تاج العروس من جواهر القاموس

محمدمرتضی الحسینی الزبیدی

ص :2

نَیْسابُورِیُّ نُسِبَ إلی عَمَلِه،مَاتَ ببَغْدادَ سَنَه ثلثمائه و إحْدی و سَبْعِین.

أضْحی بَناتُ النَّبیِّ إذْ قُتلوا

فی مَأْتَمِ و السِّباعُ فی عُرُسِ (1)

أَی هُنَّ فی حُزْن و السِّباعُ فی سُرورٍ.

قالَ ابنُ سِیْدَه:و زَعَمَ بعضُهم أَنَّ المَأْتَمَ مُشتَقُّ مِن الأتْمِ فی الخُرْزَتَیْنِ ،و مِن المرأَهِ الأَتُومِ و الْتِقاؤُهما أَنَّ المأْتَمَ النِّساءُ یَجْتَمِعْنَ و یَتَقابَلْن فی الخَیْرِ و الشَّرِّ.

و الإِبِلُ الآتماتُ :المُعْیِیَهُ و المُبْطِئَهُ .

قالَ الصَّاغانیُّ :بالمُثَلَّهِ أَکْثر.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَتَمَ یأْتِمُ إذا جَمَعَ بینَ الشَّیْئَیْن.

و الَأْتْمُ الفَتْقُ .

و الَأتْمُ :وادٍ،و أَنْشَدَ الجوْهَرِیُّ :

فأَوْرَدَهُنَّ بَطْنَ الْأَتْمِ شُعْثاً

یَصُنَّ المَشْیَ کالحِدَإ التُّؤَامِ (2)

و قیلَ :اسمُ جَبَلٍ .

و قالَ یاقوتُ : الإِتمُ بکسْرِ أَوَّله و ثانِیهِ :وادٍ،و أَمَّا الأَتْم بالفتحِ فالسّکونِ :جَبَلُ حرَّه بنِی سُلَیْم.

و قیلَ :قاعٌ لغَطَغانِ ،ثم اخْتَصَّت به بَنُو سُلَیْم،و هو مِن مَنازِلِ حاجِّ الکُوفَهِ و بَیْنها و بینَ الأَتم سَبْعه أَمْیالٍ .

و قالَ ابنُ السِّکِّیت:الاتمُ :اسمٌ جامِعٌ لقُرَیّات ثلاث حاذه و تقیا و القنا (3)،و قیلَ :أَرْبع هذه و المُحْدَث.و المأتمه الاسطوانه،و الجَمْعُ المَآتِمُ ،نَقَلَه السّهَیْلیّ فی الروضِ فی غزْوَهِ أُحُدٍ.

یأْثُمُه و یَأْثِمُه عَدَّه علیه فهو مَأْثُومٌ ،و فی المُحْکَمِ :عاقَبَه بالإِثْمِ .

و قالَ الفرَّاءُ: أَثَمَه اللّهُ یأْثِمُه إثْماً و أَثاماً :جَازَاهُ جزاءَ الإثْم ،فالعَبْد مَأْثُوم أَی مجْزِیّ جَزَاء الإثْمِ ،و أَنشَدَ لنُصیب.

قالَ ابنُ بَرِّی:هو الأَسْوَد المَرْوانّی لا نُصَیْب الأَسْودِ (1)الهاشمیّ .

و قالَ ابنُ السِّیْرافی:هو لنُصَیب بن رِیَاح الأَسْود الحُبَکیّ مَوْلَی بنی الحُبَیْک بنِ عَبْد مَنَاه بنِ کِنانَهَ .

و هَلْ یَأثِمَنِّی اللّهُ فی أن ذکَرْتُها

و عَلَّلْتُ أَصْحابی بها لَیْله النفْرِ (2)

معْناه:هل یَجْزینِّی اللّهُ جَزاءَ إِثمِی بأنْ ذکرت هذه المْرأه فی غِنائی و یُرْوَی بکسْرِ الثاءِ و ضمِّها کما فی الصِّحاح.

و آثَمَهُ ،بالمدِّ، أَوْقَعَهُ فیه أی فی الإِثْمِ ،کما فی الصِّحاحِ .

و أَثَّمَهُ تأْثیماً :قالَ له أَثِمْتَ ،کما فی الصِّحاحِ ،قالَ اللّهُ تعالَی: لا لَغْوٌ فِیها وَ لا تَأْثِیمٌ (3).

و تأَثَّمَ الرَّجُلُ : تَابَ منه أَی مِن الإِثْمِ ،و اسْتَغْفَرَ منه، و هو علی السَّلْبِ کأنَّه سَلَبَ ذات الإثْم بالتَّوْبهِ و الاسْتِغْفارِ أَو رَامَ ذلِکَ بهما.

و أَیْضاً:فَعَلَ فِعْلاً خَرَجَ به مِن الإثْمِ ،کما یقالُ : تَحَرَّجَ إذا فَعَلَ فِعْلاً خَرَجَ به مِن الحَرَجِ .

و

16- فی حَدِیْث مُعاذ: فأَخْبر بها عنْدَ موتِه تأَثُّماً أَی تَجَنُّباً للإِثْمِ .

و الأَثَامُ ، کسَحابٍ :وادٍ فی جَهَنَّمَ ،نعوذُ باللّهِ منها.

و الأَثامُ : العُقوبَهُ . و فی الصِّحاحِ :جَزاءُ الإثْم .

و مِن سَجَعاتِ الأساسِ :کانوا یَفْزَعونَ مِن الآثامِ (4)أَشَدَّ ما یَفْزعونَ مِن الأثامِ ،و بکلِّ منهما فسِّرَتِ الآیه فی قوْلِه تعالَی: وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ یَلْقَ أَثاماً (5)، و یُکْسَرُ فی المعْنَی الأَخِیر و هو مَصْدرُ أَثَمَه یَأْثِمُه أثاماً بالکَسْرِ و الفتحِ قالَهُ الفرَّاءُ.

و قیلَ : الإِثْمُ و الإِثام بِکسْرِهِما اسمٌ للأفْعالِ المُبْطِئه عن الثَّوابِ کالمَأْثَمِ کَمَقْعَدٍ.

و الأَثِیمُ :الکذَّابُ کالأَثُومِ .

قالَ المناوِیُّ :و تَسْمیهُ الکَذِبِ إثْماً کتَسْمِیهِ الإنْسانِ حَیواناً لأنه مِن جمْلَتِه.و قوْلُه تعالَی: کُلَّ کَفّارٍ أَثِیمٍ (6)أَی مُتَحَمِّل للإِثْمِ ،و قیلَ :أَی کَذَّابٌ .

و الأَثِیمُ : کَثْرَهُ رُکوبِ الإِثْمِ کالأَثیمَهِ . بالهاءِ، و قوْلُه، عزَّ و جلَّ : طَعامُ اَلْأَثِیمِ (7)جَاءَ فی التَّفْسیرِ أَنَّه أَبو جَهْلٍ ، لَعَنَهُ اللّهُ و قیلَ :الکافِرُ.

و التأْثِیمُ : الإثْمُ ،و به فسِّرَتِ الآیهُ أَیْضاً: لا لَغْوٌ فِیها وَ لا تَأْثِیمٌ (8).

و الُمؤاثِمُ :الذی یَکْذِبُ فی السَّیْرِ ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و فی الصِّحاحِ :ناقَهٌ آثِمَهٌ و نوقٌ آثِماتٌ أی مُبْطِئاتٌ مُعْیِیاتٌ ،قالَ الأعْشَی:

جُمالِیَّه تَغْتَلی بالرِّداف

إذا کَذَّبَ الآثِماتُ الهَجِیرَ (9)

قالَ الصَّاغانیُّ :و یُرْوَی بالتاءِ الفَوْقیَّهِ کما تقدَّمَ .

قالَ :و قالَ الفرَّاءُ فی نوادِرِه:کان المُفَضَّل ینْشدُه الوَاثِماتُ مِن وَثَمَ و وَطَسَ (10)أَی کسر.

ص:6

و أَجَمَ ،کوَعَدَ:سَکَتَ علی غَیْظٍ ،عن سِیْبَوَیْه،و هو علی البَدَلِ و أَصْلُه وَجَمَ کما سَیَأْتی.

قلْتُ :و العامَّهُ تقولُ فی دقیقِکُم.

و أَدِیمُ : ع بِبلادِ هُذَیْلٍ ،قالَ أبو جندبٍ الهُذَلِیِّ :

و أَحْیاء لَدَی سعدِ بنِ بکْرٍ

بأَمْلاحٍ فظاهِرَهُ الأدِیم (1)

و الأَدِیمُ ، فَرَسُ الأَبرَشِ الکَلْبیِّ ،و فیه قیلَ :

قد سَبَقَ الأَبْرَش غیر شکِّ

علی الأَدِیْم و علی المِصَکّ

و الأَدِیمُ : الجِلْدُ ما کان أَو أَحْمَرُهُ أَو مَدْبوغُهُ .

و قیلَ :هو بعد الأَفِیقِ ،و ذلِکَ إذا تَمَّ و احْمَرَّ، ج آدمَهٌ ، کرَغِیفٍ و أَرْغِفَهٍ ،عن أَبی نَصْرِ،و منه

17- حَدِیْث عُمَرَ: قالَ لرجُلٍ ما مالُکَ ؟فقالَ :أَقْرُنٌ و آدِمَهٌ فی مَنِیئهٍ . أَی فی دِباغٍ .

و أُدُمٌ ،بضمَّتَیْن،عن اللّحْیانیّ ،و هو المَشْهورُ.

قالَ ابنُ سِیْدَه:و عنْدِی أَنَّ مَن قالَ رُسْل فسکَّنَ قالَ أُدْمُ :

هذا مُطَّرِدٌ.

و آدامٌ ،کَیَتِیمٍ و أَیْتامِ .

و الْأُدَمُ ،محرَّکهً ، اسمٌ للجَمْعِ عنْدَ سیْبَوَیْه مِثْل أَفِیقٍ و أَفَقٍ .و فی المعلم أَنَّه جَمْع أدِیمٍ ،قالَ :و هو الجِلْدُ الذی قد تَمَّ دِباغُه و تَنَاهَی،قالَ :و لم یُجْمَع فَعِیل علی فعل إلاَّ أَدِیم و أَدَم و أَفِیقٍ و أَفَقٍ و قَصِیم و قصم.

قلْتُ :و یُوافِقُه الجوْهرِیُّ و الصَّاغانیُّ إلاَّ أنَّ المصنَّف تَبعَ ابن سِیْدَه و هو تَبعَ سِیْبَوَیْه فتأَمَّل.

قالَ ابنُ سِیْدَه:و یجوزُ أَنْ یکونَ الآدَام جَمْعُ الأَدَم ، أَنْشَدَ ثَعْلَب:

إذا جَعَلْت الدَّلْوَ فی خِطامِها

حَمْراءَ من مکَّه أَو حَرَامِها

أَو بعض ما یُبْتاع من آدامِها (2)

و أُدَیْمُ ، کزُبَیْرٍ:ع یُجاوِرُ ،و فی المَعْجمِ :أَرْضٌ تُجاوِزُ تَثْلِیثَ تَلِی السَّراه بینَ تهامَهَ و الیَمنِ و کانتْ مِن دِیارِ جُهَیْنَهَ و جَرْمَ قَدِیماً. و أُدَیْمَهُ ، کجُهَیْنَهَ :جَبَلٌ ،عن الزَّمَخْشرِیُّ ،زادَ غَیْرُه:

بینَ قَلَهَی و تَقْتَدّ بالحِجازِ،قالَ ساعدَهُ بنُ جُؤَیَّه:

کأَنَّ بنِی عَمْروٍ یُرادُ بدارِهِم

بِنَعْمانَ راعٍ فی أُدَیْمَهَ مُعْزبُ (3)

و الأَدَمَهُ ،محرَّکهً ،باطِنُ الجِلْدَهِ التی تَلی اللّحْمَ و البَشَرَهُ ظاهِرُها، أَو ظاهِرُها الذی علیه الشَّعَرُ و باطِنُها البَشَرَهُ .

و فی کَلامِ المصنِّفِ و سیاقِه قُصورٌ لا یَخْفی و لذا قالَ شیْخُنا:هذا مخالِفٌ لمَا أَطْبَقُوا علیه من أَنَّها مقابِلُ البَشَرهِ انتَهَی.

و حیثُ أَوْرَدْنا العِبارَه بنَصِّها ارْتَفَعَ الاشْتِباهُ .

قالَ ابنُ سِیْدَه:و قد یجوزُ أَن یکونَ الأَدمَ جَمْعاً لهذا بل هو القِیاسُ ،إلاَّ أنَّ سِیْبَوَیْه جَعَلَه اسْماً للجَمْعِ و نَظَّره بأَفِیقٍ و أَفَقٍ .

و الأَدَمَهُ : ما ظَهَرَ من جِلْدَهِ الرَّأسُ .

و الأَدَمَهُ : باطِنُ الأرْضِ ،و الأدِیْمُ وَجْهُها کما سَیَأْتِی.

و قیلَ : أَدَمَهُ الأَرْضِ :وَجْهُها.

وَ آدَمَ الأَدِیمَ :أَظْهَرَ أَدَمَتَهُ فهو مُؤْدَمٌ ،قالَ العجَّاجُ :

فی صَلَبٍ مثل العِنانِ المُؤْدَمِ (4)

و مِن المجازِ: رجُلٌ مُؤْدَمٌ مُبشَرٌ،کمُکْرَمٍ فیهما،أی مَحْبوبٌ ،و قیلَ : حاذِقٌ مُجَرَّبٌ قد جَمَعَ ،لِینَ الأَدَمَهِ و خُشُونَهَ البَشَرَهِ مع المَعْرفَهِ بالأُمُورِ،و أَصْلُه مِن أَدَمَهِ الجِلْدِ و بَشَرَتِهِ ،فالبَشَرَهُ ظاهِرهُ و هو مَنْبتُ الشعَرِ.و الأَدَمَهُ :باطِنُه الذی یَلی اللَّحْمَ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ :معْناهُ کَرِیمُ الجِلْدِ غلِیظُه جَیِّدُه.

و قالَ الأصْمَعِیُّ :معْناهُ جامِعٌ یصلُحُ للشِّدَّهِ و الرَّخاءِ.

قالَ ابنُ سِیْدَه:و قد یقالُ رجُلٌ مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ بتَقْدِیمِ المُبْشَرِ

ص:9

علی المُؤْدَمِ ،قالَ :و الْأُولَی أَعْرَفُ ، و هی بهاءٍ ،یقالُ :

امرأَهٌ مُؤْدَمَهٌ مُبْشَرَهٌ إذا حَسُن مَنْظَرُها و صحَّ مَخْبَرُها.

و مِن المجازِ:طَلَّ أَدِیمُ النَّهارِ صائماً،قیلَ : عامَّتُهُ ،أی کُلُّه،کما فی الأساسِ ، أَو بیاضُهُ .

حَکَی ابنُ الأَعْرَابیِّ :ما رأَیْته فی أَدِیمِ نَهارٍ و لا سَوادِ لَیْلٍ .

و مِن المجازِ الأَدِیمُ من الضُّحَی:أَوَّلُه.

حَکَی اللَّحْیانیُّ :جِئْتُک أَدِیمَ الضُّحَی أَی عنْدَ ارْتِفاعِ الضُّحَی.

و مِن المجازِ الأَدِیمُ من السماءِ و الأَرضِ :ما ظَهَرَ منهما.

و فی الصِّحاحِ :و رُبَّما سمِّی وَجْهُ الأَرْضِ أَدِیماً ،قالَ الأَعْشَی:

یَوْماً تَراها کَشِبْه أَرْدیِه ال

عَصْب و یوماً أَدِیمُها نَغِلا (1)

و الأُدمَهُ ،بالضَّمِّ ،فی الإبِلِ :لَوْنٌ مُشْرَبٌ سَواداً أَو بَیاضاً أَو هو البَیاضُ الواضِحُ أَو هو فی الظِّباءِ:لَوْنٌ مُشْرَبٌ بَیاضاً و فینا السُّمْرَهُ ،کلُّ ذِلکَ فی المُحْکَمِ .

و فی النَّهایَهِ : الأُدْمَهُ فی الإِبِلِ البَیاضُ مع سَوادِ المُقْلَتَیْن،و هی فی الناسِ :السُّمْرَهُ الشَّدیدَهُ .

و قیلَ :هو مِن أَدَمَهِ الأَرْضِ و هو لَوْنُها و قد أَدِمَ ،کعَلِمَ ، و کَدُمَ فهو آدَمُ ،بالمدِّ. ج أُدْمُ ،و قالوا أَیْضاً: أُدْمانٌ بضَّمهما کأَحْمَر و حُمْر و حُمْران کسَّرُوه علی فُعُل کما کسَّرُوا صَبُوراً علی صُبُر،لأَنَّ أَفْعَل (2)من الثلاثَهِ إلاَّ أَنَّهم لا یثقِّلُون العَیْن فی جَمْع أَفْعَل إلاَّ أَنْ یُضْطَرَّ شاعِرٌ، و هی أَدْماءُ ،و شَذَّ أَدْمانَهٌ .

قالَ الجوْهَرِیُّ :و قد جَاءَ فی شعْرِ ذِی الرُّمَّهِ :

أَقُول للرَّکْب لمَّا أَعْرَضَتْ أُصُلاً

أُدْمانهٌ لم تُرَبِّیها الأجالِیدُ (3)

و أَنْکَرَ الأصْمَعِیُّ أُدْمانَه لأنَّ أُدْماناً جَمْعٌ مِثْل حُمْران و سُودَان و لا تدْخلُه الهاءُ.

و قالَ غیرُه: أُدْمانهٌ و أُدمان مِثْل خُمْصانهٍ و خُمْصان، فجَعَلَه مُفْرداً لا جَمْعاً.

قالَ ابنُ بَرِّی:فَعَلی هذا یصحُّ قَوْل الجَوْهرِیّ .

قلْتُ :و قد جَاءَ أَیْضاً فی قَوْلِ ذی الرُّمَّهِ :

و الجِیدُ من أُدْمانَهٍ (4)عَتُودُ

و عِیبَ علیه فقیلَ :إنَّما یقالُ هی أَدْماءُ .

و کانَ أَبو علِیِّ یقولُ :بُنیَ من هذا الأَصْل فُعْلانه کخُمْصانه، ج أُدْمٌ بالضمِ ،و العَربُ تقولُ :قُرَیْش الإبِل:

أُدْمُها و صُهْبها (5)،یَذْهَبُون فی ذلِکَ إلی تَفْضِیلها علی سائِرِ الإِبِلِ .

و

16- فی الحَدِیْث: أَنَّه لمَّا خَرَجَ مِن مکَّه قالَ له رجُلٌ :إنْ کنتَ تُریدُ النِّساءَ البیضَ و النُّوقَ الأُدْمَ فَعَلَیْکَ بِبَنِی مُدْلِجٍ .

قالَ اللَّیْثُ :یقالُ ظَبْیَه أَدْماء ،و لم أَسْمَعْ أَحداً یقولُ الذُّکُور من الظِّباءِ أُدْمٌ ،قالَ فإنْ قیل کان قیاساً.

و قالَ الأصْمَعِیُّ : الآدَمُ من الإِبِلِ الأَبْیضُ ،فإنْ خالَطَتْه حُمْره فهو أَصْهَب،فإنْ خالَطَتِ الحُمْره صَفاءً فهو مُدَمّیً .

قالَ :و الأُدْمُ من الظّباءِ بیضٌ یَعْلوهُنَّ جُدَدٌ فیهنَّ غُبْرهٌ فإنْ کانتْ خالِصَهَ البَیاضِ فهی الآرامُ .

و رَوَی الأزْهرِیُّ بسَنَدِه عن أَحْمدَ بنِ عُبَیْد بنِ ناصِحٍ قالَ کنَّا نأْلَفُ مَجْلِس أَبی أَیوبِ ابن أُخْتِ الوَزِیر (6)فقالَ لنا یوماً،و کان ابنُ السِّکِّیت حاضِراً:ما تَقولُ فی الأُدْمِ من الظِّباءِ؟فقالَ :هی البیضُ البُطونِ السُّمْر الظُّهورِ یَفْصِل بینَ لَوْنِ ظُهورِها و بُطونِها جُدَّتانِ مِسْکِیَّتان،قالَ :فالْتَفَتَ إلیَّ و قالَ :ما تَقولُ یا أَبا جَعْفَرٍ؟فقلْتُ : الأُدْمُ علی ضَرْبَیْن:أَمَّا التی مَساکِنها الجِبال فی بِلادِ قَیْسٍ فهی علی وَصَف،و أَمَّا التی مَساکِنها الرَّمْلِ فی بِلادِ تَمیمٍ فهی الخَوالِصُ البَیاضِ ، فأَنْکَر یَعْقوبُ و اسْتَأْذَنَ ابنُ الأَعْرَابیّ علی تَفِیئَهِ ذلِکَ ،فقالَ أَبو أَیوب:قد جَاءَکم مَنْ یَفْصِل بَیْنکم،فدَخَلَ ،فقالَ له أَبو أَیوب:یا أَبا عَبدِ اللّهِ ،ما تَقولُ فی الأُدْمِ من الظِّباءِ؟فتکلَّمَ

ص:10

کأنّما یَنْطِق عن لسانِ ابنِ السِّکِّیت،فقلْتُ :یا أَبا عَبْدِ اللّهِ ، ما تَقولُ فی ذِی الرُّمَّهِ ؟فقالَ شاعِرٌ،قلْتُ :ما تَقولُ فی قصِیدتِهِ (1)صَیْدَح ؟قالَ :هو بها أَعْرَف منها به،فأَنْشَدْته:

من المُؤْلِفاتِ الرَّمْل أَدما حُرَّهٌ

شُعاعُ الضُّحَی فی مَتْنها یَتَوَضَّح (2)

فسکَتَ ابنُ الأَعْرَابیِّ ،و قالَ :هی العَرَبُ تَقولُ ما شاءَتْ .

و قالَ ابنُ سِیْدَه: الأُدْمُ من الظِّباءِ بیضٌ یَعْلوها جُدَدٌ فیها غُبْرهٌ زادَ غبرُهُ :و تسکُنُ الجِبالَ ،قالَ :و هی علی أَلْوان الجِبالِ .

و آدَمُ ،صَفِیّ اللّهِ ، أَبو البَشَرِ،صلواتُ اللّهِ علیه و علی ولدِه محمدٍ و سلامُهُ ،و شَذَّ أَدَمُ محرَّکهٍ ،و منه قَوْل الشَّاعِرِ:

الناسُ أَخْیاقٌ و شَتَّی فی الشِّیَمْ

و کلُّهم یَجْمَعُهم بیتُ الأَدَمْ (3)

قیلَ :أَرادَ آدمَ ،و قیلَ :أَرادَ الأَرضَ ، ج أَوادِمُ .

قالَ الجوْهَرِیُّ : آدَمُ أَصْلُه بهَمْزَتَیْن لأَنَّه أَفْعَل،إلاَّ أَنَّهم لَیَّنُوا الثانِیَهَ ،فاذا احْتَجْت إلی تحْرِیکِها جَعَلْتها واواً و قلْتَ أَوادِم فی الجَمْع،لأنه لیسَ لها أَصْلٌ فی الیاءِ مَعْروفٌ ، فَجُعِل الغالِبُ علیها الواوُ عن الأَخْفَش.

قالَ ابنُ بَرَّی:کلُّ أَلِفٍ مَجْهولَه لا یُعْرَف عمَّا ذا انْقِلابُها،و کانت عن هَمْزه بعدَ هَمْزه یدْعُو أَمْرٌ إلی تحْریکِها فإنَّها تُبْدَل واواً حملاً علی ضَوارِب و ضَوَیْرب،فهذا حکمُها فی کَلامِ العَرَبِ إلاَّ أَنْ تکونَ طَرَفاً رابعَهً فحینَئِذٍ تُبْدَل یاءً.

و اخْتُلِف فی اشْتِقاقِ اسمِ آدَم فقالَ بعضُهم:سمِّیَ آدَمَ لأنَّه خُلِق من أَدَمَهِ الأَرْضِ ،و قالَ بعضُهم: لأُدْمهٍ جَعَلَها اللّهُ فیه.

و قالَ الزَّجَّاجُ :یقولُ أَهْلُ اللُّغهِ لأَنَّه خُلِق من تُرابٍ ، و کذَلِکَ الأُدْمَهُ إنَّما هی مُشَبَّهه بلَوْنِ التُرابِ ،و قَوْلُ الشاعِرِ:

سادُوا المُلُوکَ فأَصْبَحوا فی آدَمٍ

بَلَغُوا بها غُرَّ الوُجوهِ قُحُولا

جعلَ آدَمَ اسْمَ قَبیلَهٍ لأَنَّه قالَ بلَغُوا بها،فَأَنَّثَ و جَمَعَ و صَرَفَ آدَمَ ضَرُورَهً .

قالَ الأَخْفَش:لو جعلت فی الشِّعْرِ آدَمَ مع هاشِمَ لجازَ.

قالَ ابنُ جنِّی:و هذا الوَجْهُ القویُّ لأنَّه لا یحقَّقُ أَحدٌ هَمْزَهَ آدَم ،و لو کانَ تحْقِیقُها حَسَناً لکانَ التَّحقیقُ حَقِیقاً بأَنْ یُسْمَع فیها،و إذا (4)کانَ بَدلاً البتَّه وَجَبَ أَن یُجْری علی ما أَجْرَتْه علیه العَرَب من مُراعَاهِ لفظِه و تَنزیل هذه الهَمْزَه الأَخِیرَه مَنْزِلَه الأَلِفِ الزائِدَهِ التی لا حظَّ فیها للهَمْزِ نحو عالمٍ و صابِرٍ أَلا تَراهم لمَّا کسَّروا قالوا آدَم و أَوَادِم کسالِمَ و سَوالِم.

قالَ شیْخَنا و الصَّحیحُ أَنَّه أَعْجَمیّ کما مالَ إلیه فی الکشَّافِ قائِلاً إنَّه فاعِلٌ کآرَز،و جَرَی فی المُفَصّل علی أَنَّه عَرَبیُّ و وَزْنه أَفْعَل من الأدْمَهِ أَو مِن الأدِیم و مَنَعه حینَئِذٍ للعِلْمِیَّهِ و الوَزْنِ .

و قالَ الطَّبَری:هو مَنْقولٌ مِن فِعْلٍ رُبَاعیّ کأَکْرَم،و تَعَقَّبه الشَّهاب فی شرْحِ الشّفاء.

و ذَکَرَ فیه الإمامُ السّهیلیّ فی الرَّوْض ثلاثَهَ أَقْوالٍ :

سِرْیانیّ أَو عبْرانیّ أَو عَرَبیّ مِن الأَدَمَهِ أَو الأدِیم کما روی عن ابنِ عَبَّاس.

و قالَ قُطْرب:لو کانَ مِن أَدِیم الأرْضِ لکانَ وَزْنه فاعِل و الهَمْزَه أَصْلیَّه فلا مانِعَ لصَرْفِه.

و نَظَرَ فیه السّهیلیّ بجَوَازِ کَوْنِه مِن الأدیمِ علی وَزْن أَفْعل بإدْخالِ الهَمْزهِ الزائِدَهِ علی الأَصْلیّه.

و بَسطَ القَوْل فیه الشّهاب فی العِنایَهِ فی أَوائِلِ البَقَرهِ و أَبو بکْرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بن آدَمَ الشاشِیُّ الآدَمِیُّ بالمدِّ نِسْبَه إلی جَدَّه المَذْکُور: مُحَدَّثٌ رَحَّال سَمِعَ محمدَ بن عبدِ اللّهِ الغزیّ و أبا حاتِمٍ ،هکذا ضَبَطَه الحافِظُ .

و الأَدَمانُ ،محرّکهً :شجرٌ ،حَکَاها أَبو حَنیفَهَ ،قالَ :و لَم أَسْمَعْها إلاَّ مِن شُبَیْل بنِ عزرَهَ .

ص:11

و الأَدَمانُ : عَفَنٌ فی النَّخْلِ کالدَّمانِ و سَیَأْتی فی موْضِعِه.

و قیلَ : الأَدَمانُ سَوادٌ فی قَلْب النَّخْلَهِ و هو وَدِیُّه،عن کراع و لم یَقُل أَحَدٌ فی القَلْب إنَّه الوَدِیُّ إلاَّ هو.

و أُدَمَی علی فُعَلَی، و الأُدَمَی ، بالَّلامِ کأُرَبَی ،قالَ ابنُ خالَوَیْه:لیسَ فی کَلامِ العَرَبِ فُعَلَی بضمٍ ففتحٍ مَقْصوراً غَیْر ثلاثَهِ أَلْفاظٍ :شُعَبَی:اسمُ مَوْضِعٍ و أَرَبَی:اسمُ للداهِیَهِ ،و أُدَمَی :اسمُ ع ،و أَنْشَدَ:

یسبقن بالأدمی فراخ تنوفه

و فُعَلَی هذا وَزْن یخْتصُّ بالمُؤَنَّث.

و قیلَ : الأُدَمَی أَرضٌ بظَهْرِ الیَمامَهِ .

و قالَ بعضُهم:اسمُ جَبَلٍ بفارِسَ .

و قالَ الزَّمَخْشرِیُّ :أَرضٌ ذاتُ حِجارَهٍ فی بلادِ قشیر،قالَ الکِلاَبِیُّ (1):

و أَرْسَل مَرْوانُ الأسیرُ رَسُولَه

لآتِیَهُ إنّی إذا لمضَلَّلُ

و فی ساحَهِ العَنْقاء أَو فی عَمَایَه

أَو الأُدَمَی مِن رَهْبَهِ المَوْتِ مَوْئل

و قالَ أَبو سَعیدٍ السکَّرِی فی قَوْلِ جَریرٍ.

یا حبَّذا الجزع بینَ الدَّام و الأُدَمی

فالرَّمْثُ فی برقَه الرُّوْحان فالغَرَفُ (2)

الدَّام الأُدَمَی مِن بلادِ بِنی سَعْدٍ و بَیْتُ الکِلاَبیّ یدلُّ علی أنَّه جَبَلٌ و قالَ أَبو خِرَاش الهُلاَلیُّ :

تَرَی طالِبی الحَاجَات یَغْشَون بَابَه

سرَاعاً کما تَهْوِی إلی أُدَمَی النَّحْلُ (3)

قالُوا فی تفْسِیِرهِ : أُدَمَی جَبَلٌ بالطَّائِفِ .

و قالَ محمدُ بنُ إدْریِسِ : الأُدَمَی جَبَلٌ فیه قَرْیَهٌ بالیَمامَهِ قرِیِبَهٌ مِن الدَّامِ ،و کِلاهُما بأَرْضِ الیَمامَه،فَتَلَخَّص من هذا أَنَّ فیه أَقْوالاً فقیلَ :جَبَلٌ بأَرْضِ فارِسَ أَو بالطَّائِفِ أَوبالیَمامَهِ ،أَو أَرْضٌ ببلادِ بنی سَعْدٍ أَو بظَهْرِ الیَمامَهِ أَو ببِلادِ بنِی قشیرٍ،أَو جَبَلٌ فیه قَرْیَهٌ بالیَمامَهِ ،ففی کَلامِ المصنِّفِ قُصورٌ بالِغٌ لا یَخْفی.

و الإیدامَهُ ،بالکسْرِ:الأَرضُ الصُّلْبَهُ بلا حِجارَهٍ مَأْخُوذَه مِن أَدِیمِ الأَرْضِ و هو وَجْهُها.

و قالَ ابنُ شُمَیْل:هی مِن الأَرْضِ السَّنَد الذی لیسَ بشَدِیدِ الإشْرافِ ،و لا یکونُ إلاَّ فی سُهولِ الأرْضِ ،و هی تنبتُ و لکن فی نَبْتِها زیمٌ (4)،لِغِلَظِ مَکانِها و قلَّهِ اسْتِقْرارِ الماءِ فیها، ج أَیادِیمُ ،و وَهِمَ الجَوْهرِیُّ فی قوْلِهِ لا واحِدَ لها.

و نَصّ الجَوْهرِیِّ : الأیادِیمُ مُتونُ الأَرْضِ لا واحِدَ لها.

قالَ شیْخُنا:مِثْلُ هذا لا یکونُ وهْماً،إنّما یقالُ فیه،إذا صحّ ،قُصورٌ أَو عَدمُ اطِّلاعِ و نحْو ذلِکَ ،علی أَنَّ إنْکارَه ثابِتٌ عن جماعَهٍ من أَئِمَّهِ اللّسانِ ،و علی المثبتِ إقامَهِ الدَّلیلِ و لا دَلِیل فالواهم ابن أخت خالته.

*قلْتُ :و هذا مِن شیخِنا غَرِیبٌ ،فقد صَرَّحَ ابنُ بَرِّی أَنَّ المَشْهورَ عنْدَ أَهْلِ اللُّغهِ أَنَّ واحِدَها إیدامَهٌ ،و هی فِیعَالَه مِن أَدِیمِ الأَرْضِ ،و کذا قالَ الشَّیْبانیّ واحِدُها إیدَامَهٌ فی قَوْلِ الشاعِرِ:

کما رَجَا من لعابِ الشمْسِ إذ وَقَدَتْ

عَطْشانُ رَیْعَ سَراب بالأَیادِیمِ (5)

و قالَ الَأصْمَعِیُّ : الإیدامَهُ أَرْضٌ مُسْتَوِیهٌ صُلْبَه لَیْسَتْ بالغَلِیظَه،و جَمْعُها الأیادِیمُ ،قالَ :أُخِذَت مِن الأدِیمِ ،قالَ ذو الرُّمَّهِ :

کأَنَّهُنَّ ذُری هَدْیٍ بمجوبه

عنها الجِلالُ إذا ابْیَضَّ الأیادِیمُ (6)

و ابْیِضاضُ الأیادِیمِ للسَّراب:یعْنِی الإِبِلَ التی أُهْدِیَت إلی مکَّه جُلِّلَتْ بالجِلالِ .و هکذا نَصَّ علیه الصَّاغانیُّ أَیْضاً.فأَیُّ دَلِیلِ أَثْبَت مِن أَقْوالِ هذه الأَئِمَّه،فتدَبَّر و اللَّهُ تعالَی أَعْلَم.

و مِن المجازِ: ائْتَدَمَ العودُ إذا جَرَی فیه الماءُ ،نَقَلَه الزَّمَخْشَرِیُّ .

ص:12

و الأَدَمُ ،محرَّکهً :القَبْرُ،و أَیْضاً: التَّمْرُ البَرْنیُّ ،کَما فی العُبَابِ ،و بالقَبْر فسِّرَ أَیْضاً قَوْلُ الشاعِرِ السابقِ .

و کُلُّهم یَجْمَعُهم بیتُ الأَدَمْ

و أَمَّا تَسْمِیته التَّمْر البَرْنیّ الأَدَم فلعلَّه علی التَّشْبیهِ بالأدَام .

و أَدَمُ : ع قُرْبَ ذی قارٍ ،و هناک قُتِلَ الهامُرْزُ.

و أَیْضاً: ع قُرْبَ العَمْقِ .

قالَ نَصْر:و أَظنُّه جَبَلاً.

و أَیْضاً: ه بِصَنْعاءَ بالیَمَنِ .

و أَیْضاً: ناحِیهٌ قُرْبَ هَجَرَ من أَرْضِ البَحْرَیْن.

و أَیْضاً: ناحِیَهٌ من عُمانَ الشَّمالِیَّه (1)فیها شَمَائلِ .

و أُدَیِّمٌ ،کغُلَیِّمٍ :أَرْضٌ بین السَّراهِ و تِهامَه و الیَمَنِ ،هکذا فی النسخِ و فیه غَلَطٌ فی الضَّبْطِ و التّفْسیرِ و تِکْرَار،و ذلِکَ لأنَّ یاقوتاً ضَبَطَه کزُبَیْرٍ و قالَ :هی أَرضٌ تُجاوِرُ تَثْلِیث،و قد سَبَقَ هذا للمصنِّفُ بعَیْنِهِ ،ثمَ قالَ :تَلی السَّراه،فصحَّفَه المصنِّفُ و جَعَلَه بینَ السَّراه،و نَصّ یاقوت بَعْدَ قَوْلِه تَلی السَّراه بینَ تِهامَهَ و الیَمَنِ فتَأمَّل ذلِکَ و أَنصف.قالَ :و هی التی کانت مِن دِیارِ جُهَیْنَه و جَرْم قَدِیماً.

و أُدَیِّمُ أَیْضاً: ع عنْدَ وادِی القُرَی ،و هذا أَیْضاً ضَبَطَه نَصْر کزُبَیْرٍ و زادَ:مِن دِیارِ عذْرَهَ ،قالَ :و کانت لهم بها وَقْعَه مع بنِی مُرَّه.

و أُدْمامُ بالضَّمِّ (2):د بالمَغْرِب.قالَ یاقوتُ :و أَنا منه فی شَکٍّ .

و مِن المجازِ: أَطْعَمْتُکَ مَأْدُومی أَی أَتَیْتُکَ بعُذْرِی ،و قد جَاءَ فی قَوْل امرَأَهِ دُرَیْد بنِ الصّمَّهِ حینَ طَلَّقها:أَبا فلانٍ :

أَ تُطَلِّقُنی،فو اللّه لقد أَبْتَتْتُک مَکْتُومی و أَطْعَمْتُک مَأْدُومی :

یقالُ :إنَّما عَنَت بالمَأْدُومِ الخُلُق الحَسَن.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه: الأُدْمُ ،بالضمِ :ما یُؤْکَلُ بالخُبْزِ أَیَّ شیءٍ کانَ ،و الجَمْعُ آدَامٌ ،و قد ائْتَدَمَ به إذا اسْتَعْمَلَه.

و أَدَّمَه تأْدِیماً :کَثَّر فیه الإدَامَ ،و به رُوِی حَدِیْث أَنَس السابِقُ أَیْضاً.

و

14- فی حَدِیْث خَدِیْجه،رَضِیَ اللَّهُ تعالَی عنها: «فو اللّه إنَّک لتَکْسِبُ المَعْدُوم و تُطْعِم المَأدُوم ». أی الطَّعام الذی فیه إدَامٌ ،عَنَت سَماحَهَ نفْسه،صلّی اللَّهُ علیه و سلّم، بالجودِ و القِرَی.

و آدَمَ القومَ ،بالمدِّ: أَدَمَ لهم خُبْزَهم،لُغَهٌ أَدَمهم ،أَنْشَدَ یَعْقوب فی صفَهِ کِلابِ الصَّیْدِ:

فهی تُبارِی کلَّ سارٍ سَوْهَقِ

و تأدم القوم إذا لم تُغْبقِ (3)

و هو أُدمَهٌ لفلانٍ ،بالضمِ :أَی أُسْوهٌ ،عن الفرَّاءِ،لُغَهٌ فی الأدمه و الأدمه .

و یُسْتعارُ الأدِیمُ للحَرْب،قالَ الحارِثُ بنُ وَعْلَه:

و إیَّاک و الحَرْبَ التی لا أَدِیمها

صحیحٌ و قد تُعْدَی الصِّحاحُ علی السُّقْمِ (4)

إنَّما أَرادَ لا أَدِیمَ لها.

و فی المَثَلِ : إنَّما یُعاتَبُ الأدِیمُ ذو البَشَرهِ أَی مَن یُرْجَی و فیه مُسْکَهٌ و قُوَّهٌ و یُراجَعَ مَن فیه مُراجَعٌ .

و أَدَمْتُ الأَدِیمَ أَی قَشَرْته کَشَفْته و بَشَرْته:و آدَمْتُه ،بالمدِّ بَشِرْتُ أَدَمَتَهُ .

و أَدِیمُ اللیلِ :ظُلْمَتُهُ ،عن ابن الأعْرَابیِّ ،و أَنْشَدَ:

قد أَغْتَدِی و اللیلُ فی حَرِیمِه

و الصُّبْحُ قد نَسَّمَ فی أَدِیمهِ (5)

و هو مجازٌ.و یقالُ :ظلَّ أَدِیمُ اللیلِ قائماً،یَعْنُونَ کُلَّه.

و فلانٌ بَرِیءُ الأدِیم ممَّا لُطِخَ به،و هو مجازٌ.

و الأَدْمَهُ :الحُمْرَهُ ،کذا بخطّ أَبی سَهْلٍ ،و رجُلٌ آدَمُ :

أَحْمر اللَّوْنِ .

ص:13

و یقالُ : الْأُدْمَهُ فی الإِبِلِ :البَیاضُ الشَّدِیدُ،قالَ الأخْطلُ فی کعْبِ بنِ جُعَیْل:

فإنْ أَهْجُهُ یَضْجَرْ کما ضَجْرَ باذِلٌ

من الأَدْمِ دَیْرَت صَفْحَتاه و غارِبُهْ (1)

کما فی الصِّحاحِ .

و أُدْماءُ ،بالضمِ و المدِّ:مَوْضِعٌ بینَ خَیْبَرَ و دِیارِ طیِّ ءٍ و ثم غدیر مطرق،قالَهُ یاقوتُ .

و اسْتَأْدَمَهُ :طَلَبَ منه الإِدَامَ فَأَدمَهُ .

و طَعامٌ أَدِیمٌ مَأْدُومٌ .

و أُدْمان کعُثْمان شعْبهٌ تدفع عن یمین بَدْرٍ بینهما ثلاثَهُ أَمْیالٍ ،قالَهُ یَعْقوب،و أَنْشَدَ لکثیِّرٍ:

لمن الدیارُ بأبرق الحنّان

فالبُرْق فالهضبان من أدمان (2)

و أَدَمٌ ،محرَّکهً أَوَّل مَنْزلٍ من وَاسط للحجَّاجِ القاصِدِیْن مکَّه.

