببا للآخر و إنما هما فی الوجود معا، و لذلك یقترن مع تصوّر أحدهما تصوّر الآخر (ش، ما، 101، 7)- أما المضافان فلیس من شأنهما بما هما مضافان أن یوجد لهما المتوسط، إذ كان لیس من شرطهما أن یوجدا فی جنس واحد كالفاعل و المفعول الذی یمكن أن یكون أحدهما فی جنس و الآخر فی جنس، لكن ما كان من الإضافة یلحقها التضاد فقد یلفی لها متوسط، لكن ذلك من جهة التضاد لا من جهة الإضافة، كالمتوسط الذی بین الصغیر و الكبیر و بین الفوق و الأسفل (ش، ما، 125، 18)- إنّ المضافین إمّا أن یكون اسم كل واحد منهما دالّا بالتضمّن علی ما له من الإضافة، و إمّا أن یكون أحد المضافین اسمه یدلّ بالتضمّن علی ما له من الإضافة (ر، م، 430، 15)- خواص المضافین و هی اثنتان: فالأولی التكافؤ فی لزوم الوجود بالقوة أو بالفعل فی الذهن أو فی الخارج و فی العدم أیضا، فإنّ الأبوّة ملازمة للبنوّة و كذلك الأخوّة للأخوّة و إذا عدم أحدهما عدم الآخر (ر، م، 431، 9)

مطابقة

- من الواحد ما هو غیر حقیقی، و هو: إمّا بحسب شركة فی محمول، فما بحسب اتّحاد النوع یسمّی مشاكلة، و ما بحسب الجنس مجانسة، و ما بحسب الوضع مطابقة، و ما بحسب الكیف مشابهة، و ما بحسب الكم مساواة، و ما بحسب الإضافة یسمّی واحدا بالنسبة، كما یقال نسبة النفس إلی البدن كنسبة الملك إلی المدینة. و إمّا فی الموضوع كما یقال: الحلو و الأصفر واحد، أی موضوعهما واحد (سه، ل، 126، 3)- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 805
مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 14)

مطالب أصلیة

- إنّ المطالب الأصلیة أربعة: الأول: مطلب هل، و هو السؤال عن وجود الشی‌ء. و الثانی:
مطلب ما، و هو السؤال عن ماهیة الشی‌ء.
و الثالث: مطلب لم، و هو طلب العلّة.
و الرابع: مطلب رأی، و هو السؤال عن مطلب الشی‌ء الذی یفصله عن الجنس المشارك له (غ، ع، 24، 7)

مطالب تصدیقیة

- إنّ المطالب التصدیقیة علی أنحاء: فمنها ما یكون المطلوب فیه الیقین بطبعه، و منها ما یكون المطلوب فیه الظن و هو علی مراتب.
فینظر فی القیاس من حیث المطلوب الذی یفیده و ما ینبغی أن تكون مقدّماته بذلك الاعتبار و من أی جنس یكون من العلم أو من الظن، و قد ینظر فی القیاس لا باعتبار مطلوب مخصوص بل من جهة إنتاجه خاصة (خ، م، 388، 20)

مطالب علمیة

- المطالب العلمیة أربعة … : إمّا: " هل"، و إمّا: " ما"، و إمّا: " أیّ"، و إمّا: " لم" (ك، ر، 101، 5)

مطلب أی‌

- إنّ المطالب الأصلیة أربعة: الأول: مطلب هل، و هو السؤال عن وجود الشی‌ء. و الثانی:
مطلب ما، و هو السؤال عن ماهیة الشی‌ء.
و الثالث: مطلب لم، و هو طلب العلّة.
و الرابع: مطلب رأی، و هو السؤال عن مطلب الشی‌ء الذی یفصله عن الجنس المشارك له (غ، ع، 25، 1)

مطلب لم‌

- إنّ المطالب الأصلیة أربعة: الأول: مطلب هل، و هو السؤال عن وجود الشی‌ء. و الثانی:
مطلب ما، و هو السؤال عن ماهیة الشی‌ء.
و الثالث: مطلب لم، و هو طلب العلّة.
و الرابع: مطلب رأی، و هو السؤال عن مطلب الشی‌ء الذی یفصله عن الجنس المشارك له (غ، ع، 24، 10)

مطلب ما

- إنّ المطالب الأصلیة أربعة: الأول: مطلب هل، و هو السؤال عن وجود الشی‌ء. و الثانی:
مطلب ما، و هو السؤال عن ماهیة الشی‌ء.
و الثالث: مطلب لم، و هو طلب العلّة.
و الرابع: مطلب رأی، و هو السؤال عن مطلب الشی‌ء الذی یفصله عن الجنس المشارك له (غ، ع، 24، 9)- أمّا مطلب ما، فأیضا علی وجهین: أحدهما سؤال المتكلّم عن تفسیر لفظة، كما یقال ما العقار؟ فیقال الخمر. و الثانی طلب حقیقة الشی‌ء فی نفسه، كما یقال ما العقار؟ فیقال الشراب المسكر المعتصر من العنب (غ، ع، 25، 6)

مطلب هل‌

- إنّ المطالب الأصلیة أربعة: الأول: مطلب هل، و هو السؤال عن وجود الشی‌ء. و الثانی:
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 806
مطلب ما، و هو السؤال عن ماهیة الشی‌ء.
و الثالث: مطلب لم، و هو طلب العلّة.
و الرابع: مطلب رأی، و هو السؤال عن مطلب الشی‌ء الذی یفصله عن الجنس المشارك له (غ، ع، 24، 8)- أمّا مطلب هل، فعلی وجهین: أحدهما عن أصل الوجود، كقوله هل اللّه موجود؟ الثانی عن حال الشی‌ء، كقوله هل اللّه مرید؟ (غ، ع، 25، 3)

مطلق‌

- إنّ المطلق جزء من المخصوص (ر، م، 12، 11)- إنّ المطلق جزء من المقیّد (ر، م، 14، 14)- المطلق ما یدلّ علی واحد غیر معیّن (جر، ت، 233، 6)

مطلوب عقلی‌

- لیس كلّ مطلوب عقلی موجودا بالبرهان، لأنّه لیس لكل شی‌ء برهان، إذ البرهان فی بعض الأشیاء، و لیس للبرهان برهان، لأنّ هذا یكون بلا نهایة، إن كان لكل برهان برهان (ك، ر، 111، 15)

مطلوب فی الجملة

- كلّ مطلوب فی الجملة هو موضوع قضیّتین متقابلتین یقتسمان الصدق و الكذب اضطرارا لا یدری أیّهما الصادق علی التحصیل یفرض و یلتمس علم الصادق منهما. و هذان یقتسمان القضایا الاضطراریّة (ف، ط، 73، 7)

مطلوب من العلم‌

- كل مطلوب من العلم إمّا أن یطلب بالعقل فی المعقول، أو بالحسّ فی المحسوس (تو، م، 205، 7)

مطلوبات أوّل‌

- المطلوبات الأول عند الجمیع، و التی یراها الجمیع خیرات متشوّقة، و التی كأنّها متشوّقة مطلوبة بالطبع منذ أوّل الأمر، و التی لیس تتقدّمها مطلوبات أخر قبلها بالزمان، أربعة:
سلامة الأبدان، و سلامة الحواسّ، و سلامة القدرة علی معرفة تمییز الأشیاء التی بها سلامة هذه، و سلامة القوّة علی السعی فیما یكون به سلامة هذه (ف، ط، 59، 8)

مظنون‌

- المظنون هو الذی فیه التوقّف عن الحكم بالموافقة و اللاموافقة. و الغالب من الظنّ هو الذی تمیل النفس فیه إلی الحكم و لا تحكم به.
و الشكّ و الحیرة هو التوقّف بغیر میل (بغ، م 1، 399، 10)

معا

-" معا" یقال علی أنحاء كثیرة … أولاها بالتقدّم و هو المقصود هاهنا ما قیل فیهما إنهما معا فی المكان الأول لهما الذی هو نهایة الجسم المحیط بهما، من غیر أن یدخل بینهما شی‌ء من الجسم المحیط، و یلحق ما وجودهما مثل هذا الوجود أن یكون نهایتاهما معا و منطبقتین. و ما هما بهذه الحال فهما متماسّان و فرادی یقال مقابل معا (ش، سط، 83، 17)

معاد

- إنّ المعاد منه ما هو منقول من الشرع و لا سبیل إلی إثباته إلّا من طریق الشریعة و تصدیق خبر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 807
النبوّة و هو الذی للبدن عند البعث … و منه ما هو مدرك بالعقل و القیاس البرهانی و قد صدّقته النبوّة و هو السعادة و الشقاوة الثابتتان بالقیاس اللتان للأنفس (س، شأ، 423، 4)- الاتفاق فی هذه المسألة (المعاد) مبنی علی اتفاق الوحی فی ذلك، و اتفاق قیام البراهین الضروریة عند الجمیع علی ذلك، أعنی أنه قد اتفق الكل علی أن للإنسان سعادتین: أخراویة و دنیاویة، و انبنی ذلك عند الجمیع علی أصول یعترف بها عند الكل، منها أن الإنسان أشرف من كثیر من الموجودات. و منها أنه إذا كان كل موجود یظهر من أمره أنه لم یخلق عبثا، و أنه إنما خلق لفعل مطلوب منه، و هو ثمرة وجوده فالإنسان أحری بذلك (ش، م، 239، 7)- نجد أهل الإسلام فی فهم التمثیل الذی جاء فی ملّتنا فی أحوال المعاد ثلاث فرق: فرقة رأت أن ذلك الوجود هو بعینه هذا الوجود الذی هاهنا من النعیم و اللذة، أعنی أنهم رأوا أنه واحد بالجنس، و أنه إنما یختلف الوجودان بالدوام و الانقطاع، أعنی أن ذلك دائم، و هذا منقطع. و طائفة رأت أن الوجود متباین، و هذه انقسمت قسمین: طائفة رأت أن الوجود الممثّل بهذه المحسوسات هو روحانی، و أنه إنما مثّل به إرادة البیان. و لهؤلاء حجج كثیرة من الشریعة فلا معنی لتعدیدها. و طائفة رأت أنه جسمانی، لكن اعتقدت أن تلك الجسمانیة الموجودة هنا لك مخالفة لهذه الجسمانیة، لكون هذه بالیة و تلك باقیة. و لهذه أیضا حجج من الشرع (ش، م، 243، 14)

معارف‌

- المعارف إنما تحصل فی النفس بطریق الحس (ف، ج، 99، 2)- حصول المعارف للإنسان یكون من جهة الحواس و إدراكه للكلّیات من جهة إحساسه بالجزئیات و نفسه عالمة بالقوة. فالطفل نفسه قوة مستعدّة لأن تحصل لها الأوائل و المبادئ، و هی تحصل له من غیر استعانة علیها بالحواس بل تحصل له من غیر قصد و من حیث لا یشعر به (ف، ت، 3، 14)

معارف الإنسان‌

- إنّ معارف الإنسان فطریّة و غیر فطریّة (سه، ر، 18، 3)

معارف أول‌

- إن المعارف الأول لنا: إما الّا یكون فیها شی‌ء من معرفة الهویّة، و إما إن كان فشی‌ء یسیر لكن منها یتطرّق إلی معرفة الهویة التامة (ش، ت، 784، 4)

معارف عامیة

- المعارف المشتركة التی هی بادئ رأی الجمیع هی أسبق فی الزمان من الصنائع العملیّة و من المعارف التی تخصّ صناعة صناعة منها، و هذه جمیعا هی المعارف العامّیّة (ف، حر، 134، 19)

معارف مشتركة

- المعارف المشتركة التی هی بادئ رأی الجمیع هی أسبق فی الزمان من الصنائع العملیّة و من المعارف التی تخصّ صناعة صناعة منها، و هذه جمیعا هی المعارف العامّیّة (ف، حر، 134، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 808

معارف الناس‌

- معارف الناس بالقول المجمل علی التقریب تنقسم أصولها إلی الظنّ و الوهم، و الحدث و العقل، و الیقین و الشكّ، و الغالب و السابق، و الإیهام و الإیجاس و الخاطر و السّانح و اللائح (تو، م، 178، 3)

معان‌

- إنّ حدّ المعانی أنّها الصور المقصود بالحروف إلی الدلالة علیها (جا، ر، 109، 6)- المعانی تتفاضل فی العموم و الخصوص (ف، حر، 139، 15)- الألفاظ وسائط بین الناطق و السامع، فكلّما اختلفت مراتبها علی عادة أهلها كان وشیها أروع و أجهر، و المعانی جواهر النفس. فكلّما ائتلفت حقائقها علی شهادة العقل كانت صورتها أنصع و أبهر، و إذا وفیت البحث حقّه فإنّ اللفظ یجزل تارة و یتوسّط تارة، بحسب الملابسة التی تحصل له من نور النفس و فیض العقل و شهادة الحق و براعة النظم (تو، م، 145، 6)- الألفاظ تدل علی المعانی، و المعانی هی المسمّیات، و الألفاظ هی الأسماء، و أعم الألفاظ و الأسماء قولنا" الشی‌ء" (ص، ر 1، 24، 8)- إنّ المعانی فی الكلام كالأرواح، و ألفاظها أجساد لها، فلا سبیل إلی قیام الأرواح إلّا بالأجساد (ص، ر 3، 121، 2)- أصل المعانی أنّها المقالات المدلول بصحّتها فی الإخبار بها عن معرفة حقائقها و مقاصد طرائقها (ص، ر 3، 130، 4)- إنّ جمیع هذه المعانی و ما یتعاقبها من مدح أو ذمّ و یدخلها من صدق و كذب و بلاغة و حصر فلا بدّ من أن یقع علی مسمّی باسم من مدح أو ذمّ. و كل مسمّی باسم فیه مدح من سائر المعانی فهو واقع بین اثنین متضادّین: عدل بین حاستی جور. فالعلم واقع بین أمرین إمّا علم ما لا یجب أو جهل ما یجب فصار العدل بین حاسّتین إفراط و تفریط (ص، ر 3، 130، 12)- إنّ المعانی تنطق بها أفواه السوقة و العوام فی الأسواق و الطرق، و لكن قلّ من یحسن العبارة عنها و ربما أراد المعنی فعبّر عن غیره و هو یظنّ أنّه قد عبّر عنه (ص، ر 3، 132، 6)- المعانی هی الأصول و هی الاعتقاد الذی أول ما یتصوّر فی النفس، و الألفاظ هیولی لها.
و المعانی كالنفوس و الألفاظ كالأجسام، و المعانی كالأرواح و الحروف كالأبدان (ص، ر 3، 132، 8)- المعانی المدلول علیها بالألفاظ … ضربان:
كلیات و أشخاص. فالقوة التی بها تدرك الأشخاص هی القوة المتخیّلة … و أمّا الكلّیات فهی لقوة أخری و بیّن أنها لیست للحسّ (ج، ن، 148، 9)- اعتقد (أفلاطون) أن المعانی التی توجد لأشخاص نوع نوع واحدة بعینها و هی حدود الأشیاء هی أمور ضروریة خارج النفس و سمّاها صورا و مثلا، أی هی صور للأشیاء المحسوسة و مثل للطبیعة تنظر إلیها كما ینظر الصانع إلی صورة المصنوع و إلّا كان أی شی‌ء اتفق من أی شی‌ء اتفق و لم یكن عن منی الإنسان إنسان دائما و عن منی الفرس فرس دائما (ش، ت، 66، 15)- المعانی هی الصور الذهنیّة من حیث أنّه وضع بإزائها الألفاظ و الصورة الحاصلة فی العقل من حیث أنّها تقصد باللفظ سمّیت معنی، و من حیث أنّها تحصل من اللفظ فی العقل سمّیت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 809
مفهوما، و من حیث أنّه مقول فی جواب ما هو سمّیت ماهیّة، و من حیث ثبوته فی الخارج سمّیت حقیقة، و من حیث امتیازه من الأغیار سمّیت هویّة (جر، ت، 235، 19)

معان عامة

- إنّ المعانی العامّة لا وجود لها فی الأعیان كالحیوان مثلا و إنما وجودها فی الذهن فهی مقوّمة لوجودها فی الذهن (ف، ت، 19، 9)

معان مدركة

- المعانی المدركة صنفان: إما كلّی، و إما شخصی (ش، ن، 83، 14)

معان مفارقة فی الفهم‌

- إن المعانی المفارقة فی الفهم أعنی التی لا تفهم بالقیاس إلی غیرها كالحال فی الهیولی بل تفهم بذاتها أحق باسم الجوهر، و هو المعنی المعطی وجود هذا الشی‌ء المشار إلیه و هو الذی یدل علیه الحدّ. و لذلك یظن أن الصورة أیضا جوهر إذ كانت هی الماهیّة التی یدل علیها الحدّ و المجموع أیضا من الصورة و المادة جوهر، و أن هذین أحق باسم الجوهریة من الهیولی (ش، ت، 777، 8)

معان موجودة فی الشرع‌

- إن المعانی الموجودة فی الشرع توجد علی خمسة أصناف. و ذلك أنها تنقسم أولا إلی صنفین: صنف غیر منقسم، و ینقسم الآخر منهما إلی أربعة أصناف. فالصنف الأول الغیر منقسم هو أن یكون المعنی الذی صرّح به هو بعینه المعنی الموجود بنفسه. و الصنف الثانی المنقسم هو الّا یكون المعنی المصرّح به فی الشرع هو المعنی الموجود، و إنما أخذ بدله علی جهة التمثیل. و هذا الصنف ینقسم أربعة أقسام: أولها: أن یكون الذی صرّح بمثاله لا یعلم وجوده إلّا بمقاییس بعیدة مركّبة، تتعلّم فی زمان طویل و صنائع جمّة. و لیس یمكن أن تقبلها إلا الفطر الفائقة، و لا یعلم أن المثال الذی صرّح به فیه هو غیر الممثّل إلا بمثل هذا البعد الذی وصفنا. و الثانی: مقابل هذا، و هو أن یكون یعلم بعلم قریب منه الأمران جمیعا، أعنی كون ما صرّح به أنه مثال، و لما ذا هو مثال. و الثالث: أن یكون یعلم بعلم قریب أنه مثال لشی‌ء، و یعلم لما ذا هو مثال بعلم بعید.
و الرابع: عكس هذا، و هو أن یعلم بعلم قریب لما ذا هو مثال، و یعلم بعلم بعید أنه مثال. فأما الصنف الأول من الصنفین الأولین فتأویله خطأ بلا شك. و أما الصنف الأول من الثانی، و هو البعید فی الأمرین جمیعا فتأویله خاص فی الراسخین فی العلم، و لا یجوز التصریح به لغیر الراسخین. و أما المقابل لهذا، و هو القریب فی الأمرین، فتأویله هو المقصود منه و التصریح به واجب. و أما الصنف الثالث فالأمر لیس فیه كذلك، و أن هذا الصنف لم یأت فیه التمثیل من أجل بعده عن أفهام الجمهور، و إنما أتی فیه التمثیل، لتحریك النفوس إلیه … و أما الصنف الرابع، و هو المقابل لهذا، و هو أن یكون كونه مثالا معلوما بعلم بعید، إلّا أنه إذا سلّم أنه مثال ظهر عن قریب لما ذا هو مثال، ففی تأویل هذا أیضا نظر، أعنی عند الصنف الذین یدركون أنه إن كان مثالا فلما ذا هو، و لیس یدركون أنه مثال إلّا بشبهة و أمر مقنع، إذ لیسوا من العلماء الراسخین فی العلم (ش، م، 246، 6)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 810

معجز

- إنّ المعجز معجزان: أحدهما فی حال الامتناع، و الثانی فی باب الإمكان. و الامتناع ما دعا إلی فعل المحال، و الممكن فمثل القرآن و ما أشبه ذلك (جا، ر، 494، 5)- المعجز لیس یدلّ علی الرسالة لأنه لیس یدرك العقل ارتباطا بینهما، إلا أن یعترف أن المعجز فعل من أفعال الرسالة، كالإبراء الذی هو فعل من أفعال الطب. فإنه من ظهر منه فعل الإبراء دلّ علی وجود الطب، و أن ذلك طبیب (ش، م، 212، 13)- المعجز أمر خارق للعادة مقرون بالتحدّی مع عدم المعارضة (ر، مح، 157، 4)

معجز أهلی و مناسب‌

- التصدیق الواقع من قبل المعجز البرّانی هو طریق الجمهور فقط، و التصدیق من قبل المعجز المناسب طریق مشترك للجمهور و العلماء (ش، م، 222، 6)- الشرع إذا تؤمّل وجد أنه إنما اعتمد علی المعجز الأهلی و المناسب، لا المعجز البرّانی (ش، م، 222، 9)

معجز برّانی‌

- التصدیق الواقع من قبل المعجز البرّانی هو طریق الجمهور فقط، و التصدیق من قبل المعجز المناسب طریق مشترك للجمهور و العلماء (ش، م، 222، 5)

معدوم‌

- الفرق بین الهیولی و المعدوم أن الهیولی معدوم بالعرض موجود بالذات، و المعدوم معدوم بالذات موجود بالعرض إذ یكون وجوده فی العقل علی الوجه الذی یقال أنه متصوّر فی العقل (ف، ت، 16، 12)- إن قیل ما المعدوم؟ فیقال ما قابل هذه الأشیاء المذكورة فی الوجود (ص، ر 3، 360، 11)- إن الممكن یقال علی القابل و علی المقبول، و الذی یقال علی الموضوع یقابله الممتنع و الذی یقال علی المقبول یقابله الضروری.
و الذی یتصف بالإمكان الذی یقابله الممتنع لیس هو الذی یخرج من الإمكان إلی الفعل من جهة ما یخرج إلی الفعل، لأنه إذا خرج ارتفع عنه الإمكان و إنما یتصف بالإمكان من جهة ما هو بالقوة، و الحامل لهذا الإمكان هو الموضوع الذی ینتقل من الوجود بالقوة إلی الوجود بالفعل، و ذلك بیّن من حد الممكن، فإن الممكن هو المعدوم الذی یتهیأ أن یوجد و الّا یوجد، و هذا المعدوم الممكن لیس هو ممكنا من جهة ما هو معدوم و لا من جهة ما هو موجود بالفعل، و إنما هو ممكن من جهة ما هو بالقوة. و لهذا قالت المعتزلة إن المعدوم هو ذات ما، أعنی المعدوم فی نفسه، من جهة ما هو بالقوة، أعنی أنه من جهة القوة و الإمكان الذی له یلزم أن یكون ذاتا ما فی نفسه فإن العدم ذات ما (ش، ته، 77، 21)- الفاعل إنما هو فاعل من جهة ما هو موجود بالفعل، لأن المعدوم لا یفعل شیئا (ش، ته، 135، 1)- الموجود إنما یوجد عن موجود لا عن معدوم، و لذلك لیس یمكن أن یوجد المعدوم من ذاته، فإذا كان المحرّك للمعدوم و المخرج له من القوة إلی الفعل إنما یخرجه من جهة ما هو بالفعل، فواجب أن یكون نحو الفعل الذی فیه علی نحو الفعل المخرج له من العدم إلی الوجود (ش، ته، 151، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 811
- وجود المعدوم هو خروج ما بالقوة إلی الفعل (ش، ته، 190، 10)- المعدوم لا یتصف بنفی شی‌ء عنه أو بإیجابه (ش، ته، 225، 26)- المعدوم لا یعود بالشخص، و إنما یعود الموجود لمثل ما عدم، لا لعین ما عدم (ش، ته، 327، 10)- الموجود عند الجمهور إنما هو المحسوس، و المعدوم عندهم هو غیر المحسوس (ش، م، 175، 8)- إنّ المعدوم لیس بثابت (ر، م، 45، 5)- إنّ المعدوم لا یعاد (ر، م، 47، 18)- إنّ المعدوم إنّما یوصف بالإمكان إذا حضر فی العقل و حینئذ یكون موجودا من الموجودات الذهنیة، فصحّ وصفه بالإمكان أو الاستحالة (ر، م، 119، 6)- المعدوم إمّا أن یكون ممتنع الثبوت و لا نزاع فی أنّه نفی محض، و إمّا أن یكون ممكن الثبوت (ر، مح، 48، 2)- إدراك الحسّ موقوف علی وجود المحسوس، فإنّ المعدوم لا یحسّ. فتصوّر الفعل الجزئی من حیث هو جزئی موقوف علی وجوده (ط، ت، 277، 11)

معرفة

- المعرفة رسم المعروف فی نفس العارف بحال واحدة، لأنّها إن لم تكن بحال واحدة تتّحد بها نفس العارف و رسم المعروف، فلا معرفة (ك، ر، 135، 14)- المعرفة- رأی غیر زائل (ك، ر، 176، 6)- یقال: ما المعرفة؟ الجواب: هی رأی غیر زائل. و الرأی هو الظنّ مع ثبات القضیة عند القاضی فهو إذا سكون الظنّ (تو، م، 312، 8)- یقال: ما المعرفة؟ الجواب: هی إدراك صور الموجودات بما یتمیّز عن غیرها و لذلك هی بالمحسوسات ألیق لأنّها تحصل بالرسوم، و الرسوم مأخوذة من الأعراض و الخواص، و العلم بالمعقولات ألیق لأنّه یحصل بالحدود و المعانی الثابتة للشی‌ء (تو، م، 313، 1)- المعرفة منها ناقصة عامیة حاصلة بأوائل الأذهان، و منها تامة خاصّیة حاصلة بإمعان النظر و یمثل علی ذلك بنظیره فی المحسوسات كالمبصرات (بغ، م 1، 40، 23)- یقال معرفة لما یشعر به الواحد منّا فی سرّه مما لا یطّلع علیه غیره إلّا بأن یطلعه علیه بنطقه الإرادی و إشاراته الظاهرة من تمثّل ما أدركه بالبصر أو بالسمع أو بالذوق أو بالشمّ أو باللمس (بغ، م 1، 322، 19)- المعرفة تقال علی استثبات المحصول المدرك خصوصا إذا تكرّر إدراكه. فإنّ المدرك إذا أدرك شیئا فحفظ له محصولا فی نفسه ثم أدركه ثانیا و أدرك مع إدراكه له أنّه هو ذلك المدرك الأول قیل لذلك الإدراك الثانی بهذا الشرط معرفة (بغ، م 1، 395، 6)- العلم صفة إضافیة للعالم إلی المعلوم.
و الإدراك و المعرفة كذلك صفتان إضافیتان للمدرك إلی المدرك و للعارف إلی المعروف (بغ، م 2، 2، 9)- المعرفة و العلم عندنا صفتان إضافیتان لنفوسنا إلی الأشیاء التی نعرفها و نعلمها. و الأشیاء التی نعرفها و نعلمها أولا هی الموجودات فی الأعیان و معرفتنا و علمنا لها هی الصفة الإضافیة لها إلی الأذهان (بغ، م 2، 2، 11)- المعرفة و العلم باشتراك الاسم علیهما أعنی علی معرفة الأعیان الوجودیة و علی معرفة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 812
الصور الذهنیة الإضافیة و علمهما. و لكوننا نعبّر عن معارفنا و علومنا بعبارات لفظیة و عن الألفاظ بالكنایات، صار من العلوم علوم الألفاظ و علوم الكنایات، فكان أحق العلوم بالعلمیة و أولاها بمعنی العلم علم الأعیان الوجودیة. و یلیه فی ذلك علم الصور الإضافیة الذهنیة العلمیة لأنّها و إن لم تكن من الموجودات الأولیة التی تعلم أولا فهی صفات موجودة فی الأذهان (بغ، م 2، 2، 15)- المعرفة ما وضع لیدلّ علی شی‌ء بعینه و هی المضمرات و الأعلام و المبهمات، و ما عرّف باللام و المضاف إلی أحدهما. و المعرفة أیضا إدراك الشی‌ء علی ما هو علیه و هو مسبوقة بنسیان حاصل بعد العلم بخلاف العلم. و لذلك یسمّی الحقّ تعالی بالعالم دون المعارف (جر، ت، 236، 16)

معرفة الأشیاء

- معرفة الأشیاء بعلم كلّی هو علم ناقص لأنه علم لها بالقوة (ش، ته، 194، 15)

معرفة الأعراض‌

- معرفة الأعراض لعلم واحد من أجناس العلوم النظریة لا لعلوم كثیرة و هو العلم الناظر فی الجنس الذی توجد فیه الأعراض (ش، ت، 199، 15)- إن كان بعض البراهین تعطی وجود الشی‌ء و بعضها سبب الشی‌ء و علّته، فمعلوم أن علم الأعراض: إما أن یكون لأصناف البرهان الكلّی، و إما أن یكون لصنف واحد منها.
فمعرفة الأعراض إذا لعلم واحد (ش، ت، 200، 15)

معرفة الإنسان‌

- إنّ الإنسان، مهما قصد معرفة شی‌ء من الأشیاء، اشتاق إلی الوقوف علی حال من أحوال ذلك الشی‌ء، و تكلّف إلحاق ذلك الشی‌ء فی حالته تلك بما تقدّم معرفته. و لیس ذلك إلّا طلب ما هو موجود فی نفسه من ذلك الشی‌ء، مثل أنه متی اشتاق إلی معرفة شی‌ء من الأشیاء، هل هو حیّ أم لیس بحی، و قد تقدّم فحصل فی نفسه معنی الحیّ و معنی غیر الحیّ، فإنه یطلب بذهنه أو بحسّه أو بهما جمیعا أحد المعنیین، فإذا صادفه، سكن عنده و اطمأن به و التذّ بما زال عنه من أذی الحیرة و الجهل (ف، ج، 99، 7)

معرفة أولی‌

- إن عندنا معرفة أولی نفرّق بها بین ما یكذب فیه الحسّ و بین ما یصدق. و ذلك أنه لا نعتقد أن ما نراه من الأشیاء علی بعد هو بالحقیقة مثل ما نراه من قریب، و لا ما نحسّ من الطعوم و نحن مرضی بالحقیقة مثل ما نحسّ منها و نحن أصحّاء (ش، ت، 432، 12)

معرفة بالشی‌ء

- إن المعرفة بالشی‌ء لا تكون إلّا من قبل علله (ش، ت، 700، 11)

معرفة تامة

- العلم الیقینی و المعرفة التامة إنما تحصل لنا فی شی‌ء شی‌ء من الأمور بأن نعرف ذلك الشی‌ء بجمیع أسبابه الأول إلی أن ینتهی إلی أسبابه القریبة و اسطقساته (ش، سط، 29، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 813

معرفة حقائق الأشیاء

- إنّ المباحث و المطالب فی معرفة حقائق الأشیاء تسعة أنواع: أولها هل هو؟ و الثانی ما هو؟ و الثالث لم هو؟ و الرابع كم هو؟
و الخامس أی شی‌ء هو؟ و السادس كیف هو؟
و السابع أین هو؟ و الثامن متی هو؟ و التاسع من هو؟ و لكل سؤال من هذه السؤالات جواب خاص لا یشبه الآخر: فمن یتعاطی معرفة حقائق الأشیاء و یخبر عن عللها و أسبابها یحتاج إلی أن یكون قد عرف هذه المباحث التسعة و الجواب عن هذه السؤالات واحدة واحدة بحقّها و صدقها (ص، ر 3، 325، 14)- إنّ ملاك الأمر فی معرفة حقائق الأشیاء هو فی تصوّر الإنسان حدوث العالم، و كیفیة إبداع الباری تعالی العالم و اختراعه، إیّاه و كیفیة ترتیبه للموجودات و نظامه للكائنات بما علیه الآن لم كان ذلك (ص، ر 3، 326، 3)

معرفة ذاتیة

- المعرفة الذاتیة علی ضربین: إما معرفة البسائط بذواتها، و إما معرفة المركّبات بذاتیاتها التی هی الأجزاء التی تركّبت منها حقائقها كما یعرف الأبیض بأنّه جسم كثیف ملوّن بالبیاض و العرضیة تختلف بحسب الأعراض (بغ، م 2، 122، 15)

معرفة الشی‌ء الحقیقیة

- نعرف الشی‌ء المعرفة الحقیقیة إذا عرفناه بعلّته علی ما قیل فی كتاب البرهان (ش، ت، 13، 12)

معرفة ضروریة

- إن كان الصادق دائما إنما یلفی فی الأشیاء الموجودة فعلا، فإذن لا برهان فی الأشیاء الموجودة تارة فعلا و تارة قوة. و إذا لم یكن فی هذه برهان فلا سبیل لنا أیضا إلی علم وجود الأشیاء الموجودة فعلا دائما، إذ كانت المعرفة الضروریة إنما تحصل بالذات عن أمور ضروریة (ش، ما، 111، 19)

معرفة فی الكلّیة

- إن المعرفة فی الكلّیة فی جمیع الأشیاء (ش، ت، 400، 13)

معرفة اللّه‌

- معرفة اللّه علی التمام إنما تحصل بعد المعرفة بجمیع الموجودات (ش، م، 218، 12)

معرفة النفس الإنسانیة

- إنّ معرفتنا بالنفوس الإنسانیة التی هی ذواتنا و حقائقنا علی ضربین: من المعرفة، معرفة أولیة، و معرفة استدلالیة. و الأولیة هی معرفة الإنسان بنفسه فإنّ لكل إنسان علی ما قیل معرفة بنفسه أسبق من كل معرفة له بغیره و هی قبل و بعد و مع كل شعور … و المعرفة الاستدلالیة هی معرفة الإنسان لنفس غیره مستدلّا علیها بأفعاله و أحواله الموجودة فیه عنها، و معرفته التی من قبیلها بنفسه و بنفس غیره أتمّ من معرفته الأولی بنفسه (بغ، م 1، 364، 8)

معروف بنفسه‌

- لیس من شرط المعروف بنفسه أن یعترف به جمیع الناس، لأن ذلك لیس أكثر من كونه مشهورا، كما أنه لیس یلزم فیما كان مشهورا أن یكون معروفا بنفسه (ش، ته، 32، 22)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 814

معروف عرفانا یقینیّا

- كل ما كان معروفا عرفانا یقینیا و عاما فی جمیع الموجودات، فلا یوجد برهان یناقضه، و كل ما وجد برهان یناقضه، فإنما كان مظنونا به أنه یقین لا أنه كان یقینا فی الحقیقة (ش، ته، 33، 15)

معشوق أول‌

- لكل واحد من الأجرام الفلكیة عقل مفارق خاص له یشتاق إلی التشبّه به و لا یجوز أن یكون شوق الجمیع إلی واحد من جنس واحد، بل كل واحد له معشوق خاص مخالف لمعشوق الآخر، و الكل مشتركون فی أن المعشوق واحد- و هو المعشوق الأول (ف، ع، 13، 10)

معطی الحركة

- معطی الحركة هو فاعل للحركة حقیقة (ش، ته، 109، 23)- إذا كانت الأجرام السماویة لا یتم وجودها إلّا بالحركة فمعطی الحركة هو فاعل الأجرام السماویة (ش، ته، 109، 24)

معطی الرباط

- معطی الرباط هو معطی الوجود، و إذا كان كل مرتبط إنما یرتبط بمعنی فیه واحد و الواحد الذی به یرتبط إنما یلزم عن واحد هو معه قائم بذاته، فواجب أن یكون هاهنا واحد مفرد قائم بذاته و واجب أن یكون هذا الواحد إنما یعطی معنی واحدا بذاته، و هذه الوحدة تتنوع علی الموجودات بحسب طبائعها، و یحصل عن تلك الوحدة المعطاة فی موجود موجود وجود ذلك الموجود و تترقی كلها إلی الوحدة الأولی، كما تحصل الحرارة التی فی موجود من الأشیاء الحارة عن الحار الأول الذی هو النار و تترقّی إلیها (ش، ته، 113، 28)

معطی الوحدانیة

- معطی الوحدانیة التی هی شرط فی وجود الشی‌ء المركّب هو معطی وجود الأجزاء التی وقع منها التركیب، لأن التركیب هو علّة لها علی ما تبیّن، و هذه هی حال المبدأ الأول سبحانه مع العالم كله (ش، ته، 109، 25)

معقول‌

- إنّ المحسوس هو صور الأشخاص، و المعقول هو صور ما فوق الأشخاص، أعنی الأنواع و الأجناس (ك، ر، 302، 13)- المعقول من الشی‌ء هو وجود مجرّد من ذلك الشی‌ء (ف، ت، 9، 2)- لیس من شأن المحسوس من حیث هو محسوس أن یعقل، و لا من شأن المعقول من حیث هو معقول أن یحسّ و أن یتم الإحساس إلّا بآلة جسمانیة فیها تتشبّح صور المحسوسات شبحا مستصحبا للواحق غریبة و أن یستتمّ الإدراك العقلی بآلة جسمانیة. فإن المتصوّر فیها مخصوص و العام المشترك فیه لا یتقرّر فی منقسم بل الروح الإنسانیة التی تتلقّی المعقولات بالقبول جوهر غیر جسمانی بمتحیّز و لا بمتمكّن فی وهم و لا یدرك بالحسّ لأنه من حیّز الأمر (ف، ف، 15، 7)- كلّ معقول كان خارج النفس و هو بعینه كما هو فی النفس … هذا معنی أنّه صادق، فإنّ الصادق و الموجود مترادفان (ف، حر، 116، 5)- فی كل محسوس ظلّ من المعقول، و لیس فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 815
كل معقول ظلّ من الحسّ، و متی وجدنا شیئا فی الحسّ فله أثر عند العقل، به وقع التشبیه، و إلیه كان التشوّق، و به حدث المقدار (تو، م، 167، 13)- المعقول فی نهایته حسّ، و الحسّ یحتاج إلی ما ارتفع إلیه (تو، م، 182، 19)- لیس كلّ معقول یمكن أن یقسم إلی معقولات أبسط منه، فإنّ هاهنا معقولات هی أبسط المعقولات، و مبادئ للتركیب فی سائر المعقولات، و لیس لها أجناس و لا فصول، و لا هی منقسمة فی الكم، و لا هی منقسمة فی المعنی (س، ف، 83، 9)- إنّ المعقول هو الذی ماهیّته المجرّدة لشی‌ء (س، ن، 244، 5)- المعقول هو الذی یدرك فی المحسوسات و یقضی العقل أنه لیس فی المحسوسات بما هی محسوسات، مثل الخط المشار إلیه و السطح و الجسم. فإن هذه هی عناصر الأشكال ذوات الزوایا و غیر ذوات الزوایا (ش، ت، 913، 13)- إن المضاف صنفان: أحدهما المضاف بذاته و هو الذی یكون وجود كل واحد منهما فی الإضافة، و الصنف الثانی المضاف من قبل غیره أعنی من قبل أن غیره أضیف إلیه مثل المحسوس و المعقول، فإن المعقول و المحسوس إنما صارا من المضاف لأن العقل و الحسّ اللذین هما مضافان بذاتهما أضیفا إلیهما لا أنهما من المضاف بذاته (ش، ت، 1345، 5)- إن الجواهر نوعان: جوهر قائم بذاته لیس یمكن فیه أن یخلو من الأعراض و هذا هو الجوهر الحامل للأعراض، و جوهر قائم بذاته و هو خلو من جمیع الأعراض و الأول هو المحسوس و هذا هو المعقول (ش، ت، 1534، 2)- إنما یصیر المعقول و العقل شیئا واحدا إذا عقل لأن القابل و المقبول من العقل كلاهما عقل.
و لذلك كان العاقل و المعقول من العقل یرجعان إلی شی‌ء واحد و إنما تتفرّق هذه باعتبار الأحوال الموجودة فی العقل، و ذلك إن من حیث هو یتصوّر المعقول قیل فیه إنه عاقل، و من حیث هو متصوّر بذاته قیل إن العاقل هو العقل نفسه بخلاف ما یعقل بغیره، و من حیث أن المتصوّر هو المتصوّر نفسه، قیل إن العقل هو المعقول (ش، ت، 1617، 12)- لیس یمتنع فیما هو بذاته عقل و معقول أن یكون علّة لموجودات شتی من جهة ما یعقل منه أنحاء شتی، و ذلك إذا كانت تلك العقول تتصوّر منه أنحاء مختلفة من التصوّر (ش، ت، 1649، 5)- لیست إنیّة العقل هی هی و التعقّل الذی هو فعل العقل منا و المعقول منا شیئا واحدا من جمیع الوجوه. و السبب فی ذلك أن المعقول منا هو غیر العاقل، و أما العقول التی فی غیر هیولی فإنه یلزم أن یكون المعقول منها و العقل و فعل العقل شیئا واحدا بعینه (ش، ت، 1701، 11)- المعقول من الأشیاء التی لیست فی هیولی أحری بأن یكون العقل عنه لیس هو غیر المعقول (ش، ت، 1702، 11)- المعقول إنما یلحق الشی‌ء من جهة ما هو بالفعل بل عقلها أبدا إنما یكون بالمناسبة، و ذلك فی المادة الأولی أو من حیث عرض لها أن فعلا ما و هی المواد الخاصّة بموجود موجود (ش، ما، 74، 3)- أرسطو لمّا تفصّل له وجود الصور المعقولة من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 816
وجودها المحسوس و أن المعقول لیس له وجود خارج الذهن بما هو معقول و إنما وجودها خارج الذهن بما هی محسوسة، و تبیّن له أن أعم الأمور المحسوسة هی المقولات العشر، و كان قد یظهر من أمر مقولات الأعراض أن فی كل جنس منها واحدا هو السبب فی وجود سائر الأنواع الموجودة فی ذلك الجنس و فی تقدیرها، مثال ذلك فی اللون الأبیض هو السبب فی وجود سائر الألوان و فی تقدیرها، فإن السواد هو أن یكون عدم البیاض أولی من أن یكون شیئا بذاته … رأی أن من الواجب أن یكون فی مقولة الجوهر شی‌ء بهذه الصفة (ش، ما، 120، 1)- المعقول كمال العاقل و صورته (ش، ما، 153، 14)- كل ما هو معقول فهو ممتاز عن غیره، و إلّا لم یكن هو بكونه معقولا أولی من غیره (ط، ت، 228، 17)

معقول الحركة

- معقول الحركة لیس بحركة (ش، ت، 150، 16)

معقول الشی‌ء

- إن معقول الشی‌ء هو الشی‌ء (ش، ما، 87، 13)

معقول عام‌

- إذا كانت الأجناس و الأنواع أمورا قائمة بذاتها، إنه یلزم أن تكون متقدّمة علی الاسطقسّات التی منها تركّبت الأشیاء الداخلة تحت ذلك الجنس لأنّ المعقول العام یكون متقدّما بالسببیة و الزمان علی الشی‌ء الذی تحته (ش، ت، 118، 9)

معقول العقل‌

- یلزم الّا یكون معقول العقل الفاعل للعقل الفعّال شیئا أكثر من معقول العقل الفعّال، إذ كان و إیّاه واحدا بالنوع، إلّا أنه یكون بجهة أشرف (ش، ما، 156، 12)

معقول كلّی‌

- كلّ معقول كلّیّ له أشخاص غیر أشخاص المعقول الآخر (ف، حر، 137، 8)

معقول مجرّد

- المعقول المجرّد، یحصل فی النفس للإنسان … و یكون مجرّدا عن الوضع، و عن المقدار، فتجریده لا یخلو: إمّا أن یكون باعتبار محلّه، أو باعتبار ما منه حصل (غ، م، 367، 12)

معقول المحسوس‌

- أمّا المعقول المحسوس، فما یدركه النظر بالبحث (تو، م، 182، 10)

معقول محض‌

- أمّا المعقول المحض، فما للفلك بأسره (تو، م، 182، 8)

معقولات‌

- المعقولات التی تحصل فی القوّة العقلیّة العملیّة و التی تحصل فی الجزء النظریّ بالمشیئة و الفكر لیس یمكن أن لا یكون قد أعدّ قبل ذلك فیها معقولات هی مبادئ بالطبع فتستعمل فی أن تحصل المعقولات الأخر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 817
(ف، ط، 127، 11)- لا یجوز أن تكون المعقولات منحصرة فی شی‌ء متجزّئ أو ذی وضع (ف، ع، 17، 10)- المعقولات و الأقاویل التی بها تكون العبارة عنها یسمّیها القدماء" النطق و القول": فیسمّون المعقولات القول، و النطق الداخل المركوز فی النفس و الذی یعبّر به عنها القول، و النطق الخارج بالصوت و الذی یصحّح به الإنسان الرأی عند نفسه هو القول المركوز فی النفس، و الذی یصحّحه به عند غیره هو القول الخارج بالصوت (ف، ح، 60، 6)- العقل الذی هو بالقوة هو نفس ما، أو جزء نفس، أو قوة من قوی النفس، أو شی‌ء ما ذاته معدّة، أو مستعدة لأن تنتزع ماهیّات الموجودات كلها و صورها دون موادها، فتجعلها كلها صورة لها أو صورا لها. و تلك الصور المنتزعة عن المواد لیست تصیر منتزعة عن موادها التی فیها وجودها إلّا بأن تصیر صورا لهذه الذات. و تلك الصور المنتزعة عن موادّها الصائرة صورا فی هذه الذات هی المعقولات (ف، عق، 13، 3)- أمّا جلّ المعقولات التی یعقلها الإنسان من الأشیاء التی هی فی موادّ، فلیست تعقلها الأنفس السماویّة لأنّها أرفع رتبة بجواهرها عن أن تعقل المعقولات التی هی دونها (ف، سم، 34، 11)- المعقولات بذواتها هی الأشیاء المفارقة للأجسام و التی لیس قوامها فی مادّة أصلا، و هذه هی المعقولات بجواهرها. فإنّ جواهر هذه إنّما تعقل و تعقل: فإنّها تعقل من جهة ما تعقل، و المعقول منها هو الذی یعقل، و لیست سائر المعقولات كذلك (ف، سم، 34، 17)- المعقولات التی هی فی أنفسنا ناقصة، و تصوّرنا لها ضعیف (ف، أ، 34، 7)- المعقولات التی شأنها أن ترتسم فی القوة الناطقة، منها المعقولات التی هی فی جواهرها عقول بالفعل و معقولات بالفعل: و هی الأشیاء البریئة من المادة، و منها المعقولات التی لیست بجواهرها معقولة بالفعل، مثل الحجارة و النبات و بالجملة كل ما هو جسم أو فی جسم ذی مادة، و المادة نفسها و كل شی‌ء قوامه بها. فإن هذه لیست عقولا بالفعل و لا معقولات بالفعل (ف، أ، 82، 4)- إنّ المعقولات التی هی فی أوائل العقول لیست شیئا سوی رسوم المحسوسات الجزئیات الملتقطة بطریق الحواس من الأشخاص المجتمعة فی فكر النفس المسمّی أنواعا و أجناسا (ص، ر 3، 392، 11)- المعقولات إمّا أن تكون أزلیة أو حادثة (ج، ن، 149، 12)- المعقولات هی لجمیع أنواع الجوهر، و الإنسان هو نوع من أنواعها. فمعقول الإنسان هو صورته العامة، و هو أخلص الروحانیات روحانیة (ج، ر، 92، 18)- المعقولات التی هی أجناس و أنواع لیس من شأنها أن تكون صورا قائمة بذاتها و مثلا علی ما یقول قوم، و لا هی أیضا أمور متوسطة بین الصور و المحسوسات كما یقول قوم فی معقولات التعالیم من قبل أنها تعلیمیات أی من قبل أنه لا یظهر فی حدودها المادة، و لا هی أیضا صور للأشیاء الفاسدة علی ما یزعم القائلون بالصور (ش، ت، 153، 6)- كثرة المعقولات فی العقل الواحد بعینه كالحال فی العقل منا هو شی‌ء تابع للتغایر الذی یوجد فیه أی بین العقل و المعقول منا، لأنه إذا اتّحد العقل و المعقول اتّحادا تامّا لزم أن تتحد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 818
المعقولات الكثیرة التی لذلك العقل فتصیر و ذلك العقل شیئا واحدا و بسیطا من جمیع الوجوه، لأنه إذا بقیت المعقولات الحاصلة فی العقل الواحد كثیرة فلم تتّحد إذا بذاته فذاته إذا غیرها (ش، ت، 1706، 4)- المعقولات (تقال) علی العقل الذی بالقوة، و هو قدیم عند أكثرهم (من الفلاسفة). و منها ما لا یجوز، و خاصة عند بعض القدماء دون بعض (ش، ته، 28، 20)- المعقولات علّة إدراك العقل (ش، ته، 263، 17)- المعقولات لیس محلّها جسما من الأجسام و لا القوة علیها قوة فی جسم فلزم أن یكون محلها قوة روحانیة تدرك ذاتها و غیرها (ش، ته، 308، 20)- المعقولات إذا تؤمّلت ظهر أن السبب فی وجودها كون المعقولات عامة النسبة الشخصیة التی توجد لسائر قوی النفس، و هی أن لا تكون للمعقول منها فی غایة المقابلة للموجود علی ما علیه الأمر فی الصور الشخصیة، و لهذا متی استعملنا هذه الخواص دلائل لم تفض بنا إلی أكثر من هذه المعرفة (ش، ن، 93، 11)- إذا تؤمّل كیف حصول … المعقولات لنا و بخاصة المعقولات التی تلتئم منها المقدّمات التجریبیة ظهر أنّا مضطرون فی حصولها لها أن نحسّ أولا ثم نتخیّل، و حینئذ یمكننا أخذ الكلی. و لذلك من فاتته حاسة ما من الحواس فاته معقول ما. فإن الأكمه لیس یدرك معقول اللون أبدا، و لا یمكن فیه إدراكه (ش، ن، 94، 10)- المعقولات غیر متناهیة و المحسوسات قلیلة (ر، ل، 116، 21)

معقولات إرادیة

- یلزم فی الأشیاء المعقولة التی تدوم واحدة بالنوع إذا احتیج إلی إیجادها خارج النفس أن تقترن بها الأحوال و الأعراض التی شأنها أن تقترن بها إذا أزمعت أن توجد بالفعل خارج النفس، و ذلك عام فی المعقولات الطبیعیة التی توجد و تدوم واحدة بالنوع، و فی المعقولات الإرادیة، غیر أن المعقولات الطبیعیة التی توجد خارج النفس إنما توجد عن الطبیعة و تقترن بها تلك الأعراض بالطبیعة (ف، س، 17، 16)- أما المعقولات التی یمكن أن توجد خارج النفس بالإرادة فإن الأعراض و الأحوال التی تقترن بها مع وجودها هی أقصی الإرادة و لا یمكن أن توجد إلّا و تلك مقترنة بها، و كل ما شأنه أن یوجد بالإرادة فإنه لا یمكن أن یوجد أو یعلم أولا. فلذلك یلزم متی كان شی‌ء من المعقولات الإرادیة مزمعا أن یوجد بالفعل خارج النفس أن یعلم أوّلا الأحوال التی من شأنها أن تقترن به عند وجوده (ف، س، 18، 3)

معقولات الأشیاء

- إن أرسطاطالیس یری أن معقولات الأشیاء هی مفهمات جواهر الأشیاء و لیس هی جواهر الأشیاء (ش، ت، 150، 18)- لما كانت معقولات الأشیاء هی حقائق الأشیاء، و كان العقل لیس شیئا أكثر من إدراك المعقولات، كان العقل منا هو المعقول بعینه من جهة ما هو معقول، و لم یكن هنا لك مغایرة بین العقل و المعقول إلّا من جهة أن المعقولات هی معقولات أشیاء لیست فی طبیعتها عقلا و إنما تصیر عقلا بتجرید العقل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 819
صورها من المواد. و من قبل هذا لم یكن العقل منا هو المعقول من جمیع الجهات (ش، ته، 193، 24)

معقولات أول‌

- المعقولات الأولی … هی مشتركة لجمیع الناس، مثل أن الكلّ أعظم من الجزء، و أن المقادیر المساویة للشی‌ء الواحد متساویة (ف، أ، 84، 5)- المعقولات الأول المشتركة ثلاث أصناف:
صنف أوائل للهندسة العلمیة، و صنف أوائل یوقف بها علی الجمیل و القبیح مما شأنه أن یعمله الإنسان، و صنف أوائل یستعمل فی أن یعلم بها أحوال الموجودات التی لیس شأنها أن یفعلها الإنسان و مبادیها و مراتبها، مثل السماوات و السبب الأول و سائر المبادی الأخر، و ما شأنها أن یحدث عن تلك المبادی (ف، أ، 84، 8)- وضعوا (الفلاسفة) قانونا یهتدی به العقل فی نظره إلی التمییز بین الحق و الباطل و سمّوه بالمنطق. و محصّل ذلك أنّ النظر الذی یفید تمییز الحق من الباطل إنّما هو للذهن فی المعانی المنتزعة من الموجودات الشخصیة، فیجرّد منها أولا صورا منطبقة علی جمیع الأشخاص كما ینطبق الطابع علی جمیع النقوش التی ترسمها فی طین أو شمع. و هذه المجرّدة من المحسوسات تسمّی المعقولات الأوائل (خ، م، 428، 27)- المعقولات الأول أقرب إلی مطابقة الخارج لكمال الانطباق فیها (خ، م، 430، 16)

معقولات بالفعل‌

- العقل بالفعل، فإذا حصلت فیه المعقولات التی انتزعها عن المواد صارت تلك المعقولات معقولات بالفعل و قد كانت من قبل أن تنتزع عن موادها معقولات بالقوة. و هی إذا انتزعت حصلت معقولات بالفعل بأن حصلت صورا لتلك الذات، و تلك الذات إنما صارت عقلا بالفعل التی هی بالفعل معقولات بأنها معقولات بالفعل و إنها عقل بالفعل شی‌ء واحد بعینه (ف، عق، 15، 8)

معقولات بالقوة

- تصیر المعقولات التی بالقوة معقولات بالفعل إذا حصلت معقولة للعقل بالفعل. و هی تحتاج إلی شی‌ء آخر ینقلها من القوة إلی أن یصیّرها بالفعل. و الفاعل الذی ینقلها من القوة إلی الفعل هو ذات ما جوهره عقل ما بالفعل و مفارق للمادة. فإن ذلك العقل یعطی العقل الهیولانی، الذی هو بالقوة عقل، شیئا ما بمنزلة الضوء الذی تعطیه الشمس البصر (ف، أ، 82، 16)

معقولات ثوان‌

- المجرّدات كلّها من غیر المحسوسات هی من حیث تألیف بعضها مع بعض لتحصیل العلوم منها تسمّی المعقولات الثوانی (خ، م، 429، 5)

معقولات خارج النفس‌

- أما المعقولات التی یمكن أن توجد خارج النفس بالإرادة فإن الأعراض و الأحوال التی تقترن بها مع وجودها هی أقصی الإرادة و لا یمكن أن توجد إلّا و تلك مقترنة بها، و كل ما شأنه أن یوجد بالإرادة فإنه لا یمكن أن یوجد أو یعلم أولا. فلذلك یلزم متی كان شی‌ء من
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 820
المعقولات الإرادیة مزمعا أن یوجد بالفعل خارج النفس أن یعلم أوّلا الأحوال التی من شأنها أن تقترن به عند وجوده (ف، س، 17، 19)

معقولات صادقة

- أما أن الإمكان یستدعی مادة موجودة فذلك بیّن، فإن سائر المعقولات الصادقة لا بد أن تستدعی أمرا موجودا خارج النفس، إذ كان الصادق كما قیل فی حدّه: إنه الذی یوجد فی النفس علی ما هو علیه خارج النفس. فلا بد فی قولنا فی الشی‌ء: إنه ممكن أن یستدعی هذا الفهم شیئا یوجد فیه هذا الإمكان (ش، ته، 76، 23)

معقولات طبیعیة

- یلزم فی الأشیاء المعقولة التی تدوم واحدة بالنوع إذا احتیج إلی إیجادها خارج النفس أن تقترن بها الأحوال و الأعراض التی شأنها أن تقترن بها إذا أزمعت أن توجد بالفعل خارج النفس، و ذلك عام فی المعقولات الطبیعیة التی توجد و تدوم واحدة بالنوع، و فی المعقولات الإرادیة، غیر أن المعقولات الطبیعیة التی توجد خارج النفس إنما توجد عن الطبیعة و تقترن بها تلك الأعراض بالطبیعة (ف، س، 17، 15)

معقولات عملیة

- إن هذه المعقولات العملیة، سواء كانت معقولات قوی أو مهن حادثة و موجودة فینا أولا بالقوة و ثانیا بالفعل، فذلك من أمرها بیّن، فإنه یظهر عند التأمل أن جلّ المعقولات الحاصلة منها إنما تحصل بالتجربة و التجربة إنما تكون بالإحساس أولا و التخیّل ثانیا. و إذا كان ذلك كذلك فهذه المعقولات إذن مضطرة فی وجودها إلی الحس و التخیّل فهی ضرورة حادثة بحدوثها و فاسدة بفساد التخیّل (ش، ن، 85، 18)

معقولات كثیرة

- كثرة المعقولات فی العقل الواحد بعینه كالحال فی العقل منا هو شی‌ء تابع للتغایر الذی یوجد فیه أی بین العقل و المعقول منا، لأنه إذا اتّحد العقل و المعقول اتّحادا تامّا لزم أن تتحد المعقولات الكثیرة التی لذلك العقل فتصیر و ذلك العقل شیئا واحدا و بسیطا من جمیع الوجوه، لأنه إذا بقیت المعقولات الحاصلة فی العقل الواحد كثیرة فلم تتّحد إذا بذاته فذاته إذا غیرها (ش، ت، 1706، 7)

معقولات كلّیة

- المعقولات الكلّیة … لیست تقبل الانقسام … إذ كانت لیست صورا شخصیة (ش، ته، 308، 19)

معقولیة

- معقولیة الشی‌ء بعینها هی وجوده المجرّد عن المادة و علائقها. فإذا وجد الشی‌ء هذا النحو من الوجود فی الأعیان كان معقولا لذاته، و إن كان فی الذهن و لم یكن مجرّدا فی الأعیان كان معقولا لذاته (ف، ت، 9، 5)

معلّم أول‌

- إنّ المعلّم الأول هو العالم الأول (بغ، م 2، 134، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 821

معلول‌

- العلّة و المعلول إنّما هما مقولان علی شی‌ء له وجود ما (ك، ر، 123، 10)- لیس من معلول طبیعی و لا صناعی تنقطع عنه علّته إلّا فسد و باد، كالحیّ فإنّه إذا فارقته حیاته باد و فسد، و كالنامی إذا فارقه النماء باد و فسد، و كذلك الصناعات و التجارات و البناء (تو، م، 333، 10)- لا یكون المعلول قبل العلّة (ص، ر 1، 354، 2)- إن كانت العلّة قبل المعلول بالعقل حتی ربما یشكّل فلا تتبیّن العلّة من المعلول، مثال ذلك إذا سئل من یتعاطی علم الهیئة ما علّة طول النهار فی بلد دون بلد فیقول كون الشمس فوق الأرض هناك زمانا أطول (ص، ر 1، 354، 4)- الأعراض الملازمة لا تفارق الأشیاء التی هی لازمة لها كما أنّ العلّة لا تفارق معلولها، و ذلك أنّه متی حكم علی شی‌ء بأنّه معلول فقد وجب أنّ له علّة فاعله له (ص، ر 1، 354، 20)- ما المعلول؟ هو الذی لكونه سبب من الأسباب (ص، ر 3، 336، 24)- كم المعلول؟ أربعة أنواع و هی: المصنوعات كلها: فمنها مصنوعات بشریة حیوانیة، و منها طبیعیة و هی المعادن و النبات و الحیوان، و منها نفسانیة بسیطة و هی الأفلاك و الكواكب و الأركان، و منها الروحانیة الإلهیة و هی الهیولی و الصورة المجرّدة و النفس و العقل (ص، ر 3، 337، 2)- إن قیل ما المعلول؟ فیقال هو الذی لوجوده سبب من الأسباب (ص، ر 3، 360، 15)- المعلول كل ذات وجوده بالفعل من وجود غیره و وجود ذلك الغیر لیس من وجوده (س، ح، 41، 3)- إنّ المعلول یحتاج إلی مفیده الوجود لنفس الوجود بالذات، لكن الحدوث و ما سوی ذلك أمور تعرض له، و أنّ المعلول یحتاج إلی مفیده الوجود دائما سرمدا ما دام موجودا (س، شأ، 263، 16)- إنّ كل معلول فله مبدأ (س، شأ، 283، 14)- إنّ العلّة كحركة یدك بالمفتاح، و إذا رفعت، رفع المعلول، كحركة المفتاح. و أما المعلول فلیس إذا رفع، رفعت العلّة، فلیس رفع حركة المفتاح هو الذی یرفع حركة یدك، و إن كان معه (س، أ 1، 215، 7)- رفع العلّة متقدّم علی رفع المعلول بالذات، كما فی إیجابهما و وجودهما (س، أ 1، 215، 11)- وجود المعلول متعلّق بالعلّة، من حیث هی علی الحال التی بها تكون علّة، من طبیعة، أو إرادة، أو غیر ذلك أیضا، من أمور یحتاج إلی أن تكون من خارج، و لها مدخل فی تتمیم كون العلّة علّة بالفعل. مثل الآلة: حاجة النجّار إلی القدوم. أو المادة: حاجة النجّار إلی الخشب.
أو المعاون: حاجة النشّار إلی نشّار آخر. أو الوقت: حاجة الآدمی إلی الصیف. أو الداعی: حاجة الآكل إلی الجوع. أو زوال المانع: حاجة الغسّال إلی زوال الدّجن (س، أ 2، 90، 5)- عدم المعلول متعلّق بعدم كون العلّة علی الحالة التی هی بها علّة بالفعل، سواء كانت ذاتها موجودة لا علی تلك الحالة، أو لم تكن موجودة أصلا (س، أ 2، 93، 1)- للعلّة علی المعلول تقدّم عقلیّ لا زمانیّ، و قد یكونان فی الزمان معا، كالكسر مع الانكسار، فنقول" كسر فانكسر" دون العكس (سه، ر،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 822
63، 4)- إنّ وجود المعلول یتعلّق بالعلّة من حیث أنّها علی الجهات التی هی بها علّة من وجود ما ینبغی و عدم ما لا ینبغی كالحاجة إلی معاون، أو وقت، أو إرادة، أو داع موجب للإرادة (سه، ل، 133، 20)- الفلاسفة قد سلّموا له (للغزالی) أنهم إنما یعنون بأن اللّه فاعل أنه علّة له فقط، و أن العلة مع المعلول، و هذا انصراف منهم عن قولهم الأول لأن المعلول إنما یلزم عن العلّة التی هی له علّة علی طریق الصورة أو علی طریق الغایة، و أما المعلول فلیس یلزم عن العلّة التی هی علّة فاعلة بل قد توجد العلّة الفاعلة و لا یوجد المعلول (ش، ته، 109، 12)- إنّ المعلول إنّما یتكثّر إمّا لكثرة فی ذات العلّة، و إمّا لاختلاف القوابل، و إمّا لاختلاف الآلات، و إمّا لترتّب المعلومات (ر، م، 352، 7)- حصول العلّة عند حصول المعلول (ر، م، 477، 8)- المعلول لمّا كان فی ذاته ممكن الوجود، و العدم فلمّا ترجّح أحد طرفیه علی الآخر احتاج إلی المرجّح … فإذا لا بدّ من حصول المرجّح حال حصول الترجیح (ر، م، 477، 9)- المعلول لا یمكن أن یكون أتمّ وجودا من علّته (ط، ت، 149، 5)

معلول أول‌

- لا یجوز أن یكون المعلول الأول صورة مادیة أصلا و لا أن یكون مادة أظهر (س، شأ، 405، 7)

معلول بذاته‌

- إنّ المعلول بذاته ممكن الوجود، و بالأول واجب الوجود، و وجوب وجوده بأنّه عقل، و هو یعقل ذاته، و یعقل الأول ضرورة، فیجب أن یكون فیه من الكثرة معنی عقله لذاته ممكنة الوجود فی حیّزها، و عقله وجوب وجوده من الأول المعقول بذاته، و عقله للأول، و لیست الكثرة له عن الأول (س، شأ، 405، 16)

معلول صناعی‌

- لكل معلول صناعی أربع علل: إحداها علّة هیولانیة، و الثانیة علّة صوریة، و الثالثة علّة فاعلیة، و الرابعة علّة تمامیة. مثال ذلك الكرسی و الباب و السریر، فإنّ العلّة الهیولانیة فیها الخشب، و العلّة الصوریة الشكل و التربیع، و العلّة الفاعلیة النجّار، و العلّة التمامیة للكرسی القعود علیه و للسریر النوم علیه و للباب لیغلق علی الدار (ص، ر 1، 201، 14)

معلولات‌

- إذا اعتبرت العلل و المعلولات بطریق الكلّیة وجدت صور الجواهر المختلفة بالجنس عللا لأشیاء مختلفة بالجنس و أسطقسّات مختلفة بالجنس لأشیاء مختلفة بالجنس مثل علل الأشیاء التی هی فی أجناس مختلفة، مثل علل الألوان و الأضداد و الجواهر فإنها مختلفة بالجنس (ش، ت، 1546، 4)

معلولان متماثلان‌

- المعلولان المتماثلان یجوز تعلیلهما بعلّتین مختلفتین … إنّ السواد و البیاض مع اختلافهما یشتركان فی المخالفة و المضادّة (ر، مح، 107، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 823

معلوم‌

- التعلّم لیس شیئا سوی الطریق من القوة إلی الفعل، و التعلیم لیس شیئا سوی الدلالة علی الطریق، و الأستاذون هم الأدلّاء و تعلیمهم هو الدلالة، و التعلّم هو الطریق و المعلوم هو المطلوب المدلول علیه (ص، ر 1، 225، 7)- تغیّر المعلوم یوجب تغیّر العلم، فإنّ حقیقة ذات العلم تدخل فیه الإضافة إلی المعلوم الخاص، إذ حقیقة العلم المعیّن تعلّقه بذلك المعلوم المعیّن علی ما هو علیه، فتعلّقه به علی وجه آخر علم آخر بالضرورة، فتعاقبهما یوجب اختلاف حال العالم (غ، ت، 145، 20)- إن المعلوم إنما قیل له مضاف لا أنه مضاف بذاته بل لأن شیئا آخر أضیف إلیه و هو العلم (ش، ت، 1345، 15)- المعلوم إمّا أن یكون موجودا أو معدوما (ر، مح، 47، 4)- المعلوم علی سبیل الجملة معلوم من وجه مجهول من وجه. و الوجهان متغایران، فالوجه المعلوم لا إجمال فیه، و الوجه المجهول غیر معلوم البتّة، لكن لمّا اجتمعا فی شی‌ء واحد ظنّ أنّ العلم الجملی نوع یغایر العلم التفصیلی (ر، مح، 80، 3)- كل معلوم متمیّز، و كل متمیّز ثابت، فكل معلوم ثابت، فما لیس ثابتا لا یكون معلوما (ر، مح، 80، 20)

معلوم و علم‌

- لما تقرّر أنه لا فرق بین العلم و المعلوم إلّا أن المعلوم فی مادة و العلم لیس فی مادة و ذلك فی كتاب النفس، فإذا وجدت موجودات لیست فی مادة وجب أن یكون جوهرها علما أو عقلا أو كیف شئت أن تسمیها، و صحّ عندهم (الفلاسفة) أن هذه المبادئ مفارقة للمواد من قبل أنها التی أفادت الأجرام السماویة و الحركة الدائمة التی لا یلحقها فیها كلال و لا تعب، و أن كل ما یفید حركة دائمة بهذه الصفة فإنه لیس جسما و لا قوة فی جسم، و أن الجسم السماوی إنما استفاد البقاء من قبل المفارقات، و صح عندهم أن هذه المبادئ المفارقة وجودها مرتبط بمبدإ أول فیها، و لو لا ذلك لم یكن هاهنا نظام موجود (ش، ته، 116، 3)

معلومات‌

- المعلومات التی تسمّی أوائل فی العقول إنّما تحصل فی نفوس العقلاء باستقراء الأمور المحسوسة شیئا بعد شی‌ء، و تصفّحها جزءا بعد جزء، و تأمّلها شخصا بعد شخص (ص، ر 1، 351، 21)- قالت الحكماء إنّ الموجودات و المعلومات هنّ التی تحاكی أحوال الموجودات الأولی التی هی علل لها (ص، ر 3، 106، 13)- المعلومات التی یعلمها الإنسان بذهنه و یدلّ علیها بلفظه و یدركها بحسّه و یفهمها من معانی الألفاظ التی یسمعها من غیره: منها ما یدركه فی الوجود بحسّه و آلاته بالذات كالمبصرات بالعین و المسموعات بالأذن و الملموسات و المشمومات و المذوقات بآلاتها، و منها ما یدركها بالعرض كالأشكال و الأوضاع و المجاورات و المباینات و غیر ذلك مما یدرك فی المحسوسات (بغ، م 2، 218، 2)- من المعلومات ما یكون وجودها فی غایة القوة مثل واجب الوجود و یتلوه العقول المفارقة و الجواهر الروحانیة، و منها ما یكون وجودها فی غایة الضعف حتی تكون كأنّها مخالطة للعدم مثل الهیولی و الزمان و الحركة، و منها ما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 824
تكون متوسّطة بین الأمرین و ذلك مثل الأجسام و الألوان و سائر الكیفیات و الكمّیات (ر، م، 378، 14)

معلومات الإنسان‌

- إنّ معلومات الإنسان ثلاثة أنواع: فمنها ما قد كان و انقضی و مضی مع الزمان الماضی، و منها ما هو كائن موجود فی الوقت الحاضر، و منها ما سیكون فی الزمان المستقبل. و له إلی هذه الأنواع الثلاثة من المعلومات ثلاثة طرق:
أحدها السماع و الإخبار لما كان و مضی، و الآخر هو الإحساس لما هو حاضر موجود، و الثالث الاستدلال علی ما هو كائن المستقبل (ص، ر 1، 106، 4)

معلومات أول‌

- المعلومات الأول فی كل جنس من الموجودات إذا كانت فیه الأحوال و الشرائط التی یفضی لأجلها بالفاحص إلی الحق الیقین فیما یطلب علمه من ذلك الجنس هی مبادئ التعلیم فی ذلك الجنس. و إذا كانت للأنواع التی یحتوی علیها ذلك الجنس و لكثیر منها أسباب بها أو عنها أو لها وجود تلك الأنواع التی یحتوی علیها ذلك الجنس، فهی مبادئ الوجود لما یشتمل علیه ذلك الجنس مما یطلب معرفته و كانت مبادئ التعلیم فیه هی بأعیانها مبادئ الوجود (ف، س، 4، 16)

معلومات فی الأذهان‌

- للمعلومات فی الأذهان صفات و أحوال ذهنیة تخصّها فی الوجود الذهنی و إن كانت تتعلّق بنسبتها إلی الموجودات فی الأعیان، فمن ذلك كونها كلّیة و هو كون الواحد منها صفة لأشیاء كثیرة من الموجودات فی الأعیان (بغ، م 2، 12، 11)

معلومات قیاسیة

- إنّ المعلومات القیاسیة أكثر عددا من المعلومات التی هی فی أوائل العقول (ص، ر 1، 349، 18)

معنی‌

- لمّا كان الاسم قائما بنفسه و المعنی غیر قائم بنفسه وجب أن یكون الاسم هو الحامل و المعنی هو المحمول، كالإنسان: فإنّه الجوهر الثانی من قبلنا و أوّل من قبل الطبیعة (جا، ر، 494، 14)- الغرض من الكلام تأدیة المعنی، و كل كلام لا معنی له فلا فائدة للسامع منه و المتكلّم به. و كل معنی لا یمكن أن یعبّر عنه بلفظ ما فی لغة ما فلا سبیل إلی معرفته. و كل حیوان ناطق لا یحسن أن یعبّر عما فی نفسه فهو كالعدم الزائل و الجماد الصامت (ص، ر 3، 120، 22)- حدّ المعنی أنّه هو كل كلمة دلّت علی حقیقة و أرشدت إلی منفعة، و یكون وجودها فی الإخبار بها صدقا و القول علیها حقّا (ص، ر 3، 130، 5)- الفرق بین إدراك الصورة و إدراك المعنی أنّ الصورة هو الشی‌ء الذی یدركه الحسّ الباطن و الحسّ الظاهر معا … و أما المعنی فهو الشی‌ء الذی تدركه النفس من المحسوس من غیر أن یدركه الحسّ الظاهر أولا (س، شن، 35، 8)- جرت العادة بأن یسمّی مدرك الحسّ صورة و مدرك الوهم معنی، و لكل واحد منهما خزانة. فخزانة مدرك الحسّ هی القوة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 825
الخیالیة، و موضعها مقدّم الدماغ، فلذلك إذا حدثت هناك آفة فسد هذا الباب من التصوّر، إما بأن تتخیّل صورا لیست أو یصعب استثبات الموجود فیها. و خزانة مدرك الوهم هی القوة التی تسمّی الحافظة، و معدنها مؤخّر الدماغ (س، شن، 148، 14)- الفرق بین إدراك الصورة و إدراك المعنی أنّ الصورة هی الشی‌ء الذی تدركه النفس الباطنة و الحسّ الظاهر معا، لكن الحسّ یدركه أولا و یؤدّیه إلی النفس، مثل إدراك الشاة لصورة الذئب، أعنی شكله و هیئته و لونه، فإنّ نفس الشاة الباطنیة تدركها، و یدركها أولا حسّها الظاهر. و أما المعنی فهو الشی‌ء الذی تدركه النفس من المحسوس من غیر أن یدركه الحسّ الظاهر أولا، مثل إدراك الشاة المعنی المضادّ فی الذئب (س، ف، 60، 13)- الفرق بین إدراك الصورة و إدراك المعنی أنّ الصورة هو الشی‌ء الذی تدركه النفس الباطنة و الحسّ الظاهر معا، لكن الحسّ الظاهر یدركه أولا و یؤدّیه إلی النفس مثل إدراك الشاة لصورة الذئب … و أما المعنی فهو الشی‌ء الذی تدركه النفس من المحسوس من غیر أن یدركه الحسّ الظاهر أولا مثل إدراك الشاة معنی المضادّ فی الذئب (س، ن، 162، 12)- إنّ الشیئیة غیر الوجود فی الأعیان، فإنّ المعنی له وجود فی الأعیان و وجود فی النفس و أمر مشترك فذلك المشترك هو الشیئیة (س، ن، 212، 5)- الفرق بین المعنی و الصورة أنّ الصورة تصیر مع الهیولی شیئا واحدا و لا یكون هنالك مغایرة.
و معنی المدرك هو صورة منفردة عن المادة.
فالمعنی هو الصورة المنفردة عن المادة (ج، ن، 94، 11)- المعنی أیضا صفة للصور الذهنیة من جهة ما یقصد الدلالة علیها باللفظ فیصیر معنی لمن عناها بقصده فی دلالته علیها باللفظ الموضوع لها، فكونها معنی إنّما هو لها من جهة الدلالة باللفظ. و كونها صفة إنّما هو من جهة ما یعنیها باللفظ أیضا و بنسبتها حیث عنی إلی صورة أخری ذهنیة أو غیر وجودیة (بغ، م 2، 12، 16)

معنی بسیط

- إن الوقوف علی ماهیّات الجواهر أكثر من الوقوف علی أسباب الأعراض، و السبب فی ذلك بساطة الجوهر و التركیب الذی فی الأعراض. و لذلك ما كان معنی بسیطا بالحقیقة فلیس له حدّ و لا یطلب فیه بحرف لم (ش، ت، 1012، 16)

معنی حسی‌

- المعنی الحسّی إلی مثله تتّجه الإرادة الحسّیة، و المعنی العقلی إلی مثله تتّجه الإرادة العقلیة (س، أ 1، 415، 3)

معنی شاخص‌

- المعنی الصالح فی نفسه لمطابقة الكثیرین اصطلحنا علیه بالمعنی العامّ، و اللفظ الدالّ علیه هو اللفظ العامّ، كلفظ الإنسان و معناه.
و المفهوم من اللفظ إذا لم یتصوّر فیه الشركة لنفسه أصلا هو المعنی الشاخص، و اللفظ الدالّ علیه باعتباره یسمّی اللفظ الشاخص، كاسم زید و معناه. و كلّ معنی یشمله غیره فهو بالنسبة إلیه سمّیناه المعنی المنحطّ (سه، ر، 15، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 826

معنی الشی‌ء

- معنی الشی‌ء هو الشی‌ء و معنی الشی‌ء هو ما وجوده بالفعل (ج، ن، 95، 11)

معنی عام‌

- المحسوسات المتشابهة إنّما تتشابه فی معنی واحد معقول تشترك فیه، و ذلك یكون مشتركا لجمیع ما تشابه، و یعقل فی كلّ واحد منها ما یعقل فی الآخر، و یسمّی هذا المعقول المحمول علی كثیر" الكلّیّ" و" المعنی العامّ" (ف، حر، 139، 10)- المعنی الصالح فی نفسه لمطابقة الكثیرین اصطلحنا علیه بالمعنی العامّ، و اللفظ الدالّ علیه هو اللفظ العامّ، كلفظ الإنسان و معناه.
و المفهوم من اللفظ إذا لم یتصوّر فیه الشركة لنفسه أصلا هو المعنی الشاخص، و اللفظ الدالّ علیه باعتباره یسمّی اللفظ الشاخص، كاسم زید و معناه. و كلّ معنی یشمله غیره فهو بالنسبة إلیه سمّیناه المعنی المنحطّ (سه، ر، 15، 8)- إنّ المعنی العامّ لا یتحقّق فی خارج الذهن، إذ لو تحقّق لكان له هویّة یمتاز بها عن غیره و لا یتصوّر الشركة فیها، فصارت شاخصة و قد فرضت عامّة، و هو محال (سه، ر، 17، 4)- المعنی العامّ: إمّا أن یكون وقوعه علی كثیرین بالسواء- كالأربعة علی شواخصها- و یسمّی العامّ المتساوق، و إمّا أن یكون علی سبیل الأتمّ و الأنقص كالأبیض علی الثلج و العاج، و سائر ما فیه الأتمّ و الأنقص نسمّیه المعنی المتفاوت (سه، ر، 17، 6)

معنی عدمی‌

- المعنی العدمی هو الذی فی قوته أن یصیر شیئا آخر و أن یصیر له شی‌ء لیس له فی الحال (ف، ت، 16، 10)

معنی عقلی‌

- المعنی الحسّی إلی مثله تتّجه الإرادة الحسّیة، و المعنی العقلی إلی مثله تتّجه الإرادة العقلیة (س، أ 1، 415، 3)- كل معنی یحمل علی كثیر غیر محصور، فهو عقلی، سواء كان معتبرا لواحد شخصی، كقولك: ولد آدم، أو غیر معتبر كقولك:
الإنسان (س، أ 1، 415، 5)

معنی كلّی‌

- المعنی الكلّی إنما هو كلّی للأشخاص مثل الإنسان فإنه كلّی لأشخاص الناس مثل سقراط و قلیش و الكرة النحاسیة الكلیة هی أیضا لهذه الكرة النحاسیة و لهذه الكرة النحاسیة أی للجزئیات (ش، ت، 867، 4)

معنی متخیّل‌

- المعنی المتخیّل هو المعنی المعقول نفسه فهو بمنزلة المحرّك، إلّا أنه لیس كافیا فی ذلك.
لأن الكلّی مباین بالوجود للتخیّل و لو كانت الخیالات هی المحرّكة له فقط لكان ضرورة من نوعها، كالحال فی المحسوس و المتخیّل (ش، ن، 86، 4)

معنی متفاوت‌

- المعنی العامّ: إمّا أن یكون وقوعه علی كثیرین بالسواء- كالأربعة علی شواخصها- و یسمّی العامّ المتساوق، و إمّا أن یكون علی سبیل الأتمّ و الأنقص كالأبیض علی الثلج و العاج، و سائر ما فیه الأتمّ و الأنقص نسمّیه المعنی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 827
المتفاوت (سه، ر، 17، 8)

معنی معقول‌

- إنّ المعنی المعقول قد یؤخذ من الشی‌ء الموجود، كما عرض أن أخذنا نحن عن الفلك بالرصد و الحسّ صورته المعقولة، و قد تكون الصورة المعقولة غیر مأخوذة عن الموجود، بل بالعكس، كما أنّا نعقل صورة بنائیة نخترعها، ثم تكون تلك الصورة المعقولة محركة لأعضائنا إلی أن نوجدها، فلا تكون وجدت فعقلناها، و لكن عقلناها فوجدت (س، شأ، 363، 5)- إنّ المعنی المعقول لا یرتسم فی منقسم، و لا فی ذی وضع (س، أ 1، 379، 3)

معنی منحطّ

- المعنی الصالح فی نفسه لمطابقة الكثیرین اصطلحنا علیه بالمعنی العامّ، و اللفظ الدالّ علیه هو اللفظ العامّ، كلفظ الإنسان و معناه.
و المفهوم من اللفظ إذا لم یتصوّر فیه الشركة لنفسه أصلا هو المعنی الشاخص، و اللفظ الدالّ علیه باعتباره یسمّی اللفظ الشاخص، كاسم زید و معناه. و كلّ معنی یشمله غیره فهو بالنسبة إلیه سمّیناه المعنی المنحطّ (سه، ر، 15، 11)

معنی موجود

- كل معنی موجود فإمّا قائم فی موضوع أو قائم لا فی موضوع، و كل ما هو قائم لا فی موضوع فله وجود خاص لا یجب أن یكون به مضافا (ب، م، 8، 16)

معنی نوعی‌

- كلّ معنی نوعیّ و ما فوق النوع فلیس متمثّلا للنفس، لأنّ المثل كلّها محسوسة: بل هو مصدّق فی النفس محقّق متیقّن بصدق الأوائل العقلیة المعقولة اضطرارا، كهو لا هو غیر صادقین فی شی‌ء بعینه لیس بغیریّ: فإنّ هذا وجود للنفس لا حسی، اضطراری. لا یحتاج إلی متوسط (ك، ر، 107، 11)

معیار

- إنّ المعیار الذی به نقدّر الأفعال علی مثال المعیار الذی به نقدّر ما یفید الصحة و عیار ما یفید الصحة هو أحوال البدن الذی نطلب الصحة له، فإن التوسط فیما یفید الصحة إنما یمكن أن یوقف علیه متی قیس بالأبدان و قدّر بأحوال البلدان. فكذلك عیار الأفعال هو الأحوال المطیفة بالأفعال و إنما یمكن أن توقف علی المتوسّط فی الأفعال متی قیست و قدّرت بالأحوال المطیفة بها (ف، تن، 10، 5)

معیّة

- التقدّم و المعیّة وصفان إضافیان اعتباریّان (ط، ت، 142، 9)

مغیّر

- كل كون بیّن أنه إنما یكون بتغیّر العنصر، و المغیّر هو الشخص المكوّن (ش، ت، 867، 18)

مغیّر و مكوّن‌

- المغیّر و المكوّن لا یكون إلّا جسما أو بجسم، أعنی قوة فی جسم (ش، ما، 71، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 828

مفاتیح الغیب‌

- سبحان من أحاط اختراعا و علما بجمیع أسباب جمیع الموجودات و هذه هی مفاتیح الغیب المعنیة فی قوله تعالی: وَ عِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَیْبِ لا یَعْلَمُها إِلَّا هُوَ [سورة الأنعام: 59] (ش، م، 227، 13)

مفارق‌

- ما هو مفارق فهو غیر متحرّك (ش، ت، 216، 19)

مفارق بإطلاق‌

- ما هو مفارق بإطلاق أحری أن یكون عقلا (ش، ته، 130، 14)

مفارقات‌

- المفارقات أربع مراتب مختلفة الحقائق: (أ) الموجود الذی لا سبب له و هو واحد. (ب) العقول الفعّالة و هی كثیرة بالنوع. (ج) النفوس السمائیة و هی كثیرة بالنوع. (د) النفوس الإنسانیة و هی كثرة بالأشخاص (ب، م، 12، 5)- من أصولهم (فلاسفة الإسلام) أن المفارقات لا تغیّر المواد تغیّر استحالة بذواتها و أولا إذ المحیل هو ضد المستحیل (ش، ته، 322، 24)- المفارقات هی الجواهر المجرّدة عن المادّة القائمة بأنفسها (جر، ت، 240، 8)

مفرد

- إن المفرد لیس هو شیئا آخر غیر الجوهر الذی هو له، أعنی ماهیّته (ش، ت، 824، 8)

مفعول‌

- إذا كان شی‌ء من الأشیاء معدوما، ثم إذا هو موجود بعد العدم بسبب شی‌ء ما، فإنّا نقول له:
" مفعول" … و الذی یقابله، و یكون بسببه، فإنّا نقول له: فاعل (س، أ 2، 60، 2)- یعنی بالمفعول الهیولی أعنی ما منه فیقال عمل الخشب كرسیّا و من الخشب كرسیّا (بغ، م 2، 49، 20)- الفاعل هو العلّة الحقیقیة و المفعول هو المعلول الحقیقی (بغ، م 2، 49، 24)- الفاعل للشی‌ء هو أیضا قبل المفعول بالزمان، و أما المفعول فلیس هو قبل العنصر بالزمان و لا قبل الفاعل بل الفاعل یكون قبل المفعول بالزمان (ش، ت، 1181، 2)- أما الكرّامیة فیرون أن هاهنا ثلاثة أشیاء: فاعل و فعل و هو الذی یسمونه إیجادا، و مفعول و هو الذی به تعلّق الفعل. و كذلك یرون أن هاهنا معدما و فعلا یسمی إعداما و شیئا معدوما، و یرون أن الفعل هو شی‌ء قائم بذات الفاعل، و لیس یوجب عندهم حدوث مثل هذه الحال فی الفاعل أن یكون محدثا، لأن هذا من باب النسبة و الإضافة. و حدوث النسبة و الإضافة لا یوجب حدوث محلها، و إنما الحوادث التی توجب تغیّر المحل الحوادث التی تغیّر ذات المحل مثل تغیّر الشی‌ء من البیاض إلی السواد (ش، ته، 92، 19)- كما أن لكل مفعول فاعلا كذلك لكل مركّب مركّبا فاعلا، لأن التركیب شرط فی وجود المركّب، و لا یمكن أن یكون الشی‌ء هو علّة فی شرط وجوده، لأنه كان یلزم أن یكون الشی‌ء علّة نفسه (ش، ته، 135، 12)- إن خرج أی مفعول اتفق من أی فاعل اتفق لم یمتنع أن تخرج المفعولات إلی الفعل من ذاتها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 829
لا من قبل فاعل یفعلها، فإن تخرج أنحاء كثیرة، أو ما یناسبها، لأنه إن لم یكن فیه إلّا نحو واحد منها فما خرج من سائر الأنحاء، إنما خرج من نفسه من غیر مخرج له (ش، ته، 151، 14)- الفاعل قد یلفی صنفین: صنف یصدر منه مفعول یتعلّق به فعله فی حال كونه، و هذا إذا تم كونه استغنی عن الفاعل، كوجود البیت عن البناء. و الصنف الثانی إنما یصدر عنه فعل فقط و یتعلّق بمفعول لا وجود لذلك المفعول إلا بتعلّق الفعل به، و هذا الفاعل یخصّه أن فعله مساوق لوجود ذلك المفعول، أعنی أنه إذا عدم ذلك الفعل عدم المفعول، و إذا وجد ذلك الفعل وجد المفعول، أی هما معا، و هذا الفاعل أشرف و أدخل فی باب الفاعلیة من الأول، لأنه یوجد مفعوله و یحفظه، و الفاعل الآخر یوجد مفعوله و یحتاج إلی فاعل آخر یحفظه بعد الإیجاد، و هذه حال المحرّك مع الحركة و الأشیاء التی وجودها إنما هو فی الحركة (ش، ته، 154، 10)- المفعول لا بد أن یتعلّق به فعل الفاعل (ش، م، 136، 2)- المفعول إذا كان وجوده بأكثر من محرّك واحد فإنما یلتئم وجوده بالذات لا باشتراك تلك المحرّكین فی غایة واحدة، و إلی هذه الإشارة بقوله عزّ و جلّ لَوْ كانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا [سورة الأنبیاء: 22] (ش، ما، 152، 9)

مفكّرة

- إنّ وراء المشاعر الظاهرة شركا و حبائل لاصطیاد ما یقنصه الحس من الصورة. و من ذلك قوة تسمّی مصوّرة و قد رتّبت فی مقدم الدماغ و هی التی تستثبت صور المحسوسات بعد زوالها عن مسامتة الحواس و ملاقاتها فتزول عن الحس و تبقی فیها. و قوة تسمّی وهما و هی التی تدرك من المحسوس ما لا یحس مثل القوة فی الشاة إذا تشبّح صورة الذئب فی حاسة الشاة فتشبّحت عداوته و رداءته فیها إذ كانت الحاسّة لا تدرك ذلك. و قوة تسمّی حافظة و هی خزانة ما یدركه الوهم كما أن المصوّرة خزانة ما یدركه الحسن. و قوة تسمّی مفكّرة و هی التی تتسلّط علی الودائع فی خزانتی المصوّرة و الحافظة فیخلط بعضها ببعض و یفصل بعضها عن البعض. و إنما تسمّی مفكّرة إذا استعملها روح الإنسان و العقل فإن استعملها الوهم سمّیت متخیّلة (ف، ف، 12، 10)- هاهنا قوة تفعل فی الخیالات تركیبا و تفصیلا تجمع بین بعضها و بعض و تفرّق بین بعضها و بعض، و كذلك تجمع بینها و بین المعانی التی فی الذكر و تفرّق. و هذه القوة إذا استعملها العقل سمّیت مفكّرة، و إذا استعملها الوهم سمّیت متخیّلة، و عضوها الدودة التی فی وسط الدماغ (س، ع، 39، 2)- قد نعلم یقینا أنّه فی طبیعتنا أن نركّب المحسوسات بعضها إلی بعض، و أن نفصّل بعضها عن بعض، لا علی الصورة التی وجدناها علیها من خارج و لا مع تصدیق بوجود شی‌ء منها أو لا وجوده. فیجب أن تكون فینا قوة نفعل ذلك بها، و هذه هی التی تسمّی إذا استعملها العقل مفكّرة، و إذا استعملتها قوة حیوانیة متخیّلة (س، شن، 147، 17)- القوی (النفسیة)، آلة جسمانیة خاصة، و اسم خاص. فالأولی: هی المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسیا"، و آلتها الروح
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 830
المصبوب فی مبادئ عصب الحسّ، لا سیّما فی مقدّم الدماغ. و الثانیة: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخیال"، و آلتها الروح المصبوب فی البطن المقدّم، لا سیّما فی الجانب الأخیر. و الثالثة الوهم و آلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجویف الأوسط.
و تخدمها فیها قوة رابعة لها أن تركّب و تفصّل ما یلیها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، و المعانی المدركة ب" الوهم". و تركّب أیضا الصور بالمعانی و تفصّلها عنها، و تسمّی عند استعمال العقل مفكّرة، و عند استعمال الوهم متخیّلة. و سلطانها فی الجزء الأول من التجویف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، و یتوسّط الوهم للعقل. و الباقیة من القوی هی الذاكرة، و سلطانها فی حیّز الزوج الذی فی التجویف الأخیر، و هو آلتها (س، أ 1، 357، 6)- هاهنا قوة تفعل فی الخیالات تركیبا و تفصیلا تجمع بین بعضها و بعض و تفرّق بین بعضها و بعض و كذلك تجمع بینها و بین المعانی التی فی الذكر و تفرّق، و هذه القوة إذا استعملها العقل سمّیت مفكّرة و إذا استعملها الوهم سمّیت متخیّلة و عضوها الدودة التی فی وسط الدماغ (س، ر، 29، 4)- قوة تسمّی مفكّرة و هی التی تتسلّط علی الودائع فی خزانتی المصورة و الحافظة فتخلط بعضها ببعض و تفصل بعضها من بعض. و إنّما تسمّی مفكّرة إذا استعملها روح الإنسان و العقل فإن استعملها الوهم تسمّی متخیّلة (س، ر، 62، 13)- القوة التی تسمّی متخیلة بالقیاس إلی النفس الحیوانیة، و مفكّرة بالقیاس إلی النفس الإنسانیة. و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأوسط من الدماغ عند الدودة، من شأنها أن تركّب بعض ما فی الخیال مع بعض، و تفصّل بعضه عن بعض، بحسب الاختیار (س، ف، 62، 5)- أمّا المتخیّلة: فهی قوة فی وسط الدماغ شأنها التحریك لا الإدراك، أعنی أنها تفتّش عمّا فی خزانة الصور، و عمّا فی خزانة المعانی. فإنّها مركوزة بینهما، و تعمل فیها بالتركیب و التفصیل فقط، فتصوّر إنسانا یطیر و شخصا واحدا نصفه إنسان و نصفه فرس، و أمثال ذلك. و لیس لها اختراع صورة من غیر مثال سابق، بل تركّب ما ثبت فی الخیال متفرّقا، أو تفرّق مجموعا، و هذه تسمّی مفكّرة فی الإنسان (غ، م، 357، 9)- المفكّرة بالحقیقة هی العقل، و إنّما هذه آلته فی الفكر، لا أنّها المفكّرة، فإنّه كما أن ماهیّات الأسباب هی التی بها تتحرّك العین فی الحجر من جمیع الجوانب حتی یتیسّر بها الإبصار، و التفتیش عن الغوامض، فكذلك ماهیّات الأسباب هی التی بها یتأتّی التفتیش عن المعانی المودعة فی الخزانتین (غ، م، 357، 10)- إنّ المدركات الباطنیة خمسة: أحدها الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأول من الدماغ تجتمع عندها صور المحسوسات بأسرها، التی بها الحكم بأنّ هذا الأبیض هو هذا الحلو … و الثانیة الخیال، و هی قوة مرتّبة فی آخر التجویف الأول من الدماغ، هی خزانة صور الحسّ المشترك بأسرها عند غیبتها عن الحسّ المشترك، و الحفظ غیر القبول. و الثالثة الوهمیة، و هی الحاكمة فی الحیوانات أحكاما جزئیة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 831
الأوسط من الدماغ، بها تدرك الشاة معنی فی الذئب موجبا للنفار. و الرابعة المتخیّلة، و هی قوة مودعة فی التجویف الأوسط من الدماغ أیضا عند الدودة، من شأنها التركیب و التفصیل، و هی تفرّق أجزاء نوع واحد و تجمع أجزاء أنواع مختلفة، فما فی القوی الباطنة أشدّ شیطنة منها، و عند استعمال العقل تسمّی مفكّرة، و لدن استعمال الوهم متخیّلة.
و الخامسة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأخیر من الدماغ، هی خزانة الأحكام الوهمیة كما كان الخیال للحسّ المشترك (سه، ل، 115، 20)- القوی الباطنة إمّا أن تكون مدركة أو متصرّفة:
أمّا المدركة فأمّا أن تكون مدركة للصور و هی الجنس المشترك و خزانته الخیال، أو مدركة للمعانی الجزئیة القائمة بالأشخاص الجسمانیة كعداوة هذا الحیوان و صداقة ذلك و هو المسمّی بالوهم و خزانته الحافظة، و أمّا المتصرّفة فهی القوة التی إن استعملتها النفس الإنسانیة سمّیت مفكّرة و هی التی تركّب الصور بعضها مع البعض و تركّب المعانی بعضها مع البعض و تركّب الصور مع المعانی. فهذا مجموع القوی الباطنة (ر، ل، 69، 18)- المتصرّفة، و هی قوة تتصرّف فی صور المحسوسات بالحواس الظاهرة، و المعانی الجزئیة المأخوذة منها و بل و فی صور المعقولات الصرفة أیضا، و ذلك بأن تركّب بعضها مع بعض، و تفصل بعضها عن بعض، كتصویر فرس ذی جناحین، و تصویر بدن لا رأس له. و كإبراز الصدیق فی صورة العدو و بالعكس. و هی لا تسكن عن العمل نوما و لا یقظة. فإن كان مستعملها العقل فی مدركاته تسمّی مفكّرة، و إن كان هو الوهم تسمّی متخیّلة (ط، ت، 321، 6)

