سرشناسه: مرتضی زبیدی ، محمد بن محمد، 1145-1205ق .
عنوان قراردادی: تاج العروس فی شرح القاموس
عنوان و نام پدیدآور: تاج العروس من جواهر القاموس / محمدمرتضی الحسینی الزبیدی .
مشخصات نشر: بیروت: دارالهدایه ، 1385ق. = 1965م. = 1344 -
مشخصات ظاهری: 20ج.
فروست: التراث العربی ؛ 16.
وضعیت فهرست نویسی: برونسپاری
یادداشت: عربی.
یادداشت: کتاب حاضر به "تاج العروس فی شرح القاموس " نیز معروف است .
یادداشت: هر جلد را محقق جداگانه به نگارش در آورده است.
یادداشت: ج.2 و 3 (چاپ اول: 1386ق.= 1966م.= 1345).
یادداشت: ج.4 (چاپ اول: 1387ق.= 1968م.=1347).
یادداشت: ج.5 و 6 (چاپ اول: 1389ق.= 1969م.=1368).
یادداشت: ج.8 (چاپ اول: 1390ق.= 1970م.= 1369).
یادداشت: ج.9 (چاپ اول: 1391ق.= 1971م.= 1350).
یادداشت: ج.10 (چاپ اول: 1392ق.= 1972م.= 1351).
یادداشت: ج.13و14 (چاپ اول: 1394ق.= 1974م.= 1353).
یادداشت: کتابنامه .
موضوع: زبان عربی -- واژه نامه ها
رده بندی کنگره: PJ6620 /م 4ت 2 1344
رده بندی دیویی: 492/73
شماره کتابشناسی ملی: م 75-5538
ص :1
تاج العروس من جواهر القاموس
محمدمرتضی الحسینی الزبیدی
ص :2
الحمد للّه مانح التوفیق و الصّواب،و الصّلاه و السّلام علی سیِّدنا محمَّدٍ النَّبیِّ الأوَّاب،و علی الآل و الأصحاب.
باب الراء من کتاب القامُوس.
قال ابنُ مَنْظُورٍ:الرّاء من الحروف المَجْهُوره،و هی من الحُرُوفِ الذُّلْقِ ،و هی ثلاثه:الرّاءُ و اللاّمُ و النُّونُ ،و هنَّ فی حَیِّزٍ واحدٍ.و إنما سمِّیَتْ بالذُّلْق،لأنَّ الذَّلاَقَهَ فی المَنْطِقِ إِنما هی بطَرَفِ أَسَلَهِ اللِّسَان،و هنَّ کالشَّفَوِیَّه کثیره الدُّخُولِ فی أبنیهِ الکلامِ .
قال شیخُنَا:و قد أبدِلَتِ الرّاءُ من اللام فی النَّثْره بمعنی النَّثْله،و هو الدِّرع،بدلیل قولهم:نَثَلَ دِرْعَه علیه،و لم یقولوا:نَثَرها،فالّلام أَکثرُ تصریفاَ،و الرّاءُ بَدَلٌ منها،کما أَشار إِلیه ابنُ أمِّ قاسمٍ فی شرْح الخُلاصه.و قالوا:رَعَلَّ بمعنِی لَعَلَّ ،و قالوا:رجلٌ وَجِرٌ و أَوْجَرُ،و امرأَهٌ وَجِرَهٌ ، بمعنی وَجِلٍ و أَوْجَلَ و وَجِلَهٍ ،و هی لغهُ قَیْس،و لذلک ادَّعَی بعضُهم أَصالتَها.و قال الفَرّاءُ:أَنْشَدَنی أَبو الهَیْثَمِ :
و إِنَّیَ بالجارِ الخَفَاجِیِّ واثقٌ
و قَلْبی مِن الجارِ العِبَادِیِّ أَوْجَرُ
إِذا ما عُقیْلِیَّانِ قامَا بذِمَّه
شرِیکیْنِ فیها فالعِبَادیُّ أَغْدَرُ
فأَوجرُ بمعنی أَوْجَل و أَخْوَف.
أَبَرَ النَّخْلَ و الزََّّرْعَ یَأْبُره بالضَّمِّ ،و یَأْبِره ،بالکسر، أَبْراً ،بفَتْحٍ فسکُونٍ ، و إِبَاراً و إِبارهً ،بکسرِهما: أَصْلَحه، کأَبَّره تأْبِیراً .
و الآبِر :العامِلُ .
و المَأْبور :الزَّرْعُ و النَّخْلُ المُصْلَحُ .و
1- فی حدیث علیًّ رَضِیَ اللّه عَنْه: «و لاَ بقِیَ منکم آبِر ». أی رجلٌ یقومُ بتَأْبِیرِ النَّخلِ و إصلاحِهَا؛اسمُ فاعلٍ مِن أَبَرَ (1).
و قال أبو حنیفَه:کل إِصلاحٍ إِبَارهٌ ،و أَنشد قَولَ حُمَیْدٍ:
إِنَّ الحِبَالَهَ أَلْهَتْنِی إِبَارتُهَا
حتی أصِیدَکُما فی بعضها قَنَصَا
فجَعل إِصلاحَ الحِبَالَهِ إِباره .
و
16- فی الخبر (2): «خیرُ المالِ مُهْرَهٌ مَأْمورهٌ و سِکَّهٌ مَأْبورهٌ ». ؛ السِّکَّه:الطرِیقَه المُصْطَفَّه من النَّخلِ ،و المَأْبُوره :
الملَقَّحه،یقال: أَبَرْتُ النَّخلهَ و أَبَّرْتها ،فهی مَأْبوره و مُؤَبَّرَهٌ .
و قیل:السِّکَّه:سِکَّهُ الحَرْثِ ،و المَأْبوره :المُصْلَحَهُ له؛ أراد:خیر المالِ نِتَاجُ أَو زَرْعٌ .
و
16- فی حدیثٍ آخَرَ: «من باع نَخْلا قد أُبِّرتْ فَثَمَرَتُها للبائعِ إِلاّ أَن یَشْترِطَ المُبْتَاع». قال أبو منصور:و ذلک أَنها لا تُؤبَّر إِلاَّ بعد ظُهور ثَمرتِها و انْشِقَاقِ طَلْعِهَا.و یقال:نَخْلهُ مُؤَبَّرَهٌ مثل مَأْبورهٍ ،و الاسمُ منه الإِبار ،علی وَزنِ الإِزارِ،و روَی أَبو عَمرِو بنُ العَلاءِ قال:یقال:نَخْلٌ قد أُبِّرَت و وُبِرَتْ و أَبِرَتْ ،ثَلاث لغات؛فَمن قال: أُبِّرتْ ،فهی مُؤَبَّره ،و مَن قال:وُبِرَتْ فهی مَوْبُورَهٌ ،و مَن قال: أُبِرَتْ فهی مَأْبُوره ،أَی مُلَقَّحَهٌ .
و قال أَبو عبد الرَّحمن:یُقَال لکلِّ مُصلِحِ صَنْعهٍ :هو
ص:3
آبِرُهَا .و إِنما قیل للملقِّح: آبِرٌ ؛لأَنَّه مُصلِحُ له،و أَنشد:
فإِنْ أَنتِ لمْ تَرْضَیْ بِسَعْیِیَ فاتْرُکِی
لِیَ البَیْتَ آبِرْهُ و کُونِی مَکَانِیَا
أَی أَصلِحْه.
و أَبَرَ الکَلْبَ أَبْراً أَطْعَمَه الإِبْرَهَ فی الخُبْز. و
16- فی الحدیث: «المؤمِن کالکَلْبِ المَأْبُورِ ».
و
16- فی حدیث مالکِ بن دِینار: «مَثَلُ المؤمنِ مَثَلُ الشَاهِ المَأْبُورَهِ ». أی التی أَکَلت الإِبرهَ فی عَلَفِها فَنَشِبَتْ فی جَوْفِها؛فهی لا تأْکُلُ شیئاً،و إِن أَکَلَتْ لم یَنْجَع فیها.
و من المَجَاز: أَبَرَتْه العَقَرْبُ تَأْبُره أَبْراً :لَسَعتْه، أی ضَرَبَتْه بإِبرتها .و فی المُحکَم: لَدَغَتْ بإِبْرَتِها ،أی طَرَفِ ذَنَبِها. و فی الأَساس:و أَبَرَتْه العقربُ بِمِئْبَرِها، و الجَمْع مآبِرْ.
و من المَجَاز: أَبَرَ فلاناً ،إذا اغتابَه و آذاه.قال ابنُ الأعرابیِّ : أَبَرَ ،إِذا آذَی،و أَبَرَ ،إِذا اغتابَ .
و أَبَرَ ،إِذا لَقَّحَ النَّخْلَ .
و أَبَرَ ،أَصْلَحَ (1).
و أَبَرَ القَوْمَ :أَهْلَکَهُمْ ،و منه
1- فی حدیث علیّ رَضِیَ اللَّهُ عنه: «و الذی فَلَقَ الحَبَّهَ و بَرَأَ النَّسَمَهَ لَتُخْضَبَنَّ هذه من هذه،و أَشار إِلی لِحْیَتِه،و رأسهِ ،فقال الناسُ :لو عَرَفناه أَبَرْنَا عِتْرَتَه». أَی أَهلکناهم (2)،و هو من أَبَرْتُ الکلبَ ،إِذا أَطعمتَه الإِبرهَ فی الخُبْز.قال ابن الأَثیر:هکذا أَخرجَه الحافظ أَبو موسی الأَصْفَهانیُّ فی حرف الهمزهِ .و قیل أَبَرْتُه ،من البَوارِ،فالهمزهُ زائدهٌ ،و سیأتی.
و الإِبْرَهُ ،بالکسر: مِسَلَّهُ الحَدِیدِ.ج إِبَرٌ ،بکسرٍ ففتح، و إِبارٌ ،قال القُطَامِیُّ :
و قَوْلُ المَرْءِ یَنْفُذُ بعْدَ حِینٍ
أَماکِنَ لا تُجَاوِزُها الإِبَارُ
و صانِعُه و بائِعُه -هکذا فی النُّسَخِ بتذکیر الضَّمِیرِ،و فی الأُصول کلِّهَا:و صانِعُها-: الأَبَارُ . و فی التَّهْذِیب:و یُقال للمِخْیَطِ إِبْرَهٌ ،و جمعُها إِبَرٌ .و الذی یُسَوِّی الإِبَرَ یقال له: الأَبَار ، أَو البائعُ إِبْرِیُّ ،بکسرٍ فسکون، و فَتْحُ الباءِ لَحْنٌ .
و قد نُسِبَ إِلَی بَیْعِهَا أَبو القاسم عُمَرُ بنُ منصور بنِ یَزِیدَ الإِبْرِیُّ ،و محمّدُ بنُ علیَّ بنِ نَصْرٍ الإِبْرِیُّ الحَنَفیُّ ، صَدُوقٌ .
و من المَجَاز: الإِبْرهُ عَظْمُ وَتَرَهِ العُرْقُوبِ ،و هو عُظَیْمٌ لاصِقٌ بالکَعْب.
و قیل: الإبْرهُ من الإِنسان: طَرَفُ الذِّرَاعِ من الیدِ الذی یَذْرَعُ منه الذَّراعُ (3)أَو عَظْمٌ ،و فی بعض النُّسخ:عُظَیْمٌ بالتصغیر (4)-و هی الصُّواب- مُسْتَوٍ مع طَرَفِ (5)الزَّنْدِ مِن الذَّراع إِلی طَرَفِ الإصْبَعِ ،کذا فی المُحْکَمِ .
و فی التَّهْذِیبِ : إِبرهُ الذِّراع:طَرَفُ العَظْمِ الذی منه (6)یَذْرَعُ الذَّارِعُ (7).و طَرَفُ عَظْم العَضُدِ الذی یَلِی المِرْفَقَ یقال له:القَبِیحُ ،و زُجُّ المِرْفَقِ بین القَبِیح و بین إِبْرهِ الذِّراع، و أَنشد:
حتّی تُلاقِی الإِبرهُ القَبِیحَا
فی المُحْکَم و الأَساسِ : إِبْرَهُ الذِّراعِ :مُسْتَدَقُّهَا (8).
و الإِبرهُ أَیضاً:ما انْحَدَّ (9)،أَی استدَقَّ ، من عُرْقُوبِ الفَرَسِ ،و فی عُرْقُوبَیِ الفَرَسِ إِبْرَتَانِ ،و هما حَدُّ کلِّ عُرْقُوبٍ مِن ظاهِرٍ.
و من المَجَاز: الإِبرهُ فَسِیلُ المُقْلِ ،یَعْنِی صِغَارَها.
ج إِبَراتٌ ،بِکَسْرٍ فَتحْرِیکٍ ،و ضبطه القفّالُ محرَّکهً ، و إِبرٌ کعِنب.الأَول عن کُراع.قال ابنُ سِیدَه:و عندی أَنه جَمْعُ الجَمْعِ ،کحُمُرات و طُرُقات.
و من المجاز: الإِبْرهُ : النَّمِیمَهُ ،و إِفْسَادُ ذاتِ البَیْنِ .
و الإِبْره : شجَرٌ کالتِّینِ .
ص:4
و الأَبّارُ ،ککَتّانٍ :البُرْغُوثُ ،عن الصاغانیّ .
و أَشْیَافُ الأَبّار ،کَکَتّانَ : دَوَاءٌ للعَیْن معروف،نَقَله الصاغانیّ ،و ضَبَطَ الأَشْیَافَ بکَسْرِ الْهَمْزهِ و الأَبَّارَ بالتشدید.
و الْمِئْبرُ ،کمِنْبَرٍ:مَوْضِعُ الإِبْره ،و الْمِئْبَرُ أَیضا:
النَّمیمَهُ ،و إِفسادُ ذاتِ البَیْنِ ، کالمئْبَرهِ ،عن الِّلحْیَانیّ .
جَمْعُه مآبِرُ .قال النّابغهُ :
و ذلک مِنْ قَوْلٍ أَتَاکَ أَقُولُه
و مِن دَسِّ أَعدائِی إِلَیْکَ المآبِرَا
و مِن سَجَعات الأَسَاسِ :خَبُثَتْ منهم المَخَابرُ،فَمَشَتْ بینهم المآبِرُ .
و عن ابنِ الأَعْرابِیّ : الْمِئْبَر و المَأْبَر : مَا یُلَقَّحُ به النخْلُ کالحُشِّ (1).
و الْمِئْبَرُ : ما رَقَّ مِن الرَّمْلِ ،قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ :
إِلی الْمِئْبَرِ الرّابِی من الرَّمْلِ ذی الغَضَی
تَرَاهَا و قد أَقْوَتْ حَدِیثاً قَدِیمُها
و أَبِرَ الرجلُ ، کفَرِحَ :صَلَحَ .و آبُرُ ،کآمُلَ :ه بسِجِسْتَانَ منها :أبو الحسن محمّدُ بن الحُسَین بنِ إِبراهیم بنِ عاصمٍ الحافظُ السَّجْزُیُّ الآبُرِیُّ ،صَنَّفَ فی مَنَاقِب الإِمام الشافعیّ کتابا حافلاً رَتَّبه فی أَربعهٍ و سبعینَ باباً.
و ائتبَرَه :سَأَلَه أَبْرَ نَخْلِه أَو زَرْعِه أَن یُصلِحَه له،قال طَرَفَهُ :
ولِیَ الأَصْلُ الذی فی مثلِه
یُصْلِحُ الآبِرُ زَرْعَ المُؤْتَبِرْ
الآبِرُ :العامِلُ .و المُؤْتَبِرُ :رَبُّ الزَّرْعِ .
و ائْتَبَرَ البئْرَ:حَفَرها (2)،قیل:إِنه مقلوبٌ من البَأْر.
و أُبَیْرٌ کزُبَیْر:ماءٌ دُونَ الأَحْسَاءِ،من هَجَرَ،و قیل:ماءٌ لبنی القَیْن (3)،و قیل:موضعٌ ببلادِ غَطَفَانَ . و أُبَیْرُ بنُ العَلاء،مُحَدِّث ،عن عیسی بنِ عَبْلَهَ ،و عنه الواقِدِیُّ .
و عِصْمَهُ بنُ أُبَیْرٍ التَّیْمِیُّ -تَیم الرِّبابِ -له وِفَادهٌ ،و قَاتَلَ فی الرِّدَّهِ مُؤْمِناً،قاله الذَّهَبِیُّ فی التَّجْرِید.
و عُوَیْفُ بنُ الأَضْبَطِ بنِ أُبَیْرٍ الدِّیلیّ ،أَسْلَمَ عامَ الحُدَیْبِیَهِ ،و اسْتُخْلِف علی المدینهِ فی عُمْرَهِ القَضَاءِ، صَحَابِیّانِ .
و بَنُو أُبَیْرٍ :قبیلهٌ من العرب.
و أَبْرِینُ ،بالفَتْحِ ، لغهٌ فی یَبْرِینَ ،بالیاءِ،و سیأتِی.
و الآبَارُ :مِن کُوَرِ واسِطَ . نَقَلَه.الصاغانّی.
و آبارُ الأَعْرَابِ :ع بین الأَجْفُرِ وَ فَیْدَ .و لا یَخْفَی أَنَّ ذِکْرَهما فی«بأْر»کان الأنسبَ ،و سیأتی.
و المِئْبَرَهُ مِن الدَّوْم:أَوَّلُ ما یَنْبُتُ ،و هو بعَیْنه فَسِیلُ المُقْلِ الذی تقدَّمَ ذکرُه،لغهٌ کالإِبْره،فکان یَنبغِی أَن یقولَ هناک: کالْمِئْبَرَهِ ،لیکونَ أَوفقَ لقاعدتِه،کما هو ظاهرٌ.
و قولُ علیّ علیه السّلامُ و الرِّضوانُ -و
15,1,14- قد أَخرجه الأَئِمَّهُ - من حدیث أَسماءَ بنتِ عُمَیْسٍ : «قیل لعلیٍّ :أَلاَ تَتَزَوَّج ابنهَ رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم،فقال:ما لی صفراءُ و لا بیضاءُ، و لسْتُ بمَأبُورٍ فی دِینی ،فیُوَرِّیَ بها رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم عنِّی،إِنی لأَوَّلُ مَن أَسلم». -قال ابنُ الأَثِیر:و المَأْبُورُ :مَن أَبَرَتْه العقربُ ، أَی لَسَعَتْه بإِبْرَتِها - أی لستُ غیرَ الصحیحِ الدِّینِ ،و لا بمُتَّهَمٍ فی دِینِی فیتَأَلَّفَنِی النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم بتَزْوِیجی فاطمهَ رَضِی اللّهُ عنها.و فی التهذیبِ و النَّهَایهِ :«بتزویجِهَا إِیّایَ ».قال:
و یُرْوَی أَیضاً بالمثلَّثَه،أَی لستُ مِمَّنْ یُؤْثَرُ عنِّی (4)الشَّرُّ ، و سیأْتِی.قال ابنُ الأَثیرِ:و لو رُوِیَ :«و لستُ بمَأْبُونٍ »- بالنونِ -لکان وَجْهاً.
*و ممّا یُستدرَکُ علیه:
تَأَبَّر الفَسِیلُ ،إِذا قَبِلَ الإِبارَ .قال الراجز:
تَأَبَّرِی یا خَیْرهَ الفَسِیلِ
إِذْ ضَنَّ أَهْلُ النَّخْلِ بالفُحُولِ
یقول:تَلَقَّحِی مِن غیرِ تَأْبِیر .
ص:5
و أَبَرَ الرَّجلُ :آذَی،عن ابنِ الأَعرابیِّ .
و یُقَال للِّسَانِ : مِئْبَرٌ و مِذْرَبٌ و مِفْصَلٌ و مِقْوَلٌ .
و أَبَّرَ الأَثَرَ:عَفَّی علیه من التُّرَاب.و
16- فی حدِیثِ الشُّورَی: «لا تُؤَبِّرُوا آثارَکم فتُولِتُوا دِینَکم». قال الأَزهریُّ :
هکذا رَواه الرِّیاشِیُّ بإِسناده،و قال: التَّوْبِیرُ (1):التَّعْفِیَهُ و مَحْوُ الأَثَرِ،قال:و لیس شیءٌ من الدَّوابِّ یُؤَبِّر أَثَرَه حتی لا یُعرَف طَرِیقُه إِلاّ عَناق الأَرضِ .حکاه الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْن، و سیأْتی فی وبر،و فی ترجمه بأْر.
و ابْتَأَرَ الحَرُّ قَدَمَیْه (2).قال أَبو عُبَیْدٍ:فی الابتِئارِ لُغَتَان، یُقَال:ابتأَرْتُ ،و ائْتَبَرْتُ ،ابْتئاراً و ائْتباراً ،قال القُطَامیُّ :
فإِنْ لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَیْشٌ
فلیس لسائِرِ الناسِ ائْتِبَارُ
یَعْنِی اصطناعَ الخَیرِ و المعروفِ و تَقْدِیمَه،کذا فی اللِّسَان.
و أُبائِرُ ،بالضَّمِّ .مَنْهَلُ بالشَّام فی جهه الشَّمَال من حَوْرانَ .
و أبَأرٌ ،کغُرَاب:موضعٌ من ناحیه الیمنِ ،و قیل:أَرضٌ من وراءِ بلادِ بنی سَعْدٍ.
و استدرک شیخُنا:
14- مَأْبُور :مَوْلَی رسولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم قلتُ :
و هو الذی أَهداه المُقَوْقِسُ مع ماریهَ و سِیرِینَ . قالَه ابنُ مُصْعَبٍ .
و فی شُروح الفَصِیح.قولُهم:ما بِها آبِرٌ ،أَی أَحَدٌ.
و فی الأَساس:و من المَجَاز: إِبْرَهُ القَرْنِ طَرَفُه.و إِبْرهُ النَّحْلَهِ شَوْکَتُهَا.و تقول:لا بُدَّ مع الرُّطَبِ من سُلاَّءِ النَّخْلِ ،و مع العَسَلِ مِن إِبَرِ النَّحْلِ .
قلتُ :و الإِبرهُ أَیضاً:کِنَایهٌ عن عُضْو الإِنسان.
و إِبِرّ ،بکَسْرتین و تشدیدِ الموحَّدهِ :قَریهٌ مِن قُرَی تُونسَ ، و بها دُفِنَ أَبو عبد اللّه محمّدٌ الصِّقِلِّیُّ المعمَّرُ ثلاثمائه سنهٍ ، فیما قِیل.
الأُتْرُورُ ،بالضَّمِّ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و هی لغهٌ فی التُّؤْرُور (3)مقلوبٌ عنه،و سیأتی قریباً.
و أَتَّرَ القَوْسَ تَأتِیراً ،لغهٌ فی وَتَّرَهَا ،نَقَلَه الفَرّاءُ عن یُونُسَ ،و سیأْتی.
و أُتْرَارُ ،بالضمِّ :د،بتُرْکُسْتانَ عظیمٌ ،علی نهر جَیْحُونَ ،و منه کان ظهورُ التَّتَرِ الطائفهِ الطّاغیهِ ،و قد أَورد بعضَ ما یتعلّق به ابنُ عَرَبْ شاهْ فی«عجائِبِ المَقْدُور»، فراجِعْه،و سیأْتی للمصنِّف فی ت رّ،و منه القَوَّامُ الإِتقانیُّ الحَنَفِیُّ ،وَلِیَ الصَّرْغتمشِیّه أَوّل ما فُتِحَتْ .و شَرَحَ الهِدَایهَ .
الأَثَرُ ،محرَّکَهً :بَقِیَّهُ الشیْ ءِ.ج آثَارٌ و أُثُورٌ ، الأَخیرُ بالضَّمِّ .و قال بعضُهم: الأَثَرُ ما بَقِیَ مِنْ رَسْمِ الشَّیْ ءِ.
و الأَثَرُ : الخَبَرُ ،و جَمْعُه الآثارِ .
و فلانٌ مِن حَمَلَهِ الآثارِ .و قد فَرقَ بینهما أَئمَّهُ الحدیثِ ، فقالوا:الخَبَرُ:ما کان عن النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلم،و الأَثَرُ :ما یُرْوَی عن الصَّحَابَه.و هو الذی نَقَلَه ابنُ الصَّلاحِ و غیرُه عن فُقَهاءِ خُراسانَ ،کما قاله شیخُنا.
و الحُسَیْنُ بنُ عبدِ المَلِکِ الخَلاَّلُ ثِقهٌ مشهورٌ تُوِفِّیَ سَنَهَ 532، و عبدُ الکریم (4)بنُ منصورٍ العُمَرِیُّ المَوْصِلِیّ ،عن أَصحاب الأُرمویّ ،نقله السَّمْعَانِیُّ ،مات سنهَ 490، الأَثَرِیّانِ :مُحَدِّثَانِ .
و ممَّن اشْتَهَر به أَیضاً:أَبو بکر سعیدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ علیِّ الطُّوسِیُّ ،وُلِدَ سنه 413 بنَیْسَابُورَ،و محمّدُ بنُ هیاج بن مبادر الآثاریُّ الأَنصاریُّ التاجر،من أَهل دِمشقَ ،وَرَدَ بغدَادَ،و بابا جَعْفَرُ بنُ محمّدِ بنِ حُسَیْنٍ الأَثَرِیُّ ،رَوَی عن أَبی بکرٍ الخَزَرِیِّ .
و یقال: خَرَجَ فلانٌ فی إِثْرِهِ ،بکسرٍ فسکونٍ ، و أَثَرِهِ ، مُحَرکهً -و الثانی أَفْصحُ ،کما صَرَّحَ به غیرُ واحدٍ،مع تَأَمُّلٍ فیه،و أَوردهما ثعلبٌ فیما یُقَال بلُغَتَیْن من فَصِیحِه،و صَوَّبَ شیخُنا تقدیمَ الثّانِی علی الأَوّل.و لیس فی کلامِ المصنِّف
ص:6
ما یدلُّ علی ضَبْطِه،قال:فإِن جَرَیْنَا علی اصطلاحِه فی الإِطلاق کان الأَوّلُ مفتوحاً،و الثانی مُحْتَملاً لوجوهٍ ، أَظهرُها الکَسْرُ و الفَتْحُ ،و لا قائلَ به،إِنما یُعْرَفُ فیه التَّحْرِیکُ ،و هو أَفصحُ اللُّغَتَیْن و به وَرَدَ القرآنُ -: بَعْدَه.
هکذا فَسَّره ابنُ سِیدَه و الزَّمَخْشَرِیُّ .و وقَعَ فی شُرُوح الفَصیح بَدَلَه:عَقِبَه.
و قال صاحِبُ الواعِی: الأَثَرُ -مُحرَّک-هو ما یُؤثِّرُه الرَّجُلُ بِقَدَمِه فی الأَرض،و کذا کلُّ شیْ ءٍ مُؤَثَّرٌ أثَرٌ ،یُقَال:جئتُکَ علی أَثَر فلانٍ ،کأَنَّکَ جئتَه تَطَأُ أَثَرَه .
قال:و کذلک الإِثْرُ ،ساکنُ الثّانی مکسورُ الهمزهِ ،فإِن فتحتَ الهمزهَ فتحتَ الثّاءَ،تقول:جئتُکَ علی أَثَره و إِثْرِه ، و الجمع آثارٌ .
و ائْتَثَرَه و تَأَثَّرَهُ :تَبعَ أَثَرَه ،و فی بعض الأُصول:تَتَبَّعَ أَثَرَه (1)،و هو عن الفارسیِّ .
و أَثَّر فیه تَأْثِیراً :تَرَکَ فیه أَثَراً .
و التَّأْثِیُر :إِبقاءُ أَلأَثَرِ فی الشَّیْ ءِ.
و الآثارُ :الأَعْلاَمُ ،واحِدُه الأَثَرُ .
و الأَثَرُ ،بفتحٍ فسکونٍ : فِرِنْدُ السَّیْفِ و رَوْنَقُه، و یُکْسَرُ ، و بضَمَّتَیْن علی فُعُل،و هو واحدٌ لیس بجمْعٍ ، کالأَثِیرِ .
ج أُثُورٌ ،بالضمِّ .قال عَبِیدُ بنُ الأَبرَصِ :
و نحنُ صَبَحْنَا عامِراً یومَ أَقْبَلُوا
سُیُوفاً علیهنَّ الأُثُورُ بَواتِکَا
و أَنشدَ الأَزهریُّ :
کأَنَّهُمْ أَسْیُفٌ بِیضٌ یَمانِیَهٌ
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بها الأُثُرُ
و أَثْرُ السَّیْفِ :تَسَلْسُلُه و دِیَباجَتُه،فأَمَّا ما أَنشدَه ابنُ الأَعرابیِّ من قوله:
فإِنِّی إِنْ أَقَعْ بکَ لا أُهَلِّکْ
کوقَعِ السَّیْفِ ذِی الأَثَرِ الفِرِنْدِ
قال ثعلبٌ :إِنّمَا أَرادَ ذِی الأَثْر ،فحَرَّکَه للضَّروره.قال ابن سیِدَه:و لا ضَرورهَ هنا عندی،لأَنّه لو قال:«ذِی الأَثْر »فسَکَّنه علی أَصلِه لصار«مُفَاعَلَتُنْ »إِلی«مَفَاعِیلُنْ »:و هذا لا یکْسِر البَیْتَ لکن الشّاعر إِنما أَرادَ تَوْفِیَهَ الجزْءِ،فحَرَّک لذلک،و مثلُه کثیرٌ،و أَبْدَلَ الْفِرِنْدَ من الأَثَر .
و فی الصّحاح:قال یعقوب:لا یَعرفُ الأَصمعیُّ الأَثْرَ إِلاّ بالفتح (2)،قال:و أَنشدَنِی عیسی بنُ عُمَر لخُفَافِ بنِ نَدْبَهَ :
جَلاَها الصَّیْقَلُونَ فأَخْلَصُوها
خِفَافاً کلُّها یَتْقِی بأَثْرِ
أَی کلُّها یستقبِلُکَ بفرِنْدِه.و یَتْقِی،مخفَّف مِن یَتَّقِی، أَی إِذا نَظَر،النّاظرُ إِلیها اتَّصلَ شُعَاعُها بعیِنه فلم یَتمَکَّن من النَّظَرِ إِلیها.
و رَوَی الإِیادِیُّ عن أَبی الهَیْثَمِ أَنّه کان یقول: الإِثْرُ بکَسْر الهَمْزهِ لخُلاَصَهِ السَّمْنِ ،و أَمّا فِرِنْدُ السَّیْف فکلُّهُم یقول: أُثْر .
و عن ابن بُزُرْج:و قالوا: أُثْرُ السَّیْفِ ،مضمومٌ :جُرْحُه، و أَثْرُه (3)،مفتوحٌ :رَوْنَقُه الّذِی فیه.
قلتُ :و زَعم بعضٌ أَنّ الضَّمَّ أَفصحُ فیه و أَعرَفُ .
و فی شَرْح الفَصِیح لابن التَّیَانِیِّ : أَثْرُ السَّیفِ مثالُ صَقْر، و أُثُرُه ،مِثَال طُنُبٍ :فِرِنْدُه.
و قد ظهرَ بما أَوردنا من النُّصُوص أَنّ الکسْرَ مسموعٌ فیه، و أَوردَه ابن سِیدَه و غیرُه،فلا یُعَرَّجُ علی قول شیخِنَا:إِنه لا قائلَ به من أَئِمَّه اللغهِ و أَهلِ العربیّه.فهو سَهْوٌ ظاهرٌ، نَعم، الأُثْر بضمِّ ،علی ما أَوردَه الجوهَرِیُّ و غیرُه،و کذا الأُثُر ،بضمَّتَیْن علی ما أَسْلَفْنَا،مُسْتَدْرَکٌ علیه،و قد أُغْفِلَ (4)شیخُنا عن الثّانیه.
و الأَثِیرُ ،کأَمِیرٍ الذی ذکرَه المصنِّفُ أَغفلَه أَئِمَّهُ الغَرِیب.
و حَکَی اللَّبْلِیُّ فی شرح الفَصِیح: الأُثْرَهُ للسَّیفِ بمعنی الأَثْر ،جمعُه أُثَر کغُرَفٍ ،و هو مُستدَرکٌ علی المصنِّف.
ص:7
و الأَثْرُ : نَقْلُ الحدیثِ عن القَوم و رِوایتُه، کالأَثَارهِ (1)بالفتح، و الأُثْرَهِ ،بالضّمِّ ،و هذه عن اللِّحْیَانیِّ .
و فی المحکم: أَثَرَ الحَدیثَ عن القومِ یَأْثِرهُ ،أَی من حدِّ ضَرَبَ ، و یَأْثُره أَی من حدِّ نَصَرَ:أَنْبأَهم بما سُبِقُوا فیه من الأَثَر ،و قیل:حَدَّثَ به عنهم فی آثَارهم .قال:
و الصحیحُ عندی أَنَّ الأُثْرَهَ الاسمُ ،و هی المَأْثَرَهُ و المَأْثُرَهُ .
و
1- فی حدیث علیِّ فی دُعائِه علی الخَوَارج: «و لا بَقِیَ منکم آثِرٌ ». أَی مُخْبِرٌ یَرْوِی الحدیثَ .
و
17- فی قولِ أَبی سُفیانَ فی حدیثِ قَیْصَرَ: «لو لا أَنْ تَأْثُرُوا (2)عنِّی الکذبَ ». أَی تَرْوُون و تَحکُون.
و
17- فی حدیث عُمَرَ رضِی اللّه عنه: «فما حَلَفتُ به ذاکراً و لا آثِراً ». یریدُ مُخْبِراً عن غیرِه أَنَّه حَلَفَ به،أی ما حلفْتُ به مُبتدِئاً مِن نفسِی،و لاَ رَوَیْتُ عن أَحدٍ أَنّه حَلَف بها (3).
و من هذا قیل:حدیثٌ مَأْثُورٌ ،أَی یُخْبِرُ الناسُ به بعضُهم بعضاً،أَی یَنقلُه خَلَفٌ عن سَلَفٍ ،یقال منه: أَثَرْتُ الحدیثَ فهو مَأْثُور ،و أَنا آثِرٌ ،و قال الأَعْشَی:
إِنَّ الذی فیه تَمَارَیْتُمَا
بُیِّنَ للسّامِعِ و الآثِرِ
و الأَثْر ، إِکْثَارُ الفَحْلِ مِن ضِرَاب النّاقَه و قد أَثَر یَأْثُر ،مِن حَدِّ نَصَرَ.
و الأُثْر ، بالضّمِّ : أَثَرُ الجِرَاحِ یَبقَی بعد البُرْءِ. و مثلُه فی الصحاح.و فی التهذیب: أثْرُ الجُرْحِ : أَثَرُه یَبقَی بعد ما یَبْرَأُ.و قال الأَصمعیُّ : الأُثْرُ -بالضّمّ -من الجُرْحِ و غیره فی الجَسَد یَبْرَأُ و یبقَی أَثَرُه .و قال شَمِرٌ:یُقَال فی هذا: أَثْرٌ و أَثْرٌ ،و الجمعُ آثَارٌ ،و وجهُه إِثَارٌ ،بکسر الأَلفِ ،قال:و لو قلتَ أُثُورٌ ،کنتَ مُصِیباً.
و فی المُحکم: الأثْر : ماءُ الوجهِ و رَوْنَقُه،و قد تُضَمُّ ثاؤُهما ،مثل عُسْرٍ و عُسُر،و رَوَی الوَجْهَیْن شَمِرٌ،و الجمعُ آثارٌ .و أَنشدَ ابنُ سِیدَه:
عَضْبٌ مَضَارِبُهَا باقٍ بها الأُثُرُ
و أَوردَه الجوهریُّ هکذا:«بیضٌ مضاربُهَا» (4)قال:و فی الناس مَن یَحْمِلُ هذا علی الفِرِنْد.
و الأُثْر (5): سِمَهٌ فی باطن خُفِّ البعیرِ یُقْتَفَی (6)بها أَثَرهُ ، و الجمعُ أُثُور .
و قد أَثَرَه یأْثُرُه أَثْراً ،و أَثَّره :حَزَّه.
و رَوَی الإیادیُّ عن أَبی الهَیْثم أَنه کان یقول: الإِثْرُ بالکسر:خُلاصهُ السَّمْنِ إَذا سُلِیءَ،و هو الخِلاصُ (7)، و قیل:هو اللَّبَنُ إِذا فارَقَه السَّمْنُ . و قد یُضَمُّ ،و هذا قد أَنْکَره غیرُ واحدٍ من الأَئِمَّه،و قالوا:إِن المضمومَ فِرِنْدُ السَّیْفِ .
و الأَثُرُ بضم الثّاءِ کعَجُزٍ،و الأَثِرُ ک کَتِفٍ :رجلٌ یَستأْثِرُ علی أَصحابِه فی القَسْم، أَی یَختارُ لنفْسه أَشیاءَ حَسنهً ،و فی الصّحاح:أی یحتاجُ (8)لنفسه أَفعالاً و أَخلاقاً حسنه.
و الاسمُ الأَثَرَهُ محرّکهً ،و الأُثْرَهُ ،بالضَّمّ ،و الإِثْرهُ ، بالکسر و الأُثْرَی ، کالحُسْنَی ،کلاهما عن الصَّاغَانیِّ .
و قد أَثِرَ علی أَصحابه،کفَرِحَ ،إِذا فَعَلَ ذلک.
و یقال:فلانٌ ذو أُثْرَهٍ ،بالضمّ ،إِذا کان خاصّاً.
و یقال:قد أَخَذَه بلا أَثَرَهٍ ،و بلا إِثْرَهٍ و بلا استئثارٍ ،أَی لم یَستأْثِر علی غیره و لم یَأْخُذ الأَجْوَدَ.
و جمْعُ الإِثْرَه ،بالکسر، إِثَرٌ .قال الحُطَیئهُ یمدحُ عُمَرَ رضیَ اللَّهُ عنه:
ما آثَرُوکَ بها إِذْ قَدَّمُوکَ لها
لکنْ لأَنْفسِهِمْ کانتْ بکَ الإِثَرُ
ص:8
أَی الخِیَرَهُ و الإِیثارُ .
و
17- فی الحدیث: «لما ذُکِرَ له عُثْمَانُ بالخلافهِ فقال:
أَخْشَی حَفْدَه و أَثَرَتَه ». أَی إِیثارَه ،و هی الإِثْرَه ،و کذلک الأُثْرَهُ و الأَثْرَهُ و الأُثْرَی قال:
فقلتُ له یا ذئْبُ هل لکَ فی أَخٍ
یُوَاسی بلا أُثْرَی علیکَ و لا بُخْلِ
و الأُثْرَهُ ،بالضّمِّ :المَکْرُمهُ ؛لأَنها تُؤْثَرُ ،أَی تُذْکَر، و یَأْثُرها قَرْنٌ عن قَرْنٍ یتحدَّقَون بها.و فی المُحکَم:المَکْرُمُه المُتَوارَثَه، کالمَأْثَرهِ ،بفتح الثاء و المَأْثُرَهِ بضمهَا،و مثلُه من الکلامِ المَیْسَرَه و المَیْسُره،ممّا فیه الوَجْهَانِ ،و هی نحو ثلاثین کلمه جَمَعَها الصَّاغانیُّ فی«ح ب ر».
و قال أَبو زید: مَأْثُرَهٌ و مآثِرُ ،و هی القدَمُ فی الحَسَب.
و مآثِرُ العَرَب:مَکارمُها و مَفاخرُها التی تُؤْثَرُ عنها،أَی تُذْکَرُ و تُرْوَی.و مثلُه فی الأَساس (1).
و الأُثْرَهُ : البَقِیَّهُ من العِلْم تُؤْثَرُ ،أَی تُرْوَی و تُذْکَر، کالأَثَرَهِ محرَّکَهً ، و الأَثارَه ،کسَحَابهٍ .و قد قُرِیءَ بها 2، و الأخیرهُ أَعْلَی.
و قال الزَّجّاج: أَثَارهٌ فی معنَی عَلامهٍ ،و یجوزُ أَن یکونَ علی معنی بَقِیَّهٍ من عِلْم،و یجوزُ أَن یکونَ علی ما یُؤْثَرُ من العِلم.و یقال:أَوْ شَیْ ءٌ مَأْثُورٌ من کُتُب الأَوَّلِین،فمَن قرأَ:
« أَثارَهٍ » فهو المصدرُ،مثل السَّمَاحه،و مَن قرأَ: « أَثْره » فإِنه بناهُ علی الأَثَر مثْل قَتَرَهٍ ،و مَن قَرأَ: « أَثْره » فکأَنه أَراد مثلَ الخَطْفَهِ و الرجْفه.
و الأُثْرَه ،بالضّمّ : الجَدْبُ ،و الحالُ غیرُ المَرْضِیَّه ،قال الشاعر:
إِذا خافَ مِن أَیْدِی الحَوَادث أُثْرَهً
کَفَاهُ حِمَارٌ مِن غنِی مَقیدُ
و منه
14- قولُ النّبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلم: «إِنّکم سَتَلْقَوْنَ بَعْدِی أُثْرَهً فاصْبِرُوا حتَّی تَلْقَوْنِی علی الحَوْضِ ». و آثَره :أَکرَمه ،و منه:رجلٌ أَثِیرٌ ،أَی مَکیِنٌ مُکْرَمٌ .
و الجمع أُثَراءُ و الأُنْثَی أَثِیرَهٌ .
و الأَثِیرَهُ :الدّابَّهُ العظیمهُ الأَثَرِ فی الأَرضِ بحافرها و خُفَّیْهَا،بَیِّنهُ الإِثارهِ .
و عن ابن الأَعرابیّ : فَعَلَ 3هذا آثِراً مّا،و آثِرَ ذِی أَثِیرٍ کلاهما علی صِیغَهِ اسمِ الفاعل،و کذلک آثِراً ،بِلاَ«ما».
و قال عُرْوَهُ بنُ الوَرْد:
فقالُوا:ما تُرِیدُ؟فقلتُ :أَلْهُو
إِلی الإِصْباحِ آثِرَ ذی أَثِیرِ
هکَذَا أَنشده الجوهریُّ .قال الصّاغانیُّ :و الروایهُ :
«و قالتْ »،یَعْنِی امرأَتَه أُمَّ وَهْبٍ و اسْمُها سَلْمَی.
و یُقَال:لَقِیتُه أَوَّلَ ذِی أَثِیر ،و أَثِیرَهَ ذِی أَثِیر ،نقله الصّاغانیّ . و أُثْرهَ ذی أَثِیرٍ ،بالضّمِّ و ضَبَطَه الصّاغانیُّ بالکَسْر 4.
و قیل: الأَثِیرُ :الصُّبْحُ ،و ذُو أَثِیرٍ :وَقْتُه.
و حَکَی اللِّحْیَانیُّ : إِثْرَ ذِی أَثِیرَیْن ،بالکَسْر.و یُحرَّک ، و إِثْرَهً مّا.
و عن ابن الأَعرابیّ :و لَقِیتُه آثِرَ ذاتِ یَدَیْنِ ،و ذِی یَدَیْنِ ، أَی أَوَّلَ کلِّ شیْ ءٍ قال الفَرّاءُ:ابْدَأْ بهذا آثِراً مّا،و آثِرَ ذِی أَثِیرٍ ،و أَثِیرَ ذِی أَثِیرٍ ،أَی ابْدَأْ به أَوَّلَ کلِّ شیءٍ.
و یُقَال:افْعَلْه آثِراً مّا،و أَثِراً مّا،أَی إِن کنتَ لا تفعلُ غیرَه فافْعَلْه.
و قیلَ :افْعَلْهُ مُؤْثِراً له علی غیرِه،و«ما»زائدهٌ ،و هی لازمهٌ لا یجوزُ حذفُها؛لأَنّ معناه افعلْه آثِراً مختاراً له مَعْنِیّاً به،مِن قولک: آثَرتُ أَن أَفعلَ کذا و کذا،و قال المبرِّد:فی قولِهم:خُذْ هذا آثِراً مّا،قال:کَأَنّه یریدُ أَن یأْخذَ منه واحداً و هو یُسَامُ علی آخَرَ،فیقول:خُذْ هذا الواحِدَ آثِراً ،أَی قد آثرتُکَ به،و«ما»فیه حَشْوٌ.
و یقال: سَیفٌ مَأْثُورٌ :فی مَتْنِه أَثَرٌ 5،و قال صاحبُ
ص:9
الواعِی:سَیفٌ مَأْثُورٌ ،أُخِذَ من الأَثَر ،کأَنّ وَشْیَهُ أَثَّرَ فیه، أو مَتْنُه حَدِیدٌ أَنیثٌ ،و شَفْرَتهُ حَدِیدٌ ذَکَرٌ ،نَقَلَ القَوْلَیْن الصَّاغَانیُّ . أَو هو الذی یُقَال إِنه یَعْمَلُه الجِنُّ ،و لیس من الأَثْرِ الذی هو الفِرِنْد.قال ابنُ مُقْبِلٍ :
إِنِّی أُقَیِّدُ بالمَأْثُورِ راحِلَتِی
و لا أُبالِی و لو کُنَّا علی سَفَرِ
قال ابنُ سِیدَه:و عندی أَنَّ الْمَأْثُورَ مَفْعُولٌ لا فِعْلَ له، کما ذَهَب إِلیه أَبو علیّ فی المَفْؤُود الذی هو الجَبان.
و أَثِرَ یَفْعَلُ کذا،کفَرِحَ :طَفِق ،و ذلک إِذا أَبْصَرَ الشَّیءَ و ضَرِیَ بمعرفِته و حَذِقه،و کذلک طَبِنَ وَ طبِقَ و دَبِقَ و لَفِقَ (1)و فَطِنَ ،کذا فی نَوادِر الأَعرابِ .
و قال ابن شُمَیل:إِن آثِرْتَ (2)أَن تَأْتِیَنَا فأْتِنَا یومَ کذا و کذا،أَی إِن کان لا بُدَّ أَن تَأْتِیَنَا فَأْتِنَا یومَ کذا و کذا.
و یُقَال:قد أَثِرَ أَنْ یَفْعَل ذلک الأَمْرَ،أَی فَرَغَ له. و أَثِرَ علی الأَمرِ:عَزَمَ ،قال أَبو زید:قد أَثِرْتُ أَن أَقولَ ذلک:
أی عَزَمْتُ . و أَثِرَ له تَفَرَّغَ ،و قال اللَّیْثُ :یقال:لقد أَثِرْتُ أَن (3)أَفْعَلَ کذا و کذا،و هو هَمٌّ فی عَزْمٍ .
و آثَرَ :اخْتارَ و فَضَّلَ ،و قَدَّمَ ،و فی التنزیل: تَاللّهِ لَقَدْ آثَرَکَ اللّهُ عَلَیْنا (4)قال الأَصمعیُّ : آثرتُکَ إِیثاراً ،أَی فَضَّلْتُکَ .
و آثَرَ کذا بکذا:أَتْبَعَه إِیّاه ،و منه قولُ مُتَمِّمِ بنِ نُوَیرهَ یَصفُ الغَیثَ :
فآثَرَ سَیْلَ الوادِیَیْنِ بدِیمَهٍ
تُرَشِّحُ وَسْمِیّا مِن النَّبْتِ خِرْوَعَا
أَی أَتْبَعَ مَطراً تقدَّم بدِیمَهٍ بعدَه.
و التُّؤْثُورُ (5)و فی بعض الأُصُول التؤْرُورُ (6)،أَی علی تُفْعُول بالضَمّ : حَدِیدَهٌ یُسْحَی بها باطِنُ خُفِّ البعیرِ،لیُقْتَصَّ أَثَرُه فی الأَرض و یُعْرَفَ ، کالمِئْثَرهِ . و رأَیتُ أَثْرَته ،أَی مَوْضِعَ أَثَرِه من الأَرض.
و قیل: الأُثْرَهُ و التُّؤْثُورُ و التَّأْثُورُ ،کلُّها علاماتٌ تَجعلُهَا الأَعرابُ فی باطنِ خُفِّ البعیرِ،و قد تَقدَّم فی کلام المصنِّف.
و التُّؤْثُورُ (7): الْجِلْوَازُ ،کالتُّؤْرُورِ 7و الیُؤْرُورِ،بالیاءِ التَّحْتِیَّه،کما سیأْتی فی أَرّ،عن أَبی علیّ .
و استأْثرَ بالشیْ ءِ:استبدَّ به و انفردَ. و استأْثرَ بالشیْ ءِ علی غیرِه: خَصَّ به نفْسَه ،قال الأَعشی:
استَأْثَرَ اللّه بالوفاءِ و بال
عَدْلِ و وَلَّی المَلامَهَ الرَّجُلاَ
و
17- فی حدیث عُمَرَ: «فو اللّه ما أَستأْثِرُ بها علیکم،و لا آخذُها دُونَکم».
و استأْثَرَ اللّه تعالی فلانا، و بفلانٍ ،إِذا ماتَ و هو مِمَّنْ یُرْجَی له الجَنَّهُ و رُجِیَ له الغُفْرَانُ .
و ذو الآثارِ :لَقَبُ الأْسوَد بنِ یَعْفُرَ النَّهْشَلِیّ ،و إِنما لُقِّب به لأَنَّه کان إِذا هَجَا قَوماً تَرَکَ فیهم آثاراً یُعْرَفُون بها، أَو لأَنّ شِعْره فی الأَشعار کآثار الأَسدِ فی آثارِ السِّباع لا یَخْفَی.
و یقال: فلانٌ أَثِیری ،أی مِن خُلَصَائِی. و فی بعض الأُصول أَی خُلْصانِی.و فلانٌ أَثِیرٌ عند فلانٍ و ذو أُثْرهٍ ،إِذا کان خاصّاً.
و رجلٌ أَثِیرٌ :مَکِینٌ مُکْرَمٌ .
و فی الأَساس:و هو أَثِیرِی ،أَی الذی أُوثِرُه و أْقَدِّمُه.
و شیْ ءٌ کَثُیرٌ أَثِیرٌ ،إِتباعُ له،مثلُ بَثِیر.
و أُثَیْرٌ - کزُبَیْرٍ-ابنُ عَمْرٍو السَّکُونِیُّ الطَّبِیبُ الکُوفیُّ ، و إِلیه نُسِبتْ صحراءُ أُثَیْرٍ بالکوُفه.
و مُغِیرَهُ بنُ جَمِیلِ بنِ أُثَیْر ،شَیخٌ لأَبِی سَعِیدٍ عبدِ اللّه بن سَعِیدٍ الأَشَجِّ الکوفیّ أَحد الأَئمّه.قال ابن القرابِ مات سنه 357.
و جوادُ بنُ أُثَیْرِ بنِ جَوادٍ الحَضْرمیّ ،و غیرهم.
ص:10
و
1- قَولُ علیِّ رَضِیَّ اللّهُ عنه: «و لستُ بمَأْثُورٍ فی دِینِی. »، أَی لستُ ممَّن یُؤْثَرُ عنِّی شَرٌّ و تُهمَهٌ فی دِینی.فیکونُ قد وَضَعَ الْمَأْثُورَ مَوضِعَ المَأْثُورِ عنه.و قد تقدَّم فی أَب ر و مَرّ الکلامُ هناک.
*و مما یُستدرَکُ علیه:
الأَثَرُ ،بالتَّحْرِیک:ما بَقِیَ من رَسْمِ الشَّیْ ءِ،و الجَمْعُ الآثارُ .
و الأَثَرُ ،أَیضاً:مُقَابلُ العَیْنِ ،و معناه العَلامهُ .و من أَمثالهم:«لا أَثَرَ بعد العَیْنِ ».و سَمَّی شیخُنَا کتابَه:«إقرار العَیْنِ ببقاءِ الأَثَرِ بعدَ ذَهابِ العَیْنِ ».
و
14- المَأْثُور :أَحدُ سُیُوفِ النَّبیِّ صلی اللّه علیه و سلم. کما ذَکَره أَهْل السِّیَر .
و حَکَی اللِّحْیَانیُّ عن الکِسائیِّ :ما یُدْرَی له أَینَ أَثَرٌ ،و لا یُدْرَی له ما أَثَرٌ ،أَی ما یُدْرَی أَین أَصْلُه و ما أَصْلُه.
و الإِثَارُ ،ککِتَابٍ :شِبْهُ الشِّمَالِ یُشَدُّ علی ضَرْعِ العَنْزِ شِبْهُ کِیسٍ لئلاَّ تُعَانَ .
و
16- فی الحدیث: «مَنْ سَرَّه أَن یَبْسُطَ اللّه له فی رِزْقِه و یَنْسَأَ فی أَثَرِه فلْیَصِلْ رَحمَه». الأَثَرُ الأَجَلُ ؛سُمِّیَ به لأَنه یَتْبَعُ العُمرَ،قال زُهَیْر:
و المرءُ ما عاشَ مَمْدُودٌ له أَمَلٌ
لاَ یَنْتَهِی العُمْرُ حتَّی یَنْتَهِی الأَثَرُ
و أَصلُه مِن أَثَّرَ مَشْیُه فی الأَرض،فإِنَّ مَن ماتَ لاَ یَبْقَی له أَثَرٌ ،و لا یُرَی لأَقدامِه فی الأَرض أَثَرُ .و منه
16- قولُه للَّذِی مَرَّ بین یَدَیْه و هو یُصَلِّی:«قَطَعَ صَلاتَنا قَطَعَ اللَّهُ أَثَرَه ». دُعَاءٌ علیه بالزَّمَانَه؛لأَنه إِذا زَمِنَ انقطعَ مَشْیُه فانقطعَ أَثَرُه .
و أَمّا مِیثَرهُ السَّرْجِ فغیرُ مَهْمُوزهٍ .
و قولُه عَزّ و جَلّ : وَ نَکْتُبُ ما قَدَّمُوا وَ آثارَهُمْ (1)،أَی نکتُب ما أَسْلَفُوا مِن أَعمالِهم.
و فی اللسان:و سَمِنَت الإِبلُ و النّاقهُ علی أَثَارهٍ .أَی علی عَتِیقِ شَحْمٍ کان قبلَ ذلک،قال الشَّمّاخُ :
و ذاتِ أَثَارهٍ أَکَلتْ علیه
نَبَاتاً فی أَکِمَّتِه قَفَارَا (2)
قال أَبو منصور:و یُحْتَملُ أَن یکونَ قولُه تعالی: أَوْ أَثارَهٍ مِنْ عِلْمٍ (3)مِن هذا؛لأَنها سَمِنَتْ علی بَقِیَّهِ شَحْمٍ کانت علیها،فکأَنَّها حَمَلَتْ شَحْماً علی بَقِیَّهِ شَحْمِها.
و فی الأَساس:و منه:أَغْضَبَنی فلانٌ عن أَثارهِ غَضَبٍ ، أَی[علی أَثَرِ غضبٍ ] (4)کان قبل ذلک.و فی المُحْکَم و التَّهْذِیب:و غَضِبَ علی أَثَارهٍ قَبْلَ ذلک،أَی قد کان قَبْلَ ذلِکَ منه غَضَبٌ ،ثم ازْدادَ بعد ذلک غَضَباً.هذه عن اللِّحْیَانیِّ .
و
17- قال ابنُ عَبَّاس: أَوْ أَثارَهٍ مِنْ عِلْمٍ ،إِنّه عِلْمُ الخَطِّ الذی کان أُوتِیَ بعض الأَنبیاءِ.
و أَثْرُ السَّیْفِ :دِیباجَتُه و تَسَلْسُلُه.
و یقال: أَثَّرَ بوَجْهِه و بِجَبِینِه السُّجُودُ.و أَثَّرَ فیه السَّیْفُ و الضَّرْبَهُ .و فی الأَمثال:یُقال للکاذب:«لا یَصْدُقُ أَثَرُه »، أَی أَثَرُ رِجْلِه.
و یقال:افعَلْه إِثْرَهَ (5)ذِی أَثِیرٍ -بالکسر-و أَثْرَ ذِی أَثِیرٍ ، بالفتح.لغتانِ فی: آثِر ذی أَثِیرٍ ،بالمدّ،نقلَه الصّاغانیُّ .
و قال الفَرّاءُ:افْعَلْ هذه أَثَراً مّا-محرَّکهً -مِثل قولک:
آثِراً مّا.
*و استدرک شیخُنا:
الأَثِیرُ :-کأَمِیرٍ-و هو الفَلَکُ التّاسِعُ الأَعْظَمُ الحاکمُ علی کلِّ الأَفلاکِ ،لأَنّه یُؤَثِّرُ فی غیره.
و أَبناءُ الأَثِیرِ :الأَئِمَّهُ المَشَاهِیرُ،الإِخوهُ الثلاثهُ :عِزُّ الدِّین علیُّ بنُ محمّدِ بن عبد الکریم بن عبد الواحد الشَّیْبَانِیُّ الجَزَرِیُّ ،اللُّغَوِیُّ ،المحدِّثُ ،له التاریخُ و الأَنسابُ ، و معرفهُ الصَّحابهِ ،و غیرُها،و أَخُوه مَجْدُ الدِّینِ
ص:11
أَبو السَّعَاداتِ ،له جامعُ الأُصولِ ،و النِّهَایَهُ ،و غیرُهما، ذَکَرهما الذَّهَبِیُّ فی التَّذْکره،و أَخُوهما الثّالثُ ضِیاءُ الدِّین أَبو الفَتْحِ نَصْرُ اللّهِ ،له المَثَلُ السّائرُ،و غیرُه،ذَکَره مع أَخَویْه ابنُ خلِّکانَ فی الوَفَیات.قال شیخُنا:و مِن لَطائفِ ما قِیلَ فیهم:
وَ بنُو الأَثِیرِ ثلاثهٌ
قد حازَ کلُّ مُفْتَخَرْ
فمُؤَرِّخٌ جَمَع العُلُو
مَ و آخَرٌ وَلِیَ الوَزَرْ
و مُحَدِّثٌ کَتَب الحَدِیثَ
له النِّهَایهُ فی الأَثَرْ
قال:و الوَزِیرُ هو صاحبُ «المَثَلِ السّائِرِ».و ما أَلْطَفَ التَّوْرَیَهَ فی النِّهَایه.
1- و صحراءُ أُثَیْرٍ ،کزُبَیْرٍ:بالکُوفه حیثُ حَرَقَ أَمیرُ المؤمنین علیُّ رضیَ اللّهُ عنه النَّفَرَ الغَالِین فیه.
الأَجْرُ :الجَزاءُ علی العَمَل -و فی الصّحاح و غیره: الأَجْرُ :الثّوابُ ،و قد فرّق بینهما بفروق.قال العَیْنیُّ فی«شَرْحِ البُخارِیِّ »:الحاصِلُ بأُصولِ الشَّرْعِ و العبادات ثوابٌ ،و بالمُکَمِّلاتِ أَجْرٌ ،لأَنَّ الثّوَابَ -لغه-بَدَلُ العَیْنِ ، و الأَجْرُ بَدَلُ المَنْفَعَهِ ،و هی تابعهٌ للعَیْن.و قد یُطْلَقُ الأَجْرُ علی الثَّوَابِ و بالعَکْس- کالإِجارهِ و الأُجْرهِ ،و هو ما أَعطیتَ مِن أَجْرٍ فی عَمَلٍ ، مُثَلَّثهً ،التَّثْلِیثُ مسموعٌ ،و الکَسْرُ الأَشْهَرُ الأَفصحُ .قال ابنُ سِیدَه:و أَرَی ثَعْلَباً حَکَی فیه الفَتْحَ ، ج أُجُورٌ و آجارٌ . قال شیخُنَا:الثّانی غیرُ معروفٍ قیاساً، و لم أَقِفْ علیه سَمَاعاً.ثم إِن کلامَه صریحٌ فی أَنّ الأَجْرَ و الإِجارَه مترادفانِ ،لا فَرْقَ بینهما،و المعروفُ أَن الأَجْرَ هو الثَّوَاب الذی یکونُ من اللّه،عَزّ و جَلّ ،للعَبْد علی العَمَل الصّالِحِ ،و الإِجارهُ هو جزاءُ عَمَلِ الإِنسانِ لصاحِبه،و منه الأَجِیر .
و قولُه تعالَی: وَ آتَیْناهُ أَجْرَهُ فِی الدُّنْیا (1)،قیل:هو الذِّکْرُ الحَسَنُ و قیل:معناه أَنّه لیس أُمّهٌ مِن المُسْلِمِین و النَّصارَی و الیَهُودِ و المَجُوسِ إِلاّ و هم یُعَظِّمُون إِبراهیمَ ، علی نَبیِّنا و علیه الصّلاهُ و السّلامُ .و قیل: أَجْرُه فی الدُّنیاکَوْنُ الأَنبیاءِ مِن وَلَدِه.و قیل: أَجْرُه الوَلَدُ الصّالِحُ .
و من المَجاز: الأَجْرُ : المَهْرُ ،و فی التَّنْزِیل: یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنّا أَحْلَلْنا لَکَ أَزْواجَکَ اللاّتِی آتَیْتَ أُجُورَهُنَّ (2)،أَی مُهُورَهُنَّ .
و قد أَجَرَه اللّهُ و یَأْجُرُه ،بالضمّ ، و یَأْجِرُه ،بالکسر إِذا جَزَاه و أَثَابَه و أَعطاه الأَجْرَ ،و الوَجْهَانِ مَعْرُوفان لجمیعِ اللُّغَوِیِّین إِلاّ مَنْ شَذَّ،مِمَّن أَنکرَ الکَسْرَ فی المُضَارعِ ،و الأَمْرُ منهما: أجُرْنِی و أجِرْنِی کآجَرَه یُؤْجِرُه إِیجاراً .
و فی کتاب ابنِ القَطّاع:إِنّ مضارع آجَرَ .کآمَنَ یُؤاجِرُ .
قال شیخُنَا:و هو سَهْوٌ ظَاهِرٌ یَقعُ لمَن لم یُفَرِّق بین أَفْعَلَ و فَاعَلَ .و قال عِیَاضٌ :إِنّ الأَصمعیَّ أَنکرَ بالکُلِّیَّهِ .و قال قومٌ :هو الأَفصحُ .
و فی الصّحاح: أَجَرَ العَظْمُ یَأْجُرُ و یَأْجِرُ (3)أَجْراً ،بفتحٍ فسکونٍ و إِجاراً (4)،بالکسرِ، و أُجوراً ،بالضّمِّ : بَرَأَ علی عَثْم بفتحٍ فسکونٍ ،و هو البُرْءُ من غیر استواءٍ.و قال ابنُ السِّکِّیت:هو مَشَشٌ کهیئهِ الوَرَمِ فیه أَوَدٌ. و أَجَرْتُه ،فهو لازمٌ مُتَعَدّ.
و فی اللِّسَان: أَجِرَتْ (5)یَدُهُ تَأْجُرُ و تَأْجِرُ أَجْراً و إِجاراً و أُجُوراً :جُبِرَتْ علی غیرِ استواءٍ فبقِیَ لها عَثْمٌ ،و آجَرَهَا هو،و آجرْتُها أَنا إِیجاراً .
و فی الصّحاح: آجَرَهَا اللّهُ أَی جَبَرَهَا علی عَثْمٍ .
و أَجَرَ المَمْلُوکَ أَجْراً :أَکْرَاه یَأْجُرُه ،فهو مأْجُورٌ ، کآجَرَه إِیجاراً ،و حکاه قومٌ فی العَظْمِ أَیضاً، و مُؤاجَرهً ،قال شیخُنَا:هو مصدرُ آجَرَ ،علی فَاعَلَ ،لا آجَرَ ،علی:
أَفْعَلَ ،و المصنِّفُ کَأَنّه اغترَّ بعباره ابنِ القَطّاع و هو صَنِیعُ من لم یُفَرِّق بین أَفْعلَ و فاعَلَ ،کما أَشرنا إِلیه أَوّلاً،فلا یُلْتَفَتُ إِلیه،مع أَنّ مِثلَه ممّا لا یَخْفَی.و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و آجَرْتُ الدّارَ،علی أَفعلْتُ ،فأَنَا مُؤْجِرُ ،و لا یقال: مُؤَاجِرٌ ،فهو خَطَأٌ قَبِیحٌ (6).
ص:12
و یقال: آجَرْتُه مُؤاجَرهً :عاملُته معاملهً ،و عاقَدتُه مُعَاقَدَهً ؛ لأَنَّ ما کان مِن فاعَلَ فی مَعْنَی المُعَاملِه کالمُشَارکه و المُزارَعه إِنما یتعدَّی لمفعولٍ واحد،و مُؤاجَرهُ الأَجِیرِ مِنْ ذلک، فآجَرْتُ الدّارَ و العَبْدَ،من أَفْعَلَ لا من فاعَلَ ،و منهم مَن یقول: آجَرتُ الدّارَ،علی فاعَلَ ،فیقول: آجَرتُه مؤُاجَرهً .و اقتصر الأَزهریُّ علی آجَرتُه فهو مُؤْجَرٌ .و قال الأَخفشُ :و مِن العربِ مَن یقول: آجَرتُه فهو مُؤْجَرٌ ،فی تقدیر أَفْعلتُه فهو مُفْعَلٌ ،و بعضُهُم یقول:فهو مُؤاجَرٌ ،فی تقدیرِ فَاعَلْتُه.
و یتعدَّی إِلی مفعولَیْن فیُقَال: آجرتُ زَیْداً الدّارَ،و آجرتُ الدّارَ زیداً،علی القَلْب،مثل أَعطیتُ زیداً درهماً، و أَعطیتُ درهماً زیداً؛فظهر بما تقدم أَنّ آجَرَ مُؤاجَرهً مسموعٌ مِن العرب و لیس هو صنِیعَ ابنِ القَطَّاعِ وحدَه،بل سَبَقَه غیرُ واحدٍ من الأَئِمَّه و أَقرُّوه.
و فی اللِّسَان:و أَجَرَ المملوک یَأْجُرُه أَجْراً فهو مَأْجُورٌ و آجَرَه یُؤْجِرُه إِیجاراً و مُؤاجرَهً ،و کلٌّ حَسَنٌ مِن کلام العرب.
و الأُجْرَهُ بالضّمِّ : الکِرَاءُ ،و الجَمْعُ أُجَرٌ ،کغُرْفَهٍ و غُرَفٍ ، و ربَّمَا جمعوها أُجَراتٌ ،بفتح الجِیمِ و ضَمِّهَا،و المعروفُ فی تفسیر الأُجْره هو ما یُعطَی الأَجیر فی مقابلهِ العَمَلِ .
و ائْتَجَرَ -الرجلُ : تَصَدَّقَ و طَلَبَ الأَجْرَ ،و
16- فی الحدیث فی الأَضاحِی: «کُلُوا و ادَّخِرُوا و ائْتَجِرُوا ». أَی تَصدَّقُوا طالِبینَ للأَجْرِ بذلک،و لا یجوزُ فیه اتَّجِرُوا -بالإِدغام-لأَن الهمزهَ لا تُدغَم فی التّاءِ؛لأَنه (1)مِن الأَجْرِ لا مِن التِّجَاره.قال ابنُ الأَثِیر:و قد أَجارَه الهَرَوِیُّ فی کتابه،و استشهد علیه
14- بقوله فی الحدیثِ الآخَرِ: «إِن رجلاً دخلَ المسجدَ و قد قَضَی النبیُّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم صلاَتَه،فقال:مَن یَتَّجِرُ یقومُ (2)فیصلِّی معه».
قال:و الرِّوایه إِنما هی یَأْتَجِرُ ،فإِنْ صَحَّ فیها یَتَّجِرُ فیکونُ مِن التِّجاره لا مِن الأَجْر ؛کأَنَّه بصَلاتِه معه قد حَصَّلَ لنفسِه تِجَارهً ،أَی مَکْسَباً.و منه
16- حدیثُ الزَّکاه: «و مَنْ أَعطاها مُؤْتَجِراً بها».
و یقال: أُجِرَ فلانٌ فی أَولادِه،کعُنِیَ ،و نصُّ عبارهِ ابن السِّکِّیت: أُجِرَ فلانٌ خمسهً مِن وَلَدِه، أَی ماتُوا فصارُوا أَجْرَه ،و عباره الزمخشریَّ :ماتُوا فکانُوا له أَجْراً .
و یقال: أُجِرَتْ یَدُهُ تُؤْجَرُ أَجْراً و أُجُوراً ،إِذا جُبِرَتْ علی عُقْدَهٍ و غیر استواءٍ فَبقِیَ لها خُرُوجٌ عن هَیْئَتِهَا.
و آجَرَتِ المرأَهُ ،و فی بعض أُصول اللغَهِ :الأَمَهُ البَغِیَّهُ (3)، مُؤاجَرَهً : أَباحَت نفسَهَا بأَجْرٍ .
و یقال: استأْجرْتُه ،أَی اتَّخذتُه أَجِیراً ،قاله الزَّجَّاج.
و آجَرْتُه فهو مُؤْجَرٌ ،و فی بعض النُّسَخ أَجَرْتُه مَقْصُوراً، و مثلُه قولُ الزَّجَاج فی تفسیر قوله تعالی: أَنْ تَأْجُرَنِی ثَمانِیَ حِجَجٍ (4)أَی تکونَ أَجِیراً لی، فَأَجَرَنِی ثمانی حِجَجٍ ،أی صارَ أَجِیرِی .
و الأَجِیرُ :هو المستأْجَرُ ،و جمعُه أُجَراءُ ،و أَنشدَ أَبو حَنِیفهَ :
و جَوْنٍ تَزْلَقُ الحِدْثانُ فیه
إِذا أُجَراؤُه نَحَطُوا أَجَابَا
و الاسمُ منه الإِجارهُ .
و الإِجَّار ،بکسرٍ فتشدِیدِ الجیم: السَّطْحُ ،بلغه أَهلِ الشّامِ و الحِجَاز،و قال ابنُ سِیدَه:و الإِجّارُ و الإِجَّارهُ :سَطْحٌ لیس علیه سُتْرَهٌ ،و
16- فی الحدیث: «مَن باتَ علی إِجّارٍ لیس حَولَه مَا یَردُّ قَدَمَیْه فقد بَرِئَت منه الذِّمَّهُ ». قال ابنُ الأَثِیر:
و هو السَّطْح الذی لیس حولَه (5)ما یَرُدُّ الساقطَ عنه.و
16- فی حدیث محمّدِ بن مَسْلَمَهَ : «فإِذا جاریهٌ مِن الأَنصارِ علی إِجّارٍ لهم». کالإِنْجار بالنُّون،لغهٌ فیه، ج أَجَاجِیرُ و أَجَاجِرهُ و أَناجِیرُ ،و
14- فی حدیث الهجره: «فتلقَّی الناسُ رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم فی السوق و علی الأَجاجِیر »،و یروی:«علی الأَناجِیر».
و الإِجِّیرَی ،بکسرٍ فتشدیدٍ: العادهُ و قیل:همزتُها بدلٌ من الهاءِ.و قال ابنُ السِّکِّیت:ما زالَ ذلک إِجِّیراه ،أَی عادته.
و الآجُورُ علی فاعُول و الیَأْجُور و الأَجُور کصَبُور
ص:13
و الآجُرُ (1)،بالمدِّ و ضمِّ الجیم علی فاعَل،قال الصّاغَانیُّ :
و لیس بتخفیف الآجُرّ ،کما زَعَم بعضُ الناس-و هو مثلُ الآنُکِ -و الجمْع أَآجِرُ،قال ثعلبهُ بن صُعَیر (2)المازِنیُّ یصفُ ناقهً :
تُضْحِی إِذا دَقَّ المَطِیُّ کأَنَّها
فَدَنُ ابنِ حَیَّهَ شادَه بالآجُرِ
و لیس فی الکلام فاعُل،بضمِّ العین،و آجُرٌ و آنُکٌ أَعجمیّانِ (3)،و لا یَلْزَمُ سِیْبَوَیْه تَدْوِینُه. و الآجَرُ ،بفتحِ الجیم، و الآجِرُ ،بکسرِ الجیم، و الآجِرُون (4)بضمِّ الجیم و کسرِها،علی صِیغه الجمْع،قال أَبو دُوَاد:
و لقد کانَ فی کَتائِبَ خُضْرٍ
و بَلاَطٍ یُلاطُ بالآجِرُونِ
رُوِیَ بضمِّ الجِیمِ و کسرِهَا معاً،کُلُّ ذلک الآجُرُّ ،بضمِّ الجیمِ ،مع تشدیدِ الرّاءِ،و ضَبَطَه شیخُنا بضمّ الهمزه، مُعَرَّباتٌ ،و هو طَبِیخُ الطِّین.قال أَبو عَمرٍو:هو الآجُرُ ، مخفَّف الراءِ،و هی الآجُرَهُ .و قال غیرُه: آجِرٌ و آجُورٌ ،علی فاعُول،و هو الذی یُبْنَی به،فارسیُّ معرَّب.قال الکِسائیُّ :
العربُ تقول: آجُرَّه ،و آجُرُّ للجَمْعَ ،و آجُرَهُ و جَمْعُها آجُرٌ ، و أجُرَهٌ و آجُورهٌ و جمعها آجُورٌ .
و آجَرُ و هاجَرُ:اسمُ أُمّ إِسماعیلَ علیه و علی نَبِیِّنا أَفضلُ الصلاه و السّلام ،الهمزهُ بدلٌ من الهاءِ.
و آجَرَه الرُّمْحَ لغه فی أَوْجَره إِذا طَعَنَه به فی فِیه.و سیأْتی فی وجر.
و دَرْبُ آجُرٍّ ،بالإِضافه: موضعانِ ببغدادَ ،أَحدُهما بالغربیّه و هو الیومَ خرابٌ ،و الثانی بنهرِ مُعَلَّی (5)عند خَرابه ابنِ جَرْدَهَ ،قاله الصاغانیّ .مِن أَحدِهما (6)أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ الحُسَین الآجُرِّیُّ العابدُ الزّاهدُ الشافعیُّ ،تُوفِّی بمکهَ سنه 360،و وجدتُ بخطِّ الحافظِ ابن حجر العَسْقَلانیِّ ما نصُّه: الآجُرِّیُّ ،هکذا ضَبَطَه الناسُ ،و قال أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ الجَلاَّب الفِهریُّ الشهیدُ نَزیلُ تُونُسَ ،فی کتاب الفوائدِ المنتخَبهِ له:أَفادَنِی الرئیسُ ،یعنی أَبَا عثمانَ بنَ حکمهَ القُرَشِیَّ ،و قرأْتُه فی بعضِ أُصُولِه بخطِّ أَبی داوودَ المقرِی ما نصُّه:وَجدتُ فی کتابِ القاضِی أَبی عبدِ الرَّحْمنِ عبدِ اللّه ابنِ جحافٍ الراوی،عن محمّدِ بنِ خَلِیفَه و غیره،عن الّلاجریّ الذی وَرِثَه عنه ابنُه أَبو المطرف،قال لی أَبو عبدِ اللّه محمدُ بنُ خلیفهَ فی ذی القعده سنه 386، و کنتُ سمعتُ مَن یقرأُ علیه:حدّثک أَبو بکر محمّدُ بنُ الحُسَینِ الآجُرِّیّ ،فقال لی:لیس کذلک إِنما هو اللاّجرِیُّ ،بتشدید اللام و تخفیف الراءِ،منسوبٌ إِلی لاجر، قریه من قُرَی بغدادَ لیس بها أَطیبُ من مائها.قال ابنُ الجلاّب:و رَوَیْنَا عن غیره: الآجُرِّیّ ،بتشدید الراءِ،و ابن خلیفهَ قد لَقِیَه و ضَبَطَ علیه کتابَه فهو أَعلمُ به.قال الحافِظُ :
قلتُ :هذا ممّا یُسْقِطُ الثِّقَهَ بابن خلیفه المذکور و قد ضَعَّفَه ابن القُوصِیِّ فی تاریخه.
*و مما یُسْتَدرک علیه:
ائْتَجَرَ علیه بکذا،من الأُجْرَه .قال محمّدُ بنُ بَشیرٍ (7)الخارِجیُّ :
یا لیتَ أَنِّی بأَثْوَابِی و راحِلَتِی
عبدُ لأَهْلِکِ هذا الشَّهْرَ مُؤْتَجَرُ
و آجَرْتُه الدّارَ:أَکْرَیتُهَا،و العَامّهُ تقول:و أَجرتُه .
و قولُه تعالی: فَبَشِّرْهُ بِمَغْفِرَهٍ وَ أَجْرٍ کَرِیمٍ (8)قیل: الأَجْرُ الکریمُ هو الجَنَّه.
و المِئْجَارُ :المِخْراقُ ،کأَنَّه قُتِلَ فصَلُبَ کما یَصْلُبُ العَظْمُ المَجْبُور،قال الأَخطل:
و الوَرْدُ یَرْدِی بعُصْمٍ فی شَرِیدِهُم
کأَنّه لاعِبٌ یَسْعَی بمِئْجارٍ
و قد ذَکَرَهُ المصنِّف فی وجر،و ذِکْرُه هنا هو الصَّوابُ .
و قال الکِسائیُّ : الإِجارهُ فی قول الخَلِیلِ :أَن تکونَ
ص:14
القافیهُ طاءً و الأُخری دالاً،أَو جِیماً و دالاً،و هذا مِن أُجِرَ الکَسْرُ،إِذا جُبِرَ علی غیر استواءٍ،و هو فِعالَهٌ -مِن أَجَرَ یَأْجُر ،کالإِماره مِن أَمَر-لا إِفْعَالٌ .
و من المَجاز: الإِنْجَارُ ،بالکسر:الصَّحْنُ المنبطِحُ الذی لیس له حَواش،یُغْرَفُ فیه الطَّعَامُ ،و الجمعُ أَناجِیرُ،و هی لغهٌ مستعملهٌ عند العَوامّ .
و أَحید الأَجِیر نقلَه السمعانیُّ من تاریخ نَسَفَ للمُسْتَغْفِریّ ،و هو غیرُ منسوب،قال:أَراه کان أَجیرَ طُفَیْلِ ابنِ زیدٍ التَّمِیمیّ فی بَیته،أَدْرَکَ البُخَاریَّ .
و أَجَّرُ ،بفتحِ الهمزَهِ و تَشْدِید الجِیم المفتوحه:حِصْنٌ من عَمَلِ قُرْطُبَهَ ،و إِلیه نُسِبَ أَبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ محمّد بن إِبراهیمَ الخشنیّ الأَجَّریُّ المقری،سمَعَ من أَبی الطاهرِ ابنِ عَوْفٍ ،و مات سنهَ 611،ذَکَره القاسمُ التُّجِیبیُّ فی فِهْرِسْتِه،و قال:لم یذکره أَحدٌ ممَّن أَلَّفَ فی هذا الباب.
الأُخُرُ ،بضمَّتَیْن:ضِدُّ القُدُمِ ،تقولُ :مَضَی قُدُماً،و تَأَخَّرَ أُخُراً .
و التَّأَخُّرُ :ضِدُّ التَّقَدُّمِ ،و قد تَأَخَّر عنه تَأَخُّراً و تَأَخُّرَهً واحدهً ،عن اللِّحْیَانِیِّ ،و هذا مُطَّردٌ،و إِنما ذَکَرنَاهُ لِأَن اطِّرادَ مثلِ هذا ممّا یجهلُه مَن دُرْبَهَ له بالعربیَّه.
و
14- فی حدیثِ عُمَرَ رضیَ اللّهُ عنه: أَنَّ النبیّ صلی اللّه علیه و سلم قال له:
« أَخِّرْ عنِّی یا عُمَر».
یُقَال: أَخَّرَ تأْخیراً و تَأَخَّرَ ،و قَدَّمَ و تَقدَّم،بمعنیً ،کقوله تعالی: لا تُقَدِّمُوا بَیْنَ یَدَیِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ (1)أَی لا تَتَقدَّمُوا،و قیل:معناه أَخِّرْ عنّی رأْیَکَ .و اختُصِرَ؛إِیجازاً و بلاغهً ،و التَّأْخِیرُ :ضِدُّ التَّقدِیم.
و استأْخَرَ کتَأَخَّر ،و فی التَّنْزِیل: لا یَسْتَأْخِرُونَ ساعَهً وَ لا یَسْتَقْدِمُونَ (2)و فیه أَیضاً: وَ لَقَدْ عَلِمْنَا الْمُسْتَقْدِمِینَ مِنْکُمْ وَ لَقَدْ عَلِمْنَا اَلْمُسْتَأْخِرِینَ (3)
17- قال ثَعْلَبٌ : أَی عَلِمْنَا مَن یَأْتِی منکم إِلی المَسْجِد مُتَقَدِّماً و مَن یَأْتِی مُسْتَأْخِراً .
و أَخَّرْتُه فَتأَخَّرَ ،و اسْتَأْخَرَ کتَأَخَّرَ ، لازمٌ مُتعدٍّ ،قال شیخُنَا:و هی عبارهٌ ،قَلِقَهٌ جاریهٌ علی غیر اصطلاحِ الصَّرفِ ،و لو قال:و أَخَّر تأْخِیراً اسْتَأْخَرَ ، کتَأَخَّر ،و أَخَّرْتُه ،لازمٌ متعدَّ، لکان أَعذَبَ فی الذَّوْق،و أَجْرَی علی الصِّناعه،کما لا یَخْفَی،و فیه استعمالُ فَعَّلَ لازماً (4)،کقَدَّم بمعنَی تَقَدَّمَ ، و بَرَّزَ علی أَقرانِه،أَی فاقَهم.
و آخِرَهُ العَیْنِ و مُؤْخِرَتُها ،ما وَلِیَ اللِّحَاظَ ،کمُؤْخِرِهَا ، کمُؤْمِن،و مُؤْمِنَهٍ ،و هو الذی یَلِی الصُّدْغَ ،و مُقْدِمُها الذی یَلِی الأَنْفَ ،یقال:نَظَرَ إِلیه بمُؤْخِرِ عَیْنِه،و بمُقْدِمِ عَیْنِه.
و مُؤْخِرُ العَیْنِ و مُقْدِمُها جاءَ فی العَین بالتَّخفِیف خاصَّهً ،نَقَلَه الفَیُّومِیّ عن الأَزْهریِّ (5)و قال أَبو عُبَیْد: مُؤخِرُ العَیْنِ ، الأَجْوَدُ التَّخْفِیفُ .قلتُ :و یُفهم منه جَواز التَّثْقِیلِ علی قِلَّه.
و الآخِرَهُ من الرَّحْلِ :خِلافُ قادِمَتِه ،و کذا مِن السَّرْجِ ، و هی التی یَستنِدُ إِلیها الرّاکبُ ،و الجمْعُ الأَواخِرُ ،و هذه أَفصحُ الُّلغَاتِ ،کما فی المِصباح و
16- قد جاءَ فی الحدیث:
«إِذا وَضَعَ أَحدُکم بین یَدَیْهِ مِثْلَ آخِرَهِ الرَّحْلِ فلا یُبَالِی (6)مَنْ مَرَّ (7)». کآخِرِه ،من غیر تاءٍ، و مُؤَخَّرِه ،کمُعَظَّم، و مُؤخَّرتِه ،بزیاده التّاءِ، و تُکسَر خاؤُهما مخفَّفهً و مشدَّدهً . أَما المُؤْخِرُ کمُؤْمنٍ [فهی]لغه قلیلهٌ ،و قد جاءَ فی بَعْضِ روایات الحدیث،و قد مَنَعَ منها بعضُهُم،و التَّشْدِیدُ مع الکَسْر أَنْکَرَه ابنُ السِّکِّیت،و جَعَلَه فی المِصْباح من اللَّحْنِ .
و للنَّاقَهِ آخِرَانِ و قادِمَانِ ،فخَلِفَاها المُقَدَّمَان:قادِمَاها، و خَلِفَاهَا المُؤَخَّرَان : آخِرَاهَا ،و الآخِرَانِ مِنَ الأَخْلافِ الَّلذَانِ یَلِیَانِ الفَخْذَیْن ،و فی التَّکْمِلَه: آخِرَا النّاقَهِ خِلْفَاها المُؤَخَّرَانِ ،و قادِمَاها:خِلْفاها المُقَدَّمانِ .
و الآخِرُ :خلافُ الأَوَّلِ . فی التَّهذیب قال اللّه عزَّ و جلَّ :
هُوَ الْأَوَّلُ وَ اَلْآخِرُ وَ الظّاهِرُ وَ الْباطِنُ (8)،و
14- رُوِیَ عن
ص:15
النّبیِّ صلی اللّه علیه و سلّم: أَنه قال و هو یُمَجِّد اللَّهَ :«أَنتَ الأَوَّلُ فلیس قبلَکَ شَیْ ءٌ،و أَنتَ الآخِرُ فلیس بعدَکَ شَیْ ءٌ. و فی النهایه: اَلْآخِرُ من أَسماءِ اللّهِ تعالَی هو الباقِی بعدَ فَناءِ خَلْقِه کلَّه ناطِقِه و صامِتِه. و هی ،أَی الأُنْثَی الآخِرَه ، بهاءٍ قال اللَّیْث:نَقِیضُ المتقدِّمَهِ ،و حَکَی ثعلبٌ :هُنَّ الأَوَّلاتُ دُخُولاً و الآخِرَاتُ خُرِوجاً.
و یقال:فی الشَّتْم:أَبْعَدَ اللّهُ الآخِرَ ،کما حکَاه بعضُهُم بالمدِّ و کسرِ الخاءِ،و هو الغائبُ ،کالأَخِیر ،و المشهورُ فیه الأَخِرُ ،بوزْنِ الکَبِدِ،کما سیأتِی فی المُسْتَدرَکَات.
و الآخَر ، بفَتْحِ الخاءِ :أَحَدُ الشَّیْئین،و هو اسمٌ علی أَفْعَلَ إِلاَّ أَن فیه معنی الصّفَهِ ؛لأَنَّ أَفْعَلَ مِن کذا لا یکونُ إِلاّ فی الصِّفهِ ،کذا فی الصّحاح.
و الآخَرُ بمعنی غَیْرٍ ،کقولکَ :رجلٌ آخَرُ ،و ثَوْبٌ آخَرُ :
و أَصلُه أَفْعَلُ مِن أَخَّر (1)،أَی تَأَخَّر ،فمعناه أَشَدُّ تَأَخُّراً ،ثم صار بمعنَی المُغَایِرِ.
و قال الأَخْفَشُ :لو جعلتَ فی الشِّعر آخِر مع جابِر لجازَ، قال ابنُ جِنِّی:هذا هو الوجْهُ القویُّ ؛لأَنه لا یُحقِّقُ أَحدٌ هَمزَه آخِر ،و لو کان تَحقیقُها حَسناً لکان التحقیقُ حقیقیاً بأَن یُسمعَ فیها،و إِذا کان بدلاً الْبتَّه وَجبَ أَنْ یُجری علی ما أَجْرَتْه علیه العربُ مِن مُراعاهِ لَفْظِه،و تَنزیلُ هذهِ الهمزهِ مَنزِلهَ الأَلفِ الزّائِدهِ التی لا حظَّ فیها للهَمْزِ،نحو عالم و صابِرٍ،أَ لا تَراهم لمّا کَسَّروُا قالوا: آخِرٌ و أَوَاخِرُ ،ه کما قالوا:جابِرٌ و جَوابِرُ.و قد جَمَعَ امرؤُ القَیْسِ بین آخَرَ و قَیْصرَ،بِوَهْمِ (2)الأَلفِ همزهً ،فقال:
إِذَا نَحنُ صِرْنَا خَمْسَ عَشْرَهَ لَیْلَهً
وَرَاءَ الحِسَاءِ مِن مَدافِعِ قَیْصَر
إِذا قُلتُ :هذا صاحبٌ قدْ رَضِیتُه
و قَرَّتْ به العَیْنَانِ بُدِّلْتُ آخَرَا
و تصغیرُ آخَرَ أُوَیْخِر ،جرتِ الأَلْفُ المخفَّفهُ عن الهمزهِ مَجْری أَلِف ضارِبٍ .و قوله تعالَی: فَآخَرانِ یَقُومانِ مَقامَهُما (3)
17- فَسَّره ثعلبٌ فقال:فمُسْلِمَانِ یَقُومانِ مَقَامَ النَّصْرانِیَّیْنِ یَحْلِفَان أَنَّهُمَا اخْتَانَا،ثم یُرْتَجَعُ علی النَّصْرَانِیَّیْن. و
17- قال الفَرَّاءُ: معناه:أَوْ آخرَانِ مِن غیرِ دِینِکم مِن النَّصارَی و الیَهُود،و هذا للسَّفَر و الضَّرَوره؛لأَنه لا تَجُوز شهادهُ کافِرٍ علی مُسْلم فی غیرِ هذا.
ج الآخَرُونَ بالواو و النُّونِ ،و أُخَرُ ،و فی التنزیل العزیز:
فَعِدَّهٌ مِنْ أَیّامٍ أُخَرَ (4).
و الأُنْثَی أُخْرَی و أُخْرَاهٌ ،قال شیخُنَا:الثّانِی فی الأُنْثَی غیرُ مشهورٍ.قلتُ :نَقَلَه الصّاغَانیّ فقال:و مِن العَرَبِ مَن یقول: أُخْرَاتِکم بَدَلَ أُخْرَاکم ،و قد جاءَ فی قولِ أَبی العِیَالِ الهُذَلِیِّ :
إِذا سَنَنُ الکَتِیبَهِ صدَّ
عَن أُخْرَاتِهَا العُصَبُ
و أَنشدَ ابنُ الأَعرابیّ .
و یَتَّقِی السَّیْفَ بأُخْرَاتِه
مِنْ دُونِ کَفِّ الجارِ و المِعْصَمِ
و قال الفَرّاءُ فی قولِه تعالَی: وَ الرَّسُولُ یَدْعُوکُمْ فِی أُخْراکُمْ (5):مِن العربَ مَن یقولُ :فی أُخْراتِکُم ،و لا یجوزُ فی القراءَه.
ج أُخْرَیَاتُ ،و أُخَرُ قال اللَّیْثُ :یُقال؛هذا آخَرُ و هذه أُخْرَی ،فی التَّذکیرِ و التَّأْنیثِ ،قال:و أُخَرُ :جماعهٌ أُخْرَی .
قال الزَّجّاج فی قوله تعالی: و أُخَرُ مِنْ شَکْلِه أَزْوَاجٌ (6):
... أُخَرُ لا ینصرفُ ؛لأَن وُحْدانَها لا ینصرفُ و هو أُخْرَی و آخَرُ ، و کذلک کلُّ جَمْعٍ علی فُعَل لا یَنصرفُ إِذا کان وُحْدانُه لا ینصرفُ (7)،مثل کُبَرَ و صُغَر،و إِذَا کان فُعَلٌ جمعاً لفُعْلَهٍ فإِنه ینصرفُ نحو سُتْرَهٍ و سُتَرٍ،و حُفْرَهٍ و حُفَرٍ،و إِذا کان فُعَل اسماً مصروفاً عن فاعلٍ لم ینصرفْ فی المَعْرفهِ و یَنصرفُ (8)فی
ص:16
النَّکِره،و إِذا کان اسماً لطائرٍ أَو غَیْرِه فإِنهَ یَنْصَرِف،نحو سُبَدٍ و مُرَعٍ و ما أَشبَههما (1)،و قُرِیءَ: وَ آخَرُ مِنْ شَکْلِهِ أَزْواجٌ علی الواحِد (2).
و فی اللِّسان:قال اللّه تعالَی: فَعِدَّهٌ مِنْ أَیّامٍ أُخَرَ و هو جمعُ أُخْرَی ،و أُخْرَی تأْنیثُ آخَرُ ،و هو غیرُ مصْرُوفٍ ؛لأَن أَفْعَلَ الذی معه مِنْ لا یُجْمعُ و لا یُؤَنَّثُ ما دام نَکِرهً ،تقولُ :
مررتُ برجل أَفْضَلَ منکَ ،و بامرأَهٍ أَفضلَ منکَ ،فإِن أَدخلْتَ علیه الأَلفَ و الَّلامَ أَو أَضَفْتَه ثَنَّیْتَ و جَمعْتَ و أَنَّثْتَ ، تقولُ :مَرَرتُ بالرَّجلِ الأَفضلِ ،و بالرَّجالِ الأَفْضَلِین، و بالمرأَهِ الفُضْلَی،و بالنِّساءِ الفُضَل،و مررتُ بأَفْضَلِهِم [و بأَفضَلِیهم] (3)و بفُضْلاهُنَّ و بفُضَلِهِنَّ ،و لا یجوزُ أَن تقول:
مررتُ برجلٍ أَفضلَ ،و لا برجالٍ أَفضَلَ ،و لا بامرأَهٍ فُضْلَی، حتی تَصِلَه بِمنْ ،أَو تُدْخِلَ علیهم الأَلفَ و الّلامَ ،و هما یتَعاقَبانِ علیه،و لیس کذلک آخَرُ ؛لأَنَّه یُؤَنَّث و یُجْمَع بغیر مِنْ ،و بغیر الأَلفِ و الّلام،و بغیر الإضافَهِ ،تقول:مررت برجلٍ آخَرَ ،و برجالٍ أُخَرَ و آخَرِینَ ،و بامرأَهٍ أُخْرَی ،و بنسوهٍ أُخَرَ ،فلمّا جاءَ مَعْدُولاً و هو صِفَهٌ مُنِعَ الصَّرف و هو مع ذلک جَمْعٌ ،و إِن سَمَّیْتَ به رجلاً صَرَفْتَه فی النَّکِره،عند الأَخْفِش،و لم تصرفْه،عند سِیبَوَیْهِ .
و الآخِرَهُ و الأُخْرَی :دارُ البَقَاءِ ،صفهُ غالبهٌ ،قاله الزَّمخشریّ .
و جاءَ أَخَرَهً و بأَخَرَهٍ ،مُحَرَّکتَینِ و قد یُضَمّ أَوَّلُهما ،و هذِه عَنِ اللِّحْیَانِیِّ ،بحَرْفٍ و بغیر حَرْفٍ . و یقال:لَقِیتُه أَخیراً ، و جاءَ أُخُراً (4)،بضَمَّتَین ،و أَخیراً و إِخِرِیًّا ،بکسْرتَیْن، و إِخْرِیًّا ،بکسرٍ فسکونٍ ، و آخِرِیًّا ،و بآخِرَهٍ ،بالمدّ فیهما، أَیْ آخِرَ کلِّ شیْ ءٍ.
و
14- فی الحدیث: «کان رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم یقولُ بأَخَرَهٍ إِذا أَرادَ أَنْ یقومَ مِن المجلسِ کذا و کذا». أَی فی آخِرِ جُلُوسِه،قال ابنُ الأَثِیر:و یجوزُ أَن یکونَ فی آخِرِ عُمرِه،و هو بفَتح الهمزهِ و الخاءِ،و منه
16- حدیثُ : «لمّا کان بِأَخَرَهٍ ».
و ما عَرَفتُه إِلاّ بأَخَرَهٍ ،أَی أَخِیراً .
و أَتَیتُکَ آخِرَ مَرَّتَیْنِ ،و آخِرَهَ مَرَّتَیْنِ ،عن ابن الأَعرابیِّ ، و لم یُفَسِّر.
و قال ابنُ سِیدَه:و عندی: أَی (5)المَرَّهَ الثّانِیَهَ مِن المَرَّتَیْنِ .
و شَقَّه ،أَی الثَّوْبَ ، أُخُراً ،بضمَّتَیْن،و مِن أُخُرٍ ،أَی مِن خَلْفٍ ،و قال امرؤُ القَیْس یصفُ فَرَساً حِجْراً:
وَ عَیْنٌ لها حَدْرَهٌ بَدْرَهٌ
شُقَّتْ مآقِیهِمَا من أُخُرْ (6)
یَعْنِی أَنها مفتوحهٌ کأَنّها شُقَّتْ من مُؤْخِرِها .
و یقال: بِعْتُه سِلْعَهً بأَخِرَه ،بکَسْرِ الخاءِ ،أَی بِنَظِرَهٍ و نَسِیئَهٍ ،و لا یُقَال:بعتُه المتاعَ إِخْریًّا .
و المِئْخارُ ،بالکسرِ: نَخْلَهٌ یَبْقَی حَمْلُهَا إِلی آخِرِ الشِّتَاءِ ، و هو نَصُّ عبارهِ أَبِی حَنِیفَهَ ،و أَنشد:
تَرَی الغَضِیضَ المُوقَرَ المِئْخَارَا (7)
مِن وَقْعِهِ یَنْتَشِرُ انْتِشَارَا
و عبارهُ المُحکَم:إِلی آخرِ الصِّرَامِ ،و أَنشدَ البیتَ المذکورَ،و المصنِّفُ جَمَعَ بین القَوْلَیْن.و فی الأَسَاس:
نَخْلَهٌ مِئْخارٌ،ضِدُّ مِبْکار و بَکُورٍ،مِن نَخْلٍ مآخِیرَ (8).
و آخُرُ ،کآنُک:د،بدُهُسْتانَ ،بضمِّ الدّالِ المهملهِ و الهاءِ،و یقال بفَتْحِ الدّالِ و کسرِ الهاءِ (9)،و هی مدینهٌ مشهورهٌ عند مازَنْدَرانَ ، منه أَبو القاسمِ إِسماعیلُ بنُ أَحمدَ الآخُرِیّ الدّهسْتانِیُّ شیخُ حمزهَ بنِ یوسفَ السَّهْمِیِّ ، و العبّاسُ بنُ أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الزّاهِدُ،عن ابن أَبی حاتِمٍ .
*و فاتَه أَبو الفَضْلِ محمّدُ بنُ علیِّ بنِ عبدِ الرَّحمنِ
ص:17
الآخُرِیُّ شیخٌ لابنِ السّمْعَانِیِّ ،و کان متکلَّماً علی أُصُولِ المُعْتَزِلَهِ .و أَبو عَمْرٍو محمّدُ بنُ حارثهَ الآخُرِیّ ،حَدَّثَ عن أَبی مَسْعُودٍ البَجَلِیّ .
و قولُهم: لا أَفعلُه أُخْرَی اللَّیَالِی،أَو أُخْرَی المَنُون،أَی أَبداً ،أَو آخِرَ الدَّهْرِ (1)،و أَنشدَ ابنُ بَرِّیٍّ لکعبِ بنِ مالکٍ الأَنصاریِّ :
أَ نَسِیتُمُ عَهْدَ النَّبِیِّ إِلیکمُ
و لقد أَلَظَّ وَ أَکَّدَ الأَیْمَانَا
أَن لا تَزالوا ما تَغَرَّدَ طائِرٌ
أُخْرَی المَنُونِ مَوالِیاً إِخوانَا
و یقال:جاءَ فی أُخْرَی القَومِ ،أَی مَنْ کان فی اخرهم . قال:
و ما القَومُ إِلاّ خَمْسَهٌ أَو ثلاثَهٌ
یَخُوتُونَ أُخْرَی القَومِ خَوْتَ الأَجادِلِ
الأَجادِلُ :الصُّقُور،و خَوْتُها:انْقِضاضُها،و أَنشدَ غیرُه:
أَنا الَّذِی وُلِدتُ فی أُخْرَی الإِبِلْ
و قد جاءَ فی أُخْرَیَاتِهم ،أَی فی أَواخِرِهِم .
*و ممّا یُستدرَکُ علیه:
المُؤَخِّرُ مِن أَسماءِ اللّهِ تعالَی.و هو الذی یُؤَخِّر الأَشیاءَ فیضعُها فی مواضِعِهَا،و هو ضِدُّ المُقَدِّم.
و مُؤَخَّرُ کلِّ شیءٍ،بالتَّشدِید:خِلافُ مُقَدَّمِه،یقال:
ضَرَبَ مُقَدَّمَ رأْسِه و مُؤَخَّرَه .
و من الکِنَایه:أَبْعَدَ اللّهُ الأَخِرَ ،أَی مَن غاب عنّا،و هو بوزن الکَبِد،و هو شَتْمٌ ،و لا تقولُه للأُنثَی.و قال شَمِرٌ فی عِلَّهِ قَصْرِ قولِهم:أَبْعَدَ اللّهُ الأَخِرَ :إِنّ أَصلَه الأَخِیرُ ،أَی المؤخَّر المطروحُ ،فأَنْدَرُوا الیاءَ،اه .و حکَی بعضُهم بالمدِّ،و هو ابنُ سِیدَه فی المُحکَم،و المعروفُ القَصْرُ، و علیه اقتصرَ ثعلبٌ فی الفَصِیح،و إِیّاه تَبِعَ الجوهریُّ .
و قال ابن شُمَیل: المُؤَخَّرُ :المَطْرُوحُ .و قال شَمِرٌ:معنَی المُؤَخَّرِ :الأَبْعَدُ،قال:أُراهم أَرادُوا الأَخِیرَ .و
16- فی حَدِیث ماعزٍ: «إِنّ الأَخِرَ قد زَنَی». هو الأَبعدُ المتأَخِّر عن الخیر.و یقال:لا مَرْحباً بالأَخِرِ ،أَی بالأَبعَد،و فی شُرُوح الفَصیح:هی کلمهٌ تقال عند حکایه أَحَدِ المُتلاعِنَیْن للآخَر .و قال أَبو جعفر اللَّبْلیُّ :و الأَخِرُ ،فیما یقال،کنایهُ عن الشَّیْطَان،و قیل کنایهٌ عن الأَدْنَی و الأَرْذَل،عن التَّدْمُرِیّ و غیره،و فی نوادر ثعلبٍ :أَبْعَدَ اللّه الأَخِرَ ،أی الذی جاءَ بالکلام آخِراً ،و فی مشارق عیاض (2):قولُه: الأَخِرُ زَنَی، بقصر الهمزهِ و کسرِ الخاءِ هنا،کذا رَوَیْنَاه عن کافَّهِ شُیُوخِنَا،و بعضُ المشایخِ یمدّ الهمزهَ ،و کذا رُوِیَ عن الأَصِیلیّ فی المُوَطَّإ،و هو خطأٌ،و کذلک فتحٌ الخاءِ هنا خطأٌ،و معناه الأَبْعَد،علی الذّمِّ ،و قیل:الأَرْذَلُ ،و فی بعض التفاسِیر: الأَخِرُ هو اللَّئیمُ ،و قیل:هو السّائِسُ الشَّقِیُّ .
و
16- فی الحدیث: «المَسْأَلَهُ أَخِرُ کَسْب المرءِ». مقصورٌ أَیضاً،أَی أَرْذَلُه و أَدْناه،و رواه الخَطّابِیُّ بالمدِّ و حَمَله علی ظاهِره،أَی إِنّ السُّؤالَ آخِرُ ما یَکْتَسِبُ به المرءُ عند العَجْز عن الکَسْب.
و فی الأَساس:جاءُوا عن آخِرِهم ،و النَّهَارُ یَحِرُّ عن آخِرٍ فآخِرٍ ،أَی ساعهً فساعهً (3)،و الناسُ یَرْذُلُون عن آخِرٍ فآخِرٍ .
و المُؤخره ،من میاه بنی الأَضبط ،معدنُ ذَهَبٍ ،و جَزْع بِیض.
و الوَخْرَاءُ:من میاه بنی نُمَیْر بأَرض الماشِیَهِ فی غربّی الیَمَامَه.
و لَقِیتُه أُخْرِیّاً ،بالضّمِّ منسوباً،أَی بآخِرَهٍ ،لغهً فی:
إِخْرِیّاً ،بالکسر.
الآدَرُ ،کآدَم، و المَأَدُورُ :مَن یَنْفَتِقُ صِفَاقُه فَیَقَعُ قُصْبُهُ فی صَفْنِه،و لا یَنْفَتِقُ إِلاّ مِن جانبه الأَیسَرِ،أَو الآدَرُ و المَأْدُور : مَنْ یُصِیبُه فَتْقٌ فی إِحْدی خُصْیَیْه (4)،و لا یقال:
امرأَهٌ أَدْرَاءِ ؛إِمّا لأَنّه لم یُسْمَع،و إِمّا أَن یکونَ لاختلافِ الخِلقَهِ .
ص:18
و قد أَدِرَ ،کفَرِحَ ، یأْدَرُ أَدَراً ،فهو آدَرُ ، و الاسمُ الأُدْرَهُ ، بالضَّمِّ و یُحَرَّک ،و هذه عن الصغانیِّ .و قال اللَّیْثُ : الأَدَرَهُ و الأَدَرُ مصدرانِ ،و الأُدْرَهُ اسمُ تلک المُنْتَفِخَهِ ،و الآدَرُ نَعتٌ .
و
16- فی الحدیث: «أَنَّ رَجلاً أَتاه و به أُدْرَهٌ فقال:ائْتِ بعُسٍّ ، فحَسَا منه،ثم مَجَّه فیه،و قال:انْتَضِحْ به،فذَهبتْ عنه الأُدْرَهُ ».
و رجلٌ آدَرُ :بَیِّنُ الأَدَرَهِ (1).
و فی المِصباح: الأُدْرَه کغُرْفَه:انتفاخُ الخُصْیَه.و قال الشِّهاب فی أَثناءِ سُورَهِ الأَحزاب، الأُدْرَه ،بالضّمِّ :مرضٌ تَنتفخُ منه الخُصْیتَانِ و یَکْبُرانِ جِدًّا،لانطباق (2)مادَّهٍ أَو رِیحٍ فیهما.
و خُصْیهٌ أَدْراءُ :عَظِیمهٌ بلا فَتْقٍ .
و یقال: قومٌ مآدِیرُ ،أَیْ أُدْرٌ ،بضمٍّ فسکونٍ ،نقلَه الصَّغانیّ .
و قیل: الأدَرَهُ ،محرَّکه:الخُصْیَهُ ،و قد تقدَّم،و هی التی یُسَمِّیها الناسُ القَیْلَهَ ،و منه
16- الحدیثُ : «إِنّ بنی إِسرائیلَ کانُوا یقولُون إنّ موسی آدَرُ ،مِن أَجْلِ أَنّه کان لا یَغْتَسلُ إِلاّ وَحدَه». و فیه نزل قولُه تعالَی: لا تَکُونُوا کَالَّذِینَ آذَوْا مُوسی (3)الآیه.
آذارُ ،بالمدِّ:اسمُ الشَّهر السادسِ من الشُّهورِ الرُّومِیَّهِ و هی اثْنَا عَشَرَ شهراً و هی:آبُ ،و أَیلول و تِشْرِینُ الأَوّل،و تِشْرینُ الثانی،و کانُون الأَول،و کانُون الثانی (4)، و شُبَاطُ ،و آذار ،و نَیْسَانُ ،و أَیّار،و حَزِیرانُ ،و تَمُّوز .
الأَرُّ :السَّوْقُ و الطَّرْد نقلَه الصغانیُّ . و الجِمَاعُ ، و
1- فی خُطبه علیٍّ ،کرّم اللّه وجهَه: «یُفْضِی کإِفضاءِ الدِّیَکَه وَ یؤرُّ بمَلاقِحِه».
و أَرَّ فُلانٌ ،إِذا شَفْتَنَ ،و منه قولُه:
و ما النّاسُ إِلاّ آئِرٌ و مَئِیرُ
قال أَبو منصور:معنی شَفْتَنَ :ناکَحَ و جامَعَ ،و جعلَ أَرَّ و آرَ بمعنًی واحدٍ عن أَبی عَبیدْ: أَرَرْتُ المرأَهَ أَؤُرُّهَا أَرّاً ،إِذا نَکَحْتها.
و الأَرُّ : رَمْیُ السَّلْح.و هو أَیضاً سقُوطُه نَفْسُه.
و الأَرُّ : إِیقاد النَّارِ ،قال یَزید بنُ الطَّثْرِیَّهِ یَصفُ البَرقَ :
کأَنَّ حِیرِیَّهً غَیْرَی مُلاحِیَهً
باتَتْ تَؤُرُّ بِهِ مِنْ تَحْتِه القَصَبَا
و حکَاهَا آخَرون:تُؤَرِّی-بالیاءِ-مِن التَّأْرِیَهِ .
و الأَرُّ : غُصْنٌ مِن شَوْکٍ أَو قَتَادٍ یُضْرَب به الأَرْضُ حتَّی تَلِینَ أَطرافُه،ثم تَبلُّه و تَذُرُّ علیه مِلْحاً (5)و تُدْخِلُه (6)فی رَحِمِ النّاقَهِ إِذا مَارَنَتْ فلم تَلْقَح، کالإِرَارِ،بالکسْر،و قد أَرَّها أَرّاً إِذا فَعَلَ بها ما ذُکِر.و قال اللَّیْث: الإِرار شِبْهُ ظُؤْرَهٍ یَؤُرُّ بها الرّاعی رَحِمَ النّاقَهِ إِذا مَارَنَتْ ،و مُمَارَنتُهَا أَنْ یَضْربَها الفَحْلُ فلا تَلْقَحَ ،قال:و تفسیرُ قولِه:و یَؤُر بها الراعِی هو أَن یُدخِلَ یدَه فی رحِمِها،أَو یَقْطَعَ ما هنالک و یُعَالِجَه.
و الإِرَّهُ ،بالکسر:النّارُ و قد أَرَّها ،إِذا أَوْقَدَهَا.
و الأَرِیرُ کأَمِیر:حکایهُ صَوت الماجِنِ عندَ القِمَارِ و الغَلَبَهِ ،و قد أَرَّ یَأَرُّ أَرِیراً ، أَو هو مُطْلَقُ الصَّوتِ (7).
و أَرْأَرْ ،بسکونِ الرّاءِ فیهما: مِن دُعَاءِ الغَنَمِ .
و عن أَبی زید: ائْتَرَّ الرجلُ ائتراراً ،إِذا استعجلَ . قال أَبو منصور:لا أَدْرِی هو بالزّای أَم بالرَّاءِ.
و المِئَرُّ ،کمِجَنَّ :الرجُلُ الکَثیرُ الجِمَاعِ . قالت بنتُ الحُمَارِسِ أَو الأَغْلب العجلی (8):
بَلَّتْ به عُلاَبِطاً مِئَرَّا
ضَخْمَ الکَرَادِیسِ وَ أَی زِبِرَّا
قال أَبو عُبَیْد:رجُلٌ مِئَرُّ ،أَی کثیرُ النِّکَاح؛مأْخوذٌ من الأَیْر.قال الأَزهریُّ :أَقْرَأَنِیه الإِیادیُّ عن شَمِرٍ لأَبِی عُبَیْدٍ، قال:و هو عندی تَصْحِیفٌ ،و الصَّوابُ میأَرٌ بوزن مِیعَر؛
ص:19
فیکون حینئذٍ مِفْعلاً من آرَها یَئیرُها أَیْراً،و إِنْ جعلته من الأَرِّ قلْتَ :رجلٌ مِئَرٌّ .
*و مما یستدرک علیه:
الیُؤْرُورُ :الجِلْوازُ،و هو من الأَرِّ بمعنی النِّکَاح،عند أَبی علیٍّ ،و قد ذَکَرَه المصنِّف فی أَثر.
وَ أَرَّ الرجلُ نَفْسُه،إِذا اسْتَطْلَقَ حتی یَمُوتَ .
و أَرّارَ ،کَکتّانٍ :ناحیهٌ من حَلَبَ .
و إِرَار ،ککتابٍ :وادٍ.
الأَزْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ : الإِحاطهُ عن ابن الأَعرابیّ .
و الأَزْرُ : القُوَّهُ و الشِّدَّهُ و قیل: الأَزْرُ : الضَّعْفُ ،ضِدٌّ، و الأَزْرُ : التَّقْوِیَهُ ،عن الفَرّاءِ،و قرأَ ابنُ عامر: فأَزَره فاسْتَغْلَظ (1)علی فَعَلَه،و قرأَ سائرُ القُرّاء: فَآزَرَهُ .
و قد آزَره :أَعانَه و أَسعدَه.
و الأَزْرُ :. الظَّهْرُ قال البَعِیثُ :
شَدَدْتُ له أَزْرِی بِمِرَّهِ حازِمٍ
علی مَوْقِعٍ مِن أَمْرِه ما یُعَاجِلُهْ
قال ابنُ الأَعرابیِّ ،و فی قوله تعالَی: اُشْدُدْ بِهِ أَزْرِی (2):مَن جَعَلَ الأَزْرَ بمعنی القُوَّه قال:اشْدُدْ به قُوَّتِی،و مَن جعلَه الظَّهْرَ قال:شُدَّ به ظَهْرِی،و مَن جعلَه الضَّعْفَ قال:شُدَّ به ضَعْفِی و قَوِّ به ضَعْفِی.
و الأُزْرُ : بالضَّمِّ :مَعْقِدُ الإِزارِ من الحَقْوَیْنِ .
و الإِزْرُ بالکَسْر:الأَصْلُ ،عن ابن الأَعرابیّ .
و الإِزْرَهُ ، بهاءٍ:هَیْئَهُ الائْتِزار ،مثل الجِلْسهِ و الرِّکْبَهِ ، یقال:إِنَّه لَحَسَنُ الإزْرَهِ ،و لکلِّ قومٍ إزْرَهٌ یَأْتَزِرُونَهَا ،و ائْتَزَر فلانٌ إِزْرَهً حسنهً ،و منه
16- الحدیثُ : « إزْرَهُ المُؤمِنِ إِلی نصْفِ السّاقِ ،و لا جُنَاحَ علیه فیما بینَه و بین الکَعْبَیْن». و
17- فی حدیث عُثمانَ (3)رضیَ اللّهُ عنه: «هکذا کان إِزْرَهُ صاحِبنا».
و قال ابنُ مُقْبِل:
مثلُ السِّنانِ نَکِیراً عند خِلَّتِه
لکلِّ إِزْرَهِ هذا الدَّهْرِ ذا إِزَرِ
و الإِزارُ ،بالکسر،معروفٌ ،و هو المِلْحَفَه ،و فَسَّره بعضُ أَهلِ الغَرِیب بما یسْتُرُ أَسفلَ البَدنِ ،و الرِّداءُ:ما یَستُر به أَعلاه،و کلاهما غیرُ مَخِیط ،و قیل: الإزار :ما تحتَ العاتِقِ فی وَسَطِه الأَسفل،و الرِّداءُ:ما علی العاتِقَ و الظَّهْرِ،و قیل:
الإِزار :ما یَستُر أَسفلَ البدنِ و لا یکونُ مَخِیطاً،و الکلُّ صحیحٌ ،قاله:شیخُنا.یذکَّر و یُؤَنَّثُ عن اللِّحْیَانیّ ،قال أَبو ذُؤَیْب:
تَبَرَّأُ مِن دَم القَتِیلِ و بَزِّه
و قد عَلِقَتْ دَمَ القَتِیلِ إِزارُهَا
أَی ذَمُ القَتِیلِ فی ثَوْبِهَا (4)، کالمِئْزَر ،و المِئْزَرَه ،الأَخِیرَهُ عن اللَّحْیَانیّ ،و
14- فی حدیث الاعتکاف: «کان إِذا دَخَلَ العَشْرُ الأَوَاخِرُ أَیقظَ أَهلَه و شَدَّ المِئْزَرَ ». کَنَی بِشَدِّه عن اعتزال النِّساءِ،و قیل:أَرادَ تَشْمِیرَه للعباده،یقال:شَدَدْتُ لهذا الأَمْرِ مِئزَرِی ،أَی تشمَّرتُ له، و الإِزْرِ و الإِزَارهِ بکَسْرِهما ، کما قالُوا:وِسَادٌ و وِسادَه،قال الأَعشی:
کَتَمَایُلِ النَّشْوَانِ یَرْ
فُلُ فی البَقِیرَهِ و الإِزَارَهْ
و قد ائْتَزَرَ به و تَأَزَّرَ به :لَبِسَه، و لا تَقُلِ اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ ، بإِدغامِ الهمزهِ فی التَّاءِ،و منهم مَن جَوَّزه و جعلَه مثلَ اتَّمنتُه،و الأَصلُ ائْتَمنتُه، و
16- فی الحدیث: «کان یُبَاشِرُ بعضَ نسائِه و هی مُوْتَزِرهٌ فی حاله الحَیْض». أَی مَشْدُودَهُ الإِزارِ ، قال ابنُ الأَثِیر:و قد جاءَ فی بعضِ الأَحادِیثِ ،أَی الرِّوایاتِ ،کما هو نَصُّ النِّهایَه-:«و هی مُتَّزِرَهٌ »، و لَعلَّه مِن تَحْرِیفِ الرُّوَاه ،قال شیخُنَا:و هو رَجاءٌ باطلٌ ،بل هو واردٌ فی الرِّوایه الصحیحهِ ،صَحَّحها الکِرْمَانِیُّ و غیرُه من شُرّاح البُخَاریِّ ،و أَثبته الصّاغانیّ فی مَجْمَعِ البَحْرِینِ فی الجَمْع بین أَحادِیثِ الصَّحِیحَیْن قلتُ :و الذی فی النِّهَایَه:أَنه خطأٌ،لأَن الهمزهَ لا تُدغَم فی التّاء (5).و قال المطرّزیّ :إِنها لغهٌ عامیَّهٌ ،نعمْ ذَکَر
ص:20
الصّغانیّ فی التَّکْمِلَه:و یجوزُ أَن تقولَ اتَّزَرَ بالمِئْزَرِ أَیضاً فیمَن یُدْغِمُ الهمزهَ فی التّاءِ،کما یقال:اتَّمَنتُه و الأَصلُ ائْتَمنتُه.و قد تقدَّم فی أَخَذَ هذا البحثُ ،فراجِعْه.
ج آزِرَهٌ مثل حِمارٍ و أَحْمِرَهٍ ، و أُزُرٌ مثل حِمَارٍ و حُمُر، حجازیَّه،و هما جَمعانِ للقِلَّه و الکَثره، و أُزْرٌ ،بضمٍّ فسکونٍ ،تمیمیّه،علی ما یُقاربُ الاطِّراد فی هذا النَّحْو.
و قال شیخُنا:هو تخفیفٌ مِن أُزُر ،بضَمَّتَین.
و قیل: الإِزارُ : کلُّ ما وَارَاکَ و سَتَرَکَ ،عن ثَعلب، و حُکِیَ عن ابنِ الأَعْرَابیِّ :رأَیتُ السَّرَوِیَّ (1)یَمْشِی فی داره عُرْیَاناً فقلتُ له:عُرْیاناً؟فقال:دارِی إِزارِی . و من المَجاز: الإزارُ : العَفَافُ ،قال عَدِیُّ بنُ زید:
أَجْلِ أَنَّ اللّه قد فضَّلَکُمْ
فَوْقَ مَن أَحْکَأَ صُلْباً بإِزارِ
قال أَبو عُبَیْد:فلانٌ عَفِیفُ المِئْزَرِ و عَفِیفُ الإِزارِ ،إِذا وُصِفَ بالعِفَّه عَمَّا یَحْرُمُ علیه من النِّساءِ.و من سَجَعَاتِ الأَساس:هو عفیفُ الإِزار خَفِیفُ الأَوْزارِ (2).
و یُکْنَی بالإِزار عن النَّفْس و المرأَه ،و منه قولُ أَبی الْمِنْهَالِ نُفَیْلَهَ الأَکبر الأَشْجَعِیِّ ،کَتَب،إِلی سَیِّدِنا عُمَرَ رضیَ اللّهُ عنه:
أَلاَ أَبْلِغْ أَبَا حَفْصٍ رَسُولاً
فِدًی لکَ مِن أَخِی ثِقَهٍ إِزارِی
فی الصّحاح:قال أَبو عَمْرو الجَرْمِیّ :یُریدُ بالإزار هاهنا المرأهَ ،و قیل:المرادُ به أَهْلِی و نَفْسِی،و قال أَبو علیٍّ الفارسیُّ :إِنه کنایهٌ عن الأَهْل،فی موضع نَصْبٍ علی الإِغراءِ،أَی احْفَظْ إِزارِی ،و جعلَه ابنُ قُتَیْبَهَ کنایهً عن النَّفس،أَی فِدًی لک نَفْسِی،و صَوَّبه السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض.
و
14- فی حدیث بَیْعَه العَقَبَه: «لَنَمْنَعنَّکَ ممّا نَمنَعُ منه أزُرَنا ». أَی نسَاءَنَا و أَهلَنَا،کَنَی عنهُنَّ بالأُزُرِ ،و قیل:أَراد أَنفسَنا،و فی المُحْکَم:و الإِزار :المرأَهُ ؛علی التَّشْبیه،أَنشدَ الفارسیُّ :
کانَ منْها بحَیثُ تُعْکَی الإِزارُ
و من المَجاز: الإِزارُ : النَّعْجَهُ ،و تُدْعَی للحَلْبِ فَیُقَال:
إِزارْ إِزارْ ،مبنیّاً علی السکون،و الذی فی الأَساس:و شَاهٌ مُؤَزَّرهٌ ،کأَنَّمَا أُزِّرَتْ بسَوادٍ،و یقال لها: إِزار (3).
و المُؤازَرَهُ ،بالهَمْز: المُسَاواهُ ،و فی بعض النُّسَخ:
المُوَاساه،و الأَوّلُ الصحیحُ ،و یَشْهَدُ للثانی
17- حدیثُ أَبی بکرٍ یومَ السَّقِیفه للأَنصار:«لقد نصَرْتُم و آزَرْتُم و آسَیْتُم».
و المُحَاذَاهُ ،و قد آزَرَ الشیءُ الشیءَ:ساواه و حاذاه،قال امْرُؤُ القَیْسِ :
بِمحْنِیَهٍ قد آزَرَ الضّالَ نَبْتُهَا
مجَرِّ جُیوشٍ غانِمِینَ و خُیَّبِ
أَیْ ساوَی نبتُهَا الضّالَ و هو السِّدْرُ البَرِّیُّ ،لأَن النَّاسَ هابوه فلم یَرْعَوْهُ . و المُؤازَرهُ ،بالهَمْز أَیضاً: المُعَاوَنه علی الأَمر،تقول:أَردتُ کذا فآزَرَنِی علیه فلانٌ :أَی ظاهَرَ و عاوَنَ ،یقال: آزَرَه و وازَرَه، بالواوِ علی البَدَل من الهَمْز هو شاذٌّ ،و الأوَّلُ أَفصحُ ،و قال الفَرّاءُ: أَزَرْتُ فُلاناً أَزْراً :
قَوَّیتُه،و آزَرتُه :عاوَنتُه،و العامَّهُ تقول:وازَرْتُه.و قال الزَّجّاج: آزرْتُ الرجلَ علی فلانٍ ،إِذا أَعَنتْهُ علیه وَ قَوَّیتُه.
و المُؤازره أَنْ یُقَوِّیَ الزَّرْعُ بعْضُه بعضاً فَیَلْتَفَّ وَ یتلاصَقَ (4)، و هو مَجازٌ،کما فی الأَساس.و قال الزَّجّاج فی قوله تعالَی:
فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ (5):أَی فآزَر الصِّغارُ الکَبِارَ حتی استَوَی بعضُه مع بعضِ :
و التَّأْزِیرُ :التَّغْطِیَهُ ،و قد أَزَّرَ النَّبْتُ الأَرْضَ :غَطّاها،قال الأَعْشَی:
یُضاحِکُ الشَّمْسَ منها کَوْکَبٌ شَرِقٌ
مُؤَزَّرٌ بعَمِیمِ النَّبْتِ مُکْتَهِلُ
و من المَجَاز: التَّأْزِیرُ ، التَّقْوِیَهُ ،و قد أَزَّرَ الحائِطَ ،إِذا قَوّاه بتَحْوِیطٍ (6)یَلزَقُ به.
و مِن المَجاز: نَصْرٌ مُؤَزَّرٌ ،أَی بالغٌ شدیدٌ ،و
14- فی حَدِیث المَبْعَثِ : «قال له وَرَقَهُ :إِنْ یُدْرِکْنِی یَوْمُکَ أَنْصُرْکَ نَصْراً مُؤَزَّراً ». أَی بالغاً شدیداً.
ص:21
و آزَرُ ،کهاجَرَ :ناحیهٌ بین سُوقِ الأَهْوازِ و رامَهُرْمُز ، ذَکَرَه البَکْرِیُّ و غیرُه.
و آزَرُ : صنَمٌ کان تارَحُ أَبُو إِبراهِیمَ علیه السلامُ سادِناً له،کذا قالَهُ بعضُ المُفْسِّرین.و
17- رُوِیَ عن مُجَاهِدٍ: فی قوله تعالَی: آزَرَ أَ تَتَّخِذُ أَصْناماً (1)قال:لم یَکُن بأَبِیه،و لکنّ آزرَ اسمُ صَنَم فموضِعُه نَصْبٌ علی إِضمارِ الفِعْل فی التِّلاوه،کأَنّه قال:و إِذا قال إِبراهیمُ [لأَبیه]: (2)أَ تَتَّخِذُ آزَرَ إِلهاً،أَی أَ تَّتَّخذُ أَصناماً آلههً . و قال الصّاغانِیُّ :التَقْدیِرُ:
أَ تَتَّخِذُ آزَر إِلهاً،و لم ینتصبْ بأَتَتَّخِذُ الذی بعدَه،لأَن الاستفهامَ لا یعملُ فیما قبلَه،و لأَنه قد استوفَی مفعولَیْه.
أو (3) آزَرُ : کلمهُ ذَمٍّ فی بعض اللُّغَاتِ ،أَی یا أَعرجُ ،قاله السُّهَیْلِیّ ،و فی التَّکْمله:یا أَعرجُ (4)أَو کأَنَّه قال:و إِذْ قال إِبراهِیمُ لأَبِیه الخاطِیء،و فی التَّکْمله:یا مُخْطِیءُ یا خَرفُ ، و قیل:معناه یا شَیْخُ ،أَو هی کلمهُ زَجْرٍ و نَهْیٍ عن الباطل.
و قیل:هو اسْمُ عَمِّ إِبراهِیمَ علیه و علی محمّدٍ أَفضلُ الصّلاه و السّلام،فی الآیهِ المذکوره،و إِنّمَا سُمِّیَ العَمُّ أَباً، و جَری علیه القرآنُ العَظیم،علی عادهِ العربِ فی ذلک؛ لأَنهم کثیراً ما یُطلِقُون الأَبَ علی العَمّ ،و أَمّا أَبُوه فإِنه تارَخُ (5)،بالخاءِ المِعْجَمه،و قیل:بالمُهْمَله،علی وَزن هاجَر،و هذا باتّفاق النَّسّابِین،لیس عندَهم اختلافٌ فی ذلک،کذا قالَه الزَّجَّاجُ و الفَرّاءُ، أَو هُمَا واحدٌ ،قال القُرطُبِیّ :حُکِیَ أَنّ آزَرَ لقبُ تارَخَ ،عن مُقَاتِلٍ ،أَو هو اسمُه حقیقهً ،حَکاه الحَسَنُ ،فهما اسمان له،کإِسرائیلَ و یعقوبَ .
و عن أَبِی عُبَیْدَهَ : فَرَسٌ آزَرُ :أَبیضُ الفَخذَیْنِ و لَوْنُ مَقَادِیمِه أَسودُ،أَو أَیُّ لَوْنٍ کانَ ،و قال غیرُه:فَرَسٌ آزَرُ :
أَبیضُ العَجُزِ،و هو موضعُ الإِزارِ من الإِنسان،و زاد فی الأَساس:فإن نزَلَ البَیَاضُ بفَخِذَیْه (6)فَمُسَرْوَلٌ ،و خَیْلٌ أُزْرٌ ، و هو مَجازٌ.
و من المَجَاز أَیضاً: المُؤَزَّرَهُ ،کمُعَظَّمهٍ :نَعْجَهٌ و فیالأَساس:شاهٌ کأَنَّهَا. و فی الأَساس:کأنَّما: أُزِّرَتْ بسَوادٍ و یقال لها: إِزارٌ (7)،و قد تقدَّم.
*و مما یُستدَرک علیه:
و یقال: أَزَرْتُ فلاناً،إِذا أَلْبَسْتُه إِزاراً فَتأَزَّر به تَأَزُّراً و یقال: أَزَّرتُه تَأْزِیراً فَتأَزَّرَ ،و تَأَزَّرَ الزَّرْعُ :قَوَّی بعضُه بعضاً فالْتَفَّ و تلاصَقَ و اشتدَّ، کآزَرَ ،قال الشاعُر:
تأَزَّرَ فیخ النَّبْتُ حتَّی تَخایَلتْ
رُبَاهُ و حتَّی ما تُرَی الشَّاءُ نُوَّمَا
و هو مَجاز،و ذَکَرهما الزَّمَخْشَرِیُّ .
و فی الأساس:و یُسَمِّی أَهلُ الدِّیوانِ ما یُکْتَبُ آخِرَ الکتاب مِن نُسخَهِ عَمَل أَو فَصْلٍ فی (8)مُهِمٍّ : الإزارَ ،وَ أَزَّرَ الکتابَ تَأْزِیراً و کَتَبَ کتاباً مُؤَزَّراً (9)و الأُزْرِیُّ -إِلی الأُزْر جمعُ إِزارٍ -هو أَبو الحسن سعدُ اللّه بنُ علیِّ بنِ محمّدٍ الحَنَفِیُّ .
الأَسْرُ :الشَدُّ بالإسار : و العَصْبُ کالإسار ،و قد أَسَرتُه أَسْراً و إِساراً .
و الأسْر فی کلامِ العربِ : شِدَّه الخَلْق ،یقال:فلانٌ شَدِیدُ أَسْرِ الخَلْقِ ،إِذا کان معْصُوبَ الخَلْقِ غیرَ مُسْتَرْخٍ ، و فی التَّنزِیل: نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ (10)،أَی خَلْقَهُم،و قال الفَرّاءُ: أَسَرَه اللّه أَحسنَ الأَسْرِ ،و أَطَرَه أَحسنَ الأطْرِ،و قد أَسَرَه اللّه،أَی خَلَقَه. و الخُلُقِ بضمَّتین،أَی و شِدَّهُ الخُلُقِ ،کما فی سائرِ النُّسَخ،و الصّوابُ أَنّه بالرَّفْع معطوفٌ علی«و شِدَّهُ »،و فی الأَساس:و من المجاز:شَدَّ اللّهُ أَسْرَه ،أَیْ قَوَّی إِحکامَ خَلْقِه.
و الأُسْرُ ، بالضَّمَّ :احتباسُ البَوْلِ و کذلک الأُسُر - بضمَّتینِ (11)،إِتباعاً حَکَاه شُرّاحُ الفَصِیح،و صَرَّح اللَّبْلیُّ بأَنَّه لغهٌ ،فهو مُستدرکٌ علی المصنِّف.و فی أَفعال ابنِ القَطّاع:
أَسِرَ ،کفَرِحَ :احْتَبسَ بَولُه.و الأُسْرُ ،بالضّمّ :اسمُ المصدر.
ص:22
و قال الأَحمر:إِذا احْتَبسَ الرَّجلُ بَوْلُه قِیلَ :أَخَذَه الأُسْرُ ، و إِذا احتَبس الغائِطُ فهو الحُصْرُ.و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :
الأُسْرُ :تَقْطِیرُ البَوْلِ ،و حَزٌّ فی المَثَانَه،و إِضَاضٌ مثلُ إِضَاضِ الماخِضِ (1)،یقال:أَنالَه اللّهُ أُسْراً ،و
17- فی حدیثِ أَبی الدَّرْداء: «أَنَّ رجلاً قال له:إِن أَبِی أَخَذَه الأُسْرُ ». یَعْنِی احتباسَ البَوْلِ .
و یقال: عُودُ أُسْرٍ کقُفْل،و عُودُ الأُسْرِ ،بالإِضافه و التَّوْصِیف،هکذا سُمِعَ بهما،کما فی شُرُوح الفَصِیح، و یُسْرٍ ،بالیاءِ بَدَلَ الهمزِه، أَو هی ،أَی الأَخِیره لَحْنٌ ، و أَنکرَه الجوهریُّ فقال:و لا تَقُلْ :عُودُ یُسْرٍ،و وافقَه علی إِنکارِه صاحبُ الواعِی و المُوعب،و أَقَرَّه شُرّاحُ الفَصِیح.
قلت:و قد سَبَقَهُم بذلک الفَرّاءُ فقال:قُلْ :هو عُودُ الأُسْرِ ، و لا تَقُلْ :عُودُ الیُسْرِ.و فی الأساس:و قولُ العامَّهِ :عُودُ یُسْرٍ خطأٌ إِلاّ (2)بقَصْد التَّفَاؤُل.و هو عُودُ یُوضَعُ علی بَطْنِ مَن احْتَبَسَ بوْلُهُ فَیَبْرَأُ،و عن ابن الأَعرابیّ :هذا عُودُ یُسْرٍ و أُسْرٍ ، و هو الذی یُعالَجُ به المَأْسُور ،و کلامُه یَقْضِی أَنَّ فیه قَولَیْنِ ، و إِلیه ذَهَب المصنِّفُ ،و مَا تَحاملَ به شیخُنا علی المصنَّف فی غیر مَحَلِّه کما لا یَخْفَی.
و الأُسُرُ ،بضمَّتَیْن:قَوَائِمُ السَّرِیرِ ،نقلَه الصّاغانیُّ .
و الأَسَرُ ، بالتَّحرِیک:الزُّجَاجُ نقلَه الصّاغانیُّ .
و الإسَارُ ،ککِتَابٍ :ما یُشَدُّ به الأَسِیرُ ،کالحَبْلِ و القدِّ، و قال الرّاغبُ و غیرُه:هو القدُّ یُشَدُّ به الأَسیر .
و قال اللَّیْثُ : أُسرَ فلانٌ إِساراً ،و أُسِرَ بالإِسارِ .و الإِسارُ :
الرِّباطُ ،و الإِسارُ :المَصْدَرُ کالأَسْرِ ،و قد تَقدَّمت الإشارُه إِلیه.
و فی المحکم: أَسَرَه یَأْسِرُه أَسْراً و إِسارهً :شَدَّه بالإسار ، و الإِسارُ :ما شُدَّ به،و الجمعُ أُسُرٌ .و قال الأَصمعیُّ :ما أَحْسَنَ ما أَسَرَ قَتَبَه،أَی ما أَحْسَنَ ما شَدَّه بالقِدِّ،و القِدُّ الَّذِی یُؤْسَرُ به القَتَبُ یُسَمَّی الإِسارَ ،و ج أُسُرُ بضمَّتَیْن.
وَ قَتَبٌ مَأْسُورٌ ،و أَقْتَابٌ مَآسِیرُ .و الإِسارُ :القَیْدُ،و یکونُ حَبْلَ الکِتاف (3). و الإسار ،ککِتابٍ : لُغَهٌ فی الیَسَارِ (4)الَّذِی هو ،و فی بعضِ النُّسَخِ :الَّتِی هی ضِدُّ الیَمِینِ قال الصّاغانیُّ :و هی لغهٌ ضعیفهٌ .
و الأَسِیرُ کأَمِیر هو بمعنی المَأْسُورِ ،و هو المَرْبُوطُ بالإِسارِ ،ثم استُعمِلَ فی الأَخِیذِ مطلقاً و لو کان غیرَ مربوطٍ بشیءٍ، و الإِسار :القَیْدُ،و یکونُ حَبْلَ الکتَافِ ،و منه الأَسِیرُ ،أَی المُقَیَّدُ یقال: أَسَرْتُ الرَّجلَ ، أَسْراً و إِساراً ،فهو أَسِیرٌ و مَأْسُور . و کلُّ محبوسٍ فی قِدَّ أَو سِجْن: أَسِیرٌ ، و قولُه تعالَی: وَ یُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلی حُبِّهِ مِسْکِیناً وَ یَتِیماً وَ أَسِیراً (5)قال مُجاهِدٌ: الأَسِیرُ : المَسْجُونُ ج أُسَرَاءُ و أُسَارَی و أَسارَی و أَسْرَی ،الأَخیِرَان بالفتح،قال ثعلبٌ :
لیس الأَسْر بعاهَه (6)فیُجْعَل أَسْرَی من باب جَرْحَی فی المعنَی،و لکنه لما أُصِیبَ بالأَسْر صار کالجَرِیح و اللَّدِیغ؛ فکُسِّر علی فَعْلَی،کما کُسِّر الجَرِیحُ و نحوُه،و هذا معنَی قولِه:و یُقال للأَسِیر من العَدُوِّ: أَسِیرٌ ؛لأَن آخِذَه یَسْتَوثِقُ منه بالإِسار ،و هو القِدُّ؛لئلاَّ یُفْلِتَ .و قال أَبو إِسحاق:یُجْمَع الأَسِیر أَسْرَی ،و قال:و فَعْلَی جَمْعٌ لکلِّ ما أُصِیبُوا به فی أَبدانِهم أو عُقُولهم،مثل مَرِیضٌ و مَرْضَی،و أَحمقَ و حَمْقَی،و سکران و سکْرَی،قال:و مَن قرأَ أَسَارَی و أُساری فهو جَمْعُ الجَمْع،یقال: أَسِیرٌ و أَسْرَی ،ثم أَسَارَی جَمْعُ الجَمْع.قلتُ :و قد اختار هذا جماعهٌ من أَهل الاشتقاق.
و الأَسِیر : المُلْتَفُّ من النَّبَاتِ ،عن الصّغانیّ کالأَصِیر، بالصّاد.
و الأُسْرَهُ ،بالضَّمِّ :الدِّرْعُ الحَصِینَهُ ،قاله شَمرٌ،و أَنشدَ لسَعْدِ بنِ مالِکِ بنِ ضُبَیْعَهَ بنِ قَیْسٍ جَدِّ أَبِی طَرَفَه بنِ العَبْد:
و الأُسْرَهُ الحَصْداءُ و البَ
یْضُ المُکَلَّلُ و الرِّماحُ
و الأُسْرَهُ مِن الرَّجُل:الرَّهْطُ الأَدْنَوْنَ وَ عَشِیرَتُه؛لأَنَّه یتقوَّی بهم،کما قاله الجوهریُّ .و قال أَبو جَعْفَرٍ النَّحّاسُ :
الأُسْرَهُ ،بالضّمّ :أَقاربُ الرَّجل مِن قِبَلِ أَبِیه،و شَذَّ الشیخُ خالدٌ الأَزهریُّ فی إِعراب الألفیَّه؛فإِنه ضَبَطَ الأُسْرَهَ
ص:23
بالفَتْح،و إنْ وافقَه علی ذلک مُخْتَصِرُه الحَطَّابُ و تَبِعه تقلیداً،فإنّه لا یُعْتَدُّ به.
و عن أَبِی زَیْد: تَأَسَّر علیه فُلانٌ ،إِذا اعْتَلَّ و أَبْطَأَ ،قال أَبو منصور:و هکذا رواه ابنُ هانِیء عنه،و أَما أَبو عُبَیْد فإِنَّه رَوَاه عنه:تَأَسَّنَ ،بالنُّونِ ،و هو وَهَمٌ ،و الصَّوابُ بالرّاءِ.
و قال الصّاغانیُّ :و یُحتَملُ أَن تکونا لُغَتَیْن،و الرّاءُ أَقربُهما إِلی الصّواب و أَعرفُهما.
و أَسَارُونُ :مِن العَقَاقِیرِ ،و هو حَشِیشهٌ ذاتُ بُزُورٍ،کثیرهُ عُقَدِ الأُصولِ ،مُعْوَجَّهُ ،تُشْبِهُ النِّیلَ ،طَیِّبهُ الرائحه لَذَّاعهُ اللِّسَانِ ،و لها زَهرٌ بین الوَرقِ عند أُصولها،و أَجودُها الذَّکِیُّ الرائحهِ الرقیقُ العُودِ (1)،یَلْذَعُ اللِّسَانَ عند الذَّوقِ ،حارُّ یابسٌ ،یُلَطِّفُ و یُسَخِّنُ ،و مِثْقَالٌ منه إِذا شُرِبَ نَفَعَ من عِرْق النَّسَا و وَجَعِ الوَرِکَیْن و مِن سددِ الکَبِد.
و قولُه تعالَی: نَحْنُ خَلَقْناهُمْ وَ شَدَدْنا أَسْرَهُمْ (2)، أی خَلْقَهم،قاله الجوهریُّ ،و قیل: أَسْرَهُمْ ، أَی مَفاصِلَهم، أَوْ المُرَادُ به مَصَرَّتَیِ (3)البَوْلِ و الغَائِطِ إِذا خَرَجَ الأَذَی تَقَبَّضَتَا،أَو معناه أَنَّهما لا یسْتَرْخِیَانِ قبل الإِرادهِ ،نقلَهما ابنُ الأَعرابیِّ .
و سمَّوْا أَسِیراً کأَمِیرٍ و أُسَیْراً و أْسَیْرهَ کَزُبَیْرٍ و جُهْیَنهَ ،منهم أُسَیْرُ بنُ جابِر،و أُسَیْرُ بنُ عُرْوَه،و أُسَیْرُ بنُ عَمْرٍو الکِنْدِیُّ ، و أُسَیْرٌ الأَسْلَمیُّ ،صحابِیون،و أُسَیْرُ بن جابِرٍ العَبْدِیُّ تابِعیّ .
و إِسْرَالٌ یأْتی فی حَرْفِ الّلامِ و لم یَذْکُرْهُ هناک سَهْواً منه،و هو مخفَّفٌ عن إِسرائیلَ ،و معناه صَفْوَهُ اللّه و قیل:
عبدُ اللّه،قاله البَیْضَاویُّ ،و هو یَعْقُوبُ علیه السّلامُ .و قال السُّهَیْلیُّ فی الروْض:معناه سَریّ اللّه.
و تَآسیرُ السرَّجِ : السُّیورُ التی بها یُؤْسَرُ و یُشَد،قال شیخُنَا:و هو من الجُمُوعِ التی لا مُفْرَدَ لها فی الأَصَحِّ .
*و ممّا یُستَدْرک علیه:
قولُهم: اسْتَأْسِرْ ،أَی کُنْ أَسِیراً لی. و من سَجَعَات الأَساس:مَنْ تَزَوَّجَ فهو طَلِیقٌ قد (4)اسْتَأْسَرَ ،و مَنْ طَلَّقَ فهو بُغاثُ قد 4اسْتَنْسَرَ.
و هذا الشیءُ لکَ بأَسْرِه ،أَی بِقده،یَعْنِی جَمیعه،کما یُقالُ :بِرُمَّته.و جاءَ القَومُ بأَسْرِهم ،قال أَبو بکر:معناه جاءُوا بجَمیعِهم،و
16- فی الحدیث: «تَجْفُو القَبِیلَه بأَسْرها ».
أَی جمیعها.
و رجلٌ مَأْسُور و مأْطوُر:شَدیدُ عَقْدِ المَفَاصلِ .
و
17- فی حدیث عُمر: «لا یُؤْسَرُ أَحَدٌ فی الإِسلام بشهادهِ الزور،إِنا (5)لا نَقْبَلُ إِلاَّ العُدُولَ ». أَی لا یُحْبَسُ .
و أُسُر ،بضمَّتَیْن،بَلدٌ بالحَزْنِ :أَرضِ بَنِی یَرْبُوع بنِ حَنْظَلَهَ ،و یقال فیه:یُسُر أَیضاً.
أَلْأُشْتُرُّ :کطُرْطُبٍّ ،أَهمله الجماعهُ ،و هو لَقَب بعضِ (6)العَلَوِیَّهِ بِالکِوفَهِ . قلتُ :و هو زیدُ بن جَعفَرٍ،مِن وَلَدِ یحیی بنِ الحُسَین بنِ زَیْد بنِ علیِّ بنِ الحُسَین،ذَکَره ابنُ ماکُولاَ.و هو فَردٌ، و ذُکِرَ فی ش ت ر و وزَنَه هناک بأُرْدُنّ ، و سیأْتی الکلامُ علیه.
أَشِرَ ،کفَرِحَ ، یَأْشَرُ أَشَراً فهو أَشِرٌ ککَتِفٍ ، و أَشُرٌ کنَدُسٍ ،و هذه عن الصّغانِیّ ، و أَشَرٌ ،بالفَتْح فالسکُون و یُحرَّکُ ،و أَشْرَانُ . کسَکْرَانَ : مَرِحَ وَ بطِرَ،و
16- فی حدیث الزَّکاهِ و ذِکْرِ الخَیْل: «و رَجُلٌ اتَّخَذَها أَشَراً وَ مَرَحاً».
قالوا: الأَشَرُ :البَطَرُ،و قیل:أَشَدُّ البَطَرِ،و قیل: الأَشَرُ :
الفَرَحُ بَطَراً و کُفْراً بالنِّعمه،و هو المَذْمُومُ المَنْهِیُّ عنه،لا مُطْلَقُ الفَرَحِ .
و قیل: الأَشَرُ :الفَرَحُ و الغَرُور.
و قیل: الأَشَرُ و البَطَرُ:النَّشاطُ للنِّعمه و الفَرَحُ بها و مقابلهُ النِّعْمَه بالتَّکَبُّرِ و الخُیَلاءِ،و الفَخْرُ بها،و کُفْرانُها بعَدَمِ شُکْرِها،و
17- فی حدیث الشَّعْبِیِّ : «اجتمعَ جَوارٍ فأَرِنَّ (7)و أَشِرْنَ ». ج أَشِرُونَ و أَشُرُون ،و لا یُکَسَّرانِ ،لأَنّ التکسیرَ فی هذین البِناءَیْن قلیلٌ ، و أُشُرٌ ،بضَمَّتَیْن.
ص:24
و جَمْعُ أَشْرَانَ أَشْرَی و أَشارَی و أُشارَی ،کسَکْرَانَ و سَکْرَی وَ سُکَارَی،أَنشد ابنُ الأَعرابیّ لمَیَّهَ بنِت ضِرار الضَّبِّیِّ تَرثِی أَخاها:
و خلَّتْ وُعُولاً أُشارَی بها
و قد أَزْهَفَ الطَّعْنُ أَبْطالَهَا (1)
و نَاقَهٌ مِئْشِیرٌ ،و جَوادٌ مِئْشِیرٌ ،یَستَوِی فیه المذکَّرُ و المؤنَّثُ ،و کذلک رجلٌ مِئْشِیرٌ و امرأَهٌ مِئْشِیرٌ ،أَی نَشِیطٌ .
و أُشُرُ الأَسنانِ ،بضَمَّتَین، و أُشَرُهَا بضمٍّ ففتحٍ : التَّحْزِیزُ الَّذِی فیها و هو تَحْدِیدُ أَطرافِها، یکونُ ذلک خِلْقَهً و مُسْتَعْمَلاً.ج أُشُورٌ ،بالضّمِّ قال:
لها بَشَرٌ صافٍ و وَجُهٌ مُقَسَّمٌ
و غُرُّ ثَنَایَا لم تُفَلَّلْ أُشُورُهَا
و یقال:بأَسنانِه أُشُرٌ و أُشَرٌ ،مثالُ شُطُبِ السَّیْلِ (2)و شُطَبِه، و قال جَمیل:
سَبَتْکَ بمَصْقُولٍ تَرِفُّ أُشُورُه
و أُشَرُ المِنْجَلِ کزُفَر: أَسنانُه و استعمله ثعلبٌ فی وصفِ المِعْضادِ،فقال:المِعْضَادُ مثلُ المِنْجَلِ لیست له أُشَرٌ ، و هما علی التَّشْبِیه.
و قد أَشَرَتْ المرأَهُ أَسنانَها تَأْشِرُهَا أَشْراً ،و أَشَّرَتْها تَأْشِیراً : حَزَّزَتْهَا و حَرَّفتْ أَطرافَ أَسنانِها.
و المُؤْتَشِرَهُ و المُسْتَأْشِرَهُ کلتاهما: التی تَدْعُو إِلی ذلک أَی أُشْرِ أَسنانِهَا،و
16- فی الحدیث: «لُعِنَتِ المَأْشُورَهُ و المُسْتأْشِرَهُ ».
قال أَبو عُبَیْد: الواشِرهُ :المرأَهُ التی تَشِرُ أَسنانَهَا؛و ذلک أَنها تُفَلِّجِها و تُحَدِّدها حتی یکونَ لها أُشُرٌ ،و الأُشُرُ :حِدَّهٌ و رِقَّهٌ فی أَطرافِ الأَسنانِ ،و منه قیل:ثَغْرٌ مُؤَشَّرٌ ،و إِنما یکون ذلک فی أَسنانِ الأَحداثِ ؛تفعلُه المرأَهُ الکَبِیرَهُ تَتشَبَّه بأُولئک،و منه المَثَلُ السّائرُ:«أَعْیَیْتِنِی بأُشُرٍ فکیف أَرجْوکِ (3)بدُرْدُرٍ؛»و ذلک أَنّ رجلاً کان له ابنٌ مِن امْرأَهٍ کَبِرَتْ ،فأَخذَ ابنَه یُرْقِصُه و یقول:
یَا حَبَّذَا دَرادِرُکْ
فعَمدت المرأَهُ إِلی حَجَرٍ فهَتمتْ أَسنانَها،ثمّ تَعرَّضَتْ لزوجِهَا،فقال لها:«أَعْیَیْتِنِی بأُشُرٍ فکیفَ بدُرْدُر».
و المُؤَشَّرُ ،کمُعَظَّمٍ :المُرَقَّقُ ،و کلُّ مُرَقَّقٍ مُؤَشَّرٌ .
و الجُعَلُ مُؤَشَّرُ العَضُدَیْنِ ،قال عَنْتَرهُ یصفُ جُعَلاً:
کأَنَّ مُؤَشَّرَ العَضُدَیْنِ حَجْلاً
هَدُوجاً بینَ أَقْلِبَهٍ مِلاحِ
و أَشَرَ الخَشَبَ بالمِئْشارِ أَشْراً ،مهموزٌ: شَقَّه و نَشَره.
و المُئْشارُ :ما أُشِرَ به.قال ابنُ السِّکِّیت:یقال:للمِئْشارِ الذِی یُقْطَع به الخَشَبُ : میشارٌ ،و جمعُه مَواشِیرُ ؛مِن وَشَرتُ أَشِرُ ،و مِئْشارٌ جمعُه مآشیرُ ،مِن أَشَرتُ آشِرُ .و
16- فی حدیثِ صاحِبِ الأُخْدُودِ: «فوَضَعَ المِئْشارَ علی مَفْرِقِ رَأْسِه».
المِئْشارُ -بالهمز-هو المِنْشَارُ،بالنُّون،و قد یُتْرَکُ الهَمْزُ؛ یقال: أَشَرْتُ الخَشَبَهَ أَشْراً ،و وَشَرتُها وَشْراً ،إِذا شَقَقْتَها، مثل نَشَرتُها نَشْراً،و یُجمع علی مآشِیرَ و مَواشِیرَ ،و منه
16- الحدیث: «فقَطعوهم بالمآشِیر ». أَی بالمَناشِیر.
و الأُشِرَهُ بالضّمِّ (4): المأْشُورَهُ .
و التَأْشیرُ -هکذا فی النُّسَخ و هو الصَّوابُ ،و فی بعض الأُصول:و التأْشیره -: ما تَعَضُّ به الجَرادهُ ،ج التَّآشِیرُ ، بالمَدِّ،نقلَه الصّغانیُّ .
و الآشِرُ :شَوْکُ ساقَیْهَا أَی الجَرادهِ کالتَّأْشِیر . و الآشِرُ و التَّأْشِیرُ : عُقْدَهٌ فی رَأْسِ ذَنَبِها کالمِخْلَبَیْن، کالأُشْرَهِ ، بالضّمِّ و المِئْشارِ ،بالکَسْر،و هما الأُشْرتَانِ و المِئْشارانِ .
و أَشِیرَهُ (5)،کسَفِینَه:د.بالمَغْرِب و هو حِصنٌ عظیمٌ مِن عَمَلِ سَرَقُسْطَهَ منه :أَبو محمّد عبدُ اللّه بنُ محمّد بن
ص:25
عبد اللّه الصِّنْهاجِیّ الحافظُ النحویُّ المعروفُ بابن الأَشِیرِیّ ،سَمِعَ بالأَنْدَلس أَبا جعفرِ بنِ غَزلُون،و أَبا بکرِ [محمد بن عبد اللّه] (1)بن العَرَبیّ الإِشْبِیلیّ ،و قَدِمَ دمشقَ و أَقام بها،و سَمِعَ من علمائها،و سکَنَ حَلَبَ مُدَّهً ،و تُوفِّیَ باللبوه سنه 561،و نُقِلَ إِلی بَعْلَبَکَّ فدُفِنَ بها،تَرْجَمَه ابنُ عساکِرَ فی تاریخ دمشقَ ،و منه نَقَلْتُ ،و زاد ابن بَشْکُوال:
و إِبراهیمُ بنُ جعفر الزهریّ بن الأَشِیریِّ کان حافظاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
أَشِرَ النَّخْلُ أَشَراً :کَثُرَ شُرْبُه للماءِ فکَثُرَتْ فِراخُه.
و أَمْنِیَّهٌ أَشْرَاءُ :فَعْلاءُ مِن الأَشَر ،و لا فِعْلَ لها،قال الحارثُ بنُ حِلِّزَهَ :
إِذْ تُمَنُّوهُمُ غُرُوراً فساقَتْ
هُمْ إِلیکُمْ أُمْنِیَّهٌ أَشْراءُ
و یُتْبَعُ أَشِرٌ ،فیقال: أَشِرٌ أَفِرٌ،و أَشْرَانُ أَفْرَانُ .
و قولُ الشاعِر:
لقد عَیّلَ الأَیْتَامَ طَعْنَهُ ناشِرَهْ
أَنَاشِرَ لا زالتْ یَمِینُکَ آشِرَهْ (2)
أَراد مَأْشُورهً ،أَو ذاتَ أَشْر.قال ابنُ بَرِّیّ :و البیتُ لنائِحهِ هَمّامِ بن[مرّه بن] 2ذُهْلِ بنِ شَیْبانَ ، 2،و کان قَتَلَه ناشِرَهُ ، و هو الذی رَبّاه،قَتَلَه غَدْراً (3).
و من المَجَاز:وَصْفُ البَرْقِ بالأَشَر ،إِذا تَردَّدَ[فی] (4)لمَعانِه،و وَصْفُ النَّبْتِ بِه،إِذا مَضَی فی غُلَوائِه.
الأَصْرُ ،بفَتْحٍ فَسُکُونٍ : الکَسْرُ و العَطْفُ ، یقال: أَصَرَ الشَّیءَ یَأْصِرُه أَصْراً :کَسَرَه و عَطَفَه.
و الأَصْرُ : الحَبْسُ ،یقال: أَصَرَ الشَّیْ ءَ یَأْصِرُه أَصْراً ،إِذا حَبَسَه و ضَیَّقَ علیه،و قال الکِسَائِیُّ : أَصَرَنِی الشَّیءُ یَأْصِرُنِی ،أَی حَبَسِنی،و أَصَرْتُ الرَّجلَ علی ذلک الأَمرِ،أَی حَبَستُه.و عن ابن الأَعرابیّ : أَصَرْتُه عن حاجتِه و عَمَّا أَردتُه،أَی حَبَستُه.
و الأَصْرُ : أَنْ تَجعلَ للبیتِ إِصاراً ،ککتابٍ ،عن الزَّجّاج،أَی وَتِداً للطُّنُبِ .
و فِعْلُ الکلِّ کضَرَبَ .
و الإِصْرُ بالکَسْر:العَهْدُ ،و فی التنزیل العزیز:
وَ أَخَذْتُمْ عَلی ذلِکُمْ إِصْرِی (5)قال ابن شُمَیل: الإِصْرُ :
العَهْدُ الثَّقیلُ ،و ما کان عن یَمینٍ و عَهْدٍ فهو إِصْرٌ .
و قال الفَرّاءُ، الإِصْرُ هاهنا إِثْم العَقْدِ و العَهْدِ إِذا ضَیَّعُوه، کما شَدَّد علی بنی إِسرائیلَ .
و رُوِیَ عن ابن عَبّاس: وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً (6)قال:
عَهْداً لا نَفِی به و تُعَذِّبنا بتَرْکِه و نَقْضِه،و قوله: وَ أَخَذْتُمْ عَلی ذلِکُمْ إِصْرِی قال:مِثاقِی و عَهْدی.
قال أَبو إِسحاق:کلُّ عَقْدٍ مِن قَرَابَهٍ أَو عَهْدٍ فهو إِصْرٌ .
و الإِصر : الذَّنْبُ . قال أَبو منصورٍ فی قوله تعالَی: وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً أَی عُقُوبهَ ذَنْبٍ تَشُقُّ علینا.و قال شَمِرٌ فی الإِصْرِ :إِثْمُ العَقْدِ إِذا ضَیَّعه،و سُمِّیَ الذَّنْبُ إِصْراً لِثقَلِهِ .
و الإِصْرُ : الثِّقَلُ ،سُمِّیَ به لأَنّه یَأْصِرُ صاحبَه،أَی یَحْبِسُه من الحَرَاک.و قولُه تعالَی: وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ (7)قال أَبو منصور:أَی ما عُقِدَ مِن عَقْدٍ ثَقِیل علیهم،مثل قَتْلِهم أَنفسَهم،و ما أَشبَه ذلک،من قَرْضِ الجِلْدِ،إِذا أَصابَتْه النَّجَاسهُ ،و قال الزَّجّاج فی قوله تعالَی:
وَ لا تَحْمِلْ عَلَیْنا إِصْراً :أَیْ أَمْراً یَثْقُلُ علینا کَما حَمَلْتَهُ عَلَی الَّذِینَ مِنْ قَبْلِنا نحو ما أُمِرَ به بنو إِسرائِیلَ مِنْ قَتْل أَنفسِهِم،أَی لا تَمْتَحِنّا بما یَثْقُلُ علینا.
و یُضَمُّ و یُفْتَحُ فی الکلِّ .
و الإِصْرُ (8): ما عَطَفَکَ علی الشَّیْ ءِ.
و
17- فی حدیث ابنِ عُمَرَ: «مَن حَلَفَ علی یَمِینٍ فیها إِصْرٌ
ص:26
فلا کَفّارهَ لها». قالوا: الإِصْرُ : أَنْ تَحْلِفَ بَطلاقٍ أَو عَتَاقٍ (1)أَو نَذْرٍ ،و أَصلُ الإِصرِ الثِّقْلُ و الشَّدُّ،لأَنها أَثقلُ الأَیمانِ و أَضیقُها مَخْرجاً؛یَعْنِی أَنه یجبُ الوفاءُ بها و لا یُتعوَّضُ عنها بالکَفّاره.
و الإِصْرُ : ثَقْبُ الأُذُنِ ،قال ابن الأَعرابیّ :هما إِصْرانِ .
ج آصَارٌ ،لا یُجاوِزونَه أَدْنَی العَددِ، و إِصْرانٌ ،بالکسر، جمعُ إِصْرٍ بمعنی ثَقْبِ الأُذُنِ .و أَنشد ابنُ الأَعرابیّ :
إِنّ الأُحَیْمِرَ حِینَ أَرْجُو رِفْدَه
غَمْراً لأَقْطَعُ سَیِّیءُ الإِصْرانِ
الأَقْطَعُ :الأَصَمُّ :و الإِصْرَانُ :جمعُ إِصْرٍ .
و الآصرَهُ :ما عَطفَکَ علی الرَّجُلِ مِن الرَّحِمِ و القَرَابَه و المعروفِ و المِنَّه ،و یقال:ما تَأْصِرُنِی علی فُلان آصرَهٌ ، أَی ما تَعْطِفُنِی علیه مِنَّهٌ و لا قَرَابَهٌ . ج أَواصِرُ ،قال الحُطَیئه:
عَطَفُوا علیّ بغَیْرِ آ
صِرَهٍ فقد عَظُمَ الأَواصِرْ
أَی عَطَفُوا علیّ بغیر عَهْدٍ أَو (2)قَرَابهٍ .و من سَجَعَات الأَساس:عَطَفَ علیَّ بغیرِ آصِرَه ،و نَظَرَ فی أَمرِی بِعَیْنٍ (3)باصِرَه.
و الآصِرَهُ : حَبْلٌ صغیرٌ یُشَدُّ به أَسفلُ الخِبَاءِ إِلی وَتِدٍ، و أَنشد ثعلبٌ عن ابن الأَعرابیّ :
لَعَمْرُکَ لا أَدْنُو لِوَصْلِ دَنِیَّهٍ
و لا أَتَصَبَّی آصِراتِ خَلیلِ
فَسَّرَه فقال:لا أَرْضَی مِن الوُدِّ بالضَّعیف،و لم یُفَسِّر الآصره ،و قال ابن سِیدَه:و عندی أَنّه إِنّمَا عَنَی بالآصِرَه الحَبْلَ الصَّغِیرَ الذی یُشَدُّ به أَسفَلُ الخِبَاءِ،فیقول:لا أَتعرَّض لتِلْک المواضِعِ أَبْتَغِی زَوجهَ خَلِیلِی و نحْو ذلک، و قد یجوزُ أَن یُعَرِّضَ به،لا أَتَعرَّضُ لمَن کان مِن قَرابه خَلِیلِی،کعَمَّتِه و خَالَتِه و ما أَشبهَ ذلِکَ ، کالإِصارِ و الإِصارهِ بکَسْرِهما، و الأُیْصَرِ و الآصِرَهِ ،و جمعُ الإِصارِ أُصُرٌ ،و جمعٌ الأَیْصَر أَیَاصِرُ . و المَأْصَرُ ،کمَجْلِسٍ و مَرْقَدٍ:المَحْبِسُ ،مأْخوذٌ من آصِرَهِ العَهْدِ،إِنّما هو عَقْدٌ لیُحْبَسَ به،و یقال للشیْ ءِ تُعْقَدُ به الأَشیاءُ: الإِصارُ ،مِن هذا،و قد أَصَرَه یَأْصِرُه ،إِذا حَبَسَه ج مآصِرُ ،و العامَّهُ تقولُ مَعاصِرُ ،بالعَیْن بَدَلَ الهَمْزِ.
و الإِصارُ ،ککتابٍ :وَتِدُ الطُّنُبِ قَصِیرٌ،و فی الفُرُوق لابن السیِّد: الإِصارُ :وَتِدُ الخِبَاءِ،و جمعُه أُصُرٌ ،علی فُعُلٍ ،و آصِرَهٍ .
و الإِصارُ :القِدُّ یَضُمُّ عَضُدَیِ الرَّجلِ ،و السِّینُ فیه لغهٌ .
و الإِصار الزَّنْبِیلُ یُحْمَلُ فیه المَتَاعُ ،علی التَّشْبِیه بالمِحَشِّ . و الإِصارُ :ما حَوَاه المِحَشُّ من الحَشِیش ،قال الأَعْشَی:
فهذا یُعِدُّ لهنَّ الخَلَی
و یَجْمَعُ ذا بَینهنَّ الإِصَارَا
و الإِصار : کِساءٌ یُحْتَشُّ فیه، کالأَیْصَرِ ،فیهما ،و جمعُه أَیاصِرُ ،قال:
تَذَکَّرَتِ الخَیْلُ الشَّعِیرَ فَأَجْفَلَتْ
و کُنّا أُناساً یَعْلِفُونَ الأَیَاصِرَا (4)
و الإِصَارُ و الأَیْصَرُ :الحَشِیشُ المُجْتَمِعُ .
و فی کتابِ أَبی زَیْدٍ: الأَیَاصِرُ :الأَکْسِیَهُ التی مَلَؤُوهَا مِن الکَلإِ و شَدُّوها،وَاحدُهَا أَیْصَرُ ،و قال:حَشٌّ لا یُجَزُّ أَیْصَرُه ، أَی مِن کَثْرَتِه.و قال الأَصمعیُّ : الأَیْصَرُ :کِسَاءٌ فیه حَشِیشٌ ،یقال له: الأَیْصَرُ ،و لا یُسَمَّی الکِسَاءُ أَیْصراً حین لا یکونُ فیه الحَشِیشُ ،و لا یُسَمَّی ذلک الحَشِیشُ أَیْصَراً حتی یکونَ فی ذلک الکِسَاءِ.
ج أُصُرٌ ،بضمّتین، و آصِرَهٌ .
و الأَصِیرُ :المُتَقَارِبُ ،و المُلْتَفُّ من الشَّعَرِ ،یقال:شَعَرٌ أَصِیرٌ ،أَی ملتفٌّ مجتمعٌ کثیرُ الأَصلِ ،قال الرّاعی:
ثَبَتَتْ عَلی شَعَرٍ أَلَفَّ أَصِیرٍ (5)
ص:27
و الأَصِیرُ أیضاً: الکَثِیفُ الطَّوِیلُ من الهُدْبِ قال:
لِکُلِّ مَنَامَهٍ هُدْبٌ أَصِیرُ
المَنامهُ :القَطِیفَهُ یُنامُ فیها.
و المُؤَاصِرُ :الجارُ ،قال الأَحمرُ:هو جاری مُکَاسِرِی و مؤَاصِرِی ،أَی کِسْرُ بَیْتهِ إِلی جَنْبِ کِسْرُ بَیْتِی،و إِصارُ بَیْتِی إِلی جَنْبِ إِصارِ بَیْتِه،و هو الطُّنُب،و زاد الزَّمَخْشَرِیُّ :
و مُطَانِبِی و مُقَاصرِی (1).
و المُتآصِرُون من الحَیِّ : المُتَجاوِرُونَ .
و ائْتَصَرَ النَّبْتُ . إِذا طال و کَثُرَ و التفَّ . و ائتَصَرتِ الأَرْضُ ائْتصاراً : اتَّصَلَ نَبْتُهَا.و ائْتَصَرَ القومُ :کَثُرَ عَدَدُهم ،یقال:
إِنهم لَمُؤْتَصِرُو العَدَدِ،أَی عَدَدُهم کَثِیرٌ.
*و ممّا یستدرکُ علیه:
کَلأٌ آصِرٌ :حابِسٌ لمَن فیه،أَو یُنْتَهَی إِلیه مِن کَثْرته.
و الأَواصِرُ :الأَواخِی و الأَوارِی،واحدتُها آصِرَه ،قال سَلَمَهُ بنُ الخُرْشُب یصفُ الخیلَ :
یَسُدُّون أَبوابَ القِبَابِ بِضُمَّرٍ
إِلی عُنُنٍ مُسْتَوْثِقاتِ الأَواصِرِ
یُرِید خیلاً رُبِطَتْ بأَفْنِیَتِهم،و العُنُن:کُنُفٌ سُتِرَتْ بها الخیلُ مِن الرِّیح و البَرْد،و قال آخَرُ:
لها بالصَّیْفِ آصِرَهٌ و جُلُّ
و سِتُّ مِن کَرَائِمِهَا غِرارُ
و المَاصِرُ :مَفْعِلٌ مِن الإِصْر ،أَو فاعلٌ من المِصْر، بمعنی الحاجِزِ.
و لَعَنَ المآصِرَ ،و هکذا فی الأَساس،و لم یُفَسِّره (2).
و فی اللِّسَان:و المَأْصِرُ (3)یُمَدُّ علی طَرِیقٍ أَو نهرٍ، یُؤْصَرُ به السُّفُنُ و السَّابِلَهُ :أَی یُحْبَسُ ؛لِیُؤْخَذَ منهم العُشُور.و آصَرَ البَیْتَ ،بالمَدِّ،لغه فی أَصَرَه ،إِذا جَعلَ له إِصاراً ،عن الزَّجّاج.
الأَطْرُ ،بفَتْحٍ فسُکُونٍ : عَطْفُ الشَّیْ ءِ ،تَقْبِضُ علی أَحَدِ طَرَفَیْه فتُعَوِّجُه،و
14- فی الحَدیثِ عن النّبیِّ صلی اللّه علیه و سلم: أَنه ذَکَر المَظَالم التی وقعتْ فیها بنو إِسرائیلَ و المعاصیَ فقال:
«لا و الَّذِی نَفْسِی بیدِه حتّی تأْخُذُوا علی یَدَی الظَّالِم و تَأْطُرُوه علی الحقّ أَطْراً (4). قال أَبو عَمْرو:أَی تَعْطِفُوه علیه،قال ابن الأَثِیر:و من غَرِیب ما یُحْکَی فی هذا الحدیثِ عن نِفْطَوَیْهِ أَنه قال:بالظّاءِ المُعْجَمه،و جَعل الکلمهَ مقلُوبهً ؛فقدَّم الهمزهَ علی الظّاءِ،و کلُّ شَیْ ءٍ عَطَفْتَه علی شَیْ ءٍ فقد أَطَرْتَه تَأْطُرُوهُ أَطْراً .
و الأَطْرُ : أَنْ تَجْعَلَ للسَّهْمِ أُطْرَهً ،بالضّمِّ ،و فی بعض النُّسَخ:«للشَّیْ ءِ» (5)بَدَلَ السَّهْم،و ستَأْتِی الأُطْرُه . و الفِعْلُ کضَرَبَ و نَصَرَ ،یُقَال: أَطَرَه یَأْطِرُه و یَأْطُرُه أَطْرَاً فانْأَطَرَ انْئِطاراً ، کالتَّأْطِیرِ فیهما ،یقال: أَطَّرَه فتأَطَّر :عَطَفَه فانعطَفَ ،کالعُودِ تراه مستدیرا،إِذا جَمَعتَ بینَ طَرَفَیْه،قال أَبو النَّجْم یصفُ فَرَساً:
کَبْداءُ قَعْسَاءُ علی تَأْطِیرِهَا
و قال المُغِیرهُ بنُ حَبْنَاءَ التَّمِیمِیُّ :
و أَنْتم أُناسٌ تَقْمُصُونَ مِنَ القَنَا
إِذا ما رَقَی أَکتَافَکُم و تَأَطَّرَا
أَی إِذا انْثَنَی،و قال:
تَأَطَّرْنَ بالمِینَاءِ ثُمَّ جَزَعْنَه
و قد لَحَّ مِن أَحمالِهِنَّ شُجُونُ
و الأَطْرُ : مُنْحَنَی القَوْسِ ،و السَّحَابُ ،سُمِّیَ بالمَصْدر، قال:
و هاتِفَهٍ لأَطْرَیْهَا حَفِیفٌ
و زُرْقٌ فی مُرَکَّبَهٍ دِقَاقُ
ثَنّاه و إِن کان مصدراً؛لأَنَّه جَعَلَه کالاسمِ .و قال أَبو زَیْد: أَطَرْتُ القَوْسَ آطِرُهَا أَطْراً ،إِذا حَنَیْتَهَا،و قال الهُذَلِیّ :
ص:28
أَطْرُ السَّحَابِ بها بَیاضُ المِجْدَلِ (1)
قال السُّکَّرِیُّ : الأَطْرُ کالاعوجاج تَراه فی السَّحَاب، قال:و هو مَصْدَرٌ فی معنَی مَفْعُول،و قال طَرَفَهُ یذکُر ناقهً و ضُلُوعَها:
کأَنَّ کِنَاسَیْ ضالَهٍ یکْنُفَانِها
و أَطْرَ قِسِیِّ تَحْتَ صُلْبٍ مؤَبَّدِ (2)
شَبَّه انحناءَ الأَضلاعِ بما حُنِیَ مِن طَرَفَیِ القَوْس.
و الأَطْرُ : اتِّخَاذُ الإِطارِ للبَیْتِ ،و هو أَی إِطارُ البیتِ کالمِنْطَقَهِ حولَه ؛لإِحاطَتِه به.
و الأَطِیرُ ،کأَمِیر: الذَّنْبُ ،و یقال فی المثَل:«أَخَذَنِی بِأَطِیرِ غَیْرِی»،أَی بِذَنْبِ غَیْرِی،و قال مِسْکِینٌ الدّرامیّ :
أَ بَصَّرْتِنی بِأَطِیرِ الرِّجالِ
و کَلَّفْتَنِی ما یقولُ البَشَرْ
و الأَطیرُ : الضَّیقُ ،کأَنَّه لإِحاطته. و قیل :هو الکلامُ و الشَّرُّ یَأْتِی من بَعِید ،و قیل:إِنَّما سُمِّیَ بذلک لإِحاطَتِه بالعُنُق.
و الأُطْرَهُ مِن السَّهم، بالضَّمَ :العَقَبَهُ الّتی تُلَفُّ علی مَجْمَعِ الفُوقِ ،و قد أَطَرَه یَأْطُرُه ،إِذا عَمِلَ له أُطْرهً (3)و لَفَّ علی مَجْمَعِ الفُوقِ عَقَبَهً . و الأُطْرَهُ : حَرْفُ الذَّکَرِ، کالإِطارُ ،فیّهما ،أَی ککِتَابِ یُقَال: إِطارُ السَّهْمِ و أُطْرَتُه ، و إِطارُ الذَّکَرِ (4)و أُطْرَتُه :حَرْفُ حُوقِه.
و الأُطْرَهُ : ما أَحاطَ بالظُّفُرِ من اللَّحْمِ . و الجَمْع أُطَرٌ و إِطارٌ .
و الأُطْرَهُ من الفَرَس: طَرَفُ الأَبْهَرِ فی رأْس الحَجَبَه إِلی مُنتَهَی الخاصِره.و عن أَبی عُبَیْدَه: الأُطْرَهُ :طِفْطِفَهٌ غلیظهٌ کأَنّها عَصَبَهٌ مُرکَّبه فی رأْس الحَجَبَه[و ضِلع الخَلْف] (5)، و یُستحبُّ للفَرَسِ تَشَنُّجُ أُطْرَتِهِ . و الأُطْرَهُ :أَن یُؤخَذ رَمَادٌ و دَمٌ خَلِیطٌ یُلْطَخُ به کَسْرُ القِدْرِ و یُصلَح،قال:
قد أَصْلَحَتْ قِدْراً لها بأُطْرَهْ
و أَطْعَمَتْ کِرْدِیدَهً و فِدْرَهْ
و الإِطَارُ ،ککِتَابٍ :الحَلْقَهُ من النّاس ؛لإِحاطَتِهِم بما حَلَّقُوا به،قال بِشْرُ بنُ أَبی خازم:
و حَلَّ الحَیُّ حَیُّ بَنِی سُبَیْعٍ
قُرَاضِبَهً و نَحْنُ لَهُم (6)إِطارُ
أَی و نحن مُحْدِقون بهم.و فی الأَساس:و مِن المجَاز:
هم إِطارٌ ،لبَنِی فلانٍ :حَلُّوا حولَهم. و الإِطارُ : قُضْبانُ الکَرْمِ تَلْتَوِی ،کذا فی النُّسَخ،و فی بعض الأُصُول:تُلْوَی للتَّعْرِیشِ و الإِطارُ : ما یَفْصِلُ بین الشَّفَهِ و بین شَعَراتِ الشّارِبِ ، و هما إِطَارانِ ،و سُئِلَ عُمَرُ بنُ عبد العزیز عن السُّنَّه فی قَصِّ الشّارِبِ ،فقال:تَقُصُّه حتَّی یَبْدُوَ الإِطارُ .و قال أَبو عُبَیْدٍ:
الإِطارُ :الحَیْدُ الشّاخِصُ ما بین مَقَصِّ الشّاربِ و الشَّفَه، المُختَلِطُ (7)بالفَمِ ،قال ابنُ الأَثِیر:یَعْنِی حَرْفَ الشَّفَه الأَعلَی الّذی یَحُول بین مَنابتِ الشَّعر و الشَّفَه.
و الإطارُ : خَشَبُ المُنْخُلِ ،لاستدارَتِه.
و کلُّ ما أَحاطَ بشیْ ءٍ فهو له أُطْرَهٌ و إِطارٌ ،کإِطارِ الدُّفِّ ، و إِطار الحافِرِ،و هو ما أَحاط بالأَشْعَر،و منه
1- صفَه شَعر علیٍّ ،کرَّم اللّهُ وجهَه: إِنّما کان له إِطارٌ. أَی شَعرٌ مُحِیطٌ برأْسِه و وسطُه أَصلعُ .
و تَأَطَّرَ بالمکان: تَحَبَّسَ .
و تَأَطَّرَ الرُّمْحُ :تَثَنَّی ،و یقال: تَأَطَّرَ القَنَا فی ظُهُورِهم، و منه
16- فی صِفَهِ آدَمَ علیه السّلام: أَنّه کان طُوالاً فأَطَرَ اللّه منه. أَی ثَنَاه و قَصَّره و نَقَص مِن طُوله،یقال: أَطَرْتُ الشَّیْ ءَ فانْأَطَرَ و تَأَطَّرَ ،أَی انْثَنَی.
و تَأَطَّرَتِ المَرْأَه:أَقامت فی بَیْتِها و لَزِمَتْه،قال عُمَر بنُ أَبی ربیعهَ :
ص:29
تَأَطَّرْنَ حَتّی قُلْنَ لَسْنَ بَوارِحاً
و ذُبْنَ کما ذابَ السَّدِیفُ المُسَرْهَدُ
و تَأَطَّرَ الشیْ ء: اعْوَجَّ و انْثَنَی، کانْأَطَرَ انْئِطاراً .
و عن ابن الأَعرابیِّ : التَّأْطِیرُ أَنْ تَبْقَی الجاریهُ فی بَیْتِ أَبَویْهَا زَمَاناً لا تَتزوَّجُ .
و المَأْطُورُ :البِئْرُ التی ضَغَطَتْها بِجَنْبِها بئرٌ أُخْرَی ،قال العَجّاج یصف الإِبلَ :
و باکَرَتْ ذا جُمَّه نَمِیرَا
لا آجِنَ الماءِ و لا مَأُطُورَا
و المَأْطُورُ : الماءُ یکونُ فی السَّهْلِ فیُطْوَی (1)بالشَّجَرِ مَخافهَ الانهیارِ و الانْهِدَامِ .
و المَأْطُورهُ ، بهاءٍ:العُلْبَهُ یُؤْطَرُ لِرَأْسِهَا عُوَیْدٌ و یُدَارُ،ثُمَّ یُلْبَسُ شَفَتَها و رُبما ثُنِیَ علی العُود المَأْطُورِ أَطرافُ جِلْدِ العُلْبه فتَجفُّ (2)علیه،قال الشاعر:
و أَوْرَثَکَ الرّاعِی عُبَیْدٌ هِرَاوَهً
و مَأْطُورَهً فَوْقَ السَّوِیَّهِ مِنْ جِلْدِ
قال:و السَّوِیَّه:مَرْکَبٌ مِن مَراکب النِّسَاءِ.
و أَطْرَیْرَهُ ،بفَتْح الهمزهِ و الرّاءَین:د،بالمَغْرِب.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
و فی یَدِه مَأْطُورَهٌ :قَوْسٌ .قال أَبو زَیْد: أَطَرْتُ القَوْسَ أَطْراً ،إِذا حَنَیْتها.
و تَأَطَّرَتْ المرأه (3):تَثَنَّتْ فی مِشْیَتِها،کما فی الأَساس.
و أُطْرَهُ الرَّمْلِ :کُفَّتُه.
و قال الأَصمعیُّ :إِنّ بینهم لأَوَاصِرَ رَحِمٍ ،و أَواطِرَ رَحِمٍ ،و عَوَاطِفَ رَحِمٍ ،بمعنی واحدٍ،الواحِدهُ آصِرَهٌ و آطِرَهٌ .
و
1- فی حدیث علیٍّ ،کَرَّم اللّهُ وَجهَه: « فأَطَرْتُهَا بینَ نِسَائِی». أَی شَقَقْتُهَا و قَسَمْتُهَا بینهنَّ ،و قیل:هو من قَوْلِهِمْ :
طارَ له فی القِسْمَه کذا،أَی وَقَعَ فی حِصَّتِه؛فیکونُ مِن فَصْل الطّاءِ لا الهمزه.
و من المَجَاز: أَطَرْتَ فُلاناً علی مَوَدَّتِک.
و الأُطْرَهُ ،بالضَّمِّ :طَفْطَفَهٌ غَلِیظَهٌ ،کأَنَّهَا عَصَبَهٌ مُرَکَّبَهٌ فی رَأْس الحَجَبَهِ و ضِلَعَ الخَلْفِ ،و عند ضِلَعِ الخَلْفِ تَبِینُ الأُطْرَهُ ،قاله أَبو عُبَیْده.
أَفَّرَ الرَّجلُ یَأْفِرُ ،مِن حَدِّ ضَرَبَ أَفْراً ،بفتحٍ فسکونٍ ، و أُفُوراً بالضّمِّ : عَدَا و وَثَبَ ،و هو أَفّارٌ ،إِذا کان جَیِّدَ العَدْوِ.
و أَفَرَ الظَّبْیُ و غیرُهُ -بالفتح- یَأْفِرُ أُفُوراً ،أَی شَدَّ الإِحْضارَ.
و أَفَرَ الحَرُّ و القِدْرُ:اشتدَّ غَلَیانُهما ،حتی کأَنَّها تَنِزُّ (4)، و قال الشاعر:
باخُوا و قِدْرُ الحَرْبِ تَغْلِی أَفْرَا
و أَفَرَ البَعِیرُ یَأْفِرُ أَفْراً : نَشِطَ و سَمِنَ بعدَ الجَهْدِ، کأَفِرَ ، کفَرِحَ ، أَفَراً ، فیهما.
و اسْتَأْفرَ البعیرُ کأَفَرَ ،و هذه عن الصّاغانیّ .
و أَفَرَ الرَّجُلُ : خَفَّ فی الخدْمَه ،و إنّه لَیَأْفِرُ بین یَدَیْه.
و هو مِئْفَرٌ کمِنْبَرٍ،و هو الّذِی یَسْعَی بین یَدَیِ الرَّجلِ و یَخْدُمُه.
و رجلٌ أَفّارٌ و مِئْفَرٌ ،إِذا کان وَثّاباً جَیِّدَ العَدْوِ.
و أَفَرَ الرجلُ : طَرَدَ ،یقال: أَفَرْتُ القَوْمَ :طَرَدْتُهم،نَقله الصاغانیُّ .
و الأُفُرَّهُ ،بضمَّتَیْن و تشدیدِ الرّاءِ:الجَمَاعَهُ ذاتُ الجَلَبَهِ .
و الأُفُرَّهُ : البَلِیَّهُ ،یقال:وَقَعَ فی أُفُرَّهٍ ،أَی بَلِیَّه، و یقال:
النّاسُ فی أُفُرَّهٍ ،یعنِی الاختلاط ،عن الأَصمعیِّ ،و هکذا ضَبَطَه.
و الْأُفُرَّهُ : الشِّدَّهُ ،یقال:وقَعَ فلانٌ فی أُفُرَّهٍ :أَی شِدَّهٍ ، و قال الفَرّاءُ: الأُفُرَّهُ من الصَّیْفِ :أَوَّلُه. و أُفُرَّهُ الحَرَّ و الشَّرِّ
ص:30
و الشِّتَاءِ:شِدَّتُه، و یُفْتَحُ أَوَّلُهَا ،مثلُ جَربَّه،و هذه عن أَبی زَیْد، و یُحَرّکُ فی الکُلِّ .
و أَفْرَانُ ،بالفتح:ه،بنَسَفَ ،هنا أَوردَه الصّاغانیُّ فقلَّدَه المصنِّفُ ،و قد یُذکَر فی النُّون.
و أَفُرُّ ،بفتحِ الهمزهِ و ضمِّ الفاءِ،و الرّاءِ المشدَّدهِ :د (1)، بالعِرَاقِ قریبٌ مِن نَهْر جَوْبَرَ،عن الصّاغانیّ .
*و مما یُستدرَک علیه:
رجلٌ أَشْرَانُ أَفْرَانُ ،و هو إِتباعٌ .
وَ أَفَّار ککَتَّان:اسمٌ .
و مَزَائدُ أُفْرٌ ،لغهٌ فی وُفْرٍ.
أُقُرٌ ،بضمَّتَین:وادٍ واسعٌ مملوءُ حَمْضاً و مِیاهاً فی دیار غَطَفانَ ،قریبٌ من الشَّرَبَّه،و قیل:جَبَلٌ ،و قیل:
هو مِن عَدَنَهَ ،و قیل:جِبالٌ أَعلاها لبَنِی مُرَّهَ بنِ کَعْبٍ ، و أَسفلُها لفَزارهَ ،و أَنشدَ الجوهریُّ لابن مُقْبِل:
و ثرْوَهٍ مِنْ رِجَالٍ لو رَأَیْتُهُمُ
لَقُلْتَ :إِحْدَی حِرَاجِ الجَرِّ مِنْ أُقُرِ
و أَقُرّ ،بفتحِ الهمزهِ و ضَمِّ القافِ و تشدِیدِ الرّاءِ:موضعٌ أَو جَبَلٌ بعرَفَهَ .
و أُقَرُ کزُفَر:جبلٌ بالیمنِ فی وادٍ مُتَّسعٍ من أَودیهِ شَهارهَ ، قال الشّاعر:
و فی شَهَارهَ أَیّامٌ تعقّبها
قتْل القَرامطهِ الأَشرارِ فی أُقَرِ
إِشاره إِلی قَتْل الصلیحیِّ و جماعتِه فی هذا الوادی بعد السِّتمائه من الهجره.
الأُکْرَهُ ،بالضّمِّ :لُغَیَّهٌ ،أَی لُغَهٌ مُسترذَلَهٌ فی الکُرَهِ التی یُلْعَبُ بها،اللُّغَهُ الجَیِّدهُ الکُرَهُ ،قال:
حَزاوِرَهٌ بِأَبْطَحِهَا الکُرِینَا
و الأُکْرَهُ : الحُفْرَهُ فی الأَرض یجتمعُ فیها الماءُ فیُغرَفُ صافیاً ،جَمْعُه الأُکَرُ . و الأَکْرُ و التَّأَکُّرُ:حَفْرُها ،یقال: أَکَرَ یَأْکُرُ أَکْراً ،و تَأَکَّرَ ،إِذا حَفَرَ أُکْرَهً (2). و منه الأَکّارُ للحَرّاث ،و
17- فی حدیثِ قَتْلِ أَبی جَهْلٍ : «فَلَوْ غیرُ أَکَّارٍ قَتَلَنِی». الأَکّارُ :الزَّرّاعُ ،أَراد به احتقارَه و انتقاصَه،کیف مثلُه یَقْتُلُ مثلَه، ج أَکَرَهٌ ،کأَنّه جَمْعُ آکِرٍ فی التَّقْدِیر ،کذا قاله الجوهریُّ .
و
16- فی الحدیث: نَهَی عن المُؤاکَرَهِ . یعنی المُزَارَعَهَ علی نَصیبٍ معلوم ممّا یُزْرَعُ فی الأَرض،و هی المُخَابَرهُ ، و یقال: أَکَرْتُ الأَرضَ ،أَی حَفَرْتُها.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
التَّأْکِیرُ أَنْ یَجْعَلَ الطِّراقَ أُکَراً ؛قیل لحِرّاثٍ (3):هل أَکَّرْتَ الطِّراقَ ؟أَی هل جعلتَ له أُکَراً ؟
الأَمْرُ معْرُوفٌ ،و هو ضِدُّ (4)النَّهْیِ ، کالإِمَارِ و الإِیمارِ ،بکسرِهما الأَوَّلُ فی اللِّسَان،و الثانی حَکَاه أَهلُ الغَرِیبِ ،و قد أَنکرَهما شیخُنا و استغربَ الأَخِیرَ،و قد وَجَدتُه عن أَبی الحَسَنِ الأَخفَشِ ،قال:و أَمِرَ -بالکسر-مالُ بنی فلانٍ إِیماراً :کَثُرَتْ أَموالُهم؛ففی کلامِ المصنِّف نَظَرٌ و تأَمُّلٌ .
و الآمِرَهُ ،و هو أَحدُ المصادرِ التی جاءَتْ علی فاعِلَهٍ کالعافِیَهِ ،و العاقِبَهِ و الخاتِمَهِ .
أَمَرَه و أَمَرَه به ،الأَخیرهُ عن کُراع (5)،و أَمَرَه إِیّاه-علی حَذف الحرف- یأْمُره أَمْراً و إِمَاراً .
و آمَرَهَ بالمدِّ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و هو لُغهٌ فی أَمَرَه ، و قال أَبو عُبَیْد (6): آمَرْتُه -بالمدّ-و أَمرْتُه لغتان بمعنی کَثَّرتُه.
و سیأْتی.
فأْتَمَرَ ،أَی قَبِلَ أَمْرَهُ ،و یقال: ائتُمِرَ بخیرٍ؛کأَنَّ نفسَه أَمَرَتْه به فقَبِلَه.
و فی الصّحاح:و ائْتَمرَ الأَمْرَ ،أَی امتَثَلَه،قال امرؤ القیس:
و یَعْدُو علی المَرْءِ ما یَأْتَمِرْ (7)
ص:31
و فی الأَساس:و ائْتَمَرْتُ ما أَمرْتَنِی به:امْتَثَلْتُ .
و وَقَعَ أَمرٌ عظیمٌ ،أی الحادثهُ ،ج أُمُورٌ ،لا یُکَسَّر علی غیر ذلک،و فی التَّنزِیل العزیز: أَلا إِلَی اللّهِ تَصِیرُ اَلْأُمُورُ (1).
و یقال: أَمْرُ فلانٍ مستقیمٌ ،و أُمُورُه مستقیمهٌ .
و قد وَقَعَ فی مُصَنَّفات الأُصُول الفَرْقُ فی الجَمْع، فقالوا: الأَمر إِذا کان بمعنَی ضِدِّ النهی فجمعُه أَوَامِرُ ،و إِذا کان بمعنَی الشَّأْنِ فجمعُه أُمُور ،و علیه أَکثرُ الفُقَهاء،و هو الجارِی فی ألْسِنَه الأَقوام.
و حقَّق شیخُنَا فی بعض الحَوَاشِی الأُصولِیَّه ما نصُّه:
اختلفوا فی واحدِ أُمورٍ و أَوامِرَ ؛فقال الأُصولِیُّون:إِنّ الأَمرَ بمعنَی القولِ المخصَّصِ یُجمَع علی أَوامِرَ ،و بمعنَی الفِعْلِ أَو الشأْن یُجمَع علی أُمُورٍ ،و لا یُعْرَف مَن وافقَهم إِلا الجوهریّ فی قوله: أَمَرَه بکذا أَمْراً و جمعُه أَوامِرُ ،و أَما الأَزهریُّ فإِنه قال: الأَمْرُ ضِدُّ النَّهْیِ واحدُ الأُمُور .و فی المُحکَم:لا یُجمَع الأَمرُ إِلاّ علی أُمور ،و لم یَذْکُر أَحدٌ من النُّحاه أَنَّ فَعْلاً یُجمَع علی فَوَاعِلَ ،أَو أَنَّ شیئاً مِن الثُّلاثِیَّاتِ یُجْمَع علی فَوَاعِلَ ،ثم نَقَلَ شیخُنَا عن شرح البُرْهَان کلاماً ینبغی التَّأَمُّلُ فیه.
و فی المِصباح:جَمْعُ الأَمْرُ أَوامرُ ،هکذا یَتکلَّم به النَّاس،و مِن الأَئِمَّهِ مَنْ یُصحِّحه و یقول فی تَأْوِیله:إِنّ الأَمْرَ مَأْمُورٌ به،ثم حُوِّلَ المفعولُ إِلی فاعل،کما قیل أَمْرٌ عارِفٌ و أَصلُه معرُوفٌ ،و عیشهٌ راضیهٌ و أَصلُه مَرْضِیَّه،إِلی غیر ذلک،ثم جُمِع فاعلٌ علی فَوَاعِلَ ، فأَوامِرُ جمعُ مَأْمورٍ .
و بعضُهُم یقول:جُمِعَ (2)علی أَوامِرَ فَرْقاً بینه و بین الأَمْرِ بمعْنَی الحالِ ،فإِنه یُجمَع علی فُعُول.
و الأَمْرُ : مَصْدَرُ أَمَرَ فلانٌ علینا یَأْمُر ،و أَمِرَ ،و أَمُرَ مُثَلَّثَه، إِذا وَلِیَ ،قال شیخُنا:اقتصرَ فی الفَصِیح علی الفتْح، و حَکَی ابنُ القَطّاع الضَّمَّ ،و رَوَی غیرُهم الکسرَ،و أَنکره جماعهٌ .
قلتُ :ما ذَکَره عن الفَصِیح،فإِنه حَکَی ثعلبٌ عنالفَرّاء:کان ذلک إِذْ أَمَرَ عَلَیْنَا الحَجّاجُ .بفتحِ المِیمِ .
و أَما بالکسرِ و الضَّمِّ فقد حکاهما غیرُ واحِدٍ من الأَئِمَّه، قالوا:و قد أَمِرَ فلانٌ -بالکسر-و أَمُرَ بالضمِّ ،أَی:صار أَمِیراً ،و أَنشدُوا علی الکسر:
قد أَمِرَ المُهَلَّبُ
فَکَرْنِبُوا و دَوْلِبُوا
و حیثُ شِئْتُمْ فاذْهَبُوا
و الاسمُ الإِمْرَهُ ،بالکسر ،و هی الإِماره ،و منه
17- حدیثُ طَلْحَهَ : «لعلَّکَ ساءَتْکَ إِمْرَهُ ابنِ عَمِّکَ ».
و قولُ الجوهریِّ :مَصْدرٌ،وَهَمٌ ،قال شیخُنا:و هذا ممّا لاَ یَنْبَغِی بمثلهِ الاعتراضُ علیه:إِذْ هو لعلَّه أَراد کَوْنَه مَصدَراً علی رَأْی مَن یقولُ فی أَمثاله بالمصدریَّه،کما فی النِّشْدَهِ و أَمثالِهَا،قالوا:إِنّه مصدرُ نَشَدَ الضَّالَّهَ ،أَو جاءَ به علی حذْفِ مضافٍ ،أَی اسم مصدر الإِمره بالکسر،أَو غیر ذلک مما لا یخفَی عَمَّن له إِلمامٌ باصطلاحهم.
و یقال: له علیَّ أَمْرَهٌ مُطَاعَهٌ ،بالفتح ،لا غیر؛ للمَرَّهِ الواحِدهِ منه ،أَی من الأَمْر ، أَیْ له علیَّ أَمْرَهٌ أُطِیعُه فیها و لا تَقُل: إِمْرَهٌ ،بالکسر؛إِنما الإِمْرَهُ مِن الولایه،کذا فی التَّهْذِیب و الصّحاح و شُرُوح الفَصِیح،و فی الأَساس:و لکَ علیَّ أَمْرَهٌ مُطاعهٌ ،أَی أَنْ تَأْمُرَنِی مَرَّهً واحِدَهً فأُطِیعَکَ .
و الأَمِیرُ المَلِکُ ؛لِنَفَاذِ أَمْرِه ، و هی أَی الأُنْثَی أَمِیرَهٌ ، بهاءٍ ،قال عبدُ اللّه بنُ هَمّام السَّلُولِیُّ :
و لَوْ جاءُوا بِرَمْلَهَ أَو بِهِنْدٍ
لَبَایَعْنَا أَمِیرَهَ مُؤْمِنِینَا
قال شیخُنَا:و هو بناءً علی ما کان فی الجاهلیَّهِ مِن تَوْلِیَهِ النِّسَاءِ،و إِنْ مَنَعَ الشَّرْعُ ذلک،علی ما تَقَرَّر؛ بَیِّنُ الإِمارهِ ، بالکسرِ؛لأَنّها من الوِلاَیَات،و هی ملحقهٌ بالحِرَف و الصَّنائع، و یُفْتَحُ و هذا ممّا أَنکرُوه و قالوا:هو لا یُعرَف، کما فی الفَصِیح و شُرُوحه،قاله شیخُنَا،و قد ذَکَرَهما صاحبُ اللِّسَان و غیره،فَتَأَمَّلْ ، ج أُمَرَاء و الأَمیرُ : قائدُ الأَعْمَی ؛لأَنه یَملِکُ أَمْرَه ،و منه قول الأَعشی:
ص:32
إِذا کانَ هادِی الفَتَی فی البِلا
دِ صَدْرَ القَنَاهِ أَطاعَ الأَمیرَا
و الأَمیرُ : الجارُ ؛لانْقیادِه له.
و الأَمِیرُ :هو المُؤامَر ،أَی المُشَاوَر ،و
14- فی الحدیث:
أَمِیرِی مِن الملائکهِ جِبْرِیلُ ». أَی صاحب أَمْرِی و وَلِیِّی.
و کلُّ مَن فَزِعْتَ إِلی مُشَاوَرَتِه و مُؤَامَرَتِه فهو أَمِیرُک .
و الأَمِیرُ : المُؤَمَّرُ ،کمُعَظَّمٍ :المُمَلَّکُ ،یقال: أُمِّرَ علَیْه فلانٌ ،إِذا صُیِّر أَمِیراً .
و المُؤَمَّرُ : المُحَدَّدُ بالعَلاماتِ ، و قیل:هو المَوْسُومُ .
و سِنَانٌ مُؤَمَّرٌ :أَی مُحَدَّدٌ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :
و قد کانَ فِینا مَنْ یَحُوطُ ذِمَارَنا
و یُحْذِی الکَمِیَّ الزّاعِبِیَّ المُؤَمَّرَا
و المُؤَمَّرُ : القَنَاهُ إِذا جَعَلْتَ فیها سِنَاناً ،و العربُ تقول: أَمِّرْ قَنَاتَکَ ،أَی اجعَلْ فیها سِنَاناً.
و المُؤَمَّرُ : المُسَلَّطُ . و قال خالدٌ فی تفسِیرِ الزّاعِبِیِّ المُؤَمَّر :إِنّه هو المُسَلَّط ،و الزّاعِبِیُّ الرُّمْح الذی إِذا هُزَّ تَدافَعَ کلُّه؛کأَنّ مُؤَخَّرَه یَجْرِی فی مُقَدَّمِه،و منه قیل:مَرَّ یَزْعَبُ بحِمْلِه،إِذا کانَ یَتَدَافَعُ ،حَکَاه عن الأَصمعیِّ .
و فی التَّنزِیل العزیز: أَطِیعُوا اللّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی اَلْأَمْرِ مِنْکُمْ (1).قالوا: أُولُو الأَمْرِ :الرُّؤَسَاءُ و العُلَماءُ ،و للمفسِّرین أَقوالٌ فیه کثیره.
و أَمِرَ الشیْ ءُ، کفَرِحَ ، أَمَراً و أَمَرَهً ،بالتَّحْرِیک فیهما: کَثُرَ و تَمَّ . و حَکَی ابنُ القَطَّاع فیه الضّمَّ أَیضاً،قال المصنِّفُ فی البَصائر:و أَمِرَ القَوْمُ ،کسَمِعَ :کَثُرُوا؛و ذلک لأَنّهم،إِذا کَثُرَوا صارُوا ذا أَمْرٍ ،مِن حیثُ إِنّه لا بُدَّ لهم مِن سائِسٍ یَسُوسُهم، فهو أَمِرٌ کفَرِح،قال:
أُمُّ عِیَالٍ ضَنْؤُهَا غیرُ أَمِرْ
و الاسمُ الإِمْرُ .
و زَرْعٌ أَمِرٌ :کَثِیرٌ،عن اللِّحیانیّ .
و قَرَأَ الحَسَنُ : أَمِرْنَا مُتْرَفِیها (2)علی مِثَالِ عَلِمْنَا،قالابنُ سِیدَه:و عَسی أَن تکونَ هذه لغهً ثالثهً ،و قال الأَعْشَی:
طَرِفُونَ وَلاّدُون کلَّ مُبَارَکٍ
أَمِرُونَ لاَ یَرِثُونَ سَهْمَ القُعْدُدِ
و یقال: أَمَرَهم اللّه فأَمِرُوا ،أَی کَثُرُوا.
و یقال: أَمِرَ الأَمْرُ یَأْمَرُ أَمْراً إِذا اشتدَّ. و الاسْمُ الإِمْرُ بالکسر.
و تقولُ :[العرب] (3):الشَّرُّ أَمِرٌ .
و منه
14- حدیثُ أَبی سُفْیَانَ : «لقد أَمِرَ أَمْرُ ابنِ أَبِی کَبْشَهَ و ارتَفَعَ شَأْنُه. یعنی النبیَّ صلی اللّه علیه و آله و سلم. و منه
17- حدیثُ ابنِ مسعود:
«کُنّا نقولُ فی الجاهِلِیَّهِ :قد أَمِرَ بنو فلانٍ ،أَی کَثُرُوا.
و أَمِرَ الرَّجُلُ فهو أَمِرٌ : کَثُرَت ماشِیَتُه ،و قال أَبو الحَسَن:
أَمِرَ بنو فلانٍ :کَثُرَتْ أَموالُهم.
و آمَره اللّه ،بالمدِّ، و أَمَره ،کَنصَره و هذه لُغَیَّهٌ .
فأَمَّا قولُهُم:و مُهْرَهٌ مَأْمُورَهٌ ،فعلَی ما قد أُنِسَ من الإِتباع، و مثلُه کثیرٌ.
و قال أَبو عُبَیْدٍ (4): آمَرتُه -بالمدّ-و أَمَرتُه لغتانِ بمعنی کَثَّرتُه،و أَمِرَ هو،أَی کَثُرَ:فخُرِّجَ علی تقدیرِ قولهم:عَلِمَ فلانٌ و أَعلمتُه أَنا ذلک،قال یعقوبُ :و لم یَقُلْه أَحدٌ غیرُه، أَی کَثَّرَ نَسْلَه و ماشِیَتَه و فی الأَساس:و قَلَّ بنو فلان بعدَ ما أَمِرُوا [أَی کَثرُوا] (5)، و فی مَثَل:«مَنْ قَلَّ ذَلَّ و مَنْ أَمِرَ فَلّ »و إِنَّ مالَه لأَمِرٌ ،و عَهْدِی به و هو زَمِرٌ.
و الأَمِرُ ،کَکَتِفٍ :الرجلُ المُبَارَکُ یُقْبِلُ علیه المالُ .
و امرأَهٌ أَمِرَهٌ :مُبَارکَهٌ علی بَعْلها،و کلُّه من الکَثْرَه.و عن ابن بُزُرْجَ :رجلٌ أَمِرٌ و امرأَهٌ أَمِرَهٌ ،إِذا کَانا مَیْمُونَیْنِ .
وَ رَجُلٌ إِمَّرٌ و إِمَّرَهٌ کإِمَّعٍ و إِمَّعَهٍ ،بالکسر و یُفْتَحَان ، الأُولیَ مفتوحهٌ ،عن الفَرّاءِ: ضعیفُ الرَّأْیِ أَحمقُ ،و فی اللِّسَان:رجلٌ إِمَّرٌ و إِمَّرَهٌ [أحمق] (6)ضعیفٌ لا رَأْیَ له،و فی التَّهْذِیب:لا عَقْلَ له، یُوَافِقُ کلَّ أَحدٍ علی ما یُرِیدُ مِن أَمْرِه
ص:33
کلِّه و فی اللِّسَان:إِلاّ ما أَمَرْتَه به،لِحُمْقِه،و قال امْرُؤُ القَیْس:
و لیس بِذِی رَثْیَهٍ إِمَّرٍ
إِذا قِیدَ مُسْتَکْرَهاً أَصْحَبَا
و یقال:رجلٌ إِمَّرٌ :لا رَأْیَ له،فهو یَأْتَمِرُ لکلِّ آمِر (1)و یُطِیعُه.و قال السّاجِعُ :إِذا طَلَعَتِ الشَّعْرَی سَفَراً فلا تُرْسِلْ فیها إِمَّرَهً و لا إِمَّراً (2).قال شَمِرٌ:معناه لا تُرْسِلْ فی الإِبلِ رجلاً لا عقلَ له یُدَبِّرُها.و
16- فی حدیث آدَمَ علیه السّلام:
«مَن یُطِعْ إِمَّرَهً لا یَأْکُلْ ثَمَرَهً ». قال ابنُ الأَثِیر:هو الأَحمق الضعیفُ الرَّأْیِ الذی یقولُ لغیرِه: مُرْنِی بأَمْرِکَ ،أَی مَنْ یُطِعْ امرأَهً حمقاءَ یُحْرَمِ الخَیْرَ،و مثلُه فی الأَساس (3)،قال:
و قد یُطلَقُ الإِمَّرهُ علی الرَّجل،و الهاءُ للمبالغه،یقال:رجلٌ إِمَّرَهٌ ،و قال ثعلبٌ فی قوله:رجلٌ إِمَّرٌ ،قال:شُبِّه بالجَدْی.
و هما أَیضاً: الصَّغِیرُ من أَولاد الضَّأْنِ ،أَی یُطلَقان علیه، و قِیل:هما الصَّغِیرَان من أَولادِ المَعزِ.
و العربُ تقولُ للرَّجل إِذا وَصَفُوه بالإِعدام:ما لَه إِمَّرٌ و لا إِمَّرَهٌ ،أَی ما له خَرُوفٌ و لا رِخْلٌ ،و قیل:ما له شیءٌ، و الإِمَّرُ :الخَرُوفُ ،و الإِمَّرَهُ :الرِّخْلُ ،و الخروفُ ذَکَرٌ و الرِّخْلُ أُنْثَی.
و الأَمَرَهُ ،محرَّکهً :الحِجَارهُ (4).قال أَبو زُبَیْدٍ یَرْثِی فیها (5)عُثمانَ بنَ عفّانَ ،رَضِیَ اللّهُ عنه:
یا لَهْفَ نَفْسِیَ إِنْ کان الَّذِی زَعَمُوا
حقّاً و ما ذا یَرُدُّ الیَومَ تَلْهِیفِی
إِنْ کَان عُثْمانُ أَمْسَی فَوقَه أَمَرٌ
کراقِبِ العُونِ فوقَ القُنَّهِ المُوفِی (6)
شَبَّه الأَمَرَ بالفحل یَرْقُبُ عُیُونَ (7)أُتُنِه. و قال ابنُ سِیدَه: الأَمَرَهُ : العَلاَمهُ .
و قال غیرُه: الأَمَرَه :العَلَمُ الصغیرُ مِن أَعَلام المَفَاوِزِ من حِجارهٍ ،و هو بفَتْحِ الهمزهِ و المیم.
و الأَمَرهُ أَیضاً: الرّابِیَهُ .
و قال ابنُ شُمَیل: الأَمَرَهُ مثلُ المَنارِه فوقَ الجبلِ عَرِیضٌ ،مثلُ البَیتِ و أَعظمُ ،و طُولُه فی السَّماءِ أَربعونَ قامَه صُنِعَتْ علی عهدِ عادٍ و إِرَمَ ،و ربما کان أَصلُ إِحداهنَّ مثلَ الدّارِ،و إِنما هی حجارهٌ مُکوَّمهٌ بعضُها فوق بعضٍ قد أُلزِقَ ما بینها بالطِّین،و أَنت تَراها کأَنَّهَا خِلْقَه.
جَمْعُ الکُلِّ أَمَرٌ .
قال الفَرّاءُ:یقال:ما بها أَمَرٌ ،أَی عَلَمٌ .
و قال أَبو عَمْرو: الأَمَرَاتُ :الأَعلامُ ،واحدتُها أَمَرَهٌ ،و قال غیرُه:و أَمَارهٌ مثلُ أَمَرَهٍ .
و الأَمَارهُ و الأَمَارُ ،بفتحِهما:المَوْعِدُ و الوقْتُ المحدُودُ، و عَمَّ ابنُ الأَعْرَابِیِّ بالأَمَارَه الوَقتَ ؛فقال: الأَمَارهُ :الوَقتُ ، و لم یُعَیِّن أَ مَحدودٌ أَم غیرُ محدودٍ.
و الأَمَارُ : العَلمُ الصغیرُ من أَعلامِ المَفاوِزِ من حجارهٍ ، و قال حُمَید:
بِسَوَاءِ مَجْمَعَهٍ کأَنَّ أَمَارَهً
منها إِذا بَرَزَتْ فَنِیقٌ یَخْطِرُ
و کلُّ علاَمهٍ تُعَدُّ فهی أَمَارهٌ ،و تقول:هی أَمَارهُ ما بَیْنِی و بَیْنِکَ ،أَی علامه،و أَنشد:
إِذا طَلَعَتْ شمسُ النّهارِ فإِنَّها
أَمَارهُ تَسْلِیمِی علیک فَسَلِّمِی
و قال العَجّاج:
إِذْ رَدَّهَا بِکَیْدِه فارْتَدَّتِ
إِلی أَمَارٍ و أَمارٍ مُدَّتِی (8)
قال ابنُ بَرّیّ :«و أَمَارِ مُدَّتِی»بالإِضافَهِ (9)،و الضمیرُ
ص:34
المرتفعُ فی رَدِّها یعودُ علی اللّه تعالَی،یقول:إِذْ رَدَّ اللّهُ نفسِی بکَیْدِه و قوَّتِه إِلی وقتِ انتهاءِ مُدَّتِی.
و
16- فی حدیث ابن مَسْعُود: «ابْعَثوا بالهَدْیِ ،و اجْعَلوا بَینَکم و بینَه یومَ أَمَارٍ ». الأَمَارُ و الأَمَارهُ :العَلاَمَه،و قیل:
الأَمَار جمْع الأَمَارهِ ،و منه
16- الحدیثُ الآخَرُ: «فهل للسَّفَرِ أَمَاره ؟».
و أَمْرٌ إِمْرٌ ،بالکسر:اسمٌ مِن أَمِرَ الشَّیءُ-بالکسر-إِذا اشتدَّ،أَی مُنْکَرٌ عَجِیبٌ قال الرّاجز:
قد لَقِیَ الأَقْرَانُ منِّی نُکْرَا
داهِیهً دَهْیَاءَ إِدَّا إِمْرَا
و فی التَّنزیل العزیز: لَقَدْ جِئْتَ شَیْئاً إِمْراً (1).قال أَبو إِسحاق:أَی جئتَ شیئاً عظیماً من المُنْکَر،و قیل: الإِمْر ، بالکسر: الأَمْرُ العظیمُ الشَّنِیعُ ،و قیل:العَجِیب،قال:
و نُکْراً أَقلُّ مِن قوله: إِمْراً ؛لأَنّ تَغْرِیقَ مَنْ فی السَّفِینه أَنْکَرُ مِن قَتْلِ نفسٍ واحدهٍ .قال ابنُ سِیدَه:و ذهبَ الکسائیُّ إِلی أَنّ معنی إِمْراً :شیئاً داهِیاً مُنکَراً عَجَباً،و اشتقَّه مِن قولهم:
أَمِرَ القومُ ،إِذا کَثُرَوا.
و یقال: ما بها أَی بالدّارِ أَمَرُ -محرّکهً -و تَأْمُورٌ ،و هذه عن أَبی زَیْد،مهموز، و تُؤْمُور ،بالضَّمِّ فی الأَخِیر،و هذه عن ابن الأَعرابیّ ،و التاءُ زائدهٌ فیهما،و بالهمز و دونَه، أَثبتَهما الرَّضِیُّ و غیره و زادَ:و تُؤْمُرِیُّ ، أَیْ أَحَدٌ ،و استطردَ شیخُنا فی شرح نَظْمِ الفَصِیح أَلفاظاً کثیرهً من هذا القَبِیل، منها (2):ما بها شُفْرٌ[و شَفْرهٌ ]و طُوئِیٌّ و طاوِیٌّ [و طُوَوِیٌّ و طُؤَوِیٌّ ]و طُؤْرِیٌّ و دُورِیٌّ و دارِیٌّ و دِبِّیجٌ و آرِمٌ و أَرَمٌ و أَریمٌ [و إِرَمِیٌّ ،و أَیرَمِیٌّ ]و نُمِّیُّ و دُعْوِیٌّ وِدُبِّیٌّ و کَتِیعٌ و کُتَاعٌ و دَیّار [و دَیُّورٌ]و کَرّابٌ و وَابِنٌ و نافِخُ ضَرَمَهٌ و وَابرٌ و عَیْنٌ و عائِنَهٌ و لا عَریبٌ و لا صافِرٌ،قال:و معنَی هذه الحُرُوفِ کلِّهَا:أَحَدٌ.
و حَکَی جمیعَها صاحِبُ کتابِ المَعَالِم،و المُطرّز فی کتاب الیاقوت،و ابنُ الأَنباریّ فی کتاب الزاهر،و ابنُ السِّکِّیت، و ابنُ سِیدَه فی العَوِیص،و زاد بعضُهم علی بعضٍ ،و قدذَکَر المصنِّفُ بعضاً منها فی مواضعها و استجادَ،فراجِعْ شَرْحَ شیخِنا فی هذا المَحَل فإِنه بَسَطَ و أَفادَ.
و الائْتِمَارُ :المُشَاوَرَهُ ، کالمُؤامَرَهِ و الاسْتئْمارِ و التَّأَمُّرِ علی التَّفَعُّلِ ،و التَّآمُرِ علی التَّفاعُلِ .و آمَرَه فی أَمْره و وَامَرَه و استَأْمَره :شاوَرَه.و قال غیرُه: آمَرْتُه فی أَمْرِی مُؤامرهً ،إِذا شاوَرْته،و العامَّهُ تقول: وَامَرْته .
و مِن المُؤامَرِه :المُشَاورِه،
16- فی الحدیث: « آمِرُوا النِّساءَ فی أَنْفُسِهِن». أَی شاوِرُوهُنَّ فی تَزْویجِهنَّ ،قال ابنُ الأَثِیر:
و یقال فیه: وَامَرْتُه ،و لیس بفَصِیحٍ (3).و
17- فی حدیث عُمر (4):
« آمِرُوا النِّساءَ فی بناتِهنَّ ». و هو من جههِ استطابَهِ أَنفسِهنَّ ؛ و هو أَدْعَی للأُلفهِ و خَوْفاً من وُقُوعِ الوَحْشَهِ بینهما إِذا لم یکن برِضَا الأُمَّ ،إِذ البَناتُ إِلی الأُمَّهَاتِ أَمْیَلُ ،و فی سَماع قولِهِنَّ أَرغبُ .و
16- فی حدیث المُتْعَه: « فآمَرَتْ نَفْسَها». أَی شاوَرَتْها و استأْمَرَتْهَا .
و یقال: تأَمَّرُوا علی الأَمْر و ائْتَمَرُوا :تَمارَوْا و أَجْمَعُوا آراءَهم.و فی التَّنزِیل: إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ لِیَقْتُلُوکَ (5)قال أَبو عُبَیْدَهَ :أَی یَتَشَاوَرُون علیکَ [لیقتلوک] (6)،و قال الزَّجَّاج:معنی قولِه: یَأْتَمِرُونَ بِکَ : یأْمُر بعضُهم بعضاً بقتلِکَ .قال أَبو منصور: ائتمرَ القومُ و تآمَرُوا ،إِذا أَمَرَ بعضُهُم بعضاً،کما یقال:اقْتَتَل القومُ و تَقَاتَلُوا،و اختَصُموا و تَخَاصَمُوا،و معنی، یَأْتَمِرُونَ بِکَ أَی یُؤامِرُ بعضُهم بعضاً بقتلِکَ و فی قتلِکَ ،قال:و أَمَّا قولُه: وَ أْتَمِرُوا بَیْنَکُمْ بِمَعْرُوفٍ (7)فمعناه-و اللّه أَعلمُ - لِیأْمُرْ بعضُکم بعضاً بمعروفٍ .و قال شَمِرٌ فی تفسیرِ
17- حدیثِ عُمَرَ،رضی اللّه عنه: «الرِّجالُ ثلاثهٌ :رجلٌ إِذا نَزَلَ به أَمْرٌ ائْتَمَرَ رَأْیَه». قال:
معناه ارْتَأَی و شاوَرَ نفسَه قبلَ أَنْ یُواقِعَ ما یُرِیدُ،قال:و منه قولُ الأَعْشَی:
لا یَدَّرِی المَکْذُوُب کیفَ یَأْتَمِرْ
ص:35
أَی کیف یَرْتَئِی رَأْیاً و یُشاوِرُ نفسَه و یَعْقِدُ علیه ؟ و الائْتِمَارُ : الهَمُّ بالشیْ ء ،و به فَسَّر القُتَیبیُّ قولَه تعالَی:
إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ أَی یَهُمُّون بکَ ،و أَنشد:
اعْلَمَنْ أَنْ کلَّ مُؤْتَمِرٍ
مُخْطیءٌ فی الرَّأْیِ أَحْیَانَا
قال:یقولُ :مَن رَکِبَ أَمْراً بغیرِ مَشُورهٍ أَخطأَ أَحیاناً.
و خَطَّأَ قولَ مَن فَسَّر قولَ النَّمِر بنِ تَوْلَب أَو امْرِیء القَیس:
أَحارُ بنَ عَمْرٍو فُؤَادِی خَمِرْ
و یَعْدُو علی المَرْءِ ما یَأْتَمِرْ
أَی إِذا ائْتَمَرَ أَمْراً غیرَ رَشَدٍ عَدَا علیه فأَهْلَکَه،قال:کیف یَعْدُو علی المرءِ ما شاوَرَ فیه و المُشَاوَرَهُ بَرَکَهٌ ؟:و إِنَّما أَرادَ:
یَعْدُو علی المرءِ ما یَهُمُّ به من الشَّرِّ،و قال أَیضاً فی قوله تعالَی: وَ أْتَمِرُوا بَیْنَکُمْ بِمَعْرُوفٍ :أَی هُمُّوا به و اعْتَزِمُوا علیه،قال:و لو کانَ کما قال أَبُو عُبَیْدَهَ فی قولِه تعالَی:
إِنَّ الْمَلَأَ یَأْتَمِرُونَ بِکَ أَی یَتَشاوَرُونَ علیکَ لقال:
یَتَأَمَّرُونَ بکَ .
قال أَبو منصور:و جائزٌ أَن یقال: ائْتَمَر فلانٌ رَأْیَه،إِذَا شَاوَرَ عقلَه فی الصَّوَاب الذی یأْتِیه،و قد یُصِیبُ الذی یَأْتَمِرُ رأْیَهُ مَرّهً و یُخْطِئُ أُخْرَی،قال:فمعنَی قولِه: یَأْتَمِرُونَ بِکَ :أَی یُؤامِرُ بعضُهُم بعضاً فیکَ ،أَی فی قَتْلِکَ ،أَحْسَنُ مِن قَول القُتَیْبِیِّ :إِنّه بمعنی:یَهُمُّون بکَ .
و فی اللِّسَان:و المُؤْتَمِرُ :المُسْتَبِدُّ بِرَأْیِه،و قیل:هو الذی یَسْبِقُ إِلی القَوْلِ ،و قیل:هو الذی یَهُمُّ بأَمْرٍ یَفْعَلُه (1)،و منه
16- الحدیثُ : «لا یَأْتَمِرُ رَشَداً». أَی لا یَأْتِی برَشَدٍ مِن ذاتِ نفسِه،و یقال لکلِّ مَنْ فَعَلَ فِعْلاً مِن غیرِ مُشَاورهٍ : ائْتَمَرَ ؛ کأَنَّ نفسَه أَمَرتْه بشیْ ءِ فَائتَمرها ،أَی أَطاعَها.
و یقال:أَنتَ أَعْلَمُ بِتَأْمُورِکَ (2)، التَّأْمُورُ :الوِعَاءُ ؛یریدُ أَنتَ أَعلمُ بما عندکَ .
و قیل: التَّأْمُورُ : النَّفْسُ :لأَنها الأَمّاره ،قال أَبو زَیْدٍ:
یُقَال:لقد عَلِم تَأْمُورُکَ ذلک،أَی قد عَلِمَتْ نَفْسُک ذلک، و قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ:
أُنْبِئْتُ أَنَّ بَنِی سِحَیْمٍ أَوْلَجُوا
أَبْیاتَهم تَأْمُورَ نَفْسِ المُنْذِرِ
قال الأَصمعیُّ :أَی مُهْجهَ نفْسِه،و کانُوا قَتَلُوه.
و قیل: تَأْمُورُ النَّفْسِ : حَیَاتُها.
و قیل:العقْلُ ،و منه قولُهم:عَرَفْتُه بِتَأْمُورِی .
و التَّأْمُورُ : القَلْبُ نفسُه،تَفْعُول مِن الأَمْر ،و منه قولُهم:
حَرْفٌ فی تَأْمُورِکَ خَیْر مِن عَشَرَهٍ فی وِعَائِکَ . و قیل:
التَّأْمُورُ : حَبَّتُه و حَیاتُه و دَمُه و عُلْقَتُه،و به فَسَّر بعضُهُم قولَ عَمْرِو بنِ مَعْدِیکَرِبَ :«أَسد فی تَأْمُورَتِهِ »،أَی فی شِدَّهِ شجاعَتِه و قَلْبِه.
و رُبَّمَا جُعِلَ خَمْراً،و رُبَّما جُعِلَ صِبْغاً،علی التَّشْبِیه.
أَو التَّأْمُورُ الدَّمُ مطلقاً؛علی التَّشْبِیه،قالَه الأَصْمَعِیُّ .
و کذلک الزَّعْفَرانُ ،علی التَّشبِیه،قالَه الأَصمعیُّ .
و التَّأْمُور : الوَلَدُ،و وِعاؤُه.
و التَّأْمُور : وَزِیرُ المَلِکِ ؛لنفُوذِ أَمْرِه .
و التَّأْمُور : لَعِبُ الجَوَارِی أَو الصِّبیانِ ،عن ثعلب.
و التَّأْمُور : صَوْمَعَهُ الرّاهِبِ ،و نامُوسُه.
و من المجاز:ما فی الرَّکِیَّهِ تَأْمُور ،یُعْنَی:شَیْ ءٌ (3)من الماء. قال أَبو عُبَیْد:و هو قیاس علی قولهم:ما بالدّار تَأْمُور ،أَی ما بها أَحَدٌ،و حَکاه الفارسیُّ فیما یُهْمَزْ و لا یُهْمَزُ.
و التَّأْمُورُ : عِرِّیسَهُ الأَسَدِ و خِیسُه،عن ثعلب،و هو التَّأْمُورَهُ أَیضاً:و یقال:احْذَرِ الأَسَد فی تَأْمُورِه و مِحْرَابِه و غِیلِه.و سَأَلَ عُمَرُ بنُ مَعْدِیکرَبَ عن سَعْد،فقال:أَسَدٌ فی تَأْمُورَتِه،أَی فی عَرِینه،و هی فی الأَصل الصَّوْمَعَهُ ، فاستعارَها للأَسد،و قیل:أَصلُ هذه الکلمهِ سُرْیَانِیَّه.
و التَّأْمُور : الخَمْرُ نفسُها؛علی التَّشْبِیه بدَمِ القلب.
و التَّأْمُور : الإِبْرِیقُ . قال الأَعْشَی یصفُ خَمَّاره:
و إِذا لها تَامُورَهٌ
مَرْفُوعَهٌ لشَرابِهَا
ص:36
و لم یَهْمِزِها.
و قیل: التَّأْمور : الحُقَّهُ یُجْعَل فیها الخَمْر، کالتّأْمُورهِ ، فی هذه الأَربعهِ ،وَزْنُه تَفْعُولٌ ،أَو تَفْعُولَهٌ .قال ابنُ سِیدَه:
و قَضَیْنا علیه أَنَّ التّاءَ زَائدهٌ فی هذا کلِّه لعَدَمِ فَعْلُولٍ فی کلام العرب. و هذا مَوْضِعُ ذِکْرِه،لا کما تَوَهَّمَ الجَوهَرِیُّ ، و هو مذهبُ أَهلِ الاشْتِقَاقِ ،و وَزْنُه حینئذٍ فاعُولَ و فَاعُولَهٌ .
و ما اختارَه المصنِّفُ تَبَعاً لابن سِیدَه مالَ إِلیه کثیرُ مِن أَئِمَّه الصَّرْف.
و التَّأْمُورِی و التَّأْمُریُّ و التُّؤْمُرِیُّ ،بالضمّ فی الأَخیر:
الإِنسانُ ،تقول:ما رَأَیتُ تَأْمُرِیَّا أَحسنَ من هذه المَرْأَه، و قیل:إِنها من أَلفاظ الجَحْدِ؛لغه فی تأْمُورِیٍّ السابق، و صُوِّبَ فیها العُمُوم،کما هو ظاهِرُ المُصَنِّفِ ،قالَه شیخُنَا.
و آمِرٌ و مُؤْتَمِر ،آخِرُ أَیامِ العَجُوزِ ؛فالآمِر:السادس منها،و المُؤْتَمِرُ السابعُ منها (1)،قال أَبو شِبْلٍ الأَعرابیُّ :
کُسِعَ الشِّتاءُ بسَبْعَهٍ غُبْرٍ
بالصِّنِّ و الصِّنَّبْرِ و الوَبْرِ
و بِآمِرٍ و أَخیه مُؤْتَمِرٍ
و مُعَلِّلٍ و بمُطْفِئِ الجَمْرِ
کَأَنَّ الأَوّلَ منهما یأْمرُ الناسَ بالحَذَر،و الآخر یُشاوِرُهم فی الظَّعْن أَو المُقام.و فی التهذِیب:قال البُسْتِیّ :سُمِّیَ أَحدُ أَیامِ العَجُوزِ آمِراً ؛لأَنه یأْمُر الناسَ بالحَذَر منه،و سُمِّیَ الآخرَ مُؤْتَمِراً .قال الأَزهریُّ :و هذا خَطَأٌ؛و إِنّما سُمِّیَ آمِراً لأَنّ الناسَ یُؤامِرُ فیه بعضُهم بعضاً للظَّعْن أَو المُقَام،فجَعَلَ المؤتمرَ نَعْتاً للیوم،و المعنی أَنه یُؤْتَمرُ فیه،کما یقال:لیلٌ نائمٌ :یُنَامُ فیه،و یومٌ عاصفٌ :تَعْصِفُ فیه الرِّیح،و مثلُه کثیر،و لم یَقُلْ أَحدٌ و لا سُمِعَ مِن عربیٍّ : ائْتَمرتُه ،أی آذَنْتُه،فهو باطل.
و المُؤْتَمِرُ بالّلام و مُؤْتَمِرٌ بغیرها: المُحَرَّم. أَنشد ابنُ الأَعرابی:
نحن أَجَرْنَا کلَّ ذَیّالٍ قَتِرا (2)
فی الحَجِّ مِن قَبْلِ دَآدِی المُؤْتَمِرْ
أَنشدَه ثعلب. ج مآمِرُ و مآمِیرُ قال ابنُ الکَلْبیِّ :کانت عادٌ تُسَمِّی المُحَرَّم مُؤْتَمِراً ،و صَفَرَ نَاجِراً،و رَبِیعاً الأَوّلَ خُوّاناً (3)،و ربیعاً الآخِرَ بُصَاناً،و جُمَادَی الأُولی رُبَّی و جُمَادَی الآخِرَه حَنِیناً،و رَجَبَ الأَصَمَّ و شَعبانَ عاذِلاً، و رمضانَ ناتِقاً،و شَوَّالاً وَعِلاً،و ذا القَعْدَهِ ورْنَهَ ،و ذا الحِجَّهِ بُرَکَ (4).
و إِمَّرَهُ ،کإِمَّعَه:د قال عُرْوَهُ بنُ الوَرْد:
و أَهْلُکَ بینَ إِمَّرَهٍ و کِیرِ (5)
و إِمَّرَهُ أَیضاً: جَبَلٌ قال البکریُّ (6):[ إِمَّرَهُ ]الحِمَی لغَنِیٍّ و أَسَد،و هی أَدْنَی حِمَی ضَرِیَّه،حَمَاه عُثْمَانُ لإِبلِ الصَّدَقَهِ ،و هو الیومَ لعامرِ بنِ صَعْصَعَه،و
17- قال حبیبُ بنُ شَوْذبٍ : کان الحِمَی حِمَی ضَرِیَّهَ علی عَهْد عُثْمَانَ ،سَرْحَ الغَنَم سِتَّهَ أَمیالٍ ،ثم زادَ الناسُ فیه فصارَ خَیَالٌ بإِمَّرَهَ ، و خَیَالٌ بأَسْوَدِ العَیْنِ . و الخَیَالُ :خُشُبٌ کانُوا یَنْصِبُونها و علیها ثِیابٌ سُودٌ لِیُعْلَمَ أَنَّها حِمیً .
و وادِی الأُمِیِّر ،مُصغَّراً:ع قال الرّاعی:
و أُفْزعنَ فی وادِی الأُمَیِّرِ بَعْدَ ما
کَسَا البِیدَ سَافِی القَیْظَهِ المُتَناصِرُ (7)
و یومُ المَأْمُورِ یومٌ لبَنِی الحارثِ بنِ کَعْب علی بنی دارِم، و إِیّاه عَنَی الفَرزدقُ بقوله:
ص:37
هَل تَذْکُرُون بَلاءَکُمْ یومَ الصَّفَا
أَو تَذْکُرُون فَوَارِسَ المَأْمُورِ (1)
و
16- فی الحدیث: « خَیْرُ المال مُهْرَهٌ مَأْمُورهٌ و سِکَّهٌ مَأْبُورهٌ » (2). قال أَبو عُبَیْد: أَی[مُهْرَهٌ ] (3)کثیرهُ النِّتَاجِ و النَّسْلِ ، و الأَصلُ مُؤْمَرهٌ ،مِن آمَرَهَا اللّه. و قال غیرُه: إِنّمَا هو مُهرهٌ مَأْمُورهٌ للازْدِوَاج و الإِتباع؛لأَنّهم أَتْبَعُوها مَأْبُورَهً فلمّا ازدوجَ الَّلفظانِ جاؤوا بمَأْمُوره علی وزن مَأْبُوره،کما قالت العربُ :إِنِّی آتِیهِ بالغَدَایا و العَشَایَا،و إِنما یُجْمَع الغَداهُ غَدَوَاتٍ ،فجاؤوا بالغَدایا علی لفظ العَشَایا تزویجاً للفْظَینَ ، و لها نظائرُ.و قال الجوهریُّ :و الأَصلُ فیها مُؤْمَرهٌ علی مُفْعَلَهٍ ،کما
14- قال صلی اللّه علیه و سلم: «ارْجِعْنَ مَأْزُوراتٍ غیرَ مَأْجُوراتٍ ».
و إِنّما هو مَوْزُورات من الوِزْر،فقِیل:مَأْزُورَات علی لفظ مَأْجُورات لِیَزْدَوِجَا.
و قال أَبو زَیْد:مُهْرَهٌ مَأْمُورَهٌ هی التی کَثُرَ نَسْلُها، یقولون: أَمَرَ اللّه المُهرهَ ،أَی کَثَّر وَلَدَها،و فیه لُغتانِ أَمَرَها فهی مَأْمُوره ،و آمَرَها فهی مُؤْمَرَهٌ .و رَوَی مُهَاجِرٌ عن علیِّ بنِ عاصِمٍ :مُهْرَهٌ مَأْمُورَهٌ ،أَی نَتُوجٌ وَلُودٌ.و فی الأَساس و من المَجاز:مهرهٌ مَأْمُورهٌ ،أَی کثیرهُ النِّتاج؛کأَنَّهَا أُمِرَتْ به، و قِیل لها کُونِی نَثُوراً فکانتْ . أَو لُغَیَّهٌ ،کما سَبَقَ ،أَی إِذا کانت مَن أَمَرَها اللّه فهی مَأْمُوره ،کنَصَر،و قد تقدَّم عن أَبی عُبَید و غیرِه أَنهما لغتان.
و یقال: تَأَمَّرَ علیهم فحَسُنَت إِمْرَتُه ،أَی تَسَلَّطَ .
و الیَأْمُورُ ،بالیاءِ المُثَنّاه التَّحْتِیَّه کما فی سائر النُّسَخ، و مثلُه فی التکمله عن اللیث،و الذی فی اللِّسَان و غیره من الأُمَّهات بالمُثَنَّاهِ الفَوْقِیَّه کنَظَائِرها السابقه،و الأَوَّلُ الصَّوَابُ : دَابَّهٌ بَرِّیَّهٌ لها قَرْنٌ واحِدٌ متشعِّبٌ فی وسَطِ رَأْسِه، قال اللَّیْث:یجْرِی علی مَن قَتَلَه فی الحَرَمِ و الإِحرام (4)إِذا صِیدَ الحُکْمُ ،انتهی.و قیل:هو مِن دَوابِّ البحرِ، أَو جِنْسٌ من الأَوْعَالِ ،و هو قولُ الجَاحِظ ،ذَکَره فی باب الأَوْعَال الجَبَلِیَّه و الأَیایِل و الأَرْوَی،و هو اسمٌ لجِنْسٍ منها بوزن الیَعْمُور. و التّآمِیرُ هی الأَعْلامُ فی المَفاوِزَ لیُهْتَدَی بها،و هی حجارهٌ مُکَوَّمَهٌ بعضُها علی بعض، الواحدُ تُؤْمُورٌ بالضّمِّ ، عن الفَرّاءِ. و بَنُو عِیدِ بنِ الآمِرِیِّ ،کعامریٍّ :قبیلهٌ من حِمْیَر نُسِبَ إِلیه النَّجائِبُ العِیدِیَّهُ ،و قد تقدَّم فی الدّال المهمله.
*و مما یُستدرَک علیه:
الأَمِیرُ :ذو الأَمْر ،و الأَمِیر : الآمِرُ ،قال:
و
النّاسُ یَلْحَوْنَ الأَمِیرَ إِذَا هُمُ
خَطِئُوا الصَّوابَ و لا یُلامُ المُرْشِدُ
و رجلٌ أَمُورٌ بالمعروفِ نَهُوٌّ عن المُنْکَر.
و المُؤْتَمِرُ :المُسْتَبِدُّ برأْیهِ ،و منه قولُهم: أَمَرْتُه فأْتَمَرَ ، و أَبَی أَنْ یَأْتَمِرَ (5).
و أَمَّرَ أَمَارَهً ،إِذا صَیَّرَ عَلَماً (6).
و التَّأْمِیرُ :تَوْلِیَهُ الإِمارهِ .
و قالوا:فی وَجْهِ مالِکَ تَعْرِفُ أَمَرَتَه ،محرَّکهً ،و هو الذی تَعْرِفُ فیه الخیرَ مِن کلِّ شیْ ءٍ،و أَمَرَتُه زیادتُه و کثرَتُه.
و ما أَحسنَ أَمارَتَهم ،أَی ما یَکْثرُون و یَکثُر أَولادُهم و عَددُهم.
و عن الفَرّاءِ: الأَمَرَه :الزِّیاده و النَّماءُ و البَرکه،قال:
و وَجْهُ الأَمْرِ أَوّلُ ما تَراه،و قال أَبو الهیْثَم:تقولُ العَربُ :فی وجْهِ المالِ تَعْرِفُ أَمَرَتَه ،أَی نُقصانَه،قال أَبو منصور:
و الصَّوابُ ما قال الفَرّاءُ،و قال ابن بُزُرْج:قالوا:فی وَجْه مالِکَ تَعرفُ أَمَرَتَه ،أَی یُمْنَه،و أَمَارَتَهُ مثلُه،و أَمْرَتُه ،بفَتْحٍ فسُکُونٍ .
و قالوا:
یا حَبَّذَا الإِمَارهْ
و لَو عَلی وجه الحِجَارَهْ
و مُرْنِی ،بمعنَی:أَشِرْ علیَّ .
و فلانٌ بَعِیدٌ مِن المِئْمَرِ قَرِیبٌ مِن المِئْبَرِ،و هو المَشُورَه:
مِفْعَلٌ مِن المُؤامَرَهِ .و المِئْبر:النَّمِیمَهُ .و فلانهُ مُطِیعهٌ لأَمِیرِهَا :زَوْجِهَا.
ص:38
و فی الحدیث.ذُکِرَ«ذو أَمَرٍ ،-محرَّکهً -و هو موضعٌ بنَجْدٍ مِن دیار غَطَفَانَ ،قال مُدْرِکُ بنُ لأْیٍ :
تَرَبَّعَتْ مُوَاسِلاً و ذا أَمَرْ
فمُلْتَقَی البَطْنَیْنِ مِن حیثُ انْفَجَرْ (1)
14- و کان رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلّم خَرَجَ إِلیه لجَمْع مُحَارِب،فهربَ القومُ منه إِلی رُؤُوس الجِبال،و زَعِیمُهُم دُعْثُورُ بنُ الحارثِ المُحَارِبیُّ ،فعَسْکَر المسلمون به.
و ذو أَمَرّ ،مثلُه مشدَّداً:ماءٌ أَو قریهٌ مِن الشام.
و الأَمِیرِیَّه،و مَحَلَّهُ الأَمِیر :قَرْیَتَانِ بمصر.
قال اللّه عَزَّ و جَلَّ : وَ إِذا أَرَدْنا أَنْ نُهْلِکَ قَرْیَهً أَمَرْنا مُتْرَفِیها فَفَسَقُوا فِیها (2)،قال ابن منظور:أَکثرُ القراءِ « أَمَرْنا » ،و رَوَی خارِجَهُ عن نافع: « آمَرْنَا » بالمَدّ،و سائرُ أَصحابِ نافِعٍ رَوَوْه عنه مَقْصُوراً.و رُوِیَ عن أَبی عَمْرٍو:
« أَمَّرْنَا » ،بالتَّشْدِید،و سائرُ أَصحابِه رَوَوْه بتخفِیفِ المِیمِ و بالقَصْر،وَ رَوَی هُدْبَهُ عن حَمّادِ بنِ سَلَمَهَ عن ابنِ کَثِیرٍ بالتَّشدید،و سائرُ النَّاسِ رَوَوْه عنه مخفَّفاً،وَ رَوَی سَلَمَهُ عن الفَرّاءِ:مَنْ قرأَ: « أَمَرْنا » خَفِفَهً فَسَّرها بعضُهُم أَمَرْنا مُتْرَفِیها بالطّاعَه فَفَسَقُوا فِیها ،أَن (3)المُتْرَفَ إِذا أُمِرَ بالطَّاعَه خالَفَ إِلی الفِسْق،قال الفَرّاءُ:و قرأَ الحَسَنُ : « آمَرنا » ،و رُوِیَ عنه: « أَمَرْنا » ،قال:و رُوِیَ عنه أَنه بمعنی أَکْثَرْنَا،قال:و لا نرَی أَنها حُفِظَتْ عَنْه؛لأَنَّا لا نعرفُ معناها هنا،و معنی آمرنا -بالمَدِّ أَکثَرْنا،قال:و قرأَ أَبو العالِیَهِ : أَمَّرنا ،و هو موافِقٌ لتفسِیرِ ابنِ عَبّاس؛و ذلک أَنّه قال:سَلَّطْنَا رُؤَسَاءَهَا ففسَقُوا،و قال الزَّجّاج نحواً ممّا قال الفَرّاءِ،قال:و مَن قرأَ:
« أَمَرْنا » بالتَّخْفِیف،فالمعنی أَمَرناهم بالطّاعه ففسَقوا،فإِن قال قائلٌ :أَلستَ تقول: أَمَرْتُ زیداً فضَرَب عَمْرواً،و المعنی أَنکَ أَمَرْتَه أَن یَضْربَ ،فهذا اللَّفْظُ لا یَدُلّ علی غیر الضَّرْب،و مثلُه قولُه: أَمَرْنا مُتْرَفِیها فَفَسَقُوا فِیها أَمَرْتُکَ فَعَصَیْتَنِی؛فقد عُلِمَ أَنّ المَعْصِیَهَ مخَالَفَهُ الأَمرِ ،و ذلکالفِسقُ مخالفه أَمْرِ اللّهِ ،و قرأَ الحَسَنُ : أَمِرْنَا مُترفیها علی مِثال عَلِمْنَا،قال ابنُ سِیدَه:و عَسی أَن تکون هذه لغهً ثالثهً قال الجَوْهَریُّ :معناه أَمَرْنَاهُم بالطّاعه فعَصَوْا،قال:و قد تکونُ مِن الإِماره ،قال:و قد قِیل: أَمِرْنَا مُتْرَفِیها :کَثَّرْنَا مُترَفِیها،و الدلیلُ علی هذا
14- قولُ النبیِّ صلی اللّه علیه و سلّم: «خیرُ المالِ سِکَّهٌ مأْبُورَهٌ أَو مُهْرَهٌ مَأْمُورهٌ ». أَی مُکَثِّرهٌ .
و إِذَا أَمَرْتَ مِن أَمَرَ قلتَ : مُرْ ؛و أَصلُه اؤْمُرْ (4)فلما اجتمعتْ همزتانِ و کَثُرَ استعمالُ الکلمهِ حُذِفت الهمزهُ الأَصلیّهُ ،فزال السّاکنُ فاستُغْنی عن الهمزهِ الزائدِه،و قد جاءَ علی الأَصْل،و فی التَّنْزِیل العزیز: وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاهِ (5)،و فیه: خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ (6).و فی التَّهْذِیبِ :قال اللَّیْث:و لا یُقال:أُومُرْ و لا أُوخُذْ منه شیئاً، و لا أُوکُلْ (7).إِنّمَا یقال: مُرْ و کُلْ و خُذْ،فی الابتداءِ بالأَمْر ؛ استثقالاً للضَّمَّتَیْنِ ،فإِذا تقدَّم قبلَ الکلام واوٌ أَو فاءٌ قلتَ :
و أمُرْ ، فأمُرْ ،کما قال عزّ و جلّ : وَ أْمُرْ أَهْلَکَ بِالصَّلاهِ ، فأَمّا کُلْ مِن أَکلَ یأْکُل فلا یکادُ (8)یُدخِلُون فیه الهَمْزهَ مع الفاءِ و الواوِ،و یقولُون:و کُلاَ،و خُذَا،و ارْفَعَاه فکُلاَه،و لا یقولون:فَأْکُلاَه،قال:و هذه أَحْرفٌ جاءَتْ عن العربِ نَوَادِرَ؛و ذلک أَنّ أَکثرَ کلامِهَا فی کلِّ فِعْلٍ أَولُه همزهٌ ،مثلُ أَبَلَ یَأْبِلُ ،و أَسَرَ یَأْسِرُ،أَنْ یَکْسِرُوا یَفْعِلُ منه،و کذلک أَبَقَ یَأْبِقُ فإِذا کان الفِعْلُ الذی أَولُه همزهٌ و یفْعِلُ منه مکسوراً مَرْدُوداً إلی الأَمْر ،قیل:إِیسرْ فلانُ ،إِیبِقْ یا غُلامُ ،و کان (9)أَصْلُه إِأْسِرْ بهمزتَیْن،فکَرِهُوا جَمْعاً بین همزَتَیْن فحَوَّلُوا إِحداهما یاءً،إِذْ کان ما قَبلَها مکسورا،قال:و کان حَقُّ الأَمر مِن أَمَرَ یَأْمُرُ أَن یقال:أُؤمُرْ،أُؤْخُذْ،أُؤْکُلْ ،بهمزتینْ ، فتُرِکَتْ الهمزهُ الثانیهُ و حُوِّلتْ واواً للضَّمَّهِ ،فاجتمعَ فی الحَرْف ضَمَّتَان بینهما واوٌ،و الضَّمَّهُ مِن جنس الواو،
ص:39
فاستَثْقلَتِ العربُ جَمْعاً بین ضَمَّتَین و واوٍ،و طَرَحُوا هَمْزَه الواوَ؛لأَنه بَقِیَ بعد طَرْحِهِما حرفان فقالوا: مُرْ فلاناً بکذا و کذا و خُذْ من فلانٍ ،و کُلْ ،لم یقولوا:أُکُلْ و لا أُخُذْ و لا أُمُرْ ،کما تقدَّم،فإِنْ قیل:لمَ رَدُّوا و أُمُرْ (1)إِلی أَصلها و لَمْ یَرُدُّوا کُلاَ و لا خُذَا؟قیل:لسَعَهِ کلامِ العربِ ؛ربما رَدُّوا الشیءَ إِلی أَصلِه،و ربما بَنَوْه علی ما سَبَقَ له،و ربما کَتَبُوا الحرف مهموزاً،و ربما کَتَبُوه علی تَرْکِ الهمزِه و ربما کَتَبُوه علی الإِدغام،و ربما کتبوه علی ترک الإِدغام،و کلُّ ذلک جائز واسع.
العربُ تقول: أَمَرْتُکَ أَن تفْعَل،و لِتَفْعَلَ ،و بأَنْ تَفْعَلَ ؛ فمَنْ قال: أَمَرتُکَ بأَن تفعلَ فالباءُ للإِلصاق،و المعنی وقع الأَمْرُ بهذا الفِعل،و منَ قال: أَمرتُکَ أَن تفعلَ ،فعلی حذفِ الباءِ،و مَن قال: أَمرتُکَ لِتَفْعَلِ فقد أَخبرَنا بالِعلَّه التی لها وَقَعَ الأَمْرُ ،و المعنی أُمِرْنا للإِسلام (2).
و قولُه عَزّ و جَلّ : أَتی أَمْرُ اللّهِ فَلا تَسْتَعْجِلُوهُ (3)قال الزَّجّاج: أَمْرُ اللّه ما وَعَدَهم به مِن المُجازاهِ علی کُفْرِهم مِن أَصنافِ العذاب،و الدَّلیلُ علی ذلک قولُه تعالَی: حَتّی إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ التَّنُّورُ (4)،أَی جاءَ ما وَعَدْناهُم به،و کذلک قولُه تعالی: أَتاها أَمْرُنا لَیْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناها حَصِیداً (5)؛و ذلک أَنّهم استعجَلُوا العذابَ و استَبْطَئُوا أَمْرَ السَّاعهِ فأَعْلَمَ اللّهُ أَنّ ذلک فی قُرْبِه بمَنْزِلَهِ ما قد أَتَی،کما قال عَزّ و جَلّ : وَ ما أَمْرُ السّاعَهِ إِلاّ کَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ (6)(7).
الأُوَارُ ،کغُرَابٍ :حَرُّ النّارِ و وَهَجُهَا و شِدَّهُ حَرِّ الشَّمْسِ . و من المَجَاز:کادَ أَنْ یُغْشَی علیه مِن الأُوَارِ ،أَی العَطَش أَو شِدَّته،و منه قولُهم:رَجُلٌ أُوَارِیٌّ .
و قیل:هو الدُّخَانُ ،و اللَّهبُ .
قال أَبو حَنِیفَهَ : الأُوَارُ أَرَقُّ من الدُّخَان و أَلْطَفُ .
و یقال:یومٌ ذُو أُوَارٍ ،أَی ذُو سَمُومٍ و حَرٍّ شدید.
و
1- من کلام علیٍّ رضیَ اللّهُ عنه: «فإِنَّ طاعهَ اللّهِ حِرْزٌ مِن أُوَارِ نیرانٍ مُوقَدَهِ ».
و الأُوَارُ أَیضاً: الجَنُوبُ ،ج، أُورٌ ،بالضَّمّ .
و رِیحٌ أُورٌ و إِیرٌ :باردهٌ .
و قال الکِسَائیُّ : الأُوَارُ مقلوب أَصلُه الوُآرُ،ثم خُفَّفت الهمزهُ فأُبْدِلَتْ فی اللَّفْظ واواً فصارتْ وُوَاراً،فلمّا التقَتْ فی أَولِ الکلمهِ وَاوَانِ ،و أُجْرِیَ غیرُ اللازِم مُجْرَی اللازمِ أُبدِلَت الأُولَی همزهً فصارَتْ أُوَاراً .
و أَرْضٌ أَوِرَهٌ ،کفَرِحَه و وَئِرَهٌ ،مقلوبٌ : شَدِیدَتُه أَی الأُوارِ .
و استَأْوَر :فَزِعَ .
و استَأْوَرَتِ الإِبل:نَفرَت فی السَّهْلِ و کذلک الوَحْشُ ، عن الفَرّاءِ، و استَوْأَرَتْ فی الحَزْنِ قال الأَصْمَعِیُّ : اسْتَوْأَرَت الإِبلُ ،إِذا تَرابَعَتْ علی نِفَارٍ واحدٍ،و قال أَبو زَیْد:ذاک إِذا نَفَرتْ فصَعِدَت الجَبَلَ ، فإِذا کان نِفَارُهَا فی السَّهْل قیل: اسْتَأْوَرَتْ ،قال:و هذا کلامُ بَنِی عُقَیْلٍ .
و استَأْوَرَ : عَجِلَ فی الظُّلْمَهِ ،کاسْتَوْأَرَ.
و استَأْوَرَ القَومُ غَضَباً:اشتدَّ غَضَبُهم ؛استفعالٌ من الأُوَار بمعنَی شِدَّهِ الحَرِّ.
و استَأْوَرَ البَعِیرُ:تَهَیَّأَ للوُثُوبِ و هو بارِکٌ .
و الأَوْرُ ،بالفتح: الشَّمَالُ ،عن الفرّاءِ.
و الأَوْرُ من السَّحابِ :مُؤُورُهَا.
و الآرُ :العارُ ،الهمزهُ بَدَلٌ من العَین.
و عن ابن السِّکِّیت آرَها یَؤرُهَا ،و قال غیرُه: یَئیرُهَا أَیْراً ،إِذا جامَعَها.
ص:40
و رجلٌ مِئْیَرٍ (1)کمِنْبَرٍ.
و آرَهُ :جَبَلٌ لمُزَیْنَهَ قال:
عَدَاوِیَّهٌ هَیْهَاتَ مِنکَ مَحَلُّها
إِذا ما هیَ احْتَلَّتْ بقُدْسٍ و آرَهِ
و قال حسان بن ثابت یهجو مُزینهَ :
رُبَ خَالَهٍ لکَ بین قُدْسَ و آرَهٍ
تَحتَ البَشَامِ و رَفْغُها لم یُغْسَلِ
و وادِی آرَهَ بالأَنْدَلُسِ ،و یقال فیه:یَارَهُ (2)،أَیضاً.
و أُوَارَهُ ،بالضمِّ :ماءٌ،أَو جَبَلٌ لتَمِیمٍ ،و یُرْوَی البیتُ المُتقدِّم:«بقُدْسِ أُوَارهِ » (3).
و أُورِیَاءُ ،کبُورِیَاءَ ،بالضَّمِّ : رَجُلٌ من بنی إِسرائیلَ و هو زوجُ المرأَهِ التی فُتِنَ بها داوودُ علیه و علی نَبِیِّنا الصَّلاهُ و السّلامُ .
*و ممّا یُستدرَکَ علیه:
المُسْتَأْوِرُ :الفَأْرُ (4).عن الشَّیْبَانِیِّ .
و یقال للحُفْرَه التی یجتمعُ فیها الماءُ: أُورَهٌ .قال الفَرزدقُ :
تَرَبَّعَ بینَ الأُورَتَیْنِ أَمِیرُها (5)
و أَما قولُ لَبِید:
یَسْلُبُ الکانِسَ لم یُؤْرَ بها
شُعْبَهَ السّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ
و رُوِیَ :لم یُوأَرْ بها،و مَن رَوَاه کذلک فهو مِن أُوار الشَّمْسِ ،و هو شِدَّهُ حَرِّها فقَلَبَه،و هو من التَّنْفِیر.
و یقال: أَوْأَرْتُه فاسْتَوْأَرَ ،إِذا نَفَّرتَه.
و
16- فی حدیث عطاءٍ: «أَبْشِری أُورَی شَلَّمَ بِرَاکبِ الحمارِ». یریدُ بیتَ اللّه قال الأَعْشَی:
و قد طُفْتُ للمَالِ آفَاقَه
عُمَانَ فَحِمْصَ فأُورِی شَلِمْ
و المشهورُ أُورَی شَلَّم ،بالتَّشْدِیدِ فخفَّفه للضَّرُورَه، و رُوِیَ بالسِّین المهملَه و کَسْرِ الّلامِ کأَنّه عَرَّبَه (6)،و قال:
معناه العِبْرَانِیَّه بیتُ السَّلامِ ،و فی روایه عن کَعْبِ الأَحبارِ أُورَشَلَّم .
و الأَوْرُ ،بالفتح:جَبَلٌ حِجَازِیٌّ أَو نَجْدِیُّ جعلَه الشَّاعرُ أُوارهَ للشِّعْر.
و الأُورُ ،بالضمِّ :صُقْعٌ مِن أَصْقَاعِ رامَهُرْمُزَ ذُو قُرًی و بَساتِینَ .
الأَهَرَهُ ،محرَّکهً :الحالُ الحَسَنَهُ ،و الهَیْئَهُ .
الأَخِیرُ عن ابن سِیدَه.
و الأَهَرَهُ : متاعُ البَیتِ . و ثِیَابُه و فُرُشُه.
و قال ثعلبٌ :بیتٌ حَسَنُ الظَّهَرَهِ و الأَهَرَهِ و العَقَارِ،و هو مَتَاعُه،و الظَّهَرَهُ :ما ظَهَرَ منه،و الأَهَرَهُ :ما بَطَنَ . ج أَهَرٌ و أَهَرَاتٌ ،قال الرّاجز:
عَهْدِی بِجَنّاح إِذا ما ارْتَزّا
و أَذْرَتِ الرِّیحُ تُرَاباً نَزَّا
أَحْسَنَ بَیْتٍ أَهَراً و بَزَّا
کأَنَّمَا لُزَّ بِصَخْرٍ لَزَّا
و أَوردَه ابنُ بَرِّیِّ علی وجهٍ آخَرَ (7).
و أَهْرُ ، کقَصْر:د،بین أَرْدَبیلَ و تَبْرِیزَ (8)نقلَه الصاغانیُّ .
الأَیْرُ ،بالفتحِ : م أَی معروفٌ ،و هو الذَّکَرُ، و فَسَّرَه فی مُنْتَخب اللغَات بالقَضِیب. ج أُیُورٌ و آیَارٌ علی أَفْعَالٍ ، و آیُرٌ ،علی أَفْعُل.الثَّلاثهُ فی الصّحاح،و الثانی
ص:41
أَقلُّها قیاساً،و زاد فی اللَّسَان: أُیُرٌ ،بالضَّمَّتَیْن،و أَنشدَ سِیبَویْهِ لِجَرِیر الضَّبِّیِّ :
یا أَضْبُعاً أَکَلَتْ آیَارَ أَحْمِرَهٍ
ففِی البُطُونِ و قد راحَتْ قَرَاقِیرُ
هل غیرُ أَنَّکُمُ جِعْلانُ مِمْدَرَهٍ
دُسْمُ المَرافِقِ أَنْذَالٌ عَواوِیرُ
و غیرُ هُمْزٍ و لُمْزٍ للصَّدِیقِ و لا
یُنْکِی عدُوَّکُمْ مِنْکُمْ أَظافِیرُ
و أَنَّکُمْ ما بَطُنْتُمْ لَمْ یَزَلْ أَبَداً
مِنْکُمْ علی الأَقْرِب الأَدْنَی زَنَابِیرُ
و أَنشد أَیضاً:
أَنْعَتُ أَعْیَاراً رَعَیْنَ الخَنْزَرَا
أَنْعَتُهُنَّ آیُراً و کَمَرَا
و الأَیْرُ : رِیحُ الصَّبَا ،و قیل:الشَّمَال،و قیل:التی بین الصَّبَا و الشَّمَال،و هی أَخبثُ النُّکْبِ ، کالإِیرِ ،بالکسر، أَوْرَدَهُ الفَرّاءُ عن الأَصمعیِّ فی باب فِعْلٍ و فَعْلٍ و الأَیِّرِ کسَیِّدٍ،و کذلک الهَیْر و الهَیِّر،و أَنشدَ یعقوبُ :
و إِنّا مسامِیحٌ إِذا هَبَّتِ الصَّبَا
و إِنَّا لأَیْسارٌ إِذا الأَیْرُ هَبَّتِ
و الأُوُورِ،بالضَّمِّ ،یقال:رَیحٌ إِیرٌ و أُورٌ ،إِذا کانت باردهً و الأَوُورِ ،کصَبُورٍ عن الفَرّاءِ،قال (1):
شَآمِیَهٌ جنْحَ الظّلامِ أَوُورُ
و فی اللسان: الإِیرُ :رِیحُ الجَنُوبِ ،و جَمُعُه إِیَرَهٌ ، و یقال: الإِیرُ :رِیحٌ حارَّهٌ ،من الأَوَارِ ،و إِنّما صارَتْ واوُه یاءً لِکَسْرَهِ ما قبلَهَا.
و الأَیَارُ ،کسَحَابٍ :الصُّفْرُ قال عَدِیُّ بن الرِّقاع:
تِلْک التِّجَارهُ لا تُجِیبُ لِمِثْلِها
ذَهَبٌ یُباعُ بآنُکٍ و أَیَارِ
و أَیّارُ ، بالتَّشْدِیدِ:شَهْرٌ قبلَ حَزِیرَانَ ،مُکَبَّراً.قال شیخُنا:وَقَعَ فی کلام سعدی أَفندی«قبل حزیرَانَ »و ضَبَط حُزَیْرَانَ بالتَّصغِیر.قال الصاغانیّ :و أَیّارُ مُعْظَمُ الرَّبِیعِ و یُقال له بالشّام: أَیَّارُ الوَرْدِ،و الصحیحُ أَنه بالسُّرْیَانِیَّه،و هو الشَّهْرُ الثامن (2)من شُهُورهم بین نَیْسَان و حَزِیرَانَ .
و الإِیّارُ ، بالکَسْر مع التَّشْدِید: الهَوَاءُ. و فی اللِّسَان:
الإِیارُ :اللُّوحُ ،و هو الهَوَاءُ.
و الإِیرُ ،کالکِیرِ:القُطْنُ ،و نُحَاتَهُ الفِضَّهِ ،نقلَه الصَّاغانیّ .
و إِیرٌ : جَبَلٌ لغَطَفَانَ نَجْدِیُّ ،قال عَبّاسُ بنُ عامِرٍ الأَصَمُّ :
علی ماءِ الکُلاَب و ما أَلاَمُوا
و لکنْ مَنْ یُزاحِمُ رُکْنَ إِیرِ
و الأُیَارِیُّ ،بالضَّمِّ :العَظِیمُ الأَیْرِ کما یقال:رجلٌ أُنَافِیٌّ :
عَظِیمُ الأَنْفِ ،و یُکْنَی به عن کَثْرَهِ أَولادِهِ الذکُور،
1- قال علیٌّ رضیَ اللّهُ عَنْه: «مَنْ یَطُلْ أَیْرُ أَبِیه یَنْتَطِقْ به». ضَرَبَ طُول الأَیْرِ مَثَلاً لکثرهِ الوَلَدِ،و الانتطاقَ مَثَلاً للاعْتِضادِ،و مِن هذا المعنی قولُ الشاعر،و هو السُّرَادِقُ السَّدُوسِیُّ :
أَغاضِبَهٌ عَمْرُو بنُ شَیْبَانَ أَنْ رَأَتْ
عَدِیدِی إِلی جُرْثُومَهٍ و دَخِیسِ
فلو شاءَ رَبِّی کان أَیْرُ أَبِیکُمُ
طَوِیلاً کأَیْرِ الحارِثِ بنِ سَدُوسِ
قیل:ان له أَحَدٌ و عِشرونَ ذَکَراً.
و آر (3)الرَّجُلُ حَلِیلَتَه یَؤُورُها وَ یَئِیرُهَا أَیْراً ،إِذا جامَعَهَا.
و المِئْیَرُ (4)علی وَزْن مِفْعَلٍ : النَّیَّاکُ ،أَی الکَثِیرُ النَّیْکِ .
و أُیَایِرُ ،بالضَّم:ع بحَوْرَانَ فی جهه الشَّمال منه،و هو مَنْهَلٌ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
صَخرهٌ أَیَرُّ ،و صَخرهٌ یَرَّاءُ ،یُذْکَرُ فی ترجمه یرر.
و المَئیِرُ ،کمَصِیر:المَنْیُوک،قال أَبو محمّدٍ الیَزِیدِیُّ ، و اسمُه یَحْیِی بنُ المُبَارَک:
ص:42
و لاَ غَرْوَ أَنْ کانَ الأُعَیْرِجُ آرَهَا
و ما النّاسُ إِلاَّ آیِرٌ و مَئِیرُ
و إِیرٌ بالکسر:موضعٌ بالبادیه،و فی التَّهْذِیب: إِیرٌ و هِیرٌ :
موضِعٌ بالبادیه،قال الشَّمّاخُ :
علی أَصلابِ أَحْقَبَ أَخْدَرِیٍّ
مِن الَّلائِی تَضَمَّنَهُنَّ إِیرُ
و إِیرُ بَنِی الحَجّاجِ :مِن میاه بَنِی نُمَیْر،و هو بالکسر، و أَمّا بالفتح فناحیهٌ مِن المدینه یَخْرُجُون إِلیها للنُّزهه.
البِئْرُ ،بالکسر:القَلِیبُ ، م معروفٌ ، أُنْثَی، ج آبْآرٌ ،بهمز بعدَ الباءِ،مقلوبٌ ،عن یعقوبَ ،أَی فوزنُه أَعفالٌ . و مِن العرب مَن یقلِبُ الهمزهَ فیقول: آبارٌ ،علی أَصله. و هی فی القِلَّه أَبْؤُرٌ و آبُرٌ ،مثالُ آمُلٍ ،مقلوب، وَزْنُه أَعْفُلٌ ،عن الفَرّاءِ. و فی الکثره بِئارٌ ،بالکسر،و
17- فی حدیث عائشهَ : «اغْتَسِلِی مِن ثلاثهِ أَبْؤُرٍ یَمُدُّ بعضُها بعضاً».
و المرادُ به أَنّ مِیَاهَها تَجتمعُ فی واحدهٍ کمیاهِ القَنَاهِ .
و البآرٌ ککَتّانٍ : حافِرُهَا ،کذا فی التَّهذِیب،و المشهورُ به أَبو نصر إِبراهیمُ بنُ الفَضْلِ بنِ إِبراهِیمَ الأَصبهانیُّ الحافظُ ، و یقال: أَبَّارٌ ،و هو مقلوبٌ ،و لم یُسمَع علی وَجْهِه.
و أَبْأَرَ فلاناً:جَعَلَ له بِئْراً ،نقلَه الزَّجّاج.
و بَأَرَ بِئْراً کمَنَعَ یَبْأَرُهَا ، و کذلک ابْتَأَرَ :حَفَرَ و عن أَبی زَیْد: بَأَرْتُ أَبْأَرُ بَأْراً :حَفَرْتُ بُؤْرَهً یُطْبَخُ فیها، و هی الآرهُ (1).
و
16- فی الحدیث: « البِئْرُ جُبَارٌ». قیل:هی العادِیَّهُ القدیمهُ لا یُعْلَم لها حافرٌ و لا مالِکٌ ،فیقعُ فیها الإِنسانُ أَو غیرُه فهو جُبَار،أَی هَدَرٌ،و قیل:هو الأَجِیرُ الذی یَنزلُ البِئْرَ فینقِّیها، أَو یُخرِجُ منها شیئاً وَقَع فیها فیموتُ .
و بَأَرَ الشیْ ءَ بَأْراً ،و ابْتَأَره ،کلاهما: خَبَأَه أَو ادَّخَره ، و منه قِیل للحُفْره: البُؤْرَهُ . و ابْتأَرَ الخَیرَ :و بَأَرَه : قَدَّمَه،أَو عَمِلَه مَسْتُوراً. و
16- فی الحدیث: «أَنّ رجلاً آتاه اللّه مالاً فلمْ یَبْتَئرِ خَیْراً». أَی لم یُقَدِّم لنفسِه خَبِیئَهَ خیرٍ،و لم یَدَّخِرْ،و قال الأُمَوِیُّ فی معناه:
هو مِن الشَّیءِ یُخْبَأُ،کأَنَّه لم یُقَدِّم لنفسِه خَیْراً خَبَأَه لها.
و قال أَبو عُبَیْد:فی الابْتِئارِ لُغَتَانِ :
ابتأَرتُ و ائْتَبَرتُ ابْتِئاراً و ائْتِبَاراً ،و قال القُطامیّ .
فإِنْ لم تَأْتَبِرْ رَشَداً قُرَیْشٌ
فلیس لسائرِ النّاسِ ائْتِبارُ
یعنی اصْطِنَاعَ الخیرِ و تَقدیمَه.
و البُؤْرَهُ بالضّمِّ : الحُفْرَهُ یُطبَخُ فیها،عن أَبی زَیْد و هی کالزُّبْیَهِ من الأَرْض، و قیل :هی مَوْقِدُ النّارِ و هی الآرَهُ (2)، و جمعُه بُؤَرٌ .
و البُؤرَهُ أَیضاً: الذَّخِیرَهُ یَدَّخِرُهَا الإِنسانُ کالبِئْرَهِ بالکَسْر، و البَئیرَهِ ،علی فَعِیلَهٍ .و فی الأَساس:« بأَر »:الفاسِقُ مَن ابْتَأَرَ ،و الفُوَیْسِقُ مَن ابْتَهَرَ،یقال (3): ابْتَأَرَهَا :قال فَعَلْتُها و هو صادِقٌ ،و ابْتَهَرْتُها:قاله و هو کاذبٌ .
البَبْرُ بفتحٍ فسکونٍ : سَبُعٌ م معروفٌ ، ج بُبُورٌ ،مثل فَلْسٍ و فُلُوسٍ ،و قیل:هو ضَرْبٌ مِن السِّباع.
و فی الصّحاح:هو الفُرَانِقُ (4)الذی یُعادِی الأَسَد،و مثله فی المِصْبَاح،ففی قولِ المصنِّفِ :معروفٌ ،مَحَلُّ تَأَمُّل.
و لعَلَّه فی الزَّمنِ الأَوّل،أَعجمیُّ مُعَرَّبُ ،و فی التَّهْذِیب:
و أَحسبُه دَخِیلاً و لیس مِن کلام العرب.
و نَصْرُ بنُ بَبْرَوَیْهِ -کعَمْرَوَیْهِ -حَدَّثَ عن إِسحاقَ بنِ شاذَانَ ،کذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ عن إِسحاقَ شاذانَ ، و هو إِسحاقُ بن إِبراهیمَ ،و شاذَانُ لَقَبُهُ ،و هو نصرُ بنُ بَبْرَوَیْهِ الفارسیُّ ،حَدَّث عنه ببغدادَ و أَخوه أَحمدُ بن بَبْرَوَیْهِ حَدَّثَ أَیضاً،و هکذا ضَبَطَه الحافظانِ :الذَّهَبیُّ و ابنُ حَجَرٍ،و قرأْت فی کتاب ابنِ أَبی الدّم:نَصْرُ بنُ بِبْرَوَیْهِ -بکسر الموحَّدَهِ
ص:43
و سکونِ التَّحْتِیَّهِ بعدها راءٌ مفتوحهٌ -کان ببغدادَ حدَّث عن شاذَانَ ،فتأَمّلْ ذلک.
*و ممّا یستدرَکُ علیه:
البِبّارات ،بالکسر:کُورَهٌ بالصَّعِید قُرْبَ إِخْمِیمَ .
و عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ بِیبَرٍ -بکسرٍ فسکونٍ ففتحٍ -من أَهل وادِی الحِجَارَه،سَمِعَ أَبا عیسَی.
و ببور :قریهٌ بإِفْرِیقِیَّهَ مِن أَعمال تُونُسَ .
البَتْرُ ،بفتح فسکونٍ : القَطْعُ قبلَ الإِتمام،کذا فی اللِّسانِ و الأَساس (1). و هو قَطْعُ الذَّنَبِ و نحوِه مُستأْصِلاً ، و قیل:هو استئصالُ الشَّیْ ءِ قَطْعاً،و قیل:کلُّ قَطْعٍ : بَتْرٌ .
و سیفٌ باترٌ :قاطعٌ ،و کذلک بَتَّارٌ ،ککَتَّانٍ ، و بُتَارٌ ، و کغُرَابٍ و بَتُورٌ ،کصَبُور.
و الباتِرُ :السَّیفُ القاطِعُ .
و الأَبْتَرُ :المقطوعُ الذَّنَبِ مِن أَیِّ مَوضِعٍ کانَ مِن جمیعِ الدَّوابِّ .
بَتَرَه یَبْتُره بَتْراً ،مِن حَدِّ کَتَب، فبَتِرَ ،کفَرِحَ ، یَبْتَرُ بَتَراً .
و الذی فی اللِّسَان:و قد أَبْتَرَه فبَتَرَ .و ذَنَبٌ أَبْتَرُ .
و الأَبْتَرُ : حَیَّهٌ خَبِیثَهٌ . و فی الدُّرِّ النَّثِیر،مختصر نهایهِ ابنِ الأَثیر للجَلال:أَنَّ الأَبْتَرَ :هو القَصِیرُ الذَّنَب من الحَیَّات.
و قال النَّضْرُ بنُ شُمَیْل:هو صِنْفٌ أَزرقُ مقطوعُ الذَّنَبِ لا تَنْظُرُ إِلیه حامِلٌ إِلاّ أَلْقَتْ ما فی بَطْنِهَا.و فی التَّهْذِیب:
الأَبْتَرُ من الحَیَّات:الذی یُقال له الشَّیْطَانُ ،قَصِیرُ الذَّنَبِ لا یَراه أَحَدٌ إِلاّ فَرَّ منه،و لا تُبْصِرُه حامِلٌ إِلاَّ أَسقطَتْ ؛و إِنّمَا سُمِّیَ بذلک لِقِصَرِ ذَنَبِه،کأَنّه بُتِرَ منه.
و الأَبْتَرُ : البیتُ الرابعُ من المُثَمَّنِ فی عَرُوض المُتَقَارِبِ کقوله:
خَلِیلَیَّ عُوجاً علی رَسْمِ دارٍ
خَلَتْ مِن سُلَیْمَی و مِن مَیَّهْ
و الثانی من المُسَدَّسِ ،کقوله:
تَعَفَّفْ و لا تَبْتَئِسْ
فما یُقْضَ یَأْتِیکا
فقَولُه:«یَه»مِن مَیَّهْ ،«و کا»مِن یأْتِیکا،کلاهما«فلْ »، و إِنما حُکْمُهما فَعُولُن فحُذِفَتْ «لن»فبَقِیَ «فعو»،ثم حُذِفَت الواوُ و أُسْکِنَت العَیْنُ فَبَقِی«فلْ ».
و سَمَّی قُطْرُبٌ البیتَ الرابعَ مِن المَدِید،و هو قولُه:
إِنَّمَا الذَّلْفاءُ یاقوتَهٌ
أُخْرِجَتْ مِن کِیسِ دِهْقانِ
سَمَّاه (2)أَبْتَرَ ،قال أَبو إِسحاق:و غلِطَ قُطْرُبٌ ،إِنما الأَبتَرُ فی المُتَقَارِب فأَمَّا هذا الذی سَمّاه قُطْرُبٌ الأَبْتَرَ فإِنّمَا هو المَقْطُوعُ ،و هو مذکورٌ فی موضِعِه کذا فی اللِّسان،و قال شیخُنَا:و ظاهرُ قولِ المصنِّفِ -أَو نَصّ -فی أَنّ الأَبترَ من صفاتِ البَیتِ و لیس کذلک،بل هو من صفاتِ الضَّرْب فهو أَحدُ ضُرُوب المتقاربِ أَو المَدِید،علی ما عُرِفَ فی العَرُوض،و البَتْرُ ضَبطوه بالفتحِ و بالتَّحْرِیکِ و قالوا:هو فی اصطلاحِهِم اجتماعُ القَطْعِ و الحَذْفِ فی الجُزءِ الأَخِیرِ من المتقارب و المَدِید،فإِذا دَخَلَ البَتْرُ فی فَعُولنْ فی المتقارِب حُذِفَتْ الواوُ مِن«فعو»،و سُکِّنَتْ عَیْنُه فیَصِیرُ«فع»و إِذا دخلَ البَتْر فی فاعلاتن فی المَدِید حُذِفَ سَبَبُه الخفیفُ أَیضاً و هو«تن»،و حُذِفتْ أَلفُ وتده،و سُکِّنت لامُه فیصیر «فاعل».هذا مذهبُ أَهلِ العَرُوضِ قاطبَهً ،و الزَّجّاجُ وَحَده وافقَهم فی المُتَقَارِب؛لأَنّ فعولن فیه یصیرُ«فع»فیبقَی فیه أَقَلُّه،و أَمّا فی المَدِید فیصیرُ فاعلاتن إِلی«فاعل»فیبقَی أَکثرُه،فلا ینبغی أَن یُسَمَّی أَبترَ ،بل یقال فیه:محذوفٌ مقطوعٌ ،و المصنِّف کأَنَّه جَرَی علی مذهب الزَّجّاج فی خُصُوصِ التَّسْمِیَهِ ،و إِنْ لم یُبَیِّن معنی البَتْرِ و الأَبترِ ،و لا أَظهرَ المرادَ منه،فکلامُه فیه نَظَرٌ مِن جِهاتٍ .
و الأَبْتَرُ : المُعْدِمُ .
و الأَبْتَرُ : الذی لا عَقِبَ له ،و به فُسِّر قولُه تعالی: إِنَّ شانِئَکَ هُوَ اَلْأَبْتَرُ (3)
14- نَزَلَتْ فی العاصِی بن وائِل و کان دَخَلَ علی النبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم و هو جالس،فقال:هذا الأَبْتَرُ (4)،فقال اللّه
ص:44
عَزَّ و جَلَّ إِنَّ شانِئَکَ یا محمدُ هُوَ اَلْأَبْتَرُ ،أَی المُنْقطِعُ عنه کلُّ خَیرٍ، و هذا نقلَه الصاغانیُّ .
و
14- فی حدیث ابنِ عَبّاسٍ قال: لمّا قَدِمَ ابنُ الأَشْرفِ مکهَ قالتْ له قریشٌ :أَنتَ حَبْرُ أَهل المدینهِ و سَیِّدُهم ؟قال:
نعم،قالوا:أَ لاَ تَری هذا الصُّنَیْبِرَ الأُبَیْتِرَ مِن قومِه،یزعمُ أَنّه خیرٌ منّا،و نحن أَهْلُ الحَجِیجِ و أَهلُ السِّدانهِ و أَهلُ السِّقایهِ ، قال:أَنتم خیرٌ منه (1)،فأُنزِلَتْ : إِنَّ شانِئَکَ هُوَ اَلْأَبْتَرُ ، و أُنْزِلتْ : أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ أُوتُوا نَصِیباً مِنَ الْکِتابِ یُؤْمِنُونَ بِالْجِبْتِ وَ الطّاغُوتِ وَ یَقُولُونَ لِلَّذِینَ کَفَرُوا هؤُلاءِ أَهْدی مِنَ الَّذِینَ آمَنُوا سَبِیلاً (2).
قال ابنُ الأَثِیر: اَلْأَبْتَرُ : المُنْبَتِرُ الذی لا وَلَدَ له.قیل:لم یکن یومئذٍ وُلِدَ له،قال:و فیه نَظَرٌ؛لأَنَّه وُلِدَ قبلَ البَعْثِ و الوَحْی،إِلاّ أَن یکونَ أَراد لم یَعِشْ له وَلَدٌ ذَکَرٌ.
و الأَبْتَرُ : الخاسِرُ.
و الأَبْتَرُ : ما لا عُرْوَهَ له من المَزَادِ و الدِّلاءِ.
و الأَبْتَرُ : کلُّ أَمْرٍ مُنقطِعٍ من الخَیْرِ أَثَرُه،و
16- فی الحدیث:
«کلُّ أَمْرٍ ذِی بالٍ لا یُبْدَأُ فیه بحَمْدِ اللّهِ فهو أَبْتَرُ ». أَی أَقْطَعُ .
و الأَبْتَرُ : العیْرُ،و العَبْدُ،و هما الأَبْتَرانِ ؛سُمِّیَا أَبْتَرَیْنِ لِقِلَّه خیرِهما،و نقلَه الجوهریُّ عن ابنِ السِّکِّیت.و من سَجَعَات الأَساس:لَیْتَه أَعارَنا أَبْتَرَیْهِ ،و ما هم إِلاّ کالحُمُرِ البُتْرِ (3)و الأَبْتَرُ : لَقَبُ المُغِیرَهِ بنِ سَعْدٍ،و البُتْرِیَّهُ من الزَّیْدِیَّهِ بالضَّمّ تُنْسَبُ إِلیه و ضبطَه الحافظُ بالفَتْح.
و أَبْتَرَ الرَّجلُ : أَعْطَی،و مَنَعَ ،نقلَهما ابنُ الأَعرابیِّ ، ضِدُّ.
و أَبْتَرَ ،إِذا صَلَّی الضُّحَی حینَ تُقَضِّبُ الشَّمْسُ ،أَی یَمتدُّ شُعَاعُها و یَخْرُج کالقُضْبانِ ،کذا فی التَّهْذِیب،و
1- فی حدیثِ علیٍّ ،کَرَّم اللّه وَجهه: و سُئلَ عن صلاهِ الأَضْحی أَو الضُّحَی فقال:«حِینَ تَبْهَرُ البُتَیْرَاءُ الأَرضَ ». أَراد:حینتَنْبسِطُ الشمسُ علی وَجْهِ الأَرضِ و تَرتَفِعُ .
و أَبْتَرَ الرَّجلُ :صلَّی الضُّحَی،مِن ذلک،کذا فی النِّهایه.
و أَبْتَرَ اللّه الرَّجُلَ :جَعَلَه أَبْتَرَ مَقْطُوعَ العَقِبِ .
و الأُبَاتِرُ ،کعُلابِطٍ :القَصِیرُ ؛کَأَنَّه بُتِرَ عن التَّمَامِ .
و قیل:هو مَن لا نَسْلَ له.
و الأُبَاتِرُ أَیضاً: مَنْ یَبْتُرُ -کیَنْصُرُ- رَحِمَه و یَقطعُها، کالباتِر ،کما فی الأَساس،قال عُبَادَهُ بنُ طَهْفَه (4)المازِنیُّ یهجُو أَبا حِصْنٍ السُّلَمِیّ :
شَدِیدُ إِکاءِ البَطْنِ ضَبُّ ضَغِینَهٍ
علَی قَطْعِ ذی القُرْبَی أَحَذُّ أُباتِرُ
و فَسَّره ابنُ الأَعْرَابیِّ ،فقال:أَی یُسرعُ فی بَتْرِ ما بینَه و بینَ صَدِیقهِ .
و البَتْرَاءُ :الحُجَّهُ الماضِیهُ (5)النّافِذَهُ ،عن ثعلبٍ ،و وَهِمَ شیخُنَا حیثُ فَسَّره بالحَدِیدَهِ ،قال:و تَجْرِی علی لسان العامَّهِ فیُطلِقُونها علی السِّکِّین القَصِیرهِ ،و یقال:ضَرْباءُ بَتْرَاءُ .
و البَتْراءُ : ع بقُربِه مسجدٌ لرسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلّم بطریقِ تَبُوکَ مِن ذَنَبِ الکَواکبِ ،ذَکَره ابنُ إِسحاق.
و البَتْرَاءُ من الخُطَبِ :ما لم یُذْکَر اسمُ اللّه فیه،و لم یُصَلَّ علی النّبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم ،و منه خَطَبَ زیادٌ خُطبتَه البَتْراءَ .
و فی الأَساس:طَلَعَتِ البُتَیْرَاءُ :الشَّمْسُ أَوّلَ النهارِ (6)، قبلَ أَن یَقْوَی ضَوْؤهَا و یَغْلِبَ ؛و کأَنَّهَا سُمِّیَتْ به مُصَغَّرهً لتَقاصُرِ شُعَاعِها عن بُلُوغِ تَمامِ الإِضاءَهِ و الإِشراقِ و قِلَّتِه.
و تَقَدَّم حدیثُ علیٍّ و فیه الشّاهِدُ،و ذکَره الهَرَوِیُّ و الخَطّابِیُّ و السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْض.
و الانْبِتَارُ :الانْقِطاعُ ،یقال: بَتَرَه بَتْراً فانْبَتَر و تَبَتَّرَ .
و الانْبتارُ : العَدْوُ.
ص:45
و عن ابن الأَعْرَابیِّ : البَتْرَهُ ،بفتح فسکونٍ : الأَتَانُ ، تصغیرُهَا بُتَیْرَهٌ .
و بُتْرَانُ ، کعُثْمَانَ :ع لبنی عامر بنِ صَعْصَعَهَ ،و قیل:
جَبَلٌ ،و أَنشد أَبو زِیاد:
و أَشْرَفْتُ مِن بُتْرَانَ أَنْظُرُ هل أَرَی
خَیالاً لِلَیْلَی رَیْتُه و یَرَانیَا
و بُتْرٌ ،بالضَّمِّ فالسُّکُونِ : أَحْبُلٌ (1)،بالحاءِ المُهْمَلَه،جمعُ حَبْلٍ من الرَّمْلِ ،فی الشَّقِیق، مُطِلاّتٌ علی زُبَالهَ . قال القَتَّال الکِلابیُّ :
عَفَا النَّجبُ بَعْدِی فالعَرِیشانِ فالبُتُرُ
فَبُرْقُ نِعَاجٍ مِن أُمَیْمَهَ فالحِجْرُ
و قیل البُتْرُ من سبعهِ فَرَاسِخَ [عرضاً] (2)و طولُه أَکثرُ من عشرینَ فَرْسَخاً،و فیه حِبالٌ (3)کثیرهٌ من بلادِ عَمْروِ بنِ کِلاب.
و بُتْر : ع،بالأَنْدَلُس منه أَبو محمّدٍ مَسْلَمَهُ بنُ محمّدٍ الأَندلسیّ ،رَوَی عنه یُوسفُ بن عبدِ اللّه بنِ عبد البَرِّ الأَندلسیُّ .
و بَتْرِیرُ ،بالفتح ،و ضَبَطَه الصاغانیُّ بالکسر (4): حِصْنٌ مِن عَمَلِ مُرْسِیَهَ بالأَنْدَلُسِ ،ذَکَره یاقُوت فی المعجم.
و بَتِیرَهُ ، کسَفِینَه:ابن الحارثِ (5)بنِ فِهْرٍ ،فی قُرَیْش، قالَه ابنُ حَبِیب.
و أَبو مَهْدِیٍّ عَبدُ اللّهِ بنُ أَحْمَد بنُ بُتْرِی ،بالضَّمِّ ساکنَهَ الآخِرِ أَندلسیٌّ ،رَوَی عن ابن قاسمٍ القَلْعِیِّ ،و عنه هِشامُ بنُ سعید الخیر الکاتبُ ، و کذا أَبو محمّدٍ مَسْلَمَهُ بنُ محمّدِ بنِ البُتْرِی :مُحَدِّثانِ ،و هو أَندلسیُّ أَیضاً من مشایخِ ابن عبد البَرّ،مَرَّ ذِکْرُهُ قریباً.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه: المَبْتُورَهُ :التی قُطِع ذَنَبُهَا،و منه
16- حدیثُ الضَّحَایَا: «نَهَی عن کلِّ مَبْتُورَهٍ ».
و
16- فی حدیثٍ آخَرَ: «نَهَی عن البُتَیْرَاءِ ». ؛هو أَنْ یُوتِرَ برکعهٍ واحدهٍ ،و قیل:هو الذی شَرَعَ فی رکعَتَیْن فأَتمَّ الأُولَی و قَطَعَ الثّانیهَ ،و
17- فی حدیث سَعْدٍ: «أَنّه أَوْتَرَ برکعهٍ ،فأَنکَرَ علیه ابنُ مسعودٍ و قال:ما هذه البتراءُ ».
و
14- فی الحدیث: «کان لرسولِ اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلّم دِرْعٌ یُقَال لها البَتْرَاءُ ». ؛سُمِّیَتْ بذلک لِقِصَرِهَا.
و التَّبَتُّرُ :الانقطاعُ .
و تَبَتَّرَ لَحْمُه:انْمَازَ (6).
و الأُبَاتِرُ ،بالضَّمِّ :مَوضعٌ ،قال الرّاعِیّ :
تَرَکْنَ رِجَال العُنْظُوَانِ تَنُوبُهُمْ
ضِباعٌ خِفَافٌ مِن وراءَ الأُباتِرِ (7)
و البَتِّیرُ ،بفتح فتشدیدِ تاءٍ فوقیَّهٍ فسکون یاءٍ تحتیَّهِ :قریهٌ بالشّام،و إِلیه نُسِبَ شیخُ مشایخِنا أَبو محمّدٍ صالحٌ ،کان مَّمن رَأَی الخَضِرَ علیه السّلامُ ،و صافَحَه.
و البَتُّورُ ،کَتَنُّورٍ:مِن أَعلامِهم.
و البَتْراءُ :قریهٌ بمصر.
و أُباتِر ،کعُلابِط :أَودیهٌ أَو هِضابٌ نَجْدِیَّهٌ فی دیارِ غَنِیٍّ ، و قیل:بل هی ثمانیهٌ و الأَولُ أَثْبَتُ .
و أَبْتَرُ ،کأَحمدَ:صُقْعٌ شامیُّ .
و بُتَیْرَهُ ،بالضَّمّ :لَقَبُ الحارثِ بنِ مالکِ بنِ نَهْدٍ،بطنٌ ، قاله ابنُ حَبِیب.
و بَتَرُونُ ،محرَّکَهً :قریهٌ بجُبَیْلٍ مِن عَمَلِ طَرَابلس الشامِ ،منها أَبو القاسمِ عبدُ اللّه بنُ مفرحِ بنِ عبدِ اللّه بن مُضَر بنِ قیس،رَوَی له أَبو سعد المالِینیُّ ،هکذا ذَکَره أَئِمَّهُ الأَنسابِ ،و فی معجم یاقوت:بَثَرُون،بالثَّاءِ المثلَّثَه.
البَثْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ : الکَثِیرُ و القَلِیلُ ،ذَکَره ابنُ
ص:46
السِّکِّیتِ و غیرُه فی الأَضداد،یقال:عطَاءٌ بَثْرٌ ،أَی کثیرٌ، و قلیلٌ .
و ماءٌ بَثْرٌ :بَقِیَ منه علی وَجْه الأَرضِ شیْ ءٌ قلیلٌ ، و المعروفُ فی البَثْرِ الکثیرُ.
و البَثْرُ أَیضاً: خُرَاجٌ صَغِیرٌ ،و مثلُه فی الأَساس (1)، و خَصَّ بعضُهم به الوَجْهَ ، و قَوْلُ الجوهریِّ خُرَاجٌ : صِغَارٌ.
غَلَطٌ . قال شیخُنا لا غَلَطَ فیه:فإِنّ البَثْرَ اسمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ ،و هو جمعٌ عند أَهلِ اللُّغَهِ ،و مثلُه یجوز أَن یُوصَفَ بالجَمْعِ و المُفْردِ علی ما قُرِّرَ فی العربیَّه،و یَدُلُّ له قولُ المصنِّفِ :الخُرَاجُ ،کالغُرَابِ :القُرُوح؛فإِنّه فَسَّرَه بالقُرُوح و هی جَمْعُ قَرْحٍ ،کفَلْسٍ و فُلُوسٍ ،فَفَسَّر الجمعَ بالجمعِ ، أَو قَصَدَ الجِنْسَ ،کیُوَلُّونَ الدبُرَ،کما مال إِلیه بعضُ الشُّیوخ. و یُحَرَّکُ ،واحدتُه بَثْرَهٌ و بَثَرهٌ .
و قد بَثُرَ وَجْهُه یَبْثر مُثَلَّثَهً بَثْراً ،بفتحٍ فسکونٍ ، و بُثُوراً ، بالضَّمِّ ، و بَثَراً ،محرَّکهً ، فهو وَجْهٌ بَثِرٌ ،ککَتف.
و تَبَثَّرَ وَجْهُه: بَثِرَ .
و تَبَثَّرَ جِلْدُه:نَفِطَ .
قال أَبو منصور: البُثُورُ مثلُ الجُدَرِیِّ :یفتحُ (2)علی الوَجْهِ و غیرِه مِن بَدَنِ الإِنسانِ ،و جمعُهَا بَثْرٌ .
و عن ابن الأَعرابیِّ : البَثْرَهُ :الحَرَّهُ ،و قیل:هی أَرضٌ حجارتُها کحجارِه الحَرَّهِ إِلاّ أَنَّهَا بِیضٌ ،و هو مَجازٌ.
و البَثْر : الحِسْیُ ،و البُثُورُ :الأَحْساءُ،و هی الکِرَارُ.
و یقال: کَثِیرٌ بَثِیرٌ ،إِتْبَاعُ له،و قال الکِسائیُّ :هذا شیْ ءٌ کَثِیرٌ بَثِیْرٌ ،و بَذِیرٌ و بَجِیرٌ أَیضاً. و قد یُفْرَدُ.
و بَثْرٌ :ماءٌ مَعْرُوفٌ بذاتِ عِرْقٍ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
فافْتَنَّهُنَّ مِن السَّواءِ و ماؤُه
بَثْرٌ و عانَدَه طَرِیقٌ مَهْیَعُ
أَو بَثْرٌ : ع آخرُ مِن أَعراضِ المدینِه لیس ببَعیدٍ،قالَه أَبو عبیدهَ ،و أَنشدَ الأَصمَعِیُّ لأَبِی جُنْدَبٍ الهُذَلِیِّ :إِلی أَیِّ نُسَاقُ و قد وَرَدْنَا ظِماءً عن مَسِیحَهَ ماءَ بَثْرِ و الباثِرُ من الماءِ:البادِی من غیر حَفْرٍ ،و کذلک ماءٌ نَبَعٌ و نابعٌ .
و الباثِرُ أَیضاً: الحَسُودُ.
و البَثْرُ و المَبْثُور :المَحْسُودُ.
و المَبْثُورُ أَیضاً: الغَنِیُّ جداً ،أَی التّامُّ الغِنَی.
و ابْثَأَرَّتِ الخَیْلُ :رَکَضتْ للمُبَادَرهِ شیئا تطلُبُه، کابْثَعَرَّتْ (3)و ابْذَعَرَّتْ .
و البَثْرَاءُ ،بالمدَّ: جَبَلٌ لِبَجِیلَهَ جاءَ ذِکْرُه فی عَزَاه الرَّجِیع، تَعَبَّد فیه سُلْطَانُ الزّاهِدِین إِبراهیمُ بنُ أَدهمَ العِجْلِیُّ البَلْخِیُّ ،من أَولادِ أُمرائها،و له کراماتٌ أُلِّفَتْ فی مَجْمُوعٍ ،رضی اللّه عنه و أَرضاه عنّا.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
عن ابن الأَعرابیِّ : البَثْرَهُ تصغیرُها البُثَیْرَهُ ،و هی النِّعْمَهُ التّامَّهُ .
و البَثْرُ :أَرضٌ سَهْلَهٌ رِخْوهٌ .
و عن الأَصمعیِّ : البَثْرَهُ :الحُفْرَهُ .
قال أَبو منصورٍ:و رأَیتُ فی البادیهِ رَکِیَّهً غیرَ مَطْوِیَّهٍ یقال لها: بَثْرَهُ ،و کانَت واسَعَهً کثیرهَ الماءِ.
و عن اللَّیْث:الماءُ البَثْرُ فی الغَدِیر إِذا ذَهَبَ و بَقِیَ علی وَجْهِ الأَرضِ منه شیْ ءٌ قلیلٌ ،ثم نَشَّ و غَشَّی وَجْهَ الأَرضِ منه شِبْهُ عِرْمِضٍ ،یُقَال:صار ماءُ الغَدِیرِ بَثْراً .
و فی نوادر الأَعراب: ابْثَأْرَرْتُ عن هذا الأَمْرِ،أَی اسْتَرْخَیْتُ و تَثاقَلْتُ .
و کزُبَیْرٍ: بُثَیْرُ بنُ أَبی قُسَیْمَهَ السَّلامِیُّ ،من المحدِّثین.
و کسَفِینَهٍ : بَثِیرَهُ بنُ مَشْنُوءٍ،رجلٌ مِن قُضَاعهَ .
ذَکَرهما الصاغانیُّ .
ص:47
و بَثْرٌ ،بفتحٍ فسکونٍ :أَحدُ أَولادِ إِبلیسَ الخمسهِ ،سیذکر فی«زلنبور» (1).
ابْثَعَرَّتِ الخَیْلُ ،أَهملَه الجَوْهرِیُّ ،و قال أَبو السَّمَیْدَعِ :هو مِثلُ ابثأَرَّتْ و ابْذَعَرَّتْ ؛و ذلک إِذا رَکَضَتْ تُبَادِرُ شیئاً تَطلُبه.
البُجْرَهُ ،بالضَّمّ :السُّرَّهُ من الإِنسان و البَعِیرِ عَظُمَتْ أَم لا ،کذا فی المُحْکَم.
و البُجْرَهُ : العُقْدَهُ فی البَطْنِ خاصَّهً ، و قیل:هی العُقْدَهُ تکونُ فی الوَجْهِ و العُنُقِ ،و هی مثلُ العُجْرَهِ ،عن کُرَاع، و هو مَجازٌ.
و ابنُ بُجْرَهَ کَانَ خَمّاراً بالطّائفِ و یُروَی فیه بالفتح،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
فلوْ أَنَّ ما عندَ ابنِ بُجْرَهَ عندَها
مِن الخَمْرِ لم تَبْلُلْ لَهَاتِی بناطِلِ
و عبدُ اللّه بن عمر (2)بنِ بُجْرَهَ القُرَشِیُّ العَدَوِیُّ صحابیُّ ، أَسلَمَ یومَ الفَتْحِ ،و قُتِلَ بالیَمامه، و عُقْبَهُ بنُ بَجَرَه - محرَّکه تابعیُّ مِن بَنِی تُجِیبَ ،سَمِع أَبا بکرٍ الصِّدِّیقَ ،
1- و شَبِیبُ بنُ بَجَرَهَ ،محرَّکَهً ، شارَکَ عبدَ الرحمنِ بنَ مُلْجَمٍ ، لَعَنَه اللّه تعالی، فی دَمِ أمیرِ المُؤمنینَ و یَعْسُوبِ المسلمینَ ، علیٍّ بنِ أَبی طالبٍ کَرَّمَ اللّهُ وجهَه و رَضِیَ عنه.
و من المَجاز: ذَکَرَ فلانٌ عُجَرَه و بُجَرَه ،کزُفَر فیهما أَیْ عُیُوبَه.و أَفْضَی إِلیه بعُجَرِه و بُجَرِه ،أَی بعُیَوبِه،یَعْنِی أَمْرَه کُلَّه و قال الأَصمعیُّ فی باب إِسرارِ الرَّجل إِلی أَخیه ما یَستُرُه عن غیره:أَخبرتُه بعُجَرِی و بُجَرِی ،أَی أَظهرْتُه مِن ثِقَتِی به علی مَعَایِبِی.
قال ابن الأَعرابیِّ :إِذا کانتْ فی السُّرَّه نَفْخَهٌ فهی بُجْرَهٌ ، و إِذا کانت فی الظَّهْرِ فهی عُجْرَهٌ ،قال:ثم یُنقَلانِ إِلی الهُموم و الأَحزانِ ؛قال:و معنی
1- قولِ علیّ کَرَّم اللّه وَجهَه:
«أَشْکُو إِلی اللّه عُجَرِی و بُجَرِی . أَی هُمُومِی و أَحْزَانی و غُمُومی.و قال ابنُ الأَثِیر:و أَصلُ العُجْرَهِ نَفْخَهٌ فی الظَّهْرِ،فإذا کانت فی السُّرَّه فهی بُجْرَهٌ .و قیل:العُجَرُ:العُرُوقُ المُتَعَقِّدَهُ فی الظَّهْر،و البُجَرُ :العُرُوقُ المُتَعَقِّدَهُ فی البَطْن؛ ثم نُقِلاَ إِلی الهُمُوم و الأَحزان؛أَراد أَنّه یشکُو إِلی اللّه تعالَی أُمْورَه کلَّها ما ظَهَرَ منها و ما بَطَنَ .
و فی حدیث أُمِّ زَرْع:«إِنْ أَذْکُرْه أَذْکُرْ عُجَرَهُ و بُجَرَه »،أَی أُمُورَهُ کلَّهَا بادِیَها و خَافِیَهَا،و قیل:أَسرارهَ و قیل:عُیُوبَه.
و سیأْتی فی ع ج ر بأَبسطَ مِن هذا.
و الأَبْجَرُ :الذی خَرَجَتْ سُرَّتُه و ارتَفَعَتْ و صَلُبَتْ .و قال ابن سِیدَه:و بَجَرَ بَجْراً ،و هو أَبْجَرُ ،إِذا غَلُظَ أَصلُ سُرَّتِه فالْتَحَمَ مِن حیثُ دَقَّ ،و بَقِیَ فی ذلک العَظْمِ رتجٌ (3)و المرأَهُ بَجْراءُ و اسمُ ذلک الموضعِ : البَجَرَهُ و البُجْرَهُ .
و الأَبْجَرُ : العظیمُ البَطْنِ .و قد بَجِرَ کفَرِحَ فیهما،ج بُجْرٌ و بُجْرانٌ ،و أَنشدَ ابنُ الأَعرابیِّ :
فلا تَحْسَبُ البُجْرَانُ أَنْ دِماءَنَا
حَقِینٌ لهم فی غیرِ مَرْبُوبَهٍ وُقْرِ
و الأَبْجَرُ : حَبْلُ السَّفِینَهِ ،لِعظَمِه فی نَوعِ الحِبَال.
و الأَبْجَرُ : فَرَسُ الأَمیر عَنْتَرَهَ بنِ شَدّادٍ العَبْسِیِّ ،و له فیه أَشعارٌ قد دُوِّنَتْ .
و أَبْجَرُ اسمُ رَجُل ،هو ابنُ حاجِرٍ،سُمِّیَ بالأَبْجَرِ :حَبْلِ السَّفِینه.و جَدُّ عبدِ الملَک بنِ سَعِید بنِ حبّانَ الکنَانِیِّ ،ذَکَرَه الحافظُ ابنُ حَجَرٍ.
و البُجْرُ ،بالضمِّ :الشَّرُّ،و الأَمْرُ العظیمُ ،قاله أَبو زَیْد. و البُجْرُ : العَجَبُ . و قال هُجْراً و بُجْراً ،أَی أمْراً عَجَباً.
و أَنشدَ الجوهریُّ قولَ الشاعر:
أَرْمِی علیها و هو شَیْ ءٌ بُجْرُ
و القَوْسُ فیها وَتَرٌ حِبَجْرُ
استشهدَ به علی أَنّ البُجْرَ هو الشَّرُّ و الأَمرُ العظیمُ .
و قال غیرُه: البُجْرُ :الدّاهِیَهُ ،و الأَمْرُ العَظِیمُ ،و یُفْتَحُ ، و منه
16- حدیثُ أَبی بکرٍ رَضِیَ اللّه عَنْه: «إِنّمَا هو الفَجْرُ أَو البَجْرُ ». أَی إِن انتظرتَ حتی یُضِیءَ الفَجْرُ أَبصرتَ الطَّرِیقَ ،و إن خَبَطْتَ الظَّلْمَاءِ أَفْضَتْ بکَ إِلی المَکْرُوه،
ص:48
و یُرْوَی:«البَحْرُ»بالحاءِ؛یُریدُ غَمَراتِ الدُّنیا،شَبَّهَها بالبَحْرِ لِتَحَیُّرِ أَهلِها فیها.
و
1- فی حدیث علیٍّ رَضِیَ اللّه تَعَالَی عنه: «لم آت لا أَبَا لَکُمْ بُجراً ». ج أباجِرُ ،جج ،أَی جَمْع الجمع أَباجیرُ . و عن أَبی عَمْرٍو:و یقال:إِنه لَیجِیءُ بالأَباجِیرِ (1)،و هی الدَّواهِی، قال الأَزهریُّ :فکأَنَّهَا جَمْعُ بُجْرٍ و أَبْجَارٍ ،ثم أَباجِیرُ (2)جَمْعُ الجَمْعِ .
و أَمْرُ بُجْرٌ :عظیمٌ ،و جمعُه أَباجِیرُ کأَباطِیلَ ،عن ابن الأَعرابیِّ ،و هو نادرٌ.
و البُجْرِیُّ و البُجْرِیَّهُ بضمِّهما:الدّاهِیَهُ ، کالبُجْرِ ،بضمَّ ، و یُفْتَح،کما فی الصّحاح و الرَّوض للسُّهَیلِیّ .
ج البُجاری (3)،بالضَّمِّ و فَتْحِ الرّاء.و قال أَبو زَیْد:لَقِیتُ منه البَجَارِیّ (4)،أَی الدَّواهِیَ ،واحدُهَا بُجْریُّ ،مثلُ قُمْرِیٍّ و قَمَارِیّ (5)،و هو الشَّرُّ و الأَمْرُ العظیمُ .
و بَجِرَ الرَّجلُ - کفَرِحَ - بَجَراً ، فهو بَجِرٌ ،و مَجِرَ (6)مَجَراً:
امتلأَ بطنُه من اللَّبَنِ الخالص و الماءِ و لم یَرْوَ ،مثلُ نَجِرَ (7).
و قال اللِّحْیَانِیُّ :هو أَن یُکْثِرَ مِن شُرْبِ الماءِ أَو اللَّبَنِ و لا یکادُ یَرْوَی،و هو بَجِرٌ مَجِرٌ نَجِرٌ.
و تَبَحَّرَ النَّبِیذَ:أَلَحَّ فی شُرْبِه ،منه.
و کَثِیرٌ بَجِیرٌ ،إِتْبَاعٌ و البَجِیرُ :المالُ الکثیرُ،قاله أَبو عَمْرٍو.و مکان عَمِیرٌ بَجِیرٌ کذلک.
و فی نَوَادرِ الأَعراب:یقال: بَجِرْتُ عنه ،أَیْ عن هذا الأَمْرِ، بِالْکَسْرِ،و ابْجَارَرْتُ کمَجِرْتُ ،و ابْثارَرْتُ و ابثاجَحْتُ (8)،أَی اسْتَرْخَیْتُ و تَثاقَلْتُ . و البَجْرَاءُ :الأَرضُ المرتفعهُ ،و
16- فی الحدیث: «أَنّه بَعَثَ بَعْثاً فأَصبحُوا بأَرْضٍ بَجْرَاءَ ». أَی مرتفعه صُلْبَهٍ .و
16- فی حدیثٍ آخَرَ: «أَصبَحْنَا بأَرْضٍ عَرُوبَهٍ (9)بَجْرَاءَ ». و قیل:هی التی لا نَبَاتَ بها.
و البجَرَاتُ -محرَّکه-أَو البُجَیْرَاتُ :میاهٌ فی جَبَلِ شَوْرَانَ المُطِلِّ علی عَقِیق المدینهِ ،قال یاقوتٌ فی المُعْجَم:و هی مِن مِیاه السّمَاءِ،یجوزُ أَن یکونَ جمع بجْرَه (10)و هو عِظَمُ البَطْنِ ،و نقلَه الصاغانیُّ أَیضاً فی التکمله.
و عن ابن الأَعرابیِّ : الباجِرُ :المُنْتَفِخُ الجَوْفِ ، و الهِرْدَبَّهُ :الجَبَانُ .
و قال الفَرّاءُ:الباحِرُ،بالحاء:الأَحمقُ ،قال الأَزهریُّ :
و هذا غیرُ الباجِرِ ،و لکلٍّ معنیً .
و قال الفَرّاءُ أَیضاً: البَجْرُ و البَجَرُ :انتفاخُ البَطْنِ ،و فی صِفَهِ قُرَیْشٍ :«أَشِحَّهٌ بَجَرَهٌ » (11)،و هی جمعُ باجِرٍ ،و هو العظیمُ البَطْنِ ،یقال: بَجِرَ یَبْجَرُ بَجَراً ،فهو باجِرٌ و أَبْجَرُ ؛ وصَفَهم بالبَطَانَهِ و نُتُوِّ (12)السُّرَرِ،و یجوزُ أَن یکونَ کنایهً عن کَنْزِهم الأَموالَ و اقتنائِهم لها،و هو أَشبهُ بالحدیثِ ،لأَنه قَرَنَه بالشُّحِّ ،و هو أَشَدُّ البُخْلِ .
و باجَر ، کهاجَرَ:صَنَمٌ عَبَدتْه الأَزْدُ و مَنْ جاوَرَهُم مِن طَیِّ ءٍ فی الجاهِلیَّه، و یُکسَر ،و اقتَصَر علیه ابنُ دُرَیْدٍ (13)،و قد جاءَ ذِکْرُه فی حدیث مازِنٍ ،و یُرْوَی بالحَاء المُهْمَلَه أَیضاً.
و بُجَیْرٌ - کزُبَیْرٍ-ابنُ أَوْسٍ الطّائِیُّ ،عَمُّ عُرْوَهَ بنِ مُضَرِّس. و بُجَیْرُ بنُ زُهَیْر بنِ أَبی سُلْمَی رَبِیعَهَ بنِ رِیَاحٍ المُزَنیُّ ،و أَخو کَعْبٍ ،الشاعرَانِ المُجِیدَان. و بُجَیْرُ بنُ بَجْرَهَ ،بالفتح الطائیّ ،له ذِکْرٌ فی قتال أَهلِ الرِّدَّهِ و أَشعارٌ، و فی غَزْوهِ أَکَیْدرِ دُومَهَ . و بُجَیْرُ ابنُ أَبی بُجَیْر العَبْسیُّ ، حَلیفُ بنی النَّجَّار،شَهِدَ بَدْراً و أُحُداً. و بُجَیْرُ بنُ عِمْرَانَ
ص:49
الخُزَاعِیُّ ،له شِعرٌ فی فَتْح مکَّهَ ،ذَکَرَه أَبو علیٍّ الغَسَّانیُّ .
14- و بُجَیْرُ بنُ عبدِ اللّه بنِ مُرَّهَ ،یقال سَرَقَ عَیْبَهَ النبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم، قالَه ابنُ عبد البَرِّ . صَحابِیُّونَ و فاتَه:
بُجَیْرٌ الثَّقَفیُّ ،و بجراهُ بنُ عامر:صَحابِیّان.
و مُحَمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمّدِ بن بُجَیْرٍ الحافظُ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و الذی صَحَّ أَن الحافظَ صاحبَ المُسْنَدِ هو أَبو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ محمّدِ بنِ بُجَیْرٍ ،مات سنه 311،أَحدُ أَئمَّهِ خُراسانَ ،کَتَبَ و صَنَّفَ و خَرَّجَ علی صَحِیح البُخَاریّ ،ذَکَرَه السّمْعَانِیُّ و غیرُه،و أَبو محمّدِ بنُ بُجَیْرِ بن حازمِ بن راشد الهَمْدانِیُّ النَّجّارِیُّ السُّغْدِیُّ (1)،عن أَبی الوَلِید الطَّیَالِسیِّ ، و ابنُه أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ عُمَرَ بنِ محمّد،له رحْلهٌ ، حَدَّثَ عن مُعَاذِ بنِ المُثَنَّی،و بِشْرِ بن موسی،و خَلْقٍ ، و حَدَّث عنه أَبوه بحَدِیثَیْنِ فی مُسْنَدِه،تُوُفِّیَ سنهَ 345.
وَ حَفِیدُه أَحمدُ بنُ عُمَرَ ،هکذا فی سائر النُّسَخ و الصحیحُ حَفِیدُه أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عُمَرَ أَبو العباس،رَوَی عن جَدِّه،و عنه عبدُ الصَّمَد بنُ نَصْرٍ العاصِمِیُّ ،و منصورُ بنُ محمّدٍ البَیّاعُ ،مات سنهَ 372،ذَکَرَه الأَمِیرُ. و المُطَهَّرُ بنُ أَبِی نِزَارٍ أَبو عُمَرَ، البُجَیْرِیّانِ ،مُحَدِّثانِ ،و فی نسخَه مُحَدِّثُون.قلتُ :الأَخِیرُ أَصْبَهَانِیُّ حدَّث عن أَبیه و ابن المقری،و عنه مَعْمَرُ اللّبْنَانیُّ ،و ابنُه أَبو سعدٍ أَحمدُ بنُ المطهَّرِ،رَوَی عن جَدِّه،و عنه یحیی بنُ مَنْدَهْ .قلت:
و المطهَّرُ هذا کنیتُه أَبو عمرٍو،و الدُه أَبو نِزار،هو محمّدُ بنُ علیِّ بنِ محمّدِ بن أَحمدَ بنِ بُجَیْرٍ البُجَیْرِیُّ ،عن أَبی علیٍّ العَسْکَرِیِّ ،و عنه ابنُه المطهَّرُ،ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ ،نَقَلَه عنه الحافظُ .
وفاته:
عبدُ الرزّاقِ بنُ سَلْهَب بنِ عُمَر البُجَیْرِیُّ ،رَوَی عن أَبی عبدِ اللّه بن منده،و کذا أَخوه عُمَر بنُ سَلْهب،و أَبو الطّاهر محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللّه بنِ نَصْرِ بنِ بُجَیْرٍ البُجَیْرِیُّ الذُّهْلِیُّ البغدادیُّ ،رَوَی عنه الدَّارَقُطْنِیّ ،و محمّدُ بنُ علیٍّ بنِ أَحمدَ بنِ بُجَیْرِ بن أَزْهَرَ بنِ بُجَیْرٍ البُجَیْرِیُّ العَنْبَرِیُّ التَّمِیمِیُّ ،محدِّثُ کثیرُ السَّمَاعِ واسعُ الرِّوایهِ .
*و ممّا یُسْتَدرَکُ علیه:
أَبْجَرَ الرَّجلُ ،إِذا اسْتَغْنَی،غِنیً یکادُ یُطْغِیه بعدَ فَقْرٍ کاد یُکَفَّرُه.
و أَبْجَرُ و بُجَیْرٌ :اسمانِ ،و أَنشدَ ابنُ الأَعرابِیِّ :
ذَهَبَتْ فَشِیشَهُ بالأَباعِرِ حَوْلَنَا
سَرَقاً فَصُبَّ علی فَشِیشَهَ أَبْجَرُ
قال الأَزهریُّ :یجوزُ أَن یکونَ رجلاً،و أَن یکونَ قبیلَهً ، و أَن یکونَ من الأُمُورِ البَجَارِی ؛أَی صُبَّتْ علیهم داهیهٌ ، و کلُّ ذلک یکونُ خَبَراً،و یکون دُعاءً.قلْت:و المُرَاد بالقَبِیلهِ هنا هو خُدْرَهُ جَدُّ القبیله المشهورَهِ من الأَنصار؛فإِنَّ لَقَبَه الأَبْجَرُ .
و من أَمثالِهم:«عَیَّرَ بُجَیْرٌ بُجَرَه ،و نَسِیَ بُجَیْرٌ خَبَرَه»، یَعْنِی عُیُوبَه.و قال الأَزهریُّ :قال المُفَضَّل: بُجَیْرٌ و بُجَرَهُ (2)کانا أَخَوَیْنِ فی الدَّهْرِ القدیمِ ،و ذَکَرَ قِصَّتَهما،قال:و الذی علیه أَهلُ اللُّغَه أَنَّ ذا بُجْرَهٍ فی سُرَّتِه عَیَّرَ غیرَه بما فیه،کما قِیل فی امرأَه عَیَّرتْ أُخْرَی بعَیْبٍ فیها:«رَمَتْنِی بدائِهَا و انْسَلَّتْ ».
و عبدُ اللّه بنُ بُجَیْرٍ یُکْنَی أَبا عبدِ الرحمن،بَصْرِیُّ ثِقَهٌ ، و هو بخلافِ ابنِ بَجِیرٍ -بالمهمَله-فإِنه کَأَمِیر،استدرکَه شیخُنا.
و بَجْوارُ ،بالفتح:مَحَلَّهٌ کبیرهٌ أَسفلَ مَرْوَ،منها أَبو علیٍّ الحسنُ بنُ محمّدِ بنِ سَهْلانَ الخَیّاطُ البَجْواریُّ ،الشیخُ الصالحُ ،ذَکَرَه البُلْبَیْسیُّ فی کتاب الأَنساب،و یاقوتٌ فی المعجم.
و بَیْجُورُ ،کخَیْرُون:قریهٌ بمصر.
و یقال:هذه بَجْرَهُ السِّماکِ .مثل بَغْرَتِه؛و ذلک إِذا أَصابَکَ المطرُ عند سُقُوطِ السِّماکِ ،نقلَه الصاغانیُّ .
البَحْرُ :الماءُ الکثیرُ ،مِلْحاً کان أَو عَذْباً،و هو
ص:50
خلافُ البَرِّ،سُمِّیَ بذلک لعُمْقِه و اتِّسَاعه، أَو الْمِلْحُ فَقَطْ ، و قد غَلَب علیه حتی قَلَّ فی العَذْب،و هو قولٌ مرجُوجٌ أَکْثَرِیٌّ . ج أَبْحُرٌ و بُحُورٌ و بِحَارٌ . و ماءٌ بَحْرٌ :مِلْحٌ ،قَلَّ أَو کَثُرَ،قال ابنُ بَرِّیّ ،هذا القولُ هو قولُ الأُمَوِیِّ ،لأَنّه کان یجعلُ البحرَ من الماء المِلْح فقط ،قال:و سُمِّیَ بَحْراً لِمُلُوحَتِه،و أَمّا غیرُه فقال:إِنّمَا سُمِّیَ البحرُ بحراً لسَعَتِه و انبِسَاطِه،و منه قولُهُم:إِنّ فلاناً لَبَحْرٌ ،أَی واسعُ المعروفِ ،و قال:فعلَی هذا یکونُ البحرُ للمِلْح و العَذْبِ ، و شاهدُ العَذْب قولُ ابن مُقْبِلٍ :
و نحنُ مَنَعْنَا البَحْرَ أَن یَشْرَبُوا به
و قد کانَ منکُم ماؤُه بمَکانِ
قال شیخُنَا:فی قوله:الماءُ الکثیرُ،قیل:المرادُ بالبَحْر الماءُ الکثیرُ،کما للمصنِّف،و قیل:المرادُ الأَرضُ التی فیها الماءُ؛و یَدُلُّ له قولُ الجوهریِّ :لعُمْقِه و اتِّسَاعِه،و جَزَمَ فی النّامُوس بأَنّ کلاَمَ المصنِّفِ علی حَذْفِ مُضَافٍ ،و أَنّ المُرَادَ مَحَلّ الماءِ،قال:بدلیلِ ما سیأْتی مِن أَنّ البَرَّ ضِدُّ البَحْرِ ،و
16- لِحَدِیث: «هو الطَّهُورُ ماؤُه». یَعْنِی و الشیءُ لا یُضَافُ إِلی نفسه،قال شیخُنَا:و وَصْفُه بالعُمْق و الاتِّساع قد یَشْهَدُ لکلِّ من الطَّرفین.
قلت:و قال ابن سِیدَه:و کلُّ نَهْرٍ عظیمٍ بَحْرٌ ،و قال الزَّجّاج:و کلُّ نَهْرٍ لا یَنْقطعُ ماؤُه فهو بَحْرٌ ،قال الأَزهریّ :
کلُّ نهرٍ لا ینقطعُ ماؤُه مثلُ دِجْلَهَ و النِّیلِ ،و ما أَشبَههما من الأَنهار العَذْبَهِ الکِبَارِ،فهو بَحْرٌ (1)،و أَمّا البحرُ الکبیرُ الذی هو مَغِیضُ هذِه الأَنهارِ فلا یکونُ ماؤُه إِلاّ مِلْحاً أُجاجاً، و لا یکون ماؤُه إِلاّ راکداً،و أَمّا هذه الأَنهارُ العذبهُ فماؤُهَا جارٍ،و سُمِّیَتْ هذِه الأَنهارُ بِحَاراً ؛لأَنها مَشْقُوقَهٌ فی الأَرض شَقّاً.
و قال المصنِّف فی البَصائر:و أَصْل البَحْرِ مکانٌ واسِعٌ جامعٌ للماءِ الکثیرِ،ثم اعْتُبِرَ تارهً سَعَتُه المَکَانِیَّهُ ،فیقال:
بَحَرْتُ کذا:وسَّعْتُه سَعَهَ البَحْرِ ؛تَشْبِیهاً به،و منه: بَحَرْتُ البَعِیرَ:شَقَقْتُ أُذُنَه شَقّاً واسِعاً،و منه: البَحِیرَهُ ،و سَمَّوْا کلَّ متوسِّعٍ فی شیْ ءٍ بَحْراً ؛فالرجلُ المتوسِّعُ فی عِلْمه بَحْرٌ ، و الفَرَسُ المتوسِّعُ فی جَرْیه بَحْرٌ .و اعتُبر من البحر تارهً مُلوحتُه فقیل:ماءٌ بَحْرٌ ،أَی مِلْحٌ ، و قد بَحرَ المَاءُ.
و التَّصْغِیرُ أُبَیْحِرٌ لا بُحَیْرٌ ،قال شیخُنا:هو من شواذّ التَّصْغِیرِ کما نَبَّه علیه النُّحاهُ ،و إن لم یَتَعَرَّض له الجوهریُّ و غیره،و أَما قولُه:لا بُحَیْر ،أَی علی القیاسِ .فغیرُ صحیح،بل یقال علی الأَصلِ و إِنْ کان قلیلاً،و سوَاه نادِرٌ قیاساً و استعمالاً،انتهی.قلتُ :و ظاهرُ سِیَاقِه یَقْتَضِی أَنّ أُبَیْحِر (2)تصغیرُ بَحْرٍ ،و منع بُحَیْر ،أَی کَزُبَیْر،کما فَهِمَه شیخُنَا من ظاهر سیاقِه کما تَرَی،و لیس کذلک،و إِنّمَا یَعْنِی تصغیرَ بحارٍ و بُحُورٍ ،و الممنوعُ هو بُحَیِّر بالتَّشْدِید،و أَصلُ السِّیَاق لابن السِّکِّیت.قال فی کتاب التَّصغیر له:تصغیرُ بُحُورٍ و بِحَارٍ أُبَیْحِرٌ،و لا یجوزُ أَن تُصَغِّر بحاراً علی لفظِهَا فتقول: بُحَیِّرُ .لأَن ذلک یضارعُ الواحِدُ،فلا یکونُ بین تصغیرِ الواحدِ و تصغیرِ الجَمْعِ إِلاّ التَّشْدِیدُ،و العَربُ تُنْزِلُ المُشَدَّدَ منزلهَ المُخَفَّفِ .انتهی.فَتَأَمَّلْ ذلک.
و من المجاز: البَحْرُ : الرَّجُلُ الکَرِیمُ الکثیرُ المعروفِ ؛ سُمِّیَ لِسَعَهِ کَرَمِه.
و
17- فی الحدیث: «أَبَی ذلک البَحْرُ ابنُ عَبّاسٍ ». سُمِّی [ بحراً ] (3)لسَعَهِ عِلْمِه و کَثْرَتِه.
و من المجاز: البَحْرُ : الفَرَسُ الجَوَادُ الواسعُ الجَرْی، و منه
14- قولُ النبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم: فی مَنْدُوبٍ فَرَسِ أَبِی طلحهَ و قد رَکِبَه عُرْیاً:«إِنِّی وَجَدْتُه بَحْراً ». ؛أَی واسع الجَرْی.
قال أَبو عُبَیْد (4):یقال للفَرَسِ الجَوَادِ:إِنّ لَبَحْرٌ لا یُنْکَشُ حُضْرُه.
قال الأَصمعیُّ :یقال:فَرَسٌ بَحْرٌ وَفْیَضٌ وَ سَکْبٌ و حَتٌّ ، إِذا کان جَوَاداً،کَثِیرَ العَدْوِ.
و قال ابنُ جِنِّی فی الخَصَائص (5):الحقیقهُ :ما أُقِرّ فی الاستعمال علی أَصْل وَضْعِه فی اللغه.و المجاز:ما کان بِضِدِّ ذلک،و إِنما یقعُ المجازُ و یُعدَلُ إِلیه عن الحقیقه لمعانٍ
ص:51
ثلاثه،و هی:الاتِّساعُ ،و التَّوْکِیدُ،و التَّشْبِیهُ ،فإِن عُدِمَت الثلاثهُ تَعَیَّنت الحقیقه،فمِن ذلک
14- قولُه صلی اللّه علیه و آله و سلّم[فی الفرس] (1):
«هو بَحْرٌ ». ؛فالمعانِی الثلاثهُ موجودهٌ فیه،أَمّا الاتِّساعُ فلأَنّه زادَ فی أَسماءِ الفَرَسِ التی هی فَرَسٌ و طِرْفٌ و جَوَادٌ، و نحوُها البحْر ،حتی إنه إن احْتِیجَ إِلیه فی شِعْرٍ أَو سَجْعٍ أَو اتَّساعٍ استُعمِلَ استعمالَ بَقِیَّهِ تلک الأَسماءِ،لکنْ لا یُفْضَی إِلی ذلک إِلا بقَرِینَهٍ تُسقِطُ الشُّبههَ ،و ذلک کأَن یقول الشاعر:
عَلَوْتَ مَطَا جَوادِکَ یَوْمَ یومٍ
و قد ثُمِدَ الجِیَادُ فکان بَحْرَا (2)
و کأَنْ یقول السّاجِعُ :فَرَسُکَ هذا إِذا سَمَا بغُرَّتِه کان فَجْراً،و إِذا جَرَی إِلی غایَتِه کان بَحْراً (3)،فإِن عَرِیَ عن دلیلٍ فلا؛لئلاَّ یکونَ إِلباساً و إِلْغازاً 3،و أَمّا التشبیهُ فلأَنَّ جَرْیَه یَجْرِی فی الکَثْرَهِ مثلَ [مجری] 1مائِه،و أَمّا التوکیدُ فلأَنَّه شَبَّه العَرَضَ بالجَوْهَرِ،و هو أَثْبَتُ فی النفوس منه.قال شیخُنَا:و هو کلامٌ ظاهرٌ إِلاّ أَن کلامَه فی التوکید و أَنه شَبَّه العَرَضَ بالجوهرِ لا یخلُو عن نَظَرٍ ظاهر،و تناقُضٍ فی الکلام غیرُ خَفیّ .و قال الإِمامُ الخطّابیّ :قال نِفْطَوَیْهِ :إِنّمَا شَبَّه الفَرَسَ بالبَحْر ،لأَنه أَراد أَنّ جَرْیَه کجَرْی ماءِ البحر ،أَو لأَنه یَسْبَحُ فی جَرْیِه کالبحرِ إِذا ماجَ فَعَلاَ بعضُ مائِه علی بعض.
و البَحْرُ : الرِّیفُ (4)،و به فَسَّر أَبو علیٍّ قولَه عَزَّ و جلَّ :
ظَهَرَ الْفَسادُ فِی الْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ (5)،لأَنّ البحرَ الذی هو الماءُ لا یظهرُ فیه فسادٌ و لا صَلاحٌ .و قال الأَزهرنُّی:معنی هذه الآیهِ :أَجْدَبَ البَرُّ،و انقطعتْ مادَّهُ البحرِ ،بذُنُوبِهم کان ذلک،لِیَذُوقُوا الشِّدَّهَ بذُنُوبِهم فی العاجِلِ .و قال الزَّجّاج:
معناه ظَهَرَ الجَدْبُ فی البَرِّ و القَحْطُ فی مُدُنِ البَحْرِ التی علی الأَنهار،و قولُ بعضِ الأَغفال:
و أَدَمَتْ خُبْزِیَ مِن صُیَیْرِ
مِن صِیْرِ مِصْرَیْنِ أَو البُحَیْرِ
قال:یجوزُ أَن یَعْنِیَ بالبُحَیْرِ البَحْرَ الذی هو الرِّیف، فصغَّره للوَزْنِ و إِقامهِ القافِیه،و یجوزُ أَن یکونَ قَصَدَ البُحَیْرَهَ فرَخَّمَ اضطراراً.
و البَحْرُ : عُمْقُ الرَّحِمِ و قَعْرُهَا،و منه قیل للدَّم الخالِصِ الحُمْرَهِ : باحِرٌ و بَحْرَانِیٌّ ،و سیأْتی.
و البَحْرُ فی کلامِ العرب: الشَّقُّ ،و یقال:إِنّمَا سُمِّیَ البَحْرُ بَحْراً لأَنّه شَقَّ فی الأَرض شَقّاً،و جَعَلَ ذلک الشَّقَّ لمائِه قَرَاراً،و
17- فی حدیث عبدُ المُطَّلِبِ : «و حَفَرَ زَمْزَمَ ثُمَّ بَحَرَها بَحْراً ». أَی شَقَّها و وسَّعَها حتی لا تُنْزَفَ (6).
و منه البَحْرُ : شَقُّ الأُذُنِ . قال ابنُ سِیدَه: بَحَرَ النّاقَهَ و الشّاهَ یَبْحَرُها بَحْراً :شَقَّ أُذُنَهَا بِنِصْفَیْن (7)،و قیل بنصفَیْن طُولاً.
و منه البَحِیرَهُ ،کسَفینهٍ ، کانوا إِذا نُتِجَتِ النّاقهُ أَو الشّاهُ عَشَرَهَ أَبْطُنٍ بَحَرُوها فلا یُنتفَعُ منها بلَبَنٍ و لا ظَهْرٍ، و تَرَکُوها تَرْعَی و تَرِدُ الماءَ، و حَرَّمُوا لَحْمَهَا إِذا ماتَتْ علی نِسائِهم و أَکَلَهَا الرِّجالُ ،فنَهَی اللّه تعالَی عن ذلک،فقال: ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِیرَهٍ وَ لا سائِبَهٍ وَ لا وَصِیلَهٍ وَ لا حامٍ (8).
أَو البَحِیرَهُ هی التی خُلِّیَتْ بلا راعٍ .