و أُدُمٌ بضمَّتَیْن:قَرْیهٌ بالطائِفِ .

و مِن الکِنایَهِ :لیسَ بینَ الدَّرَاهم و الَأدَمِ مثلُه،أَی بینَ العِراقِ و الیَمَنِ لأنَّ تَبایُعَ أَهْلهما بالدَّرَاهم و الجُلُودِ (3)،کذا فی الأساسِ .

و الأدَمیُّ ،محرَّکهً :مَنْ یَبیعُ الجُلُودَ و إلیه نُسِبَ إبْراهیمُ بنُ رَاشِدٍ،و دَاود بنُ مُهْران،و أَبو الحَسَن علیُّ بنُ الفَضْل،و أَبو قتیبهَ مُسْلم بنُ الفَضْل و غیرُهم (4).

قالَ : الحَصَی.

قالَ ابنُ بَرِّی:و یقالُ : الأُرَّمُ الأنْیابُ هنا.

و أَرْضٌ مَأْرُومهٌ و أَرْماءُ :لم یُتْرَک فیها أَصلٌ و لا فَرْعٌ .

و فی العُبَابِ :أَرْضٌ أَرْماءُ لیسَ بها أَصْلُ شَجَرٍ کأَنَّها مَأْرُومهٌ .

و الآرامُ ،بالمدِّ: الأَعلامُ تُنْصَبُ فی المَفاوِزِ یُهْتَدَی بها، قالَ لَبیدُ:

بأحِزَّهِ الثَّلَبُوتِ یُرْبَأ فَوْقُهَا

قَفْرَ المَرَاقِبِ خَوْفُها آرامُها (1)

أَو خاصُّ بعادٍ أَی بأعْلامِهِم، الواحِدُ إرَمٌ ،کعِنَبٍ ،کما فی الصِّحاحِ .

و أَرِمٌ ،مِثْل کَتِفٍ ،و إِرَمِیٌّ ،کعِنَبیٍّ ،نَقَلَهما ابنُ سِیْدَه، و یُحَرَّکُ عن اللّحْیانیّ .

و أَیْرَمِیٌّ عن الأزْهرِیّ .قالَ :سَمِعْتهم یقُولُونَه للعَلَم فَوْقَ القَارَهَ .

و یَرَمِیُّ محرَّکهً ،عن اللّحیانیّ .

و الأُرُومُ :الأَعْلامُ تُنْصَبُ فی المُفاوِزِ جَمْعُ إرَم کعِنَبٍ کضِلَعٍ و أضْلاعٍ و ضَلُوعٍ .و کانَ مِن عادَهِ الجاهِلیَّهِ أَنَّهم إذا وَجَدوا شَیئاً فی طَریقِهم لا یمْکِنهم اسْتِصْحابُه تَرَکوا علیه حِجارَهً یَعْرفُونَه بها حتی إذا عادُوا أَخَذُوه.

و

16- فی حَدِیْث سلمَهَ بن الأَکْوَع: «لا یَطْرحون شَیئاً إلاَّ جَعَلْت علیه آرَاماً ».

و قیلَ : الْأُرُومُ قُبورُ عادٍ ،و عَمَّ به أَبو عُبَیْدٍ فی تفْسِیرِ قَوْل ذِی الرُّمَّه:

و ساحِره العُیون من المَوامِی

تَرَقَّصُ فی نَواشِرِها الأُرُومُ

فقالَ :هی الأَعْلامُ .

و الأُرُومُ من الرَّأْسِ :حُروفُه ،جَمْعُ أُرمهٍ بالضمِ علی التَّشْبیهِ بالأعْلامِ . و إرَمُ و أَرَامُ ، کعِنَبٍ و سَحابٍ :والِدُ عادٍ الأُوْلَی أَو الأَخِیرهِ ،أَو اسمُ بَلْدَتِهِم التی کانوا فیها، أَو أُمِّهِم،أَو قَبِیلَتِهم. مَنْ تَرَکَ صَرْف إرَمٍ جَعَلَه اسْماً للقَبِیلَهِ . و فی التَّنْزِیلِ : بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ (2)قالَ الجوْهرِیُّ :مَن لم یُضِف جَعْلَ إرَمٍ اسْمَه و لم یَصْرِفه لأنَّه جَعَل عاداً اسم أَبِیهم،و مَن قَرَأَه بالإضَافَهِ و لم یَصْرِفه جَعَله اسم أُمّهم أو اسم بَلْدهٍ .

و قالَ یاقوتُ نَقْلاً عن بعضِهم: إرَم لا یَنْصَرِف للتَّعْریفِ و التَّأْنِیث لأنَّه اسمُ قَبِیلَهٍ ،فَعلَی هذا یکونُ التَّقْدیر إرَم صَاحِب ذات العِمادِ،لأنَّ ذاتَ العِمادِ مَدِینَهٌ ،و قیلَ :ذاتُ العِمادِ وَصْف کما نَقولُ القَبِیلَه (3)ذات الملک.

و قیلَ : إرَمُ مَدینَهٌ فعَلَی هذا یکونُ التَّقْدیرُ بعادٍ صاحِب إرَم .و یُقْرَأُ بِعادٍ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ بالجَرِّ علی الإضَافَهِ ،ثم اخْتَلَف فیها مَن جَعَلَها مَدِینَه فمنهم مَنْ قالَ :هی أَرْضٌ کانتْ و انْدَرَسَتْ فهی لا تُعْرَفُ ،و قیلَ دِمَشْقُ ،و هو الأکْثَر، و لذلِکَ قالَ شَبیبُ بنُ یَزِیدِ بنِ النّعْمان بنِ بشیر:

لولا الذی عَلِقَتْنی من علائِقِها

لم تُمْسِ لی إرَمُ داراً و لا وَطَنا 4

قالوا:أَرادَ دِمَشْق،و إیَّاها أَرادَ البُحْتری بقَوْلِهِ :

إلی إرَمٍ ذات العِمادِ و إنّها

لموْضِع قَصْدِی مُوجِفاً و تعمُّدِی 5

أَو الإسْکَنْدَرِیَّه.

و حَکَی الزَّمَخْشرِیُّ أَنَّ إرَمَ بَلَدٌ،منه الإسْکَنْدَرِیّه.

و رَوَی آخَرُون أَنَّ إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ بالیَمَنِ بینَ حَضْرَمَوت و صَنْعاء مِن بِناءِ شَدَّاد بنِ عادٍ و ذَکَروا فی ذلِکَ خَبَراً طَویلاً لم أَذْکُره هنا خِشْیَه المَلالِ و الإطَالَهِ .

أَو إرَمُ : ع بفارِسَ ،و إتْیانه بأَو للتَّنْویعِ یُشِیرُ إلی أنَّه قَوْلٌ مِن الأَقْوالِ فی إِرَمَ ذاتِ الْعِمادِ ،و لیسَ کَذلِکَ ،فالصَّوابُ

ص:15

أَنْ یکونَ بالواوِ،و هو صِقْعٌ بأَذَرْبِیْجان،و ضَبَطَه یاقوتُ بالضمِ .

و إرَمُ الکَلْبَهِ أَو إرَمِیُّ الکَلْبَهِ ،و هذه عن أَبی بکْرِ بن موسَی، ع قَرِیبٌ مِن النِّباجِ بینَ البَصْرَهِ و مکَّهَ ،و الکَلْبَهُ :

اسمُ امْرَأهٍ ماتَتْ و دُفِنَتْ هناک،فنُسِبَ الإرَمُ ،و هو العَلَم، إلیها.

و یومُ إرَم الکَلْبَهِ مِن أَیَّامِهم قُتِل فیه بُجَیْرُ بنُ عبدِ اللّه القُشَیْریّ ،قَتَلَه قعنبُ الرِّیاحِی فی هذا المَکانِ .

قالَ أَبو عُبَیْدَهَ :و هذا الیومُ یُعْرَف بأَمْکِنَهٍ قَرِیب بعضُها مِن بعضٍ ،فإذا لم یَسْتَقِم الشِّعْر بذِکْرِ مَوْضِعٍ ذَکَروا مَوْضِعاً آخَر قَرِیباً منه یقوم به الشِّعْر.

و أَرَامُ ، کسَحابِ :جَبَلٌ (1)و ماءُ بُدِیارِ جُذامَ بأَطْرافِ الشَّام ،هکذا فی النُّسخِ و هو غَلَطٌ من وُجُوهٍ :

الأوَّل:أَنَّ سِیاقَهُ یَقْتَضِی أَنَّهما مَوْضِعان،و الصَّوابُ أَنَّه جَبَلٌ فیه ماءٌ.

و ثانِیاً:فإنَّ هذا الجَبَل قد جَاءَ ذِکْرُه فی الحَدِیْث، و ضَبَطَه ابنُ الأثیرِ کعِنَبٍ ،و تَلاَهُ یاقوتُ فی معْجمِهِ فقالَ :

إرمٌ اسمُ عَلَم لجَبَلٍ من جِبَالِ حِسْمَی مِن دِیارِ جُذامَ بینَ أَیْله و تیه بنِی إسْرائِیل،عالٍ عَظیمُ العُلوِّ یَزْعمُ أَهْلُ البَادِیَهِ أَنَّ فیه کُرُوماً و صَنَوْبراً،و

14- کَتَبَ النبیُّ ،صلّی اللّه تعالَی علیه و سلّم،لبَنِی جِعالِ بنِ رَبیعَهَ بنِ زَیْدٍ الجُذامِیِّین أَنَّ لهم إرَمَ أَقْطَعه لهم إقْطاعاً. فاعْرِفْ ذلِکَ .

و الأرَامُ : مُلْتَقَی قَبائِل الرَّأْسِ .

و الأَرُومَهُ ،بالفتحِ و تُضَمُّ لُغَهٌ تَمِیمِیَّهٌ ، الأصْلُ ،ج أَرومٌ و فی الصِّحاحِ : الأَرُومُ ،بالفتحِ ،أَصْلُ الشَّجَرهِ و القَرْن، قالَ صخرُ الغیِّ یَهْجو رَجُلاً:

تَیْسَ تُیُوسٍ إذا یُناطِحُها

یَأْلَمُ قَرْناً أَرُومه نَقِدُ (2)

و شاهِدُ الأَرُومِ بالضمِ قَوْلُ زُهَیْرٍ:

لهم فی الذَّاهبِینَ أُرُومُ صِدْقٍ

و کان لِکُلِّ ذی حَسَبٍ أُرُومُ (3)

و رأْسُ مُؤَرَّمٌ ،کمُعَظَّمٍ :ضَخْمُ القَبائِلِ ،عن ابنِ فارِسَ .

و بَیْضَهٌ مُؤَرَّمَهٌ :واسِعَهُ الأَعْلَی ،عن ابنِ سِیْدَه.

و یقالُ : ما به أَرَمٌ ،محرّکهً ،و أَرِیمٌ ،کأَمیرٍ عن أبی خیرَهَ ، و إرَمِیُّ کعِنَبیٍّ ،و یُحَرَّکُ ،و أَیْرَمِیُّ بالفتح عن أَبی زَیْدٍ، و یُکْسَرُ أَوّلُه عن ثَعْلَب و أَبی عُبَیْد،أَی ما به أَحَدٌ ،لا یُسْتَعْملُ إلاّ فی الجَحْدِ.

و قیلَ :أَی و لا عَلَمٌ ،نَقَلَه ابنُ بَرِّی عن القَزّاز،قالَ زُهَیْر:

دارٌ لَأسْماء بالغَمْرَیْنِ ماثِلهٌ

کالوَحْیِ لیس بها من أَهْلِها أَرِمُ (4)

و مِثْلُه قَوْلُ الآخَر:

تلک القُرونُ وَرِثْنا الأَرْضَ بَعْدَهُمُ

فما یُحَسُّ علیها منهم أُرِمُ (5)

و جارِیَهٌ مأْرومهٌ :حَسَنَهُ الأَرْمِ ،بالفتح، أَی مَجْدولهُ الخَلْقِ کأَنَّها فُتِلَتْ فَتلاً.

و یقالُ : أَرَما و اللَّهِ و أَرَمَ و اللَّهِ بمعْنَی:أَما و اللَّهِ و أَمَ و اللَّهِ ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و أُرْمُ بالضَّمِّ :ع بِطَبَرِسْتانَ قُرْبَ سارِیَهَ ،و هی مَدِینَهٌ .

و یقالُ فیها أَیْضاً: أُرَمُ ،کزُفَرَ،بَیْنها و بینَ سارِیَهَ مَرْحلهٌ ، و أَهْلُها شِیْعَه،کذا حَقَّقه یاقوتُ ،ففی کَلامِ المصنِّفِ نَظَرٌ.

و أُرْمِیَهُ بالضَّمِّ و کسْرِ المیمِ و الیاء خَفِیفَه.

قالَ الفارِسِیُّ :قوْلُهم فی اسمِ البَلْدَهِ أُرْمِیَه یجوزُ فی قِیاسِ العَرَبیَّه تَخْفِیف الیاءِ و تَشْدِیدُها،فمن خَفَّفها کانتِ الهَمْزهُ أَصْلیَّهً و کانَ حکمُ الیاءِ أَنْ تکونَ واواً للإِلْحاقِ ببرثن (6)و نَحْوِه،إلاَّ أَنَّ الکلمَهَ لمَّا لم تَجیء علی التَّأْنِیث

ص:16

کعنصوه أُبْدِلَت یاءً و مَنْ شَدَّدَ الیاء احْتَمَلَتِ الهَمْزَهُ وَجْهَیْن:

أَحَدُهما:أَنْ تکونَ زَائِدَهً إذا جَعَلْتها افْعوله من رَمَیْتُ .

و الآخَرُ:أَنْ تکونَ فِعلیّه إذا جَعَلْتها من أَرْم أَو أَرُوم فتکونُ الهَمْزهُ فاء.

و هو د عَظیمٌ بأَذْرَبیجانَ بَیْنه و بینَ البُحَیْره نَحْو ثلاثَهِ أَمْیالٍ أَو أَرْبَع،و بَیْنها و بینَ تَبْرِیز ثلاثَه أَیّام،و بینَ اربل سَبْعه أَیَّامٍ و هی فیمَا یَزْعَمُون مَدِینَه زَرَادشت نبیّ المَجُوس.

قالَ الصَّاغانیُّ :و العامَّهُ تَقولُ : أُرْمِیّ .

قالَ یاقوتُ :و النِّسبهُ إلیها أرْمویُّ و أَرمجیُّ (1)،و منها أَبو الفَضْل محمدُ بنُ عُمَرَ بنِ یوسفَ الأرمویّ البغدادِیُّ سَمِعَ أَبا بکْرِ الخَطِیب،و تَفَقَّه علی أَبی إسْحق الشِّیْرازی،و مَاتَ سَنَه خَمْسمائه و سَبْع و أَرْبعِین.

و أَرُومُ ، کصَبُورٍ:جَبَلٌ لبَنی سُلَیْم.

و آرَم ، کأَحْمَدَ:ع قُرْبَ المَدِینَهِ ،و یقالُ فیه أُرَیْم و سَیَأْتی.

و بِئْرُ إرْمَی ،کحِسْمَی،قُرْبَ المدینهِ ،علی ساکِنِها أَفْضَلَ الصَّلاه و السَّلام.

و الأوْرَمُ ،الکثیرُ،و یقالُ :ما أَدْرِی أَی الأَوْرَم هو،أَی أَیُّ الناسِ هو،و سَیُذْکَرُ فی «وَرَمَ ».

و آرِمُ ،کصاحِبٍ ،و ضَبَطَه أَبو سعْدِ فی التَّحْبیرِ،قالَ یاقوتُ :کذا فی بعضِ نسخِه کأَفْعُل بضمِ العَیْن، د بمازَنْدَرانَ عند سارِیَهَ ، منه أَبو الفتحِ خُسْرُو بنُ حَمْزَهَ بنِ و ندرین بن أَبی جَعْفرٍ الشَّیْبانیُّ المُؤَدِّبُ .

و قالَ أَبو سعدٍ فی التَّحْبیر:هو ساکِنُ أُرَم ،کزُفَرَ،و هی التی تقدَّمَ ذِکْرُها.

و آرِمُ : ه قُرْبَ دِهِسْتانَ من قُرَی ساحِلِ بَحْراً بسکون، و ضَبَطَه أَبو سَعْدٍ فی التَّحْبیر کأَفْعُل.

و آرامٌ ،بالمدِّ، جَبَلٌ بین الحَرَمَیْن کأَنَّه جَمْعُ أَرم و قد ذُکِرَ شاهِدُه فی أبلی.

و قالَ أَبو زِیادٍ: ذاتُ آرامٍ :جَبَلٌ بدِیارِ الضِّبابِ ،و هی قنهٌ سَوْداء فیها یقولُ القائِلُ :

خلت ذاتُ آرامٍ و لم تخلُ عن عَصْرِ

و أَقْفَرها من حلِّها سَالِفُ الدَّهْر (2)

*قلْتُ :و منه قَوْلُ الآخر:

مِن ذاتِ آرَامِ فجَنَبی أَلعسا

و ذُو آرامِ :حزم (3)به آرامٌ جَمَعَتْها عادٌ علی عَهْدِها،قالَهُ أَبو محمدٍ الفندجانیُّ (4)فی شرْحِ قَوْل جامع بن مرقیه (5):

أرقتُ بذی آرامِ وهناً و عادنی

عدادُ الهَوَی بین العُنَاب و خنثلِ (6)

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

یقالُ :ما فیه إرْمٌ و أَرْمٌ أَی ضِرْسٌ .

و أَرِمَ المَالُ ،کعَلِمَ ،فَنِیَ .

و أَرْضٌ أَرِمَهٌ ،کفَرِحَهٍ ،لا تَنْبتُ شَیئاً،و منه

16- الحَدِیْث:

«کیفَ تَبْلُغک صَلاتُنا و قد أَرمْتَ ». و یُرْوَی بتَشْدیدِ المِیمِ ، و هی لُغَهُ بکْرِ بنِ وائِلٍ و سَیَأْتی فی رمم.

و الإِرَمِیُّ ،بالکسْرِ،واحِدُ آرَامٍ ،عن اللّحْیانیّ ،و قَوْلُه أَنْشَدَه ثَعْلَب:

حتی تَعالی النِّیُّ فی آرامِها

قالَ :یعْنِی فی أَسْنِمَتها.

قالَ ابنُ سِیْدَه:فلا أَدْرِی إن کانت الآرَامُ فی الأصْلِ الأسْنِمَه،أَو شَبَّهَها بالآرَامِ التی هی الأَعْلام لعِظَمِها و طُولِها.

و ما بالدَّارِ أَرِمٌ ،ککَتِفٍ ،أَی أَحَدٌ،عن أَبی زَیْدٍ.

قالَ ابنُ بَرِّی:و کانَ ابنُ دَرَسْتَوَیْه یُخالِفُ أَهْلَ اللّغَهِ و یقولُ :ما بها آرِم ،علی فاعِلٍ ،أَی ناصِبُ عَلَمٍ .

و إرَامُ الکِناسِ ،ککِتابٍ :رَمْلٌ فی بِلادِ عبدِ اللّهِ بنِ کِلابٍ .

ص:17

و أُرَمُ خاست،کزُفَرَ،کُوْرتَان بطَبَرِسْتانَ العُلْیَا و السُّفْلَی.

و إرْمِیمٌ بالکَسْرِ،مَوْضِعٌ .

و أَرمی ،کأَربی،مَوْضِعٌ ،نَقَلَه یاقوتُ ،فیکونُ رَابعاً للثلاثَهِ التی ذُکِرَتْ فی أَرَمِیّ .

و بِناءٌ مَأْرُومٌ ،أَی مُحْکَم.

و الأُرْمَهُ ،بالضم،القَبِیلَهُ .

و قالَ النَّضْرُ:الزِّمَامُ یُؤَارَمُ علی یُفَاعَل:أَی یُدَاخَلُ فَتْلُه.

و إبراهیمُ بنُ أُرمَهَ الأصْبَهانیُّ الحافِظُ ،بالضمِ و قد یمد الضمَّه فیُقالُ أُرومه .

و ارمیون :قَرْیَهٌ بمِصْرَ.

و مآزِمُ الأرضِ و الفَرْجِ و العَیْشِ ،هذه عن اللَّحْیانیّ مَضایِقُها ،و کلُّ مَضِیقٍ مَأْزِمٌ کالمَأْزِلِ ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ عن أَبی مَهْدِیَّه:

هذا طریقٌ یَأْزِمُ المَآزِما

و عِضَواتٌ تَمْشُق اللَّهازِما (1)

الواحِدُ مَأْزِمٌ ، کمَنْزِلٍ . و

14- فی الحَدِیْث: «إنِّی حَرَّمْت المدِینَه حَراماً ما بین مَأْزِمَیْها ». المَأْزِمُ :المَضِیقُ فی الجِبالِ حتی یَلْتَقِی بعضُها ببعضٍ و یَتَّسِع ما وَرَاءه قال ساعِدَهُ بنُ جُؤَیَّه الهُذَلیُّ :

و مُقامُهنَّ إذا حُبِسْنَ بِمَأْزِمٍ

ضَیْقٍ أَلَفَّ و صَدَّهنَّ الأَخشَبُ (2)

و المَأْزِمُ ،کمَنْزِلٍ ، و یقالُ المَأْزِمان ،مُثَنّی الأُوْلَی عن الأصْمَعِیّ قالَ فی سَنَد مَضِیقٌ بین جَمْعٍ و عَرَفه ،و منه قَوْلُ ساعِدَهَ المَاضِی.

و المَأْزِمان :مَوْضِعٌ آخَرُ بین مکهَ و مِنّی ،و منه

17- حَدِیْث ابن عُمَرَ: «إذا کنتَ بین المَأْزِمَیْن دون مِنی فإنَّ هناک سَرْحَه سُرَّ تحتَها سَبْعون نبیّاً».

و الأَزْمَهُ الأَکْلَهُ الواحِدَهُ فی الیومِ مَرَّهً کالوَجْبَهِ .

و الأزْمَهُ : الشِّدَّهُ و القَحْطُ ،و منه

16- الحَدِیْث: «اشْتَدِّی أَزْمَه تَنْفَرِجی». و یُحَرَّکُ کالآزِمَهِ بالمدِّ الثلاثه نَقَلهنَّ الفرَّاءُ، ج أَزْمٌ بالفتح ،کثَمْرهٍ و تَمْرٍ، و إزَمٌ کعِنَبٍ مِثْلُ بَدْرهٍ و بِدَرٍ، و یقالُ فی تفْسِیرِ الحَدِیْث: الأَزْمَهُ :السَّنَهُ المُجْدِبَهُ .یقالُ :

إنَّ الشِّدَّهَ إذا تَتَابَعَتْ نْفَرَجَتْ ،و إذا تَوالَتْ تَوَلَّتْ .

و

16- فی حَدِیْث مُجاهِد: أَنَّ قُرَیْشاً أَصابَتْهم أَزْمهٌ شَدِیدهٌ و کان أَبو طالِبٍ ذا عِیالٍ . و شاهِدُ الأَزْمِ بالفتحِ قَوْل أَبی خِرَاشٍ :

جَزَی اللّهُ خیراً خالِداً من مُکافِیءٍ

علی کلِّ حالٍ من رَخاء و من أَزْمِ (3)

و قد یکونُ مَصْدراً لِأَزَم إذا عضَّ . و الآزِمَهُ ،بالمدِّ، النَّابُ ج أَوازِمُ کالآزِمِ ،کصاحِبٍ ، ج أُزَّمٌ ، کرُکَّعٍ ، کالأَزُومِ کصَبُورٍ ج أُزُمٌ کعُنُقٍ ،کذا فی المُحْکَم.

و أَزِیمٌ ،کأَمیرٍ:جَبَلٌ بالبادِیَهِ ،و یقالُ أَزْیَمُ کأَحْمَدَ.

و أَزَامٌ ، کقَطامِ :السَّنَهُ المُجْدِبَهُ ،یقالُ :قد أَزَمت أَزَامِ ، قالَ :

أَهانَ لها الطَّعامَ فلم تُضِعْه

غَداهَ الرَّوْع إذ أَزَمَتْ أَزامِ (4)

قالَ ابنُ بَرِّی:و أَنْشَدَ أَبو علیٍّ هذا البَیْت:

....إذ أَزَمَتْ أَزُومُ .

و الأَزُومُ و الأُزَامُ ، کصَبُورٍ و غُرابٍ :المُلازِمُ للشَّیءِ ، الثانِیهُ عن الصَّاغانیِّ ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

إذا مَقَامُ الصَّابِرِ الأُزَامِ

لاَقَی الرَّدَی أَو عَضَّ بالإبْهامِ (5)

و المُتَأَزِّمُ :من أَصابَتْه أَزْمَهٌ ،و یقالُ :هو المُتَأَلَّمُ لِأَزْمهِ الزَّمانِ و شِدَّتِه،و أَنْشَدَ عبدُ الرَّحْمن عن عمِّه الأصْمَعِیّ فی رجُلٍ خَطَب إلیه ابْنتَه فرَدَّهُ :

قالوا:تَعَزَّ و لَسْتَ نائِلَها

حتی تَمَرّ حَلاوَهُ التَّمْرِ

أَسْنا من المُتَأَزِّمینَ إذا

فَرِحَ اللَّمُوسُ بثائبِ الفَقْرِ (6)

أَی لَسْنا نُزَوِّجک هذه المرْأَه حتی تَعودَ حَلاوهُ التَّمْر مَرارَهً ،و ذلِکَ ما لا یکونُ ،و اللَّمُوسُ الذی فی نَسَبه ضَعَهٌ ، أَی أَنَّ الضَّعیفَ النَّسَب یفْرَح بالسَّنه المُجْدبهِ لیُرْغَب إلیه فی مالِهِ فیَنْکِحَ أَشْرافَ نِسائِهم لحاجَتِهم إلی مالِهِ .

و أَزَمُ ،محرَّکهً :ناحِیهٌ بِسیرافَ ذاتُ میاهٍ عَذْبه و هواءٍ طیِّب منها:بَحْرُ بنُ یَحْیَی بنِ بَحْرِ الأَزمیُّ الفارِسِیُّ ،حَدَّثَ عن عبدِ الکریمِ بنِ رَوحِ البَصْرِیّ ،و أَبو سعیدٍ الحَسَنُ بنُ

ص:19

علیِّ بنِ عبدِ الصَّمدِ بنِ یونس الأزمیُّ حَدَّثَ ببَغْدادَ،و تُوفی بوَاسِطَ سَنَه ثلثمائه و ثمان.

و أَزَمُ أَیْضاً: ع بین سُوقِ الَأهْوازِ و رَامَهُرْمُزْ،منه محمدُ بنُ علیِّ بنِ إسْمَعیل النَّحوِیُّ المَعْروفُ بمَبْرَمان و فیها یقولُ :

من کان یأْثُرُ عن آبائِهِ شَرَفاً

فأَصْلُنا أَزَمُ اصطخمه الخور (1)

و أَزِمَ بی علیه،کفَرِحَ ،أَی أَلَمَّ بی علیه،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرِکُ علیه:

الَأوازِمُ :السِّنُون الشَّدیدَهُ کالبَوازِمِ .

و نَزَلَتْ بهم أَزامِ و أَزُومٌ أَی شِدَّهٌ .

و تَأَزَّمَ القومُ إذا أَطَالوا الإقامَهَ بدارِهِم.

و أَزَمَ عن الشیءِ:أَمْسَکَ عنه.

و المَأْزُومُ :المَفْتولُ .

و المَأْزِمُ ،کمَجْلِسٍ :مَوْضِعُ الحَرْبِ .و الأَزْمُ القُوَّهُ .

و قالَ أَبو زَیْدٍ: الآزِمُ الذی ضَمَّ شَفَتَیْه.

و الأَزُومُ :الأسَدُ العَضوضُ .

و مِن الغَرِیبِ

14- قالَ الحافِظُ فی التّبْصیرِ:رأَیْت بخطِّ مغلطای نَقَلاً عن غیرِه: أَنَّ أزمهَ اسمُ امْرَأَهٍ من الصَّحابَهِ أَخَذَها الطَّلْق فقالَ لها النبیُّ ،صلّی اللّه علیه و آله و سلّم،اشْتَدِّی أَزْمَه تَنْفَرِجی.

و هذا ذَکَرَه أَبو موسَی المدِینی فی غَرِیبِ الحَدِیْث له و تَعَقْبَه بأَنَّه باطِلٌ .

و المَأزمان :قَرْیهٌ علی فَرْسخ مِن عَسْقلان،عن یاقوت.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أُسامَهُ بنُ أَسَدِ بنِ عبدِ العَزیزِ:بَطْنٌ یقالُ لهم الأسَامَات، کما فی الرَّوْض.

و أَبو أُسامَهَ الکُوفیُّ و النخعیُّ مُحدِّثانِ .

و أَبو أُسامَهَ عبدُ اللّه بنُ محمدِ بن سهلولٍ الأسامیّ الحلبیّ من ولدِ أُسامَهَ بنِ زَیْدٍ من بَیْتٍ مَشْهورٍ بحَلَب،و مِن ولدِهِ الأدِیْب أَبو القاسِمِ الحُسَیْنُ بنُ علیِّ بنِ عبدِ اللّه، و أَخُوه أَبو العَبَّاس أَحْمدُ،و أَبو تُرابٍ حَیْدرهُ بنُ الحُسَیْن بنِ أَحْمدَ بنِ علیِّ الأسامیُّون مُحدِّثونَ ذَکَرَهم ابنُ العَدِیمِ .

و اسمه لُغَهٌ فی وَسْمه کما سَیَأْتی.

بانَتْ سُعادُ فأَمْسَی حَبْلُها انْجَدَمَا

و احْتَلَّت الشَّرْعَ فالخیتین من إضَما (1)

و ذو إضَمٍ :ماءٌ بین مکهَ و الیَمامهِ عنْدَ السُّمینه یَطَؤُه الحاجُّ .

و قیلَ :جوفٌ هناک به ماءٌ و أَماکِنٌ یقالُ لها الحَناظِل،و له ذِکْرٌ فی سَرَایا رَسُولِ اللَّهِ صلّی اللّه علیه و آله.و سلّم.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أُضْمٌ بضمٍ فسکونٍ :مَوْضِعٌ فی قَوْلِ عَنْتَرَهَ :

عجلت بَنُو شَیْبان مُدَّتهم

و البقع أَسْتاها بَنُو الأمِ

کنّا إذا خَرّ المطِیُّ بنا

و بدا لنا أَحْواضُ ذی أُضْمِ

نعطی فنطعنُ فی أَنوفهم

نَخْتارُ بین القَتْل و الغُنْمِ (2)

و الأُطَامُ ، کغُرابِ و کِتابٍ :حُصْرَهُ البَوْلِ و البَعَرِ من داءٍ ،و اقْتَصَرَ الجوْهَرِیُّ علی الضمِ .

و قد أَطِمَ الرَّجُلُ و البَعیرُ،کفَرِحَ و عُنِیَ أَطْماً ،بالفتحِ ، و أُطِمَ علیه أطماً ، و ائْتُطِمَ مَبْنیَّیْن للمَفْعولِ .

و فی الصِّحاحِ :قالَ أَبو زَیْدٍ:بعیرٌ مَأْطُومٌ و قد أُطِمَ و ذلِکَ إذا لم یَبُل من داءٍ یکونُ به،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی:

تَمْشِی من التَّحْفِیلِ مَشْیَ المُؤْتَطِمْ (1)

قالَ :و قالَ عبدُ الواحِدِ اللُّغَویُّ : التَّأَطُّمُ امْتِناعُ النَّجْوِ.

و تَأَطَّمَ علیه مِثْلُ تَأَجَّمَ و هو إذا غَضِبَ ،عن الأصْمَعِیِّ .

و فی الأساس:تَطَاوَلَ علیه فی الغَضْبِ ،و هو مجازٌ، قالَ : و تَأَطَّمَ السَّیْلُ :ارْتَفَعَتْ أَمْواجُه ،و هو مجازٌ.

و فی الصِّحاحِ :ارْتَفَعَتْ فی وَجْهِه کالأمْواجِ فَتَکسَّرَ بعضُها علی بعضٍ ،قالَ رُؤْبَه:

إذا ارْتَمَی فی وَأْدِه تَأَطُّمُه (2)

وَأْدُه:صَوْتُه.

و تَأَطَّمَ اللَّیلُ :اشْتَدَّتْ ظُلْمَتُه.

و تَأَطَّمَ السِّنَّوْرُ:خَرَّفِی نَوْمِه ،و هو صَوْتٌ یَخْرُجُ من صَدْرِهِ ،و کَذلِکَ تَحَدَّمَ ،قالُ الفرَّاءُ.

و تَأَطَّمَ فلانٌ إذا سَکَتَ علی ما فی نَفْسِهِ .و قَالَ أَبو عَمْرو: أَطَمَ بیَدِهِ یَأْطِمُ :عَضَّ ،کأَزَمَ یَأْزِمُ ،قالَهُ ،خَلیفَهُ و أَطَّمَ بسَلْحِه رَمَی به.

و أَطَمَّ البِئْرَ أَطَماً : ضَیَّقَ فَاهَا فالَهُ ابنُ بُزُرْج.

و أَطَمَ علی البَیْتِ أَطْماً : أَرْخَی سُتورَه ،عنه أَیْضاً.

و آطَمَ بابَه:أَغْلَفَه کأَزَمَه.

و تأْطیمُ الهَوْدَجِ :سَتْرُه بثیابٍ ،عن أَبی زَیْدٍ،و أَنْشَدَ:

تدخل جَوْزَ الهَوْدَجِ المُؤَطَّمِ (3)

و قد أَطَّمَه تَأْطِیماً .

و آطامُ ،بالمدَّ،ه یالیَمامهِ ،قالَ أَوْسُ :

بَثَّ الجُنودَ لهم فی الأَرضِ یَقْتُلُهم

ما بین بُصْری إلی آطامِ نَجْرانا (4)

و أُطُمُ الأَضْبَطِ بنِ قُرَیْعِ بنِ عَوْفِ بنِ کَعْبِ بنِ سعْدِ بنِ زَیْدِ مَنَاه بنِ تمِیمٍ ،بالضم، حِصْنٌ بالیَمَنِ ،و کان قد أَغارَ علی أَهْلِ صَنْعاءَ و بَنَی بها أَطُماً ،فقالَ :

و بَنَیْتُ أُطْماً فی دِیارِهم

لُأثَبِّت التَّقْهِیرَ بالغَضْبِ (5)

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الأطَمَهُ مِثْلُ الأکَمَهِ :الحِصْنُ و الجَمْعُ آطامٌ .

و أَطَمْتُ أُطوماً :أَی سَکَتُّ .

و قالَ أَبو عَمْرو:و المُؤَطَّمُ :المَکْسوُّ (6)بالتُّرابِ و أَنْشَدَ لعیاضِ بن دُرَّهَ :

إذا سَمِعتْ أَصْوات لأمٍ من المَلا

بَکَتْ جَزَعاً من تحت قَبْرٍ مُؤَطَّمِ (7)

و الأطُومُ :الزَّرافَهُ ،عن ابنِ الأثیرِ.

و کأَمیرٍ:شَحْمٌ و لَحْم یُطْبَخُ فی قِدْرٍ سُدَّ فَمَها.

و تَأَطَّمَتِ النارُ:ارْتَفَعَ لَهَبُها،و هو مجازٌ.

و یقالُ :هو ما ارْتَفَعَ عن القُفِّ مُلَمْلَمٌ مُصَعَّدٌ فی السماءِ کثیرَ الحِجارَهِ ، ج أَکَمٌ ،محرَّکهً کثَمَرهٍ و ثَمَرٍ، و أُکُمٌ بضمَّتَیْن کخَشَبَهٍ و خُشُبٍ ،و إکَامٌ بالکسْرِ کَرَحَبهٍ و رِحابٍ .

و جَمْعُ الأَکَمِ محرّکهً : آکم کأَجْبُلٍ ،و إکَامٌ مِثْل جِبالٍ ،و آکَامٌ مِثْل أَجْبالٍ .

و یقالُ : الأُکُم ،بضمَّتَیْنِ ،جَمْعُ إکَامٍ ککِتابٍ و کُتُبٍ ، و آکَامُ جَمْعُ الأُکُم کعُنُقٍ و أَعْناقٍ .و تُجْمَعُ الأکَمَهُ أَیْضاً علی أَکَماتٍ و علی آکُمٍ کأَفْلُسٍ ،و هذه عن ابنِ جنیِّ .

و فی شرْحِ ابنِ هِشَام علی قَصِیدَهِ کَعْب أَنَّ الأَکَمَهَ جَمْعُها أَکَمٌ محرّکهً ،و جَمْعُ الأَکَمِ إکَامٌ کجِبالٍ ،و جَمْعُ الإکَامِ أُکُمٌ ککِتابٍ و کُتُبٍ ،و جَمْعُ الأکُمِ بضمَّتَیْن آکَامٌ کعُنُقٍ و أَعْناقٍ ،قالَ :و لا نَظِیْر له إلاَّ ثَمَرَه محرّکهً جَمْعُها ثَمَرٌ بغیرِ هاءٍ،و جَمْعُ الثّمَرِ ثِمارٌ بالکسْرِ،و جَمْعُه ثُمُرٌ بضمَّتَیْن، و جَمْعُه أَثْمارٌ،و جَمْعُه أَثامِیرُ.

و ظاهِرُ کَلامِ المصنِّفِ أَنَّ الجُموعَ کُلّها الأَکَمَه و فیه نَظَرٌ.

و أَکَمهُ : هَضْبهٌ من هِضابِ أَجَأَ عنْدَ ذی الجُلَیْلِ ،قالَهُ نَصْرٌ.

و أَیْضاً: ع قُرْبَ الحاجِرِ بمِیْلَیْن کان عنْدَه البَرِیدُ السَّادِسُ و الثَّلاثُون لحاجِّ بَغْدادَ، یقالُ له أَکَمَهُ العِشْرِقِ .

و اسْتَأْکَمَ المَوْضِعُ :صَارَ أَکَماً ،قالَ أَبو نخیلَهَ :

بین النَّقَا و الأَکَم المُسْتَأْکِمِ

و المَأْکَمُ و المَأْکَمَهُ ،و تُکْسَرُ کافُهُما ،نَقَلَ اللُّغَتَیْن ابنُ الأَثیرِ، لَحْمَهٌ علی رأْسِ الوَرِکِ .

و الذی فی الصِّحاحِ : المَأْکِمَهُ العَجِیْزَهُ ،و ضَبَطَه بکَسْرِ الکَافِ .

و ذَکَرَه الفارَابیُّ فی دِیوانِ الأَدَبِ فی مفْعَلَه بفتحِ العَیْن، و هُما اثْنَتانِ أَی مَأْکمتَان ، أَو هُما بَخَصَتان مُشْرِفَتان علی الحَرْقَفَتَیْنِ ،و هُما رُؤُوسُ أَعالی الوَرِکَیْنِ عن یمینٍ و شمالٍ ، و قیلَ :هُما لَحْمتانِ وَصَلَتا ما بینَ العَجُزِ و المَتْنَیْنِ .

و فی النِّهایهِ :بین العجب و المَتْنَیْنِ ،أَو هُما لَحْمتانِ فی أَصْلِ الوَرِکَیْن،شاهِدُ المُفْردِ قَوْلُ الشاعِرِ:

أَرَغْت به فَرْجاً أَضاعَتْه فی الوَغَی

فَخَلَّی القُصَیْری بین خَصْر و مَأْکَم (1)

و حَکَی اللَّحْیانیُّ :إنَّه لعَظیمُ المَآکِمِ کأَنَّهم جَعَلوا کلّ جزْءٍ منها مَأْکَماً .

و شاهِدُ التَّثْنِیَه

16- حَدِیْث أَبی هُرَیْرَهَ : «إذا صَلَّی أَحدُکُم فلا یَجْعل یَدَه علی مَأْکَمَتَیْه ». و جَمْعُه مآکِمُ ،هکذا فی النُّسخِ و کأَنَّه ذهل عن اصْطِلاحِه فإنَّه لم یشر له بالجیمِ علی عادَتِهِ ،قالَ الشاعِرُ:

إذا ضَرَبَتْها الرِّیح فی المِرْطِ أَشْرَقَتْ

مَآکِمُها و الزُّلُ فی الرِّیحِ تُفْضَحُ (2)

و المُؤاکَمَهُ و المُؤَکِّمَهُ ،کمُحَدِّثَهٍ ،هی المرْأَهُ العظیمهُ المَأْکَمَتَیْنِ .

و أُکِمَتِ الأَرْضُ ،کعُنِیَ ،أُکِلَ جمیعُ ما فیها ،کما فی المُحْکَمِ و العُبَابِ .

و أُکَامٌ ، کغُرابٍ :جَبَلٌ بثُغورِ المصیصَهِ و اللّکَامُ ،مُتَّصِلٌ به.

قالَ یاقوتُ :و لا أَدْرِی أَرادَ جَبَلَ اللُّکامِ أَو غیرهِ ،و لا شَکَّ فی أَنَّهما جَبَلٌ واحِدٌ إلاَّ أَنَّ الجِبالَ فی مَوْضِعٍ قد تُسَمَّی باسمٍ ،و تُسَمَّی فی مَوْضِعٍ آخَر باسمٍ آخَر و إنْ کانَ الجَمِیعُ جَبَلاً واحِداً.

و التَّأکِیمُ :غِلَظُ الکَفَلِ ،کما فی العُبَابِ .

و اسْتَأْکَمَ الرجُلُ مَجْلِسَه ،أَی اسْتَوْطَأهُ .