مفهوم كلّی‌

- إنّ المفهوم الكلّی یحلّ فی النفس. و هو مشترك بین أفراد مختلفة فی الكمّ، و الكیف، و الأین، و الوضع و غیر ذلك (ط، ت، 331، 6)

مقادیر خاصة

- إنّ الأجسام الخاصّة هی المقادیر الخاصّة (سه، ر، 77، 4)

مقاییس‌

- إن فی الجوامع ابتداء كل شی‌ء بالجوهر، یعنی (أرسطو) بالجوامع المقاییس و بالجوهر ماهیّة الشی‌ء المصنوع التی هی القیاس (ش، ت، 878، 13)- كما أن الجوامع أی المقاییس التی تتولّد عنها المصنوعات إنما هی ماهیّات المصنوعات، كذلك الأمور المتكوّنة هی متولّدة عن ماهیّاتها سواء فی ذلك الصناعة و الطبیعة (ش، ت، 879، 4)

مقاییس أول‌

- المقاییس الأول، و هی التی تكون من ثلاثة حدود فقط، هی أیضا أسطقسّات المقاییس المركّبة لأن المقاییس المركّبة تنحلّ إلی هذه المقاییس البسیطة علی ما تبیّن فی كتاب القیاس … إن الثّلاثة حدود أحدها یسمّی الحدّ الأوسط كاسم الواحد الأصغر و الثانی الأكبر (ش، ت، 502، 13)

مقبول‌

- القابل بالحقیقة هو ما كان قوة فقط و إن كان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 832
فعلا فبالعرض، و المقبول ما كان فعلا و إن كان قوة فبالعرض. و ذلك أنه لیس یتمیّز المقبول فیه من القابل إلّا من جهة أن أحدهما بالقوة شی‌ء آخر و هو بالفعل الشی‌ء المقبول، و كلما كان هو بالقوة شیئا آخر فهو ضرورة سیقبل ذلك الشی‌ء الآخر و یخلع الشی‌ء الذی هو بالفعل.
و لذلك إن ألفی هاهنا قابل بالفعل و مقبول بالفعل فكلاهما قائم بذاته، لكن القابل هو جسم ضرورة، فإن القبول إنما یوجد أولا للجسم أو لما هو فی جسم، فإن الأعراض لا توصف بالقبول و لا الصور و لا السطح و لا الخط و لا النقطة و لا بالجملة ما لا ینقسم (ش، ته، 213، 29)

مقبولات‌

- المقبولات هی قضایا تؤخذ ممّن یعتقد فیه ما لأمر سماویّ من المعجزات و الكرامات كالأنبیاء و الأولیاء، و إمّا لاختصاصه بمزید عقل و دین كأهل العلم و الزهد، و هی نافعة جدّا فی تعظیم أمر اللّه و الشفقة علی خلق اللّه (جر، ت، 243، 2)

مقترنات فی الوجود

- إنّ المقترنات فی الوجود اقترانها لیس علی طریق التلازم، بل العادات یجوز خرقها فتحصل بقدرة اللّه تعالی هذه الأمور دون وجود أسبابها (غ، ت، 215، 26)

مقتض‌

- كل لازم و مقتض و عارض: فإما من نفس الشی‌ء و إما من غیره (ف، ف، 3، 11)

مقدار

- إنّ المقدار و الجرمیة حالّان فی محل و أنّه لیس لذلك المحل مقدار البتّة (ر، ل، 50، 16)

مقدار مطلق‌

- إنّ الجسم المطلق هو المقدار المطلق (سه، ر، 77، 3)

مقدّمات‌

- یحصل من تألیفها (المقدمات) قول یلزم عنه اضطرارا إنّما هو أحد المتقابلین علی التحصیل من كلّ مطلوب یفرض (ف، ط، 73، 18)- إنّ من المقدّمات ما هو منتج و منها ما هو غیر منتج (ص، ر 1، 336، 19)- احتیج فی المقدّمات إلی الحدّ المشترك لیقع الازدواج بینهما، و إنّما یراد الازدواج لتخرج النتیجة التی هی الغرض من تقدیم المقدّمات (ص، ر 1، 337، 1)

مقدّمات البراهین‌

- مقدّمات البراهین هی من الأمور الجوهریة المناسبة (ش، ته، 27، 15)

مقدّمات البرهان‌

- مقدّمات البرهان من شرطها أن تكون ذاتیة (خ، م، 430، 26)

مقدّمات جزئیة

- إنّ المقدّمات الجزئیة لا تكون نتائجها ضروریة و لكن ممكنة كقولك زید كاتب و بعض الكتّاب وزیر فیمكن أن یكون زید وزیرا، و أمّا إذا قیل كل كاتب فهو یقرأ و زید كاتب فإذا زید بالضرورة قارئ (ص، ر 1، 355، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 833

مقدّمات القیاس‌

- مقدّمات القیاس مأخوذة من المعلومات التی فی أوائل العقول و تلك المعلومات أیضا مأخوذة أوائلها من طرق الحواس (ص، ر 1، 346، 13)

مقدّمات یقینیة

- المقدّمات الیقینیة تتفاضل علی ما تبیّن فی كتاب البرهان، و السبب فی ذلك أن المقدّمات الیقینیة إذا ساعدها الخیال قوی التصدیق فیها، و إذا لم یساعدها الخیال ضعف و الخیال غیر معتبر إلّا عند الجمهور، و لذلك من ارتاض بالمعقولات و اطّرح التخیّلات، فالمقدّمتان فی مرتبة واحدة عنده من التصدیق (ش، ته، 150، 26)

مقدّمة

- المقدّمة ما یتوقّف علیه الشی‌ء فی الشی‌ء (جر، ت، 242، 14)

مقدّمة مشهورة

- إنّ المقدّمة المشهورة لا یراعی فیها الصدق و الكذب، لأن المشهور بما كان كاذبا، و لا یطرح فی الجدل لكذبه، و ربما كان صادقا، فیستعمل لشهرته فی الجدل، و لصدقه فی البرهان (ف، ج، 100، 21)

مقدّمتان‌

- إنّ المقدمتین لا تقترنان إلّا أن تشتركا فی كل حدّ واحد و تتباینان بحدّین آخرین، و ذلك الحدّ لا یخلو من أن یكون موضوعا فی إحداهما و محمولا فی الأخری أو یكون محمولا فی كلتیهما أو یكون موضوعا فیهما جمیعا (ص، ر 1، 336، 8)

مقدور

- المقدور إمّا أن یكون ثابتا فی العدم أو لا یكون (ر، مح، 50، 17)

مقرّبون‌

- مراتب الأرواح بحسب القوة النظریة أربعة:
المقرّبون و هم الذین تجلّت فی أرواحهم بالبراهین الیقینیة معرفة واجب الوجود بذاته و أفعاله و صفاته. و أصحاب الیمین و هم الذین اعتقدوا تلك الأشیاء اعتقادا قویّا تقلیدیّا.
و أصحاب السلامة و هم الذین خلت نفوسهم عن العقائد الحقّة و الباطلة … و أمّا القسم الرابع فهم الأشقیاء الهالكون (ر، ل، 117، 18)

مقصود بالذات‌

- إنّ المقصود بالذات قد یترتّب علی الفعل بلا واسطة، و قد یترتّب علیه بواسطة أو وسائط.
و حینئذ تصیر الواسطة أیضا غرضا منه، لكن بالعرض (ط، ت، 280، 3)

مقصود الشرع‌

- مقصود الشرع إنما هو تعلیم العلم الحق و العمل الحق. و العلم الحق هو معرفة اللّه تبارك و تعالی و سائر الموجودات علی ما هی علیه، و بخاصة الشریفة منها، و معرفة السعادة الأخرویة و الشقاء الأخروی. و العمل الحق هو امتثال الأفعال التی تفید السعادة، و تجنّب الأفعال التی تفید الشقاء. و المعرفة بهذه الأفعال هی التی تسمّی" العلم العملی". و هذه تنقسم قسمین: أحدهما أفعال
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 834
ظاهرة بدنیة، و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الفقه"، و القسم الثانی أفعال نفسانیة، مثل الشكر و الصبر، و غیر ذلك من الأخلاق التی دعا إلیها الشرع أو نهی عنها. و العلم بهذه هو الذی یسمّی" الزهد" و" علوم الآخرة" (ش، ف، 49، 18)- لما كان مقصود الشرع تعلیم العلم الحق و العمل الحق، و كان التعلیم صنفین: تصوّرا و تصدیقا، كما بیّن ذلك أهل العلم بالكلام، و كانت طرق التصدیق الموجودة للناس ثلاثا:
البرهانیة، و الجدلیة، و الخطابیة، و طرق التصوّر اثنین: إما الشی‌ء نفسه و إما مثاله، و كان الناس كلهم لیس فی طباعهم أن یقبلوا البراهین و لا الأقاویل الجدلیة، فضلا عن البرهانیة، مع ما فی تعلّم الأقاویل البرهانیة من العسر و الحاجة فی ذلك إلی طول الزمان لمن هو أهل لتعلّمها، و كان الشرع إنما مقصوده تعلیم الجمیع، وجب أن یكون الشرع یشتمل علی جمیع أنحاء طرق التصدیق و أنحاء طرق التصوّر (ش، ف، 50، 10)

مقول‌

- لا یخلو طباع كل مقول فیما علیه المقول، أعنی كل ما أدركه الحسّ و أحاط بمائیّته العقل من أن یكون: واحدا أو كثیرا، أو واحدا و كثیرا معا (ك، ر، 132، 15)- المقول فقد یعنی به ما كان ملفوظا به، كان دالّا أو غیر دالّ (ف، حر، 63، 18)

مقولات‌

- العشر المقولات لأرسطاطالیس، و هی الجوهر و الكم و الكیف و الزمان و المكان و الإضافة و القنیة و الوضع و یفعل و ینفعل. فإنّ هذه المقولات شاملة للموجودات فقط إلّا أنّ الاستدلال إنّما هو علی ما یوجد من كلامنا علی الطبائع، و لا یجد أحد مساغا علی أنّی أردت حدّ ما لا یوجد، و لیس قولنا إنّه لا یری أن لا یوجد (جا، ر، 428، 14)- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 7)- المقولات … كلّ واحد منها اجتمع فیه أن كان مدلولا علیه بلفظ، و كان محمولا علی شی‌ء ما مشار إلیه محسوس- و كان أوّل معقول یحصل إنّما یحصل معقول محسوس (ف، حر، 64، 2)- ما تحتوی علیه المقولات بعضها كائن موجود عن إرادة الإنسان و بعضها كائن لا عن إرادة الإنسان. فما كان منها كائنا عن إرادة الإنسان نظر فیه العلم المدنیّ، و ما كان منها لا عن إرادة الإنسان نظر فیه العلم الطبیعی (ف، حر، 67، 16)- المقولات هی أیضا موضوعة لصناعة الجدل و السوفسطائیّة، و لصناعة الخطابة و لصناعة الشعر، ثمّ للصنائع العملیّة. و المشار إلیه الذی إلیه تقاس المقولات كلّها هو الموضوع للصنائع العملیّة. فبعضها یعطیه كمّیّة ما، و بعضها یعطیه كیفیّة ما، و بعضها أینا ما، و بعضها وضعا ما، و بعضها إضافة ما، و بعضها یعطیه أن یكون فی وقت ما، و بعضها یعطیه ما یتغشّی سطحه، و بعضها أن یفعل، و بعضها أن ینفعل، و بعضها یعطیه اثنین من هذه، و بعضها ثلاثة من هذه، و بعضها أكثر من ذلك (ف، حر، 70، 1)- إنّ كلّ واحد من المقولات التی تقال علی مشار
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 835
إلیه هی منحازة بماهیّة ما خارج النفس من قبل أن تعقل منقسمة أو غیر منقسمة. و هی مع ذلك صادقة بعد أن تعقل، إذ كانت إذا عقلت و تصوّرت تكون معقولات ما هو خارج النفس (ف، حر، 117، 14)- قد جمعت هذه الأجناس (المقولات) كل موجود من الجواهر و الأعراض، و ما كان و ما یكون، و لا یقدر أحد أن یتوهّم شیئا خارجا عن هذه الأجناس و ما تحتویه من الأنواع و الأشخاص (ص، ر 1، 325، 20)- إنّ معقولات الأشیاء الموجودات، و هی المقولات و أنواعها، مؤلّفة من شی‌ء باق و شی‌ء فان یبلی. و ذلك أن تأخذها من حیث هی إدراكات لموضوعاتها و معقولة عنها صارت مضافة إلی تلك الموضوعات علی أنّ قوامها بتلك الإضافة، و لذلك نقول فی الفرس أنّه معقول شی‌ء ما، و نقول أنّ النسناس و الغول لیست معقولات لشی‌ء أصلا (ج، ر، 163، 6)- الأعراض ثلاثة أصناف: ذهنیة و وجودیة، و الوجودیة صنفان: قارّة و غیر قارّة. فالذهنیة هی مقولات النسب و الإضافة كالنسبة إلی الزمان و النسبة إلی المكان و المضافات، و مقولة" له" تدخل فی المضاف و لا تبقی جنسا مفردا، فتكون مقولة أین و مقولة متی و مقولة المضاف و مقولة له أعراضا ذهنیة، نسبیة، و مقولة الكم و مقولة الكیف بما ضمّنوها، و مقولة أن یفعل و مقولة أن ینفعل أعراضا وجودیة، و یفعل و ینفعل و الانفعالات و الحالات من جملتها غیر قارّة و باقیها قارّة تبقی موجودة زمانا علی حدود واحدة أو متقاربة (بغ، م 2، 19، 11)- إن المقولات التی حرّروها (المشاءون)، كلها اعتبارات عقلیة من حیث مقولیتها و محمولیتها (سه، ر، 74، 4)- إن كان الواحد و الهویة جنسا یعمّ المقولات العشر أی یقال علیها بتواطؤ، فلا یجب أن یكون للمقولات فصول تباین بها بعضها بعضا فی جمیع طبائعها ثم تكون طبیعة الجوهر و الكیف طبیعة واحدة (ش، ت، 226، 11)- تنسب المقولات إلی الجوهر لا من قبل أنه فاعل لها و لا غایة لها بل من قبل أنها قائمة به و هو موضوع لها. و بالجملة فإنما یقال فیها إنها موجودة من قبل أنها أوصاف للموجود (ش، ت، 305، 8)- عدّد (أرسطو) من المقولات أشهرها فقال:
فبعضها یدل علی ما الشی‌ء یعنی به الجوهر، أی یدل علی مقولة الجوهر، و ذكر مقولة الكیف و الكم و المضاف و الفعل و الانفعال و مقولة الأین و المتی، و سكت عن مقولة الوضع و عن مقولة له إما من جهة الاختصار و إما لخفائها (ش، ت، 557، 1)- یمكن فی الشی‌ء المعدوم أن یكون إذ كان غیر موجود و لیس یمكن الّا یكون و هو یكون بعد … و كذلك الأمر فی كل واحد من المقولات من لیس له قوة علی شی‌ء منها لا یوجد موصوفا بذلك الشی‌ء الذی لیس هو قوی علیه. مثال ذلك فی مقولة" أن یفعل" فإن الذی لا یمكن أن یمشی لیس یوجد فی وقت من الأوقات ماشیا (ش، ت، 1134، 12)- المقولات الأربع التی هی الكم و الكیف و الإضافة و المتی فإنه و إن كان لیس یظهر فی حدودها مقولة الجوهر فقد تبیّن من أمرها أنها مفتقرة فی وجودها إلی الجوهر (ش، ما، 61، 24)- لجمیع المقولات حدود تدلّ علی ماهیّاتها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 836
(ش، ما، 69، 1)- عدد المقولات و هی عند الحكماء المعتبرین عشر واحدة جوهر و التسع الباقیة عرض و هی:
الكم و الكیف و المضاف و الأین و المتی و الوضع و قد یسمّی النسبة و الملك و قد یسمّی بالجدة و القنیة و له و أن یفعل و أن ینفعل (ر، م، 164، 12)- المقولات التی تقع فیها الحركة، منحصرة فی الأین و الكم و الكیف و الوضع، كما بیّن فی" الطبیعی" (ط، ت، 286، 12)

مقولات الأعراض‌

- إن مقولات الأعراض تقال علی مقولة الجوهر، و مقولة الجوهر تقال علی هذا الشی‌ء الذی هو الهیولی (ش، ت، 776، 10)- مستحیل أن یكون لمقولة الجوهر و لمقولات الأعراض عرض یقال علیها بتواطؤ، إذ كانت فی غایة التباین. و لو كان ذلك كذلك لكان مدركا شخص ذلك العرض بالحس، كالحال فی سائر مقولات الأعراض التی لها وجود.
و إذا كان ذلك كذلك فلم یبق أن یدل علیها إلّا دلالة تقدیم و تأخیر (ش، ما، 116، 8)- أرسطو لمّا تفصّل له وجود الصور المعقولة من وجودها المحسوس و أن المعقول لیس له وجود خارج الذهن بما هو معقول و إنما وجودها خارج الذهن بما هی محسوسة، و تبیّن له أن أعم الأمور المحسوسة هی المقولات العشر، و كان قد یظهر من أمر مقولات الأعراض أن فی كل جنس منها واحدا هو السبب فی وجود سائر الأنواع الموجودة فی ذلك الجنس و فی تقدیرها، مثال ذلك فی اللون الأبیض هو السبب فی وجود سائر الألوان و فی تقدیرها، فإن السواد هو أن یكون عدم البیاض أولی من أن یكون شیئا بذاته … رأی أن من الواجب أن یكون فی مقولة الجوهر شی‌ء بهذه الصفة (ش، ما، 120، 4)

مقولات تسع‌

- المقولات التسع تنسب إلی الوجود من قبل وجودها فی الموجود الحقیقی و هو الجوهر بجهات مختلفة (ش، ت، 303، 10)- المقولات التسع موجودة فی الجوهر (ش، ما، 64، 18)- المقولات (التسع) قوامها بمقولة الجوهر و أنه لیس لكلیات هذه الأشیاء و مقولاتها وجود خارج النفس، و لا الكلیات سبب فی وجود جزئیاتها المحسوسة، بل الصورة الجزئیة و المادة الجزئیة هما السببان فقط فی وجود الجوهر المشار إلیه (ش، ما، 135، 7)

مقولات العرض‌

- مقولات العرض مفتقرة فی وجودها إلی الجوهر و معلولة عنها (ش، ما، 61، 12)

مقولات عشر

- إن الصور التی یدل علیها الواحد هی علی عدد الصور و الطبائع التی یدل علیها الهویّة و الموجود أی كلاهما یدل علی المقولات العشر (ش، ت، 315، 16)- قد یقال المتشابهة علی التی انفعالاتها أی كیفیّاتها واحدة بالصورة إلّا أنها تختلف فی البیاض بالأقل و الأكثر، فإنه یقال فیها إنها متشابهة بمعنی غیر المعنی الأول. و هذا النوع هو من نوع النوع الأول إلّا أن هذه تختلف بالأقل و الأكثر بأعراضها و تلك تختلف بالأقل و الأكثر فی كونها موجودة مثل المقولات العشر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 837
(ش، ت، 1293، 12)- إنه لیس یمكن أن یكون للمقولات العشر عنصر واحد علی أنه شی‌ء محسوس (ش، ت، 1512، 9)- المقولات العشر یجتمع فیها أن یقال علیها اسم الموجود بهذین المعنیین: أحدهما من حیث لها ذوات خارج النفس، و الثانی من حیث تدلّ علی ماهیّات تلك الذوات (ش، ما، 35، 15)- الموجود یقال علی جمیع المقولات العشر، و أنه یقال علی الجوهر بتقدیم و علی سائر المقولات بتأخیر، و أن الجوهر هو السبب فی وجود سائر المقولات (ش، ما، 135، 2)- عدد المقولات و هی عند الحكماء المعتبرین عشر واحدة جوهر و التسع الباقیة عرض و هی:
الكم و الكیف و المضاف و الأین و المتی و الوضع و قد یسمّی النسبة و الملك و قد یسمّی بالجدة و القنیة و له أن یفعل و أن ینفعل (ر، م، 164، 12)

مقولات متغایرة

- جمیع المقولات المتغایرة هی غیر بالجنس، فإن بعض المقولات یدل علی الجوهر، و بعضها علی الكمّ، و بعضها علی الكیف، و بعضها علی باقی الأمور التی فصلت و هذه لیست تجتمع فی طبیعة واحدة فإنها لا تستحیل بعضها إلی بعض و لا تستحیل إلی شی‌ء واحد (ش، ت، 683، 17)

مقولة

- مقولة متی متقوّمة بالجوهر (ش، ما، 63، 15)

مقولة الإضافة

- مقولة الإضافة إما أن تكون لاحقة للأشیاء المضافة بذاتها لا بتوسّط شی‌ء آخر، كالبنوّة و الأبوّة و الیمین و الیسار، و إما أن تكون لاحقة للشی‌ء بتوسّط مقولة أخری، مثل الفاعل و المفعول، الذی لحقتها الإضافة بتوسّط مقولة أن یفعل و أن ینفعل. و قد تلحق الإضافة سائر لواحق المقولات مثل التقابل و التضاد و العدم و الملكة. و هی بالجملة قد تكون من المعقولات الأول و من المعقولات الثوانی كالإضافة التی بین الجنس و النوع (ش، ما، 41، 20)- مقولة الإضافة فالأمر فیها بیّن أنها ممّا لا یمكن فیها أن تفارق، فإن الجوهر لیس هو لها موضوعا فقط، بل قد تلفی موضوعات لها سائر المقولات كالضعف و النصف الموجود فی الكم و الفوق و الأسفل الموجودین فی الأین (ش، ما، 62، 3)

مقولة أن یفعل و أن ینفعل‌

- أما مقولة أن یفعل و أن ینفعل، فما كان منهما فی الجوهر فالأمر فی ذلك بیّن، و ما كان منهما فی الكم و الكیف فالحال فیها كالحال فی مقولة الكیف و الكم و بخاصّة فی مقولة أن ینفعل، فإن أن ینفعل فی الكم إنما یكون أبدا جوهرا كالغذاء ینمّی و الجسم یحرّك جسما آخر فی المكان. و أما فی الكیف فإنما یكون عرضا كالحرارة تسخن (ش، ما، 61، 18)

مقولة الجوهر

- موضوع ماهیّات الجواهر و كلّیاتها هی أشخاص الجوهر و هی أشیاء محدودة بذاتها یعنی أنها محدودة الجواهر الجزئیات، و علی هذین الأمرین تدل مقولة الجوهر (ش، ت، 751، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 838
- إن مقولات الأعراض تقال علی مقولة الجوهر، و مقولة الجوهر تقال علی هذا الشی‌ء الذی هو الهیولی (ش، ت، 776، 10)- مقولة الجوهر أشرف المقولات (ش، ما، 40، 2)- مقولة الجوهر قائمة بذاتها و غیر مفتقرة فی وجودها إلی واحدة من مقولات الأعراض (ش، ما، 61، 11)- مستحیل أن یكون لمقولة الجوهر و لمقولات الأعراض عرض یقال علیها بتواطؤ، إذ كانت فی غایة التباین. و لو كان ذلك كذلك لكان مدركا شخص ذلك العرض بالحس، كالحال فی سائر مقولات الأعراض التی لها وجود.
و إذا كان ذلك كذلك فلم یبق أن یدل علیها إلّا دلالة تقدیم و تأخیر (ش، ما، 116، 8)

مقولة الكم‌

- أما مقولة الكم فلیس یظهر كل الظهور افتقارها إلی الجوهر و بخاصة المنفصل، و كذلك المتصل منها إن كنا نری أن أحد أنواعه الجسم، و قد قیل فی حدّه إنه المنقسم إلی الثلاثة الأبعاد (ش، ما، 62، 11)

مقولة الكیف‌

- مقولة الكیف یظهر من أمرها عن قریب أنها عرض و أنه لا یمكن فیها أن تفارق المادة الأولی فضلا عن غیر ذلك و إلّا وجد انفعال فی غیر منفعل أو شكل فی غیر ذی شكل أو ملكة فی غیر ذی ملكة أو استعداد فی غیر مستعدّ، و هذه هی الأربعة الأجناس المشهورة من أجناس الكیف (ش، ما، 62، 6)

مقولة له‌

- مقولة له لا توجد لشی‌ء إلا بعد أن یكون جسما و ذا أین و ذا وضع (ش، ما، 64، 15)

مكابرة

- أمّا البهت و المكابرة فهو أن یصیر الإنسان إلی دفع الأشیاء الظاهرة تماما بأن یتشكّك فی أمور الظاهرة البیّنة أنفسها، حتّی لا یبقی للإنسان مبدأ تعلیم و تعلّم أصلا، حتّی یتخطّی فی ذلك إلی اتّهام الحسّ فیما یشهد الحسّ بصحّته و إلی تهمة المشهور و تهمة الأشیاء التی صحّتها بالاستقراء. فإنّ هذه هو فعل من أفعال الصناعة السوفسطائیة. و القصد بذلك هو العوق عن الفحص و العوق عن أن یكون شی‌ء یدركه بفحص (ف، ط، 82، 4)

مكاشفة

- المكاشفة و هی حضور لا ینعت بالبیان (جر، ت، 245، 17)

مكافأة

- إنّ أرسطو صرّح بقوله: إنّ المكافأة واجبة فی الطبیعة (ف، ج، 110، 4)

مكان‌

- أمّا المكان فهو الذی لیس یخلو شی‌ء من أن یكون فی مكان بتّة. و لیس إرادة الفلاسفة به ذلك فقط، إنّما أرادوا به أنّ الشی‌ء الذی ترید ابتداءه فی أیّ زمان هو، و هو أیضا داخل تحت الكم و الكیف (جا، ر، 436، 8)- المكان یتكثّر بقدر أبعاد المتمكّن و نهایاته (ك، ر، 157، 15)- المكان- نهایات الجسم، و یقال: هو التقاء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 839
أفقی المحیط و المحاط به (ك، ر، 167، 7)- سطح الجسم الحاوی و سطح الجسم المحوی- یسمی (مكانا)، و لیس للفراغ وجود. و الجهة- تظهر من الأجرام السماویة، لأنها محیطة و لها مركز (ف، ع، 11، 2)- الزمان یتشخّص بالوضع و كل زمان له وضع مخصوص لأنه تابع لوضع من الفلك مخصوص. و المكان یتشخّص أیضا بالوضع فإن لهذا المكان نسبة إلی ما یحویه مغایرة لنسبة المكان و الآخر إلی ما یحویه (ف، ت، 22، 1)- أمّا الزمان الذی هو رسم الفلك بحركته الخاصة فلیس فیه جزء أشرف من جزء، و كذلك المكان، لأنّه ردیف الزمان. و لا سبیل فی مثل هذه المسائل إلی معرفة الحقائق إلّا بالأمانة التی هی شاملة للعالم، غالبة علیه من محیطه إلی مركزه (تو، م، 143، 20)- إنّ المكان من قبیل الحسّ، و الزمان من قبیل النفس، و كأنّ الزمان من حدّ المحیط، و المكان من حدّ المركز (تو، م، 173، 10)- الزمان منسوب إلی حركات الفلك، فجوهره شریف. و المكان من جوهر المحیط، فجوهره محطوط (تو، م، 173، 14)- یقال: ما المكان؟ الجواب: هو حیث التقی الأفقان، المحیط و المحاط به (تو، م، 313، 8)- أما المكان عند الجمهور فهو الوعاء الذی یكون فیه المتمكّن، فیقال إنّ الماء مكانه الكوز الذی هو فیه (ص، ر 2، 9، 9)- مكان كل متمكّن هو الجسم المحیط به (ص، ر 2، 9، 12)- الزمان عدد حركات الفلك و المكان سطحه الخارج، فإذا لم یكن فلك فلا زمان و لا مكان، بل لما أبدع الباری تعالی الفلك و أداره و أوجد المكان و الزمان معا بعد وجود الفلك (ص، ر 3، 335، 4)- یقال مكان لشی‌ء یكون فی الجسم فیكون محیطا به. و یقال مكان لشی‌ء یعتمد علیه الجسم فیستقر علیه (س، ن، 118، 23)- إنّ المكان لا هو هیولی الشی‌ء و لا هو صورته، و إنّه لا خلاء البتّة (س، ن، 124، 2)- أمّا المكان فلا یتصوّر فیه الانتقال دفعة، إذ المكان قابل للانقسام، و الجسم كذلك. فإنّما یفارق مكانه جزأ بعد جزء، و یتقدّم البعض منه علی البعض. لا یتصوّر إلّا كذلك (غ، م، 305، 20)- القول فی المكان طویل، و وجیزه أنّ له بالاتفاق أربع خواص: أحدها: أنّ الجسم ینتقل منه إلی مكان آخر، و یستقرّ الساكن فی أحدهما. و الثانی: أنّ الواحد منه لا یجتمع فیه اثنان، فلا یدخل الخلّ فی الكوز، ما لم یخرج الماء، و لا یدخل الماء، ما لم یخرج الهواء.
و الثالث: أنّ فوق و تحت إنّما یكونان فی المكان لا غیر. و الرابع: أنّ الجسم یقال له:
إنّه فیه. فبهذا غلط من ظنّ أنّ المكان هو الهیولی، لكون الهیولی قابلا لشی‌ء بعد شی‌ء، كما أنّ المكان كذلك (غ، م، 312، 2)- المكان عبارة عمّا یقبل الجسم، لا الصورة (غ، م، 312، 12)- الصورة لا تفارق عند الحركة، و كذا الهیولی، و المكان یفارق بالحركة (غ، م، 312، 15)- الخلاء موضع لا متمكّن فیه، و المكان ما فیه متمكّن، و الهیولی موضوع و محل لما فیه من صورة و للجسم المركّب منهما (بغ، م 1، 54، 21)- إنّ المكان له أمارات أربع مسلّمة عند الكلّ.
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 840
الأولی، امتناع اجتماع جسمین فیه. و الثانیة، أنّه ینسب الجسم إلیه بفی. و الثالثة، جواز انتقال الجسم عنه إلی غیره. و الرابعة، اختلافه بالجهات (سه، ل، 105، 2)- كل جسم فی مكان یلزمه أن یكون قبله مكان.
و ذلك إما جسم یكون حدوثه فیه، و إما خلاء، و ذلك أن المكان یلزم أن یتقدّم المحدث ضرورة. فمن یبطل وجود الخلاء، و یقول بتناهی الجسم لیس یقدر أن یضع العالم محدثا (ش، ته، 70، 4)- المكان الذی یكون فیه العالم، إذا كان كل متكوّن بالمكان سابقا له، یعسر تصوّر حدوثه أیضا، لأنه إن كان خلاء- علی رأی من یری أن الخلاء هو المكان- یحتاج أن یتقدّم حدوثه- إن فرض حادثا- خلاء آخر. و إن كان المكان نهایة الجسم المحیط بالمتمكّن، علی الرأی الثانی، لزم أن یكون ذلك الجسم فی مكان، فیحتاج الجسم إلی جسم، و یمر الأمر إلی غیر نهایة (ش، م، 140، 14)- إن المكان شی‌ء موجود … فإنه یظهر أن هاهنا محمولات ذاتیة لا تلیق إلّا بالموجود كقولنا إن المكان منه فوق و منه أسفل، و إنه الذی تنتقل إلیه الأجسام بالطبع و تسكن فیه، و إنه یحیط بالمتمكّن، و إنه یفارق المتمكّن، و إنه لا أعظم و لا أصغر من المتمكّن (ش، سط، 59، 4)- حدّ المكان أنه النهایة المحیطة (ش، سط، 60، 9)- المكان لیس هو الفضاء، و البعد الذی بین النهایات المحیطة الذی كان یجوز مفارقته قوم و هو المدلول علیه باسم الخلاء، لأن ما كان هذا سبیله فلیس بمحیط بل إن كان ذلك ممكنا أعنی وجود بعد مفارق فذلك عارض للمكان (ش، سط، 60، 11)- المكان هو الذی تنتقل إلیه الأجسام علی جهة التشوق إذا كانت خارجة عنه، و تسكن فیه إذا بلغته علی جهة الملاءمة و الشبه. و ما هو بهذه الصفة فهو نهایة جسم محیط، فإذا بدّل ترتیب هذا البرهان كان حدّ المكان التام أنه النهایة المحیطة بكونها استكمالا للأجسام المتحرّكة و غایة لحركاتها (ش، سط، 60، 18)- لأن المكان منه فوق و أسفل، صارت النهایة المحیطة منها فوق و أسفل (ش، سط، 64، 2)- المكان هو الذی إلیه ینتقل المنتقل (ش، سط، 67، 17)- المكان مطابق للمتمكّن (ر، م، 218، 2)- إنّا نعنی (الرازی) بالمكان ما ینتقل الجسم عنه و إلیه بالحركة و لا یتّسع مع ذلك الجسم لجسم آخر (ر، م، 221، 15)- المكان … له خواص أربع: الأولی أن یكون الجسم فیه، و الثانیة أن لا یسع غیره معه، و الثالثة أنّه یفارق بالحركة، و الرابعة أنه یقبل المنتقلات (ر، م، 249، 9)

مكان الكل‌

- مكان الكل ما یجتمع فیه أجزاء الكل (غ، م، 333، 20)

مكان الكون و الفساد

- إن المكان الذی فیه الكون و الفساد و هو الذی نحن فیه بالإضافة إلی الكل هو جزء غیر محسوس (ش، ت، 429، 2)

مكان واحد

- إنّ الزمان الواحد یجرّ إلی أكثر من واحد، إلی ما لا آخر لهما، و المكان الواحد متی شغل بالواحد عجز عن الثانی (تو، م، 173، 23)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 841

مكوّن‌

- إن المكوّن لیس یكوّن من العنصر فقط بل من العنصر و العدم الذی فی العنصر، و ذلك أن قولنا الإنسان صار صحیحا إنما معناه أن الإنسان المریض صار صحیحا (ش، ت، 854، 11)- إذ یكون المكوّن إنما یتكوّن بشی‌ء أی عن شی‌ء و هو الذی منه ابتداء الكون، فبیّن أن المكوّن إنما یتكوّن من شی‌ء و هو العنصر لا من العدم العارض للعنصر (ش، ت، 858، 9)- إن الذی هو متكوّن بالقوة هو الذی یقبل الزیادة و النقصان … لأن الكون یتمّ بهذه الثلاثة الأحوال، و ذلك أن المكوّن عند ما یتكوّن لا بد له من فصل به یتمیّز من عنصره ما لا یصلح أن یكون قابلا للصورة، و لا بد له فی الكون من زیادة و هی الصورة التی بها قیل فیه إنه قد تكون و الزیادة و النقصان لا یكون إلا بتغیّر (ش، ت، 1170، 16)- لكون العنصر … أمكن أن یفعل آخر مثله من العنصر المتقدّم علیه، فإن الذی یتكوّن إنما یتكوّن مما هو قبله بالقوة و عن فاعل مثله بالنوع. فإن الإنسان إنما یتكوّن مما هو إنسان بالقوة و عن ما هو إنسان بالفعل، و ذلك أن كل متكوّن متحرّك و المتحرّك إنما یتحرّك عن محرّك هو بالفعل قبله … و أما الفعل فی هذا المشار إلیه فلیس هو قبل القوة بالزمان (ش، ت، 1181، 5)- كل مركّب فهو ضرورة یحتاج إلی مركّب، إذ لیس یمكن أن یوجد شی‌ء مركّب من ذاته كما أنه لیس یمكن أن یوجد متكوّن من ذاته، لأن التكوین الذی هو فعل المكوّن لیس هو شیئا غیر تركیب المتكوّن، و المكوّن لیس شیئا غیر المركّب (ش، ته، 135، 11)- إن المكوّن إنما یكون عما هو واحد بالنوع و الماهیّة (ش، ما، 73، 17)

مكوّن‌

- لمّا كان كل تكوّن فله مكوّن، و المكوّن إمّا أن یكون من نوع الكائن أو من جنسه. و المتكوّن إمّا صناعیّ- فیكون المكوّن له الصناعة و هی بجهة مخالفة للمصنوع غیر أنّها فی موادّ مختلفة- و إمّا أن یكون طبیعیّا (ج، ن، 53، 9)- وجب أن لا یكون المكوّن معنی بسیطا لأن التكوین یكون بأن یغیّر العنصر حتی یعمل الصورة فیه (ش، ت، 858، 1)- لو كان التكوّن عن صور مفارقة لما أمكن أن تكون هذه الصور عللا لما یظهر من أن المكوّن هو و المتكوّن اثنان بالعدد واحد بالصورة و هذا لازم فی كل مكوّن (ش، ت، 870، 17)- المكوّن لموضوع الصورة هو المكوّن للصورة، بل لا یكون الموضوع إلّا من قبل تكوینه للصورة و تكوینه إیّاهما معا (ش، ت، 885، 10)- كل مركّب فهو ضرورة یحتاج إلی مركّب، إذ لیس یمكن أن یوجد شی‌ء مركّب من ذاته كما أنه لیس یمكن أن یوجد متكوّن من ذاته، لأن التكوین الذی هو فعل المكوّن لیس هو شیئا غیر تركیب المتكوّن، و المكوّن لیس شیئا غیر المركّب (ش، ته، 135، 11)- المكوّن للشخص إنما هو شخص إذا كان الذی یغیّر العنصر هو الشخص (ش، ما، 75، 3)- المكوّن للجزئی إنما هو جزئی آخر مثله بالنوع أو شبیه (ش، ما، 75، 17)

ملاء

- إنّ الخلاء و الملاء صفتان للمكان (ص، ر 1، 358، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 842
- الملاء هو جسم من جهة ما تمانع أبعاده دخول جسم آخر فیه (س، ح، 33، 3)

ملائكة

- الملائكة صور علمیة جواهرها علوم إبداعیة لیست كألواح فیها نقوش أو صدور فیها علوم، بل هی علوم إبداعیة قائمة بذواتها تلحظ الأمر الأعلی فینطبع فی هویّاتها ما تلحظ و هی مطلعة لكن الروح القدسیة یخاطبها فی الیقظة و الروح النبویة تعاشرها فی النوم (ف، ف، 9، 18)- للملائكة ذوات حقیقیة و لها ذوات بحسب القیاس إلی الناس. فأما ذواتها الحقیقیة فأمریة و إنما یلاقیها من القوة البشریة الروح الإنسانیة القدسیة، فإذا تخاطبا انجذب الحسّ الباطن و الظاهر إلی فوق فیتمثّل لها من الملك صورة بحسب ما یحتملها فیری ملكا علی غیر صورته و یسمع كلامه بغیر ما هو وحی (ف، ف، 15، 18)

ملازقة

- الملازقة- إمساك نهایات الجسمین جسما بینهما (ك، ر، 176، 9)

ملازمة

- یقال: ما الملازمة؟ الجواب هی إمساك نهایات الجسمین بجسم ثالث بینهما (تو، م، 313، 13)- الملازمة لغة امتناع انفكاك الشی‌ء عن الشی‌ء و اللزوم و التلازم بمعناه. و اصطلاحا كون الحكم مقتضیا للآخر علی معنی أنّ الحكم بحیث لو وقع یقتضی وقوع حكم آخر اقتضاء ضروریّا كالدخان للنار فی النهار و النار للدخان فی اللیل (جر، ت، 247، 14)

ملازمة خارجیة

- الملازمة الخارجیّة هی كون الشی‌ء مقتضیا للآخر فی الخارج أی فی نفس الأمر، أی كلّما ثبت تصوّر الملزوم فی الخارج ثبت تصوّر اللازم فیه، كالمثال المذكور و كالزوجیّة للإثنین فإنّه كلّما ثبت ماهیّة الاثنین فی الخارج ثبت زوجیّته فیه (جر، ت، 248، 6)

ملازمة ذهنیة

- الملازمة الذهنیّة هی كون الشی‌ء مقتضیا للآخر فی الذهن أی متی ثبت تصوّر الملزوم فی الذهن ثبت تصوّر اللازم فیه كلزوم البصر للعمی، فإنّه كلّما ثبت تصوّر العمی فی الذهن ثبت تصوّر البصر فیه (جر، ت، 248، 10)

ملازمة عادیة

- الملازمة العادیّة ما یمكن للعقل تصوّر خلاف اللازم كفساد العالم علی تقدیر تعدّد الإلهیّة بإمكان الاتّفاق (جر، ت، 247، 20)

ملازمة عقلیة

- الملازمة العقلیّة ما لا یمكن للعقل تصوّر خلاف اللازم كالبیاض للأبیض ما دام أبیض (جر، ت، 247، 18)

ملازمة مطلقة

- الملازمة المطلّقة هی كون الشی‌ء مقتضیا للآخر، و الشی‌ء الأوّل هو المسمّی بالملزوم و الثانی هو المسمّی باللازم كوجود النهار لطلوع الشمس فإنّ طلوع الشمس مقتض لوجود النهار و طلوع الشمس ملزوم و وجود النّهار لازم (جر، ت، 248، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 843

ملاصق‌

- الملاصق و المباین یخفیان لتوقیفهما الإدراك عندهما لأنهما أقرب إلی المدرك (ف، ف، 19، 6)

ملّة

- الملّة إذا جعلت إنسانیّة فهی متأخّرة بالزمان عن الفلسفة، و بالجملة، إذ كانت إنّما یلتمس بها تعلیم الجمهور الأشیاء النظریّة و العملیّة التی استنبطت فی الفلسفة بالوجوه التی یتأتّی لهم فهم ذلك، بإقناع أو تخییل أو بهما جمیعا (ف، حر، 131، 6)- صناعة الكلام و الفقه متأخّرتان عن الملّة، و الملّة متأخّرة عن الفلسفة، و إنّ القوّة الجدلیّة و السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة، و الفلسفة الجدلیّة و الفلسفة السوفسطائیّة تتقدّمان الفلسفة البرهانیّة (ف، حر، 132، 5)- الملّة إذ كانت إنّما تعلّم الأشیاء النظریّة بالتخییل و الإقناع، و لم یكن یعرف التابعون لها من طرق التعلیم غیر هذین، فظاهر أنّ صناعة الكلام التابعة للملّة لا تشعر بغیر الأشیاء المقنعة و لا تصحّح شیئا منها إلّا بطرق و أقاویل إقناعیّة، و لا سیّما إذا قصد إلی تصحیح مثالات الحقّ علی أنّها هی الحقّ (ف، حر، 132، 12)- إذا كانت الملّة تابعة للفلسفة التی كملت بعد أن تمیّزت الصنائع القیاسیّة كلّها بعضها عن بعض علی الجهة و الترتیب الذی اقتضینا كانت ملّة صحیحة فی غایة الجودة (ف، حر، 153، 13)- إذا كانت الملّة تابعة لفلسفة هی فلسفة فاسدة، ثمّ نقلت إلیهم بعد ذلك الفلسفة الصحیحة البرهانیّة، كانت الفلسفة معاندة لتلك الملّة من كلّ الجهات و كانت الملّة معاندة بالكلّیّة للفلسفة (ف، حر، 155، 19)- إن الفلسفة تعطی ذات المبدأ الأول و ذوات المبادئ الثوانی غیر الجسمانیة التی هی المبادئ القصوی معقولات، و الملّة تخیّله بمثالاتها المأخوذة من المبادئ الجسمانیة و تحاكیها بنظائرها من المبادئ المدنیة، و یحاكی الأفعال الالهیة بأفعال المبادئ المدنیة، و یحاكی أفعال القوی و المبادئ الطبیعیة بنظائرها من القوی و الملكات و الصناعات الإرادیة (ف، س، 41، 1)- الملّة هی آراء و أفعال مقدّرة مقیّدة بشرائط یرسمها للجمع رئیسهم الأوّل، یلتمس أن ینال باستعمالهم لها غرضا له فیهم أو بهم محدودا (ف، م، 43، 3)- الملّة و الدین یكادا یكونان اسمین مترادفین، و كذلك الشریعة و السنّة، فإنّ هذین إنّما یدلّان و یقعان عند الأكثر علی الأفعال المقدّرة من جزأی الملّة. و قد یمكن أن تسمّی الآراء المقدّرة أیضا شریعة، فیكون الشریعة و الملّة و الدین أسماء مترادفة (ف، م، 46، 11)- إنّ الملّة تلتئم من جزءین: من تحدید آراء و تقدیر أفعال. فالضرب الأوّل من الآراء المحدودة فی الملّة ضربان: إمّا رأی عبّر عنه باسمه الخاصّ به الذی جرت العادة بأن یكون دالّا علی ذاته، و إمّا رأی عبّر عنه باسم مثاله المحاكی له (ف، م، 46، 14)

ملّة فاضلة

- الملّة الفاضلة شبیهة بالفلسفة. و كما أنّ الفلسفة منها نظریّة و منها عملیّة، فالنظریّة هی التی إذا علمها الإنسان لم یمكنه أن یعملها، و العملیّة هی التی إذا علمها الإنسان أمكنه أن یعملها،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 844
كذلك الملّة. و العملیّة فی الملّة هی التی كلّیّاتها فی الفلسفة العملیّة. (ف، م، 46، 22)

ملتحمة

- المتماسّة لیس یكون المجموع منها واحدا بشی‌ء تشترك فیه، و أما الملتحمة فإنها تكون واحدة بشی‌ء ملتحم به و تشترك فیه الملتحمة أو الشیئین الملتحمین (ش، ت، 509، 16)

ملزومات‌

- إنّ الملزومات إذا تصوّرت تصوّر معها لوازمها (ر، م، 430، 6)

مؤلّف‌

- المؤلّف- مركّب من أشیاء متّفقة طبیعیة دالّة علی المحدود دلالة خاصّیته، و یقال: هو المركّب من أشیاء متّفقة فی الجنس مختلفة فی الحدّ (ك، ر، 168، 5)

ملفوظ

- كل ملفوظ له معنی: إمّا أن یكون جنسا، و إمّا صورة، و إمّا شخصا، و إمّا فصلا، و إمّا خاصة، و إمّا عارضا عامّا. و هذه جمیعا یجمعها شیئان: هما الجوهر و العرض (ك، ر، 126، 8)

ملك‌

- صار الملك علی الإطلاق و هو بعینه الفیلسوف واضع النوامیس (ف، س، 43، 7)- إنّ معنی الفیلسوف و الرئیس الأول و الملك و واضع النوامیس و الإمام معنی كلّه واحد، و أیّ لفظة ما أخذت من هذه الألفاظ ثم أخذت ما یدلّ علیه كل واحد منها عند جمهور أهل لغتنا وجدتها كلّها تجتمع فی آخر الأمر فی الدلالة علی معنی واحد بعینه (ف، س، 43، 18)- الملك و الإمام هو بماهیّته و صناعته ملك و إمام سواء وجد من یقبل منه أو لم یوجد، أطیع أو لم یطع، وجد قوما یعاونونه علی غرضه أو لم یجد، كما أن الطبیب طبیب بماهیته و بقدرته علی علاج المرضی وجد مرضی أو لم یجد، وجد آلات یستعملها فعله أو لم یجد، كان ذا یسار أو فقر (ف، س، 46، 15)- موجود روحانی لیس بجسم و هو واهب العقل الإنسانی عندهم (الفلاسفة) و هو الذی تسمیه الحدّث منهم العقل الفعال، و یسمّی فی الشریعة ملكا (ش، ته، 288، 26)

ملك‌

- أمّا تركیب جوهر مع جوهر فملك، فإنّ فیها قوة جوهر هو المالك و جوهر هو الملك، و وضع فإنّ فیها قوة جوهر علی جوهر، أی موضوع علی موضوع، ففیها قوة جوهرین، جوهر علی جوهر وضعا (ك، ر، 371، 12)- اسم الملك یدل علی التسلّط و الاقتدار و الاقتدار التام هو أن یكون أعظم الاقتدارات قوة و أن لا یكون اقتداره علی الشی‌ء بالأشیاء الخارجة عنه فقط بل ربما یكون فی ذاته من عظم المقدرة بأن تكون صناعة و ماهیّة و فضیلة عظیمة القوة جدّا) ف، س، 42، 19)- أ تعرف ما الملك؟ الملك الحق هو الغنی الحق مطلقا، و لا یستغنی عنه شی‌ء فی شی‌ء، و له ذات كلّ شی‌ء، لأنّ كل شی‌ء منه، أو ممّا منه ذاته. فكل شی‌ء غیره فهو له مملوك، و لیس له إلی شی‌ء فقر (س، أ 2، 124، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 845
- أمّا الجدّة: و تسمّی (الملك) أیضا فهو كون الشی‌ء بحیث یحیط به ما ینتقل بانتقاله، ككونه متطلّسا، و متعمّما، و متقمّصا، و متنعّلا، و كون الفرس ملجما و مسرجا (غ، م، 164، 19)- الملك، و هو كون الجسم فی محیط بكلّه أو بعضه منتقل بنقله كالتقمّص و التختّم (سه، ل، 124، 12)- الملك و هو عبارة عن نسبة الجسم إلی حاصر له أو لبعضه منتقل بانتقاله كالتسلّح و التقمّص و التنعّل و التختّم (ر، م، 456، 1)

ملك مطلق‌

- الملك المطلق هو الذی یستغنی عن غیره و لا یستغنی عنه غیره (ر، ل، 98، 2)

ملكة

- إیقاع التصدیق یكون بأحد طریقین: إما بطریق البرهان الیقینی و إما بطریق الإقناع. و متی حصل علم الموجودات أو تعلمت فإن عقلت معانیها أنفسها و أوقع التصدیق بها علی البراهین الیقینیة كان العلم المشتمل علی تلك المعلومات فلسفة. و متی علمت بأن تخیّلت بمثالاتها التی تحاكیها و حصل التصدیق بما خیّل منها عن الطرق الإقناعیة كان المشتمل علی تلك المعلومات تسمّیه القدماء ملكة. و إذا أخذت تلك المعلومات أنفسها و استعمل فیها الطرق الإقناعیة سمّیت الملكة المشتملة علیها الفلسفة الذائعة المشهورة و البترائیة (ف، س، 40، 11)- یحصل لها (النفس) بهذه المعقولات المكتسبة هیئة و حالة تتهیّأ بها لإحضار المعقولات متی شاءت من غیر افتقار إلی اكتساب. و هذه الهیئة تسمّی ملكة. و تلك القوة، فی هذه الحالة و بهذا الاعتبار تسمّی عقلا بالفعل. و إذا كانت المعقولات حاصلة لها بالفعل مشاهدا متمثّلا فیها سمّیت بهذا الاعتبار عقلا مستفادا (س، ف، 196، 7)- التقابل بینهما أعنی الحركة و السكون تقابل العدم و الملكة، فیكون السكون المطلق مقابلا للحركة المطلقة، و السكون المعیّن مقابلا للحركة المطلقة، و السكون المعیّن مقابل للحركة المعیّنة (س، ن، 114، 23)- الحال هی ما لا یتطاول زمانه و لا یستقرّ فی موضوعه، و الملكة هی ما استقرّ فیه و طال زمانه من ذلك. ثم قالوا (الفلاسفة) إنّ الحال ما كان مثل صفرة الوجل و حمرة الخجل، و الملكة ما كان مثل صفرة من كان به سوء مزاج فی الكبد أو سواد الحبشی (بغ، م 2، 18، 4)- لیس من شرط الملكة الوجود بالفعل فی الاصطلاح، بل القدرة علی الإحضار متی أرید من غیر فكر و كسب (سه، ل، 124، 3)- الملكة هی المعقولة بذاتها (ش، ت، 1602، 2)- إنّ الكیفیات النفسانیة إذا لم تكن راسخة سمّیت حالا، و أمّا إذا صارت مستحكمة سمّیت ملكة (ر، م، 319، 8)- الملكة و هی صفة راسخة فی النفس و تحقیقه أنّه یحصل للنفس هیئة بسبب فعل من الأفعال.
و یقال لتلك الهیئة كیفیّة نفسانیّة، و تسمّی حالة ما دامت سریعة الزوال فإذا تكرّرت و مارست النفس لها حتی ترتسخ تلك الكیفیّة فیها و صارت بطیئة الزوال فتصیر ملكة و بالقیاس إلی ذلك الفعل عادة و خلقا (جر، ت، 247، 9)

ملكة و عدم‌

- إن الملكة و العدم الذی فی أحد الضدین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 846
منسوبان و لا متشابهان فی جمیع أنواع الأضداد، فإن العدم الذی یدل علیه لا مساوی یقابل المساوی، و الذی یدل علیه الشبیه یقابله الغیر شبیه، و الذی یقابل الرذیلة هی الفضیلة الذی هو لا رذیلة. و إذا كانت هذه مختلفة بأضدادها فأعدامها المقترنة بها مختلفة (ش، ت، 1317، 9)- لیس فی المضافین حركة و لا فی الملكة و العدم (ش، سط، 79، 20)

مماثل‌

- ما كان هو هو فی النوع قیل مماثل (س، شأ، 304، 4)

مماثلة

- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 12)

مماسة

- المماسّة- توالی جسمین لیس بینهما من طبیعتها و لا من طبیعة غیرهما إلّا ما لا یدركه الحسّ، و أیضا هو تناهی نهایات الجسمین إلی خط مشترك بینهما (ك، ر، 170، 10)

ممتد

- إنّ الجوهر شی‌ء آخر غیر الممتدّ، و إنّ الممتدّ لیس یدلّ علی ذاته من حیث هو جوهر (ف، ط، 94، 5)

ممتنع‌

- لا طبیعة للممكن و إنّما هو موقوف علی فرض الفارض، و وهم الواهم، و وضع الواضع، و ظنّ الظان، و لیس كالواجب الذی هو ثابت علی وتیرة واحدة، و جدیلة محدودة معلومة، و الحدّ قائم الطبیعة، كالممتنع الذی هو أیضا علی هیئة واحدة، لا یرتقی صعدا و لا یتمایل سفلا (تو، م، 210، 4)- إنّ الواجب لا یستحیل ممتنعا البتّة، لا بزمان و لا فی مكان، بل لا ینحطّ الواجب إلی الإمكان، لا معقولا و لا موهوما و لا مفروضا و لا مظنونا، و كذلك لا یسمو الممتنع إلی الإمكان فی حال من حالاته (تو، م، 210، 7)- الممتنع إذا قلبت معناه من ناحیة وزنه وجدت فیه معنی من معانی الانفعال و نظائره (تو، م، 210، 18)- لیس فی الواجب من أجزاء العدم شی‌ء، و لا فی الممتنع من أجزاء الموجود شی‌ء (تو، م، 211، 3)- إنّ الواجب واجب أن یكون واجبا، و الممكن واجب أن یكون ممكنا، و الممتنع واجب أن یكون ممتنعا. فالوجوب صورة الجمیع، لأنّه نعت للعلّة الأولی (تو، م، 212، 16)- یقال: ما الممتنع؟ الجواب هو الذی لیس بالفعل و لا بالقوة فیما وصف به أبدا (تو، م، 316، 16)- إنّ الواجب فی الكون أقدم فی الطبع من الممكن، و الممكن أقدم من الممتنع، لأنّه لو لم یكن الواجب فی الكون لما عرفت الممكن و لو لم یكن الممكن لما عرف الممتنع (ص، ر 1، 335، 10)- إنّ الممتنع هو الذی لا یمكن ان یكون، أو هو الذی یجب أن لا یكون (س، شأ، 35، 17)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 847
- إنّ الإمكان لو استدعی شیئا موجودا یضاف إلیه و یقال إنّه إمكانه، لاستدعی الامتناع شیئا موجودا یقال إنّه امتناعه، و لیس للممتنع فی ذاته وجود، و لا مادة یطرأ علیها المحال حتی یضاف الامتناع إلی المادة (غ، ت، 66، 4)- كل قوة و كل ممكن فهی قوة علی وجود الشی‌ء و لا وجوده لا قوة علی أحد النقیضین، فإنه إن كان له قوة علی أحد النقیضین لم یكن له قوة علی الآخر، و ما لا قوة له علیه فلا یكون و ما لا یكون فممتنع. و إذا كان أحد النقیضین ممتنع فالآخر واجب، و إذا كان ذلك كذلك فلیس هو ممكن. فإن الواجب ضد الممكن (ش، ت، 1199، 5)- جحد تقدّم الإمكان للشی‌ء الممكن جحد للضروریات: فإن الممكن یقابله الممتنع من غیر وسط بینهما، فإن كان الشی‌ء لیس ممكنا قبل وجوده فهو ممتنع ضرورة، و الممتنع إنزاله موجودا كذب محال. و أما إنزال الممكن موجودا فهو كذب ممكن، لا كذب مستحیل (ش، ته، 72، 22)- الممتنع یستدعی موضوعا مثل ما یستدعی الإمكان، و ذلك بیّن لأن الممتنع هو مقابل الممكن و الأضداد المتقابلة تقتضی و لا بد موضوعا (ش، ته، 76، 28)- إن الممكن یقال علی القابل و علی المقبول، و الذی یقال علی الموضوع یقابله الممتنع و الذی یقال علی المقبول یقابله الضروری.
و الذی یتصف بالإمكان الذی یقابله الممتنع لیس هو الذی یخرج من الإمكان إلی الفعل من جهة ما یخرج إلی الفعل، لأنه إذا خرج ارتفع عنه الإمكان، و إنما یتصف بالإمكان من جهة ما هو بالقوة. و الحامل لهذا الإمكان هو الموضوع الذی ینتقل من الوجود بالقوة إلی الوجود بالفعل، و ذلك بیّن من حد الممكن فإن الممكن هو المعدوم الذی یتهیأ أن یوجد و الّا یوجد، و هذا المعدوم الممكن لیس هو ممكنا من جهة ما هو معدوم و لا من جهة ما هو موجود بالفعل، و إنما هو ممكن من جهة ما هو بالقوة. و لهذا قالت المعتزلة إن المعدوم هو ذات ما، أعنی المعدوم فی نفسه، من جهة ما هو بالقوة، أعنی أنه من جهة القوة و الإمكان الذی له یلزم أن یكون ذاتا ما فی نفسه فإن العدم ذات ما (ش، ته، 77، 14)- إذا تصوّر موجود أزلی، أفعاله غیر متأخّرة عنه علی ما هو شأن كل موجود تم وجوده أن یكون بهذه الصفة، فإنها إن كان أزلیا و لم یدخل فی الزمان الماضی فإنه یلزم ضرورة الّا تدخل أفعاله فی الزمان الماضی لأنها لو دخلت لكانت متناهیة فكان ذلك الموجود الأزلی لم یزل عادما الفعل و ما لم یزل عادما الفعل فهو ضرورة ممتنع، و الألیق بالموجود الذی لا یدخل وجوده فی الزمان و لا یحصره الزمان أن تكون أفعاله كذلك، لأنه لا فرق بین وجود الموجود و أفعاله. فإن كانت حركات الأجرام السماویة و ما یلزم عنها أفعالا لموجود أزلی غیر داخل وجوده فی الزمان الماضی، فواجب أن تكون أفعاله غیر داخلة فی الزمان الماضی (ش، ته، 86، 14)- الممتنع هو الذی لا یمكن وجوده بوجه من الوجوه (ط، ت، 111، 16)

ممتنع بالذات‌

- الممتنع بالذات ما یقتضی لذاته عدمه (جر، ت، 249، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 848

ممتنع الوجود بذاته‌

- الممتنع الوجود بذاته لا یصحّ أن یوجد بوجه من الوجوه و لا بسبب من الأسباب (بغ، م 2، 22، 21)

ممتنعات‌

- أمّا الضروریات و الممتنعات فظاهر من أمرهما أن الرویّة و الاستعداد و التأهّب و التجربة لا تستعمل فیهما، و كل من قصد لذلك فهو غیر صحیح العقل (ف، فض، 5، 6)

ممكن‌

- إنّ كل ممكن مجهول و لیس كل مجهول بممكن (ف، فض، 6، 6)- الممكن یقال بمعنیین: أحدهما ما هو ممكن فی ذاته، و الآخر ما هو ممكن بالإضافة إلی من یجهله، و صار هذا المعنی سببا لغلظ عظیم و تخلیط مضرّ، حتی أن أكثر الناس لا یمیّزون بین الممكن و المجهول و لا یعرفون طبیعة الممكن (ف، فض، 6، 8)- الممكن لیس فی نفس طبیعته أن یكون له وجود واحد محصّل بل هو یمكن أن یوجد كذا و أن لا یوجد، و یمكن أن یوجد شیئا و أن یوجد مقابله (ف، سم، 57، 4)- الممكن علی نحوین: أحدهما ما هو ممكن أن یوجد شیئا ما و أن لا یوجد ذلك الشی‌ء، و هذا هو المادّة. و الثانی ما هو ممكن أن یوجد هو فی ذاته و أن لا یوجد، و هذا هو المركّب من المادّة و الصورة (ف، سم، 58، 1)- لا طبیعة للممكن و إنّما هو موقوف علی فرض الفارض، و وهم الواهم، و وضع الواضع، و ظنّ الظان، و لیس كالواجب الذی هو ثابت علی وتیرة واحدة، و جدیلة محدودة معلومة، و الحدّ قائم الطبیعة، كالممتنع الذی هو أیضا علی هیئة واحدة، لا یرتقی صعدا و لا یتمایل سفلا (تو، م، 210، 1)- الممكن كأنّه الطالب لمكانه و الداعی لنفسه، فیكون مكانا (تو، م، 212، 4)- و إنّما (الممكن) یغلب علیه تارة ما یغیّره الواجب من نفسه و صورته، فیصیر الإمكان القریب من الوجوب، و تارة یغلب علیه ما یستعیره من الممتنع، فیصیر الإمكان القریب فی الوسط، لا یظنّ به رفع إلی جانب، و لا انحراف لمكان الواجب عن الحقیقة، عن الكثرة و القلّة و الانقسام و العلّة، و عن استعارة صورة عن ذی صورة. فصار الممكن المنقسم إلی الكثرة و القلّة و الوسط (تو، م، 212، 6)- إنّ الواجب واجب أن یكون واجبا، و الممكن واجب أن یكون ممكنا، و الممتنع واجب أن یكون ممتنعا. فالوجوب صورة الجمیع، لأنّه نعت للعلّة الأولی (تو، م، 212، 16)- یقال: ما الممكن؟ الجواب: هو الذی بالقوة تارة، و بالفعل فیما وصف به تارة (تو، م، 316، 14)- إنّ الواجب فی الكون أقدم فی الطبع من الممكن، و الممكن أقدم من الممتنع، لأنّه لو لم یكن الواجب فی الكون لما عرف الممكن و لو لم یكن الممكن لما عرف الممتنع (ص، ر 1، 335، 9)- كل ما وجوده مع غیره من حیث الوجود لا من جهة الزمان فلیس ذاته بذاته بلا شرط غیره واجبا. فإذن ذاته بذاته ممكن (س، ع، 55، 12)- إنّ الممكن لا یعرض من فرضه محال و إذا فرض موجودا فرض ما هو غیر موجود، لكنه ممكن، وجب أن یكون و الأزلی ممتنع العدم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 849
(س، شط، 71، 10)- الممكن هو الذی لیس یمتنع أن یكون أو لا یكون، أو الذی لیس بواجب أن یكون و أن لا یكون (س، شأ، 36، 1)- إنّ كل حادث فإنّه قبل حدوثه: إما أن یكون فی نفسه ممكنا أن یوجد، أو محالا أن یوجد- و المحال أن یوجد لا یوجد، و الممكن أن یوجد قد سبقه إمكان وجوده (س، ن، 219، 21)- الشی‌ء الذی هو ممكن أن یكون فهو ممكن أن لا یكون و إلّا كان واجبا أن یكون (ب، م، 7، 6)- الممكن أن یكون لا یخلو: إمّا أن یكون شیئا إذا وجد كان قائما بنفسه حتی یكون إمكان وجوده یمكنه أن یكون قائما مجرّدا، أو یكون إذا كان موجودا وجد فی غیره (ب، م، 7، 7)- الممكن أن یوجد قد سبقه إمكان وجوده أو أنّه ممكن الوجود، فلا یخلو إمكان وجوده من أن یكون معنی معدوما أو معنی موجودا (ب، م، 8، 13)- الممكن هو الذات الذی لا یلزم ضرورة وجوده، و لا عدمه (غ، م، 204، 11)- كل ممكن فی ذاته: إن كان له وجود، فوجوده بغیره لا محالة، إذ لو كان بذاته، لكان واجبا، لا ممكنا (غ، م، 204، 13)- إنّ الموجود: إمّا أن یتعلّق وجوده بغیره، بحیث یلزم من عدم ذلك الغیر، عدمه، أو لا یتعلّق.
فإنّ تعلّق سمّیناه ممكنا، و إن لم یتعلّق سمّیناه واجبا بذاته (غ، م، 210، 6)- إنّ واجب الوجود لا یشبه غیره البتّة، فإنّ كل ما عداه ممكن، و كل ما هو ممكن فوجوده غیر ماهیته، و وجوده من واجب الوجود (غ، م، 212، 7)- كل ممكن فوجوده غیر ماهیّته … لأنّ كل وجود لیس بواجب، فهو عرض للماهیّة، فلا بدّ من ماهیّة حتی یكون الوجود عرضا لها (غ، م، 289، 7)- الممكن جسم متناهی السطح و لكن لا تتعیّن مقادیره فی الكبر و الصغر، فكذلك الممكن الحدوث (غ، ت، 64، 8)- كل ما قدّر العقل وجوده فلم یمتنع علیه تقدیره، سمّیناه ممكنا، و إن امتنع سمّیناه مستحیلا، و إن لم یقدر علی تقدیر عدمه سمّیناه واجبا. فهذه قضایا عقلیة لا تحتاج إلی موجود حتی تجعل وصفا له (غ، ت، 65، 21)- الممكن لا ینقلب مستحیلا، و هو وصف إضافی (غ، ت، 71، 7)- إنّ واجب الوجود لا یكون إلّا واحدا، و الزائد علی الواحد ممكن، و الممكن یفتقر إلی علّة (غ، ت، 92، 13)- قلنا (الغزالی): لفظ الممكن و الواجب لفظ مبهم، إلّا أن یراد بالواجب ما لا علّة لوجوده، و یراد بالممكن ما لوجوده علّة زائدة علی ذاته (غ، ت، 99، 27)- الممكن وجوده صنفان: أحدهما الضروری و هو ما لا یمكن عدمه، و الآخر الموجود المطلق و هو ما هو موجود وقتا ما، فبیّن أن الوجود المطلق قد كان معدوما وقتا ما (ج، ن، 43، 4)- إنّ الموجود مقابله ما لیس بموجود. و ما لیس بموجود منه المحال، و هو ما لا یمكن وجوده، و منه الممكن (ج، ن، 43، 4)- إنّ الشی‌ء ینقسم إلی واجب و ممكن. و الممكن لا یترجّح وجود علی عدمه من نفسه، فالترجّح بغیره. فیترجّح وجوده بحضور علّته و عدمه بعدم علّته. فیجب و یمتنع بغیره، و هو فی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 850
حالتی وجوده و عدمه ممكن. فلو أخرجه الوجود إلی الوجوب- كما ظنّ بعضهم- لأخرجه العدم إلی الامتناع، فلا ممكن أبدا.
و ما توقّف علی غیره، فعند عدم ذلك الغیر لا یوجد، فله مدخل فی وجوده، فیمكن فی نفسه (سه، ر، 62، 10)- لا یستغنی الممكن عن المرجّح لوجوده، و إلّا ینقلب بعد إمكانه فی نفسه واجبا بذاته (سه، ر، 186، 4)- إنّ الموجود ینقسم إلی واجب، و هو ضروری الوجود، و إلی ممكن و هو ما لیس بضروری الوجود و العدم (سه، ل، 129، 3)- الممكن لا یقتضی الوجود لماهیّته و لا العدم، و إلّا كان واجبا أو ممتنعا بذاته، فاستوی طرفا وجوده و عدمه بالنسبة إلی الماهیة، فترجّح وجوده و عدمه لوجود علّة و عدمها (سه، ل، 129، 3)- الممكن هو الذی یمكن أن یكون و الّا یكون (ش، ت، 1141، 5)- الممكن إنما صار ممكنا فی وقت ما و بنوع ما من الإمكان، و بالجملة بجمیع الأحوال التی یجب أن تفصل باضطرار فی ممكن ممكن (ش، ت، 1151، 10)- كل قوة و كل ممكن فهی قوة علی وجود الشی‌ء و لا وجوده لا قوة علی أحد النقیضین، فإنه إن كان له قوة علی أحد النقیضین لم یكن له قوة علی الآخر، و ما لا قوة له علیه فلا یكون و ما لا یكون فممتنع. و إذا كان أحد النقیضین ممتنع فالآخر واجب، و إذا كان ذلك كذلك فلیس هو ممكن. فإن الواجب ضد الممكن (ش، ت، 1199، 2)- جحد تقدّم الإمكان للشی‌ء الممكن جحد للضروریات: فإن الممكن یقابله الممتنع من غیر وسط بینهما، فإن كان الشی‌ء لیس ممكنا قبل وجوده فهو ممتنع ضرورة، و الممتنع إنزاله موجودا كذب محال. و أما إنزال الممكن موجودا فهو كذب ممكن، لا كذب مستحیل (ش، ته، 72، 22)- كل ممكن فوجوده مستحیل فی حال وجود ضده فی موضوعه (ش، ته، 73، 3)- من یسلّم أن العالم كان قبل أن یوجد ممكنا إمكانا لم یزل، فإنه یلزمه أن یكون العالم أزلیا، لأن ما لم یزل ممكنا إن وضع أنه لم یزل موجودا لم یكن یلزم عن إنزاله محال، و ما كان ممكنا أن یكون أزلیا فواجب أن یكون أزلیا لأن الذی یمكن فیه أن یقبل الأزلیة لا یمكن فیه أن یكون فاسدا إلّا لو أمكن أن یعود الفاسد أزلیا، و لذلك ما یقول الحكیم (أرسطو) إن الإمكان فی الأمور الأزلیة هو ضروری (ش، ته، 74، 18)- الإمكان یستدعی شیئا یقوم به و هو المحل القابل للشی‌ء الممكن، و ذلك أن الإمكان الذی من قبل القابل لیس ینبغی أن یعتقد فیه أنه الإمكان الذی من قبل الفاعل، و ذلك أن قولنا فی زید أنه یمكن أن یفعل كذا غیر قولنا فی المفعول أنه یمكن، و لذلك یشترط فی إمكان الفاعل إمكان القابل فإذا كان الفاعل لا یمكن أن یفعل ممتنعا. و إذا لم یمكن أن یكون الإمكان المتقدّم علی الحادث فی غیر موضوع أصلا و لا أمكن أن یكون الفاعل هو الموضوع، و لا الممكن، لأن الممكن إذا حصل بالفعل ارتفع الإمكان فلم یبق إلّا أن یكون الحامل للإمكان هو الشی‌ء القابل للممكن و هو المادة (ش، ته، 76، 1)- الممتنع یستدعی موضوعا مثل ما یستدعی الإمكان، و ذلك بیّن لأن الممتنع هو مقابل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 851
الممكن و الأضداد المتقابلة تقتضی و لا بد موضوعا (ش، ته، 76، 29)- إن الممكن یقال علی القابل و علی المقبول، و الذی یقال علی الموضوع یقابله الممتنع و الذی یقال علی المقبول یقابله الضروری.
و الذی یتصف بالإمكان الذی یقابله الممتنع لیس هو الذی یخرج من الإمكان إلی الفعل من جهة ما یخرج إلی الفعل، لأنه إذا خرج ارتفع عنه الإمكان، و إنما یتصف بالإمكان من جهة ما هو بالقوة. و الحامل لهذا الإمكان هو الموضوع الذی ینتقل من الوجود بالقوة إلی الوجود بالفعل، و ذلك بیّن من حد الممكن، فإن الممكن هو المعدوم الذی یتهیأ أن یوجد و الّا یوجد، و هذا المعدوم الممكن لیس هو ممكنا من جهة ما هو معدوم و لا من جهة ما هو موجود بالفعل، و إنما هو ممكن من جهة ما هو بالقوة. و لهذا قالت المعتزلة إن المعدوم هو ذات ما، أعنی المعدوم فی نفسه، من جهة ما هو بالقوة، أعنی أنه من جهة القوة و الإمكان الذی له یلزم أن یكون ذاتا ما فی نفسه فإن العدم ذات ما (ش، ته، 77، 13)- أما أن یكون شی‌ء له ابتداء و لیس له انقضاء فلا یصح إلّا لو انقلب الممكن أزلیّا، لأن كل ما له ابتداء فهو ممكن. و أما أن یكون شی‌ء یمكن أن یقبل الفساد و یقبل الأزلیة فشی‌ء غیر معروف (ش، ته، 85، 17)- إن المتكلمین تری أن من المعلوم بنفسه أن الموجود ینقسم إلی ممكن و ضروری، و وضعوا أن الممكن یجب أن یكون له فاعل، و أن العالم بأسره لما كان ممكنا وجب أن یكون الفاعل له واجب الوجود، هذا هو اعتقاد المعتزلة قبل الأشعریة (ش، ته، 160، 20)- الواجب لیس فیه إمكان أصلا، لأن الممكن نقیض الواجب (ش، ته، 224، 1)- الممكن یؤدّی إلی موجود ضروری، و أنه لا یصدر الممكن عن الضروری إلّا بوساطة موجود هو من جهة ضروری و من جهة ممكن، و هو الجرم السماوی و حركته الدوریة (ش، ته، 229، 15)- إنّ الشی‌ء الممكن من حیث هو موجود غیر قابل للعدم، و ما لا یقبل العدم لا یكون موصوفا بإمكان الوجود (ر، م، 27، 5)- الممكن هو الذی لا یكون ضروریّا، و الضروری هو الذی لا یمكن عدمه أو الذی لا یمكن وجوده. و إذا لم نجد شیئا فی تعریف كل واحد منها إلّا سلب الآخرین عنه صار التعریف دوریّا (ر، م، 113، 13)- إنّ الممكن له أمران: أحدهما أنّه لیس فی ذاته اقتضاء الوجود و لا اقتضاء العدم. و ثانیهما أنّ له حاجة فی الوجود و العدم إلی الغیر و حاجته إلی الغیر معلولة لكونه فی ذاته غیر مقتض للوجود و لا للعدم (ر، م، 114، 2)- الممكن ینقسم إلی ما یكون ممكن الوجود فی ذاته، و إلی ما یكون ممكن الوجود لشی‌ء. و كل ما هو ممكن الوجود لشی‌ء فهو ممكن الوجود فی ذاته و لا ینعكس فإنّه ربّما یكون ممكن الوجود فی ذاته و لا یكون ممكن الوجود لشی‌ء، أمّا واجب الوجود لشی‌ء كالصور و الأعراض أو ممتنع الوجود لشی‌ء كالجواهر القائمة بأنفسها (ر، م، 124، 9)- إنّ الممكن ما لم یصر واجبا لم یوجد (ر، م، 131، 13)- كل ممكن فإنّه لذاته یستحقّ العدم و من غیره یستحقّ الوجود، و ما بالذات أقدم ممّا بالغیر، فالعدم فی حقه أقدم من الوجود تقدّما بالذات فیكون محدثا حدوثا ذاتیّا (ر، م، 134، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 852
- إنّ الممكن یستحقّ من ذاته اللااستحقاقیة للوجود و العدم، و هذه اللااستحقاقیة وصف عدمی سابق علی الاستحقاق فیتقرّر الحدوث من هذا الوجه (ر، م، 134، 11)- كل ممكن فإنّ وجوده غیر ماهیّته و یدلّ علیه وجوه. أحدها أنّ الممكن إذا أخذته بشرط أنّه موجود لم یقبل العدم فلم یصدق علیه الإمكان الخاص بهذا الاعتبار، و إذا أخذته بشرط أنّه معدوم لم یقبل الوجود فلم یصدق علیه الإمكان الخاص أیضا بهذا الاعتبار، و إذا أخذته من حیث إنّه هو مع حذف قید الوجود و العدم صدق علیه الإمكان الخاص فهویّته التی یصدق علیها الإمكان الخاص مباینة لوجوده و عدمه المنافیین للإمكان الخاص. و ثانیها أنّا نعقل ماهیّته حال ذهولها عن وجودها فتلك الماهیّة قد حضرت فی الذهن منفكّة عن الوجود الخارجی و حضرت فی الخارج منفكّة عن الوجود الذهنی فهی مغایرة لهذین الوجودین.
و ثالثها أنّ المؤثّر المباین لا تأثیر له فی جعل الماهیّة ماهیّة و له تأثیر فی جعل الماهیّة موجودة فالوجود غیر الماهیّة. و رابعها أنّه لو كان كون السواد موجودا هو نفس كونه سوادا لما بقی الفرق بین قولنا السواد و بین قولنا السواد موجود و یلزم أن لا یبقی الفرق بین التصوّر و بین التصدیق. و خامسها أنّ مفهوم الوجود واحد و إلّا لكان المقابل للنفی المحض لا أمرا واحدا بل أمورا كثیرة فحینئذ یبطل الحصر العقلی (ر، ل، 79، 7)- إنّ كل ممكن فإنّ نسبة الوجود و العدم إلیه علی السویّة، و كل ما كان كذلك امتنع رجحان أحد الطرفین علی الآخر إلّا المرجّح و العلم به بدیهی (ر، ل، 81، 13)- إنّ كل موجود سوی الواحد ممكن، و كل ممكن مفتقر إلی المؤثّر (ر، ل، 95، 7)- كل ممكن فإنّه من حیث إنّه هو یقتضی أن لا یستحقّ الوجود من ذاته و یصدق علیه أنّه استحقّ الوجود من غیره و ما بالذات قبل ما بالغیر، فلا وجود سابق علی الوجود. و هذا هو الحدوث الذاتی (ر، ل، 97، 13)- الممكن لا یوجد و لا یعدم إلّا بسبب منفصل (ر، مح، 62، 18)- الممكن إمّا أن یكون فی الموضوع و هو العرض، أو لا یكون و هو الجوهر (ر، مح، 70، 3)- الممكن دائر بین الوجود و العدم (ر، مح، 107، 15)- أمّا الممكن، فعبارة عن ما لو فرض موجودا، أو معدوما، لم یلزم عنه لذاته محال. و لا یتمّ ترجیح أحد الأمرین له إلّا بمرجّح من خارج.
و فی الاصطلاح العام، عبارة عن ما لیس بممتنع الوجود، و هو أعمّ من الواجب لذاته، و الممكن لذاته (سی، م، 62، 6)- الممكن ممكن، أی له إمكان، سواء اعتبره العقل أو لا، بل سواء وجد عقل أو لا. و لأنّ نقیضه اللاإمكان، و هو عدمی لصدقه علی الممتنع، و أحد النقیضین إذا كان عدمیّا لزم أن یكون الآخر وجودیا، و إلّا لزم ارتفاع النقیضین (ط، ت، 114، 13)- إنّ الممكن لا یخلو إمّا أن یكون إمكانه الذاتی كافیا فی فیضان الوجود علیه من مؤثّره القدیم، أو لا (ط، ت، 120، 16)- كما أنّ الممكن فی اتّصافه بالوجود محتاج إلی فاعل، كذلك فی اتّصافه فی نفس الأمر بكل صفة- سواء كانت موجودة خارجیة كالسواد، أو لا كالعمی- محتاج إلیه (ط، ت، 203، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 853
- فی كل ممكن ثلاثة أشیاء: ماهیّة، و فرد من الوجود عارض لها، و حصّة منه عارضة لذلك الفرد. و فی الواجب فرد منه غیر عارض لماهیته، بل هو قائم بنفسه و هو عین الواجب (ط، ت، 204، 10)- لا معنی للممكن إلّا ما احتاج فی كونه موجودا إلی غیره. فكل مفهوم مغایر للوجود فهو ممكن، و لا شی‌ء من الممكن بواجب، فلا شی‌ء من المفهومات المغایرة للوجود بواجب (ط، ت، 208، 9)

ممكن أكثری‌

- الممكن الأكثری قد یظن به أنه یترجّح من ذاته، لا من مرجّح خارج عنه، بخلاف الممكن علی التساوی (ش، ته، 27، 20)

ممكن بالذات‌

- الممكن بالذات ما یقتضی لذاته أن لا یقتضی شیئا من الوجود و العدم كالعالم (جر، ت، 249، 3)

ممكن بنفسه‌

- إنّ كلّ ممكن بنفسه، فهو واجب بغیره (غ، م، 289، 11)

ممكن الحدوث‌

- الممكن جسم متناهی السطح و لكن لا تتعیّن مقادیره فی الكبر و الصغر، فكذلك الممكن الحدوث (غ، ت، 64، 9)

ممكن حقیقی‌

- الموجود الذی له علّة فی وجوده لیس له مفهوم من ذاته إلّا العدم، أعنی أن كل ما هو موجود من غیره فلیس له من ذاته إلّا العدم، إلّا أن تكون طبیعته طبیعة الممكن الحقیقی، و لذلك كانت قسمة الموجود إلی: واجب الوجود و ممكن الوجود قسمة غیر معروفة إذا لم یرد بالممكن الممكن الحقیقی (ش، ته، 122، 25)

ممكن فی ذاته‌

- الممكن فی ذاته و فی جوهره لیس ممكن أن یعود ضروریا من قبل فاعله إلّا لو انقلبت طبیعة الممكن إلی طبیعة الضروری (ش، م، 146، 3)

ممكن لذاته‌

- الواجب لذاته أو قبله فهو الممكن لذاته، و كل ما یقبل الوجود و العدم لذاته كان قبوله لهما علی السویة إذ لو كان أحد الجانبین أرجح فذلك الجانب مع ذلك القدر من الرجحان إن كان مانعا من النقیض كان واجبا لا ممكنا، و إن لم یمنع من النقیض فمع ذلك القدر من الرجحان یصحّ علیه الوجود تارة و العدم أخری (ر، ل، 81، 2)- كل مركّب فإنّه مفتقر إلی غیره، و كل مفتقر إلی غیره ممكن لذاته، فكل مركّب فهو ممكن لذاته (ر، ل، 83، 14)- الممكن لذاته هو الذی لا یلزم من فرض وجوده و لا من فرض عدمه من حیث هو محال (ر، مح، 59، 23)- الممكن لذاته متساوی الطرفین لأنّه لا یجوز أن یكون أحد طرفیه أولی من الآخر (ر، مح، 66، 1)- رجحان الممكن لذاته مسبوق بوجوب و ملحوق بوجوب (ر، مح، 66، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 854

ممكن الوجود

- إنّ الموجودات علی ضربین: أحدهما- إذا اعتبر ذاته لم یجب وجوده، و یسمّی (ممكن الوجود). و الثانی- إذا اعتبر ذاته وجب وجوده، و یسمّی (واجب الوجود). و إذا كان ممكن الوجود- إذا فرضناه غیر موجود لم یلزم منه محال، و لا غنی بوجوده عن علّة. و إذا وجب- صار واجب الوجود بغیره (ف، ع، 4، 3)- كل ممكن الوجود بذاته لا یخلو فی وجوده:
إما أن یكون عن ذاته، أو عن غیره، أو لا عن ذاته و لا عن غیره (س، ع، 55، 16)- إنّ الواجب الوجود بذاته لا علّة له، و إنّ الممكن الوجود بذاته له علّة، و إنّ الواجب الوجود بذاته واجب الوجود من جمیع جهاته، و إنّ الواجب الوجود لا یمكن أن یكون وجوده مكافئا لوجود آخر، فیكون كل واحد منهما مساویا للآخر فی وجوب الوجود و یتلازمان.
و إنّ الواجب الوجود لا یجوز أن یجتمع وجوده عن كثرة البتّة. و إنّ الواجب الوجود لا یجوز أن تكون الحقیقة التی له مشتركا فیها بوجه من الوجوه، حتی یلزم من تصحیحنا ذلك أن یكون واجب الوجود غیر مضاف، و لا متغیّر، و لا متكثّر، و لا مشارك فی وجوده الذی یخصّه (س، شأ، 37، 11)- إنّ كل ما هو ممكن الوجود باعتبار ذاته، فوجوده و عدمه كلاهما بعلّة، لأنّه إذا وجد فقد حصل له الوجود متمیّزا من العدم، و إذا عدم حصل له العدم متمیّزا من الوجود (س، شأ، 38، 11)- أما الحق فیفهم منه الوجود فی الأعیان مطلقا، و یفهم منه الوجود الدائم، و یفهم منه حال القول أو العقد الذی یدلّ علی حال الشی‌ء فی الخارج إذا كان مطابقا له، فنقول: هذا قول حق، و هذا اعتقاد حق. فیكون الواجب الوجود هو الحق بذاته دائما، و الممكن الوجود حق بغیره، باطل فی نفسه. فكل ما سوی الواجب الوجود الواحد باطل فی نفسه (س، شأ، 48، 8)- الممكن الوجود بذاته لیس خیرا محضا، لأنّ ذاته بذاته لا یجب له الوجود بذاته، فذاته تحتمل العدم، و ما احتمل العدم بوجه ما فلیس من جمیع جهاته بریئا من الشر و النقص (س، شأ، 356، 2)- إنّ الممكن الوجود هو الذی متی فرض غیر موجود أو موجودا لم یعرض منه محال (س، ن، 224 22)- الواجب الوجود هو الضروری الوجود، و الممكن الوجود هو الذی لا ضرورة فیه بوجه أی لا فی وجوده و لا فی عدمه (س، ن، 224، 23)- الممكن الوجود هو الذی متی فرض غیر موجود و موجودا لم یلزم منه المحال (ب، م، 5، 2)- الممكن الوجود هو الذی لا ضرورة فیه بوجه لا فی وجوده و لا فی عدمه (ب، م، 5، 4)- الممكن الوجود باعتبار ذاته فوجوده و عدمه بعلّة (ب، م، 5، 9)- ما لیس بواجب و لا ممتنع فهو ممكن الوجود (بغ، م 2، 23، 1)- الممكن الوجود بذاته إذا صار موجودا فوجوده عن غیره و بغیره (بغ، م 2، 23، 2)- إنّ الممكن بوجوده لا یستغنی عن العلّة، إذ لو استغنی لترجّح الوجود بماهیّته، فصار واجبا بذاته بعد أن كان ممكنا، و هو محال (سه، ل، 133، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 855
- الذی یصدر عنه أكثر من واحد هو ممكن الوجود، و الممكن الوجود مفتقر إلی علّة (ش، ته، 140، 19)- المعتزلة … یفهمون من الممكن الوجود الممكن الحقیقی، و یرون أن كل ما دون المبدأ الأول هو بهذه الصفة. و خصومهم من الأشعریة یسلّمون هذا و یرون أیضا أن كل ممكن فله فاعل، و أن التسلسل ینقطع بالإفضاء إلی ما لیس ممكنا فی نفسه (ش، ته، 185، 8)- الممكن الوجود فی الجوهر الجسمانی یجب أن یتقدّمه واجب الوجود بإطلاق و هو الذی لا قوة فیه أصلا، لا فی الجوهر و لا فی غیر ذلك من أنواع الحركات و ما هو هكذا فلیس بجسم.
مثال ذلك: إن الجرم السماوی قد ظهر من أمره أنه واجب الوجود فی الجوهر الجسمانی و إلّا لزم أن یكون هنالك جسم أقدم منه، و ظهر من أمره أنه ممكن الوجود فی الحركة التی فی المكان، فوجب أن یكون المحرّك له واجب الوجود فی الجوهر، و الّا یكون فیه قوة أصلا، لا علی حركة، و لا علی غیرها، فلا یوصف بحركة، و لا سكون، و لا بغیر ذلك من أنواع التغیّرات (ش، ته، 238، 11)

ممكن الوجود من ذاته‌

- ممكن الوجود من ذاته لیس یمكن أن یفهم منه صفة زائدة علی الذات خارج النفس كما فهم من الممكن الحقیقی، و إنما یفهم منه أن ذاته تقتضی الّا یكون وجوده واجبا إلا بعلّة، فهو یدل علی ذات إذا سلب عنه علّته لم یكن واجب الوجود بذاته بل كان غیر واجب الوجود، أی مسلوبا عنه صفة وجوب الوجود (ش، ته، 121، 23)

ممكنات‌

- كانت الممكنات واجبا فیها أن تنتهی إلی موجود (ب، م، 13، 10)- إنّ كل واحد من الممكنات مفتقر إلی العلّة، و الكل معلول الآحاد التی هی أجزاؤه.
و الجمیع مفتقر إلی العلّة، و علّة جمیع الممكنات إن كان ممكنا كان من الجملة المعلولة (سه، ل، 129، 9)- إنّ الممكنات مستندة فی وجودها إلی سبب واجب الوجود بذاته، و واجب الوجود من جمیع جهاته (ر، م، 124، 16)- إنّ للممكنات إمكانا فی نفسها أو ماهیّاتها (ر، م، 124، 20)

من‌

- الذی من شی‌ء یقال بنوع واحد من الذی هو مثل ما یقال الشی‌ء من العنصر، یرید (أرسطو) أن كذا من كذا یقال علی أنواع كثیرة أحدها مثل ما یقال إن الشی‌ء من عنصره و هذا هو أول مدلول" من" و أشهره … و العنصر الذی یقال إن الشی‌ء منه ربما كان العنصر الأول الذی هو بمنزلة الجنس البعید، و ربما كان العنصر القریب و هو الذی له الصورة الأخیرة فی الكون أعنی الذی یقبل الصورة الأخیرة (ش، ت، 657، 9)- یقال" من" علی نوع آخر و هو جزء الشی‌ء من الشی‌ء مثل ما یقال إن الجزء من الكل، و بالجملة مثل قولنا الید من الإنسان و مثل قولنا قصیدة كذا من الشعر المسمّی كذا. و هذه هی الأجزاء التی من جهة الكمّیة، و ذلك أن هذه الأجزاء تساوی الكل بأن كلیهما مركّب من مادة و صورة أعنی الجزء و الكل و مثل قولنا الحجارة من البیت (ش، ت، 658، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 856
- إن" من" یقال علی ثلاثة أنواع: إما المركّب من الصورة و العنصر، و إما الأجزاء من الكل، و إما الكل من الأجزاء (ش، ت، 659، 12)- یقال حرف" من" علی جهة الاستعارة علی معنی حرف بعد، مثل قول القائل اللیل من النهار فإنه لیس اللیل من النهار علی أن النهار عنصر له و لا جزء بل معنی" من" هاهنا معنی بعد أی أن اللیل بعد النهار. و دلالة حرف" من" الأولی إنما هی علی المادة أو ما یشبه المادة، و لشبه الأجزاء بالمادة قیل الكل من الأجزاء، و لكون الكل أیضا شبیها بالعنصر قیل الجزء من الكل. فهذا الحرف بالجملة یقال:
إما علی العنصر، و إما علی ما یشبه العنصر، و قد یقال بمعنی بعد (ش، ت، 660، 13)- جمیع المعانی التی یدلّ علیها بحرف" من" تنحصر فی معنیین: أحدهما فی كل شیئین یتغیّر أحدهما إلی الثانی، فإن المتغیّر یقال إنه من الذی یتغیّر منه فالعنصر یتغیّر إلی المركّب و إلی الصورة، و المركّب أیضا یتغیّر إلی العنصر و الكل یتغیّر إلی الأجزاء عند فساده و تكوّن الأجزاء و الأجزاء تتغیّر إلی الكل عند كون الكل. و المعنی الثانی بمعنی یتلو فإن الأشیاء التی تتلو بعضها بعضا قد یقال فیها إن بعضها من بعض إلا أن من هاهنا بمعنی بعد (ش، ت، 661، 7)