أَو هی التی إِذا نُتِجَتْ خمْسَهَ أَبْطُنٍ ،و الخامِسُ ذَکَرٌ نَحَرُوه فأَکَلَه الرِّجالُ و النِّسَاءُ،و إِن کان أَی الخامسُ -و فی بعض النُّسَخ:کانت- أُنْثَی بَحَرُوا أُذُنَهَا ،أَی شَقُّوها-و فی بعض النُّسَخ:نَحَرُوا،بالنُّون،أَی خَرَقُوا- فکان حَراماً علیهم لَحْمُهَا و لَبَنُهَا و رُکُوبُها،فإِذا ماتَتْ حَلَّتْ للنِّسَاءِ و هذا الأَخیرُ من الأَقوال حَکَاه الأَزهَریُّ عن ابن عرَفَه أَو هی ابنهُ السّائِبَهِ ،و قد فُسِّرَت السّائبهُ فی مَحَلِّهَا،و هذا قولُ الفَرّاءِ. و قال الجوهَرِیُّ :و حُکْمُهَا حُکْمُ أُمِّها ،أَی حُرِّم منها ما حُرِّم من أُمِّها.
أَو هی -أَی البَحِیرهُ - فی الشَّاءِ خاصّهً إِذا نُتِجَتْ خمسهَ
ص:52
أَبْطُنٍ فکان آخرُهَا ذکراً بُحِرَتْ ،أَی شُقَّ أُذُنُهَا و تُرِکَتْ فلا یَمَسُّهَا أَحدٌ.قال الأَزهریُّ :و القولُ هو الأَولُ (1).
و قال أَبو إِسحَاقَ النحویُّ :أَثْبتُ ما رَوَیْنَا عن أَهلِ اللغهِ فی البَحِیرَهِ أَنّها الناقهُ کانت إِذا نُتِجَتْ خمسهَ أَبْطُن،فکان آخرُهَا ذَکَرَاً بَحَرُوا أُذُنَها،أَی شَقُّوهَا،و أَعْفَوْا ظَهْرَها من الرُّکوبِ و الحَمْل،و الذَّبْح،و لا تُحَلأُ عن ماءٍ تَرِدُه، و لا تُمْنَعُ مِن مَرْعیً ،و إِذا لَقِیَها المُعْیِی المُنْقَطَعُ به لم یَرکبها،و جاءَ
16- فی الحدیث: «أَوّلُ مَن بَحَرَ البَحَائِرَ و حَمَی الحَامِیَ و غَیَّرَ دِینَ إِسماعیلَ عَمْرُو بنُ لُحَیِّ بنِ قَمَعَهَ بنِ خِنْدِف. و هی الغَزِیرهُ أَیضاً و أَنشدَ شَمِرٌ لابنِ مُقْبِل:
فیه مِن الأَخْرَجِ المُرْتاعِ قَرْقَرَهٌ
هَدْرَ الدَّیَامِیِّ وَسْطَ الهَجْمَهِ البُحُرِ (2)
قال: البُحُر :العِزَار،و الأَخرجُ المُرْتَاعُ :المُکّاءُ.
ج بَحائِرُ کعَشِیرَهٍ و عَشَائِرَ. و بُحُرٌ ،بضَمَّتَیْن،و هو جمعٌ غریبٌ فی المُؤَنَّث إِلاّ أَن یکونَ قد حَمَلَه علی المُذَکَّر،نحو نَذِیرٍ و نُذُر،علی أَنّ بَحِیرَهً فَعِیلَهٌ بمعنی مَفْعُولَهٍ نحو قَتِیلَهٍ ، قال:و لم یُسمَع فی جَمْعِ مثلِه فُعُلٌ .و حَکَی الزَّمَخْشَرِیُّ :
بَحِیرَهٌ و بُحُرٌ و صَرِیمَهٌ و صُرُمٌ ،و هی التی صُرِمَتْ أُذُنُهَا،أَی قُطِعَتْ .
و البَاحِرُ :الأَحْمَقُ الذی إِذا کُلِّمَ بَحِرَ و بَقِیَ کالمَبْهُوتِ ، و قیل:هو الذی لا یَتَمَالَکُ حُمْقاً.
و الباحِرُ : الدَّمُ الخالِصُ الحُمْرَهِ ،یقال:أَحمرُ باحِرٌ و بَحْرَانِیُّ و قال ابن الأَعرابیّ :یقال:أَحْمَرُ قانِیءٌ،و أَحمَرُ باحرِیُّ و ذَرِیحِیُّ ،بمعنیً واحدٍ.و فی المُحْکَم:و دَمٌ باحِرٌ و بَحْرَانِیُّ ،خالصُ الحُمْره مِن دَمِ الجَوْفِ .و عَمَّ بعضُهم به،فقال:أَحمرُ باحِریُّ و بَحْرانِیُّ ،و لم یَخُصَّ به دَمَ الجَوْفِ و لا غیرَه.
و فی التَّهذِیب:و الباحِرُ : الکَذّابُ ،و البَاحِرُ :
الفُضُولِیُّ . و الباحِرُ : دَمُ الرَّحِمِ ، کالبَحْرَانِیّ . و
17- سُئِلَ ابنُ عباس عن المرأَه تُستَحاضُ و یَستمرُّ بها الدَّمُ ،فقال:أ تُصَلِّی و تَتَوَضَّأُ لکلِّ صلاهٍ ،فإِذا رأَتِ الدَّمَ البَحْرَانِیَّ قَعَدَتْ عن الصَّلاه». قال ابنُ الأَثِیر:دَمٌ بَحْرَانِیُّ :شدیدُ الحُمْرَهِ ؛کأَنّه قد نُسِبَ إِلی البَحْرِ و هو اسمُ قَعْرِ الرَّحم (3)،و زادُوه فی النَّسَب أَلِفاً و نُوناً للمبالَغَهِ ،یُریدُ الدَّمَ الغَلِیظَ الواسِعَ ،و قیل:
نُسِب إِلی البحْرِ ؛لکَثْرتِه و سَعَتِه،و من الأَوّل قولُ العَجَّاج:
وَرْدٌ مِن الجَوْفِ و بَحْرَانِیُّ
و فی الأَساس:و من المَجَاز:دَمٌ بَحْرَانِیٌّ ،أَی أَسودُ؛ نُسِبَ إِلی بَحْرِ الرَّحِمِ و[هو] (4)عُمْقُه.
و الباحِرُ :الذی إِذا کُلِّمَ بَحِرَ ،مثلُ المَبْهُوت.
و البَحْرَهُ :الأَرْضُ ،و البَلْدَهُ ،یقال:هذه بَحْرَتُنَا ،أَی أَرضُنا،و قد وَرَدَ بالتَّصْغِیر أَیضاً،کما فی التَّوشِیح للجَلال.
و البَحْرَهُ : المُنْخَفِض من الأَرْضِ ،قاله ابن الأَعْرَابِیِّ :
و قد وَرَدَ بالتَّصغِیر أَیضاً.
و البَحْرَهُ : الرُّوْضَهُ العظیمهُ مع سَعَهٍ .و قال الأَزْهرِیُّ :
یقال للرَّوضَهِ بَحْرَهٌ .
و البَحْرَهُ : مُسْتَنْقَعُ الماءِ ،قاله شَمِرٌ.
و قد أَبْحَرَت (5)الأَرضُ ،إِذا کَثُرَ مَناقِعُ الماءِ فیها.
و البَحْرَهُ : اسمُ مدینهِ النبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم ، کالبُحَیْرَهِ ،مُصَغَّراً، و البَحِیرَهِ کسَفِینَهٍ .الثلاثهُ عن کُراع،و نقلَهَا السَّیِّدُ السَّمْهُودِیُّ فی التاریخ.و
17- فی حدیثِ عبدِ اللّهِ بن أُبَیٍّ : «لقد اصطلحَ أَهلُ هذه البُحَیْرَهِ علی أَن یُتَوِّجُوه (6)». یَعْنِی یُمَلِّکُوه فیُعَصِّبُوه بالعِصَابَهِ ،و هی تصغیرُ البَحْرهِ ،و قد جاءَ فی روایه مُکَبَّراً،الثلاثهُ اسمُ مدینهِ النبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم،کذا فی اللِّسَان (7).
و البَحْرَهُ : ه بالبَحْرَینِ لِعَبْد القَیْسِ .
و البَحْرَه : کُلُّ قَرْیَهٍ لها نَهْر جارٍ و ماءٌ ناقِعٌ ،و فی بعض
ص:53
النُّسَخ،نهرٌ ناقعٌ ،و الصَّوابُ الأَولُ ،و العربُ تقول لکلِّ قَرْیَه:هذه بَحْرَتُنا .
و بَحْرَهُ الرُّغاءِ (1):موضعٌ بالطّائفِ . و
16- فی حدیث القَسَامهِ : «قتلَ (2)رجلاً ببَحْرَهِ الرُّغاءِ علی شَطِّ لِیَّهَ ». و هو أَولُ دمٍ أُقِیدَ به فی الإِسلامِ رَجلٌ مِن بنی لَیْث،قَتَلَ رجلاً من هُذَیْل،فقتله به.
ج بِحَرٌ ،بکسرٍ ففتحٍ ، و بِحَارٌ ،و العربُ تُسَمِّی المُدُنَ و القُرَی البِحَارَ .و قال أَبو حَنِیفَهَ :قال أَبو نَصْرٍ: البِحَارُ :
الواسِعَهُ من الأَرْض،الواحدهُ بَحْرَهٌ ،و أَنشدَ لکُثَیِّرٍ فی وَصفِ مَطَرٍ.
یُغَادِرْنَ صَرْعَی مِن أَرَاکٍ و تَنْضُبٍ
و زُرْقاً بأَجْوَارِ البِحَارِ تُغادَرُ (3)
و قال مَرَّهً : البَحْرَهُ :الوادِی الصَّغِیر یکونُ فی الأَرض الغَلِیظهِ .
و البِحَارُ الرِّیاضُ ،قال النَّمرُ بنُ تَوْلَب:
و کَأَنَّهَا دَقَرَی تُخَایِلُ ،نَبْتُهَا
أُنُفٌ یَعُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا (4)
و بُحَیْرٌ کزُبَیْرٍ:جَبَلٌ بتِهَامَهَ و ضَبَطَه یاقُوتٌ فی المُعْجَم کأَمیرٍ.
و بُحَیْرٌ :رجلٌ أَسَدِیُّ ،حَکَی عنه سُفْیَانُ بنُ عُیَیْنَهَ الهِلالیُّ الفقیهُ الزّاهِدُ المشهورُ خَبَراً.
و علیُّ بنُ بُحَیْرٍ تابِعیُّ ،روَی عنه عائِذُ بنُ ربیعهَ .
و کذا عاصمُ بنُ بُحَیْرٍ ،و اختُلِفَ فی ضَبْطِه فقیل هکذا، أَو هو کأَمِیرٍ و عبدُ الرحمن بن بُحَیْرٍ الیَشْکُرِیُّ محدِّث ،عن ابنِ المُسَیِّب، أَو هو کأَمِیرٍ،بالجیمِ أَمّا بالحاءِ فَذَکَرَه أَحمدُ بنُ حَنْبَل،و أَمّا بالجِیم فهو ضَبْطُ البُخَارِیِّ ،و کلُّ منهما بالتَّصْغِیر،و لم أَرَ أَحداً ضَبَطَه کأَمِیرٍ،ففی کلام المصنِّف مخالفهٌ ظاهرهٌ .
و بَحِرَ الرَّجلُ کفَرِحَ یَبْحَرُ بَحَراً إِذا تَحَیَّرَ من الفَزَع مثلُ بَطِرَ.
و یقال أَیضاً: بَحِرَ ،إِذا اشتدَّ عَطَشُه فلم یَرْوَ من الماءِ.
و بَحِرَ لَحْمُه:ذَهَبَ من السِّلِّ .
و بَحِرَ الرجلُ و البَعِیرُ ،إِذا اجتَهدَ فی العَدْوِ طالباً أَو مَطْلُوباً فَضَعُفَ وَ انقطعَ حتَّی اسْوَدَّ وجهُه و تَغَیَّرَ.
و النَّعْتُ من الکلِّ : بَحِرٌ ککَتِفٍ .
و قال الفَرّاءُ: البَحَرُ :أَنْ یَلْغَی (5)البَعِیرُ بالمَاءِ فیُکْثِرَ منه حتی یُصِیبَه منه داءٌ،یقال: بَحِرَ یَبْحَرُ بَحَراً فهو بَحِرٌ ، و أَنشدَ:
لأُعْلِطَنَّه وَسْماً لا یُفَارِقُه
کما یُحَزُّ بِحَمْی المِیسَمِ البَحِرُ (6)
قال:و إِذا أَصابَه الدّاءُ کُوَی فی مَواضعَ فَیَبْرَأُ.قال الأَزهریُّ :الداءُ الذی یُصِیبُ البَعِیرَ فلا یَرْوَی من الماءِ هو النَّجَرُ،بالنُّونِ و الجیمِ ،و البَحَرُ ،بالباءِ و الجِیمِ [و کذلک البَقْرُ] (7)،و أَمّا البَحَرُ فهو داءٌ یُورِثُ السِّلَّ .
و أَبحَرَ الرَّجُل،إِذا أَخَذَه السِّلُّ .
و البَحِیرُ ،کأَمِیرٍ:مَن به السِّلُّ ، کالبَحِرِ ،ککَتِفٍ ،و رجلٌ بَحِیرٌ و بَحِرٌ :مَسْلُولٌ ،ذاهِبُ اللَّحْمِ ،عن ابنِ الأَعرابیِّ ، و أَنشدَ:
و غِلْمَتِی منهمْ سَحِیرٌ و بَحِرْ
و آبِقٌ مِن جَذْبِ دَلْوَیْهَا هَجِرْ
ص:54
قال أَبو عَمْرو: البَحِیرُ و البَحِرُ :الذی به السِّلُّ ،و السَّحِیرُ الذی انقطعتْ رِئَتُه،و یقال:سَحِرٌ.
و بَحِیرٌ ،کأَمِیرٍ:أَربعهٌ صَحَابِیُّونَ ،و هم بَحِیرٌ الأَنْمَارِیُّ ، أَوردَه ابنُ ماکُولا،و یُکْنَی أَبا سَعِید الخَیْرِ،و بَحِیرُ بنُ أَبی رَبِیعَهَ المَخْزُومِیُّ ،سَمَّاه النبیُّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم.و بَحِیر الرّاهِبُ ،ذَکَره ابنُ منده و ابنُ ماکُولا،و بَحِیر (1)آخَرُ استدرکَه أَبو موسی.
و بَحِیرٌ ،کأَمِیر: أَربعهٌ تابِعِیُّون ،و هم بَحِیرُ بنُ رَیْسَانَ الیَمَانِیُّ ،و بَحِیرُ بنُ ذاخِرٍ المَعافِرِیُّ ،صاحِبُ عمْرِو بنِ العاص،و بَحِیرُ بنُ أَوْسٍ ،و بَحِیرُ بن سعْدٍ الحِمْصِیُّ .
و بقِی علیه منهم: بَحِیرُ بنُ سالِمٍ ،و بَحِیرُ بنُ أَحمرَ، ذَکرهما ابن حبّانَ فی الثَّقات.
و أَبو الحُسَیْن،و یقال:أَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ جعفر بنِ محمّدِ بنِ بَحِیر بن نُوح النَّیْسَابُورِیُّ ،الحافظُ ، حَدَّث عن ابن خُزَیمهَ و الباغندیِّ ،تَرْجَمه الذهبیُّ و السمعانیُّ ،توفی سنه 378.و ابنُه أَبو عمرٍو محمّدٌ صاحبُ الأَربعین،حدَّث توفِّیَ سنه 390 (2). و حفِیدُه أَبو عثمانَ سَعِیدُ بنُ محمّدٍ شیخ زاهر،رَوَی عن جَدِّه،و أَخوه أَبو حامدٍ بَحِیرُ بنُ محمّد،رَوَی عن جَدِّه و أَبو القاسم المُطَهَّرُ بن بَحِیرِ بنِ محمّدِ ،حدث عن الحاکم،و عنه ابنُ طاهر. و إِسماعیلُ بنُ عَوْنٍ (3)،هکذا فی النُّسخ،و الذی فی کتب الأَنساب:ابن عمرِو بنِ محمّدِ بنِ أَحمدَ بن محمّد بنِ جعفر،شافعیُّ من کِبارهم،تَفَقَّه علی ناصِر العُمَرِیِّ ، و سمع من أَبی حَسّانَ الزَّکیِّ ،و أَمْلَی مدّهً ،مات سنه 501.
و ابنِ عمِّه عبدُ الحمید بنُ عبدِ الرحمن بنِ محمّدٍ،رَوَی عن أَبی نُعیم الأَسْفَرَایِنِی،و ابنُ أَخیه عبدُ الرحمن بنُ عبدِ اللّه ابن عبد الرحمن،حَدَّث عن عَمِّه.و ابنُه أَبو بکر،رَوَی عن البَیْهَقِیِّ ،أَخَذَ عنه ابنُ السّمْانِیِّ .و علیُّ بنُ محمّدِ بنِ عبد الحمیدِ،ذَکَرَه ابنُ السّمْانِیِّ . البَحِیرِیُّونَ :مُحَدِّثُون؛ نسبهٌ إِلی جَدٍّ لهم ،و هو بَحِیرُ بن نُوحٍ .
و بَحِیرَی ،بالأَلف المقصوره، و بَیْحَرٌ کجعفر، و بَیْحَرَهُ بزیادهِ الهاءِ، و بَحْرٌ ،بفتحٍ فسکونٍ ، أَسماءٌ لهم. و البَحُورُ ،کصَبُورٍ: فَرَسٌ یَزِیدُهُ الجَرْیُ جَوْدَهً ،و نَصُّ التَّکْمِلَهِ : البَحُورُ من الخیل:الذی یَجْرِی فلا یَعْرَقُ و لا یَزِیدُ علی طُولِ الجَرْیِ إِلاّ جَوْدَهٌ ،انتهی.و هو مَجَازٌ.
و الباحُورُ :القَمَرُ ،عن أَبی علیٍّ فی البَصْرِیّاتِ له.
و فی الأَمثال: لَقیَه صَحْرَه بَحْرَهَ ،بفتحٍ فسکونٍ فیهما.
قال شیخُنَا:هما من الأَحوال المرکَّبهِ ،و قیل مِن المصادرِ.
و الصَّوابُ الأَوّلُ ،یُقال بالفتحِ کما هو إِطلاقُ المصنِّف، و بالضَّمِّ أَیضاً ما فی شُرُوحِ التَّسْهِیلِ و الکافِیَهِ و غیرِهما، و آخرهُمَا یُبْنَی للترکیب کثیراً، و یُنَوَّنانِ بنَصْبٍ ،عن الصّاغانیّ ،أَی مُنکشفَیْن بلا حِجابٍ ،و فی اللِّسَان:أَی بارزاً لیس بینکَ و بینَه شیْ ءٌ،قال شیخُنَا:و یُزَادُ علیه:
«نَحْرَه»،بالنُّون،کما سیأْتی،و حینئذٍ یَتَعَیَّنُ التَّنْوِینُ و الإِعرابُ ،و یمتنعُ التَّرکِیبُ .
و بناتُ بَحْرٍ -بالحَاءِ و الخاءِ جمیعاً،و علی الأَول اقتصرَ اللَّیْثُ ، أَو الصّوابُ بالخاءِ أی مُعْجَمَه،بناتُ بَخْرٍ، و وَهِمَ الجوهَرِیُّ ،و قال الأَزهریُّ :و هذا تصحیفٌ مُنْکَرٌ-:
سَحائِبُ رِقَاقٌ مُنْتصباتٌ ، یَجِئْنَ قُبُلَ الصَّیْفِ . و قال أَبو عُبَیْدٍ عنِ الأَصمعیِّ :یُقَال لِسَحائِبَ یَأْتِینَ قُبُلَ الصَّیْفِ مُنْتَصِباتٍ :
نباتُ بَخْرٍ،و بناتُ مَخْرٍ،بالباءِ و المیمِ و الخاءِ،و نحْو ذلک قال اللِّحْیَانیُّ و غیرُه.
و بُحْرَانُ المَرِیضِ ،بالضَّمِّ ، مُولَّدٌ ،و هو عند الأَطِبّاءِ التَّغَیُّر الّذی یَحدُثُ للعَلِیلِ دَفْعَه فی الأَمراضِ الحادَّهِ .
و یقولون: هذا یومُ بُحْرانٍ ،مضافا ،کذا فی الصّحاح، و فی نُزْهَهِ الشیخِ داودَ الأَنطاکیّ : البُحْرَانُ بالضّمِّ -لفظهٌ یونانیهٌ ،و هو عبارهٌ عن الانتقالِ من حالهٍ إِلی أُخرَی،فی وَقْتٍ مضبوطٍ بحرکهٍ عُلْوِیهٍ ،قال:و أَکثَرُ ارتباطِه بحرکهِ القَمَرِ،لأَنه شکلٌ خفیفُ الحرکهِ یَقْطَعُ دَوْرَه بسرعهٍ ،و لا یمکنُ إِتقانُه بغیرِ یَدٍ طائِلَهٍ فی التَّنْجِیمِ ،ثم الانتقالُ المذکورُ إِمّا إِلی الصِّحَّهِ أَو إِلی المَرَض،و الأَولُ البُحْرانُ الجَیِّدُ،و الثانی الرَّدِیءُ،و أَطال فی تَقْسِیمه فراجِعْه.
و یَومٌ باحُورِیٌّ ،علی غَیرِ قیاسٍ فکأَنَّه منسوبٌ إِلی باحُورٍ و باحُوراءَ ،مثل عاشُورٍ و عاشُوراءَ،و هُوَ موَلَّدٌ،و علی
ص:55
غیر قیاسٍ ،کما فی الصّحَاح.قال ابن بَرِّیّ :و یَقْتَضِی (1)قولُه أَنّ قیاسَه باحِرِیّ و کان حَقُّه أَن یَذْکُرَه؛لأَنّه یقال:دَمٌ باحِریّ ،أَی خالِصُ الحُمْرَهِ ،و منه قولُ المُثَقِّبِ العَبْدِیِّ :
باحِرِیُّ الدَّم مُرُّ لَحْمُه
یُبْرِیُّ الکَلْبَ إِذا عَضَّ و هَرّ
و البَحْرِیْنِ بالتَّحْتِیَّهِ ،کذا فی أُصول القاموس و الصّحاح و غیرِهما من الدَّواوِین،و فی المِصباح و اللِّسَان بالأَلِف علی صِیغَهِ المثنَّی المرفوعِ (2): د بین البَصْرهِ و عُمَانَ ،و هو من بلاد نَجْدٍ،و یُعرَبُ إِعراب المثنَّی،و یجوزُ أَن تَجعلَ النُّونَ محلَّ الإِعراب مع لُزُوم الیاءِ مطلقاً،و هی لغهٌ مشهورهٌ ، و اقتَصر علیها الأَزهریُّ ؛لأَنه صار عَلَماً مُفْرَداً لدلالهٍ ،فأَشْبَه المُفْرَداتِ ،کذا فی المِصْبَاح. و النِّسْبَهُ بَحْرِیُّ و بَحْرَانِیُّ ،أَو کُرِهَ بَحْرِیُّ لئلا یَشْتَبِهَ بالمَنْسوب إِلی البَحْر . و هذا رُوِیَ عن أَبی محمّد الیَزِیدیِّ ،قال:سَأَلنِی المَهْدِیُّ و سأَلَ الکِسَائیَّ عن النِّسْبَه إِلی البَحْرَینِ و إِلی حِصْنَیْنِ :لِمَ قالُوا:
حِصْنِیٌّ و بَحرَانِیٌّ .فقال الکِسَائیُّ :کَرِهُوا أَن یقولوا حِصْنانِیُّ ؛لاجتماع النُّونَیْن،قال:و قلتُ أَنا:کَرِهُوا أَن یقولوا: بَحْرِیٌّ فیُشْبِهَ النِّسْبَهَ إِلی البَحْر .قال الأَزهَرِیُّ :
و إِنّمَا ثَنُّوا البَحْرَیْنِ ؛لأَنَّ فی ناحِیَهِ قُرَاهَا بُحَیْرَهٌ علی باب الأَحساءِ و قُرَی هَجَرَ بینها و بین البَحْرِ الأَخضَرِ عشرهُ فراسِخَ ،و قُدِّرَت البُحَیْرَهُ ثلاثهَ أَمیالٍ فی مِثلها،و لا یَغِیضُ ماؤُهَا،و ماؤُها راکِدٌ زُعَاقٌ (3)،و قد ذَکَرَها الفَرَزْدَقُ فقال:
کأَنَّ دِیَاراً بین أَسْمِنَه النَّقَا
و بین هَذَا لِیلِ البُحَیْرَهِ مُصْحَفُ (4)
قال الصّاغانیُّ :هکذا أَنشدَه الأَزْهَریُّ .و فی النَّقائض:
النَّحیزه.
و فی اللِّسَان:قال السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض:زَعَمَ ابنُ سِیدَه فی کتاب المُحْکَم أَن العَرَب تَنْسَبُ إِلی البَحْر بَحْرَانِیّ ، علی غیر قیاسٍ ،و أَنّه من شَواذِّ النَّسَب،و نَسَبَ هذا القولَ إِلی سیبَوَیْه و الخَلیل،رَحمَهما اللّهُ تعالی،و ما قالَه سیبویه قَطُّ ،و إِنما قال فی شواذِّ النَّسَب:تقولُ فی بَهْرَاءَ بَهْرانیّ ، و فی صَنْعَاءَ صَنْعانیّ ،کما تقول: بَحْرَانیُّ فی النَّسَب إِلی البَحْرین التی هی مدینهٌ .قال:و علی هذا تَلَقَّاه جمیعُ النُّحَاه و تَأَوَّلُوه من کلام سیبویه،قال:و إِنّمَا شُبِّهَ علی ابن سیدَه لقول الخلیل فی هذه المسأَله،أَعْنی مسأَلَه النَّسَب إِلی البَحْرَیْن ؛کأَنَّهم بَنَوُا البَحْرَ علی بَحْرَان ،و إِنما أَرادَ لفظَ البَحْرَیْن ،أَلا تراه یقولُ فی کتاب العَیْن:یقولُ (5): بَحْرَانیّ فی النَّسَب إِلی البَحْرَیْن .و لم یَذکُر النَّسَبَ إِلی البَحْر أَصْلاً للعلْم به،و أَنّه علی قیاسٍ جارٍ.قال:و فی الغَریب المصنَّف عن الیَزیدیِّ أَنه قال:إِنّمَا قالوا: بَحْرَانیّ فی النَّسَب إِلی البَحْرَیْن و لم یقولوا: بَحْریّ ،لیُفَرِّقُوا بینه و بین النَّسَب إِلی البَحْر ،قال:و ما زَالَ ابنُ سیدَه یَعْثُرُ فی هذا الکتاب و غیره عَثَراتٍ یَدْمَی منها الأَطَلُّ (6)،و یَدْحَضُ دَحَضَاتٍ تخْرِجُه إِلی سَبیل مَن ضلّ (7).قال شیخُنَا:و ذَکَرَ الصَّلاحُ الصَّفَدیُّ فی نَکْت الهیْمَان الإِمَامَ ابنَ سیدَه،و ذَکَرَ بحثَ السُّهَیْلیِّ معه بما لا یَخْلُوا عن نَظَرٍ،و ما نَسَبَه لسیبَوَیْه و الخَلیل فقد صَرَّح به شُرّاحُ التَّسْهیل.
و محمّدُ بنُ المُعْتَمر ،کذا فی النُّسَخ،و فی التَّبْصیر:
محمّدُ بنُ مَعْمَر بن رِبْعیّ القَیْسیُّ ،بَصْریّ ثِقَهٌ ،حدَّث عنه البُخَاریُّ و الجماعهُ ،مات سنهَ 350. و العبّاسُ بنُ یَزیدَ بن أَبی حَبیب،و یُعْرَفُ بَعبّاسَوِیْه،حدَّث عن خالد بن الحارث،و یَزیدَ بن زُرَیْعٍ ،رَوَی عَنْه البَاغَنْدیُّ و ابنُ صاعد و ابنُ مخلد،و هو من الثِّقات، البَحْرَانیّان (8):مُحَدِّثانِ .
ص:56
و فاتَه:
زکریّا بنُ عطیّهَ البَحْرَانیُّ ،سَمعَ سلاّماً أَبا المُنْذِر، و یعقوب بن یوسفَ بنِ أَبی عیسی،شیخ لابن أَبی داودَ، و هارونُ بنُ أَحمدَ بنِ داودَ البَحْرَانیُّ :شیخٌ لابن شاهیِن، و علیّ بنُ مقرّبِ بن منصورٍ البَحْرَانِیّ ،أَدیبٌ ،سَمِعَ ابنُ نُقْطَهَ .و داودُ بنُ غَسّانَ بنِ عیسی البَحْرَانِیّ ،ذَکَرَه ابنُ الفَرضِیِّ ،و مُوَفَّقُ الدِّین البَحْرَانِیُّ :أَدیبٌ بإِرْبل،مشهورٌ بعد السِّتِّمائه.
و البَاحِرَهُ :شجرهٌ شاکَهٌ من أَشجار الجِبَال.
و الباحِرَهُ من النُّوقِ :الصَّفِیَّهُ المُخْتَارَه،نقلَه الصَّاغانیّ ، و هو مَجَازٌ.
و بُحُرُ بنُ ضُبُعٍ ،بضمَّتَیْن فیهما الرُّعَیْنِیّ ، صَحابیّ ، ذَکَرَه ابنُ یونس،و له وِفَادهٌ .
و القاضی أَبو بکر عُمَر بنُ محمودِ بنِ بَحَرٍ ،کجَبَلٍ ، ابن الأَحنفِ بنِ قیس الواذِنَانِیُّ (1)،واوٌ و ذالٌ معجَمَهٌ و نُونان. و ابنُ عَمِّه محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَر،رَوَی عنه یوسفُ الشِّیرازیُّ ،سَمِعَا من ابن رَبذهَ بأَصْفَهَانَ .
و فاته:
أبو جعفرٍ أَحمدُ بنُ مالِکِ بنِ بَحرٍ .
و هشامُ بنُ بُحْرَانَ ،بالضّمّ ، محدِّثون ،الأَخیرُ سَرْخَسِیّ ،رَوَی عن بَکْرِ بن یوسفَ .
و أَبْحَرَ الرجلُ : رَکِبَ الْبَحْرَ ،عن یعقُوبَ و ابنِ سِیدَه.
و أَبْحَرَ : أَخَذَه السِّلُّ .
و أَبْحَرَ : صادَفَ إِنساناً بِلاَ -و نَصُّ المُحکم:علی غیر اعتمادٍ و- قَصْدٍ لِرُؤْیَتِه.و هو مِن قولِهم:لَقیتُه صَحْرَهَ بَحْرَهَ ،و قد تقدَّم. و أَبْحَرَ ،إِذا اشتدَّتْ حُمْرَهُ أَنْفِه.
و أَبْحَرتِ الأَرْضُ :کَثُرتْ مناقِعُها ،و نصُّ التَّهذیب:
کَثُرَتْ مناقُع الماءِ فیها.
و فی المُحکَم: أَبْحَرَ الماءُ:مَلُحَ ،أَی صار مِلْحاً،قال نُصَیْب:
و قد عادَ ماءُ الأَرض بَحْراً و زادَنی
إِلی مَرَضی أَنْ أَبْحَرَ المَشْرَبُ العَذْبُ
و أَبْحَرَ الرَّجلُ المَاءَ:وَجَدَه بَحْراً ،أَی مِلْحاً لم یَسُغْ (2)، هکذا فی النُّسَخ،و فیه تحریفٌ شنیعٌ ؛فإِنّ الصَّاغانیّ ذَکَرَ ما نَصُّه بعدَ قوله؛ أَبْحَرت الأَرْضُ :و لو قیلَ : أَبْحَرْتُ الماءَ، أَی وَجَدْتُه بحْراً ،أَی ملْحاً،لم یَمْتَنعْ ،فتأَمَّلْ .
و من المَجَاز: اسْتَبْحَر الرجلُ فی العِلْم و المال:
انْبَسطَ ، کَتبحَّرَ .و کذلک استبحرَ المَحَلُّ ،إِذا اتَّسَعَ .
و اسْتَبحَرَ الشّاعرُ ،و کذا الخَطیبُ : اتَّسَعَ له القَوْلُ ،کذا فی التَّکْملَه،و نصُّ المُحکَم:اتَّسَع فی القَوْل.و فی الأَساس:و فی مَدیحکَ یَسْتَبْحِرُ الشاعرُ،قال الطِّرمّاح:
بمثْلِ ثَنَائکَ یَحْلُو المَدیحُ
و تَسْتَبْحِرُ الأَلْسُنُ المادحَهْ
و التَّبَحُّرُ و الاستبحارُ :الانبساطُ و السَّعَهُ ؛و سُمِّیَ البحرُ بحْراً لذلک، و من المَجَاز: تَبَحَّرَ الرجلُ فی المال ،إِذا اتَّسَعَ و کَثُرَ مالُه و تَبَحَّرَ فی العِلْم:تَعَمَّقَ و تَوسَّعَ تَوَسُّعَ البحر .
و بَحْرَانَهُ ،بالفتح: ه،بالیَمن ،و فی التکمله:بلدٌ بالیَمَن.
و فی الحدیث ذکْرُ بَحْرَان (3)بالفتح و یُضَمّ ،و هو ع بناحیهِ الفُرْع من الحجَاز،به مَعْدنٌ للحَجّاج بن عِلاَط البَهْزِیِّ (4)، له ذکْرٌ فی سَرِیَّه عبد اللّه بن جَحْشٍ (5)،قَیَّدَه ابنُ الفُرات بالفتح،کالعمْرانیِّ ،و الزَّمخْشریِّ ،و الضَّمُّ روایهٌ عن بعضهم،و هو المشهورُ،کذا فی المُعجَم.
ص:57
و یَبْحَرُ بنُ عامرٍ کیَمْنَعُ ،و ضَبَطَه الذهبیُّ بتقدیم الموحَّده علی التحتیَّه، صحابیّ ،و قیل:بجراه،له حدیثٌ من روایه أَولاده.
و البَحْریَّهُ ،و فی بعض النسخ: البَحیریَّهُ (1)و هو الصَّوابُ :
ع بالیَمَامه لعبد القَیْس عن الحَفْصیِّ .
و بَحیرَ ابادْ (2):ه،بمَرْوَ یُنسَب إِلیها أَبو المظفَّر عبدُ الکریم بنُ عبد الوهّاب،حدَّث عنه السّمْعانیُّ ،ذَکَره یاقوت فی المعجم.
و البَحّار کَکتّانٍ : المَلاّحُ ؛لمُلاَزَمته البَحْرَ ، و هم بَحّارهٌ ، کالحَمَّالَه.
و بَنُو بَحْریٌّ :بَطْنٌ من العرب.
و ذُو بِحَارٍ ،ککَتَابٍ :جَبَلٌ ،أَو أَرضٌ سهلهٌ تَحُفُّهَا جبالٌ ، قال بشْرُ بنُ أَبی خازم:
أَ لَیْلَی علی شَطِّ المَزَارِ تَذَکَّرُ
و مِن دُونِ لَیْلَی ذُو بِحَارٍ و مَنْوَرُ
و قال الشَّمّاخ:
صَبَا صَبْوَهٍ مِنْ ذِی بِحَارٍ فَجَاوَرَت
إِلی آلِ لَیْلَی بَطْنَ غَوْلٍ فَمَنْعَجِ
و قال أَبو زِیَادٍ:ذو بِحَارٍ :وادٍ بأَعْلَی السَّرِیر لعَمْرِو بنِ کِلابٍ ،و قیل:ذو بِحار ،و مَنْوَر،جَبَلانِ فی ظَهْر حَرَّهِ بنی سُلَیْم،قال الجوهَرِیُّ ،و قال نَصْرٌ:ذو بِحَار :ماءٌ لغَنِیّ فی شرقیّ النِّیر،و قیل:فی بلاد الیمن.
و بِحَارٌ ،مصرُوفاً، و یُمْنَعُ :ع بنَجْد،عن ابن دُرَیْد، و رواه الغوریُّ بالفتح،قال بَشامهُ بنُ الغَدیر (3):
لِمَنِ الدِّیَارُ عَفَوْنَ بالجَزْعِ
بالدَّوْمِ بین بِحَارَ فالجرْعِ
و بُحَارٌ کغُرابٍ :موضعٌ آخرُ عن السِّیرافیّ ،کذا ضَبَطَهالسُّکّرِیُّ فی قول البُرَیْق (4)، أَو لغهٌ فی الکَسْرِ.
و بَحْرَهُ :والدُ صَفِیَّهَ التّابِعیَّهِ ،رَوَی عنها أَیُّوبُ بنُ ثابت، و هی رَوَتْ عن أَبی محذورهَ ،ذَکَرها البُخَاریُّ فی التَّاریخ.
و بَحْرَهُ جَدُّ یُمَیْنِ بنِ مُعاوِیَهَ العائشیّ الشّاعرِ.
و بَحْرَهُ : ع بالبَحْرَیْنِ ،و:ه،بالطائفِ ،و قد تقدَّم ذکرُهما،فهو تکرار.
و الباحُورُ و الباحُوراءُ :کعاشُورٍ و عاشُوراءَ: شِدَّهُ الحَرِّ فی تَمُّوزَ ،و هو مُوَلَّدٌ،قال شیخُنَا:و قد جاءَ فی کلام بعضِ رُجّازِ العربِ ،فلو قالوا:هو مُعَرَّبٌ کان أَوْلی.
و بُحَیْرَهُ ،کجُهَیْنَهَ :خمْسه عَشَرَ موضعاً ،منها: بُحَیْرَهُ طَبَرِیَّهَ ،فإِنها بحرٌ عظیمٌ نحو عشره أَمیال فی ست (5)أَمیال، و بُحیرهُ تِنِّیسَ بمصر،و بُحیرهُ أَرْجِیشَ ،و بُحیرهُ أُرْمِیَهَ ، و بُحیرهُ أَرْیَغَ ،و بُحیرهُ الإِسکندریَّه،و بُحیرهُ أَنطاکِیَهَ ،و بُحیرهُ الحَدَث،و بُحیرهُ خُوَارزْمَ ،و بُحیرهُ رَزَهْ ،و بُحیرهُ قَدَسَ ، و بُحیرهُ المَرْجِ ،و بُحیرهُ المُنْتِنَهِ ،و بُحیرهُ هَجَرَ،و بُحیرهُ بَغْرَا،و بُحیرهُ ساوَهْ (6).
*و ممّا یُستدرَکَ علیه:
البَحْرُ :الفُراتُ ،قال عَدِیُّ بنُ زَیْد:
و تَذَکَّرْ رَبَّ الخَوَرْنَقِ إِذْ أَشْ
رَفَ یوماً و لِلْهُدَی تَذْکِیرُ
سَرَّه مالُه و کَثْرَهُ ما یَمْ
لِکُ و البَحْرُ مُعْرِضاً و السَّدِیرُ
قالُوا:أَراد بالبحرِ هاهنا الفُراتَ ؛لأَنّ رَبَّ الخَوَرْنَقِ کان یُشْرِفُ علی الفُرات.قُلتُ :و هذا فیه ما فیه؛فإِنّ البحرَ فی الأَصل المِلْحُ دُونَ العَذْبِ ،کما قاله بعضُهم،و قوله تعالی: وَ ما یَسْتَوِی اَلْبَحْرانِ هذا عَذْبٌ فُراتٌ ... وَ هذا مِلْحٌ أُجاجٌ (7).قالوا:سُمِّیَ العَذْبُ بَحْراً ؛لکَوْنِه مع المِلْح،
ص:58
کما یُقَال للشَّمْسِ و القَمَرِ قَمَرانِ ،کذا فی البصائر للمصنِّف.
و
16- فی حدیث مازِنٍ : «کان لهم صَنَمٌ یُقَال له باحَرٌ ». بفتح الحاءِ،و یُرْوَی بالجِیم،و قد تَقَدَّم.
و تبحَّرَ الرَّاعِی فی رَعْیٍ کثیرٍ:اتَّسَعَ .
و بَحِرَ الرَّجلُ ،کفَرِحَ ،إِذا رَأَی البَحْرَ ،فَفَرِقَ حتی دَهِشَ ،و کذلک بَرِقَ ،إِذا رأَی سَنَا البَرْقِ فتحیَّر،و بَقِرَ،إِذا رَأَی البَقَرَ الکثیرَ،و مثلُه خَرِقَ ،و عَقِرَ.
و فی المُحْکَم:یقال: للبَحْرِ الصَّغیر: بُحَیْرَهٌ ؛کأَنَّهم تَوَهَّمُوا بَحْرَهً ،و إِلاّ فلا وَجْهَ للهاءَ.
و قوله:یا هادِیَ اللَّیْلِ جُرْتَ ،إِنّمَا هو البَحْرُ أَو الفَجْرُ، فَسَّره ثعلبٌ فقال:إِنّما هو الهَلاکُ أَو تَرَی الفَجْرَ؛شَبَّه اللیلَ بالبَحْر ،و یُرْوَی بالجِیم،و قد تَقَدَّم.
و البَحْرَهُ :الفَجْوَهُ مِن الأَرض تَتَّسعُ (1).
و البُحَیْرَهُ :المُنخفِضُ من الأَرض.
و تَبَحَّرَ الخَبَرَ:تَطَلَّبه.
و کانت أَسْمَاءُ بنتُ عُمَیْسٍ یقال لها: البَحْرِیَّهُ ؛لأَنّهَا کانت هاجَرَتْ إِلی بلاد النَّجَاشِیّ فَرِکبت البحرَ .و کلُّ ما نُسِبَ إِلی البحر فهو بَحْرِیٌّ .
و الذی فی الأَساس:و مِن المَجَاز:امرأَهٌ بَحْرِیَّهٌ ،أَی عَظِیمَهُ البَطْنِ ؛شُبِّهَتْ بأَهْلِ البَحْرَیْنِ ،و هم مَطاحِیلُ عِظَامُ البُطُونِ .
و یُقَال للحارَاتِ و الفَجَوَاتِ : البِحَارُ .
و قال اللَّیْثُ :إِذا کان البحرُ صغیراً قیل له: بُحَیْرهٌ .
و البَحْرِیُّ :المَلاَّحُ .
و المُفَضَّل بنُ المطهَّر بنِ الفَضْل بنِ عُبَیْد اللّه بنِ بَحَرٍ ، کَجَبَلٍ :الکاتبُ الأَصْبَهانیُّ ،سَمِعَ منه ابنُ السّمعانیِّ و ابنُ عساکر.و ذَکْوَانُ بنُ محمّدِ بنِ العبّاسِ بنِ أَحمدَ بنِ بَحرٍ الأَصبهانی،و یُدْعَی اللَّیْث،ذَکَره ابنُ نقْطَهَ .
و کأَمِیرٍ:عبدُ اللّه بن عیسی بن بَحِیر :شیخٌ لعبدِ الرزّاق،و عبدُ العزیز بنُ بَحِیرِ بن رَیسانَ :أَحدُ الأَجوادِ،رَوَی.
و بَحِیرُ بنِ جُبَیْر:تابعیُّ .
و بَحِیرُ بنُ نُوح،عن أَبی حنیفهَ .
و بَحِیرُ بنُ عامر:شاعرٌ جاهلیُّ .
و بَحِیرُ بنُ عبد اللّه فارسُ قُشَیْر.
و سعدُ بنُ بَحِیرِ بنِ معاویهَ :له صُحْبَهٌ .
و مُحَمّدُ بنُ بَحِیرٍ الأَسْفَراینِیُّ ،سمع الحمَیدیّ .
و آخرون.
و البُحَیْر ،کزُبَیْرٍ:لَقَبُ عَمرِو بنِ طَرِیفِ بنِ عمرِو بنِ ثُمَامهَ ؛لجوده:
و الحُسَیْن بنُ محمّدِ بنِ موسی بن بُحَیْر :شیخُ ابنِ رَشِیق،ضَبَطَه الحُمَیدیّ .
و الفتحُ بنُ کَثِیرِ بنِ بُحَیْر الحَضرمیّ ،ذَکَرَه ابنُ ماکُولا.
و بَحْرٌ :والدُ عمرٍو الجاحظِ .
و بَیْحَرٌ و بَیْحَرهُ (2)،أسْماءٌ.
و بَحْرَهُ و یبحرُ :موضعانِ .
و بَحِیرَاءُ الرَّاهِبُ ،کأَمِیرٍ مَمْدُوداً،هکذا ضَبَطَه الذَّهَبِیُّ و شُرّاحُ المَوَاهِبِ ،و فی روایهٍ بالأَلفِ المَقْصُورهِ ،و فی أُخْرَی کَأَمِیرٍ،و أَما تَصْغِیرُه فغَلَطٌ ،کما صَرَّحُوا به.
و بَحِیرَهُ ،کسَفینه:موضعٌ .
و أَبو بَحْرٍ صَفوانُ بنُ إِدریسَ ،أَدیبٌ أَندلسیُّ .
و أَبو بَحْرٍ سُفیانُ بنُ العاصِی.
و بَنُو البَحْرِ :قبیلهٌ بالیمن.
و بُحَیْر آباذ،بالضّمّ :مِن قُرَی جُوَیْن من نَوَاحِی نَیْسَابُورَ، و منها أَبو الحسن علیُّ بنُ محمّدِ بنِ حَمّویه الجُوَیْنِیّ ،من بیتِ فَضْلٍ ،و لهم عقبٌ بمصر.
و إِسحاقُ بنُ إِبراهیمَ بنِ محمّدٍ البَحْرِیُّ ،الحافظُ ،لأَنّه کان یُسَافر إِلی البحر ،تُوُفِّیَ سنهَ 337.و أَبو بکرٍ عبدُ اللّهِ بنُ علیِّ بنِ بَحْرٍ البَحْرِیُّ البَلْخِیُّ ،نُسِبَ إِلی جَدِّه بَحْرٍ .
ص:59
و بَحْرٌ جَدُّ الأَحْنَفِ بنِ قَیْس التَّمِیمیِّ البَصْرِیِّ .
و البُحَیْرَهُ ،مصغَّراً:کُورهٌ واسعهٌ بمصر.
البُحْتُرُ ،بالضَّمِّ ،و التَّاءُ مُثَنَّاه فوْقِیَّه مضمومه:
القَصِیرُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ ،کالحُبْتُرِ،و هو مقلوب منه، و الأُنْثَی بُحْتُرَهٌ ،و الجمعُ البَحاتِر ،و أَنشدَنا شیخُنَا،بُلَّ ثَرَاه، قال:أَنشدَنا الإِمامُ محمّدُ بنُ المسناویّ :
و أَنتِ التی (1)حَبَّبْتِ کلَّ قَصِیرَهٍ
إِلیَّ و لم تَشْعُرْ بذاکَ القَصَائِرُ
عَنَیْتُ قَصِیراتِ الحِجالِ و لم أُرِدْ
قِصارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَحَاتِرُ
قلتُ :و هذانِ البَیْتَانِ أَنشدهما الفَرّاءُ،و هما لکُثَیِّرٍ، و قال:البَهَاتِرُ،بالهاءِ.
و قال قُطْرُبٌ :و یقال للضَّخْم أَیضاً: البُحْتُرُ .
و بُحْتُرٌ بلا لامٍ :فَحْلٌ مِن فُحُولِهم ،و إِلیه نُسِبَت الإِبلُ البُحْتُرِیَّهُ ،قال ذو الرُّمَّه:
صُهْباً أَبُوها داعِرٌ و بُحْتُرُ
تَحْدُ سُرَاهَا أَرْجُلٌ لا تَفْتُرُ
و بُخْتُرُ بنُ عَتُودِ بنِ عُنَیزٍ ،مصغَّراً بالزّای، لا عُنَیْنٍ بالنُّون،کما وُجِدَ فی بعض أُصُول الصّحاح (2)، و وَهِمَ الجَوهَرِیُّ (3)،و لا یَخفَی أَنّ مِثلَ هذا لا یُعَدُّ وَهَماً؛لأَنَّه لم یُقَیّد بالنَّونِ ،و إِنّما هو مِن تَحْرِیفِ النُّسّاخ،و هو ابنُ سَلاَمَانَ بنِ ثُغَلَ بنِ الغَوْثِ بنِ جُلْهُمَهَ (4)بنِ طَیِّیءٍ،و هو رَهْطُ الهَیْثَمِ بنِ عَدِیٍّ ، منهم أَبو عُبَادَه الشّاعرُ المشهودُ له بالإِجاده، البُحْتُرِیُّ الشّاعرُ.
و بُحْتُر جَدُّ جُدَیٍّ مُصَغَّراً، ابنِ تَدُولَ کَصَبُور، الشَّاعر الجاهلیّ ،و مِن وَلَدِه جابِرُ بنُ ظالِمِ بنِ حارثهَ بنِ عَتاب (5)بنِ أَبی حارثهَ بنِ جُدَیّ ،له صُحْبَهٌ . و تَبَحْتَرَ الرَّجلُ ،إِذا انتسبَ إِلیهم مثلُ تَمَضَّر و تَنَزَّرَ و تَقَیَّسَ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
أَبو البحترِیّ (6)مِن أَجودِ الناس،و اسمُه وَهبْ بنُ وَهْب، و هو أَحدُ الوَضّاعِین.
و بُحْتُر ،بالضَّمّ :روَضهٌ فی وَسطِ أَجَأَ أَحدِ جَبْلِی طَیِّیء، قُرْب جَوّ،کأَنَّهَا مُسَمَّاه بالقَبِیله.
و بُحْتَار ،بالضَّمّ :وادٍ قریبٌ من العُذیب بین الکوفه و البصره،قاله الحازمیّ .
و النُّور علیُّ بن بُحْتُر الحنفیُّ ،و أَخوه محمّدٌ خطیبُ الحِصْن،حَدَّثنا عن ابنِ عبدِ الدائم،و إِسماعیلُ بنُ داودَ بنِ سلیمان بنُ بُحْتُرٍ حَدَّث بعد السّبعمائه.
بَحْثَرهُ :بَحَثَه و بَدَّدَه،کَبَعْثَره و قُرِیءَ: إِذا بُحْثِرَ ما فی القُبُور (7)،أَی بُعِثَ المَوْتَی.
قلتُ :و لیس ببعیدٍ أن یکون بِحْثَرَ مُرکَّباً مِن اثْنَیْن؛فإِنّ فیه معنی بحث و أَثارَ (8)،علی رَأْیِ مَن یقول:إِن الرُّباعیَّ و الخُمَاسیَّ مرکَّبان من اثْنَیْن،و أَشار إِلیه المصنِّفُ فی البَصَائر.
و بَحْثَر المتاعَ : فَرَّقَه ،و فی التَّهْذِیب: بَحْثَرَ متاعَه و بَعْثَره،إِذا أَثارَه و قَلّبه و فَرَّقه،و قَلَبَ بعضَه علی بعض، فتَبَحْثَرَ :تَفرَّق. و عن أَبی الجَرّاح (9): بَحْثَرَ الشَّیْ ءَ:
استخرجَه و کَشَفه ،قال القَتّال العامِرِیُّ :
و مَنْ لا تَلدْ أَسماءُ مِنْ آلِ عامِرٍ
و کَبْشَهُ تُکْرَهْ أُمُّه أَنْ تُبَحْثَرَا
و عن الأَصمعیّ :یقال: لَبَنٌ مُبَحْثِرٌ :مُنْقَطِعٌ (10)متحبِّبٌ ، فإِذا خَثَر أَعلاه و أَسفلُه رَقِیقٌ فهو هادِرٌ.
و قد بَحْثَرَ اللَّبنُ ،إِذا انقطعَ و تَحبَّبَ .
البُحْدُرِیُّ ،بالضّمّ و دالٍ مُهملَهٍ مضمومهٍ ،
ص:60
أَهملَه الجوهَرِیُّ ،و قال أَبو عَدْنَانَ :هو المُقَرقَمُ الذی لا یَشِبُّ ،کالبُهْدُرِیِّ ،کذا فی التَّهْذِیبِ و التَّکْمِلَهِ .
البَخْر ،بفتحٍ فسکونٍ : فِعْلُ البُخَارِ .
و بُخَارُ القِدْرِ:ما ارتفعَ منها.
بَخَرَتِ القِدْرُ،کمنَع تَبْخَر بَخْراً و بُخَاراً ،إِذا ارتفَع بُخَارُهَا.
و البَخَر ، بالتَّحْرِیک:النَّتْنُ فی الفَمِ و غیرِه ،قاله أَبو حَنِیفَهَ .
و قد بَخِرَ ،کفَرِحَ بَخَراً ، فهو أَبَخرُ و هی بَخْرَاءُ .
و أَبخرَه الشَّیءُ :صَیَّره أَبخرَ .قال شیخُنا:و المعروفُ فی البَخَر التَّقْییدُ بالفَمِ دُونَ غیرِه،کما جَزَم به الجوهَریُّ و الزَّمخشریُّ و الفَیُّومِیُّ ،و أَکثرُ الفقهاءِ.
و فی اللِّسَان: بَخِرَ ،أَی نَتُنَ مِن بخَرِ الفَمِ الخَبِیثِ .
و فی الأَساس: بَخَّرْتَ علینا:نَتَّنْتَ ،و أَرَدْنَا أَن تُبَخَّرَ لنا فَبَخَّرْتَ علینا.
و کلُّ رائحهٍ ساطعهٍ بَخَرٌ ،و بُخَارٌ مِن نَتْنٍ أَو غیرِه، و کذلک بُخَار الدُّخَان، و کلُّ دُخَانٍ یَسطَعُ من ماءٍ حارٌّ فهو بُخَارٌ ،و کذلک مِن النَّدَی،و بُخَارُ الماءِ یَرْتفعُ منه کالدُّخان.
و المَبْخُور :المَخْمورُ ،عن الصَّاغانیّ .
و عن ابنِ الأَعرابیِّ : الباخِرُ :ساقِی الزَّرْعِ . قال أَبو منصورٍ:المعروفُ الماخِرُ،بالمیم،فأُبدِل من المیم، کقولک:سَمَّدَ رأْسَه و سَبَّدَه.
و بناتُ بَخْرٍ ،کبَحْرٍ. و مَخْرٍ:سحائبُ یأْتِینَ قُبُلَ الصَّیْفِ ،منتصبهٌ رِقاقٌ بِیضٌ حِسانٌ ،و قد تقدَّم فی الحاءِ المُهمَله.
و البخُور ،کصَبُور:ما یُتَبخَّر به. و ثِیابٌ مُبَخَّرَهٌ :مطیَّبَهٌ .
و تَبَخَّر بالطِّیبِ و نَحْوِه:تَدَخَّنَ ،و فَلانٌ یَتَبَخَّر و یَتَبختَرُ .
و بَخُورُ مَرْیَمَ :نَبَاتٌ (1)،و أَصلُه العَرْطَنِیثَا و هو حارٌّ یابسٌ ، جَلاّءٌ مفتِّحٌ مُدِرٌّ محلِّلٌ نَفّاعٌ ،و یُسْهِلُ الطَّبْعَ إِذا تُحمِّل به بصُوفه أَو طُلِیَ به أَسفل السُّرَّهِ . و البَخْرَاءُ :أَرضٌ بالشام؛لنَتْنِها بِعْفُونَهِ تُربِهَا.
و البَخَراءُ أَیضاً: ماءَهٌ مُنْتِنَه قُرْبَ القُلَیْعَهِ بالحِجَاز. علی مِیلَیْن منها،و هی فی طَرَفِ الحِجاز:نقلَه الصَّاغانیّ .
و البَخْرَاءُ : نَباتٌ مثلُ الکُشْنَا،و حَبُّه کحَبِّه سَواءٌ (2)، سُمِّی بذلک لأَنه إِذا أُکِلَ أَبْخرَ الفمَ ،حَکاه أَبو حنیفهَ ،قال:
و هو مَرْعیً ،و تُعْلَفُه المَواشِی فیسمِّنُها،و مَنابِتَه القِیعانُ کالبَخْرَهِ (3).
و بُخاراءُ ،بالضمِّ و المدّ: د ،من أَعظمِ مُدُنِ ما وراءَ النهرِ،بینها و بین سَمَرْقَنْدَ ثمانیه أَیامٍ أَو سبعه و هو ممدود فی شعر الکُمَیت،قال:
و یومَ بِیکنْدَ لا تُقضَی عَجائِبُه
و ما بخاراءُ مِمَّا أَخْطَأَ العَدَدُ
و یُرْوَی:
«و یومَ قِنْدیِدَ»..
، و یُقْصَرُ و هو المشهورُ الراجحُ ، و به جَزَم غیرُ واحدٍ من الحُفّاظ ،و أَنکروا المدّ،خَرجَ منها جماعه من العلماءِ فی کلّ فنّ ،و لها تاریخٌ عجیبٌ مشهور.
و البُخَارِیَّهُ :سِکَّهٌ بالبَصْره أَسکنَها زِیاد بنُ أَبِیه أَلْفَ عَبدٍ من بُخَاراءَ ،فسمِّیت بهم،و لم تُسَمَّ به،و ذلک حین مَلَکَهَا من خاتون ملکه بُخَارَا ،و کان السَّبْیُ أَلْفَیْن (4)،و کلُّهم جَیِّدُو،الرَّمْیَ بالنُّشَاب،ففَرَض لهم العَظائمَ ،و أَسکنَهم بها.
و علیُّ بنُ بُخَارٍ الرازیُّ کغُرابٍ .
و أَبو المَعالِی أَحمدُ بنُ أَبی نَصْر محمّدِ بنِ علیّ بنِ أَحمدَ بن علیِّ بنِ البُخَارِیّ البغدادیُّ المنسوبُ إِلی بُخار العُودِ؛لأَنه کان یُبخِّر به فی الخاناتِ ،و الذی فی المُعْجَم:أَنه کان یَحْرِقُ البَخُورَ فی جامع المنصور حِسْبَهً (5)،و عُرِفَ بیتُه ببیتِ ابنِ البُخَاریّ ،قاله أَبو سعدٍ، و أَخوه أَبو البَرَکاتِ هِبَهُ اللّه،سَمعَ مع أَخیه من أَبی غَیلانَ و الجوهریِّ و غیرِهما،کذا فی التَّکْمله للمنذریّ ،و حَدَّث عن الثانی یحیَی بنُ یَوْش (6)و غیرُه: محدِّثان.
ص:61
و أَحمدُ بنُ بُخَارٍ ،و علیُّ البُخاریُّ :محدِّثان.
وَ بَقِیَ علیه:
الفقیهُ أَبو الفضلِ عبدُ الرحمنِ بن محمّد بنِ حَمْدُون بنِ بُخَارٍ البخاریُّ ،و نُسِبَ إِلی جَدِّه الأَعلَی من أَهل نَیْسَابُور.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
1- «إِیّاکم و نَوْمهَ الغَدَاهِ ،فإِنها مَبْخَرَهٌ مَجْفَرَهٌ مَجْعَرَهٌ ». أی مَظنَّهٌ للبَخَرِ ،و هو تَغَیُّرُ رِیحِ الفَمِ ،و هو من حدیث عُمَرَ، و جعلَه القُتَیْبِیُّ مِن حدیث علیٍّ ،رضی اللّه عنهما.قلتُ :
و قد رُوِیَ عن کُلٍّ منهما.
1- فحدیثُ علیٍّ : «رأی رجلاً فی الشَّمْس فقال:قُمْ عنها (1)فإِنها مَبْخَرَهٌ مَجْفَرَهٌ ،تُنْفِل (2)الرِّیحَ ،و تُبْلِی الثَّوْبَ ،و تُظْهِرُ الدّاءَ الدَّفِینَ ».
و
16- فی حدیث المُغِیرَه: «إِیّاکَ و کلَّ مَجْفَرَهٍ مَبْخَرَهٍ ». یَعْنِی مِن النِّسَاءِ.
و بُخَارُ الفَسْوِ:رِیحُه،قال الفَرَزْدَقُ :
أَشارِبُ قَهْوَهٍ و حَلِیفُ زِیرٍ
و صَرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخارُ
و یُقَال:هذه بَخْرَهُ السِّمَاکِ ،إِذا أَصابَکَ المطرُ عند سُقُوطِه.
و رجلٌ مُبْخِرٌ :ذو بَخَرٍ .و امرأَهٌ مُبْخِرَهٌ .
البخْتَرهُ و التَّبخُترُ :مِشْیَهٌ حَسَنهٌ ،و هی مِشْیَهُ المُتَکَبِّرِ المُعجَبِ بنفسِه،و قد بَخْتَرَ و تَبَخْتَرَ .و فلانٌ یَتبختَرُ فی مِشْیَتِه و یَتَبْخَتَی.
و
17- فی حدیث الحَجّاج: أَنّه لمّا أُدخِلَ علیه یَزِیدُ بنُ المُهَلَّبِ أَسِیراً فقال الحَجّاج:
جَمِیلُ المُحَیَّا بَخْتَرِیُّ إِذا مَشَی
فقال یَزِیدُ:
و فی الدِّرْعِ ضَخْمُ المَنْکِبَیْنِ شِنَاقُ .
البَخْتَرِیُّ :الحَسَنُ المَشْیِ ،و الجَسِیمُ کأَمِیر،هکذا فی النُّسخ،و صوابهُ :و الجِسْمِ ،أَی الحَسَنُ الجسمِ ،کما فی اللِّسَان و غیره، و قیل: المُخْتَالُ المُعْجَبُ بنفْسِه،و الأُنثَی بَخْتَرِیَّه ، کالبِخْتِیرِ ،بالکسر،عن الصَّاغانیّ فیهما ،أَی فی المَعنَیَیْن.
و البَخْتَرِیُّ بن أَبِی البَخْتَرِیَّ ،یَروِی المَرَاسِیلَ ،رَوَی عنه محمدُ بن إِسحاق. و البَخْتَرِیُّ ابن عُبَیدٍ:محدِّثان ،الأَخیرُ رَوَی عن أَبِیه.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
بختیار :اسم رجلٍ ،و هو القطْبُ الدّهْلَوِیُّ ،أَحدُ المشهورین.
و بَخْتَرِیُّ :اسم رجلٍ ،أَنشدَ ابن الأَعْرَابِی:
جَزَی اللّه عَنّا بَخْتَرِیّاً و رَهْطَه
بَنِی عَبْدِ عَمْرٍو ما أَعفَّ و أَمْجَدَا
هُمُ السَّمْن بالسَّنُّوتِ لا أَلْسَ فیهمُ
و هُمْ یَمْنَعُونَ جارَهُمْ أَنْ یُقَرَّدَا
و أَبو البَخْتَرِیِّ :مِن کُنَاهم،أَنشدَ ابنُ الأَعرابیّ :
إِذا کُنتَ تَطْلُبُ شَأْوَ المُلُو
کِ فافْعَلْ فِعالَ أَبِی البَخْتَرِی
تَتَبَّعَ إِخوانَه فی البِلادِ
فأَغْنَی المُقلَّ عن المُکْثِرِ
و أَراد البَخْتَرِیَّ فحَذَفَ إِحدَی یاءَیِ النَّسَبِ ،کذا فی اللِّسَان.
و أَبو البَخْتَریِّ سعیدُ بنُ فَیْرُوز الطائیُّ ،مولاهم، الکوفیُّ ،تابعیُّ مِن رجال البُخَاریِّ .
و أَبو البَخْتَرِیِّ العاصِی بنُ هاشم (3)بنِ الحارِث بنِ أَسدٍ، له ذِکرٌ فی حدیثِ نَقْضِ الصَّحِیفَهِ ،و ابنُه إِسماعیلُ (4)أَسلمَ یومَ الفَتْح.
و البَخْتَرِیُّ بنُ عَزْرَهَ ،رَوَی عن عُمَرَ بنِ الخَطّاب.
و البَخْتَرِیُّ بنُ المختار،رَوَی عن علیٍّ .و البَخْتَریُّ الأَنصاریُّ ،رَوَی عن البَرَاءِ بنِ عازِب.و أَبو جعفَرٍ محمّدُ بنُ هِشام بنِ البَخْتَرِیّ ،سَکَنَ بغدادَ و حدَّث بها،وثَقَّه الدّارَقُطْنِیّ .
ص:62
البَخْثَرهُ ،بالثّاءِ المثلَّثهِ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصَّاغانیّ :هو الکَدَرُ (1)فی ماءٍ أَو ثَوْبٍ ،و مثلُه فی اللِّسان.
و بَخْثَرَه ،إِذا بَدَّدَه و فَرَّقَه، فَتَبَخْثَرَ ،تفرَّق،لغهٌ فی الحاءِ المُهْمَله،و قد تقدَّم.
بادَرَهُ مُبَادَرَهً و بِدَاراً ،بالکسر؛لأَنّه القِیاسُ فی مصدر فاعَلَ ،أَی عَجِلَ إِلی فِعْلِ ما یَرْغَبُ فیه.و هو یَتعدَّی بنفسِه و بإِلی،کذا فی شَرْح الشِّفَاءِ.قال شیخُنَا:و قد عَدُّوه ممّا جاءَ فیه فاعَلَ فی أَصل الفِعْل کسافَرَ،و أَبقاه بعضُهم علی أَصل المُفَاعَلَهِ ،و ذلک فیما یَتَعَدَّی فیه بنفسِه،و أَمّا فی تَعْدِیَتِه بإِلی فلا دلالَهَ له علی المُفَاعَلَه،کما لا یَخفَی، انتهی.و فی التنزیل: وَ لا تَأْکُلُوها إِسْرافاً،وَ بِداراً أَنْ یَکْبَرُوا (2)أَی مُسَابَقَهً لِکَبرِهم.
و فی الأَساس (3):و بادَرَ إِلی الشَّیْ ءِ:أَسرعَ ،و بادَرَه الغایهَ ،و إِلی الغایه.
و بادَره ،و ابتدَرَه ،و بَدَر غَیرَه إِلیه یَبْدُرُه : عَاجَلَه و أَسرعَ إِلیه.
و بَدَرَهَ الأَمْرُ،و بَدَرَ إِلیه یَبْدُرُ بَدْراً : عَجِلَ و أَسرعَ إِلیه و اسْتَبَقَ ،قال الزَّجّاجُ :و هو غیرُ خارجٍ عن معنی الأَصلِ ، یَعْنِی الامتلاءَ؛لأَن معناه اسْتَعْمَلَ غایهَ قُوَّتِه و قُدْرَتِه علی السُّرعَه،أَی استعملَ مِلْ ءَ طَاقَتِه.
و ابتَدَرُوا السِّلاَحَ : تَبَادَرُوا (4)إِلی أَخْذِه.
و بادَرَه إِلیه کبَدَرَهُ .
و یُقَال: ابتدَر القَوْمُ أَمْراً،و تَبَادَرُوه ،أَی بادَرَ بعضُهم بعضاً إِلیه،أَیُّهُم یسْبِقُ إِلیه،فیَغْلِبُ علیه.
و استَبقْنَا البَدَری ،محرَّکهً کجَمَزَی،أَی مُبادِرِینَ .
و ضَرَبَه البَدَرَی ،أَی مُبَادَرَهً .
و البادِرَهُ :ما یَبْدُر مِن حِدَّتِکَ فی الغَضَب بَلَغَتِ الغَایَهَ فی الإِسراع،مِن قَوْلٍ أَو فِعْلٍ . و بادِرَهُ الشَّرِّ:ما یَبْدُرُکَ منه،یُقال:أَخشَی علیکَ بادِرَتَه ، و بَدَرَتْ منه بوَادِرُ غَضَبٍ ،أَی خَطَأٌ.و سَقَطَاتٌ عند ما احْتَدَّ، و قال النّابغهُ .
و لا خیرَ فی حِلْمٍ إِذا لم یکنْ له
بَوادِرُ تَحْمِی صَفْوَه أَن یُکَدَّرَا
و فُلانٌ حارُّ النَّوادر حادُّ البَوادِر .
و البادِرَهُ : شَبَاهُ السَّیْفِ . و من السَّهْم:طَرَفُه مِن قِبَلِ النَّصْلِ .
و فلانٌ حَسَنُ البادِرَهِ ،أَی البَدِیهَه.
و البادِرهُ : وَرَقُ الحُوّاءَهِ -بضمِّ الحاءِ،و تشدیدِ الواوِ المفتوحهِ ،و بعدَها همزهٌ مفتوحهٌ ،أَی الحِنّاءِ-:أَوّل مَا یَبْدَأُ منه.
و البادِرَهُ : أَوَّلُ ما یَتَفَطَّرُ من النَّبَاتِ ،و هو رأْسُه؛لأَنه أَوَّلُ ما یَنْفَطِرُ عنه.
و البادِرَهُ : أَجْودُ الوَرْسِ ،و أَحْدَثُه نَباتاً،عن أَبی حَنِیفَهَ .
و البادِرَهُ من الإِنسانِ و غیرِه: اللَّحْمَهُ التی بین المَنْکِبِ و العُنُقِ . و قیل: البادِرَتان من الإِنسان:اللَّحْمَتانِ فوق الرُّغَثَاوَیْنِ ،بالضَّمّ ، و أَسْفَلَ الثُّنْدُوَهِ ،و قیل:هما جانِبَا الکِرْکِرَهِ و قیل هما عِرْقَانِ یَکْتَنِفانِها،قال الشاعر:
تَمْرِی بَوادِرَهَا منها فَوَارِقُها
یَعْنِی فَوارِقَ الإِبلِ ،و هی التی أَخَذَهَا المخاضُ ففَرِقَتْ نادَّهً ،فکلما أَخَذَهَا وَجَعٌ فی بَطْنِهَا مَرَتْ ،أَی ضَرَبَتْ بخُفِّها بادِرَهَ کِرْکِرَتِها،و قد تَفْعَلُ ذلک عند العَطَش.
ج البَوادِرُ ،و
14- فی حدیث مَبْدَإِ الوَحْی (5): فرجَعَ منها (6)تَرْجُفُ بَوادِرُه ». و قال خِرَاشَهُ بنُ عَمْرٍو العَبْسِیُّ :
هَلاَّ سَأَلْتِ ابْنَهَ العَبْسِیِّ :ما حَسَبِی
عنْدَ الطِّعَانِ إِذا ما غُصَّ بالرِّیقِ ؟
و جاءَت الخَیْلُ مُحْمَرّاً بَوادِرُهَا
زُوراً وَ زَلَّتْ یَدُ الرّامِی عن الفُوقِ
ص:63
و عن ابن الأَعرابِیِّ : البَدْرُ :القَمَرُ المُمْتَلِیُّ ،و إِنما سُمِّیَ بَدْراً لأَنه یُبَادِرُ بالغُرُوب طُلُوع الشَّمْسِ ،و فی المُحْکَم:
لأَنه یُبَادِرُ بطُلُوعه غُروب الشَّمْسِ ،لأَنهما یَتَرَاقَبَانِ فی الأُفق صُبْحاً،و قال الجوهریُّ :سُمِّیَ بَدْراً لمُبَادَرَتِه الشَّمسَ بالطُّلوع،کأَنَّه یُعَجِّلها المَغِیبَ ،و سُمِّیَ بَدْراً لتَمامِه، و سُمِّیَتْ لَیْلَهَ البَدْرِ ؛لتَمامِ قَمَرِهَا،و جَمْعُه بُدُور ، کالبَادِرِ ، کما فی اللِّسَان،و لا عِبْرَهَ بإِنکار شیخِنا له،و فی البَصائر للمصنِّف:و البَدْرُ ،قِیل (1)سُمِّی به لمُبَادَرَتِه الشَّمسَ بالطُّلوع،و قیل:لامتلائِه؛تشبیهاً بالبَدْرَه ،فعلی ما قِیلَ یکون مصدراً فی معنی الفاعلِ 1.قال الرّاغب:الأَقربُ عندی أَن یُجعَل البَدرُ أَصلاً فی الباب،ثم تُعتَبَرُ معانِیه التی تَظْهَرُ منه،فیُقال تارهً : بَدَرَ کذا،أَی طَلَعَ طلوعَ البَدْرِ ، و یُعْتَبَرُ امتلاؤُه تارهً ،فیُشَبَّه البَدْرَه به.
و البَدْرُ : السَّیِّد ،یقال:هو بَدْرُ القومِ ،أَی سیِّدُهم، علی التشبِیهِ بالبَدْر ،قال ابنُ أَحمرَ:
و قد نَضْرِبُ البَدْرَ اللَّجُوجَ بکَفِّه
علیه و نُعْطِی رَغْبَهَ المُتَوَدِّدِ
و یُرْوَی البَدْءَ.
و البَدْر : الغُلامُ المُبادِرُ . و غلامٌ بَدْرٌ :مُمْتَلِیءُ شباباً و لَحْماً،قاله الزَّجّاجُ ،و
17- فی حدیث جابرٍ: «کُنَّا لا نَبِیعُ الثَّمَرَ حتی یَبْدُرَ ». أَی یَبْلُغَ .یقال: بَدَرَ الغُلامُ ،إِذا تَمَّ و استدارَ؛ تَشبیهاً بالبَدْر فی تَمامِه و کَمَالِه.
و قیل:إِذا احْمَرَّ البُسْرُ یقال له:قد أَبْدَر .
و من المَجَاز
14- فی الحدیثِ عن جابرٍ: «أَنَّ النبیَّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم أُتِیَ ببَدْرٍ فیه خَضِراتٌ من البُقُول». قال ابن وَهْبٍ ،یَعْنِی بالبَدْرِ الطَّبَق ؛شُبِّهَ بالبَدْرِ لاسْتدارَتِه.قال الأَزهَریُّ :و هو صحیحٌ ، قال:و أَحْسَبُه سُمِّیَ بَدْراً ؛لأَنه مُدَوَّرٌ.
و بَدْرٌ :ع بین الحَرَمَیْن الشَّرِیفَیْن،أَسفلَ وادِی الصَّفْراءِ، و هو إِلی المدینه أَقربُ ،یقال:هو منها علی ثمانیه و عشرِین فَرْسَخاً،و بینه و بین الجارِ و هو ساحِلُ البحرِ لیلهٌ ، معرفهٌ و یُذکَّر. أَو اسمُ بئرٍ هناک حَفَرها رجلٌ من غِفَار،اسمُه بدر بنُ یَخْلُدَ بنِ النَّضْر بنِ کِنانهَ ،قاله الزُّبَیْرُ بنُ بَکّار عنعمِّه،و حَکَی عن غیر عَمِّه أَنه بَدْرُ بنُ قُرَیش بنِ یَخْلُدَ بنِ النّضْر بنِ کِنانهَ ،و قیل: بدرٌ رجلٌ مِن بَنِی ضَمْرَهَ سَکَن ذلک الموْضعَ فنُسِبَ إِلیه،ثم غَلَبَ اسمُه علیه.و فی المعجَم:و یقال له بَدْرُ القِتَال،و بَدْرُ المَوْعِدِ،و بَدْرٌ الأُولَی و الثانیهُ ،و قیل:إِنما سُمِّیَتْ بدراً لاستدارتِها أَو لصَفاءِ مائها.و حکی الواقدیُّ إِنکارَ ذلک عن شُیُوخ غِفَار،و قالوا:
ماؤُنا و منازلُنا لم یَملکْها أَحدٌ،و إِنما بَدْرٌ عَلَمٌ علیها کغیرها من البلاد.و أَخرج ابنُ أَبی شَیْبَهَ ،و عبدُ بن حُمَیْد،و ابنُ جَرِیر،و ابنُ المُنْذِر،و ابنُ أَبی حاتم،عن الشَّعْبِیِّ ،قال:
کانت بَدرٌ بِئْراً لرجل من جُهَیْنَهَ ،فسُمِّیت به،و أَخرج ابنُ جَرِیرٍ عن الضَّحّاک،قال: بَدْرٌ :ماءٌ عن یمینِ طریق مکّهَ ، بین مکّهَ و المدینهِ .قال شیخُنَا:و أَنشدنا غیرُ واحدٍ للصَّلاح الصَّفَدِیِّ :
أَتینا إِلی البَدْرِ المُنِیرِ مُحمَّدٍ
نُجِدُّ السُّرَی حتَّی نَزَلْنَا علی بَدْرِ
فهذا بَدِیعٌ لیس فی اللِّفْظِ مثلُه
و هذا جِنَاسٌ لیس فی النَّظْمِ و النَّثْر
و بَدْرٌ : مِخْلافٌ بالیَمن ،ذَکَرَه البَکْرِیُّ و یاقوتٌ فی معجمَیهما (2).
و بَدْرٌ : جَبَلٌ لباهِلَهَ بنِ أَعْصُر،و هناک أَرْمَامٌ :الجبلُ المعروفُ .
و بَدْرٌ :جبلٌ آخرُ قُرْبَ الوارِدَهِ ،عن یسارِ طریقِ مکّهَ و أَنت قاصِدُها.
و بَدْرٌ : ع بالبادیهِ ،و فی بعضِ النُّسَخ:بالیَمَامَهِ ،قال الشّاعرُ:
فقلتُ و قد جعلنَ بِرَاقَ بَدْرٍ (3)
یمیناً و العُنَابَهَ عن شِمَالِ
و بَدْرٌ : جبلٌ ببلادِ معاویهَ بنِ حَفْصٍ ،هکذا فی النُّسَخ، و الصَّوابُ :معاویه بن کَعْب بنِ ربیعهَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَهَ ،و هما جَبلانِ ،و یُقال لهما بَدْرَانِ .
ص:64
و المُسَمَّی ببَدْرٍ صَحَابِیّان ،و هما: بَدْرُ بنُ عبدِ اللّه الخَطْمِیُّ ،و یقال بِدَیْر،و بَدْرُ بنُ عبدِ اللّه المِزَنیُّ .
و فاته:
بَدْرٌ أَبو عبد اللّه مَوْلَی رَسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم.
و البَدْرِیُّ ،بیاءِ النِّسْبَه: مَن شَهِدَ بَدْراً ،الوَقْعَه المشهوره المذکوره فی کُتُب السِّیَرِ،و فی عِدّتهم خلاف واسع. و أَمّا أَبو مَسْعُودٍ عُقْبَهُ بنِ عَمْرو بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ أَسیرهَ بنِ عسیرهَ بنِ عطیّهَ بنِ جدارهَ بنِ عمرِو بنِ الحارث بنِ الخَزْرج البَدْرِیُّ فإِنه لم یَشهَدْها مع النبیِّ صلی اللّه علیه و سلّم،کذا جَزَم به الحُفّاظُ ،و إِن عَدّه البُخَاریُّ فیمن شَهِدَها،و تَعَقَّبوه، و إِنما نَزَل ماءً یقال له: بَدْر قبل الوَقْعَهِ فنُسِبَ إِلیها.
و بَدْرُ بنُ عَمْرِو بنِ جُوَیَّهَ بنِ لَوْذَانَ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ عَدِیِّ بنِ فَزارهَ جدُّ عُیَینَهَ بنِ حِصْن بنِ حُذَیفَهَ بن بَدْر : بَطْن من فَزارهَ ، إِلیه نُسبَ العَلاّمَهُ تاجُ الدِّین عبدُ الرَّحمن بنُ إِبراهیمَ بن ضیاءِ بنِ سبَاعٍ البَدْرِیُّ الفَزارِیُّ المعروفُ بابْنِ الفِرْکاحِ ، فَقِیهُ الشّافعیّهِ بدمشقِ الشام،تفقَّه علی العِزِّ بنِ عبدِ السَّلام،و رَوَی البخارِیّ عن ابن الزبیدیِّ ،و سمع ابنَ اللّتیّ و ابن الصَّلاح،و خَرَّج له الحافظُ البرْزالی مَشیخهً ، تُوفِّیَ سنه 690،و والده:الإِمام برهانُ الدِّین إِبراهیمُ ،تفقَّه علی والِدِه،و أَجازَ التاجَ السُّبکیّ ،توفِّی سنه 729.و الإِمامُ أَبو عبد اللّهِ محمّد،سَمِعَ مع أَخیه الغیلانیّاتِ علی أَبی محمّد عبد الرَّحمن بن عُمَرَ بنِ أَبی قِدامهَ ،و ولدُه شرفُ الدینِ أَحمدُ بنُ إِبراهیمَ ،سمع الغیلانیّاتِ علی القاضی شمسِ الدین بنِ عَطاءٍ الحنفیّ ،عن ابن طَبَرْزد،و حفیدُه شمسُ الدین أَبو حَفصٍ عُمَرُ بنِ أَحمدَ،سمع علی ابنِ النّجاریِّ و غیره،و بالجمله فهم بیتُ رِیاسهٍ و جَلالهٍ .
و البَدْرُ ،و البَدْرَهُ بهاءٍ (1):جِلْدَهُ (2)السَّخْلَهِ إِذا فُطِمَ ، ج بُدُورٌ و بِدَرٌ ،قال الفارِسِیُّ :و لا نَظِیرَ لبَدْرَهٍ و بِدَرٍ إِلاّ بَضْعَه و بِضَع،و هَضْبَه و هِضَب.و فی الصّحاح:و البَدْرَهُ مَسْکُ السَّخْلَهِ ؛لأَنّها ما دامتْ تَرْضَعُ فمَسْکُها لِلَّبَنِ شَکْوَه، و لِلسَّمْنِ عُکَّه،فإِذا فُطِمَتْ فمَسکُها لِلَّبَنِ بَدْرَه ،و لِلسَّمْنِ مِسْأَد،فإِذا أَجْذَعَتْ فَمسْکُهَا لِلَّبَنِ وَطْبٌ ،و لِلسَّمْنِ نِحْیٌ ، و مثلُه قولُ أَبی زَیْد (3).
و البَدْرَهُ : کِیسٌ فیه أَلْفٌ أَو عَشَرَهُ آلافِ دِرْهمٍ أَو سَبْعَهُ آلافِ دِینارٍ ،سُمِّیَتْ بِبَدْرَهِ السَّخْلَهِ ،و الجَمْع البُدُورُ .و مِن سَجَعَات الأَساسِ :فُلان یَهَبُ البُدُورَ ،و ینْهَبُ البُدُور ، قال (4):الأَولُ جمْعُ بَدرَهٍ و هی عَشرَهُ آلافِ دِرْهَمٍ ،و الثّانی جَمْعُ بَدْرٍ و هو القَمَرُ لیلَهَ تَمامِه 3.
و البَدْرَهُ : ع.
و یقال: عَیْنٌ حَدْرَهٌ بَدْرَهٌ : تَبْدُرُ بالنَّظَر و تَسْبِقُه، و (5)* قیل:
حَدْرَهٌ :واسعهٌ ،و بَدْرَهٌ : تامَّهٌ کالبَدْرِ قال امْرُؤُ القَیْسِ :
و عَیْنٌ لها حَدْرَهٌ بَدْرَهٌ
شُقَّتْ مآقِیهِما مِنْ أُخُرْ
و قیل:عینٌ بَدْرهٌ : تَبدُرُ (6)نَظَرُهَا نَظَرَ الخیلِ ،عن ابن الأَعرابیِّ .و قیل:هی الحَدِیدَهُ النَّظَرِ،و قیل:هی المُدوَرَّهُ العظیمهُ .و الصَّحِیحُ فی ذلک ما قالَه ابنُ الأَعرابیّ .
و البَیْدَرُ :الأَنْدَرُ،و خَصَّ کُراع به أَنْدَرَ القَمْحِ ؛یَعْنِی الکُدْس منه،و بذلک فَسَّرَه الجوهریُّ (7).
و یقال: أَبْدَرْنَا :طَلَعَ لنا البَدْرُ کأَقْمَرْنَا،و أَشْرَقْنَا؛من الشَّرْق بمعنَی الشَّمْس،کذا فی الأَساس.
أَو أَبْدَرْنا : سِرْنَا فی لَیْلَتِه ،و هی لیله أَربعَ عَشْرَهَ .
و أَبْدَرَ الوَصِیُّ فی مالِ الیَتِیمِ بمعنَی بادَرَ کِبَرَه.
و بَدَّرَ وَ بَیْدَرَ الطَّعامَ :کَوَّمَه.
و البَیْدَرُ :الموضع (8)** الذی یُدَاسُ فیه الطّعَامُ ،و فی البَصَائِر:هو المکانُ المُرَشَّحُ لجَمْع الغَلَّه فیه.و مَلْئه منه.
و فی مُعجَم یاقُوت نقلاً عن الزَّجّاج:و سُمِّیَ بَیْدَرُ الطَّعَامِ بَیْدَراً ؛لأَنه أَعظمُ الأَمکنهِ التی یَجتَمِعُ فیها الطَّعَامُ .
و لِسانٌ بَیْدَرَی ،کخَوْزَلَی:مُسْتَوِیَهٌ نَقَلَه الصَّاغَانیّ .
ص:65
و البَدْرِیُّ من الغَیْث:ما کانَ قُبَیْلَ (1)الشَّتَاءِ ؛ لمُبادَرَتِه .
و البَدْرِیُّ من الفُصْلان:السَّمِینُ .
قال الفَرّاءُ:أَوَّلُ النِّتَاجِ البَدْرِیَّهُ ،ثم الرِّبْعِیّهُ ،ثم الدَّفَئِیَّهُ .
و ناقهٌ بَدْرِیَّهٌ : بَدَرَتْ أُمُّها الإِبلَ فی النِّتَاج فجاءَتْ بها فی أَوَّلِ الزَّمَانِ ،فهو أَغْزَرُ لها و أَکْرَمُ .
و البَدْرِیَّهُ بهاءٍ:مَحَلَّهٌ ببغدادَ بشرقیِّها، منها یَحْیَی بنُ المُظَفَّرِ بنِ نُعیمٍ الّلامِیُّ ،هکذا فی النُّسَخ،و صوابُه السّلامِیُّ ، البَدْرِیُّ ،رَوَی عن ابن ناصرٍ،تُوفِّی سنه 657، ذَکَرَه الذَّهَبِیُّ .و منها أَیضاً أَبو عبدِ اللّه الحُسَیْنُ بنُ محمّدِ بنِ عبد الوهّابِ البَدْریُّ ،المعروفُ بالبارع،رَوَی عنه ابنُ عَساکر و ابنُ الجَوْزِیِّ ،و له دیوانُ شِعْرٍ،مات سنه 524.
*و ممّا یِستدرَک علیه:
بَدْرٌ ،اسمُ رَجُلٍ ،و کذلک بُدَیْرٌ ،بالتَّصْغِیر.
و البَدَارِیُّ ،جمعُ البَدْرِیِّ ،من الفُصْلان.
و من الکِنَایه:خَرجتُ أَبْدُرَ .کَنَی به عن البَوْل.
و بَیْدَر (2):قریهٌ ببُخاراءَ،منها:أَبو الحَسَنِ مُقَاتِلُ بنُ سعدٍ الزاهدُ البَیْدَرِیُّ البُخَارِیُّ ،رَوَی عنه (3)سَهْلِ بنِ شادَوَیْهِ (4)البُخَارِیّ .
و مُنْیَهُ البَیْدَرِ :قریهٌ بمصر من السَّمَنُّودِیَّه.
و کذا مَحَلَّهُ بَدْرٍ ،و مُنْیَهُ بَدْرٍ :قریتانِ بمصر.
و ابْتَدَرَتْ عَیْنَاه:سالَتَا بالدُّمُوع.
و أَبْدَرَ الوَصِیُّ فی مالِ الیَتِیمِ بمعنَی بادَرَ .
و النجمُ بنُ بُدیرٍ :من القُرّاءِ.
و البُدَیریُّون :بطنٌ من العَلَوِیِّین.
و المُبْتَدِرُ :الأَسد.
و سَمَّوا مُبادِراً .و جزیرهُ بَدْرَانَ :قُرْبَ مصر.و مَحَلَّه بَدْرانَ :أُخْرَی من أَعمالها.
و بَدْرَهُ أَبو مالکٍ :صحابیُّ .
و أَحمدُ بنُ موسی بنِ نَصْرِ بنِ الجَهْم البَدْرِیُّ القُرَشی البغدادیُّ ،نِسْبه إِلی جَدِّه بَدْرٍ .و أَبو یَحَی عمیرَهُ بنُ أَبی ناجیَهَ البَدْرِیُّ ،نِسْبه إِلی بَدْر بنِ قَطَنِ بنِ حُجْر رُعَیْنٍ :
قبیله.
و إِبراهِیمُ بنُ محمّدٍ البادرانیُّ الأَصبهانیُّ ،عن سعید العَیّار.
*و یُستدرَکُ علیه:
بَدَاکِرُ (5)،بالفتح:قریهٌ ببُخَاراءَ،منها أَبو جعفر رِضوانُ بنُ سالمٍ البَداکریّ البخاریُّ ،حَدَّث.
*و ممّا یُستدرَکَ علیه:
ابْدَقَرَّ القَومُ ،إِذا تَفَرَّقوا،کابْذَقَرَّ،عن الفَرّاءِ فی نوادِرِه.
البَذْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ : مَا عُزِلَ للزِّراعه و الزَّرْعِ من الحُبُوب و قیل:هو أَوّلُ ما یَخْرُجُ مِن الزَّرْع و البَقْلِ و النَّبَاتِ ،لا یَزالُ ذلک اسْمَه ما دامَ علی وَرَقَتَیْنِ .و قیل:
البَذْرُ :جمیعُ النَّبَاتِ إِذا طَلَعَ من الأَرض فَنجَمَ . أَو هو أَنْ یَتلَّونَ بلَوْنٍ ،أَو تُعرَف وُجُوهُه. ج بُذُور ،بالضَّمِّ ، و بِذَارٌ ، بالکسر.
و مِن المَجاز: البَذْرُ : خُرُوجُ بَذْرِ الأَرضِ ،و ظُهُورُ نَبْتِها ،و هو مصدرُ بذَرْتُ ،علی معنی قولکَ :نَثَرْتُ الحَبَّ وَ بَذَرْتُ البَذْرَ :زَرَعْته.
و بَذَرَتِ الأَرضُ بَذْراً :خَرَجَ بَذْرُهَا .و قال الأَصمعیُّ :هو أَن یَظْهَر نَبْتُهَا متفرِّقاً.
و البَذْرُ : زَرْعُ الأَرْضِ ، کالتَّبْذِیر .
و البَذْرُ : النَّسْلُ ، کالبُذَارَهِ ،بِالضَّمِّ . و من المَجاز:
یُقَال:إِنَّ هؤلاءِ لَبَذْرُ سَوْءٍ.
ص:66
و البَذْرُ : التَّفرِیقُ و قد بَذَرَ الشَّیْ ءَ بَذْراً ،فَرَّقَه:.و بَذَرَ الحَبَّ :أَلقاه فی الأَرضِ مُفَرَّقاً.و بَذَرَ اللّه الخَلْقَ فی الأَرض:فَرَّقَهم،کذا فی الأَساس.
و البَذْر : البَثُّ ،و بَذَرَ اللّه الخَلْقَ بَذْراً :بَثَّهم و فَرَّقهم، کالتَّبْذِیرِ ،و هو التَّفْرِیقُ .
و قولُهم: کَثِیرٌ بَثِیرٌ و بَذِیرٌ :إِتباعٌ ،قال الفَرّاءُ:کَثِیرٌ بَذِیرٌ مثلُ بَثِیرٍ لغهٌ أَو لُثْغَهٌ .
و تَفَرَّقوا شَذَرَ بَذَرَ ،و یُکْسَر أَوَّلُهما،أَی فی کلِّ وَجْهٍ ، و تفرَّقتْ إِبلُه کذلک،و بَذَر :إِتْبَاعٌ ،و قیل:الباءُ فی بَذَر بَدَلٌ مِن المِیمِ ،و قیل:کلٌّ أَصلٌ .
و مِن المَجَاز: المَبْذُورُ :الکَثِیرُ ،و یقال:ماءٌ مَبْذُورٌ (1)، أَی کثیرٌ،أَی مُبَارَکٌ فیه.
و البَذُورُ و البَذِیرُ ،کصَبُورٍ و أَمِیرٍ: النَّمّامُ ،جَمْعُه بُذُرٌ ، کصَبُورٍ و صُبُرٍ،و هو مجازٌ.
و البَذُورُ و البَذِیرُ : مَن لا یَستطیع کَتْمَ سِرِّه ،بل یُذِیعُه.
یقال: بَذَرْتُ الکلامَ بین الناسِ کما تُبْذَرُ (2)الحُبُوبُ ،أَی أَفْشَیْتُهُ و فَرَّقْتُه.
و رَجلٌ بَذِرٌ ککَتِفٍ :یُفْشِی السِّرَّ و یُظْهِرُ ما یَسمعُه.و هی بَذِرَهٌ ،و
15,14- فی حدیث فاطمهَ رَضِیَ اللّه عنها-عند وفاهِ النبیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم-قالت لعائشهَ :«إِنِّی إِذاً لَبَذِرَهٌ ».
و
1- فی حدیث علیٍّ کرَّم اللّه وجهَه فی صِفَهِ الأَولیاءِ:
«لَیْسُوا بالمَذایِیعِ البُذْرِ (3)».
و یقال:رَجُلٌ بَیْذارٌ و بَیْذَارَهٌ ،بالفَتْح فیهما، و تِبْذَارٌ کتِبْیَانٍ و بَیْذَرَانِیٌّ ،و هذه عن الفَرّاءِ،أَی کَثِیرُ الکلامِ مِهْذارٌ، کهَیْذارَهٍ .
و رَجُلٌ تِبْذَارَهٌ ،بالکسر: یُبذِّر مالَه تَبذیراً ،أَی یُفْسِدُه و یُنْفِقُه فی السَّرَفِ .و کلُّ ما فَرَّقْتَه و أَفْسَدْتَه فقد بَذَّرْتَه . و عبدُ اللّه بنُ بَیْذَرَهَ شارِی الفَسْوِ یَأْتِی ذِکْرُه فی ف س و. قال شیخُنَا:لم یَذکُرْه هناک کأَنَّهُ نَسِیَه،أَو أَنساه اللّه تعالَی؛سَتْراً علیه،و کثیراً ما تَقعُ له الإِحالاتُ علی غیر مواضِعِها؛إِمّا سَهْواً أَو إِهمالاً،فلا یَذکُرُهَا بالکُلِّیَّه،أَو یُحِیلُ علی مَوضعٍ و یَذْکُرُ الإِحالهَ فی موضعِ آخَرَ.قلتُ :
و هذا مِن شیخِنا تَحَامُلٌ قَوِیٌّ علی المصنِّف فی غیر مَحَلِّه، و کیف لا؛فإِنه ذَکَرَه فی آخرِ الکتاب و إِحَالَتُه صحیحهٌ ، و ذَکَرَ اسمَ جَدِّه و سَبَبَ لَقَبِه،فراجِعْه.و لم یَزَلْ شیخُنَا یَتحامَی و یَتحاملُ علی عَادَتِه،عَفَا اللّه عنه،آمِین.
و البُذُرَّی -بضَمَّتَیْن ککُفُرَّی-:الباطِلُ ،عن السِّیرافِیِّ .
و قیل:هو فُعُلَّی مِنْ شَذَرَ بَذَرَ ،و قیل:مِن البَذْر الذی هو الزَّرْعُ ،و هو راجِعٌ إِلی التَّفْرِیق،کذا فی اللِّسَان.
و طَعامٌ بَذِرٌ ،ککَتِفٍ :فیه بُذَارَهٌ . بالضَّمّ ، أَی نَزَلٌ بضمَّتَیْن (4)،و بضَم فسکُونٍ ،و محرَّکَهً ،عن اللِّحْیَانیّ .و قال أَبو دَهْبَلٍ :
أَعْطَی و هَنَّأَنَا و لَمْ
تَکُ مِن عَطِیَّتِه الصَّغَارَهْ
و مِنَ العَطِیَّهِ ما تُرَی
جَذْماءَ لیس لها بُذَارَهْ
و طَعامٌ کثیرُ البُذَارهِ .
و بَذَّرَه تَبْذِیراً :خَرَّبَه و فَرَّقَه إِسرافاً. و تَبْذِیرُ المالِ :
تَفرِیقُه إِسرافاً،و إِفسادُه،قال اللّه عَزَّ و جلَّ : وَ لا تُبَذِّرْ تَبْذِیراً (5)و قیل: التَّبذِیر أَن یُنْفِقَ المالَ فی المَعاصِی، و قیل:هو أَن یَبْسُطَ یَدَه فی إِنفاقه حتی لا یَبْقَی (6)منه ما یَقتاتُه،و اعتبارُه بقوله تعالَی: وَ لا تَبْسُطْها کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (7).و قال شیخُنا،نَقْلاً عن أَئِمَّه الاشتقاقِ :
إِنّ التَّبْذیرَ هو تفْرِیقُ البَذْرِ فی الأَرض،و منه التَّبْذِیرُ بمعنَی صَرْفِ المالِ فیما لا یَنْبَغِی،و هو یَشْمَلُ الإِسرافَ فی عُرْف اللُّغَه.و یُرادُ منه حَقِیقتُه.
و قیل: التَّبْذِیرُ تَجَاوُزٌ فی مَوْضِعِ الحَقِّ ،و هو جَهْلٌ
ص:67
بالکَیْفِیَّه و مواقعِها،و الإِسرافُ تَجاوزٌ فی الکَمِّیَّه،و هو جَهْلٌ بمَقادیرِ الحُقُوقِ ،و قد تعرَّضَ لبیانِ ذلک الشِّهَابُ فی العِنایه أَثناءَ الإِسراءِ.
و البَذَارَّهُ ،بالفَتْح، و قد تُخَفَّفُ الرّاءُ ،کلاهما عن اللِّحْیَانیَّ ،و عن أَبی عَمْرٍو: البَیْذَرَهُ و النَّبْذَرَهُ ،الأَخِیرَهُ بالنُّون: التَّبْذیرُ و تَفْرِیقُ المالِ فی غیر حقَّه.
و المُبَذِّرُ :المُسْرِفُ فی النَّفَقه.
باذَرَ و بَذَّرَ مُباذَرَهً و تَبْذِیراً ،و
17- فی حدیث وَقْفِ عُمَرَ رضیَ اللّه عنه: «و لِوَلِیَّه أَنْ یأْکُلَ منه غیرَ مُبَاذِر ». أَی غیرَ مُسْرِفٍ .
وَ رَجُلٌ بَیْذَارهٌ : یُبَذِّرُ مالَه،و کذلک رَجُلٌ بَذِرٌ ،وَصَفَتِ امرأَهٌ زَوجَهَا فقالت:لا سَمْحٌ بَذِر ،و لا بَخِیلٌ حَکِر.
و بَذَّرُ ،کبَقَّم:بِئرٌ بمکّهَ لبَنِی عبدِ الدّارِ.و ذکر أَبو عُبَیْدَهَ فی کتاب الآبارِ:و حَفَرَ هاشمُ بنُ عبدِ مَنافٍ بَذَّرَ ،و هی البئرُ التی عند خَطْمِ الخَنْدَمَهِ (1)،علی فَمِ شِعْب أَبی طالب،و قال حین حَفَرها:
أَنبطتُ بَذَّرَ بماءٍ قَلاّسْ
جَعَلْتُ ماءَهَا بلاَغاً للنّاسْ
قالوا:هو من التَّبذِیر و هو التَّفْرِیق،فلعل ماءَها کان یَخرج متفرِّقاً من غیرِ مکانٍ واحد.قاله شیخُنا:و هو نصُّ عبارهِ المُعْجَمِ .قال الأَزْهَرِیّ :و مثلُ بَذَّر خَضَّم،و عَثَّر، و بَقَّم:شجره،قال (2):و لا مِثلَ لها فی کلامهم.قلتُ :
و زاد غیرُه:و شَلَّم و کَتَّم،و زاد یاقوتُ (3):خَوَّد و حَطَّم،قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ :
سَقَی اللّهُ أَمْواهاً عَرَفْت مکانَها
جُرَاباً و مَلْکُوماً و بَذَّرَ و الغَمْرَا
و هذه کلُّها آبارٌ بمکَّهَ .قال ابن بَرِّیّ :هذه کلُّهَا أَسماءُ مِیَاهٍ ،بدَلِیل إِبْدالِها مِن قولِه أَمْوَاهاً،و دَعَا بالسُّقْیَا لِلأَمواهِ ، و هو یُریدُ أَهْلَهَا النّازِلین بها،اتِّساعاً و مَجازاً. و عن الأَصْمَعِیِّ : تَبذَّرَ الماءُ إِذا تَغیَّرَ و اصْفَرَّ ،و أَنشدَ لابنِ مُقْبِلٍ :
قُلُباً مُبَلِّیَه جَوائِزَ عَرْشِها
تَنْفِی بآجِنِ مُتَبذِّرِ
قال: المُتَبَذِّر :المتغیِّر الأَصفر.
و المسْتَبْذِر :المُسْرِعُ الماضِی ،قال المُتَنَخِّل یصفُ سحاباً:
مُسْتَبْذِراً یَرْغَبُ قُدَّامَه
یَرْمِی بِعُمِّ السَّمُرِ الأَطْوَلِ
و فسَّره السُّکَّرِیُّ ،فقال: مُسْتبْذِر :یُفرِّق الماءَ.
*و ممّا یستدرَک علیه:
رجل هُذَرَهٌ بُذَرَهٌ :کثیرُ الکلامِ ،ذَکَرَه ابنُ دُریْد.
و لو بَذَّرْتَ فلاناً لوَجَدْتَه رَجُلاً،أَی لو جَرَّبتَه.هذه عن أَبی حَنِیفَهَ ،و زاد فی الأَساس بعد قولِه:لو جَرَّبتَه:و قَسَّمْتَ أَحوالَه،و هو مَجاز.
و کاملُ بنُ أَحمدَ الباذرائیُّ ،و قاضِی القُضَاهِ نَجمُ الدِّین عبدُ اللّهِ بنُ الحَسَنِ الباذرائیُّ :مُحَدِّثان.
وَ بَیْذَر ،کَحَیْدَر،اسمٌ عن ابن دُرَیْد (4).
و بَذْرَمان،وَ بَذْرَشِین،بالفتح فیهما؛قَریتانِ بمصر.
ابْذعَرُّوا :تَفرّقُوا و
17- فی حدیث عائشهَ : « ابذعرَّ النِّفاقُ ». أَی تفرَّقَ و تَبَدَّدَ.
و ابْذعَرُّوا : فَرُّوا و جَفَلُّوا.
و ابْذَعَرَّتِ الخَیْلُ و ابْثَغَرَّتْ ،إِذا رَکَضَتْ تُبادِرُ شیئاً تَطْلُبُه ،قال زُفَرُ بْنُ الحارِثِ :
فَلاَ أَفْلَحَتْ قَیْسٌ و لا عَزَّ ناصِرٌ
لها بعدَ یومِ المَرْجِ حینَ ابْذَعَرَّتِ
قال الأَزهریُّ :و أَنشدَ أَبو عُبَیْد:
فطارَتْ شِلاَلاً و ابْذَعَرَّتْ کأَنَّهَا
عِصَابَهُ سَبْیٍ خافَ أَنْ یُتَقَسَّمَا
ص:68
ابْذعَرَّتْ ،أَی تَفرَّقَتْ وَ جَفَلَتْ .
ابْذقَرُّوا ،أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال الفَرّاءُ:أَی تَبَدَّدُوا و تَفَرَّقُوا ،کابْدَقَرُّوا و امْذَقَرُّوا، و بمعنی ابْذَعَرُّوا.
و یقال: ما ابْذقَرَّ الدَّمُ فی الماءِ :أَی لم یَمْتَزِجْ بالماءِ، و لکنّه مرَّ فیه کالطریقهِ ،و به فُسِّر
17- حدیثُ عبدِ اللّهِ بن خَبّاب:
و قَتَلتْه الخَوارِجُ علی شاطیءِ نَهْرٍ«فسال دَمُه فی الماءِ فما ابْذَقَرَّ »،و یُرْوَی:«فما امْذَقَرَّ»،قال الرَّاوِی:«فأَتْبَعْتُه بَصَرِی کأَنَّه شِرَاکٌ أَحْمَرُ (1). و قیل:المعنَی أَی لم تَتَفَرَّق أَجزاؤُه بالماءِ فَتُمْزَجَ به،و لکنّه مرَّ فیه مُجتمِعاً مُتَمیِّزاً منه ،و سیأَتی فی ترجمه مذقر.
بَرْدَرَایَا ،بالفتح،أَهملَه الجماعهُ ،و هو ع أَظنُّه بالنَّهْروان من بغدَادَ،کذا فی المُعجَم، عن سِیبَوَیْه ،کذا ذَکَرَه أَئِمَّهُ التَّصْرِیفِ عنه،و هو فی الکتاب،قالوا:فیه ثلاثهُ زوائدَ کلُّها فی آخِرِه،فإِذا أُرِیدَ تَصْغِیرُه حُذِفَتْ تلک الزَّوائدُ کلُّها،و قیل: بُرَیْدِر ،وِزَان جُعَیْفِرٍ،قاله شیخُنا.
بَرْدَشِیرُ (2)کَزَنْجِبِیلٍ ،أَهملَه الجماعهُ ، و هو: د،بِکرْمانَ ممّا یَلِی المَفَازهَ التی بین کِرْمانَ و خُراسانَ ،و قال حمزهُ الأَصفهانِیُّ :هو تَعْرِیبُ أَرْدَشِیرَ، و أَهلُ کِرْمَانَ یُسَمُّونها کَواشِیرَ،و قال أَبو یَعْلَی محمّدُ بنُ محمّدٍ البِغدادیُّ :
کمْ قدْ أَرَدْتُ مَسِیراً
مِن بَرْدَشیرَ (3)البَغِیضَهْ
فَرَدَّ عَزْمِیَ عنها
هَوَی الجُفُونِ المَرِیضَهْ
و قد نُسِبَ إِلیها جماعهٌ من المحدِّثین.
البِرُّ ،بالکسر: الصِّلَهُ ،و قد بَرَّ رَحِمَه یَبَرُّ ،إِذا وَصَلَه،و رجلٌ بَرُّ بِذِی قَرابَتِه،و علیه خُرِّجَتْ هذه الآیهُ :
لا یَنْهاکُمُ اللّهُ عَنِ الَّذِینَ لَمْ یُقاتِلُوکُمْ فِی الدِّینِ وَ لَمْ یُخْرِجُوکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ (4)،أَی تَصِلُوا أَرحامَهم،کذا فی البَصائر، و قولُه عَزَّ و جَلَّ : لَنْ تَنالُوا اَلْبِرَّ حَتّی تُنْفِقُوا مِمّا تُحِبُّونَ (5)قال أَبو منصورٍ: البِرُّ خَیرُ الدُّنیا و الآخِرهِ ؛فخَیرُ الدُّنیا ما یُیَسِّرُه اللّه تعالَی للعَبْدِ من الهُدَی و النِّعْمَهِ و الخَیْرَاتِ ،و خیرُ الآخِرَهِ الفَوْزُ بالنَّعِیم الدّائِمِ فی الجَنَّه ،جَمَعَ اللّه لنا بینهما برَحْمَتِه و کَرَمِه، و قال شَمِرٌ فی
14- قوله صلی اللّه علیه و سلّم: «علیکم بالصِّدْق فإِنّه یَهْدِی إِلی البِرّ ». و اختلفَ العلماءُ فی تفسیر البِرّ ،فقال بعضُهم: البِرُّ الصَّلاحُ ،و قال بعضُهم: البِرُّ : الخَیْرُ ،قال:و لا أَعلمُ تفسیراً أَجْمَعَ منه؛ لأَنه یُحِیط بجمیعِ ما قالُوا،و قال الزَّجّاجُ فی تفسیر قولِه تعالَی:
لَنْ تَنالُوا اَلْبِرَّ :قال بعضُهُم:کلُّ ما تُقُرِّبَ به إِلی اللّه عَزَّ و جَلَّ مِن عَمَلِ خَیْرٍ فهو إِنفاقٌ .
و البِرُّ : الاتِّساعُ فی الإِحسان إِلی النّاس،و قال شیخُنَا:
قال بعضُ أَربابِ الاشْتِقَاقِ :إِنّ أَصْلَ معنَی البِرِّ السَّعَهُ ، و منه أُخِذَ البَرُّ مُقَابِل البَحْرِ،ثمّ شاع فی الشَّفَقَه و الإِحسانِ و الصِّلَهِ ،قاله الشِّهَاب فی العنایه.قلتُ :و قد سَبَقَه إِلی ذلک المُصَنِّفُ فی البَصَائِر،قال ما نصُّه:و مادَّتُها-أَعْنِی ب ر ر-مَوضوعهٌ للبَحْر،و تُصُوِّر منه التوسُّعُّ فاشتُقَّ منه البَرّ ،أَی التوسُّع فی فِعْل الخَیرِ،و یُنسَب ذلک تارهً إِلی اللّه تعالَی فی نحو: إِنَّهُ هُوَ اَلْبَرُّ الرَّحِیمُ (6)و إِلی العَبْد تارهً فیقال: بَرَّ العَبْدُ رَبَّه،أَی تَوَسَّعَ فی طاعَتِه،فمِنَ اللّه تعالَی الثَّوابُ ،و من العَبدِ الطّاعهُ و ذلک ضَرْبانِ :ضَرْبٌ فی الاعتقاد،و ضَرْبٌ فی الأَعمال.و قد اشتملَ علیهما قولُه تعالی: لَیْسَ اَلْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَکُمْ (7)الآیه،و علی هذا ما
14- رُوِیَ : أَنه صلی اللّه علیه و سلّم سُئلَ عن البِرّ فتَلاَ هذه الآیهَ . ؛فإِنّ الآیهَ متضمِّنهٌ للاعتقادِ و الأَعمالِ (8):الفَرائِض و النَّوَافِلِ .
و بِرُّ الوالدَیْنِ :التَّوسُّعُ فی الإِحسان إِلیهما.
و البِرُّ : الحجُّ :عن الصَّاغانِیِّ .
و یُقَال: بَرَّ حَجُّکَ یَبَرُّ بُرُوراً و بُرَّ ،الحَجُّ یُبَرُّ بِرّاً بالکسر، بفَتْح الباء و ضَمِّهَا،فهو مَبْرُورٌ :مَقْبُولٌ .
ص:69
قال الفَرّاءُ: بُرَّ حَجُّه،فإِذا قالوا: أَبَرَّ اللّهُ حَجَّکَ قالوه بالأَلف،و فی الصحاح:و أَبَرَّ اللّهُ حَجَّکَ ،لغهٌ فی بَرَّ اللّهُ حَجَّکَ ،أَی قَبِلَه.
و قال شَمِرٌ:الحَجُّ المَبْرُورُ :الذی لا یُخالِطُه شیْ ءٌ من المآثِم.و
14- فی حدیث أَبی هُرَیرهَ قال:قال رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلّم:
«الحَجُّ المَبْرُورُ لیس له جزاءٌ (1)إِلاّ الجَنَّهُ ». قال سُفْیانُ :
تَفْسیرُ المَبْرُورِ طِیبُ الکلامِ و إِطعامُ الطَّعَامِ ،و قیل:هو المَقْبُولُ المُقَابَلُ بالبِرِّ ،و هو الثَّوَابُ .و قال أَبو قِلابهَ لرجلٍ قَدِمَ من الحَج: بُرَّ العَمَلُ .أَراد عَملَ الحَجِّ ؛دَعا له أَن یکونَ مَبْرُوراً لا مَأْثَمَ فیه،فیستوجبُ ذلک الخُرُوجَ من الذنُوب التی اقْتَرَفها.و
14- رُوِیَ عن جابرِ بنِ عبدِ اللّهِ قال:
«قالوا:یا رسولَ اللّه،ما بِرُّ الحَجِّ ؟قال:إِطعامُ الطَّعَامِ و طِیبُ الکلامِ ».
و فی البَصَائِرِ:و یُستَعْمَلُ البِرُّ فی الصِّدْقِ لکَوْنِه بعضَ الخَیرِ (2)،یقال: بَرَّ فی قَولِه،و فی یَمِینه،و منه
17- حدیثُ أَبی بَکْرٍ: «لم یَخْرُجْ مِن إِلٍّ و لا بِرٍّ ». أَی صِدْق.
و البِرُّ : الطّاعهُ ،و به فُسِّرت الآیهُ : أَ تَأْمُرُونَ النّاسَ بِالْبِرِّ (3)،و
16- فی حدیث الاعتکافِ : « أَلْبِرَّ تُرِدْنَ ؟». أَی الطّاعَهَ و العبادهَ ،و منه
14- الحدیث: «لیس مِن البِرِّ الصِّیامُ فی السَّفَر». کالتَّبَرُّرِ ،یُقال:فلانٌ یَبَرُّ خالِقَه و یَتَبَرَّرُه ،أَی یُطِیعُه،و هو مَجازٌ.
و اسمُه أَی البِرُّ بَرَّهُ ،بالفَتْح،اسمُ عَلَمٍ بمعنی البِرِّ ، مَعْرِفهٌ ،فلذلک لم یُصْرَف؛لأَنّه اجتمعَ فیه التَّعْرِیفُ و التَّأْنیثُ ،و سیُذکَر فی فَجَارِ،قال النّابِغَه:
إِنَّا اقْتسَمْنَا خُطَّتَیْنَا بَینَنَا
فحَمَلْتُ بَرَّهَ و احْتَمَلْتَ فَجَارِ
و
16- فی الحدیث فی بِرِّ الوالِدَیْن: «و هو فی حَقِّهما و حَقِّ الأَقْرَبِینَ مِن الأَهْلِ ». ضِدُّ العُقُوقِ و هو الإِساءَهُ إِلیهم و التَّضْیِیعُ لحَقِّهم، کالمَبَرَّهِ .
و بَررْتُه أَی الوالِدَ،و بَرَرْتُهُ أَبَرُّه بِرٍّا ، کعَلِمتُه و ضَرَبْتُه ، أَی أَحْسَنْتُ إِلیه و وَصَلْتُه. و عن ابن الأَعرابیِّ : البِرُّ : سَوْقُ الغَنَمِ ،و الهِرُّ:
دُعَاؤُهَا،قاله فی المَثَل السَّائِرِ (4):«فلانٌ ما یَعْرِفُ هِرًّا مِنْ بِرٍّ ».و عَکَسَه یُونُسُ فقال:الهِرُّ:سَوْقُ الغَنَمِ ،و البِرُّ :
دُعَاؤُها.
و البِرُّ : الفُؤادُ ،یقال:هو مُطْمَئِنُّ البِرُّ ،و أَنشدَ ابنُ الأَعرابیِّ لخِدَاش بنِ زُهَیْرٍ:
یکونُ مَکانَ البِرِّ منِّی و دُونَه
و أَجْعَلُ مالِی دُونَه و أُؤَامِرُهْ
و البِرُّ : وَلَدُ الثَّعْلبِ ،نقلَه الصَّاغَانیّ :
و قال بعضُهم فی معنی المثلِ السّابِقِ :الهِرُّ:السِّنَّوْرُ، و البِرُّ : الفَأْرَهُ فی بعض اللُّغَاتِ .
و قیل:هو الجُرَذُ ،أَو دُوَیْبَهٌ تُشْبِهُ الفَأْرَهَ .
و البَرُّ بالفَتْح:من الأَسْماءِ الحُسْنَی و هو العَطُوفُ علی عِبادِهِ بِبِرِّه و لُطْفِه،قاله ابنُ الأَثیر.
و البَرُّ : الصّادقُ .
و البَرُّ : الکَثِیرُ البِرِّ ،کالبارّ. و قال ابنُ الأَثِیرِ:و إِنما جاءَ فی أَسمائِه تعالَی اَلْبَرُّ ،دُونَ البارِّ ،قلتُ :و قد فَسَّرُوا قولَه تعالَی: وَ لکِنَّ اَلْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللّهِ (5)و قالوا:أَی البارّ .
ج أَبْرارٌ وَ بَرَرَهٌ ،الأَخِیرُ محرَّکَهَ ،رجلٌ بَرُّ من قومٍ أَبْرَارٍ ، و بارٌّ من قوم بَرَرهٍ .و الأَبرارُ کثیراً ما یُخَصُّ بالأَوْلِیَاءِ و الزُّهَّادِ و العُبّاد.و
14- فی الحدیث: «الأَئِمَّهُ مِن قُرَیْشٍ ، أَبْرَارُهَا أُمرَاءُ أَبْرارِهَا ،و فُجَّارُها أُمَراءُ فُجّارِهَا». قال ابنُ الأَثِیرِ:هذا علی جِهَه الإِخبارِ عنهم لا علی طَرِیقِ الحُکْمِ فیهم.و
16- فی حدیثٍ آخَر: «الماهِرُ بالقُرآنِ مع السَّفَرهِ الکِرَامِ البَرَرَهِ ».
و فی البَصَائِر:و خُصَّ المَلائِکَهُ بالبَرَرَهِ (6)؛من حیثُ إِنه أَبلغُ من الأَبرار ،فإِنّه جَمْعُ بَرٍّ ،و الأَبرارُ جمعُ بارٍّ ،و بَرُّ أَبلغُ مِن بارٍّ ،کما أَن عَدْلاً أَبلغُ مِن عادلٍ (7).
ص:70
و البَرّ : الصِّدْقُ فی الیَمِین،و یُکسر. بَرَّ فی یَمینِه یَبَرُّ ، إِذا صَدَقَه،و لم یَحنثْ .
و قد بَرِرْتَ ،بالکسر، و بَرَرْتَ ،بالفَتْحِ ،و هذه عن الصّاغانیِّ . و بَرَّتِ الیَمِینُ تَبَرُّ ،کیمَلُّ ،و تَبِرُّ مثْلُ یَحِلُّ ، بِرًّا ،بالکسر، و بَرَّا ،بالفتح، و بُرُوراً ،بالضَّمّ :صَدَقَتْ .
و أَبرَّهَا هو: أَمْضَاها علی الصِّدْقِ .
و عن الأَحْمر: بَرَرْتُ قَسمِی،و بَررْتُ والِدِی،و غیرُه لا یقولُ هذا.و رَوی المُنْذِریُّ عن أَبی العَبَّاس فی کتاب الفصیح:یقال:صَدَقْتَ وَ بَرِرْتُ ،و کذلک بَرَرْتُ والدِی أَبِرُّه .و قال أَبو زَیْد: بَرَرْتُ فی قَسَمِی،و أَبَرَّ اللّه قَسَمِی.
و قال الأَعور الکَلْبِیّ :
سَقَیْنَاهُمْ دِمَاءَهُمُ فسالتْ
فأَبْرَرْنَا إِلیْهِ مُقَسّمِینا
و قال غیرُه: أَبَرَّ فلانٌ قَسَمَ فُلانٍ و أَحْنَثَه؛فأَمَّا أَبَرَّه فمعناه أَنه أَجَابَه إِلی ما أَقْسَمَ علیه،و أَحْنَثَه،إِذا لم یجِبْه.و
16- فی الحدیث: « بَرَّ اللّه قَسَمَهُ ». و أَبَرَّه بِرّاً -بالکسر-و إِبراراً ،أَی صَدَقَه.
و البَرُّ : ضِدُّ البَحْرُ (1)،و فی التَّنْزِیل العزیزِ: ظَهَرَ الْفَسادُ فِی اَلْبَرِّ وَ الْبَحْرِ (2)، وَ حَمَلْناهُمْ فِی اَلْبَرِّ وَ الْبَحْرِ (3)، فَلَمّا نَجّاهُمْ إِلَی اَلْبَرِّ (4)و قال مُجَاهِدٌ فی قوله تعالَی:
وَ یَعْلَمُ ما فِی اَلْبَرِّ وَ الْبَحْرِ (5):قال: البَرُّ القِفَارُ،و البَحْرُ کلُّ قریهٍ فیها ماءٌ.
و الحافِظُ أَبو عَمْرٍو یوسفُ بنُ عبدِ اللّه بن محمّدِ بنِ عبد البَرِّ النمریّ ، عالِمُ الأَنْدَلُسِ و فی نُسْخَهِ شیخِنا:حافظُ الأَندلسِ ،قال:قلتُ :بل هو حافظُ الدُّنیا غیر منازِع، و هو صاحبُ الاستیعابِ و الاستذکارِ و التَّمهیدِ و غیرِها،تُوُفِّیَ سنه 463.
و بَرُّ بنُ عبدِ اللّه الدّارِیُّ صَحابیُّ ،و کنیتُه أَبو هِنْدٍ،و هوأَخو تَمِیم،و قیل ابنُ عَمِّه و قیل اسمه یَزِیدُ،و بخطِّ أَبی العَلاءِ القُرْطُبِیِّ : بربر .
و الأَدِیبُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللّه بنُ بَرِّیّ بنِ عبد الجَبّارِ المَقْدِسیُّ ،النحویُّ اللغویُّ ،نَزیلُ مصر،صاحبُ الحَواشِی،علی الصّحاح فی مُجلَّدات،سَمِعَ من أَبی صادقٍ المَدِینیّ ،و عنه ابن الجُمَّیزیّ ،تُوُفِّیَ سنه 582.
و علیُّ بنُ برِّیٍّ و هو علیُّ بنُ محمّدِ بنِ علیّ بنِ بَرِّیٍّ البَرِّیُّ .
و أَبو الحَسَنِ علیِّ بنُ بَحْرِ بنِ بَرِّیٍّ البَرِّیُّ القَطّان،مِن طَبقه علیِّ بن المَدِینیّ ، و حَفِیدُه محمّدُ بنِ الحَسَنِ بنِ علیِّ بنِ بَحْرِ بنِ بَرِّیٍّ البَرِّیُّ ،شیخٌ لابن المقرِی.قلتُ :و رَوَی عنه أَیضاً ابنُ عَدِیٍّ فی الکامل، و ابنُ أَخیه حَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ بَحْرِ بن بَرِّیٍّ البَرِّیُّ : مُحدِّثون.
و أَبو عبد اللّه الحُسَیْنُ بنُ أَبی القاسِم بنِ البَرِّیِّ ،حَدَّثَ .
و أَمّا أَبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ علیِّ بنِ عبدِ الوَاحِدِ بنِ موحدٍ السُّلمیُّ الدِّمشقیُّ ،رَوَی عنه أَبو بکرٍ الخَطِیبُ ،و هو أَکبرُ منه،و الفَقِیهُ نَصْرٌ المَقْدسِیُّ ،و أَبو الفَضْلِ یحیی بنُ علیٍّ القُرَشِیُّ ،و تُوفِّی سنه 482،و له إِخوهٌ منهم:أَبو الفَرجِ موحد بن علیّ ،رَوَی عنه أَبو بکرٍ الخَطِیبُ ،توفی سنه 455،و أَبو الفَضْلِ عبدُ الواحدِ بنُ علیٍّ ،سَمِعَ منه الخَطِیبُ ،و قد ذَکَرهم ابنُ ماکُولاَ،و ضبط فی الکلِّ بالفَتْح، و قال ابنُ عساکر بالضَّمِّ .
قلت:و علیُّ بنُ الحَسَنِ بنِ علیٍّ بنِ عبد الواحدِ بنِ البرّیّ ،سمع عمَّه عبدَ الواحدِ بن علیّ ،و توفی سنه 461.
و أَبو مَسْلَمَهَ عثمانُ بنُ مِقْسَمٍ و یقال:القاسم الکِنْدِیُّ ، مولاهم،عن سَعیدٍ المَقْبُریّ البُرِّیَّانِ ،فبالضَّمِّ ،إِلی بَیْعِ البُرِّ .
و فاته:
أَبو ثُمامَهَ البُّرِّیُّ ،و یقال له:القَمّاحُ ،عن کَعْبِ بنِ عجرهَ .و مَسْلَمَهُ بنُ عُثمانَ البُّرِّیُّ ،عن محمّدِ بن المُغِیرَهِ .
و البُرُّ : بالضّمِّ الحِنْطَهُ ،قال المصنِّف فی البَصائر:
و تَسْمِیَتُه بذلک لکونِه أَوْسعَ مَا یُحتاجُ إِلیه فی الغِذاءِ، انتهی.قال المُتنخِّل الهُذلیُّ :
لا دَرَّ دَرِّیَ إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَکُمْ
قِرْفَ الحَتِیِّ و عنْدِی البُرُّ مَکْنُوزُ
ص:71
قال ابنُ دُرَیْد: البُرُّ أَفصحُ مِن قولهم:القَمْحُ و الحِنْطَهُ ، واحدتُه بُرَّهٌ ،قال سِیبَوَیْه:و لا یُقَال لصاحِبه: بَرّارٌ ،علی ما یَغْلِبُ فی هذا النَّحْو؛لأَنّ هذا الضَّرْبَ إِنّما هو سَماعِیٌّ لا اطِّرادِیُّ . ج أَبْرارٌ ،قال الجوهریُّ :و مَنَعَ سیبویه أَنْ یُجْمَع البُرُّ علی أَبْرارٍ ،و جَوَّزَه المبَرّد،قیاساً.
و البِرُّ بالکسر أَبو بکرٍ محمّد بنُ علیِّ بنِ الحَسَنِ بنِ علیِّ بن البِرِّ اللغویّ ،و البِرُّ لَقب جَدِّ أَبِیه علیٍّ التَّمِیمِیِّ الصِّقِلّیِّ القَیْرَوانِیِّ ،أَحد أَئِمَّهِ اللِّسَان،روَی عن أَبی سَعْد المالِینیِّ ،و کان حیًّا فی سنه 469،و هو شیخُ أَبی القاسمِ علیّ بنِ جعفرِ بنِ علیّ بنِ القَطَّاع السَّعْدیِّ المصریِّ ، المتوفَّی سنه 515.
و أَبو نَصْرٍ إِبراهیم بنُ الفضلِ البارُّ ،حافظٌ أَصْبَهَانیُّ ، لکنه کذّابٌ یَقْلِبُ المُتونَ ،قالَه نَصْرٌ المَقْدِسِیُّ ،و تُوفِّیَ سنه 530،و منهم مَن قال فی نسبته:البَآرُّ کشَدّاد،أَی إِلی حَفر الآبارِ،و هو الصَّوابُ ،و هکذا ضَبَطَه الذَّهبِیُّ فی الدیوان.
و عن ابن السِّکِّیت: أَبَرَّ فلانُ .إِذا کان مسافراً،و رَکِبَ البَرَّ ،کما یقال:أَبْحَر،إذَا رَکِبَ البَحْرَ.
و أَبَرَّ الرجلُ : کَثُرَ وَلَدُه.
و أَبَرَّ القَومُ :کَثُرُوا ،و کذلک أَعَرُّوا، فأَبَرُّوا فی الخَیْرِ، و أَعَرُّوا فی الشَّرِّ،و سیُذْکَرُ أَعَرُّوا فی موضِعِه.
و أَبَرَّ علیهم:غَلَبَهم ،و الإِبرارُ :الغَلَبَهُ ،قال طَرَفَهُ :
یَکْشِفُونَ الضُّرَّ عنْ ذِی ضُرِّهِمْ
و یُبِرُّونَ علَی الآبِی المُبِرّ
أَی یَغْلِبُون.
و المُبِرُّ :الغالِب.
و سُئلَ رجلٌ من بَنِی أَسَدٍ:أَ تعرفُ الفَرَسَ الکریمَ ؟قال:
أَعرفُ الجَوادَ المُبِرَّ مِن البَطِیءِ المُقْرِفِ .قال:و الجَوادُ المُبِرُّ :الذی إِذا أُنِّفَ تَأَنَّفَ (1)السَّیْر،و لُهِزَ لَهْزَ العَیْرِ،الذیإِذا عَدَا اسْلَهَبَّ ،و إِذا قِیدَ اجْلَعَبَّ ،و إِذا انْتَصَبَ اتْلأَبَّ .
و یقال: أَبَرَّهُ یُبِرُّهُ ،إِذا قَهَرَه بفِعَالٍ أَو غیرِه.
و قال ابنُ سِیدَه:و أَبَرَّ علیهم شَرًّا،حَکاه ابنُ الأَعرابیِّ ، و أَنشدَ:
إِذا کنتُ مِن حِمّانَ فی قَعْرِ دارِهمْ
فلستُ أُبالِی مَنْ أَبَرَّ و مَنْ فَجَرْ
ثم قال: أَبَرَّ ،مِن قولهم: أَبَرَّ علیهم شَرًّا،و أَبَرَّ و فَجَر واحدٌ،فجَمَعَ بینهما.
و فی المُحَکْم أَیضاً:و إِنّه لَمُبِرٌّ بذلک،أَی ضابِطٌ له.
و
14- فی الحدیث: «أَنَّ رجلاً أَتَی النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم فقال:«إِنَّ ناضِحَ فُلانٍ (2)قد أَبَرَّ علیهم». أَی اسْتَصْعَبَ و غَلَبَهم.
و أَبَرَّ الشّاءَ:أَصْدَرَها إِلی البَرِّ .
و البَرِیرُ . کأَمِیرٍ :ثَمَرُ الأَراکِ عامَّهً ،و المَرْدُ:غَضُّه، و الکَبَاثُ :نَضِیجُه.و قیل: البَرِیرُ الأَوّلُ أَی أَولُ ما یَظْهَرُ مِن ثَمَر الأَراکِ ،و هو حُلْوٌ،و قال أَبو حَنِیفَهَ : البَرِیرُ :أَعظمُ حَبًّا مِن الکَبَاثِ ،و أَصغرُ عُنقُوداً منه،و له عَجَمَهٌ مُدَوَّرَهٌ صغیرهٌ صُلْبَهٌ ،أَکبرُ مِن الحِمَّصِ قلیلاً،و عُنْقُودُه یَمْلأُ الکَفَّ .الواحدهُ مِن جمیعِ ذلک بَرِیرَهٌ .و
16- فی حدیث طَهْفَهَ :
«و نَسْتَصْعِدُ (3)البَرِیرَ ». أَی نَجْنِیه للأَکْلِ .و
16- فی آخَرَ: «ما لَنَا طعامٌ إِلاّ البَرِیر ».
و برِیرَهُ بنتُ صَفْوانَ ،مولاهُ عائشهَ رضیَ اللّهُ عنهما:
صَحَابیَّهٌ ،یقال إِنّ عبدَ الملِکِ بنَ مَرْوَانَ سَمِعَ منها.
و البَرِّیَّهُ :الصَّحْراءُ نُسِبَتْ إِلی البَرِّ ،رواه ابنُ الأَعرابیِّ بالفتح.و قال شَمِرٌ: البَرِّیَّهُ :المَنْسُوبَهُ إِلی البَرِّ ،و هی بَرِّیَّهٌ إِذا کانت إِلی البَرِّ أَقربَ منها إِلی الماءِ،و الجمعُ البَرارِی ، کالبَرِّیتِ بوزنِ فَعْلِیتٍ ،عن أَبی عُبَیْدٍ و شَمِرٌ و ابنِ الأَعرابیِّ ؛ فلمَّا سُکِّنَتِ الیاءُ صارتِ الهاءُ تاءً،مثل عِفْریت و عِفْرِیَه، و الجمعُ البَرارِیتُ .
ص:72
و البَرِّیَّهُ مِن الأَرَضِین بالفتح:ضِدُّ الرِّیفِیَّهِ ،رواه ابنُ الأعرابیِّ .
و البُرْبُورُ ،بالضَّمِّ :الجَشِیشُ من البُرِّ ،و الجمعُ البَرَابِیرُ .
و البَرْیَرهُ :صَوتُ المعزِ ،یقال: بَرْبَرَ التَّیْسُ للهِیَاجِ ،إِذا نَبَّ .
و البَرْبَرهُ :کَثْرَهُ الکلامِ و الجَلَبهُ باللِّسانِ ، و قیل:
الصِّیاحُ و التَّخْلِیطُ فی الکلام مع غَضَبٍ و نُفُورٍ.و
1- فی حدیث علیٍّ -کرَّم اللّه وجهَه: -«لمّا طَلَبَ إلیه أَهلُ الطَّائفِ أَن یَکْتُبَ لهم الأَمانَ علی تَحْلِیلِ الزِّنا (1)و الخَمْرِ،فامْتَنَعَ ، قامُوا و لهم تَغَذْمُرٌ (2)و بَرْبَرَهٌ ». و
16- فی حدیث أُحُدٍ: «فَأَخَذَ اللِّواءَ غلامٌ أَسودُ فَنَصَبَه و بَرْبَرَ ».
یقال: بَرْبَرَ الرجلُ ،إِذا هذا (3)فهو بَرْبَارٌ ،کصَلْصالٍ ، مثل ثَرْثَرَ فهو ثَرْثَارٌ.
و قال الفَرّاءُ: البَرْبَرِیُّ :الکثیرُ الکلامِ بلا مَنْفَعَهٍ ،و قد بَرْبَرَ فی کلامِه بَرْبَرَهً ،إِذا أَکْثَرَ.
و دَلْوٌ بَرْبَارٌ . لها فی الماءِ بَرْبَرَهٌ ،أَی صَوْتٌ فی الماءِ، قال رُؤْبه:
أَرْوَی بِبَرْبارَیْنِ فی الغِطْمَاطِ
إِفْراغَ ثَجّاجَیْنِ فی الأَغْواطِ
هکذا فسّر قوله هذا بما تقدّم،نقلَه الصَّاغانِیُّ .
وَ بَرْبرٌ :جِیلٌ من الناس لا تکادُ قبائلُه تَنْحَصِرُ،کما قالَه ابنُ خَلْدُون فی التّاریخ،و فی الرَّوْض للسُّهَیْلِیّ :إِنّهم و الحَبَشَهَ مِن وَلَدِ حامٍ ،و فی المِصْباح:إِنّه مُعَرَّبٌ ،و قیل:
إِنّهم بَقِیَّهٌ مِن نَسْلِ یُوشَعَ بنِ نُونٍ مِن العَمَالِیقِ الحِمْیَریَّهِ ، و هم رَهْطُ السَّمَیْدَع،و إِنه سَمِعَ لَفْظَهم،فقال:ما أَکثَرَ بَرْبَرَتَکم ،فسُمُّوا البَرْبَرَ ،و قیل غیرُ ذلک. ج البَرابِرَهُ ،زادُوا الهاءَ فیه؛إِما للعُجْمَهِ ،و إِمّا للنَّسَبِ و هو الصحیحُ .قال الجوهَرِیُّ :و إِن شئتَ حَذَفْتَها، و هم أَی أَکثرُ قبائلِهم بالمَغْرِبِ فی الجِبال،مِن سُوسَ و غیرِهَا،متفرِّقَهٌ فیأَطرافِها،و هم زَنَانَهُ و هَوْاره و صِنْهَاجَهَ و نبزهُ و کُتَامهُ و لَواتهَ و مدیونه و شباته،
16- و کانوا کلُّهم بفِلَسْطِینَ مع جالُوتَ ،فلما قُتِلَ تَفَرَّقُوا، کذا فی الدُّرَرِ الکَامِنَه للحافظِ ابنِ حَجَر .
و بَرْبَرٌ : أُمَّهٌ أُخْری ،و بلادُهم بین الحُبُوشِ و الزَّنْجِ ، علی ساحل بحرِ الزَّنْجِ و بحْرِ الیمنِ ،و هم سُودانٌ جِدًّا، و لهم لُغَهٌ بِرَأْسِها لا یَفْهَمُهَا غیرُهم،و مَعِیشَتُهم مِن صَیْدِ الوَحْشِ ،و عندهم وُحُوشٌ غریبهٌ لا تُوجَدُ فی غیرها، کالزَّرافَهِ و الکَرْکَدَّنِ و البَبْرِ و النَّمِرِ و الفِیل،و رُبَّما وُجِدَ فی سَواحِلِهم العَنْبَرُ،و هم الذین یَقْطَعُون مَذاکِیرَ الرِّجالِ و یجعلُونها مُهُورَ نِسائِهم و قال الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ یعقوبَ الهَمْدَانِیُّ :و جَزِیرتُهم (4)قاطِعَهٌ مِن حَدِّ ساحِلِ أَبْیَنَ ، مُلْتَحِقَهٌ فی البَحْرِ بِعدَنَ ،من نَحْو مَطالِعِ سُهَیْلٍ إِلی ما یُشرقُ عنها،و فیما حاذی (5)منها عَدَنَ و قابلَه جَبَل الدُّخَانِ ، و هی جزیرهُ سُقُوطْری،ممّا یَقْطَعُ مِن عَدَنَ ثابِتاً علی السَّمْتِ ، و کلُّهُم مِن وَلَدِ قَیْسِ عیْلانَ . قال أَبو منصورٍ:و لا أَدْرِی کیف هذا.
و قال البَلاذریّ (6):حَدَّثَنِی بَکرُ بنُ الهَیْثَمِ قال:سأَلْتُ عبدَ اللّه بنَ صالحٍ عن البَرْبَرِ ،فقال:هم یَزْعُمُون أَنَّهُم مِن وَلَدِ بَرِّ بنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ ،و ما جَعَلَ اللّهُ لقَیْسٍ مِنْ وَلَدٍ اسمُه بَرُّ .
و قال أَبو المُنْذِرِ:هم مِن وَلَدِ فارانَ بنِ عِملیق بن یلمعَ بنِ عابَرَ بنِ سلیخَ بنِ لاوَذَ (7)بنِ سام بن نُوحٍ ،و الأَکثرُ الأَشهرُ أَنّهُمْ مِن بَقِیَّهِ قومِ جالُوت،و کَانت منازلُهُم فِلَسْطِینَ ،فلمّا قُتِل جالُوتُ تَفَرَّقوا (8)إِلی المَغْرِب.
أَو هم بَطْنَانِ من حِمْیَرَ:صنْهَاجهُ و کُتَامَهُ ،صارُوا إِلی البَرْبَرِ أَیامَ فَتْحِ والدِهِم أَفْرِیقَشَ المَلِکِ ابنِ قَیْسِ بنِ صَیْفِیِّ بنِ سبأَ الأَصغَر،کانوا معه لما قَدِمَ المَغْرِبَ ،و بنی أَفْرِیقِیَّهَ فلما رَجَعَ إِلی بلاده تَخَلَّفُوا عنه عُمَّالاً له علی تلک البلادِ،فبَقُوا إِلی الآن و تَنَاسَلُوا.
ص:73
و أَبو سَعیِدٍ سابِقُ بنُ عبدِ اللّه الشاعِرُ المطبوعُ ،رَوَی عن مَکْحُولٍ ،و عنه الأَوزاعِیُّ . و مَیْمُونٌ مَوْلَی عَفّانَ بنِ المُغِیرَهِ بنِ شُعْبَهَ (1)،عن ابنِ سِیرِینَ ، و محمَّدُ بنُ موسی بنِ حَمّادٍ،حَدَّث عنه أَبو علیٍّ الکاتبُ ، و عبدُ اللّه بنُ محمّدِ بنِ ناجِیَه الحافظُ ، و الحَسَنُ بنُ سَعْدٍ ،الأَخُیرُ رَوی عنه أَبو القاسمِ سَهْلُ بنُ إِبراهِیمَ البَرْبَرِیُّ ، البَرْبَرِیُّونَ (2)،و کذا أَبو محمّدٍ هارُون بنُ محمّدٍ،و هانیءُ بنُ سَعِید مَوْلَی عُثْمَانَ ، البَرْبَرِیّانِ ، و بَرْبَرٌ المُغُنِّی (3):مُحَدِّثون ،الأَخِیرُ رَوَی عن مالِکٍ ،و عنه یحیی بنُ مُعین.
و المُبِرُّ :الضّابِطُ ،یقال:إِنّه لَمُبِرُّ بذلک،أَی ضابِطٌ له، کذا فی المُحْکَم.
و البُرَیْرَاءُ ،کحُمَیْرَاءَ من أَسماءِ جِبَال بنی سُلَیْم بنِ منصور،قال:
إِنَّ بأَجْرَاعِ البُرَیْرَاءَ فالحِسَی
فَوَکْزٍ إِلی النَّقْعَیْنِ مِنْ وَبِعَانِ
و البَرَّهُ :ع قَتَلَ فیه قابِیلُ هابِیلَ ابْنَیْ آدَمَ علیه السّلامُ ، نقلَه الصَّاغانیّ .
و بَرَّهُ ، بلا لامٍ :اسمُ زَمْزَمَ ،و
16- فی الحدیث: «أَتاه آتٍ فقال:احْفِرْ بَرَّهَ ». سَمّاهَا بَرَّهَ ؛لِکَثْرَهِ مَنافِعِها و سَعَهِ مائِها.
و بَرَّهُ ابنهُ عبدِ المُطَّلبِ ، عَمَّهُ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و آله و سلّم أُختُ أَرْوَی و الحارثِ .و
16- فی الحدیث: «أَنَّه غَیَّرَ اسمَ امرأَهٍ کَانَت تُسَمَّی بَرَّهَ ،فسمّاهَا زَینَبَ ،و قال:تُزَکِّی نَفْسَها»؛کأَنَّه کَرِهَ ذلک.
و بَرَّهُ جَدُّ إِبراهِیمَ بن محمّد الصَّنْعَانِیِّ والدِ الرَّبِیعِ شیخِ مُعَاذِ بنِ مُعَاذ بنِ نصرِ بنِ حَسّانَ العَنْبَرِیّ ،و فی سِیَاقِ الذهبیِّ ما یقتضِی أَنّ الربیعَ بنَ بَرَّهَ ،الذی یَرْوِی عنه مُعاذِ لیس بوَلَدٍ لإِبراهِیمَ ؛فإِنه ذَکَرَ إِبراهیمَ بنَ محمّدِ بنِ بَرَّهَ الصَّنْعانِیِّ ،و قال عن عبد الرزّاقِ :ثم قال:و الرَّبیعُ بنُ بَرَّهَ شیخٌ لمُعاذِ بنِ مُعاذ.فَتأَمَّلْ .
و بَرَّهُ : قَریتانِ بالیَمَامَهِ ،عُلْیَا و سُفْلَی ،و یقال لهما:البَرَّتانِ ،و کان البَرَّهُ العُلْیَا مَنزلَ یحیی بنِ طالبٍ الحَنفیِّ ، و مِن قوله یَتشوَّق إِلیها (4):
خَلِیلَیَّ عُوجَا بارَکَ اللّه فیکما
علی البَرَّهِ العُلْیَا صُدُورَ الرّکائبِ
و قُولاَ إِذا ما نَوَّه القَوْمُ للقِرَی
أَلا فی سبیلِ اللّه یَحْیَی بنُ طَالبِ
و بالضمِّ : بُرَّهُ بنُ رِئابٍ ،و یُدْعَی جَحْشَ بنَ رِئابٍ أَیضاً، والدُ أُمِّ المُؤمِنینَ زَینَبَ الأَسَدِیَّهِ ،رَضِیَ اللّه عنها.
و فاتَه:
بَرَّهُ بنُ عَمْرِو بنِ تَمِیمٍ ،مِن أَولادِه أُمَیْمَهُ بنتُ عُبَیْدِ بنِ النَّاقِهِ بنِ بَرَّهَ ،ذَکَرَه الحافظُ .
و مَبَرَّهُ (5):أَکَمَهٌ قُرْبَ المَدِینهِ الشَّرِیفَهِ دُونَ الجارِ إِلیها، قال کُثَیِّرُ عَزَّهَ :
أَقْوَی الغَیَاطِلُ مِن حِرَاجِ مَبَرَّهٍ
فجُنُوبُ سَهْوَهَ قَد عَفَتْ فرِمالُهَا
و البُرَّی ،کُقرَّی:الکلمهُ الطَّیِّبَهُ ،من البِرِّ ،و هو اللُّطْفُ و الشَّفَقَهُ .
و البَرْبارُ ،بالفتح، و المُبَرْبِرُ بالضمِّ : الأَسَدُ ؛ لِبَرْبَرَتِه و جَلَبَتِه و نُفُورِهِ و غَضَبِه.
و یقال: ابْتَرَّ الرجلُ ،إِذا انتصبَ منفرِداً عن -و فی بَعض النسَخِ من- أَصحابِه ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و المُبَرِّرُ من الضَّأْن کالمُرَمِّدِ،و هی التی فی ضَرْعِها لُمَعُ سُودٌ و بِیضٌ عند الإِقرابِ (6)،تشبیهاً بالبَرِیرِ :ثَمَرِ الأَراکِ .
و سَمَّوْا بَرّاً و بَرَّهَ ،بالفتح فیهما، و بُرَّهَ ،بالضَّمِّ ، و بَرِیراً ، کَأَمِیرٍ.
و یقال أَصْلَحُ العَرَبِ هکذا فی النُّسَخِ ،و الذی فی التَّهْذِیب و التَّکْمِلَهِ :أَفْصَحُ العَرَبِ أَبَرُّهم ،أَی أَبْعَدُهُم فی البَرِّ و البَدْوِ داراً.
ص:74
و
17- وَردَ فی کلام سَلْمَانَ رضِیَ اللّه عنه: مَن أَصْلَحَ جَوّانِیَّه أَصلَحَ اللّه بَرّانِیَّه . بالفتح فیهما،قالوا: البَرَّانِیُّ :العَلاَنِیَهُ ، نِسْبَهٌ علی غیر قیاسٍ ،کما قالوا فی صَنْعاءَ:صنْعَانِیُّ ، و أَصلُه مِن قولهم:خَرَج فلانٌ برًّا ؛إِذا خَرَجَ إِلی البَرِّ و الصَّحراءِ،و لیس مِن قدیم الکلامِ و فَصِیحِه کما فی التَّهْذِیب.
و فی اللِّسان:و البَرُّ :نَقِیضُ الکِنِّ .قال اللَّیْثُ :و العَربُ تَستعملُه فی النَّکِره،تقولُ العَربُ :جلَستُ بَرَّا و خرجتُ [بَرًّا] (1).قال أَبو منصورٍ:و هذا من کلامِ المُوَلَّدِین،و ما سمعتُه من فُصَحاءِ العربِ البادِیَهِ ،و المعنی:مَن أَصْلَحَ سَرِیرَتَه أَصلَحَ اللّه عَلانِیَتَه؛أُخِذَ مِن الجَوِّ و البَرِّ ،فالجَوُّ:کُلُّ بَطْن غامِضٍ ،و البَرُّ :المَتْنُ الظَّاهِرُ،فهاتان الکَلِمَتَانِ علی النِّسْبَه إِلیهما بالأَلفِ و النُّونِ .
و فی الأَساس:افْتَتِح (2)البَابَ البَرّانِیَّ .و یقال:تُرِیدُ (3)جَوَّا و یُرِیدُ بَرّاً ،أَی أُرِیدُ خُفْیَهً و یُرِیدُ 3عَلاَنِیَهً .
و البَرّانِیَّه ببُخَارَاءَ (4)علی خمسه فَرَاسِخَ منها،و یقال لها:فَوْران (5)، منها أَبو المَعَالِی سَهْلُ بنُ أَبی سَهْلٍ محمودِ ابنِ أَبی بکرٍ محمّد بن إِسماعیلَ البَرّانِیُّ الفَقِیهُ الشافعیُّ الواعظُ ،سَمِعَ أَباه و غیرَه،و رَوَی عنه ابنُه،و مات ببُخاراءَ سنه 524،قاله أَبو سَعْدٍ.
و النَّجِیبُ أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أَبی القاسمِ البَرّانِیُّ :محدِّثٌ ،سَمِعَ أَباه،و عنه أَبو سَعْدِ بنُ السَّمْعَانِیِّ ، مات سنهَ 542.
و عن ابن الأَعرابیِّ : البَرابِیرُ :طعامٌ یُتَّخَذُ مِن فَرِیکِ السُّنْبُل و الحَلِیبِ . و ذلک أَنَّ الرّاعِیَ إِذا جاعَ یَأْتِی إِلی السُّنْبُلِ فیَفْرُکُ منه ما أَحَبَّ ،و یَنْزِعُه مِن قُنْبُعِه[و هو قِشْرُه] (6)،ثم یَصُبُّ علیه اللَّبَنَ الحَلِیبَ ،و یُغْلِیه حتییَنْضَجَ ،ثم یَجعلُه فی إِناءٍ واسعٍ ،ثم یُبَرِّدُه (7)،فیکونُ أَطْیبَ من السَّمِیذِ.قال:و هی العَذِیرَهُ (8)،و قد اعْتَذَرْنا، الوَاحِدُ بُرْبُورٌ ،و قد ذَکَره المصنِّف قریباً.
و یقال: بَرَّهُ ،کمَدَّه ،إِذا قَهَرَه بِفِعالٍ أَو مَقَالٍ ، کأَبَرَّه ، و الإِبرارُ :الغَلَبَهُ .
و فی الأَمثال:«فُلانٌ لا یَعرِفُ هِرًّا مِن بِرٍّ »، أَی ما یُهِرُّه ممّا یَبِرُّه ،أَی مَن یَکْرَهُهْ مِمَّنْ یَبِرُه، أَو ما یعرفُ القِطَّ من الفَأْرِ و قد تقدَّم، أَو ما یَعرِفُ دُعاءَ الغَنَمِ مِن سَوْقِها ،رواه الجوهریُّ عن ابن الأَعرابیِّ .و قال یُونُس:الهرُّ:سَوْقُ الغَنَمِ ،و البِرُّ :دُعاؤُها، أَو ما یعرفُ دُعاءَهَا إِلی الماءِ مِن دُعَائِها إِلی العَلَف ،یُروَی عن ابن الأَعرابیِّ أَنَّ البِرَّ :دُعَاءُ الغَنَمِ إِلی العَلَف. أَو ما یَعْرِفُ العُقُوقَ مِن اللُّطْفِ ؛فالهِرُّ:
العُقُوقُ ،و البِرُّ :اللُّطْفُ ،و هو قَوْلُ الفَزارِیِّ ، أَو مَا یَعرفُ الکَرَاهِیَهَ من الإِکرام ،فالهِرُّ:الخُصُومَهُ و الکراهیَه،و البِرُّ :
الإِکرام، أَو معناه ما یَعرفُ الهَرْهَرَهَ مِن البَرْبَرَهِ ؛فالهَرْهَرَهُ :
صَوتُ الضَّأْن،و البَرْبَرَهُ :صَوتُ المِعْزَی.
و البُرْبُر ،بالضَّمِّ :الرجلُ الکثیرُ الأَصواتِ ، کالبَرْبارِ .
و البِرْبِرُ (9) بالکسْر:دُعَاءُ الغَنَمِ إِلی العَلَف،نقلَه الصَّاغانیُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
البِرُّ ،بالکسر:التُّقَی،و هو فی قولِ لَبِید:
و ما البِرُّ إِلاَّ مُضْمَرَاتٌ مِنَ التُّقَی (10)
و تَبارُّوا :تَفاعَلُوا مِن البِرِّ ،و
17- فی کتاب قُرَیْشٍ و الأَنصارِ:
«و إِنّ البِرَّ دُونَ الإِثْمِ ». أَی إِنّ الوفاءَ بما جَعَلَ علی نفْسِه دُونَ الغَدْرِ و النَّکْثِ .
و یقال:قد تَبَرَّرْتَ فی أَمْرِنا،أَی تَحَرَّجْتَ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
ص:75
فقالتْ تَبَرَّرْتَ فی جَنْبِنا
و ما کنتَ فِینا حَدِیثاً یبرّ (1)
أَی تَحَرَّجْتَ فی سَبَبِنَا و قُرْبِنا.
و عن أَبی سَعِید: بَرَّتْ سِلْعَتُه،إِذا نَفَقَتْ (2)،و هو مَجازٌ؛ قال:و الأَصلُ فی ذلک أَن تُکَافِئَه (3)السِّلْعَهُ بما حَفِظَها و قامَ عَلَیْهَا،تُکَافئه 3بالغَلاَءِ فی الثَّمَنِ ،و هو من قولِ الأَعْشَی یَصِفُ خَمْراً:
تَخَیَّرَهَا أَخُوعَانَاتِ شَهْراً
و رَجَّی بِرَّها عاماً فعَامَا
و هو بَرُّ بوالِدِهِ و بارُّ ،عن کُرَاعٍ ،و أَنکرَ بَعْضُهُم بارُّ ،و
16- فی الحَدِیث: «تَمَسَّحُوا بالأَرْض فإِنَّها بَرَّهٌ بکم» (4). قال ابن الأَثِیر:أَی مُشْفِقَهٌ علیکم،کالوالدهِ البَرَّهِ بأَولادِهَا؛یَعْنِی أَنّ منها خَلْقَکم،و فیها مَعاشکم،و إِلیها بعدَ الموتِ معادکم.
و
16- فی حدیث حَکِیمِ بنِ حِزامٍ : «أَ رَأَیْتَ أُمُوراً کنتُ أَبْرَرْتُهَا » (5). أَی أَطلبُ بِهَا البِرَّ و الإِحسانَ إِلی الناس، و التَّقرُّبَ إِلی اللّه تعالَی.
و اللّه یَبَرُّ عِبَادَه،أَی یَرْحَمُهم.
و بَرَّهُ بنتُ مُرّ،و هی أُمُّ النَّضْرِ بنِ کِنانَهَ .
و من الأَمثال:«هو أَقْصَرُ مِن بُرَّهٍ ».و یقال:أَطْعَمنا ابنَ بُرَّهٍ ،و هو الخُبْزُ.
و البَرّانِیَّهُ ،بالفتح:قریهٌ بمصر.
و بَرَّهُ بنتُ عامرِ بن الحارثِ القُرَشِیَّهُ العَبْدَرِیّهُ ،و بَرَّهُ بنتُ أَبی تُجْرَاه العَبدریَّه:صَحابیّتانِ .
و أَبو البِرِّ -بالکسر-صَدَقَهُ بن جروانَ البَوّاب،المعروفُ بابن البیعِ ،حَدَّثَ عن أَبی الوَقْتِ ،ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ .و البَرَابِرُ :الجِدَاءُ.
البَزْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ : کُلُّ حَبَّ یُبْذَرُ للنَّباتِ .
ج بُزُورٌ ،و البُزُورُ :الحُبُوبُ الصِّغَارُ،مثلُ بُزُورِ البُقُولِ و ما أَشْبَهها.
و البَزْرُ : التّابَلُ ،و یُکسَر فیهما ،علی الأَفصحِ ،کما فی التَّهذیب.و قال یعقوبُ :و لا یقوله الفُصَحَاءُ إِلاَّ بالکسر.
و قیل: البَزْرُ :الحَبُّ عامَّهً ، ج أَبْزارٌ ،و أَبازِیرُ جَمْعُ الجَمْعِ .
و فی شَرْح المُوجَز للنَّفِیسِیِّ : الأَبْزارُ :ما یَطِیبُ به الغِذَاءُ،و کذا التَّوَابِلُ ،إِلاّ أَن الأَبزارَ للأَشیاءِ الرَّطْبهِ و الیابسهِ ،و التَّوابِلُ للیابسهِ فقط ،قال شیخُنا:و الظَّاهِرُ أَنه اصطلاحُ لهم،و إِلاّ فکلامُ العَربِ لا یُفْهِمُ ما ذَکَرُوه.
و البَزْرُ :بالفتح: الوَلَدُ ،یقال:ما أَکْثَرَ بَزْرَه ،أَی وَلَدَه.
و البَزْرُ :المُخَاطُ نَفسُه.
و البَزْرُ (6): الضَّرْبُ ،یقال: بَزَرَه بالعَصَا بَزْراً :ضَرَبَه بها.
و البَزْرُ : البَذْرُ ،یقال: بَزَرْتُه و بَذَرْتُه بمعنیً .
و البَزْرُ : الامْتِخاطُ ،و قد بَزَرَ الرَّجلُ ،إِذا امْتَخَطَ ،عن ثَعْلَبٍ .
و البَزْرُ : المَلْ ءُ ،و قد بَزَرَ القِرْبَهَ ،إِذا مَلأَها.
و البَزْرُ : إِلقاءُ الأَبازِیرِ فی القِدْر ، کالتَّبْزِیرِ ،یقال: بَزِّرْ بُرْمَتَکَ ،أَی (7)أَلْقِ فیها الأَبازِیرَ .و مِن سَجَعات الأَساس:
اللَّحْمُ المُبَزَّرُ أَشْهَی،و النَّفْسُ إِلیه (8)أَشْرَه،و إِلاّ فهو بجَزَرِ السِّبَاعِ أَشْبَه.
و الأَبْزَارِیُّون من المحدِّثِین:جماعهٌ منهم:محمّدُ بنُ یَحیَی بنِ زیادِ شیخٌ للطَّبرانیِّ ،ذَکَرَه الذَّهَبِیُّ فی المُشْتَبه.
و فاتَه:
أَبو عبدِ اللّه محمّدُ بنُ زیدِ بنِ علی بن جعفرِ بنِ محمّدِ بنِ مَرْوَانَ .
ص:76
و یقال: عِزَّهٌ بَزَرَی محرَّکه کجَمَزَی ،أَی ضَخمهٌ قَعْسَاءُ. و عِزٌّ بَزَرَی :ضَخْمٌ ،قال مُعَیَّهُ الکِلابیُّ :
قد لَقِیَتْ سِدْرَهُ جَمْعاً ذا لُهَی (1)
و عَدَداً فَخْماً و عِزًّا بَزَرَی
مَنْ نَکَلَ الیَوْمَ فَلاَ رَعَی الجمَی
و قال آخَرُ:
أَبَتْ لِی عِزَّهٌ بَزَرَی بَزُوخُ (2)
إِذا ما رامَها عِزٌّ یَدُوخُ
و قیلَ : بَزَرَی :عددٌ کثیرٌ،قال ابن سِیدَه:فإِذا کان ذلک فلا أَدْرِی کیف یکونُ وَصْفاً للعِزَّهِ إِلاّ أَنْ یُرِیدَ:ذو عِزَّهٍ ، و فی تَکْمِلَهِ الصّاغانِیِّ :عِزَّهٌ بَزَرَی :ذاتُ عَدَدٍ کثیرٍ.
و بَنُو البَزَرَی ،محرَّکهً : بَنُو أَبی بکْرِ بنِ کِلابٍ ،نُسِبُوا إِلی أُمِّهم ،کذا فی التهذیب.
و تَبَزَّرَ الرَّجُلُ : تَنَسَّبَ إِلیهم (3)،قال القَتّالُ الکِلابِیُّ :
إِذا ما تَجَعْفَرْتُمْ علینا فإِنّنا
بَنُو البَزَرَی مِنْ عِزَّهٍ نَتَبَزَّر
و أَبو البَزَرَی ،کجَمَزَی:یَزِیدُ بنُ عُطَارِدٍ القَیْسِیُّ ، و یقال:المُرَادِیُّ ، تابعیُّ یَرْوِی عن ابنِ عُمَر،و عنه عِمْرَانُ بنُ حُدَیرٍ، و کَسْرُ الرّاءِ لَحْنٌ ،کما صَرَّح به الصَّاغانیّ .
و البَیْزَرُ کحَیْدَرٍ: مِدَقَّهُ القَصَّارِ ،کذا فی الصّحاح، کالمِبْزَرِ . و الْمَبْزَرِ ،بالکَسْرِ و الفَتْح،و هو الذی یَبْزُرُ به الثَّوبَ فی الماءِ،و قال اللَّیْثُ : المِبْزَرُ مثلُ خَشَبَهِ القَصّارِینَ تُبْزَرُ به الثِّیابُ فی الماءِ.
و البَیْزارُ :الذَّکَرُ ،شُبِّهَ بالعَصَا،أَو بِمِدَقِّ القَصّارِ.
و البَیْزارُ : حامِلُ البَازِی،و الأَکّارُ،مُعَرَّباً بازْدار و بازْیَار ،أَی حافِظُ البازِ و صاحِبُه،و فی التَّهذِیب:و البَیْزَارُ :الذی یَحملُ البازِیَ ،و یقال فیه: البازْیَارُ ،و کلاهما دخِیلٌ .
و فی الصّحاح: البَیازِرَهُ :جَمْعَ بَیْزارٍ ،و هو مُعَرَّبُ بازْیَار، قال الکُمَیْتُ :
کأَنّ سَوابِقَها فی الغُبَارِ
صُقُورٌ تُعَارِضُ بَیْزَارَها
و البَیْزَارَهُ ، بالهَاءِ:العَصَا العَظِیمهُ ،قالَه أَبو زَیْدٍ:جمعهُ البَیَازَرُ ،و منه
1- حدیثُ علیٍّ یومَ الجَمَلِ : «ما شَبَّهْتُ وَقْعَ السُّیُوفِ علی الهامِ إِلاّ بِوَقْعِ البَیَازِرِ علی المَوَاجِنِ » (4).
و بُزَار ، کغُراب،أَو أَبْزار کأَصحاب:ه بنَیْسَابُورَ علی فَرْسَخَیْن منها،منها:حامدُ بنُ موسی الأَبْزَارِیُّ ،حَدَّثَ .
و أَبو إِسحاق إِبراهیمُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ رَجَا (5)الأَبْزَارِیّ ،رَحَلَ إِلی العِرَاق،و کان ثِقَهً ،توفِّی سنه 364.
و البَزْراءُ :المرأَهُ الکَثِیرهُ الوَلَدِ.
و الزَّبْرَاءُ:الصُّلْبَهُ علی السَّیْر.
و هو مَبْزُورٌ ،أَی کثیرُ الوَلَدِ.
وَ بَزْرَهُ (6):ع بین المَدِینَهِ و الرُّوَیْثَه،علی ثلاثهِ أَمیالٍ من المدینهِ ،عن نَصْرٍ،قال کُثَیِّرٌ:
یُعَانِدْنَ فی الأَرْسَانِ أَجْوازَ بَزْرَهٍ
عِتَاقُ المَطَایا مُسْنَفَاتٌ حِبَالُها
و أَبو الحسنِ علیُّ بنُ فَضْلانَ الجُرْجَانِیُّ بن البَزْرِیِّ ، نَزِیلُ سَمَرْقَنْدَ سَمِعَ ابنَ الأَعْرَابِیِّ ،و عنه حَمزهُ السَّهْمِیُّ ، منسوبٌ إِلی البَزْر ،بالفتح؛نِسْبَهً لمَن یَعْصِرُه.و کذا أَبو عبد اللّه الحُسَیْنُ بنُ محمّدِ بنِ علیِّ بنِ جعفرٍ الأَصَمُّ . و أَبو القاسمِ عُمَرَ بنُ محمّد بنِ أَحمدَ بنِ عِکْرِمَهَ الجَزَریّ [الحافِظُ ] (7)،إِمامُ جَزِیرَهِ ابنِ عُمَر،و عالِمُهَا،تَرْجَمَه الذَّهَبِیُّ ، البَزْرِیّانِ : محدِّثانِ .
و بَزْرَوَیْهِ ،بالفتح: لَقَبُ أَبی جَعْفَرٍ أَحمدَ بنِ یعقوبَ الأَصفهانیِّ المحدِّثِ عن أَبی خَلِیفَهَ ،و عنه أَبو علیِّ بنِ شاذَانَ .
ص:77
وَ البَزّارُ :بَیّاعُ بَزْرِ الکَتّانِ أَی زَیْتِه بلُغَهِ البَغَادِدَهِ ،وَ إِلیه نُسِبَ دینَارٌ أَبو عَمْرٍو ،وَ بخَطِّ الذَّهَبِیِّ أَبو عُمَرَ (1)،و هو کُوفِیُّ ثِقَهٌ ،یَرْوِی عن أَبی حَنِیفَهَ . و أَبو محمّدٍ خَلَفُ بن هشامِ بنِ محمّدٍ،المقرِی ببغدادَ،و ولَدُه محمّدُ بنُ [خَلفَ بن] (2)هِشامٍ ،و حفیدُه محمّدُ بنُ هاشِمِ بنِ خَلَفٍ ، حَدَّثَ عن جَدِّه، و الحَسَنُ بنُ الصَّبّاحِ شیخُ البُخَارِیّ . و أَبو محمّدٍ بِشْرُ بنُ ثابتٍ البَصْرِیُّ ،وَثَّقَه ابنُ حِبّانَ ،و هو شیخٌ للدُّوریّ . و إِبراهیمُ بنُ مَرْزُوقٍ . وَ أَبو عبد اللّهِ یَحْیَی بنُ محمّدِ بنِ السَّکَن القُرَشِیُّ البَصْرِیُّ . وَ عُبَیْدُ بنُ عبدِ الواحِدِ ، عن سَعِیدِ بنِ أَبِی مَرْیَمَ . و أَبو بکرٍ أَحمدُ بنُ عَمْرو بنِ عبد الخالقِ الحافِظُ ، صاحِبُ المُسْنَدِ ،و ابنُه أَبو العَبّاسِ محمّدٌ،سَمِعَ منه الدّارَقُطْنِیّ ، و أَحمدُ بنُ عَوْفٍ ،هکذا فی النُّسَخ بالفَاءِ؛و الصواب عَوْن اللّه، بنُ جُدَیر (3)القُرطبیُّ ، أَکثَرَ عنه أَبو عمر الطَّلَمنیکِیّ . و أَبو الفَضْلِ جعفرُ بنُ محمّدِ بنِ سلم البر العَبْدِیُّ ،مات سنه 788.و أَحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ عَلیِّ بنِ الحُسَین.و أَبو علیٍّ أَحمدُ بنُ الخَلِیل.
وَ رَوْحُ بنُ أَحمدَ بنِ عُمَرَ أَبو علیٍّ .و محمّدُ بنُ إِبراهیمَ بنِ الصّباح البَغدَادِیُّ .و محمّدُ بنُ عبدِ المَلِکِ بنِ محمّدٍ الأَصبهانیُّ .و إِبراهیمُ بنُ موسی.و محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللّهِ أَبو بَکْرٍ.و سَلْمَانُ بنُ یُوسفَ بنِ سَلْمَانَ النُّعَیمیّ .
و محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ هارُونَ الحِلِّیُّ .و یَحیَی بن معَالِی بنِ صَدَقَهَ .و أَبو البَرَکَاتِ محمّدُ بنُ صَدَقَهَ بنِ أَبی البَرکاتِ ، ذَکَرَهُم ابنُ نُقْطَهَ فَأَجَادَ،وَ ذَکَرَ السِّلَفِیُّ شیخَه أَبا عَمْرٍ و العَلاَءَ بنَ عبدِ المَلِکِ ابنِ منصورِ بنِ قَیْسٍ ، البَزّارُون مُحَدِّثون (4).
وَ أَبو بَکْرٍ أَحمدُ بنُ الحَسَنِ بنِ علیّ الطَّبَرِیُّ البزوریُّ ، رَوَی ببغداد،و حدَّثَ عنه أَبو عَمْرِو بنِ السَّمّاک.
و أَبْزَرُ ،کأَحْمَدَ:د،بفارسَ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
16- فی حدیث أَبی هُرَیْرَهَ : «لا تقُوم السّاعَهُ حتی تُقَاتِلُوا قَوْماً یَنْتَعِلُون الشَّعرَ و هم البازِرُ ». ؛قیل: بازِرُ :ناحیهٌ قریبهٌ مِنکِرْمَانَ بها جِبالٌ ،و فی بعض الرِّوایاتِ هم الأَکْرَادُ،فإِن کان من هذا فکأَنّه أَرادَ أَهلَ البازِرِ ،أَو یکون سُمُّوا باسم بِلادِهم،قال ابن الأَثِیر:هکذا أَخرجَه أَبو موسی بالباءِ و الزَّایِ من کتابِه و شَرحه،و الذی
14- رَوَیْنَاه فی کتاب البُخَارِیّ ،عن أَبی هُرَیْرَهَ :سَمِعْتُ رسولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلم یقول:
«بَیْنَ یَدَیِ السّاعَهِ تُقَاتِلُون قوماً نِعالُهُم الشَّعَرُ و هم (5)هذا البارِزُ». و قال سُفْیَانُ مُرّه:«هم أَهلُ البارِزِ»؛یَعْنِی بأَهْلِ البارِزِ أَهلَ فارِسَ ،قال:و هکذا هو بلُغَتِهِم،قال:و هکذا جاءَ فی لَفْظِ الحدیثِ ،کأَنّه أَبْدَلَ السِّینَ زایاً،أَی و الفاءَ باءً،فیکونُ مِن باب الزّای (6).و قد اختُلِفَ فی فَتْح الرّاءِ و کَسْرِها،و کذلک اختُلِفَ مع تَقْدِیم الزَّای،کذا فی اللِّسَان.
و من المَجَاز:مِثْلِی لا یَخْفَی علیه أَبازِیرُکَ ،أَی زیاداتُک فی القَوْل (7).
وَ بَزَّرَ فلانٌ کلامَه،إِذا تَوْبَلَه (8)،و منه قِیلَ للرَّجلِ المُرِیبِ : بازُورٌ کذا فی الأَساس.
تَبَزْعَرَ علینا ،أَهملَه الجوهریُّ و صاحبُ اللِّسَان،و قال ابن دُرَید: إذا ساءَ خُلُقُه.
وَ بَزْعَرٌ ،کجَعْفَرٍ و قُنْفُذٍ: اسمُ رجلٍ ،و هو من ذلک، و تقدَّم (9)له فی حرف الزّایِ :البُرْغُزُ،کقُنْفُذٍ:السَّیِّیء الخُلُقِ من الرِّجال،أَو هو بتقدیمِ الزّایِ علی الرّاء؛فتأَمَّلْ .
بَسْبَر ،کجَعْفَرٍ أَهملَه الجماعَهُ ،و هی اسمُ ه کأَنّهَا بهَمَذَانَ ،منها الإِمامُ صائنُ الدِّین عبدُ المَلِکِ بنُ محمّدٍ الهَمَذَانِیُّ البَسْبَرِیُّ ،رَوَی عن البَدِیع أَحمدَ بنِ سَعْدٍ العِجْلِیِّ ،ذَکَرَه الحافظُ فی التَّبْصِیر،و الذَّهَبِیُّ فی المُشْتَبه.
بَسَرَ ،ککَتَبَ : أَعْجَلَ .
و بَسَرَ : عَبَسَ أَو أَظْهَر شِدَّتَه،کما صَرَّحَ به أَهلُ الغَرِیب
ص:78
فی نُکْتَهِ التّعاطُفِ ،فی قوله تعالَی: ثُمَّ عَبَسَ وَ بَسَرَ (1).
و قال أَبو إِسحاق: بَسَرَ ،أَی نَظَرَ بکَرَاههٍ شدیدهٍ .
وَ بَسَرَ الرجلُ وَجْهَه بُسُوراً ،أَی کَلَحَ .
و
17- فی حدیث سَعْدٍ،قال: «لمّا أَسلمْتُ راغَمَتْنِی أُمِّی فکانَتْ تَلْقانِی مَرَّهً بالبِشْر و مَرَّهً بالبَسْرِ ». أَی القُطُوبِ .
و بَسَرَ : قَهَرَ ، یَبْسُرُ بُسُوراً .
و بَسَرَ القَرْحَهَ :نَکَأَهَا قبلَ النُّضْجِ ،کما فی الصّحاح، کأَبْسَرَ ،و هذه عن الصَّاغانیُّ ،و فی الأَساس:فی المَجَاز:
و إِنْ خَرَجَتْ بک بَثْرَهٌ فلا تَبْسُرْهَا :لا تَفْقَأْهَا.
و بَسَرَ النَّخْلَهَ :لَقَّحها قبلَ أَوانه أَی التَّلْقِیحِ کابْتَسَرها ، قال ابن مُقْبِلٍ :
طَافَتْ به العُجْمُ حتَّ نَدَّ ناهِضُها
عُمٌّ لَقحْنَ لقَاحاً غیرَ مُبْتَسَرِ
و من المَجَاز: بَسَرَ الفَحْلُ النّاقَهَ :ضَرَبَهَا قبلَ الضَّبَعَهِ یَبْسُرها بَسْراً ،قال الأَصمعیُّ :إِذا ضُرِبَت النّاقهُ علی غیر ضَبَعَهٍ فذلک البَسْرُ ،و قد بَسَرَها الفَحْلُ فهی مَبْسُورَهٌ .
قال شَمِرٌ:و منه یقَال: بَسَرْتُ غَرِیمِی،إِذا تَقاضَیْتُه قبلَ مَحَلِّ المالِ .
وَ بَسَرْتُ الدُّمَّلَ ،إِذا عَصَرْتُه قبلَ أَن یَنْضَجَ (2).
و من المَجَاز: بَسَرَ الحاجهَ :طَلَبَهَا فی غیرِ أَوَانِها ،و فی الجَمْهَرهِ لابن دُرَیْدٍ:فی غیرِ وَجْهِهَا و المَبْسُورُ :طالِبُ الحاجهِ فی غیرِ مَوْضِعِهَا، کأَبْسَرَ و ابْتَسَرَ وَ تَبسَّرَ . و قد بَسَرَ حاجتَه یَبْسُرُها بَسْراً وَ بِسَاراً ،و ابْتَسَرها وَ تَبَسَّرها :طَلَبَها فی غیر أَوانِها،أَو فی غیر موضعِها،أَنشدَ ابن الأَعرابیِّ للرّاعِی:
إِذا احْتَجَبَتْ بَناتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ یَبْتَغِی منها البِسَارَا (3)
وَ بَسَرَ الفَحْلُ النّاقَهَ وَ تَبَسَّرَهَا ،ففی کلام المصنِّف لَفُّ و نَشْرٌ.
و بَسَرَ التَّمْرَ یَبْسُرُهُ بَسْراً : نَبَذَه فخَلَطَ البُسْرَ به أَی بالتَّمْر أَو الرُّطَب، کأَبْسَرَ و بَسَّر ،و
17- رُوِیَ عن الأَشْجَعِ العَبْدِیِّ أَنّه قال (4): «لاَ تَبْسُرُوا و لا تَثْجُرُوا». ؛فأَمّا البَسْرُ فهو خَلْطُ البُسْرِ بالرُّطَبِ أَو بالتَّمْر،و انْتِبَاذُهما جمیعاً،و الثَّجْرُ أَن یُؤْخَذَ ثَجِیرُ البُسْرِ فیُلْقَی مع التَّمْر،و کَرِهَ هذا حذارَ الخَلِیطَیْن؛لِنَهْیِ النبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلم عنهما،و فی الصّحاح: البَسْرُ أَن تَخْلِطَ البُسْرَ مع غیره فی النَّبِیذ.
و بَسَرَ السِّقَاءَ:شَرِبَ منه قبلَ أَنْ یَرُوبَ ما فیه.
و من المَجاز: بَسَرَ الدَّیْنَ :تَقَاضاه قبلَ مَحِلَّه ،و هو مأْخُوذٌ مِن قولِ شَمِرٍ،و قد تقدَّم.
و البَسْرُ :الماءُ الباردُ و البَسْرُ : ابتداءُ الشَّیْ ءِ، کالابْتِسارِ ،و
14- فی الحدیث عن أَنَسٍ ،قال: «لم یَخْرُجْ رسولُ اللّهِ صَلّی اللّه علیه و سلم فی سَفَرٍ قَطُّ إِلاّ قال حین یَنْهَضُ مِن جُلُوسه:اللّهُمَّ بکَ ابْتَسَرْتُ ،و إِلیکَ تَوَجَّهْتُ ،و بکَ اعْتَصَمْتُ ،أَنت رَبِّی و رَجَائِی،اللّهُمَّ اکْفِنِی ما أَهَمَّنِی،و ما لم أَهْتَمَّ به،و ما أَنت أَعلمُ به مِنِّی،وَ زوِّدْنِی التَّقْوی،و اغْفِرْ لی ذَنْبِی،و وَجِّهْنِی للخَیْرِ أَینَ تَوَجَّهْتُ .ثم یخرج». و معنی بکَ ابتسرتُ ،أَی ابتدأَتُ سَفَرِی.قال الأَزهریُّ :و المحدِّثون یَرْوُونَه بالنُّون و الشِّین،أَی تَحَرَّکْتُ و سِرْتُ .
و البُسْرُ بالضّمِّ :الغَضُّ مِن کلِّ شیْ ءٍ ،نَبْتٌ بُسْرٌ ،و ذلک إِذا ارتفعَ عن وَجه الأَرضِ ،و لم یَطُلْ ؛لأَنَّه حینِئذٍ غَضٌّ .
و البَسْرُ و البُسْرُ : الماءُ الطَّرِیُّ الحدیثُ العَهْدِ بالمَطَر ساعَهَ یَنْزِلُ مِن المُزْنِ ، ج بِسَارٌ مثلُ رُمْحٍ و رِماح.
و البُسْرُ : الشّابُّ و الشّابَّهُ . رجلٌ بُسْرٌ ،و امرأَهٌ بُسْرَهٌ :
شابّانِ طَرِیّانِ .
و البُسْرُ : التَّمْرُ قبلَ إِرطَابِه لغَضاضَتِه؛و ذلک إِذا لَوَّنَ و لم یَنْضَج،و إِذا نَضِجَ فقد أَرْطَبَ ، و البُسْرَهُ واحِدَتُها،و تُضَمُّ السِّینُ إِتباعاً،یقال: بُسْرَهٌ و بُسُرَهٌ و بُسْرَاتٌ و بُسُرَاتٌ و بُسْرٌ
ص:79
و بُسُرٌ .قال سِیبَوَیْه:و لا تُکَسَّرُ البُسْرَهُ إِلاّ أَن تُجْمَعَ بالأَلف و التّاءِ؛لقِلَّهِ هذا المثالِ فی کلامهم،و أَجازَ: بُسْرَانٌ و تُمْرَانٌ ،یُرِیدُ بهما نَوْعَیْنِ مِن التَّمْر و البُسْر .
و من المَجَاز: البُسْرَهُ : الشَّمْسُ فی أَوَّلِ طُلُوعِها ؛و ذلک إِذا کانت حمراءَ لم تَصْفُ ،قال البَعِیثُ یذکُرها:
فصَبَّحَها و الشَّمْسُ حمراءُ بُسْرَهٌ
بسائِفَهِ (1)الأَنْقَاءِ مَوْتٌ مُغَلِّسُ
و البُسْرَهُ : رَأسُ قَضِیبِ الکَلْبِ ،و هو مَجَازٌ.
و البُسْرَهُ : خَرَزَهٌ ،کلاهما عن الصَّاغانِیُّ .
و بُسْرَهُ ، بلا لامٍ :بنتُ أَبی سَلَمَه رَبِیبَهُ رسولِ اللّهِ صَلّی اللّه علیه و سلم.
و بُسْرُ ، بلا هاءٍ:ه،ببغدادَ علی فَرسَخَیْن منها، منها:
أَبو القاسمِ علیُّ بنُ (2)محمّدِ بنِ البُسْرِیَّ البندار،سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلص،و توفِّی سنه 474،هکذا قالَه ابنُ نُقْطَهَ ، و قال غیرُه:هو منسوبٌ إِلی بَیْعِ البُسْر .قال الذَّهَبِیُّ :و ابنُه الحُسَیْنُ شیخٌ للسِّلَفِیِّ . و الزّاهِدُ أَبو عُبَیْدٍ البُسْرِیُّ ،اسمُه محمّدُ بنُ حَسّانَ ،حَکَی عنه ابنُه بَخیت (3)،اختُلِفَ فیه فقیل:إِلی بُصْرَی،قریهٍ بالشام أُبدِلَتْ صادُه سِیناً،و هو خطأٌ،و الصَّواب إِلی بُسْر ،قریهٍ بحَوْرَانَ ،و هو من مشاهِیرِ الصُّوفِیَّه،ذَکَره ابنُ عساکر فی تاریخ دمشقَ ،و إذا علمْتَ ذلک فاعْلَمْ أَنّ المصنِّف قد وَهِمَ فی ذِکْرِهِ مع ما قبلَه.
و أَبو عبدِ الرَّحمنِ بُسْرُ بنُ أَرْطَاهَ ،و یقال:ابن أَبی أَرطاهَ العامرِیُّ القرشیُّ ،کان مع مُعاویَهَ بصِفِّینَ ،و کان قد خَرِفَ آخِرَ عُمْرِه (4). و بُسْرُ بنُ جِحاشٍ القُرَشِیُّ ،نزل الشَّامَ ، رَوَی عنه جُبَیْر بن نُفَیر،و یقال هو بِشر. و بُسْرُ بنُ راعِی العَیْرِ الأَشجعیّ ،الذی أَکَلَ بشِمالِه،هکذا بالعَیْن و التحتیّه و الراءِ،و ضَبَطَه الحافظُ فی التَّبْصِیر بالعین و النون و الزای.
و بُسْرْ بنُ سُفْیَانَ بن عَمرِو بنِ عُوَیْمر الخُزاعیُّ الکعبیُّ ، شَهِدَ الحُدَیْبِیَه.و بُسْرُ بنُ سُلَیمانَ .و بُسْرُ بن عصمهَ المُزَنِیُّ ،ذَکَرَهما ابن ماکُولا. و أَبو بُسْر و یقال أَبو صَفْوَانَ عبدُ اللّه بنُ بُسْرٍ (5)المازِنیُّ ،أَحدُ مَن صَلَّی إِلی القِبْلَتَیْن.
و عبد اللّه بنُ بُسْرٍ النِّضْرِیُّ -غیر الأول-شامِیّ أَیضاً،رَوَی عنه ابنُه عبد الواحد: صَحابِیُّون.
و بُسْرُ بنُ مِحْجَنٍ الدُّؤلِیُّ (6)،نَزَلَ المدینهَ ،رَوَی عن أَبیه، و عنه زیدُ بن أَسلَمَ ،قاله البخاریّ . و بُسْرُ بنُ سَعِیدٍ المَدَنِیُّ مَوْلَی الحَضْرَمِیِّین،عن أَبی هُرَیرَهَ ،و سعدِ بن أَبی وَقّاص.
و بُسْرُ بنُ حُمَیْدٍ. و بُسْرُ بنُ عُبَیْد اللّه (7)الحضرمیّ الشامیّ ، و هو الذی قال:إن کان لَیَبْلُغُنِی الحدیثُ فی المِصْرِ فأَرْحَلُ إِلیه مَسیرَهَ أَیّام.و هو ثِقَهٌ حافظ ،من الرابِعَه. و عبدُ اللّه و سلیمانُ ابْنَا بُسْرٍ فالأَوّل حُبرانیّ (8)،و یُکنی أَبا رَاشدٍ،رَوَی عن أَبی بکر و أَبی کَبْشَهَ الأَنماریِّ ،و الثانی خُزاعیٌّ ،عن خالِه مالِکِ بنِ عبد اللّه الخَثْعَمِیِّ الصَّحَابیِّ : تابِعِیُّونَ .
*و فاتَه منهم:
بُسْرُ بنُ عَطِیَّهَ ،عن نَصْرِ بن عاصمٍ ،ذَکَرَه ابن حِبّانَ فی ثِقَات التابِعین.
و أَحمدُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ بَکّارٍ،من شُیُوخِ الزندیّ و ابنُ عَمِّه محمّدُ بنُ عبدِ اللّه بن بَکّارٍ. و حَفِیدُه أَحمدُ بن إبراهِیم ،کُنَیْتُه أَبو عبد المَلِک،حَدَّثَ عن جَدِّه محمدِ بن عبد اللّه المذکور،و عنه النِّسائِیُّ . و محمّدُ بنُ الوَلیدِ بَصْرِی حافظٌ ،رَوَی عَنْهُ البُخَارِیُّ و مسلمٌ ، البُسْریُّون :مُحَدِّثُون کلُّ هؤلاءِ من وَلَدِ بُسْرِ بنِ أَرطاهَ المتقدّمِ بذِکْره.
و مما فاته (9)ممّن اسمُه بُسْر :
بُسْرُ بن أَبی رُهْم الجُهنیّ ،شَهِدَ الیَمامَه،و هو صاحب جَبّانه بُسْرٍ بالکُوفه،و بُسْرُ بن أَبی غَیلانَ ،مولَی بنِی شَیْبَانَ .
من مشایخ الشِّیعَه.و بُسْرُ بنُ بُجَیْر بنِ رَبِیعَهَ شاعرٌ،و بُسْرُ بنُ سلیمانَ بن عامر بن حَزْن القُشَیْرِیُّ ،شاعرٌ.و بُسْرُ بنُ المُغِیره بن أَبی صُفْرَهَ ابن أَخی المهلَّب.و بُسْرُ بنُ أَبی
ص:80
حَفْصَهَ ،مولَی مروانَ بنِ الحَکَمِ .و بُسْرُ بنُ صبیح النَّهْشَلیُّ .و بُسْرُ بن قَطَن،ولاّه عبدُ الرحمّن بن الحَکَم قضاءَ کُورَه جَیَّان،ذَکَرَه ابنُ الأَبّار فی تارِیخه،فیما نقل.
و محمّدُ بنُ بُسْرِ بنِ عبد اللّه بنِ هِشام بن زُهْرَه التَّیْمِیُّ ،عن مالکٍ .و محمّدُ بنُ بُسْرٍ الجُرْجانِیُّ شیخٌ لأَبِی حامِدِ بنِ الحَضْرَمِیِّ ،و آخَرون.
و البِسَارهُ (1)بالکَسْر:مَطَرٌ یَدُومُ علی أَهلِ السِّنْدِ و الهِنْد و فی بعض النُّسَخ:الاقتصارُ علی أَحدهما (2)، فی الصَّیْف لا یُقْلِعُ ساعهً ،قال الصَّاغانِیُّ :و بالشِّین تصحیفٌ .
قلتُ :و هم یُسَمُّونه البِرساه،کما هو مشهورٌ علی أَلسِنَتِهم،فتلک أَیامُ البِسار ،و فی المحْکَم: البِسارُ مَطَرُ یومٍ فی الصَّیف یدُومُ علی البَیَاسِرهَ و لا یُقْلِعُ .
و الباسُورُ :عِلَّهٌ م ،أَعجمیٌّ ،و قال الجوْهَرِیُّ :هِیَ عِلَّهٌ تُحْدُثُ فی المَقْعَدَهِ ،نسأَلُ اللّه العافیهَ عنها،و عن کلّ داءٍ.
ج البَواسِیرُ و
17- فی حدیثِ عِمْرَانَ بنِ حُصَیْنٍ : «و کان مَبْسُوراً ». أَی به بَواسِیرُ .
و البَیَاسِرَهُ :جِیلٌ بالسِّنْد ،و فی نُسْخَهِ شِیْخِنَا:بِالْهِنْد، تَسْتَأْجِرُهم النَّوَاخِذَهُ أَهلُ السُّفُنِ لِمُحارَبهِ العَدُوِّ،الواحدُ بَیْسَرِیُّ ،یقال:رجلٌ بَیْسَرِیٌّ .
و یَزِیدُ بنُ عبدِ اللّه البَیْسَرِیُّ البَصْرِیُّ (3)القُرَشِیُّ محدِّثٌ عن ابن جُرَیج،و کُنْیَتُه أَبو خالدٍ.
وَ بَیْسَرِی ساکِنَهَ الآخِرِ:کان مِن أُمَرَاءِ مصرَ. اسمُه آتش،کذا ذَکَره الحافظُ ،و قال الذَّهَبِیُّ :رأَیتُه،و هو مُسِنٌّ یترشّح لملک، و إِلیه یُنْسَبُ قَصْرٌ،م معروفٌ بالقاهره ،و قد تهدَّم الآن أَساسُه،و لم یبقَ منه أَثَرٌ.
و قَصْر البَیسَرِی ،خارج أَسیوط :قریهٌ صغیرهٌ بها بساتینُ .
و نَخْلَهٌ مِبْسَارٌ :لا تُنْضِجُ البُسْرَ ،و قد أَبْسَرِت النَّخْلَهُ ، و نَخلهٌ مُبْسِرٌ ،بغیر هاءٍ،علی النَّسَب،و کذلک مِبْسَارٌ :لا یَرْطُبُ ثَمَرُهَا.و فی الحدیث فی شَرْط مُشْتَرِی النَّخْلِ علی البائع:«لیس له مِبْسَارٌ »،هو الذی لا یَرْطُبُ بُسْرُهُ . و أَبْسَرَ الرجلُ ،إِذا حَفَر فی أَرضٍ مَظْلُومهٍ .
و أَبْسَرَ المَرْکَبُ فی البَحْر ،أَی وَقَفَ .
و ابْتَسَرَ الشَّیءَ:أَخَذَه طَرِیّاً ،و کلُّ شیءٍ أَخَذْتَه غَضّاً فقد بَسَرْتَه و ابْتَسَرتْه .
و ابْتَسَرتْ رِجْلُه:خَدِرَتْ ،أَی نامتْ ، کتَبَسَّرَتْ ،و هذِه عن الصّاغانیّ .
و ابتُسِرَ لَوْنُه،بضمِّ التّاءِ ،أَی علی بناءِ المَجْهُول،إِذا تَغَیَّرَ و صار کالبُسْرِ ،و هو مَجازٌ (4).
و المُبَسِّراتُ :رِیاحٌ یُسْتَدَلُّ بهبُوبِهَا علی المَطَر.
و البَسُورُ ،کصَبُورٍ: الأَسَدُ لِعُبُوسَته أَو قَهْرِه.
و تَبَسَّر النَهَارُ:بَرَدَ ،نقلَه الصّاغانیّ .
و تَبَسَّر الثَّوْرُ:أَتَی عُرُوقَ النَّبَاتِ الیابِسِ فأَکَلَهَا.
و قد تَبَسَّرَ النَّبات،إِذا حَفَرَ عنه (5)قبلَ أَن یَخْرُجَ ،و أَنشَدَ ابن الأَعرابیِّ للرّاعِی:
إِذا احْتَجَبَتْ بنَاتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ یَبْتَغِی فیها البِسَارَا
وصَفَ حِماراً و أُتُنَه،و الهاءُ فی«عنه»یعودُ إِلی حِمَارِ الوَحْشِ ،و فی«فیها»یعودُ علی أُتُنِه،قال ابن بَرِّیّ :
و الدَّلیلُ علی ذلک قولُه قبلَ البَیْتِ بِبَیْتَیْنِ أَو نحِوهما:
أَطارَ نَسِیلَه الحَوْلِیَّ عنه
تَتَبُّعُهُ المَذانِبَ و القِفَارا (6)
أَخْبَرَ أَنّ الحَرَّ انقَطَعَ و جاءَ القَیْظُ .
و البَسْرَهُ ،بفتحٍ فسکونٍ : ماءٌ لبَنِی عُقَیْلٍ ،نقلَه الصَّاغانی.
و بُسْرٌ ،بالضَّمِّ :ه بحَوْرَانَ ،و إِلیها نُسِبَ أَبو عُبَیْدٍ الزّاهِدُ،و قد تقدَّم،کما فی تاریخ ابنِ عساکر.
ص:81
و قال أَبو عُبَیْدَهَ :إِذا هَمَّتِ الفَرَسُ بالفَحْل و أَرادتْ أَن تَسْتَوْدِقَ فأَوّل وِدَاقِها المُبَاسَرَهُ ،و هی مُبَاسِرَهٌ ،ثم یَکون (1)وَدیقاً. و المُباسِره :التی تَهُمُّ بالفَحْلِ قبلَ تمامِ وِدَاقِها ،فإِذا ضَرَبَهَا الحِصَانُ فی تلک الحالِ فهی مَبْسُورَهٌ .و قد تَبَسَّرَها و بَسَرَها .
و فی التَّنْزِیل العزیزِ: وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ باسِرَهٌ (2)،أَی مُتَکَرِّهَهٌ متقطِّبهٌ قد أَیْقَنَتْ أَنّ العذابَ نازلٌ بها.
و وَجْهٌ بَسْرٌ : باسِرٌ .وُصِفَ بالمَصْدَرِ.
و قَولُ الجوهَرِیِّ :أَوَّلُ البُسْرِ طَلْعُ ثمّ خَلاَلُ ،إِلخ أَی إِلی آخرِه،و هو قولُه:ثم بَلَحٌ ثم بُسْرٌ ثم رُطَبٌ ،ثم تَمْرٌ، غیرُ جَیِّدٍ ؛لأَنه تَرَکَ کثیراً من المَراتبِ التی یَؤولُ إِلیها الطَّلْع بَعدُ،حتی یصلَ إِلی مَرتَبهِ التَّمْر، و الصَّوابُ :أَوَّلُه طَلْعٌ فإِذا انْعَقَدَ فسیَابٌ ،کَسَحَابٍ ،و قد تقدَّم فی مَوضعه، فإذا اخْضَرَّ و استَدَارَ فجَدَالٌ وَ سَرَادٌ و خَلاَلٌ ،کَسحَابٍ فی الکُلِّ ، فإِذا کَبِرَ شیئاً فبَغْوٌ ،بفتح الموحَّدهِ و سکونِ الغَیْن، فإِذا عَظُمَ فبُسْرٌ ،بالضَّمِّ ، ثم مُخَطَّمٌ ،کمُعَظَّمٍ ، ثم مُوَکّت ، علی صیغهِ اسمِ الفاعل، ثم تُذْنُوبٌ ،بالضّمِّ ، ثم جُمْسَهٌ بضمِّ الجیمِ و سکونِ المیمِ و سینٍ مهملهٍ مفتوحه، ثم ثَعْدَهٌ ،بفتحِ المُثَلَّثهِ و سکونِ العینِ المُهْمَلَهِ ثمَّ دال، و خالِعٌ و خالِعهٌ ،فإِذا انتهی نُضْجُه فرُطَبٌ و مَعْوُ ،فإن لم یَنْضَج کلُّه فمُناصِف، ثمّ تَمْرٌ ،و هو آخِرُ المَراتِبِ .
و قال الأَصمعیّ :إِذا اخْضَرَّ حَبُّه و استدارَ فهو خَلاَلٌ ،فإِذا عَظُمَ فهو البُسْرُ ،فإِذا احْمَرَّتْ فهی شِقْحَهٌ .
و بَسَطْتُ ذلک فی الرَّوْضِ المَسْلُوف فیما له اسْمَانِ إِلی أُلُوف ،و قد اطَّلَعْتُ علیه بحَمْدِ اللّه تعالَی، فلْیُنْظَرْ إِن شاءَ اللّه تعالَی ،و قد ذَکَرَ فیه هذه العبارهَ بعَیْنِها.
قال شیخُنَا:و ظاهِرُه أَنّ ما قَالَه الجوهریُّ خَطَأُ،و لیس کذلک،بل هو خِلافُ الأَوْلَی؛لأَنّ غایهَ ما فیه تَرْکُ بعضِ المَراتبِ ،التی عَدَّها أَهلُ النَّخْلِ فی تَدْرِیجِ ثَمَرِ التَّمْرِ، و ذلک لا یکون خطأً کما لا یَخْفَی،و قد أَورَدَه کذلک صاحبُ الکِفَایَه مُسْتَوْفًی،و أَنعمتُه شَرْحاً فی شَرْحِه، فراجِعْه.و قال فی قوله:و بَسَطْتُ ،إِلخ،قُلتُ :قد أَوضحتُ فی حَواشیه أَنّ هذا لیس ممّا یَدْخُلُ فیما له اسْمَانِ إِلی أُلُوف؛ لأَن هذه الأَسماءَ تَختلفُ باختلافِ الحالاتِ و الأَوقاتِ ،کما هو ظاهرٌ،و کثیراً ما ارتکبَ مثلَه فی ذلک الکتاب،و هو لیس مِن مَباحِثِه،فلا یغترّ بما فیه کلِّه،انتهی.
*و ممّا یُستدرَکَ علیه:
تَبَسَّرَ :طَلَبَ النَّبَاتَ ،أَی حَفَرَ عنه قبلَ أَن یَخْرُجَ .
و البَسْرُ :ظَلْمُ السِّقَاءِ.
و أَبْسَرَ النَّخْلُ :صارَ ما علیه بُسْراً .
و البُسْرَهُ :الغَضُّ مِن البُهْمَی،قال ذو الرُّمَّه:
رَعَتْ بارِضَ البُهْمَی جَمِیعاً و بُسْرَهً
و صَمْعَاءَ حتی آنَفَتْهَا نِصَالُها (3)
أَی جَعَلَتْهَا تَشْتَکِی أُنُوفَها.
و فی الصّحاح: البُسْرَهُ من النَّبَات:أَوَّلُها البارِضُ ،و هی کما تَبْدُو فی الأَرض،ثم الجَمِیمُ ،ثم البُسْرَهُ ،ثم الصَّمْعَاءُ،ثم الحَشِیشُ .
و البَسْرُ :حَفْرُ الأَنْهَارِ إِذا عَرَا الماءُ أَو طَابَه (4)،قال الأَزهریُّ :و هو التَّبَسُّرُ ،و أَنشدَ بیتَ الرّاعِی:
إِذا احْتَجَبَتْ بَنَاتُ الأَرضِ عنه
تَبَسَّرَ یَبْتَغِی فیها البِسَارَا
قال ابن الأَعرابیِّ :بَنَاتُ الأَرضِ :الغُدْرانُ فیها بَقایا الماءِ.
و بَسَرَ النَّهْرَ،إِذا حَفَرَ فیه بِئْراً،و هو جافٌّ .
وَ بَسَرْتُ النَّبَاتَ أَبْسُرُ (5)بَسْراً ،إِذا رَعَیْتَه غَضّاً،و کنتَ أَوَّلَ مَن رعاه،و قال لَبِیدٌ یَصِفُ غَیْثاً رَعاه أُنفاً:
بَسَرْتُ نَدَاه لم یُسَرَّبْ وُحُوشُه
بِعِرْبٍ کَجِذْعِ الهاجِرِیِّ المُشَذَّبِ
ص:82
و بُسَیْرُ بنُ أُبَیٍّ کزُبَیْرٍ:مِن شُعَراءِ الحَمَاسَهِ ،ضَبَطَه المَرْزُبانِیُّ ،و لا نَظِیرَ له،هکذا قالُوه،و لکنْ ذَکَرَ الأَمِیرُ بُسَیْرَ بنَ جُبَیْرِ بنِ سَلَمَهَ القُشَیْرِیَّ ،مِن أَجدادِ ظَلامهَ بنتِ مُرَّهَ جَدَّهِ عِکْرِمَهَ بنِ خالدِ بنِ العاص،نقلَه الحافظُ .
و بُسْرٌ ،بالضَّمِّ :اسمٌ ،قال:
و یُدْعَی ابنَ مَنْجُوفٍ سُلَیْمٌ و أَشْیَمٌ
و لو کان بُسْرٌ رَاءَ ذلک أَنْکَرَا
و من المَجاز: ابْتَسَرَ الجارِیَهَ ،إِذا ابْتَکَرَها قبل إِدْراکِها (1).
و باسُورِین :ناحیهٌ من أَعمال المَوْصِل،فی شرقیّ دجْلَتها،کذا فی مُعجَم یاقُوت.
و أَهلُ الیمن یُسَمُّون أَیّامَ انقطاعِ السُّفُنِ عنهم:أَیام البِسَاره .
بَسْکَرَهُ ،أَهملَه الجماعهُ ،و هو بالکَسْر و یُفْتَحُ (2)-و مثلُه فی المَراصِد،و المَسْمُوعُ مِن أَهلها خاصَّهً و مِن الشُّیُوخِ الفَتْحُ دُونَ الکَسْرِ،قالَه شیخُنَا.قلتُ :
و بالفَتْحِ ضَبَطَهُ الشَّرَف الدُّمْیَاطِیُّ فی السِّفْرِ الثانی مِن مُعْجَم شُیُوخِه فی ترجمهِ شَیْخِه الفَضْلِ بنِ القاسم البَسْکَرِیِّ -:
د،بالمَغْرِب ،هی أُمُّ بلادِ الزّابِ ،و قاعدهُ أَمْصَارِ الجَرِیدِ، و تُعرَفُ بِبَسْکَرَهِ النَّخِیلِ و فی«الاسْتبْصَار فی أَخبارِ الأَمْصَار»: بَسْکَرَهُ :کُورَهٌ فیها مُدُنٌ ،و قاعِدَتُها بِسْکَرَهُ النَّخِیلِ ،و هی مدینهٌ کبیرهٌ ،کثیرهُ النَّخْل و الزَّیْتُونِ و أَصنافِ الثِّمَار،و هی مدینهٌ مُسَوَّرَهٌ علیها خَنْدَقٌ ،و بها جامعٌ و مساجدُ و حَمّامَاتٌ کثیرهٌ ،و حَوَالَیْهَا بساتینُ کثیرهٌ ،و فیها غابهٌ کبیرهٌ مِقدار سِتَّهِ أَمیالٍ ،فیها أَجناسُ الثِّمَارِ،حولَها ریاضٌ خارجهٌ عن الخَنْدَقِ ،و داخِلُها آبارٌ کثیرهٌ ،و فی داخلِ المدینهِ جَنّاتٌ یَدْخُلُ إِلیها الماءُ مِن النَّهْر،و بها جَبَلُ مِلْح یُقْطَعُ منه صَخْرٌ کبیرٌ جَلِیلٌ ،و شُرْبُها مِن نَهْرٍ کبیرٍ،یَجْری فی جَوْفِها،یَنْحَدِرُ مِن جَبَلِ أُوراسَ .نقله شیخُنا. منها:الحافِظُ الضَّابِطُ علیُّ بنُ جُبَارهَ بنِ محمّدِ بنِ عُقَیْلِ بنِ سَوادهَ أَبو القاسمِ الهُذَلِیُّ ،هکذا فی النُّسَخ التی بأَیدِینا،و الصَّوابُ أَنهیُوسُفُ بنُ علیِّ بنِ جُبَارَهَ ،کما فی تاریخ الذَّهَبِیَّ و ابن عَسَاکر،و هو الذی کُنْیَتُه أَبو القاسِمِ ،قیل:هو مِن ذُرِّیَّهِ أَبی ذُؤَیْبِ الهُذَلِیِّ ،و ساق نَسَبَه ابنُ ماکُولا،وُلِدَ سنه 403،و أَخَذَ عن أَبی نُعَیمٍ الأَصْبَهَانیِّ ،و قَرَأَ علی أَبی علیٍّ الواسِطِیِّ ،و عَمِلَ اختیاراً فی القِراءَات.قلتُ :و فی تاریخ الذَّهَبِیّ :هو أَحَدُ الجَوّالِینَ فی الدُّنیا فی طَلَبِ القِراءَات، لَقِیَ فی هذا الشَّأْنِ فی رِحْلَتِه ثَلاثِمَائَهٍ و خمسینَ شیْخاً، و صَنَّف الکامِلَ فی المَشْهُوره و الشَّواذّ،و فیه خمسون روایهً مِن أَلْفِ طَرِیقٍ و أَکثرَ،و کانَ یَحْضُرُ مَجلسَ أَبی القاسِمِ القُشَیْرِیِّ .تُوُفِّیَ تقریباً فی سنه 460.
قلتُ :و یُنْسَبُ إِلی هذا البلد أَیضاً:
أَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ مَکِّیِّ بنِ أَحمدَ البِسْکَرِیُّ ،قَدِمَ مصرَ سنه 516،هو بخطِّ المُنْذِرِیِّ بکسرِ أَوَّلِه.
و أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ عُمَرَ البِسْکَرِیُّ ،سَمِعَ الکثیرَ،مات سنهَ 804 بمصر.
البُشْتِیرِیُّ ،أَهملَه الجماعَهُ ،و هو بالضَّمِّ و سُکُونِ الشِّین و کسرِ المُثَنّاهِ الفَوْقِیَّهِ و سُکُون التَّحْتِیَّهِ ،هکذا فی نُسْخَتِنَا،و فی بعضِهَا: البُشْتَبْرِیُّ ،بضمِّ المُثَنّاهِ و سُکُونِ المُوَحَّدهِ ، هو شیخُ الإِسلامِ و المِنَّهُ الکُبْرَی مِن اللّه تعالَی علی الأَنام،القُطْبُ مُحْیِی الدِّین عبدُ القادرِ بنُ أَبی صالحٍ موسی بنِ جنکی دوست الجِیلیّ الحَسَنِیُّ ،ولد سنه 470، و توفِّی سنه 561،کذا بخطِّ الذِّهَبِیِّ ، کذا نَسَبَه حَفِیدُه الإِمامُ المحدِّثُ عمادُ الدِّینِ القاضی أَبو صالحٍ نصرُ بنُ عبد الرَّزّاقِ بنِ عبد القادرِ الجِیلِیُّ ،تُوُفِّی فی سنه 633، درسَ فی مدرسهِ جَدِّه،و رَوَی الحدیثَ ،و أَعْقَبَ (3)عن ثلاثه.
قلتُ :و لم یَذْکُر أَنّ المنسوبَ إِلیه قَریهٌ أَو مَوضِعٌ ،و الذی یَظهرُ لی أَنّه تَصْحِیفٌ عن النَّشْتَبْرِیِّ ،-بفتحِ النُّونِ و سُکُونِ الشِّین المُعْجَمَهِ و فتحِ تاءٍ مُثَنّاهٍ فَوْقِیَّهٍ ،و باءٍ مُوَحَّدَهٍ مفتوحهٍ (4)-إِلی نَشْتَبْرَی،بأَلف القَصْرِ:قریهٌ قُرْبَ شَهْرابانَ
ص:83
مِن نواحِی بغدادَ،کما ضَبَطَه یاقُوتُ فی المُعْجَم،فَلْیُنْظَرْ و یُتَأَمَّلْ .
البَشَرُ :الخَلْقُ ،یَقَعُ علی الأُنْثَی و الذَّکَرِ، و الواحِد و الاثْنیْنِ و الجَمْعِ ،لا یُثَنَّی و لا یُجمَعُ ،یقال هی بَشَرٌ ،و هو بَشَرٌ ،و هما بَشَرٌ ،و هم بَشَرٌ ،کذا فی الصّحاح (1).و فی المُحْکَم: البَشَرُ ، مُحَرَّکَهً :الإِنسانُ ،ذَکَرَاً أَو أُنْثَی،واحداً أَو جمعاً،و قد یُثَنَّی ،و فی التَّنْزِیل العزیز:
أَ نُؤْمِنُ لِبَشَرَیْنِ مِثْلِنا (2)قال شیخُنا:و لعلَّ العَرَبَ حین ثَنَّوْه قَصَدُوا به حین إِرادهِ التَّثْنِیَهِ الواحِدَ،کما هو ظاهرٌ، و یُجْمَعُ أَبشاراً ،قیاساً.و فی المِصْباح:لکنّ العَرَبَ ثَنَّوْه و لم یَجْمَعُوه.قال شیخُنا،نَقْلاً عن بعض أَهْلِ الاشتقاق:
سُمِّیَ الإِنسانُ بَشَراً ؛لِتَجرُّدِ بَشَرَتِه من الشَّعَر و الصُّوف و الوَبَر.
و مِن فُصُوله الممتازِ بها عن جمیعِ الحیوانِ بادِی البَشَر ،و هو ظاهِرُ جِلْدِ الإِنسانِ ،قیل:و غیرِه کالحَیَّه،و قد أَنکَرَه الجَمَاهِیرُ و رَدُّوه. جَمعُ بَشَرَهٍ ،و أَبْشَارٌ ججٍ ،أَی جَمْعُ الجَمْعِ ،و فی المُحْکَم: البشَرهُ أَعلَی جِلْدَهِ الرَّأسِ و الوَجْهِ و الجَسَدِ من الإِنسان،و هی التی علیها الشَّعرُ،و قیل:هی التی تَلِی اللَّحْمَ .و عن اللَّیْث: البَشَرَهُ أَعلَی جِلْدَهِ الوَجهِ و الجسدِ من الإِنسانِ ،و یُعْنَی به اللَّوْنُ و الرِّقَّهُ ،و منه اشْتُقَّتْ مُباشَرَهُ الرَّجُلِ المرأَهَ :لتَضامِّ أَبشارِهما .و
16- فی الحدیث:
«لم أَبْعثْ عُمّالِی لِیضْرِبُوا أَبشارَکم ». و قال أَبو صَفْوَانَ :
یُقَال لظاهِرِ جِلْدَهِ الرأْسِ الذی یَنْبُتُ فیه الشَّعرُ: البشَرهُ ، و الأَدَمَهُ ،و الشَّوَاهُ .
و فی المِصْباح: البَشَرَهُ ظاهِرُ الجِلْدِ،و الجمعُ البَشَرُ ، مثلُ قَصَبَهٍ و قَصَبٍ ،ثم أُطْلِقَ علی الإِنسان واحِدِه و جَمْعِه.
قال شیخُنا:کلامُه کالصَّرِیح فی أَنّ إِطلاقَ البَشَرِ علی الإِنسان مَجازٌ لا حقیقهٌ ،و إن کَتَبَ بعضٌ علی قوله؛«ثم أُطْلِقَ إِلخ»ما نَصُّه:بحیثُ صار حقیقهً عُرْفِیَّهً ،فلا تَتوقَّفُ إِرادتُه منه علی قَرِینَهٍ ،أَی و المرادُ من العُرْفِیَّه عُرْفُ اللُّغَهِ .
و کلامُ الجوهریِّ کالمصنِّف صریحٌ فی الحقیقه؛و لذلک فَسَّره الجوهریُّ بالخَلْق،و هو ظاهرُ کلامِ الجَمَاهِیرِ. و البَشْرُ بفتحٍ فسکونٍ : القَشْرُ، کالإِبْشَارِ ،و هذه عن الزَّجّاج،یقال: بَشَرَ الأَدِیمَ یَبْشُرُه بَشْراً ،و أَبْشَرَه :قَشَرَ بَشَرَتَه التی یَنْبُتُ علیها الشَّعَرُ،و قیل:هو أَن یَأْخُذَ باطِنَه بشَفْرَهٍ .
و عن ابن بُزُرْجَ :من العَرَبِ مَن یَقُولُ : بَشَرْتُ الأَدِیمَ أَبْشِرُه -بکسرِ الشِّینِ -إِذا أَخَذْتَ بَشَرَتَه .
و أَبْشُرُه -بالضمِّ -:أُظْهِرُ بَشَرَتَه ،و أَبْشَرْتُ الأَدِیمَ فَهو مُبْشَرٌ ،إِذا ظَهَرَتْ بَشَرَتُه التی تَلِی اللَّحْمَ ،و آدَمْتُهُ ؛إِذا أَظْهَرْتَ أَدَمَتَه التی یَنْبُتُ علیها الشَّعَرُ.و فی التَّکْمِلَهِ : بَشَرْتُ الأَدِیمَ أَبْشِرُه -بالکسر-لغهٌ فی أَبْشُرُه بالضَّمِّ .
و البَشْر : إِحْفَاءُ الشّارِبِ حتَّی تَظْهَرَ البَشَرَهُ ،و
16- فی حدیث عبدِ اللّهِ بن عَمْرٍو: «أُمِرْنَا أَنْ نَبْشُرَ الشَّوَارِبَ بَشْراً ». أَی نُحْفِیِها (3)حتی تَتَبَیَّنَ بَشَرتُها ،و هی ظاهِرُ الجِلْدِ.
و البَشْرُ : أَکْلُ الجَرَادِ ما علی وَجْهِ الأَرضِ (4).و قد بَشَرَها بَشْراً :قَشَرَهَا و أَکَلَ ما علیها؛کأَنَّ ظاهِرَ الأَرضِ بَشَرَتُها .
و المُبَاشَرَهُ و التَّبْشِیرُ ، کالإِبشارِ و البُشُورِ و الاستبشارِ .
و البِشَارهُ الاسمُ منه، کالبُشْرَی .
و قد بشرَه بالأَمْرِ- یَبْشُرُه ،بالضمِّ - بَشْراً و بُشُوراً و بِشْراً ، و بَشرَه به (5)،عن اللِّحْیَانیِّ ،و بَشَّرَه و أَبْشَرَه فبَشِرَ به،و بَشَرَ یَبْشُرُ بَشْراً و بُشُوراً ،یقال: بَشَرْتُه ، فأَبْشَرَ ،و اسْتَبْشَرَ و تَبَشَّرَ و بَشِرَ :فرِحَ ،و فی التَّنزِیل: فَاسْتَبْشِرُوا بِبَیْعِکُمُ الَّذِی بایَعْتُمْ بِهِ (6)،و فیه أَیضاً: وَ أَبْشِرُوا بِالْجَنَّهِ (7)،و اسْتَبْشَرَه کبَشَّرَهُ .و فی الصّحاح: بَشَرْتُ الرَّجُلَ أَبْشُرُه -بالضمِّ - بَشْراً و بُشُوراً ،مِن البُشْرَی ،و کذلک الإِبشارُ ،و التَّبْشِیرُ :ثلاثُ لُغَاتٍ .
و البِشَارهُ :اسمُ ما یُعْطَاه المُبَشِّرُ بالأَمْر. و یُضَمُّ فیهما.
یقال: بَشَرْتُه بِمَوْلُودٍ فأَبْشَرَ إِبشاراً ،أَی سُرَّ،و تقولُ :
ص:84
أبْشِرْ بِخَیْرٍ،بقَطْع الأَلفِ ،و بَشِرْتُ بکذا-بالکسر- أَبْشَرُ ، أَی اسْتَبْشَرْتُ به.
و
17- فی حدیثِ تَوْبَهِ کَعْبٍ : «فأَعْطَیْتُه ثَوْبِی بُشَارهً ». قال ابنُ الأَثِیر: البُشَارهُ ،بالضمِّ :ما یُعْطَی البَشِیرُ ،کالعُمَالَهِ للعاملِ ،و بالکسر،الاسْمُ ؛لأَنها تُظْهِرُ طَلاَقَهَ الإِنسانِ .
و هم یَتَبَاشَرُون بذلک الأَمرِ،أَی یُبَشِّرُ بعضُهُم بعضاً.
و قولُه تعالی: یا بُشْرَایَ هذا غُلامٌ (1)کقولک:
عَصَایَ ،و تقولُ فی التَّثْنِیَهِ :یا بُشْرَیَیَّ (2).
و البِشَارَهُ المُطْلَقَهُ لا تکونُ إِلاّ بالخَیْر،و إِنّمَا تکونُ بالشَّرِّ إِذا کانت مُقَیَّدَهً ،کقوله تعالَی: فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ (3)و التِّبْشِیرُ یکونُ بالخیرِ و الشَّرِّ،کقولِه تعالَی فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِیمٍ و قد یکونُ هذا علی قولِهم:تَحیَّتُکَ الضَّرْبُ ، و عِتابُکَ السَّیْفُ .
و قال الفَخْرُ الرّازِیُّ أَثناءَ تفسیرِ قولِه تعالَی: وَ إِذا بُشِّرَ أَحَدُهُمْ بِالْأُنْثی (4): التَّبْشِیرُ فی عُرْفِ اللُّغَه مُختصُّ بالخَبَرِ الذی یُفیدُ السُّرُورَ،إِلاّ أَنه بِحَسَبِ أَصْلِ اللُّغَهِ عبارهٌ عن الخَبَرِ الذی یُؤَثِّر (5)فی البَشَرهِ تَغَیُّراً،و هذا یکونُ للحُزْن أَیضاً 5،فوَجَبَ أَن یکونَ لفظُ التَّبْشِیرِ حقیقهً فی القِسْمَیْن.
و فی المِصْباح: بَشِرَ بکذا کفَرِحَ وَزْناً و معنًی،و هو الاستبشارُ أَیضاً.و یَتعدَّی بالحرکهِ فیقال: بَشَرْتُه (6)و أَبْشَرْتُه ، کنَصرْتُه فی لُغَهِ تهامهَ و ما وَالاها،و التَّعْدِیَهُ بالتَّثْقِیل لغهُ عامَّهِ العربِ ،و قرأَ السَّبْعَهَ باللُّغَتَیْن (7).و الفاعِلُ من المخفَّف بَشِیرٌ ،و یکون البَشِیرُ فی الخَیْرِ أَکثرَ منه فی الشَّرِّ.
و البِشَارهُ ،بالکسر،و الضمُّ لغهٌ ،و إِذا أُطلِقتْ اختَصَّتْ بالخَیْرِ،و فی الأَساس:و تَتَابَعَتِ البِشَارَاتُ و البَشَائِرُ .
و البَشَارَهُ بالفَتْح:الجَمَالُ و الحُسْنُ ،قال الأَعْشَی:
و رَأَتْ بأَنَّ الشَّیْبَ جا
نَبَه البَشَاشَهُ و البَشَارَهْ
و یقال: هو أَبْشَرُ منه،أَی أَحْسَنُ و أَجْمَلُ و أَسْمَنُ ،و
16- فی الحدیث: «ما مِن رَجُلٍ له إِبِلٌ و بَقَرٌ لا یُؤَدِّی حَقَّهَا،إِلاّ بُطِحَ لها یومَ القِیَامَهِ بقَاع قَرْقَرٍ،کأَکْثَرِ مَا کَانَتْ ،و أَبْشَرِه ».
أَی أَحْسَنِه،و یُرْوَی:«و آشَرِه»؛من النّشاط (8)و البَطَر.
و البِشْرُ ،بالکسر:الطَّلاقَهُ و البَشَاشَهُ ،یقال: بَشَرَنِی فلانٌ بوَجهٍ حَسَنٍ ،أَی لَقِیَنِی و هو حَسَنُ البِشْرِ ،أَی طَلْقُ الوَجْهِ .
و البِشْرُ : ع:و قیل: جَبَلٌ بالجَزِیره فی عَیْنِ الفُراتِ الغَربیِّ ،و له یَومٌ ،و فیه یقول الأَخطلُ :
لقد أَوْقَعَ الجَحَّافُ بالبِشْرِ وَقْعَهً
إِلی اللّهِ منها المُشْتَکَی و المُعَوَّلُ
و تَفصیله فی کتاب البلاذریّ .
و قیل: ماءٌ لِتَغْلِبَ بنِ وائلٍ ،قال الشاعر:
فلَنْ تَشْرَبِی إِلاَّ بِرَنْقٍ و لَنْ تَرَیْ
سَوَاماً و حَیًّا فی القُصَیْبَهِ فالبِشْرِ
أَو البِشْرُ :اسمُ وادٍ یُنْبِتُ أَحْرَارَ البُقُولِ و ذُکُورَهَا.
و المُسَمَّی ببِشْر سبعهٌ و عشرون صَحابیَّا ،و هم: بِشْرُ بنُ البَرَاءِ الخَزْرَجِیُّ ،و بِشْرٌ الثَّقَفِیُّ ،و یقال: بَشِیر ؛و بِشْرُ بنُ الحارث الأَوْسِیُّ ،و بِشْرُ بنُ الحارث القُرَشِیّ ،و بِشْرُ بن حَنْظَلَهَ الجُعْفِیّ ،و بِشْرٌ أَبو خلیفهَ ،و بِشْرٌ أَبو رافعٍ (9)، و بِشْرُ بنُ سُحَیْمٍ الغِفَاریُّ ،و بِشْرُ بنُ صُحَار،و بِشْرُ بنُ عاصمٍ الثَّقَفِیُّ ،و بِشْرُ (10)بنُ عبد اللّه الأَنصاریُّ ،و بِشْرُ بنُ عَبْدٍ،نَزَلَ البصره،و بِشْرُ بنُ عُرْفَطَهَ الجُهَنیُّ ،و بِشْرُ بن
ص:85
عِصْمَهَ اللَّیْثِیُّ ،و بشْرُ بنُ عَقْرَبَهَ الجُهَنِیّ ،و بِشْرُ بنُ عَمْرٍو الخَزْرَجِیُّ ،و بِشْرٌ الغَنَوِیُّ ،و بِشْرُ بنُ قُحَیْفٍ ،و بِشْرُ بنُ قُدَامهَ ،و بِشْرُ بنُ مُعَاذٍ الأَسَدِیُّ ،و بِشْرُ بنُ معاویهَ البَکّائِیُّ ، و بِشْرُ بنُ هِلالٍ العَبْدِیُّ ،و بِشْرُ بنُ ماده الحارِثیّ ،و بِشْرُ بنُ حَزْنٍ النَّضْرِیُّ ،و بِشْرُ بنُ جِحَاشٍ ،و یقال بسر (1)،و قد تقدّم.
و أَبو الحَسَنِ البِشْرُ صاحبُ أَبی محمّدٍ سَهْلِ بنِ عبد اللّه بن یُونُسَ التُّسْتَرِیّ البَصْرِیّ ،صاحب الکرامات.
و أَبو حامدٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّدٍ الهَرَوِیُّ ، عن حامد الرّفَّاءِ،رَوَی عنه شیخُ الإِسلام الهَرَوِیُّ . و أَبو عَمْرٍو أَحمدُ بنُ محمّدٍ الأَسْتَراباذِیّ ،عن إِبراهِیمَ الصّفارِ، ذَکَره حمزهُ السَّهْمِیُّ البِشْرِیُّون :محدِّثون.
و فاته:
محمّدُ بنُ یزَیدَ البِشْرِیُّ الأُمَوِیُّ ،قال الأَمِیر:أَظنُّه مِن وَلَدِ بِشْر بنِ مَروانَ ،کان شاعراً.و أَبو القاسم البِشْرِیُّ ،من شُیوخ ابن عبد البَرِّ،قال ابنُ الدَّبّاغ:لم أَقف علی اسمه، و وجدتُه مضبوطاً بخطِّ طاهرِ بن مفوز.
و بِشْرَوَیْهِ کسِیبَوَیْهِ . جماعهٌ منهم:أَحمدُ بنُ إِسحاقَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ بِشْرَوَیْهِ .و علیُّ بنُ الحَسَنِ بنِ بِشْرَوَیْهِ الخُجَندیّ ،شیخٌ لغُنجار، (2)صاحِبِ تاریخ بُخارَی.
و إِبراهیمُ بنُ أَحمدَ بنِ بِشْرَوَیْهِ بخارِیُّ .و أَبو نُعیمٍ بِشْرَوَیْهِ بُن محمّدِ بنِ إِبراهِیمَ المعقلیّ ،رئیسُ نَیْسابُورَ، رَوَی عن بِشْرِ بنِ أَحمدَ الإِسفرایِنیّ .و محمّدُ بنُ عبد اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ الحَسَنِ بنِ بِشْرَوَیْهِ الأَصْبهانیُّ ،و ابنُه أَحمدُ بنُ بِشْرَوَیْهِ الحافظُ .و أَحمدُ بنُ بِشْرَوَیْهِ الإِمامُ ،قدیمٌ ،حدَّث عن أَبی مَسْعُودٍ الرّازیّ .
و بَشَری کجَمَزَی:ه بمکَّهَ بالنَّخْلَهِ الشّامِیَّهِ .
و بُشَرَی کأُرَبَی:بالشّام.
و عن ابن الأَعرابیِّ :هم البُشَارُ کغُرَابٍ :سُقَّاطُ النّاسِ کالقُشَار و الخُشَارِ. و بِشْرَهُ ،بالکسر :اسمُ جارِیَه عَوْنِ (3)بنِ عبدِ اللّه ،و فیها یقول إِسحاقُ بنُ إِبراهیمَ المَوْصلِیُّ :
أَیَا بِنْتَ بِشْرَهَ ما عاقَنِی
عن العَهْدِ بَعْدَکِ مِنْ عائِقِ
قال مغلْطایْ :رأَیتُه مضبوطاً بخطِّ أَبی الرَّبِیعِ بنِ سالمٍ .
و بِشْرَهُ : فَرَسُ ماوِیَهَ بنِ قَیْسٍ الهَمْدَانِیِّ ،المُکَنَّی بأَبِی کُرْزٍ.
و البَشِیرُ : المُبَشِّرُ الذی یُبَشِّرُ القَوْمَ بأَمْر:خیرٍ أَو شَرٍّ.
و البَشِیرُ : الجَمیِلُ . و هی بهاءٍ. رجلٌ بَشِیرُ الوَجه:
جمیلُه،و امرأَهٌ بَشِیرَهُ الوجهِ .و وَجْهٌ بَشِیرٌ :حَسَنٌ .
و بَشِیرٌ ،کأَمِیرٍ:جُبَیْلٌ أَحمرُ مِن جِبالِ سَلْمَی لِبَنِی طَیِّیءٍ.
و بَشِیرٌ : إِقلیمٌ بالأَنْدَلُسِ نُسِبَ إِلیه جماعهٌ من المحدِّثین.
و المُسَمَّی ببَشِیرٍ ستّهٌ و عشرونَ صَحابیًّا و هم: بَشِیرُ بنُ أَنَسٍ الأَوسیُّ ،و بَشیرُ بنُ تَیْمٍ ،و بَشیرُ بن جابرٍ العَبْسِیُّ ، و بَشیرٌ أَبو جَمِیلَهَ السُّلَمِیُّ ،و بَشیرُ بنُ الحارثِ الأَنْصاریُّ ، و بَشیرُ بنُ الحارثِ العَبْسِیُّ ،و بَشیرُ بنُ الخَصاصِیَّه (4)، و بشیرُ بنُ أَبی زَیْد،و بشیرُ بنُ زیدٍ الضُّبَعِیُّ ،و بَشیرُ بنُ سعدٍ الأَنصاریُّ ،و بَشیرُ بنُ سَعد بنِ النُّعمان،و بَشیرُ بنُ عبد اللّه الأَنصاریُّ ،و بَشیرُ بنُ عبدِ المُنذر،و بَشیرُ بنُ عتیک، و بشیرُ بن عُقْبَهَ ،و بَشیرُ بنُ عَمْرو (5)،و بَشیرُ بن عَنْبَسٍ ، و بَشیرُ بنُ فدیکٍ ،و بَشیرُ بنُ مَعْبد أَبو بِشْر ،و بَشیرُ بنُ النَّهّاس العَبْدِیّ ،و بَشیرُ بنُ یزَیدَ الضُّبَعِیُّ ،و بَشیرُ بنُ عَقْرَبَهَ الجُهَنِیّ ،و بَشیرُ بنُ عَمْرِو بن محصن (6)،و بَشیرٌ الغِفَاریُّ ، و بشیرٌ الحارثیُّ أَبو عِصَامٍ ،و بَشیرُ بنُ الحارثِ الشاعر (7).
ص:86
و المُسَمَّی ببَشِیرٍ جماعهٌ محدِّثون منهم: بَشِیرُ بن المُهَاجِر الغَنَوِیّ ،و بَشیرُ بن نهیک،و بَشیرٌ مولَی بنی هاشم، و بَشیرٌ أَبو إِسماعیل الضُّبَعیّ ،و بَشیرُ بن مَیْمونٍ الوَاسِطیّ ، و بَشیرُ بن زاذانَ ،و بَشیرُ بنُ زیاد،و بَشیرُ بن میمونٍ ،غیر الذی تقدَّم،و بَشیرُ بنُ مهرانَ ،و بَشیرٌ أَبو سَهْل،و بَشیرُ بن کَعْب بن عُجْرَهَ ،و بَشیرُ بنُ عبد الرحمن الأَنصاریّ ،و بَشیرٌ مولَی معاویَهَ ،و بَشیرُ بنُ کَعْبٍ العَدَوِیّ ،و بشیرُ بن یَسار، و بشیرُ بن أَبی کَیْسَانَ ،و بَشیرُ بن رَبِیعَهَ البَجلیّ ،و بَشیرُ بنُ حَلْبَسٍ ،و بَشیرٌ الکَوْسَجُ ،و بَشیرُ بن عُقبه،و بَشیرُ بن مُسلم الکِندیّ ،و بشیرُ بن مُحرِز،و بشیرُ بنُ غالب،و بَشیرُ بنُ المهلَّب،و بَشیرُ بن عُبَیْد،و غیر هؤلاءِ ممّن رَوَی الحدیث، و أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عبد اللّه عن علیِّ بنِ خَشْرَمٍ ،و عنه عبدُ اللّه بن جعفرِ بن الوَرْدِ، و عبدُ اللّه بنُ الحَکَمِ شیخٌ لأَبی أُمیّهَ الطَّرسوسیّ ، و أَبو محمّدٍ المُطَّلِبُ بنُ بَدْرِ بنِ المُطَّلِب بنِ رهْمانَ البغدادیّ ،الکُرْدیّ ،نُسِب إِلی جدِّه بَشِیر ،وُلدِ سنه 547،و سمع من ابن البَطّیّ مع أَبیه،تُوفِّی سنه 674، البَشِیریُّون :محدِّثون.
و أَحمدُ بنُ بَشِیر أَبو بکرٍ الکُوفیُّ ،و أَحمدُ بن بشیر أَبو جعفرٍ المؤدِّب،و أَحمدُ بنُ بَشّار الصَّیْرفیُّ ،و أَحمدُ بنُ بشّار بنُ الحسن الأَنباریُّ ،و أَحمدُ بنُ بِشْر الدمشقیُّ ، و أحمدُ بنُ بِشْر المَرثدیُّ ،و أَحمدُ بنُ بِشْر الطَّیالسیُّ ، و أَحمدُ بنُ بِشْر البَزّازُ،و أَحمدُ بنُ بِشْر بن سَعِید:محدِّثون.
و قَلْعَهُ بَشِیرٍ بِزَوْزَنَ ،نقلَه الصَّاغانیّ .
و حِصْنُ بَشِیرٍ بینَ بغدادَ و الحِلَّهِ علی یسارِ الجائی من الحِلَّهِ إِلی بغدادَ.
و عن ابن الأَعرابِیّ : المَبْشُورهُ :الجارِیَهُ الحَسَنَهُ الخَلْقِ و اللَّوْنِ ،و ما أَحْسَنَ بَشَرَتَها (1).
و التَّبَاشِیرُ : البُشْرَی ،و لیس له نَظِیرٌ إِلاّ ثلاثهُ أَحرفٍ :
تَعاشِیبُ الأَرضِ ،و تَعاجِیبُ الدَّهرِ،و تَفاطِیرُ النَّبَاتِ :مَا یَنْفَطِرُ منه،و هو أَیضاً ما یَخْرُجُ علی وَجْهِ الغِلْمَانِ و القَیْنَاتِ (2)،قال:
تَفاطِیرُ الجُنُونِ بِوَجْهِ سَلْمَی
قَدِیماً لا تَفَاطِیرُ الشَّبابِ (3)
و من المَجَاز: التَّبَاشِیرُ : أَوائِلُ الصُّبْحِ ، کالبَشَائِرِ ،قال أَبو فِرَاس:
أَقولُ و قد نَمَّ الحُلِیُّ بخرْسِه
علینا و لاحتْ للصَّباحِ بَشائِرُهْ
و التَّبَاشِیرُ أَیضاً:أَوائِلُ کلِّ شیْ ءٍ ، کَتَباشِیرِ النّورِ و غیرِه، و لا واحِدَ له،قال لَبِیدٌ یصفُ صاحباً له عَرَّسَ فی السَّفَرِ فأَیقظَه:
قَلَّما عَرَّسَ حَتَّی هِجْتُه
بالتَّبَاشِیرِ من الصُّبْحِ الأُوَلْ
و التَّبَاشِیرُ :طَرَائِقُ ضوءِ الصُّبْح فی اللَّیْل.و فی الأَساس:کأَنَّه جَمْعُ تَبْشِیرٍ ،مصدرُ بَشَّرَ .
و عن اللَّیْث: التَّبَاشِیرُ : طَرَائِقُ تَرَاها علی وَجْهِ الأَرضِ من آثار الرِّیاحِ .
و التَّبَاشِیرُ : آثارٌ بِجَنْبِ الدّابَّهِ من الدَّبَرِ ،محرَّکهً ، و أَنشدَ:
و نِضْوَهُ أَسْفَارٍ إِذا حُطَّ رَحْلُهَا
رأَیتَ بدِفْئَیْهَا (4)تَباشِیرَ تَبْرُقُ
و
17- فی حدیث الحجّاج: «کیف کان المَطَرُ و تَبْشِیرُهُ ». ؟أَی مَبْدَؤُه و أَوَّلُه.
و رأَی النَّاسُ فی النَّخْل التَّبَاشیرَ ،أَی البَواکِر من النَّخْلِ .
و التَبَاشِیرُ : أَلوانُ النَّخْلِ أَوَّلَ ما یُرْطِبُ ،و هو التَّبَاکِیرُ.
و فی المُحْکَم: أَبْشَرَ الرَّجلُ إِبشاراً : فَرِحَ ،قال الشّاعر:
ثُمَّ أَبْشَرْتُ إِذْ رَأَیْتُ سَوَاماً
و بُیُوتاً مَبْثُوثَهً و جِلاَلاَ
و عن ابن الأَعرابیِّ :یقال: بَشَرْتُه و بَشَّرْتُه ،و أَبْشَرْتُه ، و بَشَرْتُ بکذا،و بَشِرْتُ ،و أَبْشَرْتُ ،إِذا فَرِحْت، و منه: أَبْشِرْ بخَیرٍ ،بقَطْعِ الأَلِفِ .
ص:87
و من المَجاز: أَبْشَرَتِ الأَرضُ :أَخرجَتْ بَشَرَتَها ،أَی ما ظَهَرَ مِن نَبَاتِهَا ؛و ذلک إِذا بُذِرَتْ .و قال أَبو زیادٍ الأَحمرُ (1):
أَمْشَرَتِ الْأَرضُ ،و ما أَحسنَ مَشَرَتَها.
و أَبْشَرَتِ النّاقَهُ :لَقِحَتْ ؛فکأَنَّهَا بَشَّرَتْ باللِّقَاح،کذا فی التَّهْذِیب،قال:و قولُ الطِّرِمّاحِ یُحَقِّقُ ذلک:
عَنْسَلٌ تَلْوِی إِذا أَبْشَرَتْ
بخَوَافِی أَخْدَرِیٍّ سُخامْ
و فی غیره:و بَشَّرَتِ النّاقَهُ باللِّقاح،و هو حین یُعلَمُ ذلک عند أَوَّلِ ما تَلْقَحُ .
و أَبْشَرَ الأَمْرَ:حَسَّنَه و نَضَّرَه ،هکذا فی النُّسَخِ ،و قد وَهِمَ المصنِّفُ ،و الصَّوابُ :و أَبْشَرَ الأَمرُ وَجْهَه:حَسَّنَه و نَضَّرَه.و علیه وَجَّهَ أَبو عَمْرٍو مَنْ قَرَأَ: ذلِکَ الَّذِی یَبْشُرُ اللّه عِبَادَه (2)قال:إِنّمَا قُرِئَتْ بالتَّخْفِیف؛لأَنه لیس فیه بکذا، إِنما تقدیرُه:ذلک الذی یُنَضِّرُ اللّه به وُجُوهَهم،کذا فی اللِّسَان.
و من المَجَاز: باشَرَ فلانٌ الأَمْرَ ،إِذا وَلِیَه بنفسِه ،و هو مستعارٌ من مُباشَرَهِ الرجلِ المرأَهَ ؛لأَنه لا بَشَرهَ للأَمْرِ؛إِذْ لیس بِعَیْنٍ .و
1- فی حدیث علیٍّ کَرَّمَ اللّه وجهَه: « فباشِرُوا رُوحَ الیَقِینِ ». فاستعاره لِرُوحِ الیَقِین؛لأَنّ رُوحَ الیَقِینِ عَرَض، و بَیِّنٌ أَنَّ العَرَضَ لیستْ له بَشَرَه .و مُبَاشَرَهُ الأَمْرِ:أَن تَحْضُرَه بنفْسِکَ و تَلِیَه بنفْسِک.
و باشَرَ المرأَهَ :جامَعَها مُبَاشرهً و بِشَاراً ،قال اللّه تعالَی:
وَ لا تُبَاشِرُوهُنَّ وَ أَنْتُمْ عاکِفُونَ فِی الْمَساجِدِ (3). المُباشَرهُ :
الجِمَاعُ ،و کان الرجلُ یَخرُج من المسجدِ و هو مُعْتَکِف فیُجامِعُ ،ثم یعودُ إِلی المسجد.
أو باشَرَ الرجلُ المرأَهَ ،إِذا صارا فی ثَوْبٍ واحدٍ، فباشَرَتْ بَشَرَتُه بَشَرَتَها . و منه
16- الحدیثُ : «أَنّه کان یُقَبِّلُ و یُبَاشِرُ و هو صائِم». و أَراد به المُلاَمَسَهَ ،و أَصلُه مِن لَمْسِ بَشَرهِ الرجلِ بَشَرهَ المرأَهِ ،و قد یَرِدُ بمعنَی الوَطْ ءِ فی الفَرْجِ ،و خارجاً منه. و التُّبُشِّرُ بضمِّ التاءِ و الباءِ و کسرِ الشَّیْن المشدَّدهِ و وُجِدَ بخطِّ الجوهریِّ . الباءُ مفتوحه (4)،و هو لغه فیه-: طائرٌ یقال له:الصُّفَارِیّهُ ،و لا نَظِیرَ له إِلا التُّنَوِّطُ ،و هو طائر أَیضاً، و قولهم:وَقَعَ فی وادِی تُهُلِّکَ ،و وادِی تُضُلِّلَ ،و وادِی تُخَیِّبَ ، الواحدُه بهاءٍ.
وَ بَشِرْتُ به،کعَلِمَ و ضَرَبَ :سُرِرْتُ ،الأُولَی لغه رواهَا الکِسائِیُّ .
و یقال: بَشَرَنِی بوَجْهٍ مُنْبَسِطٍ حَسَنٍ یَبْشُرنی ،إِذا لَقِیَنی به.
و سَمَّوْا مُبَشِّراً و بَشّاراً و بِشَارَه و بِشْراً کمحدِّثٍ و کَتّان و کِتَابهٍ (5)و عِجْلٍ .
و فاته:
بَشِرٌ ،ککَتِفٍ ،و منهم: بَشِرُ بنُ مُنْقِذٍ البُسْتِیُّ ،قال الرَّضِیّ الشاطِبیُّ :رأَیتُه بخطِّ الوزیرِ المغربیِّ مُجوَّداً بالکسرِ.
و بُشَیْر ، کزُبَیْرٍ،الثَّقفیُّ قال ابنُ ماکُولا:له صُحْبَه، و بُشَیْرُ بنُ کَعْبٍ أَبو أَیَّوبَ العَدَوِیُّ عَدِیُّ مَنَاهَ ،و یقال:
العَامِرِیُّ ، و بُشَیْر السُّلَمِیُّ رَوَی عنه ابنُه رافِعٌ أَو هو أَی الأَخیرُ بِشْرٌ ،و قیل: بَشِیرٌ کأَمِیرٍ:و قیل:بُسْرٌ بالمُهْمَلَه:
صَحابِیُّون.
و بُشَیْرُ بنُ کَعْبٍ أَبو عبدِ اللّه العَدَوِیُّ ،و یقال:العامِرِیُّ ، و بُشَیْرُ بنُ یَسارٍ الحارِثِیُّ الأَنصارِیُّ ، و بُشَیْرُ بنُ عبدِ اللّه بنِ بُشَیْر بن یَسار الحارِثیُّ الأَنصارِیُّ ، و بُشَیْرُ بنُ مُسْلِمٍ الحِمْصِیُّ ، و عبدُ العزیزِ بنُ بُشَیْرٍ شیخٌ لأَبِی عاصِمٍ :
محدِّثون.
و من المَجاز:یقال: رجلٌ مُؤْدَمٌ مُبْشَرٌ ،و هو الذی قد جَمَعَ لِیناً و شِدَّهً مع المعرفهِ بالأُمور،عن الأَصمعیِّ ،قال:
و أَصلُه مِن أَدَمَهِ الجِلْدِ و بَشَرَتِه .
و امرأَهٌ مُؤْدَمَهٌ مُبْشَرَهٌ :تامَّهٌ فی کلِّ وَجهٍ ،و سیأتی فی أَدم.
و تَلُّ باشِرٍ :ع قُرْبَ حَلَبَ ،منه -علی یَوْمَیْن منها،و فیه
ص:88
قلعهٌ ،منها- محمّدُ بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ مُرْهَفٍ الباشِرِیُّ ، قال الذَّهَبِیُّ :لا أَعرفه،قال الحافظُ :بل حَدَّثَ عن الفَخْر الفارِسِیِّ ،و حَسَنُ بنُ علیِّ بنِ ثابتٍ التَّلُّ باشِرِیِّ ،سَمِعَ الغَیلانیّاتِ علی الفَخْرِ ابنِ البُخَارِیِّ .
و أَبو البَشَرِ :آدَمُ علیه السَّلام ،أَوّلُ مَن تَکَنَّی به،و لَقَبُه صَفِیُّ اللّهِ . و أَبو البَشَرِ عبدُ الآخِرِ المُحَدِّثُ ،الرّاوِی عن عبدِ الجَلِیلِ بنِ أَبی سَعْد جزءَ بِیبَی. و أَبو البَشَرِ بَهْلَوانُ ابنُ شهر مزن بنِ محمّدِ بن بیوراسفَ ،کما رَأَیتُه بخطِّه، هکذا فی آخرِ شرْح المَصابیحِ للبَغَوِیِّ البَزْدِیُّ ،دَجَّالٌ کذَّابٌ ،زَعَمَ أَنه سَمِعَ من شَخْصٍ لا یُعرَف بعد السبعین و خَمْسمائه صحیحَ البُخَاریِّ ،قال:أَخبرَنَا الدّاوُودِیُّ ؛فانْظُرْ إِلی هذه الوَقَاحَهِ ،قالَه الحافظُ .
و أَبو الحَرَم مَکِّیُ بنُ أَبی الحَسَنِ بنِ أَبی نَصْرٍ، المعروفُ بابنِ بَشَرٍ -مُحَرَّکهً -المُطَرّز البغدادیُّ : محدِّثٌ ، رَوَی عن ابن نُقْطَهَ ،و هو من شیوخِ الحافِظِ الدِّمْیَاطِیِّ ، أَخرجَ حدیثَه فی مُعْجَمه و ضَبَطَه.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
البُشَارهُ ،بالضمِّ :ما بُشِرَ (1)من الأَدِیم،عن اللِّحْیانِیِّ ، قال:و التَّحْلِیءُ:ما قُشِرَ مِن ظَهْرِه.
و فی المَثَل:«إِنّمَا یُعَاتَبُ الأَدِیمُ ذو البَشَرَهِ (2)،قال أَبو حَنِیفَهَ :معناه إِنّمَا یُعَاتَبُ مَنْ یُرْجَی،و مَنْ له مُسْکَهُ عَقْلٍ .
و
16- فی الحدیث: «مَنْ أَحَبَّ القُرْآنَ فَلْیَبْشَرْ ». مَنْ رَوَاه بالضَّمِّ ،فقال:هو مِن بَشَرْتُ الأَدِیمَ ،إِذا أَخذْتُ باطِنَه بالشَّفْرَه،فمعناه فَلْیُضَمِّرْ نفْسَه للقرآن؛فإِن الاستکثارَ مِن الطَّعَامِ یُنْسِیه القرآن.
و ما أَحْسَنَ بَشَرَتَه ،أَی سَحْنَاءَه و هَیْئَتَه.
و البَشَرَهُ :البَقْلُ و العُشْبُ .
و البَشْرُ : المُبَاشَرَهُ ،قال الأَفْوَهُ :
لمّا رَأَتْ شَیْبِی تَغَیَّرَ و انْثَنَی
مِن دُونِ نَهْمَهِ بَشْرِهَا حِینَ انْثَنَی
أَی مُبَاشَرَتِی إِیّاهَا.
و تَبَاشَر القَومُ : بَشَّرَ بعضُهم بعضاً.
و من المَجاز: المُبَشِّرَاتُ :الرِّیاحُ التی تَهُبُّ بالسَّحَاب، و تُبَشِّرُ بالغَیْث،و فی الأَساس (3):و هَبَّتِ البَوَاکیرُ و المُبَشِّرَاتُ ،و هی الرِّیَاحُ المُبَشِّرَهُ بالغَیْث،قال اللّهُ تَعَالَی:
وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ یُرْسِلَ الرِّیاحَ مُبَشِّراتٍ (4)، وَ هُوَ الَّذِی یُرْسِلُ الرِّیاحَ بُشْراً (5)و بُشُراً و بُشْرَی و بَشْراً ؛ف بُشُراً جمعُ بَشُورٍ ،و بُشْراً مُخَفَّفٌ منه،و بُشْرَی بمعنَی بِشارَهٍ ،و بَشْراً مصْدرُ بَشَرَه بَشْراً ،إِذا بَشَّرَه .
و مِن المَجاز:فیه مَخایِلُ الرُّشْدِ و تَباشِیرُه .
و باشَرَه النَّعِیمُ :و الفِعْلُ ضَرْبانِ : مُباشِرٌ و مُتَوَلِّدٌ،کذا فی الأَساس.
و بَشَائِرُ الوَجهِ :مُحَسِّناتُه.
و بَشَائِرُ الصُّبحِ :أَوَائلُه.
و عن اللِّحْیَانِیِّ :ناقهٌ بَشِیرَهٌ ،أَی حَسَنَهٌ ،و ناقَهٌ بَشِیرَهٌ :
لیست بمَهْزُولهٍ و لا سَمِینَهٍ .و حُکیَ عن أَبی هلالٍ ،قال:
هی التی لیستْ بالکرِیمَهِ و لا الخَسِیسَهِ ،و قیل:هی التی علی النِّصْفِ مِن شَحْمِها.
و بِشْرَهُ :اسمٌ ،و کذلک بُشْرَی اسمُ رَجُلٍ ،لا ینصرفُ فی معرفهً و لا نکرهٍ ؛للتَّأْنِیثِ و لُزُومِ حرفِ التأْنیثِ له،و إِن لم تکن (6)صفهً ؛لأَنّ هذه الأَلِفَ یُبْنَی الاسمُ لها،فصارتْ کأَنَّها من نفْسِ الکلمهِ و لیستْ کالهَاءِ التی تَدخلُ فی الاسمِ بعد التَّذْکِیر.
و أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ الحُسَیْنِ بنِ بَشّارٍ ،نَیْسَابُورِیُّ ،و أَبو بکرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ إِسماعیلَ بنِ بَشَّارٍ البُوشَنْجِیُّ ،و أَبو محمّدٍ بِشْر بنِ محمّد بن أَحْمدَ بنِ بِشْرٍ البِشْرِیُّ ،و أَبو الحسنِ أَحمدُ بنُ إِبراهیمَ بنِ أَحمدَ بنِ بَشِیرٍ ،و ابنُه علیٌّ .
ص:89
و أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ عُبَیْدِ اللّهِ بنِ بَشِیرِ بنِ عبد الرَّحِیمِ :
محدِّثون.
و البِشْرِیَّهُ :طائفهٌ مِن المُعْتَزِلَهِ ؛یَنْتَسِبُون إِلی بِشْرِ بنِ المُعْتَمِر (1).
و باشِرُ بنُ حازِمٍ ،عن أَبی عِمْرانَ الجَوْنِیّ .
و کزُبَیْرٍ: بُشَیْر بنُ طَلحهَ .
و بَشِیرُ بنُ أُبَیْرِقٍ .شاعرٌ مُنافِق.و بَشِیرُ بنُ النِّکْث الیَرْبُوعِیُّ راجزٌ.
و أبو بَشیرٍ محمّدُ بنُ الحسنِ بنِ زکریّا الحَضْرَمِیُّ .
و حِبّانُ بنُ بَشِیرِ بنِ سَبْرَهَ بنِ مِحْجَنٍ :شاعِرٌ فارسٌ (2)، لقبُه الْمِرقال.
و أَمّا مَن اسمُه بَشَّارٌ -ککَتَّان-فقد اسْتَوْفاهم الحافظُ فی التَّبْصِیر،فراجِعْه،و کذلک البشاریّ ،و من عُرِفَ به ذَکَرَه فی کتابِه المذکور.
و ابنُ بشْرانَ :محدِّث مشهور.
و بِشْرَیْنِ ،بالکسر مثنَّی:جَدُّ الشَّعْبِیِّ .
و البَشِیرُ :فَرَسُ محمّدِ بنِ أَبی شِحَاذٍ الضَّبِّیِّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
البَشْکَرِیّ شیخٌ للمالِینیِّ ،ذَکَرَه الرُّشاطِیُّ ،و ما ذَکَرَ اسمَه.
و بشکریّ ،قال الذَّهبیُّ :صاحبٌ لنا.
*و مما یستدرک علیه:
بُشْکَلارُ (3):من قُری جَیّانَ ،منها:أبو محمّدٍ عبدُ اللّه بنُ محمّد بنِ سعیدٍ الأَندلسیّ البُشْکلارِیّ ،نَزِیلُ قُرْطُبَهَ ،کان ثِقَهً شافِعیًّا،رَوَی عن أَبی محمّدٍ الأَصِیلیِّ ،و عنه أَبو علیٍّ الغَسَانیُّ و غیرُه،تُوُفِّیَ سنهَ 461.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
البَشْطَمِیرُ ،کزَنْجَبِیل:قریهٌ بالمرْتاحیّه.
*و ممّا یُستدرَکَ علیه أَیضاً:
البَشْمُور ،بالفتح (4):قریهٌ من الدَّقَهلیّه.
البَصَرُ ،محرَّکهً :[حِسُّ ] (5)العَیْنِ ،إِلاّ أَنه مُذَکَّرُ،و قیل: البَصَرُ :حاسَّهُ الرُّؤْیَهِ ،قالَه اللَّیْث،و مثلُه فی الصّحاح.و فی المِصباح: البَصَرُ :النُّورُ الذی تُدرِکُ به الجارِحَهُ المُبْصَرَاتِ .و فی المُحکَم: البَصَرُ :حِسُّ العَیْنِ ، ج أَبصارٌ .
و البَصَرُ مِن القَلْبِ :نَظَرُه و خاطِرُه ،و البَصَرُ :نَفَاذٌ فی القَلْب،کما فی اللِّسان،و به فُسِّرت الآیهُ : فَارْجِعِ اَلْبَصَرَ هَلْ تَری مِنْ فُطُورٍ (6).
و فی البَصَائِرِ للمصنِّف: البَصِیرَهُ :قُوَّهُ القَلْبِ المُدرِکَهُ ، و یقال: بَصَرٌ أَیضاً،قال اللّه تعالَی: ما زاغَ اَلْبَصَرُ وَ ما طَغی (7).
و جمعُ البَصَرِ أَبْصَارٌ ،و جمعُ البَصِیرَهِ بَصائِرُ .
و لا یکادُ یقال للجارحَهِ النّاظرِه: بَصِیرَهٌ ،إِنّما هی بَصَرٌ ، و یقال للقُوَّه التی فیها أَیضاً: بَصَرٌ ،و یقال منه: أَبْصَرْتُ ، و من الأَوَّلِ ، أَبْصَرْتُه و بَصُرْتُ به،و قَلَّمَا یقال فی الحاسَّه إِذا لم تُضامّه رؤیهُ القلبِ : بَصُرْتُ .
و بَصُرَ به ککَرُمَ و فَرِحَ ،الثانیهُ حَکَاهَا اللِّحْیَانِیُّ و الفَرّاءُ، بَصَراً و بَصَارَهً ،و یُکْسَرُ ککِتَابهٍ : صار مُبْصِراً .
و أَبْصَرَه وَ تَبَصَّرَه :نَظَرَ إِلیه: هل یُبْصِرُه ؟.
ص:90
قال سِیبَوَیْه: بَصُرَ :صارَ مُبْصِراً ،و أَبْصَرَه ،إِذا أَخْبَرَ بالذی وَقَعَتْ عَیْنُه علیه.
و عن اللِّحْیَانیِّ : أَبصَرتُ الشیْ ءَ:رأَیتُه.
و باصَرَا :نَظَرَا أَیُّهما یُبْصِرُ قَبْلُ . و نصَّ عبارهِ النَّوادِرِ:
و باصَرَه :نَظَرَ معه إِلی شیْ ءٍ:أَیُّهما یُبْصِرُه قبلَ صاحِبِه.
و باصَرَه أَیضاً: أَبْصَرَه قال سُکَیْنُ بنُ نَضْرَهَ (1)البَجَلِیّ :
فَبِتُّ علی رَحْلِی و باتَ مَکانَه
أُراقِبُ رِدْفِی تارهً و أُبَاصِرُه
و فی الصّحاح: باصَرْتُه ،إِذا أَشْرَفْتَ تَنْظُرُ إِلیه من بَعِیدٍ.
و تَباصَرُوا : أَبْصَرَ بعضُهم بعضاً.
و البَصِیرُ : المُبْصِرُ ،خِلافُ الضَّرِیرِ،فَعِیلٌ بمعنی فاعلٍ . ج بُصَراءُ .
وَ حَکَی اللِّحْیَانِیُّ :و إِنَّه لَبَصِیرٌ بالعَیْنَیْنِ .
و البَصِیرُ : العالِمُ ،رجُلٌ بَصِیرٌ بالعِلْمِ :عالِمٌ به.و قد بَصُرَ بَصَارهً ،و إِنه لَبَصِیرٌ بالأَشیاءِ،أَی عالِمٌ بها.و البَصَرُ :
العِلْم،و بَصُرْتُ بالشَّیْ ءِ:عَلِمْتُه،قال اللّه عَزَّ و جَلَّ :
بَصُرْتُ بِما لَمْ یَبْصُرُوا بِهِ (2)قال الأَخْفَشُ :أَی عَلِمْتُ ما لم یَعْلَمُوا به،مِن البَصِیرَه .و قال اللِّحْیَانیُّ : بَصُرْتُ ،أَی أَبْصَرْتُ ،قال:و لُغَهٌ أُخرَی: بَصِرْتُ به: أَبْصَرْتُه ،کذا فی اللِّسَان و فی المِصباح و الصّحاح،و نقَلَه الفَخْرُ الرّازِیُّ ، و یقال: بَصِیرٌ بکذا و کذا،أَی حاذِقٌ له عِلْمٌ دَقیقٌ به.
و
16- قولُه علیه السَّلامُ : «اذْهَبْ بنَا إِلی فُلانٍ البَصِیرِ ». و کان أَعْمَی.قال أَبو عُبَیْدٍ:یُرِیدُ به المؤمِنَ ،قال ابن سِیدَه:
و عندِی أَنّه علیه السَّلامُ إِنّما ذَهَبَ إِلی التَّفَاؤُل إِلی لَفْظ البَصَر أَحسن من لَفْظ الأَعْمَی،أَ لا تَرَی إِلی
17- قَول مُعاویهَ :
«و البَصِیرُ خَیرٌ مِن الأَعمَی». و قال المصنِّف فی البَصائر :
و الضِّریرُ یقال له: بَصیرٌ ،علی سَبِیل العَکْسِ ،و الصَّوابُ أَنّه قیل ذلک له؛لِما له مِن قُوَّهِ بَصِیرَهِ القَلْبِ .
و البَصِیرَهُ بالهاءِ:عَقِیدَهُ القَلْبِ ،قال اللَّیْث: البَصِیرَهُ :
اسمٌ لما اعتُقِدَ فی القلْب مِن الدِّین و تحقیقِ الأَمرِ.و فی البَصَائر : البَصِیرَهُ :هی قُوَّهُ القَلْبِ المُدْرِکَهُ ،و قولُه تعالَی:
أَدْعُوا إِلَی اللّهِ عَلی بَصِیرَهٍ (3)،أَی علی معرفهٍ و تَحَقُّقٍ .
و البَصِیرَهُ : الفِطْنَهُ ،تقول العربُ :أَعْمَی اللّه بصائِرَه ، أَی فِطَنَهُ ،عن ابن الأَعرابیِّ .و
17- فی حدیث ابن عَبّاس: أَنّ معاوِیَهَ لمّا قال له:«یا بَنِی (4)هاشِمٍ أَنتم تُصَابُون فی أَبصارِکم »،قال له:«و أَنتم یا بَنِی أُمَیَّهَ تُصابُون فی بَصائِرِکم ».
و فَعَلَ ذلک علی بَصِیرَهٍ ،أَی علی عَمْدٍ.و علی غیرِ بَصِیرٍه ،أَی علی غیرِ یَقِینٍ .و
17- فی حدیث عُثْمَانَ : «وَ لَتَخْتَلِفُنَّ علی بَصِیرَهٍ ». أَی علی معرفه من أَمرِکم و یقینٍ .و إِنه لَذُو بَصَرٍ و بَصِیرَهٍ فی العِبَادَه.
و بَصُرَ بَصَارهً :صار ذا بَصِیرَهٍ .
و البَصِیرَهُ : ما بَیْنَ شُقَّتَیِ البَیْتِ ،و هی البَصَائِرُ ،و زاد المصنِّف فی البَصائر بعدَ«البیت»:و المَزَادَهِ و نحوِهَا التی یُبصَرُ منه.
و البَصِیرَهُ : الحُجَّهُ و الاستِبْصارُ فی الشیْ ءِ، کالمَبْصَرِ و المَبْصَرَه ،بفتحِهما.
و البَصِیرَهُ : شیْ ءٌ من الدَّمِ یُسْتَدَلُّ به علی الرَّمِیَّهِ ، وَ یَسْتَبِینُها به،قاله الأَصمعیُّ .و
16- فی حدیث الخَوَارِجِ :
«و یَنْظُرُ إِلی النَّصْل (5)فلا یَرَی بَصِیرَهً ». أَی شیئاً من الدَّمِ یَسْتدِلُّ به علی الرَّمِیَّه.و اختُلِفَ فیما أَنشدَه أَبو حنیفهَ :
و فی الیَدِ الیُمْنَی لِمُسْتَعِیرِها
شَهْبَاءُ تُرْوِی الرِّیشَ مِن بَصِیرِهَا
فقیل:إنّه جَمْعُ البَصِیرَهِ من الدَّمِ ،کشَعِیرٍ و شَعِیرَهٍ ، و قیل:إِنه أَراد بَصِیرَتَهَا (6)،فحَذَف الهاءَ ضرورهً .و یجوز أَن یکونَ البَصِیرُ لغهً فی البَصِیرَه ،کقولِکَ :حُقٌّ و حُقَّهٌ ،و بَیاضٌ و بَیَاضَهٌ .
ص:91
و یقال:هذه بَصِیرَهٌ من الدَّمِ ،و هی الجَدِیَّه (1)منها علی الأَرض.
و البَصِیرَهُ :مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ مِن الدَّمِ .
و قیل: البَصِیرَهُ من الدَّمِ :ما لم یَسِلْ .
و قیل:هو الدُّفْعَهُ منه.
و قیل: البَصِیرَهُ : دَمُ البِکْرِ.
و قال أَبو زَیْدٍ: البَصِیرَهُ من الدَّمِ :ما کان علی الأَرض.
و فی البَصائر للمصنِّف:و البَصِیرَهُ :قِطْعَهٌ مِن الدَّمِ تَلْمَعُ .
و البَصِیرَهُ : التُّرْسُ اللاّمِعُ ،و قیل:ما استطالَ منه،و کُلُّ ما لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصَائِرُ السِّلاحِ .
و البَصِیرَهُ : الدِّرْعُ ،و کلُّ ما لُبِسَ جُنَّهً بَصِیرَهٌ ،و قال:
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ علی أَکْتَافهمْ
و بَصِیرَتِی یَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَی
هکذا رَوَاه أَبو عُبَیْد (2)،و فَسَّره فقال:و البَصِیرَهُ :التُّرْسُ أَو الدِّرْعُ ،وَ رَوَاه غیرُه:«راحُوا بَصائِرُهم »،و سیأْتی فیما بعدُ.و یُجمع أَیضاً علی بِصارٍ ،ککَرِیمهٍ و کِرَامٍ ،و به فَسَّرَ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْض قولَ کَعْبِ بنِ مالکٍ :
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرِّجالِ و تارهً
تَهدُّ بأَعراض البِصَارِ تُقَعْقِعُ
یقول:تَشُقُّ أَبْدَانَ الرَّجَالِ حتی تَبلُغَ البِصَارَ فتُقَعْقِعُ فیها،و هی الدِّرعُ أَو التُّرْسُ ،و قیل غیرُ ذلک.
و من المَجاز: البَصِیرَهُ : العِبْرَهُ یُعْتَبَرُ بها ،و خَرَّجُوا علیه قولَه تعالَی: وَ لَقَدْ آتَیْنا مُوسَی الْکِتابَ مِنْ بَعْدِ ما أَهْلَکْنَا الْقُرُونَ الْأُولی بَصائِرَ لِلنّاسِ (3)،أَی جعلناها عِبْرَهً لهم، کذا فی البَصائر ،و قولُهم:أَ ما لَکَ بَصِیرَهٌ فیه ؟أَی عِبْرَهٌ تَعْتَبِرُ بها،و أَنشدَ:
فی الذّاهِبِینَ الأَوَّلِی
ن[من القُرونِ ] (4)لنا بَصائرْ
أَی عِبَرٌ.
و من المَجَاز: البَصِیرَهُ :الشّاهِدُ،عن اللِّحْیَانِیِّ ، و حُکِیَ :اجْعَلْنِی بَصِیرهً علیهم،بمَنْزِلَهِ الشَّهِیدِ قال:و قوله تعالی: بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَهٌ (5)قال ابن سِیدَه:
له مَعْنَیَانِ ،إِنْ شِئتَ کان الإِنسانُ هو البَصِیرَهَ علی نفسِه، أَی الشاهِدَ،و إِن شِئتَ جعلتَ [ البَصِیرَه ] (6)هنا غیرَه، فعَنَیتَ به یَدَیْه و رِجْلَیْه و لِسانَه؛لأَن کلَّ ذلک شاهِدٌ علیه یومَ القیامه،و قال الأَخْفَشُ : بَلِ الْإِنْسانُ عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَهٌ جَعَلَه هو البَصِیرَهَ ،کما تقولُ للرَّجل:أَنتَ حُجَّهٌ علی نفسِکَ .و قال ابنُ عَرَفَهَ : عَلی نَفْسِهِ بَصِیرَهٌ أَی علیها شاهِدٌ بعَمَلِها،و لو اعتذَر بکلِّ عُذْرٍ،و یقول:جَوارِحُه بَصِیرهٌ علیه،أَی شُهُودٌ.و قال الفَرّاءُ:یقول:علی الإِنسان من نفسِه رُقَباءُ یَشْهدُون علیه بعَمَله،الیَدانِ و الرِّجْلان و العَیْنَان و الذَّکَر،و أَنشدَ:
کَأَنَّ علی ذِی الظَّنِّ (7)عَیْناً بَصِیرَهً
بِمَقْعَدِه أَو مَنْظَرٍ هو ناظِرُه
یُحاذِرُ حتی یَحْسَبَ النّاسَ کلَّهم
مِن الخَوْف لا تَخْفَی علیهم سَرائِرُه
و فی الأَساس:اجْعَلْنِی بَصِیرهً علیهم،أَی رَقیباً و شاهِداً [کقولک:عیناً علیهم] (8)،و قال المصنِّف فی البَصائر :و قال الحَسَن:جَعَلَه فی نَفْسِه بَصِیرَهً ،کما یقال:فلانٌ جُودٌ و کَرَمٌ ،فهنا کذلک؛لأَن الإنسانَ ببَدِیههِ عَقْلِه یَعْلَمُ أَنَّ ما یُقَرِّبُه إِلی اللّه هو السَّعادهُ ،و ما یُبعِدُه عن طاعتِه الشَّقاوَهُ ، و تأْنیثُ البَصِیرِ لأَن المراد بالإِنسان هاهنا جَوَارِحُه،و قیل:
الهاءُ للمبالغه،کعَلاّمهٍ و رَاوِیَهٍ .
و من المَجاز: لَمْحٌ باصِرٌ ،أَی ذو بَصَرٍ و تَحْدِیقٍ ،علی النَّسَب،کقَولهم:رجلٌ تامِرٌ و لابِنٌ ،أَی ذو تَمْرٍ و ذو لَبَنٍ ؛
ص:92
فمعنی باصِرٍ ذو بَصَرٍ ،و هو من أَبْصَرْتُ ،مثلُ مَوْتٍ مائِتٍ ، من أَمَتُّ ،و فی المُحْکَم:أَراه لَمْحاً باصِراً ،[أَی نظراً بتحدیقٍ شدیدٍ،قال:فإما أن یکون علی طرح الزائدِ،و إما أَن یکون علی النَّسبِ .و الآخرُ مذهبُ یعقوب:و لَقی منه لمحاً باصراً ] (1).أَی أَمراً واضحاً.و قال اللَّیْث:رأَی فلانٌ لَمْحاً باصِراً ،أَی أَمراً مَفْرُوغاً عنه (2).
و البَصْرَهُ بفتحٍ فسکونٍ ،و هی اللُّغَه العالیهُ الفُصْحَی:
بَلَدٌ،م أَی معروفٌ ،و کانت تُسَمَّی فی القدیم تَدْمُرَ، و المُؤْتَفِکَهَ ؛لأَنها ائْتَفَکَتْ بأَهْلِهَا أَی انقَلَبَتْ فی أَولِ الدَّهرِ،قالَه ابن قَرقُول فی المَطَالع:و یقال لها: البُصَیْرَهُ ، بالتَّصغیر،و قال السّمْعَانِیُّ :یقال للبَصْرَهِ :قُبَّهُ الإِسْلامِ ، و خِزَانهُ العَربِ ،بَناها عُتْبَهُ بنُ غَزْوانَ فی خلافه عُمَرَ رضی اللّه عنه سنهَ سبعَ عشرَهَ من الهِجْرَه،و سَکَنَهَا النّاسُ سنهَ ثمانِ عشرَهَ ،و لم یُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ علی ظَهْرِ أَرْضِهَا،کذا کان یقولُ أَبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أَحمدَ بنِ مُعَاوِیَهَ ، الواعظُ بالبَصْره ،کما تلقّاه منه السّمْعَانِیُّ ، و یُکْسَرُ و یُحَرَّکَ و یُکْسَرُ الصّادُ ،کأَنّها صفَهٌ ،فهی أَربعُ لُغَاتٍ :الأَخِیرتانِ عن الصَّاغانیّ ،و زاد غیرُه الضَّمَّ فتکونُ مُثَلَّثَهً ،و النِّسبهُ إِلیها بِصْرِیُّ بالکسر،و بَصْرِیُّ (3)،الأُولَی شاذَّهٌ ،قال غُذافر:
بَصْرِیَّهٌ تَزَوَّجَتْ بَصْرِیّا
یُطْعِمُهَا المالِحَ و الطَّرِیَّا
و قال الأُبیُّ فی شَرْح مُسْلِمٍ ،نَقْلاً عن النَّوَوِیّ : البَصْرَهٌ مُثَلَّثَه،و لیس فی النَّسَب إِلا الفَتْحُ و الکَسْرُ،و قال غیرُه:
البَصْرَهُ مُثَلَّثَه،کما حَکَاه الأَزهریُّ ،و المشهورُ الفَتْحُ ،کما نَبَّه علیه النَّوَوِیّ .
و فی مَشَارِق القاضِی عِیَاضٍ : البَصْرَهُ :مدینهٌ معروفهٌ ، سُمِّیَتْ بالبَصْر مُثَلَّثاً،و هو الکَذَّانُ ،کان بها عند اخْتِطاطِها، واحدُهَا بِصْرَهٌ ،بالفتح و الکسر،و قیل: البَصْرَهُ :الطِّینُ العَلِکُ إِذا کان فیه جِصُّ و کذا أَرضُ البَصْرَهِ . أَو هو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ ،أَی کَثِیرُ الطُّرُقِ فمعنی بَسْ کَثِیرٌ،و معنَی راهْ طَرِیقٌ ،و تعبیرُ المصنِّفِ به غیرُ جَیِّدٍ؛فإِن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ،إِلاّ أَن یقال إِنه کان فی الأَصل بَسْ راهها،فحُذِفَتْ علامهُ الجمعِ ،کما هو ظاهِرٌ.
و البَصْرَهُ : د،بالمَغْرِب الأَقْصَی قُرْبَ السُّوس؛سُمِّیَتْ بمَنْ نَزَلَهَا و اخَتَطَّها من أَهل البَصْرَهِ ،عند فُتُوحِ تلک البلادِ،و قد خَرِبَتْ بعدَ الأَرْبَعِمِائَهِ من الهجرِه،و لا تکادُ تُعْرَفُ .
و البَصْرَهَ و البَصْرُ :حِجَارَهُ الأَرض الغَلَیظه ،نَقَلَه القَزّازُ فی الجامع. و فی الصّحاح: البَصْرَهُ : حِجَارَهٌ رِخْوَهٌ فیها بَیَاضٌ مّا،و بها سُمِّیَتِ البَصْرَهُ ،و قال ذو الرُّمَّه:
تَداعَیْنَ باسْمِ الشِّیبِ فی مُتَثَلِّمٍ
جَوانِبُه مِنْ بَصْرَهٍ و سِلامِ
المُتَثَلِّمُ :حَوْصٌ تَهَدَّمَ أَکثرُه،لِقِدَمِ العَهْدِ:و الشِّیبُ :
حکایهُ صَوْتِ مَشافِرها عند رَشْفِ الماءِ.
و قال ابن شُمَیْلٍ : البَصْرَهُ :أَرضٌ کأَنَّهَا جَبلٌ من جِصٍّ ، و هی التی بُنِیتْ بالمِرْبَدِ؛و إِنّمَا سُمِّیَتِ البَصْرَهُ بَصْرهً بها.
و فی المِصْباح: البَصْرَهُ وِزَانُ کَثْرَهٍ (4):الحِجَارهُ الرِّخْوَهُ ، و قد تُحذَف الهاءُ مع فتحِ الباءِ و کسرِهَا،و بها سُمِّیَتِ البلدَهُ المعروفَهُ .
و عن أَبی عَمْرٍو: البَصْرَهُ و الکَذّانُ کلاهما الحِجَارَهُ التی لیستْ بصُلْبه.
و البُصْرَهُ (5)بالضَّمِّ :الأَرضُ الحَمْرَاءُ الطَّیِّبَهُ .
و أَرضٌ بَصِرَهٌ ،إِذا کانت فیها حِجَارَهٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّوابِّ .
و قال ابن سِیدَه:و البُصْرُ :الأَرضُ الطَّیِّبَهُ الحمراءُ، و البَصْرَهُ مُثَلَّثاً (6):أَرضٌ حِجَارَتُها جِصُّ ،قال:و بها سُمِّیَتِ البَصْرَهُ .
و البُصْرَهُ : الأَثَرُ القَلِیلُ مِن اللَّبَنِ یُبْصِرُه النّاظِرُ إِلیه،و منه
ص:93
1- حدیثُ علیٍّ رضِیَ اللّهُ عنه: «فأَرْسلتُ إِلیه شاهً فرأَی فیها بُصْرَهً مِن لَبَنٍ ».
و بُصْرَی ،کحُبْلَی:د،بالشَّام بین دِمَشْقَ و المَدِینَهِ ،أَولُ بلادِ الشّامِ فُتُوحاً سنهَ ثلاثَ عشرهَ ،و حَقَّقَ شُرّاحُ الشِّفَاءِ أَنَّهَا حَوْرانُ أَو قَیْسَارِیّهُ ،قال الشاعر:
و لو أُعْطِیتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَی
و قِنَّسْرِینَ مِن عَرَبٍ و عُجْمِ
و یُنسَبُ إِلیها السُّیوفُ البُصْرِیَّهُ ،و أَنشدَ الجوهریُّ للحُصَین بن الحُمَامِ المُرِّیّ :
صَفَائِحُ بُصْرَی أَخْلَصَتْهَا قُیُونُهَا
و مُطَّرِداً مِنْ نَسْجِ داوُدَ أُحْکِمَا
و النَّسبُ إِلیها بُصْریٌّ ،قال ابن دُرَیْدٍ:أَحْسَبُه دَخیلاً.
و بُصْرَی : ه ببغدادَ ذَکَرَهَا یاقوت فی المُعْجَم،و هی قُرْبَ عُکْبَرَاءَ،منها :أَبو الحَسَن محمّدُ بنُ محمّد بن أَحمدَ بن محمّد (1)خَلَفٍ ،الشاعرُ البُصْرَویُّ ،سَکَنَ بغدادَ، و قَرَأَ الکلامَ علی الشَّریف المُرْتَضَی،و کان مَلیحَ العارضَه، سَریعَ الجَوَاب،تُوُفِّیَ سنهَ 443.
و منها أَیضاً:القاضی صدرُ الدِّین إِبراهیمُ بنُ أَحمدَ بن عُقْبَهَ بن هِبَهِ اللّه البُصْرَوِیُّ الحَنَفِیُّ ،مات بدمشقَ سنهَ 669.و العَلاَّمه أَبو محمّدٍ رَشِیدُ الدِّینِ سعیدُ بنُ علیِّ بنِ سَعِیدٍ البُصْرَوِیُّ ،کَتَبَ عنه ابنُ الخَبّازِ و البِرْزالِیّ .
و بُوصِیرُ :أَربعُ قُری بمصر.
و یقالُ بزیادهِ الأَلِفِ ،بناءً علی أَنه مرکَّبٌ مِن«أَبو» «و صِیر»،و هُنَّ :أَبُو صِیر السِّدْر بالجِیزَه،و أَبُو صِیر الغَرْبِیَّه، و تذکر مع بَنَا،و هی مدینهٌ قدیمهٌ عامرهٌ علی بحرِ النِّیل، بینها و بین سَمنّودَ مسافهٌ یسیرهٌ ،و قد دَخَلتُهَا و سمِعْتُ بجامعها الحدیثَ علی عالِمها المُعَمَّرِ البُرْهَانِ إِبراهِیمَ بنِ أَحمدَ بنِ عَطَاءِ اللّهِ الشافِعِیِّ ،رَوَی عن أَبیه،و عن المحدِّث المعمَّر البُرْهَانِ إِبراهِیمَ بن یوسفَ بنِ محمَّدٍ الطَّوِیلِ الخَزْرَجِیِّ الأَبُو صِیرِیِّ ،و غیرِهما،و أَبُو صِیر:قریهٌ بصَعِیدِ مصرَ،منها أَبو حَفْصٍ عُمرُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عیسی الفَقِیهُ المالِکِیُّ ،و الإِمامُ شَرفُ الدِّینِ أَبو عبد اللّهِ محمّدُ بنُ سَعیدِ بنِ حَمّادِ بنِ مُحْسِنِ بنِ عبد اللّه الصِّنْهَاجِیُّ ،قیل أَحَدُ أَبَویْه مِن دَلاَص،و الآخَرُ من أَبُو صِیر،فرکَّب لنفسِه منها نِسْبَهً ؛فقال:الدَّلاَصِیریّ ،و لکنه لم یشتهر إِلاّ بالأَبُوصِیریِّ و هو صاحبُ البُرْدَهِ الشَّرِیفَهِ ،تُوفِّیَ بالقاهره سنهَ 695.و أَبُوصِیر أَیضاً:قریهٌ کبیرهٌ بالفَیُّوم عامرهٌ .
و بُوصِیرُ : نَبْتٌ یُتَدَاوَی به،أَجْودُه الذَّهبِیُّ الزَّهْرِ،کذا فی المِنْهَاجِ ،و ذَکَر له خواصّ .
و البصْرُ ،بفتح فسکونٍ : القَطْعُ . و قد بصَرْتُه بالسَّیْفِ ، و هو مَجازٌ،و
16- فی الحدیث: «فأَمر به (2)فَبُصِرَ رَأْسُه». أَی قُطِعَ ، کالتَّبْصِیرِ ،یقال: بصَره و بَصَّرَه .
و البَصْرُ : أَن تُضَمَّ حاشِیَتَا أَدِیمیْنِ یُخَاطانِ کما یُخَاطُ (3)حاشِیتَا الثَّوْبِ .و یقال:رَأَیتُ علیه بَصِیرَهً ،أَی شُقَّهً مُلَفَّقَهً ، و فی الصّحاح:و البصْرُ :أَن یُضَمَّ أَدِیمٌ إِلی أَدِیمٍ فیُخْرَزانِ کما یُخاطُ 3حاشیتَا الثَّوْبِ ،فتُوضَعُ إِحْدَاهما فوقَ الأُخْرَی، و هو خِلافُ خِیاطَهِ الثَّوْبِ قبلَ أَن یُکَفَّ .
و البُصْرُ بالضَّمِّ :الجانبُ و الناحِیَهُ ،مقلوبٌ عن الصُّبْرِ.
و البُصْرُ : حَرْفُ کلِّ شیْ ءٍ.
و البُصْرُ : القُطْنُ ،و منه البَصیره :لشْقَّهٍ من القُطْنِ .
و البُصْرُ :القِشْرُ.
و البُصْرُ : الجِلْدُ و قد غَلَبَ علی جِلْدِ الوجْهِ ،و یقال:إِنّ فلاناً لَمَعْضُوبُ البُصْرِ ،إِذا أَصابَ جِلْدَه عُضَابٌ ،و هو داءٌ یَخْرجُ به. و یُفْتَحُ أَی فی الأَخِیر،یقال: بُصْرُه و بَصْرُه ،أَی جِلْدُه،حَکاهما اللِّحْیَانِیُّ عن الکِسَائِیِّ .
و البُصْرُ : الحجَرُ الغَلِیظ ،و یُثَلَّثُ ،و قد سَبَقَ النَّقْلُ عن صاحبِ الجامِعِ أَنَّ البُصْرَ مُثَلَّثاً:حجارهُ الأَرضِ الغَلِیظهُ ، و التَّثْلِیثُ حَکاه القاضِی فی المَشَارِق،و الفَیُّومِیُّ فی المِصباح.و قیل: البَصْرُ و البِصْرُ و البَصْرَهُ :الحَجَرُ الأَبیضُ الرِّخْوُ،و قیل:هو الکَذّانُ ،فإِذا جاءُوا بالهاءِ قالُوا: بَصْرَه لا غَیر،و جَمْعُها بِصَارٌ .
ص:94
و قال الفَرّاءُ: البِصْرُ و البَصْرَهُ :الحِجارهُ البَرّاقَهُ ،و أَنْکَرَ الزَّجّاجُ فَتْحَ الباءِ مع الحذفِ ،کذا فی المِصباح.
و بُصَرٌ کصُرَدٍ (1):ع قال الصَّاغَانِیّ : البُصَر :جَرَعَاتٌ مِن أَسْفَلِ أُودَ،بأَعْلَی الشِّیخَهِ (2)مِن بلاد الحَزْنِ .
و البَاصَرُ ،بالفتح ،أَی بفتح الصّادِ: القَتَبُ الصَّغِیر المسْتَدِیر،مَثَّلَ به سِیبَوَیْه،و فَسَّره السِّیرافیُّ عن ثَعْلَبٍ ، و هی البَوَاصِرُ .
و الباصُورُ :اللَّحْمُ ؛سُمِّیَ به لأَنه جَیِّدٌ للبَصَرِ یَزِیدُ فیه، نقلَه الصّاغَانِیُّ . و رَحْلٌ دُونَ القِطْعِ و هو عِیدَانٌ تُقَابَلُ شبیهَهٌ بأَفْتَابِ البُخْتِ ،نقلَه الصَّاغانیّ .
و المُبْصِرُ کمُحْسِنٍ : الوَسَطُ مِن الثَّوْبِ ،و من المَنْطِقِ ، و مِن المَشْیِ .
و المُبْصِرُ : مَن عَلَّقَ علی بابِه بَصِیرَهً ،للشُّقَّهِ مِن قُطْنٍ و غیرِه.و یقال أَبْصَرَ ،إِذا عَلَّقَ علی بابِ رَحْلِه بَصِیرَهً .
و المُبْصِرُ : الأَسَدُ یُبْصِرُ الفَرِیسَهَ مِن بُعْدٍ فیَقْصِدُها.
و أَبْصَرَ الرجلُ و بَصَّرَ تَبْصِیراً ،کَکَوَّنَ تَکْوِیناً: أَتَی البَصْرَهَ و الکُوفهَ ،و هما البَصْرتَانِ ،الأُولَی عن الصّاغانیّ .
و أَبو بَصْرَهَ ،بفتحٍ فسکونٍ : جَمِیلُ بنُ بَصْرَهَ ،و قیل:
جَمِیلُ (3)بنُ بَصْرَهَ الغِفَارِیُّ .
و أَبو بَصِیرٍ :عُقْبَهُ ،و فی بعض النُّسَخِ :عُتْبَهُ ،و هو الصَّوابُ ،و هو ابن أُسَیْدِ بنِ حارِثَهَ (4)الثَّقَفِیُّ .
و أَبو بَصِیرَهَ الأَنْصارِیُّ ذَکَره سیفٌ (5). صَحَابِیُّون ، و کذلک بَصْرَهُ بنُ أَبی بَصْرَهَ ،هو و أَبوه صَحَابِیّانِ نَزَلا مِصْرَ.
و عبدُ اللّه بنُ أَبی بَصِیرٍ -کأَمِیر-شیخٌ لأَبی إِسحاقَ (6)السَّبِیعیِّ .و مَیْمُونٌ الکُردیُّ ،یُکْنَی أَبا بَصِیرٍ .و بَصِیرُ بن صابرٍ البُخَارِیُّ .و أَبو بَصیرٍ یحیی بنُ القاسِمِ الکُوفِیُّ ،منالشِّیعه.و أَبو بَصیرٍ أَعْشَی بَنِی قَیْس،و اسمُه مَیْمُونٌ .و قد استوفاهم الأَمِیرُ فراجِعْه.
و الأَباصِرُ :ع کالأَصافِرِ و الأَخامِرِ.
و التَّبَصُّرُ فی الشیْ ءِ: التَأَمُّلُ و التَّعَرُّفُ . و تقولُ : تَبَصَّرْ لی فلاناً.
و من المَجَاز: اسْتَبْصَرَ الطَّرِیقُ : استَبَانَ و وَضَحَ ،و یقال:
هو مُسْتَبْصِرٌ فی دِینه و عَمَلِه،إِذا کان ذا بَصِیرَهٍ .و
16- فی حدیث أُمِّ سَلَمَهَ : «أَ لیسَ الطَّرِیقُ یَجمعُ التّاجِرَ و ابنَ السَّبِیلِ و المُسْتَبْصِرَ و المَجْبُورَ». أَی المُسْتَبِینَ للشَّیْ ءِ؛أَرادت أَنّ تلک الرُّفْقَهَ قد جَمَعَتِ الأَخیارَ و الأَشرارَ.
و بَصَّرَه تَبْصِیراً :عَرَّفَه و أَوْضَحه و بَصَّرتُه به:عَلَّمتُه إِیّاه.
و تَبَصَّرَ فی رأْیه و اسْتَبْصَرَ :تَبَیَّنَ ما یَأْتِیه من خیرٍ و شرٍّ.
و فی التَّنْزِیل العزیز: وَ کانُوا مُسْتَبْصِرِینَ (7)أَی أَتَوْا ما أَتَوْه و هم قد تَبَیَّنَ لهم أَنّ عاقِبَتَه عذابُهم،و قیل:أَی کانوا فی دِینهم ذَوِی بَصَائِرَ ،و قیل:کانوا مُعْجَبِین بضَلالَتِهم.
و بَصَّرَ اللَّحْمَ تَبْصِیراً : قَطَعَ کلَّ مَفْصِلٍ و ما فیه من اللَّحْم ،من البَصْرِ و هو القَطْعُ .
و بَصَّرَ الجَرْوُ تَبْصِیراً : فَتَحَ عَیْنَیْه ،عن اللَّیْث.
و بَصَّرَ رَأْسَه تَبْصِیراً : قَطَعَه ، کبَصَرَه .
و بِصَارٌ ککِتَاب:جَدُّ المعمَّرِ نَصْرِ بنِ دُهْمَانَ الأَشْجَعِیِّ ، و هو بِصَارُ بنُ سُبَیْعِ بنِ بکرِ بنِ أَشْجَعَ :بَطْنٌ ،و مِن وَلَدِه جارِیَهُ بنُ حمِیل (8)بنِ نُشْبَهَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّهَ بنِ نصر[بن] (9)دُهْمَانَ بن بِصَارٍ ،شَهِدَ بَدْراً.و فِتْیَانُ بنُ سُبَیْعِ بنِ بَکْرٍ بطنٌ .
و فی التَّنْزِیل العزیزِ قولُه تعالَی : وَ النَّهارَ مُبْصِراً (10):
أَی مُضِیئاً یُبْصَرُ فیه. و من المَجاز قولُه تعالی: وَ جَعَلْنا آیَهَ النَّهارِ مُبْصِرَهً (11)، أَی بَیِّنَهً واضِحَهً ،و قولُه تعالَی: وَ آتَیْنا ثَمُودَ النّاقَهَ مُبْصِرَهً (12)، أَی آیَهً واضِحَهً ،قالَه الزَّجّاجُ .و قال
ص:95
الفَرّاءُ:جَعَلَ الفِعْلَ لها،و معنَی مُبْصِرَهً مُضِیئَه،و قال الزَّجّاج (1):و مَن قَرَأَ « مُبْصِرَهً » فالمعنی بَیِّنَهٌ ،و مَن قَرَأَ « مُبْصَرَهً » فالمعنی مُبَیَّنَهٌ 1،و قال الأَخْفَشُ : « مُبْصَرَه » ،أَی مُبْصَراً بها،و قال الأَزهریُّ :و القَوْلُ ما قال الفَرّاءُ،أَراد آتَیْنَا ثَمُودَ النّاقَهَ آیَهً مُبْصِرَهً ،أَی مُضِیئَهً .و فی الصّحاح:
المُبْصِرَهُ :المُضِیئهُ ،و منه قولُه تعالَی: فَلَمّا جاءَتْهُمْ آیاتُنا مُبْصِرَهً (2).قال الأَخْفَشُ : أَی تُبَصِّرُهم تَبْصِیراً أَی تَجْعَلُهم بُصْراءَ .
*و ممّا یُسْتَدرَک علیه:
اَلْبَصِیرُ ،و هو مِن أَسماءِ اللّهِ تعالَی،و هو الذی یُشَاهِدُ الأَشْیَاءَ کلَّهَا ظاهِرَها و خافِیهَا بغیرِ جارِحَهٍ ،و البَصَرُ فی حَقِّه عبارهٌ عن الصِّفَهِ التی یَنْکَشِفُ بها کمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ ، کذا فی النِّهَایَه.
و أَبصَرَه .إِذا أَخْبَرَ بالذی وقَعَتْ عَینُه علیه،عن سِیبَوَیْهِ .
و تَبَصَّرْتُ الشَّیْ ءَ:شِبْهُ رَمَقْتُه.
و عن ابن الأَعرابِیّ : أَبْصَرَ الرَّجلُ ،إِذا خَرَجَ من الکُفْر إِلی بَصِیرَهِ الإِیمانِ ،و أَنشدَ:
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ کُلِّ مُتَوَّجٍ
و علی بَصَائِرِهَا و إِنْ لم تُبْصِرِ
قال: بَصَائِرُها :إِسلامُها،و إِن لم تُبْصِر فی کُفْرها.
و لَقِیَه بَصَراً ،محرَّکَهً ،أَی حین تَباصَرَتِ الأَعیانُ ،و رأَی بعضُهَا بَعضاً،و قیل:هو أَوّلُ الظَّلامِ إِذا بَقِیَ من الضَّوءِ قَدْرُ ما تَتَبَایَنُ به الأَشباحُ ،لا یُسْتَعْمل إِلاّ ظَرْفاً.و
16- فی الحدیث: «کان یُصَلِّی بنا صلاَهَ البَصَرِ حتَّی لو أَنَّ إِنساناً رَمَی بِنَبْلِهِ (3)أَبْصَرَهَا ». قیل:هی صلاهُ المَغْرِبِ ،و قیل:
الفَجْر،لأَنهما یُؤَدَّیانِ و قد اختَلَط الظَّلامُ بالضِّیاءِ.
و من المَجَاز:و یقال للفِراسَهِ الصّادِقَهِ :فِرَاسَهٌ ذاتُ بَصِیرَهٍ ،و مِن ذلک قولُهم:رأَیتُ علیک ذاتَ البَصَائِرِ .
و البَصِیرَهُ :الثَّباتُ فی الدِّین.و قال ابن بُزُرْج: أَبْصِرْ إِلیَّ ،أَی انْظُرْ إِلیَّ ،و قیل:
الْتَفِتْ إِلیّ .
و قولُ الشّاعر:
قَرَنْتُ بِحَقْوَیْهِ ثَلاثاً فلم یَزِغْ
عن القَصْد حتَّی بُصِّرَتْ بدِمَامِ
قال ابن سِیدَه:یجوزُ أَن یکونَ معناه قَوِّیَتْ ،أَی لمّا هَمَّ هذا الرِّیشُ بالزُّوال عن السَّهْمِ لِکَثْرَهِ الرَّمْیِ به،أَلْزَقَه بالغِرَاءِ فثَبَتَ .
و الباصِرُ :المُلَفِّقُ بین شُقَّتَیْنِ أَو خِرْقَتَیْن.
و قال الجوهَرِیُّ فی تفسیر البیتِ :یَعنِی طَلَی رِیشَ السَّهْمِ بالبَصِیرَهِ ،و هی الدَّمُ .
و قال تَوْبَهُ :
و أُشْرِفُ بالغور الیَفَاعِ لَعَلَّنِی
أَرَی نارَ لَیْلَی أَو یَرَانِی بَصیرُهَا (4)
قال ابن سِیدَه:یَعْنِی کَلْبَهَا،لأَنّ الکَلْبَ مِن أَحَدِّ العُیُونِ بَصَراً .
و بُصْرُ الکَمْأَهِ وَ بَصَرُهَا :حُمْرَتُها،قال:
و نَفَّضَ الکَمْ ءَ فأَبْدَی بَصَرَهْ
و بُصْرُ السَّمَاءِ و بُصْرُ الأَرضِ :غِلَظُهما،و بُصْرُ کلِّ شیْ ءٍ:غِلَظُه.و
16- فی حدیث ابن مَسْعُود: « بُصْرُ کلِّ سماء مَسِیرَهُ خَمْسِمائهِ عامٍ ». یُرِیدُ غِلَظَها و سَمْکَهَا،و هو بضمِّ الباءِ.و
16- فی الحدیث أَیضاً: « بُصْرُ جِلْدِ الکافِرِ فی النَّار أَربعونَ ذِرَاعاً».
و ثَوْبٌ جَیِّدُ البُصْرِ .قَوِیٌّ وَثِیجٌ .
و البَصْرَهُ :الطِّینُ العَلِکُ ،قیل:و به سُمِّیَتِ البَصْرَهُ .؟؟؟ عِیاضٌ فی المَشارِق.و قال اللِّحیانِیُّ : البَصْرُ :الطِّینُ ؟؟؟ الجَیِّدُ الذی فیه حَصیً .
ص:96
و البَصِیرَهُ :ما لَزِقَ بالأَرض مِن الجَسَدِ،و قیل:هو قَدْرُ فِرْسِنِ البَعِیرِ منه.
و البَصِیرَهُ :الثَّأْرُ،و قال الشّاعر:
راحُوا بَصائِرُهُم علی أَکْتَافِهمْ
وَ بَصِیرَتِی یَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَی
یعنی تَرَکُوا دَمَ أَبِیهِم خَلْفَهم،و لم یَثْأَرُوا به،و طَلَبْتُه أَنا، و فی الصّحاح:و أَنا طَلَبْتُ ثَأْرِی،و قال ابن الأَعرابیِّ :
البَصِیرَهُ :الدِّیَهُ ،و البَصَائِرُ :الدِّیاتُ ،قال:أَخَذُوا الدِّیَاتِ فصارتْ عاراً،و بَصِیرَتِی ،أَی ثَأْرِی،قد حَملتُه علی فَرَسِی لأُطالِبَ به،فبینی و بینهم فَرْقٌ .
و أَبو بَصِیرٍ :الأَعْشَی،علی التَّطَیُّر (1).
و من المَجَاز:و رَتَّبْتُ فی بُستَانِی مُبْصِراً ،أَی ناظِراً،و هو الحافظُ .
و رأَیْتُ باصِراً ،أَی أَمْراً مُفَزِّعاً.
و رأَیتُه بین سَمْعِ الأَرضِ و بَصَرِها ،أَی بأَرضٍ خَلاءٍ،ما یُبْصِرُنِی و یَسْمعُ بی إِلاّ هی.
وَ بَصِیرٌ الجَیْدُور (2):مِن نَوَاحِی دِمشقَ .
و بَصِیرٌ :جَدُّ أَبی کاملٍ أَحمد بنِ محمّد بنِ علیِّ بنِ محمّد بنِ بَصِیرٍ البُخَاریّ البَصِیرِیّ .
و بُوصَرا ،بالضَّمّ و فتح الصاد:قریهٌ ببغدادَ،منها أَبو علیٍّ الحسنُ بنُ الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِیُّ البُوصَرِیُّ (3)،رَوَی عنه الباغندیُّ (4)،توفی سنه 280 (5).
و بَصْرُ بنُ زمان بنِ خُزَیمهَ بنِ نَهْد بنِ زیدِ بنِ لَیْثِ بن أسلم،هکذا ضَبَطَه أَبو علیٍّ التَّنُوخیُّ فی نَسَب تَنُوخَ ،قال:
و بعضُ النُّسّاب یقول:نَصْر،بالنُّونِ و سکونِ الصاد المهملَهِ ،قال الخطیبُ :و مِن وَلَده أَبو جعفرٍ النُّفَیْلِیُّ المحدِّث،و اسمُه عبدُ اللّه بنُ محمّدِ بنُ علیِّ بنِ نُفَیْلِ بنِ زراعِ بنِ عبد اللّه بنِ قیسِ بنِ عصمِ بنِ کُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمهَ بنِ بَصْرٍ .
البَضْرُ ،بفتحِ المُوَحَّدَهِ و سکونِ الضّادِ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الفَرّاءُ:هو نَوْفُ الجارِیَهِ قبلَ أَن تُخْفَضَ ، و هو لغَهٌ فی الظَّاءِ قال:و قال المُفَضَّل:مِن العربِ مَن یقول:
البَضْرُ ،و یُبْدِلُ الظّاءَ ضاداً،و یقول:قد اشْتَکَی ضَهْرِی، و منهم مَن یُبْدِلُ الضّادَ ظَاءً فیقول:
قد عَظَّتِ الحربُ بَنِی تَمِیمِ
و عن ابن الأَعرابِیّ : البُضَیْرَهُ تَصْغِیرُ البَضْرَه ،و هو بُطْلانُ الشیْ ءِ،و منه قولُهم: ذَهَبَ دَمُه بِضْراً مِضْراً-بکسرِهِمَا- أَی هدَراً ،و کذلک خِضْراً و بِطْراً،و مَضِراً-بالمِیم-رَواه أَبو عُبَیْدٍ عن الکِسائیّ .
البَطَرُ ،محرَّکَهً :النَّشَاطُ ،و قیل:التَّبَخْتُرُ، و قیل: الأَشَرُ و المَرَحُ ، و قیل: قِلَّهُ احتمالِ النِّعْمَهِ .
و قیل:أَصْلُ البَطَرِ الدَّهَشُ و الحَیْرَهُ یَعْتَرِیَان المرءَ عند هُجُومِ النِّعمهِ عن القیام بحَقِّها،کذا فی مُفْرَدات الرّاغِبِ ، و اختَارَه جماعهٌ من المحقِّقِین العارِفِین بمواقعِ الأَلفاظِ و مَناسِبِ الاشتقاقِ .
و قیل: البَطَرُ فی الأَصل: الطُّغْیَانُ بالنِّعْمَه ،أَو عند النِّعْمَه،و استُعْمِلَ بمعنَی الکِبْر،و فی بعض النُّسَخ:«أَو» بدل الواو.
و قیل: هو کَرَاهِیَهُ الشَّیْ ءِ من غیرِ أَن یَسْتَحِقَّ الکَرَاهَهَ و فِعْلُ الکلِّ بَطِرَ کفَرِحَ فهو بَطِرٌ .و
16- فی الحدیث: «لا یَنْظُرُ اللّه یومَ القِیَامَهِ إلی مَن جَرَّ إِزَارَه بَطَراً ». و
16- فی حدیثٍ آخَرَ: «الکِبْرُ بَطَرُ الحَقِّ ». و هو أَن یَجْعَلَ ما جَعَلَه اللّه حقًّا مِن توحِیدِه و عبادتِه باطلاً،و قیل:هو أَن یَتَخَیَّر (6)عند الحقِّ فلا یَراه حقًّا،و قیل:هو أَن یَتَکَبَّر عنه ،أَی عن الحقِّ .و فی بعض الأُصول«من الحَقّ » فلا یَقبلُه ،قلتُ :و الحدیثُ رَواه ابنُ مسعودٍ،و قال بعضُهم:هو أَلاَّ یَرَاه حقًّا وَ یَتَکَبَّر عن
ص:97
قَبُوله،و هو مِن قولک: بَطِرَ فلانٌ هِدَایَهَ (1)أَمْرِه،إِذا لم یَهْتَدِ له و جَهِلَه،و لم یَقْبَلْه،و فی الأَساس:و من المجاز: بَطِرَ فلانٌ النِّعْمهَ (2)اسْتَخَفَّها فکَفَرها،و لم یَسْتَرْجِحْها فیَشْکُرَها، و منه قولُه تعالَی: وَ کَمْ أَهْلَکْنا مِنْ قَرْیَهٍ بَطِرَتْ مَعِیشَتَها (3)قال أَبو إِسحاق:نَصَبَ «مَعِیشَتَها» بإِسقاط «فی»وَ عَمل الفِعْل،و تأْویلُه: بَطِرَتْ فی مَعِیشَتِهَا.و قال بعضُهُم: بَطِرْتَ عَیْشَکَ لیس علی التَّعَدِّی،و لکنْ علی قوله:أَلِمْتَ بَطْنَکَ و رَشِدْتَ أَمْرَک و سَفِهْتَ نَفْسَکَ ،و نحوها ممّا لفظُه لفظُ الفاعِلِ و معناه معنَی المفعول،قال الکسائیُّ :و أَوْقَعَتِ العربُ هذه الأَفعالَ علی هذه المَعَارِفِ التی خَرجتْ مفسِّرَهً لتحویلِ الفِعْل عنها و هُو لها.
و بطَره ،کنَصَرَه و ضَرَبَه یبْطُرُه (4) بَطْراً فهو مبْطُورٌ ،و بَطِیرٌ :
شَقَّه.
و البَطِیرُ :المَشْقُوقُ کالمَبْذُورِ.
و البَطِیرُ : مُعَالِجُ الدَّوابِّ ، کالبَیْطَرِ کحَیْدَرٍ و البَیْطَارِ و البِیَطْرِ -کهزَبْرٍ-و المُبَیْطِرِ . و مِن أَمثالهم:«أَشْهَرُ مِن رایَهِ البَیْطَارِ ».«و الدُّنیا قَحْبَهٌ ؛یوماً عند عَطّارٍ،و یوماً عند بَیْطَارٍ »،و«عَهْدِی بِه و هو لِدَوابِّنا مُبَیْطِرٌ ،فهو الآنَ (5)علینا مُسَیْطِرٌ».و قال الطِّرِمّاح:
یُساقِطُها تَتْرَی بکلِّ خَمِیلَهٍ
کبَزْغِ البِیَطْرِ الثَّقْفِ رَهْصَ الکَوادِنِ (6)
و یُرْوَی:« البَطِیر »،و قال النّابغه:
شَکَّ الفَرِیصَهَ بالمِدْرَی فأَنْفَذَها
طَعْنَ المُبَیْطِرِ إِذْ یَشْفِی مِن العَضَدِ (7)
قال شیخُنا:و المُبَیْطِرُ ممّا أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ و لیس بمُصَغَّرٍ،قال أَئِمَّهُ الصَّرْفِ :هو کأَنَّه مُصَغَّرٌ و لیس فیه تَصْغِیرٌ،و مثلُه المُهَیْنِمُ و المُبَیْقِرُ و المُسَیْطِرُ و المُهَیْمِنُ ،فقولُ ابنُ التِّلِمْسَانِیِّ فی حواشِی الشِّفَاءِ تَبَعاً:للعَزِیزِ:و لیس فی الکلام اسمٌ علی مُفَیْعِلٍ غیرُ مُصَغَّرٍ إِلا مُسَیْطِرٌ و مُبَیْطِرٌ و مُهَیْمِنٌ .قُصُورٌ ظاهِرٌ،بل رُبَّمَا یُبْدِی الاستقراءُ غیرَ ما ذَکَرَ،و اللّهُ أَعلَمُ .
قلتُ أَوْرَدَهم ابنُ دُرَیْدٍ فی الجَمْهَره هکذا،و سیأْتی فی ب ق ر.
و صَنْعَتُه البَیْطَرَهُ ،و هو یُبَیْطِرُ الدَّوابَّ ،أَی یُعَالِجُهَا.
و من المجاز: البِیَطْرُ کهِزَبْرٍ:الخَیّاطُ ،رَواه شَمِرٌ عن سَلَمَهَ ،قال الراجز:
شَقَّ البِیَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
و فی التَّهْذِیب:
باتَتْ تَجِیبُ أَدْعَجَ الظّلامِ
جَیْبَ البِیَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
و فی التَّهْذِیب:
باتَتْ تَجِیبُ أَدْعَجَ الظّلامِ
جَیْبَ البِیَطْرِ مِدْرَعَ الهُمَامِ
قال شَمِرٌ:صَیَّرَ البَیْطَارَ خَیَّاطاً،کما صَیَّرُوا (8)الرَّجُلَ الحاذِقَ إِسْکَافاً.
و البَیْطَرَهُ : بهاءٍ:ثلاثهُ مواضعَ بالمَغْرِب (9).
و البِطْرِیرُ ،کخِنْزِیرٍ ،و یُروَی بالظّاءِ أَیضاً و هو أَعلَی:
الصَّخّابُ الطَویلُ اللِّسَانِ ،هکذا ضَبَطَه أَبو الدُّقَیْشِ بالطّاءِ المُهملَه.
و البِطْرِیرُ : المُتَمَادِی فی الغَیِّ ،و هی بهاءٍ ،و أَکثرُ ما یُستَعْمَلُ فی النِّسَاءِ،قال أَبو الدُّقَیْش:إِذا بَطِرَتْ و تَمَادَتْ فی الغَیِّ .
و بَطِرَ الرَّجلُ و بَهِتَ بمعنًی واحدٍ،و ذلک إِذا دَهِشَ فلم یَدْرِ ما یُقَدِّمُ و لا ما یُؤَخِّرُ.
و أَبْطَرَه حِلْمَه: أَدْهَشَه وَ بَهَتَه عنه.
و أَبْطَرَه المالُ : جَعَلَه بَطِراً .
ص:98
و من المَجاز: أَبْطَرَه ذَرْعَه ،أَی حَمَّلَه فوقَ طاقَتِه. و فی الأَساس:و لا تُبْطِرَنَّ (1)صاحبَک ذَرْعَه من بَدَل الاشْتِمال. أَو معناه قَطَعَ علیه مَعاشَه و أَبْلَی بَدَنَه ،و هذا قولُ ابنِ الأَعرابیّ ،و زَعَمَ أَنَّ الذَّرْعَ البَدَنُ ،و یُقال للبَعِیرِ القَطُوفِ إِذا جارَی بَعِیراً وَسَاعَ الخُطْوَهِ (2)فَقَصُرَتْ خُطَاه عن مُبَاراتِه:قد أَبْطَرَه ذَرْعَه،أَی حَمَّلَه علی أَکْثَرَ مِن طَوْقِه،و الهُبَعُ إِذا ماشَی الرُّبَعَ : أَبْطَرَه ذَرْعَه فَهَبَع،أَی استعانَ بعُنُقِه، لِیَلْحَقَه،و یُقَال لکلِّ مَن أَرْهَقَ إِنساناً فحَمَّلَه ما لا یُطِیقُه:قد أَبْطَرَه ذَرْعَه.
و من المجاز قولُهم ذَهَبَ دَمُه بِطْراً ،بالکسر ،و کذا بِطْلاً،إِذا ذَهَبَ هَدَراً و بَطَلَ ،قَالَه الکِسَائِیُّ ،و قال أَبو سَعِید:أَصلُه أَن یکونَ طُلاّبُه حُرّاصاً باقتدارٍ و بَطَرٍ ،فیُحْرَمُوا إِدراکَ الثَّأْرِ.و فی الأَساس: بِطْراً ،أَی مَبْطُوراً مُسْتَخَفًّا حیثُ لم یُقْتَصَّ به.
و أَبو الخَطَّابِ نَصْرُ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ البَطِرِ ، ککَتِفٍ القاری البزّار محدِّثٌ ،سمع بإِفادهِ أَخیه عن أَبی عبدِ اللّه بن البَیع،و ابنِ رزقویْهِ ،و أَبی الحُسَیْن بن بشرانَ ، و تفرَّد فی وقْته،و رحلَ إِلیه الناسُ ،رَوَی عنه أَبو طاهرٍ السِّلَفِیُّ ،و أَبو الفتح ابن البَطِّیّ ،و شهدهُ الکاتبهُ وُلِدَ سنهَ 398،و تُوفی فی 16 ربیع الأَول سنه 494،و أَخوه أَبو الفضل محمّدُ بنُ أَحمدَ الضَّرِیرُ،رَوَی عن أَبی الحَسَن بن رزقویْهِ ،و توفی سنَهَ 460.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
قولُهم:و ما أَمْطَرَتْ حتَّی أَبْطَرَتْ ،یَعْنِی السَّمَاءَ.
و الخِصْبُ یُبْطِرُ النّاسَ .
و فَقْرٌ مُخْطِرٌ خیرٌ مِن غِنًی مُبْطِر .
و امرأَهٌ بَطِیرَهٌ :شَدِیدَهُ البَطَرِ .
و من المَجَاز:لا یُبْطِرَنَّ جَهْلُ فلانٍ حِلْمَکَ أَی (3)لا یَجعله بَطِراً خَفِیفاً 3.و هو بهذا عالِمٌ بَیْطَارٌ .
و أَبو محمّدٍ عبدُ اللّه بنُ محمّدِ بنِ إِسحاقَ البَیْطارِیُّ :
مُحَدِّثٌ ،نَزَلَ بمصرَ فی موضعٍ معروفٍ ببِلال البَیْطار ، فنُسِبَ إِلیه،عن مالکٍ و ابنِ لَهِیعَهَ ،و تُوُفِّیَ سنهَ 231.
البَظْرُ بفتحٍ فسکونٍ : ما بین أَسْکَتَیِ المرأَهِ ، و فی الصّحاح:هَنَهٌ بین الإِسْکَتَیْن لم تُحْفَضْ . ج بُظُورٌ ، کالبَیْظَرِ ،و البُنْظُرِ بالنُّون،کقُنْفُذٍ ،و هاتانِ عن اللِّحْیَانِیّ .
و البُظَارهِ ،بالضَّمِّ و یُفْتَحُ ،عن أَبی غَسّانَ ،فی البیت الآتِی ذکرُه،و
16- فی الحدیث: «یا ابنَ مُقَطِّعَهِ البُظُورِ ». دَعاه بذلک؛لأَن أُمَّه کانت تَخْتِنُ ،النِّسَاءَ،و العربُ تُطلِقُ هذا اللفظَ فی مَعْرِضِ الذَّمِّ و إِن لم تَکُن أُمُّ مَنْ یُقال له هذا خاتِنَهً ،و زاد فیها اللِّحْیَانِیُّ فقال:و الکَیْنُ و النَّوْفُ و الرَّفْرَفُ قال:و یقال للنَّاتِیءِ فی أَسْفَلِ حَیاءِ النَّاقَهِ : البُظارهُ أَیضاً.
و بُظَارهُ الشّاهِ :هَنَهٌ فی طَرَفِ حَیَائِها.و فی المُحکَم:
و البُظَاره :طَرَفُ حَیاءِ الشّاهِ و جمیعِ المَوَاشِی،مِن أَسْفَلِه.
و قال اللِّحْیَانِیّ :هی النّاتِیءُ فی أَسْفَلِ حَیاءِ الشَّاهِ ، و استعارَه للمرأَهِ ،فقال (4):
تُبَرِّئُهُم مِن عَقْرِ جِعْثِنَ بعْدَ ما
أَتَتْکَ بِمَسْلُوخِ البُظَارَهِ وَارِمِ
و رَوَاه أَبو غَسّانَ : البَظَاره ،بالفتح.
و أَمَهٌ بَظْرَاءُ بَیِّنَهُ البَظْرِ ، طَوِیلَتُه،و الاسمُ البَظَرُ ،محرَّکَهً :
و لا فِعْلَ له.
و البَظْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ : الخاتِمُ ،حمْیَرِیَّه،جَمعُه بُظُور ،قال شاعرُهم:
کما سَلَّ البُظُورَ مِنَ الشَّناتِرْ
و الشَّنَاتِرُ:الأَصابِعُ ،حَکَاه ابن السِّید فی کتاب الفرق عن الشَّیْبانِیّ .
و الأَبظَر :الأَقْلَفُ و هو الّذی لم یُخْتَنْ .
و البَظْرَهُ کَتَمْرَهٍ : القَلِیلَهُ مِن الشَّعر فی الإِبْطِ ،یَتوانَی الرَّجُلُ عن نَتْفِها،فیقال:تحتَ إِبطِه بُظَیْرَهٌ .
ص:99
و البَظْرَهُ : حَلْقَهُ الخاتِمِ (1)بلا کُرْسِیٍّ ،و تصغیرُها بُظَیْرَهٌ أَیضاً و فی الأَساس:و رُدَّ خاتَمَکَ إِلی بَظْرِه ،و هو مَحَلُّه مِن خِنْصَرِه.
و البُظْرَهُ بالضَّمِّ :الهَنَهُ ،و هی الدّائِرهُ التی تحتَ الأَنْفِ ، الناتِئَهُ فی وَسَط الشَّفَهِ العُلْیَا ،و تصغیرُهَا بُظَیْرَهٌ ،و رجلٌ أَبْظَرُ ،و هو النّاتِئُ الشَّفَهِ العُلْیَا مع طُولِهَا،و نُتُوٍّ فی وَسَطِهَا مُحاذٍ للأَنْف، کالبُظَارهِ بالضَّمِّ أَیضاً.
و
1- رُوِیَ عن علیٍّ کَرَّم اللّهُ وَجهَه: أَنَّه أُتِیَ فی فَرِیضَهٍ و عندَه شُرَیْحٌ فقال له علیٌّ :«ما تقولُ فیها أَیُّهَا العَبْدُ الأَبْظَرُ ؟».
و قد بَظِرَ الرَّجلُ بَظَراً ،قال أَبو عُبَیْدَهَ :و إِنّمَا نرَاه قال لُشَرْیحٍ :«العَبْدُ الأَبْظَرُ »؛لأَنَّه وَقَعَ علیه سَبْیٌ فی الجاهِلِیَّه.
و البِظْرِیرُ ،بالکسر:المرأَهُ الصَّخّابهُ الطَّوِیلهُ اللِّسَانِ ،قاله أَبو خَیْرهَ ،و ضَبَطَه بالظّاءِ المُعْجَمَهِ ،قال:شُبِّه لسانُها بالبَظْر ،و قال اللَّیْث:قولُ أَبِی الدُّقَیْشِ :أَحَبُّ إِلینا،أَی بالطَّاءِ المُهْمَلَه (2)،أَی أَنّها بَطِرَتْ و أَشِرَتْ ،و قد تَقَدَّمَت الإِشارهُ إِلیه.
و یقال- ذَهَبَ دَمُه بِظْراً -بالکسر،أَی هَدَراً ،و الطّاءُ فیه لغهٌ ،و قد تَقَدَّمَ .
و یا بَیْظَرُ :شَتْمٌ للأَمَهِ ،عن الفَرّاءِ.
و بُظَارهُ الشّاهِ ،بالضَّمِّ : هَنَهٌ فی طَرفِ حَیَائِها قال ابن سِیدَه:و جمیعُ المَواشِی مِن أَسْفَلِه،و قال اللِّحْیَانیّ :هی النّاتِیُّ فی أَسفلِ حَیَاءِ الشّاهِ .
و المُبَظِّرَهُ کمُحَدِّثَهٍ : الخافِضَهُ .
و یقال: بَظَّرَتْها تَبْظِیراً :خَفَضَتْهَا.
و فی اللِّسَان:و المُبَظِّرُ :الخَتَّانُ ؛کأَنَّه علی السَّلْب.
و من أَمثالهم:« هو یُمِصُّه (3)و یُبَظِّرُهُ » أَی قال له : امْصُصْ بَظْرَ فُلانَهَ . و فی الأَساس:[و أمصَّه اللّه بَظْرَ أمِّه] (4).
و بَظْرَمَه:قال له ذلک.
و یقول الحَجّامُ للرَّجلِ : تَبَظْرَمْ ،فیرفعُ بطَرَفِ لسانِه شَفَتَه العُلْیَا؛[حتی یَحِفَّ ] (5)شارِبَه.
البَعْرُ ،و یُحَرَّکُ :رَجِیعُ الخُفِّ و الظِّلْفِ من الإِبِل و الشّاءِ،وَ بَقَرِ الوَحْشِ ،و الظِّبَاءِ،إِلاّ البقَر الأَهْلِیَّه؛فإِنها تَخْثِی و هو خَثْیُهَا،و الأَرْنَبُ تَبْعَرُ أَیضاً،و قد بَعَرَتِ الشّاهُ و البَعِیرُ یَبْعَرُ بَعْراً ، واحِدَتُه البَعْرَهُ بهاءٍ. ج أَبْعَارٌ . و الفِعْلُ بَعَرَ کمَنَعَ .
و المَبْعَرُ و المِبْعَرُ کمَقْعَدٍ و مِنْبَرٍ:مکانُه ،أَی البَعر ، من کلِّ ذِی أَرْبَعٍ ،و الجَمْعُ مَبَاعِرُ .
و البَعِیرُ کأَمِیرٍ، و قد تُکْسَرُ الباءُ ،و هی لغهُ بنی تَمِیم، و الفتحُ أَفصحُ اللُّغَتَیْن: الجَمَلُ البازِلُ ،أَو الجَذَعُ ،و قد یکونُ للأُنْثَی ،حُکِیَ عن بعض العَرَب:شَرِبْتُ مِن لَبَنِ بَعِیرِی ،و صَرَعَتْنِی بَعِیرِی ،أَی نَاقَتِی،و أَنشدَ فی الأَساس:
لا تَشْتَرِی لَبَنَ البَعِیرِ و عندَنَا
لَبَنُ الزُّجاجَهِ وَاکِفُ التَّهْتَانِ
و یقولون:کِلاَ هذَیْن البَعِیرَیْن ناقَهٌ ،و فی الصّحاح:
و البَعِیرُ من الإِبل بمَنْزِلَهِ الإِنْسَانِ مِنَ النّاس،یقال:الجَمَلُ بَعِیرٌ ،و الناقَهُ (6)بَعِیرٌ ،قال:و إِنّمَا یُقَال له بَعِیرٌ ،إِذا أَجْذَعَ .
یقال:رأَیتُ بَعِیراً مِن بَعِیدٍ،و لا یُبَالی ذَکَراً کان أَو أُنْثَی.
و فی المِصْباح: البَعِیرُ مثلُ الإِنسانِ یَقَعُ علی الذَّکَر و الأُنْثَی، یُقَال:حَلَبْتُ بَعِیرِی .و الجَمَلُ بِمَنْزِلَهِ الرَّجلِ یَخْتَصُّ بالذَّکَرِ،و النّاقَهُ بمَنْزِلَهِ المرأَهِ تَخْتَصُّ بالأُنْثَی،و البَکْرُ و البَکْرَهُ مثلُ الفَتَی و الفَتَاه،هکذا حکاه جماعهٌ ،کابنِ السِّکِّیتِ و ابنِ جِنِّی.
و البَعِیرُ : الحِمَارُ و به فُسِّرَ قولُه تعالَی: وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِیرٍ (7)و فی زَبُورِ داوُود أَنَّ البَعِیر کُلّ ما یَحْمِل و یقال لکُلِّ ما یَحْمِل بالعِبْرَانِیَّهِ : بَعِیرٌ ، و هاتانِ اللُّغَتَانِ عن ابنِ خَالَوَیْهِ . قال ابن بَرِّیٍّ :و فی البَعِیر سؤالٌ جَرَی فی مَجْلِس.
ص:100
سَیْفِ الدَّوْلَهِ بنِ حَمْدَانَ ،و کان السَّائِلُ ابنَ خَالَوَیْهِ ، و المسْؤُول المُتَنَبِّی،قال ابن خالَوَیْهِ :و البَعِیرُ أَیضاً الحمارُ، و هو حَرْفٌ نادرٌ أَلْقَیْتُه علی المتنبِّی بین یَدَیْ سیفِ الدَّوْلَهِ ، و کانَت فیه خُنْزُوانَهٌ و عُنْجُهِیَّهٌ ،فاضطربَ ،فقلتُ :المرادُ بالبَعِیرِ فی قولِه تعالَی: وَ لِمَنْ جاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِیرٍ الحِمَارُ،و ذلک أَنّ یَعْقُوبَ و إِخْوَهَ یُوسُفَ علیهم السَّلامُ کانوا بأَرضِ کَنْعانَ ،و لیس هناک إِبِلٌ ،و إِنما کانوا یَمْتَارُونَ علی الحَمِیر،و کذلک ذَکَره مُقَاتِلُ بنُ سلیمانَ فی تَفْسِیره.
ج أَبْعِرَهٌ ،و جمعُ أَبْعِرَهٍ أَباعِرُ و لیس جَمْعاً لبَعِیرٍ ،کما قالَه ابنُ بَرِّیٍّ ،و ذَکَرَ الشاهِدَ قولَ یزِیدَ بنِ الصِّقِّیلِ العُقَیْلِیِّ :
أَلاَ قُلْ لِرُعْیَانِ الأَبَاعِرِ أَهْمِلُوا
فقد تابَ عَمّا تَعْمَلُونَ یَزِیدُ
و إِنَّ امْرَأَ یَنْجُو مِن النّارِ بعدَ مَا
تَزَوَّدَ مِن أَعمالِها لَسَعِیدُ
قال:و هذا البیتُ کَثِیراً ما یَتَمَثَّل به النّاسُ ،و لا یَعْرِفُونَ قائِلَه.
و تُجمَعُ الأَبْعِرَهُ أَیضاً علی أَباعِیرَ ،و من جُمُوع البَعِیر بُعْرَانٌ و بِعْرَانٌ ،بالضَّمِّ و الکسرِ،الأَخِیرَهُ عن الفَرّاءِ،و بُعُرٌ کرَغِیفٍ و رُغُفٍ .
و بَعِرَ الجَمَلُ ،کفَرِحَ بَعَراً : صار بَعِیراً .
و البَعْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ (1): الفَقْرُ التّامُّ الدّائمُ .
و البَعْرَهُ :الغَضْبَهُ فی اللّه عَزَّ و جَل،و تصغیرُهَا بُعَیْرَهٌ .
و البَعَرَهُ ، بالتَّحْرِیک:الکَمَرَهُ .
و المِبْعَارُ ،بالکسر: الشَّاهُ ،أَو النَّاقَهُ تُبَاعِرُ حالِبَها.
و باعَرتِ الشّاهُ و النّاقَهُ إِلی حالِبها،أَسْرَعَتْ .
و البِعَارُ ککِتَاب:الاسمُ ،و یُعَدُّ عَیْباً؛لأَنَّهَا رُبَّمَا أَلْقَتْ بَعْرَها فی المِحْلَبِ .
و البُعَارُ کغُرَابٍ :النَّبِقُ (2)الکِبَارُ،یَمانِیَّهٌ .
و البَعّارُ ککَتّانٍ :ع. و البَعّارُ أَیضاً: لَقَبُ رَجُلٍ م أَی معروفٌ .
و البَیْعَرَهُ کحَیْدَرَهٍ : ع.
و بَعْرِینُ کیَبْرِین (3): د،بالشّام،أو الصَّوابُ :بارِینُ ، و العَامَّهُ تقولُ : بَعْرِینُ ،و هو بین حَلَبَ و حَمَاهَ من جهه الغَرْب،و فی التَّکْمِلَه:بُلَیْد (4)بین حِمْصَ و السّاحِلِ .
و باعِرْبَایَا (5)،أَو باعِرْبَایْ :د بناحِیَهِ نَصِیبِینَ ،مِن أَعمال حَلَب،مِن مُضافات أَفامِیا،غَزاهم بُخْتُنَصَّرُ.
و باعِرْبَایَا 5: ه بالمَوْصِلِ . ذَکَرَهما یاقُوت فی المُعْجَم.
و أَبْعَرَ المِعَی،و بَعَّرَه تَبْعیراً :نَثَلَ ما فیه مِن البَعْرِ ،و مِن أَمثالِهم:«إِنّ هذا الدّاعِر،ما زالَ یَنْحَرُ الأَباعِر ،وَ یَنْثِلُ المَبَاعِر ».
و باعِرْبَایْ :الذین لیس لِأَبْوَابِهمْ أَغْلاقٌ ،نقلَ ذلک عن ابن حَبِیبَ نقَلَه الصَّاغانیُّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
قولُهُم:و هو أَهْوَنُ علیَّ مِن بَعْرَه یُرْمَی بها کَلْبٌ ؛و أَصْلُه مِن فِعْل المُعْتَدَّهِ عن (6)موتِ زَوْجهَا،و یقال منه: بَعَرَتِ المُعْتَدَّهُ ،فهی باعِرٌ (7).انْقَضَتْ عِدَّتُها،أَی رَمَتْ بالبَعْرَهِ .
و بَعَرَتْه :رَمَتْه بها،کذا فی الأَساس.
14- و لیلهُ البَعِیرِ :هی اللَّیْلَهُ التی اشتَری فیها رسول اللّه صَلی اللّه علیه و سلّم مِن جابِرٍ جَمَلَه. و قد جاءَ هکذا فی حَدِیثه.
و مِن أَمثالهم:«أَنتَ کصاحِبِ البَعْرَهِ ؛»،و کان مِن حدیثه أَنَّ رجلاً کانت له ظِنَّهٌ فی قومه،فجَمَعَهم لِیَسْتَبْرِئَهم،و أَخَذَ بَعْرَهً ،فقال:إِنِّی رامٍ ببَعْرَتِی هذه صاحبَ ظِنَّتِی،فجَفَلَ لها أَحدُهم،و قال:لا تَرْمِنِی بها،فأَقَرَّ علی نفسِه.
و أَبناءُ البَعِیرِ :قومٌ .
و بنو بُعْرَانَ :حَیٌّ ،کذا فی اللِّسَان.
و أَبو حامدٍ محمّدُ بنُ هارونَ بنِ عبدِ اللّه بنِ حُمَیْدٍ البَعْرَانِیُّ ،بالفَتْح،بَغْدَادِیُّ ،ثِقَهٌ ،رَوَی عنه الدَّارَقُطْنِیُّ .
ص:101
و جَفْرُ البَعْرِ :ماءٌ لبَنِی رَبِیعَهَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ کِلابٍ ،بینَ مکهَ و الیَمَامَهِ ،علی الجادَّهِ (1).
و الخَضِرُ بنُ بَدرانَ بنِ بُعْرَی بنِ حِطّانَ :الأَدیبُ ، کبُشْرَی،کَتَبَ عنه المُنْذِرِیُّ ،و ضَبَطَه.
و بِلالُ بنُ البَعِیرِ المُحاربیُّ ،فیه یقولُ الشاعر یَهْجُوه:
یقولُونَ :هذا ابنُ البَعِیرِ و ما لَه
سَنامٌ و لا فی ذِرْوَهِ المَجْدِ غارِبُ (2)
ذَکَرَه المُبَرِّدُ فی الکامل.
بَعْثَرَ الرَّجُلُ : نَظَرَ و فَتَّشَ و بَعْثَرَ الشَّیءَ:فَرَّقَه و بَدَّدَه،و قال الزَّجّاجُ : بَعْثَرَ متاعَه و بَحْثَرَه،إِذا قَلَبَ بعضَه علی بعض ،و زَعَم یعقوبُ أَنّ عَیْنَهَا بَدَلٌ من غَیْن«بَغْثَرَ»،أَو غَیْن«بَغْثَرَ»بَدَلٌ منها.
و بَعْثَرَ الخَبَرَ:بَحَثَه. و یقال: بَعْثَرَ الشَّیْ ءَ و بَحْثَرَه،إِذا اسْتَخْرَجَه فَکَشَفه. و بَعْثَرَه : أَثارَ ما فیه ،قال أَبو عُبَیْدَهَ فی قولِه تعالَی: إِذا بُعْثِرَ ما فِی الْقُبُورِ (3):أُثِیرَ و أُخْرِجَ .
قال: و بَعْثَرَ الحَوْضَ :هَدَمَه و جَعَلَ أَسْفَلَه أَعلاه. و قال الزَّجّاج: بُعْثِرَتْ ،أَی قُلِبَ تُرابُها،و بُعِثَ المَوْتَی الذین فیها،و قال الفَرّاءُ:أَی خَرجَ ما فی بَطْنِها من الذَّهَبِ و الفِضَّه،و خُرُوجُ المَوْتَی بعد ذلک.
و البَعْثَرَهُ :غَثَیَانُ النَّفْسِ ،و
16- فی حدیثِ أَبی هُرَیْرَهَ : «إِنَّی إِذا لم أَرَکَ تَبَعْثَرَتْ نَفْسِی». ؛أَی جاشَتْ و انْقَلَبَتْ و غَثَتْ .
و البَعْثَرَهُ : اللَّوْنُ الوَسِخُ ،مِن ذلک.
و منه:ابنُ بَعْثَرٍ ،کجَعْفَرٍ: الشّاعرُ و یُقال بالغَیْن، السَّعْدِیُّ خارِجِیٌّ ،و اسمُه یَزِیدُ،و فیه یقولُ عِمْرانُ بنُ حِطّانَ :
لقد کانَ فی الدُّنْیَا یَزِیدُ بنُ بَعْثَرٍ
حَرِیصاً علی الخَیْرَاتِ حُلْواً شَمَائِلُه (4)
فی أَبیاتٍ انْظُرْ کتابَ البَلاذُریِّ .