و المَأْکومُ ،یُهْمَزُ و لا یُهْمَزُ، الکَمِدُ غَمًّا ،کما فی العُبَابِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

إکَامٌ ،بالکَسْرِ،مَوْضِعٌ بالشأمِ ،قالَ امْرؤُ القیسِ یَصِفُ سَحاباً:

قَعَدْت له و صُحْبَتی بین حامِرٍ

و بین إکَام بعْدَما مُتَأَمّل (3)

ص:24

و أُکْمانُ ،کعُثْمان:مِن میاهِ نَجْدٍ،عن نَصْر.

و أُکْمَهُ ،بضمٍ فسکونٍ :قرْیَهٌ بالیَمامَه بها مَنْبرٌ و سُوقٌ لجعْدَهَ و قُشَیْرُ تَنْزِلُ أَعْلاها.

و قالَ السکونیُّ :هی مِن قُرَی فلج بالیَمامَه لبَنِی جَعْدَهَ کثیرَهُ النَّخْلِ ،و فیها یقولُ الهزانیّ (1):

سَلوا الفَلَجَ العادِیّ عَنَّا و عنکمُ

و أُکْمهَ إذ سَالَتْ مَدامِعُها دَما (2)

و قالَ مصعبُ بنُ الطُّفَیْل القُشَیْریُّ :

قَواف کالجهَام مُشَرَّدَات

تُطَالِع أَهْل أَکْمه مِن بَعِید (3)

کذا فی المعْجمِ لیاقوت.

و عمارَهُ بنُ أُکَیْمَهَ اللّیْثیُّ ،کجُهَیْنَهَ تابِعِیُّ عن أَبی هُرَیْرَهَ ، و عنه الزّهْریُّ .

و عبدُ اللَّهِ بنُ أُکَیْمَهَ ذَکَرَه فی شُرُوحِ مُسْلم.

و مِن المجازِ:لا تَبُلْ علی أَکَمَه ،أَی لا تُفْشِ سِرَّ أَمْرِک.

و رَوَی ابنُ هانیءٍ عن زَیْدِ بنِ کَثْوه أَنَّه قالَ :مِن أَمْثالِهم:

حَبَسْتُمونی و وَرَاء الأَکَمَهِ ما وَرَاءها،یقالُ ذلِکَ عنْدَ الهُزْء بکلِّ مَنْ أَخْبَرَ عن نفْسِه ساقِطاً ما لا یُریدُ إظْهارَه.

و ممَّا یُسَبُّ به:یا بنَ أَحْمَر المَأْکَمَهِ ،یُرادُ به حُمْره ما تَحْتها مِن السَّفله،کقَوْلِهم:یا بنَ حَمْراء العِجَانِ .

و أَکِیمٌ ،کأَمِیرٍ:جَبَلٌ فی شِعْرِ طرفَهَ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الألُومُ بنُ الصَّدَفِ :مِن الأَقْیالِ .

و

16- فی الحَدِیْث: «لو لا أَنَّ الکِلابَ أُمَّهٌ مِن الأُمَمِ لَأمَرْت بقَتْلِها». و

16- فی رِوایَهٍ : «لو لاَ أَنَّها أُمَّهٌ تُسَبِّحُ لَأَمَرْت بقَتْلِها».

کالأُمِ فیهما ،أَی فی معْنَی الجیْلِ و الجِنْسِ .

و الْأُمَّهُ : مَن هو علی دِینِ الحَقِّ مُخالِفٌ لسائِرِ الأَدْیانِ ، و به فسِّرَت الآیهُ إِنَّ إِبْراهِیمَ کانَ أُمَّهً .

و الأُمَّهُ : الحینُ ،و منه قَوْلُه تعالَی: وَ ادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّهٍ (1)،و قَوْلُه تعالَی: وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی 2أُمَّهٍ .

و الأُمَّهُ : القامَهُ ،قالَ الأَعْشَی:

و إنَّ مُعاوِیهَ الأَکْرَمِی نَ بیضُ الوُجوهِ طِوالُ الْأُمَمْ (2)

أَی طِوالُ القاماتِ .

و یقالُ :إنَّه لحسَنُ الْأُمَّهِ ،أَی الشَّطاطِ .

و الأُمَّهُ : الوَجْهُ .

و الأُمَّهُ : النَّشاطُ .

و الأُمَّهُ : الطَّاعَهُ .

و الأُمَّهُ : العالِمُ .

و الأُمَّهُ من الوَجْهِ و الطَّریقِ :مُعْظَمُه و مَعْلم الحُسْن منه.

و قالَ أَبو زَیْدٍ:إنَّه لحَسَن أُمَّه الوَجْه یَعْنُون سُنَّته و صُورَته،و إنَّه لَقَبِیحُ أُمَّهِ الوَجْه.

و الأُمَّهُ من الرَّجُلِ :قَوْمُه و جماعَتُه.

قالَ الْأَخْفَش (3):هو فی اللفْظِ واحِدٌ و فی المعْنَی جَمْع.

و الأُمَّهُ للّه تعالَی:خَلْقُهُ ،یقالُ :ما رأَیْت مِن أُمَّهِ اللَّهِ أَحْسَنَ منه.

و الأُمُّ ،و قد تُکسَرُ عن سِیْبَوَیْه: الوالِدَهُ ،و أَنْشَدَ سِیْبَوَیْه:

إضْرِب الساقَیْنِ إمّک هابِلُ

هکذا أَنْشَدَه بالکسْرِ و هی لُغَهٌ .

و الأُمُّ : امرأَهُ الرَّجُلِ المُسِنَّهُ ،نَقَلَه الأزْهَرِیُّ عن ابنِ الأعْرَابیِّ .

و الأُمُّ : المَسْکَنُ ،و منه قَوْلُه تعالَی: فَأُمُّهُ هاوِیَهٌ ،أَی مَسْکَنُه النَّارُ،و قیلَ : أُمُّ رأْسِه هاوِیَهٌ فیها أَی ساقِطَهٌ .

و الأُمُّ : خادِمُ القَوْمِ یَلِی طَعامَهم و خِدْمَتَهم،رَوَاه الرَّبیعُ عن الشافِعِیّ و أَنْشَدَ الشَّنْفَرَی:

و أُمِّ عِیالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ

إذا أَحْتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ و أَقَلَّتِ (4)

*قلْتُ :و قَرَأْت هذا البَیْت فی المُفَضَّلِیَّات مِن شِعْرِ الشَّنْفَرَی و فیه ما نَصّه و یُرْوَی:

إذا أَطْعَمَتْهُم أَرْتَحَتْ و أَقَلَّتِ

و أَرادَ بأُمِّ عِیالٍ تأَبَّطَ شَرَّا،لأنَّهم حینَ غَزَوْا جَعَلوا زادَهُم إلیه،فکانَ یُقتِّرُ علیهم مَخافَهَ أَنْ تَطُولَ الغَزَاهُ بهم فیَمُوتُوا جُوعاً.

و یقالُ للأُمِّ : الأُمَّهُ ،و أَنْشَدَ ابنُ کیْسانَ :

تَقَبَّلْتها عن أُمَّهٍ لَکَ طالَمَا

تُنُوزِعَ فی الأَسْواقِ منها خِمارُها (5)

یُریدُ:عن أُمٍّ لَکَ قالَ : و منهم مَنْ یقولُ الأُمَّهَهُ فأَلْحَقَها هاءَ التَّأْنِیْث،قالَ قصیُّ بنُ کِلابٍ :

عند تَنادِیهمْ بِهالٍ وَهَیِی

أُمَّهَتی خِنْدِفُ و الیاسُ أَبی (6)

ج أُمَّاتٌ ،ذَکَرَ ابنُ دَرَسْتَوَیْه و غیرُه أَنَّها لُغَهٌ ضَعِیفَهٌ ، و إنَّما الفَصِیحُ : أُمَّهاتٌ .

و قالَ المبرِّدُ:الهاءُ من حُرُوفِ الزِّیادَهِ ،و هی مَزِیدَهٌ فی الأُمَّهات ،و الأَصْل الأُمُّ و هو القَصْد.

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا هو الصَّوابُ لأنَّ الهاءَ مَزِیدَهٌ فی

ص:27

الأُمَّهات ، أَو هذه لمَنْ یَعْقلُ ،و أُمَّاتٌ لمَنْ لا یَعْقلُ ،قالَ ابنُ بَرِّی:هذا هو الأَصْلُ ،و أَنْشَدَ الأَزْهرِیُّ :

لقد آلَیْتُ أَعْذِرُ فی خداعِ

و إن مُنِّیتُ أُمَّاتِ الرِّباعِ (1)

قالَ ابنُ بَرِّی:و رُبَّما جَاءَ بعکْسِ ذلِکَ کما قالَ السفَّاحُ الیَرْبوعیُّ فی الأُمَّهاتِ لغیرِ الآدَمِیِّین:

قَوَّالُ مَعْروفٍ و فَعَّالُه

عَقَّار مَثْنی أُمَّهات الرِّباعْ (2)

و قالَ آخَرُ یَصِفُ الإِبِلَ :

و هام تَزِلُّ الشمسُ عن أُمَّهاتِه

صِلاب و أَلْحٍ فی المَثانی تُقَعْقِعُ (3)

و قالَ جَریرُ فی الأُمّات للآدَمِیِّین:

لقد وَلَدَ الأُخَیْطِلَ أُمُّ سَوْءٍ

مُقَلَّده من الأُمَّاتِ عارا (4)

*قلْتُ :و أَنْشَدَ أَبو حَنِیفَهَ فی کتابِ النَّباتِ لبعضِ مُلُوکِ الیَمَنِ :

و أُمَّاتُنا أَکْرِمْ بهِنَّ عَجائِزاً

وَرثْنَ العُلاَ عن کابِرٍ بعدَ کابِرِ (5)

و أُمُّ کلِّ شیءٍ:أَصْلُهُ و عِمادُهُ .

و الأُمُّ للقَوْمِ :رَئیسُهم لأنَّه یَنْضَمُّ إلیه الناسُ ،عن ابنِ دُرَیْد،و أَنْشَدَ للشَّنْفَرَی:

و أُمِّ عِیالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهُمْ

و الأُمُّ من القرآنِ :الفاتِحَهُ لأنَّه یُبْدَأُ بها فی کُلِّ صلاهٍ ، و یقالُ لها: أُمُّ الکِتابِ أَیْضاً أَو أُمُّ القرآنِ : کُلُّ آیهٍ مُحْکَمَهٍ من آیاتِ الشَّرائِعِ و الأَحْکامِ و الفَرائِضِ ،کذا فی التَّهْذِیبِ . و الأُمُّ للنُّجومِ :المَجَرَّهُ لأَنَّها مُجْتَمَعُ النُّجومِ ،یقالُ :ما أَشْبَه مَجْلِسَک بأُمِّ النُّجومِ لِکثْرَهِ کَوَاکِبها،و هو مجازٌ،قالَ تأَبَّطَ شَرَّا:

یری الوَحْشَه الأُنْسَ الأنیسَ و یهتدی

بحیثُ اهْتَدَتْ أَمّ النجومِ الشوابکِ (6)

و الأُمُّ للرأْسِ :الدِّماغُ ،أَو هی الجِلدَهُ الرَّقیقَهُ التی علیها ،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

و قالَ غیرُه: أُمُّ الرأْسِ :الخَریطَهُ التی فیها الدِّماغُ ،و أُمُّ الدِّماغِ الجِلْدَهُ التی تَجْمَعُ الدِّماغَ .

و الأُمُّ للرُّمْحِ :اللِّواءُ و ما لُفَّ علیه من خِرْقَهٍ ،قالَ الشاعِرُ:

و سَلَبْنا الرُّمْح فیه أُمُّه

من یَدِ العاصِی و ما طَالَ الطِّوَلْ (7)

و الأُمُّ للتَّنائِفِ :المفازَهُ (8)البَعیدَهُ .

و الأُمُّ للبَیْضِ :النَّعامَهُ ،قالَ أَبو دُوَادِ:

و أَتَانَا یَسْعَی تَفَرُّشَ أُمِّ ال

بیضِ شَدّاً و قد تَعالی النَّهارُ (9)

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ: و کُلُّ شیءٍ انضَمَّتْ إلیه أَشْیاءُ مِن سائِرِ ما یَلِیهِ فإنَّ العَرَبَ تُسَمِّی ذلِکَ الشیءَ أُمّاً .

و أُمُّ القُرَی:مکَّهُ ،زِیْدَتْ شَرَفاً، لأنَّها تَوسَّطَتِ الأرْضَ فیمَا زَعَموا ،قالَهُ ابنُ دُرَیْدٍ. أَو لأنَّها قِبْلَهُ جَمِیع النَّاسِ یَؤُمُّونَها ،أَی یَقْصدُونَها، أَو لأَنَّها أَعْظَمُ القُرَی شَأْناً.

و قالَ نَفْطَوَیْهِ :سُمِّیَت بذلِکَ لأنَّها أَصْلُ الأرْضِ منها دُحِیَتْ ،و فسِّرَ قَوْلَه تعالَی: حَتّی یَبْعَثَ فِی أُمِّها رَسُولاً (10)علی وَجْهَیْن.

أَحَدُهما:أَنَّه أَرادَ أَعْظَمها و أَکْثَرها أَهْلاً.

و الآخَرُ:أَرادَ مکَّهَ .

ص:28

و قیلَ :سُمِّیَت لأَنَّها أَقْدَم القُرَی التی فی جَزیرَهِ العَرَبِ و أَعْظَمها خَطَراً،فجُعِلَتْ لها أُمّاً لاجْتِماعِ أَهْل تلکَ القُرَی کُلّ سَنَه و انْکِفائِهم إلیها،و تَعْوِیلِهم علی الاعْتِصام بها لمَا یَرْجُونَه مِن رحْمَهِ اللَّهِ تعالَی،و قالَ الحَیْقُطان:

غَزَاکُم أَبو یَکْسوم فی أُمِّ دارِکُم

و أَنْتم کفَیْضِ الرَّمْلِ أَو هو أَکْثَرُ (1)

یعْنِی:صاحِبَ الفِیْل.

و قیلَ :لأَنَّها وَسَط الدُّنیا فکأنَّ القُرَی مُجْتَمِعَهٌ علیها، و قَوْلَه،عزَّ و جلَّ وَ إِنَّهُ فِی أُمِّ الْکِتابِ لَدَیْنا (2).

قالَ قَتَادَهُ أُمُّ الکِتابِ أَصْلُهُ ،نَقَلَه الزَّجَاجُ . أَو اللَّوْحُ المَحْفوظُ ،أَو سُورَهُ الفاتِحَهِ (3)،کما جاء فی حَدِیْثٍ أَو القرآنُ جمیعُهُ مِن أَوَّلِه إلی آخِرِه،و هذا قَوْلُ ابنِ عَبَّاسٍ .

و وَیْلُمِّهِ تقدَّمَ ذِکْرُه فی«و ی ل».

و قَوْلُهم: لا أُمَّ لَکَ :ذَمٌّ ،و رُبَّما وُضِعَ مَوْضِعَ المَدْحِ ، قالَهُ الجوْهرِیُّ ،و هو قَوْلُ أَبی عُبَیْدٍ،و أَنْشَدَ لکَعْبِ بنِ سعْدٍ یَرْثی أَخَاه:

هَوَتْ أُمُّهُ ما یَبْعَث الصُّبْح غادِیاً

و ما ذا یُؤَدِّی اللیلُ حینَ یَؤوبُ ؟ (4)

قالَ أَبو الهَیْثم:و لیسَ هذا ممَّا ذَهَبَ إلیه أَبو عُبَیْدٍ،و إنَّما معْنَی هذا کقَوْلِهِم:وَیْحَ أُمِّه و وَیْلَ أُمِّه و هَوَتْ و الوَیْلُ لها، و لیسَ للرجُلِ فی هذا مِن المَدْحِ ما ذَهَبَ إلیه،و لیسَ یُشْبِه هذا قَوْلهم لا أُمَّ لَکَ لأنَّ قَوْلَه:لا أُمَّ لَکَ فی مَذْهَب لیسَ لَکَ أُمُّ حُرَّه،و هذا السَّبُّ الصَّریح،و ذلِکَ أَنَّ بَنی الإمَاء عنْدَ العَرَبِ مَذْمُومُون لا یلحَقُونَ ببَنِی الحَرائِر،و لا یقولُ الرَّجُلُ لصاحِبِه:لا أُمَّ لَکَ إلاَّ فی غَضَبِه علیه مُقَصِّراً به شاتِماً له،و قیلَ :معْنَی قَوْلِهم:لا أُمَّ لَکَ ،یقولُ إنَّک لَقِیطٌ لا یُعْرَف لَکَ أُمٌّ .

و قالَ ابنُ بَرِّی فی تفْسِیرِ بیتِ کَعْبِ بنِ سعْدٍ:إنَّ قَوْلَه:

هَوَتْ أُمُّه ،یُسْتَعْملُ علی جهَهِ التَّعَجُّب کقَوْلِهم:قاتَلَهُ اللّهُ ما أَسْمَعه،معْناه:أَیُّ شیءٍ یَبْعَثُ الصُّبْح مِن هذا الرجُلِ ؟ أَی إذا أَیْقَظه الصُّبْح تصرَّفَ فی فِعَل ما یُریدُ.و غادِیاً:

مَنْصوبٌ علی الحالِ ،و یُؤُوبُ :یَرْجِعُ ،یُریدُ أَنَّ إقْبالَ اللیلِ سَبَبُ رجُوعِهِ إلی بَیْتِه کما أَنَّ إقْبالَ النَّهارِ سَبَبٌ لتصرُّفِهِ .

و أَمَّتْ أُمومَهً :صارَتْ أُمًّا .

و تَأَمَّمَها و اسْتَأمَّها :أَی اتَّخَذَها أُمًّا لنفْسِهِ ،قالَ الکُمَیْت:

و مِن عَجَبِ بَجِیلَ لَعَمْرُو أُمٍّ

غَذَتْکِ و غیرَها نَتَأَمَّمِینا (5)

أَی:مِن عَجَبٍ انْتِفاؤُکم عن أُمِّکم التی أَرْضَعَتْکُم و اتِّخَاذِکُم أُمًّا غیرَها.

و ما کُنْتِ أُمًّا فأَمِمْتِ ،بالکسْرِ، أُمومَهً ،نَقَلَه الجوْهرِیُّ و أَمَّهُ أَمًّا فهو أَمِیمٌ و مأمومٌ .أَصابَ أُمَّ رأْسِه ،و قد یُسْتعارُ ذلِکَ لغیرِ الرَّأْسِ ،قالَ الشَّاعِرُ:

قَلْبِی منَ الزَّفَرَاتِ صَدَّعَهُ الهَوَی

وَحَشایَ من حَرِّ الغِرَاقِ أَمِیمُ (6)

و شَجَّهٌ آمَّهٌ و مأْمومهٌ :بَلَغَتْ أُمَّ الرَّأْسِ ،و هی الجِلْدَهُ التی تَجْمَعُ الدِّماغَ .

و فی الصِّحاحِ : الآمَّهُ هی التی تَبْلُغُ أُمَّ الدِّماغِ حتی یَبْقَی بَیْنها و بینَ الدِّماغِ جِلْدٌ رقیقٌ ،و منه الحَدِیثُ فی الآمَّهِ ثُلُثُ الدِّیَهِ .

و قالَ ابنُ بَرِّی فی قَوْلِه فی الشَّجَّه مَأْمُومَه :کذا قالَ أَبو العَبَّاسِ المبرِّدِ:بعضُ العَرَبِ یقولُ فی الآمَّهِ مَأْمُومَه ، قالَ :قالَ علیُّ بنُ حَمْزه،و هذا غَلَطٌ إنَّما الآمَّهُ الشَّجَّهُ ، و المَأْمُومَهُ : أُُمُّ الدِّماغِ المَشْجُوجَهُ ،و أَنْشَدَ:

یَدَعْنَ أُمَّ رَأْسِه مَأْمُومَهْ

و أُذْنَهُ مَجْدُوعَهً مَصْلُومَهْ (7)

و الأُمَیْمَهُ ،کجُهَیْنَهَ :الحجارَهُ تُشْدَخُ بها الرُّؤُوسُ ،کذا فی المُحْکَمِ .

ص:29

و فی الصِّحاحِ : الأَمِیمُ حَجَرٌ یُشْدَخُ به الرأْسُ ،و قالَ الشاعِرُ:

و یَوْمَ جلَّیْنا عن الأَهاتِم

بالمُنْجَنِیقاتِ و بالأَمائِمِ (1)

و مِثْلُه قَوْلُ الآخِرِ:

مُفَلَّقَه هامَاتُها بالأَمَائِم

و قد ضَبَطَه کأمیرٍ،و مِثْلُه فی و العُبَابِ .

و الأُمَیْمَهُ تَصْغیرُ الأمِّ ،کذا فی الصِّحاحِ .

و قالَ اللَّیْثُ :تفْسِیرُ الأُمِّ فی کلِّ مَعانِیها أُمَّه لأنَّ تَأْسِیسَه مِن حَرْفین صَحِیْحَیْنِ و الهاء فیها أَصْلِیَّه،و لکنَّ العَرَبَ حَذَفَتْ تلکَ الهاءَ إذ أَمِنُوا اللّبْس.

و یقولُ بعضُهم فی تَصْغیرِ أُمٍّ أُمَیْمه ،و الصَّوابُ أُمَیْهه ، تُردُّ إلی أَصْلِ تأْسِیسِها،و مَن قالَ : أُمَیْمَه صَغَّرها علی لَفْظِها.

و الْأُمَیْمَهُ : مِطْرَقَهُ الحَدَّادِ ،ضَبَطَه الصَّاغانیُّ کسَفِینَهٍ .

و اثْنَتَا عَشرَهَ صَحابِیَّهً و هنَّ : أُمَیْمهُ أُخْت النُّعمان بنِ بَشِیر،و بنْتُ الحَارِثِ ،و بنْتُ أَبی حثمَهَ ،و بنْتُ خَلَفٍ الخزَاعِیَّهُ ،و بنْتُ أَبی الخیارِ،و بنْتُ ربیعَهَ بنِ الحَارِثِ بنِ عبدِ المطَّلِب،و بنْتُ عبدِ بن بجادٍ التّیْمِیَّه أُمُّها رقیقَهُ أُخْتُ خَدِیْجَه،و بنْتُ سُفْیان بنِ وهبٍ الکِتانیَّهُ ،و بنْتُ شَرَاحِیل، و بنْتُ عَمْرو بنِ سَهْلٍ الأنْصارِیَّه،و بنْتُ قیسِ بنِ عبدِ اللَّهِ الأسَدِیَّهُ ،و بنْتُ النُّعْمان بنِ الحارِثِ ،رَضِیَ اللَّهُ عنهنَّ .

و فاتَهُ ذِکْر أُمَیْمَه بنْت أَبی الهَیْثمِ بنِ التَّیَّهانِ مِن المُبایِعَات،و أُمَیْمَهُ بنْتُ النَّجَّارِ الأَنْصارِیَّهُ ،و أُمّ أَبی هُرَیْرَه اسْمُها أُمَیْمَهُ ،و قیلَ :مَیْمونَهُ .

و أَبو أُمَیْمَهَ الجُشَمِیُّ أَو الجَعْدِیُّ صَحابیُّ ،رَوَی عنه عبیدُ اللَّهِ بنُ زِیادٍ،و قیلَ :اسْمُه أَبو أُمَیَّهَ ،و قیلَ غیرُ ذلِکَ .

و المَأْمومُ :جَمَلٌ ذَهَبَ من ظَهْرِه وَبَرُه من ضَرْبٍ أَو دَبَرٍ ،قالَ الراجزُ:

و لیسَ بذِی عَرْکٍ و لا ذی ضَبِّ

و لا بِخَوَّارٍ و لا أَزَبِّ

و لا بمأْمُومٍ و لا أَجَبِّ (2)

و یقالُ : المَأْمُومُ هو البَعیرُ العَمِدُ المُتَأَکِّلُ السَّنامِ .

و مَأْمُومٌ : رجُلٌ من طَیِّیءٍ.

و الأُمِّیُّ و الأُمَّانُ ،بضمهما، من لا یَکتُبُ أَو مَن علی خِلْقَهِ الأُمَّهِ لم یَتَعَلَّمِ الکِتابَ و هو باقٍ علی جِبِلَّتِه.

و

16- فی الحَدِیْث: إنَّا أُمَّهٌ أُمِّیَّهٌ لا نَکْتُبُ و لا نَحْسُب. أَرادَ أَنَّه علی أَصْل ولادَهِ أُمِّهم لم یَتَعَلَّموا الکِتابَهَ و الحِسَابَ ، فهُمْ علی جِبِلَّتِهم الأُوْلَی.

و قیلَ لسَیِّدِنا مُحَمدٍ،صلَّی اللَّهُ علیه و سلَّم: الأُمِّیُّ لأنَّ أُمَّهَ العَرَبِ لم تکنْ تَکْتُب و لا تَقْرَأْ المَکْتُوبَ ،و بَعَثَه اللَّهُ رَسُولاً و هو لا یَکْتُبُ و لا یَقْرَأُ مِن کِتابٍ ،و کانت هذه الخَلَّه إحْدَی آیاتِهِ المُعْجِزه لأنَّه،صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم،تَلاَ علیهم کِتابَ اللَّهِ مَنْظوماً،تارَهً بعْدَ أُخْری بالنَّظْمِ الذی أُنْزِلَ علیه فلم یُغَیِّره و لم یُبَدِّل أَلفاظَه،ففی ذلِکَ أَنْزل اللَّهُ تعالَی: وَ ما کُنْتَ تَتْلُوا مِنْ قَبْلِهِ مِنْ کِتابٍ وَ لا تَخُطُّهُ بِیَمِینِکَ إِذاً لاَرْتابَ الْمُبْطِلُونَ (3).

و

14- قالَ الحافِظُ ابن حجر فی تخْرِیجِ أَحادِیْث الرَّافِعیّ : إنَّ ممَّا حُرِّم عَلَیه،صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم،الخَطّ و الشِّعْر. و إنَّما یَتَّجه التّحْرِیم إن قُلْنا إنَّه کانَ یُحْسنِهما،و الأصحُّ أنه کانَ لا یُحْسِنهما،و لکن یمیِّزُ بین جَیِّد الشِّعْرِ و رَدِیئِه.و ادَّعَی بعضُهم أَنَّه صَارَ یَعْلَم الکِتابَهَ بعْدَ أَنْ کان لا یَعْلَمُها لقَوْلِه تعالَی: مِنْ قَبْلِهِ ،و فی الآیَهِ ،فإنَّ عَدَمَ مَعْرفَتهِ بسببِ الإِعْجازِ،فلمَّا اشْتَهَرَ الإِسْلامُ و أَمن الارْتیاب عَرَفَ حینَئذٍ الکِتابَهُ .

و

14- قد رَوَی ابنُ أَبی شِیْبَهَ و غیرُه: ما مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ ،صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم حتی کَتَبَ و قَرَأَ.

و ذَکَره مُجالِدُ للشَّعْبی فقالَ :لیسَ فی الآیهِ ما ینَافِیهِ .

قالَ ابنُ دحیه:و إلیه ذَهَبَ أَبو ذَرٍّ و أَبو الفَتْح النَّیْسابُورِی و البَاجی و صَنَّفَ فیه کِتاباً،و وَافَقَه علیه بعضُ عُلماءِ إفْریقیه و صِقِلْیَه و قالوا:إنَّ مَعْرفَهَ الکِتابَهِ بعد أُمِّیّتِه لأنَّنا فِی المُعْجِزَهَ بلْ هی مُعْجِزَهٌ أُخْرَی بعْدَ مَعْرِفهِ أُمِّیّتِه و تحقّقِ مُعْجزتِهِ و علیه

ص:30

تَتَنزّل الآیَهُ السابِقَهُ و الحَدِیْث،فإنَّ مَعْرفَتَه من غیرِ تقدّم تَعْلِیم مُعْجزَهٌ .

و صَنَّفَ أَبو محمدٍ بنُ مفرز کِتاباً رَدَّ فیه علی البَاجِی و بیَّنَ فیه خَطَأَه.

و قالَ بعضُهم:یُحْتَملُ أَنْ یُرادَ أَنَّه کَتَبَ مع عَدَمِ عِلْمِهِ بالکِتابَهِ و تمْییز الحُرُوف کما یکتُبُ بعضُ المُلُوکِ عَلامَتهم و هم أُمِّیُّون و إلی هذا ذَهَبَ القاضِی أَبو جَعْفرٍ السّمْنانی، و اللَّهُ أَعْلَم.

و الأُمِّیُّ أَیْضاً: الغَبِیُّ ،کذا فی النسخِ ،و صَوابُه:العَیِیُّ الحِلْفُ الجافی القلیلُ الکَلامِ ،قالَ الرَّاجزُ:

و لا أَعُودُ بعدَها کَرِیّا

أُمارسُ الکَهْلَهَ و الصَّبیَّا

و العَزَبَ المُنَفَّه الأُمِّیَّا (1)

قیلَ له أُمِّیٌّ لأنَّه علی ما وَلَدَته أُمُّه علیه مِن قِلَّه الکَلامِ و عُجْمَه اللّسانِ .

و الأَمامُ نَقِیضُ الوَراءِ کقُدَّامَ فی المعْنَی یکونُ اسْماً و ظَرْفاً. تقولُ أَنْتَ أَمامَه أَی قُدَّامه.

قالَ اللَّحْیانیُّ :قالَ الکِسائیُّ أَمَام مُؤَنَّثَه و قد یُذَکَّرُ و هو جائِزٌ.

قالَ سِیْبَوَیْه: و قالوا أَمامَکَ و هی کلمَهُ تَحْذِیرٍ و تَبْصیر.

و أُمامَهُ ، کثُمامَهٍ :ثَلَثُمائَهٍ من الإبِلِ ،قالَ الشَّاعِرُ.

أَ أَبْثُرهُ مالی و یَحْثِرُ رِفْدَه ؟

تَبَیَّنْ رُوَیْداً ما أُمامهُ من هِنْدِ (2)

أَرادَ بأُمامَهَ ما تقدَّمَ ،و أَرادَ بِهنْدٍ هُنَیْدَهَ و هی المائَهُ مِن الإِبِلِ .

قالَ ابنُ سِیْدَه:هکذا فسَّرَه أَبو العَلاء،و رِوایَهُ الحَماسَهِ :

أَ یُوعِدُنی و الرَّمْلُ بینی و بینه ؟

تَبَیَّنْ رُوَیْداً ما أُمامهُ من هِنْدِ

و أُمامَهُ بنْتُ قُشَیرٍ ،هکذا فی النُّسخِ ،و الصَّوابُ :بنْتُ بِشْرٍ،و هی أُخْتُ عبادٍ و زَوْج مَحْمود بن (3)سَلَمَهَ ، و أُمامَهُ بنْتُ الحَارِثِ الهِلالِیَّهُ أُخْت مَیْمونَه،إنَّما هی لبابَهُ صحَّفَها بعضُهم ؟

1,14- و أُمامَهُ بنْتُ العاصِ ،هکذا فی النسخِ ،و صوابُه بنْتُ أَبی العاصِ ،و هی التی کان رَسُولُ اللّه،صلّی اللّه علیه و آله و سلَّم،یحبُّها و یَحْملُها فی الصَّلاهِ ثم تَزَوَّجَها علیٌّ . و أُمامَهُ بنْتُ قُرَیْبَهَ البَیاضِیَّهُ ، صَحابیَّاتٌ ،رَضِیَ اللّه عنهنَّ .

*و فاتَهُ ذِکْرُ أُمامَه بنْتُ حَمْزَه بنِ عبدِ المطَّلِبِ ،و أُمامَه بنْت أَبی الحَکَم الغَفارِیَّه،و أُمامَه بنْت عُثْمان الزّرْقِیَّه، و أُمامَه بنْت عِصامٍ البَیاضِیَّه،و أُمامَه بنْت سماکٍ الأَشهلِیَّه، و أُمامَه أُمّ فرْقَدٍ،و أُمامَه المَزِیدیَّه،و أُمامَه بنْت خدیجٍ ، و أُمامَه بنْت الصَّامِت،و أُمامَه بنْت عبدِ المطَّلِبِ ،و أُمامَه بنْت محرث بن زیْدٍ،فانَّهُنَّ صَحابیَّاتٌ .

و أَبو أُمامَه الأنْصارِیُّ ،قیلَ :اسْمُه إیاسُ بنُ ثَعْلَبَهَ ، و یقالُ عبدُ اللَّهِ بنُ ثَعْلَبَهَ ،و یقالُ :ثَعْلَبَهُ بنُ عبدِ اللَّهِ ،رَوَی عنه عبدُ اللَّهِ بنُ کعْبِ بنِ مالِکٍ .

و أَبو أُمامَهَ أَسْعدُ بنُ سَهْلِ بنِ حُنَیْفٍ الأَنْصارِیُّ رَوَی عن أَبیهِ و عنه الزّهْرِیُّ ،و فی حَدِیْثه ارْسالٌ ، و أَبو أُمامَهَ بنُ سَعْدٍ ،هکذا فی النُّسخِ و هو غَلَطٌ و تَحْریفٌ ،و کأَنَّ العِبارَهَ :

و أَبو أُمامَهَ أَسْعدُ و هو ابنُ زَرَارَه أَوَّلُ مَن قَدِمَ المَدِینَهَ بدِیْن الإسْلامِ (4)، و أَبو أُمامَهَ بنُ ثَعْلَبَهَ الأَنْصارِیُّ ،اسْمُه إیاسُ ، و قیلَ :هو ثَعْلَبَهُ بنُ إیاس،و الأَوَّل أَصَح، و أَبو أُمامَهَ عَدِیُّ بنُ عَجْلانَ الباهِلِیُّ سَکَنَ مِصْرَ ثم حِمْصَ ،رَوَی عنه محمدُ بنُ زِیادٍ الأَلْهانیُّ ، صَحابیُّونَ ،رَضِیَ اللَّهُ عنهم، و إلی ثانِیهم نُسِبَ عبدُ الرحمنِ بنُ عبدِ العَزیزِ الأَنْصارِیّ الأوْسِیّ الضَّریرُ الأُمامِیُّ ،بالضمِ ، لَأنَّه من وَلَدِهِ ،سَمِعَ الزّهرِیّ و عبد اللَّهِ بن بکْرٍ،و عنه القَعْنَبیُّ و سَعیدُ بنُ أَبی مَرْیم،تُوفی سَنَه 606.

و أَمَّا :تُبْدَلُ مِیمُها الأُوْلَی یاءً باسْتِثْقالِها للتَّضْعیفِ کقَوْلِ عُمَرَ بنِ أَبی رَبیعَهَ القُرَشِیّ المَخْزومیّ :

ص:31

و هی حَرْفٌ للشَّرْطِ یُفْتَتَحُ به الکَلامُ و لا بُدَّ مِن الفاءِ فی جَوابِه لأَنَّ فیه تأْوِیلُ الجَزَاءِ کقَوْلِهِ تعالَی: فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ ،وَ أَمَّا الَّذِینَ کَفَرُوا فَیَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللّهُ بِهذا مَثَلاً (1).

و یکونُ للتَّفْصیلِ و هو غالِبُ أَحْوالِها،و منه قَوْلُه تعالَی:

أَمَّا السَّفِینَهُ فَکانَتْ لِمَساکِینَ یَعْمَلُونَ فِی الْبَحْرِ (2)،... وَ أَمَّا الْغُلامُ فَکانَ أَبَواهُ مُؤْمِنَیْنِ (3)،... وَ أَمَّا الْجِدارُ فَکانَ لِغُلامَیْنِ یَتِیمَیْنِ فِی الْمَدِینَهِ وَ کانَ تَحْتَهُ کَنْزٌ لَهُما (4)، الآیات إلی آخِرِها.

و یأْتی للتأْکیدِ،کقَوْلِکَ : أَمَّا زیدٌ فذَاهِبٌ إذا أَرَدْتَ أَنَّه ذاهِبٌ لا مَحَالَهَ و أَنَّه منه عَزِیمَهٌ ، و إمَّا بالکسْرِ،فی الجَزاءِ مُرَکَّبَهٌ من إنْ و ما،و قَد تُفْتَحُ ، و قد تُبْدَلُ مِیْمُها الأُوْلَی یاءً کقَوْلِهِ ،أَی الأحْوَص:

أَرادَ: إمَّا إلی جَنَّهٍ و إمَّا إلی نارٍ،هکذا أَنْشَدَه الکِسائیُّ .

و أَنْشَدَ الجوْهَرِیُّ عَجْز هذا البَیْت و قالَ :و قد یُکْسَرُ.

قالَ ابنُ بَرِّی:و صَوابُه:إیْما بالکَسْرِ لأنَّ الأَصْلَ إمَّا ، فأَمَّا أَیْما فالأصْل فیه أَمَّا ،و ذلک فی مِثْل قَوْلِک: أَمَّا زَیْدٌ فَمنْطَلِقٌ بخِلافِ إمَّا التی فی العَطْفِ فإنّها مکْسُورَه لا غَیْر.

و قد تُحْذَفُ ما کقَوْلِه:

أَی إمَّا من صَیِّفٍ و إمَّا من خَریفٍ وَ تَرِدُ لِمَعانٍ (5)منها:

للشَّکِّ :کجاءَنی إمَّا زیدٌ و إمَّا عَمْرُو،إذا لم یُعْلَمِ الجائی منهما.

و بمعْنَی الإبهامِ :ک إِمّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ (6).

و بمعْنَی التَّخییرِ کقَوْلِهِ تعالَی: إِمّا أَنْ تُعَذِّبَ وَ إِمّا أَنْ تَتَّخِذَ فِیهِمْ حُسْناً (7).

و بمعْنَی الإبَاحَهِ کقَوْلِهِ :

تَعَلَّمْ إمَّا فِقْهاً و إمَّا نَحْواً،و نازَعَ فی هذا جَماعَهٌ مِن النَحَوِیِّین.

و بمعْنَی التَّفْصیلِ ک إِمّا شاکِراً وَ إِمّا کَفُوراً (8).

وَ نَقَلَ الفرَّاءُ عن الکِسائیّ فی بابِ إمَّا و أَمَّا قالَ :إذا کُنْت آمِراً أَو ناهِیاً أَو مُخْبراً فهی أَمَّا مَفْتوحَه،و إذا کُنْت مُشْترطاً أَو شاکاً أَو مُخیَّراً أَو مُخْتاراً فهی إمَّا بالکَسْر،قالَ :و تقولُ مِن ذلِکَ فی الأُوْلَی: أَمَّا اللَّهُ فاعْبِده و أَمَّا الخَمْر فلا تَشْرَبْها، و أَمَّا زَیْد فَخَرَجَ ،و تقولُ مِن النَّوعِ الثانی إذا کُنْت مُشْترطاً:

إمَّا تَشْتُمَنَّ فإنَّه یَحْلُم عنک،و فی الشکِّ :لا أَدْرِی مَنْ قامَ إمَّا زَیْد و إمَّا عَمْرو،و فی التَّخْییر:تَعَلّم إمَّا الفِقْه و إمَّا النَّحْو،و فی المُخْتار:لی دَارٌ بالکُوفَه فأَنَا خارِجٌ إلیها فإمَّا أَنْ أَسْکُنها و إمَّا أَنْ أَبِیْعها.

و أَمَّا قَوْلُه،و التَّفْصیل الخ فقالَ الفرَّاءُ فی قوْلِهِ تعالَی:

إِمّا شاکِراً [وَ إِمّا ] کَفُوراً :إنَّ إمَّا هنا جَزَاءٌ أَی إن شَکَرَ و إن کَفَرَ،قالَ و یکونُ علی ذلِکَ إمَّا التی فی قوْلِه تعالَی: إِمّا یُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّا یَتُوبُ عَلَیْهِمْ ،فکأَنَّه قالَ :خَلَقْناه شَقِیًّا أَو سَعِیداً.

و أَحْکامُ أَمَّا و إمَّا بالفتحِ و الکسْرِ أَوْرَدَها الشیخُ ابنُ هِشامٍ فی المغْنِی و بَسطَ الکَلامَ فی مَعانِیهما،و حَقَّق ذلِکَ شرَّاحُه البَدْرُ الدمامینی و غیرُه،و ما ذَکَرَ المصنِّفُ إلاَّ أُنْموذجاً ممَّا فی المغْنِی لِئَلاَّ یَخْلو منه بَحْره المحیط ،فمَنْ أَرادَ التَّفْصیل فی ذلِکَ فعَلَیْه بالکتابِ المَذْکُور و شُرُوحِه.

ص:32

و الأمَمُ ،محرَّکهً :القُرْبُ ،یقالُ :أَخَذْته مِن أَمَمٍ ،کما یقالُ :مِن کثبٍ ،قالَ زُهَیْرُ:

کأَنَّ عَیْنی و قد سالَ السَّلِیلُ بهم

وَجِیره ما هُمُ لَوْ أَنَّهم أَمَمُ (1)

أَی لو أَنَّهم بالقُرْب مِنِّی.

و یقالُ :دَارُکُم أَمَمٌ ،و هو أَمَمٌ ،و هو أَمَمٌ منک،للاثْنَیْن و الجَمِیع.

و الأَمَمُ الیَسِیرُ القَرِیبُ المُتَناوَل،و أَنْشَدَ اللَّیْثُ :

تَسْأَلُنی برامَتَیْنِ سَلْجَما

لو أَنَّها تَطْلُب شیئاً أَمَما (2)

و الأَمَمُ : البَیِّنُ من الأَمْرِ کالمُؤَامِّ کمُضارٍّ.

و یقالُ للشیءِ إذا کان مُقارِباً:هو مُؤامُّ .