من هو

- أما من هو فسؤال یبحث عن التعریف للشی‌ء.
و یقول علماء النحو إنّ هذا السؤال لا یتوجّه إلّا إلی كل ذی عقل، و یقول قوم آخرون إلی كل ذی علم و تمییز. و الجواب فیه أن یعرف السؤال بأحد ثلاثة أشیاء: إما أن ینسب إلی بلده، أو إلی أصله أو إلی صناعته. مثال ذلك إذا قیل من زید، فیقال البصری ینسب إلی بلده و الهاشمی إلی أصله و النجّار إلی صناعته (ص، ر 1، 201، 21)

مناسبة

- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 14)

مناقضان‌

- إن المناقضین و الأضداد لیس هما شی‌ء واحد (ش، ت، 1312، 15)

منامات‌

- المنامات معرفة الإنذارات و البشارات (ص، ر 3، 240، 21)

منتقل‌

- تختلف طبائع المواد بحسب أصناف طبیعة التغیّر: أما المتكوّنة فمادتها بالقوة، و أما المنتقلة فمادتها بالفعل إذ كان المنتقل هو شی‌ء موجود بالفعل. و لذلك ما كان من المنتقلة غیر كائن و لا فاسد فلیس له المادة التی للكائن الفاسد و هی التی هی بالقوة (ش، ت، 1447، 6)

منطق‌

- المنطق فیما یعطی من قوانین الألفاظ إنما یعطی قوانین تشترك فیها ألفاظ الأمم، و یأخذها من حیث هی مشتركة، و لا ینظر فی شی‌ء مما یخصّ ألفاظ أمة ما، بل یوصی أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 857
یؤخذ ما یحتاج إلیه من ذلك عن أهل العلم بذلك اللسان (ف، ح، 62، 7)- إن كثیرا من الكتب التی تعطی قوانین فی النطق الخارج فقط من كتب أهل العلم فی النحو تسمّی باسم المنطق. و بیّن أن الذی یسدّد نحو الصواب فی جمیع أنحاء النطق أحری بهذا الاسم (ف، ح، 63، 12)- المنطق … هو آلة فی استقراء الطبیعة (تو، م، 166، 4)- النحو منطق عربی، و المنطق نحو عقلیّ (تو، م، 169، 20)- المنطق … آلة بها یقع الفصل و التمییز بین ما یقال: هو حق أو باطل، فیما یعتقد، و بین ما یقال: هو خیر أو شر، فیما یفعل، و بین ما یقال: هو صدق أو كذب، فیما یطلق باللسان، و بین ما یقال: هو حسن أو قبیح بالفعل (تو، م، 171، 1)- النحو یرتّب اللفظ ترتیبا یؤدّی إلی الحق المعروف أو إلی العادة الجاریة، و المنطق یرتّب المعنی ترتیبا یؤدّی إلی الحق المعترف به من غیر عادة سابقة. و الشهادة فی المنطق مأخوذة من العقل، و الشهادة فی النحو مأخوذة من العرف، و دلیل النحو طباعی، و دلیل المنطق عقلی. (تو، م، 171، 15)- النحو أوّل مباحث الإنسان، و المنطق آخر مطالبه (تو، م، 171، 22)- النحو تحقیق المعنی باللفظ، و المنطق تحقیق المعنی بالعقل (تو، م، 172، 2)- المنطق یدخل النحو، و لكن محقّقا له (تو، م، 172، 5)- النحو شكل سمعیّ، و المنطق شكل عقلیّ.
و شهادة النحو طباعیة، و شهادة المنطق عقلیة (تو، م، 172، 8)- المنطق وزن لعیار العقل، و النحو كیل بصاع اللفظ، و لهذا قیل فی النحو الشذوذ و النادر، و ردی‌ء المنطق ما جری مجراهما (تو، م، 172، 10)- یقال: ما المنطق؟ الجواب: هو صناعة أدویّة تمیّز بها بین الصدق و الكذب فی الأقوال، و الحق و الباطل فی الاعتقادات، و الخیر و الشر فی الأحوال (تو، م، 314، 15)- إنّ المنطق مشتقّ من نطق ینطق نطقا. و النطق فعل من أفعال النفس الإنسانیة. و هذا الفعل نوعان فكری و لفظی. فالنطق اللفظی هو أمر جسمانی محسوس، و النطق الفكری أمر روحانی معقول (ص، ر 1، 310، 19)- إنّ المنطق میزان الفلسفة و قد قیل إنّه أداة الفیلسوف. و ذلك أنّه لما كانت الفلسفة أشرف الصنائع البشریة بعد النبوّة صار من الواجب أن یكون میزان الفلسفة أصحّ الموازین و أداة الفیلسوف أشرف الأدوات، لأنّه قیل فی حدّ الفلسفة أنّها التشبّه بالإله بحسب الطاقة الإنسانیة (ص، ر 1، 342، 13)- وضعوا (الفلاسفة) قانونا یهتدی به العقل فی نظره إلی التمییز بین الحق و الباطل و سمّوه بالمنطق. و محصّل ذلك أنّ النظر الذی یفید تمییز الحق من الباطل إنّما هو للذهن فی المعانی المنتزعة من الموجودات الشخصیة، فیجرّد منها أولا صورا منطبقة علی جمیع الأشخاص كما ینطبق الطابع علی جمیع النقوش التی ترسمها فی طین أو شمع. و هذه المجرّدة من المحسوسات تسمّی المعقولات الأوائل (خ، م، 428، 24)- المنطق إذا أمر صناعی مساوق للطبیعة الفكریة و منطبق علی صورة فعلها. و لكونه أمرا صناعیا استغنی عنه فی الأكثر (خ، م، 445، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 858
- المنطق آلة قانونیّة تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ فی الفكر فهو علم عملیّ آلیّ، كما أنّ الحكمة علم نظریّ غیر آلیّ فالآلة بمنزلة الجنس و القانونیّة یخرج الآلات الجزئیّة لأرباب الصنائع. و قوله تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ فی الفكر یخرج العلوم القانونیّة التی لا تعصم مراعاتها الذهن عن الخطأ فی الفكر بل فی المقال كالعلوم العربیّة (جر، ت، 251، 5)

منطق فلسفی‌

- ینبغی لمن یرید أن ینظر فی المنطق الفلسفی أن یكون قد ارتاض أولا فی علم النحو قبل ذلك (ص، ر 1، 332، 1)- من یتعاطی منهم (الحكماء المنطقیون) المنطق الفلسفی … یحفظ أقاویله من التناقض من أولها إلی آخرها (ص، ر 1، 341، 12)

منطق لغوی‌

- إنّ النطق اللفظی إنّما هو أصوات مسموعة لها هجاء، و هی تظهر من اللسان الذی هو عضو من الجسد و تمرّ إلی المسامع من الآذان التی هی أعضاء من أجساد أخر. و إنّ النظر فی هذا المنطق و البحث عنه و الكلام علی كیفیة تصاریفه و ما یدلّ علیه من المعانی یسمّی علم المنطق اللغوی (ص، ر 1، 311، 2)

منطقیات‌

- أما المنطقیات فهی معرفة معانی الأشیاء الموجودة التی هی مصوّرة فی أفكار النفوس و مبدأها من الجوهر (ص، ر 1، 50، 3)- المنطقیات: فلا یتعلّق شی‌ء منها بالدین نفیا و إثباتا، بل هی النظر فی طرق الأدلّة و المقاییس، و شروط مقدّمات البرهان و كیفیة تركیبها، و شروط الحدّ الصحیح و كیفیة ترتیبه (غ، مض، 22، 10)

منعوت‌

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 13)

منفرد

- إن فی الأشیاء الأول التی تقال بذاتها أیضا إنیّة كل واحد من الأشیاء المنفردة، و كل منفرد هو هو و شی‌ء واحد أیضا (ش، ت، 835، 14)

منفصل‌

- أما كم هو فسؤال یبحث عن مقدار الشی‌ء، و الأشیاء ذوات المقادیر نوعان: متّصل و منفصل. فالمتّصل خمسة أنواع: الخط و السطح و الجسم و المكان و الزمان، و المنفصل نوعان: العدد و الحركة. و هذه الأشیاء كلها یقال فیها كم هو (ص، ر 1، 200، 6)- أمّا المنفصل فهو أخسّ الموجودات وجودا، و هو أصناف أخسّها وجودا ما هو علی الأقل، و أشرفها الحیوان المتناسل الذی لا كثرة فیه، كالحیوان الذی یلد حیوانا فی نفسه (ج، ر،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 859
100، 4)

منفعل‌

- أمّا المنفعل فهو المتأثّر من تأثیر المؤثّر، أعنی المنفعل عن الفاعل (ك، ر، 183، 7)- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- أمّا تركیب جوهر مع كیفیة فكفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة، و كالمنفعل، فإنّ فیها قوة جوهر مع فعل أیضا، و الفعل كیفیة (ك، ر، 371، 10)- إن المنفعل ینفعل من حیث له مبدأ مغایر له یخرجه من القوة إلی الفعل … و لیس من شرط هذا المبدأ أن یكون فی موضوع مغایر للموضوع الذی فیه قوة الانفعال بالمكان (ش، ت، 1112، 11)- المنفعل یلزم أن یكون من جهة شبیها و من جهة ضدّا، فأما أن الانفعال الموجود فی الغذاء هو فی الجوهر فذلك بیّن بنفسه (ش، ن، 37، 17)

منفی‌

- من ینفی شیئا ما من شی‌ء فلا بد و أن یكون للمنفی طبیعة ما حاصلة و بالجملة لا بد و أن یكون هویّة من الهویّات (ش، ت، 426، 14)

منقسم‌

- إن كل ما لا ینقسم فلا یتحرّك، و كل متحرّك جسم، و كل منقسم فذو كثرة (ش، ت، 332، 9)- كل منقسم فإما أن ینقسم إلی شی‌ء منقسم أو إلی شی‌ء غیر منقسم. فإن انقسم إلی غیر منقسم فقد وجدنا الجزء الذی لا ینقسم، و إن انقسم إلی منقسم عاد السؤال أیضا فی هذا المنقسم:
هل ینقسم إلی منقسم أو إلی غیر منقسم؟ فإن انقسم إلی غیر نهایة كانت فی الشی‌ء المتناهی أجزاء لا نهایة لها. و من المعلومات الأول أن أجزاء المتناهی متناهیة (ش، م، 138، 19)

منقسم بالذات و بالعرض‌

- المنقسم بالذات هو الجسم مثلا، و المنقسم بالعرض هو مثل انقسام البیاض الذی فی الأجسام بانقسام الأجسام. و كذلك الصور هی منقسمة بالعرض، أی بانقسام محلها (ش، ته، 41، 11)

مهنة ملكیة

- المهنة الملكیة التی عنها تلتئم الملّة الفاضلة هی تحت الفلسفة (ف، م، 47، 16)

مواد

- علم الموجودات التی توجد لها مبادئ الوجود الأربعة و هو جنس الموجودات التی لا یمكن أن تصیر معقولة إلّا فی المواد، فإن المواد تسمّی الطبیعیة (ف، س، 11، 3)- البرهان علی أن المواد متناهیة أن الشی‌ء یقال إنه یتكوّن من شی‌ء علی وجهین: أحدهما كما نقول إن الصبی یكون منه رجل لا كما نقول إن الشی‌ء یكون بعد الشی‌ء كقولنا من البخار ضباب أی بعد البخار. و الثانی أن یكون الشی‌ء من الشی‌ء مثل قولنا إن من الهواء یكون الماء (ش، ت، 26، 3)- المواد صنفان: صنف موضوع للتغیّر الذی یكون فی الجوهر و هو أخص باسم المادة،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 860
و صنف موضوع لسائر التغایر الآخر، و هذا یخصّ فی الأكثر باسم الموضوع (ش، ما، 89، 3)- المواد التی تفهمها الأجناس منها محسوسة كمواد الأمور الطبیعیة، و هذه أحق باسم المواد، و منها متوهّمة معقولة كمواد الأشیاء التعالیمیة (ش، ما، 91، 11)- المواد تنتهی إلی مادة أولی موجودة فی الشی‌ء (ش، ما، 136، 2)- لعلّ فی المواد ما یمنع من مطابقة الذهنی الكلّی للخارجی الشخصی اللهم إلّا ما یشهد له الحسّ من ذلك فدلیله شهوده لا تلك البراهین (خ، م، 430، 13)

مواد بعیدة و قریبة

- إن المواد القریبة هی التی تماسّ بعضها بعضا لأن التی اختلطت و اتحدت لیست هی مادة قریبة. مثال ذلك إن اللحم و العظم و سائر الأعضاء المتشابهة الأجزاء التی تركّبت منها الید هی المادة القریبة للید و هی مماسّة بعضها لبعض، و أما الأسطقسّات الأربعة التی هی مختلطة فهی مواد بعیدة (ش، ت، 1471، 13)

مواد ذاتیة

- المواد الذاتیة فحدودها ضرورة مقدّمة علی المحدود (ش، ما، 92، 18)

مواد سماویة

- الموادّ السماویة مختلفة بالنوع (ر، ل، 99، 20)

مواد العلوم‌

- إن موضوعات العلوم و موادّها لا تخلو من أن تكون: إما إلهیة، و إما طبیعیة، و إما منطقیة، و إما ریاضیة، أو سیاسیة. و صناعة الفلسفة هی المستنبطة لهذه، و المخرجة لها، حتی أنه لا یوجد شی‌ء من موجودات العالم إلّا و للفلسفة فیه مدخل، و علیه غرض، و منه علم بمقدار الطاقة الأنسیة (ف، ج، 80، 17)

موازنة

- الاتّحاد فی الجنس یسمّی مجانسة، و فی النوع مماثلة، و فی الخاصّة مشاكلة، و فی الكیف مشابهة، و فی الكمّ مساواة، و فی الأطراف مطابقة، و فی الإضافة مناسبة، و فی وضع الأجزاء موازنة (جر، ت، 6، 14)

موازین‌

- إنّ الموازین التی وضعها الحكماء لیعرف بها الخطأ و الزلل فی القیاس مختلفة الفنون، و ذلك بحسب الصنائع و العلوم و القوانین كما هو موجود فی اختلاف موازین أهل البلدان النائیة و مكاییلهم معروفة بینهم بحسب موازین أهل البلدان فی موضوعاتهم، و لكن مع اختلافها كلها. فالغرض المطلوب منها هو إصابة الحقّ أو العدل و الإنصاف فیما یتعاملون بینهم فی الأخذ و الإعطاء (ص، ر 3، 417، 17)

مواطئ‌

- معنی قول أرسطو إن المواطئ یكون من المواطئ أو قریب من المواطئ لیس معناه أن المواطئ یفعل بذاته و صورته صورة المواطئ له و إنما معناه أن یخرج صورة المواطئ له من القوة إلی الفعل، و لیس هو فاعل بأن یورد علی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 861
الهیولی شیئا من خارج أو شیئا هو خارجا عنها (ش، ت، 1499، 16)

موت‌

- إنّ الموت و الحیاة نوعان: جسدانی و نفسانی.
و الحیاة الجسدانیة لیست شیئا سوی استعمال النفس الجسد، و الموت الجسدانی لیس شیئا سوی تركها استعماله، كما أنّ الیقظة لیست شیئا سوی استعمال النفس الحواس و لیس النوم شیئا سوی تركه استعمالها (ص، ر 3، 57، 3)- الموت حكمة إذ البقاء الأبدی لا یتیسّر إلّا بعد حصول الموت، فالموت سبب لحیاة الأبد و الحیاة الدنیا سبب للموت فی الحقیقة، إذ الإنسان ما لم یدخل فی هذا العالم لا یمكن له أن یموت فإذا وجد الإنسان فتكون حیاته سببا لموته و موته سببا لحیاته الباقیة أبد الآبدین.
(ص، ر 3، 60، 1)- إنّ الموت لیس هو شی‌ء سوی ترك النفس استعمال الجسد (ص، ر 3، 283، 3)

موجب بالذات‌

- الموجب بالذات هو الذی یجب أن یصدر عنه الفعل إن كان علّة تامّة له من غیر قصد و إرادة كوجوب صدور الإشراق عن الشمس و الإحراق عن النّار (جر، ت، 257، 6)

موجبات‌

- الموجبات … یقال فی رسمها إنها حمل شی‌ء علی شی‌ء (ش، ت، 115، 13)

موجبة و سالبة

- لیس واجبا بالضرورة أن تكون الموجبة و السالبة تصدقان معا علی كل شی‌ء بل یصدق علی الأشیاء ما لیس بموجبة و لا سالبة لأن كلیهما نقیض و هو قولنا لا موجبة و لا سالبة (ش، ت، 387، 8)- إن كانت الموجبة و السالبة التعادل فیهما فیما بین اثنین فإن التعادل یوجد أیضا فی هذه بین أربعة أعنی ما هو لا موجبة و لا سالبة یقابلان ما هو موجبة و سالبة (ش، ت، 387، 14)- إن كانت الموجبة و السالبة تجتمعان فلا تخلو القسمة: إما أن یكون كل ما تصدق علیه الموجبة تصدق علیه السالبة، و عكس هذا (ش، ت، 390، 8)- لیس بحق قولنا إن الموجبة و السالبة تصدقان معا فی شی‌ء واحد بعینه (ش، ت، 395، 1)- الموجبة و السالبة تقتسمان الصدق و الكذب (ش، ت، 395، 4)- حدّ الموجبة غیر حدّ السالبة و لیس یمكن أن تكون الموجبة و السالبة لذلك شیئا واحدا (ش، ت، 463، 3)- إنه لیس بین الموجبة و السالبة متوسّط و بعض الأضداد بینها وسط (ش، ت، 1312، 12)- الموجبة و السالبة أعمّ اقتسامها الصدق و الكذب من العدم و الملكة، لأن العدم إنما یقتسم الصدق و الكذب مع الملكة إذا كان الموضوع لهما موجودا أو محدودا. و النقیض یقتسم الصدق و الكذب وجد الموضوع أو لم یوجد علی ما تبیّن فی كتاب المنطق (ش، ت، 1312، 16)

موجد مفعول و فاعل‌

- الموجود المفعول لا یكون موجدا إلا بموجد فاعل، فإن كان كونه موجدا أمرا زائدا علی جوهره لم یلزم أن یبطل الوجود إذا بطلت هذه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 862
النسبة التی بین الموجد الفاعل و الموجد المفعول، و إن لم یكن أمرا زائدا بل كان جوهره فی الإضافة أعنی فی كونه موجدا صح ما یقوله ابن سینا، و هذا لا یصح فی العالم لأن العالم لیس موجودا فی باب الإضافة و إنما هو موجود فی باب الجوهر و الإضافة عارضة له (ش، ته، 106، 21)

موجود

- أمّا الموجود لا مع طینة فالمضاف، لأنّ الأبوة و الأبنیة من المضاف كل واحد منهما إلی صاحبه و الموجود بوجوده، و الجزء و الكل، فإنّهما غیر مقارنة طینة فی وصفهما (ك، ر، 371، 1)- أمّا الموجود مع طینة فإنّه تركیب كمّ مع جوهر، أم كیف مع جوهر، أم جوهر مع جوهر (ك، ر، 371، 4)- لكل موجود من وجوده قسم و مرتبة مفردة.
و وجود الأشیاء عنه (واجب الوجود) لا عن جهة قصد منه یشبه قصودنا، و لا یكون قصد الأشیاء، و لا صدرت الأشیاء عنه علی سبیل الطبع من دون أن یكون له معرفة و رضاء بصدورها و حصولها، و إنما ظهرت الأشیاء عنه لكونه عالما بذاته و بأنه مبدأ لنظام الخیر فی الوجود علی ما یجب أن یكون علیه. فإذن عمله علّة لوجود الشی‌ء الذی یعلمه. و علمه للأشیاء لیس بعلم زمانی. و هو علّة لوجود جمیع الأشیاء- بمعنی أنه یعطیها الوجود الأبدی، و یدفع عنها العدم مطلقا- لا بمعنی أنه یعطیها وجودا مجرّدا بعد كونها معدومة، و هو علّة المبدع الأول (ف، ع، 6، 2)- كون الموجود موجودا غیر كونه مبدأ، فإن كونه مبدأ من عوارض الوجود (ف، ت، 25، 13)- كل موجود لیس بغائب فهو مشاهد (ف، ف، 18، 6)- الموجود فی لسان جمهور العرب هو أوّلا اسم مشتقّ من الوجود و الوجدان. و هو یستعمل عندهم مطلقا و مقیّدا، أمّا مطلقا ففی مثل قولهم" وجدت الضالّة" و" طلبت كذا حتّی وجدته"، و أمّا مقیّدا ففی مثل قولهم" وجدت زیدا كریما" أو" لئیما (ف، حر، 110، 9)- إنّ لفظة الموجود و هی أوّل ما وضعت فی العربیّة مشتقّة و كلّ مشتق فإنّه یخیّل ببنیته فی ما یدلّ علیه موضوعا لم یصرّح به و معنی المصدر الذی منه اشتق فی ذلك الموضوع، فلذلك صارت لفظة الموجود تخیّل فی كلّ شی‌ء معنی فی موضوع لم یصرّح به- و ذلك المعنی هو المدلول علیه بلفظة الوجود- حتّی تخیّل وجودا فی موضوع لم یصرّح به، و فهم أنّ الوجود كالعرض فی موضوع (ف، حر، 113، 9)- إذا استعملت لفظة الموجود استعملت علی أنّها مثال أوّل و إن كان شكلها شكل مشتقّ (ف، حر، 115، 6)- الموجود لفظ مشترك یقال علی جمیع المقولات- و هی التی تقال علی مشار إلیه-، و یقال علی كلّ مشار إلیه، كان فی موضوع أو لا فی موضوع. و الأفضل أن یقال إنّه اسم لجنس جنس من الأجناس العالیة علی أنّه لیست له دلالة علی ذاته، ثمّ یقال علی كلّ ما تحت كلّ واحد منها علی أنّه اسم لجنسه العالی، و یقال علی جمیع أنواعه بتواطؤ- مثل اسم العین، فإنّه اسم لأنواع كثیرة و یقال علیها باشتراك (ف، حر، 115، 15)- كلّ معقول كان خارج النفس و هو بعینه كما هو فی النفس … هذا معنی أنّه صادق، فإنّ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 863
الصادق و الموجود مترادفان (ف، حر، 116، 6)- الموجود … یقال علی ثلاثة معان: علی المقولات كلّها، و علی ما یقال علیه الصادق، و علی ما هو منحاز بماهیّة ما خارج النفس تصوّرت أو لم تتصوّر (ف، حر، 116، 22)- الموجود الذی یعنی به ما له ماهیّة ما خارج النفس، منه موجود بالقوّة و منه موجود بالفعل (ف، حر، 119، 9)- إنّ الموجود إنّما یقال علی ما له ماهیّة خارج النفس و لا یقال علی ماهیّة متصوّرة فقط، فبهذا یكون الشی‌ء أعمّ من الموجود (ف، حر، 128، 8)- الموجود یقال علی القضیّة الصادقة، و الشی‌ء لا یقال علیها. فإنّا لا نقول" هذه القضیّة شی‌ء" و نحن نعنی به أنّها صادقة، بل إنّما نعنی أنّ لها ماهیّة ما (ف، حر، 128، 10)- الشی‌ء … یقال علی كثیر ممّا یقال علیه الموجود و علی أمور لا یقال علیها الموجود.
و كذلك الموجود یقال علی كثیر ممّا یقال علیه الشی‌ء و علی ما لا یقال علیه الشی‌ء (ف، حر، 128، 15)- كلّ موجود فإنّ ماهیّته لیس هو إنّما تحصل له متی كان هناك غیره بل تحصل له و إن لم یكن موجود آخر غیره. و إنّما یحتاج إلی تمییزه عن غیره متی وافق أن كان هناك غیره. فإذن تمیّزه عن غیره هو عارض یعرض له (ف، حر، 183، 19)- ما هو بالقوّة ذات لیس بموجود، فإنّ الموجود المشهور هو الذی بالفعل (ف، حر، 218، 19)- الموجود مقتض للواجد لا محالة، و الواجد فی صیغته مقتض للموجود لا محالة، فالرباط قائم، و التعلّق بیّن (تو، م، 187، 22)- من البیّن أنّ الموجود علی ضربین: موجود بالحسّ و موجود بالعقل. و لكلّ واحد من هذین الموجودین وجود بحسب ما هو به موجود، إمّا حسّیّ، و إمّا عقلی. فعلی هذا النفس لها عدم فی أحد الموجودین، و هو الحسّیّ. و لها وجود فی القسم الآخر، و هو العقلی (تو، م، 193، 1)- الموجود هو الذی من شأنه أن یفعل أو ینفعل، فكل ذات موجودة، فإمّا أن تكون فاعلة فقط، أو منفعلة فقط، أو فاعلة و منفعلة. فالمنفعلة فقط هی المادة الموضوعة لقبول الصورة و الفاعل فقط هو المعطی صورة كل ذی صورة، و الفاعل المنفعل هو المركّب من مادة و صورة یفعل بصورته و ینفعل لمادّته (تو، م، 285، 18)- كل موجود إمّا أن یكون بالقوة، و إمّا أن یكون بالفعل، فقط، و إمّا أن یكون بالفعل من جهة و بالقوة من جهة (تو، م، 286، 1)- قیل: فما الموجود؟ قال (النوشجانی): لیس فوقه ما ینعت به، و لا دونه ما یحطّ إلیه، لأنّه لو كان فوقه غیره لكان أیضا موجودا و لو كان دونه لكان أیضا موجودا (تو، م، 375، 24)- إنّ لفظة الموجود مشتقّة من وجد یجد وجدانا فهو واجد و ذاك موجود، فالموجود یقتضی الواجد لأنّهما من جنس المضاف (ص، ر 3، 228، 12)- إن قیل ما الموجود؟ قیل هو الذی وجده أحد الحواس أو تصوّره العقل أو دلّ علیه الدلیل (ص، ر 3، 360، 10)- الموجود قد یوصف بأنّه واحد أو كثیر، و بأنّه كلّی أو جزئی، و بأنّه بالفعل أو بالقوة. و قد یوصف بأنّه مساو لشی‌ء، و یوصف بأنّه متحرّك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 864
أو إنسان أو غیر ذلك (س، ع، 47، 4)- لیس شی‌ء أعمّ من الموجود (س، شأ، 14، 6)- إنّ الموجود، و الشی‌ء، و الضروری، معانیها ترتسم فی النفس ارتساما أولیا، لیس ذلك الارتسام مما یحتاج إلی أن یجلب بأشیاء أعرف منها (س، شأ، 29، 5)- الموجود علی قسمین: أحدهما، الموجود فی شی‌ء آخر، ذلك الشی‌ء الآخر متحصّل القوام و النوع فی نفسه، وجودا لا كوجود جزء منه، من غیر أن تصحّ مفارقته لذلك الشی‌ء، و هو الموجود فی موضوع، و الثانی، الموجود من غیر أن یكون فی شی‌ء من الأشیاء بهذه الصفة، فلا یكون فی موضوع البتّة، و هو الجوهر (س، شأ، 57، 7)- الواحد و الموجود قد یتساویان فی الحمل علی الأشیاء حتی أنّ كل ما یقال إنّه موجود باعتبار یصحّ أن یقال له إنّه واحد باعتبار، و كل شی‌ء فله وجود واحد (س، شأ، 303، 6)- لكل موجود إلی الموجودات نوع من الإضافة و النسبة، و خصوصا الذی یفیض عنه كل وجود (س، شأ، 344، 2)- كل موجود إذا التفت إلیه من حیث ذاته، من غیر التفات إلی غیره: فإما أن یكون بحیث یجب له الوجود فی نفسه، أو لا یكون. فإن وجب فهو الحقّ بذاته، الواجب الوجود من ذاته، و هو القیوم. و إن لم یجب، لم یجز أن یقال: إنّه ممتنع بذاته بعد ما فرض موجودا، بل إن قرن باعتبار ذاته شرط، مثل شرط عدم علّته، صار ممتنعا، أو مثل شرط وجود علّته، صار واجبا. و إن لم یقرن بها شرط، لا حصول علّة و لا عدمها، بقی له فی ذاته الأمر الثالث، و هو الإمكان، فیكون باعتبار ذاته الشی‌ء الذی لا یجب و لا یمتنع (س، أ 2، 19، 3)- كل موجود: إما واجب الوجود بذاته، أو ممكن الوجود بذاته (س، أ 2، 19، 13)- إنّ الموجود لمّا لم یكن من مقوّمات الماهیّة، بل من لوازمها، لم یصر بأن یكون لا فی موضوع، جزءا من المقوّم، فیصیر مقوّما، و إلّا لصار بإضافة المعنی الإیجابی إلیه جنسا للأعراض التی هی موجودة فی موضوع (س، أ 2، 52، 12)- انقسام الموجود إلی المقولات یشبه الانقسام بالفصول و إن لم یكن كذلك و انقسامه إلی القوة، و الفعل، و الواحد، و الكثیر و القدیم، و المحدث، و التام، و الناقص، و العلّة، و المعلول، و ما یجری مجراها یشبه الانقسام بالعوارض. فتكون المقولات كأنّها أنواع و تلك الأخر كأنّها فصول عرضیة أو أصناف (س، ن، 199، 10)- إنّ الموجود لا یمكن أن یشرح بغیر الاسم لأنّه مبدأ أول لكل شرح فلا شرح له بل صورته تقوم فی النفس بلا توسّط شی‌ء- و هو ینقسم نحوا من القسمة إلی جوهر و عرض (س، ن، 200، 3)- لیس شی‌ء أعمّ من الموجود فیلحق به غیره لحوقا أولیّا (ب، م، 2، 14)- معنی الموجود و معنی الشی‌ء متصوران و هما معنیان (ب، م، 3، 7)- الموجود و المثبت و المحصّل أسماء مترادفة علی معنی واحد (ب، م، 3، 8)- إن لم یكن الموجود جنسا مقولا بالتسوّی علی ما تحته فإنّه معنی متّفق فیه علی التقدیم و التأخیر. و أوّل ما یكون یكون للماهیّة التی هی الجوهر ثم یكون لما بعده (ب، م، 4، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 865
- المفارقات أربع مراتب مختلفة الحقائق: (أ) الموجود الذی لا سبب له و هو واحد. (ب) العقول الفعّالة و هی كثیرة بالنوع. (ج) النفوس السمائیة و هی كثیرة بالنوع. (د) النفوس الإنسانیة و هی كثرة بالأشخاص (ب، م، 12، 5)- الموجود ینقسم إلی سبب و مسبّب (غ، م، 140، 9)- الموجود ینقسم إلی: كلّی و جزئی (غ، م، 174، 6)- الموجود ینقسم إلی واحد و كثیر (غ، م، 183، 11)- الموجود ینقسم: إلی ما هو متقدّم، و إلی ما هو متأخّر (غ، م، 187، 14)- الموجود ینقسم إلی: سبب و مسبّب أی: علّة و معلول (غ، م، 189، 4)- الموجود ینقسم: إلی متناه و غیر متناه (غ، م، 193، 2)- الموجود ینقسم: إلی ما هو بالقوة. و إلی ما هو بالفعل (غ، م، 200، 5)- الموجود ینقسم: إلی واجب و إلی ممكن.
و نعنی به أنّ كل موجود: فإمّا أن یتعلّق وجوده بغیر ذاته، بحیث لو قدّر عدم ذلك الغیر، لانعدم ذاته كما أنّ الكرسی یتعلّق وجوده بالخشب، و النجّار، و حاجة الجلوس، و الصورة. فلو قدّر عدم واحد من هذه الأربعة لزم بالضرورة عدم الكرسی. و أمّا أن لا یتعلّق وجود ذاته، بغیره البتّة، بل لو قدّر عدم كل غیر له، لم یلزم عدمه، بل ذاته كاف لذاته. و قد اصطلح علی تسمیة الأول (ممكنا)، و علی تسمیة الثانی (واجبا) (غ، م، 203، 18)- إنّ الموجود: إمّا أن یتعلّق وجوده بغیره، بحیث یلزم من عدم ذلك الغیر، عدمه، أو لا یتعلّق.
فإنّ تعلّق سمّیناه ممكنا، و إن لم یتعلّق سمّیناه واجبا بذاته (غ، م، 210، 3)- محال أن ینقلب الموجود محالا (غ، م، 276، 4)- إنّ الموجود ینقسم إلی جوهر و عرض (غ، م، 303، 4)- كل موجود لیس واجب الوجود بذاته و إنّما هو موجود بغیره (غ، ت، 79، 16)- الموجود لا یمكن إیجاده (غ، ت، 82، 19)- الكلام فی الموجود فی الأعیان لا فی الأذهان (غ، ت، 100، 23)- إنّ الموجود مقابله ما لیس بموجود. و ما لیس بموجود منه المحال، و هو ما لا یمكن وجوده، و منه الممكن (ج، ن، 43، 3)- إنّ كل موجود فی هیولی فعن فاعل، و لیس كل ما هو عن فاعل فی هیولی (بغ، م 1، 9، 12)- النظر فی الموجود من حیث هو موجود أفرده أرسطوطالیس علما (بغ، م 2، 3، 17)- حدّ الموجود قوم و قالوا إنّه الذی یفعل أو ینفعل أو كلاهما. و معرفة الفعل كمعرفة الموجود لا یصلح أن یعرف أحدهما بالآخر، فإنّ الشی‌ء إنّما یعرف بما هو أعرف منه و لا شی‌ء أعرف من الموجود إلّا المدرك و المعلوم (بغ، م 2، 21، 11)- الموجود … یقال علی وجهین: أحدهما موجود الأعیان و الآخر موجود الأذهان.
و موجود الأعیان یعرف بالإدراك و یدلّ بعض المدركین علیه بعضا و یهدیه إلیه حتی یشاركه فی إدراكه، و هو واحد بعینه مشترك لكثیر من المدركین كالشمس التی یراها الناس و غیرهم واحدة بعینها لا تتكثّر بإدراكهم لها. و لیس كذلك الموجود فی الأذهان فإنّ الإنسان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 866
الواحد ینفرد بإدراك ما فی ذهنه خاصة و لا یشاركه إنسان آخر فیه (بغ، م 2، 21، 18)- كل موجود: إما واجب الوجود بذاته، و إما ممكن الوجود بذاته (بغ، م 2، 23، 2)- الموجود بعد العدم وجوده عن غیره و ذلك الغیر هو العلّة الموجبة. فلكل محدث محدث أعنی لكل موجود بعد عدم علّة سابقة لا محالة (بغ، م 2، 55، 5)- كل موجود: إما أن یكون وجوده فی الأعیان، و إما أن یكون وجوده فی الأذهان، و إما أن یكون فیهما، و الموجود فی الأذهان موجود فی الأعیان أیضا من جهة أنّه موجود فی موجود الأعیان أعنی الأذهان التی هی موجودة فی الأعیان (بغ، م 2، 63، 11)- إنّ الموجود إمّا أن یكون فی المحل، أو لا یكون. و نعنی بالكون فی المحل أن یكون الشی‌ء شائعا فی غیره لا علی سبیل الجزئیة، و خرج عنه الكون فی الخصب و المكان و كون اللونیة فی السواد. و الكائن فی المحل، منه ما لا یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالصورة، و محلّه هیولاه، و منه ما یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالعرض، و محلّه الموضوع (سه، ل، 123، 5)- إنّ الموجود ینقسم إلی واحد و كثیر (سه، ل، 125، 20)- إنّ الموجود ینقسم إلی متقدّم و متأخّر، إمّا بحسب الزمان كتقدّم موسی علی عیسی، أو بحسب الشرف كتقدّم أبی بكر علی عمر، و إمّا بالطبع كتقدّم ما یمتنع بعدمه الشی‌ء، و لم یجب بوجوده علیه كتقدّم الواحد علی الاثنین، و إمّا بالرتبة، فمنه الرتبی الوضعی كما فی الأجسام، و منه الطبیعی كما للعلل و المعلولات و مراتب العموم (سه، ل، 127، 7)- إنّ الموجود ینقسم إلی علّة و معلول. و العلّة علی أحد المفهومین هی ما یجب به وجود غیره، و یمتنع بفرض عدمه. و المعلول ما یجب وجوده و عدمه بفرض وجود غیره و عدمه (سه، ل، 128، 10)- الموجود أیضا ینقسم إلی ما بالفعل، و هو ما حصل وجوده، و إلی ما بالقوة، و هو ما لم یحصل بعد إلّا أنّه ممكن له الحصول، فمنها قوة قریبة و أخری بعیدة و إن كان قد تقال القوة علی المعنی الذی به یتهیّأ الفاعل للفعل، و القابل للقبول، فیقال: قوة فعلیة و أخری انفعالیة، فلمّا لم یكن لعموم فیكون لخصوص (سه، ل، 128، 18)- إنّ الموجود ینقسم إلی واجب، و هو ضروری الوجود، و إلی ممكن و هو ما لیس بضروری الوجود و العدم (سه، ل، 129، 2)- لا یمكن أن یكون الواحد و الموجود جنسا لجمیع الأشیاء لأن هاهنا أجناسا عالیة لیس بعضها داخلا تحت بعض و كل واحد ینفرد بفصل واحد یخصّه من غیر أن یشترك فی طبیعة واحدة. فاسم الموجود المقول علیهما لیس یعرّف منها طبیعة واحدة إذ كانت طبائعها مختلفة (ش، ت، 225، 16)- أما أصحاب العلم الطبیعی مثل ابندقلیس و غیره فإنهم وافقوا الفیثاغوریین و أفلاطون فی أن اسم الواحد و الموجود یدلّان من الأشیاء علی طبائع واحدة و بسیطة (ش، ت، 266، 2)- إن الفیثاغوریین قالوا إن هذا الواحد و الموجود الذی هو جوهر الموجودات هو العدد نفسه.
و قال أفلاطون إنه الصور العددیة. و أما أصحاب العلم الطبیعی فإنهم جعلوا الواحد و الموجود هو أسطقسّ الأشیاء المحسوسة و ذلك بحسب اعتقادهم فی الشی‌ء الذی یرون
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 867
من المحسوسات أسطقسّا لجمیعها إما النار علی قول بعضهم أو الهواء أو الماء (ش، ت، 266، 5)- إن لم یكن الواحد الكلّی و الموجود یدلّان علی جواهر قائمة بذاتها لم یكن هاهنا واحد هو جوهر إلّا الأشیاء الجزئیة (ش، ت، 268، 11)- اسم الواحد و الموجود یقالان علی أنحاء كثیرة (ش، ت، 272، 1)- اسم الموجود و الهویّة یقال بنوع من أنواع الأشیاء التی یقال علیها اسم الواحد، فبیّن إن الموجود ینظر فیه علم واحد (ش، ت، 307، 17)- إن الواحد ینظر فیه الذی ینظر فی الموجود و إن ظننّا أن حدّهما مختلف، فإنه من المعلوم بنفسه أنهما متلازمان تلازما تاما أعنی المنعكس، و ذلك أن كل ما هو موجود فهو واحد و كل ما هو واحد فهو موجود (ش، ت، 311، 18)- وجب أن یكون الواحد و الموجود یدل علی طباع واحد لا علی طبیعتین مختلفتین من قبل أن المفهوم من قولنا إنسان واحد و إنسان هو أیّ موجود و هذا إنسان هو طبیعة واحدة عند ما نكرّر هذه الألفاظ و إن كانت تدل منها علی أحوال مختلفة (ش، ت، 312، 9)- إن الموجود و الواحد یقالان علی أنحاء كثیرة (ش، ت، 333، 15)- إن خالف موجود موجودا بفصل من الفصول فهو مخالف له أبدا أی دائم ضروری (ش، ت، 392، 19)- لما كان الهویّة و الموجود یقالان علی ما یقال علیه اسم الواحد، و كان اسم الواحد منه ما یقال علی ما هو واحد بالذات و واحد بالعرض، كان اسم الهویة هذه حاله (ش، ت، 553، 2)- الموجود بما هو موجود ینقسم بالذات إلی القوة و الفعل (ش، ت، 1104، 6)- إن الموجود ینقسم إلی الجوهر و إلی سائر المقولات، و ینقسم أیضا إلی القوة و الفعل، و ذلك أن الموجود منه ما هو بالقوة و منه ما هو بالتمام و الفعل (ش، ت، 1105، 7)- إن الموجود فی بادئ الرأی هو المتحرّك الذی بالفعل (ش، ت، 1138، 8)- إن الفعل أفضل من القوة من قبل أن المعرفة التی لیس فیها قوة إلی النقلة إلی الكذب أفضل من التی فیها قوة إمكان أن تتغیّر فترجع كاذبة بعد أن كانت صادقة، كما أن الموجود دائما أفضل من الفاسد (ش، ت، 1220، 10)- اسم الواحد و الموجود و الهویة مترادفان (ش، ت، 1271، 15)- كما نقول إن الموجود ینقسم إلی جوهر و إلی كم و كیف و غیر ذلك من سائر المقولات، كذلك نقول إن الواحد منه واحد جوهر و واحد كیف، أعنی أن الواحد ینقسم بأقسام معادة لاسم الموجود (ش، ت، 1279، 7)- لزم أن یكون كل موجود: إما واحد بالطبع و إما كثیر، لأن كل واحد هو إما واحد بالطبع و إما كثیر. و ذلك أن الواحد بالصناعة مثل السریر هو كثیر لأنه واحد بالعرض و الواحد بالعرض هو كثیر، فلذلك یقتسم الصدق و الكذب علی كل شی‌ء قولنا فی هذا المعنی من اسم الواحد إما أن یكون واحدا و إما كثیرا و ذلك أن السریر هو كثیر لا واحد بالطبع (ش، ت، 1296، 13)- إن الموجود لا یخلو أن یكون یدل علی جنس واحد و طبیعة واحدة، أو یدل علی أجناس مختلفة، و كیف ما كان فإنه من المعلوم الأول
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 868
أن الجوهر هو المتقدّم علی الباقیة. و ذلك أن كثیرا من الأشیاء التی فی جنس واحد بعضها متقدّم فی ذلك الجنس علی بعض مثل الحال فی تقدّم الجواهر بعضها علی بعض (ش، ت، 1409، 11)- إن الموجود ینقسم إلی ما بالقوة و إلی ما بالفعل فی كل واحد من أجناس المقولات (ش، ت، 1439، 7)- إن كان الكون موجودا فإنه: إما أن یكون من العدم، و إما من الوجود. فإن كان من العدم فلیس فی طبیعة العدم أن ینقلب موجودا، و إن كان من الموجود فالموجود قبل أن یوجد (ش، ت، 1441، 17)- إن لموجود موجود مع المادة المشتركة مادة تخصّه (ش، ت، 1449، 3)- إن الموجود لا یكون من موجود و إنما یكون من غیر موجود (ش، ت، 1449، 5)- لیس یتكوّن أیّ موجود اتفق من أیّ قوة اتفقت لكن كل واحد من الموجودات، إنما یتكوّن مما هو بالقوة ذلك الشی‌ء المتكوّن أی من قوة تخصه حتی تكون القوی بعدد أنواع الموجودات المتكوّنة (ش، ت، 1449، 16)- كل موجود له أسطقسّ (ش، ت، 1510، 11)- إن كان الواحد و الموجود أسطقسّ للجوهر و المضاف، و كان الأسطقسّ لیس هو و ما هو له أسطقسّ واحد، فالجوهر و المضاف و سائر المقولات لیس هی واحدا و لا موجودا. و إن لم یكن شی‌ء منها واحدا و لا موجودا، أی إن ارتفع عنه أنه واحد لم یكن واحد منها شیئا موجودا لا الجوهر و لا المضاف و لا باقی المقولات لأن غیر الموجود هو معدوم لكن مضطر أن یكون اسم الواحد یصدق علی جمیعها (ش، ت، 1514، 5)- لیس الواحد و الموجود طبیعة واحدة مشتركة (ش، ت، 1516، 8)- قام البرهان … علی أن الذی لیس فی طبیعته الحركة هو العلّة فی الموجود الذی فی طبیعته الحركة (ش، ته، 59، 14)- من لا یساوق وجوده الزمان و لا یحیط به من طرفیه یلزم ضرورة أن یكون فعله لا یحیط به الزمان و لا یساوقه زمان محدود، و ذلك أن كل موجود فلا یتراخی فعله عن وجوده إلّا أن یكون ینقصه من وجوده شی‌ء، أعنی أن لا یكون علی وجوده الكامل أو یكون من ذوی الاختیار فیتراخی فعله عن وجوده عن اختیاره (ش، ته، 74، 2)- كما أن الموجود الذی لم یزل فیما مضی، لسنا نقول: إن ما سلف من وجوده قد دخل الآن فی الوجود، لأنه لو كان ذلك لكان وجوده له مبدأ و لكان الزمان یحصره من طرفیه، كذلك نقول:
فیما كان مع الزمان لا فیه فالدورات الماضیة إنما دخل منها فی الوجود الوهمی ما حصره منها الزمان، و أما التی هی مع الزمان فلم تدخل بعد فی الوجود الماضی كما لم یدخل فی الوجود الماضی ما لم یزل موجودا إذ كان لا یحصره الزمان (ش، ته، 86، 5)- إن كانت الموجودات إنما تبقی بصفة باقیة فی نفسها فهل عدمها انتقالها من جهة ما هی موجودة أو معدومة، و محال ان یكون لها ذلك من جهة أنها معدومة، فقد بقی أن یكون البقاء لها من جهة ما هی موجودة، فإذا كل موجود یلزم أن یكون باقیا من جهة ما هو موجود، و العدم أمر طارئ علیه (ش، ته، 93، 24)- من لیس یضع هیولی للشی‌ء الكائن یلزمه أن یكون الموجود بسیطا فلا یمكن فیه عدم لأن البسیط لا یتغیّر و لا ینقلب جوهره إلی جوهر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 869
آخر (ش، ته، 94، 26)- كل موجود: إما أن یكون واجب الوجود بذاته أو موجودا بغیره (ش، ته، 101، 7)- أما أن كل موجود یلزم أن یكون فعله مقارنا لوجوده فصحیح إلّا أن یعرض للموجود أمر خارج عن الطبع أو عارض من العوارض و سواء كان الفعل طبیعیا أو إرادیا (ش، ته، 108، 14)- من قسّم الموجود إلی الموجود المفارق و الموجود الهیولانی المحسوس فإنه جعل المبادئ التی یرتقی إلیها الموجود المحسوس غیر المبادئ التی یرتقی إلیها الموجود المعقول، فجعل مبادئ الموجودات المحسوسة المادة و الصورة، و جعل بعضها لبعض فاعلات إلی أن یرتقی إلی الجرم السماوی، و جعل الجواهر المعقولة ترتقی إلی مبدأ أول هو لها مبدأ علی جهة تشبّه الصورة و تشبّه الغایة و تشبّه الفاعل (ش، ته، 111، 12)- الموجود الذی له علّة فی وجوده لیس له مفهوم من ذاته إلّا العدم، أعنی أن كل ما هو موجود من غیره فلیس له من ذاته إلّا العدم، إلّا أن تكون طبیعته طبیعة الممكن الحقیقی، و لذلك كانت قسمة الموجود إلی: واجب الوجود و ممكن الوجود قسمة غیر معروفة إذا لم یرد بالممكن الممكن الحقیقی (ش، ته، 122، 23)- الموجود إذا قسّم، فإما أن ینقسم إلی فصول ذاتیة، أو أحوال إضافیة، أو أعراض زائدة علی الذات، فقسمته إلی فصول ذاتیة تقتضی و لا بد تكثّر الأفعال عنه، و أما قسمته إلی أحوال إضافیة أو عرضیة فلیس تقتضی تكثّر أفعال مختلفة (ش، ته، 122، 28)- الموجود إنما یوجد عن موجود لا عن معدوم، و لذلك لیس یمكن أن یوجد المعدوم من ذاته، فإذا كان المحرّك للمعدوم و المخرج له من القوة إلی الفعل إنما یخرجه من جهة ما هو بالفعل، فواجب أن یكون نحو الفعل الذی فیه علی نحو الفعل المخرج له من العدم إلی الوجود (ش، ته، 151، 10)- إن المتكلمین تری أن من المعلوم بنفسه أن الموجود ینقسم إلی ممكن و ضروری، و وضعوا أن الممكن یجب أن یكون له فاعل، و أن العالم بأسره لما كان ممكنا وجب أن یكون الفاعل له واجب الوجود، هذا هو اعتقاد المعتزلة قبل الأشعریة (ش، ته، 160، 19)- قسمة الموجود أولا إلی ما لا علّة و إلی ما لا علّة له لیس معروفا بنفسه، ثم منا له علّة ینقسم إلی ممكن و إلی ضروری، فإن فهمنا منه الممكن الحقیقی أفضی إلی ممكن ضروری، و لم یفض إلی ضروری لا علّة له، و إن فهمنا من الممكن ما له علّة و هو ضروری، لم یلزم عن ذلك إلّا أن ما له علّة فله علّة، و أمكن أن نضع أن تلك لها علّة، و أن یمر ذلك إلی غیر نهایة، فلا ینتهی الأمر إلی موجود لا علّة له و هو الذی یعنونه (الفلاسفة) بواجب الوجود (ش، ته، 160، 25)- اسم الموجود یقال علی معنیین: أحدهما الصادق، و الآخر علی الذی یقابله العدم، و هذا هو الذی ینقسم إلی الأجناس العشرة، و هو كالجنس لها، و هذا هو متقدّم علی الموجودات بالوجه الثانی أعنی الأمور التی هی خارج الذهن، و هذا هو الذی یقال بتقدیم و تأخیر علی العرض أنه موجود بوجوده فی الموجود بذاته (ش، ته، 175، 17)- أما الموجود الذی بمعنی الصادق فیشترك فیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 870
جمیع المقولات علی السواء، و الموجود الذی بمعنی الصادق هو معنی فی الأذهان، و هو كون الشی‌ء خارج النفس علی ما هو علیه فی النفس، و هذا العلم یتقدّم العلم بماهیّة الشی‌ء، أعنی أنه لیس یطلب معرفة ماهیّة الشی‌ء حتی یعلم أنه موجود (ش، ته، 175، 22)- العقل المفارق لا یعقل إلّا ذاته و أنه بعقل ذاته یعقل جمیع الموجودات إذ كان عقله لیس شیئا أكثر من النظام و الترتیب الذی فی جمیع الموجودات، و ذلك النظام و الترتیب هو الذی تتقبّله القوة الفاعلة ذوات النظام و الترتیب الموجودة فی جمیع الموجودات، و هی التی تسمّیها الفلاسفة الطبائع، فإنه یظهر أن كل موجود ففیه أفعال جاریة علی نظام العقل و ترتیبه و لیس یمكن أن یكون ذلك بالعرض و لا یمكن أن یكون من قبل عقل شبیه بالعقل الذی فینا بل من قبل عقل أعلی من جمیع الموجودات، و لیس هو كلّیا و لا جزئیا (ش، ته، 194، 20)- أما تسمیتهم (الفلاسفة) ما فارق المادة جوهر، فإنهم لما وجدوا الحدّ الخاصّ بالجوهر أنه القائم بذاته، و كان الأول هو السبب فی كل ما قام من الموجودات بذاته، كان هو أحق باسم الجوهر، و اسم الموجود، و اسم العالم، و اسم الحی، و جمیع المعانی التی أفادها فی الموجودات، و بخاصة ما كان منها من صفات الكمال (ش، ته، 206، 10)- اسم الموجود إنما یدل من الأشیاء علی ذوات متقاربة المعنی و بعضها فی ذلك أتم من بعض، و لذلك كانت الأشیاء التی وجودها مثل هذا الوجود فیها أول هو العلّة فی سائر ما یوجد فیها فی ذلك الجنس، مثال ذلك أن قولنا: حار مقول بتقدیم و تأخیر علی النار، و علی الأشیاء الحارة و الذی یقال علیه بتقدیم منها و هی النار، هی السبب فی وجود سائر الأشیاء الحارة حارة (ش، ته، 211، 1)- الموجود هو جنس الجوهر المأخوذ فی حدّه علی نحو ما تؤخذ أجناس هذه الأشیاء فی حدودها (ش، ته، 211، 11)- اسم الموجود یدل علی الصادق فی كلام العرب (ش، ته، 211، 14)- الموجود الذی هو بمعنی الصادق هو الذی مفهومه هو غیر مفهوم الماهیّة، و لذلك قد یعلم الماهیّة من لا یعرف الوجود، و هذا المعنی هو غیر الماهیّة فی المركّب ضرورة و هو فی البسیط و الماهیّة واحد (ش، ته، 212، 3)- كل موجود فإما أن یكون حیّا و إما جمادا، هذا إذا فهمنا من الحیاة أنها مقولة باشتراك الاسم علی الأزلی و الفاسد (ش، ته، 253، 24)- للموجود إذا وجودان: وجود أشرف و وجود أخسّ، و الوجود الأشرف هو علّة الأخسّ، و هذا هو معنی قول القدماء أن الباری سبحانه هو الموجودات كلها، و هو المنعم بها، و الفاعل لها. و لذلك قال رؤساء الصوفیة: لا هو إلّا هو (ش، ته، 260، 25)- المعدوم لا یعود بالشخص، و إنما یعود الموجود لمثل ما عدم، لا لعین ما عدم (ش، ته، 327، 10)- أما مسألة قدم العالم أو حدوثه، فإن الاختلاف فیها عندی (ابن رشد) بین المتكلّمین من الأشعریة و الحكماء المتقدّمین یكاد أن یكون راجعا للاختلاف فی التسمیة، و بخاصّة عند بعض القدماء. و ذلك أنهم اتفقوا علی أن هاهنا ثلاثة أصناف من الموجودات طرفان و واسطة بین الطرفین، فاتفقوا فی تسمیة الطرفین و اختلفوا فی الواسطة. فأما الطرف الواحد،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 871
فهو موجود وجد من شی‌ء، أعنی عن سبب فاعل و من مادة، و الزمان متقدّم علیه، أعنی علی وجوده. و هذه هی حال الأجسام التی یدرك تكوّنها بالحس، مثل تكوّن الماء و الهواء و الأرض و الحیوان و النبات و غیر ذلك. و هذا الصنف من الموجودات اتفق الجمیع من القدماء و الأشعریّین علی تسمیتها محدثة.
و أما الطرف المقابل لهذا، فهو موجود لم یكن من شی‌ء، و لا عن شی‌ء، و لا تقدّمه زمان. و هذا أیضا اتفق الجمیع من الفرقتین علی تسمیته" قدیما". و هذا الموجود مدرك بالبرهان، و هو اللّه تبارك و تعالی. هو فاعل الكل و موجده و الحافظ له سبحانه و تعالی قدره. و أما الصنف من الموجود الذی بین هذین الطرفین، فهو موجود لم یكن من شی‌ء، و لا تقدّمه زمان، و لكنه موجود عن شی‌ء، أعنی عن فاعل، و هذا هو العالم بأسره (ش، ف، 41، 4)- الموجود تارة یوجد فعلا، و تارة یوجد قوة (ش، م، 161، 1)- الجمهور یرون أن الموجود هو المتخیّل و المحسوس، و أن ما لیس بمتخیّل و لا بمحسوس فهو عدم (ش، م، 171، 16)- الموجود عند الجمهور إنما هو المحسوس، و المعدوم عندهم هو غیر المحسوس (ش، م، 175، 7)- الموجود إنما ینسب إلی الوجود أعنی أنه یقال إنه موجود، أی فی الوجود، إذ لا یمكن أن یقال إنه موجود فی العدم- فإن كان هاهنا موجود هو أشرف الموجودات فواجب أن ینسب من الموجود المحسوس إلی الجزء الأشرف، و هو السماوات (ش، م، 178، 11)- الاتفاق فی هذه المسألة (المعاد) مبنی علی اتفاق الوحی فی ذلك، و اتفاق قیام البراهین الضروریة عند الجمیع علی ذلك، أعنی أنه قد اتفق الكل علی أن للإنسان سعادتین: أخراویة و دنیاویة، و انبنی ذلك عند الجمیع علی أصول یعترف بها عند الكل، منها أن الإنسان أشرف من كثیر من الموجودات. و منها أنه إذا كان كل موجود یظهر من أمره أنه لم یخلق عبثا، و أنه إنما خلق لفعل مطلوب منه، و هو ثمرة وجوده فالإنسان أحری بذلك (ش، م، 239، 11)- الموجود یتكوّن عن موجود بالفعل، لأن المادة إذا كانت غیر حادثة و الصورة أیضا غیر حادثة فلیس هاهنا كون أصلا، و لا یكون هنالك غناء للمحرّك و الكون بل لا یكون هنالك فاعل أصلا (ش، ن، 31، 18)- الموجود یقال علی أنحاء: أحدها علی كل واحد من المقولات العشر و هو أنواع الأسماء التی تقال بترتیب و تناسب، لا الذی یقال باشتراك محض و لا بتواطؤ. و یقال ثانیا علی الصادق و هو الذی فی الذهن علی ما هو علیه خارج الذهن، كقولنا هل الطبیعة موجودة و هل الخلاء غیر موجود. و یقال أیضا علی ماهیة كل ما له ماهیة و ذات خارج النفس سواء تصوّرت تلك الذات أو لم تتصوّر (ش، ما، 35، 9)- قد یدلّ بلفظة الموجود علی النسبة التی تربط المحمول بالموضوع فی الذهن و علی الألفاظ الدالّة علی هذه النسبة، سواء كان ذلك الارتباط ارتباط إیجاب أو سلب صادقا كان أو كاذبا بالذات أو بالعرض (ش، ما، 36، 4)- الموجود فی الفلسفة، هو من الأسماء المنقولة. فإن المعنی الذی یدلّ به عند الجمهور علیه غیر الذی یدلّ به هاهنا علیه (فی الفلسفة)، إذ كان عند الجمهور إنما یدلّ علی حالة ما فی الشی‌ء كقولهم وجدت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 872
الضالة. و هو بالجملة إنما یدلّ عندهم علی معنی فی موضوع لم یصرّح به و لذلك ظن بعضهم أن یدلّ علی عرض فی الشی‌ء لا علی ذاته، إذ كان عند الجمهور من الأسماء المشتقة. و لیس ینبغی أن یلتفت إلی ذلك بل یجب أن یفهم منه هاهنا إذا أردنا به الدلالة علی الذات ما یفهم من قولنا شی‌ء و ذات، و بالجملة ما یفهم من الأسماء التی هی مثل أول (ش، ما، 36، 8)- بعضهم قد ظن أن اسم الموجود المنطلق علی الصادق أنه بعینه المنطلق علی الذات، و لهذا أیضا ما رأوا أنه عرض. قالوا: و لو كانت لفظة الموجود تدلّ علی الذات لكان قولنا فی الجوهر أنه موجود خلف من القول، و جهلوا أن الموجود هاهنا علی غیر المعنی الذی یقال هناك. و أیضا فإنه إن كان یدلّ علی عرض فی الشی‌ء كما یكرّر ذلك ابن سینا فلا یخلو الأمر فی ذلك من شیئین: إما أن یكون ذلك العرض من المعقولات الثوانی أن یكون من المعقولات الأول، فإن كان من المعقولات الأول كان ضرورة أحد المقولات التسع، و لم ینطلق اسم الموجود علی الجوهر و علی سائر مقولات العرض إلّا من جهة ما تعرض لها تلك المقولة أن یكون هاهنا جنس واحد من الأعراض مشتركا للمقولات العشر، و هذا كله محال شنع، و علی هذا فما كان یصح أن یؤتی به فی جواب ما هو فی شخص شخص من أشخاص المقولات العشر و هذا كله بیّن بنفسه. و أما إن كان من المعقولات الثوانی و هی المعقولات التی وجودها فی الذهن فقط فذلك لیس یمتنع، فإن أحد ما عدّدنا أنه ینطلق علیه اسم الموجود هو هذا المعنی و هو المرادف للصادق، لكن هذا المعنی و المعنی الذی یدل به علی الذوات منفردة متباینان جدّا و هذا كله بیّن بأیسر تأمل (ش، ما، 36، 16)- إن الموجود … هو الذی یدل علی المقولات العشر التی تتنزل منزلة الأنواع للجنس الموضوع لهذه الصناعة (ما بعد الطبیعة)، و بیّن أن دلالة الموجود علیها لیس باشتراك محض، إذ لو كان ذلك كذلك لما كان جنسا موضوعا لصناعة واحدة و هی هذه الصناعة، و لا كان یكون هاهنا محمولات ذاتیة تنقسم بها قسمة أولی، كقولنا إن الموجود منه ما هو بالقوة و منه ما هو بالفعل إلی غیر ذلك من المحمولات الذاتیة التی تلفی له (ش، ما، 59، 2)- لم یكن اسم الموجود یدل علی المقولات العشر باشتراك محض و لا بتواطؤ (ش، ما، 59، 17)- الموجود یقال علی جمیع المقولات العشر و أنه یقال علی الجوهر بتقدیم و علی سائر المقولات بتأخیر، و أن الجوهر هو السبب فی وجود سائر المقولات (ش، ما، 135، 2)- یمكننا أن نقسم الموجود إلی الواجب و الممكن (ر، م، 19، 20)- إنّ كل موجود: فإمّا أن یكون فی شی‌ء، و إمّا أن لا یكون فی شی‌ء (ر، م، 137، 2)- إنّ الموجود یستحیل أن یكون بالقوة من كل وجه و إلّا لكان فی وجوده أیضا بالقوة و لكان فی كونه بالقوة أیضا بالقوة فتكون القوة حاصلة و غیر حاصلة و ذلك محال (ر، م، 547، 10)- أمّا الموجود الذی لا یكون حركة و لا فی الحركة فهو لا یكون فی الزمان بل إن اعتبر ثباته مع المتغیّرات فتلك المعیّة هی الدهر، و إن اعتبر ثباته مع الأمور الثابتة فتلك المعیّة هی السرمد (ر، م، 679، 5)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 873
- إنّ كل موجود فهو من حیث هو أنّه موجود (ر، ل، 85، 18)- إنّ كل موجود سوی الواحد ممكن، و كل ممكن مفتقر إلی المؤثّر (ر، ل، 95، 7)- یمكن تقسیم الموجود إلی الواجب و الممكن (ر، مح، 47، 13)- الموجود: إمّا أن یكون واجب الثبوت لذاته و هو اللّه تعالی، و إمّا أن یكون ممكن الوجود لذاته و هو كل ما عداه (ر، مح، 56، 9)- الموجود إمّا أن یكون قدیما أو حدیثا، أمّا القدیم فهو لا أول لوجوده و هو اللّه سبحانه و تعالی، و المحدث ما لوجوده أول و هو ما عداه (ر، مح، 67، 10)- إنّ ما به یتمیّز الموجود عن جمیع ما عداه، و یسمّی تعیّنا، لا یمكن أن یكون خارجا عن حقیقته الموجودة. و إلّا كان هو فی حدّ ذاته غیر متمیّز عن غیره، و هذا غیر معقول. فهو إمّا نفس حقیقته، من غیر أن تكون له ماهیة كلّیة ینضمّ إلیها شی‌ء آخر، به یتمیّز فرد منها عمّا یشاركه فیها، و إمّا أمر آخر داخل فی حقیقته الموجودة، و عارض لماهیته الكلیة (ط، ت، 184، 9)- كل موجود لا بدّ له من تعیّن یمتاز به عن أغیاره بالضرورة. فتعیّنه، إن كان نفس حقیقته أو مقتضی ماهیّته، لا یتصوّر له مشارك فی الماهیّة، و إلّا یلزم تخلّف الشی‌ء عن نفسه، أو عن مقتضیه التام، لأنّ هذا التعیّن لا یمكن أن یتحقّق فی ذلك المشارك (ط، ت، 217، 4)

موجود الأذهان‌

- الموجود … یقال علی وجهین: أحدهما موجود الأعیان و الآخر موجود الأذهان.
و موجود الأعیان یعرف بالإدراك و یدلّ بعض المدركین علیه بعضا و یهدیه إلیه حتی یشاركه فی إدراكه، و هو واحد بعینه مشترك لكثیر من المدركین كالشمس التی یراها الناس و غیرهم واحدة بعینها لا تتكثّر بإدراكهم لها. و لیس كذلك الموجود فی الأذهان فإنّ الإنسان الواحد ینفرد بإدراك ما فی ذهنه خاصة و لا یشاركه إنسان آخر فیه (بغ، م 2، 21، 22)

موجود أزلی‌

- إذا تصوّر موجود أزلی، أفعاله غیر متأخّرة عنه علی ما هو شأن كل موجود تم وجوده أن یكون بهذه الصفة، فإنها إن كان أزلیا و لم یدخل فی الزمان الماضی فإنه یلزم ضرورة الّا تدخل أفعاله فی الزمان الماضی لأنها لو دخلت لكانت متناهیة فكان ذلك الموجود الأزلی لم یزل عادما الفعل و ما لم یزل عادما الفعل فهو ضرورة ممتنع، و الألیق بالموجود الذی لا یدخل وجوده فی الزمان و لا یحصره الزمان أن تكون أفعاله كذلك، لأنه لا فرق بین وجود الموجود و أفعاله. فإن كانت حركات الأجرام السماویة و ما یلزم عنها أفعالا لموجود أزلی غیر داخل وجوده فی الزمان الماضی، فواجب أن تكون أفعاله غیر داخلة فی الزمان الماضی (ش، ته، 86، 10)- كما أن الموجود الأزلی أحق بالوجود من الغیر الأزلی كذلك ما كان حدوثه أزلیّا أولی باسم الحادث مما حدوثه فی وقت ما. و لو لا كون العالم بهذه الصفة، أعنی أن جوهره فی الحركة، لم یحتج العالم بعد وجوده إلی البارئ سبحانه كما لا یحتاج البیت إلی وجود البناء بعد تمامه و الفراغ منه إلّا لو كان العالم من باب المضاف كما رام ابن سینا أن یبیّنه (ش، ته، 107، 19)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 874
- لا شی‌ء أبعد من طباع الموجود الكائن الفاسد من طباع الموجود الأزلی. و إذا كان ذلك كذلك لم یصحّ أن یوجد نوع واحد مختلف بالأزلیة و عدم الأزلیة، كما یختلف الجنس الواحد بالفصول المقسّمة له. و ذلك أن تباعد الأزلی من المحدث أبعد من تباعد الأنواع بعضها من بعض المشتركة فی الحدوث (ش، ته، 239، 19)

موجود الأعیان‌

- الموجود … یقال علی وجهین: أحدهما موجود الأعیان و الآخر موجود الأذهان.
و موجود الأعیان یعرف بالإدراك و یدلّ بعض المدركین علیه بعضا و یهدیه إلیه حتی یشاركه فی إدراكه، و هو واحد بعینه مشترك لكثیر من المدركین كالشمس التی یراها الناس و غیرهم واحدة بعینها لا تتكثّر بإدراكهم لها. و لیس كذلك الموجود فی الأذهان فإنّ الإنسان الواحد ینفرد بإدراك ما فی ذهنه خاصة و لا یشاركه إنسان آخر فیه (بغ، م 2، 21، 19)

موجود أول‌

- الأشیاء الممكنة لا یجوز أن تمرّ بلا نهایة، فی كونها علّة و معلولا. و لا یجوز كونها علی سبیل الدور، بل لا بدّ من انتهائها إلی شی‌ء واجب، هو الموجود الأول (ف، ع، 4، 9)- الموجود الأول هو السبب الأول لوجود سائر الموجودات كلّها، و هو بری‌ء من جمیع أنحاء النقص. و كل ما سواه فلیس یخلو من أن یكون فیه شی‌ء من أنحاء النقص، إما واحدا و إما أكثر من واحد. و أما الأول فهو خلو من أنحائها كلّها، فوجوده أفضل الوجود، و أقدم الوجود، و لا یمكن أن یكون وجود أفضل و لا أقدم من وجوده. و هو من فضیلة الوجود فی أعلی أنحائه، و من كمال الوجود فی أرفع المراتب.
و لذلك لا یمكن أن یشوب وجوده و جوهره عدم أصلا (ف، أ، 23، 6)- (الموجود الأول) لا یمكن أن یكون له وجود بالقوة، و لا علی نحو من الأنحاء، و لا إمكان أن لا یوجد و لا بوجه ما من الوجوه. فلهذا هو أزلی، دائم الوجود بجوهره و ذاته، من غیر أن یكون به حاجة فی أن یكون أزلیا إلی شی‌ء آخر یمدّ بقاءه، بل هو بجوهره كاف فی بقائه و دوام وجوده (ف، أ، 23، 13)- (الموجود الأول) هو الموجود الذی لا یمكن أن یكون له سبب به، أو عنه، أو له، كان وجوده. فإنه لیس بمادة، و لا قوامه فی مادّة و لا فی موضوع أصلا. بل وجوده خلو من كل مادة و من كل موضوع، و لا أیضا له صورة، لأن الصورة لا یمكن أن تكون إلّا فی مادة (ف، أ، 24، 3)- (الموجود الأول) هو مباین بجوهره لكل ما سواه، و لا یمكن أن یكون الوجود الذی له لشی‌ء آخر سواه، لأن كل ما وجوده هذا الوجود لا یمكن أن یكون بینه و بین شی‌ء آخر له أیضا هذا الوجود مباینة أصلا، و لا تغایر أصلا، فلا یكون اثنان، بل یكون هناك ذات واحد فقط، لأنه إن كانت بینهما مباینة كان الذی تباینا به غیر الذی اشتركا فیه (ف، أ، 25، 3)- لا یمكن أن یكون له (الموجود الأول) ضدّ، و ذلك یتبیّن إذا عرف معنی الضدّ. فإن الضدّ مباین للشی‌ء، فلا یمكن أن یكون ضدّ الشی‌ء هو الشی‌ء أصلا (ف، أ، 27، 3)- إنه (الموجود الأول) غیر منقسم بالقول إلی أشیاء بها تجوهره. و ذلك لأنه لا یمكن أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 875
یكون القول الذی یشرح معناه یدلّ علی جزء من أجزائه، أو علی جزأیه (مما) یتجوهر به (ف، أ، 29، 3)- (الموجود) الأول غیر منقسم فی جوهره (ف، أ، 29، 16)- إنه (الموجود الأول) لیس بمادة، و لا مادة له بوجه من الوجوه، فإنه بجوهره عقل بالفعل.
لأن المانع للصورة أن تكون عقلا و أن تعقل بالفعل، هو المادة التی فیها یوجد الشی‌ء.
فمتی كان الشی‌ء فی وجوده غیر محتاج إلی مادة، كان ذلك الشی‌ء بجوهره عقلا بالفعل و تلك حال الأول. فهو إذن عقل بالفعل. و هو أیضا معقول بجوهره (ف، أ، 30، 9)- (الموجود) الأول … العقل و العاقل و المعقول فیه معنی واحد، و ذات واحدة، و جوهر واحد غیر منقسم (ف، أ، 31، 7)- إنه (الموجود الأول) لیس یحتاج فی أن یعلم إلی ذات أخری یستفید بعلمها الفضیلة خارجة عن ذاته، و لا فی أن یكون معلوما إلی ذات أخری تعلمه، بل هو مكتف بجوهره فی أن یعلم و یعلم. و لیس علمه بذاته شیئا سوی جوهره، فإنه یعلم و إنه معلوم و إنه علم. فهو ذات واحدة و جوهر واحد (ف، أ، 31، 10)- إنه (الموجود الأول) حیّ، و إنه حیوة. فلیس یدل بهذین علی ذاتین، بل علی ذات واحدة.
فإن معنی الحیّ أنه یعقل أفضل معقول بأفضل عقل، أو یعلم أفضل معلوم بأفضل علم (ف، أ، 32، 7)- إن (الموجود) الأول یعشق ذاته و یحبها و یعجب بها إعجابا بنسبته. و نسبته إلی عشقنا لما نلتذّ به من فضیلة ذاتنا كنسبة فضیلة ذاته هو، و كمال ذاته، إلی فضیلتنا نحن و كمالنا الذی نعجب به من أنفسنا، و المحب منه هو المحبوب بعینه، و المعجب منه هو المعجب منه، و العاشق منه هو المعشوق (ف، أ، 36، 18)- (الموجود) الأول هو الذی عنه وجد. و متی وجد للأول الوجود الذی هو له، لزم ضرورة أن یوجد عنه سائر الموجودات التی وجودها لا بإرادة الإنسان و اختیاره، علی ما هی علیه من الوجود الذی بعضه مشاهد بالحس و بعضه معلوم بالبرهان (ف، أ، 38، 3)- إذا فاضت منه (الموجود الأول) الموجودات كلّها بترتیب مراتبها، حصل عنه لكل موجود قسطه الذی له من الوجود و مرتبته منه. فیبتدئ من أكملها وجودا ثم یتلوه ما هو أنقص منه قلیلا، ثم لا یزال بعد ذلك یتلو الأنقص فالأنقص إلی أن ینتهی إلی الموجود الذی إن تخطّی عنه إلی ما دونه تخطّی إلی ما لم یمكن أن یوجد أصلا (ف، أ، 40، 5)- یفیض من (الموجود) الأول وجود الثانی، فهذا الثانی هو أیضا جوهر غیر متجسّم أصلا، و لا هو فی مادة. فهو یعقل ذاته و یعقل الأول، و لیس ما یعقل من ذاته هو شی‌ء غیر ذاته. فیما یعقل من الأول یلزم عنه وجود ثالث، و بما هو متجوهر بذاته التی تخصّه یلزم عنه وجود السماء الأولی. و الثالث أیضا وجوده لا فی مادة، و هو بجوهره عقل. و هو یعقل ذاته و یعقل الأول. فبما یتجوهر به من ذاته التی تخصه یلزم عنه وجود كرة الكواكب الثابتة، و بما یعقله من الأول یلزم عنه وجود رابع (ف، أ، 44، 3)- إنّ المبدأ الأول قد صحّ أنّه الموجود الأول الواجب الوجود بذاته، و الواجب الوجود بذاته هو المبدأ الأول و لا یجوز أن یكون إلّا واحدا (بغ، م 2، 59، 14)- حدّوا (الفیثاغوریون) الموجود الأول و الذی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 876
هو أعرف أی أحقها (الموجودات) بالوجود و المعرفة یعنی الجوهر بالتحدید الذی ذكروه یعنی بقولهم فیه إنه الواحد و الغیر متناه و إنه العدد (ش، ت، 61، 1)- واجب أن یكون هاهنا موجودا أول هو السبب فی كون سائر الموجودات موجودة و معدودة و معلومة (ش، ما، 119، 11)

موجود بالحقیقة

- إن الموجود بالحقیقة هو الجوهر (ش، ت، 750، 6)

موجود بذاته‌

-" الموجود بذاته" هو علی عدد أقسام ما یقال" بذاته". فمن ذلك ما ماهیّته مستغنیة عن باقی المقولات و لا تحتاج إلی أن تتقوّم أو تحصل أو تعقل إلیها، و تلك هی المشار إلیه الذی لا فی موضوع ثمّ ما یعرّف ما هو هذا المشار إلیه، و المقابل لهذا هو الموجود فی موضوع. و منه ما ماهیّته مستغنیة عن أن تحتاج إلی أن تتقوّم إلی نسبة بینه و بین غیره بوجه ما من الوجوه، و هو الذی لا سبب أصلا لماهیّته فی أن تحصل، و المقابل لهذا هو الموجود الذی له سبب ما (ف، حر، 124، 5)- یقال إنه موجود بذاته الذی لیس له علّة بها صار موجودا إلّا ذاته إن وجد شی‌ء بهذه الصفة. فإن الإنسان و ما أشبهه من سائر الموجودات إنما صار موجودا من قبل علله لأن له عللا كثیرة (ش، ت، 636، 6)- كلما یوجد للشی‌ء من حیث هو و الموجود له واحد بالذات لا بالعرض مثل الملوّن للسطح، فإنه یقال فیه إنه موجود بذاته مثل قولنا فی السطح إنه ملوّن، و إما مثل قولنا ملوّن للإنسان فلیس نقول فیه إنه موجود له بذاته (ش، ت، 636، 16)

موجود بسیط

- الموجود البسیط إذا تغیّر، فإنّه یتغیّر إما فی صورته، فیكون عنه موجود آخر بسیط مقابل له كالماء، فإنّه یكون عنه الهواء و الأرض، و إمّا أن یتغیّر فی لواحقه فیكون ذلك استحالة لا تكوّنا (ج، ن، 21، 3)- إن الموجود الذی هو ضروری بالحقیقة هو الموجود البسیط الذی هو غیر مركّب من مادة و صورة و لا یمكن فیه أن یكون علی أنواع كثیرة، و كذلك لا یمكن فیه أن یكون علی نوع آخر غیر النوع الذی هو علیه، لأنه لو أمكن أن یكون علی نوع آخر أمكن أن یكون علی أنواع كثیرة (ش، ت، 522، 10)

موجود بالعرض‌

- أما الموجود بالعرض فلیس یتصوّر فی الموجود المفرد فإن ذات الشی‌ء و ماهیّته لیست یمكن أن تكون بالعرض و إنما تتصوّر عند نسبة الموجودات بعضها إلی بعض. فإنّا متی قایسنا بین موجودین و اقتضت تلك النسبة أن یكون أحدهما ماهیّة الثانی مثل وجود المركز للدائرة أو معادلة الزاویتین القائمتین لزوایا المثلث أو أن یكون كل واحد منهما فی ماهیة صاحبه مثل الابن و الأب، قیل فیهما إنهما موجودان بالذات. و متی لم یكن و لا فی ماهیة واحد منهما أن یوجد للآخر قیل إن ذلك بالعرض، مثل قولنا البنّاء یضرب العود و الطبیب أبیض (ش، ما، 35، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 877

موجود بالفعل‌

- ما هو موجود بالفعل ضربان: ضرب غیر ممكن أن لا یكون بالفعل و لا فی وقت من الأوقات أصلا- فهو دائما بالفعل- و منه ما قد كان لا بالفعل، و هو الآن بالفعل، و قد كان قبل أن یكون بالفعل و قد كان موجودا بالقوّة (ف، حر، 119، 10)- المنفعل الذی بالقوة دائما هو الهیولی المستحیل المتبدّل الأحوال بالصورة التی یعطیها الوجود بالفعل، و الموجود بالفعل دائما من غیر أن یشوبه شی‌ء من القوة هو الذات الأبدیة الوجود الذی هو سبب كل موجود بالقوة (تو، م، 286، 4)- إنما كان الكون من الذی یتكوّن أی الذی فی طریق الكون لأن الموجود الذی بالفعل و هو الذی فرغ كونه یقابل فی الحقیقة للعدم، و العدم لیس یمكن أن یكون منه كون أی لیس یمكن أن یكون هو المتكوّن، و لا أیضا ما فرغ كونه یمكن أن یكون هو المتكوّن، فواجب أن یكون المتكوّن هو الذی وجوده وسط بین العدم و الوجود بالفعل و هو الموجود فی طریق الكون و هو المتكوّن (ش، ت، 27، 2)- قولنا ما لا نهایة و موجود بالفعل یظهر عند التأمل أنهما متناقضان، لأنه من جهة ما هو بالفعل فقد وجدت جمیع أجزائه معا فهو تام و كلّ و متناه (ش، سط، 51، 11)- أما الموجود بالفعل فهو ما لیس بموجود بالقوة، و أصنافه معادة لأصناف ما بالقوة، و كلاهما معاد لأصناف المقولات و القوة بجهة ما عدم، لكنها من أصناف الأعدام التی شأن المعدوم فیها أن یوجد فیما یستقبل (ش، ما، 52، 6)

موجود بالقوة

- معنی قولنا" موجود بالقوّة" أنّه مسدّد و معدّ لأن یحصل بالفعل. و ما هو مسدّد و معدّ لأن یحصل بالفعل منه ما هو مسدّد و معدّ لأن یحصل بالفعل فقط من غیر أن یكون تسدیده و استعداده لذلك استعدادا لأن لا یحصل بالفعل أو لأن یحصل بالفعل و لأن لا یحصل بالفعل، بل یكون استعداده استعدادا مسدّدا نحن الفعل فقط، و منه ما هو مسدّد و مستعدّ لأن یحصل بالفعل أو لا یحصل (ف، حر، 119، 13)- ما هو موجود بالقوّة لم تجر عادة الجمهور فیه أن یسمّوه موجودا بل یسمّوه غیر موجود ما داموا یعبّرون عنه بلفظ الموجود. و إنّما یسمّون بلفظ الموجود ما كانت ماهیّته التی بالفعل صادقة- و لا یسمّون ما كانت ماهیّته صادقة و ماهیّته بعد بالقوّة موجودا- فإنّ هذا هو الأسبق إلی نفوسهم من لفظ الموجود (ف، حر، 120، 8)- سمّوا (الفلاسفة) الشی‌ء الذی وجوده فی حدّ الإمكان موجودا بالقوة، و سمّوا إمكان قبول الشی‌ء و انفعاله قوة انفعالیة، ثم سمّوا تمام هذه القوة فعلا و إن لم یكن فعلا، بل انفعالا، مثل تحرّك أو تشكّل أو غیر ذلك (س، شأ، 171، 16)- كلّ موجود بالقوّة من وجه، فهو ناقص من ذلك الوجه. و طلبه أن یزول عنه ما بالقوة إلی الفعل (غ، م، 282، 5)- إن غیر الموجود یقال علی ثلاثة أنحاء. یرید (أرسطو) بالثلاثة الأنحاء: الغیر موجود بإطلاق و هو العدم المطلق الذی لیس له وجود و لا توهّم، و الثانی العدم الذی فی الهیولی و هو عدم الصور، و الثالث الموجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 878
بالقوة فإن الموجود بالقوة یقال فیه إنه غیر موجود أی غیر موجود بالفعل (ش، ت، 1449، 10)- ما كان موجودا بالقوة، أی لیس له مبدأ و لا نهایة، فلیس یصدق علیه، لا أنه شفع، و لا أنه وتر، و لا أنه ابتدأ و لا أنه انقضی، و لا دخل فی الزمان الماضی، و لا فی المستقبل، لأن ما فی القوة فی حكم المعدوم. و هذا هو الذی أراد الفلاسفة بقولهم: إن الدورات التی فی الماضی و المستقبل معدومة (ش، ته، 38، 2)- أما الموجود بالفعل فهو ما لیس بموجود بالقوة، و أصنافه معادة لأصناف ما بالقوة، و كلاهما معاد لأصناف المقولات و القوة بجهة ما عدم، لكنها من أصناف الأعدام التی شأن المعدوم فیها أن یوجد فیما یستقبل (ش، ما، 52، 6)- إذا قیل شیئا موجودا بالقوة فی شی‌ء و تلك القوة بعیدة فإنما یقال ذلك بتجوّز، كقولنا إن الإنسان موجود بالقوة فی البر و أبعد من ذلك فی الاسطقسّات، بل إنما الإنسان موجود بالقوة علی الحقیقة فی دم الطمث و المنی، و هذه هی القوة القریبة التی تكون فی الموضوع الأخیر القریب، و لیس تأتی هذه القوة فی هذا الموضوع بأی حالة توجد، بل و أن تكون بالحالة التی هو بها ممكن أن یخرج إلی الفعل، كقولنا إن المنی إنما هو إنسان بالقوة إذا وقع فی الرحم (ش، ما، 103، 13)

موجود بما هو موجود

- الموجود بما هو موجود و أوصافه التی تقال علیه من حیث هو كذلك كالواجب الوجود و الممكن الوجود، و العلّة و المعلول، و الواحد و الكثیر، و المبدأ و المبتدأ (بغ، م 2، 16، 8)- اللواحق الذاتیة التی تخصّ الموجود بما هو موجود مثل الهو هو و الغیر، و الشبیه و غیر الشبیه، و المضاد و غیر المضاد. و ذلك أن كل موجود إذا قویس بغیره فهو إما هو هو و إما غیر، و إما شبیه و إما غیر شبیه، و إما مضاد و إما غیر مضاد (ش، ت، 178، 4)- إن كون الشی‌ء جوهرا و عرضا هی القسمة الأولی التی ینقسم بها الموجود بما هو موجود (ش، ت، 759، 17)- الموجود بما هو موجود ینقسم إلی ما هو بالفعل و الكمال المحض، و إلی ما هو بالقوة و الإمكان المحض، و إلی ما هو متوسط بینهما و هو كالمؤلّف ممّا بالكمال و ممّا بالقوة قد أخذ من كل بقسط (ش، سط، 47، 18)

موجود تام‌

- إنّ كل موجود تام فإنّه یفیض منه علی ما دونه فیض ما، و أنّ ذلك الفیض هو من جوهره أعنی صورته المقوّمة التی هی ذاته. و المثال فی ذلك حرارة النار فإنّها تفیض منها علی ما حولها من الأجسام من التسخین و الحرارة و هی جوهریة النار التی هی صورتها المقوّمة لها (ص، ر 3، 329، 11)

موجود جسمانی‌

- إنّ الموجودات كلها نوعان: جسمانی و روحانی. فالجسمانی ما یدرك بالحواس، و الروحانی ما یدرك بالعقل و یتصوّر بالفكر.
فأمّا الجسمانی فهو علی ثلاثة أنواع: منها الأجرام الفلكیة و منها الأركان الطبیعیة و منها الموّلدات الكائنة. و الروحانی أیضا علی ثلاثة أنواع: منها الهیولی الأولی الذی هو جوهر بسیط منفعل معقول قابل لكل صورة. و الثانی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 879
النفس التی هی جوهرة بسیطة فعّالة علّامة.
و الثالث العقل الذی هو جوهر بسیط مدرك حقائق الأشیاء (ص، ر 3، 232، 12)

موجود روحانی‌

- إنّ الموجودات كلها نوعان: جسمانی و روحانی. فالجسمانی ما یدرك بالحواس، و الروحانی ما یدرك بالعقل و یتصوّر بالفكر.
فأمّا الجسمانی فهو علی ثلاثة أنواع: منها الأجرام الفلكیة و منها الأركان الطبیعیة و منها الموّلدات الكائنة. و الروحانی أیضا علی ثلاثة أنواع: منها الهیولی الأولی الذی هو جوهر بسیط منفعل معقول قابل لكل صورة. و الثانی النفس التی هی جوهرة بسیطة فعّالة علّامة.
و الثالث العقل الذی هو جوهر بسیط مدرك حقائق الأشیاء (ص، ر 3، 232، 13)

موجود ضروری بالحقیقة

- إن الموجود الذی هو ضروری بالحقیقة هو الموجود البسیط الذی هو غیر مركّب من مادة و صورة و لا یمكن فیه أن یكون علی أنواع كثیرة، و كذلك لا یمكن فیه أن یكون علی نوع آخر غیر النوع الذی هو علیه، لأنه لو أمكن أن یكون علی نوع آخر أمكن أن یكون علی أنواع كثیرة (ش، ت، 522، 9)

موجود عام‌

- إذا كانت الكلّیات لیست جواهر فبیّن أن الموجود العام لیس بجوهر موجود خارج النفس كما لیس الواحد العام جوهرا … من قبل أن الواحد و الهویّة محمولات كلّیة لا وجود لها إلّا من حیث هی فی الذهن (ش، ت، 1271، 10)

موجود علی الإطلاق‌

- إنّ الموجود علی الإطلاق هو الموجود الذی لا یضاف إلی شی‌ء أصلا. و الموجود علی الإطلاق هو الموجود الذی إنّما وجوده بنفسه لا بشی‌ء آخر غیره (ف، حر، 219، 17)

موجود علی التحقیق‌

- إن الكیفیة لیس یقال فیها إنها موجودة بإطلاق و لا الحركات، و إنما یقال فیها موجودة كیفیات و موجودة حركات لا موجودة بإطلاق، و ذلك أن الحركة هی حركة لشی‌ء و الكیفیة هی كیفیة لشی‌ء، و أما الجوهر فلیس هو جوهر لشی‌ء.
فالموجود علی التحقیق و بإطلاق هو الجوهر و أما سائر المقولات فموجودة بإضافة (ش، ت، 1415، 4)

موجود فاسد

- لا شی‌ء أبعد من طباع الموجود الكائن الفاسد من طباع الموجود الأزلی، و إذا كان ذلك كذلك لم یصحّ أن یوجد نوع واحد مختلف بالأزلیة و عدم الأزلیة، كما یختلف الجنس الواحد بالفصول المقسّمة له. و ذلك أن تباعد الأزلی من المحدث أبعد من تباعد الأنواع بعضها من بعض المشتركة فی الحدوث (ش، ته، 239، 18)

موجود فی الأعیان‌

- صرّح الفلاسفة بأنّ الكلّیات موجودة فی الأذهان لا فی الأعیان، و إنّما الموجود فی الأعیان جزئیات شخصیة، و هی محسوسة غیر معقولة، و لكنّها سبب لأن ینتزع العقل منها قضیة مجرّدة عن المادة عقلیة (غ، ت، 68، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 880

موجود قائم بذاته‌

- الإمكان و المادة لا زمان لكل حادث، و أنه إن وجد موجود قائم بذاته فلیس یمكن علیه العدم و لا الحدوث (ش، ته، 91، 18)

موجود قدیم‌

- وضعت الأشعریة موجودا قدیما و منعوا علیه الفعل فی وجوده القدیم ثم أجازوه علیه حتی كان وجوده القدیم انقسم إلی وجودین قدیمین ماض و مستقبل، و هذا كله عند الفلاسفة هوس و تخلیط (ش، ته، 108، 16)- الفلاسفة لا یجوّزون علی موجود قدیم أصلا اشتراكا فی الجنس، و إن كان مقولا بتقدیم و تأخیر لزم أن یكون المتقدّم علّة للمتأخّر (ش، ته، 212، 25)

موجود كائن فاسد

- إنّ كل موجود كائن فاسد فله فعل یخصّه و من أجله كان (ج، ن، 53، 6)

موجود لا فی مادة

- إنّ الأوّل موجود لا فی المادة، و كل موجود لا فی مادة فهو عقل محض، و كل ما هو عقل محض فجمیع المعقولات مكشوفة له (غ، ت، 135، 15)

موجود لیس بجسم‌

- القدماء (الفلاسفة) إنما صاروا إلی إثبات موجود لیس بجسم هو مبدأ للكل من أمور متأخّرة و هی الحركة و الزمان (ش، ته، 237، 3)

موجود لیس بغائب‌

- كل إدراك فإنه إما أن یكون لشی‌ء خاص كزید أو شی‌ء عام كالإنسان، و العام لا تقع علیه رؤیة و لا یصكّ بحاسّة. و أما الشی‌ء الخاصّ فإمّا أن یدرك بالاستدلال أو بغیر الاستدلال. و اسم المشاهدة یقع علی ما ثبت وجوده فی ذاته الخاصة بعینها من غیر واسطة استدلال، فإن الاستدلال علی الغائب و الغائب ینال بالاستدلال و ما یستدلّ علیه و یحكم مع ذلك بأنیته بلا شك فلیس بغائب. فكل موجود لیس بغائب فهو مشاهد، فإدراك المشاهد هو المشاهدة، و المشاهدة إما بمباشرة و ملاقاة و إما من غیر مباشرة و ملاقاة و هذا هو الرؤیة (ف، ف، 18، 6)

موجود متحرّك‌

- من حججهم (الفلاسفة) فی أن الموجود المتحرّك لیس له مبدأ، و لا حادث لكلّیته:
إنه متی وضع حادثا وضع موجودا قبل أن یوجد. فإن الحدوث حركة، و الحركة ضرورة فی متحرّك، سواء وضعت الحركة فی زمان أو فی الآن. و أیضا فإن كل حادث فهو ممكن الحدوث قبل أن یحدث. و إن كان المتكلمون ینازعون فی هذا الأصل، فسیأتی الكلام معهم فیه. و الإمكان لاحق ضروری من لواحق الموجود المتحرّك. فیلزم ضرورة، إن وضع حادثا أن یكون موجودا قبل أن یوجد (ش، ته، 60، 9)

موجود محسوس‌

- كل موجود محسوس مؤلّف من مادة و صورة (ش، ته، 243، 27)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 881

موجود مركّب‌

- الموجود المركّب ضربان: ضرب التركیب فیه معنی زائد علی وجود المركّبات، و ضرب وجود المركّبات فی تركیبها مثل وجود المادة مع الصورة، و هذا النحو من الموجودات لیس یوجد فی العقل تقدّم وجودها علی التركیب بل التركیب هو علّة الوجود، و هو متقدّم علی الوجود (ش، ته، 100، 18)

موجود مطلق‌

- الموجود المطلق، أعنی الكلّی، أقرب إلی العدم من الموجود الحقیقی، و لذلك نفی القول بموجود مطلق، و لون مطلق، القائلون بنفی الأحوال، و قال القائلون بإثباتها أنها لا موجودة و لا معدومة، فلو صحّ هذا لصحّ أن تكون الأحوال علّة للموجودات (ش، ته، 151، 21)

موجود مفارق‌

- لیس بین الموجود المفارق و الهیولانی طبیعة من الطبائع هی متوسطة بین الطبیعتین. فإن هذا النوع من التضاد، أعنی الأزلی و الفاسد، معلوم بنفسه أنه لیس بینهما وسط (ش، ت، 138، 19)

موجود هیولانی‌

- لیس بین الموجود المفارق و الهیولانی طبیعة من الطبائع هی متوسطة بین الطبیعتین. فإن هذا النوع من التضاد، أعنی الأزلی و الفاسد، معلوم بنفسه أنه لیس بینهما وسط (ش، ت، 138، 19)

موجود واحد

- إنّ الموجود الواحد معقول بكل حال، و لا موجود إلّا له حقیقة، و وجود الحقیقة لا ینفی الوحدة (غ، ت، 128، 12)- یجب أن یكون الموجود الواحد بعینه مركّبا من أعداد كثیرة مختلفة بالصورة. مثال ذلك أن هذا الموجود المشار إلیه هو حیوان و هو إنسان و هو سقراط فیجب أن یكون له عدد هو به حیوان و عدد هو به إنسان و عدد هو به سقراط (ش، ت، 132، 10)- بیّن أن هاهنا موجودا واحدا تفیض منه قوة واحدة بها توجد جمیع الموجودات، و لأنها كثیرة. فإذا عن الواحد بما هو واحد واجب أن توجد الكثرة أو تصدر أو كیف ما شئت أن تقول (ش، ته، 114، 10)