و حَمْلَهُ و صِلَهُ ابْنَا بَعْثَر ،مِنْ بَکْرِ بنِ عامِرٍ ،و قال الحافِظُ :مِن بَنِی کَلْبِ بنِ وَبَرَهَ .و عطِیَّهُ بن بَعْثَر التَّغْلَبیُّ ، خَبَرُهُ فی کتاب البلاذُریّ .
بَعْذَرَه بِعْذارهً ،بالکسر ،أَهملَه الجوهَریُّ ، و قال أَبو زَیْدٍ:أَی حَرَّکَه.
و بَعْذَرَ فلاناً:نَقَصَه ،و کذلک قَرْقَرَه قِرْقارَهً (5)و نَقَصَه، هکذا فی النُّسَخ بالنُّونِ و القافِ و الصَّادِ المُهْمَلَهِ ،و الصَّواب نَفَضَه،بالفاءِ و الضّادِ المُعْجَمَهِ ،کما هو نَصُّ اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ .
بَعْکَرَه بالسَّیفِ ،أَهملَه الجوهَریُّ ،و فی التَّکْمِلَه:أَی قَطَعَه ،ککَعْبَرَه به،و سیأْتی.
بَغَرَ البَعِیرُ-کفَرِحَ و مَنَع- بَغْراً -بفتحٍ فسکونٍ - و بَغَراً ،مُحَرَّکَهً ، فهو بَغِرٌ ککَتِفٍ ، و بَغِیرٌ ،کأَمِیرٍ: شَرِبَ و لم یَرْوَ،فأَخَذَه داءٌ مِن کَثْرَهِ الشُّرْبِ ،کبَحِرَ بَحَراً،و کذلک الرَّجُلُ ،کذا فی نوادِرِ الیَزِیدِیِّ ،و قال ابن الأَعرابیِّ : البَغَرُ و البَغْرُ :الشُّرْبُ بلا رِیًّ ،و قال الأَصمعیّ :هو داءٌ یأْخُذُ الإِبلَ فتشربُ ،فلا تَرْوَی و تَمْرَضُ عنه فتَمُوت،قال الفرزدقُ :
فقلتُ :ما هو إلاّ السّامُ تَرْکَبُه (6)
کأَنَّمَا الموتُ فی أَجْنادِه البَغَرُ
و قال آخَرُ:
و سِرْتَ بقَیْقَاهٍ فأَنْتَ بِغَیْرُ
ج بَغارَی ،و یُضَمُّ .
و البَغْرُ ،و یُحَرَّکَ و البَغْرَهُ : الدُّفْعَهُ الشَّدِیدَهُ مِن المَطَرِ ، و قال أَبو زَیْدٍ:یُقال:هذه بَغْرَهُ نَجْمِ کذا،و لا یکون البَغْرَهُ إِلاّ مع کَثْرَه المَطَر.
بَغَرَتِ السَّمَاءُ،کمَنَعَ ، بَغْراً .
و قال أَبو حَنِیفَهَ : بُغِرَتِ الأَرضُ ،مَبْنِیًّا للمَجْهُولِ :
ص:102
أَصابَها المَطَرُ فلَیَّنَهَا قبلَ أَن تُحْرَثَ ، و إِنْ سَقاهَا أَهْلُهَا قالُوا: بَغَرْنَاهَا بَغْراً ،أَی سَقَیْنَاها.
و بَغَرَ النَّجْمُ بُغُوراً :سَقَطَ و هَاجَ بالمَطَر ،یَعْنِی بالنَّجْم الثُّرَیَّا،و بَغَرَ النَّوْءُ (1)،إِذا هاجَ بالمَطَر،و أَنشدَ:
بَغْرَهَ نَجْمٍ هاجَ لَیْلاً فبَغَرْ
و یقال: تَفَرَّقُوا شَغَرَ بَغَرَ مُحَرَّکَهً فیهما و یُکْسَر أَوْلُهما ، و کذا شَغَرَ مَغَرَ، أَی مُتَفَرِّقِین فی کلِّ وَجْهٍ ،و کذا تَفَرَّقَتِ الإِبلُ .
و البَغْرَهُ :الزَّرْعُ یُزْرَعُ بعدَ المَطَرِ فیَبْقَی فیه الثَّرَی حتی یُحْقِلَ ،أَی یَتَشَعَّبَ وَرَقُه،و یَظْهَرَ و یَکْثُرَ.
و یقالُ : له بَغْرَهٌ مِن العَطاءِ لا تَغِیضُ ،أَی دائِمُ العَطَاءِ ، قال أَبو وَجْزَهَ (2):
سَحَّتْ لِأَبْنَاءِ الزُّبَیْرِ مآثِرٌ
فی المَکْرُماتِ و بَغْرَهٌ لا تُنْجِمُ
و البَغَرُ ،مُحَرَّکَهً :الماءُ الخَبِیثُ تَبْغَرُ عَنْه الماشِیَهُ ،أَی یُصِیبُهَا البَغَرُ .
و البَغَرُ : کَثْرَهُ شُرْبِ الماءِ ،مصدرُ بَغِرَ الرَّجُلُ و البَعِیرُ، کفَرِحَ ، أَو البَغَرُ : داءٌ یأْخُذُ الإِبلَ ، و عَطَشٌ ،تَشْرَبُ فلا تَرْوَی،عن ابن الأَعرابیِّ ،و لو قال فی أَول التَّرْجَمَهِ : بَغَرَ البَعِیرُ و کذا الرَّجلُ ،کفَرِحَ و مَنَعَ ، بَغْراً ،وَ بَغَراً ،لکانَ أَجمعَ للأَقوال،و أَلْیَقَ بالاختصارِ الذی هو بِصَدَدِه فی سائِرِ الأَحوال.
*و ممّا یُستَدرکَ علیه:
ماءٌ مَبْغَرَهٌ :یُصِیبُ منه (3)البَغَرُ .
و عُیِّرَ رجلٌ مِن قُریْشٍ فقیل له:ماتَ أَبوکَ بَشَماً،و مَاتَتْ أُمُّکَ بَغَراً .
و أَبْغَرُ ،کأَحْمَدَ:ناحیهٌ بِسَمَرْقَنْدَ،فیها قُرًی مُتَّصِلَهٌ ، منها:أَبو یَزِیدَ خالدُ بنُ بُرْدَهَ (4)السَّمَرْقَنْدِیُّ .و الخَضِرُ بنُ بَدْرَانَ بنِ بُغْرَی ،التُّرُکِیُّ الأَدِیبُ کبُشْرَی،کَتَبَ عنه المُنْذِرِیُّ و ضَبَطَه.
البُغْبُورُ ،بالضَّمِّ ،أَهملَه الجوهَرِیُّ ،و قال ابن الأَعرابیِّ :هو الحَجَرُ الذی یُذْبَحُ علیه القُرْبانُ للصَّنَمِ ،کذا فی التَّکْمِلَه.
و بُغْبُور : لَقَبُ مَلِکِ الصِّینِ ،و یُقَال له:فُغْفُور أَیضاً.
البَغْثَرُ :الأَحْمَقُ ،عن ابن دُریْدٍ،و زاد غیرُه (5):
الضَّعِیفُ ،و الأُنثی بغَثَرَهٌ .
و فی التَّهْذِیب: البَغْثَرُ من الرِّجال: الثَّقِیلُ الوَخْمُ عن أَبی زَیْد،و أَنشدَ للحارث بنِ مُصَرِّفِ بنِ الحارث بن أَجْمَعَ (6):
إِنِّی إِذا مُجرٌ قَومٍ حَامَا
بَلَلْتُ رِحْمِی و اتَّقَیْتُ الذّامَا
و لم یَجِدْنِی بَغْثراً کَهَامَا
و البَغْثَرُ : الرَّجُلُ الوَسِخُ ،من ذلک.
و البَغْثَرُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ .
و بَغْثَرُ بنُ لَقِیْط (7)بنِ خالِد بنِ نَضْلَهَ الشَّاعرُ الجاهلیُّ ، نَسَبَه ابنُ الأَعرابیّ .
و البَغْثَرَهُ بالهاءِ:خُبْثُ النَّفْسِ تقول:ما لِی أَراکَ مُبَغْثِراً .
و البَغْثَرَهُ : الهَیْجُ و الاختِلاطُ یقال:رَکِبَ القومُ فی بَغْثَرهٍ ،أَی هَیْجٍ و اختلاطٍ .
و البَغْثَرَهُ : التَّفْرِیقُ ،یقال: بَغْثَر طعامَه،إِذا فَرَّقَه.
و بُغْثُرٌ الکَلْبِیُّ ،کعُصْفُرٍ ذَکَره سیفٌ فی الفُتُوح.
و بَغْثَرَه :بَعْثَرَه أَی قَلَبَه،و قد تقدَّم.
و بَغْثَرَتْ نَفْسُه:خَبُثَتْ و غَثَتْ کتَبَغْثَرَتْ ، و
16- فی حدیث أَبی هُرَیْرَهَ : «إِذا لم أَرَکَ تَبَغْثَرَتْ نَفْسِی». ؛أَی غَثَتْ ، و یُروَی:«تَبَعْثَرَتْ »،بالعین،و قد تَقَدَّم.
و أَصْبَحَ فلانٌ مُتَبَغْثِراً ،أَی مُتَمَقِّساً،و رُبَّما جاءَ بالعَیْن، قال الجوهریُّ ،و لا أَرْوِیه عن أَحَدٍ.
ص:103
بَغْشُورُ ،بالفَتْح و ضمِّ الشِّینِ المعجَمَه،أَهملَه الجوهریُّ ،و هو د بینَ هَراهَ و سَرَخْسَ ،و قال ابن الأَثِیر:بین مَرْوَ و هَراهَ (1)،یقال له:بَغْ ،و بَغْشُورُ ،قال الصَّاغانیّ :بینه و بین هَراهَ خمسهٌ و عشرون فَرْسَخاً،و فَعْلُول فی الأَسماءِ نادرٌ. و النِّسْبَهُ بَغَوِیٌّ ،علی غیر قیاسٍ فإِن القیاسَ یَقْتَضِی أَن تکونَ بَغْشُورِیٌّ ،و هو مُعَرَّب کَوْشُورَ،أَی الحُفْرَهُ المالِحَهُ ،و هذا تعریبٌ غریبٌ ؛فإِن«بَغْ »بالفارسیَّه البُستانُ ، و لا ذِکْرَ للحُفْره فی الأَصل،إِلاّ أَن یُقال:إِن أَرضَ البُستانِ دائماً تکونُ مَحْفُورَهً .
منها ؛أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ عبدِ العزیزِ الوَرّاقُ ،نَزِیلُ مکّهَ ، و ابنُ أَخِیه أَبو القاسمِ عبدُ اللّه بنُ محمّدِ بنِ عبدِ العزیزِ مُسْنِدُ الدُّنیا ،طالَ عمرُه،فَعَلَتْ رِوَایتُه،مولدُه ببغدادَ سنَهَ 214،و جَدُّه لأُمِّه أَحمدُ بنُ منیع البَغَوِیُّ ؛فلذلک نُسِبَ إِلیه،و تُوُفِّیَ سنهَ 316 (2).
و إِبراهِیمُ بنُ هاشِمٍ ،عن إِبراهِیمَ بنِ الحَجّاج السّامیّ .
و القاضی أَبو سعیدٍ محمّدُ بنُ علیِّ بن أَبی صالحٍ الدَّبّاسُ ،راوِی التِّرْمِذِیِّ .
و مُحْیِی السُّنَّهِ أَبو محمّدٍ الحُسَینُ بنُ مسعودِ بنِ محمّدٍ الفَرّاءُ،صاحبُ المَصابِیح.
و فاتَه:
أَبو الأَحْوَص محمّدُ بنُ حِبّانَ (3)البَغَوِیُّ ،سَکَنَ بغدادَ، رَوَی عنه أَحمدُ بنُ حَنْبَل و غیرُه،و الفقیهُ أَبو یعقوبَ یوسُفُ بنُ یعقوبَ بنِ إِبراهِیمَ البَغَوِیُّ ،رَوَی عنه الحاکِمُ ، و محمّدُ بنُ نَجِیدٍ والدُ عبدِ الملک و عبدِ الصمد،من أَهل بَغْ ،حَدَّثُوا کلُّهم.
البَقَرَهُ مِن الأَهْلِیِّ و الوَحْشِیِّ یکونُ للمذکَّر و المؤنَّث ،وَ یَقَعُ علی الذَّکَر و الأُنثی،کذا فی المُحکَم، و إِنّما دَخَلَتْه الهاءُ علی أَنه واحِدٌ من جنْسٍ ، م أَی معروفٌ .
ج بَقَرٌ بحذف الهاءِ وَ بَقَراتٌ ،و بُقُرٌ ،بضمَّتَین،و بُقّارٌ ، کرُمّان، و أُبْقُورٌ وِزان أُفْعُول، و بَواقِرُ ،و هذا الأَخیرُ نقلَهالأَزهریُّ عن الأَصمعیّ ،قال:و أَنشدَنِی ابنُ أَبی طَرفهَ :
وَ سَکَّتُّهُمْ بالقَوْلِ حتَّی کأَنَّهُمْ
بَوَاقِرُ جُلْحٌ أَسْکَنَتْهَا المَرَاتِعُ
و أَمّا باقِرٌ وَ بَقِیرٌ و بِیقُورٌ و باقُورٌ و باقُورَهٌ فأَسمَاءٌ للجَمْع ، و هذا نصُّ عبارَهِ المُحْکَم،و قال:و جمعُ البَقَرِ أَبْقُرٌ ،کزَمَنٍ و أَزْمُنٍ ،و أَنْشَدَ لمَعْقِلِ بن خُوَیْلِدٍ الهُذَلِیِّ :
کأَنَّ عَرُوضَیْه مَحَجَّهُ أَبْقُرٍ
لَهُنَّ إِذا ما رُحْنَ فیها مَذَاعِقُ
و أَنشدَ فی بَیْقُورٍ :
سَلَعٌ مَّا و مثلُه عُشَرٌ مَّا
عائِلٌ مَّا و عالَتِ البَیْقُورَا
و أَنشدَ الجوهریُّ للوَرلِ الطائیِّ :
لا دَرَّ دَرُّ رِجَالٍ خابَ سَعْیُهُمُ
یَسْتَمْطِرُونَ لَدَی الأَزْمَاتِ بالعُشَرِ
أَ جاعِلٌ أَنتَ بَیْقُوراً مُسَلَّعَهً
ذَرِیعَهً لک بَیْنَ اللّه و المَطَرِ
و إِنَّمَا قال ذلک؛لأَن العربَ کانت فی الجاهلیَّهِ إِذا اسْتَسْقَوا جَعَلُوا السَّلَعَهَ و العُشَرَ فی أَذْنابِ البَقَرِ ،و أَشْعَلُوا فیه (4)،فتَضِجُّ البَقَرُ مِن ذلک،و یُمْطَرُون،و أَهلُ الیمنِ یُسَمُّون البَقَرَهَ باقُورَهً .و
14- کَتَبَ النبیُّ صَلی اللّه علیه و سلّم فی کتاب الصَّدَقهِ لِأَهْلِ الیمنِ :«فی ثلاثینَ باقُورَهً بَقَرَهٌ ».
و قال اللَّیث: الباقِرُ :جماعهُ البَقَرِ مع رُعَاتِهَا،و الجامِلُ :
جماعهُ الجِمَال مع راعِیها،و فی جَمْهَره ابنِ دُرَید:و باقِرٌ و بَقِیرٌ جمعُ البَقَرِ .
و البَقّارُ کشَدّادٍ: صاحِبُه ،أَی البَقَرِ .
و البَقّارُ : وادٍ قال لَبِید:
فباتَ السَّیْلُ یَرْکَبُ جانِبَیْه
مِن البَقّارِ کالعَمِدِ الثَّقَالِ (5)
ص:104
و:ع،بَرْملِ عالِجٍ ،کثیرُ الجِنِّ قیل:هو بنَجْدٍ، و قیل:بناحیه الیَمامهِ .
و البَقّارُ : لُعْبَه لهم،و هو تُرَابٌ یُجمَعُ فی الأَیدِی، فیُجْعَلُ قُمَزاً قُمَزاً،کأَنَّهَا صَوامِعُ ،یُلْعَبُ به،جَعَلُوه اسْماً کالقِذَافِ ،و هو البُقَّیْرَی ،و أَنشدَ:
نِیطَ بِحَقْوَیْهَا خَمِیسٌ أَقْمَرُ
جَهْمٌ کبَقّارِ الوَلِیدِ أَشْعَرُ
و البَقّارُ : الحَدّادُ ،و الحَفّارُ.
و قُنّهُ البَقّارِ :وادٍ آخَرُ لبَنِی أَسَدٍ.
و عَصاً بَقّارِیّه :شَدِیده ،و فی التَّکْمله:لِبَعْضِ العِصِیِّ .
وَ بقِرَ الکَلْبُ ،کفَرِحَ :رأَی البَقَرَ ،أَی بَقَرَ الوَحْشِ ، فَتَحَیَّرَ و ذَهَبَ عَقلُه فَرَحاً بهنّ .
و بَقِرَ الرَّجلُ بَقْراً ،بفتحٍ فسکونٍ ، و بَقَراً ،محرَّکَهً :
حَسَرَ فلا یَکَادُ یُبْصِرُ،و أَعْیَا ،قال الأَزهریُّ :و قد أَنْکَرَ أَبو الهَیْثَمِ فیما أَخبَرَنِی عنه المُنْذِرِیُّ « بَقْراً »،بسکونِ القافِ ،و قال:القیاس« بَقَراً »،علی«فَعَلاً»؛لأَنه لازمٌ (1)عَیْرُ واقِعٍ .
و بَقَرَه ،کمَنَعَه ، یَبْقُره : شَقَّه ،و فَتَحَه،و وَسَّعَه ،و
16- فی حدیث حُذَیْفَهَ : «فما بالُ هؤلاءِ الذین یَبْقُرُونَ بُیُوتَنَا». ؛أَی یَفْتَحُونَها و یُوَسِّعُونها،و منه
16- حدیثُ الإِفک: « فبَقَرْتُ لها الحَدِیثَ ». ؛أَی فَتَحْتُه و کَشَفْتُه.
و بَقَرَ الهُدْهُدُ الأَرضَ :نَظَرَ مَوْضِعَ الماءِ فرَآه.
16- فی التَّهْذِیب:رَوَی الأَعْمَشُ عن المِنْهَالِ بن عَمرو عن سعیدِ بنِ جُبَیْرٍ عن ابنِ عَبّاسٍ فی حدیث هُدْهُدِ سلیمانَ ، قال: «بَیْنَا سُلَیْمَانُ فی فَلاهٍ احتاجَ إِلی الماءِ،فدَعَا الهُدْهُدَ، فبَقَرَ الْأَرْضَ ،فأَصاب الماءَ،فدَعَا الشَّیَاطِینَ فسَلَخُوا مواضِعَ الماءِ (2)،فرأَی الماءَ تحت الأَرضِ ،فأَعْلَمَ سلیمانَ حتی أَمَرَ بحَفْرِه».
و بَقَرَ فی بَنِی فُلانٍ ،إِذا عَرَفَ أَمْرَهم ،و فی التَّکْمِلَه:إِذا عَلِمَ أَمْرَهُم و فَتَّشَهُمْ . و البَقِیرُ :المَشْقُوقُ ،کالمَقْبُورِ. و ناقه بَقِیرٌ :شُقَّ بَطنُها عن وَلَدِهَا.
و قال ابن الأَعرابیِّ فی حدیث له:فجاءَت المرأَهُ فإِذا البیتُ مَبْقُورٌ ؛أَی مُنتَثِرٌ عَیْبَتُه (3)و عِکْمُه الذی فیه طَعامُه، و کلُّ ما فیه.
و البَقِیرُ : بُرْدٌ یُشَقُّ فیُلْبَسُ بلا کُمَّیْنِ و لا جَیْبٍ ، کالبَقِیرَه ، و قِیل:هو الإِتْبُ ،و قال الأَصمعیُّ : البَقِیرَهُ أَن یُؤْخَذَ بُرْدٌ فیُشَقَّ ثم تُلْقِیَه المرأَهُ فی عُنُقِهَا من غیرِ کُمَّیْنِ و لا جَیْبٍ ، و الإِتْبُ :قَمِیصُ لا کُمَّیْنِ له تَلبَسُه النِّسَاءُ،و قال الأَعْشَی:
کَتَمَیُّلِ النَّشْوَانِ یَرْ
فُلُ فی البَقِیرِ و فی الإِزارِ
و قد تقدَّم.
و البَقِیرُ : المُهْرُ یُولَدُ فی ماسِکَهٍ أَو سَلًی ؛لأَنَّه یُشَقُّ علیه.
6,5- و الباقِرُ ،لَقَبُ الإِمامِ أَبی عبدِ اللّهِ و أَبی جعفر محمّد بن الإِمامِ علیٍّ زَیْنِ العابِدِینَ ابنِ الحُسَیْنِ بنِ علیٍّ رضیَ اللّه تعالی عنهم ،وُلِدَ بالمدینه سنهَ 57 من الهجره،و أُمُّه فاطمهُ بنتُ الحَسَنِ بنِ علیٍّ ،فهو أَوَّلُ هاشمیٍّ ،وُلِدَ مِن هاشِمِیَّیْنِ ،عَلَوِیٌّ مِن عَلَوِیَّیْنِ ،عاش سَبْعاً و خمسینَ سنهً ، و تُوُفِّیَ بالمدینه سنه 114،و دُفِنَ بالبَقِیعِ عند أَبِیه و عَمِّه، و أَعْقبَ مِن سبعه:جعفرٍ الصّادِقِ ،و إِبراهیمَ ،و عُبَیدِ اللّه، و علیٍّ ،و زَینبَ ،و أُمِّ سَلَمَهَ ،و عبدِ اللّه؛و إِنما لُقِّبَ به لِتَبَحُّرِه فی العِلْم ،و تَوسُّعِه،و فی اللِّسَان:لأَنه بَقَرَ العِلْمَ ، و عَرَفَ أَصله،و استنبطَ فَرْعَه.
قلْت:
5,14- و قد وَرَدَ فی بعض الآثارِ عن جابرِ بنِ عبد اللّهِ الأَنصارِیِّ : أَنّ النبیَّ صَلی اللّه علیه و سلّم قال له:«یُوشِک أَن تَبْقَی حتی تَلْقَی وَلداً لی من الحُسین یِقال له:محمّد، یَبقُر العِلْمَ بقْراً ،فإِذا لقیته فأَقرِئْه منیِّ السلامَ .» خَرَّجَه أَئِمَّه النَّسَبِ .
و الباقِرُ : عِرْقٌ فی المَآقِی ،نَقلَه الصَّاغانیُّ ؛لأَنه یَشُقُّها.
و الباقِرُ : الأَسَدُ ؛لأَنّه إِذا اصطادَ الفَرِیسهَ بَقَرَ بَطْنَها.
و تَبَیْقَرَ :تَوَسَّعَ ، کتَبَقَّرَ ،و
14- رُوِیَ عن النبیِّ صَلی اللّه علیه و سلّم: أَنّه«نَهَی
ص:105
عن التَّبَقُّرِ فی الأَهْل و المالِ . قال أَبو عُبَیْد:قال الأَصمعیّ :یُرِیدُ الکَثْرَهَ و السَّعَه،قال:و أَصلُ التَّبَقُّرِ التَّوَسُّعُ و التَّفَتُّحُ ،و منه قیل: بَقَرْتُ بَطْنَه،إِنَّمَا هو شَقَقْتُه وَ فَتَحْتُه، و منه
17- حدیثُ أُمِّ سُلَیْمٍ : «إِنْ دَنَا منِّی أَحدٌ من المُشْرِکین بَقَرْتُ بَطنَه».
وَ بَیْقَرَ الرجلُ : هَلَکَ . و بَیْقَرَ : فَسَدَ ،و فی بعض النُّسَخ:
أَفْسَدَ،و کلتاهما صَحِیحتان،و علی الأُولی فَسَّرُوا قولَه:
یا مَنْ رَأَی النُّعْمَانَ کان حِیَرَا
فَسُلَّ مِنْ ذلک یَوْمَ بَیْقَرَا
أَی یومَ فَسَادٍ،قال ابن سِیدَه:هذا قولُ ابنِ الأَعرابیِّ جَعَلَه اسماً،قال:و لا أَدرِی لتَرْکِ (1)صَرْفِه وَجْهاً إِلاّ أَن یُضَمِّنَه الضَّمِیرَ،و یَجْعَلَه حِکایَهً ،و یُرْوَی:«یَوماً بَیْقَرَا »،أَی یوماً هَلَکَ أَو فَسَدَ فیه مُلْکُه،و علی النُّسْخَه الثانِیهِ فَسَّرَ ابنُ الأَعرابیِّ قولَه:
و قد کان زَیْدٌ و القُعُودُ بأَرْضِه
کرَاعِی أُناسٍ أَرْسَلُوه فَبَیْقَرَا
و قوله:«کرَاعِی أُناسٍ »،أَی ضَیَّعَ غَنَمَه للذِّئْب.
و بَیْقَرَ : مَشَی کالمُتَکَبِّرِ ،هکذا فی النُّسَخ،و فی اللِّسَان و غیرِه من الأُمَّهات:مَشَی مِشْیَهَ المُنَکِّسِ ،و لعلَّ ما فی نُسَخ القاموس تَصْحِیف عن هذا،فلْیُنْظَرْ.
و بَیْقَرَ الرجلُ : أَعْیَا و حَسَرَ،و قال ابن الأَعرابیِّ : بَیْقَرَ ؛ إِذا تَحَیَّرَ،یقال: بَقِرَ الکَلْبُ وَ بَیْقَرَ ،إِذا رَأَی البَقَرَ فَتَحَیَّرَ، کما یقال:غَزِلَ ،إِذا رَأَی الغَزالَ فَلَهَا.
و بَیْقَرَ ،إِذا شَکَّ فی الشَّیْ ءِ.و بَیْقَرَ ،إِذا مَاتَ . و أَصلُ البَیْقَرَهِ الفَسَادُ.
و بَیْقَرَ الدّارَ ،إِذا نَزَلَهَا و اتَّخَذها مَنْزِلاً،عن أَبی عُبَیْدَهَ .
و بَیْقَرَ : نَزَلَ إِلی الحَضَر و أَقامَ هنالک، و تَرَکَ قَومَه بالبادِیَهِ ،و خَصَّ بعضُهم به العِراقَ ،کما سیأْتی.
و بَیْقَرَ : خَرَجَ إِلی حیثُ لا یُدْرَی.
و بَیْقَرَ : أَسْرَعَ مُطَأْطِئاً رَأْسَه ،و هذا یُؤَیِّدُ ما فی الأُصُول:مَشَی مِشْیَهَ المُنَکِّسِ ،کما تقدَّم،قال المُثَقِّبُ العَبْدِیُّ ، و یُروَی لعَدِیِّ بنِ وَدَاعٍ :
فبَاتَ یَجْتَابُ شُقَارَی (2)کمَا
بَیْقَرَ مَنْ یَمْشِی إِلی الجَلْسَدِ
و بَیْقَرَ : حَرَصَ بِجَمْعِ -و فی بعض الأُصول:«علی جَمْعِ »- المالِ و مَنَعَه.
و بَیْقَرَ الفَرَسُ إِذا خَامَ (3)بِیَدَهِ کما یَصْفِنُ بِرِجْلِه،نُقِلَ ذلک عن الأَصمعیّ ،و الخَوْمُ هو الصُّفُون،کما سیأْتی.
و بَیْقَرَ : خَرَجَ من الشّام إِلی العِراقِ ،قال امرُؤُ القَیْس:
أَلاَ هلْ أَتَاها و الحَوَادِثُ جَمَّهٌ
بأَنَّ امْرَأَ القَیْسِ بنَ تَمْلِکَ بَیْقَرَا
و بَیْقَرَ : هَاجَرَ من أَرضٍ إِلی أَرضٍ ،و یقال:خَرَجَ من بلدٍ إِلی بلدٍ،فهو مُبَیْقِرٌ ،و هو مّما أَلْحَقُوه بالمُصَغَّرَاتِ ، و لیس بمُصَغَّر،فی أَلفاظ سَبَقَ ذِکرُهَا فی ب ط ر.و قال السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوض:المُهَیْنِمُ و المُبَیْطِرُ و المُبَیْقِرُ لو صَغَّرْتَ واحداً من هذه الأَسَماءِ لَحَذَفْتَ الیاءَ الزائدهَ ،کما تَحْذِفُ الأَلِفَ من مَفَاعِلَ ،و یَلحَقُ یاءُ التَّصْغِیرِ فی مَوْضِعِها،فیعودُ اللَّفْظُ إِلی ما کان،فیقال فی تَصْغِیر:مُهَیْنِمٍ و مُبَیْطِرٍ:مُهنم و مُبطر (4)،و له فی هذا المَقَام بحثٌ نَفِیسٌ فراجِعْه.
و البُقَّیْرَی ،کسُمَّیْهَی:لُعْبَه الصِّبْیَانِ ،و هی کَوْمَهٌ مِن تُرَابٍ و حَولَهَا خُطُوطٌ ،ذَکَرَه ابن دُرَیْدٍ.
و بَقَّرَ الصَّبِیُّ تَبْقِیراً :لَعِبَهَا یأْتُون إِلی مَوضعٍ قد خُبِّیءَ لهم فیه شییْ ءٌ،فیَضْرِبُون بأَیْدِیهم بلا حَفْرٍ،یَطْلُبُونه، و الذی فی الجَمْهَره لابنِ دُرَیْدٍ: بَیْقَرَ الصَّبِیُّ بَیْقَرَهً :لَعِبَ البُقَّیْرَی ،فهو مُبَیْقِرٌ .فانْظُرْه و تَأَمَّلْ .
و البَیْقَرَانُ :نَبْتٌ ،عن أَبی مالِکٍ ،قال ابن دُرَیْدٍ (5):و لا أَدْرِی ما صحَّتُه.
و البُقّارَی بالضَّمِّ و الشَّدِّ و فتح الرّاءِ:الکَذِبُ ،و الدّاهِیَهُ ،
ص:106
کالبُقَرِ ،کصُرَدٍ ،یقال:جاءَ بالشُّقّارَی و البُقَّارَی ،و جاءَ بالشُّقَرِ و البُقَرِ ،أَی الکَذِبِ ،نقلَه ابن دُرَیْدٍ فی الجَمْهَره عن أَبی مالِکٍ ،و قال:الصُّقّارَی:و البُقَّارَی و الصُّقَر و البُقَر ، و أَوردَه المَیْدَانِیُّ أَیضاً فی مَجْمَع الأَمثال.
و البَیْقَرُ ،کحَیْدَرٍ: الحائِکُ .
و الأُبَیْقِرُ ،کأَنّه تصغیرُ أَبْقَرَ :هو الرجلُ الذی لا خَیرَ فیه و لا شَرَّ،کما فی التَّکْمِلَه.
و المَبْقَرَهُ ،بالفتح: الطَّرِیقُ :لسَعَتِهَا،أَو لِکَوْنِهَا مَشْقُوقَهً مفتوحه.
و عَیْنُ البَقَرِ بعَکّا مِن سواحِلِ الشّامِ .
و عُیُونُ البَقَرِ :ضَرْبٌ مِن العِنَبِ أَسودُ،کبیرٌ مُدَحْرَجٌ غیرُ صادِقِ الحَلاَوَهِ ،و هو مجازٌ.
و عُیُونُ البَقَرِ بِفَلَسْطِینَ یُطلَقُ علی ضَرْبٍ من الإِجّاص ، علی التَّشْبِیه.
و البَقَرَهُ ،محرَّکهً : طائرٌ یکونُ أَبْرَقَ أَو أَطْحَلَ أَو أَبیضَ .
ج بَقَرٌ ،بفتْحٍ فسکونٍ (1).
وَ بَقَرٌ ،محرَّکهً : ع قُرْبَ خَفّانَ بالقُرْب من الکُوفه.
و قُرُونُ بَقَرٍ :موضعٌ فی دِیار بنی عامر بنِ صَعْصَعَهَ ابنِ کِلابٍ ،المُجَاوِرَه لِبَلْحَارِثِ بنِ کَعْبٍ ،بها وَقْعَهٌ .
و دِعْصَتَا بَقَرٍ :دِعْصَتَانِ فی شِقِّ الدَّهْنَا بالحِجاز بأَرْضِ بنی تَمِیم.
و ذُو بَقَرٍ :وادٍ بین أَخْیِلَهِ الحِمَی، حِمَی الرَّبَذَهِ ،و قد تقدَّم ذِکْرُ الأَخْیِلَهِ عند ذِکْرِ الرَّبَذَهِ .
و یقال: فِتْنَهٌ باقِرَهٌ کَدَاءِ البَطْنِ ، (2)و
14- فی حدیث أَبی موسی:سمعتُ رسولَ اللّه صَلی اللّه علیه و سلّم یقول: «سَیَأْتِی علی النّاس فِتْنَهٌ باقِرَهٌ تَدَعُ الحَلِیمَ حَیْرَانَ ». أَی واسِعَهٌ عظیمهٌ ،و قیل:
صادِعَهٌ للأُلْفَهِ شاقَّهٌ للعَصَا ،مُفْسِدَهٌ للدِّین (3)،و مُفَرِّقَهٌ بینالناس،و شَبَّهها بوَجَع البَطْنِ ؛لأَنه لا یُدْرَی ما هاجَه، و کیف یُداوَی و یُتَأَتَّی له.
و بَقِیرَهُ ،کسَفِینَهٍ :حِصْنٌ بالأَنْدَلْسِ من أَعمالِ رَیَّهَ .
و:د آخَرُ شَرْقِیَّهَا أَی بالأَندلسِ ،منه:أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ ابنُ عبدِ اللّهِ بنِ حَکِیمِ بنِ البَقَرِیّ ،حدَّث عنه الفَقِیهُ أَبو عُمَرَ بنُ عبدِ البَرِّ القُرْطُبِیُّ .
و البُقَیْرَهُ ، کجُهَیْنَهَ :فَرَسُ عَمْرِو بنِ صَخْرِ بنِ أَشْنَعَ ، نقلَه الصَّاغانیّ .
و بُقَیْرٌ ، کزُبَیْرٍ،ابنُ عبدِ اللّه بنِ شِهَاب بنِ مالکٍ ، مُحَدِّثٌ عن جَدِّه فی یوم الیَمَامَهِ ،نَقَلَه الحافظُ .
و مِن أَمثالِهم:« جَاءَ فلانٌ بالصُّقَرِ و البُقَرِ ،و الصُّقّارَی و البُقَّارَی »،و قد تقدَّم ضَبْطُها،أَی بالکَذِبِ ،و بالدّاهِیَهِ ، کما صَرَّح به المَیْدَانِیُّ و غیرُه من أَهل الأَمثَال.
و رَوَی عَمْروٌ عن أَبیه: البَیْقَرَهُ :کَثْرَهُ المالِ و المَتَاعِ *و ممّا یُستدرَکُ علیه:
ناقَهٌ بَقِیرٌ :شُقَّ بَطْنُها عن وَلَدِها.
و قد تَبَقَّرَ و ابْتَقَرَ و انْبَقَرَ ،قال العَجّاج:
تُنْتَجُ یومَ تُلْقِحُ انْبِقَارَا
و قال أَبو عَدْنَانَ عن ابنِ نُبَاتَهَ (4): المُبَقِّرُ :الذی یَخُطُّ فی الأَرض دارَهً قَدْرَ حافِرِ الفَرَسِ ،و تُدْعَی تلک الدّارهُ :
البَقَرَهَ ،قال طُفَیْلٌ الغَنَوِیُّ یصف خَیْلاً،و قال الصَّاغانیّ :
یصفُ کَتِیبَهً :
أَبَنَّتْ فمَا تَنْفَکُّ حَوْلَ مُتَالِعٍ
لهَا مِثْلُ آثارِ المُبَقِّرِ مَلْعَبُ
و قال الأَصمعیُّ : بَقَّرَ القَومُ ما حَولَهم،أَی حَفَرُوا و اتَّخَذُوا الرَّکایَا.
و رجلٌ باقِرَهٌ :فَتَّشَ عن العُلَوم (5).
و البَقَرَهُ (6):قِدْرٌ واسِعَهٌ کبیرهٌ ،نقَله ابنُ الأَثِیر عن الحافظِ أَبی موسی.
ص:107
و من المَجاز: البَقَرُ :العِیَالُ ،یقال:جاءَ فلانٌ یَجُرُّ بقَرَهً (1)،أَی عِیَالاً،و علیه بَقَرَهٌ من عِیَالٍ و مالٍ ،أَی جماعَهٌ .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و المُرَادُ الکثرهُ و الاجتماعُ کقولهم:له قِنطارٌ من ذَهَبٍ ،و هو مِلْ ءُ مَسْکِ البَقَرَهِ ؛لمَّا استُکْثِرَ ما یَسَعُ جِلْدُهَا،فَضَرَبُوه مَثَلاً فی الکَثْرَه.
وَ بَیْقَرَ الرَّجلُ فی مالِه،إذا أَسْرَعَ فیه و أَفْسَدَه.
و عن أَبی عُبَیْدَهَ : بَیْقَر الرجلُ فی العَدْوِ،إِذا اعْتَمَدَ فیه.
و بَیْقُورٌ :موضعٌ .
و نَزْلَهُ أَبِی بَقَر :قریهٌ بالبَهْنساوِیّه.
و بُوقِیر ،بالضمّ :جزیرهٌ قربَ رَشِید.
و بُقَیْرٌ ،کهُذَیْلٍ ،ابنُ سَعِیدِ بنِ سَعْدٍ:بَطْنٌ مِن خَوْلانَ ، و النِّسبهُ إِلیه بُقَریٌّ ،کهُذَلِیٍّ ،منهم أَخْنَسُ بنُ عبدِ اللّه الخَوْلانِیُّ ،شَهِدَ فَتْحَ مِصرَ،هکذا ضَبَطَه عبد الغَنیِّ ابنُ سعیدٍ،و قال:حَدَّثَنِی بذلک أَبو الفَتْحِ عن أَبی سَعِیدٍ.
و البَاقِرَهُ :مِن قُرَی الیَمَامَهِ ،و هما باقِرَتَانِ ،کذا فی المُعْجَم.
و بَقِیرَهُ ،کسَفِینَه:امرأَهُ القَعْقَاعِ بنِ أَبِی حَدْرَد،لها صُحْبَهٌ ،حَدِیثُها فی مُسْنَدِ أَحمدَ.
و بقیرُ بنُ عَمْروٍ الخُزاعِیُّ ،له صُحْبَهٌ .
و الباقُورُ :لَقَبٌ .
و من أَمثالهم:«الظِّباءَ علی البَقَر »،و«الکِرَابَ علی البَقر »و قد تَقَدَّم.
و محمّدُ بنُ أَبی بکرِ بنِ أَحمدَ بنِ محمّد البَقَریُّ - مُحَرَّکهً -روَی عن أَبیه،و عنه أَبو جَعْفَرٍ المَنَادِیلِیُّ .و محمّدُ ابنُ عبدِ اللّهِ بنِ حَکیمٍ القُرْطُبِیُّ البَقَرِیُّ ،سَمَعَ محمّدَ بن معاویهَ بنِ أَحمرَ.
و دارُ البَقَرِ :قَرْیَتَانِ بمصر:القِبْلَیّهُ و البَحْرِیَّهِ ،کلتاهما فی الغَرْبِیَّه.
و بَنُو بَقَرٍ :قبیلهٌ مِن جُذَام،إِلیهم نُسِبَتْ تلک القریهُ .
و کَوم البَقَرِ بالکُفُور الشّاسعه.و البَقّار ،کشَدّادٍ،بالشَّرْقیَّه.
و البَقَّارهُ تُذکَرُ مع فَرَمَا من مُدن الجِفار،خرابٌ الآن.
و البَقَرَهُ ،محرَّکَهً :ماءَهٌ بالحَوْأَبِ ،عن یَمِینِه،لبنِی کَعْبِ بنِ عَبْدٍ من بنی کِلابٍ ،و عندها الهَرْوَهُ ،و بها مَعْدِنُ ذَهَبٍ .
وَ بَقَرَانُ ،محرَّکهً ،و قیل بکسر القاف (2)،وَادٍ،أَو جَبلٌ فی مِخْلاَفِ بَنِی نَجِیدٍ من الیمن،تُجْلَبُ منه الفُصُوصُ البَقَرانِیَّهُ .
البُقْطُرِیَّهُ ،بالضمِّ أَهملَه الجوهریُّ ،قال الفَرّاءُ: البُقْطُرِیَّهُ : الثِّیابُ البِیضُ الواسِعَهُ . کالقُبْطُرِیَّهِ .
و بُقْطُرٌ کعُصْفُرٍ:رَجُلٌ ،و بِلالُ بنُ بُقْطُرٍ،عن أَبی بَکْرَهَ ، و عنه عَطاءُ بنُ السّائبِ ،ذَکَرَه ابنُ مُعین.
و أَبو الخَطَّابِ عُثْمَانُ بنُ موسی بنِ بُقْطُرٍ،ذَکَره البُخَارِیُّ و مُسْلِمٌ ،و هو بَصْرِیّ .
و بقاطر الأُسقُفّ .جاءَ ذِکْرُه فی حدیثٍ مُرْسَلٍ .
بَکْبَرَهُ ،کسَخْبَرَهَ ،أَهملَه الجوهریُّ و الجماعهُ ، و قال الذَّهَبِیُّ :هو لَقَبُ عبدِ السّلامِ بنِ أحمدَ بنِ إِسماعِیلَ الهَرَوِیِّ ،حَدَّثَ ،رَوَی عنه حَمّادٌ الحَرّانِیُّ ،و أَبو رَوْحٍ الهَرَوِیُّ ،و غیرُهما.
البُکْرَهُ ،بالضَّمِّ :الغُدْوَهُ ،قال سِیْبَوَیْهِ :مِن العرب مَن یقول:أَتَیْتُکَ بُکْرَهً ،نَکِرَهً مُنَوَّناً،و هو یُرِیدُ فی یومِه أَو غَدِه.و فی التَّهْذِیب: البُکْرَهُ من الغَدِ، (3)و یُجمع بُکَراً و أَبکاراً ،و قولُه تعالی: وَ لَقَدْ صَبَّحَهُمْ بُکْرَهً عَذابٌ مُسْتَقِرٌّ (4)بُکْرَهٌ و غُدْوَهٌ إِذا کانتا نَکِرَتَیْنِ نُوِّنَتَا (5)و صُرِفَتَا،و إِذا أَرادُوا بها بُکْرَهَ یَومِکَ و غَداهَ یَومِکَ لم تَصْرِفْهُما، فبُکْرَهٌ هنا نَکِرَهٌ ، کالبَکَرَهِ ،مُحَرَّکَهً .
و فی الصّحاح:سِیرَ علی فَرَسِکَ بُکْرَهً و بَکَراً ،کما تقول:سَحَراً،و البکَرُ : البُکْرَهُ .
و اسمها الإِبکارُ ،کالإِصْباحِ ،قال سِیبَوَیْهِ :هذا قولُ أَهلِ اللغه،و عندِی أَنه مَصْدَرُ أَبْکَرَ .
ص:108
و فی التَّهْذِیب:و البُکُور و التَّبْکِیرُ :الخُرُوج فی ذلک الوقتِ .و الإِبکارُ :الدُّخُول فی ذلک الوقتِ .
و. البَکْرَهُ بالفَتْحِ :اسمٌ للّتی یُسْتَقَی علیها،و هی خَشَبَهٌ مُسْتَدِیرهٌ فی وَسَطِها مَحَزٌّ للحَبْل،و فی جَوْفِها مِحْوَرٌ تَدُورُ علیه، یُسْتَقَی علیها،أَو هی المَحَالَهُ السَّرِیعَهُ ،و یُحَرَّکُ ، و هذه عن الصَّاغَانیّ ،و هکذا لابن سِیدَه فی المُحکَم،و هو تابعٌ له فی أَکثَرِ السِّیَاقِ ،فاعتراضُ شیخِنا علیه هنا فی غیر مَحَلِّه.
ج بَکَرٌ ،بالتَّحْرِیک،و هو من شواذّ الجَمْع؛لأَن فَعْلَهً لا تُجْمَعُ (1)علی فَعَلٍ إِلا أَحْرُفاً،مثل:حَلْقَهٍ و حَلَقٍ ،و حَمْأَهٍ و حَمَإِ،و بَکْرَهٍ و بَکَرٍ ،کما فی الصّحاح،أَو هو اسمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ ،کشَجَرٍه و شَجَرٍ،قاله شیخُنَا، وَ بَکَرَاتٌ أَیضاً،قال الراجز:
و البَکَراتُ شَرُّهُنَّ الصّائِمَهْ
یَعْنِی التی لا تَدُور.
و البَکْرَهُ : الجَمَاعَهُ .
و الفَتِیَّهُ من الإِبلِ .
قال الجوهریُّ :و ج البَکْرِ بِکارٌ کفَرْخٍ و فِرَاخٍ .
و بَکَرَ علیه و إِلیه و فیه یَبْکُرُ بُکُوراً ،بالضَّمِّ ، وَ بَکَّرَ تَبْکِیراً ، و ابْتَکَرَ ،و أَبْکَرَ إِبکاراً و باکَرَه :أَتاهُ بُکْرَهً ،کلُّه بمعنًی،أَی باکِراً ،فإِن أَردتَ به بُکْرَهَ یومٍ بعَیْنهِ قلتَ :
أَتیتُه بُکْرَهَ ،غیرَ مصروفٍ ،و هی من الظروف التی لا تَتَمَکَّنُ .
و کلُّ مَن بادَرَ إِلی شَیْ ءٍ فقد أَبْکَرَ إِلیه و علیه،و بَکَّرَ فی أَیِّ وقتٍ کان بُکْرَهً أَو عَشِیَّهً ،یقال: بَکِّروا بصلاهِ المَغْرِب، أَی صَلُّوهَا عند سُقُوطِ القُرْصِ .
و رَجُلٌ بَکُرٌ فی حاجته،کنَدُسٍ ، و بَکِرٌ ،کحَذِرٍ، و بَکِیرٌ ،کأَمِیرٍ: قَوِیٌّ علی البُکُورِ و بَکِرٌ و بَکِیرٌ (2)کلاهما علی النَّسَب؛إِذْ لا فِعْلَ له ثُلاثِیًّا بَسِیطاً. و فی المُحکَم:و بَکَّرَه علی أَصحابِه تَبْکِیراً ،و أَبْکَرَه علیهم: جَعَلَهُ یُبَکِّرُ علیهم و أَبْکَرَ الوِرْدَ و الغَداءَ:عاجَلَهما،و قال أَبو زَیْد: أَبْکَرتُ علی الوِرْدِ إِبکاراً ،و کذلک أَبْکَرتُ الغَداءَ.
و قال غیرُه:یقال: باکَرْتُ الشَّیْ ءَ،إِذا بَکَّرْتَ له،قال لَبِید:
باکَرْتُ حَاجَتَها الدَّجاجَ بِسُحْرَهٍ (3)
معناه بادَرْتُ صَقِیعَ الدِّیکِ سَحَراً إِلی حاجَتِی.
و یقال:أَتیتُه باکِراً ،فمَن جَعَلَ البَاکِرَ نَعْتاً قال للأُنْثَی:
باکِرَه ،و لا یقال: بَکُرَ و لا بَکِرَ ،إِذا بَکَّرَ .
وَ بکَّرَ تَبْکِیراً ، و أَبْکَرَ ،وَ تبَکَّر :تَقَدَّمَ ،و هو مَجازٌ.
و
16- فی حدیث الجُمعَهِ : «مَنْ بَکَّرَ یومَ الجُمعَهِ و ابْتَکَرَ فله کذا و کذا». ؛قالوا: بَکَّرَ :أَسْرَعَ و خَرَجَ إِلی المسجد باکِراً ، و أَتَی الصّلاهَ فی أَوّلِ وَقْتِهَا،و هو مَجازٌ.و قال أَبو سَعِید:
معناه مَن بَکَّر إِلی الجُمعَهِ قبلَ الأَذانِ و إِن لم یَأْتِهَا باکِراً فقد بَکَّرَ :و أَمّا ابتکارُهَا فهو أَنْ یُدْرِکَ أَوَّلَ وَقتِهَا،و قیل:معنی اللَّفْظَیْنِ واحدٌ،مثل فَعَلَ و افْتَعَل،و إِنما کُرِّر للمبالغَهِ و التَّوکیدِ،کما قالوا:جادٌّ مُجِدٌّ.
و بَکِرَ إِلی الشَّیْ ءِ کفَرِحَ :عَجِلَ .
قاله ابنُ سِیده و. من المجاز:غَیْثٌ باکِرٌ و باکُورٌ ، البَاکُورُ و البَاکِرُ مِن المَطَرِ :ما جاءَ فی أَوّلِ الوَسْمِیِّ ، کالمُبْکِرِ ؛مِن أَبْکَرَ ، و البَکُورِ ،کصَبُورٍ،و یقال أَیضاً هو السَّارِی فی آخِرِ اللَّیْلِ و أَوّلِ النَّهَارِ،و أَنْشَدَ:
جَرَّرَ السَّیْلُ بها عُثْنُونَه
و تَهادَتْهَا مَدالِیجُ بُکُرْ
و فی الأَساس:سحابَهٌ مِدْلاجٌ بَکُورٌ .
و البَاکُورُ : المُعَجَّلُ المَجِیءِ و الإِدراکِ من کلِّ شیْ ءٍ، و بهاءٍ الأُنْثَی ،أَی الباکُوره .
و باکُورَه الثَّمَره منه،و من المجاز: ابتَکَرَ (4)الفاکههَ :أَکَلَ
ص:109
باکُورَتَهَا ،و هی أَوّلُ ما یُدْرِکُ منها.و کذا ابتَکَرَ الرجلُ :أَکَلَ باکُورَهَ الفَاکِهَهِ .
و من المجاز: البَاکُورَهُ : النَّخْلُ التی تُدْرِکُ أَوَّلاً، کالبَکِیرَهِ و المِبْکارِ و البَکُورِ ،کصَبُورٍ.
جَمْعُه أَی البَکُورِ بُکُرٌ ،بضَمَّتَیْن،قال المُتَنَخِّل الهُذَلِیُّ :
ذلکَ مادِینُک إِذْ جُنِّبَتْ
أَحْمالُها کالبُکُرِ المُبْتِلِ
قال ابنُ سِیدَه:وَصَفَ الجَمْعَ بالواحدِ،کأَنَّه أَراد المُبْتِلَهَ فَحَذَف؛لأَن البناءَ قد انتهی،و یجوزُ أَن یکونُ المُبْتِلُ جَمْعَ مُبْتِلهٍ ،و إِنْ قَلَّ نَظِیرُه،و لا یَجُوزُ أَن یَعْنِیَ بالبُکُر هنا الواحدهَ ؛لأَنه إِنّمَا نَعَتَ حُدُوجاً کثیرهً ،فشَبَّهَها بنَخِیلٍ کثیرهٍ .و قول الشاعر:
إِذا وَلَدَتْ قَرَائِبُ أُمِّ نَبْل
فذاکَ اللُّؤْمُ و اللَّقَحُ البَکُورُ
أَی إِنّمَا عَجِلَتْ بجَمْعِ اللُّؤْمِ ،کما تَعْجَلُ النَّخْلهُ و السحابهُ .
و فی الأَساس:و من المَجَاز:نَخْلَهٌ باکِرٌ و بَکُورٌ : تُبکِّرُ بحَمْلِها.
و أَرْضٌ مِبْکَارٌ :سَرِیعَهُ الإِنْبَاتِ .
و سَحَابَهٌ مِبْکَارٌ (1):مِدْلاجٌ مِن آخِر اللَّیْلِ .
و البِکْرُ ،بالکسر:العَذْرَاءُ ،و هی التی لم تُفْتَضَّ (2).و من الرِّجال:الذی لم یَقْرَبِ امرأَهً بَعْدُ. ج أَبکارٌ ،و المصدرُ البَکَارَهُ :بالفتح.
و البِکْرُ : المرأَهُ ،و النّاقَهُ ،إِذا وَلَدَتَا بَطْناً واحداً ،و الذَّکَرُ و الأُنْثَی فیهما سَواءٌ،و قال أَبو الهَیْثَم:و العَربُ تُسَمِّی التی وَلَدَتْ بَطْناً واحداً بِکْراً :بوَلَدِهَا الذی تَبْتَکِرُ به،و یقال لها أَیضاً: بِکْرٌ ما لم تَلِد،و نحوُ ذلک،قال الأَصمعِیُّ :إِذا کان أَوّلُ وَلَدٍ وَلَدَتْه الناقَهُ فهی بِکْرٌ ،و الجمعُ أَبکارٌ و بِکَارٌ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیُّ :
و إِنَّ حَدِیثاً منکِ لو تَبْذُلِینَه
جَنَی النَّحْلِ فی أَلْبانِ عُودٍ مَطَافِلِ (3)
مَطافِیلَ أَبْکَارٍ حَدِیثٍ نِتاجُها
تُشابُ بماءٍ مثلِ ماءِ المَفَاصِلِ
و البِکْرُ : أَوّلُ کلِّ شیْ ءٍ.
و البِکْرُ : کُلُّ فَعْلَهٍ لم یَتَقَدَّمْها مِثلُها.
و البِکْرُ : بَقَرَهٌ لم تَحْمِلْ أَو هی الفَتِیَّهُ ،و کلاهما واحدٌ، فلو قال:فَتِیَّهٌ لم تَحْمِلْ ،لکان أَوْلَی،کما فی غیره من الأُصول،و فی التَّنْزِیلِ : لا فارِضٌ وَ لا بِکْرٌ (4)أَی لیست بکَبِیرَهٍ و لا صَغِیرَهٍ .
و من المَجاز: البِکْرُ : السَّحَابَهُ الغَزِیرَهُ ،شُبِّهَتْ بالبِکْر مِن النِّساءِ.قلت:قال ثَعلبٌ :لأَن دَمَها أَکثرُ من دَمِ الثَّیِّب،و رُبَّما قیل:سَحابٌ بِکْرٌ ،أَنشد ثعلب:
و لقد نَظَرْتُ إِلی أَغَرَّ مُشَهَّرٍ
بِکْرٍ تَوَسَّنَ فی الخَمِیلَهِ عُونَا
و البِکْرُ : أَوَّلُ وَلَدِ الأَبَویْنِ غُلاماً کان أَو جارِیَهً ،و هذا بِکْرُ أَبَوَیْه،أَی أَوّلُ وَلدٍ یُولَدُ لهما،و کذلک الجاریهُ بغیر هاءٍ،و جمعُها جمیعاً أَبْکارٌ ،و
16- فی الحدیث: «لا تُعَلِّموا أَبکارَ أَولادِکم کُتُبَ النَّصارَی. ؛یَعْنِی أَحداثَکُم.و قد یکون البِکْرُ من الأَولاد فی غیرِ النّاس،کقولِهِم: بِکْرُ الحَیَّهِ .
و من المَجاز قولُهم:أَشَدُّ الناسِ بِکْرٌ (5)ابنُ بِکْرَیْنِ ،و فی المُحکَم: بِکْرُ بِکْرَیْنِ ،قال:
یا بِکْرَ بَکْرَیْنِ و یا خِلْبَ الکَبِدْ
أَصْبحْتَ منِّی کذِرَاعٍ مِن عَضُدْ
و مِن المَجَاز: البِکْرُ : الکَرْمُ الذی حَمَلَ أَوَّلَ مَرَّهٍ ، جمعُه أَبکارٌ ،قال الفرزدقُ :
إِذا هُنَّ ساقَطْنَ الحَدِیثَ کأَنَّه
جَنَی النَّحْلِ أَو أَبْکارُ کَرْمٍ تُقَطَّفُ
و مِن المَجاز: الضَّرْبَهُ . البِکْرُ :هی القاطِعَهُ القاتِلَهُ ،
ص:110
و فی بعض النُّسَخِ :الفاتِکَه،و ضَرْبَهٌ بِکْرٌ :لا تُثَنَّی،و
1- فی الحدیث: «کانت ضَرَباتُ علیٍّ -کرَّمَ اللّه وجهَه- أَبکاراً ، إِذا اعتلَی قَدّ،و إِذا اعترضَ قَطّ ». و
1- فی روایه: «کانَت ضَرَباتُ علیٍّ مُبْتَکَرَاتٍ لا عُوناً». أَی أَنّ ضَرْبَتَه کانت بِکْراً تَقْتُل بواحِدَهٍ منها،لا یحتاج أَن یُعِیدَ الضَّرْبَهَ ثانیاً،و المراد بالعُون المُثنّاه.
و البُکْرُ بالضَّمّ ،و البَکْرُ بالفتح:وَلَدُ النّاقَهِ ،فلم یُحَدَّ و لا وُقِّت، أَو الفَتِیُّ منها ؛فمَنْزِلَتُه من الإِبل منزلهُ الفَتِیِّ من الناس،و البکْرَهُ بمنزلهِ الفَتَاهِ ،و القَلُوصُ بمنزلهِ الجارِیَهِ ، و البَعِیرُ بمنزله الإِنسانِ ،و الجَمَلُ بمنزلهِ الرجلِ ،و الناقهُ بمنزلهِ المرأَهِ ، أَو الثَّنِیُّ منها إِلی أَن یُجْذِعَ ،أَو ابنُ المَخَاضِ إِلی أَن یُثْنِیَ ،أَو هو ابنُ اللَّبُونِ و الحِقُّ و الجَذَعُ ، فإِذا أَثْنَی فهو جَمَلٌ ،و هو بَعِیرٌ حتی یَبْزُلَ ،و لیس بعدَ البازِل سِنٌّ تُسَمَّی (1)،و لا قَبلَ الثَّنِیِّ سِنٌّ تُسَمَّی.قال الأَزهریُّ :
هذا قولُ ابنِ الأَعْرابِیِّ و هو صحیحٌ ،و علیه شاهدتُ کلامَ العربِ . أَو هو الذی لم یَبْزُلْ ،و الأُنْثَی بکْرَهٌ ،فإِذا بَزَلاَ فجَمَلٌ و ناقهٌ ،و قیل فی الأُنثَی أَیضاً: بِکْرٌ ،بلا هاءٍ.
و قد یُستعارُ للناسِ ،و منه
16- حدیثُ المُتْعَهِ : «کأَنها بَکْرَهٌ عَیْطَاءُ». أَی شابَّهٌ طَوِیلَهُ العُنُقِ فی اعتدالٍ .
قال شیخُنَا:و الضَّمُّ الذی ذَکَرَه فی البِکْر بالمعانِی السابقه،لا یکادُ یُعرَفُ فی شیْ ءٍ من دَواوِین اللغهِ ،و لا نقلَه أَحدٌ مِن شُرّاح الفَصِیح،علی کَثْرَه ما فیها من الغَرَائب،و لا عَرَّجَ علیه ابنُ سِیدَه،و لا القَزّازُ،مع کثره اطِّلاعِهما و إِیرادِهما لشواذِّ الکلامِ ،فلا یُعْتَدُّ بهذا الضَّمِّ .
قلتُ :و قد نُقِلَ الکسرُ عن ابن سِیدَه فی بَیْتِ عَمْرِو بنِ کُلْثُوم،فیکونُ بالتَّثْلِیثِ کما سیَأْتِی قریباً.
ج فی القِلَّه أَبْکُرٌ ،قال الجوهریُّ :و قد صَغَّرَه الراجزُ:
و جَمَعَه بالیاءِ و النُّونِ فقال:
قد شَرِبَتْ إِلاَّ الدُّهَیْدِ هِینَا
قُلَیِّصاتٍ و أُبَیْکِرِینَا
و قال سِیبوَیْه:هو جمعُ الأَبکُرِ کما تَجمَع الجُزُرَو الطُّرُقَ ،فتقول:طُرُقَاتٌ و جُزُراتٌ ،و لکنَّه أَدْخَلَ الیاءَ و النُّونَ ،کما أَدخلَها فی«الدُّهَیْدهِین».
و الجَمْعُ الکثیرُ بُکْرانٌ بالضَّمِّ ،و بِکَارٌ بالکسر،مثل فَرْخ و فِراخ،قاله الجوهَریُّ . وَ بِکَارَهٌ ،بالفتحِ و الکسرِ ،مثلُ فَحْلٍ و فِحَالَهٍ ،کذا فی الصّحَاح،و الأُنْثَی بَکْرَهٌ ،و الجمعُ بِکَارٌ ،بغیر هاءٍ،کعَیْلَهٍ و عِیَالٍ ،و قال ابن الأَعرابیِّ : البِکَارَهُ للذُّکُور خاصّهً ،و البِکَارُ -بغیر هاءٍ-للإِناثِ .
و
16- فی حدیث طَهْفَهَ : «و سَقَطَ الأُمْلُوجُ من البِکَاره ». و هی بالکسر جَمْعُ البَکْرِ بالفتح؛یُرِیدُ أَن السِّمَن (2)الذی قد عَلاَ بِکَارَهَ الإِبلِ بما رَعَتْ من هذا الشَّجَرِ قد سَقَطَ عنها،فسَمَّاه باسمِ المَرْعَی؛إِذْ کان سَبَباً له،و قال ابن سِیدَه فی بیت عَمْرِو بنِ کُلْثُومٍ :
ذِرَاعَیْ عَیْطَلٍ أَدْمَاءَ بَکْرٍ
غَذَاهَا الخَفْضُ لم تَحْمِلْ جَنِینَا
أَصحُّ الرِّوایَتَیْن« بِکْر »بالکسر،و الجمعُ القَلِیلُ من ذلک أَبکارٌ .قلتُ :فإِذاً هو مُثَلَّثٌ .
و من المَجَاز: البَکَرَاتُ مُحَرَّکَهً : الحَلَقُ التی فی حِلْیَه السَّیْفِ ،شبیههٌ بفَتَخِ النِّسَاءِ.
و البَکَراتُ : جِبالٌ شُمَّخٌ عند ماءٍ لِبَنِی ذُؤَیْبٍ ،کذا فی النُّسَخ،و الصَّوَابُ لبنی ذُؤَیْبَهَ .کما هو نَصُّ الصَّاغانیِّ ، و هم من الضِّباب، یُقال له: البَکْرَهُ بفتح فسکون.
و البَکَرَاتُ : قارَاتٌ سُودٌ بِرَحْرَحانَ ،أَو بطریقِ مَکَّهَ شَرَّفَها اللّه تعالَی،قال امْرُؤُ القَیْس:
غَشِیتُ دِیَارَ الحَیِّ بالبَکَرَاتِ
فعارِقهٍ (3)فبُرْقَهِ العِیَرَاتِ
وَ البَکْرَتانِ :هَضْبتَانِ حَمْرَاوانِ لِبَنِی جَعْفَر بنِ الأَضْبَطِ ، و فیهما ماءٌ یُقال له: البَکْرَهُ أَیضاً ،نقلَه الصّاغانیّ .
و بَکّار ککَتّانٍ :ه قُرْبَ شِیرازَ ،منها:أَبو العَبّاسِ عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بن سلیمانَ الشِّیرَازِیّ ،حَدَّثَ عن إِبراهیمَ
ص:111
ابنِ صالحٍ الشِّیرَازِیِّ و غیرِه،و تُوُفِّیَ سنهَ 348.
و بَکّارٌ : اسم جماعهٍ من المحدِّثین،منهم:
القاضِی أَبو بکرٍ بَکّارُ بنُ قُتَیْبَهَ بن أَسَدٍ البَصْرِیّ الحَنَفِیّ ، قاضی مصرَ.
و بَکَّارٌ :جَدّ أَبی القاسمِ الحُسَیْن بنِ محمّدِ بن الحُسَیْن الشاهد.و غیرُهم.
و بُکُرٌ ، کعُنُقٍ :حِصْنٌ بالیَمَنِ (1)نقلَه الصّاغانیّ .
و بُکَیْرٌ ، کزُبَیْرٍ:اسمُ جماعه من المحدِّثین،کبُکَیْرِ بنِ عبد اللّه بنِ الأَشَجِّ المَدَنِیِّ ،و بُکَیْرِ بنُ عَطَاءِ اللَّیْثِیّ .
و من القبائل: بُکَیْرُ بنُ یالِیلَ بن ناشِبٍ ،من کِنَانَهَ ،منهم من الرُّواه:محمّدُ بنُ إِیَاس بنِ البُکَیْرِ ،تابِعِیٌّ .و غیرُهُم.
و أَبو بَکْرَهَ نُفَیْعُ بنُ الحارثِ بن کَلَدَهَ بنِ عمرِو بنِ عِلاَجٍ الثَّقَفِیّ ، أو هو نُفَیْعُ بنُ مَسْرُوح ،و الحارثُ بنُ کَلَدَهَ مولاه، الصَّحابِیّ المشهورُ بالبَصْرَهِ ، تَدَلَّی یومَ الطّائِف من الحِصْنِ ببَکْرَهٍ فکَناه النَّبیُّ صَلی اللّه علیه و سلّم أَبا بَکْرَهَ لذلک،و مِن وَلَده أَبو الأَشْهَبِ هَوْذَهُ بنُ خَلِیفَهَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أَبی بَکْرَهَ .ثَقَفِیٌّ ،سَکَنَ بغدَادَ،کَتَبَ عنه أَبو حاتمٍ .
و النِّسْبَهُ إِلی أَبِی بَکْرٍ الصِّدِّیقِ ، و إِلی بَنِی بَکْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاهَ بنِ کِنَانَهَ بنِ خُزَیْمَهَ ،و إِلی بَکْرِ بنِ عَوْفِ بنِ النَّخَعِ ، و إِلی بَکْرِ بنِ وائِل بنِ قاسِط بنِ هِنْبٍ : بَکْرِیٌّ .
فمِنَ الأَول:القاضِی أَبو محمّدٍ عبدُ اللّه بنُ أَحمدَ بنِ أَفْلَحَ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ عبد اللّه بنِ عبدِ الرَّحمنِ بنِ أَبی بکرٍ الصِّدِّیقِ ،حَدَّث عن هِلالِ بن العَلاءِ الرَّقِّیّ .
و مِن بَکْرِ النَّخَغِ :جُهَیشُ بنُ یَزِیدَ بنِ مالکٍ البَکْرِیّ ، وَفَدَ علی النّبیِّ صَلی اللّه علیه و سلّم.و عَلْقَمهُ بنُ قیسٍ صاحبُ علیٍّ و ابنِ مَسْعُودٍ.
و مِن بَکْرِ عبدِ مَناهَ :عامرُ بنُ واثِلهَ اللَّیْثِیّ ،و غیرُه.
و من بَکْرِ بنِ وائلٍ :حَسّانُ بنُ خَوْطِ بن شُعْبَهَ البَکْرِیّ ، صَحابِیٌّ ،شَهِدَ مع علیٍّ الجَمَلَ ،و معه ابناه الحارثُ و بِشْرٌ.
و النِّسْبَهُ إِلی بَنِی أَبی بَکْرِ بنِ کِلاَب بنِ رَبِیعَهَ بنِ عامرِابنِ صَعْصَعَهَ ،و اسمُه عُبَیْدٌ،و لَقَبُه البَزْریّ .و کذا إِلی بَکْرِ آباذَ،مَحَلَّهٍ بجُرْجانَ : بَکْرَاوِیٌّ (2).
فمن الأَول:مُطِیعُ بنُ عامرِ بن عَوْفٍ الصَّحَابِیّ ،و أَخُوه ذو اللِّحْیَهِ شُرَیْحٌ ،له صُحْبَهٌ أَیضاً،و المحلَّق (3)عبدُ العزیز ابنُ حَنْتَمِ بن شَدّادِ بن رَبِیعَهَ بنِ عبدِ اللّه بنِ أَبی بَکْرِ بن کِلابٍ .
و من بَکْر آباذَ:أَبو سَعِیدِ بنِ محمّد البَکْراوِیّ ،و أَبو الفَتْح سَهْلُ بنُ علیٍّ ابن أَحمدَ البَکْراوِیُّ ،و أَبو جَعْفَرٍ کُمَیلُ ابنُ جَعْفَرِ بنِ کُمَیْلٍ الفَقِیهُ الجُرْجانیّ ،الحَنَفِیّ ،و غیرُهم.
و بَکْرٌ :ع ببلادِ طَیِّئٍ ،و هو وادٍ عند رَمَّانَ .
و البَکْرَانُ :ع بناحیَهِ ضَرِیَّهَ ،نقلَه الصَّاغانیّ ، و البَکْرانُ : ه.
و قولُهم:« صَدَقَنِی سِنَّ بَکْرِه »،من الأَمثال المشهورهِ ، و بَسَطَه المَیْدَانِیُّ فی مَجْمَع الأَمثالِ ،و هو بِرَفْعِ سِنٍّ و نَصْبِه،أَی خَبَّرَنِی بما فی نفْسِه،و ما انْطَوتْ علیه ضُلُوعُه؛و أَصلُه أَن رجلاً ساوَمَ فی بَکْرٍ بفتحٍ فسکونٍ ، فقال:ما سِنُّه ؟فقال:بازِلٌ ،ثم نَفَرَ البَکْرُ ،فقال صاحبُه له:هِدَعْ هِدَعْ . بکسرٍ ففتحٍ فسکونٍ فیهما، و هذه لفظهٌ یُسَکَّنُ بها الصَّغارُ مِن وَلَدِ النّاقَهِ ، فلما سَمِعَه المُشْتَرِی قال:صَدَقَنِی سِنُّ بَکْرِه ،و نَصْبُه علی معنَی:عَرَّفَنِی ، فیکون السِّنُّ منصوباً علی أَنه مفعولٌ ثانٍ ، أَو إِرادَهِ خَبَرِ سِنِّ ،أَو فی سِنِّ ،فحُذِفَ المُضَافُ أَو الجارُّ علی الوَجْهَیْن، و رَفْعُه علی أَنه جَعَلَ الصِّدْقَ للسِّنِّ تَوسُّعاً.
و من المَجاز: بَکَّرَ تَبْکِیراً :أَتَی الصَّلاهَ لأَوَّلِ وَقْتِهَا ، و
16- فی الحدیث: «لا یزالُ الناسُ بخیرٍ مَا بکَّرُوا بصلاهِ المَغْرِبِ ». ؛معناه:ما صَلَّوهَا فی أَوّلِ وَقتِهَا،و
16- فی حدیث آخَرَ: « بَکِّرُوا بالصَّلاهِ فی یومِ الغَیْم؛فإِنه مَنْ تَرَکَ العَصْرَ حَبِطَ عَملُه». أَی حافِظُوا علیها و قَدِّمُوهَا.
و من المجاز: ابْتَکَرَ الرجلُ ،إِذا أَدْرَکَ أَوّلَ الخُطْبَهِ .
ص:112
و عبارَهُ الأَساس:و ابْتَکَرَ الخُطْبَهَ :سَمِعَ أَوّلَهَا؛و هو مِن الباکُورَه .
و من المجاز: ابْتَکَرَ ،إِذا أَکَلَ باکُورَهَ الفاکههِ ،و أَصلُ الابتکارِ الاستیلاءُ علی باکُورهِ الشَّیْ ءِ.
و أَوّلُ کلِّ شیْ ءٍ: باکُورَتُه .
و فی نَوَادِرِ الأَعْرَابِ : ابْتَکَرتِ المرأَهُ :وَلَدَتْ ذَکَراً فی الأَوّل (1)،و اثْتَنَتْ (2):جائَت بوَلَدٍ ثِنْیٍ ،و اثْتَلَثَتْ وَلَدَهَا الثّالِثَ ،و ابْتَکَرْتُ أَنا و اثْتَنَیْتُ و اثْتَلَثْتُ .
و قال أَبو البَیْداءِ: ابتَکَرتِ الحامِلُ ،إِذا وَلَدَتْ بِکْرَها ، و أَثْنَتْ فی الثانی،و ثَلَّثَتْ فی الثّالث،و رَبَّعَتْ ،و خَمَّسَتْ ، و عَشَّرَتْ .
و قال بعضُهُم:أَسْبَعَتْ ،و أَعْشَرَتْ ،و أَثْمَنَتْ ،فی الثّامن،و العاشر،و السّابع (3).
و أَبْکَرَ فُلانٌ : وَرَدَتْ إِبلُه بُکْرَهَ النَّهَارِ.
و بَکْرُونُ کحَمْدُونَ : اسمٌ . أَحمدُ بنُ بَکْرُونَ بنِ عبدِ اللّهِ العَطَّارُ الدَّسْکَرِیُّ ،سَمِعَ أَبا طاهِرٍ المخلصِ ،تُوُفِّیَ سنه 434.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
حَکَی اللِّحْیَانیُّ عن الکِسَائِیِّ :جِیرَانُکَ باکِرٌ ،و أَنشدَ:
یا عَمْرُو جِیرَانُکُمُ باکِرُ
فالقَلْبُ لا لاهٍ و لا صابِرُ
قال ابنِ سِیدَه:و أُراهم یَذْهَبُون فی ذلک إِلی معنَی القَومِ و الجمعِ ؛لأَن لفظَ الجمْعِ واحدٌ،إِلاّ أَنَّ هذا إِنّمَا یُسْتَعمَلُ إِذا کان المَوْصُوفُ معرفهً ،لا یقولون:جِیرَانٌ باکِرٌ .
هذا قولُ أَهلِ اللغهِ ،قال:و عندِی أَنه لا یَمْتَنِعُ جِیرانٌ باکِرٌ ،کما لاَ یمتنعُ جِیرَانُکُم باکِرٌ .
و من المَجَاز:عَسَلُ أَبکارٍ (4)؛أَی تُعَسِّلُه أَبکارُ النَّحْلِ ،أَی أَفتاؤُها (5)،و یقال:بل أَبکارُ الجَوَارِی یَلِینَهُ (6)و
17- کَتَبَ الحَجّاجُ إِلی عاملٍ له:«ابْعَثْ إِلیَّ بعَسَلِ خُلاّرَ،من النَّحْل الأَبْکار مِن الدَّسْتَفْشارِ،الذی لم تَمَسَّه النار». یرید بالأَبکار أَفراخَ النَّحْل؛لأَنّ عَسَلَها أَطیبُ و أَصْفَی.و خُلاّرُ:
موضعٌ بفارِسَ ،و الدَّسْتَفْشارُ :فارسیَّهٌ معناه ما عَصَرتْه الأَیْدِی و قال الأَعْشَی:
تَنَحَّلَها مِن بِکَارِ القِطَافِ
أُزَیْرِقُ آمِنُ إِکسادِهَا
بِکَارُ القِطَاف:جمعُ باکِرٍ ،کما یُقَال صاحِبٌ و صِحَابٌ ، و هو أَوّلُ ما یُدرِکُ .
و من المَجَاز عن الأَصمعیِّ :نارٌ بِکْرٌ :لم تُقْتَبَسْ (7)مِن نارٍ.
و حاجهٌ بِکْرٌ :طُلِبَتْ حَدِیثاً،و فی الأَساس:و هی أَوّلُ حاجهٍ رُفِعَتْ ،قال ذُو الرُّمَّه:
وُقُوفاً لَدَی الأَبوابِ طُلاّبَ حاجَهٍ
عَوانٍ مِن الحاجاتِ أَو حاجهً بِکْرَا
و من المَجاز:یقال:ما هذا الأَمرُ منکَ بِکْراً و لا ثِنْیاً، علی معنَی:ما هو بأَوّلٍ و لا ثانٍ .
و البِکْرُ :القَوْسُ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
و بِکْرٍ کُلَّما مُسَّتْ أَصاتَتْ
تَرَنُّمَ نَغْمِ ذِی الشِّرَعِ العَتِیقِ
أَی القَوْس أَوّلَ ما یُرْمَی عَنْهَا؛شَبَّه تَرَنُّمَها بنَغَمِ ذِی الشِّرَعِ ،و هو العُودُ الذی علیه أَوتارٌ.
و البِکْرُ :الدُّرَّهُ التی لم تثقب،قال امْرُؤُ القَیْسِ :
کبِکْر مُقَانَاهِ البَیَاضِ بصُفْرَهٍ (8)
ذَکَرَه شُرّاحُ الدِّیوان کما نقله شیخُنَا.
ص:113
و من الأَمثال:«جاءُوا علی بَکْرَهِ أَبِیهم»،إِذا جاءُوا جمیعاً علی آخِرِهم.و قال الأَصمعیُّ :جاءُوا علی طریقهٍ واحدهٍ ،و قال أَبو عَمْرٍو:جاءُوا بأَجمعهم،و
16- فی الحدیث:
«جاءَتْ هوازِنُ علی بَکْرَهِ أَبِیها». هذه کلمهُ العربِ (1)، یریدون بها الکَثْرَهَ و تَوْفِیرَ العَدَدِ،و أَنَّهم جاءُوا جمیعاً لم یَتخلَّف منهم أَحدٌ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ :معناه جاءُوا بعضُهُم فی إِثْرِ بعضٍ ،و لیس هناک بَکْرَهٌ حقیقهً ،و هی التی یُستَقَی علیها الماءُ العَذْبُ ،فاسْتُعِیرَتْ فی هذا الموضعِ ،و إِنّمَا هی مَثَلٌ .قال ابن بَرِّیٍّ :قال ابن جِنِّی:و عندِی أَنَّ قولَهم:
جاءُوا علی بَکْرَهِ أَبِیهم،بمعنَی جاءُوا بأَجمعِهم،هو مِن قولک: بَکَرْتُ فی کذا،أَی تَقدَّمتُ فیه،و معناه:جاءُوا علی أَوَّلِیَّتِهم،أَی لم یَبْقَ منهم أَحدٌ،بل جاءُوا مِن أَوّلِهم إِلی آخِرهِم.
و بَکْرٌ :اسمٌ ،و حَکَی سِیبَوَیْه فی جَمْعِه أَبْکُرٌ و بُکُورٌ .
و بکران و مُبَکِّرٌ أَسماءٌ (2).
و أَبو بَکْرَهَ بَکّارُ بنُ عبدِ العَزِیز بنِ أَبی بَکْرَهَ البَصْرِیُّ ، و بَکْرُ بنُ خَلَفٍ ،و بَکْرُ بنُ سَوَادَهَ ،و بَکْرُ بن عَمْرٍو المَعافریّ ،و بَکْرُ بنُ عَمْرٍو،وَ بَکْرُ بنُ مُضَر:محدِّثون.
و أَحمدُ بنُ بکْرانَ بنِ شاذَانَ ،و أَبو بکْرٍ أَحمدُ بنُ بکْرانَ الزّجَّاجُّ النّحویُّ ،حَدَّثَا.
و أَبو العَبّاس أَحمدُ بنُ أَبی بَکِیرٍ ،کأَمیر،سَمعَ أَبا الوَقْتِ ،و أَخوه تَمِیمٌ کان معیداً ببغدادَ،و ابنُه أَبو بکرٍ سَمعَ من ابنِ کُلَیْبٍ ،و أَبو الخَیر صُبَیح بن بکّر ،بتشدید الکاف، البَصْرِیُّ ،حَدَّث عن أَبی القاسمِ العَسْکَرِیِّ و أَبی بَکْر بن الزّاغُونِیّ ،و کان ثِقَهً ،ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ .
بَکْهُورُ ،بفتحٍ فسکونٍ ،أَهملَه الجماعَهُ ،و هو اسمُ مَلِک الهِنْدِ،لغهٌ فی بَلْهُور،باللاّمِ ،أَو تصحیفٌ عنه.
*و ممّا یُستدرَک علیه هنا:
البَلادُر (3)،و هو ثَمَرُ الفَهْم (4)،مشهورٌ.و أَحمدُ بنُ جابرِ بن داوُودَ البلادریُّ (5):من مشاهیر النَّسّابهِ المؤرِّخِینِ .
و أَبو محمّدٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ إِبراهِیمَ بن هاشمٍ البَلاذَریُّ ،بالذال المعجَمه،المُذَکِّر الطُّوسیُّ ،الحافظُ الواعظُ :عالمٌ بالحدیث.
البَلُّورُ أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصّاغانیّ :هو کتَنُّورٍ و سِنَّوْرٍ و سِبَطْرٍ و هذه عن ابن الأَعرابیّ ،و هو مُخَفَّفُ اللاّمِ : جَوْهَرٌ م ،أَی معروفٌ أَبیضُ شفّافٌ ،واحدتُه بَلورَهٌ ، و قیل:هو نوعٌ من الزُّجاج.
و فی التَّهْذِیب عن ابن الأَعرابیِّ : البِلَّوْرُ کسِنَّوْرٍ :الرجلُ الضَّخمُ الشُّجاعُ ،و
6- فی حدیث جعفرٍ الصادِق رضی اللّه عنه: «لا یُحِبُّنا أَهلَ البیتِ الأَحْدَبُ المُوَجَّهُ ،و لا الأَعْوَرُ البِلَّوْرَهُ ». قال أَبو عَمْرٍو الزاهدُ:هو الذی عَیْنُه ناتِئَهٌ .قال ابن الأَثِیر:هکذا شَرَحَه و لم یَذکر أَصلَه.
و البَلُّور ،کتَنُّورٍ: العَظِیمُ من مُلُوک الهندِ ،لغهٌ فی بَلْهُور.
بَلَنْجَرُ ،کغَضَنْفَر ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصاغانِیُّ :هو د،بالخَزَرِ خَلْفَ بابِ الأَبوابِ ،أَی داخِلَه، قیل:نُسِبَ إِلی بَلَنْجَرَ بنِ یافِث.
و أَحمدُ بن عُبَیْدِ بنِ ناصِحِ بنِ بَلَنْجَرَ :محدِّثٌ نحویٌّ له ذِکْرٌ فی شَرْح دیوانِ المفضَّل الضَّبِّیِّ .
بُلْغَرُ ،کقُرْطَقٍ ،أَهملَه الجوهریُّ و صاحبُ اللِّسَان، و العامَّهُ تقول: بُلْغَارُ ،و هذا هو المشهورُ (6)،و هو الذی جَزَمَ به غیرُ واحدٍ،کیاقوت و صاحبِ المَراصِدِ، قالوا:هی مدینهُ الصَّقالِبَهِ ،ضارِبَهٌ فی الشَّمال،شدیدهُ البَرْدِ ،و قد نُسِبَ إِلیها بعضُ المتأَخِّرین.
و ممّا یُستدرَکُ علیه:
ص:114
البلْسِره ،بکسر السین و راء:ماءٌ لبنی أَبی بکرِ بن کلابٍ بأَعالِی نَجْدٍ،عن الأَصمعیِّ .
*و مما یستدرک علیه:
بَلَقْطَرُ (1)،کغَضْنَفر:قریهٌ بالبُحَیْرهِ من أَعمالِ مِصرَ،منها الإِمامُ الفقیهُ المحدِّثُ إِبراهِیمُ بنُ عیسی بنِ موسی،و ابنُ عمِّه علیُّ بنُ فَیّاضٍ الزُبَیْرِیّانِ البَلَقْطَرِیّانِ ،حَدَّثا بمصرَ عالیاً عن النُّور الأُجهوریِّ ،و قد رَوَی عنهما شیخُ مشایخِنا الشِّهَابُ أَحمد بنُ مصطفی بنِ أَحمدَ السّکَنْدَرِیُّ .
البَلَهْوَرُ ،کغَضْنَفرٍ أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصغانیُّ :هو المکانُ الواسعُ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
کلُّ عظیمٍ من ملوک الهِنْد بَلَهْوَرُ ،مَثّلَ به سَیبوَیْه،و فَسَّره السِّیرافیُّ .
البَنُورُ (2)کصَبُورٍ،کذا فی النُّسخ،و هو غلطٌ ، و قد أَهملَه الجوهریُّ و صاحبُ اللِّسان،و قال ابن الأَعرابیِّ :
المَبْنُورُ هو المُخْتَبَرُ مِن النّاسِ ،هکذا هو فی التَّکْمِلَه.
*و مّما یستدرک علیه:
بَنُّورُ ،کتَنُّور:بلدٌ بالهند،منها الشیخُ آدمُ البَنُّورِیُّ ، تلمیذُ أَبی العبّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ الأَحَدِ الفارُوقِیِّ .
و بِنَارُ ،ککِتاب:قریهٌ ببغدادَ،مّما یَلِی طرِیقَ خُرَاسَانَ ، منها أَبو إِسحاق إِبرَاهیمُ بنُ بَدْرٍ البِنَارِیُّ ،سَمِعَ أَبا الوَقْتِ و غیرَه،و عنه ابنُ نُقْطَهَ ،کذا فی التَّبْصِیر للحافظ .
البَنادِرَهُ ،أَهملَه الجوهَرِیُّ ،و أَوردَه الصَّاغانیّ فی ترکیب ب د ر علی أَنّ النونَ زائدهٌ ،و هم تُجّارٌ یَلْزَمُون المَعَادِنَ ،دَخِیلٌ .
أَو هم الذین یَخْزُنُون البَضائعَ للغَلاءِ.
جَمْعُ بُنْدَارٍ ،بالضَّمّ .
و فی کتاب ابنِ الصّلاح فی معرفهِ الحدیثِ : البُنْدارُ :مَنیکونُ مُکْثِراً من شیْ ءٍ یَشْتَرِیه منه مَن هو دُونَه،ثم یَبِیعُه، قاله الطِّیبِیُّ فی أَول«الدُّخَان»من حَوَاشِی الکَشّاف.و فی النَّوادر:رجلٌ بَنْدَرِیٌّ و مُبَنْدِرٌ (3)،و هو الکثیرُ المالِ .
و أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ بَشّارٍ ککَتَّانٍ ،و وَهِمَ مَنْ ضَبَطَه بالتَّحْتِیَّه و السِّینِ المُهْمَلَهِ ،و هو ابنُ داودَ بنِ کَیْسَانَ ، العَبْدِیّ ،مولاهم،البَصْرِیُّ ،و بُنْدارٌ بالضَّمِّ لَقَبُه: محدِّثٌ حافظٌ ،أَحدُ أَئِمَّهِ السُّنَّهِ ؛و لذلک لُقِّب بُنْداراً ؛لأَنّه جَمَعَ حدیثَ مالکٍ ،رَوَی له أَصحابُ الأُصول السِّتَّه.
و بُنْدَارٌ معناه الحافظُ .
و البُنْدارُ أَیضاً:لَقَبُ أَبی بکرِ بنِ أَحمدَ بنِ إِسحاقَ بنِ وَهْبِ بنِ الهَیْثَم بنِ خِدَاش،سَمعَ البربهائیَّ و غیرَه،و رَوَی عنه الدَّارَقُطْنِیُّ ،و کان ثِقَهً .
و أَبو المَعالِی ثابتُ بنُ بُنْدارِ بن إِبراهِیمَ الباقِلاّنِیُّ .
و البُنْدار أَیضاً:أَبو منصورٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ عُثمانَ ، عُرِفَ بابن السَّوّاق،سَمِعَ أَبا بَکْرِ بنَ القُطَیْعِیِّ ،و کان ثِقَهً .
و أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ هارُونَ بنِ سَعِیدِ بنِ بُنْدَارٍ ،سَکَنَ سَمَرْقَنْدَ،و حدَّث.
و الحَسَنُ بنُ موسی بنِ بُنْدارِ بنِ خُرَّشَاذ الدَّیْلَمِیُّ ، حدَّث.
و البَنْدَرُ فی اصطلاحِ سَفَرِ البَحْرِ: المَرْسَی و المُکَلأُ ، نقلَه الصَّاغانیّ (4)،أَی مَربطُ السُّفُنِ علی الساحِل.
و البُنْدارِیَّهُ :قریهٌ بالصَّعِید الأَعْلَی و قد دخلتُهَا،و قَرْیَتَانِ بأَسْفَلِ مصر.
و البَنْدِیرُ ،بالفتح:دُفٌّ فیه جَلاجِلُ ،مولَّده.
البِنْصِرُ بالکسر: الإِصْبَعُ التی بین الوُسْطَی و الخِنْصَرِ،مُؤَنَّثَهٌ ،عن اللِّحْیَانِیِّ .
قال الجوهَرِیُّ :و الجمعُ البَناصِرُ .
و ذِکْرُه فی ب ص ر وَهَمٌ ؛بناءً علی أَنّ النُّونَ فیه أَصلیَّهٌ ، کما اختارَه المصنِّفُ .
ص:115
البَوْرُ ،بالفتح: الأَرضُ قبلَ أَن تُصْلَحَ للزَّرْعِ ، و هو مَجازٌ،و عن أَبی عُبَیْد:هی الأَرضُ التی لم تُزْرَعْ ، و قال أَبو حنیفهَ : البَوْرُ :الأَرضُ کلُّها قبل أَن تُستَخْرَجَ حتی تُصْلَحَ للزَّرْع أَو الغَرْس،و
14- فی کتاب النبیِّ صَلی اللّه علیه و سلّم لِأُکَیْدِرِ دُومَهَ :«و لکُم البَوْرُ و المَعَامِی و أَعفالُ الأَرضِ » (1). قال ابن الأَثِیر:و هو بالفتح مَصدرٌ وُصِفَ به،و یُرْوَی بالضَّمِّ ،و هو جمعُ البَوَارِ ،و هی الأَرضُ الخَرَابِ التی لم تُزْرَعْ .
أَو هی التی تُجَمُّ سَنهً لتُزْرَعَ مِن قابلٍ .
و البَوْرُ : الاختبارُ و الامتحانُ . کالابْتِیارِ. و بَارَه بَوْراً و ابْتارَه ،کلاهما:اخْتَبَره.
و یقال للرجل إِذا قَذَفَ امرأَهً بنفسِه أَنّه فَجَرَ بها:فإِن کان کاذباً فقد ابْتَهَرَها،و إِن کان صادقاً فهو الابْتِیارُ ،بغیر همزهٍ ، افتعالٌ مِن: بُرْتُ الشیءَ أَبْورُهُ :اختبرتُه،و قال الکُمَیت:
قَبِیحٌ بِمِثْلِیَ نَعْتُ الفَتا
هِ إِمَّا ابْتِهاراً و إِمّا ابْتِیارا
یقولُ :إِمّا بُهْتَاناً و إِما اختباراً بالصِّدْق،لاستخراجِ ما عندَهَا.
و البَوْرُ : الهَلاکُ ، بارَ بَوْراً .
و أَبَارَه اللّه تعالَی:أَهْلَکَه،و
16- فی حدیث أَسماءَ: «فی ثَقِیفٍ کَذّابٌ و مُبِیرٌ ». أَی مُهلِکٌ یُسرِفُ فی إِهلاک الناسِ ، و
1- فی حدیث علیٍّ : «لو عَرَفْناه أَبَرْنا عِتْرَتَه». و قد ذُکِرَ فی أَبر .
و بنو فلانٍ بادُوا و بارُوا .
و من المجاز: البَوْرُ : کَسَادُ السُّوقِ ، کالبَوارِ ،فیهما ،قد بارَ بَوْراً و بَوَاراً .
و البَوْرُ : جمعُ بائِرٍ ،کصاحبٍ و صَحْبٍ ،أَو کنائِمٍ و نَوْمٍ ،و صائِمٍ و صَوْمٍ ،فهو علی هذا اسمٌ للجَمْع.
و البُورُ بالضَّمِّ :الرِّجلُ الفاسِدُ و الهالِکُ ،الذی لا خَیْرَ فیه ،کذا فی الصّحاح،و قال الفَرّاءُ فی قولِه تعالَی: وَ کُنْتُمْ قَوْماً بُوراً (2): البُور مصدرٌ (3)یَسْتَوِی فیه الاثنانِ و الجمعُ و المؤنَّثُ . و قال أَبو عُبَیْدَهَ :رجلٌ بُورٌ ،و رَجلانِ بُورٌ ،و قَومٌ بُورٌ ،و کذلک الأُنْثَی،و معناه هالِکٌ .
قال شیخُنَا:و أَنشدَنَا الإِمامُ ابنُ المسناویِّ ،رضیَ اللّه عَنْه،لبعضِ الصَّحابه،و إِخالُه عبدَ اللّه بنَ رَوَاحَهَ :
یا رَسُولَ المَلِیکِ إِنّ لسانِی
راتِقٌ ما فَتَقْتُ إِذْ أَنا بُورُ
و نَسَبَه الجوهریُّ لعبدِ اللّه بنِ الزِّبَعْرَی السَّهْمِیّ ،و قد یکونُ بُورٌ هنا جمعَ بائِرٍ ،مثل حُولٍ و حائِلٍ ،و حَکَی الأَخفشُ عن بعضهم أَنه لغهٌ ،و لیس بجمع لبائرٍ ،کما یُقَال:أَنتَ بَشَرٌ،و أَنتم بَشَرٌ.
و البُورُ : ما بارَ مِن الأَرضِ و فَسَدَ فلم یُعْمَرْ بالزَّرْعِ و الغَرْسِ ، کالبائِرِ و البائِرَهِ ،و قال الزَّجّاج: البائِرُ فی اللغه:
الفاسِدُ الذی لا خیرَ فیه،قال:و کذلک أَرضٌ بائِرهٌ :
متروکهٌ مِن أَن یُزْرَعَ فیها.
و نَزَلَتْ بَوارِ علی النّاسِ ، کقَطامِ اسمُ الهَلاَکِ قال أَبو مُکْعِتٍ الأَسَدِیُّ :
قُتِلَتْ فکان تَبَاغِیاً و تَظَالُماً
إِن التَّظالُمَ فی الصَّدِیقِ بَوَارُ (4)
و فَحْلٌ مِبْوَرٌ ،کمِنْبَرٍ:عارِفٌ بالنّاقَهِ بِحَالَیْهَا: أَنَّهَا لاقِحٌ أَم حائِلٌ . و قد بارَهَا ،إِذا اخْتَبَرَهَا.
و البُورِیُّ و البُورِیَّهُ و البُورِیَاءُ و البَارِیُّ و البَارَیاءُ و البارِیَّهُ ، کلُّ ذلک الحَصِیرُ المَنْسُوجُ ،و فی الصّحاح:التی من القَصَبِ .
و إِلی بَیْعِهِ یُنْسَبُ أَبو علیٍّ الحَسَنُ بنُ الرَّبیعِ بنِ سُلیمانَ البَوّارِیُّ (5)،البَجَلِیُّ الکُوفِیُّ ، شیخُ البُخَارِیِّ و مُسلِمٍ ،و قال عبد الغنیِّ بنُ سعیدٍ:روَی عنه أَبو زُرْعَهَ و أَبو حاتمٍ ،و قال ابن سَعْدٍ:تُوُفِّیَ سنَهَ 221 (6).
ص:116
و قیل:هو الطَّرِیقُ ،فارسیٌّ معرَّبٌ ،قال الأَصمعیُّ :
البُورِیَاءُ بالفارسیَّه،و هو بالعربیَّه بارِیٌّ و بُورِیٌّ و أَنشد للعَجّاج یصفُ کِنَاسَ الثَّورِ:
کالخُصِّ إِذْ جَلَّلَه البارِیُّ
قال:و کذلک البارِیَّهُ .
و
16- فی الحدیث: أَنّه«کان لا یَرَی بَأْساً بالصّلاه علی البُورِیِّ ». قالوا:هی الحَصِیرُ المَعْمُول بالقَصَب،و یقال فیه: باریَّهٌ و بُورِیَاءُ .
و یقال: رجلٌ حائِرٌ بائِرٌ ؛یکونُ من الکَسَاد (1)،و یکونُ من الهَلاَک،و فی التَّهْذِیب:رجلٌ حائِرٌ بائرٌ ،إِذا لم یَتَّجِهْ لشَیْ ءٍ ،ضالٌّ تائِهٌ ،و هو إِتباعٌ ،و زاد فی غیرِه:
17- و لا یَأْتمِرُ رُشْداً،و لا یُطِیعُ مُرْشِداً ، و قد جاء ذلک فی حدیثِ عُمَرَ رضی اللّه عنه (2).
و بارُ :ه بنَیْسَابُورَ،منها الحُسَیْنُ (3)بنُ نَصْرٍ أَبو علیٍّ البارِیُّ النَّیْسَابُورِیُّ حدَّث عن الفضل بنِ أَحمدَ الرّازِیِّ ، و عنه أَبو بکر بنُ الحَسَنِ الحِیرِیُّ ،و تُوُفِّی بعد سنه ثلاثینَ و ثلاثمائه.
و سُوقُ البارِ:د،بالیَمن بین صَعْدَهَ و عَثَّرَ،و قیل:شرقیّ ثُوران (4)،یسکُنها بنو رَازحٍ مِن خَوْلاَنِ قُضَاعَهَ (5).
و بارِی ،بسکون الیاءِ:ه ببغدَادَ ،من أَعمال کَلْوَاذَی، بها مُتَنَزَّهَاتٌ و بساتینُ .
و بارَهُ :کُورهٌ بالشام من نواحِی حَلَبَ ،ذاتُ بساتینَ ، و یُسَمُّونَها زاوِیَهَ البارهِ .
و بارهُ :إِقْلِیمٌ من أَعمالِ الجَزِیرَهِ الخضراءِ بالأَنْدَلُسِ ، فیه جبالٌ شامخهٌ ، و النِّسْبَهُ إِلی الکلِّ بارِیٌّ .
و من المَجَاز: ابتارَها ،إِذا نَکَحَها ،کآرهَا. و بُورَهُ ،بالضَّمِّ :د،بمصرَ بینَ تِنِّیسَ و دِمیاطَ ،لیس له الآن أَثرٌ، منها السَّمَکُ البُورِیُّ المشهورُ ببلادِ مصرَ،و یُعْرفُ فی الیمن بالسَّمَک العربیِّ .
و بَنُو البُورِیِّ :فُقهاءُ کانوا بمصرَ و الإِسکندریّهَ ،منهم:
هِبَهُ اللّه بنُ مَعَدٍّ أَبو القاسم القُرَشِیُّ ،الدِّمْیاطِیُّ ،المدرِّسُ ، عن أَبی الفَرَجِ بنِ الجَوزِیِّ ،مات فی حُدُود السِّتِّمِائَهِ ، و ابنُ أَخیه محمّدُ بنُ عبد العَزیزِ أَبو الکَرَمِ الرئیسُ ، و غیرُهما مثلُ محمّدِ بنِ عُمَرَ بنِ حِصْنٍ (6)البُورِیِّ ،قال عبد الغنیِّ بنُ سعید:حَدَّثونا عنه،و هو من القُدَماءِ.
و بُورُ ، بلا هاءٍ:د،بفارِسَ ،و یقال فیه بالباءِ الأَعجمیهِ أَیضاً.
و أَبو بکرٍ بُورُ بنُ أَضْرَمَ المَرْوَزِیُّ شیخُ البُخارِیِّ ،مشهورٌ بکُنْیَتِه،هکذا ذَکَرَه الحافظُ .
و بُورُ بنُ محمّد ،کَتَبَ عنه أَبو إِسحاقَ المُسْتَمْلِی.
و بُورُ بنُ عَمّارٍ ،جَدُّ أَبی الفضلِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ محمودٍ، البَلْخِیّانِ ،أَخَذَ أَبو الفضلِ هذا عن محمّدِ بنِ علیِّ بنِ طَرْخانَ و غیرِه،ذَکَرَه غنجار.
و بُورُ بنُ هانئٍ من أَهل مَرْوَ،عن ابنِ المُبَارَکِ .
و آخَرُونَ .
و بُورَی ، کشُورَی:ه قُرْبَ عُکْبَرَاءَ ،و إِیّاها عنَی أَبو فِرَاس بقوله:
و لا تَرکْتُ المُدامَ بینَ قُرَی الکَ
رْخِ فَبُورَی فالجَوْسَقِ الحَرِبِ (7)
منها أَبو البَرَکَاتِ محمّدُ بنُ أَبی المَعَالِی بنِ البُورانِیِّ ، عن أَبی الحُسَیْن یُوسُفَ ،و عنه الرَّشِیدُ محمّدُ بنُ أَبی القاسِمِ ،و یقال فیه أَیضاً:ابنُ البُورِیِّ .
و بُورِی کزُورِی-أَمْراً مِن زارَ-مِن الأَعلام ،منهم:
بُورِی بنُ السُّلْطانِ صلاحِ الدِّینِ یُوسُفَ ،کان فاضلاً،و له دیوانُ شِعْر.
ص:117
و البُورَانِیَّهُ :طعامٌ یُنْسَبُ إِلی بُورَانَ بنتِ الحَسَنِ بنِ سَهْلٍ التی قال فیها الحَرِیرِیُّ :و بُورانُ بفَرْشِها، زَوْجِ أَمیرِ المؤمنین المَأْمُونِ الخلیفهِ العَبّاسِی.
و القاضِی أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ البُورَانِیُّ شیخُ شیخِ أَبی الحُسینِ محمّد بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بن جُمَیْع ، الغَسّانیّ الصَّیْداوِیّ ، و أَبو الحَسَنِ عبدُ اللّه بنُ محمّدِ بنِ عبدِ الواحدِ بنِ بُورِینَ :محدِّثانِ ،الأَخیرُ عن إِبراهیمَ بنِ موسی،و عنه الأَبْهَرِیُّ .
و البُوَیْرَهُ ،تصغیرُ بُوره (1): ع کان به نَخْلٌ لبَنِی النَّضِیرِ ، و هو من منازِلِ الیَهُودِ،و فیه یقول حَسّانُ بنُ ثابت:
و هانَ علی سَرَاهِ بَنِی لُؤَیٍّ
حَرِیقٌ بالبُوَیْرَهِ مُسْتَطِیرُ
و قال جَبَلُ بنُ جَوَّا التَّغْلَبیّ (2):
و أَوْحَشَتِ البُوَیْرَهُ مِن سَلاَمٍ
و سَعْدٍ و ابنِ أَخْطَبَ فَهْیَ بُورُ
و بارَهُ یَبُورُه بَوْراً : جَرَّبَه و اختبَرَه،و منه
1- الحدیث: «کُنَّا نَبُورُ أَوْلادَنا بحُبِّ علیٍّ رَضِیَ اللّه عنه».
و من المَجَاز: بارَ النَّاقهَ یَبُورُهَا بَوْراً ؛إِذا عَرَضَها علی الفَحْلِ ،لِیَنْظُرَ:أَ لاقِحٌ أَم لا؛لأَنها إِذا کانت لاقِحاً بالَتْ فی وَجْهِه ،أَی الفَحْل،إِذا تَشَمَّمَها،کذا فی الصّحاح.
و بارَ عَمَلُه ،إِذا بَطَلَ ،و منه قولُه تعالی: وَ مَکْرُ أُولئِکَ هُوَ یَبُورُ (3)،و قال الفَرّاءُ:یقال:أَصبحتْ منازلُهم بُوراً ، أَی لا شیءَ فیها،و کذلک أَعمالُ الکُفَّار تَبْطُلُ .
و من المَجَاز: بار الفَحلُ الناقهَ و ابتارَها ،إِذا تَشَمَّمَها، لِیَعْرِفَ لِقَاحَهَا مِن حِیَالِها ،و أَنشدَ قولَ مالکِ بنِ زُغْبَهَ :
بِضَرْبٍ کآذانِ الفِراءِ فُضُولُه
و طَعْنٍ کإِیزاغِ المَخَاضِ تَبُورُهَا
قال أَبو عُبَیْدَهَ (4):کإِیزاغِ المَخَاضِ یَعْنِی قَذْفَها بأَبْوَالِها،و ذلک إِذا کانت حَوامِلَ ؛شَبَّه خُرُوجَ الدَّمِ بِرَمْیِ المَخَاضِ أَبوالَها،و قوله: تَبُورُها ،أَی تَخْتَبِرُهَا أَنتَ ،حتی (5)تَعرِضَهَا علی الفَحْل:أَ لاقِحٌ هی أَم لا.
و من المَجَاز: بارَتِ السُّوقُ ،و بارَتِ البِیَاعَاتُ ،إِذا کَسَدَتْ ، تَبُورُ ،و مِن هذا قیل:نَعُوذُ باللّه مِن بَوار الأَیِّمِ ، و هو أَن تَبْقَی فی بیتهَا لا تُخْطَبُ ،و الأَیِّمُ :التی لا زَوْجَ لها.
و من أَمثالهم:« أَرْسَلَه بِبُورِیِّه »-بالضَّمِّ -إِذا تُرِکَ الرجلُ و رَأْیَه یَفعلُ ما یشاءُ و لم یُؤَدَّبْ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
البائِرُ :المُجَرِّبُ (6)،و قد بَارَ یَبُورُ بَوْراً ،إِذا جَرَّبَ ،قالَهُ الأَصمعیُّ .
و فی المَثَل:«إِنهم لَفِی جُورٍ (7)و بُورٍ »بالضمِّ فیهما، و فَسَّرُوه بالنُّقْصان.
من المَجَاز: بُرْ لِی ما عندَ فُلانٍ ،أَی اعْلَمْه و امتَحِنْ لِی ما فی نفسِه؛مأْخوذٌ من بارَ الفحلُ الناقهَ .
و محمّدُ بنُ الفَضْلِ البَلْخِیُّ ،یُعرَفُ ببُورٍ ،و الفضلُ بنُ عبدِ الجَبّار بنِ بُور المَرْوَزِیُّ ،عن ابنِ شُمَیْلٍ .و محمّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ بُورٍ البَلْخِیُّ .و جُبَیْرُ بنُ بُورٍ البَلْخیُّ .و محمّدُ بنُ عُبَیْدِ اللّه بنِ مَهْدِیٍّ العامِرِیُّ ،یُعرَفُ ببُورٍ :محدِّثون.
قال ابن سِیدَه:و ابنُ بُورٍ حَکَاه ابنُ جِنِّی فی الإِمالَه، و الذی ثَبَتَ فی کتاب سِیبَوَیْهِ :ابنُ نُورٍ بالنُّون،و هو مذکورٌ فی موضعِه.
و بُورُ ،بالضَّم:ناحیهٌ متَّسِعَهٌ من بلاد الرُّوم.
و عبدُ اللّهِ بنُ محمّدِ بنِ الرَّبِیعِ البارِیُّ لیس من بارِ نَیْسَابُورَ،و هو قَرَابَهُ قَحْطَبهَ بنِ شَبِیبٍ ،ذَکَره الأَمِیرُ (8).
و بارَانُ :من قُرَی مَرْوَ،منها:حاتِم بنُ محمّدِ بنِ حاتمٍ البازانیُّ المحدِّث.
و الحَسَنُ بنُ أَبی الرَّبِیعِ البُورانِیُّ ،من رجال السِّتَّهِ .
ص:118
قلت:و بُورِینُ :من قُرَی نابُلُسَ ،و منها:البَدْرُ حَسَنُ بنُ محمّدٍ البُورِینِیّ الحَنَفِیُّ ،مِن المتأَخِّرین،تَرْجَمه النَّجْمُ الغَزِّیُّ فی الذَّیْل،و أَثْنَی علیه.تُوُفِّیَ سنهَ 1034.
و بانْبُورَهُ (1):ناحِیهٌ بالحِیرَه،من أَرض العراقِ .
و بارَنْبارُ :بلدهٌ قُرْبَ دِمْیَاطَ ،علی خلیج أَشْمُومَ و بِسْرَاطَ ، و قد دخلتُها،و هی فی الدِّیوَان بورنباره (2).
و باوَرُ :موضعٌ بالیمن،منه:أَبو عبد اللّه الحُسَیْنُ بنُ یُوحَن الباوَرِیُّ الیَمَنِیُّ ،مات بأَصْبَهَانَ .
و باوَرِی :مدینهٌ ببلاد الزَّنْجِ یُحْلَبُ منها العَنْبَرُ.
البُهْتُرَهُ ،بالضَّمِّ :القَصِیرهُ ، کالبُهْتُرِ ،و زَعَمَ بعضُهُم أَن الهاءَ فی بُهْتُرٍ بَدَلٌ من الحاءِ فی بُحْتُرٍ،أَنشدَ أَبو عَمرٍو لنجادٍ الخَیْبَرِیِّ :
عِضٌّ لَئِیمُ المُنْتَمَی و العُنْصُرِ
لیس بِجِلْحابٍ و لا هَقَوَّرِ
لکنَّه البُهْتُرُ و ابنُ البُهْتُرِ (3)
و خَصَّ بعضُهم به القَصِیرَ من الإِبل.و جَمْعُه البَهاتِرُ و البَحاتِرُ،و أَنشد الفَرّاءُ قولَ کُثَیِّرٍ:
و أَنتِ الذِی حَبَّبْتِ کلَّ قَصِیرَهٍ
إِلیَّ و مَا تَدْرِی بذاکَ القَصائِرُ
عَنَیْتُ قَصِیرَاتِ الحِجَالِ و لم أُرِدْ
قِصَارَ الخُطَا شَرُّ النِّسَاءِ البَهَاتِرُ
هکذا أَنشدَه الفَرّاءُ: البَهَاتِرُ بالهَاءِ و أَورَدَ هذا الشِّعرَ شیخُنَا فی بحتر،و قد تقدَّمت الإِشارهُ إِلیه.
و البَهْتَرُ بالفتح:الکَذِبُ کالبَهْتَرَه .
البُهْدُرِیُّ ،بالضَّمِّ مشدَّدهَ الیاءِ أَهملَه الجوهریُّ ،و قال أَبو عدنانَ :هو المُقَرْقَمُ (4)الذی لا یَشِبُّ ، کالبُحْدُرِیِّ ،کذا فی التَّهْذِیب و التَّکْمِلَهِ .
البُهْرُ ،بالضمِّ :ما اتَّسَعَ من الأَرض.
و البُهْرُ : شَرُّ الوادِی و خَیْرُه ،هکذا فی النُّسَخ بالشِّین المعجَمَه،و الصّواب:سِرُّ الوادِی،بالسِّین؛أَی سَرارَتُه، کما فی الأُصول المُصَحَّحَهِ ، کالبُهْرَهِ ،فیهما ،و فی اللسان:و البُهْرَه :الأَرضُ السَّهْلَهُ ،و قیلَ :هی الأَرْضُ الواسعهُ بین الأَجْبُلِ .
و البُهْرُ : البَلَدُ أَو وَسَطَه،و یقال:مِن أَیِّ بُهْرٍ أَنتَ ؟أَی مِن أَیِّ بَلَدٍ؟ و من المَجاز: البُهْرُ : انْقِطَاعُ النَّفَسِ من الإِعیاءِ ، و بالفَتْح مصدر بَهَرَه الحِمْلُ یَبْهَرُه بَهْراً .
و قد انْبهَرَ و ابْتهرَ ،أَی تَتَابَعَ نَفَسُهُ .
و یقال: بُهِرَ الرجلُ کعُنِیَ ،إِذا عَدَا حتی غَلَبَهُ البُهْرُ ، و هو الرَّبْوُ، فهو مَبْهُور و بَهیرٌ ،و
16- فی الحدیث: «وَقَعَ علیه البُهْرُ ». هو بالضَّمِّ :ما یَعْتَرِی الإِنْسانَ عند السَّعْیِ الشدیدِ و العَدْوِ،من النَّهِیج و تَتَابُعِ النَّفَسِ ،و منه
17- حدیثُ ابنِ عُمَرَ:
«أَنَّه أَصابَه قُطْعٌ (5)أَو بُهْرٌ ».
و بَهَرَه :عالَجَه حتی انْبَهَرَ .
و من المَجَاز: البَهْرُ :الإِضاءَهُ ، کالبُهُورِ ،بالضمِّ ،و
1- فی حدیث علیٍّ رضیَ اللّه عَنْه: «قال له عَبْدُ خَیْرٍ:أُصَلِّی الضُحَی إِذا بَزَغَتِ الشمسُ ؟قال:لا،حتی تَبْهَرَ البُتَیْرَاءُ».
أَی یَسْتَبِینَ (6)ضَوْءُهَا.
و من المَجاز: البَهْرُ : الغَلَبَهُ ، بَهَرَه یَبْهَرُه بَهْراً :قَهَرَه و عَلاه و غَلَبَه.وَ بَهَرَتْ فلانهُ النِّسَاءَ:غَلَبَتْهُنَّ حُسْناً،و قال ذو الرُّمَّهِ یمدحُ عُمَرَ بنَ هُبَیْرَهَ :
ما زِلْتَ فی دَرَجَاتِ الأَمْرِ مُرْتَقِیاً
تَنْمِی و تَسْمُوبکَ الفُرْعانُ مِن مُضَرَا
حتَّی بَهَرْتَ فما تَخْفَی علی أَحَدٍ
إِلاّ علَی أَکْمَهٍ لا یَعْرِفُ القَمَرَا
أَی عَلَوْتَ کلَّ مَن یُفَاخِرُکَ فظَهرتَ علیه.
ص:119
و
16- فی الحدیث: «صلاهُ الضَّحَی إِذا بَهَرَت الشمسُ الأَرضَ ». أَی عَلَیها (1)نُورُها و ضَوءُها.
و عن ابن الأَعرابیِّ : البَهْرُ : المَلْ ءُ.
و البَهْرُ : البُعْدُ.
و البَهْرُ :المُبَاعَدَهُ مِن الخَیْرِ.
و البَهْرُ : الحُبُّ ،هکذا فی النُّسَخ،و الذی نُقِلَ عن ابن الأَعرابیّ أَنه قال:و البَهْرُ الخَیْبَهُ .و البَهْرُ الفَخْرُ،و أَنشدَ بیتَ عُمَرَ بنِ أَبی ربیعهَ ،و لعلّ ما ذَکَره المصنِّفُ تَصْحِیفٌ ، فلْیُنْظَرْ،و بیتُ عُمَرَ بنِ أَبی ربیعهَ الذی أشار إِلیه هو قولُه:
ثُمَّ قالوا:تُحِبُّها؟قُلتُ : بَهْراً
عَدَدَ الرَّمْلِ و الحَصَی و التُّرابِ
و قیل:معنَی« بَهْراً »فی هذا البیت:جَماًّ،و قیل:عَجَباً، قال:أَبو العبّاس:یجوزُ (2)أَن کلَّ ما قاله ابنُ الأَعرابیِّ فی وُجُوهِ البَهْرِ أَنْ یکونَ معنًی لما قال عُمَرُ،و أَحسنُها العَجَبُ .
و البَهْرُ : الکَرْبُ المُعْتَرِی للبَعِیرِ عند الرَّکْضِ ،أَو للإِنسان،إِذا کُلِّفَ فوقَ الجَهْد.
و البَهْرُ : القَذْفُ و البُهتانُ ،یقال: بَهَرَها ببُهتانٍ ،إِذا قَذَفَها به.
و البَهْرُ : التَّکْلِیفُ فوقَ الطّاقَهِ یقال: بَهَرَه ،إِذا قَطَعَ بُهْرَه ،و ذلک إِذا قَطَعَ نَفَسَه بضَرْب أَو خَنْق،أَو ما کان، قالَه ابن شُمَیْلٍ ،و أَنشدَ:
إِنَّ البَخِیلَ إِذا سَأَلْتَ بَهَرْتَه
و تَرَی الکَرِیمَ یَرَاحُ کالمُخْتَالِ
و البَهْرُ : العَجَبُ ،و بَهْراً له ،أَی عَجَباً،قاله ابن الأَعرابیِّ ،و به فَسَّرَ أَبو العَبّاس الزَّجّاجُ بیتَ عُمَرَ بنِ أَبی ربیعهَ المتقدِّم ذِکْرُه،و أَنشدَ ابنُ شُمَیْلٍ بیتَ ابنِ مَیّادَهَ (3):
أَلاَ یا لَقَوْمِی إِذْ یَبِیعُون مُهْجَتِی
بجارِیَهٍ بَهْراً لَهُمْ بَعْدَهَا بَهْرَا
أَی تَعْساً و غَلَبَهً ،هکذا فَسَّرَه غیرُ واحدٍ،قال سِیبوَیْه:لا فِعْلَ لقولِهم: بَهْراً له،فی حَدّ الدُّعَاءِ،و إِنما نُصِبَ علی توهُّمِ الفِعلِ ،و هو مّما یَنْتَصِبُ علی إِضمار الفِعْلِ غیرِ المُسْتَعْمَلِ إِظهارُه.
و من المَجاز: بَهَرَ القَمَرُ-کمَنَعَ -النُّجُومَ بُهُوراً : بَهَرَها بضَوْئِه،قال:
غَمَّ النُّجُومَ ضَوْءُه حِینَ بَهَرْ
فَغَمرَ النَّجْمَ الذی کانَ ازْدَهَرْ
یقال:قَمَرٌ باهِرٌ ،إِذا عَلاَ،و غَلَبَ ضَوءُه ضَوءَ الکواکبِ .
و بَهَرَ فلانٌ ،إِذا بَرَعَ و فَاق نُظراءَه،و أَنشدُوا قولَ ذی الرُّمَّهِ :
حتَّی بَهَرْتَ فما تَخْفَی علی أَحَدٍ (4)
أَی بَرَعْتَ و عَلَوْتَ (5).
و یقال:فلانٌ شدیدُ الأَبْهَر أَی الظَّهْر.
و الأَبْهَرُ أَیضاً: عِرْقٌ فیه ،و یقال:هو وَرِیدُ العُنُق ، و بعضُهم یَجعلُه عِرْقاً مُسْتَبْطِنَ الصُّلْبِ و القَلْبِ .قلت:و هو قولُ أَبی عُبَیْد،و تمامُه:فإِذا انقطعَ لم تکنْ معه حَیاهٌ .
و قیل: الأَبْهَرُ : الأَکْحَلُ ،و هما الأَبْهَرانِ یَخرُجَان من القلْب،ثم یَتَشَعَّبُ منهما سائرُ الشَّرایین،و
14- رُوِیَ عن (6)النبیِّ صَلی اللّه علیه و سلّم أَنه قال: «ما زالتْ أُکْلَهُ خَیْبَرَ تُعَاوِدُنِی فهذا أَوان قَطَعَتْ أَبْهَرِی ». و فی الأَساس:و من المَجاز:و ما زال یُراجِعُه الأَلَمُ حتی قَطَعَ أَبْهَرَه ،أَی أَهْلَکَه،انتهی.
و أَجمعُ من ذلک قولُ ابنِ الأَثِیر؛فإِنّه قال: الأَبْهَرُ عِرْقٌ مَنْشَؤُه مِن الرَّأْس،و یَمْتَدُّ إِلی القَدم،و له شَرایِینُ تتَّصِلُ بأَکثرِ الأَطرافِ و البَدَنِ ،فالذی فی الرأَس منهُ یُسَمَّی النَّأْمَه، و منه قولُهم:أَسْکَتَ اللّه نَأْمَتَه،أَی أَماتَه،و یَمتدُّ إِلی الحَلْق فیُسَمَّی فیه الوَرِیدَ،و یمتدُّ إِلی الصَّدْر فیسَمَّی الأَبْهَرَ ، و یمتدُّ إِلی الظُّهْر فیُسَمَّی الوَتِینَ ،و الفُؤادُ معلَّقُ به،و یمتدُّ
ص:120
إِلی الفَخِذ فیُسَمَّی النَّسَا،و یمتدُّ إِلی السّاق فیُسَمَّی الصّافِنَ ،و الهمزهُ فی الأَبْهَر زائدهٌ ،انتهی.
و أَنشدَ الأَصمعیُّ لابن مُقْبِلٍ :
و لِلْفُؤادِ وَجِیبٌ تَحتَ أَبْهَرهِ
لَدْمَ الغُلامِ وراءَ الغَیْبِ بالحَجَرِ
و الأَبْهَرُ : الجانِبُ الأَقْصَرُ مِن الرّیش. و الأَباهِرُ مِن رِیشِ الطّائِر:ما یَلِی الکُلَی أَوّلُها القَوادِمُ ثم المناکِبُ (1)، ثم الخَوافِی،ثم الأَباهِرُ ،ثم الکُلَی،و قال اللِّحیانِیُّ :یُقَالِ لأَرْبَعِ رِیشَاتٍ مِن مُقَدَّم الجَنَاحِ :القَوادِمُ ،و لأَربعٍ یَلِیهنَّ :
المَنَاکِبُ ،و لأَربعٍ بعدَ المَناکِبِ :الخَوافِی،و لأَربعٍ بعد الخَوافِی: الأَباهِرُ .
و قیل: الأَبْهَرُ : ظَهْرُ سِیَهِ القَوْسِ ،أَو الأَبْهَرُ من القَوْسِ ما بینَ طائِفِها و الکُلْیَهِ . و
1- فی حدیث علیٍّ رضیَ اللّهُ عنه: «فیُلْقَی بالفَضاءِ مُنقطِعاً أَبْهَرَاه ». قال الأَصْمعیّ :فی القَوْس کَبِدُها،و هو ما بین طَرَفَی العِلاَقَهِ ،ثم الکُلْیَهُ تَلَی ذلک،ثم الأَبْهَرُ یَلِی ذلک،ثم الطّائِفُ ،ثم السِّیَهُ ،و هو ما عُطِفَ مِن طَرَفَیْهَا.
و الأَبْهَرُ : الطَّیِّبُ من الأَرض السَّهْلُ منها، لاَ یَعْلُوه السَّیْلُ ،و منهم مَن قَیَّدَه بما بین الأَجْبُلِ .
و الأَبْهَرُ : الضَّرِیعُ الیابِسُ نقلَه الصَّاغانیّ .
و أَبْهَرُ ، بلا لامٍ :مُعَرَّبُ آبْ هَرْ،أَی ماءُ الرَّحْی (2):د، عظیمٌ بین قَزْوِینَ و زَنْجَانَ ،منها إِلی قَزْوِینَ اثنا عَشَرَ فَرْسَخاً،و منها إِلی زَنْجَانَ خمسه عشرَ فَرْسَخاً،ذَکَره ابنُ خُرْدَاذْبَه.
و أَبْهَرُ : بُلَیْدَهٌ بنواحِی أَصْبَهَانَ ،ذَکَرَه أَبو سَعِیدٍ المالِینیُّ ، و نُسِبَ إِلیها أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ صالح التَمِیمِیُّ ، الفَقِیهُ المُقرِی،تُوُفِّیَ سنهَ 375،و نُسِبَ إِلیها أَیضاً أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ أَحمدَ (3)بنِ الحَسَنِ بنِ ماجَه الأَبْهَرِیُّ ،طال عُمرُه،و أَکْثَرُوا عنه الحدیثَ ،تُوُفِّیَ سَنهَ 481.
و أَبْهَرُ : جبلٌ بالحِجازِ. و بَهْرَاءُ :قَبِیلهٌ من الیَمن،قال کُراع:و قد یُقْصَرُ،قال ابنِ سِیدَه:لا أَعْلَمُ أَحداً حَکَی فیه القَصْرَ إِلاّ هو،و إِنّمَا المعْرُوفُ فیه المَدُّ،أَنشد ثعلبٌ :
و قد عَلِمَتْ بَهْرَاءُ أَنَّ سُیُوفَنَا
سُیُوفُ النَّصارَی لا یَلِیقُ بها الدَّمُ
و النِّسْبَهُ بَهْرَانِیٌّ مثْلُ بَحْرانِیّ ،علی غیرِ قِیاسٍ ،و النُّونُّ فیه بَدَلٌ من الهَمْز،قال ابن سِیدَه:حَکاه سِیبَوَیْه.
و بَهْراوِیٌّ ،علی القِیَاسِ ،قال ابن جِنِّی:مِن حُذّاقِ أَصحابِنا مَن یذهبُ إِلی أَن النُّونَ فی بَهْرَانِیٍّ إِنّمَا هی بَدَلٌ من الواو،التی تُبْدَلُ مِن هَمْزِه التَّأْنِیثِ فی النَّسَب،و أَن الأَصلَ بَهْرَاوِیٌّ ،و أَن النُّونَ هناک بَدَلٌ من هذه الواو،کما أُبْدِلَتِ الواوُ من النُّون فی قولک:مِن وافِد،و إِن وقفتَ وقفت،و نحو ذلک،و کیفَ تَصَرَّفَتِ الحالُ فالنُّون بَدَلٌ من الهمزه،قال:و إِنَّما ذَهَبَ مَنْ ذَهَب إِلی هذا:لأَنه لم یَرَ النُّونَ أُبْدِلَتْ مِن الهَمْزه فی غیرِ هذا،و کانَ یَحْتَجُّ فی قولهم:إِنَّ نُونَ فَعْلاَنَ بدلٌ من همزه فَعْلاءَ،فنقول (4):لیس غَرَضُهُم هنا البدلَ الذی هو نحوُ قولِهم فی ذِئْبٍ :ذِیبٌ ، و فی جُؤْنَهَ :جُونَهُ ،إِنّمَا یریدون أَنّ النُّون تُعاقبُ فی هذا الموضع الهمزهَ ،کما تُعاقبُ لامُ المعرفهِ التنوینَ ،أَی لا تجتَمِعُ معه،فلمّا لم تُجامِعْه قیل:إِنها بدلٌ منه،و کذلک النونُ و الهمزهُ ،قال:و هذا مذهبٌ لیس بقَصْدٍ.
و البَهَارُ کسَحَابٍ : نَبْتٌ طَیّبُ الرِّیحِ . قال الجوهریُّ :
و هو العَرَارُ الذی یقال له:عَیْنُ البَقَرِ،و هو بَهارُ البَرِّ،و هو نَبْتٌ جَعْدٌ له فُقّاحَهٌ صفراءُ تَنبتُ أَیّامَ الرَّبِیع،یقال لها:
العَرَارَهُ ،و قال الأَصمعیُّ :العَرارُ: بَهَارُ البَرِّ،و قال الأَزهریُّ :العَرَارَهُ :الحَنْوَهُ ،قال:و أُرَی (5)البَهارَ فارسیَّهً .
و البَهَارُ : کلُّ شیْ ءٍ حَسَن مُنِیرٍ.
و البَهَارُ : لَبَبُ الفَرَسِ ،عن ابن الأَعرابیِّ ، و الصحیح أَنه البَیَاضُ فیه ،أَی فی الَّلَبَبِ ،و الذی فی الأُمَّهاتِ اللُّغَوِیَّهِ :هو البیاضُ فی لَبَانِ الفَرَسِ (6)،فلْیُنْظَرْ.
ص:121
و البَهَارُ : ه بِمَرْوَ ،و (1)یقال لها: بَهارِینُ أَیضاً،منها رُقَادُ ،کذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوابُ وَرْقاءُ (2)بنُ إِبراهیمَ المحدِّثُ ،مات سَنَه أَربعین (3).هکذا ضَبَطَه الحافِظُ .
و البُهَارُ بالضمِّ :الصَّنَمُ .
و البُهَارُ : الخُطَّافُ ،و هو الذی تَدْعُوه العَامَّهُ :عُصْفُورَ الجَنَّهِ .
و البُهَارُ : حُوتٌ أَبْیضُ .
و البُهَارُ : القُطْنُ المَحْلُوجُ ،و هذه عن الصّاغَانیِّ .
و البُهَارُ : شَیْ ءٌ یُوزَنُ به،و هو ثلاثُمِائَهِ رِطْلٍ ،قالَه الفَرّاءُ و ابنُ الأَعرابیِّ .
و
17- رُوِیَ عن عَمْرِو بنِ العَاصِ ،أَنه قال: «إِنّ ابنَ الصَّعْبَهِ -یَعْنِی طَلْحَهَ بنَ عُبَیْدِ اللّهِ -تَرَکَ مِائَهَ بُهَارٍ ،فی کلِّ بُهَارٍ ثَلاَثَهُ قَناطِیرِ ذَهَبٍ و فِضَّهٍ ». فجَعَلَه وِعَاءً.
قال أَبو عُبَیْدٍ: بُهَارٌ أَحْسَبُها کلمهً غیرَ عَرَبیَّهٍ ،و أُراها قِبْطِیَّهً .
أَو أَرْبَعُمِائَهِ رِطْلٍ ، أَو سِتُّمِائَهِ رِطْلٍ ،عن أَبِی عَمْرٍو، أَو أَلْف رِطْلٍ .
و البُهَارُ : مَتَاعُ البَحْرِ.
و قیل:هو العِدْلُ یُحْمَلُ علی البَعِیر، فیه أَرْبَعُمِائَهِ رِطْلٍ ،بِلُغَهِ أَهلِ الشّامِ .
و نَقَلَ الأَزهریُّ عن الفَرّاءِ و ابنِ الأَعرابیِّ قولَهما:إِنّ البُهارَ ثلاثُمِائَه رِطْلٍ .
و قال ابنُ الأَعرابیِّ :و المُجَلَّدُ سِتُّمِائَهِ رِطْلٍ ،قال الأَزهریُّ :و هذا یَدُل علی أَنَّ البُهَارَ عربیٌّ صحیحٌ ،و قال بُرَیْقٌ الهُذَلِیُّ یصفُ سَحاباً.
بِمُرْتَجِزٍ کأَنَّ علی ذُرَاهُ
رِکَابُ الشّامِ یَحْمِلْنَ البُهَارَا
قال القُتَیْبِیُّ (4):کیف یَخْلُفُ فی کلِّ ثلاثمائه رِطْلٍ ثلاثَهَ قَنَاطِیرَ،و لکنّ البُهَارَ الحِمْلُ ،و أَنشدَ بیتَ الهُذَلِیِّ ،و قال الأَصمعیُّ فی قوله:«یَحْمِلْنَ البُهَارَا :»یَحْمِلْنَ الأَحْمَالَ مِن مَتَاعِ البَیْتِ ،قال:و أَرادَ أَنّه تَرَکَ مائهَ حِمْلٍ ،قال:مقدارُ الحِمْلِ منها ثلاثهُ قناطیرَ،قال:و القِنطارُ مائهُ رِطْلٍ ،فکان کلُّ حِمْلٍ منها ثلاثمائه رِطْلٍ .
و البُهَارُ : إِناءٌ کالإِبْرِیقِ ،و أَنشدَ:
علی العَلْیاءِ کُوبٌ أَو بُهَارُ
قال الأَزهریُّ :لا أَعرِفُ البُهارَ بهذا المعَنی.
و البَهیِرَهُ من النَّسَاءِ: السَّیِّدَهُ الشَّرِیفَهُ ،و یقال:هی بَهِیرَهٌ مَهِیرَهٌ .
و البَهِیرَهُ : الصَّغِیرَهُ الخَلْقِ الضَّعِیفَهُ ،و قال اللَّیْثُ :امرأَهٌ بَهِیرَهٌ ،و هی القَصِیرهُ الذَّلِیلَهُ الخِلْقَهِ ،و یقال:هی الضَّعِیفَهُ المَشْیِ ،قال الأَزهریُّ :و هذا خَطَأٌ (5)،و الذی أَرادَ اللَّیْثُ :
البُهْتُرَهُ بمعنَی القَصِیرَهِ ،و أَما البَهِیرهُ من النساءِ فهی السَّیدهُ الشَّرِیفهُ .
و أَبْهَرَ الرجلُ : جاءَ بالعَجَبِ .
و أَبْهَرَ ،إِذا اسْتَغْنَی بعدَ فَقْرٍ ،کلاهما عن ابن الأَعرابیّ .
و أَبْهَرَ ،إِذا احْتَرَقَ مِن حَرِّ بُهْرَهِ النَّهارِ ،و
16- فی الحدیث:
«فلمَّا أَبْهَرَ القومُ احترقُوا». ؛أَی صاروا فی بُهْرَهِ (6)النَّهَارِ،أَی وَسَطِه.و تعبیر المصنِّف لا یخلُو عن رَکَاکَهٍ ،و لو قال:
و أَبْهَرَ :صار فی بُهْرَهِ النَّهارِ،کان أَحسنَ .
و أَبْهَرَ ،إِذا تَلَوَّنَ فی أَخْلاقِه:دَماثَهً مَرَّهً ،و خُبْثاً أُخْرَی.
و أَبْهَرَ ،إِذا تَزَوَّجَ بَهِیرَهً مَهِیرَهً (7)،کلاهما عن الصَّاغانیّ .
و ابْتَهَرَ الرَّجلُ : ادَّعَی کَذِباً ،قال الشاعر:
و ما بِی إِنْ مَدَحْتُهُم ابْتِهارُ
و أَنشَدَ عَجُوزٌ مِن بَنِی دارِمٍ لشیخ من الحَیّ فی قَعِیدَتِه:
ص:122
و لا یَنَامُ الضَّیْفُ مِن حِذارِهَا
و قَوْلِهَا الباطِلِ و ابْتِهَارِهَا
قالوا: الابْتِهارُ :قولُ الکَذِبِ ،و الحَلِفُ علیه.
و فی المُحکَم: الابْتِهَارُ :أَنْ تَرْمِیَ المرأَهَ بنفسِک و أَنت کاذبٌ .
و ابْتَهَرَ : قال:فَجَرْتُ و لم یَفْجُر ،و
17- فی حدیث عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه: «أَنَّهُ رُفِعَ إِلیه غُلامٌ ابْتَهَرَ جارِیَهً فی شِعْرِه، فلم یُوجَدْ أَنْبَتَ (1)،فدَرَأَ عنه الحَدَّ». قال: الابْتِهارُ أَن تَقذِفَهَا بنفسِک فتقول:فَعَلْتُ بها،کاذِباً،فإِن کان صادقاً قد فَعَلَ فهو الابْتِیَارُ (2)،علی قَلْبِ الهاءِ یاءً،قال الکُمَیت:
قَبِیحٌ لِمِثْلِیَ نَعْتُ الفَتَا
هِ إِمّا ابْتِهاراً و إِمّا ابْتِیارَا
و قیل: ابْتَهَرَ ،إِذا رَماه بما فیه ،و ابْتَأَرَ،إِذا رَماه بما لیس فیه.
و
16- فی حدیث العَوّام: « الابتهارُ بالذَّنْبِ أَعظمُ مِن رُکُوبِه».
و هو أَن یقوَل فعلتُ ،و لم یَفعل؛لأَنه لم یَدَّعِه لنفسِه إِلاّ و هو لو قَدَرَ فَعَلَ ،فهو کفاعله بالنِّیَّهِ ،و زادَ علیه بقبحه و هَتْکِ سِتْرِه،و تَبَجحِه (3)بذَنْبٍ لم یَفْعَلْه.
و یقال: ابْتَهَرَ فی الدُّعَاءِ إِذا تَحَوَّب و جَهَدَ،و کذلک یقال: ابْتَهَلَ فی الدُّعاءِ،و هذا مّما جُعِلَتِ الّلاُم فیه راءً. أَو ابْتَهَرَ فی الدُّعاءِ،إِذا کان یَدْعُو کلَّ ساعه،و لا یَسْکُتُ عنه، قالَه خالدُ بنُ جَبْهَ ،و قال خالدُ بنُ جَنْبَهَ : ابْتَهَرَ فی الدُّعاءِ، إِذا کان لا یُفَرّطُ عن ذلک و لا یَثْجا (4)،قال:لا یَثْجا 4:لا یُسْکَتُ (5)عنه.
و ابْتَهَرَ : نامَ علی ما خَیَّلَ ،و فی التَّکْمِلَه:علی مَا خَیَّلتْ . و ابْتَهَرَ لفلانٍ و فیه ،أَی فی فلانٍ ،إِذا لم یَدَعْ جَهْداً ممّا له أَو علیه ،نقله الصاغانیّ .
و ابْتَهَرَ ،إِذا بالَغَ فی شیْ ءٍ و لم یَدَعْ جَهْداً.
و یقال: ابْتُهِرَ فلانٌ بفُلانهَ بالضمِّ ،أَی مَبْنِیاً للمجهول:
شُهِرَ بها.
و تَبَهَّرَ الإِناءُ: امتلأَ ،قال أَبو کَبِیرٍ الهُذَلِیُّ :
مُتَبَهِّراتٍ بالسِّجالِ مِلاؤُهَا
یَخْرُجْنَ مِن لَجَفٍ لها مُتَلَقِّمِ
و من المَجاز: تَبَهَّرَتِ السَّحابهُ إِذا أَضاءَتْ ،قال رجلٌ مِنَ الأَعرابِ ،و قد کَبِرَ و کان فی داخِلِ بیتِه،فمَرَّتْ سحابهٌ :کیف تراها یا بُنَیّ ؟فقال:أَراها قد نَکَّبَتْ و تَبَهَّرَتْ .
نَکَّبَتْ :عَدَلَتْ .
و باهَرَ مُبَاهَرَهً و بِهَاراً : فاخَرَ.
و باهَرَ صاحِبَه فبَهَره :طاوَلَه (6).
و انْبَهَرَ السَّیْفُ :انْکَسَرَ نِصْفَیْنِ ؛مأْخوذٌ من البُهْرَهِ :
الوَسَطِ .
و ابْهَارَّ النَّهَارُ،و ذلک حین ترْتفع الشمسُ .
و ابْهَارَّ اللَّیْلُ ابْهِیراراً ،إِذا انْتَصَفَ ،قاله الأَصمعیُّ ، مأْخوذٌ من بُهْرَهِ الشَّیْ ءِ،و هو وَسَطُه.
أَو ابْهَارَّ اللیلُ : تَرَاکَبَتْ (7)ظُلْمَتُه.
أَو ابْهَارَّ : ذَهَبَتْ عامَّتُه و أَکثرُه أَو بَقِیَ نحوٌ منِ ثُلُثِه ،و هما قولٌ واحدٌ؛فإِنه إِذا ذهبتْ عامَّتهُ و أَکثرُه فلا یَبْقَی إِلاَّ نحوُ ثُلُثِه،ف «أَوْ»هُنَا لیس للتَّرْدِید کما لا یَخْفَی.و قال أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ: ابْهِیرارُ اللیلِ :طلوعُ نُجُومِه،إِذا تَتامَّتْ و استنارَتْ ؛لأَنَّ اللیلَ إِذا أَقبلَ أَقبلتْ فَحْمَتُه،و إِذا استنارتِ النُّجُومُ ذهبتْ تلک الفَحْمَهُ ،و بکلِّ ما ذُکِرَ فُسِّرَ
14- الحدیثُ :
«أَنه صَلی اللّه علیه و سلّم سارَ (8)حتی ابْهارَّ اللیلُ ».
و الباهِراتُ :السُّفُنُ ،سُمِّیَتْ بذلک لِشَقِّها الماءَ و غلبَتِها علیه.
ص:123
و البَاهِرُ :عِرْقٌ یَنْفُذُ شَواهَ الرَّأْسِ إِلی الیافُوخِ مِن الدِّماغ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و البَهْوَرُ ،کجَرْوَلٍ :الأَسَدُ ،نقلَه الصاغانیُّ ،لَغَلَبَته.
و بُهْرَهُ ،بالضمِّ :ع بنواحِی المدینهِ ،علی ساکِنها أَفضلُ الصلاهِ و السلامِ . و بُهْرَهُ : ع بالیَمَامَهِ ،عن الصّاغانیِّ .
و البُهْرَهُ مِن اللَّیْلِ ،و مِن الوادِی،و من الفَرَسِ ، و الرَّحْلِ و الحَلْقَهِ :وَسَطُه ،و تقدَّم بُهْرَهُ الوادِی:سَرَارَتُه و خَیْرُه.
و البَهیرُ (1)کعثیرٍ،کذا وَقَع ضَبْطُه فی نُسَخِ الکتابِ ، و الصَّواب کأَمِیرٍ: الثَّقِیلَهُ الأَرادف التی إِذا مَشَتْ انْبَهَرَتْ ، و الذی فی التَّهْذِیب:و یُقال للمرأَهِ إِذا ثَقُلَ أَرادفُها (2)فإِذا مَشَتْ وَقَعَ علیها البُهْرُ و الرَّبْوُ:نَهِیرٌ و منه قولُ الأَعشی:
إِذا ما تَأَیَّا یُرِیدُ القِیَامَ
تَهادَی کما قد رَأَیْتَ البَهِیرَا
*و مّما یُستَدرک علیه:
البِهَارُ :بالکسر:المفاخَرهُ .
و ابْهارَ علینا اللَّیْلُ ،أَی طالَ .
و لیلهُ البُهَرِ :السابعهُ و الثامنهُ و التاسعهُ ،و هی اللَّیالِی التی یَغْلِبُ فیها ضَوءُ القمرِ النُّجُومَ ،و هی کظُلَمٍ جَمْع ظُلْمَهٍ ، و یقال بضمٍّ فسکونٍ جمع باهِرٍ .
و یقال لِلَّیَالِی البِیضِ : بُهْرٌ .
و قال شَمِرٌ: البَهْرُ هو الهَلاکُ .
و العربُ تقولُ :الأَزواجُ ثَلاثهٌ :زَوْجُ مَهْرٍ،و زَوْجُ بَهْرٍ و زَوْجُ دَهْرٍ،فأَمَّا زَوْجُ مَهْرٍ فرجلٌ لا شَرَفَ له فهو یُسْنِی المَهْرَ لِیُرْغَبَ فیه،و أَما زوجُ بَهْر ،فالشَّرِیفُ و إِنْ قلَّ مالُه تَتَزَوَّجَه المرأَهُ لِتَفْخَرَ به،و زَوْجُ دَهْرٍ کُفْؤُها.و قیل فی تَفْسِیرهم: یبْهَرُ العُیُونَ لِحُسْنِه (3)،أَو یُعدُّ لنَوائِبِ الدَّهْرِ،أَو یُؤْخَذُ منه المَهْرُ.
و یقال:رأَیتُ فلاناً بَهْرَهً ،أَی جَهْرَهً عَلانِیَهً ،و أَنشدَ:
و کمْ مِن شُجَاعٍ بادَرَ المَوْتَ بَهْرَهً
یَمُوتُ علی ظَهْرِ الفَرَاشِ و یَهْرَمُ
و الأَبْهَرُ :فَرَسُ أَبی الحَکَمِ القَیْنِیِّ .
و بهارهُ :جَدُّ نَصْرٍ أحمد بن الحسین بن علیّ بن بهارهَ ،البَکْرَاباذِیّ الجُرجانّی،المحدّث،و أَبو الحسنِ محمدّ بنُ عُمَرَ بنِ أَحمدَ بنِ علیِّ بنِ الحَسَن بنِ بَهَرٍ ، البَقّال-محرکه-الأَصْبَهَانِیُّ ،ذَکَره ابنُ نُقْطَهَ .
و بهُر بنُ سعدِ بنِ الحارث،جدُّ سالمِ بنِ وابِصَهَ الأَسَدِیّ .
و أُمُّ بهرٍ بنتُ ربیعهَ بنِ سعدِ بن عِجْل.
و عبدُ السلام بنُ الحسنِ بنِ نصر بن بهارٍ المُقَیِّر،عن ابن ناصر.
و بَهَار :امرأَهٌ کان یُشَبِّبُ بها المُؤَمّل بن أُمَیْل (4)الشاعُر النَّصْریّ .
و أَبو البَهارِ محمّدُ بنُ القاسمِ الثَّقَفِیُّ ،کان یُعْجب بالبَهارِ فکُنِیَ به (5).قالَه المَرْزُبَانِیُّ .
و بِهَار ،ککِتَابٍ :مدینهٌ عظیمهٌ بالهند.
البَهْزَرُ ،کجَعْفَرٍ:الحَصِیفُ العاقِلُ ، و الشَّرِیفُ .
و البُهْزُرَهُ کقُنْفُذَهٍ ،من النُّوقِ :العَظِیمَهُ ،و فی المُحکَم:
النّاقهُ الجَسِیمَهُ الضَّخْمهُ الصَّفِیَّهُ .
و البُهْزُرَهُ : النَّخْلَهُ الطَّوِیلَهُ ،أَو التی تَنالُهَا (6)بِیَدِکَ ،و قد یُفْتَحُ فیهما الضَّمُّ عن الفَرّاءِ،نقلَه الصّاغَانِیُّ ،و الفتحُ عن الکَلْبِیِّ ،نقلَه الجوهَرِیُّ (7).
ج بَهازِرُ ،أَنشدَ ثعلبٌ :
بَهازِراً لم تَتَّخِذْ مَآزِرَا
فهْیَ تُسامِی حَوْلَ جِلْفٍ جازِرَا (8)
ص:124
و عن ابن الأَعرابیّ : البَهازِرُ :الإِبلُ ،و الَّنخِیلُ العظامُ المَواقِیرُ،و أَنشدَ الأَزهریُّ للکُمَیْت:
إِلاّ لِهَمْهَمَهِ الصَّهِی
لِ و حَنَّهِ الکُومِ البَهازِرْ
و وَرَدَ:إِبلٌ بَهازِرَهٌ ،أَی سِمانٌ ضِخَامٌ ،و هی جمعُ بُهْزُورَهٍ ،و مِن أَبیات الحَمَاسهِ :
و قُمْتُ بِنَصْلِ السَّیْفِ و البَرْکُ هاجِدٌ
بَهَازِرَهً و الموتُ فی السَّیْفِ یَنْظُرُ
و یأْتی فی«زرر»رَدُّ المصنِّفِ علی الجوهریِّ .
و البَهَازِرُ من النِّسَاءِ:الطَّوِیلَهُ ،و هذا قد أَغْفَلَه المصنِّفُ .
*و مما یُستَدْرَک علیه:
البَهْجُورهُ ،بالفتح:مدینهٌ بالصَّعِید الأعْلَی،و قد دخلتُهَا.قال الأَدْفَوِیُّ :و أَصلُه:البها مُهْجُوره،بضمِّ المیم،فَلْیُنْظَرْ.
بِیَارٌ (1)،ککِتَاب أَهملَه الجوهَرِیُّ ،و قال الصاغانیُّ :هو: د،بین بَیْهَقَ و بِسْطَامَ ،و فی التَّکْمِلَه:
قَصَبَهٌ بین بِسْطَامَ و بَیْهَقَ .
و بِیَارُ : ه بنَسَا ،نقلَه الصاغانیُّ أَیضاً،و نَسَا من مدن خُراسانَ .
و البِیرَهُ ،بالکسر:د،له قَلْعَهٌ مَنِیعَهٌ قُرْبَ سُمَیْساطَ ،و هو من بُلدانِ شَهْرَ زُورَ،و یقال فیه: بِیرَهُ ،بلا لامٍ أَیضاً.
و البِیرَهُ : ه بین القُدْسِ و نابُلُسَ ،نقلَه الذَّهَبِیُّ فی المُشْتَبِهِ .
و البِیرَهُ :قریهٌ بحَلَبَ ،و قد نُسِبَ إِلیها جماعهٌ من المحدِّثین.
و البِیرَهُ :قریهٌ بکَفْرِ طابَ ،نقلَه الذَّهَبِیُّ أَیضاً.
و البِیرَهُ :قریهٌ بجزیرَهِ ابنِ عُمَرَ ،قال الحافظُ :و هی قَلْعَهٌ . و أَبو بکرٍ أَحمدُ بنُ عُبَیْدِ بنِ الفَضْلِ بنِ سَهْلِ بن بِیرِی الواسِطِیُّ ، کسِیرِی أَمْراً مِن سارَ یَسِیرُ: محدِّثٌ ثِقَهٌ صَدُوقٌ ،تُوُفِّیَ سنهَ 390،حدَّث عن علیِّ بنِ عبدِ اللّه بنِ مُبَشِّرٍ و غیرهِ .
و أَبْیَارُ بالفتح: د،بین مِصْر و الإِسْکَنْدَرِیَّهِ ،علی شاطیءِ النِّیلِ ،منها:
أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ إِسماعیلَ بنِ أُسَیْدٍ (2)الرَّبَعِیُّ ،رَوَی عنه أَبو طاهرٍ السِّلَفِیُّ .
و أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ إِسماعیلَ بن عَطِیَّه فَقِیهُ المالِکِیَّهِ بالإِسکندریَّه،و هو شارحُ البُرْهانِ فی أُصولِ الفِقْه،أَخَذَ عنه ابنُ الحاجِبِ ،و وَلَدَاه:حسنٌ و عبدُ اللّه،فاضِلان.
و نُورُ الدِّینِ علیُّ بنُ سَیْفِ بنِ علیِّ بن إِسماعیلَ الأَبْیَارِیُّ ،ثم الدِّمَشْقِیُّ ،شیخُ أَهلِ العربیَّهِ فی عَصْرِه، أَخَذَ عنه منصورُ بنُ سَلْم،و تُوُفِّیَ سنهَ 814.
*و مما یَستدرَکُ علیه:
مُنْیَهُ الأَبْیَارِ :قریهٌ قربَ رَشِید.
و إِلبِیرَهُ (3):بلدٌ بالأَنْدَلُس،و یقال: اللِّبِیرَهُ ،منها:مَکِّیُّ بنُ صَفْوانَ الإِلْبِیرِیُّ ،و یقال: اللِّبِیرِیُّ ،و یقال: البِیرِیُّ (4)، المحدِّثُ ،مولَی بَنِی أُمَیَّهَ ،مات سنهَ 309.
البِیرُ ،أَیضاً:ماءٌ فی بلاد طَیِّیء.
و أَبو علیٍّ الحَسَنُ بنُ أَحمدَ بنِ الحَسَنِ السقلاطونی، المعروفُ بابنِ أَبی البِیرِ ،حَدَّث عن أَبی محمّدٍ الجوهریِّ ، مات سنه 504.
أَتْأَرْتُهُ ،و أَتْأَرْتُ إِلیه البَصَرَ:أَتْبَعْتُه إِیّاه بهمزِ الأَلِفَیْن غیر ممدودهٍ ،یتعدَّی بنفسِه و بإِلی،قال بعض الأَغفالِ :
و أَتْأَرَتْنِی نَظْرَهَ الشَّفِیرِ
ص:125
و أَتْأَرتُه بالعَصا:ضَرَبتُه ،نقلَه الصَّاغانیّ .
و
16- فی الحدیث: «أَنَّ رجلاً أَتاه فأَتْأَرَ إِلیه النَّظَرَ ». أَی أَحَدَّه إِلیه و حَقَّقَه،قال الشاعر:
أَتْأَرْتُهُمْ بَصَرِی و الآلُ یَرْفَعُهُمْ
حتَّی اسْمَدَرَّ بِطَرْفِ العَیْنِ إِتْآرِی
و مَن تَرَکَ الهَمْزَ قال: أَتَرْتُ إِلیه النَّظَرَ و الرَّمْیَ ،و هو مذکورٌ فی ت و ر،و أمّا قولُ الشاعرِ:
إِذا اجْتَمَعُوا علیَّ و أَشْقَذُونِی
فصِرْتُ کأَنَّنِی فَرَأٌ مُتَارُ (1)
فإِنه أَراد مُتْأَرٌ ،فنَقَلَ حرکَهَ الهمزه إِلی التاءِ،و أَبْدَلَ منها أَلِفاً لسُکُونِهَا و انفِتَاحِ ما قبلَهَا،فصارتْ «مُتَار».قالَهُ ابن سِیدَه.
و تَأَرَ ،کمَنَعَ :ابْتَهَر ،و فی التَّکْمِلَه: التَّأْرُ :الانْتِهَارُ، هکذا هو بالنُّون فانْظُرْه.
و التّارَهُ :المَرَّهُ ،و نَقَلَ ،الأَزهَریُّ عن ابن الأَعرابیِّ :
التّارهُ :الحِینُ ، تُرِکَ هَمْزُهَا؛لکَثرَهِ الاستعمالِ ،قال غیرُه:
ج تِئَرٌ بالکسرِ مهموزهً .
و منه یُقَال: أَتْأَرتُ إِلیه النَّظَرَ،أَی أَدَمْتُه تارهً بعد تارهٍ .
و التُّؤْرُورُ بالضَّمِّ : التَّابِعُ للشُّرَطِیِّ ،و هو الجِلْوازُ،لأَنه یُتْئِرُ النَّظَرَ إِلی أَوامرِه،و أَنشدَ ابنُ السِّکِّیت لامرأَهِ العَجّاج (2):
تَاللّهِ لَوْلاَ خَشْیَهُ الأَمِیرِ
و خَشْیِهُ الشُّرْطیِّ و التُّؤْرُورِ (3)
لَجُلْتُ بالشَّیخ مِن البَقِیرِ
کجَوَلانِ الصَّعْبَهِ العَسِیرِ
و قیل: التُّؤْرُورُ : العَوْنُ یکونُ مع السُّلطانِ بلا رِزْقٍ ، و هو العوانی،و ذَهَبَ الفارسِیُّ إِلی أَنه تُفْعُولٌ من الأَرّ،و هو الدَّفْعُ ،و قد ذُکِرَ فی موضعه.
التِّبْرُ ،بالکسر:الذَّهَبُ ،کلُّه،و فی الصّحاح:
هو من الذَّهب غیر مضروبٍ ،فإِذا ضُرِبَ دَنَانِیرَ فهو عَیْنٌ ، قال:و لا یقال: تِبْرٌ إِلاّ للذَّهَب.
و قال بعضُهم: و الفِضَّهُ أَیضاً،و
16- فی الحدیث: «الذَّهَبُ بالذَّهَبِ تِبْرِهَا و عَیْنِها،و الفِضَّهُ بالفِضَّهِ تِبْرِهَا و عَیْنِها».
أَو فُتاتُهما قبلَ أَن یُصاغَا،فإِذا صِیغَا فهما ذَهَبٌ و فِضَّهٌ ، و هذا قولُ ابنِ الأَعرابیِّ .
أَو هو ما استُخرِجَ من المَعْدِنِ من ذَهَبٍ و فِضَّهٍ و جمیعِ جواهر الأَرضِ قبلَ أَن یُصاغَ و یُسْتَعْمَلَ .
و قیل:هو الذَّهَبُ المَکْسُورُ،قال الشاعر:
کلُّ قومٍ صِیغَهٌ مِن تِبْرِهِمْ
و بَنُو عبدِ مَنافٍ مِن ذَهَبْ
و قال ابنُ جِنِّی:لا یُقَال له تِبْرٌ حتی یکونَ فی تُرَابِ مَعْدِنِه أَو مُکَسَّراً (4)،قال الزَّجّاج:و منه أُطلِقَ علی مُکَسَّر الزُّجاجِ .
و قیل: التِّبْرُ کلُّ جَوْهَرٍ أَرْضِیٍّ یُسْتعمَلُ من النُّحاس، و الصُّفْر ،و الشِّبَهِ ،و الزُّجاجِ ،و الذَّهَبِ ،و الفِضَّهِ ،و غیرِ ذلک،ممّا استُخْرِجَ من المَعْدِنِ قبلَ أَن یُصاغ.و لا یَخْفَی أَن هذا مع ما تقدَّم من قوله:«أَو ما استُخرِجَ »،واحِدٌ،قال الجوهریّ (5):و قد یُطلَقُ التِّبْرُ علی غیرِ الذَّهَبِ و الفِضَّهِ من المَعْدِنِیّاتِ ،کالنُّحَاسِ و الحَدِیدِ و الرَّصاصِ ،و أَکثَرُ اختصاصِه بالذَّهَب،و منهم مَن یجعلُه فی الذَّهَب أَصلاً، و فی غیرِه فَرْعاً و مَجَازاً.
و التَّبْرُ ، بالفَتْح:الکَسْرُ و الإِهلاکُ ، کالتَّتْبِیر ،فیهما، و الفِعْلُ کضَرَبَ و هؤُلاءِ مُتَبَّرٌ ما هُمْ فِیهِ (6)أَی مُکَسَّرٌ مُهْلَکٌ ،و
1- فی حدیث علیٍّ کَرَّمَ اللّه وَجهَه: «عَجْزٌ حاضِرٌ وَ رَأْیٌ مُتَبَّرٌ ». أَی مُهْلَکٌ (7).
و تَبَّرَه هو:کَسَّره و أَهْلَکه.و قال الزَّجّاجُ فی قوله تعالی:
ص:126
وَ کُلاًّ تَبَّرْنا تَتْبِیراً (1)قال: التَّتْبِیرُ :التَّدمیرُ،و کلُّ شیءٍ کَسَّرْتَه وَ فَتَّتَّه فقد تَبَّرْتَه .
و التَّبَارُ کسَحَابٍ :الهَلاکُ ،و قولُه عزّ و جلّ : وَ لا تَزِدِ الظّالِمِینَ إِلاّ تَباراً (2)أَی هَلاکاً،قال الزَّجّاج:و لذلک سُمِّیَ کلُّ مُکَسَّرٍ تِبْراً .
و التَّبْرَاءُ :النّاقَهُ الحَسَنَهُ اللَّوْنِ ،عن ابن الأَعرابیِّ ؛کأَنها شُبِّهَتْ بالتِّبْرِ فی لَوْنِه،فیکونُ مَجازاً.
و عنه أَیضاً: المَتْبُورُ :الهالِکُ ،و الناقصُ .
و قولُهُم: ما أصَبْتُ منه تَبْرِیراً (3)،بالفتح ،أَی شیئاً ،لا یُسْتَعْمَلُ إِلاَّ فی النَّفْی،مَثَّلَ به سِیبَوَیْهِ ،و فسَّره السِّیرافِیُّ .
و فی الصّحَاح:رأَیتُ فی رأْسِه تِبْرِیَهً ،قال أَبو عُبَیْدٍ (4):
التِّبْرِیَهُ بالکسر لغهٌ فی الهِبْرِیه،و هو الذی کالنُّخَالَهِ ، تکونُ فی أُصُولِ الشَّعَرِ.
و تَبِرَ ،کفَرِحَ :هَلَکَ یقال:أَدْرَکَه التَّبَارُ فتَبِرَ .
و أَتْبَرَ عن الأَمر:انْتَهَی و تَأَخَّر،کأَدْبَرَ.
*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
التّابُورُ :جماعهُ العَسْکَرِ،و الجَمْعُ التَّوابِیرُ .
و التَّبْرِیُّ ،بالکسر:هو أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ الحَسَنِ ،ذَکَره أَبو سعد المالِینِیُّ ،کذا فی التَّبْصِیر.
و التّابرِیَّهُ فی قول أَبی ذُؤَیْبٍ سیأْتی فی ث ب ر.
التَّتَرُ ،محرَّکهً ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصَّاغانیّ :هم جیلٌ بأَقاصِی بلادِ المَشْرِقِ ،فی جبالِ طغماجَ من حُدودِ الصِّین، یُتاخِمون التُّرْکَ و یُجاوِرُونهم، و بینهم و بین بلادِ الإِسلامِ ،التی هی ما وَرَاءَ النَّهْرِ ما یَزِیدُ علی مَسِیرِه سِتَّهِ أَشهرٍ،و هم الذین
14- عَناهم النبیُّ صَلی اللّه علیه و سلّم [بقوله (5)]: «کأَنَّ وُجُوهَهُم المَجَانُّ المُطْرَقَهُ ». کذا فی مُرُوجِ الذَّهَبِ . و تفصیلُه فی تارِیخ ابنِ خَلْدُون الإِشْبِیلِیِّ .
التَّواثِیرُ أَهمله الجوهریُّ ،و قال ابن الأَعرابیِّ :
هم الجَلاوِزَهُ ،جمعُ تُؤْثُور ،و جَعَلَ التَّاءَ أَصلیَّهً .
التَّاجِرُ :الذی یَبِیعُ و یَشْتَرِی. تَجَرَ یَتْجُرُ تَجْراً و تِجَارَهً ،و کذلک اتَّجَرَ و هو افْتَعَلَ .
و
16- فی الحدیث: «مَن یَتَّجِرُ علی هذا فیُصَلِّی معه». قال ابن الأَثِیر:هکذا یَرْوِیه بعضُهُم،و هو یَفْتَعِلُ من التِّجَارَه ؛ لأَنه یَشْتَرِی بعَمَلِه الثَّوَابَ ،و لا یکونُ من الأَجْرِ علی هذه الرِّوایه،لأَن الهمزَه لا تُدغَم فی التّاءِ،و إِنّما یُقال فیه:
یَأْتَجِرُ.
قال الجوهَرِیُّ : و العربُ تُسَمِّی بائِع الخَمْرِ تاجِراً .و قال الأَعْشَی:
و لقد شَهِدْتُ التّاجِرَ الأُمَّ
انَ مَوْرُوداً شَرَابُهْ
و قال ابن الأَثِیر:و قیل:أَصلُ التّاجِرِ عندهم الخَمّارُ یَخُصُّونه (6)مِن بین التُّجَّار ،و منه
16- حدیثُ أَبی ذَرٍّ: «کُنّا نَتحدَّثُ أَنَّ التَّاجِرَ فاجِرٌ».
ج تِجَارٌ و تُجَّارٌ و تَجْرٌ و تُجُرٌ ،کرِجَالٍ و عُمَّالٍ و صَحْبٍ و کُتُبٍ ،و قال الشاعِر:
إِذا ذُقْتَ فاها قُلتَ :طَعْمُ مُدامَهٍ
مُعَتَّقَهٍ مّما یَجِیءُ به التُّجُرْ
قال ابن سِیدَه:قد یکونُ جمع تِجَارٍ ،و نظیرُه عند بعضِهِم قِراءَهُ مَن قَرَأَ: فرُهُنٌ مَقْبُوضَهٌ (7)قال:هو جمعُ رِهَانٍ الذی هو جمعُ رَهْنٍ ،وَ حَمَلَه أَبو علیٍّ علی أَنه جمعُ رَهْنٍ ،کسَحْلٍ و سُحُلٍ ؛و إِنّمَا ذلک لِمَا ذَهَب إِلیه سِیبَوَیْه من التَّحجِیر علی جَمْعِ الجَمْعِ إِلاَّ فیما لا بُدَّ منه.
و من المَجَاز: التّاجِرُ : الحاذِقُ بالأَمرِ. قال ابن الأَعرابیِّ :العربُ تقول:إِنه لتاجِرٌ بذلک الأَمرِ،أَی حاذِقٌ ، و أَنشدَ:
لَیْسَتْ لِقَوْمِی بالکَتِیفِ تِجَارَهٌ
لکنَّ قَوْمِی بالطِّعانِ تِجَارُ
ص:127
و الکَتِیف:مِسْمَارُ الدُّروعِ .
و من المَجاز: التّاجِرُ : النّاقهُ النافِقَهُ فی التِّجارهِ و فی السَّوقِ ، کالتّاجِرَهِ ،قال النّابغهُ :
عِفَاءُ قِلاَصٍ طارَ عنها تَواجِرِ (1)
و هذا کما قالوا فی ضِدِّها:کاسِدَهٌ .و فی التَّهْذِیب:
العربُ تقول:ناقَهٌ تاجِرَهٌ ،إِذا کانت تَنْفُقُ ،إِذا عُرِضَتْ علی البَیْع لِنَجابَتِها،و نُوقٌ تَواجِرُ ،و أَنشدَ الأَصمعیُّ :
مَجَالِخٌ فی سِرِّها التَّوَاجِرُ (2)
و أَرضٌ مَتْجَرَهٌ ،بکسر الجیمِ (3): یُتَّجَرُ إِلیها و فیها (4)و اقتصرَ الجوهریُّ علی الأَخیر،و الجمعُ مَتَاجِرُ .
و قد تَجَرَ یَتْجُرُ تَجْراً و تِجَارهً ،فهو تاجِرٌ (5).
و التِّجَارَهُ :تَقْلِیبُ المالِ لِغَرَضِ الرِّبْحِ ،کما فی الأَساس.
و یقال: هو علی أَکْرَمِ تاجِرَه ،أَی علی أَکْرَمِ خَیْلٍ عِتاقٍ ،و قَولُ الأَخطلِ :
کأَنَّ فَارَهَ مِسْکٍ غارَ تاجِرُهَا
حتّی اشْتَرَاهَا بأَغْلَی بَیْعِه التَّجِرُ
قال ابن سِیدَه:أَراه علی التَّشبِیه،کطَهِرَ فی قول الآخَرِ:
خَرَجْت مُبَرَّأً طَهِرَ الثِّیَابِ
و من المَجَاز:علیکم بتِجَارَهِ الآخِرَهِ ،و علیکَ بالسِّلَعِ التَّواجِرِ :النَّوَافِقِ .
و التّاجُور (6):قریهٌ بالمَغْرِب.
التُّخْرُورُ ،بالضَّمِّ و الخاءِ المُعْجَمَهِ :الرَّجلُ الذی لا یکونُ جَلْداً و لا کَثِیفاً و أَبو عیسی محمّدُ بنُ علیِّ بنِ الحُسَیْن البَزّازُ (7)التُّخَارِیُّ ،بالضَّمِّ هکذا ضَبَطَه الأَمِیرُ عن السَّمعانِیِّ (8)، و تُعُقِّبَ علیه بأَنّه لم یَقُلْه إِلاّ بفتح التّاءِ،قال البِلْبِیسِیُّ :
هکذا رأَیتُه فی نسخهٍ جَیِّدهٍ عندی.منسوبٌ إِلی تُخَارستانَ - یقال بالتّاءِ و بالطّاءِ:مدینهٍ بخُراسانَ -و قیل:إِلی سِکَّهِ تُخَارستانَ بمَرْوَ،و یقال بالطّاءِ أَیضاً: مُحَدِّثٌ ثِقَهٌ ، رَوَی عن ابن المَدِینِیِّ ،و ابنِ دَبُوقَا،و ابنِ مُلاعِبٍ ،و ابنِ قِلاَبَهَ (9):
و قولُه:ابن المَدِینیِّ ،هکذا فی النُّسَخ،و الذی فی التَّبصِیر للحافظ :رَوَی عن ابن حِبّانَ المَدائِنیِّ ،فلیُنْظَرْ، و عنه الدَّارَقُطْنِیُّ ،و أَحمدُ بنُ الفَرَجِ ،قالَه الذَّهَبِیُّ .
*و مّما یُسْتدرَکُ علیه:
تَدْمِیرُ ،بالفتح (10)،ضبطَه أَهلُ النَّسَبِ ،و صاحِبُ المَرَاصِدِ،قال (11):بالضَّمِّ :کُورَهٌ بالأَنْدَلُسِ ،شرقیَّ قُرْطُبَهَ ، سُمِّیَتْ باسمِ مَلِکها تَدْمِیرَ بنِ غیدوشَ النَّصْرانِیِّ ،منها:
أَبو العَافِیَهِ فَضْلُ بنُ عُمَیْرَهَ الکِنانِیّ العتقیّ ،و أَبو القاسِمِ طیبُ بنُ هارُونَ الکِنانِیُّ ،حَدَّثَا.
و تَدْمُرُ ،بفتح الأَولِ و ضَمِّ الثالِثِ :مدینهٌ فی بَرِّیَّهِ الشَّامِ ،قریبهً من حِمْصَ ،من عَجائِبِ الأَبْنِیَهِ .قلتُ ؛و من الأَخِیرَه شیخُ مشایخِنَا أَبو عبد اللّهِ محمّدٌ التَّدْمُرِیُّ الفاضلُ العَلاَّمه.
تَرَّ العَظْمُ ،و منهم مَن عَمَّ به الشیْ ءَ، یَتُرُّ ، بالضَّمِّ علی الشُّذُوذ، و یَتِرُّ ،بالکسر علی القِیاس،و کلاهما مَذْکُورٌ فی الصّحاح و المُحکَمِ و الأَفعالِ و غیرِهَا،و علیهما جَرَی الشیخُ ابنُ مالکٍ فی اللاّمِیَّه و الکافِیَه، تَرًّا بالفتح، و تُرُوراً ،بالضمِّ : بان و انْقَطَعَ بِضَرْبِه.
و تَرَّتْ یَدُه تَتِرُّ و تَتُرُّ تُرُوراً ،و أَتَرَّها هو و تَرَّهَا تَرًّا ،الأَخیرهُ عن ابن دُرَیْدٍ،قال:و کذلک کلُّ عُضْوٍ قُطِعَ بضَرْبِه فقد تُرَّ تَرًّا ، کأَتَرَّ ،و أَنشدَ لطرفهَ یصفُ بعیراً عَقَرَه:
ص:128
تقولُ و قد تُرَّ الوَظِیفُ و ساقُها
أَ لستَ تَرَی أَنْ قد أَتَیْتَ بمُؤْیِدِ (1)
تُرَّ الوَظِیفُ :انقطعَ فبانَ و سَقَطَ ،قال ابن سِیدَه:
و الصَّوابُ أَتَرَّ الشَّیءَ و تَرَّ هو بنَفسِه،و کذلک روایهُ الأَصمعیِّ :
تَقُولُ و قد تَرَّ الوَظِیفُ و ساقُها
بالرَّفع.
و تَرَّ (2)الرَّجلُ عن بَلَدِه:تَبَاعَدَ.
و أَتَرَّه القَضَاءُ إِتراراً .أَبْعَدَه.
و تَرَّ الرجلُ : امتلأَ جِسْمُه،و تَرَوَّی عَظْمُه ، یَتِرُّ و یَتُرُّ تَرًّا و تُرُوراً و تَرَارَهً . و التَّرَارَهُ :امتلاءُ الجِسْمِ من اللَّحْمِ ورِیُّ العَظْمِ .
و فی النَّوادر: التَرُّ :السَّرِیع الرَّکْضِ من البَرَاذِینِ کالمُنْتَرِّ .
و قالوا: التَّرُّ : المُعْتَدِلُ الأَعضاءِ الخَفِیفُ الدَّرِیرُ مِن الخَیْل و أَنشدَ:
و قد أَغْدُو مَع الفِتْیَا
نِ بالمُنْجَرِدِ التَّرِّ
و التَّرُّ : المَجْهُودُ ،و منه قولُهم:لأَضْطَرَّنَّکَ إِلی تَرِّکَ ، أَی إِلی مَجْهُودِک،قالَهُ ابن سِیدَه.
و التَّرُّ : إِلقاءُ النَّعَامِ ما فی بَطْنِه ،و قد تَرَّ یَتِرُّ .
و التُّرُّ بالضمِّ :الأَصْلُ ،و به فَسَّر بعضٌ قولَهم:
لأَضْطَرَّنَّکَ إِلی تُرِّکَ .
و التُّرُّ : الخَیْطُ الذی یُقَدِّر به البَنَّاءُ ،فارسیٌّ معرَّب،قال الأَصمعیُّ :هو الخَیْطُ الذی یُمَدُّ علی البِنَاءِ فَیُبْنَی علیه، و هو بالعربیَّهِ :الإِمامُ .و فی التَّهذِیب عن اللَّیْث: التُّرُّ کلمهٌ تَکَلَّم بها العربُ إِذا غَضِبَ أَحدُهم علی الآخَر،قال:و اللّهِ لأُقِیمَنَّکَ علی التُّرِّ .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و هو مَجازٌ.،و قال ابن الأَعرابیِّ : التُّرُّ لیس بعربیٍّ . و التُّرَّهُ (3)،بالضمِّ :الجارِیَهُ الحَسناءُ الرَّعْنَاءُ.و عن ابن الأَعرابیِّ : التَّراتِیرُ :الجَوارِی الرُّعْنُ . و یقال:جاریهٌ تارَّهٌ :
فی بَدَنِها تَرَارَهٌ ،و هو السِّمَنُ و البَضَاضَهُ ،یقال منه: تَرِرْتَ - بالکسر-أَی صِرْتَ تارًّا ،و هو المُمْتَلِئ.
و التَّرْتَرَهُ :التَّحْرِیکُ و التَّعْتَعَهُ ،و قال اللَّیْثُ :هو أَن تَقْبِضَ علی یَدیْ رجلٍ تُتَرْتِرُهُ ،أَی تُحَرِّکُه.
و التَّرْتَرَهُ : إِکثارُ الکلامِ ،قال:
قلتُ لِزَیْدٍ:لا تُتَرْتِرْ فإِنَّهمْ
یَرَوْنَ المَنْایا دُونَ قَتْلِکَ أَو قَتْلِی
و عن ابن الأَعْرابیِّ : التَّرْتَرَهُ : استرخاءٌ فی البَدَنِ و الکلامِ .
و التُّرْتُورُ ،بالضمِّ : الجِلْوازُ،و طائِرٌ.
و الأُتْرُورُ ،بالضمِّ :الشُّرَطِی نفسُه،قالَه اللَّیْثُ ،و أَنشدَ:
أَعُوذُ باللّه و بالأَمِیرِ
مِن صاحِبِ الشُّرْطَهِ و الأُتْرُورِ
و قیل: الأُتْرُورُ غُلامُ الشُّرَطِیِّ لا یَلْبَسُ السَّوادَ (4)،قالت الدَّهْنَاءُ امرأَهُ العَجّاجِ :
و اللّه لَوْ لاَ خَشْیَهُ الأَمِیرِ
و خَشْیَهُ الشُّرْطِیِّ و الأُتْرُورِ
لَجُلْتُ بالشَّیْخِ مِن البَقِیرِ
کَجَوَلانِ الصَّعْبَهِ العَسِیرِ
و یقال:فلانٌ عقلُه عقلُ أُتْرُورٍ .
قال ابن شُمَیْلٍ : الأُتْرُورُ : الغُلام الصَّغِیرُ.
و التَّتَرْتُرُ :التَّزَلْزُلُ و التَّقَلْقُلُ ،قال زیدُ الفَوارِسِ :
أَ لَمْ تَعْلَمِی أَنِّی إِذا الدَّهْرُ مَسَّنِی
بِنائِبَهٍ زَلَّتْ و لم أَتَتَرْتَرِ
أَی لم أَتَزَلْزَلْ و لم أَتَقَلْقَلْ .
و الحَربُ فیها التَّرَاتِرُ ،أَی الشَّدَائِدُ و الأُمورُ العِظَامُ .
و التُّرَّی کالعُوَّی:الیَدُ المَقْطُوعَهُ ،عن ابن الأَعرابیِّ ،مِن تَرَّتْ تَتِرُّ .
ص:129
و
16- فی حدیث ابنِ مسعودٍ: فی الرجل الذی ظُنَّ أَنه شَرِبَ الخَمْرَ فقال:« تَرْتِرُوه و مَزْمِزُوه». یقال: تَرْتَرُوا السَّکْرَانَ ، إِذا حَرَّکُوه و زَعْزَعُوه و اسْتَنْکَهُوه.حتی تُوجَدَ منه الرِّیحُ ، لِیُعْلَمَ ما شَرِبَ .قالَه أَبو عمرٍو،و هی التَّرْتَرَهُ و المَزْمَزَهُ و التَّلْتَلَهُ ،و فی روایه:«تَلْتِلُوه»،و معنی الکلِّ التَّحْرِیک.
و عن أَبی العَبّاس: التّارُّ :المُسْتَرْخِی من جُوعٍ أَو غیرِه.
و أُتْرانُ ،بالضَّمِّ :د،م أَی بلدٌ معروفٌ ،هکذا بالنُّون فی نُسْختِنَا،و فی بعضِ النُّسَخ المصحَّحه أُتْرَارُ ،بِرَاءَیْنِ ،و هو الأَشْبَهُ بالمادّه،فإِن کانت هی فقد ذَکَرها المصنِّفُ فی أَترِ ؛ بناءً علی أَصالهِ الهمزهِ ،و قال:إِنّها بلدهٌ معروفهٌ بتُرْکِسْتَانَ .
فلْیُنْظَرْ.
*و مّما یُستدرَکُ علیه:
یقال:ضَرَبَ فُلانٌ یَدَ فلانٍ بالسَّیْف فأَتَّرَّهَا و أَطَرَّها و أَطَنَّها.أَی قَطَعَها و أَنْدَرَها.
و التُّرُورُ :وَثْبَهُ النَّوَاهِ من الحَیْس.و تَرَّت النَّوَاهُ مِن مِرْضاخِها تَتِرُّ و تَتُرُّ تُرُوراً :وَثَبَتْ و نَدَرَتْ .
و أَتَرَّ الغُلامُ القُلَهَ بمِقْلاتِه،و الغُلامُ یُتِرُّ القُلَهَ بالمِقْلَی.
و التّارُّ :المُمْتَلِئُ :و یقال للغُلام الشّابِّ .و فی حدیث ابنِ زِمْلٍ :«رَبْعَه مِن الرِّجَال تارٌّ »؛ التَّارُّ :الممتلئُ البَدَنِ ، و رجلٌ تارٌّ و تَرٌّ :طویلٌ .قال ابن سِیدَه:و أُری تَرًّا فَعِلاً.
و تَرَّ بسَلْحِه و هَذَّ بِه و هَرَّ به،إِذا رَمَی به،و تَرَّ بِسَلْحِه یَتِرُّ :
قَذَفَ به.
و تُرَّ فی یَدِه:دُفِعَ .
و قال الأَصمعیّ : التّارُّ :المُنْفَرِدُ عن قومِه. تَرَّ عنهم،إِذا انفردَ.
و قول الشاعر:
و نُصبِحُ بالغَدَاه أَتَرَّ شَیْ ءٍ
و نُمْسِی بالعَشِیِّ طَلَنْفَحِینا
أَی أَرْخَی شیْ ءٍ،من امتلاءِ الجَوْفِ ،و نُمْسِی بالعَشِیّ جِیَاعاً قد خَلَتْ أَجْوافُنا.و قال أَبو العَبّاس: أَتَرَّ شیْ ءٍ:أَرْخَی شیْ ءٍ من التَّعَبَ .
تُسْتَرُ ،کجُنْدَبٍ أَهملَه الجماعهُ ، و هو د و حُکِیَ ضَمُّ الفَوْقِیَّهِ الثانِیهِ أَیضاً. و شُشْتَرُ، بمعجَمتَیْن (1)بالضَّبْط السابق لَحْنٌ ،و قیل:هو الأَصلُ ، و تُسْتَرُ تَعْرِیبُه.و قیل:هما موضعانِ قالَه شیخُنَا،و هو مِن کُوَر الأَهْواز بخُوزِسْتَان (2)،قالَه ابنُ الأَثِیرِ:بها قَبْرُ البَراءِ بنِ مالِکٍ ،و المشهورُ بها سَهْلُ بنُ عبدِ اللّه بن یُونُسَ ،صاحبُ الکَرَامَاتِ ،سَکَنَ البصرهَ ،و صَحِبَ ذا النُّونِ المِصْرِیَّ ، و سُورُهَا أَوّلُ سُورٍ وُضِعَ بعد الطُّوفانِ ،أَی فهو بَلَدٌ قدیمٌ ، و مَحَلَّهُ التُّسْتَرِیِّینَ ببغدادَ،و منها:أَبو القاسمِ هِبَهُ اللّه بنُ أَحمدَ الحَرِیرِیُّ ،و سُفْیَانُ بنُ سعیدٍ.
تِشْرِینُ ،بالکسر أَهملَه الجوهریُّ ،و قال اللَّیْث:
هو اسمُ شَهْرٍ بالرُّومِیَّه من شُهُور الخَرِیف ذَکَرَه الأَزهریُّ ، عنه،قال: و هما تِشْرِینَانِ : تِشْرِینُ الأَوّلُ ،و تِشْرِینُ الثّانِی، و هما قبلَ الکانونَیْنِ .
تِعارٌ (3)،ککِتابٍ أَهملَه الجوهریُّ ،و هو جَبَلٌ ببلادِ قَیْسٍ . هکَذا قَیَّدَه الأَزهریُّ ،و
16- فی حدیث طَهْفَهَ : «لنا دَعْوَهُ السَّلامِ ،و شَرِیعَهُ الإِسلامِ ،ما طَمَی البَحْرُ،و قام تِعَارٌ ». قال ابن الأَثِیر:هو جَبَلٌ معروفٌ ،یَنْصَرِفُ و لا یَنْصرفُ ،و قد ذَکَرَه لَبِیدُ:
إِلاَّ یَرَمْرَمٌ أَو تِعَارُ (4)
و تِعارٌ : رِجالٌ ،منهم: تِعَارٌ الذی نُسِبَ إِلیه سالمٌ مولَی أَبی حُذَیْفَهَ ،قال مُصْعَبُ بنُ الزُّبَیْرِ:هو سالمُ بنُ مَعْقِلٍ ، مولَی بُثَیْنَهَ بنتِ تِعارٍ الأَنصارِیّهِ ،و یقال:هی عَمْرهُ ابنهُ تِعارٍ .و قال إِبراهِیم بنُ المُنذِرِ:إِنما هو یعارٌ،یعنی بالیاءِ.
و تَعَرَ ،کمَنَعَ :صاحَ ، یَتْعَرُ تَعْراً ،نقلَه الصَّاغانیّ .
ص:130
و جُرْحٌ تَعّارٌ ،ککَتّانٍ ،إِذا کان یَسِیلُ منه الدَّمُ ،و یقال:
تَغّارٌ،بالغین،و قیل:جُرْحٌ نَعّارٌ بالنون،کلُّ ذلک عن ابن الأَعرابیّ .قال الأَزهریّ :و سمعتُ غیرَ واحدٍ من أَهل العربیَّه بهَراهَ (1)یزعُم أَن تَغّار بالغین المعجمهِ تصحیفٌ ، قال:و قرأْتُ فی کتاب أَبی عمر الزّاهِدِ،عن ابن الأَعرابیّ أَنه قال:جُرْحٌ تَعّارٌ بالعین و التاءِ،و تَغّارٌ بالغین و التاءِ،و نَعّارٌ بالعین و النون،بمعنًی واحد،و هو الذی لا یَرْقَأُ ؛فجعلَها کلَّها لغاتٍ ،و صحَّحها،و العینُ و الغینُ فی تَعّار و تَغّار تعاقَبا،کما قالوا:العَبِیثَهُ و الغَبُیثَهُ ،بمعنًی واحدٍ.
و التَّعَرُ ،محرَّکهً :اشتعالُ الحَرْبِ ،عن ابن الأَعرابیّ .
تَعْکَرُ (2)،کتَعْلَم ،أَهملَه الجماعهُ ،و هو جَبَلٌ أَو حِصْنٌ بالیَمن ،و الذی قالَهُ مُؤَرِّخُو الیمنِ : التَّعْکَرُ :جبلٌ فیه حِصْنٌ مَنِیعٌ ،و سیأْتِی للمصنِّف فی عکر مثلُ ذلک،و قد کَرَّره هناک.
التَّغَرانُ ،محرَّکهً :الغَلَیَانُ ،و الفِعْلُ منه تَغَرَ ، کمَنَعَ و عَلِمَ یقال: تَغَرَتِ القِدْرُ تَتْغَرُ و[ تَغِرَتْ ] (3)تَتْغَرُ ، الکسرُ لغهٌ فی الفتح، تَغَراناً ،إِذا غَلَتْ ،و أَنشد:
و صَهْبَاءَ مَیْسَانِیَّهٍ لم یَقُمْ بِهَا
حَنِیفٌ و لم تَتْغَرْ بها ساعهً قِدْرُ
کذا فی التَّهْذِیب، أَو الصّوابُ النَّغَرانُ ، بالنُّون ،مصدرُ نَغَرَ و نَغِرَ، و لم یُسمع تَغَرَ بالتَّاءِ ،أَی فهی مُهْمَلَهٌ ، و إِنّمَا تَصَحَّفَ علی الخَلیل و هو ابنُ أَحمدَ، و تَبِعَه الجوهریُّ و غیرُه.
قال الأَزهریُّ :و أَمّا تَغَرَ بالتَّاءِ فإِن أَبا عُبَیْدَهَ رَوَی فی باب الجِراح قال:فإِنْ سال منه الدَّمُ قیل:جُرْحٌ تَغّارٌ ،و دَمٌ تَغّارٌ ،قال:و قال غیره:جُرْحٌ نَعّارٌ (4)،بالعَیْن و النُّون،و قد رُوِیَ عن ابن الأَعْرَابیّ :جُرْحٌ تَغّارٌ و نَغَّارٌ،و مَن جَمَعَ بین اللُّغَتَیْن فَصُحَتا معاً؛و رَواهما شَمِرٌ عن أَبی مالِکٍ : تَغَرَ و نَغَرَ و نَعَرَ.قال شیخُنَا:و الاعتراضُ أَورَدَه ابنُ بَرِّیٍّ و الزُّبیدِیُّ ،و تَبِعَهما المصنِّفُ تقلیداً،و قد تَعَقَّبوهم و صَحَّحوا أَنّ ما حَکاه الخلیلُ هو الصَّوابُ .
و من المَجاز: التُّغُورُ بالضمِّ : انفجارُ السَّحَابِ بالماءِ، و انفجارُ الکَلْبِ بالبَوْلِ ،مأْخوذٌ مِن تَغَرَ الجُرْحُ .
و التِّیغارُ :کقِیفال:الإِجّانَهُ ،و العامَّهُ تقولُه: تِغار ،بحذف الیاءِ.
و جُرْحٌ تَغَّارٌ :تَعّارٌ ،و کذا دَمٌ تَغّارٌ ،و قد سَبَقَ عن أَبی عُبَیْدَهَ فی باب الجِراح.
و من المَجاز: ناقهٌ تَغّارَهٌ مشدَّداً، أَی تَزَبَّدُ عند العَدْوِ، وَ تَشْتَدُّ،و لا تَنْثَنِی فی مَرِّهَا ؛شُبِّه بتَغَرانِ القِدْرِ.
و تَغَرَ العِرْقُ :کمَنَعَ :انْفَجَرَ بالدَّمِ و سالَ ،و عِرْقٌ تَغّارٌ .
و من ذلک: تَغَرتِ الْقِرْبَهُ ،إِذا خَرَجَ الماءُ مِن خَرْقٍ فیها ،کما یَنْفَجِرُ العِرْقُ بالدَّمِ .
التِّفْرَهُ ،بالکسر،و بالضمّ ،و ککَلِمَهٍ ،و تُؤَدَهٍ ، فهی أَربعُ لغاتٍ ،ذَکَرَ الجوهریُّ منها واحدهً ،و هی بکسر الفاءِ،و الثلاثهُ ذَکَرَها ابنُ الأَعرابیِّ .قالوا:هی النُّقْرَهُ فی وَسَطِ الشَّفَهِ العُلْیَا ،زاد فی التَّهْذِیب:من الإِنسان.
و التَّفِرَهُ ، ککَلِمَهٍ ،نَبْتٌ ،و قیل:هی من القَرْنُوَه (5)و المَکْرِ.
و التَّفِرَهُ : ما ابتدأَ من النَّبَات ،یکونُ من جمیع الشَّجَر.
و قیل:هی مِن الجَنْبَهِ ،و هو أَحَبُّ المَرْعَی إِلی المال إِذا عَدِمَتِ (6)البَقْلَ .
و قیل: التَّفِرَهُ : ما یَنْبُتُ تحتَ الشَّجَرَهِ .
و قیل:کلُّ نَبْتٍ له وَرَقٌ .
و قیل:کلٌّ ما اکْتَسَبَتْه الماشیهُ من حَلاواتِ الخُضَرِ، و أَکثرُ ما یَرعاه الضَّأْنُ و صِغَارُ الماشِیهِ ،و هی أَقلُّ من حَظِّ الإِبل.
و قال الطِّرِمّاح یصفُ ناقهً تأْکلُ المَشْرَهَ ،و هی شجرهٌ ،و لا تَقدرُ علی أَکْلِ النَّبَاتِ لِصِغَرِه:
ص:131
لهَا تَفِرَاتٌ تحتَها و قَصَارُهَا
إِلی مَشْرَهٍ لم تُتَّلَقْ بالمَحاجِنِ (1)
و فی التَّهْذِیب:«لا تَعْتَلِقْ (2)بالمَحَاجِنِ ».
أو التَّفِرهُ من النَّبَات: ما لاَ تَسْتَمْکِنُ منه الرّاعِیَهُ لِصِغَرِه ، قاله أَبو عَمْرو،و به فَسَّرُوا بیتَ الطِّرِمّاح.
و التّافِرُ :الرَّجلُ الوَسِخُ ، کالتَّفِرِ و التَّفْرانِ ،عن ابن الأَعرابیّ .
و قال أَیضاً: أَتْفَرَ الرجلُ ،إِذا خَرَجَ شَعرُ أَنْفه إِلی تِفْرَتِهِ ،و هو عَیْبٌ .
و قال غیره: أَتْفَرَ الطَّلْحُ ،إِذا طَلَعَ فیه نَشْأَتُه.
و عن أَبی عَمْرٍو: أَرْضٌ مُتْفِرَهٌ کمُحْسِنَهٍ ،و لم یُفَسِّر،و قد فسَّره المصنِّفُ بقوله: أُکِلَ کَلَؤُها صَغِیراً و القِیاسُ یَقْتَضِی أَن یکونَ کَثُرَتْ تَفِرَتُها ؛ففی التَّکْمِلَه:أَرضٌ مُتْفِرَهٌ :فیها کَلَأٌ صغیرٌ.
التَّفْتَرُ ،أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال الفَرّاءُ:هو لغهٌ فی الدَّفْتَرِ ،قال:و هی لغهُ بنی أَسَدٍ،و حکَاه کُراع عن اللِّحْیَانِیّ .قال ابن سِیدَه:و أُراه أَعجَمِیّاً.و قیل:هو لغهُ قَیْسٍ .
التَّقِرَهُ و التَّقِرُ ،ککَلِمَهٍ و کَلِمٍ أَهملَه الجوهریُّ .
و قال الخارْزَنْجِیُّ (3)فی تکملهِ العَیْنِ : أَحدُهما الکَرَوْیَا و هو التَّقِرُ ، و الآخَرُ جماعهُ التَّوابِلِ و هی التَّقِرَهُ .قال ابن سِیدَه:
و هی بالدّال أَعلَی.
التُّکَّرِیُّ و التُّکَّرُ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و هو بضمِّ التاءِ و فتحِ الکافِ المشدَّدهِ فیهما،هکذا فی سائِرِ النُّسَخِ ، و الصَّوابُ بفتحِ التاءِ و ضمِّ الکافِ أَی مِن کتاب العَیْنِ للَّیْثِ ، المشدَّدهِ ،کجَبُّل اسمُ للقَریهِ التی بأَسفلِ بغداد ، کذا فی التَّکْمِلَه.
و التُّکَّرِیُّ : القائِدُ من قُوّادِ السِّنْدِ ج التَّکاکِرَهُ ،أَلْحَقُوا الهاءَ للعُجْمَهِ ،کذا فی التَّهْذِیب،هکذا ضَبَطَه اللَّیْثبالضمِّ و فتحِ الکافِ المشدَّدهِ .و فی بعض النُّسَخ: التَّکَاتِرَهُ و التَّکْترِیُّ ،و أَنشد:
لقد عَلِمَتْ تَکَاتِرَهُ ابْنِ تِیرَی
غَداهَ البُدِّ أَنِّی هِبْرِزِیُّ (4)
و یُروی: تَکاکره ابن تِیرَی.
و تُکْرُورُ (5)،بالضمِّ :جِیلٌ من السودانِ :و. د، بالمَغْرِب ،نقلَه الصّاغانیُّ ،و قد أَنْکَره شیخُنا،الواحد تُکْرُورِیٌّ ،و الجمعُ تَکَارِرَهٌ ،و العَامَّهُ تقولُ : تَکَارِنَه .
التَّمْرُ :م أی معروفٌ ،و هو حَمْلُ النَّخْلِ ،اسمُ جِنْسٍ ، واحِدَتُه تَمْرَهٌ قال شیخُنَا:قد عَدَلَ عن اصطلاحِه الذی هو:واحدُه بهاءٍ،فتَأَمَّلْ .
ج تَمَراتٌ (6)محرَّکَهً ، و تُمُورٌ ،و تُمْرَانٌ . بالضمِّ فیهما، الأَخیر عن سِیبَوَیْه (7).قال ابن سِیدَه:و لیس تکسیرُ الأَسماءِ التی تَدلُّ علی الجُمُوع بمطَّرِدٍ،أَلاَ تَرَی أَنهم لم یقولوا:
أَبرارٌ فی جمع بُرٍّ.و فی الصّحاح:جمعُ التَّمْرِ تُمُورٌ و تُمْرَانٌ ،بالضمِّ .و تُرَادُ به الأَنواعُ ؛لأن الجِنْسَ لا یُجمَعُ فی الحقیقه.
و التَّمّارُ :بائِعُه ،و قد اشْتَهَرَ به داوودُ بنُ صالحٍ مَوْلَی الأَنْصَارِ،رَوَی عن سَالِمِ بنِ عبدِ اللّه،و عنه أَهل المدینه.
و التَّمْرِیُّ :مُحِبُّه ،و قد نُسِب هکذا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ محمّدِ بنِ بُرْهَان البَزّازُ،حَدَّث عنه علیُّ بنُ إِبراهیمَ السَّرّاجُ .
و المَتْمُورُ :المُزَوَّدُ به أَی بالتَّمْر .
و و تَمَّرَ الرُّطَبُ تَتْمِیراً ،و أَتْمَرَ :کلاهما صارَ فی حَدِّ التَّمْرِ .
و تَمَّرَتِ النَّخْلَهُ و أَتْمَرتْ ،کلاهما: حَمَلَتْه،أَو صارَ ما علیها رُطَباً.
و یقال: أَتْمَرَ القومَ یُتْمِرُهم : أَطْعَمَهم إِیّاه ،أَی التَّمْرَ ، کتَمَرَهم یَتْمُرهم تَمْراً ،و تَمَّرَهم تَتْمِیراً .و فی الأَساس عن
ص:132
ابن (1)الجَرّاح،قال:ما نَعْجِزُ عن ضَیْفٍ فی بَدْوِنَا،إِمّا ذَبَحْنَا له،و إِلاّ تَمَرْناه و لَبَنّاه،و قال:
إِذا نحنُ لم نَقْرِ المُضَافَ ذَبِیحَهً
تَمَرْناه تَمْراً أَو لَبَنّاه راغِیَا
أَی لَبَناً له رَغْوَهٌ .
و أَتْمَروا ،و هم تامِرُون :کَثُرَ تَمْرُهُم ،عن اللِّحْیَانِیِّ .
و قال ابن سِیدَه:و عندی أَنَّ تامِراً علی النَّسَب.قال اللِّحْیَانِیُّ :و کذلک کلُّ شیْ ءٍ من هذا إِذا أَردتَ أَطعمتَهم، أَو وَهَبْتَ لهم،قُلتَه بغیر أَلفٍ ،و إِذا أَردَت أَنّ ذلک قد کَثُرَ عندهم،قلتَ :أَفْعَلُوا.
و رجلٌ تامِرٌ :ذُو تَمْرٍ ،و لابِنٌ :ذو لَبَنٍ ،و قد یکونُ مِن قولکَ : تَمَرْتُهم فأَنا تامِرٌ ،أَی أَطعمتُم التَّمْرَ .
و فی الأَساس:فلانٌ تامِرٌ مُتْمِرٌ تَمّارٌ تَمْرِیٌّ ،أَی ذُو تَمْرٍ ، مُکْثِرٌ منه،بَیّاعُ تَمْرٍ ،مُحِبٌّ له.
و من المَجاز: التَّتْمِیرُ :التَّیْبِیسُ .
و التَّتْمِیرُ : تَقْطِیعُ اللَّحْمِ صِغاراً،و تَجْفِیفُه ،یقال:
تَمَّرْتُ القَدِیدَ،فهو مُتَمَّرٌ ،و قال أَبو کاهِلٍ الیَشْکُرِیُّ :
کأَنَّ رَحْلِی علی شَغْواءَ حادِرَهٍ
ظَمْیَاءَ قد بُلَّ مِن طَلِّ خَوَافِیها
لها أَشارِیرُ مِن لَحْمِ تُتَمِّرُه
مِن الثَّعَالِی و وَخْزٌ مِن أَرانِیهَا (2)
قال ابن بَرِّیٍّ :یصفُ عُقاباً؛شَبَّه راحِلَتَه بها فی سُرعتها.
و تَتْمِیرُ اللَّحْمِ و التَّمْرِ :تَجفِیفُهما،و
17- فی حدیث النَّخَعِیِّ :
«کان یَرَی بالتَّتْمِیر بَأْساً». قال ابن الأَثِیر: التَّتْمِیرُ :تَقْطِیعُ اللَّحْمِ صِغاراً کالتَّمْرِ ،و تَنْشِیفُه (3)؛أَرادَ لا بَأْسَ أَن یَتَزَوَّدَه المُحْرِمُ .و قیل:أَراد ما قُدِّدَ مِن لُحُوم الوُحُوشِ قبلَ الإِحرامِ . و التّامُورُ (4)مِن غیر هَمْزٍ،و کذلک التّامُورَهُ فی أَ م ر ،بناءً علی أَنه مَهْمُوزٌ،و قد رُویَ بالوَجْهَیْن،و هنا ذَکَرَه الجوهَرِیُّ و بعضُ أَئِمَّهِ الصَّرْفِ ،و وَزْنُه عندهم فاعُول،و التاءُ أَصلیَّهٌ ، و ذَکَره ابن الأَثِیر هنا.و فی أ م ر إِشارهً إِلی أَن کلاًّ منهما یُناسِبُ ذِکْرَه،و قد تقدَّم معانیها،و البحثُ عن مضاربها بمعنی:الخَمْرِ،و حُقِّه.و الإِبریقِ ،و الدَّمِ ،و الزَّعْفَرَانِ ، و النّفْسِ ،و دَم القلبِ ،و غِلافِه،و حَبَّتِه،و وِعاءِ الوَلَدِ، و لَعِبِ الجَوَارِی و الصِّبیانِ ،و صَوْمَعَهِ الرّاهِبِ .و سَبَقَ بیانُ شواهِدِ ما ذُکِر.
و التُّمَارِیُّ ،بالضَّمِّ :شَجَرَهٌ لها مُصَعٌ کمُصَعِ العَوْسَجِ ، إِلاّ أَنَّهَا أَطیبُ منها،و هی تُشْبِهُ النَّبْعَ ،قال:
کقدْحِ التُّمَارِی أَخْطَأَ النَّبْعَ قَاضِبُهْ
و التُّمَّرَهُ -کقُبَّرَه-أَو ابنُ تُمَّرَهَ بالضَّبط السابقِ : طائرٌ أَصغرُ من العُصْفُورِ ،و إِنما قِیل له ذلک؛لأَنک لا تَراه أَبداً إِلاّ و فی فیه تَمْرَهٌ .
و تَیْمَرُ کَحَیْدَرٍ:موضعٌ ،عن ابن دُرَیدٍ (5).و قیل: ه بالشام ،و قیل:هو من شِقِّ الحِجاز.
و تَیْمَرَی بالأَلفِ المقصورهِ ع به ،أَی بالشّام،قال امرُؤُ القیس:
بِعَیْنِکَ ظُعْنُ الحَیِّ لمّا تَحَمَّلُوا
علی جانِبِ الأَفلاج مِن بَطْنِ تَیْمَرَی
و تَیْمَرَهُ الکُبْرَی،و تَیْمَرَهُ الصُّغْرَی:قَرْیَتانِ بأَصْفَهانَ القدیمهِ (6)،نقله الصَّاغانیُّ .
و تَمَرٌ :محرَّکَهً :ع بالیَمَامَهِ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و تُمَیْرُ کزُبَیْر:ه بها ،أَی بالیَمَامَهِ ،نقلَه الصّاغانیُّ .
و تَمْرَهُ (7):ه أُخرَی بها ،أَی بالیَمَامَهِ ،نقلَه الصّاغانیُّ .
ص:133
و عَقیقُ تَمْرَهَ :ع بتِهامَهَ ،عن یَمِینِ الفَرْطِ ،نقَلَه الصّاغانیُّ .
و عَیْن التّمْرِ :قُرْبَ الکوفَهِ ،بینه و بین بغدادَ ثلاثهُ أَیام، غربیَّ الفُراتِ .
و تَمْرَانُ ،کسَحْبَانَ : د ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و تَیْمَارٌ ،بالفتح (1): جَبَلٌ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و من المَجاز: نَفْسٌ تَمِرَهٌ بکذا،کفَرِحَه،أَی طَیِّبَهٌ ، و دَعْنِی إِن نَفْسِی غیرُ تَمِرَهٍ .
و التُّمْرَهُ ،بالضمِّ :عُجَیَّهٌ عند الفُوقِ مِن الذَّکَر.
و یقال: اتْمَأَرّ الرُّمْحُ اتْمِئْرَاراً ،فهو مُتْمَئِرٌّ ،إِذا کان غَلِیظاً مستقیماً،عن أَبی زَیْد.
و فی المحکَم: اتْمَأَرَّ الرُّمْحُ و الحَبْلُ : صَلُبَ ،و کذلک الذَّکَر ،إِذا اشْتَد نَعْظُه ،أَی شَبَقُه. و المتُمَئِرُّ :الذَکرُ الصُّلْب الغَلِیظُ .
و المُتْمَئرُّ مِن الجُرْدَانِ : (2)الصُّلْبُ الشَّدِیدُ.
و قال الجوهریّ (3): اتْمَأَرَّ الشَّیءُ:طالَ و اشْتَدَّ،مثل اتْمَهَلَّ و اتْمَأَلَّ ،قال زُهَیْرُ بنُ مَسعودٍ الضَّبِّیُّ :
ثنَّی لها یَهْتِکُ أَسْحارَهَا
بِمُتْمَئِرٍّ فیه تَحْرِیبُ
و قولُهُم: ما فی الدّار تامُورٌ و تُومُورٌ و تُومُرِیٌّ ،بضمِّ التّاءِ و المِیمِ غیر مهموزٍ،أَی لیس بها أَحَدٌ. و قال أَبو زَیْدٍ:ما بها تَأْمُورٌ ،مهموز،أَی ما بها أَحَدٌ،و بِلادٌ خَلاَءٌ لیسَ بها تُؤْمُرِیٌّ (4)،أَی أَحَدٌ.و ما رأَیتُ تُؤْمُرِیًّا 4أَحْسَنَ من هذه المرأَهِ ،أَی إِنْسِیًّا و خَلْقاً.و ما رأَیْتُ تُؤْمُرِیًّا 4أَحسنَ منه.
*و ممّا یُستدرَکُ علیه:
رجلٌ مُتْمِرٌ ،أَی کثیرُ التَّمْرِ .
و أَنشدَ ثعلبٌ :
لَسْنَا مِن القومِ الذین إِذا
جاءَ الشِّتَاءُ فَجارُهم تَمْرُ
یَعْنِی أَنهم یَأْکُلُون مالَ جارِهم و یَسْتَحْلُونه،کما یَسْتَحْلِی النّاسُ التَّمْرَ فی الشِّتَاءِ.
و مِن أَمثالهم:«أَعْطِ أَخاکَ تَمْرَه ،و إِنْ أَبَی فجَمْرَه»، و«علیکَ بالتُّمْرَانِ و السُّمْنانِ ».
و من المَجاز:وَجَدَ عنده تَمْرَهَ الغُرابِ ،أَی ما أَرضَاه.
و مِن أَمثالهم:« التَّمْرُ بالسَّوِیقِ »،قال اللِّحْیَانِیُّ :یُضْرَبُ فی المُکافَأَه.
و تَامَرّاءَ :اسمُ النَّهْرَوانِ ،البلده المعروفهِ ،قالَه ابن الکَلْبِیِّ فی أَنسابه.
و التُّمَیْر (5)،کزُبَیْرٍ:طائرٌ،و هو التُّمَّرَهُ الذی ذُکِرَ.
و أَبو تَمْرَهَ :طائِرٌ آخَرُ.
و جمْعُ التُّمّرهِ التَّمَامِرُ ،و أَنشدَ الأَصمعیُّ :
و فی الأَشاءِ النَّابِتِ الأَصاغِرِ
مُعَشَّشُ الدُّخَّلِ و التَّمَامِرِ
و قال ابنُ الأَعرابیِّ : تَمْرَهُ :العَقْرَبُ ،لا تَنْصَرِفُ .
و بَارَکَ اللّهُ فِیکَ و أَتْمَرَ ،بمعنًی.
و تَمْتَرُ (6):مِن قُرَی بُخَاری.
التَّنُّورُ :نَوعٌ من الکَوانِینِ ،و فی الصّحاح:
التَّنُّورُ : الکانُونُ الذی یُخْبَزُ فیه ،یقال:هو فی جمیع اللُّغَاتِ کذلک،و قال اللَّیْثُ : التَّنُّورُ عَمَّتْ بکلِّ لسانٍ .قال أَبو منصور:و هذا یَدُلُّ علی أَنّ الاسمَ فی الأَصل أَعْجَمِیٌّ ، فعَرَّبَتْهَا العربُ ،فصار عربیّاً علی بناءِ فَعَّولٍ ،و الدَّلِیلُ علی ذلک أَنّ أَصلَ بنائِه تنر،قال:و لا نعرفُه (7)فی کلام العربِ ؛ لأَنه مُهْمَلٌ ،و هو نَظِیرُ ما دَخَلَ فی کلامِ العربِ من کلامِ العَجَمِ ،مثلُ الدِّیباجِ ،و الدِّینارِ،و السُّنْدُسِ ،و الإِسْتَبْرَقِ ، و ما أَشبَهها،و لمّا تکلَّمتْ بها العربُ صارت عربیَّهً .
و
16- فی الحدیث: «قال لرجلٍ علیه ثوبٌ مُعَصْفَرٌ:لو أَنّ
ص:134
ثَوْبَکَ فی تَنُّورِ أَهْلِکَ ،أَو تحتَ قِدْرِهم،کان خیراً». فذَهَب و أَحرقَه.و قال ابن الأَثِیر:و إِنما أَرادَ أَنَّکَ لَو صَرَفْتَ ثَمَنَه إِلی دَقِیقٍ تَخْبِزُه،أَو حَطَبٍ تَطْبُخُ به،کان خیراً لک؛کأَنّه کَرِهِ الثَّوْبَ المُعَصْفَرَ.
و صانِعُه تَنّارٌ ،کشَدّادٍ (1).
و قال أَحمدُ بنُ یَحْیَی: التَّنُّورُ تَفْعُولٌ من النّار،قال ابن سِیدَه:و هذا من الفَسَاد بحیثُ تراه؛و إِنما هو أَصْلٌ لم یُستَعمَلْ إِلاّ فی هذا الحَرْفِ و بالزِّیاده.
و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: حَتّی إِذا جاءَ أَمْرُنا وَ فارَ اَلتَّنُّورُ (2)،
1- قال علیٌّ کَرَّم اللّه وجهَه: هو وَجْهُ الأَرضِ ، و مثلُه وَرَدَ عن ابن عَبّاس رَضِیَ اللّه عنهما . و کلُّ مَفْجَرِ ماءٍ تَنُّورٌ .و قال قَتَادَهُ : التَّنُّورُ أَعْلَی الأَرضِ و أَشرفُهَا،و کان ذلک علامهً له،و کان مُجاهدٌ یَذهبُ إِلی أَنّه تَنُّورُ الخابِزِ.
و التَّنُّورُ : مَحْفَلُ ماءِ الوادِی ،و تَنَانِیرُ الوادِی:مَحافِلُه، و قال أَبو إِسحاق:أَعْلَمَ اللّه سُبحانَه و تعالَی أَن وَقْتَ هلاکِهِم فَوْرُ التَّنُّورِ .
و قیل فیه أَقوالٌ ،قیل: التَّنُّورُ :وَجْهُ الأَرْضِ ،و یقال:
أَرادَ أَنَّ الماءَ إِذا فارَ مِن ناحِیَهِ مَسْجِدِ الکُوفَهِ ،و قیل:إِنّ الماءَ فارَ مِن تَنُّورِ الخابِزَهِ ،و قیل: التَّنُّورُ تَنْوِیرُ الصُّبْحِ .
و رُوِیَ عن ابن عَبّاسٍ ،قال: التَّنُّورُ (3): جَبَلٌ بالجَزِیره قُرْبَ المَصِیصَهِ ،و هی عَیْنُ الوَرْدَهِ (4).و اللّه أَعلمُ بما أَرادَ، و هذا الجَبَلُ یَجْرِی نَهرُ جَیْحَانَ تحتَه.
و
1- رُوِیَ عن علیٍّ رضیَ اللّه عنه أَیضاً أَنه قال: أَی و طَلَعَ الفَجْرُ. یذهب إِلی أَنّ التَّنُّورَ الصُّبْحُ .
و قال الهَرَوِیُّ فی الغَرِیبَیْنِ :قیل:هو فی الآیهِ عَیْنُ ماءٍ معروفهٌ ،و قیل:هو المَخْبَزُ،وافَقَتْ فیه لغهُ العَجَمِ لُغَهَ العربِ ،و جَزَمَ فی المِصْباح نَقْلاً عن أَبی حاتِمٍ أَنّه لیس بعربیٍّ صحیح.
قال شیخُنا:و أَمّا ما ذَکَرُوه من کَوْنِ التَّنُّورِ مِن نارٍ أَو نُورٍ،و أَن التاءَ زائدهٌ فهو باطِلٌ ،و قد أَوضَحَ بیانَ غَلَطِه ابنُ عُصْفُورٍ فی کتابه المُمْتِع و غیره،و جَزَم بغَلَطِه الجماهیر.
و ذاتُ التَّنَانِیرِ :عَقَبَهٌ بحِذاءِ زُبَالَهَ ،ممّا یَلِی المَغْرِبَ منها،قاله الأَزهریُّ ،و أَنشدَ قولَ الرّاعِی:
فلمّا عَلاَ ذاتَ التَّنَانِیرِ غُدْوَهً
تَکَشَّفَ عن بَرْقٍ قَلِیلٍ صَوَاعِقُهْ (5)
و تُنَیْنِیرُ ،بالتَّصْغِیر، العُلْیَا و السُّفْلَی:قَرْیَتَانِ بالخابُور ، نقلَه الصّاغانیُّ .
و تَنِیرَهُ ،کحَلِیمَهَ :ه بالسَّوادِ ،نقلَه الصّاغانیُّ .
*و ممّا یُسْتدرَکُ علیه:
أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ علیٍّ التَّنُّورِیُّ ،سَمِعَ أَبا الحَسَنِ المَلَطِیّ ،و أَبا جعفرِ بنِ المسلمه،و حَدَّثَ بشیْ ءٍ یَسِیرٍ، و ذَکَرَه أَبو الفَضْل بنُ ناصر فأَثْنَی علیه.
و أَبو مُعاذٍ أَحمدُ بنُ إِبراهیمَ الجُرْجانِیُّ التَّنُّورِیُّ ،ثِقَهٌ .
التَّوْرُ :الجَرَیانُ ،قیل:و منه سُمِّیَ التَّوْرُ للإِناء لأَنَّه یُتَعَاوَرُ (6)،به و یُرَدَّدُ (7)،کما حَقَّقه الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساس،أَی فهو من معنَی الجَرَیانِ .
و التَّوْرُ : الرَّسُولُ بین القومِ ،عربیٌّ صَحِیحٌ ،قال:
و التَّوْرُ فِیما بَیْنَنَا مُعْمَلُ
یَرْضَی به الآتیّ و المُرْسِلُ
قیل:و منه سُمِّیَ التَّوْرُ للإِناءِ.
و التَّوْرُ : إِناءٌ صغیرٌ،و علیه اقتَصر الزَّمَخْشَرِیُّ ،فی الأَساس،قیل:هو عربیٌّ ،و قیل:دَخِیلٌ .و فی التَّهْذِیب:
التَّوْرُ إِناءٌ معروفٌ یُشْرَبُ فیه،مُذَکَّرٌ ،و
17- فی حدیث أُمِّ سُلَیْمٍ : «أَنَّهَا صَنَعَتْ حَیْساً فی تَوْرٍ ». هو إِناءٌ من صُفْرٍ (8)، کالإِجّانَهِ ،و قد یُتَوَضَّأُ منه.
قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و مررتُ ببابِ العُمْرَهِ علی امرأَهٍ تقولُ لجارَتِها:أَعِیرِینِی تُوَیْرَتَکِ .
ص:135
و التَّوْرَهُ : بهاءٍ:الجارِیَهُ تُرْسَلُ بین العُشّاقِ ،قالَه ابن الأَعرابیِّ .
و التَّارَهُ :الحِینُ ،و المَرَّهُ ،أَلِفُهَا واوٌ. ج تاراتٌ و تِیَرٌ ، قال:
یَقُومُ تارَاتٍ و یَمْشِی تِیَرَا
و قال ابن الأَعرابِیّ : تَأْرَهٌ مهموزٌ،فلما کَثُرَ استعمالُهم لها تَرَکُوا هَمْزَها،قال أَبو منصورٍ:و قال غیرُه:جَمْعُ تَأْرَهٍ تِئَرُ، مهموزه.قال: و منه یقال: أَتارَه (1):أَعادَه مَرَّهَ بعدَ مَرَّهٍ ، أَی أَدامَ النَّظَرَ إِلیه تارهً بعد تاره .
و أَتَرْتُ إِلیه النَّظَرَ و الرَّمْیَ أُتِیرُ إِتارَهً (2)،فهو مُتَارٌ ،و منه قولُ الشاعر:
یَظَلُّ کأَنَّه فَرَأٌ مُتَارُ
و أَتْأَرْتُه بالهمزِ،أَی حَدَّدْتُ النَّظَرَ إِلیه،کذا فی التَّهْذِیب (3).
و تارَاءُ بالمدِّ: ع بالشَّأْم قُرْبَ تَبُوکَ ،و منه مسجدُ تاراءَ لرسولِ اللّه صَلی اللّه علیه و سلّم بین المدینهِ و تَبُوکَ ،ذَکَره أَهْلُ السِّیَرِ.
و تَارَانُ :جَزِیرَهٌ بین القُلْزُمِ و أَیْلَهَ فی حُدُودِ مِصرَ، یسکُنُهَا بنو حُدّانَ (4).
و قولُهم: یا تاراتِ فُلانٍ ،حَکَاه أَبو عَمْرٍو و لم یُفَسِّرْه، و أَنشدَ قولَ حَسّانَ :
لَتَسْمَعُنَّ وَشِیکاً فی دِیَارِکُمُ
اللّه أَکْبَرُ یا تَاراتِ عُثْمَانَا
قال ابن سِیدَه:و عندی أَنه مَقْلُوبٌ مِن الوَتْرِ للدَّمِ ،و إِن کان غیرَ مُوازَن به.
و تِیرَ الرجلُ :أُصِیبَ التّارُ منه،هکذا جاءَ علی صِیغَهِ ما لم یُسَمَّ فاعِلُه.
و تُورَانُ ،بالضمّ :اسمٌ لجمیعِ ما وراءَ النَّهْرِ،و یُقَاللِمَلِکِهَا: تُورانْ شاهْ ،کما یقال لمُقَابِله من دِیَار العَجَمِ :
إِیرانُ ،بالکسر،و لِمَلِکِهَا:إِیرانْ شاهْ .
و تُورانُ : ه بِحرّانَ (5)،منها أَبو محمّد سعدُ بنُ الحَسَنِ العرُوضِیُّ الحَرَّانِیُّ التُّورانِیُّ ،له شِعرٌ حَسَنٌ ،سَمِعَ منه أَبو سعدِ بنِ السَّمْعَانِیِّ ،و عاش بعدَه إِلی سنه ثمانین و خمسمائه،ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ ، و محمّدُ بنُ أَحمدَ القَزّازُ ابنُ التُّورانِیِّ -و یقال فی اسم القَرْیَهِ أَیضاً: تُور -تُوُفِّیَ سنهَ 705،رَوَی عن ابن الجُمّیزیِّ و ابن المنی،و أَخَذَ عنه الذَّهَبِیُّ .
و غُبُّ تُورانَ بالضمّ : ع قُرْبَ خَوْرِ الدَّیْبُلِ ،من بلاد السِّنْد.
و عن ابن الأَعرابیّ : التائِرُ :المُداوِمُ علی العَمَلِ بعدَ فُتُورٍ.
*و ممّا یُستدرَکُ علیه:
عن أَبی عَمْرٍو:فُلانٌ یُتَارُ علی أَن یُؤْخَذَ،أَی یُدارَ علی أَنْ یُؤْخَذَ،و أَنشدَ لعامرِ بنِ کثیر المحاربیِّ :
لقد غَضِبُوا علیَّ و أَشْقَذُونِی
فصِرْتُ کأَنَّنِی فَرَأُ یُتارُ
و یُرْوَی: مُتَارٌ ،و قد تقدَّم.
و فی الأَساس: تور :فَعَلَه تارهً (6)،أَی مَرَّهً بعد أُخْرَی.
و هذه شَرُّ تاراتِکَ .
و تاوَرْتُه :عاوَدْتُه.
و تارانُ :اسمُ ابنِ لُقْمَانَ الذی ذُکِرَ فی القُرْآنِ ،فیما ذَکَرَ الزَّجّاجُ و غیرُه،و نقلَه السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْض.
التَّیْهُور :ما اطْمَأَنَّ من الأَرض. قال الأَزهریُّ :
هو فَیْعُولٌ مِن الوَهْر،قُلِبَت الواوُ تاءً،و أَصلُه وَیْهُورٌ،مثلُ التَّیْقُورِ،و أَصلُه وَیْقُورٌ.قال العَجّاج:
إِلی أَراطَی ونَقاً تَیْهُورِ
ص:136
قال:أَراد به فَیْعُول من التَّوَهُّر (1).
و قیل:هو مَا بَیْنَ أَعْلَی شَفِیرِ الوادِی و الجَبَلِ ، و أَسْفَلهِما نَجْدِیّهٌ هُذَلِیّهٌ ،قال بعضُ الهُذَلِیِّین:
و طَلَعْتُ مِن شِمْرَاخَهٍ تَیْهُورهٍ
شَمّاءَ مُشْرِفه کَرَأْسِ الأَصْلَعِ
و التَّیْهُورُ : الرَّجلُ التّائِهُ المُتَکَبِّرُ ،قال الأَزْهَرِیُّ :و یقال للرجل إِذا کان ذاهباً بنفْسِه به تِیهٌ : تَیْهُورٌ :أَی تائِهٌ .
و التَّیْهُورُ : مَوْجُ البَحْر المُرْتَفِعُ قال الشاعر:
کالبَحْرِ یَقْذِفُ بالتَّیْهُور تَیْهُورَا
و فی التَّهْذِیب فی الرُّباعِیّ : التَّیْهُور :ما اطْمَأَنَّ من الرَّمْلِ .و فی الصّحاح: التَّیْهُورُ من الرَّمْلِ :مالَه جُرُفٌ .ج تَیَاهِیرُ و تَتَاهِرُ ،قال الشاعر:
کیفَ اهْتَدَتْ و دُونَهَا الجَزَائِرُ
و عَقِصٌ مِن عالجٍ تَیَاهِرُ
و قیل:هو الرَّمْلُ المُشْرِفُ .و فی الأَساس:هو ما (2)یَنْهَارُ و لا یَتَمَاسَکُ مِن الرَّمْلِ .
و التَّوْهَرِیُّ :السَّنَامُ الطَّوِیلُ ،قال عَمْرُو بنُ قَمِیئَهَ (3):
فأَرْسَلتُ الغُلامَ و لم أُلَبِّثْ
إِلی خَیْرِ البَوَارِکِ تَوْهَرِیَّا
قال ابن سِیدَه:و أَثبتُّ هذه اللفظهَ فی هذا البابِ ؛لأَن التَّاءَ لا نَحْکُمُ علیها بالزِّیاده أَوَّلاً إِلاّ بِثَبتٍ .
و من المَجاز: التّاهُور :السَّحَابُ .
التَّیّارُ ،مُشَدَّدَهً :المَوْجُ ،و خَصَّ بعضُهُم به مَوْج البَحْرِ الذی یَنْضَحُ أَی یَسِیلُ ،و هو آذِیُّه و مَوْجُه،قال عَدِیُّ بنُ زَیْدٍ:
عَفُّ المَکَاسِبِ ما تُکْدَی حُسَافَتُه
کالبَحْرِ یَقْذِفُ بالتَّیّارِ تَیّارَا
و صَوابُ إِنشادِه:
...«یُلْحِق بالتَّیَّارِ تَیَّاراً ».
و
1- فی حدیث علیٍّ رضیَ اللّه عنه: «ثم أَقْبَلَ مُزْبِداً کالتَّیّارِ ». قال ابن الأَثِیر:هو مَوْج البَحْرِ و لُجَّتُه.
و التَّیّارُ فَیْعَالٌ مِن تارَ یتُورُ ،مثلُ القِیَامِ مِن قامَ یَقُومُ ،غیرَ أَنّ فِعْلَه مُماتٌ .
و من المَجاز: التَّیّارُ : التّائِهُ المُتَکَبِّرُ یَطْمَحُ کالمَوْجِ فی تِیهِه.
و من المَجَاز: قَطَعَ عِرْقاً تَیّاراً ،أَی سَرِیعَ الجِرْیَهِ .
و من المَجاز: التِّیرُ ،بالکسر:التِّیهُ و الکِبْرُ،و منه التَّیّارُ ، و قد تقدَّم.
و التِّیرُ : الحائِزُ ،هکذا فی نُسخَتِنا،و صوابُه الجائِزُ بین الحائِطَیْنِ (4)،و هو فارسیٌّ معرَّب. و نَهْرُ تِیرَی -کضِیزَی- بالأَهْوازِ ،حَفَرَه أَرْدَشِیرُ الأَصغَرُ بنُ بابَکَ .و قال جَرِیرٌ یهجُو الفَرَزْدَقَ :
ما لِلْفَرَزْدَقِ مِن عِزٍّ یَلُوذُ به
إِلاّ بَنِی العَمِّ فی أَیْدِیهمُ الخَشَبُ
سِیرُوا بَنِی العَمِّ و الأَهْوَازُ مَنْزِلُکُمْ
و نَهْرُ تَیرَی و لم یَعْرِفْکُمُ العَرَبُ
و أَبُو عُبَیْدَهَ حُمَیْدُ بنُ تِیرٍ أَبی حُمَیْدٍ،و یقال: تِیرَوَیْهِ الطَّوِیلُ ،مَوْلَی طَلْحَهِ الطَّلَحَاتِ ،کان قَصِیراً طَوِیلَ الیَدَیْنِ :
مُحَدِّثٌ مات و هو قائمٌ یُصَلِّی ،رَوَی عن أَنَسِ بنِ مالکٍ رَضِیَ اللّه عنه.
و عَمْرُو بنُ تِیرِی ،کسِیرِی،أَمْراً مِن سارَ:شَیْخٌ لابنِ المُبَارَکِ . و فی التَّبْصِیر أن اسْمَه عُمَرُ.
و من المَجَاز:فَرَسٌ تیَّارٌ :یَمُوجُ فی عَدْوِه،کذا فی الأَساس.
و تِیرَانُ (5):قَریهٌ بِمَرْوَ،منها:محمّدُ بنُ عبد رَبِّه بنِ سَلْمَان،رَوَی له المالِینیُّ .و أُخْرَی 5بأَصْبَهَانَ منها أَبو علیٍّ الحسنُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ،رَوَی له المالِینیُّ أَیضاً.
ص:137
الثَّأْرُ ،بالهَمْز و تُبَدل همزتُه أَلِفاً: الدَّمُ نَفْسُه، و قیل:هو الطَّلَبُ به ،کذا فی المُحکَم.
و قیل: الثَّأْرُ : قاتِلُ حَمِیمِکَ ،و منه قولُهم:فلانٌ ثَأْرِی ؛ أَی الذی عندَه ذَحْلِی،و هو قاتلُ حَمِیمِه.کذا فی الأَساس.و قال ابن السِّکِّیت:و ثَأْرُکَ :الذی أَصابَ حَمِیمکَ ،و قال الشاعر:
قَتَلْتُ به ثَأْرِی و أَدْرَکْتُ ثُؤْرَتِی (1)
و یقال:هو ثَأْرُه ،أَی قاتِلُ حَمِیمِه،و قال جَرِیرٌ یهجُو الفَرَزْدَقَ :
و امْدَحْ سَراهَ بَنِی فُقَیْمٍ إِنَّهُمْ
قَتَلُوا أَباکَ و ثَأْرُه لم یُقْتَلِ
و انْظُرْ هنا کلامَ ابنِ بَرِّیٍّ (2).قال ابنُ سِیدَه ج أَثْآرٌ بفتحٍ فسکونٍ ممدُوداً، و آثارٌ علی القَلْب،حکاه یَعْقُوبُ .
و الاسمُ : الثُّؤْرَهُ ،بالضمِّ ، و الثُّؤُورَهُ (3)بالمدِّ،و هذه عن اللِّحْیَانِیِّ .قال الأَصمعیُّ :
أَدْرَکَ فلانٌ ثُؤْرَتَه ،إِذا أَدْرَکَ مَن یَطلبُ ثَأْرَه .
و ثَأَرَ به،کمَنَعَ :طَلَبَ دمَه، کثَأَرَه ،و قال الشاعر:
حَلَفْتُ فلم تَأْثَمْ یَمِینِی لأَثْأَرَنْ
عَدِیاًّ و نُعْمَانَ بنَ قَیْلٍ و أَیْهَمَا
قال ابنُ سِیدَه:هؤلاءِ قومٌ (4)قَتَلَهم بنو شَیْبَانَ یومَ ملیحهَ ، فحلفَ أَن یطلبَ بثَأْرِهم .
و ثَأَرَ القَتِیلَ و بالقَتِیل ثَأْراً و ثُؤُورَهً ،فهو ثائِرٌ ،أَی قَتَلَ قَاتِلَه ،قاله ابنُ السِّکِّیت،قال الشاعر:
شَفَیْتُ به نَفْسِی و أَدْرَکتُ ثُوْرَتِی
بَنِی مالکٍ هل کنتُ فی ثُؤْرَتِی نِکْسَا
و فِی الأَساس (5):و ثَأَرتُ حمیم حَمِیمِی:قَتَلتُ قاتِلَه، فعَدُوُّکَ و حَمِیمُک مَثْؤُورٌ وَ مَثْؤُورٌ به.
و أَثْأَرَ الرجلُ : أَدْرَکَ ثَأْرَه ، کاثَّأَرَه من بابِ الافتِعَالِ ،کما سیأْتی فی کلام المصنِّف.
و قال أَبو زید: اسْتَثْأَرَ فلانٌ ،فهو مُسْتَثْئِرٌ .و فی الأَساس: استَثْأَرَ وَلِیُّ القَتِیلِ ،إِذا اسْتَغاثَ لیُثْأَرَ بمَقْتُولِه ، و أَنشد:
إِذا جاءَهم مُسْتَثْئِرٌ کان نَصْرُه
دُعَاءً أَلاَ طِیرُوا بکلِّ وَأًی یَهْدِ (6)
قال أَبو منصور:کأَنه یستغیثُ بمن یُنْجِدُه علی ثأْره .
و الثُّؤْرُورُ :الجِلْوازُ،و قد تقدَّمَ فی حرف التّاءِ أَنّه الثُّؤْرُورُ . بالتّاءِ،عن الفارِسیّ .
و قولُهم: یا ثاراتِ زَیْدٍ :،أَی یا قَتَلَتَه ،کذا فی الصّحاح.و فی الأَساس:و قولُهم:یا لَثاراتِ الحُسَیْنِ :أُرِید تَعالَیْنَ یا ذُحُولَه،فهذا أَوَانُ طلبَتکِ (7).و فی النِّهایه:و فی الحدیث:یا ثاراتِ عُثْمَانَ :،أَی یا أَهلَ ثاراتِه ،و یا أَیُّهَا الطّالِبُون بدَمِه،فحَذَفَ المضافَ ،و أَقامَ المضافَ إِلیه مُقامَه،و قال حَسّان:
لَتَسْمَعنَّ وَشِیکاً فی دِیَارِهِمُ
اللّهُ أَکبرُ یا ثاراتِ عُثْمَانَا
و قد رُویَ أَیضاً بمُثنَّاهٍ فَوْقِیَّه،کما تقدَّمت الإِشارهُ إِلیه، فهو یُروَی بالمادَّتَیْن،و اقتصرَ صاحبُ النِّهَایهِ علی ذِکْره هنا، و لکنّه جَمَعَ بین کلامِ الجوهَرِیِّ و بین کلامِ أَهلِ الغَرِیب، فقال:فعلَی الأَول-أَیْ علی حَذْف المضافِ و إِقامهِ المضافِ إِلیه-یکونُ قد نَادَی طالِبِی الثَّأْر ؛لِیُعِینُوه علی استیفائِه و أَخْذِه،و علی الثّانی-أَی علی تفسیرِ الجوهریِّ - یکونُ قد نادَی القتله (8)؛تعریفاً لهم،و تَقْرِیعاً،و تَفْظِیعاً
ص:138
للأَمِر علیهم،حتّی یجمَع لهم عندَ أَخْذِ الثَّأْرِ بین القَتْلِ و بینَ تَعْرِیفِ الجُرْمِ ،و تَسْمِیَتُه و قَرْعُ أَسماعِهِم به؛لیَصْدَعَ قلوبَهم،فیکون أَنْکَأَ فیهم،و أَشْفَی للنَّفْسِ (1).
و الثّائِرُ :مَنْ لا یُبْقِی علی شیْ ءٍ حتی یُدْرِکَ ثَأْرَهُ .
و من المَجَاز: لا ثَأَرَتْ فلاناً ،و فی الأَساس:علی فلانٍ (2)، یَداه ،أَی لانَفَعَتاه ،مُستَعارٌ مِن ثَأَرتُ حَمِیمِی:
قَتلتُ به.
و یقال: اثَّأَرْتُ من فلان، و أَصلُه اثْتَأَرْتُ ،بتقدیمِ المُثَلَّثَه علی الفَوْقِیَّهِ ،افتعلتُ مِن ثَأَرَ ،أُدغِمَتْ فی الثَّاءِ و شُدِّدَتْ ،أَی أَدْرَکْتُ منه ثَأْرِی ،و کذلک إِذا قَتَلَ قَاتِلَ وَلِیِّه، و قال لَبِید:
و النِّیبُ إِنْ تَعْرُ مِنِّی رِمَّهً خَلَقاً
بعدَ المَماتِ فإِنِّی کنتُ أَثَّئِرُ (3)
أَی کنتُ أَنحرُها للضِّیفان،فقد أَدرکْتُ منها ثَأْرِی فی حیاتِی،مجازاهً ؛لتَقَضُّمِها عِظامِی النَّخِرَهَ بعد مَماتِی؛ و ذلک أَن الإِبلَ إِذَا لم تَجِد حَمْضاً ارْتَمَّتْ عِظَامَ المَوْتَی، و عِظَامَ الإِبِلِ ،تُحْمِضُ بها.
و الثَّأْرُ المُنیمُ :الذی إِذا أَصابَه الطّالِبُ رَضِیَ به،فنامَ بعدَه. کذا فی الصّحاح،و قال غیرُه:هو الذی یکونُ کُفُؤاً لِدَمِ وَلِیِّک-و یقال:أَدْرَکَ فلانٌ ثَأْراً مُنِیماً،إِذا قَتَلَ نَبِیلاً فیه،وفاءً لِطِلْبَتِه،و کذلک أَصابَ الثَّأْرَ المُنِیمَ ،و قال أَبو جُنْدب الهُذلیّ :
دَعَوْا مَوْلَی نُفاثَهَ ثُمَّ قالُوا:
لَعَلَّکَ لسْتَ بالثَّأْرِ المُنِیمِ
قال السُّکَّرِیُّ :أَی لستَ بالذی یُنِیمُ صاحبَه،أَیْ إِن قتلتُکَ لم أَنَمْ حتی أَقتلَ غیرکَ ،أَی لستَ بالکُفُؤِ فأُنَامَ بعدَ قَتْلِکَ .و قال الباهلیُّ :المُنِیمُ :الذی إِذا أَدْرکَه الرجلُ شَفاه،و أَقنعَه فنامَ .
و یقال: ثَأَرْتُکَ بکذا ،أَی أَدْرَکْتُ به ثَأْرِی منکَ . *و ممّا یُستدرَک علیه:
الثّائِرُ :الطّالِبُ .
و الثّائِرُ :المَطْلُوبُ .و یُجْمَعُ الأَثْآرَ ،و قال الشاعر:
طَعَنْتُ ابنَ عبدِ القَیْسِ طَعْنَهَ ثائِر
لها نَفَذٌ لو لا الشُّعَاعُ أَضاءَها
و عبارهُ الأَساس:و یقال للثّائِرِ أَیضاً: الثَّأْر ،و کلُّ واحدٍ مِن طالب و مطلوب ثَأْرُ صاحِبِه (4).
و المَثْؤُورُ به:المَقْتُولُ .
و الثَّأْرُ أَیضاً:العَدُوُّ،و به فُسِّرَ
17- حدیثُ عبدِ الرحمن یومَ الشُّورَی: «لا تُغْمِدُوا سُیُوفَکم عن أَعدائِکم،فتوتِرُوا ثَأْرَکُمْ ». ؛أَراد أَنَّکُم تُمَکِّنُون عَدُوَّکم مِن أَخْذ وَتْرِه عندکم.
یقال:وَتَرْتُه،إِذا أَصبتَه بِوَتْرِ،و أَوْتَرْتُه إِذا أَوْجَدْتَه وَتْرَه و مَکَّنْتَه منه.
و المَوْتُور الثائِرُ :طالِبُ الثَّأْرِ ،و هو طلبُ (5)الدَّمِ ،و قد جاءَ فی حدیث محمّدِ بنِ سَلَمَهَ (6)یومَ خَیْبَر.و فی الأَمثال للمَیْدَانِیّ (7):«لا ینامُ مِن ثَأْرِ کذا».
و فی کامل المبرّد:«لا ینامُ مَنْ أَثْأَرَ » (8).
اثْبَجَرَّ الرجلُ : ارْتَدَعَ مِن فَزَعٍ ،أَو عند الفَزَعِ .
و اثْبَجَرَّ : تَحَیَّر فی أَمْرِه.
و اثْبَجَرَّ : نَفَرَ وَ جَفَلَ ،قال العَجّاج یصفُ الحِمَارَ و الأَتانَ :
إِذا اثْبَجَرَّا مِن سَوادٍ حَدَجَا (9)
أَی نَفَرَا وَ جَفَلا،و هو الاثْبِجارُ .
و عن أَبی زید: اثْبَجَرَّ فلانٌ ،إِذا ضَعُفَ عن الأَمْرِ،و لم یَصْرِمْه.
ص:139
و اثْبَجَرَّ : رَجَعَ علی ظَهْرِه.
و اثْبَجَرَّ القومُ فی مَسِیرٍ:تَرادُّوا و تَراجَعُوا.
و اثْبَجَرَّ الماءُ:سالَ و انْصَبَّ ،قال العَجَّاج:
مِن مُرْجَحِنٍّ لَجِبٍ إِذا اثْبَجَّرْ
یَعْنِی الجیشَ ،شَبَّهه بالسَّیْل إِذا اندفعَ و انبعثَ ؛لقُوَّتِهِ .
و مِن ذلک: الثِّبْجَارهُ ،بالکسر ،و هی حُفْرَهٌ یَحْفِرُهَا ماءُ المِیزابِ (1)،عن ابن الأَعرابیِّ .و سیأْتِی فی الثِّنْجَارهِ .
الثَّبْرُ :الحَبْسُ ، کالتَّثْبِیر ثَبَرَه یَثْبُرُهُ ثَبْراً ،و ثَبَّرَه کلاهما حَبَسَه،قال:
بنعْمانَ لم یُخْلَقْ ضَعِیفاً مُثَبَّرَا
و الثَّبْرُ : المَنْعُ و الصَّرْفُ عن الأَمْرِ. و
16- فی حدیثِ أَبی مُوسَی: «مَا ثَبَرَ الناس ؟». أَی ما الذی صَدَّهم و مَنَعهم مِن طاعَهِ اللّهِ ؟و قیل:ما بَطُؤَ (2)بهم عنها؟.و قال أَبو زید: ثَبَرْتُ فلاناً عن الشَّیْ ءِ أَثْبُرُهُ :رَدَدْتُه عنه.و قولُه تعالَی: وَ إِنِّی لَأَظُنُّکَ یا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً (3)قال الفَرَّاءُ:أَی مغلوباً ممنوعاً عن الخیر (4).و عن ابن الأَعرابیِّ :و العربُ تقولُ :ما ثَبَرَکَ عنْ هذا؟أَی ما مَنَعَکَ منه ؟ما صَرَفَک عنه ؟ و الثَّبْرُ : التَّخْیِیبُ و اللَّعْنُ و الطَّرْدُ.
و قال ابن الأَعْرَابِیِّ : المَثْبُورُ :المَلْعُونُ المَطْرُودُ المُعَذَّبُ ،و قال الکُمَیْت:
و رَأَتْ قُضاعَهُ فی الأَیَا
مِن رَأْیَ مَثْبُورٍ و ثابِرْ
أَی مَخْسُورٍ و خاسِر،یَعْنِی فی انتسابِها إِلی الیَمَن.
و الثُّبْرُ : جَزْرُ البَحْرِ ،عن الصَّاغانیُّ .
و الثُّبُورُ ،بالضمّ : الهَلاکُ و الخُسْرَانُ .قال مُجاهد:
مَثْبُوراً ،أَی هالِکاً.و
16- فی حدیث الدُّعاءِ: «أَعُوذُ بکَ مِن دَعْوَهِ الثُّبُورِ ». هو الهَلاکُ .و قال الزَّجّاج فی قوله تعالی: دَعَوْا هُنالِکَ ثُبُوراً (5)بمعنَی:هَلاکاً،و نَصْبُه علی المَصْدَرِ،کأَنّهم قالوا: ثَبَرْنا ثُبُوراً ،ثم قال لهم: «لا تَدْعُوا الْیَوْمَ ثُبُوراً » ،مَصْدَرٌ،فهو للقلیل (6)و الکثیرِ علی لفظٍ واحدٍ.
و الثُّبُورُ : الوَیْلُ و الاِهلاکُ ،و به فَسَّرَ قَتَادهُ الآیَهَ ، و قال (7):و مَثَلٌ للعَرَب«إِلی أُمِّه یَأْوِی مَن ثُبِرَ »؛أَی مَن أُهْلِکَ .و قد ثَبَرَ یَثْبُرُ ثُبُوراً ،و ثَبَرَه اللّه:أَهْلَکَه إِهلاکاً لا یَنْتَعِشُ (8)؛فَمِنْ هنالِکَ یَدْعُو أَهلُ النارِ:وا ثُبُوراه .
و ثَابَرَ علی الأَمْرِ: وَاظَبَ و دَاوَمَ ،و هو مُثَابِرٌ علی التَّعَلُّمِ .
و
16- فی الحدیث: «مَن ثابَرَ علی ثِنْتَیْ عَشْرَهَ رکعهً مِن السُّنَّه».
قال ابن الأَثِیر: المُثَابَرَهُ :الحِرْصُ علی القَوْل و الفِعْل، و مُلازَمَتُهما.
و تَثابَرَا فی الحَرْب: تَواثَبَا.
و الثَّبْرَهُ بفتحٍ فسکونٍ : الأَرضُ السَّهْلَهُ ،و قیل:أَرضٌ ذاتُ حجارهً بِیضٍ .و قال أَبو حَنِیفَهَ :هی حجارهٌ بِیضٌ تُقَوَّمُ و یُبْنَی بها،و لم یَقُلْ :إِنّها أَرضٌ ذاتُ حجارهٍ .
و الثَّبْرَهُ : تُرَابٌ شَبِیهٌ بالنُّورَهِ یکونُ بین ظَهْرَیِ الأَرضِ ،فإِذا بَلَغَ عِرْقُ النَّخْلَهِ إِلیه وقَفَ یقال:لَقَیت عروق النَّخْلَهِ ثَبْرَهً فَرَدَّتْها.
و الثَّبْرَهُ : الحُفْرَهُ فی الأَرضِ یَجتَمعُ فیها الماءُ.
و ثَبْرَهُ :وادٍ (9)بدِیَارِ ضَبَّهَ ،و قیل:فی أَرضِ بنی تَمِیم، قریبٌ مِن طُوَیْلع،لبنی مَنافِ بنِ دارِم،أَو لبنی مالِکِ بنِ حَنْظلهَ ،علی طریق الحاجِّ ،إِذا أَخَذُوا علی المُنْکَدِرِ.
و الثُّبْرَهُ بالضمّ :الصُّبْرَهُ ،لَثْغَه.
و تقول:لا أَفْعَلُ و ربِّ الأَثْبِرَهِ الغُبْرِ،و هو جَمْعُ ثَبِیر ، و ثَبِیرُ الأَثْبِرَهِ قیل:هو أَعظمُها، و ثَبِیرُ الخَضْراءِ ،و ثَبِیرُ النِّصْعِ بالکَسْر،کأَنَّه لبَیاضٍ فیه،و هو جبلُ المُزْدَلِفَهِ ، و ثَبِیرُ الزِّنْجِ قیل:سُمِّیَ به؛لأَنّ الزِّنج کانوا یجتمعون عنده لِلَهْوِهم و لَعِبِهم، و ثَبیرُ الأَعْرَجَ . هکذا فی النُّسَخ،و فی
ص:140
بعض الأُصول:الأَعْوَج (1)، و ثَبِیرُ الأَحْدَبِ ،قیل:هو المرادُ فی الأَحَادِیثِ ،المُخْتَلَفُ فیه:هل هو عن یَمِین الخارِجِ إِلی عَرَفَهَ فی أَثناءِ مِنًی أَو عن یَسارِه ؟و فیه ورد:
«أَشْرِقْ ثَبِیرُ کَیْمَا نُغِیرُ» (2)، و ثَبِیرُ غَیْنَاءَ (3)بالغَیْن المُعْجَمه، و هی قُلَّهٌ علی رَأْسِه: جِبالٌ بظاهِرِ مکه ،شَرَّفَها اللّه تعالَی، أَی خارِجاً عنها.و قولُ ابنِ الأَثِیرِ و غیرِه:بمکَّهَ ،إِنّمَا هو تَجَوُّزٌ،أَی بقُرْبِها.
قال شیخُنَا:ذَکَرُوا أَنّ ثَبِیراً کان رجلاً مِن هُذَیْل،مات فی ذلک الجَبَل،فعُرِفَ به،قیل:کان فیه سُوقٌ من أَسواقِ الجاهلیّه کعُکَاظ ،و هو علی یَمِین الذاهِبِ إِلی عَرَفَهَ ،فی قول النَّوَوِیِّ ،و هو الذی جَزَمَ به عِیاضٌ فی المَشَارِقِ ،و تَبِعَه تلمیذُه ابنُ قرقول فی المَطَالع،و غیرُهما، أَی علی یَسارِه کما ذَهَب إِلی المُحِبُّ الطَّبَرِیُّ و مَن وافَقَه، و انْتَقَدُوه،و صَوَّبُوا الأَوَّلَ ،حتی ادَّعَی أَقوامٌ أَنّهُمَا ثَبِیرَانِ :
أَحدُهما عن الیَمِین،و الآخَرُ عن الیَسَارِ و استَبْعَدُوه.
و فی المَراصِد و الأَساس: الأَثْبِرَهُ :أَربعهٌ .
قلتُ :و قد عَدَّهم صاحبُ اللِّسان هکذا: ثَبِیرُ غَیْنَاءَ، و ثَبِیرُ الأَعْرَجِ (4)،و ثَبِیرُ الأَحْدَبِ ،و ثَبِیرُ حِرَاءَ،و قال أَبو عُبَیْدٍ البکریُّ :و إِذا ثُنِّیَ ثَبِیرٌ أُرِیدَ بهما ثَبِیرٌ و حِرَاءٌ (5).و قال أَبو سعیدٍ السُّکَّرِیُّ فی شرح دیوانِ هُذَیْلٍ فی تفسیرِ قول أَبی جُنْدَب:
لقد عَلِمَتْ هُذَیْلٌ أَنّ جَارِی
لَدَی أَطْرافِ غَیْنَا مِن ثَبِیرِ
قال:غَیْنَا:غَیْضَهٌ کثیرهُ الشَّجَرِ.
14- و ثَبِیرٌ :ماءَهٌ (6)بدِیارِ مُزَیْنَهَ ،أَقْطَعَها رسولُ اللّه صَلی اللّه علیه و سلّم شَرِیسَ بنَ ضَمْرَهَ المُزَنِیَّ ،حِین وَفَدَ علیه،و سَأَلَه ذلک و سَمَّاه شُرَیْحاً ،و هو أَوّلُ مَن قَدِمَ بِصَدَقاتِ مُزَیْنَهَ .
و المَثْبِرُ ،کمَنْزِلٍ :المَجْلِسُ ،و هو مستعارٌ مِن مَثْبِرِ النَّاقَهِ .
و المَنْبِرُ: المَقْطَعُ و المَفْصِلُ .
و المَثْبِرُ : المَوْضِعُ الذی تَلِدُ فیه المرأَهُ ،و
17- فی حدیثِ حَکِیم بنِ حِزَام: أَنَّ أُمَّه وَلَدَتْه فی الکَعْبَه،و أَنّه حُمِلَ فی نِطْع،و أُخِذَ ما تحت مَثْبِرِها ،فغُسِل عند حَوْضِ زَمْزَمَ .
المَثْبِرُ :مَسْقَطُ الوَلَدِ، أَو تَضَعُ النّاقَهُ مِن الأَرضِ ،و لیس له فِعْلٌ .قال ابن سِیدَه:أُرَی أَنّما هو من باب المخْدَعِ .و
16- فی الحدیث: «أَنَّهُم وجدوا النّاقَهَ المُنْتِجَهَ تَفْحَصُ فی مَثْبِرِهَا ».
و المَثْبِرُ أَیضاً: مَجْزَرُ الجَزُورِ و فی بعض النُّسَخ:
و یُجْزَرُ فیه الجَزُورُ.قال نُصَیْرٌ: مَثْبِرُ النّاقهِ أَیضاً حیث تُنْحَرُ.قال أَبو منصور:و هذا صَحِیحٌ ،و مِن العَرَب مسموعٌ ،و رُبَّمَا قِیل لِمَجلِسِ الرَّجلِ : مَثْبِرٌ .و قال ابنُ الأَثِیر:و أَکثرُ ما یُقَال فی الإِبل.
و ثَبِرَتِ القَرْحَهُ ،کفَرِحَ :انْفَتَحَتْ و نَفِجَتْ (7)،و سالَتْ مِدَّتُهَا.و
17- فی حدیث مُعَاوِیَهَ : «أَنّ أَبا بُرْدَهَ قال:دَخلتُ علیه حِینَ أَصابَتْه قَرْحَهٌ ،فقال:هَلُمَّ یا ابنَ أَخِی فانْظُرْ،قال:
فنظرتُ (8)فإِذا هی قد ثَبِرَتْ ،فقلتُ :لیس علیکَ بَأْسٌ یا أَمیرَ المؤمنین».
و اثْبارَرْتُ عنه:تَثَاقَلْتُ ،و کذا ابْجَارَرْتُ ،و قد تقدَّم، کذا فی نَوادِر الأَعراب.
و یُقَال: هو عَلَی صِیرِ أَمْرٍ،و ثِبَارِ أَمْرٍ،ککِتَابٍ ،أَی علی إِشْرَافٍ مِن قَضَائِه.
*و ممّا یُسْتدرَک علیه:
الثَّبْرَهُ :النُّقْرَهُ تکونُ فی الجَبَل تُمْسِکُ الماءَ،یَصْفُو فیها کالصِّهْرِیج،إِذا دَخَلَها الماءُ خَرَجَ فیها عن غُثَائِه و صَفَا، قال أَبو ذُؤَیْب:
ص:141
فَثَجَّ بها ثَبَرَاتِ الرِّصَا
فِ حتَّی تَفَرَّقَ رَنْقُ المَدَرْ (1)
و فی التَّهْذِیب:و الثَّبْرَهُ :النُّقْرَهُ فی الشَّیْ ءِ،و الهَزْمَهُ ، و منه قِیل للنُّقْره فی الجَبَل یکونُ فیها الماءُ: ثَبْرَهٌ .و فی مُعْجَم أَبی عُبَیْد (2): ثُبْرُ -بالضمّ -أَبارِقَ :مِن بلاد نُمَیْر.
و الثّابِرِیَّهُ ،و یقال:التّابِرِیَّهُ ،بالفَوْقِیَّهِ فی قول أَبی ذُؤَیب:
فأَعْشَیْتُه مِن بَعْدِ ما راثَ عِشْیُه
بِسَهْمٍ کَسَیْرٍ الثّابِرِیَّهِ لَهْوَقِ
لم أَجِدْه فی دیوانه.قیل:هو منسوبٌ إِلی أَرضٍ أَو حَیٍّ .
و ثَبْرَرَهُ ،فیما أَنشدَه ابنُ دُرَید:
أَیُّ فَتًی غادَرْتُمُ بِثَبْرَرَهْ
قیل إِنما أَراد: بِثَبْرهَ ،فزاد راءً ثانیهً للوَزْنِ .
و یَثْبِرَهُ :اسمُ أَرضٍ ،قال الرّاعِی:
أَوْ رَعْلَهٍ مِن قَطَا فَیْحَانَ حَلَّأهَا
عَنْ ماءِ یَثْبِرَهَ الشُّبَّاکُ و الرَّصَدُ (3)
هکذا فی اللِّسَان.و الذی فی مُعجَم یاقُوت:یَثْرِبَهُ ، و أَنشدَ قول الراعی،فلْیُنْظَرْ.
و ثِبَارٌ ،ککِتَابٍ :موضعٌ علی ستّهِ أَمیالٍ مِن خَیْبَرَ، هنالک قَتَلَ عبدُ اللّهِ بنُ أُنیسٍ أُسَیْرَ بنَ رازمٍ الیهودِیَّ ، و ذَکَرَه الواقِدِیُّ بطُولِه،و قیل بفتح الثّاءِ،و لیس بشیْ ءٍ.
و المُثَبَّرُ ،کمُعَظَّم:المَحْدُودُ،و المَحْرُومُ .
و امرأَهٌ ثَبْرَی ،کسَکْرَی،أَی غَیْرَی.
و ثَبِرَ ،کفَرِحَ :هَلَکَ ،لغهٌ فی تَبِرَ بالتّاءِ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
الثُّجْرَهُ ،بالضمّ :الوَهْدَهُ المُنْخَفِضَهُ مِن الأَرض. قالَه ابنُ الأَعرابیِّ . و قیل: الثُّجْرَهُ : مُعْظَمُ الوادِی و مُتَّسَعُه،و قیل:وَسَطُهُ .
و عن الأَصمعیِّ : الثُّجَرُ :الأَوْسَاطُ ،واحدتُه (4)ثُجْرَهٌ ،و قیل: ثِجْرَهُ الوادِی:أَوّلُ ما تَنْفَرِج عنه المَضَایِقُ قبلَ أَن یَنْبَسِطَ فی السَّعَه،و هو مَجازٌ،یُشَبَّهُ ذلک الموضعُ من الإِنسانِ بثُجْرَهِ النَّحْرِ.
و الثُّجْرَهُ : مُجْتَمعُ أَعْلَی الحَشَا ،و نَصُّ عبارهِ اللَّیْثِ :
ثُجْرَهُ الحَشَا:مُجْتَمَعُ أَعْلَی السَّحْرِ بقَصَب الرِّئَهِ أَو ثُجْرَهُ النَّحْرِ: وَسَطُه،و هو ما حَوْلَ الثُّغْرَهِ ،و هی الوَهْده فی اللَّبَّه من أَدنَی الحَلْقِ ،و به فُسِّرَ
16- الحدِیثُ : «أَنه أَخَذَ بثُجْرَهِ صَبِیٍّ به جُنُونٌ ،و قال:اخْرُجْ ،أَبَا محمّدٍ» (5).
و الثُّجْرَهُ مِن البَعِیر:السَّبَلَهُ ،و هی ثُغْرَهُ نَحْرِه.
و الثُّجْرَهُ : القِطْعَهُ المُتَفَرِّقَهُ من النَّبَاتِ و غیرِه. و عن أَبی عَمْرٍو: ثُجْرَهٌ مِن نَجْمٍ ،أَی قِطْعَهٌ .
وَ ثَجَرَ التَّمْرَ:خَلَطَه بِثَجِیرِ البُسْرِ،أَی ثُفْلِه.
قال اللَّیْث: الثَّجِیرُ :ما عُصِرَ من العِنَبِ ،فَجَرَتْ سُلافَتُه،و بَقِیَتْ عُصارَتُه.
و یقال:هو ثُفْلُ البُسْرِ یُخْلَطُ بالتَّمْرِ فیُنْتَبَذُ.و
16- فی حدیث الأَشَجِّ : «لاَ تَثْجُرُوا و لاَ تَبْسُرُوا». ؛أَی لا تَخْلِطُوا ثَجِیرَ التَّمْرِ مع غیرِه فی النَّبِیذ،فنَهَاهم عن انْتِبَاذِه.
و الثَّجِیر :ثُفْلُ کلِّ شیْ ءٍ یُعْصَرُ،و العامَّهُ تقولُه بالتّاءِ.
و الأَثْجَرُ :الغَلِیظُ العَرِیضُ ، کالثَّجْرِ بفتحٍ فسکونٍ ، و الثَّجِرِ ککَتِفٍ ،یقال:وَرَقٌ ثَجْرٌ بالفتحِ ،أَی عرِیضٌ ، و قال تَمِیمُ بنُ مُقْبِل:
و العَیْرُ یَنْفُخُ فی المَکْتَانِ قد کَتِنَتْ
منه جَحافِلُه و العَضْرَسِ الثَّجِرِ
و الأَثْجَرُ : السَّهْمُ الغَلِیظُ الأَصْلِ القَصِیرُ ،العَرِیضُ ، واسِعُ الجُرْحِ ،حَکَاه أَبو حَنِیفَهَ . و التَّثْجِیرُ (6)التَّوسیع و التَّعْرِیضُ . و قد ثَجَّرَه فهو مُثَجَّرٌ .
و ثَجْرٌ ،بفتح فسکون: ماءٌ قُرْبَ نَجْرَانَ لِبَلْحَارِثِ بنِ کَعْبٍ ،مِن تَذْکِرَهِ أَبی علیٍّ ،و أَنشدَ:
هَیْهَاتَ حتی غَدَوْا مِن ثَجْرَ مَنْهَلُهمْ
حِسْیٌ بنَجْرَانَ صاح الدِّیکُ فاحْتَمَلُوا
ص:142
جَعَلَه اسْماً للبُقْعَهِ فَتَرَک صَرْفَه، أَو بین وادِی القُرَی و الشّامِ مِن مِیاهِ بَلْقَیْنِ بجَوْشَن،ثم بإِقبالِ العَلَم بینَ جَمَل و أَعْفَرَ (1).
و عن الأَصْمعیِّ : الثُّجَرُ ،کصُرَدٍ:جماعاتٌ متفرِّقهٌ ، جمعُ ثُجْرَه .
و الثُّجَرُ أَیضاً: سِهَامٌ غِلاظُ الأُصولِ عِراضٌ .
و عن ابن الأَعرابیِّ : انْثَجَرَ الجُرْحُ و انْفَجَرَ ،إِذا سَالَ بما (2)فیه.و فی الصّحاح: انْثَجَرَ الدَّمُ لغهٌ فی انْفَجَرَ، و منه انْثَجَرَ الماءُ:فاضَ کثیراً.
و خَیْزُرَانٌ مُثَجَّرٌ-کمُعَظَّمٍ -:ذو أَنابِیبَ . و قال أَبو زُبَیْدٍ یصف أَسَداً:
کأَنَّ اهْتِزامَ الرَّعْدِ خَالَطَ جَوْفَه
إِذا حَنَّ فیه الخَیْزُرَانُ المُثَجَّرُ
و قیل:أَی المُعَرَّض.
و مَثْجُورُ بنُ غَیْلاَنَ الضَّبِّیُّ مَهْجُوُّ جَرِیر بنِ عَطِیَّه (3)الخَطَفِیِّ ،و هو من أَشْرَاف أَهلِ البَصْره،رَوَیَ عن عبدِ اللّهِ بن الصّامِت.
و یُقَال: فی لَحْمِه تَثْجِیرٌ ،أَی رَخَاوَهٌ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
الثَّجِرُ ،ککَتِفٍ :المُجْتَمِعُ .
و ثُجار ،ککِتابٍ و غُرابٍ :ماءٌ لبَلْقَیْنِ .
و بِرَاقُ ثَجْرٍ :قُرْبَ وادِی القُرَی،ذَکَرَه یاقوت.
و الثَّجَرُ ،بالتَّحْرِیک:العِرَضُ ،یقال: ثَجِرَ -بالکسر-إِذا عَرُضَ ،قال ابن مُقبِل:
و العَیْرُ یَنْفُخُ فی المَکْنَانِ قد کَتِنَتْ
منه جَحَافِلُه و العَضْرَسِ الثَّجِرِ (4)
و المَثْجَرَهُ و المَثْجَرُ -بفتحهما-من الوادِی: ثُجْرَتُه ،قال حُصَیْنُ بنُ بُکَیْرٍ الرَّبعیّ :
رَکِبْتُ مِن قَصْدِ الطَّرِیقِ مَثْجَرَهْ
هکذا قاله الصّاغانیُّ و صحَّحه و رَواه الأَزهریُّ بالنُّون و الحاءِ المهملهِ ،و سیأْتی فی موضعه.
الثَّرَّهُ مِن العُیُون:الغَزِیرَهُ الماءِ، کالثَّرّاهِ و الثّرْثَارَهِ و الثُّرْثُورَهِ ،بالضمّ فی الأَخِیر.و قد ثَرَّتْ تَثُرُّ ثَرَارَهً ،و کذلک السَّحَابُ .و فی الصّحَاح:عَیْنٌ ثَرَّهٌ ،قال:
و هی سَحابَهٌ تأْتِی مِن قِبَلِ قِبْلَهِ أَهلِ العِرَاقِ ،قال عنتَرهُ :
جَادَتْ علیها (5)کلُّ عَیْنٍ ثَرَّهٍ
فَتَرَکْنَ کلَّ قَرَارَهٍ کالدِّرْهَمِ
و مِن المَجَاز: الثَّرَّهُ : النّاقَهُ ،أَو الشّاهُ ،الواسعهُ الإِحْلِیلِ ،و الغَزِیرَهُ منهما، کالثَّرُورِ کصَبُورٍ.و
16- فی حدیث خُزَیْمَه:و ذَکَرَ السَّنَهَ : «غاضَتْ لها الدَّرَّهُ ،و نَقَصَتْ لها الثَّرَّهُ ». قال ابن الأَثِیر: الثَّرَّهُ ،بالفتح:کثرهُ (6)اللَّبَنِ ، [یقال:] (7)ناقهٌ ثَرَّهٌ :واسِعَهُ الإِحلِیلِ ،و هو مَخْرَجُ اللَّبَنِ مِن الضَّرْع،قال:و قد تُکْسَرُ الثّاءُ.و شاهٌ ثَرَّهٌ و ثَرُورٌ :واسعهُ الإِحْلِیلِ ،غَزِیرَهُ (8)اللَّبَنِ إِذا حُلِبَتْ . ج ثُرُورٌ و ثِرَارٌ ،بالضمِّ و الکسرِ،هکذا فی النُّسَخ.و الذی فی الأُصُول المعتَمده:
ثُرُرٌ و ثِرَارٌ ،و إِحْلیلٌ ثَرٌّ :واسِعٌ .
و مِن المَجَاز: الثَّرَّهُ : الطَّعْنَهُ الکَثِیرَهُ الدَّمِ ،و قیل:
الواسِعَهُ و فی بعض النُّسَخ هنا زیاده کالثّارَّهِ .و فی الأَساس:
کالثَّرُورِ ،علی التَشْبِیه بالعَیْن.
و ثُرَّ یَثَرُّ مُثَلَّثَ الآتِی ،أَی المُضَارِع ثَرّاً بالفتح و ثُرُورَهً بالضمّ ، و ثَرَارَهً بالفتح و ثُرُوراً بالضَّمّ ، فی الکلّ ، أَی ممّا ذَکَرَ من المعانی السابقه.قال شیخنا:الضّمُّ و الکسرُ لغتانِ وَارِدَتانِ ،الأُولَی شاذَّه،و الثانیهُ علی القیاس، و قد عَدَّه ابنُ مالکٍ و غیرُه ممّا جاءَ فیه الوَجْهَان،و ذَکَرَهما الجوهریُّ و أَربابُ الأَفعالِ و التَّصْرِیف،و أَما الفتحُ فلا وَجْهَ لذِکْرِه لا سَماعاً و لا قِیَاساً؛لأَنّ الفتحَ إِنما یکونُ فی الماضِی المفتوحِ الحَلْقِیِّ العَیْنِ أَو اللاَّمِ ،و ذلک هنا مُنْتَفٍ
ص:143
کما لا یَخْفَی.قلتُ :و ما أَنْکَرَه شیخُنَا فقد ذَکَرَه صاحبُ اللِّسَان عن بعضِ العرب،و المصنِّفُ مِن عادَتِه أَنه لم یَزَلْ یَتَتَبَّعُ النَّوادِرَ و الغَرَائِبَ ؛لأَنه البحرُ المُحِیطُ الجامعُ للعجائب.
و الثَّرَّهُ أَیضاً: المرأَهُ الکثیرهُ (1)الکلامِ ، کالثّارَّهِ و الثَّرْثَارَهِ ،یقال:رجلٌ ثَرْثَارٌ ،إِذا کان مُتَشَدِّقاً کثیرَ الکلامِ .
و الثَّرُّ :التَّفْرِیقُ و التَبْدِیدُ ،یقال: ثَرَّ الشَّیْ ءَ مِن یَدِه یَثُرُّه ثَرّاً :بَدَّدَه، کالثَّرْثَرَهِ ،حَکَاه ابنُ دُرَیْدٍ و لم یَخُصَّ الیَدَ، و نَصُّ ابنُ دُرَیْد (2): ثَرَرْتُ الشَّیْ ءَ أَثُرُّه ثَرّاً ،إِذا بَدَدْتَه.قال الصاغانیُّ :و أَحْجِ به أَن یکونَ تَصْحِیفَ نَدَّیْتَه،و أَما ثَرْثَرْتُه :
بَدَّدْتُه فصَحِیحٌ .
و الثَّرُّ : الواسِعُ . یقال:عَیْنٌ ثَرّ ،أَی واسِعٌ (3)و کذلک إِحْلِیلٌ ثَرٌّ .
و الثَّرُّ : المِکْثارُ المُتَشَدِّقُ ،یُقال:رجلٌ ثَرٌّ ،أَی کثیرُ الکلامِ .
و الثَّرُّ مِن السّحابِ :الکَثِیرُ الماءِ ،یقال:سحابٌ ثَرٌّ ، و ثَرَّتِ السَّحَابَهُ مَاءَها تَثُرُّه (4)ثَرّاً .
و مِن المَجَاز: الثَّرْثَارُ بالفتح: المِهْذَارُ المُتَشَدِّقُ .و
14- رُوِیَ عن النّبیِّ صَلی اللّه علیه و سلّم أَنه قال: «أَبْغَضُکُم إِلیَّ الثَرْثَارُونَ المُتَفَیْهِقُون».
و هم الذین یُکثِرُون الکلامَ تکلُّفاً خُرُوجاً عن الحقّ .
و الثَّرْثارُ أیضاً: الصَّیّاحُ ،عن اللِّحْیَانیّ .
و الثَّرْثَارُ : نَهْرٌ بعَیْنِه،و قال المبرّد فی أَوّل الکامل:سُمِّیَ به لکثرهِ مائِه،قال الأَخطل مِن قصیدهٍ أَوّلُها.
لَعَمْرِی لقد لاقَتْ سُلَیْمٌ و عامِرٌ
علی جانبِ الثَّرثْارِ راغِیَهَ البَکْرِ
أَو الثَّرْثَارُ : وادٍ کبیرٌ بالجزیره یَمدُّ إِذا کثرت الأَمطارُ،و أَمّا فی الصَّیف فلیس فیه إِلاّ مناقِعُ ،و میاهٌ جامده (5)،و عیونٌ قلیلهٌ مِلحهٌ ،و هو فی البَرِّیَّه ینحدرُ بین سِنْجارَ و تَکْرِیتَ ، و کانت علیه قُرًی کثیرهٌ عامرهٌ قد خَرِبت الآن،و إِیّاه عَنَی الأَخطلُ فی قوله و قد جَمَعَه:
و أَحْمَی علینا ابْنَا زُمَیْعٍ و هَیْثَمٍ
مُشَاشَ المَراضِ اعْتَادَهَا مِن ثَرَاثِرِ
و فی أَنساب البلاذریِّ : الثَّرْثارُ :نهرٌ یَنْزِعُ مِن هِرْماس نَصِیبِینَ ،و یُفَرِّغُ فی دِجْلَهَ بین الکُحَیْلِ و رَأْسِ الإِبَّلِ ،و له یومٌ معروفٌ ،قال الأَخطل:
لَعَمْرِی لقد لاقَتْ سُلَیْمٌ و عامِرٌ
إِلی جانب الثَّرْثارِ رَاغِیَهَ البَکْرِ
و الإِثْرَارَهُ ،بالکسر:الأَنبِرْ بَارِیسُ ،و یُسَمَّی بالفارِسِیَّه الزّریکَ ،عن أَبی حَنِیفَهَ ،نَقلاً عن بعض الأَعراب.
و الثُّرْثُورُ الکبیرُ و الصّغیرُ:نَهْرانِ بإِرْمِینِیَّهَ (6)،نقلَه الصّاغانیُّ .
و ثَرَّرَ بالمکان تَثْرِیراً :نَدَّاه. و الذی فی الأُصول المعتَمَده: ثَرَّرْتُ المکانَ مثل ثَرَّیُتُه ،أَی نَدَّیْتُه.
و الثَّرْثَرَهُ :کثْرهُ الکلامِ و تَرْدِیدُه فی تَخْلِیطٍ ،و قد ثَرْثَرَ الرجلُ ،فهو ثَرْثَارٌ ،مِهْذارٌ.
و الثَّرْثَرَهُ : الإِکثارُ من الأَکلِ و تَخْلِیطُه.
رجلٌ ثَرْثَار ،و امرأَهٌ ثَرْثَارَهٌ (7)،و قومٌ ثَرْثَارُون ،و قد تقدَّم ذِکْرُ الحدیثِ الذی وردتْ فیه هذه اللَّفظه.
و من المَجاز: فَرَسٌ ثَرٌّ و مُنْثَرٌّ ،أَی سَرِیعُ الرَّکْضِ ؛ تَشْبِیهاً بالعَیْن الثَّر (8)،کما فی الأساس.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
عَیْنٌ ثَرَّهٌ :کثیرهُ الدُّموعِ .قال ابنُ سِیدَه:و لم یُسْمَع فیها ثَرْثَارهٌ ،و أَنشدَ ابنُ دُرَید:
یا مَنْ لِعَیْنٍ ثَرَّهِ المَدامِعِ
یَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ (9)
ص:144
و مَطَرٌ ثَرٌّ :واسِعُ القَطْرِ مُتَدارکُه،بَیِّنُ الثَّرَارَهِ .
و بَوْلٌ ثَرٌّ :غَزِیرٌ.
و ثَرَّ یَثُرُّ (1)،إِذا اتَّسَعَ .
و ثَرَّ یَثُرُّ ،إِذا بَلَّ سَوِیقاً أَو غیرَه.
و ثُرَیْر ،کزُبَیْرٍ:موضعٌ عند أَنْصَابِ الحَرَمِ بمکهَ ،مّما یَلِی المُسْتَوْفِزَهَ (2)،و قیل:صُقْعٌ مِن أَصْقَاعِ الحِجازِ،کان به مالٌ لابنِ الزُّبَیْرِ،له ذِکْرٌ فی الحدِیثِ ،و هو
17- أَنه کان یقول:
«لن تَأْکُلُوا ثَمَرَ ثُرَیْرٍ باطلاً».
ثَعْجَرَه ،أَی الشَّیءَ و الدَّمَ و غَیْرَه: صَبَّه، فاثْعَنْجَرَ :انْصَبَّ .
و المُثْعَنْجِرَهُ مِن الجِفَانِ :المُمْتَلِئَهُ ثَرِیداً، التی یَفِیضُ وَدَکُها ،قال امْرُؤُ القَیْسِ حین أَدْرکَه الموتُ :
و رُبْ جَفْنَهٍ مُثْعَنْجِرَهْ
و طَعنه مُسْحَنْفِرهْ
تَبْقَی غَداً بأَنْقِرَه
و المُثْعَنْجِرُ :السّائِلُ مِن ماءٍ أَو دَمْعٍ ،و قد اثْعَنْجَرَ دَمْعُه.
و اثْعَنْجَرَتِ العَیْنُ دَماً.و المُثْعَنْجِرُ و المُسْحَنْفِرُ:السَّیْلُ الکثیرُ.و اثْعَنْجَرَتِ السَّحَابَهُ بقَطْرِها،و اثْعَنْجَرَ المَطَرُ نفْسُه یَثْعَنْجِرُ اثْعِنْجَاراً .
و عن ابن الأَعرابیِّ : المُثْعَنْجَرُ بفتحِ الجِیمِ و العُرَانِیَهُ (3):
وَسَطُ البَحْرِ. قال اللَّیْث: و لیس فی البَحْر ما یُشْبِهُه کَثْرَهً ، و یُوجَدُ فی النُّسَخ هنا«ماءٌ یُشْبِهُه»،و الصّوابُ ما ذَکَرنا، و هو واردٌ
1- فی حدیث علیٍّ رضیَ اللّه عنه: «یَحْمِلُها الأَخضرُ المُثْعَنْجَرُ ». قال ابنُ الأَثِیر:هو أَکثرُ موضعٍ فی البحرِ ماءً، و المِیمُ و النُّون زائدتانِ .
و قَوْلُ الجَوْهَرِیِّ ،و تَبِعَه الصَّاغَانیّ فی العُبَاب:إِنّ تَصْغِیرَه ،أَی المُثْعَنْجِرُ (4)، مُثَیْعِجٌ و مُثَیْعِیجٌ . قال ابنُ بَرِّیّ :
هذا غَلَطٌ و الصّوَابُ ثُعَیْجِرٌ و ثُعَیْجیرٌ ، کما تقولُ فی مُحْرَنْجِمٍ :حُرَیْجِمٌ . تَسْقُطُ المیمُ و النُّونُ لأَنهما زائدتانِ ، و التَّصغِیرُ و التَّکْسِیرُ و الجمعُ یَرُدُّ الأَشیاءَ إِلی أُصُولها.
1- و قَوْلُ ابنِ عَبّاس : و قد ذَکَرَ أَمیرَ المؤمنین عَلِیًّا-رَضِیَ اللّه تعالَی عنهما و عَمَّنْ أَحَبَّهما-و أَثْنَی علیه،فقال: عِلْمِی إِلی علْمِه کالقَرَارَهِ فی المُثْعَنْجَرِ . أَیْ مَقِیساً إِلی عِلْمِه کالقَرَارَهِ ،أَو موضوعاً فی جَنْب عِلْمه،و مَوْضُوعَهً فی جَنْب المُثْعَنْجَرِ ، و الجارُّ و المَجْرُورُ فی مَحَلِّ الحالِ .و القَرَارَهُ :الغدِیرُ الصَّغِیرُ.و
1- الرِّوایَهُ التی ذَکَرها أَئِمَّهُ الغَرِیبِ : فإِذا عِلْمِی بالقرآنِ فی عِلْم علیٍّ کالقَرارَهِ فی المُثْعَنْجَرِ . و هکذا نَقَلَه صاحبُ اللِّسَان .
الثَّعْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ ، و یُضَمُّ ،و یُحَرَّکُ ،و اقْتَصَرَ اللَّیْثُ علی الأُولَیَیْن: لَثًی یَخْرُجُ مِن أُصُول (5)السَّمُر ،و عند اللَّیْثِ :مِن غُصْنِ شَجَرَتِه،یُقَال إِنه سَمٌّ قاتِلٌ إِذا قُطِرَ فی العَیْن منه شیْ ءٌ مات الإِنسانُ وَجَعاً.
و الثَّعَرُ ، بالتَّحْرِیک:کثْرَهُ التَّآلِیلِ ،کذا فی النُّسَخ، و نَصُّ ابن الأَعرابیّ :بَثْرَهُ الثَّآلِیلِ (6).
و الثُّعْرُورُ ،بالضَّمِّ : الرَّجُلُ الغَلِیظُ القَصِیرُ.
و الثُّعْرُورُ : الطُّرْثُوثُ ،أَو طَرَفُه ،و هو نَبْتٌ یُؤْکَلُ ،و قیل:
رأْسُه کأَنّه کَمَرهُ ذَکَرِ الرَّجُلِ فی أَعلاه.
و الثُّعْرُورُ : الثُّؤْلُولُ ،مستعارٌ منه.
و الثُّعْرُورُ : أَصْلُ العُنْصُلِ الأَبیض.
و الثُّعْرُورُ : القِثّاءُ الصَّغِیرُ ،و هی الثَّعَارِیرُ ،و به فَسَّر ابنُ الأَثِیرِ
16- حدیثَ جابرٍ مرفوعاً: «إِذا مُیِّزَ أَهلُ الجَنَّهِ من النّار أُخرِجُوا قد امْتُحِشُوا فیُلْقَوْنَ فی نهر الحیاهِ ،فیَخْرُجُون بِیضاً مثلَ الثَّعَارِیر ». قال:شُبِّهُوا به لأَنه یَنْمِی سَرِیعاً.و قیل:
الثَّعَارِیرُ فی هذا الحدیثِ رُؤُوسُ الطَّراثِیثِ ،تَراها إِذا خَرَجَتْ من الأَرض بِیضاً؛شُبِّهُوا فی البَیَاضِ بها.و
16- فی روایهٍ أُخری: «یَخْرُجُ قومٌ مِن النّارِ فیَنْبُتُون کما تَنْبُتُ الثَّعَارِیرُ ».
و الثعْرُورُ : ثَمَرُ الذُّؤْنُونِ ،و هی شجرهٌ مُرَّهٌ ،عن ابن الأَعرابیِّ .
ص:145
و الثُّعْرَانِ و الثُّعْرُورَانِ ،بالضمِّ فیهما: کالحَلَمَتَیْن یَکْتَنِفَانِ القُنْبَ (1)مِن خارِجٍ ،کذا فی الصِّحاح،و الأُولَی فی التَّکْمِلَهِ . و قال غیرُه: یَکْتَنِفَانِ غُرْمُولَ الفَرَسِ ،عن یَمِینٍ و شِمالٍ .و هما أَیضاً الزّائدانِ علی ضَرْع الشّاهِ .
و الثَّعَارِیرُ :نباتٌ کالهِلْیَوْنِ یَخرجُ أَبیضَ ،و منهم من فَسَّرَ الحَدِیثَ به.
و الثَّعَارِیرُ : تَشَقُّقٌ یَبْدُو فی الأَنْفِ . و منه قولُهم: قد ثَعْرَرَ الأَنْفُ ؛إِذا بدَا فیه التَّشَقُّقُ ،أَو شیْ ءٌ أَبیضُ مثل القَطْرَهِ من اللَّبَنِ ،أَو شیءٌ مثلُ الحَبِّ .
و أَثْعَرَ الرجلُ : تَجَسَّسَ الأَخْبَارَ بالکَذِبِ ،نقلَه الصّغانیّ .
الثَّغْرُ :مِن خِیَارِ العُشْبِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :رَأَیتُه بالبادِیَه. و قد یُحَرَّکُ . مُقْتَضاه أَن الفتحَ هو الأَصلُ و التَّحْرِیکَ لغهٌ فیه،و لیس کذلک،بل التحریکُ أَصلٌ و رُبّمَا خُفِّفَ ،و منه قولُ أَبی وَجْزَهَ :
أَفانِیاً ثَعْداً و ثَغْراً نَاعِمَا
هذا هو الظّاهِرُ مِن سِیَاقِ الأَزهریِّ و الصَّاغانیِّ . واحِدُه بهاءٍ. قال أَبو حَنِیفَهَ :و هی خضراءُ،و قیل:غَبْرَاءُ تَضْخُمُ حتی تَصِیرَ کأَنّها زِنْبِیلٌ مُکْفَأٌ؛ممّا یَرْکَبُها مِن الوَرَقِ و الغِصَنَهِ .و وَرقُها علی طُولِ الأَظَافِیرِ و عَرْضِها،و فیها مُلْحَهٌ قلیلهٌ مع خُضْرَتِها،و زَهْرَتُها بیضاءُ تَنْبُتُ (2)لها غِصَنَه فی أَصْلٍ واحد،و هی تَنْبُتُ فی جَلَدِ الأَرضِ و لا تَنْبُتُ فی الرَّمْلِ .قال أَبو نَصْر:له شَوْکٌ لیس بالقَوِیّ ،و الإِبلُ تَأْکُلُهَا أَکْلاً شدیداً،قال کُثَیِّر:
و فَاضَتْ دُمُوعُ العَیْنِ حتی کأَنَّما
بُرادُ القَذَی مِن یابِسِ الثَّغْرِ یُکْحَلُ
و أَنشدَ فی التَّهْذِیب:
و کُحْلٌ بها مِن یابِسِ الثَّغْرِ مُولَعٌ
و ما ذاکَ إِلاّ أَنْ نَآها خَلِیلُها
قال:و لها زَغَبٌ خَشِنٌ ،و کذلک الخِمْخِمُ ،و یُوضَعَانِ فی العَیْن. و الثَّغْرُ : کلُّ جَوْبَهٍ أَو عَوْرَه مُنْفَتِحَهٍ . و عبارهُ المُحْکَمِ :
الثَّغْرُ :کلُّ جَوْبَهٍ مُنْفَتِحَهٍ أَو عَوْرَهٍ .و قال غیرُه: الثَّغْرَهُ :کلُّ فُرْجَهٍ فی جَبَلٍ ،أَو بَطْنِ وادٍ،أَو طَرِیقٍ مَسْلُوکٍ .و کلُّ فُرْجَهٍ ثَغْرَهٌ ،و هو مَجازٌ.
و الثَّغْرُ : الفَمُ ،أَو هو اسمُ الأَسْنَان کلِّهَا،کُنَّ فی مَنَابِتِها أَو لم تَکُنّ ، أَو مُقَدَّمُها ،قال الشاعر:
لهَا ثَنَایَا أَرْبَعٌ حِسَانُ
و أَرْبَعٌ فَثَغْرُهَا ثَمَانُ
جَعَلَ الثَّغْرَ ثمانِیاً:أَربَعاً فی أَعلَی الفم،و أَربعاً فی أَسفله، أَو هو الأَسْنَانُ کُلُّهَا ما دَامَتْ فی مَنَابِتِهَا قبلَ أَن تَسْقطَ ،و الجمعُ من ذلک کلِّه ثُغُورٌ .
و الثَّغْرُ : ما یَلِی دارَ الحَرْبِ .و الثَّغْرُ : موضِعُ المَخافَهِ مِن فُرُوجِ البُلْدَان ،و یقال:هذه المدینه فیها ثَغْرٌ و ثَلْمٌ .
و
16- فی الحدیث: «فلمّا مَرَّ الأَجَلُ قَفَلَ أَهلُ ذلک الثَّغْرِ ». قال ابن الأَثِیر:و هو الموضعُ الذی یکونُ حدًّا فاصِلاً بین بلادِ المسلمین و الکُفّار.و قال الأَزهریُّ :أَصْلُ الثَّغْرِ الکَسْرُ و الهَدْمُ (3)،و ثَغَرْتُ الجِدَارَ:هَدَمتُه (4)،و منه قِیلَ للموضِعِ الذی (5)تَخافُ أَن یَأْتِیکَ العَدُوُّ منه،فی جَبَلٍ أَو حِصْنٍ :
ثَغْرٌ ؛لانْثِلامِه و إِمکانِ دُخُولِ العَدُوِّ منه، کالثُّغْرُورِ بالضَّمِّ ، و هذه عن الصَّاغَانِیِّ .
و الثَّغْرُ : د،قُرْبَ کِرْمَانَ بساحِل بَحْرِ الهِنْدِ. قال الصَّاغَانیُّ :و هو معرَّبُ تِیزَ،مُمَالاً.
و ثَغَرَ ،کمنَعَ :ثَلَمَ .
و الثُّغْرَهُ :الثُّلْمَهُ .
و یقال: ثَغَرَ الثُّلْمَهَ ،إِذا سَدَّها.
و ثَغَرَهم :سَدَّ علیهم ثَلْمَ الجَبَلِ ،قال ابن مُقْبِل:
و هم ثَغَرُوا أَقْرَانَهم بمُضَرَّسٍ
و عَضْبٍ و حارُوا القَوْمَ حتی تَزَحْزَحُوا
و
17- فی حدیث فَتْحِ قَیْسَارِیّهَ : «و قد ثَغَرُوا منها ثَغْرَهً
ص:146
واحده». ضِدٌّ ،قال شیخُنا:قد یُقال إِنه لا ضِدِّیَّهَ بین عامٍّ و خاصٍّ ،فتَأَمَّلْ .
و ثَغَرَ فلاناً:کَسَرَ ثَغْرَه ،عن ابن الأَعرابیِّ ،فهو مَثْغُورٌ ، و أَنشد لجَرِیر:
مَتَی أَلْقَ مَثْغُوراً علی سُوءِ ثَغْرِه
أَضَعْ فوقَ ما أَبْقَی الرِّیَاحِیُّ مِبْرَدَا
و الثُّغْرَهُ ،بالضمّ :نُقْرَهُ النَّحْرِ ،و فی المُحْکَم:و الثُّغْرَهُ مِن النَّحْرِ الهَزْمَهُ التی بین التَّرْقُوَتَیْنِ ،و قیل:التی فی المَنْحَرِ، و قیل:هی مِن البَعِیرِ:هَزْمَهٌ یُنْحَرُ منها،و هی مِن الفَرَسِ :فَوْقَ الجُؤْجُؤِ ،و الجؤْجُؤُ مَا نَتَأَ مِن نَحْرِه بین أَعالِی الفَهْدَتَیْنِ .
و الثَّغْرُ : النّاحِیَهُ من الأَرض کالثُّغْرَهِ ،یقال:ما بتلک الثُّغْرَهِ مثلُه.
و الثَّغْرُ : الطَّرِیقُ السَّهْلَهُ . قال الأَزهریُّ :و کلُّ طریقٍ یَلْتَحِبُهُ النَّاسُ بسُهُولَهٍ (1)فهی ثُغْرَهٌ ؛و ذلک أَنّ سَالِکِیه یَثْغَرُون وَجْهَه،و یَجِدُون فیه شَرَکاً مَحْفُورَهً .
و أَثْغَرَ الغُلامُ :أَلْقَی ثَغْرَه .
و أَثْغَرَ أَیضاً: نَبَتَ ثَغْرُه ؛ضِدٌّ، کاثَّغَرَ و ادَّغَرَ ،علی البدل.
و الأَصْلُ فی اثَّغَرَ اثْتَغَرَ ،قُلِبَتِ الثّاءُ تَاءً،ثم أُدْغِمَتْ ، و إِنْ شِئتَ قلتَ : اثَّغَرَ ،بجَعْل الحرفِ الأَصلیِّ هو الظّاهر.
قال أَبو زَیْد:إِذا سَقَطَتْ رَواضِعُ الصَّبِیِّ قیل: ثُغِرَ فهو مَثْغُورٌ ،فإِذا نَبَتَتْ أَسنانُه بعد السُّقُوط قیل: اثَّغَرَ ،بتشدیدِ الثّاءِ،و اتَّغَرَ ،بتشدیدِ التّاءِ،تقدیرُه اثْتَغَرَ،و هو افْتَعَلَ مِن الثَّغْر ،و منهم مَن یَقْلِبُ تاءَ الافتعالِ ثاءً،و یُدْغِمُ فیها الثّاءَ الأَصلیهَ ،و منهم مَن یَقْلِب الثّاءَ الأَصلیَّهَ تاءً،و یُدْغِمُها فی تاءِ الافتعال.
و خَصَّ بعضُهم بالاثِّغارِ و الاتِّغارِ البَهِیمَهَ ،أَنشدَ ثعلبٌ فی صِفه فَرَس:
قارِحٌ قد فَرَّ عنه جانِبٌ
و رَبَاعٌ جانِبٌ لم یَتَّغِرْ (2)
قلتُ :البیتُ للمَرّارِ العَدَوِیِّ .و قال شَمِرٌ: الاثّغارُ یکونُ فی النَّبات و السُّقُوط ،و مِن النَّبَات
17- حدیثُ الضَّحّاکِ : «أَنّهُ وُلِدَ و هُو مثَّغِرٌ ». و مِن السُّقُوط
17- حدیثُ إِبراهِیمَ : «کانُوا یُحِبُّون أَن یُعَلِّموا الصَّبِیَّ الصَّلاهَ إِذا اثَّغَرَ ». أَی سَقَطَتْ أَسنانُه.قال شَمِرٌ:هو عندی فی الحدیثِ بمعنی السُّقُوط ؛ یَدُلُّ علی ذلک ما رَواه ابنُ المُبَارَکِ بإِسناده عن إِبراهِیمَ :
«إِذا ثُغِرَ »،و ثُغِرَ لا یکون إِلاّ بمعنی السُّقُوط .و
16- رُوِیَ عن جابر: «لیس فی سِنِّ الصَّبِیِّ شیءٌ إِذا لم یَثَّغِرْ . و معناه عنده (3)النَّبَات بعد السُّقُوط .و حُکِیَ عن الأَصمعیِّ أَنه قال:
إِذا وَقَعَ مُقَدَّمُ الفَمِ مِن الصَّبِیِّ قیل: اتَّغَرَ ،بالتّاءِ.و قال شَمِرٌ: الاتِّغارُ :سُقُوطُ الأَسنانِ ،قال:و مِن النَّاس مَن لا یَتَّغِرُ ؛منهم:عبدُ الصَّمَدِ بنُ علیِّ بنِ عبدِ اللّه بنِ عَبّاس، دَخَلَ قَبْرَه بأَسنانِ الصِّبا،و ما نَغَضَ (4)له سِنٌّ قَطّ حتی فارقَ الدُّنیا،مع ما بَلَغَ مِن العُمر.
و ثُغِرَ ،کعُنِیَ :دُقَّ فَمُه، کأُثْغِرَ ،فهو مَثْغُورٌ و مُثْغَرٌ .
و ثُغِرَ الغُلامُ ثَغْراً ،إِذا سَقَطَت أَسنانُه أَو رَوَاضِعُه.
و حُکِیَ عن الأَصمعیِّ :فإِذا قُلِعَ مِن الرَّجل بعد ما یُسِنّ قیل:قد ثُغِرَ ،بالثّاءِ، فهو مَثْغُورٌ ،و سَبَقَ إِنشادُ قولِ جَرِیر.
و مِن المَجَازِ: أَمْسَوْا ثُغُوراً ،أَی مُتَفَرِّقِین ،ضُیَّعاً،نقلَه الصَّاغانِیُّ : الواحِدُ ثَغْرٌ ،بفتحٍ فسکون.
و ثَغُورٌ کصَبُورٍ:حِصْنٌ بالیَمَنِ لِحِمْیَرَ ،نقلَه الصَّاغَانِیُّ .
و ثُغْرَهُ ، کصُبْرَه:ناحِیَهٌ مِن أَعْرَاضِ المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ علی ساکِنها أَفضلُ الصّلاهِ و السّلام ،عن الصّاغانیِّ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
عن الهُجَیْمِیِّ : ثَغَرْتُ سِنَّه:نَزَعْتُهَا.
و المَثْغَرُ :المَنْفَذُ،قال أَبو زُبَیْدٍ یصفُ أَنیابَ الأَسَد:
شِبَالاً و أَشْبَاهَ الزُّجَاجِ مَغَاوِلاً
مُطِلْنَ و لم یَلْقَیْنَ فی الرَّأْسِ مَثْغَرَا
ص:147
قال: مَثْغَراً :مَنْفَذاً؛أَی فأَقَمْنَ مکانَهُنَّ مِن فَمِه،یقول:
إِنّه لم یَتَّغِرْ فیُخْلِفَ سِنًّا بعد سِنٍّ کسائِرِ الحَیَوَانِ .
و ثُغَرُ المَجْدِ:طُرُقُه،واحدتُهَا ثُغْرَهٌ .و فی الأَساس:و مِن المَجَاز:هو یَخْتَرِقُ ثُغَرَ المَجْدِ:طُرُقَه مَسَالِکَه.انتهی.
و منه
16- الحدیثُ : «بادِرُوا ثُغَرَ المَسجدِ». أَی طرائِقَه.و قیل:
ثُغْرَهُ المسجدِ:أَعلاه.و
16- فی حدیث أَبی بَکْرٍ و النَّسّابَهِ :
«أَمْکَنْتَ مِن سَواءِ الثُّغْرَهِ ». ؛أَی وَسَطِها.
الثَّفْرُ ،بفتحٍ فسکونٍ و یُضَمُّ ،للسِّبَاعِ و لِذَوَاتِ المَخَالِبِ ،کالحَیَاءِ للنّاقَهِ ،و فی المُحْکَم:للشَّاه أَو هو مَسْلَکُ القَضِیبِ منها. و فی بعض الأُصُولِ المُعتَمدهِ :
«فیها»بدل«منها»،و استعارَه الأَخطلُ فجَعَلَه للبَقَره،فقال:
جَزَی اللّه فیها الأَعْوَرَیْنِ مَلاَمَهً
و فَرْوَهَ ثَفْرَ الثَّوْرَهِ المُتَضاجِمِ
فَرْوَهُ :اسمُ رجلٍ ،و نصب الثَّفْر علی البَدَل منه،و هو لَقَبُه،کقولُهم:عبدُ اللّه قُفَّهُ ،و إِنّمَا خفض المتضاجِم و هو المائِل،و هو مِن صفه الثَّفْر علی الجِوَار،کقولک:جُحْرُ ضَبٍّ خَرِبٍ .و استعارَه الجَعْدِیُّ أَیضاً للبِرْذَوْنَه،فقال:
بُرَیْذِینَهٌ بَلَّ البَراذِینُ ثَغْرَهَا
و قد شَرِبَتْ مِن آخرِ الصَّیْفِ إِیَّلاَ
و استعارَه آخَرُ فجَعَله للنَّعْجَه،فقال:
و مَا عَمْرُو إِلاَّ نَعْجَهٌ ساجِسِیَّهٌ
تُخَزَّلُ تحتَ الکَبْشِ و الثَّفْرُ وارِدُ
ساجِسِیَّهٌ :غَنَمٌ منسوبهٌ ،و هی غَنَمٌ شَامِیَّهٌ حُمْرٌ صِغَارُ الرُّؤُوسِ .
و استعارَه آخَرُ للمرأَه،فقال:
نحنُ بَنُو عَمْرَهَ فی انْتِسابِ
بِنْتِ سُوَیْدٍ أَکْرَمِ الضِّبَابِ
جاءَتْ بِنَا مِن ثَفْرِهَا المُنْجَابِ
و قیل: الثُّفْرُ و الثَّفْرُ للبَقَرَهِ أَصْلٌ لا مُسْتَعار.
و الثَّفَرُ ، بالتَّحْرِیک : ثَفَرُ الدّابَّهِ .قال ابنُ سِیدَه:هو السَّیْرُ الذی فی مُؤَخَّرِ السَّرْجِ . و ثَفَرُ البَعِیرِ و الحِمَار و الدَّابَهِ مُثَقَّلٌ ،قال امْرُؤُ القَیْسِ :
لا حِمْیَرِیٌّ وَفَی و لا عُدَسٌ
و لا اسْتُ غَیْرٍ یَحُکُّهَا ثَفَرُهْ
و قد یُسَکَّنُ للتَّخْفِیف.
و أَثْفَرَه ،أَی البَعِیرَ أَو الحِمَارَ: عَمِلَ له ثَفَراً أَو شَدَّه به. و علی الأَخیر اقتصرَ فی الأَساس (1).
و المِثْفَارُ ،کمِحْرَابٍ ،مِن الدَّوابِّ : التی تَرْمِی بسَرْجِهَا إِلی مُؤَخَّرِهَا.
و مِن المَجاز: المِثْفَارُ : الرَّجلُ المَأْبُون، کالمِثْفَرِ ،و هو ثَنَاءٌ قَبِیحٌ و نَعْتُ سَوْءٍ.و فی المُحْکَم:و هو الذی یُؤْتَی.
و فی الأَساس:قیل:أَبو جَهْلٍ کان مِثْفاراً ،و کُذِّبَ قائِلُه.قال شیخُنَا:کأَنَّه لشِدَّه الأُبْنَهِ به و مَیْلِه إِلی الفِعْل به صار کمَنْ یَطْلُبُ ما یُرْمَی فی مُؤَخَّرِه؛فهو مأْخُوذٌ مِن الثَّفَر بمعنَی المِثْفَارِ ،بصیغهِ المُبَالغه؛لکثرهِ شَبَقِه،و هذا الداءُ-و العِیاذُ باللّه-مِن أَعظمِ الأَدْواءِ،و کثیراً ما یکونُ للأَکابر و الأَعیان و أَهل الرَّفاهِیَهِ ؛لمَیْلِهم إِلی ما یَلِینُ تحتَهم؛و لذلک یُسَمَّی داءَ الأَکابرِ.
17- و رَوَی أَبو عُمر الزّاهِدُ فی أَمالِیه،عن السَّیّارِیِّ ،عن أَبی خُزَیمهَ الکاتبِ ،قال: ما فَتَّشْنَا أَحداً فیه هذا الداءُ إِلاّ وجدناه ناصِباً. و
6- روی بسَنَدِه: أَنَّ جعفَراً الصّادِقَ -رضی اللّه عنه-سُئِلَ عن هذا الصِّنْفِ مِن الناس، فقال:رَحِمٌ مَنْکُوسَهٌ یُؤْتَی و لاَ یَأْتِی.و ما کانَتْ هذه الخَصْلهُ فی وَلِیٍّ للّه قطّ ،و إِنما تکونُ فی الکُفّار و الفُسّاق،و النّاصب للطّاهِرِین.
و الاسْتِثْفَارُ :أَنْ یُدْخِلَ الإِنسانُ إِزارَه بین فَخِذَیْه مَلْوِیًّا ثم یُخْرِجَه.و الرجل یَسْتَثْفِرُ بإِزارِه عند الصِّراع،إِذا هو لَوَاه علی فَخِذَیْه،فشَدَّ طَرَفَیْه فی حُجْزَتِه (2)،و زاد ابنُ ظفرٍ فی شرح المَقَاماتِ :حتی یکونَ کالتُّبّانِ .و قد تقدَّم أَنّ التُّبّانَ هو السَّراوِیلُ الصغیرُ،لا ساقَیْن له.و فی الأَساس:و مِن المَجاز: اسْتَثْفَرَ المُصارِعُ :رَدَّ طَرَفَ ثَوْبِه إِلی خلفهِ ،فغَرَزَه فی حُجْزَتِه.و مثلُه کلامُ الجوهَرِیِّ و ابنِ فارِس.
ص:148
و الاسْتِثْفارُ : إِدخَالُ الکَلْبِ ذَنَبَه بین فَخِذَیْه حتی یُلْزِقَه ببَطْنِه ،قال النّابغه:
تَعْدُو الذِّئابُ علی مَنْ لا کِلابَ له
و تَتَّقِی مَرْبِضَ المُسْتَثْفِرِ الحامِی
و هو مَجازٌ،و نَسَبَه الجوهریُّ إِلی الزِّبْرِقانِ بنِ بَدْرٍ، و صَوَّبُوه.و
14- فی الحدیث: «أَنّ النبِیَّ صَلَی اللّه علیه و سلّم أَمَرَ المُسْتَحاضَهَ أَنْ تَسْتَثْفِرَ و تُلْجِمَ ». إِذا غَلَبَهَا سَیَلاَنُ الدَّمِ ؛و هو أَنْ تَشُدَّ فَرْجَها بخِرْقَهٍ عَرِیضَهٍ ،أَو قُطْنَهٍ تَحْتَشِی بها،و تُوثِقَ طَرَفَیْها فی شَیْ ءٍ تَشُدُّه علی وَسَطِها،فتمنع سَیَلانَ الدَّمِ ،و هو مَأْخُوذٌ مِن ثَفَرِ الدّابّهِ ،و یحتمل أَن یکون مأْخوذاً من الثَّفْر ،أُرِیدَ به فَرْجُهَا و إِن کان أَصلُه للسِّباع.و أَنشدَ ابنُ الأَعرابیّ :
زِنْجِیَّهٍ کأَنَّهَا نَعامَهْ
مُثْفَرَهٌ بِرِیشَتَیْ حَمَامَهْ
أَی کأَنَّ أَسْکَتَیْهَا قد أُثْفِرَتَا بِرِیشَتَیْ حَمَامه.
و
17- فی حدیث ابنِ الزُّبَیْرِ فی صفهِ الجِنِّ : «فإِذا نحن برجالٍ طِوالٍ کأَنَّهم الرِّماحُ مُسْتَثْفِرِین ثِیابَهم». قال:هو أَن یَدْخِلَ الرجلُ ثوبَه بین رِجْلَیْه،کما یفعَلُ الکَلبُ بذَنَبِه.
و مِن المَجاز: ثَفَّرَه تَثْفِیراً ،و فی بعض النُّسَخِ :و ثَفَرَه یَثْفِرُه : ساقَه مِن خَلْفِه، کأَثْفَرَه . و اقتصرَ علی الأَخیر فی الأَساس (1)و التَّکْمله.
و مِن المَجَاز: أَثْفَرْتُه بَیْعَهَ سَوْءٍ؛أَی أَلْزَقْتُها (2)باسْتِه.
و أَثْفَرَتِ العَنْزُ:بَیَّنَتِ الوِلادَهَ .
التَّثَقُّرُ ،بالقاف بعد المُثَلَّثَه،أَهملَه الجوهَرِیُّ .
و قال اللَّیْث:هو التَّرَدُّدُ و الجَزَعُ ،و أَنشدَ:
إِذا بُلِیتَ بقِرْنٍ
فاصْبِرْ و لا تَتَثَقَّرْ
کذا فی التَّکْمِلَه.
الثَّمَرُ ،محرَّکَهً :حَمْلُ الشَّجَرِ. و
16- فی الحدیث:
«لا قَطْعَ فی ثَمَرٍ و لاَ کَثَرٍ». قال ابن الأَثِیر: الثَّمَرُ :هوالرُّطَبُ فی رأْس النَّخْلَهِ ،فإِذا کثُرَ (3)فهو التَّمْرُ،و الْکَثَرُ:
الجُمّارُ،و یَقَعُ الثَّمَرُ علی کلّ الثِّمَار ،و یَغْلِبُ علی ثَمَر النَّخْلِ .قال شیخُنَا:و أَخَذَه مُلاّ علیّ فی نامُوسِه بتصرُّفٍ یَسیرٍ،و قد انتقدوه فی قوله:و یَغْلِبُ علی ثَمَرِ النَّخْل،فإِنه لا قائلَ بهذه الغَلَبَه؛بل عُرْف اللغهِ أَنَّ ثَمَرَ النَّخْلِ إِنما یُقال بالفَوْقِیَّه عند التَّجْرِید کما یقال:العِنَبُ مثلاً،و الرُّمّانُ ، و نحوُ ذلک؛و إِنما یُطلَقُ علی النَّخْل مُضَافاً، کثَمَرِ النَّخْلِ مَثَلاً.و اللّه أَعلم.
و مِن المَجَاز: الثَّمَرُ : أَنواعُ المال المُثَمَّرِ المُسْتَفَادِ،عن ابن عَبّاس،کذا فی البَصَائر،و یُخَفَّفُ و یُثَقَّلُ .
و قرأَ أَبو عمرو: و کانَ له ثُمْرٌ و فَسَّره بأَنواع المالِ (4)، کذا فی الصّحاح.
و فی التهذیب:قال مُجَاهِد فی قوله تعالی: وَ کانَ لَهُ ثَمَرٌ (5)قال:ما کان فی القرآن مِن ثُمُرٍ فهو المال،و ما کان مِن ثَمَرٍ فهو الثِّمار .
و رَوَی الأَزهریُّ بسَنَدِه،قال:قال سَلاّم أَبو المُنْذِر القاریء فی قوله تعالی: وَ کانَ لَهُ ثَمَرٌ ،مفتوح،جَمْع ثَمَره ،و مَن قرأَ ثُمُر قال:مِن کلّ المالِ ،قال:فأَخبرتُ بذلک یُونُسَ فلم یَقْبله؛کأَنّهما کانا عنده سَواءً. کالثَّمَارِ ، کسَحابٍ ،هکذا فی سائر النُّسَخ.قال شیخُنا:أَنْکَرَه جماعهٌ ،و قال قومٌ :هو إِشباعٌ وَقَعَ فی بعض أَشعارِهم،فلا یثْبتُ .
قلتُ :ما ذَکَره شیخُنَا مِن إِنکار الجماعهِ له ففی مَحَلِّه، و ما ذَکَرَ مِن وُقُوعه فی بعض أَشعارِهم،فقد وجدتُه فی شِعر الطِّرِمّاح،و لکنه قال: الثَّیْمَار ،بالثاءِ المفتوحهِ و سُکُونِ التَّحْتِیَّهِ :
حتّی تَرَکْتُ جَنابَهم ذا بَهْجَه
وَرْدَ الثَّرَی مُتَلَمِّعَ الثَّیْمَارِ
الواحدَهُ ثَمَرَهٌ و ثَمُرَهٌ ،کسَمُرَه ،الأَخیر ذَکَرَه ابنُ سیدَه، فقال:و حَکَی سیبَوَیْه فی الثَّمَرِ : ثَمُرَهً (6)کسَمُرَه،و سَمُرٍ،
ص:149
قال:و لا یُکَسَّرُ لقلَّه فَعُلَه فی کلامهم،و لم یَحْک الثَّمُرَهَ أَحدٌ غیرُه.و قال شیخُنَا:لما تعدَّد الواحدُ خالَفَ الاصطلاحَ ،و هو قولُه:و هی بهاءٍ. ج ثِمَارٌ مثلُ جَبَل و جِبَال، وجج ،أَی جَمْعُ الجَمْع، ثُمُرٌ مثلُ کِتاب و کُتُب، عن الفَرّاءِ و ججج أَی جَمْعُ جَمْع الجَمْع أَثْمَارٌ .
و قال ابن سیدَه:و قد یجوزُ أَن یکونَ الثُّمُرُ جَمْعَ ثَمَرَه ، کخَشَبَه و خُشُب،و أَن لا یکونَ جَمْعَ ثِمَار ؛لأَن بابَ خَشَبَه و خُشُب أَکثرُ من باب رِهَان و رُهُن،قال:أَعْنِی أَنّ الجَمْعَ قلیلٌ فی کلامهم.
و قال الأَزهریُّ :سمعْتُ أَبا الهَیْثَم یقول: ثَمَرَهٌ ،ثم ثَمَرٌ ، ثم قُمُرٌ جَمْعُ الجَمْع،و جَمْعُ الثُّمُر أَثْمَارٌ ،مثلُ عُنُق و أَعناق.
و أَما الثَّمَرَهُ فجمعُه ثَمَرَاتٌ ،مثلُ قَصَبَه و قَصَبَات،کذا فی الصّحاح و المصْباح (1).
و قال شیخُنَا:هذا اللَّفْظُ فی مَراتب جَمْعه من غَرائب الأَشبَاه و النَّظَائِر،قال ابنُ هِشَام فی شرح الکعبیّه: (2)و لا نَظِیرَ لهذا اللَّفْظِ فی هذا الترتیب فی الجُمُوعِ غیرُ الأَکَم، فإِنّه مثلُه؛لأَن المفردَ أَکَمَهٌ -محَرَّکه-و جمعُه أَکَمٌ - محَرَّکه-و جمعُ الأَکَم إِکامٌ ، کثَمَرَه و ثَمَر و ثِمَار ،و جمعُ الإِکامِ -بالکسر-أُکُمٌ ،بضَمَّتَیْن کما قِیل ثِمارٌ و ثُمُرٌ ، ککتاب و کُتُبٍ ،و جمعُ الأُکُمِ -بضمتَیْن-آکامٌ ، کثُمُر و أَثْمَارٍ ،و نظیرُه عُنُقٌ و أَعناقٌ ،و جمعُ الأَثْمَارِ و الآکامِ أَثامِیرُ و أَکامِیمُ ،فهی سِتُّ مَرَاتِبَ لا تُوجَدُ فی غیر هذَیْن اللفظیْن، و اللّه أَعلم. و الثُّمُرُ : الذَّهَبُ و الفِضَّهُ ،حَکَاه الفارسیُّ ؛یرفعُه إِلی مُجاهِدٍ فی قوله عَزّ و جَلّ :
و کان له ثُمُرٌ ،فیمن قَرَأَ به،قال:و لیس ذلک بمعروفٍ فی اللُّغَه،و هو مَجَازٌ.
و الثَّمَرَهُ :الشَّجَرَهُ ،عن ثعلب.
و الثَّمَرَهُ : جِلْدَهُ الرَّأْسِ ،عن ابن شُمَیْل.
و مِن المَجازِ: الثَّمَرَهُ مِن اللِّسَان:طَرَفُه و عَذَبَتُه،تقول:
ضَرَبَنِی فلانٌ بثَمَرَهِ لسانِه.و
17- فی حدیث ابنِ عَبّاس: «أَنه أَخَذَ بثَمَرَهِ لسانِه،و قال:قُلْ خَیْراً تَغْنَمْ ،أَو أَمْسِکْ عن سُوءٍ فتَسْلَمْ » (3). قال شَمِرٌ:یرید:أَخَذَ بطَرَفِ لسانِه.و قال ابنُ الأَثِیر:أَی طَرَفه الذی یکونُ فی أَسفلِه.
و مِن المَجَاز: الثَّمَرَهُ مِن السَّوْط :عُقْدَهُ أَطرافِه ؛تَشْبِیهاً بالثَّمَرِ فی الهیئهِ و التَّدَلِّی عنه،کتَدَلِّی الثَّمَرِ عن الشَّجَره، کذا فی البَصَائر للمصنِّف.و
17- فی الحدیث: «أَمَرَ عُمَرُ الجَلاَّدَ أَن یَدُقَّ ثَمَرَهَ سَوْطِه». أَی لِتَلِینَ ؛تخفیفاً علی الذی یُضْرَبُ .
و من المَجَاز:قُطِعَتْ ثَمَرَهُ فلانٍ ،أَی ظَهْرُه،و یَعْنِی به النَّسْل. و
17- فی حدیث عَمْرو بن سعید (4): «قال لمُعَاویهَ :ما تسأَلُ عَمَّن ذَبُلَتْ بَشَرَتُه،و قُطِعَتْ ثَمَرَتُه ». ؛یَعْنِی نَسْلَه.
و قیل:انقطاع شَهْوَتِه للجِماع.
و مِن المَجَاز: الوَلَدُ ثَمَرَهُ القَلْبِ .و
16- فی الحدیث: «إِذا ماتَ وَلَدُ العَبْدِ قَال اللّه لملائکتِه:قَبَضْتُم ثَمَرَهَ فُؤادِه ؟ فیقولون:نَعَمْ ». قیل للولدِ: ثَمَرَهٌ ؛لأَنّ الثَمَرَهَ ما یُنْتِجُه الشَّجَرُ،و الوَلَدُ یُنْتِجُه الأَبُ .و قال بعض المُفَسِّرین فی قوله تعالی: وَ نَقْصٍ مِنَ الْأَمْوالِ وَ الْأَنْفُسِ وَ اَلثَّمَراتِ (5)أَی:
الأَولادِ و الأَحفادِ،کذا فی البصائِر.
و فی المُحْکَم: ثَمَرَ الشَّجرُ و أَثْمَرَ :صارَ فیه الثَّمَرُ .أَو الثّامِرُ :ما خَرَجَ ثَمَرُه . و عبارهُ المُحْکَم:الذی بَلَغَ أَوَانَ أَن یُثْمِرَ . و المُثْمِرُ :ما بَلَغَ أَنْ یُجْنَی. هذه عن أَبی حَنِیفَهَ ، و أَنشدَ:
ص:150
تَجْتَنِی ثَامِرَ جُدّادِه
من فُرَادَی بَرَمٍ أَو تُؤَامْ
و قیل: ثَمَرٌ مُثْمرٌ :لم یَنْضَج،و ثامرٌ :قد نَضِجَ .
و قال ابن الأَعْرابیِّ : أَثْمَرَ الشَّجَرُ،إِذا طَلَعَ ثَمَرُه قبل أَن یَنْضَج،فهو مُثْمِرٌ ،و قد ثَمَرَ الثَّمَرُ یَثْمُرُ ،فهو ثامرٌ .
و شَجَرٌ ثامرٌ ،إِذا أَدْرَکَ ثَمَرُه ،و
1- فی حدیث علیٍّ : «زاکیاً (1)نَبْتُها، ثامراً فَرْعُهَا».
و الثَّمْرَاءُ جَمْع الثَّمَرَهِ ،مثل الشَّجْراءِ جَمْع الشَّجَرَهِ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ الهُذَلیّ فی صفه نَحْلٍ :
تَظَلُّ عَلی الثَّمْرَاءِ منها جَوارسٌ
مَراضیعُ صُهْبُ الرِّیشِ زُغْبٌ رِقابُها
الجَوارِسُ :النَّحْل التی تَجْرُسُ وَرقَ الشَّجَرِ،أَی تأْکُلَه، و المَراضیع هنا:الصِّغَار من النَّحْل،و صُهْبُ الرِّیشِ :یریدُ أَجْنحتَها.
و قیل: الثَّمْراءُ فی بیت أَبی ذُؤَیْبٍ شَجَرَهٌ بعیْنها،و قیل:اسم جَبَلٍ ،و هو هَضْبَهٌ بشِقِّ الطّائف ممّا یَلِی السَّرَاهَ ، نقلَه الصّاغَانیّ .
و الثَّمْرَاءُ من الشَّجَرِ:ما خَرَجَ ثَمَرُهَا ،و شَجرهٌ ثَمْرَاءُ :
ذاتُ ثَمَرٍ .
و الثَّمْرَاءُ : الأَرْض الکثیرهُ الثَّمَرِ ،و قال أَبو حَنیفَهَ :إِذا کَثُرَ حَمْلُ الشَّجَرهِ ،او ثَمَرُ الأَرضِ ،فهی ثَمْراءُ ، کالثَّمِرَهِ ، أَی کفَرِحَه،هکذا فی سائر النُّسَخ،و الذی فی نَصِّ قول أَبی حنِیفهَ :أَرضٌ ثَمِیرَهٌ :کثیرهُ الثَّمرِ ،و شَجَرهٌ ثَمِیرَهٌ و نَخْلَهٌ ثَمِیرَهٌ : مُثْمِرَهٌ ،و قیل:هما الکَثِیرَا الثَّمَرِ ،و الجمْع ثُمُرٌ ، فلْیُنْظَرْ.
و مِن المَجَاز: ثَمَرَ الرَّجلُ ،کنَصَرَ، ثمُوراً : تَمَوَّلَ ،أَی کَثرَ مالُه، کأَثْمَرَ ،کذا فی الاَساس.
و ثَمَرَ للغَنَم ثُمُوراً : جَمَعَ لها الثَّمَرَ ،أَی الشَّجَرَ.
و مِن المَجَاز: مالٌ ثَمِرٌ -ککَتِفٍ -و مَثْمُورٌ :کثیرٌ مُبارَکٌ فیه.و قد ثَمُرَ ماله یَثْمُرُ :کَثُرَ.
و قَومٌ مَثْمورون :کَثِیرُو المالِ .
و فلانٌ مَجْدودٌ:ما یَثْمُر أی (2)له مالٌ .
و الثَّمِیرَهُ :ما یَظْهر مِن الزُّبْدِ قبلَ أَن یَجْتَمِعَ ،و یَبْلَغَ إِناه مِن الصُّلُوح.
و قیل: الثَّمِیرَهُ : اللَّبَن الذی ظَهرَ زُبْدُه،أَو هو الذی لم یَخرُج زُبْدُه، کالثَّمِیرِ ،فیهما (3)،و
17- فی حدیث مُعاویه: «قال لجاریَهٍ :«هل عِندکِ قِریً ؟قالت:نعمْ ،خُبْزٌ (4)خَمِیرٌ،و لَبَنٌ ثَمِیرٌ ،و حَیْسٌ جَمِیر». قال ابن الأَثِیر: الثَّمِیرُ :قد (5)تَحَبَّبَ زُبْدُه،و ظَهَرَتْ ثَمِیرَتُه ،أَی زُبْدُه،و الجَمِیرُ:المُجْتَمِعُ .
و من المَجَاز: ثَمَّرَ السِّقاءُ تَثْمِیراً ،إِذا ظَهَرَ علیه تَحَبُّبُ الزُّبْدِ، کأَثْمَرَ ،فهو مُثْمِرٌ ،و ذلک عند الرُّؤُوبِ .
و أَثْمَرَ الزُّبْدُ:اجْتَمَعَ .
و قال الأَصمعیُّ :إِذا أَدْرَکَ لیُمْخَضَ فظَهَرَ علیه تَحَبُّبٌ و زُبْدٌ فهو المُثْمِرُ .
و قال ابن شُمَیْلٍ :هو التَّثْمِیرُ (6)،و کان إِذا مُخِضَ فَرُئِیَ علیه أَمْثالُ الحَصَفِ فی الجِلْد،ثم یَجْتمعُ فیَصیرُ زُبْداً،و ما دامتْ صِغَاراً فهو تَثْمِیرٌ 6.
و یقال:إِن لَبَنَکَ لَحَسَنُ الثَّمَرِ ، و قد أَثْمَر مِخَاضُک.
قال أَبو منصور:و هی ثَمِیرَهُ اللَّبَنِ أَیضاً.
و من سَجَعات الأَساس:لقّانا (7)اللّه مَضِیرَه،و أَسْقانا ثَمِیرَه .
و ثَمَّرَ النَّبَاتُ تَثْمِیراً : نَفَضَ نَوْرُه،و عَقَدَ ثَمَرُه ،رَوَاه ابنُ سِیدَه عن أَبی حنیفهَ .
ص:151
و مِن المَجَاز: ثَمَّرَ الرجلُ مالَه تَثْمِیراً : نَمّاه و کَثَّرَه ، و یقال: ثَمَّرَ اللّه مالَکَ .
و أَثْمَرَ الرجلُ : کَثُرَ مالُه کثَمَرَ .قال الشِّهَاب فی شِفَاءِ الغَلِیل: أَثْمَرَ یکونُ لازماً،و هو المشهورُ الوارِدُ فی الکتاب العَزِیز،و لم یتعرَّض أَکثرُ أَهلِ اللغهِ لغیرِه،و وَرَدَ متعدِّیاً، کما فی قول الأَزهریِّ فی تَهْذِیبه: یُثْمِرُ ثَمَراً فیه حُمُوضَهٌ .
و هکذا استعملَه کثیرٌ مِن الفُصَحاءِ،کقولِ ابنِ المُعْتَزِّ:
و غَرْسٍ مِن الأَحْبَابِ غَیَّبْتُ فی الثَّرَی
فأَسْقَتْه أَجْفَانِی بسَیْحٍ و قاطِرِ
فأَثْمَرَ هَمّاً لا یَبِیدُ و حَسَرَهً
لقَلْبِیَ یَجْنِیهَا بأَیْدِی الخَوَاطِرِ
و قالَ ابن نُبَاتَهَ السَّعْدِیّ :
و تُثْمِرُ حاجهُ الآمالِ نُجْحاً
إِذا ما کان فیها ذا احْتِیَالِ
و قال محمّدُ بنُ أَشرفَ ،و هو من أَئِمَّه اللغهِ :
کأَنَّما الأَغصانُ لما عَلاَ
فُرُوعَها قَطْرُ النَّدَی نَثْرَا
و لاحَتِ الشَّمْسُ علیها ضُحَیً
زَبَرْجَدٌ قد أَثْمَرَ الدُّرَّا
قال ابنُ الرومِیِّ :
سیُثْمِر لی ما أَثْمَرَ الطَّلْعَ حائِطٌ
إِلی غیر ذلک مما لا یُحْصَی.قال شیخُنا:و هکذا استعملَه الشیخُ عبدُ القاهرِ فی دلائل الإِعجازِ،و السَّکّاکِیّ فی«المفتاح،و لما لم یَرَه کذلک شُرّاحه،قال الشّارحُ :
استعملَ الإثمارَ متعدِّیاً بنفْسه فی مَواضعَ من هذا الکتاب، فلعلَّه ضَمَّنَه معنی الإِفاده.
و الثّامِرُ :اللُّوبِیَاءُ عن أَبی حنیفهَ ،و کلاهما اسمٌ .
و الثّامِرُ : اللُّوبِیَاءُ عن أَبی حنیفهَ ،و کلاهما اسمٌ .
و الثّامِرُ : نَوْرُ الحُمّاضِ ،و هو أَحمرُ،قال:
مِن عَلَقٍ کثامِرِ الحُمّاضِ
و یقال هو اسمٌ لثَمَرِه ،و حَمْلِه.قال أَبو منصور:أَرادَ به حُمْرَهَ ثَمَرِه عند إِیناعه،کما قال:
کأَنَّما عُلِّقَ بالأَسْدانِ
یانِعُ حُمّاضٍ و أُرْجُوَانِ
و مِن المَجاز: ابنُ ثَمِیرٍ :اللَّیْلُ المُقْمِرُ ،لتَمَامِ القَمَرِ فیه،قال:
و إِنِّی لَمِنْ عَبْسٍ و إِنْ قال قائِلٌ
علی زَعْمِهِمْ ما أَثْمَرَ ابنُ ثَمِیرِ
أَراد:و إِنِّی لِمَنْ عَبْسٍ ما أَثْمَرَ .
و ثَمْرٌ بفتح فسکونٍ : وادٍ ،نقلَه الصَّاغَانیّ .
و ثَمَرُ بالتَّحْرِیک:ه بالیَمَن من قُرَی ذَمَارِ.
و ثُمَیْرٌ کزُبَیْرٍ:جَدُّ محمّدِ بن عبدِ الرَّحیم بن ثُمَیْرٍ المُحَدِّث الثُّمُیریّ المِصْرِیّ ،عن الطّبَرَانِیّ و غیرِه.
و قولُهم: ما نَفْسِی لکَ بثَمِرَهٍ -کفَرِحَهٍ -أَی مالَکَ فی نَفْسِی حلاوهٌ ،نقَلَه الصَّاغَانیُّ عن الفَرّاءِ،و هو مَجَازٌ،و قد ذَکَرَه الزَّمَخْشَریُّ فی الأَساس فی تمر،بالمُثَنّاه،و مَرَّ للمصنِّف هناک أَیضاً،و فَسَّرَه بطَیِّبَه.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
16- فی حدیث المُبَایَعه: «فأَعْطاه صَفْقَهَ یَده،و ثَمَرَهَ قَلْبه».
أَی خالصَ عَهْدِه»،و هو مَجَازٌ.و فی الأَساس:و خَصَّنی بثَمَرَهِ قَلْبه،أَی بمَوَدَّته.
و ثامِرُ الحِلْم:تامُّه، کثامِرِ الثَّمَرَهِ ،و هو النَّضیجُ منه، و أَنشدَ ابنُ الأَعرابیِّ :
و الخَمْرُ لیستْ مِن أَخِیک و ل
کنْ قد تَغُرُّ بثامِرِ الحِلْمِ
و هو مَجَازٌ،و یُرْوَی:بآمِنِ الحِلْم.
و العَقْلُ المُثْمِرُ :عَقْلُ المُسْلِمِ ،و العَقْلُ العَقِیمُ :عَقْلُ الکافِرِ.
و فی السَّمَاءِ ثَمَرَهٌ و ثَمَرٌ :لَطْخُ مِن سَحابٍ .
و یُقَال لکلِّ نَفْعٍ یَصْدُرُ عن شیْ ءٍ: ثَمَرَتُه ،کقولک:
ثَمَرَهُ العِلْمِ العَمَلُ الصّالِحُ ،و ثَمَرَهُ العَمَلِ الصّالِحِ الجَنّهُ .
و أَثْمَرَ القَومَ :أَطْعَمَهم مِن الثِّمار .و فی کلامهم:مَن
ص:152
أَطْعَمَ و لم یُثْمِرْ ،کان کَمَنْ صَلَّی العِشَاءَ و لم یُوتِرْ،و فیه یقول الشاعر:
إِذا الضِّیفانُ جاءُوا قُمْ فقَدِّمْ
إِلیهمْ ما تَیَسَّرَ ثُمَّ آثِرْ
و إِنْ أَطْعَمْتَ أَقْوَاماً کِراماً
فَبَعْدَ الأَکْلِ أَکْرِمْهم و أَثْمِرْ
فمَنْ لم یُثْمِرِ الضِّیفَانَ بُخْلاً
کمَنْ صَلَّی العِشَاءَ و لیس یُوتِرْ
کما فی البَصائِر للمصنِّف.
و قال عُمَارَهُ بنُ عَقِیل:
ما زَالَ عِصْیَانُنَا للّهِ یُرْذِلُنَا
حتّی دُفِعْنَا إِلی یَحْیَی و دِینَارِ
إِلی عُلَیْجَیْنِ لم تُقْطَعْ ثِمَارُهما (1)
قد طالَما سَجَدَا للشَّمْسِ و النّارِ
یرید..لم یُخْتَنَا.
الثِّنْجَارَهُ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال أَبو حنیفهَ :
هی نُقْرَهٌ مِن الأَرض یَدوم نَدَاهَا و تُنْبِتُ ،قال: و هی الثِّبْجَارَهُ -بالباءِ بدل النُّون-إِلاّ أَنها تُنْبِتُ العَضْرَسَ .و قال ابن الأَعرابیّ : الثِّنْجَارَهُ و الثِّبجارَهُ : الحُفْرَهُ التی یَحْفِرهَا ماءُ المِرزْابِ ، (2)و فی بعض النُّسَخ:المِیزابِ ،و فی بعض الأُصول الجَیِّدهِ :المَرازِبِ .
الثَّوْر :الهَیَجانُ . ثار الشَّیءُ:هاجَ ،و یقال للغَضْبان أَهْیجَ ما یکونُ :قد ثارَ ثائِرُه و فارَ فائِرُه،إِذا (3)هاج غَضَبُه.
و الثَّوْر : الوَثْبُ ،و قد ثارَ إِلیه،إِذا وَثَبَ .و ثارَ به النّاسُ ، أَی وَثَبُوا علیه.
و الثَّوْرُ : السُّطُوعُ . و ثارَ الغُبَارُ:سَطَعَ و ظَهَرَ،و کذا الدُّخَانُ ،و غیرُهما،و هو مَجازٌ. و الثَّوْرُ : نُهُوضُ القَطَا مِن مَجَاثِمه.
و ثارَ الجَرادُ ثَوْراً ،و انْثَارَ :ظَهَرَ.
و الثَّوْرُ : ظُهُورُ الدَّمِ ،یقال: ثارَ به الدَّمُ ثَوْراً ، کالثُّؤُورِ ، بالضّم، و الثَّوَرانِ ،محرَّکهً ، و التَّثَوُّرِ ،فی الکُلّ ،قال أَبو کَبیرٍ الهُذَلیُّ :
یَأْوِی إِلی عُظْمِ الغَرِیفِ و نَبْلُهُ
کسَوَامِ دَبْرِ الخَشْرَمِ المُتَثَوِّرِ
و أَثَارَه هو، و أَثَرَه ،علی القَلْب، و هَثَرَه ،علی البَدَل، و ثَوَّرَه ،و اسْتَثارَه غیرُه ،کما یُستَثارُ الأَسَدُ و الصَّیْدُ،أَی هَیَّجَه.
و الثَّوْرُ : القِطْعهُ العَظیمهُ من الأَقِط .ج أَثْوَارٌ و ثِوَرَهٌ ، بکسرٍ ففتْحٍ علی القیاس.
16- و فی الحدیث: «تَوَضَّؤُوا ممّا غَیَّرَت النّارُ و لو من ثَوْرِ أَقِطٍ ». قال أَبو منصور:و قد نُسخَ حُکمُهُ .
و
17- رُوِیَ عن عَمْرو بن مَعْدِی کَرِبَ أَنّه قال: أَتَیْتُ بنی فلانٍ فأَتَوْنی بثَوْرٍ وقَوْسٍ و کَعْبٍ . ؛ فالثَّوْر :القِطعهُ العَظیمهُ من الأَقِط ،و القَوس:البَقیَّهُ من التَّمْر تَبْقَی فی أَسفَلِ الجُلَّه،و الکَعْب:الکُتْلَهُ من السَّمْن الجَامِس (4).و الأَقِطُ هو لَبَنٌ جامِدٌ مُسْتَحْجِرٌ.
و الثَّوْرُ : الذَّکَرُ من البَقَر (5)قال الأَعشی:
لَکَالثَّوْر و الجِنِّیُّ یَضْرِبُ ظَهْرَه
و ما ذَنْبُه أَنْ عافَت الماءَ مَشْرَبَا
أَراد بالجِنِّی اسمَ راعٍ .و الثَّوْرُ ذَکَرُ البَقَرِ یُقَدَّم للشُّرْب، لیَتْبَعَه (6)إِناثُ البَقَرِ،قاله أَبو منصور،و أَنشد:
کما الثَّوْر یَضْرِبُه الرّاعِیَانِ
و ما ذَنْبُه أَنْ تَعافَ البَقَرُ (7)
ص:153
و أَنشدَ لأَنَسِ بن مُدْرکٍ الخَثْعَمیِّ :
إِنِّی و قَتْلِی سُلَیْکاً ثمَّ أَعْقِلَه
کالثَّوْر یُضْرَبُ لمّا عافَت البَقَرُ
قیل:عَنَی الثَّوْرَ الذی هو ذَکَرُ البَقَر؛لأَن البَقَرَ یَتْبَعُه، فإِذا عافَ الماءَ عافَتْه،فیُضْرَب لیَرِدَ فتَرِدَ معه.