و أَمْرُ بنِی فلانٍ أَمَمٌ و مُؤَامٌّ أَی بیِّنٌ لم یُجاوِزِ القدرَ.

و

16- فی حَدِیْث ابنِ عَبَّاسٍ : «لا یَزالُ أَمْرُ الناسِ مُؤَامًّا ما لم یَنْظرُوا فی القَدَرِ و الوِلْدَان». أَی لا یَزالُ جارِیاً علی القَصْد و الاسْتِقامَهِ ،و أَصْلُه:مُؤَامَمُ فأُدْغِمَ .

و الأَمَمُ : القَصْدُ الذی هو الوَسَطُ .و المُؤَامُّ :المُوافِقُ و المُقاربُ مِن الأَمَمِ .

و أَمَّهُمْ ،و أَمَّ بهم:تَقَدَّمَهُمْ ،و هی الإِمامَهُ .

و الإِمامُ ،بالکسْرِ،کلُّ ما ائْتُمَّ به قَوْمٌ من رئیسٍ أَو غیرِه کانوا علی الصّراطِ المُسْتقیمِ أَو کانوا ضالِّیْن.

و قالَ الجوْهَرِیُّ : الإِمامُ الذی یُقْتَدی به، ج إمامٌ بلفْظِ الواحِدِ قالَ أَبو عُبَیْدَهَ فی قَوْلِهِ تعالَی: وَ اجْعَلْنا لِلْمُتَّقِینَ إِماماً (3)،هو واحِدٌ یَدُلُّ علی الجَمْعِ .

و قالَ غیرُه:هو جَمْعُ آمٍّ ، و لیسَ علی حَدِّ عَدْلٍ و رِضاً لأنَّهم قد قالوا إمامانِ ،بلْ هو جَمْعٌ مُکَسَّرٌ ،قالَ ابنُ سِیْدَه:

أَنْبَأَنی بذلِکَ أَبو العَلاءِ عن أَبی علیٍّ الفارِسِیّ قالَ :و قد اسْتَعْمل سِیْبَوَیْه هذا القِیاسَ کَثِیراً. و أَیِمَّهٌ :قُلِبَت الهَمْزه (4)یاءً لثِقَلِها لأنَّها حَرْفٌ سَفُل فی الحَلْق و بَعُد عن الحُرُوفِ و حَصَل طَرَفاً فکانَ النُّطْق به تکَلُّفاً،فإذا کُرِهَت الهَمْزَهُ الواحِدَهُ فَهُمْ باسْتِکْراه الثِّنْتَیْن و رَفْضِهما لا سِیَّما إذا کانَتا مُصْطَحِبَتَیْن غَیْر مُفْتَرِقَتَیْن فاءً و عَیْناً،أَو عَیْناً و لاماً أَحْری،فلهذا لم یَأْتِ فی الکَلامِ لفْظهٌ تَوالَتْ فیها هَمْزَتَان أَصْلاً البتَّه، فأَمَّا ما حَکَاه أَبو زَیْدٍ مِن قَوْلِهِم دَرِیئَه و دَرَائیُّ و خَطِیْئه و خَطَائِیُّ فشاذُّ لا یُقاسُ علیه، و لَیْسَتْ الهَمْزتَان أَصْلیین (5)بل الأُوْلَی منهما زائِدَهٌ ،و کَذلِکَ قِراءَه أَهْلِ الکُوفَه: فَقاتِلُوا أَئِمَّهَ الْکُفْرِ (6)بهَمْزَتَیْن شاذُّ لا یُقاسُ علیه.

و قالَ الجَوْهرِیُّ :جَمْعُ الإِمامِ أَأْمِمَهٌ ،علی أَفْعِلهٍ ،مِثْلُ إنَاءٍ،و آنِیَهٍ و إلَهٍ و آلِهَهٍ ،فأُدْغِمَتِ المِیمُ فنُقِلَتْ حَرَکَتُها إلی ما قَبْلَها،قلمَّا حَرَّکوها بالکَسْرِ جَعَلُوها یاءً.

و قالَ الأَخْفَشُ :جُعِلَتِ الهَمْزَهُ یاءً لأنَّها فی مَوْضِعِ کَسْر و ما قَبْلَها مَفْتوح فلم تُهْمَز لاجْتِماعِ الهَمْزَتَیْنِ ،قالَ :و مَنْ کان مِن رأْیِه جَمْع الهَمْزَتَیْن هَمَزَه،انَتَهَی.

و قالَ الزَّجَّاجُ :الأصْلُ فی أَیِمَّهٍ أَأْمِمَه لأنَّه جَمْعُ إِمامٍ کمِثالٍ و أَمْثِلَهٍ ،و لکنَّ المِیْمَیْن لمَّا اجْتَمَعَتا أُدْغِمَتِ الأُوْلَی فی الثانیهِ و أُلْقِیَت حَرَکَتُها علی الهَمْزهِ ،فقیلَ : أَئِمَّه ، فأَبْدَلَتِ العَرَبُ مِن الهَمْزهِ المَکْسُورهِ الیاءَ.

و الإمامُ : الخَیْطُ الذی یُمَدُّ علی البِناءِ فَیُبْنَی (7)علیه و یُسَوَّی علیه سافُ البِناءِ،قالَ یَصِفُ سَهْماً:

و خَلَّقْتُه حتی إذا تَمَّ و اسْتَوَی

کَمُخَّهِ ساقٍ أَو کَمَتْنِ إمامِ (8)

أَی کهذا الخَیْطِ المَمْدودِ علی البِناءِ فی الأمِّلاسِ و الاسْتِواءِ.

و الإمامُ : الطَّریقُ الواسِعُ ،و به فسِّرَ قوْلُه تعالَی:

وَ إِنَّهُما لَبِإِمامٍ مُبِینٍ (9)،أَی بطَریقٍ یُؤَمُّ أَی یُقْصَدُ فَیُتَمَیَّزُ، یعْنِی قوْمَ لوطٍ و أَصْحابَ الأَیْکَهِ .

ص:33

و قالَ الفرَّاءُ:أَی فی طریقٍ لهم یَمُرُّونَ علیها فی أَسْفارِهِم فَجَعَلَ الطَّریقَ إِماماً لأنَّه یُؤَمُّ و یُتَّبَعُ .

و الإمامُ : قَیِّمُ الأَمْرِ المُصْلِحُ له.

و الإمامُ : القرآنُ لأَنَّه یُؤْتَمُّ به.

و النبیُّ ،صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم ، إمامُ الأَئِمَّهِ .

و الخَلیفَهُ : إمامُ الرَّعِیَّهِ ،و قد بَقِی هذا اللَّقَبُ علی مُلُوکِ الیَمَنِ إلی الآنَ .

و قالَ أَبو بکْرٍ:یقالُ :فلانٌ إمامُ القَوْمِ ،معْناهُ :هو المُتَقَدِّمُ علیهم،و یکونُ الإمامُ رَئیساً کقَوْلِکَ إمامُ المُسْلِمِیْن، و مِن ذلِکَ الإمامُ بمعْنَی قائِد الجُنْدِ لتَقَدُّمِه و رِیاسَتِه.

و الإمامُ : ما یَتَعلَّمُهُ الغُلامُ کلَّ یَوْمٍ فی المکْتَبِ و یُعْرَفُ أَیْضاً بالسَّبَقِ ،محرَّکهً .

و الإمامُ : ما امْتُثِلَ علیه المِثالُ ،قالَ النابِغَهُ :

أَبوه قَبْلَه و أَبو أَبِیه

بَنَوْا مَجْدَ الحَیاهِ علی إِمامِ (1)

و الدَّلیلُ : إمامُ السَّفَرِ.

و الحادِی : إِمامُ الإِبِلِ ،و إن کانَ وَرَاءها لأَنَّه الهادِی لها.

و تِلْقاءُ القِبْلَهِ : إمامُها .

و الإمامُ : الوَتَرُ ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و الإمامُ : خَشَبَهٌ للبنَّاءِ یُسَوَّی علیها البِنَاءُ ،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ .

و الإمامُ : جَمْعُ آمٍّ کصاحِبٍ و صِحابٍ .

و الآمُّ :هو القاصِدُ،و منه قَوْلُه تعالَی: وَ لاَ آمِّینَ الْبَیْتَ الْحَرامَ (2).

و أَبو حامِدٍ محمدُ ،کذا فی النُّسخِ ،و صَوابُه علی ما فی التَّبْصیر للحافِظِ :أَحمدُ بن عبد الجبار بن علی الاسفراینی،رَوَی عن أَبی نَصْر محمّد بنُ المفَضَّلالفسوی،و عَنْهُ الحُسَیْن بن أَبی القَاسِم السَّیبِی و محمّد بنُ إسمَاعِیلَ بن الحُسَیْنِ البِسْطامیُّ شیخٌ لزاهرِ بنِ طاهِرٍ الشحامیّ الإمامیَّانِ مُحدِّثانِ .

*قلْتُ :و وَقَعَ لنا فی جزءِ الشحامیّ ما نَصَّه:أَبو علیٍّ زَاهِر بن أَحْمدَ الفَقِیْه،أَخْبَرَنا أَبو بکْرٍ أَحْمدُ بنُ محمدِ بنِ عُمَرَ البِسْطامیّ ،أَخْبَرَنا أَحْمدُ بنُ سیَّار،و هو محمدُ الذی ذَکَرَه المصنِّفُ فاعْرِفْ ذلِکَ .

و یقالُ : هذا أَیَمُّ منه و أَوَمُّ أَی أَحْسَن إمامَهً .

قالَ الزَّجَّاجُ :إذا فَضَّلْنا رَجُلاً فی الإِمامَه قُلْنا:هذا أَوَمُّ من هذا،و بعضُهم یقولُ :هذا أَیَمُّ مِن هذا.قالَ :و مَن قالَ أَیَمُّ جَعَلَ الهَمْزَه کلَّما تَحَرَّکَت أَبْدَلَ منها یاءً،و الذی قالَ أَوَمُّ کان عنْدَه أَصْلها أَأَمُّ ،فلم یمْکنْه أَنْ یُبْدِلَ منها أَلِفاً لاجْتِماعِ السَّاکِنَیْن فَجَعَلَها واواً مَفْتوحَه کما قالَ فی جَمْعِ آدَمَ و أَوَادِم.

و ائْتَمَّ بالشَّیءِ،و ائْتَمَی به علی البَدَلِ کَراهِیَّه التَّضْعِیف، أَنْشَدَ یَعْقوب:

نَزُورُ امْرَأً أَمَّا الإِلَه فَیَتَّقِی

و أَمَّا بفعلِ الصَّالحین فَیَأْتَمِی (3)

و هما أُمَّاکَ :أَی أَبَواکَ علی التَّغْلِیب، أَو أُمُّکَ و خَالَتُکَ ، أُقِیْمت الخالَهُ بمنْزِلَهِ الأُمِّ .

و الأَمِیمُ ، کأَمیرٍ:الحَسَنُ الأُمَّهِ أَی القامَهِ مِن الرِّجالِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

الیَمامَهُ :القَصْدُ،و قد تَیَمَّمَ یَمامَهُ ،قالَ المَرَّارُ:

إذا خَفَّ ماءُ المُزْن منها تَیَمَّمَتْ

یَمامَتَها أَیَّ العِدادِ تَرُومُ

و سَیَأْتی فی«ی م م».

و الإمَّهُ ،بالکسرِ، إمامَهُ المُلْکِ و نَعِیمُه.

و الأَمُّ ،بالفتحِ ،العَلَمُ الذی یَتْبَعُه الجَیْشُ ،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ .

و قوْلُه تعالَی: یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (4)،قیلَ :

ص:34

بکِتابِهِم،زادَ بعضُهم:الذی أَحْصَی فیه عَمَلَه،و قیلَ :

بنَبیِّهِم و شَرْعِهم.

و تَصْغیرُ الأَئِمَّهِ أُوَیْمه ،لما تحرَّکَتِ الهَمْزَهُ بالفَتْحَهِ قَلَبَها واواً.

و قالَ المازِنیُّ : أُیَیْمَه و لم یقلِبْ ،کما فی الصِّحاحِ .

و الإمامُ :الصُّقْعُ مِن الطَّریقِ و الأَرْضِ .

و الأُمَّهُ ،بالضمِ :القَرْنُ مِن النَّاسِ ،یقالُ :قد مَضَتْ أُمَمٌ أَی قُرُونٌ .

و الأُمَّهُ : الإمامُ ،و به فسَّرَ أَبو عُبَیْدَهَ الآیَهَ : إِنَّ إِبْراهِیمَ کانَ أُمَّهً و أَیْضاً:الرجُلُ الذی لا نَظِیر له.

و قالَ الفرَّاءُ: کانَ أُمَّهً أَی مُعلِّماً للخَیْرِ،و به فسَّرَ ابنُ مَسْعود أَیْضاً.

و أَیْضاً:الرجُلُ الجامِعُ للخَیْرِ.

و قالَ أَبو عَمْرو:إِنَّ العَرَبَ تَقولُ للشیْخِ إِذا کان باقِیَ القُوَّهِ :فلانٌ بِإِمّه ،معْناهُ :رَاجِعٌ إلی الخَیْرِ و النِّعْمه،لأنَّ بقاءَ قُوَّتِه مِن أَعْظَم النِّعْمه.

و الأُمَّه :المُلْکُ ،عن ابنِ القَطَّاعِ ،قالَ :و الأُمَّهُ : الأُمَمُ و المُؤَمُّ علی صِیْغَهِ المَفْعولِ :المُقارَبُ کالمُؤَمُّ .

و الأُمُّ تکونُ للحَیَوانِ الناطِقِ و للمَوات النامِی کأُمِّ النَّخْلَهِ و الشَّجَرَهِ و المَوْزَهِ و ما أَشْبه ذلِکَ ،و منه قوْلُ ابنِ الأصْمَعِیّ له:أَنا کالمَوْزَهِ التی إنَّما صَلاحُها بمَوْتِ أُمِّها .

و أُمُّ الطَّریقِ :مُعْظَمُها إذا کان طَرِیقاً عَظیماً و حَوْلَه طُرُقٌ صِغارٌ فالأعْظَم أُمُّ الطَّریقِ .

و أُمُّ الطَّریقِ أَیْضاً:الضَّبُعُ ،و بهما فسِّرَ قَوْلُ کثیِّرٍ:

یُغادِرْنَ عَسْبَ الوالِقِیّ و ناصِحٍ

تَخصُّ به أُمُّ الطریقِ عِیالَها (1)

أَی یُلْقِیْن أَوْلادَهنَّ لغیرِ تَمامٍ مِن شِدَّهِ التَّعَبِ .

و أُمُّ مَثْوَی الرجُل:صاحِبَهُ مَنْزِلِه الذی یَنْزله،قالَ :

و أُمُّ مَثْوایَ تُدَرِّی لِمَّتِی

و أُمُّ مَنْزِل الرجُلِ :امْرأَتُه و مَن یُدَبِّر أَمْر بَیْته.

و أُمُّ الحَرْبِ :الرَّایَهُ .

و أُمُّ کَلْبَه:الحُمَّی.

و أُمُّ الصِّبْیان:الرِّیحُ التی تَعْرِض لهم.

و أُمُّ اللُّهَیْم:المَنِیَّه.

و أُمُّ خَنُّورٍ الخِصْب و به سُمِّیَت مِصْر،و قیلَ :البَصْرَه أَیْضاً.

و أُمُّ جابرٍ:الخُبْزُ و السُّنْبُلهُ .

و أُمُّ صَبَّار (2):الحرَّهُ .

و أُمُّ عُبیدٍ:الصَّحْراءُ.

و أُمُّ عَطِیّه:الرَّحَی.

و أُمُّ شَمْله:الشَّمسُ (3).

و أُمُّ الخُلْفُف:الدَّاهِیَهُ .

و أُمُّ رُبَیقٍ :الحَرْبُ .

و أُمُّ لَیْلی:الخَمْر.

و أُمُّ دَرْزٍ:الدُّنْیا،و کَذلِکَ أُمُّ حُبابٍ و أُمُّ وَافِرَهَ (4).

و أُمُّ (5)تحفه:النَّخْلَهُ .

و أُمُّ رَجِیه:النَّخْلَهُ .

و أم سریاح (6):الجَرادَهُ .

و أُمُّ عامِرٍ:الضّبُعُ و المَقْبرهُ .

و أُمُّ طِلْبه و أُمُّ شَغْوه (7):العُقابُ .

ص:35

و أُمُّ سَمْحه:العَنْز.

و أُمُّ غیاث:القِدْرُ،و کَذلِکَ أُمُّ عُقْبَه،و أُمُّ بَیْضاءَ،و أُمُّ رَسْمه (1)،و أم العِیَالِ .

أُمُّ جُرذَان:النَّخْلَهُ و إذا سَمَّیْت رَجُلاً بأُمِّ جِرْذَان لم تَصْرِفه،و یقالُ للنَّخْلَهِ أَیْضاً: أُمُّ خَبِیص و أُمُّ سُوَیْد،و أُمُّ عِزْم،و أُمُّ عقاق،و أُمُّ طِبِّیخه،و هی أُمُّ تسعین.

و أُمُّ حِلْس:الأَتَان.

و أُمُّ سُوَیْد:الاسْتُ .

و أُمُّ عَمْرو:الضَّبُعُ .

و أُمُّ الخَبائِثِ :الخَمْر.

و أُمُّ العَرَبِ :قَرْیَهٌ کانَتْ أَمامَ الفرما مِن أَرْضِ مِصْرَ.

و أُمُّ اذن:قاره بالسَّمَاوَه.

و أُمُّ أَمْهارٍ:هَضْبَه فی قوْلِ الرَّاعِی (2).

و أُمُّ جرمان:مَوْضِعٌ .

و أُمُّ دُنَیْن:قَرْیَهٌ کانتْ بِمصْرَ.

و أُمُّ رحم:مِن أَسْماءِ مکَّهَ .

و أُمُّ سَخْلَ :جَبَلٌ لبَنِی غاضِرَهَ .

و أُمُّ السَّلِیط :مِن قُرَی عَثّر بالیَمَنِ .

و أُمُّ العِیَالِ :قَرْیَهٌ بینَ الحَرَمَیْن.

و أُمُّ العَیْن:ماءٌ دُوْنَ سمیراء.

و أُمُّ غِرْسٍ :رکیه لعبدِ اللَّهِ بنِ قرَّهَ .

و أُمُّ جَعْفَرٍ:قَرْیَهٌ بالأَنْدَلُسَ .

و أُمُّ حَبَوْکَری:الداهِیَهُ و أَیْضاً:مَوْضِعٌ ببِلادِ بَنِی قُشَیْر.

و أُمُّ غَزَالَه:حِصْنٌ مِن أَعْمالِ ماردَهَ .

و أُمُّ موسل:هَضْبَهٌ .

و أُمُّ دینار:قَرْیَهٌ بجِیْزَه مِصْرَ.

و أُمُّ حکیم:بالبُجَیْره.و أُمُّ الزَّرَازِیر:بحَوْف رمْسِیْس.

و المآیِمُ :الشِّجَاجُ جَمْعُ آمَّه ،و قیلَ :لیسَ له واحِدٌ مِن لفْظِهِ ،و أَنْشَدَ ثَعْلَب:

فلو لا سِلاحِی عندَ ذاکَ و غِلْمَتِی

لَرُحْت و فی رَأْسِی مآیِمُ تُسْبَرُ (3)

و الأَئِمَّهُ :کِنانَه،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،نَقَلَه ابنُ سِیْدَه.

و رجُلٌ أَمِیمٌ و مَأْمُومٌ :یَهْدِی من أُمِّ دِماغِهِ ،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ .

و تَقولُ :هذه امرأه أمام النِّساءِ،و لا تَقُل إمامه النِّساءِ، لأَنَّه اسمٌ لا وَصْفٌ .

و فداهُ بأمیّه،قیلَ : أُمّهُ و جَدَّته.

و أَبو أُمامَهَ التِّیْمِیّ الکُوفیّ تابِعِیٌّ عن ابنِ عُمَرَ،و عنه العَلاءُ بنُ المُسَیّب،و یقالُ :هو أَبو أُمَیْمه .

و الإِمامِیَّه :فِرْقَهٌ مِن غلاهِ الشِّیْعَه.

قال اللَّهُ تعالَی: الم تَنْزِیلُ الْکِتابِ لا رَیْبَ فِیهِ مِنْ رَبِّ الْعالَمِینَ أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ (1)و هذا لم یکن أَصْله اسْتِفهاماً،و لیسَ قوْلُه: أَمْ یَقُولُونَ افْتَراهُ شَکًّا،و لکنَّه قالَ :هذا لِتقْبیح صَنِیعِهم،ثم قالَ : بَلْ هُوَ الْحَقُّ مِنْ رَبِّکَ (2)،کأَنَّه أَرادَ أَن یُنَبِّه علی ما قالُوه،نَحْو قَوْلِکَ للرجُلِ :الخَیْرُ أَحَبُّ إلیک أَم الشَّرّ؟و أَنْتَ تَعْلَم أَنَّه یقولُ الخَیْر،و لکنْ أَرَدْت أَنْ تُقَبِّح عنْدَه ما صَنَعَ ،هذا کلُّه نَصّ الصِّحاحِ .

و قالَ الفرَّاءُ:و رُبَّما جَعَلَتِ العَرَبُ أَمْ إذا سَبَقَها اسْتِفهامٌ و لا یَصْلُح فیه أَمْ علی جهَهِ بَلْ فَیَقُولُونَ :هلْ لَکَ قِبَلَنا حَقُّ أَمْ أَنْتَ رجُلٌ مَعْروفٌ بالظُّلْم،یُریدُونَ :بلْ أَنْتَ رجُلٌ مَعْروفٌ بالظُّلْم،و أَنْشَدَ:

فوَ اللّه ما أَدْرِی أَ سَلْمی تَغَوَّلَتْ

أَمِ النَّوْمُ أَمْ کلُّ إلیَّ حَبِیبُ (3)

یُریدُ:بَلْ کُلُّ .

و قد تکونُ بمعْنَی أَلِفِ الاسْتِفهامِ کقَوْلِکَ : أَمْ عِنْدَک غَداءٌ حاضِرٌ؟و أَنْتَ تُریدُ:أَ عِنْدَک غَداءٌ حاضِرٌ؟ قالَ اللَّیْثُ :و هی لُغَهٌ حَسَنَهٌ مِن لُغاتِ العَرَبِ .

قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هذا یجوزُ إذا سَبَقَه کَلاَمٌ .

قالَ الجوْهَرِیُّ : و قد تَدْخُلُ أَمْ علی هَلْ ،تقولُ : أَمْ هَلْ عِنْدک عَمْرو؟و قالَ عَلْقمهُ بنُ عَبَده:

أَمْ هَلْ کَبیرٌ بَکَی لم یَقْضِ عَبْرَتَه

إثْرَ الأَحبَّهِ یَوْمَ البَیْنِ مَشْکُومُ ؟ (4)

قالَ ابنُ بَرِّی: أَمْ هنا مُنْقَطِعه،استَأْنَفَ السُّؤَال بها فأَدْخَلَها علی هلْ لتَقَدُّم هلْ فی البَیْتِ قَبْله،و هو:

هَلْ ما عَلِمْت و ما اسْتُوْدِعْت مَکْتومُ (5)

ثم استَأْنَف السُّؤال بأَمْ فقالَ : أَمْ هَلْ کَبیرٌ،قالَ :و مِثْلُه قَوْل الجَحَّاف بن حکیم:

أَبا مَالِکٍ هَلْ لُمْتَنِی مُذْ حَضَضْتَنِی

علی القَتْل أَمْ أَهَلْ لامَنِی منکَ لائِمُ (6)؟

قالَ :إلاَّ أَنَّه متی دَخَلَتْ أَمْ علی هَلْ بَطَل منها معْنَی الاسْتِفهام،و إنَّما دَخَلَتْ أَمْ علی هَلْ لأنَّها لخُرُوجٍ مِن کَلامٍ إلی کَلام،فلهذا السَّبَب دخلَتْ علی هَلْ فقلْت أَمْ هَلْ و لم تَقُل (7)هل.

قالَ الجوْهَرِیُّ :و لا تَدْخُل أَمْ علی الأَلِفِ ،لا تَقولُ أَ عِنْدَک زَیْدٌ أَمْ أَ عِنْدَک عَمْرو،لأنَّ أَصْلَ ما وُضِع للاسْتِفهامِ حَرْفان:أَحدُهما:الَألِفُ و لا تَقَعُ إلاَّ فی أَوَّل الکَلامِ ، و الثانی: أَمْ و لا تَقَعُ إلاَّ فی وَسَطِ الکَلامِ ،و هَلْ إنَّما أُقِیم مُقام الأَلِفِ فی الاسْتِفهامِ فقط ،و لذلِکَ لم تَقَع فی کلِّ مَواقِعِ الأصْلِ .

و رُوِی عن أَبی حاتِمٍ قالَ :قالَ أَبو زَیْدٍ: أَمْ قد تکونُ زائِدَهً ،لُغَهُ أَهْلِ الیَمَنِ ،و أَنْشَدَ:

یا دَهْن أَمْ ما کان مَشْیی رَقَصا

بَلْ قد تکون مِشْیَتی تَوَقُّصا (8)

أَرادَ:یا دَهْناء فَرَخَّم،و أَمْ زائِدَهٌ ،أَرادَ:ما کان مَشْیی رَقَصاً،أَی کُنْت أَتَوقَّصُ و أَنا فی شَبِیبَتِی و الیومَ قد أَسْنَنْت حتی صار مَشْیی رَقَصاً.

قالَ :و هذا مَذْهَبُ أَبی زَیْدٍ و غیرِه،یَذْهَب إلی أَنَّ قوْلَه أَمْ ما کان مَشْیی رَقَصاً مَعْطُوف علی مَحْذوفٍ تقدَّم المعنی کأَنَّه قالَ :یا دَهْن أَکانَ مَشْیی رَقَصاً أَمْ ما کان کَذلِکَ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

تکونُ أَمْ بلُغَهِ بعضِ أَهْلِ الیَمَنِ بمعْنَی الأَلِفِ و اللامِ .

و

14- فی الحَدِیْث: «لیسَ مِن امْبرِّ امْصِیامُ فی امْسَفَر». أَی لیسَ مِن البِرِّ الصِّیامُ فی السَّفَرِ.

نفْسِه کاناء و وناء، و قیلَ فیه أَیْضاً الآنَامُ مثل سَاباطٍ .

و قالَ اللّیْثُ :یجوزُ فی الشِّعْرِ الأَنِیمُ ،مِثْل أَمیرٍ ،و هو الخَلْقُ ،أَو کلُّ مَنْ یَعْتریه النَّوْم، أَو الجنُّ و الانْسُ ،و به فسِّرَ قوْلُه تعالَی: وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ (1)،و هما الثّقَلان، أَو جَمِیعُ ما علی وجْهِ الأَرضِ مِن جمیعِ الخَلْقِ .

و العَجَبُ مِن الجوْهَرِیّ کیفَ أَغْفَله و هو فی القرآنِ مع أَنَّه اسْتَطْرد بذِکْرِه فی أَمَّ .

و مِن سَجَعاتِ الَأساسِ :لو رَزَقَنا اللَّهُ عدلَ سُلْطانِهِ لَأنامَ أَنَامَه فی ظلِّ أَمانِهِ .

لمَّا رأَیْتُ آخِرَ اللّیلِ عَتَمْ

و أَنَّها إحْدَی لَیالِیْک الأُوَمْ (1)

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

آمَهُ اللّه أَوْماً :شَوَّه خَلْقَه.

و لَیالٍ أُوَّمٌ ،کسُکَّرٍ،لُغَهٌ عن أَبی عَمْرو أَیْضاً.

و أَوَّمَهُ الکَلَأُ تَأْوِیماً :سَمَّنَه و عظَّم خَلْقَه،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ ، و أَنْشَدَ:

عَرَکْرَکٌ (2)مُهْجِرُ الضُّؤْبان أَوَّمَهُ

روْضُ القِذافِ رَبیعاً أَی تَأْوِیمِ

و آمو :بَلَدٌ بالعَجَم.

و الأَیِّمُ ،ککَیِّسٍ :الحُرَّهُ ،و الجَمْعُ الأَمامَی،و به فسَّرَ بعضٌ قَوْلَ اللَّهِ تعالَی: وَ أَنْکِحُوا اَلْأَیامی 1مِنْکُمْ ،نَقَلَه الفرَّاءُ.

و قیلَ : الأَیِّمُ : القَرابَهُ نحو البِنْتِ و الأُخْتِ و الخَالَهِ ، و الجَمْعُ الَأیامَی .

و الأَیْمُ : جَبَلٌ بِحِمَی ضَرِیَّه مقابل الأکْوام،و قیلَ ،هو جَبَلٌ أَبْیضُ (1)فی دِیارِ بَنِی عَبْسِ بالرمه و أَکْنافِها،و ضَبَطَه نَصْر و الصَّاغانیُّ بفَتْحٍ فسکونٍ ،و الصَّحیحُ أَنَّ هنا سَقْطاً فی العِبارَهِ و هو أَنْ یقولَ :و الَأیْمُ بالفتحِ :جَبَلٌ بِحِمَی ضَرِیَّه، لأنَّ الذی ما بعْدَه کُلّه بفتحٍ فسکونٍ .

و الأَیْمُ : الحَیَّهُ الأَبْیضُ اللَّطیفُ ،أَو عامُّ فی جَمیعِ ضُروبِ الحَیَّات،و قالَ العجَّاجُ :

و بَطْنَ أَیْمٍ و قَواماً عُسْلُجا 3

و کَذلِکَ الأَیْنُ ،و قالَ تأَبَّطَ شَرًّا.

تَسَرّی علی الأَیْمِ و الحَیَّات مُخْتفِیاً

للّه دَرّک مِن سارٍ علی سَاقِ 4

و قالَ أَبو خَیْرَهَ الأَیْمُ و الأَیْنُ الثُّعْبان و الذِّکْرانُ مِن الحَیَّاتِ ،و هی التی لا تَضُرُّ أَحَداً، کالإِیمِ ،بالکسرِ 5، هکذا فی النُّسخِ و هو غَلَطٌ و الصَّوابُ : کالأیِّمِ ککَیِّسٍ .

ففی الصِّحاحِ :قالَ ابنُ السِّکِّیت:و الأَیْمُ الحَیَّه،و أَصْلُه الأَیِّمُ فخُفِّفَ مِثْل:لَیْنٍ و لَیِّنٍ ،و هَیْن و هَیِّنٍ ،و أَنْشَدَ لأَبی کبیرٍ الهُذَلیِّ :

إلاَّ عَواسِرُ کالمِراطِ مُعِیدَهٌ

باللَّیْلِ مَوْرِدَ أَیِّمٍ مُتَغَضِّفِ 6

انتَهَی.

و قالَ ابنُ شُمَیْلٍ :کلُّ حیَّه أَیْمٌ ذَکراً کانَ أَو أُنْثی،و رُبَّما شدِّدَ فقیلَ أَیِّمٌ ،کما یقالُ هَیْن و هَیِّن.

قالَ ابنُ جنیِّ :عَیْنُ أَیِّم یاءٌ،یدلُّ علی ذلِکَ قوْلُهم أَیْم ، فظاهِرُ هذا أَنْ یکونَ فعْلاً و العَیْنُ منه یاءٌ،و قد یمکنُ أَنْ یکونَ مُخَفَّفاً مِن أَیِّم فلا یکونُ فیه دَلِیل،لأنَّ القَبِیلَیْن مَعاً یَصِیرانِ مع التَّخْفیفِ إلی لَفْظِ الیاءِ،نَحْو لَیْنٍ و هَیْنٍ .

و قالَ أَبو خَیْره: ج الأَیْمِ أُیُومٌ ،و أَصْلُه التَّثْقِیل فکسِّرَ علی لفْظِه،کما قالُوا قُیُولٌ جَمْع قَیْل،و أَصْلُه فَیْعِل،و قد جَاءَ مشدَّداً فی الشِّعْرِ،و أَنْشَدَ لأَبی کبیرٍ الهُذَلیّ قوْلَه السَّابِق.

قالَ ابنُ بَرِّی:و أَنْشَدَ أَبو زَیْدٍ لسوَّار بنِ المضرب.

کأَنَّما الخَطْو من مَلْقَی أَزِمَّتِها

مَسْرَی الأُیومِ إذا لم یُعْفِها ظَلَفُ

و إذا عَرَفْت ذلِکَ فاعْلَم أَنَّ سِیاقَ المصنِّفِ هنا غَیْرُ مُحَرَّر.

و الآمَهُ ،بالمدِّ، العَیْبُ ،و قد ذُکِرَ فی الترْکِیبِ الذی قَبْلَه.

و الآمَهُ : النَّقْصُ و الفَضاضَهُ 7،هکذا فی النسخِ بالفاءِ،و الصَّوابُ بالغَیْن کما هو نَصُّ ابنِ الأَعْرَابیِّ .

یقالُ :فی ذلِکَ آمَهُ علینا أَی نَقْصٌ و غَضاضَهٌ .

و بَنُو إیَّامٍ ،ککِذَّابٍ ،بَطْنٌ هکذا فی النَسخِ و هو غَلَطٌ ،و الصَّوابُ ککِتابٍ کما ضَبَطَه غیرُ واحِدٍ مِن الأَئِمَّهِ و منهم:زبیدُ بنُ الحارِثِ الآتی ذِکْرُه.

و المُؤْیِمَهُ ،کمُحْسِنَهٍ ،هی المُوسِرَهُ و لا زَوْجَ لها ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و الإِیامُ ،کغُرابٍ و کِتابٍ ،و کذلِکَ الهُیامُ و الهِیامُ : داءٌ فی الإبِلِ ،نَقَلَه الفرَّاءُ.

ص:40

و الإِیامُ ،ککِتابٍ فقط : الدُّخانُ ،قالَ أَبو ذُؤَیْبٍ :

فَلمَّا اجْتَلاها بالإِیَامِ تَحَیَّزَتْ

ثُباتٍ علیها ذُلُّها و اکْتِئابُها (1)

و الجَمْعُ أُیُمٌ ،و قد تقدَّمَ واوِیَّه یائِیَّه.

و أَبو عبدِ الرَّحْمن زُبَیْدُ بنُ الحارِثِ الکُوفیُّ من أَتْباعِ التابِعِیْن،رَوَی عن ابنِ أَبی لَیْلی و أَبی وائِلٍ ،و عنه شعبَهُ و سُفْیانُ و ابْناه عبدُ الرَّحْمن و عبدُ اللَّهِ و مَنْصورُ بنُ المُعْتَمِر، و هو مِن الفُقَهاءِ و العبَّادِ،تُوفی سَنَه مائَه و ثَلاث و عشْرِیْن.

و العَلاءُ بنُ عبدِ الکَریمِ الإیَامِیَّانِ مَنْسُوبان إلی الإِیَامِ ، بِالکسْرِ.

و یقالُ أَیْضاً:یام بحذْفِ الأَلِفِ و اللامِ ،و هی قَبِیلهٌ مِن هَمْدان،و هو یامُ بنُ أصبا بنِ رافِعِ بنِ مالِکِ بنِ جُشَم بنِ حاشدِ بنِ جُشَم بنِ حزان بنِ نَوْف بنِ هَمْدان مُحَدِّثانِ .

و منهم أَیْضاً:طَلْحهُ بنُ مصرف الإیامیّ الفَقِیْه قد تقدَّمَ ذِکْرُه فی«ص ر ف».

و أَیمُ اللَّهِ یَأْتیِ فی«ی م ن».

و آمَ الدُّخانُ یَئِیمُ إیاماً :دَخَّنَ .

و آمَ الرجُلُ إیَاماً إذا دَخَّنَ علی النَّحْلِ لیَشْتارَ العَسَلَ أَی یُخْرِجُ الخَلِیَّه فیَأْخُذ ما فیها مِن العَسَلِ .

و قالَ أَبو عَمْرٍو: الإِیَامُ عُودٌ یُجْعَل فی رأْسِه نارٌ ثم یُدَخَّنُ به علی النَّحْل.

و قالَ ابنُ بَرِّی: آمَ الرجُلُ مِن الواوِ یَؤُومُ ،قالَ :و إیامٌ الیاءُ فیه مُنْقَلِبه عن الواوِ.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

ایتأمت المرأَهُ مِثْل تَأَیَّمَتْ .

و التأیم الایمه.

و رَجُلان (2)أَیِّمانِ و رِجالٌ أَیِّمُون و نساءٌ أَیِّماتٌ .

و الآمهُ ،بالمدِّ،العُزَّابَ جَمْعُ آمٍ ،أَرادَ أَیِّم فقَلَب،قالَ النَّابِغَهُ :

أُمْهِرْنَ أَرْماحاً و هُنَّ بآمَهٍ

أَعْجَلْتَهُنَّ مَظنَّه الإِعْذارِ (3)

و قوْلُهم: أَیْمَ یا فُلان ؟أَی ما هو،أَی أَیُّ شیءٍ هو، فخفَّفَ الیاء و حَذَفَ أَلِفَ :ما.

و قوْلُهم: أَیْمَ تَقولُ ؟یعْنِی أَیّ شیءٍ تَقولُ ؟

و غَزْوَتُکَ البِکْرُ من غَزْوَهٍ

أَبَاحَتْ حِمَی الصِّینِ و البُتَّمِ (1)

و ضَبَطَه یاقوتُ بضمِ التاءِ المُشَدَّدهِ ،و قالَ :و فی هذا الجَبَلِ مَعْدنُ الذَّهَبِ و الفِضَّهِ و الزَّاجُ و النوشادر الذی یُحْمَل فی الآفاقِ ،و فی هذا الجَبَلِ میاهٌ تَجْری و منها نَهْرُ الصغانیان.

شَمِمْتها بشارِبٍ بَذِیمِ

قد خَمَّ أَو قد هَمَّ بالخُمُومِ (1)

و البَذِیمُ : العاقلُ الغَضبِ مِن الرِّجالِ ،هکذا هو نَصّ الجوْهَرِیّ (2)،و هو بعَیْنِه نَصّ کتابِ العَیْن.

و قالَ بعضُهم:صَوابُه هو العاقِلُ عنْدَ الغَضَبِ ،أَو العاقِلُ البَطِیءُ الغَضَبِ کالبَذیمَهِ .

قالَ الفرَّاءُ:هو الذی لا یَغْضَبُ فی غیرِ مَوْضِعِ الغَضَبِ ، و قد بَذُمَ ،ککَرُمَ ، بَذَامهً .

و بَذِیمَهُ :مَوْلَی جابرِ بنِ سَمُرَهُ السُّوَائیّ ،ذَکَرَه ابنُ مَنْده فی الصَّحابَهِ .

قالَ الحافِظُ :و هو وَهْمٌ .

و ابْنُه أَبو عبدِ اللَّهِ علیُّ بنُ بَذِیمَهَ الجَزَرِیُّ مِن أَتْباعِ التَّابعینَ رَوَی عن أَبیهِ و عن عکرمَهَ و سعیدِ بنِ جُبَیْر،و عنه شعبهُ و معمر،وثَّقُوه علی تَشَیُّعِه،مَاتَ سَنَه مائَه و ستّ و ثَلاثِیْن،کذا فی الکاشِفِ للذَّهبیّ .

و أَبْذَمَتِ النَّاقَهُ و أَبْلَمَتْ : وَرِمَ حَیاؤُها من شِدَّهِ الضَّبَعهِ ، و إنَّما یکونُ ذلِکَ فی بَکَرات الإِبِلِ ،قالَ الرَّاجزُ یَصِفُ فَحْل إبِلٍ :

إذا سَمَا فَوقَ جَمُوحٍ مِکْتامْ

من غَمْطِه الَأثْناءَ ذاتَ الإِبْذامْ (3)

و ناقهٌ مِبْذَمٌ ،کمِنْبَرٍ ،أَی قَوِیَّهٌ .

و باذامُ :أَبو صالِحٍ مَوْلَی أُمِّ هانِیءٍ مُفَسِّرٌ مُحَدِّثٌ رَوَی عن مَوْلاتِه أُمِّ هانِیءٍ و علیٍّ ،و عنه السّدیُّ و الثَّوریُّ و عامِرُ بنُ محمدٍ، ضَعیفٌ .

قالَ أَبو حاتِمٍ :لا یَحْتجُ به،عامَّه ما عنْدَه تَغَیَّر،و هو مَمْنوعٌ للعُجْمَهِ و العَلَمِیّه، و مَعْناه اللّوْزُ بالفارِسِیَّهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البَذْمُ ،بالضم،القُوَّهُ و الطاقَهُ .و ثَوْبٌ ذو بُذْمٍ أَی کَثیرُ الغَزْل صَفِیقٌ .

و رجُلٌ ذو بُذْمٍ :أَی سَمِینٌ .

و رجُلٌ بُذْمٌ :یَغْضَبُ ممَّا یَجبُ أَنْ یُغْضَبَ منه،سُمِّی بالمَصْدرِ.

و البُذْمُ بالضمِ :المُرُوْءَهُ ،عن ابنِ بَرِّی،و أَنْشَدَ للمَرَّار:

یا أُمَّ عِمْران و أُخْتَ عَثْمِ

قد طالَمَا عِشْتُ بغیر بُذْمِ (4)

أَی بغیرِ مُرُوءهٍ ،و قد بَذُمَ بَذامَهً .