موجودات‌

- الموجودات التی كان (أرسطو) أحصاها فی" كتاب المقولات"، أخذها و جعل وجودها هو الوجود الذی یشهد له الحسّ علی النحو الذی توجد المقولات منها مستعملة لدینا فی الاختبار ببعض عن بعض و استعلام بعض عن بعض، و تعرّف بعض ببعض- إمّا فی ما بین الإنسان و بین نفسه، و إمّا فی مخاطبة غیره-، لا علی أنّ وجودها بالطبع هو أن یكون نستعمله هذا النحو من الاستعمال لدینا، و لكن أخذها فی أوّل الأمر علی أنّ الموجودات الطبیعیّة منها هی طبائع و ذوات قائمة بالطبع، علی أنّ علاماتها التی نعرفها و نحسّ هی هذه العلامات. و هذه الأحوال التی جعلناها علامات لها هی أحوال منطقیّة. إلّا أنّها لم توجد موجودات من حیث لها هذه الأحوال علی ما أخذت علیه فی المنطق. فإنّها أخذت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 882
فی المنطق لا علی أنّها طبائع مجرّدة عن هذه و هذه علاماتها فی أوّل الأمر، بل أخذت علی أنّها موجودة بهذه الحال و علی أنّ هذه الأحوال أحد جزءی وجودها من حیث هی منطقیّة (ف، ط، 86، 1)- إنّ أفلاطون، فی كثیر من أقاویله، یومئ إلی أنّ للموجودات صورا مجرّدة فی عالم الإله، و ربما یسمّیها" المثل الإلهیة"، و أنها لا تدثر و لا تفسد، و لكنها باقیة، و أن الذی یدثر و یفسد إنما هی هذه الموجودات التی هی كائنة (ف، ج، 105، 4)- إنّ الموجودات علی ضربین: أحدهما- إذا اعتبر ذاته لم یجب وجوده، و یسمّی (ممكن الوجود). و الثانی- إذا اعتبر ذاته وجب وجوده، و یسمّی (واجب الوجود). و إذا كان ممكن الوجود- إذا فرضناه غیر موجود لم یلزم منه محال، و لا غنی بوجوده عن علّة. و إذا وجب- صار واجب الوجود بغیره (ف، ع، 4، 2)- هذه الموجودات كلها صادرة عن ذاته تعالی و هی مقتضی ذاته فهی غیر منافیة له، و كل ما كان غیر مناف و كان مع ذلك یعلم الفاعل أنه فاعله فهو مراده بأنه مناسب له. و لأنه عاشق ذاته فهی كلّها مرادة لأجل ذاته، فتكون الغایة فی فعله ذاته، و كونها مرادة له لیس هو لأجل غرض بل لأجل ذاته إذ الغرض ما لا یكون إلّا مع الشوق. فإنه یقال لم طلب هذا فیقال لأنه اشتهاه و حیث لا یكون الشوق لا یكون الغرض (ف، ت، 2، 2)- الأبدیات و سائر الموجودات فی حالة واحدة لها أحوال و نسب لبعضها إلی بعض، و تلك النسب كلّها موجودة للأول فهی معلولة له.
مثال تلك النسب هو أن یكون إما نسبة إضافیة أو نسبة مضادیة أو نسبة علّیة و معلولیة، و كل واحدة من هذه النسب لا تتناهی و لها اعتبارات غیر متناهیة. و كل واحد من تلك الموجودات من الهیئات و الصور تكون علّة للآخر و معلولا للآخر و مضادّا لشی‌ء و مضائفا لشی‌ء و تكون له إضافة فی إضافة و تركیب إضافة مع إضافة و أحوال غیر متناهیة (ف، ت، 17، 9)- الموجودات كثیرة، و هی مع كثرتها متفاضلة (ف، أ، 40، 3)- إذا فاضت منه (الموجود الأول) الموجودات كلّها بترتیب مراتبها، حصل عنه لكل موجود قسطه الذی له من الوجود و مرتبته منه. فیبتدئ من أكملها وجودا ثم یتلوه ما هو أنقص منه قلیلا، ثم لا یزال بعد ذلك یتلو الأنقص فالأنقص إلی أن ینتهی إلی الموجود الذی إن تخطّی عنه إلی ما دونه تخطّی إلی ما لم یمكن أن یوجد أصلا (ف، أ، 40، 5)- ترتیب هذه الموجودات هو أن تقدّم أولا أخسّها، ثم الأفضل فالأفضل، إلی أن تنتهی إلی أفضلها الذی لا أفضل منه. فأخسّها المادة الأولی المشتركة، و الأفضل منها الأسطقسّات ثم المعدنیة، ثم النبات، ثم الحیوان غیر الناطق، ثم الحیوان الناطق، و لیس بعد الحیوان الناطق أفضل منه (ف، أ، 49، 3)- الموجودات كلها معقولة أو محسوسة، جواهر أو أعراضا، أو مجموعا منهما صورا أو هیولی، أو مركّبا منهما جسمانیا أو روحانیا، أو مقرونا بینهما (ص، ر 1، 210، 9)- الموجودات كلها عشرة أجناس مطابقة لعشرة آحاد … الأعراض مرتّبة بعضها تحت بعض كترتیب العدد و تعلّقه فی الوجود عن الواحد الذی قبل الاثنین (ص، ر 1، 323، 6)- إنّ اختلاف الموجودات إنّما هو بالصورة لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 883
بالهیولی، و ذلك أنّا نجد أشیاء كثیرة جوهرها واحد و صورها مختلفة. مثال ذلك السكّین و السیف و الفأس و المنشار و كل ما یعمل من الحدید من الآلات و الأدوات و الأوانی، فإنّ اختلاف أسمائها من أجل اختلاف صورها لا من أجل اختلاف جواهرها لأنّ كلها بالحدید واحد (ص، ر 2، 4، 3)- إنّ نسبة الموجودات من الباری تعالی كنسبة العدد من الواحد و العقل كالاثنین و النفس كالثلاثة و الهیولی الأولی كالأربعة و الطبیعة كالخمسة و الجسم كالستّة و الفلك كالسبعة و الأركان كالثمانیة و المولودات كالتسعة (ص، ر 3، 8، 13)- إنّ الموجودات كلها نوعان: كلّیة و جزئیة (ص، ر 3، 49، 17)- الموجودات كلها مرتّبة بعضها تحت بعض متعلّقة فی الوجود بالعلّة الأولی الذی هو الباری تعالی كتعلّق العدد و ترتیبه عن الواحد الذی قبل الاثنین (ص، ر 3، 53، 20)- إنّ جمیع الموجودات و سائر المصنوعات لما بدت و وجدت فی العالم وقع الاختلاف فیها و السؤال عنها من جهة ثلاثة أنواع یحصرها جنس واحد. فأول ذلك الترتیب الأول المرتّب كان فی النفس أولا بالقوة و الأمور العقلیة المعقولة و هی صورة أعیان بسائط المركّبات و الموجودات بالترتیب. و الثانی هی الأمور المحسوسة، ثم البرهان یقتضی علّتها و یبیّن معانیها و یعرف الناظر فیها و السائل عنها معرفة كیفیّتها معقولة فی غایة التجرّد النفسانی و كونها بعدها محسوسة فی العالم الجسمانی (ص، ر 3، 102، 12)- قالت الحكماء إنّ الموجودات و المعلومات هنّ التی تحاكی أحوال الموجودات الأولی التی هی علل لها (ص، ر 3، 106، 12)- قال (فیثاغورث): إنّ طبیعة الموجودات بحسب طبیعة العدد، فمن عرف العدد و أحكامه و طبیعته و أجناسه و أنواعه و خواصه، أمكنه أن یعرف كمیة أجناس الموجودات و أنواعها، و ما الحكمة فی كمیاتها علی ما هی علیه الآن و لم لم یكن أكثر من ذلك و لا أقل منه (ص، ر 3، 182، 15)- الحكماء الفیثاغوریون … قالوا إنّ الموجودات بحسب طبیعة العدد (ص، ر 3، 200، 16)- إنّ الموجودات كلها نوعان لا أقل و لا أكثر:
كلّیات و جزئیات حسب. فالكلیات تسع مراتب محفوظ نظامها ثابتة أعیانها و هی كتسعة آحاد أولها البارئ الواحد الفرد جلّ ثناؤه، ثم العقل ذو القوتین ثم النفس ذات الثلاثة الألقاب، ثم الهیولی الأولی ذاتی الأربع الإضافات، ثم الطبیعة ذات الخمسة الأسماء، ثم الجسم ذو الست الجهات، ثم الفلك ذو السبع المدبّرات، ثم الأركان ذات الثمانیة المزاجات، ثم المكوّنات ذات التسعة الأنواع (ص، ر 3، 203، 4)- إنّ الموجودات كلها التی أوجدها الباری سبحانه و تعالی بأی طریق كان وجدانها لیست تخلو من أن تكون جواهرا أو أعراضا أو مجموعا منهما، هیولی أو صورة أو مركّبا منهما، عللا أو معلولات، أو مشارا إلیهما جسمانیا أو روحانیا أو مقرونا بینهما، بسیطا أو مركّبا أو جملتهما (ص، ر 3، 229، 12)- إنّ الموجودات كلها صور و أعیان غیریات أفاضها الباری عزّ و جلّ علی العقل الذی هو أول موجود جاد به الباری و أوجده، و هو جوهر بسیط روحانی فیه جمیع صور
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 884
الموجودات غیر متراكمة و لا متزاحمة، كما یكون فی نفس الصانع صور المصنوعات قبل إخراجها و وضعها فی الهیولی (ص، ر 3، 229، 18)- إنّ الموجودات كلها صور متعلّقة حدوثها و بقاؤها یتلو بعضها بعضا إلی أن تنتهی إلی المبدع الأول الذی هو الباری عزّ و جلّ كتعلّق حدوث العدد أزواجه و أفراده عن الواحد الذی قبل الاثنین (ص، ر 3، 230، 22)- إنّ الموجودات كلها صور غیریات: و هی أعیان الأشیاء و أنّها متتالیات فی الحدوث و البقاء كتتالی العدد من الواحد (ص، ر 3، 232، 5)- إنّ الموجودات كلها علل و معلومات (ص، ر 3، 232، 22)- إنّ الموجودات كلها نوعان: كلّیات و جزئیات، فالكلّیات رتّبها الباری من أشرفها إلی أدونها … و الجزئیات، ابتدأها من أدونها إلی أتمّها و أكملها رتبة (ص، ر 3، 337، 23)- أولی الأشیاء بالوجود هی الجواهر ثم الأعراض و الجواهر التی لیست بأجسام أولی الجواهر بالوجود إلّا الهیولی، لأنّ هذه الجواهر ثلاثة: هیولی، و صورة، و مفارق (س، ن، 208، 2)- جمیع الموجودات: من عدد الكواكب، و مقدارها، و هیأة الأرض و الحیوانات، و كل موجود، فإنّما وجد علی الوجه الذی وجد، لأنّه أكمل وجوه الوجود. و ما عداه من الإمكانات ناقص بالإضافة إلیه (غ، م، 238، 16)- الموجودات باعتبار النقصان و الكمال تنقسم:
إلی ما هو بحیث لا یحتاج إلی أن یمدّه غیره لیكتسب منه وصفا له بل كل ممكن له، فهو موجود له حاضر و یسمّی (تامّا). و إلی ما لم یحضر معه كل ممكن له، بل لا بدّ من أن یحصل له، ما لیس حاصلا، و هذا یسمّی (ناقصا) قبل حصول التمام له (غ، م، 254، 16)- إنّ الموجودات تنقسم: إلی ما هی فی محالّ، كالأعراض و الصور، و إلی ما لیست فی محالّ، و هذه تنقسم: إلی ما هی محالّ لغیرها كالأجسام، و إلی ما لیست بمحالّ، كالموجودات التی هی جواهر قائمة بأنفسها، و هی تنقسم إلی ما یؤثّر فی الأجسام و نسمّیها نفوسا، و إلی ما لا یؤثّر فی الأجسام بل فی النفوس، و نسمّیها عقولا مجرّدة (غ، ت، 88، 2)- أمّا الموجودات التی تحلّ فی المحالّ كالأعراض فهی حادثة و لها علل حادثة، و تنتهی إلی مبدأ هو حادث من وجه دائم من وجه، و هو الحركة الدوریة (غ، ت، 88، 7)- إنّ الموجودات كلّها علی كثرتها- و قد بلغت آلافا- صدرت من المعلول الأول (غ، ت، 94، 6)- الموجودات تنقسم باعتبار الوجود إلی ذوات قارّة فی الوجود و إلی أفعال صادرة عنها و فیها.
و الذی عنه تصدر الأفعال یسمّی فاعلا، و الذی فیه یسمّی قابلا. و القابل هو المحل و الهیولی و الموضوع لوجود ما یوجد فیه … و الحاصلة عن الفاعل فی الموضوع منها ما یسمّی صورة و هی التی بها الشی‌ء هو كالبیاض للأبیض و الحرارة للحار بل و الإنسانیة للإنسان و التربیع للمربّع، و منها ما یسمّی عرضا كالبیاض للإنسان و الحرارة فی الماء و التربیع فی الشمع و الخشب مثلا (بغ، م 1، 15، 5)- إنّ الموجودات بعضها بالفعل من كل وجه، و بعضها من جهة بالفعل و من جهة بالقوة، و لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 885
یكون فی الموجودات ما هو بالقوة من كل جهة و لا ذات له بالفعل البتّة كما یتّضح عن قریب (بغ، م 1، 28، 5)- إنّ الموجودات قسمان: ذوات و أفعال و التفاضل فیما بینهما و الشرف لبعضها علی بعض (بغ، م 2، 76، 4)- الغایة العامة للموجودات الوجود و دوام الوجود و حصول ما بالقوة بالفعل (بغ، م 2، 116، 2)- إنّ الموجودات منها جسمانیة محسوسة، و منها روحانیة تبعد عن نیل الحواس و تخفی عنها، و منها إلهیة عن الحواس أبعد و أخفی (بغ، م 2، 215، 21)- أما الفیثاغوریون فإنه إنما دعاهم إلی القول بأن الموجودات أعداد أنهم شبّهوا الأعداد بالموجودات فاعتقدوا أنها الموجودات أنفسها، فلم یلزمهم وجود اسم مشترك بین الأعداد و بین الموجودات و لا دعاهم القول إلی زیادة اسم مشترك فی الأنواع (ش، ت، 67، 17)- إن الموجودات تعرف بصورها التی تنعت بها و توصف من طریق ما هی (ش، ت، 223، 8)- الموجودات: إما أن تكون أضدادا، و إما مركّبة من أضداد، و رأس هذه الأضداد هو الواحد و الكثیر (ش، ت، 333، 7)- الموجودات توجد بهاتین الحالتین: أعنی صورة بغیر عنصر، و صورة فی عنصر، كان بعضها لا یدخل فی حدودها شی‌ء واحد من حدود الأشیاء التی هی عنصر و هی التی أجزاؤها أجزاء صوریة و لا توجد فی غیرها إلّا بالعرض، و بعضها لا بد أن یدخل فی حدّها العنصر و هی الأشیاء التی لا یوجد واحد منها إلّا و هو فی شی‌ء بالضرورة و بالذات (ش، ت، 900، 15)- كل الموجودات تشترك فی أن كمالها و تمامها هو فی العمل الخاص بها. و هذه قسمان: إما أن تكون الغایة منها هو العمل مثل الحال فی البصر مع النظر، و إما أن تكون الغایة منها من العمل هو مفعول ما مثل ما أن الغایة من عمل صناعة البنّاء هو أن یصنع بیتا (ش، ت، 1194، 12)- لا یمكن … أن تكون الموجودات بأعیانها محرّكة لذواتها أی تكون الأشیاء تتحرّك من غیر محرّك. و مثال ذلك كما قال (أرسطو) أن المادة الموضوعة للنجار و هی الخشب لا یمكن أن تحرّك نفسها إن لم یحرّكها النجار، و كذلك دم الحیض لا یمكنه أن یكون منه إنسان إن لم یحرّكه المنی، و لا الأرض یمكن أن یكون منها نبات إن لم یحرّكها البزر (ش، ت، 1570، 6)- مقایسة الموجودات بعضها إلی بعض فی التقدّم و التأخّر (حاصلة) إذا كانت مما شأنها أن تكون فی زمان. فأما إذا لم تكن فی زمان فإن لفظ" كان" و ما أشبهه لیس یدل فی أمثال هذه القضایا إلّا علی ربط الخبر بالمخبر، مثل قولنا: وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً. و كذلك إن كان أحدهما فی زمان و الآخر لیس فی زمان مثل قولنا: كان اللّه تعالی و لا عالم، ثم كان اللّه تعالی و العالم. فلذلك لا یصحّ فی مثل هذه الموجودات هذه المقایسة التی تمثّل بها. و إنما تصحّ المقایسة صحة لا شك فیها إذا ما قسنا عدم العالم مع وجوده، لأن عدمه مما یجب أن یكون فی زمان، إن كان العالم وجوده فی زمان. فإذا لم یصحّ أن یكون عدم العالم فی وقت وجود العالم نفسه، فهو ضرورة قبله.
و العدم یتقدّم علیه و العالم متأخّر عنه، لأن المتقدّم و المتأخّر فی الحركة لا یفهمان إلّا مع
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 886
الزمان (ش، ته، 61، 20)- إن كانت الموجودات إنما تبقی بصفة باقیة فی نفسها فهل عدمها انتقالها من جهة ما هی موجودة أو معدومة، و محال ان یكون لها ذلك من جهة أنها معدومة، فقد بقی أن یكون البقاء لها من جهة ما هی موجودة. فإذا كل موجود یلزم أن یكون باقیا من جهة ما هو موجود، و العدم أمر طارئ علیه (ش، ته، 93، 21)- الفلاسفة تزعم أن من الموجودات ما فصولها الجوهریة فی الحركة كالریاح و غیر ذلك، و إنما السماوات و ما دونها هی من هذا الجنس من الموجودات التی وجودها فی الحركة، و إذا كان ذلك كذلك فهی فی حدوث دائم لم یزل و لا یزال (ش، ته، 107، 16)- للموجودات وجودین: وجود محسوس و وجود معقول، و أن نسبة الوجود المحسوس من الوجود المعقول هی نسبة المصنوعات من علوم الصانع (ش، ته، 130، 18)- الموجودات قد تفعل بعضها بعضا و من بعض، و أنها لیست مكتفیة بأنفسها فی هذا الفعل، بل بفاعل من خارج، فعله شرط فی فعلها بل فی وجودها فضلا عن فعلها (ش، ته، 292، 24)- إن الموجودات تنقسم: إلی متقابلات، و إلی متناسبات. فلو جاز أن تفترق المتناسبات، لجاز أن تجتمع المتقابلات، لكن لا تجتمع المتقابلات فلا تفترق المتناسبات. هذه هی حكمة اللّه تعالی فی الموجودات و سنته فی المصنوعات فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِیلًا [سورة فاطر: 43] (ش، ته، 302، 19)- إن كان فعل الفلسفة لیس شیئا أكثر من النظر فی الموجودات، و اعتبارها من جهة دلالتها علی الصانع، أعنی من جهة مصنوعات، فإن الموجودات إنما تدل علی الصانع لمعرفة صنعتها. و أنه كلما كانت المعرفة بصنعتها أتم كانت المعرفة بالصانع أتم، و كان الشرع قد ندب إلی اعتبار الموجودات، و حثّ علی ذلك (ش، ف، 27، 14)- من الموجودات ما أعطی من أسباب الهدایة أسباب لا یعرض منها إضلال أصلا، و هذه هی حال الملائكة، و منها ما أعطی من أسباب الهدایة یعرض فیها الإضلال فی الأقل، إذ لم یكن فی وجودهم أكثر من ذلك لمكان التركیب، و هذه هی حال الإنسان (ش، م، 236، 10)- إن الموجودات منها صناعیة، و منها طبیعیة، و منها ما ینسب إلی البخت و الاتفاق، فالصناعیة منها كالكرسی و السریر و بالجملة فكل ما هو من فعل الصناعة. و الطبیعیة كالحیوان و النبات و كل ما هو من فعل الطبیعیة (ش، سط، 37، 7)- تقدّر الموجودات من حیث هی متحرّكة أو یتخیّل فیها إمكان حركة (ش، سط، 75، 21)- لما تصفّحت الموجودات وجد بعضها قوامها إنما هو فی هیولی، فجعل النظر فی هذا النوع من الموجودات فی لواحقها علی حدة، و ذلك بیّن لمن زاول العلم الطبیعی، و وجد أیضا بعضها لیس یظهر فی حدودها الهیولی و إن كانت موجودة فی هیولی، و ذلك بیّن أیضا لمن نظر فی التعالیم (ش، ما، 30، 6)- الموجودات بما هی موجودات … تقال بتقدیم و تأخیر (ش، ما، 119، 10)- الموجودات صنفان: صنف إنما أعدّ لیخدم غیره علی أنه غایته، و صنف یتمّ غیره و یكمّله علی أنه رئیس لا علی أنه من أجله. و هذان الصنفان موجودان فی الملكات و الصنائع الإرادیة (ش، ما، 149، 12)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 887
- أمّا الفلاسفة، فإنّهم ذهبوا إلی أنّ الموجودات من حیث ذواتها، بعضها علّة حقیقیّة لبعض.
و أثبتوا بین الممكنات أیضا تلك العلّیة. فكلهم متّفقون علی أنّ العلّة الأولی هی واجب الوجود (ط، ت، 305، 4)

موجودات أوّلیة

- النفس الكلّیة هی فیض فاض من العقل الكلّی الذی هو أول فیض فاض من الباری جلّ و عزّ و هی كلها تسمّی موجودات أولیة (ص، ر 3، 228، 10)

موجودات بسائط

- الموجودات البسائط فأسبابها بسائط (ش، سم، 84، 6)

موجودات تحت فلك القمر

- إنّ الموجودات التی تحت فلك القمر نوعان:
بسیطة و مركّبة. فالبسائط هی الأركان الأربعة التی هی النار و الهواء و الماء و الأرض، و المركّبات هی الموّلدات الكائنات الفاسدات أعنی الحیوان و النبات و المعادن (ص، ر 3، 19، 3)

موجودات ثلاثیة

- إنّ من الموجودات الثلاثیة الهیولی و الصورة و المركّب منهما، و الجواهر و الأعراض و المؤلّف منهما، و الروحانی و الجسمانی و المجموع منهما (ص، ر 3، 204، 19)

موجودات جزئیة

- الموجودات الجزئیات دائمة فی الكون متوجّهة نحو التمام لأنّها تبتدئ بالكون من أنقص الوجود متوجّهة إلی أتمّ الوجود و من أدون الأحوال مترقیة إلی أشرفها و أتمّها (ص، ر 3، 49، 20)

موجودات جسمانیة

- إنّ الموجودات الجسمانیة لكل واحد منها أربع علل: علّة فاعلة، و علّة صوریة، و علّة تمامیة، و علّة هیولانیة، مثال ذلك السریر فإنّه أحد الموجودات الجسمانیة له أربع علل: فعلّته الفاعلة النجار، و الهیولانیة الخشب، و الصوریة التربیع، و التمامیة القعود علیه (ص، ر 3، 233، 1)

موجودات حادثة

- الموجودات المحدثة لها أربعة أسباب: فاعل، و مادة، و صورة، و غایة … و كذلك كونها ضروریة فی وجود المسبّبات و بخاصته التی هی جزء من الشی‌ء المسبّب، أعنی التی سمّاها قوم مادة و قوم شرطا و محلّا، و التی یسمّیها قوم صورة، و قوم صفة نفسیة (ش، ته، 291، 19)- إن الموجودات الحادثة منها ما هی جواهر و أعیان، و منها ما هی حركات و سخونة و برودة، و بالجملة أعراض. فأما الجواهر و الأعیان فلیس یكون اختراعها إلا عن الخالق سبحانه. و ما یقترن بها من الأسباب فإنما یؤثّر فی أعراض تلك الأعیان لا فی جواهرها. مثال ذلك أن المنیّ إنما یفید من المرأة أو دم الطمث حرارة فقط. و أما خلقة الجنین و نفسه التی هی الحیاة فإنما المعطی لها اللّه تبارك و تعالی (ش، م، 230، 17)

موجودات خارجیة

- الموجودات الخارجیة متشخّصة بموادّها (خ،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 888
م، 430، 12)- إنّ الموجودات الخارجیة، كل واحد منها متمیّز عن كل ما عداه و مباین له. و أنّ بینها مشاركات بوجوه، علی مراتب متفاوتة فی العموم و الخصوص (ط، ت، 184، 4)

موجودات ضروریة بالحقیقة

- الموجودات الضروریة بالحقیقة هی التی هی ضروریة بذاتها و من غیر علّة. و لذلك كان قولنا فی رسم الضروری إنه الذی لا یمكن أن یكون بنوع آخر. و ینقسم قسمین: أحدهما ما لا یمكن أن یكون بنوع آخر من قبل ذاته و هو هو الضروری المطلق و هو الذی یعبّر عنه قوم فی زماننا بواجب الوجود. و النوع الثانی ما هو كذلك من قبل غیره و هذا هو الذی یقال فیه عند قوم إنه واجب و ضروری من قبل غیره (ش، ت، 520، 18)

موجودات طبیعیة

- الموجودات الطبیعیة: إما أن یوجد مبدأ جمیع ضروب التغایر فی واحد منها، أو یوجد بعضها فی بعض. مثال ذلك الحیوان فإنه یوجد فیه مبادئ جمیع ضروب التغایر الأربعة، أعنی النقلة و النمو و الاستحالة و الكون و الفساد (ش، سط، 37، 14)

موجودات فی الأعیان‌

- الموجودات فی الأعیان … الموجود منها:
إما أن یكون موجودا بذاته و عن ذاته، و إما أن یكون وجوده وجب عن غیره و لم یجب له بذاته. و هذه قسمة عقلیة تعتبر فی الأذهان فی كل موجود و لا یخرج عنها موجود و إن لم تتحقّق المعرفة بتفاصیلها فی الموجودات (بغ، م 2، 22، 10)

موجودات فی العالم‌

- إذا تؤمّلت جمیع الموجودات التی فی العالم وجدت قد رتّبت كلّها علی وتیرة واحدة بل بعضها فی ذلك أكثر من بعض مثل الجمال فی السابح من الحیوان و الطائر و النبات (ش، ت، 1713، 3)

موجودات فی النفس‌

- إنه لیس یقال فی الموجودات التی لیست خارج النفس إنها موجودة بإطلاق و إنما یقال فیها إنها موجودة فی النفس المفكّرة أو النفس الشهوانیة. و أما أن یقال إنها موجودة كما یقال فی المتحرّكة فلا (ش، ت، 1138، 3)

موجودات كلّیة

- الموجودات الكلّیة الدائمة الوجود و البقاء لأنّها ابتدأت فی الترتیب من أشرفها و أتمّها إلی أدونها و أنقصها (ص، ر 3، 49، 18)

موجودات لیست فی مادة

- لما تقرّر أنه لا فرق بین العلم و المعلوم إلّا أن المعلوم فی مادة و العلم لیس فی مادة و ذلك فی كتاب النفس، فإذا وجدت موجودات لیست فی مادة وجب أن یكون جوهرها علما أو عقلا أو كیف شئت أن تسمیها، و صحّ عندهم (الفلاسفة) أن هذه المبادئ مفارقة للمواد من قبل أنها التی أفادت الأجرام السماویة و الحركة الدائمة التی لا یلحقها فیها كلال و لا تعب، و أن كل ما یفید حركة دائمة بهذه الصفة فإنه لیس جسما و لا قوة فی جسم، و أن الجسم السماوی إنما استفاد البقاء من قبل المفارقات،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 889
و صح عندهم أن هذه المبادئ المفارقة وجودها مرتبط بمبدإ أول فیها، و لو لا ذلك لم یكن هاهنا نظام موجود (ش، ته، 116، 4)

موجودات متحرّكة

- إن تلازم الحركة و الزمان صحیح. و إن الزمان هو شی‌ء یفعله الذهن فی الحركة لأنه لیس یمتنع وجود الزمان إلّا مع الموجودات التی لا تقبل الحركة. أما وجود الموجودات المتحرّكة، أو تقدیر وجودها، فیلحقها الزمان ضرورة، فإنه لیس هاهنا إلّا موجودان: موجود یقبل الحركة، و موجود لیس یقبل الحركة.
و لیس یمكن أن ینقلب أحد الموجودین إلی صاحبه إلّا لو أمكن أن ینقلب الضروری ممكنا. فلو كانت الحركة غیر ممكنة، ثم وجدت لوجب أن تنقلب طبیعة الموجودات التی لا تقبل الحركة إلی طبیعة التی تقبل الحركة، و ذلك مستحیل (ش، ته، 63، 7)

موجودات متغیّرة

- الموجودات المتغیّرة من ضرورة وجودها الزمان و المكان (ش، سط، 45، 11)

موجودات متقابلة

- إنّما یمكن أن توجد الموجودات المتقابلة علی أحد ثلاثة أوجه: إمّا فی وقتین أو فی وقت واحد من جهتین مختلفتین. أو أن یكون شیئان یوجد كلّ واحد منهما وجودا مقابلا لوجود الآخر. و الشی‌ء الواحد إنّما یمكن أن یوجد الوجودین المتقابلین بوجهین فقط إمّا فی وقتین أو من جهتین مختلفتین (ف، سم، 57، 8)- الموجودات المتقابلة إنّما تكون بالصور المتضادّة. و حصول الشی‌ء علی أحد المتضادّین هو وجوده علی التحصیل. و الذی به یمكن أن یوجد الوجودین المتضادّین هو المادّة. فبالمادّة یكون وجوده الذی یكون له علی غیر تحصیل و بالصورة یكون وجوده المحصّل. فله وجودان: وجود محصّل بشی‌ء ما و وجود غیر محصّل بشی‌ء آخر (ف، سم، 57، 12)

موجودات محسوسة

- لو كانت الموجودات المحسوسة بسیطة لما تكوّنت و لا فسدت إلّا لو تعلّق فعل الفاعل أولا و بالذات بالعدم، و إنما یتعلّق فعل الفاعل بالعدم بالعرض، و ثانیا، و ذلك بنقله المفعول من الوجود الذی بالفعل إلی وجود آخر فیلحق عن هذا الفعل العدم مثل تغیّر النار إلی الهواء فإنه یلحق ذلك عدم النار. و هكذا هو الأمر عند الفلاسفة فی الوجود و العدم (ش، ته، 95، 21)- جمیع الموجودات المحسوسة مؤلّفة من مادة و صورة (ش، ما، 65، 22)- الموجودات المحسوسة كلّها مشروطة بوجود المدرك الحسّی بل و الموجودات المعقولة و المتوهّمة أیضا مشروطة بوجود المدرك العقلی (خ، م، 374، 10)

موجودات معقولة

- الموجودات المحسوسة كلّها مشروطة بوجود المدرك الحسّی بل و الموجودات المعقولة و المتوهّمة أیضا مشروطة بوجود المدرك العقلی (خ، م، 374، 11)

موجودات ممكنة

- الموجودات الممكنة هی الموجودات المتأخّرة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 890
التی هی أنقص وجودا و هی مختلطة من وجود و لا وجود (ف، سم، 56، 13)- الموجودات الممكنة علی مراتب: فأدناها مرتبة ما لم یكن له وجود محصّل و لا بواحد من الضدّین، و تلك هی المادّة الأولی. و التی فی المرتبة الثانیة ما حصلت لها وجودات بالأضداد التی تحصل فی المادّة الأولی- و هی الأسطقسّات. و هذه إذا حصلت موجودة بصور ما، حصل لها بحصول صورها إمكان أن توجد وجودات أخر متقابلة أیضا، فتصیر موادّ لصور أخر. حتی إذا حصلت لها أیضا تلك الصور، حدث لها بالصور الثوانی إمكان أن توجد أیضا وجودات أخر متقابلة بصور متضادّة أخر (ف، سم، 58، 3)- الموجودات الممكنة لمّا لم یكن لها فی أنفسها كفایة فی أن تسعی من تلقاء أنفسها إلی ما بقی علیها من الوجودات، إذ كانت إنّما أعطیت المادّة الأولی فقط، و لا إذا حصل لها وجود كان فیها كفایة أن تحفظ وجوداتها علی أنفسها، و لا أیضا إذا كان لها قسط وجود عند ضدّها أمكنها من تلقاء نفسها أن تسعی لاستیفائه (ف، سم، 60، 3)

موجودات ممكنة الوجود

- إن الموجودات الممكنة الوجود فی جوهرها خروجها من القوة إلی الفعل إنما یكون ضرورة من مخرج هو بالفعل، أعنی فاعلا یحرّكها و یخرجها من القوة إلی الفعل (ش، ته، 223، 1)

موجودات هیولانیة

- الأسطقسّات غیر كائنة بكلّها كائنة بأجزائها، و ذلك أنواع الموجودات الهیولانیة (ج، ر، 107، 12)

موجودان‌

- تقدّم أحد الموجودین علی الآخر، أعنی الذی لیس یلحقه الزمان، لیس تقدّما زمانیا، و لا تقدّم العلّة علی المعلول اللذین هما من طبیعة الموجود المتحرّك، مثل تقدّم الشخص علی ظله. و لذلك كل من شبّه تقدّم الموجود الغیر متحرّك علی المتحرّك بتقدّم الموجودین المتحرّكین أحدهما علی الثانی، فقد أخطأ.
و ذلك أن كل موجودین من هذا الجنس، هو الذی إذا اعتبر أحدهما بالثانی صدق علیه أنه:
إما أن یكون معا، و إما متقدّما علیه بالزمان، أو متأخّرا عنه. و الذی سلك هذا المسلك من الفلاسفة هم المتأخّرون من أهل الإسلام، لقلة تحصیلهم لمذهب القدماء. فإذن تقدّم أحد الموجودین علی الآخر هو تقدّم الوجود الذی هو لیس بمتغیّر، و لا فی زمان، علی الوجود المتغیّر الذی فی الزمان، و هو نوع آخر من التقدّم. و إذا كان ذلك كذلك، فلا یصدق علی الوجودین لا أنهما معا، و لا أن أحدهما متقدّم علی الآخر (ش، ته، 59، 18)

موصوف‌

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 891
متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 11)

موضوع‌

- الموضوع یخفی الحقیقة الجلیّة لما یتبع انفعالاته من اللواحق الغریبة كالنطفة التی تكتسی الصورة الإنسانیة. فإذا كانت كثیرة معتدلة كان الشخص عظیم الجثّة حسن الصورة، و إن كانت یابسة قلیلة كان بالضدّ و كذلك تتبع طباعها المختلفة أحوال غریبة مختلفة (ف، ف، 19، 8)- الموضوع هو الشی‌ء الحامل للصفات و الأحوال المختلفة مثل الماء للجمود و الغلیان و الخشب للكرسیّة و البابیّة و الثوب للسواد و البیاض (ف، ف، 22، 15)- إنّما یسمّی الجسم هیولی للصورة التی یقبلها و هی الأشكال و النقوش و الأصباغ و ما شاكلها، و یسمّی موضوعا للصانع الذی یعمل منه و فیه صنعته من الأشكال و النقوش، و إذا قبل ذلك سمّی مصنوعا، و إذا استعمله الصانع فی صنعته أو فی صنعة أخری یسمّی أداة (ص، ر 1، 212، 7)- إنّ الصفة تسمّی محمولا و الموصوف یسمّی موضوعا لحمله (ص، ر 1، 334، 22)- إنّ كل قضیة كلّیة أو جزئیة موجبة كانت أو سالبة فهی مركّبة من حدّین یسمّی أحدهما الموضوع و الآخر المحمول. مثال ذلك قولك النار حارّة فالنار هی الموضوعة و الحرارة هی المحمولة (ص، ر 1، 335، 13)- یقال موضوع … كل شی‌ء من شأنه أن یكون له كمال ما و قد كان له. و یقال موضوع لكل محلّ متقوّم بذاته (س، ح، 18، 3)- نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 17)- الموضوع متقوّم بنفسه (غ، م، 161، 11)- الهیولی و الموضوع یقالان علی الشی‌ء الذی هو محلّ قابل للأحوال المتبدّلة و للأعراض المختلفة فی الكون و الفساد و التغیّر و الاستحالة (بغ، م 1، 10، 11)- الجسم بمجرّد معنی جسمیته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّیه هیولی أولی، و باستعداده ببعضها لقبول بعض یكون هیولی قریبة و متوسطة، و من جهة أنّه بالفعل حامل لصوره یسمّی موضوعا، و من جهة أنّه مشترك للصور یسمّی طینة و مادة، و إن كان قد یخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ و دخل فی هیولیته أولا (بغ، م 1، 14، 11)- إنّ الموجود إمّا أن یكون فی المحل، أو لا یكون. و نعنی بالكون فی المحل أن یكون الشی‌ء شائعا فی غیره لا علی سبیل الجزئیة، و خرج عنه الكون فی الخصب و المكان و كون اللونیة فی السواد. و الكائن فی المحل، منه ما لا یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالصورة، و محلّه هیولاه، و منه ما یستغنی المحل عنه، و هو المسمّی بالعرض، و محلّه الموضوع (سه، ل، 123، 9)- لیس یوجد الموضوع دون الصورة إلّا و هو مقول باشتراك الاسم (ش، ت، 885، 5)- المكوّن لموضوع الصورة هو المكوّن للصورة، بل لا یكون الموضوع إلّا من قبل تكوینه للصورة و تكوینه إیّاهما معا (ش، ت، 885، 11)- إن الجوهر فی المشهور یقال علی أربعة أوجه:
علی الموضوع و هما نوعان: أحدهما العنصر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 892
و الآخر المجموع من العنصر و الصورة، و علی ما تدل علیه الحدود التی تعطی ماهیّات الأشیاء، و علی الكلّی، و كان الموضوع بیّن من أمره أنه جوهر (ش، ت، 960، 16)- إن الموضوع إذا كان واحدا، و القوة التی فیه واحدة، و الفاعل واحد، فلیس یكون هنالك سبب للكثرة أصلا (ش، ت، 1452، 1)- إن الشی‌ء الذی هو بالتماس لا بالانتظام هو المادة و الموضوع. و ذلك كما أن فی الأشیاء التی تری و هی الأشیاء التی تتركّب شی‌ء ما یكون لا بالانتظام بمنزلة البیت فإن المادة تری مجاورة الأشیاء التی منها یكون البیت، و ذلك أن الحجارة و اللبن حالها كحال المادة أی المادة نسبتها فی الأشیاء الأخر الباقیة كنسبة هذه (ش، ت، 1470، 4)- إن الممكن یقال علی القابل و علی المقبول، و الذی یقال علی الموضوع یقابله الممتنع و الذی یقال علی المقبول یقابله الضروری.
و الذی یتصف بالإمكان الذی یقابله الممتنع لیس هو الذی یخرج من الإمكان إلی الفعل من جهة ما یخرج إلی الفعل، لأنه إذا خرج ارتفع عنه الإمكان، و إنما یتصف بالإمكان من جهة ما هو بالقوة. و الحامل لهذا الإمكان هو الموضوع الذی ینتقل من الوجود بالقوة إلی الوجود بالفعل، و ذلك بیّن من حد الممكن، فإن الممكن هو المعدوم الذی یتهیأ أن یوجد و الّا یوجد، و هذا المعدوم الممكن لیس هو ممكنا من جهة ما هو معدوم و لا من جهة ما هو موجود بالفعل، و إنما هو ممكن من جهة ما هو بالقوة (ش، ته، 77، 18)- العدم یضاد الوجود و كل واحد منهما یخلف صاحبه، فإذا ارتفع عدم شی‌ء ما خلفه وجوده و إذا ارتفع وجوده خلفه عدمه. و لما كان نفس العدم لیس یمكن فیه أن ینقلب وجودا و لا نفس الوجود أن ینقلب عدما وجب أن یكون القابل لهما شیئا ثالثا غیرهما، و هو الذی یتصف بالإمكان و التكوّن و الانتقال من صفة العدم إلی صفة الوجود. فإن العدم لا یتصف بالتكوّن و التغیّر و لا الشی‌ء الكائن بالفعل أیضا یتصف بذلك، لأن الكائن إذا صار بالفعل ارتفع عنه وصف التكوّن و التغیّر و الإمكان، فلا بد إذا ضرورة من شی‌ء یتصف بالتكوّن و التغیّر و الانتقال من العدم إلی الوجود كالحال فی انتقال الأضداد بعضها إلی بعض، أعنی أنه یجب أن یكون لها موضوع تتعاقب علیه، إلّا أنه فی التغیّر الذی فی سائر الأعراض بالفعل، و هو فی الجوهر بالقوة. و لسنا نقدر أیضا أن نجعل هذا الموصوف بالإمكان و التغیّر الشی‌ء الذی بالفعل، أعنی الذی منه الكون من جهة ما هو بالفعل لأن ذلك أیضا یذهب، و الذی منه الكون یجب أن یكون جزءا من المتكوّن، فإذا هاهنا موضوع ضرورة هو القابل للإمكان و هو الحامل للتغیّر و التكوّن، و هو الذی یقال فیه أنه تكوّن و تغیّر و انتقل من العدم إلی الوجود (ش، ته، 78، 7)- أما إذا وضع تعاقب الصور دورا علی موضوع واحد، و وضع أن الفاعل لهذا التعاقب فاعل لم یزل، فلیس یلزم عن وضع ذلك محال، و أما إن وضع هذا التعاقب علی مواد لا نهایة لها أو صور لا نهایة لها فی النوع فهو محال، و كذلك إن وضع ذلك من غیر فاعل أزلی أو من فاعل غیر أزلی لأنه إن كانت هنالك مواد لا نهایة لها وجد ما لا نهایة له بالفعل، و ذلك مستحیل (ش، ته، 87، 15)- الموضوع الذی لیس فیه شی‌ء من الفعل أصلا هی المادة الأولی (ش، ن، 100، 3)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 893
- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل یسمّی أسطقسّا فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركّب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادئ الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 522، 1)

موضوع أول‌

- إن الموضوع الأول یظن أنه جوهر أكثر من غیره، فإن الموضوع لسائر الأشیاء یعترف أنه جوهر أكثر من غیره (ش، ت، 769، 10)- إذا كان الموضوع الأول و الصورة الأخیرة اللذان هما طرفان متناهیان فی محسوس محسوس فما بینهما ضرورة متناه، فإنه من المحال أن تفرض أشیاء متناهیة من أطرافها و هی غیر متناهیة من أوساطها إذ كان هذا الوضع یناقض نفسه لأن ما هو غیر متناه هو غیر متناه من جمیع الجهات لا من جهة ما دون جهة (ش، ما، 131، 11)

موضوع بالقوة

- إنه لا یكون الموضوع بالقوة دائما و لا شبیه بالمقبول بل إنما یكون ذلك فی وقت ما و لموضوع ما لا فی أی وقت اتفق و لا فی أی موضوع اتفق … فإنه لیس یوجد الإنسان بالقوة فی الشی‌ء الذی یتكوّن عنه و هو الأب مثلا أو العناصر الأربعة، بل فی المنی إذا تمّ كونه … و لم یكن بصفة ناقصة بل بصفته التی هو بها مولد (ش، ت، 1168، 12)

موضوع المنطق‌

- أما موضوع المنطق من جهة ذاته فظاهر أنّه خارج عن المحسوسات (س، شأ، 12، 10)

موضوعات‌

- ظاهر أنّ الموضوعات التی فیها یفعل العقل الفعّال هی: إما أجسام، و إما قوی فی أجسام متكوّنة فاسدة. و قد تبیّن فی" كتاب الكون و الفساد" أنّ الأجسام السمائیة هی الأقسام الفاعلة الأول لهذه الأجسام، فهی إذا تعطی العقل الفعّال الموادّ و الموضوعات التی فیها یفعل. (ف، عق، 33، 13)- الموضوعات منها قریبة و منها بعیدة (ش، ما، 103، 11)- لما كانت الموضوعات إنما توجد من جهة ما هی بالفعل ففی الشی‌ء أیضا أكثر من فعل واحد (ش، ما، 105، 5)

موضوعات العلوم‌

- إن موضوعات العلوم و موادّها لا تخلو من أن تكون: إما إلهیة، و إما طبیعیة، و إما منطقیة، و إما ریاضیة، أو سیاسیة. و صناعة الفلسفة هی المستنبطة لهذه، و المخرجة لها، حتی أنه لا یوجد شی‌ء من موجودات العالم إلّا و للفلسفة فیه مدخل، و علیه غرض، و منه علم بمقدار الطاقة الأنسیة (ف، ج، 80، 17)

موضوعات المنطق‌

- أمّا موضوعات المنطق، و هی التی فیها تعطی القوانین، فهی المعقولات من حیث تدلّ علیها الألفاظ، و الألفاظ من حیث هی دالة علی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 894
المعقولات (ف، ح، 59، 9)

مولّد للنفس‌

- الموّلد للنفس لیس معناه أنه یثبت نفسا فی الهیولی و إنما معناه أنه یخرج ما كان نفسا بالقوة إلی أن یصیر نفسا بالفعل، و لذلك نجد النار تتكوّن عن الحركة كما تتكوّن عن نار مثلها (ش، ت، 1500، 9)

مولّدات كائنات فاسدات‌

- إنّ الموجودات التی تحت فلك القمر نوعان:
بسیطة و مركّبة. فالبسائط هی الأركان الأربعة التی هی النار و الهواء و الماء و الأرض، و المركّبات هی الموّلدات الكائنات الفاسدات أعنی الحیوان و النبات و المعادن (ص، ر 3، 19، 5)

میزان العقل‌

- غرض الحكماء فی استخراج البراهین الذی یسمّی میزان العقل، و هو طلب الحقائق و إصابة الصواب و تجنّب الزور و الخطأ باستعمال القیاسات، و لكن منهم من یصیب و منهم من یخطئ أیضا فی استعمال هذه الموازین (ص، ر 3، 417، 22)

میل‌

- إنّ كل قوة فإنّما تحرّك بتوسّط المیل، و المیل هو المعنی الذی یحسّ فی الجسم المتحرّك (س، شأ، 383، 4)- الحركة، و المیل، و الطبع، ثلاثة أمور متباینة.
فإذا ملأت زقّا من الهواء، و تركته تحت الماء، صعد إلی حیّز الهواء. و فی حالة الصعود فیه الحركة، و المیل، و الطبع. فإن أمسكته قهرا تحت الماء، فلا حركة، و أنت تحسّ بمیله و تحامله علی یدك، و اعتماده علیك فی طلب جهته. فهو المراد بالمیل. فإن كان فوق الماء فلا حركة و لا میل، و لكن فیه الطبع الذی یوجب فیه المیل إلی حیّزه، مهما فارق حیّزه.
و المقصود أن نبیّن أنّ كل جسم مركّب فهو قابل للحركة. و كل قابل للحركة، فلا بدّ و أن یكون فیه میل و لا محالة (غ، م، 263، 20)- معنی المیل فی الجرم السماوی هو وجود صورة غیر متضادة فی هیولی غیر منقسمة بالأبعاد، و لیس من شأنها أن تخلع الصورة و لا فیها إمكان ذلك و لا لها قوام بالهیولی، علی أنها منقسمة بانقسامه علی ما تبیّن فی العلم الطبیعی (ش، ما، 96، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 895

ن‌

ناجم‌

- یقال طبیعة لكل ما نجم كأنه ناجم، یرید (أرسطو) بالناجم النامی و الناشئ من الشی‌ء بعد أن لم یكن فیه، أعنی المتمیّز من الشی‌ء بخلقته و هو به متصل. فكأنه أراد أن الطبیعة تقال علی نجوم الناجم و نش‌ء الناشئ المتمیّز بخلقته و صورته عن الذی نشأ فیه مثل الأجنّة و الثمار و الزروع. و فی هذا الجنس تدخل المتكوّنات من ذاتها (ش، ت، 508، 12)

نار

- النار … و إن كان وجودها فی الموضع الفوق الذی تری إلیه متحرّكة غیر بیّن بنفسه لأنها غیر محسوسة هنالك، فمن هذه الجهة یمكن أن یوقف علی وجودها هنالك أعنی فی مقعّر فلك القمر. و ذلك أنّا نحسّ النار التی تتكوّن لدینا تتحرّك بسرعة علی الهواء فموضعها الطبیعی لا شك هو فوق موضع الهواء (ش، سم، 34، 18)- النار جوهر خفیف (ش، سم، 60، 5)- أما النار فكمالها الفوق، و أما الأرض فكمالها المكان الأسفل و الأجسام التی بین هذه، أعنی الماء و الهواء كمالاتها أیضا فی الأینات التی بین هذه (ش، سم، 82، 22)- لیس فی النار بما هی نار كفایة فی أن یكون عنها جسم صناعی حتی یستعملها الصانع و یقدرها (ش، سك، 118، 13)

ناس‌

- الناس ثلاثة: عالم ربّانی قال الحقّ من ذاته و رآه و عمل به، و متعلّم علی سبیل النجاة و هو الذی یؤثر الأدب و یعمل بما لقی منه، و همج رعاع تابع كل ناعق أو ناهق لا یطلب العلم و لا یؤثره و لا یعمل به (جا، ر، 502، 17)

ناس فی الشرع‌

- الناس … فی الشرع علی ثلاث رتب: صنف لا یشعرون بالشكوك العارضة فی هذا المعنی، و خاصة متی تركت هذه الأشیاء (التنزیه و الجسمیة و الجهة) علی ظاهرها فی الشرع.
و هؤلاء هم الأكثر و هم الجمهور. و صنف عرضت لهم فی هذه الأشیاء شكوك، و لم یقدروا علی حلّها، و هؤلاء هم فوق العامة و دون العلماء. و هذا النصف هم الذین یوجد فی حقهم التشابه فی الشرع و هم الذین ذمّهم اللّه تعالی. فعلی هذا المعنی ینبغی أن یفهم التشابه (ش، م، 179، 14)

ناطق‌

- إنّ الناطق من الناس من تكون نفسه متأسّیة لكتاب اللّه تعالی، و متصوّرة لمضمونات كلمات اللّه تعالی (غ، ع، 32، 4)- إنّ الناطق من تكون نفسه مثالا لكتاب اللّه تعالی، و قلبه نسخة من كلمات اللّه سبحانه، لیقدر أن یسمع ربّه تعالی، و یسمع غیره، و هذا هو نهایة شرف الإنسانیة (غ، ع، 34، 6)- النفس جوهرة، و النطق صفة من صفاتها، فلأجل هذا المعنی لا یطلق اسم الناطق علی الباری تعالی، لأنّ الناطق هو العاقل، و لا یقال للباری عاقل، لأنّ العقل جوهر، و العاقل من جوهریته، و الباری تعالی لیس بجوهر،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 896
فإذن لیس بعقل (غ، ع، 45، 10)

ناظر فی حقائق الأشیاء

- ینبغی لمن یرید النظر فی حقائق الأشیاء و البحث عن عللها و السؤال عن أسبابها و لم و كیف و لما ذا و ما الحكمة فیها؟ أن یكون له قلب فارغ من هموم الدنیا و أمورها و نفس زكیة، و فهم دقیق و عقل واضح، و أخلاق طاهرة و صدر سلیم من الدغل و الغشّ و الآراء الفاسدة. و یكون مرتاضا بالریاضیات الحكمیة الأربع و النظر فی المنطق و الطبیعیات، و یكون قد عرف السؤالات و أجوبتها (ص، ر 3، 327، 19)

ناعت‌

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 12)

ناقص‌

- التامّ هو الذی له حال ثابتة، یكون بها فاضلا، و الناقص هو الذی لا حال له ثابتة یكون بها فاضلا (ك، ر، 114، 5)- أما الناقص فهو مثل هذه الأشیاء التی فی الكون و الفساد (س، شأ، 189، 10)- الناقص: یقال من جهة علی الذی لیس بتام كقولنا عدد ناقص و زامر ناقص و قد یقال ما لیس بتمامه فی نفسه فاضلا، و إن كان ذلك الشی‌ء تاما فی جنسه، و بهذه الجهة نقول فی سائر الموجودات إنها ناقصة بالإضافة إلی المبدأ الأول. و أما الناقص من جهة الكمیة فلیس یقال كیف ما اتفق بل ینبغی أن یكون ذلك الشی‌ء مما له أجزاء مرتبطة بعضها ببعض، و أن یكون غیر متشابهة الأجزاء أو أن یكون مع هذا الشی‌ء الذی یقال ینقصه موجودا له بالطبیعة، و أن یكون ذلك الذی ینقص لا یرتفع به جوهر الشی‌ء (ش، ما، 54، 8)

ناقص عضو

- إنه یقال للأشیاء التی هی من الكمّیة ناقص عضو و لیس یقال ذلك فیها كیف ما اتفق بل إنما یقال إذا كان الناقص و المنقوص منه بصفات محدودة … و أحد تلك الشروط و الصفات التی توجد فیما یقال فیه ناقص عضو أن یكون ذلك الناقص لیس من شأنه أن ینفصل من المنقوص منه مثل الشعر من الإنسان و الریش من الطائر، فإنه لیس یقال فی الإنسان إنه ناقص عضو إذا نقص شعره و لا فی الطائر إذا نقص شی‌ء من ریشه (ش، ت، 673، 14)- إذا كان شی‌ء مركّب من جزءین فنقص واحد منهما لا یقال فیه ناقص عضو. فإذا من شرطه أن یكون مركّبا من أكثر من جزءین … لأن المركّب من اثنین إذا نقص منه واحد منهما كان الناقص مساویا للذی نقص منه، و لا یمكن أن یكون الذی یقال فیه ناقص عضو و الذی نقص منه متساویین، و لا یقال فی أمثال هذه إنها ناقصة فی وقت من الأوقات (ش، ت، 674، 11)- لا یقال ناقص عضو فیما كان من الكمّیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 897
المنفصلة البتة و إن لم یكن الناقص مساویا للذی نقص منه، مثل الثّلاثة فإنه إذا نقص منها واحد لا یقال فیها ناقص عضو (ش، ت، 675، 1)- إن شروط الذی یقال فیه إنه ناقص عضو الّا یذهب اسم الشی‌ء و صورته بنقصان ذلك الجزء منه بل تكون صورته ثابتة. و إنما یكون النقص فی العدد فقط لا فی الجوهر مثل الخزانة إذا انتقص منها جزء لا تستحق بنقصانه أن نسلبها اسم الخزانة، و كذلك الحال فی الإنسان لا یقال فیه إنه ناقص عضو إذا نقصه من أعضائه ما یكون به إنسانا (ش، ت، 675، 6)- لا یكون أیضا من التی یقال فیها ناقص عضو إن لم یكن من الأجسام المتشابهة الأجزاء، فإن هذه إذا نقص منها جزء أمكن أن ینقسم الباقی إلی مثل عدد الأجزاء التی توهم أن الكل انقسم إلیها من قبل تقدیر ذلك الجزء الناقص لها.
مثال ذلك إن نقص من الماء الذی توهّم منقسما إلی ثلاثة أجزاء جزء واحد منها أمكن أن ینقسم الباقی إلی ثلاثة أجزاء، و الناقص عضو هو الذی لا یبقی عدده (ش، ت، 675، 14)- یلزم فی الناقص عضو أن تكون له أجزاء غیر متشابهة مثل الاثنین من الأجزاء أو الثّلاثة (ش، ت، 676، 4)- ینبغی الّا تكون الناقصة عضو من الأشیاء التی لیس یعرض عن وضع أجزائها إختلاف فی الصورة مثل الماء و النار. فإنه إذا اختلفت أجزاء أمثال هذه فی الوضع لم تختلف صورها بخلاف التی هی مركّبة من أجزاء غیر متشابهة … بل ینبغی أن تكون أمثال هذه مركّبة من أجزاء لها وضع و الوضع داخل فی جوهرها أی مشترط فی وجودها، مثل الكبد فإن أحد ما تقوّمت به هو وضعها من الأعضاء المجاورة لها … و من شرطها أیضا أن تكون متصلة بعضها ببعض أعنی الأجزاء الغیر متشابهة فإنها إذا لم تكن متصلة لم یكن منها كل و لا شی‌ء واحد (ش، ت، 676، 8)

ناقص مطلق‌

- المكتفی هو الذی أعطی ما به یحصل كمال نفسه فی ذاته، و الناقص المطلق هو الذی یحتاج إلی آخر یمدّه الكمال بعد الكمال (س، شأ، 189، 5)

نام‌

- النامی هو الغاذی بجهة ما (ش، سم، 33، 14)- الأشیاء الذاتیة الموجودة للنامی … أحدها:
هو أن النامی إنما ینمو فی جمیع أجزائه، و أن كل نقطة منه محسوسة تصیر أعظم، و أن تنقصه یكون أیضا بالعكس أعنی فی جمیع أجزائه.
و الثانی: أنه ینمو بورود شی‌ء علیه من خارج و هو الغذاء، فإن القول بغیر هذا شرارة أو نقص فی الفطرة الإنسانیة. و الثالث: أن فیه شیئا ثابتا علی حاله. و الرابع: أن الذی یرد من خارج لا ینمی إلّا بأن یستحیل و یتغیّر إلی جوهر النامی، فإن الخبز لا ینمی حتی یتغیّر دما، و الدم حتی یتغیّر فی اللحم لحما و فی العظم عظما. و إذا كان هذا هكذا، و كان النامی إنما ینمی فی كل جزء منه، و كان لیس یمكن فی الذی یرد من خارج أن یتغلغل و ینفذ فی جمیع أجزاء النامی إذ كان لیس یمكن أن یداخل جسم جسما بكلّیته. فلم یبق وجه تكون له هذه الحركة إلّا بالاختلاط و الامتزاج أولا (ش، سك، 98، 21)- الشی‌ء الثابت فی النامی هو الصورة، و أنه فیها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 898
ینمی الشی‌ء لا فی مادّته، فإن المادة لیس یمكن فیها أن لا تنمو بجمیع أجزائها من حیث هی مادة إذ كان لیس یمكن أن یداخل جسم جسما بكلّیته بل إنما ینمو الشی‌ء فی جمیع أجزائه من حیث هو ذو صورة (ش، سك، 100، 21)

ناموس‌

- إنّ الناموس هو أحد الأشیاء الموجودة فی هذا العالم منذ كان الناس و له أحكام و حدود ظاهرة بیّنة یعلمها أهل الشریعة و علماء، أحكامها من الخاص و العام و لأحكامه و حدوده أسرار و بواطن لا یعرفها إلّا الخواص منهم و الراسخون فی العلم (ص، ر 1، 255، 2)- إنّ الناموس وضع لصلاح الدین و الدنیا جمیعا (ص، ر 1، 255، 6)- الغرض من النبوّة و الناموس هو تهذیب النفس الإنسانیة و إصلاحها و تخلیصها من جهنم عالم الكون و الفساد، و إیصالها إلی الجنة و نعیم أهلها فی فسحة عالم الأفلاك و سعة السماوات و التنسم من ذلك الروح و الریحان المذكور فی القرآن. فهذا هو المقصود من العلوم الحكیمة و الشریعة النبویة جمیعا (ص، ر 3، 49، 4)

نبات‌

- لكل نوع من النبات نفس هی صورة ذلك النوع، و من تلك الصورة تظهر القوی التی تبلغ بذلك النوع كمالا بالآلات التی بها تفعل (ف، ع، 15، 12)- إنّ النبات متقدّم الكون و الوجود علی الحیوان بالزمان لأنّه مادة لها كلها و هیولی لصورها و غذاء لأجسادها و هو كالوالدة للحیوان (ص، ر 2، 154، 2)- إنّ جمیع الأجسام التی فی عالم الكون و الفساد منها ما تتقوّم حقیقتها بصورة واحدة زائدة علی معنی الجسمیة، و هذه هی الأسطقسّات الأربعة و منها ما تتقوّم حقیقتها بأكثر من ذلك، كالحیوان و النبات (طف، ح، 70، 23)

نبوّة

- النبوّة تختص فی روحها بقوة قدسیة تذعن لها غریزة عالم الخلق الأكبر كما تذعن لروحك غریزة عالم الخلق الأصغر، فتأتی بمعجزات خارجة عن الجبلة و العادات و لا تصدأ مرآتها عن انتقاش بما فی اللوح المحفوظ من الكتاب الذی لا یبطل و ذوات الملائكة التی هی الرسل فتبلغ مما عند اللّه (ف، ف، 9، 13)- الغرض من النبوّة و الناموس هو تهذیب النفس الإنسانیة و إصلاحها و تخلیصها من جهنم عالم الكون و الفساد، و إیصالها إلی الجنة و نعیم أهلها فی فسحة عالم الأفلاك وسعة السماوات و التنسم من ذلك الروح و الریحان المذكور فی القرآن. فهذا هو المقصود من العلوم الحكیمة و الشریعة النبویة جمیعا (ص، ر 3، 49، 4)- إنّ فی الإمكان وجود طریق لإدراك هذه الأمور التی لا یدركها العقل- و هو المراد بالنبوّة- لا أنّ النبوّة عبارة عنها فقط، بل إدراك هذا الجنس الخارج عن مدركات العقل إحدی خواص النبوّة، و لها خواص كثیرة سواها (غ، مض، 42، 23)- الخارق للمعتاد إذا كان خارقا فی المعرفة بوضع الشرائع دلّ علی أن وضعها لم یكن بتعلّم، و إنما كان بوحی من اللّه، و هو المسمّی نبوّة. و أما الخارق الذی هو لیس فی نفس وضع الشرائع، مثل انفلاق البحر و غیر ذلك، فلیس یدلّ دلالة ضروریة علی هذه الصفة المسمّاة نبوّة، و إنما تدلّ إذا اقترنت إلی الدلالة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 899
الأولی. و أما إذا أتت مفردة فلیست تدلّ علی ذلك (ش، م، 216، 18)- النبوّة هی النور الأعظم الذی یخفی معه كل نور و یذهب (خ، م، 81، 8)

نبی‌

- إنّ النبی من كانت قواه الثلاث فی أعلی درجة الكمال.- إحداها قوّته العقلیة، النظریة، فإنّها فی أفراد الناس متفاوتة … ثانیتها قوّته العملیة، فإنّها أیضا فی الأشخاص متفاوتة كمالا و نقصانا … فنفس النبی هی التی بلغت فی قوّتها المتصرّفة حدّا، إذا تطلّعت إلی هبوب ریح أو نزول مطر، أو هجوم صاعقة أو خسف الأرض بشخص أو قوم انقادت لها تلك الأجسام، و نفذ تصرّفها فیها.- ثالثتها قوّته المتخیّلة … فقویة علی دفع مزاحمة الحواس إیاها، و جذبها إلی جانبها. و ذلك لانقطاع النبی عن عالم المحسوس، و شدّة توجّهه إلی عالم القدس. فلهذا یظهر له فی الیقظة كثیرا ما یظهر لغیره فیها إلّا قلیلا (ط، ت، 295، 11)

نجم‌

- یقال ینجم لجمیع ما ینشأ فی شی‌ء آخر و یتّصل به إما بالمماسّة و إما بالملاحمة مثل الأجنّة التی تنشأ متّصلة بالحوامل، و مثل الثمار و البزور التی تنشأ متلاحمة أو متماسة لذوی البزور.
و فی هذا النوع تدخل أجزاء الأعضاء المتّصلة بعضها ببعض إما بالمماسّة أو بالالتحام (ش، ت، 509، 8)

نجوم‌

- إن النجوم إنما سمّیت نجوما لأنها تطلع و تظهر بعد أن لم تكن، فعلی هذا یقال طبیعة لكل ما برز و ظهر من شی‌ء ما بعد أن لم یكن، و كأنه اسم یدل علی مجموع الظهور و النش‌ء لشی‌ء فی شی‌ء أو من شی‌ء (ش، ت، 508، 18)- إن طبیعة النجوم سرمدیة (ش، ت، 1645، 7)

نحو

- النحو منطق عربی، و المنطق نحو عقلیّ (تو، م، 169، 20)- النحو یرتّب اللفظ ترتیبا یؤدّی إلی الحق المعروف أو إلی العادة الجاریة، و المنطق یرتّب المعنی ترتیبا یؤدّی إلی الحق المعترف به من غیر عادة سابقة. و الشهادة فی المنطق مأخوذة من العقل، و الشهادة فی النحو مأخوذة من العرف، و دلیل النحو طباعی، و دلیل المنطق عقلی. (تو، م، 171، 14)- النحو أوّل مباحث الإنسان، و المنطق آخر مطالبه (تو، م، 171، 22)- النحو تحقیق المعنی باللفظ، و المنطق تحقیق المعنی بالعقل (تو، م، 172، 2)- النحو شكل سمعیّ، و المنطق شكل عقلیّ.
و شهادة النحو طباعیة، و شهادة المنطق عقلیة (تو، م، 172، 8)

نداء

- إنّ النداء یقتضی به أوّلا من الذی نودی الإقبال بسمعه و ذهنه علی الذی ناداه منتظرا لما یخاطبه به بعد النداء (ف، حر، 162، 15)

نزوع‌

- النزوع قد یكون إلی علم شی‌ء ما، و قد یكون إلی عمل شی‌ء ما، إما بالبدن بأسره، و إما بعضو ما منه. و النزوع إنما یكون بالقوة النزوعیة الرئیسیة (ف، أ، 72، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 900
- النزوع لیس شیئا أكثر من تشوّق حضور الصور المحسوسة من جهة ما نتخیّلها (ش، ن، 109، 15)

نسب‌

- معنی النسب و الصور الموجودة فی المكوّنات للحیوانات هو أنها تخرج النسب و الصور التی فی الهیولی من القوة إلی الفعل، و كل مخرج شیئا من القوة إلی الفعل فیلزم أن یوجد فیه بوجه ما ذلك المعنی الذی أخرجه لا أنه هو هو من جمیع الوجوه. فالقوی التی فی البزور و هی التی تفعل أشیاء متنفّسة لیست أشیاء متنفّسة بالفعل و إنما هی متنفّسة بالقوة كما یقال فی البیت الذی فی نفس البنّاء أنه بیت بالقوة لا بالفعل. و لذلك یشبّه أرسطو هذه القوة بالقوة الصناعیة (ش، ت، 1500، 11)- إن جمیع النسب و الصور هی موجودة بالقوة فی المادة الأولی و هی بالفعل فی المحرّك الأول بنحو من الأنحاء شبیه بوجود المصنوع بالفعل فی نفس الصانع (ش، ت، 1505، 3)

نسب عددیة

- النسب العددیة التی یستعملها صاحب علم الألحان، فإنه یستعملها من حیث هی نسب أصوات محسوسة (ش، سط، 40، 20)

نسبة

- النسبة یستعملها المهندسون من أصحاب التعالیم دالّة فی الأعظام علی معنی هو نوع من الإضافة التی هی مقولة ما. فإنّهم یحدّون النسبة فی الأعظام أنّها" إضافة فی القدر بین عظمین من جنس واحد" (ف، حر، 82، 7)- المنطقیّون یجعلون النسبة أعمّ من الإضافة التی هی مقولة ما، فإنّهم یجعلون الإضافة نسبة ما.
و بالجملة كلّ شیئین ارتبطا بتوسّط حرف من الحروف التی یسمّونها حروف النسبة- مثل" من" و" عن" و" علی" و" فی" و سائر الحروف التی تشاكلها- یسمّونها" المنسوبة بعضها إلی بعض" و یسمّون هذه حروف النسبة، و كذلك المرتبطات بوصلة أخری سوی الحروف- أیّ وصلة كانت. و یحصون فی النسبة عدّة مقولات، منها الإضافة و مقولة أین و مقولة متی و مقولة أن یكون له (ف، حر، 83، 9)- إنّ النسبة علی ثلاثة أنواع: إما بالكمیة، و إما بالكیفیة، و إما بهما جمیعا. فالتی بالكمیة یقال لها نسبة عددیة، و التی بالكیفیة یقال لها نسبة هندسیة، و التی بهما جمیعا یقال لها نسبة تألیفیة و موسیقیة (ص، ر 1، 183، 20)

نسبة الكل إلی الجزء

- أما نسبة الكل إلی الجزء و ذلك الجزء إلی ما هو أنقص منه فلیس بنسبة محدودة، مثل قولنا هذا العدد أضعاف للواحد من غیر أن نحدّد (ش، ت، 614، 5)

نسبة الكل إلی الكل‌

- إن نسبة الكل إلی الكل و نصفه نسبة محدودة و كذلك عدد كذا إلی عدد كذا (ش، ت، 614، 2)

نشوء

- لكل كون و نشوء أول و ابتداء و له غایة و نهایة إلیها یرتقی و لغایتها ثمرة تجتنی فمسقط النطفة كون قد ابتدئ، و غایته الولادة التی إلیها المنتهی (ص، ر 3، 59، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 901

نطق‌

- المعقولات و الأقاویل التی بها تكون العبارة عنها یسمّیها القدماء" النطق و القول": فیسمّون المعقولات القول، و النطق الداخل المركوز فی النفس و الذی یعبّر به عنها القول، و النطق الخارج بالصوت و الذی یصحّح به الإنسان الرأی عند نفسه هو القول المركوز فی النفس، و الذی یصحّحه به عند غیره هو القول الخارج بالصوت (ف، ح، 60، 7)- النطق … هذه اللفظة تقال عند القدماء علی ثلاثة معان: أحدهما القول الخارج بالصوت، و هو الذی به تكون عبارة اللسان عما فی الضمیر. و الثانی القول المركوز فی النفس، و هو المعقولات التی تدل علیها الألفاظ.
و الثالث القوة النفسانیة المفطورة فی الإنسان، التی بها یمیّز التمییز الخاص بالإنسان دون ما سواه من الحیوان، و هی التی بها یحصل للإنسان المعقولات و العلوم و الصنائع، و بها تكون الرویّة، و بها یمیّز بین الجمیل و القبیح من الأفعال. و هی توجد لكل إنسان حتی فی الأطفال، لكنها نزوة لم تبلغ بعد أن تفعل فعلها: كقوة رجل الطفل علی المشی (ف، ح، 62، 12)- الفكر من خصائص النفس الناطقة. و النطق فی النفس بتصفّح العقل بنور ذاته، و الحسّ رائد النفس بالوقوع علی خصائصه (تو، م، 203، 7)- النطق من أفضل الصنائع البشریة (ص، ر 1، 309، 7)- أمّا النطق فإنّ الموضوع فیه جواهر النفس الجزئیة الحیّة و تأثیراته فیها روحانیة مثل الوعد و الوعید و الترغیب و الترهیب و المدیح و الهجاء (ص، ر 1، 309، 13)- من فضیلة النطق أیضا أنّه كاد أن یكون مطابقا للموجودات كلها كمطابقة العدد للمعدودات، و الدلیل علی ذلك كثرة اللغات و اختلاف الأقاویل و فنون تصاریف الكلام مما لا یبلغ أحد كنه معرفتها إلّا اللّه عزّ و جلّ (ص، ر 1، 310، 13)- إنّ المنطق مشتقّ من نطق ینطق نطقا. و النطق فعل من أفعال النفس الإنسانیة. و هذا الفعل نوعان فكری و لفظی. فالنطق اللفظی هو أمر جسمانی محسوس، و النطق الفكری أمر روحانی معقول (ص، ر 1، 310، 20)- أمّا النفس العاقلة الإنسانیة، المسمّاة عندهم (الفلاسفة) بالناطقة، و المراد بالناطقة العاقلة لأنّ النطق أخصّ ثمرات العقل فی الظاهر، فنسبت إلیه. فلها قوّتان: قوة عالمة و قوة عاملة، و قد تسمّی كل واحدة عقلا و لكن باشتراك الاسم. فالعاملة: قوة هی مبدأ محرّك لبدن الإنسان، إلی الصناعات المرتّبة الإنسانیة المستنبط ترتیبها بالرویّة الخاصة بالإنسان.
و أمّا العالمة: فهی التی تسمّی النظریة، و هی من شأنها أن تدرك حقائق المعقولات المجرّدة عن المادة و المكان و الجهة، و هی القضایا الكلّیة التی یسمّیها المتكلّمون" أحوالا" مرة، و" وجوها" أخری، و یسمّیها الفلاسفة" الكلّیات المجرّدة" (غ، ت، 181، 17)- إنّ النطق معنی آخر زائد علی معنی الكلام و القول، و ذلك أنّ الجنین یوصف بالنطق لأنّه ناطق، و لو لم یكن ناطقا لما عدّ من الناس (غ، ع، 27، 3)- النطق أثر من العقل الكلّی (غ، ع، 30، 11)- النطق لیس هو صورة العبارة، و لا نفس الإشارة، و لا شكل الحروف، و لا تقطیع الأصوات، بل النطق هو تمكّن النفس الإنسانیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 902
من العبارة عن الصورة المجرّدة المتقرّرة فی علمه، المفردة فی عقله، المتبرّئة عن الأشكال، المعرّاة عن الأجسام و المثال (غ، ع، 30، 12)- النطق أشرف الأحوال، و أجل الأوصاف، و هو أصل الكلام و القول، و ماهیّته تصوّر النفس صور المعلومات، و قدرة النفس علی الاستماع لغیرها مما یسنح فی العقل بأیّ لغة كانت، و أی عبارة اتّفقت (غ، ع، 33، 10)- الإنسان بالنطق یلتذّ فی وجوده من بدایته، و یرتقی إلی غایته، فإنّ بدایته القوة النامیة و المصوّرة التی هی قوة من قوی النفس النباتیة، و غایته القوة الملكیة التی هی من جنود الروح القدس (غ، ع، 35، 4)- إنّ الإنسان ما یتمیّز من الحیوانات إلّا بالنطق، و لا یتشبّه بالملائكة إلّا بالنطق (غ، ع، 36، 4)- إنّ شرف الإنسان بالنطق، و تلفه أیضا بالنطق (غ، ع، 40، 9)- إنّ النطق و إن كبر أمره، و عظم قدره، و ارتفع شأنه، و لاح برهانه، و استوی بنیانه، و علت أركانه، فهو صفة النفس الإنسانیة، و وصف العقل البشری، إذ لیس هو إلّا عبارة النفس الإنسانیة (غ، ع، 42، 4)- العقل أشرف من النفس، و النطق صفة النفس، و النفس جوهرة، و العقل فی الجوهریة أشرف من النفس (غ، ع، 45، 13)- النطق من العقل، و الحیاة الإنسانیة من النفس (غ، ع، 47، 8)- النطق یحتاج إلی مخرج و مؤدّ لیصیر كلاما، و الكلام یحتاج إلی عبارة و نظم و لفظ لیصیر قولا، و القول یحتاج إلی حركة و آلة و قطع صوت لیصیر حدیثا، و الحدیث یحتاج إلی قلب ذكی، و سمع فهیم، فیرجع إلیه كما بدا لیصیر سماعا (غ، ع، 54، 4)

نطق فكری‌

- إنّ المنطق مشتقّ من نطق ینطق نطقا. و النطق فعل من أفعال النفس الإنسانیة. و هذا الفعل نوعان فكری و لفظی. فالنطق اللفظی هو أمر جسمانی محسوس، و النطق الفكری أمر روحانی معقول (ص، ر 1، 310، 21)- أما النطق الفكری الذی هو أمر روحانی معقول فهو تصوّر النفس معانی الأشیاء فی ذاتها و رؤیتها لرسوم المحسوسات فی جوهرها و تمییزها لها فی فكرتها، و بهذا النطق یحدّ الإنسان فیقال إنّه حی ناطق مائت (ص، ر 1، 311، 2)

نطق كلام‌

- كلام الآدمیین، فیقال للعبارة المحصّلة المنظومة الصادرة عن الفكر النطقی، و الحدس العقلی، قبل إلقاء القول علیه، كلام. فما دام المعنی مخفیّا مستورا فی حجر الفكر یسمّی نطقا. فإذا صدر عن الفكر، و دنا إلی القول یسمّی كلاما (غ، ع، 54، 3)

نطق لفظی‌

- إنّ المنطق مشتقّ من نطق ینطق نطقا. و النطق فعل من أفعال النفس الإنسانیة. و هذا الفعل نوعان فكری و لفظی. فالنطق اللفظی هو أمر جسمانی محسوس، و النطق الفكری أمر روحانی معقول (ص، ر 1، 310، 21)- إنّ النطق اللفظی إنّما هو أصوات مسموعة لها هجاء، و هی تظهر من اللسان الذی هو عضو من الجسد و تمرّ إلی المسامع من الآذان التی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 903
هی أعضاء من أجساد أخر. و إنّ النظر فی هذا المنطق و البحث عنه و الكلام علی كیفیة تصاریفه و ما یدلّ علیه من المعانی یسمّی علم المنطق اللغوی (ص، ر 1، 310، 22)- كان النطق اللفظی أمرا جسمانیّا ظاهرا جلیّا محسوسا وضع بین الناس لكیما یعبّر به كل إنسان عمّا فی نفسه من المعانی لغیره من الناس السائلین عنه و المخاطبین (ص، ر 1، 311، 11)

نظام الطبیعة العقلی‌

- لما رأوا (الفلاسفة) النظام هاهنا فی الطبیعة و فی أفعالها یجری علی النظام العقلی الشبیه بالنظام الصناعی علموا أن هاهنا عقلا هو الذی أفاد هذه القوة الطبیعیة أن یجری فعلها علی نحو فعل العقل، فقطعوا من هذین الأمرین علی أن ذلك الموجود الذی هو عقل محض هو الذی أفاد الموجودات الترتیب و النظام الموجود فی أفعالها. و علموا من هذا كله أن عقله ذاته هو عقله الموجودات كلها، و أن مثل هذا الموجود لیس ما یعقل من ذاته هو غیر ما یعقل من غیره كالحال فی العقل الإنسانی، و أنه لا یصحّ فیه التقسیم المتقدّم (ش، ته، 245، 10)

نظام المخلوقات‌

- إنّ اللّه جلّ ثناؤه لما أبدع الموجودات و اخترع المخلوقات نظّمها و رتّبها فی الوجود كمراتب الأعداد عن الواحد لتكون كثرتها دالّة علی وحدانیتها و ترتیبها و نظامها دالّان علی إتقان حكمته فی صنعها، و لتكون أیضا نسبتها إلی الذی هو خالقها و مبدعها كنسبة الأعداد إلی الواحد الذی قبل الاثنین الذی هو أصلها و مبدؤها و منشأها (ص، ر 3، 201، 16)

نظام و ترتیب الموجودات‌

- لما قایسوا (الفلاسفة) بین هذه العقول المفارقة و بین العقل الإنسانی رأوا أن هذه العقول أشرف من العقل الإنسانی و إن كانت تشترك مع العقل الإنسانی فی أن معقولاتها هی صور الموجودات، و أن صورة واحد واحد منها هو ما یدركه من صور الموجودات و نظامها. لكن الفرق بینهما أن صور الموجودات هی علّة للعقل الإنسانی، إذا كان یستكمل بها علی جهة ما یستكمل الشی‌ء الموجود بصورته، و أما تلك فمعقولاتها هی العلّة فی صور الموجودات، و ذلك أن النظام و الترتیب فی الموجودات إنما هو شی‌ء تابع و لازم للترتیب الذی فی تلك العقول المفارقة، و أما الترتیب الذی فی العقل الذی فینا فإنما هو تابع لما یدركه من ترتیب الموجودات و نظامها، و لذلك كان ناقصا جدا لأن كثیرا من الترتیب و النظام الذی فی الموجودات لا یدركه العقل الذی فینا (ش، ته، 130، 28)- المبادئ المفارقة ترجع إلی مبدأ واحد مفارق هو السبب فی جمیعها، و أن الصور التی فی هذا المبدأ و النظام و الترتیب الذی فیه هو أفضل الوجودات التی للصور و النظام و الترتیب الذی فی جمیع الموجودات، و أن هذا النظام و الترتیب هو السبب فی سائر النظامات و الترتیبات التی فیما دونه، و أن العقول تتفاضل فی ذلك بحسب حالها منه فی القرب و البعد (ش، ته، 131، 19)- إذا لم یكن هاهنا نظام و لا ترتیب لم یكن هاهنا دلالة علی أن لهذه الموجودات فاعلا مریدا عالما، لأن الترتیب و النظام و بناء المسبّبات علی الأسباب هو الذی یدلّ علی أنها صدرت عن علم و حكمة (ش، م، 202، 19)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 904
- لا فاعل إلّا اللّه هو مفهوم یشهد له الحس و العقل و الشرع. أما الحس و العقل فإنه یری أن هاهنا أشیاء تتولّد عنها أشیاء، و أن النظام الجاری فی الموجودات إنما هو من قبل أمرین:
أحدهما ما ركّب اللّه فیها من الطبائع و النفوس.
الثانی من قبل ما أحاط بها من الموجودات من خارج. و أشهر هذه هی حركات الأجرام السماویة، فإنه یظهر أن اللیل و النهار و الشمس و القمر و سائر النجوم مسخّرات لنا، و أنه لمكان النظام و الترتیب الذی جعله الخالق فی حركاتها كان وجودنا و وجود ما هاهنا محفوظا بها، حتی أنه لو توهّم ارتفاع واحد منها، أو توهّم فی غیر موضعه، أو علی غیر قدره، أو فی غیر السرعة التی جعلها اللّه فیه، لبطلت الموجودات التی علی وجه الأرض، و ذلك بحسب ما جعل اللّه فی طباعها من ذلك و جعل فی طباع ما هاهنا أن تتأثّر عن تلك. و ذلك ظاهر جدا فی الشمس و القمر، أعنی تأثیرهما فیما هاهنا (ش، م، 229، 10)

نظر

- أتمّ أنواع النظر بأتمّ أنواع القیاس- و هو المسمّی" برهانا" (ش، ف، 29، 1)

نظر برهانی‌

- لا یؤدّی النظر البرهانی إلی مخالفة ما ورد به الشرع (ش، ف، 35، 7)- إن أدّی النظر البرهانی إلی نحو ما من المعرفة بموجود ما، فلا یخلو ذلك الموجود أن یكون قد سكت عنه فی الشرع أو عرّف به. فإن كان مما قد سكت عنه فلا تعارض هنالك، و هو بمنزلة ما سكت عنه من الأحكام، فاستنبطها الفقیه بالقیاس الشرعی. و إن كانت الشریعة نطقت به فلا یخلو ظاهر النطق أن یكون موافقا لما أدّی إلیه البرهان فیه أو مخالفا. فإن كان موافقا، فلا قول هنالك، و إن كان مخالفا طلب هنالك تأویله (ش، ف، 35، 9)

نظر عقلی‌

- ملكة الانتقال من الأدلّة إلی المدلولات و هو معنی النظر العقلی الذی یكسب العلوم المجهولة فیكسب بذلك ملكة من التعقّل تكون زیادة عقل و یحصل به قوة فطنة و كیس فی الأمور (خ، م، 340، 8)

نظر فی الموجود

- النظر فی الموجود قد یكون علی ما قیل فی العلوم نظرا خاصّا كالنظر فیه من حیث هو جسم محسوس هیولانی، و قد یكون من حیث هو جوهر إلا هی غیر محسوس، و فی المحسوس من حیث هو حیوان أو نبات و فی الإنسان من حیث هو فاضل و ناقص و مریض (بغ، م 2، 3، 10)

نظر الفیلسوف‌

- أیّ نظر أشرف من نظر الفیلسوف الذی یرتقی من السّفل فیجول فی الوسائط، و یبلغ إلی العلو، و ربما انحدر من العلو فخرق بمدّة الحجب كلّها، مبیّنا عنها و عن جملتها و تفصیلها، بمعرفة موزونة من العقل، و رویّة مؤیّدة بالبصیرة (تو، م، 174، 1)

نظری‌

- النظریّ هو الذی یتوقّف حصوله علی نظر و كسب كتصوّر النفس و العقل و كالتصدیق بأنّ العالم حادث (جر، ت، 261، 4)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 905

نظم‌

- أما ذیمقراطس فقد كان یری أن العنصر طبیعة واحدة بالنوع لجمیع الموجودات و هی الأجزاء التی لا تتجزأ. و أن هذا العنصر ینفصل أولا إلی ثلاثة فصول عظمی من قبلها تختلف الموجودات فقط. أعنی تختلف أفعالها. أما الفصل الأول فمن قبل اختلاف أشكال الأجزاء التی لا تتجزأ و هو الذی سمّاه بالنظم. و أما الفصل الثانی فمن قبل اختلاف الأجزاء فی الوضع فی موجود موجود. و أما الفصل الثالث فمن قبل اختلافها فی الترتیب و هو الذی كان یسمّیه بالمماسة. فكان یعتقد أن الموجودات إنما تخالف بعضها بعضا بواحد من هذه الأحوال الثلاثة أو بأكثر من واحد منها (ش، ت، 1036، 8)

نعت‌

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 12)