ج أَثْوَارٌ و ثِیَارٌ ،بالکسر،و ثِیَارَهٌ و ثِوَرَهٌ و ثِیَرَهٌ ،بالواو و الیاءِ،و بکسر ففتحٍ فیهما، و ثِیرَهٌ ،بکسرٍ فسکونٍ ، و ثِیرَانٌ ،کجِیرَهٍ و جِیرَان ،علی أن أَبا علیٍّ قال فی ثِیَرَهٍ :
إِنّه محذوفٌ من ثِیَارَهٍ ،فتَرکوا الإِعلالَ فی العَیْن أَمارهً لما نَوَوْه من الأَلف،کما جَعَلوا تَصحیحَ نَحْوِ احْتَوَرُوا (1)و اعْتَوَنُوا دلیلاً علی أَنه فی معنَی ما لا بُدَّ من صحَّته،و هو تَجَاوَرُوا و تَعاوَنُوا.و قال بعضُهم:هو شاذٌّ،و کأَنهم فرَّقوا بالقَلْب بین جَمْعِ ثَوْرٍ من الحیوان،و بین جَمْعِ ثَوْرٍ من الأَقِط ؛لأَنَّهُم یقولُون فی ثَوْر الأَقط : ثِوَرَهٌ فقط .و الأُنثَی:
ثَوْرَهٌ ،قال الأَخطل:
و فَرْوَهَ ثَفْرَ الثَّوْرَهِ المُتَضاجِمِ (2)
و أَرْضٌ مَثْوَرَهٌ :کَثیرَتُه ،أَی الثَّوْر ،عن ثعلب.
و الثَّوْرُ : السَّیِّدُ ،و به کُنِّیَ عَمْرُو بن مَعْدِی کَرِبَ :أَبا ثَوْرٍ .و
1- قول علیٍّ رضی اللّه عنه: إِنّمَا أُکِلْتُ یَومَ أُکِلَ الثَّوْرُ الأَبیضُ ». ؛عَنَی به عثمانَ رضی اللّه عنه؛لأَنه کان سَیِّداً، و جعلَه أَبیضَ ؛لأَنه کان أَشْیَبَ .
و الثَّوْرُ :ما عَلاَ الماءَ مِن الطُّحْلُب و العَرْمَض و الغَلْفَق و نحوه.و قد ثارَ ثَوْراً و ثَوَرَاناً ،و ثَوَّرْتُه ،و أَثَرْتُه ،کذا فی المُحْکَم،و به فُسِّر قَولُ أَنَس بن مُدْرِک الخَثْعَمیِّ السابق، فی قَوْلٍ ؛قال:لأَنّ البَقّارَ إِذا أَوْرَدَ القِطْعَه من البَقَر، فعافَت الماءَ و صَدَّها عنه الطُّحْلُبُ ،ضَرَبَه لیَفْحَصَ عن الماءِ فَتشْربه،و یقال للطُّحْلُب: ثَوْرُ الماءِ حَکَاه أَبو زَیْد فی کتاب المَطَر.
و الثَّوْرُ : البَیَاضُ الذی فی أَصْلِ الظُّفُرِ ،ظُفر الإِنسانِ . و الثَّوْرُ : کلُّ ما عَلاَ الماءَ من القُمَاش (3).و یقال: ثَوَّرْتُ کُدُورَهَ الماءِ فثَارَ .
و الثَّوْرُ : المَجْنُون ،و فی بعض النُّسَخ:الجُنُون،و هو الصَّواب؛کأَنّه لهیَجانه.
و من المَجَاز: الثَّوْرُ : حُمْرَهُ الشَّفَق النّائرَهُ فیه (4).و
16- فی الحدیث: «صلاهُ العِشَاءِ الآخِرَهِ إِذا سَقَطَ ثَوْرُ الشَّفَقِ ». و هو انتشارُ الشَّفَق،و ثَوَرانُه :حُمْرَتُه و مُعْظَمُه.و یقال:قد ثَارَ یَثُور ثَوْراً و ثَوَراناً ،إِذا انتشرَ فی الأُفُق و ارتفعَ ،فإِذا غاب حَلَّتْ صلاهُ العِشَاءِ الآخِرَه.و قال فی المَغْرب:ما لم یَسقُط ثَوْرُ الشَّفَقِ .
و الثَّوْرُ : الأَحْمَقُ ،یُقَال للرَّجُل البَلیدِ الفَهْمِ :ما هو إِلاّ ثَوْرٌ .
و من المَجاز: الثَّوْرُ : بُرْجٌ فی السَّمَاء ،من البُرُوج الاثْنَیْ عَشَرَ،علی التَّشْبیه.
و من المَجاز: الثَّوْرُ : فَرَسُ العاصِ بنِ سَعیدٍ القُرَشیِّ ، علی التَّشْبیه.
و ثَوْرٌ :أَبو قَبیلهٍ من مُضَرَ ،و هو ثَورُ بنُ عبد مَنَاهَ بنِ أُدِّ بن طابخَهَ بن الیاسِ بن مُضَرَ، منهم :الإِمام المحدِّثُ الزّاهدُ أَبو عبد اللّه سُفیَانُ بنُ سَعِید بن مَسْرُوق بن حَبیب بن رافع ابن عبد اللّه بن موهبهَ [بن أَبَیّ بن عبد اللّه] (5)بن مُنْقِذ بن نصر بن الحارث بن ثعلبهَ بن عامر بنِ مِلْکان بن ثَور ، رَوَی عن عَمْرِو بن مُرّهَ ،و سَلَمَهَ بن کُهَیْل،و عنه بنُ جُرَیج،و شُعبهُ ،و حمَّادُ بنُ سَلَمَهَ ،و فُضَیلُ بنُ عِیاضٍ .
تُوُفِّیَ سنهَ 161 و هو ابنُ أَربع و ستین سنهً .
و ثَوْرٌ : وادٍ ببلاد مُزَیْنَهَ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
14- و ثَوْرٌ : جَبَلٌ بمکّهَ شَرَّفَها اللّه تعالَی، و فیه الغارُ الذی بات فیه سیِّدُنا رَسولُ اللّه صَلَی اللّه علیه و سلّم لما هَاجَرَ. و هو المذکورُ فی التَّنْزیل : ثانِیَ اثْنَیْنِ إِذْ هُما فِی الْغارِ (6)و یُقَال له ثَوْرُ
ص:154
أَطْحَلَ ،و اسمُ الجَبَل أَطحَلُ ،نَزَلَه ثَوْرُ بنُ عبدِ مَناهَ فنُسبَ إِلیه ؛و قال جماعهٌ :سُمِّیَ أَطْحَلَ لأَنّ أَطْحَلَ بنَ عبدِ مَنَاهَ کان یَسکنُه: و ثورٌ أَیضاً: جَبَلٌ صغیرٌ إِلی الحُمْره بتَدْویر، بالمدینه المُشَرَّفه،خَلْفَ أُحُدٍ من جِهه الشَّمَال.قاله السیُوطیُّ فی کتاب الحَجّ من التَّوْشیح،قال شیخُنَا:و مالَ إِلی القول به،و تَرْجیحه بأَزْیَدَ من ذلک فی حاشیَته علی التِّرْمذیّ .
16- و منه الحدیثُ الصَّحیحُ : «المدینهُ حَرَمٌ ما بینِ عَیْرِ إِلی ثَوْرٍ (1)». ؛و هما جَبَلان. و أَما قولُ أَبی عُبَیْد القَاسم بن سَلاَم ،بالتخفیف و غیره من الأَکابر الأَعلام:إِنّ هذا تَصْحیفٌ ،و الصَّوابُ «مِن عَیْر إِلی أُحُد»؛لأَن ثَوْراً إِنّما هو بمکهَ -و قال ابنُ الأَثِیر:أَمّا عَیْرٌ فجبلٌ معروفٌ بالمدینه، و أَما ثَوْرٌ فالمعروفُ أَنه بمکِّهَ ،و فیه الغارُ،و
16- فی روایه قلیلهٍ :
«ما بین عَیْر و أُحُدٍ». و أُحُدٌ بالمدینه،قال:فیکون ثَوْرٌ غَلَطاً من الرّاوی،و إِن کان هو الأَشهرَ فی الرِّوایه و الأَکثرَ.و قیل:
إن عَیْراً جبلٌ بمکهَ ،و یکون المرادُ أَنه حَرَّمَ من المدینه قَدْرَ ما بین عَیْر و ثَوْرٍ من (2)مکّهَ ،أَو حَرَّمَ المدینهَ تحریماً مثلَ تحریم ما بین عَیْرٍ و ثَوْرٍ بمکهَ ،علی حذف المُضَاف (3)، و وصْف المصدر المحذوف- فغیرُ جَیِّدٍ ،هو جوابُ و أَمّا إِلخ،ثم شَرَعَ المصنِّف فی بیان عِلَّه رَدِّه،و کَوْنه غیرَ جَیِّدٍ، فقال: لِمَا أَخْبَرَنی الإِمامُ المحدِّثُ الشُّجَاعُ أَبو حَفْصٍ عُمَرُ البَعْلِیُّ الشیخُ الزّاهدُ،عن الإِمام المحدِّث الحافظ أَبی محمّدٍ عبد السلام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصْریِّ الحَنْبَلیِّ ،ما نَصُّه: أَن حِذاءَ أُحُدٍ جانِحاً إِلی ورائِه مِن جهه الشَّمَال جَبَلاً صغیراً مُدَوَّراً إِلی حُمْره، یقال له: ثَوْرٌ ،و قد تَکَرَّرَ سُؤالی عنه طوائفَ مختلفهً من العَرَب،العارفین بتلک الأَرض المُجاورین بالسُّکْنَی، فکلٌّ أَخبرَنی أَنَّ اسمَه ثَوْرٌ لا غیر، و وجدتُ بخطِّ العَلاّمه شمس الدِّین محمّد بن أَبی الفتح بن أَبی الفَضْل بن بَرَکَات الحَنْبَلیِّ حاشیَهً علی کتاب«مَعَالم السُّنَن»للخَطّابیّ ما صُورَتُه: ثَوْرٌ جَبَلٌ صغیرٌ خَلْفَ أُحُد، لکنه نُسِیَ فلم یَعرِفه إِلاّ آحادُ الأَعراب؛بدلیل ما حَدَّثَنی الشیخُ الإِمامُ العالمُ عَفِیفُ الدِّین عبدُ السلام بن محمّد بن مَزْرُوع البَصْریُّ ،و کان مُجَاوراً بمدینه الرَّسُول صَلَی اللّه علیه و سلّم فوقَ الأَربعینَ سنهً ،قال:کنتُ إِذا رکبتُ مع العَرَب أَسأَلُهم عمّا أَمُرّ به من الأَمِکنَه،فمررتُ راکباً مع قَوم من بنی هَیْثَمِ فسأَلتُهُم عن جَبَلٍ خَلْفَ أُحُد:ما یُقَال لهذا الجَبَل ؟ فقالوا:یُقَال له: ثَوْرٌ ،فقلتُ :من أَین لکُم هذا؟فقالوا:
من عَهْد آبائنا و أَجدادنَا،فنزلتُ و صَلَّیْتُ عنده رکعَتَیْن، شُکْراً للّه تعالَی.ثم ذَکَر العلَّهَ الثانیهَ فقال: و لمَا کَتَبَ إِلیَّ الإِمامُ المحدِّث الشیخُ عَفیفُ الدِّین أَبو محمّد عبدُ اللّه المَطَرِیُّ المَدَنیُّ ،نَقْلاً عن والده الحافظ الثِّقَه أَبی عبد اللّه محمّد المَطَرِیِّ الخَزْرَجیِّ ، قال:إِنّ خَلْفَ أُحُدٍ عن شِمَالیِّه جَبَلاً صغِیراً مُدَوَّراً إِلی الحُمْره، یُسَمَّی ثَوْراً ، یعرفُه أَهلُ المدینه،خَلَفاً عن سَلَف ،قال مُلاّ علیٌّ فی النّامُوس:لو صَحَّ نَقْلُ الخَلَف عن السَّلَف لَمَا وَقَعَ الخُلْفُ بین الخَلَف.قلتُ :و الجوابُ عن هذا یُعرَف بأَدْنَی تَأَمُّل فی الکلام السابق.
و ثَوْرُ الشِّبَاک ،ککِتاب: و بُرْقَهُ الثَّوْر ،بالضمّ :
مَوْضعان ،قال أَبو زیاد:بُرْقَهُ الثَّوْر :جانبُ الصَّمّان.
و ثَوْرَی (4)،و قد یُمَدُّ:نَهرٌ بدمشقَ فی شَمالیِّ بَرَدَی، هُوَ و بَاناسُ یَفْتَرقَان من بَردَی،یَمُرّان بالبَوادی،ثم بالغُوطَه،قال العمَادُ الأَصفَهَانِیُّ یذکُر الأَنهارَ من قصیده:
یَزیدُ اشْتیَاقی و یَنْمُو کَمَا
یَزِیدُ یَزیدُ و ثَوْرَی یَثُورْ
و أَبو الثَّوْرَیْن محمّدُ بنُ عبد الرَّحمن الجُمَحیُّ ،و قیل:
المکّیّ (5)التّابعیُّ ،یَرْوِی عن ابن عُمَرَ،و عنه عَمْرُو بنُ دینار،و مَن قال:عَمْرُو بنُ دینار عن أَبی السّوّار فقد وَهِمَ .
و یُقَال: ثَوْرَهٌ من مال ،کثَرْوَه من مالٍ ، و قال ابن مُقْبل:
و ثَوْرَهٌ من رِجالٍ لو رأَیتَهُمُ
لقُلتَ إِحْدَی حِرَاجِ الحَرِّ من أُقُرِ
و یُرْوَی:و ثَرْوَهٌ ،أَی عَدَد کثیر ،و هی مرفوعَهٌ معطوفهٌ علی ما قبلها،و هو قوله:«فینَا خَنَاذیذُ»،و لیست الواوُ واوَ «رُبَّ »،نَبَّه علیه الصَّاغَانِیُّ .و فی التهذیب: ثَوْرَهٌ مِن
ص:155
رجال،و ثَوْرَهٌ من مال؛للکَثیر.و یقال:ثَرْوَهٌ من رجال، و ثرْوَهٌ من مال،بهذا المعنی.و قال ابنُ الأَعرابیِّ : ثورَهٌ من رجال،و ثَرْوَهٌ ؛یعْنی:عَدَدٌ کثیرٌ (1)،و ثَرْوَهٌ من مالٍ لا غیر.
و الثَّوّارَهُ :الخَوْرَانُ ،عن الصَّاغانیّ .
و
16- فی الحدیث: «فرأَیتُ الماءُ یَثُور [مِن] (2)بین أَصَابعه».
أَی یَنْبُع بقوَّه و شدَّه.
و الثَّائرُ من المَجَاز: ثارَ ثائرُه و فارَ فائرُه؛یُقَال ذلک إِذا هاجَ الغَضَبُ .
و ثَوْرُ الغَضَب:حِدَّتُه.
و الثائرُ أَیضاً:الغَضْبانُ .
و الثِّیرُ ،بالکسر:غِطَاءُ العَیْن ،نقلَه الصَّاغَانیُّ .
و
16- فی الحدیث: «أَنه کَتَبَ لأَهل جُرَشَ بالحِمَی الذی حَماه لهم للفَرَس،و الرّاحلَه، و المُثِیرَه ». و هو بالکَسْر،و أَراد بالمُثیرَه : البَقَرَه تُثیرُ الأَرضَ .
و یقال:هذه ثِیَرَهٌ مُثیرَهٌ ،أَی تُثِیرُ الأَرضَ ،و قال اللّه تعالَی فی صفه بَقَرَهِ بنی إِسرائیلَ : تُثِیرُ الْأَرْضَ وَ لا تَسْقِی الْحَرْثَ (3).
و أَثارَ الأَرضَ :قَلَبَها علی الحَبِّ بعد ما فُتِحَتْ مَرَّهً ، و حُکِیَ : أَثْوَرَهَا ؛علی التَّصْحِیح،و قالَ اللّه عَزَّ و جَلّ :
وَ أَثارُوا الْأَرْضَ (4)أَی حَرَثُوها و زَرَعُوها،و استَخرجُوا [منها] (5)بَرَکاتِهَا،و أَنْزالَ زَرْعِهَا.
و ثاوَرَه مُثاوَرَهً و ثِوَاراً ،بالکسر،عن اللِّحْیانیّ : وَاثَبَه و ساوَرَه.
و ثَوَّرَ الأَمْرَ تَثْوِیراً :بَحَثَه.
و ثَوَّرَ القُرآنَ :بَحَثَ عن معانِیه و عن علْمه. و
16- فی حدیثٍ آخَرَ (6): «مَن أَرادَ العِلْمَ فلْیُثَوِّر القُرآنَ ». قال شَمرٌ: تَثْوِیرُ القرْآن:قِراءَتُه،و مُفَاتَشَهُ العُلَمَاءِ به فی تفسیرِه و معانیه.
و قیل:لیُنَقِّرْ عنه و یُفَکِّرْ فی معانیه و تفسیرِه،و قراءَته.
و ثُوَیرُ بنُ أَبی فاختَهَ سعیدُ بنُ عِلاقَهَ أَخُو بُرْدٍ،و أَبوهما مَوْلَی أُمِّ هانیءٍ بنت أَبی طالب،عِدَادُه فی أَهل الکوفه:
تابعیٌّ . الصّوابُ أَنه من أَتباع التّابعین؛لأنه یَرْوِی مع أَخیه عن أَبیهما عن علیِّ بن أَبی طالب،کذا فی کتاب الثِّقَات لابن حِبّانَ .
و الثُّوَیْرُ :ماءٌ بالجزیره من مَنَازل تَغْلبَ بن وائلٍ ،و له یَومٌ معروفٌ ،قُتِلَ فیه المُطَرَّحُ و جماعهٌ من النَّجْدیَّه،و فِیه یقولُ حَمّاد بنُ سَلَمَهَ الشاعر:
إِنْ تَقْتُلُونا بالقَطِیف فإِنَّنا
قَتَلْنَاکُمُ یَومَ الثُّوَیْر و صَحْصَحَا
کذا فی أَنْسَابِ البلاذُریّ .
و الثُّوَیْرُ : أَبْرَقٌ (7)لجعفر ابن کلابٍ ،قُرْبَ سُوَاجَ ،من جبال ضَرِیَّهَ .
*و ممّا یُستدرَکَ علیه:
یقال:انْتَظرْ حتی تَسْکُنَ هذه الثَّورهُ ،و هی الهَیْجُ .
و قال الأَصمعیُّ :رأَیتُ فلاناً ثائرَ الرَّأْس،إِذا رأَیتَه قد اشْعَانَّ شَعْرُه،أَی انتشرَ و تَفرَّقَ .و
16- فی الحدیث: «جاءَه رجلٌ من أَهل نَجْدٍ ثائرَ الرَّأْس،یسأَلُه عن الإِیمان». ؛أَی مُنْتَشرَ شَعر الرأْس قائمَه،فحذَفَ المُضاف.و
16- فی آخَرَ:
«یَقُومُ إِلی أَخیه ثائراً فَریصَتُه». ؛أَی:مُنْتَفخَ الفَریصَه قائمهَا غَضَباً،و هو مَجازٌ و أَراد بالفَریصَه هنا عَصَبَ الرَّقَبه و عُرُوقها؛لأنها هی التی تثُور عند الغَضَب.
و مِن المَجَاز: ثارتْ نَفْسُه:جَشَأَتْ ،قال أَبو منصور:
جَشَأَتْ ،أَی ارتفعتْ ،و جاشتْ أَی فارَتْ .
و یقال:مَرَرتُ بأَرَانبَ فأَثَرْتُهَا .
و یُقَال:کیف الدَّبَی ؟فیقال: ثائرٌ و ناقرٌ (8)، فالثّائرُ ساعهَ ما یَخرج من التُّرَاب،و الناقرُ حینَ یَنقُر من الأَرض،أَی یَثِبُ .
ص:156
وَ ثَوَّرَ البَرْکَ و استثارَهَا ،أَی أَزْعَجَهَا و أَنْهَضَهَا.و
16- فی الحدیث: «بل هی حُمَّی تَثُورُ أَو تَفُور».
و الثَّوْرُ : ثَورَانُ الحَصْبَه:و ثارت الحَصْبَهُ بفلانٍ ثَوْراً و ثُؤُوراً و ثُوَاراً و ثَوَرَاناً :انتَشرتْ .
و حَکَی اللِّحْیَانیّ : ثارَ الرجلُ ثَوَرَاناً :ظَهَرَتْ فیه الحَصْبَهُ ،و هو مَجازٌ.
و منه أَیضاً: ثار بالمَحْمُوم الثَّوْرُ ،و هو ما یَخْرجُ بفِیه من البَثْر.
و من المَجَاز أَیضاً: ثَوَّرَ علیهم الشَّرَّ،إِذا هَیَّجَه و أَظهرَه، و ثارَتْ بینهم فِتْنَهٌ و شَرٌّ،و ثار الدَّمُ فی وَجهه.
و
16- فی حدیث عبد اللّه: « أَثِیرُوا القُرآنَ فإِنه (1)فیه خَبَرُ الأَوَّلینَ و الآخرین».و فی روایه:«عِلْم الأَولین و الآخرین».
و قال أَبو عَدْنَان:قال[لی] (2)مُحَارِب صاحِبُ الخَلِیل:
لا تَقطَعْنا فإِنک إِذا جئتَ أَثَرْتَ العَرَبیَّهَ ،و هو مَجازٌ.
و أَثَرْتُ البَعِیرَ أُثِیرُه إِثارَهً ، فثارَ یَثُورُ ،و تَثَوَّرَ تَثَوُّراً ،إِذا کان بارکاً فبَعَثَه فانْبَعَثَ ،و أَثارَ التُّرَابَ بقَوائِمِه إِثارَهً :بَحَثَه،قال:
یُثِیرُ و یُذْرِی تُرْبَهَا و یُهیلُه
إِثَارَهَ نَبّاتِ الهَوَاجِرِ مُخْمِسِ (3)
و ثَوْرٌ :قَبیلَهٌ مِن هَمْدَانَ ،و هو ثَوْرُ بنُ مالک بن مُعاویَهَ ابن دُودانَ بن بَکِیلِ بنِ جُشَم.
و أَبو خالد ثَوْرُ بنُ یَزِیدَ الکَلاَعیُّ :مِن أَتباع التّابعِین،قَدِمَ العراقَ ،و کَتَبَ عنه الثَّوْرِیُّ .
و أَبو ثَوْرٍ صاحبُ الإِمَامِ الشّافِعِیِّ ،و النِّسبهُ إِلیه الثَّوْرِیُّ ، منهم:أَبو القاسم الجُنَید الزّاهِدُ الثَّوْرِیُّ ،کان یُفْتی علی مَذهبه.
و إِلی مذْهب سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ أَبو عبد اللّه الحُسَینُ بنُ محمّدٍ الدِّینَوَرِیُّ الثَّوْرِیُّ .و الحافظُ أَبو محمّدٍ عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد الدُّونِیُّ الثَّوْرِیُّ ،راوِی النَّسائِیِّ عن الکَسَّار.و ثُوَیْرَهُ ،مصغَّراً:جَدُّ الحَجّاجِ بن عِلاطٍ السُّلمیّ ،و هو والدُ نَصْرِ بنِ الحَجّاج.
و فلانٌ فی ثُوَارِ شَرٍّ،کغُرَابٍ ،و هو الکَثِیرُ.
و الثّائِرُ :لَقَبُ جماعهٍ من العَلَوِیِّین.
جَأَرَ الدّاعِی کمَنَعَ یَجْأَرُ جَأْراً و جُؤَاراً ،بالضمّ :
رَفَعَ صوتَه بالدُّعاءِ. و فی التَّنْزِیل: إِذا هُمْ یَجْأَرُونَ (4)قال ثعلب:هو رَفْعُ الصَّوتِ إِلیه بالدُّعاءِ. و جَأَرَ الرجلُ إِلی اللّه: تَضَرَّعَ بالدُّعاءِ وَ ضَجَّ و استغاثَ . و قال مُجاهد: إِذا هُمْ یَجْأَرُونَ :یَضْرَعُون دُعاءً،و قال قَتَادَهُ :یَجْزَعُون،و قال السُّدِّیُّ :یَصِیحُون.
و جَأَرَتِ البَقَرَهُ و الثَّوْرُ:صاحَا.
و الجُؤَارُ :مثل الخُوَارِ،کذا فی الصّحاح.و قرأَ بعضُهم:
عِجْلاً جَسَداً له جُؤَارٌ (5)حکاه الأَخفشُ .
و مِن المَجَاز: جَأَرَ النَّبَاتُ جَأْراً :طالَ و ارتفعَ ،کما یُقَال:صاحَتِ الشَّجَرهُ :طالتْ .
و مِن المَجاز: جَأَرَتِ الأَرضُ :طالَ نَبْتُها و ارتفعَ .
و مِن المَجَاز: الجَأْرُ مِن النَّبْتِ :الغَضُّ الرَّیّانُ ،قال جَنْدَلٌ :
و کُلِّلَتْ بأَقْحُوَانٍ جَأْرِ
قال الأَزهریُّ :و هو الذی طالَ و اکْتَهَلَ .
و الجَأْرُ مِن النَّبْتِ أَیضاً: الکَثِیرُ ،یقال:عُشْبٌ جَأْرٌ و غَمْرٌ،أَی کثیرٌ،و هو مَجازٌ.
و الجَأْرُ : الرَّجلُ الضَّخْمُ السَّمِینُ ،و الأُنثَی جَأْرَهٌ ، کالجَأَّرِ ،ککَتّانٍ ،و الجَئِرِ ،مثلِ کَتِفٍ ،و هذه عن الفَرّاءِ.
و یُقَال:هو جَآرٌ بالِّلیل.
و یُقال: هو أَجْأَرُ منه ،أَی أَضْخَمُ .
ص:157
و الجائِرُ :جَیَشَانُ النَّفْسِ و قد جُئِرَ .
و الجائِرُ أَیضاً: الغَصَصُ .
و الجائِرُ : حَرٌّ فی الحَلْق،أَو شِبْهُ حُمُوضَهٍ فیه؛مِن أَکْل الدَّسَمِ (1).
و مِن المَجَاز: غَیْثٌ جَأْرٌ و جَآَّرٌ ککَتّانٍ ، و جُؤَرٌ ،کصُرَدٍ ، و علی هذا اقتَصَر الأَصمعیُّ ، و جِوَرٍّ (2)کهِجَفٍّ ،و سیَأْتِی فِی جار یَجور: غَزِیرٌ و کثیر المَطَرِ، یَجْأَرُ عنه النَّبْتُ ،کذا فی الصّحاح.و قال غیرُه:غَیْثٌ جُؤَرٌ -مثلُ نُغَرٍ-أَی مُصوِّتٌ ، و أَنشدَ لجَنْدَل بن المُثَنَّی:
یا رَبَّ رَبَّ المُسْلِمین بالسُّوَرْ
لا تَسْقِهِ صَیِّبَ عَزّافٍ جُؤَرْ
دَعَا علیه أَن لا تُمْطَرَ أَرضُه،حتی تکونَ مُجْدِبَهً لا نَبْتَ بها.
و جَئَرَ ،کسَمِعَ :غُصَّ فی صَدْره.
و الجُؤَارُ ،کغُرَابٍ ،الصوتُ بالدُّعاءِ.و
16- فی الحدیث:
«کأَنِّی أَنْظُرُ إِلی موسی له جُؤَارٌ إِلی رَبِّه بالتَّلْبِیَهِ ».
و الجُؤَار أَیضاً: قَیْ ءٌ و سُلاَحٌ یَأْخُذُ الإِنسانَ فیَجْأَرُ منه.
الجَبْرُ خِلافُ الکَسْرِ ،و المادَّه موضُوعهٌ لإِصلاح الشیْ ءِ بضَرْب من القَهْر.
و فی المُحْکَم لابن سِیدَه: الجَبْرُ : المَلِکُ ،قال:و لا أَعْرفُ مِمَّ اشْتُقَّ ،إِلاّ أَنّ ابنَ جِنِّی قال:سُمِّیَ بذلک لأَنه یَجْبُر بجُودِه.و لیس بقَوِیّ ،قال ابنُ أَحمر:
و اسْلَمْ براوُوقٍ حُیِیتَ به
و انْعَمْ صَباحاً أَیُّهَا الجَبْرُ
قال:و لم یُسمَع بالجَبْرِ المَلِکِ إِلاّ فی شِعر ابنِ أَحمرَ، قال:حَکَی ذلک ابنُ جِنِّی،قال:و له فی شِعر ابنِ أَحمَر نظائرُ کلُّها مذکورٌ فی مواضعه.و فی التَّهْذِیب:عن أَبی عَمْرو:یُقَال للمَلِک جَبْرٌ .
و الجَبْرُ : العَبْدُ ،عن کُرَاع،و رُوِیَ عن ابن عَبّاس فی جِبْرِیلَ و مِیکائِیلَ ،کقولک:عبدُ اللّه و عبدُ الرَّحمن.و قال الأَصمعیّ :معنی«إِیل»هو الرُّبُوبِیّهُ فأُضِیفَ « جَبْر »و«مِیکا» إِلیه.قال أَبو عُبَیْد:فکأَنّ معناه عبدُ إِیل،رجل إِیل (3).
ضدٌّ.
و قال أَبو عَمْرو: الجَبْرُ : الرَّجُلُ ،و أَنشدَ قولَ ابنِ أَحمرَ:
و انْعَمْ صَبَاحاً أَیُّهَا الجَبْرُ
أَی أَیُّها الرجلُ .
و الجَبْر أَیضاً: الشُّجاعُ و إِن لم یکن مَلِکاً.
و الجَبْرُ : خِلافُ القَدَر ،و هو تَثْبیتُ القَضَاءِ و القَدَر،و منه الجَبْریَّهُ ،و سیأْتِی.
و الجَبْرُ : الغُلامُ ،و به فَسَّر بعضٌ قولَ ابنِ أَحمرَ.
و الجَبْرُ :اسمُ العُود الذی یُجْبَر به.
و مُجَاهدُ بنُ جَبْر أَبُو الحَجّاج المَخْزُومیُّ مَوْلاَهم المَکِّیُّ : مُحَدِّثٌ ثِقَهٌ ،إِمامٌ فی التَّفْسیر.و فی العلْم،من الثالثه،مات بعدَ المائه بأَربع أَو ثلاث (4)،عن ثلاثِ و ثمانین.
و جبَرَ العَظْمَ مِن الکَسْر، و مِن المَجَاز: جَبَرَ الفَقیرَ مِن الفَقْر،و کذلک الیَتِیمَ ،کذا فی المُحْکَم[ یَجْبُره ] جَبْراً ، بفتحٍ فسکونٍ ،و جُبُوراً ،بالضَّمّ ، و جِبَارَهً ،بالکسر،عن اللِّحْیَانیِّ .
و جَبَّرَه المُجَبِّرُ تَجْبِیراً ، فجَبَرَ العَظْمُ و الفَقِیرُ و الیَتِیمُ جَبْراً بفتحٍ فسکونٍ ، و جُبُوراً بالضمّ ، و انْجَبَرَ و اجْتَبَرَ ، و تَجَبَّرَ ، و یقال: جَبَرْتُ العَظْمَ جَبْراً ،و جَبَرَ العَظْمُ بنَفسِه جُبُوراً ،أَی انْجَبَر ،و قد جَمَع العَجّاج بین المتعدِّی و اللاَّزمِ ،فقال:
قد جَبَرَ الدِّینَ الإِلهُ فجَبَرْ
قلتُ :و قال بعضُهم:الثانِی تأْکیدٌ للأَوّل،أَی قَصَدَ جَبْرَه فَتَمَّمَ جَبْرَه ،کذا فی البَصَائِر.قال شیخُنا:و قد خَلَطَ المصنِّفُ بین مَصْدَرَیِ الّلازِمِ و المتعدِّی،و الذی فی الصّحاح و غیرِه التفصیلُ بینهما؛ فالجُبُورُ کالقُعُودِ مصدرُ
ص:158
اللازمِ ،و الجَبْرُ مصدرُ المتعدِّی،و هو الذی یَعْضُده القِیاسُ .قلتُ :و مثلُه قولُ اللِّحْیَانیِّ فی النَّوادر: جَبَرَ اللّه الدِّینَ جَبْراً ، فجَبَرَ جُبُوراً ،و لکنه تَبعَ ابنَ سِیدَه فیما أَوردَه من نَصِّ عبارتِه علی عادَتِه،و قد سُمِعَ الجُبُورُ أَیضاً فی المتعدِّی،کما سُمِعَ الجَبْرُ فی اللاَّزم،ثمّ قال شیخُنَا:
و ظاهرُ قولِه: جَبَرْتُ العَظْمَ و الفَقِیرَ،إِلخ،أَنه حقیقهٌ فیهما، و الصَّوابُ أَن الثانیَ مَجازٌ.
قال صاحبُ الواعِی: جَبَرْتُ الفقیرَ:أَغْنَیْتُه،مثْل جَبَرتُه من الکَسْر،و قال ابنُ دُرُسْتَوَیْهِ فی شرح الفَصِیح:و أَصلُ ذلک،أَی جَبْرِ الفقیرِ،مِن جَبْرِ العَظْمِ المُنْکسِر،و هوَ إِصلاحُه و عِلاجُه حتی یَبْرَأَ،و هو عامٌّ فی کلّ شیْ ءٍ؛علی التشْبِیهِ و الاستعارهِ ،فلذلک قِیل: جَبَرْتُ الفقیرَ،إِذا أَغْنَیْتَه؛ لأَنه شَبَّه فَقْرَه بانکسارِ عَظْمِه،و غِنَاه بجَبْره،و لذلک قیل له:
فَقِیرٌ؛کأَنه قد فُقِرَ ظَهْرُه،أَی کُسِرَ فَقارُه.
قلْت:و عبارهُ الأَساس صریحهٌ فی أَن یکونَ الجَبْرُ بمعنَی الغِنَی حقیقهً لا مَجازاً،فإِنه قال فی أَوَّل الترجمهِ : (1)
الجَبْرُ أَن یُغْنِیَ الرجلَ مِن فَقْرٍ،أَو یُصْلِحَ العَظْمَ من کَسْرٍ، 1ثم قال فی المَجَاز فی آخر الترجمه:و جَبَرتُ فلاناً فانْجَبَرَ (2):نَعَشْتُه فانْتَعَشَ .و سیأتی.
و قال اللَّبْلِیُّ فی شرح الفَصِیح: جَبَرَ من الأَفعال التی سَوَّوْا فیها بین اللاَّزمِ و المتعدِّی،فجاءَ فیه بلفظٍ واحد، یقال: جَبَرتُ الشیءَ جَبْراً ،و جَبَرَ هو بنفسِه جُبُوراً ،و مثلُه صَدَّ عنه صُدُوداً،و صَدَدْتُه أَنا صَدًّا.
و قال ابن الأَنباریِّ :یقال جَبَّرتُ الیَدَ تَجْبِیراً .
و قال أَبو عُبَیْدَهَ فی«فعل و أَفعل»:لم أَسمع أَحداً یقول: أَجبرتُ عَظْمَه.و حکی ابنُ طَلْحَهَ أَنه یقال: أَجبرْتُ العَظْمَ و الفَقِیرَ،بالأَلف.و قال أَبو علیّ فی«فعلت و أَفعلت»:یقال: جَبَرتُ العَظْمَ و أَجْبَرتُه .و قال شیخُنَا:
حکایهُ ابنِ طَلْحَهَ فی غایه الغَرَابهِ خَلَتْ عنها الدَّواوِینُ المشهوره.
و اجْتَبَرَه فتَجَبَّرَ ،و فی المُحْکَم: جَبَرَ الرَّجلَ : أَحْسَنَ إِلیه،أَو کما قال الفارسیّ : جَبَرَه . أَغْنَاه بعدَ فَقْرٍ ،قال:
و هذه أَلْیقُ العِبَارتَیْن، فاستَجْبَر و اجتَبَرَ .
و قال أَبو الهَیْثم: جَبَرتُ فاقَهَ الرجلِ ،إِذا أَغنیتَه.
و فی التَّهْذِیب:و اجْتَبَرَ العَظْمُ مثل انْجَبَرَ ،یقال: جَبَرَ اللّه فلاناً فاجْتَبَرَ ،أَی سَدَّ مَفاقِرَه،قال عَمْرُو بن کُلْثُومٍ :
مَن عالَ مِنّا بعدَهَا فلا اجْتَبَرْ
و لا سَقَی الماءَ و لا راءَ الشجَرْ
معنی عالَ :جارَ و مالَ .
و جَبَرَه علی الأَمْر یَجْبُرُهُ جَبْراً و جُبُوراً : أَکْرَهَهُ کأَجْبَرَه ،فهو مُجْبَر ،الأَخیرَهُ ،أَعْلَی،و علیها اقتَصَر الجوهَرِیُّ کصاحب الفَصِیح،و حکاهما أَبو علیٍّ فی«فعلت و أَفعلت»،و کذلک ابن دُرُسْتَوَیْهِ و الخَطّابیُّ و صاحبُ الواعِی.و قال اللِّحْیَانِیّ :
جَبَرَه لغهُ تَمِیم وَحْدَهَا،قال:و عامَّهُ العربِ یقولون: أَجْبَرَه .
و قال الأَزهریُّ :و جَبَرَه لغهٌ معروفهٌ (3)،و کان الشافعیُّ یقول:
جَبَرَ (4)السُّلْطَانُ ،و هو حِجَازیٌّ فَصِیحٌ ؛فهما لُغَتَانِ جَیِّدَتانِ :
جَبَرْتُه و أَجْبَرْتُهُ غیر أَن النَّحْوِیِّین استَحبُّوا أَن یَجْعَلُوا جَبَرْتُ لِجَبْرِ العَظْمِ بعد کَسْرِه،و جَبْرِ الفَقِیرِ بعد فاقَتِه،و أَنْ یکون الإِجبارُ مقصوراً علی الإِکراه؛و لذلک جَعَلَ الفَرّاءُ الجَبّارَ من أَجبرتُ لا مِن جَبَرتُ ،کما سیأْتی.
و فی البَصَائِر:و الإِجْبَارُ فی الأَصل:حَمْلُ الغیرِ علی أَن یَجْبُرَ الأَمْرَ،لکن تُعُورِفَ فی الإِکراه المجرَّد،فقوله:
أَجْبَرْتُه علی کذا،کقولک:أَکْرَهْتُه.
و تَجَبَّرَ الرجلُ ،إِذا تَکَبَّرَ.
و تَجَبَّرَ النَّبْتُ و الشَّجَرُ:اخْضَرَّ و أَوْرَقَ ،و ظَهَرَتْ فیه المَشْرَهُ و هو یابِسٌ ،و أَنشَدَ اللِّحْیَانیُّ لامرئِ القَیْس:
و یَأْکُلْنَ مِن قَوٍّ لُعَاعاً و رِبَّهً
تَجَبَّرَ بعد الأَکْلِ فهو نَمِیصُ
قَوّ:موضعٌ ،و اللُّعَاع:الرَّقِیقُ من النَّبَات فی أَوّل ما یَنْبُتُ ،و الرِّبَّهُ :ضَرْبٌ من النَّبات،و النَّمِیصُ :النَّبَاتُ حین طَلَعَ وَرَقُه.و قیل:معنی هذا البِیتِ أَنه عادَ نابِتاً مُخْضَرًّا بعد ما کان رُعِیَ ؛یعنی الرَّوْضَ .
ص:159
و تَجَبَّرَ النَّبْتُ ،أَی نَبَتَ بعد الأَکل.و تَجَبَّرَ النَّبْتُ و الشَّجَرُ،إِذا نَبَتَ فی یابِسِه الرَّطْبُ .
و تَجَبَّرَ الکَلأُ:أُکِلَ ،ثم صَلَحَ قَلِیلاً بعد الأَکل.
و تَجَبَّرَ المَرِیضُ :صَلَحَ حالُه. و یقال للمریض:یوماً تَرَاه مُتَجَبِّراً ،و یوماً تَیْأَسُ منه؛معنی قوله: مُتَجَبِّراً .أَی صالِحَ الحال.
و تَجَبَّرَ فلانٌ مالاً:أَصابَه ،و قیل: تَجَبَّرَ الرَّجلُ :عادَ إِلیه ما ذَهَبَ عنه. و حَکَی اللِّحْیَانِیُّ : تَجَبَّرَ الرَّجلُ ،فی هذا المعنَی،فلم یُعَدِّه.و فی التَّهْذِیب: تَجَبَّرَ فلانٌ ؛إِذا عادَ إِلیه مِن ماله بعضُ (1)ما ذَهَب.
و الجَبَرِیَّهُ ،بالتَّحْرِیک:خِلافُ القَدَرِیَّهِ ،و هو کلامٌ مُوَلَّدٌ.
و فی الصّحاح: الجَبْرُ خِلاَفُ القَدَرِ.قال أَبو عُبَیْد:هو کلامٌ مولَّد:قال اللَّبلیّ فی شرح الفَصِیح:و هم فرقهٌ أَهلُ أَهواءٍ، مَنْسُوبُون إِلی شیخهم الحُسَیْنِ بنِ محمّدٍ النَّجَّار البَصْرِیِّ ، و هم الذین یقولون:لیس للعَبْد قُدْرَهٌ ،و أَنّ الحَرَکاتِ الإِرادیَّهَ بمثَابَهِ الرِّعْدَهِ و الرَّعْشَهِ ،و هؤلاءِ یَلْزمُهُم نَفْیُ التَّکْلِیفِ .
و فی اللِّسَان: الجَبْرُ تَثْبِیتُ وُقُوعِ القَضَاءِ و القَدَرِ، و الإِجبارُ فی الحُکْمِ ،یقال: أَجْبَرَ القاضِی الرجلَ علی الحُکْم،إِذا أَکْرَهَه علیه.
و قال أَبو الهَیْثَم:و الجَبْرِیَّهُ :الذین یقولُوون أَجْبَرَ اللّه العِبَادَ علی الذُّنُوب،أَی أَکْرَهَهُم،و مَعاذَ اللّه أَن یُکْرِهَ أَحداً علی مَعْصِیَه (2). و قال بعضُهم:إِن التَّسْکینَ لَحْنٌ فیه، و التَّحْرِیکَ هو الصَّوابُ ، أَو هو أَی التَّسْکِینُ [ الصَّواب. و هو الأَصل لأنه نسبه] (3)للجَبْر ،قال شیخُنَا:و هو الظّاهِرُ الجارِی علی القِیَاس. و قالوا فی التَّحْرِیَک :إِنه للازْدِواج أَی لمناسبه ذِکْرِه مع القَدَرِیَّه،و قد تقدَّم أَنها مُوَلَّده.
و فی الفَصِیحِ :قومٌ جَبْرِیَّهٌ -بسکونِ الباءِ-أَی خِلافُ القَدَرِیَّه و قال الحافظُ فی التَّبصیر:و هو طَریقُ متَکلِّمِی الشافعیه.و فی البصائر:و هذا فی قول المتقدِّمین،و أَما فی عُرْف المتکلِّمین،فیقال لهم: المُجبرَه ،و قال:و قدیُستعمَل الجَبر فی القَهر المجرَّد،نحو
14- قوله صَلی اللّه علیه و سلّم: «لا جَبر و لا تَفویض».
و الجَبّار هو اللّه ،عَزَّ اسْمُه و تعالَی و تَقدَّسَ ،القاهر خَلْقه علی ما أَراد من أَمْرٍ و نَهیٍ .و قال ابن الأَنباریّ : اَلْجَبّارُ فی صفه اللّه عزّ و جلّ :الذی لا یُنال،و منه جَبّارُ النَّخلِ (4).قال الفَرّاءُ:لم أَسمع فَعّالاً من أَفْعلَ إِلاّ فی حرفَین،و هو (5)جَبّارٌ من أَجْبرتُ ،و دَرَّاکٌ من أَدْرَکتُ .
قال الأَزهریُّ :جَعلَ جَبّاراً فی (6)صِفه اللّه تعالَی،أَو صِفه العبَاد من الإِجبار ،و هو القَهْر و الإِکراه،لا من جَبَرَ .
و قیل: اَلْجَبّارُ :العالِی فَوقَ خَلْقِه،و یجوزُ أَن یکونَ اَلْجَبّارُ فی صِفَه اللّه تعالَی من جَبْره الفَقْرَ بالغِنَی،و هو تَبارکَ و تعالَی جابِرُ کُلِّ کَسیرٍ و فَقیرٍ،و هو جابرُ دِینه الذی ارتَضاه کما قال العجّاج:
قد جَبَر الدِّینَ الإِلهُ فَجَبَرْ
و
1- فی حدیث علیٍّ کرَّم اللّه وَجهَه: «و جَبّار القُلوبِ علی فِطَرَاتها». ؛هو مِن جَبْر العَظم المکسور؛کأَنه أَقام القُلوبَ و أَثْبتَها علی ما فَطَرَها علیه من معرفتِه،و الإِقرارِ به،شَقِیَّها و سعِیدَها.قال القُتَیْبِیُّ :لم أَجعلْه مِن أَجْبَرت ؛لأَنّ أَفْعلَ لا یقَال (7):فعّال.و قیل:سُمِّیَ الجبَّارَ لتکَبُّرِه و عُلوِّهِ .
و الجَبَّارُ فی صِفَهِ الخَلقِ : کلُّ عاتٍ متَمرِّدٍ.و منه قولهم:وَیْلٌ لجَبّارِ الأَرْضِ من جَبّارِ السَّماءِ،و به فَسَّرَ بعضُهم
16- الحدیثَ فی ذِکْر النّارِ: «حتی یَضَع الجَبَّارُ فیها قَدَمَه». و یَشْهد له قولُه
16- فی حدیثٍ آخر: «إِنَّ النارَ قالت:
وُکِّلْت بثلاثه:بمَن جَعَل مع اللّهِ إِلهاً آخَرَ،و بکلِّ جَبّارٍ عَنِیدٍ ،و المصَوِّرِین». و قال اللِّحْیَانِیُّ : الجَبّار :المتکبِّر عن عبادهِ اللّهِ تعالی،و منه قولُه: وَ لَمْ یَکُنْ جَبّاراً عَصِیًّا (8)و
14- فی الحدیث: «أَنّ النبیَّ صَلی اللّه علیه و سلّم حَضَرَتْه امرأَهٌ فأَمَرهَا بأَمْرٍ،فتأَبَّتْ ، فقال النبیُّ صَلی اللّه علیه و سلّم:دَعُوهَا فإِنهَا جَبّارَهٌ ». أَی عاتِیَهٌ متکبِّرهٌ .
کالجِبِّیرِ ،کسِکِّیتٍ ،و هو الشَّدِیدُ التَّجبُّرِ .
ص:160
و الجَبّارُ : اسمُ الجَوْازءِ ،و هو مَجازٌ،یقال:طَلَعَ الجَبّارُ ؛لأَنها بصورهِ مَلِکٍ مُتَوَّجٍ علی کذرْسِیٍّ .کذا فی الأَساس.
و مِن المَجاز: قَلبٌ جَبّارٌ لا تَدخلُه الرَّحْمَهُ ؛و ذلک إِذا کان ذا کِبْرٍ لا یَقْبلُ مَوعظهً .
و الجَبّار : القَتَّالُ (1)فی غیر حَقٍّ . و فی التَّنْزِیل العزیز:
وَ إِذا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبّارِینَ (2).و کذلک قولُ الرجلِ لموسی علیه السّلامُ فی التَّنْزِیل العَزِیز: إِنْ تُرِیدُ إِلاّ أَنْ تَکُونَ جَبّاراً فِی الْأَرْضِ (3)أَی قَتّالاً فی غیر الحَقّ .و کلُّه راجعٌ إِلی معنی التَّکَبُّر.
و قال اللِّحْیَانیُّ : العَظِیمُ الطَّوِیلُ القَوِیُّ جَبّارٌ ،و به فُسِّرَ قولُه تعالی: إِنَّ فِیها قَوْماً جَبّارِینَ (4)قال:أَرادَ الطُّولَ و القُوَّه و العِظَمَ ،و هو مَجازٌ.و فی الأَساس:و قد فُسِّرَ بعِظَامِ الأَجْرَامِ .قال الأَزهریُّ :کأَنَّه ذَهَب إِلی الجَبّار من النَّخِیل،و هو الطَّوِیلُ الذی فاتَ یدَ المُتَنَاوِلِ .و یقال:رجلٌ جَبّارٌ ،إِذا کان طویلاً عظیماً قَوِیًّا؛تشبیهاً بالجَبَّار من النَّخْل.
و جَبّارُ بنُ الحَکَمِ السُّلمیّ ،قیل:له وِفَادَهٌ :أَسْلَمَ و صَحِبَ و رَوَی،قالَه ابن سَعْد.
و جَبّارُ بنُ سلْمَی ،و فی بعض النُّسَخ:سَلْمُ بنُ مالِکِ بنِ جعفرٍ العامِریُّ ،له وِفَاده،و هو جدّ والِدِ السَّفَّاح؛فإِنّ أُمَّه أُمُّ سَلمَهَ بنتُ یعقوبَ بنِ سَلَمَهَ بنِ عبد اللّهِ بنِ المُغِیره، و أُمُّها هندُ بنتُ عبد اللّهِ بنِ جَبّار . و جَبّارُ بنُ صَخْرِ بنِ أُمَیَّه ابن خَنْسَاءَ (5)نِ عُبَیْدِ بنِ عَدِیِّ بنِ غَنْمِ بنِ کَعْبِ بنِ سَلَمَهَ السُّلمیُّ ،بَدْرِیٌّ کبیرٌ،و قیل:إِن اسمَه جابِرٌ ،و الأَصَحُّ جَبّار ،مات سنه ثلاثین.
و جَبّارُ بنُ الحارِثِ الحَدَسیّ المناریّ ،له وِفادَهٌ ،و روایَهُ حَدِیثِه عند وَلدِه: صحَابِیُّون رضیَ اللّه عنهم، و
14- الَأخِیرُ سَمّاه النبیُّ صَلی اللّه علیه و سلّم عبدَ الجَبّارِ . هکذا ذَکَره المحدِّثون.
و جبّارٌ الطّائِیُّ :محدِّثٌ عن ابن عَبّاس،و عنه أَبو إِسحاقَ السَّبِیعِیُّ ،قاله الذَّهبیّ ،و هو غیرُ جَبّارِ بنِ عَمْرٍو الطّائِیِّ المَلَقَّبِ بالأَسَدِ الرَّهِیصِ .
و جَبّارٌ فارِسُ الضُّبَیبِ .
و أَبو الرَّیَّان بِشرُ بنُ جَبّار الجَبّاریّ ،مَدَحَه ابنُ الرِّقاع.
و عُقْبَهُ بنُ جَبّارٍ ،عن ابن مسعود.
و بِشْرُ بنُ قَیْسِ بنِ جَبّار ،مشهورٌ بالبُخْل،و فیه یقولُ الشاعر:
لو أَنَّ قِدْراً بَکَتْ مِن طُولِ مَجْلِسِها
علی العُفُوق بَکَتْ قِدْرُ ابنِ جَبّارِ
ما مَسَّهَا دَسَمٌ قد فَضَّ مَعْدِنَها
و لا رَأَتْ بَعْدَ نارِ القَیْنِ مِن نارِ
و عُقْبَهُ بنُ جابرٍ البَصْرِیّ الْمِنْقَریّ الجَبّارِیّ .
وَ جَبّارُ بنُ سُلْمَی بنِ مالکِ بنِ جعفرِ بنِ کِلابٍ ،الذی طَعَنَ عامرَ بنَ فُهَیْرَهَ یَومَ بِئْرِ مَعُونَهَ ،ثم أَسْلَمَ ،و انْظُرْه فی فهر.
و جَبّارُ بن جَبْرٍ العَبْدِیّ ،عن أَبی الدَّرْدَاءِ بن محمّدِ بن نَعامَهَ ،عن أَبِیه،تاریخُ مَرْوَ.
و جَبّارُ بنُ مالکٍ الفَزَارِیّ ،شاعرٌ فارِسٌ .
و شَمْعَلَهُ بنُ طَیْسَلَهَ (6)بنِ جَبّارٍ ،شاعرٌ إِسلامیّ .ذَکَرَهم الأَمِیرُ.
و الجَبّارُ ،بغیر هاءٍ،حَکاه السِّیرافیّ : النَّخْلَهُ الطَّوِیلَهُ الفَتِیَّهُ . قال الجوهریّ : الجَبّارُ مِن النَّخل:ما طالَ و فَاتَ الیَدَ،قال الأَعشی:
طَرِیقٌ و جَبّارٌ رِوَاءٌ أُصُولُه
علیه أَبابِیلٌ مِن الطَّیْرِ تَنْعَبُ
و نَخْلَهٌ جَبّارهٌ ،أَی عظیمهٌ سَمِینهٌ ،و هو مَجازٌ،و هی دُونَ السَّحُوقِ .و فی المُحْکَم:نخْلَهٌ جَبّارهٌ :فَتِیَّهٌ قد بَلَغَتْ غایهَ الطُّولِ ،و حَمَلَتْ ،و الجَمْعُ جَبّارٌ ،قال:
ص:161
فاخِرَاتٌ ضُلُوعها فی ذُرَاها
و أَناضَ العَیْدَانُ و الجَبّارُ
و قال أَبو حنیفهَ : الجَبّارُ :الذی قد ارتُقِیَ فیه و لم یَسقُط کَرْمُه،قال:و هو أَفْتَی النَّخْلِ و أَکرَمُه.
و قد تُضَمُّ ،و هذه عن الصَّاغانیّ (1).
و الجَبّارُ أَیضاً: المُتَکَبِّرُ الذی لا یَرَی لأَحَدٍ علیه حَقًّا ، یُقَال:هو جَبّارٌ من الجَبَابِرَه ، فهو بَیِّنُ الجِبْرِیَّهِ و الجِبْرِیَاءِ ، مکسورتَیْن غیر أَنّ الأُولَی مشدَّدهُ الیاءِ التحتیَّه،و الثانیهَ ممدودهٌ و الجِبِرِیَّهِ ،بکَسَرَاتٍ مع تشدیدِ التحتیّه، و الجَبَرِیَّهِ محرَّکه،ذَکَره کُرَاع فی المجرَّد و الجَبَرُوَّهِ ،بضمِّ الراءِ و تشدیدِ الواوِ المفتوحَهِ ،و
16- قد جاءَ فی الحدیث: «ثم یکونُ مُلْکٌ وَ جَبَرُوَّهٌ » (2). ؛أَی عُتُوٌّ و قَهْرٌ. و الجَبَرُوتَا ،علی مثال رَحَمُوتَا،نقلَه شُرّاحُ الفَصِیح کالتُّدْمِیرِیِّ و غیره، و الجَبَرُوتِ ،الأَربعهُ مُحَرَّکاتٌ ،و هذا الأَخیرُ من أَشهرِهَا، و
16- فی الحدیث: «سُبْحَانَ ذِی الجَبَرُوتِ و المَلَکُوتِ ». قال ابنُ الأَثِیر،و الفِهْرِیُّ شارحُ الفَصِیح،و ابنُ مَنْظُورٍ،و غیرُهم:هو فَعَلُوت من الجَبْر و القَهْر و القَسْر،و التاءُ فیه زائدهٌ للإِلحاق بقَبَرُوس،و مثلُه مَلَکُوت من المُلْک،و رَهَبُوت من الرَّهْبَه، و رَغَبُوت من الرَّغْبَه،و رَحَمُوت من الرَّحْمَه،قیل:و لا سادِسَ لها،قال شیخُنا:و فیه نَظَرٌ،و فی العِنایه:
الجَبْرُوتُ :القَهْرُ و الکِبْرِیَاءُ و العَظَمهُ ،و یُقَابِله الرَّأْفَهُ .
و الجَبْرِیَّهِ بسکونِ الموحَّدهِ و تشدیدِ التحتیَّهِ و الجَبْرُوَّه ،هو مثل الذی تقدَّم،غیر أَن الموحَّدهَ هنا ساکنهٌ ، و التَّجْبَار و الجَبَّورَهِ مثلِ الفَرُّوجَهِ ، مَفْتُوحات،و الجُبُّورَهِ و الجُبْرُوتِ (3)،مضمومتَیْن ،فهؤلاءِ ثلاثهَ عشرَ مصادرَ، ذَکَرها أَئِمَّهُ الغَرِیب،و هی مفرَّقه فی الدَّواوین،و مما زِیدَ علیه: جَبُّورٌ ،کتَنَّور،ذَکَره اللِّحْیَانیُّ فی النوادر،و کُراع فی المجرَّد،و جُبُور ،بالضمّ ،ذَکَره اللِّحْیَانیُّ ،و جَبَریَّا محرَّکه، ذکره أَبو نصرٍ فی الأَلفاظ ،و جَبْرَؤت ،کعَنْکَبُوت،ذَکَره التدْمِیرِیُّ شارحُ الفصیحِ ،و الجِبْرِیَاءُ ،ککِبْرِیَاءَ،أَوردَه فی اللسان،فصار المجموع ثمانیهَ عشرَ،و معنی الکلِّ الکِبْر.و أَنشدَ الأَحْمَرُ لمُغَلِّسِ بنِ لَقِیطٍ الأَسَدِیِّ یُعَاتِبُ رجلاً کان والِیاً علی أُضَاخَ :
فإِنّکَ إِنْ عادَیْتَنِی غَضِبَ الحَصَی
علیک و ذُو الجُبَّوره المَتغطرِفُ (4)
یقول:إِن عادَیْتَنِی غَضِبَ علیک الخَلِیقَهُ ،و ما هو فی العَدَد کالحَصَی،و المُتغَطرف:المتکبِّر.
و جَبْرَائِیلُ :عَلَمُ مَلَک،ممنوع من الصَّرف للعَلَمِیَّه و العُجْمَهِ ،و التَّرْکِیبِ المَزْجِیِّ ،علی قولٍ ، أَی عبدُ اللّه.
قال الشِّهَاب:سُرْیانیٌّ ،و قیل:عِبْرانیّ ،و معناه عبدُ اللّه،أَو عبدُ الرَّحمن،أَو عبدُ العَزِیز.و ذکر الجوهریُّ و الأَزهریُّ و کثیرٌ من الأَئِمَّه أَنّ « جَبْر »«و مِیک»بمعنی عَبْد.و«إِیل» اسم اللّه،و صَرَّح به البُخارِیُّ أَیضاً،و رَدَّه أَبو علیٍّ الفارسیُّ بأَنَّ إِیل لم یَذکره أَحدٌ فی أَسمائه تعالَی.قال الشِّهَاب:
و هذا لیس بشیْ ءٍ.قال شیخُنا:و نُقِلَ عن بعضهم أَنّ إِیلَ هو العَبْدُ،و أَنّ ما عَداه هو الاسمُ مِن أَسماءِ اللّه،کالرَّحمن و الجَلاله،و أَیَّدَه اختلافُها دُونَ إِیل،فإِنه لازِمٌ ،کما أَنّ عَبْداً دائماً یُذْکَرُ،و ما عَداه یَختلفُ فی العربیَّه،و زادَه تأْییداً بأَن ذلک هو المعروفُ فی إِضافه العَجَمِ .و قد أَشار لمثل هذا البحثِ عبدُ الحَکِیم فی حاشیه البَیْضَاوِیِّ .قلتُ :و أَحسنُ ما قِیل فیه أَن الجَبْرَ بمنزلهِ الرَّجُلِ ،و الرجلُ عبدُ اللّه،و قد سُمِعَ الجَبْرُ بمعنی الرَّجُلِ فی قول ابنِ أَحْمَرَ،کما تَقَدَّمتِ الإِشارُ إِلیه،کذا حَقَّقَه ابنُ جِنِّی فی المحتسب. فیه لُغاتٌ قد تَصَرَّفَتْ فیه العربُ علی عادتها فی الأَسماءِ الأَعجمیَّه، و هی کثیرٌ.
و قد ذَکَر المصنِّف هنا أَرباعَ عشرَهَ لغهً :
الأُولَی: جَبْرَئِیلُ ، کَجَبْرَعِیل ،قال الجوهریُّ :یُهمَز و لا یُهمَز،قال الشِّهاب:و من قَواعدهم المشهورهِ أَنَّهم یُبْدِلُون همزَهَ الکلمه بالعَیْن،عند إِراده البَیَانِ ،و علیه جَرَی سِیبَوَیْه فی الکتاب،فمَن دُونَه،و منهم مَن نَظَّرَه بسَلْسَبِیل،و بها قرأَ حمزهُ و الکسائیُّ ،و هی لغهُ قیس و تَمِیم.و قال الجوهریُّ :
و أَنشدَ الأَخْفَشُ لکَعْبِ بنِ مالک:
ص:162
شَهِدْنا فما تَلْقَی لنا مِن کَتِیبَهٍ
یَدَ الدَّهْرِ إِلاّ جَبْرَئِیلُ أَمَامُهَا
قال ابن بَرِّیٍّ :و رفع«أَمامها»علی الإِتباع؛لنَقْلِه من الظُّرُوف إِلی الأَسماءِ.
و الثانیهُ : جِبْرِیلُ ،بالکسر مثالُ حِزْقِیل ،و هی أَشهرُهَا و أَفصحُهَا،و هی قراءَهُ أَبی عَمْرو و نافعٍ و ابنِ عامرٍ و حَفْص عن عاصم،و هی لغهُ الحِجَاز،و قال حَسّان:
و جِبْرِیلٌ رسولُ اللّه فینا
و رُوحُ القُدِس لیس له کِفَاءُ
و الثالثهُ : جَبْرَئِلُ ،مثالُ جَبْرَعِل ،أَی بدون یاءِ بعد الهمزهِ ،و تُرْوَی عن عاصم،و نَسَبَهَا ابنُ جِنِّی فی الشّواذّ إِلی یحیَی بنِ یَعْمُرَ.
و الرابِعَهُ : جَبْرِیلُ ،مثالُ سَمْوِیل ،بفتحٍ فسکونٍ فکسرٍ، و هی قراءَهُ ابنُ کَثِیرٍ و الحَسَنِ .قال الشِّهَاب:و تضعیفُ الفَرّاءِ لها بأَنه لیس فی کلامهم فَعْلِیل،أَی بالفتح،لیس بشیْ ءٍ؛لأَنّ (1)الأَعْجَمیَّ إِذا عُرِّبَ قد یُلْحِقونه بأَوزانهم، و قد لا یُلحقونه،مع أَنه سُمِعَ سَمْوِیلُ لطائرٍ.قال شیخُنَا:
و فی سَماعِه نَظَرٌ،و مَن سمِعه لم یدَّعِ أَنه فَعْلِیلٌ بل فَعْوِیلٌ ، و هو لیس بعزِیز.قلتُ :و قد یأْتی للمصنِّف فی سمل ما یدلُّ علی أَن سَمْوِیل فَعْوِیل لا فَعْلِیل.
و الخامسهُ : جَبْرَائِلُ ،بفتحِ فسکونٍ و همزه مکسوره بدون یاءٍ بعد الأَلف،مثال جبْراعِل ،و بها قرأَ عِکْرِمَهُ ، و نَسبَهَا ابنُ جنِّی إِلی فَیّاضِ بنِ غَزْوانَ و یحْیی بنِ یَعْمُر أَیضاً.
و السادسهُ : جَبْرائیلُ ،مثلُهَا مع زیادهِ یاءٍ بعد الهمزه، مثال جَبْراعِیل.
و السابعهُ : جَبْرَئِلُّ ،بفتحٍ فسکونٍ و همزهٍ مکسوره و لام مشدَّدَه،مثالُ جَبْرَعِلّ ،و تُرْوَی عن عاصم،و قد قِیل إِنّ معناه عبدُ اللّه فی لغتهم.قالَه ابنُ جِنِّی.
و الثامِنَهُ : جبْرَالُ ،بالفتح،مثالُ خَزْعَال ،و سیأْتی أَنه لیس لهم فَعْلالٌ سِواه،عن الفَرّاءِ. و التاسعهُ : جِبْرَالُ ،بالکسر،مثالُ طِرْبَال.
و العاشرهُ : بسکون الیاءِ بلا هَمْزِ: جَبْرَیْلُ ،أَی مع فتحٍ فسکونٍ فی الأَول،و هی قراءَهُ طلحهَ بنِ مُصرِّف.
و الحادیهَ عشرهَ بفتحِ الیاءِ: جَبْرَیَلُ ،و الباقی کالضَّبْط السابق.
و الثانیهَ عشرهَ بیاءَیْن تَحْتِیَّتَیْنِ : جَبْرَیِیلُ ،کسَلْسَبیل.
و الثالثهَ عشرهَ : جَبْرِینُ ،بالنُّون ،بَدَلَ اللاَّمِ ، و یُکْسَرُ.
و به تَتمُّ اللغاتُ أَربعَ عَشرهَ (2)،ففی قول شیخنَا:إِنَّهَا عند المصنِّف ثلاَثَ عشَرَهَ نَظَرٌ.و قد ذَکر منها البیْضاوِیُّ ثمان لغات،و ما بقِیَ أَوردَه ابنُ مالکٍ و أَرْبَابُ الأَفْعَالِ ،و قد نَظَم الشیخُ ابنُ مالِک سَبْعَ لغَات،من ذلک فی قوله:
جِبْرِیل جبْرِیلُ جَبْرَائِیلُ جبْرئِلٌ
و جَبْرئِیلُ و جبْرالُ و جِبْرِینُ
قال شیخُنَا و ذَیَّلَهَا الجَلاَلُ السُّیُوطِیُّ بقوله:
و جَبْرَأَلُّ و جَبْرایِیلُ معْ بَدلٍ
جبْرائِلٌ و بِیَاءٍ ثمَّ جَبْرِینُ
قال شیخُنَا:و قولُه:«مع بدلٍ »،إِشارهٌ إِلی جبْرائِین؛ لأَن فیه إِبدال الیاءِ بالهمزه و اللام بالنُّون.
قلتُ :و قد فاتَ المصنِّف جبْرَایِیل الذی ذَکَرَه السُّیُوطِیُّ ، و هو بیاءَیْن بعد الأَلِفِ ،و قد أَورَده الشِّهابُ ،و قبله ابنُ جِنِّی فی الشَّواذّ،فقال:و بها قرأَ الأَعْمشُ ،و کذلک جَبْرَایِلُ مقصوراً بالیاءِ بدلَ الهمزهِ ،و قد ذَکَرَه السُّیُوطِیُّ ،و جَبْرَأَلُ ، بتخفیفِ اللاّم،أَورَده ابنُ مالکٍ .قال ابنُ جِنِّی:و مِن أَلفاظهم فی هذا الاسم أَن یقولوا کُوریال-الکاف بین الکاف و القاف-فغالبُ الأَمر علی هذا أَن تکونَ هذه اللُّغَاتُ کلُّها فی هذا الاسم إِنما یراد بها جُبْرَال ،الذی هو کُوریال،ثم لَحِقَها من التَّحْرِیف علی طُولِ الاستعمالِ ما أَصارَهَا إِلی هذا التَّفَاوُتِ ،و إِن کانت علی کلِّ أَحوالِهَا مُتَجَاذِبَهً ،یَتَشَبَّثُ بعضُها ببعض.و استدلَّ أَبو الحَسَنِ علی زیاده الهمزه فی جَبْرئیلَ بقراءَه مَن قرأَ جَبْرِیل و نَحْوه،و هذا کالتَّضَیُّفِ من أَبی الحَسَنِ رَحِمَه اللّهُ ؛لِما قَدَّمْنَاه مِن
ص:163
التَّخْلِیط فی الأَعجمیِّ ،و یَلزمُ منه زیادهُ النُّون فی زَرَجُون؛ لقوله:
منها فَظِلْتَ الیوْمَ کالمُزَرَّج
و القَوْل ما قَدَّمْنَاه.
و یُذْکَرُ فیه لُغاتٌ أُخَرُ (1)،هکذا تُوجَد هذه العبارهُ فی بعض النُّسخ،و قد تَسقُط عن بعضها.
و الجَبَارُ :کَسَحَاب (2):فِنَاءُ الجَبّانِ نقلَه الفَرّاءُ عن المفضَّل.و الجَبَّان،ککَتَّان:المَقْبرَهِ ،و الصَّحراءُ،و سیأْتی فی النُّون إِن شاءَ اللّه تعالی.
و قولهم:ذَهبَ دَمُه جُبَاراً . الجُبَار ، بالضَّمِّ :الهَدَرُ فی الدِّیَّاتِ ،و السّاقِطُ مِن الأَرض، و الباطِلُ ،و
16- فی الحدیث:
«المَعْدِنُ جُبَارٌ ،و البِئْرُ جُبَارٌ ،و العَجْمَاءُ جُبَارٌ ». قال الأَزهریُّ :و معناه أَن تَنْفَلِتَ البَهیمهُ العَجْمَاءٌ فتُصِیب فی انفلاتِها إِنساناً أَو شیئاً،فجُرْحُهَا هَدَرٌ،و کذلک البِئْرُ العادِیَّهُ یَسقطُ فیها إِنسانٌ فیَهْلِکُ فَدَمُه هَدَرٌ،و المَعْدِنُ إِذا انْهارَ علی حافِرِهِ فقَتَلَه فدَمُه هَدَرٌ،و فی الصّحاح:إِذا انْهارَ علی مَن یَعملُ فیه فهَلَکَ لم یُؤْخَذ به مُستأْجِرُه.و
16- فی الحدیث:
«السّائِمَهُ جُبَارٌ ». أَی الدّابَّهُ المُرْسَلَه فی رِعْیِهَا،و أَنشدَ المصنِّف فی البَصائر:
و شادِنٍ وَجْهُه نَهَارُ
و خَدُّه الغَضُّ جُلَّنَارُ
قلتُ له:قد جَرَحْتَ قَلْبِی
فقال:جُرْحُ الهَوَی جُبَارُ
و الجُبَارُ مِن الحُرُوب:مالا قَوَدَ فیها ولادِیَهَ ،یقال:
حَرْبٌ جُبَارٌ .
و الجُبَارُ : السَّیْلُ ،قال تَأَبَّطَ شَرًّا:
به مِن نَجاءِ الصَّیْف بِیضٌ أَقَرَّها
جُبَارٌ لِصُمِّ الصَّخْرِ فیه قَرَاقِرُ
یَعْنی السَّیْلَ . و الجُبَار : کُلُّ ما أُفْسِدَ و أُهْلِکَ (3)،کالسَّیْل و غیره.
و الجُبَار : البَریءُ من الشَّیْ ءِ،یُقال:أَنا منه خَلاَوهٌ و جُبارٌ ،و قد تقدَّم فی فلج للمصنِّف:و منه قولُ المُتَبَرِّی من الأَمْر:أَنا منه فالِجُ ابنُ خَلاَوَهَ .فَتَأَمَّلْ ذلک.
و جُبَارُ ،کغُرَابٍ :اسمُ یوم الثَّلاثاءِ فی الجاهلیَّه،من أَسْمَائهم القدیمه، و یُکْسَرُ قال:
أُرَجِّی أَنْ أَعیشَ و أَنَّ یَوْمی
بأَوَّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَارِ
أَو التّالی دُبَارِ فإِنْ یَفُتْنی
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَهَ أَو شِیَارِ
و نقلَه أَیضاً الفَرّاءُ عن المفضَّل.
و جُبَارٌ ،بالضمّ :اسمُ ماء بین المدینهِ و فَیْد، لبنی حُمَیْس (4)بن عامِر ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و فی معجم البَکْریِّ ،لبنی جُرَش بن عامرٍ من جُهیْنَهَ ،و هم الحُرَقه (5).
و قد یُسْتَعملُ الجبْرُ للإِصلاح المجرَّد،و منه: جابرُ بنُ حَبَّهَ ،اسمُ الخُبْز ،معْرفَه،کذا فی المُحکَم: و کُنْیتُه أَبُو جابرٍ أَیضاً ،و هو مَجازٌ،و قد ذَکَره الجُرجانیُّ فی الکنایات، و أَنشدَ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساس:
فلا تَلُومِینی و لُومِی جابِرَا
فجابِرٌ کَلَّفَنِی هَواجِرَا
و أَنشدَنا شیخُنا الإِمامُ أَبو عبد اللّه محمّدُ بنُ الطِّیِّب رحِمه اللّه،قال:أَنشدنا الإِمامُ أَبو عبد اللّهِ محمّدُ بنُ الشّاذِلیِّ ،أَعزَّه اللّه،فی أَثناءِ قِراءَه المَقامات:
أَبو مالکٍ یَعْتادُنا فی الظَّهائِرِ
یَجیءُ فیُلْقِی رحْله عندَ جابرِ
قال:و أَبو مالک:کُنْیهُ الجُوع.و قال فی اللِّسان:و کلُّ ذلک مِن الجَبْر الذی هو ضدُّ الکسْر.
ص:164
و الجِبَارَهُ -بالکسر-و الجَبِیرَهُ :الیَارَقُ (1)،و هو الدَّسْتَبنْدُ، کما سیأتی له فی القاف.جمعُه الجبائرُ ،قال الأَعْشَی:
فأَرتْکَ کَفًّا فی الخِضَا
بِ و مِعْصَماً مَلأَ الجِبَارَهْ
و الجَبِیرهُ أَیضاً: العِیدانُ التی تُجْبَرُ بها العِظامُ علی اسْتِواءٍ.
و المُجبِّرُ :الذی یشُدُّ العِظَام المکْسُورَهَ و یُجبِّرُهَا .
و قال أَبو حاتم فی تَقْویم المُبْتَدإِ: الجَبَائرُ :العِیدانُ التی تُشَدُّ علی المَجْبُور .و قال ابن الأَنْباریِّ :واحدتُها جِبارهٌ ، بالکسْر،کما للمصنِّف و الجوهریِّ و غیرهما.
و جِبارهُ بنُ زُرارهَ ،بالکسر ،کذا ضَبطَه الدَّارقُطْنِیُّ و ابنُ ماکُولا: صحَابیٌّ بلَویٌّ ،شَهدَ فَتْح مصر، أَو هو جُبارهُ کثُمامهَ ،و رُجِّحَ الأَوّلُ .
و جوْبرُ ،بالفتح: نَهرٌ،أَو:ه،بدمشقَ ،أَو هی أَی القریهُ بهاءٍ ،و الذی فی مُعجم یاقوت،نهرُ جَوْبَر بالبَصْره- منها أَی من جَوْبَرَه التی بدمشقَ :أَبو عبد اللّه عبدُ الوهّاب بنُ عبد الرَّحیم بن عبد الوهّاب الأَشْجَعِیُّ الغُوطِیُّ ،عن شُعَیْب بن إِسحاقَ ،و عن أَبو الدَّحْداحِ .ذَکَره الأَمِیرُ.
و قال الحافظُ :رَوَی عنه أَبو داودَ فی السُّنَن و أَحمدُ بنُ عبدِ اللّه (2)بن یَزیدَ، الجوْبَرِیّان الدِّمَشْقِیّان،حدَّث الأَخیرُ عن صَفْوانَ بن صالحٍ ، و یُنْسَبُ إِلیه: الجوْبَرَانیُّ ،أَیضاً.
و اشتَهَر بها عبدُ الرَّحْمن بنُ محمّد بن یَحْیَی بن یاسرٍ الجَوْبَرانیُّ المحدِّثُ ،و فی التَّبْصیر:عبدُ الرحمن بن یَحْیَی بن یاسرٍ الجَوْبَریُّ شیخٌ لأَبی القاسم بنِ أَبی العلاءِ، و أَبُوه یَروِی عن عُثْمان بنِ محمّد الذَّهَبِیِّ .
و جَوْبرُ : ه بنَیْسابُورَ،منها :أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ علیِّ بن محمّد بن إِسحاق الجَوْبَریُّ ،عن حَمْزَهَ بن عبد العزیزِ القُرَشیِّ ،و عنه زاهِرُ بنُ طاهر.
و جَوْبَرُ : ه بسَوادِ بغدادَ ،و هی التی ذَکَرها یاقوتُ فی المعجم. و جُویْبَارُ (3)،بضمِّ الجیمِ و سکُون الواوِ،و المُثَنَّاهِ من تحت،و یقال:جُوبَارُ-بلا یاءٍ،و کلاهما صحیحٌ ، و کذلک النَّسَبُ إِلیها صحیحٌ بالوَجْهَیْن: جُویْبَارِیٌّ و جُوبَارِیٌّ ، و معناه مَسِیلُ النَّهْر الصَّغِیر.و جُو (4)بالضمّ ، و جُویْ بزیادهِ الیاءِ، بالفارسیَّه:النَّهْرُ الصغیر،و بارُ:مَسِیلُه و قُدِّمَ المُضَافُ إِلیه علی المُضاف علی عَادَتِهم فی التَّراکِیب، و هی:ه بهرَاهَ ،منها:أَحمدُ بنُ عبدِ اللّه التَّیْمِیُّ الهَرَویُّ ،و یقال فیه:الشَّیْبَانیُّ أَیضاً، الوَضَّاعُ الکَذّابُ ، رَوَی عن جَرِیر بن عبد الحمید و الفَضْل بنِ موسی، و غیرهما،أَحادیثَ وَضَعَها علیهم.
و جُوبَارَهُ بسَمَرْقَنْدَ،منها:أَبو علیٍّ الحَسَنُ بنُ علیٍّ السَّمَرْقَنْدِیُّ .
و جُوَیْبَارُ (5): مَحَلَّهٌ بنَسَفَ ،منها.محمّدُ بنُ السَّرِیِّ بنِ عَبّاد النَّسَفِیُّ الجُوَیْبَارِیُّ ، رَأَی البُخَارِیَّ صاحِبَ الصَّحِیح.
و جُویْبَارُ: ه بمَرْوَ،منها أَبو محمّد عبدُ الرَّحمن بنُ محمّد بن عبد الرَّحمن البُویَنَجِیُّ ،علی فَرْسخَیْن مِن مَروَ، تُعرَفُ جُویْبار بُویَنَکَ (6)، صاحبُ أَبی سعْد السّمْعانیِّ ،رَوی عنه بمرْوَ-رَوَی شَرَفَ أَصحاب الحدیث لأَبی بکر الخَطیب (7)،عن عبد اللّه بن السَّمَرْقَنْدیِّ ،عنه.
و جُویْبَارٌ : محَلَّهٌ بأَصْفَهانَ ،و یقال لها:جُوبارُ أَیضاً:
منها:محمّدُ بنُ علیٍّ السِّمْسَارُ ،و أَبو منصور محمودُ بنُ أَحمدَ بن عبد المُنْعم بن ما شاذَه،رَوَی عنه السّمْعانیُّ و غیرُه. و أَبو مسعود عبدُ الجَلیل بنُ محمّد بن عبد الواحِدِ بنِ کوتاه الحافِظُ ،عن أَصحاب أَبی بکرِ بنِ مرْدَوَیْهِ ،رَوَی السّمْعانِیُّ .
و جُویْبَارُ (8):قریهٌ ،أَو ع بجُرْجَانَ :منه:طَلْحَهُ بنُ أَبی
ص:165
طَلْحَهَ الجُرْجَانِیُّ ،عن یَحْیَی بن یَحْیَی،و عنه أَبو بکر الإِسماعِیلِیُّ .
و جَبْرَهُ بفتحٍ فسکونٍ ، و جُبَارَهُ بالضمِّ ، و جِبَارَهُ بالکسر، و جُوَیْبِرٌ ،مصغَّر جابر : أَسماءٌ و جابِرٌ اثنانِ و عشرونَ صَحابیّاً ،و هم: جابرُ بنُ أُسامهَ الجُهَنِیُّ ،و جابرُ بنُ حابِسٍ الیَمَامیُّ ،و جابرُ بنُ خالد الخَزْرَجیُّ ،و جابرُ بن أَبی سبْرَهَ (1)الأَسَدیُّ ،و جابرُ بنُ سُفْیَانَ الأَنْصَارِیُّ ،و جابرُ بنُ سُلَیْمٍ الهُجیْمیُّ ،و جابرُ بنُ سَمْرَهَ العامریّ ،و جابرُ بنُ شَیْبَانَ الثَّقَفیُّ ،و جابرُ بنُ ماجدٍ الصَّدَفیُّ ،و جابرُ بن أَبی صَعْصَعَهَ المازنیُّ ،و جابرُ بنُ طارقٍ الأَحْمسیُّ (2)،و جابرُ بن ظالمٍ الطّائیُّ ،و جابرُ بنُ حابسٍ العَبْدیُّ ،و جابرُ بنُ عبدِ اللّه الرّاسِبِیُّ ،و جابرُ بنُ عبدِ اللّه بنِ رِبَاب (3)،و جابرُ بنُ عبدِ اللّه الأَنْصارِیُّ ،و جابرُ بنُ عُبَیْد،نَزَلَ البصرهَ ،و جابرُ بن عَتِیک الأَنصارِیُّ (4)،و جابرُ بنُ عُمَیْرٍ الأَنصاریُّ ،و جابرُ بنُ النُّعْمَانِ البَلَوِیُّ ،و جابِرُ بنُ یاسرٍ القِتْبَانِیُّ ،و جابِرُ بنُ عیّاش.فهؤلاءِ اثنان و عشرون صَحابیّاً.
و بَقِی علیه منهم: جابرُ بن الأَزْرق الغاضِرِیُّ ،نزَلَ حِمْصَ ،و جابرُ ابنُ عبدِ اللّه العبْدِیُّ ،و جابرُ بنُ عَوْفٍ أَبو أَوْسٍ الثَّقَفِیُّ .ذکَرهم الحافظ الذَّهَبِیُّ فی کتاب التَّجْرِید.
و جَبْرٌ خمسهٌ ،و هم: جَبْرٌ الأَعْرَابیُّ المُحارِبیُّ ،و جَبْرُ بنُ عبد اللّه القبْطِیّ ،مَوْلَی أَبِی بصْره،و جَبْرُ بنُ عتِیک (5)،و جَبْرٌ الکِنْدِیُّ ،و جَبْرٌ أَبو عبدِ اللّه،و جَبْرُ بنُ أَنَس.و قد اختُلِفَ فی الأَخِیر،و صوَّبُوا أَنه جُبَیْرُ بن إِیَاسٍ ،و قد تَصحَّفَ علیهم.
و جُبَیْرٌ ثمانیهٌ ،و هم: جُبیْرُ بنُ إِیاس الخَزْرَجِیُّ ، و جُبَیْرُ بنُ بُحیْنَهَ (6)الأَزْدِیّ ،و جُبیْرُ بنُ الحُبَابِ بنِ المُنْذِرِ، و جُبَیْرُ بنُ الحارِثِ (7)القُرَشیّ ،و جُبَیْرُ بنُ مُطْعِم بنِ عَدیٍّ النَّوْفَلِیُّ ،و جُبیْرُ بنُ النُّعْمَانِ الأَوْسِیُّ ،و جُبیْرُ بنُ نُفَیْر الحَضْرمِیُّ ،و جُبَیْرٌ مَوْلَی کَبیره بنت سُفْیانَ . و جِبَارهُ -بالکسر-واحِدٌ ،و هو جبَارَهُ بنُ زُرَارهُ ،و قد تقدَّم الاختلافُ فیه،و هکذا ضَبَطَه ابنُ ماکُولا و الدَّارَقُطْنِیُّ .
و أَبو القَاسمِ عِمْرانُ بنُ موسی ابن یَحْیَی بنِ جِبَارَهَ ، بالکسر الحَمْرَاوِیُّ الجِبَاریُّ ،من أَهل مصرَ،رَوَی عن عیسی بن حَمّاد زُغْبَهَ ،توفِّی سنه 301. و محمّدُ بنُ جعفرِ بنِ جِبَارهَ الدِّمَشْقیُّ الجَوْهریُّ ،و ابنُه الحَسَنُ بنُ محمّد،الرّاوِی عن خَیْثَمَه،ذَکَره الذَّهَبِیُّ : مُحَدِّثان.
و أَما سعدٌ الجُبَارِیُّ فبالضمِّ ،له شِعْرٌ مذکورٌ فی مُعجَم المُنْذِریِّ ،و هو ضَبَطه،قال:إِنه منسوبٌ إِلی بنی جُبَارَهَ .
و جَبْرَهُ بنتُ محمّد بن ثابت بن سِباع مشهورهٌ ،من أَتباع التابعین،قلت:و زوجها محمّد بنُ عبد الرحمن،رَوَی عنه أَبو عاصم.
و جَبْرَهُ بنتُ أَبی ضَیْغَم البَلَویَّهُ ،شاعرهٌ تابعیَّهٌ . قلتُ :
الصَّواب فیها بالحاءِ المهملَه،کما ضَبَطه الحافظُ ،و العَجَب من المصنِّف؛فإِنه قد ذَکَرهَا فی المهمله علی الصَّواب، و وَهِمَ هنا.فتَأَمَّلْ .
و أَبو جُبَیْر :کزُبیْر الکِنْدیُّ ،له حدیثٌ فی الوضُوءِ رَوَاه عنه جُبَیْر بن نُفَیْر،و إِسْنَاده حَسَنٌ -و هناک رجلٌ آخَر مِن الصَّحابه اسمه أَبو جُبَیْرٍ الحَضْرَمِیُّ (8)،له حدیثٌ - و أَبو جَبِیرَهَ ،کسَفِینَه،ابنُ الحُصیْن الأَوْسیُّ الأَشْهَلیُّ ،ذَکَره أَبو عَمْرو: صَحَابیّان.
و أَبو جَبیرَهَ بنُ الضَّحّاک الأَشْهَلِیُّ أَخو ثابِتٍ ، مُخْتَلَفٌ فی صُحْبَتِه ،وُلِدَ بعد الهجرهِ ،و رَوَی عنه الشَّعْبِیُّ ، و قَیْس بن أَبی حازم،و ابنُه محمود (9)بنُ أَبی جَبیرَهَ ،نَزَلَ الکُوفهَ ،له فی النَّهْی عن التَّنابُز، و زَیْدُ بنُ جَبیرَهَ ،من بَنِی عبدِ الأَشْهَل، مُحَدِّثٌ عن أَبیه،ذَکَرَه البُخَارِیُّ فی تاریخه.
و أَما زَیْدُ بنُ جَبِیرهَ الذی روی عن داوُودَ بنِ الحُصیْنِ فإِنه وَاهٍ ،ذَکَرَه الذَّهَبِیُّ فی الدِّیوان.
و جُبَیْرهُ کجُهَیْنَهَ :أَحمدُ بنُ علیِّ بنِ محمّد بنِ جُبَیْرَهَ بنِ البُصْلانِیّ ،سَمِعَ عاصِمَ بنَ الحَسَنِ : شیخٌ لابنِ عَساکِرَ الحافِظِ أَبی القاسمِ صاحبِ التاریخ.
ص:166
و الجُبَیْریُّون جماعهٌ بالبَصْرَه یَنْتَسِبُون إِلی جُبَیْرِ بنِ حیَّهَ بنِ مسعودِ ابنِ مُعتِّبِ بنِ مالکِ بنِ کَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ سعِید بن عَوْفِ بنِ ثَقِیف،رَوَی عن المُغِیرَهِ بنِ شُعْبَهَ ،و نَزَلَ البصرهَ .
و مِمَّنْ یُنْسب إِلیه سَعِیدُ بنُ عبدِ اللّه بن زِیادِ بن جُبیْرِ بن حیَّهَ ، بصْرِیُّ ،عن ابن بُرَیْدَهَ . و ابنُ زِیَادِ بنِ جُبَیْرٍ ،هکذا فی النُّسَخ الموجودهِ ،و المعروفُ فی نسبهم أَنّ جُبیْرَ بنَ حَیَّهَ له وَلَدَانِ :عبدُ اللّهِ و زِیادٌ و الأَخیرُ یرْوِی عن أَبِیه،فلَفْظَهُ «ابن» زائدهٌ ، و ابنُه إِسماعِیلُ ،و هو إِسماعیلُ بنُ سعِیدِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ زِیادِ بنِ جُبَیْرٍ ،علی الصَّحیح،فالضمیرُ راجعٌ إِلی سعِید لا إِلی زیاد،کما هو ظاهرٌ،و هو یَرْوِی عن أَبِیه سَعِید،ذَکَره ابنُ أَبی حاتِمٍ عن أَبِیه و وَثَّقَه. و قال ابنُ الأَثِیر: عُبیْدُ اللّه بنُ یُوسُفَ بنِ المُغِیرَهِ ،شَیخٌ بَصْرِیٌّ من أَولاد جُبَیْرِ بنِ حَیَّهَ .
و فاتَه:أَبو عُبَیْدٍ قاسمُ بنُ خَلفِ بن فَتْحِ بنِ عبدِ اللّه بنِ جُبَیْرٍ ،سَکَنَ قُرْطُبَهَ ،و سَمِعَ الحدیثَ بالعِراق،و عاد إِلی الأَنْدَلُسِ ،توفِّی سنَه 371.
و جِبْرِینُ ،کغِسْلِین:ه کبیرهٌ بناحِیَه عَزَازَ بالشّامِ (1)،مِن فُتُوح عَمْرِو بنِ العاصِ ،اتَّخَذَ بها ضَیْعَهً تُدْعی عَجْلانَ ، باسم موْلًی له، منها:أَحمدُ بنُ هِبَهِ اللّه النَّحْوِیُّ المُقْرِیءُ، و النِّسْبَهُ إِلیها جِبْرانِیٌّ ،علی غیر،قیاسٍ ؛فإِن القِیَاسَ یَقْتَضِی أَن یکونَ جِبْرِینِیٌّ ، و ضَبَطَه الحافظُ ابنُ نُقْطَهَ صاحبُ الإِکمالِ بالفَتْح ،للخِفَّه.
و جِبْرِینُ الفُسْتُقِ :ه علی مِیلَیْنِ مِن حَلَبَ ،أَوّلُ مرحَلهٍ من حلَبَ للمُتوجِّهِ إِلی أَنْطَاکِیَهَ ،و منها:محمّدُ بنُ محمّدِ بن عُلْوانَ بن نَبْهَانَ الجبْرِینِیُّ ،الحَلَبِیُّ ،ولد سنه 763، حدَّثَ .
و بَیْتُ جِبْرِینَ :قریهٌ (2)کبیره بِفِلَسْطِینَ ، بین غَزَّهَ و القُدْسِ ،منها :أَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ خَلَفِ بنِ عُمَرَ الجِبْرِینِیُّ المحدِّثُ ،روَی عن أَحمدَ بنِ الفَضْلِ الصّائِغ، و عنه أَبو بکرِ بنِ المُقْرِیء الأَصْبَهَانِیّ .
و المجَبِّرُ :الذی یُجَبِّر (3)العِظامَ و یشُدُّها علی اسْتِواءٍ. و هو لَقَب أَبی الحَسَن أَحمد (4)بن موسی بنِ القاسمِ بنِ الصَّلْتِ بنِ الحارِثِ بن مالک العَبْدَرِیِّ البَغْدَادِیِّ المحدِّثِ ، و لَقَبُ أَبی الحارِثِ یَحْیَی بن عبدِ اللّه بن الحارثِ التَّیْمِیِّ ، و یقال للأَخِیر الجَابِرِیُّ أَیضاً؛إِلی جَبْرِ العَظْمِ .
و المُجبَّر ، بفتح الباءِ ،هو عبدُ الرَّحْمن الأَصغَرُ بن عبد الرَّحْمن الأَکبر بن عُمَرَ بنِ الخَطّابِ ،رَضِیَ اللّه عَنه، و یقال له:أَبو المجَبَّرِ أَیضاً؛و إِنما قیل له ذلک لأَنّه وَقَعَ و هو غلامٌ فقیل لعمَّتِه حَفْصهَ :انْظُرِی إِلی ابن أَخیکِ المُکَسَّر، فقالت:بل المُجَبَّر ،فبَقِیَ لَقَباً علیه،قالَه أَبو عمْرو.
و جَبَّرٌ کبَقَّمٍ :لَقبُ محمّد -و فی بعض النُّسخ (5):
روْح- بن عصَامِ بنِ یَزِیدَ الأَصْفهَانِیِّ (6)المحدِّثِ ،عُرِفَ والدُه بخادمٍ سُفْیَانَ الثَّوْرِیِّ ،و عنه ابنه إِسماعیلُ ،و محمّدُ ابنُ إِسحاقَ بنِ مَنْدَه.
و المُتَجبِّرُ :الأَسَدُ ،لعُتُوِّه و قَهْرِه.
و أَجْبرَه :نسبَه إِلی الجَبْر ،کأَکْفَره:نَسَبه إِلی الکُفْر.
و بابُ جَبّارٍ ،ککَتّانٍ :ه بالبَحْریْن.
و محمّدُ بنُ جَابَارَ الهَمْدَانِیُّ ، زاهدٌ،صَحبَ الشِّبْلیَّ و غیره.
و مَکِّیُ بنُ جَابَارَ الدِّینَوَرِیّ : مُحدِّثٌ ثِقَهٌ ،حَدَّث بدمشقَ بعد السِّتِّین و أَربَعمائه.
و الجابِرِیُّ :محدِّثٌ ،له جُزْءٌ فی الحدیث م أَی معروفٌ ،رَواه عنه أَبو نُعَیْم،قاله الذَّهَبیُّ .قلتُ :و هو أَبو محمّد عبدُ اللّه بنِ جعفرِ بنِ إِسحاقَ بنِ علیِّ بنِ جابرِ بنِ الهَیْثَمِ الموْصَلِیُّ الجابِرِیُّ ؛نِسْبَهً إِلی جَدِّه،سکَنَ البَصْرهَ ، و سَمعَ عن أَبی یَعْلَی الموْصلِیِّ و غیرِه،و عنه أَبو نُعَیْم،و قد رَوَیْنَا هذَا الجَزْءَ مِن طریق الحافظِ البِرْزالیِّ ،عن أَبی المنجّا بنِ اللَّتِّی،عن أَبی رشِید البِشْرِیِّ ،عن أَبی علیٍّ الحدّادِ،عن أَبی نُعیْمٍ ،عنه.
و محمّدُ بنُ الحسَنِ الجابِرِیُّ صاحبُ أَبی الفَضْلِ
ص:167
عِیاضِ بن موسی الیَحْصُبِیِّ القاضِی ،حدَّث بسَبْتَهَ قبل السِّتمائه بالشِّفاءِ،عنه.
و یُوسُفُ بنُ جَبْرَویْهِ الطَّیَالِسِیُّ :مُحدِّثٌ .
و أَبو سَهْلٍ أَحمدُ بنُ علیِّ بنِ جَبْروَیْه الکَلْوذَانِیُّ ،عن الکُدَیْمِیِّ ،و عنه رزْقَویْه.
و أَمّا أَبو الحسنِ محمّدُ بنُ الحسن بنِ جُبْرُوَیْهِ ،فبالضمّ ، حَدَّثَ عنه أَبو الغَنَائِم النَّرْسِیُّ .
و جُبْرَانُ بنُ إِبراهیمَ الصّاغانیّ کعُثْمَانَ :شاعرٌ شِیعِیٌّ ، قالَه الأَمِیرُ،و یرْوِی عن أَبی قُرَّهَ .
و جَبْرُونُ بنُ عِیسی البَلَوِیُّ ،حدَّث عن سُحْنُون الفَقِیه، و عن یَحْیَی بنِ سلیمانَ الحُفْریِّ القَیْروانِیِّ . و جَبْرُونُ بنُ سعید الحَضْرَمِیُّ قاضِی الإِسکندریهِ ،سَمِعَ محمّدَ بنَ جَلاّد (1)الإِسکندرانیَّ . و جَبْرُونُ بنُ عبد الجَبّارِ بنِ واقِدٍ، سَمِعَ ابن عُیَیْنَه.و جَبْرُونُ بنِ واقِد الإِفْرِیقیُّ . و عبدُ الوارِثِ بنُ سُفیَانَ بنُ جَبْرُونَ ،من أَشیاخ ابنِ عبدِ البَرِّ:
محدِّثُون.
و المَجْبُورَهُ و جابِرَهُ ؛اسْمَانِ لطَیْبَهَ المشَرَّفَهَ ،علی ساکنها أَفْضَلُ الصّلاهِ و السّلامِ ؛و المَجْبَورَه کأَنَّهَا جُبِرَتْ بِه صَلَی اللّه علیه و سلّم؛ و جابِرَهُ کأَنّهَا جَبَرَتِ الإِیمانَ .
و الانْجِبَارُ :نَباتٌ نَفّاعٌ یُتَّخَذُ منه شَرَابٌ ،مذکورٌ فی کتب الطِّبِّ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رجلٌ جَبّارٌ :مُسَلَّطٌ قاهِرٌ،و به فُسِّر قوله تعالی: وَ ما أَنْتَ عَلَیْهِمْ بِجَبّارٍ (2)أَی بمُسَلَّط فتَقْهَرَهم علی الإِسلام.
و الجبّارُ :الذی یَقْتُلُ علی الغَضبِ .و
16- فی الحدِیث:
«کَثَافهُ جِلْدِ الکافرِ أَربعُون ذِراعاً بذِراعِ الجَبّار ». ؛أَراد به هنا الطَّوِیل،و قیل:المَلِک،کما یُقَال بذِراع المَلِک.قال القُتَیْبِیُّ :و أَحْسَبُه ملِکاً من ملُوک الأَعاجِمِ کان تامَّ الذِّراعِ .
و
16- فی حدیث خَسْفِ البَیْدَاءِ (3): «فیهم المُسْتَبْصِرُ و المَجْبُورُ و ابنُ السَّبِیل». و هو من جَبَرْتُ لا أَجْبَرْتُ .و قال أَبو عُبَیْد: الجَبَائِرُ :الأَسْوِرَهُ مِن الذَّهب و الفِضَّه، واحدتُها جِبَارهٌ و جَبِیرَهٌ ،و قال الأَعْشَی:
فأَرَتْکَ کَفًّا فی الخِضَا
بِ و مِعْصَماً مِلءَ الجِبَارهْ
و أَصَابَتْه مُصیبَهٌ لا یَجتَبِرُها ،أَی لا مَجْبَرَ منها.
و نارُ إِجْبیرَ ،غیر مَصْروف:نارُ الحُبَاحِبِ ،حکَاه أَبو علیٍّ عن أَبی عمْرٍو الشَّیبانیِّ .
و حَکَی ابنُ الأَعرابیِّ : جِنْبَارُ مِن الحبْر.قال ابن سِیدَه:
هذا نصُّ لَفْظِه،فلا أَدرِی مِن أَیِّ جَبْر عَنَی:أَ مِن الجَبْرِ الذی هو ضِدُّ الکَسْر،و ما فی طریقه،أَم مِن الجَبْر الذی هو خلافُ القدَرِ؟قال:و کذلک لا أَدرِی ما جِنْبارُ :أَ وَصْفٌ أَم علَم أَم نَوْعٌ أَم شَخْصٌ ؟و لولا أَنه قال:«مِن الجَبْر » لأَلْحقْتُه بالرباعِیِّ ،و لقلتُ :إِنَّها لغهٌ فی الجِنِبَّارِ الذی هو فرْخُ الحُبَارَی،أَو مُخَفَّفٌ عنه.
و زیادُ بنُ جُبیْر الطّائِیُّ الکوفِیُّ ،من رجال البُخَارِیِّ .
و الجِبَارُ ،بالکسر:جَمْع الجَبْرِ بمعنی المَلِکِ .
و الجَبِیرِیَّهُ :قریهٌ بالیمن،و قد دَخلتُها و فیها الفُقهاءُ بنو حُشیْبِر.
و مِن سَجَعَات الأَساس:و ما کانت نُبُوَّهٌ إِلاّ تَنَاسَخَهَا مُلْکُ جَبَرِیَّه .أَی إِلاَّ تَجبَّرَ المُلُوکُ بعدَهَا.
و مِن المجاز:ناقَهٌ جَبّارهٌ ،أَی عظیمهٌ (4).
و جبَرْتُ فلاناً فاجْتَبَرَ :نَعَشْتُه فانْتَعَشَ .
و اسْتَجْبَرتُه :بالَغْتُ فی تَعَهُّدِه.
و فلانٌ جابِرٌ لی مُسْتَجْبِرٌ .
و الجَبْرُ فی الحِسَاب:إِلحاقُ شَیْ ءٍ به إِصلاحاً لما یُرِیدُ إِصلاحَه.
و باجَبّارهُ :قریهٌ شرقیَّ مدینهِ المَوْصِلِ ،کبیرهٌ عامرهٌ ،قال یاقوت:رأَیتُها غیرَ مرّهٍ .
و فی قُضاعهَ : جابِرُ بنُ کَعْب بن عُلَیْمٍ ،و فی خَوْلانَ جابِرُ بنُ هِلال،و فی غَنِیٍّ جابِرُ بنُ مالک،و فی طَیِّیٍّ
ص:168
جابِرُ بنُ حَیِّ بنِ عَمْرِو بنِ سِلْسِلَهَ ،و جابِرُ بنُ عبدِ اللّه بنِ قادِم الهمْدَانِیُّ :بُطُونٌ .
و أَحمدُ بن عِمْرَانَ بنِ جَبِیر -کأَمِیرٍ-النَّسَفِیُّ ،حَدَّثَ عن محمّدِ بنِ عبدِ الرَّحمنِ الشّامیِّ .
و بَنُو جُبُارَه بالضمّ :قبیلهٌ .
و ساحِلُ الجَوَابِرِ :کُورَهٌ بمصرَ.
الجَیْتَرُ ،کحَیْدَرٍ أَهملَه الجوهریّ ،و قال الصَّغانیُّ :هو الرَّجلُ القَصِیرُ ،کذا فی التکمله (1).
جاثِر ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال أَئِمَّهُ النَّسَبِ :هو ابنُ إِرَمَ بنِ سامِ بنِ نُوحٍ ،علیه السلامُ ،و هو أَبو ثَمُودَ و جَدِیسَ ،و قد انْقَرَضَا (2).
و مکَانٌ جَثِرٌ ،ککتِف:فیه تُراب یُخَالِطُه سَبَخٌ ،عن ابن دُریْد، أَو حِجارهٌ .
و وَرقٌ جَثْرٌ :واسِعٌ .
جَجارُ (3)،کسحاب أَهملَه الجوْهرِیُّ و الجماعَهُ ،و هو هکذا ضَبطَه الرُّشاطِیُّ ،و قیل ککِتَاب:
ه ببُخاراءَ. قال ابن الأَثِیر:و یقال:شجار (4)، منها:
صالِح بنُ محمّدِ بنِ صالحِ (5)بن شُعیْب أَبو شُعْیبٍ الجَجَارِیُّ ،عن أَبی القاسم بن أَبی العقبِ الدِّمشقیِّ ، و عُمَرَ بن علیٍّ العتکَیِّ ، المُحدِّثُ العابِدُ،مِن أَرباب الکراماتِ ،و قَبرُه بها یُزار و یُتَبرَّک به،و روی عنه القاضی أَبو طاهرٍ الإسماعیلیُّ ،و محمّدُ بنُ علیِّ بن رمح و غیرُهما، توفِّی سنه 400.
*و ممّا یُستدرکَ علیه:
جَنْجَرُ (6):بالنُّون بین الجِیمَیْن:اسم ناحِیه من بلاد الرُّوم،و یقال بالخاءِ،و سیأْتی.
و یُسْتَدرک أَیضاً: جَوْجرُ ،کجَوْهَر:قریهٌ بالسَّمَنُّودِیَّهِ .و جَجرَوانُ ،بالفتح:بالمُنوفِیَّهِ .
الجُحْرُ بالضمّ لکلِّ شیْ ءٍ یُحْتَفَرُ فی الأَرض، إِذا لم یکن من عِظَام الخَلْق.و فی المُحکَم:هو کلُّ شیْ ءٍ یَحْتَفِرُه الهَوامُّ و السِّبَاعُ لأَنْفُسِهَا. قال شیخُنَا:و فُقَهَاءُ اللغهِ کأَبی منصورٍ الثّعالبیِّ جعَلُوا الجُحْرَ للضبِّ خاصَّهً ، و استعمالُه لغیرِه کالتَّجوُّزِ. کالجُحْرَانِ ،کعثْمانَ ،و نَظِیرُه:
جئتُ فی عُقْبِ الشَّهْرِ و عُقُبانه. ج جِحَرهٌ ،بکسر ففتح، و أَجْحَارٌ کأَصْحابِ .
و جَحَرَ (7)الضَّبُّ ،کمَنَع:دَخلَه ،أَی جُحْرَه .
و جَحَرَ فلانٌ الضَّبَّ :أَدخلَه فیه، فانْجحرَ ،أَی دَخَلَ و تَجَحَّرَ .
کأَجْحَرَه المطَرُ،أَی أَلْجَأَه حتی دَخَلَ جُحْرَه .
و جَحَرَتِ الشمسُ للغُیُوب،إِذا ارتفعتْ فأَزَی الظِّلُّ ، أَنشدَ الأَصمعیُّ لعُکَّاشَهَ بنِ أَبی مَسْعَدَهَ السَّعْدِیِّ :
قد وَرَدَتْ و الظِّلُّ آزٍ قدْ جَحَرْ
جاءَتْ مِن الخَطِّ و جاءَتْ بی هَجَرْ
و مِن المَجَاز: جَحَرَ الرَّبِیعُ إِذا احْتبسَ و لم یُصِبْنا. و فی المُحْکَم:لم یُصِبْکَ مَطَرُه.
و یقال: جَحَر عنّا الخیرُ ؛إِذا تخلَّف و لم یُصِبْنا.
و جَحَرَت العَیْنُ :غارَتْ ،و هو مَجازٌ.
و اجْتَحَر له جُحْراً ،أَی اتَّخَذَه.
و الجَحْرُ ،بالفتح:الغَارُ البعیدُ القَعْرِ ،نقلَه الصَّاغَانیُّ .
و الجَحْرَهُ بهاءٍ:السَّنَهُ الشَّدِیدَهُ المُجْدِبَهُ القلیلهُ لمَطَرِ؛ لأَنها تَجْحَرُ الناسَ فی البُیُوت،و قال زُهَیْرُ بنُ أَبی سُلْمَی:
إِذا السَّنَهُ الشَّهْبَاءُ بالنّاسِ أُجْحَفَتْ
و نَالَ کِرَامَ المالِ فی الجَحْرَهِ الأَکْلُ (8)
یرید بکرامِ المالِ الإِبلَ ؛یقول:إِنها تُنحَرُ و تُؤکَلُ لأَنهم لا یَجِدُون لَبَناً یُغْنِیهم عن أَکْلِها.
و یُحَرَّک.
ص:169
و عَیْنٌ جَحْرَاءُ :غائِرَهٌ مُتَجَحِّرهٌ ،و فی بعض النُّسَخ:
مُنْجحِرهٌ فی نُقْرتِهَا (1).و
16- فی الحدیث فی صِفَه الدَّجّال:
«لیستْ عَیْنُه بناتِئَهٍ و لا جَحْرَاءَ ». قال الأَزهریُّ :هی بالخاءِ المُعْجَمه و أَنکر الحاءَ و سیأْتی.
و أَجْحَرْتُه إِلی کذا: أَلْجَأْتُه.
و المُجْحَرُ :المُضْطَرُّ المُلْجَأُ،و أَنشدَ:
یَحْمِی المُجْحَرِینَا
و مِن المَجَاز: أَجْحَرتِ النُّجُومُ ،أَی نُجُومُ الشِّتَاءِ،إِذا لم تُمْطِر ،قال الرّاجز:
إِذَا الشِّتَاءُ أَجْحَرَتْ نُجُومُه
و اشتدَّ فی غَیْرِ ثَریً أَزُومُهُ
کذا فی التَّهْذِیب.
و من المجاز: أَجْحَرَ القَوْمُ إِذا دخَلُوا فی القَحْط و الشِّدَّه.
و بَعِیرٌ جُحَارِیَهٌ ،کعُلاَبِطَهٍ ،أَی مُجْتَمِعُ الخَلْق تامُّه،نقَلَه الصغانیّ .
و الجَوَاحِرُ :الدَّواخِلُ فی الجِحَرهِ و المَکامِنِ .
و الجَواحِرُ :المُتَخلِّفَاتُ مِن الوَحْش و غیرِها،قال امْرُؤُ القَیْسِ :
فأَلْحَقَنَا بالهَادِیَاتِ و دُونَه
جَواحِرُها فی صرَّهٍ لم تَزَیَّلِ
و قیل: الجاحِرُ من الدَّوابِّ و غیرهما: المتخلِّف الذی لم یَلْحَق ،و منه: جَحَرَ فلانٌ تَخَلَّف.
و الجَحْرَمَهُ :الضِّیقُ ،و سُوءُ الخُلُقِ ،و المِیمُ زائدهٌ ، فهی فَعْلَمهٌ ،و صرَّحَ بذلک الجوهریُّ و ابنُ القَطّاع و غیرُهما، و قد أَعاده المصنِّف فی المیم أَیضاً،و لم یُنَبِّه علی زیادهِ المیم،فلْیُنْظَرْ.
و المَجْحَرُ :المَلْجَأُ و المَکْمَنُ . و مَجاحِرُ القَومِ :
مَکَامِنُهم.و فی الأَساس:و مِن المَجاز:دَخَلُوا فی مَجَاحِرهِم ،أَی مَکَامِنِهم.*و ممّا یُسْتَدْرَکَ علیه:
الجُحْرَانُ ،کعُثْمَانَ :اسمٌ للفَرْجِ خاصَّهً ؛جیءَ فیه بالأَلف و النُّون تَمْیِیزاً له عن غیرِه من الجِحَرَهِ ،قالَه ابن الأَثیر،و علیه خُرِّجَ
16- الحدیثُ المَرْوِیُّ عن السّیِّدهِ عائشهَ رضی اللّه عنها: «إِذا حاضَتِ المرأَهُ حَرُمَ الجُحْرَانُ ». و رَواه بعضُ الناسِ بکسر النُّون علی التَّثْنِیَهِ ؛یُریدُ الفَرْجَ و الدُّبُرَ، و معناه أَنّ أَحدَهما حرامٌ قبلَ الحیضِ ،فإِذا حاضتْ حَرُمَا جمیعاً،و ذَکَرَه الزمخشریُّ فی المَجاز،و قال:حَرُمَ الجُحْرَانِ ؛أَی اجتمعَ الاثْنَانِ فی الحُرْمهِ :قال:و منه أَیضاً:
حَصِّنِی جُحْرَکِ .
و مِن المَجاز أَیضاً: أَجْحَرَهم الفَزَعُ ،و أَجْحَرَتِ السَّنَهُ الناسَ :أَدْخَلَتْهم فی المَضایِق.
الجِحِنْبارُ أَهملَه الجوهریُّ ،و قال أَبو حاتم:هو بکسرِ الجیمِ و الحاءِ المُهملَه (2).قلتُ :و رُوِیَ إِعجامُها فی کتاب العَیْن: نَبْتٌ .
و عن الفَرّاءِ: الجِحِنْبارُ : الرَّجلُ الضخْمُ ،و أَنشدَ:
فهو جِحِنْبَارٌ مُبِینُ الدَّعْرَمَهْ (3).
و الجِحِنْبَارُ : العَظِیمُ الخَلْقِ مِن الرِّجال،قالَه أَبو مِسْحَلٍ فی نَوادِره، أَو هو العَظِیمُ الجَوْفِ الواسِعُه ،قال الصَّاغَانیُّ :
و هذا أَشْبَهُ ؛لأَنّ سِیبَوَیْهِ جَعَلَه صِفَهً .
أَو هو القَصِیرُ القامَهِ المُجْفَرُ الواسِعُ الجَوْفِ ، کالجِحِنْبارَهِ ،بالهَاءِ، و یُضَمّانَ ،و اقتصرَ فی العَیْن علی القَصیر من الرِّجال.
و الجَحَنْبَرهُ :المرأَهُ القَصیرَهُ ،عن أَبی عَمْرو.
الجَحْدَرُ :الرجلُ الجَعْدُ القَصیرُ ،و الأُنْثَی جَحْدَرَهٌ .
و جَحْدَرهُ جَحْدَرَهً : صرَعه و دَحْرَجَه ،و هو مَقْلُوبُه کجَحْدَلَه،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و تَجَحْدَرَ الطائرُ مِن وَکْره،إِذا تَدَحْرَجَ ،أَی تَحَرَّکَ فطارَ ،عن الصَّاغانیُّ .
ص:170
و الجُحَادِرِیُّ ،بالضمّ :العظیمُ من الرِّجال،نقَلَه الصَّاغانیُّ .
و جحْدَرٌ ،کجعْفَرٍ:رَجُلٌ ،و هو جَحْدَرُ (1)بنُ ضُبَیْعَهَ بن قَیس بن ثَعْلَبَهَ بن عُکابَهَ بن صَعْبِ ،منهم:طالُوت بنُ عَبّاد الجَحْدَرِیُّ مَوْلاَهم،و أَبو یَحْیَی کاملُ بنُ طَلْحَهَ الجَحْدَریُّ البَصْریُّ ،و مالکُ بن مِسْمَع،و غیرُهم،و عامَّتُهم بالبَصْره.
و جَحْدَرٌ أَیضاً لَقَبُ أَحمدَ بن عبدِ الرَّحمن الکَفرتُوثِیِّ ، عن بقیَّهَ .
الجُحَاشِرُ ،بالضمّ ،أَهملَه الجوهَرِیُّ ،و قال الفَرّاءُ:هو الضَّخْمُ ،و أَنشد فی صفَه إِبل:
تَسْتَلُّ ما تَحْتَ الإِزار الحاجِرِ
بمُقْنِعٍ مِن رَأْسِها جُحَاشِرِ
و قال اللیث: الجُحَاشِرُ هو الحادِرُ الخَلْقِ ، الجَسیمُ (2)العَظیمُ الجسْمِ ، العَبْلُ المَفاصِلِ ،العَظِیمُ الخَلْق.
و الجُحَاشِرُ : فَرَسٌ فی ضُلُوعِه قِصَرٌ ،و هو فی ذلک مُجْفَرٌ کإِجفارِ الجُرْشُعِ .
کالجَحْشَر ،فیهما ،و الجَحْرَش ، و یُضَمُّ .
و قال أَبو عُبَیْد (3): الجَحْشَرُ مِن صِفات الخَیْل،و هی بهاءٍ ،قال:و إِن شئتَ قلت:حُجاشِرٌ،و الأُنثی جُحاشرَهٌ ، و أَنشدَ ابن سیدَه:
جُحَاشِرهٌ صَتْمٌ کأَنّ عِظَامَه
عَوَاثِمُ کَسْرٍ أَو أَسِیلٌ مُطَهَّمُ (4)
و أَنشدَ أَبو عُبَیْد:
جُحَاشِرَهٌ صَتْمٌ طِمِرٌّ کأَنَّهَا
عُقَابٌ زَفَتْهَا الرِّیحُ فَتْخاءُ کاسِرُ
و جُحْشُرٌ ،بالضمّ :اسمٌ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
الجَخَرُ ،محرَّکهً :تَغَیُّرُ رائحهِ اللَّحْم ،هکذا فی التَّکْمِلَه،و فی بعض النُّسخ:رائحهِ الفَمِ .
و الجَخَرُ : رائحهٌ مَکْرُوهَهٌ نَتِنَهٌ فی قُبُل المرأَهِ . و عن ابن دُرَیْد:سَبَبُها مِن فَسادِ الرَّحِم، و هی جَخْرَاءُ ،من ذلک.
و قال اللِّحْیَانیُّ : الجَخْرَاءُ من النِّسَاءِ:المُنْتِنَهُ (5).
و الجَخَرُ : الاتِّسَاعُ فی البئْر ،و قد جَخَرَها یجْخَرُهَا جَخْراً ،و جَخَّرَهَا :وَسَّعهَا.
و الجَخَرُ : خَلاءُ البَطْن ،قال الأَصمعیُّ فی قولهم:
ببَطْنِه یَعْدُو الذَّکَرْ
قال:الذَّکَرُ من الخَیْل لا یَعْدُو إِلاَّ إِذا کان بین المُمْتَلئ و الطَّاوی؛فهو أَقَلّ احتمالاً للجَخَر من الأُنثی،و الجَخَرُ :
الخَلاَءُ،و الذَّکَرُ إِذا خَلاَ بَطْنُه انکسرَ و ذَهَبَ نشاطُه.
و الجَخِرُ : ککَتِف:الکثیرُ الأَکْل ،عن الصَّاغانیُّ ، و الجَبَانُ . رجلٌ جَخِرٌ :جَبَانٌ أَکُولٌ ،و الأُنثی جَخِرَهٌ .
و الجَخِرُ : القلیلُ لَحْمِ الفَخِذَیْنِ من الرِّجال.
و الجَخِرُ : الفاسِدُ العَقْلِ . کلُّ ذلک عن الصَّاغانیُّ .
و الجَخِرُ : العاجِزُ.
و الجَخِرُ : السَّمِجُ .
و الجَخِرُ : السَّرِیعُ الجُوعِ .
و قد جَخِرَ جَخَراً ،إِذا جَزِعَ من الجُوعِ .
و الجَخْرَاءُ :د،لبَنِی شِجْنَهَ بن عُطَارِدِ بنِ عَوْفِ بنِ کَعْب.
و الجَخْرَاءُ : المرأَهُ الواسعهُ البَطْنِ .
و الجَخْرَاءُ :المرأَهُ الواسعهُ التَّفِلَهُ ،عن اللِّحْیَانیّ .
و الجَخْرَاءُ من العُیُون:الضَّیِّقَهُ التی فیها غَمَصٌ و رَمَصٌ ،و منه قِیل للمرأَه: جَخْرَاءُ ،إِذا لم تکن نَظِیفَهَ المَکَانِ ،و به فُسِّرَ
16- الحدیثُ فی صِفَه عَیْن الدَّجّال: «أَعْوَرُ مَطْمُوسُ العَیْنِ ،لیستْ بناتِئَه و لا جَخْرَاءَ ». و یُرْوَی بالحاءِ المهمله،و قد تقدَّم.و قال الأَزهریُّ بالخاءِ،و أَنْکَرَ الحاءَ.
ص:171
و الجَاخِرُ :الوادِی الواسِعُ .
و جَخَرَ ،کمنَع:وَسَّعَ رَأْسَ بِئْرِه، کأَجْخرَ و هذه عن ابن الأَعرابیِّ ، و جَخَّرَ ، جَخْراً و إِجخَاراً (1)و تَجْخِیراً .
و أَجْخَرَ :أَنْبَعَ مَاءً کَثِیراً مِن -و فی بعض الأُصول (2):
فی- غیرِ مَوضع بِئْر.
و أَجْخَرَ الرجلُ ،إِذا غَسَلَ دُبُرَهَ و لم یُنْقِ بعْدُ، فَبَقِیَ لذلک نَتْنُه.
و أَجْخَر ،إِذا تَزَوَّجَ امرأَهً جَخْرَاءَ ،و هی الواسِعَهُ ،کلُّ ذلک عن ابن الأَعرابیِّ .
و تَجَخَّرَ الحَوْضُ ،إِذا تَفَلَّقَ ،و فی بعض الأُصول المعتَمَدَه:تَلَفَّفَ طِینُه،و ذَهَبَ ماؤُه،و فی اللّسان بعد قوله:«طِینُه»:و انْفَجَرَ ماؤُه.
و جَخْرٌ بفتح فسکون (3): ه بسَمَرْقَنْدَ ،علی ثلاثه فَراسخَ منها،و ضبطَه أَئمَّهُ النَّسَبِ بالزای و النون فی آخره،فلیُنْظَر.
و جَخِرَ جَوْفُ البِئْرِ،کفَرِحَ :اتَّسَعَ .
و جخرها :وَسَّعها.
و عن ابن شُمَیْل: جَخِرَ الغَنَمُ جَخراً ،إِذا شَرِبَتْ علی خَلاءِ بَطْنٍ ،فَتَخَضْخَضَ الماءُ فی بُطونها،فتَرَاهَا جَخِرَهً خاشِعَهً . کذا فی النُّسَخ.و فی بعضها:خاسِفَهً (4)،و مثله فی اللِّسَان و التَّکْمِلَه.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
فی التَّهْذِیب:و الجُخَیْرَه -تصْغِیرُ الجَخَرَهِ -و هی نَفْحَهٌ تبقی فی القندودَهِ إِذا لم تُنْقَ (5).
و جَخِرَ الفَرَسُ جَخَراً :امتلأَ بَطْنُه،فذهَبَ نَشَاطُه وانْکَسَرَ.
الجَخْدَرُ و الجَخْدَرِیُّ ،بفتحهما ،أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال ابن دُرَیْد: و کذا الجُخادِرُ ،بالضمّ ،و هو الضَّخْمُ . و لم یذکر ابنُ دُرَیْدٍ الجَخْدَرِیَّ .
الجَدْرُ ،بفتحٍ فسکون: الحائِطُ : کالجِدَارِ ، بالکسر،و
17- وَرَدَ فی قوله عبدِ اللّه بنِ عُمَرَ: «إِذا اشتریْت اللَّحْمَ یضحکُ جَدْرُ البَیْتِ ». ؛قالوا:هو لغهٌ فی الجِدَار .
ج جُدْرٌ ،بضمٍّ فسکون، و جُدُرٌ بضمتَیْن، و جُدْرانٌ جَمْعُ الجمعِ ،مثل بَطْن و بُطْنَان.قال سِیبَوَیْه:و هو ممّا استغنَوْا فیه ببِنَاءِ أَکثرِ العَدَدِ عن بناءِ أَقلِّه،فقالوا:ثلاثَهُ جُدُرٍ .
و الجَدْرُ : نَبْتٌ رمْلِیٌّ ،و هو کالحَلَمه غیرَ أَنه صغیرٌ یَتَرَبَّلُ ،یَنْبُتُ مع المَکْرِ،قالَه أَبو حنیفهَ : ج جُدُورٌ ،بالضمّ ، قال العَجّاج و وَصَفَ ثَوْراً:
أَمْسَی بذَات الحَاذِ و الجُدُورِ
و فی التَّهْذِیب:عن اللَّیْث: الجَدْر :ضَرْبٌ من النَّبَات، الواحِدَهُ جَدْرَهٌ ،قال العَجّاج:
مَکْراً و جَدْراً و اکْتَسَی النَّصِیُّ
و قد أَجْدَرَ المَکَانُ .
قال الأَزهَریُّ :و مِن شَجَر الدِّقِّ ضُرُوبٌ تَنْبتُ فی القِفاف و الصِّلاب،فإِذا أَطْلَعتْ رؤُوسها فی أَول الرَّبِیعِ ،قیل:
أَجْدرتِ الأَرْضُ ،و أَجْدَرَ الشَّجرُ،فهو جَدْرٌ حین (6)یطولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
و الجَدْرُ : حَطِیمُ الکَعْبَهِ ،لما فیه من أُصولِ حائِطِ البَیت.و فی الأَساس:و للحِجْر ثلاثهُ أَسماءِ:الحِجْرُ و الحَطِیمُ و الجَدْرُ ، و هو أَصْلُ الجِدَارِ ؛سُمِّیَ به لأَن جِدارَه مُسْتَوْطِیءٌ.و
16- فی الحدیث: «حتَّی یَبلُغَ الماءُ جَدْرَه ». أَی أَصْلَه.و الجمعُ جُدُورٌ . و قال اللِّحیانیّ : جَدْرُه : جانِبُه ، و الجمعُ جُدُورٌ ،و أَنشدَ:
تَسْقِی مَذَانِبَ قد طالَتْ عَصِیفَتُهَا
جُدُورُهَا مِن أَتِیِّ الماءِ مَطْمَومُ (7)
و الجَدْرُ : خُرُوجُ الجُدَرِیِّ ،بضمِّ الجیمِ و فتحِها ، لغتانِ ،و أَما الدّالُ فمفتوحهٌ علی کلِّ حال،و هو اسمٌ لقُرُوح
ص:172
فی البَدَن تَنَفَّطُ عن الجِلْد ممتلئهٌ ماءً، و تَقَیَّحُ ،و هو داءٌ معروفٌ یَأْخُذُ الناسَ مَرَّهً فی العُمرِ.قال شیخُنا:و قد قالوا:
أَوَّلُ مَن عُذِّبَ به قومُ فِرْعَوْنَ ،ثم بَقِیَ بعدهم،کما فی المِصْباح.و
16- قال عِکْرِمَهُ : أَوَّلُ جُدَرِیّ ظَهَرَ ما أُصِیب به أَبْرههُ .
و قد جَدَرَ (1) یَجْدَرُ جَدَراً ،حکاه اللِّحْیَانیُّ .
و جُدِرَ ،کعُنِیَ جَدْراً . و یُشَدَّدُ.
قال شیخُنَا:و قد أَنکرَه الحرِیریُّ و جماعَهٌ ،و قالوا:إِن التَّفْعِیلَ یَدُلُّ علی المبالغهِ و التَّکرارِ،و هو لا یَأْتِی فی العُمر إِلاّ مرّهً واحدهً ،فکیف یُشَدَّدُ؟و تَعَقَّبُوه بوجوهٍ بَسَطتُها فی شرح نَظْمِ الفَصِیح،و أَشرتُ إِلیها فی شرح الدُّرَّه. و هو مَجْدُور الوَجْهِ ، و مُجَدَّرٌ و جَدِیرٌ .
و أَرْضٌ مَجْدَرَهٌ :کَثِیرَتُه. و قال اللِّحْیَانیُّ :ذاتُ جُدَرِیٍّ .
و الجِدْرُ ،بالکسر:نباتٌ الواحدهُ بهاءٍ. و قد أَجْدَرتِ الأَرضُ .
و الجَدَرُ بالتَّحرِیک:سِلَعٌ تکون فی البَدَن خِلْقَهً أَو البُثورُ النّاتِئَهُ ،عن اللِّحْیانیّ ، أَو آثارٌ مِن ضَرْبٍ مرتَفِعَهٌ علی جِلْدِ الإِنسان، أَو مِن جِراحَهٍ ،و قیل: الجَدَرُ إِذا ارتفعتْ عن الجِلْد،و إِذا لم ترتفع فهی نَدَبٌ ،و قد یُدْعَی (2)جَدَراً و لا یُدْعَی الجدَرُ نَدَباً، کالجُدَرِ،کصُرَدٍ،واحدتُهما بهاءٍ.
و فی الصّحاح: الجَدَرَهُ :خُرَاجٌ ،و هی السِّلْعَهُ ،و الجمعُ جَدَرُ ،و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابیِّ :
یا قَاتَلَ اللّه دُقَیْلاً ذا الجَدَرْ
و فی المُحْکَم:فمَن قال: الجُدَرِیُّ ،نَسَبَه إِلی الجُدر ، و من قال الجَدَرِیُّ ،نسَبَه إِلی الجَدَر ،قال:و هذا قولُ اللِّحْیانیَّ و لیس بالحسن. ج الأَجْدارُ .
و الجَدَرُ : وَرمٌ یأْخُذُ فی الحَلْق و عن ابن الأَعْرَابیِّ :
الجَدَرَهُ :الوَرْمَهُ فی أَصْل لَحْی البَعیر.و قال النَّضْر:
الجدَرَهُ :غُددٌ (3)تکونُ فی عُنُق البَعِیر،یَسْقِیهَا عِرْقٌ فیأَصْلَها،نَحْوُ السِّلْعَه برأْس الإِنسان.و جمَلٌ أَجْدَرُ ،و ناقَهٌ جَدْراءُ .و قیل:هی فی عُنُق البَعِیر السِّلْعَهُ ،و قیل:هی مِن البعِیرِ جُدرَهٌ ،و من الإِنسان سِلْعهٌ (4).
و الجَدَرُ (5): انْتِبارٌ أَو أَثَرُ کَدْم فی عُنُقِ الحِمَارِ و قد جَدَرَ الحِمارُ جُدُوراً ،بالضَّمِّ .و فی التَّهْذِیب:
جَدِرَتْ عُنُقُه جَدَراً ،إِذا انْتَبَرَتْ ،و أَنشدَ لرُؤْبَهَ :
أَو جادِرُ اللِّیتَیْنِ مَطْوِیُّ الحَنَقْ
و الجَدَرُ : حَبُّ الطَّلْعِ . و أَجْدَرَ الوَلِیعُ ،و جادرَ :اسْمَرَّ و تَغَیَّرَ،عن أَبی حنیفهَ ،یَعْنِی بالولِیعِ طَلْعَ النَّخْلِ ،واحدتُه جَدَرَهٌ ،و هی حَبَّهُ الطَّلْعِ .
و الجَدَرُ : أَن یَخْرُجَ بالإِنسان جُدَرٌ ،أَی فی بَدنَه من البُثُور النّاتئَه،و قد جَدِرَ ظَهْرُه،قالَه اللِّحْیَانیُّ .
و الجَدرُ أَیضاً أَن یَرِمَ عُنُقُ الحِمارِ،و قد جَدِرتْ عُنُقُه، کما فی التَّهْذِیب.
و الجَدرُ : هَمُّ الکَرْمِ بالإِیراقِ ،یقال: جدِرَ الکَرْمُ جَدَراً ،إِذا حبَّبَ و هَمَّ بالإِیراق-و جَدَّرَ العِنَبُ :صارَ حَبُّه فُوَیْق النَّفَضِ - و فِعْلُهما کفَرِحَ لا غیرُ.
و الجَدِیرُ :مکانٌ یُبْنَی حولَه.و قال اللَّیْث: بُنِیَ حَوَالَیْه جِدَارٌ (6)قال الأَعشی:
و تَبْنُونَ فی کلِّ وادٍ جَدِیرَا (7)
و الجَدِیرُ : الخَلِیقُ ،یقال:هو جَدِیرٌ بکذا و لکذا،أَی خَلِیقٌ له. ج جَدِیرُونَ و جُدَراءُ ،و الأُنثی جَدِیرَهٌ .
و قد جَدُرَ -ککَرُمَ . جَدَارهً بالفتح.قال شیخُنَا:و فیه رَدٌّ علی النُّحَاه الذین یقولون:إِنّ ما أَجْدَرَه و أَجْدِرْ بِه شاذٌّ،کما فی التَّوْضِیح و غیرِه،و أَشرتُ إِلی نَقْدِه فی حَواشِیه.
و إِنّه لَمَجْدَرَهٌ أَن یَفْعَلَ ،و کذلک الاثْنانِ و الجَمْع،و إِنها
ص:173
لمجْدَرَهٌ بذلک،و بأَن تَفْعَلَ ذلک،و کذلک الاثْنَتَانِ و الجَمْع، کلُّه عن اللِّحْیَانیّ ،و عنه أَیضاً:إِنّه لَجدِیرٌ أَن یَفْعَلَ ذلک، و إِنهما لَجَدِیرانِ (1).و قال زُهَیْر:
جَدِیرُون یَوماً أَنْ یَنَالُوا فیسْتَعْلُوا (2)
و یُقال للمرأَه:إِنّها لَجَدِیرَهٌ أَن تَفْعَلَ ذلک و خَلِیقَهٌ ،و إِنّهُنَّ جدِیرَاتٌ (3)و جَدائِرُ . و حُکِیَ عن أَبی جَعْفَر الرَّوَاسِیِّ :إِنه مَجدُورٌ (4)أَن یفعَل ذلک،جاءَ به علی لَفْظ المفعول و لا فِعْلَ له.و قال غیرُه:هذا الأَمْرُ مَجْدَرَهٌ لذلک،و مَجْدَرَهٌ منه، أَی مَخْلَقَهٌ منه أَن یفعلَ کذا،أَی هو جَدِیرٌ بفِعْلِه.
و جَدَرَه :جَعَلَه جَدَیِراً نقلَه الصَّاغانِیُّ .
و أَجْدِرْ به أَن یفعلَ ذلک،و ما أَجْدَرَ به.
و الجَدِیرَهُ :الحَظیرَهُ ،و هی کَنِیفٌ یُتَّخَذُ مِن حِجَارَه یکون للبَهْم و غیرِهَا، کالجَدَرَه ،محرَّکهً .و قیل: الجَدیرهُ :زَرْبُ الغَنَم.و عن أَبی زَیْد:کَنِیفُ البَیْتِ مثلُ الحُجْرَه تُجْمَعُ من الشَّجَر،و هی الحَظیرَهُ أَیضاً؛فإِن کانت من حِجَارَه فهی جَدیرهٌ ،و إِن کان من طِین فهو (5)جدَارٌ .
و الجَدیرهُ : الطَّبیعهُ .
و الجِدارَهُ ککِتَابَه:وادٍ بالحِجَاز فیه قُرًی و مَساکنُ عامرهٌ .
و جَدَرُ ،محرَّکَهً :ه بین حِمْصَ و سَلَمیَّهَ تُنْسبُ إِلیها الخَمْر،قال أَبو ذُؤَیْب:
فما إِنْ رَحِیقٌ سبَتْها التِّجا
رُ مِن أَذْرعَاتٍ فَوَادِی جَدَرْ
و النِّسْبَهُ جَدَریٌّ علی قیاس، و جَیْدَرِیٌّ علی غیر قیاسٍ ، قال مَعْبَد بنُ سَعْنَهَ :
أَلاَ یا اصْبَحانی قبلَ لَوْم العَواذِلِ
و قبلَ ودَاعِ من زُنَیْبَهَ عاجلِ
أَلاَ یا اصْبَحانِی فَیْهَجاً جَیْدَریَّهً
بماءِ سحَابٍ یَسْبِق الحَقَّ باطلی (6)
هکذا أَنشدَه ابن بَرِّیٍّ .و الفَیْهَجُ هنا:الخَمْر،و أَصلُه ما یُکالُ به الخَمْر،و قد قیل إِن جَیْدَرَ موضعٌ هناک أیضاً،فإِن کانت الخَمرُ الجَیْدَریَّهُ منسوبهً (7)إِلیه فهو نَسَبٌ قیاسیٌّ ،کما فی اللِّسَان.
و الجَدَرَهُ ،محرَّکَهً :حَیٌّ مِن الأَزْد ،و هم بنو عامر بن عَمْرو بن خَثْعَمَهَ ،و من قال:ابن عمرو مِن خُزَیْمَهَ فقد أَخطأَ؛کذا حَقَّقه السهَیْلیُّ فی الرَّوْض.قلتُ :و خثعمه هذا هو ابنُ بکْر بن یَشْکُرَ بن قَسِیِّ بن صَعْب (8)بن دُهْمانَ بن نصْر بن زَهرانَ الأَزْدِیُّ ؛ سُمُّوا به لأَنَّهُمْ بَنَوْا جِدَارَ الکَعْبَه، عَظَّمَها اللّه تعالَی و شَرَّفها، أَو حِجْرَها ،و هو الحطیم.و قال أَهلُ الأَنساب:دَخَلَ السَّیْلُ مرَّهً الکعبهَ ،و صَدَّعَ بُنْیَانَها، ففَزعتْ قُریشٌ إِن جاءَ سَیْلٌ آخَرُ یَذهَبُ بشَرَفهم و دِینهم، فبنَی عامرٌ المذکورُ لهَا جِدَاراً دُون السَّیْل،یُسَمَّی الجَادِرَ .
و قال شیخُنَا:و الجَدَرَهُ لعلَّهم جَعَلُوه جَمْعَ جادرٍ ،ککاتِب وَ کَتَبَه،ثم سَمَّوُا القَبیلَهَ .قلْتُ :و یجوزُ أَن یکونَ إِلی الجَدِیر ،و هو المکان الذی بُنِیَ حَوْلَه جدَارٌ ،و أُرِیدَ به الحَطِیُم،کما قالوا فی ثَقِیف ثَقَفِیّ .
و جَدَرهُ ، بلا لام:وارِدَهُ (9)قُصَیِّ بنِ کِلاب ،و اسمُها فاطمهُ بنتُ عَوْفِ بنِ سعدِ بنِ سَیَلِ بنِ الجَدرَهِ ،و هم حُلَفَاءُ بَنِی الدِّیلِ ،قالَه ابنُ الأَثِیر و الأَمِبرُ.
و جَدَرَ الشَّجَرُ:خَرَجَ ثَمَرُه کالحِمِّصِ ،عن ابن الأَعرابیّ (10). و جَدَرَ النَّبْتُ و الشَّجَرُ طَلَعَتْ رُؤُوسه فی أَول الرَّبِیع، کأَنَّه الجُدَرِیُّ ،فهو مَجازٌ کجَدُرَ -ککَرُمَ - جَدارَهً
ص:174
و أَجْدَرَ ،حَکَی الثَّلاثهَ ابنُ الأَعرابیِّ ، و جَدَّرَ فیهما ، و جادَرَ ،الأَخِیرُ عن أَبی حنیفه،و قال الطِّرِمَّاح:
فآلَیْتُ أَلْحَی عاشقاً ما سَرَی القَطَا
و أَجْدَرَ مِن وادِی نَطَاهَ وَلِیعُ
و جَدَرَ العَرْفَجُ و الثُّمَامُ یَجْدُرُ ،إِذا خَرَجَ فی کُعُوبِه و مُتَفَرّقِ عِیدانِه مثلُ أَظَافِیرِ الطَّیْرِ.
و أَجْدَرَ الوَلِیعُ و جادَرَ :اسْمَرَّ و تَغَیَّرَ.
و قال اللَّیْث: أَجْدَرَ الشَّجَرُ فهو جَدْرٌ ،حین یَطُولُ فإِذا طالَ تَفَرَّقَتْ أَسماؤُه.
و عن ابنِ بُزُرْجَ :و جَدَرَتِ الیَدُ تَجْدُرُ ،و نَفِطَتْ ، مَجِلَتْ ،کلُّ ذلک مفتوحٌ (1)،و هی تَمْجَلُ ،و هو المَجَلُ .
و جَدَر الجِدارَ یَجْدُرُ : حَوَّطَه.
و جَدَرَ الرَّجلُ :توارَی بالجِدار (2)،حکاه ثَعْلَبٌ ، و أَنشد:
إِنَّ صُبَیْحَ بنَ الزُّبَیْرِ فَأَرَا
فی الرَّضْمِ لا یَتْرُکُ منه حَجَرَا
إِلاَّ مَلاَه حِنْطَهً و جَدَرَا
قال:هذا سَرَقَ حِنْطَهً و خَبَأَها.
و اجْتَدَرَ (3):بنَاه ،قال رُؤْبه:
تَشْیِیدَ أَعْضادِ البِنَاءِ المُجْتَدَرْ
و جَدَّرَه تَجْدِیراً :شَیَّدَه ،و أَنشدَ ابن الأَعرابیّ :
و آخَرُون کالحَمِیرِ الجُشَّرِ
کأَنَّهم فی السَّطْح ذِی المُجَدَّرِ
قیل:أَرادَ:ذی الحائطِ المُجَدَّارِ ،و یجوزُ أَن یکون أَراد:ذی التَّجْدِیرِ ؛أَی الذی جُدِّرَ و شُیِّدَ،فأَقام المُفَعَّلَ مقامَ التَّفْعِیلِ ؛لأَنهما جَمِیعاً مصدرانِ لفَعَّلَ ،أَنشدَ سیِبَوَیْه:
إِنَّ المُوَقَّی مثلُ ما لَقِیتُ
أَی إِنّ التَّوْقِیَهَ .
و الجَیْدَرُ :القَصِیرُ، کالجَیْدَرِیِّ و الجَیْدَرَانِ ،و قد یقال له:
جَیْدَرَهٌ ،علی المُبَالَغه،قال الفارسیّ :و هذا کما قالوا:
دَحْداحَهٌ و دِنَّبَهٌ و حِنَزْقَرَهٌ .و امرأَهٌ جَیْدَرَهٌ و جَیْدَرِیَّهٌ ،و أَنشدَ یعقوبُ :
ثَنَتْ عُنُقاً لم تَثْنِهَا جَیْدرِیَّهٌ
عَضَادٌ و لا مَکْنُوزَهُ اللَّحْمِ ضَمْزَرُ
و المَجْدُورُ :القلیلُ اللَّحْمِ ،وَ من به آثَارُ ضَرْبٍ أَو سِیاط .
14- و ذ جَدْرٍ -بفتح فسکون-جاءَ ذِکْرُه فی الحدیث،و هو مَسْرَحٌ قُرْبَ المَدِینَهِ ،علی ساکنها أَفضل الصلاهِ و السلام، علی ستهِ أَمیال منها،ناحیهَ قُبَاءٍ،کانت فیه لِقاحُ النَّبیِّ صَلَی اللّه علیه و سلّم لما أُغِیرَ علیها[و أُخذت] (4).
و المِجْدَارُ کمِحْرابٍ : ما یُنْصَبُ فی الزَّرْعِ (5)مَزْجَرَهً للسِّباع و الطَّیْرِ،قال:
اصْرِمِینِی یا خِلْقَهَ المِجْدارِ
و صِلِینِی بِطُولِ بُعْدِ المَزارِ
و عامِرُ بنُ جَدَرَهَ ،محرَّکهً :أَولُ مَن کَتَب بخَطِّنا ،أَی العربیِّ .قال شیخُنا:و سیأْتی له فی«مرّ»أَنّ أَولَ مَن کَتَبَ بالعربیَّه مُرَامِرٌ،و جَزَمَ به جماعهٌ ،و تَوَقَّفَ جماعَهٌ :هل هو خَلافٌ أَو یُمکنُ التوفیقُ ؟قال:و هذه الأَوَّلِیَّهُ فیها خِلافٌ طویلٌ الذَّیْلِ ،أَوردَه ابنُ عَساکِرَ و غیرُه،و نَقَلَ خُلاصتَه الجَلاَلُ فی أَوَّلِیَّاتِه،و سیأْتِی طَرَفٌ منه إِن شاءَ اللّه تعالَی.
قلتُ :و هذه العبارهُ مأْخُوذهٌ من الجَمْهَره لابن دُرَیْد (6)، قال فیها:أَوّلُ مَن کَتَبَ بخَطِّنا هذا عامرُ بنُ جَدَرَهَ ، و مُرَامِرُ بنُ مُرَّهَ ،الطّائِیّانِ ،ثم سَعْدُ بنُ سَبَلٍ (7)،غیر أَن المصنِّفَ فَرَّقَ فذَکَر کلَّ واحدٍ فیما یُناسِبُ ذِکْره فی مَحَلِّه.
و عامِرُ الأَجْدَارِ :أَبُو حَیٍّ مِن کَلْبٍ ؛سُمِّیَ به لأَنَّه کان علیه جَدَرَهٌ ،أَی سِلْعَهٌ ،و هو عامرُ بنُ عَوْفِ بنِ کِنَانَهَ بنِ
ص:175
عَوف بنِ عُذْرَهَ بن زَیْدِ الّلاتِ ،و هذا الذی ذَکَرَه المصنِّف مِن وَجْه التَّسْمیَه؛فقد صَرَّحَ به ابنُ دُرَیْد،و رَدَّ علی ابن الکَلْبیّ حیث قال:لأَنه کان جالساً بجَنْب جِدار إِلی آخرِه، فراجِع المعجمَ .
و جُدْرَهُ (1)،بالضمّ :ابنُ سَبْرَهَ العتَقِیُّ ،شَهِدَ فتحَ مِصْرَ، صَحابِیٌّ ،هکذا ضَبَطَه ابنُ ماکُولاَ بالدّال المهمله.
و جَنْدَرَ الکِتَاب:أَمَرَّ القَلَمَ علی ما دَرَسَ منه لِیَتَبیَّنَ . و کذلک الثَّوْبَ إِذا أَعادَ وَشْیَه بعد ذَهابِه ،و هو مأْخُوذٌ من الصّحاح،قال:و أَظُنُّه معرَّباً.
و أَبو قِرْصافَهَ جَنْدَرهُ بنُ خَیْشَنَهَ الکِنَانِیُّ صَحابِیٌّ ،نَزَلَ عَسْقَلاَنَ ،رَوَتْ عنه بِنْتُه.
و أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ أَحمد بنِ یُوسُفَ المقریء الجَنْدَرِیُّ محدِّثٌ ،رَوی عن أَبی بکرٍ الخَرائِطِیِّ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
شاهٌ جَدْراءُ :تَقَوَّبَ جِلْدُهَا عن داءٍ یُصِیبُهَا،و لیس مِن جُدَرِیٍّ .
و
16- فی الحدیث: «الکَمْأَهُ جُدَرِیُّ الأَرْضِ ». ؛شَبَّهَهَا به لظُهُورِهَا مِن بَطْن الأَرْضِ کما یَظْهَرُ الجُدَرِیُّ مِن باطِن الجِلْد،و أَراد به ذَمَّها.
و أَجْدَرتِ الأَرضُ ،إِذا طَلَعَتْ رُؤُوسُ نَباتِها.
و شَجَرٌ جَدَرٌ .
و جادَرَ الطَّلْعُ :طَلَعَ حَبُّه.
و الجَدَرَهُ ،محرَّکهً :حَظیرَهُ الغَنَم.
و الجُدُرُ ،بضمتَیْن:الحواجزُ التی بین الدِّیارِ،المُمْسِکَهُ الماء.
و جُدُورُ العِنَبِ :حوَائِطُه.
و جدْرَا (2)الکِظَامَهِ :حَافَتَاهَا،و قیل:طِینُ حافَتَیْهَا.
و التَّجْدِیرُ :القِصَرُ،و لا فِعْلَ له:قال:
إِنّی لأَعْظُمُ مِن صَدْرِ الکَمِیِّ علَی
ما کانَ فی زَمَنِ التَّجْدِیرِ و القِصَرِ (3)
أَعادَ المَعْنَیَیْنِ لاختلافِ اللفظَیْن،کما قاله:
و هِنْدٌ أَتَی مِن دُونِها النَّأْیُ و البُعْدُ
کذا فی اللِّسان.
و المُجَدَّرُ :لَقَبُ نَصْرِ بنِ زَیْد،رَوَی عن مالک و شَرِیک.
و المجَنْدِر :لَقَبُ أَبی القاسِم یَحیَی بنِ أَحمدَ بنِ بدْرٍ البغدادیِّ ،مِن جنْدَرَهِ الثِّیَابِ ،رَوَی عَنْه السّمْعَانیٌّ .
و جَدِرَ البعیرُ،کفَرِحَ ،فهو أَجدر ،و الناقهُ جَدْراءُ ،مِن الجُدَرَهِ و هی السِّلْعَهُ .
و جُدَارَهُ ،بالضمّ :أَخو خُدْرَهَ فی بَنِی النَّجَّار،نقلَه السُّهَیْلِیُّ فی غَزْوَه بَدْر،عن ابن إِسحاق،و المشهورُ بالخاءِ،کما سیأْتی.
و المُجَدَّرَهُ ،کمُعَظَّمه:طعامٌ لأَهل الشامِ .
و قَطِیعَهُ بَنِی جِدَارٍ :مَحَلَّهٌ ببغدادَ،منها:أَبو بکرٍ أَحمدُ بن سندی (4)بنِ الحَسَنِ البغدادیُّ الجِدارِیُّ ، صَدُوقٌ ،تَرْجَمه الخطیبُ فی تاریخه.
و جِدَارٌ ؛صحابیُّ رَوی عنه یَزیدُ بنُ شَجَرَهَ (5).
و جِدَارٌ العُذْریُّ :تابعیٌّ .
و جِدَارُ بن بَکْرَه عن جَدِّه،و عنه محمّدُ بنُ جعفرٍ الکِنانیُّ .
الجَذْرُ بفتح فسکون: القَطْعُ ،یقال: جَذَرَ الشیْ ءَ جَذْراً ،إِذا قَطَعَه.
و الجَذْرُ : الأَصْلُ من کلِّ شیْ ءٍ أَو هو أَصْلُ اللِّسانِ ، و أَصْلُ الذَّکَر. قال شَمِرٌ:إِنّه لَشَدیدُ جَذْر اللِّسَان،و شَدیدُ جَذْر الذَّکَر،أَی أَصْلِه،قال الفرزدق:
رَأَتْ کَمَراً مثلَ الجَلاَمِیدِ أَفْتَحَتْ
أَحالیلَها حتی اسْمَأَدَّتْ جُذُورُهَا
ص:176
و الجَذْرُ :أَصْلُ الحِسَابِ و النَّسَب، و یُکْسَرُ فیهنّ ،أَو فی أَصْل الحِسَاب بالکسر فقط ،فالفَتْحُ عن الأَصمعیِّ ، و الکسرُ عن أَبی عَمْرٍو فی الکلِّ .و قال ابن جَبَلَهَ :سأَلتُ ابنَ الأَعْرَابِیِّ عنه،فقال:هو جَذْرٌ ،قال:و لا أَقول: جِذْر .
و فی الأَساس:یقال:ما جَذْرُ هذا العَددِ و ما جُدَاؤُه (1)أَی أَصلُه و مَبْلَغُه.إِذا ضَرَبَ ثلاثهً فی ثلاثه؛فالجَذْرُ الثلاثهُ ، و الجُداءُ (2)التِّسْعَهُ .
و فی اللِّسان:و الحِسَابُ الذی یُقال له عَشَرَهٌ فی عَشَره، و کذا فی کذا،تقول:ما جَذْرُه ؟أَی ما یبلغُ تَمامُه ؟فتقول:
عشرهٌ فی عشره مائهٌ ،و خمسهٌ فی خمسه خمسهٌ و عشرون؛ أَی فجَذْرُ مائه عشرهٌ ،و جَذْرُ خمسه و عشرین خمسهٌ ، و عشرهٌ فی حساب الضَّرْب جَذْرُ مائه.
و الجَذْرُ : الاسْتِئْصَالُ ،یقال: جَذَرتُ الشیءَ جَذْراً ، استأْصلتُه، کالإِجْذَار ،عن أَبی زَیْد.
و الجَذْرُ : مَغْرِزُ العُنُقِ ،عن الهَجَریّ ،و أَنشدَ:
تَمُجُّ ذَفاریهنَّ ماءً کأَنَّه
عَصِیمٌ علی جَذْرِ السَّوالِف مُغْفُرُ (3)
ج جُذُورٌ بالضمّ .
و الجُؤْذُرُ ،بضمّ الجیم و الذال مهموزاً، و تُفْتَحُ الذّالُ أَیضاً، و الجیذَرُ ،بکسر الجیم و سکون التحتیَّه،و فی بعض النُّسَخ بفتح الجیمِ ، و الجُوذَرُ ،بالواو من غیر هَمْز کفُوفَل، و الجَوْذَرُ ،مثلُ کَوْکَب،و الجَوْذِرُ ،بفتحِ الجیم و کسرِ الذّالِ ،فهی سِتُّ لغات،ذَکَر الجوهَرِیُّ منها لُغَتَیْن (4)، و زاد الصَّاغانیُّ اثنتَیْن،و هما کفُوفَل و کَوْکَبٍ ،و هی ولَدُ البَقَرَهِ الوَحْشِیَّهِ ،کذا فی الصّحاح،و الجمعُ جآذِرُ .
و بَقَرَهٌ مُجْذِرٌ ،کمُحْسِنٍ :ذات جُوذَرٍ .قال ابن سِیدَه:
و لذلک حَکَمنا بزیاده همزهِ جُؤْذر ،و لأَنها تُزاد ثانیه کثیراً.
و حَکَی ابنُ جِنِّی أَنّ جَوْذَراً -مثْل کَوْثَرٍ-لغهٌ فی جُؤْذَر (5)،و هذا مما یَشهدُ له أَیضاً بالزِّیادَه؛لأَن الواو ثانیهً لا تکون أَصلاً فی بنات الأَربعه.
و الجَیْذَرُ :لغهٌ فی الجَوْذَرِ ،قال ابن سِیدَه:و عندی أَن الجَیْذَرَ و الجَوْذَرَ عربیّان،و الجُؤْذُر و الجُؤْذَرُ (6)فارسیّانِ .
و انْجَذَرَ الحَبْلُ و الصّاحِبُ (7)،و من کلِّ شیْ ءٍ: انْقَطَعَ قال الشاعر:
یا طَیْبَ حَالٍ قضاهُ اللّه دُونکمُ
و اسْتحْصَدَ الحَبْلُ مِنکِ الیوم فانْجَذرَا
و اجْذَأَرَّ کاقْشعَرَّ: انْتصَبَ فلم یَبْرَحْ ،و هو مُجْذِئرٌّ ،قاله ابن بُزرْج.
و عن اللَّیْث: اجْذأَرَّ :انْتصَبَ (8)لِلسّبَابِ و المُخاصَمَهِ ، قال الطِّرِمّاح:
تَبیتُ علی أَطْرَافِهَا (9)مُجْذئِرَّهً
تُکابِدُ هَمًّا مثلَ هَمِّ المُرَاهِنِ
و اجْذأَرَّ النَّبَات:نبَتَ و لم یَطلْ ،فهو مُجْذئِرٌّ .
و الجَیْذَرَه :سَمَکهٌ کالزَّنْجِیِّ الأَسْوَدِ الضَّخْمِ القصِیرِ.
14- و المُجَذَّرُ :کمُعظَّمٍ :لقبُ عبد اللّه بنِ زِیَادٍ (10)ککِتابٍ البَلَوِیّ قتلَ سُوَیْدَ بن الصّامِتِ فی الجاهلیّه،فهاج قتلُه وَقعهَ بُعاث،ثم استُشْهِدَ یومَ أُحُد،قتله الحارثُ بنُ سُوَیْدِ بنِ الصامتِ بأَبِیه (11)،و ارتدَّ و لَحِقَ بمکّه،ثم أَتَی مُسْلِماً بعد الفَتْح،فقتلَه النبیُّ صَلَی اللّه علیه و سلّم بالمُجَذَّر ،بأَمْرِ جبریل علیه السَّلامُ ، فیما ورَدَ.
14- وَ عَلْقمَهُ بنُ المُجَذَّرِ ،و اسمُه الأَعْوَرُ بنُ جَعْدَه الکِنانِیُّ المُدْلجیّ ،استعمله النبیُّ صلی اللّه علیه و سلّم علی سَرِیَّه.
صَحَابِیّانِ .
ص:177
و المُجَذَّرُ : القصِیرُ الغلِیظُ ،الشَّثْنُ الأَطْرَافِ ،و زاد فی التَّهْذِیب:من الرِّجَال،و الأُنثی بالهَاءِ کالجَیْذَرِ. و أَنشد أَبو عَمْرو لأَبی السَّوْداءِ العِجْلِیّ :
تعَرَّضتْ مُرَیْئَهُ الحَیّاکِ
لناشِیءٍ دَمَکْمَکٍ نَیّاکِ
البُهْتُرِ المُجَذَّرِ الزَّوّاکِ
أَو هذه ،أَی الجَیْذر ، بالمهملَه،و وهِمَ الجوهریُّ فی إِعجام الذّالِ منها.قال شیخُنا:
و جَزَم القاضِی زَکَرِیّاءُ فی حَاشِیَتِه علی البَیْضَاوِیِّ بأَنه بالموحَّده بعد الجِیم و الذّال المعجَمَه،و تَبِعَه السُّیُوطِیُّ فی حاشِیَتِه،و تَعَقَّبَهما الخَفَاجِیُّ و عبدُ الحَکِیم.
و المُجَذَّرُ : البعیرُ الذی لَحْمُه فی أَطرافِ عِظامهِ و حُجُومهِ . و یقال:ناقهٌ مُجَذَّرهٌ ،أَی قصیرهٌ شدیدهٌ .
*و ممّا یُستدرَکَ علیه:
جِذْرُ البقَرَهِ :قَرْنهَا،و أَنشدُوا قولَ زهَیْر یصف بقرَهً وَحْشیَّهً :
و سامِعَتَیْن تَعرِف العِتْقَ فیهما
إِلی جَذْر مَدْلُوکِ الکُعُوبِ مُحَدَّدِ
یَعْنی قَرْنَها.
و نَزَلَت الأَمانهُ فی جَذْر قُلُوب الرِّجَال،أَی فی أَصْلها.
و الجَذْرُ :أَصلُ شَجَرَهٍ .
و عن ابن جَنْبَهَ : الجَذْرُ جَذْرُ الکلام،و هو أَن یکونَ الرجلُ مُحَکَّماً لا یستعینُ بأَحَد،و لا یَرُدُّ علیه أَحدٌ (1)،و لا یُعَابُ ،فیقال:قاتَلَه اللّه کیف یَجْذِرُ فی المُجَادَلَه ؟و
17- فی حدیث الزُّبَیْر: «احْبس الماءَ حتی یَبْلُغَ الجَذْرَ ». ؛یریدُ مَبْلَغَ تَمَامِ الشُّرْب؛مِن جَذْر الحسَاب.و قیل:أَرادَ أَصْلَ الحائط .و المحفوظُ -بالدّال المهملَه-و قد تقدَّم.و
17- فی حدیث عائشه: «سأَلتُه عن الجَذْر ،فقال:هو الشّاذَرْوَانُ الفارغُ من البناءِ حَولَ الکعبهِ ».
و المُجْذَئِرُّ مِن القُرُون حین یُجَاوِزُ النُّجُومَ و لم یَغْلُظ .و من النّبات:الذی نَبَت و لم یَطُلْ .
و المُجْذئِرُّ أَیضاً:الوَتِدُ.
و الجِذْرِیَّه ،بالکسر:السِّنُّ التی بعد الرَّبَاعِیَهِ .
و الجِذْرَه ،بالکسر:بَطْنٌ مِن کَعْب بن القَیْن.
و جُذْران ،کعُثمان:بَطْنٌ من غافِق،منهم:أَبو یعقوبَ إِسحاقَ بن یَزید الجُذْرانیُّ .
الجُذْمُورُ ،بالضَّمّ :أَصْل الشیْ ءِ،أَو أَوَّله و حِدْثانه، أَو هو القِطْعَه مِن أَصْل السَّعَفه تَبْقَی فی الجِذْع إذا قُطِعَتْ أَی السَّعَفه، کالجِذْمارِ ،بالکسر،و کذلک إِذا قُطِعتِ النَّبْعَهُ فبَقیَتْ منها قِطْعَهٌ ،و مثله الیَدُ إِذا قُطِعَتْ إِلا أَقلَّهَا.
و فی التَّهْذیب:و ما بقِیَ من یَدِ الأَقْطع عند رَأْسِ الزَّنْدَیْن جُذْمُورٌ .یقال:ضَرَبَه بجُذْمُوره و بقِطْعَته،قال عبدُ اللّه بن سَبْرَه یَرْثِی یَدَه:
فإِنْ یَکنْ أَطْرَبُونُ الرُّومِ قَطَّعها
فإِنّ فیها بحَمْد اللّه مُنْتفَعَا
بَنَانَتان و جُذْمُورٌ أُقِیمُ بها
صَدْرَ القَنَاهِ إِذا ما صارِخٌ فَزِعَا (2)
و عن ابن الأَعْرَابیّ : الجُذْمُورُ :بَقِیَّهُ کلِّ شیْ ءٍ مَقطوعٍ ، و منه: جُذْمُورُ الکِبَاسَهِ .
و رَجُلٌ جُذَامِرٌ ،کعُلابط :قطّاعٌ للعَهْد و الرَّحِم،قال تَأَبَّط شرّاً:
فإِنْ تَصْرِمینی أَو تُسِیئِی جَنَابَتی
فإِنِّی لصَرّامُ المُهِینِ جُذَامِرُ
و یقال: أَخذَه ،أَی الشیْ ءَ بجُذْمُوره ،و بجَذَامِیره ،أَی بجَمِیعه ،و قیل:أَخَذَه بجُذْمُوره ،أَی بحِدْثانِه.و قال الفرّاءُ:خُذْه بجِذْمِیرِه و جِذْمارِه و جُذْمُورِه ،و أَنشدَ:
لعَلَّک إِنْ أَرْدَدْت مِنها حَلِیَّهً
بجُذْمُورِ ما أَبْقَی لک السَّیْفُ تَغْضَبُ
ص:178
الجَرُّ :الجَذْبُ جَرَّه یَجُرُّه جَرّاً ،و جَرَرْت الحَبْلَ و غیرَه أَجُرُّه جَرّاً .
و انْجَرَّ الشیْ ءُ:انْجَذَبَ .
کالاجْتِرارِ . یقال: اجْتَرَّ الرُّمْحَ ،أَی جَرَّه . و الاجْدِرارِ ، قَلبُوا التاءَ دالاً،و ذلکَ فی بعض اللُّغاتِ ،قال:
فقلْتُ لصاحِبِی لا تَحْبِسَنَّا
بِنَزْع أُصُولهِ و اجْدَرَّ شِیحَا
و لا یقال فی اجْتَرَأَ:اجْدَرَأَ،و لا فی اجْتَرح اجْدَرَح.
و الاسْتِجْرارِ و التَّجْرِیرِ ،شدَّدَ الأَخِیرَ للکثْرَهِ و المبالغهِ .
و جَرَّرهَ ،و جَرَّر به،قال:
فقلْت لها:عِیثِی جَعَارِ و جَرِّرِی
بلَحْمِ امْرِیءٍ لم یَشْهَدِ الیومَ ناصِرُهْ
و الجَرُّ : ع بالحِجَاز فی دِیار أَشْجَعَ ،کانت فیه وَقْعَهٌ بینهم و بین سُلیْم.
و عَیْن الجَرِّ :د،بالشّام (1)ناحیه بَعْلبَکَّ .
و الجَرُّ : جَمْع الجَرَّهِ من الخَزَف: کالجِرَار ،بالکسر.
و
16- فی الحدیث: «أَنّه نَهَی عن شُرْبِ نَبِیذِ الجَرّ ». قال ابن دُرَیْد:المعروف عند العربِ أَنّه ما اتُّخِذ من الطِّین،و فی روایه:«عن نَبِیذِ الجِرَار »،قال ابن الأَثِیر:أَرادَ بالنَّهْی (2)الجِرّارَ المَدْهُونه؛لأَنها أَسرَع فی الشِّدَّه و التَّخْمِیر.و فی التَّهْذِیب: الجَرُّ :آنِیَهٌ (3)مِن خَزَفٍ ،الواحِدَه جَرَّهٌ ،و الجَمْع جَرٌّ و جِرَارٌ .
و الجِرَارَهُ :حِرْفَهُ الجَرّار .
و الجرُّ : أَصْلُ الجبَل و سَفْحُه:و الجمعُ جِرَارٌ ،قال الشاعر:
و قد قَطَعْتُ وَادِیاً و جَرّاً
و
16- فی حدیث عبدِ الرحمن: «رأَیْتُه یومَ أُحُدٍ عند جرِّ الجَبَل». أَی أَسْفله.قال ابن دُرَیْد:هو حیثُ عَلاَ من السَّهْل إِلی الغِلَظ :قال:
کم تَرَی بالجَرِّ من جُمْجُمَهٍ
و أَکُفٍّ قد أُتِرَّتْ و جَرَلْ
و هو مَجازٌ،کما یقال:ذَیْلُ الجَبَل، أَو هو تَصْحیفٌ للفَرّاءِ،و الصَّوابُ الجُرَاصِلُ ،کعُلاَبطٍ :الجَبَلُ ،و العَجَبُ من المصنِّف حیثُ لم یذکر الجُرَاصِلَ فی کتابه هذا،بل و لا تَعَرَّضَ له أَحدٌ من أَئمَّه الغَریب،فإِذاً لا تَصْحِیفَ کما لا یَخْفَی.
و الجَرُّ : الوَهْدَهُ من الأَرض ،و الجمْع جِرَارٌ .
و الجَرُّ أَیضاً: جُحْرُ الضَّبُعِ و الثَّعْلَب و الیَرْبُوع و الجُرَذ، و حَکَی کُراع فیهما جمیعاً: الجُرّ ،بالضّمّ ، و یقال فی قول الشاعر:
أَعْیَا فنُطْنَاه مَنَاطَ الجَرِّ
دُویْنَ عِکْمَیْ بازلٍ جِوَرِّ
أَرادَ بالجَرِّ الزَّبِیل یُعَلَّقُ من البعِیر،و هو النَّوْطُ کالجُلَّه الصغیرهِ .
و الجَرُّ : شیءٌ یُتَّخَذُ مِن سُلاخَه عُرْقُوبِ البَعِیر،و تَجْعَلُ المرأَهُ فیه الخَلْعَ ،ثم تُعَلِّقُه (4)مِنْ مؤَخَّرِ عِکْمِهَا فیتَذَبْذَبُ أَبداً ،و به فُسِّرَ قَولُ الراجِز أَیضاً.
و الجَرُّ : حَبْلٌ یُشَدُّ فی أَدَاهِ الفَدّانِ .
و الجَرُّ : السَّوْقُ الرُّوَیْدُ ،و السَّحْبُ الهُوَیْنَا،یقال:فلانٌ یَجُرُّ الإِبلَ ،أَی یسوقُها سَوْقاً رُوَیْداً،قال ابنُ لَجَإِ:
تَجُرُّ بالأَهْوَنِ مِن إِدْنائِها
جَرَّ العَجُوزِ الثِّنْی مِنْ خِفائِها (5)
و الجَرُّ أَن ترعی الإِبلُ و هی تَسِیرُ ،عن ابن الأَعرابیّ ، و أَنشد:
ص:179
لا تُعْجلاها أَنْ تَجُرَّ جَرَّا
تَحْدُرُ صُفْراً و تُعْلِّی بُرَّا (1)
و قد جَرَّت الإِبلُ تَجُرُّ جَرّاً ، أَو الجَرُّ أَن تَرْکَبَ ناقهً و تَترکَها تَرْعَی ،و قد جَرَّها یَجُرَّها ، کالانْجِرار فیهما ،و أَنشدَ ابن الأَعرابیّ :
إِنِّی علی أَوْنِیَ و انْجِرارِی
و أَخْذِیَ المَجْهُولَ فی الصَّحارِی
أَؤُمُّ بِالمَنْزِلِ و الدَّرَارِی
أَراد بالمنزل الثُّرَیّا.
و الجَرُّ : شَقُّ لِسانِ الفَصِیلِ ؛لئلاَّ یَرْتَضِعَ ،و هو مَجْرُور ،قال:
علی دِفِقَّی المَشْیِ عَیْسَجُورِ
لم تَلْتَفِتْ لِوَلَدٍ مَجْرُورِ
کالإِجْرارِ ،عن ابن السِّکِّیت.و قال بعضُهم: الإِجرار کالتَّفْلِیک و هو أَن یجعلَ الرّاعِی من الهُلْب مثلَ فَلْکَه المِغْزَلِ ،ثم یَثْقُبَ لسانَ البَعِیرِ،فیجعلَه فیه؛لئلاّ یَرْتَضِعَ (2)،قال امْرُؤُ القَیْسِ یصفُ الکِلاَبَ و الثَّوْرَ:
فَکَرَّ إِلیه بمِبْراتِه
کما خَلَّ ظَهْرَ اللِّسَانِ المُجِرّ
و قال الأَصمعیّ : (3)جُرَّ الفَصیلُ فهو مجْرُورٌ ،و أُجِرَّ فهو مُجَرٌّ ،و أَنشدَ:
و إِنِّی غیرُ مَجْرُور اللِّسَانِ
و من المَجاز: الجَرُّ : أَن تَجُرَّ الناقهُ وَلدَهَا بعدَ تَمامِ السَنهِ شهْراً أَو شهرَیْن أَو أَربَعِینَ یوماً فقط ، و هی جَرُورٌ .
و فی المُحْکَم: الجَرُورُ من الإِبل:التی تَجُرُّ وَلَدَها إِلی أَقصی الغایهِ ،أَو تُجَاوِزُها (4).
و جرَّتِ النّاقهُ تَجُرُّ جَرّاً ،إِذا أَتَتْ علی مَضْرَبها،ثم جاوَزَتْه بأَیَّام،و لم تُنْتَجْ .و قال ثعلبٌ :الناقَهُ تَجُرُّ وَلدَهَا شهراً،و یقال:أَتَمُّ ما یَکُونُ الوَلدُ إِذا جَرّتْ به أُمُّه.و قال ابن الأَعرابیّ : الجَرُورُ التی تَجُرُّ ثلاثَهَ أَشهر بعد السَّنَه،و هی أَکرَمُ الإِبل،قال:
و لا تجُرُّ إِلاّ مَرابیعُ الإِبل،فأَمّا المَصَاییفُ فلا تَجُرُّ ،قال:
و إِنما تَجُرُّ من الإِبل حُمْرُها و صُهْبُهَا و رُمْکُهَا،و لا تَجُرُّ دُهْمُها؛لغِلَظ جُلودِها،و ضِیق أَجوافِها،قال:و لا یکادُ شیءٌ منها یَجُرُّ ؛لشدَّه لُحُومهَا و جُسْأَتِها،و الحُمْرُ و الصُّهْبُ لیستْ کذلک.
و الجَرُّ : أَنْ تَزیدَ الفَرَسُ علی أَحدَ عشرَ شهْراً و لم تَضَعْ ما فی بَطْنها،و کلَّما جرَّتْ کان أَقْوَی لوَلَدِها،و أَکثرُ زَمنِ جَرِّها بعد أَحدَ عشرَ شهراً خمسَ عشرهَ لیلهً ،و هذا أَکثرُ أَوقاتها.و عن أَبی عُبَیْدَهَ :وَقتُ حَمْلِ الفَرَس من لَدُن أَن یقطَعُوا عنها السِّفاد إِلی أَن تَضعه أَحدَ عشر شهراً،فإِن زادتْ علَیْهَا شیئاً قالوا: جَرَّتْ .
و الجَرُّ : أَن یَجُوزَ وِلاَدُ المرأَهِ عنِ تسعه أَشهر فتُجَاوزها بأَربعه أَیّام أَو ثلاثه،فیَنْضَجُ و یَتمُّ فی الرَّحِم.
و الجِرَّهُ ،بالکسر:هَیْئَهُ الجَرِّ .
و فی المُحْکَم: الجِرَّهُ : مَا یَفِیضُ به البَعِیرُ من کَرِشه، فیأْکلُه ثانِیهً . و فی الصّحَاح:و الجِرَّهُ ،بالکسر:ما یُخْرجُه البعیرُ للاجْترار، و یُفْتَحُ ،و قد اجْتَرَّ البعیرُ و أَجَرَّ ،الأَخیر عن اللِّحْیانیّ .و کلُّ ذی کَرشٍ یَجْتَرُّ .و
16- فی الحدیث: «أَنه خَطَبَ علی ناقته و هی تَقْصَع بجِرَّتهَا ». قال ابنُ الأَثیر:
الجِرَّهُ :ما یُخْرجُه البعیرُ مِن بطْنه لیمضُغَه،ثمّ یبلَعه، و القصْعُ :شدَّهُ المَضْغ.
و الجِرَّهُ : اللَّقْمَهُ یتَعَلَّلُ بها البعیرُ إِلی وقتِ عَلَفِه ،فهو یُجِرُّها فی فَمِه.
و الجِرُّهُ : الجَمَاعهُ من الناس یُقیمُون و یَظْعَنُون.
و بابُ بنُ ذِی الجِرَّهِ ،بالکسر: قاتلُ سُهْرَکَ -بضَمِّ السین المهمله و سکون الهاءِ و فتح الراءِ- الفارسیِّ أَحدِ قُوّاد الفُرْس یومَ ریشَهْرَ. بالکسر،فی بلاد العجَم فی أَصحاب سیّدنا أمیر المؤمنین عُثْمَانَ بن عَفّانَ رضی اللّه عنه،و فی أَیام خِلاَفَته.
و السَّوْمُ بِنْتُ جِرَّهَ :أَعرابیَّهٌ لها ذِکْرٌ.
ص:180
و الجُرَّهُ ،بالضمّ ،و یُفتَح:خُشَیْبَهٌ (1)نحو الذِّراع یُجْعَل فی رَأْسِهَا کِفَّهٌ ،و فی وَسَطها حَبْلٌ یَحْبِلُ الظَّبْیَ ، یُصادُ بها الظِّبَاءُ ،فإِذا نَشِبَ فیها الظَّبْیُ و وَقَعَ فیها ناوَصَهَا ساعهً ، و اضطربَ فیها،و مَارَسها لینْفَلِتَ ،فإِذا غَلَبَتْه سَکَنَ واستَقَرَّ فیها؛فتِلْک المُسَالَمَهُ .و فی المَثل:«نَاوَصَ الجُرَّهَ ثم سالَمهَا»؛یُضرَب ذلک للذی یُخَالِفُ القَومَ عن رَأْیِهم،ثم یَرْجِع إِلی قولهم،و یضطرُّ إِلی الوِفاق،و قیل:یُضْرَب مَثَلاً لمن یَقعُ فی أَمرِ فیَضطرِبُ فیه،ثم یَسْکُن.قال:و المُناوَصَه أَن:یَضطرِب،فإِذا أَعْیَاه الخَلاَصُ سَکَنَ .و قال أَبو الهیثم:
مِن أَمثالهم:«هو کالباحِث عن الجُرَّه » (2):قال و هی عصاً تُربَط إِلی حِبَالَهٍ تُغَیَّبُ فی التُّراب للظَّبْی یُصطادُ بها،فیها وَتَرٌ،فإِذا دخلتْ یدُه فی الحِبَالَه انعقدتْ الأَوتَارُ فی یَدِه (3)، فإِذا وَثَبَ لیُفْلِتَ ،فمَدَّ یَدَه،ضَرَبَ بتلْک العَصا یدَه الأُخری و رِجْلَه فکَسَرها،فتلک العَصَا هی الجُرّه .
و الجُرَّهُ : قَعْبَهٌ مِن حَدِید مَثْقُوبَهُ الأَسْفَلِ ،یُجْعَلُ فیها بَذْرُ الحِنْطَهِ حینَ یُبْذَرُ ،و یَمْشِی به الأَکَّارُ و الفَدّانُ ،و هو یَنهالُ فی الأَرض،جَمْعُه الجُرُّ ،قالَه ابن الأَعرابیّ .
و یَزِیدُ بنُ الأَخْنَسِ بنِ حَبِیب بنِ جُرَّهَ بن زِعْب أَبو مَعْن السُّلمیّ : صَحابِیٌّ ،ترجَمه فی تاریخ دمشقَ ،یقال:إِنه بَدْرِیٌّ ،رَوَی له ابنُه مَعْنٌ .
و الجَرَّهُ بالفتح:الخُبْزَهُ ،أَو خاصُّ بالتی فی المَلَّه ، أَنشدَ ثعلبٌ :
داوَیْتُه لمّا تَشَکَّی وَ وَجِعْ
بجَرَّهٍ مثْلِ الحِصَانِ المُضْطَجِعْ
شَبَّهَها بالفَرَس لِعظَمِها.
و الجِرِّیُّ ،بالکسر و التَّشْدِید،و ضبطَه فی التَّوشِیح بفتح الجیم أَیضاً: سَمَکٌ طویلٌ أَمْلَسُ یُشْبِهُ الحَیَّهَ ؛و تُسَمَّی بالفارسیَّه مارْمَاهِی.و
1- فی حدیث علیٍّ کرَّم اللّه وجهَه: «أَنه کان یَنْهَی عن أَکْل الجِرِّیِّ و الجِرِّیتِ ». و یقال: الجِرِّیُّ لغهٌ فی الجِرِّیت،و قد تقدَّم.و فی التَّوشِیح:هو ما لا قِشْر لهمن السَّمَک، لا یَأْکلُه الیهودُ،و لا فُصُوصَ له (4).و
17- فی حدیث ابن عَبّاس: «أَنّه سُئِلَ عن أَکْلِ الجِرِّیِّ ،فقال:إِنما هو شیءٌ حَرَّمه الیهودُ».
و من المَجَاز:أَلْقَاه فی جِرِّیَّتِه ،أَی أَکَلَه.
و الجِرِّیَّهُ و الجِرِّیئَهُ ،بکسرهما:الحَوْصَلَهُ . و قال أَبو زَیْد:هی القِرِّیَّهُ و الجِرِّیَّهُ .
و مِن المَجاز: الجارَّهُ :الإِبلُ التی تَجُرُّ الأَثقالَ ،کما فی الأَساس، تُجَرُّ بأَزِمَّتِها ،کما فی الصّحاح،و هی فاعِلَهٌ بمعنی مَفْعُولَهٍ ،مثلُ : عِیشَهٍ راضِیَهٍ (5)بمعنی مَرْضیَّه، و ماءٍ دافِقٍ (6)بمعنَی مَدْفُوقٍ .و یجوزُ أَن تکون جارَّه فی سَیْرها؛و جرُّها :أَن تُبْطِیءَ و تَرْتَعَ .و
16- فی الحدیث: «لیس فی الإِبل الجارَّه صَدَقَهٌ » (7). و هی العَوَامِلُ ؛سُمِّیتْ جارَّهً لأَنها تُجَرُّ جَرًّا بأَزِمَّتِهَا،أَی تُقاد بخُطُمها،کأَنَّهَا مَجْرُورَهٌ ،أَراد:
لیس فی الإِبلِ العَوَامِلِ صَدقهٌ .قال الجوهریُّ :و هی رَکائِبُ القَومِ ؛لأَنّ الصَّدَقَهَ فی السَّوائِم دُونَ العَوَامِل.
و الجَارَّهُ : الطَّرِیقُ إِلی الماءِ.
و الجَرِیرُ :حَبْلٌ ،قالَه شَمِرٌ،و جَمْعَه أَجِرَّهٌ و جُرّانٌ .و
16- فی الحدیث: «لولا أَن تَغْلِبَکُم النّاسُ علیها (8)لَنَزعْتُ معکم حتَّی یُؤَثِّرَ الجَرِیرُ بظَهْرِی». ؛و المراد به الحَبْل،و قال زُهَیْرُ بن جَنَابٍ :
فَلِکُلِّهِمْ أَعْدَدْتُ تَیّاحاً تُغَار لهُ الأَجِرَّهْ (9)
أَی الحِبَال.و زاد فی الصّحاح: یُجْعَلُ للبعِیرِ بمَنْزِلَه العِذَارِ للدّابَّهِ ،و به سُمِّیَ الرجلُ جَریراً .و
16- فی الحدیث: «أَنه قال له نُقادهُ الأَسدِیّ :إِنی رجلٌ مُغْفِلٌ فأَین أَسِمُ ؟قال:
فی موضعِ الجَرِیرِ من السّالِفَه». أَی فی مُقَدَّم صَفْحهِ العُنُقِ ،و المُغْفِلُ :الذی لا وَسْمَ علی إِبله.
ص:181
و الجَرِیرُ :حَبْلٌ مِن أَدَمٍ نحوُ الزِّمَامِ ،و یُطْلَقُ علی غیرِه من الحِبَال المَضْفُورَهِ .و قال الهوازنیُّ : الجَرِیرُ من أَدَمٍ مُلَیَّن یُثْنَی علی أَنفِ البعیرِ النَّجِیبه و الفَرَس.و قال ابن سَمْعَانَ (1):أَوْرَطْتُ الجرِیرَ فی عُنُق البعِیرِ،إِذا جَعلتَ طَرفَه فی حَلْقَتِه،و هو فی عُنُقه،ثم جذَبْتَه،و هو حینَئذٍ یَخْنُق البَعِیر،و أَنشد:
حتی تَراها فی الجرِیر المُورَطِ
سَرْحَ القِیَادِ سَمْحَهَ التَّهبُّطِ
و
14- فی الحدیث: «أَنّ الصّحابهَ نَازَعُوا جَرِیرَ بنَ عبدِ اللّه زِمَامَه،فقال رسولُ اللّه صَلَی اللّه علیه و سلّم:خَلُّوا بین جَرِیرٍ و الجَرِیرِ ». ؛أَی دَعُوا له زِمامَه.
و
17- فی حدیث عائشه رضی اللّه عنها: «نَصَبْتُ علی باب حُجْرَتِی عَبَاءَهً ،و علی مَجَرِّ بَیْتِی سِتْراً». المَجَرُّ ،کمرَدٍّ :هو الموضعُ المُعْتَرِضُ فی البیت،و یُسمَّی الجائِز تُوضَعُ علیه أَطرافُ العوارِضِ .
و المَجَرَّهُ ، بالهَاءِ:بابُ السَّمَاءِ کما وَرَدَ فی حدیث ابنِ عَبّاس،و هی البَیَاضُ المُعْتَرِضُ فی السَّمَاءِ،و النَّسْرانِ من جانِبَیْهَا، أَو شَرَجُها الذی تَنْشَقُّ منه،کما وَرَدَ ذلک عن علیٍّ رضی اللّه عنه.و فی بعضِ التَّفَاسِیر:إِنّها الطَّرِیقُ المَحْسُوسَهُ فی السماءِ التی تَسِیرُ منها الکواکبُ .و فی الصّحاح: المَجَرَّه فی السماءِ؛سُمِّیَتْ بذلک لأَنها کأَثَرِ المَجرَّهِ (2).
وَ مَجَرُّ الکَبْشِ :ع بِمنًی معروفٌ .
و الجُرُّ : الجَرِیرَهُ ، و الجَرِیرَهُ :الذَّنْبُ .
و الجَرِیرَهُ : الجِنَایَهُ یَجْنِیها الرَّجلُ .و قد جَرَّ علی نفْسِه و غیرِه جَرِیرَهً ، یَجُرُّهَا ،بالضمّ و الفتح ،قال شیخُنَا:لا وَجْهَ للفتح؛إِذ لا مُوجِبَ له سَماعاً و لا قِیاساً.قلتُ :أَمّا قیاساً فلا مَدخَلَ له فی اللغه کما فی معلومٌ ،و أَما سَماعاً،قال الصَّاغانیُّ فی تَکْمِلَته:قال (3)ابنُ الأَعرابیِّ :المُضارِعُ مِن جَرَّ -أَی جَنَی- یَجَرُّ ،بفتحِ الجیمِ . جَرًّا ،أَی جَنَی علیهم جِنایهً ،قال:
إِذا جَرَّ مَولانَا علینا جَرِیرَهً
صَبَرْنا لها إِنّا کِرَامٌ دَعائِمُ
و
16- فی حدیث لَقِیط : «ثم بایَعَه علی أَن لا یَجُرَّ علیه (4)إِلاّ نَفْسَه». ؛أَی لا یُؤخَذَ بجَرِیرَهِ غیرِه مِن وَلَدٍ أَو والِدٍ أَو عَشِیرَهٍ .
و یقال: فَعَلْتُ ذلک مِن جَرّاکَ و مِن جَرّائِکَ ،بالمدّ،من المعتل، و یُخَفَّفانِ ،و مِن جَرِیرَتِکَ ،و هذه عن ابن دُرَیْد أَی مِن أَجْلِکَ ،و أَنشَدَ اللِّحْیَانیُّ :
أَمِنْ جَرَّا بَنِی أَسَدٍ غَضِبْتُمْ
و لو شِئْتُم لکانَ لکم جِوَارُ
و مِن جَرَّائِنَا صِرْتُم عَبِیداً
لقَومٍ بعْدَ ما وُطِیءَ الخِیَارُ
و أَنشدَ الأَزْهَرِیُّ لأَبِی النَّجْم:
فاضَتْ دُمُوعُ العَیْنِ مِن جَرّاها
واهاً لِرَیَّا ثم وَاهاً وَاهَا
و
16- فی الحدیث: «أَنّ امرأَهً دَخَلت النّارَ مِن جَرَّا هِرَّهٍ ». ؛أَی من أَجْلها.
و فی الأَساس:و لا تَقُلْ بجَرّاکَ (5).
و
14- فی الحدیث: أَنّ النبیَّ صَلَی اللّه علیه و سلّم دُلَّ علی أُمِّ سَلَمهَ ،فرأَی عندها الشُّبْرُمَ ،و هی تُریدُ أَن تَشربَه،فقال:«إِنّه حارٌّ جارٌّ » و أَمَرَها بالسَّنَا و السَّنُّوتِ . قال الجوهَرِیُّ :هو إِتباعٌ له.قال أَبو عُبیْد:و أَکثرُ کلامهم حارٌّ یارٌّ،بالیاءِ.
و الجَرْجارُ (6)،کقَرْقار:نَبْتٌ ،قالَه اللَّیْث،و زاد الجوهَریُّ :طَیِّبُ الرِّیح،و قال أَبو حنیفهَ : الجَرْجارُ :عُشْبَهٌ لها زَهْرَهٌ صَفراءُ،قال النّابغهُ :
یتَحَلَّبُ الیَعْضیدُ من أَشْداقِهَا
صُفْراً مَناخِرُهَا من الجَرْجارِ
و الجَرْجارُ : من الإِبل:الکثیرُ الجَرْجَره ،أَی الصَّوْت.
ص:182
و قد جَرْجَرَ ،إِذا صاحَ و صَوَّتَ .و هو بَعیرٌ جَرْجارٌ ،کما تقول:ثَرْثَر الرجلُ فهو ثَرْثارٌ.و قال أَبو عَمْرو (1):أَصلُ الجَرْجَرَهِ الصَّوْتُ ،و منه قیل للبَعیر إِذا صَوَّتَ :هو یُجرْجِرُ ، کالجِرْجِر ،بالکسر.
و الجَرْجارُ : صَوتُ الرَّعْدِ.
و الجَرْجارهُ بهاءٍ:الرَّحَی لصَوتها.
و الجَرَاجِرُ :الضِّخامُ من الإِبل کالجَراجِب،قاله أَبو عُبَیْد، واحدُها الجُرْجُورُ ،بالضمّ ،قال الکُمَیْت:
و مُقِلٍّ أَسَقْتُمُوه فأَثْرَی
مِائَهً مِن عَطَائکم جُرْجُورَا
و الجرَاجِرُ جمعُ جُرْجُورٍ ،بغیر یاءٍ،عن کُراع،و القیَاس یُوجبُ ثَباتَها إِلی أَن یضطرَّ إِلی حذفِها شاعرٌ،قال الأَعشی:
یَهَبُ الجِلَّهَ الجَرَاجِرَ کالبُسْ
تانِ تَحْنُو لِدَرْدَقٍ أَطْفَالِ
و یُقَال:إِبل جُرْجُورٌ :عِظَامُ الأَجوافِ .و الجُرْجُورُ :
الکِرَامُ من الإِبل،و قیل:هی جَماعَتُها،و قیل:هی العِظَامُ منها.
و جَرْجَرَایَا :د،بالمَغْرب (2)،و قد سقطت هذه العباره من بعض النُّسخ،و الذی نعرفُه أَنه مدینهُ النَّهْرَوَانِ ،و سیأْتی فی المُستَدرکات.
و الجُرَاجِرُ : بالضمّ :الصَّخّاب منها ،أَی من الإِبل، یقال:فَحْلٌ جُراجِرٌ ،أَی کثیرُ الجَرْجرهِ .و قد جَرْجَر ،إِذا ضَجَّ و صاحَ .
و الجُراجرُ من الإِبل: الکثیرُ الشُّرْبِ . و یقال:إِبلٌ جُرَاجِرَهٌ ،أَی کثیرهُ الشُّرْب،عن ابن الأَعرابیِّ ،و أَنشد:
أَوْدَی بماءِ حَوْضِکَ الرَّشیفُ
أَوْدَی به جُرَاجِرَاتٌ هِیفُ
و منه: الجُرَاجِرُ : الماءُ المُصوِّتُ .
و الجَرْجَرَهُ :صَوتُ وُقُوعِ الماءِ فی الجوْف. و الجَرْجَرُ ،بالفتح: ما یُدَاسُ به الکُدْسُ ،و هو من حَدیدٍ.
و الجَرْجَرُ : الفُولُ ،فی کلام أَهلِ العراق. و یُکْسَرُ ، کذا فی کتاب النَّبات.
و الاَّجَرّانِ :الجِنُّ و الإِنْسُ ،یقال:جاءَ بجَیشِ الأَجَرَّیْنِ ،عن ابن الأَعرابیّ :
و مِن المَجاز: فَرَسٌ جَرُورٌ ، و جَمَلٌ جَرُورٌ :یَمْنَعُ القِیادَ. و
17- فی حدیث ابن عُمَر: «أَنّه شَهدَ فَتْحَ مکّهَ و معه فَرَسٌ حَرُونٌ ،و جَمَلٌ جَرُورٌ ». قال أَبو عُبَیْد:الجَملُ الجَرُور :الذی لا ینقادُ و لا یکادُ یَتْبَع صاحبَه.و قال الأَزهریّ :هو فَعُولٌ بمعنَی مَفْعُول،و یجوزُ أَن یکونَ بمعنَی فاعل.قال أَبو عُبَیْد: الجَرُورُ من الخَیْل:البَطیءُ،و رُبَّما کان مِن إِعیاءٍ،و ربَّما کان من قِطَافٍ ،و أَنشدَ للعُقَیْلِیِّ :
جَرُورُ الضُّحَی مِن نَهْکَهٍ و سَآمِ
و جمعُه جُرُرٌ .
و مِن المَجاز: بئْرٌ جَرُورٌ ،أَی بعیدهُ القَعْرِ،و کذلک مَتُوحٌ و نَزُوعٌ ؛أَی یُسْنَی منها و یُسْقَی (3)علی البَکرهِ ،و یُنْزَعُ بالأَیْدِی،کما فی الأَساس.و فی اللِّسَان:عن الأَصمعیِّ :
بِئْرٌ جَرُورٌ ،و هی التی یُسْقَی (4)منها علی بَعِیر؛و إِنما قیل لها ذلک لأَن دَلْوها یُجَرُّ علی شَفِیرها لبُعْدِ قَعْرِهَا.و قال شَمِرٌ:
رَکِیَّهٌ جَرُورٌ :بعیدهُ القَعْرِ.و عن ابن بُزُرْجَ :ما کانت جَرُوراً ،و لقد أَجَرَّتْ ،و لا جُدًّا،و لقد أَجَدَّتْ ،و لا عِدًّا، و لقد أَعَدَّتْ .
و قال شَمِرٌ: امرأَهٌ جَرُورٌ : مُقْعَدَهُ ،لأَنها تُجَرُّ علی الأَرض جَرًّا .
و مِن المَجاز: الجارُورُ :نَهْرٌ یَشُقُّه السَّیْل فیَجُرُّه .
و مِن المَجاز: کَتِیبَهٌ جرّارَهٌ ،أَی ثَقِیلَهُ السَّیْرِ،لکَثْرَتِها ، لا تَقْدِرُ علی السَّیْر إِلاّ رُوَیْداً،قاله الأَصمعیُّ .و عسْکَرٌ جَرّارٌ ،أَی کثیرٌ،و قیل:هو الذی لا یَسِیرُ إِلاّ زَحْفاً؛ لکَثْرته.قال العجّاج:
ص:183
أَرْعنَ جَرّاراً إِذا جَرَّ الأَثَرْ
قولُه:« جرَّ الأَثر»یعْنِی أَنه لیس بقلیلٍ ،تَسْتَبِینُ فیه آثاراً أَو فَجواتٍ .
و یقال:کَثُرَتْ بنَصِیبینَ الطَّیّاراتُ و الجَرّاراتُ . الجَرَّارَهُ ، کجَبَّانَهٍ :عُقَیْرِبٌ (1)صفراءُ صغیرهٌ علی شَکْل التِّبْنَهِ ؛سُمِّیَتْ [ جَرَّارَهً ] (2)لأَنها تَجُرُّ ذَنَبَها ،و هی من أَخْبَث العَقَاربِ و أَقْتَلِها لمَن تَلْدغُه.
و الجَرَّارَهُ : ناحِیَهٌ بالبَطِیحَهِ موصوفهٌ بکثرهِ السَّمَکِ .
و الجِرْجِرُ و الجِرْجیرُ ،بکسرهما ،الأَوّلُ عن الفَرّاءِ مُخَفَّف من الثانیه: بَقْلَهٌ م ،أَی معروفهٌ کذا فی الصّحاح، و قال غیرُه: الجِرْجِرُ و الجِرْجِیرُ :نَبتٌ منه بَرِّیٌّ و بُسْتَانِیٌّ ، و أَجْوَدُه البُسْتَانیُّ ،ماؤُه یُزِیلُ آثارَ القُرُوحِ ،و هو یُدِرُّ اللَّبَنَ ، و یَهْضِمُ الغِذاءَ.
و مِن المَجَاز: أَجَرَّه رَسَنَه ،إِذا تَرَکَه یَصنَعُ ما شاءَ ،و فی الأَساس:تَرَکَه و شَأْنَه،و فی اللِّسَان:و منه المثل:« أَجَرَّه جَرِیرَه »؛أَی خَلاّه و سَوْمَه.
و مِن المَجاز: أَجَرَّه الدَّیْنَ إِجْراراً: أَخَّرَه له.
و مِن المَجاز: أَجرَّ فلاناً أَغانِیَّه ،إِذا تابَعها ،و فی الأَساس:إِذا غَنّاکَ صَوْتاً ثم أَردفَه أَصواتاً مُتتابِعَهً .قلتُ :
و هو مأْخوذٌ من قول أَبی زَیْد،و أَنشدَ:
فلمَّا قَضَی منِّی القَضَاءَ أَجَرَّنِی
أَغانِیَّ لا یَعْیَا بها المُتَرَنِّمُ
و أَجَرَّ فلاناً:طَعَنه و تَرَکَ الرُّمْحَ فیه یَجُرُّه ،قال عنترهُ :
و آخَرُ منهمُ أَجْرَرْتُ رُمْحِی
و فی البَجَلیِّ مَعْبَلَهٌ وَقِیعُ
و قال قُطْبَهُ بنُ أَوْس:
و نَقِی بصالِح مالنا أَحسابَنا
و نَجُرُّ فی الهَیْجَا الرِّماحَ و نَدَّعِی
و
17- فی حدیث عبدِ اللّه قال: «طَعَنْت مُسَیْلِمَهَ و مَشَی فیالرُّمْح،فنادَانِی رَجلٌ أَنْ أَجْرِرْه الرُّمْحَ .فلم أَفهمْ ،فنادانِی أَن أَلْقِ الرُّمْحَ مِن یَدَیْکَ ». ؛أَی اتْرُکِ الرُّمْحَ فیه.یقال:
أَجْرَرْتَ الرُّمْحَ (3)،إِذَا طَعَنْتَه به فمشَی (4)،کأَنکَ جَعَلْتَه یَجُرُّه .
و المُجِرُّ ،کمُلمٍّ :سَیفُ عبدِ الرّحمن بن سُراقَهَ بن مالِکِ بنِ جُعْشُم المُدْلِجیِّ الکِنانِیِّ .
و ذو المَجَرِّ ،کمحَطٍّ :سیفُ عُتَیْبَهَ بنِ الحارثِ ابنِ شهاب ،نقلَهما الصَّاغانیُّ .
و الجَرْجَرَهُ :تَرَدُّدُ هَدِیرِ الفَحْلِ ،و هو صَوْتٌ یُرَدِّدُه البعیرُ فی حَنْجَرتِه قال الأَغلبُ العِجْلِیُّ یَصفُ فَحْلاً:
وَ هُوَ إِذا جَرْجَرَ بعدَ الهَبِّ
جَرْجرَ فی حَنْجَرَهٍ کالحُبِّ
و هامَهٍ کالمِرْجل المُنْکبِّ
و الجَرْجَرَهُ :صَوتُ صبّ الماءِ فی الحَلْق ،و قال ابنُ الأَثیر:هو صَوتُ وُقُوعِ الماءِ فی الجَوْف، کالتَّجَرْجُرِ و قیل: التَّجَرْجُرُ أَن تَجْرَعَه أَی الماءَ جَرْعاً مُتَدارِکاً حتی یُسْمَعَ صَوتُ جَرْعهِ ،و کذلک الجَرْجَرَهُ ،یقال: جَرْجَرَ فلانٌ الماءَ،إِذا جَرَعَه جَرْعاً مُتواتِراً له صَوتٌ .و
16- فی الحدیث: «الذی یَشْرَبُ من (5)إِناءِ الذَّهَبِ و الفِضَّهِ إِنّمَا یُجَرْجِرُ فی بطْنِه نار جَهَنَّمَ ». أَی یَحْدُرُ،فجعلَ الشُّرْبَ و الجَرْعَ جَرْجَرهً ،قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و یُرْوَی برفعِ النارِ، و الأَکثرُ النَّصبُ ،قال:و هو مَجازٌ؛لأَن نارَ جهنمَ علی الحقیقهِ لا تُجَرْجِرُ فی جَوْفِه،و إِنما شبَّهَها بجَرْجَرَه البعیرِ، هذا وَجْهُ رَفْعِ النار،و یکون قد ذَکَّرَ یُجَرْجِرُ بالیاءِ للفَصْل بینه و بین النّار،و أَما علی النَّصْب فالشاربُ هو الفَاعِلُ ، و النَّارُ مفعولُه،فالمعنی کأَنما یجْرَعُ نارَ جَهَنَّمَ .
و قد جَرجَرَ الشَّرَابُ فی حَلْقه،إِذا صَوَّتَ . و أَصلُ الجَرْجَرهِ الصَّوْتُ ،قاله أَبو عَمْرو (6).و قال الأَزهریُّ :أَرادَ بقوله
16- فی الحدیث: « یُجَرْجِرُ فی جَوْفهِ نارَ جهنّمَ ». ؛أَی
ص:184
یَحْدُرُ فیه نارَ جَهَنَّمَ إِذا شَرِبَ فی (1)آنِیَهِ الذَّهَبِ ،فجَعَلَ شُرْبَ الماءِ و جَرْعَه جَرْجرَهً ؛لصوت وقُوع الماءِ فی الجَوْف عند شِدَّهِ الشُّرْبِ ،و هذا کقوْلِ اللّهِ عَزَّ و جَلّ : إِنَّ الَّذِینَ یَأْکُلُونَ أَمْوالَ الْیَتامی ظُلْماً إِنَّما یَأْکُلُونَ فِی بُطُونِهِمْ ناراً (2)فجَعَلَ آکِلَ مالِ الیَتِیمِ مثلَ آکِل النار؛لأَن ذلک یُؤَدِّی إِلی النار.
و جَرْجَرَه الماءَ: سَقَاه إِیّاه علی تلک الصِّفه ،و فی بعض الأُصول:الصُّوره (3)،بدلَ الصِّفَه،قال جرِیرٌ :
و قد جَرْجَرَتْه الماءَ حتی کأَنَّهَا
تُعالِجُ فی أَقْصَی وِجَارَیْنِ أَضْبُعَا
یَعْنِی بالماءِ هنا المنِیَّ ،و الهاءُ فی جَرْجَرَتْه عائدهٌ إِلی الحَیاءِ.
و انْجَرَّ الشیءُ: انْجَذَب.
و یقال: جَارَّه مُجَارَّهً (4): ماطَلَه،أَو حاباه ،و منه
16- الحدیثُ : «لا تُجَارَّ أَخاکَ و لا تُشَارَّه». ؛أَی لا تُماطِلْه،مِن الجَرِّ و هو أَن تَلْوِیه بحَقِّه،و تَجُرَّه مِن مَحِلِّه إِلی[وَقْتٍ ] (5)آخَرَ،و قیل:أَی لا تَجْنِ (6)علیه و تُلْحِقْ به جَرِیرَهً ،و یُرْوَی بتخفیفِ الرّاءِ؛أَی من الجَرْی و المُسابَقَه،أَی لا تُطاوِلْه و لا تُغالبْه.
و مِن المَجاز:یقال: اسْتَجْرَرْتُ له ،أَی أَمْکَنْتُه مِن نَفْسِی فانْقَدْتُ له ،أَی کأَنِّی صِرتُ مَجْرُوراً .
و الجُرْجُورُ بالضمّ : الجَماعه من الإِبل.
و قیل: الجُرْجُورُ مِن الإِبل:الکَرِیمه ،و قیل:هی العِظَام منها،قال الکمیْت:
و مُقلٍّ أَسَقْتمُوه فأَثْرَی
مِائَهً مِن عَطائکم جُرْجُورَا
و جَمْعُهَا جَراجِرُ -بغیر یاءٍ-عن کراع،و القِیاسُ یُوجِبُ ثَباتها.
و مِائَهٌ مِن الإِبل جُرْجُورٌ ،بالضمّ ،أَی کاملهٌ .
و أَبو جَرِیرٍ رَوَی عنه أَبو وائِل و أَبو لَیْلَی الکِنْدِیُّ ،و قیل:
جَرِیرٌ .
و جَرِیرٌ الأَرْقَطِ ،هکذا فی النُّسَخ،و صوابُه ابنُ الأَرْقطِ ، رَوَی عنه یَعْلَی بن الأَشْدق. و جرِیرُ بن عبدِ اللّه بنِ جابر و هو الشَّلِیل (7)بن مالکِ بنِ نَضْرِ (8)بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ جُشَم بنِ عَوْفٍ 8أَبو عَمْرٍو البجَلِیُّ ،رَوَی عنه قَیْسٌ ،و الشَّعْبِیُّ ، و هَمّام بن الحارثِ ،و أَبو زُرْعَهَ حَفِیدُه،و أَبو وائِلٍ .سَکَنَ الکوفَهَ ،ثم قَرْقِیسِیا،و بها تُوفِّیَ بعدَ الخمسین. و جَرِیرُ بن عبدِ اللّه و قیل:ابن عبدِ الحَمِید الحِمْیَرِیُّ ،سارَ مع خالدِ بنِ الوَلِید إِلی العراق و الشام مُجاهِداً. و جَرِیرُ بن أَوْسِ بنِ حارِثَهَ بن لامٍ الطائیُّ ،عَمُّ عُرْوهَ بنِ مُضَرِّسٍ ، صَحابِیُّون.
*و ممّا یُستَدْرک علیه:
تَجِرَّهٌ :تَفْعِلهٌ من الجَرّ .
و مِن المَجَاز: جارُّ الضَّبُعِ :المَطَرُ الذی یَجُرُّ الضَّبُعَ عن وِجارِهَا مِن شِدَتَّه،و رُبَّما سُمِّیَ بذلک السَّیْلُ العظیمُ ؛لأَنه یجُرَّ الضِّباعَ من وُجُرِها أَیضاً.و قیل: جارُّ الضَّبُعِ :أَشدُّ ما یکون من المَطَر؛کأَنه لا یَدَعُ شیئاً إِلاَّ جَرَّه .و عن ابن الأَعرابیِّ :یُقال للمَطَر الذی لا یَدَعُ شیئاً إِلاَّ أَسَالَه و جَرَّه :
جاءَنا جارُّ الضَّبُعِ ؛و لا یجُرُّ الضَّبُعَ إِلاّ سیْلٌ غالِبٌ .و قال شَمِرٌ:سمعْت ابن الأَعرابیِّ یقول:جِئْتکَ فی مثْلِ مَجَرِّ الضَّبُّعِ ؛یُرید السَّیْلَ قد خَرَقَ الأَرْضَ ،فکأَنَّ الضَّبُعَ قد جُرَّتْ فیه.و أَصابَتْنَا السماءُ بجَارِّ الضَّبُعِ .و أَوردَه الزَّمَخْشَرِیُّ أَیضاً فی الأَساس بمثل ما تقدَّم.
و الجَرُورُ ،کصَبُورٍ:الناقَه التی تَقَفَّصَ وَلَدُها فتوثَق یَداه إِلی عُنقه عند نِتَاجِه، فیُجَرُّ بین یَدَیْهَا،و یُسْتَلُّ فَصِیلَها فیُخَاف عَلَیْه أَن یَموت،فیُلْبَسُ الخِرْقَهَ حتی تَعرفَها أُمُّه علیه،فإِذا مات أَلْبَسُوا تلک الخِرْقَهَ فَصِیلاً آخرَ،ثم ظَأَرُوها
ص:185
علیه و سَدُّوا مَنَاخِرهَا،فلا تُفْتَح حتی یَرْضَعَها ذلک الفَصِیل، فتَجدُ رِیحَ لَبَنِها منه فتَرْأَمُه.
و قال الشاعر:
إِنْ کُنتَ یا رَبَّ الجِمَالِ حُرَّا
فارفَعْ إِذا ما لم تَجِدْ مَجَرَّا
یقول إِذا لم تجِد للإِبل (1)مَرتَعاً فارفَعْ فی سَیْرها.
و جَرَّ النَّوْءُ بالمَکان:أَدامَ المَطرَ،قال خِطَامٌ (2)المُجَاشِعِیُّ :
جَرَّبها نَوْءٌ مِن السِّماکَیْنْ
و اسْتَجَرَّ الفَصِیل عن الرَّضاع:أَخَذَتْه قَرْحَهٌ فی فِیه،أَو فی سائرِ جَسَدِه،فکَفَّ عنه لذلک.
و من المَجَاز: أَجَرَّ لسانَه،إِذا منَعَه من الکلام؛مأخوذهٌ (3)من إِجرار الفَصِیلِ ،و هو أَن یُشَقَّ لسانُه و یُشَدَّ عَلَیْه عُودٌ لئلاَّ یَرْتَضِعَ (4)؛لأَنه یَجُرُّ العُودَ بلسانه،قال عَمْرُو بن مَعْدِیکرِبَ .
فلوْ أَنّ قَوْمِی أَنْطَقَتِنی رماحُهمْ
نَطَقْتُ و لکنّ الرِّماحَ أَجَرَّتِ
أَی لو قاتَلُوا و أَبْلَوْا لذَکَرْتُ ذلک و فَخرْتُ بهم؛و لکنّ رِماحَهم أَجرَّتْنی ،أَی قَطَعَتْ لسانِی عن الکلامِ بفِرارِهِم؛ أَرادَ أَنهم لم یُقَاتِلُوا.
و زَعمُوا أَن عَمْرَو بنَ بشْرِ بنِ مرْثَد حین قَتَلَه الأَسَدِیُّ قال له: أَجِرَّ سَرَاوِیلِی فإِنی لم أَسْتَعِنْ (5).قال أَبو منصور:هو من قولهم: أَجْرَرْتُه رَسَنَه و أَجْرَرْتُه الرُّمْحَ ؛أَی دَعِ السَّراویلَ علیَّ أَجُرَّه .فأَظْهَرَ الإِدغَامَ علی لغه الحِجَاز (6)،قال:و یجوزُ أَن یکونَ لمّا سَلَبَه ثِیابَه و أَراد أَن یأْخذَ سرَاوِیلَه قال:
أَجِرَّ لی سَراوِیلی؛من الإِجاره،و هو الأَمانُ ؛أَی أَبْقِه علیَّ ،فیکونُ مِن غیر هذا الباب.و قال ابن السِّکِّیت:سُئِلَ ابنُ لِسان الحُمَّرَهِ عن الضَّأْن فقال:مالٌ صِدْقٌ (7)قَرْیَهٌ لا حمَی لها،إِذا أُفْلِتَتْ مِن جُرَّتَیْهَا .قال:یَعْنی بجَرَّتَیْهَا المَجرَ فی الدَّهْرِ الشدیدِ و النَّشَرَ،و هو أَن تَنتشرَ باللیل فتَأْتِیَ علیها السِّبَاع.قال الأَزهریُّ :جَعَلَ المَجَرَ لها (8)جَرَّتَیْن ؛ أَی حبَالَتَیْن تَقَعُ فیهما فتَهْلِکُ .
و الجَرُّ :الحَبْلُ الذی فی وَسَطِه اللُّؤَمَهُ إِلی المَضْمَدَه، قال:
و کَلَّفُونی الجَرَّ و الجرُّ عَملْ
و جَرُورُ .کصَبُور:ناحِیهٌ من مِصْرَ.
و الجُرَیِّرُ ،مُصغَّراً مُشدَّداً:وادٍ فی دیار[بنی] (9)أَسَدٍ، أَعلاه لهم،و أَسْفَلُه لبنِی عَبْس.و بَلَدٌ لغَنِیّ فیما بین جَبَلَهَ و شرقیِّ الحِمَی (10)إِلی أُضاخ[و هی] 9أَرضٌ واسعهً .
و جُرَیْرٌ کزُبیر:موضِعٌ قُرْبَ مکّهَ .
و لحام جَرِیر (11)،کأَمِیرٍ:موضعٌ بالکُوفهِ ،کانت بها وقعه لمّا طَرَقَ عُبَیْدُ اللّه الکُوفَهَ .
و جِرارُ ککِتابٍ :من نواحی قِنَّسْرِینَ .
و جِرارُ سَعْدٍ:مُوضعٌ بالمدینه،کان یَنْصُبُ علیه سَعْدُ بن عُبَادَهَ جِراراً یُبَرِّدُ فیها الماءَ لأَضْیَافِه،به أُطُمُ دُلَیْمٍ .
و الجَرُّ :الحَرْثُ .
و اجْتَرُّوا :احْتَرَثُوا.
و من أَمثالهم:«ناوَصَ الجَرَّهَ ثم سالَمَها»،أَوْرَدَه المیْدَانِیُّ و غیرُه،و قد تقدَّم تفسیرُه.
ص:186
و من المجَاز: جَرَّت الخیلُ الأَرضَ بسَنابِکِها،إِذا خَدَّتهَا (1)،و أَنشدَ:
أَخادِیدُ جرَّتْهَا السَّنَابِکُ غادَرَتْ
بها کلَّ مَشْقُوقِ القَمِیصِ مُجَدَّلِ
قِیل للأَصْمعیِّ : جَرَّتْهَا من الجَرِیرَه ؟قال:لا،و لکن من الجَرِّ فی الأَرض و التَّأْثِیر فیها،کقوله:
مَجَرّ جُیُوشٍ غانِمِینَ و خُیَّبِ
و من أَمثالهم:«سِطی (2)مَجَرّ ،تُرْطِبْ هَجَرْ»،یُرِیدُ تَوَسَّطِی یا مَجَرَّهُ کَبِدَ السّماءِ،فإِنَّ ذلک وَقتُ إِرْطابِ النخِیل بهَجَر.
و
17- فی حدیثِ عُمرَ: «لا یَصْلُحُ هذا الأَمرُ إِلاّ لمَن لا یَحْنَقُ علی جِرَّتِهِ ». أَی لا یحْقِدُ علی رَعِیَّته،فضَرَب الجِرَّهَ لذلک مثَلاً.و یقال معنَی قولهم:«فلانٌ لا یَحْنَقُ علی جِرَّته »،أَی لا یَکْتُمُ سِرًّا.
و من أَمثالهم:«لا أَفعلُه ما اختلفَ الدِّرَّهُ و الجِرَّهُ »،و«ما خالَفَتْ دِرهٌ جِرَّهً »،و اختلافُهما أَن الدِّرَّهَ تَسْفُلُ إِلی الرِّجْلَیْن،و الجِرَّهَ تعلُوا إِلی الرَّأْس.و
17- رَوَی ابنُ الأَعرابیِّ :
أَن الحَجّاجَ سَأَلَ رجلاً قَدِمَ مِن الحِجَاز عن المَطَر،فقال:
«تَتابَعَتْ علینا الأَسْمِیه حتی مَنَعَت السِّفار،و تَظَالَمَت المعْزَی،و اجْتُلِبَتِ الدِّرَّهُ بالجِرَّه ». ؛اجتلابُ الدِّرَّه بالجِرَّه أَن المواشیَ تَتَمَلأُ،ثمّ تَبْرُکُ أَو تَرْبِض،فلا تَزالُ (3)تَجْتَرُّ إِلی حینِ الحَلْب.
و فی الصّحاح،و المصنِّف،و أَکثر مصنَّفاتِ اللغه:
قولهم:هَلُمَّ جَرًّا .قالوا:معناه علی هِینَتِکَ .
و قال المُنْذِریُّ (4)،فی قولهم:هَلُمَّ جرُّوا (5)؛أَی تَعالَوْا علی هِینَتِکم کما یَسْهُل علیکم من غیر شدَّه و لا صُعُوبه؛و أَصْل ذلک من الجرِّ فی السَّوْق،و هو أَن یَتْرُکَ (6)الإِبلَ و الغَنَم تَرْعَی فی مَسِیرهَا،و أَنشد:
لَطالَما جَرَرْتُکنَّ جَرَّا
حتَّی نَوَی الأَعْجَفُ و اسْتَمَرَّا
فالیَومَ لا آلو الرِّکاب شَرَّا
یقال: جُرَّها علی أَفواهِها،أَی سُقْها و هی تَرْتَع و تُصیبُ من الکَلَإِ.
و یقال:کان عاماً أَوّلَ کذا و کذا فهَلُمَّ جَرًّا إِلی الیوم؛أَی امتدَّ ذلک إِلی الیوم.و قد جاءَتْ فی الحدیث فی غیر موضع،و معناه استدامه الأَمر و اتِّصَاله؛و أَصْلُه من الجَرِّ :
السَّحْبِ ،و انتصبَ جَرًّا علی المصدر،أَو الحال.قال شیخنا:و قد تَوقَّفَ فیه ابن هِشام؛هل هو من الأَلفاظ العربیَّه أَو مولَّد،و خَصَّه بالتَّضَیُّف (7)،و تَعَقَّبَه أَبو عبدِ اللّه الرّاعِی فی تأْلیفه،الذی وَضَعَه لرَدِّ کلامِه،و بَسَطَ الکلامَ علیها ابن الأَنبارِیّ فی الزّاهر،و غیر واحد.و أَوْرَدَ الجَلاَل کلامَ ابن هشَام فی کتابه:«الأَشْبَاه و النَّظَائر النحویَّه»، منقَّحاً تامًّا،و قد أَوْدعْت هذا البحثَ کلَّه فی رساله مُستقلَّه، أَغْنَتْ عن أَن نَجْلب أَکثرَ ذلک،أَو أَقلَّه.انتهی باختصار.
و الجَرْجَرَه :صَوْت البَعِیر عند الضَّجَر.
و
16- فی الحدیث: «قَومٌ یقرءُون القرآنَ لا یُجَاوِز جَرَاجرَهم ». ؛أَی حُلوقَهُم؛سمّاهَا جَراجِرَ لجرْجَرَهِ الماءِ، و منه قول النّابغَه:
لَهَامیمُ یَسْتَلْهُونَها فی الجَراجِرِ (8)
و قیل:یُقال لها: الجَرَاجرُ ،لما یُسمع لها من صَوْتِ وُقوع الماءِ فیها.
و الجُرَاجِرُ :الجوْف.
و ذَکَرَ الأَزْهریُّ فی هذه التَّرْجمَه:غَیْثٌ جِورٌّ ،کهِجَفٍّ ؛ أَی یَجُرُّ کلَّ شیْ ءٍ.
ص:187
و غَیْثٌ جِوَرٌّ ،إِذا طال نَبْته و ارتفعَ (1).
و قال أَبو عُبَیْدَهَ :غَرْبٌ جِوَرٌّ :فارضٌ ثَقیلٌ .
و قال غیرُه:جَمَلٌ جِوَرٌّ :أَی ضَخْمٌ ،و نَعْجَهٌ جِوَرَّهٌ ، و أَنشدَ:
فاعْتَامَ منّا نَعْجَهً جِوَرَّهْ
کأَنَّ صَوتَ شَخْبها للدِّرَّهْ
هَرْهَرَهُ الهرِّ دَنَا للهِرَّهْ
قال الفَرّاءُ:[ جِوَرٌ ] (2)إِن شِئتَ جعلتَ الواوَ فیه زائدهً ، من جَرَرْت ،و إِن شئتَ جعلتَه فِعَلاَّ من الجَوْر ،و یَصیرُ التَّشْدیدُ فی الراءِ زیادهً ،کما یقال:حَمَارَّهٌ .[الصیّفِ ] 2.
و فی التَّهْذِیب-آخر ترجمه حفز-:و العربُ تقول للرجل إِذا قاد أَلفاً: جَرّاراً .
و عن ابن الأَعرابیّ : جُرْجُرْ ،إِذا أَمَرْتَه بالاستعداد للعَدُوِّ.
و لا جَرَّ ،بمعنی لا جرَمَ ،و سیأْتی.
و من المَجَاز:لا جارَّ لی فی هذا؛أَی نَفْعاً یجُرُّنی إِلیه، کما فی الأَساس (3).
و ککَتّان:عبدُ الأَعْلَی بن أَبی المُساوِر الجَرّار ،لیِّنٌ .
و عیسی بن یُونس الفاخوریُّ الرَّمْلیُّ الجَرّارُ .
و هِبَه اللّه بن أَحمد الجرّارُ ،شیخٌ لابن عساکِرَ.
و کُلَیْبُ بن قَیْس اللَّیْثیُّ الجرّارُ الذی قَتَلَه أَبو لؤْلؤَهَ ،ذَکَره ابن القوطیِّ فی:«بدائع التُّحف فی ذِکْر من نُسِب من الأَشراف إِلی الحِرف»،و قال إِنما قیل له الجرّارُ لإِقْدامِه فی الحَرْب.
و فی الأَسماءِ:
محمّدُ بن محمّد بن تمّام بن جرّار الأَنباریُّ .
و عُرْوَه بن مرْوانَ الجرّارُ .
و أَبو العَتَاهیَه الشاعرُ لَقَبُهُ الجَرّارُ ؛لأَنه کان یَبیع الجِرَارَ .و أَحمدُ بن محمّد بن العَبّاس الجَرّارُ .
و أَحمدُ بن أَبی القاسم الجَرّارُ المَوْصلیُّ الشاعرُ.
و أَحمدُ بن صالح بن عبدِ اللّه الجَرّارُ ،کَتَبَ عنه السِّلَفیُّ .
و جَرْجَرایا :مدینه النَّهْرَوانِ الأَسفل،بین بغدادَ و واسطَ ، منها محمّدُ بن بِشْر بن سُفْیانَ ،و أَبو بَدْر شُجَاع بن الوَلید.
و جرْجِیرُ :قریهٌ بمصر،من الفَرَما إِلیها مَرْحَلَهٌ ،منها:أَبو حَفْص عُمَرُ بنُ محمّدِ بن القاسم،راوی المُوَطَّإِ عن عبد اللّه بن یُوسُفَ التِّنِّیسیِّ ،عن مالک.
و جَرِیرَا :قَریهٌ بمرْو،منها:عبدُ الحمید بنُ حَبیب،مِن أَتباع التابعین،و جَریرُ بنُ عبدِ الوَهّاب بن جَریر بن محمّد بن علیِّ بن جَریر أَبو الفَضْل الضَّبِّیُّ الجَریریُّ ،إِلی جدِّه،مُحدِّثٌ ،توفِّیَ سنه 469.
و الجَرِیریُّ -أَیضاً-إِلی مذْهَب ابن جَریرٍ الطَّبَریِّ ، منهم:القاضی أَبو الفَرج المُعافَی بنُ زکریّا الحافظُ (4)، حدَّثَ عن البَغَویّ .و أَبو مسعود سعیدُ بنُ إِیاسٍ الجُرَیْریّ بالضمّ ،بَصْریٌّ ثِقَهٌ ،رَوَی عنه الثَّوْریُّ .
و جَریرٌ والدُ عبد اللّه،روَی عن الأَسْود بن شَیْبَانَ .
و جُریْرَهُ ،تصغیرُ جَرَّه :لَقَبُ عُمَر بن محمّد القَطّان، سَمِعَ عن أَبی الحُصَیْن،توفِّی سنه 600،قالَه الذَّهبیُّ ..
و جَریرٌ -کأَمیر-ابنُ أَبی عطاءٍ القُرَشیُّ ،حِجازیٌّ .
و جریرٌ الضَّبِّیُّ ،و جریرُ بنُ عُتْبَهَ ؛روَیا.
الجَزْرُ :ضِدُّ المَدِّ ،هو رُجُوعُ الماءِ إِلی خَلْف.و قال اللَّیْثُ :هو انقطاعُ المدِّ،یقال:مَدَّ البَحْرُ و النَّهْرُ،فی کَثْرَه الماءِ،و فی الانقطاع (5). و فعْلُه کضَرَبَ ، قال ابن سیدَه: جَزَرَ البَحْرُ و النَّهْرُ یَجْزُرُ جَزْراً و انْجَزَر .
و الجَزْرُ : القَطْعُ . جَزَر الشیْ ءَ یَجْزُرُهُ (6)جَزْراً :قَطَعَه.
ص:188
و الجَزْرُ : نُضُوبُ الماءِ و ذَهابُه و نَقْصُه، و قد یُضَمُّ آتِیهما. و الذی فی المصْباح:
جَزرَ الماءُ جَزْراً ،من بابَیْ ضرَبَ و قتل:انْحسَرَ،و هو رُجوعُه إِلی خلْف،و منه: الجزیرَه ؛[سُمّیت بذلک] (1)لانحسار الماءِ عنها.قال شیخنا:و لو جاءَ بالضمیرِ مُفْرداً دالاًّ علی الجَمْع لکان أَوْلَی و أَصْوَبَ .
و الجَزْرُ : البَحْرُ نفسُه.
و الجَزْرُ : شَوْرُ العَسَلِ من خَلِیَّتِه و استخراجُه منها.
17- و توَعَّد الحَجّاج بنُ یوسُف أَنسَ بن مالک فقال:« لأَجْزُرنَّک جزْرَ الضَّرَبِ ». ؛أَی لأَسْتأْصِلنَّک،و العَسَل یُسَمَّی ضَرَباً إِذا غلُظَ ،یقال (2):اسْتضْرَبَ :سهُل اشْتِیَارُه علی العاسِلِ ؛ لأَنّه إِذا رَقَّ سالَ .
و الجزْرُ : ع بالبَادِیَه ،جاءَ ذِکْرُه فی شِعْر (3)،نقله الصَّاغانیُّ .
و الجَزْرُ : ناحِیَهٌ بحَلَب مشتملهٌ علی القُری،کان بها حمْدانُ بن عبدِ الرَّحِیم الطَّبیب،ثم انتقلَ منها إِلی الأَثارِبِ ،و فیها یقول فی أَبیاتٍ :
یا حبَّذا الجَزْرُ کم نَعِمْت به
بینَ جِنَانٍ ذَواتِ أَفْنانِ
بین جِنَانٍ قُطُوفُها ذُلُلٌ
و الظِّلُّ وافٍ و طَلْعُهَا دانِ
کذا فی تاریخ حلبَ لابنِ العدِیم.
و الجَزَرُ بالتَّحْرِیک:أَرضٌ یَنْجَزِر عنها المَدُّ کالجَزُیره .
و قال کرَاع: الجَزِیرَه :القِطْعَه من الأَرض.
و الجَزَرُ : أَرُومَهٌ تُؤْکل ،معروفهٌ معرَّبه ،و قال ابن دُرَیْد:
لا أَحسبُها عربیَّهً ،و قال أَبو حنیفه:أَصله فارسیٌّ ، و تُکسَر الجِیم ،و نقل اللغتیْن الفرّاءُ.و أَجْوَدُه الأَحْمَرُ الحُلْوُالشِّتْوِیُّ ،حارٌّ فی آخِرِ الدَّرَجَهِ الثانِیه،رطْبٌ فی الأُولَی، و هو مُدِرٌّ للبَوْلِ ،و یُسَهِّل و یُلطِّف، باهِیُّ یُقوِّی شهْوَه الجماعِ ، مُحَدِّرٌ للطَّمْث أَی دَمِ الحَیْضِ ، و وَضْع ورَقِه مدْقوقاً علی القُرُوحِ المُتأَکِّلهِ نافِعٌ ،و لکنه عَسِرُ الهضْمِ ، مُنفخٌ ،یُوَلِّدُ دَماً رَدِیئاً،و یُصْلَح بالخلِّ و الخَرْدلِ ،و تفصیله فی کتُب الطِّبّ .
و الجَزَرُ : الشّاءُ السَّمِینهُ ،واحدهُ الکلِّ بهاءٍ. و
16- فی حدیث خوّات: «أَبْشرْ بجَزَرَهٍ سمِینهٍ ». ؛أَی صالحه لأَن تُجْزرَ ؛أَی تُذْبَح للأَکل.و فی المُحکم:و الجَزَرُ :ما یُذْبَح من الشّاءِ ذَکَراً کان أَو أُنْثَی،واحِدتهَا جَزَرَهٌ .و خَصَّ بعضهم به الشّاهَ التی یَقوم إِلیها أَهلُها فیذْبَحُونها.
و قال ابنُ السِّکِّیت: أَجْزَرْته شاهً ،إِذا دَفَعْت إِلیه شاهً فَذَبَحَها،نَعْجَهً ،أَو کَبْشاً،أَو عَنْزاً،و هی الجَزَرَه ،إِذا کانَت سَمِینَهً .
و جَزَرَهُ ،محرَّکهً :لَقَبُ أَبی علیٍّ صالح بنِ محمّدِ بن عَمْرٍو البَغْدادِیِّ الحافظِ .
و الجزُورُ کَصُبور: البعیر،أَو خاصُّ بالناقه المجزوره ، و الصحیح أَنه یَقَع علی الذَّکَر و الأُنْثَی،کما حَقَّقَه الأَئِمَّه، و هو یُؤنَّث،لأَن اللفظَه سمَاعیَّهٌ ،و قال: الجَزورُ إِذا أُفْرِدَ أُنِّثَ ؛لأَن أَکثرَ مَا یَنْحَرُون النُّوق.و فی حاشیه الشِّهاب:
الجَزورُ :رَأْسٌ من الإِبل ناقهً أَو جَمَلاً:سمِّیَتْ بذلک لأَنها لمَا یُجْزَرُ ،أَی و هی مُؤَنَّثٌ سَماعیٌّ ،و إِن عَمَّتْ ؛فیها شِبْهُ تَغْلِیبٍ ،فافْهَمْ .
ج جَزَائِرُ و جُزُرٌ ،بضَمَّتَیْن و جُزُرُاتٌ جمع الجمعِ ، کطُرُق و طُرُقاتٍ .
و الجَزُورُ : ما یُذْبَح من الشّاءِ،واحدتها جَزْره ،بفتح فسکون.
و أَجْزَرَه :أَعطاه شاهً یَذْبَحُها. و
16- فی الحدیث: «أَنّه بَعَثَ بَعْثاً فمَرُّوا بأَعْرَابیٍّ له غَنَمٌ فقالوا: أَجْزَرْنا ». أَی أَعْطِنا شاهً تصْلُحُ للذَّبْح.
و قال بعضُهم:لا یُقال: أَجْزَرَه جَزُوراً ؛إِنما یُقال:
أَجْزَرَه جَزَرهً .
و أَجْزَرَ البَعِیرُ حان له أَن یُجْزَرَ ،أَی یُذْبَح
ص:189
و مِن المَجَاز: أَجْزَرَ الشَّیْخُ :حانَ له أَن یَمُوت ؛و ذلک إِذا أَسَنَّ و دَنَا فَنَاؤُه،کما یُجْزِرُ النَّخْلُ .و کان فتْیَانٌ یقولون لشَیْخ: أَجْزَرْت یا شیْخُ ؛أَی حان لک أَن تَمُوتَ ،فیقول:
أَیْ بَنِیَّ ،و تُحْتَضَرُون (1)،أَی تمُوتُونَ شَباباً،و یُرْوَی:
أَجْزَزْتَ مِن أَجزَّ البُسْرُ،أَی حانَ له أَن یُجَزَّ.
و الجَزّارُ ،کشَدّادٍ، و الجِزِّیرُ ،کسِکِّیت:من یَنْحَرُه ،أَی الجَزُورَ ،و کذلک الجازِرُ ،کما فی الأَساس.
و هی أَی الحِرْفَهُ الجِزَارَهُ ،بالکسر ،علی القِیاس.
و المَجْزَرُ ،کمقْعَدٍ: مَوْضِعُه ،أَی الجَزْرِ ،و مثلُه فی المِصباح،و صَرَّح الجوهریُّ بأَنّه بالکسر،أَی کمَجْلِس، و هو الذی جَزَمَ به الشیخُ ابنُ مالکٍ فی مصنّفاته،و قال:إِنه علی غیر قِیاس؛لأَن مُضارِعَه مضمومٌ ،ککَتَب،فالقِیَاسُ فی«المفعل»منه الفتحُ مطلقاً (2)،و ورُودُه فی المَکَان مکسوراً علی غیرِ قِیاس.
و الجُزَارَهُ من البَعِیر، بالضمّ :الیَدانِ و الرِّجْلانِ و العُنُقُ (3)؛لأَنها لا تَدخُل فی أَنْصِباءِ المَیْسِر و إِنما هی عُمَالَهُ الجَزّارِ و أُجْرَتُه.قال ابن سِیدَه:و إِذا قالُوا فی الفَرَس:ضَخْمُ الجُزَارَهِ ؛فإِنما یُرِیدُون غِلَظَ یَدَیْه و رِجْلَیْه، و کَثْرَهَ عَصَبِهما،و لا یُرِیدُون رأْسَه؛لأَن عِظَمَ الرَأْسِ فی الخَیْل هُجْنَهٌ ،قال الأَعْشَی:
و لا نُقاتِلُ بالعِصِیِّ
و لا نُرَامِی بالحِجارَهْ
إِلاّ عُلالَهَ أَو بُدَا
هَهَ قَارِحٍ نَهْدِ الجُزَارَهْ
و الجَزِیرَهُ :أَرضٌ یَنْجَزِرُ عنها المَدُّ.و قال الأَزهریّ :
الجَزِیرَهُ :أَرضٌ فی البَحْر یَنْفَرِجُ منها (4)ماءُ البَحْرِ فَتَبْدُو، و کذلک الأَرضُ التی لا یَعْلُوهَا السَّیْلُ ،و یُحْدِقُ بها،فهی جَزِیرَهٌ .و فی الصّحاح: الجَزِیرَهٌ :واحِدَهُ جَزائِرِ البَحْرِ؛ سُمِّیَتْ بذلک لانقطاعِها عن مُعْظَم الأَرْضِ .و الجَزِیرَهُ : أَرضٌ بالبَصْرَهِ ذاتُ نَخِیلٍ ،بینها و بین الأُبُلَّهِ ،خُصَّتْ بهذا الاسمِ .
و جَزِیرَهُ قُورَ (5)،بضمّ القاف:مَوضعٌ بعَیْنِه،و هو ما بین دِجْلَهَ و الفُرَاتِ ،و بها مُدُنٌ کِبارٌ،و لها تاریخٌ أَلَّفَه الإِمامُ أَبو عَرُوبَه الحَرّانِیُّ ،کما نَصَّ علیه یاقوتٌ فی المُشْتَرَک.
و النِّسْبَهُ جَزَرِیٌّ کالرَّبَعِیُّ إِلی رَبِیعهَ ،و قال أَبو عُبَیْد:و إِذا أُطْلِقَتِ الجَزِیرَهُ و لم تُضَفْ إِلی العَرَبِ فإِنما یُرادُ بها هذه.
و الجَزِیرَهُ الخَضْراءُ:د،بالأَنْدَلُسِ فی مُقَابَلتها إِلی ناحیه الغَرْب، و لا یُحِیطُ به ماءٌ ،و انما خُصَّ بهذا الاسم (6).
و النِّسْبَهُ جَزِیرِیٌّ ؛لِرَفْعِ الالتباسِ .
و الجَزِیرَهُ الخَضْراءُ: جَزِیرهٌ عظیمهٌ بأَرْضِ الزَّنْجِ ،فیها سُلْطَانَانِ لا یَدِینُ أَحدُهما للآخَر. ذَکَرَه الشَّرِیفُ الإِدْرِیسِیُّ فی عجائِب البُلْدان.
و أَهْلُ الأَنْدَلُسِ إِذا أَطْلَقُوا الجَزِیرَهَ (7)أَرادُوا بها بلادَ مُجَاهِدِ بنِ عبدِ اللّه شَرْقِیَّ الأَنْدَلُسِ . قال شیخنا:و لعلَّه اصطلاحٌ قدیمٌ لا یُعْرَفُ فی هذه الأَزمان.
و جَزِیرَهُ الذَّهَب:موضعانِ بأَرض مِصْرَ ،أَحَدُهما بحِذاءِ قَصْرِ الشَّمْع،و الثانی (8)حِذَاءَ فُوَّه بالمَزاحمتین.
و جَزیرَهُ شُکَرَ (9)،کأُخَرَ:د،بالأَنْدَلُس ،قال شیخُنا:
المعروف أَنها جَزیرَهُ شُقَرَ-بالقاف-و إِنما یقولُها بالکاف مَن به لَثْغَهٌ .قلْت:و هی بین شَاطِبَهَ و تَنَسَهَ .
و جزیرَهُ ابنِ عُمَر:د،شَمالیَّ المَوْصل یُحِیطُ به دِجْلَهُ مثلَ الهِلال ،و هی کُورَهٌ تُتاخِمُ کُوَرَ الشام و حُدُودَها.و فی المُحْکَم:و الجَزیرَهُ بجَنْب الشّام و أُمُّ مَدَائنها المَوْصل.
قلتُ :و منها أَبو الفَضْل محمّدُ بنُ محمّد بن عطان المَوْصَلِیُّ الجَزَریُّ ،و من المُتَأَخِّرین:الحافِظُ المقرِیٌ شمسُ الدین محمّدُ بن محمّدِ بن الجَزَریِّ ،توفِّی سنه 835.
ص:190
و جَزیرهُ شَرِیکٍ :کُورَهٌ بالمَغْرب مُشْتَمِلَهٌ علی مُدُن و قُرًی عامرهٍ .
و جَزیرَهُ بَنی نَصْرٍ:کُورَهٌ بمصرَ ،و هی مَقَرُّ عُرْبَان بَلیّ و مَن طانَبَهم الیومَ ،و هی واسعهٌ فیها عِدَّهُ قُرًی.
و جَزِیرَهُ قویسنا (1):بین مِصْرَ و الإِسکندَریَّه ،و مشتملهٌ علی عدَّه قرًی،و هی بالوَجْه البَحریّ .
و الجَزیرَهُ (2):ع بالیَمَامَه.
و الجَزیرَهُ : محَلَّهٌ بالفُسْطَاط ،إِذا زادَ النِّیلُ أَحاطَ بها و اسْتَقَلَّتْ بنفسِها.
و ذَکَرَ یاقُوتٌ فی المُشْتَرک أَنّ الجَزیرَه اسمٌ لخمسهَ عشرَ مَوضعاً.
و فی التَّهْذِیب: جَزیرَهُ العَرَب محالُّها (3)؛سُمِّیَتْ جزیرهً لأَن البَحْرَیْن؛بحْرَ فارسَ و بَحْرَ السُّودان أَحاطَا بناحِیَتَیْها (4)، و أَحاطَ بالجانب (5)الشَّمالیِّ دجْلَهُ و الفُرَاتُ ،و هی أَرضُ العرب و مَعْدِنُها،انتهی.و اختلفوا فی حُدُودِها اختلافاً کثیراً کادت الأَقوالُ تضطرب و یُصادِمُ بعضُها بعضاً،و قد ذَکَرَ أَکثَرَها صاحبُ المَراصِد و المُصْباح،فقیل: جَزیرَهُ العَرَب ما أَحاطَ به بَحْرُ الهنْد و بحْرُ الشَّأْمِ ثم دِجْلَهُ و الفُراتُ ، فالفُراتُ و دِجْلَه من جهَه مَشْرِقها،و بحرُ الهند من جَنُوبها إِلی عَدنَ ،و دَخَلَ فیه بحرُ البصره و عَبّادان،و ساحلُ مکّهَ إِلی أَیْلَهَ إِلی القُلْزُم،و بحرُ الشَّأْم علی جِهه الشَّمال،و دَخَلَ فیه بحرُ الرُّوم و سَواحِلُ الأُرْدُنِّ ،حتی یُخَالِطَ بالناحِیهَ (6)التی أَقْبلَ منها الفُرات. أَو جَزِیرهُ العَرَب ما بینَ عَدَنِ أَبْیَنَ إِلی أَطرافِ الشّام طُولاً ،و قیل:إِلی أَقْصَی الیمن فی الطُّول، و من ساحِل جُدَّهَ و ما وَلاَهَا من شاطئ البَحْر،کأَیْلَهَ و القُلْزُمِ ، إِلی أَطرافِ رِیفِ العِراق عَرْضاً ،و هذا قولُ الأَصمعیّ .و قال أَبو عُبیده:هی ما بَیْنَ حَفَر (7)أَبی موسیإِلی أَقْصَی تِهَامَهَ فی الطُّول،و أَما العَرْضُ فیما بین رَمْل یَبْرینَ إِلی مُنْقَطَع السَّمَاوَه،قال:و کلُّ هذه المَوَاضع إِنما سُمِّیَتْ بذلک؛لأَن بحر فارسَ و بحرَ الحَبَش و دجْلهَ و الفُراتَ قد أَحاطَت بها.و نَقَلَ البَکْریُّ أَن جَزیرَهَ العرب مکّهُ و المدینهُ و الیمنُ و الیَمامَهُ .و رُویَ عن ابن عَبّاس أَنه قال: جَزیرَهُ العرَب:تِهَامَهُ و نَجْدٌ و الحِجَازُ و العروض و الیمن (8).و فیها أَقوالٌ غیر ذلک،و ما أَوْرَدْناه هو الخُلاصه.
و الجزائِرُ الخالِدَاتُ -و یقال لها: جَزَائِرُ السَّعَادَه ، و جزائرُ السُّعَداءِ؛سُمِّیَتْ بذلک لأَنه کان مُعْتَقَدُهم أَنّ النفوسَ السعیدهَ هی التی تَسْکُنُ أَبدانُها فی تلک الجَزائِر ؛ فلذلک کانت الحُکَماءُ یَسْکُنُون فیها،و یَتَدَارَسُون الحِکْمَهَ هناک،و یکونُ مَبْلَغُهم دائماً فیها ثَمَانِین،کلّمَا نَقَصَ منهم بعضٌ زِیدَ،و اللّهُ أَعلمُ .و أَمّا وَجْهُ تَسْمِیَتِها بالخالداتِ فلأَنّ الجَنّهَ عندهم عبارهٌ عن الْتِذاذِ النَّفْسِ الإِنسانیَّهِ باللَّذّات، الحاصلَهِ لها بعد هذه النَّشْأَهِ الدُّنْیَویَّه،بواسِطَه تَحْصیلِها للکَمالاَتِ الحِکمِیَّهِ فی هذه النَّشأَه،و عدم بقاءِ شیْ ءٍ منها فی القُوَّه،و خُلودُ الجَنَّه عبارهٌ عن دَوامِ هذا الالْتِذاذِ للنَّفْس،کما أَن الخُلُودَ فی النار عندهم کنایهٌ عن دوام الحَسْره علی فَواتِ تلک الکمَالات،فعلی هذا یکونُ معنَی جَزائر الخالدات هو الجَزائِرُ الخالدهُ نَفْسُ سُکّانِها فی جَنَّه اللَّذّاتِ النَّفْسَانِیَّهِ المُکْتسَبَه فی الدُّنیا.کذا حَقَّقه مولانا قاسم بیزلی-: سِتُّ جَزائِرَ (9)،قال شیخُنا:و الصَّوابُ أَنها سَبْعٌ کما جَزم به جماعهٌ مِمَّن أَرَّخها،و هی واغِلَهٌ فی البَحْر المُحِیط المُسَمَّی بأُوْقیانُوسَ مِن جهَهِ المَغْرب ،غربیَّ مدینهِ سَلاَ،علی سَمْتِ أَرض الحَبَشَه،تَلُوحُ للنَّاظِر فی الیوم الصّاحِی الجوِّ من الأَبْخِرَه الغَلِیظَه،و فیها سبعهُ أَصنامٍ علی مِثَال الآدمیِّین،تُشِیرُ:لا عُبُورَ و لا مَسْلَکَ وراءَهَا، و منها یَبْتَدِئُ المُنَجِّمُون بأَخْذِ أَطوالِ البلادِ ،علی قَول بطلیموس و غیره من الیونانیِّین،و یُسَمُّون تلک الجزائر :بقَنارْیَا؛و ذلک لأَن فی زمانهم کان مَبْدَأُ العِمارَه من الغَرْب إِلی الشَّرْق من المَحَلّ المَزْبُور،و الإِبرهُ فی هذه الجزائر کانت مُتَوجِّههً إِلی نُقْطَه الشَّمال من غیرِ انحرافٍ ،و عند بعضِ المُتَأَخِّرین
ص:191
وَ رئیسِ إِسبانیا ابتداءُ الطُّولِ مِن جَزِیره فَلَمَنْک،و قالوا:
الإِبرهُ فی هذه الجَزِیرَهِ متوجِّههٌ إِلی نُقْطَه الشَّمال من غیر مَیْلٍ إِلی جانبٍ ،و عند البعضِ :ابتداءُ الطُّولِ من السّاحِلِ الغربیِّ .و بین الساحلِ الغربیِّ و الجزائرِ الخالداتِ عَشْرُ دَرَجَاتٍ ،علی الأَصَحِّ . تَنْبُتُ فیها کلُّ فاکههٍ شَرْقِیَّهٍ و غَرْبِیَّهٍ و کلُّ رَیْحَانٍ و وَرْدٍ،و کلُّ حَبٍّ من غیر أَن یُغْرَسَ أَو یُزْرعَ ،کذا ذکرَه المؤرِّخُون،و فیها ما تُحِیلُه العُقُولُ ، أَعْرَضْنا عن ذِکْرِهَا.
و جزائِرُ بَنِی مَرْغَنَایْ [ مَزْغَنَّایْ ]:د،بالمَغْرِب و هو البَلَدُ المشهورُ بإِفْریقِیَّه علی ضِفّه (1)البَحْرَیْن:بحرِ إِفْرِیقِیَّه و بحرِ المَغْرِب، بینها و بین بِجایَهَ أَربعهُ أَیام،و شُهرتُها کافِیَهٌ ،و مَرْغَنَای:
بفتح فسکون و تحریک الغین و النون،کذا هو مضبوطٌ فی النُّسخ،و الصَّوابُ بالزّای و تشدِیدِ النُّونِ (2)،کما أَخْبَرنِی بذلک ثِقَهٌ من أَهْلِه.
و الجِزَارُ ،بالکسر: صِرَامُ النَّخْلِ .و جَزَرَه یَجْزُرُهُ و یَجْزِرُه -من حدِّ کَتَب و ضَرَبَ - جَزْراً و جِزَاراً ،بالکسر و الفتح ،الأَخِیرُ عن اللِّحْیَانیّ ؛صَرَمَه.
و أَجْزَرَ النَّحْلُ : حانَ جِزَارُه ،کأَصْرَمَ :حانَ صِرَامُه.
و جَزَرَ النَّخْلَ یَجْزِرُها -بالکسر- جَزْراً :صَرَمَهَا.و قیل:
أَفْسدَها عند التَّلْقِیح.
و قال الیزِیدِیُّ : أَجْزَرَ القَومُ ،مِن الجِزَار ،و هو وَقتُ صِرَامِ النَّخْلِ ،مثل الجِزَازِ،یقال:جَزُّوا نَخْلَهُم،إِذا صرمُوه.
و قال الأَحمر: جَزَرَ النَّخْلَ یَجْزِرُه (3)،إِذا صَرمه،و حَزَرَه یَحْزِرُه،إِذا خرَصَه.
و تَجازرَا :تَشاتمَا ؛فکأَنما جَزَرَا بینهما ظَرِباً (4)،أَی قطعاها فاشتدَّ نَتْنُها،یقال ذلک للمُتشاتِمَیْن المُتبَالِغیْن. و اجْتزَرُوا فی القِتال،و تجَزَّرُوا إِذا اقْتتلُوا،و یقال:
ترَکُوهم جَزَراً -بالتحریک-إِذا قَتلُوهم،و تَرَکَهم جَزَراً للسِّباع و الطَّیْر، أَی قِطَعاً.
و جَزَرُ السِّبَاعِ :اللَّحْمُ الذی تأْکُلُه،قال:
إِنْ یَفْعَلاَ فلقد تَرَکْتُ أَباهما
جَزَرَ السِّباعِ و کلِّ نَسْرٍ قَشْعَمِ
و عن اللَّیث: الجَزِیرُ ،بلغه أَهلِ السَّوَادِ:مَن یَخْتَارُهُ أَهلُ القَریهِ لِمَا یَنُوبُهم فی (5)نَفَقَات مَن یَنْزِلُ بهم مِن قِبَلِ السُّلْطَانِ ،و أَنْشَدَ:
إِذا ما رَأَوْنَا قَلَّسُوا من مَهَابَهٍ
و یَسْعَی علینا بالطَّعامِ جَزِیرُهَا
و جُزْرَهُ ،بالضمّ :ع بالیَمَامَه ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و جُزْرَهُ : وادٍ بین الکُوفَهِ و فَیْدَ ،و هو ماءٌ لبَنِی کَعْبِ بنِ العَنْبَرِ بنِ عَمْرِو بنِ تَمِیم.
*و ممّا یُسْتَدرَک علیه:
جَزِیرَهُ العَرَبِ :المَدِینَهُ ،علی ساکِنها أَفضلُ الصّلاهِ و السّلامِ ،و به فَسَّر مالکُ بنُ أَنَسٍ
14- الحدیثَ : «الشیطانُ یَئِسَ أَن یُعْبَدَ فی جَزِیرَه العَرَبِ ».
و الجَزِیرَهُ :القِطْعَهُ مِن الأَرض،عن کُراع.
و أَمّا الجَزائِرُ التی بأَرْض مِصْرَ فهی کثیرهٌ ،فممّا ذَکَرَهَا المؤرِّخون: جَزِیرَهُ ابنِ حَمْدانَ ،و جزیرهُ ابنِ غَوْث،و جزیرهُ الغرقا،و جزیرهُ حَکَم،و جزیرهُ مَهْدِیَّه،و جزیرهُ مَحَلَّهِ دِمْنَا، و جزیرهُ مَسْعُود،و جزیرهُ الحجر،و جزیرهُ البنداریّه،و جزیرَهُ بَغِیضَه،و جزائِرُ بِشْر،و جزیرهُ مالک،و جزیرهُ محمّد، و جزیرهُ حَقِیل،و جزیرهُ الفِیل،و جزیرهُ مِفْتَاح،و جزیرهُ طناش،و جزیره سَنَد،و جَزیره العصْفور،و جزیره القِطِّ ، و جزیره الشُّوبَک،و جزیره البُوص،و جزیره ابنِ حَمّاد، و جزیره طَوْق،و جزائر أَبی هدری،و جزیره بَنِیَ بَقَر،و جزائر ابن الرفعه،و جزیره شَنْدَوِیل،و غیر هؤلاءِ.
و اجْتَزَرَ الجَزُورَ :نَحَرَه و جَلّدَه.
و اجْتَزرَ القَومَ جَزوراً ،إِذا جَزَرَ لهم.
ص:192
و الجَزَرُ :کلُّ شیْ ءٍ مُباحِ الذَّبْحِ (1)،و الوَاحِدُ جَزَرَهٌ .
و
16- فی حدیث موسی علیه السلامُ و السَّحَرَهِ : «حتی صارتْ حِبالُهم للثُّعبانِ جَزَراً ». ؛و قد تُکسَر الجِیمُ .
و من غریب ما
16- یُرْوَی فی حدیث الزکَاه: «لا تَأْخُذُوا مِن جَزَراتِ أَموالِ النّاسِ ». ؛أَی ما یکونُ أُعِدَّ للأَکْل، و المشهورُ بالحاءِ المهملَه.
و
17- فی حدیثَ عُمَرَ: «اتَّقُوا هذه المَجَازِرَ ،فإِنّ لها ضَرَاوَهً کضَرَاوَهِ الخَمْرِ». ؛أَراد موضعَ (2)الجَزّارِین التی تُنْحَرُ فیها الإِبلُ ،و تُذْبَحُ البَقَرُ و الشّاءُ یُبَاعُ لُحْمَانُها؛لأَجل النَّجَاسَهِ التی فیها،و فی الصّحاح:المرادُ بالمَجَازِر هنا مُجْتَمعُ (3)القومِ ؛لأَن الجَزُورَ إِنما تُنْحَرُ عند جَمْع الناس،و قال ابن الأَثیر:نَهَی عن أَماکن الذَّبْحِ ؛لأن مشاهدهَ ذَبْحِ الحَیواناتِ مّما یُقَسِّی القلبَ و یُذْهِبُ الرَّحْمَهَ منه.
و الجَزُور :لَقَبُ أُمِّ فاطِمهَ بنتِ أَسَدِ بنِ هاشِمٍ ،والدهِ علیٍّ رضی اللّه عنه؛لِعظَمِهَا،و اسمُها قَتْلَهُ بنتُ عامِرِ بنِ مالکِ بنِ المُصْطَلِقِ الخُزَاعِیَّهُ .
و جُزَار (4)،کغُرابٍ :جَبَلٌ شامِیٌّ ،بینه و بین الفُرات لیلهٌ .
و أَبو جَزَرهَ :قَیْسُ بنُ سالم،تابعِیٌّ مصریٌّ .
و أَبو الفَضْلِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ علیٍّ الضَّرِیرُ الجَوْزرانِیُّ -بالفتح-محدِّثٌ .
و أَبو منصور عبد اللّه بنُ الوَلیدِ المحدِّثُ ،لَقَبُه جُزَیْرَهُ ، بالتصغیر.
و حَبِیبُ بنُ أَبی جَزِیرَهَ -کسَفِینَه-حَدَّثَ عنه مُسْلمُ بنُ إِبراهِیمَ .
و عبدُ اللّه بنُ الجَزُورِ -کصَبُور-سَمِعَ قَتادَهَ .
و محمّدُ بنُ إِدْرِیسَ الجازِرِیُّ و محمَّد بنُ الحُسَیْنِ الجَازِرِیُّ ،حَدَّثَا.
الجَسْر بالفتح: الذی یُعْبَرُ علیه ،کالقَنْطَرَهِ و نحوهَا، و یُکْسَرُ ،لُغَتانِ ،و یُطْلَقُ أَیضاً علی سُفُن یُشَدُّ بعضُها ببعضٍ ،و تُرْبَطُ إِلی أَوْتَادٍ فی الشَّطِّ تکونُ علی الأَنهار.و سیأْتی فی ق ن ط ر، ج أَجْسُرٌ ،فی القَلِیل، و جُسُورٌ ،فی الکَثِیر،قال:
إِنّ فِرَاخاً کفِرَاخِ الأَوْکُرِ
بأَرضِ بَغْدَادَ وَراءَ الأَجْسُرِ
و الجَسْرُ : العظیمُ من الإِبل و غیرها، و هی بهاءٍ.
و الجَسْرُ :المِقْدامُ الشُّجاعُ .
و الجَسْرُ :الرجلُ الطَّوِیلُ الضَّخْمُ ، کالجَسُورِ ،کصَبُورٍ، یقال:رجل جَسْرٌ و جَسُورٌ ،و هی جَسْرَهٌ (5)و جَسُورهٌ .
و قیل:جَمَلُ جَسْرٌ :طَوِیلٌ ،و ناقَهٌ جَسْرَهٌ :طَوِیلَهٌ ضَخْمَهٌ .
و الجَسْرُ : الجَمَلُ الماضِی،أَو الجَسْرُ :الجَمَلُ الطَّوِیلُ الضَّخْمُ .
یقال:رجلٌ جَسْرٌ :ماضٍ شُجاعٌ .
و جَمَلٌ جَسْرٌ :طَوِیلٌ ضَخْمٌ .
و کلُّ عُضْوٍ ضَخْمٍ : جَسْرٌ ،قال ابنُ مُقْبِلٍ :
هَوْجَاءُ مَوْضِعُ رَحْلِها جَسْرُ
أَی ضَخْمٌ .قال ابن سِیدَه:هکذا عَزَاه أَبو عُبَیْدٍ إِلی ابن مُقْبلٍ ،و لم نَجِدْه فی شِعْره.قلتُ :و هکذا عَزاه الجوهریُّ له،تَبَعاً لأَبی عُبَیْدٍ فی المصنَّف فی المَوْضعَیْن منه،فی باب نُعُوت الطِّوَالِ مع الدِّقَّه أَو العِظَمِ ،و فی کتاب الإِبل، و هکذا عزاه ابنُ فارِسٍ له أَیضاً فی مُجْمَله.قال الصَّاغانیُّ :
و لیس البیتُ لابنِ مُقْبلٍ ،و إِنما هو لعَمْرِو بن مالکٍ العائِشِیِّ ،و صَدْرُه:
بعُرَاضَهِ الذِّفْرَی مُکایِلَهٍ
کَوْمَاءَ مَوْقِعُ رَحْلِها جَسْرُ
و جَسْرٌ :حیٌّ مِن قُضاعَهَ من بَنِی عِمْرانَ بن الحاف، و هم بَلْقَیْن؛فإِنّهم من بَنِی وَبَرَهَ بنِ تَغْلِبَ بنِ عِمْرانَ بن الحافِ .
ص:193
و جَسْرُ بنُ عَمْرِو بنِ عُلَهَ بن جَلْدِ بنِ مالِکِ بن أُدَدَ بنِ مَذْحِج.
و جَسْرُ بنُ شَیْعِ اللّه بن أَسَدِ بنِ وَبَرَه؛و هو أَبو القَیْنِ ، و یقال لهم:بَلْقَیْن،و هو الحَیُّ الذی مِن قُضَاعهَ ،و قد کرَّره المصنِّف.
و فی قَیْسٍ أَیضاً (1)جَسْرُ بنُ مُحَارِب بن خَصَفَهَ بنِ قَیْسِ عَیْلاَنَ ،و ذَکَرَهما الکُمَیْتُ فقال:
تَقَشِّفَ أَوْبَاشُ الزَّعَانِفِ حَولَنَا
قَصِیفاً کأَنَّا مِن جُهیْنَهَ أَو جَسْرِ
و ما جَسْرَ قَیْسٍ قیْسِ عَیْلانَ أَبْتَغِی
و لکنْ أَبا القَیْنِ اعْتَدَلْنَا إِلی الجَسْرِ
هکذا أَنشدَه الأَزهریُّ للکُمَیْت،و لیس له،و لا للکُمَیْتِ بنِ مَعْرُوفٍ .
و جَسْرُ بنُ تَیْمٍ ،و فی بعض النسَخ:تَیْمِ اللّه بنِ یَقْدُمَ بنِ عَنَزَهَ بنِ أَسَدِ بنِ رَبِیعَهَ .
کلُّ هؤلاءِ بالفتح.
و أَبو جِسْرٍ المُحارِبِیُّ ،کذا فی النسَخ،و فی التَّکْمِلَه:
المَعَافِرِیُّ .
و جِسْرُ بنُ وَهْبٍ ،و ابنُ ابنِه جِسْرُ بنُ زَهْرَانَ بنِ جِسْر .
و جِسْرُ بنُ فَرْقَدٍ القَصّابُ ،عن الحَسَن،قال الذّهَبِیُّ :
ضَعَّفُوه،و مثلُه فی کتاب ابن حِبّانَ استطراداً.
و جِسْرُ بنُ حَسَن الفَزَارِیُّ ،یَرْوِی عن نافِع،و عنه الأَوْزَاعِیُّ ،و لهم جِسْرُ بنُ حَسَن آخَرُ کُوفِیٌّ فی عَصْرِ الأَعْمش،ضَعَّفه النَّسَائِیُّ .
و جِسْرُ بنُ عبدِ اللّه المُرَادِیُّ .
فهؤلاءِ بالکسْر ،کما قالَه بعضُ المحدِّثین ،یَعْنِی شیخَه أَبا عبدِ اللّه الذَّهَبِیَّ و غیرَه. و الصَّوابُ فی الکلِّ الفَتْحُ ،کما قالَه ابنُ دُرَیْد،و نقَلَه الحافظُ فی التَّبْصیر. وَ جَسْرَهُ بنتُ دَجَاجَهَ :مُحدِّثهٌ ،رَوَتْ عن عائشهَ ،و عنها أَفْلَتُ بن خَلِیفَهَ .
و الجُسْرُ -بالضمِّ و بضمتَیْن-جَمْعُ جسُور کصَبُور.
بمعنی المِقْدَامِ الماضِی.
و عن ابن السِّکِّیت:یقال: جَسَر الفَحْلُ ،و فَدَر،وَ جَفَرَ، إِذا تَرَکَ الضِّرابَ ،قال الرّاعِی:
تَرَی الطَّرِفاتِ العِیطَ (2)مِن بَکَرَاتِها
یَرُعْنَ إِلی أَلْواحِ أَعْیَسَ جاسِرِ
و کذلک حسَرَ،و جَفَرَ،و فَدَرَ.و یُرْوَی:أَعْیَسَ جافِرِ.
و جَسَر الرَّجلُ یَجْسُرُ جُسُوراً بالضمّ ، و جَسَارهً ،بالفتح:
مَضَی وَ نَفَذَ. و رجلٌ جَسُورٌ ،و هی جَسُورَهٌ ،و فیه جَسَارهٌ .
و مِن المَجَاز: جَسَرت الرِّکَابُ المَفَازَهَ :عَبَرَتْها عُبُورَ الجِسَرْ ، کاجْتَسَرَتْها و جَسَر الرَّجلُ یَجْسُرُ جَسْراً : عَقَدَ جَسْراً .
و یقال: ناقَهٌ جَسْرَهٌ و مُتَجَاسِرَهٌ ،أَی ماضِیَهٌ ،و فی الأَساس:قَوِیَّهٌ جَرِیئه علی السَّفَرِ.و قال اللَّیْث:و قَلَّما یُقَال:جَمَلٌ جَسْرٌ .
قال:
و خَرَجَتْ مائِلَهَ التَّجاسُرِ
و قیل:ناقهٌ جَسْرَهٌ ؛أَی طَوِیلهٌ ضَخْمَهٌ .
و فی النَّوادِر:رجلٌ جَسْرٌ :طَوِیلٌ ضَخْمٌ ،و منه قیل للناقَه: جَسْرٌ .
و جَسَّرَه تَجْسِیراً :شَجَّعَه ،و إِن فلاناً لیُجَسِّرُ (3)أَصحابَه؛ أَی یُشَجِّعُهم.
و مِن المجَاز: اجْتَسَرتِ السَّفِینَهُ البَحْرَ:رَکِبَتْه و خاضَتْه ،کذا فی التَّکْمله،و فی الأَساس:عَبرَتْه.
و جِسْرِینُ ،بالکسر:ه بدِمَشْقَ ،و منها أَبو القاسمِ عَمّارُ بنُ الجزز (4)العُذْرِیُّ الجِسْرِینِیُّ ،حَدَّثَ عنه عبدُ الوهّابِ الکِلابِیُّ .
ص:194
و جَیْسُورُ :اسمُ الغُلام الذی قَتَلَه موسی صَلَّی اللّه علی نَبِّینا و علیه و سلّم. قال شیخُنَا:کذا فی جمیع أُصُولِ القاموس المصحَّحهِ و غیرِها،و هو سَبْقُ قَلَمٍ بلا شَکٍّ ، و الصَّوابُ :الغُلامُ الذی قَتَلَه الخَضِر فی قَضِیَّتِه مع موسی علیهما السّلامُ ،و الخلافُ فیه مشهورٌ،ذَکَرَه المفسِّرون، و أَشارَ إِلیه الجَلالُ فی الإِتقان، أَو هو بالحاءِ المُهْملَه،أَو هو جَلْبَتُورُ ،بفتح الجیم و سکونِ اللاّمِ ثم موحَّدَه مفتوحه و مُثَنّاه فوقیَّه مضمومه،کعَضْرَفُوط ، أَو جَنْبَتُورُ بالنُون بَدَلَ اللامِ .أَقوالٌ ذَکَرها المفسِّرون،و جَمَعَها الحافظُ فی فَتْح البارِی،و السُّهَیْلِیُّ فی التَّعْرِیف و الإِعلام،لما أُبْهِمَ فی القرآنِ من الأَسماءِ و الأَعلام.
و تَجَاسرَ الرجلُ ،إِذا تَطَاوَلَ وَ رَفَعَ رأْسه ،و قال جَرِیر:
و أَحْذَرُ إِن تَجاسَرَ ثم نادَی
بدَعْوی یالَ خِنْدِفَ أَن یُجَابَا
و تَجَاسَرَ علیه ،إِذا اجْتَرَأَ و أَقْدَمَ (1).و إِنَّک لَقَلِیلُ التَّجَاسُرِ علینا.
و جَسَرَ علی عَدُوِّه،و لا یَجْسُرُ أَن یَفْعَلَ کذا.
و فی النّوادِر: تَجَاسَرَ فلانٌ له بالعصَا ،إِذا تَحَرَّکَ له بها ، کذا فی التَّکْمِلَه،و لَفْظَهُ «بها»لیستْ من نَصِّ النَّوادر.
و أُمُّ الجُسَیْرِ ،کزُبَیْر:أُخْتُ بُثَیْنَهَ صاحِبَهِ جَمِیل العُذْرِیِّینَ ،قال جمِیل:
حَلَفْتُ برَبِّ الرّاقصاتِ إِلی مِنًی
هُوِیَّ القَطَا یَجْتَزْنَ بَطْنَ دَفِینِ
لأَیْقَنَ (2)هذا القلبُ أَنْ لیس لاقِیاً
سُلَیْمَی و لا أُمَّ الجُسَیْرِ لِحِینِ
*و ممّا یُستدرَک علیه:
17- فی حدیث الشَّعْبِیِّ : «أَنه کان یُقال لسَیْفِه:« اجْسُرْ جَسّارُ ». ؛و هو فَعّال مِن الجَساره ،و هی الجَراءَهُ و الإِقدامُ علی الشیْ ءِ.
و تَجَاسَرَ القومُ فی سَیرِهم،و أَنشدَ:
بَکَرَتْ تَجَاسَرُ عن بُطُونِ عُنَیْزَهٍ
أَی تَسِیرُ.
و جاریَهٌ جَسْرَهُ السّوَاعِدِ،أَی مُمْتَلِئَتُها،و کذا جَسْرَهُ المُخَدَّمِ ،و أَنشدَ:
دارٌ لِخَوْدٍ جَسْرَهِ المُخَدَّمِ
و مِن المَجَاز:المَوْتُ جِسَرٌ یُوَصِّلُ الحَبِیبَ إِلی الحَبِیب.
و رَحِمَ اللّه امْرَأً جَعَلَ طاعتَه جَسْرَا إِلی نَجاتِه.و
16- فی حدیث نَوْف بنِ مالک قال: «فوقَعَ عُوجٌ علی نِیلِ مِصْرَ فجَسَرَهم سَنَه». ؛أَی صارَ لهم جَسْراً (3).
و القومُ (4)تَجَاسَرُ بالکُمَاهِ :تَمْضِی بها و تَعْبُرُ.
و جَسْرُ بنُ نُکْرَهَ بنِ [نَوْفَلِ بنِ ] (5)الصَّیداءِ،
3- مِن وَلَدِه قَیْسُ بنُ مُسْهر،کان مع سیِّدِنا الحُسَیْنِ رضیَ اللّه عنه، ذَکَرَه البلاذُریُّ .
جِیَاسَرُ ،بکسر الجیم و فتحِ السینِ المهملَه:قریهٌ بمَرْوَ، منها أَبو الخَلِیلِ عبدُ السلامِ بنِ الخَلِیلِ المَرْوَزِیُّ ،تابِعِیٌّ أَدْرکَ أَنَساً،و عنه زَیْدُ بنُ الحُبَاب.
و یومُ جِسْرِ أَبی عُبَیْد:مَشْهُورٌ؛مَدَّ جِسْراً علی الفُرات زَمَنَ عُمَرَ رضیَ اللّه عنه،و حارَبَ الفُرْسَ ،و انهزَمَ المسلمون.
و الجَسْرَهُ :مِن مَخَالِیفِ الیَمَنِ .
و امرأَهٌ جَسُورٌ ،بلا هاءٍ:أَی جَرِیئَهٌ .
و الجَسَرَهُ ،بالتحریک: الجَسَارهُ .
الجُسْمُورُ ،بالضمّ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصَّاغانیُّ :هو قِوامُ الشَّیْ ءِ،مِن ظَهْر الإِنسانِ و جُثَّتِه ،کذا فی التکمله.قیل:إِن المیم زائده.
الجَشْرُ :إِخراجُ الدَّوَابِّ للرَّعْیِ ،و قد جَشَرَهَا یَجْشُرُهَا جَشْراً ، کالتَّجْشِیر .
ص:195
و الجَشْرُ : أَن تَنْزُوَ خَیْلُکَ :و فی اللسان:أَن تَخْرُجَ بخَیْلِکَ فتَرعَاهَا أَمامَ بَیتِک.
و الجَشْر : التَّرْکُ و الإِرسالُ ،و التَّبَاعُد، کالتَّجْشِیر . و
16- فی حدیث أَبی الدَّرْدَاءِ: «مَن تَرَکَ القرآنَ شَهْرَیْنِ فلم یَقرأْه فقد جَشَرَه ».
و الجَشَر ، بالتَّحْرِیک:المالُ الذی یَرْعی فی مکانه،لا یَرْجِعُ إِلی أَهْلِه باللَّیْل. مالٌ جَشَرٌ :لاَ یَأْوِی إِلی أَهله،قاله الأَصمعیُّ . و کذلک القَومُ یَبیتُون مع الإِبل فی المَرْعَی،لا یَأْوُون بُیُوتَهم.و قد أَصبحوا جَشْراً و جَشَراً .و
17- فی حدیث عثمانَ رضی اللّه عنه: «لا یَغُرَّنَّکُم جَشَرُکم مِن صَلاتِکم؛ فإِنما یَقْصُرُ الصلاهَ مَن کان شاخِصاً أَو یَحْضُرُه (1)عَدُوٌّ». قال أَبو عُبَیْدٍ: الجَشَرُ :القومُ یَخْرجُون بدَوابِّهم إِلی المَرْعَی، و یَبِیتُون مَکانَهم،لا یَأْوُونَ البُیُوتَ (2)،و رُبَّما رَأَوْه سَفَراً فَقَصرُوا الصلاهَ ،فنَهَاهم عن ذلک؛لأَن المُقَامَ فی المَرْعَی و إِن طالَ فلیس بسفَرٍ،و أَنشدَ ابن الأَعرابیِّ لابن أَحْمَرَ فی الجَشْر :
إِنّکَ لو رأَیتَنِی و القَسْرَا
مُجَشِّرین قد رَعَیْنا شَهْرَا
لم تَرَ فی الناس رِعَاءً جَشْرَا
أَتَمَّ مِنَّا قَصَباً و سَبْرَا
قال الأَزهریّ :أَنْشَدَنِیه المُنْذِرِیُّ عن ثَعْلَبٍ عنه،و قال الأَخطل:
یَسْأَلُه الصُّبْرُ مِن غَسّانَ إِذْ حَضَرُوا
و الحَزْنُ کیفُ قَراکَ الغِلْمَهُ الجَشَرُ
الصُّبْرُ و الحَزْنُ :قَبِیلتانِ من غَسّانَ .قال ابن بَرِّیّ :و هو مِن قصیده طَنّانهٍ من غُرَرِ قصائدِ الأَخطلِ یُخاطِبُ فیها عبدَ المَلِکِ بنَ مَرْوانَ :
یُعَرِّفُونکَ رَأْسَ ابنِ الحُبَابِ و قد
أَضْحَی و للسَّیْفِ فی خَیْشُومِه أَثَرُ
لا یَسْمَعُ الصَّوْتَ مُسْتَکًّا مَسامِعُه
و لیس یَنْطِقُ حتی یَنْطِقَ الحَجَرُ
قال یصفُ قَتْلَ عُمَیْرِ بنِ الحُبَابِ ،و کَوْنَ الصُّبْرِ و الحَزْنِ یقولون له بعدَ موتِه،و قد طافُوا برأْسِه:کیف قَراکَ الغِلْمَهُ الجَشَرُ ؟و کان یقولُ لهم:إِنما أَنتم جَشَرٌ لا أُبالِی بکم.
و الجَشَرُ :مصدرُ جَشِرَ یَجْشَرُ ،کفَرِحَ : أَن یَخْشُنَ طِینُ السّاحِلِ و یَیْبَسَ کالحَجَرِ ،قاله أَبو نَصْر.
و قال شَمِرٌ:و مکانٌ جَشِرٌ ،ککَتِف،أَی کثیرُ الجَشَرِ .
و قال الرِّیاشِیّ : الجَشَرُ :حِجارهٌ فی البَحْرِ خَشِنَهٌ .و عن ابن دُرَیْدٍ: الجَشْرُ و الجَشَرُ :حجارهٌ تَنْبُتُ فی البَحْر.و قال اللَّیْث: الجَشَرُ :ما یکونُ فی سواحِلِ البحرِ و قَرارِه من الحَصَی و الأَصْداف،یَلْزَقُ بعضُه (3)ببعضٍ ،فیَصِیرُ حَجَراً تُنْحَتُ منها 3الأَرْحِیَهُ بالبَصْرَه،لا تَصْلُحُ للطَّحْن (4)،و لکنها تُسَوَّی لِرُؤُوسِ البَلالِیع.
و مِن المجاز: الجَشَرُ : الرَّجلُ العَزَبُ عن أَهله فی إِبله، کالجَشِیر .
و جَشَرَ عن أَهله:سافَرَ.
و فی اللِّسَان:قومٌ جُشْرٌ و جُشَّرٌ :عُزّابٌ فی إِبلِهم.
و الجَشَرُ و الجشر : بُقُولُ الرَّبِیعِ . و فی اللِّسَان:بَقْلُ الرَّبِیع.
و الجَشَرُ : خُشُونَهٌ فی الصَّدْرِ،و غِلَظٌ فی الصَّوْت ، و سُعَالٌ ،و فی التَّهْذِیب:بَحَحٌ فی الصَّوت،[ کالجُشْرَهِ ] (5)بالضمّ فیهما ،أَی فی الخُشُونه و الغِلَظ ،عن اللِّحْیانیّ .و قد جَشِرَ -کفَرِحَ -و جُشِرَ -مثل عُنِیَ -فهو أَجْشَرُ ،و هی جَشْرَاءُ . و قد خالَفَ هنا اصطلاحَه (6):و هی بهاءٍ،فلْیُنْظَرْ.
و فی التَّهْذِیب:یقال:به جُشْرَهٌ ،و قد جَشِرَ .
و قال اللِّحْیانیّ : جُشِرَ جُشْرَهً ،قال ابن سِیدَه:و هذا نادِرٌ،و قال:و عندِی أَن مصدرَ هذا إِنما هو الجَشَرُ .
ص:196
و رجلٌ مَجْشُورٌ .
و بَعِیرٌ أَجْشَرُ ،و ناقَهٌ جَشْرَاءُ ،بهما جُشْرَهٌ .
و قال حُجْر:
رُبَّ هَمٍّ جَشَمْتُه فی هَواکُمْ
و بَعِیر مُنَفَّهٍ مَجْشُورِ : به سُعالٌ ،و أَنشدَ:
و ساعِلٍ کسَعَلِ المَجْشُورِ
و عن ابن الأَعرابیِّ : الجُشْرَهُ :الزُّکامُ .
و عن الأَصمعیّ :بَعِیرٌ مَجْشُورٌ :به سُعَالٌ جافٌّ ،هکذا بالجیم فی سائر الأُصُول،و فی بعض النسخ بالحاءِ المهملَه.
و من المَجَاز: جَشَرَ الصُّبْحُ جُشُوراً . بالضمّ : طَلَعَ و انْفَلَقَ ،و فی الأَساس:خَرَجَ ،و منه:لاحَ أَبْرَقُ (1)جاشِرٌ .
و الجاشِریَّهُ :شُرْبٌ یکونُ مع جُشُورِ الصُّبْحِ ،نُسِبَ (2)إِلی الصُّبْح الجاشِر ، أَو لا یکونُ إِلاّ مِن أَلبان الإِبلِ خاصَّهً ، و الصَّوابُ العُمُومُ أَو التخصیصُ بالخَمْر؛لأَنه أَکثرُ ما فی کلامهم،و یُؤَیِّدُه قولُ الفَرَزْدَقِ :
إِذا ما شَرِبْنا الجاشِریَّهَ لم نُبَلْ
کَبِیراً و إِن کان الأَمِیرُ مِن الأَزْدِ
و یقال:اصْطَبَحْتُ الجاشِرِیَّهَ ،و لا یَتَصَرَّفُ له فِعْلٌ ،و هو مَجَازٌ،و یُوصَفُ به،فیُقال:شَرْبَهٌ جاشِرِیَّهٌ ،و قال آخَرُ:
و نَدْمانٍ یَزِیدُ الکاسَ طِیباً
سَقَیْتُ الجاشِریَّهَ أَو سَقَانِی
و الجاشِرِیَّهُ فی شِعْر الأَعْشَی (3): قبیلهٌ مِن قبائِلِ العَرَبِ من رَبِیعَهَ .
و الجاشِرِیَّهٌ : امرأَهٌ . و الجاشِرِیَّهُ : نِصْفُ النَّهَارِ ،لظُهُور نُورِه و انتشارِه. و قد یُطْلَقُ الجاشِرِیَّهُ و یُرَادُ به السَّحَرُ ؛لقُرْبه من انْفِلاقِ الصُّبْحِ .
و الجاشِرِیَّهُ : طعامٌ یُؤْکَلُ فی الصُّبْح،أَو نوعٌ من الأَطعمهِ ،فلْیُنْظَرْ.
و الجَشِیرُ و الجَفِیرُ: الوَفْضَهُ ،و هی الکِنَانَهُ .و قال ابن سِیدَه:و هی الجَعْبَهُ من جُلُودٍ تکونُ مَشْقُوقَهً فی جَنْبها، یُفْعَلُ ذلک بها لیَدْخُلَهَا الرِّیحُ فلا یَأْتَکِلُ الرِّیشُ .و
17- فی حدیث الحَجّاج: «أَنه کَتَبَ إِلی عامِلِه:أَن ابْعَثْ إِلیَّ بالجَشِیر اللُّؤْلُؤِیِّ ». الجَشِیرُ :الجِرَابُ .قال ابن الأَثیر:قالَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و الجَشِیرُ : الجُوَالِقُ الضَّخْمُ ،و الجَمْعُ أَجْشِرَهٌ و جُشُرٌ ، قال الرّاجِز:
یُعْجِلُ إِضْجاعَ الجَشِیرِ القَاعِدِ
و الجِشّارُ ککَتّانٍ : صاحبُ الجَشَرِ ،أَی مَرْجِ الخَیْلِ ، و هو جَشّارُ أَنعامِنا.
و المُجَشَّر ،کمُعَظَّم:المُعزَّبُ عن أَهلِه،و فی بعض النُّسَخ:المجرب،و هو خطأُ و الذی صحَّ عن ابن الأَعرابیّ أَن المُجَشَّرَ :الذی لا یَرْعَی قُرْبَ الماءِ.و قال المُنْذِریُّ (4):
هو الذی یَرْعَی قُرْب الماءِ.
و خَیْلٌ مُجَشَّرهٌ بالحِمَی،أَی مَرْعِیَّهٌ .
و مُجَشَّرٌ ، کمُحَدِّث؛وَالدُ سَوّارٍ العِجْلِیِّ -هکذا بالواو فی سائر النُّسَخ،و الصَّوابُ سَرَّار،براءَیْن،کما فی تاریخ البُخَارِیِّ - المُحَدِّثِ البَصْرِیِّ ،عن ابن أَبی عَرُوبَهَ ،و یقال:
هو أَبو عُبَیْدهَ الغَزِّیُّ .
و أَبُو الجَشْرِ ،بفتحٍ فسکون، رَجُلانِ ،أَحدُهما الأَشْجَعِیُّ خالُ بَیْهَسٍ الفَزارِیِّ ،و لعلَّه عَنَی بالثانی أَبا الجَشْرِ مُدْلِجَ بنَ خالد،و الصَّوابُ أَنه بالحاءِ المهملَه، و لیس لهم غیرُهما،و سیأْتی.
ص:197
و المِجْشَرُ کمِنْبَرٍ:حَوْضٌ لا یُسْقَی فیه ،کأَنه لجَشَرِه ، أَی وَسَخِه و قَذَرِه.
و جَشَّرَ الإِناءَ تَجْشِیراً :فَرَّغَه کجَفَّرَه.
و قولُ الجوهَرِیِّ الجَشْرُ (1):وَسَخُ الوَطْبِ من اللَّبَن، و یقال: وَطْبٌ جَشِرٌ ،ککَتِف،أَی وَسِخٌ ،تصحیفٌ ، و الصَّوابُ ،علی ما ذَهَبَ إِلیه الصَّاغانیُّ ، بالحاءِ المهملَه.
قال شیخُنا:کأَنَّه قَلَّدَ فی ذلک حمزَهَ الأَصبهانیَّ فی أَمثاله؛ لأَنه رُوِیَ هکذا بالحاءِ المهملَه،و قد تَعَقَّبَه المَیْدَانِیُّ و غیرُه من أَئِمَّهِ اللُّغَه و الأَمثال،و قالوا:الصَّوَابُ أَنه بالجیم،کما صَوَّبَه فی التَّهْذِیب و صَحَّحَ کلاَم الصّحاح،فلا التفاتَ لدَعْوَی المصنِّف أَنه تصحیف.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
جَشِرَ البَعِیرُ-کفَرِحَ - جَشَراً ،بالتَّحریک:أَصابَه سُعالٌ .
و
17- فی حدیث ابن مَسْعُود: «یا مَعْشَرَ الجُشّارِ ،لا تَغْتَرُّوا بصلاتِکم». و هو جمعُ جاشِرٍ :الذی یَجْشُرُ الخَیْلَ و الإِبلَ إِلی المَرْعَی،فیأْوِی هناک.
و إِبلٌ جُشَّرٌ :تَذهبُ حیث شاءَتْ ،و کذلک الحُمُرُ،قال:
و آخَرُونَ کالحَمِیرِ الجُشَّرِ
و قومٌ جُشَّرٌ :عُزّابٌ فی إِبلهم.
و جَشَرَ الفَحْلُ ،مثلُ جَفَرَ،و جَسَرَ،و حَسَرَ،و فَدَرَ، بمعنیً واحدٍ.
و الجَشَرُ ،محرَّکَهً :حُثالهُ النّاسِ .
و مکانٌ جَشِرٌ :کثیرُ الجَشَرِ ،و هو ما یُلْقِیه البَحْرُ من الأَوساخِ و الرِّمَمِ .
و الجَشَرَهُ :القِشْرَهُ السُّفْلَی التی علی حَبَّهِ الحِنْطَهِ .
و رجلٌ مَجْشُورٌ :أَبَحٌّ .
و رجلٌ مَجْشُورٌ :مَزْکُومٌ .
و جَنْبٌ جاشِرٌ :مُنْتَفِخٌ .
و تَجَشَّرَ بَطْنُه:انْتَفَخَ ،و أَنشدَ ثعلبٌ :
فقامَ وثّابٌ نَبِیلٌ مَحْزِمُهْ
لم یَتَجشَّرْ مِن طعامٍ یُبْشِمُهْ
و جَشَرٌ ،محرَّکهَ :جَبَلٌ فی دیار بَنِی عامِرٍ،ثم لبَنِی عُقَیْل،من الدِّیار المُجَاوِرَهِ لِبَنِی الحارثِ بنِ کَعْب.
و أَبو مُجَشِّرٍ ،کمُحَدِّث:کُنْیَهُ عاصِمٍ الجَحْدَرِیِّ ،علی الصَّوَاب،کما قالَه ابنُ ناصِر،و شَذّ الدُّولابِیُّ ،فَضَبَطَه بالمُهْمِلَتَیْن،قالَه الحافِظُ .
المُجْظَئِرُّ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصَّاغانیُّ :
هو المُعِدُّ شَرَّه،کأَنّه مُنْتَصِبٌ ،یقال: ما لَکَ مُجْظَئِرّاً ،کذا فی التَّکْمِلَه (2).
الجَعْرُ ،بفتح فسکون: ما یَبِسَ من العَذِرَهَ (3)فی المَجْعَرِ ،أَی الدُّبُر ،أَو خَرَجَ یابِساً،قالَه ابن الأَثِیر، أَو الجَعْرُ : نَجْوُ کلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ من السِّباع.ج جُعُورٌ ،بالضمّ کالجاعِرَهِ ،و هی مثلُ الرَّوْثِ من الفَرَس.
و رجلٌ مِجْعارٌ ،إِذا کان کذلک.
و الجَعْرُ :یُبْسُ الطَّبِیعَهِ .
و رجلٌ مِجْعَارٌ : کَثُرَ یُبْسُ طَبِیعَتِه. و فی حدیث عُمَرَ:
«إِنّی مِجْعَارُ البَطْنِ »:أَی یابِسُ الطَّبِیعَهِ .
و جَعَرَ الضَّبُعُ و الکَلْبُ و السِّنَّوْرُ، کمَنَعَ :خَرِیءَ، کانْجَعَرَ .
و الجَعْرَاءُ کحَمْرَاءَ: الاسْتُ ، کالجِعِرَّی ،حَکَاه کُرَاعٍ و قال:لا نَظِیرَ لها إِلاّ الجِعِبَّی،و الزِّمِکَّی،و الزِّمِجَّی، و العِبِدَّی،و القِمِصَّی،و الجِرِشَّی.
و الجَعْرَاءُ : لَقَبُ قومٍ من العربِ ،و أَنشدَ ابن دُرَیْد لدُرَیْدِ بنِ الصِّمَّهِ : (4)
أَلاَ أَبْلِغْ بنِی جُشَمَ بنِ بَکْرٍ
بما فَعَلَتْ بِیَ الجَعْرَاءُ وَحْدِی
انتهی.و قیل:هو لَقَبُ بَلْعَنْبَرِ ،أَی بَنِی العَنْبَرِ من تَمِیم، یُعَیِّرُون بذلک.قال:
ص:198
دَعَتْ کِنْدَهُ الجَعْرَاءُ بالخَرْج مالِکاً
و نَدْعُو لعَوْفٍ تحتَ ظِلِّ القَواصِلِ
لأَنَّ دُغَهَ ،بضمِّ الدالِ مخفَّف،مَعتلّ الآخِر،کما سیأْتی، بِنْتَ مَغْنَجٍ (1)-و فی بعض النُّسَخ،مِنْعَج-قال المُفضَّل بن سَلمَه:مَن أَعْجَم العَیْن فتح المیم،و مَن أَهملها کسَرَ المِیم،قاله البَکْرِیُّ فی شرْح أَمالِی القالِی، و نقله منه شیخُنا، منهم أَی مِن بَلْعَنْبَرِ،و یقال:وُلِدَتْ فیهم،قالوا:خَرَجتْ و قد ضَرَبَها المَخَاضُ ،فظَنَّتْ أَنها تُریدُ الخَلاءَ -و أَخْصَرُ مِن هذا:فظَنَّتْه غائِطاً- فَبَرَزَتْ فی بعض الغِیطانِ -المُراد بها الأَراضِی المُطْمَئِنَّهُ - فوَلَدَتْ - و عباره التَّهْذِیب:فلمّا جَلَسَتْ للحَدَث وَلَدَتْ - و انْصَرَفَتْ تُقَدِّرُ أَنها تَغَوَّطَتْ ،فقالت لضَرَّتِهَا:یا هَنْتاه ،و هذه مِن زیاداتِ المصنِّف و تَغْیِیراتِه؛ففی التَّهْذِیب و غیرِه بعد قوله:
وَلَدَتْ :فأَتَتْ أُمَّها فقالت:یا أُمَّهْ هل یَفْغَرُ ،أَی یَفْتَحُ الجَعْرُ فاه ؟ففَهِمَتْ عنها (2)، فقالت:نَعَمْ ،و یَدْعُو أَباه.
فمضَتْ ضَرَّتُها ،أَو أُمُّها کما فی الأُصُول الجَیِّدَه، و أَخَذَتِ الوَلَدَ ؛فتَمِیمٌ تُسَمِّی بلْعَنْبَرِ (3)الجَعْراءَ لذلک.
و الجاعِرهُ :الاسْتُ کالجَعْراءِ ، أَو حلْقَهُ الدُّبُرِ.
و الجاعِرَتانِ :مَوْضِعُ الرَّقْمَتَیْن من اسْتِ الحِمَارِ ،قال کَعْبُ بنُ زُهَیْر یذکرُ الحِمَارَ و الأُتُنَ :
إِذَا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ
رأَیْتَ لجَاعِرَتَیْهِ غُصُونَا
و قیل:هو مَضْرَبُ الفَرَسِ بذَنَبِه علی فَخِذَیْه ،و قیل:
هما حیث یُکوَی الحِمارُ فی مُؤَخَّرِه علی کاذَتَیْه،و
16- فی الحدیث: «أَنه کَوَی حِماراً فی جاعِرَتَیْه ». و
17- فی کتاب عبد المَلک إلی الحَجّاج: «قاتَلَکَ اللَّهُ أَسْوَدَ الجَاعِرَتَیْن ». أَو هما حَرْفَا الوَرِکَیْن المُشْرِفَیْن علی الفَخِذَیْن ،و هما المَوْضِعَان اللَّذان یَرْقُمُهما البَیْطَارُ،و قیل:هما ما اطْمَأَنَّ مِن الوَرِک و الفَخِذِ فی مَوضِع المَفْصِل،و قیل:هما رُؤُوسُ أَعالِی الفَخِذَیْن. و الجِعَارُ ککِتَابٍ :سِمَهٌ فیهما ،أَی فی الجَاعِرَتَیْن ، و نَقَلَ ابنُ حَبیب مِن تَذْکِرَهِ أَبی علیٍّ أَنه مِن سِمَاتِ الإِبل.
و الجِعَارُ : حَبْلٌ یَشُدُّ به المُسْتَقِی وَسَطَه إِذا نَزَلَ فی البئر لئَلاّ یَقَع فی البئْر ،و طَرَفُه فی یَدِ رَجُلٍ ،فإِن سَقَطَ مَدَّ به، و قیل:هو حَبْلٌ یَشُدُّه السّاقِی إِلی وَتِدٍ،ثم یشُدُّه فی حَقْوه، و قد تَجَعَّرَ به،قال:
لیس الجِعَارُ مانِعِی مِن القَدَرْ
و لو تَجَعَّرْتُ بمحْبُوکٍ مُمَرْ
و الجُعْرَهُ ،بالضمّ :أَثَرٌ یَبْقَی منه ،أَی مِن الجِعَار فی وَسَطِ الرجُل،حکاه ثعلبٌ ،و أَنشد:
لو کنْتَ سَیْفاً کان أَثْرُکَ جُعْرَهً
و کنْتَ حَرًی أَن لا یُغَیِّرَکَ الصَّقْلُ
و الجُعْرَهُ : شعِیرٌ غَلِیظُ القَصَب،عَریضٌ ، عَظِیمٌ طَویلُ الحَبِّ ،أَبیضُ ؛ضَخمُ السَّنَابل،کأَنَّ سَنابلَه جِراءُ الخَشْخاش،و لسُنْبُله حُرُوفٌ عِدَّهٌ ،و هو رقِیقٌ خَفِیفُ المؤُونه فی الدِّیَاس،و الآفهُ إِلیه سَرِیعَهٌ ،و هو کثیرُ الرَّیْعِ ،طَیِّبُ الخُبْزِ.کلُّه عن أَبی حنیفهَ .
و جَیْعَرُ ،کحَیْدَرٍ، و جَعَارِ کقَطامِ ،و أُمُّ جَعَارِ ،و أُمُّ جَعْوَرٍ :کلُّه الضَّبُعُ ،لکثْرَه جَعْرِها ؛و إِنما بُنیَتْ علی الکَسْر لأَنه حَصَلَ فیها العَدْلُ و التَّأْنیثُ و الصِّفَهُ الغالبَهُ ،و معنَی قولِنا:غالبهٌ (4).
أَنها غَلَبَتْ علی المَوْصُوف حتی صار یُعْرَفُ بها،کما یُعْرَفُ باسمِه،و هی مَعْدُولَهٌ عن جاعِرَه ،فإِذا مُنِعَ من الصَّرْف بعِلَّتَیْن وَجَبَ البناءُ بثلاث؛لأَنه لیس بعد مَنْع الصَّرْف إِلا مَنْعُ الإِعراب،و کذلک القولُ فی حَلاقِ اسم للْمَنِیَّهِ ،و قولُ الشاعِرِ الهُذَلیِّ ،و هو حَبیبُ بنُ عبدِ اللّهِ الأَعْلَمُ فی صِفَهِ الضَّبُع:
عَشَنْزَرَهٌ جَواعِرُها ثَمانٍ
فُوَیْق زِمَاعها خَدَمٌ حُجُولُ
تَرَاها الضُّبْعُ أَعْظَمَهُنَّ رَأْساً
جُراهِمَهٌ لها حِرَهٌ وثیلُ
ص:199
قیل:ذَهَبَ إِلی تَفْخِیمها،کما سُمِّیَتْ حُضَاجرَ،و قیل:
هی أَولادُهَا.و قال الأَزهریُّ :« جَواعرُهَا ثَمانٍ ».کثْرهُ (1)جَعْرِهَا ؛أَخْرَجَه علی فاعِلَهٍ و فَوَاعِلَ ،و معناه المَصْدَرُ،و لم یُرِدْ عدَداً مَحْصُوراً،و لکنه وَصَفَهَا بکثره الأَکْل و الجَعْرِ ، و هی مِن آکَل الدَّوابِّ ،و قیل:هو مَثَلٌ لکثره أَکله (2)،کما یقال:فلانٌ یَأْکُلُ فی سبعهِ أَمعاءٍ.و قال ابن بَرِّیّ :و للضَّبُع جاعِرَتانِ ،فجَعَلَ لکلِّ جاعِرَهٍ أَربعهَ غُضُونٍ ،و سَمَّی کلَّ غَضَنٍ جاعِرهً ،باسمِ ما هی فیه.
و یقال للضَّبُع:« تِیسِی جَعارِ »،أَو«عِیثِی جَعارِ »،و هو مَثَلٌ یُضْرَبُ فی إِبطال الشیْ ءِ و التکذیبِ به ،و أَنشد ابن السِّکِّیت:
فقلْتُ لها عِیثِی جَعْارِ و جَرِّرِی
بلَحْم امْریءٍ لم یَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ
و مِن ذلک ما أَوْرَدَه أَهلُ الأَمثال:«أَعْیَثُ مِن جَعَارِ ».
و أَما« رُوعِی (3)جَعارِ ،و انْظُرِی أَین المَفَرُّ»؛فإِنه یُضْرَبُ لمن یَرُومُ أَن یُفْلِتَ و لا یَقدِرُ علی ذلک،و فی التَّهذِیب:
یُضْرَبُ فی فِرارِ الجَبانِ و خُضُوعِه. و قال ابن السِّکِّیت:
و تُشْتَمُ المرأَهُ فیقال لها:قُومِی جَعَارِ ؛تُشَبَّهُ بالضَّبعُ .
و فی التهذیب: الجَعُورُ ،کصَبُورٍ ،و فی غیره:
الجُعْرُور : خَبْرَاءُ لبَنِی نَهْشَلٍ ،و هی مَنْقَعُ الماءِ، و أُخْرَی لبَنِی عبدِ اللّه بنِ دارِمٍ ،قال ابن سِیدَه: یَمْلَؤُهُمَا جمیعاً الغَیْثُ الواحدُ، فإِذا امتَلأَتا وَثِقُوا بکَرْعِ شِتَائِهم. هکذا فی النُّسَخ،و فی بعض الأُصول:«شائِهِم»جَمْع شاه،عن ابن الأَعرابیّ ،و أَنشدَ:
إِذا أَردْتَ الحَفْر بالجَعُورِ
فاعْمَلْ بکلِّ مارِنٍ صبُورِ
لا غَرْفَ بالدِّرْحابَهِ (4)القَصِیرِ
و لا الذی لَوَّحَ بالقَتیرِ
یقول:إِذا غَرَفَ الدِّرْحَابَهُ مع الطویلِ الضَّخْم بالحَفْنَه، مِن غَدِیر الجَفْرَاءِ (5)،لم یَلْبَث الدِّرْحابهُ أَن یَزْکُتَه الرَّبْوُ فیَسْقُط .
و الجُعْرُون بالضمّ ،هکذا فی النُّسَخ بالنُّون،و الصَّوابُ الجُعْرُورُ (6)،بالراءِ: دُوَیْبَّهٌ من أَحْنَاشِ الأَرضِ .
و
16- فی الحدیث: «أَنه نَهَی عن لَوْنَیْن فی الصَّدَقه من التَّمْرِ: الجُعْرُورِ ،و لَوْنِ الحُبَیْقِ ». الجُعْرُورُ : تَمْرٌ رَدِیءٌ.
و قال الأَصمعیّ :هو ضَرْبٌ من الدَّقَل یَحْمِلُ شیئاً صِغاراً (7)،لا خَیرَ فیه،و لَوْنُ الحُبَیْقِ مِن أَرْدَإِ التُّمْرانِ أَیضاً.
و أَبو جِعْرَانَ :بالکسر:الجُعَلُ عامَّهً ،و قیل:ضَرْبٌ من الجِعْلان.
و أُمُّ جِعْرَانَ :الرَّخَمَهُ ،کلاهما عن کُراع.
و
14- فی الحدیث: «أَنه صَلَی اللّه علیه و سلّم نَزَلَ الجِعْرَانَهَ ». و تَکَرَّر ذِکْرُها فی الحدیث،و هو بکسرِ الجِیمِ و سُکُونِ العَیْنِ و تخفیفِ الرّاءِ، و قد تُکْسَرُ العَیْنُ و تُشَدَّدُ الرّاءُ ،أَی مع کَسْرِ العَیْنِ و أَما الجِیمُ فمکسورَهٌ بلا خلاف،و اقتصرَ علی التَّخْفِیفِ فی البارِعِ ،و نقلَه جماعهٌ عن الأَصمعیّ ،و هو مضبوطٌ کذلک فی المُحکَم، و قال الإِمامُ أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ إِدریسَ الشَّافِعِیُّ رضیَ اللّه عنه: التَّشْدِیدُ خَطَأٌ ،و عباره العُباب:
و قال الشافعیُّ :المحدِّثون یُخْطِئُون فی تشدیدها،و کذلک قال الخَطّابیُّ .و نَقَلَ شیخُنا عن المَشَارِق للقاضِی عِیاضٍ :
الجعرانه ؛أَصحابُ الحدیثِ یقولُونه بکسر العینِ و تشدیدِ الراءِ،و بعضُ أَهلِ الإِتقان و الأَدب یقولُونَه بتخفیفها، و یُخَطِّئُون غیرَه.و کلاهما صوابٌ مسموعٌ (8)؛حَکَی القاضی إِسماعِیلُ بنُ إِسحاقَ عن علیِّ بنِ المَدِینِیِّ :أَن أَهلَ المدینهِ یقولُونه فیها و فی الحُدَیْبِیه بالثَّتْقِیلِ ،و أَهلَ العراق
ص:200
یُخَفِّفُونهما،و مذهبُ الأَصمعیِّ فی الجِعْرانه التخفیفُ ، و حکی أَنه سمع من العرب مَن یُثَقِّلُها: ع بین مکَّهَ و الطّائِفِ علی سبعه أَمیال من مکّهَ ،کما فی المصباح (1)،و هو فی الحِلّ و میقات الإِحرام، سُمِّیَ برَیْطَهَ بنتِ سَعْد بن زیدِ مَنَاهَ بن تَمِیم،کما قاله السُّهَیْلیُّ .و قیل:هی بنتُ سَعِیدِ بن زیدِ بن عبد مَناف،و ذَکَرها حمزهُ الأَصبهانیُّ فی الأَمثال، و قال:هی أُمُّ رَیْطَهَ بنت کَعْب بن سَعْد.و الصَّواب ما قاله السُّهَیْلیُّ . و کانت تُلَقَّبُ بالجَعْرانَهِ ،فسُمِّیَ الموضعُ بها، و هی المُرَادهُ فی قوله تعالی : وَ لا تَکُونُوا کَالَّتِی نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّهٍ أَنْکاثاً (2)قال المفسِّرُون:کانت تَغْزِلُ ، ثم تَنْقُضُ غَزْلَها،فضَرَبت العربُ بها المَثَلَ فی الحُمْق، و نَقْض ما أُحْکِمَ من العُقُود،و أُبْرِمَ من العُهُود.
و الجِعْرَانهُ : ع فی أَوَّلِ أَرضِ العِرَاقِ من ناحِیَهِ البَادِیَه ، نَزَلَه المسلمون لِقتال الفُرْس،قالَه سیْفُ بنُ عُمَرَ فی الفُتُوح،و نقلَهَ أَبو سالم الکَلاعِیّ فی الاکتفاءِ.
و ذُو جُعْرَانَ -بالضَّمّ -بنُ شَرَاحِیلَ ، قَیْلٌ مِن أَقیالِ حِمْیَر.
و الجِعِرَّی ،بالکسر و التشدید: سَبٌّ و ذَمٌّ ، یُسَبُّ به مَن نُسِبَ إِلی لُؤْم و دَناءَه؛کأَنه یُنْسَبُ إِلی اسْت،و فی«یُسَبُّ » و«نُسِبَ »جناسٌ .
و الجِعِرَّی : لُعْبَهٌ للصِّبیانِ ،و هو أَن یُحْمَلَ الصَّبِیُّ بین اثْنَیْنِ علی أَیْدِیهما ،و لُعْبَهٌ أُخْرَی یقال لها:سَفْدُ اللِّقَاحِ ؛ و ذلک انتظامُ الصِّبیانِ بعضِهِم فی إِثْر بعض؛کلُّ واحِد آخِذٌ بحُجْزَهِ صاحِبِه مِن خَلْفِه.
*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:
16- «إِیّاکُم و نَوْمَهَ الغَدَاهِ فإِنها مَجْعَرَهٌ ». یُرِیدُ یُبْسَ الطبیعه،أَی إِنها مظِنَّهٌ لذلک،هکذا جاءَ فی الحدیث،و فی بعض الروایات:«مَجْفَرَهٌ »،بالفَاءِ،و یأْتی قریباً.
و یقال:رجلٌ جَعّارٌ نَعّارٌ.
و الجاعُور:لَقَبُ بعضِهم.
و حمّادٌ الأَجْعَرِیُّ :شاعِرٌ.و عبدُ الرَّحمنِ بنُ محمّدِ بنِ یُوسُفَ الأَجْعَرِیُّ :فی حِمْیَرَ.
و الجَعَارَی :شِرارُ الناسِ .
و بَعِیرٌ مُجَعَّرٌ :وُسِمَ علی جاعِرَتَیْه .
و جَعْرَانُ ،بالفتح:موضعٌ .
الجَعْبَرُ ،کجَعْفَر ،و الجَعْبَرِیُّ : القَصِیرُ المتداخِلُ ،و قال یعقوبُ :القَصِیرُ الغَلِیظُ . و هی بهاءٍ.
و الجَعْبَرُ : القَعْبُ الغَلِیظُ القَصِیرُ الجَدْر ،الذی لم یُحْکَم نَحْتُه ،کذا فی المُحْکَم.
و جَعْبَرٌ ، بلا لام:رجلٌ مِن بَنِی نُمَیْرٍ ،و یقال:قُشَیْر، و هو الأَمِیرُ نُمَیْر،و یقال:قُشَیْر،و هو الأَمِیرُ سابِقُ الدِّین جَعْبَرُ بنُ سابِق (3)، تُنْسَبُ إِلیه قَلْعَهُ جَعْبَرَ علی الفُرات (4)، لاستیلائِه علیها و تَمَلُّکِه لها،قَتَلَهُ السُّلطانُ مَلِکْشاه السَّلْجُوقِیُّ لمّا قَدِمَ علی حَلَبَ ؛لأَنه بَلَغَه أَن وَلَدَیَّه یَقْطَعان الطَّرِیقَ ،و ذلک سنه 479.و یُقال لهذه القَلْعَهِ أَیضاً:
الدَّوْسَرِیَّه؛لأَن دَوْسَرَ غُلامَ مَلِکِ الحِیرَهِ النُّعْمانِ بن المُنْذِر بنَاها،کذا فی تاریخ الذَّهَبِیِّ .
قلتُ :و مِمَّنْ یُنْسَبُ إِلی هذه القلعه:البُرْهَانُ إِبراهِیمُ بنُ عُمَرَ بنِ إِبراهِیمَ بنِ خلیلٍ الجَعْبریُّ الخَلِیلیُّ ،المُقرِیءُ، الشافِعِیُّ ،وُلِدَ بها،و توفِّی بالخَلِیل سنه 732.
و یقال: ضَرَبَه فجَعْبَرَه أَی صَرَعَه.
و الجَعْبَرِیَّهُ :القَصِیرهُ الدَّمِیمَهُ ،بالدّال المهملَهِ ، کالجَعْبَرهِ ،قال رُؤْبهُ بنُ العَجّاجِ یصفُ نساءً:
یُمْسِینَ عن قَسِّ الأَذَی غَوافِلاَ
لا جَعْبَرِیّاتٍ و لا طَهَامِلاَ
*و ممّا یُستَدرک علیه:
الجعِنْبارُ ،وَقَعَ فی کَلاَمِهم،نَقَلَه الزُّبَیدِیُّ و لم یفسِّره، و هو القصیرُ الغَلیظُ ،و قد نَبَّهَ علیه شیخُنَا رحمه اللّه تعالی.
جَعْثَر المتَاعَ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال ابنُ دُرَیْدٍ:أَی جَمَعَه ،و بَعثَرَه إِذا فَرَقَه.
ص:201
الجَعَاجِرُ :ما یُتَّخَدُ مِن العَجِین کالتَّمَاثِیل، فیَجْعَلُونها فی الرُّبِّ إِذا طَبَخُوه،فیأْکلُونه:الواحدهُ جُعْجُرَّهٌ ،کطُرْطُبَّهٍ . و لم یذکره الجوهریُّ ،و لا الصَّاغانیُّ ، و لا صاحبُ اللسان،و لا شُرّاحُ الفَصِیح،مع جَلْبِهم النّوادِرَ و الغَرَائِبَ .
الجَعْدَرُ ،کجَعْفَرٍ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصَّاغانیُّ :هو القَصِیرُ من الرِّجال،قیل: و منه سُمِّیَت الجَعَادِرَه ،قاله السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض،و هم بَنُو مُرَّهَ بن مالک بن أَوْس (1)و منهم:بَنُو زَیْدِ بن عَمْرو و زید بن مالک بن ضُبَیْعَهَ ،یقال لهم:کِسَرُ الذَّهَب،و یقال:کانوا إِذا أَجاروا أَحداً قالوا: جَعْدِرْ حیثُ شِئْتَ ،أَی اذْهَبْ .حَکَاه ابنُ زبالهَ .
الجَعْذَریُّ ،بالذال المعجَمه،أَهملَه الجوهریُّ و صاحبُ اللسان،و قال الصّاغانیُّ :هو الأَکُولُ ، و القَصِیرُ المُنْتَفِخُ ،کالجَعْظَریِّ .
الجَعْظَرِیُّ :الفَظُّ الغَلیظُ ،کما فی الصّحاح، أَو هو الطَّویلُ الجِسْم الأَکُولُ الشَّرُوبُ البَطِرُ الکَفُورُ، کالجَظِّ و الجَوّاظِ :کما قاله الفَرّاءُ.و قیل:هو الغَلِیظُ المُتَکَبِّرُ. و قیل:هو القَصیرُ الرِّجْلَیْن،العظیمُ الجِسْم مع قُوَّهٍ و شدَّهِ أَکْلٍ .
و قال أَبو عَمْرٍو:هو القَصیرُ السَّمِینُ ،الأَشِرُ،الجافی عن المَوْعِظَه.
و قال ثعلبٌ :هو المتکبِّر الجافی عن المَوْعِظَه.و قال مَرَّهً :هو القصیرُ الغَلیظ .
و قیل:هو المُنْتَفِخُ (2)بما لیس عندَه. و
16- فی الحدیث: «أَ لاَ أُخْبرُکم بأَهْل النّار؟کلُّ جَعْظَریٍّ جَوّاظٍ مَنّاعٍ جَمّاع»،و فی روایه:«هم الذین لا تُصَدَّعُ رُؤُوسُهم». کالجِعْظارَهِ بالکسر،و الجِعْظار ،و الجِعِنْظَارِ ،الثَّلاثه بمعنی القَصیر الرِّجْلَیْن،الغَلیظ الجِسْم.قالوا:فإِذا کان مع غِلَظِ جِسمِه أَکُولاً قَویّاً سُمِّیَ جَعْظَرِیّاً .و الأَکُولُ السَّیِّیءُ الخُلُق الذی (3)یَتَسخَّطُ عند الطَّعَام.
و الجِعِنْظَارُ کجِحِنْبارٍ: الشَّرِهُ الحَریصُ النَّهِمُ علی الطّعَام، أَو الأَکُولُ الضَّخْمُ الغلیظُ الجِسْمِ ،القصیرُ الرِّجْلَیْن: کالجَعَنْظَرِ ،کسَفَرْجَل،کلاهما عن کُراع.
و الجَعْظَرَهُ :سَعْیُ البَطِیءِ من الرِّجال،القَرِیبِ الخَطْوِ.
یقال:مَشَی مَشْیَ الجَعْظَریِّ إِذا تَثاقَلَ ؛فإِن الاکُولَ النَّهِمَ یُبْطِیءُ فی سَیْرِه و حَرَکَتِه.
و الجَعْظَرُ کجَعْفَر: الضَّخْمُ الاسْتِ العَبْلُ الأَردافِ ، الذی إِذا مشی حَرَّکَها و تَثاقَلَ .
و الجِعَظارُ ،بالکسر: القَصِیر الغَلِیظُ الجِسْمِ .
و الجِعْظَارهُ بهاءٍ:القَلِیلُ العَقْلِ ،و هو أَیضاً المنتفخُ بما عنده (4)مع قِصَر،و الذِی لا یَأْلَمُ رَأْسُه.
و جَعظَرَ الرجلُ : فَرَّ و وَلَّی مُدْبِراً ؛و هکذا شَأْنُ الأَکُولِ المنتفخِ بما لیس عنده.
*و ممّا یُستدرَک علیه:
اجْعَظَرَّ :انْتَصَبَ للشَّرِّ و العَداوهِ .
الجَعْفَرُ :النَّهْرُ عامَّهً ،حَکَاه ابن جِنِّی، و أَنشدَ:
إِلی بَلَدٍ لا بَقَّ فیه و لا أَذًی
و لا نَبَطیّاتٌ یُفَجِّرْنَ جَعْفَرَا
و قیل:هو النَّهْرُ الصَّغِیرُ ،و علیه اقتصرَ الجَوْهَرِیُّ ، و حَکاه ابنُ الأَعرابیِّ .
و قیل:هو النَّهْرُ الکَبِیرُ الوَاسعُ ،و علیه اقتصرَ ابنُ الأَجدانیِّ فی الکِفایه.قالوا:و به سُمِّیَ الرَّجُلُ ، ضِدٌّ ،أَی باعتبار الوصفِ ،کما قاله شیخُنا،و أَنشدَنا عن شُیُوخه:
یَثْنِی مَعاطِفَه و أَذْرِفَ عَبْرَتِی
فإِخالُه غُصْناً بشاطیءِ جَعْفَرِ
قلت:و أَنشدَ ابنُ الأَعرابیِّ :
تَأَوَّدَ عُسْلُوجٌ علی شَطِّ جَعْفَرِ
ص:202
و قیل: الجَعْفَرُ :هو النَّهرُ المَلْآنُ ،و به شُبِّهَتِ النّاقَهُ (1)، أَو فوقَ الجَدْوَلِ ،و نَصُّ النَّوادِر: الجَعْفَرُ :النَّهْرُ الصغیرُ فوقَ الجَدْوَلِ .فهما قَولٌ واحدٌ،و قد فَرق بینهما المصنِّف، و قال ابن دُرَید: الجَعْفَرُ :النَّهْر،فإِذا کان صغیراً فهو فَلَجٌ .
و مِن المَجاز: الجَعْفَرُ : النّاقَهُ الغَزِیرهُ اللبَنِ ؛شُبِّهَتْ بالنَّهرِ المَلْآنِ .قال الأَزهریُّ :أَنشدَنی المُفَضّل:
مَن للجَعافِر یا قَوْمِی فقد صَرِیَتْ
و قد یُساقُ لذاتِ الصَّرْیَهِ الحَلَبُ
و الجَعْفَرِیُّ :قَصْرٌ للمُتَوَکِّل علی اللَّه العَبّاسِیِّ ، قُرْبَ سُرَّمَنْ رَأَی (2).
و الجَعْفَرِیَّهُ :مَحَلَّهٌ ببغدادَ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و جَعْفَرِیَّهُ دَیْشُو (3)بفتحِ الدال المهملَه و سکونِ التَّحتیَّهِ و ضمِّ الشین المعجمهِ و سکونِ الواو،و هی من الغَرْبیَّه، و جَعفَرِیَّهُ الباذِنْجانِیَّهِ ،و تُعرَف أَیضاً بالبیْضاءِ: قَرْیتانِ بمصرَ ،و هذه من کُورَه قُویْسنا (4).
قلتُ :و الجَعْفَرِیُّ :أَیضاً کُورهٌ من الأَسْیُوطِیَّه.
و جَعْفَرُ بنُ کِلابِ بنِ ربیعهَ بنِ عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ : أَبو قَبِیلَهٍ مشهورهٍ .و هم الجعافِرَهُ ،منهم من الصَّحابه:جَیّارُ بنُ سُلْمَی نَزّالُ المَضِیقِ .
و الجَعْفَرِیَّهُ :أَولادُ ذِی الجنَاحَیْنِ الطَّیّارِ،أَخِی علیٍّ أَمیرِ المؤمنین،منهم:محمّدُ بنُ إِسماعیلَ بنِ جعفرِ بنِ إِبراهیمَ بنِ محمّدِ بنِ علیِّ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ جَعْفَر ،عن الدراوردیِّ ،و عنه أَبو زُرْعَهَ .
و الجَعْفَریَّهُ :مِن المُعْتَزلَه یَنْتَسِبُون إِلی جعفر بن مُبَشِّر، و إِلی جعفر بن حَرْب،و لهما مقالاتٌ فی الاعتقادیّات،و أَبو القاسم سعدُ بنُ أَحمدَ بنِ محمّدِ بن جعفرٍ الجَعْفَرِیُّ ،إِلی جَدِّه جعفرٍ الهَمْدانِیِّ ،عن ابن حبابَهَ و غیرِه،و عنه أَبو علیٍّ اللبَّادُ.و الجَعافِرَهُ فی إِسنا بالصَّعید الأَعْلَی ینتسبون إِلی جعفرٍ الطَّیّارِ،و هم قبائل کثیره.
الجَعْمرَهُ :أَن یجْمَعَ الحِمَارُ نَفْسَه و جَرَامیزَه، ثُم یَحْمل علی العانَه أَو غیرِهَا،إِذا أَرادَ کَدْمَه و قد جَعْمَرَ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
قال الأَزهریُّ : الجَعْمَرَهُ و الجَمْعَرَهُ :القارَهُ المُرْتَفِعَهُ المُشْرفهُ الغلیظهُ .
الجَفْرُ ،بفَتْحٍ فسُکُون، مِن أَولادِ المَعزِ و الشّاءِ -کما فی الصّحاح (5)،و اقتصرَ فی المُحکَم علی الشّاءِ،و تَبِعَه المصنِّف،و زاد بعضُهُم:و الضَّأْنِ -: ما عَظُمَ و اسْتَکْرَشَ و جَفَرَ جَنْباه،أَی اتَّسَعَ .
أَو الجَفْرُ :هو إِذا بَلَغَ وَلَدُ المِعْزَی أَربَعَهَ أَشْهُرٍ ،و جَفَرَ جَنْبَاه،و فُصِلَ عن أُمِّه،و أَخَذَ فی الرَّعْیِ ،قالَه أَبو عُبَیْدٍ.
و قال ابن الأَعرابیِّ :إِنما ذلک لأَربعه أَشهرٍ أَو خمسهٍ من یوم وُلِدَ،و عنه أَیضاً: الجَفْرُ :الحَمَلُ (6)الصغیرُ،و الجَدْیُ بعد ما یُفْطَمُ ابنَ ستَّهِ أَشهر.
ج أَجْفَارٌ و جِفَارٌ ،بالکسر. وَ جَفَرَهٌ ،محرَّکهً .
و قد جَفَر ،و اسْتَجْفَرَ ،و تَجفَّرَ ، و مِن المجَاز: الجَفْرُ : الصَّبِیُّ إِذا انْتَفَخَ لَحْمُه،و أَکَلَ ، و صارَتْ له کَرِشٌ .و قد جَفَرَ و تَجَفَّرَ .و قال ابن الأَعرابیّ :
و الغُلامُ جَفْرٌ .و
14- فی حدیث حَلِیمهَ ظِئْرِ النبیِّ صَلَی اللّه علیه و سلّم،قالت:
«کان یَشِبُّ فی الیوم شَبَابَ الصَّبِیِّ فی الشَّهْرِ،فبَلَغَ سِتًّا و هو جَفْرٌ ». و
16- فی حدیث أَبی الیَسَرِ: «فخَرَجَ إِلیّ ابنٌ له جَفْرٌ ».
و هی بهاءٍ فیهما.
قال ابن شُمَیْلٍ : الجَفْرَهُ :العَنَاقُ التی شَبِعَتْ من البَقْل و الشَّجَر،و اسْتَغْنَتْ عن أُمِّها.و قد تَجَفَّرَتْ و اسْتَجْفَرَتْ .
[أَی عظُمتْ و سمِنَتْ ] (7).
و فی حدیث أُمِّ زَرْعٍ :«یَکْفِیه ذِراعُ الجَفْرَهِ »؛مَدَحَتْه
ص:203
بقِلَّهِ الأَکلِ .و قال ابن الأَنباریِّ فی شَرْحِه علی الحدیث:
هی الأُنْثَی مِن وَلَدِ الضَّأْنِ ،و قال غیرُه:الأُنْثَی من المَعزِ فقط ،و قیل:منهما جمیعاً،و هو الصَّواب.
و الجَفْرُ : البِئْرُ الواسِعهُ التی لم تُطْوَ ، کالجُفْرَهِ ،ذَکَرَهما السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْض، أَو هی التی طُوِیَ بعضُها و لم یُطْوَ بعضٌ .و الجمعُ جِفَارٌ (1).
و الجَفْرُ : ع بناحیه ضَرِیَّهَ ،و هی صُقْعٌ واسِعٌ بنَجْد، یُنْسَبُ إِلیه الحِمَی من نَواحِی المدینه المشرَّفه،علی ساکِنها أَفضلُ الصلاهِ و السلامِ ،یَلِیها أُمَراءُ المدینهِ کان به ضَیْعَهٌ لسعیدِ بنِ سُلَیْمانَ ،کذا فی النُّسَخ،و فی التَّبْصِیر:سعیدُ بنُ عبدِ الجَبّار المُسافعیّ ،وَلِیَ القَضاءَ زَمَنَ المَهْدِیِّ ، و کان یُکْثِرُ الخُرُوج إِلیها،فقیل له: الجَفْرِیُّ لذلک.
و الجَفْرُ : بئْرٌ بمکَّه المشرَّفه لبَنِی تَیْم بن مُرَّه بن کَعْب بن لُؤیّ بن غالبٍ القُرَشیِّ .
و الجَفْرُ : ماءٌ لبَنی نَصْر بن مُعَاویهَ بن بَکْر بن هَوازنَ .
و الجَفْرُ : مُسْتَنْقَعٌ ببلادِ غَطَفَانَ ،و یُسَمَّی جَفرَ الهَباءَهِ ، و سیَأْتی فی کلام المصنِّف قریباً.
و جَفْرُ الفَرَس:ماءٌ سُمِّیَ به؛لأَنه وَقع فیها ،کذا فی النُّسَخ،و الصَّواب:فیه (2)فرَسٌ فی الجاهِلِیَّه، فبَقِی أَیّاماً، و یَشْرَبُ منها،ثم خرَج صَحِیحاً. و فی التکمله:فأُخْرِج صَحیحاً؛فنُسِبَ إِلیه.
و جَفْرُ الشَّحْم:ماءٌ لبَنی عَبْسٍ ببَطْن الرُّمَّهِ ،حِذاءَ أَکمَه الخیْم (3).
و جَفْرُ البَعَر:ماءٌ لبَنی أَبی بَکْر بن کِلاب.
و جَفْرُ الأَمْلاکِ (4):مَوضعٌ بنواحی الحِیرَه ،من الکُوفه.
و جَفْرُ ضَمْضَمَ :ع. کلُّ ذلک نقله الصَّاغانیُّ .
و جَفْرُ الهَبَاءَهِ :ع ببلاد غَطَفانَ بالشَّرَبَّهِ ، قُتِل فیه حَمَلٌ و حُذیْفَهُ ابْنا بَدْرٍ الفَزَاریّان ،قَتَلَهما قَیْسُ بنُ زُهَیْر،و فیه یقول:
تَعَلَّمْ أَنّ خَیرَ الناس مَیْتاً
علی جَفْر الهَبَاءَهِ لا یَریمُ
و لولا ظُلْمُه ما زلتُ أَبْکی
علیه الدَّهْرَ ما طَلَعَ النُّجُومُ
و لکنّ الفَتَی حَمَلَ بنَ بَدْرٍ
بَغَی و البَغْیُ مَصْرَعُه وَخیمُ
و جَفْرَهُ بَنِی خُوَیْلِدٍ:ماءٌ لبَنِی عُقَیْلٍ من هَوازِنَ .
و مِن المَجاز: الجُفْرَهُ ،بالضمّ :جَوْفُ الصَّدْرِ،أَو هو ما یَجْمَعُ الصَّدْرَ (5)و الجَنْبَیْنِ ،و قیل:هو مُنحَنَی الضُّلُوعِ ، و کذلک هو مِن الفَرَسِ و غیرِه.
و الجُفْرَهُ فی الأَصل: سَعَهٌ فی الأَرض مُسْتَدِیرهٌ و هی الحُفْرَهُ .
و قیل: الجُفْرَهُ من الفَرَس:وَسَطهُ .و هو مُجْفَرٌ -بفتح الفاءِ-أَی واسِعُهَا ،أَی الجُفْرَهِ .و فی الأَساس:
مُنْتَفِخُهَا (6)،و کذلک ناقهٌ مُجْفَرَهٌ ؛أَی عظیمهُ الجُفْرَه ،و هی وَسطُها.قال الجَعْدِیُّ :
فَتآیاَ بطَریرٍ مُرْهَفٍ
جُفْرَهَ المَحْزِمِ منه فسَعَلْ
و قیل: جُفْرَهُ کلِّ شیْ ءٍ:وَسَطُه و مُعْظَمُه. ج جُفَرٌ ،بضمٍّ ففتحٍ و جِفَارٌ ،بالکسر.یقال:فَرَسُ عظیمُ الجُفْرَهِ ،و ناقهٌ عظیمهُ الجُفرهِ .و أَمّا الثانی فجمعُ جُفْرَه بمعنی الحُفْرَهِ المستَدِیره.و منه
16- حدیثُ طَلْحَهَ : «فَوَجَدْنَاه فی بعض تلک الجِفَار ».
و الجُفْرَهُ : ع بالبَصْره یقال له: جُفْرَهُ خالدٍ،یُنْسَبُ إِلی خالِدٍ بن عبدِ اللّه بن أَسِید، کان بها أَی بالجُفْرَه حَرْبٌ شَدِیدٌ عامَ سَبْعینَ أَو إِحْدَی و سبعینَ بعدَ الهجْرَه،و لها ذکْرٌ فی حَدیث عبدِ المَلک بن مَرْوانَ .
و قیل لِجَعْفَر بن حَیّانَ العُطَاردِیِّ البَصْریِّ الخَرّاز
ص:204
الأَعْمَی،کُنْیَتُه أَبو الأَشْهَب،من أَکبر قُرّاءِ البَصْرَهِ ،قَرَأَ علی أَبی رجَاءٍ العُطَاردیِّ ،و هو مِن رجال الصَّحِیحَیْن:
الجُفْرِیُّ بالضمّ ؛ لأَنه وُلِدَ عامَ الجُفْرَهِ ،و هو عامُ سبعینَ ،أَو إِحدَی و سبعینَ ،و تُوُفِّیَ سنه 165.
و الجَفِیرُ :جَعْبَهٌ من جُلُودٍ لا خَشبَ فیها،أَو من خَشَبٍ لا جُلُودَ ،و فی بعض الأُصول الجیِّده:لا جِلْد فیها ،و هی من جُلُودٍ مَشْقُوقَه فی جنْبها،یُفْعل ذلک بها لیَدْخُلَها الرَّیحُ ،فلا یأْتکلُ الرَّیشُ .و قال الأَحمرُ: الجَفِیرُ و الجَعْبَهُ :
الکِنَانَهُ (1).و قال اللَّیْث: الجَفِیرُ :شِبْهُ الکِنَانَهِ إِلاّ أَنه أَوْسعُ منها،یُجْعل فیها (2)نُشّابٌ کثیرٌ.و
16- فی الحدیث: «مَن اتَّخَذَ قَوْساً عربیَّهً و جَفِیرها نَفی اللّه عنه الفَقْر».
و الجَفیرُ : ع بناحیه ضَرِیَّهَ بنجْد،کثیر الضِّباع، لغطَفانَ .و قیل:هو بالحاءِ المهملَه (3)،و سیأْتی،و لعلَّ الصّوابَ بالمهمله؛و لذا سَقَطَ فی کثیر من النُّسَخ المُعْتمده.
و جُفَیْر کزُبَیْر:ه بالبحْریْن ذاتُ بَسَاتینَ و رِیاض و میاهٍ و منازِهَ ،و قد تَرافَقْتُ بجماعهٍ من أَهلها،فی سَفریِ من الیَمن إِلی مکَّه،و هم یُسمُّونها الجفیرهَ ،قالوا:و هی قریبهٌ من اللذکی (4).
و الجُفُورُ ،بالضمّ :مصدرُ جَفَر یَجْفُرُ (5)،و هو انقطاعُ الفَحْل عن الضِّراب و امتناعُه، کالاجْتِفَار ،و الإِجْفار ، و التَّجْفِیر . یقال: جفَر الفَحْلُ ،إِذا انقطَع عن الضَراب.
و قَلَّ ماؤُه؛و ذلک إِذا أَکْثر الضِّراب حتی حسَرَ،و انقطعَ ، و عَدَل عنه.و یقال فی الکَبْش:رَبَضَ ،و لا یقال: جَفَرَ .
و الفحلُ جافرٌ ،قال ذُو الرُّمَّه:
و قد عارَضَ الشِّعْرَی سُهَیْلٌ کأَنَّه
قَرِیعُ هِجَانٍ عارض الشَّوْلَ جافِرُ
و أَجْفَر الشیْ ءُ: غاب عنکَ .
و أَجْفَر الرجلُ عن المرأَه إِذا انقَطعَ عن الجِماع، کاجْتَفَر ،وَ جفرَ ،و جَفَّرَ ،قاله ابن الأَعرابیّ ،و إِذا ذَلَّ قِیل:
اجتفر (6)،و سیأْتی،و أَنشد:
و تُجْفِرُوا عن نِساءٍ قد تحِلُّ لکمْ
و فی الرُّدیْنیِّ و الهِنْدِیِّ تَجْفِیرُ
أَی أَن فیهما مِن أَلَم الجِراحِ ما یُجْفِرُ الرجلَ عن المرأَه.
و أَجْفَر صاحِبَه:قَطعَه عنه و تَرکَ زیارتَه. قال الفَرّاءُ:
کنت آتِیکم فقد أَجْفَرْتُکم ،أَی تَرکتُ زِیارتکم و قطَعْتُها.
و یقال: أَجْفَرْتُ ما کنتُ فیه،أَی تَرَکْتُه.
و جَفَر :اتَّسعَ . وَ جَفَرَ :انْتَفَخ.و جَفَرَ جَنْباه:اتَّسَعَا.
و جَفَر مِن المرَض:خرَجَ ،و ذلک إِذا بَرَأَ.
و الجَوْفرُ :الجوْهرُ وزناً و معنًی.
و الجَیْفَرُ :الأَسدُ الشدیدُ ،لانتفاخِه عند الغَضَب.
و جیْفَرُ بنُ الجُلَنْدَی الأَزْدِیُّ :ملکُ عُمَانَ و رئیسُها. أَسْلَمَ هو و أَخُوه عبدُ اللّه (7)،علی یَدِ سیِّدِنا عَمْرو بن العاص بن وائلٍ السَّهْمیِّ ،رضیَ اللّه عنه، لمّا وَجَّهه رسولُ اللّه صَلَی اللّه علیه و سلّم إِلیهما و هما علی عُمَانَ ،و لا رؤیهَ لهما،و لم یَذْکُرِ الذَّهبِیُّ أَخاه عبدَ اللّه فی التَّجْرِید،و لا ابنُ فَهْدِ،مع جَمْعِهما فی کتابیْهما مَن شَذَّ و نَدَر،فلْیُنْظَرْ فی کتب السِّیَرِ.
و ضُمیْرَهُ بنتُ جَیْفَرٍ :صَحابِیَّهٌ ،و لم یذکرها الذَّهَبِیُّ ،و لا ابنُ فَهْد،فلْینْظَرْ.
و طَعامٌ مَجْفَرٌ و مَجْفَرهٌ ،بفتحِهما ،عن اللِّحْیانِیّ : یَقْطَعُ عن الجِمَاعِ ،و منه قولُهم:الصَّوْمُ مَجْفَرَهٌ ،و
14- قد وَرَد فی الحدیث: أَنه قال لعُثْمَان بن مَظْعُونٍ :«علیکَ بالصَّوْم؛فإِنه مَجْفَرهٌ ». ؛أَی مَقْطَعَهٌ للنِّکاحِ ،و
16- فی الحدیث أَیضاً: «صُومُوا و وَفِّرُوا أَشْعَارَکم (8)فإِنها مَجْفَرَهٌ ». قال أَبو عُبَیْد:یعْنِی مَقْطَعاً للنِّکاح و نَقْصاً للماءِ.و
1- فی حدیث علیٍّ رضی اللّه عنه: «أَنه رأَی رجلاً فی الشمس،فقال:قُمْ عنها فإِنها مَجْفَرهٌ ». ؛أَی
ص:205
تُذهِبُ شَهوهَ النِّکَاحِ ،و
1,17- فی حدیث عُمر رضی اللّه عنه:
«إِیّاکم و نَومَه الغَدَاهِ فإِنّها مَجْفَرَهٌ »، و جَعَلَه القُتَیْبِیُّ من حدیث علیٍّ رضی اللّه عنه .