*و ممَّا یُسْتَدرکُ علیه:

و البَرَمُ : السَّآمَهُ و الضَّجَرُ،و قد بَرِمَ به،کفَرِحَ و البَرَمُ أَیْضاً: ثَمَرُ العِضاهِ ،واحِدَتُها بَرَمَهٌ ،و هی أَوَّلُ وَهْله فَتْلهٌ ثم بَلَّهٌ ثمَ بَرمَهٌ ،و قد أَخْطأَ أَبو حَنِیفَهَ فی قوْلِهِ :إنَّ الفَتْلهَ قَبْل البَرَمَه ،و بَرَمَهُ کلّ العِضاهِ صَفْراء إلاَّ العُرْفُط فإنَّ بَرَمَته بَیْضاء کأَنَّ هَیادِبَها قُطْنٌ ،و هی مِثْل زِرِّ القَمِیص أَو أَشَفُّ ،و بَرَمَهُ السَّلَم أَطْیَب البَرَمِ رِیحاً،و هی صَفْراءُ تُؤْکَلُ ،طَیِّبه.

و مُجْتَنِیه المُبْرِمُ ،کمُحْسِنٍ .

و البَرَمُ أَیْضاً: حَبُّ العِنَبِ إذا کان مِثْل رُؤُوسِ الذَّرِّ أَو فَوْقه، و قد أَبْرَمَ الکَرْمُ ،عن ثَعْلَب.

و البَرَمُ : قِنانٌ من الجِبالِ واحِدَتُها بَرَمَهٌ .

و البَرَمُ :اسمُ ناقَهٍ (1)،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و البَرَمُ : جَمْعُ البَرَمَهِ للأَراکِ ،أَی لثَمَرِهِ قَبْل إدْراکِه و اسْودَادِهِ ،فإذا أَدْرَکَ فهو مَرْدٌ،و إذا اسْوَدَّ فهو کَباثٌ ، و مُجْتَنِیه المُبْرِمُ أَیْضاً، کالبِرَامِ بالکَسْرِ.

و أَبْرَمَه فَبرِمَ ،کفَرِحَ ،و تَبَرَّمَ أَی أَمَلَّهُ فَمَلَّ ،و یقالُ :لا تُبْرِمْنی بکَثْرهِ فُضُولِکَ .

و أَبْرَمَ الحَبْلَ :جَعَلَه طاقَیْنِ ثم فَتَلَه ،قالَهُ أَبو حَنِیفَهَ .

و مِن المجازِ: أَبْرَمَ الَأمْرَ إذا أَحْکَمَه ،فهو مُبْرَمٌ ، کَبَرَمَه بَرْماً ،و الَأصْل فیه إبْرامُ الفَتْل إذا کانَ ذا طاقَیْن.

و المَبارِمُ :المَغازِلُ التی یُبْرَمُ بها ،واحِدُها مِبْرَمٌ کمِنْیَرٍ.

و البَرِیمُ ،کأَمیرٍ:الصُّبْحُ لمَا فیه مِن سَوادِ اللّیْلِ و بَیاضِ النّهارِ،و قیلَ : بَرِیمُ الصُّبْح خَیْطُه المُخْتلِط بِلَوْنَیْن،قالَ جامعُ بنُ مُرْخِیَه:

علی عَجَلٍ و الصبحُ بالٍ کأَنَّه

بأَدْعَجَ من لَیْلِ التِّمام بَرِیمُ (2)

و البَرِیمُ : خَیْطانِ مُخْتَلِفان أَحْمَرُ و أَبْیضُ ،و فی اللّسانِ :

أَحْمَرُ و أَصْفَر.

و قالَ أَبو عُبَیْدٍ: البَرِیمُ الحَبْلُ المَفْتولُ یکونُ فیه لَوْنان،و رُبَّما تَشُدُّهُ المرأَهُ علی وَسَطِها و عَضُدِها ،و أَنْشَدَ الَأصْمَعِیُّ للکَروّس بنِ زَیْدٍ (3).

و قائلهٍ نِعْمَ الفَتَی أَنْت من فَتًی

إذا المُرْضِعُ العَرْجاءُ جالَ بَریمُها (4)

و قد یُعَلَّق علی الصَّبیِّ تُدْفَع به العَیْنُ ،کما فی الصِّحاحِ .

و کُلُّ ما فیه لَوْنانِ مُخْتَلِطانِ فهو بریمٌ .

و البَرِیمُ : حَبْلٌ للمرأَهِ فیه لَوْنانِ مُزَیَّنٌ بجَوْهَرٍ.

و قالَ اللَّیْثُ :خَیْطٌ یُنْظَم فیه خَرَزٌ فتَشُدُّه المرْأَهُ علی حَقْوَیْها.

و البَرِیمُ : الدَّمْعُ المُخْتَلِطُ بالإِثْمِدِ لمَا فیه لَوْنانِ .

و البَرِیمُ : لَفِیفُ القَوْمِ .

و سُمِّی الجَیْشُ بَرِیماً لأنَّ فیه أَخْلاطاً من النَّاسِ ،أَو لِأَلْوانِ شِعارِ القبائِلِ فیه،کما نَقَلَه الجوْهَرِیُّ ،و المُرادُ بشِعارِ القَبائِلِ رَایَاتهم،قالتْ لَیْلی الأَخْیَلِیَّه:

یا أَیها السَّدِمُ المُلَوِّی رَأْسَه

لِیَقُود من أَهْل الحِجازِ بَرِیماً (5)

أَرَادَتْ جَیْشاً ذَا لَوْنَیْنِ .

و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : البَرِیمَان :الجَیْشان عَرَبٌ و عَجَم.

و البَرِیمُ : العُوذَهُ تُعَلَّقُ علی الصِّبْیان لِمَا فیها مِنَ الَألْوانِ .

و البَرِیمُ : قَطِیعُ الغَنَمِ یکونُ فیه ضَرْبان مِن ضَأْنٍ (6)و مِعْزَی ،عن ابنِ الأعْرَابیِّ .

و البَرِیمُ : المُتَّهَمُ ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و قالَ أَبو عُبَیْدَهَ :یقالُ : اشْوِ لَنا من بَرِیمِها ،هکذا فی

ص:44

النسخِ ،و الصَّوابُ :من بَرِیمَیْها ،ما هو فی الصِّحاحِ ، أَی کَبِدِها و سَنامِها یُقَدَّانِ طولاً و یُلَفَّانِ بخَیْطٍ أَو غیرِه ،و فی بعضِ نسخِ الصَّحاحِ :أَو مصیر،و یقالُ : سُمِّیا بذلِکَ لبیاضِ السَّنامِ و سَوادِ الکَبِدِ.

و البُرْمَهُ ،بالضَّمِّ :قِدْرٌ تُنْحَتُ من حِجارَهٍ و عَمَّمَه بعضُهم فیَشْمل النُّحاسَ و الحَدیدَ و غیرَهما، ج بُرْمٌ ، بالضَّمِّ ،فی الکَثیرِ کجُرْفَهٍ و جُرْفٍ ،قالَ طرفَهُ :

جَاؤُوا إلیک بکلِّ أَرْمَلَهٍ

شَعْثاءَ تَحْمِل مِنْقَعَ البُرْم (1)

و أَیْضاً بُرَمٌ ، کصُرَدٍ و جِبالٍ ،و علی الأخیرَهِ اقْتَصَرَ الجوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی للنابِغَهِ الذُّبیانیّ :

و البائِعَات بِشَطَّیْ نَخْلَه البُرَمَا (2)

و المُبْرِمُ ، کمُحْسِنٍ :صانِعُها أَو مَن یَقْتَلِعُ حِجارَتَها من الجِبالِ فیِسَوِّیها و یَنْحَتها.

و المُبْرِمَ : الثَّقِیلُ منه کأَنَّه یَقْتَطِعُ من جُلَسائِهِ شَیئاً.

و المُبْرِمُ : الغَثُّ الحدیثِ الذی یُحدِّثُ الناسَ بالَأحادِیْث التی لا فائِدَهَ فیها و لا مَعْنی لها،أُخِذَ مِن المُبْرِم الذی یَجْنی ثَمَرَ الأَراکِ لا طَعْم له و لا حَلاوَه و لا حُمُوضه و لا معْنیً ،قالَهُ أَبو عُبَیْدَهَ .

و قالَ الأَصْمَعِیُّ : المُبْرِمُ الذی هو کَلُّ علی صاحِبِه لا نَفْعَ عنْدَه و لا خَیْر،بمنْزِلَهِ البَرَم الذی لا یَدْخُلُ مَعَ القوْمِ فی المَیْسِرِ و یأْکُلُ معهم من لَحْمِهِ .

و المُبْرَمُ : کمُکْرَمٍ :الثَّوْبُ المَفْتولُ الغَزْلِ طاقَیْنِ حتی یصیرا واحِداً،کما فی الصِّحاحِ .

قالَ : و منه سُمِّی المبرم و هو جِنْسٌ من الثِّیابِ .

و البَیْرَمُ ،کحَیْدَرٍ: العَتَلَهُ ،فارِسِیُّ مُعَرَّبٌ ، أَو عَتَلَهُ النّجَّارِ خاصَّهً عن أَبی عُبَیْدَهَ و هو بالفارِسِیَّهِ بتَفْخِیم الباءِ. و

16- فی الحَدِیْث: «مَنِ اسْتَمَع إلی حَدِیْث قومٍ و هم له کارِهُون مَلأَ اللَّهُ (3)مَسامِعَه مِن الآنُکِ و البَیْرَمِ ».

قالَ ابنُ الأعْرَابیِّ :قلْتُ للمفضَّلِ ما البَیْرَمُ (4)؟قالَ :

الکُحلُ المُذابُ کالبَرَمِ ،محرَّکهً . و

16- قد رَوَاه بعضُهم هکذا:

صُبَّ فی أُذُنِه البَرَمُ .

و البَرَمُ (5): البِرْطیلُ ،عن ابنِ الَأعْرَابیِّ ،و هو الحَجَرُ العریضُ .

و البُرامُ ، کغُرابٍ :القُرادُ ،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ ، ج أَبْرِمَهٌ ، عن کراعٍ ،و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لجُؤَیَّه بنِ عائِذٍ النَّصْریّ :

مُقِیماً بمَوْماهٍ کأَنَّ بُرَامَها

إذا زالَ فی آل السَّراب ظَلیمُ (6)

و بَرِمَ بحُجَّتِه کعَلِمَ ،إذا نَواها فلم تَحْضُرْه ،و هو مجازٌ کما فی الأساسِ .

و أَبْرَمُ ،کأَحْمدَ:د ،و الصَّوابُ أَنَّه بکسْرِ الهَمْزَهِ و فتحِ الرَّاء کما ضَبَطَه یاقوتُ ،قالَ :و هو مِن أَبْنِیَه کِتابِ سِیْبَوَیْه مِثْل أَبْیَن، أَو نَبْتٌ ،قالَهُ أَبو بکْرٍ محمدُ بنُ الحَسَنِ الزُّبَیْدیّ الاشْبِیلیّ النّحَویّ ،و مثَّلَ به سِیْبَوَیْه،و فسَّرَه السِّیرافیُّ .

و بُرْمٌ ،بالضَّمِّ ،ع ،و قیلَ :جَبَلٌ بنعمان،قالَ أَبو صخرٍ الهُذَلیُّ :

و لو أَنَّ ما حُمِّلْتُ حُمَّلَه

شَعَفاتُ رَضْوَی أَو ذُرَی بُرْمِ (7)

و بُرْمَهُ ، بهاءٍ:اسمُ (8)رجُلٍ .

و بَرامٌ ، کسَحابٍ و قَطامٍ :ع ،قالَ حَسَّان:

هل هی إلاَّ ظَبْیَهُ مُطْفِلُ

مَأْلَفُها السّدْرُ بنَعْفَیْ بَرَامْ (9)

ص:45

و قالَ بعضُ بنی أَسَدٍ:

بَکِّی علی قتْل العَدَانِ فإنَّهم

طَالَتْ إقامَتُهم ببَطْنِ بَرامِ (1)

و قالَ لَبیدٌ:

أَقْوی فَعُرِّیَ واسطٌ فَبِرَامُ

من أَهْلِه فَصُوَائقٌ فَحُزَامُ (2)

و بُرَیْمَهُ ، کجُهَیْنَهَ :اسمُ (3)رجُلٍ .

و مَبْرَمانُ :لَقَبُ أَبی بَکْرٍ الَأزَمیّ اللّغَویّ ،تقدَّمَ ذِکْرُه فی أَزَمَ و فی الخُطبَهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

رجُلٌ بَرَمَهٌ ،أَی بَرَمٌ ،و الهاءُ للمُبالَغَهِ ،و أَنْشَدَ ابنُ الأعْرَابیِّ لأُحَیْحه:

إن تُرِدْ حَرْبی تُلاقِی فَتیً

غیرَ مملولٍ و لا بَرَمَهْ (4)

و البَرَمُ :ثَمَرُ الطَّلْح،عن أَبی عَمْروٍ.

و المُبْرَمُ ،کمُکْرَمٍ :الحَبْلُ الذی جَمَعَ بینَ مَفْتولَیْن فَفُتِلا حَبْلاً واحِداً کالبَرِیمِ کماءٍ مُسْخَنٍ و سَخِینٍ ،و عَسَل مُقْعَد و عَقِید،و مِیْزان مُتْرَص و تَرِیْص،کما فی الصِّحاحِ .

و البَرِیمُ :ضَوْءُ الشمسِ مع بَقِیَّهِ سَوادِ اللیلِ .

و البَرِیمُ :ثَوْبٌ فیه قَزُّ و کتّانٌ .

و أَیْضاً:الماءُ الذی خالَطَ به غَیْرَه،قالَ رُؤْبَه:

حتی إذا خاضَتِ البَرِیما

و البُرْمُ ،بالضمِ :القوْمُ السیِّئو الأخْلاقِ .

و بِرْمَهُ ،بالکسْرِ:مَوْضِعٌ مِن أَعْراضِ المَدینَهِ قُرْبَ بلاکِثَ بینَ خَیْبَر و وادِی القرَی،قالَ کثیِّرُ عزَّهَ :

رَجَعْت بها عَنِّی عَشِیَّهَ بِرْمهٍ

شَماتَهَ أَعْداءٍ شُهودٍ غُیَّب (5)

و بِرْمَهُ أَیْضاً:قَرْیَهٌ بمِصْرَ مِن أَعْمالِ المنوفیَّه و قد دَخَلْتها.

و بَرَمُون ،بفَتْحَتَیْن و ضمِ المیمِ :قَرْیهٌ أُخْرَی بینَ المَنْصورَه و دِمْیاط و قد رأَیْتها.

و بِرْمَهُ ،بالکسْرِ أَیْضاً:مِن جِبالِ (6)بنِی سُلَیْم.

و مَعْدن البُرْم ،بالضم،بینَ ضریه و المَدینَه.

و رسْتاقُ البَرْم ،بالفتحِ ،فی سَمَرْقَنْد،ذَکَرَه الاصْطخریّ .

و بِرَامُ ،بالکسْر،لُغَهٌ فی بَرَام ،بالفتْحِ ،و الفَتْح أَکْثر، قالَ نَصْر:جَبَلٌ فی بِلادِ بنِی سُلَیْم عنْدَ الحرَّهِ مِن ناحِیَهِ النَّقِیع (7)،و قیلَ :هو علی عشْرِیْن فَرْسخاً مِن المَدینَهِ .

و قلْعَهُ برامٍ :مِن أَوْدِیَه العقیقِ ذَکَرَه الزُّبَیْر.

و إِبْریمُ ،بالکسْرِ،مَدینَهٌ بأَعْلَی أَسْوان مِن الصَّعِیْد،بها قلْعَهٌ حَصِینهٌ .

و بَرِّیمٌ :بفتحٍ فشدِّ راءٍ مکْسُورَه،قَرْیهٌ بمِصْرَ و قد رأَیْتها.

و کأَمیرٍ:مَوْضِعٌ لبنِی عامِرِ بنِ ربیعَهَ بنَجْد،و قالَ الرَّاجزُ:

تَذَکَّرَتْ مَشْرَبَهَا من تُصْلَبا

و من بَریم قصباً مُثَقّبَا

و کزُبَیْرٍ و أَمیرٍ:وادٍ بالحِجازِ قُرْبَ مکَّهَ .

و البَرِّیمهُ ،بفتحٍ فشدِّ راءٍ مکْسُورَه:الدَّائرهُ تکونُ فی الخَیْلِ یُسْتدلُّ بها علی جودَتهِ وَ رَدَاءَتِهِ ،و هی الأَمَارَاتُ ، و الجَمْعُ البَرَارِیمُ .

و البُرْمَهُ ،بالضمِ ،شیءٌ تلبسُه النساءُ فی أَیْدیهنَّ کالسّوارِ.

*و ممَّا یُسْتَدرکُ علیه:

«إنَّ الشَّقیَّ وَافِدُ البَراجِم ».

و سَمَّت العَرَبُ عَمْرَو بنَ هِنْدٍ مُحَرِّقاً لذلِکَ .

و هَیَّاجٌ بنُ عِمْران بنِ فضیلٍ البُرْجُمِیُّ :تابِعِیُّ عن عِمْران بنِ حُصَیْن و سَمُرَهَ بنِ جنْدبٍ ،و عنه الحَسَنُ ،ثقَهٌ :

و حَفْصُ بنُ عِمْرانَ ،کذا فی النسخِ ،و الصَّوابُ :

حَفْصُ بنُ عُمَرَ،و یُعْرَفُ بالأَزْرق عن الأعْمشِ و جابِرٍ الجعفیِّ ،و عنه مختارُ بنُ سنَانٍ و نَصْر بنِ مزاحِمٍ ، و محمدُ بنُ زِیادٍ،و سِنانُ بنُ هرونَ الکُوفیُّ أَبو بِشْرٍ،أَخو سیف،عن کُلَیْب بنِ وائِلٍ و بَیانِ بنِ بِشْرٍ،و عنه محمدُ بنُ الصبَّاحِ الدُّولابیُّ و لوین ضَعَّفَه (1)، و عَمْرُو بنُ عاصِمٍ البُرْجُمِیُّونَ مُحدِّثونَ .

و فاته.

هَیَّاجُ بنُ بِسطامٍ الهَرَویُّ ،و السَّکَنُ بنُ سُلَیْمان البَصْریّ ، و أَبو السِّکنِ مکیُّ بنُ إبْراهیم الحَنْظلیُّ البَلخیُّ ،و سیفُ بنُ هرونَ ،و عصمَهُ بنُ بِشْرٍ البُرْجُمِیُّونَ مُحَدِّثونَ .

قالَ الذَّهبیُّ بالضمِ عنْدَ المحقِّقِین،و کثِیرٌ مِن المُحدِّثِین یَفْتحونَه.

و قالَ غیرُه: الفتحُ لَحْنٌ و البَرْجَمَهُ :غِلَظُ الکَلامِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ (2).و

17- فی حَدِیْث الحجاجِ : «أَ مِن أَهْلِ الرَّهْمَسَهِ و البَرْجَمَهِ أَنْت ؟».

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

برجمهُ :حِصْنٌ للرُّومِ فی شِعْرِ جَریرٍ.

و بُرْجُمِیْن ،بضمِ الأوَّلِ و الثالثِ و کسْرِ المیمِ :مِن قُرَی بَلَخ،منها أَبو محمدٍ الأَزْهرُ بنُ بلخ. البُرْجُمینیُّ مُحَدِّثٌ ذَکَرَه أَبو سعدِ بنُ السَّمْعانیّ .

و یقالُ فی النِّسْبَهِ إلی البَراجِمِ البَراجِمِیُّ أَیْضاً،و هکذا جَاءَ فی نسْبَهِ بعضِهم.

و بَرْجَمُ ،کَجَعْفَرٍ،طائِفَهٌ مِن التّرکمانِ بأَسَد آباد،نَقَلَه الحافِظُ .

و نَصُّ کتابِ اللُّبابِ :و هو أَجَلُّ منها و أَعْظَم وَرَقاً،قالَ :و هو الذی یُسَمَّی بالفارِسِیَّهِ شَبْذَرَ (1).

*قلْت:و هو مِن أَحْسَن المَرَاعی للدَّوابِّ تَسْمَنُ علیه، و فَتْح الباءِ مِن لُغَهِ العامَّهِ .

و بِرْسِیمٌ : زُقاقٌ بمِصْرَ ،و ضَبَطَه یاقوتُ بالفتْحِ ، و منه أَبو زَیْدٍ عبدُ العَزیزِ بنُ قیسِ بنِ حفص البِرْسیمِیُّ المِصْریُّ :

مُحَدِّثٌ عن یزیدِ بنِ سِنان و بکَّارٍ بنِ قتیبَهَ ،تُوفی سَنَه ثلثمائه و اثْنَیْن و ثَلاثِیْن.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

أَبو بصیرٍ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ الإبْریسمیّ ،نُسِبَ إلی عَمَلِ الإبْریسَمِ مُحَدِّثٌ نیْسابورِیُّ مَاتَ ببَغْدادَ سَنَه ثلثمائه واحد و سَبْعِین.

و براسم :اسمٌ سِرْیانیٌّ .

و بُرْسُومٌ ،بالضمِ ،عَلَمٌ .

و به فَسَّرَ مُجاهِدُ قوْلَه تعالَی: وَ أَنْتُمْ سامِدُونَ (1)،قالَ هی البَرْطَمهُ .

و تَبَرْطَمَ الرجُلُ إذا تَغَضَّبَ من کلامٍ .

و قالَ اللَّیْثُ :لا أَدْرِی ما الذی بَرْطَمَهُ ،أَی غَاظَهُ ،لازِمٌ مُتَعَدٍّ.

و بَرْطَمَ اللَّیلُ إذا اسوَدَّ ،عن الأَصْمَعِیّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البَرْطَمَهُ :عُبوسُ الوَجْهِ ،و جَاءَ مُبْرَنْطِماً أَی مُتَغَضِّباً.

و قالَ الکِسائیُّ : البَرْطَمَهُ و البَرْهَمَهُ کهَیْئهِ التَّخاوُصِ .

و بَرْطَمَ الرجُلُ :أَدْلی شَفَتَیْه مِنَ الغَضَبِ .

و البُرْطُومُ بالضمِ :خَشَبَهٌ غَلِیظَهٌ یُدْعَمُ بها البَیْت و یُسْقَفُ ،جَمْعُه البَراطِیمُ .

قالَ الصَّاغانیُّ :و رُوِی الوَصْل فی هَمْزَتِه و یُنْشَدُ لعَبْدِ المطَّلِب:

نَحْن آلُ اللَّهُ فی بَلْدَتِه

لم نَزَلْ ذَاکَ علی عَهْدِ ابْرهم (1)

ثم هذه اللُّغات کُلّها بکَسْرِ أَوَّلهنَّ ،و إنَّما ترک الضَّبْط اعْتِماداً علی الشُّهْرهِ ،و قد حَکَاها کُلَّها أَبو حفْص خَلَفُ بنُ مکّیّ الصّقلیّ النّحَویّ اللُّغَویّ فی کتابِهِ تَثْقیفِ اللّسَانِ مَنْقولَهً عن الفرَّاءِ عن العَرَبِ ،و نَقَلَها أَیْضاً الإمامُ النّوَویّ فی تَهْذیبِ الأسْماءِ و اللّغاتِ ،و أَوْرَدَها أَکْثرُ المُفَسِّرِیْن و أَئِمَّه الغَرِیْب،و هو اسمٌ أَعْجَمِیٌّ ،أَی سِرْیانیُّ و مَعْناه عنْدَهم کما نَقَلَه المَاوَرْدیّ و غیرُه:أَبٌ رَحِیم،و المُرادُ منه هو إبْراهیمُ النَّبیُّ ،صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم،و علی نبیِّنا،أَفْضل الصَّلاه و السَّلام،و هو ابنُ آزَرَ،و اسْمُه تارِحُ بنُ ناحور بنِ شارُوخَ بنِ أَرغو بنِ فالِغَ بنِ عابِرِ بنِ شالِخِ بنِ أَرفخشذ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ ،علیه السَّلام، لا یَخْتَلِف جَمْهورُ أَهْلِ النَّسَبِ و لا أَهْل الکِتابِ فی ذلِکَ إلاَّ فی النطقِ ببعضِ هذه الأَسْماء،نعم ساقَ ابنُ حَبَّان فی أَوَّل تارِیخِه خِلافَ ذلِکَ ،و هو شاذُّ،کذا فی فتحِ البارِی للحافِظِ ،و نَقَلَه شیْخُنا،رَحِمَه اللَّهُ تعالی.

و تَصْغیرُهُ بُرَیْهٌ ،بطَرْحِ الهَمْزهِ و المیمِ ،نَقَلَه الجوْهرِیُّ عن بعضِهم.

قالَ شیْخُنا:و کأَنَّهم جَعَلوه عَرَبیًّا و تَصَرَّفوا فیه بالتَّصْغیرِ، و إلاَّ فالأَعْجَمِیَّه لا یَدْخلُها شیءٌ مِن التَّصْریفِ بالکلِّیَّهِ .

أَو أُبَیْرهٌ ،و ذلِکَ لأنَّ الألفَ مِن الأصْلِ لأنَّ بعدَها أَرْبَعه أَحْرُف أُصُولٍ ،و الهَمْزَهُ لا تُلْحَقُ بنات (2)الأَرْبَعه زائِدَهً فی أَوَّلِها،و ذلِکَ یُوجِبُ حَذْف آخِرِه کما یُحْذَف مِن سَفَرْجَل فیُقالُ سُفَیْرج،و کذلِکَ القولُ فی إسْمعیل و إسْرافیل،و هذا قَوْلُ المبرِّدِ.

و (3)بعضُهم یتوهَّمُ أَنَّ الهَمْزهَ زَائِدَهٌ إذا کانَ الاسمُ أَعْجَمیّاً فلا یُعْلَم اشْتِقاقُه فیُصغِّرُه علی بُرَیْهِیمٍ (4)و سُمَیْعِیل و سُرَیْفِیلِ ،و هذا قَوْلُ سِیْبَوَیْه و هو حَسَنٌ ،و الأوَّلُ قِیاسٌ ، هذا کُلّه نَصّ الصِّحاحِ . ج أَبارِهُ و أَباریهُ و أَبارِهَهُ و بَراهیمُ و بَراهِمُ و بَراهِمَهُ ، و أَجازَ ثَعْلَب: بِراهٌ ،بکسْرِ الباءِ،و کذلِکَ جَمْعُ إسْماعیل و إسْرافیل،کما فی العُبَابِ .

و الإِبْراهِیمیُّون اثنا عَشَرَ صَحابیّاً.

و البَراهِمَهُ :قَوْمٌ لا یُجَوِّزُونَ علی اللَّهِ تعالَی بِعْثَهَ الرُّسُلِ ،کما فی الصِّحاحِ ،و هم طائِفَهٌ مِن أَصْحابِ برهم ،کما فی شرْحِ المقاصِدِ،و هو مجوسُ الهِنْدِ و هم ثلاثُ فرَقٍ و یسمون عابدهم علی مُعْتقدِهِم بِرَهْمَن ، کسَفَرْجَلٍ ،مَکْسُور الأوَّل.

و الإبْراهِمِیُّ :تَمْرٌ أَسْودُ ،نُسِبَ إلی إبْراهیمَ .

و الإِبْراهِیمیَّهُ :ه بواسِطَ ،و أَیْضاً: بجَزیرَهِ ابنِ عُمَرو، و أَیْضاً: بنَهْرِ عیسَی ،الأَخیرَهُ نُسِبَتْ إلی إبْراهیمَ الإِمام ابن محمدِ بنِ علیِّ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عَبَّاس.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

برهیم .قرْیَهٌ بمِصْرَ من جَزیرَهِ بنِی نصْر.

و ذَکَرَ الذَّهبیُّ فی الکاشِفِ عفیر بن معدان المُؤَذِّن،و هو أَخُو أَبی البَرَهْسَم هذا،و یَأْتی للمصنِّفِ ذِکْرُه فی حَضْرَمَ .

و قالَ ذو الرُّمَّهِ یَصِفُ فَلاهً أَجْهَضَت الرکابُ فیها أَوْلادَها:

بها مُکَفَّنَهٌ أَکْنافُها قَسَبٌ

فَکَّتْ خَواتِیمهَا عنها الأَبازِیمُ (1)

قوْلُه:أَی بالفَلاهِ أَوْلادُ إبِلٍ أَجْهَضَتْها فهی مُکَفَّنَه فی أَغْراسِها،فَکَّتْ خَواتِیمَ رَحِمها عنها الأَبازِیم ،و هی أَبازِیمُ الأَنْساعِ .

و أَبْزَمَهُ أَلْفاً:أَعْطاهُ إیَّاهُ و لیسَ له،کما نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و البَزْمَهُ :الأَکْلَهُ الواحِدَهُ فی الیومِ و اللیلهِ کالوَزْمَهِ و الوَجْبَهِ .

و البَزْمَهُ : وَزْنُ ثَلاثِینَ دِرْهَماً ،کما أَنَّ الأُوقِیَّهَ وَزْنُ أَرْبَعِیْن،و النَّشُّ :وَزْنُ عشْرِیْن،قالَهُ الفرَّاءُ.

و ابْتَزَمَ الیَوْمَ کذا :أَی سَبَقَ به ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

المِبْزَمُ ،کمِنْبَرٍ:السِّنُّ کالبَزَمِ ،و هذه یمانِیَّهٌ .

و فلانٌ ذو بازِمَهٍ أَی ذو صَرِیمهٍ للأَمْرِ.

و البَزْمَهُ :الشِّدَّهُ .

و البَوازِمُ :الشَّدائدُ،واحِدَتُها بازِمَهٌ ،قالَ عَنْترَهُ بنُ الأَخْرس:

خَلُّوا مَراعِی العَیْنِ إنَّ سَوامَنَا

تَعَوَّدُ طُولَ الحَبْسِ عندَ البَوازِمِ (2)

و قالَ غیرُه:

و لا أَظُنُّکَ إن عَضَّتْکَ بازِمَهٌ

منَ البَوازِمِ إلاَّ سَوْفَ تَدْعونی (3)

و یقالُ : بَزَمَتْه بازِمَهٌ مِن بَوازِمِ الدَّهْرِ أَی أَصابَتْه شِدَّهٌ من شَدائِدِهِ .

و البَزِیمُ :حزمَهٌ مِن البَقْلِ ،و أَیْضاً فَضْلهُ الزَّادِ،و نَقَلَه الجوْهرِیُّ .قالَ ابنُ فارِسَ :سُمِّیَت بذلِکَ لأَنَّه أَمْسِک عن إنْفاقِها.

و الإِبْزیمُ :القفْلُ کالإبْزینِ بالنّون.

و یقالُ :إنَّ فلاناً لإِبْزیمٌ أَی بَخِیلٌ .

المصدق الحُسَیْنیُّ الکُوفیُّ دَخَلَ الأَنْدَلُس مُجاهِداً،کذا فی تارِیخِ الذَّهبیِّ ،و اسْتَشْهدَ فی بِلادِ بنِی حماد سَنَه أَرْبَعمائه و ستّ و ثَمَانِیْن،و هو جَدُّ الحافِظ أَبی الخَطَّاب بن دحیه لأُمِّه،و هی أَمَهُ عبدِ الرَّحْمن ابنهُ محمدِ بنِ موسَی،هذا و لذا کان یکتب فی نَسَبِه ذو النَّسَبَیْن،و قد ذَکَرْنا أَبا البَسَّام هذا فی المشجرِ فرَاجِعْه.

قالَ غیرُه: و یُسْتاکُ بقُضُبِهِ ،واحِدَتُه بَشامَهٌ ،قالَ جَریرٌ:

أَ تَذْکُر یومَ تَصْقُل عارِضَیْها

بِفَرعِ بَشامهٍ سُقِیَ البَشامُ (1)

یعْنِی أَنَّها أَشارَتْ بسِواکِها،فکانَ ذلِکَ وداعَها و لم تتکلَّم خِیْفَه الرُّقَباءِ.

و بهاءٍ : بَشَامَهُ بنُ الغَدِیرِ،و بَشامَهُ بنُ حَزْنٍ النَّهْشلیُّ ، شاعِرانِ ،و قد ذُکِرَ الأوَّل فی«غ د ر».

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

بَشْمٌ ،بفتحٍ فسکونٍ ،مَوْضِعٌ بالحِجازِ،و أَیْضاً:

ماءٌ (2)بینَ الرَّیِّ و طَبَرسْتان،شَدِیدُ البَرْدِ کَثیرُ الثَّلْجِ قد بُنِی علی کلّ ضفَّهٍ کِنٌ یلْجأُ إلیه إذا أَخذَهُ البَرْدُ،و رَبّما قَتَلَه الثَّلْجِ قَبْل وُصُولِه إلی الکُنِّ ،و یُسَمَّی ذلِکَ الکُنّ جانبوزه (3)، قالَهُ نَصْرُ.

و البشمَهُ :کُحْلُ السّودَانِ ،أَوْرَدَه المصنِّفُ فی ک ح ل.

*و ممَّا یُسْتَدرکُ علیه:

قالَ : و أَیْضاً الدُّمْیَهُ من الصِّبْغِ ،کذا فی النسخِ ، و الصَّوابُ :من الصّمْغِ .

قالَ : و أَیْضاً المُفحَمُ الذی لا یقولُ الشِّعْرَ ،کما فی العُبَابِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البِعْمُ ،بالکسْرِ،لَقَبُ جَدِّ والِدِ الفَقِیْه نَجْم الدِّیْن عُمَر بن محمدِ بنِ علیٍّ أَحَدُ شُیوخِ البُرْهان العَلَویّ الزُّبَیْدِیّ .

و امرأَهٌ بَغُومٌ :رَخِیمهُ الصَّوْتِ .

قالَ ابنُ دُرَیْدٍ (1):و أَحْسَبُهُم قد سَمَّوْا بَغُوماً .

و بَغَمَ بَغْماً :کنَغَمَ نَغْماً،عن کراعٍ .و یقالُ :مَرَرْتُ برَوْضَه تَتَباغَمُ فیها الظِّبَاءُ،و بغُزْلاَن یَتَبَاغَمْنَ .

و البُغْمَهُ ،بالضمِ ،شیءٌ کالقِلادَهِ تَتَحَلَّی بها النِّساءُ.

مِن قَوْس الندَّافِ مِن الصُّوفِ ،و أَنْشَدَ ثَعْلَب:

إذا اغْتَزلَتْ من بُقام الفَرِیرِ

فَیا حُسْنَ شمْلَتها شَمْلَتا

و یا طِیبَ أَرْواحِها بالضُّحَی

إذا الشَّمْلَتان لهَا ابتُلَّتَا (1)

قالَ ابنُ سِیْدَه:حُذِفَتِ الهاءُ مِن البُقَامِ ضَرُورَهً ،أَو هو جَمْع بُقَامَه ،أَو لُغَه فیها و لا أَعْرِفها،و قوْلُه:شَمْلَتا کأَنَّ هذا یقولُ فی الوَقْفِ شَمْلَت ثم أَجْرَاها فی الوَصْلِ مُجْرَاها فی الوَقْف.

و مِن المجازِ: البُقامَهُ القَلِیلُ العَقْلِ ،یقالُ :ما کان إلاَّ بُقامَهً ،شُبِّه فی قِلَّه عَقْلِه بالصُّوفِ .

و قالَ اللَّحْیانیُّ :یقالُ للرجُلِ الضَّعیفِ (2):ما أَنْتَ إلاَّ بُقامَهٌ .

قالَ ابنُ سِیْدَه:فلا أدْرِی أَعَنَی ضَعیفَ الرأْیِ و العَقْلِ أَمِ الضَّعیفَ فی جسْمِه.

و البُقْمُ ،بالضَّمِّ و بضمَّتینِ ،مِثْالُ یُسْرٍ و یُسُرِ، بَطْنٌ من العَرَبِ ،عن ابنِ دُرَیْدٍ (3).

قلْتُ :و یقالُ لهم أَیْضاً البقومُ الواحِدُ باقمٌ ،و اسْمُه عامِرُ بنُ حوالَهَ بنِ الهنوءِ بنِ الأَزْدِ،هکذا أَوْرَدَه صاحِبُ الأَغانی فی تَرْجَمهِ حاجزٍ الأَزدِیّ عن ابنِ دُرَیْدٍ بسَنَدِه،و فیه قال حاجزٌ:ما جَارَانی إلاَّ اطیلس أَعْسَر مِن البقومِ .

و باقُومُ الرومیُّ النَّجَّارُ :صَحابیُّ ،رَضِیَ اللّهُ عنه،و هو مَوْلی سعیدِ بنِ العاصِ ،رَضِیَ اللّهُ عنه،و هو صانِعُ المِنْبَرِ لشَّریفِ ،ذَکَرَه أَهْلُ السِّیَرِ.

و بَقِمَ البَعیرُ،کفَرِحَ ، بَقماً : عَرَضَ له داءٌ من أَکْلِ العُنْطُوانِ ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و تَبَقَّمَ الغَنَمُ المَجْر إذا ثَقُلَ علیها أَوْلادُها فی بُطونِها فرَبَضَتْ فلم تَثُرْ مِن مَوْضِعِها،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه: البُقْمَهُ ،بالضمِ ،طُعْمٌ للسَّمَکِ یُرْمَی لها فی الماءِ الرَّاکِدِ فتَسْمَن علیه و یَتَغیَّر الماءُ لذلِکَ ،و أَظُنُّه لُغَه عامِّیَّه فی بقم الماضِی ذِکْره.

و بَکُمَ ،ککَرُمَ ،امْتَنَعَ عن الکَلامِ تَعمُّداً أَو جَهْلاً،قالَهُ اللّیْث.

و قالَ غیرُه:انْقَطَعَ بَدَل امْتَنَعَ .

و مِن المجازِ: بکم إذا انْقَطَعَ عن النّکاحِ جَهْلاً أَو عَمْداً.

و فی الأساسِ : تَبَکَّمَ علیه الکلامُ أَی أُرْتِجَ علیه.

و ذُو بُکُمٍ ،کعُنُقٍ :ع ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ .

و لمَّا بَلَغَ الشیخُ الأَجَل الفاضِلُ الزَّاهِدُ الأَمِیْن المُلْتَجِیءُ إلی حَرَمِ اللَّهِ تعالَی رَضِیّ الدِّیْن الحَسَنُ بنُ محمدِ بنِ الحَسَنِ الصَّاغانیّ ،تغمَّدَه اللَّهُ تعالَی برَحْمَتِه،فی تَصْنیفِ کتابِهِ العُبَاب الزَّاخِر و اللُّبَاب الفَاخِر إلی هذا المَکانِ اخْتَرَمَتْه المَنِیَّه و بَقِی الکتابُ مَقْطُوعاً،و الحُکْم للَّهِ العلیِّ الکَبِیر، و قد أَشَرْنا إلی ذلِکَ فی الخُطْبهِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

بَکِیمٌ جَمْعُه أَبْکامٌ کشَرِیفٍ و أَشْراف،عن ابنِ دُرَیْدٍ.

أَمْرَه،کما فی الصِّحاحِ ،و هو مَأْخوذٌ مِن بَلَمَتِ الناقَهُ إذا وَرِمَ حَیاؤُها مِن الضَّبَعَهِ ، کالإبْلامِ .

و بَیْلَمانُ :ع بالیَمَنِ ،أَو بالسِّنْدِ،أَو بالهِنْدِ ،و اقْتَصَرَ کَثِیرُون علی الثانی (1)، منه السُّیوفُ البَیْلَمانِیَّهُ المَشْهورَهُ فی الجوْدَهِ .

و عبدُ الرحمنِ بنُ أَبی یَزِید البَیْلَمانیَّ مَوْلَی عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ،رَضِیَ اللَّهُ تعالَی عنه ،تابِعِیُّ رَوَی عن ابنِ عَبَّاس و ابنِ عُمَرَ و نافِعٍ و ابنِ جُبَیْر،و عنه ابنُه محمدُ و رَبیعَهُ الرأْی و ابنُ إسْحق.

قالَ أَبو حاتِمٍ :لَیِّنٌ .

و ذَکَرَه ابنُ حَبّانٍ فی الثِّقاتِ ،کان مِن فحولِ الشُّعَراءِ.

و الإِبْلیمُ ،بالکسْرِ،العَنْبَرُ ،رَوَاه الأَزْهرِیُّ عن أَبی الهُذَیْل،و أَنْشَدَ:

و حَرَّهٍ غیر مِتْفالٍ لَهَوْتُ بها

لو کان یَخْلُد ذو نُعْمی لِتَنْعِیمِ

کأَنَّ فوقَ حَشایَاها و مِحْبَسِها

صَوائرَ المِسْک مَکْبُولاً بإِبْلِیمِ (2)

أَی بالعَنْبَرِ.

قالَ الأَزْهَرِیُّ : و قالَ غیرُه: الإبْلِیمُ العَسَلُ ،قالَ :و لا أَحْفَظُه لإِمامٍ (3)ثِقَهٍ .

و أَبْلَمَ الرجُلُ إِبْلاماً : سَکَتَ .

و البَلْماءُ :لَیْلَهُ البَدْرِ لعِظَم القَمَرِ فیها لأنَّه یکونُ تامّاً.

و البُلامُ ، کغُرابٍ :أَخْضَرُ الحَمْضِ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البَلَمَهُ ،محرَّکهً :بَرمَهُ العِضاهِ ،عن أَبی حَنیفَهَ .

و سَیْفٌ بَیْلَمِیٌّ :أَبْیضُ .و نَخْلٌ مُبَلَّمٌ ،کمُعَظَّمٍ :حَوْله الأَبْلَمِ ،و هی البَقْلَهُ المَذْکُورَه،قالَ :

خَوْد تُرِیکَ الجَسَدَ المُنَعَّما

کما رأَیْتَ الکَثَرَ المُبَلَّمَا (4)

و الأَبْلَمُ مِثْلُ الأَبْلَهِ کالبَلَمِ محرَّکهً .