نفس‌

- إنّ حدّ النفس أنّها كمال للجسم الذی هو آلة لها فی الفعل الصادر عنها. و هذا الحدّ لها من جهة التركیب. و إنّما ذكرناه لأنّه مجانس لما ذكره أرسطاطالیس فیها إذ یقول: إنّ النفس كمال لجسم طبیعیّ آلیّ ذی حیاة بالقوة (جا، ر، 113، 3)- النفس عاقلة بالفعل عند اتحاد الأنواع بها، و قبل اتحادها بها كانت عاقلة بالقوة (ك، ر، 155، 1)- النفس- تمامیّة جرم طبیعی ذی آلة قابل للحیاة، و یقال: هی استكمال أول لجسم طبیعی ذی حیاة بالقوة، و یقال: هی جوهر عقل متحرّك من ذاته بعدد مؤلّف (ك، ر، 165، 7)- النفس إذن صورة الحیّ العقلیة، فهی نوعه (ك، ر، 267، 12)- النفس جوهر، و إذ هی جوهر، و هی جوهر النوع، فهی لا جسم: لأنّ النوع لا جسم، بل العامّ الذی یعمّ أشخاصه التی هی أجسام، إذ كانت أشخاص الحیّ أجساما (ك، ر، 267، 14)- إنّ النفس بسیطة ذات شرف و كمال، عظیمة الشأن، جوهرها من جوهر البارئ عزّ و جلّ، كقیاس ضیاء الشمس من الشمس … و قد بیّن (أرسطو) أنّ هذه النفس منفردة عن هذا الجسم مباینة له، و أنّ جوهرها جوهر إلهی روحانی، بما یری من شرف طباعها و مضادّتها لما یعرض للبدن من الشهوات و الغضب (ك، ر، 273، 4)- هذه النفس التی هی من نور الباری، عزّ و جلّ، إذا هی فارقت البدن، علمت كلّ ما فی العالم، و لم یخف عنها خافیة (ك، ر، 274، 1)- إذا تطهّرت و تهذّبت و انصقلت- و صفاء النفس هو أنّ النفس تتطهّر من الدنس و تكتسب العلم- ظهر فیها صورة معرفة جمیع الأشیاء، و علی حسب جودة صقالتها تكون معرفتها بالأشیاء (ك، ر، 276، 15)- النفس كلّما ازدادت صقالا، ظهر لها و فیها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 906
معرفة الأشیاء (ك، ر، 276، 18)- إنّ أرسططالیس یقول فی النفس إنّها جوهر بسیط تظهر أفعالها من الأجرام (ك، ر، 281، 5)- أفلاطون یقول إنّها (النفس) متّحدة بجسم، و كذلك الاتحاد بالجسم یواصل الأجرام و یفعل فیها، و یفصل الجرم من الجسم (ك، ر، 281، 7)- إنّ النفس، لأنّها علّامة یقظانة حیّة، قد ترمز بالأشیاء قبل كونها، أو تنبئ بها بأعیانها (ك، ر، 303، 2)- النفس متشوّقة إلی الوقوف علی أسباب الأشیاء المحسوسة و الأمور المشاهدة ممّا فی السماء و الأرض (ف، ط، 60، 1)- إنّ الأجسام الطبیعیّة ضربان: الضرب الأوّل ضرب أقصی ما یتجوهر به فهو الطبیعة التی هی ماهیّة كل واحد من الجواهر الطبیعة، و الضرب الثانی ضرب إنّما یتجوهر بالطبیعة علی أن یكون جوهره الذی هو طبیعة بالفعل مبدأ علی جهة التوطئة و المادّة أو علی جهة الآلة لمبدإ آخر، فنسبته إلی الطبیعة كنسبة الطبیعة التی هی الصورة إلی مادّتها أو إلی القوی التی هی آلتها.
و ذلك المبدأ هو النفس (ف، ط، 113، 20)- إنّ النفس هی التی بها ماهیّة الجوهر الطبیعیّ النفسانیّ، كما أنّ الطبیعة هی التی بها ماهیّة الجوهر الطبیعیّ، و أنّها هی التی بها یحصل الجوهر النفسانیّ- أعنی القابل للحیاة- جوهرا، و أنّه مجتمع فی النفس أن یكون مبدأ علی ثلاثة أنحاء: مبدأ علی أنّه فاعل و مبدأ علی أنّه صورة و مبدأ علی أنّه غایة، علی مثال ما كانت الطبیعة. و جمیع ما قیل فی الطبیعة ینبغی أن ینقل إلی النفس فی أنّها مبدأ و أنّها جوهر (ف، ط، 114، 14)- حصلت الأجسام الطبیعیّة ضربین: ضرب یكون أقصی ما یتجوهر به هو الطبیعة، و ضرب لیس یكون أقصی ما یتجوهر به الطبیعة، بل یصیر بالطبیعة مواطأة علی جهة المادّة أو آلة النفس، فیكون ما یتجوهر به بعد تجوهره بالطبیعة هو النفس. فیكون الجوهر الطبیعیّ القابل للنفس مادّة للنفس، و تكون الطبیعة إمّا توطئة أو مادّة أو آلة تستعملها النفس فی أفعالها (ف، ط، 115، 11)- لا یمكن أن تكون الطبیعة و النفس كافیتین للإنسان فی بلوغ هذا الكمال (الأخیر)، بل یحتاج إلی القوّتین العقلیّتین العملیّتین منضافتین إلی النفس و الطبیعة و أفعالهما (ف، ط، 126، 8)- كما المادّة، مهما كانت متصوّرة بصورة ما ثم حدثت فیها صورة أخری، صارت مع صورتها جمیعا مادة للصورة الثالثة الحادثة فیها، كالخشب الذی له صورة یباین بها سائر الأجسام، ثم یجعل منها ألواحا، ثم یجعل من الألواح سریرا. فإن صورة السریر، من حیث حدثت فی الألواح مادة لها، و فی الألواح، التی هی مادة بالإضافة إلی صورة السریر، صور كثیرة، مثل الصور اللوحیة و الصور الخشبیة و الصور النباتیة و غیرها من الصور القدیمة. كذلك مهما كانت النفس المتخلّقة ببعض الأخلاق، ثم تكلّفت اكتساب خلق جدید، كان الأخلاق التی معها كالأشیاء الطبیعیة لها، و هذه المكتسبة الجدیدة، اعتیادیة، ثم إن مرّت علی هذه و دامت علی اكتساب خلق ثالث، صارت تلك بمنزلة الطبیعیة، و ذلك بالإضافة إلی هذه الجدیدة المكتسبة (ف، ج، 97، 1)- أراد (أفلاطون) برجوع النفس إلی عالمها، عند
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 907
الإطلاق من محبسها، أن النفس ما دامت فی هذا العالم فإنها مضطرة إلی مساعدة البدن الطبیعی، الذی هو محلّها، كأنها تشتاق إلی الاستراحة. فإذا رجعت إلی ذاتها، فكأنه أطلقت من محبس مؤذ إلی حیّزها الملائم المشاكل لها. (ف، ج، 108، 6)- یحصل من العقل الأول- لأنه واجب الوجود و عالم بالأول- عقل آخر، و لا یكون فیه كثرة إلّا بالوجه الذی ذكرناه. و یحصل من ذلك العقل الأول: (الثانی) بأنه ممكن الوجود.
و بأنه یعلم ذاته: (الفلك الأعلی) بمادته و صورته التی هی (النفس). و المراد بهذا أن هذین الشیئین یصیران سبب شیئین، أعنی الفلك و النفس (ف، ع، 7، 11)- للنفس بعد موت البدن سعادات و شقاوات، و هذه الأحوال متفاوتة للنفوس، و هی أمور لها مستحقة، و ذلك لها بالوجوب و العدل، كما یكون إنسان یحسن بتدبیر صحة البدن فمن تلك الجهة یأتی مرض بدنه (ف، ع، 18، 8)- النفس تدرك الصور المحسوسة بالحواسّ و تدرك الصور المعقولة بتوسّط صورها المحسوسة إذ تستفید معقولیة تلك الصور من محسوسیتها. و یكون معقول تلك الصور لها مطابقا لمحسوسها و إلّا لم یكن معقولا لها و ذلك لنقصان نفسه فیه و احتیاجه فی إدراك الصور المعقولة إلی توسّط الصور المحسوسة، بخلاف المجرّدات فإنها تدرك الصور المعقولة من أسبابها و عللها التی لا تتغیّر (ف، ت، 3، 8)- النفس ما دامت ملابسة للهیولی لا تعرف مجرّداتها و لا شیئا من صفاتها التی تكون لها و هی مجرّدة و لا شیئا من أحوالها عند التجرّد لأنها لا یمكنها الرجوع إلی خاصّ ذاتها- و التجرد عمّا یلابسها مانع لها عن التحقّق بذاتها و عن مطالعة شی‌ء من أحوالها. فإذا تجرّدت زال عنها هذا التوق فحینئذ تعرف ذاتها و أحوالها و صفاتها الخاصّة بها (ف، ت، 4، 3)- النفس إذا أدركت شیئا فإنها تطلب الاستكمال و لا لتدرك ذات الشی‌ء المدرك بل یكون ذلك من توابع ذلك (ف، ت، 10، 5)- النفس و إن لم تكن فی البدن فإن قواها التی تصرفها بها فی البدن و هی متشبّثة بها. و هذه القوة مشتركة بینها و بینه و هی منبعثة عن القوة العملیة (ف، ت، 13، 10)- كل ما تعقله النفس مشوب بتخیّل (ف، ت، 16، 3)- الإنسان إنّما هو إنسان بالنفس، و النفس ما هو إنسان، و الإنسان له صورة بحسب قبوله من النفس، و النفس نفس بحسب ملابستها للبدن و تصریفها له و تدبیرها فیه (تو، م، 162، 2)- من البیّن أنّ الموجود علی ضربین: موجود بالحسّ و موجود بالعقل. و لكلّ واحد من هذین الموجودین وجود بحسب ما هو به موجود، إمّا حسّیّ، و إمّا عقلی. فعلی هذا النفس لها عدم فی أحد الموجودین، و هو الحسّیّ. و لها وجود فی القسم الآخر، و هو العقلی (تو، م، 193، 3)- إنّ النفس قابلة للفضائل و الرذائل، و الخیرات و الشرور، و الأخلاق التی تعسر من وجه فی تهذیبها (تو، م، 246، 13)- النفس عقل بعد الاستنارة، و العقل نفس بعد الفكرة، و الطبیعة ممیّزة بالنظر فی الأول محرفه بالنظر فی الثانی (تو، م، 250، 13)- العقل سرح النفس مرعاها فیه، و النفس قلیب الطبیعة مستقاها منه، و الطبیعة صراط الإنسان
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 908
مدّ له غیه (تو، م، 251، 23)- یقال: ما النفس؟ الجواب هی تمام جوهر ذی آلة قابلة للحیاة، و أیضا هی جوهر عقلی متحرّك من ذاته بعدد مؤتلف، و أیضا هی جوهر علامة مؤلّفة بالعقل (تو، م، 317، 6)- یقال: ما النفس أیضا؟ الجواب هو روح اللّه منبجسة بتوسّط العقل (تو، م، 318، 5)- لیست النفس فی حكم البدن، و لا حالها اللائقة بها حال الكائن الفاسد (تو، م، 321، 5)- النفس و العقل صورتان یحتملهما أو أحدهما، فإذا أتممت تلك الصورة و أمكنتها أعطتها النفس تمام ما تهیّأت له، فتكون أول طبقات الأنفس و هی النامیة، و تكون فی الحیوانیة و لا تكون فی الإنسانیة (تو، م، 330، 13)- أمّا النفس ذات النطق و العلم و الحكمة و البیان و الفكر و الاستنباط و العقل و النظر، فهی أعلی و أشرف من أن یكون لها الوصف بمعونة البدن و إرفاده (تو، م، 336، 17)- النفس إذا جوهر لأنّ العرض لا یكون له قوام إلّا بالجوهر و لا یوجد إلّا فیه (ص، ر 1، 47، 5)- أما الصفات المختصّة بالنفس بمجرّدها فهی أنّها جوهرة روحانیة سماویة نورانیة حیّة بذاتها، علّامة بالقوة فعّالة بالطبع قابلة للتعالیم فعّالة فی الأجسام و مستعملة لها (ص، ر 1، 197، 4)- إنّ النفس إنّما تنال صور المعلومات من طرقات ثلاث: إحداها طریق الحواس، و الأخری طریق البرهان، و الأخیرة طریق الفكر و الرویّة (ص، ر 1، 211، 4)- إنّ النفس جوهرة روحانیة حیة بذاتها، فإذا قارنت جسما من الأجسام صیّرته حیّا مثلها كما أنّ النار جوهرة جسمانیة حارة بذاتها (ص، ر 1، 224، 20)- إنّ النظر فی ماهیّة النفس مجرّدة من الجسد و التصوّر بذاتها خلو منه عسر جدّا علی المرتاضین بالریاضات الحكمیة فكیف علی غیرها (ص، ر 2، 322، 13)- النفس و العقل أیضا هما جوهران لا یوصفان بالطول و العرض و العمق (ص، ر 2، 335، 14)- نسبة النفس من العقل كنسبة ضوء القمر من نور الشمس و نسبة العقل من الباری كنسبة نور الشمس من الشمس (ص، ر 3، 8، 17)- إنّ النفس إذا انتبهت من نوم الغفلة و استیقظت من رقدة الجهالة و اجتهدت و ألقت من ذاتها القشور الجسمانیة و الغشاوة الجرمانیة و العادات الطبیعیة و الأخلاق السبعیة و الآراء الجاهلیة و صفت من درن الشهوات الهیولانیّة، تخلّصت و انبعثت و قامت فاستنارت عند ذلك ذاتها و أضاء جوهرها و أشرقت أنوارها و احتدّ بصرها. فعند ذلك تری تلك الصورة الروحانیة و تعاین تلك الجواهر النورانیة و تشاهد تلك الأمور الخفیة و الأسرار المكنونة التی لا یمكن إدراكها بالحواس الجسمانیة و المشاعر الجرمانیة. و لا یشاهدها إلّا من تخلّصت نفسه بتهذیب خلقه إذا لم تكن مربوطة بإرادة طبیعیة و مقیّدة بشهوات جسمانیة یلوح فیها فیعاینها (ص، ر 3، 28، 20)- النفس تقبل صور المعلومات من المحسوسات و المعقولات فی ذاتها، و تصوّرها بفكرها و تحفظها بالقوة الحافظة من غیر أن تخلط بعضها ببعض (ص، ر 3، 30، 10)- النفس حیّة بالذات علّامة بالقوة فعّالة بالطبع (ص، ر 3، 54، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 909
- لم یكن للنفس أن تتحكّم علی الموجودات التی فوق رتبتها الذی هو العقل الفعّال (ص، ر 3، 54، 4)- أمّا النفس فحیاتها ذاتیة لها و ذلك أنّها بجوهرها حیّة بالفعل علّامة بالقوة فعّالة فی الأجسام و الأشكال و النقوش و الصور طبعا، و إنّ موتها هو جهالتها بجوهرها و غفلتها عن معرفة ذاتها.
و إنّ ذلك عارض لها من شدّة استغراقها فی بحر الهیولی و لبعد ذهابها فی هاویة الأجسام و لشدّة غرورها فی الشهوات الجسمانیة (ص، ر 3، 57، 7)- النفس إذا كملت صورتها و تمّت فضائلها بكونها مع الجسد انتفعت بعد مفارقتها الجسد فی الحیاة الآخرة (ص، ر 3، 59، 22)- إنّ النفس ما دامت مربوطة بالجسد لا راحة لها دون مفارقتها هذا الجسد (ص، ر 3، 67، 15)- إنّ النفس مرتّبة تحت العقل و من بینهما كان حدوث الأشیاء كلها فی العالم السفلی (ص، ر 3، 153، 5)- بقاء النفس علّة لوجود الهیولی، و تمامیة النفس علّة لبقاء الهیولی. فمتی كملت النفس تمّت الهیولی، و هذا هو الغرض الأقصی فی رباط النفس بالهیولی (ص، ر 3، 187، 20)- أما النفس فإنّها جوهرة بسیطة روحانیة علّامة بالقوة، فعّالة بالطبع، قابلة فضائل العقل بلا زمان، فعّالة فی الهیولی بالتحریك لها بالزمان (ص، ر 3، 198، 21)- أما النفس فلها علّتان و هما الباری عزّ و جلّ، و العقل. فالباری علّتها الفاعلة المخترعة لها، و الصوریة هی العقل الذی یفیض علیها ما یقبل من الباری عزّ و جلّ من الفضائل و الخیر و الفیض (ص، ر 3، 233، 16)- إنّ النفس هی فی ذاتها جوهرة و لكن كونها مع الجسم بالعرض لغرض ما، و الغرض هو أمر سابق إلی و هم الفاعل فإذا بلغ الفاعل إلیه قطع الفاعل (ص، ر 3، 236، 4)- (للنفس) خمس قوی أخری نسبتهن إلیها كنسبة الندماء إلی الملك و هی القوة المفكّرة، و القوة المتخیّلة، و القوة الحافظة، و القوة الناطقة و القوة الصانعة (ص، ر 3، 236، 22)- أما النفس یعنی الروح فهی جوهرة سماویة نورانیة حیة علّامة فعّالة بالطبع، حسّاسة دراكة لا تموت و لا تفنی بل تبقی مؤبّدة: إما ملتذّة و إما مؤتلمة (ص، ر 3، 279، 5)- إنّ النفس تترك استعمال الجسد لسببین اثنین:
أحدهما طبیعی و الآخر عرضی. و السبب الطبیعی هو أن یهرم الجسد علی طول الزمان و تضعف البنیة و تكلّ آلات الحواس و تسترخی الأعصاب و العضلات المحرّكات للأعضاء و تجفّ الرطوبة المغذّیة للبدن و تطفأ الحرارة الغریزیة كما یطفأ السراج إذا فنی الدهن، فعند ذلك لا یمكن أن یعیش الإنسان و لا یفعل شیئا من الأفعال و الأعمال … و أمّا ترك النفس استعمال الجسد لسبب عرضی فهو كثیر الفنون و لكن یجمعها نوعان: فمنها أسباب من داخل الجسد بلا اختیار كالأمراض و الأعلال المتلفة للجسد، و منها أسباب من خارج كالذبح و القتل، و القتل لیس هو شی‌ء ما سوی أن یقصد قاصد فیهدم بنیة الجسد بضرب من الفساد و الخراب كما یقصد إنسان فیخرب دار إنسان أو دكّانه (ص، ر 3، 283، 4)- النفس هی نور العقل و فیضه الذی أفاضه الباری منه (ص، ر 3، 331، 17)- إنّ النفس هی جسم لطیف غیر مرئی و لا محسوس (ص، ر 3، 348، 18)- إنّما هی (النفس) جوهرة روحانیة غیر جسم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 910
معقولة و غیر محسوسة باقیة بعد الموت (ص، ر 3، 348، 19)- أما النفس فهی جوهرة سماویة روحانیة حیّة بذاتها، علّامة درّاكة بالقوة فعّالة بالطبع، لا تهدأ و لا تقر عن الجولان ما دامت موجودة، و هكذا خلقها ربّها یوم خلقها و أوجدها (ص، ر 3، 349، 18)- لیست النفس بجسم و لا بعرض من الأعراض القائمة بالجسم المتولّد منه أو فیه، لأنّ العرض هو شی‌ء لا یقوم بنفسه و هو أنقص حالا من الجسم، و المحرّك للشی‌ء المسكّن له هو أقوی منه و أشرف (ص، ر 3، 350، 13)- إن قیل ما النفس؟ فیقال جوهرة بسیطة روحانیة حیة علّامة فعّالة و هی صورة من صور العقل الفعّال (ص، ر 3، 361، 1)- إنّ النفس ذات طرفین تنحط منها قوتان: قوة مما یلی الطبیعة و هی المتحدة بها من الأفعال الطبیعیة، و قوة تنحط من الطرف القریب من العقل فتتّصل بالصورة الإنسانیة و تتشكّل بالأشكال الفلكیة (ص، ر 4، 259، 18)- كل جسم یتحرّك فحركته إما من سبب خارج، و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم، إذ الجسم لا یتحرّك بذاته، و ذلك السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة. و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة، أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ع، 18، 6)- كل محرّك طبیعی فهو بالطبع یطلب شیئا و یهرب عن شی‌ء: فحركته بین طرفین: متروك لا یقصد، و مقصود لا یترك، و لیس شی‌ء من الحركات المستدیرة بهذه الصفة فإنّ كل نقطة فیها مطلوبة و مهروب عنها، فلا شی‌ء من الحركات المستدیرة بطبیعی. فإذن الحركة الموجبة للزمان نفسانیة إرادیّة. فالنفس علّة وجود الزمان (س، ع، 29، 6)- النفس اسم مشترك یقع علی معنی یشترك فیه الإنسان و الحیوان و النبات، و علی معنی یشترك فیه الإنسان و الملائكة السماویة. فحدّ المعنی الأول أنّه كمال جسم طبیعی آلی ذی حیاة بالقوة. و حدّ النفس بالمعنی الآخر أنّه جوهر غیر جسم هو كمال الجسم محرّك له بالاختیار عن مبدأ نطقی أی عقلی بالفعل أو بالقوة، و الذی بالقوة هو فصل النفس الإنسانیة، و الذی بالفعل هو فصل أو خاصّة للنفس الملكیة (س، ح، 14، 1)- إنّ النفس لا ضدّ لها، و أنّها إذا كانت صورة مادة، و لم یكن لها ضدّ یبطل بالنفس، و لم یصحّ أن تتعرّی المادة عن صورة أصلا- استحال أن تكون هذه الصورة من شأن المادة أن تفارقها (س، شط، 33، 16)- إنّ ذات النفس لیس بجسم، بل هی جزء للحیوان و النبات، هی صورة أو كالصورة أو كالكمال (س، شن، 6، 12)- إنّ النفس یصحّ أن یقال لها بالقیاس إلی ما یصدر عنها من الأفعال قوة، و كذلك یجوز أن یقال لها بالقیاس إلی ما تقبله من الصور المحسوسة و المعقولة علی معنی آخر قوة.
و یصحّ أن یقال أیضا لها بالقیاس إلی المادة التی تحلّها فیجتمع منهما جوهر نباتی أو حیوانی صورة، و یصحّ أن یقال لها أیضا بالقیاس إلی استكمال الجنس بها نوعا محصّلا فی الأنواع العالیة أو السافلة كمال (س، شن، 6، 14)- النفس … جوهر لأنّها صورة لا فی موضوع (س، شن، 23، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 911
- النفس … كمال كالجوهر لا كالعرض (س، شن، 26، 8)- إنّ للنفس أفعالا تختلف علی وجوه، فیختلف بعضها بالشدّة و الضعف، و بعضها بالسرعة و البطء (س، شن، 27، 3)- إنّ النفس محتاجة فی تلقّی فیض الغیب إلی القوة الباطنة من وجهین: أحدهما لیتصوّر فیها المعنی الجزئی تصوّرا محفوظا، و الثانی لتكون معیّنة لها متصرّفة فی جهة إرادتها، لا شاغلة إیّاها، جاذبة إلی جهتها، فیحتاج إلی نسبة بین الغیب و بین النفس و القوة الباطنة المتخیّلة و نسبة بین النفس و القوة الباطنة المتخیّلة (س، شن، 158، 3)- النفس من جوهر بعض المبادئ التی هی تلبس المواد ما فیها من الصور المقوّمة لها، إذ هی أقرب مناسبة لذلك الجوهر من غیره، و ذلك إذا استتمّ استعدادها لها (س، شن، 176، 10)- كثیرا ما تؤثّر النفس فی بدن آخر كما تؤثّر فی بدن نفسها تأثیر العین العائنة و الوهم العامل، بل النفس إذا كانت قویة شریفة شبیهة بالمبادئ أطاعها العنصر الذی فی العالم و انفعل عنها و وجود فی العنصر ما یتصوّر فیها (س، شن، 177، 11)- إنّ النفس إذا أكبّت علی المحسوس شغلت عن المعقول من غیر أن یكون أصاب آلة العقل أو ذاته آفة بوجه، و تعلم أنّ السبب فی ذلك هو اشتغال النفس بفعل دون فعل (س، شن، 196، 5)- إنّ النفس لیست واحدة فی الأبدان كلها (س، شن، 200، 9)- لیس تعلّق النفس بالبدن تعلّق معلول بعلّة ذاتیة.
و إن كان المزاج و البدن علّة بالعرض للنفس (س، شن، 203، 5)- إنّ النفس تعقل بأن تأخذ فی ذاتها صورة المعقولات مجرّدة عن المادة (س، شن، 212، 4)- النفس تتصوّر ذاتها، و تصوّرها ذاتها یجعلها عقلا و عاقلا و معقولا (س، شن، 212، 8)- الفلك یتحرّك بالنفس، و النفس مبدأ حركته القریبة، و تلك النفس متجدّدة التصوّر و الإرادة، و هی متوهّمة: أی لها إدراك للمتغیّرات كالجزئیات و إرادة لأمور جزئیة بأعیانها، و هی كمال جسم الفلك و صورته (س، شأ، 386، 14)- إنّ كل نفس لكل فلك فهی كماله و صورته و لیس جوهرا مفارقا (س، شأ، 407، 14)- ارجع إلی نفسك و تأمّل هل إذا كنت صحیحا، بل و علی بعض أحوالك غیرها، بحیث تفطن للشی‌ء فطنة صحیحة، هل تغفل عن وجود ذاتك، و لا تثبت نفسك؟ ما عندی أنّ هذا یكون للمستبصر. حتی إنّ النائم فی نومه، و السكران فی سكره، لا یعزب ذاته عن ذاته، و إن لم یثبت تمثّله لذاته فی ذكره (س، أ 1، 320، 2)- أصل القوی المحرّكة و المدركة و الحافظة للمزاج، شی‌ء آخر لك أن تسمّیه بالنفس.
و هذا هو الجوهر الذی یتصرّف فی أجزاء بدنك، ثم فی بدنك (س، أ 1، 330، 1)- هذا الجوهر (النفس) فیك واحد، بل هو أنت عند التحقیق. و له فروع من قوی منبثّة فی أعضائك (س، أ 1، 332، 3)- إنّما یكون أیضا للنفس (ارتسام المعقولات) إذا اكتسبت ملكة الاتصال. هذا الاتصال علّته قوة بعیدة، هی" العقل الهیولی" و قوة كاسبة هی" العقل بالملكة" و قوة تامّة الاستعداد لها أن تقبل بالنفس إلی جهة الإشراق- متی شاءت-
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 912
بملكة متمكّنة و هی المسمّاة" بالعقل بالفعل" (س، أ 1، 376، 4)- كل جسم متحرّك فحركته إما من سبب من خارج و تسمّی حركة قسریة، و إما من سبب فی نفس الجسم إذ الجسم لا یتحرّك بذاته. و ذلك السبب إن كان محرّكا علی جهة واحدة علی سبیل التسخیر فیسمّی طبیعة، و إن كان محرّكا حركات شتی بإرادة أو غیر إرادة أو محرّكا حركة واحدة بإرادة فیسمّی نفسا (س، ر، 4، 13)- إنّ النفس لها فعلان: فعل لها بالقیاس إلی البدن و هو السیاسة، و فعل لها بالقیاس إلی ذاتها و إلی مبادئها، و هو التعقّل، و هما متعاندان متمانعان، فإنّها إذا اشتغلت بأحدهما انصرفت عن الآخر، و یصعب علیها الجمع بین الأمرین. و شواغلها من جهة البدن الإحساس، و التخیّل، و الشهوات، و الغضب و الخوف، و الغمّ و الوجع (س، ف، 94، 4)- إنّ الحسّ یمنع النفس عن التعقّل، فإنّ النفس إذا أكبّت علی المحسوس، شغلت عن المعقول، من غیر أن یكون أصاب آلة العقل أو ذاتها آفة بوجه (س، ف، 94، 10)- إنّ النفس إنّما حدثت و تكثّرت مع تهیّؤ الأبدان (س، ف، 106، 3)- إنّ الجسم الحیّ جسم مركّب طبیعی یمایز غیر الحیّ بنفسه لا ببدنه، و یفعل الأفاعیل الحیوانیة بنفسه لا ببدنه، و هو حیّ بنفسه لا ببدنه، و نفسه فیه، و ما هو فی الشی‌ء و هذه صورته، فهو صورته. فالنفس إذن صورة، و الصور كمالات، إذ بها تكمل هویات الأشیاء، فالنفس كمال (س، ف، 153، 10)- النفس كمال أول لأنّها مبدأ، لا صادرة عن المبدأ (س، ف، 153، 13)- الكمالات منها ما هی للأجسام، و منها ما هی للجواهر الغیر الجسمانیة، فالنفس كمال أول لجسم (س، ف، 153، 14)- النفس لیس بكمال جسم صناعی، فهی كمال أول لجسم طبیعی (س، ف، 153، 15)- المراد بالنفس ما یشیر إلیه كل أحد بقوله" أنا" (س، ف، 183، 3)- النفس من مقولة الجوهر (س، ف، 186، 7)- النفس بالجملة كمال أول لجسم طبیعی آلیّ ذی حیاة بالقوة (س، ن، 100، 20)- إنّ النفس لیست منطبعة فی البدن بوجه من الوجوه (س، ن، 185، 18)- إن كانت النفس بسیطة مطلقة لم تنقسم إلی مادة و صورة فلم تقبل الفساد (س، ن، 188، 7)- إنّ النفس ذات واحدة و لها قوی كثیرة (س، ن، 189، 20)- كون النفس مستعدّة لقبول المعقولات غیر كونها مستعدّة لأن یحصل لها الكمال و لأن یستكمل جوهرها (ب، م، 11، 10)- إنّ واجب الوجود بری‌ء عن المواد، براءة أشدّ من براءة النفس الإنسانیة لأنّ النفس تتعلّق بالمادة تعلّق الفعل فیها (غ، م، 225، 23)- كل ما له تصوّر و إرادة، فإنّا نسمّیه نفسا، إذ لیس للجسم إرادة و تصوّر، بمجرّد كونه جسما، بل بطبیعة خاصّة، و صورة مخصوصة. و العبارة عنها: النفس (غ، م، 272، 18)- كل ما هو متغیّر بتغیّر الإرادات، و التصوّرات، یسمّی نفسا، لا عقلا (غ، م، 274، 14)- للنفس قوّتان بالقیاس إلی جنبتین: القوة النظریة بالقیاس إلی جنبة الملائكة، إذ بها تأخذ من الملائكة العلوم الحقیقیة، و ینبغی أن تكون هذه القوة دائمة القبول من جهة فوق. و القوة العملیة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 913
لها بالنسبة إلی أسفل، و هی جهة البدن و تدبیره و إصلاح الأخلاق، و هذه القوة ینبغی أن تتسلّط علی سائر القوی البدنیة، و أن تكون سائر القوی متأدّبة بتأدیبها مقهورة دونها، حتی لا تنفعل و لا تتأثّر هی عنها، بل تنفعل تلك القوی عنها لئلّا یحدث فی النفس من الصفات البدنیة هیئات انقیادیة تسمّی رذائل، بل تكون هی الغالبة لیحصل للنفس بسببها هیئات تسمّی فضائل (غ، ت، 182، 1)- إنّ للنفس فعلین: فعل بالقیاس إلی البدن، و هو السیاسة له و تدبیره، و فعل بالقیاس إلی مبادئه و إلی ذاته، و هو إدراك المعقولات. و هما متمانعان متعاندان، فمهما اشتغل بأحدهما انصرف عن الآخر و تعذّر علیه الجمع بین الأمرین (غ، ت، 192، 19)- قالوا (الفلاسفة): إنّ النفس تبقی بعد الموت بقاء سرمدیّا: إمّا فی لذة لا یحیط الوصف بها لعظمها، و إمّا فی ألم لا یحیط الوصف به لعظمه، ثم قد یكون ذلك الألم مخلّدا و قد ینمحی علی طول الزمان (غ، ت، 204، 9)- النفس أولی المنفعلات (غ، ع، 29، 5)- إذا أقبلت النفس فی بدایة الفطرة، فأوّل الأشیاء تكون غیر قابلة للمعانی المعقولات، غیر قویة علی إدراك المحسوسات، و لا فیها رسوم من العلوم الأولیات، مثل التفاوت بین الكلّیات و الجزئیات، و مثل الأشیاء المساویات لشی‌ء واحد فهی أیضا متساویات، فإنّ هذه الأشیاء تنالها النفس بأدنی تفكّر، و أقلّ رویّة (غ، ع، 44، 1)- إنّ النفس تقبل تعلّم المفطورات، فحینئذ تكون عقلا غریزیّا (غ، ع، 44، 9)- النفس إذا قبلت صور المعلومات یقال لها عقل، و إذا تمكّنت من العبارة عن معقولاتها تسمّی نطقا (غ، ع، 45، 7)- النفس جوهرة، و النطق صفة من صفاتها، فلأجل هذا المعنی لا یطلق اسم الناطق علی الباری تعالی، لأنّ الناطق هو العاقل، و لا یقال للباری عاقل، لأنّ العقل جوهر، و العاقل من جوهریته، و الباری تعالی لیس بجوهر، فإذن لیس بعقل (غ، ع، 45، 8)- العقل أشرف من النفس، و النطق صفة النفس، و النفس جوهرة، و العقل فی الجوهریة أشرف من النفس (غ، ع، 45، 13)- النفس استكمال لجسم طبیعی آلی.
و الاستكمال منه أول و منه أخیر (ج، ن، 28، 4)- أمّا النفس فهی تحرّك إلی المواضع المتضادّة، و هی واحدة، و یتحرّك بها الجسم إلی المواضع المتضادّة (ج، ر، 148، 2)- النفس إذا قیلت علی الكمال الأول كانت قوة منفعلة، و إذا قیلت علی الكمال الأخیر كانت قوة فاعلة (ج، ر، 148، 15)- النفس فی عبارة الحكماء بحسب ما قیل اسم مشترك یقال علی أصناف من القوی الفعّالة فیقال نفس نباتیة و نفس حیوانیة و نفس إنسانیة و نفس سمائیة (بغ، م 1، 302، 23)- لیست النفس بعرض فی موضوع هو البدن أو محوی فی البدن (بغ، م 1، 365، 12)- النفس لها أحوال إرادیة تصدر عنها بالرویّة، و أحوال طبیعیة لا تتوقّف علی إرادة و لا رویّة و علاقة النفس بالبدن من جملتها (بغ، م 1، 426، 5)- حدّ النفس علی ما یعمّ الأرضیات أنّه كمال أول لجسم طبیعی آلی (سه، ل، 113، 20)- إنّ للنفس قوتین: إحداهما نظریة، بها تدرك الكلیات، و هی وجه عقلی لها إلی القدس،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 914
و الثانیة عملیة، بها تدرك الأمور المتعلّقة بالبدن فیما یتعلّق بمصالحه و مفاسده، و تستعین بالنظریة، و بها التحریك، و هی وجه عقلی للنفس إلی البدن (سه، ل، 119، 9)- (للنفس) ثلاثة استعدادات و كمال. الأول الاستعداد الأبعد الذی للإنسان كما للأطفال، و یسمّی العقل الهیولانی، و الثانی حالها عند ما تحصل لها بالمعقولات الأول، و لها تحصیل الثوانی بالفكر أو بالحدس، و یسمّی العقل بالملكة، و الثالث أن یكون ملكة تحصیل المعقولات المفروغ عنها متی شاءت دون حاجة إلی كسب جدید، و یسمّی العقل بالفعل، و إن كانت فی نفسها قوة قریبة، الرابع أن تكون المعانی المعقولة فیها حاضرة بالفعل، و یسمّی العقل المستفاد (سه، ل، 119، 12)- إنّ النفس لا تقتضی الحركة لماهیّتها، و إلّا دام تحریك كل نفس (سه، ل، 120، 20)- إنّ حدّ النفس، علی ما یعمّ النفوس الأنسیة و الفلكیة، أنّه جوهر غیر جرم، و لا منطبع فیه، من شأنه أن یتصرّف فی الجرم، و لو شئنا التخصیص بالفلك قیّدناه بالفعل مطلقا، أو بالإنسان قیّدناه بالقوة (سه، ل، 121، 15)- إنّ النفس وحدانیة، فلا یتصوّر أن یكون لها الوجود بالفعل و قوة العدم، بل إنّما یتصوّر ذلك لما له حامل كالأعراض (سه، ل، 144، 7)- الصور المتضادة الموجودة فی النفس هی بنحو صورة واحدة و لذلك قبلت النفس الصور المتضادة (ش، ت، 845، 6)- إن النفس لیس هی التی فیها جمیع الصور فقط أعنی المعقول و المحسوس، بل و هی التی تركّز جمیع الصور فی المواد و تخلقها (ش، ت، 883، 4)- إن النفس هی جوهر موجود فی الجسم الذی هو قابل للنفس و هو الذی یدلّ علی مجموعهما باسم الحیوان (ش، ت، 907، 10)- إن النفس یظهر من أمرها أن الحدّ الذی یعطی ماهیّتها هو نفس وجودها، و إنه لیس یظهر فی حدّها عنصر أصلا و هذه هی الأشیاء التی لا یظهر فی حدّها غیرها. و أما التی یظهر فی حدّها العنصر فهی التی یظهر فی حدودها غیرها. و الحدّ بتقدیم إنما یقال لتلك و لهذه بتأخیر (ش، ت، 907، 13)- إن النفس جوهر و كمال جسدیّ أی للجسد (ش، ت، 1055، 2)- النفس مع البدن هی شی‌ء واحد (ش، ت، 1102، 2)- إذا كانت النفس إنما هی وجود الذی هو متنفّس بالقوة متنفسا بالفعل فلیس لخروجها من القوة إلی الفعل علّة إلّا المحرّك أعنی المخرج لها من القوة إلی الفعل (ش، ت، 1102، 5)- فی النفس أیضا مبدأ حركات سوی الحركة عن العلم، و ذلك المبدأ إنما یصنع أحد الضدین فقط. مثال ذلك إن القوة المبرئة النفسانیة إنما تفعل البرء فقط مثل ما تفعل الحرارة حرارة و البرودة برودة (ش، ت، 1121، 11)- إن الصناعة و الطبیعة إنما تقصد الفعل دون القوة … فإنه إن لم یكن وجود الشی‌ء من جهة ما هو بالفعل بل من جهة ما هو بالقوة فسیكون الجاهل و العالم شیئا واحدا مثل هرمس الذی هو فی غایة المعرفة و بوسوس الذی هو فی غایة الجهل، و سیكون العلم وجوده فی النفس كوجود خارج النفس أی لیس تختص النفس من العلم بشی‌ء لیس هو خارج النفس، و ذلك أن النفس إنما تختص بوصفها بالعلم دون سائر الموجودات إذا كانت عالمة بالفعل و بخاصّة إذا كانت علی كمالها الآخر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 915
و هو حین تستعمل علمها (ش، ت، 1193، 6)- النفس أشبه شی‌ء بالضوء ینقسم بانقسام الأجسام المضیئة، ثم یتحد عند انتفاء الأجسام. و كذلك الأمر فی النفس مع الأبدان (ش، ته، 41، 13)- لا أعلم (ابن رشد) أحدا من الحكماء قال إن النفس حادثة حدوثا حقیقیا ثم قال إنها باقیة إلّا ما حكاه (الغزالی) عن ابن سینا، و إنما الجمیع قالوا علی أن حدوثها هو إضافی، و هو اتصالها بالإمكانات الجسمیة القابلة لذلك الاتصال، كالإمكانات التی فی المرایا لاتصال شعاع الشمس بها. و هذا الإمكان عندهم لیس هو من طبیعة إمكان الصور الحادثة الفاسدة، بل هو إمكان علی نحو ما یزعمون أن البرهان أدّی إلیه، و أن الحامل لهذا الإمكان طبیعة غیر طبیعة الهیولی (ش، ته، 78، 22)- النفس هی ذات لیست بجسم، حیّة عالمة قادرة مریدة سمیعة بصیرة متكلّمة (ش، ته، 132، 16)- النفس … إنما تمیّزت من الجمادات بأفعالها الخاصّة الصادرة عنها، و الجمادات إنما تمیّزت بعضها عن بعض بأفعال تخصّها (ش، ته، 151، 5)- قیل فی حدّ النفس: إنها استكمال لجسم طبیعی آلی (ش، ته، 210، 15)- قوی النفس واحدة بالموضوع القریب لها التی هی الحرارة الغریزیة كثیرة بالقوة كالحال فی التفاحة، فإنها ذات قوی كثیرة باللون و الطعم و الرائحة، و هی مع ذلك واحدة. إلّا أن الفرق بینهما أن هذه أعراض فی التفاحة و تلك جواهر فی الحرارة الغریزیة (ش، ن، 30، 13)- النفس صورة لجسم طبیعی آلی، و ذلك أنه إذا كان كل جسم مركّب من مادة و صورة، و كان الذی بهذه الصفة فی الحیوان هو النفس و البدن، و كان ظاهرا من أمر النفس أنها لیست بمادة للجسم الطبیعی، فبیّن أنها صورة (ش، ن، 34، 2)- النفس یظهر بالحسّ من أفعالها أن أجناسها خمسة: أولها فی التقدیم بالزمان و هو التقدم الهیولانی و النفس النباتیة، ثم الحسّاسة، ثم المتخیّلة، ثم الناطقة، ثم النزوعیة، و هی كاللاحق لهاتین القوتین، أعنی المتخیّلة و الحسّاسة (ش، ن، 34، 16)- إنّ النفس غیر متحیّزة لأنی قد أكون شاعرا بمسمّی أنا حال ما أكون غافلا عن الجسم.
فأنا وجب أن لا یكون جسما (ر، ل، 67، 5)- النفس لا معنی لها إلّا المشار إلیه بقولی أنا (ر، ل، 67، 7)- إنّ النفس تدرك الجزئیات (ر، ل، 70، 9)- إذا ثبت استغناء النفس عن البدن فی ذاتها وجب أن لا تموت عند موت البدن (ر، ل، 110، 4)- النفس جوهر قائم بالذات لا محل له (ر، ل، 110، 9)- (النفس) لها فی الاتصال جهتا العلو و السفل، هی متّصلة بالبدن من أسفل منها و مكتسبة به المدارك الحسّیة التی تستعدّ بها للحصول علی التعقّل بالفعل، و متّصلة من جهة الأعلی منها بأفق الملائكة و مكتسبة به المدارك العلمیة و الغیبیة (خ، م، 77، 9)- النفس و هی الجوهر البخاریّ اللطیف الحامل لقوّة الحیاة و الحسّ و الحركة الإرادیّة و سمّاها الحكیم الروح الحیوانیّة، فهو جوهر مشرق للبدن فعند الموت ینقطع ضوؤه عن ظاهر البدن و باطنه و أمّا فی وقت النوم فینقطع عن ظاهر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 916
البدن دون باطنه (جر، ت، 262، 13)- النفس قد تقوی علی أفعالها حین یضعف البدن فإنّ الإنسان فی سنّ الانحطاط یقوی تعقّله و یزداد، مع أنّ الآلة البدنیة فی الانتقاص و الانحطاط (ط، ت، 325، 2)- إنّ النفس لو كانت هی البدن، أو فی البدن، لم یكن الشخص الموجود الآن، هو الذی كان قبل هذا لسنین. و التالی باطل، لأنّ كل أحد یعلم بالضرورة أنّه هو الذی تولّد، و لو منذ مائة سنة (ط، ت، 326، 1)- إنّ للنفس عوارض و أحوالا یمتنع ثبوت شی‌ء منها للجسم، أو الجسمانی. و ما هو كذلك فلیس بجسم و لا جسمانی (ط، ت، 327، 8)- إنّ النفس تقوی علی أفعال غیر متناهیة، و الجسم و الجسمانی یمتنع علیهما ذلك (ط، ت، 332، 3)- لا نسلّم (الطوسی) أنّ النفس لها قوة فعل أصلا، فضلا عن الأفعال الغیر المتناهیة.
و إنّما فاعل الجمیع هو اللّه تعالی (ط، ت، 332، 8)- إنّ النفس تدرك ذاتها و إدراكها و آلاتها. و یمتنع أن یدرك الجسم أو الجسمانی ذاته و إدراكه و آلاته (ط، ت، 333، 6)- إنّ النفس قد لا تكلّ و لا تضعف بتكرّر الأفاعیل، بل قد تقوی علیها كما فی توالی الأفكار، فإنّها به تصیر أقدر علی الفكر و الجسم و القوی الجسمانیة، یكلّها و یضعفها دائما تكرّر الأفاعیل (ط، ت، 333، 12)- إنّ النفس تدرك الأشیاء الضعیفة بعد إدراك الأشیاء القویة، و الجسمانیات لیست كذلك.
فإنّ الباصرة بعد إبصارها جرم الشمس لا تدرك الأشیاء الحقیرة. و الذائقة، بعد إدراكها الحلاوة القویة لا تدرك الحلاوة الضعیفة (ط، ت، 334، 10)- إنّ النفس تنطبع فیها صور كثیرة، من غیر مدافعة بعضها لبعض. و الجسم و الجسمانی لیسا كذلك، فإنّ صورة الفرس المنقوشة علی الجدار مثلا، ما لم تمح، لا یمكن إثبات صورة أخری فی محلّها (ط، ت، 334، 15)- إنّ النفس تنطبع فیها ماهیتا المتضادین معا، و لا شی‌ء من الجسم و الجسمانی كذلك (ط، ت، 335، 2)- اسم النفس إنّما یطلق علی ما هو مبدأ الآثار، لا من حیث ذاته، و لا من حیث هو مبدأ الآثار، و لا باعتبار آخر، غیر أنّه محصّل جسم و منوّعه، كما ظهر من تعریفها (ط، ت، 339، 14)- قد ثبت أنّ النفس مجرّدة، فلا تحتاج فی ذاتها و جوهرها إلی مادة. و إنّما تعلّقها بالبدن لمجرّد أن یكون آلة لها فی اكتساب كمالاتها. فلا یوجب فساده و فناؤه فسادها و فناءها، ثم هی معلولة للمبادئ العالیة، الباقیة أزلا و أبدا. فهی أیضا بجمیع كمالاتها، باقیة ببقائها و هو المطلوب (ط، ت، 344، 4)

نفس الإنسان‌

- قیل فی علم النفس إنّ نفس الإنسان تعقل المعقولات و تعلم الكلّیات بعد أن كانت لا تعقلها و لا تعلمها. فهی فی أولیة حالها عقل بالقوة و یسمّونها لذلك عقلا هیولانیّا بمعنی أنّها محل قابل للمعقولات و من شأنها أن تقبلها بتعلّم و تعلیم (بغ، م 1، 407، 21)- رأوا (الفلاسفة) نفس الإنسان تعرف و تعلم بعد جهل و تكمل بعد نقص، فنظروا إلی هذا الكمال من جهة كونه بالقوة و من جهة كونه بالفعل فسمّوها بحسبه عقلا هیولانیّا و عقلا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 917
بالقوة (بغ، م 1، 409، 24)

نفس إنسانیة

- النفس الإنسانیة و إن كانت قائمة بذاتها فإنها لا تنتقل عن هذا البدن إلی غیره لأن كل نفس لها مخصّص ببدنها و مخصّص هذه النفس غیر مخصّص تلك النفس فلتنبذ ما تخصّصت بذلك البدن و لا یعرفها (ف، ت، 10، 16)- النفس الإنسانیة إنما عقل ذاتها لأنها مجرّدة و النفوس الحیوانیة غیر مجرّدة فلا یعقل ذاتها لأنّ عقلیة الشی‌ء هو تجریده عن المادة.
و النفس إنما تدرك بواسطة آلات الأشیاء المحسوسة و المتخیّلة، و أما الكلّیات و العقلیات فإنها تدرك بذاتها و نفسها (ف، ت، 12، 15)- إنّ النفوس الإنسانیة لم یكن نشؤها و لا تتمیمها و لا تكمیلها إلّا بتوسّط هذا الجسد المملوء من آثار الحكمة (ص، ر 3، 73، 17)- إنّ النفس الإنسانیة لا تعرف حقائق المحسوسات و لا تتصوّر معانی المعقولات و لا تقدر علی عمل الصنائع و لا تتخلّق بالأخلاق و الأعمال الحمیدة إلّا بتوسّط هذا الجسد طول حیاته إلی آخر العمر (ص، ر 3، 73، 20)- إنّ للنفس الإنسانیة قوی كثیرة لا یحصی عددها إلّا اللّه جلّ ثناؤه، و إنّ لها بكل قوة فی عضو من أعضاء الجسد فعلا خلاف عضو آخر (ص، ر 3، 236، 16)- لا سبیل لشی‌ء من هذه القوی (المدركة) أن یتصوّر ماهیة شی‌ء مجرّدة عن علائق المادّة و زوائدها إلّا للنفس الإنسانیة، فإنّها التی تتصوّر كل شی‌ء بحدّه كما هو منقوصة عنه العلائق المادیّة، و هو المعنی الذی من شأنه أن یوقع علی كثیرین كالإنسان من حیث هو إنسان فقط (س، ع، 42، 11)- القوی النفسانیة تنقسم بالقسمة الأولی أقساما جنسیة ثلاثة: أحدها النفس النباتیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یتولّد و ینمی و یغتذی، و الغذاء جسم من شأنه أن یتشبّه بطبیعة الجسم الذی قیل إنّه غذاؤه فیزید فیه مقدار ما یتحلّل أو أكثر أو أقل.
و الثانی النفس الحیوانیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یدرك الجزئیات و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة، و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما ینسب إلیه أنه یفعل الأفاعیل الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی، و من جهة ما یدرك الأمور الكلّیة (س، شن، 32، 9)- إنّ النفس الإنسانیة قد تكون عاقلة بالقوة، ثم تصیر عاقلة بالفعل، و كل ما خرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بسبب بالفعل یخرجه. فههنا سبب هو الذی یخرج نفوسنا فی المعقولات من القوة إلی الفعل، و إذ هو السبب فی إعطاء الصور العقلیة، فلیس إلّا عقلا بالفعل عنده مبادئ الصور العقلیة مجرّدة، و نسبته إلی نفوسنا كنسبة الشمس إلی أبصارنا … فإنّ القوة العقلیة إذا اطّلعت علی الجزئیات التی فی الخیال و أشرق علیها نور العقل الفعّال فینا الذی ذكرناه، استحالت مجرّدة عن المادة و علائقها، و انطبعت فی النفس الناطقة (س، شن، 208، 3)- إنّ النفس الإنسانیة، التی لها أن تعقل، جوهر له قوی و كمالات. فمن قواها ما لها بحسب حاجتها إلی تدبیر البدن، و هی القوة التی تختص باسم العقل العملی، و هی التی تستنبط الواجب- فیما یجب أن یفعل من الأمور
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 918
الإنسانیة الجزئیة، لتتوصّل به إلی أغراض اختیاریة،- من مقدّمات أوّلیة، و ذائعة، و تجریبیة. و باستعانة بالعقل النظری، فی الرأی الكلّی، إلی أن ینتقل به إلی الجزئی (س، أ 1، 363، 4)- لا سبیل لشی‌ء من هذه القوی (النفسیة الباطنة) إلی أن تتصوّر ماهیّة شی‌ء مجرّدة عن علائق المادة و زوائدها إلّا النفس الإنسانیة فإنّها التی تتصوّر كل شی‌ء بحدّه كما تصدر عنه العلائق المادیة (س، ر، 33، 8)- إنّ النفس الإنسانیة لا تخلو عن ثلاثة أقسام:
لأنّها إما أن تكون كاملة فی العلم و العمل، و إما أن تكون ناقصة فیهما، و إما أن تكون كاملة فی أحدهما ناقصة فی الآخر (س، ف، 187، 3)- النفس كجنس واحد ینقسم بضرب من القسمة إلی ثلاثة أقسام: أحدها النباتیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یتولّد و یربو و یتغذی … و الثانی النفس الحیوانیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلیّ من جهة ما یدرك الجزئیات و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یفعل الأفعال الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی. و من جهة ما یدرك الأمور الكلیة (س، ن، 158، 14)- للنفس الإنسانی قوّتان: إحداهما: عالمة.
و الأخری: عاملة. و القوة العالمة تنقسم: إلی القوة النظریة، كالعلم بأنّ اللّه تعالی واحد، و العالم حادث. و إلی القوة العملیة: و هی التی تفید علما یتعلّق بأعمالنا، مثل العلم بأنّ الظلم قبیح لا ینبغی أن یفعل (غ، م، 359، 8)- للنفس الإنسانی وجهان: وجه إلی الجنبة العالیة، و هی الملأ الأعلی، إذ منها یستفید العلوم، و إنّما القوة النظریة للنفس الإنسانی، باعتبار هذه الجهة، و حقة أن یكون دائم القبول. و وجه إلی الجنبة السافلة، و هی جهة تدبیر بدنه. و إنّما یكون له القوة العملیة باعتبار هذه الجهة، و لأجل البدن (غ، م، 360، 1)- إنّ النفس الإنسانیة تكون عالمة بالمعقولات المجرّدة، و المعانی الكلّیة فی الصبی بالقوة، ثم تصیر عالمة بالفعل (غ، م، 371، 21)- نفسنا لیست علّة لوجود جسمنا، و لا نفس الفلك بمجرّدها علّة لوجود جسمه عندكم، بل هما موجودان بعلّة سواهما، فإذا جاز وجودهما قدیما جاز الّا تكون لهما علّة (غ، ت، 131، 5)- النفس الإنسانیة جوهرة حیّة عالمة، فعّالة، درّاكة، علّامة. و أنّ هذه الجوهرة فی بدایة الفطرة، و أوّل الإقبال علی المضغة، جوهرة ساذجة غیر منقوشة، بل هی قابلة للصور، مستعدّة لتحصیل العلوم (غ، ع، 42، 7)- إنّ النفس الكلّیة إذا أقبلت علی الجسم یسمّی إقبالها نفسا إنسانیّا (غ، ع، 47، 2)- إنّ النفس الإنسانیة التی هی جوهر غیر جسمانی لیست بكائنة و لا فاسدة لقوامها فی وجودها بذاتها لا بالموضوع و المحل الذی تنسب إلیه (بغ، م 1، 372، 20)- یقولون (الفلاسفة) إنّ النفس الإنسانیة مجموع قوتین أولها قوتان قوة علمیة و قوة عملیة، فالذی أرادته العرب بالعقل بالقوة العملیة أولی، و الذی أراده یونان بالعلمیة أولی (بغ، م 2، 149، 21)- إنّ النفس الإنسانیة قابلة للتصوّرات و فاعلها دائم الفیض (ر، م، 13، 5)- إنّ النفس الإنسانیة قابلة لإدراك حقائق الأشیاء، فلا یخلو إما أن تكون خالیة عن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 919
كل الإدراكات أو لا تكون خالیة. فإن كانت خالیة مع أنّها تكون قابلة لتلك الإدراكات فهی كالهیولی التی لیس لها إلّا لطبیعة الاستعداد فتسمّی فی تلك الحالة عقلا هیولانیّا، و إن لم تكن خالیة فلا یخلو: إمّا أن یكون الحاصل فیها من العلوم الأولیّات فقط. أو یكون قد حصلت النظریات مع ذلك. فإن لم تحصل فیها إلّا الأولیّات التی هی الآلة فی اكتساب النظریات فتسمّی فی تلك الحالة عقلا بالملكة أی لها قدرة الاكتساب و ملكة الاستنتاج. ثم أنّ النفس فی هذه المرتبة إن تمیّزت عن سائر النفوس بكثرة الأولیات و سرعة الانتقال منها إلی النتائج سمّیت قوة قدسیة و إلّا فلا. و أمّا إن كان قد حصل لها مع تلك الأولیّات تلك النظریات أیضا فلا یخلو:
إمّا أن تكون تلك النظریات غیر حاصلة بالفعل و لكنها بحال متی شاء صاحبها و استحضرها بمجرّد تذكّر و توجّه الذهن إلیها، أن تكون تلك النظریات حاضرة بالفعل حاصلة بالحقیقة حتی كأنّ صاحبها ینظر إلیها. فالنفس فی الحالة الأولی تسمّی عقلا بالفعل و فی الحالة الثانیة تسمّی عقلا مستفادا. فإذا أحوال مراتب النفس الإنسانیة أربع (ر، م، 366، 20)- النفس الإنسانیة لها قوّتان: عاملة و هی القوة التی باعتبارها یدبّر البدن، و عاقلة و لها مراتب.
فأوّلها كونها مستعدّة لقبول الصور العقلیة و هذه المرتبة مسمّاة بالعقل الهیولانی. و ثانیها أن تحصل فیها التصوّرات و التصدیقات البدیهیة و هی العقل بالملكة و هذه المرتبة مختلفة بحسب كمّیة تلك البدیهیات و بحسب كیفیة قوة النفس علی الانتقال منها إلی المطالب.
و ثالثها أن یحصل الانتقال من تلك المبادئ إلی المطالب الفكریة البرهانیة إلّا أنّ تلك الصور لا تكون حاضرة بالفعل بل تكون بحیث إذا شاء الإنسان أن یستحضرها فعل ذلك و هذه المرتبة هی العقل بالفعل. و رابعها أن تكون تلك الصورة العقلیة حاضرة بالفعل ینظر إلیها صاحبها و هی المسمّاة بالعقل المستفاد (ر، ل، 72، 4)- النفس الإنسانیة محیطة بالطبیعة و حاكمة علیها بالذات (خ، م، 400، 25)- النفس الإنسانیّ هو كمال أوّل لجسم طبیعیّ آلیّ من جهة ما یدرك الأمور الكلّیّات و یفعل الأفعال الفكریّة (جر، ت، 263، 17)

- نفس بسیطة

- النفس الكلّیة كالواحد، و البسیطة كالآحاد و الجنسیة كالعشرات، و النوعیة كالمئات، و الأنفس الجزئیة الشخصیة كالألوف- و هی التی تختصّ بتدبیر جزئیات الأجسام و الأنفس النوعیة مؤیّدة لها. و الجنسیة مؤیّدة للنوعیة و النفوس البسیطة مؤیّدة للجنسیة (ص، ر 3، 215، 7)

- نفس جزئیة

- كل نفس جزئیة تكون أكثر معلومات و أحكم مصنوعات، فهی أقرب إلی النفس الكلیة لقرب نسبتها إلیها و شدّة شبهها بها (ص، ر 1، 317، 10)- إنّ النفس الكلیة رتبتها فوق الفلك المحیط، و قواها ساریة فی جمیع أجزاء الفلك و أشخاصه بالتدبیر و الصنائع و الحكم، و فی كل ما یحوی الفلك من سائر الأجسام، و إنّ لها فی كل شخص من أشخاص الفلك قوة مختصّة به مدبّرة له مظهرة منه أفعالها. و إنّ تلك القوة تسمّی نفسا جزئیة لذلك الشخص. مثال ذلك
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 920
القوة المختصّة بجرم زحل المدبّرة له المظهرة منه و به و أفعالها یسمّی نفس زحل (ص، ر 3، 192، 12)

نفس جنسیة

- النفس الكلّیة كالواحد، و البسیطة كالآحاد و الجنسیة كالعشرات، و النوعیة كالمئات، و الأنفس الجزئیة الشخصیة كالألوف- و هی التی تختصّ بتدبیر جزئیات الأجسام و الأنفس النوعیة مؤیّدة لها. و الجنسیة مؤیّدة للنوعیة و النفوس البسیطة مؤیّدة للجنسیة (ص، ر 3، 215، 7)

نفس حسّاسة

- إن (النفس) الحساسة خمس قوی: قوة البصر، و قوة السمع، و قوة الشم، و قوة الذوق، و قوة اللمس (ش، ن، 34، 20)- النفس الحساسة أقدم (قواها) وجودا بالزمان هی قوة اللمس، و لذلك قد توجد هذه القوة معرّاة عن سائر الحواس … ثم من بعد هذه القوة قوة الذوق فإنها أیضا لمس ما، و أیضا فإنها القوة التی بها یختار الحیوان الملائم من الغذاء من غیر الملائم. ثم قوة الشم أیضا إذ كانت هذه القوة أكثر ما یستعملها الحیوان فی الاستدلال علی الغذاء كالحال فی النمل و النحل، و بالجملة فهذه الثلاث القوی هی القوی الضروریة أكثر ذلك فی وجود الحیوان.
و أما قوة السمع و الإبصار فموجودة فی الحیوان من أجل الأفضل لا من أجل الضرورة، و لذلك كان الحیوان المعروف بالخلد لا بصر له (ش، ن، 47، 2)

نفس حیوانیة

- تكون الحركات متساویة- عن غیر إرادة- و تسمّی (نفسا نباتیة). أو حركة مع إرادة، أو علی لون واحد، أو ألوان كثیرة كیف ما كانت، و تسمّی (النفس الحیوانیة) و (النفس الفلكیة).
و الحركة تتصل بها أشیاء تسمّی (زمانا) و مقطع الزمان یسمی (آنا) (ف، ع، 10، 10)- أما القوی الطبیعیة و الأخلاق الغریزیة التی تشبه القبائل و الشعوب فهی ثلاثة أجناس: فمنها قوی النفس النباتیة و نزعاتها و شهواتها فضائلها و رذائلها و مسكنها الكبد و أفعالها تجری مجری الأوراد إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الحیوانیة و حركاتها و أخلاقها و حواسها و فضائلها و رذائلها و مسكنها القلب و أفعالها تجری مجری العروق الضوارب إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الناطقة و تمییزاتها و معارفها و فضائلها و رذائلها و مسكنها الدماغ و أفعالها تجری مجری الأعصاب إلی سائر أطراف الجسد (ص، ر 2، 325، 13)- النفس الحیوانیة لا یلیق بها محبة العلوم و المعارف و اكتساب الفضائل (ص، ر 3، 269، 16)- من أتمّ حالات النفس الحیوانیة أن تكون موجودة أبدا رئیسة علی غیرها قاهرة لمن سواها منتقمة ممّن یؤذیها من غیر عائق و لا تنغیص (ص، ر 3، 270، 18)- القوی النفسانیة تنقسم بالقسمة الأولی أقساما ثلاثة: أحدها النفس النباتیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یتولّد و ینمی و یغتذی، و الغذاء جسم من شأنه أن یتشبّه بطبیعة الجسم الذی قیل إنّه غذاؤه فیزید فیه مقدار ما یتحلّل أو أكثر أو أقل. و الثانی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 921
النفس الحیوانیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یدرك الجزئیات و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة، و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما ینسب إلیه أنه یفعل الأفاعیل الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی، و من جهة ما یدرك الأمور الكلّیة (س، شن، 32، 7)- للنفس الحیوانیة بالقسمة الأولی قوتان:
محرّكة، و مدركة (س، شن، 33، 9)- القوة الفاعلة بالقصد و الاختیار المختلف الموجب لاختلاف ما یقع علیها من الفعل مخصوصة باسم النفس الحیوانیة (س، ف، 49، 4)- قوی تفعل فی الأجسام أفعالها من تحریك أو تسكین و حفظ نوع و غیرها من الكمالات بتوسّط آلات و وجوه مختلفة. فبعضها یفعل ذلك دائما من اختیار و لا معرفة فیكون نفسا نباتیة. و لبعضها القدرة علی الفعل و تركه و إدراك الملائم و المنافی فیكون نفسا حیوانیة. و لبعضها الإحاطة بحقائق الموجودات علی سبیل الفكرة و البحث فیكون نفسا إنسانیة (س، ن، 100، 18)- النفس كجنس واحد ینقسم بضرب من القسمة إلی ثلاثة أقسام: أحدها النباتیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یتولّد و یربو و یتغذی … و الثانی النفس الحیوانیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلیّ من جهة ما یدرك الجزئیات و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یفعل الأفعال الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی. و من جهة ما یدرك الأمور الكلیة (س، ن، 158، 12)- للنفس الحیوانیة بالقسمة الأولی قوّتان محرّكة و مدركة (س، ن، 158، 23)- النفس الحیوانی: فإن اتّفق مزاج أقرب إلی الاعتدال، و أحسن ممّا قبله، استعدّ لقبول النفس الحیوانی، و هو أكمل من النباتی، إذ فیه قوی النباتی، و زیادة قوّتین: إحداهما:
المدركة. و الأخری: المحرّكة (غ، م، 347، 13)- إنّ من القوی الساریة فی الأجسام الفعّالة فیها ما یفعل أفعالها و یحرّك علی نهج واحد إلی جهة واحدة من غیر شعور و لا معرفة و هی الطبیعة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة من غیر رویّة و لا معرفة و لا شعور أیضا و هی النفس النباتیة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة و علی أنحاء متفنّنة مع شعور و معرفة و رویّة و هی النفس الحیوانیة، و لبعض هذه الإحاطة بحقائق الموجودات علی سبیل الفكرة و البحث و هی النفس الناطقة الإنسانیة. و منها ما یفعل و یحرّك علی سنن واحد بإرادة متّجهة علی سنّة واحدة لا تتعدّاها مع معرفة و رویّة و تسمّی نفسا سمائیة (بغ، م 1، 302، 8)- النفس الحیوانیّ هو كما أوّل لجسم طبیعیّ آلیّ من جهة ما یدرك الجزئیّات و یتحرّك بالإرادة (جر، ت، 263، 15)

نفس رحمانی‌

- النفس الرحمانیّ عبارة عن الوجود العامّ المنبسط علی الأعیان عینا و عن الهیولی الحاملة بصور الموجودات. و الأوّل مرتّب علی الثانی سمّی به تشبیها بنفس الإنسان المختلف بصور الحروف مع كونه هواء ساذجا فی نفسه و عبّر عنه بالطبیعة. عند الحكماء سمّیت الأعیان كلمات تشبیها بالكلمات اللفظیّة الواقعة علی النفس الإنسانیّ بحسب
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 922
المخارج. و أیضا كما تدلّ الكلمات علی المعانی العقلیّة كذلك تدلّ أعیان الموجودات علی موجدها و أسمائه و صفاته و جمیع كمالاته الثابتة له بحسب ذاته و مراتبه. و أیضا كلّ منها موجود بكلمة كن فأطلق الكلمة علیها إطلاق اسم السبب علی المسبّب (جر، ت، 264، 11)

نفس سمائیة

- أما نفس السماء، فهی: إما صاحب إرادة جزئیة. أو صاحب إرادة كلّیة متعلّق بها، لینال ضربا من الاستكمال، إن كان، و فیه سرّ (س، أ 2، 137، 3)- إنّ من القوی الساریة فی الأجسام الفعّالة فیها ما یفعل أفعالها و یحرّك علی نهج واحد إلی جهة واحدة من غیر شعور و لا معرفة و هی الطبیعة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة من غیر رویّة و لا معرفة و لا شعور أیضا و هی النفس النباتیة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة و علی أنحاء متفنّنة مع شعور و معرفة و رویّة و هی النفس الحیوانیة، و لبعض هذه الإحاطة بحقائق الموجودات علی سبیل الفكرة و البحث و هی النفس الناطقة الإنسانیة. و منها ما یفعل و یحرّك علی سنن واحد بإرادة متّجهة علی سنّة واحدة لا تتعدّاها مع معرفة و رویّة و تسمّی نفسا سمائیة (بغ، م 1، 302، 10)

نفس شهوانیة

- إنّ النفس الشهوانیة لا یلیق بها محبة الرئاسة و القهر و الغلبة (ص، ر 3، 269، 15)- أتمّ حالات النفس الشهوانیة بأن تكون موجودة أبدا تتناول شهواتها و تتمتّع بلذّاتها التی هی مادة وجود أشخاصها من غیر عائق و لا تنغیص (ص، ر 3، 270، 15)

نفس عاقلة

- أمّا النفس العاقلة الإنسانیة، المسمّاة عندهم (الفلاسفة) بالناطقة، و المراد بالناطقة العاقلة لأنّ النطق أخصّ ثمرات العقل فی الظاهر، فنسبت إلیه. فلها قوّتان: قوة عالمة و قوة عاملة، و قد تسمّی كل واحدة عقلا و لكن باشتراك الاسم. فالعاملة: قوة هی مبدأ محرّك لبدن الإنسان، إلی الصناعات المرتّبة الإنسانیة المستنبط ترتیبها بالرویّة الخاصة بالإنسان.
و أمّا العالمة: فهی التی تسمّی النظریة، و هی قوة من شأنها أن تدرك حقائق المعقولات المجرّدة عن المادة و المكان و الجهة، و هی القضایا الكلّیة. التی یسمّیها المتكلّمون" أحوالا" مرة، و" وجوها" أخری، و یسمّیها الفلاسفة" الكلّیات المجرّدة" (غ، ت، 181، 16)- إنّ النفس العاقلة تقوی علی تعقّل ما تشاء من الصور العددیة و التراكیب غیر المتناهیة فی ذواتها، و مهما ازدادت من ذلك زادت قوّتها، فقوّتها غیر متناهیة و القوة الغیر المتناهیة لا تنتصف (بغ، م 1، 358، 12)

نفس العالم‌

- إنّ نفس العالم نفس واحدة كما أنّ جسمه جسم واحد بجمیع أفلاكه و كواكبه و أركانه و مولداته (ص، ر 1، 224، 6)

نفس عاملة

- العاملة (النفس) قوة هی مبدأ تحرك لبدن الإنسان إلی الأفاعیل الجزئیة الخاصة بالرویّة علی مقتضی آراء تخصّها إصلاحیة، و لها اعتبار
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 923
بالقیاس إلی القوة الحیوانیة النزوعیة و اعتبار بالقیاس إلی القوة الحیوانیة المتخیّلة و المتوهّمة و اعتبار بالقیاس إلی نفسها (س، ن، 163، 21)

نفس غاذیة

- النفس الغاذیة … هی ضرورة قوة فاعلة (ش، ن، 37، 14)- مما قیل أیضا فی النفس الغاذیة أن آلة هذه القوة هی الحرارة الغریزیة (ش، ن، 39، 22)

نفس غضبیة

- إنّ النفوس المتجسّدة لما كانت ثلاثة أنواع كما قالت الحكماء و الفلاسفة صارت معشوقاتها أیضا ثلاثة أنواع: فمنها النفس النباتیة الشهوانیة و عشقها یكون نحو المأكولات و المشروبات و المناكح، و منها النفس الغضبیة الحیوانیة و عشقها یكون نحو القهر و الغلبة و حب الرئاسة، و منها النفس الناطقة و عشقها یكون نحو المعارف و اكتساب الفضائل (ص، ر 3، 263، 7)

نفس فلكیة

- قوی تفعل … بآلات- و لا بأنحاء متفرّقة بل بإرادة متّجهة إلی سنّة واحدة لا تتعدّاها و تسمّی نفسا فلكیة (س، ن، 100، 22)- نفسنا لیست علّة لوجود جسمنا، و لا نفس الفلك بمجرّدها علّة لوجود جسمه عندكم، بل هما موجودان بعلّة سواهما، فإذا جاز وجودهما قدیما جاز الّا تكون لهما علّة (غ، ت، 131، 5)- القوة التی یصدر عنها فعل واحد علی سنة واحدة مع الشعور بذلك الفعل و ذلك هو النفس الفلكیة (ر، م، 381، 14)- النفس الفلكیة، و إن كانت كمالا أولا لجسم طبیعی آلی، إلّا أنّ ما یصدر عنها من أفاعیل الحیاة، أعنی الإدراك و الحركة الإرادیة، حاصل لها بالفعل دائما. بخلاف النفوس الأرضیة، فإنّها لیست دائما فی التغذیة و التنمیة و التولید، و لا فی الحركة و الإدراك بالفعل (ط، ت، 314، 16)- أمّا النفس الفلكیة فهی كمال أول لجسم طبیعی ذی إدراك و حركة دائمین (ط، ت، 315، 5)

نفس قدسیة

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 9)- النفس القدسیّة هی التی لها ملكة استحضار جمیع ما یمكن للنوع أو قریبا من ذلك علی وجه یقینیّ و هذا نهایة الحدس (جر، ت، 264، 6)- النفس القدسیّة هی ملكة انتقالیّة من الضروریّات إلی النظریّات وفقه أو قریبا من الدفع به (جر، ت، 264، 9)

نفس الكل‌

- نفس الكل علی قیاس عقل الكل جملة الجواهر الغیر الجسمانیة التی هی كمالات مدبّرة للأجسام السماویة المحرّكة لها علی سبیل الاختیار العقلی (س، ح، 15، 8)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 924

نفس كلّیة

- كل نفس جزئیة تكون أكثر معلومات و أحكم مصنوعات فهی أقرب إلی النفس الكلیة لقرب نسبتها إلیها و شدّة شبهها بها (ص، ر 1، 317، 11)- إنّ النفس الكلّیة هی روح العالم (ص، ر 2، 113، 77)- إنّ للنفس قوی كثیرة منبثّة فی فضاء الأفلاك و أطباق السماوات و أركان الأمهات و فی الحیوانات و النبات موكّلة بحفظ الخلیقة و مرتبة لصلاح البریة، و هم ملائكة اللّه جلّ اسمه و خالص عباده و صفوته من بریّته لا یعصون اللّه ما أمرهم و یفعلون ما یؤمرون من غیر خطاب و لا كلام (ص، ر 3، 18، 15)- إنّ الإنسان لما كان أكمل الموجودات و أتمّ الكائنات التی تحت فلك القمر، و كان جسمه جزءا من أجزاء العالم بأسره، و كان هذا الجزء أشبه الأشیاء بجملته، صارت نفس الإنسان أیضا أشبه النفوس الجزئیة بالنفس الكلیة التی هی نفس العالم بأسره و صار حكم سریان قوی نفسه و أفعالها فی بنیة جسده مماثلة لسریان قوی النفس الكلیة فی جمیع العالم (ص، ر 3، 22، 3)- إنّ الإنسان لما كان أكمل الموجودات، و أتمّ الكائنات التی تحت فلك القمر، و كان جسمه جزءا من أجزاء العالم بأسره، و كان هذا الجزء أشبه الأشیاء بجملته، صارت نفس الإنسان أیضا أشبه النفوس الجزئیة بالنفس الكلیة التی هی نفس العالم بأسره و صار حكم سریان قوی نفسه و أفعالها فی بنیة جسده مماثلة لسریان قوی النفس الكلیة فی جمیع العالم (ص، ر 3، 22، 3)- ربطت النفس الكلیة بالجسم الكلّی المطلق الذی هو جملة العالم من أعلی فلك المحیط إلی منتهی مركز الأرض و هی ساریة فی جمیع أفلاكه و أركانه و مولّداته و مدبّرة لها و محرّكة بإذن اللّه تعالی و تقدّس (ص، ر 3، 54، 11)- إنّ النفس الكلّیة إنّما هی قوة روحانیة فاضت من العقل بإذن الباری جلّ ثناؤه (ص، ر 3، 191، 13)- إنّ النفس الكلیة رتبتها فوق الفلك المحیط، و قواها ساریة فی جمیع أجزاء الفلك و أشخاصه بالتدبیر و الصنائع و الحكم، و فی كل ما یحوی الفلك من سائر الأجسام، و إنّ لها فی كل شخص من أشخاص الفلك قوة مختصّة به مدبّرة له مظهرة منه أفعالها. و إنّ تلك القوة تسمّی نفسا جزئیة لذلك الشخص. مثال ذلك القوة المختصّة بجرم زحل المدبّرة له المظهرة منه و به و أفعالها یسمّی نفس زحل (ص، ر 3، 192، 8)- إنّ للنفس الكلیة التی هی فوق الفلك المحیط قوة مختصّة ساریة فی جمیع الأجسام التی دون فلك القمر و هی مدبّرة، لها متصرّفة فیها، مظهرة بها. و منها أفعالها و یسمیها الفلاسفة و الأطباء طبیعة الكون و الفساد، و یسمّیها الناموس ملكا من الملائكة، و هی نفس واحدة و لها قوی كثیرة منبثّة فی جمیع أقسام الحیوان و النبات و المعادن و الأركان الأربعة من لدن فلك القمر إلی منتهی مركز الأرض (ص، ر 3، 193، 2)- واجب الحكمة أفاض الجود و الفضائل منه كما یفیض من عین الشمس النور و الضیاء، و دام ذلك الفیض منه متصلا متواترا غیر منقطع، فیسمّی أول ذلك الفیض العقل الفعّال و هو جوهر بسیط روحانی نور محض فی غایة التمام و الكمال و الفضائل، و فیه صور جمیع الأشیاء،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 925
كما تكون فی فكر العالم صور المعلومات.
و فاض من العقل الفعّال فیض آخر دونه فی الرتبة یسمّی العقل المنفعل و هی النفس الكلّیة و هی جوهرة روحانیة بسیطة قابلة للصور و الفضائل من العقل الفعّال علی الترتیب و النظام، كما یقبل التلمیذ من الأستاذ التعلیم. و فاض من النفس أیضا فیض آخر دونها فی الرتبة یسمّی الهیولی الأولی، و هی جوهرة بسیطة روحانیة قابلة من النفس من الصور و الأشكال بالزمان شیئا بعد شی‌ء (ص، ر 3، 198، 1)- إذا قلنا النفس الكلّیة فإنّما نعنی بها نفس العالم بأسرها (ص، ر 3، 212، 3)- النفس الكلّیة كالواحد، و البسیطة كالآحاد و الجنسیة كالعشرات، و النوعیة كالمئات، و الأنفس الجزئیة الشخصیة كالألوف- و هی التی تختصّ بتدبیر جزئیات الأجسام و الأنفس النوعیة مؤیّدة لها. و الجنسیة مؤیّدة للنوعیة و النفوس البسیطة مؤیّدة للجنسیة (ص، ر 3، 215، 7)- النفس الكلّیة التی هی نفس العالم مؤیّدة للنفوس البسیطة، و العقل الكلّی مؤیّد للنفس الكلّیة، و الباری- جلّ ثناؤه- مؤیّد للعقل الكلّی فهو مبدعها كلّها و مبدّر لها من غیر ممازجة لها و لا مباشرة (ص، ر 3، 215، 11)- النفس الكلّیة هی فیض فاض من العقل الكلّی الذی هو أول فیض فاض من الباری جلّ و عزّ و هی كلها تسمّی موجودات أولیة (ص، ر 3، 228، 8)- الهیولی الأولی هی صورة روحانیة فاضت من النفس الكلّیة، و النفس الكلّیة أیضا هی صورة روحانیة فاضت من العقل الكلّی الذی هو أول موجود أوجده الباری عزّ و جلّ (ص، ر 3، 230، 20)- إنّ النفس الكلّیة هی جوهرة روحانیة فاضت من العقل الذی أشارت إلیه الفلاسفة، و أنّها كالهیولی الموضوع له لما یفیض علیها من الصور و الفضائل و الخیرات لتكلم هی، و أنّها كالصانع المصوّر للجسم بما تنقش فیه من الصور و الأشكال لتتمّه بذلك (ص، ر 3، 235، 17)- إنّ النفس الكلّیة هی صورة فیها جمیع الصور كما أنّ الجسم الكلّی شكل فیه جمیع الأشكال، غیر أنّ الصور فی ذات النفس لا تتراكم و لا تتزاحم لأنّها جوهرة روحانیة لطیفة حیة علّامة فعّالة (ص، ر 3، 235، 21)- سترجع النفس الكلیة إلی عالمها الروحانی و محلّها النورانی و حالتها الأولی التی كانت علیها قبل تعلّقها بالجسم (ص، ر 3، 333، 14)- النفس الكلّی هو المعنی المقول علی كثیرین مختلفین بالعدد، فی جواب ما هو التی كل واحد منها نفس خاصّة لشخص (س، ح، 15، 7)- النفس الكلّیة (هی) المحرّكة للفلك الأقصی، كما تحرّك نفسنا جسمنا (س، ف، 189، 17)- إنّ النفس الكلّیة إذا أقبلت علی الجسم یسمّی إقبالها نفسا إنسانیّا (غ، ع، 47، 2)

نفس كلّیة فلكیة

- إنّ الباری جلّ ثناؤه أول شی‌ء اخترعه و أبدعه من نور وحدانیته جوهر بسیط یقال له العقل الفعّال، كما أنشأ الاثنین من الواحد بالتكرار، ثم أنشأ النفس الكلّیة الفلكیة من نور العقل كما أنشأ الثلاثة بزیادة الواحد علی الاثنین، ثم أنشأ الهیولی الأولی من حركة النفس، كما أنشأ الأربعة بزیادة الواحد علی الثلاثة، ثم أنشأ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 926
سائر الخلائق من الهیولی و رتّبها بتوسّط العقل و النفس، كما أنشأ سائر العدد من الأربعة بإضافة ما قبلها إلیها (ص، ر 1، 29، 2)- إنّ النفس الكلیة الفلكیة هی علّامة بالفعل و الأنفس الجزئیة علامة بالقوة (ص، ر 1، 317، 9)

نفس محرّكة

- أما النفس المحرّكة فإنّها … جسمانیة مستحیلة و متغیّرة و لیست مجرّدة عن المادة، بل نسبتها إلی الفلك نسبة النفس الحیوانیة التی لنا إلینا، إلّا أنّ لها أن تعقل بوجه ما تعقّلا مشوبا بالمادة، و بالجملة تكون أوهامها أو ما یشبه الأوهام صادقة و تخیّلاتها أو ما یشبه التخیّلات حقیقیة، كالعقل العملی فینا (س، شأ، 387، 4)

نفس مریدة

- النفس المریدة متحرّكة بذاتها فی متصوّراتها و ملحوظاتها و عزائمها و إراداتها حركة بذاتها هی العلّة فی تحریكها الأبدان بحسب تلك الإرادات و هی حركة غیر ناقلة و لا محرّكة من مكان إلی مكان بل حركة من الذات بالذات و علی ما فیها بالعرض (بغ، م 2، 172، 21)

نفس مطمئنة

- النفس المطمئنة كما لها عرفان الحق الأول بإدراكها، فعرفانها الحق الأول تنزیه قدسه علی ما یتجلّی له و هو اللذة القصوی (ف، ف، 7، 14)- النفس المطمئنة ستحاط معنی من اللذة الخفیّة علی ضرب من الاتصال فتری الحق و تبطل من ذاتها فإذا رجعت إلی ذاتها و آلت لها عرفت (ف، ف، 7، 16)- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 9)

نفس ملكیة

- النفس الملكیة لا یلیق بها محبة الأجساد و الكون مع الأجسام اللحمیة و الدمویة، بل الذی یلیق بها محبة فراق الأجساد و الارتقاء إلی ملكوت السماء و السیحان فی سعة فضاء الأفلاك و التنسّم من ذلك الروح و الریحان المذكور فی القرآن (ص، ر 3، 269، 17)- القوة الفاعلة بالقصد و الاختیار الأحدی الجهة و النسبة مخصوصة باسم النفس الملكیة (س، ف، 49، 5)

نفس منمّیة

- كل جسم طبیعی له نوع من العظم مخصوص و به یكمل وجوده كما یظهر ذلك فی كثیر من النبات و فی الحیوان. و ذلك المقدار لم یعط من أوّل تكوّنه إذ لم یكن كانت له قوة یتحرّك بها إلی ذلك النحو من العظم. و هذه هی النفس المنمّیة (ج، ن، 56، 7)

نفس ناطقة

- أما القوی الطبیعیة و الأخلاق الغریزیة التی تشبه القبائل و الشعوب فهی ثلاثة أجناس: فمنها قوی النفس النباتیة و نزعاتها و شهواتها فضائلها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 927
و رذائلها و مسكنها الكبد و أفعالها تجری مجری الأوراد إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الحیوانیة و حركاتها و أخلاقها و حواسها و فضائلها و رذائلها و مسكنها القلب و أفعالها تجری مجری العروق الضوارب إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الناطقة و تمییزاتها و معارفها و فضائلها و رذائلها و مسكنها الدماغ و أفعالها تجری مجری الأعصاب إلی سائر أطراف الجسد (ص، ر 2، 325، 15)- إنّ النفوس المتجسّدة لما كانت ثلاثة أنواع كما قالت الحكماء و الفلاسفة صارت معشوقاتها أیضا ثلاثة أنواع: فمنها النفس النباتیة الشهوانیة و عشقها یكون نحو المأكولات و المشروبات و المناكح، و منها النفس الغضبیة الحیوانیة و عشقها یكون نحو القهر و الغلبة وحب الرئاسة، و منها النفس الناطقة و عشقها یكون نحو المعارف و اكتساب الفضائل (ص، ر 3، 263، 8)- من أتمّ حالات النفس الناطقة أن تكون موجودة أبدا مدركة لحقائق الأشیاء متصوّرة لها ملتذّة بها مسرورة فرحانة بلا عائق و لا تنغیص (ص، ر 3، 270، 20)- إنّ العقل للإنسان- إذا تبیّن- لیس هو شی‌ء سوی النفس الناطقة إذا تصوّرت رسوم المحسوسات فی ذاتها میّزت بفكرها بین أجناسها و أنواعها و أشخاصها، و عرفت جواهرها و أعراضها، و جرّبت أمور الدنیا و اعتبرت تصاریف الأیام بین أهلها (ص، ر 3، 394، 10)- من الحیوان الإنسان: یختصّ بنفس إنسانیة تسمّی نفسا ناطقة، إذ كان أشهر أفعالها و أوّل آثارها الخاصّة بها النطق. و لیس یعنی بقولهم (الفلاسفة): نفس ناطقة أنّها مبدأ المنطق فقط، بل جعل هذا اللفظ لقبا لذاتها (س، ع، 40، 17)- أما الذی یخصّها (النفس الناطقة)- و هو الإدراك- فهو التصوّر للمعانی الكلّیة (س، ع، 41، 10)- الشی‌ء فی الإنسان الذی تصدر عنه هذه الأفعال (المدركة) یسمّی نفسا ناطقة، و له قوّتان:
إحداهما معدّة نحو العمل و وجهها إلی البدن و بها یمیّز بین ما ینبغی أن یفعل و بین ما لا ینبغی أن یفعل، و ما یحسن و یقبح من الأمور الجزئیة- و یقال له العقل العملیّ، و یستكمل فی الناس بالتجارب و العادات، و الثانیة قوّة معدّة نحو النظر و العقل الخاص بالنفس و وجهها إلی فوق، و بها ینال الفیض الإلهی.
و هذه القوة قد تكون بعد بالقوة لم تفعل شیئا و لم تتصوّر، بل هی مستعدّة لأن تعقل المعقولات، بل هی استعداد ما للنفس نحو تصوّر المعقولات- و هذا یسمّی العقل بالقوة و العقل الهیولانی. و قد تكون قوة أخری أخرج منها إلی الفعل، و ذلك بأن تحصل للنفس المعقولات الأولی علی نحو الحصول الذی نذكره، و هذا یسمّی العقل بالملكة. و درجة ثالثة هی أن تحصل للنفس المعقولات المكتسبة فتحصل النفس عقلا بالفعل، و نفس تلك المعقولات تسمّی عقلا مستفادا. و لأنّ كل ما یخرج من القوة إلی الفعل فإنّما یخرج بشی‌ء یفیده تلك الصورة، فإذن العقل بالقوة إنّما یصیر عقلا بالفعل بسبب یفیده المعقولات و یتّصل به أثره، و هذا الشی‌ء هو الذی یفعل العقل فینا. و لیس شی‌ء من الأجسام بهذه الصفة. فإذن هذا الشی‌ء عقل بالفعل و فعّال فینا فیسمّی عقلا فعّالا، و قیاسه من عقولنا قیاس
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 928
الشمس من أبصارنا (س، ع، 42، 15)- أما النفس الناطقة الإنسانیة فتنقسم قواها إلی قوة عاملة و قوة عالمة. و كل واحدة من القوتین تسمّی عقلا باشتراك الاسم أو تشابهه (س، شن، 37، 7)- إنّ القوی الحیوانیة تعین النفس الناطقة فی أشیاء منها: أن یورد الحسّ من جملتها علیها الجزئیات فتحصل لها من الجزئیات أمور أربعة: أحدها انتزاع الذهن الكلیات المفردة عن الجزئیات علی سبیل تجرید لمعانیها عن المادة و علائق المادة و لواحقها … و الثانی إیقاع النفس مناسبات بین هذه الكلیات المفردة علی مثل سلب أو إیجاب … و الثالث تحصیل المقدمات التجربیة، و هو أن نجد بالحسّ محمولا لازم الحكم لموضوع ما كان حكمه إیجابا أو سلبا أو تالیا موجب الاتصال أو مسلوبه أو موجب العناد أو مسلوبه …
و الرابع الأخبار التی یقع بها التصدیق لشدّة التوتر (س، شن، 197، 4)- عند (النفس) الناطقة یقف ترتّب وجود الجواهر العقلیة، و هی المحتاجة إلی الاستكمال بالآلات البدنیة، و ما یلیها من الإضافات العالیة (س، أ 2، 238، 1)- لما كانت النفس الناطقة التی هی موضوع ما للصور المعقولة، غیر منطبعة فی جسم تقوم به، بل إنّما هی ذات آلة بالجسم، فاستحالة الجسم عن أن یكون آلة لها، و حافظا للعلاقة معها بالموت، لا یضرّ جوهرها، بل یكون باقیا بما هو مستفید الوجود من الجواهر الباقیة (س، أ 2، 242، 3)- إذا كانت النفس الناطقة قد استفادت ملكة الاتصال بالعقل الفعّال، لم یضرها فقدان الآلات، لأنّها تعقل بذاتها … لا بآلتها (س، أ 2، 244، 3)- إنّ النفس الناطقة، إذا عقلت شیئا، فإنّما تعقل ذلك الشی‌ء باتّصالها بالعقل الفعّال (س، أ 2، 270، 3)- من الحیوان الإنسان یختصّ بنفس إنسانیة تسمّی نفسا ناطقة إذ كان أشهر أفعالها و أول آثارها الخاصة بها النطق. و لیس یعنی بقولهم (الفلاسفة) النفس الناطقة أنّها مبدأ النطق فقط، بل جعل هذا اللفظ لفظا یدلّ به علی ذاتها. و لها خواص منها ما هو من باب الإدراك و منها ما هو من باب الفعل و منها ما هو من باب الانفعال (س، ر، 31، 4)- إنّ فی الإنسان قوة تباین به سائر الحیوان و غیره و هی المسمّاة بالنفس الناطقة و هی موجودة فی جمیع الناس علی الإطلاق (س، ر، 121، 10)- أما النفس الناطقة الإنسانیة فتنقسم قواها أیضا إلی قوة عاملة، و قوة عالمة. و كل واحدة من القوتین تسمّی عقلا باشتراك الاسم (س، ف، 63، 1)- إنّ النفس الناطقة كمالها الخاص بها أن تصیر عالما عقلیّا مرتسما فیها صورة الكل، و النظام المعقول فی الكل، و الخیر الفائض فی الكل، مبتدئا من مبدأ الكل، و سالكا إلی الجواهر الشریفة التی هی مبدأ لها الروحانیة المطلقة، ثم الروحانیة المتعلقة نوعا ما فی الأبدان، ثم الأجسام العلویة بهیئاتها و قواها، ثم كذلك حتی تستوفی فی نفسها هیئة الوجود كله، فتنقلب عالما معقولا موازیا للعالم الموجود كله، مشاهدا لما هو الحسن المطلق، و الخیر المطلق، و الجمال الحق، و متّحدا به، و منتقشا بمثاله و هیئته، و منخرطا فی سلكه، و صائرا فی جوهره (س، ف، 130، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 929
- لا شكّ أنّ نوع الحیوان الناطق یتمیّز من غیر الناطق بقوة بها یتمكّن من تصوّر المعقولات، و هذه القوة هی المسمّاة بالنفس النطقیة. و قد جرت العادة بتسمیتها العقل الهیولانی، أی العقل بالقوة، تشبیها لها بالهیولی. و هذه القوة فی النوع الإنسانی كافة. و لیس لها فی ذاتها شی‌ء من الصور المعقولة، بل یحصل فیها ذلك بضربین من الحصول، أحدهما بإلهام إلهی من غیر تعلّم و لا استفادة من الحواس، كالمعقولات البدیهیة، مثل اعتقادنا أنّ الكل أعظم من الجزء، و أنّ النقیضین لا یجتمعان فی شی‌ء واحد معا، فالعقلاء البالغون مشتركون فی نیل هذه الصور. و الثانی باكتساب قیاسی، و استنباط برهانی، كتصوّر الحقائق المنطقیة، مثل الأجناس و الأنواع، و الفصول و الخواص، و الألفاظ المفردة و المركّبة بالضروب المختلفة من التركیب، و القیاسات المؤلّفة الحقیقیة و الكاذبة (س، ف، 168، 4)- النفس الناطقة إذا أقبلت علی العلوم سمّی فعلها عقلا، و سمّیت بحسبه عقلا نظریّا (س، ف، 170، 19)- الجوهر الذی تحلّ فیه الصورة العقلیة الكلّیة جوهر روحانی غیر موصوف بصفات الأجسام، و هو الذی نسمّیه بالنفس الناطقة (س، ف، 174، 3)- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 9)- أما النفس الناطقة الإنسانیة فتنقسم قواها أیضا إلی قوة عاملة و قوة عالمة و كل واحدة من القوتین تسمّی عقلا باشتراك الاسم (س، ن، 163، 20)- إنّ محل المعقولات أعنی النفس الناطقة لیس بجسم (س، ن، 183، 9)- النفس الناطقة فیه (الإنسان) كالأمیر یدبّر و یسوس و یرعی و یأمر و ینهی و یمحو ما یشاء و یثبت، و هی خلیفة اللّه فی الأرض البدن، و حكمة اللّه علی القالب الكثیف، و حجّة اللّه علی العبد الضعیف، و صراط اللّه الممدود بین البهیمیة التی هی الشرّ المحض، و بین الملائكیة التی هی الخیر الصرف (غ، ع، 37، 6)- أمّا النفس الناطقة، فلبعدها عن الهیولی تبقی بحال واحدة لا ضدّ عندها إلّا أنّها تتكثّر (ج، ر، 141، 6)- إنّ من القوی الساریة فی الأجسام الفعّالة فیها ما یفعل أفعالها و یحرّك علی نهج واحد إلی جهة واحدة من غیر شعور و لا معرفة و هی الطبیعة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة من غیر رویّة و لا معرفة و لا شعور أیضا و هی النفس النباتیة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة و علی أنحاء متفنّنة مع شعور و معرفة و رویّة و هی النفس الحیوانیة، و لبعض هذه الإحاطة بحقائق الموجودات علی سبیل الفكرة و البحث و هی النفس الناطقة الإنسانیة. و منها ما یفعل و یحرّك علی سنن واحد بإرادة متّجهة علی سنّة واحدة لا تتعدّاها مع معرفة و رویّة و تسمّی نفسا سمائیة (بغ، م 1، 302، 9)- النفس الناطقة التی هی عقل الإنسان تعقل ذاتها (بغ، م 1، 357، 14)- إنّ النفس الناطقة التی هی محل المعقولات و لو كانت قوة جسمانیة لحلّت معقولاتها الجسم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 930
الذی هو محلّها فامتنع علیها إدراك المتضادّین و جمعهما فی التصوّر معا، و نفس الإنسان تعقل المتضادّین معا و تقیس أحدهما إلی الآخر و تحكم علیهما (بغ، م 1، 357، 16)- إنّ النفس الناطقة أیضا تعلم العلم المجرّد الكلّی الذی لا ینقسم، فلو كانت جسمانیة لقد كان العلم الكلّی یحلّ محلّها الذی هو الجسم المنقسم و ما لا ینقسم لا یحلّ فی منقسم (بغ، م 1، 357، 21)- قالوا (الفلاسفة) إنّ النفس الناطقة التی هی نفس الإنسان هی عقل هیولانی و عقل بالقوة و من شأنها أن تصیر عقلا بالفعل إذا تصوّرت بصور المعلومات و قبل ذلك فهی نفس محرّكة للبدن، فكأنهم سمّوها عقلا هیولانیّا لكونها تكتسب الصور بعد ما لم تكن حاصلة لها و فیها (بغ، م 2، 142، 13)- إذا ظهر أن الإنسان خلق من أجل أفعال مقصودة به، فظهر أیضا أن هذه الأفعال یجب أن تكون خاصة، لأنّا نری أن واحدا واحدا من الموجودات إنما خلق من أجل الفعل الذی یوجد فیه، لا فی غیره، أعنی الخاص به. و إذا كان ذلك كذلك فیجب أن تكون غایة الإنسان فی أفعاله التی تخصّه دون سائر الحیوان، و هذه أفعال النفس الناطقة. و لما كانت النفس الناطقة جزءین: جزء عملی و جزء علمی، وجب أن یكون المطلوب الأول منه هو أن یوجد علی كماله فی هاتین القوتین، أعنی الفضائل العملیة و الفضائل النظریة، و أن تكون الأفعال التی تكسب النفس هاتین الفضیلتین هی الخیرات و الحسنات، و التی تعوقها هی الشرور و السیئات (ش، م، 240، 11)- النفس الناطقة … یظنّ بها من بین قوی النفس أنها تفارق (ش، ن، 33، 14)- وجود النفس الناطقة أیضا فی هیولی هو من جهة الضرورة، فنسبة النفس الناطقة هنا إلی ما دونها من الصور هی نسبة الناطقة إلی العقل المستفاد و نسبة الحاسة و نسبة المتشابهة الأجزاء إلی الغاذیة هی نسبة الهیولی أیضا إلی الصورة، و هی بعینها نسبة صور المتشابهة الأجزاء إلی الاسطقسّات من الإنسان (ش، ما، 168، 17)- النفس الناطقة جوهر بسیط و لو كان مركّبا من مقوّمات فلا تبلغ كثرتها إلی أن تساوی كثرة أفاعیلها الغیر المتناهیة (ر، م، 352، 9)- إنّ النفس الناطقة هی المحل للتعقّلات و الإدراكات الكلّیة. و السبب الفیاض لتلك الإدراكات جوهر مفارق مجرّد عن المادة و لواحقها (ر، م، 354، 21)- النفس الناطقة غنیّة فی أفعالها عن البدن فتكون غنیّة فی ذاتها عنه (ر، ل، 108، 19)- إنّ النفس الناطقة للإنسان إنّما توجد فیه بالقوة، و إنّ خروجها من القوة إلی الفعل إنّما هو بتجدّد العلوم و الإدراكات عن المحسوسات أولا ثم ما یكتسب بعدها بالقوة النظریة إلی أن یصیر إدراكا بالفعل و عقلا محضا فتكون ذاتا روحانیة و یستكمل حینئذ وجودها (خ، م، 339، 24)- النفس الناطقة هی الجوهر المجرّد عن المادّة فی ذواتها مقارنة لها فی أفعالها و كذا النفوس الفلكیّة. فإذا سكنت النفس تحت الأمر و زائلها الاضطراب بسبب معارضة الشهوات سمّیت مطمئنّة، و إذا لم یتمّ سكونها و لكنّها صارت موافقة للنفس الشهوانیّة و متعرّضة علیها سمّیت لوّامة لأنّها تلوم صاحبها عن تقصیرها فی عبادة مولاها و إن تركت الاعتراض، و إذا عنت
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 931
و أطاعت لمقتضی الشهوات و دواعی الشیطان سمّیت أمّارة (جر، ت، 263، 19)- قالوا (الفلاسفة): النفس الناطقة للإنسان، لكونها فی جوهرها من عالم التجرّد، كان ینبغی لها أن ینتقش فیها صور الكائنات، كما فی النفوس الفلكیة. لكن لانهماكها فی التفكّر فیما تورده الحواس علیها من المشتهیات و المستكرهات، و فرط اشتغالها بجذب الأولی و دفع الثانیة، خلت عنها (ط، ت، 292، 7)- استدلّوا (الفلاسفة) علی أنّ النفس الناطقة الإنسانیة مجرّدة بوجوه: بعضها یدلّ علی أنّها لیست هی البدن و لا جزءا منه، و لا المزاج، إذ كل واحد منها ممّا توهّمه بعض. و بعضها یدلّ علی أنّها لیست جسما و لا جسمانیة مطلقا (ط، ت، 323، 4)