و المُجَفَّرُ کمُعَظَّم:المُتَغیِّرُ رِیح الجَسَدِ. و
16- فی حدیث المُغِیره: «إِیّاکم و کلَّ مُجْفِرَهٍ ». أَی مُتَغَیِّرهِ رِیحِ الجَسَدِ، و الفِعْلُ منه أَجْفَر ،و یجوزُ أَن یکونَ من قولهم:امرأَهٌ مُجْفِرَهُ الجَنْبیْن (1)،کأَنه کرِهَ السِّمَنَ .
و قولُهم: فَعَلَ مِن جَفْرِکَ ،بفتحٍ فسکونٍ ، و جَفَرِکَ ،محرَّکَهً ، و جَفْرَتِکَ (2)،بفتح فسکونٍ و فتحِ الراءِ، أَی مِن أَجْلِکَ ،کلُّ ذلک عن ابن دُرَیْد (3).
و مِن المجاز:رجلٌ مُنْهَدِمُ الجَفْرِ :لا عَقْل -و فی الأَساس:لا رَأْیَ - له ،کما یقال:مُنْهَدِمُ الحالِ .
و الجُفُرَّی ،ککُفُرَّی وَزْناً و معنًی، و یُمَدُّ ،و الجُفُرّاهُ ، و هذانِ حَکاهما أَبو حنیفهَ :الکافُورُ من النَّخْل،و هو وِعَاءُ الطَّلْعِ (4).
و الجِفَارُ ، ککِتَابٍ :الرَّکَایَا.
و الجِفَارُ مَوضعٌ بنَجْدٍ،و قیل: ماءٌ لبنی تَمِیم ،و منه یومُ الجفَارِ ،قال الشاعِر،و هو بِشْرٌ:
و یومُ الجِفَارِ و یومُ النِّسَا
رِ کانَا عَذاباً و کانا غَرامَا
و الجِفَارُ :موضعٌ آخَرُ بین مصرَ و الشّامِ ،و آخَرُ بین البصْرَهِ و الکُوفهِ ،قاله البکْریُّ .
و مِن المَجَاز: الجِفارُ من الإِبل:الغِزَارُ اللَّبَنِ ؛شُبِّهَتْ بالرَّکَایَا،عن ابن الأَعرابیّ .
و الأَجْفَرُ ع بین الخُزَیْمِیَّه و فَیْدَ ،و سیأْتی للمصنِّف فی خزم:أَن الخُزَیْمِیَّهَ مَنزلهٌ للحاجِّ بین الأَجْفَرِ و الثَّعْلَبِیَّهِ .
*و ممّا یُستدرَک علیه: المُسْتَجْفِرُ من الصِّبیان:العظیمُ الجَنْبَیْنِ .
و جُفْرَهُ البَحرِ:مُعْظَمُه.
و عن ابن الأَعرابیِّ : جَفَّرَهُ (5)الأَمْرُ عنه:قَطَعَه.
و قال أَبو حنیفه:الکَنَهْبَلُ :صِنْفٌ من الطَّلْح جَفْرٌ ،قال ابن سِیدَه:و أُراه عنَی به القَبِیحَ الرائحهِ من النَّبات.
و مُجَفَّرٌ ،کمُعَظَّمٍ :اسمٌ .
و الجُفریُّ ،بالضمّ :لَقَبُ عبدِ الرَّحمن بن عبد اللّهِ بن علوی الشَّریف الصُّوفیِّ ،و به یُعْرَفُ وَلَدُه بالیَمن.
و الجُفَرُ :خُرُوقُ الدَّعائم التی تُحْفَرُ لها تحت الأَرض.
و أَجْفرَ الرجُلُ :تَغَیَّرَتْ رائحهُ جَسَدهِ .
و أَجْفَرَ ،و اجْتَفَرَ ،و جَفَّرَ :انْقَطَع عن الجِمَاع.
و اجْتَفَر :ذَلَّ ،لغهٌ فی احْتَفَر،بالتاءِ.
و تَجَفَّرَتِ العَنَاقُ :سَمِنَتْ و عَظُمتْ .
و یقال:قد تَراغَبَ هذا و اسْتَجْفَرَ .
و الخَشْخَاسُ بنُ جَنَاب بن الحارث بن مُجْفِر - کمُحْسِن-له صُحْبَهٌ .
و التَّجْفِیرُ فی الرَّکِیَّهِ :تَوْسِیعٌ فی نَواحِیها.
و الحسنُ بنُ أَبی جعْفَر الجُفْریُّ ،من أَهل الجُفْرَه :
موضعٌ بالبصره،سمِعَ قَتادهَ و أَیُّوبَ .
و الجَفَائرُ (6):رِمالٌ معروفهٌ ،أَنشَد الفارسِیُّ :
أَلِمّا علی وَحْشِ الجَفَائِرِ فانْظُرَا
إِلیها و إِن لم تُمْکِنِ الوَحْشُ رامِیَا
و مَحلٌ جافِرٌ :نَتِنٌ .
و إِنّ جفْرَکَ إِلیّ لهازٌّ (7)،أَی شَرّکَ إِلیَّ مُتَسَرِّعٌ .کما فی الأَساس.
و ذو جَوْفَرٍ :وَادٍ لمُحارِبِ بنِ خَصفَهَ .
و الجُفَارُ (8)،کغُرَاب:کُورَهٌ کانت بمصر قدیماً مشتملَهٌ
ص:206
علی خَمْسِ قُرًی،و هی:الفَرَما و البَقَّاره و الوَرّاده و العَرِیش و رَفَخ (1)،کانت جمیعُها فی زَمَنِ فِرْعَونِ مُوسَی فی غایه العِمَارهِ بالمیاه و القُرَی،قالَه الإِمامُ عبدُ الحَکَم.
الجُکَیْرَهُ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال ابن الأَعرابیِّ :هی تصْغِیرُ الجَکَرَهِ :اللَّحاحه (2)،هکذا فی النُّسَخ،و نَصُّ نوادِرِ ابن الأَعرابیِّ :اللَّجَاجَه.
و قد جَکِرَ ،کفَرِحَ . یَجکَرُ جَکَراً :لَجَّ .
و جَکّار ککَتّانٍ :اسمُ رجلٍ .
و قال ابن الأَعرابیّ فی موضعٍ آخَرَ: أَجْکَر الرَّجلُ ؛إِذا أَلَحَّ فی البیْع ،و قد جَکِرَ کذلک.و نقَل شیخُنا عن المِصباح أَن الکاف و الجِیم لا یجتمعان فی کلمه عربیهٍ إِلاّ قولهم:
رجلٌ جَکِرٌ ،و ما تصَرَّفَ منها،و قد سبَق البحثُ فی کندوج.
الجُلُبّارُ ،بضمّتَیْن و تشدیدِ الباءِ الموحَّدهِ ، أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصَّاغانیُّ :هو قِرابُ السَّیْف کالجُرُبَّانِ ، أَو حَدُّه ،لغهٌ فی الجُلُبّانِ .
و جُلْبَار کبُطْنانٍ :محَلَّهٌ بأَصْفَهانَ ،معرَّب کلبار.
جُلْفَارُ ،کبُطْنان (3)،أَهملَه الجوهریُّ ،و قال الصَّاغانیُّ :هی ه بمرْو ،و منها:أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ هاشم،صاحبُ التفسیر،سمِعَ مُغِیثَ بنَ بَدْرٍ،و عنه خارجَهُ ،کذا فی طَبَقَات المفسِّرِین للدّاودِیِّ .
و جُلْفَرُ کجُنْدب: مَقْصُورٌ منه ،بإِسقاط الأَلفِ ،و هو مُعَرَّبُ کُلْبَرَ ،فکلّ عندهم:الزَّهْر،وبر وبار کلاهما بمعنی حَمْلِ الشَّجَرهِ .
و جُلَّفار کجُلَّنار:د،بنواحِی عُمَانَ بَحْرِیّه، یُجْلَبُ منها -هکذا فی النُّسَخ،و الصَّوابُ :منه- إِلی جَزِیرَهِ قَیْس نحوُ السَّمْنِ و الجُبْنِ ،و الصَّوابُ أَنه جُرَّفار (4)،بالراءِ المشدده بدل اللام،کما حَقَّقَه البکریُّ و غیرُه.
الجُلَّنَارُ ،بضمِّ الجیمِ و فتحِ اللاّم المشدَّدهِ ، أَهملَه الجوهریُّ .و قال الصَّاغانیُّ :هو فارسیٌّ معناه زَهْرُ الرُّمَّانِ ،و هو مُعَرَّبُ کُلْنار (5)،بضمِّ الکافِ المَمْزُوجَهِ بالقافِ و السکونِ ،قال شیخُنا:و هی القافُ التی یقال لها:
المعقودَهُ ،لغهٌ مشهورهٌ لأَهل الیمنِ ،و قد سأَل الحافظُ ابنُ حَجَر شیخَه المصنِّفَ -رحمهما اللّه تعالَی-عن هذه القاف و وقُوعِها فی کلامِهم،فقال:إِنها لغهٌ صحیحهٌ ،ثم قال شیخُنا:و قد ذَکَرها العَلاّمهُ ابنُ خلْدُون فی تاریخِه،و أَطالَ فیها الکلامَ ،و قال:إِنها لغهٌ مُضَرِیَّهٌ ،بل بالَغَ بعضُ أَهلِ البیتِ فقال:لا تَصِحُّ القراءَهُ فی الصّلاه إِلاّ بها.و رأَیتُ فیها رسالهً جَیِّدَهً بخطِّ الوالِدِ،قَدَّسَ اللّهُ رُوحَه،و لا أَدْرِی هل کانت له أَو لغیره،ثم نَقَلَ شیخُنا عن ابن الأَنباریِّ بعدَ ما أَنشدَ لبعض المُحْدَثِین:
غَدَتْ فی لِبَاسٍ لها أَخْضَرٍ
کما یَلْبَسُ الوَرق الجُلَّنارَهْ
و لا أعلمُ هذا الاسمَ جاءَ فی شِعْر فصیحٍ ،و إِنما هو لفْظٌ مُحْدَثٌ ،و کأَنه فی الأَصل جاءَ علی معنَی التَّشْبِیهِ ؛ شَبَّهوا حُمْرَتَه بحُمْرَه الجَمْرِ،و هو جُل النار،ثم تَصَرَّفُوا فی نَقْله و تغییره.قال شیخُنا:هذا الکلامُ مَبْنَاه علی الحَدْسِ و التَّخْمِینِ و الحُکْمِ بغیر یَقِینٍ ؛إِذْ لا قائِلَ ببقاءِ الجُل علی معناه العربیّ فیه،و لا أَن الجُل هو حُمْرَهُ الجَمْرِ،و لا أَنه هو الجَمْر،و کذلک قوله:إِنه کلامٌ محدَث،بل الجُلَّنارُ کلُّه فارسیٌّ ،کما یُومِی إِلیه کلامُ المصنِّف،و هو الذی صَرَّحَ به المصنِّفون فی النَّباتات،و الحُکَماءُ،و الأَطباءُ الذین تَعَرَّضُوا لمنافِعه.و المرادُ من جُل نار زهرُ الرُّمّان لیس إِلاّ،و هو موضوعٌ وَضْعَ الفُرْس،و لا یختلفُ فیه أَحدٌ،و لا یقولُ أَحدٌ غیرَه،لا من المتکلِّمین بأَصْل الفارسیَّه،و لا مِمَّنْ عرَّبُوه و نَطَقُوا به کالعربیَّه،و المعرَّباتُ من الفارسیَّه لا تحتاجُ إِلی ما ذکَره من التَّکَلُّفات،کما لا یخْفَی.
و یُقَال فی خواصّ الجُلَّنار : من ابْتَلَعَ ثلاثَ حَبّاتٍ منه ، بشرط أَن یأْخذَها بفَمِه من الشجره قبل تَفَتُّحِها (6)،عند طُلُوع شمسِ یومِ الأَربعاءِ.و کذا قَیَّدَه داودُ فی التَّذْکِرَهِ ،
ص:207
و منهم من قَیَّدَ بأَنَّهُ مِن أَصغَرِ ما یکون ،و کأَنه لیسهل الابتلاعُ لم یَرْمَدْ فی تلک السَّنَهِ ،مجرَّب،نَصَّ علیه الأَطباءُ أَربابُ الخَواصِّ .و قد سقَطتْ هذه العبارهُ من عند قوله:
«و یقال»إِلی آخرها من بعض النُّسَخ،و زاد الشِّهابُ القَلْیُوبِیُّ فی رسالته التی وَضَعها فی المجربات:أَو الأَربعه،و السبعه لسبْعِ سنین أَو عشرهٍ أَو ثلاثین أَو واحده.
الجَمْرَهُ ،بفتحٍ فسکونٍ : النارُ المُتَّقِدَهُ ،و إِذا بَرَدَ فهو فَحْمٌ ، ج جَمْرٌ .
و الجَمْرَهُ : أَلْفُ فارِسٍ ،یقال: جَمْرَهٌ کالجَمْرَهِ .
و الجَمْرَهُ : القَبیلَهُ انضمِّتْ فصارتْ (1)یداً واحدهً لا تَنْضَمُّ إِلی أَحَدٍ ،و لا تُخالِفُ غیرهَا.و قال اللَّیْث: الجَمْرَهُ :کُلُّ قومٍ یَصْبِرُون لقتالِ (2)مَن قاتلَهم،لا یُخَالِفُون أَحداً،و لا ینضمُّون إِلی أَحد تکونُ القبیلَهُ نفسُها جَمْرَهً ،تَصْبِرُ لِقرَاعِ القَبَائِلِ ،کما صَبَرَتْ عَبْسٌ لقبائل قَیْسٍ .و هکذا أَوْرَدَه الثَّعَالبیُّ فی المُضاف و المَنْسُوب،و عَزَاه للخَلِیلِ .و
17- فی الحدیث عن عُمَرَ: «أَنه سَأَلَ الحُطَیْئَهَ عن عَبْسٍ و مُقَاوَمتِها قبائلَ قَیْسٍ ،فقال:یا أَمیرَ المؤمنین،کُنّا أَلْفَ فارِس، کأَنّنا ذَهَبَهٌ حمراءُ لا نَسْتَجْمِرُ و لا نُحَالِفُ » (3). ؛أَی لا نسأَلُ غیرَنا أَن یَجْتَمِعُوا إِلینا،لاستغنائِنا عنهم. أَو هی القبیلَهُ التی یکونُ فیها ثَلاثُمِائَهِ فارِسٍ أَو نحوُهَا.و قیل:هی القبیلَهُ تُقاتِلُ جماعَهَ قَبائِلَ .
و الجَمْرَهُ الحَصَاهُ ،واحدهُ الجِمَار .و فی التَّوْشِیح:
و العَرَبُ تُسَمِّی صِغار الحَصَی جِمَاراً .
و الجَمْرَهُ : واحدهُ جَمَراتِ المَنَاسِکِ ،و جِمارُ المَنَاسِکِ و جَمَراتُها :الحَصَیَاتُ التی یُرْمَی بها فی مَکَّهَ .
و التَّجْمِیرُ :رَمْیُ الجِمَارِ .
و مَوْضِعُ الجِمَارِ بمِنًی سُمِّیَ جَمْرَهً ؛لأَنها تُرْمَی بالجِمَار ، و قیل:لأَنها مَجْمعُ الحَصَی التی یُرْمَی بها؛من الجَمْرَه ، و هی اجتماعُ القبیلهِ علی من ناوأَها.و سیأْتی فی کلام المصنّف آخر المادَّه. و هی جَمَرَاتٌ ثلاثٌ : الجَمْرَهُ الأُولَی ،و الجَمْرَهُ الوُسْطَی،وَ جمْرَهُ العَقبَهِ ،یُرْمَیْن بالجِمَار و هی الحَصَیَاتُ الصِّغارُ،هکذا فی النُّسخ و فی بعضها«تُرْمَی»بَدَل «یُرْمَیْن»،و الأَوَّلُ أَوْفقُ .
و جَمَرَاتُ العَرَب :ثلاثٌ ، کجَمَرَات المناسِک: بَنُو ضَبَّهَ بن أُدِّ بن طابخهَ بن الیاس بن مُضرَ، و بنو الحارثِ بنِ کَعْبٍ ،و بنو نُمَیْرِ بنِ عامِرٍ ،فطُفِئَتْ منهم جَمْرَتانِ ،طُفِئَتْ ضَبَّهُ ؛لأَنها حالَفَتِ الرِّبَاب،و طُفِئَتْ بنو الحارِثِ ؛لأَنها حالَفَتِ مذْحِج،و بَقِیَتْ نُمَیْرٌ لم تُطْفَأْ؛لأَنها لم تُحالِف.
هذا قولُ أَبی عُبَیْد (4)،و نَقَلَه عنه الجوهریُّ فی الصّحاح.
أَو الجَمَرَاتُ : عبْسُ بنُ ذُبیان بن بَغِیض بنِ رَیْثِ بنِ غَطَفَانَ ، و الحارِثُ بنُ کَعْب، و ضَبَّهُ بنُ أُدٍّ،و هم إِخْوهٌ لأُمٍّ ، لأَن أُمَّهم و هی امرأَهٌ من الیمن رَأَتْ فی المَنَام أَنه خَرَجَ - و فی بعض النُّسخ:«یخرجُ »- مِن فَرْجِها ثَلاثُ جَمَرَات .
فتَزَوَّجَها کَعْبُ بنُ عبدِ المَدَانِ [بن] (5)یَزِید بن قَطَن، فَولَدَتْ له الحارثَ ،و هم أَشرافُ الیمنِ ،منهم:شُرَیْحُ بنُ هانئ الحارثیُّ ،و ابنُه المِقْدَامُ ،و مُطرفُ بنُ طَرِیف، و یحیی بنُ عَرَبیٍّ ،و غیرُهم، ثم-زَوَّجَهَا بَغِیضُ بنُ رَیْث بنِ غَطَفَانَ ، فَوَلَدَتْ له عَبْسا،و هم فُرْسَانُ العَرَبِ و وقائعُهم مشهورهٌ : ثم تَزوَّجَها أُدٌّ فَوَلَدتْ له ضَبَّهَ . فَجَمْرتَانِ فی مُضَرَ ،و هما عَبْسٌ وَ ضبَّهُ ، و جَمْرَهٌ فی الیمن ،و هم بَنُو الحَارِثِ بنِ کَعْب.و کان أَبو عُبَیْدَهَ (6)یقول:ضَبَّهُ أَشْبَهُ بالجَمْرَه مِن بَنِی نُمیْر.
و
17- فی حدیث عُمَرَ رضی اللّه عنه: «لأُلْحِقَنَّ کلَّ قَوم بجَمْرَتِهم ». ؛أَی بجَماعَتِهم التی هم منها.
و قال الجاحظُ :یُقَال لعَبْس و ضَبَّهَ و نُمَیْرٍ: الجَمَرَاتُ ، و أَنشدَ لأَبی حَیَّهَ النُّمَیْرِیِّ :
لنا جمَرَاتٌ لیس فی الأَرض مثلُها
کِرَامٌ و قد جُرِّبْنَ کلَّ التَّجَارِبِ
ص:208
نُمَیْرٌ و عَبْسٌ تُتَّقَی بفِنائِها
و ضَبَّهُ قَومٌ بَأْسُهمْ غیرُ کاذِبِ (1)
ثم قال:فطُفِئَتْ منهم جمْرتان ،و بَقِیتْ واحدهٌ ؛طُفِئَتْ بنُو الحارث؛لمُحَالفتهم نَهْدا،و طُفِئَتْ بَنُو عَبْسٍ ؛ لانتقالهم إِلی بَنِی عامرِ بن صَعْصَعَهَ یوم جَبَلهَ ،و قیل:
جمَرَاتُ مَعدٍّ:ضَبَّهُ و عبْسٌ و الحارثُ و یرْبُوعٌ ؛سُمُّوا بذلک لجَمعهم.
و نقل شیخُنا عن أَبی العبّاس المبرّد فی الکامل (2):
جَمَرَاتُ العَرَب:بنو نُمَیْر بن عامر بن صَعْصَعَه،و بنو الحارث بن کعْب بن عُلَهَ (3)بن جَلْد،و بنو ضَبَّه بن أُدِّ بن طابِخهَ ،و بنو عبْسِ بن بَغیضِ بن رَیْثٍ ؛لأَنهم تجَمَّعُوا فی أَنفسهم،و لم یُدْخِلُوا معهم غیرَهم.و أَبو عُبَیْدٍ (4)لم یَعُدَّ (5)فیهم عَبْساً فی کتاب:الدِّیباج،و لکنه قال:فطُفِئَتْ جَمْرَتان ،و هما بَنُو ضَبَّه؛لأَنها صارَتْ إِلی الرِّباب فحالفتْ ،و بنو الحارث؛لأَنها صارت إِلی مَذْحِج،وَ بَقِیَتْ بنو نُمَیْرٍ (6)إِلی الساعه؛لأَنها لم تُحَالف.و قال النُمیْریُّ (7)یُجیبُ جریراً:
نُمَیْرٌ جَمْرهُ العربِ الَّتی لمْ
تَزَلْ فی الحَرْب تَلْتهبُ الْتهَابَا
و إِنّی إِذْ أَسُبُّ بها کُلَیْباً
فَتحْتُ علیْهمُ للخَسْفِ بَابَا
و قال فی هذا الشعر:
و لولا أَن یُقالَ هَجَا نُمَیْراً
و لم نَسْمَعْ لشاعِرها جوابَا
رَغِبْنا عن هجَاءِ بنی کُلیْبٍ
و کیف یُشاتِمُ الناسُ الکِلابَا
و قال الثَّعالبیُّ فی ثمَار القُلُوب: جَمرَاتُ العرب:بَنُو ضَبَّهَ ،و بنو الحارث بنِ کَعْبٍ ،و بنو نُمَیر بن عامر،و بنو عَبْس بنِ بَغیض،و بنو یَرْبُوعِ بنِ حَنْظَلَهَ .
قلتُ :فإِذا تَأَمَّلْتَ کلامَهم تَجدُهُ مُصادَماً بعضُهُ مع بعض،فإِن الجوهریَّ نَقَلَ عن أَبی عُبَیْد (8)أَن جَمَرَاتِ العَرَبِ ثلاثٌ ،و نَقَلَ عنه الجاحظُ أَنهنَّ أَربعٌ ،و قال:و زادَ ضَبَّهَ بدَلَ نُمَیْرٍ.و فی کلام الثّعالِبِیِّ أَنهنّ خَمْسٌ ،و زادَ بنی یَرْبُوع.و نَقَلَ الجوهَرِیُّ عن أَبی عُبَیْد 8أَنه طَفِئَ منهم جَمْرتَان :ضَبَّهُ و الحارِثُ ،وَ بَقِیَتْ نُمَیْرٌ.و نَقَلَ الأَزهریُّ و الجاحظ عن أَبی عبید 8أَنّها طُفِئَتِ الحارثُ و عَبْسٌ ، و بَقِیَتْ ضَبَّهُ ،و أَن الحارثَ حالفتْ نَهْداً.و قالوا:الحارث هو ابن کعْب بن عبدِ المَدَان،و الذی فی الکامل أَنهم بنو کَعْب بن عُلَه (9)بن جَلْد،و فیه أَیضاً أَنه طُفِئَتْ ضَبَّهُ ؛لأَنها حالفت الرِّبابَ ،وَ بَقیَتْ بنو نُمَیر (10)إِلی الساعه؛لأَنها لم تُحَالف.فإِذا عَرَفْت ذلک فقول شیخِنا:و إِذا تأَمَّلْت کلامَهم علمْت أَنه لا مُخالفهَ و لا مُنافاه،إِلاّ أَن البعض فصَّلَ و البعض أَجْمَل،محَلُّ تأَمُّل.
و جَمْرَه بنت أَبی قُحَافهَ ،هکذا فی النُّسَخ و مثله فی التَّبْصیر للحافظ ،و قال بعضهم:إِنها جمْرَه بنتُ قُحَافهَ .
صَحابیَّهٌ ،و هی الکِنْدِیَّهُ ،کانت بالکُوفه،روَی عنها شَبیبُ بنُ غَرْقَدهَ ،ذکرَه الذَّهبیُّ و ابنُ فهْد.
و أَبو جَمْرَه الضُّبَعِیُّ ،و اسمُه نَصْرُ بنُ عِمرَانَ بن عاصمٍ ، عن ابن عَبّاس،و عنه شُعْبَهٌ ،و هو مِن ضُبیعه (11)بن قَیْس بن ثَعْلبَه،وَ وَلدُه عِمْرَانُ بنُ أَبی جَمْرَهَ ،رَوَی عن حَمّادِ بن زیْد،و أَخوه عَلْقمَهُ بنُ أَبی جَمْرَه عن أَبیه،کذا فی التَّکْمِله (12). و عامِرُ بنُ شَقِیق بن جَمْرَه الأَسَدِیُّ الکُوفِیُّ ،من السّادسه، و أَبو بکر عبدُ اللَّهِ بنُ أَحمدَ بن أَسعدَ أَبی جَمْرَهَ الأَنْدَلُسِیُّ ،راوی التَّیْسیر: عُلمَاءُ مُحَدِّثُون.
ص:209
و لم یسْتَوْفِهِم کلَّهم مع أَن شَأْنَ البحر الإِحاطَهُ ،و قد یَتَعَیَّنُ استیعابُ ما جاءَ بالجیم؛فمنهم:
جمْرَهُ بنُ النُّعْمَان بن هوْذَهَ العُذْریُّ ،له وِفَادهٌ .
و جَمْرَهُ بنتُ النُّعْمَان العُذْریَّهُ ،هی أُخْتُه،لها صُحْبَهٌ .
و جَمْرَهُ بنتُ عَبْدِ اللّه الیرْبُوعِیَّهُ ،لها صُحْبَهٌ ،و کانتْ بالکُوفَهِ .
و جَمْرَهُ السَّدُوسِیَّهُ ،عن عائشهَ .
و مالکُ بنُ نُوَیْرَهَ بنِ جَمْرَهَ بن شَدادٍ التَّمِیمِیُّ ،أَخو مُتَمِّمِ بن نُوَیْرَهَ ؛مَشْهُورانِ .
و جَمْرَهُ بنُ حِمْیَریٍّ التَّیْمِیُّ ،شاعِرٌ فارس.
و فی الأَزْد: جَمْرَهُ بنُ عُبَیْدٍ.
و فی بنی سامَهَ بنِ لُؤَیٍّ : جَمْرهُ بنُ عَمْرِو بنِ سَعْدِ بنِ عَمْرِو بنِ الحارِثِ بن سامهَ ،و جَمْرهُ بنُ سعدِ بنِ عَمْرِو بن الحارثِ بن سامهَ ،و موسی بنُ عبدِ المَلِکِ بنِ مَرْوَانَ بنِ خَطّابِ بنِ أَبی جَمْرَهَ .
و فی غیرهما؛شهابُ بنُ جمْرَهَ بن ضِرَامِ بنِ مالکٍ الجُهَنیُّ ،الذی وَفَدَ علی عُمَرَ رضَی اللّه عنه،فقال له:ما اسمُکَ ؟فقال:شِهابٌ ،قال:ابنُ مَن ؟قال:ابنُ جَمْرَهَ ، قال:مِمَّن أَنتَ ؟قَال:مِن الحُرَقَه،قال:مِن أَیّهم قال:مِن بنی ضِرَامٍ .قال:فما مَسْکَنُکَ ؟قال:حرَّهُ النّارِ.قال:أَین أَهلُک منها؟قال:لَظًی.فقال عُمَرُ:أَدْرِکْ أَهْلَکَ ؛فقد احترقوا،فرجعَ فوجَدَ النارَ قد أَحَاطَتْ بأَهْلِه،فأَطْفَأَها.
ذَکَره ابنُ الکَلْبِیِّ (1).
و
14- ذَکَرَ أَبو بکرٍ المقیِّد فی تَسْمِیَتِه أَزواجَ النَّبیِّ صَلَی اللّه علیه و سلّم: جَمْرَهَ بنتَ الحارثِ بنِ عَوْفِ بنِ أَبی حارِثَهَ المُرِّیِّ ،خَطَبَهَا النبیُّ صَلَی اللّه علیه و سلّم،فقال له أَبوها:إِنّ بها سُوءًا،و لم یکن بها، فرَجَعَ فوجدَهَا بَرْصاءَ،و هی أُمُّ شَبِیبِ ابنِ البَرْصاءِ الشاعِرِ.
و جَمْرَهُ بنُ عَوْف،یُکْنَی أَبا یَزِیدَ،یُعَدُّ من أَهل فِلَسْطِینَ ، ذُکِرَ فی الصَّحابه.
و الشیخ أَبو محمّدٍ عبدُ اللّه بنُ أَبی جَمْرَهَ المَغْربیُّ ،نَزِیلُ مصر،کان عالماً عابداً،خَیِّراً شَهِیرَ الذِّکْرِ،شَرحَ مُنْتَخَباً لهمن البُخَارِیِّ ،نَفَعَ اللّه ببَرَکَتِه،و هو من بیت کبیر بالمغرِب، شهیر الذِّکْرِ.قلتُ :و قَبْرُه بقَرَافَهِ مصرَ مشهورٌ،یُسْتَجَابُ عنده الدُّعاءُ،و قد زُرْتُه مِراراً.
و جَمْرَهُ بنتُ نَوْفَل،التی قال فیها النَّمِرُ بنُ تَوْلَب:
جَزَی اللّه عنّا جَمْرَهَ ابْنَهَ نَوْفَلٍ
جزاءَ مُغلٍّ بالأَمانهِ کاذِبِ
و جَمَّرَه ،أَی الشیءَ تَجْمِیراً :جَمَعَه.
و جَمَّرَ القومُ علی الأَمر تَجْمِیراً : تَجَمَّعُوا علیه، و انْضَمُّوا، کجَمَرُوا ،و أَجْمَرُوا ،و اسْتَجْمَرُوا . و
16- فی حدیث أَبی إِدْرِیسَ : «دَخلتُ المسجدَ و الناسُ أَجْمَرُ ما کانُوا». أَی أَجْمَعُ ما کانُوا.
و قال الأَصمعیّ : جمَّرَ بنو فُلانٍ ،إِذا اجْتَمَعُوا و صارُوا أَلْباً واحداً.
و بنو فلانٍ جَمْرَهٌ ،إِذا کانوا أَهلَ مَنَعَه و شِدَّهٍ .
و تَجَمَّرَتِ القَبَائِلُ :إِذا تَجَمَّعَتْ .
و جَمَّرَتْ المرأَهُ تَجْمِیراً جَمَعَتْ شَعرَهَا و عقَدَتْه فی قَفاها و لم تُرْسِلْه، کأَجْمَرَتْ . و فی التَّهْذِیب:إِذا ضَفَرَتْه جَمائِرَ .
و
17- فی الحدیث عن النَّخَعِیِّ : «الضَّافِرُ و المُلَبِّدُ و المُجْمِرُ علیهم الحَلْقُ ». ؛أَی الذی یَضْفِرُ رأْسَه و هو مُحْرِمٌ یَجبُ علیه حلْقُه.و رَواه الزَّمخْشَرِیُّ بالتشدید.و قال:هو الذی یَجْمَعُ شَعْرَه و یَعْقدُه فی قَفَاه (2).و
17- فی حدیثِ عائشهَ : « أَجْمَرْتُ رأْسِی إِجماراً ». ؛أَی جَمعْتُه و ضَفَرْتُه،یقال: أَجْمر شعره (3)إِذا جَعلَه ذُؤَابَهً .
و جَمَّرَ (4)فلانٌ تَجْمِیراً : قَطَعَ جُمّار النَّخْلِ ،و هو قَلْبُه و شَحْمُه،و الواحدُ جُمّارَهٌ ،و منه قولُهم:و لها ساقٌ کالجُمّارهِ (5).
ص:210
و جَمَّر الجیشَ تَجْمِیراً ،و فی بعض الأُصُول:الجُنْد:
حَبَسهم و أَبْقاهم فی أَرضِ ،و فی بعض الأُصول:فی ثَغْر العَدُوِّ و لم یُقْفِلْهم ،من الإِقفال و هو الإِرْجاعُ ،و قد نُهِی عن ذلک.و قال الأصمعیُّ : جمَّر الأَمیرُ الجیشَ ،إِذا أَطالَ حبْسهم بالثَّغْر،و لم یأْذَن لهم فی القَفْل إِلی أَهالِیهم،و هو التَّجْمِیرُ ،و رَوَی الرَّبِیعُ أَن الشافِعِیَّ أَنشدَه:
و جمَّرْتَنَا تَجْمِیرَ کِسْرَی جُنُودَهُ
و منَّیتَنا حتی نَسِینا الأَمانِیَا
و
17- فی حدیثِ عُمر رضیَ اللّه عنه: «لا تُجمِّرُوا الجیشَ فتَفْتِنُوهم». قالوا: تَجْمِیرُ الجیشِ :جَمْعُهم فی الثُّغُور، و حَبْسُهم عن العوْد إِلی أَهْلِیهم.و منه
17- حدیثُ الهُرْمُزانِ :
«إِنّ (1)کِسْرَی جَمَّرَ بُعُوثَ فارِسَ ». و فی بعض النُّسخ:«و لم یَنْقُلْهم»؛من النَّقْل بالنون و القاف،و فی أُخری:«و لم یُغفلهم»مِن الغَفْله.و کله تحریفٌ ،و الصّوابُ ما تَقَدَّمَ .
و قد تَجَمَّروا و اسْتَجْمرُوا ،أَی تَحبَّسُوا.
و المِجْمَرُ ،کمِنْبَر:الذی یُوضَعُ فیه الجَمْرُ بالدُّخْنَهِ .
و فی التَّهذِیب:قد یُؤَنَّثُ ، کالمِجْمَرَهِ ،قال:مَن أَنَّثَه ذَهَب به إِلی النار،و مَن ذَکَّرَه عنَی به المَوْضِعَ .جَمْعُهما مجامِرُ .
و قال أَبو حنیفهَ : المِجْمَرُ : العُودُ نَفْسُه ،و أَنشدَ ابنُ السِّکِّیتِ :
لا تَصْطَلِی النّارَ إِلاّ مِجْمراً أَرِجاً
قد کَسَّرَتْ مِن یَلَنْجُوجِ له وَ قَصَا
البیتُ لحُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ الهِلالیِّ یصفُ امرأَهً ملازِمهً للطِّیب، کالمُجْمَرِ ،بالضمّ فیهما. قال الجوهریُّ :
و یُنْشَدُ البیتُ بالوَجْهَیْن.
و قد اجْتَمَرَ بها ،أَی بالمِجْمَر .
و الجُمّارُ ، کرُمانٍ :شَحْمُ النَّخْلَهِ الذی فی قِمَّهِ رَأْسِها، تُقْطَعُ قِمَّتُهَا،ثُمّ یُکْشَطُ عن جُمّارهٍ فی جوْفها بیضاءَ،کأَنها قطعهُ سنام ضخمهٌ ،و هی رَخْصهٌ ،تُؤْکَلُ (2)بالعَسَلو الکافُور،یُخْرَجُ مِن الجُمّارَهِ بین مَشَقِّ السَّعفَتَیْنِ ، کالجَامُورِ ،و هذه عن الصَّاغانیُّ .
و قد جَمَّرَ (3)النخلَهَ :قَطَعَ جُمّارَهَا أَو جامُورَهَا ،و قد تَقَدَّمَ فی کلام المصنِّف.
و الجَمَارُ ، کسَحَابٍ :الجَماعهُ . و الجَمار :القَومُ المُجْتَمِعُون.
و قال الأَصمعیُّ :نجد (4)فلان إِبلَه جَمَاراً ،إِذا عَدَّها ضَرْبَهً واحدهً ،و منه قول ابنِ أَحمرَ:
و ظَلَّ رِعَاؤُها یَلْقَوْن منْها
إِذا عُدَّتْ نَظائِرَ أَو جمَارَا
قال:و النَّظَائر:أَن تُعَدَّ مَثْنَی مثْنَی،و الجَمار :أَن تُعَدَّ جماعهً ،و رَوَی ثعلبٌ عن ابن الأَعرابیِّ (5)عن المُفَضَّل:
أَ لَمْ تَر أَنَّنِی لاقَیْتُ یوماً
مَعاشِرَ فیهمُ رَجُلٌ جمَارَا
فَقِیرُ اللَّیْلِ تَلْقَاه غَنِیّاً
إِذا ما آنَسَ اللَّیْلُ النَّهَارا
قال:یقال:فلانٌ غَنِیُّ اللَّیْلِ ،إِذا کانت له إِبلٌ سُودٌ تَرْعَی (6)باللَّیْل.کذا فی الِّلسَان.
و قد جاءُوا جُمَارَی ،و یُنَوَّنُ ،و هذا عن ثعلبٍ ، أَی بأَجْمَعهِم. و إِنکارُ شیخِنا التنوینَ ،و أَنه لا یَعْضُده سَماعٌ و لا قِیاسٌ ،محَلُّ تَأَمُّلٍ .
و أَنشدَ ثعلَبٌ :
فمنْ مُبْلِغٌ وَائِلاً قَوْمَنَا
و أَعْنِی بذلک بَکْراً جُمَارَا
ص:211
و الجَمِیرُ ،کأَمِیر:مُجْتَمعُ القومِ .
و الجَمِیرهُ ، بهاءٍ:الضَّفِیرَهُ و الذُّؤَابَهُ ؛لأَنها جُمِّرَتْ ،أَی جُمِعَتْ ،و فی التَّهْذِیب:و جَمَّرَتِ المرأَهُ شَعْرَها (1)،إِذا ضَفَرتْه جَمائِر ،واحدتُها جمیرَهٌ ،و هی الضَّفائِرُ و الضمائرُ و الجَمائرُ .
و ابْنا جَمِیرٍ کأَمِیرٍ: اللَّیلُ و النهارُ ؛سُمِّیَا بذلک للاجتماعِ ،کما سُمِّیَا ابْنَیْ سَمِیرٍ؛لأَنه یُسْمَرُ فیهما.قاله الجوهریُّ .
و قال غیرُه:و ابْنَا جَمِیرٍ :اللَّیْلَتَان یَسْتَسِرُّ فیهما القَمَرُ.
و أَجْمَرَتِ اللیلَهُ :اسْتَسَرَّ فیها الهِلالُ .
و ابنُ جَمِیرٍ :هلالُ تلک اللیلهِ ،قال کعبُ بنُ زُهَیْرٍ فی صِفَهِ ذِئْبٍ :
و إِن أَطافَ و لم یَظْفَرْ بطائِلَهٍ
فی ظُلْمَهِ ابنِ جمِیرٍ ساوَرَ الفُطُمَا (2)
و حُکِیَ عن ثعلبٍ :ابنُ جُمَیْرٍ ،علی لَفْظ التصغیرِ فی کلِّ ذلک،قال:یقال:جاءَنا فَحْمَهُ بنُ جُمیرٍ ،و أَنشدَ:
عند دَیْجُورِ فَحْمَهِ بنِ جُمَیْرٍ
طَرقَتْنَا و اللیلُ داجٍ بَهِیمُ
و قیل:ظُلْمَهُ بنُ جَمِیر :آخِرُ الشَّهُرِ؛کأَنَّه سَمَّوْه ظُلْمَه، ثم نَسَبُوه إِلی جَمِیر .
و العربُ تقول:لا أَفعلُ ذلک ما جَمرَ (3)ابنُ جَمِیرٍ ،عن اللِّحْیَانیِّ .
و قیل:ابنُ جَمِیر :اللیلهُ التی لا یَطْلُعُ فیها القَمَرُ،فی أُولاها و لا أُخراها.و قال أَبو عَمْرٍو (4)الزاهدُ:هو آخرُ لیله من الشهر،قال:
و کأَنِّی فی فَحْمَهِ بنِ جَمِیرٍ
فی نِقَابِ الأُسامَهِ السِّرْدَاحِ
و قال ابنُ الأَعرابیِّ :یُقال للقَمَرِ فی آخِر الشِّهْرِ:ابنُ جمِیر ؛لأَن الشمسَ تَجْمُرُه ،أَی تُوارِیه،و إِذا عرفتَ ذلک ظَهَرَ لک قُصُورُ المصنِّفِ .
و کزُبَیْرٍ:خارِجَهُ بنُ الجُمَیْرِ الأَشْجَعِیُّ بَدْرِیٌّ حَلِیفُ الأَنصارِ، أَو هو بالخاءِ المعجَمه،قالَه موسی بنُ عُقْبَهَ أَو بالمهملَه،کحِمْیَرَ أَعْنِی القبیلهَ المشهورهَ أَو حُمَیِّر کتصغیر حِمَارٍ ،قاله ابنُ إِسحاقَ ، أَو هو حارثهُ بن حُمَیْر،قالَه ابنُ إِسحاقَ أَیضاً، أَو هو حُمْرَهُ ،بضم الحاءِ المُهْملَهِ و سکونِ المیم، بن الجُمَیِّر مصغَّراً،و فی بعض نُسَخ التجریدِ:
مکبَّراً أَو هو جارِیَهُ بن جَمِیل،قاله موسی بنُ عُقْبهَ . أَو أَبو خارِجهَ . أَقوالٌ مختلفهٌ ذَکَرَ غالِبَها الذَّهبِیُّ فی التَّجْرِید مُفَرِّقاً.و کذا ابنُ فَهْد فی المُعْجم،و الحافظُ ابنُ حجَر فی الإِصابه و التَّبْصِیر.رحِمَهم اللّه تعالَی،وَ شکَر سعْیهم.
و المُجَیْمِرُ :جَبلٌ و قیل:اسمُ مَوضعٍ .
و جُمْرانُ :بالضمّ :د ،و هو جَبَلٌ أَسودُ بین الیَمامَهِ وفَیْد، من دیار بنی تَمِیم،أَو بنی نُمَیْر.
و خُفٌّ مُجْمِرٌ :صُلْبٌ شدیدٌ مُجْتَمِعٌ ،و قیل:هو الذی نَکَبتْه الحِجَارهُ و صَلُبَ .و قال أَبو عَمرو: حافِرٌ مُجْمَرٌ ، بکسرِ المیمِ الثانیهِ و فتحِها ،و هذه عن الفَرّاءِ،و لا یخْفَی لو قال:کمُحْسِنٍ و مُکْرَمٍ کان أَوْفَقَ لصناعتِه.وَقَاحٌ صُلْبٌ ، و المُفِجُّ المُقَبَّبُ مِن الحَوافِزِ،و هو محْمُودٌ.
و نُعَیْمٌ بنُ عبدِ اللّه،مَوْلَی عُمَرَ رضیَ اللَّهُ عَنْه، المُجْمِرُ ، بکسرها ،أَی المیم الثانیهِ ؛ لأَنه کان یُجْمِرُ المَسْجِد ،أَی یَلِی إِجمارَ مسجدِ رسولِ اللّه صَلَی اللّه علیه و سلّم،و ربَّما شُدِّد المیم،کما فی شُروح البخَارِیّ .
و أَجْمَرَ الرجلُ و البَعِیرُ: أَسْرَعَ فی السَّیْر و عَدَا،و لاَ تَقُل:
أَجْمَزَ،بالزّای،قال لَبِید:
و إِذا حَرَّکْتُ غَرْزِی أَجْمَرَتْ
أَو قِرَانی عَدْوَ جَوْنٍ قد أَبَلْ (5)
و أَجْمَرَ الفَرَسُ :وَثَبَ فی القَیْد، کجَمَرَ ،من حَدِّ ضَرَبَ ،کلاهما عن الزَّجّاج.
ص:212
و أَجْمَرَ ثَوْبَه:بَخَّرَه بالطَّیب، کجَمَّرَه تَجْمِیراً .و
16- فی الحدیث: «إِذا أَجْمَرْتُم المَیِّتَ فجَمِّروه ثلاثاً». أَی إِذا بخَّرْتُموه بالطِّیب.و یقال:ثَوبٌ مُجْمَرٌ و مُجَمَّرٌ .و الذی یَتولَّی ذلک: مُجْمِرٌ و مُجَمَّر .
و أَجمَرَ النّارَ مُجْمَراً ،بضمّ المیمِ الأُولَی و فتحِ الثانیه:
هَیَّأَهَا. و أَنشدَ الجوهریُّ هنا قولَ حُمَیْد بنِ ثَوْرٍ الهِلاَلیِّ السابِقَ ذِکْرُه.
و أَجْمَرَ البَعِیرُ:اسْتَوَی خُفُّه،فلا خَطَّ بین سُلامَیَیْه ، و ذلک إِذا نَکَبَتْه الجِمَارُ و صَلُبَ .
و أَجْمَرَ النَّخْلَ :خَرَصَهَا،ثم حَسَبَ فجَمَعَ خَرْصَهَا ، و ذلک الخارِص مُجْمِرٌ .
و أَجْمَرَتِ اللَّیلهُ :اسْتَتَر ،هکذا فی النُّسَخ،و صَوَابُه اسْتَسَرَّ فیها الهِلالُ ،و قد تقدَّم.
و أَجْمَرَ الأَمْرُ بنِی فلانٍ :عَمَّهم جمیعاً.
و أَجْمَرَ الخَیْلَ :أَضْمَرَها و جَمَعَهَا.
و اسْتَجْمَرَ :اسْتَنْجَی بالجِمَار ،و هی الأَحجارُ الصِّغارُ.
و
16- فی الحدیث: «إِذا تَوَضَّأْتَ فانْثُرْ،و إِذا اسْتَجْمَرْتَ فَأَوْتِرْ.
قال أَبو زید:هو الاستنجاءُ بالحجارهِ ،قیل:و منه سُمِّیَتْ جِمَارُ الحَجِّ ،للحَصَی التی یُرْمَی بها.
و جَمَرَه :أَعطاه جَمْراً .
و جمَرَ فُلاناً و دَمَره (1): نَحّاه ،قیل: و منه الجِمارُ بمِنیً کذا أَجابَ به أَبو العبّاسِ ثعلبٌ حین سُئِل. أَوْ مِن قولِهم:
أَجْمَر إِذا أَسْرَعَ ؛لأَن آدَمَ علیه السلامُ رمَی إِبلیسَ -علیه اللَّعنَهُ -بمِنیً فَأَجْمر بین یَدیْه ؛أَی أَسْرعَ ،کما وَرد فی الحدیث،و أَوْرَده ابن الأَثِیر و غیرُه.و تقدَّمَ أَیضاً فی کلام المصنِّف: أَجْمر :أَسْرَعَ ،فذِکْرُه هنا تکرارٌ مع ما قبلَه،مع تَفْرِیقِ مقصودٍ واحد فی محلَّیْن،و کان الأَلْیَقُ أَن یذکُرَه عند الجَمَرات ،ثم یَستطرد وُجُوهَ الاختلافِ .
*و ممّا یُستدرک علیه: اسْتَجمَر بالمِجْمَرِ (2)،إِذا تَبخَّرَ بالعُود،عن أَبی حنیفه.
و ثَوْبٌ مجمَّرٌ مُکَبًّی،إِذا دُخِّنَ علیه.
و الجامِرُ :الذی یَلِی ذلک من غیرِ فِعْلٍ ،إِنما هو علی النَّسَب،قال:
و رِیحُ یَلَنْجُوجٍ یُذَکِّیه جامِرُهْ
و جمَّرَهم الأَمْرُ:أَحَوْجهم إِلی الانضمام.
و الجَمْرَهُ (3):الخُصْلَهُ من الشَّعر.
و جَمِیرُ الشَّعْرِ:ما جُمِّر منه،أَنشدَ ابن الأَعرابیِّ :
کأَنَّ جمِیرَ قُصَّتِها إِذا ما
حمِسْنَا و الوِقایهُ بالخِنَاقِ
و المُجمَّرُ :موْضِعُ رمْیِ الجِمار هنالک،قال حُذَیْفَهُ بنُ أَنَسٍ الهُذَلِیُّ :
لأَدْرَکَهُمُ شُعْثُ النَّوَاصِی کأَنَّهمْ
سَوَابِقُ حُجّاجٍ تُوَافِی المُجَمَّرَا
و الجَمْرَهُ (4):الظُّلْمهُ الشَّدِیدهُ .
و ذَبَحُوا فَجَمَّروا ؛أَی وَضَعُوا (5)اللَّحْمَ علی الجَمْر ، و لَحْمٌ مُجمَّرٌ .
و جَمَّر الحاجُّ ،و هو یومُ التَّجْمِیر .
و بنُو جَمْرَهَ :حَیٌّ من العَربِ .
قال ابن الکَلْبِیِّ : الجَمَارُ :طُهَیَّهُ و بلْعَدَوِیَّه،و هو مِن بَنِی یَربُوع بنِ حنْظلَه.
و الجامُورُ :القَبْرُ.
و الجامُورُ مِن السَّفِینَهِ معْرُوفٌ .
و الجامُورُ :الرَّأْسُ ؛تَشْبِیهاً بجامُور السفینه،قال کُراع:
إنما تُسَمِّیه بذلک العامَّهُ .
و فلانٌ لا یعْرِفُ الجَمْرَهَ مِن التَّمْرهِ .
ص:213
و یقال:کان ذلک عند سُقُوطِ الجَمْرَهِ ،و هُنّ ثلاثُ جَمرَاتٍ :الأُولَی فی الهواءِ،و الثانیهُ فی التُّرَاب،و الثالثهُ فی الماءِ؛و ذلک حین اشتداد الحرّ.و قولُ ابنِ الأَنباریِّ :
و رُکُوبُ الخَیْلِ تَعْدُو المَرَطَی
قَد علاَها نَجَدٌ فیه اجْمِرارْ
هکذا رَواه أَبو جَعْفَرٍ النَّحَّاسُ بالجیم؛قال:لأَنه یصفُ تَجَعُّدَ عرقِها و تَجَمُّعَه.و رَوَاه یعقوبُ بالحاءِ.و فی الأَساس:
مِن مَجازِ المجازِ:قولُ أَبی صَخْر الهُذَلِیِّ :
إِذا عُطِفَتْ خَلاخِلُهُنَّ غَضَّتْ
بجُمّارَاتِ برْدِیٍّ خِدَالِ
شَبَّه أَسْوُقَ البَرْدِیِّ الغَضَّهَ بشَحْمِ النَّخْلِ ،فسَمّاهَا جُمّارَاً ،ثم استعارَه لأَسْوُقِ النِّساءِ.
و شِعْبُ جِمارٍ :مَوضعٌ بالمغرب.
و جامُورُ الدَّقَلِ :الخَشَبَهُ المَثْقُوبَهُ فی رأْس دَقَلِ السَّفِینَهِ المُرَکَّبَهُ فیه.
و قال المُفَضِّل:یقال:عَدَّ إِبلَه جَمَاراً ،إِذا عَدَّهَا ضَرْبَهً واحدهً ،و النَّظَائِرُ أَن یَعُدَّ مَثْنَی مَثْنَی.قال ابن أَحمر:
یَظَلُّ رِعَاؤُهَا یَلْقَوْنَ منها
إِذا عُدَّتْ نَظَائِرَ أَو جَمَارَا (1)
و الجُمْرَهُ ،بالضمّ :الظُّلْمَهُ ،و أَیضاً الضَّفِیرَهُ .
و الجامِرُ :هو المُجَمِّرُ ،قالَه اللَّیْثُ ،و أَنشدَ:
و رِیحُ یَلَنْجُوجٍ یُذَکِّیه جامِرُه
و أَخْفافٌ جُمُرٌ -بضمتین-إِذا کانت صُلْبَهً ،قال بَشِیرُ بنُ النِّکْثِ (2):
فوَردَتْ عند هَجِیرِ المُهْتَجَرْ
و الظِّلُّ مَحْفُوفٌ بأَخْفَاقٍ جُمُرْ
و حافِرٌ مُجْمِرٌ ،کمُحْسِنٍ :صُلْبٌ ،لغه فی مُجْمَرٌ ،بفتح المیم،عن الفَرّاءِ.
الجُمْثُورَهُ ،بالضمِّ ،أَهملَه الجوهریُّ .و قال الصَّاغانیُّ :هو التُّرَابُ المَجْمُوعُ . کذا فی التَّکْمِلَه.قلتُ :
و هی لغهٌ فی الجُنْثُورِهَ ،و سیأْتی قرِیباً.
الجُمْخُورُ ،بالضمِّ أَهملَه الجوهریُّ .و قال الصَّاغانیُّ و صاحب اللِّسَانِ :هو الأَجْوَفُ ،أَی الواسِعُ الجَوْفِ ، و کُلُّ قَصَبٍ أَجوفَ مِن قَصَبِ العِظَامِ : جَمْخَرٌ ، کجَعْفَرٍ.
جَمْزَرَ الرجلُ ،أَهملَه الجوهریُّ .و قال الصَّاغَانیُّ و صاحبُ اللِّسانِ عن اللَّیْثِ :إِذا نَکَصَ علی عَقِبَیْه، و هَرَبَ . یقال: جَمْزَرْتَ یا فُلانُ .
*و ممّا یُستدرک علیه:
جُمْزُور ،بالضمّ :قریهٌ بمصرَ فی کُوَر الغَربیَّه،و قد دَخَلْتُها.
الجَمْعَرَهُ : و هو أَن یَجمَعَ الحِمَارُ نَفْسَه لیَکْدُمَ ،و قد تقدَّم.
و الجَمْعَرَهُ : القارَهُ الغَلیظهُ المُشْرِفَهُ ،أَی المرتفعهُ ، یقال:أَشْرَفَ تلک الجَمْعَرَهَ .و الجمعُ جَمَاعِیرُ ،قال الشاعر،و هو الطِّرِمّاحُ :
و انْجَبْنَ عنْ حَدَبِ الإِکا
مِ و عن جَمَاعِیرِ الجَرَاوِلْ
أَو الجَمْعَرَهُ : حِجارهٌ مرتفعهٌ ،قیل:هی الحَرَّهُ .
قالوا:و لا یُعَدُّ سَنَدُ الجَبَلِ جَمْعَرَهً .
و جَمْعَرُ ،کجَعْفَر: قَبیلهٌ . قال الشاعرُ،و هو جَنْدَلُ بنُ المُثَنَّی:
تَحُفُّهُمْ أَسَافَهٌ و جَمْعَرُ
إِذَا الجِمَارُ جَعَلَتْ تَجَمَّرُ
و أَسافَهُ :قبیلهٌ أَیضاً.
و الجُمْعُورُ ،بالضمّ :الجَمْعُ العظیمُ ،جَمْعُه جَماعِیرُ .
و قال ابنُ الأَعرابیِّ : الجَمَاعِیرُ :تَجَمُّعُ القبائلِ علی حَرْبِ الملِکِ .
و الجُمْعُورَهُ بهاءٍ:الفَلْکَهُ فی رَأْسِ الخَشَبَهِ .
ص:214
و الجُمْعُورَهُ : الکُومَهُ مِن الأَقِطِ .و قد جَمْعَرَها إِذا دَوَّرَها.
و الجَمْعَرُ :طِینٌ أَصْفَرُ یَخْرُجُ من البِئْر إِذا حُفرَتْ . و فی بعض النُّسَخِ :طِینٌ أَسودُ.
الجُمْهُورُ ،بالضَّمِّ ،قال شیخُنا:هذا هو المشهورُ المعروفُ الذی یَجبُ الوقوفُ عنده،و ما حَکَاه ابنُ التِّلِمْسَانِیِّ فی شَرْحه علی الشِّفاءِ من أَنه یُقال بالفتح-و نقَله شیخُنا الزرقانیّ فی شَرْح المَواهِب و سلم-لا یُلْتَفَتُ إِلیه، و لا یُعَرَّج علیه؛لأَنه غیرُ معروفٍ فی شیْ ءٍ من الدَّواوِین، و لا نَقَلَه أَحدٌ مِن الأَساطِین،و لذلک قال شیخُ شُیُوخِنَا الشِّهابُ فی شَرْح الشِّفاءِ:إِن ما نَقَلَه التِّلِمْسَانِیُّ من الفَتْح غریبٌ ،و قد تَقَرَّرَ عندهم أَنه لیس لهم فَعْلُولٌ بالفتح،فلا سَمَاعَ و لا قِیَاسَ یَثْبُتُ به هذا الفتحُ .انتهی.
قال الأَصمعیُّ :هی الرَّمْلَهُ المُشْرِفَهُ علی ما حَولَهَا المجتمعهُ .قال اللیث: الجُمْهُورُ :الرّمْلُ الکثیرُ المُتَرَاکِمُ الواسعُ .
و الجُمْهُورُ مِن النّاس:جُلُّهم و أَشرافُهم.
و هذا قولُ الجُمْهُوِرِ .
و شَهِدَ ذلک الجَمَاهِیرُ .و
17- فی حدیث ابنِ الزُّبَیْر: «قال لمُعَاوِیَهَ :إِنَّا لا نَدَعُ مَرْوَانَ یَرْمِی جَمَاهِیر قُرَیْشٍ بمَشاقِصِهِ ».
أَی جماعاتِها.
و الجُمْهُورُ : مُعْظَمُ کُلِّ شَیْ ءٍ ،و منه: جَمْهَرْتُ المَتاعَ :
أَخذتُ مُعْظَمَه،و کذلک النباتَ .کذا فی کتاب الأَضْداد.
و الجُمْهُورَهُ (1): حَرَّهُ بَنِی سَعْدِ بنِ بکرٍ.
و الجُمْهُورهُ (2)مِن الرَّمْل:ما تَعَقَّدَ و انقادَ.
و الجُمْهُورَهُ : المرأَهُ الکریمهُ .
و جَمْهَرَه ،أَی الشیءَ: جَمَعَهُ .
و جَمْهَرَ القَبْرَ:جَمَعَ علیه التُّرابَ و لم یُطَیِّنْه. و
17- فی حدیث موسی بنِ طَلْحَهَ : أَنه شَهِدَ دَفْنَ رجلٍ فقال: جَمْهِرُوا قَبْرَه جَمْهَرَهً ». ؛أَی اجْمَعُوا علیه التُّرَابَ جَمْعاً،و لا تُطَیِّنُوه و لا تُسَوُّوه.و فی التهذیب: جَمْهَرَ التُّرَابَ ،إِذا جَمَعَ بعضَه فوق بعضٍ .و لم یُخَصِّصْ به القَبْرَ.
و جَمْهَرَ عَلَیْه الخَبَرَ:أَخْبَرَه بطَرَفٍ و کَتَمَ المُرادَ ،قَاله الکسائیُّ .و قال اللَّیْث: جَمْهَرَ له الخَبَرَ:أَخْبَرَه بطَرَفٍ له علی غیر وَجْهِه،و تَرَکَ الذی یُریِد.
قلتُ :و قرأْتُ فی کتاب الأَضدادِ لأَبی الطَّیِّبِ اللُّغَوِیِّ :
یقال: جَمْهَرْت لکَ الخَبَرَ،أَی أَخبرتُک بجُمْهُورِه .و جُمْهُورُ کُلِّ شیْ ءٍ:مُعْظَمُه.
و حَکَی أَبو زَیْد:یقال: جَمْهَرْتَ إِلیَّ الخَبَرَ جَمْهَرَهً ،إِذا أَخبَرکَ بطَرَفٍ منه یَسِیرٍ،و تَرَکَ أَکثرَه،مّما یحتاجُ إِلیه و خالفَ وَجْهَه.انتهی.
قلتُ :فهو إِذاً من الأَضداد،و قد غَفَلَ عنه المصنِّف.
و الجُمْهُورِیُّ :اسمُ شَرَاب مُسْکِر.
کذا قاله أَبو عُبیْدهَ ، أَو نَبیذُ العِنَبِ أَتَتْ علیه ثلاثُ سِنینَ . و
17- فی حدیث النَّخَعیِّ : أَنه أُهْدِیَ له بُخْتَجٌ »،قال:
هو الجُمْهُورِیُّ . و هو العَصِیرُ المَطْبُوخُ الحلاَلُ .و قال أَبو حنیفهَ :و أَصلُه أَن یُعَاد علی البُخْتَجِ الماءُ الذی ذَهَبَ منه، ثم یُطْبَخَ و یُودَعَ فی الأَوعِیه،فیَأْخذَ أَخْذاً شدیداً،و قیل إِنّه سُمِّیَ الجُمْهُورِیَّ لأَن جُمْهُورَ النَّاسِ یَسْتَعْملُونَه،أَی أَکثرهَم.
و ناقَهٌ مُجَمْهَرَهٌ ،إِذا کانت مُدَاخَلَهَ الخَلْقِ کأَنَّهَا جُمْهُورُ الرَّمْلِ .
و تَجَمْهَرَ علینا:تَطَاوَلَ و حَقَّر.
و مّما یُسْتَدْرَک علیه:
الجُمَاهِرُ ،بالضم:الضَّخْمُ .
و سمَّی ابنُ دُرَیْد کتابه« الجَمْهَرَه »لجمْعِه أَخبارَ العَرَبِ و أَیّامَها (3).
و الجُمَاهِرُ بنُ الأَشْعَرِ:بطنٌ ،منهم:أَبو موسی الأَشْعَرِیُّ الصّحابیُّ ،و أَبو الحجّاجِ یُوسُفُ بنُ محمّدِ بنِ مقلد
ص:215
التَّنُّوخِیُّ الجماهِرِیُّ ،مُحَدِّثٌ صُوفِیٌّ ،تلمیذُ أَبی النَّجِیب السُّهْرَوَرْدِیِّ .
و أَبو الجُمَاهرِ و أَبو بکرٍ أَحمدُ بنُ جُمْهُورٍ الغَسّانِیُّ :
محدِّثانِ .
و أَبو المَجْدِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ جُمْهُورٍ القاضِی،روَی عن ابن غالبٍ محمدُّ بن أَحمدَ بنِ إِسماعیلَ الواسِطِیِّ اللُّغَوِیّ .
و أَبو بکرٍ جُمَاهِرُ بنُ عبدِ الرَّحمنِ بنِ جُمَاهِرٍ الحجریّ الطُّلَیْطِلِیُّ المالکِیُّ الفَقِییهُ ،أَخَذَ عن کَرِیمَهَ المَرْوَزِیَّهِ ،توفِّی سنه 466.
جِنَارهُ ،بالکسر ،أَهمله الجوهریُّ و صاحبُ اللِّسَان.و قال الصَّاغانیُّ : هی:ه بین أَسْتَراباذَ و جُرْجانَ منها:أَبو إِسحاق إِبراهیمُ بنُ محمّد الجِنَارِیُّ المؤدِّبُ ،عن إِبراهیمَ بنِ محمّد الطَّبَسیّ (1)،و عنه سَعِیدٌ العیاد (2)،و أَبو العباسِ أَحمدُ بنُ محمّدٍ الجِنَارِیُّ ،عن ابن باکوریه الشِّیرازیِّ ،و عنه أَبو الفَرجِ القَزْوِینِیُّ ،و عبدُ اللّه بنُ جعفرٍ الجِنَارِیُّ ،عن محمّدِ بن العَبّاسِ الزّاهدِ.
و الجَنُّورُ ،کتَنُّور:مدَاسُ الحِنْطَهِ و الشَّعِیرِ.
الجَنْبَرُ ،أَهملَه الجوهریُّ ،و قولُه: کمَقْعَد ، هکذا فی سائر النُّسخ.و قال شیخُنا:و الوَزْنُ به غیرُ صوابٍ ،و هو الجملُ الضِّخْمُ ،و کذلک الرّجلُ ،قالَه أَبو عَمْرٍو،و اقتَصَر علی الجَمَل.
و الجنْبرُ :الرجلُ القَصِیرُ.
و الجَنْبَرُ : فَرْخُ الحُبَارَی ،عن السِّیرافِیِّ کالجِنِبَّارِ ،مثالِ جِحِنْبارٍ مثَّل به سِیبویْه،و فَسَّره السِّیرافیُّ .
و أَما جِنْبَارٌ ،مثلُ سِمْسَارٍ فزَعم ابنُ الأَعرابیِّ أَنه من الجَبْر،و لم یُفَسِّره بأَکثرَ مِن ذَلک؛فإِن کان کذلک فهو ثُلاثِیٌّ ،و قد ذُکِرَ فی موضعه.و قال ابن سیدَه:و عندی أَن الجِنْبَار بالتَّخْفِیف لغهٌ فی الجِنِبَّار ،الذی هو فَرْخُ الحُبارَی، و لیس قولُ ابنِ الأَعرابیِّ أَن جِنْباراً مِن الجَبْرِ بشیْ ءٍ. و جَنْبَرٌ : فَرسُ جَعْدَهَ بنِ مِرْدَاس النُمَیْرِیِّ ،نقلَه الصَّاغانی.
و شُبیْلُ بنُ الجِنِبّارِ کجِحِنْبَارٍ: شاعِرٌ نقَلَه الصّاغانیّ .
الجنْثرُ ،کجَعْفَرٍ و قُنْفُذ أَهملَه الجوهَرِیُّ .و قال أَبو عَمْرو: الجملُ الضَّخْمُ الطَّوِیلُ السَّمِینُ العظیمُ . ج جَنَاثِرُ ،و أَنشد اللَّیْثُ :
کُومٌ إِذا ما فُصَلِتْ جَناثِرُ
و الجُنْثُورهُ :الجُمْثُورَهُ ،بالمِیم،و هو التُّرابُ المجموعُ ، و قد تقدَّم.
*و مّما یُستدرک علیه:
جَنْجَرُ ،کجعْفَر:ناحیهٌ مِن بلاد الرُّوم،و یقال بالخاءِ (3).
جنْدَرَ ،تقدَّم ذِکْرُه فی ج د ر ؛لزیادهِ النُّونِ .
و الجندورُ :اسمٌ .
و جنْدَرٌ الأَمِیرُ،کجَعْفَر،له حَمّامٌ بمصرَ.
و أَمِیر حُسیْنُ بن جَنْدَرٍ :صاحبُ الجامعِ و القَنْطَرهِ بالحِکْر،ظاهرَ القاهرهِ .
و أَبو قِرْصَافَهَ جَنْدَرَهُ بنُ خَیْشَنَهَ صَحابیٌّ .
جُنْدَیْسَابُورُ ،أَهملَه الجوهریُّ ، و الجماعهُ ،و هو بضمِّ الجیمِ و سکونِ النونِ و فتحِ الدالِ المهملَه و سکونِ الیاءِ التحتیَّهِ : د،قُرْبَ تُسْتَرَ مِن کُوَرِ الأَهواز: بها ،و الصَّوابُ :به قَبرُ الملِکِ یَعْقوبَ بنِ اللَّیْثِ الصَّفّارِ.
الجُنَاشِرِیّه . أَهملَه الجوهریُّ و الصَّاغانیّ .
و فی اللِّسان:هو بالضمِّ . و الشینُ مُعْجمهٌ ،کما فی سائر أُصول القاموسِ ،و فی اللِّسَان و غیرِه بإِهْمالها: أَشَدُّ نَخْلَهٍ بالبصْرهِ تَأَخُّراً ،و لم یُبَیِّنُوا وَجْه التَّسْمِیهِ .
الجَنَافِیرُ ،أَهملَه الجوهریُّ .و قال أَبو عمْرٍو:
هی القُبُورُ العادِیَّهُ ،جَمْعُ جُنْفُورٍ ،بالضمّ ،کذا فی التَّکْمِلَه و اللِّسان.
ص:216
الجَوْرُ :نَقِیضُ العدْلِ . جار علیه یَجُورُ جَوْراً فی الحُکْمِ :أَی ظَلَمَ .
و الجَوْرُ : ضِدُّ القَصْدِ ،أَو المَیلُ عنه،أَو تَرْکُه فی السَّیْر،و کلُّ ما مالَ فقد جار .
و الجَوْرُ : الجائِرُ یقال:طَرِیقٌ جَوْرٌ ،أَی جائِرٌ ،وَصْفٌ بالمصْدَرِ.و
16- فی حدیث مِیقاتِ الحجِّ : «و هو جَوْرٌ عن طَرِیقنا». أَی مائِلٌ عنه لیس علی جادَّتِه:مِن جارَ یجُورُ ؛ إِذا ضَلَّ و مالَ .
و قَومٌ جوَرَهٌ ،محرَّکَهً ،و تصحیحُه علی خِلاَف القِیاسِ ، و جَارهٌ ،هکذا فی سائرِ النُّسَخِ .قال شیخُنا:و هو مُستدرَکٌ ؛ لأَنه مِن باب قَادَهٍ ،و قد التزَمَ فی الاصطلاح أَن لا یذکر مِثْله،و قد مَرَّ.قلتُ :و قد أَصلَحها بعضُهم فقال:و جُوَرهٌ - أَی بضمٍّ ففتحٍ -بَدَلَ جارَه ،کما یُوجَد فی بعض هوامش النُّسَخ،و فیه تَأَمُّلٌ : جائِرُون ظَلَمهٌ .
و الْجارُ : المُجَاوِرُ . و فی التهذیب عن ابن الأَعرابیِّ :
الجَارُ :هو الذی یُجَاوِرُک بَیْتَ بَیْتَ .و الجَارُ النَّقِیحُ (1)هو الغَرِیبُ .
و الجَارُ : الذِی أَجَرْتَه مِن أَن یُظْلَمَ . قال الهُذَلیُّ :
و کنتُ إِذا جارِی دَعَا لمَضُوفَهٍ
أُشَمِّرُ حتی یَنْصُفَ (2)السّاقَ مِئْزَرِی
و قولُه عَزَّ و جَلّ : وَ اَلْجارِ ذِی الْقُرْبی وَ اَلْجارِ الْجُنُبِ (3)قال المفسِّرُون: اَلْجارِ ذِی الْقُرْبی :و هو نَسِیبُکُ النازِلُ معکَ فی الحِوَاءِ (4)،و یکونُ نازلاً فی بلدهٍ (5)و أَنتَ فی أُخرَی،فله حُرْمهُ جِوَارِ القَرَابَه، وَ اَلْجارِ الْجُنُبِ أَن لا یکون له مُناسباً، فیجیء إِلیه و یسأَله أَن یُجِیرَه ،أَی یمنَعَه فینزل معه،فهذا الجارُ الجُنُب له حرمهُ نُزُولِه فی جِواره و مَنْعِهِ (6)،و رُکُونِه إِلی أَمانه و عَهْدِه. و یقال: الجارُ :هو المُجِیرُ .
و جارُکَ المُسْتَجِیرُ بکَ .و هم جارَهٌ مِن ذلک الأَمر،حَکَاه ثعلب،أَی مُجِیرُون .قال ابن سِیدَه:و لا أَدرِی کیف ذلک إِلاَّ أَن یکونَ علی تَوَهُّمِ طَرْحِ الزّائدِ حتی یکونَ الواحدُ کأَنَّه جائرٌ ،ثُم یُکَسَّر علی فَعَلَهٍ ،و إِلاَّ فلا وَجْهَ له.
و قال أَبو الهَیْثَم: الجَارُ و المُجِیرُ و المُعِیذُ واحِدٌ،و هو الذی یمنعُک و یُجِیرُک .
و عن ابن الأَعرابیّ : الجارُ : الشَّرِیکُ فی العَقارِ.
و الجارُ :الشَّریکُ فی التِّجَارَه ،فَوُضَی کانت الشَّرِکَهُ أَو عِنَاناً.
و الجارُ : زَوْجُ المرأَهِ ؛لأَنه یُجِیرُهَا و یَمْنَعُها،و لا یعْتَدی علیها. و هی جارَتُه ؛لأَنَّه مُؤْتَمَنٌ علیها،و أُمِرْنَا أَن نُحْسِنَ إِلَیْهَا و لا نَعْتَدِیَ علیها؛لأَنها تَمَسَّکَتْ بعَقْدِ حُرْمَهِ الصِّهْرِ، و قد سَمَّی الأَعشی فی الجاهلیّه امرأَته جارهً ،فقال:
أَیَا جَارَتَا بِینِی فإِنَّکِ طالِقَهْ
و مَوْمُوقَهٌ ما دُمْتِ فینا و وامِقَهْ (7)
و فی المُحْکَم:و جارهُ الرَّجُلِ :امرأَتُه و قیل:هَواه،و قال الأَعشی:
یا جارتا ما أَنتِ جارَهْ
بَانَتْ لتَحْزُنَنا عَفَارَهْ (8)
و مِن المَجَاز: الجارُ : فَرْجُ المرأَهِ ،عن ابن الأَعرابیّ .
و الجارُ : مَا قَرُبَ مِن المَنَازِلِ من السّاحِل،عن ابن الأَعرابیّ .
و مِن المَجاز: الجارُ :الطِّبِّیجَهُ (9)،و هی الاسْتُ ،عن ابن الأَعرابیّ .قال شیخُنا:و کأَنهم أَخَذُوه مِن قولهم:یُؤْخَذُ الجارُ بالجار ، کالجارَهِ ،أَی فی هذا الأَخیر.
ص:217
و الجارُ : المُقَاسِمُ .
و الجارُ : الحَلِیفُ .
و الجارُ : النّاصِرُ.
کلُّ ذلک عن ابن الأَعرابیّ .و زادُوا: الجارُ الصِّنَّارهُ :
السَّیِّیءُ الجِوَارِ .
و الجارُ الدَّمِثُ :الحَسَنُ الجِوَار .
و الجَارُ الیَرْبُوعِیُّ (1): الجارُ المنافِقُ .
و الجَارُ البَرَاقِشِیُّ :المُتَلَوِّنُ فی أَفعالِه.
و الجَارُ الحَسْدَلِیُّ :الذی عَیْنُه تَرَاکَ ،و قَلْبُه یَرْعَاکَ .قال الأَزهریُّ :لمّا کان الجَارُ فی کلام العربِ محتملاً لجمیع المعانی التی ذَکَرها ابنُ الأَعرابیِّ ،لم یَجُزْ أَن یفَسَّر
14- قولُ النبیِّ صلی اللّه علیه و سلّم: « الجارُ أَحَقُّ بصَقَبِه» (2). أَنه الجارُ الملاصِقُ ،إِلاّ بدَلالهٍ تَدُلُّ علیه؛فوجَب طَلَبُ الدَّلالهِ علی ما أُرِیدَ به، فقامت الدَّلالهُ فی سُنَنٍ أُخرَی مُفَسِّرهً أَن المرادَ بالجَار :
الشَّرِیکُ الذِی لم یُقَاسِم (3)،و لا یجوز أَن یُجْعَلَ المُقَاسِمُ مثلَ الشَّرِیکِ . ج جِیرانٌ و جِیرَهٌ و أَجْوارٌ ،و لا نَظِیرَ له إِلاّ قاعٌ و قِیعانٌ و قِیعَهٌ و أَقْواعٌ ،و أَنشد:
و رَسْمِ دارٍ دارِسِ الأَجْوارِ
و الجارُ : د ،أَی بَلَد،و فی بعضِ النُّسَخ:ع،أَی موضعٌ ، علی البَحْر ،و المرادُ به بَحْرُ الیَمَنِ ،أَی ساحِلُه، و یُسَمَّی هذا البحرُ کلُّه من جُدَّهَ إِلی المدینه القُلْزُمَ ، بینه و بین المَدِینهِ الشَّرِیفَهِ -علی ساکِنها أَفضلُ الصلاهِ و السلام- یَومٌ و لیلهٌ ،و بینها و بین أَیْلَهَ نحوُ عشرِ مَراحلَ ، و إِلی ساحِل الجُحْفَهِ نحوُ ثلاثِ مرَاحلَ ،و هی فُرْضَهٌ لأَهْلِ المدینهِ ،تُرْفَأُ إِلیها السُّفُنُ من أَرض الحَبَشَهِ و مصرَ و عَدَنَ ، و بحِذائِه جزیرهٌ فی البحر مِیلٌ فی میلٍ یسکُنَها التُّجَّار،کذا فی المَرَاصِد.و قال الیَعْقُوبِیُّ : الجارُ علی ثلاثِ مَراحلَ من المدینهِ بساحِلِ البحرِ.و قال ابنُ أَبی الدم:هو مَرْفَأُ السُّفُنِ بجُدَّهَ ، منه:عبدُ اللّه بن سُوَیْدٍ الأَنصارِیُّ المَدَنِیُّ الجَارِیُّ ، الصَّحابِیُّ ،کما ذَکَرَهُ ابنُ سَعْدٍ فی الطَّبَقَات،و ابن الأَثیر فی أُسْدِ الغابهِ ،و قال بعضُهُم:لا تَصِحُّ صُحْبَتُه،کما نَقَلَه العَسْکَرِیُّ ، أَو هو حارِثِیٌّ (4)،و هو الأَشْبَه،کما نَقَلَه الذَّهَبِیُّ عن الزُّهْرِیِّ .قلتُ :و هکذا أَوْرَدَه من أَلَّفَ فی الصَّحابه.قال الذَّهَبیّ و ابنُ فَهْدٍ:رَوَی الزُّهْرِیُّ عن ثَعْلَبَهَ بن أَبی مالک قولَهُ .
و عبدُ المَلِکِ بنُ الحَسَنِ الأَحْوَلُ ،مَوْلَی مَرْوَانَ بنِ الحَکَمِ ،یَرْوی المَراسِیلَ ،و عنه أَبو عامرٍ العَقَدیّ و جَماعهٌ .
و عُمَرُ (5)بنُ سَعْدِ بنِ نَوْفَل،و أَخوه عبدُ اللّهِ ،رَوَیَا عن أَبِیهما سَعْدٍ مولَی عُمَرَ بنِ الخَطّابِ رَضِیَ اللّه عنه،و کان عامِلاً علی الجَار ،و رَوَی له المالِینیُّ حدیثاً عن عُمَرَ:و قال الحافظُ :و أَبُوه له رُؤْیَهٌ . و عُمَرُ بنُ راشِدٍ ،عن ابن أَبی ذِئْبٍ . و یَحْیَی بنُ محمّدِ بنِ عبدِ اللّه بن مهْرَانَ المَدَنِیُّ مَوْلَی بنی نَوْفَلٍ ،رَوَی له أَب داوُودَ و التِّرْمِذِیُّ و النَّسَائِیُّ :
المُحَدِّثُون الجارِیُّون ؛نسبهً إِلی هذا المَوْضِع.
و جَارُ : ه،بأَصْبهانَ (6):منها:عبدُ الجَبّارِ بنُ الفَضْل، و أَبو بکرٍ ذاکِرُ بنُ محمّدٍ ،هکذا فی النُّسَخ،و فی التَّبْصِیر:
ذاکِرُ بنُ عُمَرَ بنِ سَهْلٍ الزَّاهِدُ،سَمِعَ أَبا مُطِیعٍ الصَّحّافَ ، الجَارِیّانِ المُحَدِّثَانِ .
و فاتَه:أَبو الفَضْلِ جعفَرُ بنُ محمّد بنِ جعفرٍ الجَارِیُّ ، و سعیدَهُ بنتُ بکرانَ بنِ محمّدِ بنِ أَحْمدَ الجَارِیِّ ،سَمِعُوا ثلاثَتهُم من أَبی مُطِیعٍ المذکور،ذَکَرَ ابنُ السَّمْعَانِیِّ أَنهم یَنْتَسِبُونَ إِلی قریهٍ بأَصبهانَ .
و جارُ : ه بالبَحْرَینِ ،لعَبْدِ القَیْسِ .
و الجارُ : جَبَلٌ شرقیَّ المَوْصِلِ ذَکَرَه فی المَرَاصدِ (7)، و موضعٌ أَیضاً أَحْسَبُه یمانِیاً،قالَه أَبو عُبَیْدٍ البَکْرِیُّ .
و جُورُ ،بالضَّم: مدینَه من مُدُنِ فارِسَ ،کانَتْ فی القدیم قَصَبَهَ فَیْرُوز اباذَ (8)مِنْ أَعمال شیرازَ یُنْسَبُ إِلیها الوَرْدُ الجُورِیُّ الفائقُ علی وَرْد نَصِیبِینَ ،و یُعْمَلُ فیها ماءُ الوَرْد،
ص:218
بینها و بین شِیرَازَ عشرُون فَرْسَخاً، و جَماعَاتٌ ،و فی نُسخه:
و جَماعهٌ عُلَمَاءُ ،منهم:
محمّدُ بن یَزْدَادَ الجُوریُّ الشِّیرَازیُّ ،رَوَی له المالینیُّ حدیثاً.
و قال الذَّهَبیُّ :علیُّ بنُ زاهرِ بن الجُورِیِّ الشِّیرَازیّ الصُّوفیّ ،عن ابن المُظَفَّر،و عنه أَبو المُفَضَّل بنُ المَهْدیِّ .
فی مَشْیَخَته،مات بشِیرَازَ سنه 415.
و نُسِبَ إِلیها ابنُ الأَثیر أَحمدُ بنُ الفَرَج الجُشَمِیُّ المقرئ.
و أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ عِمْرَانَ (1)بن موسَی النَّحْویُّ ،عن ابن دُرَیْدٍ.
قلتُ :و یَنْبَغی اسْتیفاؤُهم،فمنهم:محمّدُ بنُ خَطَّابٍ الجُوریُّ ،عن عَبّادِ بن الوَلید الغُبْریّ .
و محمّدُ بنُ الحَسَن الجُوریُّ ،عن سَهْلٍ التُّسْتَریِّ .
و عُمَرُ بنُ أَحمدَ الجُوریُّ ،عن أَبی حامدِ بن الشَّرْقیِّ .
و جعفرُ بنُ أَحمدَ العَبْدَریُّ الجُوریُّ ابنُ أُخت الحافظ أَبی حازمٍ العَبْدَریِّ .
و عُمَرُ بنُ أَحمدَ بن محمّد بن موسَی الجُوریُّ الحافظُ ، عن أَبی الحُسَیْن الخُفَاف.
و أَبو طاهر أَحمدُ بنُ محمّدِ بن الحُسَیْن الطَّاهِریُّ الحُوریُّ .أَحدُ العُبّاد،مات سنه 353.
و أَبو القاسم عبدُ اللّه بنُ محمّدِ بنِ أَسَدٍ الجُوریُّ ،کَتَبَ عنه أَبو الحَسَن المَلطیِّ .
و أَبو العِزِّ إبراهیمُ بنُ محمّدٍ الجُوریُّ ،شیخٌ لابن طاهرٍ المَقْدِسِیِّ .
و أَبو سعیدٍ أَحمدُ بنُ محمّد بن إِبراهیمَ الجُوریُّ ،عن ابن شَنَبُوذ.
و کُلُّ هؤلاءِ یَنْتَسبُون إِلی جُورِ فارسَ .
و جُورُ أَیضاً: مَحَلَّهٌ بنَیْسَابُورَ و قیل:قَریهٌ بها، منها : محمّدُ بنُ أَحمدَ بن الوَلید الأَصبَهَانیُّ الجُوریُّ .
و مِن المَنْسُوبینَ إِلی هذه:
محمّدُ بنُ إِسکافٍ (2)الجُوریُّ ،ثم النَّیْسابُوریُّ ،عن الحُسَیْن بن الوَلِیدِ.
و محمّدُ بنُ عبد العزیزِ النَّیْسَابورِیُّ الجُوریُّ ،عن أَبی نجیدٍ.
و لم أَجد محمّدَ بنَ أَحمدَ بنِ الولیدِ الذی ذَکَرَه المصنِّفُ فی کتاب الحافظِ ،و لا غیرِه،فلْیُنْظَرْ.
و قد تُذَکَّرُ ،کذا فی الصّحاح و تُصْرَفُ ،و قیل لم تُصْرَفْ لمَکان العُجْمَهِ .
و محمّدُ بنُ شُجَاعِ بنِ جُورَ الثَّلْجِیُّ الفَقِیهُ ،صاحبُ التَّصَانِیفِ . و محمّدُ بنُ إِسماعیلَ بنِ علیٍّ الکِنْدِیُّ ، المعروفُ بابنِ جُورَ ،سَمِعَ یُونُسَ بنَ عبدِ اللّه و عنه ابنُ رَشِیقِ ، محدِّثان.
و مِن شُیوخِ ابنِ جمیعٍ الغَسّانِیِّ :أَبو جعفرٍ محمّدُ بنُ الهَیْثَمِ بنِ القاسمِ الجُورِیُّ ،حَدَّثَ بالبَصْرَه عن موسی بن هارُونَ ،هکذا قرأتُه فی مُعْجَمه مُجَوَّداً مضبوطاً،و هو فی أَربعهِ أَجزاءٍ عندی،و علی أَوَّلِه خَطُّ الحافظِ ابنِ العَسْقَلانِیِّ ،رَحِمَهما اللّه تعالَی.
و جُوَرُ کزُفَرَ:ه بأَصْبَهَانَ ،و الأَشْبَهُ عندی أَن یکونَ محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ الوَلِید الذی ذَکَره المصنِّفُ مِن هذه القریهِ ؛ لأَنه أَصْبَهَانِیٌّ لا نَیْسَابُورِیّ ،و هو ظاهرٌ.
و غَیْثٌ جِوَرٌّ .کهِجَفٍّ :شدیدُ صوتِ الرَّعْدِ کذا فی الصّحاح،و رواه الأَصمعیُّ جُؤَرٌّ ،-بالْهَمْز-:له صَوتٌ ، و أَنشدَ:
لاَ تَسْقِه صَیِّبَ عَزّافٍ جُؤَرّ
و فی الصّحاح:و بازِلٌ جِوَرٌّ :صُلْبٌ شدیدٌ.
وَ بَعِیرٌ جِوَرٌّ :ضَخْمٌ ،و أَنشدَ:
بین خَشَاشَیْ بازلٍ جِوَرِّ
و قد تَقَدَّم فی ج أَر شیءٌ من ذلک.
ص:219
و الجَوَارُ ،کسَحَابٍ :الماءُ الکثیر القَعِیرُ ،قال القُطامِیُّ یصفُ سفینهَ نُوحٍ ،علی نَبِیِّنَا و علیه الصّلاهُ و السّلامُ :
و عَامَتْ وهْی قاصدَهٌ بإِذْنٍ
و لولا اللّه جَارَ بها الجَوَارُ
أَی الماءُ الکثیرُ.
و منه:غَیْثٌ جِوَرٌّ .
و الجَوَارُ (1) من الدّار:طَوَارُهَا ،و هو ما کان علی حَدِّهَا و بحِذائِها.
و الجَوَار : السُّفُنُ ،لغهٌ فی الجَوَارِی ،نقلَ ذلک عن أَبی العَلاءِ صاعِدٍ اللُّغُویِّ فی الفُصُوص، و هذا غَرِیبٌ . قال شیخُنَا:قلت:لا غرابَهَ ؛فالقلبُ مشهورٌ،و کذلک إِجراءُ المُعلِّ مُجْرَی الصَّحِیح و عَکْسه،کما فی کُتُب التَّصْریف.
و شِعْبُ الجَوَارِ :قُرْبَ المَدِینَهِ المشرَّفهِ ،علی ساکنها أَفضلُ الصلاهِ و السلام من دیارِ مُزَیْنَهَ .
و الجِوَارُ ، بالکسر:أَن تُعْطِیَ الرَّجلَ ذِمَّهً و عَهْداً فیکونَ بها جارَکَ ، فتُجیرَه و تُؤَمِّنه.
و قد جاوَرَ بنی فلانٍ و فیهم مُجَاورهً و جِواراً :تَحَرَّم بجِوَارهم ،و هو مِن المُجَاوَره :المُساکَنه،و الاسمُ الجِوَارُ و الجُوَارُ ،أَی بالضمّ و الکسر؛فالمصدرُ الذی ذَکَرَه المصنِّف بالکسر فقط ،و الحاصلُ بالمصدر و هو العَهْدُ الذی بین المُعَاهِدَیْن،یُضَمُّ و یُکْسَرُ،کما صَرَّحَ به غیرُ واحدٍ من الأَئمَّه.و قد غَلِطَ هنا أَکثرُ الشُّرَّاح،و نَسبُوا المصنِّفَ إِلی القُصُور،و کلامُه فی غایه الوُضُوح.
و الجَوّارُ ککَتّان:الأَکّارُ. التَّهْذِیب:هو الذی یَعملُ لک فی کَرْمٍ أَو بُسْتَان.
و جاوَرَه مُجَاوَرَهً ،علی القِیَاس و جواراً (2)بالفتح،علی مُقْتَضَی اصطلاحِه،و أَوْرَدَه ابنُ سِیدَه فی المُحکَم،و بالضمِّ کما أَوْرَدَه ابنُ سِیدَه أَیضاً،و إِنما اقتَصَر المصنِّفُ علی واحدٍ؛بناءً علی طریقته التی هی الاختصارُ،و هو قد یکونمُخِلاًّ فی المواضع المشتَبهه کما هنا؛فإِن قولَه: و قد یُکْسَرُ لا یدل إلاّ علی أَنه بالفتح-علی مُقْتَضَی اصطلاحه،و قد أَنْکَرَه بعضٌ -و أَنَّ الکسر مَرْجُوحٌ ،و ما عداه هو الراجحُ الأَفصحُ ،و قد أَنکَر الضمَّ جماعهٌ منهم ثعلبٌ و ابنُ السِّکِّیت،و قال الجوهریُّ :الکسرُ هو الأَفصحُ ،و صَرَّح به فی المِصباح،و قال:إن الضَّمَّ اسمُ مَصْدَرٍ؛ففی عباره المصنِّفَ تَأَمُّلٌ : صارَ جارَه و سَاکَنَه،و الصَّحِیحُ الظاهِرُ الذی لا یُعْدَلُ عنه أَن أَفْصَحِیَّهَ الکسر إِنما هو فی الجِوار بمعنَی المُسَاکَنه،و بالضمّ و الفتح لُغتَان،و الضمُّ بمعنی العَهْد و الزِّمام،و الکسرُ لغهٌ فیه،أَو هو مصدرٌ،و الضمُّ الحاصلُ بالمصدر.
و تَجَاوَرُوا و اجْتَوَرُوا بمعنًی واحدٍ:و جَاوَرَ (3)بعضُهم بعضاً،و أَصَحُّوها؛ فاجْتَوْرُوا ،إِذا کانت فی معنی تَجَاوَرُوا ، فجَعَلُوا تَرْکَ الإِعلال دلیلاً علی أَنه فی معنَی ما لا بُدَّ مِن صِحَّتِه،و هو تَجَاوَرُوا .و قال سِیبَوَیْهِ : اجْتَوَرُوا تَجاوُراً ، و تَجاوَرُوا (4)اجْتِوَاراً ؛وَضَعُوا کلَّ واحدٍ من المصدَرین (5)فی مَوضع صاحِبه؛لتَساوِی الفِعْلَیْن فی المعنی،و کثره دُخُول کلِّ واحدٍ من البِنَاءَیْن علی صاحِبه.و فی الصّحاح:إِنما صَحَّت الواوُ فی اجْتَوَرُوا ؛لأَنه فی معنَی ما لا بُدَّ له مِن أَن یخرجَ علی الأَصلِ ؛لسُکُون ما قبله و هو تَجاوَرُوا فبُنِیَ علیه،و لو لم یکن معناهما واحداً لاعْتَلَّتْ ،و قد جاءَ اجتارُوا مُعَلاًّ،قال مُلَیْخٌ الهُذَلیُّ :
کدُلَّخِ الشَّرَبِ المُجتارِ زَیَّنَهَ
حَمْلٌ عَثاکِیلُ فهو الواثِنُ الرَّکِدُ
و المُجَاوَرَهُ :الاعتکافُ فی المسجدِ ،و
14- فی الحدیث:
«أَنه کان یُجَاوِر بحِرَاءٍ». و
17- فی حدیث عطاءٍ: «و سئِل عن المجَاوِرِ یَذْهبُ للخَلاءِ». یَعْنِی المُعْتَکِف،فَأَمَّا المُجَاورهُ بمکّهَ و المدینَهِ فیُراد بها المُقَامُ مطلقاً غیرَ مُلْتَزمٍ بشرائطِ الاعتکاف الشّرعیّ .
و جَارَ و اسْتَجَارَ :طَلَبَ أَن یُجارَ ،أَو سَأَلَه أَن یُجِیرَه ؛أَمّا
ص:220
فی استَجَارَ فظاهِرٌ،و أَمّا جارَ فهو مُخَرَّجٌ علی الجارِ بمعنی المُسْتَجِیر ،کما تقدَّم.و فی التَّنْزِیل العزیزِ وَ إِنْ أَحَدٌ مِنَ الْمُشْرِکِینَ اِسْتَجارَکَ فَأَجِرْهُ حَتّی یَسْمَعَ کَلامَ اللّهِ 1 قال الزَّجّاج:المعنی:إِنْ طَلَبَ منکَ أَحدٌ من أَهل الحربِ أَن تُجِیرَه مِن القَتْل إِلی أَن یَسْمَعَ کَلامَ اللّه فأَمِّنْه و عَرِّفْه ما یَجبُ علیه أَن یَعرفَه من أَمْر اللّه تعالی الذی یتَبَیَّنُ به الإِسلامُ ثم أَبْلِغْه مَأْمنَه؛لئَلا یُصابَ بسُوءٍ قبلَ انتهائِه إِلی مَأْمَنِه.
و أَجارَه اللّه مِن العَذاب: أَنْقَذَه ،و منه
16- الدعاءُ: «اللّهُمَّ أَجِرْنِی مِن عذابِک».
و أَجارَه : أَعَاذَهُ . قال أَبو الهَیْثَم:و مَن عاذَ باللّه،أَی استجار به أَجارَه اللّه،و مَن أَجارَه اللّه لم یُوصَلْ إِلیه،و هو سُبْحَانَهُ و تعالَی یُجِیرُ وَ لا یُجارُ عَلَیْهِ .أَی یُعِیذُ،و قال اللّه تعالی لنَبِیِّه: قُلْ إِنِّی لَنْ یُجِیرَنِی مِنَ اللّهِ أَحَدٌ 2 أَی لن یَمْنَعَنِی،و منه
16- حدیث الدعاءِ: «کما تُجِیرُ (1)بین البُحُور». ؛ أَی یَفْصِلُ بینها،و یمنع أحدَها من الاختلاط بالآخَرِ و البَغْیِ علیه.
و أَجارَ المَتَاعَ :جَعَلَه فی الوِعاءِ فمنَعَه من الضَّیَاع.
و أَجارَ الرَّجُلَ إِجارَهً و جَارَهً ،الأَخِیرَهُ عن کُرَاع: خَفَرَه.
و
16- فی الحدیث: «و یُجیرُ علیهم أَدْنَاهم». أَی إِذا أَجارَ واحدٌ من المسلمین،حُرٌّ أَو عَبْدٌ،أَو امرأَهٌ (2)،واحداً أَو جماعهً من الکُفّار،و خَفَرَهم و أَمَّنَهم،جازَ ذلک علی جمیع المسلمین،لا یُنْقَضُ علیه جِوَارُه و أَمانُه.
و ضَرَبَه ف جَوَّره :صَرَعَه ،ککَوَّرَه، فَتَجَوَّرَ ،و قال رجلٌ مِن رَبِیعَهِ الجُوعِ :
فقَلَّما طاردَ حتّی أَغْدَرَا
وَسْطَ الغُبَارِ خَرِباً مُجَوَّرَا
و جَوَّرَه تَجْوِیراً : نَسَبَه إِلی الجَوْر فی الحُکم.
و جَوَّرَ البِنَاءَ و الخِبَاءَ و غَیْرَهما:صَرَعَه و قَلَبَهُ . قال عُرْوَهُ بنُ الوَرْد:
قَلِیلُ التِمَاسِ الزّادِ إِلاّ لنفْسِه
إِذَا هو أَضْحَی کالعَرِیشِ المُجَوَّرِ
و ضَرَبْتُه ضَرْبَهً تَجَوَّرَ منها،أَی سَقَطَ .
و تَجَوَّرَ الرَّجلُ علی فِرَاشِه: اضْطَجَعَ .
و تَجَوَّرَ البِنَاءُ: تَهَدَّمَ ،و الرجلُ :انْصَرَعَ .
و مِن أَمثالهم:
یومٌ بیَوْمِ الحَفَضِ المُجَوَّرِ
الحَفَضُ ،بالحاءِ المهمله و الفاءِ و الضاد المعجمه محرَّکَهً ،:الخِبَاءُ من الشَّعر،و المُجَوَّر کمُعَظَّمٍ ،و هو مَثَلٌ یُضْرَبُ عند الشَّماتَهِ بالنَّکْبَهِ تُصِیبُ الرَّجلَ ؛و أَصلُه فیما ذَکَروا کان لرجلٍ عَمٌّ قد کَبِرَ سِنُّه و کان ابنُ أَخِیه لا یزالُ یَدخلُ بیتَ عَمِّه و یَطْرَحُ متاعَه بعضَه علی بعضٍ ،و یُقَوِّضُ علیه بناءَه فلما کَبِرَ وَ بَلَغَ مَبْلَغَ الرَّجالِ أَدْرَکَ له بَنُو أَخٍ ، فکانوا یَفْعَلُون به مثلَ فِعْلِه بعَمِّه،فقالَ ذلک المَثَل؛أَیْ هذا بما فَعَلْتُ أَنا بعَمِّی ،مِن باب المُجازاهِ .و قد أَعاد المصنِّف المثلَ فی حفض،و سیأْتی الکلامُ علیه إِن شاءَ اللّهُ تعالَی.
*و مّما یستدرک علیک:
و إِنّه لَحَسَنُ الجِیرَهِ ؛لحالٍ من الجِوَار ،و ضَرْبٍ منه.
و فی حدیث أُمِّ زَرْع:مِلْ ءُ کِسَائِها و غَیْظُ جارَتِها »، الجارهُ :الضَّرَّهُ ،مِن المجَاوَرهِ بینهما؛أَی أَنها تَرَی حُسْنَها فتَغِیظُها بِذلک،و منه
16- الحدیث: «کنتُ بینَ جارَتَیْنِ لی». أَی امْرَأَتیْنِ ضَرَّتیْنِ .و
14- فی حدیثُ عُمَرَ لحَفْصَهَ : «لا یَغُرَّکِ (3)أَن کانتْ جارَتُکِ هی أَوْسَمَ ،و أَحَبَّ إِلی رسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم منکِ ».
یَعْنِی عائشه.
و الجائر :العظیمُ مِن الدِّلاءِ،و به فسَّرَ السُّکَّریُّ قَولَ الأَعْلم الهُذلِیِّ یَصفُ رَحِمَ امرأَهٍ هَجاها:
متغضِّفٍ کالجَفْرِ باکَرَه
وِرْدُ الجمیعِ بجائِرٍ ضَخْمِ
ص:221
و جِیرَانُ (1):مَوضعٌ ،قال الرّاعِی:
کأَنَّهَا ناشِطٌ جَمٌّ قَوَائِمُه
مِن وَحْشِ جیرانَ بینَ القُفِّ و الضَّفَرِ (2)
و فی المزْهِر:قال أَهلُ اللُّغَهِ :مِن مُلَحِ التَّصْغِیرِ ما رَوِی عن ابن الأَعرابیِّ مِن تصغیرِ جِیران علی أُجَیّار-بالضمِّ ففتحٍ مع تشدیدِ التَّحْتِیَّه-و نقلَه شیخُنَا.
و طَعَنَه فجَوَّرَه ،و هو مِن الجَوْرِ بمعنَی المَیْل (3)،أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِیُّ .
و الإِجارَهُ فی قول الخَلِیل:أَن تکونَ القافیهُ طاءً و الأُخرَی دالاً و نحَوُ ذلک.و غیرُه یُسَمِّیه الإِکفاءَ.و فی المُصَنَّف (4):
الإِجازهُ بالزّای.
و فی الأَساس:و مِن المَجَاز:عندَه مِن المال الجَوْرُ ،أَی الکثیرُ المُجَاوِزُ للعَادهِ .
و غَرْبٌ جائِرٌ ،و قِربَهٌ جائِرَهٌ :واسِعَهٌ ضخمهٌ .
و جارتِ الأَرضُ :طال نَبْتُهَا و ارتفعَ ،و یُقَال بالهَمْز.
و سَیْلٌ جِوَرٌ :مُفْرِطٌ (5)؛و هو مِن الجَوَارِ -کسَحَاب-:
الماءِ الکثیرِ،و قد تقدَّم.
و جُورَوَیْهِ ،بالضمّ ،جَدُّ أَبی بَکْرٍ محمّدِ بنِ عبدِ اللّه بنِ جُوَرَوَیْهِ ،الرازی.حَدَّثَ ببغْداد عن أبی حاتمٍ الرازمیِّ و غیرِه.
و أَبو عُمَرَ محمّدُ بنُ یحیَی بنِ الحُسَیْنِ بنِ أَحمدَ بنِ عَلیِّ ابن عاصمٍ الجُورِیُّ ،محدّث،و وَلَدُه أَبو عبد اللّه محمّدٌ، سَمِعَ الخُفافَ و غیرَه،توفِّی سنه 453.
و الجُورِیَّهُ :بَطْنٌ مِن بَنِی جعفرٍ الصّادِقِ ،یَنْتَسِبُون إِلی محمّد الجُور ،قیل:لُقِّبَ به لحُمْرهِ خُدُودِه؛تَشْبِیهاً بالوَرد الجُورِیّ ،و قیل:غیر ذلک،و قد أَلَّفَ فیهم الشیخُ أَبو نصْرٍ النَّجّاریُّ رسالهً حَقَّقْنَا خُلاصَتَهَا فی مُشّجَر الأَنساب.
: الجُهَنْدَر أَهملَه الجوهَرِیُّ و الصَّاغانیُّ و قال أَبو حنیفهَ :هو بضمِّ الجیمِ و فتحِ الهاءِ و الدّالِ :ضَرْبٌ مِن التَّمْر ،و یقال:بُسْرُ الجُهَنْدَرِ .
*و ممّا یستدرَک علیه:
الجَیْهَبُور ،کخَیْتَعور:خُرْءُ الفَأْرِ،کذا فی التَّهْذِیب.
الجَهْرَه :ما ظَهَرَ ،و رآه جَهْرَهً ،لم یکن بینهما سِتْرٌ.و رأَیته جَهْرَهً ،و کَلّمْته جَهْرَهً . و فی الکتاب العزیز أَرِنَا اللّهَ جَهْرَهً (6)أَی عِیاناً غیرَ مسْتَتِرٍ عنّا بشیْ ءٍ.و قوله عَزَّ و جَلّ : حَتّی نَرَی اللّهَ جَهْرَهً (7)قال ابن عَرَفَه:أَی غیرَ محتجب عنَّا،و قیل:أَی عِیَاناً یکشف ما بیننا و بینه.
و جَهَرَ ،کمَنَعَ :عَلَنَ وَ بَدَا.و فی المفْردات للرّاغب:
أَصْل الجَهْرِ ظُهُورُ الشیْ ءِ بإِفراطٍ ،إِمّا بحاسَّهِ البَصَرِ،کرأَیته جِهَاراً ،و إِمّا بحاسّهِ السَّمْعِ ،نحو: وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ (8)الآیه.
و جَهَرَ الکلامَ ،و جَهَرَ به یتعدَّی بحرفٍ و بغیرِه: أَعْلَنَ به (9)،اقتصرَ الجوهَرِیُّ علی الثانی،و ذکَرَ الصَّاغانیُّ المعَدَّی بنفسِه و فسَّره بقوله:أَعْلَنَه کأَجْهَرَ و جَهْوَرَ ،فهو جَهِیرٌ و مُجْهِرٌ ،و کذا بدُعَائه و صَلاتِه و قِراءَتِه، یَجْهَر جَهْراً و جِهَاراً ، و أَجْهَر بقراءَته لغهٌ .و جَهَرْت بالقول أَجْهَرُ به،إِذا أَعلنتَه.
و هو مِجْهَرٌ و مِجْهَارٌ -کمِنْبَرٍ و مِیزانٍ -إِذا کان مِن عادَتِه ذلک ،أَی أَن یَجْهَرَ بکلامِه.
و قال بعضهم: جَهَرَ الصَّوْتَ :أَعلاهُ (10).
و أَجْهَرَ :أَعْلَنَ .و کلُّ إِعلانٍ جَهْرٌ .
و جَهَرَ الجیشَ و القَوْمَ یَجْهَرهم : جَهْراً اسْتَکْثَرَهم:
کاجْتَهَرَهم . قال یصف عَسْکَراً:
ص:222
کأَنَّمَا زُهَاؤُه لِمَنْ جَهَرْ
لیلٌ ورِزُّ وَغْرِه إِذا وَغَرْ
و جَهَرَ الأَرْضَ :سَلَکَهَا مِن غیر مَعْرِفَهٍ .
و جَهَرَ الرَّجلَ :رآه بلا حِجابٍ بینه و بینه، أَو جَهَرَه نَظَرَ إِلیه. و ما فی الحَیِّ أَحدٌ تَجْهَره عَیْنِی،أَی تَأْخُذه.
و
14,1- فی حدیث علیٍّ -رضیَ اللّه عنه: -أَنّه وَصَف النبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم فقال:«لم یکن قَصِیراً و لا طَوِیلاً،و هو إِلی الطُّول أَقرَبُ ، مَن رآه جَهَرَه ». ؛أَی عَظُمَ فی عَیْنَیْه (1).
و جَهَرَه الشیْ ءُ: راعَه جَمَالُه و هَیْئَتُه، کاجْتَهَرَه ،فیهما.
قال اللِّحْیَانیُّ :و کنت إِذا رأَیتُ رَجلاً جَهَرْتُه و اجْتَهَرْتُه ،أَی راعَنِی.و قال غیره:و اجْتَهَرَنِی الشیْ ءُ:رَاعَنِی جَمالُه، کجَهَرَنِی .
و جَهَرَ السِّقاءَ:مَخَضَه و استخرجَ زُبْدَه.حکاه الفَرّاءُ.
و جَهَرَ القَومُ القَومَ :صَبَّحَتْهم علی غِرَّهٍ ،أَی غَفْلَهٍ .
و جَهَرَ البِئْرَ یَجْهَرُهَا جَهْراً : نقّاها و أَخرجَ ما فیها مِن الحَمْأَه.و کذا فی الصّحاح،و نقلَه عن الأَخفش. أَو جَهَرَها : نَزَحَها و أَنشد الجوهریُّ للراجز:
إِذا وَرَدْنَا آجِناً جَهَرْنَاهْ
أَو خالِیاً مِن أَهْلِه عَمَرْناهْ
قال الصَّاغانیّ :هو إِنشادٌ مخْتَلٌّ وَقَعَ فی کتب المتقدِّمین،و الروایه:
إِذا وَرَدْنَ آجِناً جَهَرْنَهُ
أَو خالِیاً مِن أَهلِه عَمَرْنَهُ
لا یَلْبَث الخُفُّ الذی قَلَبْنَهُ
بالبَلَدِ النّازِح أَنْ یَجْتَبْنَهُ
کاجْتَهَرَهَا ،أَو حَفَرَ البِئْرَ حتی جَهَرَ ،أَی بَلَغَ الماءَ. و
17- فی حدیث عائشهَ : و وصَفَتْ أَباهَا رَضِیَ اللّه عنهما فقالت:
« اجْتَهَرَ دُفُنَ (2)الرَّواءِ». ؛تُرِیدُ أَنه کَسَحَها،یقال: جَهَرْتُ البِئْرَ و اجتَهَرتُها (3)،إِذَا کَسَحْتَها إِذا کانَت مُنْدَفِنَهً ،یقال:رَکایَا دُفُنٌ ،و الرَّواءُ:الماءُ الکثیرُ،و هذا مَثَلٌ ضَرَبَتْه عائشهُ - رضیَ اللّه عنها-لإِحکامِه الأَمْرَ بعد انتشارِه؛شَبَّهَتْه برجلٍ أَتَی علی آبارٍ مُنْدَفِنَهٍ ،و قد اندفنَ مَاؤُهَا فَنَزَحَهَا و کَسَحَهَا، و أَخْرَجَ ما فِیهَا من الدُّفُنِ (4)حتی نَبَعَ الماءُ.
و جَهَرَ الشیءَ:کَشَفَه عِیَاناً.
و جَهَرَتِ الشَّمْسُ المُسافِرَ:أَسْدَرَتْ عَیْنَه و منه: الأَجْهَرُ مِن الرِّجال:الذی لا یُبْصِرُ فی الشَّمس.
و جَهَرَ فُلاناً:عَظَّمَه ،أَو رَآه عظیماً فی عَیْنه.و
17- فی حدیث عُمَرَ رضی اللّه عنه: «إِذا رَأَیْنَاکم جَهَرْناکم ».
و جَهَرَ الشیْ ءَ:حَزَرَه و خَمَّنَه.
و جَهِرَتِ العَیْنُ کفَرِحَ لم تُبْصِر فی الشَّمْس ،و کذا جَهِرَ الرجلُ جَهَراً .
و جَهُرَ الرجلُ ، ککَرُمَ :فَخُمَ بین عَیْنَیِ الرّائِی.
و جَهُرَ الصَّوْتُ :ارتفعَ وَ علاَ و کذا الرجلُ ، جَهَارهً .
و کلامٌ جَهِرٌ ،ککَتِف، و مُجْهَرٌ (5)،کمُکْرَمٍ ، و جَهْوَرِیٌّ :شدیدٌ عالٍ ،و کذلک الرجلُ یُوصَفُ به یقال:
رجلٌ جَهِیرٌ و مُجْهَرٌ ،أَی کمُکْرَمٍ ،إِذا عُرِفَ بشدَّه الصوتِ .
و أَجْهَرَ و جَهْوَرَ :أَعْلَنَ به.
و رجلٌ جَهْوَرِیُّ الصَّوْتِ :رَفِیعُه.و الجَهْوَرِیُّ :هو الصوتُ العالی.
و
17- فی الحدیث: «فإِذا امرأَهٌ جَهِیرَهٌ ». أَی عالیهُ الصوتِ .
و
17- فی حدیث العَبّاس: «أَنّه نادَی بصَوتٍ له جَهْوَرِیٍّ ». ؛ أَی شدیدٍ عالٍ ،و الواو زائدهٌ .
و صوتُ جَهِیرٌ ،و کلامٌ جَهِیرٌ :کلاهما عالِنٌ عالٍ ،قال:
فَیَقْصُرُ دُونَه الصَّوتُ الجَهِیرُ
فاقتصارُ المصنِّف علی الکلام دُون الرَّجُلِ قُصُورٌ.
و المَجْهُورَهُ مِن الآبار:المَعْمُورَهُ (6)عَذْبَهً کانت أَو مِلْحَهً .
ص:223
و المَجْهُورَهُ مِن الحُرُوف عند النَحْوِیِّین، ما جُمِعَ فی قولهم: ظِلُّ قَوٍّ رَبَضٌ إذْ غَزَا جُنْدٌ مُطِیعٌ ،و هی تسعهَ عشرَ حرفاً،و بضدِّها المهموسهُ ،و یجمعُها قولُک:«سَکَتَ فحَثَّه شَخْصٌ »،قال سِیبَوَیْه:معنی الجَهْرِ فی الحُرُوف أَنها حروفٌ أُشْبِعَ الاعتمادُ فی موضِعِها،حتی مَنَعَ النَّفَسَ أَن یَجْرِیَ معه،حتی ینقَصَ (1)الاعتمادُ و یَجْرِیَ الصوتُ ،غیر أَن المِیمَ و النُّون مِن جُمْله المَجْهُوره ،و قد یعتمد لها فی الفَم و الخَیاشِیم فیصیرُ فیها غُنَّهٌ ،فهذه صفهُ المَجْهُوره ، و نقَلَه الجوهَرِیُّ و شرحُ التَّسْهِیل.
و یقال:رجلٌ جَهِرٌ ،ککَتِفٍ ، و جَهِیرٌ ،کأَمِیرٍ، بَیِّنُ الجُهُورَهِ ،بالضم، و الجَهَارهِ ،بالفتح: ذُو مَنْظَرٍ ،.قال أَبو النَّجْم:
و أَری البَیاضَ علی النِّسَاءِ جَهَارهً
و العِتْقُ أَعْرِفُه علی الأَدْمَاءِ
و الجُهْرُ .بالضمّ هَیْئهُ الرَّجُلِ و حُسْنُ مَنْظَرِه. قال ابن الأَعرابیِّ :رجلٌ حَسَنُ الجَهَارهِ و الجُهْرِ ،إِذا کان ذا مَنْظَرٍ (2)،و قال القُطَامِیُّ :
شَنِئْتُکَ إِذا أَبْصَرْتُ جُهْرَکَ سَیِّئاً
و ما غَیَّبَ الأَقْوَامُ تابِعَهُ الجُهْرِ
قال:«ما»بمعنی الذی،یقول:ما غابَ عنکَ مِن خُبْرِ الرجلِ فإِنه تابِعٌ لمنظره،و أَنَّثَ «تابِعَه»فی البیت، للمبالغه.
و الجَهْرُ بفتحٍ فسکونٍ : الرّابِیَهُ السَّهْلَهُ الغَلِیظَهُ ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و فی التَّکْمِلَه:«العریضَه»بدل«الغلیظه».
و الجَهْرُ :السَّنَهُ التامَّهُ .
و عن ابن الأَعرابیِّ : الجَهْرُ قِطْعَهٌ (3)مِن الدَّهْر ،قال:
و حَاکَمَ أَعرابیٌّ رجلاً إِلی القاضِی،فقال:بِعْتُ منه عُنْجُداً مُذْ جَهْرٌ فغابَ عنِّی.قال:أَی مُذْ قطعهٌ مِن الدَّهْر.
و الجَهِیرُ :الجَمِیلُ ،ذو مَنظر حَسَنٍ یجْهَرُ مَن رآه.
و الجَهِیرُ : الخَلِیقُ للمَعْرُوفِ ،ج جُهَراءُ ،یقال:هم جُهَراءُ للمعروفِ ،أَی خُلَقاءُ له؛و قیل ذلک لأَن مَن اجْتَهَرَه طَمِعَ فی مَعْرُوفه.قال الأَخطلُ :
جُهَراءَ للمَعْرُوفِ حین تَراهُمُ
خُلَقَاءَ غیرِ تَنَابِلٍ أَشرارِ
و الجَهِیرُ مِن اللَّبَن:ما لم یُمْذَقْ بماءٍ ،حکاه الفَرّاءُ.
و قال غیرُه: الجَهِیرُ :الذی أُخْرِجَ زُبْدُه،و الثَّمِیرُ:الذی لم یُخْرَج زُبْدُه.
و الأَجْهَرُ مِن الرِّجال: الحَسَنُ المَنْظَرِ،و الحَسَنُ الجِسْمِ التَّامُّهُ (4)،قاله أَبو عَمْرو.
و الأَجْهَرُ : الأَحْوَلُ المَلِیحُ الجُهْرَهِ ،أَی الحَوَلَهِ ،عنه أیضاً.
و الأَجْهَرُ : مَن لا یُبْصِرُ فی الشمسِ . قال اللِّحیانیّ :کلُّ ضعیفِ البصرِ فی الشَّمس أَجْهَرُ .و قیل: الأَجْهَرُ بالنَّهَارِ، و الأَعْشَی باللَّیْل.
و الأَجْهَرُ : فَرَسٌ غَشِیَتْ (5)غُرَّتُه وَجْهَه.
و الاسمُ الجُهْرَهُ .
و الجَهْرَاءُ :أُنْثَی الکُلِّ ،یقال:رَجُلٌ أَجْهَرُ و امرأَهٌ جَهْرَاءُ ، فی المعانی التی تَقَدَّمَتْ و کذلک حِصانٌ أَجْهَرُ وَ فَرَسٌ جَهْرَاءُ .
و الجَهْرَاءُ : ما اسْتَوَی مِن ظَهْرِ الأَرضِ لا شَجَرٌ بها و لا آکامٌ لا رمالٌ ،إِنما هی فَضَاءٌ-و کذلک العَرَاءُ،و جَمْعُهَا أَعْرِیَهٌ -وَ جَهْراواتٌ ،یقال:وَطِئْنَا أَعْرِیَهً و جَهْرَاواتٍ .قال الأَزهریُّ :و هذا من کلام ابن شُمَیل.و قال أَبو حنیفهَ :
الجَهْراءُ :الرّابِیَهُ الْمِحْلاَلُ ،لیست بشدیدهِ الإِشراف و لیست بِرَمْلَهٍ و لا قُفٍّ .
و جَهْرَاءُ القَومِ : الجَمَاعَهُ الخاصّهُ .
و الجَهْرَاءُ العَیْنُ الجاحِظَهُ ،أَو کالجَاحظَهِ ،رجلٌ أَجْهَرُ و امرأَهٌ جَهْرَاءُ .
و الجَهْرَاءُ (6) مِن الحیِّ :أَفاضلُهم و قیل لأَعرابیٍّ :أَ بَنُو
ص:224
جَعْفَرٍ أَشرفُ أَم بَنُو أَبِی بَکْرِ بنِ کِلاَبٍ ؟فقال:أَمَّا خَوَاصَّ رجالٍ فبنو أَبی بکرٍ،و أَما جَهْرَاءَ الحَیِّ فبنو جعفرٍ.قال الأَزهریُّ :نَصَبَ خواصّ علی حذف الوَسِیط ،أَی فی خَواصّ رجالٍ .
و الجَوْهَرُ :کلُّ حَجَرٍ یُسْتَخْرَج منه شیْ ءٌ یُنْتَفَعُ به. و هو فارسیٌّ مُعَرَّبٌ ،کما صَرَّح به الأَکْثَرُون.
و قال الرّاغبُ فی المُفْرَدات: الجَهْرُ :ظُهُورُ الشّیءِ بإِفراطِ إِمّا بحاسَّهِ البَصَرِ (1)قال:و منه الجَوْهَرُ -فَوْعَلٌ لظُهُورِه للحاسَّه.
و الجَوْهَرُ من الشیْ ءِ:ما وُضِعَتْ -و فی بعض الأُصُول (2):خُلِقَتْ - علیه جِبِلَّتُهُ . قال ابن سِیدَه:و له تحدیدٌ لا یَلیق بهذا الکتاب.قلْت:و لعلّه یَعْنِی الجَوْهَرَ المُقَابِلَ للعَرَضِ الذی اصطلَح علیه المتکلِّمون حتی جَزَمَ جماعهٌ أَنه حقیقهٌ عُرْفِیَّهٌ .
و الجَوْهَرُ : المُقْدِم الجَرِیءُ (3)،هکذا فی سائر النُّسَخ، و الصَّوابُ أَنه الجَهْوَرُ ،بتقدیم الهاءِ علی الواو.یقال:رجلٌ جَهْوَرٌ ،إِذا کان جَرِیئاً مُقْدِماً ماضیاً.
و عن ابن الأَعرابیّ :یقال: أَجْهَرَ الرجل،إِذا جاءَ بابْنٍ أَحْوَلَ ،أَو جاءَ ببَنِینَ ذَوِی جَهَارهٍ . بالفتح، و هم الحَسَنُو القُدُودِ و الخُدُودِ و نَصَّ النَوَادِر بعد القُدُود«الحَسَنو المَنْظرِ»،و هو الأَوْفَقُ بکلامهم،و لا أَدرِی من أَین أَخَذَ المصنِّف الخُدُودَ.
و الجِهَارُ بالکسر و المُجَاهَرَهُ :المُغَالَبَهُ ،و قد جاهَرَهم بالأَمر مُجاهَرَهً و جِهَاراً :غالَبَهُم (4). وَ لقِیَه نَهَاراً جِهَاراً ، بکسر الجیم، و یُفْتَحُ و أَبَی ابنُ الأَعرابیِّ فَتْحَهَا.
و جَهْوَرٌ ،کجَعْفَرٍ؛ع ،قال سَلْمَی بنُ المُقْعَدِ الهُذَلِیُّ ، و البیتُ مَخْرُومٌ :
لولا اتِّقَاءُ اللّه حین ادَّخَلْتُمُ
لَکُمْ ضَرِطٌ بین الکُحَیْلِ و جَهْوَرِ
و جَهْوَرٌ (5): اسمُ جماعهٍ ،و منهم:بنو جَهْوَرٍ مُلُوکُ الطَّوائفِ فی قُرْطُبَهَ و وُزَراؤُهَا،یَنْتَسِبُون إِلی کَلْبِ بنِ وَبَرَهَ بنِ ثَعْلَبِ بنِ حُلْوانَ ،و قد تَرْجَمَهم الفتحُ بنُ خاقانَ فی القَلائِد و المَطْمَح.
و آلُ جَهْوَرٍ :قبیلهٌ من بنی یافِعٍ بالیمن.
و الجَیْهَرُ ،و الجَیْهُورُ :الذُّبابُ الذی یُفْسِدُ اللَّحْمَ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
وَ فَرَسٌ جَهُورُ الصَّوْتِ کصَبُورٍ. و هو الذی لیس بأَجَشَّ و لا أَغَنَّ ،ثم یَشتدُّ صوتُه حتَّی یتَباعَدَ. و الجمعُ جُهُرٌ .
و اجْتَهَرْتُه :رأَیتُه عَظِیمَ المَرْآهِ کجَهَرْته.
و اجْتَهَرْتُه : رأَیتُه بلا حِجابٍ بیننا. و هو فی الصّحاح:
جَهَرْتُ الرجلَ و اجْتَهَرْتُه ،إِذا رأَیْتَه عَظِیمَ المَرْآهِ .
و المصنِّفُ فرقَ فی الکلام،فذَکَرَ أَولاً جَهَرَ الرجلَ :رآه بلا حِجَابٍ ،و ذَکَرَ هنا الرُّباعِیَّ ،فلو قال عند ذِکْر الثُّلاثِّی:
کاجْتَهَرَه لکان أَخْصَرَ.
و جِهَارٌ ،ککِتَابٍ :صَنَمٌ کان لهَوازِنَ ،القبیلهِ المشهورهِ .
و یُوجَد هنا فی بعض النُّسَخ زیادهٌ ،و هی قولُه:
و جَهْرَاوَاتُ الصَّحراءِ (6)،و فی بعضها: جَهْرَاوَاتُ صحراءُ:
بظاهِر شِیرَازَ،و غیرهُ لحنٌ ،و قد ذَکَرَ الزَّمَخْشَرِیُّ جَهْرَاوَاتِ الصَّحراءِ و صاحبُ اللِّسَان،و تَقَدَّمَت الإِشارهُ إِلیه،فلا أَدْرِی ما سَبَبُ اللَّحْنِ فیه،فلْیُتَأَمَّلْ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
المُجَاهِرُ بالمَعَاصِی:المُظْهِرُ لها بالتَّحَدُّثِ بها،و منه
14- الحدیثُ : «کُلُّ أُمَّتِی مُعافًی إِلا المُجَاهِرِین ». یقال: جَهَرَ ، و أَجْهَرَ ،و جاهَرَ .و
14- فی حدیث آخَرَ: «لا غَیْبَهَ لفاسِقٍ و لا مُجَاهِرٍ ».
و اجْتَهَرَ القَومُ فلاناً:نَظَرُوا إِلیه جِهَاراً .
و وَجْهٌ جَهِیرٌ :حَسَنُ الوَضاءَهِ (7).
و أَمْرٌ مُجْهَر :واضِحٌ بَیِّنٌ .
ص:225
و قد أَجْهَرْتُه أَنا إِجهاراً ،أَی شَهَّرتُه،فهو مَجْهُورٌ به:
مَشْهُورٌ.
و
16- فی حدیث خَیْبَرَ: «وَجَدَ الناسُ بها بَصَلاً و ثُوماً فَجَهَرُوه ». ؛أَی اسْتَخْرَجُوه و أَکَلُوه.
و المَجْهُورُ :الماءُ الذی کان سُدْماً فاسْتُقِیَ (1)منه حتی طابَ .
وَ حَفَرُوا بِئْراً فأَجْهَرُوا :لم یُصِیبُوا خَیْراً.
و کَبْشٌ أَجْهَرُ ،و نَعْجَهٌ جَهْرَاءُ ،و هی التی لا تُبْصِرُ فی الشَّمْس.قال أَبو العِیَالِ الهُذَلِیُّ یَصفُ مَنِیحَهً مَنَحَه إِیّاهَا بَدْرُ بنُ عَمّارٍ الهُذَلِیُّ :
جَهْرَاءُ لا تَأْلُوا إِذا هی أَظْهَرَتْ
بَصَراً و لا مِن عَیْلَهٍ تُغْنِینِی
هذا نَصُّ ابنِ سیدَه،و أَوْرَدَه الأَزهریُّ عن الأَصمعیِّ ، و ما عَزَاه لأَحدٍ،و قال:قال یَصِفُ فَرَساً؛یَعْنِی الجَهْرَاءَ .
و قال أَبو منصور:أُرَی هذا البیت لبعضِ الهُذَلِیِّین یصفُ نَعْجَهً (2).قال ابن سِیدَه:و عَمّ به بعضُهم.
و الجُهْرَهُ :الحَوَلَهُ ،أَنشدَ ثعلبٌ للطِّرِمّاح:
علی جُهْرَهٍ فی العَیْنِ و هو خَدُوجُ (3)
و المُتجاهِرُ :الذی یُرِیکَ أَنه أَجْهَرُ ،و أَنشدَ ثعلبٌ :
کالنّاظِرِ المُتجاهِرِ
و المُجَاهَرَهُ بالعَدَاوهِ :المُبَادَأَهُ بها.
و أَجهرَ بقراءَته: جَهَرَ بها.
و جَهْوَرَ الحدیثَ بعد ما هَیْنَمَه،أَی أَظْهَرَه بعد ما أَسَرَّه.
و فلانٌ مُشْتَهِرُ مُجْتَهِرٌ .
و هو عَفِیفُ السَّرِیرَهِ و الجُهِیرَهِ .
و قد سَمَّوْا أَجْهَرَ ،و جَهْرَانَ ،و جَهِیراً ،و جَهْوَراً .و فَخْرُ الدَّولهِ أَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ جَهِیر -کأَمِیر- و بَنُوه وزراءُ الدولهِ العباسیَّه.
و أَبو سعیدٍ طغتدی (4)بن خطلج الجَهِیرِیُّ ،نُسِبَ إِلیهم بالوَلاءِ،حَدَّثَ ،رَوَی عنه السَّمْعَانیُّ ببغدادَ.
و أَبو حَفْصٍ جَهِیرُ بنُ یَزِیدَ العَبْدِیُّ ،بَصْرِیٌّ ،رَوَی عن ابن سِیرِینَ .و جَهْوَرُ بنُ سُفْیَانَ بنِ الحارثِ الأَزْدِیُّ أَبو الحارثِ الجُرْمُوزِیُّ ،بَصْرِیٌّ ،عن أَبیه،تابِعِیّانِ .
و أُجْهُورُ ،بالضمّ :قَرْیَتَانِ بمصرَ،یُنْسَبُ إِلیهما الوَرْدُ الأَحْمَرُ،و من إِحداهما خاتِمَهُ المُحدِّثین:النُّورُ علیُّ بنُ محمّدِ بنِ الزَّیْنِ المالِکِیُّ ،و قد رَوَی لنا عنه شُیوخُ مشایِخِ مَشَایِخِنَا.و فی قوانِین الدِّیوان لابن الجیعَان.جُجْهور بالجِیمَیْن،و المشهور الأَولُ .
و ممّن نُسبَ إِلی بَیْع الجَوْهَر أَبو محمّدٍ الحَسَنُ بنُ علیِّ بنِ محمّدِ بنِ علیّ بنِ الحَسَنِ الشِّیرازِیُّ البَغْدَادِیُّ ، الحافِظُ المکْثرِ،رَوَی عنه أَبو بکْرٍ الخَطِیب،و أَبو بکْرٍ الأَنصاریُّ (5)،و منهم:شیخُنَا المُفِید المعَمَّر أَبو العَبّاسِ أَحمد بنُ الحَسَنِ [بن]محمّد بن عبد الکریم الجَوْهَرِیُّ الخالِدِیُّ ،حضَرتُ فی دروسِه و أَجَازَنِی،وُلِدَ سنه 1096، و تُوفِّیَ سنه 1182.
جَیْرِ :بکسر الراءِ کأَمْسِ ،علی أَصْل التقاءِ الساکِنَیْنِ ،و هو الأَشهر فیه،و قال سِیبَوَیْه:حَرَّکوه لالتقاءِ الساکِنَیْن و إِلاّ فحُکمُه السُّکون؛لأَنَّه کالصّوْتِ ، و قد یُنَوَّن ، نَقَلَه الصَّاغانِیُّ و قال إِنه لغَه فی جَیْرِ ،بکسرِ الرّاءِ،و مَنَعَه ابن هِشَامٍ و غیرُه، و یقال فیه أَیضاً: جَیْرَ کأَیْنَ ،مبنیًّا علی الفتح،نقَلَه الصَّاغانیُّ أَیضاً: یَمِین،أَی حَقًّا. و قال ابن الأَنبارِیِّ : جَیْرِ یُوضَع مَوضعَ الیَمِین.و فی الصّحاح:
و قولهم: جَیْرِ لا آتِیکَ :یَمِینٌ للعربِ ،و معناها حَقًّا،قال الشاعر:
و قُلْنَ علی الفِرْدَوْسِ أَوَّلَ مَشْرَبٍ
أَجَلْ جَیْرِ أَن کانت أُبیِحَتْ دَعَاثِرُه (6)
ص:226
و جَوابٌ بمعنی نَعَمْ لا اسمٌ بمعنی حَقًّا فیکون (1)مصدراً،و لا أَبَداً فیکون 1ظَرفاً،و إِلاَّ لأُعْرِبَت و دَخَلَت علیها«أَل»،قالَه ابن هشامٍ فی المُغنِی.و قال أَبو حَیّان فی شَرْح التَّسْهیل: جَیْرِ مِن حُرُوف الجَوَابِ فیها خِلاف أَ هی اسمٌ أَو حرفٌ ؟ أَو بمعنی أَجَلْ ،قال بعض الأَغفال:
قالتْ :أَرَاکَ هَارِباً للجَوْرِ
مِن هَدَّهِ السُّلطانِ قلْتُ : جَیْرِ
و یقال: جَیْرِ لا أَفعلُ ذلک و لا جیْرِ لا أَفعَلُ ،أَی لا حَقًّا قالَه شَمِر.و قال شیخُنَا:و حَکَی ابنُ الرَّبیع أَنّ جَیْرِ اسمُ فِعْلٍ ،و نَقَلَه الرّضیّ عن عبد القاهِرِ و قال:معناه أَعْرِفُ .
و أَغفَلَ ذلک ابنُ هِشَامٍ و غیرُه.
و الجَیَرُ ،محرَّکَهً :القِصَرُ و القَمَاءَهُ ،و قد جَیِرَ ،کفَرِحَ ، نَقَلَه الصَّاغانیُّ .
و الجَیّارُ ،مشدَّدهً :الصّارُوجُ قد جَیَّرَ الحَوْضَ .و عن ابن الأَعرابیُ :إِذا خُلِطَ الرَّمَادُ بالنُّورهِ و الجِصِّ فهو الجَیّارُ .و قال الأَخطَلُ یصفُ ناقهً شَبَّهَهَا بالبُرْج فی صَلابَتِهَا و قُوَّتِهَا:
کأَنَّهَا بُرْجُ رُومِیٍّ یُشَیِّدُه
لُزَّ بِطِینٍ و أَجُرٍّ و جَیّارِ
و إِذا لم یُخلَط بالنُّوره فهو الجِیرُ ،بالکسر.و قیل:
الجَیّار :النُّورَهُ وَحدهَا.
و الجَبّارُ: حَرَارهٌ -هکذا فی النُّسَخ بالراءِ،و ضُبِطَ فی غالب الأُصول بالزّای- فی الصَّدْر و الحَلق، غَیْظاً أَو جُوعاً ،قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیُّ ،و قیل هو لأَبی ذُؤَیْبٍ :
کأَنَّمَا بین لَحْیَیْه وَ لَبَّتِه
مِن جُلْبَهِ الجُوعِ جَیّار و إِرْزیزُ
کالجائِرِ ،قال الشاعر:
فلمّا رأَیتُ القَوْمَ نادَوْا مُقَاعِساً
تَعَرَّضَ لی دُونَ التَّرائِبِ جائِرُ
و قال ابن جِنِّی:الظاهِرُ فی جَیّارٍ أَن یکونَ فَعّالاً، کالکَلاّءِ و الجَبّانِ ،قال:و یُحْتَمَلُ أَن یکونَ فَیْعالاً،کخَیْتامٍ ، و أَن یکون فَوْعالاً،کتَوْرابٍ . و الجَیّارُ : ع بنَواحِی البَحْرَینِ ،و ثَمَّ کان مَقْتَلُ الحُطَمِ (2)القَیْسِیِّ لما ارتدَّتْ بکرُ بنُ وائلٍ .
و جَیَّرٌ :کبَقَّم:کُوره بمصرَ مِن کُوَرِهَا الجنوبیّه،نقَله الصَّاغانِیُّ .قال شیخُنا:هذا ممّا یُسْتَدرَکُ به علی ما مَرَّ فی تَوَّج و بذَّر،فاعرفْه فی نَظَائرِه؛فإِنه من الأَشباه.
و جَیِّرَهُ ،ککَیِّسَه:ع بالحِجاز لکِنانَهَ بنِ مالکٍ ،قیل:هو علی ساحلِ مکّهَ .
و یُوسُفُ بنُ جِیرَوَیْهِ الطَّیَالِسِیُّ کنِفْطَوَیْهِ :مُحَدِّث عن ابن قُوهی،و عنه أَبو الحَسَن النُّعَیْمِیُّ .
و حَوْضٌ مُجَیَّر . کمُعَظَّمٍ : مصغَّر ،من الجَیَرَ ،محرَّکَهً ، أَو مُقَعَّر،أَو مُجَصَّص ،من الجِیر بالکسر،و هو الجِص.
و جِیرانُ (3)،بالکسر ،مُعَرَّب کیران،و ضَبَطَه السَّمْعانِیُّ بالفتح، ه بأَصْفَهَانَ علی فَرْسَخَیْنِ منها منها :أَبو عبدِ اللّه محمّدُ بنُ إِبراهِیمَ ،رَوَی عن بکرِ بنِ بَکّار،و آخِرُ مَن حَدَّثَ عنه أَبو بکرٍ القبّاب (4). و أَبو العَبّاسِ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ سَهْلِ بنِ المُبارکِ ،المعدّل البَزّاز،ثِقَه من أَهل أَصْبَهانَ ، دارُه بفِرْسَان (5)،یَرْوِی عن لُوَیْن (6)و غیرِه. و الهُذَیْلُ بنُ عبدِ اللّه -و فی کتاب السَّمْعَانِیِّ :عبدُ اللّه بنُ قُدامهَ بنِ عامرِ بنِ حَشْرَجِ بنِ خَولیّ الضَّبِّیُّ ،کان سَکَنَ قریَهَ جِیرَانَ ، یَرْوِی عن أَحمدَ بنِ یُونُسَ الضَّبِّیِّ و غیرِه، الجِیرانِیُّون المُحَدِّثُون.
و فاته:أَبو بَکرٍ عُمَرُ بنُ عبدِ اللّه بنِ أَحمدَ الجِیرانِیُّ ، حَدَّثَ عن أَبی بِشْرٍ المَرْوَزِیِّ ،و أَبو محمودِ بنُ الجِیرانیِّ ، حدَّث بفرودادان،إِحدی قُرَی أَصْبَهَانَ ،کَتَبَ عنه السَّمْعَانِیُّ بإِفادَهِ معمرِ بنِ الفاخِر.
و جِیرانُ : صُقْع بین سِیرافَ و عُمَان ،و یُعَدُّ من أَعمال سِیرافَ .
ص:227
و جِیرانُ أَیضاً:جزیره بَحریَّه بین البَصْرَهِ و سِیرافَ ، قَدْرُهَا نصفُ مِیلٍ فی مثلِه،فارِسیَّه مُعَرَّبَه.
و جَیْرُونُ ،بالفتح ،ذِکْرُ الفَتْحِ مُسْتَدرک: دِمَشْقُ نفسُهَا أَو بابُها الذی بقُرْبِ الجامعِ الکبیرِ الأُمَوِیِّ ، عن الإِمام المُطَرِّزِیِّ ،أَو أَنّ بابَ جَیْرُونَ منسوبٌ إِلی المَلِکِ جَیْرُونَ ؛ لأَنه کان حِصْناً له،و بابُ الحِصْنِ باقٍ إِلی الآن هائِلٌ .
و الصَّحِیحُ أَن الذی بَناه اسمهُ جَیْرُونُ ،و هو مِن الشَّیاطِین، لسَیِّدنا سُلیمانَ علیه السّلامُ ،فسُمِّیَ به.قال السَّمْعانِیُّ :
و هذا الموضعُ مِنْ مُتَنَزَّهَات دمشقَ ،حتی قال أَبو بکرٍ الصَّنَوْبَرِیّ :
أَمُرُّ بدَیْرِ مُرّانٍ فأَحْیَا
و أَجْعَلُ بیتَ لَهْوِی بَیْتَ لَهْیَا
و لی فی باب جَیْرُونٍ ظِباءٌ
أُعاطِیها الهَوَی ظَبْیاً فظَبْیَا
ثم قال:و مِن هذه المَحَلَّهِ شیخُنَا أَبو محمّدٍ هِبَهُ اللّهِ بنُ أَحمدَ بنِ عبدِ اللّه بنِ علیِّ بنِ طاووس،المقریء الجَیْرُونِیُّ ، إِمامُ جامعِ دمشقَ ،کان یسکنُ بابَ جَیْرُونَ ،ثِقَهٌ صَدُوقٌ ، مُکْثِرٌ،له رحلهٌ إِلی العراق و أَصْبَهَانَ ،توفِّی سنه 536.
و الجَیّار :الشِّدَّهُ ،و به فَسَّرَ ثعلبٌ قولَ المُنْتَخِّلِ الهُذَلیِّ السابقَ .
و مُجَیرهُ ،بضمٍّ ففتحِ (1):هضبهٌ قِبَلَ شَمَامِ ،فی دیار باهِلَهَ .
و المُجِیریّه :قریهٌ بمصرَ.
الحِبْرُ ،بالکسر:النِّقْسُ وَزْناً و معنًی.قال شیخُنا:و هذا من باب تفسیرِ المشهورِ بما لیس بمشهورٍ؛ فإِن الحبْرَ معروفٌ أَنه المِدَادُ الذی یُکْتَبُ به،و أما النِّقْسُ ، فلا یعرفُه إِلاّ مَن مارَسَ اللغهَ و عَرَفَ المُطَّرِدَ منها،و تَوَسَّع فی المُتَرادِفِ ،فلو فَسَّرَه کالجَمَاهِیر بالمِداد لکان أَوْلَی.و اخْتُلِفَ فی وَجْه تَسْمِیَتِه،فقیل:لأَنه ممّا تُحَبَّرُ به الکتبُ ، أَی تُحَسَّنُ ،قالَه محمّدُ بنُ زَیْد.و قیل:لتَحْسِینه الخَطَّ و تَبْیینِه إِیّاه،نَقَلَه الهَرَوِیُّ عن بعضٍ .و قیل:لتأْثیرِه فی الموضعِ الذی یکونُ فیه،قالَه الأَصمعیُّ . و مَوْضِعُه المَحْبَرَهَ ،بالفتح لا بالکسر،و غَلِطَ الجوهریُّ (2)؛لأَنَّه لا یُعرَفُ فی المکانِ الکسر-و هی الآنِیَهُ التی یُجْعَلُ فیها الحِبْرُ ،مِن خَزَفٍ کان أَو مِن قَوارِیرِ.و الصحیحُ أَنّهما لغتان أَجودُهما الفتح،و مَن کسر المِیم قال إِنها آلَهٌ ،و مثلُه مَزْرَعَهٌ و مِزْرَعَهٌ ،و حَکاها ابنُ مالکٍ و أَبو حَیّانَ . و حُکِیَ مَحْبُرَهٌ ، بالضَّمِّ ،کمَقْبُرَهٍ و مَأْدُبَهٍ .و جمْعُ الکلِّ مَحابِرُ ،کمَزَارِعَ و مَقَابِرَ (3).و قال الصَّاغانیُّ :قال الجوهریُّ الْمِحْبَرَهُ ،بکسر المیم،و إِنما أَخَذَها من کتاب الفارابیِّ ،و الصَّوابُ بفتح المیمِ و ضمِّ الباءِ (4)ثم ذَکَرَ لها ثلاثِینَ (5)نَظَائِرَ ممّا وَردتْ بالوَجْهَیْن:المَیْسرَهُ ،و المَفْخرَهُ ،و المَزْرعَهُ ،و المَحْرمَهُ ، و المَأْدبَهُ ،و المَعْرکَهُ ،و المَشْرقَهُ ،و المَقْدرَهُ ،و المَأْکلَهُ ، و المَأْلکَهُ ،و المَشْهدَهُ ،و المَبْطخَهُ ،و المَثْقأَهُ ،و المَقْنأَهُ و المَقْمأَهُ ،و المَزْبلَهُ ،و المَأْثرهُ ،و المَخْرأَهُ ،و المَمْلکَهُ ، و المَأْربَهُ ،و المَسْربَهُ ،و المَشْربهُ ،و المَقْبرَهُ ،و المَخْبرَهُ ، و المَقْربَهُ ،و المَصْنعَهُ ،و المَخْبزَهُ ،و المَمْدرَهُ ،و المَدْبغَهُ (6).
و قد تُشَدَّدُ الرّاءُ فی شعرٍ ضرورهً .
و بائِعُه الحِبْرِیُّ لا الحَبّار ،قاله الصّاغانیُّ ،و قد حکاه بعضُهُم.قال آخَرُون:القِیاسُ فیه کافٍ .و قد صَرَّحَ کثیرٌ من الصَّرْفِیِّین بأَن فَعّالا کما یکونُ للمبالغه یکونُ للنَّسَب، و الدَّلاله علی الحِرَفِ و الصَّنائِعِ ،کالنَّجّار و البَزّاز،قاله شیخُنَا.
ص:228
و الحِبْرُ : العالِمُ ،ذِمِّیًّا کان،أَو مُسْلِماً بعد أَن یکونَ مِن أَهل الکِتَابِ .و قیل:هو للعالِم بِتَحْبِیر الکلامِ ،قاله أَبو عُبَیْدٍ،قال الشَّمّاخ:
کما خَطَّ عِبْرَانِیَّهً بِیَمِینِه
بتَیْماءَ حَبْرٌ ثم عَرَّضَ أَسْطُرَا
رَوَاه الرُّواهُ بالفَتْح لا غیر، أَو الصّالِحُ ،و یُفْتَحُ فیهما ، أَی فی معنی العالِم و الصّالحِ ،و وَهِمَ شیخُنَا فَرَدَّ ضَمِیرَ التَّثْنِیَهِ إلی المِدَاد و العالِم.و أَقامَ علیه النَّکِیرَ بجَلْبِ النُّقُولِ عن شُرّاح الفَصِیح،بإنکارهم الفتحَ فی المِدَاد.و عن ابن سِیدَه فی المُخَصص-نَقْلاً عن العَیْن-مثْلُ ذلک،و هو ظاهرٌ لمَن تَأَمَّلَ .و قال الأَزْهَرِیُّ :و سَأَلَ عبدُ اللّه بنُ سَلام کَعْباً عن الحِبْرِ فقال:هو الرجُلُ الصّالحُ . ج أَحْبارٌ و حُبُورٌ .
قال کَعْبُ بنُ مالک:
لقَد جُزِیَتْ بغَدْرَتِهَا الحُبُورُ
کذاک الدَّهْرُ ذو صَرْفٍ یَدُورُ
قال أَبو عُبَیْد:و أَمّا الأَحْبَارُ و الرُّهْبَانُ فإِنَّ الفُقَهاءَ قد اختلفوا فیهم،فبعضُهم یقولُ : حَبْرٌ ،و بعضُهُم یقول: حِبْرٌ ، و قال الفَرّاءُ:إِنما هو حِبْرٌ -بالکسر-و هو أَفصحُ ؛لأَنه یُجْمَعُ علی أَفعالٍ ،دُونَ فَعْلٍ (1)؛و یُقَال ذلک للعالِم.و قال الأَصمعیُّ لا أَدْرِی أَ هو الحِبْرُ أَو الحَبْرُ للرَّجلِ العالمِ .قال أَبو عُبَیْد:و الذی عندی أَنه الحَبْرُ -بالفتح-و معناه العالِمُ بتَحْبِیرِ الکلامِ و العِلْمِ و تَحْسِینه،قال:و هکذا یَرْوِیه المُحَدِّثُون کلُّهم بالفتح،و کان أَبو الهَیْثَمِ یقول:واحِدُ الأَحْبَارِ حَبْرٌ لا غیرُ،و یُنْکِرُ الحِبْرَ .و قال ابن الأَعرابیّ : حِبْرٌ و حَبْرٌ للعالم،و مثلُه بِزْرٌ و بَزْرٌ،و سِجْفٌ و سَجْفٌ .و قال ابن دُرُسْتَوَیْهِ :و جَمْعُ الحِبْرِ أَحبارٌ ،سواءٌ کان بمعنی العالِم أَو بمعنی المِدَاد.
و الحِبْرُ : الأَثَرُ من الضَّرْبَه إِذا لم یَدم-و یُفْتَحُ - کالحَبَارِ -کسَحَابٍ -و حَبَرٍ ،محرَّکهً .و الجمع أَحبارٌ و حُبُورٌ .
و سیأْتی فی کلام المصنّف ذِکْرُ الحَبَارِ و الحَبْرِ مفرَّقاً،و لوجَمَعَهَا فی مَحَلٍّ واحدٍ کان أَحسنَ ،و أَنشدَ الأَزهریُّ لمُصَبِّحِ بنِ مَنْظُورٍ الأَسَدِیِّ ،و کان قد حَلَقَ شَعْرَ رَأْسِ امرأَتِه فرَفَعَتْه إِلی الوالِی،فجَلَدَه و اعتَقَلَه،و کان له حِمَارٌ و جُبَّهٌ فدَفَعَهُما (2)للوالِی،فسَرَّحه:
لقَد أَشْمَتَتْ بی أَهْلَ فَیْدٍ و غادَرَتْ
بجِسْمِیَ حِبْراً بِنْتُ مَصّانَ بَادِیَا
و ما فَعَلَتْ بی ذاک حتّی تَرَکْتُهَا
تُقَلِّبُ رَأْساً مثْلَ جُمْعِیَ عارِیَا
و أَفْلَتَنِی منها حِمَارِی و جُبَّتی
جَزَی اللّه خَیراً جُبَّتِی و حِمَارِیَا
و (3) الحِبْرُ : أَثَرُ النِّعْمَهِ .
و الحِبْرُ : الحُسْنُ و البَهَاءُ.و
16- فی الحدیث: «یَخْرُجُ رجلٌ مِن أَهل النّارِ (4)قد ذَهَبَ حِبْرُه و سِبْرُه». ؛أَی لونُه و هَیْئتُه، و قیل:هیئتُه و سَحْنَاؤُه؛مِن قولُهم:جاءَتِ الإِبلُ حَسَنَهَ الأَحْبَارِ و الأَسبارِ.و یقال:فلانٌ حَسَنُ الحَبْرِ و السَّبْرِ،إِذا کان جَمیلاً حَسَنَ الهیئهِ ،قال ابن أَحمرَ،و ذَکَرَ زماناً:
لَبِسْنَا حِبْرَه حتی اقْتُضِینَا
لأَعْمَالٍ و آجالٍ قُضِینَا
أَی لَبِسْنَا جمالَه و هیئتَه (5)،و یُفْتَحُ .قال أَبو عُبَیْدَهَ (6):و هو عندی بالحَبْرِ أَشْبَهُ ؛لأَنه مصدرُ حَبَرْتُه حَبْراً ،إِذا حَسَّنْته، و الأَولُ اسمٌ .و قال ابن الأَعرابیِّ .رجلٌ حَسَنُ الحِبْرِ و السِّبْرِ،أَی حَسَنُ البَشَرَهِ .
و الحِبْرُ : الوَشْیُ ،عن ابن الأَعرابیّ :
و الحِبْرُ : صُفْرَهٌ تَشُوبُ بَیَاضَ الأَسنانِ کالحَبْرِ ،بالفتح، و الحَبْرَهِ ،بزیاده الهاءِ، و الحُبْرَهِ ،بالضمِّ ، و الحِبِرِ و الحِبِرَهِ ،بکسرتین فیهما. قال الشاعر:
تَجْلُو بأَخْضرَ مِن نَعْمَانَ ذا أُشُرِ
کعَارِضِ البَرْقِ لم یَسْتَشْرِبِ الحِبِرَا
ص:229
و قال شَمِرٌ:أَوّلُه الحَبْرُ ،و هی صُفْرَهٌ ،فإِذا اخْضَرَّ فهو القَلَحُ ،فإِذا أَلَحَّ علَی اللِّثَهِ حتَّی تَظْهَرَ الأَسْنَاخُ فهو الحَفَرُ و الحَفْرُ،و فی الصّحاح: الحِبِرَهُ ،بکسر الحاءِ و الباءِ:القَلَحُ فی الأَسْنَانِ .و الجمعُ بطَرْحِ الهاءِ فی القِیاس.
و قد حَبِرَتْ أَسنانُه-کفَرِحَ تَحْبَرُ حَبَراً -أَی قَلِحَتْ .
ج أَی جمع الحبْر -بمعنی الأَثَرِ،و النِّعْمَهِ ،و الوَشْیِ ، و الصُّفْرَهِ - حُبُورٌ . و فی الأَول و الثانی أَحبارٌ أَیضاً.
و الحِبْرُ : الْمِثْلُ و النَّظِیرُ.
و الحَبْرُ (1)، بالفَتْح:السُّرُورُ، کالحُبُورِ وَزْناً و معنًی، و الحَبْرَهِ ،بفتحٍ فسکونٍ ، و الحَبَرَهِ ،محرَّکهً ،و الحَبَرِ أَیضاً، و قد جاءَ فی قول العجَّاج:
الحمدُ للّه الذی أَعْطَی الحَبَرْ
و هکذا ضبطُوه بالتَّحْرِیک،و فَسَّرُوه:بالسُّرُور.
و أَحْبرَه الأَمرُ،و حَبَرَه : سَرَّه.
و الحَبْرُ : النَّعْمَهُ ، کالحَبْرَهِ و فی الکتاب العزیز: فَهُمْ فِی رَوْضَهٍ یُحْبَرُونَ (2)أَی یُسرُّون.و قال اللَّیْث:أَی یُنَعَّمُونَ و یُکْرَمُون.و قال الأَزهَرِیُّ : الحَبْرَهُ فی اللُّغَه:النَّعْمَهُ التّامَّهُ .و
16- فی الحدیث فی ذِکْر أَهل الجَنَّه: «فَرَأَی ما فیها مِن الحَبْرَهِ و السُّرُور». قال ابن الأَثیر: الحَبْرَهُ ،بالفتح:النَّعْمَهُ و سَعَهُ العَیشِ ،و کذلک الحُبُورُ .و من سَجَعات الأَساسِ :
و کلُّ حبْرَه بعدهَا عَبْرَه.
و الحَبَرُ ، بالتَّحْرِیک:الأَثَرُ من الضَّرْبَهِ إِذا لم یَدم،أَو العَملُ .
کالحَبَارِ و الحِبَارِ ،کسَحَابٍ و کِتَابٍ ،قال الرّاجِز:
لا تَمْلإِ الدَّلْوَ و عَرِّقْ فیها
أَ لاَ تَرَی حبَارَ مَنْ یَسْقِیها
و قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ :
و لم یُقَلِّبْ أَرضَها البَیْطارُ
و لا لِحَبْلَیْه بها حبَارُ
و الجمعُ حباراتٌ و لا یُکَسّرُ.
و قد حُبِرَ جِلْدُه ،بالضَّمّ : ضُرِبَ فَبَقِیَ أَثَرُه -أَو أَثَرُ الجُرْحِ -بعد البُرْءِ.
و قد أَحْبَرَتِ الضَّرْبَهُ جِلْدَه،و بجِلْدِه:أَثَّرَتْ فیه.
و من سَجَعات الأَساسِ :و بِجلْدِه حَبَارُ الضَّرْب،و بیَدِه حَبَارُ العَمَلِ ،و انظر إِلی حَبَارِ عَملِه،و هو الأَثَرُ.
و حَبَرَتْ یَدُه:بَرئَتْ علی عُقْدَهٍ فی العَظْم ؛مِن ذلک.
و الحَبِرُ ، ککَتِفٍ :الناعِمُ الجَدِیدُ، کالحَبِیرِ ،و شیْ ءٌ حَبِرٌ :ناعمٌ ،قال المَرّارُ العَدَوِیُّ :
قد لَبِسْتُ الدَّهْرَ مِن أَفْنَانِه
کلَّ فَنٍّ ناعِمٍ منه حَبِرْ
و ثَوْبٌ حَبِیرٌ :ناعِمٌ جَدِیدٌ،قال الشَّمَّاخ یَصفُ قَوْساً کریمهً علی أَهلها:
إِذا سَقَطَ الأَنْداءُ صِینَتْ و أُشْعِرَتْ
حَبِیراً و لم تُدْرَجْ علیها المعَاوِزُ
و کعِنَبَه،أَبو حِبَرهَ شِیحَهُ بنُ عبدِ اللّه بنِ قَیْسٍ الضُّبَعِیُّ :
تابِعِیٌّ مِن أَصْحاب علیٍّ رضیَ اللّهُ عنه،روَی عنه أَهلُ البَصرهِ ؛شِبْلُ بنُ عَزرهَ و غیرُه،ذَکَره ابنُ حِبَّانَ .
و حِبَرَهُ بنُ نَجْمٍ :محدِّثٌ ،عن عبد اللّه بنِ وَهْب.
و الحِبَرَهُ : ضَرْبٌ مِن بُرُودِ الیَمَنِ مُنَمَّرَهٌ (3)، و یُحَرکُ .
ج حِبَرٌ و حِبَرَاتٌ ،و حَبَرٌ و حَبَرَاتٌ .قال اللَّیْثُ :یقال:بُرْد حِبَرَه -علی الوَصف و الإِضافه-و بُرُود حِبَرَه ،قال:و لیس حِبَرَهٌ مَوضعاً أَو شیئاً معلوماً،إِنما هو وَشْیٌ (4)،کقولک:
ثوبٌ قِرْمِزٌ،و القِرْمِزُ صِبْغُه (5).و
16- فی الحدیث: «مثَلُ الحَوامِیمِ فی القرآنِ کمَثَل الحِبَرَاتِ فی الثِّیَابِ ».
و بائِعُها حِبَرِی لا حَبّارٌ ،نَقَلَه الصَّاغانیُّ ،و فی ما مَرّ أَن فَعّالاً مَقِیس فی الصِّناعات،قاله شیخُنا.
و الحَبِیر ،کأَمِیرٍ:السَّحاب ،و قیل: الحَبیرُ مِن
ص:230
السَّحاب: المُنمَّر الذی تَرَی فیه کالتَّنْمیر؛مِن کَثْره مائِه، و قد أَنکره الرِّیاشیّ .
و الحَبِیر : البُرْدُ المُوَشَّی (1)المُخطّطُ ،یقال:بُرْد حَبیر ، علی الوصف و الإِضافه.و
17- فی حدیث أَبی ذَرٍّ: «الحمدُ للّه الذی أَطْعَمَنا الخمِیر،و أَلْبَسَنا الحَبیر ». و
14- فی آخَرَ: «أَن النبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم لمّا خطَبَ خَدیجهَ رضیَ اللّه عنها،و أَجابته، استأْذنتْ أَباها فی أَن تَتزوّجه،و هو ثَمِلٌ فأَذن لها فی ذلک، و قال:هو الفَحْلُ لا یُقْرَعُ أَنفُه،فنحَرتْ بَعِیراً،و خَلَّقتْ أَباها بالعَبِیر،و کَسَتْه بُرْداً أَحمرَ،فلمّا صَحَا من سُکْرِه قال:ما هذا الحَبِیرُ ،و هذا العَبِیر و هذا العَقیرُ؟ (2)».
و الحَبِیرُ : الثَّوْبُ الجَدِیدُ النّاعِمُ ،و قد تقدّم أَیضاً فی قوله؛فهو تَکرار. ج حُبْرٌ ،بضمٍّ فسکونٍ .
و الحبِیرُ : أَبو بَطْنٍ ،و هم بَنُو عَمْرِو بنِ مالکِ بنِ عبدِ اللّه بنِ تَیْمِ بنِ أُسَامَه بنِ مالکِ بنِ بکرِ بنِ حُبَیِّبٍ ؛و إِنما قیل لهم ذلک لأَن حَبَرَه بُرْدَانِ ،کان یُجَدِّدُ فی کلّ سَنه بُرْدَیْنِ ،قاله السمْعانِیّ (3).
و الحَبِیرُ :لَقبُ شاعرِ ،هو الحَبِیرُ بنُ بَجْعَرهَ الحَبَطِیُّ ؛ لتحْسِینه شِعْره و تَحْبِیرِه .
و قولُ الجوهریِّ : الحَبِیرُ :لُغَامُ البَعِیرِ ،و تَبِعَه غیرُ واحدٍ من الأَئِمَّهِ ، غَلَطٌ ،و الصّوابُ الخَبِیرُ،بالخاءِ المُعْجَمَهِ ، غَلّطَه ابنُ بَرِّیٍّ فی الحواشی و القَزّاز فی الجامع،و تَبِعَهما المصنِّف.و قال ابن سِیدَه:و الخاءُ أَعْلَی.و قال الأَزهریُّ عن اللیْث: الحَبِیرُ مِن زَبَدِ اللُّغَام،إِذا صار علی رأْس البَعِیر،ثمّ قال الأَزهریُّ :صحّفَ اللیْث هذا الحَرْفَ ، قال:و صوابُهُ بالخَاءِ،لزَبَدِ أَفواهِ الإِبلِ ،و قال:هکذا قال أَبو عُبَیْدٍ و الرِّیَاشِیُّ .
و مطَرِّفُ بنُ أَبی الحُبَیْرِ ،کزُبَیْرٍ نَقلَه الصّاغانیُّ ، و یَحْیی بنُ المُظَفَّرِ بنِ علیِّ بنِ نُعَیْم السَّلامیُّ ،المعروف با بنِ الحُبَیْرِ ،متأَخِّر،مات سنهَ 639، محدِّثانِ .
قلْتُ :و أَخوه و أَبو الحَسَن علیُّ بن المظفَّر بنِ الحُبَیْرِ السّلامیُّ التاجرُ،عن أَبی البَطِّیِّ ،توفِّی سنه 626،ذَکَرَه المُنْذِریُّ .
و الحُبْرَه ،بالضمّ :عُقْدَهٌ مِن الشَّجَر ،و هی کالسِّلْعَهِ تَخرجُ فیه تُقْطَعُ قطعاً، و یُخْرَطُ منها الآنِیَهُ ،مُوَشّاهً کأَحْسَنِ الخَلَنْجِ ،أَنشدَ أَبو حنیفهَ .
و البَلْطُ یَبْرِی حُبَرَ الفَرْفارِ
و الحَبْرَهُ ، بالفتح:السَّمَاعُ فی الجَنَّه ،و به فَسَّرَ الزَّجّاجُ الآیهَ (4)، و قال أَیضاً: الحَبْرَهُ فی اللغه: کُلُّ نَغْمَهٍ حَسَنَهٍ مُحَسَّنَه.
و الحَبْرَهُ : المبالغهُ فیما وُصِفَ بجَمِیلٍ .
و معنَی یُحْبَرُونَ ،أَی یُکْرَمُون إِکراماً یُبَالَغُ فیه.
و الحُبَارَی ،بالضمّ : طائرٌ طَوِیلُ العُنُقِ ،رَمَادِیُّ اللَّوْنِ ، علی شَکْل الإِوَزَّهِ ،فی مِنْقارِه طُولٌ ،و من شَأْنِهَا أَن تُصَادَ و لا تَصِیدَ.یقالُ للذَّکَرِ و الأُنثَی و الواحِدِ و الجَمْعِ ،و أَلفُه للتأْنِیث،و غَلِطَ الجَوْهَرِیُّ ،و نَصُّه فی کتابه:و أَلِفُه لیستْ للتأْنیث و لا للإِلْحاقِ ،و إِنما بُنِیَ الاسمُ لها فصارتْ کأَنها مِن نفس الکلمهِ ،و لا تَنْصَرفُ فی معرفهٍ و لا نَکِرَهٍ ،أَی لا تُنَوَّنُ ،انتَهَی.و هذا غریبٌ ، إِذْ لو لم تکُنِ الأَلفُ له -أَی للتأْنیث- لانْصَرَفَتْ (5)،و قد قال إِنها لا تَنصرفُ .قال شیخُنَا:و دَعْوَاه أَنها صارتْ مِن الکلمه،مِن غَرائبِ التَّعبیرِ، و الجوابُ عنه عَسِیرٌ،فلا یحتاجُ إِلی تَعَسُّفٍ .
کَفَی المَرْءَ نُبْلاً أَن تُعَدَّ مَعَایِبُهْ
ج حُبَارَیَاتٌ ،و أَنشدَ بعضُ البَغْدَادِیِّین فی صِفه صَقْر:
حَتْف الحُبَارَیاتِ و الکَراوِین
قال سِیبَوَیْه:و لم یُکَسَّر علی حَبَارِیّ و لا عَلی حَبَائِرَ ، لیُفَرِّقُوا بینها و بین فَعْلاَءَ و فَعَالَهٍ و أَخَواتها.
ص:231
و الحُبْرُورُ ،بالضمّ ، و الحِبْرِیرُ ،بالکسر، و الحَبَرْبَرُ ، بفتحتین، و الحُبُرْبُورُ ،بضمّتین، و الیَحْبُورُ ،یفْعُول، و الحُبُّورَ ،بضمّ اوَّلِه مع التشدِید؛ فَرْخُه ،أَی وَلَدُ الحُبَارَی . ج حَبارِیرُ و حَبابِیرُ . قال أَبو بُرْدَهَ :
بازٌ جَرِیءٌ علی الخِزّانِ مُقْتَدِرٌ
و من حَبَابِیرِ ذی مَاوَانَ یَرْتَزِقُ (1)
و قال زُهَیْرٌ:
تَحِنُّ إِلی مِثْلِ الحَبابِیرِ جُثَّماً
لَدَی سَکَنٍ مِن قَیْضِها المُتَفَلِّقِ
قال الأَزهریُّ :و الحُبَارَی لا یَشربُ الماءَ،و یَبِیضُ فی الرِّمال النّائِیَهِ ،قال:و کُنَّا إِذا ظَعَنّا نَسِیرُ فی حِبَال (2)الدَّهْنَاءِ، فرُبَّمَا التَقَطْنَا فی یومٍ واحدٍ مِن بَیْضِهَا ما بین الأَربعه إِلی الثَّمَانیه،و هی تَبِیضُ أَربعَ بَیْضَاتٍ ،و یَضْرِبُ لونُهَا إِلی الزُّرْقَه،و طَعْمُهَا أَلَذُّ مِن طَعْم بَیْضِ الدَّجَاج و بَیْضِ النَّعَامِ .
و
16- فی حدیث أَنَس: «إِن الحُبَارَی لتَمُوتُ هُزَالاَ بذَنْب بَنِی آدَمَ ». یَعْنِی أَن اللّه یَحْبِسُ عنها القَطْرَ بشُؤْمِ ذُنُوبِهِم؛و إِنما خَصَّها بالذِّکْر لأَنها أَبْعَدُ الطَّیْرِ نُجْعَهً ،فرُبَّمَا تُذبَحُ بالبَصْرَه، فتُوجَدُ فی حَوْصَلَتِها الحِبّهُ الخَضْراءُ،و بین البصرهِ و مَنَابِتِهَا مَسِیرَهُ أَیامٍ کثیره.
و للعَرَب فیها أَمثالٌ جَمَّهٌ ،منها قولُهم:«أَذْرَقُ مِن الحُبارَی »،و«أَسْلَحُ مِن حُبَارَی »؛لأَنها تَرْمِی الصَّقْرَ بسَلْحِهَا إِذا أَراغَهَا لیَصِیدَهَا،فتُلَوِّث رِیشَه بلَثَق سَلْحِهَا، و یقال إِن ذلک یَشتدُّ علی الصَّقْر؛لمَنْعِه إِیّاه من الطَّیَرَان.
و نَقَلَ المَیْدَانِیُّ عن الجاحظِ أَن لها خِزَانَهً فی دُبُرِهَا و أَمعائها،و لها أَبداً فیها سَلْحٌ رَقیقٌ ،فمتَی أَلَحَّ علیها الصقْرُ سَلَحَتْ علیه،فیَنْتَتِفُ رِیشُه کلُّه فیَهْلِکُ ،فمِن حِکْمَه اللّه تعالَی بها أن جَعَلَ سِلاَحَها سَلْحَها،و أَنشدوا:
و هم تَرَکُوه أَسْلَحَ مِن حُبارَی
رَأَی صَقْراً و أَشْرَدَ مِن نَعَامِ
و منها قولُهم:«أَمْوَقُ من الحُبَارَی قبل نَبَاتِ جَنَاحَیْه»، فتَطِیرُ مُعَارِضَهً لفَرْخِها،لیتَعَلَّمَ منها الطَّیَرانَ .
و منها:
کلُّ شیْ ءٍ یُحِبُّ وَلَدَه.
حتی الحُبَارَی و تَذِفُّ (3)عَنَدَه.
أَی تَطِیرُ عَنَدَه،أَی تُعَارِضُه بالطَّیَرَان و لا طَیَرَانَ لهُ ؛ لضَعْف خَوَافِیه و قَوَائِمِه،و
17- وَرَدَ ذلک فی حدیثِ عُثْمَانَ رضیَ اللّه عنه (4).
و منها: «فلانٌ مَیِّتٌ کَمَدَ الحُبَارَی ». ؛و ذلک أَنَّهَا تَحْسِرُ مع الطَّیْرِ أَیامَ التَحْسِیرِ،و ذلک أَن تُلْقِیَ الرِّیشَ ،ثم یُبْطِیء نَباتُ رِیِشها،فإِذا طار سائِرُ الطَّیْرِ عَجَزَتْ عن الطیَران فتموت کَمَداً،و منه قولُ أَبی الأَسْوَدِ الدُّؤَلِیِّ :
یَزِیدٌ مَیِّتٌ کَمَدَ الحُبَاری
إِذَا طَعَنَتْ أُمَیَّهُ أَو یُلمُّ (5)
أَی یَموتُ أَو یَقرُب من المَوت.
و منها:« الحُبَارَی خَالهُ الکَرَوَانِ »یُضْرَبُ فی التَّنَاسُب، و أَنْشَدُوا:
شَهِدْتُ بأَنّ الخُبْزَ باللَّحْمِ طَیِّبٌ
و أَنّ الحُبَارَی خالَهُ الکَروانَ
و قالُوا:«أَطْیبُ مِن الحُبَارَی »،و«أَحْرَصُ مِن الحُبَارَی »،و«أَخْصَرُ مِن إِبْهامِ الحُبَارَی »،و غیرُ ذلک ممّا أَوردَها أَهلُ الأَمثالِ .
و الیَحْبُورُ بفتحِ التحتَّیهِ و سکونِ الحاءِ: طائرٌ آخَرُ، أَو هو ذَکَرُ الحُبَارَی ،قال:
ص:232
کأَنَّکُمُ رِیشُ یَحْبُورَهٍ
قَلِیلُ الغَناءِ عن المُرْتَمِی
أَو فَرْخُه،کما ذَکَرَه المصنِّف،و سَبَقَ .
و حِبْرٌ ،بالکسر:د و یقالُ هو بتشدیدِ الرّاءِ،کما یأْتی.
و حِبْرِیرٌ ،کقِنْدِیلٍ :جَبَلٌ معروفٌ بالبَحْرَیْنِ لعَبْدِ القَیْس، بِتُؤَامَ (1)،یَشْتَرِکُ فیه الأَزْدُ و بنو حنیفهَ .
و المَحُبَّرُ ، کمُعَظَّمٍ ؛فَرَسُ ضِرارِ بنِ الأَزْوَرِ الأَسدیِّ ، قاتلِ مالِکِ بنِ نُوَیْرَهَ أَخِی مُتَمِّمٍ ،القائلِ فیه یَرثِیه:
و کُنّا کنَدْمانَیْ جَذِیمَهَ حِقْبَهً
مِن الدَّهْرِ حتی قِیلَ لن یَتَصَدَّعَا
فلمّا تَفَرَّقنا کأَنِّی و مالکاً
لطُولِ افتراقٍ لم نَبِتْ لیلهً مَعَا (2)
قال شیخُنَا:و المشهورُ فی کُتُب السِّیَرِ أَن الذی قَتَلَه خالدُ بنُ الوَلِید،و مثلُه فی شَرْح مَقْصُورهِ ابنِ دُرَیْدٍ لابن هِشامٍ اللَّخْمِیِّ .
و المُحَبَّرُ : مَن أَکَلَ البَرَاغِیتُ جِلْدَه،فبَقِیَ فیه حَبَرٌ ،أَی آثارٌ.و عباره التَّهْذِیب:رجلٌ مُحَبَّرٌ ،إِذا أَکَلَ البَرَاغِیثُ جِلْدَه،فصارَ (3)لَه آثارٌ فی جِلْدَه.
و یقال:به حُبُورٌ ،أَی آثارٌ.
و قد أَحْبَرَ به،أَی تَرَکَ به أَثَراً.
و المُحَبَّرُ : قِدْحٌ أُجِیدَ بَرْیُه.
و قد حَبَّرَه تَحْبِیراً :أَجادَ بَرْیَه و حَسَّنَه.
و کذلک سَهْمٌ مُحَبَّرٌ ،إِذا کان حَسَنَ البَرْیِ .
و المُحَبِّرُ ، بکسر الباءِ لَقَبُ رَبیعهَ بنِ سُفْیَانَ ،الشَّاعرِ الفارِسِ لتَحْبِیرِه شِعْرَه و تَزْیِینه،کأَنه حُبِّرَ . و کذلک لَقَبُ طُفَیْل بنِ عَوْفٍ الغَنَوِیِّ ،الشَّاعرِ ،فی الجاهِلیَّه،بَدِیع القَولِ .
و حِبِرَّی ،کزِمِکَّی:وادٍ.
و نارُ إِحْبِیرٍ ،کإِکْسِیرٍ:نارُ الحُبَاحِبِ ،و ذَکَرَه صاحبُ اللِّسَان فی ج ب ر،و قد تَقَدَّمت الإِشاره إِلیه.
و حُبْرانُ ،بالضمّ :أَبو قبیلهٍ بالیَمن و هو حُبْرَانُ بنُ عَمْرِو بنِ قَیْسِ بنِ مُعاوِیَهَ بنِ جُشَمَ بنِ عبدِ شَمْسٍ ، منهم:
أَبو راشِدٍ ،و اسمُه أَخْضَرُ،تابِعِیٌّ ،عِدَادُه فی أَهل الشّام، رَوَی عنه أَهلُها،مشهورٌ بکُنْیَتِه.
و طائفهٌ ،منهم:
أَبو سعیدٍ عبدُ اللّه بنُ بِشْرٍ الحُبْرانِیُّ السَّکْسَکیُّ ،عِدَادُه فی الشّامِیّین،و هو تابِعِیٌّ صغیرٌ،سَکَنَ البَصْرَهَ .
و أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ علیٍّ الحُبْرَانِیُّ ،عن محمّدَ بن إِبراهیمَ بنِ جعفرٍ الجُرْجانِیِّ .
و أَحمدُ بنُ علیٍّ الحُبْرَانِیُّ ،عن عبدِ اللّه بنِ أَحمدَ بن خَوْلَهَ .
و محمودُ بنُ أَحمدَ أَبو الخَیْرِ الحُبْرَانِیُّ ،عن رِزْقِ اللّه التَّمِیمِیِّ ،و عنه ابنُ عَساکِرَ.
و عَمْرُو بنُ عبدِ اللّه بنِ أَحمَدَ الحُبْرَانِیُّ التَّمِیمِیُّ ،عن أَبی بِشْرٍ المَرْوَزِیِّ ،و عنه ابنُ مرْدَویه فی تاریخِه،و قال:مات سنه 377.
و یُحَابِرُ -کیُقَاتِلُ :مُضَارِع قاتلَ - بنُ مالکِ بنِ أُدَدَ أَبو مُرَادٍ القبیلهِ المشهورهِ ،ثم سُمِّیَتِ القبیلَهُ یُحَابِر ،قال الشاعر:
و قد أَمَّنَتْنِی بعدَ ذاک یُحَابِرٌ
بما کنتُ أُغْشِی المُنْدِیاتِ یُحَابرَا
و یقال: ما أَصَبْتُ منه حَبَنْبَراً -کذا فی النُّسخ بمُوحَّدَتَیْن،و فی التَّکْمِلَه: حَبَنْتَراً ،بموحَّدهٍ فنونٍ فمُثَنّاهٍ - و لا حَبَرْبَراً ،کلاهما کسَفَرْجَل؛أَی شیئاً. لا یُستَعمل إِلا فی النَّفْی.التَّمْثِیلُ لسِیبَوَیْهِ ،و التَّفْسِیرُ للسِّیرافِیِّ ،و مثلُه قولُ الأَصمعیِّ .و کذلک قولُهم:ما أَغْنَی عَنِّی حَبَرْبَراً ؛أَی شَیئاً.
ص:233
و حَکَی سِیبَوَیْهِ :ما أَصابَ منه حَبَرْبَراً ،و لا تَبَرْبَراً (1)،و لا حَوَرْوَراً؛أَی ما أَصاب منه شیئاً.
و یقال:ما فی الَّذِی یُحَدِّثُنا به حَبَرْبَرٌ ؛أَی شیْ ءٌ.
و قال أَبو سعیدٍ:یقال:ماله حَبَرْبَرٌ و لا حَوَرْوَرٌ.
و قال أَبو عَمْرٍو:ما فیه حَبَرْبَرٌ و لا حَبَنْبَرٌ ؛و هو أَن یُخْبِرَکَ بشیْ ءٍ،فتقول:ما فیه حَبَنْبَرٌ و لا حَبَرْبَرٌ .
و یقال: ما علی رَأْسِه حَبَرْبَرَهٌ ،أَی ما علی رَأْسِه شَعرَهٌ .
و حِبِرٌّ ، کفِلِزٍّ؛ع معروفٌ بالبَادِیَه،و أَنشدَ شَمِرٌ عَجُزَ بیت:
...فقَفَا حِبِرٍّ (2)
و أَبو حِبْرانَ الحِمَّانِیّ -بالکسرِ-موصوفٌ بالجَمال و حُسْنِ الهَیْئَهِ ،ذَکَره المَدائنیُّ ،و یُوجَدُ هنا فی بعض النُّسَخ زیادهٌ :
و أَبو حِبَرَهَ -کَعِنَبَهٍ -شِیحَهُ بنُ عبدِ اللّه،تابِعِیٌّ . و هو تکرارٌ مع ما قبله.
و أَرْضٌ مِحْبارٌ :سریعهُ النَّبَاتِ حَسَنَتُه،کثیرهُ الکَلإِ، قال:
لنَا جِبَالٌ و حِمًی مِحیَارُ
و طُرُقٌ یُبْنَی بها المَنَارُ (3)
و قال ابن شُمَیْلٍ : الْمِحْبَارُ :الأَرضُ السَّرِیعهُ النَّبَاتِ ، السَّهْلَهُ ،الدَّفِئَهُ (4)،التی ببُطُونِ الأَرضِ وَ سرارتِها،و جمعُه مَحَابِیرُ .
و قد حَبِرَتِ الأَرضُ ، کفَرِحَ :کَثُرَ نَبَاتُها، کأَحْبَرَتْ ، بالضمّ (5). و حَبِرَ الجُرْحُ حَبَراً : نُکِسَ ،وَ غَفِرَ (6)،أَو بَرَأَ و بَقِیَتْ له آثَارٌ بَعْدُ.
و الحَابُورُ :مَجْلسُ الفُسّاق ،و هو مِن حَبَرَه الأَمرُ:سَرَّه، کذا فی اللِّسَان.
و حُبْرُ حُبْرُ ،بضمِّ ٍّ فسکونٍ فیهما: دُعَاءُ الشّاهِ للحَلْب ، نقلَه الصَّاغانیُّ .
و تَحْبِیرُ الخَطِّ و الشِّعْر و غیرهما کالمَنْطق و الکلام:
تَحْسِینُه و تَبْیینُه،و أَنشد الفَرّاءُ فیما رَوَی سَلَمَهُ عنه:
کتَحْبِیرِ الکتابِ بخَطِّ -یَوماً-
یَهُودیٍّ یُقَارِبُ أَو یَزِیل
قیل:و منه سُمِّیَ کَعْبُ الحِبْرِ ؛لتَحْسِینِه،قالَه ابنُ سِیدَه، و منه أَیضاً سُمِّیَ المِدادُ حِبْراً لتَحْسِینه الخَطَّ و تَبْیِینِه إِیّاه، نقَلَه الهَرَوِیُّ ،و قد تَقَدَّم.و کُلُّ ما حَسُنَ مِن خَطٍّ أَو کلام أَو شعرٍ فقدْ حُبِرَ حَبْراً و حُبِّرَ .و
16- فی حدیث أَبی موسی: «لو عَلِمْتُ أَنک تَسْمَعُ لقِراءَتِی لحَبَّرْتُها لکَ تَحْبِیراً ». ؛یُرِیدُ تَحْسِینَ الصَّوْتِ .
و حِبْرَهُ ،بالکسر فالسکونِ : أُطُمٌ بالمدینهِ المشرَّفهِ ، صلَّی اللّه علی ساکِنها،و هی للیهودِ فی دار صالح بنِ جعفر.
و حِبْرَهُ بنتُ أَبی ضَیْغَمٍ الشَّاعرهُ :تابِعِیَّهٌ ،و قد ذَکَرَهَا المصنِّف أَیضاً فی ج ب ر،و قال إِنها شاعِرَهٌ تابِعِیَّه.
و اللَّیْثُ بنُ حَبْرَوَیْهِ البُخَارِیُّ (7)الفَرّاءُ، کحَمْدَوَیْهِ :
محدِّثٌ ،کُنْیَتُه أَبو نَصْر،عن یَحْیَی بنِ جعفرٍ البِکَنْدِیِّ ، و طَبَقَتِه،مات سنه 286.
و سُورهُ الأَحْبَارِ :سورهُ المائدهِ ،لقولِه تعالَی فیها:
یَحْکُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ أَسْلَمُوا لِلَّذِینَ هادُوا وَ الرَّبّانِیُّونَ وَ اَلْأَحْبارُ (8)و فی شِعْر جَرِیر:
إِنّ البَعِیثَ و عَبْدَ آلِ مُقَاعِسٍ
لاَ یَقْرآنِ بسُورهِ الأَحْبَارِ (9)
ص:234
أَی لا یَفِیانِ بالعُهُود؛یَعْنِی قولَه[تعالی]: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ (1).
و عن أَبی عَمْرو: الحَبَرْبَرُ :و الحَبْحَبِیُّ : الجَمَلُ الصَّغِیرُ.
و فی التهذِیب فی الخُماسِیِّ : الحَبَرْبَرَهُ ، بهاءٍ:المرأَهُ القَمِیئَهُ المُنافِرَهُ ،و قال:هذه ثُلاثِیَّهُ الأَصل أُلْحِقَتْ بالخُماسِیِّ ،لتَکْرِیرِ بعضِ حُرُوفِهَا.
و أَحمدُ بنُ حَبْرُونَ ،بالفتح:شاعرٌ أَنْدَلُسِیٌّ ،کَتَبَ عنه ابنُ حَزْمٍ .
و شاهٌ مُحَبَّرَهٌ :فی عَیْنَیْها (2)تَحْبِیرٌ مِن سَوادٍ وَ بیاضٍ ،نقلَه الصَّاغانیّ .
و حَبْرَی کسَکْرَی،و حَبْرُونُ کَزیْتُون اسمُ مدینهِ سیِّدنا إِبراهِیمَ الخَلِیل،صلی اللّه علیه و سلّم بالقُرْب من بیت المَقْدِس،و قد دَخلتُهَا،و بها غارٌ یقال له:غارُ حَبْرُونَ ،فیه قَبْرُ إِبراهیمَ ، و إِسحاقَ ،و یعْقُوبَ ،علیهم السّلامُ ،و قد غَلَبَ علی اسْمِها الخَلِیلُ ،فلا تُعْرَفُ إِلاّ به،و قد ذَکَرَ اللُّغَتَیْن فیها یاقُوتٌ و صاحبُ المَرَاصِدِ.قال شیخُنَا:و الأَوْلَی«و زِیْتُونٍ »فالکافُ زائدهٌ ،و مثلُه یَذْکُرُه فی الخُرُوج مِن معْنًی لغیرِه،و لیس کذلک هنا.و رُوِیَ عن کَعْبٍ أَن البناءَ الذی بها مِن بناءٍ سُلَیْمَانَ بنِ داوودَ علیهما السّلامُ .
قلتُ :و قرأْتُ فی کتاب المَقْصُور لأَبی علیٍّ القالِی فی باب ما جاءَ من المَقْصُور علی مثال فِعْلَی بالکسر،و فیه:
و حِبْرَی و عیْنُون (3):القَرْیَتَان اللَّتَانِ أَقْطَعَهما النبیُّ صلی اللّه علیه و سلّم تَمِیماً الدّارِیِّ و أَهلَ بیتِه.
و کَعْبُ الحَبْرِ ،بالفتح و یُکْسَرُ،و لا تَقُل: الأَحبارُ (4):م أَی معروفٌ ،و هو کَعْبُ بنُ ماتِعٍ الحِمْیَرِیُّ ،کُنْیَتُه أَبو إِسحاقَ :تابِعِیٌّ مُخَضْرَمٌ ،أَدْرَکَ النبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم،و ما رآه.مُتَّفَقٌ علی عِلْمِه و تَوْثِیقِهِ ،سَمِعَ عُمَرَ بنَ الخَطّابِ و العَبَادِلَهَ الأَرْبَعَهَ ،و سَکَنَ الشَّأْمَ ،و تُوُفِّیَ سَنَه 32 فی خِلافه سیِّدِنا عُثْمَانَ ،رضیَ اللّه عنه.و قد جاوَزَ المِائَهَ .خَرَّجَ له السِّتَّهُ إِلاّ البُخَارِیَّ .و نُقِلَ عن ابن دُرُسْتَوَیْهِ أَنه قال:رَوَوْا أَنه یقال:
کَعْب الحِبْر -بالکسر-فمَن جَعَلَه وَصْفاً له نَوَّنَ کَعْباً، و مَن جَعَلَه المِدادَ لم ینَوِّن و أَضافَه إِلی الحِبْر .و فی شَرْح نَظْمِ الفَصِیح:الظاهرُ أَنه یقال:کَعْبُ الأَحْبَارِ ؛إِذْ لا مانعَ منه،و الإِضافهُ تَقعُ بأَدْنَی سَبَبٍ ،و السبب هنا قَوِیٌّ ؛سواءٌ جَعَلْنَاه جَمْعاً لِحَبْرٍ ،بمعنی عالِمٍ ،أَو بمعنَی المِدَاد.و قال النَّوَویّ (5)فی شَرْح مُسْلِم:کَعْبُ بنُ ماتِعٍ ،بالمیم و المُثَنّاهِ الفَوْقِیَّهِ بعدَهَا عَیْنٌ .و الأَحْبارُ :العُلماءُ،واحدُهم حَبْرٌ ، بفتح الحاءِ و کسرها،لُغَتَان؛أَی کَعْبُ العُلماءِ.کذا قالَه ابنُ قُتَیْبَهَ و غیرُه.و قال أَبو عُبَیْد:سُمِّیَ کَعْب الأَحْبارِ ؛لکَونِه صاحِبَ کُتُبِ الأَحبارِ ،جَمع حِبْرٍ ،مکسور،و هو ما یُکْتَبُ به.و کان کَعْبٌ مِن علماءِ أَهلِ الکتابِ ،ثم أَسْلَمَ فی زَمَنِ أَبی بکْرٍ أَو عُمَرَ،و تُوُفِّیَ بحِمْصَ سنه 32 فی خلافه عثمانَ ،و کان مِن فُضَلاءِ التّابِعین،رَوَی عنه جُمْلَهٌ مِن الصَّحَابه.و مثلُه فی مَشَارِق عِیاضٍ ،و تَهْذِیب النَّوَوِیِّ ، و مُثَلَّثِ ابنِ السِّید،و نَقَلَ بعضَ ذلک شیخُ مشایخِنا الزُّرقانیّ فی شَرْح المَواهِب.قال شیخُنا.فما قالَه المَجْدُ مِن إِنکاره الأَحبارَ فإِنها دَعْوَی نَفْیٍ غیر مَسْمُوعهٍ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
کان یُقال لابن عَبّاس: الحَبْرُ و البَحْرُ،لعِلْمِه.
و یقال:رجلٌ حِبْرٌ نِبْرٌ.
و قال أَبو عَمْرٍو: الحِبْرُ من النّاس:الدّاهِیَهُ .
و رجلٌ یَحْبُورٌ -یَفْعُولٌ -مِن الحُبُورِ .
و قال أَبو عَمْرٍو: الیَحْبُورُ :النَّاعِمُ مِن الرِّجال (6).و جَمْعُه الیَحابِیرُ .
و حَبَرَه فهو مَحْبُورٌ .
و
16- فی حدیث عبدِ اللّه: «آلُ عِمْرَانَ غِنًی و النِّسَاءُ مَحْبَرَهٌ ».
أَی مَظِنَّهٌ للحُبُورِ و السُّرُور.
ص:235
و الحَبَارُ :هَیْئَهُ الرَّجلِ .عن اللِّحْیَانِیِّ ،حَکَاه عن أَبی صَفْوَانَ ،و به فسّر قوله:
أَلاَ تَرَی حَبَارَ مَنْ یَسْقِیها
قال ابن سِیدَه:و قیل: حَبَارُ هنا اسمُ ناقَهٍ ،قال:و لا یُعْجِبُنِی.
و المُحَبَّرُ :کمُعَظَّمٍ أَیضاً:فَرَسُ ثابِتِ بنِ أَقْرَمَ ،له ذِکْرٌ فی غَزْوَهِ مُؤْتَهَ .
و الحَنْبریت،صَرَّحَ ابن القَطَّاعِ و غیرُه أَنه فَنْعِلیت؛ فموضعُ ذِکْره هنا،و قد ذَکَرَه المصنِّف فی التاءِ بناءً علی أَنه فَنْعلیل،و مَرَّ الکلام هناک،قالَه شیخُنَا.
و بَدَلُ بنُ المُحَبَّرِ -کمُعَظَّمٍ -من شُیُوخِ البُخَارِیّ .
و المُحَبَّرُ بنُ قَحْذَمٍ ،عن هِشَامِ بنِ عُرْوَهَ ،و ابنُه داوودُ بنُ المُحَبَّر ،مُؤَلِّفُ کتابِ العَقْل.
و أَبَانُ بنُ المُخَبَّر،واهٍ .قال ابن ماکُولا:و لیس بین داوودَ و أَبانٍ و بَدَل قَرابَهٌ .
و أَبو علیّ أَحمدُ بنُ محمّدِ بن المحبَّر ،شاعرٌ،حدَّث عنه محمّدُ بنُ عبدِ السمیعِ الواسِطِیُّ .
و مِن المَجَاز:لبِسَ حَبِیرَ الحُبُور ،و اسْتوَی علی سَرِیرِ السُّرُور (1).
و محمّدُ بنُ جامعٍ الحَبّارُ ،یَرْوِی عن عبد العزیزِ بنِ عبد الصَّمدِ.و أَبو عبدِ اللّهِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ الحبّارُ ،شیخُ السَّمْعَانِیِّ :مَنْسُوبانِ إِلی بَیْع الحِبْرِ الذی یُکْتبُ به.
و أَبو الحَسَنِ محمّدُ بنُ علیِّ بنِ عبدِ اللّه بنِ یَعْقُوبَ بنِ إِسماعیل بن عُتْبَه بنِ فَرْقَد السُّلمِیُّ ،الوَرّاقُ الحِبْرِیّ ،ثِقَهٌ ،ذکرَه الخطیبُ فی تاریخ بغداد.
و حِبْرانُ ،بالکسر:جَبَلٌ ،ذکره البَکْرِیٌّ (2).
و حَبِیرٌ ،کأَمِیر:مَوضعٌ بالحِجاز.و الحِبَرِیُّ -إِلی بَیْعِ الحِبَرِ ،و هی البُرُود-سَیْفُ بنُ أَسْلم الکُوفِیُّ ،حدَّث عن الأَعْمَشِ ،صالحُ الحدیثِ .
و الحُسَیْنُ بنُ الحَکمِ الحِبْرِیُّ .
و أَبو بکرٍ محمّدُ بنُ عُثْمَان المُقْرِیءُ الحِبَرِیُّ ، الأَصْبَهانِیُّ ،ترْجَمه الخطیبُ .
و المُحبِّریُّ -بکسر الموحَّدهِ -محمّدُ بنُ حَبِیب، اللغویُّ ،نُسِبَ إِلی کتابٍ أَلَّفه سَمّاه المحبِّرَ .
الحَبْتَرُ ،کجَعْفرٍ:الثَّعْلبُ ،نقله الصَّاغانیُّ .
و الحَبْتَرُ : القَصِیرُ، کالحَبَیْتَرِ کسَفرْجَل،و کذلک الحَفَیْتَر،بالفاءِ،نقلَه الصَّاغانیُّ أَیضاً.
و قَیْسُ بنُ حَبْتَرٍ :تابِعِیٌّ ،تَمِیمِیٌّ (3)نَهْشَلِیٌّ أَسَدِیٌّ ، یَرْوِی عن ابن مَسْعُود و ابنِ عَبّاس،و عنه الکُوفِیُّون.
و الحُبَاتِرُ کعُلابِطٍ :القاطِعُ رَحِمَه ،کالأُباتِرِ.
و الحَبْتَرَهُ :ضُئُولَهُ الجِسْمِ و قِلَّتُه ،عن ابن دُرَیْد (4)، و منه:رَجُلٌ حَبْتَرٌ ،إِذا کان ضَئِیلاً حَقِیراً.
و الحَبْتَرِیُّ هو عائذُ بنُ أَبی ضَبٍّ -و فی بعض نُسَخِ کتاب الثِّقَات:أَبی حَبِیب،و هو تَحْرِیف- الکَلْبِیُّ هکذا فی النُّسَخ.و صَوَابُه:الکَعْبِیُّ ،کما فی ثِقات ابن حِبّانَ .
و طَبَقَاتِ السَّمْعَانِیّ ،مَنْسُوبٌ إِلی حَبْتَر :بطن من خُزاعهَ ، یَرْوِی عن أَبی هُرَیْرَهَ رضیَ اللّه عنه،و عنه أَبو رُشْدِ بنُ القاسِمِ بنِ عُمَیْرٍ.قلتُ :و حَبْتَرٌ هذا هو ابنُ عَدِیِّ بنِ سَلُول بنِ کَعْبِ بنِ عَمْرِو بنِ خُزَاعَه،منهم مِن الصَّحابه:
بُدَیْلُ بنُ سَلَمَهَ بنِ خَلَفِ بنِ عَمْرِو بنِ مقباسِ بنِ حَبْتَرٍ ، یُقال فیه:الخُزاعیُّ الکَعْبِیُّ السَّلُولیُّ الحَبْتَرِیُّ ،ابن أُمّ أَصْرَمَ .
و حَبْتَرٌ :اسمُ رجلٍ قال الرَّاعی:
فأَوْمَأْتُ إِیماءً خَفِیفاً لحَبْتَرٍ
وِ للّهِ عَیْنَا حَبْتَرٍ أَیّمَا فَتَی (5)
ص:236
و قال أَیضاً:
فأَعْجَبَنی من حَبْتَرٍ أَنّ حَبْتَراً
مَضَی غیرَ مَنْکُوبٍ و مُنْصَلَه انْتَضَی (1)
الحِبَجْرُ ،کسِبَطْرٍ،و الحُبَاجِرُ مثلُ عُلابِطٍ ، و المُحْبَجرّ مثلُ مُسْبَکرٍّ -الأَخیرَتَان عن التَّکْمِلَه-:
الغَلِیظُ مِن أَیِّ نوعٍ کان،قالَه أَبو عُبَیْدٍ،و عَیَّنَه غیرُه فقال:
الحِبجَرُ ،کسِبَطْرٍ و دِرْهَم:الوَتَرُ الغَلِیظُ ،قال الرّاجز:
أَرْمِی علَیها و هْی شَیْ ءٌ بُجْرُ
و القَوْسُ فیها وتَرٌ حِبَجْرُ
و هْیَ ثلاثُ أَذْرُعٍ و شِبْرُ
و أَنشد ابنُ سِیدَه قولَ الرّاجز:
یُخْرِجُ منها ذَنَباً حُباجِرَا
قال:و هذا هو الصَّحیح،و أَنشدَه ابنُ الأَعرابیِّ :حُنَاجِرَا -بالنُّون-و لم یُفَسِّره،و الصَّوابُ ما قالَه ابنُ سیدَه.قلتُ :
قد وُجِدَ فی النُّسخ النَّوادِرِ لابنِ الأَعرابیِّ : حُبَاجِرَا ،بالباءِ، و الرَّجَز لرجل مِن بَنِی کِلاَب یَصِفُ الجَرَادَ.
و الحُبْجُرُ و الحُباجِرُ ، کقُنْفُذ و عُلابِط :ذَکَرُ الحُبَارَی الطائرِ المعروفِ ،مَقْلوبَا حُبْرُجٍ و حُبارِجٍ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و التَّحَبْجُرُ :الْتِواءٌ فی الأَمْعَاءِ. و فی التکمله:شبْهُ الْتِواءٍ.
و احْبَجَرَّ ،کاقْشَعَرَّ:انْتَفَخَ غَضَباً، کاحْبَنْجَرَ ،کابْرَنْشَقَ ، فهو مُحْبَجِرٌّ و مُحْبَنْجِرٌ .
و احْبَجَرَّ : الشیءُ و احْبَنْجَرَ : غَلُظ و اشْتَدَّ.
و حَبْجَرَی :ناحیهٌ نَجْدِیَّهٌ بأَکنافِ الشَّرَبَّهِ .
حَبْقُرٌّ -کفَعْلُلٍّ ،أَی بفتح فسکون فضمٍّ فتشدید- ذَکَرُوه فی الأَبنیهِ و لم یُفَسِّروه ؛لأَن الأَقْدَمِین إِنّمَا یَذْکُرون الأَلفاظَ لأَمْثِلَهِ التَّصْرِیف،إِذا لا غَرَضَ لهم فی ذِکْر معانِیها، و معناه البَرَدُ ،محرَّکهً ،و هو حَبُّ الغَمامِ ؛یُقال فی المَثَل:«هو أَبْرَدُ مِن حَبْقُرٍّ »و یُقال أَیضاً:«أَبْرَدُ مِن عَبْقُرٍّ » -بالعین بدل الحاءِ-و کذا«أَبْرَدُ مِن عَضْرَس».أَوردَالثلاثه الأَزْهَرِیُّ فی التَّهْذِیب، و أَصلُه حَبُّ قُرٍّ ،کأَنَّهُمَا کلمتانِ جُعِلَتَا واحداً،کذا ذکره الجوهریُّ فی عبقر،و ذَکر هناک حبقر استطراداً،کما عکَسَه المصنِّف هنا. و القُرُّ:
البَرْدُ فالکلمه مَنْحُوتَهٌ ،و حیث إِنها منحوتهٌ فذِکْرُها فی الأَبنیه غیرُ مناسب،کما لا یَخْفَی و الدَّلِیلُ علی ما ذَکَرْتُه أَن أَبا عَمْرِو بنَ العَلاءِ المُقْرِیءَ النَّحْوِیَّ اللغویّ الضَّریرَ (2)یَرْوِیه أَی المثَلَ :« أَبْرَدُ مِن عَبِّ قُرٍّ»،و العَبُّ :اسمٌ للبَرَدِ ،و قد ذَهَلَ عن ذِکْره فی موضعه،فعلی هذا کلٌّ مِن الکلمتَیْن لفظٌ مستقلٌّ ،و وَزْنٌ خاصُّ ،و ذَکَره الإِمامُ أَبو حَیّان فی شرح التَّسْهیل،و فَسَّرَه بأَنه اسم عَلَم علی موضع معروف للعَرَب،کعَبْقَرٍ،و أَشار إِلیه فی الارتشاف،و ذَکَره قبلَه ابنُ عُصْفُورٍ فی المُمْتِعِ .قالَه شیخُنَا.
الحَبَوْکَرُ -کغَضَنْفَرٍ ،وَزْنُه به لا یخلُو عن تَأَمُّل،قالَه شیخُنا؛أَی أَن الأَوْلَی أَن یکون کقَبَعْثَرٍ،لاتِّحاد الحُکْم،کما سیأْتی-: رَمْلٌ یَضِلُّ فیه السّالِکُ .
و منه: الحَبَوْکَرُ بمعنی الدّاهیَهِ ، کالحَبَوْکَرَی بالأَلِف، و حَبَوْکَرَی بلا لامٍ ،و حَبَوْکَر أَیضاً بلا لامٍ ،نقلَه الفَرّاءُ، و أُمِّ حَبَوْکَرٍ ،و أُمِّ حَبَوْکَرَی ،و أُمِّ حبَوْکَرَانَ . و فی الصّحاح:
أُمُّ حَبَوْکَرَی (3)هی أَعظمُ الدَّواهِی،و أَنشدَ لعَمْرو بن أَحمَرَ الباهلیِّ :
فلمّا غَسَا لَیْلِی و أَیْقَنْتُ أَنهَا
هی الأُرَبَی جاءَتْ بأُمِّ حَبَوْکَرَی
ثم قال:و الأَلفُ زائدهٌ بُنِیَ الاسم علیها؛لأَنک تقول للأُنثی: حَبَوْکَرَاهٌ ،و کلُّ أَلف للتأْنیث لا یَصحُّ دُخُولُ هاءِ التأْنیث علیها،و لیْستْ أَیضاً للإِلحاق؛لأَنه لیس له مِثالٌ من الأُصول فیُلْحَق به.قال شیخُنا:و هو کلامٌ غیرُ مُعْتَدٍّ به، و قد صَرَّحُوا أَنه لا ثالثَ لأَلِفَیِ التأْنِیث أَو الإِلْحَاق،و لا تُبْنَی الکلمهُ علی ما لیس منهما.و قولُه:کلُّ أَلفٍ للتأْنیث لا یَصِحُّ دُخولُ الهاءِ علیها کلام صحیحٌ ،و قاعدهٌ تامَّهٌ ؛إِلاّ أَن الأَلف هنا:مَن قال هی للتأْنیث أَنْکَرَ دُخُولَ الهاءِ،و مَن
ص:237
أَدْخَلَ الهاءَ قال هی للإِلحاق،و دَعْوَی أَنه لیس له مِثالٌ مِن الأُصُول مرْدُودَهٌ ؛لأَن الأُصولَ شائعهٌ ،و غیرها (1)،و غایتُه أَن یکون کقَبَعْثَرَی،و حُکْمُهَا مثلُها،و من العَجِیب أَن المصنِّف اعْتَنَی بمثل هذا الکلام،و تَعَقَّبَه فی الحُبَارَی،و أَقَرّه هنا علی ما هو علیه؛غَفْلَهً و تَقْصیراً.
و الحَبَوْکَرُ : الضَّخْمُ المُجْتَمِعُ الخَلْق ،یقال:جمَلٌ حَبَوْکَرٌ و حَبَوْکَرَی ،عن اللیْث، کالحُبَاکِرِیِّ ،بالضمّ .
و الحَبَوْکَرُ : الرَّجلُ المُتَقَارِبُ الخَطْوِ القَضِیفُ ،أَی النحِیفُ ، ج حَبَاکِرُ .
و حَبْکَرَه -أَی المالَ - حَبْکَرَهً : جَمَعَه وَ رَدَّ أَطرافَ ما انْتَثَرَ (2)منه،کدَمْکَلَه (3)،و کَمْهَلَه،و حَبْحَبَه،و زَمْزَمَه، و صَرْصَرَه،و کَرْکَرَه،و کَبْکَبَه.کذا فی النوَادِر.
و فیه أَیضاً:یقال: تَحَبْکَرَ الرجلُ فی طریقِه،إِذا تَحَیّرَ.
و الحَبَوْکَرَی :المَعْرَکَهُ بعد انقضاءِ الحَرْب ،و لو قال:
مَعْرَکَهُ الحربِ بعدَ انقضائها کان أَحسنَ .
و الحَبَوْکَرَی : الصَّبیُّ الصغیرُ.
و مِن أَمثالهم:«وَقَعُوا فی أُمِّ حَبَوْکَرٍ ».
و یقال:مَرَرْتُ علی حَبَوْکَرَی مِن النّاس،أَی جماعاتٍ من أُمَم شَتَّی.کذا فی اللسان،و فی التکْمِلَه:مِن أمْکُنٍ شَتَّی.
الحَتْرُ :الإِحکامُ و الشَّدُّ، کالإِحْتارِ و قد حَتَرَ الشیْ ءَ یَحْتِرُه :و أَحْتَرَه :أَحْکَمه.و حَتَرَ العُقْدَهَ :أَحْکَمَ عَقْدَها.و کلُّ شَدٍّ حَتْرٌ .و فی التهْذیب: أَحْتَرْت العُقْدَهَ إِحْتاراً ،إِذا أَحْکَمْتَها،فهی مُحْتَرَهٌ ،و بینهم عَقْدٌ مُحْتَرٌ :قد اسْتُوثقَ منه.قال لَبید:
و بالسَّفْح من شَرْقِیِّ سَلْمَی مُحَارِبٌ
شُجَاعٌ و ذُو عَقْدٍ مِن القومِ مُحْتَرِ
و استعاره أَبو کَبِیر للدَّیْن،فقال:
هابُوا لقَومِهم السَّلامَ کأَنَّهمْ
لمّا أُصِیبُوا أَهْلُ دَیْنٍ مُحْتَرِ
و الحَتْرُ : تَحْدِیدُ النَّظَرِ. و قد حَتَرَه حَتْراً ،إِذا أَحَدَّ النَّظَرَ إِلیه.
و الحَتْرُ : التَّقْتِیرُ فی الإِنفاقِ ، کالحُتُورِ ،بالضمّ ،یقال:
حَتَرَ أَهْلَه حَتْراً و حُتُوراً :قتَّرَ علیهم النَّفَقَه،و ضیَّقَ علیهم، و مَنَعَهم،قال الشَّنْفَرَی:
و أُمِّ عِیالٍ قد شَهِدْتُ تَقُوتُهم
إِذا حَتَرَتْهُم أَتْفَهَتْ و أَقَلّتِ (4)
و أَنشدَه ابنُ بَرّیّ هکذا:
إِذا أَطْعَمَتْهُم أَحْتَرَتْ و أَقَلّتِ (5)
و الحَتْرُ : الأَکْلُ الشَّدِیدُ. و ما حَتَرَ شیئاً؛أَی ما أَکَلَ شیئاً.
و الحَتْرُ : الإِعطاءُ،أَو تَقْلِیلُه.
و الحَتْرُ : الإِطعامُ ، کالإِحتارِ ،یقال: حَتَرَ الرَّجلَ حَتْراً :
أَعطاه،و أَطْعَمه،و قیل:قَلَّلَ عَطاءَه،أَو إِطعامَه.و حَتَرَ له شیئاً:أَعطاهَ یَسیراً،و ما حتَرَه شیئاً؛أَی ما أَعطاه قلیلاً و لا کثیراً.
و أَحْتَرَ الرجلُ :قَلَّ عَطَاؤُه.و أَحْتَرَ :قَلَّ خَیْرُه،حَکَاه أَبو زَیْد،و أَنشد:
إِذا ما کُنْتَ مُلْتَمِساً أَیَامَی
فَنکِّبْ کُلَّ مُحْتِرَهٍ صَنَاعِ
أَی تَنَکَّبْ .
و رَوَی الأَصمعیُّ عن أَبی زَیْدٍ: حَتَرْتُ له شیئاً.بغیر أَلفٍ ،فإِذا قال:أَقَلَّ الرجلُ و أَحْتَرَ ،قاله بالأَلف.
ص:238
قال:و أَخْبَرَنِی الأَیادیُّ عن شَمِرٍ؟؟؟ الحاتِرُ :المُعْطِی، و أَنشَدَ:
إِذ لا تَبِضّ إِلی التَّرا
ئِکِ و الضَّرائِکِ کَفُّ حاتِرْ
قال:و حَتَرْتُ :أَعْطَیْتُ .
و أَحْتَرَ علینا رِزْقَنا،أَی أَقَلَّه و حَبَسَه.
و قال الفَرّاءُ: حَتَرَه ،إِذا کَساه و أَعْطَاه.
و قال الفَرّاءُ: المُحْتِرُ من الرِّجال:الذی لا یُعْطِی خَیْراً، و لا یُفْضِلُ علی أَحدٍ؛إِنما هو کَفَافٌ بکَفَاف لاَ یَنْفَلِت منه شیْ ءٌ.
آتِی الکُلِّ یَحْتُرُ ،بالضمِّ و یَحْتِرُ ،بالکسر.
و الحَتْرُ : ما ارتفعَ مِن الأَرض و طالَ ،و یُکْسَرُ ،و هذه عن الصَّاغانیِّ .
و الحَتْرُ : الشیْ ءُ القلیلُ ،کالحَقْرِ،یقال:کان عَطَاؤُکَ إِیّاه حَتْراً حَقْراً؛أَی قلیلاً،و قال رُؤْبَهُ :
إِلاّ قلیلاً مِن قلیلٍ حَتْرِ
کالحُتْرَهِ ،بالضمِّ .
و الحَتْرُ : ذَکَرُ الثَّعْلَبِ ،قال الأَزهَرِیُّ :لم أَسمع الحَتْرَ بهذا المعنَی لغیر اللَّیْث،و هو مُنْکَرٌ.قلْتُ :و لعلَّه تَصَحَّفَ علی اللَّیث فی قولهم:الحُبَارَی أُنْثَی الحَبْر،فجَعَلَه حَتْراً ، بالمُثَنّاه،فتأَمَّلْ .
و الحِتْرُ ، بالکسر:ما یُوصَلُ بأَسفلِ الخِباءِ إِذا ارتفَعَ مِن -و فی بعض الأُصُول (1)عن- الأَرضِ وَ قَلَصَ (2)لیکونَ سِتْراً، کالحُتْرَهِ ،بالضمِّ ،و الحِتَارِ (3)،بالکسر.
و الحِتْرُ : العَطِیَّهُ الیَسِیرَهُ ؛اسمٌ مِن حَتَرَ ،و بالفتح المَصْدَرُ.قال الأَعْلَمُ الهُذَلِیُّ :
إِذا النَّفَسَاءُ لمْ تُخَرَّسْ ببِکْرِهَا
غُلاَماً و لم یُسْکَتْ بحِتْرٍ فَطِیمُها
و الحِتْرُ : أَن تَأْخُذَ للبَیتِ حِتَاراً أَو حُتْرَهً ،و قَدْ حَتَرَ البیتَ .
و الحِتَارُ (4)من کلِّ شیْ ءٍ:کِفَافُه،و حَرْفُه،و ما اسْتَدارَ به و أَحَاطَ ، کحِتَارِ الأُذُنِ ،و هو کِفَافُ حُرُوفِ غَراضِیفِها.
و الحِتَارُ : حَلْقَهُ الدُّبُرِ و أَطْرَافُ جِلْدَتِها،و هو مُلْتَقَی الجِلْدَهِ الظّاهرهِ و أَطْرافِ الخَوْرانِ .و قیل:هی حُرُوفُ الدُّبُرِ.و أَراد أَعرابیٌّ امرأَتَه فقالت:إِنِّی حائضٌ ،قال:فأَینَ الهَنَهُ الأُخرَی ؟فقالت له:اتَّقِ اللّه،فقالَ :
کلاّ و رَبِّ البیتِ ذی الأَسْتارِ
لأَهْتِکَنَّ حَلَقَ الحِتَارِ
قد یُؤْخَذُ الجارُ بجُرْمِ الجارِ
أَو الحِتَار : ما بینَه و بینَ القُبُلِ أَو هو الخَطُّ بین الخُصْیَیْن.
و قال اللَّیْثُ الحِتَارُ :ما اسْتَدَارَ بالعَیْنِ مِن رَیْق الجَفْنِ مِن باطنٍ ،و هو بفتح الرّاءِ کما فی نُسختنا و غالبِ الأُصُولِ ، و فی بعض النُّسخ بکسر الزَّایِ (5).و قیل حِتَارُ العَیْنِ :
حُرُوف أَجْفَانِها التی تَلْتَقِی عند التَّغْمیضِ .
و الحِتَارُ : شیْ ءٌ فی أَقْصَی فَمِ البَعِیرِ،کنَاب و لیس بنَابٍ ،بل هو لَحْمٌ .
و الحِتَارُ :مَعْقِدُ الطُّنُبِ فی الطَّرِیقهِ ،و هو حبْلٌ یُشَدُّ فی أَعْراضِ المَظَالِّ ،تُشَدُّ إِلیه الأَطْنَابُ ،و الجمعُ من ذلک حُتُرٌ .و رَوَی الأَزهریّ عن الأَصمعیِّ ،قال: الحُتُرُ :أَکِفَّهُ الشِّقَاقِ ،کلُّ واحدٍ منها حِتَار ؛یَعْنِی شِقَاقَ البَیتِ .
و حِتَارُ الظُّفُرِ:ما یُحِیطُ به من اللَّحْم.
و کذلک حِتَارُ الغِرْبَالِ و المُنْخُلِ .
و الحُتْرَهُ ،بالضمِّ :مُجْتَمَعُ الشِّدْقَیْنِ .
و الحُتْرَهُ : الوَکِیرَهُ ،و هو الطَّعَامُ الذی یُتَّخَذُ للبِنَاءِ (6)فی البیتِ ،کما سیأْتی کالحَتِیرَهِ ،و هذه عن کُراع،و قال
ص:239
الأَزهریُّ :و أَنا واقِفٌ فی هذا الحَرْفِ .و بعضُهُم یقول:
حَثِیرَهٌ ،و سیأْتی.
و الحُتْرَهُ : مَوْضِعُ قَصِّ الشَّارب.
و الحَتْرَهُ ، بالفتح:الرَّضْعَهُ الواحدهُ .
و مِن ذلک: المَحْتُورُ ،و هو الذی یَرْضَعُ شیئاً قلیلاً للجَدْب،و قِلَّهِ اللَّبَنِ ،فیَقْنَعُ بحَتْرَه أَو حَتْرَتَیْن .
و المُحَتِّرُ :المُقَتِّرُ علی عِیَالِه فی الرِّزق،هکذا فی النُّسَخ بالتشدید (1)،و کأَنَّه لمُنَاسَبَهِ مَا بَعْدَه.و الصَّوابُ :
و المُحْتِرُ ،أَی کمُحْسِنٍ ،و هو الذی یُفَوِّتُ علی القوم طعامَهم.
و مَا حَتَرْتُ الیومَ شیئاً:ما ذُقْتُ أَو ما أَکَلْتُ ،کما تَقَدَّم.
و قد حَتَّرَ لهم تَحْتِیراً :اتَّخَذَ لهم حَتِیرَهً ،أَی وَکِیرَهً ، و یقال: حَتِّرْ لنا،أَی وَکِّرْ لنا.
و حَتَّرَ البیتَ تَحْتِیراً : جَعَلَ لَهُ حِتْراً ،بالکسر.أَو حُتْرَهً .
و أَبو عبدِ اللّه الحُتْرِیّ -بالضمّ -رَوَی عنه محمّد بنُ عبدِ الملِکِ الوَزِیرُ.قاله ابن ماکُولا.
حَثِرَ الجِلْدُ،کفَرِحَ :بَثِرَ و تَحَبَّبَ ،قال الرَّاجز:
رَأَتْه شَیْخاً حَثِرَ المَلامِحِ
المَلامحُ (2):ما حَوْلَ الفَمِ .
و حَثِرَتِ العَیْنُ تَحْثَرُ : خَرَجَ فی أَجْفَانِهَا حَبٌّ حُمْرٌ کالبَثَرَات،هکذا فی نُسختنا،و فی نُسخه شیخِنا:حَمْرَاءُ، قال:و لعلَّ الصّوابَ أَحمرُ (3)،کما عَبَّر به الجوهریُّ ،إِلاَّ أَن یُرادَ بالحَبّ جمعُ حبَّهٍ ؛فیکون اسم جِنْسٍ جَمْعِیًّا یجوزُ فیه التذکیرُ و التأْنیثُ ، أَو غَلُظَتْ أَجفانُها مِن رَمَدٍ. و نَصُّ عِبارَه المُحْکَم:مِن رَمَص.
و حَثِرَ الشَّیْ ءُ:غَلُظَ و ضَخُمَ و خَشُنَ .
و حَثِرَ العَسَلُ حَثَراً : تَحَبَّبَ لیَفْسُدَ ،و هو عَسَلٌ حاثِرٌ و حَثرٌ .و حَثِرَ الدِّبْسُ :خَثُرَ و تَحَبَّبَ .
و حَثِرَ الشیْ ءُ حثَراً ،فهو حَثِرٌ و حَثْرٌ : اتَّسَعَ .
و الحَثَرُ ،محرَّکَهً :العَکَرُ مِن الحَدِید.
و الحَثَرُ : البَرِیرُ ،و هو ثَمَرُ الأَراکِ ،و کذلک العَقَشُ و الجَهَاضُ و الکَبَاثُ و المَرْدُ (4).
و الحَثَرُ مِن العِنَب:ما لا یُونِعُ ،مِثلُه فی التَّکْمِلَه،و فی بعض الأُصول الجَیِّده ما لم یُونع، و هو حامِضٌ صُلْبٌ لم یُشْکِلْ و لم یَتَمَوَّه،حَکاه بنُ شُمَیْل.
و الحَثَرُ : حَبُّ العُنْقُودِ إِذا تَبَیَّنَ ،و هذه عن أَبی حنیفهَ .
و الحَثَرُ : نَوْعٌ مِن الجِبَأَهِ ؛کأَنَّه تُرَابٌ مجموعٌ ،فإِذا قُلِعَ و أُزیلَ رَأَیتَ الرَّمْلَ تحتَهَا ،کذا فی النُّسَخ،و الصَّواب:
تحتَه،و فی التَّکْمِلَه:حولَهَا (5)،و الضمیر عنده راجعٌ إِلی الحَثَرَه فی أَوَّل الکلام. الواحدهُ حَثَرَهٌ . قد خالَف هنا اصطلاحَه:و هی بهاءٍ،فلْیُتَفَطَّنْ .
و حُثَارَهُ التِّبْن ،بالضمّ : حُثَالَتُه ،أَی حُطَامُه،و هو لغهٌ فیه.قال ابن سِیدَه:و لیس بثَبتٍ . و الحَوْثَرَهُ :حَشَفَهُ الإِنسان ،أَی رَأْسُ ذَکَرِه.
و الحَثِیرَهُ :الوَکِیرَهُ ،أَوْرَدَه الأَزهریُّ فی ح ت ر،و تقدَّم الکلام علیه،قال:و بعضُهم یقول: حَثِیرَه .
و بَنُو حَوْثَرَهَ :بَطْنٌ مِن عَبْدِ القَیْس ،و هو رَبیعهُ بنُ عَوف بن عَمْرو بن بکْر بن عَوف بن أَنْمار بن وَدِیعهَ (6)بن لُکَیْز بن أَفْصَی بن عبدِ القَیْسِ ،و یقال لهم:
الحَوَاثِرُ ،و هم الذین ذَکَرَهم المُتَلمِّسُ بقوله:
لن یَرْحَضَ السَّوْآتِ عن أَحْسابِکمْ
نَعَمُ الحَوَاثرِ إِذ تُساقُ لمَعْبَدِ
قال ابن بَرِّیٍّ :و مَعْبَدٌ هو أَخو طَرَفَهَ ،و کان عَمْرُو بنُ هِنْد لمّا قَتَلَ طَرفَهَ وَدَاهُ بنَعَمٍ أَصابَهَا مِن الحَوَاثِرِ ،و سِیقَتْ إِلی مَعْبَد.قلتُ :قاتِلُ طَرَفَهَ هو أَبو رِیشَهَ الحَوْثَرِیُّ کما صَرَّحَ به أَئِمَّهُ السِّیَرِ،فلْیُنْظَرْ هذا مع قول ابن بَرِّیٍّ .قال ابنُ
ص:240
الکَلْبِیِّ :و کان مِن حَدِیثه-أَی ربیعهَ بنِ عَوْف-أَن امرأَهَ أَتَتْه بعُسٍّ مِن لَبَن فاستامَتْ فیه سِیمَهً غالِیَهً ،فقال لها:لو وَضَعْتُ فیه حَوْثَرَتِی لمَلأَتْه،فسُمِّیَ حَوْثَرَهَ .و قال المَدائِنِیُّ :
سُمِّیَ حَوْثَرَهَ لطَرْفَهٍ به،أَی جُنُونٍ ؛ذَکَرُوا أَنه کان یَسْقِی غَرْسَه نهاراً وَ یَقْلَعُه لیلاً.و منهم غَیْلاَنُ بنُ عمرٍو الشاعرُ.
و قال الذَّهَبِیُّ : عبدُ المُؤْمِنِ بنُ أَحمدَ بنِ حَوْثَرَهَ الحَوْثَرِیُّ ،إِلی جَدِّه، الجُرْجَانِیُّ . و فی سِیَاق الحافِظِ :
عبدُ المؤمنِ بنُ محمّدِ بنِ أَحمدَ-: محدِّثٌ مِن مَشْیَخَه ابنِ عَدِیٍّ ،جَلِیلُ الشَّأْنِ ،و أَخُوه منصورُ[بنُ ]محمّدِ بنِ أَحمدَ الحَوْثَرِیُّ ،رَوَی عنه ابنُ عَدِیٍّ أَیضاً.
و یقال: أَحْثَرَ النَّخْلُ إِذا تَشَقَّقَ طَلْعُه،و کان حَبُّه کالحَثَرات الصِّغارِ ،أَی البَثَرَاتِ قبل أَن تَصِیر حَصَلاً -محرَّکَهً -و هو الاصْفِرارُ،کما سیأْتی.
و عن ابن الأَعرابیِّ : حَثَّرَ الدَّواءَ تَحْثِیراً :حَبَّبَه.
و حَثِرَ ،إِذا تَحَبَّبَ .قال الأَزهریُّ الدَّواءُ إِذا بُلَّ و عُجِنَ فلم یَجتمع و تَنَاثَرَ،فهو حَثِرٌ .
*و مّما یُستدرک علیه:
الحَثَرَهُ (1):انْسِلاقُ العَیْنِ .و تَصْغِیرُها حُثَیْرَهٌ .
و طَعامٌ حَثِرٌ :مُنْتَثِرٌ لا خَیرَ (2)فیه،إِذا جُمِعَ بالماءِ انْتَثَرَ مِن نواحِیه.
و فُؤادٌ حَثِرٌ :لا یَعِی شیئاً.
و أُذُنٌ حَثِرَهٌ ،إِذا لم تَسمع سَمَاعاً جَیِّداً.
و لِسانٌ حَثِرٌ :لا یَجِدُ طَعْمَ الطَّعامِ .
و حَثَرَهُ الغَضَا:ثَمَرَهٌ تَخْرُجُ فیه أَیامَ الصَّفَرِیَّهِ ،تَسْمَنُ علیها الإِبلُ ،و تُلْبِن.
وَ حَثَرَهُ الکَرْمِ :زَمَعَتُه بعدَ الإِکْماخِ .
و الحَثَرُ :حَبُّ العِنَبِ ،و ذلک بعدَ البَرَمِ ،حین یَصِیرُ کالجُلْجُلانِ .
و الحَثَرُ :نَوْرُ العِنَبِ ،عن کُراع.و حَوْثرَهُ بنُ سُهَیْلِ بنِ عَجْلاَنَ الباهِلِیُّ ،کان أَمِیرَ مِصرَ لمَرْوانَ .
و رَجلٌ مُحْثَرُ الأَنْفِ ،کمُکْرَم:ضَخْمُه.
و قد حَثِرَ أَنْفُه.
الحُثْفُرُ -بالضمِّ -أَهملَه الجوهریُّ ،و قال ابن الأَعرابیِّ :هو ثُفْلُ الدُّهْنِ و غیرِه فی القَارُورَهِ ،کالحُثْفُلِ .
و من ذلک: الحُثْفُرُ : سَقَطُ المالِ و رُذَاله مما لا یُنتَفع به.
و یُقال: أَخذْتُ بحَثافِیرِ الأَمْرِ،أَی بآخِرِه أَو سائِرِه، کحَذافِیرِه و حَزَامِیره.
و الحُثْفُرَهُ ،بالضمِّ :خُثُورَهٌ وَ قَذًی یَبْقَی فی أَسفَلِ الجَرَّهِ ،و هو الثُّفْلُ بعَیْنِه،کما هو ظاهرٌ.
الحجْرُ ،مُثَلَّثَهً :المَنْعُ مِن التَّصَرُّفِ .و حَجَرَ علیه القاضِی یَحْجُرُ حَجْراً ،إِذا مَنَعَه مِن التَّصَرُّف فی مالِه.
و
17- فی حدیث عائشهَ و ابنِ الزُّبَیْرِ: «لقد هَمَمْتُ أَن أَحْجُر علیها». ؛أَی أَمنَعَ .قال ابن الأَثِیر:و منه حَجْرُ القاضِی علی الصَّغِیرِ و السَّفِیهِ ،إِذا مَنَعَهُما من التصرُّفِ فی مالهما، و الضَّمَّهُ و الکسرهُ فیه لُغَتَانِ ، کالحُجْرانِ ،بالضمِّ و الکسرِ.
قال ابن سِیدَه: حَجَرَ علیه یَحْجُرُ حَجْراً و حُجْراً و حِجْراً و حُجْرَاناً و حِجْرَاناً .مَنَعَ منه.
و لا حُجْرَ عنه،لا مَنْعَ و لا دَفْعَ .
و الحجْرُ :بالفتحِ و الکسرِ: حِضْنُ الإِنسانِ . صَرَّحَ باللُّغَتَیْن الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساس،و ابن سِیدَه فی المُحْکَم (3)،جَمْعُه حُجُور .و فی سُوره النِّساءِ: فِی حُجُورِکُمْ مِنْ نِسائِکُمُ (4)و
17- فی حدیث عائشهَ رضی اللّه عنها: «هی الیتیمهُ تکونُ فی حَجْرِ وَلِیِّها».
و الحجْرُ ،بالضمِّ و الکسرِ و الفتحِ : الحَرَامُ ،و الکسرُ أَفْصَحُ ، وَ حَرْثٌ حِجْرٌ (5)أَی حَرامٌ ،قُرِیءَ بهنّ .
وَ یَقُولُونَ : حِجْراً مَحْجُوراً ،أَی حَراماً مُحَرَّماً، کالمَحْجِرِ
ص:241
و الحاجُورِ قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْر الهِلالِیُّ :
فهَمَمْتُ أَنْ أَغْشَی إِلیهَا مَحْجِراً
و لَمِثْلُهَا یُغْشَی إِلیه المَحْجِرُ
یقول:لَمِثْلُها یُؤْتَی إِلیه الحَرَامُ .و رَوَی الأَزهریُّ عن الصَّیْدَاوِیِّ أَنه سَمِعَ عبویه یقولُ : المَحْجَرُ ،بفتحِ الجیمِ :
الحُرْمهُ ،و أَنشد یقول:
و هَمَمْتُ أَن أَغْشَی إِلیها مَحْجَراً
و قال سِیبویهِ :و یقولُ الرجلُ للرجلِ :أَ تفعلُ کذا و کذا یا فلانُ ،فیقول: حُجْراً ،أَی ستْراً و براءَهً مِن هذا الأَمرِ، و هو راجعٌ إِلی معنَی التَّحْرِیمِ و الحُرْمهِ ،قال اللَّیْث:کان الرجلُ فی الجاهلیَّه یَلْقَی الرجلَ یَخافُه فی الشَّهر الحرامِ ، فیقول: حُجْراً محْجُوراً ؛أَی حَرامٌ مُحرَّم علیکَ فی هذا الشهر،فلا یَبْدؤُه (1)منه شَرٌّ.قال:فإِذا کان یوم القِیامهِ رَأَی المشرِکون ملائکهَ العذابِ ،فقالوا: حِجْراً مَحْجُوراً (2)و ظَنُّوا أَن ذلک یَنفعُهم،کفِعْلِهم فی الدنیا،و أَنشد:
حتَّی دَعونا بأَرْحامٍ لنا سلَفَتْ
و قال قائِلُهُم:إِنِّی بحاجُورِ
یَعنِی بمعَاذ،یقول:أَنا مُتَمسِّکٌ (3)بما یُعِیذُنی منکَ ، و یَحْجُرکَ عنِّی.قال:و علی قیاسه العاثُورُ و هو المَتْلَفُ .قال الأَزهریُّ :أَمّا ما قاله اللَّیْث من تفسیر قولِه[جلّ و عزّ]:
وَ یَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً إِنه مِن قول المُشرِکین للملائکه یومَ القیامهِ فإِن أَهلَ التفسیرِ الذین (4)یُعْتَمَدُون،مثل ابنِ عبّاس و أَصحابِه فَسَّرُوه علی غیر ما فَسَّره اللَّیْثُ ،قال ابن عبّاس:
هذا کلُّه مِن قول الملائکهِ ؛قالوا للمُشْرِکین: حِجْراً مَحْجُوراً ،أَی حُجِرَتْ علیکم البُشْرَی فلا تُبَشَّرُون بخَیر.
و رُوِیَ عن أَبی حاتمٍ فی قوله[تعالی]: وَ یَقُولُونَ حِجْراً تَمَّ الکلامُ .قال الحَسَنُ (5):هذا مِن قول المُجْرِمین،فقال اللّه: مَحْجُوراً ،علیهم أَن یُعاذُوا (6)،کما کانوا یُعاذُون فی الدنیا 6؛ فحَجَرَ اللّهُ علیهم ذلک یومَ القِیامَهِ .قال أَبوحاتمٍ :و قال أَحمدُ اللُّؤْلُئیّ :بَلَغَنِی عن ابن عَبّاس أَنه قال:
هذا کلُّه من قول الملائکه.قال الأَزهریُّ :و هذا أَشْبَهُ بنَظْمِ القرآنِ المُنَزَّلِ بلسانِ العرب،و أَحْرَی أَن یکون قوله [تعالی]: حِجْراً مَحْجُوراً کلاماً واحداً-لا کلامَیْن- مع إِضمار کلامٍ لا دلیلَ علیه.
و الحَجْرُ ، بالفتح:نَقَا الرَّمْلِ .
و الحَجْرُ : مَحْجِرُ العَیْنِ ،و هو ما دارَ بها،و شاهِدُه قولُ الأَخْطَلِ الآتِی فی المُسْتَدرکات.
و حَجْر ،بلا لام: قَصَبهٌ بالیمامهِ مُذَکَّر مصروف،و قد یُؤَنَّثُ و لا یُصْرفُ ؛کامرأَهٍ اسمُها سَهْل.و قیل هی سُوقُها، و فی المراصد:مدِینَتُها و أُمُّ قُراها،و أَصلها لِحنِیفَهَ ،و لکلِّ قوم فیها (7)خِطَّه،کالبصْرهِ و الکُوفَهِ .
و حَجْر : ع بدِیار بنِی عُقَیْلٍ یقال له: حَجْرُ الرّاشِدِ (8)، و هو قَرْن ظَلِیلٌ أَسفلُه کالعمُودِ،و أَعلاه مُنْتَشِرٌ.
و حَجْرٌ : وادٍ بینَ بلادِ عُذْرهَ و غَطفَانَ .
و حَجْرٌ : ه لبنِی سُلَیْمٍ یقال لها: حَجْرُ بنِی سُلَیْمٍ ، و یُکْسرُ فی هذه.
و حَجْرٌ : جَبلٌ أَیضاً ببلاد غَطَفَانَ .
و حَجْرٌ : ع بالیَمن ،و هو غیر حُجْر ،بالضمّ .و سیأْتی.
و حَجْرٌ : ع به وَقْعهٌ بین دَوْسٍ و کِنَانهَ .
و حَجْرٌ : جَمْعُ حَجْرَهٍ ،للنّاحِیه کجَمْرٍ و جَمْرهٍ ، کالحَجَرَات ،محرَّکهً علی القیاس، و الحَوَاجِرِ ،فیما أَنشده ثعلبٌ :
سَقَانَا فلم نَهْجَا مِن الجُوعِ نَقْرَهً
سَمَاراً کإِبْطِ الذِّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهْ
قال ابن سِیدَه:و لم یُفَسِّره،و عندی أَنه جَمعُ حَجْرَهٍ التی هی الناحیهُ ،علی غیر قِیاسٍ ،و له نظائرُ.و حَجْرَتَا العَسْکَرِ:ناحِیَتاه مِن المَیْمَنَهِ و المَیْسَرَهِ ،و قال:
إِذا اجْتَمَعُوا فَضَضْنَا حَجْرَتیْهمْ
و نَجْمَعُهمْ إِذَا کانوا بَدَادِ
ص:242
و
16- فی الحدیث: «للنِّساءِ حَجْرَتَا الطَّرِیقِ . أَی ناحِیَتاه».
و حَجْرَهُ القَومِ :ناحیهُ دارِهم.و فی المثل:«فلانٌ یَرْعَی وَسَطاً،و یَرْبِضُ حَجْرَهً »،أَی ناحیهً ،و قال ابن بَرِّیّ یُضْرَبُ فی الرَّجل یکونُ وَسَطَ القَومِ ،إِذا کانوا فی خَیْر،و إِذا صاروا إِلی شَرٍّ تَرَکَهم و رَبَضَ ناحیهً ،قال:و یقال إِن هذا المَثَلَ لعَیْلانَ بنِ مُضَرَ.و
17- فی حدیث أَبی الدَّرْدَاءِ: «رأَیْتُ رجلاً یَسیرُ حَجْرَهً ». ؛أَی ناحیهً مُنْفَرِداً.و
1- فی حدیث علیٍّ رضیَ اللّه عنه: الحُکْمُ للّه:
و دَعْ عنْکَ نَهْباً صِیحَ فی حَجَرَاتِه .
مَثَلٌ یُضْرَبُ فی مَن ذَهَبَ مِن ماله شیءٌ،ثم ذَهَبَ بعده ما هو أَجَلُّ منه،و هو صَدْرُ بیتٍ لامریءِ القَیْسِ :
فدَعْ عَنکَ نَهْباً صِیحَ فی حَجَراتِه
و لکنْ حَدِیثاً ما حَدِیثُ الرَّوَاحِلِ (1)
أَی دَع النَّهْبَ الذی نُهِبَ (2)مِن نَوَاحِیک،و حَدِّثْنِی حدیثَ الرَّواحلِ وَ هی الإِبلُ التی ذَهبْتَ بها-ما فَعَلت:
و حَجْرٌ :ثلاثُ قَبَائِلَ :
الأُولَی: حَجْرُ ذِی رُعَیْنٍ -و فی بعض نُسَخِ الأَنسابِ :
حَجْرُ رُعَیْن،بحذْف ذی- أَبُو القَبِیلَهِ و اسمُ ذی رُعَیْنٍ یَرِیمُ (3)بنُ یَزِیدَ بنِ سَهْلِ بنِ عَمْرِو بنِ قَیْسِ بنِ مُعاوِیَهَ بنِ جُشَمَ بنِ عبد شمسِ بنِ وائلِ بنِ الغَوْثِ بنِ قَطَنِ بنِ عَرِیب بنِ زُهَیْرِ بنِ أَنمی بنِ الهَمَیْسَعِ بنِ حِمْیَرَ، منهم:عبّاسُ بن خُلَیْدٍ (4)التّابِعِیُّ ،یَرْوِی عنعبد اللّهِ بنِ عُمَرَ و أَبی الدَّرْدَاءِ،و عنه أَبو هانِیءٍ حُمَیْدُ ابنُ هانیءٍ،قال أَبو زُرْعَهَ :ثِقَهٌ .
و عُقَیْلُ بنُ باقِلٍ الحَجْرِی ، حَجْرُ رُعَیْنٍ .
و قَیْسُ بنُ أَبی یَزِیدَ الحَجْرِیُّ العارِضُ ،کان علی عَرْض الجُیُوشِ بمصرَ.
و هِشَامُ بنُ أَبی خلیفهَ محمّدِ بنِ قُرَّهَ بنُ محمّدِ بنِ حُمَیْدٍ الحَجْرِیُّ المِصْرِیُّ ،رَوَی عنه أُسامهُ بنُ إِساف، و ذُرِّیَتُه ،منهم:أَبو قُرَّهَ محمّدُ بنُ حُمَیْدِ بنِ هِشَامٍ الحَجْرِیُّ ،یَرْوِی عنه عبدُ الغَنِیِّ بنُ سعیدٍ المِصْریُّ .
و مِن حَجْرِ رُعَیْنٍ :سعیدُ بنُ أَبی سعیدٍ الحَجْرِیُّ ، و إِسماعیلُ بنُ سُفْیَانَ الأَعْمَی.ؤَبو زُرْعَهَ وَهْبُ اللّه بنُ راشد المؤذِّنُ البَصْرِیُّ ،و سیأْتی فی کلام المصنِّف.
و الثانیه: حَجْرُ حِمْیَرَ،منها:
مُخْتَارٌ الحَجْرِیُّ ،رَوَی عنه صالحُ بنُ أَبی عَرِیب الحَضْرَمِیُّ .و مُعَاوِیَهُ بنُ نَهِیکٍ الحَجْرِیُّ ،رَوَی عنه نُعَیْمٌ الرُّعَیْنِیُّ ،هما مِن حَجْرِ حِمْیَرَ،هکذا ذَکَرَه ابنُ الأَثِیر و غیرُه،و الصَّوَابُ أَن حَجْرَ حِمْیَرَ عَیْنُ حَجْرِ رُعَیْنٍ (5)،و سِیَاقُ النَّسَبِ یَدُلُّ علی ذلک،قالَه البُلْبَیسِیُّ .
و مِن حَجْرِ الأَزْدِ و هی الثالثهُ -و هو حَجْرُ بنُ عِمْرَانَ بنِ عَمْرِو مُزَیْقِیَا بنِ عامرٍ ماءِ السماءِ بنِ حارثهَ بنِ الأَزْدِ-: الحافِظَانِ الجَلِیلان العَظِیمانِ عبدُ الغَنِیِّ بنُ سعیدٍ الأَزْدِیُّ المِصْرِیُّ و آلُ بیتِه، و الإِمام أَبو جَعْفَرٍ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ سلاَمَهَ (6)الطَّحَاوِیُّ الفَقِیهُ الحَنَفِیُّ ،عِدادُه فی حَجْرِ الأَزْدِ،قاله أَبو سعیدِ بنِ یُونُسَ ،و کان ثِقَهً نَبِیلاً فَقِیهاً عالماً،لم یَخْلُفْ مثلُه،وُلِدَ سنهَ 239،و تُوُفِّی سنه 321.
و مِن حَجْرِ الأَزْدِ:أَبو عُثْمَانَ سعیدُ بنُ بِشْرِ بنِ مَرْوَانَ الأَزْدِیُّ الحَجْرِیُّ ،ثم العامِرِیُّ ،رَوَی عَنْه أَبو جعفَرٍ الطَّحَاوِیُّ ،و ولَدُه علیُّ بنُ سعیدِ بنِ بِشْرٍ،حَدَّثَ عنه أَبو بِشْرٍ الدُّولابِیُّ .
و الحِجْرُ ، بالکسر:العَقْلُ و اللُّبُّ ؛لإِمساکِه و مَنْعِه
ص:243
و إِحاطتِه بالتَّمْیِیزِ،و فی الکتاب العَزیز: هَلْ فِی ذلِکَ قَسَمٌ لِذِی حِجْرٍ (1).
و الحِجْرُ : حِجْرُ الکَعْبَهِ ،قال الأَزهَرِیُّ :هو حَطِیمُ مکهَ ؛کأَنَّه حُجْرَهٌ مّما یَلِی المَثْعَبَ مِن البَیت،و فی الصّحاح:هو ما حَوَاه الحَطِیمُ المُدَارُ بالکعبهِ ،شَرَّفهَا اللّه تعَالی و نَصُّ الصّحاح:بالبَیْت مِن -و سَقَطَتْ مِن نَصِّ الصّحاحِ - جانِب الشَّمَالِ . وَ کُلُّ ما (2)حَجَرْتَه مِن حائطٍ فهو حِجْرٌ .و لا أَدْرِی لأَیِّ شیْ ءٍ عَدَلَ عن عِبارَه الصّحاح مع أَنها أَخْصَرُ.و قال ابنُ الأَثِیر:هو الحائطُ المُسْتَدِیرُ إِلی جانِب الکعبهِ الغَربیِّ .
و الحِجْرُ : دِیَارُ ثَمُودَ ناحیهَ الشّامِ عنْد وادِی القُرَی، أَو بلادُهم ،قیل:لا فَرْقَ بینهما؛لأَن دِیَارَهم،فی بلادهم، و قیل:بل بینهما فَرْقٌ ،و هم قومُ صالحٍ علیه السّلامُ ،و جاءَ ذِکْرهُ فی الحدیث کثیراً.و فی الکتاب العزیز: وَ لَقَدْ کَذَّبَ أَصْحابُ اَلْحِجْرِ الْمُرْسَلِینَ (3).
و فی المَرَاصِد: الحِجْرُ :اسمُ دارِ ثَمُودَ بوادِی القُرَی بین المدینهِ و الشَّامِ ،و کانت مَساکِن ثَمودَ،و هی بُیوتٌ مَنحوتَهٌ فی الجِبَال مثْل المَغَاوِر،و کلُّ جَبَلٍ منْقَطِعٌ عن الآخَرِ، یُطَاف حولَهَا،و قد نُقِرَ فیها بیوتٌ تَقِلُّ وَ تَکْثُرُ علی قدْر الجِبَالِ التی تُنقَرُ فیها،و هی بُیوتٌ فی غایهٍ الحسْنِ ،فیها بیوتٌ و طَبَقَاتٌ مَحْکَمَهُ الصَّنْعَهِ ،و فی وَسَطها البِئْرُ التی کانت تَرِدُهَا النّاقَهُ .
قال شیخنَا:و نَقَلَ الشهاب الخَفَاجِیُّ فی العِنَایَه أَثنَاءَ بَرَاءَه: الحِجْر :بالکسر و یُفْتح:بلادُ ثَمود،عن بعض التَّفاسِیر،و لا ادْرِی ما صِحَّه الفتْحِ .
و الحِجْر : الأُنْثَی مِن الخیْل،و لم یقولوا بالهاءِ ؛لأَنه اسمٌ لا یَشْرَکهَا فیه المذکَّرُ،و هو لَحْنٌ .
و فی التَّکْمِلَهِ بعد ذِکْرِه أَحْجَارَ الخَیْلِ :و لا یَکَادون یُفْرِدُون الواحدهَ (4)،و أَمّا قَوْل العامَّه للواحِدَه حِجْرَه -بالهاءِ-فمُسْتَرْذَلٌ .انتَهی.و قد صَحَّحَه غیرُ واحدٍ.
قال الشِّهَابُ فی شَرْح الشِّفَاءِ:إِن کلامَ المصنِّفِ لیس بصَوَابٍ ،و إِنْ سَبَقَه به غیرُه؛فقد وَردَ فی الحدیث، و صَحَّحَه القَزْوِینِیُّ فی مثلّثاته،و إِلیه ذَهَبَ شَیْخُنَا المَقْدِسِیُّ فی حَوَاشِیه.قال شیخنَا:القَزْوِینِیُّ لیس مِمَّن یُرَدُّ به کلام جَمَاهِیرِ أَئِمَّهِ اللغهِ ،و المَقْدِسیُّ لم یَتَعَرَّضْ لهذه المادَّهِ فی حَوَاشِیه،و لا لفَصْلِ الحاءِ بأَجْمَعِه،و لعَلَّه سَها فی کلام غیرِه.
قال:و الحدیث الذی أَشار إِلیه؛فقد قال القَسْطلانِیُّ فی شرْح البُخاریّ حین تَکَلَّم علی الحِجْرِ -أُنْثَی الخَیْلِ - و إِنکارِ أَهلِ اللغهِ الحِجْرَه ،بالهاءِ:لکن
16- رَوَی ابنُ عَدِیٍّ فی الکامل مِن حدیث عَمْرِو بنِ شُعَیبٍ ،عن أَبیه،عن جَدِّه، مَرْفوعاً: «لیس فی حِجْرَهٍ و لا بَغْلهٍ زَکَاهٌ ». قال شیخُنَا:و قد یُقَال إِن إِلحاقَ الهاءِ هنا لمُشَاکَلَه بَغْلَهٍ ،و هو بابٌ واسعٌ .
ج حُجُورٌ و حُجُورَهٌ و أَحْجَارٌ .
فی الأَساس:یقال:هذه حِجْرٌ مُنْجِبَهٌ مِن حُجُورٍ مُنْجِبابٍ ،و هی الرَّمَکَهُ ،کما قِیل:
إِذا خَرِسَ الفَحْلُ وَسْطَ الحُجُورِ
و صاحَ الکِلاَبُ و عُقَّ الوَلَدْ (5)
معناه أَن الفَحْلَ الحِصانَ إِذا عَایَنَ الجَیْشَ و بَوارِقَ السُّیُوفِ لم یَلْتَفِتْ جِهَهَ الحُجُورِ (6)،و نَبَحَتِ الکلابُ أَرْبابَهَا؛لتغیُّرِ هیآتِها (7)،و عَقَّتِ الأُمَّهاتُ أَوْلادَهُنَّ و شَغلهُنَّ الرُّعْبُ عنهم (8).
و الحِجْرُ : القَرَابَهُ ،و به فُسِّر قولُ ذِی الرُّمَّهِ :
فأَخْفیْتُ ما بِی مِن صَدِیقِی و إِنّه
لذُو نسَبٍ دانٍ إِلیَّ و ذو حِجرِ
ص:244
و الحِجْر : ما بَیْنَ یَدَیْک مِن ثوْبِک و یفْتحُ ،کما فی التَّهْذِیب.
و مِن المَجَاز: الحِجْر مِن الرَّجلِ و المرأَهِ :فَرْجُهما ، و عبَّرَ بعضٌ بالمَتاعِ ،و الفتح أَعلَی.
و الحِجْر : ه لبَنِی سُلیْمٍ بالْقُرْب من قَلَهِّی و ذی رَوْلان.
و یُفْتَحُ فیهما ؛أَی فی القَرْیَه و الفَرْج،و الصَّوابُ :
«فیها»؛أَی فی الثَّلاثه،کما عَرَفْت.
و یقال: نَشَأَ فُلانٌ فی حِجْرِه ،بالکسر، و حَجْرِه ، بالفتح؛ أَی فی حِفْظِه و سَتْرِه. و قال الأَزهریُّ :یقال:هم فی حَجْرِ فلانٍ ،أَی فی کَنَفِه و منعَتِه و مَنْعِه،کلُّه واحدٌ،قال أَبو زیْد.
و وَهْبُ بنُ راشِدٍ الحِجْرِیُّ -بالکسر-مِصْرِیٌّ ،و الذی قاله السَّمْعانِیُّ إِنه أَبو زُرْعه وَهْبُ اللّه بنُ راشدٍ المُؤذِّن الحَجرِیّ المِصْرِیُّ ،مِن حَجْرِ رُعَیْنٍ ،یَرْوِی عن ثَوْرِ بنِ یَزِیدَ الأُبلِّیِّ ،و حَیْوَهَ بنِ شُرَیْحٍ ،و غیرِهما،رَوَی عنه أَبو الرَّدّادِ عبدُ اللّه بنُ عبد السّلامِ بنِ الرَّبِیعِ (1)و الرَّبیعُ بنُ سُلَیْمَانَ ،و غیرُهما.
و الحَجَرُ ، بالتَّحْرِیک:الصَّخْرَهُ کالأُحْجُرِّ ،کأُرْدُنّ ، نقلَه الفَرّاءُ عن العرب،و أَنشد:
یَرْمِینِیَ الضَّعِیفُ بالأُحْجُرِّ
قال:و مثلُه هو أُکْبُرُّهم،و فَرَسٌ أُطْمُرٌّ و أُتْرُجٌّ ،یُشَدِّدُن آخِرَ الحَرْفِ . ج فی القِلَّه أَحْجَارٌ و أَحْجُرٌ ،و فی الکَثْرَه حِجَارهٌ و حِجَارٌ ،و هو نادِر،قاله الجوهریّ .
و رُوِیَ عن أَبی الهَیثمِ أَنه قال:العرَبُ تُدْخِلُ الهاءَ فی کلِّ جَمْعِ علی فِعالٍ أَو فُعُولٍ ؛و إِنما زادوا هذه الهاءَ فیها، لأَنه إِذا سُکِتَ علیه اجتمعَ فیه عند السَّکْتِ ساکِنانِ ، أَحدُهما الأَلفُ التی آخر (2)حرفٍ فی فِعال،و الثانی آخِرُ فِعال المَسْکُوت علیه،فقالوا:عِظَامٌ و عِظَامَهٌ (3)،و قالوا:فِحالَهٌ و حِبالَهٌ و ذِکارَهٌ و ذُکُورَهٌ و فُحُولَهٌ [و حُمُولَهٌ ] (4).
وَ أَرْضٌ حَجِرَهٌ و حَجِیرَهٌ و مُتَحَجِّرَهٌ :کَثِیرَتُهُ ،أَی الحَجَرِ .
و الحَجَرانِ : الفِضّهُ و الذَّهَبُ .
و یقال للرّجل إِذا کَثُرَ مالُه و عَدَدُه:قد انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه ، و قد ارْتَعَجَ مالُه،و ارْتَعَجَ عَدَدُه.
و رُبما کُنِیَ بالحَجَرِ عن الرَّمْل ،حَکاه ابنُ الأَعْرَابیِّ ، و بذلک فُسِّر قولُه:
عَشِیَّهَ أَحْجارُ الکِناسِ رَمِیمُ
قال:أَراد عَشِیَّهَ رَمْل الکِنَاسِ ،و رَمْلُ الکِنَاسِ :مِن بلادِ عبدِ اللّه بنِ کِلاب.
و الحَجَرُ الأَسْوَدُ الأَسْعَدُ-کَرَّمَه اللّه تعالَی- م أَی معروفٌ ،و هو حَجَرُ البَیتِ حَرَسَه اللّه تعالَی،و رُبَّمَا أَفْرَدُوه إِعظاماً،فقالوا: الحَجَرُ ،و من ذلک
14- قولُ عُمَرَ رضیَ اللّه عنه: «و اللّه إِنکَ لَحَجَرٌ (5)،و لولا أَنِّی رأَیتُ رسولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم یفعل کذا ما فعلْتُ ». فأَمَّا قولُ الفَرَزْدَق:
و إِذا ذَکَرْتَ أَباکَ أَو أَیّامَه
أَخْزاکَ حَیثُ تُقَبَّلُ الأَحْجَارُ
فأَنه جَعَل کلَّ ناحِیَهٍ منه حَجَراً ؛أَ لاَ تَرَی أَنکَ لو مَسِسْتَ کلّ ناحیهٍ منه لَجازَ أَن تقولَ :مَسِسْتُ الحَجَرَ .
و الحَجَرُ : د،عَظِیمٌ علی جَبَلٍ بالأَنْدَلُسِ ،و منه:
محمّدُ بنُ یَحْیَی،المحدِّثُ الحَجَرِیُّ الکِنْدِیُّ الکُوفِیُّ ،عن عبد اللّه بن الأَجْلَحِ ،و عنه عَتِیقُ بنُ أَحمدَ الجُرْجانِیُّ ، و إِبراهیمُ بنُ دُرُسْتَوَیْهِ الشِّیرازِیُّ .
و الحَجَرُ : ع آخَرُ.
و حَجَرُ الذَّهَبِ :مَحَلَّهٌ بدِمَشْقَ داخِلَها،و فیها المدرسهُ الخاتُونِیَّهُ .
وَ حَجَرُ شَغْلانَ (6)،بإِعجام الغَیْن و إِهمالِها: حِصْنٌ قُرْبَ أَنْطاکِیَهَ بِجَبل اللُّکَامِ .
ص:245
و الحُجُرُ ، بضَمَّتَیْنِ :ما یُحِیطُ بالظُّفُرِ من اللَّحْم.
و الحُجُرُ ، کصُرَدٍ:جمْعُ الحُجْرَهِ للغُرْفَهِ وَزْناً و مَعْنًی.
و الحُجْرَهُ : حَظِیرَهُ الإِبلِ ،و منه: حُجْرَهُ الدّارِ- کالحُجُرَاتِ بضَمَّتَیْنِ ،و الحُجرَاتِ ،بفتحِ الجیمِ و سکونِها ثلاثُ لغاتٍ ،الأَخیرَهُ عن الزَّمَخْشَرِیِّ (1).و قال شیخُنَا:هذا لیس ممّا انْفَرَدَ به الزَّمَخْشَرِیُّ حتی یحتاجَ إِلی قَصْرِه فی عَزْوِه علیه،بل هو قولٌ للجمهور بل ادَّعَی بعضٌ فی مثله القِیَاسَ ،فما هذا القُصُورُ؟:
و الحاجِرُ :الأَرضُ المُرْتَفِعَهُ و وَسَطُها مُنْخَفِضٌ ، کالمَحْجِرِ ،کمَجْلِس.
و فی الصّحاح: الحاجِرُ : مَا یُمْسِک الماءَ مِن شَفَهِ الوادِی ،و زاد ابن سِیدَه:و یُحِیطُ به، کالحاجُورِ ،و هو فاعُولٌ من الحَجْر ،و هو المَنْع.
و الحاجِرُ : مَنْبِتُ الرِّمْثِ و مُجْتَمَعُه و مُسْتَدارُه ،کذا فی المُحْکَم.
و الحاجِر أَیضاً:الجَدْرُ الذی یُمْسِکُ الماءَ بین الدِّیار لاستدارَتِه.و فی التَّهْذِیب:و الحاجِرُ مِن مَسَایِلِ المِیَاهِ و مَنابتِ العُشْبِ :ما استدارَ به سَنَدٌ،أَو نَهْرٌ مرتفعٌ .
ج حُجْرَانٌ ،مثلُ حائرٍ و حُورانٌ ،و شابٍّ و شُبَّان.قال رُؤْبَهُ :
حتی إِذا ما هاجَ حُجْرانُ الدَّرَقْ (2)
و منه سُمِّیَ مَنْزلٌ للحاجِّ بالبادِیَه حاجِراً .و عبارهُ الأَزهریِّ :و مِن هذا قِیل لهذا المنزلِ الذی فی طریق مکهَ :
حاجِرٌ .و فی الأَساس:و فلانٌ مِن أَهل الحاجِرِ ؛و هو مکانٌ بطریق مکهَ .
و قال أَبو حنیفهَ : الحاجِرُ :کَرْمٌ مِئْناثٌ ،و هو مُطْمَأَنٌّ ،له حُرُوفٌ مُشْرِفَهٌ تَحْبِسُ علیه الماءَ؛و بذلک سُمِّیَ حاجِراً .
قلتُ :و الحاجِرُ :مَوضِعٌ بالقُرْبِ م زَبِید،سمعْتُ فیه سُنَنَ النَّسَائِیِّ ،علی شیخِنُا الأمام أَبی محمّدٍ عبدِ الخالقِ بنِ أَبی بکرٍ النَّمَرِیِّ ،رَحِمَه اللّه تعالَی.
و الحاجِرُ :موضعٌ بالجِیزَهِ من مصرَ،و قد رأَیتُه. و الحُجْرِیُّ -ککُرْدِیٍّ -و یُکْسَرُ:الحَقُّ و الحُرْمَهُ و الخُصوصِیَّهُ .
و حُجرٌ -بالضَّمِّ و بضَمَّتَیْن ،مثلُ عُسْرٍ و عُسُرٍ،قال حَسّانُ بنُ ثابت:
مَنْ یَغُرُّ الدَّهْرُ أَو یَأْمَنُه
مِن قَتِیلٍ بعدَ عَمْرٍو و حُجُرْ
والِدُ امْرِیء القَیْسِ الشاعِرِ المشهورِ،فَحْلِ الشُّعَرَاءِ و حُجْرٌ أَیضاً جَدُّه الأَعْلَی و هو امْرُؤُ القَیْسِ بنُ حُجْرِ بنِ الحارِثِ بنِ حُجْرٍ آکِلِ المُرَارِ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ ثَوْرٍ (3)،و هو کِنْدَهُ .و حُجْرُ بنُ النُّعْمَانِ بنِ الحارِثِ بن أَبی شَمِرٍ الغَسّانیُّ ،و إِیّاه عَنَی حسّانُ .
و حُجْرُ بنُ رَبِیعَهَ بنِ وائلٍ الحَضْرَمِیُّ الکِنْدِیُّ ،والدُ وائلٍ أَبی هُنَیْدَهَ مَلِکِ حَضْرَمَوتَ ،و قد حَدَّثَ مِن وَلَدِه عَلْقَمَهُ و عبدُ الجَبّارِ،ابْنَا وائِلِ بنِ حُجْرِ بنِ ربیعَهَ بنِ وائلٍ .
و حُجْرُ بنُ عَدِیِّ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ جَبَلَهَ الکِنْدِیُّ ،و یقال له: حُجْرُ الخَیْرِ،و أَبوه عَدِیٌّ هو المُلَقَّبُ بالأَدْبَرِ؛لأَنَّه طُعِنَ فی أَلْیَتَیْهِ مُوَلِّیاً،و قال أَبو عَمْرٍو:الأَدْبَرُ هو ابنُ عَدِیٍّ ،و قد وَهِمَ (4). و حُجْرُ بنُ النُّعْمَانِ الحارثِیُّ ،له وِفَادهٌ ،و هو والِدُ الصَّلْتِ . و حُجْرُ بنُ یَزِیدَ بنِ سَلَمَهَ الکِنْدِیُّ ،و یقال له:
حُجْرُ الشَّرِّ؛للفَرْقِ بینه و بین حُجْرِ الخَیْرِ،و هو أَحَدُ الشُّهُودِ بین الحَکَمَیْنِ ،وَلاَّهُ مُعاویهُ إِرْمِینِیَهَ : صَحَابِیُّون.
و حُجْرُ بنُ یَزِیدَ بنِ مَعْدِی کَرِبَ الکِنْدِیُّ ،صاحِبُ مِرْبَاع بَنِی هِنْدٍ،اختُلِفَ فی صُحْبته،و الصَّوابُ أَنَّ لأَخِیه أَبی الأَسْوَدِ صُحْبَهً .
و حُجْرُ بنُ العَنْبَسِ ،و قیل:ابنُ قَیْسٍ أَبو العَنْبَسِ ، و قیل:أَبو السَّکْنِ الکُوفِیُّ ، تابِعِیٌّ أَدْرَکَ الجاهلیَّهَ ،و لا رُؤْیَهَ له،شَهِدَ الجَمَلَ و صِفِّین،رَوَی عنه سَلَمَهُ بنُ کُهَیْل، و موسی بنُ قَیْسٍ الحَضْرَمیُّ ،أَوْرَدَه أَبو موسَی.
و حُجْرُ : ه بالیَمَن مِن مَخَالِیف بَدْرٍ،منها:
یَحْیَی بنُ المُنْدِرِ ،عن شَرِیک،و عنه ابنُه أَحمدُ،و عن أَحمدَ أَبو سعیدِ بنُ الأَعرابیِّ .
ص:246
و محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ جابِرٍ ،شَیخٌ لعبد الغنیِّ بنِ سَعِید.
و أَحمدُ بنُ علیٍّ الهُذَلِیُّ الشاعرُ الحُجْرِیُّ ،و غیرُهم.
و مِن شِعر الهُذَلِیِّ هذا:
ذَکَرْتُ و الدَّمْعُ یومَ البَیْنِ یَنْسَجِمُ
و لَوْعَهُ الوَجْدِ فی الأَحْشَاءِ تَضْطرِمُ (1)
و بالتَّحْرِیک:والِدُ أَوْسٍ الصَّحابِیِّ الأَسْلَمِیِّ ،و قیل:
أَوْس بن عبد اللّهِ بنِ حَجَرٍ ،و قیل:أَبو أَوْسٍ تَمِیمُ بنُ حَجَرِ ،و قیل:أَبو تَمِیم کان یَنْزِلُ العَرْجَ .ذَکَرَ ابنُ ماکُولاَ عن الطَّبَرِیِّ ،لم یَرْوِ شیئاً.
و حَجَرٌ : والدُ أَوْسٍ الجَاهِلِیِّ الشَّاعِرِ التَّمِیمِیِّ .
و حَجَرٌ : والِدُ أَنَسٍ المُحَدِّثُ ،هکذا فی النُّسَخ،و هو غَلَطٌ مَنْشَؤُه سِیاقُ عبارهِ «مُشْتَبِه النَّسَبِ »لشیخِه و نَصُّها:
و بفتحتَیْن أَیُّوبُ بنُ حَجَرٍ الأَیْلِیُّ ، و محمّدُ بنُ یَحْیَی بنِ أَبی حَجَرٍ ،[رَوَیَا] (2)،و أَنَسُ بنُ حَجَرٍ مُخْتَلَفٌ فیه.هکذا نَصُّه،و علی الهامش بإِزاءِ قوله:و أَنَس:و أَوْس،و علیه صحّ بخطِّ الحافظِ بن رافعِ ،و هکذا هو فی التَّبْصیرِ للحافظ ،و لم یَذکر أَنَسَ بنَ حَجَرٍ ،إِنَّمَا هو أَوْسُ بنُ جَحَر .
أَو هما -أَی والِدُ الشّاعِرِ و المحدِّثِ - بالفتح (3)،و الصَّوابُ فی والدِ أَوْسٍ الصَّحابِیِّ التحریکُ ،علی اختلافٍ .قال الحافظُ :و صَحَّحَ ابنُ ماکُولاَ أَنه بالضمِّ ،و أَنه أَوْسُ بنُ عبدِ اللّه بنِ حُجْرٍ ،حدیثُه عند وَلَدِه.
و ذو الحَجَرَیْنِ الأَزْدِیُّ ،إِنما لُقِّبَ به؛ لأَن ابنَته کانت تَدُقُّ النَّوَی لإِبله بحَجَرٍ ،و الشَّعِیرَ لأَهلها بحَجَر آخَرَ.
و مِن المَجَاز:یقال: رُمِیَ فلانٌ بحَجَرِ الأَرضِ ؛أَی رُمِیَ بداهِیَهٍ مِن الرَّجال.و
1- فی حدیث الأَحْنَفِ بنِ قَیْسٍ :
أَنّه قال لعلیٍّ ،حین سَمَّی (4)مُعَاوِیَهُ أَحَدَ الحَکَمَیْنِ عَمْرَو بنِ العاصِ :«إِنّکَ قد رُمِیتَ بحَجَر الأَرضِ ، فاجْعَلْ معه ابنَ عَبّاس؛فإِنه لا یَعْقِدُ عُقْدَهً إِلاَّ حَلَّها». ؛أَیبِدَاهِیَهٍ عظیمهٍ تَثْبُتُ ثُبُوبَ الحَجَرِ فی الأَرض.کذا فی اللِّسَان.
و فی الأَساس:رُمِیَ فلانٌ بحَجَرٍ (5)،إِذا قُرِنَ بمثْلِه.
و الحَجُورُ ، کصَبُورٍ ،و یُرْوَی بالضمّ أَیضاً: ع ببلاد بَنِی سَعْدِ بنِ زَیْدِ مَناهَ بنِ تَمِیمٍ ، وراءَ عُمَانَ قال الفَرَزْدَقُ :
لو کنْتَ تَدْرِی ما بِرَمْلِ مُقَیِّدٍ
فقُرَی عُمَانَ إِلی ذَواتِ حَجُورِ
رُوِیَ بالوَجْهَیْن:بفتحِ الحاءِ و ضَمِّها (6).
و الحَجُورُ : ع بالیمن ،و هو صُقْعٌ کبیرٌ تُنْسَبُ إِلیه قَبیلهٌ بالیمن،و هم حَجُورُ بنُ أَسْلَمَ بنِ عَلْیَانَ بن زَیْدِ بنِ جُشَمَ بنِ حاشِدٍ،منهم:أَبو عثْمَانَ یَزِیدُ بنُ سعیدٍ الحَجُورِیُّ ،حدَّثَ عن أَبیه.
و الحَجُّورَهُ -مُشَدَّدهً -و الحاجُورهُ :لُعْبَهٌ لهم؛ تَخُطُّ الصِّبْیَانُ خَطًّا مُدَوَّراً،و یَقِفُ فیه صَبِیٌّ ،و یُحِیطُون به لیأْخذوه مِن الخَطِّ ،عن ابن درید (7)،لکن رأَیتُ بخطِّ الصَّاغانیِّ : الحَجُورَه ،مخفَّفَهً .
و المحْجرُ ،کمَجْلِسٍ و مِنْبَرٍ:الحَدِیقهُ . و المَحَاجِرُ :
الحدائقُ ،قال لَبید:
بَکَرَتْ به جُرَشِیَّهٌ مَقْطُورَهٌ
تَرْوِی المَحَاجِرَ بازِلٌ عُلْکُومُ (8)
و فی التهذیب: المِحْجَرُ :المَرْعَی المُنْخَفِضُ ،و فی الأَساس:المَوْضِعُ فیه رِعْیٌ کثیرٌ و ماءٌ.
و المَحْجِرُ مِن العَیْن:ما دارَ بها و بَدَا مِن البُرْقُعِ مِن جمیع العَیْن، أَو هو ما یَظْهَرُ مِن نِقابها ،أَی المرأَه،قاله الجوهریُّ (9).و قال الأَزهریُّ : المَحْجِرُ :العَیْنُ ،و مَحْجِرُ العین:ما یَبْدُو مِن النِّقاب،و قال مَرَّهً : المَحْجرُ مِن الوَجْه:
ص:247
حیثُ یَقَعُ علیه النِّقَابُ ،قال:و ما بَدَا لکَ من النِّقاب مَحْجِرٌ ،و أَنشدَ:
و کأَنَّ مَحْجِرَهَا سِراجٌ مُوقَدُ
و قیل:هو ما دَار بالعَیْن مِن العَظْم الذی فی أَسْفَلِ الجَفْنِ ،کلُّ ذلک بفَتْح المیمِ (1)،و کسرِ الجیمِ وَ فَتْحِها.
و قیل: المَحْجِرُ المِحْجَرُ : عِمَامَتُه أَی الرَّجلِ إِذا اعْتَمَّ .
و المَحْجِرُ (2)أَیضاً: ما حولَ القَرْیَهِ ،و منه: مَحَاجِرُ أَقْیَالِ الیَمنِ أَی مُلُوکِهَا. و هی الأَحْمَاءُ:کان لکلِّ واحدٍ منهم حِمَّی لا یَرَعاه غیرُه. و فی التَّهْذِیبِ مَحْجِرُ القَیْل من أَقْیَالِ الیمنِ حَوْزَتُه و ناحِیَتُه،التی لا یَدخُل علیه فیها غیرُه.
و یقال: اسْتَحْجَرَ الرجلُ :
اتَّخَذَ حُجْرَهً لنفسِه کتَحَجَّرَ و احْتَجَرَ .و
16- فی الحدیث: «أَنّه احْتَجَرَ حَجَیْرَهً بخَصَفَه أَو حَصِیر».
و أَبو القاسم مُظَفَّرُ بنُ عبدِ اللّه بنِ بَکرِ بنِ مُقَاتِلٍ الحُجَرِیُّ -کجُهَنِیٍّ -محدِّثٌ ،یَرْوِی عن عبدِ اللّه بنِ المُعْتَزِّ شیئاً من شِعْره،سَمِعَ منه أَبو العَلاَءِ الواسِطِیُّ المُقْرِیءُ بواسِطَ .
و الأَحجارُ :بُطُونٌ مِن بنی تَمِیمٍ قال ابن سِیدَه:سُمّوا بذلک لأَن أَسماءَهم جَندَل و جَرولٌ و صَخْرٌ،و إِیّاهم عَنَی الشاعِرُ بقوله:
و کُلُّ أُنْثَی حَمَلَتْ أَحْجَارَا
یَعْنِی أُمَّه.و قیل:هی المَنْجَنِیقُ .
و مُحَجّرٌ -کمُعَظَّمٍ و مُحَدِّث (3)،الثانی قولُ الأَصمعیِّ -: ماءٌ أَو اسمُ ع بعَیْنِه.قال ابن بَرِّیٍّ :و شاهِدُه قَولُ طُفَیْلٍ الغَنَوِیِّ :
نذُقُوا کما ذُقْنَا غَدَاهَ مُحَجَّرٍ
مِن الغَیْظِ فی أَکبادِنَا و التَّحَوُّبِ
17- قال ابنُ مَنْظُورٍ:و حَکَی ابنُ بَرِّیٍّ هنا حکایَهً لطیفهً عن ابن خالَوَیْهِ ،و قال حَدثَنِی أَبو عَمْرٍو الزّاهِدُ،عن ثعلبٍ ، عن عُمَرَ بنِ شَبَّهَ ،قال: قال الجارُودُ،و هو القاریءُ: وَ ما یَخْدَعُونَ إِلاّ أَنْفُسَهُمْ (4):غَسَّلتُ ابناً للحَجّاج،ثم انصرفْتُ إِلی شیخ کان الحَجّاجُ قَتَلَ ابْنَه،فقلتُ له:مات ابنُ الحَجّاجِ فلو رأَیتَ جَزَعَه علیه،فقال:
فذُوقُوا کمَا ذُقْنَا غَدَاهَ مُحَجَّر
البیت.
و أَحْجَارٌ :فَرَسُ هَمّامِ بنِ مُرَّهَ الشِّیْبَانیِّ ،سُمِّیَتْ باسم الجَمْع.
و أَحْجَارُ الخَیْلِ :ما اتُّخِذَ منها للنَّسْل،لا یَکادُون یُفْرِدُون لها الواحِدَ (5).قال الأَزهریُّ :بل یقال هذه حِجْرٌ مِن أَحجارِ خَیْلِی،یُرِیدُ بالحِجْر :الفَرَسَ الأُنْثَی خاصَّهً ؛ جَعَلُوهَا کالمُحَرَّمَهِ الرِّحِمِ إِلاَّ علی حِصَانٍ کریمٍ .
و أَحْجَارُ المِرَاءِ :مَوضِعٌ بقُبَاءَ (6)،خارِجَ المدینهِ المشرَّفهِ ،علی ساکنها أَفضلُ الصّلاهِ و السّلام.و
14- فی الحدیث: «أَنه کان یَلْقَی جِبْرِیلَ علیه السّلامُ بأَحْجَارِ المِراءِ». قال مُجاهدٌ:و هی قُبَاءُ.
و
14- فی حدیث الفِتَنِ : «عندَ أَحْجَارِ الزَّیْتِ ». هو ع داخلَ المدینَهِ المشرَّفَه علی ساکِنها أَفضلُ الصّلاهِ و السّلامِ ،و لا یَخْفَی ما فی مُقَابَلَهِ الدّاخِل مع الخارج من حُسْنِ التَّقَابُل.
قلْتُ :و به قُتِلَ الإِمامُ محمّدُ النَّفْسُ الزَّکِیَّهُ ،و یُقَال له:
قَتِیلُ أَحْجَارِ الزَّیْتِ .
و الحُجَیْرَاتُ کأَنَّه جمْعُ حُجَیْرَهٍ ،تَصْغِیر حُجْرَه ،و هی الموضعُ المُنْفَرِدُ،کذا فی النُّسَخ،و فی التکمله:
الحُجَیْرِیّاتُ (7):مَوضعُ به کان مَنْزِلٌ لأَوْسِ بنِ مَغْرَاءَ السَّعْدِیِّ .
ص:248
و الحُنْجُورُ بالضمّ : السَّفَطُ الصغیرُ،و قارُورَهٌ صغیرهٌ للذَّرِیرَهِ ،و أَنشدَ ابن الأَعرابیِّ :
لو کانَ خَزُّ واسِطٍ و سَقَطُهْ
حُنْجُورُه و حُقُّه و سَفَطُهْ
و الأَصلُ فیهما الحُلْقُومُ ، کالحَنْجَرَهِ ،و النونُ زائدهٌ ، و الحَنَاجِرُ جَمْعه ،بالفتح أَیضاً؛و إِنما أَطْلَقَ اعتماداً علی الشُّهْرَه.و فی التنزیل العزیز: إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی اَلْحَناجِرِ (1)أَی الحلاَقِم.
و الحُنْجُورُ : د فی نواحِی الرُّومِ ،و یقال: حُنْجُر ، کقُنْفُذ،و یقال بجِیمَیْن،و یقال بالخاءِ.
و حَجَّرَ القَمَرُ تَحْجِیراً :اسْتدارَ بخطٍّ دَقِیقٍ و فی بعض الأُصول الجَیِّدَه:«رَقِیقٍ »-بالراءِ- مِن غیر أَن یَغْلُظَ .أَو تَحَجَّرَ القَمَرُ،إِذا صارَ -هکذا فی النُّسَخ،و فی بعض منها:صارتْ - حولَه دارَهٌ فی الغَیْمِ .
و حَجَّرَ البَعِیرُ:وُسِمَ حولَ عَیْنَیْه بمِیسَمٍ مُسْتَدِیرٍ. و قد حَجَّرَ عَیْنَها و حَوْلَها:حَلَّقَ لا یُصِیبُهَا (2).
و تَحَجَّرَ علیه:ضَیَّقَ و حَرَّمَ ،و
16- فی الحدیث: «لقَد تَحَجَّرْتَ واسِعاً». ؛أَی ضَیَّقْتَ ما وَسَّعَه اللّه و خَصَصتَ به نفْسَک دُونَ غَیرِک.و قد حجَرَهُ (3)و حَجَّرَه .
و اسْتَحْجَرَ فلانٌ بکلامِی،أَی اجْتَرَأَ علیه.
و قال ابن الأَثِیر: احْتَجَرَ الأَرضَ و حَجَرَها : ضَرَبَ علیها مَناراً ،أَو أَعْلَمَ عَلَماً فی حُدودِهَا للحِیَازَهِ ؛یَمْنَعُها به عن الغَیْر.
و احْتَجرَ اللَّوْحَ :وَضَعَه فی حَجْره .
و یقال: احْتَجَرَ به فلانٌ ،إِذا الْتَجَأَ و استعَاذَ ،و منه
16- الحدیث: «اللّهُمَّ إِنِّی أَحْتَجِرُ بک منه». ؛أَی أَلْتَجِیءُ إِلیکَ و أَسْتَعِیذُ بک،کاحْتَجَأَ.
و فی النوادر: احْتَجَرَتِ الإِبلُ :تَشَدَّدَتْ بُطُونُها و حجرت ،و احْتَجَزَتْ -بالزای-لغهٌ فیه.و قد أَمْسَتْ مُحْتَجِرَهً ؛و ذلک إِذا کَرِشَ المالُ ،و لم یُبلُغ نِصْفَ البَطْنَهِ و لم یَبْلُغِ الشِّبَعَ کُلَّه،فإِذا بَلَع نِصْفَ البِطْنَهِ لم یُقَلْ ،فإِذا رَجَعَ بعد سُوءِ حالٍ و عَجَفٍ ،فقد اجْرَوَّشَ .و ناسٌ مجْرَوِّشُون (4).
و وادِی الحِجَارَهِ :د،بثُغُورِ الأَنْدَلُسِ منه :أَبو عبدِ اللّه محمّدُ بنُ إِبراهیمَ بنِ حَبُّونَ (5)الحِجَارِیُّ الأَنْدَلِسیُّ ، شاعر،إِمامٌ فی الحدیث،بَصِیرٌ بعِلَلِه،حافِظً لطُرُقِه،لم یکن بالأَنْدَلُسِ قَبلَه أَبْصَرُ منه،عن ابن وَضّاح،و عنه قاسِمُ بنُ أَصْبَغَ ،ذَکَرَه الرشاطیُّ .و ذَکَر السَّمْعَانیُّ منه:
سعیدُ بنُ مَسْلَمَهَ (6)المحدِّثُ و ابنُه أَحمدُ بنُ سعیدٍ المحدِّثُ ،و حَفْصُ بنُ عُمَرَ،و محمّدُ بنُ عَزْره،و إِسماعیلُ ابنُ أَحمدَ الحِجارِیُّون الأَنْدَلُسِیُّون:،مُحدِّثون.
و حُجْورٌ ،کقَسْوَرٍ:اسمٌ .
و حَجّار - ککَتّان و فی بعض النُّسَخِ ککِتَابٍ -. ابنُ أَبْجَرَ بن جابرٍ العِجْلِیُّ أَحَدُ حُکّامِهم و أَبْجَرُ هذا هو الذی قال:أَکْثِرْ مِن الصَّدِیق؛فإِنک علی العَدُوِّ قادرٌ،لمّا أَوْصَی وَلَدَه حَجّاراً ،کما جَزَمَ به ابن الکَلْبِیِّ .و ذَکَرَ ابنُ حِبّانَ :
حَجّارَ بن أَبْجَرَ الکُوفِیَّ ،و قال فیه:یَرْوِی عن علیٍّ و مُعَاوِیَهَ ،عِدادُه فی أَهل الکُوفهِ ،رَوی عنه سِمَاکُ بنُ حَرْبٍ ،فلا أَدْرِی هو هذا أَم غیره،فلْیُنْظَرْ.
و حُجَیْر -کزُبَیْرٍ-ابنُ الرَّبِیع (7)العُذْرِیُّ (8)البَصْرِیُّ ، یقال:هو أَبو السَّوّار،ثِقَهٌ ،من الثالثه. و هِشَامُ بنُ حُجَیْرٍ المَکِّیُّ ،مِن رجال الصَّحِیحَیْن،و قد ضعَّفَه ابنُ معِینٍ و أَحمدُ، محدِّثانِ .
و حُجَیْرُ بنُ عبدِ اللّه الکِنْدِیُّ ،تابِعیٌّ .
و حُجَیْرُ بنُ رِئابِ بنِ حَبِیب بن سُواءَهَ بنِ عامرِ بنِ صَعْصَعَهَ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ بَکْر، جَدٌّ لجابرِ بنِ سَمُرَهَ الصَّحابِیِّ ،رضیَ اللّه عنه.
ص:249
*و ممّا یُستدرَک علیه:
أَهْلُ الحَجَر و المَدَرِ؛أَی أَهْلُ البوادِی الذین یَسْکُنُون مواضع الأَحجارِ و الرِّمالِ ،و أَهلُ المَدَرِ:أَهلُ البِلاَدِ (1)،و قد جاءَ ذِکْرُه فی حدیث الجَسّاسَهِ و الدَّجالِ (2).
و
14- فی آخَرَ: «و للعاهِرِ الحَجَرُ . ؛قیل:أَی الخَیْبَهُ و الحِرْمَانُ ،کقَولک:ما لکَ عِنْدِی شیءٌ غیرُ التُّرَابِ ،و ما بِیَدِکَ غیرُ الحَجَرِ .و ذَهَبَ قومٌ إِلی أَنه کَنَی به عن الرَّجْمِ .
قال ابن الأَثِیر:و لیس کذلک؛لأَنه لیس کلُّ زانٍ یُرْجَم.
و اسْتَحْجَرَ الطِّین:صار حَجَراً ،کما تقول:اسْتَنْوَقَ الجمَلُ ،لاَ یَتَکَلَّمُون بهما إِلاّ مَزِیدَیْن،و لهما نظائِرُ.و فی الأَساس: اسْتَحْجَر الطِّینُ و تَحَجَّرَ :صَلُبَ کالحَجَرِ .
و العربُ تقول عند الأَمْرِ تُنْکِرُه: حُجْراً له-بالضمّ -أَی دَفْعاً،و هو استعاذَهٌ من الأَمرِ،و منه قولُ الرّاجز:
قالتْ (3)و فیها حَیْدَهٌ و ذُعْرُ
عَوْذٌ بِرَبِّی منکمُ و حُجْرُ
و المُحَنْجِرُ :الأَسَدُ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و أَنتَ فی حَجْرَتِی ،أَی مَنَعَتِی.
و الحِجَارُ ،بالکسرْ:حائِطُ الحُجْرَهِ ،و منه
16- الحدیث: «مَن نام علی ظَهْرِ بَیْتٍ لیس علیه حِجارٌ فقد بَرِئَتْ منه الذِّمَّهُ » (4).
أَی لکَوْنهِ یَحْجُرُ الإِنسانَ النّائِمَ .و یَمْنَعُه مِن الوُقُوعِ و السُّقُوطِ .و یُرْوَی:«حِجَاب»بالباءِ.
و الحِجْرُ :قَلْعَتَانِ بالیَمَن:إِحداهما بظَفَارِ،و الثّانیهُ بحَرّانَ .
و حَجُور ،کصَبُورٍ:موضعٌ بالیَمَن.و قیل:قُرْبَ زَبِیدَ موضعٌ یُسَمی حَجُورَی .
و حَجْرَهُ :موضعٌ بالیَمَن (5).
و الحَنَاجِرُ :بَلَدٌ.و الحُنْجُورُ :دُوَیْبَّهٌ ،و لیس بثَبت.
و الحَجّار :مِن رُوَاهِ البُخارِیِّ ،هو أَحمدُ بنُ أَبی النعم الصالِحِیُّ ،مشهورٌ.
و مِحْجَر :کمِنْبَرٍ:قریهٌ جاءَ ذِکْرُهَا فی حدیث وائلِ بنِ حُجْر (6)،و قال ابن الأَثِیر:هی بالنون،قال:و هی حَظائرُ حَولَ النخل،و سیأْتی.
و قال الطِّرِمّاحُ یَصفُ الخمْرَ:
فلما فُتَّ عنها الطِّینُ فاحَت
و صَرَّحَ أَجْوَدُ الحُجْرَانِ (7)صافِ
استعار الحُجْرَان 7للخَمْر؛لأَنها جَوْهَرٌ سَیّال کالماءِ.
و فی التَّهذِیب:و قیل لبعضهم:أَیُّ الإِبل أَبْقَی علی السَّنَه ؟فقال:ابْنهُ لَبُون،قیل:لِمَهْ ؟قال:لأَنها تَرْعَی مَحْجِراً ،و تَترُکُ وَسَطاً.قال:و قال بعضُهم: المَحْجِرُ هنا الناحیهُ .
و قال الأَخطل:
و یُصْبِحُ کالخُفّاشِ یَدْلُکُ عَیْنَه
فقُبِّحَ مِن وَجْهٍ لَئیمٍ و مِن حَجْر
فَسَّرَه ابنُ الأَعْرَابِیِّ فقال:أَراد مَحْجِرَ العَیْنِ .
و قال آخَرُ (8):
و جارَهُ البَیتِ لهَا حُجْرِیُّ
معناه:لها خاصَّهً دُونَ غیرها (9).
و
17- فی حدیث سَعْدِ بنِ مُعاذ: «لمّا تَحَجَّرَ جُرْحُه للبُرْءِ انْفَجَرَ». ؛أَی اجتمع و الْتأَمَ ،و قَرُبَ بعضُه من بعض.
و الحُجَرِیَّهُ ،بضمٍّ ففتْحٍ :قَریهٌ بالجَنَد،منها:
یَحْیَی بنُ عبد العَلیم بنِ أَبی بکْر الحُجَرِیُّ ،أَخَذَ عن ابن أَبی مَیْسَرَهَ .
ص:250
و محمّدُ بنُ علیِّ بن أَحمدَ الحُجَریُّ الأَصبحیُّ ،دَرَّسَ بتَعِزَّ،و مات سنه 719.
و
16- فی الحدیث: «إِذا نَشَأَتْ حَجْرِیَّهٌ ،ثمّ تَشاءَمَتْ ،فتِلک عَیْنٌ غُدَیْقَهٌ ». ؛منسوبٌ إِلی الحَجْرَ :قَصَبَهِ الیَمَامَهِ ،أَو إِلی حَجْرَهِ القَوْمِ :ناحِیَتِهم،قالَه ابن الأَثِیرِ.
و قال الرّاعِی،و وَصَفَ صائِداً:
تَوَخَّی حَیثُ قال القَلْبُ منه
بحَجْرِیٍّ تَرَی فیه اضْطِمارَا (1)
عَنَی نَصْلاً مَنْسُوباً إِلی حَجْر :
و قال أَبو حنیفَه:و حَدائِدُ حَجْرٍ :مُقَدَّمَهٌ فی الجَوْدَه،و قال زُهَیْر:
لِمَنِ الدِّیارُ بقُنَّهِ الحَجْرِ (2)
هو موضعٌ ،و لم یعرفه أَبو عَمْرٍو فی الأَمکنه،و قال آخرُ:
أَعْتَدْتُ للأَبْلَجِ ذِی التَّمایُلِ
حَجْرِیَّهً خِیضَتْ بِسُمٍّ ماثِلِ
عَنَی قَوْساً أَو نَبْلاً منسوباً إِلی حَجْر .
و انْتَشَرَتْ حَجْرَتُه :کَثُرَ مالُه.
و
16- فی الحدیث: «أَنه کان له حَصِیرٌ یَبْسُطه بالنَّهَارِ، و یَحْجُرُه باللَّیْل»،و فی روایه:« یَحْتَجِرُه » (3). ؛أَی یَجْعلُه لنفْسِه دون غیرِه.
و
16- فی صِفَه الدَّجّال: «مَطْمُوس العَیْن لیستْ بناتِئَهٍ و لا حَجْرَاءَ ». قال ابن الأَثِیر:قال الهَرَوِیُّ :إِن کانت هذه اللَّفظَهُ محفوظهً فمعناه:لیست بصُلْبَه مُتَحَجِّرَهَ ،قال:و قد رُوِیَتْ : جَحْراءَ »-بتقدیم الجیم-و هو مذکورٌ فی موضعه.
و أَبو حُجَیْرٍ :جَدُّ خالدِ بنِ عبد الرَّحْمنِ بنِ السَّرِیِّ ، الرّاوِی عن أَبی الجَماهِر،و عنه النِّسائِیُّ .و قالوا:فلانٌ حَجَرُ الأَرضِ ؛أَی فَرْدٌ لا نَظیرَ له،و نحُوه قولُهم:فلانٌ رَجلُ الدَّهْرِ.
و حَجرٌ :لَقَبُ جَدِّ إِمامِ الأَئِمَّهِ الحُفّاظِ :شِهَابِ الدِّین أَبی الفَضْلِ أَحمدَ بنِ علیِّ بنِ محمّدِ بنِ محمّدِ بنِ علیِّ بنِ محمودِ بنِ أَحمدَ العَسْقَلانیِّ الکِنَانیِّ المِصْرِیِّ ، عُرِفَ جَدُّه بابنِ حَجرٍ ،و بابن البَزّاز،و قَرِیبُه الإِمامُ المحدِّثُ شَعبانُ بنُ محمّدِ بنِ محمّدِ أَبو الطَّیِّبِ ،و أُمُّ الکِرَامِ أنسُ زوجهُ ابنِ حَجَر ؛محدِّثون،و هم بَیتُ حدیثٍ و فِقْهٍ .و أَما الحافظُ أَبو الفَضْلِ فهو مَحْضُ مِنَّهٍ من اللّه تعالَی،علی مصرَ خاصَّه،و علی مَن سِواهم عامْه،و ترجمتُه أُلِّفَتْ فی مُجَلَّدٍ کبیرٍ،و بَلَغَ فی هذَا الشأْنِ ما لم یَبْلُغْهُ غیرُه فی عَصْره،بل و مَن قبلَه و کان بعضٌ یُوَازِیه بالدَّارقُطْنِیِّ ،و قد انتفعتُ بکُتبه،و کان أَوّلُ فُتُوحِی فی الفنِّ علی مؤلفاته، و حَبَّبَ اللّه إِلیَّ کلامَه و أَمالِیَه،فجمعتُ منها شیئاً کثیراً، فجزاه اللّه عنّا کلَّ خَیرٍ،و أَسْکَنَه بُحْبُوحَ الفَرادِیسِ من غیر ضَیْرٍ.و والدُه نُورُ الدِّین علیٌّ ،مِمَّن سمُعَ من ابن سَیِّدِ الناسِ ،و کان یَحفظ الحاوِیَ الصَّغِیرَ،و جَدُّه قُطْبُ الدِّینِ أَبو القاسِمِ محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ علیٍّ ،مِمَّن أَجازَ له أَبو الفَضْلِ بنُ عَساکِرَ،و ابنُ القَوّاسِ و توفی سنه 741.و عَمُّه فَخْرُ الدِّین عُثمانُ بنُ علیٍّ ،تَفقَّه علیه ابنُ الکُوَیْک و السِّراجُ الدَّمَنْهُوریُّ ،و تُوفِّی سنه 714،تَرْجَمَه العَفِیفُ المَطَرِیُّ ، و وُلِدَ الحافِظُ أَبو الفَضْل فی 22 شعبان سنه 773 و توفی فی 28 ذی الحجّه سنه 852 علی الصحیح.
و أَما الشِّهاب أَحمدُ بنُ علیِّ بنِ حَجَرٍ الهَیْثَمِیُّ المصریُّ ،الفقیهُ ،نَزِیلُ مکّهَ ،فإِنه إِنما لُقِّب به جَدُّه لصَمَمٍ أَصابَه مِن کِبَرِ سنِّه،کما رأَیتُه فی مُعْجَمه الذی أَلَّفَه فی شیوخه.
و بنو حَجَرٍ :قبیلهٌ بالیَمَن.
و المَحْجَر :بالفتح:مَحَلَّهٌ بمصرَ.
و أَبو سَعْدٍ محمّدُ بنُ علیٍّ الحَجَرِیُّ -محرَّکَهً -یُعْرَفُ بسنک انداز (4)،مُحدِّث مقریءٌ.
ص:251
و أَبو المَکَارِمِ المُبَارَکُ بنُ أَحمدَ الحَجَرِیُّ ،عُرِفَ بابن الحَجَرِ ،من أَهل بغدادَ،محدِّث.
و حُجْر -بضمّ فسکون-ابن عبدِ بن مَعِیصِ بنِ عامرِ بنِ لُؤیّ :جدُّ ابنِ أُمِّ مَکْتومٍ الصَّحَابِیّ .
و فی کِنْدَهَ : حُجْرُ بن وَهْبِ بنِ رَبِیعَهَ بنِ مُعَاوِیَهَ الأَکْرَمِین،منهم:جَبَلَهُ بنُ أَبی کُرَیْبِ (1)بنِ قَیْسِ بن حُجْر ،له وِفَادهٌ ،و منهم:الأَجلح الکنْدیُّ ،و هو یَحْیَی بن عبدِ اللّه بن مُعَاوِیه بنِ حَسَّان الفقِیهُ ،و منهم:عَمْرو بن أَبی قُرَّهَ الحُجْرِیّ ،قاضی الکُوفه.
و حَجْرٌ القَرِدُ بنُ الحارِثِ الوَلاّده بن عَمرِو بنِ معَاوِیَهَ بنِ الحارِثِ بنِ معَاوِیَه بنِ ثَوْرٍ،و معنَی القَرِد:
الکثیرُ العَطاءِ،و الوَلاّده:کثیرُ الوَلدِ،و هو جَدُّ المُلُوکِ الذین لَعَنَهُم رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم،و هم مِخْوَس،و مِشْرَحٌ ،و أَبْضَعَهُ ، و جَمْدٌ،بَنُو مَعْدِی کَرِبَ بنِ وَکِیعَهَ بنِ شُرَحْبِیلِ بنِ معَاوِیَهَ بنِ حجْرٍ .
و حُجُور ،بالضمّ :مَوضعٌ جاءَ ذِکْرُه فی الشعر.
و ذاتُ حَجُور ،بالفتح:مَوضعٌ آخَر.
و أَبْرَقَا حُجْرٍ :جَبلانِ علی طَریقِ حاجّ البَصرهِ ،بین جدِیله و فَلْجَهَ ،و کان حُجْرٌ أَبو امْرِیءِ القَیْسِ یَنْزِلهما، و هناک قَتَلَه بنو أَسَدِ.
و حَنْجَرُ ،بالحاءِ و النونِ ،کجَعْفَر:أَرضٌ بالجَزِیرَهِ لبنی عامرٍ،و هی مِن قِنَّسْرِینَ ،سُمِّیَتْ لتَجَمُّعِ القبائلِ بها و اغتِصاصِها (2).
و فی کتاب الجَوْهَرِ المَکْنُونِ للشَّرِیف النَّسّابه:و فی لَخْمٍ حجْرُ بن جَزِیلَه بن لَخْم،إِلیه،یَرجع کل حجْرِی لَخْمِیّ و منهم:ذُعْر بن حجْرٍ ،وَ وَلَدُه مالکُ الذی اسْتَخْرَجَ یوسفَ الصِّدِّیقَ مِن الجُبِّ .
الحَدْرُ -بالفتح-من کلِّ شَیْ ءٍ: الحَطُّ مِن عُلْوٍ إِلی سُفْلٍ و المطاوَعَه منه الانحدار، کالحُدُورِ بالضمِّ ، و إِنما أَطْلقه اعتماداً علی الشُّهره.و قد حَدَرَه یَحْدِره و یَحْدُره حَدْراً و حُدُوراً فانْحَدَرَ :حَطَّه (3)کذا فی المحکم.قال الأَزهریُّ :
و کلُّ شیْ ءٍ أَرْسَلْته إِلی أَسفل فقد حَدَرْته حَدْراً و حُدُوراً .
و حَدَرْت السَّفِینهَ :أَرسلْتها إِلی أَسفلَ ،و لا یقال أَحْدَرْتها .
و مِن المجاز: الحَدْر فی الأَذانِ و القُرْآنِ : الإِسْرَاع ، و
16- فی حدیث الأَذان: «إِذا أَذَّنت فتَرَسَّلْ ،و إِذا أَقَمْت فاحْدُرْ .
یَتعَدَّی و لا یَتعَدَّی،و فی الأَساس: حَدَرَ القِرَاءَه حَدْراً :
أَسرَعَ فیها،فحَطَّها عن[حالِ ]التَّمْطِیط (4).
و فی المحْکم:سُمِّیَتِ القِراءَه السَّرِیعَه (5)الحَدْر ،لأَن صاحبها یَحْدُرها حَدْراً ، کالتَّحْدِیرِ .
و مِن المَجاز: الحَدْر : وَرَمُ الجِلْدِ و انْتِفاخُه و غِلَظُه مِن الضَّرْبِ حَدَر جِلْدُه یَحْدِرُ حَدْراً و حُدُوراً :غَلُظ و انْتفخَ و وَرِمَ ،قال عُمَرُ بن أَبی رَبِیعَه:
لو دَبَّ ذَرٌّ فوقَ ضاحِی جِلْدِها
لأَبَانَ مِن آثارِهِنَّ حُدُورَا
یَعْنی الوَرَمَ ، کالإِحدارِ و التَّحْدِیرِ .
و حَدْرُ الجِلْدِ أَیضاً: تَوْرِیمُه ،یقال: أَحْدَرَ الجِلْدَ و حَدَرَه :ضَرَبَه حتّی وَرَّمَه.
و أَحْدَرَ الجِلْدُ بنفْسِه و حَدَّرَ و حَدَرَ :«وَرِمَ .و فی حدیث ابنِ عُمَرَ (6)أَنه ضَرب[رَجُلاً] (7)ثلاثین سَوْطاً کلُّها یَبْضَعُ و یَحْدُرُ »؛المعنی أَن السِّیاطَ أَبْضَعتْ جِلْدَه و أَحْدَرَت (8)، و قال الأَصمعیُّ :یَبْضَعُ ؛یَعْنِی یَشُقُّ الجِلْدَ،و یَحْدُرُ یَعْنِی یُوَرَّمُ ،قال:و اخْتُلِفَ فی إِعرابه،فقال بعضهم: یُحْدِرُ إِحداراً ،و قال بعضهم: یَحْدُرُ حُدُوراً .قال الأَزهریُّ :
و أَظُنُّهما لُغَتَیْن،إِذا جَعَلتَ الفِعْلَ للضِّرْب،فأَمَّا إِذا کان الفعلُ للجِلْد أَنه الذی یَرِمُ ،فإِنهم یقولون:قد حَدَرَ جِلْدُه یَحْدُر حُدُوراً ،لا اختلافَ فیه أَعْلَمُه.
ص:252
و مِن المَجاز: الحَدْرُ : فَتْلُ هُدْبِ الثَّوْبِ یقال: حَدَرْتُ الثَّوْبَ ،إِذا فَتَلْتَ أَطْرَافَ هُدْبِه،لأَنّکَ تُقَصِّرُه بالفَتْل، و تَحتطُّ مِن مِقدار طُولِه،کما فی الأَساس،و فیه أَیضاً:
و منه:حَدْرَجَ السَّوْطَ ،إذا فَتَلَه.و سَوْطٌ مُحَدْرَجٌ ،ضُمَّتِ الجیمُ إِلیه،و قد سَبَقَ فی موضعه. کالإِحدارِ فیهما أَی فی التورِیمِ و الفَتْلِ ،یقال: أَحْدَرَ الجِلْدَ مِن الضَّربِ إِحداراً :
جعَلَه حادِراً ،و قد تقدَّم.و أَحْدَرَ الثَّوبَ إِحداراً فَتَلَ أَطرافَ هُدْبِه و کَفَّه،کما یفْعَلُ بأَطرافِ الأَکْسِیَهِ .
و الحَدْرَهُ :الفَتْلَهُ مِن فِتَلِ الأَکْسِیَهِ .
و مِن المَجَاز: الحَدْرُ : إِمْشَاءُ الدَّواءِ البَطْنَ . و قد حَدَرَ الدَّوَاءُ بَطْنَه یَحْدُرُه حَدْراً :أَمْشَاه (1).
و الحَدْرُ : الإِحاطهُ بالشیْ ءِ، یَحْدُرُ ،بالضمّ ، و یَحْدِرُ ، بالکسر، فی الکُلِّ مّما تَقَدَمَ .و رَوَی الأَزهریُّ عن المُؤَرَّجِ :یقال: حَدَرُوا حَولَه و یَحْدُرُون به،إِذا طافُوا به، قال الأَخطل:
و نَفْسُ المرءِ تَرْصُدُهَا المَنَایَا
و تَحْدُرُ حَوْلَه حتّی تُصارَا (2)
و مِن المَجَاز: الحَدْرُ : السِّمَنُ فی غِلَظٍ و قِصَرٍ،یقال:
غلامٌ حادِرٌ ،أَی قَصیرٌ لَحِیمٌ ،کما یقال له:حُطائطٌ ،کما فی الأَساس.
و مِن المَجَاز: الحَدْرُ : اجتماعُ خَلْقٍ مع الغِلَظِ ،یقال:
فَتًی حادِرٌ ،أَی غَلِیظٌ مُجْتَمِعٌ .و جَمْعهما حَدَرَهٌ کالحَدَارَهِ ، ککَرَامَه،و فی بعض النُّسَخ بالفتحِ و الکسرِ معاً.و نقل الأَزهری عن اللَّیث: الحادِرُ :المُمْتَلِیءُ شَحْماً و لَحْماً مع تَرَارَهٍ ، فِعْلُه کنَصَرَ و کَرُمَ ،ذَکَرَهما ابنُ سِیدَه،و اقتصرَ اللَّیْثُ علی الثانی،و نقَلَه الجوهریُّ عن الأَصمعیّ .
و الحَدَرُ ، بالتَّحْریک:مکانٌ یُنْحَدَرُ منه مثلُ الصَّبَبِ ، و
16- فی الحدیث: «کأَنَّمَا یَنْحَطُّ فی حَدَرٍ . کالحدور کصبور و الأَحْدورِ ،بالضمِّ ، و الحُدَرَاءِ (3)ککَرَمَاءَ، و الحادُورِ .
و الحَدُورُ فی سَفْحِ جَبَلٍ ،و کلُّ مَوضِعٍ مُنْحَدِرٍ .و یقال:وَقَعْنَا فی حَدُورٍ مُنْکَرَهٍ ،و هی الهَبُوطُ .قال الأَزهریُّ :و یقال له: الحُدَرَاءُ ،بوَزْنِ الصُّعدَاءِ (4).
و مِن المَجَاز: الحَدْرُ : سَیَلانُ العَیْنِ بالدَّمْع. حَدَرَتْ تَحْدُرُ ،بالضم، و تَحْدِرُ ،بالکسر، و الاسمُ منهما الحُدُورَهُ ، بالضمّ ، و الحَدُورَهُ ،بالفتح و الحادُورهُ ،ذکر الثلاثهَ اللِّحْیَانِیُّ ،کما نَقَلَ عنه ابنُ سِیدَه.
و الحَدرُ : الحَوَلُ فی العَیْن. قال اللَّیْث: و هو أَحْدَرُ ، و هی حَدْرَاءُ ،أَی أَحْوَلُ و حَوْلاَءُ.
و عَیْنٌ حَدْرَهٌ بَدْرَهٌ و حُدُرَّی -ککُفُرَّی بضَمَّتَیْن فتشدید مع فتحٍ ،آخِرُه أَلفٌ مقصوره:- عَظِیمهٌ ،أَو حَدْرَهٌ غَلِیظَهٌ .
و نَقَل الأَزهریُّ عن الأَصمعیِّ :أَمّا قولُهُم:عَیْنٌ حَدْرَهٌ فمعناه مُکْتَنِزَهٌ صُلْبَهٌ ،و بَدْرَهٌ بالنَّظَر. أَو حَدْرَهٌ حادَّهُ النَّظَرِ.
و قیل: حَدْرَهٌ :واسِعَهٌ ،و بَدْرَهٌ :یُبَادِرُ نَظَرُها نَظَرَ الخَیْلِ ، عن ابن الأَعرابیَّ .قال امْرؤ القَیْسِ :
و عَیْنٌ لها حَدْرَهٌ بَدْرهٌ
و شُقَّتْ مآقِیهما مِن أُخُرْ
و فی التَّهْذِیبِ : الحَدْرَهُ :العینُ الواسعهُ الجاحِظَهُ .
و الحادِرُ :الأَسَدُ ،لشِدَّهِ بَطْشِه، کالحَیْدَرِ و الحیْدَرَهِ و یقال: حَیْدَرَهُ -بلا لامٍ -کما وَقَعَ التعبیرُ به فی بعض الأُصولِ (5).و قال ابن الأَعرابیِّ : الحَیْدَرَهُ فی الأُسْدِ مثلُ المَلِکِ فی النّاس.قال ثعلبٌ :یَعْنِی لِغِلَظِ عُنُقِه،و قُوَّهِ ساعِدْیَه،و الهاءُ و الیاءُ زائدتان،و قال:
1- لم تَختلف الرُّواهُ فی أَنّ هذه الأَبیاتَ لعلیِّ بنِ أَبی طالب رضیَ اللّه عنه:
أَنا الذی سَمَّتْنِی أُمِّی حَیْدَرَه (6)
کَلَیْثِ غاباتٍ غَلِیظِ القَصَرَه
أَکِیلُکُم بالسَّیْفِ کَیْلَ السَّنْدَرَهْ (7)
ص:253
و زاد ابنُ بَرِّیٍّ فی الرَّجَز بعد«القَصَرَه»:
أَضْرِبُ بالسَّیْفِ رِقَابَ الکَفَرَهْ .
و مِن المَجاز: الحادِرُ : الغُلامُ السَّمِینُ الغَلِیظُ ، المُجْتَمِعُ الخَلْقِ ، أَو الحَسَنُ الجمیلُ الصَّبِیحُ ،ذَکَرَهما ابن سِیدَه.و الجمعُ حَدَرَهٌ .و نَقَلَ الأَزهریُّ عن اللَّیْث: الحادِرُ و الحادِرَهُ :الغُلامُ المُمْتَلِیءُ الشَّبابِ .و قال ثعلبٌ :یقال:
غُلاَمٌ حادِرٌ ،إِذا کان مُمْتَلِیءَ البَدَنِ ،شَدِیدَ البَطْشِ .
و فی الکتاب العزیز: وَ إِنّا لَجَمِیعٌ حاذِرُونَ (1)و هی القراءَهُ المشهورهُ ،و قُرِیءَ: و إِنّا لَجَمِیعٌ حادِرُونَ بالدّال؛ أَی مُؤْدُونَ بالکُراعِ ،و فی نَصِّ التَّهْذِیبِ :فی الکُرَاعِ و السِّلاحِ . قال الأَزهریُّ :و هی قراءَهُ عبدِ اللّه بنِ مسعودٍ رضیَ اللّه عنه.قال:و القراءَهُ بالذّالِ لا غیر،و الدّالُ شاذَّهٌ لا یجوز عندی القراءَهُ بها،و قَرَأَ عاصِمٌ و سائرُ القُرّاءِ بالذّال.قلتُ :و الدّالُ المُهْمَلَهُ قراءَهُ ابن عُمَیْرٍ و الیمانِیِّ ، کما نَقَله الصَّاغانیُّ .و فَسَّرَه بعضٌ فقال:أَی حُذّاقٌ بالقِتال، أَقْوِیَاءُ،نَشِیطُون له ،مِن قولهم:غلامٌ حادِرٌ ،إِذا کان شَدِیدَ البَطْشِ ،قَوِیَّ السّاعِدَینِ (2)کما تَقَدَّمَ ، أَو سَائِرُون [خارجونَ ] (3)طالِبُون مُوسَی ،علیه و علی نَبِّینا أَفضلُ الصّلاهِ و السّلامِ ،مِن قولهم: حَدَرَ الرجلُ حَدْراً ،إِذا انْحَطَّ فی صَبَبٍ .
و الحَادُورُ :القُرْطُ فی الأُذُن:جمعُه حَوادِیرُ .قال أَبو النَّجْمِ العِجْلیُّ یصفُ امرأَهً :
خِدَبَّهُ الخَلْقِ علی تَخْصِیرِها
بائِنَهُ المَنْکِبِ مِن حادُورِها
أَراد أَنها طویلهُ العُنُقِ (4)،و عَظِیمَهُ العَجُزِ،علی دِقَّهِ خَصْرِهَا،و البیتُ الذی بعدَه:
یَزِینُهَا أَزْهَرُ فی سُفُورِهَا
فَضَّلَها الخالِقُ فی تَصْوِیرِهَا (5)
و مِن المَجاز: الحادُورُ : الهَلَکَهُ ،کالحَیْدَرَهِ . قال أَبوزَیْدٍ:رماه اللّه بالحَیْدَرهِ ؛أَی بالهَلَکَهِ .و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :
أَی بِدَاهِیَهٍ شدیدهٍ ،کأَنَّهَا الأَسَدُ فی شِدَّتِها.
و مِن المَجَاز: الحادُورُ :الدَّوَاءُ المُسْهِلُ الذی یُمَشِّی البَطْنَ ،و هو خلافُ العاقولِ .
و الحَیْدارُ ،بفتح فسکونٍ : ما صَلُبَ مِن الحَصَی و اکْتَنَزَ، و منه قولُ تَمِیم بنِ أُبَیِّ بن مُقْبِلٍ یصفُ ناقهً :
تَرْمِی النِّجادَ بحَیْدَار الحَصَی قُمَزاً
فی مِشْیَهٍ سُرُحٍ خَلْطٍ أَفانِینَا
و لیس بتصحیفِ حَیْدان،بالنُّون،نَبَّه علیه الصَّاغانیّ .
و الحَدْرَهُ ،بالفتح:جِرْمُ قَرْحَه تَخْرُجُ بجَفْنِ العَیْنِ ، و قیل: ببَیاضِ الجَفْنِ فتَرِمُ و تَغْلَظُ ،و الذی فی التَّهْذِیب:
بباطنِ الجَفْنِ .و لیس فیه:«ببَیاض»،فأَنا أَخشی أَن یکونَ هذا تَحْرِیفاً من الکاتبِ .و قد حَدَرَتْ عَیْنُه حَدْراً .
و الحُدْرَهُ ، بالضمّ :الکَثْرَهُ و الاجتماع. و الذی فی المحکم و غیرِه:حَیٌّ ذُو حُدْرَهٍ (6)،أَی ذو اجتماعٍ و کَثْرَهٍ ، فلْیُنْظَرْ هذَا مع عباره المصنِّف.
و الحُدْرَهُ : القَطِیعُ مِن الإِبل نحوُ الصِّرْمَهِ ،و هی ما بین العشرهِ إِلی الأَربعینَ ،فإِذا بَلَغَتِ السِّتِّینَ فهی الصِّدْعَهُ .
و مالٌ حَوادِرُ (7):مُکْتَنِزَهٌ ضِخامٌ ،و علیه حُدْرَهٌ مِن غَنَمٍ ، و حَدْرَهٌ ،أَی قِطْعَهٌ ،عن اللِّحْیَانیِّ .
و الأَحْدَرُ مِن الإِبل: المُمْتَلِیءُ الفَخِذَیْنِ و العَجُزِ الدَّقِیقُ الأَعْلَی ،و هی حَدْرَاءُ ،و منه
17- حدیثُ أَبَیِّ بن خَلَفٍ : «کان علی بَعِیرٍ له و هو یقول:یا حَدْراهَا ». ؛یَعْنِی یا حَدْرَاءَ الإِبلِ ،فَقَصَرَ،و هی تَأْنِیثُ الأَحدَرِ ،و أَراد بالبَعِیر هنا النّاقَهَ ،و هو یَقع علی الذَّکَر و الأُنْثَی،کالإِنسانِ ،و یجوزُ أَن یُرِیدَ:هل رَأَی أَحدٌ مثلَ هذا؟.
قال الأَزهریُّ : و قال بعضُهم: الحَدْرَاءُ :نَعْتٌ حَسَنٌ للخَیْلِ (8)خاصَّهً .
ص:254
و حَدْرَاءُ :اسمُ امرأَهٍ شَبَّبَ بها الفَرَزْدَقُ ،قال:
عَزَفْتَ بأَعْشَاشٍ و ما کِدْتَ تَعْزِفُ
و أَنکَرْتَ مِن حَدْرَاءَ ما کنتَ تَعْرِفُ
و الحِنادِرُ ،بالضمّ :الحادُّ البَصَرِ. و یقال:إِنه لَحُنَادِرُ العَیْنِ .
و الحُنْدُرُ ،کُقْنفُذٍ، و الحُنْدُورُ ،کسُرْسُورٍ، و الحُنْدُورَهُ ، بضَمِّهِنَّ ،و الحِنْدَوْرَهُ ، کهِرْکَوْلَهٍ ،یَعْنِی بکسرِ الأَولِ و فتحِ الثالِثِ و الحِنْدُورَهُ ،بکسرِ الحاءِ و ضمِّ الدّال و هذه عن ثَعْلَبٍ ، و الحِنْدِیرُ ،و الحِنْدَارَهُ ،و الحِنْدَوْرُ ،و الحنْدِیرَهُ ، بکسرهنَّ ،کلَّ ذلک: الحَدَقَهُ ،و الحِنْدِیرَهُ أَجْوَدُ (1).
و فی الصّحاح:یقال: هو علی حُنْدُرِ عَیْنِه و حُنْدُرَتِها و حِنْدَوْرِهَا وَ حِنْدَوْرَتِها (2)؛ أَی یَسْتَثْقِلُه فلا یَقْدِرُ النَّظَرَ إلیه (3)، و فی بعض النُّسَخ:فلا یَقْدِرُ علی النَّظَرِ إِلیه،و نصُّ الصّحاح:و لا یَقْدِرُ أَن یَنظرَ إِلیه بُغْضاً.
و قال الفَرّاءُ:یقال: جَعَلْتُه علی حُنْدُورَهِ عَیْنِی ، بالضمّ ، و حِنْدِیرَتِها بالکسر، أَی جَعَلْتُه نُصْبَ عَیْنِی ،و ذکرَ الجَوْهرِیُّ و غیرُه من الأَئِمَّه هذه المادَّهَ فی ح ن د ر (4)؛ إِشارهً إِلی أَن النُّونَ لا تُزادُ فی ثانی الکَلِمَهِ إِلاّ بثَبتٍ ، و تَبعَهم صاحبُ اللِّسَان فأَورَدَهَا هناک،و لم یتعرَّض لها فی حدر .و ستأْتی للمصنِّف أَیضاً هناک،إِشاره إِلی ما ذَکَرْنَا، إِن شاءَ اللّه تعالَی.
و الحُدُرُّ ، کعُتُلٍّ :الغَلِیظُ الضَّخْمُ .
و انْحَدَرَ جِلْدُه: تَوَرَّمَ ،کما فی الصّحاح.
و انْحَدَرَ : انْهَبَطَ و هو مُطاوعُ حَدَرَه یَحْدُرُه حَدْراً .و فی التَّهْذِیب فی ترجمه قلع: الانْحِدارُ و التَّقَلُّعُ قَرِیبٌ بعضُه من بعضٍ .أَراد أَنه یَستعملُ التَّثَبُّتَ ،و لا یَبِینُ منه فی هذه الحال استعجالٌ و مُبَادَرهٌ شدیدهٌ .
و المَوْضِعُ مُنْحَدَرٌ . بضمٍّ فسکونٍ ففَتَحَاتٍ (5)، و مُنْحَدُرٌ ،أَتْبَعُوا الضَّمَّهَ الضَّمَّهَ ،کما قالوا:أُنْبِیکَ و أُنْبُوکَ . و رَوَی بَعضُهُم: مَنْحَدِرٌ (6)بفتحٍ فسکونٍ ففتحٍ فکسرٍ.
و حَدَرَ الدَّمْعَ یحْدُرُه حَدْراً و حُدُوراً ،و حَدَّرَه فانْحَدَرَ ، و تَحَدَّرَ ،أَی تَنَزَّلَ .
*و ممّا یُستدرَکَ علیه:
«رأَیتُ المَطَرَ یَتَحادَرُ علی لِحْیَتِه»؛أَی یَنْزِلُ و یَقْطُرُ؛و هو یَتَفَاعَلُ مِن الحُدُور ،و قد جاءَ فی حدیث الاستسقاءِ.
و حَدَرَ اللِّثَامَ عن حَنَکِه:أَمَالَه.
و الحادِرَهُ :الغَلِیظَهُ .قال أَبو کاهِلٍ الیَشْکُرِیُّ یصفُ ناقَته،و یُشبِّهُها بالعُقَابِ :
کأَنّ رِجْلِی علی شعْوَاءَ حادِرَهٍ
ظمْیَاءَ قد بُلَّ مِن طَلٍّ خوَافِیها
ذکرَه الأَزهریُّ فی ترجمه رنب.
و
17- فی حدیث أُمِّ عطِیّه: «وُلِدَ لنا غُلامٌ أَحْدَرُ شیْ ءٍ». أَی أَسْمنُ شیْ ءٍ أَغْلَظ .
و رُمْحٌ حادِرٌ :غلیظٌ .
و الحَوَادِر مِن کُعوبِ الرِّمَاح:الغِلاظُ المُسْتدِیره.
و جَبلٌ حادِرٌ :مرتفِعٌ .
و حیٌّ حادِرٌ :مُجْتمِعٌ .
و عددٌ حادِرٌ :کثیرٌ.
و حَبْلٌ حادِرٌ :شدیدُ الفَتْلِ ،قال:
فما رَوِیَتْ حتَّی اسْتَبَانَ سُقَاتُهَا
قُطُوعاً لمَحْبُوکٍ من اللِّیفِ حادِرِ
و حَدُرَ الوَتَرُ حُدُورَهً :غَلُظَ و اشتدَّ.و قال أَبو حَنِیفَهَ :إِذا کان الوَتَرُ قَوِیًّا مُمْتَلِئاً قیل:وَتَرٌ حادِرٌ ،و أَنشدَ:
أُحِبُّ الصَّبِیَّ السَّوْءَ مِن أَجْلِ أُمِّه
و أُبْغِضُه مِن بُغْضِها و هو حادِرُ
و قد حَدُرَ حُدُورهً .
ص:255
و ناقَهٌ حادِرَهُ العَیْنَیْنِ ؛إِذا امتلأَتَا نِقْیاً،و اسْتَوَتَا و حَسُنَتَا، قال الأَعْشَی:
و عَسِیرٌ أَدْماءُ حادِرَهُ العَیْ
نِ خَنُوفٌ عَیْرانَهٌ شِمْلالُ (1)
و کلُّ رَیّانَ حَسَنِ الخَلْقِ : حادِرٌ .
و عَیْنٌ حَدْرَاءُ :حَسَنَهٌ ،و قد حَدَرَتْ .
و الحَدْرُ :النَّشْزُ الغَلِیظُ من الأَرض.
و مِن المَجَاز: حَدَرَتْهُم السَّنَهُ تَحْدُرُهم :جاءَتْ بهم إِلی الحَضَر.قال الحُطَیْئَهُ :
جاءَتْ به مِن بلادِ الطُّورِ تَحْدُرهُ
حَصّاءُ لم تَتَّرِکْ دُونَ العَصَا شَذَبَا
و قال الأَزهریُّ : حَدَرَتْهم السَّنَهُ تَحْدُرُهم حَدْراً ؛إِذا حَطَّتْهُم،و جاءَت بهم حُدُوراً .
و حُدْرَهٌ مِن غَنَمٍ :قِطْعَهٌ .
و حَیْدَارُ الحَصَی:ما اسْتَدارَ منه.و حَیْدَرٌ ،و حَیْدَرَهُ :
اسْمَانِ .
الحُوَیْدِرَه :اسمُ شاعِرٍ،و رُبَّما قالوا: الحادِرَهُ ،و هو قُطْبَهُ بنُ الحُصَیْنِ (2)الغَطَفَانیُّ .قال ابنُ بَرِّیٍّ :سُمِّیَ به لقولِ زَبّان بنِ سَیّارٍ فیه:
کأَنَّکَ حادِرَهُ المَنْکِبَیْ
نِ رَصْعَاءُ تُنْقِضُ فی حائِرِ (3)
قال:و الحادِرَهُ :الضَّخْمَهُ المَنْکِبْیَن و الرَّصْعَاءُ المَمْسوحَهُ العَجیزَهِ ؛شَبَّهه بضِفْدعَهٍ تُصَوِّتُ فی مُنْخَفَضِ الأَرضِ .
رُوِیَ أَن حَسّانَ بنَ ثابِتٍ رضیَ اللّه عنه کان إِذا قیل له:
أَنْشِدْنا قال:أُنْشِدُکم کَلِمَهَ الحُوَیْدِرَهِ ؛یَعْنِی قَصِیدَتَه التی أَوَّلُها:
بَکَرتْ سُمَیَّهُ غُدْوَهً فَتَرَبَّعِ
و غَدَتْ غُدُوَّ مُفَارِقٍ لم یَرْبَعِ
قلتُ :و مِن هذه القَصِیدَه:
فکأَنَّ فَاهَا بعد أَوّلِ رَقْدَهٍ
ثَغَبٌ برَابیَهٍ لَذیذُ المَکْرَعِ
بغَرِیضِ سارِیَهٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْحَرَ طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ
و رَغِیفٌ حادِرٌ :تامٌّ ،و قیل:هو الغَلِیظُ الحُرُوفِ .
و دواءٌ حادِرٌ :مُسْهِلٌ .
و رَجلٌ حَدْرَدٌ (4):مُسْتَعْجِلٌ .
و تَحَدُّرُ الشیْ ءِ:إِقْبَالُه،و قد تَحَدَّرَ تَحَدُّراً .قال الجَعْدِیّ :
فلمّا ارْعَوَتْ فی السَّیْرِ قَضَّیْنَ سَیْرَها
تَحَدُّرَ أَحْوَی یَرْکَبُ الدّوَّ مُظْلِمِ (5)
و حَدَرَ الحَجَرَ من الجَبل:دَحْرَجَه.
و مِن المَجَاز:الدَّمْعُ یَحْدُرُ الکُحْلَ .
و الحدار ،و الحدره :النازله.
و حدرَهُ الحِنّاءِ:مَحَلَّهٌ بمصرَ.
و حَدُورَهُ :أَرضٌ لبنی الحارِثِ بنِ کَعْب.
و أَبو تَوَّزَهَ حُدَیْرٌ السُّلَمیُّ ،مولاهم،و أَبو الزّاهِرِیَّهِ حُدَیْرُ بن کُرَیْبٍ الحِمْصِیُّ ،و حُدَیْرٌ الأَسْلَمیٌّ :تابِعِیُّون، ذَکَرهم ابنُ حِبّانَ فی الثِّقات.
و سُفْیَانُ بنُ عبدِ اللّه بنِ محمّدِ بنِ زِیَادِ بنِ حُدَیْرٍ الأَسَدِیُّ ،حَدَّث عن زِیادٍ،کذا فی تاریخ البخارِیّ .
و الحَیْدَرِیَّهُ :طائفهٌ مُجَرْدُون،و هم أَتباعُ الشیخِ حَیْدَرٍ الزواجِیِّ ،الوَالِیِّ المولی المشهورِ،و قد ذَکَرْتُ هذه الطریقهَ مَبْنَاها فی کتابی:إِتحاف الأَصفیاءِ بسلاسل الأَولیاءِ.و ذکرَه ابن حِبّان فی الثِّقات.
و حُدَیْرَهُ ،کجُهَیْنُهَ ،فَرَسُ شُرَاحِیلَ بنِ عبدِ العُزَّی الکلْبِیّ .
ص:256
و حُدَّر ،کسُکر:مِن مَحالِّ البصرهِ عند خِطَّهِ مُزیْنهَ .
و الأَحْدَریَّه :القَلَنْسَوهُ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
حِدْمِرٌ -کزِبْرِجٍ -أَبو القاسمِ ،رَوَی فی بَوْل الجارِیَهِ ، و عنه لیثُ بنُ أَبی سُلَیْم،ذَکَرَه الذَّهَبِیُّ .قلتُ :و هو مَوْلَی عَبْسٍ ،یَرْوِی المَقَاطِیعَ .
الحِدْبَارُ ،بالکسر :مکتوب عندنَا فی النُّسَخ بالأَحْمَر،و هو موجودٌ عند الجوهریِّ ،نُقِلَ عنه فی اللِّسَان، و قال:قال الجوهریّ : الحِدْبَارُ : النّاقَهُ الضّامِرَهُ التی ذَهَبَ لَحمُها مِن الهُزَال (1)،و بَدَتْ حَراقِفُهَا، کالحِدْبِیرِ ،و هی التی انْحَنَی ظَهْرُهَا،و ذَهَبَ سَنامُها مِن الهُزال،و دَبِر.
و مِن المَجَاز: الحِدْبار : السَّنَهَ الجَدْبَه المُقْحِطَه.و
1- فی حدیث علیٍّ رضیَ اللّه عنه،فی الاستِسْقَاءِ: «اللّهُمَّ إِنّا خَرَجْنَا إِلیکَ حین اعْتَکَرَتْ علینا حَدَابِیرُ السِّنِینَ ». و
17- فی حدیث ابنِ الأَشْعَثِ : أَنه کَتَبَ إِلی الحَجّاج:«سأَحْمِلُکَ علی صَعْبٍ حَدْبَاءَ حِدْبَارٍ ،یَنِجُّ ظَهْرُهَا». ضَرَبَ ذلک مَثَلاً للأَمرِ الصَّعْبِ ،و الخُطَّهِ الشدِیدهِ .
و الحِدْبارُ : الأَکَمَهُ أَو النَّشْزُ الغَلِیظُ مِن الأَرض ،و قد تَقَدَّم فی الحَدْرِ مثْلُ ذلک. جَمْعُ الکُلِّ حَدابِیرُ .
الحِذْرُ ،بالکسر،و یُحَرَّکُ :الخِیفه،و قیل:هو الاحْتِرازُ و فَسَّرَه قَومٌ بالتَّحَرُّزِ،و قومٌ بالاستعداد و التَّأَهُّبِ ؛ و قومٌ بالفَزَعِ .قال شیخُنا:و لعلَّها متقاربهٌ فی المعنی، و رَجَّح بعضٌ التحریکَ ، کالاحْتِذارِ و هذه عن اللِّحْیَانِیّ (2).
حذِرَه یَحْذَرُه حَذَراً ،و احْتذرَه ،و أَنشد:
قلْتُ لقَومٍ خَرَجُوا هَذَالِیلْ
احْتَذِرُوا لا یَلْقَکُمْ طَمَالِیلْ
و المَحْذُورَهِ ،کالمَصْدُوقَهِ و المَکْذُوبَهِ . و الفِعْلُ حَذِرَ ، کعَلِمَ .
و هو حاذُورَهٌ ،و حِذْرِیانُ ،بالکسر علی فِعْلِیان، و حَذِرٌ ککَتِف، و حَذُرٌ کنَدُسٍ ، ج حَذِرُون و حَذَارَی ،أَی مُتَیَقِّظٌ شدیدُ الحَذَرِ ،و الفَزَع.
و حاذِرٌ :متأَهِّبٌ مُعِدٌّ (3)؛کأَنَّه یَحْذَرُ أَن یُفاجَأَ.
و أَنشدَ سیبَوَیْهِ فی تَعَدِّیه:
حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخَافُ و آمِنٌ
ما لیس مُنْجِیه مِن الأَقْدارِ
و هذا نادرٌ؛لأَن النَّعْتَ إِذا جاءَ علی فَعِلٍ لا یَتَعَدَّی إِلی مَفْعُول.
و مِن المَجاز:یقال: هو ابنُ أَحْذارٍ ؛أَی ابنُ حَزْمٍ و حَذَرٍ .
و المَحْذُورَهُ :الفَزَعُ بعَیْنِه.
و المَحْذُورَهُ : الدَّاهِیَهُ التی تُحْذَرُ .
و فی الأَساس:و صَبَّحَتْهم المَحْذُورَهُ .و هی الخیلُ المُغِیرَهُ ،أَو الصَّیْحَهُ .
و قیل: المَحْذُورَهُ : الحَرْبُ .
و یقال: حَذَارِ حَذَارِ یا فُلانُ ، و قد یُنَوَّنُ الثانی ،و قد جاءَ فی الشِّعر.و أَنشدَ اللِّحْیَانیُّ :
حَذَارِ حَذارٍ مِن فَوَارِسِ دارِمٍ
أَبا خالِدٍ مِن قَبْلِ أَن تَتَنَدَّمَا
فنَوَّنَ الأَخِیرَهَ ،قال:و لم یَکن[ینبغی] (4)له ذلک،غیرَ أَنّ الشاعرَ أَرادَ أَن یُتِمَّ به الجُزْءَ. أَی احْذَرْ . قال أَبو النَّجْم:
حَذَارِ مِن أَرماحِنا حَذارِ
أَو تَجْعَلُوا دُونَکُمُ وَبَارِ
و رَبِیعَهُ بنُ حُذَارِ بن عامرٍ العُکْلِیُّ - کغُرَابٍ -جَوَادٌ، م أَی معروفٌ و هو الذی تَحاکَمَ إِلیه عبدُ المُطَّلِبِ بنُ هاشمٍ ،و حَرْبُ بنُ أُمَیَّهَ ،و فی هذا یقولُ الأَعْشَی:
ص:257
و إِذا أَرَدْتَ بأَرْضِ عُکْلٍ نائِلاً
فاعْمِدْ لبَیْتِ رَبِیعَهَ بنِ حُذَارِ
و ذَکَرَ ابنُ حَبِیب عن ابن الکَلْبِیّ مثلَ ذلک،و فیه زیادهٌ بعد قوله:عُکْلِیٌّ :مِن بَنِی عَوْفِ بنِ عبدِ مَنَاهَ بن أُدِّ بن طابخَهَ .و فیه:فحَکَمَ لعبدِ المُطَّلِبِ .
قلْتُ :و هو غیرُ ابنِ حُذَارٍ الأَسَدِیِّ ،حَکَمِ العرب الآتِی ذِکْرُه.قال الصَّاغانِیُّ :و إِیّاه عَنَی الذُّبْیَانِیُّ بقوله:
رَهْطُ ابْنِ کُوزٍ مُحْقِبِی أَدْرَاعِهِم
فیها و رَهْطُ رَبِیعَهَ بنِ حُذَارِ (1)
و ذُو حُذَارٍ مِن أَلْهانَ بنِ مالکِ بن زیدِ بنِ أَوْسَلَهَ بنِ ربیعهَ بنِ الخیارِ اخِی هَمْدان بنِ مالکٍ .
و حَبِیبَهُ بنتُ عبدِ العُزَّی بنِ حُذَارٍ ،شاعرهٌ تُوصَفُ بالکَرَمِ ،و هی من بَنِی ثَعْلَبَهَ بنِ سعْدِ بنِ ذُبْیَان.