و بلومیهُ :مِن قُرَی أَصْبَهان،منها أَبو سعیدٍ عصامُ بنُ زَیْدِ بنِ عجْلانِ البلومیُّ عن الثَّوْرِیِّ و شعْبَهَ و مالِکٍ ،و عنه ابْنَاه محمدٌ و رَوْح.

و رجُلٌ بَیْلَمانیُّ :ضَخْمٌ مُنْتَفِخٌ ،و منه

16- حَدِیْث الدَّجَّال:

«رأَیْته بَیْلَمانِیَّاً أَقْمَر مجاناً (5)». و یُرْوَی بالفاءِ.

و البِلاَمُ ،ککِتابٍ :حَدِیدَهٌ تُجْعَلُ علی فَمِ الفَرَسِ ،و هو غیرُ اللِّجامِ .

و رَوَی ابنُ بَرِّی عن أَبی عَمْرٍو:و ما سَمِعْت له أَبْلَمَهً أَی حَرَکَهً ،و أَنْشَدَ:

منها و لا مِنْه هناک أَبْلَمَهْ (6)

قلْتُ :و قد تقدَّمَ ذلِکَ فی«ا ل م»،و الصَّوابُ أَیْلَمَه بالیاءِ،أَو لُغَهٌ فیها،و اللَّهُ أَعْلَم.

و بالام جَاءَ ذِکْره فی حَدِیْث طَعام أَهْلِ الجنَّهِ بالام و نون،و فسَّرَه عیاضٌ و الخَطابیُّ بالثَّورِ،و النُّون الحُوْت، قالُوا:و هی لَفْظهٌ عبْرانیَّهٌ .

و بُولیمُ ،بالضمِ ،قرْیَهٌ بمِصْرَ مِن حوفِ رمْسِیْس.

و قالَ غیرُهما:أَی عَصَبَ قَوائِمَها من داءٍ یُصِیبُها.

و

1- فی حَدِیْث علیِّ : «لا یَذْهَبُ أَمْرُ هذه الأُمَّه إِلاَّ علی رجُلٍ وَاسِع السُّرْمِ ضَخْم البُلْعُومِ ». یُرِیدُ:علی رجُلٍ شَدِیدٍ،عَسُوف أَو مُسْرِف فی الأَمْوالِ و الدِّماءِ،فوَصَفَه بسَعهِ المَدْخَل و المَخْرَج.

و

14- فی حَدِیْث أَبی هُرَیْرَهَ : «حَفِظْت مِن رَسُولِ اللّه صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم، ما لو یَثَثْتُه فیکم لقُطِع هذا البُلْعُومِ ». کالبُلْعُمِ بالضمِ ،نَقَلَه الجوْهرِیُّ أَیْضاً.

و البُلْعومُ : البیاضُ الذی فی جَحْفَلَهِ الحِمارِ فی طَرَفِ الفَمِ ،قالَ :

بِیْض البَلاعِیم أَمْثال الخَواتِیم (1)

و قالَ أَبو حَنیفَهَ : البُلْعومُ مَسِیلٌ داخِلٌ فی الأَرْضِ یکونُ فی القُفِّ .

و البَلْعَمُ ، کَجَعْفَرٍ :الرجُلُ الأَکُولُ الشَّدِیدُ البَلْع (2)للطَّعامِ .

قالَ الجوْهَرِیُّ :و المِیمُ زائِدَهٌ ،هذا هو الأَکْثَر.

و اخْتارَ ابنُ عُصْفورٍ أَصَالَهَ المِیمِ فی البُلْعومِ و قالَ :هو اسمٌ لا صفَهٌ .و تَعَقَّبَه أَبو حَیَّانِ .

و بَلْعَمٌ : د بنَواحِی الرَّومِ ،کان رجاءُ بنُ معبدِ بنِ علوان بنِ زِیادِ بنِ غالِبِ بنِ قَیسِ بنِ المُنْذرِ بنِ الحَارِثِ بنِ حسانِ بنِ هشامِ بنِ المعتبِ بنِ الحَرِثِ بنِ زیدِ مَنَاه بنِ تَمِیمٍ قد اسْتَوْلَی علیه و أَقامَ به فنُسِبَ إِلیه ولدُه منهم الوَزِیرُ أَبو الفَضْل البَلْعَمیُّ البُخارِیُّ و هو محمدُ بنُ عبدِ اللَّهِ (3)بنِ محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ بنِ عبدِ اللَّهِ بنِ عیسَی بنِ رجاءٍ، اسْتَوْزَرَ للإِسْماعیل بنِ أَحْمَدَ أَمِیر خَرَاسَانِ ،و سَمِعَ الحَدِیْث بمَرْوَ و غیرِها،تُوفی سَنَه ثلثمائهٍ و تِسْع و عشْرِیْن،ذَکَرَه الأَمیرُ.

و بَلْعَمُ : قَبیلَهٌ و أَصْلُها بَنُو العَمِّ فَخُفِّفَ کَبَلْحَارِثِ فی بنِی الحَارِثِ .

*و ممَّا یُسْتدْرکُ علیْه: البَلْعَمَهُ :الابْتِلاعُ .

و بَلْعَمَ اللّقْمَهَ :أَکَلَها.

و بلعمانُ :قَرْیَهٌ فُتِحَتْ علی یدِ قتیبَهَ بنِ مُسْلِم.

أَقُولُ لعَجْلَی بینَ بَمٍّ و دَاحِسٍ

أَجِدِّی فقد أَقْوَتْ علیک الأَمالِسُ (1)

لو أَنَّنی کنتُ من عادٍ و مِن إِرَمٍ

غَذِیَّ بَهْمٍ و لُقْماناً و ذا جَدَنِ (1)

لأنَّ الغَذِیَّ السَّخْله.

قالَ :و قد جَعَلَ لَبیدٌ أَوْلادَ البَقَرِ بِهاماً بقَوْلِهِ :

و العِینُ ساکنهٌ علی أَطلائِها

عُوذاً تأَجَّل بالفَضاءِ بِهامُها (2)

و قالَ ابنُ بَرِّی:قَوْلُ الجوْهَرِیّ :لأَنَّ الغَذِیَّ السَّخْله وَهَمٌ ،قالَ :و إنَّما غَذِیُّ بَهْمٍ أَحَدُ أَمْلاکِ حِمْیَر کان یُغَذَّی بلُحُومِ البَهْمِ ،قالَ :و علیه قَوْلُ سَلْمی بنِ ربیعَهَ الضَّبِّیّ :

أَهْلَک طَسْماً و بَعْدَهم

غَذِیَّ بَهْمٍ و ذا جَدَنِ (3)

قالَ :و یدلُّ علی ذلِکَ أَنَّه عَطَفَ لُقْماناً علی غَذِیَّ بَهْمٍ ، و کَذلِکَ فی بیْتِ سَلْمی الضَّبِّیّ ،انتَهَی.

و

16- فی الحَدِیْث: أَنَّه قالَ للرَّاعی:ما ولَّدْت ؟قالَ : بَهْمَهٌ ، قالَ :اذْبَحْ مَکانَها شاهً .

قالَ ابنُ الأَثیرِ:فهذا یدلُّ علی أَنَّ البَهْمَهَ اسمٌ للأُنْثَی لأَنَّه إنّما سَأَلَه لیَعْلَم أَ ذَکَراً ولَّدَ أَمْ أُنْثی،و إلاَّ فقد کان یَعْلم أَنَّه إنَّما ولَّد أَحَدَهُما.

و

16- فی حَدِیْث الإیْمان: «تَرَی الحُفاهَ العُراهَ رِعاءَ الإِبِلِ و البَهْم یَتَطاوَلُون فی البُنْیانِ ».

قالَ الخَطابیُّ :أَرادَ الأَعْرابَ و أَصْحابَ البَوادِی الذی یَنْتَجِعُونَ مَواقعَ الغَیْثِ ،تُفْتَح لهم البِلادُ فیَسْکنونَها و یَتَطاوَلُونَ فی البُنْیان.

و الأَبْهَمُ :مِثْلُ الأَعْجَمِ (4).

و اسْتَبْهَمَ علیه الکَلام أَی اسْتَعْجَمَ فلم یَقْدِرْ علی الکَلامِ .

و یقالُ : اسْتَبْهَمَ علیه الأَمْرُ أَی أُرْتِجَ علیه،و هو مجازٌ. و البُهْمَهُ ،بالضَّمِّ :الخُطَّهُ الشَّدیدَهُ و المُعْضلهُ ،یقالُ :

وَقَعَ فی بُهْمَهٍ لا یتَّجهُ لها،جَمْعُه بُهَمٌ کصُرَدٍ.

و البُهْمَهُ : الشُّجَاعُ ،و فی الصِّحاحِ :هو الفارِسُ ، الذی لا یُهْتَدَی ،و فی الصِّحاحِ :لا یُدْرَی، من أَیْن یُؤْتَی مِن شِدَّهِ بأْسِه،عن أَبی عُبَیْدَه،و الجَمْعُ بُهَم .

و فی التّهْذِیبِ :لا یَدْرِی مُقاتِله مِن أَیْن یَدْخُلُ علیه.

فی النّوادِرِ:رجُلٌ بُهْمَهٌ إذا کانَ لا یُثْنَی (5)عن شیءٍ أَرادَهُ .

و فی الأساسِ :هو بُهْمَهٌ مِن البُهَمِ للشُّجَاعِ الذی یَسْتَبْهِمُ علی أَقْرانِهِ مَأْتَاه. و قیلَ :سُمِّی بالبُهْمَهِ التی هی الصَّخْرهُ المُصْمَتَه.

و البُهْمَهُ : الجَیْشُ .

قالَ الجوْهَرِیُّ :و منه قوْلُهم:فلانٌ فارِسُ بُهْمَهٍ و لَیْثُ غابَهٍ ،قالَ مُتَمِّمُ :

و لِلشرْب فابْکِی مالِکاً و لِبُهْمَهٍ

شدیدٍ نَواحِیها علی مَن تَشَجَّعا (6)

و همُ الکُماهُ ،قیلَ لهم بُهْمهٌ لأَنَّه لا یُهْتَدی لِقِتالِهم، و قیلَ :هم جماعَهُ الفُرْسانِ .

و قالَ ابنُ جنیِّ : البُهْمَهُ فی الأَصْلِ مَصْدرٌ وُصِفَ به یدلُّ علی ذلِکَ قَوْلُهم:هو فارِسُ بُهْمَهٍ ،کما قالَ اللَّهُ تعالَی:

وَ أَشْهِدُوا ذَوَیْ عَدْلٍ مِنْکُمْ (7)،فجاءَ علی الأصْلِ ثم وُصِف به فقیلَ :رجُلُ عَدْلٍ ،و لا فِعْل له،و لا تُوصَفُ النِّساءُ بالبُهْمَهِ ، ج بُهَمٌ کصُرَدٍ.

و قالَ ابنُ السِّکِّیت: بَهَّموا البَهْمَ تِبْهِیماً إذا أَفْرَدُوهُ عن أُمَّهاتِهِ فَرَعَوْه وحْدَه. و بَهَّموا بالمَکانِ تَبْهِیماً أَی أَقاموا به و لم یَبْرحُوه.

و أَبْهَمَ الأَمْرُ إبْهاماً : اشتبه فلم یُدْرَ کیفَ یُؤْتَی له، کاسْتَبْهَمَ .

قالَ شیْخُنا:و النُّحاهُ یقُولُون فی أَبوابِ الحالِ و التَّمْییز

ص:64

المفسر ما لما انْبَهَم ،و لم یُسْمَعْ فی کَلامِ العَرَبِ انْبَهَمَ بل الصَّوابُ اسْتَبْهَمَ ،و توقفت مره لاشْتِهارِه فی جَمیعِ مصنَّفات النَّحْو أُمَّهاتها و شُرُوحها،ثم رأَیْت الرَّاغِبَ تَعَرَّض له و نَقَلَه عن شیْخِه العلاَّمَه أَبی الحَسَنِ علیّ بن سمْعان الغِرْناطیّ و قالَ :إنَّ انْبَهَمَ غیرُ مَسْموعٍ ،و إنَّ الصَّوابَ اسْتَبْهَمَ کما قلْت،ثم زادَ لأَنَّ انْبَهَمَ انْفَعَل و هو خاصُّ بما فیه عِلاجٌ و تأْثِیرٌ،فلمَّا رأَیْتُه حَمَدْتُ اللَّهَ لذلِکَ و شَکَرْته.انتَهَی.

و أَبْهَمَ فلاناً عن الأَمْرِ إذا نَحَّاه.

و أَبْهَمَتِ الْأَرْضُ ،فهی مُبْههٌ : أَنْبَتَتِ البُهْمَی ،بالضمِ مَقْصُوراً،اسمٌ لنَبْتٍ م مَعْروف.

قالَ أَبو حَنیفَهَ : البُهْمَی مِن أَحْرارِ البُقُولِ رَطْباً و یابِساً، و هی تَنْبُت أَوَّل شیءٍ بارِضاً،حینَ تَخْرُجُ مِن الأَرْضِ تَنْبُت کما یَنْبُت الحَبُّ ،ثم تَبْلُغ إلی أَنْ تَصِیرَ مِثْل الحَبّ ، و یَخْرُجُ لها شَوْکٌ مِثْل شَوْکِ السُّنْبُل،و إذا وَقَعَ فی أُنُوفِ الغَنَمِ و الإِبِلِ أَنِفَت عنه حتی تَنْزعه الناسُ مِن أَفْواهِها و أُنُوفِها فإذا عَظُمَت البُهْمَی و یَبِسَتْ کانتْ کَلأً یُرْعَی حتی یُصِیبَه المَطَرُ مِن عامٍ مُقْبِل فیَنْبُت مِن تحْتِه حِبُّه الذی سَقَطَ مِن سُنْبُلِه.

و قالَ اللَّیْثُ : البُهْمَی نَبْتٌ تَجِد به الغَنَم وَجْداً شَدِیداً ما دامَ أَخْضَر،فإذا یَبِسَ هَرَّ شَوْکُهُ و امْتَنَع، یُطْلَقُ للواحِدِ و الجَمِیع.

قالَ سِیْبَوَیْه: البُهْمَی یکونُ واحِداً و جَمْعاً و أَلِفها للتَّأْنِیثِ ، أَو واحِدَتُه بُهْماهٌ ،و أَلِفُها للإِلْحاقِ .

و قالَ المبرِّدُ:هذا لا یُعْرَفُ و لا تکونُ أَلِف فُعْلی، بالضمِ ،لغیرِ التَّأْنِیثِ ،و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیت:

رَعَتْ بارِضَ البُهْمَی جَمِیعاً و بُسْرهً

و صَمْعاءَ حتی آنَفَتْها نِصالُها (1)

و أَرْضٌ بَهِمَهٌ ،کفَرِحَهٍ ،أَی کثیرَتُهُ علی النَّسَبِ ،حَکَاه أَبو حَنیفَهَ .

و المُبْهَمُ ،کمُکْرَمٍ :المُغْلَقُ من الأَبْوابِ لا یُهْتَدی لفَتْحِه،و قد أَبْهَمَه أَی أَغْلَقَه و سَدَّهُ . و المُبْهَمُ : المُصْمَتُ (2)کالأَبْهَمِ ،قالَ :

فَهَزَمَتْ ظَهْر السِّلامِ الأَبْهَم

أَی الذی لا صَدْع فیه،و أَمَّا قَوْلُه:

لکافرٍ تاهَ ضَلالاً أَبْهَمُه

قیلَ :أَرادَ أَنَّ قلبَ الکافِرِ مُصْمَتٌ لا یَتَخَلَّله وعْظٌ و لا إنْذارٌ.

و المُبْهَمُ من المُحَرَّماتِ :ما لا یَحِلُّ بوجهٍ و لا سَبَبٍ کتَحْرِیمِ الأُمِّ و الأُخْتِ و ما أَشْبَهَه.

17- و سُئِلَ ابنُ عَبَّاس عن قَوْلِهِ ،عزَّ و جلَّ وَ حَلائِلُ أَبْنائِکُمُ الَّذِینَ مِنْ أَصْلابِکُمْ (3)و لم یُبَیّن أَدَخَل بها الابنُ أَمْ لا؟ فقالَ ابنُ عبَّاس: أَبْهِموا ما أَبْهَمَ اللّهُ .

قالَ الأَزْهرِیُّ :رأَیْت کَثِیراً مِن أَهْلِ العِلْم یَذْهَبون بهذا الی إِبْهامِ الأَمْرِ و اسْتِبْهامِه (4)،و هو إِشْکالُه و هو غَلَطٌ ،قالَ :

و کثیرٌ مِن ذَوِی المَعْرفهِ لا یمیِّزونَ بینَ المُبْهَم و غیرِ المُبْهَم تَمْییزاً مُقْنِعاً،قالَ :و أَنَا أُبیِّنه بعَوْن اللّهِ تعالَی،فقوْلُه،عزَّ و جلَّ : حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ أُمَّهاتُکُمْ وَ بَناتُکُمْ وَ أَخَواتُکُمْ وَ عَمّاتُکُمْ وَ خالاتُکُمْ وَ بَناتُ الْأَخِ وَ بَناتُ الْأُخْتِ (5)هذا کلُّه یُسمَّی التَّحْریمَ المُبْهَم لأنَّه لا یحلُّ بوجْهٍ مِن الوُجُوهِ و لا بسببٍ مِن الأَسْبابِ ، کالبَهِیم مِن أَلْوانِ الخَیْلِ الذی لا شِیَهَ فیه تُخالِفُ مُعْظم لونِه.

قالَ :

17- و لمَّا سُئِل ابنُ عَبَّاس عن قوْلِه تعالَی: وَ أُمَّهاتُ نِسائِکُمْ و لم یُبَیِّن اللّهُ الدُّخولَ بِهنَّ أَجابَ فقالَ :هذا مِن مُبْهَم التَّحْریمِ الذی لا وجْهَ فیه غَیْر التَّحْریمِ . سَواء دَخَلْتم بالنِّساءِ (6)أَو لم تَدْخُلوا بهنَّ ،فأُمَّهاتُ نِسائِکم حُرِّمْنَ علیکم مِن جمیعِ الجِهاتِ ،و أَمَّا قوْلُه: وَ رَبائِبُکُمُ اللاّتِی فِی حُجُورِکُمْ مِنْ نِسائِکُمُ اللاّتِی دَخَلْتُمْ بِهِنَّ (7)،فالرَّبائبُ هنا لسْنَ مِن المُبْهَمات لأَنَّ لهنَّ وَجْهَیْن مُبَیَّنَیْن أُحْلِلْن فی أَحدِهِما و حُرِّمْن فی الآخَرِ،فإذا دُخِل بأُمَّهاتِ الرَّبائبِ حَرُمَتِ الرَّبائِبُ ،و إن لم یُدْخَل بأُمَّهاتِ الرَّبائِبِ لم

ص:65

یَحْرُمْن،فهذا تفْسِیرُ المُبْهَم الذی أرادَ ابنُ عَبَّاسٍ ، فافْهَمْه.

قالَ ابنُ الأَثیرِ:و هذا التَّفْسیر مِن الأَزْهرِیّ إنَّما هو للرَّبائِبِ و الأُمَّهات لا للحَلائِل،و هو فی الحَدِیْث إنَّما جَعَل سُؤالَ ابنِ عَبَّاس عن الحَلائِلِ لا عن الرَّبائبِ .

ج بُهْمٌ بالضَّمِّ و بضمَّتَیْن ،هکذا فی النُّسخِ ،و لعلَّ فی العِبارَه سَقْطاً أَو تَقْدیماً و تأْخِیراً،فإنَّ هذا الجَمْع إنَّما ذَکَرُوه للبَهِیمِ بمعْنَی النَّعْجهِ السَّوْداء،فتأمَّلْ ذلِکَ .

و البَهِیمُ ،کأَمیرٍ: الأَسْودُ جَمْعُه بُهُمٌ ،کرَغِیفٍ و رُغُفٌ ، و یُرْوَی

16- حَدِیْثُ الإیْمان و القَدَرِ: «الحُفَاه العُرَاه رِعاء الإِبِلِ البُهُم علی نَعْتِ الرِّعاءِ و هم السُّودُ.

و البَهِیمُ : فَرَسٌ لبَنِی کلابِ بنِ رَبیعَهَ .

و البَهیمُ : ما لا شِیَهَ فیه تُخالِفُ مُعْظم لَوْنِه من الخَیْلِ یکونُ للذَّکَرِ و الأُنْثَی ،یقالُ :هذا فَرَسٌ جَوَادٌ و بَهِیمٌ ،و هذه فَرَسٌ جَوادٌ و بَهِیمٌ ،بغیرِ هاءٍ،و الجَمْعُ بُهُمٌ .

و قالَ الجوْهَرِیُّ :و هذا فَرَسٌ بَهِیمٌ أَی مُصْمَتٌ .

و

16- فی حَدِیْث عیاش بنِ أَبی رَبیعَهَ : «و الأَسْودُ البَهِیمُ کأَنَّه مِن ساسَمٍ ». کأَنَّه المُصْمَتُ (1)الذی لا یُخالِطُ لونَه لَوْن غیرُه».

و البَهِیمُ : النّعْجهُ السَّوداءُ التی لا بیَاض فیها،جَمْعُه بُهْمٌ و بُهُمٌ .

و البَهِیمُ : صَوْتٌ لا تَرْجیعَ فیه ،و هو مجازٌ.

و قالَ أَبو عَمْرو: البَهِیمُ الخالِصُ الذی لم یَشُبْهُ غیرُهُ مِن لَوْنٍ سِواه سَواداً کانَ أَو غیرَه.

قالَ الزَّمَخْشَریُّ :إلاَّ الشُّهْبَهَ .

و

16- فی الحَدِیْث: « یُحْشَرُ النَّاسُ یومَ القِیامَهِ حُفاهً عُراهً غُرْلاً بُهْماً ». بالضَّمِ ،أَی لیسَ بِهِم شیءٌ ممَّا کان فی الدُّنْیا مِن الأمْراضِ و العَاهاتِ نَحْو العَمَی و الجُذَامِ و البَرَصِ و العَوَرِ و العَرَجِ و غیرِ ذلِکَ مِن صُنوفِ الأَمْراضِ و البَلاءِ، و لکنها أَجْسادٌ مُبْهَمَه مُصَحَّحَه لِخُلودِ الأَبدِ،قالَهُ أَبو عُبَیْدٍ. أَو عُراهٌ لیسَ معهم مِن أَعْراضِ الدُّنْیا و لا مِن متاعِها شیءٌ.

و البَهائِمُ :جِبالٌ بالحِمَی علی لَوْنٍ واحِدٍ، و ماؤُها یقالُ له المُنْبَجِسُ ،و قد أَهْمَلَه المصنِّفُ فی«ب ج س».

و قیلَ :اسمُ أَرْضٍ (2)،قالَ الرَّاعِی:

بَکَی خَشْرَمٌ لمَّا رأَی ذا مَعارِکٍ

أَتی دونه و الهَضْبَ هَضْبَ البَهائِم (3)

و ذو الأَباهیمِ :زَیْدُ القُطَعِیُّ مِن بنِی قُطَیْعَه، شاعِرٌ.

و الأَباهِیمُ جَمْعُ الإبْهامِ کما یقالُ ذو الأصابعِ .

و الإبْهامُ ،بالکسْرِ ،مِن الأَصابِعِ :العُظْمَی مَعْروفَه مُؤَنَّثَه.

قالَ ابنُ سِیْدَه:و قد تکونُ فی الیدِ و القَدَمِ أَکْبَرُ الأَصابعِ .

و حَکَی اللحْیانیُّ :أَنَّها قد تُذَکَّرُ و تُؤَنَّثُ .

و قالَ الأزْهرِیُّ : الإِبْهامُ الإصْبَعُ الکُبْرَی التی تلِی المُسَبِّحَهَ ،و لها مَفْصِلان سُمِّیَت لأنَّها تُبْهِم الکَفّ أَی تُطْبِقُ علیها، ج أَباهِیمُ ،قالَ الشَّاعِرُ:

إذا رأَوْنی أَطالَ اللّهُ غَیْظَهُمُ

عَضُّوا من الغَیظِ أَطْرافَ الأَباهِیمِ (4)

و یقالُ : أَباهِمُ لضَرُورَهِ الشِّعْرِ کقَوْلِ الفَرَزْدقِ :

فقد شَهِدَت قَیْسٌ فما کان نَصْرُها

قُتَیبهَ إِلاَّ عَضَّها بالأَباهِمِ (5)

قالَ ابنُ سِیْدَه:فإنَّه إنَّما أَرادَ الأَباهِیم غَیْر أَنَّه حَذَفَ لأَنَّ القَصِیدَهَ لیْسَتْ مُرْدَفَه،و هی قَصِیدَهٌ مَعْروفَهٌ .

و سَعْدُ البِهامِ ،ککِتابٍ ،من المَنازِل القَمَرِیَّه.

و الأَسْماءُ المُبْهَمَهُ :أَسْماءُ الإشاراتِ عندَ النُّحاه ،نَحْو قوْلِکَ :هذا و هؤلاء و ذاک و أولئک،کما فی الصِّحاحِ .

و قالَ الأَزْهریُّ :الحُرُوفُ المُبْهَمَهُ التی لا اشْتِقاقَ لها،

ص:66

و لا تعْرَفُ لها أُصولٌ مِثْل الذی و الذین و ما و من و عن و ما أَشْبَهها.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

البَهِیمُ ،کأَمیرٍ:اسمٌ للإِبْهامِ التی هی الإصْبَعُ ،نَقَلَه الأَزْهرِیُّ ،قالَ :و لا یقالُ لها بِهامٌ .

و قد أَنْکَرَ شیْخُنا علی ابنِ أَبی زَیْدٍ القَیْر و انّی حینَ ذَکَرَ البَهِیمَ فی رِسالَتِه بمعْنَی الإبْهامِ و نَدَّدَ علیه و قالَ :لا وَجْه له مع أنَّه مَوْجودٌ فی التّهْذِیبِ و غیرِه مِن کُتُبِ اللّغَهِ .

و قالَ نَفْطَوَیْه: البَهْمهُ مُسْتَبْهِمَهُ عن الکَلامِ أَی مُنْغَلِق ذلک عنها.

و تَبَهَّم إذا أُرْتِجَ علیه.

و یقالُ :لا أَغَرَّ و لا بَهِیم ،یُضْرَبُ مَثَلاً للأَمْرِ إذا أَشْکَلَ و لم تَتَّضِحْ جِهَتُه و اسْتِقامَتُه و مَعْرِفَتُه.

و طَریقٌ مُبْهَمٌ إذا کان خَفِیّاً لا یَسْتَبین.

و یقالُ :ضَرَبَه فوَقَعَ مُبْهَماً أَی مَغْشِیّاً علیه لا یَنْطِق و لا یُمیِّز.

و أَمْرٌ مُبْهَمٌ :لا مَأْتَی له.

و المُبْهَماتُ :المُعْضِلاتُ الشاقَّهُ .

و البُهَمُ ،کصُرَدٍ:مُشْکلاتُ الأُمورِ.

و کَلامٌ مُبْهَمٌ :لا یُعْرَفُ له وَجْه یُؤْتَی منه.

و حائِطٌ مُبْهَمٌ :لم یکنْ فیه بابٌ .

و أَبْهَمَ الأمْرَ إبْهاماً :لم یَجْعل له وَجْهاً یَعْرفُه.

و لیلٌ بَهِیمٌ :لا ضَوء فیه إلی الصَّبَاحِ .

و صَنادِیقُ مُبْهَمه :لا أَقْفالَ لها،عن ابنِ الأنْبارِی.

و غَذِیُّ بَهْمٍ :أَحَدُ مُلوکِ الیَمَنِ ،عن ابنِ بَرِّی،و قد تقدَّمَ .

و البَهِیمُ :المَجْهولُ الذی لا یُعْرَفُ ،عن الخَطَابیّ .

و البُهْمَهُ :السَّوادُ.

و یقالُ للَّیالی الثَّلاث التی لا یَطْلُع فیها القَمَر البُهَمُ ، کصُرَدٍ.

و عبدُ الرحمنِ بنُ بهمان،یأْتی ذِکْرُه فی النُّون.

*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیْه:

و بَهْرامُ :اسمٌ للمِرِّیخِ ،و إیَّاه عَنَی الشاعِرُ:

أَما تَرَی النّجْمَ قد تَوَلَّی

و هَمَّ بَهْرام بالْأُفُولِ ؟ (1)

و قالَ حبیبُ بنُ أَوْس:

له کِبْرِیاءُ المُشْتَرِی و سُعُودُهُ

و سَوْرَه بَهْرام و ظَرْفُ عُطارِدِ (2)

و قد جَاءَ ذِکْرُه فی قوْلِهِ ،صلَّی اللَّهُ علیه و آله و سلّم،کما مَرَّ فی برجس.

قلْتُ :و هو لحُدَیْر (1)عبد بنِی قَمِیئه من بنِی قیسِ بنِ ثَعْلَبَهَ .

و قالَ أَبو دُوَاد:

نَخَلات من نَخْل نَیْسان أَیْنَعْ

نَ جمیعاً و نَبْتُهُنَّ تُؤامُ (2)

قالَ الأَزْهرِیُّ :و مِثْل تُؤام (3)غَنَم رُبابٌ و إبِل ظُؤارٌ،و هو مِن الجَمْعِ العَزیزِ،و له نَظَائِر قد أُثْبِتَتْ فی غیرِ مَوْضِعٍ مِن هذا الکتابِ .

قالَ شیْخُنا:و قیلَ :هو اسمُ جَمْع لا جَمْع.و قیلَ :جَمْع أَصْلُه الکَسْر،و أَمَّا الضَّم فهو بَدَلُ عن الکَسْر،کما أَنَّه بَدَلٌ الفتْحِ فی سکَارَی،و اخْتَارَه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الکشَّافِ ، و شَنَّع علیه أَبو حَیَّانِ فی البَحْرِ أَثْناء الأَعْرافِ ،و أَوْرَدَه الشَّهاب فی العِنایَهِ أَثْناء المَائِدَهِ ،انتَهَی.

قالَ الجوْهَرِیُّ :و لا یَمْتَنعُ هذا فی الواوِ و النونِ فی الآدَمیِّین،کما أَنَّ مُؤَنَّثَه یُجْمَعُ بالتاءِ،و أَنْشَدَ للکُمَیْت:

فلا تَفْخَرْ فإنَّ بنِی نِزَارٍ

لعَلاّتٍ و لَیْسوا تَوْأَمِینا (4)

و یقالُ : تَوأَمٌ للذَّکَرِ،و تَوْأَمَهٌ للأُنْثَی،فإذا جُمِعا فهما تَوْأَمانِ و تَوْأَمٌ ،قالَ حُمَیْدُ بنُ ثورٍ:

فجَاؤُوا بِشَوْشاهٍ مِزاقٍ تَرَی بها

نُدُوباً من الأَنْساعِ فَذّاً و تَوْأَمَا (5)

و شاهِدُ التَّوْأَمَهِ قَوْلُ الأَخْطَل بنِ رَبیعَهَ أَنْشَدَه ابنُ بَرِّی:

و لَیْله ذی نَصَب بِتُّها

علی ظَهْرِ تَوْأَمَهٍ ناحِلَهْ

و بَیْنی إلی أَنْ رأَیْت الصَّباح

و من بَیْنها الرَّحْل و الراحِلَهْ

و قالَ اللَّیْثُ : التَّوْأَمُ وَلَدان مَعاً،و لا یقالُ هُما تَوْأَمَان ،و لکنْ یقالُ :هذا تَوْأَمُ هذه،و هذه تَوْأَمَتُه ،فإذا جُمِعا (6)فهما تَوْأَمٌ .

قالَ الأزْهرِیُّ (7):أَخْطَأَ اللَّیْثُ فیمَا قالَ ،و القَوْلُ ما قالَ ابنُ السِّکِّیت،و هو قَوْلُ الفرَّاءِ و النّحَویِّین الذین یُوثَقُ بعِلْمِهم،قالوا:یقالُ للواحِدِ تَوْأَمٌ ،و هما تَوْأَمان إذا وُلِدَا فی بَطْنٍ واحِدٍ،قالَ عَنْتَرَهُ :

بَطَلٌ کأَنَّ ثِیابَه فی سَرْحَهٍ

یُحْذَی نِعالَ السِّبْتِ لیس بِتَوْأَمِ (8)

و قد أَتْأَمَتِ الْأُمُّ فهی مُتْئِمٌ ،کمُحْسِنٍ ،إذا وَلَدَتَ اثْنَیْن فی بَطْنٍ واحِدٍ،و إذا وَلَدَتْ واحِداً فهی مُفْرِد.

و قالَ ابنُ سِیْدَه: أَتْأَمَتِ المرْأَهُ و کلُّ حامِلٍ فهی مُتْئِمٌ ، و مُعْتادَتُه مِتْآمٌ ،کمِحْرَابٍ .

و تَاءَمَ أَخاهُ مُتاءَمَهً إذا وُلِدَ معه،و هو تِئْمُه ،بالکسْرِ، و تُؤْمُه (9)،بالضمِ ، و تَئِیمُه کأَمیرٍ،کذا فی المَصَادِرِ لأَبی زَیْدٍ.

و تاءَمَ الثَّوبَ مُتاءَمَهً : نَسَجَهُ علی خَیْطَیْن خَیْطین.

و ثَوْبٌ مِتاءَمٌ إذا کان طَاقَیْنِ طَاقَیْنِ فی سَداهُ و لُحمتِه.

و تاءَمَ الفَرَسُ مُتاءَمَهً : جَاءَ جَرْیاً بعْدَ جَرْیٍ ،فهو فَرَسٌ مُتائِمُ ،قالَ العجَّاجُ :

عافِی الرَّقاقِ مِنْهَبٌ مُوائِمُ

و فی الدّهاسِ مِضْبَرٌ مُتائِمُ

تَرْفَضُّ عن أَرْساغِه الجَرائِمُ (10)

کما فی الصِّحاحِ .

و تَوائِمُ النُّجومِ و اللُّؤْلُؤ:ما تَشَابَکَ منها.

و التَّوْأَمُ :مَنْزِلٌ للجَوْزاءِ ،و هُما تَؤْأَمَان .

و أَیْضاً: سَهْمٌ من سِهامِ المَیْسِرِ،أَو ثانِیها ،کما فی الصِّحاحِ .

ص:69

قالَ اللّحْیانیُّ :فیه فَرْضان و له نَصِیْبان إن فازَ،و علیه غُرْم نَصِیْبَیْن إن لم یفُزْ.

و التَّوْأَمُ : اسمٌ ،منهم:عقبهُ بنُ التَّوْأَمِ ،مِن شیوخِ وکیعٍ ،حَدِیثُه فی صَحیحِ مُسْلم.

و التُّؤامِیَّهُ ،بالضمِ کغُرَابِیَّهٍ : اللُّؤْلُؤَهُ ،و هی مَنْسوبَهٌ إلی تُؤَامٍ ، کغُرابٍ ،د.علی عِشرینَ فَرْسَخاً من قَصَبَهِ عُمانَ ممَّا یلِی الساحِلَ .

و قالَ الأصْمعِیُّ :هو ع بالبَحْرَیْنِ مَغاص.

و قالَ ثَعْلَب:ساحِلُ عُمانَ ،و یقالُ :قرْیَهٌ لبنِی اسامهَ بنِ لُؤَیٍّ .

و وَهِمَ الجوهرِیُّ فی قَوْلِه توْأَمٌ کجَوْهَرٍ ،هو لم یَضْبطْه هکذا،و إنَّما هو المَفْهومُ مِن سِیاقِه،فإنَّه بعْدَ ما ذَکَرَ التَّوْأَمَ الذی هو ثانی سِهامِ المَیْسِرِ،و ذَکَرَ وَزْنه عن الخَلِیلِ قالَ :

و تَوْأَم أَیْضاً قَصَبَهُ عُمَانَ ممَّا یلِی الساحِلَ و یُنْسَبُ إلیها الدُّرُّ، قالَ : و وَهِمَ أَیْضاً فی قَوْلِه قَصَبَهُ عُمانَ بلِ الصَّحیحُ أَنَّه علی عِشْرینَ فَرْسَخاً مِن قَصَبَهِ عُمانَ کما تقدَّمَ ،و هذا یمکنُ الاعْتِذار عنه بوَجْه مِن التّأْوِیْل حیث أَنَّه قیَّدَه بما یلِی الساحِلَ ،و أَنَّ الذی ذَکَرَه المصنِّفُ داخِلٌ فی القَصَبَهِ باعْتِبارِ ما قارَبَ الشیء أُعْطِی حُکْمُه،و علی أَنَّه سَقَطَ مِن بعضِ نسخِ الصِّحاحِ قوْله:أَیْضاً (1)،فعَلَی هذا لا اعْتِراضَ علیه، و یدلُّ لذلِکَ إنْشادَه و قَوْل سُوَیْد:

کالتُّؤَامِیَّه إن باشَرْتَها

قَرَّتِ العَینُ و طابَ المَضْجَعُ (2)

فإنَّه هکذا هو مَضْبوطُ کغُرابیه،و رَوَاه بعضُهم کالتَّوْأَمِیّه علی وَزْن جَوْهَرِیَّه.

و التَّوْأَمانِ :عُشْبَهٌ صغیرهٌ لها ثَمرهٌ مِثْلُ الکَمُّون کثیرَهُ الوَرَقِ تَنْبُتُ فی القِیْعانِ مُسْلَنْطِحهٌ ،و لها زهرَهٌ صَفْراءُ،عن أَبی حَنیفَهَ . و التِئْمَهُ ،بالکسْرِ،الشَّاهُ تکونُ للمرأَهِ تَحْلُبُها،و أَتْأَمَ :

ذَبَحَها ،ظاهِرُه أَنَّه کأَکْرَمَ و لیسَ کذلِکَ بل هو بالتَّشْدیدِ کافْتَعَل نَقَلَه الجوْهَرِیُّ فی ت ی م،و سَیَأْتی الکَلامُ علیه هناک.

و التَّوْأَمَهُ :بنْتُ أُمَیَّهَ بنِ خَلَفِ بنِ وهبِ بنِ حذافَهَ بنِ جمَحٍ الجمحیَّهُ ،کانت هی و أَخْتٌ لها فی بَطْنٍ واحِدٍ، و کانتْ عنْدَ أَبی دهْبلٍ الشَّاعِر،و اسمُ أَبی دهْبلٍ وهبُ بنُ زمعَهَ بنِ أَسیدٍ بنِ أُحیحَهَ ،و أَخُوها صفوانُ بنُ أُمَیَّه أَسْلَم، و صالِحُ بنُ أَبی صالِحٍ مَوْلاَها ،و اسمُ أَبی صالِحٍ نَبْهانُ رَوَی عن عائِشَهَ و أَبی هُرَیْرَهَ ،و عنه السُّفْیانان،قالَ أَبو حاتِمٍ .

لیسَ بالقَوِیّ ،و قالَ أَحْمدُ:صالِحُ الحَدِیْث،و قالَ ابنُ معینٍ :حجَّهٌ قبْلَ أَن یَخْتلطَ ،فروایَهُ ابنِ أَبی ذُؤَیْب عنه قبْلَ اخْتِلاطِه،تُوفی سَنَه مِائَه و خَمْس و عِشْرین،قالَهُ الذَّهبیُّ فی الکاشِفِ .

و أَمَّا بنْتُ أُمَیَّهَ المَذْکُور فإنَّها صَحابِیَّهٌ ،و فی هذا السِّیاقِ تَطْویلٌ و تِکْرارٌ،فلو قدَّمَ لَفْظ صَحابیَّهٍ علی قوْلِه و صالِحُ الخ،لسَلِمَ منهما فتأَمَّلْ .

و التَّوْأَماتُ :من مراکِبِ النِّساءِ کالمَشاجِبِ ،کذا فی النسخِ ،و الصَّوابُ کالمَشاجِرِ، لا أَظْلافَ (3)لها،واحِدَتُها تَوْأَمَهٌ ،قالَ أَبو قلابَهَ الهُذَلیُّ یذکُرُ الظُّعْن:

صَفّا جَوانحَ بَیْنَ التَّوْأَماتِ کما

صَفَّ الوُقوعَ حَمامُ المشْرَبِ الحانی (4)

و أَتْأَمَها :أَی أَفْضاها ،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ ،و أَنْشَدَ لعُرْوَه بنِ الوَرْد (5).

و کنتَ کلَیْلَهِ الشَّیْباءِ هَمَّتْ

بمَنْع الشَّکْرِ أَتْأَمَها القَبیلُ (6)

و القَبیلُ :الزَّوجُ ههنا.

ص:70

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

التَّوْأَمیَّهُ :اللُّؤْلُؤَهُ ،لُغَهٌ فی التُّؤامیَّه .

قالَ النَّجِیرَمِیُّ :عنْدِی أنَّ التَّوْأَمیَّهَ مَنْسوبَهٌ إلی الصَّدَفِ ، و الصَّدَفُ کلُّه توأم ،کما قالوا:صَدَفِیَّه،و هکذا وَرَد أَیْضاً

16- فی حَدِیث: أَ تَعْجِزُ إحْداکُنَّ أَنْ تَتَّخِذَ تَوْأَمِیّتین (1). هُما دُرَّتان للأُذُنِ إحْداهما تَوْأَمَه للأُخْری.