نفس نباتیة

- تكون الحركات متساویة- عن غیر إرادة- و تسمّی (نفسا نباتیة). أو حركة مع إرادة، أو علی لون واحد، أو ألوان كثیرة كیف ما كانت، و تسمّی (النفس الحیوانیة) و (النفس الفلكیة).
و الحركة تتصل بها أشیاء تسمّی (زمانا) و مقطع الزمان یسمی (آنا) (ف، ع، 10، 9)- أما القوی الطبیعیة و الأخلاق الغریزیة التی تشبه القبائل و الشعوب فهی ثلاثة أجناس: فمنها قوی النفس النباتیة و نزعاتها و شهواتها فضائلها و رذائلها و مسكنها الكبد و أفعالها تجری مجری الأوراد إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الحیوانیة و حركاتها و أخلاقها و حواسها و فضائلها و رذائلها و مسكنها القلب و أفعالها تجری مجری العروق الضوارب إلی سائر أطراف الجسد. و منها قوی النفس الناطقة و تمییزاتها و معارفها و فضائلها و رذائلها و مسكنها الدماغ و أفعالها تجری مجری الأعصاب إلی سائر أطراف الجسد (ص، ر 2، 325، 11)- إنّ النفوس المتجسّدة لما كانت ثلاثة أنواع كما قالت الحكماء و الفلاسفة صارت معشوقاتها أیضا ثلاثة أنواع: فمنها النفس النباتیة الشهوانیة و عشقها یكون نحو المأكولات و المشروبات و المناكح، و منها النفس الغضبیة الحیوانیة و عشقها یكون نحو القهر و الغلبة وحب الرئاسة، و منها النفس الناطقة و عشقها یكون نحو المعارف و اكتساب الفضائل (ص، ر 3، 263، 6)- القوی النفسانیة تنقسم بالقسمة الأولی أقساما ثلاثة: أحدها النفس النباتیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یتولّد و ینمی و یغتذی، و الغذاء جسم من شأنه أن یتشبّه بطبیعة الجسم الذی قیل إنّه غذاؤه فیزید فیه مقدار ما یتحلّل أو أكثر أو أقل. و الثانی النفس الحیوانیة، و هی الكمال الأول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یدرك الجزئیات و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة، و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما ینسب إلیه أنه یفعل الأفاعیل الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی، و من جهة ما یدرك الأمور الكلّیة (س، شن، 32، 5)- للنفس النباتیة قوی ثلاث: الغاذیة … و القوة المنمّیة … و القوة المولّدة (س، شن، 33، 2)- القوة الفاعلة بالتسخیر فعلا متكثر الجهة و النوع مخصوصة باسم النفس النباتیة (س، ف، 49، 2)- قوی تفعل فی الأجسام أفعالها من تحریك أو تسكین و حفظ نوع و غیرها من الكمالات
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 932
بتوسّط آلات و وجوه مختلفة. فبعضها یفعل ذلك دائما من اختیار و لا معرفة فیكون نفسا نباتیة. و لبعضها القدرة علی الفعل و تركه و إدراك الملائم و المنافی فیكون نفسا حیوانیة. و لبعضها الإحاطة بحقائق الموجودات علی سبیل الفكرة و البحث فیكون نفسا إنسانیة (س، ن، 100، 17)- النفس كجنس واحد ینقسم بضرب من القسمة إلی ثلاثة أقسام: أحدها النباتیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یتولّد و یربو و یتغذی … و الثانی النفس الحیوانیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلیّ من جهة ما یدرك الجزئیات و یتحرّك بالإرادة. و الثالث النفس الإنسانیة و هی كمال أول لجسم طبیعی آلی من جهة ما یفعل الأفعال الكائنة بالاختیار الفكری و الاستنباط بالرأی. و من جهة ما یدرك الأمور الكلیة (س، ن، 158، 10)- تسمّی تلك الصورة نفسا نباتیة، و هی التی تكون فی النجم، و فی الشجر. و هذه النفس (النباتیة) لها ثلاثة أفعال: أحدها: التغذیة بقوة مغذیة. و الثانی: التنمیة بقوة منمیّة. و الثالثة:
التولید بقوة مولّدة (غ، م، 346، 9)- إنّ من القوی الساریة فی الأجسام الفعّالة فیها ما یفعل أفعالها و یحرّك علی نهج واحد إلی جهة واحدة من غیر شعور و لا معرفة و هی الطبیعة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة من غیر رویّة و لا معرفة و لا شعور أیضا و هی النفس النباتیة. و منها ما یحرّك إلی جهات مختلفة و علی أنحاء متفنّنة مع شعور و معرفة و رویّة و هی النفس الحیوانیة، و لبعض هذه الإحاطة بحقائق الموجودات علی سبیل الفكرة و البحث و هی النفس الناطقة الإنسانیة. و منها ما یفعل و یحرّك علی سنن واحد بإرادة متّجهة علی سنّة واحدة لا تتعدّاها مع معرفة و رویّة و تسمّی نفسا سمائیة (بغ، م 1، 302، 6)- النمو، هو الزیادة بواسطة القوة النامیة، و هی التی تزید فی أقطار الجسم، أعنی الطول و العرض و العمق، علی التناسب الطبیعی، بما تدخل فی أجزائه من الغذاء. فهذان الفعلان عامان للنبات و الحیوان، و هما لا محالة صادران عن صورة مشتركة لهما، و هی المعبّر عنها بالنفس النباتیة (طف، ح، 52، 16)- النفس النباتیّ هو كمال أوّل لجسم طبیعیّ آلیّ من جهة ما یتولّد و یزید و یغتذی و المراد بالكمال ما یكمل به النوع فی ذاته و یسمّی كمالا أوّلا كهیئة السیف للحدیدة أو فی صفاته، و یسمّی كمالا ثانیا كسائر ما یتبع النوع من العوارض مثل القطع للسیف و الحركة للجسم و العلم للإنسان (جر، ت، 263، 10)

نفس نزوعیة

- إنّ النفس النزوعیة تشتاق الشی‌ء الدائم، و الشی‌ء من حیث هو دائم. و یسمّی هذا الاشتیاق نشاطا و عدم هذا الاشتیاق هو الكسل و الملل و ما شاكل هذه (ج، ر، 100، 18)- النفس النزوعیة لا تنزع إلی المتضادّات معا (ش، ته، 313، 15)

نفس نوعیة

- النفس الكلّیة كالواحد، و البسیطة كالآحاد و الجنسیة كالعشرات، و النوعیة كالمئات، و الأنفس الجزئیة الشخصیة كالألوف- و هی التی تختصّ بتدبیر جزئیات الأجسام و الأنفس النوعیة مؤیّدة لها. و الجنسیة مؤیّدة للنوعیة و النفوس البسیطة مؤیّدة للجنسیة (ص، ر 3، 215، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 933

نفسی‌

- النفسی عبارة عمّا یقبل التغیّر (غ، م، 272، 23)

نفوس‌

- إنّ النفوس تتشوّق إلی أن تعلم الأمور التی ینتفع بها فی الضروریّ (ف، ط، 66، 7)- النفوس كلّها محتاجة فی ذاتها إلی أن تستكمل بالفعل و هی مستعدة لذلك استعدادا قریبا أو بعیدا (ف، ت، 13، 8)- إنّ الدنیا كالمیدان و الأجساد خیل عتاق و النفوس السابقة إلی الخیرات فرسان و اللّه تعالی الملك الجوّاد المجازی (ص، ر 3، 61، 20)- إنّ النفوس منقسمة: إلی ما یحتاج إلی التعلیم، و إلی ما یستغنی عنه. و المحتاج إلی التعلیم:
منه ما یؤثّر فیه التعلیم، و إن طال تعبه، و منه ما یتعلّم سریعا (غ، م، 382، 8)- لأنّ النفوس مختلفة فی طبائعها و ذواتها و ملكاتها و حالاتها الغریزیة و الاكتسابیة، فلذلك تختلف مؤثّراتها و مكروهاتها و شرورها و خیراتها (بغ، م 1، 427، 22)- أقول (البغدادی): إنّ النفوس قد ثبت من حالها أنّها جواهر غیر جسمانیة، هی قوی فعّالة بذواتها مستغنیة فی الوجود عن البدن و فی نفس الفعل الصادر عنها من الإدراكات التی تخصّها … فهی باقیة لا تموت بموت الأبدان و مفارقتها (بغ، م 1، 440، 3)- اللّه تبارك و تعالی أوجد موجودات بأسباب سخّرها لها من خارج، و هی الأجسام السماویة، و بأسباب أوجدها فی ذوات تلك الموجودات، و هی النفوس و القوی الطبیعیة حتی انحفظ بذلك وجود الموجودات، و تمت الحكمة (ش، م، 204، 19)

نفوس أرضیة

- النفس الفلكیة، و إن كانت كمالا أول لجسم طبیعی آلی، إلّا أنّ ما یصدر عنها من أفاعیل الحیاة، أعنی الإدراك و الحركة الإرادیة، حاصل لها بالفعل دائما. بخلاف النفوس الأرضیة، فإنّها لیست دائما فی التغذیة و التنمیة و التولید، و لا فی الحركة و الإدراك بالفعل (ط، ت، 314، 18)

نفوس إنسانیة

- النفوس الإنسانیة إذا أخذت من القوة الخیالیة مبادئ علومها حتی لا تحتاج فی شی‌ء مما تحاول معرفته إلی أخذ مبادیه من القوة الخیالیة تكون قد استكملت، و إذا فارقت كانت متخصّصة الاستعداد لقبول فیض العقل الفعّال (ف، ت، 13، 13)- النفوس الإنسانیة مخرجها من القوة إلی الفعل فی المعقولات عقل (ب، م، 15، 19)- لما كانت النفوس الإنسانیة مختلفة فی جواهرها و خواصّها الذاتیة و فی ملكاتها و أحوالها الاكتسابیة و العرضیة، فمنها الشریفة و الخسیسة و القویة و الضعیفة و الخیّرة و الشریرة و الحكیمة و الجاهلة (بغ، م 1، 431، 19)

نفوس البالغین‌

- نفوس الصبیان عاقلة بالقوة و نفوس البالغین عاقلة بالفعل، و نفوس العقلاء علامة بالقوة و نفوس العلماء علامة بالفعل. و العلماء نفوسهم فلسفیة بالقوة و الفلاسفة نفوسهم حكماء بالفعل (ص، ر 3، 63، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 934

نفوس جزئیة

- إنّ النفوس الجزئیة یفضّل بعضها علی بعض بإحدی هذه الخصال الأربع: إحداها معارفها التی استفادتها بكونها مع الجسد، و الثانیة أخلاقها … و الثالثة آراؤها التی اعتقدتها.
و الرابعة أعمالها التی اكتسبتها (ص، ر 3، 35، 20)

نفوس حیوانیة

- النفس الإنسانیة إنما عقل ذاتها لأنها مجرّدة و النفوس الحیوانیة غیر مجرّدة فلا یعقل ذاتها لأنّ عقلیة الشی‌ء هو تجریده عن المادة.
و النفس إنما تدرك بواسطة آلات الأشیاء المحسوسة و المتخیّلة، و أما الكلّیات و العقلیات فإنها تدركها بذاتها و نفسها (ف، ت، 12، 15)- إن من القوی الفعّالة فی الأجسام و بها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات … و هی القوی الخاصة بالأجسام الإنسانیة و تسمّی نفوسا ناطقة. و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و یشعر بأفعالها و حركاتها … و هی القوی الموجودة فی باقی الحیوانات و تسمّی نفوسا حیوانیة.
و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و تشعر بأفعالها و حركاتها …
و هی القوی الموجودة فی النبات و تسمی نفوسا نباتیة. و منها ما یقدر علی تفنّن الأفعال و الحركات بل تفعل علی نهج واحد و تشعر بأفعالها … و هی القوی الموجودة فی باقی الأجسام الطبیعیة و تسمّی طبائع و قوی طبیعیة (بغ، م 1، 298، 17)

نفوس زكیة و خبیثة

- لما كان الوحی قد أنذر فی الشرائع كلها بأن النفس باقیة، و قامت البراهین عند العلماء علی ذلك، و كانت النفوس یلحقها، بعد الموت، أن تتعرّی من الشهوات الجسمانیة، فإن كانت زكیة تضاعف زكاؤها بتعرّیها من الشهوات الجسمانیة، و إن كانت خبیثة زادتها المفارقة خبثا، لأنها تتأذّی بالرذائل التی اكتسبت، و تشتدّ حسرتها علی ما فاتها من التزكیة عند مفارقتها البدن لأنها لیست یمكنها الاكتساب إلا مع هذا البدن (ش، م، 241، 6)

نفوس الصبیان‌

- نفوس الصبیان عاقلة بالقوة و نفوس البالغین عاقلة بالفعل، و نفوس العقلاء علّامة بالقوة و نفوس العلماء علّامة بالفعل. و العلماء نفوسهم فلسفیة بالقوة و الفلاسفة نفوسهم حكماء بالفعل (ص، ر 3، 63، 21)

نفوس العقلاء

- نفوس الصبیان عاقلة بالقوة و نفوس البالغین عاقلة بالفعل، و نفوس العقلاء علّامة بالقوة و نفوس العلماء علّامة بالفعل. و العلماء نفوسهم فلسفیة بالقوة و الفلاسفة نفوسهم حكماء بالفعل (ص، ر 3، 63، 22)

نفوس العلماء

- نفوس الصبیان عاقلة بالقوة و نفوس البالغین عاقلة بالفعل، و نفوس العقلاء علّامة بالقوة و نفوس العلماء علّامة بالفعل. و العلماء نفوسهم فلسفیة بالقوة و الفلاسفة نفوسهم حكماء بالفعل (ص، ر 3، 63، 22)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 935

نفوس فلكیة

- النفوس الفلكیة … لا یعتریها شاغل، و لا یستغرقها همّ و ألم و إحساس، فعرفت جمیع الأشیاء (غ، ت، 163، 18)- إنّ النفوس الفلكیة عالمة بآثار حركاتها فی هذا العالم، و عندها علم كلّی بهذه الأشیاء كأنّها شرطیات، أنّه إذا كان كذا كان كذا، فأی نقطة وصلت إلیه فعلمت الوصول و لازمه، و صار كاستثناء الشرطیة (سه، ل، 148، 11)

نفوس مادیة

- النفوس المادیّة هی صور مادیّة (ف، ت، 10، 13)

نفوس متجسّدة

- إنّ النفوس المتجسّدة لما كانت ثلاثة أنواع كما قالت الحكماء و الفلاسفة صارت معشوقاتها أیضا ثلاثة أنواع: فمنها النفس النباتیة الشهوانیة و عشقها یكون نحو المأكولات و المشروبات و المناكح، و منها النفس الغضبیة الحیوانیة و عشقها یكون نحو القهر و الغلبة و حب الرئاسة، و منها النفس الناطقة و عشقها یكون نحو المعارف و اكتساب الفضائل (ص، ر 3، 263، 5)

نفوس ناطقة

- إن من القوی الفعّالة فی الأجسام و بها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات … و هی القوی الخاصة بالأجسام الإنسانیة و تسمّی نفوسا ناطقة. و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و یشعر بأفعالها و حركاتها … و هی القوی الموجودة فی باقی الحیوانات و تسمّی نفوسا حیوانیة.
و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و تشعر بأفعالها و حركاتها …
و هی القوی الموجودة فی النبات و تسمّی نفوسا نباتیة. و منها ما یقدر علی تفنّن الأفعال و الحركات بل تفعل علی نهج واحد و تشعر بأفعالها … و هی القوی الموجودة فی باقی الأجسام الطبیعیة و تسمّی طبائع و قوی طبیعیة (بغ، م 1، 298، 14)- أمّا النفوس الناطقة فإنّ الأبدان كانت شرائط فی حدوثها لأنّها كانت فی جوهریتها غنیة عن تلك المواد و لهذا لم تنطبع فیها أصلا (ر، م، 154، 5)

نفوس نباتیة

- النفوس النباتیة لیست هی صورا مادیّة إذ هی غیر منطبعة فی المادة (ف، ت، 10، 13)- إن من القوی الفعّالة فی الأجسام و بها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات … و هی القوی الخاصة بالأجسام الإنسانیة و تسمّی نفوسا ناطقة. و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و یشعر بأفعالها و حركاتها … و هی القوی الموجودة فی باقی الحیوانات و تسمّی نفوسا حیوانیة.
و منها ما یقدر علی أصناف من الأفعال و فنون من الحركات و تشعر بأفعالها و حركاتها …
و هی القوی الموجودة فی النبات و تسمّی نفوسا نباتیة. و منها ما یقدر علی تفنّن الأفعال و الحركات بل تفعل علی نهج واحد و تشعر بأفعالها … و هی القوی الموجودة فی باقی الأجسام الطبیعیة و تسمّی طبائع و قوی طبیعیة (بغ، م 1، 298، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 936

نفی‌

- لا واسطة بین النفی و الإثبات (ر، م، 20، 8)

نفی المماثلة

- نفی المماثلة یفهم منه شیئان: أحدهما أن یعدم الخالق كثیرا من صفات المخلوق، الثانی أن توجد فیه صفات للمخلوق علی جهة أتم و أفضل بما لا یتناهی فی العقل (ش، م، 169، 9)

نفی و إثبات‌

- لا یمكن أحدا أن ینخدع … فی أن النفی و الإثبات هما شی‌ء واحد بعینه مثل ما حكی عن ابروقلیطس أنه كان یری هذا الرأی (ش، ت، 349، 15)

نقصان‌

- الزیادة هی تباعد نهایات الجسم عن مركزه، و النقصان عكس ذلك (ص، ر 2، 10، 17)

نقض‌

- النقض وجود العلّة بلا حكم (جر، ت، 265، 18)- إنّ معنی النقض جریان الدلیل بجمیع مقدّماته فی شی‌ء، مع تخلّف الحكم عنه (ط، ت، 77، 1)

نقطة

- النقطة كیفیة فی الخط و هو مثل التربیع لأنها حالة للخط المتناهی (ف، ت، 11، 19)- الوحدة فاعلة للعدد فلذلك هی جزء له، و النقطة لیست فاعلة للخط فلذلك لیست هی بجزء له (ف، ت، 12، 4)- النقطة فی الجوهر صورة (تو، م، 156، 16)- الفرق بین الوحدة و النقطة أنّ الوحدة هی نقطة ما لا وضع لها، و النقطة هی وحدة ما لها وضع. فالوحدة هی مبدأ الواحدیة و هی الكمّ المنفصل بمنزلة العدد المؤتلف من الوحدات التی تجتمع من غیر اتّصال أحداتها بالأخری.
و النقطة هی مبدأ الكمّ المتّصل بمنزلة الخط الذی یتّصل أجزاؤه بعضها ببعض بحدّ مشترك هی النقطة. فالنقطة إذا هی وحدة ما لها وضع، و الواحد هو نقطة ما لا وضع لها (تو، م، 279، 8)- النقطة عبارة عن طرف الخط و منقطعه (غ، م، 167، 1)- النقطة نهایة الخط، و توجد معه، لأن الخط ساكن، فیمكن أن نتوهّم نقطة هی مبدأ لخط، و لیست نهایة لآخر (ش، ته، 64، 17)- النقطة فی الكمیة و الكیفیة غیر منقسمة و لكنها ذات وضع، و هذا هو مبدأ العدد و لیس بعدد (ش، ما، 114، 13)

نقطتان‌

- كل نقطتین متقابلتین فرضتا فی الخط الواصل من أحدهما إلی الثانی بمركز الكرة فإنه یمكن أن یكونا قطبین (ش، ته، 47، 14)

نقلة

- النقلة إنّما هی للجسم، و النقلة أفضل أنواع الحركات و أشرفها (جا، ر، 519، 6)- أما الحركة التی تسمّی النقلة فهی عند جمهور الناس الخروج من مكان إلی مكان آخر (ص، ر 2، 10، 19)- النقلة خروج من مكان إلی مكان (ص، ر 3، 361، 20)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 937
- الحركة التی تكون من أین إلی أین تسمّی نقلة (س، ع، 19، 1)- لما كانت التغییرات أربعة: أما التغییر الذی یكون فی الجوهر و هو الذی یسمّی الكون المطلق و الفساد المطلق، و أما التغییر الذی فی الكیف و هو الذی یكون فی الكیفیة الانفعالیة و هو الذی یسمّی استحالة، و أما الذی یكون فی الكم و هو الذی یسمّی نموّا و نقصا، و أما الذی فی الأین و هو المسمّی نقلة، وجب أن یكون كل ما یتغیّر إنما یتغیّر من الأضداد التی فی كل واحد من هذه الأصناف الأربع (ش، ت، 1437، 12)- كلّما كان من الأشیاء السرمدیة و هی التی هی غیر كائنة متحرّكا بحركة النقلة فله مادة غیر أنه لیست مادة الكائنة لكن مادة التی تتحرّك من أین إلی أین و هی النقلة (ش، ت، 1447، 11)- النقلة هی أول الحركات (ش، ت، 1610، 14)

نقیض‌

- الموجبة و السالبة أعمّ اقتسامها الصدق و الكذب من العدم و الملكة، لأن العدم إنما یقتسم الصدق و الكذب مع الملكة إذا كان الموضوع لهما موجودا أو محدودا. و النقیض یقتسم الصدق و الكذب وجد الموضوع أو لم یوجد علی ما تبیّن فی كتاب المنطق (ش، ت، 1313، 2)- إن النقیض هو عدم لیس فی قابل مخصوص (ش، ت، 1314، 2)

نقیضان‌

- إن النقیضین لا یجتمعان و إلّا لم یمكن أن یكون برهان علی شی‌ء و لا قیاس (ش، ت، 351، 6)

نقیضة

- أما النقیضة فلیس لها متوسّط البتة فإن النقیضة مقابلة بالوضع أحد جزأیها أیّها كان حاضرا أبدا و لیس لها متوسّط البتة (ش، ت، 1350، 4)

نمو

- أما النمو فإنّه لا یكون إلّا بزیادة ما، و لا كل زیادة (س، شط، 140، 4)- أمّا النموّ: فهو عبارة عن زیادة الجسم بالغذاء، فی أقطاره الثلاثة علی التناسق اللائق بالنامی، حتی ینتهی إلی منتهی النشوء، مع التفاوت الذی یلیق به، أعنی فیما ینخفض من أجزاء النامی، و یرتفع و یستدیر، و یستطیل. و القوة التی یلیق لها هذا الفعل تسمّی منمّیة، فإنّ هذه القوی لا تدرك بالحسّ، بل یستدلّ علیها بالفعل، إذ كل فعل فلا بدّ له من فاعل فیشتق لها الاسم من الفعل (غ، م، 346، 17)- النمو، هو الزیادة بواسطة القوة النامیة، و هی التی تزید فی أقطار الجسم، أعنی الطول و العرض و العمق، علی التناسب الطبیعی، بما تدخل فی أجزائه من الغذاء فهذان الفعلان عامان للنبات و الحیوان، و هما لا محالة صادران عن صورة مشتركة لهما، و هی المعبّر عنها بالنفس النباتیة (طف، ح، 52، 13)- النمو إنما یكون فی الصورة لا فی المادة، و لكن هو فی الصورة من جهة ما هی ذات كمیّة (ش، سك، 99، 21)- النمو إنما یكون بالاختلاط أولا بالواجب ما صیّرت الطبیعة فی أعضاء الحیوان رطوبة أصلیة مبثوثة فیها قد استنقعت بها الأعضاء كما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 938
یستنقع الفتیل بالزیت، لأن الاختلاط إنما یكون للأجسام الرطبة السریعة الاتحاد (ش، سك، 100، 2)- الفرق بین النمو و بین التغذّی فهو أنّ الذی یرد من خارج إذا كان بقدر ما یتحلّل سمّی تغذّیا، و إذا كان أكثر منه سمّی نموّا، و إذا كان أنقص سمّی ذبولا و اضمحلالا (ش، سك، 101، 11)- النمو … ضده هو الاضمحلال (ش، ن، 40، 2)- إذا ازداد الجسم بسبب اتّصال جسم آخر به:
فإمّا أن تكون الزیادة مداخلة فی أجزاء المزید علیه أو متشبّهة بطبیعته، و إمّا أن لا تكون كذلك. فالأول هو النموّ و ضدّه هو الذبول و ربما یشبه ذلك بالسمن و الهزال (ر، م، 573، 6)

نمو و نقص‌

- لما كانت التغییرات أربعة: أما التغییر الذی یكون فی الجوهر و هو الذی یسمّی الكون المطلق و الفساد المطلق، و أما التغییر الذی فی الكیف و هو الذی یكون فی الكیفیة الانفعالیة و هو الذی یسمّی استحالة، و أما الذی یكون فی الكم و هو الذی یسمّی نموّا و نقصا، و أما الذی فی الأین و هو المسمّی نقلة، وجب أن یكون كل ما یتغیّر إنما یتغیّر من الأضداد التی فی كل واحد من هذه الأصناف الأربع (ش، ت، 1437، 12)

نهایات علیا

- النهایات العلیا هی نهایات الجسم السماوی و نهایة النار، أما نهایة الجسم السماوی فالنار، و أما نهایة النار فالهواء (ش، سط، 64، 6)

نهایة

- النهایة هی ما به یصیر الشی‌ء ذو الكمیة إلی حیث لا یوجد وراءه شی‌ء منه (س، ح، 30، 3)- إنّ البدایة و النهایة تقالان لحدّ الشی‌ء و طرفه و اختلافهما باعتبار المعتبر و تسمیة المسمّی، فأیهما فرض منه مبدأ فالآخر منتهی (بغ، م 1، 81، 9)- یقول (أرسطو) إن من یضع الأسباب التی علی طریق الغایة غیر متناهیة فهو یرفع العقل العملی ضرورة، و ذلك أن العقل إنما یفعل ما یفعله فی كل وقت بسبب شی‌ء آخر من الأشیاء و ذلك الشی‌ء هو الذی من قبله صار الفعل متناهیا، و ذلك أن النهایة هی الغایة المقصودة بالأفعال و إلّا كان الفعل عبثا (ش، ت، 34، 5)- أما النهایة فتقال علی معان: أحدها آخر كل واحد من الأعظام مثل السطوح التی هی آخر الجسم و الخطوط التی هی آخر السطوح و النقط التی هی نهایة الخطوط … و یقال النهایة علی الذی لیس خارجه شی‌ء حتی یكون هو أول الشی‌ء الداخل فیه مثل ما نقول إن الفلك و جمیع أجزائه داخلة فیه … و یقال إن الصورة نهایة الذی هی فیه و نهایة المركّب المجموع من الموضوع و الصورة مثل ما نقول إن صورة الإنسان هی نهایة مادته و نهایة الإنسان الذی هو مجموع الصورة و المادة … و أیضا النهایة تقال علی الشی‌ء الذی إذا بلغته الأشیاء المتكوّنة كفّت حركة التكوّن لا الذی منه ابتدأت هذه الحركة … و ربما قیل اسم النهایة علی غایة الحركة و مبدئها … و تقال النهایة علی السبب الذی من أجله وجد الشی‌ء فإن الغایة نهایة لكل ما قبل الغایة. و تقال النهایة أیضا علی ماهیّة الشی‌ء و علی جوهر الشی‌ء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 939
و علی القول الدالّ علی جوهر كل واحد من الأشیاء (ش، ت، 628، 15)- إن عدد المعانی التی یقال علیها الابتداء یقال علیها اسم النهایة لأن المبدأ نهایة ما و أنها مع هذا تقال أعم مما یقال علیها المبدأ (ش، ت، 630، 13)- إذا لم یكن هنالك نهایة فلا كثرة هنالك و لا قلة (ش، ته، 35، 22)- النهایة و المبدأ غیر ما هو له مبدأ و نهایة (ش، سط، 104، 13)

نهی‌

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 11)

نور

- النور ینقسم إلی ما هو هیئة لغیره- و هو النور العارض،- و إلی نور لیس هو هیئة لغیره- و هو النور المجرّد و النور المحض (سه، ر، 107، 12)- إنّ كلّ نور مشار إلیه فهو نور عارض، فإن كان نور محض، فلا یشار إلیه و لا یحلّ جسما، و لا یكون له جهة أصلا (سه، ر، 110، 9)- إنّ النور هو الظاهر فی حقیقة نفسه المظهر لغیره بذاته، و هو أظهر فی نفسه من كلّ ما یكون الظهور زائدا علی حقیقته (سه، ر، 113، 6)- النور ینقسم إلی نور فی نفسه لنفسه، و إلی نور فی نفسه و هو لغیره. و النور العارض عرفت أنّه نور لغیره، فلا یكون نورا لنفسه و إن كان نورا فی نفسه، لأنّ وجوده لغیره (سه، ر، 117، 4)- النور المحض حیّ، و كلّ حیّ فهو نور محض (سه، ر، 117، 9)- النور كلّه فی نفسه لا یختلف حقیقته إلّا بالكمال و النقصان و بأمور خارجة، فإنّه إن كان له جزءان و كلّ واحد غیر نور فی نفسه، كان جوهرا غاسقا أو هیئة ظلمانیّة، فالمجموع لا یكون نورا فی نفسه (سه، ر، 119، 13)- النور من حیث هو نور إن اقتضی، فلا یقتضی غیر النور، و لا یحصل منه نوران، فإنّ أحدهما غیر الآخر، فاقتضاء أحدهما لیس اقتضاء الآخر (سه، ر، 125، 11)- النور فیّاض لذاته، فعّال لماهیّته لا بجعل جاعل (سه، ر، 195، 13)- النور لما كان أشرف الموجودات وجب أن یمثّل به أشرف الموجودات (ش، م، 175، 8)- النور هو أشهر الموجودات عند الحس و التخیّل (ش، م، 190، 17)

نور الأنوار

- النور المجرّد الغنیّ واحد و هو نور الأنوار، و ما دونه یحتاج إلیه و منه وجوده، فلا ندّ له و لا مثل له. و هو القاهر لكلّ شی‌ء و لا یقهره و لا یقاومه شی‌ء إذ كلّ قهر و قوّة و كمال مستفاد منه (سه، ر، 122، 6)- نور الأنوار وحدانیّ لا شرط له فی ذاته، و ما سواه تابع له. و إذ لا شرط له و لا مضادّ له، فلا مبطل له، فهو قیّوم دائم. و لا یلحق نور الأنوار هیئة ما نوریّة كانت أو ظلمانیّة، و لا یمكن له
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 940
صفة بوجه من الوجوه (سه، ر، 122، 13)- نور الأنوار علّة وجود جمیع الموجودات و علّة ثباته، و كذا القواهر من الأنوار (سه، ر، 186، 8)

نور تام‌

- النور التامّ له فی نفسه أن یكون علّة للنور الناقص (سه، ر، 195، 14)

نور محض‌

- كلّ من كان له ذات لا یغفل عنها فهو غیر غاسق لظهور ذاته عنده، و لیس هیئة ظلمانیّة فی الغیر، إذ الهیئة النوریّة أیضا لیست نورا لذاتها فضلا عن الظلمانیّة. فهو نور محض مجرّد لا یشار إلیه (سه، ر، 111، 1)

نور مدبّر

- إنّ الإنسان مختصّ من بین سائر الحیوانات بقوة درّاكة للمعقولات، تسمّی تارة نفسا ناطقة، و تارة نفسا مطمئنّة، و تارة نفسا قدسیة، و تارة روحا روحانیة، و تارة روحا أمریّا، و تارة كلمة طیّبة، و تارة كلمة جامعة فاصلة، و تارة سرّا إلهیّا، و تارة نورا مدبّرا، و تارة قلبا حقیقیّا، و تارة لبّا، و تارة نهی، و تارة حجی (س، ف، 195، 10)

نوع‌

- النوع هو فی كل واحد من أشخاصه، إذ هو مقول علی كل واحد من أشخاصه قولا متواطئا (ك، ر، 128، 9)- النوع هو المقول علی كثیر مختلفین بالأشخاص، و هو كثیر، لأنّه ذو أشخاص كثیرة، و لأنّه مركّب من أشیاء أیضا، لأنّه مركّب من جنس و فصل، كنوع الإنسان الذی هو مركّب من حیّ و من ناطق و من میت (ك، ر، 128، 18)- النفس جوهر، و إذ هی جوهر، و هی جوهر النوع، فهی لا جسم: لأنّ النوع لا جسم، بل العامّ الذی یعمّ أشخاصه التی هی أجسام، إذ كانت أشخاص الحیّ أجساما (ك، ر، 267، 15)- إذا كان النوع یعطی أشخاصه اسمه و حدّه، فهو فی طبیعة شخصه، و شخصه إن كان جوهرا، فهو جوهر، و إن كان عرضا فهو عرض (ك، ر، 267، 19)- النوع إمّا أن یكون جسما، و إمّا أن یكون لا جسما، فإن كان النوع جسما، و الشخص جسم و النوع واحد باضطرار أو كثیر، و الشخص كثیر باضطرار، فإن كان النوع واحدا یعمّ الكثیر، و كان جسما، فهو فی كل واحد من أشخاصه إمّا بكلّیته و إمّا بجزئه (ك، ر، 268، 4)- النوع مركّب من أشیاء مختلفة، كالإنسان الذی هو مركّب من حیّ و ناطق و مائت، و كل واحد من جنسه و فصوله مركّب أیضا مما یحدّه، أعنی ممّا یجتمع حدّه منه، فإذن هو مختلف الأجزاء التی ركّب منها (ك، ر، 268، 9)- الذی سمّی نوعا لم یكن یجوز أن یسمّی جنسا أو بغیره من الألفاظ (ف، حر، 166، 20)- إنّ النوع قد یكون نوعا علی أنه یحاكی النوع من غیر أن یكون نوعا فیأخذ الآخذ المحاكی للنوع أو للجنس أو للحدّ علی أنّه فی الحقیقة كذلك علی مثال ما یأخذه الشعر (ف، حر، 174، 7)- النوع الذی تصوّر بجنسه: إمّا أن یتصوّر بأقرب أجناسه، و إمّا بجنس أبعد من أقرب أجناسه.
فإن كان إنّما یتصوّر بأقرب أجناسه و قرن حرف
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 941
" أیّ" بذلك- مثل أن نقول فی الإنسان" أیّ حیوان هو" و النخلة" أیّ شجر هی"- فإنّنا إنّما نطلب به ما ینحاز به عن سائر الأنواع القسیمة له (ف، حر، 182، 6)- النوع كل لفظة یشار بها إلی كثرة تعمّها صورة واحدة مثل قولك الإنسان و الفرس و الجمل و الغنم و البقر و السمك، و بالجملة كل لفظة تعمّ عدّة أشخاص متّفقة الصورة (ص، ر 1، 314، 3)- إذا عدم الجنس عدم جمیع أنواعه معه، و إذا عدم النوع عدم جمیع أشخاصه معه. و لیس من الضروری إذا وجد الشخص وجد النوع كلها و لا إذا وجد النوع وجد الجنس كله (ص، ر 1، 321، 1)- أما النوع فإنّه الطبیعة المتحصّلة فی الوجود و فی العقل جمیعا (س، شأ، 228، 4)- كل نوع یحتمل أن تكون له أشخاص كثیرة، فعاق عن ذلك عائق لازم طبیعی، فإنّه لا یوجد للأشخاص المحتملة أن تكون لذلك النوع اثنینیة و لا كثرة تعرض، بل یكون نوعه فی شخصه. أی لا یوجد من ذلك النوع إلّا شخص واحد (س، أ 1، 158، 3)- الجنس و النوع و الصنف یقال فی العرف اللغوی بمعنی واحد عند الجمهور و هو معنی الكلّی المطلق الذی یقال بالهوهو فیقال كذا و هو كذا كما یقال زید هو إنسان، و یحمل كما قیل حمل علی كما یقال الإنسان محمول علی زید و هو موصوف باسمه و معناه بعینه (بغ، م 2، 16، 18)- خصّ الفلاسفة بالجنس ما كان من الأوصاف الذاتیة الداخلة فی جواب ما هو، كما قالوا إنّ الجنس هو المقول علی الأنواع فی جواب ما هو. و خصّوا بالنوع ما كان فوقه جنس یعمّه و غیره أو ما كان مقولا علی الأشخاص التی لا تختلف بأوصاف تدخل فی تعریف ماهیّاتها (بغ، م 2، 16، 23)- بطریق النوع أن تكون العلل واحدا بعد آخر لا معا علی سبیل الأشیاء المنسوبة إلی النوع الواحد، أعنی أن یوجد منها واحد بعد آخر و جملة بعد جملة علی أنّ المتأخّر إذا وجد فسد المتقدّم (ش، ت، 18، 2)- ظهر من حدّ النوع أنه المعنی الموجود لكثیرین بالعدد من طریق ما كل واحد منها موجود (ش، ت، 69، 18)- لیس یوجد نوع هو فرد حتی إن أراد إنسان أن یعدّ لم یمكنه أن یعدّ من الأنواع ما هو أقل من زوج كما لا یمكنه أن یعدّ أكثر (ش، ت، 113، 7)- إن الأنواع من المضاف و إنها أمور لیست موجودة بذاتها إذ كان بیّنا من أمر المضاف أنه إنما یقال بالإضافة إلی شی‌ء و أنه إذا ارتفع الذی یضاف إلیه ارتفع. فأما أن الأنواع من المضاف فهو بیّن، من حدودها و ذلك أن النوع هو أخص كلّیین یلیق أن یجاب به فی جواب ما هو الشی‌ء كما قیل فی صناعة المنطق (ش، ت، 117، 11)- النوع هو معنی واحد بالصورة، و لذلك قیل فی حدّه إنه الكلّی المحمول علی كثیرین من طریق ما هو (ش، ت، 118، 3)- یجب أن یكون النوع متقدّما علی الجنس (ش، ت، 233، 3)- لا یوجد نوع من الأنواع یحدث عن الاتفاق و إنما یوجد فیه شی‌ء شبیه بما یحدث عن الاتفاق و هی الأنواع التی تحدث من ذاتها لا عن ما هو مثلها و لا شبیه بها (ش، ت، 841، 16)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 942
- إن النوع الواحد أو الجنس لا یظنّ به أنه یوجد فیه فصول متضادة مثل ما یوجد البیاض و السواد فی الإنسان (ش، ت، 946، 1)- لا شی‌ء أبعد من طباع الموجود الكائن الفاسد من طباع الموجود الأزلی، و إذا كان ذلك كذلك لم یصحّ أن یوجد نوع واحد مختلف بالأزلیة و عدم الأزلیة، كما یختلف الجنس الواحد بالفصول المقسّمة له. و ذلك أن تباعد الأزلی من المحدث أبعد من تباعد الأنواع بعضها من بعض المشتركة فی الحدوث (ش، ته، 239، 19)

نوع أخیر

- النوع الأخیر أحق بالتقدّم من كل ما فوقه، مثل الإنسان الذی ینقسم إلی كل واحد من الناس لا إلی أنواع كثیرة (ش، ت، 231، 17)

نوع إنسانی‌

- عند العقل المستفاد یتمّ الجنس الحیوانی، و النوع الإنسانی منه. و هناك تكون القوة الإنسانیة تشبّهت بالمبادئ الأولیة للوجود كله (س، ف، 67، 10)

نوع الأنواع‌

- سمّی الأخصّ الذی لا أخصّ منه" نوعا" بالإطلاق و" نوعا أخیرا" و" نوع الأنواع" (ف، حر، 167، 4)- النوع بالذات كثیر من جهة أشخاصه و من جهة تركیبه، و الوحدة التی له إنّما هی بالوضع من جهة لا ذاتیة، فلیست الوحدة له إذن بحقیقة، فهی إذن فیه بنوع عرضی، و العارض للشی‌ء من غیره، فالعرض أثر فی المعروض فیه، و الأثر من المضاف، فالأثر من مؤثّر، فالوحدة فی النوع أثر من مؤثّر اضطرارا، أیضا (ك، ر، 129، 1)

نوع بشری‌

- أفضل النوع البشری من أوفی الكمال فی حدس القوة النظریة، حتی استغنی عن المعلّم البشری أصلا (س، ف، 125، 4)

نوع الجوهر

- نوع الجوهر لا جسم، و هو جوهر (ك، ر، 269، 11)

نوم‌

- النوع هو ترك استعمال النفس للحواس جمیعا، فإنّا إذا لم نبصر، و لم نسمع، و لم نذق، و لم نشمّ، و لم نلمس، من غیر مرض عارض، و نحن علی طباعنا، فنحن نیام (ك، ر، 294، 13)- النوم بتكمیل الرسم هو ترك الحیّ الثابت علی طباعه فی الصّحة استعمال الحواس بالطبع (ك، ر، 295، 1)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 943

ه

هذر

- الهذر هو أن تكون العبارة زائدة علی المعنی فیلزم المحال من زیادة معنی علی معنی (ف، ط، 83، 4)

هل‌

- أمّا" هل" فإنّها باحثة عن الإنیّة فقط (ك، ر، 101، 7)

هل هو

- هل هو سؤال یبحث عن وجدان شی‌ء أو عن عدمه و الجواب نعم أو لا (ص، ر 1، 199، 3)

هندسة

- فضیلة العلوم و الصناعات إنما تكون بإحدی ثلاث: إمّا بشرف الموضوع، و إمّا باستقصاء البراهین، و إمّا بعظم الجدوی الذی فیه، سواء كان منتظرا أو محتضرا. إمّا ما یفضل علی غیره لعظم الجدوی الذی فیه فكالعلوم الشرعیة و الصنائع المحتاج إلیها فی زمان زمان و عند قوم قوم. و أمّا ما یفضل علی غیره لاستقصاء البراهین فیه فكالهندسة. و أما ما یفضل علی غیره لشرف موضوعه فكعلم النجوم. و قد تجتمع الثلاثة كلها أو الاثنان منها فی علم واحد كالعلم الإلهی (ف، فض، 1، 9)

هندسة حسیة

- إنّ النظر فی الهندسة الحسیة یؤدّی إلی الحذق فی الصنائع العملیة كلها، و النظر فی الهندسة العقلیة یؤدّی إلی الحذق فی الصنائع العلمیة، لأنّ هذا العلم هو أحد الأبواب التی تؤدّی إلی معرفة جوهر النفس التی هی جذر العلوم و عنصر الحكمة و أصل الصنائع العلمیة و العملیة جمیعا، أعنی معرفة جوهر النفس (ص، ر 1، 63، 13)- النظر فی علم الهندسة الحسیة یعین علی الحذق فی الصنائع، و النظر فی الهندسة العقلیة و معرفة خواص العدد و الأشكال یعین علی فهم كیفیة تأثیرات الأشخاص الفلكیة و أصوات الموسیقی فی نفوس المستمعین (ص، ر 1، 72، 5)

هندسة عقلیة

- الهندسة العقلیة … هی أحد أغراض الحكماء الراسخین فی العلوم الإلهیة المرتاضین بالریاضات الفلسفیة. و ذلك أنّ غرضهم فی تقدیم الهندسة بعد علم العدد هو تخریج المتعلّمین من المحسوسات إلی المعقولات و ترقیتهم لتلامیذهم و أولادهم من الأمور الجسمانیة إلی الأمور الروحانیة (ص، ر 1، 63، 9)- إنّ النظر فی الهندسة الحسیة یؤدّی إلی الحذق فی الصنائع العملیة كلها، و النظر فی الهندسة العقلیة یؤدّی إلی الحذق فی الصنائع العلمیة، لأنّ هذا العلم هو أحد الأبواب التی تؤدّی إلی معرفة جوهر النفس التی هی جذر العلوم و عنصر الحكمة و أصل الصنائع العلمیة و العملیة جمیعا، أعنی معرفة جوهر النفس (ص، ر 1، 63، 14)- النظر فی علم الهندسة الحسیة یعین علی الحذق
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 944
فی الصنائع، و النظر فی الهندسة العقلیة و معرفة خواص العدد و الأشكال یعین علی فهم كیفیة تأثیرات الأشخاص الفلكیة و أصوات الموسیقی فی نفوس المستعین (ص، ر 1، 72، 6)

هندسیات‌

- أمّا الهندسیات التی هی نظر فی الكمّ المتّصل فیرجع حاصله إلی بیان أنّ السماوات و ما تحتها إلی المركز كریّ الشكل، و بیان عدد طبقاتها، و بیان عدد الأكر المتحرّكة فی الأفلاك، و بیان مقدار حركاتها (غ، ت، 35، 14)

هو

- هو یسمّی رابطة و معناه بالحقیقة الوجود، و إنما یسمّی رابطة فإنه یربط بین المعنیین (ف، ت، 21، 13)- لفظة" هو" لیست باسم و لا كلمة فی العربیّة، و لذلك لا یمكن فیها أن نعمل منها مصدرا أصلا (ف، حر، 114، 15)- إن اسم الهویّة لیس هو شكل اسم عربی فی أصله و إنما اضطرّ إلیه بعض المترجمین فاشتق هذا الاسم من حرف الرباط، أعنی الذی یدل عند العرب علی ارتباط المحمول بالموضوع فی جوهره و هو حرف هو فی قولهم زید هو حیوان أو إنسان. و ذلك أن قول القائل إن الإنسان هو حیوان یدل علی ما یدل علیه قولنا الإنسان جوهره أو ذاته إنه حیوان. فلما وجدوا هذا الحرف بهذه الصفة اشتقوا منه هذا الاسم علی عادة العرب فی اشتقاقها اسما من اسم فإنها لا تشتق اسما من حرف فدل هذا الاسم علی ما یدل علیه ذات الشی‌ء. و اضطر إلی ذلك كما قلنا بعض المترجمین لأنه رأی أن دلالته فی الترجمة علی ما كان یدل علیه اللفظ الذی كان یستعمل فی لسان الیونانیین بدل الموجود فی لسان العرب بل هو أدل علیه من اسم الموجود (ش، ت، 557، 8)

هو هو

- الهو هو معناه الوحدة و الوجود فإذا قلنا زید هو كاتب معناه زید موجود كاتب (ف، ت، 21، 11)- مقابل الهو هو علی الإطلاق الغیر (س، شأ، 304، 6)- إنّ الشی‌ء إن كان واحدا فی نفسه، و اختلف لفظة أو نسبته، فیقال: هو هو، كما یقال:
اللیث هو الأسد. و یقال: زید هو ابن عمرو (غ، م، 185، 8)- من لواحق الواحد الهو هو، و هو أن یكون شی‌ء له اعتباران، فیشار إلیه أن ذا هذا الاعتبار بعینه هو ذو ذاك كما یقال: هذا الطویل هو هذا الأسود (سه، ل، 126، 6)- الهو هو یقابله الغیر (ش، ت، 321، 8)- إذا تبیّن أن الغیر یقال الهو هو، و الهو هو یقال علی أنحاء كثیرة، فبیّن أیضا أن الغیر یقال علی أنحاء كثیرة، و كذلك إذا كان الشبیه یقال علی أنحاء كثیرة فبیّن أن غیر المشابه یقال علی عدّتها (ش، ت، 1294، 7)- أما الهو هو و الغیر فإنها من المتقابلات بالوضع أی متی وضع أحدهما ارتفع الآخر. ثم قال (أرسطو) و بعضها إذا لم یكن العنصر و الكلمة واحدة یرید و بعض ما یقال فیه إنه غیر هو ما كان مغایرا فی العنصر و الصورة، و هذا هو مقابل الهو هو أی الواحد فی العنصر و الصورة (ش، ت، 1294، 11)- الغیر و الهو هو إنما یقابلان بین شیئین موجودین عند ما یضاف أحدهما إلی الآخر (ش، ت،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 945
1295، 14)- إن الغیر الذی یقابل الهو هو لیس من باب المضاف حتی یكون غیرا لشی‌ء مثل ما یكون المخالف مخالفا لشی‌ء و الموافق موافقا لشی‌ء … فإن كل ما كان موجودین فإما أن یكونا غیر و إما أن یكونا هو هو (ش، ت، 1298، 8)- الهو هو یقال علی عدة ما یقال علیه الغیر.
فنفس زید و عمرو هی: واحدة من جهة، كثیرة من جهة. كأنك قلت: واحدة من جهة الصورة، كثیرة من جهة الحامل لها (ش، ته، 41، 6)- الهو هو یقال علی جهات معادة للجهات التی یقال علیها الواحد، فمنه ما هو هو فی العدد و ذلك فیما كان له اسمان كقولنا إن محمدا هو أبو عبد اللّه، و بالجملة متی دلّ علی شی‌ء واحد بعلامتین، و منه ما هو فی النوع كقولنا أنك أنت أنا فی الإنسانیة، و منه ما هو هو فی الجنس كقولنا إن هذا الفرس هو هذا الحمار فی الحیوانیة، و منه ما هو هو بالمناسبة و بالموضوع و بالعرض (ش، ما، 48، 14)- الهو هو فی النوع الذی كان فی الجوهر قیل له مماثل، و إذا كان فی الكمیة قیل له مساو، و إذا كان فی الكیفیة قیل له شبیه (ش، ما، 48، 23)- إنه یقال هو هو فی الجنس و فی الصورة و الشخص إذا كان له اسمان أو نسبت دلالة اسمه إلی دلالة حدّه. و یقال غیر فی مقابلة هذه الأنواع و أن الهو هو فی النوع إذا كان فی الجوهر قیل فیه واحد علی عدد الأنواع التی یقال علیها هو هو و إذا كان فی الكمیة قیل له مساو و إذا كان فی الكیفیة قیل له شبیه (ش، ما، 121، 13)- إنّ الهو هو یستدعی الاتحاد من وجه و المغایرة من وجه آخر (ر، م، 62، 21)

هواء

- الهواء له طبقتان: طبقة حارة رطبة و هی المخصوصة باسم الهواء، و طبقة حارة یابسة و هی التی یطلق علیها أرسطو اسم النار (ش، سم، 36، 3)- أما النار فكمالها الفوق، و أما الأرض فكمالها المكان الأسفل و الأجسام التی بین هذه، أعنی الماء و الهواء كمالاتها أیضا فی الأینات التی بین هذه (ش، سم، 82، 23)- الهواء فیطفو فوق الماء و یرسب تحت النار (ش، سم، 85، 17)

هویات‌

- إن كان یمكن أن تعرف الهویّات بالصور التی تنعت بها الهویات، و الأجناس هی أوائل الصور، فالأجناس أوائل علم الهویّات (ش، ت، 223، 5)- جمیع الهویّات: إما واحدة، و إما كثیرة مركّبة من آحاد (ش، ت، 271، 13)- كانت الهویّات مختلفة من قبل أنه یوجد فی بعضها من الأسباب الأربعة ما لا یوجد فی بعض (ش، ت، 298، 8)- الهویّات التی تقال إنها بنوع العرض فعلی هذا تقال: إما لأن كلیهما لهویّة واحدة بعینها، و إما لأنها ماهیّة الهویّة، و إما لأنها و الشی‌ء الذی هی له و تقال علیه شی‌ء واحد بعینه. یرید (أرسطو) بالتی كلاهما لهویة واحدة مثل الأبیض و الموسیقوس اللذان یلفیان لشی‌ء واحد و هو الذی اتفق أن اجتمع فیه البیاض و الموسیقی. فقوله و إما لأنها و الشی‌ء الذی هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 946
له و تقال علیه شی‌ء واحد بعینه، یرید مثل قولنا الموسیقوس إنسان لأن الشی‌ء الذی یوجد له الموسیقی بالعرض و هو الإنسان الحامل لها هو و الإنسان العام واحد بعینه، و كذلك الأمر فی قولنا الإنسان الموسیقوس لأن معنی ذلك الإنسان هو الإنسان الذی عرض له أن یكون موسیقوس. و من شرط ما یقال فیه هو هو بالذات هو أن یكون اثنین بالذات من جهة و واحد بالذات من جهة، مثل قولنا كل إنسان حیوان فإن الإنسان بالذات مغایر للحیوان من جهة و هو هو بالذات من جهة (ش، ت، 554، 5)- أصناف الهویّات ثلاثة: الهویّة التی بالعرض، و التی فی النفس، و التی خارج النفس (ش، ت، 1401، 4)

هویات الأشیاء

- إنّ هویّات الأشیاء تحصل فی النفوس بطریق الحواس و ماهیّاتها بطریق الفكر و الرویّة (ص، ر 1، 350، 14)

هویة

- الأمور التی قبلنا لكل منها ماهیّة و هویّة و لیست ماهیّته هویّته و لا داخلة فی هویّته، و لو كانت ماهیّة الإنسان هویّته لكان تصوّرك ماهیّة الإنسان تصوّرا لهوّیته، فكنت إذا تصوّرت ما الإنسان تصوّرت هو الإنسان فعلمت وجوده و لكان كل تصوّر یستدعی تصدیقا. و لا الهویّة داخلة فی ماهیّة هذه الأشیاء و إلّا لكان مقوّما لا یستكمل تصوّر الماهیّة دونه و یستحیل رفعه عن الماهیّة توهّما، و كان قیاس الهویّة من الإنسان قیاس الجسمیّة و الحیوانیّة، و كان كما أن من یفهم الإنسان إنسانا لا یشك فی أنه جسم أو حیوان إذا فهم الجسم و الحیوان، كذلك لا یشك فی أنه موجود و لیس كذلك بل یشك ما لم یقم حس أو دلیل. فالوجود و الهویّة لما یلینا من الموجودات لیس من جملة المقوّمات فهو من العوارض اللازمة (ف، ف، 2، 2)- إذا لم تكن الهویّة للماهیّة التی لیست هی الهویّة عن نفسها فهی لها عن غیرها، فكل ما هویّته غیر ماهیّته و غیر المقوّمات فهویّته من غیره و تنتهی إلی مبدأ له مباینة للهویّة (ف، ف، 3، 12)- كما أنّ الاثنین متأخّرة الوجود عن الواحد كذلك الكمیّة متأخّرة الوجود عن الهویة، و الهویّة هی متقدّمة الوجود علی الكمیة و الكیفیة و غیرهما كتقدم الواحد علی الاثنین و الثلاثة و جمیع العدد (ص، ر 2، 5، 6)- إنّ الهویّة و الكمیّة و الكیفیّة كلها صور بسیطة معقولة غیر محسوسة فإذا تركت بعضها علی بعض صار بعضها كالهیولی و بعضها كالصورة، فالكیفیة هی صورة فی الكمیّة و الكمیّة هیولی لها، و الكمیّة هی صورة فی الهویّة و الهویّة هیولی لها، و المثال فی ذلك من المحسوسات أنّ القمیص صورة فی الثوب و الثوب هیولی له و الثوب صورة فی الغزل (ص، ر 2، 5، 9)- إن كان الواحد و الهویّة جنسا یعمّ المقولات العشر أی یقال علیها بتواطؤ، فلا یجب أن یكون للمقولات فصول تباین بها بعضها بعضا فی جمیع طبائعها ثم تكون طبیعة الجوهر و الكیف طبیعة واحدة (ش، ت، 226، 10)- لا یمكن أن یقال أن الواحد و الهویّة یدلّان علی جوهر واحد بالعدد (ش، ت، 270، 2)- إن بعضها (الأشیاء) یقال فیه إنه هویّة لأنه شی‌ء قائم بذاته و هو الجوهر، و بعضها یقال فیه إنه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 947
هویّة لأنه انفعال للجوهر، فإن التأثیرات یعنی بها القدماء الكیفیات الانفعالیة، و ربما عبّروا عنها بالآلام. و یعنی (أرسطو) بالطریق إلی الجوهر الحركة الكائنة فی الجوهر، فإن الحركة یقال فیها إنها هویّة و موجودة من قبل أنها طریق إلی الموجود الحقیقی (ش، ت، 305، 18)- إن الهویّة لها علم واحد (ش، ت، 309، 15)- إما أن یكون الواحد و الهویّة یدلّان علی معنی واحد من جمیع الجهات أعنی بالحدّ و الموضوع، و إما أن یكون كل واحد منهما منعكسا علی صاحبه و لازما له من قبل أنهما یدلّان علی طبیعة واحدة بالموضوع اثنان بالحدّ مثل الأول و العلّة (ش، ت، 311، 12)- إن القول بأن الواحد یدل علی كثرة هو قول جائز، و إن لم تكن الهویّة و الواحد یدلّان علی معنی واحد كلّی فی جمیع الأشیاء مقول بتواطؤ و لا كان أیضا مباینا لجمیع الأشیاء (ش، ت، 334، 6)- لما كان الهویّة و الموجود یقالان علی ما یقال علیه اسم الواحد، و كان اسم الواحد منه ما یقال علی ما هو واحد بالذات و واحد بالعرض، كان اسم الهویة هذه حاله (ش، ت، 553، 2)- الهویّة تقال بعضها بنوع العرض كقولنا إن العادل موسیقوس أی هو هو واحد بعینه، فإن هذه الوحدانیة هی بالعرض لكونهما عرض أحدهما للآخر و عرضا معا لموضوع واحد و هو الحامل مثلا للموسیقی و العدل. فهذا هو معنی النوع الواحد (ش، ت، 553، 5)- تقال الهویّة علی عدد ما تقال علیه المقولات أو علی عدد ما تدل علیه ألفاظ المقولات (ش، ت، 556، 9)- الهویّة تدل علی إنیّة الشی‌ء و حقیقته. فإنّا إذ قلنا إن الشی‌ء دللنا علی حقیقته، و إذا قلنا إنّه لیس دللنا علی أنه لیس بحق بل هو كذب (ش، ت، 559، 16)- بالهویّة هاهنا ما یدل علی الصدق إما مطلقا و إما مركّبا، أعنی بالمطلوب المفرد و المركّب إما فی القضیة المركّبة مثل قولنا زید هو موسیقوس أو زید لیس بموسیقوس، و فی المطلوب المطلق مثل قولنا هل زید هو أم لیس هو. و كذلك الكلمة الوجودیة تستعمل فی المطلوبین جمیعا، أعنی المطلق مثل قولنا هل زید موجود و فی المركّب مثل قولنا هل زید یوجد موسیقوس. و بالجملة فاسم الموجود و الهو هاهنا فی الموضعین إنما یدلّان علی الصادق لا علی الجنس، أعنی رباط هو و رباط یوجد فهو إنما دلّ فی المقول الأول علی الذی یستعمل فی القضیّة المطلقة، و فی الثانی علی الذی یستعمل فی القضیة المركّبة (ش، ت، 560، 5)- توجد الهویّة التی بالفعل و التی بالقوة فی الجوهر و الصورة، فإنّا نقول إن فی الحجر صورة هرمس بالقوة و الفعل: أما بالقوة فلأن طباعه أن یقبل صورة هرمس، و أما بالفعل فإذا قبلها (ش، ت، 563، 4)- إذ یقال اسم الموجود و الهویة علی المقولات العشر، فإن الهویّة الموضوعة لسائر الهویّات التسع هی قبل جمیع الهویّات، و الهویّة التی كان منها الجوهر هی أیضا قبل الجوهر، و كذلك الهویّة التی بالقوة یقال فیها إنها قبل الهویّة التی بالفعل (ش، ت، 576، 11)- أول أقسام الهویّة هی الهویّة التی بالذات و التی بالعرض (ش، ت، 699، 6)- إن الهویّة المطلقة تقال علی أنواع أقسامها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 948
الأول الهویّة التی بالعرض و التی بالذات، و ذلك أن أول القسمة هو هویّة أو لا هویّة و هو الباطل. ثم الهویّة منها ما هی بالعرض و منها ما هی بالذات، و التی بالذات تنقسم إلی المقولات العشر.. مثل الهویّة المقولة علی الجوهر و علی الكم و علی الكیف و علی الأین و علی متی و علی سائر المقولات (ش، ت، 717، 5)- تنقسم الهویّة أیضا سوی هذه القسمة (السابقة) إلی القوة و إلی الفعل (ش، ت، 717، 14)- إن الهویّة تقال علی أنواع كثیرة، فإن بعضها یقال علی ما هو و هو الجوهر، و بعضها علی كیفیة الجوهر، و بعضها علی كمیة، و بعضها علی اتصالات هذه بغیرها (ش، ت، 743، 7)- الهویّة التی هی بنوع أول و مبسوط هی الجوهر لا التی هی هویّة ما، أی لا بنوع أول و لا بنوع مبسوط (ش، ت، 753، 14)- بیّن أنه لا یمكن أن یكون الواحد و الهویّة جوهرا لأشیاء كثیرة (ش، ت، 1001، 7)- إذا كانت الكلّیات لیست جواهر فبیّن أن الموجود العام لیس بجوهر موجود خارج النفس كما لیس الواحد العام جوهرا … من قبل أن الواحد و الهویّة محمولات كلّیة لا وجود لها إلّا من حیث هی فی الذهن (ش، ت، 1271، 13)- اسم الواحد و الموجود و الهویّة مترادفان (ش، ت، 1271، 15)- إن الهویّة التی بالعرض و التی فی الفكر ناقصتان (ش، ت، 1402، 4)- الهویّة: تقال بترادف علی المعانی التی ینطلق علیها اسم الموجود، إلّا أنها لیست تنطلق علی الصادق. و هی أیضا من الألفاظ المنقولة لأنها عند الجمهور حرف و منها اسم و لذلك ألحق بها الطرف المختصّ بالأسماء، و هو الألف و اللام. و اشتق منها اسم المصدر الذی هو الفعل أو الصورة التی یصدر عنها الفعل، فقیل الهویّة من الهو كما تشتق الإنسانیة من الإنسان و الرجولیة من الرجل (ش، ما، 38، 2)

هویة بالعرض‌

- إن الهویّة التی بالعرض لیس لها علّة محدودة، و التی هی صادقة لیس لها أیضا علّة إلّا النفس.
و لذلك كان كلاهما معدودا فی جنس الهویّة الناقصة (ش، ت، 742، 15)

هویة الجوهر

- إن هویّة الجوهر بیّنة فی الأجرام (ش، ت، 761، 13)

هویة خارج النفس‌

- إختلاف الهویّتین الهویّة التی فی النفس و التی خارج النفس … ذلك أن التی فی النفس یعرض لها أن تقبل المتقابلین معا، و أما التی خارج النفس فلیس یعرض لها ذلك (ش، ت، 740، 12)

هویة الشی‌ء

- هویّة الشی‌ء و عینیته و وحدته و تشخّصه و خصوصیّته و وجوده المنفرد له كل واحد و قولنا إنه هو إشارة إلی هویّته و خصوصیّته و وجود المنفرد له الذی لا یقع فیه اشتراك (ف، ت، 21، 8)

هویة صادقة

- الهویّة الصادقة من جهة ما هی صادقة … هی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 949
التی هی فی النفس (ش، ت، 739، 6)- إن الهویّة التی بالعرض لیس لها علّة محدودة، و التی هی صادقة لیس لها أیضا علّة إلّا النفس.
و كذلك كان كلاهما معدودا فی جنس الهویّة الناقصة (ش، ت، 742، 15)

هویة فی النفس‌

- الهویّة التی هی فی النفس … هی التی منها الصادق و منها الكاذب، و ذلك أن هذه الهویّات إنما هی شی‌ء یفعلها العقل عند ما یفصل الموجودات بعضها من بعض أو یركّب بعضها إلی بعض. فهذه الهویّة هی جنس من أجناس الهویّات (ش، ت، 739، 7)- الهویّة (فی النفس) إنما هی موجودة فی الإیجاب و السلب … أما الموجبة الحقیقیة فإنها تدلّ من الموجودات علی التركیب الذی فیها، و السالبة الحقیقیة تدلّ علی الانفصال الذی فیها. و لما كان الموجود الواحد لیس یمكن أن یكون مركّبا منفصلا معا، كانت الموجبة إذا صدقت كذبت السالبة و كان لكل موجبة صادقة و هی التی تدل علی التركیب سالبة كاذبة و هی التی تدل علی الانفصال (ش، ت، 739، 11)- إختلاف الهویّتین الهویّة التی فی النفس و التی خارج النفس … ذلك أن التی فی النفس یعرض لها أن تقبل المتقابلین معا، و أما التی خارج النفس فلیس یعرض لها ذلك (ش، ت، 740، 12)

هویة مطلقة

- إن الهویّة المطلقة تقال علی أنواع أقسامها الأول الهویّة التی بالعرض و التی بالذات، و ذلك أن أول القسمة هو هویّة أو لا هویّة و هو الباطل. ثم الهویّة منها ما هی بالعرض و منها ما هی بالذات، و التی بالذات تنقسم إلی المقولات العشر.. مثل الهویّة المقولة علی الجوهر و علی الكم و علی الكیف و علی الأین و علی متی و علی سائر المقولات (ش، ت، 717، 3)

هویة ناقصة

- إن الهویّة التی بالعرض لیس لها علّة محدودة، و التی هی صادقة لیس لها أیضا علّة إلّا النفس.
و لذلك كان كلاهما معدودا فی جنس الهویّة الناقصة (ش، ت، 743، 1)

هویة و لا هویة

- إن كل واحد من قولنا هویّة و لا هویّة ینقسم إلی نوعین: إلی هویّة بالفعل و إلی هویّة بالقوة.
و كذلك لا هویّة ینقسم إلی نوعین: أحدهما لا هویّة بالفعل، و الآخر لا هویّة بالقوة، و أعنی بهذا مثل الإنسان المشار إلیه إذا صار ترابا فإنه لا هو هذا الإنسان بالفعل و لا هو بالقوة هذا الإنسان لا بالقوة القریبة و لا بالبعیدة (ش، ت، 410، 17)

هیئات‌

- لا یمتنع أن یوجد من الكمالات التی تجری مجری الهیئات ما یفارق محلّه مثل الملّاح فی السفینة و الصانع مع الآلة التی یفعل بها، فإن كان البدن كالآلة للنفس فهی هیئة مفارقة.
و لیس الإمكان الذی فی الآلة كالإمكان الذی فی الفاعل، بل توجد الآلة فی الحالتین جمیعا أعنی الإمكان الذی فی المنفعل و الإمكان الذی فی الفاعل، و لذلك كانت الآلات محرّكة و متحرّكة. فمن جهة أنها محرّكة یوجد فیها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 950
الإمكان الذی فی الفاعل، و من جهة أنها متحرّكة یوجد فیها الإمكان الذی فی القابل، فلیس یلزمهم (الفلاسفة) من وضع النفس مفارقة أن یوضع الإمكان الذی فی القابل هو بعینه الإمكان الذی فی الفاعل. و أیضا الإمكان الذی فی الفاعل عند الفلاسفة لیس حكما عقلیا فقط، بل حكم علی شی‌ء خارج النفس (ش، ته، 82، 9)- الهیئات التی فی النفس هی إما إدراكات و إما فضائل (ش، سط، 118، 21)

هیئة

- إنّ كلّ شی‌ء له وجود فی خارج الذهن، فأمّا أن یكون حالّا فی غیره شائعا فیه بالكلّیّة و نسمّیه" الهیئة"، أو لیس حالّا فی غیره علی سبیل الشیوع بالكلّیّة و نسمّیه" جوهرا" (سه، ر، 61، 14)- الهیئة تقال علی أكثر من معنی واحد: أحدهما ما كان فعلا من فاعل فی منفعل مثل صنعة من الصنائع أو حركة من الحركات … فإنه إذا كان شی‌ء ما یفعل و شی‌ء آخر ینفعل فالانفعال فیما بینهما … و تقال الهیئة بنوع آخر علی الحالة الحادثة عن التركیب و هذه الهیئة هی التی من قبلها یكون تركیب الشی‌ء إما جیّدا و إما ردیّا مثل الصحة فإنها هیئة من هذه الهیآت لأنها هیئة حادثة عن التركیب أعنی تركیب الأعضاء و الأخلاط … و یقال هیئة للحالة التی بها یكون وضع الجزء من الكل جیدا و فاضلا، و لذلك فضیلة الأجزاء فی المركّب هی هیئة ما.
و إنما أراد (أرسطو) أن الحالة الجیّدة أو الردیّة التی تسمّی هیئة قد تكون فی الكل من قبل وضع جمیع أجزائه بعضها من بعض و قد تكون فی الجزء الواحد بعینه بالإضافة إلی الكل (ش، ت، 639، 4)

هیولانی‌

- كل ما كان هیولانیّا فإنّه مثالیّ، یمثّله الحسّ الكلّی فی النفس (ك، ر، 108، 4)- كل ما هو لا هیولانی، و قد یوجد مع الهیولانی، كالشكل الموجود باللون، إذ هو نهایة اللون، فیعرض بالحسّ البصری أن یوجد الشكل، إذ هو نهایة المدرك بالحسّ بالبصری (ك، ر، 108، 5)- (النفس الإنسانیة) ما لها بحسب حاجتها إلی تكمیل جوهرها عقلا بالفعل: فأولها: قوة استعدادیة لها نحو المعقولات، و قد یسمّیها قوم عقلا" هیولانیّا" و هی المشكاة. و یتلوها قوة أخری تحصل لها عند حصول المعقولات الأولی، فتتهیّأ بها لاكتساب الثوانی … ثم یحصل لها بعد ذلك، قوة، و كمال: أما الكمال: فأن تحصل لها المعقولات بالفعل مشاهدة متمثّلة فی الذهن، و هی نور علی نور.
و أما القوة: فأن یكون لها أن یحصل المعقول المكتسب المفروغ منه كالمشاهد متی شاءت من غیر افتقار إلی اكتساب، و هو المصباح.
و هذا الكمال یسمّی عقلا مستفادا. و هذه القوة تسمّی عقلا بالفعل. و الذی یخرج من الملكة إلی الفعل التام، و من الهیولانی أیضا إلی الملكة، فهو العقل الفعّال، و هو النار (س، أ 1، 364، 5)- یكون للهیولانی ضربان من التغیّر، یتقدّم أحدهما الآخر علی نحو ما یتقدّم مبدأهما:
أمّا الواحد فهو التغیّر فی المكان و مبدأه الوجود الهیولانی من أجل أنّه هو فی موضوع. فإنّ الهیولانی إنما یدلّ علیه من أجل أنّه كاین لا من أجل أنه موجود، و التغیّر الآخر من أجل
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 951
هذا الوجود الخارج عن ذاته الذی یتقدّم ذلك الوجود الآخر كما تتقدّم حركة المكان سائر الحركات (ج، ن، 76، 8)

هیولی‌

- إنّه لیس كل هیولی لكل صورة و لكن كل هیولی و كل صورة علی غیر تساو، فمنها ما یحتاج إلی واسطة و منها ما لا یحتاج إلی واسطة (جا، ر، 542، 8)- الهیولی- قوة موضوعة لحمل الصور، منفعلة (ك، ر، 166، 1)- من نظر فی أقاویله (أرسطو) فی الربوبیة فی الكتاب المعروف" بأثولوجیا" لم یشبه علیه أمره فی إثباته الصانع المبدع لهذا العالم. فإنّ الأمر فی تلك الأقاویل أظهر من أن یخفی.
و هناك تبیّن أن الهیولی أبدعها الباری، جلّ ثناؤه، لا عن شی‌ء، و أنها تجسّمت عن الباری، سبحانه، و عن إرادته، ثم ترتّبت. و قد بیّن فی" السماع الطبیعی" أن الكلّ لا یمكن حدوثه بالبخت و الاتفاق، و كذلك فی العالم جملته. یقول فی كتاب" السماء و العالم":
و یستدلّ علی ذلك بالنظام البدیع الذی یوجد لأجزاء العالم بعضها مع بعض" (ف، ج، 101، 15)- إن الهیولی من حیث هی هیولی شی‌ء و من حیث هی مستعدة شی‌ء، فالاستعداد صورتها- و لیس كذلك فإن الاستعداد هو نفس الهیولی و هذا التحدید و هو أنه أمر مستعد لأكثرها (ف، ت، 8، 9)- الفرق بین الهیولی و المعدوم أن الهیولی معدوم بالعرض موجود بالذات، و المعدوم معدوم بالذات موجود بالعرض إذ یكون وجوده فی العقل علی الوجه الذی یقال أنه متصوّر فی العقل (ف، ت، 16، 12)- إذا غلبت الصورة علی الهیولی بطلت حكمة الهیولی (تو، م، 250، 9)- لا تبلی الهیولی و لا تبید، لكنها أبدا فی الإحالة و الاستحالة و التأثیر و القبول، و المتقوّم بهما هو المكفی بینهما (تو، م، 250، 14)- الهیولی عاشقة للصورة مع المنافاة بینهما، لأنّها بها تكمل، و الصورة قابلة للهیولی، لأنّها بها تسحن، إلّا أن یكون المقوّم منها وافر النصیب من الأول (تو، م، 251، 1)- لا وجود لشی‌ء إلّا بصورته و هیولاه، فأمّا الهیولی بذاتها فغیر موجودة، و كذلك الصورة، فكل ما یقوم قائما یتقوّم بهما ثم یصیر ذلك المتقوّم صورة أخری محفوظة الظاهر و الباطن إلی الأوّلین اللذین هما الهیولی و الصورة (تو، م، 268، 14)- المنفعل الذی بالقوة دائما هو الهیولی المستحیل المتبدّل الأحوال بالصورة التی یعطیها الوجود بالفعل، و الموجود بالفعل دائما من غیر أن یشوبه شی‌ء من القوة هو الذات الأبدیة الوجود الذی هو سبب كل موجود بالقوة (تو، م، 286، 3)- یقال: ما الهیولی؟ الجواب هی قوة موضوعة لحمل الصور منفعلة (تو، م، 317، 3)- إنّما یسمّی الجسم هیولی للصورة التی یقبلها و هی الأشكال و النقوش و الأصباغ و ما شاكلها، و یسمّی موضوعا للصانع الذی یعمل منه و فیه صنعته من الأشكال و النقوش، و إذا قبل ذلك سمّی مصنوعا، و إذا استعمله الصانع فی صنعته أو فی صنعة أخری یسمّی أداة (ص، ر 1، 212، 6)- سمّوا (الفلاسفة) الأشیاء المتقدّمة فی الوجود الهیولی، و سمّوا الأشیاء المتأخّرة فی الوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 952
الصورة (ص، ر 1، 322، 17)- إنّ معنی قول الحكماء" الهیولی" إنّما یعنون به كل جوهر قابل للصورة، و قولهم" الصورة" یعنون به كل شكل و نقش یقبله الجوهر (ص، ر 2، 4، 1)- إنّ الهیولی علی أربعة أنواع منها: هیولی الصناعة، و هیولی الطبیعة، و هیولی الكل، و الهیولی الأولی (ص، ر 2، 4، 11)- كان الهیولی و الصورة أیضا جوهرین بسیطین روحانیین معقولین مخترعین مبدعین كما شاء باریها جلّ جلاله للفعل و الانفعال، قابلین بلا كیف و لا زمان و لا مكان بل بقوله كن فكان (ص، ر 3، 5، 7)- إنّ الهیولی إذا قبلت آثار النفس قبولا تامّا ظهرت أفعال النفس فی الغرض و المراد مضیئة بهیئتها، و إن عجزت عن القبول كانت دون ذلك (ص، ر 3، 132، 12)- إنّ الجسم أحد الموجودات المحسوسة و هو جوهر مركّب من جوهرین بسیطین معقولین، أحدهما یقال له الهیولی و الآخر یقال له الصورة، فالهیولی هو جوهر قابل للصورة و الصورة هی التی بها الشی‌ء ما هو (ص، ر 3، 186، 7)- لیس كل هیولی تقبل كل صورة لأنّ الخشب لا یقبل صورة القمیص و لا الشقة تقبل صورة الكرسی (ص، ر 3، 186، 13)- بقاء النفس علّة لوجود الهیولی، و تمامیة النفس علّة لبقاء الهیولی. فمتی كملت النفس تمّت الهیولی، و هذا هو الغرض الأقصی فی رباط النفس بالهیولی (ص، ر 3، 187، 21)- لما كانت الهیولی ناقصة الرتبة عن تمام فضائل النفس و غیر راغبة فی فیضها، احتاجت النفس إلی أن تقبل علیها إقبالا شدیدا و تعنی بإصلاحها عنایة تامة فتتعب و یلحقها العناء و الشقاء فی ذلك (ص، ر 3، 188، 9)- الهیولی أنقص رتبة من العقل و النفس لبعدها من الباری جلّ و عزّ (ص، ر 3، 198، 18)- إنّ الهیولی هی جوهرة بسیطة روحانیة معقولة غیر علّامة و لا فعّالة بل قابلة آثار النفس بالزمان منفعلة لها (ص، ر 3، 198، 20)- إنّ الهیولی أربعة أنواع: هیولی الصناعة، و هیولی الطبیعة، و هیولی الكل، و الهیولی الأولی لتكون هذه الأربعة الأركان دالّة علی مرتبتها فی الموجودات. ثم الطبیعة ترتّبت بعد الهیولی كما أنّ الخمسة ترتّبت بعد الأربعة (ص، ر 3، 203، 19)- إذا قلنا الهیولی فإنّما نعنی به الجوهر الذی له طول أو عرض و عمق فهو بها جسم مطلق (ص، ر 3، 212، 7)- إذا قیل لك ما الهیولی؟ فیقال جوهر بسیط قابل للصورة (ص، ر 3، 360، 6)- إنّ الهیولی و حقیقتها هو جوهر ساذج لا كیفیة له و لا النقش و لا الصورة و لا الأشكال و لا الأصباغ و لا الأعراض، بل هو متهیّئ لقبولها و لا یقبلها إلا بقصد قاصد و جعل جاعل. مثال ذلك الخشب فإنّه متهیّئ لقبول صورة الألواح و السریر و الكرسی و الباب و غیرها و لكن بقصد من النجار و عنایة منه (ص، ر 3، 429، 3)- إنّ الهیولی إنّما هی جوهر بسیط روحانی معرّی من جمیع الكیفیات قابل لها علی النظام و الترتیب الأول فالأول (ص، ر 4، 8، 16)- المادة قد یقال اسما مرادفا للهیولی. و یقال مادة لكل موضوع یقبل الكمال باجتماعه إلی غیره و وروده علیه یسیرا یسیرا مثل المنی و الدم لصورة الحیوان فربما كان ما یجامعه من نوعه و ربما لم یكن من نوعه (س، ح، 18، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 953
- نحن (ابن سینا) نسمّی إمكان الوجود قوة الوجود، و نسمّی حامل قوة الوجود الذی فیه قوة وجود الشی‌ء موضوعا و هیولی و مادة و غیر ذلك بحسب اعتبارات مختلفة، فإذن كل حادث فقد تقدّمته المادة (س، شأ، 182، 17)- إنّ الهیولی لا تتجرّد عن الصورة الجسمیة (س، أ 1، 183، 3)- إنّ الهیولی مفتقرة فی أن تقوم بالفعل، إلی مقارنة الصورة. فإما أن تكون الصورة هی العلّة المطلقة الأولیة لقیام الهیولی بها مطلقا، أو تكون الصورة آلة، أو واسطة، لمقیم آخر یقیم الهیولی بها مطلقا (س، أ 1، 190، 3)- الهیولی و الصورة لا تكونان فی درجة التعلّق و المعیة علی السواء. و للصورة فی الكائنة الفاسدة تقدّم ما. فیجب أن یطلب كیف هو (س، أ 1، 211، 1)- إنّ كل جسم طبیعی فهو متقوّم الذات من جزءین أحدهما یقوم مقام الخشب من السریر و یقال له هیولی، و مادة و الآخر یقوم مقام صورة السریر من السریر و یسمّی صورة (س، ر، 4، 6)- الهیولی بنفسها لا تقدیر لها و لا كم، و إذا كانت كذلك لم یفترض لها مقدار معیّن تكتسبه دون ما هو أصغر منه أو أكبر منه بل یتبع ذلك حال القوة التی ینالها أولا و یتوسّطها بتكمّم (س، ر، 44، 2)- إنّ كل واحد من الأجسام الطبیعیة مركّب من هیولی، أعنی المادة، و من صورة. أما الهیولی فمن خاصیّتها أنّ بها ینفعل الجسم الطبیعی بالذات، إذ السیف لا یقطع بحدیده بل بحدّته، التی هی صورته، و إنّما ینثلم بحدیده لا بحدّته … و أما الصورة فخاصیّتها أنّ بها تؤدّی الأجسام أفاعیلها، إذ السیف لیس یقطع بحدیده بل بحدّته، و أنّ الأجسام إنّما تتغایر بجنسها، أعنی الصورة (س، ف، 152، 18)- قسط الصورة فی الوجود أوفر من قسط المادة لأنّها علّتها المعطیة لها الوجود و یلیها الهیولی و وجودها بالصورة (س، ن، 101، 12)- مجرّد الهیولی جوهر، و مجرّد الصورة جوهر.
و مجموعهما- و هو الجسم- جوهر (غ، م، 143، 9)- القابل لا یخلو: إمّا أن یكون عین الاتصال أو غیره. فإن كان عین الاتصال فهو محال، لأنّ القابل هو الذی یبقی مع المقبول إذ لا یقال المعدوم قبل الوجود فالاتصال لا یقبل الانفصال، فلا بدّ من أمر آخر هو القابل للاتصال و الانفصال جمیعا و ذلك القابل یسمّی (هیولی) بالاصطلاح. و الاتصال المقبول یسمّی (صورة) (غ، م، 155، 7)- الهیولی لیس لها وجود بالفعل بنفسها دون الصورة، البتّة، بل یكون أبدا وجودها مع الصورة. و كذلك الصورة لا تقوم بنفسها دون الهیولی (غ، م، 158، 2)- إنّ الهیولی إذا فرضت مجرّدة عن الصورة، فلا تخلو: إمّا أن تنقسم، أو لا تنقسم. فإن كانت تنقسم فإذن فیها الصورة الجسمیة. و إن كانت لا تنقسم فلا تخلو: إمّا أن تكون قبولها عن قبول القسمة، طبعا لها ذاتیّا، أو عارضا غریبا ینافیه (غ، م، 160، 18)- إنّ الهیولی لا توجد دون الصورة (غ، م، 161، 24)- إنّ الصورة الجسمیة و الهیولی أیضا، لا یوجدان دون أن ینضاف إلیهما الفصل المتمّم لنوع ذلك الجسم (غ، م، 161، 24)- الهیولی توجد بالفعل مع الصورة، و یلزم من عدم الصورة، عدم الهیولی فلها تعلّق بالغیر (غ، م، 211، 11)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 954
- قوام الهیولی بالصورة، إذ لا یستغنی البعض عن البعض (غ، م، 221، 8)- الهیولی، هو قابل للصورة (غ، م، 312، 11)- الصورة لا تفارق عند الحركة، و كذا الهیولی، و المكان یفارق بالحركة (غ، م، 312، 15)- الهیولی أولی المولدات (غ، ع، 29، 6)- الهیولی إمّا قریبة و إمّا بعیدة. فاللذان هیولاهما القریبة واحدة بالنوع كالهواء و الماء. و أمّا اللذان هیولاهما البعیدة واحدة بالنوع و القریبة مختلفة بالنوع فكالصانع و الخشب فی الكرسیّ، و لذلك لا یكون صانع أعظم من صانع عند خشب واحد بعینه (ج، ن، 67، 7)- إنّ الهیولی تقال بتقدیم علی الهیولی الأولی المشتركة الكائنة الفاسدة و هی بالقوة ذلك الشی‌ء الذی من شأنها أن تقبله. و هی فی غیر ذاتها غیر مصوّرة لكنها … مقترنة بصورة، فلذلك یوجد لها أبدا أحد الأضداد (ج، ن، 80، 11)- هیولی الإدراك مطبوعة علی قبول معانی المدركات، و محرّكها المدرك من جهة ما هو مدرك (ج، ن، 97، 3)- هیولی الإدراك نسبتها إلی الصورة نسبة أخری تخصّها، فلذلك هی هیولی باشتراك الاسم (ج، ن، 97، 10)- قیل إنّ الجسم شی‌ء له البعد المتقدّر صفة خاصة له. و باعتباره دون مقداره یسمّی هیولی (بغ، م 1، 7، 22)- أما الهیولی فإنّما هی سبب و علّة للمركّب منها و من المعنی الذی عرفنا حصوله بزواله كالحرارة و البرودة فیما یسخن و یبرد و ما یشبهه فیما لم یزل كذلك كأنوار الكواكب (بغ، م 1، 8، 23)- الهیولی و الموضوع یقالان علی الشی‌ء الذی هو محلّ قابل للأحوال المتبدّلة و للأعراض المختلفة فی الكون و الفساد و التغیّر و الاستحالة (بغ، م 1، 10، 11)- قد قیل إنّ الصورة المذكورة فی الطبیعیات إحدی المبادئ هی التی تقوّم الهیولی و تقرّر وجودها حاصلة بالفعل. قالوا (الفلاسفة) لأنّ الهیولی لا وجود لها بذاتها و مجرّد معنی طبیعتها و إنّما إذا اقترنت بها الصورة أوجدتها لا علی أنّها فاعلتها بل موجبتها (بغ، م 1، 16، 7)- الهیولی لا تكون صورة و لا فاعلا و لا غایة (بغ، م 1، 18، 7)- الخلاء موضع لا متمكّن فیه، و المكان ما فیه متمكّن، و الهیولی موضوع و محل لما فیه من صورة و للجسم المركّب منهما (بغ، م 1، 54، 21)- یعنی بالمفعول الهیولی أعنی ما منه فیقال عمل الخشب كرسیّا و من الخشب كرسیّا (بغ، م 2، 49، 20)- إنّ الهیولی لیست من الألفاظ العربیة … لكن معناها فیما قالوا (المتكلّمون بالعربیة) یقارب معنی المحل و الموضوع و المادة. و قد عرّفت (البغدادی) المحل أنّه شبیه فی العبارة بالمكان الذی یتمكّن فیه المتمكّن و یحلّ فیه الحالّ فی ظاهر العرف (بغ، م 2، 96، 1)- قد قیل فیما عناه القدماء بما سمّوه بالهیولی فی الطبیعیات ما حقّق أنّه الجسم بمجرّد معنی جسمیته الذی یتصوّر فی الأذهان معقولا بتجریده و لا یوجد فی الأعیان علی حال تجرید من الأشیاء التی هی فیه التی سمّیت بالصور التی هو هیولی لها (بغ، م 2، 140، 19)- الهیولی أیضا تنقسم إلی قسمین: أحدهما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 955
هیولی الأزلیات و هی متكثّرة فی وجودها بصورة أشخاصها المختلفة و الذی قیل فیها فی الطبیعیات من أنّها لا تقبل الاتّصال و الانفصال لم تثبت حجّته، و الآخر هیولی الكائنات الفاسدات التی تنفصل و تتّصل و تقبل الانفعالات المغیّرة المحرّكة و المسكنة فیتكثّر واحدها و یتحدّ كثیرها (بغ، م 2، 205، 5)- إنّ المقدار و الشكل للمادة التی هی الهیولی التی قلنا إنّها الجسم (بغ، م 2، 206، 11)- الشی‌ء العدیم الصورة جملة هو الهیولی، و المادة، و لا شی‌ء من الحیاة فیها، و هی شبیهة بالعدم (طف، ح، 70، 28)- إنّ الهیولی لا یتصوّر وجودها دون الصورة، لأنّها لم تخل حینئذ من الوحدة و الكثرة، و أیّهما لزمها یكون مقتضیا لماهیّتها، واجبا بها، فلا یتصوّر علیها غیره أصلا إذ اللازم الحقیقی لا یفارق فلما أمكن كلاهما علی الجسم، فلا لزوم فلا تجرّد (سه، ل، 100، 1)- الهیولی و الصورة وجودهما عن فاعل خارج (سه، ل، 101، 1)- یقول (أرسطو) إن الهیولی یجب أن تكون محصورة فی المتحرّك الذی هو المتكوّن المركّب من الهیولی و الصورة أو الصور. فإن كانت توجد فی المركّب من الهیولی و الصورة صور لا نهایة لها وجب أن یكون المركّب المتكوّن غیر متناه و لأن الكائن هو الذی تمّ كونه و فرغ و وجد بالفعل. فإن كان یوجد فی متحرّك لا نهایة لعظمه شی‌ء بالفعل و هو الشی‌ء الحادث فی المتحرّك الغیر متناه، و كانت الصورة حاصرة للمتكوّن، وجب أن یكون ما بالفعل حاصر الغیر المتناهی و ذلك مستحیل (ش، ت، 39، 6)- الهیولی بالحقیقة هی التی لا تكون و لا تفسد (ش، ت، 56، 6)- الهیولی لیس یمكن فیها أن تتحرّك من ذاتها (ش، ت، 81، 10)- إذا كان العدد من جهة ما هو موجود خارج النفس له حدّ كما لسائر الموجودات فظاهر أن حدّ العدد یجب أن یكون موافقا و مطابقا لما قبله أی للمحدود، فیكون العدد مركّبا من هیولی و صورة و یكون حدّ العدد لیس هو عددا كما أن حدّ الإنسان لیس هو إنسانا و لذلك … إن الهیولی هی القابلة للحدّ (ش، ت، 134، 2)- إن اسم الطبیعة إنما یقال أولا علی الجوهر الذی هو الصورة الذی هو مبدأ الحركة فی الأشیاء الطبیعیة بالذات و أولا، و أنه إنما یقال فی الهیولی طبیعة لأنها تقبل هذه الطبیعة، و یقال فی حركة الكون و حركة النمو إنها أیضا طبیعیة لأنها طریق إلی هذه الطبیعة التی هی الصورة و مبدأ لها و الصورة فیها موجودة بنوع متوسّط، أعنی فی الحركة بین القوة المحضة و الفعل المحض أیّ جزء منها بالقوة و جزء بالفعل (ش، ت، 515، 2)- الجوهر یقال علی الهیولی بجهة ما، و علی الصورة أیضا بجهة أخری، و علی المجموع منهما بجهة ثالثة … لأن الهیولی هی جوهر من حیث هی موضوعة للصورة، و الصورة جوهر من حیث هی مقوّمة للموضوع، و المركّب منهما جوهر من قبل أنه مركّب منهما (ش، ت، 769، 16)- الهیولی أعرف فی الجوهریة من الصورة (ش، ت، 772، 14)- الحجة علی أن الهیولی هی علّة شخص الجوهر المحسوس فقط أنه إذا انتزعنا بالذهن ما عدی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 956
الهیولی من الأمور الموجودة فی الشخص المشار إلیه لم یبق شی‌ء ثابت إلّا الهیولی، أی أن الهیولی لا ترتفع بارتفاع تلك و ترتفع تلك بارتفاعها (ش، ت، 773، 16)- إن المعانی المفارقة فی الفهم أعنی التی لا تفهم بالقیاس إلی غیرها كالحال فی الهیولی بل تفهم بذاتها أحق باسم الجوهر، و هو المعنی المعطی وجود هذا الشی‌ء المشار إلیه و هو الذی یدل علیه الحدّ. و لذلك یظن أن الصورة أیضا جوهر إذ كانت هی الماهیّة التی یدل علیها الحدّ و المجموع أیضا من الصورة و المادة جوهر، و أن هذین أحق باسم الجوهریة من الهیولی (ش، ت، 777، 9)- الهیولی … معترف بها عند الجمیع أنها جوهر (ش، ت، 778، 14)- العنصر ما دام موجودا بالقوة فلیس هو مستكملا بالصورة و لیس له الوجود الذی للصورة و هو إذا صار إلی الفعل حینئذ استكمل بالصورة و صار له الوجود الذی لها، و كان هذا البیان قوته هكذا لما كانت الصورة متقدّمة بالجوهر و الوجود علی الهیولی، و كانت الهیولی إنما تستكمل بالأتم و الأكمل من جهة الفعل لا من جهة القوة، وجب أن یكون الفعل أكمل من القوة و متقدّما علیها فی الوجود (ش، ت، 1192، 3)- إن الصورة لیس تتكوّن و لا المادة و إنما الذی یتكوّن المجموع منها، و ذلك أن كل متغیّر فإنما یتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء، فأما الذی عنه یتغیّر فهو المحرّك، و أما ما منه یتحرّك فهو الهیولی، و أما ما إلیه یتحرّك فهو الصورة. فلو كانت الصورة تتكوّن لكانت مركّبة من مادة و صورة لأنها كانت تتغیّر من شی‌ء و إلی شی‌ء و عن شی‌ء، و كانت الصورة لها صورة، و كان یلزم فی صورة الصورة من جهة ما هی متكوّنة أن تكون ذات صورة و یمرّ الأمر إلی غیر نهایة. فإذا واجب أن تكون الصورة بما هی صورة لا تتكوّن. و كذلك الأمر فی الهیولی لو كانت متكوّنة لكانت مركّبة و وجدت أنواع من الهیولی لا نهایة لها، و ذلك فی المركّب الواحد بعینه أو كان یكون الكون من لا شی‌ء (ش، ت، 1454، 7)- الصورة و الهیولی یجب ضرورة أن تتقدّم علی المركّب (ش، ت، 1455، 13)- إن الصورة و الهیولی و العدم هی مبادئ المقولات العشر، لكن الصورة و العدم و الهیولی التی للجوهر غیر الصورة و العدم و الهیولی التی لمقولة مقولة و التی لواحدة منها غیر التی للأخری (ش، ت، 1521، 14)- إن الهیولی یجب الّا تكون ضدّا لشی‌ء (ش، ت، 1719، 10)- الهیولی هی أخص أسباب الحدوث (ش، ن، 98، 18)- الهیولی تقال علی مراتب: فمنها الهیولی الأولی و هی الغیر مصوّرة. و منها ما هی ذوات صور كالحال فی الاسطقسات الأربعة التی هی هیولی الأجسام المركّبة. و هذا النوع من الهیولی علی ضربین: أحدهما هذا الضرب الذی ذكرناه و یخصّه أنه لیس یفسد الصورة التی فیها كل الفساد عند حلول الصورة الأخری، بل توجد فیها صورة الهیولی بنحو متوسط علی ما تبیّن ذلك فی الكون و الفساد. و الضرب الثانی تبقی فیه صورة الهیولی عند ورود الصورة الثانیة علیها بالاستعداد الذی یوجد فی بعضا لأجسام المتشابهة الأجزاء لقبول النفس، و هذا أخص باسم الموضوع (ش، ما، 55، 16)- الجنس لیس شیئا أكثر من محاكی الصور العامة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 957
للمحدود التی تجری مجری الهیولی و الصورة العامة، إذ كان هذا شأن الهیولی، أعنی أن تكون مشتركة، و هو بالجملة شی‌ء عرض لصورة الشی‌ء العامة علی جهة ما یعرض الكلی لمعقول الشی‌ء (ش، ما، 83، 11)- المشار إلیه لیس هو مركّبا من مادة و صورة، علی أن كل واحد منهما موجود بالفعل فیه، كالحال فی الأشیاء المركّبة بالصناعة، بل الهیولی وجودها فی المركّب بالقوة و الصورة بالفعل. و معنی قولنا فیها أنها موجودة فی الشخص بالقوة غیر معنی قولنا فیها أنها قویة علی صورة كذا، بل معنی قولنا فیها أنها موجودة فی الشخص بالقوة أنها ستفارقها الصورة عند فساد ذلك الشخص، فیوجد مغایرا لها بالفعل بعد أن كانت بالقوة (ش، ما، 90، 9)- القابل من جهة أنّه بالقوة قابل یسمّی هیولی، و من جهة أنّه بالفعل حامل یسمّی موضوعا بالاشتراك اللفظی بینه و بین الذی هو جزء رسم الجوهر و بین الذی هو فی مقابلة المحمول، و من حیث كونه مشتركا بین الصور یسمّی مادة و طینة، و من حیث أنه آخر ما ینتهی إلیه التحلیل یسمّی أسطقسّا فإنّ معنی هذه اللفظة أبسط من أجزاء المركب، و من جهة أنّه أوّل ما یبتدئ منه التركیب یسمّی عنصرا، و من حیث أنّه أحد المبادئ الداخلة فی الجسم یسمّی ركنا (ر، م، 521، 21)- الهیولی لا تنفكّ عن الصورة الجسمیة … إنّها أیضا لا تنفكّ عن صورة أخری (ر، ل، 53، 15)- إنّ الهیولی لا تتقرّر بالفعل إلّا مع الصورة (ر، ل، 53، 20)- إما أنّ تكون الصورة علّة للهیولی أو الهیولی علّة للصورة، أو تكون كل واحدة منهما علّة للأخری أو لا تكون واحدة منهما علّة للأخری (ر، ل، 53، 21)- الهیولی قابل (ر، ل، 104، 17)- الهیولی لفظ یونانیّ بمعنی الأصل و المادّة، و فی الاصطلاح هی جوهر فی الجسم قابل لما یعرض لذلك الجسم من الاتّصال و الانفصال محلّ للصورتین الجسمیّة و النوعیّة (جر، ت، 279، 2)- الهیولی لا یمكن تحقّقها إلّا مع صورة. و منها ما هی مقتضیة لصورة معیّنة كما هی مبیّنة فی مواضعها (ط، ت، 116، 3)