و رَبِیعَهُ بنُ حُذَارٍ الأَسَدِیُّ مِن بَنی أَسَدِ بنِ خُزَیْمَهَ ،ثم بَنِی سعْدِ بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ دُودانَ -و حُذَارٌ هو ابنُ مُرَّهَ بنِ الحارثِ بنِ سعدِ بنِ ثَعلبهَ بنِ دُودَانَ ،و المشهورُ بالنِّسْبه إِلیها:قَبِیصَهُ بنُ جابرِ بنِ وَهْبِ بنِ مالکِ بنِ عُمَیْرَهَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّهَ الأَسَدِیُّ الحُذَارِیُّ من التّابِعِین،ذَکَرَه السّمْعَانِیُّ ،و ذَکَرَ ابنُ الکَلْبِیِّ قَیْسَ بنَ الرَّبِیعِ الأَسَدِیَّ الکُوفِیَّ مِن وَلَدِ عمیرَهَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّهَ -: حَکَمُ العَرَبِ و قاضِیها فی الجاهلیَّه،و یُقَال له أَیضاً:حَکَمُ بَنِی (2)أَسَدٍ، و فیه یقولُ الأَعْشَی:
و إِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَین مَحَلُّه
فاعْمِدْ لبیتِ رَبِیعَهَ بنِ حُذَارِ
أَو هو حِذَارٌ ککِتَابٍ ،و هکذا کان یَرْوِی الأَصمعیُّ قولَ الذُّبیانِیِّ .
و یقال: أَنا حَذِیرُکَ منه،أَی مُحَذِّرُکَ منه، أُحَذِّرکَه :
قال الأَصمعیّ :لم اسمع هذا الحَرْفَ لغَیْر اللَّیْث؛و کاَنه جاءَ به علی لفْظِ :نَذیرُکَ و عَذِیرُکَ . و عن النَّضْر: الحِذْرِیَهُ ،کالهِبْرِیَهُ .القِطعهُ الغلیظهُ من الأَرض (3).و قال أَبو الخَیْرَهِ :أعلی الجَبَلِ إِذا کان صُلْباً غلیظاً مُسْتَوِیاً فهو حِذْرِیَهٌ .
و الحِذْرِیَهُ : حَرَّهٌ لبنی سُلَیْمٍ ،و هما حَرّتانِ ،و هذه إِحداهما.
و الحِذْرِیَهُ :الأَرضُ الخَشِنَهُ ،و الأَکَمَهُ الغلیظهُ ، کالحِذْرِیَاءِ .
و الحِذْرِیَهُ : عِفْرِیَهُ الدِّیکِ ،وَزْناً و معنًی،یقال:نَفَشَ الدِّیکِ حِذْرِیَتَه .
ج حَذَارِی (4)و حَذَارٍ .
و حُذُرَّی ،کغُلُبِّی صِیغَهٌ مَبْنِیَّهٌ مِن الحَذَر ،و هی اسمٌ حَکَاهَا سِیبَویْهِ ،و معناه الباطِلُ ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
و حُذْرَانُ و حُذَیْرٌ ، کعُثْمَانَ و زُبَیْرٍ:عَلَمانِ ،و کذلک مُحَذِّرٌ ،کمحدِّث.
و الحِذَارِیَاتُ ،و فی بعض النُّسَخ زیاده: بالضمِّ :القومُ الذین یُحَذِّرُون ،أَی یُخَوِّفُون ،و لو قال:المَنْذُورون (5)،کما عَبَّر به غیرُه لکان أَحسنَ .
و احْذَأَرَّ الرجلُ : غَضِبَ فاحْرَنْفَشَ و تَقَبَّضَ ،و فی بعض النُّسَخ:و تَغَیَّظَ ،و الأُولَی هی الموافِقَهُ لما فی الأُصول.
و مِن أَسماءِ الفِعْل قولُک: حَذَرَکَ زیداً، و حَذَارَیْکَ (6)زَیْداً؛إِذَا کنْتَ تُحَذِّرُه منه. و حَکَی اللِّحْیَانیُّ : حَذَارِکَ ، بکسر الراءِ.و قیل:معنَی التَّثْنِیَهِ أَنه یُریدُ:لِیَکُنْ منکَ حَذَرٌ بعدَ حَذَرٍ .
و أَبو حَذَرٍ ،محرَّکَهً :کُنْیَهُ الحِرْباءِ لتَقَلُّبِه کثیراً.
و أَبو مَحْذُورَهَ :سَمُرَهُ بنُ مِعْیَرٍ و یقال:أَوْسُ بنُ مِعْیَرِ بنِ لَوْذَان (7)أَحَدُ بَنِی جُمَحَ ؛ مُؤَذِّنُ النبیِّ صلی اللّه علیه و سلّم ،له صُحْبَهٌ و روایهٌ .
ص:258
و عُمَرُ بن محمّدِ بنِ علیِّ بنِ حَیْذَرٍ -بالذّال المعجَمه-: محدِّثٌ عن أَبی الخَیْرِ بنِ أَبی عِمْرَانَ ،هکذا ضَبَطَه تلمیذُه الإِمامُ أَبو القاسمِ ابنُ عَساکِرَ فی تاریخ دمشقَ .قال الحافظُ :و هو نَقطَها.قلْت:فالعُهْدَهُ علیه.
و المُحَاذَرَهُ و الحِذَارُ بین اثْنَیْنِ کما هو مُقْتَضَی بابِ المُفَاعَلَهِ .
*و ممّا یُستدرَک علیه:
التَّحْذِیرُ :التَّخْوِیفُ .
و فی الکتاب العزیز: وَ إِنّا لَجَمِیعٌ حاذِرُونَ (1)و قُرِیءَ:
« حَذِرُونَ » و « حَذُرُونَ » أَیضاً،بضمِّ الذّالِ ،حکاه الأَخْفَشُ ، و معنَی: حاذِرُونَ :مُتَأَهِّبُون،و معنَی: حَذِرُون :خائِفُون، و قیل:مُعِدُّونَ .و رُوِیَ عن ابن مسعودٍ أَنه قال:مُؤْدونَ :
ذوو (2)و أَداه من السِّلاح.
و قال الزَّجّاج: الحاذِرُ :المُسْتَعِدُّ.
و الحَذِرُ :المُتَیَقِّظُ .
و قال شَمِرٌ: الحاذِرُ :المُؤْدِی،الشّاکُّ فی السِّلاح، و أَنشدَ:
و بِزَّهٍ فَوقَ کَمِیٍّ حاذِرِ
و نَثْرَهٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ
و حَرْبَهٍ مثْلِ قُدَامَی الطَّائِرِ
و قولُه تعالَی: وَ یُحَذِّرُکُمُ اللّهُ نَفْسَهُ (3)أَی یُحَذِّرِکم إِیّاه.
و عن أَبی زَیْد:فی العَیْن الحَذَرُ ،و هو ثِقَلٌ فیها مِن قَذًی یُصِیبُها.
و قد حَذَّرَه الأَمْرَ.
و تقول:سُمِعَتْ حَذَارِ فی عَسْکَرِهم،و دُعِیَتْ نَزَالِ بینهم.
و سَمَّوْا مَحْذُوراً .و کَعْبُ بنُ الحُذَاریَّه ،له صُحْبَهٌ و ذِکْرٌ فی حدیثٍ لابنِ رَزِینٍ العُقَیْلِیِّ .
الحُذْفُورُ ،کعُصْفُورٍ:الجانِبُ و النّاحِیَهُ ، کالحِذْفارِ ،نقلَه أَبو العَبّاس مِن تَذْکِرَهِ أَبی علیٍّ .
و الحُذْفُورُ الشَّرِیفُ و هم الحَذَافِیرُ .
و الحُذْفُورُ : الجَمْعُ الکثیرُ.
و فی النوادر:یقال جَزْمَرَ العِدْلَ و العَیْبَهَ و الثِّیَابَ و القِرْبَهَ ،و حَذْفَرَه و حَزْفَرَه،کلُّهَا بمعنًی واحدٍ: مَلأَه.
و یقال: أَخَذَهُ بحُذْفُورِه و بحِذْفارِه و بحَذَافِیرِهِ ؛أَی أَخَذَه بأَسْرِه -و منه قولُهم:فقد أُعْطِیَ الدُّنْیَا بحَذافِیرِها ؛ أَی بأَسْرهَا- أَو بجَوانِبِه ،و به فُسِّرَ
16- الحدیثُ : «فکأَنَّمَا حِیزَتْ له الدُّنْیا بحَذَافِیرِها ». أو بأَعالِیه نَقَلَه الفَرّاءُ.و
16- فی حدیث المَبْعَثِ : «فإِذا نحنُ بالحَیِّ قد جاءُوا بحَذافِیرِهم ؛».
أَی جَمیعهم.
و یقال:أَخَذَ الشیْ ءَ بجُزْمُورِه و جَزامِیرِه،و حُذْفُورِه و حَذافِیرِه ،أَی بجَمِیعِه و جَوانِبِه.
و الحَذافِیرُ :الأَشرافُ ،و قیل:هم المُتَهَیِّئُون للحَرْبِ .
و منه قولُهم: اشْدُدْ حَذافِیرَکَ .أَی تَهَیَّأْ للحَرْبِ و غیرِها.
و حُذَافِرُ بنُ نَصْرِ بن غانِمٍ العَدَویُّ ،أَدْرَکَ النبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم.
قال الزُبَیْرُ:تُوفِّیَ فی طاعُون عمَوَاسَ (4).
الحِذْمِرُ -بالکسر -أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال الصَّاغانیّ :هو القَصیرُ. کالحِذْرِم.
و یقال: أَخَذَه بحَذامِیرِه و حُذْمورِه و جَزَامِیرِه و جُزْمُورِه، أَی بأَسْرِه کحَذافِیرِه،و قیل:بجَوانِبِهِ .
و قال بعضُهم:إِذا لم یَدَعْ منه شیئاً.
الحَرُّ :ضِدُّ البَرْدِ،کالحُرُور-بالضمِّ - و الحَرَارَهِ -بالفتح-و الحِرَّهِ ،بالکسر- ج حُرُورٌ -بالضمّ - و أَحارِرُ علی غیر قیاس؛مِن وَجْهَیْنِ :أَحدُهما بِناؤُه و الآخَرُ تَضْعِیفُه،قال ابن دُرَیْدٍ:لا أَعرفُ ما صِحَّتُه، کذا نَقَلَه الفِهْرِیُّ فی شَرْح الفَصِیح عن المُوعب،و العالم، و المُخَصّص،و هم نَقَلُوا عن أَبی زَیْدٍ أَنه قال:و زَعَمَ قومٌ
ص:259
مِن أَهل اللغَهِ أَن الحَرَّ یُجْمَعُ علی أَحارِرَ ،و لا أَعرفُ صِحَّتَه.قال شیخُنَا:و قال صاحبُ الواعِی:و یجمع أَحارّ، أَی بالإِدغام.قلتُ :و کأَنَّه فِرارٌ مِن مخالفهُ القِیَاس.
و قد یکونُ الحَرَارَهُ الاسمَ (1)،و جَمْعُها حینئذٍ حَرَاراتٌ .
قال الشاعر:
بِدَمْعٍ ذِی حَرَارَاتٍ
علی الخَدَّیْنِ ذِی هَیْدَبْ
و قد تکونُ الحَرَارَاتُ هُنَا جَمْعَ حَرَارَه ،الذی هو المَصْدَرُ،إِلاّ أَنَّ الأَولَ أَقربُ .
و تقول: حَرَّ النَّهَارُ،و هو یَحَرُّ حَرًّا ،و قد حَرِرْتَ یا یَوْمُ ،کمَلِلْتَ -أَی مِن حَدِّ عَلِمَ ،عن اللِّحْیَانیِّ - و فَرَرْتَ -أی مِن حَدَّ ضَرَبَ - و مَرَرْتَ أَی مِن حَدِّ نَصَرَ- تَحَرُّ و تَحِرُّ و تَحُرُّ ، حَرًّا و حَرَّهً و حَرارَهً [و حُرُوراً ] (2)،أَی اشتدَّ حَرُّکَ .
و الحَرُّ (3): زَجْرٌ للبَعِیر ،کذا فی النُّسَخ،و الصَّوَابُ للعَیْر،کما هو نَصُّ التَّکْمِله (4). یُقَال له: الحَرُّ ،کما یُقَال للضَّأْنِ :الحَیْهِ . أَنشدَ ابن الأَعْرَابیّ :
شَمْطَاءُ جاءَتْ مِن بلادِ البَرِّ
قد تَرَکَتْ حَیْهِ و قالت حَرِّ
ثمّ أَمالَتْ جانِبَ (5)الخِمِرِّ
عَمْداً علی جانِبِها الأَیْسَرِّ
و الحَرُّ : جمْعُ الحَرَّهِ . قال شیخُنا:و هو اسمُ جنْسٍ جَمْعِیٌّ لا جمعٌ اصطِلاحِیٌّ .و الحَرَّهُ :اسمٌ لأَرضٍ ذاتِ حِجارهٍ نَخِرَهٍ سُودٍ ،کأَنَّهَا أُحْرِقَتْ بالنّار،و قیل: الحَرَّهُ مِن الأَرَضِینَ :الصُّلْبَهُ الغَلِیظَهُ التی أَلْبسَتْها حِجارَهٌ سُودٌ نَخِرَهُ ، کأَنَّهَا مُطِرَتْ ، کالحِرَارِ -بالکسر-جمْع تَکْسِیرٍ،و هو مَقِیسٌ ، و الحَرّاتِ جمْع مُؤَنَّث سالم و الحَرِّینَ جمع مذکَّر علی لَفْظِه، و الأَحَرِّینَ علی تَوَهُّمِ أَن له مفرداً علی أَحَرَّهٍ ،و هو شاذٌّ.قال سِیبَوَیْهِ :و زَعَم یُونسُ أَنهم یقولون: حَرَّهٌ و حَرُّونَ ،جَمَعُوه بالواو و النُّون،یُشَبِّهُون بقولهم:أَرْضٌ و أَرضُون؛لأَنها مؤنثهٌ مثلها،قال:و زَعَمَ یُونُسُ أَیضاً أَنهم یقولون: حَرَّهٌ و إِحَرُّونَ ،یَعْنِی الحِرَارَ ،کأَنه جمْعُ إِحَرَّهٍ ، و لکن لا یُتَکَلَّمُ بها.
1- أَنشدَ ثعلبٌ لزید بنِ عَتاهِیَهَ التَّمِیمیِّ ، و کان زیدٌ المذکورُ لمّا عَظُمَ البَلاءُ بصِفِّین قد انهزمَ و لَحِقَ بالکُوفه،و کان علیٌّ رضیَ اللّه عنه قد أَعْطَی أَصحابَه یومَ الجَمَلِ خَمْسَمِائَه دِرهمٍ من بیتِ مالِ البَصْرَهِ ،فلما قَدِمَ زیدٌ عَلَی أَهله قالتْ له ابنتُه:أَین خَمْسُ المائِه؛فقال:
إِنّ أَباکِ فَرَّ یومَ صِفِّینْ
لمَّا رَأَی عَکّا و الأَشْعَرِیِّینْ
و قَیْسَ عَیْلانَ الهَوَازِنِیِّینْ
و ابنَ نُمَیْرٍ فی سَرَاهِ الکِنْدِینْ
و ذَا الکَلاَعِ سَیِّدَ الیَمَانِینْ
و حابِساً یَسْتَنُّ فی الطّائِیِّینْ
قال لِنَفْسِ السُّوءِ هل تَفِرِّینْ ؟
لا خَمْسَ إِلاّ جَنْدَلُ الإِحَرِّینْ
و الخَمْسُ قد یُجْشِمْنَکِ الأَمَرِّینْ (6)
جَمْزاً إِلی الکُوفَهِ مِن قِنِّسْرِینْ .
قال ابن الأَثیر:و رَوَاه بعضُهم:«لا خِمْس»-بکسر الخاءِ-مِن وُرُود الإِبل،و الفتحُ أَشْبَهُ بالحدیث،و معناه لیس لک الیومَ إِلاّ الحِجَارهُ و الخَیْبَهُ .و فیه أَقوالٌ غیر ما ذکْرنا.و قال ثعلبٌ :إِنّما هو الأَحَرِّین ،قال:جاءَ به علی أَحَرَّ ؛کأَنه أَرادَ هذا الموضعَ الأَحَرَّ ؛أَی الذی هو أَحَرُّ مِن غیره،فصَیَّرَه کالأَکْرَمِین و الأَرْحَمِین.و نَقَلَ شیخُنا عن سِفْر السَّعَادَه،وَ سَفِیر الإِفاده للعَلَم السَّخَاویِّ ما نَصُّه:
إِحَرُّون جمعُ حَرَّهٍ ،زادوا الهَمْزَ إِیذاناً باستحقاقِه التَّکْسِیرَ، و أَنه لیس له جمْع السَّلامهِ ،کما غَیَّروه بالحَرَکه فی:بَنُونَ و قِلُونَ ،و إِنما جُمعَ حَرَّه هذا الجمعَ جَبْراً لِمَا دَخَلَه من الوَهنِ بالتَّضْعِیف ثم لم یُتِمُّوا له کمالَ السَّلامه،فزادُوا الهمزهَ ،و کذلک لمّا جَمعوا أَرضاً فقالوا:أَرَضُونَ ،غَیَّرُوا بالحرکَهَ فکانَتْ زیادَهُ الهمزَه فی إِحَرِّین کزیادتها فی تَغَیُّرِ
ص:260
بناءِ الواحدِ فی الجمع حیث قالوا:أَکْلُبٌ .و قد جَمَعُوهَا جمعَ التکسیر الذی تستحقُّه فقالوا: أَحرارٌ (1).و قال بعضهم:
حَرُّون ،فلم یزد الهمزه،انتهی.
و قال ابن الأَعرابیّ : الحَرَّهُ الرَّجْلاءُ:الصُّلْبَهُ الشدیدهُ .
و قال غیرُه: الحَرَّهُ هی التی أَعْلاها سُودٌ و أَسفلُها بِیضٌ .
و قال أَبو عَمْرو:تکونُ الحَرَّهُ مستدیرهً ،فاذا کان منها شیءٌ مستطیلاً لیس بواسع،فذلک الکُرَاعُ .
و یقال: بَعِیرٌ حَرِّیٌّ ،إِذا کان یَرْعَی فیها أَی الحَرَّهِ .
و الحُرُّ ، بالضمّ :خِلافُ العَبْدِ و الحُرُّ : خِیَارُ کلِّ شیْ ءٍ و أَعْتَقُه.و حُرُّ الفاکِهَهِ ،خِیَارُها.
و الحُرُّ :کلُّ شیْ ءٍ فاخِرٍ من شِعْرٍ و غیره.
و من ذلک الحُرُّ بمعنی الفَرَس العَتِیق الأَصِیل،یقال:
فَرَسٌ حُرٌّ .
و مِن المَجاز: الحُرُّ مِن الطِّین و الرَّمْل:الطَّیِّبُ ، کالحُرَّهِ .
و حُرُّ کلِّ أَرضٍ :وَسَطُهَا،و أَطْیَبُها.و قال طَرَفَهُ :
و تَبْسِمُ عن أَلْمَی کأَنَّ مُنَوِّراً
تَخَلَّلَ حُرَّ الرَّمْلِ دِعْصٌ له نَدِ
و من المَجاز:طِینٌ حُرٌّ :لا رَمْلَ فیه.
و رَمْلَهٌ حُرَّهٌ :لا طِینَ فیها،و فی الأَساس:طَیِّبَهُ النَّبَاتِ .
و حُرُّ الدّارِ:وَسَطُهَا،و خَیْرُهَا،و قال طرفهُ أَیضاً:
تُعَیِّرُنِی طَوْفِی البِلادَ و رِحْلَتِی
أَلاَ رُبَّ یومٍ لی سِوَی حُرِّ دارِکِ
و یقال: رجلٌ حُرٌّ بَیِّنُ الحَرُورِیَّهِ -بالفتح و یُضَمُّ - کالخُصُوصِیَّهِ و اللُّصُوصِیَّهِ ،و الفتحُ فی الثلاثه أَفصحُ من الضَّمِّ ،و إِن کان القیاسُ الضمَّ ،قالَه شیخُنَا. و الحُرُورَهِ (2)بالضّمّ ،و الحَرَارَهِ ، و الحَرَارِ ،بفتحهما،و منهم مَن رَوَی الکسرَ فی الثانی أَیضاً،و هو لیس بصوابٍ ، و الحُرِّیَّهِ ،بالضمّ .و قال شَمِرٌ:سمعتُ من شیخ باهِلَهَ :
فلو أَنْکِ (3)فی یَومِ الرَّخاء سَأَلْتِنِی
فِراقَکِ لم أَبْخَلْ و أَنتِ صَدِیقُ
فما رُدَّ تَزْوِیجٌ علیه شَهادهٌ
و لا رُدَّ مِن بَعْدِ الحَرَارِ عَتِیقُ
و قال ثعلبٌ :قال أَعرابیٌّ :لیس لها أَعْراقٌ فی حَرَارِ ، و لکنْ أَعراقُها فی الإِماءِ.
ج أَحْرَارٌ ،و هو مَقِیسٌ کقُفْل و أَقْفَالٍ ،و غُمْرٍ و أَغْمَارٍ، و حِرَارٌ بالکسر،حکاه ابن جِنِّی،و هو الصَّوابُ ،و حَکَی بعضٌ فیه الفتحَ ،و هو غَلَطٌ ،کما غَلِطَ بعضٌ فَحَکَی فی المصدر الکسْرَ،و زَعَمَ أَنه مِن الأَلفاظ التی جاءَتْ تارهً مَصدراً،و تارهً جمعاً،کقُعُودٍ و نحوه،و لیس کما زَعَمَ ، فَتَأَمَّلْ ،قاله شیخُنَا.
و الحُرُّ : فَرْخُ الحَمَامهِ ،و قیل:الذَّکَرُ منها.
و الحُرُّ : وَلَدُ الظَّبْیَهِ فی بیت طَرَفَهَ :
بینَ أَکْنَافِ خُفَافٍ فاللِّوَی
مَخْرَفٌ یَحْنُو لرَخْصِ الظِّلْفِ حُرّ
و الحُرُّ : وَلَدُ الحَیّهِ اللطِیفهِ ،و قیل:هو حَیَّهٌ دقیقهٌ مثْلُ الجانَ ،أَبیض،قال الطِّرمّاح:
مُنْطَوٍ فی جَوفِ نامُوسِه
کانْطِوَاءِ الحُرِّ بینَ السِّلاَمْ
و زَعَمُوا أَنه الأَبیضُ مِن الحَیّات،و عَمَّ بعضُهُم به الحَیَّهَ .
و مِن المَجَاز: الحُرُّ : الفِعْل الحَسَنُ ،یقال:ما هذا منْکَ بحُرٍّ ،أَی بحَسَنٍ و لا جَمِیلٍ .قال طَرَفَه:
لاَ یَکنْ حُبُکِ داءً داخِلاً
لیسَ هذا منْکِ ماوِیَّ بحُرّ
أَی بفِعْلٍ حَسَنٍ .قال الأَزهریّ :و أَمّا قولُ امریءِ القَیْسِ :
لعَمْرُکَ ما قَلْبِی إِلی أَهْلِه بحُرّ
و لا مُقْصِرٍ یوماً فیأْتِینِی بقُرّ
ص:261
إِلی أَهلِه،أَی صاحبِه، بحُرّ :بکَرِیمٍ ؛لأَنه لا یَصبِرُ و لا یَکُفُّ عن هوَاه،و المعنَی أَن قلبَه یَنْبُو عن أَهله،و یَصْبُو إِلی غیر أَهله؛فلیس هو بکریمٍ فی فِعْله.
و مِن المجاز: الحُرُّ : رُطَبُ الأَزاذِ -کسَحابٍ -و هو السِّبِسْتانُ ،و هو بالفارسیّه آزا درخت و أَصْلُه أَزاد درخت، و معناه الشجرهُ المَعْتُوقَهُ ،فحَذَفُوا إِحدی الدّالَیْنِ ،ثم لمّا عَرَّبُوا أَعْجَمُوا الذّالَ .
و الحُرُّ : الصَّقْرُ ،و به فَسَّر ابنُ الأَعْرَابیِّ قَولَ الطِّرِمَّاحِ المتقدّم بذِکْرِه و أَنْکَرَ أَن یکونَ الحُرُّ فیه بمعنَی الحَیَّهِ .قال الأَزهریُّ :و سأَلْت عنه أَعرابیًّا فصیحاً،فقال مثْلَ قَولِ ابن الأَعرابیِّ .
و قیل: الحُرُّ هو البازِی ،و هو (1)قریبٌ من الصَّقْر، قصیرُ الذَّنَبِ ،عظیمُ المَنْکِبَیْنِ و الرَأْسِ ،و قیل:إِنه یَضْرِبُ إِلی الخُضْرَه،و هو یَصِیدُ.
و مِن المَجَاز:لَطَمَ حُرَّ وَجْهِه، الحُرُّ مِن الوَجْهِ :ما بَدَا مِن الوَجْنَه،أَو ما أَقْبَلَ علیکَ منه.قال الشاعر:
جَلاَ الحُزْنَ عن حُرِّ الوُجُوهِ فَأَسْفَرَتْ
و کانتْ علیها هَبْوَهٌ و تَجَلُّحُ (2)
و قیل: حُرُّ الوَجْه:مَسایِلُ أَربعهِ مَدامِعِ العَیْنَیْن،مِن مُقدمِهما و مُؤَخَّرهما.
و مِن المَجَاز: الحُرُّ مِن الرَّمْل:وَسَطُه و خَیْرُه،و کذا حُرُّ الأَرضِ ،و قد تقدَّم فی أول التَّرْجَمَه؛فهو تَکرارٌ،کما لا یخفَی.
و الحُرُّ بنُ یُوسُفَ الثَّقَفِیُّ من بَنِی ثَقِیفٍ و إِلیه یُنْسَبُ (3)نَهْرُ الحُرِّ بالمَوْصِلِ ؛لأَنه حَفَرَه،نقلَه الصَّاغانیّ و لم یَذکرهُ یاقوتٌ فی ذِکْر الأنْهار مع استیفائِه.
و الحُرُّ بنُ قَیْسِ بنِ حِصْنِ بنِ بَدْرٍ الفَزارِی بنُ أَخی عُیَیْنَهَ ،و کان مِن جُلَسَاءِ عُمَرَ. و الحُرُّ بنُ مالکِ بنِ عامرٍ، شَهِدَ أُحُداً،قالَه الطَّبَرِیّ ،و قال غیرُه:جَزْءُ بنُ مالک: صَحابِیّانِ ،و فی بعض النسخ:صَحابیُّون،بصیغه الجمْعِ ،و هو وَهَمٌ .
و الحُرُّ : وادٍ بنَجْدٍ ،و هما الحُرّانِ ،قاله البَکرِیّ .
و الحُرُّ : وادٍ:آخَرُ بالجَزِیرَهِ ،و هما الحُرّانِ أَیضاً،قاله البکریُّ .
و الحُرُّ مِن الفَرَسِ :سَوادٌ فی ظاهِرِ أُذُنَیْه ،قال الشاعر:
بَیِّنُ الحُرِّ ذو مِرَاحٍ سَبُوقُ
و هما حُرّانِ .
و جُمَیْلُ حُرٍّ ،بضمٍّ ، و قد یُکْسَرُ:طائِرٌ ،نقَلهما الصَّاغانیّ ،و الذی فی التَّهْذیب عن شَمِرٍ:یُقَال لهذا الطائرِ الذی یُقَال له بالعراق:باذنْجان لِأَصغَرِ ما یکون:جُمَیلُ (4)حُرٍّ .
و قال أَبو عَدنان (5): ساقُ حُرٍّ :ذَکرُ القَمَارِیِّ ،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ:
و ما هَاجَ هذَا الشَّوْقَ إِلاّ حَمامهٌ
دَعَتْ ساقَ حُرٍّ تَرْحَهً و تَرَنُّمَا
و قیل:السّاقُ :الحَمَامُ ،و حُرٌّ :فَرْخُها،و یقال:ساقُ حُرٍّ :صَوتُ القَمَارِیّ .و رواه أَبو عَدْنَانَ :«ساق حَرٍّ »-بفتح الحاءِ-لأَنه إِذا هَدَرَ کأَنه یقول:ساق حَرّ ساق حَرّ .و بناه صَخْرُ الغَیِّ فجَعَلَ الاسْمَیْنِ اسماً واحداً،فقال:
تُنادِی ساقَ حُرَّ و ظَلْتُ أَبْکِی
تَلِیدٌ ما أُبینُ لها کلاماً
و عَلَّلَه ابن سِیدَه فقال:لأَن الأَصواتَ مَبْنِیَّهٌ إِذ (6)بَنَوْا مِن الأَسماءِ ما ضارَعَهَا.و قال الأَصمعیّ :ظنّ أَن ساقَ حُرّ ولَدُهَا،و إِنما هو صَوْتُها.قال ابن جِنِّی:یَشْهَدُ عندی بصِحَّه قولِ الأَصمعیِّ أَنه لم یُعْرِب،و لو أَعْرَبَ لصَرَفَ
ص:262
ساقَ حرّ ،فقال:ساقَ حُرٍّ ،إِن کان مضافاً،أَو ساقَ حُرًّا إِن کان مُرکَّبا،فیَصْرِفُه لأَنه نکرهٌ ،فتَرْکُه إِعرابَه یَدلُّ علی أَنه حَکَی الصوتَ بعَیْنِه،و هو صِیَاحُه:ساق حُرّ ساق حُرّ ،و أَمّا قولُ حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ السابقُ فلا یدلُّ إِعرابُه علی أَنه لیس بصوتٍ ،و لکنّ الصوتَ قد یُضافُ أَوّله إِلی آخره،و کذلک قولُهم:خازِبازِ؛و ذلک أَنه فی اللَّفْظ أَشْبَهَ بابَ دارٍ،قال:
و الرِّوایَهُ الصحیحهُ فی شعر حُمَیْد:
دَعَتْ ساقَ حُرٍّ فی حَمَامٍ تَرَنَّمَا (1)
و قال أَبو عَدْنَانَ :یَعْنُونَ بساقِ حُرّ لَحْنَ الحمامهِ .
قلتُ :وَ نَقَلَ هذا الکلاَم کلَّه شیخُنَا،عن شارِح المَقَاماتِ عبد الکریمِ بنِ الحُسَیْن بنِ جَعْفَرٍ البَعْلَبَکِیِّ ، فی شَرْحِه علیها،و نَظَر فیه مِن وُجُوهٍ ،ظانًّا أَنه کلامُه، و لیس کذلک،بل هو مأْخوذٌ مِن کتاب المُحْکَمِ لابن سِیدَه،و کذا نَظَرَ فیما تَصَرَّفَه ابنُ جِنِّی،فلْیُنْظَرْ فی الشَّرْح، قال:و مِن أَظرَف ما قیلَ فی ساق حرّ قولُ مالکِ بنِ المُرَحِّلِ ،کما أَنْشَدَه الشریفُ الغِرْناطِیُّ -رَحِمَه اللّهُ -فی شَرْح مَقْصُورهِ حازِمٍ المشهورهِ ،و سمعتُه مِن شَیْخَیْنا الإِمامَیْنِ :أَبی عبدِ اللّهِ محمّدِ بن المسناویِّ ،و أَبی عبدِ اللّهِ بنِ الشّاذِلِیِّ ،رضیَ اللّه عنهما،مِراراً:
رُبَّ رَبْعٍ وَقَفتُ فیه و عَهْدٍ
لم أُجاوِزْه و الرَّکِائِبُ تَسْرِی
أَسْأَلُ الدّارَ و هْی قَفْرٌ خَلاءٌ
عن حَبیبٍ قد حَلّهَا منذُ دَهْرِ
حیثُ لا مُسْعِدٌ علَی الوَجْدِ إِلاّ
عَیْنُ حُرٍّ تَجُودُ أَو ساقُ حُرِّ
أَی عینُ شَخْصٍ حُرٍّ تُساعِدُه علی البکاءِ،أَو هذا النوعُ مِن القَمَارِیِّ یَنوحُ معه.
و الحُرَّانِ : الحُرُّ ،و أَخُوه أُبَیُّ ،و هما أَخَوانِ ،و إِذا کان أَخَوانِ أَو صاحِبانِ ،و کان أَحدهما أَشْهرَ من الآخَرِ سُمِّیَا جمیعاً باسم الأَشْهَرِ،قال المُتَنَخِّل (2)الیَشْکُرِیُّ :
أَلاَ مَنْ مُبْلِغُ الحُرِّیْنِ عَنِّی
مُغَلْغَلَهً و خصَّ بها أُبَیَّا
فإِن لم تَثْأَرَا لِی مِنْ عِکَبٍّ
فلا أَرْوَیْتُمَا أَبَداً صَدَیَّا
یُطَوِّفُ بی عِکَبُّ فی مَعَدٍّ
و یَطْعَنُ بالصُّمُلَّهِ فی قَفَیَّا
قالوا:و سَببُ هذا الشِّعرِ أَنّ المُتَجَرِّدَهَ امرأَهَ النُّعْمَانِ کانت تَهْوَی المُتَنَخّلَ هذا،و کان یَأْتِیها إِذا رَکِبَ النُّعْمانُ ، فلاعَبَتُه یوماً بقَیْد،فجَعَلَتْه فی رِجْلِه و رِجْلِهَا،فدَخَلَ علیهما النُّعْمَانُ و هما علی تلک الحالِ ؛فَأَخَذَ المُتَنَخِّل،و دَفَعَه إِلی عِکَبٍّ اللَّخمِیِّ صاحبِ سِجْنِه،فتَسَلَّمَه،فجَعَلَ یَطْعَنُ فی قَفاه بالصُّمُلَّهِ ،و هی حَرْبَهٌ کانتْ فی یَدِه.
و الحِرُّ بالکسر و تشدیدِ الرّاءِ: فَرْجُ المرأَهِ ،لغهٌ فی المُخَفَّفهِ عن أَبی الهَیْثم،قال:لأَن العربَ استثقلتْ «حاءً» قبلَهَا حْرفٌ ساکنٌ ،فحَذَفُوهَا و شَدَّدُوا الرّاءَ،و هو
16- فی حدیث أَشْرَاطِ السّاعَهِ : «یُسْتَحَلُّ الحِرُ و الحَرِیرُ ». قال ابن الأَثِیر:
هکذا ذَکَرَ أَبو موسَی فی حرف الحاءِ و الرّاءِ،و قال: الحِرُ ، بتخفیف الرّاءِ:الفَرْجُ ،و أَصلُه حِرْحٌ ،بکسرِ الحاءِ و سکونِ الرّاءِ،و منهم مَن یُشَدِّدُ الرّاء.و لیس بجَیِّدٍ؛فعلی التَّخْفِیف یکونُ فی ح ر ح لا فی ح ر ر،قال:و المشهور فی روایه هذا الحدیث-علی اختلاف طُرُقِه-:یَسْتَحِلُّونَ الخَزَّ و الحَرِیرَ ،بالخاءِ و الزّایِ ،و هو ضَرْبٌ مِن ثیاب الإِبْرَیْسَمِ معروفٌ ،و کذا جاءَ فی کتاب (3)البُخَارِیِّ و أَبی داوودَ،و لعلَّه حدیثٌ آخَرُ جاء کما ذَکَرَه أَبو موسی،و هو حافِظٌ عارِفٌ بما رَوَی وَ شَرَح؛فلا یُتَّهَمُ . و ذُکِرَ فی ح ر ح ؛لأَنه یُصغَّرُ علی حُرَیْحٍ ،و یجمع علی أَحْراحٍ ، و التصغیرُ و جمْع التکسیرِ یَرُدّانِ الکلمهَ إِلی أُصُولها.و تقدَّم الکلام هناک،فراجِعْه.
و الحَرَّهُ ،بالفتح: البَثْرَهُ الصَّغِیرَهُ ،عن أَبی عَمْرٍو.
و عن ابن الأَعرابیّ : الحَرَّه : العَذَابُ المُوجِعُ ، و الظُّلْمَه الکثیره ،نقلَهما الصَّاغانیُّ .
و حِرارُ العَرَبِ کثیرهٌ ،فمنها:
ص:263
الحَرَّه : مَوْضِعُ وَقْعَهِ حُنَیْنٍ .و الحَرَّه : ع بتَبُوکَ .
و الحَرَّه :ع بنَقْدَهَ (1).و الحَرَّهُ :موضعٌ بین المدینهِ و العَقِیقِ (2).و هو غیرُ حَرَّهِ وَاقِمٍ . و الحَرَّهُ :موضعٌ قِبْلِیَّ المدینهِ (3).و الحَرَّهُ :موضعٌ ببلادِ عَبْسٍ و تُسَمَّی حَرَّهَ النّارِ. و آخَرُ ببلادِ فَزَارَه (4).و الحَرَّهُ ببلادِ بنِی القَیْنِ .
و الحَرَّهُ بالدَّهْناءِ.و الحَرَّهُ بعالِیَهِ الحِجَازِ.و الحَرَّه قُرْبَ فَیْدٍ.و الحَرَّهُ بجبالِ طَیِّ ءٍ و الحَرَّهُ بأَرْض بارِقٍ ،و الحَرَّهُ بنَجْدٍ،قُرْبَ ضَرِیَّهَ .و : الحَرَّهُ : ع لبَنِی مُرَّهَ و هی حَرَّهُ لَیْلَی. و الحَرَّهُ :مَوضعٌ قُرْبَ خیْبَرَ لبَنِی سُلَیْمٍ ، و هی حَرَّهُ النّارِ و هو غیرُ حَرَّهِ بَنِی عَبْسٍ ،و تُسَمَّی أُمَّ صَبَّارٍ إِنْ کانتْ لبَنِی سُلَیْم،و عندَهَا جَبَلُ صَبّارٍ.و قیل: حَرَّهُ النار لغَطَفَانَ ، و منها:
17- شِهَابُ بنُ جَمْرَهَ بن ضِرَامِ بنِ مالِکٍ الجُهَنِیُّ ، الذی وَفَدَ علی عُمَرَ رضیَ اللّه عنه فقال له:ما اسْمُکَ ؟ فقال:شِهابٌ . إِلی آخِر ما ذُکِرَ،و قد تقدَّم فی ج م ر، عن ابن الکَلْبِیِّ .
و الحَرَّهُ :أَرضٌ بظاهرِ المَدِینهِ المشرَّفهِ ،علی ساکِنها أَفضلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ، تحتَ واقِمٍ ،و لذا تُعْرَفُ بحَرَّهِ واقِم،بها حِجَارَهٌ سُودٌ کبیرهٌ ،
17- و بهَا کانتْ وَقْعَهُ الحَرَّهِ من أَشهرِ الوقائعِ فی الإِسلام،فی ذی الحِجَّهِ سنهَ ثلاثٍ و ستِّین من الهِجْرَه أَیّامَ یَزِیدَ بنِ معاویه،علیه مِن اللّه ما یَسْتَحِقُّ ،و رضیَ اللّه عن أَبِیه،و ذلک حین أَنْهَبَ المدینهَ عَسْکَرَه من أَهلِ الشّام،الذین نَدَبَهم لقتالِ أَهلِ المدینهِ من الصَّحَابَه و التّابِعِین،و أَمَّرَ علیهم مُسْلِمَ بنَ عُقْبَهَ المُرِّیَّ ، أَخَزاه اللّه تعالَی،و عَقِیبُها هَلَکَ یَزِیدُ، و قد أَوْرَدَ تَفْصِیلَها السَّیِّدُ السَّمْهُودِیُّ فی تاریخ المدینه .
و الحَرَّهُ بالبُرَیْکِ فی طریقِ الیَمَنِ ،و هو المنزلُ التاسعَ عشرَ لحاجِّ عَدَنَ (5).
و حَرَّهُ غَلاّسٍ ککَتّانٍ ،قال الشاعر:
لَدُنْ غُدْوَهً حتی استغَاثَ شَرِیدُهمْ
بحَرَّهِ غَلاّسٍ و شِلْوٍ مُمَزَّقِ
و حَرَّهُ لُبْنٍ -بضم اللام فسکون الموحده-فی دیار عَمْرِو بنِ کِلابٍ .
و حَرَّهُ لَفْلَفٍ -کجعفَرٍ-بالحِجَازِ.
و حَرَّهُ شُورانَ (6)-کعُثْمَانَ و قیل بالفَتْح-إِحْدَی حِرَارِ الحِجاز السِّتِّ المُحْتَرمهِ .
و حَرَّهُ الحِمَارَهِ .
و حَرَّهُ جَفْلٍ (7)بفتحٍ فسکونٍ .
و حَرَّهُ مِیطانَ (8)کمِیزَابٍ .
و حَرَّهُ مَعْشَرٍ لهَوازِنَ .
و حَرَّهُ لَیْلَی لبَنِی مُرَّهَ .
و حَرَّهُ عَبّادٍ (9).
و حَرَّهُ الرَّجْلاءِ ،هکذا بالإضافهِ کأَخَواتِها.و فی اللِّسَان: حرَّهُ راجِلٍ (10)و فی النَّوادر لابن الأَعرابیِّ : الحَرَّهُ الرَّجْلاءُ هی الصُّلْبَهُ الشَّدِیدَهُ ،و قد تَقَدَّم.
و حَرَّهُ قَمْأَهَ ،بفتحٍ فسکونٍ فهمزهٍ .کلُّ ذلک مَواضِعُ بالمدینهِ المشرَّفهِ ،علی ساکِنها أَفضلُ الصلاهِ و السلامِ ، استوفاها السَّیِّدُ السَّمْهُودِیُّ فی تارِیخِه.
و الحُرَّهُ ، بالضم:الکَرِیمهُ من النِّسَاءِ،قال الأَعْشَی:
حُرَّهٌ طَفْلَهُ الأَنامِلِ تَرْتَبُّ
سُخَاماً تَکُفُّه بخِلاَلِ
و الحُرَّهُ : ضِدُّ الأَمَهِ .ج حَرَائِرُ ،شاذٌّ.و منه
17- حدیثُ عُمَرَ: «قال للنِّساءِ الّلاتِی کُنَّ یَخْرُجْنَ إِلی المَسْجِدِ:
لأَرُدَّنَّکُنَّ حَرَائِرَ ». أَی لأُلْزِمَنَّکُنَّ البیوتَ ،فلا تَخْرُجْنَ إِلی المسجدِ،لأَن الحِجَابَ إِنّما ضُرِبَ علی الحَرَائِرِ دُونَ
ص:264
الإِماءِ.قال شیخُنَا-نَقْلاً عن المِصباح-:جَمْعُ الحُرَّهِ حَرَائرُ ،علی غیر قیاسٍ ،و مثلُه شَجَرَهٌ مُرَّهٌ ،و شَجَرٌ مَرائِرُ.
قال السُّهَیْلِیُّ :و لا نَظِیرَ لهما،لأَنَّ بابَ فُعْلَهٍ یُجْمَعُ علی فُعَلٍ ،مثل غُرْفَهٍ و غُرَفٍ ،و إِنما جُمِعَتْ حُرَّه علی حَرائِرَ ؛ لأَنها بمعنی کَرِیمَهٍ وَ عَقِیلَهٍ ،فجُمِعَتْ کجَمْعِهما.
و الحُرَّهُ مِن الذِّفْرَی:مَجَالُ القُرْطِ ،منها،و هو مَجازٌ، و أَنشدَ:
فی خُشَشَاوَیْ حُرَّهِ التَّحْرِیرِ
یَعْنِی حُرَّهَ الذِّفْرَی،و قیل: حُرَّهُ الذِّفْرَی صِفَهٌ ؛أَی أَنها حَسَنَهُ الذِّفْرَی أَسیلَتُهَا،یکونُ ذلک للمرأهِ ،و النّاقهِ .
و قیل الحُرَّتَانِ ،الأُذُنانِ ،قال کَعْبُ بنُ زُهَیْرٍ:
قَنْوَاءُ فی حُرَّتَیْهَا للبَصِیرِ بها
عِتْقٌ مُبِینٌ و فی الخَدَّیْنِ تَسْهیلُ
کأَنَّه نَسَبَهما إِلی الحُرِّیَّهِ ،و کَرَمِ الأَصْلِ .
و من المَجاز: الحُرَّهُ من السّحاب:الکثیرهُ المَطَرِ.
و فی الصّحاح: الحُرَّهُ :الکَرِیمَهُ ،یقال:ناقَهٌ حُرَّهٌ .و سَحَابَهٌ حُرَّهٌ ،أَی کثیرهُ المَطَرِ،قال عنترهُ :
جادَتْ علَیها کلُّ بِکْرٍ حُرَّهٍ
فَتَرَکْنَ کُلَّ قَرَارَهٍ کالدِّرْهَمِ
أَراد کلَّ سَحابهٍ غزیره المَطَرِ کریمهٍ .
و أَبو حُرَّهَ الرَّقاشیُّ م أَی معروفٌ ،اسمُه حَنِیفَهُ ،مشهورٌ بکُنْیَتِه،و قیل:اسمُه حَکِیمٌ ،ثِقَهٌ ،رَوَی له أَبو داود، و أَخوه سعیدُ بنُ عبد الرَّحمنِ الرَّقاشیُّ ،من أَهل البَصْرَه، مِن أَتباع التّابِعِین.
و أَبو حُرَّهَ واصِلُ بنُ عبد الرَّحمنِ البَصْرِیُّ ،رَوَی له مُسْلِمٌ .
و من المَجاز:یُقال: باتَتْ فُلانهُ بلَیْلَهِ حُرَّهٍ ،بالإِضافه، إِذا لم تُفْتَضّ (1)لَیلهَ زفافِها،و لم یَقْدِرْ بَعْلُهَا علی افْتِضاضِها (2).و فی الأَساس:لم تُمَکِّنْ زَوْجَها مِن قِضَّتِها (3).و فی اللِّسَان:فإِن اقْتَضَّها زوجُها فی اللیله التی زُفَّتْ إِلیه فهی بِلَیْلَهٍ شَیْبَاءَ. و هی أَوَّلُ لیلهٍ من الشَّهْر أَیضاً،کما أَن آخِرَ لیلهٍ منه یقال لها:شَیْبَاءُ،علی التّشْبِیه.
و یقال:لَیْلَهٌ حُرَّهٌ ،فیهما،و کذلک لیلهٌ شَیْبَاءُ وَصْفاً.
و عن ابن الأَعرابیِّ : حَرَّ یَحَرُّ -کَظَلَّ یَظَلُّ - حَرَاراً بالفتح: عَتَقَ ،و الاسمُ الحُرِّیَّهُ .و قال الکِسَائیُّ : حَرِرْتَ تَحَرُّ ؛مِن الحُرِّیَّهِ لا غیر.قلتُ :أَی بکَسْر العَیْنِ فی الماضی،و فَتْحِها فی المُضَارِع،کما صَرَّح به غیرُ واحد، و قد یُستَعمل فی حُرِّیَّهِ الأَصل أَیضاً،و قد أَغْفَلَه المصنِّفُ .
و حَرَّ الرجُلُ یَحَرُّ حَرَّهً بالفتح: عَطِشَ ،و هو أَیضاً من باب تَعِبَ فهو حَرّانُ ،و یقال: حَرّانُ یَرّانُ جَرّانُ ،کما یقال: حارٌّ یارٌّ جارٌّ؛إِتْبَاعاً،نَقَلَه الکِسَائیُّ .و رجلٌ حَرّانُ :
عَطْشَانُ ،مِن قوم حِرَارٍ و حَرَارَی و حُرَارَی ،الأَخِیرَتان عن اللِّحْیَانِیِّ . و هی حَرَّی ،مِن نِسْوَهٍ حِرَارٍ و حَرَارَی :عَطْشَی و
16- فی الحدیث: «فی کلِّ کَبِدٍ حَرَّی أَجْرٌ». ؛ الحَرَّی :فَعْلَی مِن الحَرِّ ،و هی تأْنِیثُ حَرّانَ ،و هما للمُبَالَغَهِ ؛یُرِیدُ أَنها لِشِدَّهِ حَرِّهَا قد عَطِشَتْ ،و یَبِسَتْ مِن العَطَش.قال ابن الأَثِیر:و المعنی أَنّ فی سَقْیِ کلِّ کَبِدٍ حَرَّی أَجْراً (4).و
16- فی آخَرَ: «فی کلِّ کَبِد حَرَّی رَطْبَه أَجْرٌ (5)». و
16- فی آخَرَ: «فی کلِّ کَبِدٍ حارَّهٍ أَجْرٌ». و معنی رَطْبَهٍ أَن الکَبِدَ إِذا ظَمِئَتْ تَرَطَّبَتْ ، و کذا إِذا أُلْقِیَتْ علی النّارِ.و قیل کَنَی بالرُّطُوبه عن الحَیاه؛ فإِنّ المَیِّتَ یابسُ الکَبِدِ.و قیل:وَصَفَهَا بما یَؤُولُ أَمْرُهَا إِلیه.
و حَرَّ الماءَ یَحَرُّه حَرًّا :أَسْخَنَه. و الذی فی اللِّسَان:
و حَرَّ یَحِرُّ ،إِذا سَخُنَ ،ماء أَو غیره.و قال اللِّحْیَانِیّ : حَرِرْتَ یا رجلُ تَحَرُّ حَرَّهً و حَرارهً ،قال ابن سِیدَه:أُراه یَعنِی الحَرَّ لا الحُرِّیَّهَ .
و مِن دُعائهم: رَمَاه اللّه بالحِرَّه تَحْتَ القِرَّهِ ؛یُریدُ العَطَشَ مع البَرْدِ،و أَوْرَدَه ابنُ سِیدَه مُنَکَّراً فقال:و مِن کلامهم: حِرَّهٌ تَحتَ قِرَّهٍ ؛أَی عَطَشٌ فی یومٍ باردٍ،قال
ص:265
اللِّحْیَانیّ :هو دُعاءٌ معناه رَمَاه اللّه بالعَطَشِ و البَرْدِ.و قال ابن دُرَیْد: الحِرَّهُ : حَرَارهُ العَطَشِ و الْتِهابُه.قال:و مِن دُعائهم:رَمَاه اللّه بالحِرّهِ و القِرَّهِ ؛أَی بالعَطَشِ و البَرْد. کُسِرَ للازْدِوَاجِ ،و هو شائعٌ .
قلْتُ :و یُضْرَبُ هذا المَثَلُ أَیضاً فی الذی یُظْهِرُ خِلافَ ما یُضْمِرُ.صَرَّحَ ،به شُرَّاحُ الفَصِیح.
و حَرَارَهُ -کسَحَابَه -لَقَبُ أَبی العَبّاسِ أَحمدَ بنِ علیٍّ المحدِّثِ الرَّحّالِ ،و محمّدُ بنُ أَحمدَ بنِ حَرَارَهَ البَرْذَعِیُّ ، حدَّثَ ،عن حُسَیْن بنِ مَأْمُونٍ البَرْذَعِیِّ .
و الحَرّانُ -ککَتّان- لَقَبُ أَحمدَ بنِ محمّدٍ الجوهَرِیِّ المَصِیصِیِّ الشَّاعرِ.
و حَرّانُ ، بلا لام:د کبیرٌ
16- قال أَبو القاسمِ الزَّجّاجِیُّ :
سُمِّیَ بها رانَ أَبی لُوطٍ ،و أَخی إِبراهِیمَ علیهما السّلامُ . و قد وَقَعَ الخِلاَفُ فیه،فقال الرُّشَاطِیُّ :هو بدِیار بَکْرٍ، و السَّمْعَانِیُّ :بدیارِ رَبِیعَهَ ،و قیل بدِیارِ مُضَرَ،و قال ابن الأَثیر (1): بجَزِیرَهِ ابنِ عُمَرَ ،و یقال له: حَرّانُ العَوَامِیدِ،و به وُلِدَ سَیِّدُنا إِبراهیمُ الخلیلُ علیه الصّلاهُ و السّلامُ ،فیما نُقِلَ .
قال الجوهَرِیُّ :هذا إِذا کان فَعْلاناً فهو مِن هذا الباب،و إِن کان فَعّالاً فهو من باب النُّون (2).
منه :الإِمامُ الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ أَبِی مَعْشَرٍ الحَرّانِیُّ ، و عَمُّه الإِمامُ أَبو عَرُوبَهَ الحُسَیْن (3)بن أَبی مَعْشَرٍ الحَرّانِیُّ ، فهو الحافظُ ،مؤلّف تاریخ حَرّانَ ،و سمّاه تاریخ الجزیرتَیْن (4). و قد یُنْسَبُ إِلیه حَرْنَانِیُّ ،بنُونَیْنِ ،علی غیر قیاس،کما قالوا:أَمنانیّ (5)فی النِّسبه إِلی مانِی ،و القِیاس مانَوِیّ .
و حَرّانُ : قَرْیَتَانِ بالبَحْرَیْنِ لعبدِ القَیس؛ کُبْرَی و صُغْرَی. و حَرّانُ : ه بحَلَبَ .
و أُخرَی بغُوطَهِ دِمَشْقَ .
و حَرّانُ : رَمْلَهٌ بالبادِیَهِ ،کلُّ ذلک عن الصَّاغانیِّ .
و الحُرانُ (6)، بالضمّ :سکَّهٌ معروفَهٌ بأَصْفَهَانَ ،منها:أَبو المُطَهَّرِ عبدُ المُنعمِ بنُ نَصْرِ بنِ یعقوبَ بنِ أَحمدَ المُقْرِیءُ،ابنُ بِنْتِ أَبی طاهِرٍ الثَّقَفِیِّ ،رَوَی عَنْه السَّمْعانِیُّ ، و قال:مات سنه 535.
و نَهْشَلُ بنُ حَرِّیٍّ -کبَرِّیٍّ -:شاعرٌ.
و نَصْرُ بنُ سَیّارِ بنِ رافِعِ بنِ حَرِّیٍّ اللَّیْثِیُّ مِن أَتباع (7)التّابِعِین و هو أَمِیرُ خُراسَانَ .
1- و مالکُ بنُ حَرِّیٍّ ،تابِعِیٌّ ،قُتِلَ مع علیٍّ بصِفِّینَ .
و الحَرِیرُ :مَن تَداخَلَتْه حَرارهُ الغَیْظِ أَو غیرِه، کالمَحْرُورِ . و امرأَهٌ حَرِیرَهٌ :حَزینهٌ مُحْرَقَهُ الکَبِدِ.قال الفَرَزْدَقُ یَصفُ نساءً سُبِینَ ،فضُرِبَتْ علیهنّ المُکَتَّبَهُ الصُّفْرُ، و هی القِداحُ :
خَرَجْنَ حَرِیرَاتٍ و أَبْدَیْنَ مِجْلَداً
و دارتْ علیهنَّ المُکَتَّبَهُ الصُّفْرُ (8)
قال الأَزهریّ : حَرِیرَات ،أَی مَحْرُورات ،یَجِدْنَ حَرارهً فی صدورهنّ ،وَ حَرِیرَهٌ فی معنی مَحْرُوره و إِنما دَخَلَتْهَا الهاءُ لمّا کانت فی معنَی حَزِینَهٍ ،کما أُدخِلَتْ فی حَمِیدَه؛لأَنها فی معنَی رَشِیدَه.
و الحَرِیرُ :فَحْلٌ مِن فُحُول الخَیْلِ ،و هو أَیضاً اسمُ فَرَس مَیْمُونِ بنِ موسَی المَرْئِیِّ ،و هو جَدُّ الکامِلِ ، و الکامِلُ لِمَیْمُونٍ أَیضاً.قال رُؤْبَهُ :
عَرَفْتَ مِن ضَرْبِ الحَرِیرِ عِتْقَا
فیه إِذا السَّهْبُ بهنَّ ارْمَقَّا
الحَرِیرُ :جَدُّ هذا الفَرَس،و ضَرْبُه نَسْلُه،و المَرْئِیُّ نِسْبه
ص:266
إِلی امریءِ القَیْس.قال الشَّرِیفُ النَّسّابَهُ :و یُنْسَبُ إِلی امریءِ القَیْسِ بنِ الحارثِ بنِ مُعَاوِیَهَ مَرْقَسِیّ ،مسموعٌ عن العرب فی کِنْدَهَ لا غیرُ،و کلُّ ما عداه بعد ذلک فی العرب من امریءِ القَیْسِ فالنِّسْبَهُ إِلیه مَرْئِیٌّ علی وَزْنِ مَرْعیٍّ .
و أُمُّ الحَرِیرِ :مَولاهُ طَلْحَهَ بنِ مالکٍ ،رَوَتْ عن سیِّدها، و له صُحْبَهٌ .
و الحَرِیرَهُ ، بهاءٍ :الحِسَاءُ (1)مِن الدَّقِیقِ و الدَّسَمِ ، و قیل: دَقِیقٌ یُطْبَخُ بلَبَنٍ أَو دَسَمٍ . و قال شَمِر: الحَرِیرَهُ من الدَّقِیق،و الخَزِیرَهُ مِن النُّخال (2).و قال ابن الأَعرابی:هی العَصِیدَهُ ،ثم النَّخِیرَه (3)،ثم الحَرِیرَه ،ثم الحَسْوُ.
و حَرّ -کفَرّ-:طَبَخَه و
17- فی حدیثُ عُمر: «ذُرّی و أَنا أَحِرُّ لکِ (4)». یقول:ذُرِّی الدَّقِیقَ لأَتَّخِذَ لکِ منه حَرِیرَهً .
و الحَرِیرَه : واحدهُ الحَرِیرِ من الثیَابِ ،و هی مِن إِبْرَیْسَمٍ .
و الحَرُورُ ،کصَبُورٍ: الرِّیحُ الحارَّهُ باللَّیلِ ،و قد تکونُ بالنَّهَار ،و السَّمُومُ :الرِّیحُ الحَارَّهُ بالنَّهَار،و قد تکونُ باللَّیْل، قالَه أَبو عُبیْده.قال العجّاجُ :
و نَسَجَتْ لَوافِحُ الحَرُورِ
سَبائِباً کسَرَقِ الحَرِیرِ
و أَنشدَ ابنُ سِیده لجرِیر:
ظَلِلْنَا بِمُسْتَنِّ الحَرُورِ کأَنَّنَا
لَدَی فَرَسٍ مُسْتَقْبِلِ الرّیحِ صائِمِ (5)
مُسْتنُّ الحَرُورِ :مُشْتدُّ حَرِّها ؛شَبَّه رَفْرَفَ الفُسْطَاطِ عند تَحرُّکِه لهُبُوب الرِّیحِ بسَبِیبِ الفَرس.
و الحَرُورُ : حَرُّ الشَّمْسِ . و قیل: الحَرُورُ :اسْتِیقادُ الحَرّ و لَفْحُه،و هو یکونُ بالنَّهَار و اللّیلِ ،و السَّمُوم لا یَکون إِلاّ بالنَّهار. و فی الکتاب العزیز: وَ لاَ الظِّلُّ وَ لاَ اَلْحَرُورُ (6)قال الزَّجاج:معناه لا یَسْتوِی أَصحابُ الحَقِّ الذین هم فی ظلٍّ من الحَقّ ،و لا أَصحابُ الباطِلِ الذین هم فی الحَرُورِ ، أَی الحَرّ الدّائِم لَیلاً و نَهاراً. و قال ثعلب:الظِّلُّ هنا الجَنَّهُ ،و الحَرُورُ النّارُ. قال ابن سِیدَه:و الذی عندی أَن الظل هو الظِّلُّ بعَیْنِه،و الحَرُورَ الحَرُّ بَعَیْنِه.و جمعُ الحَرُورِ حَرَائِر ،قال مُضَرِّس:
بلَمَّاعَهٍ قد صادَفَ الصَّیْفُ ماءَها
و فاضَتْ علیها شَمْسُه و حَرائِرُه
و حُرَیْر -کزُبَیْرٍ -أَبو الحُصَیْنِ ، شیخُ إِسحاقَ بنِ إِبراهیمَ المَوْصَلِیِّ النَّدِیمِ المشهورِ.
و قیس بنُ عُبَیدِ بنِ حُرَیْرِ بنِ عبْدِ بنِ الجَعْدِ النَّجّاریُّ المازِنیُّ أَبو بَشِیرٍ: صَحَابِیٌّ ،قُتِلَ بالیَمَامَهِ ،وَ رَوَی عنه ضَمْرهُ بنُ سَعیدٍ.
وفَاتَه:عَمْرُو بنُ الحُرَیْرِ الأَسَدِیّ ؛أَخْبَارِیّ .
و الحُرِّیَّهُ ،بالضمّ : الأَرضُ الرَّمْلِیَّهُ الَّلیِّنَهُ (7)الطَّیِّبَهُ الصالِحَهُ للنَّباتِ ،و هو مَجَازٌ.
و فی الأَساس:أَرْضٌ حُرَّهٌ :لا سَبَخَهَ فیها.
و من المَجاز: الحُرِّیَّهُ مِن العَربِ :أَشرافُهُم ،یقال:ما فی حُرِّیَّهِ العَرَبِ و العجَمِ مِثلُه،و قال ذو الرُّمَّهِ :
فصارَ حیاً و طَبَّقَ بعد خَوْفٍ
علی حُرِّیَّهِ العَرَبِ الهُزَالَی
أَی علی أَشْرَافِهم.و یقال:هو مِن حُرِّیَّهِ قَومِه؛أَی مِن خالِصِهم.
و الحُرُّ مِن کلَّ شیْ ءٍ:أَعْتَقُه.
و الحُرَیْرَهُ کهُرَیْرَهَ :ع قُرْبَ نَخْلَهَ بینَ الأَبْوَاءِ و الجُحْفَهِ .
و حُرَیْرٌ ،بالضمّ .د،قُرْبَ آمِدَ ،کذا فی النُّسَخِ ، و الصَّوابُ : حُرِّینُ (8)،بالنُّون،کذا فی التَّکْمِلَه.
و حَرُوراءُ ،کجَلُولاءَ ،بالمَدِّ (9)، و قد تُقْصَرُ:ه بالکُوفَهِ علی مِیلَیْن منها،نَزَلَ بها جماعَهٌ خَالَفُوا علیًّا رضیَ اللّه
ص:267
عنه،مِن الخَوَارِجِ . و یقال: هو حَرُورِیُّ بَیِّنُ الحَرُورِیَّهِ ، یَنْتَسِبُون إِلی هذه القریَهِ ، و هم نَجْدَهُ الخارِجِیُّ و أَصحابُه و مَن یعتقدُ اعتقادَهم،یقال له: الحَرُورِیُّ ،و
17- قد وَرَدَ: أَن عائشهَ رضیَ اللّه عنها قالتْ لبعضِ مَن کانَت تَقْطَعُ أَثَرَ دَمِ الحَیْضِ مِن الثَّوْب:أَ حْرُورِیَّهٌ أَنتِ ؟ تَعْنِیهم،کانوا یُبَالِغُون فی العِبَاداتِ ،و المشهورُ بهذه النِّسْبه عِمْرَانُ بنُ حِطّانَ السَّدُوسِیُّ الحَرُورِیُّ .و من سَجَعَات الأَساس:لیس مِن الحُرُورِیَّهِ أَن یکونَ مِن الحَرُورِیَّهِ .
و مِن المَجَاز: تَحْرِیرُ الکِتَابِ و غیره:تَقْوِیمُه و تَخْلِیصُه؛بإِقامهِ حُرُوفِه،و تَحْسِینه بإِصلاحِ سَقطِه.
و تَحْرِیرُ الحِسَابِ :إِثباتُه مُسْتَوِیاً لا غَلث فیه،و لا سَقط ، و لا مَحْو.
و التَّحْرِیر للرَّقَبَهِ :إِعتاقُهَا.
و المُحَرَّرُ الذی جُعِلَ من العَبِیدِ حُرًّا فأَعْتِقَ .
یقال: حَرَّ العَبْدُ یَحَرُّ حَرَارهً -بالفتح-أَی صار حُرًّا .
و
16- فی حدیث أَبِی الدَّرْدَاءِ: «شِرارُکم الذین (1)لا یُعْتَقُ مُحَرَّرُهُم ». ؛أَی أَنهم إِذا أَعْتَقُوه اسْتَخْدَمُوه،فإِذا أَرادَ فِراقَهم ادَّعَوْا رِقَّه.
و مُحَرَّرُ بنُ عامرٍ الخَزْرَجِیُّ النَّجّاریُّ - کمُعَظِّمٍ -:
صَحابِیٌّ بَدْرِیٌّ ،تُوُفِّیَ صَبِیحَهَ أُحُدٍ،و لم یُعْقِبْ .
و مُحَرَّرُ بنُ قَتَادَهَ کان یُوصِی بَنِیه بالإِسلام ،و یَنْهَی بَنِی حَنِیفَهَ عن الرِّدَّهِ ،و له فی ذلک شِعْرٌ حَسَنٌ أَورَدَه الذَّهَبِیُّ فی الصَّحَابَه.
و مُحَرَّرُ بنُ أَبی هُرَیْرَهَ :تابِعِیٌّ ،یَرْوِی عن أَبِیه،و عنه الشَّعْبِیّ ،و أَهْلُ الکُوفَهِ .ذَکَرَه ابنُ حِبّانَ فی الثِّقات.
و مُحَرَّرُ دارِمٍ :ضَرْبٌ مِن الحَیّاتِ ،نَقَلَه الصَّاغانِیُّ .
و مِن المَجاز: اسْتَحَرَّ القَتْلُ فی بنی فلانٍ :إِذا اشتَدَّ و کَثُرَ،کحَرَّ،و منه
1- حدیثُ علیٍّ رضیَ اللّه عنه: «حَمِسَ الوَغَی و اسْتَحَرَّ الموتُ ».
و یقال: هو أَحَرُّ حُسْناً منه ،و قد جاءَ ذلک
2,14- فی الحدیث: «ما رأَیتُ أَشْبَه برسول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم مِن الحَسَن؛إِلاّأَن النبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم کان أَحَرَّ حُسْناً منه». ؛ أَی أَرَقَّ منه رِقَّهَ حُسْنٍ و الحارُّ مِن العَمَلِ :شاقُّه و شدیدُهُ و قد جاءَ
15,14,1- فی الحدیث عن علیٍّ : «أَنه قال لفاطمهَ رضیَ اللّه عنهما:لو أَتَیْتِ النبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم فسَأَلْتِه خادِماً تَقِیکِ حارَّ ما أَنتِ فیه مِن العَمَلِ ».
و فی أُخری:« حَرَّ ما أَنتِ فیه». ؛یَعْنِی التَّعَبَ و المَشَقَّهَ ،مِن خِدْمَهِ البیتِ ؛لأَن الحَرَارَهَ مَقْرُونهٌ بهما،کما أَن البَرْد مَقرونٌ بالرّاحَهِ و السُّکُون.و الحارُّ :الشاقُّ المُتْعِبُ ،و منه الحدیثُ الآخَرُ
1,2- عن الحَسَنِ بنِ علیٍّ : «قال لأَبِیه لمّا أَمَرَه بجَلْدِ الوَلِیدِ بنِ عُقْبَهَ :وَلِّ حارَّها مَن تَوَلَّی قارَّها». ؛أَی وَلِّ الجَلْدَ مَن یَلْزَمُ الوَلِیدَ أَمرُه،و یَعْنِیه شَأْنُه.
و الحارُّ : شَعرُ المَنْخرَیْنِ ؛لما فیه مِن الشِّدَّهِ و الحَرَارَه ، نقلَه الصَّاغانیُّ :
و أَحَرَّ النّهَارُ:صارَ حَارًّا ،لغهٌ فی حَرَّ یَومُنَا،سَمِعَه الکِسَائیُّ ،و حَکاهما ابنُ القَطّاعِ فی الأَفْعَال و الأَبْنِیَهِ ، و الزَّجّاجُ فی:فَعَلت و أَفْعَلت،قال شیخُنا:و مثلُ هذا عند حُذّاقِ المُصَنِّفِین مِن سُوءِ الجَمْعِ ؛فإِنّ الأَوْلَی التَّعَرُّضُ لهذا عند قوله:« حَرَرْتَ یا یَومُ »،بالوجُوهِ الثلاثهِ ،و هو ظاهرٌ.
و أَحَرَّ الرجلُ :صارتْ إِبلُه حِراراً ،أَی عِطَاشاً. و رجلٌ مُحِرٌّ :عَطِشَتْ إِبلُهُ .
و حَرْحَارٌ ،بالفتح: ع ببلادِ جُهَیْنَهَ بالحِجَاز.
و محمّدُ بنُ خالدٍ الرّازِیُّ الحَرَوَّرِیُّ -کعَمَلَّسِیٍّ - محدِّث ،و قال السَّمْعَانِیُّ :هو أَحمدُ بنُ خالدٍ،حدَّث عن محمّدِ بنِ حُمَیْدٍ،و موسَی بنِ نصرٍ الرّازِیَّیْنِ ،و محمّدِ بنٍ یَحْیَی،و محمّد بنِ یَزِیدَ السُّلَمِیِّ النَّیْسَابُورِیَّیْنِ ،رَوَی عنه الحُسَیْنُ بنُ علیٍّ المعروفُ بحُسَیْنک،و علیُّ بنُ القاسم ابن شاذانَ ،قال ابن ماکُولاَ:لا أَدْرِی:أَحمد بن خالد الرازیّ الحَرورِیّ إِلی أَیِّ شیْ ءٍ نُسِبَ (2).قلْت:و هکذا ذَکَرَه الحافظُ فی التَّبْصِیر أَیضاً بالفَتْح و لم یذکر أَحدٌ منهم أَنَّه الحَرَوَّرِیُّ ،کعَمَلَّسِیٍّ ،ففی کلام المصنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .
*و مّما یُستدرَک علیه:
ص:268
الحَرَرُ -محرَّکهً -أَنْ یَیْبَسَ کَبِدُ الإِنسانِ ،مِن عَطَشٍ و حُزْنٍ .
و الحَرُّ :حُرْقَهُ القَلبِ ،مِن الوَجَع و الغیْظِ و المَشَقَّهِ .
و أَحَرَّها اللّه.
و العربُ تقول فی دُعائها علی الإِنسان:ما لَه أَحَرَّ اللّه صَدْرَه؛أَی أَعْطَشَه،و قیل:معناه.أَعْطَشَ اللّه هامتَه.
و یقال:إِنِّی أَجِدُ (1)لهذا الطَّعَامِ حَرْوَهَ فِی فَمِی،أَی حَرارهً و لَذْعاً،و الحَرَارَهُ :حُرْقَهٌ فی الفَمِ مِن طعْم الشیْ ءِ، و فی القَلْب مِن التَّوَجُّع،مِن ذلک قولُهم:وَجَدَ حَرارَهَ السَّیْفِ ،و الضَّرْبِ ،و المَوْتِ ،و الفِرَاقِ ،و غیرِ ذلک،نَقَلَه ابن دُرُسْتَوَیْهِ ،و هو من الکِنَایَاتِ ،و الأَعْرَفُ الحَرْوَهُ ، و سیأْتی فی المعتلّ .
و قال ابن شُمَیْلٍ :الفُلْفُلُ له حَرارهٌ و حَرَاوَهٌ ،بالراءِ و الواو.
و الحَرَّهُ : حَرَارهٌ فی الحَلْق،فإِن زادتْ فهی الحَرْوَهُ ،ثم الثَّحْثَحَهُ ،ثم الجَأْزُ،ثم الشَّرَقُ ،ثم الفُؤُقُ ،ثم الحَرَضُ ، ثمَّ العَسْفُ ،و هو عند خُرُوجِ الرُّوحِ .
و اسْتَحْرَرْتُ فُلانهَ فحْرَّتْ لِی؛أَی طَلَبْتُ منها حَرِیرَهً فعَمِلَتْها.
و
17- فی حدیث أَبی بَکْرٍ: «أَ فمنکم عَوْفٌ الذی یُقال فیه:
لا حُرَّ بوادِی عَوْف ؟قال:لا». هو عَوْفُ بنُ مُحَلِّمِ بنِ ذُهْلٍ الشَّیْبَانیُّ ،کان یقال له ذلک لِشَرَفِه و عِزِّه،و أَنّ مَن حَلَّ بوادِیه مِن النّاس کان (2)له کالعَبِیدِ و الخَوَلِ .
و المُحَرَّرُ ،کمُعَظَّمٍ :المَوْلَی،و منه
17- حدیثُ ابنِ عُمَرَ: أَنه قال لمُعَاوِیَهَ رضیَ اللّه عنهم:«حاجَتی عَطَاءُ المُحَرَّرِینَ ». ؛ أَی المَوالِی،أَی لأَنهم قومٌ لا دِیوانَ لهم؛تَأَلُّفاً لهم علی الإِسلام.
و تَحْرِیرُ الوَلَدِ أَن یُفْرِدَه لطاعهِ اللّه عَزَّ و جَلَّ ،و خِدْمهِ المَسْجِدِ.و قولُه تعالَی حکایهً عن السَّیِّده مَرْیَمَ ابْنَهِ عِمْرَانَ :
إِنِّی نَذَرْتُ لَکَ ما فِی بَطْنِی مُحَرَّراً (3)قال الزَّجّاج:أَی خادِماً یَخْدُم فی مُتَعَبَّداتِکَ ،و المُحَرَّرُ :النَّذِیرُ.و المُحَرَّرُ :النَّذِیرَهُ .و حَرَّرَه :جَعَلَه نَذِیرَهً فی خِدْمهِ الکَنِیسَهِ ما عاشَ لا یَسَعُهُ تَرْکُها فی دِینه.
و من المَجاز: أَحرارُ البُقُولِ :ما أُکلَ غَیرَ مَطْبُوخٍ ، واحِدُهَا حُرٌّ ،و قیل:و هو ما خَشُنَ منها،و هی ثلاثهٌ :
النَّفَلُ ،و الحُرْثُبُ ،و القَفْعاءُ.و قال أَبو الهَیْثَم: أَحرارُ البُقُولِ :ما رَقَّ منها و رَطُبَ ،و ذُکورُها:ما غَلُظَ منها و خَشُنَ .
و قیل: الحُرُّ :نباتٌ مِن نَجِیلِ السِّباخِ .
و الحُرَّهُ :البابُونَجُ .
و الحُرَّهُ :الوَجْنَهُ .
و الحُرَّتانِ :الأُذُنانِ ،و منه قولُهم:حَفِظَ اللّه کَرِیمَتَیْکَ و حُرَّتَیْکَ ،و هو مَجازٌ.
و حَرَّ الأَرْضَ یَحَرُّهَا حَرًّا :سَوّاهَا.
و المِحَر شَبَحَهٌ فیها أَسْنانٌ ،و فی طَرْفِها نَقْرَانِ ،یکونُ فیهما حَبْلاَنِ و فی أَعْلَی الشَّبَحَهِ نَقْرَانِ ،فیهما عُودٌ مَعْطُوفٌ ، و فی وَسَطِها عُودٌ یُقْبَضُ علیه.ثم یُوثقُ بالثَّوْرَیْنِ ،فتُغْرَزُ الأَسْنَانُ فی الأَرضِ ،حتی تَحمِلَ ما أُثِیر من التُّراب،إِلی أَن یأْتیا به إِلی المکانِ المُنْخَفِضِ .
و الحُرّانِ ،بالضمِّ :نَجْمَانِ عن یَمِینِ النّاظِر إِلی الفَرْقَدَینِ ،إِذا انْتَصَبَ الفَرْقدان اعْتَرَضَا،فإِذا اعْتَرَضَ الفَرْقدانِ انْتَصَبَا.
قال الأَزهریُّ :و رأَیتُ بالدَّهْنَاءِ رَمْلَهً وَعْثَهً ،و یقال لها:
رَمْلَهُ حَرُورَاءَ ،و هی غَیْرُ القَرْیَهِ التی نُسِبَ إِلیها الحَرُورِیُّون ؛ فإِنَّها بظاهِرِ الکُوفَهِ .
و الحُرّانُ (4):مَوضعٌ ،قال الشاعر:
فساقانُ فالحُرّانُ فالصِّنْعُ فالرَّجَا
فجَنْبَا حِمًی فالخَانِقانُ فحَبْحَبُ
و حُرَّیَاتُ (5):مَوضعٌ ،قال مُلَیْحٌ :
فراقَبْتُه حتی تَیَامَنَ و احْتَوَتْ
مَطَافِیلَ منه حُرَّیَاتُ فَأَغْرُبُ
ص:269
و حُرَارُ (1)،کغُرَابٍ :هَضباتٌ بأَرضِ سَلُولَ ،بین الضِّبابِ و عُمر (2)ابن کلابٍ و سَلُول.
و حُرَّی (3)،کرُبَّی:موضعٌ فی بادِیَهِ کَلْبٍ .
و أَبو محمّدٍ القاسمُ بنُ علیٍّ الحَرِیرِیُّ صاحبُ المَقَاماتِ ،أَحَدُ أَجْدادِه منسوبٌ إِلی نَسْجِ الحَرِیرِ ،و هو مِن مُشَانهَ (4):قریهٍ بالبَصرهِ ،و غَلِط شیخُنَا فَنَسَبَه إِلی الحَرِیرَهِ :
مِن قُرَی البَصْرَهِ .
و أَبو نَصْرٍ محمّدُ بنُ عبدِ اللّه الغَنَوِیُّ الحَرِیرِیُّ ، محدِّثٌ .
و قاضِی القُضَاهِ شمسُ الدینِ محمّدُ بنُ عُمَرَ الحَرِیرِیُّ ، مِن عُلَمَائِنا،رَوَی الحَدِیثَ .
و أَبو حَرِیر (5)،له صُحْبَهٌ ،رَوَی عنه أَبو لَیْلَی الأَنْصَارِیُّ (6).
و الحَرّانِیَّهُ :قریهٌ بجِیزَهِ مصرَ.
و أَبو عُمَرَ أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ الحَرّارِ الإِشبِیلِیُّ -کشَدَّادٍ-:شیخٌ لابن عبدِ البَرِّ.و المَغَارِبَهُ یُسَمُّون الحَرِیرِیَّ الحَرّارَ ،قالَه الحافِظُ .
الحَیْزَبُورُ ،بالرَّاءِ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال الصَّاغانیُّ :هی لُغَهٌ فی الحَیْزَبُون ،بالنون:للعَجُوزِ.و لم یذکره المُصَنِّف لا فی الباءِ و لا فی النُّون،و قد أَشرْنَا فی حَرْف المُوَحَّده إِلی ذلک فراجِعْه.
الحَزْرُ :التَّقْدِیرُ و الخَرْصُ ،و الحازِرُ :
الخارِص،کما فی الصّحاح، کالمَحْزَرهِ ،و هذِه عن ثَعْلَب.
و فی المُحْکَم: حَزَرَه یَحْزُرُهُ ،من حَدّ نَصَرَ، و یَحْزِرُهُ ،من حَدِّ ضَرَبَ ، حَزْراً :قدَّره بالحَدْسِ . و حَزْرٌ (7):ع بِنَجْدٍ ،و قیل:جبَلٌ .
و الحَزْرَهُ :شَجَرَهٌ حامِضَهٌ .و الحَزْرهُ من المَال:خِیَارُهُ ، کالحَزیره ،و بها سُمِّیَ الرَّجُل.و یقال هذا حَزْره نَفْسِی،أَی خَیْرُ ما عِنْدی، ج حَزَرَاتٌ ،بالتَّحْرِیک و بالسُّکُون أَیضاً، کما یأْتی فیما أَنشده شَمِرٌ.و
14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ النَّبی صلی اللّه علیه و سلّم بَعَثَ مُصَدِّقاً فقال له:لا تَأْخُذْ من حَزَرَاتِ أَنْفُسِ النَّاسِ شَیْئاً،خُذِ الشَّارِفَ و البَکْرَ». یعنِی فی الصَّدقه.قالُوا:و إِنما سُمِّیَ خِیَارُ مالِ الرَّجُل حَزْرهً ،لأَنَّ صاحبَها لم یَزَلْ یَحْزُرُها فی نَفْسِه کلَّما رَآها،سُمِّیَت بالمَرَّهِ الواحده من الحَزْر ، و لهذا أُضِیفَت إِلَی الأَنْفُسِ .و أَنْشَد الأَزْهَرِیُّ :
الحَزَرَاتُ حَزَرَاتُ النَّفَسِ
أَی مما تَودُّهَا النَّفْسُ .و قال آخر:
و حَزْرَهُ القَلْب خِیَارُ المَالِ
و أَنشد شَمِرٌ:
الحَزَراتُ حَزَرَاتُ القَلْبِ
اللُّبُنُ الغِزَارُ غَیْرُ اللُّجْبِ (8)
حِقَاقُهَا الجِلادُ عنْد اللَّزْبِ
و
16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «لا تَأْخُذُوا حَزَراتِ أَموالِ النَّاسِ و نَکِّبُوا عن الطّعَام». و یُرْوَی بتَقْدِیم الرَّاءِ،و هو مَذْکُور فی مَوضعِه.و قال أَبو سَعِید: حَزَراتُ الأَموالِ هی الَّتی یُؤَدِّیها أَربَابُهَا،و لیس کُلُّ المالِ الحَزْرَهَ .قال:و هی العَلاَئِقُ .
و فی مَثَل العَرَب:
وا حَزْرَتِی و أَبْتِغی النَّوافِلاَ
و عن أَبی عُبَیْده: الحَزَراتُ :نَقَاوَه المَال،الذَّکَرُ و الأُنْثَی سَواءٌ.یقال:هی حَزْرَهُ مَالِه،و هی حَزْرَهُ قَلْبِه.و أَنْشَد شَمِرٌ:
نُدَافعُ عَنْهُم کُلَّ یَوْمِ کَرِیهَهٍ
و نَبْذُل حَزْرَاتِ النُّفُوسِ و نَصْبِرُ
و الحَزْرَهُ : النِبَقَهُ المُرَّهُ ،کذا فی النُّسَخ،و فی التَّکْمِلَهِ :
المُزَّه (9)،و یُصَغَّر حُزَیْرَهً ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ . أَو حَزْرَتُها :
مَرَارَتُهَا.
و حَزْرَهُ ، بِلاَ لاَمٍ :وادٍ ،نقله الصّاغانِیّ . و بِئْرُ حَزْرَهَ :
من آبارِهِم ،مَعْرُوفَه.
ص:270
و الحازِرُ :الحَامِضُ من اللَّبنِ و النَّبِیذُ. قال ابنُ الأَعْرابِیّ :هو حَازِرٌ و حامزٌ،بمعْنًی وَاحِد،و قد حَزَرَ اللَّبَنُ و النَّبِیذُ،أَی حمُضَ .
و فی المُحْکَم: حَزَرَ اللَّبَنُ یَحْزُرُ حزْراً و حُزُوراً ،قال:
و ارْضَوْا بإِحْلاَبهِ وَطْبٍ قد حزَرْ
و قیل: الحازِرُ من اللَّبَنِ :فوْقَ الحَامِضِ . و الحَازِرُ من الوُجُوهِ :العابسُ الباسِرُ. یقال:وَجْهٌ حازِرٌ ،علی التَّشْبِیه، و قد حَزَرَ حَزْرَاً و حُزُوراً . أَو الحازِرُ : دَقِیقُ الشَّعِیرِ و له رِیحٌ لَیْستْ بِطَیِّبه ،حکاه ابنُ شُمیْل عن المُنْتجِع.
و حزِیرَانُ ،بفَتْح فکَسْر و المشْهُور علی الأَلْسِنَه بضَمٍّ ففتح: اسمُ شَهرٍ بالرُّومِیَّه ،من الشهور الاثْنَیْ عَشَر،و هو قَبْلَ تَمُّوزَ،و قد مَرَّ تَفصیلُها فی أَیَّار.
و الحَزْوَرَهُ ،کقَسْوَرَه،النَّاقَهُ المُقَتَّلَهُ المُذَلَّلَهُ ،و هی أَیضاً العَظِیمَهُ ،علی التَّشْبِیه.
و الحَزْوَرَهُ و الحَزْورُ : الرَّابِیهُ الصَّغِیرَهُ ، کالحِزْوارَهِ ، بالکَسْر. و قیل:هو التَّلُّ الصَّغِیرِ، ج حَزَاوِرُ و حَزَاوِرَهٌ و حَزَاوِیرُ .
و قال أَبو الطَّیِّب اللُّغَوِیُّ :و الحزَاوِرَهُ الأَرَضُون ذَوَاتُ الحِجَارهِ ،جمْع حَزْوَرَهٍ .
و الحَزَوَّرُ ، بلا هَاءٍ،کعَمَلَّس:الغُلامُ القوِیُّ الّذی قد شَبَّ .قال الشاعِرُ:
لنْ یَبْعثُوا شَیْخاً و لا حَزَوَّرَا
بالفاس إِلاَّ الأَرقَبَ المُصَدَّرَا
و قال آخَرُ:
رُدِّی العروجَ إِلی الحَیَا و اسْتَبْشِری
بمقامِ حَبْل السّاعدَیْن حَزَوَّرِ
و فی الصّحاح: الحَزَوَّرُ :الغُلامُ إِذا اشتَدَّ و قَوِیَ و خَدَمَ .
و قال یَعْقُوبُ :هو الّذی کَادَ یُدرِکُ و لم یَفْعَل.یُقَالُ (1)للغُلام إِذا رَاهقَ و لم یُدْرِک بَعْدُ: حَزَوَّرٌ ،و إِذا أَدْرَکَ و قَوِیَ و اشْتَدَّ فهوَ حَزَوّرٌ ،أَیضاً.قال النَّابِغَهُ :
نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَد (2)
هکذا أَنْشَدَه أَبو عَمْرٍو،قال:أَراد البالغَ القَوِیَّ .
قلْت:و قرأْتُ فی کتاب رُشْد اللَّبِیبِ و مُعَاشَرَه الحَبِیب قولَ النَّابِغَه هذا،و أَوَّلُه:
و إِذَا لمَسْتَ لَمسْتَ أَخْثَمَ جاثِماً (3)
مُتَحَیِّزاً بمکانِه مِلءَ الیَدِ
و إِذا طَعَنْتَ طَعَنْتَ فی مُسْتَهدِفٍ
رابِی المجَسَّهِ بالعَبِیر مُقَرْمَدِ
و إِذا نَزَعْتَ نَزَعْتَ من مُسْتَحْصِف
نَزْعَ الحَزَوَّرِ بالرِّشاءِ المُحْصَدِ
و قال أَبُو حَاتِم فی الأَضْداد: الحَزَوَّرُ : الرَّجلُ القَوِیُّ الشَّدیدُ (4). و الحَزَوَّر : الضَّعِیفُ من الرِّجال، ضِدٌّ. و أَنْشَدَ:
و ما أَنَا إِنْ دَافَعْتُ مِصْراعَ بَابِه
بِذِی صَوْلَهٍ فَانٍ و لا بِحَزَوَّرِ
قال:أَرادَ:و لا بِصَغِیر ضَعِیف.و قال آخرُ:
إِنَّ أَحقَّ النَّاسِ بالمَنِیَّهْ
حَزَوَّرٌ لیستْ له ذُرِّیَّهْ
قال:أَراد بالحَزَوَّرِ هُنَا رجُلاً بالغاً ضَعیفاً لا نَسْلَ لَهُ .
و حَکَی الأَزْهَرِیّ عَنِ الأَصْمَعیّ و عن المُفَضَّل قال:
الحَزَوَّر ،عَنِ (5)العَرَبِ :الصَّغِیرُ غَیْرُ البَالغِ .
و من العَرَب من یَجْعلُ الحَزْوَرَ (6)البَالغَ القَوِیَّ البدنِ الّذِی قد حَملَ السِّلاَحَ .قال أَبو مَنْصُور:
و القَوْلُ هو هذَا.
قُلتُ :و فی کتاب الأَضداد لأَبی الطَّیِّب اللُّغَوِیّ ،عن بَعْضِ اللُّغَوِیِّین:إِذَا وَصفْتَ بالحَزَوَّرِ غُلاماً أَو شابًّا فهو القَوِیّ ،و إِذا وصفْتَ به کَبِیراً فهو الضَّعِیفُ .قال:و فی الحَزَوَّرِ لُغَات،بالتَّشْدِیدِ و التَّخْفِیفِ ،و هَزَوَّر،کَعَمَلَّس، بالهَاءِ،و الجَمْعُ هَزَاوِرَهٌ و حَزَاوِرَهٌ .
ص:271
و أَبو جعْفَرٍ محمّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یَحْیَی بْنِ الحَکَم بْنِ الحَزَوَّرِ الثَّقَفِیُّ الحَزَوَّرِیُّ الأَصْفَهَانِیّ مَوْلَی السَّائب بنِ الأَقَرعِ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّث،حَدَّثَ عن مُحَمَّدِ بْنِ سَلْمَانَ المَصِّیصِیّ و عَنْه أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ المَرْزُبَان الأَبُهَرِیّ ،و أَبُوه إِبراهِیمُ بنُ یَحْیَی یَرْوِی عن أَبِی دَاوودَ الطَّیَالِسیّ و بَکْرِ بْنِ بَکّار،و عنه وَلَدُه المَذْکُور.
و المَحْزُورُ ،کمَنْصُور (1)،و لیس بشیْ ءٍ و فی بعضِ النُّسَخِ بضمِّ المیمِ و فَتْحِ الحَاءِ و کَسْرِ الوَاوِ: المُتَغَضِّبُ العَابِسُ الوَجْهِ ،و هو مَجَاز.
و الحَزْرَاءُ :الضَّرْبَهُ (2)الحامِضَهُ هکذا فی سَائِر النُّسَخ، الضَّرْبَه،بالضَّاد المُعْجَمَه،و الصواب بالصَّادِ المُهْمَلَه.
*و مما یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
حَزَرَ المَالُ :زَکَا أَو ثَبَتَ فنَمَی.
و حَزِیرَهُ المَالِ :ما یَعْلَقُ بِهِ القَلْبُ .
و من أَمْثَالهم«عَدَا القَارِصُ فحَزَرَ »یُضْرَبُ للأَمرِ إِذا بَلَغَ غَایَتَه[و أَفْقم] (3).
و الحَزْرَهُ :مَوْتُ الأَفاضلِ .
و الحَزْوَرُ کجَعْفَرٍ:المَکَانُ الغَلِیظُ .و أَنْشَد الأَزْهَرِیّ :
فی عَوْسَجِ الوَادِی و رَضْمِ الحَزْوَرِ
و قال عَبّاسُ بنُ مِرْداسٍ :
و ذَابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فیه و أُزِّرَتْ
به قامِسَاتٌ مِن رِعَانٍ و حَزْوَرِ
و الحَزْوَرُ لغه فی الحَزَوَّرِ ،حکاه جماعهٌ و به صدّر الجوهریّ ،و قد وَقَعَ فی أَحادِیثَ ،و ضَبَطَه ابنُ الأَثِیرِ بالوَجْهَیْن؛و هو الغُلام الَّذِی قد شَبَّ و قَوِیَ .قال الرَّاجِزُ:
لنْ یَعْدمَ المَطِیُّ مِنِّی مِسْفَرَا
شَیْخاً بَجالاً و غُلاماً حَزْوَرَا
و الجَمْعُ حَزَاوِرُ ،و حَزَاوِرهٌ ،زَادُوا الهَاءَ لتَأْنِیثِ الجَمْعِ .
و الحَزَوَّرُ ،کعَمَلَّس:الَّذِی قَد انْتَهَی إِدْراکُه.قال بعْضُ نِسَاءِ العَرَب:
إِنَّ حِرِی حَزَوَّرٌ حَزَابِیَهْ
کَوَطْبَهِ الظَّبْیَهِ فَوْقَ الرَّابِیَهْ
قد جاءَ منه غِلْمَهٌ ثَمَانِیَهْ
و بَقِیَتْ ثَقْبَتُه کما هِیَهْ
و غِلْمَانٌ حَزَاوِرَهٌ :قارَبُوا البُلُوغَ ،و هو علی التَّشْبِیه بالرَّابِیَه کما حَقَّقَه غیرُ وَاحِد.
و
16- فی حدیث عَبْدِ اللّه بْنِ الحَمْراءِ: «أَنَّه سَمِعَ رسولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم و هو وَاقِف بالحَزْوَرَهِ من مَکَّهَ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو مُوْضِعٌ عند بابِ الحَنَّاطِین،و هو بوَزْن قَسْوَرَه.قال الأَمامُ الشَّافِعِیُّ رَضِی اللّه عنه:النَّاسُ یُشَدِّدُون الحَزْوَرَه و الحُدَیَبْیَه،و هما مُخَفَّفَتَان.و فی رَوْضِ السُّهَیْلِیّ :هُوَ اسمُ سوقٍ کانت بِمَکَّهَ و أُدْخِلَت فی المَسْجد لمَّا زِیدَ فیه.و نَقَل شَیْخُنا عن مَشَارِقِ عِیَاضٍ مِثْلَ ذلِک.و فیه عَنِ الدَّارَقُطْنِیّ مِثلُ قَوْل الشافِعِیّ ، و نَسَبَ التَّشْدِید للمُحَدِّثِین.قال:
و هو تَصْحِیف.و نَسَبَه صاحِبُ المَرَاصِد إِلَی العَامَّه،و زادَ أَنَّهُم یَقُولُونَ :عَزْوَرَه،بالعَیْنِ بدل الحَاءِ.و قال القَاضِی عِیاضٌ :و قد ضَبَطْنَا هذَا الحَرْفَ علی ابن سراجٍ بالوَجْهَیْن.
و أَبو بَکْر مُحَمَّدُ بنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الحَزْوَر الوَرَّاق الحَزْوَرِیّ ،مُحدِّث منْ أَهْلِ بَغْدَاد.و أَبُو غَالِب حَزْوَرٌ الباهِلِیّ البَصْرِیّ ،رَوَی عن أَبِی أُمَامه البَاهِلِیّ .و النَّضْر بن حَزْوَرٍ مُحَدِّثٌ رَوَی عن الزُّبَیْر بْنِ عَدِیّ ،ذکرهم السّمْعانیّ .
و حَزْوَرُ :قَرْیَهٌ بدِمشْقَ ،منها أَبُو العَبّاس أَحْمدُ بنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْد الرَّحیم الحَزْوَرِیّ الْمِصْرِیّ المُحَدِّث،هکذا ضَبَطَه البقاعیّ ،و نقل عنه الداوودِیّ .
و حَزْوَرٌ ،کجعْفَرٍ،وَکِیلُ القاسِم بْنِ عُبَیْدِ اللّه عَلی مَطْبَخِه.و فیه یَقُولُ ابنُ الرُّومِیّ یَصِف دَجَاجَهً :
و سَمِیطه صَفْراءَ دِیناریَّه
ثَمَناً و لَوْناً زَفَّهَا لَک حَزْوَرُ (4)
و أَبو العَوّام فَائِدُ بنُ کَیْسَان الحَزَّار ،ککَتَّان کذا قَیَّده ابنُ أَبِی حَاتِم فی الجَرْحِ و التَّعْدِیل،یَروِی عن أَبِی عُثْمانَ النَّهْدِیّ .و عَمْرُو بنُ الحَزْوِر أَبُو بُسْرٍ،مُحَدِّثٌ ،یَرْوِی عن الحسن.و أَبو حَزْرَهَ کُنْیَهُ سیِّدِنا جرِیرٍ رَضی اللّه عَنْه.
و من المَجَاز: حَزَرْت قُدُومَه یَومَ کَذَا قَدَّرْتُه.و حَزَرْتُ
ص:272
قِرَاءَته عِشْرِین آیهً :قَدَّرْتُها.و احزُرْ نَفْسَک هل تَقْدِرُ علَیه.
کَذَا فِی الأَسَاسِ .
حَزْفَرَه ،أَهمله الجَوهَرِیّ .
و فی النَّوَادِرِ:حَزْمَرَ العِدْلَ و حَزْفَرَه إِذا مَلأَهُ ،و کذلک العَیْبَهَ و القِرْبَهَ إِذا مَلأَهما،و کذَا حَزْفَرَه و حزْرفَه.
و حزْفَرَ المَتَاعَ :شَدَّهُ ،من النوادر أَیضاً. و حَزْفَرَ القَوْمُ لِلْقَومِ ؛اسْتَعَدُّوا و تَهَیَّؤُوا للحَرب،و الذّالُ لغهٌ فی الثّلاثه.
و الحَزْفَرَهُ :المَلْسَاءُ (1)مِنَ الأَرْضِ المُسْتَوِیهُ فِیها حِجَارهٌ ،نقله الصَّاغانِی.
و الحِزْفَرَّهُ ،کإِرْدَبَّه:المکَانُ الصُّلْبُ الشَّدِیدُ.
و المُحَذْفَر :الممْلوءُ من الأَوَانِی،کالمُحَذْرَفِ .
الحَزْمَرُ ،کجعْفَرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و فی التَّکْمِلَه هو المَلِکُ فی بعض اللَّغات:و الجمع حَزَامِیرُ .
و الحَزْمَرهُ ، بِهاءٍ.الحزْمُ و المَلْ ءُ ،کالحَزْرَمَه،و سیأْتِی.
و قد حَزْمَر القِرْبَهَ ،إِذا مَلَأَهَا.
و الحزْمرَهُ : تَفَتُّقُ نَوْرِ الکُرَّاثِ و هِیَ الحزَامِیرُ .
و یُقَالُ : أَخَذَهُ ،أَی الشَّیْ ءَ بِحُزْمُورِه ،بالضَّمّ ، و حَزَامِیرِه ،کحَذَافیرِه ،و حُذْفُورِه،وَزْناً و مَعْنیً ،أَی جَمِیعه و جَوَانِبه،أَو إِذا لم یَتْرُک منه شَیْئاً،و قد تَقَدَّم.
حَسَرَه یَحْسُرُه ،بالضّمّ ، و یَحْسِرُه ،بالکسر، حَسْراً ،بفتْح فسکون: کَشَفَه. و الحَسْرُ أَیضاً:کَشْطُکَ الشیْ ءَ، حَسَرَ الشَیْ ءَ عن الشَّیْ ءِ یَحْسُرُه ،و یَحْسِرُه ، حَسْراً و حُسُوراً :کَشَطَه، فانْحَسر ، و قد یَجِیءُ فی الشِّعْر حَسَرَ لازماً مثل انْحَسَر ،علی المُضَارعَه (2).یقال: حَسَرَ الشَّیْ ءُ حُسُوراً ،بالضَّمِّ ،أَی انْکَشَفَ و فی الصّحاحِ : الانْحِسَارُ :الانْکِشَاف. حَسَرْتُ کُمِّی عن ذِراعِی أَحْسُره حَسْراً :کشَفْتُ .
و فی الأَساس: حَسَر کُمَّه عن ذِراعه:کَشَفَ ،و عِمامَتَهعن رَأْسِه،و المرأَهُ دِرْعَهَا عن جَسَدِهَا.و کُلُّ شَیْ ءٍ کُشِفَ فقد حُسِر .
و من المَجَازِ: حَسَرَ البَصَرُ یَحْسِر ،من حَدِّ ضَرَب، حُسُوراً ،بالضّمّ : کَلَّ و انْقَطَعَ نَظَرُهُ مِنْ طُولِ مَدًی (3)و ما أَشْبَه ذلک، و هو حَسِیرٌ و مَحْسُورٌ . قال قَیْسُ بن خُوَیْلِدٍ الهُذَلِیُّ یَصِف ناقَهً :
إِنَّ العَسِیرَ بها دَاءٌ مُخَامِرُهَا
فَشَطْرَها نَظَرُ العَیْنَیْنِ مَحْسُورُ
قال السُّکَّرِیّ :العَسِیرُ:النَّاقَهُ التی لم تُرَضْ .و نصبَ شَطْرَهَا علی الظَّرْفِ أَی نَحْوَها.
و بَصَرٌ حَسِیرٌ :کَلِیلٌ .و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: یَنْقَلِبْ إِلَیْکَ الْبَصَرُ خاسِئاً وَ هُوَ حَسِیرٌ (4)قال الفَرَّاءُ:یُرِید:یَنْقَلِب صاغراً و هو کَلِیلٌ کما تَحْسِر الإِبلُ إِذا قُوِّمَتْ عن هُزالٍ أَو کَلاَلٍ .ثم قال:
و أَمَّا البَصَرُ فإِنه یَحْسَرُ عند أَقْصی بُلُوغِ النَّظَرِ.
و حَسَرَ الغُصْنَ حَسْراً : قَشَرَه. و قد جاءَ
17- فی حدیث جَابِر: «فأَخذْتُ حَجَراً فَکَسَرْتُه و حَسَرْته ». یُرید غُصْناً من أَغصانِ الشَّجَرهِ ،أَی قَشَرْتُه بالحَجر.
و حَسَرَ البَعِیرَ یَحْسِرُه و یَحْسُرُه حَسْراً و حُسُوراً : سَاقَه حَتَّی أَعْیَاه ،و کذلک حَسَرَه السَّیر، کأَحْسَرَه إِحْسَاراً ،و حَسَّرَه تَحْسِیراً .
و حَسَرَ البَیْتَ حَسْراً : کَنَسَه.
و حسِرَ الرَّجلُ ، کفَرِحَ ،عَلیه یَحْسَرُ حَسْرَهً ،بفَتْح فَسُکُون و حَسَراً ،محرّکهً :نَدِمَ علی أَمرٍ فَاتَه أَشَدَّ،النَّدم، و تَحسَّرَ الرَّجلُ إِذا تَلَهَّفَ ،فهو ، حَسِرٌ .قال المَرَّار:
ما أَنَا الیومَ عَلَی شَیْ ءٍ خَلاَ
یا ابنْهَ القَیْنِ تَوَلَّی بِحَسِرْ
و حَسِیرٌ و حسْرانُ .
و قال الزَّجَّاجُ فی تَفْسِیرِ قوله عَزَّ و جَلَّ : یا حَسْرَهً عَلَی
ص:273
اَلْعِبادِ (1) الحَسْرَهُ :أَشَدُّ النَّدَمِ حَتَّی یَبْقَی النَّادِمُ کالحَسِیرِ من الدّوَابِّ الّذِی لا مَنْفَعَهَ فیه.
و حَسَرَ البَعِیرُ کضَرَبَ و فَرِحَ ، حَسْراً و حُسُوراً و حَسَراً :
أَعْیَا من السَّیْرِ و کَلَّ و تَعِبَ ، کاسْتَحْسرَ ،استِفْعَال من الحَسْرِ و هو العَیَاءُ و التَّعَب.و قال اللّه تَعَالی: وَ لا یَسْتَحْسِرُونَ (2).و
16- فی الحَدِیثِ : «ادْعُوا اللّه و لا تَسْتَحسِرُوا ».
أَی لا تَمَلُّوا فَهُو حَسِیرٌ . الذَّکَرُ و الأُنثَی سواءٌ، ج حَسْرَی مثلُ قَتِیلٍ و قَتْلَی.و
16- فی الحدِیث: « الحَسِیرُ لا یُعْقَرُ». أَی لا یجوز للغازِی إِذا حَسِرَتْ دابَّتُه و أَعْیَت أَن یَعْقِرَها مَخَافَهَ أَن یَأْخُذَهَا العَدُوُّ،و لکن یُسَیِّبها.
و الحَسِیرُ :فَرَسُ عبدِ اللّه بنِ حَیَّانَ بن مُرَّهَ ،و هو ابن المُتَمطِّر،نقلَه الصَّاغانیّ .
و الحَسِیرُ : البَعِیرُ المُعْیِی الّذی کَلَّ من کَثْرهِ السَّیْرِ.
و من المَجَاز،یقالُ :فلانٌ کَرِیمُ المَحْسِر ،کمَجْلِس، أَی کَرِیم المَخْبر،و تُفْتَح سِینُه ،و هذه عن الصَّاغانِیّ .و به فُسِّر قولُ أَبِی کَبِیرٍ الهُذَلیّ :
أَرِقَتْ (3)فمَا أَدْرِی أَسُقْمٌ ما بها
أَمْ مِن فِراقِ أَخٍ کَرِیمِ المَحْسَرِ (4)
ضُبطَ بالوَجْهَیْن، و قیل: المحْسر هنا: الوَجْهُ ،و قیل:
الطَّبِیعَهُ .
و قال الأَزهریّ :و المَحاسِرُ من المَرْأَهِ مِثْلُ المَعَارِی، ذَکَره فی ترجمه«عری».
و المُحَسَّرُ ، کمُعَظَّم:المُؤْذَی المُحَقَّر. و
12,16- فی الحَدِیثِ :
«یَخْرُجُ فی آخِرِ الزَّمانِ رجُلٌ یُسمَّی أَمِیر العُصَب.-و قال بعْضُهم:یُسَمَّی أَمِیر الغَضَب-أَصحابُه مُحَسَّرُون مُحقَّرُونَ مُقْصَوْنَ عن أَبْوَابِ السُّلطان و مَجَالِسِ المُلُوک،یَأْتُونَه مِنْ کُلِّ أَوْبٍ کأَنَّهم قَزَعُ الخَرِیفِ یُوَرِّثُهم اللّه مشارِقَ الأَرضِ و مغَارِبَها». قَوْلُه: مُحَسَّرُونَ مُحَقَّرون،أَی مُؤْذَوْن مَحْمُولُونعلی الحَسْرَه أَو مطْرُودُون مُتْعَبُون،من حَسرَ الدَّابَهَ ،إِذَا أَتْعبَها.
و الحسَارُ ، کسَحَابٍ :عُشْبَهٌ (5)تَشْبِهُ الجَزرَ ،نَقَلَه الأَزهریّ (6)عن بَعْضِ الرُّواه، أَو تُشْبِه الحُرْفَ ،أَی الخَرْدَلَ فی نَبَاتِه و طَعْمِه.یَنْبُتُ حِبَالاً علی الأَرْضِ .نقلَه الأَزهریّ 6عن بَعْض أَعرابِ کَلْبٍ .و قال أَبو حَنِیفَهَ عن أَبِی زِیاد: الحَسَار :عُشْبَهٌ خَضْراءُ تَسَطَّحُ علی الأَرْض و تَأْکُلُها الماشِیَه أَکْلاً شدیداً.قال الشَّاعِر یصِف حِمَاراً و أُتُنَه:
یأْکُلْن من بُهْمَی و مِن حَسَارِ
و نَفَلاً لَیْسَ بِذِی آثَارِ
یَقُول:هذا المکَانُ قَفْرٌ لَیْس به آثارٌ من النَّاسِ و لا المواشِی.
و قال غیره: الحَسَارُ :نَباتٌ یَنْبُتُ فی القِیعانِ و الجَلَدِ، و له سُنْبلٌ [و هو من دِقِّ المُرَّیْقِ ] (7)و قُفُّه خَیْرٌ من رَطْبِه،و هو یَسْتَقِلُّ عن الأَرضِ شَیْئاً قلیلاً،یُشْبِه الزَّبَّاد إِلاَّ أَنَّه أَضخَمُ منه وَرقاً.و قال اللَّیْث: الحَسَارُ :ضَرْبٌ من النَّبات یُسْلِحُ الإِبِلَ .
و فی التَّهْذِیب: الحَسارُ من العُشْب یَنْبُتُ فی الرِّیَاض، الواحده حسَارَهٌ .
و المِحْسَرَهُ :المِکْنَسَهُ وَزْناً و مَعْنًی.
و الحَاسِرُ ،خِلافُ الدَّارِع؛و هو مَنْ لا مِغْفَرَ له و لا دِرْعَ و لا بَیْضَهَ علی رَأْسِه.
قال الأَعْشَی:
فی فَیْلَقٍ جَأْواءَ مَلْمُومَهٍ
تَقْذِفُ بالدَّارِعِ و الحَاسِرِ
أَوْ الحاسِرُ :مَنْ لا جُنَّهَ لَه ،و الجَمْعُ حُسَّرٌ .و قد جمع بعضُ الشُّعَرَاءِ حُسَّراً عَلَی حُسَّرِینَ .أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ .
بشَهْبَاءَ تَنْفِی الحُسَّرِینَ کأَنَّهَا
إِذَا ما بَدَتْ قَرْنٌ من الشَّمْسِ طالعُ
ص:274
و فَحْلٌ حَاسِرٌ و فَادِرٌ و جَافِر:أَلْقَحَ (1)شَوْلَه و عَدَلَ عنِ الضِّرابِ ،قاله أَبُو زَیْد،و نَقَلهُ الأَزْهَرِیّ .قال:و رَوَی هذَا الحَرْفُ :فحْلٌ جَاسِرٌ،بالجِیم،أَی فادِر،قال:و أَظُنُّه الصَّوابَ .
و التَّحْسِیرُ :الإِیقاعُ فی الحَسْرَهِ و الحَمْلُ عَلَیْها.و به فُسِّرَ بعضُ حَدِیثِ أَمِیرِ العُصَبِ المُتَقَدِّم.
و التَّحْسِیرُ : سُقُوطُ رِیشِ الطَّائِرِ. و قد انْحَسَرَتِ الطَّیْرُ، إِذَا خَرَجَتْ من الرِّیشِ العَتِیق إِلی الحَدِیثِ .و حَسَّرَهَا إِبَّانُ ذلک ثَقَّلَه لأَنَّه فُعِلَ فی مُهْلَهٍ .قال الأَزْهَرِیّ :و البَازِیُّ یُکَرَّزُ للتَّحْسِیرِ (2)و کذلک سَائِرُ الجوارحِ تتحسَّرُ .
و التَّحْسِیرُ التَّحْقِیرُ و الإِیذَاءُ و الطَّرْدُ،و به فُسِّرَ بعضُ حدِیثِ أَمِیرِ العُصَبِ ،و قد تَقَدَّم.
و بَطْنُ مُحَسِّرٍ ،بکسْر السِّین المُشَدَّدَه:وادٍ قُرْبَ المُزْدَلِفَهِ ،بین عرَفَات و مِنًی.و فی کُتُبِ المَنَاسِکِ :هو وادِی النَّار.قیل:إِنَّ رجُلاً اصْطادَ فیه فنَزَلَتْ نارٌ فَأَحْرَقَتْه، نقَلَه الأَقْشَهْرِیُّ فی تَذْکِرتِه.و قیلَ :لأَنَّه مَوْقِفُ النَّصَاری.
17- و أَنْشَدَ عُمَرُ رَضِیَ اللّه عنْهُ حین أَفَاضَ مِنْ عرفَهَ إِلی مُزْدَلِفَهَ و کَانَ فی بَطْنِ مُحْسِّرً :
إِلیکَ یَعْدُو قَلِقاً وَضِینَا
مُخَالِفاً دِینَ النَّصَارَی دِینَا.
و کذا قَیْسُ بْنُ المُحَسِّرِ (3)الکِنَانِیُّ الشَّاعِرُ الصَّحابِیُّ ،فإِنَّه بکَسْرِ السِّین المُشَدَّده.و قیل:المُسَحِّر،و قیل المُسَخِّر، أَقْوال.
و تَحَسَّرَ الرّجلُ : تَلَهَّفَ . و لا یَخْفَی أَنَّه لو قالَ عند ذِکْرِ الحَسْره و تَحَسَّر :تَلَهَّفَ ،کان أَجمَعَ للأَقْوالِ و أَحْسَنَ فی التَّرْصِیف و الجَمْع،مع أَنه خَالَف الأَئمَّه فی تَعْبِیرِه،فإِنَّهُم فسَّرُوا الحَسْرَهَ و الحَسَرَ و الحَسَرَانَ بالنَّدَامَهِ علی أَمْرٍ فَاتَه، و التَّحْسِیر بالتَّلَهُّفِ .ففی کلامه تَأَمُّل منْ وجُوهٍ . و تَحَسَّرَ وَبَرُ البَعِیرِ ،و الذی فی أُصولِ اللُّغَه (4):و تَحَسَّر الوَبَرُ عن البَعِیرِ،و الشَّعَرُ عن الحِمار،إِذا سقَطَ و اقْتَصَرُوا علی ذلک.و منه قولُ الشَّاعِر:
تَحَسَّرتْ عِقَّهٌ عنْه فَأَنْسلَهَا
و اجْتَابَ أُخْرَی جَدِیداً بَعْدَمَا ابْتَقَلاَ
و فی الأَساسِ :و تَحَسَّرَ الطَّیْرُ:أَسْقَطَ رِیشَه.و زاد المُصَنِّف قولَه مِنَ الإِعْیَاءِ. و لَیْس بقَیْدٍ لاَزِمٍ ،فإِنَّ السُّقُوطَ قد یَکُونُ فی البَعِیرِ من الأَمراضِ ،إِلاَّ أَن یُقَالَ :إِن الإِعیاءَ أَعَمُّ .
و تَحَسَّرتِ الجَارِیهُ و کذا النَّاقَهُ ،إِذا صَارَ لَحْمُهَا فی مَوَاضِعه. قال لَبِیدٌ:
فإِذا تَغَالَی لَحْمُها و تَحَسَّرَتْ
و تَقَطَّعَتْ بَعْدَ الکَلاَلِ خِدَامُهَا (5)
و قال الأَزهریّ : تَحَسَّر البَعِیرُ إِذا سَمَّنَه الرَّبِیعُ حَتَّی کَثُرَ شَحْمُه و تَمَکَ سَنَامُهُ ،أَی طَالَ و ارْتَفَع و تَرَوَّی و اکْتَنَزَ ثُمَّ رُکِبَ أَیَّاماً. و نَصُّ التَّهْذِیب:فإِذَا رُکِبَ أَیّاماً فَذَهَب رَهَلُ لَحْمِه و اشْتَدَّ بعْدَ (6)ما تَزَیَّمَ مِنْه ،أَی اشتَدَّ اکْتِنَازُه فی مَوَاضِعِهِ فقد تحَسَّرَ .
*و مما یُسْتَدْرکُ علیه:
الحُسَّرُ ،کسُکَّر هم الرَّجَّالهُ فی الحَرْب،لأَنَّهُم یَحْسِرُون عن أَیْدِیهِم و أَرْجُلِهم،أَو لأَنّه لا دُرُوعَ عَلَیْهِم و لا بَیْضَ .
و منه
17- حَدِیثُ فَتْحِ مَکَّهَ : «أَنَّ أَبَا عُبَیْدَهَ کَان یَوْمَ الفَتْح علی الحُسَّرِ ».
و رجل حَاسِرٌ :لا عِمَامَهَ علی رَأْسِه.
و امرأَهٌ حَاسِرٌ ،بغیرِ هاءٍ،إِذا حَسَرَتْ عنها ثِیابَها.
و
17- فی حَدِیثِ عَائِشَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهَا: «و سُئلتْ عن امرأَهٍ طَلَّقَهَا زَوْجُهَا و تَزَوَّجَها رَجُلٌ فتحسَّرَتْ بَیْنَ یَدَیْه». أَی قَعدَتْ حَاسِرَهً مکشوفَهَ الوَجْهِ .
ص:275
و قال ابنُ سِیدَه:امرأَهٌ حَاسِرٌ : حَسَرَتْ عنها دِرْعَها.و کُلُّ مَکْشُوفَهِ الرَّأْسِ و الذِّراعَین حَاسِرٌ .و الجمع حُسَّرٌ و حَوَاسِرُ .
قال أَبُو ذُؤَیْبٍ :
و قامَ بَنَاتِی بالنِّعَالِ حَوَاسِراً
فأَلْصَقْنَ وَقْعَ السِّبْت تَحْتَ القَلائِدِ
و حَسَرَتِ الرِّیحُ السَّحَابَ حسْراً ،و هو مَجازٌ.
و حَسَرَتِ الدَّابَّهُ ،و حَسَرَهَا السَّیْرُ حَسْراً و حُسُوراً ، و أَحْسَرَهَا ،و حَسَّرَهَا :أَتْعبَهَا.قَالَ :
إِلاَّ کمُعْرضٍ المُحَسِّر بَکْرَهُ
عَمْداً یُسَیِّبُنِی عَلَی الظُّلْمِ
أَرادَ إِلاّ مُعْرِضاً،فَزَاد الکَافَ .
و دَابَّه حاسِرٌ و حَاسِرَهٌ ،کحَسِیر.
و أَحْسَرَ القَوْمُ :نَزَلَ بهم الحَسَرُ .
و قال أَبو الهَیْثَم: حَسِرَت الدَّابَّهُ حَسَراً ،إِذا تَعِبَتْ حَتَّی تُنْقَی (1).و
16- فی حَدِیثِ جَرِیر: «لا یَحْسِرُ صاحبُها (2)أَی لا یَتْعَبَ سَائِقُها (3). و
17- فی الحدیث: « حَسَرَ أَخِی فَرَساً له بعَیْنِ التَّمْر (4)و هو مع خالِدِ بْنِ الولِیدِ. و حَسَرَ العَیْنَ بُعْدُ ما حَدَّقَتْ إِلَیْه أَو خَفَاؤُه، یَحْسُرُهَا :أَکَلَّهَا قَالَ رُؤْبَهُ :
یَحْسُرُ طَرْفَ عَیْنِه فَضَاؤُه
و المَحْسُورُ :الّذِی یُعْطِی کُلَّ مَا عِنْدَه حَتّی یَبْقَی لا شَیْ ءَ عِنْدَه،و هو مَجَازٌ.و به فُسِّر قَولُه عزَّ و جَلَّ وَ لا تَبْسُطْها کُلَّ الْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَحْسُوراً (5)و حَسَرُوه یَحْسَرُونَه حَسْراً و حُسْراً :سأَلُوه فأَعطاهُم حَتَّی لَمْ یَبْقَ عنده شَیْ ءٌ.
و حَسَرَ البَحْرُ عن العِراقِ و السّاحلِ یَحْسُرُ :نَضَب عَنْه حتَّی بَدَا ما تَحْت المَاءِ من الأَرض،و هو مَجاز.
قال الأَزْهَریّ :و لا یُقَال انْحَسَر البَحْرُ.و قال ابن السِّکِّیت: حَسَرَ الماءُ و نَضَبَ و جَزَرَ بمَعْنیً واحدٍ.و
1- فی حدیث عَلیٍّ رضِیَ اللّهُ عَنْه: «ابنُوا المَساجدَ حُسَّراً فإِنَّ ذلک سِیمَا المُسْلِمِین». أَی مَکْشُوفَهَ الجُدُرِ لا شُرَفَ لَها.
و فی التَّهْذِیب:فَلاَهٌ عارِیَهُ المَحَاسِرِ ،إِذَا لَمْ یکُنْ فیها کِنٌّ من شَجَرٍ.و محَاسِرُها :مُتُونُها الّتی تَنْحسِرُ عن النَّبَات، و هو مَجَاز.و کَذَا قَوْلُهُمْ : حَسَرَ قِنَاعَ الهمِّ عنَّی،کما فی الأَساس.
الحَشْرُ :ما لَطُفَ منَ الآذانِ ،و هو مجَازٌ.
یقال: لِلْواحِدِ و الاثْنَیْن و الجمْعِ . و أخصرُ منه عِبَارهُ الجوْهرِیّ :لا یُثَنَّی و لا یُجْمع،قال:لأَنه مَصْدرٌ فی الأَصْل مثْل قولهم:ماءٌ غَوْرٌ و ماءٌ سکْبٌ .و قد قِیلَ أُذُنٌ حَشْرَهٌ ،قال النَّمِر بنُ تَوْلَب:
لَها أُذُنٌ حشْرَهٌ مَشْرهٌ
کإِعْلِیطِ مَرْخٍ إِذَا ما صَفِرْ
هکذا أَنشدهُ الجَوْهَرِی لَه،قال الصَّاغانِیُّ :و إِنَّمَا هو لِرَبِیعَهَ بْنِ جُشَمَ النَّمَرِیِّ ،و لعلّه نَقَلَه من کِتَابٍ قال فِیهِ :قال النَّمَرِیُّ ،فظَنَّه النَّمِرَ بْنَ تَوْلَب انْتَهی.
و قال ابنُ الأَعْرابِیِّ :و یُسْتَحَبُّ فی البَعِیر أَن یَکُونَ حَشْرَ الأُذُن،و کَذلک یُسْتَحَبُّ فی النَّاقَهِ .قال ذُو الرُّمَّه:
لها أُذُنٌ حَشْرٌ و ذِفْرَی لَطِیفَهٌ
و خَدٌّ کمِرْآه الغَرِیبَهِ أَسْجَحُ (6)
و من المَجاز: الحشْرُ : مَا لَطُف مِن القُذَذِ.
قال اللّیْث: الحَشْرُ من الآذانِ و مِن قُذَذِ رِیشِ السِّهَامِ :
ما لَطُفَ ،کأَنَّمَا بُرِیَ برْیاً.و أُذُنٌ حَشْرَهٌ و حَشْرٌ :صَغِیرَهٌ لَطِیفَهٌ مُسْتَدِیرَه.
و قال ثعلب:دَقِیقَهُ الطَّرَفِ ،سُمِّیت فی الأَخِیره بالمَصْدر؛لأَنَّهَا حُشِرَتْ حَشْراً ،أَی صُغِّرَت و أُلْطِفَتْ .و قال غیره: الحَشْرُ من القُذَذِ و الآذانِ :المؤَلَّلَهُ الحدِیدَهُ ،و الجَمْعُ حُشُورٌ .قال أُمیَّهُ بنُ أَبِی عائذٍ:
ص:276
مَطارِیحَ بالوَعْثِ مَرَّ الحُشُو
رِ،هاجَرْنَ رَمَّاحَهً زَیْزَفُونَا
و الحَشْرُ : الدَّقِیقُ مِنَ الأَسِنَّه و المُحَدَّدُ مِنْهَا.یُقَالُ :
سِنَانٌ حَشْرٌ و سِکِّینٌ حَشْرٌ .
و من المَجاز: الحَشْر : التَّدْقِیقُ و التَّلْطِیفُ ،یقال:
حَشَرْتُ السِّنانَ حشْراً ،إِذا لَطَّفْته و دَقَّقْته،و هو مَجازٌ،کما فی الأَساس.و قال ثَعْلب: حُشِرَت حَشْراً ،أَی صُغِّرَتْ و أُلْطِفَت.و قال الجوهریّ :أَی بُرِیَتْ و حُدِّدَت.و قال غَیرُه:
حَشَرَ السِّنانَ و السِّکِّینَ حَشْراً :أَحَدَّهُ فأَرَقَّه و أَلْطَفَه.و حَدِیدهٌ محْشُورهٌ و حَرْبهٌ حَشْرَهٌ :حَدِیدَهٌ .
و الحَشْرُ : الجَمْعُ و السَّوْقُ .یقال: حَشَرَ یَحْشُر ، بالضَّمّ ، و یحْشِر ،بالکَسْر، حَشْراً ،إِذا جَمَعَ و ساقَ . و منه یوم المَحْشِر ،بکسر الشین و یُفْتَح ،و هذه عن الصَّاغانیّ ، أَی مَوْضِعُه ،أَی الحَشْرِ و مَجْمَعُه الَّذِی إِلیه یُحْشَر القَوْمُ ، و کذلک إِذا حُشِرُوا إِلَی بَلَدٍ أَو مُعَسْکَر أَو نحْوِه.و
16- فی الحَدِیث: «انْقَطعَت الهِجْرَهُ إِلاَّ من ثَلاثٍ :جهادٍ أَو نِیَّهٍ أَو حشْرٍ » (1). قالوا: الحَشْرُ هو الجَلاَءُ (2)عن الأَوطان.و فی الکتاب العَزِیزِ لِأَوَّلِ اَلْحَشْرِ ما ظَنَنْتُمْ أَنْ یَخْرُجُوا (3)،
14- نَزَلَت فی بَنِی النَّضیرِ و کانُوا قَوْماً من الیَهُود عاقَدُوا النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم لَمَّا نَزلَ المَدِینَهَ أَن لا یَکُونُوا علیه و لا له،ثم نَقَضُوا العهْد و مَایَلُوا کُفَّارَ أَهْلِ مَکَّهَ ،فقَصدَهُم النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم،فَفارقُوه علی الجلاَءِ مِن منازلهم،فجلَوْا إِلَی الشَّام. قال الأَزْهَرِیّ :و هو أَوّلُ حَشْرٍ حُشِرَ إِلی أَرضِ المَحْشَرِ ،ثُمَّ یُحْشَرُ الخَلْقُ یومَ القِیَامَهِ إِلَیْها،قال:و لِذلِکَ قِیلَ : لِأَوَّلِ اَلْحَشْرِ ،و قیل:
إنَّهُمْ أَوّلُ مَنْ أُجْلِیَ من أَهْلِ الذِّمّه مِن جَزِیرهِ العَرَب،ثم أُجْلِیَ آخِرُهم أَیّامَ عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب،رَضِیَ اللّه عَنْه،منهم نصارَی نَجْرَانَ و یَهُودُ خَیْبَرَ.
و من المَجاز، الحَشْرُ : إِجْحَافُ السَّنَهِ الشَّدِیدَهِ بِالْمَال.
قال اللَّیْث:إِذَا أَصابَتِ النَّاسَ سَنَهٌ شَدِیدَهٌ فأَجْحَفَتْ بالمَال و أَهْلَکَتْ ذَواتِ الأَرْبَعِ قیل:قد حشَرَتْهُم السَّنَهُ ، تَحشُرُهم و تَحْشِرهم .و ذلک أَنَّهَا تَضُمُّهم من النَّواحِی إِلی الأَمْصَارِ.
و حَشَرَت السَّنَهُ مالَ فُلانٍ :أَهلکتْه.
و فی الأَساس: حشَرتْهُم السَّنَهُ :أَهْبَطَتْهُم إِلَی الأَمْصار.
و قال أَبُو الطَّیِّب اللُّغوِیُّ فی کِتَاب الأَضْدَاد:و حشَرَتْهُم السَّنَهُ حَشْراً ،إِذا أَصابهُم الضُّرُّ و الجهْد،قالَ :و لا أُرَاه سُمِّیَ بِذلِک إِلاّ لانْحِشَارِهم مِنَ البَادِیَه إِلی الحَضَر،قال رُؤْبَهُ :
و ما نَجَا مِنْ حَشْرهَا المَحْشُوشِ
وَحْشٌ و لا طَمْشٌ من الطُّمُوشِ
و من المَجاز: حُشِرَ فُلانٌ فی ذَکرِهِ (4)و فی بطْنِه و أُحْثِلَ فِیهِمَا، إِذا کَانَا ضَخْمَیْن مِنْ بَیْنِ یَدیْه ،نقلَه الأَزهریّ من النَّوادِرِ. و فی الأَساس: حُشِرَ فُلانٌ فی رَأْسِهِ إِذا اعْتَزَّه ذلِک و کَان أَضْخَمَه أَی عَظِیمَه،و کذا کُلُّ شَیْ ءٍ من بَدنِه (5)، کاحْتَشَر ،و هذِه عنِ الصَّاغانِیّ .
و الحاشِرُ :اسمٌ للنبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم ،لأَنهُ یَحْشُر النّاسَ خَلْفَه و علی مِلّتِه دُونَ مِلَّه غَیْره،قاله ابنُ الأَثِیر.
و الحَشَّار ،کَکَتَّان:ع نقله الصَّاغانِیّ .
و سَالمُ بنُ حرْمَلَهَ بْنِ زُهَیْرِ بْن عَبدِ اللّه بْنِ حَشْرٍ ،بفتح فسکون،العَدَوِیّ .
و عتَّابُ بن سُلَیْم بن قَیس بن خالد بْنِ أَبِی الحَشْرِ :
صَحَابِیَّان. الأَخِیرِ أَسلَم یَوْمَ الفَتْح و قُتِلَ یومَ الیَمامَهِ .و جَدُّه أَبو الحَشْر هو مُدْلِجُ بنُ خَالِد بْنِ عَبْدِ مَنَاف.
و عن الأَصْمعِیّ : الحشَراتُ و الأَحراشُ و الأَحناشُ وَاحِدٌ،و هی الهوَامُّ ،و منه
16- حَدِیثُ الهِرَّه: «لم تَدعْها فتَأْکُلَ من حشَرَاتِ الأَرضِ ». أَو الدَّوابُّ الصِّغَارُ ،کالیَرَابِیعِ و القَنَافِذِ و الضِّبابِ و نَحْوِهَا،و هو اسْمٌ جامِعٌ لا یُفْرَدُ،الواحد کالحَشَرَهِ ،مُحرَّکهً فیهما ،أَی فی هَوَامِّ الأَرْضِ و دَوَابِّهَا.
و یَقُولون:هذا من الحَشَرَهِ ،و یجْمعُون مُسَلَّماً،قال:
یا أُمَّ عمْروٍ مَنْ یَکُنْ عُقْرَ
حِوَاءُ عَدِیٍّ یَأْکُلِ الْحشَرَاتِ (6)
ص:277
و الحَشَرَاتُ : ثِمَارُ البَرِّ،کالصَّمْغِ و غَیْرِه.
و الحَشَرَهُ أَیْضَاً ،أَی بالتَّحْرِیک: القِشْرَهُ الَّتِی تَلِی الحَبَّ ،ج الحَشَرُ ،قَالَهُ أَبو حَنِیفَهَ .وَ رَوَی ابنُ شُمَیْلٍ عَنْ أَبی الخَطَّاب (1)قال:الحَبَّه علیها قِشْرَتانِ ،فَالَّتِی تَلِی الحَبَّهَ الحَشَرَهُ ،قال:و أَهلُ الیَمن یُسَمُّونَ الیومَ النُّخَالهَ الحَشَرَ ، و الأَصل فیه ما ذَکرْت،و الَّتِی فَوْقَ الحَشَره القَصَرَهُ . و
16- فی الحَدِیثِ : (2)«لَمْ أَسْمَع لِحَشَرهِ الأَرضِ تَحْرِیماً». قِیل:
الصَّیْدُ کُلُّه حَشَرهٌ ،سواءٌ تَصَاغَرَ أَو تَعاظَمَ ، أَو الحَشَرَهُ : ما تَعَاظَمَ مِنْهُ ،أَی منَ الصَّیْدِ، أَوْ ما أُکِلَ منْه ،هکذا فی سائِرِ النُّسَخ،و هو یَقْتَضِی أَن یکُونَ الضَّمِیرُ راجِعاً للصَّیْد و لَیْس کذلک،و الّذِی صَرَّح به فی التَّهْذِیب و المُحْکَم أَنّ الحَشَرهَ کُلُّ ما أُکِلَ من بقْلِ الأَرْض،کالدُّعاعِ و الفَثِّ ،فلیُتَأَمَّلْ .
و الحَشَرُ ،مُحَرَّکَهً : النُّخَالَهُ ،بلُغَه أَهْلِ الیَمَن،کما تَقدَّمَت الإِشَارهُ إِلیْه.
و الحُشُر ، بضَمَّتَیْن ،فی الْقِشْره، لُغَیَّهٌ .
و الحَشْورَهُ مِنَ الخَیْلِ ،و کَذلک مِن النَّاسِ ،کما صَرَّحَ بِهِ الإِمَامُ أَبو الطَّیِّب اللُّغَوِیُّ : المُنْتَفِخُ الجَنْبَیْنِ (3)و فَرَسٌ حَشْوَرٌ .
و الحشْورَهُ : العجُوزُ المُتَظَرِّفَهُ البَخِیلَهُ ،و الحَشْورَهُ أَیْضاً: المرْأَهُ البطِینَهُ ،و کذلک من الرِّجَالِ ،یقال:رَجُلٌ حَشْوَرٌ و حَشْوَرَهٌ .قال الراجز:
حَشْوَرَهُ الجَنْبَیْنِ مِعْطَاءُ القَفَا
و الحَشْورَهُ : الدَّوَابُّ المُلَزَّزَهُ الخَلْقِ الشَّدِیدتُه، الواحِدُ حَشْوَرٌ کجرْولٍ .و رَجلٌ حَشْوَرٌ :ضَخْمٌ عَظِیمُ البَطْنِ ، و ذَکَره الإِمامُ أَبو الطَّیِّب فی کتَابِه و عَدَّه من الأَضْداد و کأَنّ المُصَنِّف لم یرَ بیْنَ الضَّخَامهِ و عِظَمِ البَطْنِ و تَلَزُّزِ الخَلْق ضِدِّیَّهً ،فلیُتَأَمَّلْ . و وَطْبٌ حَشِرٌ ،ککَتِفٍ :بَیْن الصَّغیرِ و الکَبِیرِ ،عن ابْنِ دُریْد 4.و قال غیرُه:هو الوِسخ،و ذکره الجَوْهَرِیّ بالجیمِ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
الحَشْرُ :السَّوْقُ إِلَی جهَه.و یَوْمُ الحَشْر :یومُ القِیَامهِ .
و سُورَهُ الحَشْر مَعْرُوفَهٌ ،و هُمَا مَجازانِ .و الحَشْرُ :الخُرُوجُ مَع النَّفِیر إِذَا عَمّ .و مِنْهُم مَنْ فَسَّرَ به
16- الحدیثَ الَّذِی تَقَدَّم:
«انْقَطَعَتِ الهِجْرَهُ إِلاّ مِن ثَلاَثٍ ». إِلی آخره.و الحَشْرُ ، المَوْتُ .قال الأَزهرِیُّ :فی تَفْسِیر قَولِ اللّه تعالی: وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ 5قال بعضهم: حَشْرُها :مَوْتُها فی الدُّنْیا.و قرأْتُ فی کتاب الأَضْدَادِ لأَبی الطَّیِّب اللُّغَوِیّ ما نَصُّه:و زَعَمُوا أَنَّ الحَشْرَ أَیضاً الموْتُ .
17- أَخبرنا جعفَر بنُ مُحمَّد،قال:حَدَّثَنا مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَن الأَزْدِیّ ،أَخْبَرَنَا أَبُو حَاتِم عن أَبِی زَیْدٍ الأَنْصارِیِّ ،أَخبرنا قیسُ بنُ الرَّبِیعِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ مَسْرُوق عن عِکْرِمَهَ عَنِ ابْنِ عبّاس: فی قول اللّه عزّ و جلّ : وَ إِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ قال: حَشْرُهَا :مَوْتُها.
انتهَی.
قلْت:و قول أَکثر المُفَسِّرین تُحْشَر الوُحُوشُ کُلُّهَا و سائِرُ الدَّوابِّ حَتَّی الذُّباب لِلْقِصاص،و رَوَوْا فِی ذلک حَدِیثاً.
و قَالَ بعضُهُم:المَعْنَیانِ مُتَقَارِبَانِ ،لأَنه کلَّه کَفْتٌ و جَمْعٌ .
و فی التَّهْذِیبِ :و المَحْشَرَهُ ،فی لُغَه الیَمَن:مَا بَقِیَ فی الأَرضِ و ما فِیهَا من نَبَاتٍ بعدَ ما یُحْصدُ الزَّرْعُ ،فرُبَّمَا ظَهَرَ من تَحْتِه نَبَاتٌ أَخْضَرُ،فذلک المحْشَرَهُ .یقال:أَرْسَلُوا دَوَابَّهُم فی المَحْشَرَهِ .
و الحُشَّار :عُمَّال العُشُورِ و الجِزْیَهِ ،و
16- فی حَدِیثِ وَفدِ ثَقِیفٍ : «اشْتَرَطُوا أَن لا یُعْشَرُوا و لا یُحْشَروا ». أَی لا یُنْدَبُونَ إِلَی المَغَازِی و لا تُضْرَبُ علیهم البُعُوثُ .و قِیلَ :لا یُحْشَرُون إِلی عَامِل الزَّکاهِ لیأْخُذَ صَدَقَهَ أَمْوَالِهِم،بلْ یَأْخُذُها فی أَمَاکِنِهم.
و أَرْضُ المَحْشَر :أَرضُ الشَّامِ .و مِنْه
16- الحدِیثُ : «[نارٌ] 6تَطْرُدُ الناسَ إِلی مَحْشَرِهِم ». أَی الشام.
ص:278
و أُذُنٌ مَحْشُورَهٌ ، کالحَشْرِ .
و فَرسٌ حَشْوَرٌ :کجرْوَلٍ :لَطِیفُ المَقَاطِعِ .
و کُلُّ لَطیفٍ دَقِیقٍ حَشْرٌ .و سَهْمٌ مَحْشُورٌ و حَشْرٌ :مُسْتَوِی قُذَذِ الرِّیشٍ و فی شعر أَبی عُمَارَهَ الهُذَلِیّ :
و کُلُّ سَهْمٍ حَشِرٍ مَشُوفِ (1)
ککَتِفٍ ،أَی مُلْزَقٌ جَیِّدُ القُذَذِ و الرِّیشِ .
و حَشَر العُودَ حَشْرا :بَرَاهُ .
و الحَشْرُ :اللَّزِجُ فی القَدَحِ مِنْ دَسَمِ اللَّبَنِ .
و حُشِرَ عَنِ الوَطْبِ ،إِذَا کَثُرَ وَسخُ اللَّبَنِ عَلَیهَ فقُشِرَ عَنْه، رواه ابنُ الأَعرابیّ .
و المُحَشَّر ،کمُعَظَّم:ما یُلْبَسُ کالصِّدَارِ.
و حَشْرٌ ،بفَتْح فَسُکُون:جُبَیْلٌ من دِیار سُلَیْم عند الظَّرِبَیْن اللَّذَین یقال لهما الإِشْفَیانِ .
و أَبو حَشْرٍ رَجُلٌ من العَرَب.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
حَشْبَرٌ ،و تَصْغِیره حُشَیْبِرٌ :لقَبُ جَمَاعَهٍ من قُدَماءِ شُیوخ الیمَن.منهم الولِیُّ الکامِلُ علِیُّ بنُ أَحمَدَ بْن عُمَرَ بْنِ حُشَیْبِر ،و عَمُّه الفَقِیهُ مُحمَّدُ بنُ عُمَرَ بنِ حُشَیْبِر ،و هم من بَنِی هلیله بن شهب بن بولان بن شحاره،و فیهم مُحَدِّثُون و فُقَهاءُ،و منهم شَیْخُنا المُعَمَّر مسادی بن إِبراهیم بن مسادی بن حُشَیْبر صاحب المنیره.
الحَصْرُ ،کالضَّرْبِ و النَّصْرِ ،أَی مِنْ بَابِهِما:
التَّضْیِیقُ . یقال: حَصَره یَحْصُرُه حَصْراً ،فهو محْصُورٌ :
ضَیَّقَ علیه،و منه قَولُه تَعَالَی: وَ اُحْصُرُوهُمْ (2)أَی ضَیِّقُوا علَیْهم.
و الحَصْرُ ،أَیْضاً: الحَبْسُ . یُقَالُ : حَصَرْتُه فهو مَحْصُورٌ ، أَی حَبَسْتُه،و منه قولُ رُؤْبهَ :
مِدْحَهَ مَحْصورٍ تَشَکَّی الحَصْرَا
یَعِنی بالمَحْصورِ المَحْبُوسَ .
و قیل: الحَصْرُ هُوَ الحَبْسُ عنِ السَّفَرِ و غَیْرِهِ ، کالإِحصارِ :و قد حَصَرَهُ حَصْراً فهو مَحْصُورٌ و حَصِیرٌ ، و أَحصَرَه ،کِلاهُما:حَبَسَه و مَنعَه عن السَّفَرِ.و
16- فی حدِیثِ الحَجِّ : « المُحْصَر بمَرضٍ لا یُحِلُّ حتی یَطُوفَ بالبیْت».
قال ابنُ الأَثیرِ: الإِحْصَارُ أَنْ یُمنَع عن بُلُوغِ المَنَاسِک بمَرَضٍ أَو نَحْوِه،قال الفَرَّاءُ:العربُ تَقُولُ لِلَّذِی یَمْنَعُه خوْفٌ أو مَرضٌ من الوُصُولِ إِلَی تمَامِ حَجِّه أَو عُمْرَتِه، و کلّ ما لم یَکُنْ مَقْهُوراً کالحَبُسِ و السِّحْر و أَشباه ذلک[یُقال فی الَمرضِ :قد] (3)أُحْصِرَ .و فی الحَبْس إِذا حَبَسَه سُلْطَانٌ أَو قَاهِرٌ مانِعٌ :قد حُصِرَ ،فهذا فَرْقُ بَیْنِهما.و لو نویْتَ بقَهْر السُّلْطَان أَنَّهَا علَّهٌ مانِعَهٌ و لم تَذْهَب إِلی فِعْلِ الفاعِل جَازَ لَکَ أَنْ تَقُولَ :قد أُحْصِرَ الرَّجُلُ .و لو قلْت فی أُحْصِرَ مِنَ الوَجَع و المَرَض أَنَّ المَرَضَ حَصَرَه أَو الْخوْفَ جازَ أَن تقول: حُصِرَ .قال شَیْخُنا:و إِلی الفَرقِ بینهما ذَهَبَ ثَعْلَب، و ابْنُ السِّکِّیت،و ما قالَه المُصَنِّف مِنْ عَدم الفَرْقِ هو الَّذِی صَرَّحَ به ابْنُ القُوطِیّهِ و ابْنُ القَطَّاع و أَبُو عَمْرٍو الشَّیْبانِیُّ .
قُلْتُ :أَمّا قولُ ابْنِ السِّکِّیت،فإِنّه قال فی کتاب الإِصلاح:یُقَالُ : أَحْصَرَه المَرضُ (4)،إِذَا مَنَعَه من السَّفَرِ أَو من حاجَهٍ یُریدُها.و أَحْصَرَه (5)العَدُوُّ،إِذا ضَیَّق علیه فحَصِرَ ،أَی ضاق صَدْرُه.
و فی التَّهْذِیبِ عن یُونُسَ أَنه قال:إِذا رُدَّ الرَّجلُ عن وَجْهٍ یُرِیده فقد أُحْصِر ،و إِذا حُبِسَ فقد حُصِرَ .
و قال أَبو عُبَیْدَهَ : حُصِرَ الرَّجلُ فی الحَبْس،و أُحْصِر فی السَّفَر من مَرَض أَو انْقِطَاعٍ به.
و قال أَبو إِسحاق النَّحْوِیّ :الرّوایَهُ عن أَهْلِ اللُّغَه أَن یُقَال لِلَّذِی یَمْنَعهُ الخَوفُ و المَرضُ : أُحْصِر ،قال:و یقال للمَحْبُوس: حُصِر .و إِنّمَا کان ذلک کَذلک لأَنّ الرجلَ إِذا امْتَنَع مِن التّصَرُّف فقد حَصرَ نَفْسَه،فکأَنَّ المَرَضَ أَحْبَسَه، أَی جَعَلَه یحْبِس نَفسَه.و قولک، حَصَرْتُه إِنما هو حبَسْتُه،لا أَنّه أَحْبَس نَفسَه.فلا یجوز فیه أُحْصِرَ .
ص:279
قال الأَزهَرِیُّ :و قَدْ صَحَّت الرِّوایهُ
17- عن ابْنِ عبّاس أَنه قال: «لا حَصْرَ إِلا حصْرُ العَدُوّ». فجعلَه بغیر أَلِف جَائزاً بمَعْنَی قَوْلِ اللّه عزّ و جلَّ : فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ فَمَا اسْتَیْسَرَ مِنَ الْهَدْیِ (1)و الحصْرُ للبَعِیرِ و إِحْصَارهُ شَدُّهُ بالحِصَارِ و الْمِحْصَرَهِ ،و سیأْتی بَیَانُهُمَا، کاحْتِصَارِهِ . یقال: أَحْصَرْتُ الجَمَلَ ،و حَصَرْتُه :جَعلتُ له حِصَاراً .و حَصَرَ البعِیرَ یَحْصُرُه و یَحْصِرُه حَصْراً ،و احْتصَرَه :شَدَّه (2)بالحِصَار .
و الحُصْرُ ، بالضَّمِّ :احْتِبَاسُ ذِی البَطْنِ ،و یقال فیه أَیضاً بضَمّتَیْن کما فی الأَساسِ (3)و شُرُوح الفَصِیح. حُصِرَ ، کعُنِیَ ،فهو مَحْصورٌ ،و أُحْصِرَ ،و نُقِل عن الأَصمعیّ و الیَزِیدیّ : الحُصْرُ من الغائِطِ ،و الأُسْرُ مِنَ البَوْل.و قال الکِسائِیّ : حُصِرَ بِغائِطِه و أُحْصِرَ بضَمّ الأَلِف.و عن ابن بُزُرْجَ (4):یُقَالُ للّذِی به الحُصْر : مَحْصُورٌ و قد حُصِرَ علیه بَوْلُه یُحْصَر حَصْراً أَشَدَّ الحَصْر ،و قد أَخذَه الحُصْرُ ،و أَخذَه الأُسْرُ شیْ ءٌ وَاحِدٌ،و هو أَن یُمْسَک بِبَوْلِه. یُحْصَرُ حَصْراً فلا یَبول قال:و یقولون: حُصِرَ علیه بَولُه و خَلاَؤُهُ .
و الحَصَرُ ، بالتَّحْرِیک:ضِیقُ الصَّدْرِ ،و قد حَصِرَ صَدْرُ المَرْءِ عن أَهْله (5)،إِذا ضَاقَ ،قال اللّه عَزَّ و جَلّ : أَوْ جاؤُکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ أَنْ یُقاتِلُوکُمْ (6)،معناه ضَاقَت صُدُورُهم عن قِتَالِکم و قِتَالِ قَوْمهِم.و کُلُّ مَنْ بَعِلَ (7)بشیْ ءٍ أَو ضاقَ صَدْرُهُ بأَمْرٍ فقد حَصِرَ ،و قیل:ضاقَت بالبُخْل و الجُبْن و عبّرَ عنه بِذلک کما عبّرَ بضِیقِ الصَّدْر و عن ضِدّه بالبرّ و السَّعَه.
و قال الفَرّاءُ:العَرَبُ تقول:أَتَانِی فلانٌ ذَهبَ عَقْلُه یریدون قد ذَهَبَ عَقْلُه.
قال الزَّجّاج:جَعَلَ الفَرَّاءُ قوله حَصِرَت حَالاً،و لا یکونُ حَالاً إِلاَّ بقَدْ.و قال ثَعْلب:إِذا أُضْمِرَت«قد»قَرَّبَتْ من الحالِ و صارتْ کالاسْمِ ،و بها قرأَ منْ قرأَ: حَصِرهً صُدُورُهم .
و قال أَبو زید:و لا یکُونُ جَاءَنی القَومُ ضاقت صُدُورُهم إِلاَّ أَن تَصِلَه بواو أَو بقدْ،کأَنَّک قلتَ :جَاءَنی القَوْمُ و ضَاقَتْ صُدُورُهم،أَو قَدْ ضَاقَتْ صُدُورُهم.
و قال الجوهریّ :و أَما قَوْلُه: أَوْ جاؤُکُمْ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ فأَجاز الأَخْفَشُ و الکُوفِیّون أَنْ یَکُونَ المَاضِی حَالاً و لم یُجِزْه سِیْبَویْه إِلاّ مَع قَدْ،و جعلَ حَصِرَتْ صُدُورُهُمْ عَلَی جهَهِ الدّعاءِ علیهم.
و الحَصَرُ : البُخْلُ ،و قد حَصِرَ ،إِذَا بَخِلَ ،و یقال:شَرِبَ القَوْمُ فحَصِرَ علیهم فُلانٌ ،أَی بَخِلَ .و کُلُّ من امْتَنَع من شَیْ ءٍ (8)لم یَقْدِر علیه فقد حَصِرَ عنه.
و الحَصَرُ : العِیُّ فی المَنْطِقِ . تَقُولُ :نَعُوذُ بِک (9)من العُجْب و البَطَر،و من العِیِّ و الحَصَر .و قد حَصِرَ حَصَراً إِذَا عَیِیَ .
و فی شرح مُفَصَّل الزَّمَخْشَرِیّ أَنَّ العِیَّ هو استِحْضَارُ المَعنَی و لا یَحْضُرُک اللَّفْظُ الدّالُّ علیه،و الحَصرُ مثْلُه إِلاَّ أَنّه لا یَکُون إِلاّ لسبَب مِن خَجَلٍ أَو غَیْرِه. و قیل: الحَصَرُ : أَن یَمْتَنِعَ عَنِ القِرَاءَهِ فلا یقْدِر عَلَیْه و کُلُّ مَنِ امْتَنَع من شَیْ ءٍ لم یَقْدِر عَلَیْه فقد حَصِرَ عَنْه.
و قال شیخُنا:کلامُ المُصَنّف کالمُتناقِض،لأَنَّ قولَه یَمْتَنع یَقْتَضِی اختیاره،و قوله:فلاَ یَقْدِر،صَرِیحٌ فی العَجْز، و الأَوْلَی أَنْ یُقَالَ :و أَن یُمْنَع.من الثُّلاثیّ مَجْهُولاً.
قُلتُ :إِذا أَردْنا بالامْتِنَاع العجْز فلا تَنَاقُض.
الفِعْلُ فی الکُلِّ حَصِرَ ، کفَرِحَ ، حَصَراً ،فهو محصور و حَصِرٌ و حَصِیرٌ .
و الحَصِیرُ :الضَّیِّقُ الصَّدْرِ، کالحَصُور ،کصَبُور.قال الأَخْطَل:
و شارِبٍ مُرْبِجٍ بالکَأْسِ نادَمَنی
لا بالحَصُورِ و لا فیها بِسآرِ (10)
ص:280
و الحَصِیرُ : البَارِیّهُ ،و قد تَقَدَّم ذِکْرُ البارِیّه فی«بور»، و ذَکرها صاحِبُ العَیْن و کَثِیرٌ من الأَئمَّه فی المُعْتَلّ ،و هو الصَّوابُ .
و فی المصباح:البَارِیَّه: الحَصیرُ الخَشِنُ ،و هو المعروفُ فی الاسْتِعْمَال،ثم ذَکَرَ لُغَاتِه الثّلاثَ (1)،و قال غَیْرُه.
الحَصِیرُ :سَقیفه (2)تُصْنَع من بَرْدِیّ و أَسَل ثم یُفْتَرَشُ ،سُمِّیَ بذلک لأَنّه یَلِی وَجْهَ الأَرْض.و
16- فی الحَدِیث: «أَفْضَلُ الجِهَادِ و أَکمَلُه حَجٌّ مَبْرُورٌ ثم لزُومُ الحُصْرِ ». بضَمٍّ فَسُکُون،جَمْع حَصِیر ،لِلَّذِی یُبْسَط فی البُیُوت،و تُضَمُّ الصَّاد و تُسَکَّن تَخْفِیفاً.و قیل سُمِّیَ حصِیراً لأَنَّه حُصِرَت طَاقَتُه (3)بَعضُها مع بعض.و فی المَثل:«أَسِیرٌ عَلَی حَصِیر ».قال الشَّاعر:
فأَضْحَی کالأَمِیرِ علی سَرِیر
و أَمْسَی کالأَسِیر علی حَصِیرِ
و الحَصِیرُ : عِرْقٌ یَمْتَدُّ مُعْتَرِضاً علی جَنْبِ الدَّابَّهِ إِلَی ناحِیَه بَطْنِهَا. و به فَسَّر بَعْضُهُم
16- حدیثَ حُذَیْفَه: «تُعرَضُ الفِتَنُ علی القُلُوب عَرْضَ الحَصِیر ». شَبَّه ذلک لإِطافَتِه.
أَو الحَصِیرُ : لَحْمَهٌ کذلِک ،أَی ما بین الکَتِفِ إِلی الخَاصِرَه. أَو الحصِیرُ : العَصَبَهُ الَّتی بَیْن الصِّفَاقِ و مَقَطِّ الأَضْلاعِ ،و هو مُنْقَطَع الجَنْب.
و فی کتاب الفرْق لابن السِّید:و حَصِیرُ الجَنْب:ما ظَهَرَ من أَعَالِی ضُلُوعِه. و قیل الحَصِیرُ : الجَنْبُ نَفْسُه،سُمِّیَ به لأَنَّ بعْضَ الأَضْلاع مَحْصُورٌ مَعَ بَعْض،قاله الجوْهَرِیّ و الأَزْهَرِیّ .و منه قَولُهم:دَابَّهٌ عَرِیضُ الحَصِیرَیْن (4).و أَوْجَعَ اللّهُ حَصِیرَیْه :ضُرِبَ شَدِیداً،کما فی الأَساس، و الحَصِیرُ : المَلِکُ (5)لأَنَّه محجوبٌ عن النّاس أَو لکَوْنِه حَاصِراً ،أَی مانِعاً لمَنْ أَرادَ الوصولَ إِلیه.قال لَبِید:
و قَمَاقِمٍ غُلْبِ الرِّقَابِ کأَنَّهمْ
جِنٌّ علی بَابِ الحَصِیرِ قِیَامُ
و المُرَادُ به النُّعْمَانُ بْنُ الْمُنْذِر.و رُوِیَ :
لَدَی طَرَفِ الحَصِیر قِیَامُ
أَی عند طَرَفِ البِسَاطِ للنُّعمان.
و فی العُبَابِ : الحَصِیرُ : السِّجْنُ (6)،قَالَ اللّه تَعَالَی وَ جَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْکافِرِینَ حَصِیراً (7)أَی سِجْناً و حَبْساً،قالَه ابنُ السّید و غیرُه.و یقال:هذا حَصِیرُه ،أَی مَحْبِسُه و سِجْنُه.و قال الحَسَنُ :مَعْنَاه مِهَاداً،کأَنَّه جَعَلَه الحَصِیرَ المَرْمُولَ کقوله: لَهُمْ مِنْ جَهَنَّمَ مِهادٌ (8).
قال فی البَصَائِر:فعَلَی الأَوّل بمَعْنَی الحَاصِر ،و فی الثَّانِی بمعنَی المَحْصُور .
و الحَصِیرُ : المَجْلِس ،هکذا فی سائر النُّسَخ أَی مَوْضِع الجُلُوس،و صَوَّبَ شیخُنَا عن بَعْض أَن یکونَ المَحْبِس، و هو مَحَلُّ تَأَمُّل.
و من سَجَعَات الأَساس:و جَلَّدَه (9)الحَصِیرُ فی الحَصیر ، أَی فی المجلس 9.
قال شیخُنا:و من الأَسْجَاعِ المُحاکِیَه لأَسْجاعِ الأَساس-و إِن فَاتَهَا الشَّنَب-قولُ بَعْضِ الأُدباءِ:أَثَّر حَصِیرُ الحَصِیرِ فی حَصِیرِ الحَصِیرِ ،أَی أَثَّرَتْ بارِیَّه الحَبْس فی جَنْبِ المَلِک.
و الحَصِیرُ : الطَّرِیقُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و الحَصِیرُ : الماء.
و الحَصِیرُ : الصَّفُّ من النَّاسِ و غَیْرِهِم.
و الحصیرُ : وَجْهُ الأَرْضِ ،قیل:و به سُمِّیَ ما یُفْرَشُ علی الأَرض حَصِیراً لکَوْنِه یلِی وَجْهَها.
ص:281
ج أَحْصِرَهٌ و حُصُرٌ ،بضَمَّتَیْن.و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ فی الحُصُر جَمْع حَصْیرٍ بمَعْنَی الطَّرِیق:
لَمّا رَأَیْتُ فِجَاجَ البِیدِ قد وَضَحَتْ
و لاحَ من نُجُدٍ عَادِیَّهٌ حُصُرُ
و قد تُسَکَّن الصَّادُ تَخْفِیفاً فی جَمْع الحَصِیر لِمَا یُفْرش، کما تَقَدَّمَ .
و الحَصِیرُ : فِرِنْدُ السَّیْفِ الَّذِی تَراه کأَنَّه مَدبُّ النَّمْلِ .
قال زُهَیْر:
بِرَجْمٍ کَوَقْعِ الْهُنْدُوَانِیِّ أَخْلَصَ ال
صَّیاقِلُ منه عن حَصِیرٍ و رَوْنَقِ
أَو حَصِیرَاه : جَانِباه.
و الحَصِیرُ : البَخِیلُ المُمْسِک، کالحَصر ،ککَتِفٍ . و الحَصِیرُ : الَّذِی لا یَشْرَبُ الشَّرَابَ بُخْلاً. یُقَالُ :شَرِبَ القومُ فحَصِرَ علیهم فُلانٌ أَی بَخِل.
و الحَصِیرُ : جَبَلٌ لِجُهَیْنَهَ ،و آخرُ فی بِلاَد بَنِی کِلاَبٍ ، أَو بِبِلادِ غَطَفانَ ،و قیل هو بالضّاد.
و الحَصِیرُ : کُلُّ ما نُسِجَ مِن جَمِیعِ الأَشْیَاءِ ،سُمِّیَ به لحَصْرِ بعْضِ طاقَاته علی بعْضِ ،فهو فَعِیل بمعنی مَفْعُول، و هو أَعمُّ من البارِیَّه.
و الحَصِیرُ : ثَوْبٌ مُزَخْرَفٌ منقوش مُوَشًّی (1)حَسَنٌ ، إِذَا نُشِر أَخَذَتِ القُلُوبَ مَآخِذُهُ لحُسْنِه. و فِی النِّهَایَهِ :لحُسْن (2)صَنْعَتِه،و زَادَ المُصَنِّف فی البَصَائِر:و وَشْیِه.قال:و به فَسّر بعضُهم حَدِیثَ حُذَیْفَهَ فی الفِتَن السَّابِقَ ذِکْرُه،شَبَّه الفِتَنَ بِذلک،لأَن الفِتْنَه تُزَیِّن و تُزَخْرِف لِلنّاس و العاقِبَهَ إِلَی غُرُورٍ.
و أَنشد المُصَنِّفُ فی البَصائِر:
فَلَیْتَ الدَّهْر عَادَ لَنَا جَدِیداً
و عُدْنَا مِثْلَنَا زَمَنَ الحَصِیر
أَی زَمَناً کان بعضُنا یُزَخرِف القول لِبَعْضٍ فنَتَوَادُّ عَلیْه.
و الحَصِیرُ : الضَّیِّقُ الصَّدْرِ ،کالحَصِرِ و الحَصُورِ . و الحَصِیرُ : وَادٍ من أَوْدِیَتِهم.
و الحَصِیرُ : حِصْنٌ بالیمن من أَبْنِیَهِ مُلُوکِهم.
و الحَصِیرُ : ماءٌ من مِیَاهِ نَمَلَی قُرْب المَدِینَه المُشَرَّفَه، و یقال فیه بالضَّاد،و سیأْتی.
و الحَصِیرَهُ ، بِهَاءٍ:جرِینُ التَّمْرِ ،و هو المَوضِع الَّذِی یُحْصَر فیه،و ذکَره الأَزْهَرِیُّ بالضَّاد،و سَیَأْتِی.
و الحَصِیرَهُ : اللَّحْمهُ المُعْتَرِضَه فی جَنْبِ الفَرَسِ :و هی ما بَیْنَ الکَتِف إِلَی الخَاصِره، تَرَاهَا إِذا ضُمِّرَ (3)،و لا یَخْفَی أَنَّ هذَا مع ما قَبْلَه فی الحَصِیر «أَو لَحْمَه کَذلِکَ »تَکرَارٌ مُخلٌّ لاخْتِصاره البَالِغ.
و الحَارِثُ بْنُ حَصِیرَهَ الأَزْدِیُّ مُحَدِّث ،و هو أَبُو النُّعْمَان الکُوفیّ عن عِکْرَمَهَ مَوْلَی ابْنِ عَبّاس،و عَنْهُ عَبْدُ اللّه بنُ نُمَیْرٍ.قال الحَافِظ ابنُ حَجَر فی تَحْرِیر المُشْتَبِه:و عَلَی ضَعْفِه یُکْتُب حَدِیثُه،یُؤْمِن بالرَّجْعَه.و وَثَّقَه ابنُ مُعِین و النَّسَائِیّ .
و ذُو الحِصِیرَیْنِ :لقب عَبْد مَالِکٍ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ عَبْدُ المَلِک بْن عَبْدِ الأُلَهِ ،بضَمّ الْهَمْزَه و فَتْحِ اللاَّم المُخَفَّفَه کَعُلَهٍ ،و إِنّمَا نَبَّه علی وَزْنه لئلاَّ یَشْتَبِه علی أَحَدٍ أَنَّهُ عَبْدُ الإِله (4)،واحد الآلِهَه،و إِنَّما لُقِّب به لأَنّه کَان لَهُ حَصِیرانِ منْسُوجَانِ مِنْ جَرِید النَّخْلِ مُقَیَّرَانِ أَی مَطْلِیَّان بالقِیر،و هو الزِّفْت، یَجْعَلُ أَحَدَهُمَا بَیْنَ یَدَیْهِ و الآخرَ خَلْفَه و یَسُدُّ بنَفْسِه بَابَ الطَّرِیق فی الجَبل إِذا جَاءَهَم عَدُوٌّ.
و الحَصُورُ ،کصَبُورٍ: النَّاقَهُ الضَّیَّقَه الإِحْلِیلِ . و وَرَدَ فی بَعْضِ الأُصُول الجَیِّدَه:الأَحالِیل (5)،بالجَمْع.و قد حَصَرت ،بالفَتْح،و أَحْصَرَت . و حَصُرَ الإِحْلِیلُ ، ککَرُمَ ،و حَصِرَ ،مثل فَرِحَ ،و أُحْصِر (6)بالضَّمِّ .
و الحَصُورُ : مَنْ لا یَأْتِی النِّسَاءَ و هُوَ قَادِرٌ عَلَی ذِلک ، و إِنَّمَا یَتْرکُهُن عِفَّهٌ و زُهْداً،و هذا أَبْلَغُ فی المَدْح أَو هو المَمْنُوعُ منْهُنَّ ،من الحَصْر و الإِحْصار أَی المنْع، أَو هُوَ مَنْ
ص:282
لا یَشْتَهِیهِنّ و لا یَقْرَبُهُنّ و هذا قَوْلُ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ .و قال الأَزهَرِیّ : الحَصُورُ :مَنْ حُصِرَ عن النِّسَاءِ فلا یَسْتَطِیعُهُن، و قیل:سُمِّیَ فی قوله تَعَالَی: وَ سَیِّداً وَ حَصُوراً (1)لأَنّه حُبِسَ عمّا یَکُونُ مِن الرّجَال.و قال المُصَنِّف فی البَصَائِر فی تَفْسیر هذه الآیه: الحَصُورُ :الّذِی لا یأْتِی النِّسَاءَ إِمَّا مِنَ العُنّه و إِمّا من العِفّه و الاجْتِهَاد فی إِزالَهِ الشَّهْوَه،و الثَّانِی أَظْهَرُ فی الآیه؛لأَنَّ بذلِک یَسْتَحِقّ الرَّجُلُ المَحْمَدَهَ (2). و قِیلَ الحَصُورُ : المَجْبُوبُ الذَّکَرِ و الأُنْثَیَیْن؛و به فُسِّر
1,14- حَدِیثُ :
«القِبْطِیّ الَّذِی أَمَر النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلّم عَلِیًّا بقَتْله،قال:فرفَعَتِ الرَّیحُ ثَوْبَه.فإذا هو حصُورٌ ». قالوا:و هذا أَبلَغ فی الحَصَرِ لعَدم آلَهِ النِّکاح.و أَمّا العاقِرُ فإِنّه الَّذِی یأْتِیهِنّ و لا یُولَدُ لَه.
و الحَصُورُ أَیضاً: البَخِیلُ المُمْسِکُ .و قیل:هو الّذِی لا یُنْفِق علی النَّدَامَی، کالحَصِر ،ککَتِفٍ ،وَ
17- قَدْ جاءَ فی حدِیثِ ابنِ عَبّاس: «ما رأَیتُ أَحداً أَخْلَقَ للمُلْکِ مِن مُعاوِیَهَ ،کَان النّاسُ یَرِدُونَ مِنْه أَرْجَاءَ وَادٍ رَحْبٍ ،لَیْسَ مِثْلَ الحَصِرِ العَقِصِ ». یَعْنِی ابْنَ الزُّبَیْرِ. الحَصِرُ :البَخِیل.و العَقِصُ :
المُلْتَوِی الصَّعْبُ الأَخْلاقِ .
و الحَصُورُ : الهَیُوبُ المُحْجِم عن الشَّیْ ءِ ،و هو البَرِمُ أَیضاً،کما فسَّره السُّهَیْلیّ ،و به فُسِّر بعضُ بَیْت الأَخْطَلِ السَّابِقِ ذِکْرُهُ .
«و شاربٍ مُرْبجٍ ..» (3)إِلی آخره.
و هم مِمَّن یفضِّلون الحَصورَ ،و هو الکَاتِمُ لِلسِّرِّ فی نَفْسه الحابِسُ له لا یَبوح به، کالحَصِرِ ،ککَتِف (4).
و الحَصْرَاءُ :الرَّتْقَاءُ.
و الحَصَّارُ ،ککَتّانٍ :اسمُ جَمَاعَهِ . منهم أَبو جَعْفَرِ بنُ الحَصَّار المُقْرِی و غیره.
و الحِصَارُ ، ککِتاب و سَحَابٍ (5):وِسَادٌ یُرْفَعُ مُؤَخَّرُهَا و یُحْشَی مُقَدَّمُهَا فیجعل کالرَّحلِ ،أَی کاخِرَتِه فی رَفْعالمُؤَخّر،و قادِمَتِه فی حَشْوِ المُقَدّم، یُلْقَی عَلَی البَعِیرِ.و قیل هو مَرْکَبٌ یُرْکَبُ (6)به الرَّاضَهُ و قیل:هو کِساءٌ یُطْرَح علی ظَهْرِه یُکْتَفَلُ به، کالمِحْصَرَهِ ،بالکسر.
أَوْ هِی ،أَی المِحْصَره قَتَبٌ صَغِیرٌ یُحْصَر به البَعِیر و یُلْقَی عَلیه أَدَاهُ الرَّاکِب، کالحِصَار أَیضاً.و منه
17- حَدیثُ أَبی بَکْر:
«أَنَّ سعداً الأَسلمیَّ قال:رَأَیتُه بالخَذَواتِ و قد حَلَّ سُفْرَهً مُعَلَّقهً فی مُؤَخَّرَهِ الحِصَارِ ». و بَعِیرٌ مَحْصُورٌ :عَلَیْهِ ذلِکَ ، و قد حَصَرَه یَحْصُرُه و یَحْصِره و احْتَصَرَه و أَحْصَرَه (7).
و المَحْصَرَه ، بفَتْحِ المِیمِ :الإِشْرَارَهُ یُجَفَّفُ عَلَیْهَا الأَقِطُ .
و أَحْصَرَهُ المَرَضُ :مَنَعَه مِنَ السَّفَرِ أَو حَاجَه یُرِیدُهَا،قَالَ اللّه عَزَّ و جَلَّ : فَإِنْ أُحْصِرْتُمْ (8)و حُصِرَ ،فی الحَبْس، أَقْوی من أُحْصِر ،لأَنّ القرآنَ جاءَ بها،و قد تقدَّم. أَوْ أَحصَره المَرَضُ و البَوْلُ :جَعَلَه یَحْصُر نَفْسَه. و أَصْلُ الحَصْر و الإِحصارِ الحَبْسُ .یقال: حصَرَنِی الشیْ ءُ و أَحْصَرَنی ،أَی حَبسَنِی.
و المُحْتَصِرُ :الأَسَدُ.و مُحَاصَرَهُ العَدُوِّ،م ،أَی مَعْرُوفٌ .
یقال: حاصَرَهُم العَدُوُّ حِصَاراً و مُحَاصرَهً .و بَقِینَا فی الحِصَارِ أَیّاماً.و حُوصِرُوا مُحَاصَرَهً شَدِیدَهً .
و حَصَرَه یَحْصُره حَصْراً : اسْتَوْعَبَه و حَصَّله و أَحاطَ به.
و حَصَرَ القَوْمُ بِفُلانِ حَصْراً :ضَیَّقُوا علیه و أَحاطُوا به (9).
و منه قَوْلُ الهُذَلِیِّ :
و قَالُوا:تَرَکْنَا القَوْمَ قد حَصَرُوا بِهِ
و لا غَرْوَ أَنْ قَدْ کَانَ ثَمَّ لَحِیمُ
و قد حَصِرَ علی قومه کفَرِحَ :بَخِلَ . و قال شیخنا:و هو مُسْتَدْرک،لأَنه ذکَرَه فی مَعَانِی الحَصر و فی معانی الحَصُور ،و قد زَعم الاختصارَ البالغَ ،و هذا تَطْوِیل بالِغ، و مثله ما بعده. و حَصِرَ عَن المَرْأَهِ :امْتَنع عن إِتْیَانِهَا ،أَی مع القُدرَه،أَو عَجَزَ عنها،کما تقدّمت الإِشاره إِلیه فی ذِکْرِ
ص:283
معانی الحَصورِ . و حَصِرَ بالسِّرِّ:کَتَمَه (1)فی نَفْسِه و لم یَبُحْ .
به،و هو حَصِرٌ و حَصُورٌ .
و الحُصْرِیُّ ،بالضَّمِّ . قال شیخُنَا:و المعروفُ ضَبطُه بضَمَّتَیْن کما فی الطّبقَات:أَبو الحَسَن عَلِی بْنُ عَبْدِ الغَنِیِّ القَیْرَوَانِیُّ الفِهْرِیّ المُقْرِیءُ شیخُ الفرّاءِ (2)،أَقرأَ النّاس بسَبْتَهَ و غیرِهَا،و له قَصِیدَهٌ مائتا بیت نَظَمَها فی قِرَاءَهِ نافِعٍ ،تُوُفِّیَ سنه 488 و قال ابنُ خلِّکان:هو ابن خالَهِ أَبی إِسْحَاق إِبراهِیمَ الحُصْرِیّ صاحِب زَهْر الآدابِ ،و له شِعْر نَفِیسٌ .
قلت:و قد تَرجَمَ الذّهَبِیُّ أَبا إِسحاقَ الحُصْرِیَّ هذا فی تاریخه فقال:هو إِبراهِیمُ بنُ عَلِیِّ بنِ تَمِیمٍ القَیْرَوَانِیُّ الشاعِرُ المعروفُ بالحُصْرِیّ ،و هو ابنُ خالَهِ أَبی الحَسَن علیٍّ الحُصْرِیّ الشاعر.تُوُفِّیَ سنه 453 (3)انتهی.و حدَّث عنه أَبُو عَبْدِ اللّه بنُ الزاهِدِ،کما رأَیته فی مُسْلْسَلات ابن مسدی.
و الإِمام بُرْهَانُ الدِّینِ أَبو الفُتُوح نَصْرُ بن علیّ بن أَبِی الفَرَج بن الحُصْرِیّ المُحَدِّثُ ،حَدّثَ عن النَّقِیب أَبی طالبٍ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بن أَبی زَید العَلَوِیّ ،و أَبی زُرْعَهَ طَاهِرِ بن أَحمد المَقْدِسِیّ .و أَدرکَ القُطْبَ عبدَ القادِر الجِیلاَنیَّ ،و انتقل إِلی مکّهَ و وَلَی إِمامهَ المَقَامِ بها،ثم منها إِلی المَهْجَم بالیمن لنَشْر العِلْم،و بها تُوفِّیَ .و قَبرُه یُزَار، یُعرَف بالشَّیْخ بُرهان.و عنه أَخذ الشیخُ محمّدُ بن إِسماعیل الحَضْرَمِیّ و ابنُ أَخِیه أَبو محمّد عبدُ العَزَیز بنُ علیّ بن نَصْر بن الحُصْرِیّ ،حَدّث عن الرَّضِیّ أَبی الحَسَن المُؤَیَّد بن مُحَمَّد بن علیّ الطُّوسِیّ . و آخَرُونَ عُرِفُوا بالنِّسْبَه إِلیه،مثل سَعِید بن أَیُّوب بن ثَواب البَصْرِیّ ،و عَلِیّ بن أَحمدَ،و أَحمد بن هشامِ بن حُمَیْد.و علیّ بن إِبراهیم الصَّوفِیّ .و عبد اللّه بن عُثْمَانَ بنِ زَیدانَ ، الحُصْرِیّون .
و أَما جَعْفَرُ بنُ أَحمدَ الحافِظ الحُصْرِیّ فلحَصَرِه و سُکوتِه،فی قِصَّه ذکَرَهَا السّمْعَانیّ فی الأَنساب،فراجِعْه.
و الإِمام أَبو عَلِیّ الحَسَنُ بْن حَبِیب بنِ عبد المَلک الحَصَائِرِیُّ الدِّمشقیّ ، مُحَدِّث فَقِیهٌ .حَدَّث عن الرَّبِیع بن سُلَیْمَانَ المُرَادِیّ و أَبی أُمَیَّه الطُّرْسُوسِیّ و غیرِهما،و عنه أَبوی (4)القاسِم تَمَّامُ بنُ مُحَمَّد الرَّازِیّ ،و عبدُ الرحمن بن عُمَر بن نَصْرٍ الشَّیبانِیّ ،و قد رَوَیْنَا من طریقه رِسَالَهَ الإِمَام الشافعیّ رضی اللّه عنه.
*و مما یستدرک علیه:
حَصِرَ الرَّجُل کفَرِحَ :اسْتَحَی و انْقَطَعَ ،کأَنَّه ضاقَ به الأَمْرُ کما یَضِیقُ الحَبْسُ علی المَحْبوس.و یقال للنَّاقه:إِنها لحَصِرَهُ الشَّخْبِ نَشِبَهُ الدَّرِّ.و الحَصَرُ :نَشَبُ الدِّرَّه فی العُروق من خُبْثِ النَّفْسِ و کَرَاهَهِ الدِّرَّه.
و الحَصِیر :المَحْبُوسُ ،ذَکَرَه ابن السّید فی الفَرْق.
و الحِصَار :المَحْبَس، کالحَصِیر .و منه قَوْلُهُم:بَقِینا فی الحِصَار أَیّاما،أَی فی المُحَاصَرِهِ أَو مَحَلِّهَا (5).
و قَوْم مُحْصَرُونَ ،إِذا حُوصِرُوا فی حِصْنٍ .
و رجلٌ حَصِرٌ :کَتُومٌ للسِّرِّ،قال جَرِیرٌ:
و لقد تَسَقَّطَنی الوُشَاهُ فَصَادَفُوا
حَصِراً بِسِرِّکِ یا أُمَیْمَ ضَنِینَا
و الحَصِیرُ :الحَابِس.و اللّهُ حَاصرُ الأَرواحِ فی الأَجْسَامِ .و أَرضٌ مَحْصُورهٌ ،و منْصورهٌ ،و مَضْبُوطه،أَی ممْطُورهٌ .
و الحِصَار :مدینهٌ عظیمه بالهند.
و الخطیب المُعَمَّر عبدُ الواحد بنُ إِبراهیم الحِصَارِیّ ، محدّث،وُلد سنه 910 و رَوَی عالِیاً عن الشّمسِ مُحَمّدِ بن إِبراهیمَ العُمَرِیّ و الشَّرف السّنباطیّ ،کلاهما عن الحافِظِ بنِ حجَرٍ،روی عنه شُیوخُ شیوخِ مشایِخِنا،و یقال له البُرْجِیّ أَیضاً.
و أَبو حَصِیرهَ :صحابِیٍّ قَسَمَ له النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم من وادی القُرَی.
و ذو الحَصِیر :کأَمِیر:کَعْب بنُ رَبِیعَه البَکَّائیّ ،جاهلیّ .
ص:284
و محلّه الحَصِیر :ببُخَارَاءَ،یُنْسَب إِلیها بعضُ علمائنا.
و حصرونُ بن بارِصَ بن یَهوذَا:من وَلد سیّدنا یعقوب علیه السلامُ .
و العَلاَّمه أَبو بکرٍ مُحَمَّدُ بن إِبراهِیمَ بن أَنوشَ الحَصِیرِیّ الحَنَفِیّ الحافظ ،رَوَی عنه ابنُ ماکولاَ،تُوُفِّیَ ببخاراءَ سنه 500.
*و مما یستدرک علیه:
حُصْبار ،بضمّ فسُکُون ففَتْح المُوَحَّدَهِ :مَوِضع ذکره البَکْرِیّ فی مُعْجَمِهِ (1).
حَضَرَ ،کَنَصَرَ و عَلِمَ ، حُضُوراً و حِضَارَهً ، أطلق فی المصدرین و قَضِیَّه اصْطِلاحِه أَن یکونَا بالفَتْح، و لیس کذلک،بَلِ الأَوَّلُ مَضْمُومٌ و الثانی مَفْتوحٌ ، ضِدّ غَابَ . و الحُضُورُ :ضِدُّ المَغِیب و الغِیْبَهِ .
قال شَیخُنَا:و اللُّغَهُ الأُولَی هی الفَصِیحَهُ المشْهُورَهُ ، ذَکَرَها ثَعْلَبٌ فی الفَصِیحِ و غیره،و أَوردَهَا أَئمّه اللُّغَهِ قاطِبهً .
و أَمّا الثانیهُ فأَنکَرَهَا جَمَاعهٌ و أَثبتَها آخرونَ ،و لا نِزاعَ فی ذلک.إِنّما الکلامُ فی ظاهِر کلامِ المُصَنِّف أَو صَریحِه فإِنَّه یَقتَضِی أَنَّ حَضِرَ کعَلمَ ،مضارعه علی قیاسِ ماضیه فیکونُ مَفْتُوحاً کیَعْلَم،و لا قائِلَ به،بل کُلُّ مَنْ حَکَی الکَسْرَ صرَّحَ بأَنّ المضارع لا یَکُونُ علی قیاسِه،انتهی.
و فی اللسان:قال اللَّیْثُ :یقال: حَضَرَتِ الصّلاهُ ،و أَهْلُ المَدِینَه یقولون: حَضِرَتْ ،و کلّهم یقول: تَحْضَر (2).
و قال شَمِرٌ: حَضِرَ القاضِیَ امرأَهٌ ،[ تَحْضَر ] (3)قال:و إِنما أُندِرَت التَّاءُ لوُقوعِ القاضِی بین الفِعْل و المَرْأَه.
قال الأَزهَرِیّ :و اللّغَه الجَیّده حَضَرَت تَحْضُر ،بالضَّمّ .
قال الجَوْهَرِیُّ :قال الفَرّاءُ:و أَنشدَنَا أَبو ثَرْوَانَ العُکْلِیُّ لجرِیرٍ علی لُغَه حَضِرَت :
ما مَنْ جَفانا إِذَا حاجاتُنا حَضِرَتْ
کَمَنْ له عِنْدنا التَّکْرِیمُ و اللَّطَفُ (4)
قال الفَرّاءُ:و کُلُّهُم یقولون تَحضُر بالضَّمِّ .
و فی المصباح:و حَضِرَ فلانٌ ،بالکَسْر،لُغَه،و اتّفَقُوا علی ضَمِّ المُضَارع مُطْلَقاً،و کان قِیَاسُ کَسْرِ المَاضِی أَن یُفْتَح المُضَارع،لکن استُعْمِل المَضْمُوم مع کَسْر الماضی شُذُوذاً،و یُسَمَّی تَداخُلَ اللُّغَتَیْن،انتهَی.
و قال الَّلبْلیّ فی شَرْح الفَصِیح حَضَرَنِی قَومٌ ،و حَضِرَنِی ، بکسر الضّاد،حَکاه ابنُ خالَوَیه عن أَبی عَمْرٍو،و حکاه أَیضاً القَزَّاز عن أَبی الحَسَن،و حَکَاه یَعْقُوب عن الفَرَّاءِ،و حکاه أَیضاً الجَوْهَرِیُّ عنه.
و قال الزّمخشَرِیّ عن الخَلیل: حَضِرَ ،بالکسر،فإِذا انتهَوْا إِلی المستقبل قالوا یَحضُر ،بالضّمّ ،رُجُوعاً إِلی الأَصل،و مثله فَضِل یَفْضُلُ .
قال شیخنا:و قد أَوضحْتُه فی شَرْح نَظْم الفَصِیح، و أَوضَحْتُ أَن هذا من النظائر،فیزاد علی نَعِمَ و فَضِلَ .
و یُسْتَدرک به قولُ ابنِ القُوطِیَّه أَنَّه لا ثالِثَ لهُمَا،و الکَسْرُ الذی ذکره الجماهیرُ حکاه ابن القَطّاع أَیضاً فی أَفعاله، کاحْتَضَرَ و تَحَضَّرَ ،و یُعَدَّی.
و یُقَالُ : حَضرَه و حَضِرَه ،و المصدَر کالمَصْدَر،و هو شاذٌّ، و تَحضَّرَه و احْتَضَره .
و یقال: أَحْضَرَ الشَّیْ ءَ و أَحْضَرَه إِیَّاهُ ،و کَانَ ذلک بحضرته ،مُثَلَّثَه الأَوَّلِ .الأَولَی نَقَلَها الجوهرِیّ ،و الکَسْرُ و الضَّمُّ لغتان عن الصَّاغانِیّ (5)و حَضَره و حَضَرَته ،مُحَرَّکَتَیْنِ و مَحْضَرِه ،کلّ ذلک بِمَعْنًی واحد.
قال الجَوْهَرِیّ : حَضْرَهُ الرَّجلِ :قُرْبُه و فِنَاؤُه.و
17- فی حدیث عَمْرِو بنِ سَلِمَهَ الجَرْمِیّ : «کُنّا بحَضْرهِ ماءٍ». أَی عنده.و کلَّمْتُه بحَضْرهِ فُلانٍ ،و بمَحْضَرٍ منه،أَی بمَشْهَد منه.
قال شیخُنا:و أَصْل الحَضْرَه مَصْدَرٌ بمعنی الحُضُور ،کما
ص:285
صَرَّحوا به،ثمّ تَجَوَّزوا به تَجَوُّزاً مَشْهُوراً عن مَکَانِ (1)الحُضُور نَفْسِه،و یُطْلَق علی کُلِّ کَبِیرٍ یَحْضُره عنده النَّاسُ ، کقَولِ الکُتَّابِ أَهْلِ التَّرسُّل و الإِنشاءِ: الحَضْرهُ العَالِیَهُ تَأْمُر بکَذَا،و المَقَامُ و نَحْوُه.و هو اصطِلاحُ أَهلِ التَّرسُّل،کما أَشار إِلیه الشِّهَاب فی مَواضِعَ من شَرْحِ الشِّفَاءِ.
و هو حاضِرٌ ،مِنْ قَوْمٍ حُضَّرٍ حُضُورٍ . و یقال:إِنه لیَعْرِفُ مَنْ بحَضْرتِه و مَنْ بعَقْوَتِه.
و فی التّهْذِیب: الحَضْرَه :قُرْبُ الشَّیْ ءِ.تقول:کُنْتُ بحَضْرهِ الدّارِ.و أَنْشَدَ اللَّیْثُ .
فَشَلَّتْ یَدَاه یوْمَ یَحْمِلُ رَایَهً
إِلی نَهْشَلٍ و القَوْمُ حَضْرهَ نَهْشَلِ (2)
و یقال:رَجُلٌ حَسَنُ الحُضْرَه بالکسْرِ و بالضَّمِّ أَیضاً،کما فی المُحْکَم إِذَا حَضَرَ بِخَیْرٍ. و فُلانٌ حَسَنُ المَحْضَرِ إِذا کان مِمّن یَذْکُر الغائِبَ بخَیْرٍ.
و الحَضَرُ ،مُحَرَّکَهً ،و الحَضْرَهُ ،بفتح فسکون، و الحَاضرهُ و الحِضَارَه ،بالکسر عن أَبی زَیْد و یُفْتَح ،عن الأَصمَعِیّ : خِلاَفُ البَادِیَه و البَدَاوَه و البَدْوِ.
و الحِضَارَهُ (3)،بالکسر، الإِقامَهُ فی الحَضَرِ ،قالَه أَبو زید.و کان الأَصمعِیُّ یقول: الحَضَاره بالفَتْح.قَالَ القُطامِیُّ :
فَمَنْ تَکُنِ الحَضَارَهُ أَعْجَبَتْه
فَأَیَّ رِجَالِ بَادِیَهٍ تَرَانَا
و الحاضِرَه و الحَضْرَهُ و الحَضَرُ ،هی المُدُنُ و القُرَی و الرِّیفُ ،سُمِّیَتْ بذلک لأَنَّ أَهلَها حَضَروا الأَمْصَارَ و مَسَاکِنَ الدِّیَارِ الّتی یَکُونُ لهم بِها قَرَارٌ.و البادِیهُ یمکن أَن یَکُونَ اشتقاقُها من بَدَا یَبْدُو،أَی بَرَزَ و ظَهَرَ،و لکنَّه اسمٌ لَزِمَ ذلکَ الموْضِعَ خاصَّهً دون ما سوَاه.
و الحَضْرُ ،بفَتْح فَسُکُون: د قدیمٌ مذکورٌ فی شِعْر القدماءِ، بإِزاءِ مسْکِنٍ . قال محمّدُ بنُ جَرِیرٍ الطَّبَرِیُّ :بحِیالتَکْرِیتَ بین دِجْلَهَ و الفُرات.قلْت:و لم یذْکر المؤلف «مَسْکِنَ »فی س ک ن و هو فی مُعْجَم أَبِی عُبید،کمَسْجِد:
صُقع بالعِرَاق،قُتِل فیه مُصعَبُ بنُ الزُّبیْر،فلیُنْظَر.
بَناهُ السّاطِرُونَ المَلِکُ من مُلُوک العَجَم الّذی قَتلَه سابُور ذُو الأَکْتافِ .و فیه یقول أَبو دُواد الإِیادِیّ :
وَ رَأَی المَوْتَ قد تَدَلَّی مِن الحَضْ
ر علی رَبِّ أَهْلِه السَّاطِرُونِ (4)
و قیل:هو الحَضَر ،محرَّکهً ،بالجزِیره،و قیل بناحِیَهِ الثَّرْثارِ بنَاه السَّاطِرُونُ .
و الحَضْرُ : رَکَبُ الرَّجُل و المَرْأَهِ ،أَی فَرْجُهُما.
و الحَضْرُ : التَّطْفِیلُ ،عن ابن الأَعرابِیّ ، و الحَضْرُ : شَحْمَهٌ فی المَأْنَهِ ،هکذا فی النُّسخ بالمِیم،و فی اللِّسَان:فی العَانه و فَوْقَها.
و الحُضْر ، بالضَّمّ :ارتِفاعُ الفَرَسِ فی عَدْوِه، کالإِحْضَارِ . و قال الأَزهرِیُّ : الحُضْرُ و الحِضَارُ :من عَدْوِ الدّوَابّ ،و الفِعْل الإِحضارُ .و
16- فی الحدیث: «أَنّه أَقطعَ الزُّبیْرَ (5)حُضْرَ فَرَسِه بأَرضِ المَدِینه». و
16- فی حدیث کَعْبِ بْنِ عُجْرَهَ : «فانْطلقْتُ مُسْرِعاً أَو مُحضِراً فأَخَذتُ بِضَبعِه». و قال کُرَاع: أَحْضَر الفَرَسُ إِحْضَاراً و حُضْراً ،و کذلک الرَّجُل.
و عندی أَنَّ الحُضْرَ الاسمُ .و الإِحضار المَصْدَر.
و الفَرَسُ مِحْضِیرٌ ،کمِنْطِیقٍ ، لا مِحْضَارٌ کمِحْرَاب،و هو من النّوادِر،کذا فی الصّحاح و جامع القَزَّاز و شُرُوح الفَصِیح، أَو لُغَیَّهٌ . و الَّذِی فی المُحْکَم:جَوازُ مِحْضِیر و مِحْضَار علی حَدٍّ سَواءٍ،و نَصُّه:و فرسٌ مِحْضِیرٌ ،الذَّکَرُ و الأَنْثَی سَواءٌ،و فَرسٌ مِحْضِیرٌ و مِحْضَارٌ ،بغیر هاءٍ للأُنَثی، إِذا کان شَدِیدَ الحُضْرِ ،و هو العَدْوُ.و فی الجَمْهَره لابنِ دُرَیْد:فَرَسٌ مِحْضَارٌ :شَدِیدٌ العَدْوِ.
و الحَضُرُ ، ککَتِفٍ و نَدُسٍ :الَّذِی یَتَحَیَّنُ طَعَامَ النَّاسِ حَتَّی یَحْضُرَه ،و هو الطُّفَیْلِیّ ،و فِعْلُه الحَضْر ،و قد تقدَّم.
و من المَجَاز: الحَضُرُ ، کنَدُسٍ :الرَّجُلُ ذُو البَیَانِ
ص:286
و الفِقْهِ ، لاِسْتِحْضاره مَسَائِلَه،و یُقَال:إِنّه لحَضُرٌ بالنّوادر و بالجَواب،و حاضِرٌ .
و الحَضِرُ ککَتِفٍ :الّذِی لا یُرِیدُ السَّفَر. و الذی فی التَّهْذِیب و غَیْرِه:و رَجلٌ حَضِرٌ :لا یَصْلُحُ للسَّفَرِ. أَو رَجلٌ حَضِرٌ . حَضَرِیٌّ نقلَه الصَّاغانِیّ عن الفَرَّاءِ،أَی من أَهْلِ الحاضِرَهِ .
و فی التَّهْذِیب: المَحْضَرُ عند العرب: المَرْجِعُ إِلَی أَعْدَادِ المِیَاهِ . و المُنْتَجَعُ :المَذْهَبُ فی طَلبِ الکَلَإِ.و کُلُّ مُنْتَجَعٍ مَبْدیً و جَمْعه مَبَادٍ.و یقال للمَنَاهِلِ : المَحَاضِرُ للاجتماعِ و الحُضُورِ علیها. و المَحْضَرُ : خَطٌّ یُکْتَبُ فی واقِعَه خُطُوط الشُّهُودِ فی آخِرِه بِصِحَّهِ ما تَضَمَّنَه صَدْرُهُ .
قال شیخُنَا:و هو اصطِلاح حادِثٌ للشُّهُود الَّذِین أَحْدثَهُم القُضَاهُ فی الزَّمَن الأَخِیرِ،فعَدُّه من اللُّغَه ممَّا لا مَعْنَی له، و الظَّاهِرُ أَنَّ عَطْفَ السِّجِلِّ بعدَه علیه،و عَدَّه من معانِی المَحْضَر ،من هذا القَبیلِ ،فتأَمَّل.
قُلتُ :أَما تَفْسِیره بما یُکتَب فی واقِعَه حالٍ فکَمَا قَالَ :
لا یَکاد یُوجدُ فی لُغَهِ العَرَب الفُصْحَی.و أَما تَفْسِیرُه بما بَعْدَه و هو السِّجِلّ فقد سُمِعَ عن العَرَب،و ذکره ابنُ سِیدَه و غیرُه،فلا یُنکَر علیه.
و المَحْضَرُ : القَوْمُ الحُضُورُ ،أَی الحَاضِرین النَّازلین (1)علی المِیَاه تَجَوُّزاً، و المَحْضَرُ : السِّجِلُّ الَّذِی یُکْتب.
و المَحْضَرُ : المَشْهَدُ للقَوْم.
و المَحْضَرُ (2): ه بأَجأَ ،لبَنِی طَیّئِ .
و مَحْضَرَهُ :مَاءٌ لِبَنِی عِجْل بنِ لُجَیْمٍ بَیْنَ طَرِیقَیِ الکُوفَه و البَصْرَهِ إِلَی مَکَّهَ ،زِیدَتْ شَرَفاً.
و حَاضُوراءُ :مَاءٌ (3)،قال شیخُنَا:هو من الأَوْزَانِ الغَرِیبَه،حتّی قیل لا ثانِیَ له غیرَ عَاشُورَاءَ.و أَنکَره جماعَهٌ و قالوا:عاشُورَاءُ لا ثَانِیَ لَهُ .و أَما تَاسُوعَاءُ فیَأْتی أَنَّهُ مُوَلَّد،و اللّه أَعلمُ .و قیل:إِنَّ حَاضُورَاءَ بَلدٌ بنَاه صالِحٌ ،علیه السّلامُ ،و الذین آمنوا به،و نَجّاها اللّه من العذاب ببرَکتِه.
و فی المَرَاصِد أَنَّه بالصَّاد المُهْمَلَه،و یقال:بالضَّاد المُعْجَمَه بغیر أَلِف،فتَأَمَّلْ .
و الحَضِیرَهُ ،کسَفِینَه:مَوْضِعُ التَّمْرِ ،و أَهلُ الفَلْحِ (4)یُسَمُّونها الصُّوبَهَ ،و تُسَمَّی أَیضاً الجُرْنَ و الجَرِینَ .و ذَکره المُصَنِّف أَیضاً فی الصّادِ المُهْمَله،و قد تَقَدَّمَتْ الإِشارهُ إِلیه.
و الحَضِیرَهُ : جَمَاعَهُ القَوْمِ ،و به فَسَّر بعضٌ قولَ سَلْمَی بنْت مَجْدَعَهَ الجُهَنِیَّه (5)تمدَحُ رَجُلاً،و قیل تَرْثِیه:
یَرِدُ المِیَاهَ حَضِیرَهً و نَفِیضَهً
وِرْدَ القَطَاهِ إِذا اسْمَأَلَّ التُّبَّعُ
أَوِ الحَضِیرَهُ مِنَ الرِّجَالِ : الأَربعَهُ أَو الخَمْسَهُ أَو الثَّمَانِیَه أَو التِّسْعَهُ ،و فی بعض النُّسخ:السَّبْعَه،بتَقْدِیم السِّین علی المُوحَّده،و الصّوابُ الأُوَلی. أَو الْعَشَرَهُ فمَن دُونَهم،و قیل:
السَّبْعَه أَو الثّمانِیه،و قیل:الأَربعَه و الخمسه یَغْزُونَ . أَو هُم النَّفَرُ یُغْزَی بِهِم.
و قال أَبو عُبَیْد فی بَیْت الجُهَنِیَّه: الحَضِیرهُ :ما بین سَبْعه (6)رجالٍ إِلی ثمانیه،و النَّفِیضَه الواحِدُ (7)و هم الّذِی یَنْفُضُون،و روی سَلَمَه عن الفَرَّاءِ قال: حَضِیرهُ النّاس و هی الجَمَاعَه (8)،و نَفِیضَتُهم و هی الجَمَاعه.
و قال شَمِرٌ فی قوله: حَضِیرهً و نَفِیضَهً قال: حَضِیره یَحضُرها النّاسُ ،یَعْنی المیاهَ ،و نَفِیضَه:لیس عَلَیْهَا أَحَد، حَکَی ذلک عن ابن الأَعْرَابیّ (9).و رُوِیَ عن الأَصْمَعِیّ :
ص:287
الحَضِیرَهُ :الَّذینَ یَحْضُرُون المِیَاهَ (1)،و النَّفِیضَه الّذینَ یَتقدَّمون الخَیلَ ؛و هم الطَّلائِع.
قال الأَزهریّ :و قولُ ابنِ الأَعرابِیِّ أَحسنُ .
قال ابنُ بَرِّیّ :النفِیضَهُ :جماعهٌ یُبْعَثُونَ لیَکْشِفُوا هل ثَمَّ عدوٌّ أَو خَوْفٌ ،و التُّبَّع:الظِّلُّ .و اسمَأَلَّ :قَصُرَ،و ذلک عند نِصْفِ النَّهَار و قبلَه.
سَبّاقُ عَادِیَهِ و رأْسُ سَرِیَّهٍ
و مُقَاتِلٌ بطَلٌ و هَادٍ مِسْلَعُ (2)
و اسمُ المَرْثِیِّ أَسْعَدُ،و هو أَخُو سَلْمَی،و لهذا تَقولُ بعد البَیْت:
أَ جَعَلْتَ أَسْعَدَ للرِّماحِ دَرِیئَهً (3)
هَبَلَتْکَ أُمُّک أَیَّ جَرْدٍ تَرْقَعُ ؟
و جمْعُ الحَضِیرَهِ الحَضَائِرُ .قال أَبو ذُؤَیب الهُذَلِیّ (4):
رِجَالُ حُرُوبٍ یَسْعَرُونَ و حَلْقَهٌ
من الدّارِ لا تَمْضِی علیها الحَضائِرُ
و فی المُحْکَم:قال الفارِسِیُّ :و الحَضِیرَهُ : مُقَدَّمَهُ الجَیْشِ .
و الحَضِیرَه : ما تُلْقِیهِ المَرْأَهُ مِنْ وِلاَدِهَا (5)،و حَضِیرهُ النَّاقَهِ :ما أَلْقَتْه بعْدَ الوِلادَهِ .و قال أَبو عُبَیْدَه: الحَضِیرَه لِفَافهُ الوَلدِ. و الحَضِیرَهُ : انْقِطَاعِ دَمِهَا.و الحَضِیرُ جَمْعُهَا ،أَی الحَضِیرَهِ ،بإِسقاط الهاءِ، أَو الحَضِیرُ : دَمٌ غَلِیظٌ یَجْتَمِع فی السَّلَی.و الحَضِیرُ : ما اجْتَمَعَ فی الجُرْح من[جاسِئَهِ ] (6)المَادّهِ ،و فی السَّلَی من السُّخْدِ،و نحْو ذلِک.
و المُحَاضَرَهُ :المُجَالَدَهُ ،و المُحَاضَرَه المُجَاثَاهُ .
و حاضَرْتُه :جاثَیْتُه عِنْدَ السُّلْطَانِ ،و هو کالمُغالَبه و المُکَاثَره.
المُحَاضَرَهُ : أَنْ یَعْدُوَ مَعَک ،و قال اللَّیْثُ :هو أَن یُحَاضِرَک إِنسانٌ بحَقِّک فیذهَبَ به مُغالَبهً أَو مُکابَرَهً . و قال غیرُه: المُحَاضَرَهُ و المُجَالَدَهُ (7)أَنْ یُغَالِبَکَ عَلَی حَقِّک فَیَغْلِبَک علیه و یَذْهَبَ به.
و حَضَارِ ، کقَطَامِ ،أَی مَبْنِیّه مُؤَنَّثَه مَجْرُورَه: نَجْمٌ یَطلُع قبْلَ سُهَیْل فیَظُنّ النّاسُ به أَنَّه سُهَیْلٌ ،و هو أَحد المُحْلِفَیْنِ ، قاله ابنُ سِیدَه.
و فی التَّهذیب،قال أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ:یقال:طَلَعَت حَضَارِ و الوَزْنُ ،و هما کَوْکَبَانِ یَطْلُعانِ قبل سُهَیْلٍ ،فإِذا طَلَعَ أَحدُهما ظُنَّ أَنّه سُهَیْلٌ ،للشَّبَه و کَذلِکَ الوَزْنُ إِذا طَلَع، و هما مُحْلِفَانِ عند العرب،سُمِّیَا مُحْلِفَیْن (8)لاخْتِلافِ النّاظِرِین لَهُمَا (9)إِذا طَلَعَا،فیَحْلف أَحدُهما أَنّه سُهَیْل، و یَحْلِف الآخَرُ أَنّه لیس بسُهَیْل.و قال ثَعْلب: حَضَارِ نَجمٌ خَفِیُّ فی بُعْدٍ،و أَنشد:
أَرَی نَارَ لَیْلَی بالعَقِیقِ کأَنَّهَا
حَضَارِ إِذَا مَا أَعرَضَت و فُرُودُها
الفُرُودُ:نُجومٌ تَخْفَی حَولَ حَضَارِ ،یُرِید أَنّ النَّارَ تَخْفَی لبعْدِها کهذا النَّجْمِ الّذِی یَخْفَی فی بُعْدٍ.
و حَضْرَمَوتُ بفَتْح فَسُکُون و قد تُضَمُّ المِیمُ ،مثال عَنْکَبُوت،عن الصَّاغانِیّ : د ،بل إِقلیم واسعٌ مُشْتَمِلٌ علی بِلادٍ و قُرًی و مِیَاهٍ و جِبالٍ و أَودِیَهٍ بالیَمَن،حَرَسَهُ اللّه تعالی، طُولُها مَرْحَلتانِ أَو ثَلاثٌ إِلی قَبْرِ هُودٍ علیه السَّلام.کذا فی تارِیخ العَلاَّمَه مُحَدِّثِ الدِّیارِ الیَمَنِیَّه عبدُ الرَّحْمن بن الدَّیْبَع.
و قال القزْوِینیّ فی عَجائِبِ المَخْلُوقَاتِ : حَضْرَمَوْتُ :
ناحِیَهٌ بالیَمَن،مُشْتَمِلَهٌ علی مَدِینَتَینِ ،یقال لهما شِبَامُ و تَرِیمُ (10)،و هی بلاد قدیمه،و بها القَصْر المَشِید.و أَطالَ فی وَصْفها.و نقل شَیخُنا عن تَفْسِیر أَبِی الحَسَن البَکریّ فی قوله تعالی: وَ إِنْ مِنْکُمْ إِلاّ وارِدُها (11)قال:یُسْتَثْنَی من ذلک أَهْلُ حَضْرَمَوْت ،لأَنَّهُم أَهلُ ضَنْک و شِدَّه،و هی تُنْبِتُ
ص:288
الأَولیاءَ کما تُنْبِت البَقْلَ ،و أَهلُها أَهلُ رِیَاضه،و بها نَخْلٌ کثیر،و أَغلَبُ قُوتِهم التَّمْر.
و فی مَراصِد الاطِّلاع: حَضْرَموتُ ،اسْمَانِ مُرَّکبان، ناحِیَهٌ واسعَهٌ فی شَرْقِیّ عَدَنَ بقُربِ البَحْر،و حَوْلَها رِمَالٌ کثیرَهٌ تُعْرَفُ بالأَحْقَافِ ،و قیل:هی مِخْلافٌ بالیَمَن،و
16- قال جَماعَه: سُمِّیَتْ حَضْرَمَوْت لأَنَّ صالِحاً علیه السلام لَمَّا حَضَرَهَا مَاتَ .
قال شیخُنَا:و المعرُوف أَنَّهَا بالیَمَن،کما مَرَّ عن جَماعَه، و بذلک صَرَّحَ فی الرَّوْضِ المِعْطار و قال:بِهَا قَبْرُ هُودٍ عَلَیْه السَّلامُ ،و جَزَمَ بذلک الشِّهَاب فی العِنَایَه أَثْناءَ سُورَهِ الحَجِّ ، و لا یُعرف غیرُه.و أَغْرَبَ صاحِبُ البَحْر فقال:إِنَّهَا بالشَّام و بها قَبْرُ صالِحٍ علیه السلامُ .
قلتُ :و عِنْدِی أَنَّه تَصحّف علیه شِبَامُ التی هی إِحْدَی مَدِینَتَیْهَا،کما مَرَّ عن الشَّیْبانِیّ ،بالشَّامِ القُطرِ المعروفِ لأَنَّه لا یُعْرَفُ بالشَّام مَوْضِعٌ یقال له حَضْرمَوْت قدِیماً و لا حدیثاً.
و فی الصّحاح: حَضْرمَوتُ :اسمُ قَبِیلَه أَیضاً،من وَلَد حِمْیَرَ بْنِ سَبَأَ،کذا فی الرَّوْض،و قیل:هو عامِرُ بنُ قَحْطَانَ ،و قیل:هو ابْن قَحْطَانَ بْنِ عَامِرٍ.قال شیخُنَا:و هَل الأَرْضُ سُمِّیَت باسْمِ القَبِیلَهِ أَو بالعَکْسِ أَو غَیْرِ ذلِک ؟فیه خِلافٌ .
و فی الصّحاح:و هما اسْمَانِ جُعِلاَ واحداً،إِن شِئتَ بنَیْتَ الاسم الأَوَّل علی الفَتْحِ و أَعْرَبْتَ الثَّانیَ إِعرابَ ما لاَ یَنْصَرِف. یُقَالُ :هذَا حَضْرَمَوْتُ ،و یُضَافُ الأَوَّلُ إِلی الثّانِی فَیُقَالُ : حَضْرُمَوْتٍ ،بضَمِّ الرَّاءِ ،أَعْربْت حَضْراً و خَفضْتَ مَوتاً،و کذلک القَوْلُ فی سَامّ أَبْرصَ و رامَهُرْمُز، و إِنْ شِئْتَ لا تُنَوِّنُ الثَّانِیَ قال شیخُنَا:و اقتصَر فی اللُّبَابِ علی وَجْهَیْن، فقال:هُمَا اسمانِ جُعِلاَ واحِداً،فإِن شِئْتَ بنَیْتَ الأَوّل علی الفَتْح و أَعربْتَ الثانِیَ إِعرابَ ما لا یَنْصرِف،و إِن شِئتَ بَنَیْتَهُمَا لتَضَمُّنِهما مَعنَی حَرْفِ العَطْف،کخَمْسَهَ عَشَرَ.
و التَّصْغِیرُ حُضَیْرُمَوْتِ ،تُصَغِّر الصَّدْرَ منهما.و کذلک الجَمْع تَقُولُ :فُلانٌ من الحَضَارِمَه ،و النِّسْبَه إِلیه حَضْرَمِیٌّ ،و سیأْتی للمُصَنِّف فی المِیمِ .
و نَعْلٌ حَضْرَمِیَّهٌ :مُلَسَّنَهٌ . و فی حَدِیثِ مُصْعَبِ بْنِ عُمَیْرٌ:
«أَنّه کان یَمْشِی فی الحَضْرَمِیِّ »هو النَّعْلُ المَنْسُوبَهُ إِلی حَضْرَمَوْت المُتَّخَذَه بها. و حُکِی عن الکِسَائِیّ : نَعْلاَنِ حَضْرَمُوتِیَّتَانِ (1)،أَی علی الأَصل من غیر حَذْفِ ،و الذی فی نَوادِر الکِسَائِیّ یُقَال:أَتَانَا بنَعْلَین حَضْرَمَوْتِیَّتَیْن ،فتأَمَّلْ .
و حَضُورٌ (2)،کصَبُورٍ:جَبَلٌ فیه بَلَدٌ عامِرٌ أَ وْ:د،بالیَمَنِ فی لِحْفِ ذلک الجَبلِ ،و قال غامِدٌ:
تَغَمَّدْتُ شَرًّا کانَ بَیْنَ عشیرَتِی
فأَسْمانِیَ القَیْلُ الحَضُورِیُّ غامِدَا
و
14- فی حدیث عائِشَهَ رضی اللّه عنها: «کُفِّنَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلّم فی ثَوْبَیْنِ حَضُورِیَّینِ ». هما منسوبان إِلی حَضُورَ قریَهِ بالیَمَن،قاله ابنُ الأَثیرِ.
و
16- فی الروض: أَنَّ أَهلَ حَضُور قَتَلوا شُعَیْبَ بنَ ذِی مَهْدَم، نَبِیٌّ أُرسِلَ إِلَیْهم و قَبْرُه بِضینٍ ،جَبَل بالیمن. قال و لیْسَ هو شُعَیْباً الأَوَّلَ صاحب مَدْیَن و هو ابْنُ صَیْفِی و یُقَالُ فیه ابنُ صَیْفُون (3).
قلتُ :و شَدَّ صاحِبُ المَرَاصد حَیْثُ قَالَ :إِنَّه من أَعمَال زَبِید (4)و أَنه یُرْوَی بالأَلف المَمْدودَه.و فی حِمْیَر حَضُورُ بنُ عَدِیِّ بن مالِکِ بن زَیْد بن سَلام (5)بن زُرْعَه و هو حِمْیَر الأَصْغَر.
و الحَاضِرُ :خِلاَفُ البَادِی ،و قد تَقَدَّم فی أَوَّل التَّرجَمَهِ ، فهو تَکرَارٌ. و الحَاضِر أَیْضاً: الحَیُّ العَظِیمُ ،أَو القَوْم،و قال ابنُ سِیدَه:الحَیُّ إِذا حَضَرُوا الدَّارَ الَّتی بها مُجْتَمَعُهُم.
قال:
فی حاضِرٍ لَجِبٍ باللَّیْلِ سامِرُه
فیه الصَّواهِلُ و الرّایَاتُ و العَکَرُ
فصار الحاضرُ اسماً جامِعاً کالحاجِّ و السَّامِرِ و الجامِلِ و نَحْوِ ذلِک.قال الجوهریّ :هو کَمَا یُقالُ حاضرُ طَیّیءِ و هو
ص:289
جَمْعٌ ،کما یُقَال:سامِرٌ للسُّمَّارِ،و حاجٌّ للحُجَّاج:قال حَسّان:
لنا حاضِرٌ فَعْمٌ و بادٍ کأَنَّهُ
قَطِینُ الإِلهِ عِزَّهً و تَکَرُّمَا
16- و فی حدیث أُسامَهَ : «و قد أَحَاطُوا بحاضِرٍ فَعْمٍ ».
و فی التَّهْذِیبِ ،العربُ تقول:حیٌّ حاضِرٌ ،بغیر هَاءٍ،إِذا کانوا نازِلین علی ماءٍ عِدٍّ.یقال: حاضِرُ بَنِی فُلانٍ علی ماءِ کَذَا و کَذَا،و یقال للمُقیم علی المَاءِ: حاضِرٌ ،و جمعه حُضُورٌ ،و هو ضِدّ المُسَافِر،و کذلک یقال للمُقیم:شاهِدٌ و خافِضٌ ،و فُلانٌ حاضرٌ بموضِع کذا،أَی مُقِیمٌ به،و هؤلاءُ قومٌ حُضَّارٌ ،إِذا حَضَرُوا المیاهَ ،و مَحاضِرُ .قال لَبِید:
فالوَادِیَانِ و کُلُّ مَغْنًی مِنْهُمُ
و عَلَی المِیَاهِ مَحَاضِرٌ و خِیَامُ (1)
قال:و حَضَرَهٌ ،مثل کافِرٍ و کَفَرهٍ ،و کُلُّ مَنْ نَزَل علی ماءٍ عِدٍّ و لم یَتَحَوَّل عنه شِتاءً و لا صیفاً فهو حاضرٌ ،سواءٌ نَزَلوا فی القُرَی و الأَرْیَاف و الدُّور المَدَرِیَّه،أَو بَنَوُا الأَخْبِیَهَ علی المِیَاه فَقَرُّوا بها و رَعَوْا ما حوالیها مِنَ المَاءِ (2)و الْکَلإِ.
و قال الخَطَّابیّ :إِنّما (3)جَعَلوا الحاضِرَ اسماً للمَکَان المَحْضُور ،یقال:نَزلْنَا حاضِرَ بَنِی فُلانٍ ،فهو فاعِلٌ بمَعْنَی مَفْعُولٍ .
16- و فی الحدیث: «هِجْرَهُ الحاضِرِ ». أَی المکان المَحْضُور .
و الحَاضِرُ : حَبْلٌ مِنْ حِبَال الدَّهْنَاءِ السَّبْعهِ ،یقال له:
حَبْلُ الحاضِرِ ،و عِنْدَه حَفَر سَعْدُ بنُ زَیْدِ مَنَاهَ بنِ تَمِیمٍ بحِذَاءِ العَرَمَهِ . و الحَاضِرُ : ه،بقِنَّسْرینَ ،و هو موضع الإِقامَهِ علی الماءِ من قِنَّسْرِینَ .قال عِکْرِشَهُ الضَّبِّیُّ یَرثی بَنیه:
سَقَی اللّه أَجْداثاً وَرَائِی تَرَکْتُها
بحاضِرِ قِنَّسْرِینَ من سَبَلِ القَطْرِ
و سیأتی فی«ق ن س ر».
و الحَاضِرُ مَحَلَّهٌ عَظِیمَهٌ بظَاهِر حَلَبَ ،منها الإِمامُ وَلِیُّ الدّینِ محمَّدُ بنُ مُحَمَّدِ بن خَلِیلِ بْنِ هِلاَلٍ الحاضِریُّ الحَنَفِیُّ ،وُلِدَ سنه 775 بحَلَب،و والِدُه العَلاَّمهُ عِزُّ الدِّین أَبُو البَقَاءِ مُحَمَّدُ بنُ خَلِیلٍ ،رَوَی عنه ابن الشّحْنَه.
و الحَاضِرَهُ :خِلاَفُ البَادِیَه ،و قد تقَدَّم فی أَوّل التَّرْجَمَه، فهو تَکرار. و الحَاضِرَهُ : أُذُنُ الفِیلِ ،عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و أَبُو حَاضِرٍ صَحَابِیٌّ لا یُعْرَفُ اسْمُهُ ،رَوَی عنه أَبو هُنَیْدهَ ،أَخرجه ابنُ مَنْدَه. و أَبو حاضِرٍ أُسَیْدِیٌّ موصُوفٌ بالجَمَالِ الفَائِقِ .و أَبو حاضِرٍ :کُنیَه بِشْر بن أَبِی خَازِم (4)و منَ المَجَاز:یقال: عُسٌّ ذُو حَوَاضِرَ ،جمْع حاضِرَه ، مَعْنَاه ذو آذانٍ .
و مِنَ المَجَازِ قَوْلُ العَرَبِ : اللَّبَنُ مَحْضُور و مُحْتَضَر فغَطِّه، أَی کَثِیرُ الآفَهِ ،یَعْنِی تَحْضُرُه ،کذا فی النسخِ (5).
و نص التهذیب: تحتضره الجِنُّ و الدَّوابُّ و غیرُها من أَهْل الأَرض (6)،رواه الأَزهریّ عن الأَصمَعِیّ ، و الکُنُفُ مَحْضُورَه کَذلک ،أَی تَحضُرها الجِنُّ و الشَّیاطِینُ و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّ هذه الحُشُوشَ مُحْتَضَره ». و قَولُه تَعالَی:
وَ أَعُوذُ بِکَ رَبِّ أَنْ یَحْضُرُونِ (7)أَی أَن یُصِیبَنِی الشّیاطِینُ بِسُوءٍ.
و یُقَالُ : حَضَرْنَا عَنْ مَاءِ کَذَا أَی تَحَوَّلْنَا عَنْه ،و هو مَجَاز.
و أَنْشد ابنُ دُرَیْد لقَیْسِ بن العَیْزارَه:
إِذَا حَضَرَتْ (8)عنه تَمَشَّتْ مَخَاضُها
إِلی السِّرِّ یَدْعوها إِلیها الشَّفَائِعُ
و حَضَار کسَحَابٍ :جَبَل بَیْنَ الیَمَامَهِ و البَصْرَهِ و إِلَی الیَمَامَه أَقربُ .
و الحَضَارُ : الهِجَانُ أَو الحُمْرُ مِنَ الإِبِلِ .
ص:290
و فی الصّحاح: الحِضَارُ من الإِبِل:الهِجَانُ :قال أَبُو ذُؤَیْب یَصِفُ الخَمْر:
فما تُشْتَرَی إِلاَّ بِرِبْحٍ سِبَاؤُهَا
بَنَاتُ المَخَاضِ شُومُها و حِضَارُهَا
شُومُها:سُودُهَا.یقول:هذه الخَمْر (1)لا تُشْتَرَی إِلاّ بالإِبِل السُّودِ منها و البِیضِ .
و فی التهذیب: الحِضَارُ مِنَ الإِبِل:البِیضُ اسم جامِع کالهِجَانِ و مِثْلُه قَوْلُ شَمِرٍ،کما سیأْتِی،فقولُ المُصَنِّف:أَو الحُمرُ مِنَ الإِبل مَحَلّ تَأَمُّلٍ ، و یُکْسَرُ ،الفَتْح نَقَلَه الصّاغانِیّ . لا واحِدَ لَهَا،أَو الواحِدُ و الجَمْعُ سَوَاءٌ. قال ابنُ مَنْظُور:و فیه عِنْد النَّحْوِیِّین شَرْحٌ ،و ذلک أَنَّه قد یَتَّفِق الواحِدُ و الجَمْع علی وَزْنٍ واحدٍ،إِلاَّ أَنَّک تُقَدِّر البِنَاءَ الّذِی یکون للجَمْعِ غَیْرَ البِنَاءِ الّذِی یَکُونُ للواحدِ،و علی ذلک قالوا:
ناقهٌ هِجَانٌ و نُوق هِجَانٌ ،فهِجَانٌ الَّذِی هو جَمْع یُقدَّر علی فِعال الَّذِی هو جَمعٌ مثل ظِرَافٍ ،و الَّذِی یکونُ من صِفَه المُفرد تُقَدِّره مُفرَداً مثل کِتاب،فالکَسْرَه فی أَوَّل مُفْرَدِه غیرُ الکَسرهِ الّتی فی أَول جَمْعِه،و کذلک ناقَهٌ حِضَارٌ و نُوقٌ حِضَارٌ ،و کذلک الفُلْک،فإِنَّ ضَمَّتَه إِذا کان مُفرَداً غَیْرُ الضَّمَّه التِی تَکُونُ فیه إِذا کان جَمْعاً،کقولِه تَعَالی: فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ (2)فهو بإِزاءِ ضَمَّه القُفْل فإِنّه واحِدٌ.
و قولُه تَعالَی: وَ الْفُلْکِ الَّتِی تَجْرِی فِی الْبَحْرِ (3)فضَمَّتُه بإِزاءِ ضَمَّه الهَمْزه فی أُسْد،فهذه تُقدِّرها بأَنَّهَا فُعْلٌ التی تکونُ جَمْعاً،و فی الأَول تُقَدِّرها فُعْلاً الَّتی هی للمُفْردِ.
و الحِضَارُ ، بالکَسْرِ:الخَلُوقُ بوَجْه الجَارِیَه،و قال الأُمَوِی: نَاقَهٌ حِضَارٌ :جَمَعَتْ قُوَّه و رُحْلَهً ،یَعْنِی: جوْدَهَ سَیْرٍ. و نَصّ الأَزهَرِیّ :المَشْی،بدل السَّیْر.و قال شَمِرٌ:لم أَسْمَع الحِضَارَ بهذا المَعْنَی،إِنّمَا الحِضَار بِیضُ الإِبل، و أَنْشد بَیْت أَبی ذُؤَیْب:
...«شُومُها و حِضَارُها ».
أَی سُودُهَا و بِیضُها.
و حَضَّارَه (4)، کجَبَّانَه،د،بالیَمَنِ ،نَقَلَه الصَّاغانِیّ . و الحُضَارُ (5)، کغُرَابٍ :دَاءٌ للإِبِل ،نقله الصَّاغانِیّ .
و مَحْضُورَاءُ ،بالمَدّ،عن الفَرّاءِ، و یُقْصَر ،عَنِ ابْنِ السِّکِّیتِ : مَاءٌ لبَنِی أَبِی بَکْرِ بْنِ کِلاَبٍ .
و الحَضْرَاءُ مِن النُّوقِ و غَیْرِهَا:المُبَادِرهُ فی الأَکْلِ و الشُّرْبِ ،نَقَلَه الصَّاغانِیّ .
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : الحُضُر (6)، کعُنُقٍ :الرَّجُلُ الوَاغِلُ الرّاشِن،و هو الشَّوْلَقِیُّ ،قلت:و هو الطُّفَیْلِیّ .
و أُسَیْدُ بْنُ حُضَیْر بْنِ سِمَاکٍ الأَوْسِیُّ ، کزُبَیْر:صَحَابِیٌّ کُنْیَتُه أَبو یَحْیَی،له ذِکْر فی تارِیخ دِمَشْق،و بِنْتُه هِنْد لها صُحْبهٌ ،و ابنُه یَحْیَی له رُؤْیهٌ ، و یُقَال لِأَبِیهِ حُضَیْرُ الکَتَائِبِ .
و الّذی فی التّهذیب و غیرِه:و حُضَیْرُ الکَتائِبِ :رَجُلٌ من سَادَاتِ العَرَبِ .
و من المَجَازِ: احْتُضِرَ المَرِیضُ و حُضِرَ ، بالضَّمّ ،أَی مَبْنِیًّا للمَفْعُولِ ،إِذا حَضَرَهُ المَوْتُ و نَزَلَ به،و هو مُحتَضَر و مَحْضُورٌ . و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ کُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ (7)، أَی یَحْضُرُونَ حُظُوظَهُم مِنَ الماءِ و تَحْضُرُ النَّاقَهُ حَظَّهَا مِنْه ، و القِصَّهُ مَشْهُورَهٌ فی التّفَاسِیرِ.
و مَحَاضِرُ (8)،بالفتح علی صِیغَهِ الجَمْع،هکذا هو مَضْبُوطٌ فی نُسْخَتِنَا ابنُ المُوَرِّع بالتَّشْدِید علی صیغَهِ اسمِ الفاعِلِ : مُحَدِّثٌ مُسْتَقِیمُ الحَدِیثِ لا مُنْکَرَ له،کَذَا قاله الذَّهَبِیّ .
و شَمْسُ الدِّین أَبو عبْدِ اللّه الحَضَائرِیُّ فَقِیهٌ بَغْدادِیٌّ ،قال الذّهَبِیُّ :قَدِم علینا مِن بَغْدَادَ.
*و مما یستدرک علیه:
16- فی الحَدِیث (9): «أَنَّی تَحْضُرُنِی مِنَ اللّه حاضِرَهٌ ». أَرادَ الملائِکَهَ الَّذِین یَحْضُرُونَه .و حاضرَهٌ :صِفَهُ طائِفَهٍ أَو جَماعَهٍ .
ص:291
و
16- فی حَدِیثِ [صلاهِ ] (1)الصُّبْحِ : «فإِنَّها مَشْهُودَهٌ مَحْضُورَهٌ ». أَی تَحْضُرها ملائِکَهُ اللَّیْلِ و النَّهَارِ.
و اسْتَحْضَرْتُه فأَحْضَرنِیهِ .و هو من حاضِرِی المَلِک.
و حَضَارِ بمعنَی احضُرْ .
و المُحَاضَرَه :المُشَاهَدَهُ (2).
و بَدَوِیٌّ یَتَحَضَّرُ و حَضَرِیٌّ یَتَبَدَّی.
و حَضَرَه الهَمُّ و احْتَضَرَه و تَحَضَّرَه ،و هو مَجاز.
و
16- فی الحَدِیث: «و السَّبْتُ أَحْضَرُ إِلا أَنّ لَهُ أَشْطُراً». أَی هو أَکثَرُ شَرًّا إِلاَّ أَنَّ له خَیْراً مع شَرِّه،و هو أَفْعَلُ من الحُضُور .قال ابنُ الأَثِیر:و رُوِیَ بالخاءِ المُعْجَمه،و قیل:
هُو تَصْحِیف.
و
16- فی الحَدِیث: «قُولُوا مَا یَحْضُرُکم » (3). أَی ما هو حاضِرٌ عِنْدَکُم موجودٌ و لا تَتَکَلَّفُوا غَیْرَه.
و من المجاز: حَضَرَت الصَّلاهُ .و أَحْضِرْ ذِهْنَک.
و کُنْتُ حَضْرَهَ (4)الأَمْرِ،و کذا حَضَرْت الأَمْرَ بخَیْر،إِذا رَأَیْتَ فیه رَأْیاً صَوَاباً[و کفیتَهَ ] (5).و إِنه لحَضِیرٌ (6):لا یزال یحْضُرُ الأُمورَ بخَیْرٍ.و یقال:جَمَعَ الحَضْرهَ یُرِیدُ بناءَ دَار، و هی عُدَّه البنَاءِ من نحْو آجُرٍّ و جصٍّ .و هو حاضِرٌ بالجَوَاب و بالنّوادِر (7).و غَطِّ إِناءَک بحَضْره (8)الذُّبَاب.و کُلُّ ذلِک مَجَاز.
و یُقَال للرَّجُل یُصیبُه الَّلمَمُ و الجُنُونُ :فُلانٌ مُحْتَضَرٌ .و منه قَولُ الرّاجِز:
و انْهَمْ بدَلْوَیْکَ نَهِیمَ المُحْتَضَرْ
فقد أَتَتْکَ زُمَراً بَعْدَ زُمَرْ
و المُحْتَضِر :الّذی یَأْتِی الحَضَر .و حَضَارٌ :اسم للثَّورِ الأَبیضِ .
و احْتَضَر الفَرَسُ ،إِذا عَدَا،و اسْتَحْضَرْتُه :أَعْدَیْتُه.
و فی الحَدِیث ذِکْر حَضِیرٍ ،کأَمِیرٍ،وَ هُو قَاعٌ فیه مَزَارِعُ یَسِیل علیه فَیْضُ النَّقِیعِ ثمّ یَنْتَهِی إِلی مُزْجٍ 8،و بَیْن النَّقِیع و المَدِینهِ عشْرُونَ فَرْسَخاً.
و الحَضَار ،کسَحَابٍ ،الأَبیَضُ .و مِثْلُ قَطَامِ اسمٌ لِلأَمْر، أَی احْضُر .
و الحَضُرُ (9)،بالفَتْح:الّذِی یتَعَرَّض لطَعَامِ القَوْم و هو غَنِیٌّ عَنْه.
و فی الأَساس:و حَضْرَمَ فی کَلاَمِه:لم یُعْرِبْه.و فی أَهْل الحَضَرِ الحَضْرَمَهُ کأَنَّ کلامَه یُشْبِه کلامَ أَهلِ حَضْرَمَوْت ؛ لأَنَّ کلامهم لَیْسَ بِذاک،أَو یُشْبِه کَلامَ أَهلِ الحَضَر ، و المِیمُ زائِدَه.انتهی.
و قد سَمَّت حاضِراً و مُحَاضِراً و حُضَیْراً .
و الحَضِیرِیَّهُ :مَحَلَّه ببَغْدَادَ من الجَانِب الشَّرْقِیّ ،منها أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الطَّیِّب بن سَعِیدٍ الصَّبَّاغ الحَضِیرِیُّ ،کان صَدُوقاً،کَتَب عنه أَبو بَکْر الخَطِیب و غَیرُه.و أَبُو الطَّیِّب عَبْدُ الغَفّار (10)بن عبدِ اللّه بْنِ السِّرِیّ الواسطیُّ الحَضِیریُّ (11)أَدِیبٌ ،عن أَبی جَعْفَر الطَّبَرِیِّ ،و عنه أَبو العَلاءِ الواسِطِیُّ و غَیْرُه.
و الحَضَر ،مُحَرَّکهً فی شِعْر القُدمَاءِ،قال أَبو عُبَیْد:و أُراهُ أَرادوا به حَضُوراً أَو حَضْرَمَوْت ،و کِلاَهُمَا یَمان.
قلت:و الصَّوابُ أَنَّه البَلَد الّذی بَنَاه السَّاطِرُونُ ،و قد تقدّم ذِکْره،و هکذا ذَکره السَّمعانیّ و غیره.
و مُنْیَهُ الحَضَرِ ،مُحَرَّکهً :قریهٌ قُرْبَ المَنْصُورَه بالدَّقَهْلِیّه، و قد دخَلْتُها.
و أَبو بِشْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ بْنِ حاضرٍ الحاضِریُّ الطُّوسِیُّ ،
ص:292
تَرجَمَه الحاکمُ فی تَارِیخِه.و حَضَارُ (1)بن حَرْب بن عامر جَدُّ أَبی مُوسی الأَشعریّ رضی اللّه عنه.
و بَیْتُ حَاضِرٍ :قَرْیَهٌ قُرْبَ صَنْعَاءِ الیَمَن،و منها الشَّرِیفُ سِرَاجُ الدین الحاضِرِیُّ ،و اسمُه عبدُ اللّه بْنُ الحَسَن،ذَکَرَه المَلِکُ الأَشْرَفُ الغَسَّانیّ فی الأَنْسَاب.
و الشَّمْس محمّد الحضاوریّ :فَقِیهٌ یَمَنِیّ .
و حَاضرُ بْنُ أَسَدِ بْنِ عَدِیّ بْنِ عَمْرٍو فی الأَزْدِ.
الحِضَجْر ،بِکَسْرِ الحَاءِ و فَتْحِ الضَّادِ و سُکُونِ الجِیمِ : العَظِیمُ البَطْنِ الواسِعُهُ ،قال الشاعر:
حِضَجْرٌ کأُمِّ التَّوْأَمَیْنِ تَوَکَّأَتْ
عَلی مِرْفَقَیْهَا مُسْتَهِلَّهَ عَاشِرِ
و قال الأَزهریُّ : الحِضَجْرُ الوَطْبُ ،ثم سُمِّیَ به الضَّبُع، أَو الوَاسِعُ مِنْه،ج حَضَاجِرُ ،یقال:وَطْبٌ حِضَجْر ،و أَوْطُبٌ حَضَاجِرُ .و قیل: الحِضَجْرُ :السِّقاءُ الضَّخْمُ .
و الحِضَجْرَهُ ، بالهَاءِ:الإِبِلُ مُتَفَرِّقَهُ عَلَی الرَّاعِی لِکَثْرَتِها ،و نَصُّ الأَزهریِّ :علی رِعَائِها من کَثرتِها.
و حَضَاجِرُ ،بالفَتح اسْمٌ لِلضَّبُعِ ،أَو لِوَلَدِهَا ،الذَّکَرُ و الأُنثَی سواءٌ،و هو عَلَمُ جِنْسٍ کأُسامهَ ،سُمِّیَت بذلک لِسَعَه بَطنِهَا و عِظَمِه.قال الحُطَیْئَهُ :
هَلاَّ غَضِبْتَ لِرَحْلِ جا
رِکَ إِذ تَنَبَّذَه حَضَاجِرْ
و حَضَاجِرُ مَعْرِفَهٌ و لاَ یَنْصَرِفُ فی معرفهٍ و لا نکره، لأَنَّهُ اسْمٌ لواحِدٍ علی بِنَیهِ الجَمْعِ ،لأَنهم یقولون:وَطْبٌ حِضَجْرٌ و أَوْطُب حَضَاجِرُ ،یعنی واسعَهً عَظِیمَهً .قال السِّیرافیّ :و إِنَّمَا جُعِلَ اسماً لها علی لَفظ الجمع إِرادهً للمبالغه،قالوا: حَضَاجِرُ ،فجَعَلُوها جَمِیعاً (2)،مثل قَوْلهم:
مُغْیرِبَات الشَّمْسِ و مُشَیْرِقَات الشَّمْس،و مثله:جاءَ البعِیرُ یَجُرُّ عَثانِینَهُ .
و إِبِلُ حَضَاجِرُ أَکَلَتِ الْحَمْضَ و شَرِبَتْ فانْتَفَخَتْ خَوَاصِرُهَا. قال الراجز:
إِنّی سَتَرْوِی عَیْمَتِی یا سَالِمَا
حَضَاجِرٌ لا تَقرَبُ المَواسِمَا
و یقال ضَرَّهٌ (3)حُضْجُورٌ ،بالضّمّ ،أَی ضَخْمَهٌ عَظِیمَهٌ ، و قد اشتُقّ منه الفِعْل فقیل: حَضْجَرَه ،إِذا مَلأَه ،نقلَه الصَّاغانیُّ .
الجَارِیَهَ حَطْراً ،أَهمله الجوهَرِیّ ،و فی النَّوادِرِ:أَی نَکحَها.و حَطِرَ القَوْسَ :وَتَرَهَا (4)مثل أَطَرَها.
قال الأَزهرِیّ :قد أَهملَ اللَّیْثُ حطر .
و فی نَوادِرِ الأَعرابِ یُقَالُ : حُطِرَ به، کعُنیَ ،و کذا جُلِدَ بِهِ ،إِذا صُرِع به، الأَرضُ (5).
و فیها أَیضاً: سَیْفٌ حَاطُورَهٌ ،مثل حَالُوقٍ و حَالُوقَه ، قال:و حَطَرْتُ فلاناً بالنَّبْلِ مِثْلُ نَضَدْتُه نَضْداً.
و أَبو الحَسَن مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عِیسَی بْنِ یَحْیَی الحِطْرَانِیّ ،بکسر فسُکُون،من أَهْل البَلد،سَکَن بَغْدَادَ، حَدَّثَ عنه أَبُو بَکْر الخَطِیب و غیرُه،و کان صَدُوقاً.
حَطْمَرَهُ ،أَهملَه الجوهَرِیّ .و قال الصَّاغانِیُّ :
إِذا مَلأَهُ ،مثل طَحْمَرَه و حَمْطَرَه، و حَطْمَرَ القَوْسَ :وَتَّرَهَا ، کحَطَرها.
و المُحَطْمِرُ (6):الغَضْبَانُ ،أَو المَلآنُ من الغَضَبِ .
حَظَرَ الشیْ ءَ یَحْظُره حَظْراً و حِظَاراً و حَظَرَ عَلَیْه:مَنَعَه،و حَظَرَ علیه حَظْراً : حَجَرَ و مَنَعَ .و کُلُّ ما حَال بَیْنَکَ و بین شیْ ءٍ فقد حَظَرَه علیک.و قول العَرب:لا حِظَارَ علی الأَسمَاءِ؛یعنی أَنه لا یُمْنَع أَحدٌ أَن یُسَمَّیَ بِمَا شَاءَ أَو یَتَسَمَّی به.
و حَظَرَ الرّجلُ حَظْراً : اتَّخَذَ حَظِیرَهً ،و سیَأْتِی مَعْنَی الحَظیره قَرِیباً، کاحْتَظَرَ احتِظاراً ،إِذا اتَّخَذَها لِنَفْسه،و إِلاّ فقد أَحْظَر إِحْظَاراً . و حَظَرَ المَالَ یَحْظُرُه حَظْراً : حَبَسَهُ
ص:293
فِیهَا ،أَی فی الحَظِیره من تَضْیِیق. و حَظَرَ الشیْ ءَ:حَازَهُ ، کأَنه مَنَعَه من غیره.
و الحَظِیرَهُ :جَرِینُ التَّمْرِ ،نَجْدِیّه،کالحَضِیرَه و الحَصِیره، و قد تقدّم ذِکْرهما.
و الحَظِیرَهُ : المُحِیطُ بِالشَّیْ ءِ سواءٌ کان خَشَباً أَو قَصَباً ، جَمْعُها الحَظَائِرُ .قال المَرَّارُ بْنُ مُنْقذٍ العَدَوِیّ .
فإِنَّ لنا حَظَائِرَ نَاعِمَاتٍ
عَطَاءَ اللّه رَبِّ العَالَمِینَا
فاستعاره للنَّخْل.
و الحِظَارُ ،ککِتَاب:الحَائِطُ ،قال الأَزهَریّ :هکذا وَجدتُه بخطّ شَمِرٍ،بکسر الحاءِ، و یُفْتَحُ ،کالجَهَاز و الجِهَاز.و کُلُّ ما حَال بَیْنَک و بین شَیْ ءٍ فهو حِظَارٌ و حَظَارٌ .
و کُلّ شَیْ ءٍ حَجَرَ (1)بین شَیْئیْن فهو حِظَارٌ و حِجَارٌ. و الحِظَار :
ما یُعْمَلُ للإِبِل مِنْ شَجَرٍ لِیَقِیَهَا البَرْدَ و الرّیحَ .قال الأَزهَرِیُّ :سَمِعْتُ العرب تقول للجِدَارِ من الشّجر یُوضَعُ بعضُه علی بَعْض لِیکون ذَریً للمالِ یَرُدّ عنه بَرْدَ الشَّمالِ فی الشِّتَاءِ: حَظَارٌ ،بالفتح.و قد حَظَرَ (2)فُلانٌ علی نَعَمِه.
و الحَظِر ، ککَتِفٍ :الشَجَرُ المُحْتَظَرُ به ،و هو مَجاز و قیل:هو الشَّوْکُ الرَّطْبُ .و مِنْ أَمْثَالِهِم: وَقَع فُلانٌ فی الحَظِرِ الرَّطْبِ ،أَی وَقَعَ فِیمَا لا طَاقَهَ لَهُ بهِ . و أَصْله ان العربَ تجمعُ الشَّوْکَ الرَّطبَ فتُحَظِّر به،فربما وَقَعَ فیه الرَّجُلُ فنَشِبَ فیه،فشَبَّهُوه بهذا.
و من المَجاز قَوْلُهم: أَوْقَدَ فِیهِ أَی فی الحَظِرِ الرَّطْبِ ، أَی نَمَّ ،أَی مَشَی بالنَّمِیمَهِ الشَّنِیعَهِ .و أَنشدَ ابنُ السّید فی کِتاب الفرْق:
من البِیضِ لم تُصْطَدْ علی حَبْلِ سَوْأَهٍ
و لم تَمشِ بینَ الحَیّ بالحَظِرِ الرَّطْبِ
و من المَجَاز یقال: جَاءَ بِهِ ،أَی بالحَظِر الرَّطْب، أَی بِکَثْرَهٍ مِنَ المَال و النَّاس. أَنشدَ ابنُ دُرَیْد:
أَعانتْ بَنُو الحَرِیش فیها بأَرْبَعٍ
و جاءَتْ بنو عَجْلاَنَ بالحَظِرِ الرَّطْبِ
أَو بالکَذِب المُسْتَبْشَعِ ،و فی التَکْمِلَهِ :المُسْتَشْنَعِ .
و فی الأَساسِ :و جاءُوا بالحَظِرِ الرَّطْبِ ،یقال للنَّمَّامِ و الکَذَّابِ [لأَنه] (3)یَسْتَوْقِدُ بنَمائِمِهِ نارَ العَداوهِ و یَشُبُّها.
و
16- فِی الحَدِیث: «لا یَلجُ حَظِیرَهَ القُدْسِ مُدْمِنُ خَمْرٍ».
أَراد بحَظِیرَهِ القُدْس الجَنَّه ،و هی فی الأَصْل المَوْضِعُ الّذِی یُحَاطُ علیه لتَأْوِیَ إِلَیْه الغَنَمُ و الإِبِلُ یَقِیهَا البَرْدَ و الرِّیحَ .
و أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الجُبَّائِیُّ ،عن أَبی الحُصین و ابن کادش،و عنه ابنُ خلیل،مات سنه 591،و قوله الجُبَّائِیّ ،هکذا هو فی النُّسَخ،و الصَّوابُ الجِنَانیّ ،بکسر الجِیم و فتح النون. و أَبُو المَنْصُورِ عَبْدُ القَادِرِ بْنُ یُوسُفَ بنِ المُظَفَّر بْن صَدَقَهَ ،حَدَّث عن ابن رواج،عن السِّلَفِیّ ،و عنه التَّقِیّ السُّبْکِیّ و غَیْرُه،و تُوفِّیَ بدمشق سنه 716، الحَظِیرِیَّانِ مُحَدِّثانِ مَنْسوبانِ إِلی الحَظِیرَه مَوْضع فوقَ بَغدادَ،سیأْتِی ذِکْره للمُصَنّف بعدُ.
و المِحْظَار ،کمِحْرَاب: ذُبَابٌ أَخْضَرُ یَلْسَع کذُبَابِ الآجامِ .
و أَدْهَمُ بنُ حَظْرَهَ الَّلخْمِیُّ الرّاشِدِیّ صَحَابِیٌّ من بنی راشِدَهَ بنِ أَرینه (4)بن جَدِیلَهَ بن لَخْم،ذکره سَعِیدُ بنُ عُفَیْر و ابن یُونس،و لم تقع له روایه. و حَظْرَهُ بْنُ عَبَّادٍ مِنْ وَلَدِه، و کَانَ خَارِجِیّاً نَقَله الصَّاغانِیُّ .
و زَمَنُ التَّحْظِیرِ إِشَارَهٌ إِلَی مَا فَعَلَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ رَضِی اللّه عنه مِنْ قِسْمَهِ وَادِی القُرَی بَینَ المُسْلِمِین و بَیْنَ بَنِی عُذْرَهَ بْنِ زَیدِ الّلات و ذلک بَعْدَ إِجْلاءِ الیَهُودِ ،و هو الإِجلاءُ الثَّانِی،فکأَنَّهُ جعَل لِکُلِّ واحِدٍ حَدّاً حاجِزاً،و هو کالتارِیخِ عِنْدَهْم.
و الحَظِیرَه :د مِنْ عَمَلِ دُجَیْلٍ ،علی مَسِیرَهِ یَوْمینِ من بَغْدَادَ،علی طَرِیقِ المَوْصِل (5).
و الحَظَائِرُ :ع بالیَمَامَهِ ،و فی التَّکْمِلَه:بالبَحْرَینِ .
ص:294
و من المَجَازِ قَوْلُهم: هُو نَکِدُ الحَظِیرَهِ ،أَی بَخِیلٌ ،کما فی الأَساسِ .و قیل: قَلِیلُ الخَیْرِ.
و المَحْظُورُ :المُحرَّمُ . و الحَظْر :خِلافُ الإِبَاحَه.و قولُه تَعَالی: وَ ما کانَ عَطاءُ رَبِّکَ مَحْظُوراً (1)أَی مُحَرَّماً.و هو راجِعٌ إِلی المَنْع و قیل: مَقْصُوراً عَلَی طَائِفَهٍ دُونَ أُخْرَی.
من حَظَرَ الشَّیْ ءَ إِذا حازَه لنَفْسِه خَاصَّهً .
*و مما یُسْتَدْرک علیه:
یُقَال: احتَظَرَ به،أَی احْتَمَی.و فی الکِتَاب العَزِیز:
فَکانُوا کَهَشِیمِ اَلْمُحْتَظِرِ (2)و قرِئ « المُحْتَظَر » أَراد کالهَیْشِیم الّذی جَمَعَه صاحِبُ الحَظِیرَه .و مَن قرأَه بالفَتْح فالمُحْتَظَر اسمٌ للحَظِیرهِ ،و المَعْنَی:کَهَشِیم المکانِ الّذی یُحْتَظَر فیه.و الهَشِیمُ :ما یَبِسَ من المُحْتَظَراتِ (3)فارْفَتَّ و تَکَسَّرَ.و المَعْنَی أَنهم قد بَادُوا و هَلَکُوا فصارُوا کیَبِیس الشَّجَرِ إِذا تَحَطَّمَ .و قال الفَرَّاءُ:مَعْنَی قولِه کَهَشِیمِ اَلْمُحْتَظِرِ أَی کهَشِیم الذی یَحْظُر (4)علی هَشِیمه،أَرادَ أَنه حَظَرَ (5)حِظَاراً رَطْباً علی حِظَارٍ قَدِیمٍ قد یَبِس.
و سِکَّهُ الحَظِیرَهِ بنَسَفَ ،ذَکره الداوودیّ .
حَفَرَ الشَّیْ ءَ یَحْفِرُه ،من حَدِّ ضَرَبَ ، حَفْراً ، و احْتَفَرَه :نَقَّاه،کما تُحْفَرُ الأَرضُ بالحَدِیدَهِ ،و اسم المُحْتَفَرِ الحُفْرَهُ .و ما یُحْفَرُ به: المِحْفَارُ .
و مِنَ المَجَازِ: حَفَرَ المَرْأَهَ :جَامَعَها ،تَشْبِیهاً بحَفْر النَّهْر، عن ابنِ الأَعرابِیّ .
و الحَفْرُ :الهُزَال،عن کُرَاع.یقال: حَفَرَ الغَرَزُ العَنْزَ یَحفِرُها حَفْراً : أَهْزَلَها (6)یقال:ما حامِلٌ إِلاّ و الحَمْلُ یَحْفِرهَا إِلاّ النّاقَهَ فإِنّها تَسْمَن عَلَیه.و هو مَجازٌ.
و من المَجَاز: حَفَرَ ثَرَی زَیْدٍ:فَتَّشَ عَنْ أَمْرِهِ و وَقَفَ عَلَیْهِ ،عن ابْنِ الأَعرابِیّ . و من المَجاز: حَفَرَ الصَّبِیُّ : سَقَطَتْ رَوَاضِعُه ،فإِذا سَقَطت الثَّنِیَّتَان العُلْیَیَانِ السُّفْلَیانِ فیُقَال: أَحْفَرا إِحْفاراً .
و الحُفْرهُ و الحَفِیرَه ،کلاهما: المُحْتَفَر .
و المِحْفَرُ و المِحْفَارُ و المِحْفَرَهُ :الْمِسْحَاهُ و نَحْوُهَا من مَا یُحْفَرُ به و الحَفَرُ ،بالتَّحْرِیکِ :البِئْرُ المُوَسَّعَه فوق قَدْرِهَا.
و یُسَکَّن ، کالحَفِیر و الحَفِیره . و الحَفَرُ بالتحریک: التُّرابُ المُخْرَجُ مِنَ الشَّیْ ءِ المَحْفُورِ ،و هو مِثْل الهَدَمِ .
و یقال:هو المَکان الذی حُفِرَ .
و قال الشاعر:
قالوا انْتَهَیْنَا و هذا الخَنْدَقُ الحَفَرُ (7)
و ج أَی جَمْعُهَا أَحْفَارٌ ،و جج أَی جَمْع الجَمْع أَحافِیرُ ، أَنشد ابنُ الأَعرابِیّ :
جُوبَ لها مِن جَبَلٍ هِرْشَمِّ
مُسْقَی الأَحَافِیرِ ثَبِیتِ الأُمِّ
و قد تکون الأَحافِیرُ جَمْعَ حَفِیرٍ ،کقَطِیعٍ و أَقاطِیعَ .
و الحَفَرُ ،بالتَّحْرِیک (8): سُلاَقٌ فی أُصُولِ الأَسْنَانِ ،نَقَلَه ابن السِّکِّیت،و قال:و التَّحْرِیک لُغَهُ بنِی أَسَد،و قد حَفِرَتْ ،مِثْل تَعِبَ تَعَباً،و هی أَردأُ اللُّغَتَیْن.
و قال ابنُ قُتَیْبَه فی أَدَب الکاتِب: الحَفَر ،بالتَّحْرِیک،لُغَهٌ ردِیئَه، أَو الحَفَرُ فی الأَسْنَانِ : صُفْرَهٌ تَعْلُوهَا. نَقَلَه ابنُ خَالَوَیْه فی شَرْح الفَصِیح و ابْنُ دُرَیْد فی الجَمْهَره، و یُسَکَّنُ ، و هو الأَفْصَحُ ، و الفِعْلُ کعُنِی و ضَرَبَ و سَمِعَ .
و فی المصباح: حَفَرَت الأَسنانُ حَفْراً ،من باب ضَرَب، و فی لغهٍ لِبنِی أَسَدِ: حَفِرَت حَفَراً ،من باب تعِبَ ،إِذا فَسَدت أُصولُها بسُلاَقٍ یُصِیبُها،حکَی اللُّغَتَین الأَزهَرِیُّ .
قال شیخُنَا:و یُؤْخَذُ مِن کلامِ الفَصِیح أَنَّ تسکِینَ الفَاءِ
ص:295
أَفصحُ ،لأَنه به صَدَّر،و ثَنَّی بالتَّحْرِیک،فدَلَّ علی أَنّه فَصِیحٌ و مع ذلک تَعقَّبوه.قال اللّبلِیُّ فی شَرْحهِ ،کان یَنْبغِی لِثَعْلب أَن لا یَذکُر المُحَرَّک مع ساکن الفاءِ؛لأَنّ هذا مما فیه لُغَتَان،إِحداهُما فَصِیحَه و الأُخْرَی لَیْسَتْ بِفَصِیحَه، و کان یَجِب علیه أَن یَذْکُرَ الفَصِیحَه و یَترُکَ الّتِی لیستْ بِفَصِیحَهٍ کما شَرَطَ فی أَوّل کِتَابه،انتهی.
و فی التهذیب: الحَفْرُ و الحَفَرُ -جَزْمٌ و فَتْحٌ لُغَتَانِ -:و هو ما یَلْزَق بالأَسْنَان مِن ظاهِرٍ و باطِنٍ .تقول:[ حَفِرَتْ أَسنانه حَفَراً ،و لغهٌ أخری] (1)حَفَرَتْ أَسنانُه تَحْفِر حَفْراً .و یقال:
فی أَسنانِه حَفَرٌ ،بالتَّحْرِیک،و هو لُغَهُ بَنِی أَسَد.و سُئل شَمِرُ عن الحَفَرِ (2)فی الأَسنان،فقال:هو أَن یَحْفِر القَلَحُ أُصولَ الأَسْنَانِ بین اللِّثَهِ و أَصْلِ السِّنِ من ظاهِرٍ و باطِنٍ یُلِحُّ علی العَظْم حتّی یَنْقشِر العَظْم إِن لم یُدْرَک سَرِیعاً.و یقال:أَخَذ فَمه حَفَرٌ و حَفْرٌ .و یُقَال:أَصْبَحَ فَمُ فلانٍ مَحْفُوراً ،و قد حُفِرَ فُوه.و حَفَر یَحْفِر حَفْراً و حَفِر حَفَراً فِیهِما.
و نقل شیخُنا عن ابن دُرُسْتَوَیه فی شَرْح الفَصِیح: الحَفْر ، بسکون الفاءِ مَصْدرُ فِعْلٍ مُتَعَدٍّ،و هو حَفَرَه یَحْفِره حَفْراً ، فکأَنَّ الذِی حَفَر أَسنانَه إِنّمَا هو کِبَرُ السِّنّ أَو دَوَامُ القَلَح أَو آفهٌ لَحِقَتْهَا.قال:و أَما الحَفَر ،بفتح الفاءِ،فمَصدُر قولِهِم:
حَفِرَت سِنُّهُ تَحْفَر حَفَراً ،و هذا الفِعْلُ لیس مُتَعَدِّیاً و الأَوّل مُتَعَدٍّ.و حکَی صاحِبُ الواعی أَنّه یُقَال فی مَصْدر حَفِرَت ، بالکَسْر، حَفْراً و حَفَراً ،بالإِسکانِ و التَّحْرِیک.قال:و الحَفْرُ :
بثْرَهٌ تَخْرُج فی لِثَهِ الصَّبِیِّ فیقال:صَبِیٌّ مَحْفُورٌ ،إِذا أَصابه ذلِک.
و أَحْفَر الصَّبِیُّ سَقَطَت لَه الثَّنِیَّتَانِ العُلْیَیَانِ و السُّفْلَیَانِ للإِثْنَاءِ و الإِرْبَاع ،و إِذا سَقَطت رَوَاضِعُه قیل: حَفَرَت ،کما تَقدَّم. و مِن المَجَازِ. أَحْفَرَ المُهْرُ:سَقَطَت -و فی بَعْضِ النُّسخِ الجَیِّده المُصَحَّحَه بعد قوله:و السُّفْلیانِ :و المُهْرُ للإِثناءِ،و الإِرباعِ ،و فی بعض الأُصول زِیادَه و القُرُوح سقطت- ثَنَایَاهُ و رَبَاعِیَاتُهُ .
و قال أَبو عُبَیْدَهَ فی کِتَاب الخَیل:یقال: أَحْفَر المُهْرُ إِحفاراً فهو مُحْفِر ،قال:و إِحْفَارُه :أَن تتحرَّک الثَّنِیَّتَانِ السُّفْلَیانِ و العُلْیَیان من رَوَاضِعه،فإِذا تَحرَّکْن قَالُوا:قد أَحفَرَت ثَنَایَا رَوَاضِعِه فسَقَطْن.قال:و أَوَّلُ ما یَحْفِر (3)فیما بَیْن ثَلاثِینَ شَهْراً أَدْنَی ذلک إِلی ثَلاثَهِ أَعْوَامٍ ثمّ یَسْقُطْن فیَقَع عَلَیها اسْمُ الإِبداءِ،ثُمّ تُبْدِی (4)فتَخرُج له ثَنِیَّتانِ سُفْلیَانِ و ثَنِیَّتان عُلْیَیان مکانَ ثَنایَاه الرّوَاضِعِ التی سَقَطْن بعد ثلاثَهِ أَعْوَامٍ ،فهو مُبْدٍ (5).قال:ثمّ یُثْنِی،فلا یزال ثَنِیًّا حتَّی یُحْفِر إِحْفَاراً ،و إِحْفارُه :أَن تَتَحَرَّک (6)له الرَّباعِیَتَانِ السُّفْلَیانِ و الرّباعِیتَان العُلْیَیَان من رَوَاضِعِه.و إِذا تَحَرَّکْن قِیلَ :قد أَحْفَرَت رَبَاعِیَاتُ رَوَاضِعِه،فیَسْقُطْن أَولَ (7)ما یُحْفِرنْ فی اسْتِیفائِه أَرْبَعَهَ أَعْوَام،ثم یَقَعُ عَلَیْهَا اسْمُ الإِبْدَاءِ،ثم لا یَزالُ رَبَاعِیاً حتّی یُحفِرَ لِلْقُرُوح،و هو أَنْ یَتَحَرَّک قارِحَاهُ ، و ذلک إِذا استَوْفَی خَمْسَهَ أَعْوَام،ثمّ یَقَع علیه اسمُ الإِبداءِ، علی ما وَصَفْنَاه،ثم هو قارِحٌ .
و فی الأَساس:و حَفَرَتْ رَوَاضِعُ المُهْرِ:تَحَرَّکَت للسقوط ،لأَنَّهَا إِذا سَقَطت بَقِیَتْ منابِتُهَا حَفْراً ،فَکَأَنَّهَا إِذا نَغَضَتْ أَخَذَتْ فی الحَفْرِ .و أَحْفَر المُهْرُ: حَفَرَت رَوَاضِعُه.
و أَحْفرَ فُلاناً بِئْراً:أَعَانَهُ علَی حَفْرِها .
و الحَفِیر :القَبْرُ ،فَعِیلٌ بمَعْنَی مَفْعُول،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ کالحُفْرَهِ (8)و الحَفِیرَهِ ،کما فی الأَساسِ .
و الحَافِرُ :وَاحِدُ حَوَافِرِ الدَّابَّهِ :الخَیْلِ و البِغَالِ و الحَمِیرِ،اسمٌ کالکاهِلِ و الغَارِب.قال الشاعر فی جمع الحَافِر :
أَوْلَی فأَوْلَی یا امْرَأَ القَیْسِ بَعْدَ مَا
خَصَفْنَ بآثارِ المَطیِّ الحَوَافِرَا
أَراد خَصَفْن بالحَوافِرِ آثارَ المَطِیّ ،یَعْنِی آثارَ أَخْفافِه.
و من المَجاز قَوْلُهم: الْتَقَوْا فاقْتَتَلُوا عِنْدَ الحَافِرَه ،أَی عند أَوَّل المُلْتَقَی. (9).
ص:296
و من المَجازِ قَوْلُ العَرَب:أَتَیْتُ فلاناً ثُمَّ رَجَعْتُ عَلَی حَافِرَتِی ،أَی طَرِیقِی الَّذِی أَصْعَدْتُ فِیهِ خاصّهً ،فإِنْ رَجَع علی غیْرِه لم یَقل ذلک.و فی التهذِیب:أَی رَجَعْت من حَیْثُ جِئْت:و رَجَعَ علی حافِرَتهِ ،أَی طَرِیقهِ الّذِی جاءَ مِنه.
و من المَجاز: اَلْحَافِرَهُ :الخِلْقَهُ الأُولَی،و العَوْدُ (1)فی الشَّیْ ءِ حتی یُرَدَّ آخِرُهُ عَلَی أَوَّلِه. و فی الکِتاب العَزِیز: أَ إِنّا لَمَرْدُودُونَ فِی اَلْحافِرَهِ (2)،أَی فی أَوَّلِ أَمْرِنا.و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
أَ حافِرَهً علی صَلَعٍ و شَیْبٍ
مَعَاذَ اللّه من سَفَهٍ و عَارِ
یقول:أَ أَرجِعُ إِلی ما کُنْتُ علیه فی شَبابِی و أَمْرِی الأَوّلِ من الغَزل و الصِّبَا بعد ما شِبْتُ و صَلِعْتُ .
و
16- فی الحدیث: «إِنَّ هذَا الأَمْرَ لا یُتْرک علی حَالِه حتّی یُرَدّ علی حافِرَتهِ ». أَی علی أَوَّلِ تأْسِیسه.و قال الفَرَّاءُ فی تَفْسِیر قَولِهِ تَعَالَی أَ إِنّا لَمَرْدُودُونَ فِی اَلْحافِرَهِ أَی إِلی أَمرِنا الأَوّل،أَی الحَیَاهِ .و قال ابنُ الأَعرابِیّ :فی الحافِرَه ،أَی فی الدُّنْیَا کما کُنَّا،و قیل:أَی فی الخَلْق الأَوَّل بعدَ ما نَمُوت.
و قالوا فی المثل:« النَّقْدُ عِنْدَ الحَافِرَهِ ،و الحَافِر »أَی عِنْدَ أَوَّل کَلِمَهٍ و فی التَّهْذِیب:معناه:إِذا قَالَ قد بِعتُک رَجَعْتَ علیه بالثمن،و هما فی المعنَی واحدٌ. و أَصْلُه أَی المَثَلِ أَنَّ الخَیلَ أَکرَمُ ما کَانَتْ عِنْدَهُم و أَنْفَسُه، و کَانُوا لنفاسَتِها عِنْدَهم و نَفاسِهم بها لا یَبِیعُونَها نَسِیئَهَ ،فکان یَقولُه الرَّجُلُ للرَّجُلِ :«النَّقْدُ عند الحافر »أَی عِنْد بَیْع ذاتِ الحَافِر ، أَی لا یَزُولُ حَافِرُه حَتَّی یَأْخُذَ ثَمَنَهُ . و صَیَّروه مَثَلاً.
و مَنْ قال:«عند الحافِرَه »فإِنَّه لَمَّا جَعَل الحافِرَ فی مَعْنَی الدّابّه نَفْسِها،و کَثُر اسْتِعْمَالُه من غیر ذِکْرِ الذّات أُلحِقَت به عَلاَمَهُ التَّأْنِیث إِشعاراً بتَسْمِیه الذَّاتِ بها. أَو کَانُوا یَقُولُونَها و یَتَکلَّمُون بها عِنْدَ السَّبْق و الرِّهَانِ . رَوَاهُ الأَزهریّ عن أَبِی العَبّاس.و قال: أَیْ أَوّل ما یقَعُ حَافِرُ الفَرَسِ عَلَی الحَافِرِ ، أَی المَحْفُورِ ، (3)کما یُقَالُ :ماءٌ دافِقٌ (4)،یُرِیدُ:مَدْفُوقٌ .
و فی نَصِّ أَبی العَبّاس:أَو الحافِرَهُ :الأَرْضُ المَحْفُورَه .
یقال:أَوَّل مَا یَقَع حافِرُ الفَرَس علی الحافره فَقَدْ وَجَبَ النَّقْدُ. یَعنِی فی الرِّهَانِ ،أَی کما یَسْبِق فیَقَع حافِرُه ،یقول:
هاتِ النَّقْدَ.و قال اللیثُ :النَّقْدُ عند الحافر معناه إِذا اشتریْتَه لم تَبْرَحْ (5)حتّی تَنْقُدَ. هذا أَصْلُه،ثُمَّ کَثُرَ حَتَّی استُعْمِل فی کُلِّ أَوّلِیَّه فقیل:رَجَعَ إِلَی حافِره ،و حافِرَتِه ،و فعَل کذا عند الحافِرهِ و الحافِرِ ،و منه
14- حدیث أُبَیّ قال: «سأَلْتُ النّبیَّ صَلَّی اللّه علیه و سلَّم عن التَّوْبَه النَّصُوحِ قال:هو النَّدَم علی الذّنْب حین یَفْرُط منک و تَسْتَغْفِر اللّه بنَدَامتک (6)عندَ الحافِرِ لا تَعُود إِلیه إِبداً». و المعنَی تَنْجِیز النّدامَهِ و الاسْتِغْفَارِ عِنْد مُوَاقَعَهِ الذَّنْب من غَیر تَأْخِیرٍ،لأَنَّ التَّأْخِیرَ مِن الإِصْرارِ.
و من المَجاز:هذا غَیْثٌ لا یَحْفِرُه أَحَدٌ،أَی لا یَعْلَمُ أَحَدٌ أَیْنَ أَقْصاه.
و الحِفْرَاهُ ،بالکَسْرِ:نَبَاتٌ فی الرَّمْلِ لا یزالُ أَخضَرَ، و هو من نَبَاتِ الرَّبِیع.قال أَبُو النَّجْم فی وَصْفها:
یَظَلُّ حِفْرَاه من التَّهَدُّلِ
فی رَوْضِ ذَفْرَاءَ و رُعْلٍ مُخْجِلِ
ج حِفْرَی ،کشِعْرَی.
و قال أَبو حنیفَه: الحِفْرَی :ذاتُ وَرَقٍ و شَوْکٍ صِغارٍ، لا تَکُون إِلاَّ فی الأَرضِ الغَلِیظه،و لها زَهْرهٌ بَیْضَاءُ،و هی تَکُون مِثْلَ جُثَّهِ الحَمَامَهِ .
قلت:و أَنشدَ أَبو عَلِیٍّ القَالیّ فی المَقْصُورِ لکُثَیّر:
و حَلَّت سُجَیْفَهُ (7)من أَرْضِها
رَوَابِیَ یُنْبِتْنَ حِفْرَی دِمَاثَا
و الحِفْرَاه عِنْدَ أَهْلِ الیمن: خَشَبَهٌ ذاتُ أَصَابعَ یُذَرَّی بها الکُدْسُ المَدُوسُ و یُنَقَّی بِهَا البُرُّ مِنَ التِّبْنِ .
ص:297
قال الأَزْهَرِیّ :و هی الرَّفْشُ (1)الَّذِی یُذَرَّی بِهِ الحِنْطهُ ، و هی الخَشَبَهُ المُصْمَتَهُ الرَّأْسِ ،فأَمّا المُفَرَّج فهو العَضْم و المِعْزَقَه.
و الحَافِّیرَهُ ،بشَدِّ الفَاءِ:سَمَکَهٌ سوداءٌ مُسْتَدِیرَه،نَقَلَه الصَّاغانِیُّ .
و الحَفَّار ،ککَتَّان: مَنْ یَحْفِر القَبْرَ ،و هو لَقَبُ جماعَه من المُحَدِّثین.منهم أَبُو بَکْر مُحمَّدُ بنُ عَلیِّ بْنِ عَمْرٍو الضَّرِیرُ البَغْدَادِیُّ .و أَبو الفَتْح هِلالُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ جَعْفَر بْنِ سَعْدانَ البَغْدادِیُّ ،و هما صَدُوقان. و اسمُ فَرَس سُرَاقَه بْنِ مَالِک بن جُعْشُم الکِنَانِیِّ المُدْلِجِیّ ،أَبو سُفْیَان الصَّحَابِیّ ،رضی اللّه عنه.
و الحِفَارُ ، ککِتَابٍ :عُودٌ یُعَوَّجُ ثم یُجْعَلُ فی وَسَطِ البَیْتِ من الشَّعْر، و یُثْقَبُ فی وَسَطِه و یُجْعَلُ العَمُودَ الأَوسَطَ .
و الحَفَر ،مُحَرَّکهً (2)،و لا تَقُلْ بِهَاءٍ:ع بالکُوفَهِ ،و فی التکمله:اسم هذا المَوْضع الحَفَرَه ، کَانَ یَنْزِلُه عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الحفَرِیُّ ،کُنیَتُه أَبُو دَاودَ،یَرْوِی عن الثَّوْرِیّ ،و کان من العُبَّاد.ذکَرَه ابن حِبّانَ فی کِتابِ الثِّقَات. و الحَفَر :
ع بیْن مَکَّهَ و البَصْرَه،و کَذلِک الحَفِیرُ (3).و هو نَهرٌ بالأُردُنّ نَزَلَ عنده النُّعْمَان بنُ بَشِیر،و قیل[بین] الحَفِیر و البَصْره ثَمَانِیهَ عشرَ مِیلاً،و یقالان بغیر أَلفٍ و لام.
و فی التّهْذِیب: الأَحفارُ المَعْرُوفَهُ فی بِلادِ العَرَب ثَلاثَه.
فمنها حَفَرُ أَبی مُوسَی ،بفتح الحاءِ و الفاءِ،و قد جَاءَ ذِکْرُها فی الحدیث،و هی رَکَایَا احْتَفَرَها (4)أَبُو مُوسَی الأَشْعَرِیّ ، رَضی اللّه عنه، علی جَادَّهِ البَصْرَهِ إِلی مَکَّهَ ،قال الأَزهَرِیُّ :
و قد نَزلْتُ بها و استَقَیْت مِن رَکَایَاهَا،و هی ما بین ماوِیَّهَ و المَنْجَشَانِیَّات و هی مُسْتَوِیه (5)بَعِیدَهُ الرِّشاءِ عَذْبَه المَاءِ.
و مِنْهَا حَفَرُ ضَبَّهَ ،و هی رَکَایَا بناحِیه الشَّوَاجِنِ بَعِیدَهُ القَعْرِعَذْبهُ الماءِ. و مِنْهَا حَفَرُ سَعْدِ بْنِ زَیْدِ مَنَاهَ بن تمیم،و هی بحِذاءِ العَرَمَهِ وَرَاءَ الدَّهْنَاءِ یُسْتَقَی منْها بالسَّانِیَه عند حَبْل من حِبال الدهْنَاءِ یُقَال له حَبْل الحَاضِر.
و حَفِیرٌ و حَفِیرَهٌ :مَوْضِعَانِ ،هکذا فی النُّسخ علی فَعِیل و فَعِیلَه و مِثْلُه فی التکمله قَالَ :
لمَنِ النَّارُ أُوقِدَتْ بحَفِیرِ
لم تُضِیءْ غیرَ مُصْطَلَی مَقْرُورِ
و الذی فی التهذیب: حَفْر و حَفِیره (6):اسمَا مَوضعَینِ ذَکرهما الشعراءُ القُدماءُ.
و الحَفَائِرُ :مَاءٌ لِبَنِی قُرَیْطٍ علی یَسَارِ حَاجِّ الکُوفَهِ ،نقله الصَّاغانِیّ سُمِّیَ باسم الجمع.
و الحُفَیْرَهُ ،مُصَغَّرهً :ع بِالعِراقِ نقله الصَّاغانِیّ .
و یَحْیَی بنُ سُلَیْمَان الحُفْرِیُّ بالضَّمِّ ،من المُحَدِّثین، و قِیلَ له ذلک لأَنَّ دارَه کَانَتْ علَی حُفْرَهٍ بِالقَیْرَوَان بدَرْبِ أُمّ أَیّوبَ (7)،روَی عن الفُضَیْل،و عن جَبرون بن عیسی.
و مَحْفُور :ه (8)بشَطِّ بَحْرِ الرُّومِ ،و بالعَیْنِ لَحْنٌ ،نَبَّه علیه الصَّاغانِیّ و یُنْسَجُ بِهَا البُسُطُ و المَفَارِشُ الغالِیَهُ الأَثْمَانِ .
*و مما یُسْتَدْرک علیه:
استحفَر النَّهرُ:حانَ لَهُ أَن یُحْفَر .
و الحُفَیْر ،کزُبیر.مَنزِلٌ بین ذی الحُلَیْفه و مَلَل (9)یَسْلُکه الحاجُّ .و رَکِیَّهٌ حفِیرَهٌ ،و حَفرٌ بَدِیعٌ .
و أَتَی یَرْبُوعاً مُقَصِّعاً أَو مُرَهِّطاً فحَفَره و حَفَر عنه، و احتفَره .
قال الأَزْهَرِیّ :و قال أَبو حاتم:یقال حافَرَ مُحَافَرَه (10)، و فُلانٌ أَروغُ من یَرْبُوعٍ مُحافِرٍ ؛و ذلک أَن یَحْفِر فی لُغْزٍ من أَلْغَازِه فیذْهب سُفْلاً و یَحْفِر الإِنْسَانُ حتّی یَعْیَا فلا یَقْدِر علیه و یَشتبه (11)علیه الجُحْر فلا یَعْرِفه من غیره فیَدَعه،فإِذا فَعَل
ص:298
الیَرْبُوعُ ذلِک قیل لِمَنْ یَطْلُبه دَعْه فقد حافَرَ ،فلا یَقْدِر علیه أَحدٌ.و یقال:إِنَّه إِذا حَافَرَ و أَبَی أَن یَحْفِرَ التُّراب و لاَ یَنْبُثَه و لا یُدْرَی (1)وَجْهُ جُحْرِه یقال:قد حثی (2)،فترَی الجُحْرَ مَمْلُوءاً تُراباً مُسْتَوِیاً مع ما سِوَاهُ إِذا حثَی و یُسَمَّی ذلک الحاثِیاءَ.یقال:ما أَشَدَّ اشتِباهَ حاثِیائِه.
و قال ابنُ شُمَیْل:رَجُلٌ مُحافِرٌ :لَیْسَ لَه شَیْ ءٌ.و أَنْشد:
مُحَافِرُ العَیْشِ أَتَی جِوَارِی
لَیْسَ لَه مِمَّا أَفاءَ الشَّارِی
غَیْرُ مُدیً و بُرْمَهٍ أَعْشَارِ
و فی الأَساس:و حَفَر عن (3)الضَّبّ و الیَرْبُوع لِیَسْتَخْرِجَه.
و یُتَّسَعُ فیه فیقال: حَفَرتُ الضّبَّ و احتفَرْتُه .و حَافَرَ الیَرْبُوعُ :
أَمعَنَ فی حَرِهِ .و فلانٌ أَرْوغُ من یَرْبُوعٍ مُحَافِرٍ .و هو نَصّ مکْشُوفٌ ،و بُرْهَانٌ جَلِیٌّ ینادِی علی صِحّه ما ذَکَرتُ فی:
یُخادِعُونَ اللّهَ ،و: حاشَ لِلّهِ ،انتهی.
و فی اللسان:و کانت سُورَهُ براءَه تُسَمَّی الحَافِرَهَ ؛و ذلک أَنَّهَا حَفَرَت عن قُلُوب المُنَافِقِین،و ذلک أَنه لمّا فُرِضَ القِتَالُ تَبَیَّن المُنَافِقُ مِن غَیْره،و مَنْ یُوالِی المُؤْمِنِین مِمَّن یُوالِی أَعداءَهم.
و قرأْتُ فی الحَمَاسَه:
و مُسْتَعْجِل بالحَرْبِ و السِّلْمُ حَظُّه
فلمّا استُثِیرَتْ کَلَّ عَنْهَا مَحَافِرُهْ (4)
قال فی الهامش:جمْع محفر ،و المراد به هنا السِّلاحُ .
و الحافِرَهُ :الأَرْضُ المَحْفُورَهُ .و یَقُولُونَ للقَدَمِ حافِراً إِذا أَرادوا تَقْبِیحها،علی الاستِعَارَهِ .قال جُبَیْهَاءُ الأَسَدِیّ یَصِف ضَیْفاً طارِقاً أَسْرَعَ إِلَیْه:
فأَبْصَرَ نَارِی و هی شَقْرَاءُ أُوقِدَتْ
بلَیْلٍ فلاحَتْ للعُیُونِ النّواظِرِ
فما رَقَدَ الوِلْدَانُ حتّی رأَیْتُه
علی البَکْرِ یَمْرِیه بساقٍ و حافِرِ
و معنی یَمْرِیه:یَسْتَخْرِج ما عِنْدَه مِن الجَرْیِ .
و الحَفْر ،بفتح فسکون:اسمُ المَکَان الَّذِی حُفِرَ کخَنْدَقٍ أَو بِئر.
و عن ابنِ الأَعرابیّ : أَحفَرَ الرّجلُ ،إِذا رَعَی إِبلَه الحِفْرَی .قال الأَزهرِیُّ :و هو من أَرْدَإِ المَرْعَی (5).
قال:و أَحْفَرَ ،إِذا عَمِلَ بالحِفْرَاه ،و هی المِعْزَقَه.
و قال:و حَفِرَ کفَرِحَ ،إِذا فَسَدَ.
و حُفْرَه و حُفَیْرَه :موضِعان،و کذلک الأَحفَارُ و أَحْفَارٌ .قال الفَرَزْدَقُ :
فیَا لَیتَ دارِی بالمَدِینهِ أَصْبَحَتْ
بأَحْفَارِ فَلْجِ أَو بِسِیفِ الکَوَاظِم
و قال ابنُ جِنِّی:أَراد الحَفَر و کَاظِمهَ ،فجَمعَهُمَا ضَرُورَهً .
و یقال:هذا البَلَدُ مَمَرُّ العَسَاکِرِ و مَدَقُّ الحَوَافِرِ .و فُلانٌ یَمْلِکُ الخُفَّ و الحافِرَ .و من المجاز:وَطِئَهُ کُلُّ خُفٍّ و حَافِرٍ .
و رَجَع إِلی حَافِرَتهِ :شاخَ و هَرِمَ (6).
و حَفَرَ الفَصیلُ أُمَّه حَفْراً ،و هو استِلالُه طِرْقَها (7)حتی یَسْتَرْخِی لحمُها[بامتصاصه إِیّاهَا] (8).
و تَحَفَّر السَّیْلُ :اتَّخذَ حُفَراً فی الأَرْضِ .
و ابنُ أَبِی الحَوافِر :طبِیبٌ مَشْهُورٌ.
و الحفَّاره :قَرْیَه من أَعمال الجِیزه:و الحَافِرَهُ :قَرْیَه بالصَّعِید الأَدْنَی.و حَفَرُ السِّیدانِ عند کاظمهَ .و حَفَرُ الرِّباب:مَوْضع.
و حُفَارٌ ،کغُرَابٍ :مَوضِعٌ بالیمن.
ص:299
و حافِرُ بنُ التَّوْأَم الحِمْیَرِیّ :أَحد کُهَّان حِمْیَر،أَسلَم علی یدِ مُعَاذِ بن جَبَلٍ ،ذَکَره الذَّهَبِیُّ فی المُخَضْرَمِین.
و المَحَافِرَهُ :بطْن من الجَحَافِل و فیهم عَدَدٌ وَ مَدَدٌ و هم بالیَمَن،ذَکَره المَلکُ الغَسَّانیُّ فی الأَنسابِ .
الحَفَیْتَر ،کعَمَیْثَل ،أَهمله الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللِّسَان.و قال الصَّاغانِیّ :هو القَصِیر من الرِّجَال،کالحَبَیْتَر، بالمُوَحّده،کَذا فی التَّکْمِلَه.
الحَاقُورَهُ :السَّمَاءُ الرَّابِعَه ،فی قَوْلِ أُمیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْت:
و کأَنَّ رَابِعَهً لها حاقُورَهً
فی جَنْب خامِسَهٍ عَنَاصٍ تُمْرَدُ
و الحَقْرُ ،بفتح فَسُکُون: الذِّلَّه، کالحُقْرِیَّهِ ،بالضَّمِّ ، و الحَقَارَهِ ،مُثَلَّثَهً ،و المَحْقَرَهِ . حَقَرَ یَحْقِرُ حَقْراً و حُقْرِیَّهً .
و یقال:هذا الأَمر مَحْقَرهٌ بِک،أَی حَقارَهٌ ، و الفِعْلُ کضَرب و کَرُمَ . یقال: حَقُر ،بالضَّمّ ، حَقْراً و حَقَارَهً .و حَقَر الشیْ ءَ یَحْقِره حَقْراً و مَحْقَراً و حَقَارَهً . و الحَقْرُ : الإِذْلالُ ، کالتَّحْقِیرِ و الاحْتِقَارِ ،و الاستحقارِ ،و الفعل کضرَب. یقال: حَقَرَهُ و حَقَّره و احْتقَره و استحقَره :استصغره و رآه حَقیراً .و حَقَّرَه :
صَیَّره حَقیراً .و هو حاقِرٌ ناقر.و فی مثَل:«مَن حَقَرَ حَرَمَ » (1)و فُلانٌ مُوَقَّر غیرُ مُحَقَّر ،و خَطِیرٌ غیرُ حَقِیر .
و الحَیْقَر ،کحَیْدَر و یُضَمّ القَافُ :الذَّلِیلُ أَوِ الضَّعِیفُ ، عن ابْنِ دُرَیْد (2)، أَو اللَّئیمُ الأَصْلِ ،أَو الصَّغِیرُ، کالحَقِیر ، و یُؤکَّدُ فیقال: حَقِیرٌ نقِیرٌ،و حَقْرٌ نَقْرٌ.
و حَقَّرَ الکلامَ تَحْقِیراً :صَغَّرَه ،و کذا حَقَّرَ الاسْمَ .
و الحُرُوفُ المحْقُورَهُ . هی القَافُ و الجِیمُ و الطَّاءُ و الدَّالُ و البَاءُ،یَجْمَعُها قولک: جَدُّ قُطْبٍ . سُمِّیَتْ بِذلِک؛لأَنَّهَا تُحَقَّر فی الوَقْف و تُضْغَطُ عن مَوَاضِعِهَا،و هی حُرُوفُ القَلْقَلَهِ ،لأَنَّک لا تَسْتَطِیع الوُقُوفَ علیها إِلاَّ بصَوْت،و ذلک لِشدَّه الحَقْر و الضَّغْط ،و ذلک نحو الحَقْ و اذْهَبْ و اخْرُجْ .
و بَعضُ العَرَب أَشدُّ تَصْویتاً من بَعْض.و التَّحْقِیرُ :التَّصْغِیرُ. و المُحَقَّراتُ :الصَّغَائِرُ. قال شَیْخُنا:و هی من الإِطلاقات الشَّرْعِیَّه؛إِذ لا تَعرف العَرَبُ صغائِرَ و لا کبائِرَ، و ردَّها أَهلُ الغَرِیب إِلی ما یَحتقرْهُ الإِنسان من الأَفْعال و إِن کانت کبیرهً .
و حَقُرَ فی عَیْنِی، و تَحَاقَر :تَصَاغَرَ ،و تَحَاقَرَتْ إِلیه نَفْسُه:تَصَاغَرَتْ . و فی الحَدِیثِ «عَطَس عِنْدَه رَجُلٌ فَقَال له:« حَقِرْتَ و نَقِرْتَ »بکَسْر قَافَیْهِمَا ،أَی صِرْتَ حَقِیراً نَقِیراً ،أَی ذَلِیلاً،و الثَّانی للتَّأْکِید.و یقال فی الدُّعاءِ: حَقْراً له و عَقْراً،و مَحْقَراً و حَقَارَهً ،کُلُّه راجِع إِلَی مَعْنَی الصِّغَر.
و الحُقارات ،بالضَّمّ :ناحیه واسعه بالیمن.
الحَکْرُ ،بفَتْح فَسُکُون: الظُّلْمُ و التَّنَقُّص و إِسَاءَهُ المُعاشَرَهِ و العُسْرُ و الالْتِوَاءُ،و هذانِ مِن الأَساسِ و التَّکْمِلَهِ (3). و الفِعْلُ کضَرَبَ ،یقال: حَکَرَه یَحْکِرُه حَکْراً :
ظَلَمَه و تَنَقَّصَه و أَساءَ عِشْرَتَه (4).و قال الأَزهَرِیّ : الحَکْرُ :
الظُّلْمُ و التَّنقُّص و سُوءُ العِشْرهِ .و یُقَالُ :فُلان یَحْکِر فُلاناً إِذا أَدْخَلَ علیه مشَقَّهً و مَضَرَّهً فی معاشَرَتِه و مُعَایَشَتِه،و النَّعْت حَکِرٌ .و رجُلٌ حَکِرٌ ،علی النَّسَب.
و الحَکْرُ : السَّمْنُ بالعَسَل یَلْعَقُهما الصَّبِیُّ .و الحَکْرُ :
القَعْبُ الصَّغِیر.و الحَکْرُ : الشَّیْ ءُ القَلِیلُ من الماءِ و الطَّعَامِ و اللَّبَنِ ،و یُحَرَّک، و یُضَمَّان.
و الحَکَر ، بالتَّحْرِیکِ :ما احْتُکِر من الطَّعَامِ و نَحْوِه مِمّا یُؤْکَل، أَی احْتُبِسَ انْتِظاراً لغَلاَئِه، کالحُکَرِ ،کصُرَدٍ ، و الحُکْرَهِ ، و فَاعِلُه حَکِرٌ ،کَکَتِف.یقال:إِنَّه لحَکِرٌ لا یَزال یَحْبِس سِلْعَتَه و السُّوقُ مادّهٌ حتّی یَبِیعَ بالکثیر من شدَّهِ حَکْرِه ،أَی من شِدّه احْتِبَاسِه و تَرَبُّصِه.و مَعْنَی:و السُّوقُ مَادَّهٌ ،أَی مَلْأَی رِجَالاً و بُیُوعاً.
و الحَکَرُ : اللَّجَاجَهُ و العُسْر.
و الاسْتِبْدَادُ بِالشَّیْ ءِ ،أَی الاستِقْلالُ بِه. حَکِرَ ،کفَرِحَ ، فهو حَکِرٌ .
و الحَکَر ،بالتَّحْرِیک: المَاءُ القَلِیلُ المُجْتَمِعُ . و منه
ص:300
حَدِیث أَبِی هُرَیْرَهَ قال فی الکِلاَبِ :«إِذا وَرَدْنَ (1)الحَکَرَ القَلِیلَ فلا تَطْعَمْه»،أَی لا تَشْرَبْه،و کَذلک القَلِیل من الطَّعَام و اللَّبَن و هو فَعَلٌ بمعنی مَفْعُول،أَی مَجْمُوع.
و التَّحَکُّر : الاحْتِکارُ . قال ابنُ شُمَیْل:إِنّهم لیتَحَکَّرُون فی بَیْعِهم،أَی یَنْظُرُونَ و یَتَرَبَّصُون.و
16- فی الحدیث: «من احتَکَر طَعاماً فهو کَذَا». أَی اشْتَراه و حَبَسَه لیَقِلَّ فیَغْلُوَ.
و التَّحَکُّر : التَّحَسُّر ،و إِنَّه لیتَحکَّر علیه،أَی یتَحَسَّر.قال رُؤْبَهُ :
لا یَنظُرُ النَّحْوِیُّ فیها نَظَرِی
و ن لَوَی لَحْیَیْه بالتَّحَکُّرِ
و المُحَاکَرَهُ :المُلاَحَّهُ (2)و المُماراهُ .
و الحُکْرَهُ ،بالضَّمِّ :اسمٌ مِنَ الاحْتِکَارِ ،و کذلک الحُکْر ، و مِنْه
16- الحَدِیث: «[أَنَّه] (3)نَهَی عَنِ الحُکْره ».
و الحُکْرَهُ :الجُمْلَه،و قِیلَ :الجُزَافُ ،و أَصْلُ الحُکْرَهِ الجَمْع و الإِمْسَاکُ ،کما قاله الراغِبُ و غَیْرُه (4).[ و مِخْلافٌ بالطَّائف ] (5).
*و مما یُسْتدْرک علیه:
الحِکْر ،بالکَسْر:ما یُجْعَل عَلَی العَقَارَاتِ و یُحْبَسُ ، مُوَلَّدهٌ .
و الحَاکُورَه :قِطْعَهُ أَرضٍ تُحْکَر لزَرْع الأَشْجَارِ قَرِیبَه مِنَ الدُّورِ و المَنَازِل،شامیّه.
و الشّیخُ شمْسُ الدِّین محمّدُ بنُ أَحْمَد بن الحِکْریّ المعروف بالخازِن،مُحَدِّث الدِّیَار المِصْرِیه و مُقرِئُها،کأَنَّه منسوب إِلی مُنْیَه حِکْرِ من قُرَی مِصْر بالسَّمَنُّودِیَّه،روی عنه شَیْخُ الإِسلام زَکَرِیَّا الأَنْصَاریّ و غیره.
و الحُکْرَه ،بالضَّمّ من مَخالِیف الطَّائِف (6).
الأَحْمَر :ما لَوْنُه الحُمْرَهُ ،یَکونُ فی الحَیَوانِ و الثِّیَاب و غَیْرِ ذلک مما یَقْبَلُها. و من المَجاز: الأَحمَرُ : مَنْ لا سِلاَحَ مَعَه فی الحَرْبِ ،نقلَه الصَّاغانِیّ ، جَمْعُهُمَا حُمْرٌ و حُمْرَانٌ ،بضمّ أَوَّلِهِمَا یقال:ثِیابٌ حُمْرٌ و حُمْرانٌ ،و رِجَالٌ حُمْرٌ .
و الأَحْمر : تَمْرٌ ،لِلَوْنِه. و الأَحْمَرُ : الأَبْیَضُ ،ضِدّ. و به فَسَّر بَعْضٌ
14- الحَدِیث: «بُعِثْتُ إِلَی الأَحْمَر و الأَسْوَدِ».
و العَربُ تَقُولُ امرأَهٌ حَمْرَاءُ ،أَی بیضاءُ.و سُئل ثَعْلَب:لِمَ خَصَّ الأَحمر دُونَ الأَبْیض،فَقَالَ :لأَنَّ العرب لا تَقولُ :
رجُلٌ أَبیضُ من بَیَاضِ اللَّوْنِ ،إِنَّمَا الأَبیضُ عِنْدَهم الطّاهِرُ النَّقِیُّ من العُیُوبِ ،فإِذا أَرادُوا الأَبیضَ مِنَ اللَّوْن قالوا أَحْمر .قال ابنُ الأَثِیر:و فی هذا القَوْل نَظَر،فإِنَّهم قد استَعْمَلُوا الأَبیضَ فِی أَلْوانِ النَّاس و غَیْرِهم. و مِنْهُ الحَدِیث
1- «قال عَلِیٌّ لعائِشَهَ رَضِی اللّه عَنْهُمَا:إِیّاکِ أَن تَکُوِنیها یا حُمَیْراءُ ». أَی یا بیضاءُ.و
16- فی حَدِیثٍ آخَر: «خُذُوا شَطْر دِینِکم مِن الحُمَیْرَاءِ ». یَعْنَی عائِشَه.کانَ یَقُولُ لهَا أَحْیَاناً ذلِک،و هو تَصْغِیر الحَمْرَاءِ ،یُرِید البَیْضَاءَ.قال الأَزْهَرِیّ :و القَولُ فی الأَسْوَدِ و الأَحْمَر إِنَّهما الأَسودُ و الأَبیضُ ،لأَنَّ هذَین النَّعْتَیْن یَعُمَّانِ الآدمِیِّین أَجْمَعِین.هذا
14- کَقَوْلِه: بُعِثْتُ إِلَی النَّاسِ کَافَّهً . و قَولُ الشَّاعر:
جَمَعْتُمْ فَأَوْعَیْتُمْ و جِئْتُمْ بمَعْشَرٍ
تَوافَتْ به حُمْرانُ عَبْدٍ و سُودُها
یرِید بعَبْدٍ عَبْدَ بْنَ أَبِی بَکْر بْنِ کِلاَب (7).
و قولُه أَنْشَدَه ثَعْلَب:
نَضْخ العُلُوجِ الحُمْرِ فی حَمَّامِها
إِنَّمَا عَنَی البِیضَ .
و حُکِیَ عنِ الأَصْمَعِیّ :یُقَال:أَتَانِی کُلُّ أَسْوَدَ منْهم و أَحْمَر ،و لا یُقَالُ أَبْیَض.مَعْنَاه جَمِیعُ النَّاسِ عربهم و عجمهم.
و قال شَمِرٌ: الأَحْمَر :الأَبیضُ تَطَیُّراً بالأَبْرص،یَحْکِیه عن أَبی عمْرِو بْنِ العَلاءِ.
و قال الأَزهَرِیُّ فی قَوْلهم:أَهْلَک النِّسَاءَ الأَحْمرانِ ،
ص:301
یعْنُونَ الذَّهب و الزَّعفَران ،أَی أَهلکهُنَّ حُبُّ الحَلْی و الطِّیب. و قال الجَوْهَرِیّ :أَهلک الرِّجَالَ الأَحْمَرانِ :
اللَّحْمُ و الخَمْرُ. و قال غَیْرُه:یُقَال للذَّهَب و الزَّعْفَرانِ :
الأَصْفَرانِ .و لِلْمَاءِ و اللَّبنِ :الأَبْیضَانِ ،و للتَّمر و الماءِ:
الأَسوَدَانِ .و
16- فی الحدیث: «أُعطِیتُ الکَنْزَینِ الأَحْمَرَ و الأَبْیَضَ ». و الأَحمرُ :الذَّهَبُ .و الأَبیَضُ :الفِضَّه.و الذَّهب کُنُوزُ الرُّوم لأَنَّهَا الغالِبُ علی نُقُودِهم.و قیل:أَرادَ العَرَبَ و العجَم جَمَعَهُم اللّه علی دِینهِ و مِلَّتهِ .
و الأَحامِرَهُ :قومٌ مِنَ العَجَم نَزَلُوا بالبَصرهِ (1)و تَبَنَّکُوا بالکُوفَه.
و قال اللَّیْثُ : الأَحَامِرَهُ : اللَّحْمُ و الخَمْرُ و الخَلُوقُ . و قال ابن سِیدَه: الأَحْمَرانِ :الذَّهَبُ و الزَّعفَرانُ ،فإِذا قُلْت الأَحامِره فَفِیها الخَلُوقُ .قال الأَعشی:
إِنَّ الأَحامِرَهَ الثَّلاَثَهَ أَهْلَکَتْ
مالِی و کُنْتُ بِهَا قَدِیماً مُولَعَا
الخَمْرَ و اللَّحْمَ السَّمِینَ و أَطَّلِی
بالزَّعْفَرانِ فلَنْ أَزالَ مُبَقَّعَا (2)
و قال أَبو عُبَیْده:الأَصفَرانِ :الذَّهَبُ و الزَّعْفَرانُ .و قال ابْنُ الأَعرابِیّ : الأَحْمَرانِ :النَّبِیذُ و اللَّحْم.و أَنْشَدَ:
الأَحْمَرَیْنِ الرَّاحَ و المُحَبَّرَا
قال شَمِر:أَرادَ الخَمْرَ و البُرُودَ.
و فی الأَساسِ :و نَحْنُ مِن أَهْل الأَسْوَدَیْن،أَی التَّمْر و المَاءِ لا الأَحْمَرَین ،أَی اللَّحْم و الخَمْر.
و
16- فی الحَدِیث: «لو تَعْلَمُون ما فِی هذه الأُمّه من المَوْت الأَحْمَر ». یعنی القَتْل ،و ذلکَ لما یَحْدُث عن القَتْل مِنَ الدَّم، أَو هُوَ الموتُ الشَّدیدُ ،و هو مَجَازٌ،کنَوْا به عنه کأَنَّه یُلْقَی منه ما یُلْقَی مِنَ الحَرْب.قال أَبو زُبَیْد الطّائیّ یَصفُ الأَسَد:
إِذا عَلَّقَت قِرْناً خَطاطِیفُ کَفِّه
رَأَی المَوْتَ رَأْیَ العَیْن أَسْودَ أَحْمَرَا (3)
و قال أَبو عُبَیْد فی مَعْنَی قَوْلهم:هو المَوْتُ الأَحْمَرُ ، یَسْمَدِرُّ بَصَرُ الرّجل من الهَوْل فیَری الدُّنْیَا فی عَیْنیه حَمْراءَ و سَوْداءَ.و أَنْشَد بَیْتَ أَبی زُبَیْد.قال الأَصمَعِیّ :یَجُوزُ أَن یکونَ من قَوْل العَرَب:وَطْأَهٌ حَمْرَاءُ ،إِذا کانَت طَرِیَّه لم تَدْرُس،فمعنَی قَوْلهمْ :المَوْتُ الأَحْمَر :الجَدید الطَّریّ .
قال الأَزهَریّ :و یُرْوَی عن عَبْد اللّه بن الصّامِت أَنّه قال:
أَسرَعُ الأَرض خَراباً البَصْرهُ ،قیل:و ما یُخَرِّبُها؟قال:القَتْل الأَحمَرُ ،و الجُوعُ الأَغبَرُ.
و قَوْلُهُم :و هو مِنْ حَدِیث عبد الملک«أَراک أَحمرَ قَرِفاً».
قال: الحُسْن أَحْمَرُ ،أَی الحسْن فی الحُمْره .و قال ابن الأَثیر أَی شَاقٌّ ،أَی مَنْ أَحَبَّ الحُسْنَ احْتَملَ المَشَقَّه.و قال ابنُ سیده:أَی أَنَّه یَلْقی العَاشِقُ منه ما یَلْقَی صاحِبُ الحَرْب مِنَ الحَرْب. و روَی الأَزهریُّ عن ابْن الأَعرابیّ فی قَوْلهم:
الحُسْن أَحمرُ ،یُریدُون:إِن تَکَلَّفْت الحُسْن (4)و الجَمَالَ فاصْبر فیه علی الأَذَی و المَشَقَّه.و قال ابنُ الأَعْرَابیّ أَیضاً:
یقال ذلک للرَّجُل یَمِیل إِلی هَواه وَ یَخْتَصُّ بمَنْ یُحِبّ ،کما یُقَالُ :الهَوَی غَالِبٌ ،و کما یقال:إِنَّ الهَوَی یَمِیل بِاسْتِ الرَّاکب،إِذا آثَرَ مَنْ یَهْواه علی غَیْره.
و الحَمْرَاءُ :العَجَمُ ،لبَیَاضهم،و لأَنَّ الشُّقْرهَ أَغلَبُ الأَلوانِ عَلَیْهم.و کانَت العربُ تقول للعَجَم الّذین یَکُونُ البیاضُ غالباً علی أَلوانهم،مِثْلِ الرُّومِ و الفُرسِ و مَن صاقَبَهم:إِنَّهُم الحَمْراءُ .و منْ ذلک
1- حَدیث عَلیّ رَضیَ اللّهُ عَنْه: حینَ قَالَ له سَرَاهٌ من أَصْحَابه العَربِ :«غَلَبَتْنَا عَلَیک هذه الحَمْراءُ (5).فقال:لیَضْرِبَنَّکُمْ (6)علی الدِّین عَوْداً کما ضَرَبْتُمُوهم علیه بَدْأً». أَراد بالحَمْراءِ الفُرْسَ و الرُّومَ .و العَرَبُ إِذا قَالُوا:فُلاَنٌ أَبیضُ و فُلانَهُ بیضاءُ فمَعْنَاه الکَرَمُ فی
ص:302
الأَخْلاق لا لَوْنُ الخِلْقه،و إِذَا قَالُوا:فُلانٌ أَحمرُ ،و فلانَهُ حمراءُ عَنَتْ بیاضَ اللَّوْنِ .
و من المَجاز: السَّنَهُ الحَمْرَاءُ : الشَّدِیدَهُ ،لأَنَّهَا واسِطَهٌ بَیْن السَّوداءِ و البَیْضَاءِ.قال أَبُو حَنِیفَه:إِذا أَخْلَفَت الجَبْهَهُ فهی السَّنَه الحَمْرَاءُ .و
17- فی حَدِیث طَهْفَهَ : «أَصابَتْنَا سَنَهٌ حَمْراءُ ». أَی شَدِیدَهُ الجَدْبِ ؛لأَنَّ آفَاقَ السَّمَاءِ تَحْمَرُّ فی سِنِی الجَدْبِ و القَحْطِ .و أَنْشَد الأَزْهَرِیُّ :
أَشْکُو إِلَیْکَ سَنَوَاتٍ حُمْرَا
قال:أَخرجَ نَعْتَه علی الأَعْوَامِ فذَکَّر،و لو أَخْرَجَه علی السَّنَوَاتِ لقال حَمْرَاوات .و قال غیره:قیل لِسِنِی القَحْطِ حَمْراوَات لاحْمِرارِ الآفَاقِ فیها.
و من المَجاز: الحَمْرَاءُ : شِدَّهُ الظَّهِیرَه و شِدَّهُ القَیْظ .قال الأُموِیُّ (1):و سَمِعْتُ العَربَ تَقولُ :کُنَّا فی حَمْراءِ القَیْظِ علی ماءِ شُفَیَّهَ (2)،و هی رَکِیَّهٌ عَذْبَهٌ .
و الحَمراءُ :اسمُ مَدِینَه لَبْلَهَ بالمَغْرِب. و الحَمْرَاءُ :
ع بفُسْطَاط مِصْر. کان بالقُرْبِ منه دَارُ اللَّیْث بْنِ سَعْد،ذکَره ابنُ الأَثِیر.و مِمّن کان یَنْزِلُه الیاسُ بنُ الفرجِ بْنِ المَیْمُون مَوْلَی لَخْم،و أَبو جُوَین رَیَّانُ بنُ قائِد الحَمْرَاوِیّ آخرُ مَنْ وَلِیَ بِمِصْرَ لبَنِی أُمَیَّهَ .و أَبُو الرَّبِیع سَلْمَانُ بنُ أَبی دَاوود الأَفْطَس الحَمْرَاوِیُّ الفَقِیهُ . و مَوْضِعٌ آخَرُ بالقُدْسِ و هی قَلْعَهٌ ،جاءَ ذِکْره فی فُتُوحات السُّلْطان المُجاهد صَلاَحِ الدِّین یوسُف،رَحِمه اللّه تَعَالی.
و الحَمْرَاءُ : ه،بالیَمَن ذکرها الهَجَرِیّ .
14- و حَمْرَاءُ الأَسَد:ع علی ثَمانِیَهِ أَمْیَالٍ مِنَ المَدِینَهِ المُنَوَّرَه،علی ساکنها أَفضَلُ الصَّلاه و السَّلام،و قیل:عَشْره فَراسِخَ ،إِلَیْه انْتَهَی رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم ثَانِیَ یَوْمِ أُحُدٍ.
و الحَمْرَاءُ : ثَلاثُ قُریً بمِصْر بل هی قَرْیَتَان فِی الشَّرْقِیَّه،و قَرْیَتَان بالغَرْبِیّه،تُعْرفان بالغَرْبِیّه و الشَّرْقِیه فِیهِمَا، و قَرْیَه أُخْرَی فی حوْفِ رَمْسیس تُعرَفُ بالحَمْرَاءِ . و الحِمارُ ،بالکَسْر:النَّهَّاقُ مِنْ ذَوَاتِ الأَرْبعِ ، م ،أَی معروف و یَکُونُ أَهْلِیًّا و وَحْشِیًّا.
و قال الأَزهَرِیّ : الحِمَار :العَیْرُ الأَهْلِیُّ و الوَحشیّ . ج أَحْمِرَهٌ ،و حُمْرٌ ،بضم فسکون، و حُمُرٌ ،بضَمَّتَیْن و حَمِیرٌ ، علی وَزن أَمِیر، و حُمُورٌ ،بالضَّمّ ، و حُمُرَاتٌ ،بضَمَّتَیْن، جَمْع الجَمْع.کجُزُرات و طُرُقَات.و
14- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاس:
«قَدِمْنَا رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم لیلَهَ جَمْعٍ علی حُمُراتٍ ». قالوا:هی جمعِ صِحّه لِحُمُرٍ ،و حُمُرٌ جَمْع حِمارٍ ، و مَحْمُورَاءُ . و سَبَق عَن السُّهَیْلیّ فی«علج»أَنَّ مَفْعُولاءَ جَمْعٌ قَلِیل جِدًّا لا یُعرَفُ إِلاَّ فی مَعْلُوجَاءَ و لَفْظَیْنِ مَعَه،و قد تَقَدَّم الکَلام علیه فی«شَاحَ »و«شاخَ »و«ع ب د»و یأْتی أَیضاً إِن شَاءَ اللّهُ تعَالی فی«عیر»و«سلم».
و الحِمَارُ : خَشَبَهٌ فی مُقَدَّمِ الرَّحْلِ تَقْبِض علیها (3)المَرْأَهُ ،و هی 3فی مُقَدَّم الإِکَاف.قال الأَعْشَی:
وَ قَیَّدَنِی الشِّعْرُ فی بَیْتِه
کما قَیَّدَ الآسِرَاتُ الحِمارَا
قال أَبُو سَعِید: الحِمَارُ :العُودُ الّذِی یُحْمَل علیه الأَقْتاب.و الآسِرَاتُ :النِّسَاءُ اللّواتی یُؤَکِّدْنَ الرِّحالَ بالقِدِّ و یُوثِقْنَها.
و الحِمَارُ : خَشَبَهٌ (4)یَعْمَلُ عَلَیْهَا الصَّیْقَلُ .
و قال اللَّیْثُ : حِمَارُ الصَّیْقَلِ :خَشَبَتُه الَّتی یَصْقُلُ علیها الحَدِیدَ.
و فی التَّهْذِیب: الحِمَارُ : ثَلاثُ خَشَباتٍ أَو أَربعٌ تُعَرَّضُ عَلَیْهَا خَشَبَهٌ و تُؤْسَرُ بِهَا.
و الحِمَارُ : وَادٍ بالیَمَن ،نقله الصَّاغانِیّ .
و الحِمَارَهُ ، بِهَاءٍ:الأَتانُ ،و نَصُّ عِبَارَهِ الصّحاحِ :و رُبّما قالوا حِمَارَه ،بالهَاءِ،للأَتان.
و الحِمَارَهُ : حَجَرٌ عَرِیضٌ یُنْصَبُ حَوْلَ (5)الحَوْض لئَلاَّ یَسِیلَ مَاؤُه،و حول بَیْت الصَّائِد أَیضاً،کذا فی الصّحاح.
و فی نَصّ الأَصْمَعِیّ :حَوْل قُتْرَهِ الصَّائِد. و الحِمَارَهُ :
ص:303
الصَّخْرَهُ العَظِیمَهُ العَرِیضَه. و الحِمَارَهُ : خَشَبَهٌ تَکُونُ فی الهَوْدَجِ .و الحِمَارَه : حَجَرٌ عَرِیضٌ یُوضَعُ علی اللَّحْد ،أَی القَبْرِ، ج حَمَائِرُ . قال ابنُ بَرِّیّ :و الصّوابُ فی عِباره الجَوْهَرِی أَنْ یَقُولَ : الحَمَائِرُ حِجَارَهٌ ،الوَاحِدُ حِمَارَهِ ،و هُوَ کُلُّ حَجَر عَریض.و الحَمَائِرُ :حِجارَهٌ تُجعَلُ حَولَ الحَوْضِ تَرُدُّ المَاءَ إِذَا طَغَی (1)،و أَنشد:
کأَنَّمَا الشَّحْطُ فی أَعْلَی حَمائِرِه
سَبائِبُ القَزِّ من رَیْطٍ وَکتّانِ
و الحِمَارَهُ : حَرَّهٌ مَعْرُوفَهٌ .
و الحِمَارَهُ (2) من القَدَمِ :المُشْرِفَهُ فوقَ أَصابعِهَا و مَفَاصلِها.و منه
1- حَدِیثُ عَلِیٍّ : «و یُقْطَعُ (3)السارق من حِمَارَّه القَدَم». و
1- فی حَدیثه الآخر: «أَنَّه کان یَغْسل رِجْلَیْه من حِمَارَّه القَدَم». و قال ابنُ الأَثِیر:و هی بتَشْدید الرَّاءِ.
و تُسَمَّی الفَریضه المُشَرَّکَهُ الحِمَاریَّه ،سُمِّیَت بذلک لأَنَّهم قَالُوا:هَبْ أَبانَا کان حِمَاراً . و حِمَارُ قَبَّانَ :دُوَیْبهٌ صَغیرَه لازِقَه بالأَرْض ذَاتُ قوائمَ کَثیرهٍ ،قال:
یا عَجَباً لقدْ رَأَیْتُ العَجَبَا
حِمَارَ قَبَّانٍ یَسُوقُ الأَرْنَبَا
و قد تَقَدَّم بَیانُه فی«ق ب ب».
و الحِمَارَان :حَجَرَانِ یُنْصَبَان، یُطْرَحُ عَلَیْهمَا حَجَرٌ آخَرُ رَقِیق یُسَمَّی العَلاَهَ یُجَفَّفُ عَلَیْه الأَقِطُ . قال مُبَشِّر بْنُ هُذَیْل بْن فَزارَهَ الشَّمْخیّ یَصِف جَدْبَ الزَّمَان:
لا یَنْفَعُ الشَّاوِیَّ فیها شَاتُهُ
و لا حِمارَاه و لا عَلاَتُهُ
یقُول:إِنّ صاحبَ الشّاءِ لا یَنْتَفِعُ بها لقلَّهِ لَبَنها،و لا یَنْفَعُه حِمَارَاه و لا عَلاَتُه،لِأَنَّه لَیْسَ لها لبن فیُتَّخَذ منه أَقِطٌ .
و من أَمْثَالِهم:« هو أَکفَرُ مِنْ حِمَار »هو حِمَار بْن مَالک ، أَو حِمَارُ بنُ مُوَیْلع (4).و علی الثَّانی اقْتَصَر الثَّعَالبیّ فی المُضَاف و المَنْسُوب.و قد ساق قِصَّهَ أَهْل الأَمثال.قالوا:
هُوَ رَجُلٌ مِن عَادٍ و قیل:من العَمَالِقَه.و یأْتی فی«ج و ف» أَنَّ الجَوْفَ وَادٍ بأَرْض عادٍ حَمَاه رَجُلٌ اسْمُه حِمارٌ .و بَسَطَه المَیْدَانیُّ فی مَجْمَع الأَمْثَال (5)بما لا مَزید علیه،
16- قیل: کان مُسْلِماً أَربعین سَنهً فی کَرَم و جُودٍ،فخَرجَ بنُوه عَشَرَهً للصَّیْد،فأَصابَتْهُمْ صَاعِقَهٌ فَهَلکُوا فکَفَرَ کُفْراً عَظیماً، و قال:
لا أَعْبُدُ مَنْ فَعَل ببَنِیَّ هذَا ،و کان لا یَمُرُّ بأَرْضه أَحَدٌ إِلاّ دَعَاه إِلَی الکُفْر،فإِن أَجابَه و إِلاَّ قَتَلَه فأَهْلَکَه اللّه تَعَالی و أَخْرَبَ وَادِیَه ،و هو الجَوْف، فضُرب بکُفْره المَثَل و أَنْشَدُوا:
فَبِشُؤْمِ الجَوْرِ و البَغْیِ قَدیماً
ما خَلا جَوْفٌ و لم یَبْقَ حِمَارُ .
قال شَیْخُنَا:و منهم مَنْ زَعَم أَنَّ الحِمَار الحَیوانُ المَعْرُوف،و بَیَّنَ وَجْهَ کُفْرانِه نِعَمَ مَوالیه.
و ذُو الحِمَار هو الأَسْوَدُ العَنْسِیُّ الکَذَّابُ ،و اسمه عَبْهَلَه.
و قیل له الأَسْوَدُ لعِلاَطٍ أَسودَ کان فی عُنقه،و هو المُتَنَبِّئُ الذی ظَهَر بالیَمَن. کَانَ لَه حِمَارٌ أَسْوَدُ مُعَلَّم،یَقُولُ له اسْجُدْ لرَبِّک فیَسْجُد لَهُ و یَقُولُ لَه أَبْرُکْ فیَبْرُکُ و أُذُنُ الحِمَار :نَبْتٌ عَریضُ الوَرَقِ کأَنَّه شُبِّه بأُذُن الحِمار ،کما فی اللِّسَان.
و الحُمَرُ ،کصُرَدٍ:التَّمْرُ الهِنْدیُّ ،و هو بالسّراه کَثیر، و کذلک ببلاد عُمَان،و وَرَقُه مِثْلُ وَرَق الخِلاَف الَّذی یقال له البَلْخیّ .قال أَبُو حَنیفه:و قد رأَیتُه فیما بَیْن المَسْجدَیْنِ ، و یَطْبُخ به النَّاسُ ،و شَجَرُه عِظَامٌ مِثْلُ شَجَر الجَوْر،و ثَمَرُه قُرُونٌ مِثْلُ ثَمَر القَرَظ .قال شیخُنَا:و التَّخْفِیف فیه کَمَا قَالَ هو الأَعْرفُ ،و وَهِمَ مَن شَدَّدَه من الأَطِبَّاءِ و غَیْرهم.قلت:
و شَاهِدُ التَّخْفِیف قَولُ حَسَّان بْن ثَابت یَهْجُو بَنی سَهْم بْن عَمْرٍو:
أَزَبَّ أَصْلَعَ سِفْسِیراً له ذَأَبٌ
کالقِرْد یَعْجُمُ وَسْطَ المَجْلسِ الحُمَرَا (6)
ص:304
و فی المُثَلَّث لابن السّید:الصُّبار بالضَّمّ :التَّمْر الهنْدیّ ،عن المطرّز، کالحَوْمَر ،کجَوْهر،و هو لُغَه أَهل عُمَانَ کما سَمِعْته منهم،و الأَوَّلُ أَعْلَی.و إِنکار شَیْخِنَا له مَحَلُّ تَأَمُّل.
و الحُمَر : طَائِرٌ من العَصَافِیر، و تُشَدَّدُ المِیمُ ،و هو أَعْلَی، واحدَتُهُما حُمَرَهٌ و حُمَّره ، بهَاءٍ. قال أَبو المُهَوَّش الأَسَدیّ یَهْجُو تَمِیماً:
قَدْ کُنتُ أَحْسَبُکُم أُسُودَ خَفِیَّهٍ
فإِذَا لَصَافِ تَبیضُ فیه الحُمَّرُ (1)
یَقُولُ :کُنتُ أَحْسبُکُم شُجْعَاناً فإِذا أَنْتُم جُبَنَاءُ.و خَفِیَّه:
مَوْضعٌ تُنْسَب إِلَیْه الأُسْد.و لَصَافِ :مَوْضعٌ منْ منازل بَنی تَمِیم،فجَعَلَهم فی لَصَاف بمَنْزله الحُمَّر ،لخَوْفِهَا علی نَفْسِهَا و جُبْنِها.
و قال عَمْرُو بْنُ أَحْمَر یُخَاطب یَحْیی بْنَ الحَکَم بْن أَبی العَاص،و یَشْکُو إِلَیْه ظُلْم السُّعَاه:
إِنْ لا تُدَارِکْهُمُ تُصْبِحْ مَنَازِلُهُم
قَفْراً تَبِیضُ علی أَرْجائِها الحُمَرُ
فخَفَّفَها ضَرُورَه.
و قیل الحُمَّرَهُ :القُبَّرَه،و حُمَّراتٌ جَمْع.و أَنْشَدَ الهِلاَلیُّ (2)بَیْتَ الرَّاجز:
عَلَّقَ حَوْضِی نُغَرٌ مُکِبُّ
إِذَا غَفِلْتُ غَفْلَهً یَغُبُّ
و حُمَّراتٌ شُرْبُهُنَّ غِبُّ
و ابنُ لسَان الحُمَّرَهِ ،کسُکَّره:خَطیبٌ بَلِیغٌ نَسَّابَهٌ ،له ذِکْر، اسمُهُ عَبْدُ اللّه بْنُ حُصَیْن بْن رَبیعَهَ بْن جَعْفَرِ بْن کلابٍ التَّیْمِیّ ، أَو وَرْقَاءُ بْنُ الأَشْعَر ،و هو أَحَدُ خُطَبَاءِ العَرَب.
و فی أَمْثالهم:«أَنْسَبُ مِن ابْنِ لِسَانِ الحُمَّرَه ».أَورَدَه المَیْدَانِیّ فی أَمْثاله (3).
و الیَحْمُورُ : الأَحْمَرُ .و دَابَّهٌ تُشْبِه العَنْزَ. و الیَحْمُورُ :
طَائِرٌ عن ابن دُرَیْد، و قِیلَ هُوَ حِمَارُ الوَحْشِ . و الحَمَّارَهُ ،کجَبَّانَهٍ :الفَرَسُ الهَجِینُ ، کالمُحَمَّرِ ، کمُعَظَّم،هکَذَا ضَبَطَه غَیْرُ وَاحدٍ وَ هُوَ خَطأٌ و الصَّواب کمِنْبرٍ (4)فارِسِیَّتُه پالاَنِی ،و جَمْعُه مَحامِرُ و مَحَامِیرُ .
و فی التهذیب:الخَیلُ الحَمَّارهُ مثل المَحَامِرِ سواءٌ.و به فَسَّر الزَّمَخْشَرِیّ
17- حدِیثَ شُرَیْحٍ : «أَنه کان یَرُدُّ الحَمَّارَهَ من الخَیْل». و هی التی تَعْدُو عَدْوَ الحَمِیر .
و فَرَسٌ مِحْمَرٌ :لَئیمٌ یُشْبِه الحِمَارَ فی جَرْیِه من بُطْئه.
و یقال لمَطِیَّه السّوءِ: مِحْمَرٌ .و رجلٌ مِحْمَرٌ :لَئیمٌ .
و الحَمَّارَهُ : أَصْحَابُ الحَمِیر فی السَّفَر،و منه حَدیثُ شُرَیْحٍ السَّابق ذِکْرُه،أَی لم یُلْحِقْهُم بأَصحاب الخَیْل فی السِّهام من الغَنِیمَه.و یقال لأَصحاب الجِمَال جَمَّالهٌ ، و لأَصحاب البِغَال بَغَّالَهٌ .و منه قَوْلُ ابْن أَحْمَر :
شَلاًّ کما تَطْرُدُ الجَمَّالَهُ الشُّرُدَا
کالحامِرَه . و رجلٌ حامِرٌ و حَمَّارٌ ذو حِمَار ،کما یُقَال:
فارسٌ لذی الفَرَسِ .و منه مَسْجِدُ الحَامِرَه .
و الحَمَارَّهُ : بتَخْفِیف المِیم و تَشْدِیدِ الرَّاءِ،و قَدْ تُخَفَّف الرَّاءُ مُطْلقاً فی الشِّعْر و غَیره،کما صَرَّحَ به غیرُ واحد، و حکاه اللّحْیَانیّ .و قد حُکِیَ فی الشِّتَاءِ،و هی قَلیلَهٌ : شدَّهُ الحَرِّ ، کالحِمِرِّ کفلِزٍّ،کما سیأْتی قریباً،و الجَمْعُ حَمَارٌّ .
و رَوَی الأَزهَریّ عن اللَّیْث حَمَارَّهُ الصَّیْف:شِدَّهُ وَقْتِ حَرِّه.قال:و لم أَسمَعْ کَلِمَهً علی[تقدیر] (5)الفَعَالَّه غیر الحَمَارَّه و الزَّعَارَّه،قال:هکذا قال الخَلِیلُ .قال اللَّیْثُ :
و سَمِعْت ذلک بخُراسانَ :سَبَارَّهُ الشِّتاءِ[و سَمِعْت إِنّ وراءَک لَقُرًّا حِمِرًّا ] (6)قال الأَزهَرِیّ :و قد جَاءَت أَحْرُف أُخَرُ علی وَزْن فَعَالَّه.و روی أَبُو عُبَیْد عن الکِسائیّ :أَتیتُه فی حَمَارَّهِ القَیْظِ و فی صَبَارَّهِ الشِّتاءِ،بالصاد،و هما شِدَّهُ الحَرِّ و البَرْد، قال:و قال الأُمَویّ :أَتَیتُه علی حَبَالَّهِ ذلک،أَی علی حِینِ ذلِک.و أَلقَی فُلانٌ عَلَیَّ عَبَالَّتَه،أَی ثِقْلَه،قاله الیَزیدِیُّ و الأَحمَرُ .و قال القَنَانِیّ :أَتْونی بِزَرَافَّتِهِم،أَی جَماعَتهم.
و أَحْمَرُ أَبو عَسِیبٍ مَوْلَی رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم ،رَوَی عَنْه أَبو
ص:305
نُصَیْره مُسْلِم بن عُبَیْد فی الحُمَّی و الطاعُون.و حازِمُ بنُ القاسم و حَدِیثُه فی مُعْجَم الطَّبَرانیّ ،أَورده الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ فی بَذْل الماعون. و أَحْمَرُ مَوْلیً لأُمِّ سَلَمَهَ ،رضی اللّه عنها،یَروی عنه عِمْرانُ النّخلیّ ،و قیل هو سَفِینَهُ . و الأَحمَرُ بْنُ مُعَاوِیَهَ بْنِ سُلَیْم أَبو شَعْبَل (1)التمیمیّ له وِفَادهٌ من وَجْهٍ غریبٍ و کأَنه مُرْسَلٌ . و الأَحْمَرُ بْنُ سَوَاءِ بْنِ عَدِیٍّ السَّدُوسِیُّ ،رَوَیَ عنه إِیَادُ بنُ لَقِیطٍ من وَجْهٍ غریب. و الأَحْمَرُ بْنُ قَطَنٍ الهَمْدانِیُّ (2)شَهدَ فَتْحَ مصر،ذَکَره ابنُ یُونُس. و الأَحْمَریُّ المَدَنِیُّ ،یُعَدّ فی المدَنِیِّین،ذکرَه ابنُ مَنْدَه و أَبو نُعَیْم: صَحَابِیُّونَ ،رَضِی اللّه عَنْهُم.
و بَقِیَ علیه منهم أَحْمَرُ بنُ جَزْءِ (3)بنِ شِهَابٍ السّدُوسِیّ ، سمع منه الحَسَنُ البَصْرِیّ حدیثاً فی السُّجود.و أَحمَر بنُ سُلَیم و قیل سُلَیْم بن أَحمر ،له رُؤْیه.
و الحَمِیرُ و الحَمِیرَهُ :الأُشْکُزُّ ،اسمٌ لِسَیْرٍ أَبْیَضَ مَقْشُورٍ ظاهِرُه فی السَّرْجِ یُؤَکَّدُ بِهِ .
قال الأَزهَرِیّ : الأَشْکُزّ مُعَرَّب و لیس بعَرَبِیّ .قال:
و سُمِّیَ حَمِیراً لأَنّه یُحْمَرُ أَی یُقْشَر.و کُلُّ شَیْ ءٍ قشَرْته فقد حَمَرْتَه ،فهو مَحْمُورٌ و حَمِیرٌ .
و حَمَرَ الخارِزُ السَّیْرَ:سَحَا قِشْرَه ،أَی بَطْنَه بحَدِیدهٍ ،ثم لَیَّنَه بالدُّهْن،ثم خَرَزَ به فَسَهُلَ . یَحْمُره ،بالضمّ ، حَمْراً .
و حَمَرَت المَرْأَهُ جِلْدَها تَحْمُره .و الحَمْرُ فی الوَبَرِ و الصُّوف، و قد انْحَمَرَ مَا عَلَی الجِلْد.
و الحَمْرُ :النَّتْقُ ،و قد حَمَرَ الشَّاهَ یَحمُرها حَمْراً :نَتَقَهَا، أَی سَلَخَهَا:و حَمَرَ الرَّأْسَ :حَلَقَه. و الحَمْر بمعنَی القَشْرِ یَکُون باللِّسَانِ و السَّوْطِ و الحَدِید.
و غَیْثٌ حِمِرٌّ ،کفِلِزٍّ :شَدِیدٌ یَقْشِرُ وَجْهَ الأَرْض. و أَتاهم اللّه بغَیْث حِمِرٍّ : یَحْمُر الأَرضَ حَمْراً .و حِمِرُّ الغَیْث:
مُعْظَمُه و شِدَّتُه.
و الحِمِرُّ مِنْ حَرِّ القَیْظِ :أَشَدُّه ، کالحَمَارَّه ،و قد تَقَدَّم. و الحِمِرُّ مِنَ الرَّجُلِ :شَرُّهُ . قال الفَرّاءُ:إِنّ فُلاناً لَفِی حِمِرِّهِ ،أَی فی شَرِّه و شِدَّته.و حِمَّرهُ کُلِّ شَیْ ءٍ و حِمِرُّه :
شِدَّتُه.
و بنو حِمِرَّی کزِمِکَّی:قَبیلَهٌ ،عن ابْن دُرَیْد،و رُبما قالوا:بَنُو حِمْیَرِیّ .
و المِحْمَرُ ،کمِنْبَرٍ:المِحْلَأُ ،و هو الحَدِیدُ و الحَجَرُ الّذِی یُحْلأُ به،یُحْلأُ الإِهَابُ و یُنْتَقُ به (4).
و المِحْمَرُ :الرّجلُ الَّذِی لا یُعْطِی إِلاَّ علَی الکَدِّ و الإِلْحاحِ علیه.
و المِحْمَرُ : اللَّئِیمُ . یقال:فَرَسٌ مِحْمَرٌ ،أَی لَئِیمٌ ،یُشبِه الحِمَارَ فی جَرْیِه من بُطْئه.
و یقال لمَطِیَّهِ السَّوْءِ مِحْمَرٌ ،و الجمع مَحامِرُ .و رَجلٌ مِحْمَرٌ :لَئِیمٌ .قال الشاعر:
نَدْبٌ إِذَ نَکَّسَ الفُحْجُ المَحَامِیرُ
أَرادَ جَمْعَ مِحْمَرٍ فاضْطُرَّ (5).
و حَمِرَ الفَرسُ ،کفَرِحَ ، حَمَراً فهو حَمِرٌ : سَنِق (6)منْ أَکْل الشَّعِیر أَو تَغَیَّرَتْ رَائحَهُ فِیه منه.و قال اللَّیْثُ : الحَمَرُ :دَاءٌ یَعْتَرِی الدّابّه،من کثْرَهِ الشَّعیرِ فیُنْتِنُ فُوه،و قد حَمِرَ البِرْذَوْن یَحْمَرُ حَمَراً .و قال امْرؤُ القَیْس:
لَعَمْرِی لَسعْدُ بنُ الضِّبَابِ إِذَا غَدَا
أَحَبُّ إِلینا مِنکَ فَافَرَسٍ حَمِرْ
یُعیِّره بالبَخَر،أَراد یا فافَرَسٍ حَمِرٍ ،لقَّبَه بفِی فَرَسٍ حَمِرٍ لِنَتْن فیه.
و
17- فی حدیث أُمِّ سَلمَه: .«کانَت لنا داجِنٌ فحَمِرَتْ من عَجینٍ ». هو من حَمَرِ الدَّابَّه.
و قال شَمِرٌ:یقال: حَمِرَ الرَّجُلُ عَلَیَّ یَحْمَرُ حَمَراً ،إِذا تَحَرَّق علیک غَضَباً و غَیْظاً،و هو رجُلٌ حَمِرٌ ،من قوم حَمِرینَ .
ص:306
و حَمِرَت الدَّابَّهُ تَحْمَر حَمَراً : صَارَتْ مِن السِّمَن کالحِمَار بَلاَدَهً (1)،عن الزّجّاج.
و أُحامِرُ ،بالضَّمِّ :جَبَلٌ من جبال حِمَی ضَرِیَّهَ . و:ع بالمَدِینه المُشَرَّفه یُضَافُ إِلَی البُغَیْبِغَه. و جَبَلٌ لبنِی أَبی بَکْرِ بن کلاَبٍ یقال له أُحامِرُ قُرَی،و لا نَظیرَ له من الأَسماءِ إِلاّ أُجَارِدٌ (2)و هو موضع أَیضاً و قد تقدم.
و الأُحامِرَه بَهاءٍ:رَدْهَهٌ هُنَاک مَعْرُوفَه،و قیل بفتْح الهَمْزَه بَلْدَه لبَنی شاش (3).
و الحُمْرَهُ ،بالضَّمِّ : اللَّوْنُ المعرُوف. یَکُونُ فی الحیوان و الثِّیَاب و غَیْر ذلک مّما یَقْبَلُهَا،و حکاها ابنُ الأَعرابیّ فی المَاءِ أَیضاً.
و و الحُمْرَه : شَجَرَهٌ تُحِبُّها الحُمُرُ .
قال ابنُ السِّکِّیت: الحُمْرَه :نَبْتٌ .
و الحُمْرَه :داءٌ یَعْتَرِی النّاسَ فیَحْمَرُّ مَوْضعُهَا.
و قال الأَزهریّ :هو وَرَمٌ من جِنْس الطَّوَاعین ،نَعُوذُ باللّه مِنها.
و حُمْرهُ بْنُ یَشْرَحَ (4)بْن عَبْدِ کُلاَل بن عَرِیب الرُّعَیْنیّ ، و قال الذَّهَبیّ هو حُمْرَه بنُ عَبْد کُلاَل تَابعیّ ،عن عُمَر،و عنه راشِد بن سعد،شَهدَ فتْحَ مصر،ذَکرَه ابنُ یُونُس،و ابْنُه یَعْفُرُ بنُ حُمْرَهَ ،رَوَی عن عبد اللّه بن عَمرو. و حُمْرَهُ بْنُ مَالکٍ ،فی هَمْدَانَ ،هو حُمْرَه بنُ مالک (5)بْن مُنَبِّه بن سَلَمَه، و ولده حُمْرَه بنُ مالک بن سعْد بن حُمْرَه من وُجُوه أَهْل الشام و أُولِی الهِبَات،له وِفَادَه و رِوَایَه،و سَمَّاه بعضُهم حَمْزه،و هو خَطَأٌ،کذا فی تاریخ حلب لابن العَدیم. و حُمْرَهُ بْنُ جَعْفَر بْن ثَعْلَبَهَ بَنْ یَربُوع، فی تَمِیمٍ ،و قیل فی هذا بتَشْدید المِیم أَیضاً. و مَالِکُ بْنُ حُمْرَهَ صَحَابیٌّ من بَنی هَمْدَان، أَسْلم هو و عَمَّاه مالکٌ و عَمْرٌو (6)ابْنَا أَیفع (7)و مالکُ بْنُ أَبی حُمْرَهَ الکُوفِیُّ یَرْوِی عن عائِشَه.و یقال:ابن أَبی حَمْزه، و عنه أَبو إِسحاق السَّبیعِیّ ،کذا فی الثِّقات. و الضَّحَّاکُ بْنُ حُمْرَهَ نَزَلَ الشَّأْمَ ،و سمِع منه بَقِیَّهُ .قال النّسائیّ :لیس بثِقَه،قاله الذَّهبیّ .
قلت:و رَوَی عن منْصُور بن زَازَانَ . و عَبْدُ اللّه بْنُ عَلیِّ بْن نَصْر بْن حُمْرَهَ ،و یُعْرفُ بابن المارِسْتانِیّه،کان علی رَأْس السِّتِّمائَه، و هُو ضَعِیفٌ لیس بثِقهٍ ، مُحدِّثُون.