و قالَ ابن السِّکِّیت:هی تُخُومُ الأرضِ ،و الجَمْعُ تُخُم ، قالَ :و هی التُّخومُ أَیْضاً،بالضمِ ،علی لَفْظِ الجَمْعِ و لا یُفْرَدُ لها واحِدٌ،و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ لأَبی قیسِ بنِ الأَسْلَت:

یا بنِیَّ التّخومَ لا تَظْلِموها

إنَّ ظُلْمَ التُّخومِ ذو عُقَّالِ (1)

قالَ الفرَّاءُ: تُخومُها حُدودُها،أَ لا تَرَی أَنَّه قالَ :لا تَظْلِموها و لم یقُلْ لا تَظْلِموه ؟ قالَ ابنُ السِّکِّیت: أَو الواحدُ تُخْمٌ بالضَّمِّ ،و هذه شامِیَّهٌ ، و تَخْمٌ مِثْل فَلْس و فُلُوس،یقالُ :فلانٌ علی تَخْمٍ مِن الأَرْضِ و هو مُنْتَهَی کلّ قَرْیهٍ و أَرْضٍ .

و تَخُومَهٌ بفتحِهما ،و هذه نَقَلَها أَبو حَنیفَهَ عن السّلَمیّ ، و أَنْشَدَ أَبو عَمْرو لأَعْرَابیّ من بنِی سُلَیْم:

و إن أَفْخَرْ بمَجْدِ بَنِی سُلَیْم

أَکُنْ منها التَّخُومهَ و السَّرارا (2)

و قالَ أَبو عُبَیْدٍ:أَصْحابُ العَربیَّهِ یقُولُونَ :هی التَّخُومُ ، کصَبُورٍ،و یَجْعَلُونَها واحِدَه.و أَمَّا أَهْلُ الشأمِ فیَقُولُون بضمِ التاءِ یَجْعَلُونَها جَمْعاً و الواحِدُ تَخْم .

قلْتُ :و البَیْتُ الذی أَنْشَدَه الجوْهَرِیُّ یُرْوَی بالوَجْهَیْن.

و قالَ ابنُ بَرِّی:یقالُ : تَخُومٌ و تُخُومٌ و زَبورٌ و زُبورٌ و عَذوبٌ و عُذوبٌ ،قالَ :و لم یعلم لها رَابِع،و البَصْریُّون یقُولُون بالضمِ ،و الکُوفِیُّون یقُولُون بالفتحِ ،و قالَ کُثَیِّرٌ فی التُّخومِ بالضمِ .

و بُورِکَ مَن فیها و طابَتْ تُخومُها (3)

قالَ :و یُرْوَی:و طابَ .و قالَ ابنُ هَرْمه:

إذا نَزلُوا أَرْضَ الحَرام تَباشَرَتْ

بِرُؤْیَتهِم بَطْحاؤُها و تُخُومُها (4)

و یُرْوَی بالفتحِ أَیْضاً،و أَنْشَدَ ابنُ دُرَیْدٍ للمُنْذرِ بنِ وبرَهَ الثَّعْلبیّ :

و لهم دانَ کلُّ مَن قَلَّت العَیْ

رُ بنَجْدٍ إلی تُخوم العِراقِ (5)

و فی سِیاقِ المصنِّفِ قُصورٌ لا یَخْفَی.

و قالَ أَبو الهَیْثم:یقالُ : أَرْضُنا تُتاخِمُ أَرْضَکُم أَی تُحادُّها ،و بِلادُ عُمانَ تُتاخِمُ بِلادَ الشَّحْر.

و التُّخومُ .الحالُ الذی تُریدُه ،نَقَلَه شَمِرٌ عن ابنِ الأعْرَابیّ ،و أَنْشَدَ لعدِیّ بنِ زَیْدٍ:

جاعلاً سِرَّک التُّخومَ فما أَحْ

فِلُ قَوْلَ الوُشاهِ و الأَنْذالِ (6)

و التُّخَمَهُ ،کهُمَزَهٍ ،مِن الطَّعامِ أَصْلُها وُخَمَه،و سَیَأْتی فی «و خ م» إنْ شاءَ اللَّهُ تعالَی.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

اجْعَل هَمَّک تُخوماً أَی حَدّا تَنْتَهی إلیه و لا تُجاوزُه،و هو مجازٌ.

و هو طیِّبُ التُّخومِ ،یعْنِی الضَّرائِبَ (7)،رُوِی بضمٍ و بفتحٍ .

و قَرَأْت فی کتابِ نَصْر:هو بالحِجازِ وادٍ قَرِیْب مِن یَنْبُع.

و قیلَ :دُوَیْن مَدْیَن.

و أَیْضاً:مَوْضِعٌ فی بادِیَهِ البَصْرَه انتَهَی.فحینَئِذٍ قَوْلُ ابنِ بَرِّی قُرْبَ النَّقِیْع تَصْحیفٌ ،فإنَّ النَّقِیع مِن أَوْدِیَهِ المَدینَهِ ، فتأَمَّل.

ثم قالَ ابنُ بَرِّی:و رأَیْته بخطِّ القَزَّازِ تَرْیَم ،بفتحِ التاءِ، کما ذَکَرَه الجوْهرِیُّ ،قالَ :و الصَّوابُ تِرْیَم مِثَالُ عِثْیَر،قالَ :

و لیسَ فی الکَلامِ فَعْیَل غَیْرُ ضَهْیَد،قالَ :و لا یصحُّ فَتْح التاءِ مِن تِرْیم إلاَّ أَنْ یکونَ وَزْنها تَفْعَل،قالَ :و هذا الوَجْه غیْر مُمْتَنِع و الأوَّل أَظْهَر.

قلْتُ :و الذی فی نسخِ الصِّحاحِ کلِّها تِرْیَم بکسْرِ التاءِ (1)،هکذا هو مَضْبوطٌ و لعلّه إصْلاح فیمَا بعْد.

و التَّرِیمُ ، کأَمیرٍ:المُتواضِعُ للَّهِ تعالی ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ .

قالَ : و أَیْضاً المُلَوَّثُ بالمَعایِبِ أَو بالدَّرَنِ .

قالَ : و التَّرَمُ ،محرَّکهً ،وَجَعُ الخَوْرانِ .

و یقالُ : لا تَرَما کقَوْلِکَ لا سِیَّما.

و تارَمٌ ،کهاجَرَ:کورهٌ بأَذْرَبیجانَ .

و أَیْضاً: د،یُتاخِمُ ،أَی یُحاذِی، فُرَجَ ،کصُرَدٍ، و قد تُسَکَّنُ راؤُها ،و هکذا ینْطِقُون به.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

تَرْمُ بالفتحِ ،اسمٌ قَدِیمٌ لمدِینَهِ أَوال،قالَهُ نَصْر.

و تَرِیمٌ ،کأمیرٍ:مَدینَهٌ بحَضْرَ مَوْت سُمِّیَت باسمِ بانِیها تَرِیمُ بنُ حَضْرَمَوت.

قالَ شیْخُنا:یقالُ هی عشُّ الأَوْلیاءِ و مَنْبتُهُم،و فیها جماعَهٌ مِن شُهَداءِ بَدْرٍ.

قلْتُ :و هی مَسْکنُ السَّادَهِ آل باعلوی الآنَ ،و منها تَفَرَّقوا فی البِلادِ،و أَوَّل مَن اسْتَوْطَنَها منهم جَدّهم الأَکْبر أَحْمدُ بنُ عیسَی بنِ محمدِ بنِ علیِّ بنِ جَعْفرِ الصَّادِقِ الحُسَیْنیّ ،قَدِمَها مِن البَصْرهِ سَنَه ثلثمائه و خَمْس و أَرْبَعِیْن و أَعْقَبَ بها هذا الخَلَفَ الصالِحَ ،و قَبْرُه هناک فی سَفْح جَبَلٍ علی یمینِ المُتَوَجِّه إلی تَرِیم .

و قالَ نَصْر:و یقالُ تَرِیمٌ أَیْضاً بَلَدٌ بالشأمِ .و ذکر فی المَدینَهِ الیَمانِیَّه بالهَمْزهِ أَیْضاً.

به،أَو مِن الرَّجْمِ بالغَیْبِ لأنَّ المترجمَ یتوصَّلُ لذلِکَ به، قَوْلان لا تَنافِی بینهما،و هلْ هو عَرَبیُّ أَو مُعَرَّبُ درغمان، فتَصَرَّفوا فیه،خِلافٌ نَقَلَه شیْخُنا.

قلْتُ :إذا کان مُعَرَّباً فموضِعُ ذِکْرِه هنا لأنَّه حینَئذٍ لا یُشْتَقُّ مِن رَجَمَ فتأَمَّل.

و التَّرْجُمانُ بنُ هُرَیْم بنِ أَبی طَخْمَهَ :م مَعْروفٌ .

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

ترجمُ بنُ علیِّ الحُسَیْنیُّ و یُعْرَفُ بابنِ النَّعْجهِ ،سَمِعَ الحَدِیْث مع ابنِ نُقْطَه.

و المعمرُ محمدُ بنُ إبْراهیمَ بنِ ترجمٍ رَاوِی التَّرْمذیّ بالقاهِرَه عن ابنِ البَنَّاء،و أَبوه رَوَی عن البوصیری.

و المرحی بنُ ناجی بنِ ترجمٍ عن ابنِ رَوَاحَه.

و عبدُ اللّهِ بنُ ترجمِ بنِ رافعٍ الشافِعِیُّ ذَکَرَه مَنْصور فی الذّیْل.

*و ممَّا یُسْتدرکُ علیه:

بلُغَهِ أَهْلِ الیَمَنِ و أَهْلِ الغورِ، أَو کلُّ أُخْدودٍ فی الأَرْضِ تَلَمٌ ، ج أَتْلامٌ .

و قالَ ابنُ بَرِّی: التَّلَمُ خطُّ الحارِثِ ،و جَمْعُه أَتْلامٌ .

و النَنَفَهُ ما بینَ الخَطَّیْن،و السَّخْلُ :الخَطُّ ،بلغَهِ نَجْران.

و قالَ أَبو سعیدٍ: التِّلْمُ ، بالکسْرِ:الغُلامُ تلْمیذاً کانَ أَو غَیْر تِلْمیذ.

و قیلَ :هو الأَکَّارُ،و قیلَ : الصَّائِغُ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ .

أَو هو الحُمْلُوجُ و هو مِنْفَخُهُ الطَّویلُ ،ج تِلامٌ بالکسْرِ أَیْضاً.

و التَّلامُ ، کسَحابٍ :التَّلامیذُ التی یُنْفَخُ فیها مَحْذوفٌ أَی حُذِفَ ذَالُهُ ،قالَ :

کالتَّلامِیذِ بأَیْدی التِّلامِ (1)

یُرْوَی بالکسْرِ و یُرْوَی بأیْدی التَّلامِی،بالفتحِ و إثْباتِ الیاءِ،و علی الأَخیرِ فأَرادَ التَّلامیذَ،یعْنِی تَلامِیذَ الصَّاغَه، هکذا رَوَاه أَبو عَمْرو،و قالَ :حَذْفُ الذالِ مِن آخرِها کقَوْلِ الآخر (2):

لها أَشارِیرُ من لَحْم تُتَمِّرهُ

من الثَّعالی و وَخْزٌ من أَرانِیها (3)

أَرادَ مِن الثعالِبِ و مِن أَرانِبها،و مَن رَوَاه بالکسْرِ فقد فسَّرَ بمَا مَضَی مِن قوْلِ أَبی سعیدٍ و ابنِ الأَعْرَابیِّ .

و قالَ الأَزْهرِیُّ :قالَ اللَّیْثُ :إنَّ بعضَهم قالَ :التّلامِیذُ الحَمالیجُ التی یُنْفَخ فیها،قالَ :و هذا باطِلٌ ما قالَهُ أَحدٌ.

و الحَمالِیجُ ،قالَ شُمِرٌ:هی مَنافِخُ الصَّاغهِ .

و قالَ ابنُ بَرِّی:و قد جاءَ التَّلامُ بالفتحِ فی شعْرِ غَیْلان بن سَلَمَهَ الثقَفِیّ :

و سِرْبال مُضاعَفَه دِلاصٍ

قد احْرَزَ شَکَّها صُنْعُ التَّلامِ (4)

و یُرْوَی أَیْضاً بالکسْرِ. و لم یَذْکُرِ الجوهریُّ غیرَها،و لیسَ مِن هذه المادَّه إنَّما هو من بابِ الذَّالِ ،أَی فلذلِکَ کَتَبها المصنِّفُ بالحُمْرهِ بناء علی أَنَّها مِن زیادَاتِه علی الجوْهَرِیِّ إلاَّ أنَّه لم یَذْکُرِ التّلْمیذ فی بابِ الذالِ أَصْلاً،و هو عَجِیبٌ و قد اسْتَدْرکْنا علیه هناک.

و قَال جماعَهٌ : التَّمامُ الإتْیانُ بما نَقَصَ مِن الناقِصِ ، و الکَمالُ الزِّیادَهُ علی التَّمامِ ،فلا یَفْهم السامِعُ عَربیًّا أَو غیره من رَجُل تامّ الخَلْق إلاَّ أنَّه لا نَقْصَ فی أَعْضائِه و یفهم (1)من کامل و خَصّه بمعْنَی زائِدٍ علی التَّمامِ کالحسن و الفَضْل الذّاتیّ أَو العَرضیّ ،فالکَمالُ تَمامٌ و زِیادَهٌ فهو أَخَص،و قد یُطْلَق کلّ علی الآخِرِ تَجَوُّزاً،و علیه قوْلُه تعالَی: اَلْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی (2)،کذا فی کتابِ التَّوْکیدِ لابنِ أَبی الاصْبَع.

و قیلَ : التَّمامُ یَسْتدْعی سبق نقص بخلافِ الکمالِ ، و قیلَ :غیرُ ذلِکَ ممَّا حَرَّرَه البهاءُ السَّبْکی فی عروسِ الأَفْراحِ ،و ابنُ الزّملکانی فی شرْحِ التِّبْیان،و غیرُ واحِدٍ.

قلْتُ :و قالَ الحَرالیُّ :الکَمالُ الانْتهاءُ إلی غایَهٍ لیسَ وَراءَها مُریدٌ من کلِّ وَجْه.

و قالَ ابنُ الکَمالِ :کمالُ الشیءِ حُصُولُ ما فیه الغَرَض منه،فإذا قیلَ :کَمُلَ فمعْناهُ حَصَل ما هو الغَرَضَ منه.

و لَیْلُ التِّمامِ ،ککِتَاب ،و لَیْلُ تِمامٍ کِلاهُما بالإضافَهِ .

و لَیْلٌ تِمامٌ و لَیْل تِمامِیُّ کِلاهُما علی النَّعْتِ ، أَطْولُ ما یکونُ من لیالی الشِّتاءِ.

قالَ الأَصْمَعِیُّ :و یَطولُ لَیْلُ التَّمام حتی تَطْلُع فیه النُّجومُ کُلُّها،و هی لَیْلهُ مِیلادِ عیسَی،علی نبیِّنا و علیه أَفْضل الصَّلاه و السَّلام،و النَّصارَی تعظِّمُها و تقومُ فیها، أَو هی ثلاثُ لَیالٍ لا یُسْتَبانُ نُقْصانُها مِن زِیادَتِها، أَو هی إذا بَلَغَتِ اثْنَتَیْ عَشْرَهَ ساعهً فَصاعِداً ،أَو إذا بَلَغَتْ ثلاثَ عَشَرَهَ ساعهً إلی خَمْس عَشَرَهَ ساعهً ،قالَ امْرؤُ القَیْسِ :

فَبِتُّ أُکابِدُ لَیْلَ التِّما

مِ و القَلْبُ من خَشْیَهٍ مُقْشَعِرْ (3)

و قالَ أَبو عَمْرو:و لَیْلُ التِّمام ستَّه أَشْهُر:ثَلاثَه أَشْهُر حینَ یَزِیدُ علی اثنَتیْ عَشْره ساعهً ،و ثَلاثَه أَشْهُر حینَ یَرْجِع، قالَ :و سَمِعْت ابنَ الأَعْرابیِّ یقولُ :کلُّ لیلهٍ طالَتْ علیکفلم تَنَمْ فیها فهی لَیْلهُ التِّمام ،أَو هی کلَیْلَهِ التِّمام ،و قالَ الفَرَزْدق:

تِمَامِیًّا کأَنَّ شَآمِیاتٍ

رَجَحْنَ بجانِبَیْه من الغُؤُور (4)

و قالَ ابنُ شُمَیْل:لَیْلهُ السَّواء لَیْلهُ ثَلاثَ عشرَهَ ،و فیها یَسْتوی القَمَرُ،و هی لَیْلهُ التَّمام .و لَیْلهُ تَمامِ القَمَر هذا بفتحِ التاءِ،و الأَوَّل بالکسْرِ.

و یقالُ : وَلَدَتْهُ لتِمٍّ و تِمامٍ ،بکسْرِهما و یُفْتَحُ الثانی:أَی بلُغَتهِ تَمام الخَلْقِ أَی تَمَّ خَلْقه.

و حَکَی ابنُ بَرِّی عن الأصْمَعِیّ :وَلَدَتْه للتَّمام ،بالأَلِفِ و اللاَّمِ ،قالَ :و لا تَجِیءُ نَکِرَهً إلاَّ فی الشِّعْرِ.

و أَتَمَّتِ المرْأَهُ فهی مُتِمُّ :دَنا وِلادُها.

و أَتَمَّتِ الحُبْلی:إذ أَتَمَّتْ أَیَّامَ حَمْلِها.

و أَتَمَّتِ الناقَهُ :دَنا نتاجُها.و

17- فی حَدِیْث أَسْماءٌ: «خَرَجْت و أَنا مُتِمٌّ ». یقالُ :امْرأَهُ مُتِمٌّ للحامِلِ إذا شارَفَتِ الوَضْع.

و أَتَمَّ النَّبتُ :اکْتَهَلَ .

و أَتَمَّ القَمَرُ:امْتَلأَ فَبَهَرَ،فهو بَدْرُ تَمامٍ ،و یُکْسَرُ و یُوصَفُ به. و یقالُ :قمرُ تَمامٍ إذا تَمَّ لَیْله البَدْرِ.

و قالَ ابنُ دُرَیْدٍ:وُلِد الغُلامُ لِتِمٍّ و تِمَامٍ و بدرُ تِمَامٍ و کلُّ شیءٍ بعْدَ هذا فهو تَمامٌ ،بالفَتْح.

و اسْتَتَمَّ النَّعْمهَ بالشُّکْرِ: سَأَلَ إِتْمامَها .

وَ تَمَّمَ الکَسْرُ:انْصَدَعَ و لم یَبِن،أَو انْصَدَعَ ثم بانَ کَتَمَّ (5) فیهما ،قالَ ذو الرُّمَّهِ :

کانْهِیاض المُعْنَتِ المُتَتَمِّمِ (6)

أَی تَمَّ عَرَجُه کَسْراً،کذا فی النسخِ و الصَّوابُ : کتَتَمَّم فیهما أَی بتاءَیْن.

ص:76

و تَمَّمَ علی الجَریحِ :أَجْهَزَ ،و هو مجازٌ.

و تَمَّمَ القَوْمَ :أَعْطاهُم نَصِیبَ قِدْحه ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ ، و أَنْشَدَ:

إِنی أُتَمِّمُ أَیْسارِی و أَمْنَحُهُمْ

مَثْنی الأَیادِی و أَکْسُو الجَفْنَه الأُدُمَا (1)

أَی أُطْعِمُهم ذلِکَ اللَّحْمَ ،قیلَ :و به سُمِّی الرجُلُ مُتَمِّماً .

و تَمَّمَ الرجُلُ : صَارَ هَواهُ أَو رأَیُه أَو مَحَلَّتُه تَمِیمیّاً ،نَقَلَه اللَّیْثُ ، کتَتَمَّم بتاءَیْن کما یقالُ :تَمَضَّرَ و تَنَزَّرَ،و کأَنَّهم حَذَفُوا إِحْدَی التاءَیْن اسْتِثْقالاً للجَمْعِ .

قالَ الأَزْهرِیُّ :و هذا هو القِیاسُ فیما جاءَ فی هذا البابِ .

و تَمَّمَ الشَّیءَ:أَهْلَکَه و بَلَّغَه أَجَلَه ،قالَهُ شَمِرٌ،و أَنْشَدَ لرُؤْبَهَ :

فی بَطْنِه غاشیهٌ تُتَمِّمُه (2)

قالَ :و الغاشِیَهُ وَرَمٌ یکونُ فی البَطْنِ .

و التَّمِیمُ ،کأَمیرٍ: التَّامُّ الخَلْقِ ،و أَیْضاً: الشَّدیدُ الخَلْقِ مِن الناسِ و الخَیْلِ ،و هی بهاءٍ،قالَ :

و صُلْبِ تَمِیمِ یَبْهَرُ اللِّبْدَ جَوْزُه

إذا ما تَمَطَّی فی الحِزام تَبَطَّرا (3)

و التَّمِیمُ : جَمْعُ تَمِیمَهٍ کالتَّمائِم :اسمٌ لخَرَزَهٍ رَقْطاءَ تُنْظَمُ فی السَّیْرِ ثم یُعْقَدُ فی العُنُقِ ،قالَ سلمهُ بنُ خُرْشُب:

تُعَوَّذُ بالرُّقَی من غیرِ خَبْلٍ

و یُعْقَد فی قَلائِدِها التَّمِیمُ (4)

و قالَ رقاعُ (5)بنُ قیسِ الأسَدِیّ :

بِلاَدٌ بها نِیطَتْ علیَّ تَمائِمِی

و أَوَّل أَرضٍ مَسَّ جِلْدی تُرابُهاو قالَ أَبو ذُؤَیْب:

و إذا المَنِیَّهُ أَنْشَبَتْ أَظْفارَها

أَلْفَیْتَ کلَّ تَمِیمه لا تَنْفَعُ (6)

قالَ الأزهرِیُّ :و مَن جَعَل التّمائِمَ سُیوراً فغَیْرٌ مُصِیبٍ و أَمَّا قَوْلُ الفَرَزْدقِ :

و کیف یَضِلُّ العَنْبَرِیُّ ببلْدهٍ

بها قُطِعَت عنه سُیور التَّمائِمِ ؟ (7)

فإنَّه أَضافَ السُّیورَ إلی التَّمائِمِ لأنَّ التَّمائِمَ خَرَزٌ یُثْقَبُ و یُجْعَلُ فیها سُیورٌ و خُیوطٌ تُعَلَّقُ بها قالَ :و لم أَرَ بینَ الأَعْرَابِ خِلافاً أَنَّ التَّمِیمهَ هی الخَرَزَهُ نَفْسُها.

و تَمَّمَ المَوْلودَ تَتْمِیماً :عَلَّقَها علیه ،عن ثَعْلَب.

و المُتَمُّ بفتحِ التاءِ ،أَی مع ضمِ المیمِ ، مُنْقَطَعُ عِرْقِ السُّرَّهِ .

و التُّمَمُ کصُرَدٍ و عِنَبٍ :الجِزَزُ من الشَّعَرِ و الوَبَرِ و الصُّوفِ ممَّا تتمُ به المرْأَهُ نَسْجَها، الوَاحِدَهُ تُمَّهٌ ،بالضَّمّ ، و الکَسْرِ.

و فی المُحْکَمِ : و أَمَّا التَّمُّ بالفتحِ فهو اسمُ الجَمْعِ و التِّمُّ بالکسْرِ:الفأْسُ (8)،عن ابنِ الأعْرابیِّ .

و قالَ غیرُه: المِسْحاهُ ،و الجَمْعُ تِمَمٌ .

و اسْتَتَمَّه طَلَبَها ،أَی الجِزَز، منه لیُتِمَّ بها نَسْجَه،قالَ أَبو دُوَاد:

فَهْیَ کالبَیْضِ فی الأَداحِیِّ لا یُو

هَبُ منها لِمُسْتَتِمٍّ عِصامُ (9)

أَی هذه الإِبِلُ کالبَیْضِ فی الصِّیانَهِ و المَلاسَهِ لا یُوجَدُ فیها ما یُوهَبُ لأنَّها قد سَمِنَت و أَلْقَت أَوْبارَها،و المُسْتَتِمُّ الذی یطلُبُ التُّمَّهَ ،و العِصامُ :خَیْطُ القِرْبه.

فأَتَمَّهُ :أَعْطاهُ إیَّاها.

ص:77

و التُّمَّهُ و التُّمَّی بضمِّهما کرُبَّهٍ و رُبَّی ذلک المَوْهُوبُ مِن الصُّوفِ أَو الوَبَرِ.

و تَمامُ ، کسَحابٍ :ثلاثهٌ صَحابیُّونَ و هم: تَمامُ بنُ العَبَّاسِ بنِ عبدِ المطَّلِبِ ابن عَمَّ رَسُولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم قالَ ابنُ عبدِ البر:له رِوایَهٌ و أُمُّه أُمُّ ولدٍ رُومِیَّه.

قلْتُ :و کانَ آخِرُ أَوْلادِ أَبیهِ و عاشِرُهم و فیه یقولُ الشاعِرُ:

تَمُّوا بتَمامٍ و کانوا عَشْرَه

و تمَامُ بنُ عُبَیْد الأسَدِیُّ ،مِن أَسدِ خزیمَهَ .

و تَمامٌ له وِفادَهٌ مع بحیرا و أَبْرهَهَ فی حَدِیْثٍ ساقِطٍ بمره.

و تَمامُ بنْتُ الحُسَیْن بنِ قَنانٍ المُحَدِّثَهُ عن هبهِ اللّهِ بنِ الطَّبری.

و التمامُ من العَرُوضِ ما اسْتَوْفَی نِصْفُه نِصْفَ الدَّائرَهِ و کان نِصْفُه الأَخیرُ بمَنْزِلَهِ الحَشْوِ یجوزُ فیه ما جَازَ فیه،أَو التامُّ مِن الشِّعرِ ما یُمْکِنُ أَنْ یَدْخُلَه الزِّحافُ فَیَسْلَمَ منه ،و قد تَمَّ الجُزءُ تَماماً .

و المُتَمَّمُ ،کمُعَظَّمٍ :کلُّ ما زِدْتَ علیه بعْدَ اعْتِدالِ البَیْتِ ،و کانَا مِن الجُزْءِ الذی زِدْتَه علیه نَحْو فاعِلاَتُنْ فی ضَرْبِ الرَّملِ ،سُمِّی مُتَمَّماً لأنَّک تَمَّمْتَ أَصْلَ الجُزْءِ.

و مُتَمَّمُ (1) بنُ نُوَیْرَهَ بنِ حَمْزَه التَّمِیمیُّ الیَرْبوعیُّ الشَّاعِرُ الصَّحابِیُّ ،أَخُو مالِکٍ ،رَضِیَ اللّهُ تعالَی عنهما،له شِعْرٌ ملیحٌ ،و أَخُوه المَذْکُور له وِفادَهٌ .

و قالَ ابنُ الأعْرَابیِّ :سُمِّی به لأَنَّه کان یُطْعِمُ اللّحْمَ للمَسَاکِیْن.

و المُتَمِّمُ ، کَمُحَدِّثٍ :مَنْ فازَ قِدْحَه مَرَّهٍ بعْدَ مَرَّهٍ فأَطْعَمَ لَحْمَهُ المَساکینَ ،أَو تمم نَقَصَ أَیْسار جَزُورِ المَیْسرِ فأَخَذَ رجُلٌ ما بَقِی حتی یُتَمِّمَ الأَنْصِباءَ.

و تَمِیمٌ ، کأَمیرٍ:ابنُ مُرِّ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَهَ أَبو قَبیلَهٍ مِن مُضَر مَشْهورُهٍ ، و یُصْرَفُ . قالَ شیْخُنا:الصَّوابُ :و یُمْنَع لأنَّ الصَّرْفَ فیه أَکْثَر،و قد یُمْنَعُ کغَیْرِه مِن أَسْماءِ القَبائِلِ کثقیف و شبهه،و الصَّرْفُ فی تَمِیم أَکْثَرُ.

قلْتُ :و قالَ سِیْبَوَیْه:مِن العَرَبِ مَنْ یقولُ هذه تَمِیمٌ یَجْعَلُه اسْماً للأَب و یَصْرِف،و منهم مَن یَجْعَله اسْماً للقَبیلَهِ ،فلا یَصْرِف،و قالَ :قالُوا تَمِیمُ بنتُ مُرٍّ فأَنَّثُوا و لم یقولُوا ابن.

و تَمِیمُ : ثَمانِیَه عَشَرَ صَحابیّاً منهم: تَمِیمُ بنُ أَسیدٍ العودیّ (2)،و تَمیمُ بنُ أَوْسٍ الدَّارِیُّ ،و تَمیمُ بنُ بِشَرٍ الأَنْصَارِیُّ ،و تَمیمُ بنُ حراشَهَ (3)الثَّقفیُّ ،و تَمیمُ بن الحَارِثِ السّهمیُّ ،و تَمیمُ بنُ حجر الأَسْلمیُّ ،و تَمیمُ بنُ الحمامِ الأَنْصاریُّ ،و تَمیمُ بنُ مولی خِرَاش (4)،و تَمیمُ بنُ رَبیعَهَ الجهنیُّ ،و تَمیمُ بنُ زَیْدٍ الأَنْصارِیُّ ،و تَمیمُ بنُ سعدٍ التَّمِیمییُّ ،و تَمیمُ بنُ سَلَمَهَ ،و تَمیمُ بنُ عبدِ عَمْرٍو أَبو الحَسَن،و تَمیمُ مَوْلَی بنِی غنمٍ ،و تَمیمُ بنُ معبدٍ الأَنْصارِیُّ ،و تَمیمُ بنُ بسرٍ (5)،و تَمیمُ بنُ یَزید،و تَمیمُ بنُ یعارُ رَضِیَ اللّهُ تعالَی عنهم.

و کسفینهٍ : تَمِیمَهُ بنْتُ وَهْبٍ مطلَّقهُ رَفاعه القُرَظیّ ،التی قیلَ لها حتی تَذُوقی عُسَیْلَتَه.

و تَمِیمهُ بنْتُ أَبی سُفْیان أُمَیَّه بن قَیْسٍ الأَشْهَلیّهُ بایَعَتْ ، صَحابیَّتانِ ،رَضِیَ اللّهُ تعالَی عنهما.

و التَّمْتَمَهُ :رَدُّ الکَلامِ إِلی التاءِ و المیمِ ،و قیلَ هو أَنْ یَعْجَل بکلامِه فلا یکادُ یُفْهِمک، أَو هو أَنْ تَسْبِقَ کَلِمَتُه إِلی حَنَکِه الأَعْلَی.

و قالَ اللَّیْثُ : التَّمْتَمَهُ فی الکَلامِ أَنْ لا یبین اللّسان یُخْطِیء مَوْضِعَ الحَرْفِ فیَرْجِع إِلی لَفْظ کأَنَّه التَّاء و المِیْم، و إِنْ لم یکن بَیِّناً.

و قالَ المبرِّدُ: التَّمْتَمَهُ التَّرْدیدُ فی التاءِ،و الفَأْفَأَهُ :التَّرْدیدُ فی الفاءِ، فهو تَمْتامٌ و هی تَمْتامَهٌ ،و لم یَقُلْ :و هی بهاءٍ، و کأَنَّه نَسِی اصْطِلاحَه.

ص:78

و التُّمامَهُ ، کثُمامَهٍ :البَقِیَّهُ مِن کلِّ شیءٍ.

و التَّمْتامُ :لَقَبُ أَبی جَعْفرٍ محمدِ بنِ غالِبِ بنِ حَرْبٍ الضَّبیِّ التَّمَّارِ ،و یُعْرَفُ أَیْضاً ببیَّاعِ الطّعامِ ،حَدَّثَ عن عبدِ الصَّمدِ بنِ النُّعْمان و معلی بنِ مَهْدی و عَمَّارِ بنِ رزبی، و مُسْلم بنِ إبْراهیم،و عنه أَبو بکْرٍ محمدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ إِبْراهیم و إِسْماعیلُ بنُ یَعْقوب بنِ إبْراهیم البَغْدادِیّ .و قد وَقَعَتْ لنا أَحادِیْثَه عالیه فی الخلعیات.

و تَمَّامٌ ، کشَدَّادٍ:جماعَهٌ مِن الناسِ .

و یقالُ : تَتَامُّوا :أَی جاؤُوا کُلُّهُم و تَمُّوا ،و یقالُ :اجْتَمَعوا فتَتَامُّوا عَشرَهً .و

16- فی الحَدِیْث: « تَتَامَّتْ إِلیه قُرَیْش». أَی أَجابَتْه و جَاءَتْه مُتَوافِرَه مُتَتابِعَهً .

و التَّتَمُّمُ :مَن کانَ به کَسْرٌ یَمْشِی به ثم أَبَتَّ فَتَتَمَّمَ .

یقالُ :ظَلَعَ فلانٌ ثم تَتَمَّمَ تَتَمُّماً ،أَی تَمَّ عَرَجُه کَسْراً.

و التُّتْمُمُ (1)،بالضمِ :السُّمَّاقُ .

*و ممّا یُسْتدْرکُ علیه:

کَلمهٌ تامَّهٌ ،و دَعْوهٌ تامَّهٌ وُصِفَتا بالتّمامِ لأَنَّهما ذِکْر اللّهِ فلا یجوزُ أَنْ یکونَ فی شیءٍ منهما نَقْصٌ أَو عَیْبٌ .

و تَمَّ إِلی کذا:بَلَغَه،قالَ العجَّاجُ :

لما دَعَوْایالَ تَمِیمٍ تَمُّوا

إِلی المَعالی و بهنَّ سُمُّوا (2)

و تَمَمَ علی الأَمْرِ بإِظْهارِ الإِدْغامِ أَی اسْتَمَرَّ علیه،و هکذا رُوِی

17- حَدِیْث مُعاوِیَه: «إِن تَمَمْتَ علی ما تُریدُ».

قالَ ابنُ الأَثیرِ:و هی بمعْنَی المُشَدَّدِ.

و التَّمِیمُ مِن الرِّجالِ :الطَّویلُ .

و الجَذَعُ (3)التامُّ : التِّمُّ الذی اسْتَوْفَی الوَقْت الذی یسمَّی فیه جَذَعاً و بَلَغَ أَنْ یسمَّی ثَنِیّاً.

و التَّمَمُ ،محرَّکهً : التامُّ الخَلْق،و مِثْلُه:خَلْقٌ عَمَمٌ .و قالَ ابنُ الأَعْرَابیِّ : تُمَّ إِذا کُسِرَ و تُمَّ إِذا بلَّغ.

و فی الأَساسِ : تَمَمْت عنه العینَ :دَفَعْتها بتَعْلِیق التَّمِیمَه .

وَحْفٌ کأَنَّ النَّدَی و الشمسُ ماتِعهٌ

إِذا تَوقَّد فی أَفْنانِهِ التُّومُ (1)

و

16- فی الحَدِیْث: «أَتَعْجِز إِحْداکُنَّ أَن تَتَّخِذ تُومَتَیْن مِن فضَّهٍ ثم تُلَطِّخَهما بعَنْبر»؟ و قالَ اللَّیْثُ : التُّومهُ القُرْطُ ،زادَ غیرُه: فیه حَبَّهٌ کبیرهٌ .

و فی الصِّحاحِ : التُّومهُ واحِدُ التُّوَمِ ،و هی حَبَّهٌ تُعْمَل مِن الفضَّهِ کالدرَّهِ ،و به فسِّرَ شِعْرُ ذی الرُّمَّهِ السابق.

و قالَ الأَزْهرِیُّ :مَن قالَ الدُّرَّه تُومَه شَبَّهها بما یُسوَّی مِن الفضَّهِ کاللُّؤْلُؤَهِ المُسْتدیرَهِ تَجْعلُها الجارِیَهُ فی آذانِها.و

16- فی حَدِیْث الکَوْثر: «و رَضْراضُه التُّومُ ».

و مِن المجازِ: التُّومَهُ : بَیْضَهُ النَّعامِ ،جَمْعُه تُومٌ ،قالَ ذو الرُّمَّهِ :

و حتی أَتی یومٌ یَکادُ من اللَّظی

به التُّومُ فی أُفْحُوصه یَتَصَیَّحُ (2)

قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :أَرَادَ البَیْض،فسَمَّاه تُوماً علی الاسْتِعارَهِ .

و أُمُّ تُومهَ :الصَّدَفُ ،عَلَمٌ و لذا لم یُصْرَف کابنِ دَأْیَه.

و تُوماءُ ،بالضمِ مَمْدوداً: ه بِدِمَشْقَ و إِلیه نُسِبَ تُوماءَ أَحَدُ أَبْوابِها،قالَ جَریرٌ:

صَبَّحْنَ تَوْماءَ و الناقُوسُ یَضْربُه

قَسُّ النصارَی حَراجِیْجاً بنا تَجِفُ (3)

و تُومَی ، بالقَصْرِ:أَحَدُ الحَوارِیِّین ،علیهم السَّلامُ ،و به سُمِّی الحَکِیم أَیْضاً،و بحمارِهِ یُضْرَبُ المَثَلُ .

و تُوَمَی ،کأُرَبَی ،أَی بضمٍ ففتحٍ : ع بالجَزیرَهِ ،و ضَبَطَه نَصْر تُومَی بضمٍ .

و تومٌ ،کنوحٍ :ه بأَنْطاکیهَ .

و تَوَمُ ، بالتحریکِ :ه بالیَمامَهِ .

و تُوَیْمَهُ ، کجُهَیْنَهَ :ماءٌ (4)لبنِی سُلَیْم. و المُتَوَّمُ ، کمُعَظَّمٍ :المُقَلَّدُ.

و فی الأَساسِ :صَبِیُّ مُتَوَّمٌ :مُقَرَّطٌ بدُرَّتَیْن،قالَ أَبو النجْم:

یا دَجْلَ قد کنتِ زَماناً مَحْرما

ما کنتِ تُعْطِین الفقیرَ دِرْهما

و تُغْرِقِین الشیخَ و المُتَوَّما

و تَمْنَعِیْن السُّنْبَلَ المحزَّما (5)

و ممّا یُسْتدْرکُ علیه:

التُّوَمَتان قَصِیدَتان لجَریر مَدَحَ بهما عبْدَ العَزیزِ بنِ مَرْوانَ إِحْداهما:

ظَعَن الخَلیطُ بغُرْبه و تَنائِی

و لقد نَسِیت بَرامَتَیْنِ عَزائِی (6)

و الأُخْری:

یا صاحِبَیَّ دَنا الرَّواحُ فَسِیَرا (7)

و التُّومهُ ،بالضمِ :الدُّرُّ،لُغَهُ فی التُّؤَامِیَّه بالهَمْزِ و قد تقدَّمَ .

و تَهِمَ البَعیرُ تَهَماً :إذا اسْتَنْکَرَ المَرْعَی فلم یَسْتَمْرِئْهُ و سَاءَ حالُهُ .

و تِهامهُ ،بالکسْرِ. قالَ شیْخُنا:و هو المَعْروفُ و لا یُفْتَح إلاَّ مع النَّسَبِ کما فی الفَصِیحِ و شرُوحِه.و بسطَه الفیومّی فی المصْباحِ فقَوْل السَّیِّد الحمویّ فی شرْحِ الکَنْز فی بابِ العشرِ و الخَرَاجِ مِن الجِهادِ:إنّه یجوزُ فی تِهامَه الفَتْحُ أَی بغیرِ نَسَبٍ لا یُعْرفُ فی شیءٍ من الدَّوَاوِیْن: مَکَّهُ ،شرَّفَها اللَّهُ تعالَی ،یجوزُ أَنْ یکونَ اشْتِقاقُها مِن الأوَّل لأنَّها سَفُلَتْ عن نجد فَخَبُث رِیحُها،أَو مِن التَّهَمِ و هو شِدَّهُ الحَرِّ و سُکون الرِّیحِ .

و تِهامَهُ أَیْضاً:اسمُ أَرْضٍ (1)م أَی مَعْروفَه،و هی ما بینَ ذاتِ عِرْق إلی مَرْحَلَتَیْن من وَرَاء مکَّه،و ما وَرَاء ذلِکَ مِن الغَرْب فهو غَوْر،و نَجْد ما بینَ العُذَیْب إلی ذاتِ عِرْق و إلی الیَمامَه و إلی جَبَلَیْ طَییءٍ،و إلی وَجْره و إِلی الیَمَنِ ،و ذاتُ عِرْق أَوَّل تِهامَه إلی البَحْر و جُدَّهَ ،و المَدینَهُ لا تِهامِیَّه و لا نَجْدیَّه.و یقالُ :إنَّ الصَّحیحَ أنَّ مکَّهَ من تِهامَه کما أنَّ المَدینَهَ مِن نَجْد، لا د أَی لیسَ تِهامَه اسم بَلَدٍ، و وَهِمَ الجَوْهرِیُّ فی ذلِکَ .

و هو تِهامِیُّ ،بالکَسْرِ و تَهامٍ ،بالفتْحِ .

قالَ الجوْهرِیُّ :إذا فُتِحَتِ التاءُ لم تُشَدَّد کما قالوُا:

رجُلٌ یَمانٍ و شآمٍ ،إلاَّ أَنَّ الأَلِفَ فی تَهامٍ مِن لفْظِها، و الأَلف فی شآمٍ و یَمانٍ عِوَضٌ مِن یاءِ النِّسْبهِ .