هیولی الأزلیات‌

- الهیولی أیضا تنقسم إلی قسمین: أحدهما هیولی الأزلیات و هی متكثّرة فی وجودها بصورة أشخاصها المختلفة و الذی قیل فیها فی الطبیعیات من أنّها لا تقبل الاتّصال و الانفصال لم تثبت حجّته، و الآخر هیولی الكائنات الفاسدات التی تنفصل و تتّصل و تقبل الانفعالات المغیّرة المحرّكة و المسكنة فیتكثّر واحدها و یتحدّ كثیرها (بغ، م 2، 205، 5)

هیولی أولی‌

- إنّ الباری جلّ ثناؤه أول شی‌ء اخترعه و أبدعه من نور وحدانیته جوهر بسیط یقال له العقل الفعّال، كما أنشأ الاثنین من الواحد بالتكرار، ثم أنشأ النفس الكلّیة الفلكیة من نور العقل كما أنشأ الثلاثة بزیادة الواحد علی الاثنین، ثم أنشأ الهیولی الأولی من حركة النفس، كما أنشأ الأربعة بزیادة الواحد علی الثلاثة، ثم أنشأ سائر الخلائق من الهیولی و رتّبها بتوسّط العقل و النفس، كما أنشأ سائر العدد من الأربعة
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 958
بإضافة ما قبلها إلیها (ص، ر 1، 29، 3)- أما الهیولی الأولی فهی جوهر بسیط معقول لا یدركه الحس، و ذلك أنّه صورة الوجود حسب، و هو الهویة (ص، ر 2، 4، 23)- إنّ الهیولی الأولی أول ما قبلت صورة الجسم الذی هو الطول و العرض و العمق (ص، ر 3، 186، 19)- إنّ أول شی‌ء اخترعه اللّه جلّ ثناؤه و أوجده، جوهر بسیط روحانی فی غایة التمام و الكمال و الفضل، فیه صور جمیع الأشیاء یسمّی العقل الفعّال، و إنّ من ذلك الجوهر فاض جوهر آخر دونه فی الرتبة یسمّی الرتبة الكلیة، و انبجس من النفس جوهر آخر یسمّی الهیولی الأولی، و إنّ الهیولی الأولی قبل المقدار الذی هو الطول و العرض و العمق، فصارت بذلك جسما مطلقا و هو الهیولی الثانیة (ص، ر 3، 189، 19)- واجب الحكمة أفاض الجود و الفضائل منه كما یفیض من عین الشمس النور و الضیاء، و دام ذلك الفیض منه متصلا متواترا غیر منقطع، فیسمّی أول ذلك الفیض العقل الفعّال و هو جوهر بسیط روحانی نور محض فی غایة التمام و الكمال و الفضائل، و فیه صور جمیع الأشیاء، كما تكون فی فكر العالم صور المعلومات.
فاض من العقل الفعّال فیض آخر دونه فی الرتبة یسمّی العقل المنفعل و هی النفس الكلّیة و هی جوهرة روحانیة بسیطة قابلة للصور و الفضائل من العقل الفعّال علی الترتیب و النظام، كما یقبل التلمیذ من الأستاذ التعلیم. و فاض من النفس أیضا فیض آخر دونها فی الرتبة یسمّی الهیولی الأولی، و هی جوهرة بسیطة روحانیة قابلة من النفس من الصور و الأشكال بالزمان شیئا بعد شی‌ء (ص، ر 3، 198، 4)- الهیولی الأولی هی صورة روحانیة فاضت من النفس الكلّیة، و النفس الكلّیة أیضا هی صورة روحانیة فاضت من العقل الكلّی الذی هو أول موجود أوجده الباری عزّ و جلّ (ص، ر 3، 230، 19)- أما الهیولی الأولی الذی هو جوهر بسیط روحانی فله ثلاث علل: الفاعلیة و هو الباری عزّ و جلّ، و الصوریة و هو العقل، و التمامیة و هی النفس (ص، ر 3، 233، 14)- الهیولی الأولی هی ظل النفس و فیئها (ص، ر 3، 331، 18)- قد قیل إنّ الهیولی الأولی غیر الجسم و إنّها لا مقدار لها، و لا نعنی بالمقدار الإضافی كما قلنا بل سلب عنها معنی المقداریة القابلة للانقسام الفرضی و الوجودی. و قیل إنّها شی‌ء یتصوّر فی الأذهان و لا یحسّ فی الأعیان و هی الهیولی لهذا الجسم الذی ذكرناه (بغ، م 1، 12، 14)- الجسم بمجرّد معنی جسمیته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّیه هیولی أولی، و باستعداده ببعضها لقبول بعض یكون هیولی قریبة و متوسطة، و من جهة أنّه بالفعل حامل لصوره یسمّی موضوعا، و من جهة أنّه مشترك للصور یسمّی طینة و مادة، و إن كان قد یخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ و دخل فی هیولیته أولا (بغ، م 1، 14، 9)- إنّ الهیولی الأولی بمجرّد معناها هی التی لا كثافة لها و لا ممانعة فیها كما قال أرسطوطالیس (بغ، م 2، 140، 24)- الشی‌ء الذی یسمّی جسما هو الهیولی الأولی التی ینتهی إلیها التحلیل الذهنی بعد رفع الصفات التی هی الصورة و الأعراض و هی المعنی المشترك لسائر الأجسام بعد الاختلاف فیما عدا ذلك. فجسم السماء و جسم الكوكب
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 959
و جسم النار و جسم الهواء و جسم الماء و جسم الأرض و جسم النبات و جسم الحیوان واحد فی معنی الجسمیة و هو معنی مشترك ذهنی لها بأسرها (بغ، م 2، 203، 2)- إن الهیولی الأولی لهذه الأجسام (الكائنة) لیست مصوّرة بالذات و لا موجودة بالفعل، و إن الوجود الذی یخصّها إنما هو لها من جهة أنها قویة علی قبول الصور، لا علی أن القوة جوهرها بل علی أن ذلك تابع لجوهرها و ظل مصاحب لها، و أن سائر ما یقال علیه من الأجسام الموجودة بالفعل أنها قویة علی شی‌ء، فإنما یقال فیها ذلك من جهة المادة إذ كان لیس یمكن أن یوجد لها القوة من جهة ما هی موجودة بالفعل بالذات و أولا (ش، ن، 27، 11)- الهیولی الأولی لا توجد إلّا بالصورة لأنها لو وجدت بغیر صورة لكان ما لا یوجد موجودا (ش، ما، 106، 1)

هیولی أولی قریبة و بالحقیقة

- مثال الهیولی الأولی القریبة التی یقال فیها إنها أولی بالإضافة إلی جنس ما أو نوع ما النحاس لجمیع ما یصنع منه. و مثال الهیولی التی هی أولی بالحقیقة للأشیاء التی تصنع من النحاس هو الماء إن كان الماء هو الهیولی الأولی للذائبات التی النحاس واحد منها (ش، ت، 514، 1)

هیولی بالفعل‌

- لا یجوز وجود الهیولی بالفعل خالیة عن الصورة، و لا وجود الصورة الطبیعیة مجرّدة عن الهیولی، بل الهیولی محتاجة إلی الصورة لتصیر بها موجودة بالفعل. و لا یجوز أن یكون أحدهما سبب وجود الآخر، بل هاهنا سبب یوجدهما معا (ف، ع، 9، 11)

هیولی ثانیة

- إنّ أول شی‌ء اخترعه اللّه جلّ ثناؤه و أوجده، جوهر بسیط روحانی فی غایة التمام و الكمال و الفضل، فیه صور جمیع الأشیاء یسمّی العقل الفعّال، و إنّ من ذلك الجوهر فاض جوهر آخر دونه فی الرتبة یسمّی الرتبة الكلیة، و انبجس من النفس جوهر آخر یسمّی الهیولی الأولی، و إنّ الهیولی الأولی قبل المقدار الذی هو الطول و العرض و العمق، فصارت بذلك جسما مطلقا و هو الهیولی الثانیة (ص، ر 3، 189، 20)

هیولی الجوهر

- لما بیّن (أرسطو) أنه یمكن أن یقال أن علل المقولات هی واحدة بطریق التناسب، یرید أن یبیّن أیضا أن الجوهر بوجه ما هو علّة لجمیعها و ذلك أن الهیولی التی فی الجوهر هی الهیولی لجمیع هیولی المقولات و هی سببها، و كذلك الأضداد التی فی الجوهر هی السبب فی سائر الأضداد الموجودة فی سائر المقولات (ش، ت، 1532، 4)

هیولی الحكمة

- إنّ هیولی الحكمة تتّحد من إرادة الهیئة لأنّها هیولی قابلة لجمیع الأشیاء، و هی مادة سماویة و قوة فلكیة و أسباب علویة و قوة عقلیة متّصلة بجواهر روحانیة و أشخاص نفسانیة (ص، ر 3، 99، 12)

هیولی الصناعة

- هیولی الصناعة هی كل جسم یعمل منه و فیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 960
الصانع صنعته كالخشب للنجارین و الحدید للحدادین و التراب و الماء للبنائین و الغزل للحاكة و الدقیق للخبازین، و علی هذا القیاس كل صانع لا بدّ له من جسم یعمل صنعته منه و فیه فذلك الجسم هو هیولی الصناعة (ص، ر 2، 4، 12)

هیولی طبیعیة

- أمّا الهیولی الطبیعیة فهی الأركان الأربعة و ذلك أنّ كل ما تحت فلك القمر من الكائنات، أعنی النبات و الحیوان و المعادن، فمنها تتكوّن و إلیها تستحیل عند الفساد (ص، ر 2، 4، 17)

هیولی قریبة

- الجسم بمجرّد معنی جسمیته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّیه هیولی أولی، و باستعداده ببعضها لقبول بعض یكون هیولی قریبة و متوسطة، و من جهة أنّه بالفعل حامل لصوره یسمّی موضوعا، و من جهة أنّه مشترك للصور یسمّی طینة و مادة، و إن كان قد یخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ و دخل فی هیولیته أولا (بغ، م 1، 14، 10)

هیولی الكائنات الفاسدات‌

- الهیولی أیضا تنقسم إلی قسمین: أحدهما هیولی الأزلیات و هی متكثّرة فی وجودها بصورة أشخاصها المختلفة و الذی قیل فیها فی الطبیعیات من أنّها لا تقبل الاتّصال و الانفصال لم تثبت حجّته، و الآخر هیولی الكائنات الفاسدات التی تنفصل و تتّصل و تقبل الانفعالات المغیّرة المحرّكة و المسكنة فیتكثّر واحدها و یتحدّ كثیرها (بغ، م 2، 205، 7)

هیولی الكل‌

- أمّا هیولی الكل فهی الجسم المطلق الذی منه جملة العالم، و أعنی الأفلاك و الكواكب و الأركان و الكائنات أجمع لأنّها كلها أجسام و إنّما اختلافها من أجل صورها المختلفة (ص، ر 2، 4، 20)

هیولی كلّی‌

- إنّ الأمور الطبیعیة أحدثت و أبدعت علی تدریج ممرّ الدهور و الأزمان، و ذلك أنّ الهیولی الكلّی أعنی الجسم المطلق قد أتی علیه دهر طویل إلی أن تمخّض و تمیّز اللطیف منه من الكثیف (ص، ر 3، 331، 7)

هیولی متوسطة

- الجسم بمجرّد معنی جسمیته من جهة أنّه قابل لصور الكائنات نسمّیه هیولی أولی، و باستعداده ببعضها لقبول بعض یكون هیولی قریبة و متوسطة، و من جهة أنّه بالفعل حامل لصورة یسمّی موضوعا، و من جهة أنّه مشترك للصور یسمّی طینة و مادة، و إن كان قد یخصّ باسم المادة ما عدا المستعدّ و دخل فی هیولیته أولا (بغ، م 1، 14، 10)

هیولی المركّب‌

- قد یقال إن أجزاء المركّب من جهة الكمیة هیولی المركّب، و بهذه الجهة یطلق القائلون بالأجزاء التی لا تتجزّی علیها اسم الهیولی (ش، ما، 56، 5)

هیولی مطلقة

- أما الهیولی المطلقة فهی جوهر وجوده بالفعل إنّما یحصل بقبوله الصورة الجسمیة لقوة فیه
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 961
قابلة للصور و لیس له فی ذاته صورة تخصّه إلّا معنی القوة (س، ح، 17، 9)- الصورة المطلقة و الهیولی المطلقة … غیر كائنة و لا فاسدة. و لهذا ما یجب ضرورة أن تكون (ش، ما، 87، 21)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 962

و

واجب‌

- الحق الواجب لا ینقسم قولا علی كثیرین. فلا یشارك ندّا و لا یقابل ضدّا و لا یتجزّی مقدارا و لا حدّا و لا یختلف ماهیّة و لا هویّة و لا یتغایر ظاهریّة و باطنیّة (ف، ف، 7، 3)- لا طبیعة للممكن و إنّما هو موقوف علی فرض الفارض، و وهم الواهم، و وضع الواضع، و ظنّ الظان، و لیس كالواجب الذی هو ثابت علی وتیرة واحدة، و جدیلة محدودة معلومة، و الحدّ قائم الطبیعة، كالممتنع الذی هو أیضا علی هیئة واحدة، لا یرتقی صعدا و لا یتمایل سفلا (تو، م، 210، 2)- إنّ الواجب لا یستحیل ممتنعا البتّة، لا بزمان و لا فی مكان، بل لا ینحطّ الواجب إلی الإمكان، لا معقولا و لا موهوما و لا مفروضا و لا مظنونا، و كذلك لا یسمو الممتنع إلی الإمكان فی حال من حالاته (تو، م، 210، 5)- لیس فی الواجب من أجزاء العدم شی‌ء، و لا فی الممتنع من أجزاء الموجود شی‌ء (تو، م، 211، 3)- إنّ الواجب لا یقف علی إیجاب موجب فی وجوبه، و الممتنع لا یقف علی منع مانع فی امتناعه (تو، م، 211، 21)- إنّ الواجب واجب أن یكون واجبا، و الممكن واجب أن یكون ممكنا، و الممتنع واجب أن یكون ممتنعا. فالوجوب صورة الجمیع، لأنّه نعت للعلّة الأولی (تو، م، 212، 15)- الواجب لطبیعته لم ینقسم، لأنّ الوحدة تامّة فیه محیطة به، موجودة له، خالصة علیه، و لو انقسم لانتقلت الوحدة إلی الكثرة و تشعّبت عمّا هی علیه فی الحقیقة، و كذلك الممتنع، لأنّه یكون فی الطرف الآخر یعطی صورة الانتفاء من نفسه توقیرا لحدّ الواجب، و لا ضیر أن یختصر لهذه الجملة مثال یكون كالوحی إلی الحق (تو، م، 212، 19)- إنّ الواجب فی الكون أقدم فی الطبع من الممكن، و الممكن أقدم من الممتنع، لأنّه لو لم یكن الواجب فی الكون لما عرف الممكن و لو لم یكن الممكن لما عرف الممتنع (ص، ر 1، 335، 9)- كل وجود للشی‌ء فإما واجب، و إما غیر واجب. فالواجب هو الذی یكون له دائما.
و كل ذلك إمّا له بذاته، و إما له بغیره (س، ع، 55، 3)- الواجب هو الذی هو ممتنع و محال أن لا یكون، أو لیس بممكن أن لا یكون (س، شأ، 35، 18)- إنّ الواجب یدلّ علی تأكید الوجود، و الوجود أعرف من العدم لأنّ الوجود یعرف بذاته و العدم یعرف بوجه ما بالوجود (ب، م، 4، 18)- الواجب: هو الضروری الوجود (غ، م، 204، 9)- كل ما قدّر العقل وجوده فلم یمتنع علیه تقدیره، سمّیناه ممكنا، و إن امتنع سمّیناه مستحیلا، و إن لم یقدر علی تقدیر عدمه سمّیناه واجبا. فهذه قضایا عقلیة لا تحتاج إلی موجود حتی تجعل وصفا له (غ، ت، 66، 1)- قلنا (الغزالی): لفظ الممكن و الواجب لفظ مبهم، إلّا أن یراد بالواجب ما لا علّة لوجوده،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 963
و یراد بالممكن ما لوجوده علّة زائدة علی ذاته (غ، ت، 99، 27)- إنّ الموجود ینقسم إلی واجب، و هو ضروری الوجود، و إلی ممكن و هو ما لیس بضروری الوجود و العدم (سه، ل، 129، 2)- كل قوة و كل ممكن فهی قوة علی وجود الشی‌ء و لا وجوده لا قوة علی أحد النقیضین، فإنه إن كان له قوة علی أحد النقیضین لم یكن له قوة علی الآخر، و ما لا قوة له علیه فلا یكون و ما لا یكون فممتنع. و إذا كان أحد النقیضین ممتنع فالآخر واجب، و إذا كان ذلك كذلك فلیس هو ممكن. فإن الواجب ضد الممكن (ش، ت، 1199، 6)- الواجب لیس فیه إمكان أصلا، لأن الممكن نقیض الواجب (ش، ته، 224، 1)- إنّ الواجب قد یكون واجبا لذاته و قد یكون واجبا لغیره (ر، م، 121، 21)- فی كل ممكن ثلاثة أشیاء: ماهیّة، و فرد من الوجود عارض لها، و حصّة منه عارضة لذلك الفرد. و فی الواجب فرد منه غیر عارض لماهیته، بل هو قائم بنفسه و هو عین الواجب (ط، ت، 204، 12)

واجب بذاته‌

- إنّ الموجود: إمّا أن یتعلّق وجوده بغیره، بحیث یلزم ممن عدم ذلك الغیر، عدمه، أو لا یتعلّق.
فإنّ تعلّق سمّیناه ممكنا، و إن لم یتعلّق سمّیناه واجبا بذاته (غ، م، 210، 7)

واجب بغیره‌

- كل ما كان واجبا بغیره فهو مفعول للواجب بذاته … لأن الواجب بغیره لیس یلزم أن یكون الذی به وجب وجوده فاعلا إلّا أن یطلق علیه حقیقة الفاعل و هو المخرج من القوة إلی الفعل (ش، ته، 101، 1)

واجب لذاته‌

- الواجب لذاته هو الغایة إذ كل شی‌ء ینتهی إلیه (ف، ت، 9، 13)- الواجب لذاته أو قبله فهو الممكن لذاته، و كل ما یقبل الوجود و العدم لذاته كان قبوله لهما علی السویة إذ لو كان أحد الجانبین أرجح فذلك الجانب مع ذلك القدر من الرجحان إن كان مانعا من النقیض كان واجبا لا ممكنا، و إن لم یمنع من النقیض فمع ذلك القدر من الرجحان یصحّ علیه الوجود تارة و العدم أخری (ر، ل، 81، 2)- الواجب لذاته لا یتركّب عن غیره (ر، مح، 57، 15)- الواجب لذاته لا یكون وجوده زائدا علی ماهیّته (ر، مح، 57، 20)- الواجب لذاته لا یجوز أن یكون وجوبه زائدا علیه (ر، مح، 58، 7)- الواجب لذاته واجب من جمیع جهاته (ر، مح، 59، 9)- الواجب لذاته لا یصحّ علیه العدم (ر، مح، 59، 15)- الواجب لذاته یجوز أن تعرض له صفات تستلزمها ذاته (ر، مح، 59، 18)- الواجب لذاته هو الموجود الذی یمتنع عدمه امتناعا لیس الوجود له من غیره بل من نفس ذاته. فإن كان وجوب الوجود لذاته یسمّی واجبا لذاته، و إن كان لغیره یسمّی واجبا لغیره (جر، ت، 269، 2)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 964

واجب الوجود

- إنّ الموجودات علی ضربین: أحدهما- إذا اعتبر ذاته لم یجب وجوده، و یسمّی (ممكن الوجود). و الثانی- إذا اعتبر ذاته وجب وجوده، و یسمّی (واجب الوجود). و إذا كان ممكن الوجود- إذا فرضناه غیر موجود لم یلزم منه محال، و لا غنی بوجوده عن علّة. و إذا وجب- صار واجب الوجود بغیره (ف، ع، 4، 3)- الواجب الوجود- متی فرض غیر موجود لزم منه محال، و لا علة لوجوده، و لا یجوز كون وجوده بغیره، و هو السبب الأول لوجود الأشیاء. و یلزم أن یكون وجوده أول وجود، و أن ینزّه عن جمیع أنحاء النقص. فوجوده إذن تام، و یلزم أن یكون وجوده أتمّ الوجود و منزها عن العلل- مثل المادة و الصورة و الفعل و الغایة (ف، ع، 4، 11)- صفات واجب الوجود … لا ماهیّة له مثل الجسم إذا قلت عنه أنه موجود، فحدّ الموجود شی‌ء، و حدّ الجسم شی‌ء، سوی أنه واجب الوجود و هذا وجوده. و یلزم من هذا أن لا جنس له و لا فصل و لا حد و لا برهان علیه، بل هو برهان علی جمیع الأشیاء، و وجوده بذاته أبدی أزلی لا یمازجه العدم، و لیس وجوده بالقوة. و یلزم من هذا أن لا یمكن أن لا یكون، و لا حاجة به إلی شی‌ء یمدّ بقائه، و لا یتغیّر من حال إلی حال. و هو واحد بمعنی أن الحقیقة التی له لیست لشی‌ء غیره. و واحد بمعنی أنه لا یقبل التجزی كما تكون الأشیاء التی لها عظم و كمیة، و إذن لیس یقال علیه (كم) و لا (متی) و لا (أین) و لیس بجسم. و هو واحد بمعنی أن ذاته لیست من أشیاء غیره كان منها وجوده، و لا حصلت ذاته من معان مثل الصورة و المادة و الجنس و الفصل. و لا ضدّ له، و هو خیر محض و عقل محض و معقول محض و عاقل محض- و هذه الأشیاء الثلاثة كلها فیه واحد. و هو حكیم وحی و عالم و قادر و مرید، و به غایة الجمال و الكمال و البهاء، و له أعظم السرور بذاته، و هو العاشق الأول و المعشوق الأول. و وجود جمیع الأشیاء منه، علی الوجه الذی یصل أثر وجوده إلی الأشیاء فتصیر موجودة، و الموجودات كلها علی الترتیب حصلت من أثر وجوده (ف، ع، 5، 1)- لكل موجود من وجوده قسم و مرتبة مفردة.
و وجود الأشیاء عنه (واجب الوجود) لا عن جهة قصد منه یشبه قصودنا، و لا یكون قصد الأشیاء، و لا صدرت الأشیاء عنه علی سبیل الطبع من دون أن یكون له معرفة و رضاء بصدورها و حصولها، و إنما ظهرت الأشیاء عنه لكونه عالما بذاته و بأنه مبدأ لنظام الخیر فی الوجود علی ما یجب أن یكون علیه. فإذن عمله علّة لوجود الشی‌ء الذی یعلمه. و علمه للأشیاء لیس بعلم زمانی. و هو علّة لوجود جمیع الأشیاء- بمعنی أنه یعطیها الوجود الأبدی، و یدفع عنها العدم مطلقا- لا بمعنی أنه یعطیها وجودا مجرّدا بعد كونها معدومة، و هو علّة المبدع الأول (ف، ع، 6، 2)- لا یجوز أن یكون لواجب الوجود لذاته الذی هو تام أمر یجعله علی صفة لم یكن علیها فإنه یكون ناقصا من تلك الجهة، فقد عرفت إرادة الواجب لذاته و أنها بعینها عنایته و رضاه (ف، ت، 2، 9)- كل ما یصدر عن واجب الوجود فإنما یصدر بواسطة عقلیة له، و هذه الصور المعقولة تكون نفس وجودها نفس عقلیته لها لا تمایز بین
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 965
الحالتین و لا ترتّب لأحدهما علی الآخر فلیس معقولیتها له غیر نفس وجودها عنه، فإذن من حیث هی موجودة معقولة و من حیث هی معقولة موجودة (ف، ت، 8، 1)- واجب الوجود لذاته لا فصل له و لا جنس له فلا حدّ له. و واجب الوجود لا مقوّم له فلا موضوع له فلا مشارك له فی الموضوع فلا ضدّ له (ف، ف، 4، 19)- واجب الوجود لا موضوع له و لا عوارض له فلا لبس له فهو صراح فهو ظاهر (ف، ف، 5، 2)- واجب الوجود مبدأ كل فیض و هو ظاهر فله الكل من حیث لا كثرة فیه فهو من حیث هو ظاهر فهو ینال الكل من ذاته. فعلمه بالكل بعد ذاته و بعد علمه بذاته و یتحد الكل بالنسبة إلی ذاته، فهو الكل فی وحدته (ف، ف، 5، 4)- كل واجب الوجود هو هو بعینه لعلّة (س، ع، 58، 3)- إنّ الواجب الوجود بذاته لا علّة له، و إنّ الممكن الوجود بذاته له علّة، و إنّ الواجب الوجود بذاته واجب الوجود من جمیع جهاته، و إنّ الواجب الوجود لا یمكن أن یكون وجوده مكافئا لوجود آخر، فیكون كل واحد منهما مساویا للآخر فی وجوب الوجود و یتلازمان.
و إنّ الواجب الوجود لا یجوز أن یجتمع وجوده عن كثرة البتّة. و إنّ الواجب الوجود لا یجوز أن تكون الحقیقة التی له مشتركا فیها بوجه من الوجوه، حتی یلزم من تصحیحنا ذلك أن یكون واجب الوجود غیر مضاف، و لا متغیّر، و لا متكثّر، و لا مشارك فی وجوده الذی یخصّه (س، شأ، 37، 11)- إنّ واجب الوجود یجب أن یكون ذاتا واحدة.
و إلّا فلیكن كثرة و یكون كل واحد منها واجب الوجود، فلا یخلو إما أن یكون كل واحد منها فی المعنی الذی هو حقیقته، لا یخالف الآخر البتّة أو یخالفه (س، شأ، 43، 4)- أما الحق فیفهم منه الوجود فی الأعیان مطلقا، و یفهم منه الوجود الدائم، و یفهم منه حال القول أو العقد الذی یدلّ علی حال الشی‌ء فی الخارج إذا كان مطابقا له، فنقول: هذا قول حق، و هذا اعتقاد حق. فیكون الواجب الوجود هو الحق بذاته دائما، و الممكن الوجود حق بغیره، باطل فی نفسه. فكل ما سوی الواجب الوجود الواحد باطل فی نفسه (س، شأ، 48، 7)- واجب الوجود واحد لا یشاركه فی رتبته شی‌ء، فلا شی‌ء سواه واجب الوجود، و إذ لا شی‌ء سواه واجب الوجود، فهو مبدأ وجوب الوجود لكل شی‌ء، و یوجبه إیجابا أولیّا أو بواسطة (س، شأ، 343، 11)- واجب الوجود تام الوجود، لأنّه لیس شی‌ء من وجوده و كمالات وجوده قاصرا عنه، و لا شی‌ء من جنس وجوده خارجا عن وجوده یوجد لغیره، كما یخرج فی غیره (س، شأ، 355، 6)- واجب الوجود بذاته خیر محض، و الخیر بالجملة هو ما یتشوّقه كل شی‌ء و ما یتشوّقه كل شی‌ء هو الوجود، أو كمال الوجود من باب الوجود (س، شأ، 355، 11)- واجب الوجود عقل محض، لأنّه ذات مفارقة للمادة من كل وجه (س، شأ، 356، 16)- لیس یجوز أن یكون واجب الوجود یعقل الأشیاء من الأشیاء، و إلّا فذاته إما متقوّمة بما یعقل، فیكون تقوّمها بالأشیاء، و إما عارضة لها أن تعقل، فلا تكون واجبة الوجود من كل جهة، و هذا محال (س، شأ، 358، 14)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 966
- واجب الوجود لیس إرادته مغایرة الذات لعلمه، و لا مغایرة المفهوم لعلمه، فقد بیّنا أنّ العلم الذی له بعینه هو الإرادة التی له.
و كذلك قد تبیّن أنّ القدرة التی له هی كون ذاته عاقلة للكل عقلا، هو مبدأ للكل لا مأخوذا عن الكل، و مبدأ بذاته، لا یتوقّف علی وجود شی‌ء (س، شأ، 367، 7)- الواجب الوجود له الجمال و البهاء المحض، و هو مبدأ جمال كل شی‌ء و بهاء كل شی‌ء (س، شأ، 368، 14)- الواجب الوجود الذی هو فی غایة الكمال و الجمال و البهاء الذی یعقل ذاته بتلك الغایة و البهاء و الجمال، و بتمام التعقّل، و بتعقّل العاقل و المعقول علی أنّهما واحد بالحقیقة، تكون ذاته لذاته أعظم عاشق و معشوق و أعظم لاذ و ملتذّ (س، شأ، 369، 4)- واجب الوجود المتعیّن: إن كان تعیّنه ذلك لأنّه واجب الوجود، فلا واجب وجود غیره. و إن لم یكن تعیّنه لذلك، بل لأمر آخر، فهو معلول. لأنّه إن كان وجود واجب الوجوب لازما لتعیّنه، كان الوجود لازما لماهیّة غیره، أو صفة، و ذلك محال. و إن كان عارضا، فهو أولی بأن یكون لعلّة. و إن كان ما یتعیّن به عارضا لذلك، فهو لعلّة (س، أ 2، 36، 3)- إنّ واجب الوجود واحد، بحسب تعیّن ذاته.
و إنّ واجب الوجود لا یقال علی كثرة أصلا (س، أ 2، 44، 4)- واجب الوجود لا ینقسم فی المعنی و لا فی الكم (س، أ 2، 45، 1)- واجب الوجود لا یشارك شیئا من الأشیاء فی ماهیّة ذلك الشی‌ء؛ لأنّ كل ماهیّة لما سواه، مقتضیة لإمكان الوجود (س، أ 2، 49، 3)- واجب الوجود لا یشارك شیئا من الأشیاء فی معنی جنسی، و لا نوعی؛ فلا یحتاج إذن إلی أن ینفصل عنها بمعنی فصلی أو عرضی، بل هو منفصل بذاته. فذاته لیس لها حدّ، إذ لیس لها جنس و لا فصل (س، أ 2، 49، 8)- الواجب الوجود یجب أن لا یكون علمه بالجزئیات علما زمانیّا، حتی یدخل فیه: الآن، و الماضی، و المستقبل (س، أ 2، 295، 9)- واجب الوجود هو مبدع المبدعات و منشئ الكل، و هو ذات لا یمكن أن یكون متكثّرا أو متحیّزا أو متقوّما بسبب فی ذاته أو مباین فی ذاته. و لا یمكن أن یكون وجود فی مرتبة وجوده فضلا عن أن یكون فوقه و لا وجود غیره لیس هو المفید إیّاه قوامه (س، ر، 135، 8)- إنّ الواجب الوجود هو الموجود الذی متی فرض غیر موجود عرض منه محال (س، ن، 224، 21)- إنّ الواجب الوجود هو الضروری الوجود، و الممكن الوجود هو الذی لا ضرورة فیه بوجه أی لا فی وجوده و لا فی عدمه (س، ن، 224، 23)- إنّ الواجب الوجود قد یكون واجبا بذاته و قد لا یكون بذاته- أما الذی هو واجب الوجود بذاته فهو الذی لذاته لا لشی‌ء آخر أی شی‌ء كان یلزم محال من فرض عدمه- و أما واجب الوجود لا بذاته فهو الذی لو وضع شی‌ء مما لیس هو صار واجب الوجود، مثلا أنّ الأربعة واجبة الوجود لا بذاتها (س، ن، 225، 3)- إنّ واجب الوجود لا ینقسم بالقول (س، ن، 231، 16)- واجب الوجود … إنّه بذاته عقل و عاقل و معقول (س، ن، 243، 20)- الواجب الوجود معقول عقل أو لم یعقل، معشوق عشق أو لم یعشق، لذیذ شعر بذلك أو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 967
لم یشعر (س، ن، 246، 13)- واجب الوجود إنّما یعقل كل شی‌ء علی نحو كلّی و مع ذلك فلا یعزب عنه شی‌ء شخصی فلا یعزب عنه مثال ذرّة فی السماوات و لا فی الأرض- و هذا من العجائب التی یحوج تصوّرها إلی لطف قریحة (س، ن، 247، 10)- مبدأ الكل ذات واجبة الوجود، و واجب الوجود واجب أن یوجد ما یوجد عنه و إلّا فله حال لم تكن (س، ن، 254، 8)- الواجب الوجود هو الموجود الذی متی فرض غیر موجود لزم فیه الحال (ب، م، 5، 1)- الواجب الوجود هو الضروری الوجود (ب، م، 5، 3)- الواجب الوجود بذاته لا علّة له لأنّه إن كان له علّة فی وجوده كان وجوده بها فلم یكن واجب الوجود بذاته (ب، م، 5، 8)- واجب الوجود لا یصحّ أن یكون له ماهیّة یلزمها وجوب الوجود، فإنّه یلزم أن یكون ذلك الوجوب من الوجود یتعلّق بتلك الماهیّة و لا یجب دونها (ب، م، 10، 16)- إنّ واجب الوجود إنّیته، ماهیّته، و كان وجوب الوجود له كالماهیّة لغیره (غ، م، 212، 4)- إنّ واجب الوجود لا یشبه غیره البتّة؛ فإنّ كل ما عداه ممكن، و كل ما هو ممكن، فوجوده غیر ماهیته، و وجوده من واجب الوجود (غ، م، 212، 6)- إنّ الكثرة فی ذات واجب الوجود محال؛ لأنّه یوجب تعلیل الجملة بالآحاد. فهو واحد من كل وجه (غ، م، 214، 21)- إنّ واجب الوجود یستحیل أن یتغیّر؛ لأنّ التغیّر عبارة عن حدوث صفة فیه لم تكن (غ، م، 215، 18)- إنّ واجب الوجود لا یصدر منه إلّا شی‌ء واحد، بغیر واسطة، و إنّما یصدر منه أشیاء كثیرة، علی ترتیب، و بوسائط و ذلك لأنّه ثبت أنّه واحد لا كثرة فیه بوجه (غ، م، 216، 1)- إنّ واجب الوجود، كما لا یقال له عرض …
فلا یقال له جوهر و إن كان قائما بنفسه، و لم یكن فی محلّ، كما أنّ الجوهر كذلك (غ، م، 216، 23)- إنّ واجب الوجود، لا یقع فی شی‌ء من المقولات العشرة، إذ لم یقع فی مقولة الجوهر: فكیف یقع فی مقولات الأعراض؟
كیف و وجود سائر المقولات، زائد علی الماهیّات و عرضی فیها، و خارج من ماهیّاتها؟ و وجود واجب الوجود، و ماهیّته واحد. فیظهر من هذا أنّ واجب الوجود لا جنس له، و لا فصل له، فلا حدّ له. و ظهر أنّه لا محلّ له، و لا موضوع له فلا ضدّ له. و ظهر أنّه لا نوع له، و لا ندّ له و لا شریك له. و ظهر أنّه لا سبب له، و لا تغیّر له، و لا جزء له بحال (غ، م، 219، 4)- إنّ واجب الوجود بری‌ء عن المواد، براءة أشدّ من براءة النفس الإنسانیة لأنّ النفس تتعلّق بالمادة تعلّق الفعل فیها (غ، م، 225، 22)- إثبات واجب وجود هو مستند الممكنات (غ، ت، 53، 9)- إنّ واجب الوجود لا یكون إلّا واحدا، و الزائد علی الواحد ممكن، و الممكن یفتقر إلی علّة (غ، ت، 92، 12)- لا نرید (الفلاسفة) بواجب الوجود إلّا ما لا ارتباط لوجوده بعلّة، بجهة من الجهات (غ، ت، 102، 10)- واجب الوجود لا تركیب فیه (غ، ت، 104، 14)- (واجب الوجود)، فمعناه أنّه موجود لا علّة له،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 968
و هو علّة لغیره، فیكون جمعا بین السلب و الإضافة، إذ نفی علّة له سلب و جعله علّة لغیره إضافة (غ، ت، 107، 7)- الواجب الوجود بذاته وحده لا شریك له (بغ، م 2، 61، 20)- الواجب الوجود بری‌ء من صفات الأجسام، من جمیع الجهات. فإذن لا سبیل إلی إدراكه إلّا بشی‌ء لیس بجسم، و لا هو قوة فی جسم، و لا تعلق له بوجه من الوجوه بالأجسام (طف، ح، 65، 25)- إنّ الموجود الواجب الوجود متّصف بأوصاف الكمال كلّها، و منزّه عن صفات النقص و بری‌ء منها (طف، ح، 67، 21)- إنّ واجب الوجود لا یشارك الأشیاء فی معنی جنسی لیمتاز عنها بالفصل، إذ وجوده عین ماهیّته، و لا كذا وجود غیره. و وجوده امتاز عن وجود غیره بكمالیة له واجبة فی حقیقة نفسه (سه، ل، 130، 14)- واجب الوجود عنده (ابن سینا) ضربان: واجب الوجود بذاته، و واجب الوجود بغیره (ش، ته، 71، 21)- واجب الوجود لیس هو معنی زائدا علی الوجود خارج النفس و إنما هو حالة للموجود الواجب الوجود لیست زائدة علی ذاته و كأنها راجعة إلی نفی العلّة؛ أعنی أن یكون وجوده معلولا عن غیره، فكأنه ما أثبت لغیره سلب عنه بمنزلة قولنا فی الموجود أنه واحد، و ذلك أن الوحدة لیست تفهم فی الموجود معنی زائدا علی ذاته خارج النفس فی الوجود، مثل ما یفهم من قولنا: موجود أبیض، و إنما یفهم منه حالة عدمیة هی عدم الانقسام، و كذلك واجب الوجود إنما یفهم من وجوب الوجود حالة عدمیة اقتضتها ذاته، و هو أن یكون وجوب وجوده بنفسه لا بغیره (ش، ته، 121، 15)- إن الواجب الوجود منه ما هو واجب لنفسه، و منه ما هو واجب لعلّة، و الذی هو واجب لعلّة لیس واجبا لنفسه (ش، ته، 121، 27)- واجب الوجود لا یكون إلّا واحدا (ش، ته، 140، 18)- إن المفهوم من واجب الوجود ما لا علّة له (ش، ته، 168، 18)- قالت الفلاسفة: إن البرهان قد أدّی إلی أن واجب الوجود لیس له علّة فاعلة فلیس له قابلة، و إذا وضعتم ذاتا و صفات فقد وضعتم علة قابلة (ش، ته، 185، 19)- واجب الوجود واحد ضرورة (ش، ته، 216، 17)- واجب الوجود لیس له فصل به ینقسم (ش، ته، 217، 12)- واجب الوجود هو البرهان علی الكل و لیس شی‌ء غیره یكون برهانا علیه (ر، م، 363، 12)- إنّ واجب الوجود لكونه واجب الوجود لیس بعرض لأنّ كل عرض محتاج إلی المحلّ و لا شی‌ء من الواجب لذاته محتاج (ر، ل، 87، 2)- (واجب الوجود) لیس بمادة و لا صورة لأنّ كل واحدة منهما مفتقرة إلی الأخری و لا شی‌ء من الواجب بمفتقر (ر، ل، 87، 4)- (واجب الوجود) لا یقبل التغیّر لأنّه من حیث هو هو إن كان كافیا فی ثبوت شی‌ء أو عدمه وجب أن یدوم ذلك الثبوت أو العدم بدوام ذاته (ر، ل، 87، 5)- (واجب الوجود) أزلی أبدی لأنّه من حیث هو هو موجود فیكون موجودا أبدا، و لأنّه لو قبل العدم لتوقّف وجوده علی عدم سبب العدم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 969
فیكون متوقّفا علی الغیر (ر، ل، 87، 11)- (واجب الوجود) إنّه فی ذاته فرد إذ لو كان مركّبا لكان مفتقرا إلی جزئه و جزؤه و غیره، فیكون مفتقرا إلی الغیر فیكون ممكنا (ر، ل، 87، 13)- واجب الوجود واحد إذ لو كان أكثر من واحد لكانا مشتركین فی الوجوب و متباینین فی التعیّن و كل واحد منهما مركّب لا فرد (ر، ل، 87، 17)- (واجب الوجود) لیس بمتحیّز لأنّ كل متحیّز منقسم بحسب الكمّیة علی ما ثبت فی نفی الجزء و ینقسم بحسب الماهیة إلی المادة و الصورة، و لا شی‌ء من المنقسم بفرد (ر، ل، 87، 19)- (واجب الوجود) لا یمكن تعریفه لأنّ تعریف الشی‌ء بنفسه محال لامتناع كون العلم به متقدّما علی العلم به و لا بجزئه لأنّ الفرد لا جزء له، فلا یمكن تعریفه بجزئه و لا بالخارج عنه (ر، ل، 88، 4)- (واجب الوجود) لیست ماهیّته المعیّنة نفس الوجود لأنّ الوجود من حیث أنّه هو إن اقتضی أن یكون عارضا للماهیة و كل وجود كذلك، و إن اقتضی اللاعروض و كل موجود كذلك (ر، ل، 88، 14)- (واجب الوجود) لو حلّ فی ذاته صفات لكانت تلك الصفات إمّا واجبة لذاته فیكون واجب الوجود أكثر من واحد أو ممكنة لذاتها فتكون واجبة به فتكون ذاته فاعلة لها و قابلة لها، و ذلك ممتنع لأنّ الفرد لا یكون قابلا و فاعلا معا (ر، ل، 89، 2)- إنّ التغیّر فی صفات واجب الوجود محال (ر، ل، 90، 9)- واجب الوجود یعقل ذاته لأنّه مجرّد عن المادة فتكون له ذاته (ر، ل، 111، 10)- مدبّر العالم إن كان واجب الوجود فهو المطلوب، و إن كان جائز الوجود افتقر إلی مؤثّر آخر، فإمّا أن یدور أو یتسلسل أو ینتهی إلی واجب الوجود و هو المطلوب (ر، مح، 111، 2)- واجب الوجود هو الذی یكون وجوده من ذاته و لا یحتاج إلی شی‌ء أصلا (جر، ت، 269، 9)- واجب الوجود لا یجوز أن یكون مفتقرا إلی فاعل یفیده الوجود (ط، ت، 187، 11)- واجب الوجود لا یشارك شیئا من الأشیاء فی أمر ذاتی، جنسا كان أو نوعا. فلا یحتاج إلی ما یمیّزه عن المشاركات الجنسیة، و هو الفصل أو النوعیة، و هو الذی سمّیناه التعیّن (ط، ت، 189، 2)- إنّ حقیقة الواجب لیست إلّا الوجود الخاص الواجب، فهو مشارك للوجودات الخاصة الممكنة فی الوجود، و هذه مشاركة فی الحقیقة (ط، ت، 190، 12)- إنّ الواجب موجود، فهو لا یكون إلّا عین الوجود الذی هو موجود بذاته لا بأمر مغایر لذاته (ط، ت، 208، 12)- الواجب (الوجود) هو الوجود المطلق، أی المعرّی عن التقیید بغیره و الانضمام إلیه (ط، ت، 208، 17)- (اللّه) تعالی لیس بجسم، لأنّ كل جسم ممكن، و الواجب لا یكون ممكنا قطعا (ط، ت، 216، 8)- أمّا الفلاسفة، فإنّهم ذهبوا إلی أنّ الموجودات من حیث ذواتها، بعضها علّة حقیقیّة لبعض.
و أثبتوا بین الممكنات أیضا تلك العلّیة. فكلهم متّفقون علی أنّ العلّة الأولی هی واجب الوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 970
(ط، ت، 305، 6)

واجب الوجود بإطلاق‌

- واجب الوجود بإطلاق، أی لیس فیه إمكان أصلا لا فی الجوهر و لا فی المكان و لا فی غیر ذلك من الحركات (ش، ته، 223، 18)

واجب الوجود بذاته‌

- إنّ الواجب الوجود قد یكون واجبا بذاته و قد لا یكون بذاته- أما الذی هو واجب الوجود بذاته فهو الذی لذاته لا لشی‌ء آخر أی شی‌ء كان یلزم محال من فرض عدمه- و أما الواجب الوجود لا بذاته فهو الذی لو وضع شی‌ء مما لیس هو صار واجب الوجود مثلا أنّ الأربعة واجبة الوجود لا بذاتها (س، ن، 225، 4)- إنّ واجب الوجود بذاته واجب الوجود بجمیع جهاته، و إلّا فإن كان من جهة واجب الوجود و من جهة ممكن الوجود فكانت تلك الجهة تكون له و لا تكون له (س، ن، 228، 17)- كل واجب الوجود بذاته فإنّه خیر محض و كمال محض (س، ن، 229، 3)- كل واجب الوجود بذاته فهو حق محض لأنّ حقیقة كل شی‌ء خصوصیة وجوده الذی یثبت له. فلا حق إذا أحق من الواجب الوجود (س، ن، 229، 14)- واجب الوجود بذاته، فإنه یجب أن یكون واحدا من جمیع الوجوه، و غیر مركّب أصلا من شرط و مشروط و علّة و معلول، لأن كل موجود بهذه الصفة فإما أن یكون تركیبه واجبا، و إما أن یكون ممكنا. فإن كان واجبا كان واجبا بغیره لا بذاته، لأنه یعسر إنزال مركّب قدیم من ذاته، أعنی من غیر أن یكون له مركّب و بخاصّة علی قول من أنزل أن كل عرض حادث لأن التركیب فیه یكون عرضا قدیما؛ و إن كان ممكنا فهو محتاج إلی ما یوجب اقتران العلة بالمعلول (ش، ته، 180، 20)- معنی واجب الوجود بذاته لا علّة له فاعلة (ش، ته، 228، 15)

واجب الوجود بغیره‌

- إنّ كل واجب الوجود بغیره فهو ممكن الوجود بذاته (س، ن، 226، 7)- أما واجب الوجود بغیره فإن العقل یدرك فیه تركیبا من علّة و معلول، فإن كان جسما لزم أن یكون فیه اتحاد من جهة و كثرة من أخری، أعنی الأجسام الغیر الكائنة الفاسدة؛ أعنی اتحادا بالفعل كثرة بالقوة، و إن كان غیر جسم لم یدرك العقل كثرة لا بالقوة و لا بالفعل بل اتحادا من جمیع الوجوه. و لذلك یطلق القوم علی هذا النوع من الموجودات أنها بسیطة، لكنهم یقولون فی هذه الموجودات أن العلّة فیها أبسط من المعلول، و لذلك یرون أن الأول هو أبسطها، لأن الأول لا یفهم منه علّة و معلول أصلا، و ما بعد الأول یفهم العقل فیه التركیب، و لذلك كان الثانی عندهم (الفلاسفة) أبسط من الثالث، هكذا ینبغی أن یفهم مذهب القوم (ش، ته، 123، 14)- الواجب الوجود من غیره هو ممكن الوجود من ذاته. و الممكن یحتاج إلی واجب (ش، ته، 223، 25)

واجب الوجود لا بذاته‌

- إنّ الواجب الوجود قد یكون واجبا بذاته و قد لا یكون بذاته- أما الذی هو واجب الوجود بذاته فهو الذی لذاته لا لشی‌ء آخر أی شی‌ء كان یلزم محال من فرض عدمه- و أما الواجب الوجود
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 971
لا بذاته فهو الذی لو وضع شی‌ء مما لیس هو صار واجب الوجود، مثلا أنّ الأربعة واجبة الوجود لا بذاتها (س، ن، 225، 5)

واجب و ضروری‌

- الموجودات الضروریة بالحقیقة هی التی هی ضروریة بذاتها و من غیر علّة. و لذلك كان قولنا فی رسم الضروری إنه الذی لا یمكن أن یكون بنوع آخر. و ینقسم قسمین: أحدهما ما لا یمكن أن یكون بنوع آخر من قبل ذاته و هو هو الضروری المطلق و هو الذی یعبّر عنه قوم فی زماننا بواجب الوجود. و النوع الثانی ما هو كذلك من قبل غیره و هذا هو الذی یقال فیه عند قوم إنه واجب و ضروری من قبل غیره (ش، ت، 521، 6)

واجبیة

- الوجود من لوازم الماهیّات لا من مقوّماتها لكن الحكم فی الأول الذی لا ماهیّة له غیر الإنیّة یثبت أن یكون للوجود حقیقة إذا كان علی صفة و تلك الصفة هكذا الوجود. و لیس هكذا الوجود و وجود المخصّص بالتأكّد بل هو معنی لا اسم له یعبّر عنه بتأكّد الوجود و یثبت أن یكون أولی ما یقول فیه أن حقیقة الواجبیة بالمعنی المطلق لا الواجبیة بالمعنی العام؛ و معناه أن یجب له الوجود و قد یعبّر عن القوی باللوازم إذ لیس نعرف حقیقة كل قوة، و لو كانت تعرف حقیقة الأول لكان وجوب الوجود شرح اسم لتلك الحقیقة (ف، ت، 6، 8)

واجد

- الموجود مقتض للواجد لا محالة، و الواجد فی صیغته مقتض للموجود لا محالة، فالرباط قائم، و التعلّق بیّن (تو، م، 187، 22)- إنّ كل واجد من البشر شیئا- إذا وجد شیئا- فإن وجد أنّه له لا یخلو من إحدی الطرق الثلاث: إما بإحدی القوی الحسّاسة … و إمّا بإحدی القوی العقلیة التی هی الفكرة و الرویّة و التمییز و الفهم و الوهم الصادق و الذهن الصافی، و إما بطریق البرهان الضروری …
و لیس إلی الإنسان طریق إلی المعلومات غیر هذه (ص، ر 3، 228، 15)

واحد

- إنّ الواحد یقال علی كل متّصل، و علی ما لم یقبل الكثرة أیضا؛ فهو یقال إذن علی أنواع شتی، منها الجنس و الصورة و الشخص و الفصل و الخاصة و العرض العامّی (ك، ر، 126، 14)- الواحد إذن یقال علی كل واحد من المقولات و الكائن من المقولات بأنّه جنس، و بأنّه نوع، و بأنّه شخص، و بأنّه فصل، و بأنّه خاصة، و بأنّه عرض عام، و بأنّه كلّ، و بأنّه جزء، و بأنّه جمیع، و بأنّه بعض (ك، ر، 128، 4)- قد یقال الواحد أیضا بالإضافة إلی غیره …
كالمیل، فإنّه یقال: میل واحد، إذ هو كلّ للغلوات، و جزء للفرسخ، و لأنّه متّصل و مجتمع، لأنّ غلواته متّصلة و مجتمعة؛ فهو جمیع لغلواته، و لأنّه منفصل من أمیال أخر، أعنی اللاتی جمیعها فرسخ: فلیست الوحدة فی ذلك أیضا بحقیقة، بل هی عرض (ك، ر، 131، 19)- الواحد لا ینقسم، فانقسامه أیس لیس؛ و هذا خلف لا یمكن، فلیس الواحد إذن عددا (ك، ر، 147، 4)- الواحد و باقی الأعداد إنّما یقال إنّها أعداد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 972
باشتباه الاسم لا بالطبع (ك، ر، 147، 12)- الواحد لیس بعدد بالطبع، بل باشتباه الاسم؛ إذ لیس تقال الأعداد إلّا بالإضافة إلی شی‌ء واحد، فالطبّیات إلی الطب و المبرئات إلی البرء (ك، ر، 147، 14)- الواحد ركن العدد، لا عدد بتّة (ك، ر، 150، 20)- الواحد الحقّ لا حركة (ك، ر، 154، 9)- إنّ الواحد یقال إمّا بالذات، و إمّا بالعرض؛ أمّا بالعرض فكنوع المقول بالاسم المشترك، و أمّا بالأسماء المترادفة أو جامع أعراض كثیرة كقولنا: الكاتب و الخطیب واحد، إذا كانا یقالان علی رجل واحد، أو علی الإنسان، أو:
الإنسان و الكاتب واحد، و ما كان كذلك؛ و أمّا بالذات فباقی ما یقال علیه الواحد ممّا ذكرنا أنّه یقال: واحد؛ و هی جمیعا ما جوهرها واحد، و ینقسم قسمة أولی: إمّا بالاتصال، و هو من حیّز العنصر؛ و إمّا بالصورة، و هو من حیّز النوع؛ و إمّا بالاسم، و هو من حیّزهما جمیعا؛ و إمّا بالجنس، و هو من حیّز الأول (ك، ر، 159، 3)- الواحد- هو الذی بالفعل، و هو فیما وصف به تارة بالعرض (ك، ر، 168، 12)- كما أنّ أفلاطون بیّن فی كتابه المعروف" بطیماوس" أنّ كل متكوّن فإنما یكون عن علّة مكوّنة له اضطرارا، و أن المتكوّن لا یكون علّة لكون ذاته. كذلك أرسطوطالیس بیّن فی كتاب" أثولوجیا" أن الواحد موجود فی كل كثرة، لأن كل كثرة لا یوجد فیها الواحد لا یتناهی أبدا البتة (ف، ج، 102، 1)- بیّن (أرسطو) أنّ الواحد الحق هو الذی أفاد سائر الموجودات الواحدیة. ثم بیّن أنّ الكثیر بعد الواحد، لا محالة. و أنّ الواحد تقدّم الكثرة. ثم بیّن أنّ كل كثرة تقرب من الواحد الحق كان أول كل كثرة مما یبعد عنه؛ و كذلك بالعكس (ف، ج، 102، 10)- إنّ أحد المعانی التی یقال علیها الواحد هو ما لا ینقسم. فإن كل شی‌ء كان لا ینقسم من وجه ما، فهو واحد من تلك الجهة التی بها لا ینقسم؛ فإنه إن كان من جهة فعله، فهو واحد من تلك الجهة، و إن كان من جهة كیفیته، فهو واحد من جهة الكیفیة. و ما لا ینقسم فی جوهره فهو واحد فی جوهره (ف، أ، 29، 12)- الواحد اسم مشترك یدلّ علی معان كثیرة، أحدها و هو أحقّها بهذا الاسم، فهو واحد بالعدد (تو، م، 286، 17)- یقال أیضا الواحد علی ما هو واحد فی الجنس، كما یقال: إنّ الإنسان و الفرس واحد فی الحیوانیة، و یقال أیضا: واحد بالنوع كما یقال: زید و عمرو واحد فی الإنسانیة، و یقال أیضا واحد بمعنی أنّه غیر متجزّئ بمنزلة النقطة و الآن، و علی هذا الوجه أیضا یقال فی الشخص إنّه واحد و إنّه متجزّئ من قبل أنّه جزئی فشذ؛ و یقال أیضا واحد فی الموضوع (تو، م، 287، 5)- الواحد یقال علی الوجهین: إما بالحقیقة و إما بالمجاز، فالواحد بالحقیقة هو الشی‌ء الذی لا جزء له البتّة و لا ینقسم، و كل ما لا ینقسم فهو واحد من تلك الجهة التی بها لا ینقسم، و إن شئت قلت الواحد ما لیس فیه غیره بما هو واحد؛ و أما الواحد بالمجاز فهو كل جملة یقال لها واحد كما یقال عشرة واحدة و مائة واحدة و ألف واحد (ص، ر 1، 24، 10)- كما أنّ الواحد أصل العدد و منشأه و أوله و آخره، كذلك اللّه عزّ و جلّ هو علّة الأشیاء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 973
و خالقها و أولها و آخرها (ص، ر 1، 29، 14)- كما أنّ الواحد هو نشوء الأعداد كذلك الباری موجد الموجودات (ص، ر 3، 203، 12)- إنّ الأشیاء هی أعیان أی صور غیریات أفاضها و أبدعها الباری تعالی، كما أنّ العدد هو أعیان أی صور غیریات فاض من الواحد بالتكرار فی أفكار النفوس. و الأشیاء كانت فی علم الباری تعالی قبل إبداعه و اختراعه لها، كما أنّ الواحد لم یتغیّر عمّا كان علیه قبل ظهور العدد منه فی أفكار النفوس (ص، ر 3، 328، 8)- إنّ الواحد یقال بالتشكیك علی معان تتّفق فی أنّها لا قسمة فیها بالفعل من حیث كل واحد هو هو، لكن هذا المعنی یوجد فیها بتقدّم و تأخّر، و ذلك بعد الواحد بالعرض (س، شأ، 97، 4)- الواحد قد یطابق الموجود فی أنّ الواحد یقال علی كل واحد من المقولات كالموجود، لكن مفهومهما … مختلف، و یتّفقان فی أنّه لا یدلّ واحد منهما علی جوهر بشی‌ء من الأشیاء (س، شأ، 103، 7)- إنّ الواحد هو الذی لا یتكثّر ضرورة (س، شأ، 104، 5)- أما الكثرة فمن الضرورة أن تحدّ بالواحد، لأنّ الواحد مبدأ الكثرة، و منه وجودها و ماهیّتها (س، شأ، 104، 6)- إنّ الواحد لا یتجرّد عن الأعیان قائما بنفسه إلّا فی الذهن؛ فكذلك ما یترتّب وجوده علی وجود الواحد (س، شأ، 119، 9)- الواحد و الموجود قد یتساویان فی الحمل علی الأشیاء حتی أنّ كل ما یقال إنّه موجود باعتبار یصحّ أن یقال له إنّه واحد باعتبار، و كل شی‌ء فله وجود واحد (س، شأ، 303، 6)- للواحد أشیاء تقوم مقام الأنواع و أشیاء تقوم مقام الأصناف و اللواحق. و أنواع الواحد بوجه التوسّع: الواحد بالجنس، و الواحد بالنوع، و الواحد بالعرض، و الواحد بالمشاركة فی النسبة، و الواحد بالعدد، و لواحقه، المساواة، و المشابهة، و المطابقة، و المجانسة، و المشاكلة، و الهو هو (س، ن، 199، 14)- یقال واحد لما هو غیر منقسم من الجهة التی قیل له إنّه واحد (س، ن، 223، 21)- الواحد لا یصدر منه إلّا واحد، فلا بدّ من عدد، حتی یصدر عن كل واحد واحد (غ، م، 286، 14)- إنّ الواحد لا یوجد إلّا واحدا (غ، م، 288، 8)- الواحد لا یصیر كثیرا، كما لا یصیر الكثیر واحدا؛ إلّا إذا كان له حجم و مقدار، فیتّصل مرة و تنفصل أخری (غ، م، 369، 4)- انقسام الواحد الذی لیس له عظم فی الحجم بكمّیة مقداریة محال بضرورة العقل، فكیف یصیر الواحد اثنین بل ألفا ثم یعود و یصیر واحدا (غ، ت، 47، 3)- كل واحد ممكن علی معنی أنّ له علّة زائدة علی ذاته، و الكلّ لیس بممكن علی معنی أنّه لیس له علّة زائدة علی ذاته خارجة عنه (غ، ت، 100، 2)- یكون للهیولانی ضربان من التغیّر، یتقدّم أحدهما الآخر علی نحو ما یتقدّم مبدأهما:
أمّا الواحد فهو التغیّر فی المكان و مبدأه الوجود الهیولانی من أجل أنّه هو فی موضوع. فإنّ الهیولانی إنما یدلّ علیه من أجل أنّه كاین لا من أجل أنه موجود؛ و التغیّر الآخر من أجل هذا الوجود الخارج عن ذاته الذی یتقدّم ذلك الوجود الآخر كما تتقدّم حركة المكان سائر الحركات (ج، ن، 76، 9)- یقال واحد لما هو بالنوع و بالجنس و بالعرض،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 974
و بالجملة لما اشترك فی كلّی ما. و موضوع هذا الصنف الواحد كثیر. فإنّ أشخاص الخیل واحدة بالنوع و أشخاص النبات كلّها واحدة بالجنس (ج، ر، 156، 2)- یقال الواحد بالعدد … فیقال للمتّصل ما دام متّصلا أنّه واحد، و إذا انقسم صار كثیرا (ج، ر، 156، 5)- یقال الواحد فی المعقول إذا دلّ علیه لفظ مفرد و بلفظ مركّب تركیب تقیید (ج، ر، 156، 17)- الواحد فی المفاوضات یقال علی الواحد بالجنس كالإنسان و الفرس فإنّهما واحد فی الحیوانیة. و علی الواحد بالنوع كزید و عمرو فی الإنسانیة. و علی الواحد بالشخص كزید و عمرو. و علی الواحد بالذات كالنفس الواحدة. و علی الواحد بالعرض كالعسكر و القبیلة. و علی الواحد بالاتّصال كالأشیاء الملتصق بعضها ببعض و ذلك هو الاتّصال العرضی. و علی الواحد بالحقیقة لما لا كثرة فیه بوجه من هذه الوجوه. و علی الواحد بالمجاز كالذی فیه كثرة بهذه الوجوه المذكورة (بغ، م 1، 25، 16)- إن الجملة و الواحد یختلفان بالواحد و الكثیر و لا یختلفان بالطبع و الماهیّة، فإنّ ماهیّة الجملة و ماهیّة الواحد من الجملة واحدة بالطبیعة و الوجود (بغ، م 2، 23، 23)- یقال واحد للواحد بالشخص كشخص الإنسان الواحد مع كثرة أعضائه و أخلاطه و جواهره و أعراضه و وحدانیته بالاتصال و الحركة فی المكان معا بالانتقال، و یقال واحد للواحد بالنوع كما یقال لأشخاص كثیرة مثل زید و عمرو إنّها واحد بالإنسانیة و هو معنی مشترك بالمماثلة فی الذهن. و یقال واحد بالجنس لما یشترك فیه من الأنواع الكثیرة كالفرس و الإنسان فی الحیوانیة، و یقال واحد للواحد بالصنف كأشخاص السودان و البیضان من الناس و غیرهم، و یقال واحد بالعرض كالعسكر بما فیه من الأشخاص، و یقال واحد بالذات أو العدد كالشمس مثلا و واحد بالهوهو كالشی‌ء البسیط الذی لا تركیب فیه و لا له أجزاء.
فیكون الحاصل من جمیع ذلك أنّ الواحد یقال لما لا ینقسم و لا كثرة فیه بوجه من الجهة التی قیل فیه أنّه واحد بها (بغ، م 2، 58، 6)- إنّ الواحد بالواحد واحد یعنی بصفات وجدت له بذاته و من ذاته لا من غیره (بغ، م 2، 60، 10)- قال المتأخّرون (الفلاسفة) أنّ الواحد لا یصدر عنه إلّا واحد (بغ، م 2، 150، 20)- الواحد علی أنحاء: الأول ما لا ینقسم بالقوة و لا بالفعل. و الثانی هو الواحد بالاتصال كالخط الواحد و الماء الواحد، و ینقسم فی الكمّ إلی أجزاء متشابهة. و الثالث الواحد بالاجتماع كالكرسی من المختلفات (سه، ل، 125، 20)- من الواحد ما هو غیر حقیقی، و هو: إمّا بحسب شركة فی محمول، فما بحسب اتّحاد النوع یسمّی مشاكلة، و ما بحسب الجنس مجانسة، و ما بحسب الوضع مطابقة، و ما بحسب الكیف مشابهة، و ما بحسب الكم مساواة، و ما بحسب الإضافة یسمّی واحدا بالنسبة، كما یقال نسبة النفس إلی البدن كنسبة الملك إلی المدینة. و إمّا فی الموضوع كما یقال: الحلو و الأصفر واحد، أی موضوعهما واحد (سه، ل، 126، 1)- لا یمكن أن یكون الواحد و الموجود جنسا لجمیع الأشیاء لأن هاهنا أجناسا عالیة لیس بعضها داخلا تحت بعض و كل واحد ینفرد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 975
بفصل واحد یخصّه من غیر أن یشترك فی طبیعة واحدة. فاسم الموجود المقول علیهما لیس یعرّف منها طبیعة واحدة إذا كانت طبائعها مختلفة (ش، ت، 225، 16)- إن كان الواحد و الهویّة جنسا یعمّ المقولات العشر أی یقال علیها بتواطؤ، فلا یجب أن یكون للمقولات فصول تباین بها بعضها بعضا فی جمیع طبائعها ثم تكون طبیعة الجوهر و الكیف طبیعة واحدة (ش، ت، 226، 9)- أما أصحاب العلم الطبیعی مثل ابندقلیس و غیره فإنهم وافقوا الفیثاغوریین و أفلاطون فی أن اسم الواحد و الموجود یدلّان من الأشیاء علی طبائع واحدة و بسیطة (ش، ت، 266، 2)- إن الفیثاغوریین قالوا إن هذا الواحد و الموجود الذی هو جوهر الموجودات هو العدد نفسه.
و قال أفلاطون إنه الصور العددیة. و أما أصحاب العلم الطبیعی فإنهم جعلوا الواحد و الموجود هو أسطقسّ الأشیاء المحسوسة و ذلك بحسب اعتقادهم فی الشی‌ء الذی یرون من المحسوسات أسطقسّا لجمیعها إما النار علی قول بعضهم أو الهواء أو الماء (ش، ت، 266، 5)- الواحد و الهویّة كما قال (أرسطو) أكثر كلّیة من سائر الأشیاء و أوجب (ش، ت، 268، 7)- أما الواحد فإنما یفهم منه أنه معنی قائم بنفسه لیس له موضوع و لا له وضع، فهو إذا جوهر واحد أی جزئیّ (ش، ت، 269، 9)- لا یمكن أن یقال أن الواحد و الهویّة یدلّان علی جوهر واحد بالعدد (ش، ت، 270، 2)- اسم الواحد و الموجود یقالان علی أنحاء كثیرة (ش، ت، 272، 1)- إن الواحد إذا زید علیه شی‌ء لا یكون أكبر و لا كنه یكون أكثر فلذلك لا یجب أن یكون عظما (ش، ت، 273، 15)- الواحد من طبیعة المنفصل (ش، ت، 274، 11)- إما أن یكون الواحد و الهویّة یدلّان علی معنی واحد من جمیع الجهات أعنی بالحدّ و الموضوع، و إما أن یكون كل واحد منهما منعكسا علی صاحبه و لازما له من قبل أنهما یدلّان علی طبیعة واحدة بالموضوع اثنان بالحدّ مثل الأول و العلّة (ش، ت، 311، 12)- إن الواحد ینظر فیه الذی ینظر فی الموجود و إن ظننّا أن حدّهما مختلف، فإنه من المعلوم بنفسه أنهما متلازمان تلازما تاما أعنی المنعكس، و ذلك أن كل ما هو موجود فهو واحد و كل ما هو واحد فهو موجود (ش، ت، 311، 17)- وجب أن یكون الواحد و الموجود یدل علی طباع واحد لا علی طبیعتین مختلفتین من قبل أن المفهوم من قولنا إنسان واحد و إنسان هو أیّ موجود و هذا إنسان هو طبیعة واحدة عند ما نكرّر هذه الألفاظ و إن كانت تدل منها علی أحوال مختلفة (ش، ت، 312، 9)- إن جوهر كل واحد الذی هو به واحد هو هویّته التی بها صار موجودا (ش، ت، 315، 11)- إن الواحد: إما أن یقابل الكثرة بالسلب و الإیجاب، أو بالملكة و العدم، لأن بین السلب و العدم فرقا و هو أن السلب نفی الشی‌ء المسلوب بإطلاق و العدم هو نفی عن طبیعة محدودة (ش، ت، 320، 15)- الواحد یقال علی كثرة (ش، ت، 321، 15)- إن الموجود و الواحد یقالان علی أنحاء كثیرة (ش، ت، 333، 16)- إن القول بأن الواحد یدل علی كثرة هو قول جائز، و إن لم تكن الهویّة و الواحد یدلّان علی معنی واحد كلّی فی جمیع الأشیاء مقول بتواطؤ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 976
و لا كان أیضا مباینا لجمیع الأشیاء (ش، ت، 334، 5)- یقال الواحد علی الأشیاء الواحدة بالصورة المنقسمة بالكمّیة و هی الأشیاء المتشابهة الأجزاء و هی التی تشترك أجزاؤها فی الاسم و الحدّ، مثل أن جزء العظم عظم و جزء الماء ماء. و هذه كما قال (أرسطو) لا تتجزّأ بالموضوع و بالمكان (ش، ت، 532، 12)- الدلیل علی أن الواحد یقال علی المتصل و علی الصورة و علی ما هو كل أی غیر ناقص، أن الكثرة تقال علی الأشیاء المنفصلة المختلفة بالصورة و لا یقال أیضا واحد لما نقصه ما كان من قبله كلّا و تامّا مثل الناقص عضوا (ش، ت، 542، 4)- حدّ الواحد أنه مبدأ العدد لا أنه عدد (ش، ت، 545، 11)- إنما كان الواحد مبدأ العدد لأن الأشیاء إنما تكال و تقدّر أولا و بالذات بالشی‌ء الأول الذی هو فیها غیر منقسم و هو الذی منه تركّب.
فیجب فی كل مقدار أول أن یكون بهذا أولا بما هو و أن یكون هو المبدأ، و ذلك أن فی كل جنس یوجد فی الموجود فیه أول فی الوجود و فی المعرفة (ش، ت، 545، 13)- الواحد فی كل جنس هو ابتداء المعرفة فی ذلك الجنس (ش، ت، 546، 10)- لیس الواحد فی جمیع الأجناس الذی به یعرف جنس جنس هو طبیعة واحدة بعینها بل هو فی كل جنس غیره فی الآخر. مثال ذلك أن الواحد فی النغم هی النغمة التی تسمّی الإرخاء، و أحسب هذه هی التی تسمّی عندنا البعد الطنینی (ش، ت، 546، 15)- الواحد بالجملة … هو الذی لا یتجزّأ إما فی الكمّیة و إما فی الصورة و الكیفیّة. فما كان منه لا یتجزّأ البتة فی الكمّیة و لا له وضع من شی‌ء فهو الواحد الذی هو مبدأ العدد … و ما كان منه لا یتجزّأ أیضا البتة فی الكمّ و كان له وضع فهی … و ما كان مما له وضع و لا یتجزّأ إلّا بجهة واحدة فقط فهو الخط … و ما یتجزّأ بنوعین أی فی الطول و العرض فهو السطح … و ما یتجزّأ إلی طول و عرض و عمق فهو الجسم و هو الواحد بالكلّیة أی التام (ش، ت، 547، 11)- إذ قد تبیّن أن الواحد یقال علی أنواع كثیرة، و كانت الكثرة تقابل الواحد، فبیّن أنّ الكثرة تقال علی أنواع كثیرة أی لكل واحد كثرة یقابلها (ش، ت، 551، 2)- الواحد من حیث هو مبدأ العدد و مكیاله فهو أیضا داخل فی المضافات التی فی العدد (ش، ت، 615، 12)- إنما كان الكل و الواحد معنی متشابها لأن الوحدانیة كأنها كلّیة ما للكمّیة. یرید (أرسطو) الوحدانیة التی تقال علی المتصل و ذلك أنها كالكلّیة المحیطة بالأجزاء (ش، ت، 670، 5)- بیّن أنه لا یمكن أن یكون الواحد و الهویّة جوهرا لأشیاء كثیرة (ش، ت، 1001، 7)- إن الواحد الذی یدل علیه الحدّ الواحد هو واحد بالجوهر الذی هو الصورة أی بالصورة الأخیرة و الفصل الأخیر (ش، ت، 1067، 10)- إذا كانت الكلّیات لیست جواهر فبیّن أن الموجود العام لیس بجوهر موجود خارج النفس كما لیس الواحد العام جوهرا … من قبل أن الواحد و الهویّة محمولات كلّیة لا وجود لها إلّا من حیث هی فی الذهن (ش، ت، 1271، 13)- اسم الواحد و الموجود و الهویة مترادفان (ش،
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 977
ت، 1271، 15)- إن الواحد فی كل جنس هو طبیعة ما بسیطة من طبیعة ذلك الجنس و لیس الواحد بعینه هو طبیعة لشی‌ء منها، أی لیس یوجد الواحد الكلّی طبیعة لشی‌ء منها (ش، ت، 1277، 12)- كما نقول إن الموجود ینقسم إلی جوهر و إلی كم و كیف و غیر ذلك من سائر المقولات، كذلك نقول إن الواحد منه واحد جوهر و واحد كیف، أعنی أن الواحد ینقسم بأقسام معادة لاسم الموجود (ش، ت، 1279، 8)- الواحد یقابل الكثرة علی جهة ما یقابل العدم الملكة لأن الواحد هو لا یتجزّی و المتحد هو عدم التجزّی و التجزّی هو كالملكة و الصورة لهذا العدم … و السبب فی ذلك أن المتجزّی هو كثرة، و الكثرة أعرف من المنفرد، و الذی یتجزّی أیضا أعظم من الذی لا یتجزّی، و الأعظم أعرف من الأصغر (ش، ت، 1285، 5)- یقال واحدا ما كان واحدا بالصورة و العنصر مثل زید المشار إلیه فإن صورته واحدة أی غیر منقسمة و كذلك مادته (ش، ت، 1288، 6)- لزم أن یكون كل موجود: إما واحد بالطبع و إما كثیر، لأن كل واحد هو إما واحد بالطبع و إما كثیر. و ذلك أن الواحد بالصناعة مثل السریر هو كثیر لأنه واحد بالعرض و الواحد بالعرض هو كثیر، فلذلك یقتسم الصدق و الكذب علی كل شی‌ء قولنا فی هذا المعنی من اسم الواحد إما أن یكون واحدا و إما كثیرا و ذلك أن السریر هو كثیر لا واحد بالطبع (ش، ت، 1296، 14)- إنه لا یمكن أن یكون لواحد أضداد كثیرة (ش، ت، 1307، 1)- إن كانت أوائل المتضادات و أجناسها هی الواحد و الكثرة فمن قبل أن الواحد مأخوذ فی حدّ المتضادة (ش، ت، 1320، 6)- إن الواحد هو مقابل الكثرة لا علی جهة المضاف المتضاد مثل القلیل و الكثیر بل علی جهة المضاف الذی لیس فیه تضاد مثل مقابلة الكیل للمكیل و المقدار للمقدّر (ش، ت، 1344، 10)- إن كان الواحد و الموجود أسطقسّ للجوهر و المضاف، و كان الأسطقسّ لیس هو و ما هو له أسطقسّ واحد، فالجوهر و المضاف و سائر المقولات لیس هی واحدا و لا موجودا. و إن لم یكن شی‌ء منها واحدا و لا موجودا، أی إن ارتفع عنه أنه واحد، لم یكن واحد منها شیئا موجودا لا الجوهر و لا المضاف و لا باقی المقولات لأن غیر الموجود هو معدوم لكن مضطر أن یكون اسم الواحد یصدق علی جمیعها (ش، ت، 1514، 5)- لیس الواحد و الموجود طبیعة واحدة مشتركة (ش، ت، 1516، 8)- إن الواحد الذی یقال علی المتصل لیس إنما یدل هو و البسیط المطلق علی معنی واحد، و ذلك أن الواحد الذی یقال علی المتصل إنما یدل علی ما هو كثیر بالقوة واحد بالفعل.
و ذلك أن المتصل یمكن أن ینقسم، و أما البسیط بإطلاق فهو الذی یدل علی ما لا ینقسم أصلا لا بالقوة و لا بالفعل (ش، ت، 1603، 10)- القضیة القائلة أن الواحد لا یصدر عنه إلا واحد هی قضیة اتفق علیها القدماء حین كانوا یفحصون عن المبدأ الأول للعالم بالفحص الجدلی و هم یظنونه الفحص البرهانی، فاستقر رأی الجمیع منهم علی أن المبدأ واحد للجمیع و أن الواحد یجب الّا یصدر عنه إلا واحد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 978
(ش، ته، 111، 20)- جمع أرسطو بین الوجود المحسوس و الوجود المعقول و قال: إن العالم واحد صدر عن واحد، و إن الواحد هو سبب الوحدة من جهة، و سبب الكثرة من جهة (ش، ته، 114، 8)- الواحد سبب لوجود النظام و وجود الأشیاء الحاملة للنظام (ش، ته، 144، 5)- أسباب الكثرة عند أرسطو من الفاعل الواحد هی الثّلاثة الأسباب و رجوعه إلی الواحد هو بالمعنی المتقدّم، و هو كون الواحد سبب الكثرة (ش، ته، 153، 5)- الواحد بما هو واحد متقدّم علی كل مركّب، و هذا الفاعل الواحد إن كان أزلیا ففعله الذی هو إفادة جمیع الموجودات الوحدات التی بها صارت موجودة واحدة هو فعل دائم أزلی لا فی وقت دون وقت، فطن الفاعل الذی یتعلّق فعله بالمفعول فی حین خروجه من القوة إلی الفعل هو فاعل محدث ضرورة و مفعوله محدث ضرورة، و أما الفاعل الأول ففیه تعلّق بالمفعول علی الدوام و المفعول تشوبه القوة علی الدوام. فعلی هذا ینبغی أن یفهم الأمر فی الأول سبحانه مع جمیع الموجودات (ش، ته، 191، 10)- الواحد بما هو واحد إنما هو بالصورة و لذلك لیس هو منقسم أصلا بل هو أكثر شی‌ء تبرّأ عن المادة، فأما الكثرة و التزیّد فمن قبل المادة (ش، سط، 58، 8)- الواحد فی الحركة … یقال فیها علی وجوه:
أحدها هو الواحد بالجنس، و الثانی الواحد بالنوع، و الثالث و الواحد بالعدد (ش، سط، 84، 20)- الواحد: یقال بنوع من أنواع الأسماء المشكّكة. فمن ذلك الواحد بالعدد یقال أولا، و أشهر ذلك علی المتصل كقولنا خط واحد و سطح واحد و جسم واحد، و أولی ما قیل فیه من هذه واحد ما كان تامّا و هو الذی لیس یمكن فیه زیادة و لا نقصان كالخط المستدیر و الجسم الكری، و المتّصل قد یكون متّصلا بذاته، مثل الخط و السطح، و قد یكون متّصلا بمعنی فیه مثل الأجسام المتشابهة الأجزاء. و بذلك نقول فی الماء المشار إلیه إنه واحد- و قد یقال واحد علی المرتبة المتماسة و هی التی حركتها واحدة، و أحری ما قیل فیها واحد ما كان مرتبطا بالطبیعة، و هی الأشیاء الملتحمة كالید الواحدة و الرجل الواحدة. و من هذه ما لم تكن لها إلّا حركة واحدة فقط. و قد یقال دون ذلك علی المرتبطة بالصناعة كالكرسی الواحد و الخزانة الواحدة.
و قد یقال الواحد علی الشخص الواحد بالصورة، مثل زید و عمرو. فهذه هی أشهر المعانی التی یقال علیها الواحد بالعدد. و هو بالجملة إنما یدلّ به الجمهور علی هذه الأشیاء من حیث هی منحازة عن غیرها و منفردة بذاتها، و من هذه الجهة یجرّد العقل معنی الواحد الغیر المنقسم الذی هو مبدأ العدد (ش، ما، 43، 13)- الواحد … مبدأ العدد. فإن العدد جماعة الآحاد (ش، ما، 44، 20)- أما فی هذه الصناعة (ما بعد الطبیعة) فإن الواحد یستعمل فیها مرادفا للموجود. فمن ذلك الواحد بالعدد قد یدل به علی الشخص الذی لا یمكن أن ینقسم بما هو شخص، كقولنا إنسان واحد و فرس واحد، و بقریب من هذا نقول فی الشی‌ء الممتزج من أشیاء كثیرة أنه واحد كالسكنجبین المؤلّف من الخل و العسل (ش، ما، 45، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 979
- الواحد … إذا أرید به الواحد بالشخص إنما یدلّ به علی انحیاز للشخص المشار إلیه فی ذاته و ماهیّته لا علی انحیاز شی‌ء خارج عن ذاته، كقولنا فی هذا الماء المشار إلیه إنه واحد بالعدد. فإن الانحیاز فی مثل هذا إنما هو عرض فی الماء (ش، ما، 45، 18)- الواحد فی هذه الصناعة (ما بعد الطبیعة)، فقد لاح أنه مرادف هاهنا للموجود، و أنه لا فرق فی هذه الصناعة بین أن یطلب الموجود الأول فی جنس جنس من أجناس الموجودات، و بخاصة جنس الجوهر، و بین أن یطلب الواحد الأول فی جنس جنس، إلّا أنه یلحق المبدأ من حیث هو واحد غیر ما یلحقه من حیث هو موجود (ش، ما، 47، 20)- اسم الواحد ینحصر فی أربعة أجناس: الواحد بالاتصال، و الواحد بأنه كل و تام، و الأول البسیط فی جنس جنس، و الواحد الكلّی المقول بتقدیم و تأخیر أو تشكیك (ش، ما، 48، 10)- إن الواحد یقال علی الأنحاء التی … ترجع إلی معنیین: أحدهما الواحد بالعدد، و الثانی الواحد بالمعنی الكلّی، و الواحد بالمعنی الكلّی كما قیل ینقسم إلی الواحد بالنوع و الواحد بالجنس … و كذلك الواحد بالعدد یقال علی المتصل أولا ثم ثانیا و علی التشبیه علی الملتحم ثم علی المرتكز ثم علی المرتبط. و قد یقال الواحد بالعدد علی الشخص المشار إلیه الذی لا ینقسم بما هو شخص نوع ما مثل زید و عمرو. و قد یقال علی ما لا ینقسم لا بالكمیة و لا بالعموم، و هذا هو الواحد الذی هو مبدأ العدد. و قد یقال علی ما لا ینقسم بالكلمة و الحد، و هذا هو الانقسام الذی یخصّ المركّبات. و هذا أحری ما قیل علیه الواحد بالعدد (ش، ما، 113، 7)- قد یقال الواحد بمعنی حقیقی بسیط و هو الذی لا ینقسم فی جنس جنس، مثل اللون الأبیض فی الألوان و البعد الطنینی فی الألحان و الحرف المصوّت و غیر المصوّت فی الألفاظ، و مثل الواحد فی الكمیة و هو الذی لا ینقسم فیها.
و كل واحد من هذه الأجناس فكما أن فیه واحدا أول كذلك فیه أیضا عدد و العدد الذی فی الكمیة هو الذی ینظر فیه صاحب التعالیم (ش، ما، 114، 1)- الواحد یقال علی المقولات العشر، و كذلك العدد. و لیس الواحد الذی هو مبدأ الكمیة المنفصلة هو الواحد المقول بتقدیم و تأخیر علی جمیع الأجناس، و لا العدد الذی فی الكمیة هو العدد الموجود فی جنس جنس (ش، ما، 114، 6)- الواحد لیس یدلّ علی الأشیاء التی تقال علیها دلالة مشتركة، إذ كانت المعانی المشتركة لیس یلفی فیها محمول ذاتی و لا یكون لها حدّ واحد، و دلالته أیضا علیها دلالة تواطؤ (ش، ما، 116، 5)- الواحد … هو مبدأ العدد (ش، ما، 117، 23)- الواحد … یدلّ به علی جمیع المقولات و أنه مرادف للموجود (ش، ما، 118، 17)- الواحد … إن ألفی مفارقا للهیولی كان أحری باسم الوحدانیة إذ كان أحری باسم الموجود (ش، ما، 120، 14)- لما كان معنی الوحدة فی واحد واحد من تلك المفارقات إنما هو أن یكون المعقول منها واحدا، و ذلك بأن تترقّی المعقولات الكثیرة التی تجوهر بها واحد واحد منها إلی معقول واحد، لزم ضرورة أن یكون معنی الوحدة إنما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 980
یوجد حقیقة و أولا للأول ثم لما یلیه ثم لما یلیه فی الرتبة، حتی یكون أكثر العقول كثرة معقولات هذا العقل الذی فینا، و هذا هو الواحد الذی لم نزل نطلبه بالقول المتقدّم و هو الواحد فی الجوهر الذی به استفادت سائر الجواهر وحداتها (ش، ما، 159، 21)- صدر عن الواحد واحد و لم یمكن أن یصدر عنه اثنان، و لا أمكن فیما ذاته منقسمة إلی ثلاثة أن یصدر عنه أربعة (ش، ما، 163، 3)- إنّ الواحد لا یصدر عنه إلّا الواحد (ر، م، 460، 6)

واحد أول‌

- الواحد الأول صدر عنه صدورا أولا جمیع الموجودات المتغایرة (ش، ته، 112، 18)

واحد بالاتصال‌

- الواحد بالاتصال هو الواحد بالعنصر أو بالرباط، و هو الذی یقال له: واحد بالعدد، أو بالشكل (ك، ر، 159، 11)- إن الواحد بالاتصال ینقسم إلی أجزاء هی أیضا متّصلة و كذلك الواحد بالعدد من الأجسام المتشابهة الأجزاء بخلاف الواحد بالكل، مثل الإنسان فإنه لا ینقسم إلی أشیاء هی إنسان.
و بالجملة فهذه حال الأجسام الآلیة فإن الید لا تنقسم إلی ید (ش، ت، 540، 15)- إن الفرق بین الواحد بالاتصال و الواحد بالكل أن الواحد بالكل و التمام لسنا نقول فیه إنه واحد باتصال أجزائه بل بصورته فإنه لا ینقصه شی‌ء مما هو به واحد. مثل ذلك الخفّ فإنه إنما یقال فیه إنه واحد بصورته التامة لا باتصال أجزائه و لذلك إذا نقص منه جزء لم نقل فیه إنه واحد، و أما الخطّ فإنه یقال فیه باتصال أجزائه واحد و كذلك الجسم و إن توهّم أنه قد نقص منه شی‌ء (ش، ت، 542، 11)

واحد بالجنس‌

- (التی حدّها) الواحد بالجنس هی التی حدّ محمولها واحد؛ و التی بالاسم، أعنی بها ما هی بالمساواة، واحد (ك، ر، 159، 12)- الواحد بالجنس قد یكون بالجنس القریب، و قد یكون بالجنس البعید. و الواحد بالنوع كذلك قد یكون بنوع قریب لا یتجزّأ إلی أنواع، و قد یكون بنوع بعید (س، شأ، 98، 2)- كل ما هو واحد بالنوع فهو واحد بالجنس، مثال ذلك إن زیدا و عمرا واحد بالنوع لأن كلیهما إنسان و هما واحد بالجنس لأن كلیهما حیوان و لیس ینعكس هذا، و لا بد مثال ذلك أن زیدا و هذا الفرس هما واحد بالجنس لأن كلیهما حیوان و لیس هما واحدا بالنوع لأن هذا إنسان و هذا فرس (ش، ت، 550، 12)- كل ما كان واحدا بالنسبة فهو واحد بالجنس، و لیس ینعكس هذا حتی یكون كل ما هو واحد بالجنس هو واحد بالمساواة. و إنما كان ذلك كذلك لأن المساواة جنس ما (ش، ت، 550، 15)

واحد بالحقیقة

- لیس إذن الواحد بالحقیقة قابلا للإضافة إلی مجانسه، و إن كان له جنس قبل أن یضاف إلی مجانسه، فإذن لا جنس للواحد الحق بتّة (ك، ر، 153، 1)- الواحد یقال علی الوجهین: إما بالحقیقة و إما بالمجاز، فالواحد بالحقیقة هو الشی‌ء الذی لا جزء له البتّة و لا ینقسم، و كل ما لا ینقسم فهو واحد من تلك الجهة التی بها لا ینقسم، و إن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 981
شئت قلت الواحد ما لیس فیه غیره بما هو واحد؛ و أما الواحد بالمجاز فهو كل جملة یقال لها واحد كما یقال عشرة واحدة و مائة واحدة و ألف واحد (ص، ر 1، 24، 10)- الواحد بالحقیقة، هو الجزئی المعیّن (غ، م، 183، 14)

واحد بالذات‌

- إن الواحد بالذات منه ما یقال فیه واحد من قبل أنه متّصل؛ و المتّصل: إما أن یكون متّصلا بغرا و إما برباط و إما بدساتیر و إما بالطبع مثل الخط و السطح و الجسم (ش، ت، 528، 8)- یقال الواحد بالصورة علی أوجه خمسة:
أحدها الواحد بالنوع كقولنا زید و عمرو واحد بالإنسانیة. و الثانیة الواحد بالجنس كقولنا فی شخص إنسان و فرس أنهما واحد بالحیوانیة و الجنس منه قریب و منه بعید، و كلّما كان واحدا بالنوع فهو واحد بالجنس، و لیس ینعكس و یقرب من الواحد بالجنس الواحد بالهیولی. و الثالث و الواحد بالموضوع الكثیر بالحدّ، كالتام و الناقص. و الرابع الواحد بالمناسبة، كقولنا إن نسبة الربان إلی السفینة و الملك إلی المدینة نسبة واحدة. و الخامس الواحد بالعرض كقولنا الثلج و الكافور واحد بالبیاض. فهذه جمیع المعانی التی یقال علیها الواحد بالذات (ش، ما، 47، 15)

واحد بسیط

- الواحد البسیط بما هو واحد بسیط إنما یلزم عنه واحد (ش، ما، 160، 12)

واحد بالصورة

- (التی حدّها) الواحد بالصورة هی التی حدّها واحد (ك، ر، 159، 12)- الذی هو واحد بالصورة هو النوع الأخیر الذی لا ینقسم إلی نوع آخر بل إلی الأشخاص …
فأما الشخص مثل زید فهو المركّب من الصورة و العنصر (ش، ت، 1379، 11)- یقال الواحد بالصورة علی أوجه خمسة:
أحدها الواحد بالنوع كقولنا زید و عمرو واحد بالإنسانیة. و الثانیة الواحد بالجنس كقولنا فی شخص إنسان و فرس أنهما واحد بالحیوانیة و الجنس منه قریب و منه بعید، و كلّما كان واحدا بالنوع فهو واحد بالجنس، و لیس ینعكس و یقرب من الواحد بالجنس الواحد بالهیولی. و الثالث و الواحد بالموضوع الكثیر بالحدّ، كالتام و الناقص. و الرابع الواحد بالمناسبة، كقولنا إن نسبة الربان إلی السفینة و الملك إلی المدینة نسبة واحدة. و الخامس الواحد بالعرض كقولنا الثلج و الكافور واحد بالبیاض. فهذه جمیع المعانی التی یقال علیها الواحد بالذات (ش، ما، 47، 7)

واحد بطریق التناسب‌

- إنه لیس أسطقسّات المقولات العشر شیئا واحدا بعینه حتی یكون اسم الموجود مقولا بتواطؤ … و إذا تبیّن أنها لیست واحدة بإطلاق و لا مختلفة بإطلاق، فتكون واحدة بجهة ما و غیر واحدة بجهة أخری. و هذا هو الواحد بطریق التناسب (ش، ت، 1518، 13)

واحد بالعدد

- الواحد بالعدد إما أن یكون فیه بوجه من الوجوه كثرة بالفعل فیكون واحدا بالتركیب و الاجتماع- و إما أن لا یكون (س، ن، 224، 7)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 982
- الواحد بالعدد إذا كان جسما أو جسمانیا، كالبیاض مثلا، قیل له شخص. و أمّا الواحد بالعدد و المجرّد عن الهیولی فلیس بشخص، بل یجری مجراه و الشخص قد یلحقه تغییر (ج، ر، 157، 5)- إن الواحد بالاتصال ینقسم إلی أجزاء هی أیضا متّصلة و كذلك الواحد بالعدد من الأجسام المتشابهة الأجزاء بخلاف الواحد بالكل، مثل الإنسان فإنه لا ینقسم إلی أشیاء هی إنسان و بالجملة. فهذه حال الأجسام الآلیة فإن الید لا تنقسم إلی ید (ش، ت، 540، 16)- من الأشیاء ما یقال واحد بالعدد، و منها واحد بالصورة، و منها واحد بالمساواة، و منها واحد بالجنس … و الواحد بالعدد قد یقال علی الذی عنصره واحد. و الفرق بین هذا و بین الواحد الذی هو مبدأ العدد أن هذا الواحد هو فی هیولی و الواحد الذی هو مبدأ العدد هو فی غیر هیولی … و الكثرة بالعدد أی بالعنصر التی هی واحدة بالصورة هی التی حدّها واحد، و هذه هی التی هی واحدة بالنوع الحقیقی و هو الذی ینقسم إلی الأشخاص … و التی یقال فیها إنها واحدة بالجنس هی التی هی داخلة تحت مقولة واحدة … و التی بالمساواة واحد هی التی نسبتها واحدة كنسبة الشی‌ء إلی شی‌ء آخر (ش، ت، 548، 16)- إن كل ما كان واحدا بالعدد فإنه یلزمه أن یكون مع ما هو مغایر له بالعدد أیضا واحد بالنوع.
مثال ذلك إن زیدا لما كان واحدا بالعدد لزم أن یكون هو و عمرو واحدا بالصورة (ش، ت، 549، 16)- الواحد بالعدد لا یعرف أصلا بالحدّ و إنما یعرف بالحس و لذلك لم یكن له حدّ (ش، ت، 913، 8)- یقال الواحد بالعدد فی هذه الصناعة (ما بعد الطبیعة) علی الجواهر المفارقة و هی بالجملة أحری ما قیل فیها واحد بالعدد، إذ كانت لا تنقسم بالكیفیة علی جهة ما ینقسم المشار إلیه إلی مادة و صورة، و لا أیضا بالكمیة علی جهة ما ینقسم المتصل. و هذا النوع من الواحد بالعدد یبیّن من أمره أخیرا أنه یشبه الواحد الشخصی بالنوع بجهة و یشبه الواحد بالنوع بجهة. أما شبهة للشخص فمن جهة أنه لا یحمل علی كثیرین و لا یقال بالجملة علی موضوع. و أما شبهه بالنوع فمن جهة أنه معنی واحد مقول بذاته (ش، ما، 46، 21)- إن الواحد یقال علی الأنحاء التی … ترجع إلی معنیین: أحدهما الواحد بالعدد، و الثانی الواحد بالمعنی الكلّی، و الواحد بالمعنی الكلّی كما قیل ینقسم إلی الواحد بالنوع و الواحد بالجنس … و كذلك الواحد بالعدد یقال علی المتصل أولا ثم ثانیا و علی التشبیه علی الملتحم ثم علی المرتكز ثم علی المرتبط، و قد یقال الواحد بالعدد علی الشخص المشار إلیه الذی لا ینقسم بما هو شخص نوع ما مثل زید و عمرو، و قد یقال علی ما لا ینقسم لا بالكمیة و لا بالعموم. و هذا هو الواحد الذی هو مبدأ العدد. و قد یقال علی ما لا ینقسم بالكلمة و الحد، و هذا هو الانقسام الذی یخصّ المركّبات. و هذا أحری ما قیل علیه الواحد بالعدد (ش، ما، 113، 11)- بالجملة فإنما یقال الواحد بالعدد علی كل ما انحاز بذاته و انفرد عن غیره إما بالحس و إما بالوهم و إما بذاته. و أشهر الانحیازات هی الانحیازات الحسیة، و من هذه انحیازات الأشیاء بأماكنها ثم بأغشیتها (ش، ما، 113، 18)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 983
- الواحد بالعدد إذا أخذ بما هو واحد من الكمیة كان مبدأ للكثرة العددیة (ش، ما، 115، 4)- الواحد بالعدد طبیعته غیر طبیعة سائر الوحدات، و ذلك أن الواحد العددی هو معنی الشخص مجرّدا عن الكمیة، أعنی الذی به الشخص شخص لأنه أیضا هو شخص بمعنی غیر منقسم فیجرّده الذهن من المواد و یأخذه معنی مفارقا. و ذلك أن الواحد بالعدد و الوحدة العددیة إنما هو شی‌ء تفعله النفس فی أشخاص الموجودات، و لو لا النفس لم تكن هنالك وحدة عددیة و لا عدد أصلا بخلاف الأمر فی الخط و السطح، و بالجملة الكم المتصل.
و لذلك كان العدد أشد تبرّیا من المادة (ش، ما، 116، 21)