و حُمَیِّر ،کمُصَغَّر حَمَارٍ ،هو ابْنُ عَدیٍّ ،أَحَدُ بَنی خَطْمَه،ذکرَه ابنُ مَاکُولا. و حُمَیِّر بنُ أَشْجَعَ (8)،و یقال له:
حُمَیِّر الأَشْجَعیّ حَلیفُ بنی سَلمَهَ ،من أَصحاب مَسْجد الضِّرار،ثمّ تابَ و صَحَّت صُحْبَتُه، صَحابیَّان.و حُمَیّر بْنُ عَدیٍّ العابدُ (9)،مُحَدِّثٌ . قلت:و هو زَوْجُ مُعَاذَهَ جاریَهِ عبْدِ اللّه بن أُبَیّ بن سَلُول.
17- و حُمَیْرٌ ، کزُبَیْر،عَبْدُ اللّه و عَبْدُ الرَّحْمن ابنَا حُمَیْرِ بْن عَمْرٍو،قُتِلاَ مَعَ عَائشَهَ ،رَضی اللّه عَنْهَا،یَوْمَ الجَمَل. هذا قَولُ ابن الکَلْبیّ و أَمّا الزُّبیْر فأَبدل عبد اللّه بعَمْرو،و هُمَا من بَنی عَامِر بْن لُؤَی.
و یقال: رُطَبٌ :ذُو حُمْرَه ،أَی حُلْوَهٌ ،عن الصَّاغانیّ .
و حُمْرانُ ،بالضِّم:مَاءٌ بدِیَار الرِّبَاب (10)،ذَکَرَه أَبو عُبَید.
و حُمْرَانُ : ع بالرَّقَّهِ ،ذکرَه أَبو عُبَیْد.
و قَصْرُ حُمْرَانَ ،بالبَادِیَه ،بین العَقیق (11)و القَاعَه،یطَؤُه طَریقُ حَاجِّ الکُوفَه.
و قَصْر حُمْرَانَ : ه قُرْبَ تَکْرِیت.
و حَامِرٌ :ع علی شَطِّ الفُرَات بَیْن الرَّقَّهِ و مَنْبجَ . و حَامِرٌ :
وَادٍ فی طَرَف السَّمَاوَه البَرِّیَّه المَشْهُوره.
و حَامِرٌ : وَادٍ ورَاءَ یَبْرِینَ فی رِمَال بَنی سَعْدٍ،زَعَمُوا أَنّه لا یُوصَل إِلیه.
ص:307
و حَامِرٌ : واد لبَنِی زُهَیْر بْن جنابٍ ،من بَنی کَلْبٍ ،و فیه جِبَابٌ (1). و حَامِرٌ : ع لِغَطفَانَ عند أُرُلٍ مِن الشَّرَبَّه.
و یقال: أَحْمَرَ الرَّجلُ ،إِذا وُلِد لَه وَلَدٌ أَحْمَرُ ،عن الزَّجّاج.
و أَحْمَرَ الدَّابَّهَ :عَلَفَهَا حَتَّی حَمِرت ،أَی تَغَیَّر فُوها من کَثْره الشَّعِیر،عن الزّجّاج.
و حَمَّرَهُ تَحْمِیراً :قَالَ لَهُ یا حِمَارُ و حَمَّرَ ،إِذا قَطَعَ کهَیْئَه الهَبْر و حَمَّرَ الرّجلُ : تَکَلَّمَّ بالحِمْیَریه ، کتَحَمْیَرَ . و لهم أَلفاظٌ و لُغاتٌ تُخَالف لُغَات سائِرِ العَرَبَ . و یُحْکَی أَنه دَخَلَ أَعرابیٌّ ،و هو زَیدُ بْنُ عبْدِ اللّه بْنِ دارِمٍ ،کما فی النّوع السّادِسَ عَشَرَ مِن المُزْهر، علی مَلِکٍ لِحِمْیر فی مدینه ظَفَارِ، فَقَال لَهُ المَلِک وَ کَانَ عَلَی مَکَانٍ عَالٍ :ثِبْ ،أَی اجْلِس، بالحِمْیَریَّه ،فوَثَبَ الأَعْرَابیّ فتَکَسَّر ،کذا لابن السِّکِّیت،و فی روایه،فاندَقَّت رِجْلاه،و هو روایه الأَصْمعِیّ ، فسأَل المَلِکُ عَنْه فأُخْبِر بلُغَهِ العَرب،فَقَالَ و فی روَایه فضَحِک المَلک و قال: لَیْسَ و فی بَعْض الرّوایَات لَیْسَت عِنْدَنَا عَرَبِیَّتْ ،أَراد عَربیّه،لکنّه وَقَفَ علی هاءِ التَّأْنِیثِ بالتَّاءِ،و کذلک لُغتهم،کما نَبَّه علیه فی إِصلاح المَنْطِق و أَوْضَحَه،قاله شیخنا.« مَنْ دَخَلَ ظفَارَ حَمَّرَ »أَی تَعَلَّم الحِمْیَریَّه .قال ابنُ سِیدَه:هذه حِکایه ابْنُ جِنِّی،یَرْفَع ذلک إِلَی الأَصْمَعِیّ ،و هذا أَمْرٌ أُخْرِج مُخْرَج الخَبَر،أَی فَلْیُحَمِّر ،و هکذا أَورده المَیْدَانیّ فی الأَمثال،و شَرَحَه بقَریب من کَلام المُصَنِّف.و قرأْتُ فی کِتَاب الأَنْسَاب للسَّمْعَانَیّ ما نَصُّه:و أَصْلُ هذَا المَثَل ما سَمِعتُ أَبا الفَضْلِ جَعْفَر بْنَ الحَسَن الکبیریّ ببُخارَاءَ مُذاکرهً یقول:دَخَلَ بعضُ الأَعراب علی مَلِک من مُلوک ظَفَارِ،و هی بَلْده مِنْ بلاَد حِمْیَر بالیَمَن،فقال المِلک للدّاخل:ثِبْ ،فَقَفَز قَفْرَهً .فقال له مَرَّه أُخرَی:ثِبْ ،فقَفَز،فعَجِب المَلک و قال:ما هذا؟فقال:
ثِبْ بلُغَه العرَب هذا،و بلُغَه حِمْیر ثِبْ یعنی اقْعُدْ.فقال المَلِک:أَما عَلِمْت أَن من دَخَلَ ظَفَارَ حَمَّرَ .
و التَّحْمِیرُ . التَّقْشِیر،و هو أَیْضاً دَبْغٌ ردِیءٌ و تَحَمْیَرَ الرَّجُلُ : سَاءَ خُلُقُه.
و قد احْمَرَّ الشیْ ءُ احْمِرَاراً :صَارَ أَحْمَرَ ، کاحْمَارَّ ،و کُلّ افْعَلَّ من هذا الضَّرْب فمحذوفٌ من افْعَالَّ ،و افْعَلَّ فِیهِ أَکْثرُ لِخِفَّته.و یقال: احْمَرَّ الشیءُ احْمِراراً إِذا لَزِمَ لونَه فلم یَتَغَیَّر من حَالٍ إِلی حالِ .و احْمارَّ یَحمارُّ احْمِیراراً إِذا کان یَحْمارُّ مَرَّه و یَصْفارُّ أُخری.
قال الجَوْهَریّ :إِنّمَا جازَ إِدْغَامُ احْمَارَّ ،لأَنَّه لیس بمُلْحَق،و لو کان له فی الرُّبَاعِی مِثَالٌ لَمَا جازَ إِدْغامه،کما لا یَجُوزُ إِدغامُ اقْعَنْسَسَ لما کان مُلْحَقاً باحْرَنْجَمَ .
و من المَجاز: احْمَرَّ البَأْسُ :اشْتَدَّ. و جاءَ
14,1- فی حَدِیث عَلِیٍّ رَضیَ اللّهُ عنه: «کُنَّا إِذا احْمَرَّ البأْسُ اتَّقیناهُ برَسُول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم،فلم یَکُنْ أَحَدٌ أَقربَ إِلیه منه». حکَی ذلِک أَبُو عُبَیْد فی کتَابه المَوْسُوم بالمَثَل . قال ابنُ الأَثِیر:إِذا اشْتَدَّت الحَرْبُ اسْتَقْبَلْنَا العَدُوَّ به و جَعَلْنَاه لنا وِقایهً .و قیل:أَرادَ إِذا اضْطرمَت نَارُ الحَرْب و تَسَعَّرتْ .کما یُقَال فی الشَّرِّ بین القَوْم:اضْطَرَمَتْ نَارُهُم،تَشْبیهاً بحُمْره النّار.و کثیراً ما یُطْلِقُون الحُمْرَهَ علی الشِّدَّه.
و المُحْمَرُ ،علی صیغه اسم الفَاعل و المَفْعُول،هکذا ضُبط بالوَجْهَیْن: النَّاقَهُ یَلْتَوِی فی بَطْنِهَا وَلَدُهَا فلا یَخْرُج حَتَّی تَمُوتَ .
و المُحَمِّرهُ ،علی صیغَه اسْم الفاعِل مُشَدَّدَهً :فِرْقَهٌ من الخُرَّمِیَّه ،و هم یُخَالِفُون المُبَیِّضَهَ و المُسَوِّدَهَ ، وَاحِدهُم مُحَمِّر .
و فی التهذیب:و یقال للذین یُحَمِّرُون رَایاتِهم خلاَفَ زِیّ المُسَوِّدَه من بَنی هاشم: المُحَمِّرهُ ،کما یقال للحَرُورِیَّهِ المُبَیِّضهِ لأَن رایاتِهم فی الحُرُوب کانَتْ بَیْضَاءَ.
و حِمْیَرٌ کدِرْهَم -قال شیخنا:الوَزْنُ به غَیْرُ صَوَاب عند المُحَقِّقِین من أَئِمَّه الصرف-: ع غَربیَّ صَنْعَاءِ الیَمَن ،نَقَلَه الصَّاغانِیُّ .
و حِمْیَرُ بْنُ سَبَإِ بْن یَشْجُبَ بْن یَعْرُبَ بْن قَحْطَان: أَبو قَبیلَه. و ذَکر ابْنُ الکَلْبیّ أَنّه کان یَلْبَس حُلَلاً حُمْراً ،و لیس ذلک بقَویٍّ .قال الجوهَریّ :و منهم کانت الملوک فی الدَّهْر الأَوَّل.و اسم حِمْیَر العَرَنْجَجُ ،کما تقدَّم،و نُقِل عن
ص:308
النَّحْوِییّن یُصْرَف و لا یُصْرَف.قال شیخُنا:جَرْیاً علی جَوَاز الوَجْهَیْن فی أَسماءِ القبائل،قال الهَمْدَانیّ : حِمْیَر فی قَحْطَان ثلاثهٌ :الأَکبرُ،و الأَصغرُ،و الأَدْنَی.فالأَدْنَی:
حِمْیَر بن الغَوْث بن سَعْد بن عَوْف بن عَدِیّ بن مَالک بن زَیْد بن سَدَد (1)بن زُرْعَهَ -و هو حِمْیَرُ الأَصْغَر-بنُ سَبَإِ الأَصغر،ابن کَعْب بن سَهْل بن زَیْد بن عَمْرو بن قَیْس بن مُعَاویه بن جُشَم بن عَبْد شَمْس بن وَائل بن الغَوْث بن حُذَار بن قَطَن بن عَرِیب بن زُهَیْر بن أَیْمَن بن الهَمَیْسَع بن العَرَنْجَج،-و هو حِمْیَر الأَکْبَرُ بن سَبَإِ الأَکْبَر،بن یَشْجُب (2).
و خارِجَهُ بْنُ حِمْیَر :صَحابِیّ من بنی أَشْجَعَ ،قاله ابنُ إِسحاقَ .و قال موسی بن عُقبه:خارجهُ (3)بن جاریَهَ شَهِدَ بَدْراً. أَو هو کتَصْغیر حِمَارٍ ،أَو هُوَ بالجِیم،و قد تَقَدَّم الاخْتَلافُ فِیه.
و سَمَّوْا حِمَاراً ،بالکسر، و حُمْرَانَ ،بالضَّمّ ، و حَمْرَاءَ ، کصَحْرَاءَ، و حُمَیْرَاءَ ،مُصَغَّراً،و أَحْمَر و حُمَیْر و حُمَیّر .
و الحُمَیْرَاءُ :ع قُربَ المَدینَه المُشَرَّفه،علی ساکنها أَفْضَلُ الصلاه و السّلام. و مُضَرُ الحَمْرَاءِ ،بالإِضافَه لأَنَّه أُعْطِیَ الذَّهَبَ مِنْ مِیرَاث أَبیه.و أَخو رَبیعَهُ أُعْطِیَ الخَیْلَ فلُقِّب بالفَرَس. أَو لِأَنَّ شِعَارَهُم کان فی الحَرْب الرّایَاتِ الحُمْرَ ،و سیأْتی طَرَفٌ من ذلک فی«م ض ر»إِن شاءَ اللّه تعالی.
*و مما یُستَدرک علیه:
بَعِیرٌ أَحْمرُ ،إِذَا کان لونُه مثْل لَوْن الزَّعْفَرَان إِذا أُجْسِدَ الثَّوْبُ به و قیل:إِذا لم یُخَالِطْ حُمْرَتَه شَیْ ءٌ.
و قال أَبو نَصْر النَّعَامیّ :هَجِّرْ بحَمْراءَ ،واسْرِ بوَرْقاءَ، و صَبِّح القَومَ علی صَهْبَاءَ.قیل له:و لمَ ذلک ؟قال:لأَن الحَمْراءَ أَصْبَرُ علی الهَواجِر،و الوَرقاءَ أَصبَرُ علی طُول السُّرَی،و الصَّهباءَ أَشْهَرُ و أَحْسَن حین یُنْظَر إِلَیها.و العَرَب تَقولُ :خَیْرُ الإِبل حُمْرُها و صُهْبُها.و منه قولُ بعضهم:ما أُحِبُّ أَنَّ لی بمَعَاریضِ الکَلِمِ حُمْرَ النَّعَم.و الحَمراءُ من المَعز:الخالصَهُ اللَّوْنِ .
و عن الأَصْمَعِیّ :یقال:هذه وَطْأَهٌ حَمْرَاءُ ،إِذَا کَانَتْ جَدیدَهً ،و وطْأَهٌ دَهْمَاءُ،إِذا کانَتْ دارِسَهً ،و هو مَجاز.
و قَرَبٌ حِمِرٌّ ،کفِلِزٍّ:شَدیدٌ.
و مُقَیِّدهُ الحِمَار :الحَرَّه،لأَنَّ الحِمَارَ الوَحْشیَّ یُعْتَقَل فیها فکَأَنَّه مُقَیَّد.
و بَنُو مُقَیِّدَهِ الحِمَارِ :العَقَاربُ ؛لأَنَّ أَکثرَ ما تَکُون فی الحَرَّه.
و
17- فی حدیثِ جابِر: «فوضَعْته (4)علی حِمَارَهٍ من جَرِید».
هی ثَلاَثَهُ أَعْوَادٍ یُشَدُّ بَعْضُ أَطْرافها إِلَی بَعْض،و یُخَالَف بین أَرْجُلِهَا،تُعَلَّق علیها الإِدَاوَهُ لیَبْرُدَ المَاءُ،و تُسَمَّی بالفارسیَّه:
سهبای.
و الحَمَائرُ :ثَلاَثُ خَشَبَات یُوثَقْن و یُجْعَل علیهن الوَطْبُ لئلا یَقْرِضَه الحُرْقُوص،واحدتها حِمَارَهٌ .
و حِمَارُ الطُّنْبُورِ مَعْرُوفٌ .
و یقال:جاءَ بغَنَمِه حُمْرَ الکُلَی،و جاءَ بهَا سُودَ البُطُونِ ، مَعْنَاهُمَا المَهَازیل.و هو مَجَازٌ،و العَرَب تُسَمِّی المَوالِیَ الحَمْرَاءَ .و یا ابْنَ حَمْراءِ العِجَان (5)،أَی یا ابْنَ الأَمَهِ .کلمهٌ تقولُها العَرَب فی السَّبِّ و الذَّمِّ .
و حَمَّرَ الرَّجلُ تَحْمِیراً :رَکِبَ مِحْمَراً ،و رَکِبوا مَحامِرَ .
و الأُحَیْمِر ،مُصَغَّرُ،رِیحٌ نَکْبَاءُ تُغرِق السُّفنَ .
و هو أَشْقَی (6)من أَشْقَرِ ثَمُودَ،و أَحْمَر ثَمُودَ 6.و أَحْمَرُ ثَمودَ،و یقال: أُحَیْمرُ ثَمُودَ:لَقَبُ قُدَارِ بْن سالفٍ عَاقِرِ نَاقهِ صَالِحٍ ،علی نبیِّنَا وَ عَلیه الصّلاهُ و السلام.
و تَوبَهُ بْنُ الحُمَیِّر الخَفاجیّ (7):صاحِب لَیْلَی الأَخْیَلِیَّه و هو فی الأَصل تصْغِیر الحِمَار ،ذکره الجَوْهَریّ و غیره.
و حُمَرُ ،کزُفَر:جزیره.
ص:309
و لَقِیَ أَعرابیُّ قُتَیْبَهَ الأَحمَرَ فقال:یا یَحْمَرَّی ،ذَهَبْتَ فی الیَهْبَرَّی.یُرید یا أَحْمر ،ذَهَبْت فی البَاطل.
و الحُمُورَه : الحُمْرَه ،عن الصَّاغانیّ .
و الحامِرُ :نَوْعٌ من السّمَک.
و کشَدَّاد:مَوْضعٌ بالجَزیره.
و الحَمْرَاءُ :اسمُ غَرْنَاطَهَ ،من أَعظم أَمْصَارِ الأَنْدلُس.
قال شیخنا:و إِیَّاهَا قَصَدَ الأَدِیب ابنُ مَالک الرُّعَیْنیّ :
رَعَی اللّهُ بالحَمْرَاءِ عَیْشاً قَطعْتُه
ذَهَبْتُ به للأُنْس و اللَّیْلُ قد ذَهَبْ
تَرَی الأَرْضَ منها فِضَّهً فإِذا اکْتَسَت
بشَمْسِ الضُّحَی عادَت سَبیکَتُهَا ذَهَبْ
و الحَمْرَاءُ :اسمُ فَاسَ الجَدیدَهِ فی مُقَابَلَه فاسَ القَدیمهِ ، فإِنَّها اشْتَهَرَت بالبَیْضَاءِ،و کانُوا یَقُولُون لمَرَّاکُش أَیْضاً الحَمْراءُ .
و حِصْن الحَمْرَاءِ :معروفٌ فی جَیَّانَ بالأَنْدَلُس.
و الحَمْرَاءُ :أَحَدُ الأَخْشَبَیْن (1)،من جبال مَکَّهَ ،و قد مَرّ إِیماءٌ إِلیه فی أَخْشَب.قال الشَّریفُ الإِدْریسیّ :و هو جَبَلٌ أَحمَرُ ،محجرٌ،فیه صَخْرَه کَبیرَهٌ شَدیدَهُ البَیَاض،کأَنَّهَا مُعَلَّقه تُشْبه الإِنسانَ إِذا نَظَرْتَ إِلیها مِن بَعِید،تَبْدُو مِنَ المَسْجد من باب السّهْمین و فی هذا الجَبَل تَحَصَّنَ أَهلُ مَکَّهَ أَیّامَ القَرَامِطَه.
و الحَمْرَاءُ :قَریَه بدِمَشْق،ذَکَرَه الهَجَریّ .
و حَمْرَهُ ،بالفَتْح:قَرْیَهٌ من عَمَلِ شاطِبَهَ .منها عَبْدُ الوَهّاب بن إِسْحَاقَ بن لُبّ الحَمْرِیّ ،تُوفِّی سنه 535، ذَکره الذهبیّ .
و محْمر ،کمِنْبَر و مَجْلِس:صُقْعٌ قُرْبَ مَکَّهَ من مَنَازِل خُزاعَهَ .
و حُمْرَانُ :مَوْلَی عُثْمَانَ رَضی اللّه عنه،عُرَف بالنِّسْبَه إِلَیْه الأَشْعَثُ بْنُ عَبْد الملک البَصْریّ الحُمْرَانیّ .و حُمْرانُ بنُ أَعْفَی:تابعیّ .و أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّد بنُ جَعْفَرَ بن بَقِیَّه الحُمْرانیّ :محدِّث.و حِمْیَر بْنُ کراثَهَ ،کدِرْهَم،و یقال حِمْیَریّ الرَّبَعیّ ، أَورده ابن حِبّانَ فی الثِّقَات.
و حِمَار :اسم رجل من الصحابه.
و أَبو عبد اللّه جَعْفَر بْنُ زیاد الأَحْمَر :کُوفیٌّ ضَعِیف.
و أَحْمَرُ بْنُ یَعْمُر بْن عَوْف:قبیله.منهم ذو السَّهْمَیْن کُرْزُ بنُ الحَارث بن عَبد اللّه.و رَزِین بْنُ سُلَیْمَان، و هِلاَلُ بنُ سُوید، الأَحَمَریَّان ،مُحَدِّثان.
و الأَحْمَرُ :لقب محمّد بن یَزیدَ المَقَابریّ المُحَدِّث، و حَجّاج بْنُ عَبْد اللّه بن حُمْرَه بن شفی،بالضَّمّ ،الرُّعَیْنیّ الحُمْرِیّ نِسْبَه إِلی جَدّه عن بَکْرِ (2)بْن الأَشَجّ ،وَ عَمْرو بن الحارث مات سنه 149.
و سَعْدُ بْنُ حُمْرَه الهَمْدَانیّ ،کان عَلی جُنْد الأُرْدُنِّ زَمَنَ یَزیدَ بْنِ مُعَاویَهَ .و زیادُ بن أَبی حُمْرَهَ اللَّخْمِیّ ،رَوَی عَنْه اللَّیْثُ و ابنُ وَهْب،و کَانَ فَقیهاً.
و حُمْرَهُ بن زیَادٍ الحَضْرَمیّ ،حَدَّثَ عنه رمْلَه،و عَبْدُ الصَّمَد بنُ حُمْرَه ،و حُمْرَه بن هانیء،عن أَبی أُمامه،و قیل هو بالزَّای.و مُحَمَّد بنُ عَقِیل بن العَبَّاس الهاشمیّ الکُوفیّ لَقَبُه حُمْره .له ذُرِّیّه یُعرفون ببنِی حُمْرَه ،عِدادُهم فی العَبّاسیّین.و حُمْرَه بن مالکٍ الصُّدائیّ .ذکره أَبو عُبَیْد فی غَرِیب الحَدِیث،و استَشْهَد بقوله،و ضبَطه بتشدید المیم المَفْتُوحه.و قال ابنُ الأَنباریّ :هو بسکُون المیم.
و الحَمّار نسبَهٌ إِلی بَیْع الحَمیر .منهم أَحمدُ بنُ مُوسَی بن إِسحاق الأَسَدیّ الکُوفیّ قال الدَّارَ قُطنیّ :حدثنا عنه جَماعَهٌ من شُیُوخنا،و سعِیدُ بنُ الحَمَّار ،عن اللیث،و جعفرُ بنُ مُحَمّد بن إِسحاق الحَمَّار :مصْریّ .
و مَرْوَانُ الحِمَارُ ،ککِتَاب،آخَرُ خُلَفَاءِ بنی أُمَیَّهَ ، مَعْرُوف.
و حَمْرور ،بالفتح،لَقَب بَعْضهم.
و حَمْرور ،بالفتح،لَقَب بَعْضهم.
و حَمْرُون ،بالفَتْح:مَوْضعٌ من أَعمال قَابِسَ بالمَغْرب.
و حِمَارٌ الأَسَدیُّ :تابعیّ .
ص:310
و الحَمْرَاءُ :قریه بنَیْسَابورَ،علی عشرهِ فَراسخَ منها.
و قَرْیَه بأَسْیُوط .
و بنو حَمُّور ،کتَنّور،ببَیْت المَقْدِس.
و تَحَمَّرَ :نَسَب نَفْسَه إِلی حِمْیَر أَو ظَنَّ نفسَه کأَنَّه مَلکٌ من مُلوک حِمْیَر ،هکذا فَسَّر ابنُ الأَعْرابیّ قولَ الشَّاعر:
أَریْتَکَ مَوْلای الَّذی لَسْتُ شاتماً
و لا حارِماً مَا بالُه یَتَحَمَّرُ
و الحَمّاریّه :قَرْیَه من الشَّرْقیَّه،و الحَمَّارِین :أُخْرَی من عَمَل حَوْفِ رَمْسیس.و الکَوْمُ الأَحمَرُ :ثلاثه مَواضِعَ من مصْر،من الدَّقَهْلیّه،و من الجِیزه،و من حقوق (1)هُوّ من القُوصیّه.و قد رَأَیْتُ الثَّانیَ .
و الساقیَه الحَمْرَاءُ :مَدینَه بالمَغْرب و منْهَا کان انْتقَالُ الهَوَّارَه إِلی وادِی الصَّعِید.و حمر :موضع.
و بنو الأَحْمَر :مُلُوکُ الأَندلس و وُزراؤُها من وَلَد سَعْد بن عُبَادَه.ذَکَرَهم المَقَّرِیّ فی نَفْح الطِّیب.و منْهُمْ بَقیَّهٌ فی زَبید.و عَمْرُو بن مِخْلاه الحِمَار :من شُعَراءِ الحَمَاسه و مُحَمَّدُ بنُ حِمْیَر الحِمْصیُّ ،کدِرْهَم،مشهور،و أَبو حِمْیر تبیع،کَنَّاه ابن مُعِین:و أَبو حِمْیَر إِیاد بن طاهر الرُّعَیْنیّ شیخ لابن یُونُس مات سنه 304.و عبدُ الرحمّن و الحارث ابْنَا الحُمَیّر بن قُتَیْبَه الأَشْجعِیَّان،شاعران ذکرهما الآمدیّ .
حُمَیْتَرَهُ ،بضمّ ففَتْح،أَهمَلَه الجَمَاعَه،و هو ع بصَحْراءِ عَیْذَابَ بالصَّعِید الأَعْلَی،بَیْنَه و بین الأَقْصُرَین یومَانَ للمُجدّ،به قَبْرُ إِمام الطائفه سَیِّدِنَا القُطْب أَبی الحَسَن علیّ بن عُمَر الشاذلیّ قُدِّس سِرُّه و نفعنا ببرکاته،و هو مَحَلٌّ مُنْقَطع علی غَیْر طَریق،و یقال فیه أَیضاً حُمَیْتَرَا ،بالأَلف.
و من أَقوال دَفینهِ المذکورِ لتِلمیذِه أَبی العَبَّاس المُرْسِی حین سأَله عن حِکمه أَخْذ الفَأْس و الحَنُوط و الکَفَن: حُمَیْتَرَا ، سوف تَرَی.
حَمْطَرَ القرْبَهَ ،أَهمله الجَوّهَریّ ،و قال الصَّاغانیُّ :أَی مَلأَهَا.و حَمْطَر القَوْسَ :وَتَّرَهَا کحَطْمَرَها. وَ إِبلٌ مُحَمْطَرَهٌ :قَائمَهٌ مُوقَرَهٌ ،أَی مَحْمُولَه،و المیم أَصْلِیَّه،و قیل زَائده.
و ضَجْعَم بْنُ حَمَاطیرَ من قُضاعَه.
الحَنِیرَهُ :عَقْدُ الطَّاق المَبْنیّ کذا فی الصّحاح.
و الحَنِیرَهُ : القَوْسُ ،أَو القَوْسُ بلاَ وَتَر ،عن ابن الأَعْرَابیّ ،و جَمْعُهَا حَنِیرٌ و فی المُحْکَم. الحَنِیرَهُ : العَقْدُ المَضْرُوبُ لَیْسَ بذلک العَریضِ . و قال غَیْرُه:هو الطَّاق المَعْقُود.
و الحَنِیرَه :القَوْسُ ،و هی مِنْدَفَهٌ للنِّسَاءِ (2)یُنْدَفُ بهَا القُطْنُ .
و کُلُّ مُنْحنٍ فَهُو حَنِیرهٌ .
و قال ابنُ الأَعرابیّ :جمْعُ الحَنِیرَه : الحَنَائرُ .
و
16- فی حَدیث أَبی ذَرّ: «لو صَلَّیْتُم حتی تَکُونُوا کالحَنَائر ما نَفَعَکُم ذلِک حتی تُحِبُّوا آلَ الرَّسُول،صلی اللّه علیه و سلّم». أَی لو تَعبَّدْتُمْ حتَّی تَنْحَنِیَ ظُهُورُکم.و
16- ذَکَرَ الأَزْهَریّ هذا الحَدیثَ فقال:
«لو صَلَّیْتُم حَتَّی تَکُونُوا کالأَوتار.أَو صُمْتُم حتَّی تَکُونُوا کالحَنائر ما نَفَعَکم ذلک إِلا بنِیَّهٍ صادقَه و وَرَعٍ صَادِق».
و الحِنَّوْرَهُ کسِنَّوْرَهَ :دُوَیْبَّهٌ دَمِیمَه یُشَبَّه بها الإِنْسَانُ فیُقَال:
یا حِنَّوْرَه .و قال أَبُو العَبَّاس فی باب فِعَّوْل: الحِنَّوْرُ (3):دَابَّه تُشْبه العَظَاءَ.
و حَنَّرها تَحْنیراً ،أَی الحَنِیرهَ : ثَنَاهَا ،هکذا بالثّاءِ المُثَلَّثَه فی النُّسخ،و الذی فی اللِّسَان و التَّکْمِله:و حَنَر الحَنِیرَهَ :
بَنَاهَا.بالمُوَحَّده.
*و مما یُستَدْرک علیه:
عن ابن الأَعرابیّ : الحُنَیْرَه :تَصْغِیر حَنْرَه ،و هی العَطْفَه المُحْکَمَه للقَوْس و حَنَرَ ،إِذا عَطَف.
الحَنْبَرُ (4)بالمُوَحَّدَهِ بَعْدَ النُّون أَهْمَلَه الجَوْهَریّ .
و قال الفَرَّاءُ:هو القَصیرُ،و اسْم رَجُلٍ .
ص:311
و حَنْبَرهُ (1)البرْدِ:شِدَّتُه
الحِنْبَتْرُ کجِرْدَحْلٍ ،بتَقْدیم المُوَحَّدَه علی المُثَنَّاه،أَهملَه الجَوْهَریُّ و قال الصَّاغانیُّ :مَثَّلَ به سیبَوَیْه و فَسَّره السِّیرَافیُّ فَقَال:هو الشِّدَّه (2)،و جَعَلَهَا شَیْخُنَا مع ما قَبْلَهَا تَکْرَاراً،و لَیْس کما زَعَم،کما عَرَفْت.
الحَنْتَرَهُ ،أَهملَه الجَوْهَریُّ ،و قال ابنُ دُرَیْد:هُو الضِّیقُ ، کالحَنْتَر .
و الحِنْتَارُ ،بالکَسْر و الحِنْتَر : القَصِیرُ الصَّغِیرُ ،عن اللَّیْث.و الحِنْتَر :الصَّغِیرُ، کالحِنْتار .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
الحِنْتَفْر کجِرْدَحْل:القَصیر،أَورده الصَّاغانیّ فی التَّکْمِلَه،و هو بالفَاءِ بعد التّاءِ.
الحَنْثَرَهُ ،أَهمله الجَوْهَریّ ،و قال بَعضُهُم:هو الضِّیقُ ،هکذا ذَکَروه.
و الحَنْثَرَهُ : مَاءٌ لبَنی عُقَیْل ،و وقع فی بعض نُسخ المعجم: الحنْثَریّه .
و رَجلٌ حِنْثَرٌ ،کدِرْهم و حِنْثَریٌّ (3)بیاءِ النِّسبَه: أَحْمقُ ، عن ابن دُرَیْد.و فی بعض الأُصول مُحَمَّق.
و فی التهذیب فی« حَنْثَر »:هذا الحَرْف فی کتاب الجَمْهَره لابن دُرَیْد مع غیره،و ما وَجدتُ لأَکثرها صِحَّهً لأَحدٍ من الثِّقَات.و یَنْبغِی للنّاظر أَن یَفْحَص عنها،فما وَجَده منها لثقَهٍ أَلحقَه بالرّباعیّ ،و ما لم یَجد منها لِثِقه کان منها علی رِیبَه و حَذَرٍ.
حَنْجَرَه :ذَبَحَه.و حَنْجرَتِ العَیْنُ :غَارَتْ .
و المُحَنْجِر :دَاءٌ یُصیب فی البَطْن ،قیل:هو داءُ التَّشَیْدُقِ .یقال: حَنْجَر الرَّجُلُ فهو مُحَنْجِرٌ .و یقال للتَّحَیْدُق (4):العِلَّوْصُ و المُحَنْجِرُ . و الحَنْجَرَهُ :طَبَقَان من أَطْبَاقِ الحُلْقُومِ ممّا یَلِی الغَلْصَمَهَ .و قیل: الحَنْجَرَه :رَأْسُ الغَلْصَمَهِ حیث یُحَدَّدُ، و قیل:هو جَوْفُ الحُلْقُومِ ،و هو الحُنْجُور ،و الجمع حَنَاجِرُ ،و قد تَقَدَّم فی ح ج ر.
و عن ابن الأَعرابیّ : الحُنْجوره ،بالضمّ :شِبْه البُرْمَه من زُجَاجٍ یُجْعَل فیه الطِّیب.و قال غَیرُه:هی قَارُورَهٌ طَوِیلَهٌ تُجْعَل فِیهَا الذَّرِیرَه.
و حَنْجَرُ :من أَعمالِ الرُّوم،أَو هو بجیمَین،و قد تقدّم.
رَجُلٌ حُنادِرُ العَیْن ،بالضّمِّ : حَدِیدُ النَّظَرِ.
و الحُنْدُورَهُ ،بجَمِیع لُغَاتها فی ح د ر.
و حُنْدُرُ (5).بالضَّمِّ :ه،بعَسْقَلانَ ،و فی أَصْلِ الرُّشَاطِیّ ، بالفَتْح. مِنْهَا سَلاَمَهُ بْنُ جَعْفَر الرَّمْلیّ ،یَرْوی عن عَبْد اللّه بن هَانیء النَّیْسابُوریّ ،و عنه أَبُو القَاسم الطَّبرانیّ ، و أَبُو بَکْر مُحمَّدُ بْنُ أَحْمَد بن یُوسُف الحُنْدُرِیّان المُحَدِّثَان ،رَوَی هذا عن عَبْد اللّه بن أَبَان و أَبی نُعَیم مُحَمَّد بن جعفر الرَّمْلیّ و غَیْرهما،و عنه أَبُو القَاسم حَمْزهُ بنُ یوسف السَّهْمِیّ الحافظ ،قاله السّمْعَانیّ .
الحَنْزَرَهُ (6):شُعْبَهٌ مِنَ الجَبَل ،عن کُرَاع.
الحِنْزَقْرَهُ :کجِرْدَحْلَه:القَصیرُ الدَّمیمُ منَ النَّاس کالحِنْزَقْر .و الحِنْزَقْرَهُ . الحَیَّهُ ،ج حِنْزَقْراتٌ .
قال سِیْبَوَیْه:النُّونُ إِذا کانَت ثَانِیَهً ساکنَه لا تُجْعَل زائِدَهً إِلاّ بثَبتٍ ،کما فی اللسان،فَلْیَکُن هذا مِنْک علی ذُکْرٍ لتَعْلَم فائِدَهَ التّکْرَار فی مثل حندر و حنجر:
الحِنْصَارُ ،بالکَسْرِ ،أَهمَلَه الجَوْهَریّ و صَاحبُ اللّسَان،و قال الصَّاغانیُّ :هو الدّقیقُ العَظْم العَظیمُ البَطْنِ منَ الرجَال.
الحَنْطَرِیرَهُ ،بالطَّاءِ المُهْمَلَه ،أَهْمَلَه الجَوْهَریّ و صاحبُ اللِّسَان،و قَالَ الصَّاغانیُّ :هو السَّحَابُ ،یقال:ما فی السَّمَاءِ حَنْطَرِیرَهٌ ،أَی شَیْ ءٌ مِنَ السَّحَاب.
و یقال: تَحَنْطَرَ الرَّجلُ فی الأَمْر إِذا تَردَّدَ (7)و اسْتَدَارَ.
ص:312
الحَوْرُ :الرُّجُوعُ عَن الشَّیْ ءِ و إِلَی الشَّیْ ءِ کالمَحَار و المَحَارَهِ و الحُؤُورِ ،بالضَّمّ فی هذه و قد تُسَکَّن وَاوُهَا الأَولَی و تُحْذَف لسُکُونها و سُکُون الثَّانِیَهِ بَعْدَهَا فی ضَرُورَه الشِّعْر،کما قال العَجَّاج:
فی بِئْر لاحُورٍ سَرَی و لا شَعَرْ
بأَفْکِه حَتَّی رَأَی الصُّبْح جَشَرْ
أَرادَ:لا حُؤُورٍ .
و
16- فی الحَدِیث: «مَنْ دَعَا رَجُلاً بالکُفْر و لَیْسَ کَذلک حَارَ عَلَیْه». أَی رَجَع إِلیه ما نَسَب إِلیه.و کُلُّ شَیْ ءٍ تغَیَّرَ منْ حَال إِلَی حالٍ فقد حَارَ یَحُور حَوْراً .قال لَبید:
و ما المَرءُ إِلاّ کالشِّهَاب و ضَوْئه
یَحُورُ رَمَاداً بَعْدَ إِذْ هُوَ سَاطِعُ
و الحَوْرُ : النُّقْصَانُ بعد الزِّیاده،لأَنَّه رُجُوعٌ منْ حَالٍ إِلی حال.
و الحَوْرُ : ما تَحْتَ الکَوْرِ من العِمَامَه. یقال: حارَ بعد ما کَارَ،لأَنّه رُجوع عن تَکْویرِهَا.و منه
16- الحَدِیث: «نَعُوذُ باللّه من الحَوْر بعد الکَوْر». معناه[من] (1)النّقصان بعد الزِّیاده.و قیل:مَعْنَاه مِنْ فَسَادِ أُمُورِنَا بعد صَلاحِهَا،و أَصْلُه من نَقْض العِمَامَه بعد لَفِّهَا،مأْخُوذ من کَوْر العمَامه إِذا انتَقَض لَیُّهَا؛و بَعْضُه یَقْرُب من بعض.و کَذلک الحُورُ بالضّمّ ،و فی روایَه:«بعد الکَوْن»،بالنون.قال أَبو عُبَیْد:
سُئل عاصمٌ عن هذا فقال:أَ لَمْ تَسْمع إِلی قَوْلهم: حَارَ بَعْد ما کَانَ .یقول:إِنَّه کَانَ علی حالهٍ جَمِیله فَحَارَ عَنْ ذلک، أَی رَجَع،قال الزَّجَّاج:و قیل مَعْنَاه نَعُوذ باللّه من الرُّجُوع و الخُرُوج عن الجَمَاعَه بعد الکَوْر،معناه بعد أَنْ کُنَّا فی الکَوْر،أَی فی الجَمَاعَه.یقال کارَ عِمَامَتَه علی رَأْسِه،إِذا لَفَّهَا.
و عن أَبی عَمْرو: الحَوْر : التَّحَیُّر .و الحَوْرُ : القَعْرُ و العُمْقُ ،و من ذلک قولُهم هو بَعِیدُ الحَوْر . أَی بَعِید القَعْر، أَی عَاقِلٌ مُتَعَمِّق.
و الحُورُ بالضَّمِّ .الهَلاَکُ و النَّقْصُ ،قال سُبَیْع بنُ الخَطِیم یَمْدَح زَید الفَوارسِ الضَّبّیّ :
و استَعْجَلُوا عَنْ خَفِیف المَضْغ فازْدَرَدُوا
و الذَّمُّ یَبْقَی وَ زادُ القَومِ فی حُورِ
أَی فی نَقْص و ذَهَاب.یُریدُ:الأَکْلُ یذهَبُ و الذّمُّ یَبْقَی.
و الحُورُ : جَمْعُ أَحْوَرَ وَ حَوْراءَ . یقال:رَجُل أَحْوَرُ ، و امرأَهٌ حَوْرَاءُ .
و الحَوَرُ ، بالتَّحْرِیک:أَنْ یَشْتَدَّ بَیاضُ بَیَاضِ العَیْن و سَوادُ سَوَادِها و تَسْتَدِیرَ حَدَقَتُها و تَرِقَّ جُفُونُها و یَبْیَضَّ ما حَوَالَیْهَا،أَو الحَوَر : شدَّهُ بَیَاضِهَا و شدَّهُ سَوَادِهَا فی شدَّه بَیَاض (2)الجَسَد ،و لا تَکُونُ الأَدْمَاءُ حَوْراءَ .قال الأَزْهَریّ :
لا تُسَمَّی[المرأَهُ ] (3)حَوْرَاءَ حَتَّی تکون مع حَوَرِ عَیْنَیْهَا بَیْضَاءَ لَوْنِ الجَسَد. أَو الحَوَر : اسْوِدَادُ العَیْنِ کُلِّهَا مثْلَ أَعْیُن الظِّباءِ و البَقَر. و لا یَکُون الحَوَر بهذا المَعْنَی فی بَنِی آدمَ ؛ و إِنَّمَا قیل للنِّساءِ حُورُ العِین،لأَنَّهُنَّ شُبِّهن بالظِّباءِ و البقَر.
و قال کُرَاع: الحَوَرُ :أَن یَکُونَ البَیَاضُ مُحْدِقاً بالسَّوادِ کُلِّه،و إِنَّمَا یَکُون هذَا فی البَقَر و الظِّبَاءِ، بَلْ یُسْتَعَار لَهَا ،أَی لبَنی آدَمَ ،و هذا إِنَّمَا حکَاه أَبُو عُبیْد فی البَرَجِ ،غَیْر أَنّه لم یَقُل إِنَّمَا یَکُونُ فی الظِّبَاءِ و البَقَر.و قال الأَصمَعِیّ :لا أَدرِی ما الحَوَر فی العَیْن. و قد حَوِر الرَّجل، کفَرِحَ ، حَوَراً ، و احْوَرَّ احْوِرَاراً :و یقال: احْوَرَّت عَیْنُه احْوِرَاراً .
و الصّحاح: الحَوَر : جُلُودٌ حُمْرٌ یُغَشَّی بهَا السِّلاَلُ ، الواحدَه حَوَرَهٌ .قال العَجَّاج یَصف مَخَالِبَ البَازی:
بحَجَبَاتٍ یتَثَقَّبْنَ البُهَرْ
کأَنَّمَا یَمْزِقْن باللَّحْم الحَوَرْ
ج حُورانٌ ،بالضَّمّ . و منْهُ
14- حدیثُ کتَابه صلی اللّه علیه و سلّم لوَفْد هَمْدَانَ : «لَهُمْ من الصَّدَقه الثلْب و النَّابُ و الفَصیل و الفارضُ و الکَبْشُ الحَوَری . قالَ ابْنُ الأَثیر:مَنْسُوب إِلَی الحَوَر ، و هی جُلُود تُتَّخَذ من جُلُود الضَّأْن،و قیل:هو ما دُبغَ من الجُلُود بغَیْر القَرَظِ ،و هو أَحَدُ ما جَاءَ علی أَصْلِه و لم یُعَلَّ کما أُعِلَّ نَابٌ .
و نَقَلَ شَیْخُنَا عن مجمع الغرائب و مَنْبع العَجَائب للعَلاَّمَه
ص:313
الکَاشْغَریّ :أَن المُرَادَ بالکَبْش الحَوَریّ هُنَا المَکْوِیّ کَیّهَ الحَوْرَاءِ ،نِسْبَه عَلَی غَیْر قیَاس،و قیل سُمِّیَت لبَیَاضهَا، و قیل غَیْر ذلک.
و الحَوَر : خَشَبَهٌ یُقَالُ لَهَا البَیْضَاءُ ،لبَیاضهَا،و مَدَارُ هذَا التَّرْکیب علی مَعْنَی البَیَاض،کما صَرَّح به الصَّاغَانیّ .
و الحَوَر : الکَوْکَبُ الثَّالث من بَنَات نَعْشٍ الصُّغرَی اللاَّصق بالنَّعْش (1)، و شُرحَ فی ق و د فراجعْه فإِنَّه مَرَّ الکَلاَمُ علیه مُسْتَوْفًی.
و الحَوَر : الأَدیمُ المَصْبُوغُ بحُمْرَه. و قیل: الحَوَر :
الجُلودُ البیضُ الرِّقَاق تُعمَل منها الأَسْفَاطُ .
و قال أَبو حَنِیفه:هی الجُلُودُ الحُمْر التی لَیْسَت بقَرظیَّه، و الجَمْع أَحْوارٌ .و قد حَوَّرَه .
و خُفٌّ مُحَوَّرٌ ،کمُعَظَّم: بطَانَتُه منْه ،أَی من الحَوَر .قال الشاعر:
فظَلَّ یَرْشَحُ مِسْکاً فَوْقَه عَلَقٌ
کأَنَّمَا قُدَّ فی أَثْوَابه الحَوَرُ
و الحَوَر : البَقَرُ لبَیاضهَا، ج أَحْوَارٌ . کقَدَر و أَقْدَار، و أَنشد ثَعْلَب:
للّهِ دَرُّ مَنَازلٍ و مَنَازِلٍ
أَنَّی یُلین (2)بهاؤُلاَ الأَحوارِ
و الحَوَر : نَبْتٌ ،عن کُراع،و لم یُحلّه.
و الحَوَر : شَیْ ءٌ یُتَّخَذُ منَ الرَّصَاص المُحْرَق تَطْلِی به الْمَرْأَهُ وَجْهَهَا للزِّینَه.
و الأَحْوَرُ :کَوْکَبٌ أَوْ هُوَ النَّجْم الَّذی یُقَال لَه المُشْتَرِی.
و عن أَبی عَمْرٍو: الأَحْوَرُ ، العَقْلُ ،و هو مَجَازٌ.و ما یَعیشُ فُلانٌ بأَحْوَرَ ،أَی ما یَعیشُ بعَقْل یَرْجِعُ إِلَیْه (3).و فی الأَساس:بعَقْل صَافٍ کالطَّرْف الأَحْوَرِ النّاصِع البَیَاضِ و السَّوَاد.قال هُدْبَهُ و نَسَبَه ابْنُ سِیدَه لابْنِ أَحْمَر:
و ما أَنْسَ مِلأَشْیَاءِ لا أَنْسَ قَوْلَهَا
لجارَتِهَا ما إِنْ یَعیشُ بأَحْوَرَا
أَرادَ:مِنَ الأَشْیَاءِ.
و الأَحْوَرُ : ع بالیَمَن.
و الأَحْوَرِیّ :الأَبیضُ النَّاعِمُ من أَهْلِ القُرَی.قال عُتَیْبَهُ بن مِرداسٍ المَعروف بابن (4)فَسوَه:
تَکُفُّ شَبَا الأَنْیَاب منها بمِشْفَرٍ
خَرِیعٍ کسِبتِ الأَحْوَرِیّ المُحَضَّرِ
و الحَوَارِیَّاتُ :نِسَاءُ الأَمْصَارِ ،هکَذا تُسَمِّیهن الأَعرابُ ، لبَیَاضهنّ و تبَاعُدهِنّ عَنْ قَشَف الأَعْرَاب (5)بنَظَافَتِهِنّ ،قال:
فقُلْتُ :إِنَّ الحَوَارِیَّاتِ مَعْطَبَهٌ
إِذَا تَفَتَّلْنَ من تَحْت الجَلابیبِ
یَعْنِی النِّسَاءَ.
و الحَوَارِیَات منَ النِّسَاءِ:النَّقِیَّاتُ الأَلْوَانِ و الجُلُودِ، لبَیَاضهنّ ،و من هذا قیلَ لصَاحب الحُوَّارَی مُحَوِّر .و قال العَجَّاج:
بأَعْیُنٍ مُحَوَّرَاتٍ حُورِ
یَعْنِی الأَعْیُنَ النّقیّاتِ البَیَاضِ الشَّدیدَاتِ سوَادِ الحَدَقِ .
و فسّر الزَّمَخْشریّ فی آل عمْرَان: الحَوَارِیَّات بالحَضَرِیّاتِ .و فی الأَساس بالبِیض،و کلاَهُمَا مُتَقَاربَان، کما لا یَخْفَی،و لا تَعْریضَ فی کَلاَم المُصَنِّف و الجَوْهَریّ ، کما زعمه بَعْضُ الشُّیوخ.
و الحَوَارِیُّ :النَّاصر ،مُطْلَقاً،أَو المُبَالِغُ فی النُّصْرَه، و الوَزیر،و الخَلیل،و الخَالصُ .کما فی التَّوْشیح، أَو نَاصرُ الأَنْبیَاءِ ،عَلَیْهم السَّلام،هکَذَا خَصَّه بَعضُهم.
و الحَوَارِیُّ : القَصَّارُ ،لتَحْوِیره،أَی لتَبْییضه.
و الحَوَارِیُّ : الحَمِیمُ و النَّاصحُ .
ص:314
و قال بَعْضُهم: الحَوَارِیُّون :صَفْوهُ الأَنْبیَاءِ الَّذین قد خَلَصُوا لهم.
و قال الزَّجّاج: الحَوَارِیُّون :خُلْصَانُ الأَنْبیَاءِ عَلَیْهم السَّلام،و صَفْوَتْهُم.قال:و الدَّلیلُ علی ذلک
14- قولُ النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم: «الزُّبَیْر ابنُ عَمَّتی و حَواریَّ من أُمَّتی». أَی خَاصَّتی من أَصْحابی و نَاصری.قال:و أَصْحابُ النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم حَوَارِیُّون .و تأْویلُ الحوَارِیِّین فی اللغَه:الَّذین أُخلِصُوا و نِقُّوا من کُلِّ عَیْب،و کذلک الحُوَّارَی (1)من الدَّقیق سُمِّیَ به لأَنَّه یُنَقَّی من لُبَاب البُرِّ،قال:و تأْویلُه فی النَّاس:الَّذی قد رُوجِع فی اخْتیاره مَرَّهً بَعْدَ أُخْرَی (2)فوُجِد نَقیّاً من العُیُوب..قال:و أَصْل التَّحْویر فی الُّلغَه.من حار یَحُورُ ، و هو الرُّجُوع.و التَّحْویر :التَّرْجیع.قال:فهذا تَأْویلُه،و اللّه أَعلَم.
و فی المُحْکَم:و قیل لأَصْحاب عیسی علَیْه السَّلامُ :
الحوارِیُّون ،للبَیَاض،لأَنَّهم کانوا قَصَّارِین.
و الحَوَارِیُّ :البَیاضُ ،و هذا أَصْل قَوْله صلی اللّه علیه و سلّم فی الزُّبَیْر:
« حَوارِیَّ مِنْ أُمَّتِی»و هذا کان بدْأَه،لأَنَّهُم کَانُوا خُلَصاءَ عیسَی عَلَیْه السَّلاَمُ و أَنْصَارَه؛و إِنَّمَا سُمُّوا حَوَارِیِّین لأَنَّهُم کانُوا یَغْسِلُون الثِّیَابَ ،أَی یُحَوِّرُونَهَا ،و هو التَّبْییضُ .و منه قَوْلُهم:امرأَهٌ حَوارِیَّه ،أَی بیْضَاءُ قال:فَلَمَّا کان عِیسَی علَیْه السَّلامُ نصَرَه هؤُلاَءِ الحواریُّون و کَانوا أَنْصاره دُون النَّاسِ ؛ قِیل لِناصِر نَبِیِّه حَوَارِیٌّ إِذا بالَغَ فی نُصْرَته،تشْبِیهاً بأُولئک.
و رَوَی شَمِرٌ أَنَّه (3)قال: الحَوَارِیُّ :النَّاصِحُ ،و أَصلُه الشیْ ءُ الخالِصُ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ خَلَصَ لَوْنُه فهو حَوَارِیٌّ .
و الحُوَّارَی . بضَمِّ الحَاءِ و شَدِّ الواو و فَتْح الرَّاءِ:الدَّقِیقُ الأَبْیَضُ ،وَ هُوَ لُبَابُ الدَّقِیق و أَجْودُه و أَخْلَصُه،و هو المَرْخُوف. و الحُوَّارَی : کُلُّ ما حُوِّرَ ،أَی بُیِّضَ من طَعَامٍ ، و قد حُوِّر الدَّقیقُ و حَوَّرْتُه فاحْوَرَّ ،أَی ابْیَضَّ .و عَجینٌ مُحَوَّر هو الذی مُسِحَ وَجْهُه بالمَاءِ حتی صَفَا.
و حَوَّارُونَ (4)بفَتْح الحَاءِ مُشَدَّدَهَ الوَاو:د ،بالشَّام،قال الرَّاعی:
ظَلَلْنَا بحَوَّارِینَ فی مُشْمَخِرَّهٍ
تَمُرُّ سَحابٌ تَحْتَنَا و ثُلُوجُ (5)
و ضبطه السَّمْعَانیّ بضَمّ ففَتْح من غَیْر تَشْدِید،و قال:مِنْ بلاَد البَحْرَین.قال:
1- و المَشْهُورُ بهَا زیَادُ حُوَارِینَ ،لأَنَّه کان افْتَتَحها،و هو زیَادُ بْنُ عَمْرو بن المُنْذِر بن عَصَرَ (6)و أَخوهُ خِلاس بن عَمْرو،کان[فقیهاً]مِنْ أَصحابِ عَلیّ ،رَضی اللّه عنه.
و الحَوْرَاءُ :الکَیَّهُ المُدَوَّرَهُ ،منْ حارَ یَحُور ،إِذَا رَجَع.
و حَوَّرَه :کَوَاه[کَیَّهً ] (7)فأَدَارَهَا؛و إِنَّمَا سُمِّیَت الکَیَّهُ بالحَوْرَاءِ لأَنَّ مَوْضِعَهَا یَبْیَضّ .و
14- فی الحَدیث: «أَنَّه کَوَی أَسْعَدَ بنَ زُرَارَهَ علی عاتِقه حَوْرَاءَ ». و
14- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «أَنَّه لما أُخبِرَ بقَتْل أَبی جَهْل قال:إِنَّ عَهْدِی به و فی رُکْبَتَیْه حَوْرَاءُ فانْظُرُوا ذلک.فَنَظَروا[فرأَوْهُ ] 7. یَعْنِی أَثَرَ کَیَّه کُوِیَ بها.
و الحَوْرَاءُ : ع قُرْبَ المَدِینَه المُشَرَّفَه،علی ساکنها أَفْضَلُ الصّلاه و السَّلام، و هو مَرْفَأُ سُفُنِ مِصْر قَدِیماً،و مَمَرُّ حاجِّها الآن،و قد ذَکَرَها أَصْحَابُ الرِّحَل.
و الحَوْرَاءُ : مَاءٌ لِبَنِی نَبْهَانَ ،مُرُّ الطِّعْم.
14,2- و أَبُو الحَوْرَاءِ :رَبیعَهُ بنُ شَیبانَ السَّعْدِیّ رَاوِی (8)حَدیثِ القُنُوت عن الحَسَن بْن عَلیّ ،قال: «عَلَّمَنی أَبی أَو جَدِّی رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم أَن أَقولُ فی قُنوت الْوتْر:اللَّهُمَّ اهْدِنی فِیمَن هَدَیْتَ ،و عافنی فیمَنْ عافَیْتَ ،و تَوَلَّنی فیمَنْ تَوَلَّیت،و بارکْ لی فیما أَعطیْتَ ،و قِنِی شَرَّ ما قَضَیْت،إِنَّک تَقْضِی و لا یُقْضَی عَلَیْک،إِنّه لا یَذِلُّ مَنْ وَالَیْت،تَبارَکْتَ و تَعَالَیْت».
قلت:و هو حَدیث مَحْفُوظ من حَدیث أَبی إِسحاقَ السَّبیعیّ ،عن بُریدَ بن أَبی مرْیمَ ،عن أَبی الحَوْرَاءِ ،حَسَنٌ من رِوایَه حَمْزَهَ بْن حَبیبٍ الزَّیّات،عنه . و هو فَرْدٌ.
و المَحَارَهُ :المَکَانُ الَّذِی یَحُور أَو یُحَارُ فِیه.
و المَحَارَهُ : جَوْفُ الأُذُنِ الظَّاهرُ المُتَقَعِّرُ،و هو ما حَوْلَ الصِّمَاخ المُتَّسع،و قیل: مَحَارَهُ الأُذُن:صَدَفَتُهَا،و قیل:
هی ما أَحَاطَ بسمُوم الأُذُنِ من قَعْرِ صَحْنَیْهما.
ص:315
و المحَارَهُ : مَرْجِعُ الکَتفِ ،و قیل:هی النُّقْره الَّتی فی کُعْبُرَهِ الکتِفِ .
و المَحَارَهُ : الصَّدَفَهُ و نحْوُهَا (1)مِنَ العَظْم ،و الجمْع مَحَارٌ .قال السُّلیْکُ :
کأَنَّ قَوَائمَ النَّحَّامِ لَمَّا
تَوَلَّی صُحْبَتی أُصُلاً مَحَارُ
أَی کأَنَّهَا صَدَفٌ تَمُرّ علی کُلِّ شیْ ءٍ.
و
17- فی حدیثِ ابْن سِیرینَ فی غُسْل المَیت: «یُؤْخَذ شَیْ ءٌ من سِدْر فیُجْعَل فی مَحَارَهٍ أَو سُکُرُّجه».
قال ابنُ الأَثیر: المَحَارَهُ و الحائر :الّذی یَجْتَمِع فیه المَاءُ.و أَصْلُ المَحَارَهِ الصَّدَفهُ ،و المِیم زائدَه.
قُلتُ :و ذَکَره الأَزهَریّ فی مَحر،و سیأْتی الکَلاَمُ علیه هُنالک إِن شاءَ اللّه تَعَالَی.
و المَحَارَهُ : شِبْهُ الهَوْدَج ،و العَامَّه یُشَدِّدُون،و یُجْمَع بالأَلف و التاءِ.
و المَحَارَهُ :مَنْسِمُ البَعِیر،و هو ما بَیْنَ النَّسْر إِلَی السُّنْبُک ،عن أَبی العَمَیْثَل الأَعْرَابیّ .
و المَحَارَهُ : الخُطُّ ،و النَّاحیَهُ .
و الاحْوِرَارُ :الابْیِضَاضُ ،و احْوَرَّتِ المَحَاجِرُ:ابیَضَّت.
و أَبُو العَبَّاس أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بن أَبی الحَوَارَی ، الدِّمَشْقِیّ ، کسَکَارَی ،أَی بالفتح،هکذا ضبطه بعضُ الحُفَّاظ .و قال الحافِظُ ابن حَجَر:و هو کالحَوَارِیّ واحِدِ الحَوَارِیِّین علی الأَصحّ ،یرْوِی عن وکیع بنِ الجرَّاح الکُتُب،و صَحِب أَبَا سُلَیْمَان الدّارانِیّ و حَفِظ عنه الرَّقائِق، و رَوَی عنه أَبُو زُرْعَهَ و أَبُو حاتِم الرَّازِیّانِ ،و ذکَره یَحْیَی بنُ مُعِین فقال:أَهلُ الشَّامِ یُمْطَرُون به،تُوفِّی سنه 246.
و کسُمَّانی أَی بضَمِّ السِّین و تَشْدید المیم،کما ادَّعَی بعضُ أَنَّه رآه کذلک بخَطِّ المُصَنِّف هنا،و فی«خَرَط »،قال شَیْخُنَا:و یُنَافِیه أَنَّه وَزَنَه فی«س م ن»بحُبَارَی،و هو المَعْرُوفُ ،فتَأَمَّل، أَبُو القَاسم الحُوَّارَی ،الزَّاهِدَان،م أَیمَعروفان.و یقال فیهما بالتَّخْفِیف و الضَّمِّ ،فلا فائدَه فی التَّکْرار و التَّنَوُّع،قالَه شَیْخُنَا.
قلْت:ما نَقَلَه شَیْخُنَا من التَّخْفِیف و الضَّمِّ فیهما،فلم أَرَ أَحَداً من الأَئِمَّهَ تَعَرَّضَ لَه،و إِنَّمَا اخْتَلَفُوا فی الأَوَّل،فمِنْهُم مَنْ ضَبَطه کسُکَارَی،و علی الأَصَحِّ أَنه علی واحد الحَوَارِیِّین (2)،کما تَقَدَّم قَرِیباً.و أَمَّا الثَّانی فبالاتّفَاق بضَمِّ الحَاءِ و تَشْدید الوَاو،فلم یَتَنَوَّع المُصَنِّف،کما زَعَمَه شَیْخُنا،فتَأَمَّلْ .
و الحُوَارُ ،بالضَّمِّ ،و قَدْ یَکْسُر ،الأَخیرَه رَدیئه عند یَعْقُوب: وَلَدُ النَّاقَه سَاعَهَ تَضَعُه أُمُّه خَاصَّهً . أَو مِنْ حِین یُوضَع إِلَی أَنْ یُفْطَم و یُفْصَلَ عَنْ أُمِّه ،فإِذا فُصِلَ عن أُمّه فهو فَصِیل. ج أَحْوِرَهٌ و حِیرانٌ ،فیهما.قال سیبَوَیْه:وَفَّقُوا بین فُعَالٍ و فِعَال کما وَفَّقُوا بَیْنَ فُعَال و فَعِیل.قال: و قد قَالُوا حُورَانٌ ،و له نَظیرٌ،سَمِعْنَا العَرَبَ تَقُولُ :رُقَاقٌ و رِقَاقٌ ، و الأُنْثَی بالهاءِ،عن ابْن الأَعرابیّ .
و فی التَّهْذیب: الحُوَارُ :الفَصیل أَوَّلَ ما یُنْتَج.و قال بعضُ العَرَب:اللَّهُمَّ أَحِرْ رِبَاعَنَا،أَی اجْعَلْ رِبَاعَنَا حِیرَاناً .
و قولُه:
أَلاَ تَخَافُونَ یَوْماً قَدْ أَظَلَّکُمُ
فیه حُوَارٌ بأَیْدی النَّاس مَجْرُورُ(؟)
فَسَّره ابنُ الأَعْرَابِیّ فقال:هو یَوْمٌ مشؤومٌ عَلَیْکُم کشُؤْم حُوارِ نَاقَهِ ثَمُودَ علی ثَمودَ.
و أَنْشَدَ الزَّمَخْشَریّ فی الأَسَاس:
مَسِیخٌ مَلِیخٌ کلَحْم الحُوَارِ
فلا أَنْتَ حُلْوٌ و لا أَنْتَ مُرْ
و المُحَاوَرَهُ ،و المَحْوَرَهُ ،بفَتْح فسُکون فی الثَّانی.و هذه عن اللَّیْث و أَنْشَد:
بحَاجَهِ ذی بَثٍّ و مَحْوَرَه لهُ
کَفَی رَجْعُهَا من قِصَّهِ المُتَکَلِّمِ
و المَحُورَهُ ،بضَمِّ الحَاءِ کالمَشُوره (3)من المُشَاوَرَهِ :
ص:316
الجَوَابُ ، کالحَوِیر ،کأَمِیر، و الحَوَار ،بالفتح و یُکْسَر، و الحِیرَهُ ،بالکَسْر، و الحُوَیْرَه ،بالتَّصْغِیر.
یقال:کَلَّمْتُه فما رَجَعَ إِلَیّ حَوَاراً و حِوَاراً و مُحاوَرَهً و حَوِیراً و مَحُورَهً ،أَی جَواباً.و الاسْمُ من المُحَاوَرَه الحَوِیرُ ،تقول:
سَمعْتُ حَوِیرَهما و حِوَارَهُمَا .و
16- فی حَدیث سَطیح: «فَلَمْ یُحِرْ جَوَاباً». أَی لم یَرْجع و لم یَرُدَّ.و ما جاءَتْنی عنه مَحُورَهٌ ،بضَمّ الحَاءِ،أَی ما رَجَعَ إِلَیَّ عنه خَبَرٌ.و إِنه لضَعِیفُ الحِوَار (1)،أَی المُحَاوَرَه .
و المُحَاوَرَهُ :المُجَاوَبَهَ و مُرَاجَعَهُ النُّطْق و الکَلاَم فی المُخَاطَبَه،و قد حَاوَرَه ، و تَحَاوَرُوا :تَرَاجَعُوا الکَلاَمَ بَیْنَهُم ، و هو یَتَرَاوَحُونَ و یَتَحَاوَرُونَ .
و المِحْوَر ،کمِنْبَر:الحَدِیدَهُ الَّتِی تَجْمَعُ بَیْنَ الخُطَّافِ و البَکَرَهِ .
و قال الجَوْهَرِیُّ :هو العُودُ الَّذِی تَدُورُ عَلَیْه البَکَرَه، و ربما کَانَ مِنْ حَدِید، و هو أَیضاً خَشَبَهٌ تَجْمَع المَحَالَه.
قال الزَّجّاج:قال بَعْضُهم:قِیل له مِحْوَر للدَّوَرَانِ ،لأَنَّه یَرْجِعُ إِلَی المَکَان الّذِی زَالَ عَنْهُ (2)،و قیل إِنَّمَا قیل له مِحْوَر لأَنَّه بدَوَرانِه یَنْصَقِل حَتَّی یَبْیضَّ .
و المِحْوَر : هَنَهٌ و هی حَدِیده یَدُورُ فِیهَا لِسَانُ الإِبْزِیمِ فی طَرَفِ المِنْطَقَهِ و غَیْرِهَا.
و المِحْوَرُ : المِکْوَاهُ ،و هی الحَدِیدَهُ یُکْوَی بِهَا.
و المِحْوَرُ :عُودُ الخَبَّازِ.و خَشبَهٌ یُبْسَطُ بِهَا العَجِینُ یُحَوَّر بها الخُبْزُ تَحْوِیراً .
و حَوَّرَ الخُبْزَهَ تَحوِیراً : هَیَّأَهَا و أَدَارَهَا بالمِحْوَر لیَضَعَهَا فی المَلَّهِ ،سُمِّیَ مِحْوَراً لدَوَرَانِه علی العَجِین،تَشْبِیهاً بمِحْوَر البَکَره و استِدَارته،کذا فی التَّهْذِیب.
و حَوَّرَ عَیْنَ البَعِیرِ (3) تَحْوِیراً : أَدارَ حَوْلَهَا مِیسَماً و حَجَّرَه بکَیٍّ ،و ذلِک من دَاءٍ یُصِیبُها،و تِلْک الکَیَّهُ الحَوْرَاءُ .
و الحَوِیرُ ،کأَمِیر: العَداوَهُ و المُضَارَّهُ ،هکذا بالرَّاءِ،و الصواب المُضَادَّهُ (4)،بالدَّال،عن کُرَاع.
و یقال: ما أَصَبْتُ منه حَوْراً ،بفَتْح فَسُکُون،و فی بعض النُّسخ بالتَّحْرِیک و حَوَرْوَراً ،کسَفَرْجَل،أَی شَیْئاً.
و حَوْرِیتُ ،بالفَتْح: ع ،قال ابنُ جِنِّی:دَخَلْتُ علی أَبی عَلِیٍّ .فحِینَ رآنِی قال:أَینَ أَنْتَ ؟أَنَا أَطلُبک،قلْت:و ما هُو؟قال:ما تَقُول فی حَوْرِیت ،فخُضْنا فِیه فرأَیناهُ خَارِجاً عن الکِتَاب،و صانَعَ أَبُو عَلیٍّ عنه فقال:لیس من لُغَه ابنَیْ نِزَارٍ فأَقَلَّ الحَفْل بِه لِذلِک،قال:و أَقرب ما یُنْسَب إِلَیْه أَن یَکُون فَعْلِیتاً لقُرْبِه من فِعْلِیتٍ ،و فِعْلِیتٌ موْجودٌ.
و الحَائِرُ :المَهْزُولُ کَأَنَّه من الحَوْر ،و هو التَّغَیُّر من حالٍ إِلی حالٍ ،و النُّقصان.
و الحائِر : الوَدَکُ ،و منه قولهم:مَرقَه مُتَحَیِّره،إِذا کانت کَثِیرَهَ الإِهالَه و الدَّسَمِ ،و علی هذا ذِکْرُه فی الیائِیِّ أَنْسَبُ کالَّذِی بَعْده.
و الحائِرُ (5): ع بالعِرَاقِ فِیهِ مَشْهَدُ الإِمام المَظْلُومِ الشَّهِیدِ أَبِی عَبْدِ اللّه الحُسَیْن بْن عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبِ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُم؛سُمِّیَ لتَحَیُّرِ الماءِ فیه. و منه نَصْرُ اللّه بْنُ مُحَمَّدٍ الکُوفِیّ ،سَمِع أَبَا الحَسَن بنَ غِیَرَهَ . و الإِمامُ النَّسَّابَه عَبْدُ الحَمِید بْنُ الشِّیخ النَّسَّابه جَلالِ الدین فَخَّار بن مَعَدّ بن الشریف النّسَّابه شمْس الدین فَخّار بْنِ أَحْمَد بْنِ محمّد أَبی الغَنَائِم بن مُحَمَّدِ بنِ مُحمَّدِ بنِ الحُسَیْن بن مُحَمَّد الحُسَیْنِیّ المُوسَویّ ، الحائِرِیانِ وَ وَلَدُ الأَخِیرِ هذا عَلَمُ الدِّینِ عَلِیّ بنُ عَبْد الحَمِید الرَّضِیّ المُرْتَضَی النَّسَّابَه إِمَامُ النَّسَب فی العِراق،کان مُقِیماً بالمَشْهَد.و مات بهَرَاهِ خُرَاسَانَ ،و هو عُمْدَتُنا فی فَنِّ النَّسَب،و أَسانِیدُنا مُتَّصِلَه إِلیه.قال الحافِظُ ابنُ حَجَر:و الثانی من مَشْیَخَه أَبِی العَلاءِ الفَرَضِیّ .قال:
و ممَّن یَنْتَسِب إِلی الحَائِرِ الشّرِیفُ أَبُو الغَنَائِم مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الفَتْح العَلَوِیّ الحائِرِیّ ،ذَکَرَه مَنْصُورٌ.
و الحائِرهُ :الشَّاهُ و المَرْأَهُ لا تَشِبَّانِ أَبَداً ،من الحَوْرِ بِمَعْنَی النّقْصَانِ و التَّغَیُّرِ مِنْ حالٍ إِلی حالٍ .
ص:317
و یقال: مَا هُو إِلاَّ حائِرَهٌ مِنَ الحَوَائِر ،أَی مَهْزُولَهٌ لا خَیْرَ فِیهِ .و عن ابن هَانِیءٍ:یُقَالُ عند تَأْکِیدِ المَرْزِئَه علیهِ بِقِلَّهِ النَّمَاءِ: ما یَحُورُ فلانٌ و مَا یَبُورُ. أَی ما یَنْمُو وَ ما یَزْکُو ، و أَصْلُه من الحَوْر و هو الهَلاَکُ و الفَسَادُ و النَّقصُ .
و الحَوْرَهُ :الرُّجُوعُ .
و حَوْرَهُ :ه بَیْن الرَّقَّهِ و بَالِسَ ،مِنْهَا صَالِحٌ الحَوْرِیُّ ، حَدَّث عن أَبِی المُهَاجِر سَالِم بنِ عَبْدِ اللّه الکِلابِیّ الرَّقِّیّ .
و عنه عَمْرو بن عُثمَانَ الکِلابِیّ الرَّقِّیّ .ذَکَره مُحَمَّدُ بنُ سعِیدٍ الحَرَّانِیّ فی تاریخ الرّقّه.
و حَوْرَهُ : وَادٍ بالقَبَلِیَّه.
و حَوْرِیُّ ،بکَسْرِ الرّاءِ (1)،هکذا هو مَضْبوطٌ عِنْدَنَا و ضَبَطه بَعضُهم کسَکْرَی: ه من دُجَیْلٍ ،منها الحَسَن بْنُ مُسْلِم الفَارِسیّ الحَوْرِیّ ،کان من قَرْیه الفارِسِیَّه (2)،ثم من حَوْرِیّ ،رَوَی عن أَبی البَدْرِ الکَرْخَیّ ، و سُلَیْمُ بْنُ عِیسَی، الزَّاهِدَانِ ،الأَخیر صاحِب کَرامَات،صَحِب أَبا الحَسَن القَزْوِینِیّ و حَکَی عَنْه.
قلت:و فَاتَه عبدُ الکَرِیم بن أَبِی عَبْد اللّه بْنِ مُسْلم الحَوْرِیُّ الفارِسیُّ ،من هذه القَرْیه،قال ابنُ نُقْطَه.سَمِع مَعِی الکَثِیرَ.
و حَوْرَانُ ،بالفَتْح: کُورَهٌ عَظِیمَه بِدِمَشْقَ ،و قَصَبَتُها بُصْرَی.و منها تُحَصَّلُ غَلاَّتُ أَهْلِهَا و طَعَامُهُم.و قد نُسِبَ إِلَیْهَا إِبراهِیمُ بنُ أَیُّوبَ الشَّامِیّ .و أَبُو الطَّیِّبِ مُحَمَّدُ بن حُمَیْدِ بْنِ سُلَیْمَانَ ،و غَیْرُهما.
و حَوْرَانُ : مَاءٌ بِنَجْدٍ ،بَیْنَ الیَمَامَهِ و مَکَّهَ .
و حَوْرَانُ : ع بِبَادِیَهِ السَّمَاوَهِ ،قَرِیبٌ مِن هِیتَ :و هو خَرابٌ .
و الحَوْرَانُ ،بالفَتْح: جِلْدُ الفِیلِ . و باطِنُ جِلْدِه:
الحِرْصِیَانُ ،کِلاهُمَا عن ابن الأَعرابِیّ .
و عَبْدُ الرَّحْمن بْنُ شَمَاسَهَ بْنِ ذِئْبِ بْنِ أَحْوَرَ :تَابِعِیٌّ ،من بَنِی مَهْرهَ ،رَوَی عن زَیْدِ بْنِ ثَابِت و عُقْبهَ بنِ عَامر،و عِدادُه فی أَهْل مِصْر،روی عَنْه یَزِیدُ بنُ أَبِی حَبِیب. و من أَمْثَالِهِم:«فُلاَنٌ حُورٌ فی مَحَارَه »، حُور بالضَّمِّ و الفَتْحِ أَی نُقْصَانٌ فی نُقْصان و رُجُوع فی رجوعٍ (3)، مَثَلٌ یُضْرَب لمَنْ هُو فی إِدْبَار. و المَحَارَه کالجُورِ:النُّقْصان و الرُّجُوع، أَو لِمنْ لاَ یَصْلُح. قال ابنُ الأَعرابِیّ :فُلانٌ حَوْرٌ فی محارَه .هکذا سمِعْتُه بفَتْح الحاءِ.یُضرَب مَثَلاً للشَّیْ ءِ الَّذِی لا یَصْلُح، أَو لمَنْ کَانَ صَالِحاً ففَسَدَ ،هذا آخِر کَلامِه.
و حُورُ بْنُ خَارِجه،بالضَّمّ :رجُل مِنْ طَیِّئ.
و قولهم طَحَنَت الطَّاحِنَهُ فَمَا أَحَارَتْ شَیْئاً،أَی ما رَدَّتْ شَیْئاً مِنَ الدَّقِیقِ ،و الاسْمُ منه الحُورُ أَیْضاً ،أَی بالضَّمِّ ، وَ هُوَ أَیْضاً الهَلَکَه.قال الرَّاجِزُ:
فی بِئْرِ لا حُورٍ سَرَی و ما شَعَرْ
قال أَبُو عُبیْده:أَی فی بِئْرِ حُورٍ و«لا»زِیادهٌ .
و من المَجَازِ: قَلِقَتْ محَاوِرُه أَی اضْطَرَب أَمْرُه. و فی الأَسَاسِ :اضْطَرَبَت أَحوَالُه.و أَنشد ثَعْلَب:
یا مَیُّ مَا لِی قَلِقَتْ مَحَاوِرِی
و صَارَ أَشْبَاهَ الفَغَا ضَرَائِرِی
أَی اضْطَربَتْ عَلَیَّ أُمُوری،فکَنَی عنها بالمَحَاوِر .و قال الزَّمَخْشَرِیّ :استُعِیر من حَالِ البَکَره (4)إِذَا املاَسَّ و اتَّسَع الخَرْقُ فاضْطَرَبَ (5).
و عَقْربُ الحِیرَانِ :عَقْرَبُ الشِّتَاءِ،لأَنَّهَا تَضُرُّ بالحُوَارِ ولَدِ النَّاقَهِ ،فالخِیْرانُ إِذاً جَمْعُ حُوَارٍ .
و فی التَّهْذِیب فی الخُمَاسِیّ : الحَوَرْوَرَهُ :المَرْأَهُ البَیْضَاءُ ،قال:و هو ثلاثیُّ الأَصْلِ أُلحِقَ بالخُمَاسِیّ لتَکْرارِ بعْضِ حُرُوفِها.
و أَحَارَتِ النَّاقَهُ :صارتْ ذَاتَ حُوَارٍ ،و هو وَلَدُها سَاعَهَ تَضَعُه.
و ما أَحَارَ إِلَیَّ جَوَاباً:ما رَدَّ ،و کذا ما أَحَارَ بکَلِمَه.
ص:318
و حَوَّرَهُ تَحْویراً :رَجَعَه ،عن الزّجَّاج.و حَوَّرَه أَیضاً:
بَیَّضه.و حَوَّرَهُ :دَوَّرَه،و قد تَقَدَّم.
و حَوَّرَ اللّه فُلانَاً:خَیَّبَه و رَجَعَه إِلی النَّقص.
و احوَّرَ الجِسْمُ احْوِرَاراً :ابْیَضَّ و کذلک الخُبْزُ و غَیْرُه.
و احوَرَّتْ عَیْنُه:صارَتْ حَورَاءَ بیِّنَهَ الحَوَرِ :و لم یَدْرِ الأَصمَعِیُّ ما الحَوَر فی العَیْن،کما تقدَّم:
و الجَفْنَهُ المُحْوَرَّهُ :المُبْیَضَّهُ بالسَّنَامِ . قال أَبو المُهَوّش الأَسَدِیّ :
یا وَرْدُ إِنّی سَأَمُوتُ مَرَّهْ
فمَنْ حَلِیفُ الجَفْنَهِ المُحْوَرَّهْ
یَعْنِی المُبْیَضَّهَ .قال ابنُ بَرِّیّ :و وَرْدُ تَرْخِیمُ وَرْدَهَ ،و هی امرأَتُه،و کانت تَنْهَاه عن إِضاعَهِ مَاله و نَحْرِ إِبلِه.
و اسْتَحَارَهُ اسْتَنْطَقَه. قال ابنُ الأَعرابِیّ : اسْتَحارَ الدَّارَ:
استَنْطَقَها،من الحَوْرِ (1)الّذی هو الرُّجُوع.
و قَاعُ المُسْتَحِیرَه :د ،قال مالِک بنُ خَالِدٍ الخُنَاعِیُّ .
و یَمَّمْتُ قاعَ المُسْتَحِیرَهِ إِنَّنی
بأَنْ یَتَلاحَوْا آخِرَ الیَوْمِ آرِبُ
و قد أَعاده المُصَنِّف فی الیائِیّ أَیْضاً،و هُمَا واحِدٌ.
و التَّحَاوُرُ :التَّجَاوُبُ ،و لو أَوْرَدَه عند قَوْله:و تَحَاوَرُوا :
تَرَاجَعُوا،کان أَلْیَقَ ،کما لا یَخْفَی.
و إِنَّه فی حُورٍ و بُورٍ،بضَمِّهمَا ،أَی فی غَیْرِ صَنْعَهٍ و لاَ إِتَاوَه ،هکَذا فی النُّسَخ.و فی اللِّسَان:و لا إِجادَه،بدل إِتَاوَه، أَوْ:فِی ضَلاَل ،مأْخوذٌ من النَّقْصِ و الرُّجُوع.
و حُرْتُ الثَّوْبَ أَحُورُه حَوْراً : غَسَلْتُه و بَیَّضْتُه ،فهو ثَوْب مَحُورٌ ،و المعروفُ التَّحْوِیرُ ،کما تقدَّم.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
حارَتِ الغُصَّه تَحُور حَوْراً :انحدَرَت کأَنَّها رَجَعَت من مَوْضِعها،و أَحارَها صَاحِبُها.قال جَرِیر:
و نُبِّئْتُ غَسَّانَ ابْنَ وَاهِصهِ الخُصَی
یُلَجْلِجُ مِنِّی مُضْغَهً لا یُحِیرُها
و أَنشد الأَزهَرِیّ :
و تِلْکَ لعمْرِی غُصَّهٌ لا أُحِیرُها
و الباطِل فی حُور :أَی[فی] (2)نَقْص و رُجُوع.و ذَهَب فُلانٌ فی الحَوَارِ و البَوارِ (3)أَی فی النُّقْصَانِ و الفَسادِ.و رجُلٌ حَائِرٌ بائِر.و قد حارَ و بَارَ.و الحُورُ :الهَلاکُ و الجَوَابُ .و منه
1- حَدِیثُ عَلیّ رَضِیَ اللّهُ عَنْه: «یَرْجِع إِلَیْکُما ابْنَاکُما بحَوْرِ (4)ما بَعَثْتُمَا بِه». أَی بِجَواب ذلِک.
و الحَوَارُ و الحَوِیرُ :خُرُوجُ القَدْح مِنَ النَّارِ.قال الشَّاعِر:
و أَصْفَرَ مَضْبُوحٍ نَظرْتُ حَوَارَهُ
علی النَّارِ و اسْتَوْدَعْتُهُ کَفَّ مُجْمِدِ
و یُرْوَی حَوِیرَه ،أَی نَظَرْتُ الفَلَجَ و الفَوْزَ.
و حکی ثعْلب:اقْضِ مَحُورَتَک ،أَی الأَمرَ الّذی أَنتَ فیه.
و الحَوْرَاءُ :البَیْضَاءُ،لا یُقْصَد بذلک حَوَرُ عَیْنِها.
و المُحَوِّر :صاحِبُ الحُوَّارَی .
و مُحْوَرُّ القِدْرِ:بَیاضُ زَبَدِها.قال الکُمَیْت:
و مَرْضُوفَهٍ لم تُؤْنِ فی الطَّبْخ طَاهِیاً
عَجِلْتُ إِلی مُحْوَرِّها حین غَرْغَرَا
و المَرْضُوفَهُ :القِدْر التی أُنْضِجَت بالحِجَارَهِ المُحْمَاهِ بالنَّارِ.و لم تُؤْنِ :لم تُحْبَس.
و حَوَّرْت خَواصِرَ الإِبِل،و هو أَن یَأْخُذَ خِثْیَها فیَضْرِب به خَواصِرَها (5).و فلانُ سَرِیعُ الإِحارهِ ،أَی سَرِیعُ اللَّقْم، و الإِحارَهُ فی الأَصْل:رَدُّ الجَوابِ ،قَالَه المَیْدَانِیّ .
و المَحَارَهُ :ما تَحْتَ الإِطار.و المَحارَهُ :الحَنَکُ ،و ما خَلْفَ الفَرَاشَهِ من أَعْلَی الفَمِ .و قال أَبو العمَیْثَل:باطِنُ
ص:319
الحَنکِ .و المَحَارَهُ :مَنْفَذُ النَّفَسِ إِلی الخَیاشِیم.
و المَحَارَهُ :نُقْرَهُ الوَرِکِ .و المَحَارَتانِ رَأْسَا الوَرِکِ المُسْتَدِیرَانِ اللَّذانِ یَدُورُ فیهما رُؤُوس الفَخِذَین.
و المَحَارُ ،بغَیْر هاءٍ،من الإِنْسَان:الحَنَکُ .و من الدَّابَّه:
حَیْث یُحَنِّک البَیْطَارُ.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : مَحَارَهُ الفَرَس أَعْلَی فَمِه مِنْ بَاطِنٍ .
و أَحرت البعیر نحرته (1)و هذَا من الأَساسِ .
و حَوْرَانُ اسمُ امرأَهٍ :قال الشَّاعر:
إِذَا سَلَکَت حَوْرَانُ من رَمْل عالِج
فَقُولاَ لها لَیْسَ الطرِیقُ کَذلِکِ
و حَوْرَان :لَقبُ بَعْضِهم.و حُورٌ .بالضَّمّ لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ الخَلِیل،رَوَی عن الأَصْمَعِیّ .و لقَبُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّد بْنِ المُغَلّس.و حُورُ بنُ أَسْلَم فی أَجدادِ یَحْیَی بْنِ عَطَاءٍ المِصْرِیّ الحَافِظ .
و عن ابن شُمَیْل:یَقُولُ الرَّجُل لِصَاحِبِه:و اللّهِ مَا تَحُور و لا تَحُولُ ،أَی ما تَزْدَاد خَیْراً.و قال ثَعْلَبٌ عن ابْنِ الأَعرابِیّ مِثْلَه.
و حُوَار «کغُرَاب»:صُقْع بهَجَرَ.و کرُمّان:جُبَیل (2).
و عبدُ القُدُّوس بن الحَوَارِیّ الأَزدِیّ من أَهْلِ البَصْره یَرْوِی عن یُونُسَ بنِ عُبَیْد.رَوَی عنه العِرَاقِیُّون،و حَوارِیّ بنُ زِیادٍ تابِعِیّ .
و حور :موضع بالحجاز.و ماءٌ لقُضاعهَ بالشَّام.
و الحَوَاریّ بنُ حِطّان بن المُعَلَّی التَّنُوخِیّ :أَبو قَبِیله بمعَرَّه النُّعمانِ من رِجال الدَّهْر.و من وَلده أَبُو بِشْر الحَوَاری بنُ محمّدِ بنِ علِیّ بنِ مُحَمد بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمدَ بنِ الحَوَارِیّ التَّنُوخِیُّ عَمِیدُ المَعَرَّه.ذکره ابن العَدِیم فی تاریخ حلَب.
حَارَ بَصَرُه یَحَارُ حَیْرَهً و حَیْراً و حَیَراً و حَیرَاناً ، بالتَّحْرِیک فِیهِمَا،قال العَجَّاجُ :
حَیْرَانَ لا یُبْرِئُه من الحَیَرْ
وَحْیُ الزَّبُورِ فی الکِتَاب المُزْدَبَرْ
وَ تَحَیَّر ،و اسْتَحَارَ إِذا نَظَر إِلَی الشَّیْ ءِ فعَشِیَ (3)بَصَرُه.
و حَارَ و اسْتَحَار : لَمْ یَهْتَدِ لِسَبِیلِه. و حَارَ یَحَار حَیْرَهً فهو حَیْرَانُ ،بفَتْح فسُکُون،أَی تَحَیَّر فی أَمْره.
و رجل حَائِرٌ بَائِرٌ،إِذا لم یتَّجِه لِشَیْ ءٍ.و قد جاءَ ذلِک فی حَدِیثِ عُمَر رَضِیَ اللّه عنه (4)،کما تَقَدّمَ فی«ب ی ر»و هو المُتَحَیِّر فی أَمره لا یَدْرِی کیف یَهْتَدِی فِیه. و هی حَیْرَاءُ ، أَی کَصَحْراءَ،هکذا فی النُّسَخ،و مثلُه فی الأَساس (5)و الذی فی التَّهْذیب:و هو حَائِرٌ و حَیْرانُ :تائِهٌ ،و الأُنثَی حَیْرَی .
و حَکَی اللِّحْیَانِیّ :لا تَفْعَل ذلک،أُمُّک حَیْرَی .أَی مُتَحَیِّره ،کقولک:أُمُّک ثَکْلَی،و کذلک الجَمِیع (6).یقال لا تَفْعَلُوا ذلِک أُمَّهاتُکم حَیْرَی .
و هُمْ حَیَارَی ،بالفَتْح، و یُضَمُّ . قال شَیْخُنَا:و استعمَلَ بَعْض فی مُضَارع حَارَ یَحِیر کبَاع یَبِیع،بناءً علی أَنَّه یائِیُّ العَیْن و هو غَلَط ظاهِر لا یعرِفُه أَحَد و إِن کان رُبَّما ادُّعِیَ أَخْذُه من اصْطِلاح المُصَنِّف.
قلت:و فی المِصْبَاح: حارَ فی أَمْرِه یَحارُ ،من باب تَعِب:لم یَدْرِ وَجْهَ الصَّوَابِ ،فهو حَیْرَانُ .
و فی التَّهْذِیب:أَصْلُ الحَیْرَه أَنْ یَنْظُر الإِنسانُ إِلی شَیْ ءٍ فیَغْشَاه ضَوْوه (7)فیَصْرِفَ بصَرَه عنه.
و من المَجاز: حَارَ المَاءُ فِی المَکَان:وَقَفَ و تَرَدَّدَ کأَنَّهُ لا یَدْرِی کَیفَ یَجْرِی، کتَحیَّرَ و اسْتَحارَ .
و الحَائِرُ :مُجْتَمَعُ المَاءِ ، یَتَّحَیَّرُ الماءُ فِیهِ یَرْجِعُ أَقْصَاهُ إِلَی أَدْنَاه،أَنْشَدَ ثَعْلَب:
فی رَبَبِ الطِّینِ بماءٍ حائِرِ
ص:320
و قد حَارَ و تَحَیَّر ،إِذا اجْتَمَع و دَارَ.قال:و الحاجِرُ نَحْو منه،و جَمعُه حُجْرَانٌ .و قال العَجَّاج:
سَقَاهُ رِیًّا حائِرٌ رَوِیُّ
و الحَائِرُ : حَوْضٌ یُسَیَّبُ إِلَیْهِ مَسِیلُ مَاء مِنَ الأَمْطَارِ (1)یُسَمَّی هذا الاسْمُ بالمَاءِ.
و قِیلَ الحَائِرُ : المَکَانُ المُطْمَئِنّ یَجْتمِع فیه المَاءُ فیتحَیَّر لا یَخْرُج منه.قال:
صَعْدَه نابِتَه فی حَائِر
أَیْنَما الرِّیحُ تُمیِّلْهَا تَمِلْ
و قال أَبُو حَنِیفَه:من مُطْمَئِنَّات الأَرض الحائِرُ ،و هو المَکَانُ المُطْمَئِنُّ الوَسَطِ المُرْتَفِعُ الحُرُوفِ . و من ذلک سَمَّوُا البُسْتَانَ بالحَائِر ، کالحَیْر ،بطَرْح الأَلِف،کما علیه أَکْثَرُ النَّاسِ و عَامَّتُهم،کما یقولون لعائِشَه:عَیْشَه یَسْتَحْسِنُون التَّخْفِیفَ [و طرح الألف] (2).قیل:هو خَطَأٌ، و أَنکَرَه أَبُو حَنِیفَه أَیضاً،و قال:و لا یقال حَیْر ،إِلاَّ أَنَّ أَبا عُبَیْد قال فی تَفْسِیر قَوْلِ رُؤْبَه:
حَتَّی إِذا ما هَاج حِیرَانُ الدَّرَقْ
الحِیران جَمْع حَیْر ،لم یَقُلْهَا أَحَدٌ غَیره،و لا قَالَهَا هو إِلاّ فی تَفْسِیر هذا البَیْت.قال ابنُ سِیدَه:و لَیْسَ ذلک أَیْضاً فی کُلّ نُسْخَه.
ج حُورَانٌ و حِیرَانٌ ،بالضمِّ و الکَسْر.
و الحَائِرُ : الوَدَکُ ،و قد تَقَدّم فی حَوَر أَیضاً.
و الحَائِرُ : کَرْبَلاَءُ ،سُمِّیَت بِأَحَدِ هذِه الأَشْیَاءِ، کالحَیْرَاءِ ،هکذا فی النُّسَخ بالمَدِّ.و الّذی فی الصّحاح و غَیْرِه: الحَیْر ،أَی بفَتْح فَسُکُون،بکَرْبلاءَ،أَی سُمِّیَ لکَوْنه حِمًی. و الحَائِرُ : ع،بِهَا ،أَی بکَرْبلاءَ،و هو المَوضِعُ الذِی فیه مَشْهَدُ الإِمامِ الحُسَیْن رَضِیَ اللّه عنه،و قد تقدّم فی حور ذلک.
و من المَجَازِ قال ابنُ الأَعرابِیّ : لا آتِیه حَیْرِیَّ الدَّهْرِ ، بفتح الحَاءِ مُشَدَّدَهَ الآخِرِ. و
17- رَوَی شَمِرٌ بإِسناده عنالرَّبِیعِ بنِ قُرَیْع قال:«سَمِعتُ ابنَ عُمَر یقول: لم یُعْطَ الرجلُ شَیئاً أَفْضَلَ من الطَّرْق،الرَّجلُ یُطْرِقُ علی الفَحْل أَو علی الفَرَس فیَذْهَبُ حَیْرِیَّ الدَّهْرِ.فقال له رجلٌ :ما حَیْرِیُّ الدَّهْرِ؟قال:لا یُحْسَبُ ». هکذا رَواه بفَتْح الحاءِ و تَشْدِید الْیَاءِ الثَّانِیَه و فَتْحِهَا، و تُکْسَرُ الحَاءُ أَیضاً،کما فی روایه أُخْرَی و هی فی الصّحاح،و نقلَه ابنُ شُمَیْل عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و ذَکَرَه سِیبَوَیْه و الأَخْفَشُ ،قال ابنُ الأَثِیر:
و یُرْوَی: حَیْرِی دَهْرٍ ،بفتح الحَاءِ سَاکِنَهَ الآخِرِ ،و نقلَه الأَخفَشُ .قال ابنُ جِنّی فی حِیرِی دَهْرٍ،بالسُّکُون:عندی شیْ ءٌ لم یَذْکُره أَحَدٌ،و هو أَنَّ أَصْلَه حِیرِیّ دَهْرٍ،و معناه مُدَّهَ الدَّهْر،فکأَنَّه مُدَّهُ تَحَیُّرِ الدَّهْرِ و بقَائِه،فلما حُذِفت إِحْدَی الیائَین بَقِیَت الیاءُ ساکِنَهً کَمَا کَانَت،یَعْنِی:حُذِفَتْ المُدْغَمُ فیها و أُبْقِیَت (3)الأخری.فَعُذْر الأَول تَطَرُّفُ ما حُذِفَ ،و عُذْرُ الثَّانی سکُونُه. و تُنْصَبُ مُخَفَّفَهً ،من حَیْرِیّ ،کما قال الفَرَزْدَق:
تَأَمَّلْتُ نَسْراً و السِّماکَیْنِ أَیُّهُمَا
عَلَیَّ من الغَیْثِ استَهَلَّت مواطِرُهْ
و هذا التَّخْفِیف ذکره سِیبَوَیْه عن بَعْض.
و نُقل عن ابن شُمَیْل یقال:ذَهَب ذلک حَارِیَّ دَهْر و حاریَّ (4)الدَّهْرِ. و عن ابن الأَعْرابِیّ : حِیَرَ دَهْر کعِنَب ، فهی ستُّ لُغَات،کُلُّ ذلک أَی مُدَّهَ الدَّهْر و دَوَامه،أَی ما أَقام الدَّهْر.و قال ابْنُ شُمَیْل:أَی أَبَداً،و الکُلُّ من تَحَیُّر الدَّهْرِ و بَقَائِه.
و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :و یجوز أَنْ یُرَادَ:ما کَرَّ و رَجَعَ ،من حَارَ یَحُورُ .و قال ابْنُ الأَثِیر فی تَفْسِیر قَوْلِ ابْنِ عُمَر السّابِق:لا یُحْسَب،أَی لا یُعْرَف حِسَابُه لکَثْرَتِه،یرید أَنّ أَجْرَ ذلک دائِمٌ أَبداً لِموْضِع دَوامِ النَّسْلِ .
و قال شَمِرٌ:أَرادَ بقَوْله لا یُحْسَب،أَی لا یُمْکِن أَن یُعْرَف قَدْرُه و حِسَابُه لکثْرتِه و دَوَامِه علی وَجْهِ الدَّهْرِ.
و حَیْرَ ما،أَی رُبَّما.
ص:321
و من المَجاز: تَحَیَّر المَاءُ:دَارَ و اجْتَمَعَ . و منه الحَائِر ، و کذا تَحَیَّر الماءُ فی الغَیْم. و تَحَیَّر المَکَانُ بالمَاءِ:امْتَلأَ ، و کذا تَحیَّرت الأَرضُ بالماءِ،إِذا امتلأَتْ لکَثْرته قال لَبِید:
حتی تَحَیَّرتِ الدِّبَارُ کَأَنَّها
زَلَفٌ و أُلقِیَ قِتْبُها المَحزُومُ
یقول:امتلأَت[ماءً] (1)و الدِّبَارُ:المَشَارَاتُ (2)،و الزَّلَفُ ، المصانِعُ .
و من المَجَاز: تَحَیَّر الشَّبَابُ ،أَی شَبابُ المَرأَه،إِذا تَمَّ آخِذاً مِنَ الْجَسَدِ کُلَّ مَأْخَذٍ ،و امْتَلأَ و بَلَغَ الغَایَهَ .قال النَّابِغَه و ذَکَر فَرْجَ المَرْأَه:
و إِذا لَمَسْتَ لَمَسْتَ أَجْثَمَ جَاثِماً
مُتَحَیِّراً بمَکَانِه مِلْ ءَ الیَدِ
کاسْتَحَار ،فِیهِما ،أَی فی الشَّبَابِ و الْمَکَان.قال أَبُو ذُؤَیْب:
ثَلاَثَهَ أَعْوَام فَلَمَّا تَجَرَّمَت
تَقَضَّی شَبَابِی و اسْتَحَارَ شَبَابُها
قال ابنُ بَرِّیّ :تجَرَّمَت:تَکَمَّلَت[السِّنُونُ ] (3)و اسْتَحَارَ شَبَابُها:جَرَی فیها ماءُ الشَّبَابِ .و قال الأَصْمَعِیُّ : استحارَ شَبابُهَا:اجْتَمَعَ و تَردَّدَ فیها کما یَتَحیَّرُ المَاءُ.
و تَحَیَّرَ السَّحَابُ :لم یَتَّجِه جِهَهً . و قال ابن الأَعرابِیّ :
المُتَحیِّر من السَّحَاب:الدَّائِمُ الَّذِی لا یَبْرَحُ مَکَانَه یَصُبُّ الماءَ صَبّاً،و لا تَسُوقُه الرَّیحُ ،و أَنْشَد:
کأَنَّهُمُ غَیْثٌ تَحَیَّرَ وابِلُهْ
و من المَجاز: تَحَیَّرَتِ الجَفْنَهُ :امتلأَت دَسماً و طَعَاماً ، کما یَمْتَلِیءُ الحَوْضُ بالماءِ.
و من المَجازِ عن أَبِی زَیْد الحَیِّر ،ککَیِّس:الغَیْمُ یَنْشَأُ مع المَطَر فیَتَحَیَّرُ فی السماءِ.و قال الزَّمَخْشَرِیّ :هو سحابٌ ماطِرٌ یَتَحیَّر فی الجَوِّ و یَدُومُ . و الحِیَرُ ، کعِنَبِ ،و الحَیَرُ (4)، بالتَّحْرِیک:الکَثِیرُ من المَالِ و الأَهْلِ ،قال الرّاجِز:
أَعوذُ بالرَّحْمن مِنْ مَالٍ حِیَرْ
یُصْلِینِیَ اللّه بِهِ حَرَّ سَقَرْ
و أَنشد ابنُ الأَعرابِیّ :
یا مَنْ رَأَی النُّعْمانَ کانَ حِیرَا
قال ثَعْلَب:أَی کان ذا مَال کَثیر و خَوَلٍ و أَهْل.قال أَبُو عَمْرو بْنُ العَلاءِ:سَمِعتُ امرَأَهً من حِمْیَر تُرَقِّصُ ابنها و تقُولُ :
یا رَبَّنا مَنْ سَرَّه أَن یَکْبَرَا
فهبْ له أَهْلاً و مالاً حَیَرَا
و فی رِوَایه:
فسُقْ إِلیه رَبِّ مالاً حَیَراً
و حَکَی ابنُ خَالَوَیْه عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ وَحْدَه:مالٌ حِیَرٌ ، بکسْرِ الحَاءِ.و أَنْشَدَ أَبُو عمْرٍو عن ثَعْلَب تَصْدِیقاً لقَوْلِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ :
حَتَّی إِذَا ما رَبَا صَغِیرُهُمُ
و أَصْبَحَ المالُ فِیهِمُ حِیَرَا
صَدَّ جُوَیْنٌ فمَا یُکَلِّمُنا
کأَنَّ فی خَدِّه لنا صَعَرَا
و روَی ابنُ بَرِّیّ :مَالٌ حَیَرٌ ،بالتَّحْرِیک.و أَنشد للأَغلَبِ العِجْلِیِّ شاهِداً علیه:
یا مَنْ رَأَی النُّعْمَانَ کان حَیَرَا
هکذا رَواهُ .
و الحِیرَهُ بالکَسْرِ:مَحَلَّهٌ بنَیْسَابُورَ ،إِذا خَرجْتَ منها عَلَی طَرِیق مَرْو. مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحمدَ بْنِ حَفْص بنِ مُسْلِم بْنِ یَزِید بْنِ عَلِیّ الجُرَشِیّ الحِیرِیّ ،و ولده القَاضِی أَبُو بَکْر أَحْمَدُ بن الحَسَن بنِ أَحْمَد بنِ مُحَمَّد الحِیرِیّ (5)قاضی نَیْسَابُور،روی عنه الحاکِمُ أَبُو عَبْد اللّه،و ذکره فی التَّاریخ
ص:322
و أَکْثَر عنه أَبُو بکْر البَیْهَقِیّ و أَبُو صَالِح المُؤَذِّن الحافِظَان.
و الحِیرَه : د،قُرْبَ الکُوفَهِ و هی دَاخِلَه فی حُکم السّوادِ،لأَنَّ خالِدَ بْنَ الوَلِید فَتحها صُلْحاً کما نَقَلَه السُّهَیْلیّ عن الطَّبَرِیّ .و فی المَرَاصِد أَنَّها علی ثَلاثَهِ أَمْیَال من الکُوفَه علی النَّجَف،زَعَمُوا أَنَّ بَحْرَ فَارسَ کان یَتَّصِل بها،و علی مِیل منها من جِههِ الشَّرْق الخَوَرْنَقُ و السَّدِیرُ، و قد کانَتْ مَسْکنَ مُلُوکِ العَرَب فی الجاهِلِیَّه و سَمَّوْهَا بالحیرَه البَیْضَاءِ،لحُسْنِها،و قیل:سُمِّیَت الحِیرَه لأَنَّ تُبَّعاً لَمَّا قَصَدَ خُرَاسَانَ خَلَّفَ ضَعَفَهَ جُنْدِه بذلِک الموْضِع.و قال لَهُم: حِیرُوا به،أَی أَقِیمُوا.
و فی الرَّوْضِ الأُنُف أَنَّ بُخْتَ نَصَّرَ هو الذی حَیرَّ الحِیرَهَ لَمّا جَعَل فیها سبَایَا العَرَبِ ، فتَحَیَّروا هُناکَ ،کذا قاله شَیْخُنا.و قیل إِنَّ تُبَّعاً تَحَیَّر فیها (1)،قاله الشّرفیّ (2)و قِیلَ غَیْر ذلک،و قد أَطَالَ فیه السَّمْعَانَیّ ،فراجِعْه فی الأَنْسَاب.
و النِّسْبَهُ إِلَیْهَا حِیرِیٌّ ،علی القِیَاس، و سُمِعَ حَارِیٌّ علی غَیْرِ قِیاس.قال ابن سِیدَه:و هو من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ ، قُلِبَت الیاءُ فیه أَلِفاً،و هو قَلْبٌ شَاذٌّ غَیرُ مَقِیس عَلَیْه غَیْره.
و فی التَّهْذِیب:النِّسْبَهُ إِلَیْهَا حَارِیّ ،کما نَسَبُوا إِلی التَّمْر تَمْرِیّ ،فأَراد أَن یقول حَیْرِیّ فسَکَّنَ الیَاءَ فصَارَتْ أَلِفاً ساکِنَهً . مِنْهَا کَعْبُ بْنُ عَدِیّ بنِ حَنْظَله بْنِ عَدِیِّ بْنِ عَمْرو بْنِ ثَعْلَبَه بن عَدِیّ بن مَلَکان بْنِ عَوْف بنِ عُذْرَهَ بْنِ زَیْد اللاّت التَّنُوخِیّ الحِیرِیّ ،أَسلَمَ زمنَ أَبِی بَکْر.و حَفِیدُه نَاعِمُ بن کَعْب،حَدَّث عنه عَمْرُو بنُ الحارث،و حدِیثُه عنْد المِصْرِیّین.
و الحِیرَه : ه بِفَارِسَ ،و منها أَبُو إِسحَاق إِبراهِیمُ بنُ مُحَمَّد بنِ إِبراهِیم بْنِ حاتِمٍ الزَّاهدُ العابدُ الحِیرِیّ ،أَثْنَی علیه الحاکِمُ .
و الحِیرَهُ : د،قُربَ عَانَهَ ،مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ مُکَارِم الحیرِیّ ،ذَکَره الذَّهَبِیُّ . و الحِیرتَانِ : الحِیرَه و الکُوفَهُ ،علی التَّغْلِیبِ ،کالبَصْرَتَیْن و الکُوفَتَین.
و المُسْتَحِیرَهُ :د ،و قد تَقَدَّم الشاهِدُ علیه مِنْ قَوْل مَالِک بْنِ خَالِدٍ الخُنَاعِیّ ،و أَعادَه المُصَنِّف هنا،و هُما واحِدٌ.
و المُسْتَحِیرَه : الجَفْنَهُ الوَدِکَهُ :الکثِیرَهُ الوَدکِ .
و المسْتَحِیر ، بلا هاءٍ:الطَّریقُ الذی یَأْخُذُ فی عُرْضِ مَفَازهٍ ،و فی بَعْضِ الأُصول (3):مَسَافَه، و لا یُدْرَی أَیْنَ مَنْفَذُه.
قال:
ضاحِی الأَخادیدِ و مُسْتَحِیرِهِ
فی لا حِبٍ یَرکَبنَ ضِیفَیْ نِیرِهِ
و المُسْتحِیر : سَحابٌ ثَقِیلٌ مُتَرَدِّدٌ لَیْس له رِیح تَسُوقُه.
قال الشَّاعِرُ یمدَح رَجُلاً:
کأَنَّ أَصحابَه بالقَفرِ یُمْطِرُهمْ
من مُسْتحِیرٍ غَزِیرٌ صَوْبُهُ دِیَمُ
و الحِیَارَانِ ،بالکَسْرِ: ع قال الحارِثُ بْنُ حِلِّزَهَ :
و هُوَ الرَّبُّ و الشَّهِیدُ عَلَی یَوْ
مِ الحِیارَیْنِ و البَلاءُ بَلاَءُ
و حَیِّرَهُ ،ککَیِّسَه:د،بجَبل نِطَاعٍ بالیمامهِ (4)،نقله الصَّاغانِیُّ .
و الحَیْر ،بفتْح فسُکُون: شِبْهُ الحَظِیرهِ أَو الحِمَی ،و منه الحیْرُ بکَرْبَلاَءَ،کما فی الصّحاح و اللِّسَان،و منه المثَل«مَن اعتمَدَ علی حَیْرِ جارِه[أَصْبَح عَیْرُه فی النَّدی]» (5)أَورده المَیْدَانیّ .
و الحَیْر : قَصْرٌ کَانَ بِسُرَّ منْ رأَی ،نَقَلَه الصَّاغانِیّ .
[ و أصْبَحَتِ الأَرضُ حِیْرَهً أَی مُخْضَرَهً مُبْقِلَهً لما یتحیر فیها الماء فتنبت کثیراً] (6).
و حِیَارُ بَنِی القَعْقَاعِ ،بالکَسْرِ:صُقْعٌ بِبَرِّیَّهِ قِنَّسْرِینَ کان الوَلِیدُ بْنُ عَبْدِ المَلِک أَقطعهُ القَعْقَاعَ بْنَ خُلَیْد،فنُسِب إِلَیْه.
ص:323
و الحَارَهُ :کلُّ مَحَلَّه دَنَتْ مَنَازِلُهُم ،فَهُم أَهلُ حَارَهٍ .و قال الزَّمَخُشَرِیّ :هِی مُسْتَدارٌ من فَضَاءٍ،قال:و بالطَّائِف حَاراتٌ ،مِنْهَا حَارَهُ بَنِی عَوْف.
و الحُویْرَهُ ،تَصْغِیرُ الحارَه : حَارهٌ بِدِمَشْقَ ،منْها إِبْراهِیمُ بْنُ مَسْعُودٍ الحُویْرِیّ المُحَدِّثُ ،سمِعَ ببَغْدَادَ شَرَفَ النِّسَاءِ بنْتَ الآبِنوسیّ و غَیرَها و عُمِّرَ و حَدَّث.
و یقال: إِنّه فی حِیرَ بِیرَ ،مبنیّاً علی الفتح فیهما و حِیرٍ بِیرٍ،بالخَفْضِ فیهما، کحُورٍ بُورٍ ،أَی فَساد و هَلاکٍ ،أَو ضَلال،و قد تَقَدّم.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
حَیَّرتُه فتحَیَّرَ .
و الحَیَرُ ،بالتحرِیک: التَّحیُّر .
و تَحَیَّر :ضَلّ .
و بالبصْره حائرُ الحَجَّاج،معروفٌ ،یابِسٌ لا ماءَ فِیهِ ، و أَکثرُ النَّاسِ یُسمِّیه الحَیْر .و استعْمَلَ حَسَّانُ بنُ ثَابِت الحائِرَ فی البحْر فقال:
و لأَنْتِ أَحسنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنا
یَومَ الخُرُوجِ بساحَهِ العَقْرِ
مِن دُرَّهٍ أَغْلَی بها مَلِکٌ
مّما تَرَبَّبَ حائِرُ البَحْرِ
و قالوا:لهذه الدارِ حَائِرٌ واسِعٌ .و العامَّه تقول حَیْرٌ ،و هو خَطَأٌ.
قال الأَزهَرِیّ :قال شَمِرٌ:و العَرَبُ تقول:لکُلِّ شَیْ ءٍ ثابِتٍ دَائِمٍ لا یَکَادُ یَنْقَطِع: مُسْتَحِیرٌ و مُتَحَیِّرٌ .
و قال جریر:
یا رُبَّما قُذِفَ العَدُوُّ بعَارِض
فَخْمِ الکَتَائِبِ مُسْتَحِیرِ الکَوْکَبِ
قال ابنُ الأَعرابِیِّ : المُسْتَحِیرُ :الدَّائِمُ الَّذِی لا یَنْقَطِع، قال:و کَوکَبُ الحدِیدِ:بَرِیقُه.
و قال الطِّرِماحُ :
فی مُسْتَحِیرِ رَدَی المَنُو
نِ و مُلْتَقَی الأَسَلِ النَّواهِلْ (1)
وَ مرَقَهٌ مُتَحیِّرهٌ :کَثیرهُ الإِهالَهِ و الدَّسمِ .و فی الأَساس:
و أَتَی بمَرَقَهٍ کَثِیرَهِ الإِحَارَهِ (2).
و رَوضَهٌ حَیْرَی : مُتَحَیِّرهٌ بالماءِ.أَنشَدَ الفارِسِیّ لبَعْض الهُذلِیّین:
إِمَّا صَرَمْتِ جَدِید الحِبا
لِ مِنی و غَیَّرَکِ الأَشیبُ
فیا رُبَّ حَیْرَی جُمَادِیَّهٍ
تَحَیَّرَ فیها النَّدَی السَّاکِبُ
عَنَی ذلک.
و المَحَارَهُ : الحائِر .
و اسْتَحَارَ الرَّجلُ بمَکَانِ کَذَا و مَکَانِ کَذَا:نَزَلَه أَیَّاماً.
و یقال:هذِه أَنْعَامٌ حِیرَاتٌ :أَی مُتَحَیِّرهٌ کَثِیرَهٌ .و کذلک النَّاسُ إِذَا کَثُرُوا.
و السُّیُوفُ الحارِیَّهُ :المعْمُولَهُ بالحِیرَه ،قال:
فلما دَخَلْنَاه أَضَفْنا ظُهُورَنا
إِلی کلِّ حارِیٍّ قَشِیبٍ مُشَطَّبِ
یقول:إِنّهم احْتَبَوْا بالسُّیوف،و کذلک الرِّحالُ الحارِیَّاتُ .قال الشَّمَّاخ:
یَسْرِی إِذا نامَ بنُو السَّرِیَّاتِ
یَنامُ بینَ شُعَبِ الحارِیَّاتِ
و الحارِیُّ :أَنْمَاطُ نُطُوعٍ تُعْمَلُ بالحِیرَه تُزَیَّن بها الرِّحَالُ .
أَنْشَد یَعْقُوب:
عَقْماً و رَقْماً و حارِیًّا تُضاعِفُه
علی قَلائِصَ أَمثالِ الهَجَانِیعِ
ص:324
و استُحِیرَ الشَّرَابُ :أُسِیغَ ،قال العَجَّاج:
تَسْمعُ للجَرْعِ إِذَا اسْتُحِیرَا (1)
و حِیارُ بن مُهَنَّا،ککِتَاب:من أُمَرَاءِ عَرَبِ الشَّام،نَقَلَه الذَّهَبِیّ .
و اسْتَدْرَکَ شیخُنَا هُنا حَیْرُون ،بفَتْح فسُکُون،و نَقَل عن الشِّهاب القَسْطَلانیّ فی إِرشاد السَّارِی أَنَّ سیِّدَنا إِبراهِیمَ الخَلُیلَ عَلَیْه السَّلام دُفِن به.قُلْت:و هو تَصحِیف.
و الصَّوابُ أَنه حَبْرون بالمُوحَّده (2)،و قد سبق فی مَوْضعِه،ثم رأَیتُ ابْنَ الجَوَّانیِّ النَّسّابهَ ذَکَرَ عند سَرْدِ أَولادِ عِیصُو بْنِ إِسْحَاق فی المُقَدْمه الفَاضِلِیّهِ ما نَصُّه:و دُفِن مع أَخِیه یَعْقُوبَ فی مَزْرعهَ حَیْرون ،هکذا بالحَاءِ و الیَاءِ.و قیل:بل هی مزْرَعه عَفْرُون عند قَبْر إِبراهِیمَ الخَلِیلِ علیه السّلام، کان شَرَاهَا لِقَبْرِه و فِیهَا دُفِنَت سَارَهُ .
الخَبَرُ ،مُحرَّکَهً :النَّبَأُ ،هکذا فی المُحْکَم.و فی التَّهْذِیب: الخَبَر :ما أَتَاکَ مِن نَبَإِ عَمَّن تَسْتَخْبِرُ .قال شَیْخُنَا:ظاهِرُه بل صَرِیحُه أَنَّهُما مُتَرادِفَان،و قد سَبق الفَرْقُ بَیْنَهُمَا،و أَنَّ النَّبَأَ خَبَرٌ مُقَیَّدٌ بکَوْنِه عن أَمْر عَظیم کما قَیَّد به الرَّاغِب (3)و غیرُه من أَئِمَّه الاشْتِقَاقِ و النَّظَرِ فی أُصولِ العَرَبِیَّه.ثم إِنَّ أَعلامَ اللُّغَهِ و الاصْطِلاح قَالوا: الخَبَر عُرْفاً و لُغَه:ما یُنْقَل عن الغَیْر،و زادَ فیه أَهْلُ ما یُنْقَل عن الغَیْر، و زادَ فیه أَهْلُ العَرَبِیَّه:و احْتَمَلَ الصِّدْقَ و الکَذِبَ لِذَاتِه.
و المُحَدِّثُون استَعْمَلُوه بمَعْنَی الحَدِیث.أَو الحَدِیثُ :ما عَن النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم،و الخَبَر :ما عَنْ غَیْرِه.
و قال جَماعَه من أَهْلِ الاصْطِلاح: الخَبَر أَعَمُّ ،و الأَثَرُ هو الذی یُعَبَّرُ به عن غَیْر الحَدِیث کما لِفُقَهاءِ خُراسَانَ .و قد مَرَّ إِیماءٌ إِلیه فی«أَثر»و بَسْطه فی عُلُوم اصْطِلاح الحَدِیث. ج أَخْبارٌ .و جج ،أَی جَمْع الجَمْع أَخابِیرُ .
و یقال: رَجُلٌ خَابِرٌ و خَبِیرٌ :عالِمٌ بالخَبَر .و الخَبِیرُ :
المُخْبِر .
(4)قال أَبُو حَنِیفَه فی وَصْف شَجَر: أَخْبَرَنی بذلِک الخَبِرُ .فجاءَ به ککَتِف. قال ابنُ سِیده:و هذا لا یَکَادُ یُعْرَف إِلاّ أَنْ یُکونَ علی النَّسَب.و یُقَالُ :رَجُلٌ خُبْرٌ ،مثل جُحْر،أَی عَالِمٌ بِهِ ،أَی بالخَبَر ،علی المُبَالَغَه،کزید عَدْل.
و أَخْبَره خُبُورَه ،بالضّمّ ،أَی أَنْبَأَه ما عِنْدَه.و الخُبْرُ و الخُبْرَه ،بکَسْرِهِما و یُضَمَّان،و المَخْبَرهُ ،بفَتْح المُوَحَّده، و المَخْبُرَه بضَمِّها: العِلْمُ بالشَّیْ ءِ ،تقول:لی به خُبْرٌ و خُبْره ، کالاخْتِبار و التَّخَبُّرِ . و قد اخْتَبَرَه و تَخَبَّرَه .یقال:مِنْ أَیْنَ خَبَرْتَ هذا الأَمرَ؟أَی من أَیْن عَلِمْت.و یقال:«صَدَّقَ الخَبَرَ الخُبْرُ » (5).و قال بَعضُهم: الخُبْر ،بالضَّمّ :العِلْمُ بالباطِن الخَفِیِّ ،لاحْتِیاج العِلْم به للاخْتبار .و الخِبْرَهُ :
العِلْم بالظَّاهر و الباطنِ ،و قیلَ :بالخَفَایَا البَاطِنَهِ و یَلْزَمُها مَعْرِفَهُ الأُمورِ الظَّاهِره. و قد خَبُرَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ، خُبُوراً ، فهو خَبیرٌ .
و الخَبْرُ (6)،بفَتْح فَسُکُون: المَزَادَهُ العَظِیمَه، کالخَبْرَاءِ ، مَمْدُوداً،الأَخِیر عن کُرَاع.
و مِنَ المَجَازِ: الخَبْرُ : النَّاقَهُ الغَزِیرَهُ اللَّبنِ ،شُبِّهت بالمَزَاده العَظِیمه فی غُزْرِها،و قد خَبَرَتْ خُبُوراً عن اللِّحْیَانِیّ ، و یُکْسرُ،فِیهِمَا ،و أَنْکَر أَبو الهَیْثم الکَسْرَ فی المَزادَه،و قال غیرُه:الفَتْحُ أَجْودُ.
ج ،أَی جمْعهما، خُبُورٌ .
و الخَبْرُ : ه:بِشِیرازَ (7)،بها قَبْرُ سَعِیدٍ أَخِی الحَسَن البَصْرِیّ . مِنْهَا أَبُو عَبْدِ اللّه الفَضْلُ بنُ حَمَّادٍ الخَبْرِیّ الحافظ صاحِبُ المُسْنَد ،و کان یُعَدُّ من الأَبدَال،ثِقَهٌ ثَبتٌ ،یَرْوِی عن سَعِید بن أَبی مَرْیَمَ و سَعِیدِ بنِ عُفَیر،و عَنْه أَبُو بَکْر بْنُ
ص:325
عَبدانَ الشِّیرازِیّ ،و أَبو بَکْر عبد اللّه بن أَبی داوود السِّجِسْتَانیّ ،و تُوفِّیَ سنه 264، و الخَبْرُ : ه بالیَمَن ،نَقَلَه الصَّاغانِیُّ .
و الخَبْرُ : الزَّرْعُ .
و الخَبْرُ : مَنْقَعُ الماءِ فی الجَبَل ،و هو ما خَبِرَ المسِیلُ فی الرُّءُوس،فتَخُوضُ فیه.
و الخَبْرُ : السِّدْرُ و الأَرَاکُ و ما حَوْلَهُمَا من العُشْب.قال الشاعر:
فجادَتْکَ أَنواءُ الرَّبِیعِ و هَلَّلَتْ
علیکَ رِیَاضٌ من سَلاَمٍ و مِن خَبْرِ
کالخَبِر ،ککَتِفٍ ،عن اللَّیث واحِدَتُهما خَبْره و خَبِرَهٌ .
و الخَبْرَاءُ :القاعُ تُنْبِتُه ،أَی السِّدْرَ، کالخَبِرَه ،بفَتْح فکَسْر،و جمْعُه خَبِرٌ .و قال اللّیث: الخَبْراءُ شَجْراءُ فی بَطْنِ رَوْضَهٍ یَبْقَی فِیها المَاءُ إِلی القَیْظ ،و فیها یَنْبُت الخَبْرُ و هو شَجَر السِّدْرِ و الأَراکِ و حَوالَیْهَا عُشْبٌ کَثِیرٌ،و تُسَمَّی الخَبِرهَ ، ج الخَبَاری ،بفتح الرّاءِ، و الخَبَارِی ،بکَسْرِهَا مثل الصَّحَارَی و الصَّحَارِی. و الخَبْراواتُ و الخبَارُ ،بالکَسْرِ (1).
و فی التَّهْذِیب فی«نَقْع»:النَّقَائع: خَبَارَی فی بِلادِ تَمیم.
و الخَبْرَاءُ : منْقَعُ المَاءِ. و خَصَّ بَعْضُهم به مَنْقَعَ المَاءِ فی أُصُولِهِ ،أَی السِّدرِ.و فی التَّهْذِیب الخَبْرَاءُ :قَاعٌ مُسْتَدِیرٌ یَجْتَمِع فیه المَاءُ.
و الخَبَارُ کسَحَاب:مَالاَنَ مِنَ الأَرْضِ و اسْتَرْخَی و کانَت فِیهَا جِحَرَهٌ ،زاد ابْنُ الأَعْرَابِیّ :و تَحَفَّر.و قال غیره:هو ما تَهوَّرَ و ساخَتْ فیه القَوَائِمُ .و
16- فی الحَدِیث: «فدَفَعْنَا فی خَبَارٍ من الأَرض». أَی سَهْلَهٍ لَیِّنه.و قال بَعضُهم: الخَبَارُ :أَرضٌ رِخْوَه تَتعْتَع فیها (2)الدَّوابُّ ،و أَنشد:
تَتَعْتع فی الخَبَارِ إِذَا عَلاَه
و تَعْثُرُ فی الطَّرِیق المُسْتَقِیمِ
و الخَبَارُ : الجرَاثِیمُ ،جَمْعُ جُرْثُومٍ ؛وَ هُوَ التُّرابُ المُجْتَمِع بأُصولِ الشَّجرِ. و الخَبَارُ : حِجَرَهُ الجُرْذانِ ،المَیْدَانِیّ فی مَجْمَعِه و الزَّمَخْشَریّ فی المُسْتَقْصَی و الأَساس.
و خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً ، کفَرِح کَثُر خَبَارُهَا . و خَبِر المَوْضِعُ ،کفَرِحَ ،فَهُو خَبِرٌ :کَثُرَ به الخَبْرُ ،و هو السِّدْر.
و أَرضٌ خَبِرَهٌ ،و هذا قَدْ أَغفلَهَ المُصنِّفُ .
14- و فَیْفَاءُ أَو فَیْفُ الخَبَارِ (3):ع بِنَواحِی عَقِیقِ المَدِینَهِ ،کانَ عَلَیْه طَرِیقُ رَسُول اللّهِ صلی اللّه علیه و سلّم حِینَ خَرَجَ یُرِیدُ قُرَیشاً قبل وَقْعَه بَدْرٍ،ثم انْتَهَی منه إِلی یَلْیَلَ .
و المُخَابَرَهُ :المُزَارَعَهُ (4)،عَمَّ بها اللِّحْیَانیّ .و قال غَیْره:
علی النِّصْفِ و نَحْوِه ،أَی الثُّلُث.و قال ابنُ الأَثیر:
المُخَابَرهُ :المُزارَعَه علی نَصِیبٍ مُعَیَّن،کالثُّلُث و الرُّبع و غَیْرِهما.
و قال غَیرُه:هو المُزارَعَه ببَعْض ما یَخْرُج من الأَرض، کالخِبْرِ ،بالکَسْر. و
14- فی الحَدِیث: «کُنَّا نُخَابِرُ و لا نَری بِذلک بَأْساً حتّی أَخْبَرَ رافِعٌ أَنَّ رَسولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم نَهَی عَنْهَا». قیل:هو من خَبِرَتِ الأَرْضُ خَبَراً :کَثُر خَبَارُهَا .و
14- قیل: أَصْلُ المُخَابَره من خَیْبَر ،لأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم أَقَرَّها فی أَیْدِی أَهْلِهَا علی النِّصف من مَحْصُولِها،فقیل: خَابَرَهُم ،أَی عامَلَهُم فی خَیْبر .
و المُخَابَرَه أَیْضاً المُؤَاکَرَهُ :و الخَبِیرُ :الأَکَّارُ ،قال:
تَجُزُّ رُءُوس الأَوْسِ من کُلِّ جانِبٍ
کجَزِّ عَقَاقِیلِ الکُرُومِ خَبِیرُها (5)
رفع خَبِیرُهَا علی تَکْرِیرِ الفِعْل.أَراد جَزَّه خَبِیرُها ،أَی أَکَّارُها.
و الخَبِیرُ : العالِمُ باللّه تَعَالَی ،بمَعْرِفَه أَسمائِه و صِفَاتِه، و المُتَمکِّن من الإِخْبار بما عَلِمَه و الذی یَخْبُرُ الشَّیْ ءَ بعِلْمه.
و الخَبِیر : الوَبَرُ یَطْلُع علی الإِبِل،و استعاره أَبو النّجم لحمِیر وَحْشٍ فقال:
واحدَتُه خَبَارَهٌ . و«مَنْ تَجَنَّبَ الخَبَارَ أَمِنَ العِثَارَ»مَثَلٌ ذَکَرَه
ص:326
حَتَّی إِذا ما طَارَ (1)من خَبِیرِهَا
و من المَجَاز
17- فی حَدِیثِ طَهْفَه: «نَسْتَخْلِبُ الخَبِیرَ ». أَی نَقْطَع النَّبَات و العُشْب و نأْکلُه.شُبِّه بخَبِیر الإِبِل و هو وَبَرُهَا، لأَنَّه یَنْبُت کما یَنْبُت الوَبَر؛و استِخْلابُه:احتِشاشُه بالمِخْلَبِ و هو المِنْجلُ .
و الخَبِیرُ :الزَّبَدُ،و قیل: زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبِلِ . و أَنْشَدَ الهُذَلِیّ (2):
تَغَدَّمْنَ یَعْنِی الفُحُول،أَی مَضَغْن الزَّبَدَ و عَمَیْنَه (3).
و الخَبِیرُ : نُسَالَهُ الشَّعرِ. قال المُتَنَخِّلُ الهُذَلِیّ :
فآبُوا بالرِّماح و هُنَّ عُوجٌ
بِهِنّ خَبَائِرُ الشَّعَرِ السِّقَاطِ
و خَبِیر : جَدُّ والدِ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرانَ بنِ مُوسَی بنِ خَبِیر الغَوَیْدِینِیّ المُحَدِّثِ النَّسَفِیّ ،عن مُحَمّد بنِ عَبْدِ الرحمن الشّامیّ و غَیْرِه.
و الخَبِیرَهُ ، بالهاءِ ،اسمُ الطَّائِفَه مِنْه،أَی من نُسَالَهِ الشعر.
و الخَبِیرَهُ : الشَّاهُ تُشْتَرَی بَیْن جماعهٍ بأَثْمانِ مُخْتَلفه، فتُذْبَحُ ثم یقْتَسِمُونها،فیُسْهِمُون،کُلُّ واحد علی قَدْر ما نَقَد، کالخُبْره ،بالضَّمِّ ،و تَخَبَّروا خُبْرهً فَعَلُوا ذلِک أَی اشتَرُوا شاهَ فذَبَحُوها و اقْتَسَمُوها.و شاهٌ خَبِیرَهٌ :مُقْتَسَمَهٌ .قال ابنُ سِیدَه:أُرَاهُ علی طَرْحِ الزَّائد.
و الخُبْره (4): الصُّوفُ الجَیِّد من أَوَّل الجَزِّ ،نقله الصّاغانِیّ .
و المَخْبَرَهُ ،بفتح المُوَحّده: المَخْرأَهُ ،موضع الخِراءَه، نقلَه الصَّاغانِیّ .
و المَخْبَرهُ : نَقِیضُ المَرْآهِ ،و ضَبَطه ابنُ سِیدَه بضَمِّ المُوَحَّدَه.و فی الأَساس:و من المَجاز: تُخْبِرُ عن مَجْهُولِه مَرْآتُه.
و الخُبْرَه ،بالضَّمِّ :الثَّرِیدَهُ الضَّخْمَهُ الدَّسِمه.
و الخُبْرَه : النَّصِیبُ تَأْخذُه من لَحْمٍ أَو سَمَکٍ ،و أَنْشَد:
باتَ الرَّبِیعِیُّ و الخامِیزُ خُبْرَتُه
و طَاحَ طَیْ مِن بَنِی عَمْرِو بْنِ یَرْبُوعِ
و الخُبْرَه : ما تَشْتَرِیه لأَهْلِک ،و خَصَّه بعضُهم باللَّحْم، کالخُبْرِ بغیر هَاءٍ،یقال للرّجال ما اخْتَبَرْتَ لأَهْلک ؟ و الخُبْرَه : الطَّعامُ من اللَّحْم و غَیْرِه. و قیل:هو اللَّحْمُ یَشْتَرِیه لأَهْلِه، و الخُبْره : مَا قُدِّمَ مِنْ شَیْ ءٍ ،و حَکَی اللِّحْیَانیّ أَنَّه سمِع العرب تقول:اجْتَمعوا علی خُبْرَته ، یَعْنُون ذلک، و قیل: الخُبْرَه : طَعَامٌ یَحْمِلُه المُسَافِرُ فی سُفْرَتِه یَتَزوَّدُ به، و الخُبْرَه : قَصْعَهٌ فِیهَا خُبْزٌ و لَحْمٌ بینَ أَرْبَعَهٍ أَو خَمْسَهٍ .
و الخَابُورُ :نَبْتٌ أَو شَجَر له زَهْرٌ زَاهِی المَنْظَرِ أَصفرُ جَیِّدُ الرائِحَهِ ،تُزیَّنُ به الحَدائِقُ ،قال شیخُنا:ما إِخَالُه یُوجَد بالمَشْرِق.قال:
أَ یَا شجَر الخَابُورِ مَا لَک مُورِقاً
کأَنَّکَ لم تَجْزَعْ عَلَی ابْنِ طَرِیفِ
و الخَابُورُ : نَهرٌ بَیْنَ رَأْسِ عَیْنٍ و الفُراتِ مَشْهُور.
و الخَابُورُ :نَهْرٌ آخَرُ شَرقِیَّ دِجْلَهِ المَوْصِلِ ،بینه و بین الرَّقَّه،علیه قُرًی کَثِیرهٌ و بُلَیْدَاتٌ .و منها عَرَابَان (5)منها أَبُو الرّیّان سریح (6)بن رَیّان بن سریح الخَابُورِیّ ،کَتَبَ عنه السَّمْعَانیّ .
و الخَابُورُ : وَادٍ بالجَزِیره و قیل بسِنْجَار،منه هِشام القَرْقسائیّ الخَابُورِیّ القَصّار،عن مَالِک،و عنه عُبَیْد بن عَمرٍو الرَّقِّیّ .و قال الجوهریّ :مَوْضِع بناحیه الشَّام؛و قیل بَنواحِی دیِاربَکْرٍ،کما قاله السّید و السّعد فی شَرْحَیِ الْمِفْتَاح و المُطَوَّل،کما نَقَله شیخُنَا.و مُرادُه فی شَرْحِ بَیْت التَّلْخِیص و المِفْتَاح:
أَیَا شَجَرَ الخَابُورِ مَا لَک مُورِقاً
ص:327
المُتَقَدّم ذِکْرُه.
و خَابُورَاءُ :ع. و یضاف إِلی عَاشُورَاءَ و ما مَعَه (1).
و خَیْبَرُ ،کصَیْقَل: حِصْنٌ م ،أَی معروف، قُرْبَ المَدِینَهِ المُشَرَّفَه،علی ثَمَانِیهِ بُرُدٍ منها إِلی الشّام،سُمِّیَ باسم رَجُل من العَمَالِیقِ ،نزَل بها،و هُو خَیْبَرُ بن قَانِیَه بن عَبِیل بن مهلان بن إِرَم بن عَبِیل،و هو أَخُو عَاد.و قال قوْم: الخَیْبَر بلسَان الیَهُودِ:الحِصْن،و لذا سُمِّیَت خَبائِرَ ،أَیْضاً،و خَیْبَرُ مَعْرُوفٌ ،غَزَاه النّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم،و له ذِکْرٌ فی الصَّحِیح و غیره،و هو اسْمٌ للوِلاَیَه،و کانت به سَبْعَهُ حُصُونٍ ،حَوْلَها مَزارِعُ و نَخْلٌ ،و صادفت
14- قوله صلی اللّه علیه و سلّم: «اللّه أَکْبَر،خَرِبَت خَیْبَر ». و هذه الحُصُونُ السَّبْعَه أَسماؤُهَا:شِقّ و وَطِیح و نَطَاه و قَمُوص (2)و سُلاَلِم و کَتِیبه و نَاعِم.
و أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ القَاهِر اللَّخْمِیّ الدِّمَشْقِیّ ،یَرْوِی عن مُنَبِّه بنِ سُلَیْمَان.قلت:و هو شَیْخٌ للطَّبَرَانِیّ . و مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ العَزِیز أَبو مَنْصُور الأَصْبهانیّ ،سَمِع من أَبی مُحَمّد بن فارِس، الخَیْبَرِیَّانِ ،کأَنَّهُمَا وُلِدَا بِهِ ،و إِلاّ فلَم یخرُجْ منه مَنْ یُشارُ إِلیه بالفَضْل.
و عَلِیُّ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَیْبَرَ ،مُحَدِّثٌ ،وَ هُو شَیْخٌ لأَبِی إِسْحَاق المُسْتَمْلِی.
و الخَیْبَرَی ،بفتحِ الرَّاءِ و أَلِفٍ مَقْصُورَه،و مِثْلُه فی التَّکْمِلَه،و فی بعضِ النُّسَخ بکَسْرِها و یَاءِ النِّسْبَه: الحَیَّهُ السَّوْدَاءُ. یُقَال:بَلاَه اللّه بالخَیْبَرَی ،یَعْنُون به تِلْک،و کَأَنَّه لَمَّا خَرِبَ صار مَأْوَی الحَیَّاتِ القَتّاله.
و خَبَرَه خُبْراً ،بالضَّمّ ،و خِبرَهً ،بالکَسْرِ:بَلاَهُ و جَرَّبَه، کاخْتَبَرَه :امْتَحَنَه.
و خَبَرَ الطَّعَامَ یَخْبُره خَبْراً : دَسَّمَه. و یقال: اخْبُر طَعَامَک،أَی دَسِّمْه.و منه الخُبْرَهُ :الإِدام.یقال:أَتَانَا بخُبْزَه،و لم یأْتِنَا بخُبْره .و منه تَسْمِیَه الکَرج المُلاصِقِ أَرضهم بعِراق العَجَم التمرَ خُبْرَهً ،هذا أَصْل لُغَتِهم،و مِنْهم من یَقْلِب الرَّاءَ لاماً.
و خابَرَانُ ،بفتح المُوحَّده: نَاحِیَهٌ بَیْنَ سَرَخْسَ (3)و أَبیوَرْد ،و من قُراها مِیهَنَهُ .و مِمَّن نُسِب إِلی خَابَرَانَ أَبُو الفَتْحِ فَضْلُ اللّه بنُ عَبْد الرَّحْمن بْنِ طَاهِرٍ الخَابَرانِیّ المُحَدِّث. و خَابَرَانُ ع آخَرُ (4).
و اسْتَخْبَرَه :سأَلَه عن الخَبَر و طلَب أَن یُخْبِرَه ، کتَخَبَّرَه .
یقال: تَخَبَّرْتُ الخَبَرَ و استَخْبرْتُه ،و مِثْله تَضَعَّفْت الرَّجلَ و استَضْعَفْته.و
14- فی حدِیث الحُدَیْبِیَه: «أَنَّه بَعَث عَیْناً من خُزَاعَهَ یَتَخَبَّر له خَبَرَ قُرَیْشٍ ». أَی یَتَعَرَّف و یَتَتَبَّع.یقال: تَخَبَّر الخَبَرَ و استَخْبَرَ ،إِذا سَأَل عن الأَخبار لیَعْرِفَها. و خَبَّره تَخْبِیراً : أَخْبَرَه . یقال: اسْتَخْبَرْتُه فأَخْبَرَنِی و خَبَّرَنی .
و خَبْرِینُ ،کقَزْوِینَ :ه بِبُسْتَ . و منها أَبُو عَلیّ الحُسَیْن بْنُ اللَّیْث بن فُدَیْک (5)الخَبْرِینِیّ البُسْتِیّ ،من تاریخ شِیرَازَ.
و المخْبُورُ :الطَّیِّب الإِدَامِ ،عن ابْنِ الأَعْرابِیّ ،أَی الکَثِیرُ الخُبْرَهِ ،أَی الدَّسم.
و خَبُورٌ ، کصبُورٍ:الأَسَدُ.
و خَبِرَهُ ، کنَبِقَه:ماءٌ لِبَنِی ثَعْلَبَهَ بْنِ سَعْدٍ فی حِمَی الرَّبذَهِ ،و عنده قَلِیبٌ لأَشْجَعَ .
و خَبْرَاءُ العِذْقِ :ع بالصَّمَّانِ ،فی أَرْضِ تَمِیم لِبَنِی یَرْبُوع.
و الخَبَائِرَهُ مِن وَلَد ذِی جَبَلَه بْنِ سَواءٍ،أَبُو بَطْن من الکُلاَع (6)،و هو خَبَائِرُ بْنُ سَوَاد (7)بنِ عَمْرِو بْنِ الکلاع بن شَرَحْبِیل. مِنْهُم أَبُو عَلِیّ یُونُس بْن یاسِر بن إِیَادٍ الخَبَائِرِیّ ، روی عنه سَعِیدُ بْنُ کثیر بن عُفَیْر،فی الأَخبار . و سُلَیْمُ بْنُ عَامِرٍ أَبو یَحْیَی الخَبَائِرِیّ ،تَابِعیٌّ مِنْ ذِی الکَلاَعِ ،عن أَبَی أُمَامَهَ ،و عنه مُعَاوِیَهُ بْنُ صَالِحٍ ، و عَبْدُ اللّه بْنُ عَبدِ الجَبَّارِ الخَبَائِرِیُّ الحِمْصیّ ،لَقَبُه زُرَیْق،عن إِسْمَاعِیل بنِ عَیّاش،
ص:328
و عنه مُحَمَّد بنُ عَبْد الرحمن بن یُونُس السّرّاج،و أَبُو الأَحْوَص،و جَعْفَرٌ الفِرْیَابیّ ،قالَه الدَّارَقُطْنِیّ .
و قَوْلُهم: لأَخْبُرَنَّ خَبَرَکَ (1)،هکذا هو مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا محرّکهً :و فی بعْضِ الأُصول الجَیِّده بضَمٍّ فَسُکُون،أَی لأَعْلَمَنَّ عِلْمَک. و الخُبْرُ و الخَبَرُ :العِلْم بالشَّیْ ءِ، و الحَدِیثُ الّذِی رَوَاه ابُو الدَّرْدَاءِ و أَخْرَجَه الطَّبَرانِیّ فی الکَبِیر،و أَبُو یَعْلَی فی المُسْنَد« وَجَدْتُ النَّاسَ اخْبُرْ تَقْلَهِ »أَی وَجَدْتُهُم مَقُولاً فِیهِم هَذا القَوْلُ . أَی مَا مِنْ أَحَد إِلاَّ و هو مَسْخُوطُ الفِعْلِ عِنْدَ الخِبْرَه و الامْتِحانِ ،هکذَا فی التَّکْمِله،و فی اللِّسَانِ و الأَساسِ (2)و تَبِعَهُم المُصَنِّفُ فی البَصَائِر:یُرِیدُ أَنَّک إِذَا خَبَرْتَهُم قَلَیْتَهُم،أَی أَبْغَضْتَهم،فأَخْرَجَ الکلامَ علَی لَفْظِ الأَمْرِ،وَ مَعْنَاه الخَبَر .
و أَخْبَرْتُ اللِّقْحَهَ :وَجدْتُهَا مَخْبُورَهً ،أَی غَزِیرَهً ،نقله الصَّاغانِیّ کأَحْمَدْته:وَجَدْتُه مَحْمُوداً.
و مُحَمَّدُ بْنُ عَلیٍّ الخَابِرِیُّ ،مُحَدِّثٌ ،عن أَبی یَعْلَی عَبْدِ المُؤْمن بْنِ خَلَف النَّسَفِیّ ،و عنه عَبْدُ الرَّحِیم بنُ أَحمدَ البُخَارِیّ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
الخَبِیر مِن أَسْمَاءِ اللّه عَزَّ و جَلَّ :العالِمُ بِما کَانَ و بِمَا یَکُون.و فی شَرْح التِّرْمَذِیّ :هو العَلِیم ببَواطِنِ الأَشْیَاءِ.
و الخَابِرُ : المُخْتَبِرُ المُجَرِّب.
و الخَبِیرُ : المُخْبِر .
و رجلٌ مَخْبَرانِیٌّ :ذو مَخْبَرٍ ،کما قالوا:مَنْظَرَانِیّ :ذُو مَنْظَرٍ.
و الخَبْرَاءُ :المُجَرَّبَه بالغُزْرِ.
و الخَبِیرُ :الزَّرْعُ .
و الخَبِیرُ :الفَقِیه،و الرَّئِیسُ .
و الخَبِیر :الإِدَام،و الخَبِیرُ :المَأْدُومُ :
و منه
16- حَدِیثُ أَبی هُرَیْرَه: «حینَ لا آکُل الخَبیرَ ». و جَمَلٌ مُخْتَبِرٌ :کَثیرُ اللَّحْمِ .و یقال:علیه الدَّبَرَی و حُمَّی خَیْبَری (3).و حُمَّی خَیْبَرَ ،مُتَنَاذَرَهٌ ،قال الأَخْنَس بْنُ شِهَاب:
کَمَا اعْتَادَ مَحْمُوماً بخَیْبَرَ صالِبُ
و الأَخْبَارِیّ المُؤَرّخ،نُسِب للفْظ الأَخْبَار ،کالأَنْصَارِی و الأَنْماطی و شِبْههما.و اشْتَهَر بها الهَیْثَم بنُ عَدیّ الطَّائیّ .
و الخَبَائرَهُ :بَطْنٌ من العَرَب،و مَساکنُهُم فی جِیزهِ مِصْر.
و من أَمْثَالهم:«لا هُلْکَ بوَادِی خبرٍ »بالضَّمّ .
و الخَبِیرَه :الدَّعْوَهُ علی عَقِیقَه الغُلام،قاله الحَسَنُ بنُ عَبْد اللّه العَسْکَرِیّ فی کتاب«الأَسْمَاء و الصِّفات».
و الخَیَابِرُ :سَبْعَهُ حُصُونٍ ،تقدَّم ذِکرُهُم.
و خَیْبَرِیّ بن أَفْلَت بن سِلْسِلَه (4)بن غَنْم بن ثَوْب بن مَعْن،قبیله فی طَیِّئ،منهم إِیاسُ بنُ مَالِک بنِ عَبْدِ اللّه بن خَیْبَرِیّ الشاعر،و له وِفَادَه،قاله ابنُ الکَلْبیّ .و خَیْبَرُ بنُ أُوَام بن حَجْوَر بن أَسْلم بن عَلْیَانَ :بَطْن من هَمْدَان.
و خَیْبَر بنُ الوَلِید،عن أَبیه عن جَدِّه عن أَبی موسی، و مُدْلِجُ بنُ سُوَیْد بن مَرْثَد بن خَیْبَرِیّ الطَّائیّ ،لقَبُه مُجِیرُ الجَرادِ.و الخَیْبرِیّ بنُ النُّعمان الطائِیّ :صحابیّ .و سِمَاکٌ الإِسرائِیلِیُّ الخَیْبَرِیُّ ،ذَکَره الرُّشاطِیّ فی الصَّحَابَه.
و إِبْراهِیمُ بنُ عبدِ اللّه بْنِ عُمَر بن أَبی الخَیْبَرِیّ القَصَّار العَبْسِیّ الکُوفِیّ ،عن وَکِیع و غیرِه.و جَمِیل بن مَعْمَر بنِ خَیْبَرِیّ (5)العُذْرِیّ الشَّاعِرُ المَشْهُور.
الخَبْجَر ،کجَعْفَرٍ و عُلاَبِط :الرَّجُلُ المُسْتَرْخِی العَظیمُ البَطْنِ الغَلِیظُ .
الخَتْرُ ،بفَتْح فَسُکُون:شِبْه الغَدْرِ ،و قِیلَ :هو الخَدِیعَهُ بعَینِها، أَو هو أَقْبَحُ الغَدْر و أَسْوَؤُه، کالخُتُورِ ، بالضّمّ . و الفِعْلُ خَتَرَ ، کضَرَبَ و نَصَرَ ، یَخْتُرُ ، فهو خَاتِر ، و خَتَّارٌ ،و خَتِیرٌ ،کأَمِیر. و خَتُورٌ ،کصَبُور، و خِتِّیرٌ ، کسِکِّیت.و فی التَّنْزِیل العَزِیز کُلُّ خَتّارٍ کَفُورٍ (6)و فی
ص:329
16- الحَدِیثِ : «ما خَتَر قَوْمٌ بالعَهْد إِلاَّ سُلِّط علیهم العَدوُّ». و
16- فی خَبَرٍ آخَرَ: «أَنْ (1)تَمُدَّ لنا شِبْراً مِن غَدْر إِلاَّ مَدَدْنَا لک بَاعاً من خَتْر ». و قال شَیْخُنَا:و هَل الغَدْر و الخَدِیعَهُ مُتَرَادِفَان أَو مُتَبَایِنَان أَو مُتَقَارِبَان أَوْ أَحَدُهما أَعَمُّ و الآخَرُ أَخَصّ ؟فیه نَظَرٌ.
و الخَتَر (2)، بالتَّحْرِیک ،مثْل الخَدَرُ یَحْصُل عِنْدَ شُرْبِ دَوَاءٍ أَو سَمٍّ (3)،حتی یَضْعُفَ و یَسْکَرَ.
و تَخَتَّرَ الرَّجُل: تَفَتَّر (4)و اسْتَرْخَی و کَسِلَ و حُمَّ و فَتَرَ بَدَنُه من مَرَضٍ و غَیْره.
و تَخَتَّر : اخْتَلَطَ ذِهْنُه مِنْ شُرْبِ اللَّبَنِ و نَحْوِه. یقال:
شَرِبَ اللَّبنَ حتَّی تَخَتَّر .
و تَخَتَّرَ : مَشَی مِشْیَهَ الکَسْلاَنِ .
و عن ابْنِ الاعْرَابِیِّ : خَتَرَتْ نَفْسُه:خَبُثَتْ ،و تَخَتَّرَت :
استرْخَت. و قال غَیرُه: خَتَرَتْ ،إِذا فَسَدَت.
و قال ابْنُ عَرَفَهَ : الخَترُ :الفَسَادُ،یَکُون ذلِک فی الغَدْرِ و غَیْرِه.یقال: خَتَّرهُ الشَّرَابُ تَخْتِیراً :أَفْسَدَ نَفْسَه ،و نَصُّ ابْنِ عَرَفهَ :إِذا فَسَدَ بنَفْسِه و تَرَکَه مُسْترْخِیاً.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
رجلٌ مُخَتَّرٌ ،کمُعَظَّم،أَی مُسْتَرْخٍ (5).
الخَتْعَرَهُ :الاضْمِحْلاَلُ ،یُسْتَعْمَل فی السَّرَاب.
و الخَیْتَعُورُ :المَرْأَهُ السَّیِّئَهُ الخُلُقِ ،شُبِّهَت بالغُولِ فی عَدَم دَوَامِ وُدِّهَا.
و الخَیْتَعُورُ : السَّرَابُ ،و قیل:هو ما یَبْقَی من آخِرِ السَّرَابِ لا یَلْبَث أَن یَضْمَحِلّ .و قال کُرَاع:هو ما یَبْقَی من آخِر السَّراب حتی (6)یَتَفَرَّق فلا یَلْبَث أَن یَضْمَحِلَّ ، و خَتْعَرَتُه :اضْمِحْلالُه. و الخَیْتَعُورُ : کُلُّ مَا لا یَدُومُ عَلَی حَالَهٍ واحدهٍ و یتَلَوَّن و یَضْمَحِلُّ ،قال:
کُلُّ أُنْثَی و إِنْ بَدَا لَکَ مِنْها
آیَهُ الحُبِّ حُبُّها خَیْتَعُورُ (7)
هکَذَا رواه ابنُ الأَعرابِیّ .
و الخَیْتَعُورُ : شَیْ ءٌ کنَسْجِ العَنْکَبُوتِ یَظْهَرُ فی الحَرِّ یَنْزِل من السَّمَاءِ کالخُیُوطِ البِیض فی الهَوَاءِ و الخَیْتَعُورُ : الدُّنْیَا ،علی المَثَل.
و الخَیْتَعُور : الذِّئْبُ ،لأَنّه لاَ عَهْدَ له و لا وفَاءَ.
و الخَیْتَعُورُ : الغُولُ ،لتَلَوُّنِهَا.
و الخَیْتَعُورُ : الدَّاهِیَهُ .
و الخَیْتَعُورُ : الشَّیْطَانُ (8)،قالَهُ الفَرَّاءُ.و قال ابنُ الأَثِیرِ:
هو شَیْطَانُ العَقَبَهِ ،و یقال له:أَزَبُّ العَقَبَهِ ،جعلَه اسْماً له، و هو کُلُّ مَنْ یَضْمَحِلُّ و لا یَدُوم علی حَالهٍ واحِدَهٍ ،أَوْ لاَ یَکُون له حَقِیقَهٌ ،کالسَّرَاب و نَحْوه.
و الخَیْتَعُورُ : الأَسَدُ ،لغَدْرِه.
و الخَیْتَعُور : النَّوَی البَعِیدَهُ ،یقال:نَویً خَتْعُورٌ ،و هیَ الَّتِی لا تَسْتَقِیم.و أَنْشَدَ یَعْقُوب:
أَقُولُ و قد نَاءَتْ بهمْ غُرْبَهُ النَّوَی:
نَویً خَیْتَعُورٌ لا تَشِطُّ دِیَارُکِ
و الخَیْتَعُورُ : دُوَیْبَّهٌ سَوداءُ تَکُونُ فی وَجْهِ المَاءِ ،و فی بعض النُّسَخ:علی وَجْهِ الماءِ لاَ تَثْبُتُ (9)،و فی بعض النُّسَخ:لا تَلْبَثُ فی مَوْضِع إِلاَّ رَیْثَمَا تطْرِف.و امرأَهٌ خَیْتَعُورٌ :لا یَدومُ وُدُّها.و الخَیْتَعُور :الغَادِرُ.و الیَاءُ زَائِدَهٌ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
خُتْفَر کجُنْدَب:قَرْیَهٌ من قُری بُخَاراءَ،هکذا ضَبَطَه الذَّهَبِیّ فی المُشْتَبِه.
ص:330
خَثَرَ اللَّبَنُ و العَسَلُ و نَحْوُهما و یُثَلَّث. قال الفَرَّاءُ: خَثُر بالضَّمّ لُغَه قلیلَه فی کلاَمِهِم،قال:و سَمِع الکِسَائِیّ خَثِرَ بالکسْر، یَخْثَر خَثْراً ،بفَتْح فَسْکُون، و خُثُوراً بالضَّمِّ ،و هما مَصْدَرَا خَثَرَ بالفَتْح علی القِیَاس و خَثَارَهً ، بالفَتْح، و خُثُورهً ،بالضَّمّ ،مَصْدَرَا خَثُرَ ،بالضّمّ ، و خَثَرَاناً ، بالتَّحْرِیک،مَصْدَر خَثَرَ ،بالفَتْح،و هو شَاذٌّ،لأَنَّه لَیْسَ فیه مَعْنَی التَّقَلُّبِ و الحَرکَه،و بقِی علیه من مصادر خَثِرَ بالکسر الخَثَر ،مُحَرَّکَهً ،و هذا هو التَّحْقِیق الجَارِی علی قَوَاعِد عِلْم التَّصْرِیف و اللُّغَه: غَلُظ ،ضِدُّ رَقَّ . و أَخْثَرَه هو و خَثَّرَه تَخْثِیراً .
و یُقَال:ذَهَبَ صَفْوُه و بَقِیَتْ خُثَارَتُه ،بالضَّمّ ،أَی بَقِیَّتُه.
و من المَجَاز: خَثَرَتْ نَفْسُه ،بالفَتْح،کما ضَبَطَه الجَوْهَرِیّ : غَثَتْ و خَبُثَت و ثَقُلَت و اخْتَلَطَتْ ،و علیه اقْتَصَر الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ الأَعرابِیّ : خَثَرَ إِذا لَقِسَت نَفْسُه.و
14- فی الحَدِیث: «أَصْبَح رَسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم و هو خاثِرُ ،النَّفْس». أَی ثَقیلُها غَیْرُ طَیِّب و لا نَشِیط .و أَجِدُنی خاثِراً : (1)مُتَکَسِّراً فاتِراً.و إِنَّه لَخَاثِرُ العِظَام.و
16- فی الحَدِیث قال: «یا أُمَّ سُلَیْم، مَا لِی أَرَی ابْنَکِ خَاثِرَ النَّفْس ؟قالَت (2):ماتَت صَعْوَتُه».
و مَصْدَرُه الخُثُور .و منه
1- حَدِیثُ عَلِیّ : «فَذَکَرْنَا له الَّذِی رَأَیْنا مِنْ خُثُورِه ». هذا هو القِیَاس فی مَصْدَرِه بِنَاءً علی أَنَّه خَثَرَت نَفْسُه،بالفَتْح لا غیر،علی ضَبْطِ الجَوْهَرِیّ و غَیْرِه من الأَئِمّه،لا علی إِطْلاقِ المُصَنِّف،کَمَا هُو ظاهِر،فحِینئذٍ ما وَقَعَ فی عِبَارَه الشِّفَاءِ خُثَارَهُ النَّفْس-و ضَبَطه البُرْهَانُ الحَلَبِیّ و ابنُ التِّلِمْسَانِیّ و علیّ القارِی بالضَّمّ ،و فَسَّروه أَخْذاً من النِّهَایَه و غَیْره بثِقَلِ النَّفْسِ و عَدَمِ نَشَاطِها-غَیْرُ جَیِّدٍ،لأَنَّ إِجماعَ اللُّغَوِیّین علی أَنَّ الخُثَارَهَ ،بالضّمّ هی البَقِیّه، و القِیَاسُ دالُّ علی ذلِک کالحُثَالَهَ و الصُّبَابه،و الحَقُّ أَنَّه بالفَتْح کما ضَبَطَه ابنُ رَسْلان،و صَوَّبَه الشِّهَاب الخفَاجِیّ و جَعَلَه القِیَاسَ ،و کأَنَّه أَراد التَّعْبِیر بها عن جُمُودِهَا تَشْبِیهاً لها باللَّبَن أَو نَحْوِه ممّا یَصِحُّ وَصْفُه بالخَثَارَه ،کما حَقَّقه شیخُنَا،و هذا مُلَخَّصه،و هو بَحْثٌ نَفِیس.
و خَثِرَ الرَّجُل، کفَرح:اسْتَحْیَا.و من المَجاز: خَثِرَ الرَّجُلُ :أَقامَ (3)فی الحَیِّ و لم یَخْرُجْ مَعَ القَوْمِ إِلی المِیرَه ، لِحَیَاءٍ أَو ثِقَلٍ فی النَّفْسِ .
و من المَجَاز: الخَاثِرَهُ :الفِرْقَهُ مِنَ النَّاسِ . یقال:رأَیتُ خَاثِرَهً من النَّاس،أَی جَمَاعَهً کَثِیفَهً ،کما فی الأَسَاس.
و الخَاثِرهُ :المرأَهُ الَّتِی تَجِد الشَّیْ ءَ القَلِیلَ مِنَ الوَجَعِ و الفَتْرَهَ ، کالمُخْثِرَه .
و قَوْمٌ خُثَرَاءُ الأَنْفُسِ و خَثْرَی الأَنْفُسِ ،أَی مُخْتَلِطُونَ .
و قال الأَصْمَعیُّ : أَخْثَر الزُّبْدَ:تَرَکَه خَاثِراً ،و ذلِکَ إِذا لم یُذِبْه. و من أَمْثَالهم:« لا (4)یَدْرِی أَ یُخْثِرُ أَمْ یُذِیبُ »،ذَکَرَه المَیْدَانیّ فی مَجْمَع الأَمْثَال،و هو یُضْرَبُ للمُتَحَیِّر المُتَرَدِّدِ فی الأَمْرِ. و أَصْلُه أَنَّ الْمَرْأَه تَسْلأُ السَّمْنَ ،أَی تُذِیبُه فیَخْتَلِطُ خَاثِرُه ،أَی غَلِیظُه، بِرَقِیقِه فلا یَصْفُو فتَبْرَمُ بأَمْرِهَا فلا تَدْرِی أَ تُوقِدُ تَحْتَه حَتَّی یَصْفُوَ،و تَخْشَی إِنْ هی أَوْقَدَتْ أَن یَحْتَرقَ ،فتَحَارُ لِذلِک حَیْرَهً فی أَمْرِهَا.
الخَجَرُ ،مُحَرَّکَهً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و هو نَتْنُ السَّفِلَهِ ،عن کُراع،و یَعْنِی بالسَّفِلَهِ الدُّبُرَ.
و الخِجِرُّ ، کِفِلزٍّ:الشَّدِیدُ الأَکْلِ الجَبَانُ الصَّدَّادُ عن الحَرْب،قاله اللَّیْث، ج الخِجِرُّونَ .
و عن أَبی عَمْرو: الخَاجِرُ :صَوْتُ المَاءِ علی سَفْحِ الجَبَلِ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَک علیه:
عن ابن الأَعرابِیّ : الخُجَیْرَهُ تَصْغِیر الخَجْرَه ،و هی الواسِعَهُ من الإِماءِ.و الخَجْرَه أَیضاً سَعَهُ رَأْسِ الحُبِّ .
الخِدْرُ ،بالکَسْرِ:سِتْرٌ یُمَدُّ للجارِیَه فی نَاحِیَهِ البَیْتِ ، کالأُخْدُورِ ،بالضَّمّ ، و المُحْکَم:ثُمَّ صار کُلُّ مَا وَارَاکَ مِنْ بَیْتٍ و نَحْوِه خِدْراً .و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّه علیه السَّلامُ کان إِذا خُطِبَ إِلیه إِحْدَی بَناتِه أَتی الخِدْرَ فقال:إِنَّ فُلاناً یَخْطُبُ (5).فإِن طَعَنَت فی الخِدْر لم یُزَوِّجها». مَعْنَی طَعَنَت فی الخِدْر :دَخَلَت و ذَهَبَت،کما یُقَال:طَعَنَ فی المَفازَه،إِذا دَخَل فیها،و قیل معناه:ضَرَبَت بِیَدِهَا (6).
ص:331
و یَشْهَد له ما جاءَ
16- فی رِوَایَه أُخْرَی: «نَقَرَت الخِدْرَ ». مکان «طَعَنَت»، ج خُدُورٌ و أَخْدَارٌ و جج أَخَادِیرُ ،أَی جَمْعُ الجَمْعِ .
و الخِدْر : خَشَباتٌ تُنْصَبُ فوْقَ قَتَبِ البَعِیر مَسْتُورَهً بثَوْب ،و هو الهَوْدَجُ .
و من المَجَاز:هَوْدَجٌ مَخْدُورٌ و مُخَدَّرٌ :ذُو خِدْرٍ .أَنْشَدَ ابْنُ الأَعرابِیّ :
صَوَّی لها ذَا کَدْنَهٍ فی ظَهْرِه
کَأَنَّه مُخَدَّرٌ فی خِدْرِهِ
أَراد فی ظَهْرِه سَنَامٌ تامِکٌ کأَنَّه هَوْدَجٌ مُخَدَّرٌ ،فأَقَام الصِّفهَ مُقَامَ المَوْصُوف (1).
و من المَجاز: الخِدْرُ : أَجَمَهُ الأَسَدِ.و مِنْه قولُهُم: أَسَدٌ خَادِرٌ ،أَی مُقیمٌ فی عَرِینهِ دَاخِلٌ فی الخِدْر .و خَدَرَ فی عَرِینِه.و فی قَصِیده کَعْبِ بْنِ زُهَیْر:
مِنْ خَادِرٍ من لُیُوثِ الأُسْدِ مَسْکَنُه
ببَطْنِ عَثَّرَ غِیلٌ دُونَه غِیلُ
و کذلک أَخْدَرَ فهو خَادِرٌ (2)و مُخْدِرٌ إِذا کان فی خِدْرِه ، وَ هو بَیْتُه.
و الخَدْرُ . بالفَتْح:إِلزامُ البِنْتِ الخِدْرَ ، کالإِخْدارِ و التَّخْدِیرِ ، أَخْدَرَهَا إِخْدَاراً و خَدَّرهَا ، وَ هِیَ مخْدُورهٌ و مُخْدَرَهٌ و مُخَدَّرَهٌ ،و قد خَدَرَت فی خِدْرِهَا و تَخَدَّرت و اخْتَدَرَت .
و الخَدْرُ : الإِقَامَهُ بالمَکَان، کالإِخْدارِ ،قال:
إِنّی لأَرْجُو من شَبِیب بِرَّا
و الحَرُّ إِنْ أَخْدَرْتُ یوْماً قَرَّا
و أَخْدَرَ فُلانٌ فی أَهْلِه:أَقامَ فِیهِم.و أَنْشَد الفَرَّاءُ:
کأَنَّ تَحْتِی بازِیاً رَکَّاضَا
أَخْدَرَ خَمْساً لم یَذُقْ عَضَاضَا
یَعْنِی أَقامَ فی وَکْرِه. و الخَدْر : تَخَلُّفُ الظَّبْیَهِ عَنِ القَطِیعِ ،و قد خَدَرَت ،مثْل خَذَلَت،فهی خادِرٌ و خَدُورٌ .
و الخَدْر : التَّحَیُّر ،و الخادِرُ :المُتَحَیَّر.
و الخَدَرُ ، بالتَّحْرِیک:امْذِلاَلٌ یَغْشَی الأَعْضَاءَ :الرِّجْلَ و الیَدَ و الجَسَدَ.و قد خَدِرَ الرَّجلُ ، کفَرِحَ ،فهو خَدِرٌ ، و خَدِرَت الرِّجْلُ تَخْدَر .و
17- فی حَدِیث ابْن عُمَر: «أَنَّه خَدِرَتْ رِجْلُه،فقِیلَ له:ما لِرِجْلِک ؟قال:اجْتَمَع عَصَبُها،قِیل:
اذْکُر أَحَبَّ النَّاسِ إِلَیْک،قال:یا مُحَمَّد.فبَسَطَها».
و عن ابْنِ الأَعْرابِیّ : الخُدْرَه :ثِقَلُ الرِّجل و امْتِنَاعُهَا من المَشْیِ . خَدِرَ خَدَراً فهو خَدِرٌ . و أَخْدَرَه ذلِک.
و الخَدَرُ : فُتُورُ العَیْنِ ،و (3)قیل الخَدَر : ثِقَلَ فِیهَا مِنْ حِکَّهٍ و قَذیً یُصِیبُها.و عَیْنٌ خدْرَاءُ : خَدِرَه ،و هو مَجاز.
و الخَدَرُ : الکَسَلُ و الفُتُور.و خَدِرَت عِظامُه:فَتَرت،و هو مجَاز.
و الخَادِرُ من الظِّبَاءِ:الفاتِرُ العِظَامِ .و الخادِر :الفاتِرُ الکَسْلان.
و الخَدَرُ : المَطَرُ ،لأَنَّه یُخَدِّر النَّاسَ فی بُیُوتِهم.
و الخَدْرَهُ :المَطْرهُ ،و قال ابن السِّکِّیت: الخَدَر :الغَیْم و المَطَر.و أَنشد:
لا یُوقِدُونَ النَّارَ إِلاَّ لِسَحَرْ (4)
ثُمَّتَ لا تُوقَدُ إِلاَّ بالبَعَرْ
و یَسْتُرُونَ النَّارَ من غَیْرِ خَدَر
یقول:یَسْتُرون النَّارَ مَخَافَه الأَضْیافِ من غیرِ غَیْمٍ و لا مَطَرٍ.
و الخَدَرُ : ظُلْمَهُ اللَّیْلِ ،و یُکْسَرُ فی هذِه.و قیل: الخَدَر و الخَدِرُ :الظُّلْمَهُ مُطْلَقاً.
و من المَجَازِ: الخَدَر : اللَّیْلُ المُظْلِم، کالأَخْدَرِ و الخَدِرِ ،ککَتِفٍ ، و الخَدُرِ ،کنَدُس، و الخُدَارِیِّ ،بالضَّمِّ .
قال ابنُ الأَعرابِیّ :و أَصْل الخُدَارِیّ أَنَّ اللَّیلَ یُخْدِر النَّاسَ ، أَی یُلْبِسُهُم (5).
ص:332
و الخَدَرُ : المَکَانُ المُظْلِمُ الغَامِضُ .قال هُدْبَهُ :
إِنی إِذا اسْتَخْفَی الجَبَانُ بالخَدَرْ
و من المَجَازِ: الخَدَر : اشْتِدَادُ الحَرِّ. خَدِرَ النَّهَارُ خَدَراً فهو خَدِرٌ :اشْتَدَّ حَرُّه.قال اللَّیْث:یَوْمٌ خَدِرٌ :شَدِیدُ الحَرِّ.
و أَنْشَد لطَرفَه:
و مَجُودٍ زَعِلٍ ظِلْمَانُه
کالمَخَاضِ الجُرْبِ فی الیَوْمِ الخَدِرْ (1)
و الخَدَر أَیضاً:اشْتِدادُ البَرْدِ. و یَومٌ خَدِرٌ :بَارِدٌ نَدٍ.
و لَیلَهٌ خَدِرَهٌ :قال ابنُ بَرِّیّ :لم یَذْکُر الجَوْهَرِیّ شاهِداً علی ذلِک.قال:و فی الحاشِیَه شاهِدٌ عَلَیْه وَ هُوَ:
کالمَخَاضِ الجُرْبِ فی الیَوْمِ الخَدِرْ
أَی الیوم النَّدِیّ البارِد،لأَنَّ الجَرْبَی یَجْتَمِع فیه بَعْضُها مع بَعْض.و قال الأَزْهَرِیّ :أَرادَ بالیَوْم الخَدِرِ :المَطِیرَ ذَا الغَیْم.قال ابنُ السِّکِّیت:و إِنَّمَا خَصَّ الیَوْمَ المَطِیرَ بالمَخَاضِ الجُرْبِ ،لأَنَّها إِذا جَرِبَت (2)تَوسَّفَت أَوْبارُها، فالبَرْدُ إِلَیْهَا أَسْرَع،و الّذی یقول بالقَوْلِ الأَوّلِ یَقُولُ فالحَرُّ إِلیها أَیضاً أَسْرَعُ ،لأَنَّ جِلْدَها السالِمَ یَقِیها کِلَیْهِمَا.
و الخُدَارِیَّهُ ،بالضَّمّ :العُقَابُ لشِدَّه سَوَادِها.قالَه ابْنُ بَرِّیّ .قال ذُو الرُّمَّه:
و لم یَلْفِظِ الغَرْثَی الخُدارِیَّهَ الوَکْرُ (3)
قال شَمِرٌ:یعنی الوَکْر لم یَلْفِظ العُقَابَ ،جَعلَ خُرُوجَها من الوَکْر لَفْظاً،مثْلَ خُروجِ الکَلاَمِ من الفَمِ .یقول:
بَکَرَت هذه (4)المرأَهُ قبلَ أَنْ تَطِیرَ العُقَابُ من وَکْرِهَا.و قوله:
کأَنَّ عُقاباً خُدارِیَّهً
تُنَشِّر فی الجَوِّ منها جَنَاحَا
فَسَّره ثَعْلَب فقال:تَکُونُ العُقابُ الطَّائرهَ و تَکُونُ الرَّایَهَ ، لأَنَّ الرَّایَهَ یقال لها عُقَابٌ ،و تَکُون أَبْراداً،أَی أَنَّهُم یَبْسُطون أَبْرَادَهُم فَوْقَهُم.
و الخُدْرَهُ بالضَّمِّ :الظُّلْمَهُ . و قیل:الظُّلمَه الشَّدِیدَهُ . و من ذلک،لَیْلٌ أَخْدَرُ و خَدِرٌ (5)و قال بعضُهم:اللَّیْلُ خَمْسَهُ أَجْزَاءٍ:سُدْفَهٌ ،و سُتْفَهٌ و هَجْمَهٌ ،و یَعْفُورٌ،و خُدْرَهٌ . فالخُدْرَه علی هذا آخِرُ اللَّیْلِ .و نَقَلَ السُّهَیْلیّ فی الرَّوْض عن کُراع أَنّ الَّذِی قَبْل الخُدْرَهِ یُقَالُ لَه الهَزِیعُ .
و الخُدْرَهُ :اسمُ أَتَان م ،أَی مَعْرُوف،معروفَهٌ قدیماً، و یَجُوز أَن یکون الأَخْدَرِیّ مَنْسُوباً إِلَیْهَا،قاله الأَزْهَرِیّ .
و خُدْرَهُ ، بِلاَ لاَم:حَیٌّ مِنَ الأَنْصَارِ ،و هو لَقَبُ الأَبْجرِ بنِ عَوْفِ بن الحَارِث بْنِ الخَزْرَج.و قیل: خُدْرَهُ أُمُّ الأَبْجر،و الأَوَّلُ أَصَحُّ .قال شیخُنَا:و به جَزَم الأَکْثَر من أَئِمَّه النَّسَب و لم یُعَرِّجُوا علی الثّانِی.و أَغْفَل المُصَنِّف الأَبْجَرَ فی بجر،و صَرَّح به أَربابُ الأَنساب قَاطِبهً ،و قد أَشَرْنا إِلیه هُناک.منهم أَبُو سَعِید سَعْدُ بْنُ مالِک الخُدْرِیّ من مَشَاهِیرِ الصَّحابه،رَوَی عنه جُمْلَه من الصَّحَابَهِ و التَّابِعِین و کان من نُجَبَاءِ الأَنْصَار و عُلمائِهم تُوفِّیَ سنه 74.
و خُدْرَهُ بْنُ کَاهِل فی بَلِیٍّ ،هو ابنُ کَاهِلِ بْنِ رُشْد بن أَفْرَکَ بنِ هَرِمِ بن هُنَیّ بن بَلِیّ ،قاله ابنُ مَاکُولا،و نَقَلَه عنه ابنُ السّمْعَانِیّ فی الأَنْسَاب،و ذکَره أَبو القَاسِم الوَزیر أَیضاً فی الإِیناس.
و حَبِیبُ بْنُ خُدْرَهَ ،تَابعِیٌّ مُحَدِّثٌ ،رَوَی عنه أَبُو بَکْرِ بْنُ عَیّاش.
و الخِدْرَهُ بالکَسْرِ لَقَبُ عَمْرِو بْنِ ذُهْلِ بْنِ شَیْبَانَ بْنِ ثَعْلَبَهَ ،و هو بَطْنٌ ،ذَکَره ابنُ حَبِیب و غَیْرُه.
و خَدْرَهُ ، بالفَتْحِ :مُحَدِّثَهٌ ،و هی مَوْلاَهُ عَبِیدَهَ ،حَدَّثَت عن زَیْدٍ العَبْدیّ ،و عنها المُخْتَارُ بنُ قَیْس،و الصواب بالحاءِ المُهْمَلَه،قاله الحافِظُ .
ص:333
و عَاصِمُ بنُ خَدْرَهَ ،لَهُ رِوَایَهٌ و حَدِیثٌ عند سَعِید بْن بَشِیر عن قَتَادَهَ .و الصَّواب فیه بالحَاءِ المُهْمَله کما ضَبَطَه الحَافظ .
و الخَدَرِیُّ ،مُحَرَّکَهً :لَقَبُ أَبی جَعْفَرٍ مُحَمَّد بْن الحَسَن المُحَدِّث عن عَبْدِ الرَّحْمن بن أَبی خَاتِمٍ و غَیْرِه.
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : الخُدْرِیُّ بالضَّمِّ :الحِمَارُ الأَسْوَدُ ، کَأَنَّه مَنْسُوبٌ إِلی خُدْرَهِ اللَّیْل. و الأَخْدَرِیُّ وَحْشِیُّه ،مَنْسوبٌ إِلی الأَخْدَرِ :فَحْل لهم،قیل هو فَرَسٌ .و قِیل:هو حِمارٌ، و قیل الأَخْدَرِیَّه مَنْسُوبَه إِلی العِرَاق.قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی کَیْفَ ذلِک.و یقال للأَخْدَرِیَّه من الحُمُر:بَناتُ الأَخْدَرِ .
و خُدَار ، کغُرَاب:فَرسُ القَتَّالِ الکَلاَّبیِّ ،أَنشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ لَهُ :
و تَحْمِلُنی وبِزَّهَ مَضْرَحِیٍّ
إِذا ما ثَوَّبَ الدَّاعِی خُدَارُ
و خِدَارٌ ، ککِتَابٍ :قَلْعَهٌ بصَنعَاء الیَمَن،علی مَرْحَلهٍ منْها (1).
و الخَدَرْنَی ،بِحَرَکَتَیْن و سُکُونِ الرَّاءِ و فَتْح النُّون و أَلفٍ مَقْصُوره: العَنْکَبُوتُ .
و خَدُورَاءُ ،کحَرُورَاءَ،و وَقَعَ فی بعضِ الأُصول:
خَدُورَهٌ ،و ذکرَه أَبو عُبید بالحَاءِ المُهْمَلَه،و قَد تَقدَّمت الإِشارَهُ إِلیه: ع بِبِلادِ بَلْحارِثِ بْنِ کَعْبٍ ،قال لَبِید:
دَعَتْنِی و فاضَت عَیْنُها بِخَدُورَهٍ
فجِئْتُ غَشَاشاً إِذْ دَعَت أُمُّ طارِقِ
و أَخْدَرُ :فَحْلٌ من الخَیْل أُفْلِتَ فتَوَحَّشَ فضَرَبَ فی حُمُر بِکَاظِمَهَ و حَمَی عِدَّهَ عَانَات (2)و ضَرَبَ فِیهَا،قیل إِنّه کان لسُلَیْمَان بْن دَاوودَ علیه السَّلام،و فی الأَساس کان لأَرْدَشیر (3). و الأَخْدَریَّهُ منَ الخَیْل مِنْهُ و مَنْسُوبَهٌ إِلیه.
و الأَخْدَرِیَّه من الحُمُر مَنْسُوبه إِلیه أَیضاً،و قیل هِیَ مَنْسُوبَه إِلی العِرَاقِ .قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدری کَیْفَ ذلِک. و تَخَدَّرَ و اخْتَدَر :اسْتَتَر ، کخَدِرَ ،مثل فَرِحَ .قال ابنُ أَحْمَر:
و ضَعْنَ بِذِی الجَذَاءِ فُضُولَ رَیْطٍ
لِکیْمَا یَخْتَدِرْن و یَرْتَدِینا
أَی یَسْتَتِرن بالخِدْر .و مِنْ ذلِک قَوْلُهم: اخْتَدَرَت القَارَهُ بالسَّرَابِ :استترَت به فصارَ لها کالخِدْرِ ،و قال ذُو الرُّمَّه:
حَتَّی أَتَی فَلَکَ الدَّهْناءِ دُونَهمُ
و اعْتَمَّ قُورُ الضُّحَی بالآلِ و اخْتَدَرَا
و أَخْدَرُوا :دَخَلُوا فی یَوْمِ مَطَرٍ و غَیْم و رِیحٍ و أَخْدَروا :
أَظَّلَهُم المَطَرُ.قال الأَزْهَرِیّ :و أَنْشَدَنِی عُمارَهُ لِنَفْسِه:
فیهنّ جائِلَهُ الوِشَاحِ کَأَنَّهَا
شَمْسُ النَّهَارِ أَکَلَّهَا الإِخْدَارُ (4)
أَکَلَّها،أَی أَبْرَزَهَا،و فی بعض النُّسَخ أَلاَحَها.
و أَخْدَرَ الأَسَدُ:لَزِمَ الأَجَمَهَ و أَقامَ و اتَّخَذَها خِدْراً ، کخَدِرَ،کفَرِح فهو خَادِرٌ ،و مُخْدِر .
أَنْشَدَ ثَعْلَب:
مَحَلاًّ کوَعْسَاءِ القَنَافِذِ ضارِباً
به کَنَفاً کالمُخْدِرِ المُتَأَجِّمِ
و الخَادِرُ :الّذِی خَدَرَ فیها.و أَسَدٌ خادِرٌ :مُقِیم فی عَرِینِه داخِلٌ فی الخِدْرِ ،و مُخْدِرٌ أَیْضاً.و فی قَصِیدِ کَعْبِ بْنِ زُهَیْر:
مِنْ خَادِرٍ من لُیُوثِ الأُسْدِ مَسْکَنُه
ببَطْنِ عَثَّرَ عِیلٌ دُونَه غِیلُ
خَدَرَ الأَسَدُ و أَخْدَر فَهو خَادِرٌ و مُخْدِر إِذَا کَانَ فی خِدْرِه و هو بَیْتُه و قد تَقَدَّم قَرِیباً،و المُصَنِّفُ ذکَر الخَادِرَ أَوَّلاً ثم ذَکَر المُخْدِر ،و هذا مِمَّا عِیب به أَهْلُ التَّصْنِیف،و لو ذَکَرَهُما فی مَحَلٍّ واحِدٍ کَانَ أَحْسَنَ . و العَرِینُ الأَسَدَ ،أَی و أَخْدَرَ العرینُ الأَسدَ و یَعْنِی به بَیْتَه: سَتَرَهُ و وَارَاه فهو مُخْدَرٌ ،علی صیغه اسْمِ المَفْعُول،أَی قد أَخْدَرَه العَرِینُ ، و مُخْدِرٌ علی صِیغَه
ص:334
اسْمِ الفاعِل،أَی قد لَزِمَ الخِدْرَ ،و هو مَجاز،و فیه لَفٌّ و نَشْرٌ غَیْرُ مُرَتَّب.و فی ذِکْر العَرِین بَعْدَ الأَجَمَهِ حُسْنُ التّفَنّن.و قال شیخُنا:و مُخْدَرٌ إِن صَحَّ یَنْبَغِی أَن یُزادَ علی باب مُسْهَب و مُحْصَن فَتَأَمَّل.
و بَعِیرٌ خُدَارِیٌّ ،بالضّمّ : شَدِیدُ السَّوَادِ ،و ناقَه خُداریَّهٌ .
و یَقُولُ عَامِلُ الصَّدَقَات:لَیْسَ لی حَشَفَه و لا خَدِرَه .قال الأَصْمَعِیّ : الخَدِرَهُ أَی کزَنِخَه:التَّمرهُ تَقَع مِنَ النَّخْلِ قَبْلَ أَنْ تَنْضَجَ ،و الحَشَفَه:الیَابسَهُ ،و قیل: الخَدِرَهُ :هی التی اسْوَدَّ باطِنُها.و
16- فی حَدِیث الأَنْصَار: «اشْتَرَطَ أَن لا یَأْخُذَ تَمْرهً خَدِرَهً ». أَی عَفِنَه.
*و مما یُسْتَدْرک علیه:
خَدَّرَت الظَّبْیَهُ خِشْفَها فی الخَمَر و الهَبَط :ستَرَتْه هُنالِک.
و أَخْدَر القَوْمُ ،کأَلْیَلُوا،و أَخْدَره اللَّیْلُ إِذا حَبَسه،و اللَّیْلُ مُخْدِرٌ قال العَجَّاج:
و مُخْدِرُ الأَخْدارِ أَخْدَرِیُّ
و هو مَجَاز.
و الخُدارِیُّ (1):السَّحَابُ الأَسُوَدُ.
و من المَجَازِ:جارِیَه خُدارِیَّهُ الشَّعرِ،و شَعرٌ خُدَارِیٌّ :
أَسْوَدُ.و یقال: خَدَّرَتْه المَقَاعِدُ،إِذَا قَعَد طَوِیلاً حتی خَدِرَت رِجْلاه.
و من المَجاز:إِنَّه لَیُسَاتِرُنی (2)و یُخَادِرُنی .و کُلُّ ما منَعَ بَصَراً عن شَیْ ءٍ فقد أَخْدَرَه .
و الخَدَر ،مُحَرَّکه،من الشَّرَاب و الدَّواءِ:فُتُورٌ یَعْتَرِی الشَّارِبَ و ضَعْفٌ .
و قال ابنُ الأَعرابِیّ : الخُدْرَه ،بالضَّمّ :ثِقَلُ الرِّجْل و امْتَنَاعُهَا من المَشْیِ .
و من المَجَاز:یَعْفُورٌ خَدِرٌ ،کأَنَّه ناعِسٌ من سُجُوِّ طَرْفِه و ضَعْفِه.
و الخَادِرُ و الخَدُورُ من الدّوَابِّ و غَیْرِها:المُتَخَلِّف الذی لم یَلْحَق،و قد خَدَرَ .و الخَدُورُ مِن الإِبِل:التی تَکُون فی آخِرِ الإِبل،و إِیّاهُ عَنَی الشّاعرُ:
و مَرَّت علی ذَاتِ التَّنَانِیرِ غُدْوَهً
و قد رَفَعَت أَذْیَالَ کُلِّ خَدُورِ (3)
قال:هی الَّتِی تَخَلَّفَت عن الإِبِل فلَمَّا نَظَرت إِلی الَّتی تَسِیر سَارت مَعَهَا،و مِثْلُه:
و اجتَثَّ مُجْتَثَّاتُهَا الخَدُورَا (4)
و من المَجاز: خَدِرَ النَّهَارُ،کفَرِحَ ،إِذا سَکَنَت رِیحُه و لم تتَحَرَّک و لم یُوجَدْ فیه رَوْحٌ .
و الخِدَارُ ،بالکَسْر:عُودٌ یَجْمَع الدُّجْرَیْن إِلی اللُّؤَمَهِ .
و خُدَارَهُ (5)،بالضَّمّ ،أَخو خُدْرَهَ ،من الأَنصار.و منهم أَبُو مَسْعُود الخُدَارِیّ الصَّحَابِیّ ،هکذا ضَبَطه ابنُ عَبْدِ البَرّ فی الاسْتِیعَابِ ،و ابنُ دُرَیْد فی الاشْتِقاق.و قال ابنُ إِسْحَاق:
هو جِدَارهَ بالجِیم المَکْسُورَه،کما نَقَلَه عنه السُّهَیْلِیّ ،و قد أَشَرْنَا إِلَیْه فی«ج د ر».
و أُسامَهُ بنُ أَخْدَرِیّ ،له صُحْبه.
و خِدْرَانُ ،بالکَسْر،من الأَعلام.
أَبو مُحَمَّد الأَسودُ:هی الخُلْقَانُ منَ الثِّیَاب ،استُعْمِل هکَذا بالجَمْع،و یَجُوز أَن یَکُونَ مُفْردُه خَدْفَره .
الخُذْرَهُ ،بالضَّمِّ و إِعجام الذّال أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هی الخُذْرُوفُ ،و تَصْغِیرُها خُذَیْرَه .
و الخَاذِرُ :المُسْتَتِر مِنْ سُلْطَان أَوْ غَرِیم ،نقله الأَزهَرِیّ عن أَبی عَمْرو.
و خُذْفِرَان (1)،بالضَّمِّ و کَسْرِ الفاءِ:من قُرَی سُعْدِ سَمَرْقَنْدَ،منها الإِمامُ الحَجّاجُ مُحَمَّدُ بن أَبِی بَکْرِ بن أَبی صادِق المُفْتِی الفَقِیه المدرّس،ولد سنه 483 قاله السَّمْعَانِیّ .
الخَذْفَرَهُ :القِطْعَهُ مِنَ الثَّوْبِ کالخَدْفَرَه بإِهْمَال الدَّال و جَمْعه الخَذَافِر .
و الخَذَنْفَرهُ :المَرْأَهُ الخَفْخَافَهُ (2)الصَّوْت کأَنَّه ،أَی صوتها، یَخْرُجُ من مُنْخُرَیْهَا. هکذا ذکره الأَزهَریّ فی الخُمَاسیّ عن ابن الأَعْرَابِیّ .
الخَرِیرُ :صَوْتُ المَاءِ ،نقلَه الجَوْهَرِیّ ، و الرِّیحِ ،نقله الصَّاغانِیّ (3)، و العُقَابِ إِذَا حَفَّتْ ،قال اللَّیْث: خَرِیرُ العُقَاب:حَفِیفُه، کالخَرْخَرِ ،قال:و قد یُضَاعَف إِذا تُوُهِّمَ سُرْعَه الخرِیر فی القَصَب و نَحْوِه فیُحْمَل علی الخَرْخَرَه .و أَمَّا فی الماءِ فلا یُقَال إِلاَّ خَرْخَرَه ، یَخِرُّ ، بالکَسْر، و یَخُرُّ ،بالضَّمّ ،فهو خَارٌّ ،هکَذَا فی المُحْکَم.
فقَولُ شَیْخنا:الوَجْهَانِ إِنِّمَا ذَکَرهُما أَئِمَّهُ الصَّرْف فی خَرَّ بمعنَی سَقَطَ ،و أَمَّا فی الصَّوتِ و غَیْرِه فلا،غیرُ جَیِّد،کما لا یَخْفَی.
و فی التَّهْذِیب:و یُقَال للماءِ الّذِی جَرَی جَرْیاً شَدِیداً خَرَّ یَخِرّ .و قال ابن الأَعرابِیّ : خَرَّ الماءُ یَخِرّ ،بالکسر، خَرّاً ، إِذا اشْتَدَّ جَرْیُه.و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاس: «مَنْ أَدْخَلَ أُصْبُعَیْه فی أُذُنَیْه سَمعَ خَرِیر الکَوْثَر». خَرِیرُ الماءِ:صَوْتُه،أَرادَ مِثْلَ صَوْت خَرِیرِ الکَوْثر. و الخَرِیرُ : غَطِیطُ النَّائِمِ ،و قد خَرَّ الرَّجلُ فی نَوْمِه:
غَطَّ ،و کذلک الهِرَّهُ و النَّمِرُ کالخَرْخَرَهِ ،یُقَال: خَرَّ و خَرْخَرَ .
و الخَرْخَرَه أَیضاً:صَوتُ المُخْتَنِق،و سُرْعَهُ الخَرِیرِ فی القَصَب.
و الخَرِیرُ : المَکَان المُطْمَئِنّ بَیْن الرَّبْوَتَیْن یَنْقَادُ، ج أَخِرَّهٌ . قال لَبِید:
بأَخِرَّه الثَّلَبُوتِ یَرْبَأْ فَوْقَها
قَفْرَ المَراقِبِ خَوْفَها آرامُها (4)
و العامّه تَقُول:بأَحِزَّه،بالحَاءِ المهمله و الزَّای،و هو مَذْکُور فی موضعه،و إِنَّما هو بالخاءِ.
و الخَرِیرُ : ع بالیَمَامَهِ من نَوَاحِی الوَشْم،یَسْکُنه عُکْلٌ .
و الخَّرُّ :السُّقُوطُ ،و أَصلُه سُقُوطٌ یُسمَع معه صَوْتٌ ،کما قَالَهُ أَرْبَاب الاشْتِقَاق،ثم کَثُرَ حَتَّی استُعمِل فی مُطْلَق السُّقُوط ،یقال: خَرَّ البِنَاءُ،إِذا سَقَطَ ، کالخُرُورِ ،بالضَّمِّ .
و
16- فی حَدِیثِ الوُضُوءِ: «إِلاَّ خَرَّت خَطَایَاه» (5). أَی سَقَطَتْ و ذَهَبَتْ .و خَرَّ للّهِ ساجِداً یَخِرُّ خُرُوراً ،أَی سَقَط ، أَو الخَرُّ هو الهُوِیُّ مِنْ عُلْو إِلَی سُفْل (6)،و منه قولُه تَعالی: فَکَأَنَّما خَرَّ مِنَ السَّماءِ (7)یَخِرّ ،بالکَسْر علی القیاس، و یَخُرُّ ، بالضَّمّ علی الشُّذُوُذِ.الضَّمُّ عن ابنِ الأَعرابِیّ ،و خَرَّ الحَجَرُ یَخُرُّ ،بالضَّمّ :صَوَّتَ فی انحِدَارِه.و خَرَّ الرَّجُلُ و غیرُه من الجَبَل خُرُوراً .و خَرَّ الحَجَرُ إِذا تَدَهْدَی من الجَبَلِ ، و بالکَسْرِ و الضَّمّ إِذا سَقَط من عُلْوٍ،کذا فی التَّهْذِیب.
و الخَرُّ : الشَّقُّ ،یقال: خَرَّ الماءُ الأَرْضَ خَرّاً ،إِذا شَقَّها.
و الخَرُّ : الهُجُومُ مِنْ مَکَانٍ لا یُعرَفُ . یقال: خَرَّ علینا نَاسٌ مِنْ بَنِی فُلان،و هم خَارُّونَ .
و الخَرُّ : المَوْتُ ،و ذلِکَ لأَنّ الرَّجُلَ إِذَا ماتَ فقدْ خَرَّ و سَقَطَ .و
14- فی الحَدِیث: «بَایَعْتُ رسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم أَن لا أَخِرَّ إِلاَّ قائِماً». معناه أَنْ لا أَمُوتَ إِلاَّ ثابِتاً علی الإِسلام.و سُئِل
ص:336
إِبراهِیمُ الحَرْبِیّ عَنْ هَذا فَقال:إِنَّمَا أَرادَ أَن لا أَقَعَ فی شَیْ ءٍ من تِجَارَتِی و أُمُوری إِلاَّ قُمتُ بِها مُنْتَصِباً لها.
قُلْتُ :و الحَدِیث مَرْوِیٌّ عن حَکِیم بنِ حِزَام و فیه زِیَادَه،
14- «فَقالَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم: أَمّا مِنْ قِبَلِنَا فلَسْتَ تَخِرّ إِلاّ قَائِماً». و قال الفَرَّاءُ:مَعْنَی قَوْلِ حَکِیم بنِ حِزَام:أَن لا أَغْبِنَ و لا أُغْبَنَ (1).
و خَرَّ المَیتُ یَخِرّ خَرِیراً فهو خَارٌّ ،و قوله تعالی: فَلَمّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ (2):یجوز أَن یکون بمَعْنَی وَقَعَ ،و بمعنَی مَاتَ .
و الخُرُّ ، بالضَّمِّ :اللَّهْوَهُ ،و هو فَمُ الرَّحَی حَیْثُ تُلْقِی فیه الحِنْطَهَ بیَدِک، کالخُرِّیِّ ،بِیَاءٍ مُشَدَّدَه.قال الراجز:
و خُذْ بقَعْسَرِیِّهَا
و أَلْهِ فی خُرِّیِّها
تُطعِمْک (3)من نَفِیِّهَا
النَّفِیُّ ،بالفاءِ:الطَّحِین.و عنی بالقَعْسَرِیّ الخَشَبَهَ الَّتی تُدَارُ بها الرَّحَی.و هذا قَوْلُ الجَوْهَرِیّ قد رَدَّه الصَّاغانِیّ فقال:هو غَلَطٌ ،إِنَّمَا اللَّهْوه ما یُلقِیه الطَّاحِنُ فی فَمِ الرَّحَی،و سَیَأْتِی فی المُعْتَلّ .
و الخُرُّ : حَبَّهٌ مُدَوَّرَهٌ صُفَیْراءُ فیها عُلَیْقِمَهٌ یَسیرهٌ .قال أَبو حَنِیفَه:هی فارسیّه.
و الخُرُّ : أَصْلُ الأُذُنِ ،فی بَعْضِ اللُّغات.یقال:ضَرَبَه علی خُرِّ أُذُنِه،نَقَله ابنُ دُرَید (4).
و الخُرُّ :اسمُ ما خَدَّه السَّیْلُ مِنَ الأَرْضِ و شَقَّه، ج خِرَرَهٌ ،مثَال عِنَبَه.
و بهَاءٍ،یَعْقُوبُ بْنُ خُرَّهَ الدَّبَّاغُ الخُرِّیّ ،من أَهْل فارِسَ ، و هو ضَعِیفٌ . و قال الدَّارقُطْنیّ :لم یَکُن بالقَوِیّ فی الحَدِیث،حَدَّثَنا عنه أَبُو بَکْر البَرْبَهارِیّ ،و مُحَمَّدُ بنُ مُوسَی بْنِ سَهْل،و هو یَرْوِی عن أَزْهَرَ بن سَعْدٍ السّمَّان،و سُفْیَان بْن عُیَیْنَه. و أَبُو نَصْر أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ عُمَرَ بْنِ خُرَّهَ ،مُحَدِّثٌ ،حَدَّث عن أَبی بَکْرٍ الحِیرِیّ و غَیْره،و الأَمِیرُ أَبو نَصْرٍ ضِیاءُ المِلَّه و بَهاءُ الدَّوْلَه خُرَّهُ فَیْرُوزُ بْنُ عَضُدِ الدَّوْلَه البُوَیْهِیّ الدَّیْلَمِیّ .
و الخَرَّارَهُ ،مُشَدَّدَهً :عُوَیْدٌ (5)نحو نصْف النَّعْل یُوثَقُ بخَیْط و یُحَرَّک ،و الّذِی فی الأُصول:فیُحَرَّک الخَیْط و تُجَرُّ الخَشَبَهُ فیُصَوِّتُ ،هکذا بالیاءِ التَّحْتِیَّه،أَی ذلِک العُوَیْد، و فی بَعْضِ النُّسَخ بالمُثَنّاه الفَوْقِیَّه،أَی تلْک الخَرَّارهُ ،کما وقعَ مُصَرَّحاً فی بَعْضِ الأُصُول (6).
و الخَرَّارهُ : طائِرٌ أَعْظَمُ من الصُّرَدِ و أَغْلَظُ ،علی التَّشْبِیه بِذلک الصَّوْت، ج خَرَّارٌ ،و قیل الخَرَّارُ واحِدٌ،و إِلَیْه ذَهَب کُراع.
و الخَرَّارَهُ : ع بالکوفه قُرْبَ السَّیْلَحِین (7)،و فی عِدَّهِ مَواضِعَ عَربِیَّه و عَجَمِیَّه.
و الخَرَّار ، بلا هاءٍ:ع قُرْبَ الجُحْفَهِ ،بَعَث إِلیه رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم سَعْدَ بنَ أَبی وَقَّاصٍ فی سَرِیَّهٍ .
و الخِرِّیَانُ ،کصِلِّیَان ،أَی بتَشْدِید الرَّاءِ المَکْسُوره:
الجَبَانُ ،فِعْلِیَانٌ من خَرَّ ،إِذا عَثَرَ بعد اسْتِقامه،عن أَبِی عَلِیّ .
و الخَرْخَارُ ،بالفَتح: المَاءُ الجارِی جَرْیاً شَدِیداً.
و الخُرْخُورُ ،بالضَّمّ : النَّاقَهُ الغَزِیرَهُ اللَّبَنِ ، کالخِرْخِرِ ، بالکَسْرِ ،و الجمع خَرَاخِرُ .قال الرَّاعی:
خَرَاخِرُ تُحْسِبُ الصَّقَعِیَّ حَتَّی
یَظَلَّ یَقُرُّه الرَّاعِی السِّجَالاَ (8)
و الخُرْخُورُ أَیضاً: الرَّجُلُ النَّاعِمُ فی طَعَامِه و شَرَابِه و لِباسِه و فِرَاشِه ،و قد خَرَّ الرَّجُلُ یَخُرُّ ،إِذا تَنَعَّمَ ،عن ابنِ الأَعرابِیّ ، کالخِرْخِرِ ،بالکَسْرِ ،و لا یَخفَی أَنَّه لَوْ قال کالخِرْخِرِ فِیهِما بالکَسْر کان أَحْسَن.
ص:337
و الخَرُورُ ،کصَبُورُ:المَرْأَهُ الکَثِیرَهُ مَاءِ القُبُلِ ،و هو مَعِیبٌ ،و من النَّاس من یَسْتَحْسِنه.
و الخَرُورُ : ه بخُوارَزْمَ ،بنواحی سَادَکَان (1)منها أَبُو طَاهِرٍ مُحَمَّد بنُ الحُسَیْن الخَرُورِیّ الخُوَارَزْمِیّ .
و سَاقٌ خِرْخِرِیٌّ و خِرْخِرِیَّهٌ ،بالکَسْر فِیهما: ضَعِیفَهٌ ،من خَرَّ البِنَاءُ،إِذا انْهَدَّ و سَقَطَ .و الّذِی فی التَّکْمله:سَاقٌ خِرْخِریّ و خِرْخِرَی :ضَعِیفٌ (2).
و الخَرْخَرَهُ :صَوْتُ النَّمِرِ فی نَوْمِه. یُخَرْخِر خَرْخَرَهً ، و یَخِرُّ خَرِیراً .و یقال لصَوْتِه: الخَرِیرُ و الهَرِیرُ و الغَطِیط .
و الخَرْخَرَهُ : صَوْتُ السِّنَّوْرِ فی نَوْمِه،و قد خَرَّتِ الهِرّه تَخِرُّ خَرِیراً ، کالخَرُورِ ،هکذا هو عِنْدَنَا علی وَزْن صَبُور.و فی التَّکْمِله بالضَّمِّ ،و عَلَی الأَوَّلِ جَاءَ وَصْفاً و مصْدَراً،یقال:
هِرَّه خَرُورٌ ،إِذا کانت کَثِیرَه الخَرِیر فی نَوْمِها و یقال:للهِرَّه خَرُورٌ فی نَوْمِهَا.
و تَخَرْخَرَ بَطْنُه ،إِذا اضْطَرَبَ معَ العِظَمِ ،و قیل:هو اضْطِرَابُه مِن الهُزَالِ .و قال الجَعْدِیّ :
فَأَصْبح صِفْراً بَطْنُه قد تَخَرْخَرَا
و الانْخِرَارُ .الاسْتِرْخَاءُ ،و هو مُطَاوِعُ خَرَّه فانْخَرَّ .
و الخُرَیْرِیُّ ،کزُبَیْرِیّ ،مَنْهَلٌ بأَجَإِ لبَنِی طَیِّئ،و هو من المَنَاهِل العِظَامِ فی وَادِی الحَسَنَیْن (3). و یقال: ضَرَبَ یَدَه بالسَّیْف فأَخَرَّه ،أَی أَسْقَطَه ،هکَذا فی النُّسخ و الذی فی التَّهْذِیب و غَیْرِه:و ضَرب یَدَه بالسَّیْف فأَخَرَّهَا ،أَی أَسْقطَها، عن یَعْقُوب.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
لَهُ عَیْنٌ خَرَّارَه فی أَرْضٍ خَوَّارَه .أَوْرَدَه فی الأَساسِ ، و فَسَّره ابْنُ الأَعْرَابِیّ فقال: الخَرَّارَهُ :عَیْنُ المَاءِ الجارِیَه، سُمِّیَتْ لخَرِیرِ مَائِهَا و هو صَوْتُه.و
17- فی حَدِیث قُسّ : «و إِذا أَنَا بِعَیْنٍ خَرَّارَهٍ ». أَی کَثِیرهِ الجَرَیَانِ .
قلت:و قد استَعْمَلَتْه العامَّه للبَلالِیع التی تَجْتَمِع فیهاالنَّجَاسَات من الحَمَّامَاتِ و المَسَاجِد و غَیْرِهَا و تَجْرِی تَحْتَ الأَرْضِ فی مَنافِذَ إِلی البَحْرِ و غَیْره.
و لَعِبَ الصِّبیانُ بالخَرَّارَه ،و هی الدَّوّامَه.
و فی اللِّسان:و یقال لخُذْرُوفِ الصَّبِیّ التی یُدِیرُهَا:
خَرَّارَهٌ ،و هُو حِکَایَهُ صَوْتِهَا: خَرْخَرْ .
و من المَجاز: خَرَّ النّاسُ مِنَ البادِیَهِ فی الجَدْب،إِذا أَتَوْا.و الأَعرابُ یَخِرُّون من البَوَادِی إِلی القُرَی،أَی یَسْقُطُون (4).و خَرَّ القَوْمُ :جَاءُوا من بَلَد إِلی آخَرَ،و هم الخَرَّارُ و الخرَّارَهُ .و خَرُّوا أَیضاً:مَرُّوا،و هم الخَرَّارَهُ لِذلِک.
و جاءَنا خَرَّارٌ من النّاس و فَرّارٌ،و هو مَجَازٌ،و کذا قَوْلهم:
عَصَفَت رِیحٌ فخَرَّت الأَشْجَارُ للأَذْقَان.و خَرِرْتُ عن یَدِی:
خَجِلْتُ ،و هو کنَایَه.و به فُسِّر حَدِیثُ عُمرَ.قال الحارِثُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ :« خَرِرْتَ من یَدَیْک».و الخَرَّارَه :القومُ المَارَّه.
و خُرَّ ،بالضَّم مَبْنِیّاً للمَجْهُول،إِذا أُجْرِیَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و رَجل خَارٌّ :عاثِرٌ بعد اسْتِقَامَه.
و خُرْخُرُ ،کهُدْهُد:ناحِیَهٌ بالرُّوم.
و الخُرُّ ،بالضّمّ :ماءٌ بالشَّام لکَلْب،بالقُرب من عَاسِم.
و ابن خُرِّینَ ،بضَمِّ الخَاءِ فتَشْدِید الراءِ المکسوره،هو یُونُس بنُ الحُسَیْنِ بنِ دَاوود الشَّاعِرُ تُوفِّیَ سنه 596،ترجمه ابنُ النَّجَّار فی تاریخه.
الخَزَرُ ،مُحَرَّکَه:کَسْرُ العَیْنِ بَصَرَهَا خِلْقَهً و ضِیقُها أَو صِغَرُهَا (1)،أَو هو النَّظَرُ الذی کأَنَّه فی أَحَدِ الشِّقَّیْن،أَو هو أَنْ یَفْتَح عَیْنَیْه و یُغَمِّضَهُمَا. و نَصُّ المُحْکمِ :عَیْنَه و یُغَمِّضَها، أَو هو حَوَلُ إِحْدَی العَیْنَیْنِ ، و الأَحْوَل:الذِی حَوِلَت عَیْنَاه جَمِیعاً،و قد خَزِر ،کفَرِحَ ، فهو أَخْزَرُ بَیِّنُ الخَزَرِ و قَوْمٌ خُزْرٌ .و هذه الأَقوال الخَمْسَه مُصَرَّحٌ بها فی أُمَّهات الُّلغَه،و ذَکَر أَکْثَرَها شُرَّاحُ الفَصِیح.
و قیل: الأَخْزَر :الذی أَقْبَلَت حَدَقَتاه إِلی أَنْفِه.و الأَحْوَل:
الَّذی ارتَفَعَت حَدَقَتَاه إِلی حاجِبَیه.و یقال:هُو أَن یَکُون الإِنْسَان کَأَنَّه یَنْظُر بمُؤْخِرِها.قال حاتِم:
و دُعِیتُ فی أُولَی النَّدِیِّ و لم
یُنْظَر إِلَیَّ بأَعْیُنٍ خُزْرِ
و الخَزَرُ ،و یقال لهم الخَزَرَهُ أَیضاً: اسْمُ جِیل من کَفَرَهِ التُّرْک،و قیلَ :مِنَ العَجَم،و قیل:مِنَ التَّتار،و قیل:من الأَکْرَادِ،من وَلَدِ خَزَر بنِ یافِث بن نُوحٍ عَلَیْه السّلام، و قیل:هم من وَلد کَاشِح بن یافِث،و قیل:هم و الصَّقَالِبه من ولد ثوبال بن یافث.و فی حَدِیث حُذَیْفَه:«کَأَنِّی بهم خُنْسُ الأُنُوفِ خُزْرُ العُیُون ».وَ رجلٌ خَزَرِیٌّ ،و قَومٌ خُزْرٌ .
و الخَزَر : الحَسَا (2)مِنَ الدَّسَمِ و الدقیق، کالخَزِیرَهِ .
و الّذِی صُرِّح به فی أُمَّهات اللُّغَه:أَنّ الحَسَا من الدَّسَم هو الخَزِیر و الخَزِیره ،و لم یَذکُر أَحَدٌ الخَزَرَ مُحَرَّکهً ،فلیُنْظَر.
و الخَزْر ، بسُکُونِ الزَّای:النَّظَرُ بلَحْظِ العَیْن ،و فی الأُصول الجَیِّدَه:بلَحَاظ العَیْن،یَفعله الرَّجُلُ ذلک کِبْراً و استِخْفَافاً للمَنْظُور إِلیه.و هذا الَّذِی استَدْرَکَه شیخنَا و زَعَم أَن المُصَنِّف قد غَفَلَ عنه،و قد خَزَره یَخْزُره خَزْراً إِذا نَظَر کذلک.و أَنشد اللَّیْث:
لا تَخْزُرِ القَوْمَ شَزْراً عن مُعَارَضَهٍ
و لو قال المُصَنِّف:و بالفَتْح،علی ما هو قَاعِدَتُه لکانَ أَحْسَن،کما لا یَخْفَی.
و الخِنْزِیرُ ،بالکَسْر م ،أَی معروف،و هو من الوَحْشِ العادِی،و هو حَیوانٌ خَبیثٌ ،یقال إِنه حُرِّم علی لسان کُلِّ نَبِیّ ،کما فی المِصْبَاح.و اختُلِف فی وَزْنِه،فقال أَهْلُ التَّصْرِیف:هو فِعْلِیل،بالکَسْر،رُبَاعِیّ مَزِید فیه الیاءُ، و النُّونُ أَصْلِیَّه،لأَنَّهَا لا تُزاد ثانِیَهً مُطَّرِدهً ،بخِلاف الثَّالِثه کقَرَنْفُل فإِنَّها زائده،و قیل:وَزْنه فِنْعِیل،فإِنَّ النُّونَ قَدْ تُزادُ ثَانِیَهً ،و حَکَی الوَجْهَیْن ابنُ هِشامٍ اللَّخْمِیّ فی شَرْح الفَصِیح،و سَبَقه إِلی ذلِک الإِمَامُ أَبُو زَیْد،و أَوردَه الشَّیْخ أَکملُ الدّین البَابَرْتیّ من عُلَمائنا فی شَرْح الهِدایه، بالوَجْهَیْن،و کذا غَیْرُه،و لم یُرَجِّحُوا أَحدَهما.و ذَکَرَه صاحب اللِّسَان فی المَوْضِعَیْن،و کأَنَّ المُصَنّفَ اعتَمدَ زیاده النُّون،لأَنَّه الَّذِی رواه أَهلُ العَرَبِیّه عن ثَعْلَب،و سَاعَدَه علی ذلک اتّفاقهم علی أَنّه مُشْتَقّ من الخَزَر ،لأَنَّ الخَنَازِیر کُلَّها خُزْرٌ ،فَفِی الأَساس:و کُلُّ خِنْزِیرٍ أَخْزَرُ .و منه خَنْزَرَ الرَّجُلُ :نَظَر بمُؤْخِر عَیْنِه.
قلتُ :فجَعله فَنْعَل من الأَخْزَر ،و کلّ مُومِسَهٍ أَخْزَرُ .
و قال کُراع:هو من الخَزَرِ فی العین،لأَنَّ ذلک لازِمٌ له، و قد صَرَّحَ بهذا الزُّبَیْدیُّ فی المُخْتَصر و عَبْدُ الحَقّ و الفِهْریّ و اللَّبْلیّ و غیرهم.
و الخِنْزِیرُ : ع بالیَمَامَه (3)أَو جَبَلٌ . قال الأَعْشَی یَصِف الغَیْث:
فالسَّفْحُ یَجْرِی فَخِنْزِیرٌ فبُرْقَتُه
حتّی تَدافَعَ منه السَّهْلُ و الجَبَلُ
و ذَکَره أَیضاً لَبیدٌ فقال:
بالغُرَابَات فَزَرَّافاتِها
فبِخِنْزِیرٍ فأَطْرافِ حُبَلْ
و الخَنَازِیرُ الجَمْعُ ،علی الصَّحِیح.و زعمَ بَعْضُهم أَنَّ جَمْعَه الخُزْر ،بضمٍّ فسُکُون،و استدَلَّ بقَوْل الشَّاعر:
لا تَفْخَرُنّ فإِنَّ اللّه أَنْزَلَکمْ
یا خُزْرَ تَغْلِبَ دَارَ الذُّلِّ و الهُونِ
و قد رُدّ ذلک.
و الخَنَازِیرُ : قُرُوحٌ صُلْبَهٌ تَحْدُثُ فی الرَّقَبَهِ ،و هی عِلَّه مَعْرُوفَه.
ص:339
و الخَزِیرُ و الخَزِیرَهُ :شِبْهُ عَصِیدَهٍ ،و هو اللَّحْم الغَابُّ یُقَطّعِ صِغاراً فی القِدْرِ،ثمّ یُطْبَخ بالماءِ الکثیر و المِلْح،فَإِذا أُمِیتَ طَبْخاً ذُرَّ علیه الدَّقِیق فعُصِدَ به،ثمّ أُدِمَ بأَیّ إِدامٍ شِیءَ،و لا تَکُونُ الخَزِیرَهُ إِلاَّ بِلَحْم.و إِذا کانَت بِلا لَحْمٍ فهی عَصِیدَهً . قال جَرِیر:
وُضِعَ الخَزِیرُ فقِیلَ :أَیْنَ مُجاشعٌ ؟
فَشَحَا جَحَافِلَه جُرَافٌ هِبلَعُ (1)
أَو هی مَرقَهٌ من بُلالَهِ النُّخَالَهِ ،و هی أَنْ تُصَفَّی البُلالَهُ ثم تُطْبَخ.و کَتَب أَبو الهَیْثَم عن أَعْرَابِیّ قال:السَّخِینَهُ :دَقِیقٌ یُلْقَی علی مَاءٍ أَو عَلَی لَبَنٍ ،فیُطْبَخ ثمّ یُؤْکَلُ بتَمْرٍ أَو بِحَساً، و هو الحَسَاءُ،قال:و هی السَّخُونَه أَیضاً،و هی النَّفِیتَه، و الحُدْرُقَّه،و الخَزِیرَهُ ،و الحَرِیرَهُ أَرَقُّ مِنها.و من سَجَعات الأَساسِ :و قَرَّبَ لهم (2)قَصْعَهَ الخَزِیر ،و نَظَرَ إِلَیْهِم نَظَر الخَزِیرِ (3).
و الخَزْرَهُ ،بالفَتْحِ ،و کهُمَزَه ،الأَخِیرَهُ عن ابْنِ السِّکِّیت:
وَجَعٌ یأْخُذ فی مُسْتَدَقِّ الظَّهْرِ بِفَقْرَهِ القَطَن (4)،و الجَمْعُ خَزَرَاتٌ .قال یَصف دَلْواً.
دَاوِ بها (5)ظَهْرَک من تَوْجَاعِه
من خُزَرَاتٍ فیه و انْقِطَاعِه
و الخَیْزَرَی و الخَوْزَرَی و الخَیْزَلَی و الخَوْزَلَی: مِشْیَهٌ بِتَفَکُّکٍ و اضْطِرَاب و استِرْخَاءٍ،کَأَنَّ أَعضاءَه یَنْفَکُّ بَعْضُها مِنْ بَعْض،أَو هی مِشْیَهٌ بِظَلَع أَو تَبَخْتُرٍ.قال عُرْوَهُ بْنُ الوَرْد:
و النَّاشِئاتِ المَاشِیَاتِ الخَوْزَرَی
کعُتُقِ الآرامِ أَوْفَی أَوْ صَرَی
أَوْفَی أَی أَشْرف،و صَرَی:رَفَع رَأْسَه.
و الخَیْزُرَانُ ،بضَمِّ الزَّایِ ،أَی مع فَتْح الخَاءِ،و العامَّهُ تَفْتَح الزَّای: شَجَرٌ هِنْدِیٌّ ،و قال ابنُ سِیدَه:لاَ یَنْبُت بِبِلاَد العَرَب،و إِنَّمَا یَنْبُت بِبِلاد الرُّوم.و لِذلِک قال النَّابِغَه الجَعْدِیّ :
أَتَانِی نَصْرُهمْ و هُمُ بَعِیدٌ
بِلادُهُمُ بِلادُ الخَیْزُرَانِ
و ذلک أَنَّه کان بالبَادِیَه و قَوْمُه الَّذِین نَصَرُوه بالأَرْیَافِ و الحَوَاضِر.و قیل:أَرَادَ أَنَّهم بَعِیدٌ مِنه کبُعْدِ بِلادِ الرُّوم.
و هو عُرُوقٌ ممتدَّهٌ فی الأَرْضِ . و قال ابنُ سِیدَه:نباتٌ لَیِّنُ القُضْبَانِ أَمْلَسُ العِیدَانِ ، کالخَیْزُورِ ،هکذا جَعَلَه الرَّاجِز فی قَوْلِه[یصف حیّهً ] (6).
مُنْطَوِیاً کالطَّبَقِ الخَیْزُورِ
و منه أَخَذَ ابنُ الوَرْدِیّ فی قَصِیدَتِه اللاَّمِیَّه:
أَنَا کالخَیْزُورِ صَعْبٌ کَسْرُه
و هْوَ لَدْنٌ کَیْفَمَا شِئْت انفَتَلْ
و الخَیْزُرَانُ : القَصَبُ . قال الکُمَیْتُ یَصِف سَحاباً:
کأَنَّ المَطَافِیلَ المَوالِیهَ وَسْطَهُ
یُجَاوِبُهُنَّ الخَیْزُرَانُ المُثَقَّبُ
و قال أَبو زُبَیدٍ فجَعلَ المِزْمار خَیْزُرَاناً لأَنَّه من الیَراع یَصِفُ الأَسَد:
کأَنَّ اهْتِزَامَ الرَّعْد خَالَطَ جَوْفَه
إِذَا حَنَّ (7)فیه الخَیْزُرَانُ المُثَجَّرُ
و المُثَجَّر:المُثَقَّب المُفَجَّر.یقول کأَنَّ فی جَوْفِه المَزَامِیرَ.
و کُلُّ عُودٍ لَدْنٍ خَیْزُرانٌ .و قال أَبو الهَیْثَم:کُلُّ لَیِّن من کُلّ خَشَبهٍ خَیْزُرَانٌ .و قال المُبَرِّد:کُلُّ غُصْنٍ لَیِّنٍ یَتَثَنَّی خَیْزُرانٌ .و قال غَیْره:کُلُّ غُصْنٍ مُتَثَنٍّ خَیْزُرَانٌ ،قال:و منه
4- شِعْر الفَرْزدَق فی الإِمام عَلِیِّ بْنِ الحُسَیْن زَیْنِ العابِدِین، رَضِیَ اللّه عَنه:
فی کَفِّه خَیْزُرانٌ رِیحُه عَبِقٌ
من کَفِّ أَرْوَعَ فی عِرْنِینِه شَمَمُ .
ص:340
و الخَیْزُرَانُ : الرِّمَاحُ لتَثَنِّیها و لِینِها.أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :
جَهِلْتُ من سَعْدٍ و من شُبَّانِها
تَخْطِرُ أَیْدِیها بِخَیْزُرَانِها
یَعْنِی رِمَاحَها.و أَراد جَمَاعَهً تَخْطِر (1)،و الجَمْعُ الخَیَازِرُ .
و قال المُبَرِّدُ: الخَیْزُرَانُ ؛: مُرْدِیُّ السَّفِینَهِ إِذَا کان یَتَثَنَّی، و یقال له الخَیْزَارَه أَیضاً، و عن أَبِی عُبَیْدٍ (2)الخَیْزُران :
سُکَّانُها ،و هو کَوْثَلُهَا،و یقال له: خَیْزُرَانَهٌ أَیضاً.و قال:قال النابِغَه یَصِفُ الفُرَاتَ وَقْتَ مدِّه.
یَظَلُّ من خَوْفِه المَلاَّحُ مُعْتَصِماً
بالخَیْزُرَانَهِ بعد الأَیْنِ و النَّجَدِ
و قال غَیْرُه:
فکَأَنَّها و المَاءُ یَنْطَحُ صَدْرَهَا
و الخَیْزُرَانَهُ فی یَدِ المَلاَّحِ
و قال عَمْرو بنُ بَحْرٍ: الخَیْزُرانُ :لِجَامُ السَّفِینَه الَّتی بها یَقُومُ السُّکَّانُ ،و هو فی الذَّنَب.و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّ الشَّیْطَانَ لَمَّا دَخَل سَفِینهَ نُوحٍ عَلَیْه السَّلامُ قال:اخْرُج یا عَدُوَّ اللّه من جَوْفِها،فصَعِدَ علی خَیْزُرانِ السَّفِینه». أَی سُکَّانِها.
و دَارُ الخَیْزُرانِ :معروف بِمَکَّه. زِیدَتْ شَرَفاً، بَنَتْهَا خَیْزُرَانُ جَارِیَهُ الخَلِیفَهِ العَبَّاسِی.
و الخَازِرُ :الرَّجلُ الدَّاهِیَهُ ،قاله أَبُو عَمْرٍو.
و الخَازِرُ : نَهْرٌ بَیْنَ المَوْصِلِ و إِرْبِلَ . و فی التَّکْمِلَه:
مَوْضِع کانت به وَقْعَه بَیْن إِبراهِیمَ بْنِ الأَشْتَرِ و عُبَیْدِ اللّه بْنِ زِیادٍ،و یَوْمَئذ قُتِل ابْنُ زِیاد.
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : خَزَرَ ،إِذا تَدَاهَی.و خَزِرَ إِذا هَرَبَ ،الثّانِیَهُ کفَرِحَ ،کما هو مَضْبُوط بخَطِّ الصَّاغانِیّ (3).
و الأَخْزَرِیُّ و الخَزَرِیُّ ،مُحَرَّکَهً : عَمَائِمُ مِنْ نِکْثِ الخَزِّ.
و النِّکْثُ ،بالکَسْر:نَقْضُ أَخْلاَقِ الأَکْسِیَه لتُغْزَل ثانِیاً. و خَزَرٌ ،مُحَرَّکهً :لَقَبُ یُوسُفَ بْنِ المُبَارَک الرَّازِیِّ المُقْرِی،عن مهْرَان بن أَبی عُمَر،قاله الأَمِیر. و القَاسمُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ خَزَرٍ الفارِقِیّ المُقْرِی،عن سَهْل بن صُقَیر،قاله الأَمِیر. و أَبو بکرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ خَزَرٍ الصُّوفِیّ الخَزَریّ العالِم بهَمَذَان،رَوَی تَفسیر السّدّیّ عالیاً:قُلتُ :و قد حَدّث عن إِبراهِیم بنِ مُحَمَّدٍ الأَصْبَهَانِیّ و جَعْفَرٍ الخلدیّ ،و عنه الخلیلیّ ،و قال:کان قد نَیَّف علی المِائَهِ ، مُحَدِّثُونَ .
و خُزَارٌ ، کغُرَاب:ع قُرْبَ وَخْشَ ،قَرِیب من نَسَفَ .منه أَبو هَارُونَ مُوسَی بن جَعْفر بن نُوحٍ الخُزَارِیّ .و أَبو عُجَیْف هُشَیْم بنُ شاهِد بن بُرَیْدَهَ الخُزَارِیّ ،مُحَدِّثانِ .
و دَارَهُ الخَنَازِیرِ و دارَهُ خَنْزَرٍ ،عن کُراع، و تکسر (4)هذه.
و دَارَهُ الخِنْزِیرَیْن تثْنِیَه الخِنْزِیر ، و یقال الخَنْزَرتَیْنِ تَثْنِیَه الخَنْزَره : مَواضِعُ . قال الجَعْدِیّ :
أَلَمَّ خَیالٌ من أُمَیْمَهَ مَوْهِناً
طُرُوقاً و أَصْحَابِی بدَارَهِ خِنْزَرِ
و قال الحُطَیْئَهُ :
إِنّ الرّزِیَّهَ لا أَبَالَک هَالِکٌ
بَیْنَ الدُّمَاخِ و بَیْن دَارَهِ خَنْزَرِ
و أَنشد سِیبَوَیْه:
أَنْعَتُ عَیراً من حَمِیرِ خَنْزَرهْ
فی کُلِّ عَیْر مِائَتَانِ کَمَرَهْ
و أَنْشَدَ أَیضاً:
أَنْعَتُ أَعْیَاراً رَعَیْن الخَنْزَرَا
أَنْعَتُهُنَّ آیُراً و کَمَرَا
و الخَزَنْزَرُ ،کسَفَرْجل،هکذا هو فی النُّسخ بالنُّون بَیْن الزَّاءَیْن.و فی اللّسَان: خَزَبْزَرٌ بالموحّده بدَل النُّون و هو غَلَط : السَّیِّ ءُ الخُلُقِ من الرِّجَال،نَقَلَه الصَّاغانِیّ .
و التَّخْزِیرُ :التَّضْیِیقُ . قال ابن الأَعْرَابِیّ :الشَّیْخُ یُخَزِّر عَیْنَیْه لیَجْمَع الضَّوْءَ حتّی کأَنَّهما خِیطَتَا،و الشَّابُّ إِذا خَزَّرَ عَیْنَیْه فإِنّه یَتَدَاهَی بِذلک.
ص:341
و تَخَازَرَ :نَظَر بمُؤْخِرِ عَیْنِه.و التَّخَازُرُ :اسْتِعْمَال الخَزَرِ ، علی ما اسْتَعْمَلَه سِیبَوَیْه فی بَعْض قَوَانِین تَفَاعَلَ قال:
إِذَا تَخَازَرْتُ و مَا بِی مِنْ خَزَرْ
فقوله:و مَا بِی مِنْ خَزَر ،یَدُلُّک عَلَی أَنَّ التَّخَازُرَ هنا إِظْهَار الخَزَر و اسْتِعْمَاله.و تَخَازَرَ الرَّجلُ ،إِذا ضَیَّقَ جَفْنَه لیُحَدِّدَ النَّظَرَ ،کقولِک:تَعَامَی و تَجَاهَلَ .
*و مما یُسْتَدْرَکَ علیه:
الخُزْرَه ،بالضَّمّ :انْقِلاَبُ الحَدَقَهِ نَحوَ اللَّحَاظِ ،و هو أَقْبَحُ الحَوَل.
و عَدُوٌّ أَخْزَرُ العَیْن:یَنْظُر عن مُعَارَضَه کالأَخْزَر العَیْنِ .
و خَیْزَرٌ ،کصَیْقَل،اسْمٌ .
و خَزَارَی :اسم مَوْضِع.قال عَمْرو بنُ کُلْثُوم:
و نَحْنُ غَدَاهَ أُوقِدَ فی خَزَارَی (1)
رَفَدْنَا فَوْق رَفْدِ الرَّافِدِینَا
و خِزَّار (2)ککَتَّان:نهرٌ عَظِیم بالبَطِیحه بَیْن وَاسِطَ و البَصْرَهِ .
و الخُزَیْرَه ،مُصَغَّراً:مَاءَه بَیْن حِمْص و الفُرات.
و أَبو البَدْر صاعِدُ بنُ عَبْدِ الرحمن بن مُسْلم الخَیْزُرَانِیّ ، قَاضِی مازَنْدَرَان،رَوَی عنه السَّمْعَانِیّ و أَبو المُظَفَّر أَسْعَدُ بنُ هِبَه اللّه بْنِ إِبْرَاهیم البَغْدَادیّ الخَیْزُرَانِیّ المُؤَدِّب،حَدَّثَ .
و الخَیْزُرَانِیَّه :مَقْبرَه ببَغْدادَ.
و دَرْبَنْد خَزران ،بالفَتْح:مَوْضع من الثُّغُور عند السَّدّ لِذِی القَرْنَیْن.إِلیه نُسبَ عَبْدُ اللّه بْنُ عِیسَی الخَزَرِیّ ،رَوَی عنه الطَّسْتیّ .و کانوا یُضَعِّفُونه.و أَحمد بن مُوسَی البَغْدَادِیّ ،عُرِف بابن خَزریّ .و أَبُو القَاسِم عَیَّاش بنُ الحَسَن بنِ عَیَّاش (3)البَغْدادِیّ یُعرف بالخَزَریّ .و أَبو أَحمد عبد الوهّاب بن الحَسَن بن علیّ الحَرْبِیّ ،عُرِف بابن الخَزریّ :مُحدِّثون.
الخَیْزُرَانِیَّه :قَرْیَه بمِصْر من الجِیزَه.و أَمَّا قَوْلُ أَبِی زُبَیْد یَصِف الأَسَد:
کأَنَّ اهْتِزَامَ الرَّعْدِ خَالَطَ جَوْفَه
إِذا حَنَّ فیه الخَیْزُرَانُ المُثَجَّرُ
فإِنَّه جَعَلَ المِزْمَارَ خَیْزُرَاناً لأَنَّه من الیَرَاع.یَقُولُ :کأَنَّ فی جَوْفهِ المَزَامِیرَ.و المُثَجَّرُ:المُفَجَّر.
و الخَنْزَرَه :الغِلَظُ ،عن ابْنِ دُرَیْد (4).قال:و منه اشْتِقَاق الخِنْزِیر .
و الخَنْزَرَه ،أَیضاً:فَأْسٌ غَلِیظَهٌ للحِجَارَهِ .
خَسَرَ ،کفَرِحَ و ضَرَبَ ،الثَّانِی لُغَه شَاذَّه،کما صَرَّح به المُصَنِّف فی البَصَائر،قال و مِنْه قِرَاءَهُ الحَسَن البَصْرِیّ : و لاَ تَخْسِرُوا المِیزَانَ (5)خَسْراً ،بفَتْح فَسکُون، و خَسَراً ،مُحَرَّکَهً ، و خُسْراً ،بضَمٍّ فسُکُون، و خُسُراً ، بضَمَّتَیْن،و به قرأَ الأَعْرَجُ و عِیسَی بنُ عُمَر و أَبو بَکْر و ابنُ عَبَّاس: لَفِی خُسُرٍ (6)و خُسْراناً ،کعُثْمَان، و خَسَارَهً ، بالفَتْح، و خَسَاراً ،کسَحَاب،الثّانِیَه و الثَّالِثَه عن ابْنِ دُرَیْد:
ضَلَّ و لا یُسْتَعْمَل هذا البَابُ إِلاَّ لازِماً،کما صَرَّحَ به أَئِمَّه التَّصْرِیف.
قال شَیْخُنَا:و تَعَقَّب هذا القَوْلَ جماعهٌ ،مُسْتَدِلِّین بقَوْله تَعَالَی: اَلَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ (7)و خَسِرَ الدُّنْیا وَ الْآخِرَهَ (8)و نحوهما،و قال:لا عِبْرَه بظَواهِر نُصُوصِهِم مع وُرُود خِلافِها فی الآیاتِ القرآنِیه. فهو خَاسِرٌ ،و خَسِرٌ ، و خَسِیرٌ ،و خَیْسَرَی ،بالأَلِف المَقْصُورَه.یقال:رجُلٌ خَیْسَرَی ،أَی خاسِرٌ .و فی بَعْضِ الأَسْجَاع:
بِفِیه البَرَی (9)،و حُمَّی خَیْبرَی،و شَرُّ مَا یُری،فإِنَّه خَیْسرَی .
و قیل:أَرادَ خَیْسَرَ ،فَزَادَ للإِتْباع.و قیل:لا یُقَالُ خَیْسَرَی إِلاَّ فی هذا السجع.
ص:342
و خَسِرَ التَّاجِر فی بَیْعِه خُسْرَاناً : وُضِعَ فی تِجَارَتهِ أَوْ غُبِن ،و الأَوَّل هو الأَصْل.
و فی البَصَائِر للمُصَنِّف: الخُسْرانُ فی البَیْع:انتِقَاصُ رَأْسِ المَالِ ،و قَوْلُه تَعالی: اَلَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَ أَهْلِیهِمْ یَوْمَ الْقِیامَهِ (1)قال الفَرَّاءُ:یَقُولُ :غَبِنُوهما.و قال غیره:أَی أَهلکوهما،و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ : الخاسِرُ :الّذِی ذَهَبَ عقْلُه و مَالُه،أَی خَسِرَهما .
و الخَسْرُ ،بالفَتح: النَّقْصُ ، کالإِخْسَارِ ،و الخُسْرَانِ بالضَّمّ ،مثل الفَرْق و الفُرْقَانِ . خَسِرَ یَخْسَر خُسْرَاناً .
و خَسَرْتُ الشَّیْ ءَ،بالفَتْح،و أَخْسَرْتُه :نَقَصْتُه.و خَسَرَ الوَزْنَ و الکیْل خَسْراً ،و أَخْسَره :نَقَصَه.و یقَال:کِلْتُه و وَزَنْتُه فأَخْسَرْتُه ،أَی نَقَصْتُه.و هکَذا فَسَّر الزَّجّاجُ قَولَه تَعَالَی: أَوْ وَزَنُوهُمْ یُخْسِرُونَ (2)أَی یَنْقُصُون فی الکَیْل و الوَزْنِ .قال:
و یَجُوزُ فی اللُّغَه: یَخْسَرُون (3)،تَقُولُ : أَخْسَرْتُ المِیزَانَ و خَسَرْتُه .قال:و لا أَعْلَم أَحَداً قَرَأَ « یَخْسِرُون » .قُلتُ :و هو قِرَاءَهُ بِلال بْنِ أَبِی بُرْدَه.و قال أَبو عَمْرو: الخَاسِر :الَّذِی یَنْقُص المِکْیَالَ و المِیزَانَ إِذَا أَعْطَی،و یَسْتَزِیدُ إِذَا أَخَذَ.و قال ابنُ الأَعرابِیّ : خَسَرَ إِذَا نَقَصَ مِیزَاناً أَو غَیْرَه.و عن أَبِی عُبَیْد: خَسَرْتُ المِیزَانَ و أَخْسَرْتُه أَی نَقَصْته.و قال اللَّیْث:
الخاسِر :الّذی وُضِع فی تِجارته،و مَصدرُه الخَسَارهُ و الخُسرُ . و فی الکتاب العزیز: تِلْکَ إِذاً کَرَّهٌ خاسِرَهٌ (4)أَی غَیْرُ نافِعَهٍ . وَ صَفَقَ صَفْقَهً خاسِرَهً ،أَی غیرَ مُرْبِحَهٍ ، و أَنشد المُصَنّف فی البَصَائِر:
إِذا لم یکُنْ لامرِی نِعْمَهٌ
لَدَیَّ و لا بَیْنَنَا آصِرَهْ
و لا لِیَ فی وُدِّهِ حاصِلٌ
و لا نَفْعَ دُنْیَا و لا آخِرَهْ
و أَفْنَیْتُ عُمْرِی علی بابِه
فتِلْک إِذاً صَفْقَهٌ خاسِرَهْ
و الخَنْسَرَی ،هکذا بسُکُونِ النُون بَعْدَ الخَاءِ.و فیالأُصول الجَیِّدَه بالتَّحْتِیَّه السَّاکِنَه بدل النون (5): الضَّلاَلُ و الهَلاَکُ . زَادَ ابنُ سِیدَه و الیاءُ فِیهِ زائده.
و الخَیْسَرَی : الغَدْرُ و اللُّؤمُ کالخَسَارِ و الخَسَارَهِ ، بفَتْحِهِما، و الخَنَاسِیرِ ،و هو الهلاکُ ،و لا واحِد له.قال کَعْبُ بْنُ زُهَیْر:
إِذا ما نُتجْنَا أَرْبَعاً عامَ کَفْأَه
بَغَاهَا خَنَاسِیراً فأَهْلَکَ أَرْبَعَا
یَقُولُ :إِنه شَقِیُّ الجَدِّ إِذا نُتجَت أَرْبَعٌ من إِبلِه أَربعَهَ أَوْلاَدِ هَلَکَت من إِبلِه الکِبَار أَربَعٌ غَیْرُ هذِه،فیَکُونُ مَا هَلَک أَکْثَرَ مِمّا أَصابَ .
و قال آخر:
فإِنَّکَ لو أَشْبَهْتَ عَمِّی حَمَلْتَنِی
و لکنَّه قد أَدْرَکَتْک الخَنَاسِرُ
أَی أَدْرَکَتْک مَلاَئمُ أُمِّکَ [و خُبْثُها] (6).
و الخُسْرُوَانِیُّ (7)بضمّ الأَوَّلِ و الثالِث: شَرَابٌ .و نَوعٌ مِنَ الثِّیَابِ ، کالخُسرَوِیّ .و قال الزَّمَخْشَرِیّ منْسُوبٌ إِلی خُسْرُو شَاه من الأَکاسره.
و خُسْرَاوِیَّه (8)بالضّمّ : ه بواسِطَ ،نقله الصَّاغانیّ .
و خَسَّرَهُ تَخْسِیراً :أَهْلَکَه. و من المَجَاز: خَسَّرَه سُوءُ عَمَلِه،أَی أَهْلَکَه.
و الخَاسِرَه (9):الضِّعاف مِن النَّاسِ و صِغَارُهم.هکذا فی النُّسخ،و صوابُه و الخَناسِرُ ،و کذا فیما بَعْده کما فی أُمَّهات اللُّغَه، و الخاسِرَهُ : أَهلُ الخِیَانَهِ و الغَدْرِ و اللُّؤْم.
و الخِنْسِیر بالکَسْر فِنْعِیل،و جَزَمَ به أَبُو حَیَّان تبعاً لابن عُصْفُورٍ: اللَّئِیمُ الغادِر.
و الخَنْسَرُ ،کجَعْفَر: و الخَنْسَرِیُّ بیاءِ النِّسْبَه: مَنْ هُوَ فی مَوْضِعِ الخُسْرَانِ .
ص:343
و الخَنَاسِیرُ :أَبْوالُ الوُعُولِ عَلَی الکَلإِ و الشَّجَرِ ،لا واحِد له.
و سَلْمُ بْنُ عَمْرو بْنِ عَطَاءِ بنِ زبّان الحِمْیَریّ قدِم بَغْدَاد و مَدَح المَهْدِیّ و الهادِیَ و البَرَامِکَهَ ،و لَقبُه الخَاسِرُ ،و إِنَّمَا قِیلَ له ذلِک لأَنَّه باعَ مُصْحَفاً و اشْتَری بثَمَنِه دِیوانَ شِعْر أَبِی نُوَاس،کما فی أَنْسَابِ السّمْعَانِی.و فی الأَساس:عُودَ لَهْوٍ. أَو لِأَنَّه حَصَلَت له أَمْوالٌ کَثِیره فبَذَّرَهَا و أَتْلَفَها فی مُعاشَرهٍ الأَدبار (1)الفِتْیان.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
الخُسْر ،بالضَّمّ :العُقُوبَهُ بالذَّنْب.و به فُسِّر قولُه تَعالی إِنَّ الْإِنْسانَ لَفِی خُسْرٍ (2)عن الفَرَّاءِ.
و أَخْسَرَ الرَّجُلُ ،إِذا وافَقَ خُسْراً فی تِجارَته.و التَّخْسِیرُ :
الإِبْعَادُ مِن الخَیر.قاله ابْنُ الأَعْرَابِیّ .و فی حَدِیث عُمَر:
ذَکر« الخَیْسَری ».و هو الَّذِی لا یُجِیبُ إِلی الطَّعَام لِئَلاَّ یَحْتَاج إِلی المُکَافَأَه.
و من المَجَازِ: خَسِرَت تِجَارَتُه،أَی خَسِرَ فِیهَا،و رَبِحَت أَی رَبح فِیها.
و قال المُصَنِّف فی البَصَائِر:قد یُنْسَب الخُسْرَانُ إِلی الإِنسَان،فیقال: خَسِرَ فُلانٌ ،و إِلی الفِعْل فیقال: خَسِرَتْ تِجارَتُه.و یُسْتَعْمل ذلِکَ فی المُقْتَنَیَات النَّفِیسَهِ (3)،کالصِّحَّه و السَّلامه و العقْل و الإِیمان و الثَّواب،و هُوَ الَّذِی جَعَلَه اللّه:
الخُسْران المُبِین (4)وَ خَسِرَ هُنالِکَ الْکافِرُونَ (5)أَی تَبَیَّن لهم خُسْرَانُهم لَمّا رَأَوُا الْعَذابَ ،و إِلاّ فَهُم کانُوا خاسِرِین فی کُلِّ وَقْت.
و تجارَهٌ خاسرهٌ و تِجَارَهٌ رابِحَهٌ ،و من لَمْ یُطِع اللّه فهو خَاسِرٌ ،و تَقُولُ :لاَ یَکُونُ الرَّاسِخُ ساخِراً،و لا السَّاخِرُ إِلاّ خاسِراً .و المَسَاخِرُ مَخَاسِر .و خَوْسَرٌ ،کجَوْهَر:وَادٍ فی شَرْقِیّ المَوْصِل،أَحدُ الأَوْدِیَه الَّتی تَمُدّ الدِّجْلَه منها.
قال شَیْخُنَا،و وَقَع فی شِعْر حُرَیْث بْنِ جَبَلَه العُذْرِیّ :
و ذاکَ آخِرُ عَهْد مِنْ أَخِیکَ إِذَا
ما المَرْءُ ضَمَّنه اللَّحْدَ الخَنَاسِیرُ
قال أَبو حَاتِم: الخَنَاسِیرُ :الّذین (6)یُشیعون الجنَازَه.
و نقله البَغْدَادِیّ فی شَرْح شواهِد المُغْنِی.
قلت:و ربما یُؤْخَذ مِنْ قَوْلهِم: الخَنَاسِر :صِغَارُ النَّاس و ضِعافُهم،مع مَا فِی کَلاَم المُصَنّف من المُخَالَفه،فتَأَمّل.
و الخَنَاسِیرُ :الدَّواهِی.و الخِنْسِیر بالکَسْر:الدّاهِیَه.
*و مما یستدرک علیه:
خَاخَسْر :من قُرَی دَرْغم (7)من نَواحِی سَمَرْقَنْد.منها أَبُو القَاسِم سَعْد بنُ سَعِید الخاخَسْرِیّ ،خادم أَبی علیّ الثریّانیّ (8)الفَقِیه،و القَاضِی عَبْدُ القادِرِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ القاسم الدَّرْغَمِیّ الخَاخَسْریّ ،و قد حَدَّثَا.
و استَدْرک شیخُنَا هنا:
خِسْرُوجِرْد من قُعری بَیْهَقَ .
قلت:و خسْرُو شَاه:من قُرَی مَرْوَ.و قد نُسِب إِلیها جماعهٌ من المُحَدِّثین و یُستدرک أَیضاً:
خُونْسار،بالضّمّ :قَریه من قُری أَصْبهانَ .و منها الإِمام العلاّمه حُسین بن جمالٍ الأَصبهانیّ ،وُلِد بخونْسار سنه 1017 و قرأَ بأَصْبَهان علی جَعْفَرِ بنِ لُطْفِ اللّه العاملیّ و السیّد محمّد باقر داماد الحسینیّ .و ممّن تَخرَّجَ به وَلدُه العلاّمه مُلاَّ جمال و الشیخ جمال الدین محمّد شفع الاسترابادیّ ،و تُوَفّیَ بأَصبهان سنه 1098 و قَدِمَ جمالُ بن حُسین هذا إِلی مَکَّه سنه 1114 و هو من أَشهر علماءِ العجم.
الخُشَارُ و الخُشَارَهُ بضَمِّهِما:الرَّدِیءُ مِن کُلِّ شَیْ ءٍ. و خَصَّ اللِّحْیَانِیّ به رَدِیءَ المَتَاعِ .
ص:344
و الخُشَارَهُ : سَفِلَهُ النَّاسِ . و فُلانٌ مِنَ الخُشَارَه ،إِذا کَانَ دُوناً و هو مَجَاز.و
16- فی الحدیث: «إِذَا ذَهَب الخِیَارُ و بَقِیت خُشَارهٌ مِثْلُ خُشَارَهِ (1)الشَّعِیر لا یُبَالِی بِهِم اللّه بالَهً ». هی الرَّدِیءُ من کُلِّ شیْ ءٍ.و قال الحُطَیْئه:
و باعَ بَنِیه بَعْضُهم بخُشَارهٍ
و بِعْتَ لِذُبْیَانَ العَلاءَ بمالِکَا
یَقُول:اشْتَرَیْتَ لِقَوْمِک الشَّرفَ بأَمْوَالِک.قال ابنُ بَرِّیّ :
صَوَابُه«بمالِکِ »بکَسْرِ الکَافِ .و هو اسم ابْنٍ لعُیَیْنَهَ بْنِ حِصْن قَتَلَه بنُو عَامر،فَغَزَاهم عُیَیْنَه فَأَدْرَک بثَأْره و غَنِمَ .فقال الحُطَیْئَه:
فِدًی لابْنِ حِصْن ما أُرِیحَ فإِنَّه
ثِمَالُ الیَتَامَی عِصْمَهٌ لِلْمَهالِکِ
و باع بَنِیه بَعْضُهم بخُشَارَهٍ
و بِعْتَ لذُبْیانَ العَلاَءَ بمالِکِ (2)
کالخَاشِر ،هکذا فی النُّسَخ.و الصَّواب کالخَاشِرَه .
و هکذا رَوَاه أَبُو عَمْرٍو عنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و الخُشَار و الخُشَارَهُ : مَا لاَ لُبَّ لَهُ مِنَ الشَّعِیرِ.
و خَشَرَ یَخْشِر ،من حَدّ ضَرَب، خَشْراً : أَبْقَی علی المائِدَهِ الخُشَارَهَ ،و هی-بالضَّمِّ -مِمَّا یَبْقَی علی المَائِدَه ممَّا لا خَیْرَ فیه. و خَشَر الشَّیءَ یَخْشِره خَشْراً نَقَّی ،من التَّنْقِیَه.و فی بَعْضِ النُّسَخ نَفَی،بالفاءِ (3)، عَنْه. و فی بَعْضِ النُّسَخ:مِنْه خُشَارَتَه ،فهو ضِدٌّ. و عِبَارَه اللِّحْیَانیّ فی النَّوَادِر:و خَشَر المَتَاعَ یَخْشِرُه خَشْراً :نَقَّی الرَّدِیءَ مِنه.
و خَشَرَ خَشْراً ،إِذا شَرِهَ .
و خَشِرَ کفَرِحَ :هَرَبَ حُبْناً. الّذِی فی نَصّ ابْنِ الأَعْرَابِیّ : خَشِرَ إِذَا شَرِهَ .و خَشِرَ إِذا هَرَب جُبْنَاً،فجَعَلَ الاثْنَیْن من حَدِّ فَرِحَ .و المُصَنِّفُ مَیَّزَ بَیْنَهُمَا،فَلْیُنْظر.
و خُشَاوَرَهُ ،بالضّمّ ،و ضَبَطَه السَّمْعَانِیّ بفَتْح الأَوّلو الثّالث (4): سِکَّهٌ بنَیْسَابُورَ ،مِنْهَا أَبو إِسْحاق إِبراهِیمُ بنُ إِسماعِیلَ بنْ إِبْرَاهیمَ القاریّ الخُشَاوَرِیّ ،من أَهْلِ نَیْسَابُور، تَرْجَمَه الحاکِمُ فی التَّارِیخ.
و ذُو خَشْرَانَ ،بالفَتْح ،قیل من أَلْهَانَ بْنِ مَالِکٍ ،أَخِی هَمْدَانَ بْن مَالِکٍ .
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
مَخَاشِرُ المِنْجَلِ :أَسْنَانُه.أَنْشَد ثَعْلَب:
تُرَی لها بَعْدَ إِبَارِ الآبِرِ
صُفْرٌ و حُمْرٌ کبُرُودِ التَّاجِرِ
مآزِرٌ تُطْوَی علی مَآزِرِ
و أَثَرُ الْمِخلبِ ذِی المَخَاشِر
یَعْنِی الحَمْلَ .
و خَشَرْت الشَّیْ ءَ،إِذَا أَرْذَلْته،فهو مَخْشُور .و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : الخُشَّار ،کرُمّان:سَفِلَهُ النَّاسِ ،وَ زادَ فقال:
و هُمْ أَیْضاً البُشارُ و القُشارُ و السُّقاطُ و اللُّقاطُ و المُقاط [و البُقاطُ ] (5).
و نَقَل شَیْخُنَا عن بَعْضِ الفُضَلاءِ قال:بادِیَه الحِجَاز یَسْتَعْمِلون الخَشِیرَ بمَعْنَی الشَّرِیک.قال:و لا أَصلَ له فِیمَا عَلِمنا.قال شیخُنا:قُلْت:هو کَمَا قال.قُلْت:و یُمْکن أَنْ یَکُون من خَشِرَ إِذا شَرِهَ ،إِذْ کُلٌّ مِنْهُمَا حَرِیصٌ علی الرِّبْح فِی التِّجَارَه و الفَائِدَه،فلیتأَمّلِ .
و خُشارَهُ التَّمْر:شِیصُه،و هذا مِنَ الأَساس.
*و مما یستدرک علیه:
خَشْتیَارُ بفتح فسکون فکسر المثنّاه التَّحْتِیّه (6)،و هو جَدّ أَبی الحُسَیْن طاهِرِ بْنِ مَحْمُود بْنِ النَّضْر بْنِ خَشْتِیارَ النَّسَفیّ الخَشْتِیَارِیّ إِمام أَهْلِ نَسَفَ فی الحَدِیث.تُوُفِّیَ بها سنه 289.
ص:345
الخَصْرُ وَسَطُ الإِنْسَانِ ،و قیل:هو المُسْتَدِقُّ فوق الوَرِکَیْن،کما فی المِصْباح.
و مِنَ المَجَاز: الخَصْر : أَخْمَصُ القَدَمِ . و یقال هو تَحْتَ خَصْرِ قَدَمِه.
و مِنَ المَجَاز: الخَصْر : طَرِیقٌ بَیْنَ أَعْلَی الرَّمْلِ و أَسْفَلِهِ خَاصَّهً (1).یقال:أَخَذُوا خَصْرَ الرَّمْلِ و مُخَصَّره ،أَی أَسْفَله و ما دَقَّ (2)منه و لَطُفَ ،کما فی الأَساس.قال ساعِدَهُ بن جُؤَیَّهَ :
أَضَرَّ بهِ ضَاحٍ فنَبْطَا أُسَالَهٍ
فمَرٌّ فأَعْلَی حَوُزِهَا فَخُصُورُها
و قال آخر:
أَخَذْنَ خُصُورَ الرَّمْلِ ثمَّ جَزَعْنَه (3)
و من المَجَاز:الحَضْر: مَا بَیْنَ أَصْلِ الفُوقِ من السَّهْم و الرِّیشِ ،عن أَبی حَنِیفَه. و الخَصْر : مَوْضِعُ بُیُوتِ الأَعرابِ ،و قال بَعْضُهم:هُو مِنْ بُیُوتِ الأَعراب مَوْضِعٌ نَظِیفٌ (4)جَمْعُ الکُلِّ خُصُورٌ .
و الخَصَر ، بالتَّحْرِیک:البَرْدُ یَجِدُه الإِنْسَانُ فی أَطْرَافِهِ .
و ما أَحْسَنَ بَیْتِ التَّلْخِیص:
لو اخْتَصَرْتُمْ من الإِحْسَان زُرْتُکُمُ
و العَذْبُ یُهْجَر للإِفراطِ فی الخَصَرِ
قال شَیْخُنَا:وَ وَقَع فی التَّصْرِیح للشَّیْخ خَالِد ضَبْطُه بالحَاءِ و الصّاد المُهْمَلَتَیْن فی قَوْلِ امْرِئِ القَیْسِ :
لَنِعْمَ الفَتَی تَعْشُو إِلی ضَوْءِ نَارِه
طَرِیفُ بْنُ مالٍ لَیْلَهَ الجُوعِ و الحَصَر
و هو غَلَط ظاهِرٌ و الصَّواب«و الخَصَر »بالخاءِ المُعْجَمَه، کما أَشَرْت إِلیه فی حَاشِیَه التَّوْضِیح.
و الخَصِرِ ککَتِفٍ :البارِدُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.و قال أَبُو عُبَیْد: الخَصِر :الَّذِی یَجِد البَرْدَ،فإِذا کَانَ مَعَه الجُوعُ فهو الخَرِص.و خَصِرَ الرَّجُلُ ،إِذا آلَمَه البَرْدُ فی أَطْرَافِه.یُقال: خَصِرَت یَدِی و خَصِرَتْ أَنامِلی:تَأَلَّمَتْ من البَرْد،و أَخْصَرها القُرُّ:آلَمَهَا البَرْدُ.و یومٌ خَصِرٌ :أَلِیمُ البَرْدِ.و خَصِرَ یَوْمُنَا:اشتَدَّ بَرْدُه.قال الشاعر:
رُبَّ خَالٍ لِیَ لَوْ أَبْصَرْته
سَبِطِ المِشْیَهِ فی الیَوْمِ الخَصِرْ
و مَاءٌ خَصِرٌ :باردٌ.
و المُخَصَّر ، کمُعَظَّم :الرَّجُلُ الدَّقِیقُ الخَصْرِ الضَّامِرُهُ ، أَو ضامِرُ الخَاصِرَهِ .
و الخاصِرَهُ :الشَّاکِلَهُ ،و هما خَاصِرَتَان ،و قیل:
الخَصْرَانِ و الخاصِرَتانِ : ما بَیْنَ الحَرْقَفَه و القُصَیْرَی ،و هو ما قَلَص عنه القَصَرَتَانِ و تقدَّم من الحَجَبَتَیْن و ما فَوْق الخَصْر من الجِلْدَهِ الرَّقِیقَهِ الطِّفْطِفَه،هکَذا فی المُحْکَم و غَیْرِه.فإِذا عَرَفْت ذلِک فقَوْلُ ابْنِ الأَجْدَابِیّ :إِنّ الخَصْر و الخَاصِره مُترادِفَانِ ،أَی بِهذا المَعنَی،کما عَرَفْت،هو کلام مُوَافِقٌ لِکَلاَم أَئِمَّه اللُّغَه.فقَوْلُ شَیْخِنا إِنّه لا یُعْرَف و لا یُعْتَدُّ به مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .
و مَخاصِرُ الطَّرِیقِ :أَقْربُها. و یقال لها: المُخْتَصَرَات أَیضاً.
و المِخْصَرَه کمِکْنَسهٍ ،کالسَّوْطِ ،و قیل:هو مَا یَأْخُذُه الرَّجلُ بِیَدِهِ ، یَتَوکَّأُ عَلَیْه،کالعَصَا و نَحْوِه.
و یقال:نَکَتَ الأَرضَ بالمِخْصَرَه ،هُو ما یَأْخُذُه المَلِکُ یُشِیرُ بِهِ إِذَا خَاطَبَ و یَصِل به کَلاَمَه، و کذلک الخَطِیبُ إِذَا خَطَب.
و المِخْصرَه :کانَت من شِعَارِ المُلُوکِ ،و الجَمْعُ المَخَاصِرُ ،قال:
یَکادُ یُزِیلُ الأَرْضَ وَقْعُ خِطَابِهِمْ
إِذَا وَصَلُوا إِیْمَاءهم بالمَخَاصِر (5)
و
14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم خَرَجَ إِلی البَقِیعِ و بِیَدِه
ص:346
مِخْصَرهٌ له،فجَلَس فنَکَت بِها الأَرضَ ». قال أَبو عُبَیْد:
الْمِخْصَره :ما اخْتَصَر الإِنْسَانُ بِیَدِه فأَمْسَکَه،من عَصاً أَو مِقْرَعَهٍ أَو عَنَزَه أَو عُکَّازَه أَو قَضِیب و مَا أَشْبَهَا،و قد یُتَّکَأُ عَلَیْه.
و ذُو المِخْصَرَهِ :لَقَب عَبْد اللّه بْن أُنَیْس بن أَسْعَدَ الجُهَنِیّ ثُمَّ الأَنْصَارِیّ حلِیفهم،عَقَبِیّ ،و یُکْنَی أَبَا یَحْیَی، رَوَی عَنْه أَولادُه عَطِیَّهُ و عَمْرٌو و ضَمْرَهُ و عَبْدُ اللّه (1)، و بُسْر (2)بن سَعِید،و إِنَّما لُقِّب به
14- لأَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم أَعطاهُ مِخْصَرَهً و قال:«تَلْقَانِی بها فی الجَنَّه» فلَمَّا مات أَوصَی أَن تُدْفَن مَعَه فی قَبْره.
و ذُو الخُوَیْصِرَهِ الیَمَامیّ (3):صَحابِیٌّ ،هکذا بالمِیمِ علی الصَّواب،و یُوجَد فی بَعْضِ نُسَخ المَعَاجمِ بالنُّون، و هو البائِلُ فی المَسْجِد ،هکذا یُرْوَی فی حَدِیثٍ مُرْسَل. و أَما ذُو الخُوَیْصِرهِ التَّمِیمِیُّ فهو حُرْقُوصُ بْنُ زُهَیْر السَّعْدِیّ ضئِضیءُ الخوارجِ و رئِیسُهُم.
1,14- قال الطَّبَریّ : له صُحْبه، و أَمَدَّ به عُمَرُ المُسلمین الَّذِین نَازَلُوا الأَهوازَ فافْتتَح حُرْقُوصٌ سُوقَ الأَهْواز.و له أَثَرٌ کَبِیر فی قِتَالِ الهُرْمُزانِ ،ثُمَّ کَانَ مع عَلِیٍّ بصِفِّین،ثم صَارَ مِنَ الخَوَارِج عَلَیْه،فقُتِل یَوْمَ النَّهْرَوانِ معهم،و هو القائِل:یا رَسُولَ اللّه اعْدِلْ . و هو فی صَحِیحِ الإِمام أَبِی عَبْدِ اللّه البُخَارِیِّ . و نَصُّه:« فأَتاه ذُو الخُوَیْصِرَهِ فَقَال:یا رَسُولَ اللّه اعْدِل». و قال مَرَّهً :مِن طَرِیقٍ آخَرَ: فأَتاهُ عَبْدُ اللّه بنُ ذِی الخُوَیْصِرَهِ . و هو ذُو الخُوَیْصِرَه بعَیْنِه، و کأَنَّه وَهَمٌ ،و تَفْصِیلُه فی الإِصابَه، و اللّه أَعْلَمُ بالحَقَائِق.
و اخْتَصَرَ الرَّجُلُ : أَخَذَها ،أَی المِخْصَرَهَ ،أَوِ اعْتَمَد عَلَیْهَا فی مَشْیِه.و منه
1- حَدِیث عَلِیّ : و ذَکَر عُمَر رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا فقال:«و اخْتَصَر عَنَزَتَه». و العَنَزَه:شِبْه العُکَّازَه.
و یُقال فیه: تَخَصَّر ،کما صَرَّح به صاحِبُ اللّسَان و غَیْرهُ .
و اخْتَصَرَ الْکَلاَمَ :أَوْجَزَه ،و یقال:أَصْلُ الاخْتِصار فی الطَّرِیق،ثم اسْتُعْمِل فی الکَلامِ مَجازاً.و قد فَرَّق بَعْضُ المُحَقِّقِین بَیْن الاخْتِصار و الإِیجَازِ فقال:الإِیجَاز تَحْرِیرُالمَعْنَی،من غَیْر رِعَایَه لِلَفْظِ الأَصْل،بلَفْظٍ یَسِیرٍ (4).
و الاخْتِصَار :تَجْرِیدُ اللَّفْظِ الیَسِیر مِنَ اللَّفْظِ الکَثِیر مع بَقَاءِ المَعْنَی،کذا نَقَلَه شَیْخُنَا.و فی اللسان:و الاخْتِصارُ فی الکَلاَم:أَنْ یَدَعَ الفُضُولَ و یَسْتَوْجِزَ الَّذِی یَأْتِی علی المَعْنَی،و کَذلِک الاخْتِصَار فی الطَّرِیق.
و اخْتَصَرَ السَّجْدَهَ :قَرَأَ سُورَتَها و تَرَک آیتَها کَیْ لا یَسْجُدَ،أَو أَفْرَد آیتَها فقَرَأَ بِها لیَسْجُد فیها،و قد نُهِیَ عَنْهُمَا فی الحَدِیث.و
16- نَصُّه: «نَهَی عن اخْتِصار السَّجْدَه». و ذَکَرُوا فیه الوَجْهَیْن کما ذَکَرَه المُصَنِّف،و کُرِهَ عِنْدَنَا الأَوَّل لا الثَّانِی کما فی الکَنْزِ و شُرُوحِه.
و اخْتَصَرَ : وَضَعَ یَدَه عَلَی خاصِرَتهِ ،و فی الأَساس:
علی خَصْرِه ، کتَخَصَّرَ ،و فی الأَسَاسِ : تَخَاصَرَ ،و یُؤَیّده عِبَارَهُ اللِّسَان.
و الاخْتِصَار و التَّخَاصُر :أَن یَضْرِبَ الرَّجُلُ یَدَه إِلی خَصْره فی الصَّلاَه.و
14- رُوِیَ عن النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم: «أَنَّه نَهَی أَن یُصَلِّیَ الرَّجُلُ مُخْتَصِراً ». و قیل مُتَخَصِّراً ،قیل:هو من المخْصَرَه :
و قیل:مَعْنَاه أَنْ یُصَلِّیَ و هو واضِعٌ یَدَه علی خَصْرِه .
و
16- جاءَ فی الحَدِیث: « الاخْتِصَارُ فی الصَّلاَهِ رَاحَهُ أَهْلِ النّار». أَی أَنَّه فِعْلُ الیَهُود فی صَلاتِهِم و هُم أَهْلُ النَّارِ.
قال الأَزْهَرِیّ فی الحَدِیث الأَوّل:لا أَدْری أَ رُویَ مُخْتَصِراً أَو مُتَخَصِّراً .و رواه ابنُ سِیرینَ عن أَبِی هُرَیْرَهَ :
مُخْتَصِراً .و کذلک رَوَاهُ أَبُو عُبَیْد.قال:و یُرْوَی فی کَرَاهِیَتهِ حَدِیثٌ مَرْفُوع،و یُرْوَی فیه أَیضاً عن عائِشَهَ و أَبِی هُرَیْرَهَ .
و اخْتَصَرَ : قَرَأَ آیَهً أَو آیَتَیْن من آخرِ السُّورهِ فی الصَّلاهِ و لم یَقْرأْ سُورَهً بکَمَالِها فی فَرْضه.و به فَسَّرَ الأَزْهَرِیُّ حَدِیثَ أَبِی هُرَیْرَهَ السَّابِقَ ،و هو أَحَدُ الوَجْهَیْن فی تَأْوِیله.و قال ابنُ الأَثِیر:هکذا رَوَاه ابنُ سِیرِینَ عن أَبِی هُرَیْرَه. و اخْتَصَر :
حذفَ الفُضُولَ مِنَ الشَّیْ ءِ عَامّهً ، و هو الخُصَیْرَی ،بضَمٍّ ففَتْح فأَلف مَقْصُورَه-و فی بَعْض النَّسَخ بکَسْرِ الرَّاءِ و یاءِ النِّسْبَهِ ،أَی الخَصْرِیّ - کالاخْتِصار .قال رُؤْبَهُ :
و فی الخُصَیْرَی أَنتَ عِنْد الوُدِّ
کَهْفُ تَمِیمٍ کُلِّهَا و سَعْدِ
ص:347
و اخْتَصَرَ الطَّرِیقَ :سَلَک أَقْربَه. قال بَعْضُهم:هذا هُوَ الأَصْل و. اخْتَصَر فی الحَزِّ ،هکَذا فی النُّسَخ بالحَاءِ المُهْمَلَه و الزَّای،و فی بَعْضِها بالجِیمِ و الزَّای (1)،إِذا ما اسْتَأْصَلَه (2).
و خاصَرَهُ :أَخذَ بِیَدِه فی المَشْیِ . قال عَبْدُ الرَّحْمن ابْنُ حَسّان:
ثُمَّ خَاصَرْتُها إِلی القُبَّهِ الخَضْ
راءِ تَمْشِی فی مَرْمَرٍ مَسْنُونِ (3)
قال ابن بَرّیّ :هذَا البَیْت یُرْوَی لعَبْدِ الرّحمن بْنِ حَسّان کما ذَکَرَه الجَوْهَرِیّ و غَیْره.قال:
و الصَّحِیح ما ذَهَب إِلیه ثَعْلَب أَنّه لأَبِی جَهْبَل (4)الجُمَحِیّ ،و ذَکَر قصَّتَه.
و فی حَدِیثِ أَبی سَعِیدٍ و ذَکَر صَلاَه العِیدِ:«فَخَرجَ مُخاصِراً مَرْوَان».قال ابْنُ الأَثِیر:و المُخاصَرَه أَن یَأْخُذَ الرَّجُلُ بِیَد رَجُلٍ آخَر یَتَمَاشَیَانِ و یَدُ کُلِّ واحِدٍ مِنْهما عِنْد خَصْرِ صاحِبِه. کتَخاصَرَ ،یقال خَرَجَ القَوْمُ مُتَخاصِرِینَ ،إِذا کَانَ بَعْضُهم آخِذاً یَدَ بَعْضٍ .
أَو خَاصَرَ : أَخذَ کُلٌّ فی طَرِیقٍ حتّی یَلْتَقِیَا فی مَکَانٍ ،و هو المُخَازَمه.و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :أَنْ یَمْشِیَ الرَّجُلانِ ثُمَّ یَفْتَرِقا (5)حَتَّی یَلْتَقِیَا علی غَیْرِ مِیعَاد. أَوْ خَاصَرَ ،إِذَا مَشَی عِنْدَ،و فی بَعْض النُّسَخ: إِلَی جَنْبِه.
و الخِصَارُ ککِتَاب:الإِزَارُ ،لأَنَّه یُتَخَصَّر به.
و
16- فی الحَدِیث: « المُتَخَصِّرُونَ (6)یَوْمَ القِیَامَه علی وُجُوهِهِم النُّورُ». أَی المُصَلُّونَ باللَّیْلِ ،فإِذا تَعِبُوا وَضَعُوا أَیْدِیَهُم علی خَواصِرِهِم من التَّعَب (7).هکَذا أَوردَه ابْنُ الأَثِیر و فَسَّره.قال:و مَعْنَاه یَکُون أَنْ یَأْتُوا یوم القِیامهِ و مَعَهم أَعْمَالٌ لَهُم صَالِحَه یَتَّکِئُون عَلَیْهَا.مَأْخُوذٌ من المَخْصَرَه .
قال شَیْخُنَا:و هذا هو الظَّاهِر الَّذِی ذَکَرَه أَئِمَّهُ الغَرِیبِ و إِلاَّ تَنَاقَضَ الحَدِیثان فاعْرِفْ ذَلِک.
و کَشْحٌ مُخَصَّرٌ ،کمُعَظَّم: دَقِیقٌ .و من المَجَاز: نَعْلٌ مُخَصَّرَهٌ ،أَی مُسْتَدِقَّهُ الوَسَطِ . و خَصْرُ النَّعْلِ :ما استدقَّ من قُدَّامِ الأُذُنَیْن منها.قال ابنُ الأَعرابِیّ : الخَصْرَانِ من النَّعْل:مُسْتَدَقُّها.و نَعْلٌ مُخَصَّرهٌ :لَهَا خَصْرانِ .و
14- فی الحدیث: «أَنَّ نَعْلَه صلی اللّه علیه و سلّم کانت مُخَصَّرَهً ». أَی قُطِعَ خَصْرَاهَا حتَّی صَارَا مُسْتَدقَّیْن.
و من المَجَاز: رَجُلٌ مُخَصَّر القَدَمَیْنِ إِذا کانَت قَدَمُه تَمَسُّ الأَرْضَ من مُقَدَّمِهَا و عَقِبها و یُخَوَّی (8)أَخْمَصُها مع دِقَّهٍ فیه. و قَدَمٌ مُخَصَّرَه و مَخْصُورَه ، و یَدٌ مُخْصُورَه (9)و مُخَصَّرَهٌ فی رُسْغِها تَخْصِیرٌ کَأَنَّه مَرْبُوطٌ ،أَو فِیهِ مَحَزٌّ مُسْتَدِیرٌ کالحَزِّ.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
رَجُلٌ ضخْمُ الخَوَاصِرِ و حَکَی اللِّحْیَانیّ :إِنَّهَا لمُنْتَفِخَهُ الخَوَاصِر ،کأَنَّهُم جَعَلُوا کُلَّ جُزْءٍ خاصِرَه ،ثم جُمِعَ علی هذَا.قال الشَّاعِر:
فلما سَقَیْنَاها العَکِیسَ تَمَذَّحَت
خَواصِرُها وازْدَادَ رَشْحاً وَرِیدُهَا (10)
و رَجُلٌ مَخْصُورُ البطْنِ و القَدَمِ کمُخَصَّر .و رجل مَخْصُورٌ :یَشْتَکِی خَصْرَه أَو خاصِرَته .و
16- فی الحَدِیث:
«فَأَصَابَنِی خَاصِرَهً ». أَی وَجَعٌ فی خَاصِرَتی .و قیل:وَجَعٌ فی الکُلْیَتَینِ .و فی مُسْنَدِ الحَارِث بْنِ أُسَامَه یَرْفَعُه:
الخَاصِرَه :عِرْقٌ فی الکُلْیَه إِذا تَحَرَّکَ وَجِعَ صاحِبُه.
و المُخَاصَرَهُ فی البُضْعِ :أَن یَضْرِبَ بیَدِه إِلی خَصْرِهَا .
و مُخْتَصَرات الطُّرُقِ :التی تَقْرُبُ فی وُعُورِهَا،و إِذا سُلِکَ الطَّرِیقُ الأَبعَدُ کان أَسْهَل.
ص:348
و ثَغْرٌ بارِدُ المُخَصَّر :المُقَبَّلِ .و عِبَارَهُ الأَسَاس:ثَغْرٌ خَصِرٌ ،بارِدُ المُقَبَّل (1).
و هذا أَخْصَرُ مِنْ ذاک و أَقْصَر.
الخُضْرَهُ ،بالضَّمّ : لَوْنٌ .م ،أَی مَعْرُوف، و هو بَیْن السَّوادِ و الْبَیَاضِ ،یَکُون ذلِک فی الحَیَوان و النَّبَات و غَیْرِهِمَا مِمَّا یَقْبَلُه،و حَکَاه ابْنُ الأَعْرَابِیْ فی الماءِ أَیْضاً، ج خُضَرٌ ،بضَم ففَتْح و خُضْرٌ بضَمٍّ فسُکُون.قال اللّه تَعَالَی:
وَ یَلْبَسُونَ ثِیاباً خُضْراً (2).
خَضِرَ الزَّرعُ کفَرِحَ ،و اخْضَرَّ اخْضِرَاراً و اخْضَوْضَرَ اخْضِیرَاراً :نَعِمَ ،و أَخْضَرَه الرِّیُّ فهو أَخْضَرُ و خَضُورٌ ، کصَبُورٍ، و خَضِرٌ ،ککَتِف، و خَضِیرٌ ،و یَخْضِیرٌ ،و یَخْضُورٌ ، بالتَّحْتِیَّه فیهِمَا،و خَضِیر کأَمِیر.و الیَخْضُورُ : الأَخْضَر ،و منه قوْلُ العَجَّاج:
بالخُشْبِ دُونَ الهَدَبِ الیَخْضُورِ
مَثْوَاهُ عَطَّارِینَ بالعُطُورِ
و الخُضْرَهُ فی أَلْوَانِ الخَیْلِ :غُبْرَهٌ تُخالِطُها دُهْمَهٌ ، و کَذلِک فی الإِبل.یقال:فَرَسٌ أَخْضَرُ ،و هو الدَّیْزَجُ .
و الخُضْرَهُ فی أَلْوانِ النَّاسِ :السُّمْرَه.
و فی المُحْکَم:و لَیْسَ بَیْن الأَخْضَرِ الأَحَمِّ و بَیْنَ الأَحْوَی إِلاَّ خُضْرَهُ مُنْخُرَیْهِ و شاکِلَتِه؛لأَنَّ الأَحْوَی تَحْمَرُّ مَنَاخِرُه و تَصْفَرُّ شاکِلَتُه،صُفْرهً مُشَاکِلهً للحُمْرَه.و مِنَ الخَیْلِ أَخْضَرُ أَدْغَمُ ،و أَخْضَر أَطْحَلُ ،و أَخْضَر أَوْرَقُ .
و الخَضِرُ ،ککَتِفٍ :الغَضُّ (3)،و کُلُّ غَضٍّ خَضِرٌ .و فی التَّنْزِیل العَزِیز: فَأَخْرَجْنا مِنْهُ خَضِراً نُخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُتَراکِباً (4). و قال اللّیْث: الخَضِرُ هنا: الزَّرْعُ الأَخْضَر .
و قال الأَخْفَش:یُرِید الأَخْضَر . و الخَضِرُ : البَقْلَهُ الخَضْراءُ ، کالخَضِرَهِ ،کفَرِحَه.و هی بَقْلَهٌ خَضْرَاءُ خَشْنَاءُ وَرَقُهَا مِثْلُ وَرَقِ الدُّخْنِ ،و کذلک ثَمَرَتُهَا،و تَرْتَفِع ذِراعاً، و هی تَمْلأُ فَمَ البَعِیرِ.و قال ابنُ مُقْبِلٍ فی الخَضِر :
یَعْتَادُهَا فُرُجٌ مَلْبُونَهٌ خُنُفٌ
یَنْفُخْن فی بُرْعُم الحَوْذَانِ و الخَضِرِ
و الخَضِیرِ ،کأَمِیر،و قد ذَکَرَ طَرَفَهُ الخَضِرَ فَقَال:
کبَنَاتِ (5)المَخْرِ یَمْأَدْنَ إِذا
أَنْبَتَ الصَّیْفُ عَسَالِیجَ الخَضِرْ
و الخَضِر : المَکَانُ الکَثِیر الخُضْرَهِ ، کالیَخْضُورِ و المَخْضَرَهِ . أَرضٌ خَضِرَه و یَخْضُورٌ :کَثِیرَهُ الخُضْرَهِ ، و أَرْض مَخْضَرَه ،علی مِثال مَبْقَله:ذات خُضْرَه ،و قُرِیءَ فتُصْبحُ الأَرْضُ مَخْضَرَهً (6).
و الخَضِر : ضَرْبٌ من الجَنْبَهِ ،واحِدَتُه بهاءٍ. و الجَنْبَهُ مِنَ الکَلإِ:مَا لَهُ أَصْل غَامِضٌ فی الأَرْضِ ،مثل النَّصِیِّ و الصِّلِّیَان (7)،و لیس الخَضِر من أَحْرَار البُقُولِ الَّتِی تَهِیج فی الصَّیْف،و بِه فُسِّر
16- الحدیث: «و إِنَّ مِمّا یُنْبت الرَّبِیعُ ما یَقْتُل حَبَطاً أَو یُلِمُّ (8)إِلاّ آکِلَهَ الخَضِرِ ». و قد شَرَح هذا الحَدِیثَ ابنُ الأَثِیر فی النِّهَایَه،و بَیَّن مَعانِیَه و ذَکَر فی أَثْنَائِه:و أَمَّا قَوْلُه:
«إِلاَّ آکِلَه الخَضِر »فإِنه مَثَلٌ للمُقْتَصِد؛و ذلِک أَنَّ الخَضِر لَیْسَ مِن أَحْرَار البُقُول وَجَیِّدِهَا التی یُنْبِتُها الرَّبِیعُ بتَوَالِی أَمْطَارِه فتَحْسُن و تَنْعُمُ ،و لکنَّه من البُقُول الَّتِی تَرْعَاهَا المَوَاشِی بَعْد هَیْج البُقُول و یُبْسِهَا حیث لا تَجِد سِواها، و تُسَمِّیهَا العَرَبُ الجَنْبَهَ ،فلا تَرَی الماشِیَهَ تُکْثِر من أَکْلِها و لا تَسْتَمْرِیها،فضَرَبَ آکِلَهَ الخَضِرِ من المَوَاشی مَثَلاً لمَنْ یَقْتَصِد فی أَخْذِ الدُّنْیَا و جَمْعِها و لا یَحْمِلُه الحِرْصُ علی أَخْذِهَا بغَیْرِ حَقِّهَا.
و الخَضَرُ ، بالتَّحْرِیک:النُّعُومَهُ مَصْدرُ خَضِرَ الزَّرْعُ خَضَراً إِذا نَعِمَ ، کالخُضْرَهِ ،بالضَّمّ .
و قال ابنُ الأَعرابِیّ : الخُضَیْرهُ :تصغیرُ الخُضْرَهِ ،و هی النَّعْمَه و
1- فِی حَدِیثِ علیٍّ : «أَنَّه خَطَب بالکُوفَه فی آخرِ عُمْره فقال:«سلِّط (9)علیهم فَتَی ثَقِیفٍ الذَّیَّالَ المَیَّالَ یَلْبَسُ فَرْوَتها و یَأْکُل خَضِرَتَها ». یعنی غَضَّها و ناعِمَها و هَنِیئَها.
ص:349
و الخَضَر : سَعَفُ النَّخْلِ و جَرِیدُهُ الأَخْضَرُ . هکذا سَمِعَه الفَرَّاءُ عن العَرَب،و أَنْشَد:
یَظَلُّ یومَ وِرْدِهَا مُزَعْفَرَا
وَ هی خَناطِیلُ تَجُوسُ الخَضَرَا (1)
و اخْتُضِر الْکَلأُ، بالضَّمِ :أُخذَ و رُعِیَ طَرِیًّا غضًّا قبلَ تَنَاهِی طُولِه،و ذلک إِذا جَزَزْتَه و هو أَخْضَر . و منه قِیلَ للرَّجُل الشَّابِّ إِذا مَاتَ فَتِیًّا غَضًّا:قد اخْتُضِرَ ،لأَنَّه یُؤْخَذ فی وَقْتِ الحُسْن و الإِشْراق.و فی بعض الأَخْبَار أَنَّ شَابَّا مِنَ العَرَب أُولِعَ بشَیْخٍ ،فَکَان کُلَّمَا رَآه قال:أَجْزَزْتَ یا أَبَا فُلاَنٍ ،فقال له الشَّیْخ:یا بُنَیَّ و تُخْتَضَرُون .أَی تُتَوَفَّوْن شَبَاباً.و مَعْنَی أَجْزَزْت:آنَ لک أَن تُجَزَّ فَتَمُوت.و أَصْلُ ذلِک فی النَّبَاتِ الغَضِّ یُرْعَی و یُخْتَضَر و یُجَزُّ فیُؤْکَل قبْل تَنَاهِی طُولِه.
و الأَخْضَرُ :الأَسْوَدُ،ضِدٌّ ،قال الفَضْلُ بنُ عَبَّاسِ بْنِ عُتُبهَ اللَّهَبِیّ :
و أَنا الأَخْضَرُ مَنْ یَعْرِفُنِی
أَخْضَرُ الجِلْدَهِ فی بَیْتِ العَرَبْ
یقول:أَنا خَالِصٌ لأَنَّ أَلوانَ العَرَبِ السُّمْرَهُ .
قال ابنُ بَرِّیّ :أَراد بالخُضْرهِ سُمْرَهَ لَوْنِه،و إِنما یُرِید بذلک خُلُوصَ نَسَبِه و أَنَّه عَرَبِیٌّ مَحْضٌ ،لأَنَّ العَرَبَ تَصِف أَلوانَها بالسَّوَاد،و تَصِف أَلوانَ العَجَمِ بالحُمْره،و هذا المَعْنی بِعَیْنه أَرادَه مِسْکِینٌ الدَّارِمِیُّ فی قَوْله:
أَنا مِسْکِینٌ لمَنْ یَعْرفُنی
لَوْنِیَ السُّمْرَهُ أَلوانُ العَرَبْ
و مثله قول مَعْبَدِ بْنِ أَخْضَر ،و کان یُنْسَب إِلَی أَخْضَرَ و لم یکن أَباه،بل کان زَوْجَ أُمِّه و إِنَّمَا هو مَعْبَد بنُ عَلْقَمَه المَازنیّ :
سَأَحْمِی حِمَاءَ الأَخْضَرِیَّیْن إِنَّه
أَبَی الناسُ إِلاَّ أَنْ یَقولُوا ابن أَخْضَرَا
و هَلْ لِیَ فی الحُمْرِ الأَعاجِمِ نِسْبَهٌ
فآنَفَ مِمّا یَزْعَمُون و أُنْکِرَا
و الأَخْضَرُ : جَبَلٌ بالطَّائِفِ ،و مَوَاضِعُ کَثِیرَهٌ عَجَمِیَّه وَ عَرَبِیَّه تُسَمَّی بالأَخْضَر .
و من المَجاز
14- فی الحَدِیث: «مَا أَظلَّت الخَضْرَاءُ و لاَ أَقَلَّت الغَبْرَاءُ أَصْدَقَ لَهْجَهً من أَبی ذَرٍّ». الخَضْراءُ :
السَّمَاءُ ، لخُضْرَتها ،صِفَهٌ غَلَبَتْ غَلَبَهَ الأَسْمَاءِ،و الغَبْرَاءُ:
الأَرْضُ .
و الخَضْرَاءُ : سَوَادُ القَوْمِ و مُعْظَمُهُم ،و منه
16- حَدِیث الفَتْح: «أُبِیدَت خَضْرَاءُ قُرَیْش». أَی دَهْماؤُهُم و سَوَادُهُم.
و منه قَوْلُهُم:أَبادَ اللّه خَضْرَاءَهم ،أَی سَوَادَهم و مُعْظَمَهم، و أَنْکَرَه الأَصْمَعِیّ و قال:إِنّما یقال:أَبَادَ اللّه غَضْراءَهم،أَی خَیْرَهم و غَضَارَتَهم.
و قال الزَّمَخْشَرِیّ :أَبادَ اللّه خَضْرَاءَهم أَی شَجَرَتَهم الَّتِی منها تَفَرَّعُوا،و جَعَلَه مِنَ المَجَازِ.و قال الفَرَّاءُ:أَی دُنْیَاهم، یُرِید قَطَع عَنْهم الحَیَاهَ .و قال غَیْرُه (2):أَذْهَبَ اللّه نَعِیمَهم و خِصْبَهُم.
و الخَضْرَاءُ : خُضَرُ (3)البُقُولِ و منه
16- الحَدِیث: «تَجَنَّبُوا من خَضْرائِکم ذَوَاتِ الرِّیحِ ». یَعْنِی الثُّومَ و البَصَلَ و الکُرَّاثَ و ما أَشْبَهَها.و
16- فی الحدیث (4): «لیس فی الخَضْرَاوَات صَدَقَه».
یعنی به الفاکِهَه الرَّطْبَهَ و البُقُول.و قِیَاسُ ما کَانَ علی هذا الوَزْن من الصِّفَات أَن لا یُجْمَع هذا الجَمْع،و إِنَّمَا یُجْمَع به ما کَانَ اسْماً لا صِفَه،نحو صَحْرَاءَ،و إِنَّمَا جَمَعه هَذَا الجَمْع؛لأَنَّه قد صار اسْماً لهذِه البُقُولِ لا صِفَهً .تقول العَرَب لهذه البقول: الخَضْرَاء ،لا تُرِیدُ لَوْنَها.و قال ابنُ سیدَه:جَمَعَه جَمْع الأَسماءِ کوَرْقَاءَ و وَرْقَاوَاتِ ،و بَطْحَاءَ و بَطْحَاوَات،لأَنَّها صِفَهٌ غَالِبَه غَلَبَتْ غَلَبَهَ الأَسماءِ کالخُضَارَهِ ،بالضّمّ .
و الخَضْراءُ : فَرسُ عَدِیِّ بْنِ جَبَلَهَ بْنِ عَرَکِیِّ بنِ حُنْجُود، نقلَه الصَّاغانِیّ . و الخَضْراءُ : فَرسُ سَالِمَ بْنِ عَدِیٍّ الشَّیْبَانِیّ ،نَقَلَه الصَّاغانِیّ . و الخَضْراءُ : فَرسُ قُطْبَهَ بْنِ زَیْدِ ابْنِ ثَعْلَبَهَ القَیْنِیِّ ،نقله الصَّاغانِیّ .
ص:350
و الخَضْراءُ : جَزِیرَتَانِ :بالأَنْدَلُس،و ببلاد الزَّنْج، و قد ذُکِرَتَا فی ج ز ر.
و من المَجَاز: الخَضْرَاءُ : الکَتِیبَهُ العَظِیمَهُ ،نَحْو الجَأْوَاءِ،إِذَا غَلَب علیها لُبْسُ الحَدِیدِ،و إِنّما سُمِّیَتْ خَضْرَاءَ لِمَا یَعْلُوها من سَواد الحَدِید،شَبَّهَ سَوادَه بالخُضْرَه .
و العرب تُطْلِق الخُضْرَهَ علی السَّوَادِ.و قد جَاءَ
14- فی حَدِیثِ الفَتْح: «مَرَّ صَلَّی اللّه علیه و سلَّم فی کتِیبَتِه الخَضْراءِ ».
و من المَجَازِ:استُقِیَ بالخَضْرَاءِ ،أَی الدَّلْو استُقِی بها زَمَاناً طویلاً حَتَّی اخْضَرَّت ،قال الرَّاجِز:
تُمْطَی (1)مِلاَطَاهُ بخَضْرَاءَ فَرِی
و إِن تَأَبَّاه تَلَقَّی الأَصْبَحِی
و الخَضْرَاءُ : الدّوَاجنُ مِنَ الحَمَامِ و إِن اخْتَلَفَت أَلوانُهَا، لأَنَّ أَکْثَر أَلوانِها الخُضْرَه .
و فی التَّهْذِیب:و العَربُ تُسمِّی الدّواجِنَ الخُضَرَ (2)وَ إِنِ اخْتَلَفَت أَلوانُها خُصوصاً بهذا الاسْمِ ،لغَلَبهِ الوُرْقَهِ علیها.
و قال أَیْضاً:و مِن الحَمَام ما یَکُونُ أَخْضَرَ مُصْمَتاً،و منه ما یکون أَحْمَرَ مُصْمَتاً،و منه ما یَکُون أَبْیضَ مُصْمَتاً،و ضُرُوبٌ من ذلِک کُلُّها مُصْمَتٌ ،إِلاَّ أَن الهِدَایَهَ للخُضْر و النُّمْرِ، و سُودُهَا دونَ الخُضُرِ فی الهِدَایَهِ و المَعْرِفه.
و أَصل الخُضْره للرَّیْحَان و البُقُول،ثم قالوا لِلَّیْل أَخْضَر .
و أَما بِیضُ الحَمَام فمثلها مثل الصِّقْلابِیّ الذی هو فَطِیرٌ خَامٌ لم تُنْضِجْه الأَرْحَامُ ،و الزَّنْج جازَتْ حَدَّ الإِنْضاج حَتَّی فَسَدَت عُقُولُهُم.
و الخَضْراءُ : قَلْعَهٌ بالیَمَن مِنْ عَمَلِ زَبِیدَ ،حَرسَها اللّه تَعالَی: و الخَضْرَاءُ : ع بالیَمامَهِ .و الخَضْراءُ : أَرضٌ لعُطارِدٍ.
و الخَضِیرَهُ ککَرِیمَهٍ :نَخْلَهٌ یَنْتَثِر بُسْرُهَا و هو أَخْضَرُ ، کالمِخْضَار .و منه
16- حَدِیث اشْتِراط المُشْتَرِی علی البائعِ :
«أَنه لیس له مِخْضارٌ ».
و من المَجاز: خُضَارَهُ ،بالضَّمِّ ،مَعْرِفَهً :البَحْرُ ، لخُضْرَهِ مائِهِ لا تُجْرَی ،بضَمِّ المُثَنّاه الفَوْقِیَّه و سُکُون الجِیمو فَتْحِ الرَّاءِ،أَی لا تَنْصَرِف هذه اللَّفْظَهُ للعَلَمِیَّه و التَّأْنِیث بالهاءِ،فهی کأُسَامَهَ و أَضْرابِه من أَعْلامِ الأَجْنَاسِ .تَقولُ :
هذَا خُضَارَهُ طامِیاً.قال شیخُنَا:أَرادَ أَنَّه یأْتِی منه الحالُ لأَنَّه معرِفَهٌ .و ظَنَّ بَعْضُ الفُضَلاءِ أَنَّه من بَدَائِع تَعْبِیر المُصَنِّف.و ضَبَطه بفَتْح التَّحْتِیَّه و کَسْر الرَّاءِ و اسْتَشْکَلَه و قال:کیف یُتَصَوَّر أَنَّ البَحْر لا یَجْرِی و هو مَمْلُوءٌ ماءً.و هو جَهْل منه باصْطِلاحَاتِهم،و وَهَمٌ فی الضَّبْط .و أَوْضَحُ منه عِبَارَهُ ابْنُ السِّکِّیت خُضَارَهُ (3)مَعرفه،لا ینصرف،اسمٌ للبحر،و زاد فی الأَساس،کالأَخْضَرِ و خُضَیْر (4)،أَی کزُبیرٍ.
و الخُضَارِیُّ کغُرَابِیٍّ :طَائِرٌ یُسمَّی الأَخْیَلَ ،یُتَشاءَمُ به إِذَا سَقَطَ علی ظَهْر بَعِیر،و هو أَخْضَرُ ،فی حَنْکه حُمْرهٌ ،و هو أَعْظَمُ من القَطَا،و یقال إِنّ الخُضَارِیَّ طَیْرٌ خُضْر یقال لها القَارِیَّه،زعم أَبُو عُبَیْد أَنَّ العَرَب تُحِبُّها،یُشَبِّهُون الرَّجُلَ السَّخیَّ بها،و حَکَی ابنُ سِیدَه عن صاحِبِ العَیْنِ :أَنَّهُم یَتَشَاءَمُونَ بِها.
و الخُضَّارَی ،بالضَّمِّ و تَشْدِیدِ الضَّادِ کالشُّقَّارَی:نَبْتٌ ، و الشُّقَّارَی أَیضاً نَبْتٌ ،و مثله الخُبَّازَی،و الزُّبَّادَی و الحُوَّارَی.
و الخَضَارُ (5)، کسَحَابٍ :لَبَنٌ أُکْثِر مَاؤُه. و قال أَبُو زَیْد:
هو مِثْل السَّمَارِ الَّذِی مُذِق بِماءٍ کَثِیرٍ حتّی اخْضَرَّ ،کما قال الرَّاجِز (6).
جاؤُوا بضَیْحٍ هَلْ رَأَیْتَ الذِّئْبَ قَطّ
أَرادَ اللَّبَن أَنَّه أَوْرَقُ کَلَوْنِ الذِّئْبِ ،لکَثرهِ مَائِه (7)حتی غَلَبَ بَیاضَ لَونِ اللَّبَن.و قیل:هو الَّذی ثُلُثاه مَاءٌ و ثُلُثُه لَبَنٌ ، یَکُونُ ذلِک من جَمِیع اللَّبَنِ حَقِینِه و حَلِیبِه.و مِنْ جَمِیع المَوَاشِی؛سُمِّیَ بِذلک لأَنَّه یَضْرِبُ إِلی الخُضْرَه ،و قِیلَ :
الخَضَارُ واحِدَتُه خَضَارَهٌ .
و الخَضَارُ أَیضاً: البَقْلُ الأَوَّلُ ،أَی أَوَّل ما یَنْبُتُ .
و الخُضَّار ، کرُمَّان:طَائِرٌ أَخْضَرُ .
ص:351
و الخُضَارُ کغُرَابٍ :ع کَثِیرُ الشَّجَرِ. یقال:وَادٍ خُضَارٌ :
کَثِیرُ الشَّجَرِ،و ضَبَطُوه بالتَّشْدِید أَیضاً.
و الخُضَار : د ،بالیَمَن قُرْبَ الشِّحْرِ ،علی مَرْحَلَتَیْن منها مِمَّا یَلِی البَرَّ.
و المُخاضَرهُ المَنْهِیُّ عَنْهَا فی الحدِیث:هو بَیْعُ الثِّمَارِ قَبْلَ بُدُوِّ صَلاَحِها ،سُمِّیَ لأَنَّ المُتَبَایِعَیْنِ تَبَایَعَا شَیْئاً أَخْضَرَ بَیْنَهما،مَأْخُوذٌ من الخُضْرَه ،و یَدْخُل فیه بَیْعُ الرِّطَابِ و البُقُولِ و أَشْبَاهِها،علی قَوْلِ بَعْض.
و قَولُهم: ذَهب دمُه خضْراً مَضْراً،بکَسْرِهِما،و کذا ذَهَب دَمُه خَضِراً ککَتِفٍ ،أَی باطِلاً هَدَراً. و کذا ذَهَبَ دَمُه بِطْراً،بالکَسْر،و قد تقدَّم،و مِضْراً إِتباعٌ .
و خَضِرٌ ،و خِضْرٌ ککَبِدٍ و کِبْدٍ. قال الجَوْهَرِیّ و هو أَفْصُح، قلت:لعَلَّه لکونِه مُخَفَّفاً من الخَضِر ،لکَثْره الاسْتِعْمَال، کما فی المِصْبَاح.و زاد القَسْطَلانی فی شرح البُخَارِیّ لُغَهً ثالِثَه و هو فَتْح الخَاءِ مع سُکُونِ الضّاد تَبَعاً للحافِظِ ابْنِ حَجَر، أَبو العَبَّاسِ -أَحْمَد،علی الأَصَحّ ،و قیل:بلْیا، و قیل:إِلیاس،و قیل:الْیَسَع و قیل:عَامِر،و قیل: خضرون ابن مالِک بن فالغ بن عامِر بن شَالَخ بن أَرْفَخْشذ بن سَام ابن نُوح.و اختُلِف فی اسم أَبِیه أَیضاً،فقال ابنُ قُتیبه:هو بلْیا بن مَلکَان.و قیل:إِنّه ابنُ فِرْعَون،و هو غَرِیب جِدًّا.
و قد رُدَّ.و قیل:ابنُ مَالِک،و هو أَخُو إِلیاس،و قیل ابنُ آدَمَ لصُلْبه.رواه ابنُ عساکِر بسَنَده إِلی الدَّارَقُطْنیّ ،و قد نَظَر فیه بَعْضُهم.و قال جماعَه:کان فی زَمَن سَیِّدنَا إِبراهِیمَ علیه السَّلامُ .و قیل بَعْدَه بقَلِیل أَو کَثِیر،حَکَی القَوْلَیْن الثَّعْلَبِیُّ فی تَفْسِیره- النَّبِیّ عَلَیْه السَّلاَمُ ،و قد جَزَم بنُبوَّتِه جماعه، و استَدَلُّوا بظاهِرِ الآیات الوارِدَه فی لُقِیِّه لمُوسی علیه السلام و وقائِعِه معه.
و قالوا:إِنَّما الخِلاف فی إِرساله،فَفِی إِرسَاله و لمَنْ أُرسِلَ قَوْلانِ .
و
17- قال ابنُ عَبَّاس: الخَضِر نَبِیٌّ من أَنْبِیَاءِ بَنِی إِسرائِیلَ ، و هو صاحبُ موسَی علیهما السلام الذی التَقَی مَعَه بمَجْمَع البَحْرَین. و أَنکر نُبُوَّتَه جماعَهٌ من المُحَقِّقین،و قالوا:الأَولَی أَنَّه رَجُلٌ صالِحٌ .و قال ابن الأَنْبَارِیّ : الخَضِر :عَبْدٌ صالحٌ من عِبَادِ اللّه تعالَی.
و اخْتُلِف فی سَبَب لَقَبِه،
16- فقِیل: لأَنَّه جَلَسَ علی فَرْوَهٍ بَیْضَاءَ فاهْتَزَّت تَحْتَه خَضْراءَ ، کما وردَ فی حَدِیثٍ مَرْفُوع .
و
16- قِیل: لأَنّه کان إِذا جَلَسَ فی مَوْضع قام (1)و تَحْتَه روضَهٌ تَهْتَزُّ.
و
16- فی البُخَارِیّ : وَجَدَهُ موسی علی طِنْفِسَهٍ خَضْرَاءَ علی کَبِدِ البَحْر. و
17- عن مُجاهِدٍ: کان إِذا صَلَّی فی مَوْضع اخْضَرَّ ما تَحْتَه،و قیل ما حَوْلَه. و
16- قیل: سُمِّیَ خَضِراً لحُسْنِه و إِشراق وَجْهِه (2)،تَشْبِیهاً بالنَّبَات الأَخْضَرِ الغَضِّ .
و الصَّحِیحُ من هذه الأَقوالِ کُلِّها أَنه نَبِیٌّ مُعَمَّرٌ، محجوبٌ عن الأَبْصَار،و أَنَّه باقٍ إِلی یَوْمِ القِیَامه،لشُرْبه مِنْ ماءِ الحیاهِ ،و علیه الجماهِیرُ و اتِّفاقُ الصُّوفِیّه،و إِجماعُ کَثِیرٍ من الصّالحین.و أَنکَرَ حَیَاتَه جَماعَهٌ منهم البخارِیّ و ابن المُبَارَک و الحَرْبِیّ و ابنُ الجَوْزیّ .قال شیخُنَا و صَحَّحَه الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ،و مال إِلی حَیاتِه و جَزَمَ بها،کما قال القَسْطَلانیّ و الجماهیرُ،و هو مُختارُ الأبّیّ و شَیْخهِ ابْنِ عَرَفَه و شَیْخِهم الکَبِیر ابن عبد السّلام و غَیْرِهم.و استَدَلُّوا لذلِک بأُمورٍ کَثِیرَه أَوردَها فی إِکمال الإِکمال.
قُلتُ :
16- و فی الفُتُوحَات قد وَردَ النَّقلُ بما ثَبَت بالکَشْف:
من تَعْمِیر الخَضِر علیه السلام و بقائِه و کونِه نَبِیًّا و أَنه یُؤَخَّر حتی یُکَذِّب الدَّجّال،و أَنَّه فی کُلِّ مِائهِ سَنَهٍ یَصِیر شَابًّا و أَنه یَجْتَمِع مع إِلیاس فی مَوْسمِ کُلّ عَام. و قال فی موضِع آخرَ:و قد لَقِیتُه بإِشْبِیلِیَه و أَفَادَنی التَّسْلِیمَ لمَقَامَات الشُّیوخِ و أَن لا أُنازِعَهُم أَبداً.و قال فی البَاب 29 منه:و اجتمع بالخَضِر رجلٌ من شُیوخنا و هو عَلِیُّ بنُ عَبْدِ اللّه بن جامِع المَوْصِلِیُّ من أَصحاب أَبِی عبد اللّه قَضِیبِ البانِ کَان یَسْکُن فی بُسْتَان له خارِجَ المَوْصل،و کان الخَضِر علیه السلام قد أَلْبَسَه الخِرْقَهَ بحُضُور قَضِیب البان،و أَلْبَسَنِیهَا الشَّیْخُ بالمَوْضع الذی أَلبَسَه الخَضِرُ من بُسْتَانه و بِصُورَهِ الحَالِ التی جَرَت له معه فی إِلباسِه إِیَّاها (3).
و قال الشَّعْرَانیّ :هو حَیٌّ باقٍ إِلی یوم القیامَه یَعْرِفه کُلُّ
ص:352
مَنْ له قَدَمُ الوِلاَیَه لا یَجْتَمع بأَحَدٍ إِلاّ لتَعْلِیمه أَو تَأْدِیبه،و قد أُعْطِیَ قُوَّه التَّطْوِیر (1)فی أَیِّ صورَه شاءَ،و لکن مِنْ عَلاَمَاتِه أَنَّ سَبَّابَتَه تَعْدِلُ الوُسْطی،و من شَأْنِه أَنْ یَأْتِیَ للعارِفِین یَقَظَهً و للمُرِیدِینَ مَناماً.
و خَضِرَهُ :عَلَمٌ لِخَیْبَرَ القَریهِ المَشْهُورَهِ قُرْبَ المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ،و هی کفَرِحَه،کأَنَّه لکَثْرَهِ نَخِیلِها.و منه
16- الحَدِیث:
«أَخَذْنَ (2)»فأْلَکَ من فیک 2،اغْدُ بنَا إِلی خَضِرَهَ ».
1,14- قیل: إِن خَضِره اسمُ عَلَم لخَیْبَر،و کان النبیُّ صلی اللّه علیه و سلّم عَزَم علی النُّهوض إِلیها،فتفاءَل بقَوْل عَلِیّ رضی اللّه عنه:یا خَضِره .فخَرَج إِلی خَیْبَر،فما سُلَّ فیها غیرُ سَیْفِ عَلیٍّ رضی اللّه عنه حَتَّی فَتَحها اللّه،و قیل:نَادَی إِنْسَاناً بهذَا الاسم فتفاءَل صلی اللّه علیه و سلّم بخُضْره العَیْش و نَضَارَتِه. و
14- فی بَعْضِ الأَحادِیثِ : « مَرَّ صلی اللّه علیه و سلّم بأَرْضٍ کانَت تُسَمَّی عَثِرَهَ ،بالمُثَلَّثَهِ ، أَو عَفِرَهَ ،بالفَاءِ، أَو غَدِرَهَ (3)بالغَیْنِ المُعْجَمَه و الدَّال، فسَمَّاهَا خَضِرَهَ »تَفاؤُلاً، لأَنَّه صلی اللّه علیه و سلّم کانَ یُحِبُّ الفَأْل و یَکْره الطِّیَرهَ . و ضَبْطُ الکُلِّ کفَرِحَه.
و الخُضَیْرَاءُ ،مُصَغَّراً: طَائرٌ أَخضَرُ اللَّوْنِ .
و من المَجَاز یقال: هُمْ خُضْرُ المَنَاکِب،بالضَّمِّ ،إِذا کانُوا فی خِصْبٍ عَظِیم و سَعَهٍ ،قال الشّاعر:
بِخالِصَهِ الأَرْدانِ خُضْرِ المَنَاکِبِ (4)
و به احْتَجَّ مَنْ قال:أَبادَ اللّه خَضْرَاءَهم ،بالخَاءِ لا بالغَیْنِ ،و قد سَبَق.
و الخُضْرُ بالضّمّ : قَبِیلَهٌ من قَیْس عَیْلاَنَ ،و هم بَنُو مَالکِ بن طَرِیف بْنِ خَلَف بن مُحَارِب بن خَصَفَهَ بنِ قَیْس عَیْلاَن،ذَکَر ذلک أَحمدُ بنُ الحباب الحِمْیَرِیّ النَّسَّابَه (5)، و هُم رُمَاهٌ مَشْهُورون.و منهم عامِرٌ الرَّامِی أَخُو الخَضِرِ و صَخْرِ بن الجَعْد و غیرهما. و الخُضْرِیَّه ،بضَمَّ ٍّ فَسُکُون: نَخْلَهٌ طَیِّبَهُ التَّمْرِ خَضْرَاؤُه (6)،قاله الأَزْهَرِیّ ،و أَنْشَدَ:
إِذَا حَمَلَت خُضْرِیَّه فَوْقَ طَایَهٍ
لِلشُّهْبِ قَصْلٌ عِنْدَهَا و البَهَازِرِ (7)
و قال أَبو حَنِیفَه: الخُضْرِیّه :نَوْعٌ من التَّمْر أَخْضَرُ کَأَنّه زُجَاجَه،یُسْتَظْرف للوْنه.
و الخُضَرِیَّه بفتح الضاد:ع بِبَغْدَادَ و هو من مَحَالِّ بَغْدَادَ الشَّرْقِیّه.
قال شیخُنَا:جَرَی فیه علی غَیْر اصْطِلاحه،و صوابُه:
بالتَّحْرِیک.
قُلتُ :و لو قالَ بالتَّحْرِیک لَظُنَّ أَنَّه بفَتْحَتَیْن کما هو اصْطِلاحه فی التَّحْرِیک،و لیس کَذلک،بل هو بِضَمٍّ ففَتْح، و هو ظَاهِر.
و الأَخَاضِرُ :الذَّهَبُ و اللَّحْمُ و الخَمْرُ ،کالأَحَامره،و تَقَدَّم الکلامُ هُنَاک و لکِنَّ إِطلاقَ الأَخاضِر علی هؤُلاءِ الثَّلاَثَهِ من باب المَجَازِ:
و خَضُورَاءُ ،بالمدّ: مَاءٌ ،و یقال هو بالحاءِ المُهْمَلَه و إِنَّه بالیَمَن،و قد تقدّم.
و یقال: أَخَذَه خِضْراً مِضْراً بکَسْرِهِما،و ککَتِفٍ ،أَی بِغَیْر ثَمَنٍ . قیل: الخِضْر :الغَضُّ ،و المِضْر إِتْبَاعٌ . أَو غَضًّا طَرِیًّا ،و منه قولهم:الدُّنْیَا خَضِرهٌ مَضِرهٌ ،أَی ناعِمَهٌ غَضَّه طَرِیَّه طَیِّبه،و قیل:مُونِقَه مُعْجِبَه.
و یقال: هُو لَکَ خِضْراً مِضْراً ،بکسْرِهِما، أَی هَنِیئاً مَرِیئاً. و
16- فی الحَدِیث: «إِنّ الدُّنْیا (8)خَضِرَهٌ مَضِرهٌ ،فمَنْ أَخَذَها بحَقِّهَا بُورِکَ لَهُ فِیهَا».
و یقال: خُضِّر لَهُ فِیهِ تَخْضِیراً :بُورِکَ لَهُ فِیهِ . و هو
16- فی الحَدِیث (9): «مَنْ خُضِّر لَه فِی شَیْ ءٍ فلْیَلْزَمه». معناه مَنْ بُورِک له فی صِنَاعَه أَو حِرْفَه أَو تِجَارَه و رُزِقَ منه فَلْیَلْزَمْهُ .
و حَقیقتُه أَن تَجْعَلَ حَالَتَه خَضْرَاءَ .
ص:353
و من المَجاز: اخْتَضَرَ الحِمْلَ :احْتَمَلَه،و کذا اخْتَضَرَ الجَارِیَهَ ،إِذا افْتَرَعَها (1)،أَزالَ بَکَارَتَها، أَو افْتَضَّها (2)قَبْلَ البُلُوغ ،کابْتَسَرَهَا و ابْتَکَرَها،تَشْبِیهاً باخْتِضار الفاکِهَه إِذا أُکِلَت قَبْل إِدراکِها. و اخْتَضَر الکَلأَ.جَزَّه و هو أَخْضَرُ ،و لا یَخْفَی أَنّه تَکرارٌ مع قوله سابقاً: اخْتُضِرَ :بالضّمّ :أُخِذَ طَرِیًّا غَضًّا،و کِلاهُمَا فی الکَلإِ،کما فی المُحْکَمِ و غَیْرِه.
و اخْضَرَّ الکَلأُ اخْضِرَاراً :انْقَطَعَ و انْجَزَّ،و قد خَضَرَهُ إِذا قَطَعَه و جَزَّه کاخْتَضَرَ فهو یُسْتَعْمل لازِماً و مُتَعَدِّیا،فإِنه یقال:
خَضَرَ الرَّجلُ خَضَرَ النَّخْلِ بِمِخْلَبهِ یَخْضُرُه خَضْراً ، و اخْتَضَرَه یَخْتَضِرُه ،إِذا قَطَعَه، فاخْضَرَّ و اخْتَضَرَ ،هذا إِذَا کَان اخْتَضَر مَبْنِیًّا للفاعل،کما هو فی نُسْخَتِنا،و یجوز أَنْ یَکُونَ مَبْنِیًّا للمَجْهُول فَیکُون مُطَابِقاً لکَلامِه السَّابِقِ .
و الخُضْرهُ عند العَرَب:سَوَادٌ.قال القُطَامِیّ :
یا نَاقُ خُبِّی خَبَباً زِوَرَّا
و قَلِّبِی مَنْسِمَکِ المُغْبَرَّا
و عارِضِی اللَّیْل إِذا ما اخْضَرَّا
أَرادَ:أَنَّه إِذَا أَظْلَمَ و اسْوَدَّ.
و من ذلک أَیْضاً: اخْضَرَّت الظلْمَهُ ،إِذا اشْتَدَّ سَوَادُهَا، و هو مَجَازٌ.
و الأُخَیْضِرُ ،مُصَغَّراً: ذُبَابٌ أَخْضَرُ علی قَدْرِ الذِّبَّانِ السُّودِ،و یُقَال له:الذُّبابُ الهِنْدِیّ ،و له خَوَاصُّ و مَنَافعُ فی کُتُب الطِّبِّ .
و یقال:رماهُ اللّه بالأُخَیْضِرِ ،و هو داءٌ فی العَیْنِ .
و الأَخَیْضِرُ : وَادٍ بَیْنَ المَدِینَهِ المُشَرَّفهِ و الشَّامِ ،یقال له:
أُخَیْضرُ تُربه (3).
و یقال خَضَرَ الرَّجُلُ خَضَرَ النَّخْل بمِخْلَبه یَخْضُره خَضْراً و اخْتَضَرَه : قَطَعَهُ فاخْضَرَّ و اخْتَضَر .
و الإِخْضِیرُ ،بالکَسْرِ (4): مَسْجِدٌ من مَساجِدِ رَسُولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلّم، بَیْن تَبُوکَ و المَدِینَهِ المشرّفه،عند مُصَلاَّه وَادٍ تَجتمعُ فیه السُّیُولُ التی تَأْتِی من السَّرَاه.
و بَنُو الخُضْرِ ،بالضَّمّ :بَطْنٌ من قَیْسِ عَیْلاَنَ ،وَ هُم الذین تَقدَّم ذِکرُهُم سابِقاً،و یُقَال لهم خُضْرُ مُحَارِب أَیضاً، سُمُّوا بِذلِک لِخُضْرهِ أَلْوَانِهم.و إِیَّاهم عَنَی الشَّمَّاخُ بقَوْلِهِ :
و حَلَّأهَا عنْ ذِی الأَرَاکَهِ عامِرٌ
أَخُو الخُضْرِ یَرْمِی حَیثُ تُکْوَی النَّواجِزُ
مِنْهُم أَبُو شَیْبَهَ الخُضْریُّ . و فی أَنْسَابِ السّمْعَانِیّ :شَیْبَهُ رَوَی عن عُرْوَهَ بْنِ الزُّبیْر،و عَنْه إِسْحَاقُ بنُ عَبْدِ اللّه بن أَبِی طَلْحَهَ .و فی الصَّحَابه أَبو شَیْبَهَ الخُضْریّ ،له حَدِیثٌ رَواهُ یُونُس بن الحَارِث الطَّائِفِیّ .
و خُضَرٌ ، کصُرَد:أَبُو العَبَّاس عُبَیْدُ اللّه بْنُ جَعْفَر ،و فی بَعْضِ النُّسخ عَبْدُ اللّهِ ،مُکَبَّراً، الخُضَرِیّ الفَقِیه الشافِعیّ ، رَوَی عن مُحَمَّد بن إِسحاقَ الجُرْجانِیّ ،و عَنْه ابنُ عَدِیّ الحافِظ ،تُوفِّی سنه 320.
و بالکَسْرِ شَیْخُ الشَّافِعِیَّه بمَرْوَ،و أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بن الخِضْر (5)المَرْوَزِیّ إِمَام مَرْو،و مُقَدَّمها،تَفَقَّه علیه جَمَاعَهٌ .و حَدَّثَ عن القاضی أَبِی عَبْدِ اللّه المَحَامِلّی و غَیْرِه.
و أَبو إِسحاقَ إِبراهِیمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفِ بن موسَی العَدْلِ الکَرابِیسِیّ من ثِقَاتِ أَهلِ بُخَارَاءَ و عُلمائِها،أَمْلَی و حَدَّثَ عن الهَیْثَم بْنِ کُلَیْبٍ الشاشیّ و غَیْرِه،و مات فی حُدُودِ سنه أَرْبَعِمِائَه. و عُثْمَانُ بْنُ عَبْدَوَیْه قَاضِی الحَرَمَیْنِ ،عن أَبِی بَکْر بْنِ عُبَیْدٍ.و زادَ الحافِظُ بنُ حَجَرٍ فی هذا البابِ اثْنَیْنِ :
عَبْدَ المَلِک بنَ مَواهِب بْنِ سلمٍ الوَرَّاق الخِضْرِیّ کان یُذْکَر أَنه لقی الخِضْرَ و یَنْتَسِب الیه.سَمِع من القاضی أَبِی بَکْرٍ المَارِسْتَانِیّ تُوفِّیَ سنه 600 قاله ابن نُقْطَه،و أَبُو الفَتْح هِبَهُ اللّه بُن فَادَار الأَشْقَریّ الخِضْریّ فَقِیهُ الشَّافِعیه بالمُسْتَنْصِریَّه (6)ببغدادَ،ذَکَرَه ابنُ سلیمٍ ، الخِضْرِیُّون فُقَهاءُ مُحَدِّثُون.
و الخُضَیْرِیَّه ،بالضَّمِّ ،أَی مُصَغَّراً: مَحَلَّهٌ ببَغْدَادَ من المَحَالِّ الشَّرْقِیّه، مِنْهَا سَمِیُّ شَیْخِنا المرحوم مُحَمَّدُ بَّن
ص:354
الطَّیِّبِ بن سَعِید (1)الصَّبَّاغ الخُضَیْرِیّ ،سمعَ أَبَا بَکْرٍ النَّجَّادَ.قال الحافِظ :کانَ یَسکن مَحلّه الخُضَیْرِیَّه .قلت:
و کان صَدُوقاً،کَتَب عنه الخَطِیب و غَیْرُه.
و أَما شیخُنا المرحومُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ الطَّیّب بْنِ مُحَمَّد الفَاسِیُّ ،فإِنَّه وُلِد بفاسَ سنه 1110 و استجاز له والِدُه من الإِمَام بَقِیَّه المُحَدِّثین أَبی البَقَاءِ حَسَنِ بْنِ عَلِیّ بْنِ یَحْیَی العجیمیّ الحَنَفِیّ ،و تُوُفِّیَ بالمَدینه المُنَوَّرَهِ سنه 1170.
و إِلی هَذِه المَحَلَّه نِسْبَه سَیْفِ الدّینِ خِضْر بن نَجْم الدِّین أَبِی صَلاح مُحَمَّد بْنِ هَمَّام الخُضَیرِیّ ،و هو جَدُّ الإِمام الحافظِ أَبی الفَضْلِ عبدِ الرّحمن بن أَبی بَکْر بن مُحمَّد بنِ عُثْمَان بنِ محمّد بن خِضْر الشافِعِیّ الأَسیوطیّ صاحب التَّالِیفِ المشهوره،کذا صَرَّح به فی حُسْنِ المُحَاضره،وَلدَ سنه 849 و توِّفی سنه 911.
و المُبَارَکُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ خُضَیْرٍ ،أَوردَه الذَّهَبِیّ فی المُشْتَبِه.
و خُضَیْرُ بنُ زُرَیْقٍ ،شَیْخٌ لعَمْرو بْنِ عاصِم.
و خُضَیْرٌ (2)لَقَبُ إِبراهیمَ بْنِ مُصْعَب بْنِ الزُّبَیْرِ بْنِ العَوَّام القُرَشِیّ ،لسَوادِ لَوْنِه.و کانَ صاحِبَ شُرْطَهِ مُحَمَّد بْن عَبْدِ اللّه بن الحَسَن لَمّا خَرجَ ،و وُجِد فی بعض النُّسَخِ بتَکْرارِ مُصْعَب.قال شیخُنا:و رُوِیَ أَنه وُجِدَ علی مُصْعَب الثّانی التَّصْحِیح بخَطِّ المُصَنِّف تَنْبِیهاً علی أنَّه لیس مُکَرَّراً، و أَنَّه ثابِتٌ فی عَمُودِ نَسَبه،و جَدّه مُصْعَب،قَتَله عَبْدُ المَلِک بن مُروان سنه 72 بالعِرَاق و کان عُمْرُه إِذْ ذاک أَربَعِین سَنَهً .
و خُضَیْرٌ شَیْخٌ لعلِیِّ بْنِ رَبَاحٍ ،أَوردَه الذَّهَبِیّ فی المُشْتَبه.
و عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ خُضَیْر البَصْرِیُّ یَروِی عن طاووس، و ضعَّفَه الفَلاّس (3)ذکره الذَّهَبِیّ ،و هو شیخٌ لوَکِیعٍ و القَطَّان.
و خُضَیْرٌ السُّلَمِیّ یَرْوِی عن عُبَادَهَ بْنِ الصَّامِت،و عنهعُمَیْر بْنُ هَانِیء،ذکرَه ابنُ حِبَّانَ ، أَو هو بحاءٍ:مُحَدِّثُونَ .
*و ممّا یُسْتَدْرک علیه:
الخَضْرُ و المَخْضُورُ (4)اسمان للرَّخْصِ من الشَّجر إِذا قُطِعَ و خُضِرَ .
و شجره خَضْراءُ : خَضِره غَضَّه.
و فی نَوَادِرِ الأَعْراب:لیسَتْ لفلانٍ بِخَضِرهٍ ،أَی لیست له بحَشیشهٍ رَطْبَهٍ یأْکُلُها سَرِیعاً.و
14- فی صِفَتِه صلی اللّه علیه و سلّم: «أَنَّه کان أَخْضَرَ الشَّمْطِ ». کانَت الشَّعَراتُ التی شابَتْ منه قد اخْضَرَّت بالطِّیب و الدُّهْن المُرَوَّح.و قالوا فی تَفْسِیر قَوْله تَعَالی: «مُدْهامَّتانِ » (5)خَضْرَاوَانِ ،لأَنَّهُمَا یَضْرِبان إِلَی السَّوَادِ من شِدَّهِ الرِّیّ .
و اخْتَضَرْتُ الفاکِهَهَ :أَکلتُهَا قَبْلَ إِبَّانِهَا.
و اخْتَضَرَ البَعِیر:أَخَذَه من الإِبل و هو صَعْبٌ لم یُذَلّل فَخَطَمه و سَاقَه.
و ماءٌ أَخْضَرُ :یَضْرِب إِلی الخُضْرَهِ من صَفَائِه.
و الخُضْرَه ،بالضَّمِّ :البَقْلَه الخَضْراءُ .قال رُؤْبه:
إِذا شَکَوْنَا سَنَهً حَسُوسَا
نَأْکُلُ بَعْدَ الخُضْرَهِ الیَبِیسَا
و قد قِیل إِنَّه وَضَعَ الاسْمَ هُنَا مَوْضعَ الصِّفَه؛لأَنَّ الخُضْرَه لا تُؤْکَل إِنّمَا یُؤْکل الجِسْم القَابِلُ لَهَا.
و الخَضِره أَیضاً: الخَضْراءُ مِنَ النَّبَات،و الجمع خَضِرٌ .
و الأَخْضار جَمْع الخَضِرِ ،حکاه أَبُو حَنِیفهَ .
و الخَضِیرَهُ مِنَ النِّساءِ:التی لا تکادُ تُتِمُّ حَمْلاً حتی تُسْقِطَه،و هو مَجَاز.قال:
تَزَوَّجْتَ مِصْلاَخاً رَقُوباً خَضِیرَهً
فخُذْهَا علی ذا النَّعْتِ إِنْ شِئْتَ أَوْ دَع
و
17- فی حَدِیث الحارِث بْنِ الحَکَم: «أَنَّه تَزوَّجَ امرَأَهً فرآها خَضْراءَ فطَلَّقها». أَی سَوْدَاءَ.
و من المجازَ:فُلانٌ أَخْضَرُ القَفَا،یَعْنُون أَنَّه ولَدَتْه
ص:355
سَوْدَاءُ،قاله الأَزْهریّ و زاد الزَّمَخْشَرِیّ :أَو صَفْعَانُ .قُلْت:
و یُکْنَی بِه عن المَوْلَی أَیضاً،لأَنَّ غالِب مَوَالِی العَجَمِ خُضْرُ القَفَا.و یقولون للحائِکِ : أَخْضَرُ البَطْن؛لأَنَّ بَطْنَه یَلْزَق بخَشَبَتِه فَتُسَوِّدُه.و یقال لِلَّذِی یَأْکُل البَصَلَ و الکُرَّاتَ : أَخْضَرُ النَّوَاجِذِ،و فی الأَساس:هو الحَرَّاث لأَکْله البُقُول.
و خُضْرُ غَسَّانَ ،و خُضْرُ مُحارِبٍ ،یُرِیدُونَ سَوادَ لَوْنهم.
و
16- فی الحَدِیث: «إِذا أَرادَ اللّه بعَبْدٍ شَرّاً أَخْضَر له فی اللَّبِن و الطِّین حتَّی یَبْنِیَ ».
و خَضْرَاءُ کُلِّ شَیْ ءٍ:أَصْلُه.
و الخَضْرَاءُ :الخَیْرُ و السَّعَهُ و النَّعِیم،و الشَّجَرَه، و الخِصْب.
و اخْتَضَرَ الشیْ ءَ:قَطَعَه من أَصْله.و اخْتَضَر أُذُنَه:قَطَعَهَا من أَصْلِها.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : اخْتَضَرَ أُذُنَه:قَطَعَهَا.و لم یَقُل من أَصْلِها.
و الخُضَارَی :الرِّمْثُ إِذا طَالَ نَبَاتُه.
و اخْضِرارُ الجِلْدهِ کِنایَهٌ عن الخِصْبِ و السَّعَه.و به فَسَّر بَعْضٌ بَیْتَ اللَّهَبِیّ السَّابِق.
و من المَجَاز
14- قَوْلُه صلی اللّه علیه و سلّم: «إِیّاکم و خَضْراءَ الدِّمَنِ .قالوا:
و مَا ذَاک یا رَسُولَ اللّه ؟فقال:المَرْأَهُ الحَسْنَاءُ فی مَنْبِت السَّوْءِ» (1). شَبَّهَهَا بالشَّجَره النَّاضِرَه فی دِمْنَه البَعَرِ (2).قال ابنُ الأَثِیر (3):أَرادَ فَسادَ النَّسَب إِذا خِیفَ أَنْ تکون لغَیْر رِشْدَهِ .
و الخُضَّارَی بضمٍّ فتشدیدٍ:الزَّرْعُ .
و
17- فی حدیثِ ابْنِ عُمر: «الغَزْوُ حُلْوٌ خَضِرٌ ». أَی طَرِیٌّ مَحْبُوب،لِمَا فِیهِ مِنَ النّصْرِ و الغَنَائِم.
و من المَجازِ:العَرَبُ تَقول:الأَمرُ بَیْنَنَا أَخْضَرُ ،أَی جَدِیدٌ لم تَخْلُق المَوَدَّهُ بَیْنَنَا.قال ذُو الرُّمَّهِ :
قد أَعْسِفُ النَّازِحَ المَجْهُولَ مَعْسِفُهُ
فی ظِلِّ أَخْضَرَ (4)یَدْعُو هَامَهُ البُومُ
و یقال:شابٌّ أَخْضَرُ .و ذلک حَینَ بَقَلَ عِذارُه.
و فُلانٌ أَخْضَر :کَثِیرُ الخَیْر.
و جَنَّ علیه أَخْضَرُ الجَنَاحَیْنِ :اللَّیْلُ .
و کَفْرُ الخُضیرِ :قریه بمصرَ،و قد دخلْتها.
و أَبُو مُحَمَّد عَبْدُ العَزِیز بْنُ الأَخضرِ :مُحَدِّثُ .
و الأَخْضَر :لَقَبُ الفَضْلِ بنِ العَبّاس اللَّهَبِیّ ،و هُو الَّذی قال:
مَنْ یُساجِلْنی یُساجِلْ ماجِداً
أَخْضَرُ الجِلْدَهِ منْ بَیْتِ العَرَبْ (5)
و قد تقدّم.
و الأَخْضَرَیْن :مَوْضِع بالجَزِیرَه للنَّمِر بْنِ قاسِط .
و صالِح بْنْ أَبِی الأَخْضَر ،عن الزُّهْرِیّ ،و عَنْه سَهْلُ بنُ یُوسُف.
3- و یَزِیدُ بنُ خُضَیْر ،کزُبَیر،قُتِل مع الحُسَیْن رَضِی اللّه عنه.
و أَبُو طالِب بنُ الخُضَیْر البَغْدَادِیّ ،حَدَّث بعد السِّتِّین و خَمْسِمِائَه.
و الأُخَیْضِرُون :بَطْنٌ مِن العَلَوِیِّین،وَ هُم مُلوکُ نَجْد.
و المِخْضَرُ :المِخْلَب وَزْناً و مَعْنًی.
و قَوْلُهم: خُضْر المَزادِ،هی التی اخْضَرَّت من القِدَم و یقال:بل هی الکُرُوش.
و الخُضْرِیَّه ،بالضَّمِّ :نَخْلَه طَیِّبه التَّمْر.
و اخْضَرَّ الشَّیْ ءُ:انْقَطَعَ .
و الخُضْرَانِیُّ (6):من أَلوان الإِبِل،و هو الأَخْضَر .
و التَّخْضِیر :اسمٌ لزَمَن الزِّرَاعَه کالتَّثْمِین و التَّنْبِیت.
ص:356
و خَضْرَوَیْه :عَلَمٌ .
الخَاطِرُ :ما یَخْطُر فی القَلْب من تدْبِیر أَوْ أَمْر.
و قال ابنُ سِیدَه: الخَاطِرُ : الهَاجِسُ ،ج الخَوَاطِرُ . قال شیخُنَا:فهُمَا مُترادِفَان،و فَرَّق بَیْنَهُمَا و بَیْن حَدیثِ النَّفْسِ الفُقَهَاءُ و المُحَدِّثون و أَهْلُ الأُصول،کما فَرَّقُوا بین الهَمِّ و العَزْمِ ،و جَعَلُوا المُؤاخَذَهَ فی الأَخِیر دُونَ الأَرْبَعَهِ الأُوَلِ .
و قَال الزَّمَخْشَرِیّ : الخَوَاطِرُ :ما یَتَحَرَّک بالقَلْب مِنْ رَأْی أَو مَعْنًی.و عَدَّه من المَجَازِ.
و الخَاطِرُ : المُتَبَخْتِر. یقال: خَطَرَ یَخْطِر ،إِذا تَبَخْتَر، کالخَطِر کفَرِحٍ .و من المجاز: خَطَرَ فُلانٌ بِبَالِه و عَلَیْه یَخْطِر ،بالکَسْرِ، و یَخْطُر ،بالضَّمِّ ،الأَخِیرَهُ عن ابن جِنِّی، خُطُوراً ،کقُعُودٍ،إِذَا ذَکَرَهُ بَعْدَ نِسْیَانٍ .
قال شَیْخُنَا:و قد فَرَّقَ بَیْنَهُمَا صاحِبُ الاقْتِطاف حَیْث قَال: خَطَرَ الشَّیْ ءُ بِبَالِه یَخْطُر ،بالضَّمِّ ؛وَ خَطَر الرَّجلُ یَخْطِر ،بالکَسْرِ،إِذا مَشَی فی ثَوْبه.و الصَّحِیح مَا قَاله ابْنُ القَطَّاع و ابنُ سِیدَه من ذِکْرِ اللُّغَتَیْن،و لو أَنَّ الکَسْر فی خَطَر فی مِشْیَتِه أَعْرَفُ .
و یقَال: خَطَر بِبَالِی و عَلَی بَالِی کَذَا و کَذَا یَخْطُر خُطُوراً إِذا وَقعَ ذلک فی وَهْمِک.
و أَخْطَرَهُ اللّه تَعَالَی بِبَالِی:ذَکَرَه و هو مَجاز.
و خَطَر الفَحْلُ بذَنَبِه یَخْطِر ،بالکسر، خَطْراً ،بفَتْح فسُکُون، و خَطَرَاناً ،مُحَرَّکَهً و خَطِیراً ،کأَمِیر:رَفَعَه مَرَّهً بَعْد مَرَّهٍ ،و ضَرَبَ به حاذَیْه،و هو (1)ما ظَهرَ من فَخِذَیْهِ حیث یَقَعُ شَعرُ الذَّنَبِ ،و قیل: ضَرَبَ به یَمِیناً و شِمَالاً.