و وَجَدْت بخطِّ أَبی زکریا ما نَصَّه:الصَّوابُ من إحْدَی یاءَی النَّسَبِ و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لابنِ أَحْمر:

و کنَّا و همْ کابْنَیْ سُباتٍ تَفَرَّقا

سِویً ثم کانا مُنْجِداً و تَهامِیَا

و أَلْقی التَّهامِی منهما بِلَطانِه

و أَحْلَط هذا لا أَرِیمُ مَکانِیَا (2)

و أَنْشَدَ ابنُ بَرِّی لأَبی بکْرِ بنِ الأسْود اللَّیْثی،و یُعْرَف بابنِ شعوب،و هی أُمُّه:

ذَرِینی أَصْطَبِحْ یا بکْرُ إنِّی

رأَیتُ الموتَ نَقَّب عن هِشامِ

تَخَیَّره و لم یَعْدِلْ سِواهُ

فَنِعْمَ المَرْءُ من رجُل تَهامِ ! (3)

و فی المُحْکَمِ :النَّسَبُ إلی تِهامَه تِهامِیُّ و تَهامٍ علی غیرِ قِیاسٍ ،کَأَنَّهم بَنَوا الاسمَ علی تَهْمِیّ أَو تَهَمِیّ ،ثم عَوَّضُوا الأَلِفَ قبْل الطَّرف مِن إحْدَی الیاءَیْن اللاَّحِقَتَیْن بعْدَها، و هذا قَوْلُ الخَلِیلِ .

و قومٌ تَهامونَ کَیمانونَ .

و قالَ سِیْبَوَیْه:و منهم مَنْ یقولُ تَهامِیّ و یَمانِیّ و شَآمِیَّ بالفتحِ مع التّشْدیدِ،نَقَلَه الجوْهرِیُّ .

و المِتْهامُ ،بالکسْرِ،الرجُلُ الکثیرُ الإِتْیانِ إِلیها.

و إِبِلٌ مَتاهِیمَ و مَتاهِمُ :تأْتی تِهامَهَ ،و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ :

أَلا انْهَماها إنَّها مَناهِیمْ

و إِنَّنا مَناجِدٌ مَتاهِیمْ (4)

یقولُ :نَحْن نَأْتی نَجْداً ثم کثیراً ما نأْخُذُ منها إلی تِهامَهَ .

و أَتْهَمَ الرَّجُلُ : أَتاها أَو نزلَ فیها ،و کذلِکَ النَّازِل بمکَّه یقالُ له مُتْهِمٌ ،و قالَ الممزَّقُ العَبْدِیُّ :

فإِنْ تُتْهِمُوا أُنْجِدْ خِلافاً علیهم

و إنْ تُعْمِنوا مُسْتَحْقبی الحَرْب أُعْرِق (5)

و قالَ الرِّیاشیُّ :سَمِعْت الأَعْرابَ یقولُونَ :إذا انْحدَرْت مِن ثَنایَا ذاتِ عِرْق فقد أَتْهَمْت ، کتاهَمَ و تَتهَّمَ أَتَی تِهامَهَ ، قالَ أُمَیَّهُ الهُذَلیُّ :

شَآم یَمان مُنْجِد مُتَتَهِّم

حِجازیَّه أعْراضُه و هو مُسْهِلُ (6)

و أَتْهَمَ البَلَدَ:اسْتَوْخَمَه و اسْتَخْبَثَ رِیْحَه.

و التَّهَمُ ،محرَّکهً :شِدَّهُ الحَرِّ و رُکودُ الرِّیحِ ،قیلَ :به سُمِّیت تِهامَهُ .

و التَّهْمَهُ ،بالفتْحِ :البَلْدَهُ .

ص:81

و أَیْضاً: لُغَهٌ تُسْتَعْمل فی مَوْضِعِ تِهامَه کأَنَّها المَرَّه فی قیاسِ قَوْلِ الأَصْمَعیّ .

و التَّهَمَهُ ، بالتَّحریکِ ،الأَرْضُ المُتَصَوِّبَهُ إلی البَحْرِ ، حَکَاه ابنُ قتیبَهَ عن الزّیادِی عن الأصْمَعِیّ ، کالتَّهَمِ ، محرَّکهً أَیْضاً، کَأَنَّهما مَصْدرانِ من تِهامَهَ .

قالَ ابنُ بَرِّی:و هذا یَقوِّی قَوْلَ الخَلیلِ فی تَهامٍ کأَنَّه مَنْسوبٌ إلی تَهَمَه أَو تَهْمه .

و قالَ ابنُ جنیِّ :و هذا التَّرْخیمُ الذی أَشْرف علیه الخَلیلُ ظنّاً قد جاءَ به السّماع أَیْضاً،أَنْشَدَ أَحمدُ بنُ یَحْیَی:

أَرَّقَنِی اللیلهَ لیلٌ بالتَّهَمْ

یا لک بَرْقاً مَن یَشِمْه لا یَنَمْ (1)

و أَنْشَدَ الجوْهرِیُّ لشیطان بن مدلج:

نَظَرْت و العینُ مُبینهُ التَّهَمْ

إلی سَنی نارٍ وَقُودُها الرَّتَمْ

شُبَّتْ بأَعْلی عانِدَیْن من إِضَمْ (2)

لأنَّ التَّهائِمَ مُتَصَوِّبَهٌ إلی البَحْرِ ،هذا بَقِیَّهُ سِیاقِ عبارَهِ الأصْمَعِیّ و نَصّه: التَّهَمَهُ الأَرْضُ المُتَصَوِّبَهُ إلی البَحْر، و کأَنَّها مَصْدرٌ مِن تِهامَهَ .و التَّهاتِمُ :المُتَصَوِّبَهُ إلی البَحْرِ.

و تُهَمٌ ، کزُفَرَ،من أَسْماءِ الجَوارِی.

و تِهامٌ ،ککِتابٍ :وادٍ بالیَمامَهِ .

و التُّهْمَهُ ،بالضمِ ،یأْتی ذِکْرُه فی«و ه م» إنْ شاءَ اللَّهُ تعالی.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

وادٍ مُتْهِمٌ ،کمُحْسِنٍ :ینصبُّ ماؤُه إلی تِهامَهَ ،نَقَلَه الأزْهرِیُّ .

و أَتْهَمَ الرجُلُ :إذا أَتَی بمَا یُتْهَم علیه،قالَ الشاعِرُ:

هُما سَقَیانی السُّمَّ من غیرِ بَغْضهٍ

علی غیرِ جُرْم فی أَقاوِیل مُتْهِم

و أَرْضٌ تَهِمَهٌ ،کفَرِحَهٍ :شَدِیدَهٌ الحَرِّ قالَهُ الرِّیاشیُّ .و تَهِمَ البَعیرُ،کفَرِحَ :أَصابَهُ حَرُورٌ فهُزِلَ .

و

14- مِن أَسْمائِه صلَّی اللّه علیه و سلّم، التّهامِیُّ لکَوْنِه وُلِدَ بمکَّهَ .

و أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ محمدٍ التَّهامیُّ شاعِرٌ مجیدٌ جَزْلُ المَعانی،کان معاصِراً للرّشاطیّ ،قُتِلَ بالقاهِرَه سَنَه أَرْبَعمائه و ستّ عشرَهَ ،و سُئِل عن حالِهِ فقیلَ :غفر لی بقَوْلی فی مَرْثِیَّه ابنِ لی صَغِیر:

جاوَرْت أَعْدائی و جاوَرَ رَبَّه

شَتَّان بینَ جوارِهِ و جوارِی

و أَوَّلها:

حُکْم المَنِیَّه فی البَرِیَّه جارِی

ما هذه الدُّنیا بدَارِ قَرارِ

و هی مَشْهورَهٌ بینَ أَیدی النَّاسِ .

و فی قُرَیْش أَیْضاً: تَیْمُ بنُ غالِبِ بنِ فِهْرٍ ،أَخُو لُؤَیِّ بنِ غالِبٍ و یُعْرَفُ بالأَدْرَمِ . و تَیْمُ بنُ قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ عُکابَهَ ابنِ صعبِ بنِ علیٍّ ابن أَخی تَیْم اللّهِ المَذْکُور أَوّلاً،و هو فی بنِی بکْرِ بنِ وَائِل أَیْضاً.

و فی بکْرِ بنِ وَائِل أَیْضاً:

تَیْمُ بنُ شَیْبانَ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ عُکابَهَ ابن عَمِّ الذی تقدَّمَ منهم تَیْم الأخْضر و سمیط ابْنَا عجْلان التَّیْمِیّان .

و سِیاقُ المصنَّفِ یَقْتَضِی أَنُ تَیْمَ بن قَیْس بنِ ثَعْلَبَهَ مِن قُرَیْشَ و لیسَ کَذلِکَ فتأَمَّل.

و یقالُ :إنَّ تَیْمَ بن شَیْبان هذا من بنِی شَیْبان بنِ ذهْل منهم جبلَهُ بنُ سُحَیْم التِّیْمیُّ التَّابِعِیُّ .

و فی بنِی ضَبَّهَ بنِ أُدِّ بنِ طابخَهَ بنِ إلْیاس بنِ مُضَر:

تَیْمُ اللاَّتِ بنُ ذهلِ بنِ مالِکِ بنِ بکْرِ بنِ سعْدِ بنِ ضَبَّه منهم:سَلْمانُ بنُ عامِرِ بنِ أَوْس بنِ حجرِ بنِ عَمْرو بنِ الحارِثِ بنِ تَیْم ، و عَمُّه تَیْمُ بنُ مالِکِ بن بکْرِ بنِ سعْدِ بنِ ضَبَّهَ ،یُنْسَبُ إلیه جماعَهٌ مِن الفُرْسان و الشُّعَراءِ.

و فی الخَزْرَجِ .

تَیْمُ اللاَّتِ بنُ ثَعْلَبَهَ ،و اسْمُه النَّجَّار،و اللاّتُ صَنَمٌ کان بالطَّائِفِ و کان یَهودِیُّ یَلِتّ عنْدَها السَّوِیق،و کان سَدَنَتُها مِن ثقِیْفٍ بَنُو عتابِ بنِ مالِکٍ ،و کانوا بَنوا علیها بناءً،و بها کانتِ العَرَبُ تُسَمِّی زَیْد اللاّتِ و تَیْم اللاّتِ ،فَهَدَمَها المُغیرهُ بنُ شَعبَهَ و حَرَّقَها بالنارِ کذا فی تنْکیسِ الأصْنام لابنِ الکَلْبی.

و التیوم کَثیرُون و سَیَأْتی ذِکْرُ بعضِهم قَرِیباً.

و تامَتْه المرأهُ أَو العِشْقُ و الحُبُّ تَیْماً ،و تَیَّمَتْهُ تَتْییماً :

عَبَدَتْه و ذَلَّلَتْه.

و التَّعْبیدُ و الاعْتِبادُ و الاسْتِعبادُ بمعْنیً واحِدٍ.

و معْنَی ذَلَّله أَی أَذَلَّه و هو مِن لازِم التَّعبید.

و قالَ أَبو العَبَّاس الأحْول فی شرْحِ الکعبیه: المُتَیَمَّمُ المُعَبَّد القَلْبِ المُذَلِّل الذی قد اشْتَدَّ به الوَجْدُ حتی ذَهَبَ عَقْلُه،انتَهَی.

و تَیْمُ اللّهِ مَأْخوذٌ مِن تامَه ثُلاثِیّاً سُمِّی بالمَصْدرِ،و یُحْتَمل أَنْ یکونَ قد سُمِّی بالوَصْفِ کعبد،فإنَّ أَصْلَ کلٍّ منهما صِفَهٌ مُشَبَّههٌ کصعب،قالَهُ البَغْدادِیُّ فی حاشِیَهِ الکعبیهِ :

و هو شیخُ مشایخ مشایخنا.و لکنَّ سِیَاقَ الصِّحاحِ یَقْتَضِی أَنَّه مِن تَیَّمه مُشَدَّداً،فإنَّه قالَ :و معْنَی تَیْم اللّهِ عَبْدُ اللّهِ ، و أَصْلُه من قوْلِهِم: تَیَّمه الحُبُّ أَی عَبَّدَه و ذَلَّله فهو مُتَیَّمٌ ،ثم قالَ :أَیْضاً تامَتْه فلانَهٌ قالَ لقیطُ بنُ زُرَارَهُ :

تامَتْ فؤادَک لو یَحْزُنْک ما صَنَعَتْ

إحْدَی نِساء بنِی ذُهْلِ بنِ شَیْبانا (1)

و هکذا أَنْشَدَه الزَّمَخْشرِیُّ أَیْضاً فی الأسَاسِ .

و قالَ البدْرُ الدَّمامِیْنی:الذی أَنْشَدَه الجوْهرِیُّ لم یَحْزنْک (2).

و فی التَّذْکرهِ القصریه:أَنْشَدَنی أَبو علیِّ ،أَنْشَدَنا ابنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهرهِ أَو فی الاشْتِقاقِ :

تامَتْ فؤادَک لم تنْجزْک ما وَعَدَتْ

و رَوَاه ابنُ عبدِ رَبّه فی العَقْدِ الفَرِیدِ:

نامَتْ فؤادَک لو تَقْضِی (3)الذی وَعَدَتْ

و قالَ ابنُ بَرِّی:المَشْهورُ فی إنْشادِه:

...لم تَقْضِ الذی وَعَدَتْ .

و التِّیمَهُ بالکسْرِ و یُهْمَزُ کما ذُکِرَ فی مَوْضِعِه: الشَّاهُ التی تُذْبَحُ فی المجاعَهِ ،عن أَبی زَیْدٍ.

و فی کتابِ وَائِلِ بنِ حُجْرٍ:«فی التِّیعَه شاهٌ و التِّیمَهُ لصاحِبِها»قیلَ :هی الشَّاهُ الزَّائِدَهُ علی الأَربعینَ حتی تَبْلُغَ الفَریضَه الأُخْری.

و قیلَ :هی التی تَحْلُبُها (4)صاحبها فی المَنْزِلِ و لَیْسَتْ بسائمَهٍ .

قالَ الجوْهرِیُّ :و منه

16- الحَدِیْث: « التِّیمَهُ لأَهْلِها». قالَ أَبو عُبَیْدٍ:و رُبَّما احْتاجَ صاحِبُها إلی لَحْمِها فیَذْبحُها،فیقالُ عنْدَ ذلِکَ :قد اتَّامَ الرجُلُ ،و اتَّامَتِ المرأَهُ اتِّیاماً ،و هو افْتَعَل،قالَ الحُطَیْئَهُ :

ص:83

فما تَتَّامُ جارَهُ آلِ لأْیٍ

و لکن یَضْمَنُون لها قِرَاها (1)

یقولُ :جارَتُهم لا تَحْتاجُ أَنْ تَذْبحَ تِیمَتَها لأنَّهم یَضْمَنُون لها قِراها،فهی مُسْتَغْنیهٌ عن ذَبْحِ تِیمَتِها .

و قالَ أَبو الهَیْثم: الاتِّیامُ أَن یَشْتَهِیَ القومُ اللحْمَ فیَذْبَحوا شاهً مِن الغَنَمِ ،فتِلْکَ یقالُ لها التِّیمهُ تُذْبَحُ مِن غیرِ مَرَضٍ .

و قالَ ابنُ الأعْرَابیِّ : الاتِّیامُ أَنْ تُذْبَحَ الإِبِلَ و الغَنَم لغیرِ عِلَّه،قالَ العمَانیُّ :

یَأْنَفُ للجارَهِ أَن تَتَّاما

و یَعْقِر الکُومَ و یُعْطی حَاماً (2)

أَی یُطْعِم السُّودان مِن أَوْلادِ حامٍ .

و التِّیمهُ : التَّمِیمَهُ المُعَلَّقَهُ علی الصَّبِیِّ کأَنَّه اخْتِصارٌ منه.

و أَرضٌ تَیْماءُ :قَفْرَهٌ مُضِلَّهٌ للسَّارِی فیها، مُهْلِکَهٌ له أَو واسعَهٌ .

و قالَ الجوْهَرِیُّ : التَّیْماءُ الفَلاهُ و تَیْماءُ : ع ،و منه قَوْلُ الأعْشَی:

و الأَبْلَقُ الفَرْدُ من تَیْماء مَنْزِله (3)

و قالَ نَصْر:هو بَلَدٌ مَشْهورٌ عنْدَ وادِی القرَی مِن مَنازِلِ الیَهودِ قَدِیماً.

و قالَ غیرُه:هی بُلَیْدَهٌ ببادِیَه تَبُوک مِن جهَهِ خَیْبَر علی مُنْتَصفِ طَریقِ الشامِ منها حَسَنُ بنُ إسْماعیل التّیماوِیُّ .

و تَیَمٌ ،محرَّکهً :بَطْنٌ من غافِقٍ ،منهم :أَبو مَسْعودٍ الماضِی بنُ محمدِ بنِ مَسْعودٍ التَّیَمِیُّ ،مُحدِّثٌ ،و قَوْلُه:

رَوَی عن أَنَسٍ غَلَطٌ ،و الصَّوابُ :عن مالِکٍ ،و عنه ابنُ وَهبٍ ،قالَهُ عبدُ الغنیّ بنُ سعیدٍ الحافِظُ و ضَبَطَه.

و قالَ ابنُ یونس:کان وَرَّاقاً یکْتُبُ المَصاحِفَ ،مَاتَ سَنَه مِائَهَ و ثلاثَ و ثَمَانِیْنِ . و المُتَیَّمُ ، کَمُعَظَّمِ :اسمُ (4)رجُلٍ ،و هو فی الأَصُلِ المُعَبَّد المُذَلَّل القَلْبِ بالوَجْدِ. و التَّیْماءُ :نُجُومُ الجَوْزاءِ.

*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:

التِّیْمُ ذَهابُ العَقْلِ و فَسادُه مِن الهَوَی،قالَهُ قطرب.

و تامَ الرجُلُ :تَخَلَّی عن الناسِ .

و التِّیامَهُ ،ککِتابَهٍ :بَطْنٌ مِن العَرَبِ .

و فی الرّباب: تَیْمُ بنُ عبدِ مَنَاه بنِ أُدِّ بنِ طابخَهَ ،منهم:

عضمهُ بنُ أُبَیْرٍ التّیمیُّ الصَّحابیُّ .

و فی قُضاعَهَ : تَیْمُ بنُ النَّمِرِینِ و بَرهَ منهم:الأَفْلجُ الشاعِرُ الفارِسُ .

و فی بنِی بکْرِ بنِ وَائِل: تَیْمُ بنُ صبیغَهَ بنِ قَیْسِ بنِ ثَعْلَبَهَ ،منهم:أَبو ریاحٍ حُصَیْنُ بنُ عَمْرو التّیمیُّ .

و فی طَیِّیءٍ: تَیْمُ بنُ ثَعْلَبَهَ بنِ جدعاءَ بنِ ذُهْلِ بنِ ردمان، منهم:الحَسَنٌ بنُ النُّعْمان بنِ قَیْسِ بنِ تَیْمٍ ،و یقالُ لهم مَصابیحُ الظَّلامِ ،و أَنْشَدَ الجوْهَرِیُّ لامْرِیءِ القَیْسِ :

بنو تَیْمٍ مَصابیحُ الظَّلامِ (5)

و کانَ نزولُ امْرِیءِ القیسِ علی المعلی بنِ تَیْمِ .

و التیمیهُ :صنْفٌ مِن الشِّیعهِ .

و العلاَّمهُ أَبو العَبَّاس أَحْمدُ بنُ عبدِ الحلیمِ الحَنْبلیّ المَعْروفُ بابنِ تیمیَّهَ ،و ذَوُوه مُحدِّثُونَ مَشْهورُون.

و یقالُ : أَتْیَم مِن المُرَقّش،و هو الأصْغَر،کان مُتَیّماً بفاطِمَه بنْت المَلِکِ المُنْذرِ،و له معها قصَّهٌ طَویلهٌ نَقَلَها البَغْدادِیُّ .

و ثَتَمَ الرجُلُ بما فی بَطْنِه:رَمَی به.

و تَثَتَّمَ فلانٌ : انْفَجَرَ بالقَوْلِ القَبیحِ کانْثَتَمَ .

و تَثَتَّمَ الثَّوبُ :تَقَطَّعَ و بَلِیَ .

و تَثَتَّمَ اللّحْمُ :إذا تَهَرّأَ.

و تَثَتَّمَ الحِسْیُ :إذا تَهَدَّمَ .

و ثَرامُ ، کسَحابٍ (1):ثَنِیَّهٌ بالیَمَنِ فی جَبَلٍ .

و ثَرَمَهُ ،محرَّکهً (2):د بجَزیرَهِ صِقِلِّیَهَ .

*و ممّا یُسْتدْرکُ علیه:

الأَثْرَمان :الدَّهْرُ و المَوْتُ ،و به فسِّرَ ما أَنْشَدَه ثَعْلَب أَیْضاً.

و الثَّرْماءُ :ماءٌ لکِنْدَهَ مَعْروفٌ .

إمَّا تَرَیْ رأْسِی تَغَیَّر لَوْنُهُ

شَمطاً فأَصْبَحَ کالثّغامِ المُمْحَلِ ؟ (1)

و یُرْوَی:المحولِ ،و سَیَأْتی للجَوْهرِیّ فی ترْکیبِ ما، فارِسِیَّتُه دِرَمْنَهْ .

قالَ شیْخُنا:أَیّ حاجَهٍ دَعَتْه إلی ذِکْرِ فارِسِیّتِه لو لا الفُضول.

قلْتُ :هو تابِعٌ للجَوْهرِیِّ فی ذلِکَ غیْر أَنَّه قصَّر فی السِّیاقِ ،فإنَّ الذی فی الصِّحاحِ :یقالُ له بالفارِسیَّهِ دِرَمْنه إِسْبیذ،و اخْتُلِف فی ضَبْطِه،فالذی فی نسْخَتِنا بکسْرِ الدَّالِ و فتحِ الرَّاءِ و سکونِ المیمِ ،و فی بعضِها بفتحِ الدَّالِ و تَشْدیدِ الرَّاءِ المَفْتوحَهِ و سکونِ المیمِ ،و کلُّ ذلِکَ خَبطٌ و الصَّحیحُ دَرْمَنه بفتحِ الأوَّل و الثالِثِ و سکونِ الرَّاءِ و أَصله دِرَمْیانه و إسْبیذ بالکسْرِ،و المعْنَی فی وسطه أَبْیض فاخْتُصِر کما تَرَی.

واحِدَتُهُ ثَغامَهٌ ، بهاءٍ ،و منه

16- الحَدِیْث: «أَنَّه أُتِیَ بأَبی قُحافَهَ یومَ الفَتْح و کأَنَّ رأْسَه ثَغامَهٌ فأَمَرَهُم أَن یغیِّرُوه».

و أَثْغِماءُ :اسمُ الجَمْعِ ،و کأَنَّ أَلِفَیْه بَدَلٌ من هاءِ أَثْغِمه .

و أَثْغَمَ الوادِی:أَنْبَتَه.

و فی الأساسِ :کَثُرَ ثَغَامُه .

و مِن المجازِ: أَثْغَمَ الرَّأْسُ إذا صارَ کالثَّغامَهِ بَیاضاً.

و أَثْغَمَ الإِناءَ:مَلأَهُ إلی أَصْبارِه.

و أَثْغَمَ فلاناً:أَغْضَبَهُ أَو فَرَّحَهُ ،و هو مِن الأَضْدادِ، و أَغْفَلَه المصنَّفُ .

و لونُ ثاغِمٌ .أَبیضُ کالثَّغامِ . و الذی فی اللِّسانِ :رأْسٌ ثاغِمٌ إذا ابیضَّ کُلّه.

و الثَّغِمُ ، ککَتِفٍ :الکَلْبُ الضارِی ،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ .

و مُثاغَمَهُ المرْأَهِ :مُلاثَمَتُها کالمُفاغَمَهِ .

*و ممّا یُسْتدْرکُ علیه:

أَثْغَمَهُ :أَتْخَمَهُ و المثغمه المتخمه.

و فی الصِّحاحِ : الثُّلْمَهُ :الخَلَلُ فی الحائِطِ و غیرِه.

و

16- فی الحَدِیْث: «نَهَیَ أَنْ یُشْرَب مِن ثُلْمهِ القَدَحِ ». أَی مَوْضِع الکَسْر،أَی لأَنَّه لا یَتَماسَکُ علیها فَمُ الشارِبِ و رُبَّما انْصَبَّ الماءُ علی ثَوْبِهِ و بَدَنِه،و قیلَ :لأَنَّ مَوْضِعَها لا ینالَهُ التَّنْظیفُ التامُّ إذا غُسِلَ الإِناءُ.و قد جاءَ

16- فی الحَدِیْث: «أَنَّه مَقْعَدُ الشَّیْطان». و لعلَّه أَرادَ عَدَمَ النَّظافَهِ .

و الثَّلَمُ ،محرَّکهً :أَنْ یَنْثَلِمَ جَرْفُ (1)الوادِی ،أَی یَنْهارُ و کذَلِکَ هو فی النُّؤْی و الحَوْضِ .

و الثَّلَمُ : ع بناحِیَهِ الصَّمَّان.

قالَ الأزْهَرِیُّ :و قد رأَیْته و أَنْشَدَنی أَعْرابیُّ :

تَرَبَّعَتْ جَوَّخُوَیٍّ فالثَّلَمْ (2)

قلْتُ :و منه قَوْلُ زُهَیْر:

هلْ رامَ أَمْ لم یَرِمْ ذو الجِزْعِ فالثَّلَمُ

ذاکَ الهَوی منک لا دانٍ و لا أَمَمُ (3)

و یقالُ له: الثَّلْماءُ أَیْضاً ،و قیلَ :هو مَوْضِعٌ آخَرُ.

و قالَ نَصْر: الثَّلْماءُ ماءٌ لرَبیعَهَ بنِ قریطٍ بظَهْرِ نمل (4).

و المُثَلَّمُ ، کمُعَظَّمٍ :ع.

و المُتَثَلَّمُ ،بفتحِ اللاَّمِ :اسمُ أَرضٍ (5)،و هکذا رَوَاه أَهْلُ المَدِینَهِ فی بَیْتِ زُهَیْر:

بحَوْمانَهِ الدَّرَّاجِ فالمُتَثَلَّمِ (6)

و رِوایَهُ غیرِهم مِن أَهْلِ الحِجازِ بکَسْرِ اللامِ .

و قالَ آخَرُ:

بالجرف فالصَّمَّان فالمُتَثَلَّمِ

و الأَثْلَمُ فی العَروضِ مِثْلُ الأَثْرَمِ و هو نَوْعٌ مِن الخَرْم یکونُ فی الطَّویلِ و المُتَقارَبِ .*و ممّا یُسْتدْرکُ علیه:

الأثْلَمُ :التُرابُ و الحِجارَهُ کالأَثْلَبِ ،عن الهَجَریِّ ، و أَنْشَدَ:

أَحْلِف لا أُعْطِی الخبیثَ دِرْهَما

ظُلْماً و لا أُعْطِیه إلاَّ الْأَثْلَمَا (7)

و حَوْضٌ أَثْلَمُ :قد کُسِرَ جانِبُه.

و ثُلِمَ فی مالِهِ ،کعُنِیَ ،إذا ذَهَبَ منه شیءٌ،و هو مجازٌ.

و یقالُ :هذا ممَّا یَکْلِمُ الدِّین و یَثْلِمُ الیَقِیْن.

و موتُ فلانٍ ثُلْمَهٌ فی الإسْلامِ لا تُسَدُّ،و هو مجازٌ.

و انْثَلَموا علیه:انْصَبُّوا و انْهَالُوا،کانْثَلُّوا،نَقَلَه الزَّمَخْشرِیُّ .

و المُثَلَّمُ ،کَمُعَظَّمٍ :اسمُ رجُلٍ .

و أَبو المُثَلَّمِ الهُذَلیُّ :شاعِرٌ.

و ثَمَّ الطَّعامَ و قَمَّهُ : أَکَلَ جَیِّدَهُ و رَدیئَه.

و فی الصِّحاحِ :هو یَثُمُّه و یَقمُّه أَی یَکْنُسُه و یَجْمَعُ الجَیِّدَ و الرَّدیءَ.

و رجُلٌ مِثَمُّ و مِقَمُّ و مِثَمَّهٌ و مِقَمَّهٌ بکسْرهنَّ إذا کانَ کَذلِکَ .

قالَ الجوْهَرِیُّ :الهاءُ للمُبالَغَهِ .

و انْثَمَّ علیه ،أَی انْثَالَ و انْصَبَّ ،و کَذلِکَ انْثَلَّ و انْثَلَمَ .

و انْثَمَّ جِسْمُه إذا ذابَ مِثْلُ انْهَمَّ ،عن ابنِ السِّکِّیت.

و قالَ غیرُه: انْثَمَّ الشیخُ انْثِماماً :وَلَّی و کَبِرَ و هَرِمَ .

و یقالُ : مالَهُ ثُمُّ و لا رُمُّ بضمِّهِما ،و کذا:ما یَمْلِکُ ثُمّاً و لا رُمّاً.

قالَ ابنُ السِّکِّیت: فالثُّمُّ قُماشُ الناسِ أَساقِیَهم و آنِیَتُهم ، و قد سَقَطَ لَفْظ الناسِ فی بعضِ نسخِ الصِّحاحِ (1)،و مِثْلُه فی خطَّ أَبی سَهْلٍ ،و إیَّاه تَبِعَ المصنِّفُ ،و الصَّوابُ إثْباته.

قالَ : و الرُّمُّ مَرَمَّهُ البیتِ و رُوِی عن عُرْوه بنِ الزُّبَیْر أَنَّه ذَکَرَ أُحَیْحه بن الجُلاحِ و قَوْل أَخْوالِه فیه:کنَّا أَهْلَ ثُمِّهِ و رُمِّهِ حتی اسْتَوی علی عُمَمِه و عَمَمِه.

قالَ أَبو عُبَیْدٍ:المُحدِّثونَ هکذا یَرْوُونه بالضمِ ،و وَجْهُه عنْدِی بالفتحِ ،و هو و الرَّمُّ بمعْنی الإصْلاحِ .

و قالَ الأَزْهرِیُّ : الثُّمُّ و الرُّمُّ صَحیحٌ مِن کلاَمِ العَرَبِ .

و قالَ أَبو عَمْرو: الثُّمُّ الرُّمُّ .

و ثُمُّ ،بالضمِ .

قالَ شیْخُنا:و لعلَّه ترک ضَبْطه اعْتِماداً علی الشُّهْرهِ :قلْتُ بلِ اعْتِماداً علی ضَبْطِه السابقِ کما هو اصْطِلاحه.

حَرْفٌ یَقْتَضی ثلاثَهَ أُمورٍ :أَحدُها: التَّشْریک فی الحُکْمِ أَو قد یَتَخَلَّفُ عنه بأَنْ تَقَعَ زائدهً کما فی قوْلِهِ عزَّ و جلَّ :

أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللّهِ إِلاّ إِلَیْهِ ثُمَّ تابَ عَلَیْهِمْ (2).

الثانی:التَّرتیبُ أَو لا تَقْتَضیهِ .کقوْلِهِ عزَّ و جلَّ : وَ بَدَأَ خَلْقَ الْإِنْسانِ مِنْ طِینٍ ثُمَّ جَعَلَ نَسْلَهُ (3)الآیَه. و قالَ اللّیْثُ : ثُمَّ حَرْفٌ مِن حُروفِ النَّسَق لا یُشَرِّک ما بعدَها بمَا قَبْلها إلاَّ أَنَّها تبیِّنُ الآخَرَ مِن الأَوَّل،و أَمَّا قوْلُه تعالَی: خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَهٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها (4)،و الزَّوْج مَخْلوقٌ قَبْل الوَلَدِ،فالمعْنَی أَنْ یُجْعَل خلْقُه الزَّوْجَ مَرْدوداً علی واحِدهٍ ،المعْنی خَلَقَها واحِدَهً ثم جعَلَ منها زَوْجَها،و نحو ذلِکَ قالَ الزَّجَّاجُ :المعْنَی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ خَلَقها واحِدَهٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْها زَوْجَها ،أَی خَلَقَ منها زَوْجَها قَبْلَکم،قالَ ،و ثُمَّ لا تکونُ فی العُطوفِ ،إلاَّ لشیءٍ بعْدَ شیءٍ.

و الثالِثُ :المُهْمَلهُ و التَّراخِی، أَو قد تَتَخَلَّفُ کقوْلِکَ أَعْجَبَنِی ما صَنَعْتَ الیومَ ثُمَّ ما صَنَعْتَ أَمْسِ أَعْجَبُ لأَنَّ ثُمَّ هنا فیه لتَرْتیبِ الإِخبارِ،و لا تَراخِیَ بین الإِخْبارَینِ ،و هذه العِبارَهُ مَأْخوذَهٌ مِن کَلامِ شیخِه ابنِ هِشامٍ فی المُغْنی،و قد اسْتَوْعَب هو تَفْصیل هذا المقام کغیرِه،لیسَ هذا مَحَل الإلْمام به خِشْیَه الإطَالَهِ .

و قالَ الجوْهَرِیُّ : ثُمَّ حَرْفُ عطْفٍ یدلُّ علی التَّرْتیبِ و التَّراخِی،و رُبَّما أَدْخَلُوا علیها التاءَ،کما قالَ :

و لقد أَمُرُّ علی اللَّئِیم یَسُبُّنی

فمضَیْت ثُمَّتَ قلت:لا یَعْنِینی (5)

و یقالُ :أَیْضاً ثُمَّتْ بسکونِ التاءِ و الفاءُ فی کلِّ ذلِکَ بدلٌ مِن الثاءِ لکثْرَهِ الاسْتِعْمالِ .

و ثَمَّ بالفتحِ ،اسمٌ یُشارُ به بمعْنَی هناکَ للمَکانِ البَعیدِ ، بمنْزِلَهِ هنا للقَرِیبِ ،و هو ظَرْفٌ لا یَتَصَرَّفُ ،قالَ اللّهُ ،عزَّ و جلَّ : وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ رَأَیْتَ نَعِیماً (6).

قالَ الزَّجَّاجُ : ثَمَّ یعْنِی به الجَنَّه.

فقولُ مَنْ أَعْرَبَه مَفْعولاً لرأَیتَ فی قوْلِهِ تعالَی: وَ إِذا رَأَیْتَ ثَمَّ وَهَمٌ قالَ الزَّجاجُ :و العامِلُ فی ثَمَّ معْنَی رَأَیْتَ ،المعْنَی و إذا رَمَیْت ببصَرِکَ ثَمَّ .

و قالَ الفرَّاءُ:المعْنَی إذا رأَیْت ما ثَمَّ رأَیْت نَعِیماً.

و قالَ الزَّجاجُ :هذا غَلَطٌ لأنَّ ما مَوْصولهٌ بقَوْلِه ثَمَّ علی

ص:89

هذا التفْسیرِ،و لا یجوزُ إسْقاطُ المَوْصول و تَرْکُ الصِّلَه، و لکن رأَیْت متعدٍّ فی المعْنَی إلی ثَمَّ .

و قالَ فی قوْلِه تعالَی: فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ (1)مَوْضِعُه موضِعُ نَصْب،و لکنَّه مبْنیُّ علی الفتحِ ،و مُنِعَت الإعْرابُ لإبْهامِها.

و مَثَمُّ الفَرَسِ و مَثَمَّتُه :مُنْقَطَعُ سُرَّتِهِ ،نَقَلَه الجوْهَرِیُّ .

و تَثْمیمُ العَظْمِ :إِبانَتُه ،و ذلِکَ إذا کان عَنِتاً،نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابنِ السِّکِّیت.

و الثَّمْثامُ :مَن إذا أَخَذَا الشَّیءَ کَسَره.

و الثُّمامُ و الیَثْمومُ ،کغُرابٍ و یَنْبوتٍ :نَبْتٌ م.

مَعْروفٌ ،و هو نَبْتٌ ضَعِیفٌ ،له خُوضٌ ،أَو شَبِیهٌ بالخُوضِ ،و رُبَّما حُشِی به و سُدَّ به خَصاصُ البُیوتِ ،قالَ الشاعِرُ:

و لو أَنَّ ما أَبْقَیْت مِنی مُعَلَّقٌ

بُعودِ ثُمامٍ ما تأَوَّدَ عُودُها (2)

و قالَ الأَزْهرِیُّ : الثُّمامُ أَنْواعٌ :فمنها الضَّعَهُ ،و منها الجَلِیلهُ ،و منها الغَرَفُ ،و هو شَبیهٌ بالأَسَلِ و تُتَّخذ منه المَکانِسُ و یُظَلَّلُ به المَزادُ فیُبَرِّدُ الماءَ.

و

17- فی حَدِیث عُمَر: «اغْزُوا و الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِر قَبْل أَنْ یَصِیرَ ثُماماً ثم رُماماً ثم حُطاماً». أَی اغْزُوا و أَنْتم تُنْصَرون و تُوفِّرُون غَنائِمَکم قَبْل أَن یَهِنَ و یَضْعُفَ و یَصِیرَ کالثُّمامِ .

و قد یُسْتَعْمَلُ لإِزالَهِ البیاضِ من العینِ واحِدَتُه ثُمامَهٌ بهاءٍ.

و بیتٌ مَثْمومٌ :مُغَطَّی به ،و کَذلِکَ الوَطْبُ .

و یقالُ لِما لا یَعْسُرُ تَناولُهُ :هو علی طَرَفِ الثُّمامِ لأَنَّه نَبْتٌ قصیرٌ لا یطولُ فیَشُقُّ تناوُلُه.

و قالَ ابنُ الأَعْرابیِّ :أَی مُمْکِنٌ .

و قالَ الزَّمَخْشرِیُّ :أَی هَیِّنُ التَّناول (3).

و صُخَیْراتُ الثُّمامِ :إحْدَی مَراحِلِه صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم،إلی بَدْرٍ ،جاءَ ذِکْرهُ فی کُتُبِ السِّیرهِ . و ثُمامهُ بنُ أُثالِ بنِ النُّعْمان الحنفیُّ کانَ مُقِیماً بالیَمامَهَ یَنْهاهُم عن اتِّباعِ مَسَیْلمه و قد مَرَّ ذِکْرُه فی«ا ث ل».

و ثُمامَهُ بنُ أَبی ثُمامَهَ الجذامیُّ ،کُنْیتُه أَبو سَوادَهَ له ذِکْرٌ فی تاریخِ مِصْر.

و ثُمامَهُ بنُ حَزْنِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ سَلْمَهَ بنِ قشیرٍ القُشَیْریُّ ،أَدْرَکَ النَّبیِّ صلَّی اللَّه علیه و آله و سلَّم.

و ثُمامهُ بنُ عَدِیٍّ القُرَشِیُّ أَمیرُ صنعاء الشأمِ لعُثْمان، رَضِیَ اللّهُ تعالَی عنه،و کان مِن المُهاجِرِیْن،و یقالُ إنَّه شَهِدَ بَدْراً.

و قالَ خلیفهُ :کان علی صَنْعاء الیَمَن.

قلْتُ :و إلیه نُسِبَ شارِعُ ثُمامَه بها.

صَحابیُّونَ ،رَضِیَ اللّهُ عنهم.

وفاتَهُ .

ثُمامهُ بنُ أَنَسٍ ،و ثُمامُه بنُ بجاد العَبْدیُّ فإنَّ لهما صُحبَه أَیْضاً.

و کغُرابٍ : ثُمامُ بنُ اللَّیْثِ الرملیُّ الصائِغُ مُحدِّثٌ مِن شیوخِ أَبی أَحْمدَ بنِ عَدِیٍّ و الثَّمِیمهُ ،کسَفِینَه، التامورَهُ المَشْدودَهُ الرأْسِ و هی الثفالُ ،و هی الإبْریقُ .

و ثَمْثَمُ ، کفَدْفَدٍ:کَلْبُ الصَّیْدِ ،و کَذلِکَ العُرْبُجُ ،ذَکَرَه الأَزْهرِیُّ فی الرُّباعِی،و قیلَ هو الکَلْبُ مُطْلقاً.

و ثَمْثَمٌ العَبْدِیُّ :شاعِرٌ. کان فی زمنِ الرَّشیدِ.

و رَزِینُ بنُ ثَمْثَمٍ الضَّبِّیُّ قاتلُ سَهْمِ بنِ أَصْرَمَ ،ذَکَره الأَمیرُ و الثِمَّهُ ،بالکسرِ:الشَّیخُ الهَرِمُ .

و انْثَمَّ :شاخَ و وَلّی کبراً.

و الثَّمْثَمَهُ :تَغْطِیَهُ رأْسِ الإناءِ ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ .

و أَیْضاً: الاحْتِباسُ ،و هو التَّرویحُ قَلیلاً.

یقالُ : ثَمْثِمُوا بنا ساعهً و مَثْمِثُوا بنا ساعهً ،و لَثْلِثُوا بنا ساعهً ،و کَذلِکَ جَهْجِهوا (4)بمعْنیً واحِدٍ،عن ابنِ الأَعْرَابیِّ .

ص:90

و الثَّمْثَمَهُ : أَن لا یُجادَ العَمَلُ و أنْ تُشْنَقَ القِرْبَهُ إلی العَمودِ لیُحقَنَ فیها اللبَنُ .

و یقالُ : هذا سَیْفٌ لا یُثَمْثَمُ نَصْلُه أَی لا یَنْثَنِی إذا ضُرِبَ به و لا یَرْتَدُّ ،قالَ ساعدَهُ :

فوَرَّک لَیْناً لا یُثَمْثَمُ نَصْلُه

إذا صابَ أَوْساطَ العِظامِ صَمِیمُ (1)

و المِثَمُّ ،کمِسَنٍّ :مَن یَرْعَی علی مَن لا رَاعِی له ،کذا فی النسخِ ،و الصَّوابُ :علی مَن لا رَعْی له کما هو نَصُّ ابنِ (2)شُمَیْلٍ ، و یُفْقِرُ من لا ظَهْرَ له و یَثُمُّ ما عَجَزَ عنه الحَیُّ من أَمْرِهِم ،کلَّ ذلِکَ عن ابنِ شُمَیْلٍ .