واحد بالعرض‌

- الواحد بالعرض هو أن یقال فی شی‌ء یقارن شیئا آخر، أنّه هو الآخر، و أنّهما واحد. و ذلك إما موضوع و محمول عرضی، كقولنا: إنّ زیدا و ابن عبد اللّه واحد، و إنّ زیدا و الطبیب واحد؛ و إمّا محمولان موضوع، كقولنا: الطبیب هو و ابن عبد اللّه واحد، إذ عرض أن كان شی‌ء واحد طبیبا و ابن عبد اللّه؛ أو موضوعان فی محمول واحد عرضی، كقولنا: الثلج و الجص واحد، أی فی البیاض، إذ قد عرض أن حمل علیهما عرض واحد (س، شأ، 97، 7)- یقال الواحد بالعرض أیضا فی مقابلة ما بالذات، كقولنا إن الطبیب و البنّاء واحد بعینه إذا عرض أن كان بنّاء طبیبا، و هذا إنما یتصوّر فی المعانی المركّبة، فأما المفردة فلا إذ كانت ذات الشی‌ء المشار إلیه لا تحصل بالعرض (ش، ما، 47، 16)

واحد بالكل‌

- إن الواحد بالاتصال ینقسم إلی أجزاء هی أیضا متّصلة و كذلك الواحد بالعدد من الأجسام المتشابهة الأجزاء بخلاف الواحد بالكل، مثل الإنسان فإنه لا ینقسم إلی أشیاء هی إنسان.
و بالجملة فهذه حال الأجسام الآلیة فإن الید لا تنقسم إلی ید (ش، ت، 540، 16)- إن الفرق بین الواحد بالاتصال و الواحد بالكل أن الواحد بالكل و التمام لسنا نقول فیه إنه واحد باتصال أجزائه بل بصورته فإنه لا ینقصه شی‌ء مما هو به واحد. مثل ذلك الخفّ فإنه إنما یقال فیه إنه واحد بصورته التامة لا باتصال أجزائه و لذلك إذا نقص منه جزء لم نقل فیه إنه واحد، و أما الخطّ فإنه یقال فیه باتصال أجزائه واحد و كذلك الجسم و إن توهّم أنه قد نقص منه شی‌ء (ش، ت، 542، 11)- إن الواحد بالكل لما كان هو التام الذی لیس یمكن أن یزاد علیه و لا أن ینقص منه و یبقی واحدا بعینه، و كان الواحد بالاتصال بخلاف هذا، كان خط الدائرة من قبل أنه لا یمكن أن یزاد فیه تام الوحدة لأن الدائرة لیس یمكن فیها زیادة و لا نقصان فتبقی دائرة كالحال فی الخفّ و البیت و جمیع الأشیاء الواحدة بالكل (ش، ت، 542، 18)

واحد بالمجاز

- كل واحد غیر الواحد بالحقیقة فهو الواحد بالمجاز لا بالحقیقة (ك، ر، 161، 11)- الواحد یقال علی الوجهین: إما بالحقیقة و إما بالمجاز، فالواحد بالحقیقة هو الشی‌ء الذی لا جزء له البتّة و لا ینقسم، و كل ما لا ینقسم فهو واحد من تلك الجهة التی بها لا ینقسم، و إن شئت قلت الواحد ما لیس فیه غیره بما هو
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 984
واحد؛ و أما الواحد بالمجاز فهو كل جملة یقال لها واحد كما یقال عشرة واحدة و مائة واحدة و ألف واحد (ص، ر 1، 24، 13)- إطلاق اسم الواحد علی أشیاء كثیرة (مجازا) لاندراجها تحت كلّی واحد، و ذلك خمسة:
الأول: الاتحاد بالجنس، كقولك: الإنسان و الفرس واحد بالحیوانیة. الثانی: اتحاد النوع، كقولك: زید و عمرو واحد بالإنسانیة.
الثالث: الاتحاد بالعرض، كما یقال: الثلج و الكافور واحد بالبیاض. الرابع: فی النسبة كقولك: نسبة الملك إلی المدینة، و نسبة النفس إلی البدن، واحدة. الخامس: فی الموضوع، كقولك فی السكر: إنّه أبیض و حلو، فنقول:
الأبیض و الحلو واحد، أی موضوعهما واحد (غ، م، 184، 13)

واحد بالمساواة

- (التی حدّها) الواحد بالمساواة هی التی نسبتها واحد، كالأشیاء الطبّیة المنسوبة جمیعا إلی الطّب (ك، ر، 159، 14)- أما الواحد بالمساواة فهو بمناسبة ما، مثل أنّ حال السفن عند الربّان و حال المدینة عند الملك واحدة، فإنّ هاتین حالتان متّفقتان، و لیس وحدتهما بالعرض، بل وحدة ما یتّحد بهما بالعرض، أعنی وحدة السفینة و المدینة بهما هی وحدة بالعرض (س، شأ، 102، 7)- كل ما كان واحدا بالنسبة فهو واحد بالجنس، و لیس ینعكس هذا حتی یكون كل ما هو واحد بالجنس هو واحد بالمساواة و إنما كان ذلك كذلك لأن المساواة جنس ما (ش، ت، 550، 16)

واحد بالمعنی الكلّی‌

- إن الواحد یقال علی الأنحاء التی … ترجع إلی معنیین: أحدهما الواحد بالعدد، و الثانی الواحد بالمعنی الكلّی، و الواحد بالمعنی الكلّی كما قیل ینقسم إلی الواحد بالنوع و الواحد بالجنس … و كذلك الواحد بالعدد یقال علی المتصل أولا ثم ثانیا و علی التشبیه علی الملتحم ثم علی المرتكز ثم علی المرتبط، و قد یقال الواحد بالعدد علی الشخص المشار إلیه الذی لا ینقسم بما هو شخص نوع ما مثل زید و عمرو، و قد یقال علی ما لا ینقسم لا بالكمیة و لا بالعموم. و هذا هو الواحد الذی هو مبدأ العدد. و قد یقال علی ما لا ینقسم بالكلمة و الحد، و هذا هو الانقسام الذی یخصّ المركّبات. و هذا أحری ما قیل علیه الواحد بالعدد (ش، ما، 113، 9)- الواحد بالمعنی الكلّی إذا أنزل أنه إنما یدل علی عرض مشترك للمقولات العشر فلا تخلو دلالته علی ذلك العرض الموجود فی واحد واحد منها أن تكون دلالته تواطئوا و دلالة الاسم المشكّك، أعنی الذی یقال بتقدیم و تأخیر أو دلالة اشتراك محض (ش، ما، 116، 1)

واحد بالنسبة

- من الواحد ما هو غیر حقیقی، و هو: إمّا بحسب شركة فی محمول، فما بحسب اتّحاد النوع یسمّی مشاكلة، و ما بحسب الجنس مجانسة، و ما بحسب الوضع مطابقة، و ما بحسب الكیف مشابهة، و ما بحسب الكم مساواة، و ما بحسب الإضافة یسمّی واحدا بالنسبة، كما یقال نسبة النفس إلی البدن كنسبة الملك إلی المدینة. و إمّا فی الموضوع كما یقال: الحلو و الأصفر واحد، أی موضوعهما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 985
واحد (سه، ل، 126، 4)- كل ما كان واحدا بالنسبة فهو واحد بالجنس، و لیس ینعكس هذا حتی یكون كل ما هو واحد بالجنس هو واحد بالمساواة. و إنما كان ذلك كذلك لأن المساواة جنس ما (ش، ت، 550، 15)

واحد بالنوع‌

- الواحد بالجنس قد یكون بالجنس القریب، و قد یكون بالجنس البعید. و الواحد بالنوع كذلك قد یكون بنوع قریب لا یتجزّأ إلی أنواع، و قد یكون بنوع بعید (س، شأ، 98، 3)- إن ما هو واحد بالنوع فلیس هو واحد بالعدد أصلا لأن الواحد بالنوع مما یصدق أقل ذلك علی اثنین بالعدد (ش، ت، 550، 3)- كل ما هو واحد بالنوع فهو واحد بالجنس، مثال ذلك إن زیدا و عمرا واحد بالنوع لأن كلیهما إنسان و هما واحد بالجنس لأن كلیهما حیوان و لیس ینعكس هذا، و لا بد مثال ذلك أن زیدا و هذا الفرس هما واحد بالجنس لأن كلیهما حیوان و لیس هما واحدا بالنوع لأن هذا إنسان و هذا فرس (ش، ت، 550، 9)

واحد تام‌

- من الواحد تام، و هو الذی لا یمكن الزیادة فیه كخط الدائرة، و منه ناقص، و هو الذی یمكن فیه ذلك كالخط المستقیم. و أحقّ الأقسام بالوحدة الأول، ثم ما یلیه من الثلاثة. و التامّ أحقّ بها من غیره، و من لواحق الكثرة الاختلاف و التقابل (سه، ل، 126، 8)

واحد حق‌

- لیس إذن الواحد بالحقیقة قابلا للإضافة إلی مجانسه، و إن كان له جنس قبل أن یضاف إلی مجانسه، فإذن لا جنس للواحد الحق بتّة (ك، ر، 153، 2)- الواحد الحق أزلیّ؛ و لا یتكثّر بتّة بنوع من الأنواع أبدا؛ و لا یقال: واحد، بالإضافة إلی غیره؛ فإذن هو الذی لا هیولی له ینقسم بها، و لا صورة مؤتلفة من جنس و أنواع؛ فإنّ الذی هو كذلك یتكثّر بما ألّف منه؛ و لا هو كمّیة بتّة، و لا له كمّیة؛ لأنّ الذی هو كذلك أیضا ینقسم (ك، ر، 153، 4)- الواحد الحق لا أسماء مترادفة (ك، ر، 155، 16)- لیس الواحد الحق واحدا بنوع اشتباه الاسم (ك، ر، 156، 5)- الواحد الحق لا یقال بنوع العنصر بتّة (ك، ر، 156، 20)- إنّ الواحد الحق لیس هو شی‌ء من المفعولات، و لا هو عنصر و، لا جنس، و لا نوع، و لا شخص، و لا فصل، و لا خاصة، و لا عرض عام، و لا حركة، و لا نفس، و لا عقل، و لا كل، و لا جزء، و لا جمیع، و لا بعض، و لا واحد بالإضافة إلی غیره، بل واحد مرسل، و لا یقبل التكثیر و لا هو المركّب، و لا كثیر، و لا واحد مما ذكرنا أنّه موجود فیه أنواع جمیع أنواع الواحد التی ذكرنا، و لا یلحقه ما یلحق أسامیها (ك، ر، 160، 6)- الواحد الحق إذن لا ذو هیولی، و لا ذو صورة، و لا ذو كمّیة، و لا ذو كیفیة، و لا ذو إضافة، و لا موصوف بشی‌ء من باقی المفعولات، و لا ذو جنس، و لا ذو فصل، و لا ذو شخص، و لا ذو خاصة، و لا ذو عرض عام، و لا متحرّك، و لا موصوف بشی‌ء مما نفی أن یكون واحدا بالحقیقة؛ فهو إذن وحدة فقط محض، أعنی لا
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 986
شی‌ء غیر وحدة (ك، ر، 160، 13)- الواحد الحق هو الواحد بالذات الذی لا یتكثّر بتّة بجهة من الجهات، و لا ینقسم بنوع من الأنواع، و لا من جهة ذاته، و لا من جهة غیره، و لا هو زمان، و لا مكان، و لا حامل، و لا محمول، و لا كل، و لا جزء، و لا جوهر و لا عرض، و لا ینقسم بنوع من أنواع القسمة أو التكثّر بتّة (ك، ر، 161، 1)- علّة الإبداع هو الواحد الحق الأول، و العلّة التی منها مبدأ الحركة، أعنی المحرّك مبدأ الحركة، أعنی المحرّك، هی الفاعل. فالواحد الحق الأول، إذ هو علّة مبدأ حركة التهوّی- أی الانفعال- فهو المبدع جمیع المتهوّیات (ك، ر، 162، 8)- الواحد الحق إذن هو الأول المبدع الممسك كل ما أبدع، فلا یخلو شی‌ء من إمساكه و قوته إلّا عاد و دثر (ك، ر، 162، 11)- بیّن (أرسطو) أنّ الواحد الحق هو الذی أفاد سائر الموجودات الواحدیة. ثم بیّن أنّ الكثیر بعد الواحد، لا محالة. و أنّ الواحد تقدّم الكثرة. ثم بیّن أنّ كل كثرة تقرب من الواحد الحق كان أول كل كثرة مما یبعد عنه؛ و كذلك بالعكس (ف، ج، 102، 9)

واحد عام‌

- إذا كانت الكلّیات لیست جواهر فبیّن أن الموجود العام لیس بجوهر موجود خارج النفس كما لیس الواحد العام جوهرا … من قبل أن الواحد و الهویّة محمولات كلّیة لا وجود لها إلّا من حیث هی فی الذهن (ش، ت، 1271، 11)

واحد عددی‌

- لیس یقال فی المحدود المشار إلیه إنه واحد كما یقال فی الواحد العددی الذی هو مبدأ العدد، أو كما یقال فی النقطة أی إنه لا وجود له سوی أنه غیر منقسم، بل إنما صار الشی‌ء الذی هو مشار إلیه واحدا من قبل فعل فیه واحد و طبیعة واحدة أی من قبل أنه واحد بالصورة (ش، ت، 1067، 14)- الواحد العددی هو المشار إلیه فی الذهن الغیر منقسم فیه إلی كمیة و لا كیفیة و لا وضع (ش، ما، 114، 11)- الواحد فی الأعداد هو السبب فی كون سائر أنواع العدد موجودة و معدودة و معلومة (ش، ما، 119، 12)

واحد فی كل جنس‌

- إن الواحد فی كل جنس هو الذی بمعرفته یعرف ذلك الجنس أتی بالحد العام لجمیع الآحاد و هو الدال فی الحقیقة علی انیة الواحد و جوهره. فقال (أرسطو) و فی جمیع الأشیاء الواحد هو الذی لا یتجزأ أما بالكمیّة و أما بالصورة (ش، ت، 547، 8)

واحد فی مادة

- الواحد الذی فی مادة لا یتكرّر بالشخص (ش، ت، 139، 14)

واحد كلّی‌

- إن لم یكن الواحد الكلّی و الموجود یدلّان علی جواهر قائمة بذاتها لم یكن هاهنا واحد هو جوهر إلّا الأشیاء الجزئیة (ش، ت، 268، 11)- إن الواحد الكلّی لیس بجوهر لأنه لا یمكن أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 987
یوجد شی‌ء مشترك لأشیاء كثیرة هو جوهر إلّا من حیث هو فی النفس فقط (ش، ت، 1271، 2)

واحد كلّی عام‌

- قالوا (الأقدمون من الطبیعیین) إن الواحد الكلّی العام لجمیع ما یقال علیه واحد هو السبب فی وجود سائر الموجودات التی یقال علیها واحد و السبب فی تقدیرها (ش، ما، 119، 20)

واحد مبدأ العدد

- من الأشیاء ما یقال واحد بالعدد، و منها واحد بالصورة، و منها واحد بالمساواة، و منها واحد بالجنس … و الواحد بالعدد قد یقال علی الذی عنصره واحد. و الفرق بین هذا و بین الواحد الذی هو مبدأ العدد أن هذا الواحد هو فی هیولی و الواحد الذی هو مبدأ العدد هو فی غیر هیولی … و الكثرة بالعدد أی بالعنصر التی هی واحدة بالصورة هی التی حدّها واحد، و هذه هی التی هی واحدة بالنوع الحقیقی و هو الذی ینقسم إلی الأشخاص … و التی یقال فیها إنها واحدة بالجنس هی التی هی داخلة تحت مقولة واحدة … و التی بالمساواة واحد هی التی نسبتها واحدة كنسبة الشی‌ء إلی شی‌ء آخر (ش، ت، 548، 17)

واحد مطلق‌

- حدّ الواحد المطلق هو أن یقال فیه إنه مكیال العدد و إنه غیر منقسم بنحو من الانقسامات (ش، ما، 114، 10)- لا یخلو أن یكون الموضوع للواحد المطلق:
إما شیئا مشتركا لعشر المقولات كلها كما یقول ابن سینا، و إما أن یكون مرادفا لاسم الموجود، أعنی یقال بتقدیم و تأخیر لأنه یدل منه علی عرض مشترك، كما یری ذلك ابن سینا، و إما أن یكون شیئا مفارقا كما یری كثیر من القدماء فی طبیعة الواحد. فأما هذا القول فیتكلّف إبطاله أرسطو فیما بعد (ش، ما، 115، 12)- الواحد المطلق أعم من الواحد الذی هو مبدأ العدد (ش، ما، 118، 7)

واحد و كثرة

- إن الواحد هو غیر متجزّئ و الكثرة متجزّئة فإن الكثرة إنما یقال لما قد جزّئ أو لما یجزّی، و أما الواحد بما هو واحد فإنه لا یتجزّی (ش، ت، 1284، 1)- الكثرة و الواحد یضاد أحدهما الثانی بما یضاد به العدم للملكة، و إنما سمّی العدم و الملكة أضدادا لأن الأضداد الحقیقیة ترقی إلی هذا الجنس (ش، ت، 1284، 12)- الواحد یقابل الكثرة علی جهة ما یقابل العدم الملكة لأن الواحد هو لا یتجزّی و المتحد هو عدم التجزّی و التجزّی هو كالملكة و الصورة لهذا العدم … و السبب فی ذلك أن المتجزّئ هو كثرة، و الكثرة أعرف من المنفرد، و الذی یتجزّی أیضا أعظم من الذی لا یتجزّی، و الأعظم أعرف من الأصغر (ش، ت، 1285، 5)- إن الواحد و الكثرة تتقابل من جهة الهو هو و الغیر المتشابهة و غیر المتشابه (ش، ت، 1291، 11)- الواحد و الكثیر من المتضادات (ش، ت، 1320، 10)- إذا قسّم (الواحد) إلی الأشیاء التی بها یقال
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 988
فیها أنها واحد بإطلاق انتظم جمیع آحاد المقولات العشر، و تكون الكثرة أیضا بهذه الجهة من لواحق المقولات العشر. و ذلك أن الموضوع للواحد المطلق لیس شیئا أكثر من المقولات العشر، أعنی من الوحدات الموجودة فی المقولات العشر (ش، ما، 115، 7)- إن الواحد یقابل الكثرة بأوجه كثیرة، أحدها بالمنقسم و غیر المنقسم، و هذا كأنه یشبه التقابل الذی بین الملكة و العدم. و ذلك أن الواحد هو عادم للانقسام الموجود فی الكثرة، و أیضا فإن الواحد یقابل الكثرة من جهة خواصها بأن للواحد الهو هو و للكثرة الغیر و الخلاف، إلّا أن الذی یقابل من هذه للواحد فی جهة ما هو هو هی الغیریة، و ذلك أن كل شی‌ء باضطرار إما أن یكون هو هو و إما أن یكون غیرا، و ذلك أیضا بحسب الأصناف التی عددنا أنه یقال علیها الهو هو و الغیر (ش، ما، 121، 6)- إنه لیس یمكن أن یكون الواحد یقابل الكثرة علی جهة التضاد، و إذ كانت المضادة للكثرة إنما هی القلة و الواحد لیس بقلیل، إذ القلیل من أوصاف المنقسم، و إنما یعرض للواحد أن یكون قلیلا من جهة ما یكون الواحد شیئا منقسما لا من جهة ما هو واحد (ش، ما، 126، 22)- إن كان الواحد قلیلا فیكون الاثنان كثیرا، فإن القلیل و الكثیر یقالان بالإضافة، و علی هذا فسیكون الواحد كثرة ما، و هذا كله ممتنع (ش، ما، 127، 3)- إن الضد … إنما یوجد له ضد واحد، و هما فی جنس واحد. و لیس هكذا شأن الواحد و الكثرة (ش، ما، 127، 6)- إن الواحد من جهة أنه شی‌ء غیر منقسم و الكثرة منقسمة … قد لحقه عدم الانقسام الذی هو موجود للكثرة (ش، ما، 127، 8)- الواحد یعرض له أن یكون كائلا و الكثرة مكیلة و الكیل و المكیل من باب المضاف إلا أن هذه الإضافة لیست فی جوهر الواحد بل عارضة له، و لذلك لا یقال الواحد بالإضافة إلی الكثرة علی جهة ما یقال الأشیاء المضافة بعضها إلی بعض. و الأمر فی ذلك كالأمر فی العلّة و المعلول، فإن النار علّة للأشیاء الناریة، لكن كونها نارا غیر كونها علّة، و لذلك هی من حیث نار فی مقولة الجوهر و من حیث هی علّة فی مقولة الإضافة (ش، ما، 127، 19)- یشبه أن یكون اسم الكثرة دالّا علیها (النار) لا من حیث لها هذه النسبة، و إن كانت لیس تتقوّم إلا بها بل اسم الكثرة إنما یقال بالإضافة إلی القلة. و لذلك هذه الإضافة التی بین الكثرة و الواحد إنما هی للكثرة من حیث هی مكیلة و للواحد من حیث هو كائل، أو نقول إن الواحد قد یقابل الكثرة بالوجهین جمیعا من جهتین مختلفتین، فیكون تقوم الكثرة لا من جهة ما عرض له أنه عدم الكثرة بل من جهة ما هو مبدأ لها. و بهذه الجهة یكون تقابلهما من المضاف؛ و یكون أیضا من جهة ما عرض له هذا العدم الموجود فی الكثرة، أعنی الانقسام یقابل الكثرة علی جهة الملكة و العدم (ش، ما، 128، 3)- لما كان الواحد فی كل جنس هو ما لم یكن منقسما و لا كثیرا بالانقسام الموجودة فی ذلك الجنس، و كانت الكثرة الموجودة فی واحد واحد من هذه المفارقات لها إنما توجد لها من جهة أنها تعقل من ذاتها كثرة علی ما لاح من القول المتقدّم، فیجب عن هذا ضرورة أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 989
یكون الواحد فی هذا غیر منقسم فیما یعقل من ذاته. فلذلك لا یعقل إلّا شیئا واحدا بسیطا و هی ذاته، و لا یمكن فیه أن یعقل كثرة ما لا فی ذاته و لا خارجة عن ذاته، و هو واحد بسیط فی جوهره و غیره إنما صار واحدا به (ش، ما، 159، 8)

واصف‌

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 10)

واضع النوامیس‌

- یلزم فیمن كان واضع النوامیس علی أن ماهیّته ماهیّة رئاسة لا خدمة أن یكون فیلسوفا، و كذلك الفیلسوف الذی اقتنی الفضائل النظریة فإن ما اقتناه من ذلك یكون باطلا إذا لم یكن له قدرة علی إیجادها فی كل ما سواه بالوجه الممكن فیه (ف، س، 42، 4)- معنی الإمام و الفیلسوف و واضع النوامیس معنی واحد، إلّا أن اسم الفیلسوف یدلّ فیه علی الفضیلة النظریة إلّا أنها إن كانت مزمعة علی أن تكون الفضیلة النظریة علی كمالها الأخیر من كل الوجوه لزم ضرورة أن یكون فیه سائر القوی. و واضع النوامیس یدل منه علی جودة المعرفة بشرائط المعقولات العملیة و القوة علی استخراجها و القوة علی إیجادها فی الأمم و المدن، فإن كانت هذه مزمعة أن تكون موجودة عن علم لزم أن یكون قبل هذه فضیلة نظریة علی جهة ما یلزم من وجود المتأخّر وجود المتقدّم (ف، س، 42، 11)- صار الملك علی الإطلاق، و هو بعینه الفیلسوف، واضع النوامیس (ف، س، 43، 8)- إنّ معنی الفیلسوف و الرئیس الأول و الملك و واضع النوامیس و الإمام معنی كلّه واحد، و أیّ لفظة ما أخذت من هذه الألفاظ ثم أخذت ما یدلّ علیه كل واحد منها عند جمهور أهل لغتنا وجدتها كلّها تجتمع فی آخر الأمر فی الدلالة علی معنی واحد بعینه (ف، س، 43، 18)

واهب الصور

- تفیض الصور من واهب الصور (غ، م، 294، 15)- الذی یفعل الصور الجوهریة و بخاصة المتنفّسة فهو موجود مفارق، و هو الذی یسمّونه (الفلاسفة) واهب الصور (ش، ته، 230، 26)

واهمة

- الواهمة لإدراك المعانی المتعلّقة بالشخصیات كعداوة زید و صداقة عمرو و رحمة الأب و افتراس الذئب (خ، م، 77، 23)

وجدانیات‌

- الإحساس إدراك الشی‌ء بإحدی الحواسّ. فإن كان الإحساس للحسّ الظاهر فهو المشاهدات، و إن كان للحسّ الباطن فهو الوجدانیّات (جر، ت، 11، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 990

وجوب‌

- إنّ الواجب واجب أن یكون واجبا، و الممكن واجب أن یكون ممكنا، و الممتنع واجب أن یكون ممتنعا. فالوجوب صورة الجمیع، لأنّه نعت للعلّة الأولی (تو، م، 212، 17)- إنّ الوجوب أیضا له أمران: أحدهما كونه مستحقّا للوجود من ذاته. و الثانی عدم توقّفه فی وجوده علی الغیر (ر، م، 114، 14)- إنّ الوجوب أمر ثبوتی لیس بخارج عن الماهیّة (ر، ل، 84، 15)- الوجوب أشرف من الإمكان (ر، ل، 105، 18)- معنی الوجوب عدم صلاحیة العدم أصلا، و معنی الامتناع عدم صلاحیة الوجود أصلا، و معنی الإمكان صلاحیة كلیهما فی الجملة (ط، ت، 114، 7)- الإمكان و الوجوب لا تحقّق لهما فی الخارج، بل هما اعتباریان عقلیان (ط، ت، 144، 12)

وجوب بالذات‌

- إنّ الوجوب بالذات یمتنع أن یكون خارجا عن الماهیّة؛ أما الوجوب بالغیر فهو تبع لوجوب العلّة (ر، م، 122، 18)

وجوب ذاتی‌

- لا معنی للوجوب الذاتی، إلّا كون الشی‌ء بحیث لا یحتاج فی وجوده إلی شی‌ء أصلا (ط، ت، 168، 2)

وجوب عقلی‌

- الوجوب العقلیّ ما لزم صدوره عن الفاعل بحیث لا یتمكّن من الترك بناء علی استلزامه محالا (جر، ت، 270، 15)

وجوب الوجود

- وجوب الوجود لا ینقسم بالحمل علی كثیرین مختلفین بالعدد و إلّا لكان معلوما (ف، ف، 4، 13)- وجوب الوجود لا ینقسم بأجزاء القوام مقداریّا كان أو معنویّا، و إلّا لكان كل جزء من أجزائه:
إما واجب الوجود فكثر واجب الوجود. و إما غیر واجب الوجود و هی أقدم بالذات من الجملة فتكون الجملة أبعد من الوجود (ف، ف، 4، 15)- لا یجوز أن یكون وجوب الوجود مشتركا فیه (س، ن، 230، 17)- وجوب الوجود غیر نفس الوجود (غ، ت، 90، 10)- إنّ وجوب الوجود یحمل علی اللّه تعالی بالاشتقاق، حملا صحیحا مفیدا (ط، ت، 168، 10)- وجوب الوجود عبارة عن انتفاء الحاجة إلی العلّة (ط، ت، 172، 1)

وجوب الوجود بالذات‌

- وجوب الوجود بالذات لا ینقسم بالفصول و لو كان لكان الفصل مقوّما له بوجود أو كان داخلا فی ماهیّته إذ ماهیّته الوجود نفسه (ف، ف، 4، 11)

وجود

- بحقّ ما كان الوجود وجودین: وجود حسّی و وجود عقلی (ك، ر، 107، 3)- نقسم الوجود إلی الواجب و الممكن (ف، ت، 5، 18)- الوجود من لوازم الماهیّات لا من مقوّماتها لكن الحكم فی الأول الذی لا ماهیّة له غیر
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 991
الإنیّة یثبت أن یكون للوجود حقیقة إذا كان علی صفة و تلك الصفة هكذا الوجود. و لیس هكذا الوجود و وجود المخصّص بالتأكّد بل هو معنی لا اسم له یعبّر عنه بتأكّد الوجود و یثبت أن یكون أولی ما یقول فیه أن حقیقة الواجبیة بالمعنی المطلق لا الواجبیة بالمعنی العام؛ و معناه أنه یجب له الوجود و قد یعبّر عن القوی باللوازم إذ لیس نعرف حقیقة كل قوة. و لو كانت تعرف حقیقة الأول لكان وجوب الوجود شرح اسم لتلك الحقیقة (ف، ت، 6، 4)- الوجود و الهویة لما یلینا من الموجودات لیس من جملة المقوّمات فهو من العوارض اللازمة (ف، ف، 2، 10)- إنّ لفظة الموجود و هی أوّل ما وضعت فی العربیّة مشتقّة، و كلّ مشتق فإنّه یخیّل ببنیته فی ما یدلّ علیه موضوعا لم یصرّح به و معنی المصدر الذی منه اشتق فی ذلك الموضوع، فلذلك صارت لفظة الموجود تخیّل فی كلّ شی‌ء معنی فی موضوع لم یصرّح به- و ذلك المعنی هو المدلول علیه بلفظة الوجود- حتّی تخیّل وجودا فی موضوع لم یصرّح به، و فهم أنّ الوجود كالعرض فی موضوع (ف، حر، 113، 14)- إنّ معنی الصدق أن یكون ما یتصوّر فی النفس هو بعینه خارج النفس- فمعنی الوجود و الصدق هاهنا واحد بعینه (ف، حر، 214، 2)- إنّ صورة الوجود فی الكثرة أظهر منها فی العدم، و الوجود بأسره فی الوجود، و العدم فی الامتناع (تو، م، 211، 14)- كل وجود یرسم للممكن أو للممتنع فإنّما هو بالاستعارة و التقریب و التحلیة و التشبیه، فإذا انسلخ كلّما عدی العلّة الأولی من الوجوب و من الوجود، إلّا علی قدر ما یبلغه الفیض و یصل إلیه الجود، و یخلص ما هو بالحقیقة و بالتحقیق هو فیه (تو، م، 213، 14)- إنّ الوجود متقدّم علی البقاء، و البقاء متقدّم علی التمام، و التمام متقدّم علی الكمال (ص، ر 3، 211، 9)- إن قیل ما الوجود؟ فیقال أیس (ص، ر 3، 360، 12)- الوجود یقال بمعنی التشكیك علی الذی وجوده لا فی موضوع؛ و یقال علی الذی وجوده فی موضوع. و قولنا: " موجود لا فی موضوع" قد یفهم منه معنیان: أن یكون وجود حاصل، و ذلك الوجود لا فی موضوع؛ و الآخر أن یكون معناه: الشی‌ء الذی وجوده لیس فی موضوع (س، ع، 53، 4)- إنّ الأمور التی تدخل فی الوجود تحتمل فی العقل الانقسام إلی قسمین، فیكون منها ما إذا اعتبر بذاته لم یجب وجوده، و ظاهر أنّه لا یمتنع أیضا وجوده، و إلّا لم یدخل فی الوجود، و هذا الشی‌ء هو فی حیّز الإمكان، و یكون منها ما إذا اعتبر بذاته وجب وجوده (س، شأ، 37، 7)- إنّ الوجود للشی‌ء قد یكون بالذات مثل وجود الإنسان إنسانا، و قد یكون بالعرض مثل وجود زید أبیض (س، شأ، 57، 4)- الوجود الذی لا یقارنه عدم- لا عدم جوهر، و لا عدم شی‌ء للجوهر، بل هو دائما بالفعل- فهو خیر محض (س، شأ، 356، 1)- الوجود إذا ابتدأ من عند الأول لم یزل كل تال منه أدون مرتبة من الأول، و لا یزال ینحطّ درجات؛ فأول ذلك درجة الملائكة الروحانیة المجرّدة التی تسمّی عقولا، ثم مراتب الملائكة الروحانیة التی تسمّی نفوسا، و هی الملائكة العملة، ثم مراتب الأجرام السماویة، و بعضها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 992
أشرف من بعض إلی أن یبلغ آخرها، ثم بعدها یبتدئ وجود المادة القابلة للصور الكائنة الفاسدة، فیلبس أول شی‌ء صور العناصر ثم یتدرّج یسیرا یسیرا فیكون أول الوجود فیها أخسّ و أدون مرتبة من الذی یتلوه (س، شأ، 435، 6)- أما الوجود فلیس بماهیّة لشی‌ء، و لا جزء من ماهیّة شی‌ء؛ أعنی الأشیاء التی لها ماهیّة، لا یدخل الوجود فی مفهومها، بل هو طارئ علیها (س، أ 2، 49، 5)- الوجود كلّه لا مبدأ له إنّما المبدأ للوجود المعلول، فالمبدأ هو مبدأ لبعض الوجود (ب، م، 2، 17)- إنّ لفظ الوجود یدلّ به أیضا علی معان كثیرة منها الحقیقة التی علیها الشی‌ء و كأنّه ما علیه یكون الوجود الخاص للشی‌ء (ب، م، 3، 13)- إنّ الواجب یدلّ علی تأكید الوجود، و الوجود أعرف من العدم لأن الوجود یعرف بذاته و العدم یعرف بوجه ما بالوجود (ب، م، 4، 18)- الوجود ینقسم إلی الجوهر و العرض (غ، م، 140، 22)- الوجود یحصل فی العقل تصوّره، حصولا أولیّا، لا بطلب حدّ و رسم (غ، م، 141، 17)- لیس فی الوجود جسم مطلق أصلا، بل جسم خاص، كسماء، و كوكب، و نار، و هواء، و أرض، و ماء، و ما هو مركّب من هذه، فیكون استحقاقها بعض الأماكن دون بعض لصورتها كالأرض بصورة الأرضیة استحقّت المركز (غ، م، 159، 20)- الوجود یطلق علی عشرة أشیاء، هی الأجناس العالیة: واحد جوهر. و تسعة أعراض. و لا یمكن تعریفها بالحدّ؛ إذ لا جنس أعم منها، و الحدّ ما یجتمع فیه الجنس و الفصل، فهی مساویة للوجود فی أنّها لا تقبل الحدّ، و لكنّها تقبل الرسم، دون الوجود، إذ لا شی‌ء أشهر من الوجود حتی یعرف به. فأمّا هذه الأمور، فغامضة، فیمكن أن ترتسم بما هو أشهر منها و تسمّی هذه العشرة (المقولات العشرة) (غ، م، 170، 17)- الوجود اسم واحد یتناول مختلفات لا تتشارك البتّة فی المعنی، كلفظ (العین) لمسمّیاته (غ، م، 171، 6)- لیس الوجود … جنسا لشی‌ء من الماهیّات (غ، م، 173، 6)- الوجود غیر الماهیّة (غ، م، 180، 3)- إنّ الوجود الذی هو الإنّیة عبارة عن عارض للماهیّة (غ، م، 211، 14)- إنّ وجود الكل إذا قوبل بعدمه، كان الوجود خیرا من العدم (غ، م، 278، 20)- أمّا الخیر فیطلق علی وجهین: أحدهما: أن یكون خیرا فی نفسه. و معناه أن یكون الشی‌ء موجودا، و یوجد معه كماله، و إذا كان الخیر هذا، فالشرّ فی مقابلته، عدم الشی‌ء، أو عدم كماله. فالشرّ لا ذات له. و لكن الوجود هو خیر محض. و العدم شرّ محض و سبب الشرّ هو الذی یهلك الشی‌ء، أو یهلك كمالا من كمالاته، فیكون شرّا بالإضافة إلی ما أهلكه.
و الآخر: أنّ الخیر قد یراد به من یصدر منه وجود الأشیاء و كمالها (غ، م، 297، 13)- الوجود لیس مسبوقا بعدم، بل هو دائم، لا یصلح أن یكون فعلا للفاعل (غ، ت، 84، 10)- الوجود أمر عام، ینقسم إلی واجب و إلی ممكن (غ، ت، 90، 14)- وجود بلا ماهیّة و لا حقیقة غیر معقول، و كما
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 993
لا نعقل عدما مرسلا إلّا بالإضافة إلی موجود یقدّر عدمه، فلا نعقل وجودا مرسلا إلّا بالإضافة إلی حقیقة معیّنة، لا سیّما إذا تعیّن ذاتا واحدة (غ، ت، 128، 15)- كل وجود فبالإضافة إلی وجوده ناقص (غ، ت، 154، 11)- إنّ الوجود لا یقال له موجود و لا معدوم و لا یوصف بالوجود و العدم و لا بالزوال و العود و إنّما یزول الشی‌ء بعدمه و یعود بوجوده.
فالموجود یوصف بالوجود و العدم و لا یوصف الوجود بهما (بغ، م 1، 372، 7)- إنّ الشی‌ء یكون فی نفسه بحیث یدرك فیدركه المدرك، و هو بتلك الحالة قبل إدراكه و معه و بعده، و تلك الحالة هی التی یسمّیها المسمّون وجودا و یقال للشی‌ء لأجلها أنّه موجود (بغ، م 2، 20، 22)- إنّ الإدراك لیس شرطا فی الوجود و إنّما الوجود شرط فی الإدراك (بغ، م 2، 21، 5)- الزمان یقدّر الوجود لا علی أنّه عرض قار فی الوجود بل علی أنّه اعتبار ذهنی لما هو الأكثر وجودا إلی ما هو أقل وجودا (بغ، م 2، 40، 1)- إنّ وجود كل موجود فی مدّة هی زمان و لا یتصوّر وجود لا فی زمان (بغ، م 2، 41، 5)- الوجود یقع بمعنی واحد و مفهوم واحد علی السواد و الجوهر و الإنسان و الفرس، فهو معنی معقول أعمّ من كلّ واحد. و كذا مفهوم الماهیّة مطلقا و الشیئیّة و الحقیقة و الذات علی الإطلاق، فندّعی أنّ هذه المحمولات عقلیّة صرفة (سه، ر، 64، 10)- إنّ الوجود لا جزء له و لا أعمّ منه، فلا جنس له و لا فصل، فلا حدّ له، و لا أظهر منه، فلا رسم له. و تعریفه بالمنقسم إلی القدیم و الحادث و نحوه، أو أنّه ما یصحّ الخبر عنه، و نحو ذلك (سه، ل، 122، 10)- لا یتصوّر فی الوجود واجبان، فإنّهما: إمّا أن یفترقا من جمیع الوجوه، و هو محال، إذ لا بدّ من الاشتراك فی الوجود و وجوبه، أو یشتركا من جمیع الوجوه، فلا میز و لا تعدّد. أو یشتركا من وجه و یفترقا من وجه (سه، ل، 129، 14)- لما كانت القوة عدما و الفعل وجودا وجب أن یكون الوجود متقدّما علی العدم و أن یكون الذی یفعل متقدّما بالزمان علی المفعول (ش، ت، 1180، 12)- قام البرهان أن هاهنا نوعین من الوجود، أحدهما: فی طبیعته الحركة (العالم) و هذا لا ینفك عن الزمان. و الآخر: لیس فی طبیعته الحركة (اللّه) و هذا أزلی و لیس یتصف بالزمان.
أما الذی فی طبیعته الحركة، فموجود معلوم بالحس و العقل. و أما الذی لیس فی طبیعته الحركة و لا التغیّر فقد قام البرهان علی وجوده عند كل من یعترف بأن كل متحرّك له محرّك، و كل مفعول له فاعل، و أن الأسباب المحرّكة بعضها بعضا لا تمر إلی غیر نهایة، بل تنتهی إلی سبب أول غیر متحرّك أصلا (ش، ته، 59، 7)- قولنا: كل ما مضی فقد دخل فی الوجود یفهم منه معنیان: أحدهما: إن كل ما دخل فی الزمان الماضی فقد دخل فی الوجود و هو صحیح، و أما ما مضی مقارنا للوجود الذی لم یزل أی لا ینفك عنه فلیس یصحّ أن نقول قد دخل فی الوجود لأن قولنا فیه قد دخل ضد لقولنا أنه مقارن للوجود الأزلی. و لا فرق فی هذا بین الفعل و الوجود؛ أعنی من سلّم إمكان وجود موجود لم یزل فیما مضی فقد ینبغی أن
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 994
یسلّم أن هاهنا أفعالا لم تزل قبل فیما مضی، و أنه لیس یلزم أن تكون أفعاله و لا بد قد دخلت فی الوجود، كما لیس یلزم فی استمرار ذاته فیما مضی أن یكون قد دخل فی الوجود (ش، ته، 86، 25)- الوجود ضد الفناء، و لیس یمكن أن یوجد الضدان لشی‌ء من جهة واحدة، و لذلك ما كان موجودا محضا لم یتصوّر علیه فناء، و ذلك لأنه إن كان وجوده یقتضی عدم فسیكون موجودا معدوما فی آن واحد، و ذلك مستحیل (ش، ته، 93، 18)- إن قسمة الوجود إلی: ممكن و واجب، لیس كقسمة الحیوان إلی: ناطق و غیر ناطق، أو إلی: مشاء و سابح و طائر، لأن هذه أمور زائدة علی الجنس توجب أنواعا زائدة، و الحیوانیة معنی مشترك لها، و هذه الفصول زائدة علیها (ش، ته، 122، 19)- إن لفظ الوجود یقال علی معنیین: أحدهما ما یدل علیه الصادق، مثل قولنا: هل الشی‌ء موجود أم لیس بموجود، و هل كذا یوجد كذا أو لا یوجد كذا، و الثانی ما یتنزّل من الموجودات منزلة الجنس، مثل قسمة الموجود إلی المقولات العشر و إلی الجوهر و العرض (ش، ته، 174، 23)- التركیب لیس هو مثل الوجود لأن التركیب هو مثل التحریك؛ أعنی صفة انفعالیة زائدة علی ذات الأشیاء التی قبلت التركیب، و الوجود هو صفة هی الذات بعینها (ش، ته، 190، 3)- الوجود … لیس صفة زائدة علی الذات، فكل موجود لم یكن وقتا موجودا بالقوة و وقتا موجودا بالفعل فهو موجود بذاته (ش، ته، 190، 11)- الوجود الذی یتقدّم فی معرفتنا العلم بماهیّة الشی‌ء هو الذی یدل علی الصادق (ش، ته، 222، 16)- متی أتینا فی الحدّ بالجنس البعید دون القریب فلیس یكون القریب منطویا فیه. و لذلك كانت الحدود التی بهذه الصفة حدودا ناقصة و كان هذا الوجود الذی نفهمه الأجناس هو وجود متوسّط بین الصورة التی بالفعل و بین الهیولی الأولی التی لا صورة لها، و هو فی ذلك كما قلنا علی مراتب (ش، ما، 90، 22)- إنّ الوجود أوّلی التصوّر … إنّه یمتنع تعریفه (ر، م، 11، 4)- إنّ تعریف الوجود إمّا أن یكون بالحدّ أو بالرسم (ر، م، 12، 14)- لیس للوجود جنس و لا فصل (ر، م، 12، 16)- إنّ الوجود من حیث إنّه وجود حقیقة واحدة فی حق الواجب و الممكن (ر، م، 13، 20)- إنّ الوجود صفة غیر مستقلّة بالمعقولیة، و ما كان كذلك كان فی معقولیته تبعا للغیر. فإذا معقولیة الوجود تبع لمعقولیة معروضاته التی هی الماهیّات التی هی غیر أوّلیة التصوّر.
فالوجود التابع تصوّره لتصوّرها أولی أن لا یكون أوّلی التصوّر (ر، م، 14، 21)- إنّ الوجود وجود محض فقط و البساطة و التركیب عارضان له (ر، م، 16، 19)- إنّ الوجود هو علّة حصول الشی‌ء لا نفس حصوله (ر، م، 17، 16)- إنّ المقابل للاوجود هو الوجود، و أعرف التصدیقات عند العقل أنّه لا واسطة بین هذین الطرفین (ر، م، 19، 16)- إنّ الوجود و إن كان یشارك الماهیات الموجودة فی أصل الثبوت لكن یمتاز عنها بقید سلبی و هو أنّه لا مفهوم له سوی الوجود (ر، م، 21، 13)- لو لم یكن الوجود مشتركا لم یكن التقسیم
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 995
بالوجوب و الإمكان موجبا لامتیاز الواجب عن الممكن (ر، م، 22، 5)- إنّ الوجود خارج عن الماهیّة فهو دلیل علی أنّ الوجود غیر الماهیّة (ر، م، 23، 9)- إنّ الوجود غنیّ عن التعریف، و الماهیّة غیر غنیّة فی خصوصیاتها عن التعریف، فالوجود غیر الماهیّة (ر، م، 24، 16)- إنّ الوجود مقابل العدم و قابل للقسمة بالوجود و الإمكان (ر، م، 24، 18)- إنّ الوجود یمتنع وصفه بالوجود و العدم (ر، م، 25، 19)- الوجود غیر الماهیّة (ر، م، 27، 20)- إنّ الوجود بعد أن ثبت أنّه مشترك بین الماهیّات لا یجوز أن یكون جنسا لها (ر، م، 28، 5)- الوجود مقول علی ما تحته لا بالتساوی (ر، م، 28، 18)- الوجود من حیث هو هو ممكن، و كل ممكن فله سبب، فلذلك الوجود سبب (ر، م، 36، 12)- الوجود صفة ثبوتیّة (ر، م، 41، 10)- إنّ الوجود لیس ما یكون الشی‌ء به ثابتا (ر، م، 43، 21)- الوجود من حیث أنّه وجود یمنع الإمكان، و ما كان مانعا من الإمكان لزمه الاستغناء عن المقتضی (ر، م، 123، 3)- الكون فی الأعیان … هو الوجود (ر، م، 452، 9)- إنّ الوجود وحده لا یصلح للعلّیة (ر، م، 495، 19)- العدم و الوجود یستحیل تقارنهما دفعة (ر، م، 659، 15)- الوجود یشارك الماهیّات الموجودة فی الموجودیة و یخالفها بقید عدمی، و هو أنّ الوجود وحده و إن كان موجودا لكن لیس معه شی‌ء آخر (ر، مح، 54، 14)- إنّ الوجود عند كل مدرك فی بادئ رأیه منحصر فی مداركه لا یعدوها (خ، م، 364، 15)- الوجود علی قسمین: - وجود بالذات، أی كون الشی‌ء فی نفسه، كوجود البیاض.- و وجود بالعرض، و هو كون الشی‌ء شیئا آخر (ط، ت، 118، 19)- الوجود لیس ذاتیّا لشی‌ء من الممكنات، أی لیس ماهیّة شی‌ء منها، و لا جزءها، بل هو عارض لها (ط، ت، 190، 8)- ذهبوا (الفلاسفة) إلی أنّ الوجود مفهوم كلّی، مشترك بین جمع الموجودات، له فرد فی كل منها. و هذا المفهوم بدیهیّ التصوّر، یعلمه كل عاقل ممن هو أهل للاكتساب، و من غیره.
و هو عارض لأفراده، كالكاتب بالنسبة إلی أفراده، لا كالحیوان أو الإنسان بالنسبة إلی أفرادهما (ط، ت، 204، 3)- الكلام فی حقیقة الوجود لا فیما یتبادر إلیه الأذهان من مدلول اللفظ. فإنّه یجوز أن یكون مفهوما كلّیّا، و عارضا اعتباریّا لتلك الحقیقة الممتنعة عن الاشتراك فی حدّ ذاته، كمفهوم الواجب بالقیاس إلی حقیقته (ط، ت، 209، 5)- الوجود بالنسبة إلی الحركة و السكون و أمثالهما، أبعد منه بالنسبة إلی العدم (ط، ت، 214، 5)

وجود الأشیاء

- للأشیاء فی كونها موجودة ثلاث مراتب: - أولاها، أن یكون وجودها مستفادا من غیرها، كما هو المشهور فی وجود الممكنات. و هنا ثلاثة أشیاء: ذات الممكن، و الوجود، و المبدأ
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 996
الذی هو الوجود منه. و زوال هذا الوجود عن الموجود به جائز. بل واقع ثانیتها، أن یكون الوجود مقتضی ذات الموجود، بحیث یمتنع زواله عنه. و هذا حال وجود الواجب علی مذهب أكثر الملّیین. و فی هذه المرتبة شیئان:
ذات الواجب و الوجود الذی هو مقتضاها.- و ثالثتها، أن یكون الوجود عین الموجود، أی یكون موجودا بنفسه لا بوجود مغایر له. و هو حقیقة الوجود (ط، ت، 212، 3)

وجود الإنسان‌

- حال وجود (الإنسان) فلا هو متقدّم الوجود علی الأشیاء و لا متأخّر عنها لأنّ من الموجودات ما هو أقدم وجودا منه كالأركان و الأفلاك، و منها ما هو متأخّر الوجود عنه كالموجودات الصناعیة. و هكذا حال مكانه متوسّط فلا هو من الطرف الأقصی من العالم و لا هو فی المركز سواء (ص، ر 3، 39، 16)

وجود إنسانی‌

- إنّ الوجود الإنسانی وجودان: أحدهما أقرب منّا و أبعد عند الطبیعة، و هو وجود الحواس التی هی لنا، منذ بدء نشونا، و للجنس العام لنا و لكثیر من غیرنا، أعنی الحیّ العام لجمیع الحیوان؛ فإنّ وجودنا بالحواس، عند مباشرة الحسّ محسوسة، بلا زمان و لا مؤونة؛ و هو غیر ثابت لزوال ما نباشر و سیلانه و تبدّله فی كل حال بأحد أنواع الحركات، و تفاضل الكمّیة فیه بالأكثر و الأقل و التساوی و غیر التساوی، و تغایر الكیفیة فیه بالشبیه و غیر الشبیه، و الأشدّ و الأضعف … و الآخر أقرب من الطبیعة و أبعد عندنا، و هو وجود العقل (ك، ر، 106، 5)

وجود أوّل‌

- الجمال و البهاء و الزینة فی كل موجود هو أن یوجد وجوده الأفضل، و یحصل له كماله الأخیر. و إذا كان (الوجود) الأول وجوده أفضل الوجود، فجماله فائت لجمال كل ذی الجمال، و كذلك زینته و بهاؤه. ثم هذه كلها له فی جوهره و ذاته؛ و ذلك فی نفسه و بما یعقله من ذاته. و أما نحن، فإن جمالنا و زینتنا و بهاءنا هی لنا بأعراضنا، لا بذاتنا؛ و للأشیاء الخارجة عنا، لا فی جوهرنا (ف، أ، 35، 11)- وجوده (الوجود الأول) الذی به فاض الوجود إلی غیره هو فی جوهره، و وجوده الذی به تجوهره فی ذاته، هو بعینه وجوده الذی به یحصل وجود غیره عنه. و لیس ینقسم إلی شیئین، یكون بأحدهما تجوهر ذاته و بالآخر حصول شی‌ء آخر عنه، كما أن لنا شیئین نتجوهر بأحدهما، و هو النطق، و نكتب بالآخر، و هو صناعة الكتابة؛ بل هو ذات واحدة و جوهر واحد، به یكون تجوهره و به و بعینه یحصل عنه شی‌ء آخر (ف، أ، 39، 2)- الأسماء التی ینبغی أن یسمّی بها (الوجود) الأول، هی الأسماء التی تدلّ فی الموجودات التی لدینا، ثم فی أفضلها عندنا، علی الكمال و علی فضیلة الوجود، من غیر أن یدل شی‌ء من تلك الأسماء فیه هو علی الكمال و الفضیلة و الفضیلة التی جرت العادة أن تدل علیها تلك الأسماء فی الموجودات التی لدینا و فی أفضلها، بل علی الكمال الذی یخصّه هو فی جوهره (ف، أ، 42، 3)

وجود الباری‌

- إنّ وجود الباری لیس إلّا نفس معقولیته لذاته، فالصور المعقولة یجب أن تكون نفس وجودها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 997
عنه نفس عقلیّته لها و إلّا لكانت معقولات أخری علّة لوجود تلك الصور و كان الكلام فی تلك المعقولات كالكلام فی تلك الصورة و یتسلسل (ف، ت، 8، 5)

وجود بما هو موجود

- الوجود بما هو موجود لا یختلف فی الشدّة و الضعف و لا یقبل الأقل و الأنقص، و إنّما یختلف فی ثلاثة أحكام و هی التقدّم و التأخّر و الاستغناء و الحاجة و الوجوب و الإمكان (ب، م، 10، 8)

وجود حسّی و عقلی‌

- بحقّ ما كان الوجود وجودین: وجود حسّی و وجود عقلی (ك، ر، 107، 3)

وجود حق‌

- الحكمة معرفة الوجود الحق، و الوجود الحق هو واجب الوجود بذاته، و الحكیم هو من عنده علم الواجب بذاته بالكمال و هو ما سوی الواجب لذاته ففی وجوده نقصان عن درجة الأول بحسبه، فإذن یكون ناقص الإدراك. فلا حكیم إلّا الأول لأنه كامل المعرفة بذاته (ف، ت، 9، 9)

وجود خارجی‌

- بعض ما یترتّب علی الوجود الخارجی، یترتّب بعینه علی الوجود الذهنی، كالزوجیّة للأربعة و الفردیّة للخمسة (ط، ت، 228، 2)

وجود خاص‌

- إنّ لكل أمر حقیقة هو بها ما هو، فللمثلّث حقیقة أنه مثلّث و للبیاض حقیقة أنّه بیاض و ذلك هو الذی ربما سمّیناه الوجود الخاص (ب، م، 3، 12)

وجود خاص للممكن‌

- الوجود الخاصّ للمكن غیر مستغن فی نفسه عن غیره، بل هو محتاج إلی علّته، فیكون عارضة أیضا محتاجا إلیها. فلا یكون ذلك الوجود لذاته مقتضیا له بالاستقلال، بل مع علّته، بخلاف الوجود الخاصّ الواجبی، فإنّه مستقلّ باقتضاء الوجود المطلق من غیر افتقار إلی شی‌ء أصلا (ط، ت، 201، 4)

وجود خاص واجبی‌

- الوجود الخاصّ للممكن غیر مستغن فی نفسه عن غیره، بل هو محتاج إلی علّته، فیكون عارضه أیضا محتاجا إلیها. فلا یكون ذلك الوجود لذاته مقتضیا له بالاستقلال، بل مع علّته، بخلاف الوجود الخاصّ الواجبی، فإنّه مستقلّ باقتضاء الوجود المطلق من غیر افتقار إلی شی‌ء أصلا (ط، ت، 201، 7)

وجود الذات‌

- وجود الذات شی‌ء، و عدم الذات شی‌ء، و مفهوم" كان" شی‌ء موجود غیر المعنیین، و قد وضع هذا المعنی للخالق ممتدّا لا عن بدایة، و جوّز فیه أن یخلق قبل أی خلق توهّم فیه خلقا (س، شأ، 380، 4)

وجود ذهنی‌

- الوجود الذهنی فی جملة الوجود فی الأعیان لأنّه وجود شی‌ء فی موجود (بغ، م 2، 19، 23)- الذی یعقل من الوجود الذهنی هو معنی عقلی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 998
یدخل فیه المحسوس و غیر المحسوس، و یتصوّره الذهن، و تشعر به النفس لذاتها و بذاتها قبل شعورها بكل شی‌ء (بغ، م 2، 39، 13)- إنّ الوجود الذهنی یجب أن یكون مطابقا للوجود الخارجی (ر، م، 15، 16)- إنّ الشی‌ء قد یوجد بوجود یترتّب علیه آثار ذلك الشی‌ء، و یثبت له أحكامه، مثل تجفیف المجاور- و إسخانه و إحراقه و تنویره- للنار. و یسمّی هذا الوجود وجودا خارجیّا و أصیلا. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار عینا.
و قد یوجد بوجود لا یترتّب علیه آثاره، و لا یثبت له أحكامه. و یسمّی هذا الوجود وجودا ذهنیّا و ظلیّا و غیر أصیل. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار صورة. فالمتّصف بالوجودین شی‌ء واحد لا تغایر فیه و لا اختلاف، إلّا بحسب تغایر الوجودین (ط، ت، 227، 16)- بعض ما یترتّب علی الوجود الخارجی، یترتّب بعینه علی الوجود الذهنی، كالزوجیّة للأربعة و الفردیّة للخمسة (ط، ت، 228، 2)- الوجود الذهنی غیر ثابت عندنا (الطوسی)، و كذا وجود الجزئیات الغیر المتغیّرة، أی المجرّدات (ط، ت، 246، 2)

وجود الشی‌ء

- لا وجود لشی‌ء إلّا بصورته و هیولاه، فأمّا الهیولی بذاتها فغیر موجودة، و كذلك الصورة، فكل ما یقوم قائما یتقوّم بهما ثم یصیر ذلك المتقوّم صورة أخری محفوظة الظاهر و الباطن إلی الأوّلین اللذین هما الهیولی و الصورة (تو، م، 268، 14)

وجود شی‌ء و عدمه‌

- الفلاسفة لا یرون إمكان وجود الشی‌ء و عدمه علی السواء فی وقت واحد، بل زمان إمكان الوجود غیر زمان عدمه. و الوقت عندهم شرط فی حدوث ما یحدث، و فی فساد ما یفسد. و لو كان زمان إمكان وجود الشی‌ء و زمان عدمه واحدا، أعنی فی مادة الشی‌ء القریبة، لكان وجوده فاسدا لإمكان عدمه، و لكان إمكان الوجود و العدم إنما هو من جهة الفاعل، لا من جهة القابل (ش، ته، 53، 4)

وجود صوری‌

- أما الوجود الصوری فهو الوجود العقلی و هو الوجود الذی إذا تقرّر فی شی‌ء صار للشی‌ء به عقل، و الذی یحتمل نیله هو عقل بالقوة، و الذی ناله بعد القوة هو عقل بالفعل علی سبیل الاستكمال، و الذی هو له ذاته هو عقل بذاته (س، شأ، 356، 17)

وجود الطبیعة

- وجود الطبیعة فی الأشیاء الطبیعیة بیّنة الوجود بنفسها (ش، سط، 39، 11)

وجود ظلّی‌

- إنّ الشی‌ء قد یوجد بوجود یترتّب علیه آثار ذلك الشی‌ء، و یثبت له أحكامه، مثل تجفیف المجاور- و إسخانه و إحراقه و تنویره- للنار. و یسمّی هذا الوجود وجودا خارجیّا و أصیلا. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار عینا.
و قد یوجد بوجود لا یترتّب علیه آثاره، و لا یثبت له أحكامه. و یسمّی هذا الوجود وجودا ذهنیّا و ظلیّا و غیر أصیل. و یسمّی الموجود بهذا الاعتبار صورة. فالمتّصف بالوجودین شی‌ء
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 999
واحد لا تغایر فیه و لا اختلاف، إلّا بحسب تغایر الوجودین (ط، ت، 227، 16)- معنی الوجود الظلی للشی‌ء أنّ مثاله، الذی هو كالظلّ له، وجد فی الذهن (ط، ت، 237، 11)

وجود العالم‌

- إنّ وجود العالم عن الباری لیس كوجود الدار عن البنّاء، أو كوجود الكتاب عن الكاتب الثابت المستقلّ بذاته المستغنی عن الكاتب بعد فراغه من الكتابة و عن البنّاء بعد فراغه عن أبنیة الدار، و لكن كوجود الكلام عن المتكلّم الذی إن سكت بطل وجود الكلام، فالكلام یكون موجودا ما دام المتكلّم یتكلّم به، و متی سكت بطل وجوده (ص، ر 3، 318، 22)- قالوا (الفلاسفة): وجود العالم ممكن قبل وجوده، إذ یستحیل أن یكون ممتنعا ثم یصیر ممكنا، و هذا الإمكان لا أوّل له، أی لم یزل ثابتا، و لم یزل العالم ممكنا وجوده إذ لا حال من الأحوال یمكن أن یوصف العالم فیه بأنّه ممتنع الوجود (غ، ت، 63، 13)- مقایسة الموجودات بعضها إلی بعض، فی التقدّم و التأخّر إذا كانت مما شأنها أن تكون فی زمان. فأما إذا لم تكن فی زمان فإن لفظ" كان" و ما أشبهه لیس یدل فی أمثال هذه القضایا إلا علی ربط الخبر بالمخبر، مثل قولنا: وَ كانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِیماً. و كذلك إن كان أحدهما فی زمان و الآخر لیس فی زمان مثل قولنا: كان اللّه تعالی و لا عالم، ثم كان اللّه تعالی و العالم. فلذلك لا یصحّ فی مثل هذه الموجودات هذه المقایسة التی تمثل بها. و إنما تصحّ المقایسة صحة لا شك فیها إذا ما قسنا عدم العالم مع وجوده، لأن عدمه مما یجب أن یكون فی زمان، إن كان العالم وجوده فی زمان. فإذا لم یصحّ أن یكون عدم العالم فی وقت وجود العالم نفسه، فهو ضرورة قبله.
و العدم یتقدّم علیه و العالم متأخّر عنه، لأن المتقدّم و المتأخّر فی الحركة لا یفهمان إلا مع الزمان (ش، ته، 61، 29)

وجود عقلی‌

- أما الوجود الصوری فهو الوجود العقلی و هو الوجود الذی إذا تقرّر فی شی‌ء صار للشی‌ء به عقل، و الذی یحتمل نیله هو عقل بالقوة، و الذی ناله بعد القوة هو عقل بالفعل علی سبیل الاستكمال، و الذی هو له ذاته هو عقل بذاته (س، شأ، 356، 18)

وجود عینی‌

- إنّ الوجود العینی نفس الكون فی الأعیان لا ما به الكون فی الأعیان (ر، م، 35، 8)

وجود فی البسیط

- إن الوجود فی البسیط هو نفس الماهیة (ش، ته، 226، 12)

وجود فی المركّب‌

- الوجود فی المركّب صفة زائدة علی ذاته، و إن هذه الصفة إنما استفادها من الفاعل (ش، ته، 225، 15)

وجود الكلّی‌

- وجود الكلّی لیس فیه شك و إنما الشك فی طبیعته ما هو (ش، ت، 238، 10)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1000

وجود الماضی‌

- الزمان الماضی و الوجود الماضی: فالمتكلّمون یرون أنه متناه، و هذا هو مذهب أفلاطون و شیعته. و أرسطو و فرقته یرون أنه غیر متناه كالحال فی المستقبل (ش، ف، 41، 19)

وجود المخصّص‌

- الوجود من لوازم الماهیّات لا من مقوّماتها لكن الحكم فی الأول الذی لا ماهیّة له غیر الإنیّة یثبت أن یكون للوجود حقیقة إذا كان علی صفة و تلك الصفة هكذا الوجود. و لیس هكذا الوجود و وجود المخصّص بالتأكّد بل هو معنی لا اسم له یعبّر عنه بتأكّد الوجود و یثبت أن یكون أولی ما یقول فیه أن حقیقة الواجبیة بالمعنی المطلق لا الواجبیة بالمعنی العام؛ و معناه أنه یجب له الوجود و قد یعبّر عن القوی باللوازم إذ لیس نعرف حقیقة كل قوة. و لو كانت تعرف حقیقة الأول لكان وجوب الوجود شرح اسم لتلك الحقیقة (ف، ت، 6، 6)

وجود المستقبل‌

- الزمان المستقبل غیر متناه، و كذلك الوجود المستقبل (ش، ف، 41، 18)

وجود مطلق‌

- الممكن وجوده صنفان: أحدهما الضروری و هو ما لا یمكن عدمه، و الآخر الموجود المطلق و هو ما هو موجود وقتا ما، فبیّن أن الوجود المطلق قد كان معدوما وقتا ما (ج، ن، 43، 6)

وجود معقول‌

- الوجود … وجودان: وجود محسوس و وجود معقول، و أن الوجود المعقول هو الوجود المحسوس من حیث نعرفه و نفهم ماهیّته (ش، ما، 87، 11)

وجود ممكن‌

- إنّ إمكان الوجود لا ینقطع، فكذلك الوجود الممكن یجوز أن یكون علی وفق الإمكان (غ، ت، 70، 13)

وجود واجب‌

- الوجود الواجب ماهیّة، و حقیقة كلّیة، و طبیعة حقیقیة، كما أنّ الإنسانیة و الشجریة و السمائیة ماهیّة، إذ لو ثبت له ماهیّة لكان الوجود الواجب لازما لتلك الماهیّة، غیر مقوّم لها، و اللازم تابع و معلول، فیكون الوجود الواجب معلولا، و هو مناقض لكونه واجبا (غ، ت، 106، 11)

وجود و زمان‌

- إن ظاهر الشرع إذا تصفّح ظهر من الآیات الواردة فی الإنباء عن إیجاد العالم أن صورته محدثة بالحقیقة، و أن نفس الوجود و الزمان مستمرّ من الطرفین، أعنی غیر منقطع. و ذلك أن قوله تعالی: وَ هُوَ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ كانَ عَرْشُهُ عَلَی الْماءِ [سورة هود: 7] یقتضی بظاهره أن وجودا قبل هذا الوجود، و هو العرش و الماء، و زمانا قبل هذا الزمان، أعنی المقترن بصورة هذا الوجود الذی هو عدد حركة الفلك.- و قوله تعالی:
یَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَیْرَ الْأَرْضِ وَ السَّماواتُ [سورة إبراهیم: 48] یقتضی أیضا بظاهره أن وجودا ثانیا بعد هذا الوجود. و قوله تعالی: ثُمَّ اسْتَوی إِلَی السَّماءِ وَ هِیَ دُخانٌ [سورة فصّلت: 11]
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1001
یقتضی بظاهره أن السماوات خلقت من شی‌ء (ش، ف، 42، 15)

وجود و عدم‌

- كان الشی‌ء الذی منه الكون مركّبا من كلیهما أی من وجود و عدم (ش، ت، 408، 18)- لو كانت الموجودات المحسوسة بسیطة لما تكوّنت و لا فسدت إلّا لو تعلّق فعل الفاعل أولا و بالذات بالعدم، و إنما یتعلّق فعل الفاعل بالعدم بالعرض، و ثانیا، و ذلك بنقله المفعول من الوجود الذی بالفعل إلی وجود آخر فیلحق عن هذا الفعل العدم مثل تغیّر النار إلی الهواء فإنه یلحق ذلك عدم النار. و هكذا هو الأمر عند الفلاسفة فی الوجود و العدم (ش، ته، 95، 25)

وحدات‌

- إنّ العدد كثرة مؤلّفة من الوحدات، و الوحدات لفظ جمع و أقلّه أن تكون ثلاثة (ر، م، 94، 14)

وحدانیة

- إنما كان الكل و الواحد معنی متشابها لأن الوحدانیة كأنها كلّیة ما للكمّیة. یرید (أرسطو) الوحدانیة التی تقال علی المتصل و ذلك أنها كالكلّیة المحیطة بالأجزاء (ش، ت، 670، 5)

وحدة

- الوحدة موجودة مع الكثرة (ك، ر، 133، 5)- إنّ اشتراك الكثرة و الوحدة فی كل محسوس و ما یلحق المحسوس، فلا یخلو ذلك الاشتراك من أن یكون بالبخت، أی الاتفاق، بلا علّة، أو بعلّة (ك، ر، 141، 4)- إنّ مقابل الوحدة الكثرة (ك، ر، 160، 1)- الوحدة فاعلة للعدد فلذلك هی جزء له، و النقطة لیست فاعلة للخط فلذلك لیست هی بجزء له (ف، ت، 12، 4)- الفرق بین الوحدة و النقطة أنّ الوحدة هی نقطة ما لا وضع لها، و النقطة هی وحدة ما لها وضع. فالوحدة هی مبدأ الواحدیة و هی الكمّ المنفصل بمنزلة العدد المؤتلف من الوحدات التی تجتمع من غیر اتّصال أحداتها بالأخری.
و النقطة هی مبدأ الكمّ المتّصل بمنزلة الخط الذی یتّصل أجزاؤه بعضها ببعض بحدّ مشترك هی النقطة. فالنقطة إذا هی وحدة ما لها وضع، و الواحد هو نقطة ما لا وضع لها (تو، م، 279، 8)- إنّ الوحدة إما أن تقال علی الأعراض، و إما أن تقال علی الجواهر. فإذا قیلت علی الأعراض فلا تكون جوهرا، و لا شكّ فی ذلك، و إذا قیلت علی الجواهر فلیست تقال علیها كفصل و لا جنس البتّة، إذ لا دخول لها فی تحقیق ماهیّة جوهر من الجواهر، بل هو أمر لازم للجوهر (س، شأ، 106، 10)- إنّ الوحدة حقیقتها معنی عرضی و من جملة اللوازم للأشیاء (س، شأ، 109، 10)- إنّ الوحدة أیضا لیست بمعنی زائد فی الأعیان علی الشی‌ء، و إلّا كانت الوحدة شیئا واحدا من الأشیاء، فلها وحدة (سه، ر، 67، 13)- واجب الوجود لیس هو معنی زائدا علی الوجود خارج النفس و إنما هو حالة للموجود الواجب الوجود لیست زائدة علی ذاته و كأنها راجعة إلی نفی العلة؛ أعنی أن یكون وجوده معلولا عن غیره، فكأنه ما أثبت لغیره سلب عنه بمنزلة قولنا فی الموجود أنه واحد، و ذلك أن الوحدة لیست تفهم فی الموجود معنی زائدا علی ذاته
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1002
خارج النفس فی الوجود، مثل ما یفهم من قولنا: موجود أبیض، و إنما یفهم منه حالة عدمیة هی عدم الانقسام. و كذلك واجب الوجود إنما یفهم من وجوب الوجود حالة عدمیة اقتضتها ذاته، و هو أن یكون وجوب وجوده بنفسه لا بغیره (ش، ته، 121، 19)- لما كان معنی الوحدة فی واحد واحد من تلك المفارقات إنما هو أن یكون المعقول منها واحدا، و ذلك بأن تترقّی المعقولات الكثیرة التی تجوهر بها واحد واحد منها إلی معقول واحد، لزم ضرورة أن یكون معنی الوحدة إنما یوجد حقیقة و أولا للأول ثم لما یلیه ثم لما یلیه فی الرتبة، حتی یكون أكثر العقول كثرة معقولات هذا العقل الذی فینا. و هذا هو الواحد الذی لم نزل نطلبه بالقول المتقدّم و هو الواحد فی الجوهر الذی به استفادت سائر الجواهر وحداتها (ش، ما، 159، 16)- الوحدة مقوّمة للكثرة (ر، م، 96، 10)- لا شی‌ء من الوحدة و الكثرة موضوعهما واحد لأنّ الوحدة الطارئة إذا طرأت فلا بدّ و أن تعدم الوحدات التی كانت ثابتة قبل ذلك (ر، م، 96، 11)- الوحدة تحلّ فی الشی‌ء من حیث هو، لا من حیث أنّه جزء لشی‌ء آخر، و لا من حیث أنّه مجموع (ط، ت، 330، 6)

وحدة عددیة

- قیل فی حدّ الوحدة العددیة إنها التی بها یقال فی شی‌ء شی‌ء إنه واحد. فمن هذه الأشیاء ما هی منحازة بأماكنها التی تحویها و هو أشهر الانحیازات، و منها ما هی منحازة بنهایاتها فقط و هی المتماسّة، و منها ما انحیازها بالوهم فقط، و بهذه الجهة تلحق العدد المتّصل. و إذا كان هذا هكذا فالواحد العددی فی هذه الأشیاء إنما یدل منها علی أمور هی خارجة عن ذاتها (ش، ما، 44، 12)- الواحد بالعدد طبیعته غیر طبیعة سائر الوحدات، و ذلك أن الواحد العددی هو معنی الشخص مجرّدا عن الكمیة، أعنی الذی به الشخص شخص لأنه أیضا هو شخص بمعنی غیر منقسم فیجرّده الذهن من المواد و یأخذه معنی مفارقا. و ذلك أن الواحد بالعدد و الوحدة العددیة إنما هو شی‌ء تفعله النفس فی أشخاص الموجودات، و لو لا النفس لم تكن هنالك وحدة عددیة و لا عدد أصلا بخلاف الأمر فی الخط و السطح، و بالجملة الكم المتصل.
و لذلك كان العدد أشد تبرّیا من المادة (ش، ما، 117، 1)

وحدة فی العقل‌

- إنّ الوحدة التی فی العقل تصوّر كل شی‌ء بصورته التی لا كثرة فیها و لا اختلاف و لا تعاند و لا محادة، حتی إذا غلبت الكثرة و غمر التضاعف و انقسمت الأشیاء إلی الجنس و النوع و الفصل و الخاصة و العرض، جاء الاختلاف و التعاند إمّا ظاهرین و إمّا خفیّین (تو، م، 359، 11)

وحی‌

- إنّ النظر فی هذا النطق و البحث عنه، و معرفة كیفیة إدراك النفس معانی الموجودات فی ذاتها بطریق الحواس، و كیفیة انقداح المعانی فی فكرها من جهة العقل الذی یسمّی الوحی و الإلهام و عبارتها عنها بألفاظ بأی لغة كانت یسمّی علم المنطق الفلسفی (ص، ر 1، 311، 9)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1003
- حصول العلم لنا فیما لیس عندنا دلیل یتقدّم علیها (الطبیعة) هو الذی یسمّی للناس رؤیا و للأنبیاء وحیا و الإرادة الأزلیة و العلم الأزلی هی الموجبة فی الموجودات لهذه الطبیعة.
و هذا هو معنی قوله سبحانه: قُلْ لا یَعْلَمُ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ الْغَیْبَ إِلَّا اللَّهُ [سورة النمل:
65] (ش، ته، 297، 10)- لما كان الوحی قد أنذر فی الشرائع كلها بأن النفس باقیة، و قامت البراهین عند العلماء علی ذلك، و كانت النفوس یلحقها، بعد الموت، أن تتعرّی من الشهوات الجسمانیة، فإن كانت زكیة تضاعف زكاؤها بتعرّیها من الشهوات الجسمانیة، و إن كانت خبیثة زادتها المفارقة خبثا؛ لأنها تتأذّی بالرذائل التی اكتسبت، و تشتدّ حسرتها علی ما فاتها من التزكیة عند مفارقتها البدن؛ لأنها لیست یمكنها الاكتساب إلا مع هذا البدن (ش، م، 241، 4)

وسط

- ممتنع أن یوجد وسط من غیر طرفین (ش، ما، 129، 18)

وصف‌

- الاسم كل لفظة دالّة علی معنی من المعانی بلا زمان، و المسمّی هو القائل، و التسمیة هی قول القائل، و المسمّی هو المعنی المشار إلیه، و الواصف هو القائل، و الوصف هو قول القائل، و الموصوف هو الذات المشار إلیه، و الصفة هی معنی متعلّق بالموصوف، و الناعت هو القائل، و النعت هو قول القائل، و المنعوت هو الذات المشار إلیه، و لیس له لفظة رابعة تدلّ علی معنی متعلّق بالمنعوت كما كانت الصفة متعلّقة بالموصوف (ص، ر 1، 313، 11)

وصف خارجی‌

- إنّ الوصف الخارجی العلم لا یكون جزءا من الموصوف (ر، م، 13، 3)

وضع‌

- المقولات المحمولات العرضیة، علی المقول الحامل، و هو الجوهر، تسعة: كمّیة، و كیفیة، و إضافة، و أین، و متی، و فاعل، و منفعل، و له، و وضع، أی نصبة الشی‌ء (ك، ر، 366، 8)- أمّا تركیب جوهر مع جوهر فملك، فإنّ فیها قوة جوهر هو المالك و جوهر هو الملك؛ و وضع فإنّ فیها قوة جوهر علی جوهر، أی موضوع علی موضوع، ففیها قوة جوهرین، جوهر علی جوهر وضعا (ك، ر، 371، 13)- الوضع یتشخّص بذاته و بالزمان (ف، ت، 21، 19)- وجدوا (الفلاسفة) أسماء معانیها غیر ذلك مثل قائم و قاعد و نائم و منحن و متكئ و مستند و مستلق و ما شاكل ذلك من الأسماء فجمعوها كلّها و سمّوها جنس النصبة یعنی الوضع (ص، ر 1، 325، 12)- أمّا الوضع: فهو نسبة أجزاء الجسم بعضها إلی بعض ككونه جالسا، و مضطجعا، و قائما إذ باختلاف وضع الساقین من الفخذین یختلف القیام و القعود (غ، م، 164، 15)- الوضع، و هو هیئة تحصل من نسبة أجزاء الجسم بعضها إلی بعض نسبة تختلف بالجهات كالقیام و القعود (سه، ل، 124، 8)- یقال الوضع یوجد فی كل ما له أجزاء و ذلك:
إما من قبل ترتیب أجزائه من المكان و هذا الوضع هو الذی هو المقولة، و إما من قبل ترتیب أجزاء الشی‌ء بعضها عند بعض. و هذا هو الوضع الذی هو أحد فصول الكمّ العظمی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1004
حیث قیل فی كتاب المقولات إن الكمّ منه ما له وضع و منه ما لیس له وضع (ش، ت، 637، 7)- إن الوضع یقال فی الذی له أجزاء و ذلك بترتیب أجزائه: إما فی المكان، و إما بعضها عند بعض و ذلك عند ما تتمیّز إما بالقوة و إما بالصورة أی بالفعل (ش، ت، 638، 2)- الوضع هو هیئة تحصل للجسم بسبب نسبة أجزائه بعضها إلی بعض نسبة تتخالف الأجزاء لأجلها بالقیاس إلی الجهات فی الموازاة و الانحراف مثل القیام و القعود و الاستلقاء و الانطباح (ر، م، 455، 4)

وضع الشرائع‌

- معرفة وضع الشرائع لیس تنال إلّا بعد المعرفة بالله، و بالسعادة الإنسانیة و الشقاء الإنسانی، و بالأمور الإرادیات التی یتوصّل بها إلی السعادة، و هی الخیرات و الحسنات. و أما الأمور التی تعوق عن السعادة، و تورث الشقاء الأخراوی، و هی الشرور و السیئات (ش، م، 218، 1)

وضعیات‌

- لیس الأمر فی الوضعیات كالأمر فی العقلیات (ش، ته، 32، 2)

وقت‌

- الوقت- نهایة الزمان المفروض للعمل (ك، ر، 170، 2)- الفلاسفة لا یرون إمكان وجود الشی‌ء و عدمه علی السواء فی وقت واحد، بل زمان إمكان الوجود غیر زمان عدمه. و الوقت عندهم شرط فی حدوث ما یحدث، و فی فساد ما یفسد. و لو كان زمان إمكان وجود الشی‌ء و زمان عدمه واحدا، أعنی فی مادة الشی‌ء القریبة، لكان وجوده فاسدا لإمكان عدمه. و لكان إمكان الوجود و العدم إنما هو من جهة الفاعل، لا من جهة القابل (ش، ته، 53، 5)

ولادة

- الولادة أیضا كون قد ابتدأ، و الموت غایته التی إلیها المنتهی، و كما أنّ ثمرة مسقط النطفة لا تكون إلّا بعد الولادة لأنّ الطفل لا یتمتّع إلّا بعد الولادة فهكذا النفس لا تتمتّع إلّا بعد مفارقة الجسد لأنّ موت الجسد ولادة النفس و هی الروح (ص، ر 3، 59، 14)

وهم‌

- الوهم- وقوف شی‌ء للنفس بین الإیجاب و السلب، لا یمیل إلی واحد منهما (ك، ر، 169، 8)- إنّ وراء المشاعر الظاهرة شركا و حبائل لاصطیاد ما یقنصه الحس من الصورة. و من ذلك قوة تسمّی مصوّرة و قد رتّبت فی مقدم الدماغ و هی التی تستثبت صور المحسوسات بعد زوالها عن مسامتة الحواس و ملاقاتها فتزول عن الحس و تبقی فیها. و قوة تسمّی وهما و هی التی تدرك من المحسوس ما لا یحس مثل القوة فی الشاة إذا تشبّح صورة الذئب فی حاسة الشاة فتشبّحت عداوته و رداءته فیها إذ كانت الحاسّة لا تدرك ذلك. و قوة تسمّی حافظة و هی خزانة ما یدركه الوهم كما أن المصوّرة خزانة ما یدركه الحس. و قوة تسمّی مفكّرة و هی التی تتسلّط علی الودائع فی خزانتی المصوّرة و الحافظة فیخلط بعضها ببعض و یفصل بعضها عن البعض. و إنما تسمّی مفكّرة إذا استعملها
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1005
روح الإنسان و العقل فإن استعملها الوهم سمّیت متخیّلة (ف، ف، 12، 5)- الوهم و الحس الباطن لا یدرك المعنی صرفا بل خلطا و لكن یستثبته بعد زوال المحسوس، فإن الوهم و التخیّل أیضا لا یحضران فی الباطن صورة إنسانیة صرفة بل علی نحو ما یحس من خارج مخلوطة بزوائد و غواش من كم و كیف و أین و وضع. فإذا حاول أن تمثّل فیه الإنسانیة من حیث هی إنسانیة بلا زیادة أخری لم یمكنه ذلك إنما یمكنه استثبات الصورة الإنسانیة المخلوطة المأخوذة عن الحس و إن فارق المحسوس (ف، ف، 13، 1)- یقال: ما الوهم؟ الجواب: هو الوقوف بین الطرفین لا یدری فی أیّهما القضیة الصادقة (تو، م، 312، 12)- لا یقدر الوهم علی أن یتوهّم شیئا بلا شكل و لا قدر جری (تو، م، 333، 23)- أما القوی المدركة فی الباطن فمنها القوة التی تنبعث منها قوی الحواسّ الظاهرة و تجتمع بتأدیتها إلیها و تسمّی الحسّ المشترك …
و هذا الحسّ المشترك تقرن به قوة تحفظ ما تؤدّیه الحواسّ إلیه من صور المحسوسات، حتی إذا غابت عن الحسّ بقیت فیه بعد غیبها.
و هذا یسمّی الخیال و المصوّرة و عضوهما مقدّم الدماغ. و هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ، مثل القوة فی الشاة التی تدرك من الذئب ما لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ- فإنّ الحسّ لا یؤدّی إلّا الشكل و اللون؛ فأما أنّ هذا ضارّ أو عدوّ و منفور عنه فتدركه قوة أخری و تسمّی وهما. و كما أنّ للحسّ خزانة هی المصوّرة، كذلك للوهم خزانة تسمّی الحافظة و المتذكّرة.
و عضو هذه الخزانة مؤخّر الدماغ (س، ع، 38، 19)- الوهم قد یدرك أمورا غیر مادیة، و یأخذها عن المادة، كما یدرك أیضا معانی غیر محسوسة و إن كانت مادیة (س، شن، 52، 12)- إنّ الوهم هو الحاكم الأكبر فی الحیوان، و یحكم علی سبیل انبعاث تخیّلی من غیر أن یكون ذلك محقّقا؛ و هذا مثل ما یعرض للإنسان من استقذار العسل لمشابهته المرار، فإنّ الوهم یحكم بأنّه فی حكم ذلك، و تتبع النفس ذلك الوهم و إن كان العقل یكذّبه (س، شن، 162، 5)- القوی (النفسیة)، آلة جسمانیة خاصة، و اسم خاص. فالأولی: هی المسمّاة ب" الحسّ المشترك"، و" بنطاسیا"، و آلتها الروح المصبوب فی مبادئ عصب الحسّ، لا سیّما فی مقدّم الدماغ. و الثانیة: المسمّاة ب" المصوّرة" و" الخیال"، و آلتها الروح المصبوب فی البطن المقدّم، لا سیّما فی الجانب الأخیر. و الثالثة الوهم و آلتها الدماغ كله، لكن الأخصّ بها هو التجویف الأوسط.
و تخدمها فیها قوة رابعة لها أن تركّب و تفصّل ما یلیها من الصور المأخوذة عن" الحسّ"، و المعانی المدركة ب" الوهم". و تركّب أیضا الصور بالمعانی و تفصّلها عنها، و تسمّی عند استعمال العقل مفكّرة، و عند استعمال الوهم متخیّلة. و سلطانها فی الجزء الأول من التجویف الأوسط، كأنّها قوة ما ل" الوهم"، و یتوسّط الوهم للعقل. و الباقیة من القوی هی الذاكرة، و سلطانها فی حیّز الزوج الذی فی التجویف الأخیر، و هو آلتها (س، أ 1، 357، 1)- هاهنا قوة أخری فی الباطن تدرك فی الأمور المحسوسة ما لا یدركه الحسّ مثل القوة التی
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1006
فی الشاة التی تدرك من الذئب معنی لا یدركه الحسّ و لا یؤدّیه الحسّ … و تسمّی وهما (س، ر، 28، 16)- أما الوهم فإنّه و إن استثبت معنی غیر محسوس فلا یجرّده إلّا معلّقا بصورة خیالیة (س، ر، 33، 5)- قوة تسمّی وهما و هی التی تدرك من المحسوس ما لا یحسّ مثل القوة التی فی الشاة التی إذا تشبّح صورة الذئب فی حاسّة الشاة تشبّحت عداوته و ردائته فیها إذا كانت الحاسّة لا تدرك ذلك (س، ر، 62، 9)- الوهم و الحسّ الباطن لا یدرك المعنی صرفا بل خلطا و لكنه یستثبته بعد زوال المحسوس، فإنّ الوهم و التخیّل أیضا لا یحضران فی الباطن صورة إنسانیة صرفة بل علی نحو ما یحسّ من خارج مخلوطة بزوائد و غواشی من كم و كیف و أین و وضع (س، ر، 63، 5)- أما الوهم فإنّه قد تعدّی قلیلا عن هذه المرتبة فی التجرید، لأنّه ینال المعانی التی لیست هی فی ذواتها بمادیة، و إن عرض لنا أن تكون فی مادة؛ و ذلك لأنّ الشكل و اللون و الوضع و ما أشبه ذلك، أمور لا یمكن أن تكون إلّا لمواد جسمانیة (س، ف، 71، 10)- إنّ الوهم لو أراد أن یتوهّم نفسه، و هو الوهم، لم یمكنه (غ، م، 363، 10)- الوهم لا یسكن عن تقدیر … الزمان (غ، ت، 56، 16)- الوهم یعجز عن فهم وجود مبدأ، إلّا مع تقدیر وجود قبل له محقّق، هو الزمان (ط، ت، 106، 18)- الوهم، و هی قوة تنطبع فیها صور المعانی الجزئیة الكائنة فی المحسوسات، كصداقة زید المدركة لعمرو، عند الإحساس به و بأحواله.
و عداوة الذئب المدركة للبهیمة عند إحساسها به (ط، ت، 320، 15)

وهمیة

- أمّا الوهمیة: فهی تدرك من المحسوس ما لیس بمحسوس، كما تدرك الشاة عداوة الذئب، و لیس ذلك بالعین، بل بقوة أخری، و هی للبهائم مثل العقل للإنسان (غ، م، 356، 19)- أمّا الوهمیة: فهی عبارة عن قوة تدرك من المحسوسات معانی غیر محسوسة، مثل عداوة السنور للفأرة، و الشاة للذئب، و موافقة الشاة لسخلتها. و هی أیضا متعلّقة بالمادة؛ لأنّه لو قدّر عدم إدراك صورة الذئب بالحسّ، لم یتصوّر إدراك هذه. فهذه القوة أیضا جسمانیة، و ملتصقة بأمور غریبة، عن حقیقة المدرك، زائدة علی ماهیّة غیر مجرّدة عنها (غ، م، 361، 1)- إنّ المدركات الباطنیة خمسة: أحدها الحسّ المشترك، و هی قوة مرتّبة فی مقدّم التجویف الأول من الدماغ تجتمع عندها صور المحسوسات بأسرها، التی بها الحكم بأنّ هذا الأبیض هو هذا الحلو … و الثانیة الخیال، و هی قوة مرتّبة فی آخر التجویف الأول من الدماغ، هی خزانة صور الحسّ المشترك، بأسرها عند غیبتها عن الحسّ المشترك، و الحفظ غیر القبول. و الثالثة الوهمیة، و هی الحاكمة فی الحیوانات أحكاما جزئیة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأوسط من الدماغ، بها تدرك الشاة معنی فی الذئب موجبا للنفار. و الرابعة المتخیّلة، و هی قوة مودعة فی التجویف الأوسط من الدماغ أیضا عند الدودة، من شأنها التركیب و التفصیل، و هی تفرّق أجزاء نوع واحد
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1007
و تجمع أجزاء أنواع مختلفة، فما فی القوی الباطنة أشدّ شیطنة منها، و عند استعمال العقل تسمّی مفكّرة، و لدن استعمال الوهم متخیّلة.
و الخامسة الذاكرة، و هی قوة مرتّبة فی التجویف الأخیر من الدماغ، هی خزانة الأحكام الوهمیة كما كان الخیال للحسّ المشترك (سه، ل، 115، 15)
موسوعة مصطلحات الفلسفة، النص، ص: 1008

ی‌

یقین‌

- الیقین- هو سكون الفهم مع ثبات القضیّة ببرها (ك، ر، 171، 4)- الیقین … هو الكمال فی علم الشی‌ء الذی یلتمس معرفته، و الغایة التی لیس وراءها فی الثقة به و السكون إلیه غایة أخری (ف، ط، 63، 21)- یقال: ما الیقین؟ الجواب: هو مطابقة العقل معقوله (تو، م، 311، 24)- یقال: ما الیقین؟ الجواب: سكون الفهم مع ثبوت القضیة ببرهان. و أیضا هو وضوح حقیقة الشی‌ء فی النفس (تو، م، 312، 6)- الیقین عنده (أرسطو) یتفاضل فی العلم الواحد بعینه مثل أن نبرهن علی الشی‌ء ببرهان مطلق أو ببرهان وجود فقط و هو الذی یسمّی الدلیل، و إذا كان یتفاضل فی العلم الواحد فهو أحری أن یتفاضل فی العلوم المختلفة الأجناس (ش، ت، 51، 1)- ینبغی أن لا یقتصر علی ما دون الیقین فی الأشیاء التی یمكن وقوع الیقین بها (ش، سط، 36، 7)- الیقین فی اللغة العلم الذی لا شكّ معه، و فی الاصطلاح اعتقاد الشی‌ء بأنّه كذا مع اعتقاد أنّه لا یمكن إلّا كذا مطابقا للواقع غیر ممكن الزوال. و القید الأوّل جنس یشتمل علی الظنّ أیضا، و الثانی یخرج الظنّ، و الثالث یخرج الجهل، و الرابع یخرج اعتقاد المقلّد المصیب.
و عند أهل الحقیقة رؤیة العیان بقوّة الإیمان لا بالحجّة و البرهان. و قیل مشاهدة الغیوب بصفاء القلوب و ملاحظة الأسرار بمحافظة الأفكار، و قیل هو طمأنینة القلب علی حقیقة الشی‌ء، و قیل یقن الماء فی الحوض إذا استقرّ فیه، و قیل الیقین رؤیة العیان، و قیل تحقیق التصدیق بالغیب بإزالة كلّ شكّ و ریب، و قیل الیقین نقیض الشكّ، و قیل الیقین رؤیة العیان بنور الإیمان، و قیل الیقین ارتفاع الریب فی مشهد الغیب، و قیل الیقین العلم العلم الحاصل بعد الشكّ (جر، ت، 280، 6)

یقین بأنّ الشی‌ء

- أصناف الیقین بأنّ الشی‌ء و لم هو: علم ما هو، و عمّا ذا هو، و لأجل ما ذا هو (ف، ط، 74، 21)

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.