و فی التَّهْذِیب:و الفَحْلُ یَخْطِر بذَنَبِه عند الوَعِیدِ من الخُیَلاءِ.
و الخَطِیرُ و الخِطَارُ :وَقْعُ ذَنَبِ الجَمَل بَینَ وَرِکَیْه إِذا خَطَرَ ،و أَنشد:
رَدَدْنَ فأَنْشَفْنَ (2)الأَزِمَّهَ بعْدَ ما
تَحَوَّبَ عَنْ أَوْرَاکِهِنَّ خَطِیرُ
و هی ناقَهٌ خَطَّارَهٌ ، تَخْطِرُ بذَنَبِها فی السَّیْر نَشاطاً.و
16- فی حَدِیثِ الاسْتِسْقاءِ: «و اللّه ما یَخْطِر لنا جَمَلٌ ». أَی ما یُحَرِّک ذَنبَه هُزَالاً لشِدَّهِ القَحْطِ و الجَدْب.و
17- فی حَدِیثِ عَبْدِ المَلِک لمَّا قَتَل عَمْرَو بنَ سَعِید: «و لکنْ لا یَخْطِر فَحْلانِ فی شَوْلٍ ». و قیل: خَطَرَانُ الفَحْلِ من نَشَاطه.و أَمَّا خَطَرانُ النَّاقَهِ فهو إِعْلاَمُ الفَحْلِ أَنَّهَا لاَقِحٌ .
و من المَجَاز: خَطَرَ الرَّجُلُ بسَیْفِه و رُمْحِه و قَضِیبِه و سَوْطِه، یَخْطِر ،إِذا رَفَعَه مَرَّهً و وَضَعَه أُخْرَی. و
17- فی حدِیثِ مَرْحَبٍ : «فخَرَجَ یَخْطِر بسَیْفه». أَی یَهُزُّه مُعْجَباً بنَفْسِه مُتَعَرِّضاً للمُبارَزَه.
و یقال: خَطَر بالرُّمْح،إِذا مَشَی بین الصَّفَّیْنِ ،کما فی الأَسَاس (3).
و خَطَرَ فِی مِشْیَتِه یَخْطِر ،إِذا رَفَع یَدَیْهِ و وَضَعَهُمَا و هو یَتَمَایَل، خَطَرَاناً ،فِیهمَا ،مُحَرَّکهً ،و خَطِیراً ،فی الثّانِی، و قیل:الثَّانِی مُشْتَقٌّ من خَطَرَانِ البَعِیرِ بذَنَبِه.و لیس بِقَوِیٍّ ، و قد أَبْدَلُوا من خائه غَیْنَاً فقالوا:غَطَر بذَنَبِه یَغْطِر،فالغَیْن بَدَلٌ من الخَاءِ،لکَثْره الخَاءِ و قِلَّه الغَیْن.
قال ابنُ جِنِّی:و قد یَجوز أَن یَکُونَا أَصْلَینِ ،إِلاَّ أَنهُم لأَحدِهما أَقَلُّ اسْتِعمَالاً منهم للآخَرِ.
و خَطَرَ الرُّمْحُ یَخْطِر خَطَراناً : اهْتَزَّ،فهو خَطَّارٌ ،ذو اهْتِزاز شَدِیدٍ،و کذلک الإِنْسَانُ .
و الخِطْرُ بالکَسْرِ:نَبَاتٌ یُجْعَل وَرَقُهُ فی الخِضَاب الأَسْوَدِ یُخْتَضَبُ به.أَو الوَسْمَهُ ،قال أَبو حَنِیفَه:هو شَبِیهٌ بالکَتَم.
قال:و کَثِیراً ما یَنْبُتُ معه یَخْتَضِبُ به الشُّیُوخ. وَاحِدَتُه بِهَاءٍ ،مثْل سِدْرَهٍ و سِدْرٍ.
و من المَجَاز: الخِطْر : اللَّبَنُ الکَثِیرُ المَاءِ ،کأَنَّه مَخْضُوبٌ .
و الخِطْر : الغُصْنُ من الشَّجَر و هو واحدُ خِطَرَهٍ کعِنَبه، نَادِر،أَو عَلَی تَوَهُّمِ طَرْحِ الهاءِ (4).قال أَبُو حَنِیفه:
ص:357
الخِطْرَهُ :الغُصْنُ و الجمْع و الخِطَرهُ .کذلک سَمِعْتُ الأَعْرَاب یَتَکَلَّمُون بِهِ .
و الخِطْرُ (1): الإِبِلُ الکَثِیرُ ،هکَذَا فی سائِرِ النُّسَخِ المَوْجُودَهِ ،و الصَّوَابُ :الکَثِیرَهُ ،بالتَّأْنِیثِ ،کما فی أُمَّهَاتِ اللُّغَه: أَو أَرْبَعُونَ من الإِبِل، أَو مائَتَانِ من الغَنَم و الإِبِل، أَو أَلْفٌ مِنْهَا و زیاده،قال:
رَأَتْ لأَقوامٍ سَوَاماً دَثْرَا
یُرِیحُ رَاعُوهُنَّ أَلْفاً خَطْرَا
وَ بَعْلُها یَسُوقُ مَعْزَی عَشْرَا
و قال أَبُو حَاتِم:إِذا بَلَغت الإِبلُ مِائَتَیْن فهی خَطْر ،فإِذا جَاوَزَت ذلِک و قَارَبت الأَلْفَ فَهِی عَرْج. و یفتح ،و هذِه عن الصَّاغانِی ج أَخْطَارٌ .
و الخَطْر (2) بالفَتْح:مِکْیَالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ الشَّام،نَقَلَه الصَّاغانِیّ .
و الخَطْر : ما یَتَلَبَّد ،أَی یَلْصَق عَلَی أَوْرَاکِ الإِبِلِ من أَبْوالِهَا و أَبْعَارِهَا إِذا خَطَرَت بأَذْنَابِها،عن ابْنِ دُرَیْد (3).
و عِبَارَهُ المُحْکَم:ما لَصِقَ بالوَرِکَیْن من البَوْل،و لا یَخْفَی أَنّ هذِه أَخْصَرُ مِن عِبَارَهِ المُصَنِّف.قال ذُو الرُّمَّه:
و قَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمَائِلَ بَعْدَ مَا
تَقَوَّبَ عن غِرْبَانِ أَوْرَاکِهَا الخَطْرُ
تَقَوَّب کَقَوْلهِ تَعَالی: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ (4)أَی قَطَّعُوا.و قال بَعْضُهم:أَرادَ:تَقَوَّبَتْ غِرْبانُهَا عن الخَطْر ، فقَلَبَه.
و یُکْسَرُ،و الخَطْر : العَارِضُ مِنَ السَّحَابِ لاهْتِزازِهِ .
و من المَجاز: الخَطْر : الشَّرَفُ و المَالُ و المَنْزِلَه و ارْتِفاعُ القَدْرِ، و یُحَرَّک ،و یُقَالُ :للرَّجُل الشَّرِیف:هُو عَظِیمُ الخَطَر ،و لا یُقَال لِلدُّونِ . و الخُطُر بالضَّمِّ :الأَشْرَافُ مِنَ الرِّجَالِ العَظِیمُو القَدْرِ و المَنْزِلَه، الواحِدُ خَطِیرٌ ،کأَمِیر،و قَومٌ خَطِیرُون .
و بالتَّحْرِیک:الإِشْرَافُ عَلَی الهَلاَکِ ،و لا یَخْفَی ما فِی الأَشْرَاف و الإِشْرَاف من حُسْنِ التَّقَابُل و الجنَاس الکامِل المحرَّف.و فی بعْضِ الأُصول:علی هَلَکَه (5).و هو علی خَطَرٍ عَظِیم،أَی إِشْراف علی شَفَا هَلَکَهٍ .و رَکِبُوا الأَخْطَارَ .
و الخَطَرُ فی الأَصل: السَّبَقُ یُتَرَاهَنُ عَلَیْهِ ،ثم اسْتُعِیر للشَّرَف و المَزِیّه،واشْتَهَر حَتَّی صارَ حَقِیقهً عُرْفیَّهً .و فی التَّهْذِیب:یُتَرَامَی عَلَیْه فی التَّرَاهُنِ .و الخَطَر :الرَّهْن بعَیْنه و هو ما یُخَاطَر عَلَیْه،تَقُولُ :وَضَعُوا لِی خَطَراً ثَوْباً،و نَحْوَ ذلِک،و السَّابِقُ إِذا تَنَاوَل القَصَبَهَ عُلِمَ أَنَّه قد أَحْرَزَ الخَطَرَ ، و هو و السَّبَقُ و النَّدَبُ وَاحِدٌ،و هو کُلُّه الَّذِی یُوضَع فی النِّضَال و الرِّهَان،فمنْ سَبَقَ أَخَذَه، ج خِطَارٌ ،بالکَسْر، و جج ،أَی جَمْع الجَمْع أَخْطَارٌ (6).و قیل:إِن الأَخْطَار جَمْع خَطَرٍ کسَبَبٍ و أَسْبَاب،و نَدَبٍ و أَنْداب.
و من المَجازِ: الخَطَر : قَدْرُ الرَّجُلِ و مَنْزِلَتُه.و یقال:إِنَّه لَعَظِیمُ الخَطَرِ و صَغِیرُ الخَطَرِ ،فی حُسْن فِعَاله و شَرَفِه، و سُوءِ فِعَاله.و خَصَّ بعضُهم بِه الرِّفْعَه،و جَمْعُه أَخْطارٌ . و الخَطَر : الْمِثْلُ فی العُلُوِّ و القَدْرِ،و لا یَکُونُ فی الشَّیْ ءِ الدُّونِ ، کالخَطِیرِ ،کأَمِیر.و
16- فی الحَدِیث: «أَلاَ هَلْ مُشَمِّرٌ للجَنَّه فإِنَّ الجَنَّه لا خَطَرَ لها». أَی لا مِثْلَ لهَا.و قال الشاعر:
فی ظِلِّ عَیْشٍ هَنِیٍّ ماله خَطَرُ
أَی لیس له عِدْلٌ .
و فُلانٌ لَیْس له خَطِیرٌ ،أَی لیس له نَظِیرٌ و لا مِثْلٌ .
و الخَطَّار ، ککَتَّان:دُهْنٌ یُتَّخَذُ مِنَ الزَّیْت بأَفَاوِیهِ الطِّیبِ ،نَقَله الصَّاغانِیّ ،و هُوَ أَحدُ ما جَاءَ من الأَسْمَاءِ علی فَعّال.
و الخَطَّار :اسم فَرَس حُذَیْفَهَ بْنِ بَدْر الفَزَارِیِّ .و اسم فَرَس حَنْظَلَهَ بْنِ عامِرٍ النُّمَیْرِیّ ،نقلَه الصَّاغانیّ .
ص:358
و الخَطَّار :لَقَبُ عَمْرو بْن عُثْمَانَ المُحَدِّث ،هکذا مُقْتَضَی سِیَاقِه،و الصَّواب أَنّه اسْمُ جَدِّه،ففی التَّکْمِلَه:
عَمْرُو بنُ عُثْمَانَ بن خَطَّارٍ من المُحَدِّثِین،فتَأَمَّل.
و الخَطَّارُ : المِقْلاعُ . قال دُکَیْنٌ یَصِف فَرَساً:
لو لم تَلُح غُرَّتُه و جُبَبُهْ
جُلْمُودَ خَطَّارٍ أُمِرَّ مِجْذَبُهْ
و الخَطَّار : الأَسَد لِتَبَخْتُرِه و إِعْجَابِه،أَو لاهْتِزازِه فی مَشْیِه.
و الخَطَّار : المَنْجَنِیقُ ، کالخَطَّاره .
17- قال الحَجَّاجُ لَمَّا نَصَب المَنْجَنِیق علی مَکَّه:
خَطَّارَهٌ کالجَمَلِ الفَنِیقِ .
شَبَّه رَمْیَها بخَطَرانِ الفَحْل.و به فسِّر أَیْضاً قَوْلُ دُکَیْن السَّابِق.
و الخَطَّارُ : الرَّجُلُ یَرْفَع یَدَهُ بالرَّبِیعَهِ للرَّمْی و یَهُزُّهَا عِنْد الإِشَالَه یَخْتَبِرُ بها قُوَّتَه،و به فَسَّرَ الأَصْمَعیّ قَول دُکَیْن السابق.و الرَّبِیعَهُ :الحَجَر الذی یَرْفَعه النّاس یَخْتَبِرُون بِذلِک قُواهُم،و قد خَطَر یَخْطِر خَطْراً .
و الخَطَّارُ : العَطَّارُ :یقال:اشتَرَیْت بَنَفْسَجاً من الخَطّار .
و من المَجَاز: الخَطّار : الطَّعَّانُ بالرُّمْحِ قال:
مَصَالِیتُ خَطَّارُونَ بالرُّمْح (1)فی الوَغَی
و أَبو الخَطَّارِ الکَلْبِیُّ هُو حُسام (2)بنُ ضِرَار بنِ سَلاَمانَ بنِ خَیْثَم (3)بنِ رَبِیعَه بن حِصْن بن ضَمْضَم بن عَدِیّ بنِ جَنَاب: شَاعرٌ وَلِیَ الأَنْدَلُس مِنْ هِشَام (4)،و أَظْهَر العَصَبِیَّه للیَمَانِیَه علی المُضَرِیّه و قتلَه الصَّمِیل بنُ حاتم بن (5)ذی الجَوْشَن الضِّبابِیّ .
و قال الفرّاءُ: الخَطَّاره ، بِهَاءٍ:حَظِیرَهُ الإِبِل ،و قد تَقَدَّمَ ذِکْرُ الحَظِیره. و الخَطَّارَه : ع قُرْبَ القَاهرَه من أَعمال الشّرْقِیّه. و من المَجَاز: تَخَاطَرُوا علی الأَمْرِ: تَرَاهَنُوا. و فی الأَساس:وَضَعُوا خَطَراً .
و أَخْطَرَ الرَّجُلُ : جَعَلَ نفْسَه خَطَراً لِقرْنِهِ ،أَی عِدْلاً فبارَزَه و قَاتَلَه.و أَنْشَدَ ابنُ السِّکِّیت:
أَ یَهْلِکُ مُعْتَمٌّ و زَیْدٌ،و لم أَقُمْ
علی نُدَبٍ یَوْماً و لی نَفْسُ مُخْطِرِ (6)
و قال أَیضاً:
و قُلْتُ لمَنْ قد أَخْطَرَ الموتَ نَفْسَه:
أَلاَ مَنْ لأَمْرٍ حازِمٍ قد بَدَا لِیَا؟
و قال أَیضاً:
أَیْنَ عَنَّا إِخْطَارُنَا المَالَ و الأَنْ
فُسَ إِذْ نَاهَدُوا لیَوْمِ المِحَالِ ؟
و
17- فی حَدِیثِ النُّعْمَان بن مُقَرِّن: أَنَّه قَالَ یَوْم نَهَاوَنْدَ حِینَ الْتَقَی المُسْلِمون مَع المُشْرِکین:«إِنَّ هؤُلاءِ (7)قد أَخْطَرُوا لکم رِثَهً و مَتَاعاً،و أَخْطَرْتُم لهم الدِّینَ فنافِحُوا عن الدِّین».
أَراد أَنَّهُم لم یُعَرِّضوا للهَلاَک إِلاَّ متاعاً یَهُونُ عَلَیْهِم،و أَنْتُم قد عَرَضْتُم علیهم (8)أَعْظَمَ الأَشْیَاءِ قَدْراً،و هو الإِسْلاَم.
یقول:شَرَطوها لکُم و جَعَلُوهَا عِدْلاً عن دینکم.
و یقَال:لا تَجْعَل نفْسَک خَطَراً لفلان فأَنْت أَوْزَنُ منه.
و من المَجاز: أَخْطَرَ المَالَ :جَعَلَه خَطَراً بَیْنَ المُتَراهِنِین. و خَاطَرَهم عَلَیْه:رَاهَنَهُم.
و أَخْطَر فلانٌ فُلاناً فهو مُخْطِر : صار مِثْلَه فی الخَطَر ، أَی القَدْرِ و المَنْزِلَه و أَخْطَر به:سَوَّی و أُخْطِرْت لِفُلان:
صُیِّرْتُ نَظِیرَه فی الخَطَر ،قالَه اللَّیْثُ . و أَخْطَرَ هو لِی،و أَخْطَرْت أَنَا لَهُ ،أَی تَراهَنَّا. و التَّخَاطُر و المُخَاطَرَه و الإِخْطَارُ :
المُرَاهَنَهُ :
و الخَطِیرُ من کُلِّ شَیْ ءٍ:النَّبِیل.و الخَطِیر : الرَّفِیعُ
ص:359
القَدْرِ.و الخَطِیر :الوَضِیعُ ،ضِدٌّ،حَکَاه فی المِصْبَاح عن أَبِی زَیْد و أَغْفَلَه المُصَنِّف نَظَراً إِلی مَنْ خَصَّ الخَطَر برِفْعه القَدْر،کما تَقَدَّم.یقال:أَمْرٌ خَطِیر ،أَی رَفِیع،و قد خَطُر ککَرُم، خُطُورَهً ،بالضَّمِّ .
و الخَطِیرُ : الزِّمَامُ الذی تُقادُ به النَّاقه،عن کُرَاع.و
1- فی حَدِیثِ عَلِیّ رَضِیَ اللّه عَنْه: «أَنَّه قَال لعَمَّار:جُرُّوا له الخَطِیرَ ما انْجَرَّ لَکُم».و فی روایه:«مَا جَرَّه لَکُم». و معناه اتَّبِعُوه ما کان فیه مَوْضِعٌ مُتَّبَعٌ ،و تَوَقَّوْا ما لم یَکُن فیه مَوْضع.قال شَمِرٌ:و یَذهَبُ [به] (1)بَعْضُهم إِلی إِخطار النفْس و إِشْرَاطِهَا (2)فی الحَرْب.و المَعْنَی اصْبِرُوا لعَمَّار ما صَبَرَ لکم.و جعلَه شَیْخُنَا مَثَلاً،و نَقَلَ عن المَیْدَانیّ ما ذَکَرْنَاه أَوَّلاً،و هو حَدِیثٌ کما عَرَفْتَ .
و الخَطِیر : القَارُ ،نَقَلَه الصَّاغانِیُّ .
و الخَطِیرُ : الحَبْلُ ،و به فسَّر بَعْضٌ حَدِیثَ عَلِیّ السَّابِق و نَقَلَه شَمِر،هو أَحَدُ الوَجْهَیْن.و قال المَیْدَانِیّ : الخَطِیرُ :
الزِّمَامُ و الحَبْل،فَهُمَا شیءٌ واحدٌ.
و الخَطِیر : لُعَابُ الشَّمْسِ فی (3)الهاجِرَه نَقَلَه الصَّاغانِیّ ،و هو مَجاز،کَأَنَّه رِمَاحٌ تَهْتَزُّ.
و من ذلِک أَیضاً الخَطِیر : ظُلْمَهُ اللَّیْلِ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
و الخَطِیرُ : الوَعِیدُ.و النَّشَاطُ و التَّصَاوُل، کالخَطَرانِ ، مُحَرَّکهً .قال الطِّرِمَّاح:
بالُوا مَخَافَتَهم علی نِیرَانِهِم
و اسْتَسْلَمُوا بعد الخَطِیر فَأُخْمِدُوا
و قول الشاعِر:
هُمُ الجَبَلُ الأَعْلَی إِذَا مَا تَنَاکَرَتْ
مُلُوکُ الرِّجَالِ أَو تَخَاطَرَتِ البُزْلُ
یَجُوز أَن یَکُونَ من الخَطِیر الَّذِی هو الوَعِید،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ من[قولهم:] (4)خَطَرَ البَعِیرُ بذَنَبِه،إِذا ضَرَبَ به. و خَاطَرَ بِنَفْسِه یُخَاطِر ،و بِقَوْمه کَذلِک،إِذا أَشْفَاهَا و أَشْفَی بِها و بِهِم عَلَی خَطَر ،أَی إِشْراف عَلی شَفَا هُلْکٍ أَو نَیْلِ مُلْکٍ . و المَخَاطِرُ :المَرَاقِی، کأَخْطَرَ بِهِم،و هذه عن الزَّمَخْشَرِیّ .و
16- فی الحَدِیث: «أَلاَ رَجُلٌ یُخَاطِر بنَفْسِه و مَالِه». أَی یُلْقِیها فی الهَلَکَه بالجَهَاد.
و الخِطْرَهُ ،بفتح (5)فَسُکُون: عُشْبَهٌ لها قَضْبَه (6)یَجْهَدُهَا المَالُ و یَغْزُرُ عَلَیْهَا،تَنْبُت فی السَّهْل و الرَّمْل،تُشْبِه المَکْرَ.
و قیل:هی بَقْلهٌ :و قال أَبُو حَنِیفَه عن أَبِی زِیَاد: الخِطْرَهُ ، بالکَسْرِ،تَنْبُت مع طُلُوع سُهَیْلٍ ،و هی غَبْرَاءُ حُلْوَهٌ طَیّبهٌ ، یَرَاهَا مَنْ لا یَعْرِفُهَا فیَظُنُّ أَنّهَا بَقْلَه،و إِنما تَنْبُت فی أَصْلٍ قَدْ کَانَ لَها،و لیست بأَکثرَ مما یَنْتَهِسُ الدَّابَّهُ بفَمِهَا (7)و لیس لها وَرَقٌ ،و إِنَّمَا هی قُضْبَانٌ دِقاقٌ خُضْرٌ و قد یُحْتَبَل فِیهَا الظِّبَاءُ.قال ذُو الرُّمَّهِ :
تَتَبَّع جَدْراً من رُخَامَی و خِطْرَهٍ
و ما اهتَزَّ من ثُدَّائِهَا المُتَزَبِّلِ
و الخِطْرَهُ (8): سِمَهٌ للإِبِل فی باطِن السَّاقِ ،عن ابْنِ حبیب،مِن تَذْکِرَه أَبِی عَلِیّ .و قد خَطَره بالمِیسَم إِذا کَوَاه کذلک.
و مِن المَجَاز:یقال: ما لَقیتُه إِلاَّ خَطْرَهً بَعْد خَطْرَه ،و ما ذَکَرْتُه إِلاَّ خَطْرهً بعد خَطْرَهٍ ، أَی أَحْیَاناً بعد أَحْیَان.
و أَصابَتْه خَطْرَهٌ من الجِنِّ ،أَی مَسٌّ .
و العَرَبُ تقول:رَعَیْنَا خَطَرَات الوَسْمیِّ ،و هی اللُّمَعُ مِن المَرَاتِعِ و البُقَع.قال ذُو الرُّمَّه:
لها خَطَرَاتُ العَهْدِ من کُلِّ بَلْدَهٍ
لِقَوْمٍ و إِن هَاجَتْ لَهُمْ حَرْبُ منْشَمِ
و یقال:لا جَعَلَها اللّه خَطْرَتَه ،و لا جَعَلها آخِر مَخْطَرٍ منه بفتح المیم (9)و سکون الخاءِ أَی آخر عَهْد منه،و لا
ص:360
جَعَلَهَا اللّهُ آخِرَ دَشْنَه،و آخِرَ دَسْمَهٍ وَ طَیَّهٍ و دَسَّهٍ ،کُلُّ ذلِک آخِرَ عَهْدٍ.
و خُطَرْنِیَهُ ،کبُلَهْنِیَه:ه بِبابِلَ ،نَقَلَه الصَّاغانِیّ .
و الخُطَیْر ، کزُبَیْر:سیفُ عَبْدِ المَلِک بنِ غَافِل الخَوْلانِیِّ ،ثم صَارَ إِلی رَوْق بن عَبّاد بنِ مُحَمَّد الخَوْلاَنِیّ ، نقله الصَّاغانِیّ .
و لَعِبَ فُلانٌ لَعِبَ الخَطْرَهِ ،بفَتْح فسُکُون،و هو أَنْ یُحَرِّک المِخْرَاق بیده تَحْرِیکاً شَدِیداً کما یَخْطِر البَعِیر بذَنَبِه.
و تَخَطَّرَه (1)شَرُّ فُلانٍ : تَخَطَّاه و جازَهُ ،هکذا فی النُّسَخ، و الصَّوابُ تَخَطْرَاه ،و به فُسِّر قَوْلُ عَدِیِّ بن زَیدٍ:
و بَعَیْنَیْکَ کُلُّ ذَاکَ تَخَطْرَا
کَ و تمْضِیک نَبْلُهُم فی النِّبَالِ (2)
قالوا: تَخَطْرَاک و تَخَطَّاک بمَعْنًی وَاحِدٍ،و کان أَبُو سَعِیدٍ یَرْوِیه:تَخَطَّاک،و لا یَعرف تَخَطْرَاک .
و قال غیره: تَخَطْرانِی شَرُّ فلانٍ و تَخَطَّانِی:جَازَنِی.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
ما وَجدَ له ذِکْراً إِلاّ (3)خَطْرهً واحدهً .
و خَطَر الشَّیْطَانُ بَیْنَه و بَیْنَ قَلْبه:أَوْصَلَ وَسْوَاسَه إِلیه.
و الخَطَرَاتُ :الهَوَاجِس النَّفْسانِیَّه.
و خَطَرَانُ الرُّمْحِ :ارْتِفَاعُه و انْخِفَاضُه للطَّعْن.
و خَطُر یَخْطُر خَطَراً و خُطُوراً :جَلَّ بَعْدَ دِقَّه.
و الخَطَر ،مُحَرَّکَهً :العِوَض و الحَظُّ و النَّصِیب.و
17- فی حَدِیث عُمَرَ فی قِسْمَهِ وَادِی القُرَی: «و کان لعُثْمَانَ فیهِ خَطَرٌ ». أَی حَظٌّ و نَصِیب.و أَخْطَرَهم خَطَراً ،و أَخْطَره لَهُم:
بَذَل لَهُم من الخَطَر ما أَرْضَاهم.و أَحْرَز الخَطَرَ ،و هو مَجَاز.و خَطَّر تَخْطِیراً :أَخَذ الخَطَرَ .
و الأَخْطَار من الجَوْز فی لَعِب الصِّبْیان هِی الأَحْراز، واحدها خَطَرٌ .و الأَخْطَارُ :الأَحْرازُ فی لَعِب الجَوْز.و خَطَرَ الدَّهْرُ خَطَرَانَه ،کما یُقَال ضَرَب الدَّهْر ضَرَبَانَه، و هو مجاز.
و فی التهذیب یقال: خَطَر الدَّهْرُ من خَطَرَانِهِ ،کما یقال:
ضَرَبَ الدَّهْرُ من ضَرَبَانِه.و الجُنْدُ یَخْطِرُونَ حَوْلَ قائِدِهم:
یُرُونَه منهم الجِدَّ،و کذلک إِذا احْتَشَدُوا فی الحَرْب.و تَقُولُ العَرَبُ :بَیْنِی و بَیْنَه خَطْرَهُ رَحِمٍ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و لم یُفَسِّره.و أُرَاه یَعْنِی شُبْکَهَ رَحِمٍ .
و تَخَاطَرَت الفُحُولُ بأَذْنابِها للتَّصَاوُل.
و مِسْکٌ خَطَّارٌ :نَفَّاحٌ ،و هو مَجَاز.
و خَطَرَ بإِصْبَعِه إِلی السَّماءِ:حَرَّکَها فی الدُّعاءِ،و هو مَجَازٌ.
و الخَطَّار :قَریه بمصر من القُوصِیَّه،و هی غَیرُ التی ذکرها المصنِّف.
و بُستان الخَطِیرِ بالجیزه.
و الخِطْرَهُ ،بالکسر:قُضْبانٌ دِقَاقٌ خُضْرٌ تَنْبُتُ فی أَصْلِ شَجَرهٍ ،عن أَبی زِیَاد،و قد تقدمت الإِشاره إِلیه،و هی غَیْر الَّتِی ذَکَرها المُصَنِّف.
و قد سَمَّوْا خَاطِراً و خطرهَ .
الخَیْعَرَهُ :خِفَّهٌ و طَیْشٌ ،هکذا ذَکرَه صاحِبُ اللِّسَان،و قد أَهْمَله الجَوْهَرِیّ و الصَّاغانِیّ ،و سیأْتی للمُصَنِّف فی«ه ع ر»الهَیْعَرَه:الخِفَّه و الطَّیْش،و هو عن ابْنِ دُرَیْد، فلَعَلَّ ما ذکره المُصَنِّف هنا لُغَهٌ فیه أَو لَثْغَه،فَلْیُنْظَر.
الخَفَرُ ،مُحَرَّکهً :الحَیَاءُ،و قیل: شِدَّهُ الحَیَاءِ، کالخَفَارَهِ ،الأَخِیره عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ، و التَّخَفُّرِ . تقول منه:
خَفِرَتْ ،کفَرِحَ ،و تَخَفَّرتْ ، خَفَراً و خَفَارَهً و تَخَفُّراً ، و هی خَفِرَهٌ ،علی الفِعْلِ ، و خَفِرٌ :بغَیْر هاءٍ.و منه
17- حَدِیثُ أُمِّ سَلَمَهَ لِعَائِشَهَ رَضِی اللّه عَنْهُمَا: «غَضُّ الأَطْرَاف،و خَفَرُ الإَعراضِ (4). و مِخْفَارٌ ،علی النَّسَبِ أَو الکَثْرَه،قَالَ :
دَارٌ لجَمَّاءِ العِظامِ مِخْفَارْ
ص:361
ج خَفَائِرُ .
قال شَیْخُنا:و صَرَّحَ صاحِبُ کِتَاب الجِیمِ ،أَی أَبُو عَمْرو الشَّیْبانیّ أَنَّ الخَفَر یُطْلق علی الرِّجال أَیْضاً،یقال: خَفِرَ الرَّجُلُ إِذا اسْتَحَی.قال:و الَّذی فی الصّحاح و شُرُوحِ الفَصِیح و أَکْثَر دَوَاوین اللُّغَه علی تَخْصِیصه بِالنِّسَاءِ،فهو و إِنْ صَحَّ فالظَّاهِر أَنَّه قلِیل،و أَکْثَرُ اسْتِعْمَاله فی النِّسَاءِ،حَتَّی لا یَکَادُ یُوجَدُ فی أَشْعَارِهم و کَلاَمِهم وَصْفُ الرِّجال به،و اللّه أَعْلم.
قلت:و هو کَلاَمٌ مُوافِقٌ لِمَا فی أُمَّهات اللُّغَه،غَیْرَ أَنی وَجَدْتُ فی حَدِیث لُقْمَانَ بْنِ عادٍ إِطْلاقَه علی الرِّجال، و نَصُّه:حَیِیٌّ خَفِرٌ »أَی کَثِیر الحَیَاءِ،وَ سَیَأْتِی أَیْضاً فی کلام المُصَنِّف بَعْدُ.
و تَخَفَّرَ :اشْتَدَّ حَیَاؤُه،علی مُنَاقَشَه فیه،فلیُتَأَمَّلْ .
و خَفَرَه ،و خَفَرَ بِهِ ،و خَفَرَ عَلَیْه یَخْفِر ،بالکَسْر، و یَخْفُر ،بالضَّمّ ،و هذِه عن الکِسَائِیّ ، خَفْراً ،بِفَتْح فسُکُون: أَجَارَه و مَنَعَه و آمَنَه (1)و کان له خَفِیراً یَمْنَعُه، کخَفَّرهُ تَخْفِیراً ، و کذلک تَخَفَّرَ بِه ،قال أَبو جُنْدَبٍ الهُذَلِیّ :
و لکِنَّنِی جَمْرُ الغَضَی مِن وَرائِه
یُخَفِّرُنِی سَیْفِی إِذَا لَمْ أُخَفَّرِ
و الاسْمُ من ذلک الخُفْرَهُ ،بالضَّمِّ ،و منه
16- الحَدِیث: «مَنْ صَلَّی الصُّبحَ فَهُو فی خُفْرهِ اللّهِ » (2). و یُجْمَع علی الخُفَر :
و مِنْه
16- الحَدِیث: «الدُّمُوعُ خُفَرُ العُیُونِ ». أَی تُجِیرُ العُیُونَ مِنَ النَّارِ إِذا بَکَتْ من خَشْیهِ اللّهِ تَعَالَی.
و الخُفَارَهُ ،مُثَلَّثَهً . و قیل الخُفْرَهُ و الخِفَارَه :الأَمَانُ ، و قیل:الذِّمَّه.یقال:وَفَتْ خُفْرَتُک .یَقُولُه المَخْفُورُ لخَفِیره إِذا لم یُسْلِمْه.
و الخَفِیرُ :المُجَارُ،و المُجیرُ. یقال:فُلانٌ خَفیری ،أَی الّذی أُجِیرُه،و هو أَیْضاً المُجِیر،فکُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا خَفِیرٌ لِصَاحِبِه.و قال اللَّیْثُ : خَفِیرُ القَوْمِ :مُجِیرُهُم الَّذِی یَکُونُون فی ضَمَانِهِ ما دَامُوا فی بِلاَدِه،و هو یَخْفُرُ القَوْم خفَارَهً .و الخَفَارَهُ :الذِّمَّه کالخُفَرَهِ کهُمَزه ،و هذا خُفَرَتِی،و هو بمَعْنَی المُجِیر،فَقَط ،و لا یُطْلَق علی المُجارِ،ففی کَلام المصنِّف إِیهامٌ .
و الخُفَارَهُ ،مُثَلَّثَهً :جُعْلُه ،أَی الخَفِیرِ :و العَامَّه یَقولون:
الخَفَر ،مُحَرَّکهً ،و منهم مَنْ یَقْلِب الخَاءَ غَیْناً،و هو خَطَأٌ، و اقْتَصَر الزَّمَخْشَرِیّ علی الکَسْر (3)فقال:هو کالعِمَاله و البِشَارهِ و الجِزَارَه،و الفَتْح عن أَبی الجَرّاح العُقْیَلِیّ .
و الخَافُوُر :نَبْتٌ تَجْمَعُه النَّمْلُ فی بُیوتِها، کالزُّوَانِ فی الصُّورَه،زَعَمُوا أَنَّه سُمِّیَ به لأَنَّ رِیحَه تَخْفِرُ ،أَی تَقْطَع شَهْوَهَ النِّسَاءِ.و یقال له المَرْوُ و الزَّغْبَرُ،قاله السُّهَیلی فی الرّوْض.قالَ أَبُو النَّجْمِ :
و أَتَت النَّمْلُ القُرَی بِعِیرها
مِن حَسَکِ التَّلْعِ و من خافُورِهَا
و یُقَال: خَفَرَه خَفْراً ،إِذا أَخَذَ مِنْه خَفَارهً ،أَی جُعْلاً لیُجِیرَه و یَکفُلَه.
و خَفَرَ به خَفْراً ،بفتح فسکون، و خُفُوراً ،کقُعُود، کلاَهُما علی القیاس: نَقَضَ عَهْدَه و خاسَ به و غَدَرَه ،عن ابن دُرَیْد (4)، کأَخْفَرَه ،بالهَمْزَه،أَی أَنَّ فَعَل و أَفْعَل فیه سَواءٌ،کِلاهُمَا لِلنَّقْضِ .یقال: أَخْفَرَ الذِّمّهَ ،إِذا لم یَفِ بِها و انْتَهَکَهَا.و
16- فی الحَدِیث: «مَنْ صَلَّی الغَدَاهَ فإِنَّه فی ذِمّه اللّه،فلا تُخْفِرُونَّ اللّه فی ذِمَّتِه». أَی لا تُؤْذُوا المُؤْمِنَ .قال زُهَیْر:
فإِنَّکُمُ و قَوْماً أَخْفَرُوکُمْ
لکَالدِّیبَاجِ مَالَ بِهِ العَبَاءُ
و الخُفُورُ هو الإِخْفَارُ نَفْسُه،من قِبَلِ المُخْفِرِ ،من غیر فِعْلٍ علی خَفَر یَخْفُر .
و قال شَمِرٌ: خُفِرتْ ذِمّهُ فُلانٍ خُفُوراً إِذا لم یُوفَ بِها و لم تَتِمَّ ،و أَخْفَرَهَا الرَّجُلُ .و قال غَیْرُه: أَخْفَرْتُ الرَّجُلَ :نَقَضْتُ عَهْدَه و ذِمَامَهُ .و یُقَال:إِنَّ الهَمْزَهَ فیه للإِزَالَه،أَی أَزَلْتُ خُفارَتَه ،کأَشْکَیْتُه إِذا أَزلْتَ شَکْوَاه (5).قال ابنُ الأَثیر:و هو
ص:362
المُرَاد فی الحَدِیث.و
17- فی حَدِیثِ أَبِی بَکْرٍ رَضِی اللّه عَنْه:
«مَنْ ظَلَمَ من المُسْلِمِین أَحَداً فَقَدْ أَخْفَر اللّه».و فی روایه:
ذِمَّهَ اللّهِ .
و التَّخْفِیرُ :التَّسْوِیرُ (1)و التَّحْصِینُ .
و أَخْفَرَه :بَعَثَ مَعَه خَفِیراً یَمْنَعُه و یَحْرُسُه.قاله أَبو الجَرَّاح العُقَیْلیّ .
و تَخَفَّرَ :اشْتَدَّ حَیَاءُه. هکذا فی سائِر أُصُول القَامُوس، و هو یُفْهِم العُمُوم.قال شَیْخُنَا و قد یُدَّعَی التَّخْصِیصُ ، تَأَمَّلْ ،انْتَهَی،أَی فی خَفَر فقط ،فإِنَّه الَّذِی صَرَّحوا فِیه بِعَدم إِطْلاقِه علی الرِّجَال،و لعَلَّ وَجْهَ التَّأَمُّل أَنّ المادَّه واحِدَهٌ ،فلا تَخْصِیصَ .علی أَنِّی وَجدت نَصَّ العِبَارَهِ فی المُحْکَم:و تَخَفَّرَتْ :اشتَدَّ حَیاؤُهَا.هکذا رَأَیْتُه،و نَقَلَه عنه أَیْضاً صاحِبُ اللِّسَان.
و تَخَفَّرَ بِهِ و خَفَرَه : اسْتَجَارَ به و سَأَله أَنْ یَکُونَ له خَفِیراً یُجِیرُه.
و الخِفَارَهُ ،بالکَسْرِ،فی النَّخْل:حِفْظُه مِنَ الفَسَادِ، و الخِفَارَهُ فی الزَّرْعِ :الشِّرَاحَه (2)وَزْناً و مَعْنًی،و هو الخَفِیر و الشَّارِحُ ،لحافِظِ الزَّرْع.
الخَفْتَارُ ،أَهْمَلَه الجوهریّ .و قال أَبُو نَصْر:هو مَلِکُ الجَزِیرَهِ أَو مَلِکُ الحَبَشَهِ فی قَوْل عَدِیّ بْنِ زَیْد:
و غُصْنَ علی الخَفْتَارِ وَسْطَ جُنُودِه
و بَیَّتْنَ فی لَذَّاتِه رَبَّ مَارِدِ
أَو الصَّوابُ الحَیْقَارُ (3)،بفَتْح الحَاءِ المُهْمَلَه و سُکُون التَّحْتِیّه و القَافِ ،ابن الحَیْقِ من بنی قَنَصِ بنِ مَعَدّ،قاله ابنُ الکَلْبِیّ ، أَو الجِیفَارُ،بالجِیمِ و الفَاءِ ،و لم یَذْکُرهْ فی «ج ف ر»و لا فی«ح ق ر».
الخُلَّر ،کسُکَّرٍ:نَبَاتٌ ،أَعْجَمِیّ ، أَو الفُولُ ،أَو الجُلْبَانُ ،أَو المَاشُ ،الأَخِیر فی التَّهْذِیب،و قد ذَکَرَه الإِمَامُ الشَّافِعِیّ رَضِی اللّه عنه فی الحُبوب التی تُقتَاتُ . و خُلاَّرُ کرُمَّانٍ :ع بفارِسَ یُنْسَبُ إِلَیْه العَسَلُ الجَیِّدُ ،و منه
17- کِتَاب الحَجَّاجِ إِلی بَعْضِ عُمَّالِه بفارِس: «أَنِ ابْعَثْ إِلَیَّ بعَسَلٍ من عَسَل خُلاَّر ،من النَّحْلِ الأَبْکَار،من المستشفار، الَّذِی لم تَمَسَّه نَار». کذا وَقَع،و الصَّوابُ من الدَّسْتَفْشار، و هی فارسیّه،أَی مِمَّا عَصَرَتْه الأَیْدِی و عَالَجَتْه،و أَوردَه المُصَنّف فی تَرْقِیقِ الأَسَل لتَصْفِیقِ العَسَل،مُطَوَّلاً.طَالَ عَهْدِی به،فراجِعْه.
الخَمْرُ :ما أَسْکَرَ ،مادّتها موضوعه للتَّغْطِیه و المُخَالَطَه فی سِتْرٍ،کذا قالَه الرَّاغِب و الصّاغانِیّ و غَیرُهما من أَربابِ الاشْتِقَاق،و تَبِعَهم المُصَنِّف فی البصائر.
و اختُلف فی حَقِیقَتها،فقِیل هی منْ عَصِیرِ العِنَب خَاصَّهً ، و هو مَذْهَب أَبِی حَنِیفَه،رَحِمه اللّه تَعَالی،و الکُوفِیِّین، مُرَاعَاهً لفِقْه اللُّغَه: أَوْ عَامٌّ ،أَی ما أَسْکَرَ من عَصِیرِ کُلِّ شَیْ ءِ لأَنَّ المَدَارَ علی السُّکْر و غَیْبُوبه العَقْل،و هو الذِی اخْتَاره الجَمَاهِیر.
و قال أَبو حَنِیفه الدِّینَوَرِیّ :و قد تکون الخَمْر من الحُبُوب.
قال ابن سِیدَه:و أَظُنُّه تَسمُّحاً مِنْه؛لأَنَّ حَقِیقَه الخَمْر إِنَّمَا هی للعِنَب دون سائِر الأَشْیاءِ، کالخَمْرَه ،بالهاءِ و قیل:
إِنَّ الخَمْره القِطْعَهُ منْهَا،کما فی المِصْبَاح و غَیْره،فَهِیَ أَخَصُّ ،و الأَعْرَفُ فی الخَمْر التَّأْنِیث،یقال خَمْرهٌ صِرْف، و قد یُذَکَّر ،و أَنْکره (4)الأَصْمَعِیّ ، و العُمُومُ ،أَی کَوْنها عَصِیرَ کُلِّ شَیْ ءٍ یَحْصُلُ به السُّکْرُ أَصَحُّ ،علی ما هو عِنْد الجُمْهُور، لأَنَّهَا ،أَی الخَمْر حُرِّمَت وَ مَا بِالْمَدِینه المُشْرَّفه التی نَزَل التَّحْرِیم فیها خَمْرُ عِنَب ،بل وَ مَا کَانَ شَرابُهُم إِلاَّ من البُسْر و التَّمْر و البَلَح و الرُّطَب،کما فی الأَحادِیث الصِّحاح التی أَخْرَجَهَا البُخَارِیُّ و غَیْرُه.
17- فحدِیثُ ابْنِ عُمَر:
«حُرِّمَت الخَمْرُ و ما بالمَدِینَه منها شَیْ ءٌ». و
17- حَدِیثُ أَنَسٍ : «و ما شَرابهُم یَوْمَئذٍ إِلاَّ الفَضِیخُ و البُسْرُ و التَّمْرُ». أَی و نَزَل تَحْرِیمُ الخَمْر التی کَانت مَوْجُودَهً مِنْ هذِه الأَشیاءِ لا فی خَمْرِ العِنَب خَاصَّهً .قال شَیْخُنَا:الاسْتِدْلال به وَحْده لا یَخْلُو عن نَظَر،فَتَأَمَّل.
قلتُ :و البَحْثُ مَبْسُوط فی الهِدایَه للإِمَام المرْغینَانیّ
ص:363
و شَرْحِها للإِمام کَمالِ الدِّین بن الهُمَام فی کِتَابِ الحُدُود، لَیْس هذا مَحَلّه.[سُمِّیَتْ خَمْراً ] (1).و اختُلِف فی وَجْه تَسْمیَتِه،فقیل لأَنَّهَا تَخْمُرُ العَقْل و تَسْتُرُه ،قال شیخُنَا:هو المَرْوِیّ عن سَیِّدنا عُمَرَ رَضِیَ اللَّه عنه،و مَالَ إِلَیْه کَثِیرُون، و اعْتَمَده أَکْثَرُ الأُصُولِیِّین.
قُلتُ :الذی
17- رُوِیَ عن سَیِّدنا عُمَر رَضِی اللّه عنه:
« الخَمْر :ما خامَرَ العَقْلَ ». و هو فی صحیح البُخَارِیّ کما سیأْتی، أَو لأَنَّهَا تُرِکَتْ حَتَّی أَدْرَکَتْ و اخْتَمَرَتْ .
و الَّذی نَقَلَه الجَوْهَرِیّ و غَیرُه عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ما نَصُّه:
و سُمِّیَت الخَمْرُ خَمْراً لأَنَّهَا تُرِکَت فاخْتَمَرَت ،و اخْتِمَارُهَا :
تَغَیُّر رِیحِها،فلو اقْتَصَر المُصَنِّف علی النَّصِّ الوارِد کان أَوْلَی،أَو قَدَّم اخْتَمَرت علی أَدْرَکَت لِیکُونَ کالتَّفْسِیر لَه، و هو ظَاهِرٌ، أَو لأَنَّها تُخَامِرُ العَقْلَ ،أَی تُخَالِطُهُ ،و هو الَّذِی
17- رُوِیَ فی الحَدِیث عن سَیِّدِنا عُمَرَ رَضِیَ اللّه عنه و نَصُّه:
« الخَمْر ما خَامَرَ العَقْلَ ». و هو فی البُخَارِیّ ،و نَقَله ابنُ الهُمام فی شَرْح الهِدایَه،و أَوردَه المُصَنِّفُ فی البَصَائِر.
و عِبَارَهُ المُحْکَم: الخَمْر :ما أَسْکَر مِن عَصِیر العِنَب، لأَنَّهَا خامَرَت العَقْلَ ،ثم قال بَعْدَه بِقَلِیل:و المُخَامرهُ :
المُخَالَطَه.
و فی المِصْبَاح: الخَمْرُ :اسمٌ لکلّ مُسْکِرٍ خَامَرَ العَقْل [أی غطّاه] (2).
و اخْتَمَرَت الخَمْرُ :أَدْرَکَتْ و غَلَت.
و العَرَب تُسَمِّی العِنَب خَمْراً .قال ابنُ سِیدَه:و أَظُنُّ ذلِک لکَونِهَا مِنْه،حَکَاها أَبُو حَنِیفَه.قال:و هی لُغَه یَمانِیَه، و قَالَ فی قَوْلِه تَعَالی: إِنِّی أَرانِی أَعْصِرُ خَمْراً (3)إِنَّ الخَمْرَ هنا العِنَب.و قال:و أُراهُ سَمَّاه باسْمِ مَا فِی الإِمْکَان أَنْ تَؤُولَ إِلَیه،فَکأَنَّه قال:أَرَانِی أَعْصِر عِنَباً.قال الراعی:
یُنَازِعُنِی بِهَا نُدْمانُ صِدْق
شِواءَ الطَّیْرِ و العِنَبَ الحَقِینَا (4)
یُرِیدُ الخَمْر .و قال ابنُ عَرَفَه: «أَعْصِرُ خَمْراً » ،أَی أَسْتَخْرِجُ الخَمْرَ ، و إِذا عُصِرَ العِنَبُ فإِنَّمَا یُسْتَخْرِجُ به الخَمْرُ ،فلِذلِک قال:
أَعْصِرُ خَمْراً .
قال أَبو حَنِیفَه:«و زعمَ بَعْضُ الرُّوَاه أَنَّه رَأَی یَمانِیاً قد حَمَل عِنَباً،فقال له:ما تَحْمِل ؟فقال: خَمْراً ،فسَمَّی العِنَب خَمْراً .
و الجَمْع خُمُورٌ ،و هی الخَمْرَه ،کتَمْره و تَمْر و تُمُورٌ.
و
17- فی حَدِیث سَمُرَهَ : «أَنَّه باعَ خَمْراً فقال عُمَرُ:قاتَلَ اللّه سَمُرَهَ ». قال الخَطَّابیّ :إِنَّمَا باع عَصِیراً ممن یَتَّخِذُه خَمْراً فسَمَّاه باسْمِ ما یَؤُولُ إِلَیْه مَجَازاً،فَلِهذا نَقَمَ عُمرُ رَضِیَ عنه عَلَیه لأَنَّه مَکْرُوهٌ .و أَمَّا أَنْ یَکُونَ سَمُرهُ باعَ خَمْراً فَلاَ، لأَنَّه لا یَجْهَل تَحْرِیمَه مع اشْتِهَاره،فاتَّضَح لَکَ مِمَّا ذَکرنا أَنَّ قولَ شَیْخِنا:هذا القَوْلُ غَرِیبٌ ،غَرِیبٌ .
و الخَمْر : السَّتْر ، خَمَرَ الشَّیْ ءَ یَخْمُره خَمْراً :سَتَرَه.
و الخَمْرُ : الکَتْمُ ، کالإِخْمارِ ،فِیهِما:یقال، خَمَرَ الشیْ ءَ و أَخْمَرَه سَتَرَه.و خَمَرَ فُلانٌ الشَّهادهَ و أَخْمَرها :کَتَمها،و هو مَجَاز.و
16- فی الحَدِیثِ : «لا تَجِدُ المُؤْمِنَ إِلاَّ فی إِحْدَی ثَلاث:فی مَسْجدٍ یَعْمُره،أَو بَیْتٍ یَخْمُرُه ،أَو مَعیشَهٍ یُدَبِّرُها». یَخْمُره أَی یَسْتُره و یُصْلِح من شَأْنِه.
و الخَمْر : سَقْیُ الخَمْرِ . یقال: خَمَرَ الرَّجلَ و الدَّابَّهَ ، یَخْمُره خَمْراً :سَقَاه الخَمْرَ .
و عن أَبی عَمرو: الخَمْرُ : الاسْتِحْیَاءُ ،تقول: خَمَرْتُ الرَّجلَ أَخْمُره إِذا استَحْیَیْتَ منه.
و الخَمْرُ : تَرْکُ استِعْمَال العَجِین و الطِّین ،هکذا فی النُّسَخ،الطِّین بالنُّون،و یقال الطِّیب بالباءِ،کما فی أُمَّهات الُّلغَه، و نَحْوِه. و الَّذِی فی المُحْکَم:و نَحْوِهما.و ذلک إِذا صَبَّ فیه المَاءَ و تَرَکَه حَتّی یَجُودَ ،أَی یَطِیب، کالتَّخْمِیرِ .
و الفِعْلُ کضَرَبَ و نَصَرَ. یقال: خَمَرَ العَجِینَ یَخْمُره و یَخْمِره ، خَمْراً ،و خَمَّرَه تَخْمِیراً ، و هو خَمِیرٌ و مُخَمَّر ، و قد اخْتَمَر الطِّیبُ و العَجِینُ و قیل: خَمَّرَ العَجِینَ :جَعَلَ فیه الخَمِیرَ .
و الخِمْرُ ، بالکَسْرِ:الغِمْرُ. الغَیْن لُغَه فی الخَاءِ،و هو الحِقْد.و قد أَخْمَرَ .
ص:364
و الخَمَرُ ، بالتَّحْرِیک:ما وَارَاکَ من شَجَرٍ و غَیْرِه ، کالجَبَل و غَیْرِه.یقال:تَوَارَی الصَّیْدُ عنِّی فی خَمَرِ الوَادِی.
و خَمَرُه :ما وَارَاه من جُرُفٍ أَو حَبْلٍ من حِبَال الرَّمْلِ أَو غَیْرِه.و منه
17- حدیث سَهْل بنِ حُنَیف: «انْطَلَقْتُ أَنَا و فُلانٌ نَلْتَمِس الخَمَرَ ». و
17- فی حدیثِ أَبی قَتَادهَ : «فابْغِنَا مکاناً خَمَراً ». أَی ساتِراً یَتَکَاثَفُ شَجَرُهُ . و
16- فی حَدِیث الدَّجَّال:
«حتی تَنْتَهُوا (1)إِلی جَبَلِ الخَمَرِ ». قال ابنُ الأَثِیر:هکَذا یُرْوَی (2).یعْنِی الشَّجَرَ المُلْتَفِّ ،و فُسِّر فی الحدِیثِ أَنَّه جَبَلٌ بالقُدْسِ ،لکثرهِ شَجَرِه.و
17- فی حَدِیثِ سَلْمَانَ : أَنَّه کَتَبَ إِلی أَبِی الدَّرْدَاءِ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا.«یا أَخِی إِنْ بَعُدَت الدَّارُ مِن الدَّارِ فإِنَّ الرُّوحَ مِنَ الرُّوحِ قَرِیب،و طَیْرُ السَّمَاءِ علی أَرْفَهِ خَمَر الأَرْض یَقَع». الأَرْفَهُ :الأَخْصَب.یُرِید أَنَّ وَطَنه أَرْفَقُ به و أَرْفَه له،فلا یُفَارِقُه.و کان أَبُو الدَّرْدَاءِ کَتَب إِلَیْه یَدْعوه إِلی الأَرضِ المُقَدَّسَه.
و قد خَمِرَ عَنِّی، کَفَرِح ، یَخْمَر خَمَراً ،أَی خَفِیَ و تَوَارَی.و أَخْمَرَ (3)القَومُ :تَوَارَوْا بالخَمَر .و یقال للرَّجل إِذا خَتَلَ صاحِبَه:هو«یَدِبُّ له الضَّرّاءَ و یَمْشِی له الخَمَرَ ».
و یقال: أَخْمَرَتْه الأَرْضُ عَنِّی و منِّی و عَلَیَّ :وَارَتْهُ و سَتَرَتْه.
و الخَمَر : جَمَاعَهُ النَّاسِ و کَثْرَتُهُم کخَمْرَتِهم ،بفَتْح فَسُکُون، و خُمَارِهِم بالفَتْح و یُضَمُّ لُغَه فی غَمَارِ النَّاس و غُمَارِهم.یقال:دَخَلْت فی خَمْرَتِهم و غَمْرَتِهِم،أَی فی جَمَاعَتِهم و کَثْرَتِهم.
و الخَمَر : التَّغَیُّر عَمَّا کَانَ عَلَیْه ،و منه المَثَل:«ما شَمَّ خِمَارَک »کما سَیَأْتِی قَرِیباً.
و الخَمَر : أَنْ تُخْرَزَ نَاحِیَهُ ،و فی بَعْضِ النُّسَخِ (4):ناحِیَتَا أَدِیمِ ، المَزَادَهِ ،و هو مُوَافِقٌ لمَا فی الأُمَّهاتِ ، و تُعَلَّی بخَرْزٍ آخَرَ (5)نَقَلَه الصَّاغانیّ .
و الخَمِر ککَتِفٍ :المَکَانُ الکَثِیرُ الخَمْرِ ،علی النَّسَبِ ،حَکَاه ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ لضبابِ بن وَاقِد الطُّهَوِیّ .
وَ جَرَّ المَخَاضُ عَثَانِینَها
إِذا بَرَکَتْ بالمَکَان الخَمِرْ
و الخُمْرَهُ ،بالضَّمّ :ما خُمِّرَ فِیهِ (6)الطِّیبُ و العَجِین، کالخَمِیرِ و الخَمِیرَهِ ،و خُمْرَه العَجِین:ما یُجْعَل فیه من الخَمِیرَه .و عن الکِسَائِیّ :یقال: خَمَرْتُ العَجِینَ و فَطَرْته، و هی الخُمْرَهُ الَّتِی تُجْعَل فی العَجِین یُسَمّیها النَّاسُ الخَمِیر ، و کذلِک خُمْرَهُ النَّبِیذِ و الطِّیبِ .و خُبْزٌ خَمِیرٌ ،و خُبْزه خَمِیرٌ ، عن اللِّحْیَانیّ کِلاهُما بغَیْر هاءٍ. و الخُمْرَه : عَکَرُ النَّبِیذِ و دُرْدِیُّه. و یقال:صَلَّی فلانٌ علی الخُمْرَه ،و هی خَصِیرَهٌ صَغِیَرهٌ تُنْسَج من السَّعَف ،أَی سَعَفِ النَّحْل و تُرَمَّل (7)بالخُیُوطِ .
و قال الزَّجَّاج:سُمِّیَت خُمْرَهً لأَنَّها تَسْتُر الوَجْهَ (8)من الأَرْض.و قال غَیْرُه:سُمِّیَت لأَنَّ خُیُوطَها مَسْتُورَهٌ بسَعَفِها؛ و قد تَکَرَّرَ ذِکْرُهَا فی الحدِیث،و هکَذا فُسِّرَت.
و الخُمْرَهُ : الوَرْسُ .و أَشْیَاءُ مِنَ الطِّیب تَطَّلِی بِهَا 7-أَی بِتَلْک الأَشْیَاءِ.و فی بَعْض الأُصُول:بِه،أَی بالوَرْس،أَی بالمَجْمُوع مِنْه مع غَیْره- المرأَهُ لتُحَسِّنَ وَجْهَهَا. و فی الأُمَّهَات اللُّغَوِیَّه (9):تَطْلِی بِه المَرْأَهُ وَجْهَها،و قد تخَمَّرت ، و هی لُغَه فی الغُمْرَهِ .
و الخُمْرَهُ : ما خَامَرَک ،أَی خَالَطَک من الرِّیح، کالخَمَرَهِ ،مُحَرَّکَهً ،الأَخِیرَه عن أَبِی زَیْد، و قیل الخُمْرَه :
الرَّائِحَهُ الطَّیِّبَه ،یقال وَجَدْتُ خُمْرَهَ الطِّیب،أَی رِیحَه، و یُثَلَّثُ ،الکَسْر عن کُرَاع.
و الخُمْرَه : أَلَمُ الخَمْرِ (10)و یُوجَد فی بَعْضِ النُّسَخ:أَلَمُ الحُمَّی،و هو غَلَط ، و قیل: خُمْرَه الخَمْر :ما یُصِیبُک مِن صُدَاعَها و أَذَاها ،جَمْعُه خُمَرٌ .قال الشاعِر:
و قد أَصابَتْ حُمَیَّاها مَقَاتِلَهُ
فلم تَکَدْ تَنْجَلِی عَن قَلْبِهِ الخُمَرُ
ص:365
کالخُمَار ،بالضَّمّ ، أَو الخُمْره و الخُمَار : مَا خَالَطَ مِنْ سُکْرِهَا. و قیل الخُمَار :بَقِیَّهُ السُّکْرِ.
و المُخَمِّر ،کمُحَدِّث:مُتَّخِذُهَا.و الخَمَّارُ :بائِعُها.
و اخْتِمَارُهَا :إِدْراکُها ،و ذلِک عِنْد تَغَیُّر رِیحِها الذی هو إِحْدَی عَلاَمَاتِ الإِدْرَاکِ ، و غَلَیَانُها.
و فی المِصْبَاح: اخْتَمَرَت الخَمْرَهُ :أَدْرَکَت و غَلَت.
و الخِمَارُ ،للمَرْأَه، بالکَسْرِ:النَّصِیفُ ، کالخِمِرِّ ، کطِمِرِّ ،الأَخِیرَه عن ثَعْلَب،و أَنشد:
ثم أَمَالَتْ حانبَ الخِمِرِّ
و قِیل: کُلُّ ما سَتَرَ شَیْئاً فَهُو خِمَارُه ،و منه خِمَارُ المَرْأَهِ تُغَطِّی به رَأْسَها، ج أَخْمِرَهٌ و خُمْرٌ ،بضمّ فسکون، و خُمُرٌ ، بضَمَّتَین.
و یقال: ما شَمَّ خِمَارَک ؟أَی ما غَیَّرک عَنْ حالِک،و مَا أَصابَک یقال ذلِک لِلرّجُل إِذا تَغَیَّر عَمَّا کان عَلَیْه.
و الخِمْرهُ منه ،أَی مِن الخِمَار ، کاللِّحْفَهِ من اللّحافِ ، یقال:إِنّها لَحَسَنَهُ الخِمْرَهِ .و مِنْه
17- قَوْلُ عُمَرَ (1)لمُعَاوِیَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا: «ما أَشْبَهَ عَیْنَکَ بخِمْرَهِ هِنْد». و هی هَیْئَه الاخْتِمَار . و منه المَثَل:«إِنَّ العَوَانَ لا تُعَلَّمُ الخِمْرَهَ ».
یُضْرب للمُجَرِّبِ العَارِفِ :أَی إِنَّ المرأَهَ المُجَرّبه لا تُعَلَّم کَیْفَ تَفْعَلُ .
و الخِمْره (2): وِعَاءُ بِزْرِ الکَعَابِرِ ،و فی بَعْض الأُصول:
العَکَابر الَّتِی تَکُونُ فی عِیدَانِ الشَّجَرِ،و یقال: جاءَنا فلان علی خِمْرَه ،بالکَسْر،و علی خَمَرٍ ،مُحَرَّکَهً ،أَی فی سِرٍّ و غَفْلَهٍ و خُفْیَهٍ . قال ابنُ أَحْمَر:
مِن طَارِق أَتَی علی خِمْرَه
أَوْ حِسْبَهٍ تَنْفَع مَنْ یَعْتَبِرْ
فَسَّرَه ابنُ الأَعرابِیّ و قال:أَی علی غَفْلَه مِنْک.
و تَخَمَّرَتْ بِه أَی الخِمَار ، و اخْتَمَرَتْ :لَبِسَه ،و خَمَّرتْ به رَأْسَها:غَطَّتْه و التَّخْمِیرُ :التَّغْطِیَه. و کُلُّ مُغَطَّی مُخَمَّرٌ .و
14- رُوِیَ عن النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم أَنه قال: « خَمِّرُوا آنِیَتَکُم». قال أَبو عَمْرو (3):أَی غَطُّوا.و
14- فی رِوَایَه: « خَمِّروا الإِنَاءَ و أَوْکُوا السِّقَاءَ». و منه
14- الحَدِیثُ : «أَنَّه أُتِیَ بإِنَاءٍ من لَبَن فقال:هَلاَّ خَمَّرتَه و لو بعُودٍ تَعْرِضُه عَلَیْه». و
16- عن أَبِی هُرَیْرَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهُ : «کان إِذَا عَطَسَ خَمَّرَ وَجْهَه و أَخْفَی عَطْسَتَه». رَوَیْنَاه فی الغَیْلانیّات.
و من المَجَاز: المُخْتَمِرَهُ :الشَّاهُ البَیْضَاءُ الرَّأْسِ . و نَصُّ اللَّیْث: المُخْتَمِرَهُ من الضَّأْن و الْمِعْزَی هِی التی ابیَضَّ رأْسُها من بَیْن سائِرِ جَسَدِهَا.و فی التَّهْذِیب و المُحْکَم قالوا:
هی مِن الشِّیَاه:البَیْضَاءُ الرأْسِ .و قِیلَ :هی النَّعْجَهُ السَّوْدَاءُ و رَأْسْهَا أَبْیَضُ ،مثل الرَّخْماءِ،مُشْتَقٌّ من خِمَارِ المَرْأَهِ .
قال أَبو زَیْد:إِذَا بَیَّضَ رأْسُ النَّعْجَه من بَیْن جَسَدِها فهی مُخَمَّرهٌ و رَخْمَاءُ[أَیضاً] (4)،و مِثْلُه فی الأَساس و غَیْره، و کَذَا الفَرَسُ . یقال:فَرَسٌ مُخَمَّرٌ ،إِذا کَانَ أَبْیَضَ الرَّأْس و سَائِرُ لَوْنِه مَا کَانَ ،و لا یُقَال مُخْتَمِرٌ ،و هَذَا یَدُلُّ [علی]أَنَّ الذی فی کلام المُصَنِّفِ أَوَّلاً هو المُخَمَّرهُ (5).
و خَمِرَ علیه خَمَراً و أَخْمَرَ :حَقَدَ و ذَحَلَ و أَخْمَرَ فُلاناً الشَّیْ ءَ:أَعطاهُ أَو مَلَّکَهُ إِیّاه. قال مُحَمَّد بنُ کَثِیر:هذا کَلامٌ عِنْدَنَا مَعْرُوف بالیَمَن،لا یَکَاد (6)یُتَکَلَّم بغَیْره.یَقُولُ الرَّجُلُ : أَخْمِرْنِی کَذَا و کَذَا،أَی أَعْطِنیه هِبَهً (7)لِی،مَلِّکْنی إِیَّاه،و نَحْو هذَا.
و أَخْمَرَ الشَّیْ ءَ:أَغفَلَه ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ، و أَخْمَرَ الأَمْرَ:أَضْمَرَه قال لَبِید:
أَلِفْتُکِ حَتَّی أَخْمَرَ القَوْمُ ظِنَّهً
عَلَیَّ بَنُو أُمِّ البَنِینَ الأَکَابِرُ
و عباره التَّهْذِیب:و أَخْمَر فُلاَنٌ عَلَیَّ ظِنَّهً ،أَی أَضْمَرَها، و أَنْشَدَ بَیْتَ لبِید.
ص:366
و أَخْمَرَتِ الأَرْضُ :کَثُرَ خَمَرُهَا ،أَی شَجَرُهَا المُلْتَفُّ .
و یقال: أَخْمَرَ العَجِینَ و خَمَرَه إِذا خَمَّرَه ،کما یقال فَعطرَه و أَفْطَرَه.
و الیَخْمُورُ :الأَجْوَفُ المُضْطَرِبُ من کُلّ شَیْ ءٍ.
و الیَخْمُور أَیْضاً: الوَدَعُ ،واحدته یَخْمُورَهٌ .
و مِخْمَرٌ ،کمِنْبَرٍ:اسمٌ ،و کذا خُمَیْر ،کزُبَیْر. و خُمَیْرٌ ، کزُبَیْر أَیضاً: ماءٌ فوقَ صَعْدَه بالیَمَن، و خُمَیْرُ بْنُ زِیَادِ ، و خُمَیْر بنُ عَوْف بْنِ عَبْدِ عَوْف، و خُمَیْرٌ الرَّحَبِیُّ ،و یَزِیدُ بْنُ خُمَیْرٍ الیَزَنِیّ من أَهْلِ الشّام، مُحَدِّثُون. الأَخِیر رَوَی عن أَبیه،و أَبُوه مِمَّن یَرْوِی عن ابْنِ عُمَرَ،قالَه الذَّهَبِی و أَبُو خُمَیْرِ بْنُ مَالِکٍ :تابِعیٌّ . و یقال: خُمَیْرٌ أَبُو مَالِک،یَرْوِی عن عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَمْرو،و عنه عَبْدُ الکَرِیم بنُ الحارِث.
و خَارِجَهُ بنُ الخُمَیْر صَحابِیّ ،مَرَّ ذِکْره فی الجِیمِ .
و خَمِیرٌ کأَمِیر أَبُو الخَیْر خَمِیرُ بْنُ مُحَمَّدِ بنِ سَعْد الذَّکْوانِیُّ ،سَمِع من إِسماعِیلَ البَیْهَقِیِّ ، و أَبو المَعَالِی مُحَمَّدُ بنُ خَمِیرٍ الخَوَارَزْمِیّ ،حَدَّثَ بشَرْح السُّنَّه عن البَغَوِیّ . و بَلَدِیُّه صَاعِدُ بْنُ مَنْصُورِ بْنِ خَمِیر الخُوَارَزْمیّ ، أَخَذ عَنْه العُلَیْمیّ .
و فاتَه: خَمِیرُ بنُ عَبْد اللّه الذُّهْلِیّ ،عن ابن داسَهَ .و أَبُو بَکْر مُحَمَّد بنُ أَحْمد بن خَمِیر الخُوَارَزْمیّ ،عن الأَصمّ .
و أَبو العَلاءِ صاعِدُ بنُ یُوسُف بن خَمِیرٍ ،خُوَارَزْمیّ أَیضاً، ضَبَطهم الزَّمَخْشَرِیّ ، مُحَدِّثُون.
14- و ذُو مِخْمَر ،کمِنْبَر، أَو هو مِخْبَر ،بالبَاءِ المُوَحَّده (1)، ابنُ أَخِی النَّجَاشِیِّ مَلِک الحَبَشَه، خَدَمَ النّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم ،حَدِیثُه عند الدِّمَشْقِیِّین. و کان الأَوزاعِیُّ یقول:هو بالمِیمِ لا غَیْر.
و ذَاتُ الخِمَارِ بالکَسْرِ:ع بِتِهَامَهَ ،نقله الصَّاغانیّ .
و ذُو الخِمَار :لَقَبُ عَوْف بْن الرَّبِیعِ بْنِ سَمَاعَهَ (2)ذِی الرَّمْحَیْن ،و إِنَّمَا لُقِّب به لأَنَّه قاتَلَ فی خِمَارِ امرأَتِه و طَعَنَ فی کَثِیرِینَ ،فإِذا سُئِلَ واحِدٌ:مَنْ طَعَنَکَ ؟قال:ذُو الخِمَارِ . و ذُو الخِمَار : فَرسُ مَالِکِ بْنِ نُوَیْرَهَ الشَّاعرِ الصَّحابِی أَخِی متَمِّم.قال جَرِیر:
مَنْ مِثْلُ فارِس ذِی الخِمَار و قَعْنَب
و الخَنْتَفَیْنِ لِلَیْلَهِ البَلْبَالِ
17- و ذو الخِمَار : فَرَسُ الزُّبَیرِ بْن العَوَّامِ القُرَشِیّ ،شَهِدَ علیه یَوْمَ الجَمَل . و قد جاءَ ذِکْرُه فی الشِّعر.
و من المَجَاز: المُخَامَرَهُ :الإِقَامَهُ و لُزومُ المَکَانِ . و خَامَرَ الرَّجلُ بَیْتَه و خَمَّرَه :لَزمَه فلم یَبْرَحْه.و کذلک خَامَرَ المَکَانَ ، أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
و شاعِر یُقَالُ خَمِّرْ فی دَعَهْ
و قال ابنُ الأَعْرابِیّ : المُخَامَرَه : أَنْ تَبِیعَ حُرّاً علی أَنَّه عَبْدٌ. و به فَسَّرَ أَبُو مَنْصُور قَوْلَ سَیِّدِنَا مُعَاذٍ الآتِی ذِکْرُه.
و المُخَامَرَهُ : المُقَارَبَه و المُخَالَطَه ،یقال: خَامَرَ الشَّیْ ءَ، إِذا قارَبَه و خالَطَه.قال ذُو الرُّمَّه:
هَامَ الفُؤادُ بِذِکْراها و خَامَرَهُ
منها علَی عُدَاوَاءِ الدَّار تَسْقِیمُ
و هو بالمَعنَی الثَّنِی مَجَازٌ و مُکَرَّر.
قال شَمِرٌ:و المُخَامِرُ :المُخَالِطُ . خَامَرَهُ الدَّاءُ،إِذا خَالَطَه،و أَنْشَد:
و إِذَا تُبَاشِرکَ الهُمُو
م فإِنَّها دَاءٌ مُخَامِرْ
و نَحْوَ ذلِکَ قَالَ اللّیثُ فی خامَرَه الدَّاءُ،إِذا خَالَطَ جَوْفَه.
و المُخَامَرَهُ : الاسْتِتارُ و مِنْه المَثَل:« خَامِرِی أُمَّ عَامِرٍ » (3)و هِی الضَّبُعُ ،أَی اسْتَتِرِی و یُقَال :« خَامِری حَضَاجِر،أَتاکِ ما تُحَاذِر».هکَذَا وَجَدْنَاه. و بَسَطه المَیْدَانِیّ فی مَجْمَعِ الأَمْثَال،و الزَّمَخْشَرِیُّ فی المُسْتَقْصَی،و ابْنُ أَبِی الحَدِید فی شَرْحِ نَهْج البَلاَغَه،و أَبُو عَلِیّ الیوسیّ فی زَهْر الأَکَم.
و الوَجْهُ خَامِرْ بحَذْفِ الیاءِ أَو تُحَاذِرِین،بإِثْباتِهَا ،و المَشْهور عند أَهْلِ الأَمْثَال هو الَّذِی وَجَدَه المُصَنِّف.
ص:367
و اسْتَخْمَرَه :استَعْبَده ،بِلُغَهِ الیَمَن.هکَذَا فَسَّرَ ابنُ المُبَارَکَ
16- حَدیثَ مُعَاذٍ: «مَن استَخْمَر قَوْماً أَوَّلُهُم أَحْرَارٌ و جِیرَانٌ (1)مُسْتَضْعَفُون فله (2)ما قَصَرَ فی بَیْته». یقول:
أَخذَهُم قَهْراً و تَمَلَّک عَلَیْهِم.فَمَا وَهَبَ المَلِکُ مِن هؤُلاءِ لرَجل فاحْتَبَسَه و اخْتَارَه (3)و اسْتَجْرَاه فی خِدْمَتِه حتی جاءَ الإِسْلام و هو عنده عَبْدٌ فَهُوُ لَه.نَقَله أَبُو عُبَیْد.و قال الأَزْهَرِیّ :أَرَادَ من استَعْبَد قَوْماً فی الجاهِلیَّه ثم جَاءَ الإِسْلام فَلَه مَا حَازَه فی بَیْتِه،لا یَخْرُجُ مِن یَدِه.قال:و هذا مَبْنِیٌّ علی إِقْرَارِ النَّاسِ علی مَا فی أَیْدِیهم.
و المُسْتَخْمِر :الشِّرِّیبُ (4) للخَمْرِ دائماً، کالخِمِّیر وَزْناً و مَعْنًی.
و تَخْمُرُ ،کتَنْصُر مُضارِع نَصَر: من أَعْلامِهِنّ ،أَی النِّسَاءِ.
و یُقَال: ما هُو بِخَلٍّ و لا خَمْرٍ ،أَی لا خَیْرَ عِنْدَه و لا شَرَّ.
و فی التَّهْذِیب:لا خَیْرَ فیه و لا شَرَّ عِنْدَهُ .و یُقَالُ أَیْضاً:ما عِنْد فُلانٍ خَلٌّ و لا خَمْرٌ .
17- و باخَمْرَی کسَکْرَی:ه قَرْیه بالبَادِیَه قُرْبَ الکُوفَهِ (5)،بها قَبْرُ الإِمَامِ الشَّهِیدِ أَبِی الحَسَن إِبراهیمَ بْنِ عَبْدِ اللّه المَحْضِ بْنِ الحَسَن المُثَنَّی بْنِ الحَسَن السَّبْطِ الشَّهِیدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ ،رَضِیَ اللّه عَنْهُم.خَرَجَ بالبَصْره فی سنه 145 و بایَعَه وُجُوهُ النَّاسِ .و تَلَقَّب بأَمِیر المُؤْمِنِین،فَقلِقَ لذلک أَبُو جَعْفَر المَنْصُورُ،فأَرْسَلَ إِلیه عِیسَی بنَ مُوسَی لقِتَاله، فاستُشْهِد السَّیِّدُ إِبراهِیمُ ،و حُمِلَ رَأْسُه إِلی مِصْر،و کان ذلک لخَمْس بَقین من ذِی القَعْده سنه 145 و هُو ابنُ ثمان و أَرْبَعِین،کما حَکَاه البُخَارِیُّ النَّسَّابه،و لَیْسَ له عَقِبٌ إِلاَّ مِن ابْنه الحَسَن،و حَفِیده إِبْرَاهِیم بن عَبْدِ اللّه بن الحَسَن هذا جَدُّ بَنِی الأَزْرَق بالیَنْبُع. و خُمْرَانُ ،بالضَّمّ :نَاحِیَهٌ بخُرَاسَانَ . و
17- فی کُتُب السِّیَرِ:
فَتَحَ ابنُ عَامِر مَدِینَهَ إِیران شَهْر و مَا حَوْلَها:طُوس،و أَبِیوَرْد ، و نَسَا،و خُمْرانَ ،حَتَّی انْتَهَی إِلی سَرَخْسَ عَنْوهً و ذلِک فی سنه 31.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
رَجُل خَمِرٌ ککَتِفٍ : خامَرَه (6)دَاءٌ.قال ابنُ سِیدَه:و أُرَاه علی النَّسَبِ ،قال امْرُؤُ القَیْس:
أَحَارُ بْنَ عَمْرٍو کأَنِّی خَمِرْ
و یَعْدُو علَی المَرْءِ ما یَأْتَمِرْ
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :رَجُلٌ خَمِرٌ ،أَی مُخَامَرٌ .قال:
و هکذا قیَّده بخَطِّه شَمِرٌ.
و عِنَبٌ خَمْرِیٌّ :یَصْلُح للخَمْرِ .و لَوْنٌ خَمْرِیٌّ :یُشْبِه لَوْنَ الخَمْرِ .
و الخُمَارُ :بَقِیَّهُ السُّکْرِ،تقول منه رَجُلٌ خَمِرٌ أَی فی عَقِبِ خُمَارٍ .و یُنْشَدُ قَوْلَ امْرِیِ ء القَیْس:
أُحارُ بْنَ عَمْرٍو فُؤادِی خَمِرْ
و رجُلٌ مَخْمُور :بِه خُمَارٌ ،و خَمِرٌ کذلک،و قد خُمِرَ خَمْراً ،و رجلٌ مُخَمَّر ، کمَخْمُور .و تَخَمَّرَ بالخَمْر :تَکَسَّرَ به (7).
و خُمْرَهُ اللَّبَنِ :رَوْبَتُه التی تُصَبُّ عَلَیْه لِیَرُوبَ سَرِیعاً رُؤُوباً.
و قال شَمِرٌ: الخَمِیرُ :الخُبْزُ فی قوله:
و لا حِنْطَه الشَّامِ الهَرِیتِ خَمِیرُها
أَی خُبْزُها الَّذِی خُمِّر عَجِینُه فذَهبَتْ فُطُورَتُه.و طَعَامٌ خَمِیرٌ و مَخْمُورٌ فی أَطْعِمَه خَمْرَی .و وَصَف أَبُو ثَرْوَانَ مَأْدُبَهً و بَخُورَ مِجْمَرِهَا قال: فتَخَمَّرَتْ أَطْنَابُنَا،أَی طابَتْ روائِحُ أَبْدَانِنَا بالبَخُور.
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : الخِمْرَه :الاسْتِخْفَاءُ.قال ابنُ أَحْمَر:
ص:368
مِن طارِقٍ یَأْتِی علی خِمْرَه
أَو حِسْبَهٍ تَنْفَعُ مَنْ یَعْتَبِرْ
و أَخْرَجَ من سِرِّ خَمِیرِه سِرّاً،أَی باحَ به.و اجْعَلْه فی سِرِّ خَمِیرِک ،أَی اکْتُمْه،و هو مَجاز.
و
17- فی حَدِیثِ أَبِی إِدْریسَ الخَوْلاَنِیّ قَال: «دَخَلْتُ المَسْجِدَ و النَّاسُ أَخْمَرُ مَا کَانُوا». أَی أَوْفَرُ.
و الخَمَرُ ،مُحَرَّکَهً :وَهْدَهٌ یَخْتَفِی فِیهَا الذِّئب.و قَوْلُ طَرَفَه.
سَأَحْلُبُ عَنْساً صَحْنَ سَمٍّ فأَبْتَغِی
به جِیرَتِی إِن لم یُجَلُّوا لِیَ الخَمَرْ
قال ابنُ سِیدَه:معناه إِن لمْ یُبَیِّنُوا لِیَ الخَبَرَ،و یُرْوَی:
یُخَلُّوا،فعَلَی هذَا، الخَمَرُ هنا:الشَّجَرُ بعَیْنه،أَی إِن لم یُخَلُّوا لِیَ الشَّجَر أَرعَاها بِإِبِلی هَجَوْتُهم فَکَان هِجَائی لَهُمْ سَمّاً،و یُروَی:سأَحْلُب عَیْساً،و هو الفَحْل (1)و یزعُمُون أَنّه سَمٌّ .
و مُخَمَّر ،کمُعَظَّم:مَاءٌ (2)لبَنِی قُشَیْر.
و مِخْمَر ،کمِنْبَرٍ (3):وادٍ فی دِیَارِ کِلاَبٍ .
و خُمَیْرَهُ ،کجُهَیْنَهَ :فَرَسُ شَیْطَانِ بْن مُدْلِج الجُشَمیّ .
و
16- فی الحَدیث: «مَلِّکْه عَلَی عُرْبِهِم و خُمُورِهِم ». قال ابنُ الأَثِیر أَی أَهْلِ القُرَی،لأَنَّهُم مَغْلُوبون مَغْمُورُون بما عَلَیْهم من الخَراج و الکُلَف و الأَثْقَالِ .قال:و کَذَا شَرحَه أَبُو موسَی.
و
14- فی حَدِیثِ أُمِّ سَلَمَه: «أَنَّه کان یَمْسَح علی الخُفِّ و الخِمَار ». أَرادَت بالخِمَارِ العِمَامَه لأَن الرُّجُلَ یُغَطِّی بها رَأْسَه،کَمَا أَنَّ المَرْأَه تُغَطِّیه بِخِمَارِهَا ؛و ذلِکَ إِذا کَان قد اعْتَمَّ عِمَّهَ العَرَبِ فأَدَارَهَا تَحْت الحَنَک فلا یَسْتَطِیع نَزْعَها فی کلِّ وَقْتٍ فتَصِیر کالخُفَّیْنِ ،غَیْر أَنَّه یَحْتَاجُ لِمَسْح (4)القَلِیلِ من الرَّأْس ثم یَمْسَحُ علی العِمَامَه بَدَلَ الاسْتِیعَاب.
و سَارَّهُ فَخَمَرَ أَنْفَه.و ابن یُخَامِر السَّکْسَکیُّ :صَحَابِیّ .
و أَبُو خَمِیرَهَ من کُنَاهم.
و خُمْرَهُ بالضَّمّ :امرأَهٌ کَانَت فی زَمَنِ الوَزِیر المُهَلَّبِیّ ، هَجَاها ابنُ سُکَّرَه،و له فِیهَا مِن الشِّعْر قَدْرُ دِیوَان.
و نَعِیمُ بنُ خَمَّار کشَدَّادٍ،لَهُ صُحْبَه و یقال ابنُ هَمَّار، و ذکره المصنِّف فی«ه ب ر».و«ه م ر»تبعاً للصّاغَانِیّ و لم یَذْکُره هنا،و هذا أَحَدُ الأَوْجَهِ فیه.
و کغُرَابٍ خُمَارُ بنُ أَحْمَدَ بنِ طُولُون و هو خُمَارَوَیْه .
و إِسْماعِیل بنُ سَعْد بنِ خُمَارٍ ،کتب عن السِّلَفِیّ ، و سُلَیْمَان بنُ مُسلِم بن خِمَارٍ الخِمَاریّ بالکسر:مُقْرِیءٌ مَشْهُور.و أَخُوه مُحَمَّد شَیْخٌ للوَاقِدِیّ .و أَبُو البَرَکَات إِبراهِیمُ بنُ أَحْمَدَ بن خَلَفِ بن خُمَارٍ الخُمارِیّ ،بالضم:
مُحَدِّث،و ابنُه أَبُو نُعَیم محمّد،ثِقهٌ حَدَّثَ بمُسنَد مُسدّد، عن أَحْمَد بن المُظَفَّر.
و بِفَتْح فَسُکُون خَمْرُ بن مالِکٍ صاحِبُ ابْنِ مَسْعُودٍ،و قیل فیه بالتَّصْغِیر.
و بِفَتْح فَضَمّ : خَمُرُ بنُ عَدِیّ بن مَالِک الحِمْیَرِیّ .و فی کِنْدَه: خَمَرُ بنُ عَمْرِو بن وَهْبِ بن رَبیعهَ بن مُعاویه الأَکرمینَ ،مُحَرَّکهً ،منهم أَبو شَمِرِ بن خَمَرٍ ،شریفٌ شاعر فی الجاهِلِیَّه و الإِسْلام،و هُو القَائِل:
الوارِثُون المَجْدَ عن خَمَر
و هم رَهْط أَبِی زُرَارَه (5)،ذَکَره ابنُ الکَلْبِیّ .
و منهم الصباح بن سَوادَهَ بن حُجْرِ بن کابِس بن قَیْس بن خَمَرٍ الکِنْدیّ الخَمَرِیّ .
و فی هَمْدَان خَمَرُ بنُ دَوْمَانَ بن بَکِیلِ بن جُشَم بن خَیْرَانَ بن نَوْف (6)،و هم رَهْط أَبی کُرَیْبٍ محمّد بن العَلاءِ البَکِیلیّ الهَمْدَانِیّ الخَمَرِیّ .
و الأُخْمور :بَطْن من المَعَافِر نَزَلُوا مِصْر،منهم زَیْدُ بنُ شُعَیْب بْنِ کُلَیْب الأُخْمُورِیّ المِصْرِیّ .
ص:369
و یقال فیه الخَامِریّ أَیضاً.
و خَمِیرَوَیه .جَدُّ أَبِی الفَضْل محمّد بنِ عَبْدِ اللّه بن محمّد،هَرَوِیّ ثِقَهٌ .
و الخُمْرِیّ ،بضمّ فسکون،إِلَی الخُمْرَه ،و هی المِقْنَعه، نُسِب إِلَیْه مَنْصُور بْنُ دِینَار،و أَبُو مُعاذٍ أَحْمَدُ بْنُ إِبراهِیمَ الجُرْجَانِیّ ،و مُحَمَّدُ بنُ مَرْوَانَ ،و زَیْدُ بْنُ مُوسَی، الخُمْرِیُّون ،مُحَدِّثُون.
و خَمِرٌ ککَتِف:مَوْضِع بالیَمَن به مَشْهَدُ السَّیِّد العَلاَّمه عامِرِ بْنِ عَلِیّ بن الرَّشِیدِ الحُسَیْنِیّ ،ذکَره ابن أَبِی الرِّجال فی تَارِیخه،و اختُلِف فی القُحَیْفِ (1)بنِ خمیر بن سُلَیمٍ الخَفَاجِیّ الشَّاعِر،فضبطَه الآمِدِیّ کأَمِیر.و حَکَی الأَمِیرُ فیه التَّشْدِیدَ (2).
الخمجر ،کجَعْفَر و عُلَبِطٍ و عُلاَبِط ، و الخَمْجَرِیرُ ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هو المَاءُ المِلْحُ جِدّاً.قال:
لو کُنتَ مَاءً کنْت خَمْجرِیرَا
أَو کُنتَ رِیحاً کانَتِ الدَّبُورَا
أَو کُنْتَ مُخّاً کُنْتَ مُخّاً رِیرَا
أَو هو الَّذِی لا یَبْلُغُ أَنْ یَکُونَ الأُجَاجَ و ،قیل:هو الذی تَشْرَبُه الدَّوَابُّ و لا یَشْرَبُه النَّاسُ .و قال ابن الأَعْرَابِیّ :ربما قَتَلَ الدَّابَّهَ و لا سِیَّمَا إِن اعْتَادَت العَذْبَ .
أَو الخَمْجَرِیرُ هو المَاءُ المُرُّ ،عن ابنُ دُرَیْد (3)،و زاد غَیْرهُ :الثَّقِیل.
و یقال: بَیْنَهُم خَمْجَرِیرَهٌ ،أَی تَهْوِیشٌ ،و نَصُّ التَّکْمِلَه:
بینَهُم خَمْجَرِیرٌ .
الخَمَشْتَر کغَضَنْفَر ،و الشِّینُ مُعْجَمَه،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ و الجَماعهُ ،وَ هُو الرَّجُلُ اللَّئِیم الدَّنِیءُ الخَسِیسُ .
ماءٌ خَمْطَرِیرٌ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابنُ دُرَیْد (4):هو کخَمْجَرِیرٍ وَزْناً و مَعْنًی ،أَی مُرٌّ ثَقِیلٌ .و فی بَعْضِ النُّسَخ لَفْظاً و مَعْنًی.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
الخَمْقُرَی (5)،بالفَتْح:نِسْبَه إِلی خَمْس قُرًی، و هی:بَنْج دِیه (6).منها أَبُو المَحَاسن عَبْدُ اللّه بنُ سَعْد (7)الخَمْقَرِیّ ،من المشهورِین بالفَضْل.
الخِنْتَارُ ،بالکَسْر،و الخُنْتُورُ ،بالضَّمِّ أَهمله الجَوْهَرِی،و قال الأُمَوِیُّ : الْخِنْتَار .و قال أَبو عَمرٍو:
الخُنْتُورُ هو الجُوعُ الشَّدِیدُ. یقال:جُوعٌ خِنْتَارٌ ،أَی شَدِیدٌ، و کذلِک خُنْتُورٌ .و وَقَعَ فی مُسوَدَّهِ اللِّسَان،خیتور:بالیَاءِ، و هو غَلَط .
الخَنَثِر ،بفَتْحَتَیْن و کَسْرِ الثاءِ المُثَلَّثَهِ ،الأَخِیرَه عن کُرَاع (8): الشَّیْ ءُ الحَقِیرُ الخَسِیسُ یَبْقَی مِنْ مَتَاعِ القوْمِ فی الدّارِ إِذا تَحَمَّلُوا، کالخَنْثَرِ ،کجعْفَر، و الخِنْثِرِ ،کزِبْرِج، و الخُنْثُرِ ،کهُدْهُد.
و الخَنَاثِیرُ :الدَّوَاهِی کالخَنَاسِیرِ،بالسّین.کلاهما عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و قَرأْتُ فی کِتَاب الأَمثالِ لأَبِی محمّد العُکْبَریّ فی حَرْفِ المیم فی قَوْلهم:«ما اسْتَتَر مَنْ قاد الجَمَل».و أَنشد للقُلاَخ:
أَنا القُلاَخُ بنُ جَنابِ بْنِ جَلاَ
أَخُو خَنَاثِیرَ أَقُودُ الجَمَلاَ
قال:أَی أَنَا ظَاهِرٌ غَیْرُ خَفِیٍّ .و الخَنَاثِیرُ :الدَّوَاهِی.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ فی موضع آخَرَ: الخَنَاثِیرُ : قُمَاشُ البَیْتِ .
و خَنْثَرٌ ،کجَعْفَر، فی نَسَبِ تَمِیم ،ضَبَطَه الحَافِظُ بالحَاءِ المُهْمَلَه. و فی أَسَدِ خُزَیْمَهَ ،ضَبَطَه الحَافِظُ بالمُهْمَلَه، و فی قَیْسِ عَیْلاَنَ ،ضَبَطه الحافِظُ بالمُهْمَلَه.
ص:370
و عَمْرُو بْنُ خَنْثَرٍ من أَبْطَال الجَاهِلیَّه ،و هو جَدُّ أُمِّ المُؤمِنین خَدِیجهَ ابْنَهِ خُوَیْلَدٍ لأُمِّهَا ،رَضِیَ اللّه عنها،و فیه الوَجُهَان،ذَکَرَهُما الحَافِظ .
*و فاته:
خَنْثَرُ بنُ الأَضْبَط الکِلاَبیّ ،فارِسٌ جاهِلِیٌّ من وَلدِهِ مَنْظُورُ بْنُ رَوَاحَهَ الشَّاعِر،و قد قِیل فیه بالإِهْمال أَیضاً.
الخَنْجَر ،کجَعْفَرٍ:السِّکِّین و قیلَ إِنَّ نُونَه زائِدَهٌ ،و إِن وَزْنَه فَنْعَلٌ ،و مَالَ إِلیه بَعْضُ الصَّرْفِیِّین، أَو العَظِیمَهُ مِنْهَا ،هکذا بتَأْنِیث الضَّمِیر فی أُصُولِ القَامُوس کُلِّهَا،أَی السِّکِّیت باعْتِبَار أَنَّه جَمْعٌ واحِدُه سِکِّینهٌ ،فَأَرَادَ أَوَّلاً مُفْرَداً،و أَعَادَ علیه الجَمْع،فهو کالاسْتِخْدَام،قالَه شَیْخُنَا.
و تُکْسَر (1)خَاؤُه ،أَی مع بَقاءِ فَتْح ثالِثِ الکلمه،فیکون کدِرْهَمٍ .و یُسْتَدْرَک علی بحْرَق فی شَرْح لامِیَّه الأَفْعَال فإِنَّه قَالَ فیه:لم یُعْرَف فِعْلَل اسْماً إِلاَّ دِرْهَم،و زاد فی المِصْبَاح لُغَهً ثَالِثَهً و هِی کزِبْرِج.
و من مَسائِل الکِتَاب:المَرْءُ مَقْتُول بِمَا قَتَلَ بِه،إِنْ خَنْجَراً فَخَنْجَرٌ و إِنْ سَیْفاً فسَیْفٌ .
و الخَنْجَرُ النَّاقَهُ الغَزِیرَهُ اللَّبَنِ کالخَنْجَرَه ،بالهَاءِ، و الخُنْجُورَهِ (2)،بالضَّمّ ،و الجَمْعُ الخَنَاجِرُ .و قال الأَصْمَعِیّ :
الخُنْجُورُ ،و اللُّهْمُوم و الرُّهْشُوش:الغَزِیرَهُ اللَّبَن من الإِبِل.
و رَجلٌ خَنْجَرِیُّ اللِّحْیَهِ ،أَی قَبِیحُهَا ،علی التَّشْبِیه،نَقَلَه الصَّاغانِیّ عن الفَرَّاءِ.و العَّامَه تَقُول مُخَنْجَرَه .
و الخَنْجَرِیرُ :المَاءُ المُرُّ الثَّقِیلُ ،و قیل هو الْمِلْح جِدّاً مثْل الخَمْجَرِیر.
و یقال نَاقَهٌ خُنْجُورَهٌ ،بالضَّمِّ ،أَی ضَخْمَهٌ .
و الخَنْجَرُ اسمُ رَجُلٍ ،هو الخَنْجَرُ بنُ صَخْرٍ الأَسَدِیّ .
الخَانِرُ :الصَّدِیقُ المُصَافِی ،عن أَبی العَبَّاس، ج خُنُرٌ ،بِضَمَّتَیْن،هکَذَا هو مَضْبُوط فی النُّسَخ،و الصَّوَاب خُنَّرٌ ،مِثَال رُکَّع (3).یقال:فلانٌ لَیْسَ من خُنَّرِی ،أَی لَیْسَ من أَصْفِیائی. و الخَنَوَّرُ ،بفتح الخَاءِ و النُّونِ و تَشْدِیدِ الوَاوِ، کعَذَوَّرٍ ، و لو قال کعَمَلَّس کانَ أَحسَنَ لشُهْرَته، و الخَنُّور ،مثْل تَنُّورٍ:
قَصَبُ النُّشَّابِ . أَنشد أَبُو حَنِیفَه:
یَرْمُونَ بالنُّشَّاب ذِی الْ
آذانِ فی القَصَبِ الخَنَوَّرْ
و قِیل: کُلُّ شَجَرهٍ رِخْوَهٍ خَوَّارَهٍ فهی خَنَوَّرَه .قال أَبو حَنیفَه:فلذلِک قِیلَ لقَصَبِ النُّشَّابِ خَنَوَّرٌ (4).[و النَّعْمهُ الظاهِرَهُ ] (5).
و الخِنَّوْر ، کعِلَّوْصٍ ،أَی علی مِثَالِ بِلَّوْرٍ، و عَذَوَّرٍ:
الدُّنْیا ،کأُمّ خَنُّورٍ .قال عَبْدُ المَلِک بْنِ مَرْوَان:و فی رِوَایَه أُخْرَی سُلَیْمَان بْن عَبْد المَلِک:
وَطِئْنا أُمَّ خَنُّورٍ بِقُوَّهٍ
فما مَضَت جُمْعَهٌ حتّی مَاتَ .
و إِسماعِیلُ بْنُ إِبراهِیمَ بْنِ خُنَّرَهَ ،کسُکَّرَهٍ ،مُحَدِّثٌ صَنْعَانِیٌّ ،رَوَی عَنْه عُبَیْد بن محمّد الکِشْوَرِیّ .
و أُمُّ خَنُّور ،کتَنُّور، و خِنَّوْر ،کبِلَّوْر: الضَّبُعُ ؛و قیل:
کُنْیَتُه،و قیل هِی أُمُّ خِنَّوْر کبِلَّوْر،عن أَبِی رِیَاش،و الذی فی الجَمْهَرَه لابْنِ دُرَیْد (6): الخِنَّوْر ،و الخَنُّور مثال التَّنُور، بالرَّاءِ و الزَّای:الضَّبُعُ .فَتَأَمَّلْه مع سِیَاق المُصَنِّف. و أَمُّ خِنَّوْرٍ و خَنُّورٍ : البَقَرَهُ ،عن أَبِی رِیاش أَیضاً، و قیل:
الدَّاهِیَهُ ،یقال:وَقَعَ القَوْمُ فی أُمِّ خِنَّوْر ،أَی فی دَاهِیَه.
و الخَنُّورُ : النِّعْمَهُ الظاهِرَهُ ،و قیل:الکَثِیره، ضِدٌّ ،و فیه تَأَمُّل إِذْ لا مُنَاسَبَه بین النِّعْمَه و الدَّاهِیَه،و إِنَّمَا هو بِحَسَب المقَامَات و العَوَارِض،کما لا یَخْفَی.
و أُمُّ خَنُّور : مِصْرُ ،صانَهَا اللّه تَعَالی،قال کُراع:لکثْرَهِ خَیْرها و نِعْمَتِهَا، و منه الحَدِیثُ الذی رَوَاه أَبُو حَنِیفَهَ الدِّینَوَرِیّ فی کِتَاب النَّبات:« أُمُّ خَنُّور یُسَاقُ إِلَیْهَا القِصَارُ الأَعْمَارِ ».قال أَبو مَنْصُور و فی خَنُّور ثَلاثُ لُغاتٍ .قلت:
و قد صَرَّحَ البَکْریّ و عَدَّه من أَسْمَاءِ مِصْر،و کذا المقْرِیزیّ فی الخِطَط .و قرأْتُ فی بَعْضِ تَوارِیخ مِصْرَ مَا نَصُّه:و إِنَّمَا
ص:371
سُمِّیَت مِصْرُ بأُمِّ خَنُّورٍ لِمَا فیها من الخَیْرَات التی لا تُوجَد فی غَیْرها،و ساکِنُهَا لا یَخْلُو من خَیْرٍ یَدِرّ عَلَیْهِ فِیهَا،فَکَأَنَّها البَقَرهُ الحَلُوبُ النَّافِعَه،و قیل غَیْرُ ذلِک،و هو کَلاَمٌ حَسَنٌ ، و علی هذا فَیَکُون مَجَازاً.و یمکن أَنْ یَکُون تَسْمِیَتُهَا بِه بِمَعْنَی الدُّنْیَا،و قد سُمِّیَتْ بأُمِّ الدُّنْیَا أَیضاً.و یقال:وَقَعُوا فی أُمِّ خَنُّورٍ ،إِذا وَقَعُوا فی خِصْب و لِینٍ من العَیْش.
و من ذلک أَیضاً تَسْمِیَهُ البَصْره بأُمِّ خَنُّورٍ ،لکَثْرَه أَشْجَارها و نَخِیلِها و خِصْبِ عَیْشِهَا.
و أُمّ خَنُّور : الاسْتُ . و شَکَّ أَبُو حاتم فی شَدِّ النّون.
و قال أَبُو سَهْل:هِی أُمُّ خِنَّوْر کبِلَّوْر.و قال ابن خَالَوَیْه:هی اسْمٌ لاسْتِ الکَلْبَه.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
أُمُّ خَنُّور :الصّحاری،و به فَسَّر بَعْضٌ قولَهم:وَقَعُوا فی أُمِّ خَنُّورٍ .
الخَنْزَرَهُ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ هنا،و أَوردَه فی تَرْکیبِ :«خ ز ر»و قال ابنُ دُرَیْد:هو الغِلَظُ قال:و منه اشْتِقَاق الخِنْزِیر ،علی رَأْیٍ .
و الخَنْزَرَه : فَأْسٌ غَلِیظَهٌ عَظِیمَهٌ تُکْسَر (1)بِهَا الحِجَارَهُ ، أَورده فی تَرْکِیب«خ ز ر».
و دَارَهُ خَنْزَرٍ ،کجَعْفَر:مَوْضع،عن کُرَاع.و فی التَّهْذِیب: خَنْزَر من غَیْر ذِکْر دارَه،قال الجَعْدِیّ :
أَلمَّ خَیَالٌ من أُمَیْمَهَ مَوْهِناً
طُرُوقاً و أَصْحابِی بِدَارَهِ خَنْزَرِ
و الخَنْزَرَتَیْن : الخَنْزِرَتَیْن مِنْ دَارَاتِهِم و قد تَقَدَّم فی خَزَر.
و خَنْزَرَهُ مَوْضعٌ ،أَنشد سِیبَوَیْه:
أَنْعَتُ عَیْراً من حَمِیرِ خَنْزَرَهْ
و الخِنْزِیرُ :حَیوان مَعْرُوف،و قد ذُکِرَ فی خ ز ر ،و أَعادَه هُنا علی رَأْی مَنْ یَقُول:إِنّ النُّونَ فی ثانِی الکَلِمَه لا تُزادُ إِلاّ بِثَبتٍ ،و قد تَقَدَّم الکَلاَمُ عَلَیْه.
*بَقِیَ عَلَیْه مما لم نَسْتَدْرِک فی«خ ز ر».
خَنْزَرَ :فَعَلَ فِعْلَ الخِنْزِیرِ .و خَنْزَرَ :نَظَرَ بِمُؤْخِرِ عَیْنِه.
و خَنْزَرُ بنُ الأَرْقَمِ اسْمُه الحَلال (2)هو ابنُ عَمّ الرَّاعِی یَتَهَاجَیانِ .و زَعَمُوا أَنْ الرَّاعِیَ هو الذی سمّاه خَنْزَراً ،و هو أَحَدُ بَنِی بَدْرِ بْنِ عبدِ اللّه بن ربیعه بن الحارث بن نُمَیْرٌ، و الرَّاعی من بنی قَطَنِ بْنِ رَبِیعَه،و مُنَاظَرتُهما فی الحَمَاسَه.
و أَبُو بَکْرٍ أَحمَدُ و أَبُو إِسحاقَ إبراهیمُ ،ابنا مُحَمَّد بن إبراهِیم بن جَعْفَر الکِنْدِیّ الصّیْرفیّ ، الخَنَازِیرِیّانِ ، مُحَدِّثانِ .
و مُنْیَهُ الخَنَازِیر ،قَرْیه بمِصْر،و کَفْر الخَنَازَیر ،أُخْرَی بها.
الخِنْسِرُ بالکَسْر:اللَّئِیم،و الخِنْسِرُ : الدَّاهِیَهُ ، و الخَنَاسِیرُ :الهَلاکُ (3)و أَنشد ابنُ السِّکِّیت:
إِذا مَا نُتِجْنَا أَرْبعاً عامَ کُفْأَهٍ
بَغَاها خَنَاسِیراً فأَهْلک أَرْبَعَا
و قد تقدّم.
و الخَنَاسِیرُ : ضِعافُ النَّاسِ و صِغَارُهم.و یقال:هُمُ الخَنَاسِر .
و الخَنَاسِیرُ : أَبْوالُ الوُعُول عَلَی الکَلَإِ و الشَّجَر و الخَنَاسِرَه :أَهْلُ الجَبَّانَه (4)لضَعْفِهِم.
و رجُلٌ خَنْسَرٌ و خَنْسَرِیٌّ ،بفَتْحِهما أَی فی مَوْضِعِ الخُسْرَانِ ،ج خَناسِرَهٌ ،و قد تقدَّم.و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :
الخَنَاسِیرُ :الدَّوَاهی،کالخناثیر،و قیل الخَنَاسیر :الغَدْرُ و اللُّؤْم،و منه قَوْل الشَّاعِر:
فإِنَّک لو أَشْبَهْت عَمِّی حَمَلْتَنِی
و لکِنَّه قد أَدْرَکَتْک الخَنَاسِر
أَی أَدْرَکَتْک مَلائِمُ أُمِّک.
الخَنْشَفِیر ،کقَنْدَفِیر ،أَهْمَلَه الجَوْهرِیّ ،و قال الصَّاغانِیّ :أُمُّ خَنْشَفِیرٍ : الدَّاهِیَهُ ،و الوَزْن به غرِیب،و لو قال
ص:372
کزَنْجَبِیل کان أَوْلَی و أَقْرَبَ للتَّفْهِیمِ ،کما هو ظَاهِرٌ.و هذه اللَّفْظَه قَرِیبَه من لفْظَهِ الخِنْفشَار،بالکسر،و هی مُوَلَّده، اتّفاقاً،استُعْمِل الآن فی التَّعَاظُم،و لها قِصَّه عَجِیبَه ذکرَهَا المَقَّرِیّ فی نَفْح الطِّیب،و أَنْشَد الشِّعْر الذی صَنَعه المُوَلّدُ بَدِیهَهً علی قَوْلِه حِین سُئِل عنها فَقَال إِنَّهَا نَبْتٌ یُعْقَد به اللَّبَن و قال:
لقد عُقِدَتْ مَحَبَّتُکُم بقَلْبِی
کَمَا عَقَدَ الحَلِیبَ الخِنْفِشَارُ
فتَعَجَّبوا من بَدِیهَته،و قد نُسِب ذلک إِلی أَبِی العَلاءِ صَاعد اللُّغَویّ صاحِبِ الفُصُوصِ ،و قیل الزَّمَخْشَرِیّ ، و الأَوَّلُ أَقْرب.
*و استَدْرَک شَیْخُنا:
خشنشار الواقع فی قَوْل أَبِی نُواس:
کأَنَّهَا مُطْعَمَهٌ فَاتَهَا
بین البَسَاتِینِ خشنشار
قال شارِحُ دِیوَانِه:هو من طُیُور الماءِ،و هو قَنْصُ العُقَابِ ،و نَقَله الخَفَاجِیّ فی شِفَاءِ الغِیل.
الخِنْصَر ،کزِبْرِج و تُفْتَحُ (1)الصَّادُ ،أَی مع بَقَاءِ کَسْرِ الأَوَّل فیَصِیر من نظائر دِرْهَم،و یُسْتَدْرَک به علی بِحْرَق شارِح الَّلامِیَّه،کما تَقَدَّمت الإِشاره إلیه: الإِصْبَع الصُّغْرَی أَو الوُسْطَی -هکذا ذکرهما فی کتاب سِیْبَوَیْه،کما نَقَلَه عنه صاحِبُ اللِّسَان،فَقَوْل شَیْخِنَا:و إِطْلاقُه علی الوُسْطَی قَوْلٌ غیر معْرُوف،و لا یُوجَد فی دِیوَان مأْلُوف،مَحَلُّ تَأَمُّل- مُؤَنَّثٌ ،و الجَمْعُ بالأَلِف و التَّاءِ،اسْتِغْنَاءً بالتَّکسِیر.و لها نَظَائِرُ نحو فِرْسِن و فَرَاسِنُ و عَکْسُهَا کثیر.و حَکَی اللِّحْیَانیّ :
إِنّه لعَظِیم الخَنَاصِر ،و إِنَّهَا لعَظِیمَهُ الخَنَاصِرِ ،کأَنَّه جَعَلَ کُلَّ جُزْءٍ منه خِنْصِراً ،ثم جُمِع علی هذا،و أَنْشَد:
فشَلَّت یَمِینِی یَومَ أَعْلُو ابْنَ جَعْفَرٍ
و شَلَّ بَنَانَاها و شَلَّ الخَنَاصِرُ
و یقال:بفلان تُثْنَی الخَناصِرُ ،أَی تُبْدَأُ بِه إِذا ذُکِرَ أَشْکَالُه.و أَنْشَدَنا شیخُنَا قال:أَنْشَدَنَا الإِمَامُ مُحَمَّدُ بنُ المسناویّ :
و إِذَا الفَوَارِسُ عُدِّدت أَبْطَالُهَا
عَدُّوهُ فی أَبْطَالِهِم بالخِنْصَرِ
قال:أَی أَوّل شیءٍ یَعُدُّونه.
و خُنَاصِرَهُ ،بالضَّمِّ :د،بالشَّام من عَمَلِ حَلَبَ ،و قیل:
من أَرض حِمْصَ ، سُمِّیَتْ ،هکَذا فی النُّسَخ،و الصَّوَاب:
سُمِّیَ بخُنَاصِرَهَ بْنِ عُرْوَهَ بْنِ الحَارِث ،هکذا فی النُّسخ، و الصَّوابُ :عَمْرو بنُ الحَارِث بنِ کَعْب بن الوغا (2)بن عَمْرو بْنِ عَبْدِ وُدّ بنِ عَوْف بن کِنَانَه الکَلْبِیّ (3).قیل هو خلیفَهُ إبراهِیم الأَثْرَم (4)صاحِبِ الفِیل،خَلَفَه بالیَمَن بصَنْعَاءَ،إِذا سار کسری أَنْوشرْوَانَ ،و قیل:بَنَاهَا أَبو شَمِرِ بنُ جَبَلَه بن الحارِث،قال السّمْعَانِیّ .
قلت:و بها مَرِض عُمَرُ بنُ عَبْد العَزیز،و مات بدَیْرِ سِمْعَان، و جَمَعَها جِرَانٌ العَوْدِ الشاعر اعْتِبَاراً بِمَا حَوْلَها، فقال :
نَظرْتُ و صُحْبَتی بخُنَاصِرَاتٍ (5)
و خِنْصِرانُ ،بالکَسْر، عَلَمٌ .
الخِنْطِیرُ ،کقِنْدیل هکذا بالطَّاءِ المُهْمَلَه بعد النُّون و مِثْلُه فی التَّکْمِلَه.و الَّذِی فی اللِّسَان و غَیره بالظَّاءِ المُشَاله و الأَوَّل الصَّواب،و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و قال اللِّحْیَانیّ :هی العَجُوزُ (6)المُسْتَرْخِیَهُ الجُفُونِ و لَحْمِ الوَجُه. أَعاذَنَا اللّه مِنْهَا.
خُنَافِر ،کعُلاَبِط ،أَهملَه الجَوْهَرِیّ ،و قال الصَّاغَانِیّ :هو اسم رَجُل کاهِنٍ ،هو خُنَافِر بنُ التَّوْأَم الحِمْیَریّ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
خَنْفَرٌ من الأَعلام.و مُحَمَّد بنُ عَلِیّ بْنِ خَنْفَرٍ الأَسَدِیّ ، حَدَّثَ بدِمَشق عن القاضی أَبِی المَعَالی القُرَشِیّ ،و عنه الحَافِظ أَیضاً.
ص:373
و خَنْفَرٌ :لَقَبُ أَبِی الفَرَجِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ اللّه الواسِطِیّ الوکیل،سمع منوجهرَ بنَ ترْکانْشاه،و توفِّیَ سنهَ 619.
و خَنْفَرُ :قَریهٌ بالیمنِ ،عن الصَّاغانیّ .
قلْتُ :و هی من أَکْبر قُرَی وادِی أَبْینَ ،و قد بَنَی فیها الأَتابِک مَسْجِداً عَظِیماً،و بِهَا أَوْلادُ مُحَمَّد بنِ مُبارکٍ البرکانیّ خُفَراءُ الحاجّ .
الخُوَارُ بالضَّمّ :مِنْ صَوْتِ البَقر و الغَنَمِ و الظِّبَاءِ و السِّهَام ،و قد خَار یَخُور خُوَاراً :صَاحَ ،قاله ابنُ سِیدَه.
و قال اللَّیْثُ : الخُوَارُ :صَوْتُ الثَّوْرِ،و ما اشْتَدَّ من صَوْتِ البَقَرَهِ و العِجْل.و فی الکِتَاب العَزیز: فَأَخْرَجَ لَهُمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ (1).و
17- فی حَدِیث مَقْتَل أُبَیّ بنِ خَلَف: «فخَرَّ یَخُورُ کما یَخُور الثَّورُ».
و فی مُفْردَاتِ الرّاغِب: الخُوَارُ فی الأَصل:صِیاحُ البَقَرِ فَقَط ،ثمّ تَوَسَّعُوا فیه فأَطْلقُوه علی صِیاحِ جَمِیعِ البَهَائمِ (2).
و قولُ شیخنا:و اسْتِعْمَاله فی غَیْر البقرِ غَیْر مَعْرُوف، مُنَاقَش فیه،فقد قَالَ أَوْسُ بنُ حَجَرٍ فی خُوَارِ السِّهَام:
یَخُرْنَ إِذا أُنْفِرْن فی سَاقِط النَّدَی
و إِن کانَ یوماً ذَا أَهَاضِیبَ مُخْضِلاَ
خُوارَ المَطَافِیلِ المُلَمَّعَهِ الشَّوَی
و أَطْلائِها صادَفْن عِرْنانَ مُبْقِلاَ
یقول:إِذا أُنْفِزَت السِّهَامُ خَارَت خُوَارَ هذِه الوَحْشِ المَطَافِیلِ التی تَثْغُو إِلی أَطْلائِهَا و قد أَنْشَطَهَا المَرْعَی المُخْصِبُ ،فأَصْوَاتُ هذه النِّبالِ کأَصْوَاتِ تِلْک الوُحُوشِ ذَوَاتِ الأَطْفَالِ ،و إِن أُنْفِزَت فی یَومِ مَطَرٍ مُخْضِل.أَی فلِهذِه النَّبْلِ فَضْلٌ من أَجْلِ إِحْکامِ الصَّنْعَهِ و کَرَمِ العِیدَانِ .
و الخَوْرُ مِثْل الغَوْر: المُنْخَفِضُ المُطْمَئِنُّ مِن الأَرْضِ بین النَّشْزَیْن.
و الخَوْرُ : الخَلِیجُ من البحْر. و قیل: مَصبُّ المَاءِ فی البَحْرِ ،و قیل:هو مَصَبُّ المیَاهِ الجَارِیهِ فی البَحْر إِذا اتَّسَعَ و عَرُضَ .و قال شَمِرٌ: الخَوْرُ :عُنُقٌ من البَحْر یدْخُل فی الأَرض، و الجَمْعُ خُؤُورٌ .قال العَجَّاجُ یَصِف السَّفِینَهَ :
إِذا انْتَحی بجُؤجُؤٍ مَسْمُورِ
و تارَهً یَنْقَضُّ فی الخُؤُورِ
تَقَضِّیَ البَازِی من الصُّقُورِ
و الخَوْرُ : ع بأَرْضِ نَجْدٍ فی دِیَارِ کِلاَبَ فِیهِ الثُّمَامُ و نَحْوُه. أَو وَادٍ وَرَاءَ بِرْجِیلٍ ،کقِنْدِیل،و لم یذکر المُصَنِّف «برْجِیل»فی اللَّلام.
و الخَوْر :مَصْدَرُ خَارَ یَخُور ،و هو إِصَابَهُ الخَوْرَانِ .
یقال:طَعَنَه فَخَارَه :أَصابَ خَوْرَانَه ،و هو الهَوَاءُ الَّذِی فِیه الدُّبُر من الرَّجُلِ و القُبُلُ من المَرْأَه.و قیل: الخَوْرانُ ، بالفَتْح:اسم للمَبْعَرِ یَجْتَمِعُ عَلَیْه ،أَی یَشْتَمِل، حِتَارُ الصُّلْبِ من الإِنْسَان و غَیْرِه، أَو رَأْسُ المَبْعَرَهِ ،أَو مَجْرَی الرَّوْثِ ، أَو الَّذِی فِیهِ الدُّبُرُ. و قیل:الدُّبُرُ بعَیْنه:سُمِّیَ به لأَنه کالهَبْطَهِ بین ربْوَتَیْن.
ج الخَوْرَانَاتُ (3)و الخَوَارِینُ ،و کذلک کُلُّ اسْم کان مُذَکَّراً لغَیْر النّاسِ جَمْعُه علی لَفْظِ تَاآتِ الجَمْع جَائِزٌ،نحو حَمَّامَات و سُرَادِقات و ما أَشْبَهَها.
و الخُورُ ،بالضَّمِّ من النِّسَاءِ:[الکَثِیرَاتُ الرَّیْبِ (4)، لِفَسَادِهِنَّ و ضَعْفِ أَحْلامِهِنّ ، بِلاَ واحدٍ. قال الأَخْطلُ :
یَبِیتُ یَسوفُ الخُورَ وَ هْیَ رَوَاکِدُ
کمَا سَافَ أَبکارَ الهِجَانِ فَنِیقُ
و من المَجاز: الخُورُ : النُّوقُ الغُزُرُ الأَلْبانِ أَی کَثِیرَتُهَا، جَمْعُ خَوَّارَه ،بالتَّشْدِید،علی غیْرِ قِیاس.قال شیخُنَا فی شَرْح الکِفَایَه:بل و لا نَظِیر له.قال القُطَامِیُّ :
رَشُوفٌ وَرَاءَ الخُورِ لو تَنْدَرِیءْ لهَا
صَباً وَ شَمالٌ حَرْجَفٌ لم تَقَلَّبِ
قُلُت:هذا هو الَّذِی صُرِّح به فی أُمّهاتِ اللُّغَه.
و فی کِفَایَه المُتَحَفِّظ ما یَقْتَضِی أَن هذا من أَوصَافِ أَلْوَانِها،فإِنَّه قال: الخُورُ :هی الَّتِی تکون أَلوانُهَا بَیْن الغُبْرَه
ص:374
و الحُمْرَه،و فی جُلُودِهَا رِقَّه.یقال:ناقَهٌ خَوَّارهٌ ،قالوا:
الحُمْر مِنَ الإِبلِ أَطْهَرُهَا جِلْداً،و الوُرْق أَطْیَبُهَا لَحْماً، و الخُورُ أَغْزَرُها لَبَنَاً.و قد قال بعضُ العرب:الرَّمْکَاءُ بَهْیَاءُ، و الحَمْرَاءُ صَبْرَاءُ،و الخَوَّارَه غَزْرَاءُ.و قد أَوسَعَه شَرْحاً شَیْخُنَا فی شَرْحِها المُسَمَّی بتَحْرِیر الرِّوَایه فی تَقْرِیر الکِفایَه.
فراجِعْه.
قُلْتُ :و الَّذِی قالَه ابنُ السِّکِّیت فی الإِصلاح: الخُورُ :
الإِبل الحُمْر إِلی الغُبْره،رَقِیقَاتُ الجُلُود،طِوالُ الأَوْبَارِ، لها شَعرٌ یَنْفُذُ وَبَرَها،هی أَطْولُ من سَائِر الوَبَر،و الخُور أَضْعَفُ من الجَلَدِ،و إِذا کانَت کَذلک فهی غِزَارٌ.و قال أَبُو الهَیْثَم:ناقَهٌ خَوَّارَهٌ :رَقِیقَهُ الجُلْد غَزِیرَهٌ .
و الخَوَرُ ، بالتَّحْرِیک:الضَّعْفُ و الوَهَنُ ، کالخُؤُور ، بالضَّمّ ، و التَّخْوِیرِ . و قد خارَ الرَّجُلُ یَخُورُ خُؤُوراً ،و خَوِرَ خَوَراً ،و خَوَّرَ :ضعُفَ و انْکَسَر.
و الخَوَّارُ ککَتَّانٍ :الضَّعِیفُ ، کالخَائِرِ ،و کلّ مَا ضَعُف فَقَد خارَ .و قال اللَّیْث: الخَوَّار :الضَّعِیف الذِی لا بقَاءَ له علی الشِّدَّه.و
17- فی حَدِیث عُمَرَ: «لن تَخُورَ قُوًی ما دَام صاحِبُها یَنْزِعُ و یَنْزُو». أَی لن یَضْعُف صاحِبُ قُوَّه یَقْدِر أَن یَنْزِعَ فی قَوْسِه و یَثِبَ (1)إِلی دابَّته.و منه
17- حَدِیثُ أَبی بَکْر قال لِعُمَر: «أَ جَبَانٌ (2)فی الجاهِلیّه و خَوَّارٌ فی الإِسلام». ؛و الخُوَارُ فی کلّ شیْ ءٍ عَیْبٌ إِلاَّ فی هذه الأَشیاءِ یأْتی منها البعض فی کلام المصنّف،کقوله. و الخَوَّار مِنَ الزِّنَادِ:القَدَّاحُ ، یقال:زِنَادٌ خَوَّارٌ ،أَی قَدَّاحٌ ،قاله أَبو الهَیْثَم.. و الخَوَّار من الجِمَالِ :الرَّقِیقُ الحَسَنُ (3)یقال:بَعِیرٌ خَوَّارٌ أَی رَقِیقٌ حَسَنٌ . ج خَوَّارَاتٌ ،و نَظِیره ما حَکَاه سِیْبَوَیْه من قَوْلهم:
جَمَل سِبَحْل و جِمَالٌ سِبَحْلاَتٌ ،أَی أَنه لا یُجْمَع إِلاَّ بالأَلف و التَّاءِ.
قال ابن بَرِّیٍّ :و شَاهِد الخُورِ جَمْع خَوّار قَولُ الطِّرِمَّاحِ :
أَنَا ابنُ حُمَاهِ المَجْد من آلِ مَالِکٍ
إِذا جَعَلَت خُورُ الرّجَالِ تَهِیعُ
قال:و مثله لغَسَّانَ السَّلِیطِیِّ :
قَبَحَ الإِلهُ بَنِی کُلَیْب إِنَّهُمْ
خُورُ القُلوبِ أَخِفَّهُ الأَحْلامِ
و الخَوَّارُ العُذْرِیّ رَجُلٌ نَسَّابَهٌ ،أَی کان عَالِماً بالنَّسَب.
و من المَجَاز:فَرسٌ خَوَّارُ العِنَانِ ،إِذا کان سَهْل المَعْطِف (4)لَیِّنَه کَثِیر الجَرْی ،و خَیلٌ خُورٌ .قال ابنُ مُقْبل:
مُلِحٌّ إِذَا الخُورُ اللَّهامِیمُ هَرْوَلَتْ
تَوَثَّبَ أَوْسَاطَ الخَبَارِ علی الفَتْرِ
و الخَوَّارَهُ :الاسْتُ ،لضَعْفِها.
و من المَجاز: الخَوَّارَه : النَّخْلَهُ الغَزِیرَهُ الحَمْلِ . قال الأَنْصَاریّ :
أَدِینُ و مَا دَیْنِی علَیْکُمْ بمَغْرَمٍ
و لکِنْ علی الجُرْدِ الجِلادِ القَرَاوِحِ
علی کُلِّ خَوَّارٍ کأَنَّ جُذُوعَه
طُلِینَ بقَارٍ أَو بحَمْأَهِ مائِحِ
و من المَجَاز: اسْتَخَارَه فخَارَه ،أَی اسْتَعْطَفَه فعَطَفَه، یقال:هو مِنَ الخُوَارِ و الصَّوْت.
و أَصْلُه أَنَّ الصائِدَ یأْتِی المَوْضِعَ الّذِی یَظُنُّ فیه وَلَدَ الظَّبْیهِ أَو البَقَرَهِ [الوحشیه] (5)فیخُور خُوَارَ الغَزالِ فتَسْمَع الأُمُّ ،فإِن کان لَهَا وَلَدٌ ظَنَّت أَنّ الصَّوتَ صَوتُ وَلَدِهَا، فتَتْبَعُ الصَّوْتَ ،فیَعْلَم الصّائِدُ أَنَّ لها وَلَداً فیَطْلُب مَوْضِعَه، فیُقَال اسْتَخارَهَا،أَی خَارَ لِتَخُورَ،ثمّ قیلَ لِکُلّ مَن اسْتَعْطَفَ : استَخارَ .و قال الهُذَلِیّ و هو خَالِد بنُ زُهَیْر:
لعَلَّکَ (6)إِمّا أُمُّ عَمْرو تَبَدَّلَتْ
سِوَاکَ خَلِیلاً شاتِمِی تَسْتَخِیرُهَا
قال السُّکَّرِیّ شارِحُ الدِّیوان:أَی تَسْتَعْطِفُها بشَتْمِک إِیّای.و قال الکُمَیْت.
و لَنْ یَسْتَخِیرَ رُسُومَ الدِّیَارِ
لِعَوْلَتِه ذُو الصَّبَا المُعَوِلُ
ص:375
فعَیْنٌ استَخَرْت علی هذا وَاوٌ،و هو مَذْکُور فی الیاءِ أَیضاً.
و عن اللَّیْث: اسْتَخَار الضَّبُعَ ،و الیَرْبُوعَ : جَعَلَ خَشَبَهً فی ثَقْبِ بَیْتِهَا ،و هو القَاصِعَاءُ، حتی تَخْرُجَ مِنْ مَکَانٍ آخَرَ ، و هو النَّافِقَاءُ،فَیَصِیده الصَّائدُ.
قال الأَزهَرِیّ :و جَعَلَ اللَّیْثُ الاسْتِخَارَهَ للضَّبُعِ و الیَرْبُوعِ ،و هو باطلٌ .
و استَخَارَ المَنْزِلَ :اسْتَنْظَفَه کأَنَّه طَلَبَ خَیْرَه ،و هذا یُنَاسِب ذِکْرَه فی الیاءِ،کما فَعَلَه صاحِبُ اللِّسَان،و أَنْشَد قَوْلَ الکُمَیت.
و أَخَارَه إِخَارَهً . صَرَفَه و عَطَفَه یقال: أَخَرْنَا المَطَایَا إِلی مَوْضِع کذَا نُخِیرُهَا إِخَارَهً :صَرَفْناهَا و عَطَفْنَاها.
و خُور ،بالضَّمِّ :ه بِبَلْخَ ،مِنْهَا أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْن عَبْدِ الحَکم ،خَتَنُ یَحْیَی بنِ محمّد بن حَفْصٍ ، و کان به صَمَمٌ ،یَرْوِی عن أَبی الحَسَن عَلِیِّ بن خَشْرَمٍ المَرْوَزِیّ ،مات سنه 305.
و خُورُ : ه باسْتِرَابَاذَ،تُضَافُ إِلی سَفْلَقَ کجَعْفَر (1)،کذا فی تاریخ اسْتِرابَاذَ لأَبی سَعْد الإِدْرِیسیّ ، مِنْهَا أَبُو سَعِیدٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد الخُور سَفْلَقِیّ الاسْتِرابَاذِیّ ،یَرْوِی عن أَبِی عُبَیْدهَ أَحْمَدَ بنِ حَوّاسٍ (2)،و عنه أَبُو نُعَیمٍ عَبْدُ المَلِک بنُ مُحَمَّد بُنِ عَدِیٍّ الاسْتِرَابَاذِیُّ .
و الخَوْرُ ، بالفَتْح مُضَافَهً إِلَی مَوَاضِعَ کَثِیرَه،منها خَوْرُ السِّیفِ بکَسْر السّین،و هو دُون سِیرَافَ .مدِینَه کَبِیرَه،و یأْتِی للمصنِّف أَیضاً.
و خَوْرُ الدَّیْبُلِ ،بفَتْح الدَّال المُهْمَلَه و سکون الیاءِ التَّحْتِیَّه و ضَمّ المُوَحَّده:قَصَبَهُ بِلادِ السِّنْدِ،وَجَّهَ إِلیه عُثْمَانُ بنُ أَبِی العَاصِ أَخاه الحَکَمَ ففَتَحه،و هو نَهْرٌ عَظِیمٌ علیه بُلْدانٌ . و خَوْرُ فَوْفَلٍ ،کجَوْهَرٍ:مِن سَوَاحِل بَحْرِ الهِنْد،و لم یَذْکُره المُصَنِّف. و خَوْرُ فُکَّانٍ (3)،کرُمَّانٍ ،و لم یَذْکره المُصَنِّف أَیضاً. و خَوْرِ بَرْوَصَ ،کجَعْفَر،بالصاد المُهْمَلَه، أَو بَرْوَجَ ،بالجِیم بَدل الصَّاد،و کِلاهما صَحِیحَان:مَدِینَه عَظِیمَه بالهِنْد، مواضِعُ . و خُوَارُ ،بالضَّمِّ :ه بالرَّیِّ ،علی ثَمانِیَهَ عَشَرَ فَرْسَخاً (4)، مِنْهَا أَبُو عَبْدِ اللّه (5)عبدُ الجَبَّار بنُ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَدَ الخُوَارِیّ ،سَمِع أَبَا بَکْرٍ البَیْهَقِیَّ ،و أَبا القَاسِم القُشَیْرِیَّ .
و أَخُوه الحاکِم عَبْدُ الحَمِید بنُ مُحَمَّدٍ کان بخُسْرُوجِرْدَ، شارَکَ أَخَاه فی السَّمَاع،و الصَّوَابُ أَنَّهُمَا من خُوَارَ قَرْیَهٍ بِبَیْهقَ ،و لَیسَا من خُوارِ الرَّیّ ،کما حَقَّقَه السّمْعَانیّ .
و زَکَرِیَّا بنُ مَسْعُود ،رَوَی عَنْ عَلِیّ بْنِ حَرْبٍ المَوْصِلِیّ ، الخُوَارِیّانِ .
و من خُوَارِ الرَّیِّ إِبراهیمُ بن المُخْتَار التَّیْمِیّ (6)،یَرْوِی عن الثَّوْرِیّ و ابنِ جُرَیْج،و أَبو مُحَمَّد عَبْدُ اللّه بنُ مُحَمّد الخُوَارِیُّ ،تَرْجَمَه الحاکِمُ .و ظاهِر بنُ دَاوودَ الخُوارِیّ ،من جِلَّهِ المَشَایخِ الصُّوفِیَّه.
و خُوَارُ بْنُ الصَّدِفِ (7)ککَتِفٍ : قَیْلٌ مِنْ أَقْیَال حِمْیَرَ.
و قال الدَّارَقُطْنِیّ :مِن حَضْرَمَوْتَ .
و یُقَال: نَحَرْنَا خُورَهَ إِبلِنَا،بالضَّمّ ،أَی خِیرَتَها عن ابْنِ الأَعرَابِیّ و کذلِک الخُورَی .و قال الفَرَّاءُ:یُقَال:لَکَ خُورَاهَا (8)أَی خِیَارُهَا .و فی بَنِی فُلانٍ خُورَی من الإِبِل الکِرَامِ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
تَخَاوَرَت الثِّیرَانُ .و خَارَ الحَرُّ یَخُورُ خُؤُوراً ،و خَوِرَ خَوَراً ،و خَوَّرَ :انْکَسَر و فَتَرَ (9)و هو مَجَاز.
و عِبَارَه الأَساسِ :و خَارَ عَنَّا البَرْدُ:سَکَنَ .و هو مَذْکُور فی الصّحاح أَیضاً.
و استَدْرَکَ شیخُنَا خَار بمَعْنَی ذَهَب،و لم أَجِدْه فی دِیواَن، و لَعَلَّه مُصَحَّف عن«وَهَت». خار یَخُور :ضَعُفَت قُوَّتُه و وَهَتْ .
و رجل خَوَّارٌ :جَبَانٌ ،و هو مَجَاز.و رُمْحٌ خَوَّارٌ و سَهْمٌ خَوّارٌ و خَؤُورٌ :ضَعِیفٌ فیه رَخَاوَهٌ ،و کذا قَصَبَهٌ خَوَّارهٌ .و فی
ص:376
17- حَدِیثِ عَمْرِو بْن العَاص: لَیْسَ أَخُو الحَرْب مَنْ یَضَعُ خُورَ الحَشَایَا عَنْ یَمِینِه و عن شِماله». أَی یضع لِیَان الفُرُشِ و الأَوُطِیَه و ضِعَافَهَا عِنْده،و هِیَ التی لا تُحْشَی بالأَشْیَاءِ الصُّلْبَه.
و خَوَّرَه :نَسَبَه إِلی الخَوَرِ .قال.
لقد عَلِمْت فاعذِلِینِی أَوْ ذَرِی
أَنَّ صُرُوفَ الدَّهْرِ،مَنْ لا یَصْبِرِ
علَی المُلِمَّات بها یُخَوَّرِ
و شَاهٌ خَوَّارَهٌ :غَزِیرَهُ اللَّبَنِ ،و فی الأَسَاس:سَهْلَهُ الدَّرِّ، و هو مَجَاز.
و أَرْضٌ خَوَّارَهٌ :لَیِّنهٌ سَهْلَهٌ .و الجَمْع خُورٌ .
و بَکْرَهٌ خَوَّارَهٌ ،إِذا کانَتْ سَهْلَهَ جَرْیِ المِحْوَرِ فی القَعْوِ.
و نَاقَهٌ خَوَّارَهٌ :سَبِطَهُ اللَّحْمِ هَشَّهُ العَظْمِ .و یقال:إِنَّ فی بَعِیرِکَ هذا لَشارِبَ خَوَرٍ ،یَکون مَدْحاً و یَکُونُ ذمّاً،فالمَدْحُ أَنی یکُونَ صَبُوراً علی العَطَشِ و التَّعَب،و الذَّمُّ أَن یَکُونَ غَیْرَ صَبُور عَلَیْهِما.
و قال أَبو الهَیْثَم:رَجُلٌ خَوَّارٌ ،و قَومٌ خَوَّارُون .و رجُلٌ خَؤُورٌ و قَوْمٌ خَوَرَهٌ .
و خَوَّارُ الصَّفَا:الذی له صَوْتٌ من صَلاَبَتِه،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَد:
یَتَْرکُ خَوَّارَ الصَّفَا رَکُوبَا
و الخُوَارُ کغُرَاب:اسْمُ مَوْضِع.قال النَّمِر بنُ تَوْلَب:
خَرَجْنَ من الخُوَارِ و عُدْن فِیهِ
وَ قَدْ وَازَنَّ من أَجَلَی بِرَعْنِ
و فی الحِدِیث:«ذِکْرُ خُورِ کِرْمَانَ ،و الخُورُ :جَبَلٌ معروف بأَرْض فارِسَ ،و یُرْوَی بالزّای و صَوَّبَه الدَّارَقُطْنِیّ (1)و سَیَأْتِی.
و عُمَرُ بنُ عَطَاءِ بن وَرَّادِ بنِ أَبِی الخُوَارِ الخُوَارِیّ ،إِلی الجَدِّ و کذا حُمَیْد بنُ حَمّاد بنِ خُوَارٍ الخُوَارِیّ ،و تَغْلِبُ بنتُ الخُوَارِ ،حَدَّثُوا.
الخَیْرُ ،م ،أَی مَعْرُوف،و هو ضِدُّ الشَّرّ،کمافی الصّحاح،هکَذا فی سائِر النُّسَخ،و یُوجَد فی بَعْض منها: الخَیْر :ما یَرْغَب فیه الکُلُّ ،کالعَقْل و العَدْل مَثَلاً، و هی عِبَارَهُ الرَّاغِب فی المُفْردات،و نَصُّها:کالعَقْلِ مَثَلاً و العَدْلِ و الفَضْلِ و الشَّیْ ءِ النَّافِع.و نَقله المُصَنِّف فی البَصَائر.
ج خُیُورٌ ،و هو مَقِیسٌ مَشْهُور.و قال النَّمرِ بنُ تَوْلَب:
و لاقَیْتُ الخُیورَ و أَخْطَأَتْنِی
خُطُوبٌ جَمَّهٌ و عَلَوْتُ قِرْنِی
و یَجُوز فیه الکَسْر،کما فی بیُوتٍ و نَظَائِره،و أَغْفَل المُصَنِّفُ ضَبْطَه لشُهْرَته قاله شَیْخُنَا.
و زاد فی المِصْبَاح أَنه یُجْمع أَیضاً علی خِیار ،بالکَسْر، کسَهْم و سِهَام.قال شیخُنَا:و هو إِن کانَ مَسْمُوعاً فی الیَائِیّ العَیْنِ إِلاّ أَنّه قَلِیلٌ ،کما نَبَّهَ علیه ابنُ مالکٍ ،کضِیفَان جمْع ضَیْفٍ .
و فی المُفْرداتِ لِلرَّاغِب،و البصائِر للمُصَنِّف،قیل:
الخَیْرُ ضَرْبَانِ : خَیْرٌ مُطْلَق،و هو ما یَکُون مَرْغُوباً فیه بِکُلّ حالٍ و عِنْد کُلّ أَحَدٍ،کما
14- وَصَفَ صلی اللّه علیه و سلّم به الجَنَّهَ فقال: «لا خَیْرَ بخَیْر بَعْدَه النَّارُ،و لا شَرَّ بشَرٍّ بَعْدَه الجَنَّه». و خَیْرٌ و شَرٌّ مُقَیَّدانِ ،و هو (2)أَنَّ خَیْرَ الوَاحِدِ شَرٌّ لآخَرَ،مثل المَال الذی رُبما کَان خَیْراً لزَیْدٍ و شَرًّا لِعَمْرٍو.و لذلک وَصَفَه اللّه تَعَالی بالأَمْرَین،فقال فی مَوْضع: إِنْ تَرَکَ خَیْراً (3)و قال فی مَوْضِع آخر: أَ یَحْسَبُونَ أَنَّما نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مالٍ وَ بَنِینَ .
نُسارِعُ لَهُمْ فِی اَلْخَیْراتِ (4)فقوله: إِنْ تَرَکَ خَیْراً أَی مَالاً.و قال بعضُ العُلَمَاءِ:إِنَّمَا سُمِّیَ المالُ هنا خَیْراً تَنْبِیهاً علی مَعْنًی لَطِیفٍ و هو أَنَّ المَالَ یَحْسُن (5)الوَصِیّه به ما کانَ مَجْموعاً من وجهٍ مَحْمُود،و عَلَی ذلک قَوْلهُ تَعَالی: وَ ما تَفْعَلُوا 6مِنْ خَیْرٍ یَعْلَمْهُ اللّهُ و قَوْلُه تَعَالی: فَکاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِیهِمْ خَیْراً (6)قیل:عَنَی مَالاً مِن جِهَتِهِم،قیل:إِن
ص:377
عَلِمْتم أَنَّ عِتْقَهم یَعُود عَلَیْکم و عَلَیْهم بنَفْع.
و قولُه تعالی: لا یَسْأَمُ الْإِنْسانُ مِنْ دُعاءِ اَلْخَیْرِ (1)أَی لا یَفْتُر من طَلَب المَالِ و ما یُصْلِحُ دُنْیَاه.
و قال بَعْضُ العُلَمَاءِ:لا یُقَال للْمَال خَیْرٌ حَتَّی یَکُونَ کَثِیراً،و مِنْ مَکَان طَیِّبٍ .کما
1- رُوِیَ : أَنَّ عَلِیًّا رَضِیَ اللّه عنه دخلَ علی مَوْلًی له،فقال:أَلاَ أُوصِی یا أَمِیر المُؤْمنینَ ؛ قال:لا،لِأَنَّ اللّه تَعَالی قال إِنْ تَرَکَ خَیْراً و لیس لَکَ مَالٌ کَثِیرٌ. وَ عَلَی هذا أَیْضاً قَوْلُه: وَ إِنَّهُ لِحُبِّ اَلْخَیْرِ لَشَدِیدٌ (2)و قَوْله تَعَالَی: إِنِّی أَحْبَبْتُ حُبَّ اَلْخَیْرِ عَنْ ذِکْرِ رَبِّی (3)أَی آثَرْت و العَرَب تُسَمِّی الخَیْلَ الخَیْرَ ،لِمَا فِیهَا من الخَیْر .
و الخَیْر :الرَّجلُ الکَثِیرُ الخَیْرِ ، کالخَیِّرِ ،ککَیِّس ،یُقَال:
رَجلٌ خَیْرٌ و خَیِّرٌ ،مُخَفَّفٌ و مُشَدَّدٌ، و هِی بِهَاءٍ ،امرأَهٌ خَیْرَهٌ و خَیِّرهٌ ، ج أَخْیَارٌ و خِیَارٌ ، الأَخِیر بالکَسْر،کضَیْف و أَضْیَافٍ .
و قال: فِیهِنَّ خَیْراتٌ حِسانٌ (4)قال الزَّجَّاج:المعْنَی أَنَّهُن خَیْرَاتُ الأَخْلاقِ حِسَانُ الخَلْق (5)،قال و قُرِیءَ بالتَّشْدِید، و (6)قیل: المُخَفَّفَهُ فی الجَمَالِ و المِیسَم،و المُشَدَّدَهُ فی الدِّین و الصَّلاح ،کما قَالَهُ الزَّجَّاجُ ،و هو قَوْلُ اللَّیْث،و نَصُّه:رَجُلٌ خَیِّر و امرأَهٌ خَیِّرهٌ :فاضِلَه فی صَلاحِها.و امرأَهٌ خَیْرَهٌ فی جَمَالها و مِیسَمِها.فَفَرَّق بین الخَیِّره و الخَیْرَهِ ،و احتَجَّ بالآیه.
قال أَبُو مَنْصُور.و لا فَرْقَ بین الخَیِّرَه و الخَیْرَهِ عند أَهْل اللُّغَه.و قال:یُقَالُ :هی خَیْرَهُ النِّسَاءِ و شَرَّهُ النِّسَاءِ، و اسْتَشْهَد بما أَنْشَدَه أَبُو عُبَیْدَهَ :
رَبَلاَت هِنْدٍ خَیْرَه الرَّبَلاتِ (7)
و قال خَالِدُ بنُ جَنْبَهَ : الخَیْرَه من النِّسَاءِ:الکَرِیمهُ النَّسَبِ ،الشَّرِیفَهُ الحَسَبِ ،الحَسَنَهُ الوَجْهِ ،الحَسَنَهُ الخُلُقِ ، الکَثِیرَهُ المَالِ ،التی إِذا وَلَدَتْ أَنْجَبَتْ . و مَنْصُورُ بْنُ خَیْرٍ المَالَقِیُّ :أَحدُ القُرّاءِ المَشْهُورین.
و الحافِظ أَبو بکْر مُحمَّد بن خَیْرٍ الإِشْبِیلِیُّ ،مع ابنِ بَشْکُوَال فی الزّمان.یقال فیه الأَمَوِیُّ أَیضاً،بفَتْح الهَمْزَه،مَنْسُوبٌ إِلی أَمَه جَبَل بالمَغْرِب،و هو خَالُ أَبِی القَاسِم السُّهَیْلیّ .
و سَعْدُ الخَیْر الأَنْصَارِیّ ،و بِنْتُه فاطِمَهُ حَدَّثَت عن فاطِمَهَ الجُوزْدَانِیّه.و سَعْدُ الخَیْر بنِ سَهْلٍ الخُوَارَزْمیّ ، مُحَدِّثُون.
و الخِیر ، بالکَسْر:الکَرَمُ .و الخِیرُ : الشَّرفُ . عن ابْن الأَعْرَابِیّ ، و الخِیرُ : الأَصْلُ . عن اللِّحْیَانیّ .و یقال:هو کَرِیمُ الخِیرِ ،و هو الخِیمُ ،و هو الطَّبِیعَه، و الخِیرُ : الهَیْئَهُ (8)، عَنْه أَیضاً.
و إِبْراهِیمُ بْنُ الخَیِّر ،ککَیِّس،مُحَدِّثٌ ،و هو إِبْرَاهِیمُ بنُ مَحْمُود بنِ سَالِمٍ البَغْدَادِیّ ،و الخَیِّرُ لَقَبُ أَبِیه.
و خَارَ الرَّجُلُ یَخِیرُ خَیْراً : صَارَ ذَا خَیْرٍ :و خَارَ الرَّجُلَ علی غَیْرِه. و فی الأُمَّهَات اللُّغَوِیَّه:علی صاحِبِه، خَیْراً و خِیرَهً ،بکَسْر فَسُکُون، و خِیَراً ،بِکَسْر فَفَتْحٍ ، و خِیَرَهً بزیاده الهاءِ: فَضَّلَه علی غَیْره،کما فی بَعْض النُّسَخ، کخَیَّره تَخْیِیراً . و خَارَ الشَّیْ ءَ:انْتَقاهُ و اصْطَفَاهُ ،قال أَبو زُبَیْد الطَّائِیّ :
إِنَّ الکِرَامَ عَلَی مَا کَانَ من خُلُقٍ
رَهْطُ امْریءٍ خارَه لِلدِّینِ مُخْتَارُ
و قال: خَارَه مُخْتَارٌ ،لأَنَّ خارَ فی قُوَّه: اخْتَار ، کتَخَیَّره ، و اخْتَارَه .و
16- فی الحَدِیثِ : « تَخَیَّروا لنُطَفِکُم». أَی اطْلُبوا ما هُو خیْرُ المَنَاکِح و أَزْکَاها،و أَبعَدُ من الفُحْش (9)و الفُجُور.
و قال الفَرَزْدَق:
و مِنَّا الَّذِی اخْتِیرَ الرِّجَالَ سَمَاحَهً
و جُوداً إِذا هَبَّ الرِّیَاحُ الزَّعازِعُ
أَرادَ مِن الرِّجال،لأَنَّ اختارَ مما یَتَعَدَّی إِلَی مَفْعُولَیْن بحَذْفِ حَرْف الجَرّ.تقول: اخْتَرْتُه الرِّجَالَ و اخْتَرْتُه منهم.
و فی الکتاب العزیز: وَ اِخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلاً (10)أَی مِنْ قَوْمِه.و إِنَّمَا استُجِیزَ وُقُوعُ الفِعْل عَلَیْهِم إِذَا طُرِحَت
ص:378
«مِنْ »من الاخْتِیَار ؛لأَنَّه مَأْخُوذٌ من قولک:هؤلاءِ خَیْرُ القَوْم و خَیْرٌ مِن القَوْم،فلمَّا جازَت الإِضافه مَکَان مِنْ ،و لم یَتَغَیَّر المَعْنَی،استَجازوا أَن یَقُولوا: اخْتَرْتُکُم رَجُلاً و اخْتَرْت مِنْکُم رَجُلاً.و أَنْشَد:
تَحْتَ الَّتِی اخْتَارَ له اللّه الشَّجَرْ
یُرِیدُ اخْتَارَ اللّه له مِنَ الشَّجَر.
و قال أَبو العَبّاس:إِنَّمَا جَازَ هذا لأَنَّ الاخْتِیَارَ یَدُلُّ عَلی التَّبْعِیض،و لِذلِک حُذِفَت«مِن».
و اخْتَرْتُه عَلَیْهم ،عُدِّیَ بعَلَی لأَنَّه فی مَعْنَی فَضَّلْتُه.و قال قَیْس بن ذَرِیحٍ .
لعَمْرِی لَمَنْ أَمْسَی و أَنْتِ ضَجِیعُه
مِنَ النَّاسِ ما اخْتِیَرت عَلَیْه المَضَاجعُ
معناه:ما اخْتِیرت علی مَضْجَعِه المضاجِعُ ،و قیل:ما اخْتِیرَت دُونَه.
و الاسْم من قَوْلِکَ : اخْتَارَه اللّه تَعالی الخِیرَهُ ،بالکَسْر، و الخِیَرَهُ ، کعِنَبَه ،و الأَخِیرَه أَعْرَف.و
14- فی الحَدِیثِ : «مُحَمَّد صَلَّی اللّه علیه و سَلَّم خِیرَتُه من خَلْقِه». و خِیَرَتُه ،و یقال:هذا و هذِه و هؤُلاءِ خِیرَتِی ،و هو ما یَخْتَاره عَلَیْه.
و قال اللَّیْثُ : الخِیرَهُ .خَفِیفَهً مَصْدَرُ اخْتار خِیرَهً ،مِثْل ارْتَابَ رِیبَهً .قال:و کُلُّ مَصْدَرٍ یَکُون لأَفْعَل فاسْمُ مَصْدرِه فَعَالٌ مِثْل أَفَاق یُفِیق فَوَاقاً،و أَصابَ یُصِیبُ صَواباً،و أَجَاب [یُجِیبُ ] (1)جَوَاباً،أَقَامَ الاسْمَ مُقَامَ ،المَصْدر.
قال أَبُو مَنْصُور:و قَرَأَ القُرَّاءُ أَنْ یَکُونَ لَهُمُ اَلْخِیَرَهُ (2)بفَتْحِ الیَاءِ،و مثلُه سَبْیٌ طِیَبَهٌ .و قال الزَّجَّاج: ما کانَ لَهُمُ اَلْخِیَرَهُ » (3)أَی لَیْسَ لَهُم أَنْ یَخْتَاروا علَی اللّه.و مِثْلُه قَوْل الفَرَّاءِ.یقال: الخِیرَهُ و الخِیَرَهُ ،کُلُّ ذلِک لِمَا یَخْتَاره من رَجُلٍ أَوْ بَهِیمَه.
و خَارَ اللّه لَکَ فی الأَمْرِ:جَعَلَ لَکَ ما فِیهِ الخَیْر . فی بَعْضِ الأُصول: الخِیَرَهُ و الخِیرَهُ بسکون الیَاءِ الاسْم مِنْ ذَلِک. و هو أَخْیَرُ مِنْک،کخَیْر عن شَمِرٍ. و إِذَا أَردْتَ مَعْنَی التَّفْضِیل قلت:فُلانٌ خَیْرَهُ النَّاسِ ،بالهَاءِ،و فلانَهُ خَیْرُهم بِتَرْکِهَا ،کذا فی سائِر أُصُولِ القَامُوس،و لا أَدْرِی کَیْف ذلک.و الَّذِی فی الصّحاح خِلافُ ذلِک،و نَصُّه:فإِنْ أَرَدْت مَعْنَی التَّفْضِیل قُلْت:فُلانَهُ خَیْرُ النَّاسِ .و لم تَقُل خَیْرَه .
و فُلانٌ خَیْرُ النَّاسِ و لم تَقُل أَخْیَرُ ،لا یُثَنَّی و لا یُجْمَع،لأَنه فی معْنَی أَفْعَل،و هکَذا أَوْرَدَه الزَّمَخْشَرِیّ مُفَصَّلاً فی مَوَاضِعَ من الکشَّاف،و هو من المُصَنِّف عَجِیبٌ .و قد نَبَّه علی ذلک شَیْخُنَا فی شَرْحه،و أَعْجَبُ منه أَنَّ المُصَنِّف نَقَل عِبَارَهَ الجَوْهَرِیّ بنصِّهَا فی بَصَائر ذَوِی التَّمْیِیز،و ذَهَب إِلی ما ذَهَبَ إِلیه الأَئِمَّهُ ،فلیُتَفَطَّن لِذلِکَ . أَو فُلانَهُ الخَیْرَهُ من المَرْأَتَیْن ،کذا فی المُحْکَمِ ، و هی الخَیْرَه ،بفَتْح فَسُکُون.
و الخَیْرَهُ :الفاضِلَه من کُلِّ شَیْ ءٍ جَمْعُهَا الخَیْرَات .و قال الأَخْفَش إِنّه لَمَّا وُصِفَ به و قِیل فُلانٌ خَیْرٌ ،أَشْبَه الصِّفَاتِ فَأَدْخَلُوا فِیه الهَاءَ للمُؤَنَّث و لم یُرِیدُوا به أَفْعَل.و أَنْشَد أَبُو عُبَیْدَه لِرَجُل من بَنِی عَدِیِّ تَیْمِ (4)جَاهلیّ :
و لقد طَعَنْتُ مَجامِعَ الرَّبَلاَتِ
رَبَلاَتِ هِنْدٍ خَیْرَهِ المَلَکَاتِ
و الخِیرَهُ ،بکَسْر فسُکُون، و الخِیرَی ،کضِیزَی، و الخُورَی کطُوبَی، و رَجُلٌ خَیْرَی و خُورَی و خِیرَی کحَیْری و طُوبَی و ضِیزَی -و لو وَزَنَ الأَوَّل بسَکْرَی کان أَحْسَن-:
کَثِیرُ الخَیْرِ ، کالخَیْرِ و الخَیِّر .
و خَایَرَهُ فی الخَطِّ (5)مُخَایَرَهً :غَلَبَه.و تَخَایَروا فی الخَطِّ 5و غَیْرِه إِلی حَکَمٍ فخارَه ،کَانَ خَیْراً مِنْه ،کفَاخَرَه ففَخَرَه، و نَاجَبَه فنَجَبَه.
و الخِیَارُ ،بالکَسْر:القِثَّاءُ،کما قاله الجَوْهَرِیّ ،و لیس بعَربِیّ أَصِیل کما قَاله الفَنارِیّ ،و صَرَّح به الجوْهَرِیّ ، و قیل: شِبْهُ القِثَّاءِ ،و هو الأَشْبَهُ ،کما صَرَّحَ به غَیْرُ واحِدٍ.
و الخِیَارُ : الاسْمُ مِنَ الاخْتِیَار و هو طَلَبُ خَیْرِ الأَمْرَیْنِ ، إِمَّا إِمْضَاءُ البَیْعِ أَو فَسْخُهُ .و
16- فی الحَدِیث: «البَیِّعَانِ بالخِیَارِ ما لَمْ یَتَفَرَّقَا». و هو علی ثَلاَثَهِ أَضْرُبٍ : خِیَارُ المَجْلِس، و خِیَارُ الشَّرْطِ ،و خِیَارُ النَّقِیصَه،و تَفْصیله فی کُتُب الفِقْه.
و قَوْلُهُم:لَکَ خِیرَهُ هذِه الغَنَمِ و خِیَارُهَا .الواحِد و الجَمْع
ص:379
فی ذلِکَ سَواءٌ و قیل: الخِیارُ : نُضَارُ المَالِ و کذا مِنَ النَّاسِ و غَیْر ذلک.
و أَنْتَ بالخِیَار و بالْمُخْیَارِ (1)،هکذا هو بضمّ المیم و سکون الخاءِ و فَتْح التَّحْتِیَّه،و الصَّواب:و بالمُخْتَار ، أَی اخْتَرْ ما شِئْتَ .
و خِیَارٌ رَاوِی إِبراهِیمَ الفَقِیهِ النَّخَعیّ ،قال الذَّهَبِیّ :هو مَجْهُولٌ . و خِیارُ بْنُ سَلَمَهَ أَبُو زِیَاد تَابِعِیٌّ ،عِدَادُه فی أَهْلِ الشّامِ ،یَرْوِی عن عائِشَهَ ،و عنه خَالِد بن مَعْدَانَ .
و قال أَبو النَّجْم:
قد أَصْبَحَتْ أُمُّ الخِیِارِ تَدَّعِی
علیَّ ذَنْباً کُلّه لَمْ أَصْنَعِ
اسم امرأَه معروفه.
و عُبَیْدُ اللّه بنُ عَدِیِّ بْنِ الخِیَارِ بن عَدِیّ بنِ نَوْفل بْنِ عَبْدِ مَنَاف المَدَنِیّ الفَقِیه، م أَی مَعْرُوف،عُدَّ من الصَّحابه، و عَدَّه العِجْلیُّ و غَیْرُه من ثِقَاتِ التَّابِعِین.
و خِیَارُشَنْبَرَ :شَجَرٌ،م ،أَی مَعْرُوف،و هو ضَرْبٌ من الخَرُّوب شَجَرُه مِثْلُ کِبار الخَوْخِ .و الجُزْءُ الأَخِیر منه مُعَرَّب، کَثِیرٌ بالإِسْکَنْدَرِیَّه و مِصْر ،و له زَهْرٌ عَجِیب.
و خَیْرَبَوَّا (2):حَبٌّ صغارٌ کالقَاقُلَّهِ طَیِّب الرِّیحِ .
و خَیْرَانُ :ه بالقُدْس (3).منها أَحمدُ بْنُ عَبْدِ البَاقِی الرَّبَعِیّ .و أَبُو نَصْر بْنُ طَوْق ،هکذا فی سَائِر أُصُول القَامُوس،و الصَّواب أَنَّهُمَا واحِدٌ فَفِی تارِیخ الخَطِیب البَغْدَادِیّ :أَبُو نَصْر أَحمدَ بنُ عَبْد الباقی بْنِ الحَسَن بنِ مُحَمَّد بنِ عَبْدِ اللّه بنِ طَوْقٍ الرَّبَعِیّ الخَیْرَانیّ المَوْصَلِیّ (4)، قَدِمَ بَغْدَادَ سَنَه 440 و حَدَّثَ عن نَصْر بنِ أَحْمَد المَرْجیّ المَوْصلیّ ،فالصَّوابُ أَنَّ الواوَ زائِده،فتَأَمَّل.
و خَیْرَانُ ، حِصْنٌ بالیَمَن.
و خَیْرَانُ هکذا ذکَرَه ابنُ الجَوَّانی النَّسَّابه، ولَدُ (5)نَوْفِ بْنِ هَمْدَان ،و قال شَیْخ الشَّرَف النَّسَّابه:هو خَیْوان، بالوَاوِ،فصُحِّف.
و خِیَارَهُ :ه بطَبَرِیَّهَ ،بِهَا قَبْرُ شُعَیْب بن مُتَیَّم النبیّ عَلَیْه السَّلامُ .و خِیَرَهُ ،کعِنَبَه:ه بصَنْعَاءِ الیَمَن علی مرحَله منها، نقله الصَّاغانِیّ ، و خِیَرَه : ع مِن أَعْمَال الجَنَد بالیَمَن (6).
و خِیَرَه وَالِدُ إِبْرَاهِیم الإِشْبِیلّی الشَّاعِرِ الأَدِیبِ . و خِیَرَهُ :
جَدُّ عَبْدِ اللّه بْنِ لُبٍّ الشَّاطِبِیّ المُقْرِیِ ء من شُیوخِ أَبی مُحَمَّد الدّلاصِیّ .
و فاتَه:مُحَمَّدُ بنُ عَبْد اللّه بن خِیَرَه أَبُو الوَلِید القُرْطُبِیّ ، عن أَبِی بَحْر بنِ العَاصِ ،و عنه عُمَر المَیَانْشِیّ ،و یقال فیه أَیضاً خِیَارَه .
و الخَیِّرَه ،ککَیَّسَه ،اسم المَدِینَه المُنَوَّره،علی ساکِنها أَفْضَلُ الصَّلاه و السّلام،و هی الفاضِله،سُمِّیَت لفَضْلها علی سائِر المُدُن.
و خِیرٌ ،کمِیلٍ :قَصَبَهٌ بِفَارِسَ .
و خِیرَهُ ، بهاءٍ:جَدُّ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الرَّحْمن الطَّبَرِیّ المُحَدِّث عن مُقَاتِل بن حَیّان،حَدَّثَ ببَغْدَادَ فی المِائه الرَّابعه.
و خَیرِینُ (7)،بالکَسْرِ: ه من عَمَل المَوْصِلِ . قُلْتُ :
و الأَشْبَه أَن یکون نِسْبَهُ أَبِی نَصْرِ بنِ طَوْقٍ إِلَیْهَا،و أَنَّه یُقال فیها خیرِین و خَیْرَات ،بالوَجْهَیْن.
و خَیْرَهُ الأَصفَرِ و خَیْرَهُ المَمْدَرَهِ :مِنْ جِبَال مَکَّهَ المُشَرَّفهِ ، حَرَسَها اللّه تَعَالَی و سائر بلادِ المسلمین،ما أَقْبَل مِنْهما عَلَی مَرّ الظَّهْرَانِ حِلٌّ .
و قال شَمِرٌ:قال أَعْرابِیُّ لخَلَفٍ الأَحْمَر: ما خَیْرَ اللَّبَنَ للْمرِیض أَی بنَصْبِ الرَّاءِ و النّون و ذلک بمَحْضَر من ابِی زَیْد،قال له خَلَف:ما أَحْسَنَهَا مِنْ کَلِمَه لو لم تُدَنِّسْهَا (8)بإِسماعها النَّاسَ -قال:و کانَ ضَنیناً-فرجَعَ أَبُو زیْد إِلی
ص:380
أَصْحابه فقال لَهُم:إِذا أَقبل خَلَف الأَحْمَر فقُولُوا بأَجْمَعِکُم:ما خَیْرَ اللَّبَنَ للمَرِیض ؟ففَعَلُوا ذلِک عند إِقْبَاله، فعَلِم أَنَّه من فِعْل أَبی زَیْد.و هو تَعَجَّبُ .
و استَخَار :طَلَبَ الخِیَرَهَ ،و هو استِفْعَال مِنْه،و یقال:
استَخِر اللّه یَخِرْ لَکَ ،و اللّه یَخِیرُ للعَبْد إِذا استَخَاره .
و خَیَّرَه بَیْن الشَّیْئَیْنِ : فَوَّضَ إِلَیْهِ الخِیَارَ ،و منه
16- حَدِیث عامِر بنِ الطُّفَیْل: «أَنَّه خَیَّر فی ثَلاث». أَی جَعَل له أَنْ یَخْتَار مِنْهَا واحِداً (1)و هو بفَتْح الخَاءِ.و
16- فی حَدِیث بَرِیرَهَ : «أَنَّها خُیِّرَت فی زَوْجِها». بالضَّمّ .
و«إِنَّک مَاو خَیْراً »،أَی إِنّک مَعَ خَیْرٍ ،أَی سَتُصِیبُ خَیْراً ،و هو مَثَلٌ .
و بَنُو الخِیَارِ بْنِ مَالِکٍ :قَبِیلَهٌ ،هو الخِیَارُ بنُ مَالِک بْنِ زَیْد بنِ کَهْلاَن من هَمْدانَ .
و حُسَیْنُ بْنُ أَبِی بَکْرٍ الخِیَارِیٌّ ،إِلی بَیْع الخِیَار ، مُحَدِّثٌ ،سَمِع من سَعِید بنِ البَنَّاءِ،و تَأَخَّر إِلی سنه 617 و عنه ابنُ الرّباب و آخرُون.قال ابنُ نُقْطَه:صَحِیحُ السَّمَاعِ ،و ابنُه عَلِیُّ بْنُ الحُسَیْن،سَمِع من ابْن یُونُسَ و غَیْرِه.
و أَبُو الخِیَار یُسَیْر أَو أُسَیْر بْنُ عَمْرٍو الکِنْدیّ ، الأَخِیرُ قَوْلُ أَهْل الکُوفَه.و قال یَحْیی بن مَعِین:أَبو الخِیَار الّذِی یَرْوِی عن ابنِ مَسْعُود اسْمُه یُسَیْر بْنُ عَمْرٍو،و أَدْرَکَ النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم، و عاشَ إِلی زَمَن الحَجَّاج.و قال ابنُ المَدِینّی:و أَهلُ البَصْرَه یُسَمُّونه أُسَیْر بن جابرٍ،رَوَی عنه زُرَارهُ بنُ أَوْفَی و ابنُ سِیرینَ و جماعَه،و الظاهِرُ أَنّه یُسَیْرُ بنُ عَمْرو بن جابِر،قاله الذَّهَبِیّ و ابنُ فَهْد.قلْت:و سیأْتِی للمُصَنِّف فی:«یسر».
و خَیْرٌ أَو عَبْدُ خَیْرٍ الحِمْیَرِیُّ ،کان اسمُه عَبْد شَرّ،فغَیَّره النّبیُّ صلی اللّه علیه و سلّم،فِیمَا قِیل،کذا فی تارِیخ حِمْص لعَبْد الصَّمَد بنِ سَعیِد.و قرأْتُ فی تَارِیخ حَلَب لابْنِ العَدِیم ما نَصُّه:و هو من بَنِی طَیِّیء،و من وَلَده عامِرُ بنُ هَاشِم بنِ مَسْعُود بنِ عَبْدِ اللّه بن عَبْدِ خَیْر ،حَدَّث عن مُحَمَّد بن عُثْمَان بنِ ذِی ظَلِیم عن أَبِیه عن جَدِّه قِصَّهَ إِسْلام جَدِّه عَبْدِ خَیْر ،فراجِعْه.و خَیْرُ بْنُ عَبْد یَزِیدَ الهَمْدَانِیُّ ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّواب عَبْدُ خَیْر بنُ یَزِیدَ (2)،أَدرکَ الجاهِلِیَّه،و أَسْلَم فی حَیاه النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلّم،و رَوَی عن عَلِیّ ،و عنه الشَّعْبیّ : صحابِیّون.
و أَبُو خَیْرَهَ ،بالکَسْر،و فی التَّبْصِیر بالفَتْح-قال الخطیب:لا أَعْلم أَحَداً سَمَّاه- الصُّنَابِحِیّ إِلی صُنَابِح، قَبِیلَه من مُرَاد.هکذا فی سَائِر أُصُولِ القَامُوسِ .قال شیخُنَا:و الظَّاهِر أَنَّه وَهَمٌ أَو تَصْحِیف و لذا قال جَماعَه من شُیُوخِنا:الصَّواب
14- أَنه الصُّبَاحیّ (3)إِلی صُباح بنِ لُکَیْز من عَبْدِ القَیْس،قَالُوا قَدِمَ علی رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم فی وَفْد عَبْدِ القَیْس، کما رواه الطَّبَرانِیّ و غَیْرُه . قال ابنُ مَاکُولاَ:و لا أَعْلَم مَن رَوَی عن النبیّ صلی اللّه علیه و سلّم من هذِه القبیله غَیْرَه.قُلتُ :
و رأَیتُه هکذَا فی مُعْجَم الأَوسَط للطَّبرانِیّ ،و مِثْله فی التَّجْرِید للذَّهَبِیّ ،و لا شَکَّ أَنَّ المُصَنِّف قد صَحَّف.
و زَادُوا أَبا خِیْره :والدَ یَزِید،له وِفَادَهٌ .استَدْرَکه الأَشِیرِیّ علی ابْن عَبْدِ البَر (4).
و خَیْرَهُ بِنْتُ أَبِی حَدْرَدٍ ،بفَتح الخَاءِ، من الصَّحَابَه ، و هی أُمُّ الدَّرْدَاءِ،رَضِیَ اللّه عنها.
و أَبُو خَیْرَهَ عُبَیْدُ اللّه،حَدَّثَ ،و هو شَیْخٌ لعَبْدِ الصَّمَد بنِ عَبْد الوَارِث. و أَبُو خَیْرَهَ مُحَمَّدُ بنُ حَذْلَمٍ عَبَّادٌ ،کذا فی النُّسخ،و الصَّواب مُحِبّ بنُ حَذْلَم،کذا هو بخَطِّ الذَّهَبِیّ .
قال:رَوَی عن مُوسَی بْنِ وَرْدَانَ ،و کان من صُلَحاءِ مِصْرَ.
و مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ أَبِی خَیْرَه السَّدْوسِیّ البَصْرِیّ ،نَزِیلُ مِصْرَ، مُحَدِّثٌ مُصَنِّفٌ .رَوَی له أَبُو دَاوُد و النَّسَائِیُّ ،مات سنه 151.لکن ضَبَطَ الحافظُ جَدَّه فی التَّقْرِیب کعِنَبَه.
و خَیْرَهُ بِنْتُ خُفَافٍ ،و خَیْرَهُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمن:رَوَتَا أَما بنْت خُفَاف فَرَوَی عَنْهَا الزُّبَیْر بن خِرِّیتٍ .و أَما بِنْت عَبْدِ الرَّحْمن فقالت:بَکَت الجِنّ علی الحُسَیْن.
و أَحْمدُ بنُ خَیْرُون المِصْرِیّ ،کذا فی النُّسخ،و الذی عند الذَّهبیّ خَیْرُون بن أَحْمَد بن خَیْرون المِصْریّ ،و هو الَّذِی یَرْوی عن ابنِ عَبد الحَکَم و مُحَمَّدُ بْنُ خَیْرُونَ
ص:381
القَیْرَوَانِیُّ أَبو جَعْفَر،مات بعد الثلاثِمَائه. و مُحَمَّدُ بْنُ عمر (1)بن خَیْرُون المُقْریءُ المَعَافِریّ ،قَرَأَ عَلَی أَبِی بَکْر بنِ سَیف. و الحَافِظُ المُکْثِر أَبُو الفَضْل أَحمدُ بْنُ الحَسَن بنِ خَیْرُونَ بن إِبراهیم المُعَدّل البَاقِلاَّنیّ مُحَدِّثُ بَغْدَادَ و إِمَامُهَا،سَمعَ أَبا علیّ بن شَاذَانَ و أَبَا بَکْرٍ البَرْقَانیّ و غَیْرَهما،و عنه الحافظُ أَبُو الفَضْل السّلامیّ و خَلْقٌ کَثِیر، و هو أَحَدُ شُیوخ القَاضِی أَبِی عَلِیّ الصَّدفِیّ شَیْخ القَاضِی عِیاض،تُوفِّیَ ببَغْدَادَ سنه 488 و أَخُوه عَبْدُ المَلِک بنُ الحَسَن،سَمِعَ البَرْقَانِیّ . و أَبُو السُّعُود مُبَارَکُ بْنُ خَیْرُونَ بنِ عَبْد المِلک بنِ الحَسَن بن خَیْرُونَ ،رَوَی عنه ابْنُ سُکَیْنه،سَمِع إِسماعِیلَ بْنَ مَسْعَدَهَ ،و أَبُوه له رِوَایَهٌ ،ذَکَرَه ابنُ نُقْطَهَ : مُحَدِّثُون.
قال شیخُنَا:و اختَلَفُوا فی خَیْرُون ،هل یُصْرف کما هو الظَّاهِر،أَو یُمْنَع کما یَقَع فی لِسَان المُحَدِّثین لشَبَهه بالفِعْل کما قاله المزّیّ أَو لإِلحاق الواوِ و النُّون بالأَلف و النّون.
و أَبو مَنْصُور مُحَمَّد بنُ عَبْد المَلِک بنِ الحَسَن بن خَیْرُون الخَیْرُونِیُّ الدّبّاس البَغْدَادِیّ من دَرْب نُصَیْر، شیْخٌ لابْنِ عَسَاکِر ،سَمعَ عَمَّه أَبا الفَضْل أَحْمَدَ بنَ الحَسَن بْنِ خَیْرُون ، و الحافِظَ أَبَا بَکْر الخَطِیبَ ،و أَبا الغَنَائِم بنَ المَأْمون،و عَنْه ابنُ السّمْعَانِیّ .وفاتَه عَبْدُ اللّه بنُ عَبْد الرَّحمنِ بن خَیْرُون القُضَاعِیّ الآبدیّ ،سَمِعَ ابْنَ عَبْدِ البَرّ.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
یقال:هم خَیَرَهٌ بَرَرَهٌ ،بفَتْح الخَاءِ و الیَاءِ،عن الفَرَّاءِ.
و قَوْلُهم: خِرْتَ یا رَجُلُ فأَنْت خَائِر ،قال الشاعر:
فما کِنانَهُ فی خَیْر بخَائِرَهٍ
و لا کِنانَهُ فی شَرٍّ بأَشْرارِ
و یُقال:هُو من خِیَارِ النَّاسِ .و ما أَخْیَرَه ،و ما خَیْرَه ، الأَخِیره نَادِرَهُ .و یقال:ما أَخْیَرَه و خَیْرَه ،و أَشَرَّه و شَرَّه.
و قال ابن بُزُرْج:قالوا:هم الأَخْیَرُون و الأَشَرُّون من الخَیَارَه و الشَّرَارَهِ .و هو أَخْیَرُ مِنْک و أَشَرُّ منک فی الخَیَارَه و الشَّرارَهِ ،بإِثْبَاتِ الأَلِف.و قَالُوا فی الخَیْر و الشَّرّ:هو خَیْرٌ مِنْک،و شَرٌّ مِنْک،و شُرَیْر مِنْک،و خُیَیْر مِنْک،و هو خُیَیْرُ أَهْلِه،و شُرَیْرُ أَهْلِه.
و قالُوا:لَعَمْرُ أَبِیک الخَیْرِ ،أَی الأَفْضَل أَو ذِی الخَیْر .
و رَوَی ابْنُ الأَعْرَابِیّ :لعَمْرُ أَبِیک الخَیْرُ ،برَفْع الخَیْر عَلَی الصّفَه للعَمْرِ.قال:و الوَجْه الجَرّ،و کذلک جَاءَ فی الشَّرّ.
و عَن الأَصْمَعِیّ :یُقَالُ فی مَثَل للقَادِم مِنْ سَفْرٍ:« خَیْرَ مَا رُدَّ فی أَهْل و مَال»أَی جَعَل اللّه ما جِئْت[به] (2)خَیرَ ما رَجَعَ به الغائِبُ .
قال أَبو عُبَیْد:و من دُعَائِهِم فی النِّکَاح:علی یَدَیِ الخَیْرِ و الیُمْنِ .
و
17- فی حَدِیثِ أَبِی ذَرٍّ: «أَن أَخاه أُنَیساً نافَرَ رَجُلاً عن صِرْمَهٍ لَه و عن مِثْلها، فخُیِّر أُنَیْسٌ فأَخَذَ الصِّرْمَه». مَعْنَی خُیِّر ،أَی نُفِّر.قال ابنُ الأَثِیر:أَی فُضِّل و غُلِّبَ .یقال:نَافَرْتُه فَنَفَرْتُه أَی غَلَبْتُه.
و تَصغیر مُختار مُخَیِّر ،حُذِفت منه التاءُ لأَنَّهَا زَائِدَه، فأَبْدلت من الیاءِ،لأَنَّهَا أُبدِلَت منهَا فی حال التَّکْبِیر.و
16- فی الحَدِیث: « خَیَّرَ بینَ دُورِ الأَنْصَار». أَی فَضَّلَ بَعْضَهَا علی بَعْضٍ .
و لک خِیرَهُ هذه الإِبلِ و خِیَارُهَا ،الواحِدُ و الجَمْع فی ذلِک سواءٌ.و جَمَلٌ خِیَارٌ ،و نَاقَهٌ خِیَارٌ :کریمهٌ فارِهَه.و
16- فی الحدیث: «أَعطوه جَمَلاً رَبَاعِیاً خِیَاراً ». أَی مُخْتَاراً .و ناقَه خِیَارٌ : مُخْتَاره .
و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :نَحَرَ خِیرَهَ إِبله و خُورَهَ إِبِله.
و
16- فی حدیث الاستخاره: «اللّهُمَّ خِرْ لِی». أَی اختَرْ لِی أَصْلَحَ الأَمْرَیْن.
و فُلانٌ خِیرِیَّ (3)من النَّاس،بالکَسْر و تَشْدِیدِ التَّحْتِیَّه،أَی صِفِیِّی.
و استخارَ المَنزِلَ :استَنْظَفَه.و هذا محلّ ذِکْره.
و استَخارَه :استَعْطَفَه،هذا مَحَلُّ ذِکْره.
و تَخَایَرُوا :تَحَاکَمُوا فی أَیِّهم أَخْیَرُ .
ص:382
و الأَخَایِرُ :جَمْع الجَمْع،و کذا الخِیرَانُ و فُلانٌ ذُو مَخْیَرَهٍ ، بفتح التحتیّه،أَی فَضْل و شَرَف.
و خَیْرَهُ :أُمّ الحَسَن البَصْرِیّ .
و فی المثَل«إِنّ فی الشَّرِّ خِیَاراً »أَی ما یُختار .
و أَبو علیّ الحُسَیْن بنُ صالح بن خَیرانَ البَغْدادِیّ :وَرِعٌ زاهِدٌ.و أَبو نَصْر عَبْدُ المَلِک بنُ الحُسَیْن بن خَیرانَ الدّلاّل، سمع أَبا بَکر بن الإِسکاف،توفِّی سنه 472.
و الخِیرِیّ :نَبَاتٌ (1)،و هو مُعَرَّب.
و الخِیَارِیَّه :قَریه بمصر،و قد دخلْتها.و منها الوَجِیهُ عبدُ الرّحمن بنُ عَلِیّ بنِ مُوسَی بن خَضِرٍ الخِیَارِیّ الشافِعِیُّ نَزِیلُ المدِینَه.
و مُنْیَهُ خَیْرونَ :قریهٌ بالبَحْر الصَّغِیر.
و خَیْر آباد:مدینه کَبِیرَه بالهند.منها شیخُنَا الإِمَام المُحَدِّث المُعَمَّر صَنْعَهُ اللّهِ بن الهدادِ الحَنَفیّ ،روی عن الشَّیْخ عبدِ اللّه بنِ سالِمٍ البَصْرِیّ و غیره.
و الخِیرَه ،بالکسر:الحَالَهُ التی تَحصُل للمُستَخِیر .
و قوله تعَالی: وَ لَقَدِ اِخْتَرْناهُمْ عَلی عِلْمٍ (2)یَصِحّ أَن یکون إِشَارَهً إِلی إِیجاده تعالی خیراً ،و أَن یکون إِشَارَهً إِلی تقدیمهم علَی غیرهم.
و المُخْتَار قد یُقَال للفَاعِل و المَفْعُول.
و خِطّه بنی خَیرٍ بالبَصْره معروفه إِلی فَخِذ من الیَمن.
و بنو خیرانَ بنِ عمرِو بن قَیْس بن معاویه بن جُشَم بن عبد شَمْس:قَبیله بالیَمن،کذا قاله ابن الجوّانیّ النّسّابه.
و منهم من یقول:هو حَیران بالحَاءِ المهمله و الموحّده.
*یستدرک علیه هنا:
دَبجرا ،بالفتح:اسم قریه بمصر بالشرقیّه.
الدُّبْرُ ،بالضَّمّ و بِضَمَّتَیْن،نَقِیضُ القُبُل.و الدُّبُر مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ:عَقِبُه و مُؤَخَّرُه.و من المَجاز: جِئْتُکَ دُبُرَ الشَّهْرِ ،أَی آخِرَه،علی المَثَل.یقال:جِئْتک دُبُرَ الشَّهْر و فِیهِ ،أَی فی دُبُره ، و عَلَیْهِ ،أَی عَلی دُبُره ، و الجَمْع من کُلّ ذلک أَدْبَارٌ .یقال:جئتُک أَدْبَارَه ،و فِیهَا ،أَی فی الأَدْبار . أَی آخِرَه. و الأَدْبارُ لذَوات (3)الظِّلف و المِخْلَب:ما یَجْمَع الاسْت و الحَیَاءَ.و خَصّ بعضُهُم به ذَواتِ الخُفِّ و الحَیَاءِ،الواحِدُ دُبُرٌ .
و الدُّبُرُ و الدُّبْر : الظَّهْرُ ،و به صَدَّرَ الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَساس (4)،و المصنِّف فی البصائر،و زاد الاستدلالَ بقوله تعالی: وَ یُوَلُّونَ اَلدُّبُرَ (5)قال:جَعَله للجماعه،کقولِه تَعالی: لا یَرْتَدُّ إِلَیْهِمْ طَرْفُهُمْ (6)و الجمعُ أَدْبَارٌ .قال الفَرَّاءُ:کان هذا یوم بَدْرٍ.و قال ابنُ مُقْبِل:
الکاسِرِینَ القَنَا فی عَوْرَهِ الدُّبُرِ (7)
و إِدْبَارُ النُّجُومِ :تَوَالِیهَا.و أَدْبارُهَا أَخْذُهَا إِلی الغَرْب للغُرُوب آخِرَ اللَّیْل.هذِه حِکایَهُ أَهل اللُّغَه،قال ابنُ سِیدَه:
و لا أَدرِی کَیْف هذا،لأَنَّ الأَدْبَارَ لا یَکُون الأَخْذَ،إِذ الأَخْذُ مَصْدرٌ و الأَدْبَارُ أَسماءٌ.و أَدْبار السُّجُودِ و إِدْبارُه :أَواخِرُ الصَّلوَاتِ .و قد قُرِیءَ: وَ أَدْبارَ ، و إِدْبار ،فمَنْ قرأَ وَ أَدْبارَ ، فمِن بابِ خَلْفَ و وَرَاء،و مَن قَرأَ و إِدْبَار ،فمِن بابِ خُفُوق النَّجْم.
قال ثعلب فی قَوْلِه تعالی: وَ إِدْبارَ النُّجُومِ (8)وَ أَدْبارَ السُّجُودِ (9)قال الکسَائیّ : إِدْبارَ النُّجُومِ أَن لها دُبُراً واحداً فی وقت السحر.و أَدْبارَ السُّجُودِ لأَنَّ مع کل سَجْدَهٍ إِدْباراً .
و فی التهذیب:مَنْ قرأَ: وَ أَدْبارَ السُّجُودِ ،بفتح الأَلف جمع علی دُبُر و أَدْبَار ،
1- و هما الرَّکْعَتَان بعد المَغْرِب، رُوِیَ ذلِک عن عَلِیّ بن أَبِی طالِبٍ رضی اللّه عَنْه . قال:و أَما قوله: وَ إِدْبارَ النُّجُومِ فی سوره الطُّور،فهما الرَّکْعَتَان قبل الفجر،قال:و یُکسرَان جمیعاً و یُنْصَبانِ ،جائزانِ .
ص:383
و الدُّبُر : زَاوِیَهُ البَیْتِ و مُؤَخَّرُه.
و الدَّبْر ، بالفَتْحِ :جَماعَهُ النَّحْلِ ،و یقال لها الثَّوْلُ و الخَشْرَمُ ،و لا وَاحِدَ لشیْ ءٍ من هذا،قاله الأَصمَعیّ .
و روَی الأَزْهَرِیّ بسنده عن مُصعَب بن عبد اللّه الزُّبَیْرِیّ : الدَّبْر : الزَّنَابِیرُ. و من قال النَّحْل فقد أَخطأَ.قال:
و الصواب ما قاله الأَصمعیّ .
و فَسَّر أَهلُ الغَرِیبِ بهما فی قصّه عاصم بن ثابتٍ الأَنصاریّ المعروف بحَمِیِّ الدَّبْرِ ،أُصِیبَ یومَ أُحُدٍ فمَنَعت النَّحْلُ الکُفَّارَ منه؛و ذلک أَن المشرکین لمَّا قَتلُوه أَرادوا أَن یُمَثِّلُوا به،فسلَّطَ اللّه علیهم الزَّنابیرَ الکِبَارَ تَأْبِر الدَّارِعَ ، فارتَدَعوا عنه حتی أَخَذَه المُسْلِمُون فَدَفَنُوه،و
16- فی الحدیث:
«فأَرْسلَ اللّه علیهم مِثْلَ الظُّلَّهِ (1)مِن الدَّبْر ». قیل:النَّحْل، و قیل:الزَّنابیر.
و لقد أَحسنَ المُصنِّف فی البَصَائر حیث قال: الدَّبْر :
النَّحْل و الزّنابِیر و نَحْوهُمَا مما سِلاحُها فی أَدْبَارِها .
و قال شَیْخُنَا نَقْلاً عن أَهْل الاشْتِقَاق:سُمِّیَت دَبْراً لتَدْبِیرها و تَأَنُّقِها فی العَمَل العَجِیب،و منه بِنَاءُ بُیوتِها.
و یُکْسَر فِیهِما ،عن أَبی حَنِیفَه،و هکذا رُوِیَ قَولُ أَبی ذُؤَیْب الهُذَلیّ :
بأَسْفَلِ ذَاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفُهَا
و قد طُرِدَتْ یَوْمَیْن و هْی خَلُوجُ (2)
عَنَی شُعْبَهً فیها دَبْر .
و
17- فی حدیث سُکَیْنهَ بنتِ الحُسَیْن: «جاءَت إِلی أُمّها و هی صغیره تَبْکِی فقالت لها:ما لَکِ ؟فقالتْ :مَرَّت بی دُبَیْره ، فلسَعَتْنی بأُبَیْره». هی تصغیر الدَّبْره :النّحله، ج أَدْبُرٌ و دُبُورٌ ،کفَلْس و أَفْلُسٍ و فُلُوس.قال لبید:
بأَشْهَبَ من أَبْکارِ مُزْنِ سَحَابهٍ
و أَرْیِ دُبُورٍ شَارَهُ النَّحْلَ عاسِلُ
أَراد:شارَه من النَّحْل،أَی جَناه.
قال ابنُ سِیدَه:و یجوز أَن یکون جمْع دَبْره ،کصَخْرَه و صُخُور،و مَأْنَه و مُؤُون.
و الدَّبْرُ : مَشَارَاتُ المَزْرَعَهِ ،أَی مَجَارِی مائِها، کالدِّبَارِ ، بالکَسْرِ،واحِدُهُما بِهَاءٍ ،و قیل: الدِّبَار جمْع الدَّبْره ،قال بِشْر بن أَبِی خَازِم:
تَحَدُّرَ ماءِ البِئْر عن جُرَشِیَّهٍ
علَی جِرْبهٍ یَعْلُو الدِّبَارَ غُرُوبُها
و قیل الدِّبَار :الکُرْدَه (3)من المَزْرعَه،الواحِدَه دِبَارَهٌ .
و الدِّبَاراتُ :الأَنْهَار الصِّغَار التی تَتَفَجَّر فی أَرض الزَّرْع، واحدتها دَبْره ،قال ابنُ سِیدَه:و لا أَعْرف کیف هذا إِلاَّ أَن یکون جمعَ دَبْرَه علی دِبَار ،ثمّ أُلْحِق (4)الْهاءُ للجَمْع،کما قالُوا الفِحَالَه،ثُمَّ جُمِع الجَمْعُ جَمْعَ السَّلاَمه.
و الدَّبْر أَیضاً: أَوْلادُ الجَرَادِ ،عن أَبی حَنِیفَه:و نصّ عبارته:صِغَار الجَرَادِ، و یُکْسَرُ.
و الدَّبْر : خَلْفُ الشَّیْ ءِ ،و منه:جَعَلَ فُلانٌ قَوْلَکَ دَبْرَ أُذُنِهِ ،أَی خَلْف أُذُنه.و
17- فی حدیث عُمَر: «کُنْتُ أَرجو أَن یَعیشَ رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم حتی یَدْبُرَنا ». أَی یَخْلُفنا بعد مَوْتِنَا.
یقال: دبَرْتُ الرَّجُلَ دَبْراً إِذا خَلَفْتَه و بَقِیتَ بَعْدَه.
و الدَّبْر : المَوْتُ ،و منه دَابَر الرَّجُلُ :ماتَ .عن اللِّحْیَانیّ ،و سیأْتی.
و الدَّبْر : الجَبَلُ ،بلسانِ الحَبشه.
17- و مِنْه حَدِیثُ النَّجَاشِیِّ مَلِکِ الحَبَشهِ أَنه قال: « ما أُحِبُّ أَنَّ لِی دَبْراً ذَهَباً و أَنِّی آذَیْتُ رَجُلاً مِنَ المُسْلِمِین ». قال الصَّاغانِیّ :و انْتِصَاب «ذَهباً»علی التَّمْیِیز.و مثله قولُهم:عندی راقُودٌ خَلاًّ، و رِطْلٌ سَمْناً و الواو فی«و أَنّی»بمعنی«مَعَ »،أَی ما أُحِبّ اجْتِمَاع هذَیْنِ ،انْتَهَی.و فی روایه« دَبْراً من ذَهبٍ ».و فی أُخری:«ما أُحِبُّ أَن یکون دَبْرَی (5)لی ذَهَباً»و هکذا فَسَّروا،فهو فی الأَوَّل نَکِره و فی الثَّانی (6)مَعْرفه.و قال الأَزهریّ :لا أَدْرِی أَ عرَبِیّ هو أَم لا؟.
و الدَّبْر : رُقَادُ کُلِّ سَاعَه ،و هو نحْو التَّسبیح، و الدَّبْر
ص:384
الاکْتِتاب (1)،و فی بعض النسخ الالتتاب،باللام،و هو غَلَط .قال ابنُ سِیدَه: دَبَرَ الکِتَابَ یَدْبُره دَبْراً :کَتَبَه،عن کُراع.قال:و المعروف ذَبَره،و لم یَقُل دَبَرَه إِلاّ هو.
و الدَّبْر : قِطْعَهٌ تَغْلُظُ فی البَحْرِ کالجَزِیرَه یَعْلوهَا الماءُ و یَنْصَبُّ (2)عنها ،هکذا فی النُّسَخ،و هو مُوافِقٌ لِما فی الأُمَّهات اللُّغَوِیَّه.و فی بعض النُّسخ:یَنضُب من النضب، و کلاها صَحِیح.
و الدَّبْر : المَالُ الکَثِیرُ الذی لا یُحصَی کَثْره،واحدُه و جَمْعُه سَوَاءٌ، و یُکْسَرُ یقال:مَالٌ دَبْر ،و مَالانِ دَبْر ،و أَمْوَالٌ دَبْرٌ .قال ابنُ سِیدَه:هذا الأَعْرف،قال:و قد کُسِّر علی دُبُور ،و مثْله مال دَثْر.و قال الفَرَّاءُ: الدَّبْرُ :الکَثِیرُ الضَّیْعَهِ و المَالِ .یقال:رجلٌ کَثِیرُ الدَّبْرِ ،إِذا کانَ فاشِیَ الضَّیْعَه، و رجُل ذو دَبْرٍ :کثیرُ الضَّیْعَهِ و المالِ ،حکاه أَبو عُبَیْد عن أَبِی زَیْد.
و الدَّبْرُ : مُجَاوَزَهُ السَّهْمِ الهَدَفَ ، کالدُّبُورِ ،بالضّمّ ، یقال: دَبَرَ السَّهْمُ الهَدَفَ یَدْبُره دَبْراً و دُبُوراً ،جاوَزَه و سَقَطَ وَراءَه.
و قولُهم: جَعَلَ کَلاَمَکَ دَبْرَ أُذُنِه ،أَی خَلْفَ أُذُنه،و ذلِک إِذا لم یُصْغِ إِلیْهِ و لم یُعَرِّجْ عَلَیْهِ ،أَی لم یَعْبَأْ و تَصَامَمَ عنه و أَغْضَی عنه و لم یَلتفِتْ إِلیه،قال الشاعر:
یَدَاهَا کأَوْبِ الماتِحِینَ إِذَا مَشَتْ
و رِجْلٌ تَلَتْ دَبْرَ الیَدَیْن طَرُوحُ (3)
و الدَّبْرَهُ :نَقِیضُ الدَّوْلهِ ،فالدَّوْلهُ فی الخَیْر،و الدَّبْرَه فی الشَّرّ.یقال:جَعَل اللّه علیک الدَّبْرَه .قاله الأَصْمَعِیّ .قال ابنُ سِیدَه:و هذا أَحْسَنُ ما رَأَیْتُه فی شَرْح الدَّبْرَهِ ، و قیل: الدَّبْرَهُ : العَاقِبَهُ ،و منه
17- قَولُ أَبِی جهل لابْنِ مَسْعودٍ و هو صَرِیعٌ جَریحٌ :لِمَنِ الدَّبْرهُ ؟فقال لِلّه و لرسُولِه،یا عَدُوَّ اللّه.
و یقال:جَعَلَ اللّه علیهم الدَّبْرهَ ،أَی الهَزِیمه فی القِتَالِ ، و هو اسْمٌ من الإِدْبَار ،و یُحَرَّک،کما فی الصّحاح،و ذَکَرَه أَهْلُ الغَرِیب.
و عن أَبی حَنِیفهَ : الدَّبْرَهُ : البُقْعَهُ من الأَرْض تُزْرَعُ ، و الجَمْع دِبَارٌ .
و من المَجَاز: الدِّبْرَه : بالکَسْرِ،خِلاَفُ القِبْلَهِ . و یقال:
ما لَهُ قِبْلَهٌ و لا دِبْرَهٌ ،أَی لَمْ یَهْتَدِ لجِهَهِ أَمْرِهِ و قَوْلُهم:فُلانٌ مَا یَدْرِی قِبَالَ الأَمر من دِبارِه ،أَی أَوَّلَه من آخِرِه و لیس لِهذا الأَمرِ قِبْلَهٌ و لا دِبْرَهٌ ،إِذا لم یُعْرَف وَجْهُه.
و الدَّبَرَه : بالتَّحْرِیکِ :قَرْحَهُ الدَّابَّهِ و البَعِیرِ، ج دَبَرٌ ، مُحَرَّکهً ، و أَدْبَارٌ ،مثل شَجَره و شَجَر و أَشْجَار.و
17- فی حدیث ابْنِ عَبّاس: «کانُوا یَقولون فی الجاهلیّه:إِذا بَرَأَ الدَّبَر ،و عَفَا الأَثَر». و فسّروه بالجُرْح الذی یکون فی ظَهْر الدّابّه.و قیل:
هو أَن یَقْرَح خُفُّ البَعِیر،و قد دَبِرَ البَعِیرُ، کفَرِحَ ، یَدْبَر دَبَراً ، و أَدْبَرَ ،و اقتصر أَئِمَّه الغَرِیب علی الأَوَّل، فهو ،أَی البَعِیرُ دَبِرٌ ،ککَتِف،و أَدْبَرُ ،و الأُنثَی دَبِرَهٌ و دَبْراءُ ،و إِبِلٌ دَبْرَی .
و فی المَثَل:« هَانَ عَلَی الأَمْلَسِ ما لاَقَی الدَّبِرُ ».ذَکَرَه أَهلُ الأَمْثَال فی کُتُبِهم،و قالوا: یُضْرَبُ فی سُوءِ اهْتِمَامِ الرَّجُلِ بِصَاحِبِه (4)،و هکذا فَسَّرَه شُرَّاحُ المَقَامَات.
و أَدْبَرَهُ الحِمْلُ و القَتَبُ فدَبِرَ .
و دَبَرَ الرَّجلُ دَبْراً : وَلَّی، کأَدْبَرَ إِدْبَاراً ،و دُبْراً ،و هذا عن کُرَاع.
قال أَبو مَنْصُور:و الصَّحیح أَن الإِدْبارَ المَصْدَرُ،و الدُّبْر الاسْمُ .و أَدْبَرَ أَمرُ القَوْمِ :وَلَّی لِفَسَادٍ،و قَوْلُ اللّه تَعَالَی:
ثُمَّ وَلَّیْتُمْ مُدْبِرِینَ (5)هذا حالٌ مُؤَکّده،لأَنه قد عُلِم أَنَّ مع کُلِّ تَوْلِیَه إِدباراً فقال: مُدْبِرِینَ ،مُؤَکّداً.
و قال الفَرَّاءُ: دَبَرَ النَّهَارُ،و أَدْبَرَ ،لُغَتانِ ،و کذلک قَبَلَ
ص:385
و أَقْبَلَ ،،فإِذا قالوا:أَقْبَلَ الرّاکبُ أَو أَدْبَرَ ،لم یقولوا إِلاّ بالأَلف.
قال ابنُ سِیده:و إِنَّهُمَا عندی فی المعَنی لَواحِدٌ لا أُبْعِدُ أَن یَأْتِیَ فی الرِّجَال ما أَتَی فی الأَزْمِنَه.و قرأَ ابنُ عَبَّاس و مُجَاهِدٌ: وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ (1)مَعْنَاه وَلَّی لیَذْهَب.
و دَبَر بالشَّیْ ءِ:ذَهَبَ بِهِ .و دَبَرَ الرَّجُلُ :شَیَّخَ ،و فی الأَساس شَاخَ ،و هو مَجَازٌ،و قیل و منه قَوْلُه تَعَالی: وَ اللَّیْلِ إِذْ أَدْبَرَ .
و دَبَرَ (2) الحَدِیث
14- عن فُلانٍ : حَدَّثَه عَنْه بَعْدَ مَوْتِهِ ،و هو یَدْبُر حَدِیثَ فُلانٍ أَی یَرْوِیه،و رَوَی الأَزْهَرِیّ بسَنَده إِلی سَلاَّم بنِ مِسْکین قال:سَمِعْتُ قَتَادَهَ یُحدِّث عن فلانٍ یَرویه عن أَبی الدَّرْدَاءِ، یَدْبُرُه عن رَسول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم،قال: «ما شَرَقَتْ شَمْسٌ قطُّ إِلاّ بجَنْبِهَا (3)مَلَکَانِ یُنادِیَان،إِنهما یُسْمِعَانِ الخلائقَ غَیْرَ الثَّقلَیْن الجِنِّ و الإِنْس:أَلاَ هَلُمُّوا إِلی رَبّکم فإِنَّ ما قَلَّ و کَفَی خَیْرٌ مما کَثُر و أَلْهَی،اللّهُمَّ عَجِّل لمُنْفِقٍ خَلَفاً،و عَجِّل لمُمْسِک تَلَفاً».
قال شَمِرٌ:و دَبَّرْتُ (4)الحَدِیثَ ،غیْرُ مَعروف.و إِنما (5)هو یُذْبُره،بالذّال المُعْجَمَه،أَی یُتْقِنه،قال الأَزهَرِیّ :و أَما أَبو عُبَیْد فإِن أَصحابَه رَوَوْا عنه: یُدَبِّرهُ 4،کما تَرَی.
و دَبَرَت الرِّیحُ :تَحَوَّلَت ،و فی الأَسَاس:هَبَّت دَبُوراً ، و
14- فی الحدیث.قال صلی اللّه علیه و سلّم: «نُصِرْت بالصَّبَا و أُهلِکَت عادٌ بالدَّبُور ». و هی -أَی الدَّبور ،کصَبُور،و فی نسخه شَیْخنا «و هو»بتَذْکِیر الضَّمِیر،و هو غَلَطٌ ،کما نَبَّه علیه،إِذ أَسماءُ الرِّیَاح کُلِّهَا مُؤَنَّثهٌ إِلاَّ الإِعْصَارَ- رِیحٌ تُقَابِل الصَّبَا ؛ و القَبُول (6):رِیحٌ تَهُبّ من نَحْو المَغْرب،و الصَّبَا یُقَابِلها منناحِیَه المَشْرِق،کذا فی التَّهْذِیب.و قیل:سُمِّیَت [ بالدَّبُور ] (7)لأَنَّهَا تأْتِی من دُبُر الکَعبه مّما یَذْهَب نحو المَشْرِق،و قد رَدَّه ابنُ الأَثِیر و قال:لیس بشیْ ءٍ،و قیل:هی التی تَأْتِی من خَلْفِک إِذا وَقفْت فی القِبْلَه.
و قال ابنُ الأَعرابیّ :مَهَبُّ الدَّبُور من مَسْقَطِ النَّسْر الطَّائرِ إِلی مَطْلَعِ سُهَیْلِ .
و قال أَبو عَلِیّ فی التّذْکِرَه: الدَّبُور :یکون اسْماً و صِفَهً ، فمِنَ الصِّفه قَولُ الأَعْشَی:
لها زَجَلٌ کحَفِیف الحَصَا
دِ صادَف باللَّیْل رِیحاً دَبُورَا
و من الاسم قولُه،أَنشدَه سِیبَوَیْهِ لرجُل من باهِلَه:
رِیحُ الدَّبُورِ مع الشَّمَالِ و تارَهً
رِهَمُ الرَّبِیعِ و صائِبُ التَّهْتانِ
قال:و کَونُها صِفَهً أَکثرُ.و الجمع دُبُرٌ و دَبائِرُ .
و فی مجمع الأَمثال للمَیْدانیّ :و هی أَخْبَثُ الرِّیاح،یقال إِنَّهَا لا تُلِقح شَجراً و لا تُنْشِیءُ سَحاباً.
و دُبِرَ الرّجلُ ، کعُنِیَ ،فهو مَدْبُورٌ : أَصابَتْه رِیحُ الدَّبُورِ .
و أَدْبَرَ :دَخَل فِیهَا ،و کذلِک سائِرُ الرِّیَاح.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : أَدْبَرَ الرَّجلُ إِذا سافَر فی دُبَارٍ ، بالضَّمّ ؛یوم الأَرْبَعَاءِ،کما سیأْتِی للمُصَنِّف قریباً،و هو یَومُ نَحْسٍ ،و سُئِل مُجَاهِدٌ عن یوم النَّحْس فقال:هو الأَربعاءُ لا یَدُور فی شَهْرِه.
و من المَجاز:قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : أَدْبَرَ الرّجلُ ،إِذا عَرَفَ قَبِیله مِنْ دِبِیرِه ،هکذا فی النُّسَخ،و نَصُّ ابنِ الأَعْرَابِیّ :
دَبِیرَه من قَبِیله،و من أَمْثَالهم:«فُلانٌ ما یَعْرِف قَبِیلَه من دَبِیرِه » (8).أَی ما یَدْرِی شیئاً.
و قال اللَّیْث:القَبِیل:فَتْل القُطْنِ ،و الدَّبِیر :فَتْل الکَتّانِ و الصُّوفِ .
و قال أَبو عَمْرٍو الشَّیْبَانِیّ : مَعْنَاهُ طَاعَته من مَعْصِیَته.
و نصّ عِبارته:مَعْصِیِته من طَاعَتِه،کما فی بَعْض النُّسَخ أَیضاً،و هو مُوافِقٌ لنَصِّ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
ص:386
و قال الأَصْمَعِیّ :القَبِیلُ :ما أَقْبَلَ مِن الفاتِل إِلی حَقْوِه، و الدَّبِیر :ما أَدْبَر به الفاتِلُ إِلی رُکْبَته.
و قال المُفَضَّل:القَبِیلُ :فَوْزُ القِدَاح (1)فی القِمَار، و الدَّبِیرُ :خَیْبَهُ القِدَاحِ 1.و سیُذْکَر من هذا شَیْ ءٌ فی قبل إِن شاءَ اللّه تعالی.و سیأْتی أَیضاً فی المَادَّه قَرِیباً للمُصنِّف و یَذْکُر ما فَسَّر به الجَوْهَرِیّ ،و نقل هنا قَوْلَ الشّیبَانِیّ و تَرَکَ الأَقْوَالَ البَقِیّه تَفَنُّناً و تَعْمِیَهً علی المُطالِع.
و أَدْبَرَ الرّجلُ ،إِذا مَاتَ ، کدَابَرَ ،الأَخِیر عن اللِّحْیَانیّ ، و أَنْشَد لأُمیَّهَ بنِ أَبی الصَّلْت:
زَعَمَ ابنُ جُدْعَانَ بنِ عَمْ
روٍ أَنَّنی یَوْماً مُدابِرْ
و مُسَافِرٌ سَفَراً بَعِی
داً لا یَؤُوبُ له مُسَافِرْ
و أَدْبَر ،إِذا تَغَافَلَ عَنْ حاجَهِ صَدِیقِه ،کأَنَّه وَلَّی عنه. و أَدْبَرَ ،إِذا دَبِرَ بَعِیرُهُ ،کما یقولون أَنْقَبُ ،إِذا حَفِی خُفُّ بَعِیرِه،و
17- قد جُمِعَا فی حَدِیث عُمَر: قال لامرأَه:« أَدْبَرْتِ و أَنْقَبْتِ ». أَی دَبِرَ بَعِیرُک و حَفِیَ .و
16- فی حَدِیث قَیْسِ بنِ عاصم (2): «البَکْرَ الضَّرَعَ و النّابَ المُدبِرَ ». قالوا:الَّتی أَدْبَرَ خَیْرُهَا.
و أَدبَرَ الرجُلُ : صَارَ له دَبْر ،أَی مَالٌ کَثِیرٌ.
و عن ابن الأَعْرَابیّ : أَدْبَرَ ،إِذَا انْقَلَبَتْ فَتْلَهُ أُذُنِ النَّاقَهِ إِذا نُحِرَت إِلی ناحِیَه القَفَا ،و أَقْبَلَ ،إِذا صارتْ هذه الفَتْلَهُ إِلی ناحِیَهِ الوَجْهِ .
و من المَجاز.شَرُّ الرَّأْی الدَّبَریّ ،و هو مُحرّکهً :رَأْیٌ یَسْنَحُ أَخِیراً عنْد فَوْتِ الحَاجَهِ ،أَی شَرُّه إِذا أَدْبَر الأَمرُ و فَاتَ .و قیل:الرَّأْیُ الدَّبَرِیّ :الذی یُمْعَنُ النَّظَرُ فیه، و کذلک الجَوِابُ الدَّبَرِیّ .
و من المَجاز: الدَّبرِیّ : الصّلاهُ فی آخِرِ وَقْتِها. قلت:الّذِی وَرَدَ
16- فی الحدیث: «لا یَأْتِی الصَّلاهَ إِلاَّ دَبَرِیّاً ».
و
16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «لا یَأْتِی الصَّلاهَ إِلا دَبْراً (3)». یُروَی بالضَّمّ و بالفَتْح.قالوا:یقال:جاءَ فُلانٌ دَبَرِیّاً أَی أَخیراً، و فُلانُ لا یُصَلِّی[الصلاه] (4)إِلاَّ دَبَرِیّاً ،بالفَتْح،أَی فی آخِر وَقْتها.و فی المحکم:أَی أَخیراً،رَواه أَبو عُبَیدٍ عن الأَصمعیّ . و تُسَکَّنُ الباءُ ،رُوِیَ ذلِک عن أَبی الهَیْثَم،و هو مَنْصُوب علی الظَّرف. و لا تَقُلْ دُبُرِیّاً ، بِضَمَّتَیْن،فإِنَّه مِنْ لَحْنِ المُحَدِّثِین ،کما فی الصّحاح.
و قال ابنُ الأَثِیر:هو منسوبٌ إِلی الدَّبْرِ آخِرِ الشیْ ءِ، و فَتْح الباءِ من تَغْییرات النَّسب،و نَصْبُه علی الحَالِ من فاعلِ یَأْتِی.
و عِباره المُصَنِّف لا تَخْلو عن قَلاقَهٍ و قَولُ المُحَدِّثین:
« دُبُرِیاً »،إِن صَحَّت رِوایَتُه بسَمَاعِهِم من الثِّقات فلا لَحْنَ ، و أَمّا مِن حَیْثُ اللُّغَه فصَحِیحٌ ،کما عَرَفْت.و
16- فی حَدِیثٍ آخرَ مَرْفُوعٍ أَنه قال: «ثَلاثَهٌ لا یَقْبَل اللّه لهُم صَلاَهً :رَجُلٌ أَتَی الصَّلاهَ دِبَاراً ،و رَجلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً،و رَجلٌ أَمَّ قَوماً هم له کارهون». قال الإِفْرِیقیّ ،راوِی هذا الحدیثِ :معنی قوله:
دِبَاراً ،أَی بعدَ ما یَفُوت الوَقْتُ (5).
و
14- فی حدیثِ أَبی هُرَیْرَه أَنَّ النبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم قال: «إِن للمُنافقیِنَ عَلامات یُعْرَفُون بها،تَحِیَّتُهم لَعْنَهٌ و طَعَامُهم نُهْبَهُ ،لا یَقْرَبُون المساجدَ إِلاَّ هَجْراً،و لا یَأْتُون الصلاهَ إِلا دَبْراً ، مُسْتَکْبِرِین،لا یَأْلَفون و لاَ یُؤْلَفُون،خُشُبٌ باللَّیْل،صُخُب بالنَّهار». قال ابنُ الأَعرابیّ :قوله:« دِباراً »فی الحدِیثِ الأَوّل جمع دَبْرٍ و دَبَرٍ ،و هو آخر أَوقاتِ الشَّیْ ءِ:الصَّلاهِ و غَیْرِهَا.
و الدَّابِرُ یقال للمُتَأَخِّرِ و التّابِع ،إِمَّا باعْتَبَار المَکَانِ أَو بِاعْتِبَار الزّمَان أَو باعْتِبَار المَرْتَبَه.یقال: دَبَرَه یَدْبُره و یَدْبِره دُبُوراً إِذا اتَّبَعه (6)مِنْ ورائِه و تَلاَ دُبُرَه ،و جاءَ یَدْبُرهُم ،أَی یَتْبَعُهم،و هو من ذلک.
ص:387
و الدّابِر : آخِرُ کُلِّ شَیْ ءٍ ،قاله ابن بُزُرْج،و به فُسِّر قولُهُم:قَطَع اللّه دابِرَهم ،أَی آخرَ مَنْ بَقِیَ منهم،و فی الکتاب العَزِیز: فَقُطِعَ دابِرُ الْقَوْمِ الَّذِینَ ظَلَمُوا (1)،أَی استُؤصِل آخِرُهم.و قال تَعَالَی فی مَوضع آخَرَ وَ قَضَیْنا إِلَیْهِ ذلِکَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ (2)و
16- فی حَدِیث الدّعَاءِ: «و ابْعَث عَلَیْهم بأْساً تَقْطَع به دَابِرَهم ». أَی جَمِیعَهم حتَّی لا یَبْقَی منهم أَحَدٌ.
و قال الأَصمعیّ و غیره: الأَصْلُ . و مَعْنَی قَوْلهم:قَطَع اللّه دابِرَه ،أَی أَذْهَبَ اللّه أَصْلَه،و أَنشد لوَعْلَهَ :
فِدًی لَکْمَا رِجْلَیّ أُمِّی و خَالَتِی
غَداهَ الکُلاَبِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوابِرُ
أَی یُقتَل القَومُ فتَذْهَب أُصُولُهم و لا یَبْقَی لهم أَثَرٌ.
و الدَّابِر : سَهْمٌ یَخْرُجُ من الهَدَفِ و یَسْقُط وَرَاءَه،و قد دَبَرَ دُبُوراً .
و فی الأَسَاس:ما بَقِیَ فی الکِنَانه إِلا الدَّابِرُ ،و هو آخِرُ السِّهَام.
و الدَّابِرُ : قِدْحٌ غَیْرُ فَائِز ،و هو خِلافُ القَابِل، و صَاحِبُه مُدَابِرٌ . قال صَخْرُ الغَیِّ الهُذَلِیّ یَصِف ماءً وَرَدَه:
فَخَضْخَضْتُ صُفْنِیَ فی جَمِّه
-خِیَاضَ المُدَابِرِ قِدْحاً عَطُوفَا
المُدَابِر :المَقْمُور فی المَیْسِر.و قیل هو الّذِی قُمِرَ مَرَّهً بَعْدَ مَرَّهٍ ،فیُعَاوِدُ لیَقْمُرَ.و قال أَبو عُبید: المُدابِر :الذی یَضْرِب بالقِداحِ .
و الدَّابِر : البِنَاءُ فَوْقَ الحِسْیِ ،عن أَبی زَیْد.قال الشَّمَّاخ:
و لمَّا دَعَاهَا مِنْ أَبَاطِحِ وَاسِطٍ
دَوَابِرُ لم تُضْرَبْ علَیْهَا الجَرَامِزُ (3)
و الدَّابِر : رَفْرَفُ البِنَاءِ ،عن أَبی زَیْد.
و الدَّابِرَهُ ، بهاءٍ:آخِرُ الرَّمْلِ ،عن الشَّیْبَانِیّ ،یقال:نَزَلُوا فی دَابِرَهِ الرَّمْلَه،و فی دَوابِرِ الرِّمَال،و هو مَجَاز.
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : الدَّابِرَهُ : الهَزِیمَهُ ، کالدَّبْرَهِ .
و الدّابِرَهُ : المَشْؤُومَهُ ،عنه أَیضاً.
و یقال:صَکَّ دَابِرَتَه ،هی منْکَ عُرْقُوبُکَ . قال وَعْلَهُ :
إِذ تُحَزُّ الدَّوابرُ ..
و الدَّابِرَهُ : ضَرْبٌ من الشَّغْزَبِیَّه (4)فی الصِّرَاع.
و دابِرهُ الحافِرِ:مُؤَخَّرُه،و قیل: ما حاذَی مَوْضِعَ الرُّسْغِ ،کما فی الصّحاح،و قیل:هی الَّتی تَلی مُؤَخَّرَ الرُّسْغِ (5)،و جَمْعُهَا الدَّوَابِرُ .
و المَدْبُورُ :المَجْرُوحُ ،و قد دُبِرَ ظَهْرُه.
و المَدْبُور : الکَثِیرُ المَالِ یقال:هو ذو دَبْرٍ و دِبْرٍ ،کما تقدَّم.
و الدَّبَرَانُ مُحَرَّکَهً :نَجْمٌ بَینَ الثُّرَیَّا و الجَوْزاءِ،و یقال له التَّابعُ و التُّوَیْبع،و هو مَنْزِلٌ للقَمر سُمِّیَ دَبَرَاناً لأَنَّه یَدْبُر الثُّرَیَّا،أَی یَتْبَعُه (6).و فی المُحْکَم: الدَّبَرَانُ :نجْمٌ یَدْبُر الثُّرَیَّا،لَزِمته الأَلفُ و اللامُ لأَنَّهم جَعَلوه الشَّیْ ءَ بعَینه.و فی الصّحاح: الدَّبَرَانُ :خَمْسَهُ کَوَاکِبَ من الثَّوْرِ یقال:إِنّه سَنَامُه.
و رجُلٌ أُدَابِرٌ ،بالضَّمّ :قاطِعٌ رَحِمَه ،کأُبَاتِر (7). و رجل أُدَابِرٌ : لا یَقْبَلُ قولَ أَحَدٍ و لا یَلْوِی علی شیْ ءٍ.و قال ابنُ القَطَّاع:هو الّذِی لا یَقْبَل المَوْعِظَهَ .
قال السِّیرَافِیّ :و حَکی سِیبویهِ أُدابِراً فی الأَسماءِ و لم یُفَسِّره أَحَدٌ،علی أَنّه اسمٌ .لکنّه قد قَرَنه بأُحامِرٍ و أُجارِدٍ، و هما مَوْضعانِ ،فعَسَی أَن یکون أُدَابِرٌ مَوْضِعاً.
و ذَکَر الأَزهَرِیُّ «أُخَایِل»،و هو المُخْتَالُ ،و هو أَحَدُ النَّظائر التِّسْعَهِ التی نَبَّهْنا علیها فی«جرد»و«بتر».
ص:388
و فی الصّحاح: الدَّبِیرُ :ما أَدْبَرَتْ به المَرْأَه من غَزْلِها حین تَفْتِلُه ،و به فُسِّرَ:فُلانٌ ما یَعْرِف دَبِیرَه مِن قَبِیلِه.
و قال یَعْقُوب:القبیل:ما أَقْبلتَ به إِلی صَدْرِک.و الدَّبِیرُ :
مَا أَدْبَرْتَ به عن صَدْرِک. یقال:فُلانٌ ما یَعْرِف قَبِیلاً من دَبِیرٍ .و هو مَجاز.
و یقال: هو مُقَابَلٌ و مُدابَرٌ ،أَی مَحْضٌ مِنْ أَبَوَیْهِ کَریمُ الطَّرَفَیْن و هو مَجَاز.قال الأَصمَعِیّ : و أَصْلُه من الإِقْبالَهِ و الإِدْبَارَهِ ،و هو شَقٌّ فی الأُذُن ثم یُفْتَلُ ذلک،فإِنْ -و فی اللسان:فإِذا (1)- أُقْبِلَ بِهِ فَهو إِقْبَالَهٌ ،و إِن -و فی اللِّسَان:
و إِذا (2)- أُدْبِرَ به فإِدْبَارَهٌ .و الجِلْدَهُ المُعَلَّقَهُ مِن الأُذُنِ هی الإِقبالَهُ :و الإِدْبَارَهُ کأَنَّهَا زَنَمَهٌ .و الشّاهُ مُقَابَلَهٌ و مُدَابَرَهٌ ،و قد دابَرْتُها -و الذّی فی اللسان:و قد أَدْبَرْتُها (3)- و قَابَلْتُها.
و الّذِی عند المُصَنِّف أَصْوَبُ .
و نَاقَهٌ ذاتُ إِقْبَالَهٍ و إِدبارَهٍ و ناقهٌ مُقَابَلَهٌ مُدَابَرَه ،أَی کَریمهُ الطَّرفَیْنِ من قِبَلِ أَبِیهَا و أُمِّهَا،و
16- فی الحَدِیث: «أَنه نَهَی أَن یُضَحَّی بمُقَابَلَهٍ أَو مُدابَرَه ». قال الأَصمعیّ :المُقَابَلَه:أَن یُقْطَع من طَرَف أُذُنِهَا شَیْ ءٌ ثمّ یُتْرَک مُعَلَّقاً لا یَبِینُ کأنَّه زَنَمهٌ ،و یقال لمثل ذلک من الإبل:المزنَّمُ ،و یسَمَّی ذلک المُعَلَّقُ :الرَّعْلَ 3،و المُدَابَرَهُ :أَن یُفْعَلَ ذلِک بمُؤَخَّرِ الأُذُنِ من الشّاهِ .قال الأَصمعیّ :و کذلک إِن بان ذلِک من الأُذُن فهی مُقَابَلَهٌ و مُدَابَرهٌ بعد أَن کان قُطِعَ .
و دُبَارٌ ،کغُرَابٍ و کِتَابٍ :یَومُ الأَربعاءِ.و فی کِتَاب العَیْن للخَلِیل بنِ أَحْمَد: لیلَتُه ،و رَجَّحَه بَعْضُ الأَئِمَّه،عادِیَّه، من أَسمائهم القدیمهِ .و قال کُرَاع:جاهِلِیَّه،و أَنشد:
أُرَجِّی أَن أَعِیشَ و أَنَّ یَومِی
بِأَوّلَ أَو بأَهْوَنَ أَو جُبَار
أَو التّالی دُبَارِ فإِن أَفُتْه
فمُؤْنِسٍ أَو عَرُوبَهَ أَو شِیَارِ
أَوَّلٌ :الأَحَد.و شِیَارٌ:السَّسْت.و کلّ منها مَذْکُور فی مَوْضِعه. و الدِّبَارُ : بالکَسْرِ:المُعَادَاهُ من خَلْفٍ ، کالمُدابَرَهِ .
یقال: دَابَرَ فلانٌ فُلاناً مُدَابَرهً و دِبَاراً :عَادَاه و قَاطَعَه و أَعرَضَ عنه.
و الدِّبَارُ : السَّواقِی بَیْنَ الزُّرُوعِ ،واحدتها دَبْرهٌ ،و قد تقدّم.قال بِشْرُ بنُ أَبِی خازِم؛
تَحَدُّرَ ماءِ البِئْر عن جُرَشِیِّها
علی جِرْیهٍ تَعلُو الدِّبَارَ غُرُوبُهَا (4)
و قد یُجْمَع الدِّبَار (5)علی دِبَاراتٍ ،و تقدّم ذلِک فی أَوّل المَادّهِ .
و الدِّبَار : الوَقَائِعُ و الهَزَائِمُ ،جمْعُ دَبْره .یقال:أَوْقَعَ اللّه بهم الدِّبَارَ ،و قد تقدّم أَیضاً.
و قال الأَصمعیّ : الدَّبَارُ بالفَتْحِ :الهَلاَکُ ،مثل الدَّمَار.
و زادَ المصنِّف فی البَصائر:الّذِی یَقْطَع دابِرَهم .و دَبَرَ القَوْمُ یَدْبُرُون دبَاراً :هَلَکُوا،و یقال:عَلَیْهِ الدَّبارُ إِذا دَعَوْا عَلَیْه بأَن یَدْبُرَ فلا یَرْجع،و مثله:عَلَیْه العَفَاءُ،أَی الدَّرُوسُ و الهَلاکُ .
و التَّدْبِیرُ :النَّظَرُ فی عاقِبَهِ الأَمْر ،أَی إِلی ما یَؤُول إِلیه عاقِبَتُه، کالتَّدَبُّر . و قیل: التَّدَبُّر التَّفکُّر أَی تَحْصِیل المَعْرِفَتَیْنِ لتَحْصِیل مَعْرِفهٍ ثالثه،و یقال عَرَف الأَمرَ تَدَبُّراً ،أَی بأَخَرَهٍ .
قال جَرِیر:
و لا تَتَّقُون الشَّرَّ حتَّی یُصِیبَکُمْ
و لا تَعْرِفون الأَمرَ إِلاَّ تَدَبُّرَا
و قال أَکثَمُ بنُ صَیْفِیّ لبَنِیه:یا بَنِیَّ ،لا تَتَدَبَّروا أَعْجازَ أُمُورٍ قد وَلَّتْ صُدُورُها (6).
و التَّدْبِیر : عِتْقُ العَبْدِ عَنْ دُبُرٍ ،هو أَن یَقُول له:أَنت حُرٌّ بعد مَوْتِی،و هو مُدَبَّر .و دَبَّرْتُ العَبْدَ،إِذا عَلَّقْتَ عِتْقَه بمَوْتِک.
و التَّدْبِیر : رِوَایَهُ الحَدِیثِ و نَقْلُه عن غَیْرِک ،هکذا رواه أَصْحَابُ أَبِی عُبَیْد عَنْه،و قد تَقَدَّم ذلک.
ص:389
و تَدَابَرُوا :تَعَادَوْا و تَقاطَعُوا. و قِیلَ :لا یَکُون ذلِک إِلاّ فی بَنِی الأَبِ .و
16- فی الحدیث: «لا تَدَابَرُوا و لا تَقاطَعُوا».
قال أَبو عُبَیْد: التَّدَابُر :المُصَارَمَه و الهِجْرَانُ .مأْخُوذٌ من أَن یُوَلِّیَ الرجلُ صاحبَه دُبُرَه و قَفَاه،و یُعرِضَ عنه بوَجْهه و یَهْجُرَه،و أَنشد:
أَ أَوْصَی أَبُو قَیْسٍ بأَنْ تَتَواصَلُوا
و أَوْصَی أَبُوکُم ویْحَکُمْ أَن تَدَابَرُوا
و قیل فی معنَی الحَدِیث:لا یَذْکُرْ أَحَدُکم صاحِبَه من خَلْفِه.
و اسْتَدْبَرَ :ضِدُّ استَقْبَلَ ،یقال استَدْبَرَه فَرَمَاه،أَی أَتَاه من وَرائِه. و استدبَرَ الأَمْرَ:رَأَی فی عاقِبَتِه ما لَمْ یَرَ فی صَدْرِهِ .
و یقال:إِن فُلاناً لو استَقْبَلَ من أَمْرِه ما استَدْبَره لَهُدِیَ لِوِجْهَهِ أَمْرِه.أَی لو عَلِمَ فی بَدْءِ أَمْرِه ما علِمَه فی آخِرِه لاسْتَرْشَدَ لأَمْره.
و استَدْبَرَ : استَأْثَرَ ،و أَنشد أَبو عُبَیْدهَ للأَعْشَی یَصِف الخَمْر:
تَمَزَّزْتُهَا غَیْرَ مُسْتَدْبِرٍ
علَی الشَّرْبِ أَو مُنْکِرٍ ما عُلِمْ
قال:أَی غیر مُستَأْثِر،و إِنما قیلَ للمُسْتَأْثِر مُسْتَدبِر ،لأَنَّه إِذا استأْثَر بشُرْبها استَدْبَر عنهم و لم یَسْتَقْبِلهم،لأَنَّه یَشرَبُها دُونَهُم و یُوَلِّی عنهم.
و فی الکِتَابِ العَزِیز: أَ فَلَمْ یَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ (1)أَی أَ لم یَتَفَهَّموا ما خُوطِبُوا به فی القُرآن و کذلک قَوْلُه تَعالَی: أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ (2)أَی أَ فَلاَ یَتَفَکَّرُون فیَعتبِروا، فالتَّدبُّر هو التَّفَکُّر و التَّفَهُّم.و قوله تَعَالی فَالْمُدَبِّراتِ أَمْراً (3)،یَعنِی ملائِکَهً مُوَکَّلَهً بتَدْبِیر أُمورٍ.
و دُبَیْر کزُبَیْر:أَبو قَبِیلَه من أَسَدٍ و هو دُبَیْر بنُ مالِک بْنِ عَمْرو بنِ قُعَیْن بن الحارِث بن ثَعْلَبَه بنِ دُودَانَ بْنِ أَسَدٍ، و اسمه کَعْب،و إِلیه یَرْجِع کُلُّ دُبَیْریّ ،و فیهم کَثْرهٌ .
و دُبَیْر : اسْمُ حِمَارٍ. و دُبَیْرَهُ (4)، بِهاءٍ:ه،بالبَحْرَین ،لبَنِی عَبْدِ القَیْس. و ذَاتُ الدَّبْر ،بفتح فسکون: ثَنِیَّهٌ لِهُذَیْل ،قال ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و قد صَحَّفه الأَصْمَعِیّ فقال:ذات الدَّیْر.قال أَبو ذُؤَیب:
بأَسْفلِ ذاتِ الدَّبْرِ أُفرِدَ خِشْفها
و قد طُرِدَت یَوْمَیْنِ فهْیَ خَلُوجُ
و دَبْرٌ ،بفتح فسکون: جَبَلٌ بَینَ تَیْمَاءَ و جَبَلَیّ طَیِّیء.
و دَبِیرٌ کأَمِیرٍ:ه بنَیْسَابُورَ (5)،علی فَرْسَخ، مِنَها أَبو عبد اللّه محمَّدُ بنُ عبدِ اللّه بنِ یُوسفَ بن خُرْشِید الدَّبِیْرِیّ ، و یقال الدَّوِیرِیّ أَیضاً،و ذکره المُصنّف فی دار،و سیأْتی، و هنا ذَکَره السَّمْعَانیّ و غیره،رَحَل إِلی بَلْخَ و مَرْو،و کتَبَ عن جماعهٍ ،و ستأْتی ترجمته.
و دَبِیر : جَدُّ مُحمَّدِ بنِ سُلیمانَ القَطَّانِ المحدِّثِ البَصْرِیّ ،عن عَبدِ الرَّحمن بنِ یُونس السَّرّاج،تُوفِّیَ بعد الثلاثمائه،و کان ضَعِیفاً فی الحدیث.
و دبِیرَا :ه بالعِراقِ من سَوادِه،نقله الصَّاغانِیّ .
و دَبَرُ کجَبَل (6):ه بالیَمَنِ من قُرَی صَنْعَاءَ، منها أَبو یَعْقُوب إِسحاقُ بنُ إِبراهِیمَ بن عبَّادٍ المحدِّثُ راویِ کُتُب عبد الرزّاق بن هَمَّام،روی عنه أَبو عَوانَهَ الأَسْفَرَاینیّ الحافظ ،و أَبو القَاسم الطَّبَرانیّ ،و خَیْثَمَه بنُ سَلْمَان الأَطْرابُلُسیّ و غَیْرُهم.
و الأَدْبَرُ :لَقَبُ حُجْرِ بْنِ عَدِیٍّ الکِنْدِیّ ،نُبِزَ به لأَن السِّلاح أَدْبَرَت ظَهَرْه.و قیلَ :لأَنّه طُعِنَ مُوَلِّیاً،قالَه أَبو عَمْرو.
و قال غیرُه: الأَدْبَرُ :لَقَبُ أَبِیه عَدِیٍّ ،و قد تقدّم الاخْتِلاف فی«ح ج ر»فراجِعْه.
و الأَدْبَر أَیضاً: لَقَبُ جَبَلَهَ بن قَیْسٍ الکِنْدِیّ ،قِیل إِنه، أَی هذا الأَخیر صَحَابیّ ،و یقال هو جَبَلَهُ بنُ أَبی کَرِبِ بنِ قَیْسٍ ،له وِفَادَهٌ ،قاله أَبو موسَی.
قُلْت:و هو جَدُّ هانِیءِ بْنِ عَدِیِّ بن الأَدْبر .
ص:390
و دُبَیْرٌ ، کزُبَیْر:لَقَبُ کَعْبِ بن عَمْرِو بن قُعَیْن بن الحَارث بن ثَعْلَبَهَ بن دُودَانَ بن أَسَد الأَسَدِیِّ لأَنه دُبِرَ من حَمْل السِّلاح.و قال أَحمدُ بنُ الحباب الحِمْیَریّ النَّسّابه:
حَمَلَ شیئاً فَدبَرَ ظَهْرَه.
و فی الروض أَنه تَصْغِیر أَدبَر ،علی التَّرْخِیم،و لا یَخْفَی أَنه بعَیْنه الذی تقدَّم ذِکْرُه،و أَنه أَبو قَبِیلَهٍ من أَسد،فلو صَرَّحَ بذلِک کان أَحسنَ ،کما هو ظاهرٌ.
و الأُدَیْبِرُ ،مُصَغَّراً:دُوَیْبَه،و قیل: ضَرْبٌ مِنَ الحَیَّاتِ .
و یقال: لَیْسَ هُوَ من شَرْجِ فُلان و لا دَبُّورِهِ ،کتَنَّورِه (1)أَی من ضَرْبِه و زِیِّهِ و شَکْلِه.
و دَبُّورِیَهُ :د،قُربَ طَبَرِیَّهَ (2).و فی التَّکْمِلَه:من قُرَی طَبَرِیَّهَ ،و هی بتَخْفِیف الیاءِ التحتیّه.
*و مما یُسْتَدْرک علیه:
دَابِرُ القَوْمِ :آخِرُ مَنْ یَبْقَی منهم و یَجِیءُ فی آخِرِهم، کالدَّابِرَه .و
16- فی الحدیث: «أَیُّمَا مُسْلِمٍ خَلَفَ غازِیاً فی دابِرَتِه ». أَی مَنْ یَبْقَی بعدَه.
و عَقِبُ الرَّجُلِ : دابِرُه .
و دَبَرَه :بَقِیَ بَعْدَه.
و دابِرهُ الطّائر:الإِصْبَعُ الَّتی من وَراءِ رِجْله (3)،و بها یَضرِب البازِی.یقال:ضَرَبَه الجارِحُ بدَابِرَتِه ،و الجوارِحُ بدَوابِرِها .و الدّابِره للدِّیک:أَسْفلُ من الصِّیصِیَه یَطَأُ بها.
و جاءَ دَبَرِیًّا ،أَی أَخیراً.و العِلْم قَبْلِیٌّ و لیس بالدَّبَرِیّ .
قال أَبو العَبَّاس:معناه أَنّ العالم المُتْقِنَ یُجِیبُک سَرِیعاً، و المُتَخَلِّف یقول:لی فیها نَظَرٌ.و تَبِعْتُ صاحِبی دَبَرِیًّا ،إِذَا کنتَ معه فتَخَلَّفْت عنه ثم تَبِعْتَه و أَنتَ تَحْذَر أَن یَفُوتَک،کذا فی المحکم.
و المُدْبَرَه ،بالفَتْح: الإِدْبَار .أَنشد ثَعْلبٌ :
هذا یُصَادِیک إِقبَالاً بمَدْبَرَهٍ
و ذَا یُنَادِیک إِدْبَاراً بإِدْبارِ
و أَمْسِ الدَّابِرُ :الذّاهِبُ الماضِی لا یَرْجِع أَبداً.
و قالوا:مَضَی فلان أَمْسِ الدّابِرُ و أَمْسِ المُدْبِرُ ،و هذا من التَّطوّع المُشَام للتَّوکید،لأَن الیوم إِذا قیل فیه أَمْسِ فمعلوم أَنَّه دَبَرَ ،لکنه أَکَّده بقوله: الدَّابِر .قال الشاعر:
و أَبِی الَّذِی تَرَکَ المُلُوکَ و جَمْعَهمْ
بصُهَابَ هامِدَهً کأَمْسِ الدّابِرِ
و قال ضَخْرُ بنُ عَمْرِو بنِ الشَّرِید السُّلَمِیّ :
و لقدْ قَتَلْتکُمُ ثُنَاءَ و مَوْحَداً
و تَرَکْتُ مُرَّهَ مِثْلَ أَمِس المُدْبِرِ (4)
و رجل خاسِرٌ دَابِرٌ ،إِتْبَاعٌ .و یقال:خاسِرٌ دامِرٌ،علی البَدَل و إِن لم یَلْزم أَن یکون بَدَلاً،و سیأْتِی.
و قال الأَصمَعِیّ : المُدابِرُ :المُوَلِّی المُعْرِض عن صاحِبِه.
و یقال:قَبَحَ اللّه ما قَبَلَ منه و ما دَبَرَ .
و الدّلْوُ بَینَ قابِلٍ و دابِرٍ :بین مَنْ یُقْبِل بها إِلی البِئْر و مَنْ یُدْبِر بها إِلی الحَوْض.
و ما لَهُم من مُقْبَلٍ و لا مُدْبَرٍ ،أَی من یَذْهَب (5)فی إِقبال و لا إِدبار .
و أَمْرُ فُلانٍ إِلی إِقبالٍ و إِلی إِدبارٍ .
و عنِ ابْنِ الأَعرابیّ : دَبَرَ :رَدَّ و دَبَرَ :تأَخَّر.
و قالوا:إِذَا رأَیتَ الثُّریَّا یُدْبِر (6)فشَهْرُ نَتَاجٍ و شَهْرُ مَطَرٍ (7).
و فلان مُسْتَدْبَرُ المَجْدِ مُسْتَقْبَلٌ ،أَی کَریم أَوّل مَجْدِهِ و آخِره،و هو مَجاز.
و دَابَر رَحِمَه:قَطَعها.
و المُدابَرُ من المَنازِل خِلافُ المُقَابَلِ .
و أَدْبَرَ القَوْمُ ،إِذا وَلَّی أَمرُهُم إِلی آخِرِه،فلم یَبْقَ منهم باقِیَهٌ .
ص:391
و من المَجَاز:جَعَله دَبْرَ (1)أُذُنِه إِذا أُعْرضَ عنه.و وَلَّی دُبُرَه :انهزمَ .و کانت الدَّبْرهُ له:انْهزَم قِرْنُه،و علیه (2):انهزمَ هو.وَ وَلّوا دُبُرَهم (3)مُنْهَزِمین.و دَبَرَتْ له الرِّیحُ بعد ما قَبَلَتْ (4)،و دَبَر بعد إِقبال.و تقول:عَصَفَت دَبُورُه ،و سَقَطت عَبُورُه (5)،و کلّ ذلک مَجَازٌ.
و کَفْر دَبُّور ،کتَنّور:قَریه بمصر.
و الدَّیْبور :موضع فی شعر أَبی عباد،ذکره البَکْرِیّ (6).
و دَبْرَهُ ،بفتح فسکون:ناحیهٌ شامیّه.
الدَّثْرُ ،بالفَتْح: المَالُ الکَثِیرُ ،لا یُثنَّی و لا یُجْمَع.یقال: مَالٌ دَثْرٌ ، و مَالانِ دَثْرٌ ، و أَموالٌ دَثْرٌ . و قیل:
هو الکَثِیر من کُلّ شیْ ءٍ.و
16- فی الحَدِیث: «ذَهَبَ أَهلُ الدُّثُورِ بالأُجُورِ». قال أَبو عُبَید:یقال:هم أَهلُ دَثْر و دُثُور ،و هو مَجَاز.و أَما عَسْکَرٌ دَثِرٌ ،أَی کَثِیر،کما نقله الجوهریّ و غیره،فالتَّحْرِیک فیه لِضَرُورَه الشِّعْر،قال امرؤُ القَیْس:
لعَمْرِی لقَوْمٌ قد تَرَی فی دِیَارِهمْ
مَرابِطَ للأَمْهارِ و العَکَرِ الدَّثِرْ
و الأَصل الدَّثْر ،فحرَّک الثاءَ لیَسْتَقِیم له الوزْنُ .
و عن ابن شُمَیْل: الدَّثَرُ ، بالتَّحْرِیک:الوَسَخُ ،و قد دَثَرَ دُثُوراً ،إِذا اتَّسَخَ .
و دَثِرٌ : بلاَ لامٍ :حِصْنٌ بالیمنِ ،من حُصون ذَمَارِ الشَّرْقیّه.
و الدُّثُورُ :الدُّرُوسُ ، کالانْدِثارِ ،و قد دَثَرَ الرَّسْمُ و تَدَاثَرَ و انْدَثَر :قَدُمَ و دَرَسَ و عَفَا.قال ذُو الرُّمّه:
أَشاقَتْکَ أَخلاقُ الرُّسُومِ الدَّواثِرِ (7)
و استعار بعضُ الشُّعَراءِ ذلک للحَسَبِ اتّساعاً فَقَال:
فی فِتْیَهٍ بُسُطِ الأَکُفِّ مَسَامِحٍ
عنْد القِتَالِ قَدِیمُهمْ لمْ یَدْثُرِ
أَی حَسَبُهم لم یَبْلَ و لا دَرَسَ .
و الدُّثُور للنَّفْسِ (8):سُرْعَهُ نِسْیَانِها ،قاله شَمِرٌ. و الدُّثُور للقَلْب:امِّحَاءُ الذِّکرِ منه و دُرُوسُه،قاله شَمِرٌ.
و مِن المَجاز:ما
17- رُوِیَ عن الحَسَن أَنَّه قال: «حادِثُوا هذِه القُلُوبَ بذِکْر اللّه فإِنَّهَا سَرِیعَهُ الدُّثُور ». قال أَبو عُبَیْدٍ:یَعنِی دُرُوس ذِکْرِ اللّه و امّحاءَهُ منها.یقول:اجْلُوهَا و اغْسِلُوا الرَّیْنَ و الطَّبَعَ الذی عَلاهَا،بذِکْر اللّه.زاد الأَزهریّ :کما یُحادَث السَّیفُ إِذا صُقِلَ و جُلِیَ .و منه قول لَبِید:
کمِثْل السَّیْفِ حُودِثَ بالصِّقَالِ (9)
أَی جُلِیَ و صُقِلُ .
و
16- فی حَدِیث أَبِی الدَّرْداءِ: «إِنّ القَلْبَ یَدْثُر کماَ یَدْثُرُ السَّیْفُ فجِلاؤُه ذِکْر اللّه». أَی یَصْدأُ کما یَصْدَأُ السَّیْف.
و أَصل الدُّثُورِ الدُّرُوسُ ،و هو أَن تَهُبّ الرِّیاحُ علی المَنْزل فتُغَشِّیَ رُسُومُه الرَّمْلَ و تُغَطِّیَه (10)بالتُّرَاب.و
16- فی حدیث عائِشَهَ : « دَثَرَ مکانُ البَیْتِ فلم یَحُجَّه هُودٌ،علیه السلامُ .
و الدَّثُور ، بالفَتْحِ :البَطِیءُ (11)الثَّقِیل الذی لا یکاد یَبْرحُ مکانَه.قال طُفَیْل:
إِذَا ساقَهَا الرَّاعِی الدَّثُورُ حَسِبْتَها
رِکَابَ عِرَاقِیٍّ مَوَاقِیرَ تُدْفَعُ
و الدَّثُورُ أَیضاً: الخامِلُ الَّنؤُومُ ،و هو مَجَاز.
و الدَّاثِرُ :الهالِکُ ،و منه قولهم:فُلانٌ خَاسِرٌ دَاثِرٌ .و قال بَعْضٌ :هو إِتباعٌ . و الدّاثِر : الغافِلُ ، کالأَدْثَرِ . و الّذِی فی اللِّسَان:رَجُلٌ دَثْرٌ :غافِلٌ ،و داثِرٌ مثلُه.
ص:392
و فی الأَساس:رجلٌ دَاثِرٌ :لا یَعْبَأُ بالزِّینَه،و هو مَجَاز.
و تَدَثَّرَ بالثَّوبِ :اشْتَمَلَ بِهِ دَاخِلاً فیه و تَلَفَّفَ .
و من المَجَاز: تَدَثَّرَ الفَحْلُ النّاقَهَ :تَسَنَّمَها ،هکذا فی الأُصول،و مِثْلُه فی الأُمَّهَات اللُّغَویهُ ،و فی بعض النُّسخ:
تَشَمَّمَها.و الأَوَّلُ أَصَحّ . و من المَجَاز: تَدَثَّرَ الرجلُ قَرینَه (1)،هکذا فی نُسخَتِنَا،و فی أُخرَی:قِرْنَه،و کلاهما غَلَطٌ و تصحیفٌ .و الصواب:فَرَسَه،کما فی الأَساس و اللِّسَان و البَصَائِر: وَثَب عَلَیْه فَرکِبَه. و فی التَّهْذیب:وَثَبَ علیها فَرَکِبَها.و فی المُحْکَم:رَکِبَها و جالَ فی مَتْنِها.
و قیل:رَکِبَهَا من خَلْفِها،کتَجَلَّلَها،قاله الزَّمَخْشَرِیّ .
و یُسْتَعار فی مثل هذا.قال ابنُ مُقِبل یَصِف غَیْثاً:
أَصَاخَتْ له فُدْرُ الیَمَامَهِ بَعْدَ ما
تَدثَّرَهَا مِن وَبْلِهِ مَا تَدَثَّرَا
و عن أَبی عَمْرٍو: المُتَدَثِّر من الرِّجال: المَأَبُونُ ،قال:
و هو المُتَدَأّمُ (2)و المُتَدَهَّم و المِثْفَر و الْمِثْفَار.
و الدِّثَارُ ،بالکَسْر :ما یُتَدَثَّر به.و قیلَ :هو ما فَوْقَ الشِّعَارِ مِن الثِّیَابِ . و قیل:هو الثَّوْب الذی یُستَدْفَأُ به من فَوقِ الشِّعَار.یقال: تَدثَّرَ فلانٌ بالدِّثَار تَدَثُّراً ،و ادَّثَرَ ادِّثَاراً ،فهو مُدَّثِّر ،و الأَصل مُتَدَثِّر ،أَدغِمت التَّاءُ فی الدَّال و شُدِّدتْ .
و قال الفَرّاءُ فی قوِله تَعالَی: یا أَیُّهَا اَلْمُدَّثِّرُ (3)یَعنِی المتدَثِّر بثِیابه إِذا نام.و
14- فی الحدیث: «کان إِذا نَزَلَ علیه الوَحْیُ یقول: دَثِّرُونی دَثِّرُونی ». أَی غَطُّونی بما أَدْفَأُ به.و
14- فی حدیث الأَنْصَار: «أَنتم الشِّعَارُ و النّاس الدِّثارُ ». یعنی أَنتم الخَاصَّهُ و النّاسُ العَامَّه.
و دَثَرَ الشَّجَرُ دُثُوراً . أَوْرَقَ و تَشَعَّبَت خِطْرَتُه.
و دَثَرَ الرَّسْمُ و غیرُه. دَرَسَ (4)و عَفَا بهُبُوبِ الرِّیاح علیه، کتَداثَرَ یقال:فُلانٌ جَدُّه عاثِرٌ،و رَسْمُه داثِرٌ .
و عن ابن شُمَیْل: دَثَرَ الثَّوبُ دُثُوراً : اتّسَخَ .و دَثَرَ السَّیْفُ ،إِذا صَدِیءَ،فهو داثِرٌ ،و هو البَعِید العَهْدِ بالصِّقَال،و هو مَجاز.
و یقال: هو دِثْرُ مَالٍ ،بالکسْر ،إِذا کان حَسَن القِیَام به.
و دِثَارٌ القَطَّانُ الضَّبِّیّ ،و هو دِثَارُ بنُ أَبِی حَبِیب،روی عَنْه الثَّوْرِیّ ،کذا فی تارِیخ البُخَارِیّ . و یَزِیدُ بنُ دِثَار بن عَبِید بن الأَبرص التَّابِعِیّ الکُوفِیّ ،یَرْوِی عن عَلیٍّ ،و عنه سِمَاکُ بنُ حَرْب،و هو شاعرٌ أَسَدِیّ . و مُحَارِب بنُ دِثَار بنِ کُرْدُوس بن قبرقاس بن حَعْوَنَه السَّدُوسیّ القاضی أَبو المُطَرِّف،مات سَنَهَ سِتَّ عَشَرَهَ و مائه،روَی له الجَمَاعَه، و ابنُهُ دِثَارٌ ،روی مُحَارِب عن جابرٍ و ابن عُمَر،و عنه الثَّوْریّ ، مُحَدِّثون.
و أَدْثَر (5)الرجلُ ،کأَکْرَمَ ،إِذا اقْتَنَی دَثْراً مِنَ الْمَالِ أَی الکَثِیرَ منه.
و تَدْثِیرُ الطَّائِرِ،إِصلاحُهُ عُشَّه ،و قد دَثَّرَ .
و دُثِرَ (6)عَلَی القَتِیلِ ،کعُنِیَ ، نُضِّدَ علیه الصَّخْرُ تَنْضِیداً.
*و مما یُسْتَدرَک علیه:
دَثَرَ الرّجلُ ،إِذا عَلَتْه کَبْرَهٌ و اسْتِسْنَانٌ (7).
و رَجُلٌ دَثُورٌ ،کصَبُور: مُتَدَثِّر ،عن ابن الأَعْرَابیّ .
و أَنشد:
أَلَم تَعْلمِی أَنَّ الصّعَالِیکَ نَوْمُهُم
قلیلٌ إِذَا نامَ الدَّثُورُ المُسالِمُ
و دَثَّرَه تَدْثِیراً :غَطّاه.
و الدَّثُور :الکَسْلان،عن کُراع.
و الدَّثْر ،بفتح فَسکُوُن:الخِصْبُ ،و النّبَاتُ الکَثِیر.
و الدَّثُور :الثَّقِیل.و فلانٌ دَثُورُ الضُّحَی: یَتَدَثَّر فَینَامُ .
وَ رجلٌ دِثَارِیٌّ :کَسْلاَن لا یتَصَرَّف.
و هو یَتَدَثَّر بالمال،للمُتَموِّل،کذا فی الأَساس.
ص:393
و دَاثِرُ :اسم.و الدَّاثِر :المَنْزل الدَّارِسُ ،لذَهابِ أَعْلامه.
و أَبو دِثَارٍ اسمٌ للظُّلَّه التی یُتوَقَّی بها من البَعُوض.و منه:
لَنِعْمَ البَیْتُ بَیْتُ أَبِی دِثَارٍ
إِذا ما خَافَ بَعْضُ القَوْمِ بَعْضَا
قَالَهُ الثَّعَالِبِیّ فی المُضَاف و المَنْسُوب.و قال شیخُنَا:
و قال قومٌ :هو کُنْیَه البَعُوضِ ، لدُثُوره بالنَّهَار،أَو للاحْتِیَاج إِلی دِثَارٍ مِن أَذاه.
و دارَهُ داثِر :موضع.
الدَّجْرُ ،مُثَلَّثَهً ،الکَسْر هی اللُّغَهُ الفُصْحَی، و حکی أَبو حَنِیفَه الفَتْح أَیضاً،و حُکِی الضَّمُّ عن کُرَاع،قال الأَزْهَرِیّ ،و کذلک وُجِدَ بخَطّ شَمِرٍ: اللُّوبِیَاءُ ،قال أَبو حَنِیفَه:هو ضَرْبَانِ :أَبْیَضُ و أَحْمَرُ، کالدُّجُر ،بضَمَّتَیْن ،و هو غَرِیبٌ ،و قد جاءَ ذِکْرُ الدّجْر فی الحَدِیثِ و فَسَّروه باللُّوبِیَاءِ.
و الدّجْر ،بالفَتْح و بالضَّمّ ،و فی التَّکْمِلَه بالحَرَکَات الثّلاث:
خَشَبَهٌ تُشَدُّ علیها حَدِیدَهُ الفَدَّانِ ، کالدُّجُور ،و منهم مَنْ یَجْعَلُها دُجْرَیْن کأَنَّهما أُذُنانِ ،و الحَدِیدَهُ اسمها الشبه (1)و الفَدَّان اسمٌ لِجَمِیع أَدواتِه.و الخَشَبَه التی علی عُنقِ الثَّوْرِ تُسَمَّی النِّیر.و السَّمِیقَانِ :خَشبتانِ قد شُدَّتَا فی العُنُق، و الخَشبه التی فی وَسَطه یُشَدُّ به (2)عِنَانُ الوَیْجِ و هو القُنَّاحَه.
و الوَیْجُ و المَیْس بالیَمانیه (3)اسمُ الخَشَبَهِ الطَّوِیله بین الثَّوْرینِ (4).و الخَشَبَه التی یُمْسِکها الحَرّاث هی المِقْوَم.
و التی فی رأْس المَیْس یُعَلَّقُ به القَیْد هی العِرْصَاف.قال الأَزهریّ :و هذه حُرُوفٌ صحِیحهٌ ذکرَها ابنُ شُمَیْل،و ذکر بعضَها ابنُ الأَعرابیّ .
و الدُّجْر ، بالضَّمِّ :شیْ ءٌ تُلْقَی فیه الحِنْطَهُ إِذا زَرَعُوا و أَسفَلُه حَدِیدَهٌ تَنْثُر أَی تُلْقِی و فی بعض النّسخ:تُثِیر فِی الأَرْضِ و الدَّجَر ، بالتَّحْرِیک:الحَیْرَهُ ،و فی التَّهْذِیب:شِبْه الحَیْره. و الدَّجَر : الهَرْجُ و المَرْجُ ، و قیل هو السُّکْرُ.فِعْلُ الکُلِّ دَجِرَ ، کفَرِحَ ، دَجَراً ، فهو دَجِرٌ و دَجْرَانُ ،أَی حَیْرَانُ فی أَمرِه.قال رُؤْبهُ :
دَجْرَان لم یَشْرَبْ هُناکَ الخَمْرَا
و قال العَجَّاج:
دَجْرَان لا یَشْعُر من حَیْتُ أَتَی
من قَومٍ دَجَارَی و دَجْرَی . و قیل: الدَّجِرُ و الدَّجْرانُ هو النَّشیط الذی فیه مع نَشَاطِه أَثَرٌ (5).و قال أَبو زَید: الدَّجِرُ هو الأَحمق الذی یَذْهَب لغیرِ وَجْهِه.
و الدَّیْجُورُ :التُّرَابُ نفسُه،عن شَمِرٍ،و الجمع الدّیاجِیر .
و الدَّیْجُور : الظَّلامُ ،و فی بعض الأُمّهات اللّغویه (6):
الظُّلْمهُ .و وَصَفوا به فقالوا:لَیْلٌ دَیْجُورٌ ،و لَیلهٌ دَیْجورٌ ، و دَیْجُوجٌ :مُظْلِمَه.و دِیمَه دَیْجُورٌ :مُظْلِمَه بما تَحْمِله من الماءِ،أَنشد أَبو حَنِیفَه:
کأَنَّ هَتْفَ القِطْقِطِ المَنْثُورِ
بعد رَذَاذِ الدِّیمَهِ الدَّیْجُورِ
عَلَی قَرَاه فِلَقُ الشُّذُورِ
و من سجعات الأَساس:و خُضْتُ (7)إِلیک دَیْجُوراً ،کأَنِی خُضْت بَحْراً مَسْجُوراً.و أَقبلَ الَّلیلُ بدَیاجِیه و دَیَاجِره (8).
و أَسوَدُ یَجُورِیّ .و
1- فی کلام عَلِیّ رَضِی اللّه عَنْه: «تَغرِیدُ ذَواتِ المَنْطِق فی دَیاجِیرِ الأَوکارِ».
و یقال: الدَّیْجُور :التُّرَابُ الأَغْبَرُ الضَّارِبُ إِلی السَّوادِ کلَوْن الرَّمَاد. و الدَّیْجُور : المُظْلِم الکَثِیر (9)من یَبِیس النَّبَاتِ لسَوادِه،قاله شَمِرٌ.و قال ابنُ شُمَیْل: الدَّیجُور :الکَثِیرُ من الکَلإِ.و قال ابن الأَثیر: الدَّیْجُور :الکَثِیرُ المُتَرَاکِمُ من الیَبِیس.
ص:394
و حَبْلٌ مُنْدَجِرٌ :رِخْوٌ ،عن أَبی حنِیفَهَ ،و کذا وَتَرٌ مُنْدَجِرٌ (1)،عنه أَیضاً.
و الدِّجْرَانُ ،بالکَسْرِ:الخَشَبُ المنصوبُ فی الأَرض للتَّعْرِیش ،الواحِدَه دِجْرَانَهٌ ،کدُقْرَانهٍ بالضَّمّ ،و سیَأْتِی.
و دَاجَرَ :فَرَّ ،کسَافَرَ،و عَاقَبَ اللِّصَّ .
الدَّحْرُ :الطَّرْدُ و الإِبْعَادُ و الدَّفْع کالدُّحُورِ ، بالضَّمّ :نقلَه الجَوْهَرِیّ و رَدَّه الصَّاغانیّ :فقال:و الصَّواب الدَّحْر :الطَّرْدُ،و بناءُ فُعُول لِلُّزوم لا لِلتَّعدِّی (2)، فِعْلُهُنّ کجَعَلَ ، یَدْحَره دَحْراً و دُحُوراً ، و هو داحِرٌ و دَحْورٌ ،الأَخِیر کصَبُور.و
16- فی الدُّعَاءِ: «اللّهُم ادْحَرْ عَنّا الشَّیْطَان». أَی ادفَعْه و اطْرُدْهُ و نَحِّه.و المَدْحُور (3)هو المُقْصَی و المَطْرود.
و قال الأَزهریّ : الدَّحْر :تَبْعِیدُک الشَّیْ ءَ عن الشَّیْ ءِ.و فی الکِتَاب العَزِیز: وَ یُقْذَفُونَ مِنْ کُلِّ جانِبٍ دُحُوراً (4)قال الفَرّاءُ:قرأَ الناسُ بالنَّصْب و الضَّمّ .فمن ضَمَّها جعلَها مَصْدراً،و من فَتَحها جَعَلها اسْماً.کأَنَّه قال:یُقذَفُون بِدَاحِر و بِمَا یَدْحَرُ .قال الفَرَّاء:و لسْتُ أَشْتَهِی الفَتْحَ ،لأَنه لو وُجِّه ذلک علی صِحَّه لکان فیها البَاءُ،کما تقول:یُقذَفُون بالحجاره و لا یقال:یُقْذَفُون الحِجَارَهَ ،و هو جائز.
و فی التَّکْمِلَه:قَرَأَ السُّلَمیّ و ابنُ أَبی عَبْلَه: دَحُوراً ،بفَتح الدَّال،أَی داحِراً ،علی جِهَهِ المُبَالَغه،و فیه إِضمارٌ،أَی یُقذَفُون من کلّ جَانِب بدَحُور عن التَّسَمُّع (5)،أَو هو مَصْدر کقَبُول.
و قال الزَّجّاجُ :معنَی قَولِه تعالی: « دُحُوراً » ،أَی یُدْحَرون أَی یُباعَدُون.و
16- فی حدیثِ عَرفَهَ : «ما مِنْ یومٍ إِبلیسُ فیه أَدحَرُ و لا أَدحَقُ منه فی یوم عَرَفَهَ ». الدَّحْر :الدَّفْعُ بعُنْفٍ علی سَبِیل الإِهانَهِ و الإِذْلال.و الدَّحْقُ :الطَّرْدُ و الإِبْعادُ.
و أَفْعَلُ التی للتَّفْصِیل من دُحِرَ و دُحِقَ کأَشْهَر و أَجَنّ من شُهِرَ و جُنَّ .
دَحْدَرَهْ ، دَحْدَرهً .أَهمله الجَوْهَرَیّ ،و قال الصَّاغانِیّ :أَی دَحْرَجَه دَحْرَجَهً فتَدَحْدَرَ ،تَدحْرَجَ ،کتَدَهْدَهَ .
دَحْمَرَ القِرْبَهَ . أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْد (6):أَی مَلَأهَا.
و الدُّحْمُورُ ،بالضَّمِّ ،و فی بَعْض الأُصول:و دُحْمُورٌ ،بلا لامٍ (7): دُوَیْبَه ،نقله الصَّاغانیّ :
*و ممّا یستدرک علیه:
دَحْمَرُ و:قَرْیه بمِصْر.
الدَّخْدَارُ ،بالفَتْح: ثَوبٌ أَبیضُ مَصُونٌ ، أَو أَسْوَدُ. جاءَ فی الشِّعْر القَدِیم،و هو مُعَرَّبُ تَخْتَ دَار ، فارسیّه،أَی یُمْسِکه التَّخْتُ ،أَی ذو تَخْتٍ .و قال بعضهم:
أَصلُه تختار أَی صِینَ فی التَّخْت،و الأَوّل أَحْسَن.قال الکُمَیْت یَصِف سَحاباً:
تَجْلُو البَوارِقُ عنه صَفْحَ دَخْدَارِ
و قیل الدَّخْدَار : الذَّهَبُ ،لصِیَانَته فی التُّخُوت. و من ذلک قولُهُم: دَخْدَرَ القُرْطَ ،إِذا ذَهَّبَه ،أَی طَلاَه به.
دَخِرَ الرّجلُ کمَنَع و فَرِحَ دُخُوراً ،بالضَّمّ ،مصدر الأَوّل علی غَیْر قِیَاس، و دَخَراً ،محرّکهً مَصْدر الثّانی علی القِیَاس: صَغُر و ذَلَّ . و الدّاخِر :الذَّلِیل المُهَان،کما جاءَ فی الحَدِیث.
و الدَّخَر :التَّحیُّر.و الدُّخُورُ :الصَّغَارُ و الذّل. و أَدْخَرَه غیرُه.و فی الکتاب العزیز: وَ هُمْ داخِرُونَ (8)قال الزّجّاج:أَی صاغِرون.
و من سجَعات الأَساس:الأَوّل فاخِر،و الآخَرُ داخِرٌ .
دخْمَرَ القِرْبَهَ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال ابن دُرَیْد (9):أَی مَلأَهَا ،لُغَه فی دَحْمَرَ،بالمُهْمَلَه،کما تَقَدَّم، و لم یَذکُرْه صاحِبُ اللِّسان.
و دَخْمَرَ الشیْ ءَ:سَتَرَه و غَطَّاه ،نقله الصَّاغانِیّ .
ص:395
الدَّرُّ ،بالفَتْح: النَّفْسُ . و دَفَع اللّه عن دَرِّه ،أَی عن نَفْسه،حکاه اللِّحیانیّ .
و الدَّرُّ : اللَّبَنُ ما کان.قال:
طَوَی أُمَّهاتِ الدَّرِّ حتّی کأَنَّها
فَلاَفِلُ هِنْدیٍّ فهُنَّ لُزُوقُ
أُمَّهاتُ الدَّرِّ :الأَطْباءُ.
و
16- فی الحدیث: «أَنه نَهَی عن ذَبْح ذَواتِ الدَّرِّ ». أَی ذوات اللَّبَن.و یجوز أَن یکون مصدر دَرَّ اللَّبنُ إِذَا جَرَی.و منه
16- الحَدِیث: «لا یُحْبَس دَرُّکُم ». أَی ذواتُ الدَّرِّ .أَراد أَنها لا تُحشَر إِلی المُصَدِّق و لا تُحْبَسُ عن المَرْعَی إِلی أَن تَجْتَمِع الماشِیَهُ ثم تُعَدّ،لِمَا فی ذلک من الإِضرار بها. کالدِّرَّهِ ، بالکَسْرِ.
و الدِّرَّه أَیضاً و الدَّرُّ : کَثْرَتُه و سَیَلانُه.و
16- فی حدیث خُزَیمه: «غَاضَتْ لها الدِّرّه ». و هی اللَّبَن إِذا کَثُرَ و سال، کالاسْتِدْرارِ یقال: استدَرَّ اللَّبَنُ و الدَّمعُ و نحوُهما:کَثُرَ.قال أَبو ذُؤَیب:
إِذا نَهَضَتْ فیه تَصَعَّدَ نَفْرَهَا
کقِتْرِ الغِلاَءِ مُسْتدِرٌّ صِیَابُهَا
استعار الدَّرّ لشِدَّهِ دَفْعِ السِّهَامِ .
و دَرَّ اللَّبَنُ و الدَّمْعُ یَدُرُّ ،بالضَّمّ و یَدِرُّ ،بالکَسْر، دَرًّا و دُرُوراً ،و کذلک النَّاقَهُ إِذا حُلِبَت فأَقبلَ منها علی الحالِب شَیْ ءٌ کَثِیرٌ قِیل: دَرَّتْ ،و إِذا اجتمعَ فی الضَّرْع من العُروق و سائر الجَسَدِ قیل: دَرَّ اللَّبَن.و الاسمُ الدَّرَّهُ ،بالکَسْرِ و بالفَتْح أَیضاً،کما فی اللّسَان.و بهما جاءَ المَثَل:«لا آتِیکَ ما اخْتلفَت الدَّرَّه و الجِرَّه»و اخْتلافهما أَنَّ الدِّرَّه تَسْفُلُ و الجِرَّهَ تَعْلُو،و قد تقدّم.
و عن ابن الأَعرابیّ : الدَّرُّ :العَمَلُ من خَیرٍ أَو شَرٍّ.و منه قولهم: للّه دَرُّهُ ،یکون مَدْحاً،و یکون ذَماًّ،کقولهم:قاتَلَه اللّه ما أَکْفَرَه،و ما أَشْعَره،و معناه أَی للّه عَمَلُه ،یقال هذا لِمَن یُمْدَح و یُتَعَجَّب من عَمَلِه. و إِذا ذُمَّ عَملُه قیل: لاَ دَرَّ دَرُّه ،أَی لا زَکَا عَمَلُه ،و کُلُّ ذلک علی المَثَلِ .و قِیل:للّه دَرُّک مِن رَجُلٍ .معناه للّه خَیرُکَ و فعَالُک.و إِذَا شَتَمُوا قالوا:
لا دَرَّ دَرُّه ،أَی لا کَثُرَ خَیْرُه.و قیل:للّه دَرُّک ،أَی للّه ما خَرَجَ منک من خَیْر.قال ابن سَیدَه:و أَصلُه أَنّ رَجُلاً رأَی آخَرَ یَحلُبُ إِبِلاً،فتعَجَّب من کَثْرهِ لَبَنِهَا،فقال:للّه دَرُّک .
و قیل:أَراد للّه صالِحُ عَمَلِک،لأَنَّ الدَّرَّ أَفضلُ ما یُحْتَلَب.
قال بعضهم:و أَحسبَهُم خَصُّوا اللَّبَن لأَنَّهُم کانُوا یَفْصِدُون النَّاقَهَ فیَشْربُون دَمَهَا و یفْتَظُّونهَا (1)فیشربون ماءَ کَرشِها،فکان اللَّبَنُ أَفضَلَ ما یَحْتَلِبُون.
قال أَبو بکْرِ:و قال أَهلُ اللُّغَه فی قَوْلهم:للّه دَرُّه .
الأَصْلُ فیه أَن الرَّجلَ إِذا کَثُرَ خَیْرُهُ و عَطَاؤُه و إِنَالَتُه النَّاسَ قیل:للّه دَرُّه ،أَی عَطَاؤُه و ما یُؤْخَذُ منه،فشَبَّهوا عَطَاءَه بدَرِّ النّاقَهِ ،ثمّ کَثُرَ استِعْمَالُهُم حَتَّی صارُوا یَقُولُونه لکلّ مُتعجَّب مِنْه.
قلْت:فعُرِفَ ممّا ذَکرْناه کُلّه أَن تَفْسِیر الدَّرِّ بالخَیْر و العَطَاءِ و الإِنَالَه إِنّما هو تفسیرٌ باللازم،لا أَنَّه شَرْحٌ له علی الحَقِیقَه؛فإِن الدَّرَّ فی الأَصل هو اللَّبَن،و إِطلاقُه علی ما ذُکِرَ تَجَوُّز،و إِنما أُضِیف للّهِ تعالی إِشارَهً إِلی أَنه لا یَقدِر علیه غَیْرُه.قال ابنُ أَحمر:
بانَ الشَّبَابُ و أَفْنَی دَمْعَه العُمُرُ
للّه دَرِّیَ أَیَّ العَیْشِ أَنْتَظِرُ (2)
تعَجَّب من نَفْسه.
قال الفَرّاءُ:و ربما استَعْمَلُوه من غیر أَن یقولوا:للّه، فیَقُولون: دَرَّ دَرُّ فُلانٍ .
و أَنشد للمُتَنَخِّل:
لا دَرَّ دَرِّی إِنْ أَطْعَمْتُ نازِلَهمْ
قِرْفَ الحَتِیِّ و عنْدِی البُرُّ مَکْنوزُ
و دَرَّ النَّبَاتُ دَرًّا : الْتَفَّ بعضُه مع بعض لکَثْرته. و دَرَّت الناقَهُ بِلَبَنِها تَدُرّ و تَدِرّ بالضَّمّ ،و الکَسْرِ،الأَوّلُ علی الشُّذُوذ
ص:396
و الثَّانی علی القِیَاس،کما صرَّحَ به صاحبُ المِصْباح و غیره، دُرُوراً و دَرًّا : أَدَرَّتْه ،فهی دَرُورٌ و دَارٌّ و مُدِرٌّ ،و أَدرَّها مارِیها دُونَ الفَصِیل،إِذَا مَسحَ ضَرْعَها.
و دَرَّ الفَرسُ یَدِرّ (1)،بالکَسْر علی القِیَاس، دَرِیراً و دِرَّهً :
عَدَا ،عَدْواً شَدِیداً،أَو عَدَا عَدْواً سَهْلاً مُتَتابِعاً.
و دَرَّ العَرَقُ یَدُرّ دُرُوراً : سَالَ کما یَدُرّ اللَّبَن، و کَذَا دَرَّت السَّمَاءُ بالمَطَر تَدُرّ دَرًّا و دُرُوراً ،الأَخیر بالضَّمّ ،إِذا کثُرَ مَطَرُها، فهی مِدْرَارٌ ،بالکسر،أَی تَدُرّ بالمَطَر،و کذا سَحابهٌ مِدْرَارٌ ،و هو مَجاز. و دَرَّت السُّوقُ :نَفَقَ مَتَاعُها ،و الاسم الدِّرَّه . و دَرَّ الشیْ ءُ:لانَ . أَنشدَ ابنُ الأَعرابیِّ :
إِذا استَدْبَرَتْنا الشَّمسُ دَرَّتْ مُتُونُنا
کأَنَّ عُروقَ الجَوْفِ یَنْضَحْنَ عَنْدَمَا
و ذلک لأَنَّ العرب تَقول:إِنْ اسْتِدْبَارَ الشَّمسِ مَصَحَّهٌ .
و دَرَّ السَّهْمُ یَدُرّ دُرُوراً ،بالضَّمّ : دَارَ دَوَرَاناً جَیِّداً علی الظُّفُر،و صاحِبُه أَدَرَّه ،و ذلک إِذا وَضعَه علی ظُفرِ إِبهام الیُسْرَی ثم أَدارَه بإِبْهامِ الیَدِ الیُمْنَی و سَبَّابَتِها.حکاه أَبو حَنِیفَه.قال:و لا یکون دُرُورُ السَّهْمِ و لا حَنِینه (2)إِلاّ من اکتناز عُودِه و حُسْن استقامته و الْتِئامِ صَنْعَته.
و درَّ السِّرَاجُ ،إِذا أَضَاءَ،فهو دَارٌّ و دَرِیرٌ (3)،کأَمِیر،أَی مُضِیءٌ.
و دَرَّ الخَرَاجُ یَدُرُّ دَرًّا ،إِذا کَثُر إِتَاؤُه و فَیْؤُه،و أَدَرَّه عُمّالُه.
و دَرَّ وَجْهُک ،إِذا حَسُنَ بعْدَ العِلَّه و المَرَضِ یَدَرُّ ،بالفَتْح فِیهِ . عن الصاغَانیّ ،و هو نادِرٌ. و وَجْهُه أَنه لا مُوجِب للفَتْح،إِذ لیس فیه حَرفُ الحَلْق عَیْناً و لا لاماً؛و لذلک أَنْکَرُوه و قالوا إِن ماضِیَه مَکْسُور کمَلَّ یَمَلُّ ،فلا نُدرَه.قاله شیخُنا.
و الدِّرَّهُ ،بالکَسْرِ : دِرَّه السُّلطانِ ، الَّتی یُضْرَب بها ،عَرَبِیّهٌ معروفه و الجمْع دِرَرٌ .و تقول:حَرَمْتَنِی دِرَرَک (4)،فاحْمِنی دِرَرَک . و الدِّرّه : الدَّمُ ،أَنشد ثعلب:
تَخْبِط بالأَخْفَافِ و المَنَاسِمِ
عن دِرَّهٍ تَخْضِب کَفَّ الهاشِمِ
و فسّره فقال:هذه حَرْبٌ شَبَّهَها بالناقَه،و دِرَّتُهَا :دَمُهَا.
و الدِّرَّهُ : سَیَلانُ اللَّبَنِ و کَثْرَتُهُ ،و قد تقدَّم فی أَوّل المادّه،فهو تَکْرارٌ،و منها قَولُهم: دَرَّت العُرُوقُ :امتلأَتْ دَماً أَو لَبَناً.
و الدُّرَّه ، بالضَّمِّ :اللُّؤْلُؤهُ العَظِیمَه. قال ابن دُرَیْد:هو ما عَظُمَ من اللُّؤْلُؤِ، ج دُرٌّ ،أَی بإِسقاط الهاءِ،فَهو جَمْع لُغَویّ ،و اسْمُ جِنْس جَمْعِیّ فی اصْطلاحٍ ،کما حَقَّقه شیخُنَا، و دُرَرٌ ،کصُرَدٍ،و هو الجَمْع الحَقِیقیّ و دُرَّاتٌ ، جمع مُؤَنّث سالم،و هو غیر ما احتاج لِذکْره.و أَنشد أَبو زَیْد للرّبَیع بنِ ضَبُعٍ الفَزَارِیِّ .
أَقْفرَ مِن مَیَّهَ الجَرِیبُ إِلی الزُّجَّ
یْنِ إِلاّ الظِّبَاءَ و البَقَرَا
کأَنَّها دُرَّهٌ مُنَعَّمَهٌ
فی نِسْوهٍ کُنَّ قَبْلَها دُرَرَا
و دُرٌّ ،بالضّمّ ، من أَعلامِ الرِّجال.و دُرَّهُ بنتُ أَبِی لَهَبٍ ابنهُ عَمِّ النّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم،من المُهَاجِرَات.کانت تَحْت الحَارِث بن نَوْفَل،لها فی المُسْنَد من روایه زَوْجها عنها، و قیل تَزَوَّجَها دِحْیَهُ الکَلْبِیّ . و دُرَّهُ بِنْتُ أَبی سَلَمَه بنِ عَبْد الأَسد: صحابیَّتانِ ،و کذلک دُرَّه (5)بنتُ أَبی سُفیانَ أُختُ مُعَاوِیَهَ ،لها صُحْبه.
و قوله تعالی: کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ (6)ثاقِب مُضِیءٌ ، منسوب إِلی الدُّرِّ فی صَفائِه و حُسْنهِ و بَهائِه و بَیاضهِ ،قاله الزَّجَّاج، و یُثَلَّثُ أَوَّلُه و یُهْمَز آخِرُه،کما تقدم،فهی سِتُّ لُغات قُرِیءَ بِهِنَّ .و نَقَلَ شیخُنَا عن أَرباب الأَشْباه و النَّظائر:
لا نَظِیرَ للدُّرِّیءِ المَضْمُومِ المَهْمُوزِ سِوَی مُرِّیقٍ ،و لا للمفتوح سوی المَلِّیتِ ،لمَوْضعٍ ،و سَکِّین (7)فیما حکاه أَبو زَیْد.
ص:397
قلْت:قال الفَرَّاءُ:و من العرب مَنْ یقول دِرِّیّ ،یَنْسُبه إِلی الدُّرّ ،کما قالوا:بَحرٌ لُجِّیٌّ و لِجِّیٌّ ،و سُخْرِیٌّ و سِخْرِیٌّ .و قریء: دُرِّیءٌ ،بالهَمْزِ،و الکَوْکَب الدُرِّیُّ عند العَرَب هو العَظِیم الْمقْدَارِ.و قیل:هو أَحَدُ الکَوَاکِبِ الخَمْسَهِ السَّیَّارَه.قال شَیْخُنَا:و المعروف أَن السَّیَّاره سبعَهٌ .
و
16- فی الحَدِیث: «کما تَروْنَ الکَوْکَبَ الدُّرِّیَّ فی أُفُق السماءِ». أَی الشَّدِید الإِنارَهِ .و
16- فی حَدِیثِ الدّجّال: «إِحْدَی عَیْنَیْه کأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ ».
و دُرِّیُّ السَّیْفِ :تَلأْلُؤُه و إِشْرَاقُهُ إِما أَن یکُون مَنْسُوباً إِلی الدُّرِّ بصفائه و نقائه،و إِما أَن یکون مُشبَّهاً بالکَوْکَب الدُّرِّیّ .
قال عبدُ اللّه بنُ سَبْره:
کُلٌّ یَنُوءُ بماضِی الحَدِّ ذی شُطَبٍ
عَضْبٍ جَلاَ القَیْنُ عن دُرِّیِّه الطَّبَعَا
و یُروَی عن ذَرِّیِّه،یعنی فِرِنْدَه،مَنسوبٌ إِلی الذَّرِّ الذی هو النَّمْل الصِّغَار،لأَنّ فِرِنْدَ السَّیْف یُشَبَّه بآثَارِ الذَّرِّ.
و بَیْتُ دُرَیْدٍ یُروَی بالوَجْهَیْن:
و تُخْرِجُ منه ضَرَّهُ القَوْمِ مَصْدَقاً
و طُولُ السُّرَی دُرِّیَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ
بالدَّال و بالذَّال.
و دَرَرُ الطَّریق،مُحَرَّکهً :قَصْدُه و مَتْنُه.و یقال:هو علَی دَرَرِ الطَّرِیقِ ،أَی علی مَدْرَجَته.و فی الصّحاح:أَی علی قَصْدِه،و هما علی دَرَرٍ واحِدٍ،أَی[علی] (1)قَصْد واحِدٍ.
و دَرَرُ البَیْتِ :قُبَالَتُه ،و دَارِی بدَرَرِ دَارِک،أَی بحِذَائها، إِذا تَقَابَلَتَا.قال ابنُ أَحْمَر:
کانَتْ مَنَاجِعَها الدَّهْنَا و جانِبُها
و القُفُّ مّما تَرَاه فَوْقَه دَرَرَا
و دَرَرُ الرِّیحِ :مَهَبُّهَا.
و دَرٌّ (2):غَدِیرٌ بدِیَارِ بنِی سُلَیْم یَبْقَی ماؤُه الرَّبیعَ کُلَّه،و هو بأَعْلَی النَّقِیعِ .قالت الخَنْسَاءُ.
أَلاَ یا لَهْفَ نَفْسی بَعْدَ عَیْشٍ
لنَا بجُنُوب دَرَّ فذِی نِهِیقِ
و الدَّرَّارَهُ :المِغْزَلُ الذی یَغْزِل به الرّاعِی الصّوفَ .قال:
جَحَنْفَلٌ یَغْزِل بالدَّرَّارَه
و من المجاز: أَدَرَّتِ المرأَهُ المِغْزَلَ فهی مُدِرَّهٌ و مُدِرٌّ ، الأَخِیره علی النّسَب،إِذا فَتَلَتْه فَتْلاً شَدِیداً فرأَیتَه حتّی کأَنه واقفٌ من شِدّه دَوَرَانِه. و فی بعض نُسَخ الجَمْهِره الموثوقِ بها:رأَیْتَه واقفاً لا یَتَحَرَّک من شِدَّه دَوَرَانِه.و
17- فی حدیث عمرو بنِ العاصِ : أَنه قال لمُعاوِیه:«أَتَیتُک و أَمرُک أَشَدُّ انْفِضَاحاً من حُقِّ الکَهُولِ ،فما زِلْتُ أَرُمُّه حتی تَرکتُه مِثْلَ فَلْکَهِ المُدِرِّ ». و ذکر القُتَیْبِیّ هذا الحدیثَ فغَلِط فی لَفْظه و معناه.و حُقُّ الکَهُول:بَیْت العَنْکَبُوت.و أَما المُدِرّ فهو الغَزَّال.و یقال للمِغْزَال نَفسِها الدَّرَّارهُ و المِدَرَّهُ ،و قد أَدَرَّت الغازِلَهُ دَرَّارَتَهَا ،إِذا أَدَارَتْها لِتَسْتَحْکِم قُوَّهُ ما تَغْزِله من قُطن أَو صُوف.و ضَرَب فَلْکَه المُدِرِّ مَثَلاً لإِحکامه أَمرَه (3)بعد استِرخائه،و اتِّسَاقه بعدَ اضْطِرَابه،و ذلک (4)لأَنَّ الغَزَّالَ لا یأْلو إِحکاماً و تَثْبِیتاً لفَلْکَهِ مِغْزَله،لأنه إِذا قَلِقَ لم تَدِرَّ الدَّرَّارَهُ 4.
قلْتُ :و أَمّا القُتَیْبِیّ فإِنّه فَسَّرَ المُدِرّ بالجَاریَه إِذا فَلَک ثَدْیَاهَا و دَرَّ فیها الماءُ،یقول:کان أَمرُک مُسْتَرخِیاً فأَقَمْته حتَّی صار کأَنَّه حَلَمَه ثَدْیٍ قد أَدَرَّ .و الوَجْهُ الأَوَّلُ أَوْجَهُ .
و أَدَرَّت النّاقَهُ : دَرَّ لَبَنُها فهی مُدِرٌّ ،و أَدرَّهَا فَصیلُها.
و أَدَرّ الشَّیْ ءَ:حَرّکَه ،و به فَسَّرَ بعضٌ ما
16- وَردَ فی الحدیث (5): «بین عَیْنَیْه عِرْق یُدرُّه الغَضبُ ». أَی یُحَرِّکه.
و أَدَرَّ الرِّیحُ السَّحَابَ :جَلَبَتْه ،هکذا بالجِیم،و فی بَعْض النُّسَخ بالحاءِ،و فی اللِّسَان:و الرِّیحُ تُدِرُّ السَّحَابَ و تَسْتَدِرُّه ،أَی تَسْتَحْلِبُه (6).و قال الحادِرَهُ و هو قُطْبَهُ بنُ أَوْس الغَطَفَانِیّ (7):
ص:398
فَکَأَنَّ فَاهَا بعدَ أَوَّل رَقْدهٍ
ثَغَبٌ بِرابِیَهٍ لَذِیدُ المَکْرَعِ
بغَرِیضِ سارِیَهٍ أَدرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْحَرَ طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ (1)
الغَرِیض:الماءُ الطَّرِیّ وَقْت نُزُولِه من السّحاب:
و أَسْحَرُ (2):غَدِیرٌ حُرُّ الطِّینِ .
و الدَّرِیرُ ،کأَمِیرٍ:المُکْتَنِزُ الخَلْقِ المُقْتَدِر من الأَفراس.
قال امرءُ القَیْس:
دَرِیرٌ کخُذْوُرفِ الوَلِیدِ أَمَرَّهُ
تَقَلُّبُ کَفَّیه بخَیْطٍ مُوَصَّلِ (3)
و قیل: الدَّرِیرُ من الخَیْل:السَّرِیعُ منها، أَو السَّرِیعُ العَدْوِ المُکْتَنِزُ الخَلْقِ من جمیعِ الدّوابّ ،
16- ففی حدیث أَبی قِلاَبَهَ : صَلَّیْتُ الظُّهْرَ ثمَّ رَکِبْتُ حِمَاراً دَرِیراً ».
و نَاقهٌ دَرُورٌ کصَبُورٍ و دَارٌّ 3:کَثِیرهُ الدَّرّ ،و ضَرهَّ دَرُورٌ ، کذلک.قال طَرَفهُ :
مِنَ الزَّمِرَاتِ أَسْبَلَ قادِمَاهَا
و ضَرَّتُهَا مُرَکَّنهٌ دَرُورُ
و إِبِلٌ دُرُرٌ ،بضَمَّتَیْن، و دُرَّرٌ ،کسُکَّر، و دُرَّارٌ ،کرُمَّان، مثل کافِرٍ و کُفّار.قال:
کان ابنُ أَسْماءَ یَعْشُوهَا و یَصْبَحُهَا
مِن هَجْمَهٍ کفَسِیلِ النَّخْلِ دُرّارِ
قال ابنُ سِیدَه:و عندی أَنَّ دُرَّاراً جَمْعُ دَارَّهٍ ،علی طَرْح الهاءِ.
و الدَّوْدَرَّی ،کیَهْیَرَّی ،أَی بفَتْح الأَوّل و الثَّالِث و تَشْدِید الرَّاء المَفْتُوحه،و لا یَخْفَی أَنَّ المَوْزُونَ به غَیْرُ مَعْروف:
الَّذِی یَذْهَبُ و یَجِییءُ فی غیرِ حاجَه و لمْ یُستَعْمل إِلاّ مَزِیداً، إِذ لا یُعْرف فی الکلام مثل درر . و الدَّوْدَرَّی : الآدَرُ :مَن به الأُدْرَهُ . و الدَّوْدَرَّی : الطَّویلُ الخُصْیَتَیْنِ ،و فی التَّهْذِیب:العَظِیمُهما،و ذَکَره فی«ددر» و الصواب ذکره فی« درر »کما للمُصنِّف،و أَنْشَد أَبو الهَیْثم:
لمّا رَأَتْ شَیْخاً لهَا دَوْدَرَّی
فی مِثْل خَیْطِ العِهِنِ المُعَرَّی
إِذْ هو من قَولهم:فَرسٌ دَرِیرٌ ،و الدلیلُ علیه قَوله:
«فی مثْل خَیْطِ العِهِن المُعَرَّی»
یریدُ به الخُذرُوفَ .
و المُعَرَّی:[الذی] (4)جُعِلت له عُرْوهٌ .
کالدَّرْدَرَّی ،بالراءِ بدل الواوِ (5)،عن الفَرَّاءِ،و لم یقل بالوَاو.
و التَّدِرَّهُ : الدَّرُّ الغَزِیرُ ،تَفْعِله من الدَّرّ ،و ضبطَه الصَّاغانِیّ بضَمّ الدَّال من التَّدُرَّهِ .
و الدُّرْدُرُ ،بالضَّمّ :مَغارِزُ أَسْنَانِ الصَّبِیِّ ،و الجمع الدَّرادِرُ ،أَو هی مَنْبِتُها عامَّهً . أَو هِی مَنْبِتُها قَبْل نَباتِهَا و بعْدَ سُقُوطِها.و من ذلک المَثَل« أَعْیَیْتنِی بأُشُر فکَیْفَ أَرجوک بِدُرْدُر »؟ قال أَبو زید:هذا رَجُل یُخَاطِب امرأَتَه، أَی لم تَقْبَل ، هکذا فی النُّسخ.و الصَّواب لم تَقْبَلِی. النُّصْح (6)شَابًّا ، هکذا فی النُّسخ،و الصّواب و أَنتِ شَابَّه ذاتُ أُشُر فی ثَغْرِکِ فکَیْفَ الآن و قَدْ أَسْنَنْتِ حتّی بَدَتْ دَرَادِرُک کِبَراً ،و هی مَغَارِزُ الأَسْنَانِ .
و دَرِدَ الرَّجلُ إِذا سَقَطتْ أَسْنَانُه و ظَهرَت دَرَادِرُهَا .و مثله:
«أَعْیَیْتَنِی من شُبَّ إِلی دُبَّ »أَی من لَدُنْ شَبَبْتَ إِلی أَنْ دَبَبْتَ .
و یقال:لَجَّجْوا فوقَعُوا فی الدُّرْدُور ،بالضَّمّ .قال الجَوْهَرِیّ :الماءُ الذی یَدوُر و یُخاف منه (7)الغَرَقُ .و قال الأَزهَرِیّ :هو مَوْضِعٌ فی (8)وَسَطِ البَحْر یَجِیشُ مَاؤُه لا تکاد تَسْلَم منه السَّفِینَهُ .
ص:399
و الدُّرْدُور :اسم مَضِیق بساحِلِ بَحْرِ عُمَانَ یخافُ منه أَهلُ البَحْر.
و تَدَرْدَرَتِ اللَّحْمَهُ :اضْطَرَبَت ،و یقال للمَرْأَه إِذا کانت عظِیمهَ الأَلْیَتَینِ فإِذا مَشتْ رَجَفَتَا:هی تُدَرْدِرُ .و
17- فی حدیثِ ذِی الثُّدَیَّهِ المَقْتُول بالنَّهْرَوان: «کانت له ثُدَیَّهٌ مثْل البضْعهِ تَدَرْدَرُ ». أَی تَمَزْمَز (1)و تَرَجْرَجُ :تَجِیءُ و تَذْهب،و الأَصل تَتَدَرْدَر ،فحذف إِحدَی التاءَین تَخْفِیفاً.
و دَرْدَرَ البُسْرَهَ :دَلَکَهَا بدُرْدُرِه و لاَکَها :و منه قول بَعضِ العَرَب و قد جاءَه الأَصْمَعِیّ :أَتَیْتَنِی و أَنا أُدَرْدِرُ بُسْرَهً .
و استَدَرَّت المِعْزَی:أَرادَتِ الفَحْلَ ،قال الأُموی:یقال للمِعْزَی إِذَا أَرادَت الفَحْلَ قد استدرَّت اسْتِدْراراً و للضَّأْن قد استَوْبَلَت استِیبالاً.و یقال أَیضاً استَذْرَت المِعْزَی استِذْرَاءً، من المعتلّ بالذَّال المُعْجَمَه.
و الدَّرْدَارُ ،کصَلْصال: صَوْتُ الطَّبْلِ ،کالدَّرْدَاب،نقله الصَّاغانِیّ .
و الدَّرْدَارُ : شَجَرٌ ،قال الأَزْهَرِیُّ :ضَرْبٌ من الشَّجَر مَعْرُوفٌ .
قلْت:هو شَجرهُ البَقّ تخرُجُ منها أَقماعٌ مُختلفه کالرُّمَّانات فیها رُطُوبه تَصیر بَقًّا،فإِذا انفقَأَت خَرَجَ البَقُّ .
وَرَقُه یُؤکَل غَضًّا کالبُقُول،کذا فی مِنْهَاج الدُّکَّان.
و دُرَیْرَاتٌ ،مُصغَّراً، ع ،نقله الصَّاغانِیّ . و دُهْدُرَّیْن بضَمِّ الأَوّل و الثَّالث تَثْنِیه دُهْدُرّ ،یأْتی ذِکْرُه فی د ه د ر ،مراعاهً لتَرْتِیب الحُرُوف،و هو الأَوْلَی و الأَقربُ للمُراجعه، و الجوهریّ أَوردَه هُنَا،و الصّواب ما لِلمُصَنِّف.
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
اسْتَدْرَّ الحَلُوبَهَ :طلَب دَرَّهَا .
و الاستِدْرارُ أَیضاً:أَن تمْسَح الضَّرْعَ بیَدِک ثمّ یَدِرّ اللَّبنُ .
و دَرَّ الضَّرْعُ باللَّبَن یَدُرُّ دَرًّا (2)،و دَرَّت لِقْحَهُ المسلمینو حَلُوبَتُهُم،یعنی کَثُرَ فَیْؤُهم و خَرَاجُهم و هو مَجَاز.و
17- فی وَصِیَّهِ عُمَر للعُمَّال: « أَدِرُّوا لِقْحَهَ المسلمین». قال اللیثُ :
أَراد خَرَاجَهم (3)،فاسْتعَارَ له اللِّقحهَ و الدِّرَّه .
و یقال للرَّجُل إِذا طَلَب حاجَهً فأَلَحَّ فیها: أَدِرَّهَا ،و إِن أَبَتْ ،أَی عالِجْها حتَّی تَدِرَّ ،یُکْنَی بالدَّرِّ هنا عن التَّیْسِیر.
و دُرُورُ العِرْق:تَتابُعُ ضَرَبانِه کتَتَابُعِ دُرُورِ العَدْوِ.و
16- فی الحدیث (4): «بَیْنَهما عِرْق یُدِرُّه الغَضَبُ ». یقول:إِذا غَضبَ دَرَّ العِرْقُ الّذِی بین الحاجبَین،و دُرُورُه :غِلَظُه و امْتِلاؤُه.
و قال ابن الأَثیر:أَی یَمتلیءُ دَماً إِذا غَضِبَ کما یَمتلیءُ الضَّرعُ لَبَناً إِذا دَرَّ ،و هو مَجاز.
و للسحاب دِرَّهٌ ،أَی صَبٌّ و اندِفاقٌ ،و الجمع دِرَرٌ .قال النَّمِر بنُ تَوْلَب:
سَلامُ الإِلهِ و رَیْحَانُهُ
و رَحمَتُه و سَماءٌ دِرَرْ
غَمَامٌ یُنَزِّلُ رِزْقَ العِبَادِ
فأَحْیَا العِبَادَ و طَابَ الشَّجَرْ
سماءٌ دِرَرٌ ،أَی ذاتُ دِرَرٍ .
و
16- فی حدیث الاسْتِسْقَاءِ: «دِیَماً دِرَراً ». جمْع دِرَّه .و قیل:
الدِّرَرُ الدَارّ ،کقَوْلِه تَعالی: دِیناً قِیَماً (5)أَی قائماً.
و فَرسٌ دَرِیرٌ (6):کَثِیرُ الجَرْیِ ،و هو مجازٌ.
و للسَّاق دِرَّهٌ :استِدَارٌ للجَرْیِ .
و للسُّوقِ دِرَّهٌ ،أَی نَفَاقٌ .
و دَرَّ الشیْ ءُ،إِذا جُمِعَ ،و دَرَّ إِذا عُمِلَ ،و مرَّ الفَرسُ علی دِرَّتِه ،إِذا کان لا یَثْنِیه شَیْ ءٌ.و فَرسٌ (7)مُسْتَدِرٌّ فی عَدْوِه، و هو مَجازٌ،و قال أَبو عُبیدَهَ : الإِدْرَارُ فی الخَیل أَنْ یُعْنِقَ فیَرفعَ یَداً وَ یَضعَها فی الخَبَب.
و الدَّرْدَرَه :حِکَایه صَوْتِ الماءِ إِذا اندفعَ فی بُطُونِ الأَودِیَهِ .و أَیضاً دُعاءُ المِعْزی إِلی الماءِ.
ص:400
و أَدرَرْتُ علیه الضَّرْبَ :تَابَعْتُه،و هو مَجاز.
و الدُّرْدُر ،بالضّمّ :طَرَفُ اللِّسَان،و قیل:أَصْلُه.هکذا قاله بَعْضُهم فی شرْح قَوْل الرَّاجِز:
أُقْسِم إِن لم تَأْتِنا تَدَرْدَرُ
لیُقْطَعَنَّ مِن لِسَانٍ دُرْدُرُ
و المعروف مَغْرِزُ السِّنّ ،کما تَقَدَّمَ .
و دَرَّت الدُّنْیا علی أَهلِها:کَثُرَ خَیْرُها،و هو مَجاز،و رِزْق دَارٌّ ،أَی دائِمٌ لا یَنْقَطِع.و یقال: دَرَّ بما عندَه،أَی أَخرَجه.
و الفارسیّه الدَّرِّیّه ،بتشدید الراءِ و الیاءِ:اللُّغَه الفُصْحَی من لُغَات الفُرْس،منسوبه إِلی دَرْ ،بفتح فسکون،اسم أَرض فی شِیرازَ،أَو بمعنَی البابِ و أُرِید به بابُ بَهْمَن بن اسفِنْدِیَار.و قیل:بَهْرَام بن یزْدجِرد.و قِیل:کِسْری أَنُو شِرْوَان.و قد أَطال فیه شَیْخُ شُیُوخِ مشایخنا الشِّهَاب أَحمدُ بنُ مُحَمَّدٍ العجَمِیّ ،خاتِمَهُ المُحَدِّثین بمصر،فی ذَیْله علی لُبِّ اللُّباب للسّیوطیّ ،و أَورد شیخُنَا أَیضاً نقلاً عنه و عن غیره،فلیراجع فی الشرْح.
و دُرّانَهُ :من أَعلام النّساءِ،و کذلک دُرْدَانهُ .و أَبو دُرَّه بالضّمّ :قریه بمصر.
الدَّزُرُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :
هو الدَّفْعُ ،یقال: دَزَرَه و دَسَره و دَفَعَه بمَعْنًی واحدٍ،کذا فی التَّکْملَه.
دِزْمَارهُ ،بالکَسْر (1)،أَهملَه الجَوْهَرِیّ و الصَّاغانِیُّ و الجماعه،و هو: ع،منه الشیخ الإِمام کَمَالُ الدّین أَبُو العَبّاس أَحمدُ بنُ کُشاشِب بْن عَلِیٍّ الفَقِیهُ الشّافِعِیّ الصوفیّ الدِّزْمَارِیّ .له«شَرْح التَّنْبِیه»و«کتاب الفروق»و تُوفِّیَ سنه 643 فی 17 ربیع الآخِر،هکذا ذکرَه ابنُ السُّبْکِیّ فی [الطبقات]الکُبرَی و ابْنُ قَاضِی شَهْبَهَ فی تَرْجَمته.
الدَّسْرُ :الطَّعْنُ و الدَّفْعُ الشَّدِیدُ،یقال: دَسَرَهُ بالرُّمْح.و
17- فی حدیث عُمَر رضی اللّه عنه: « فیُدسَر کما یُدْسَر الجَزُور». أَی یُدْفَع و یُکَبُّ للقَتْل کما یُفعَل بالجَزُور عند النَّحْر.و
3- فی حدیث الحَجَّاج: أَنه قال لسِنان بْنِ یَزِیدَ النَّخَعیّ لَعَنَهُ اللّه:«کیف قَتَلْتَ الحُسَیْن»؟قال:« دَسَرْتُه بالرُّمح دَسْراً ،و هبَرْتُه بالسَّیْفِ هَبْراً»أَی دَفَعْتُه دَفعاً عنِیفاً.فقال له الحجَّاج:«أَمَا و اللّه لاَ تَجْتَمِعَانِ فی الجَنَّه أَبداً». و
17- فی حَدِیث ابْنِ عَبّاس: و سُئل عن زَکَاه العَنْبَر فقال:«إِنّمَا هو شَیْ ءٌ دَسَرَه البَحْرُ». أَی دَفَعَه مَوْجُ البَحْرِ و أَلقاه إِلی الشَّطّ فلا زَکَاهَ فیه.
و من المَجاز: الدَّسْر : الجِمَاعُ ،یقال: دَسَرَها بأَیرِه، کذا فی المُحْکَم، و هو مِدْسَرُ جِمَاعٍ کمِنْبر،أَی نَیَّاکٌ .
و عن مُجَاهِد: الدَّسْر : إِصلاحُ السَّفِینَه بالدِّسَار ، بالکَسْر،اسم للمِسْمَارِ ،و به فَسَّر بعضُهم قولَه تعالی:
ذاتِ أَلْواحٍ وَ دُسُرٍ (2)و
1- فی حَدِیث عَلِیّ : «رَفَعَهَا بِغَیْرِ عَمَدٍ یَدْعَمها،و لا دِسَارٍ یَنْتَظِمُها» (3). و الدَّسْر أَیضاً: إِدْخَالُ الدِّسارِ أَی المِسْمَارِ فی شَیْ ءٍ بقُوَه ،قاله الزَّجَّاجُ .یقال:
دَسَرْت المِسْمَارَ أَدْسُرُه و أَدْسِرُه دَسْراً ،و کلُّ ما سُمِّر فقد دُسِرَ .
و الدِّسَارُ أَیضاً: خَیْطٌ من لِیفٍ تُشَدُّ به أَلواحُهَا ،و به فَسَّرَ بَعْضٌ الآیهَ المَذْکُورَه.و جمعَ الفَرَّاءُ بین القَوْلَیْن فقال:
الدُّسُر :مَسَامِیرُ السَّفِینَهِ و شُرُوطُها التی تُشَدُّ بها.و قال غیرُه:
الدَّسْر :خَرْزُ السَّفِینَه، ج أَی جمع دِسَار دُسْرٌ ،بضمّ فسکون، و دُسُرٌ ،بضَمَّتَیْن مثل عُسْر و عُسُرٍ، و قیل:
الدُّسُر ،بضَمَّتَین،هی السُّفُن بعیْنها، تَدْسُرُ ،أَی تَدْفع المَاءَ بصُدُورِهَا،الواحِدَهُ دَسْرَاءُ . و دَسَرَت السّفِینَهُ الماءَ بصَدْرها:عَانَدَتْه.
و الدَّوْسَرُ :الجَمَلُ الضَّخْمُ الشَّدِیدُ المُجْتَمِعُ ذو هَامهٍ و مَنَاکِبَ ، و هی بِهَاءٍ (4).قال عدِیّ :
و لقَدْ عَدَّیْتُ دَوْسَرَهً
کعَلاَهِ القَیْنِ مِذْکَارَا
و الدَّوْسَر : نَبْتٌ یُجاوِز الزَّرْعَ فی الطُّول،و له سُنْبل و حَبٌّ دَقِیق أَسْمَرُ،قاله أَبو حَنِیفَه.یقال إِن اسم حَبِّه الزَّنُّ یَخْتَلط بالبُرِّ،و سیأْتی فی النُّون.
ص:401
و دَوْسَر :اسمُ کَتِیبَهٍ للنُّعْمَانِ بْنِ المُنْذِر مَلِکِ العرب.
قال المُثَقِّبُ العَبْدِیُّ یمدح عَمْرَو بْنَ هِنْد:
ضَرَبَتْ دَوْسرُ فیه (1)ضَرْبَهً
أَثْبَتَت أَوْلادَ مَلْکٍ فاستقَرّ
یقال:کَتِیبه دَوْسَرَهٌ و دَوْسرٌ ،إِذا کانت مُجْتَمِعَهً .
و الدَّوْسَرُ : الأَسَدُ الصُّلْبُ المُوَثَّق الخَلْقِ ،أَوردَه المُصَنِّف فی البَصائِر و أَنْشَد:
عَبْل الذِّراعَیْن شَدِید دَوْسَر
و الدَّوْسَر : الشَّیْ ءُ القَدِیمُ .و الدَّوْسَر : الزُّؤَانُ (2)فی الحِنْطَه ،الواحده دَوْسَرهٌ .
و دَوْسَر :اسم فَرَس ،قال:
لَیْسَت من الفُرْقِ البِطَاءِ دَوْسَرُ
قد سَبَقَتْ قَیْساً و أَنتَ تَنْظُر
أَراد:قد سبقَت خَیْلَ قَیْس.أَنشده یعقوبُ ،و نَقَلَه ابنُ سِیده.
و الدَّوْسَر : الذَّکَرُ الضَّخْم الشَّدِید.
و الدَّوْسَرَه ، بهاءٍ المَمْضَغَهُ ،عن الصَّاغانِیّ .
و الدُّوَاسِرُ ،کعُلابِطٍ :الشَّدِیدُ الضَّخْم ،قال:
و الرأْسُ من ثُغَامِهِ (3)الدُّوَاسِرِ
کالدَّوْسَرِ و الدَّوْسَرِیِّ و الدَّوْسَرانِیِّ و الدُّوَاسِریِّ .و قیل:
الدَّوْسَر من النُّوق:العَظِیمهُ .
و نَاقَهٌ داسِرَهٌ :سَرِیعَه السَّیْرِ.
و قال الفَرَّاءُ: الدَّوْسَرِیُّ :القَوِیُّ من الإِبِل.
و قال غیره: الدُّوَاسِرُ :المَاضِی الشَّدِیدُ.
و بَنُو سَعْد بن زیدِ مَناهَ کانت تُلَقَّب فی الجاهِلِیه دَوْسر .
و الدَّوْسَرِیَّه :قَلْعَهُ جَعْبَر،و قد تقدَّم فی الجِیمِ .
و الدَّسْر :السَّفِینَه،عن ابنِ الأَعرابیّ .
الدُّسُتُورُ ،بالضَّمِّ :أَهمله الجَوْهَریّ .و قال الصَّاغانِیّ :هو اسم النُّسْخَه المَعْمُولَه للجَماعاتِ کالدَّفاتِر الَّتِی منها تَحْرِیرُهَا و یُجْمَع فیها قوانِینُ الملک و ضَوابِطُه، فارسیّه مُعَرَّبَهٌ ،ج دَسَاتِیرُ . و استَعْمَله الکُتَّابُ فی الذی یُدِیر أَمرَ الملک تَجَوُّزاً.
و فی مفاتیح العلوم لابْنِ کَمَال باشا: الدُّسْتور :نُسْخَه الجماعَه،ثم لُقِّب به الوَزِیرُ الکَبِیر الذی یُرْجَع إِلیه فیما یَرْسُم فی أَحوال النَّاس،لکَوْنه صاحبَ هذا الدَّفْترِ.
و فی الأَساس:الوَزِیرُ: الدُّسْتُور (4).قال شیخُنَا:و أَصلُه الفَتْح،و إِنّمَا ضُمّ لَمَّا عُرّب لیَلْتَحِق بأَوزَان العَرَب،فلیس الفَتْحُ فیه خطأً مَحْضاً،کما زعمه الحَرِیرِیّ .و وَلِعَت العامّه فی إِطلاقه علی معنَی الإِذْنِ .
الدَّسْکَرَهُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال الصَّاغانِیّ :
هی القَرْیَهُ ،قاله الأَزهریّ .
و الدَّسْکَرَه : الصَّوْمَعَه ،عن أَبی عَمْرو.
و فی جامع القَزّاز: الدَّسْکَرَه : الأَرْضُ المُسْتَوِیَهُ .
و قیل: الدَّسْکَرَهُ : بُیُوتُ الأَعَاجِمِ (5)یکون فیها الشَّرَابُ و المَلاَهی. قال الأَخْطَل:
فی قِبَابٍ عنْدَ دَسْکَرَهٍ
حَولَها الزَّیْتونُ قد یَنَعَا
قال الأَخْفَش:الصَّحِیح أَنّ البَیْتَ لیَزِیدَ بنِ مُعاویهَ ، و زعم ابنُ السّید أَنَّه لأَبی دَهْبَلٍ و قیل للأَحْوَص.
أَو الدَّسْکَرَه : بِنَاءٌ کالقَصْرِ حَولَه بیُوتٌ وَ منازِلُ للخَدَم و الحَشَم،کذا فی المغیث فی غَرِیب الحَدِیث لأَبی مُوسی.
قال اللَّیْثُ :یکون للمُلُوک،و مثْلُه فی جَامع القزَّاز.
ج دَسَاکِرُ ،لیست بعَرَبِیَّه مَحْضَه.و
17- فی حدیث أَبی سُفْیَان و هِرَقْل الذی رواه البُخَارِیّ فی أَوَّل الصَّحِیح و فی أَثْنَائه مرَّات: «أَنَّه أَذِنَ لعُظَماءِ الرُّومِ فی دَسْکَرَهٍ له».
و الدَّسْکَرَهُ : ه بنَهْرِ المَلِکِ منها مَنْصُورُ بنُ أَحمد بنِ
ص:402
الحُسَیْن ،أَحدُ الرُّؤساءِ،رَوَی عنه أَبو سَعْدٍ السَّمْعَانیّ شیئاً من شِعْره.
و الدَّسْکَره : ه قُرْبَ شَهْرَابَانَ ،بطریقِ خُراسَانَ ،کَبِیرهٌ ، منها أَحمدُ بن بَکْرُونَ بن عبد اللّه العَطّار أَبُو العَبّاس،رَوَی عن أَبی طاهِرٍ المُخلص،و هو شَیْخُ الخَطِیبِ أَبی بَکْرٍ أَحْمدَ بْنِ عَلِیّ بن ثَابِتٍ البغْدَادِیّ ،و تُوُفَیَ سنه 431.
و الدَّسْکَره : ه بین بَغْدادَ و وَاسِطَ (1)،منها أَبَانُ بن أَبِی حَمْزَهَ ،و أَبُو طَالِبٍ یَحْیَی بنُ الطَّیِّب،من شیوخ البُخَارِیّ .
و الدَّسْکَرَه : ه بخُوزِسْتَان ،کلّ ذلِکَ عن الصَّاغانِیّ .
الدَّوْصَرُ ،بالصَّاد المُهْمَله،أَهملَه الجَمَاعَه، و هو نَبْت یَعْلُو الزَّرْعَ ،أَی یُجاوزُه فی الطُّول،و له سُنْبُلٌ و حَبٌّ دَقِیقٌ أَسْمَرُ، عن ابْنِ القَطَّاع (2)،و فی بَعْض النُّسَخ:
ابن القَطَّان،و هو خَطَأٌ.
قلْت:و هو الدَّوْسَر بالسِّین الذی تَقدَّم فی کلام المُصَنِّف،و بَیَّنَّا فیه ما جاءَ عن أَبِی حَنِیفَه.
الدَّوْطِیرَهُ (3)،أَهمله الجوهریّ ،و هو کَوْثلُ السَّفِینَه ،عن أَبی عَمْرو الشَّیْبَانِیّ ،رواه عنه ابنُه عَمْرُو،فی باب السَّفِینَه.قال الأَزْهَرِیّ .و أَهْمَل اللَّیْثُ دطر .
الدَّعَرُ ،مُحَرَّکَهً ،الفَسَادُ و الخُبْثُ . و مَصْدَرُ دَعِرَ العُودُ،کفَرِحَ ، دَعَراً ، فهو دَعِرٌ ،و أَنشد شَمِرٌ لابن مُقبِل.
باتَتْ حَوَاطِبُ لَیْلَی یَلْتَمِسْنَ لها
جَزْلَ الجِذَی غَیْرَ خَوَّارٍ و لا دَعِرِ
و حَکَی الغَنَوِیّ :عُودٌ دُعَرٌ ،کصُرَدٍ ،و أَنْشَدَ:
یَحْمِلْن فَحْماً جَیِّداً غَیْرَ دُعَرْ
أَسْوَدَ صَلاَّلاً (4)کأَعْیانِ البَقَرْ
و هکذا سَمِعَه الأَزهریّ أَیضاً عن العَرَب.و إِذا ادَّخَن و لم یَتَّقِد (5).و قیل:العُودُ الدُّعَر :الکَثِیرُ الدُّخَانِ ،و قیلَ :
الرَّدِیئهُ ،و منه أُخِذت الدَّعَارَه بمَعْنَی الفِسْق.
و دَعِرَ الزَّنْدُ دَعَراً :قُدِحَ به مِرَاراً حَتَّی احْتَرقَ طَرَفُه و لمْ یُورِ،و هو زَنْدٌ دَعِرٌ ،ککَتِف.و یقال: دُعَرٌ کصُرَدٍ،و أَنشد:
مُؤْتَشبٌ یَکْبُو بِه زَنْدٌ دُعَرْ
و فی الصّحاح:زَنْدٌ أَدَعرُ .
و الدَّعَر : الفِسْقُ و الخُبْثُ و الخِیَانَهُ و النِّفَاق و الفُجُور، کالدَّعَارَه بالفَتْح، و الدِّعَارَه ،بالکَسْر، و الدَّعْرَه ،بفَتْح فسُکُون،و فی بَعْض النُّسخ مُحَرَّکه.و
17- فی حدیث عُمَرَ رَضِی اللّه عنه: «اللهمَّ ارزُقْنِی الغِلْظَه و الشِّدَّه علی أَعدائک و أَهلِ الدَّعَارَهِ ». أَی الفَسادِ و الشَّرّ.
و قال ابنُ شُمَیل: دَعِرَ الرَّجلُ دَعَراً ،إِذا کان یَسْرِق و یزْنِی و یُؤْذِی الناسَ .
و قیل: الدَّعِرُ ککَتِفٍ :ما احْتَرَقَ من حَطَبٍ و غیره فطَفِیءَ قَبْلَ أَن یَشْتَدَّ احتِراقُهُ . و فی بعض النُّسخ:إِحراقَه، و الواحده دَعِرَهٌ ،و ضبطه الصَّاغانِیّ الدَّعَر ،بفَتْحَتَین بهذا المعنَی.
و الدُّعْر ، بالضَّمّ :القادِحُ ،و هو دُودٌ یَأْکُلُ الخَشَبَ ، و حکاه کُرَاع بالذال المُعْجَمه،الواحِد دُعْرَه .
16- و مالِکُ بنُ دُعْر بن حُجْر بن جَزِیلهَ بن لَخْمٍ ،مُقَدَّمُ السَّیَّاره،و هو الذی استَخْرَجَ یُوسفَ بن یَعْقُوبَ بْنِ إِبراهیمَ ، صَلَواتُ اللّه و سَلامُه علیه و علی آبائِه، مِن الجُبّ ، و هو البِئر ،و هو الکائِنُ بجِیزَه مِصْرَ. و منهم مَنْ یَرْوِیه بالذَّال المُعْجَمه کما فی المقدّمه الفاضِلِیّه لابن الجوّانیّ النَّسَّابه، و هو تَصْحِیفٌ ،نَبَّه علیه الصَّاغانِیُّ .
و الإِبِلُ الدَّاعِرِیَّه :مَنسوبَهٌ إِلَی دَاعِرٍ ،و هو فَحْل مُنْجِبٌ ، أَو إِلی قَبِیلهٍ من بنی الحارِثِ بن کَعْب بن عُلَهَ بنِ جَلْد،من مَذْحِجٍ ، و هو داعِرُ بْنُ الحِمَاسِ الحارِثیّ .
و نَخْلَهٌ داعِرَهٌ :لم تَقْبَلِ اللِّقاحَ فتُزَاد تَلْقِیحاً و تُنَحَّق (6)،
ص:403
و تَنْحِیقُها:أَن یُوطَأَ عَسَقُها حتی یَسْتَرخِیَ ،فذلک دَوَاؤُها، ج مَداعِیرُ .
و الدُّعْرُورُ ،بالضّمّ : اللَّئیمُ العائبُ أَصحابَه،نقله الصَّاغانِیُّ .
و المُدَعَّر ،کمُعَظَّم:لَوْنُ الفِیلِ ،عن ابْنِ الأَعرابیّ .
و قال ثَعْلَب: المُدَعَّر : کُلُّ لَونٍ قَبِیحٍ من جمیع الحَیَوان.أَنشد الأَصمَعِیّ :
کَسَا عامِراً ثَوْبَ المَذَلَّهِ رَبُّهُ
کمَا کُسِیَ الخِنْزیرُ لَوْناً مُدَعَّرَا (1)
و یقال: تَدَعَّرَ وَجْهُه ،إِذا تَبَقَّع بُقَعاً سَمِجَه مُتَغَیِّره ،من ذلِک.
و فی خُلُقِه دَعَارَّهٌ ،مُشَدَّدَهَ الرَّاءِ ،و کذلک زَعَارَّه،أَی سُوءٌ.
یقال: دَعِرَ الرَّجُلُ ،کفَرِحَ و مَنَعَ ، دَعَارَهً .فَجَرَ و مَجَرَ، و فیه دَعَارَهٌ و دَعَرهٌ ،الأَخِیرُ مُحَرَّکهٌ (2).
و عُودٌ دَاعِرٌ و دَعِرٌ ،الأَخِیرُ قاله شَمِرٌ و غیرُه: نَخِرٌ رَدِیءٌ ، إِذا وُضِعَ علی النارِ لم یَستَوْقِدْ و دَخِنَ .هکذا فَسَّرَه شَمِرٌ.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
رَجُلٌ دُعَرٌ ،کصُرَدٍ،و دُعَرَهٌ :خائِنٌ یَعِیب أَصحابَه.قال الجَعْدِیّ :
فلاَ أُلْفِیَنْ دُعَراً دَارِباً
قَدِیمَ العَدَاوَهِ و النَّیْربِ
و یُخْبِرُکُم أَنَّه ناصِحٌ
و فی نُصْحِه ذَنَبُ العَقْربِ
و قیل: الدُّعَر :الّذی لا خَیْرَ فیه.و الدّاعِر :المُؤذِی الفاجِر،قاله ابنُ شُمَیْل،و مثله فی التَّوْشِیح.و یُجمَع علی دُعَّارٍ .و
16- فی حَدِیث عَدِیّ : «فأَیْنَ دُعَّارُ طَیِّیءٍ». أَرادَ بهم قُطَّاعَ الطَّرِیق.و قال أَبُو المِنْهَال:سَأَلْتُ أَبَا زَیْدٍ عَنْ شَیْ ءٍ،فقال:مَا لَکَ و لِهذَا؟هو کَلاَم المَدَاعِیرِ .
و رَجلٌ دُعَرَهٌ کهُمَزَه:به عَیْبٌ .
و من سَجَعات الأَساس.فُلانٌ دَاعِرٌ ،فی کُلِّ فِتْنَهٍ ناعِرٌ (3).
الدَّعْثَرُ :الأَحْمَقُ .
و الدَّعْثَرَهُ ، بِهاءٍ:الهَدْمُ ،و الکسْرُ و قد دَعْثَرَ الحَوْضَ و غَیْرَه:هَدَمَه.و دَعْثَرَه :صَرَعه و کَسَرَه.و
16- فی الحدیث: «لا تَقْتُلُوا أَوْلادَکُم سِرًّا،إِنَّه لَیُدْرِکُ الفارسَ فَیُدَعْثِرُه ». أَی یصْرعُه و یُهْلِکه،یَعْنِی إِذا صارَ رجُلاً.قال ابنُ الأَثیر:و المُرَاد النَّهْیُ عن الغِیلَه،فإِنّ الوَلَدَ إِذا فَسَدَ لَبَنُه فَسَدَ مِزَاجُه فلا یُطَاعِن قِرنَه،بل یَهِی و یَنْکَسِرُ عنه،و سَبَبُه الغَیْل.
و الدُّعْثُور ،بالضَّمّ :حَوْضٌ لم یُتَنَوَّق فی صَنْعَتِه و لم یُوَسَّع، أَو هو المُتَهَدِّم المُتَثَلِّم (4)،و کذلک المَنْزل،جَمْعه دَعاثِیرُ و دَعَاثِرُ .قال:
أَ کُلَّ یوم لَکِ حَوْضٌ مَمْدُورْ
إِنَّ حِیاضَ النَّهَلِ الدَّعاثِیرْ
یقول:أَ کُلَّ یوم تَکْسِرین حَوْضَک حتّی یُصْلَح.
و الدَّعاثِیرُ :ما تَهَدَّم من الحِیَاض،و الجَوَابِی (5)و المَراکِی إِذا تَکَسَّرَ منها شَیْ ءٌ فهو دُعْثُور .
و قال أَبو عَدْنَان: الدُّعْثُورُ یُحْفَر حَفْراً و لا یُبْنَی،إِنما یَحْفِره صاحِبُ الأَوّل (6)یَوْمَ وِرْدِه.و قال العَجَّاج:
مِنْ مَنْزِلاتٍ أَصْبَحَت دَعَاثِرَا
و قال آخر:
أَجَلْ جَیْرِ أَنْ کانتْ أُبِیحَتْ دَعَاثِرُهْ
قیل:أَراد دَعَاثِیر فحذف للضَّرُوره.
ص:404
و الدُّعْثُور مِنَ النَّعَمِ :الکَثِیرُ.
و دُعْثُور بنُ الحارث الغَطَفَانیّ ،و قیل المُحَاربیّ :
صَحَابِیّ جَاءَ نقلُه عن أَبی بَکْرٍ مُحَمّدِ بنِ أَحمدَ العَسْکَرِیّ ، و فی حدیثٍ عَجِیبِ الإِسنادِ،و الأَشبهُ غَوْرَثٌ .و یقال:
غَوْرَکٌ .
و جَمَلٌ دِعَثْرٌ ،کسِبَحْل:شَدِیدٌ یُدَعْثِرُ کُلَّ شَیْ ءٍ ،أَی یَکْسِره.قال العَجَّاج:
قد أَقْرضَتْ حَزْمَهُ قَرْضاً عَسْرَا
ما أَنْسأَتْنَا مُذْ أَعارَتْ شَهْرَا
حَتَّی أَعَدْتُ بَازِلاً دِعَثْرَا
أَفْضَلَ من سَبْعِینَ کانتْ خُضْرَا
و کان قد اقتَرَضَ من ابْنَتِه حَزْمَهَ سبعِینَ دِرْهَماً للمُصَدِّق، فأَعْطَتْه ثمّ تَقَاضَتْه (1)فَقَضَاهَا بَکْراً.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
المُدَعْثَر :المَهْدُوم.
و أَرضٌ مُدَعْثَرَهٌ :مَوْطوءَهٌ .
و مکان دِعْثَارٌ :قد سَوَّسَه الضَّبُّ :و حَفَرَه،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و أَنشد:
إِذَا مُسلَحِبٌّ فَوقَ ظَهْرِ نَبِیثَهٍ
یُجِدُّ (2)بِدِعْثارٍ حَدِیثٍ دَفِینُها
قال:الضَّبّ یَحْفِر من سَرَبه کلّ یَوم،فیُغَطِّی نَبِیثَهَ الأَمْسِ ،یَفعل ذلک أَبَداً.
الدَّعْسَرَهُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْد (3):هو الخِفَّه و السُّرْعَهُ و النَّشَاط .
ادْعَنْکَرَ أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْد:
یقال: ادْعَنْکَرَ عَلَیْهِم بالفُحْشِ ،إِذا انْدَرَأَ بالسُّوءِ. قال:
قَدِ ادْعَنْکَرتْ بالفُحْش و السُّوءِ و الأَذَی
أُمَیَّتُهَا ادْعِنْکارَ سَیْلٍ علی عَمْرِو
و نصّ الجمهره:أُسَیْمَاءُ کَادْعِنْکَار (4)قال:و هذا البیت أَخاف أَن یَکُون مصنوعاً (5). فهو دَعَنْکَرٌ ،کسَفَرْجل، و دَعَنْکَرانُ ،مُنْدَرِیءٌ علی الناس.
و ادْعَنْکَرَ السَّیْلُ ادْعِنْکَاراً : أَقْبَلَ و أَسْرَع ،عن أَبی عَمْرٍو الشَّیْبَانِیّ ،و أَنْشَد البَیْتَ السَّابقَ .
الدَّغُرُ ،فی الأَصل: الدَّفْع.و الدَّغْرُ : غَمْزُ الحَلْقِ ،أَی حَلْقِ الصَّبِیّ من الوَجَع الذی یُقال له العُذْرَه، و هو رَفْعُ المرأَهِ لَهَاهَ الصَّبِیِّ بإِصْبَعَهَا و تَکْبِیسُ ذلک المَوْضِع عند هَیَجانِ الوجَع من الدَّم،فإِذا رَفَعَتْ ذلِک الموضعَ بإِصْبعها قیل: دَغَرَت تَدْغَرَ دَغْراً .قاله أَبو عُبَیْدٍ.و به فُسِّرَ
14- الحَدِیث: «أَن النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم قال لِلنَّساءِ:لا تُعذِّبْنَ أَوْلاَدَکنَّ بالدَّغْر ». و
14- فی حَدِیث آخَرَ: «قال لأُمّ قَیْسٍ بِنْتِ مِحْصَن:
عَلاَم (6)یَدْغَرْنَ أَوْلاَدَهنّ بهذِه العُلُق».
و الدَّغْر ،أَیضاً: الخَلْطُ ،عن کُرَاع.و روی المثل:
« دَغْراً و لا صَفاً» (7)أَی خالِطُوهم و لا تُصافُوهُم،من الصَّفاءِ.
و الدَّغْر : سُوءُ الغِذَاءِ للوَلد،و أَن تُرْضِعَه أُمُّه فلا تُرْوِیَهُ ،فیَبْقَی مُسْتَجِیعاً یَعْتَرِضُ کُلَّ مَنْ لَقِیَ فیأْکُلُ و یَمَصُّ ، و یُلْقَی علی الشَّاهِ فَیَرْضَعُها،و هو عَذابُ الصّبیّ .
و قال أَبو سعید السُّکّریّ فیما استدرکه علی أَبی عُبَیْد من أغْلاطِه: الدَّغْر فی الفَصِیل أَن لا تُرْوِیَه أُمُّه فیَدْغَر فی ضَرْع غیرِهَا،
14- فقال علیه السَّلام: «لا تُعذِّبْن أَولادَکنّ بالدَّغْرِ ، أَروِینَهُم باللَّبَنِ لئلاّ یَدْغَرُوا فی کلّ ساعَهٍ و یَسْتَجِیعُوا». و إِنما أَمرَ بإِرواءِ الصِّبیانِ من اللّبَن.قال الأَزهَرِیّ :و القَوْل ما قال أَبو عُبَیْد،و قد جاءَ فی الحدیث ما دَلَّ علی صِحَّهِ قَوله.
و الفِعْلُ کمَنَع دَغَرَت تَدْغَر دَغْراً و الدَّغَرُ ، بالتَّحْرِیکِ :
ص:405
التَّخلُّفُ و الاسْتَلْئامُ ،بالهَمْز،هکذا فی النُّسَخ،و مِثْلُه فی التَّکْمِله (1).و فی التَّهْذِیب:الاسْتِسْلام (2)،و هو تَحْرِیف.
و الدَّغَر : سُوءُ الخُلُقِ ،قال:
و ما تَخَلَّفَ من أَخْلاقِهِ دَغَرُ
و الدَّغَر : الاقْتِحامُ من غَیرِ تَثَبُّت ، دَغِرَ علیه یَدْغَر دَغَراً ، کالدَّغْرَی ،کالدَّعْوَی،و هو الاسْم منه.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : المَدْغَرَه ،بالفَتْح:الحَرْبُ العَضُوضُ التی شِعَارُهَا دَغْرَی (3)،بفتح فسُکُون و أَلف التأْنیث،و یقال دَغْراً ،بالتَّنْوِین.
و الدُّغْرُورُ ،بالضَّمّ : العِرِّیضُ الفاحِشُ ،کالدُّعْرُور.
و دَغَرَهُ ،کمَنعَه:ضَغَطَهُ حتّی ماتَ .
و دَغَرَ فی البیتِ :دَخَل ،کأَنه دَفَعَ بنَفْسِه. و دَغَرَ علیهم:اقْتَحَمَ من غیرِ تَثَبُّتٍ ،و هو تَکْرارٌ مع ما قبْله کما لا یَخْفَی.
و الدَّغْرُ :تَوَثُّبُ المُخْتَلِسِ و دَفْعُه نَفْسَه علی المَتَاع لیَخْتَلِسَه،و منه
1- حَدِیثُ علیّ رضی اللّه عنه: «لا قَطْعَ فی الدَّغْرَه ». و هو أَخْذُ الشیْ ءِ اخْتِلاساً ،و قیل:هو أَنْ یَمْلأَ یَدَه من الشیْ ءِ یَسْتَلِبُه.
و لَوْنٌ مُدَغَّرٌ ،کمُعَظَّم: قَبِیحٌ . قال:
کَسَا عَامِراً ثَوْبَ الدَّمَامَه رَبُّهُ
کمَا کُسِیَ الخِنْزِیرُ ثَوْباً مُدَغَّرَا
و الصواب أَنه بالمُهْلَه،و قد تقدَّم قریباً.
و صُغَیْرُ -مصغَّراً بالغَیْن،و فی بعض النُّسَخ صُفَیْر، بالفاء- ابن دَاغِرٍ من قُرَیْشٍ .
و زَعموا فیما یُقَالُ أَن امرأَهً قالت لوَلَدِهَا:إِذا رأَت العَیْنُ العَیْنَ ف دَغْرَی و لا صَفَّی،و دَغْرَ لا صَفَّ (4)، و یُحَرَّکُ ،و یُمَدّفیقال دَغْرَی و دَغْرَاءَ ،و هذِه عن الصّاغانِیّ .و أَنشَدَ ابنُ دُرَیْد لِرُهْمِ بن قَیْس:
جَاءَت عُمَانُ دَغَرَی لا صَفَّی
بَکْرٌ و جَمْعُ الأَزْدِ حِینَ الْتَفَّا
و یقال: دَغْراً بفتح فسکون (5)مثل عَقْرَی و حَلْقَی و عَقْراً و حَلْقاً لا صَفًّا أَی ادْغَرُوا علیهم ،اقتحِموا علیهم بَغْتَهً و احمِلُوا و لا تُصَافُّوهم. و قال کُرَاع:خالِطُوهم و لا تُصَافُوهم،من الصَّفَاءِ،و قد تقدّم.و صَفَّی،من المصادر التی آخِرُهَا أَلفُ التَّأْنیث،نحو دَعْوَی.و دغَرَ علیه:حَمَلَ .
وَ ذَهَبَ صاغِراً داغِراً أَی ،ذَلِیلاً داخِراً خاضِعاً.
*و مما یستدرک علیه:
الدَّغِرُ :الخَبِیثُ المُفْسِد.و یقال هو من الدُّغَّار الدُّعَّار (6).
و مَدْغَرهُ :مدینهٌ بصحراءِ المَغْربِ ،منها الشَّیخُ الإِمامُ المُحَدِّث الشَّریف عبدُ اللّه بن علیّ بن طاهر بن الحَسَن الحَسَنیّ السِّجِلْماسِیّ ،حَدَّث عن أَبی النُّعیم رِضَوَانَ الجنویّ .
و قرأْتُ فی الحَمَاسَهِ لخارِجَهَ بنِ ضِرَارٍ المُرِّیّ :
أَ خارِجُ مَهْلاً أَو سَفِهْتَ عَشِیرَهً
کَفَفْتَ لِسَانَ السُّوءِ أَن یَتَدَغَّرَا (7)
و فَسَّروه و قالوا:أَی یَتَعَوَّدَ.
و الدَّغْمَرهُ : العَیْبُ و اللُّؤْم. و الدَّغْمَره : الشَّرَاسَهُ و سُوءُ الخُلُقِ :یقال:فی خُلُقِه دَغْمَرهٌ ،أَی شَرَاسَهٌ و لُؤْمٌ .
و رجلٌ دُغْمورٌ ،بالضّم: سَیِّیءُ الثّنَاءِ ،عن ابن دُرَیْد. و قال غَیْرُه:سَیِّیءُ الخُلُقِ و أَما بالذال المعجمه فهو الحَقُود الذی لا یَنْحلّ حِقْدُه.و سیأْتی.و قد تکون الدَّغْمره تَخْلِیطاً فی اللَّوْن.قال رُؤْبه:
إِذَا امْرُؤٌ دَغْمرَ لَوْنَ الأَدْرَنِ
سَلَّمتُ عِرْضاً لَوْنُه لم یَدْکَنِ
قال ابنُ الأَعرابیّ :الأَدرَن:الوَسِخ،و دَغْمَرَ :خَلَطَ .
و لم یَدْکَن:لم یَتَّسِخْ .
و الدَّغَامِرُ :الأَدْناسُ من النَّاس.
و خُلُقٌ دُغْمُرِیٌّ ،بالضّمّ و دَغْمَریٌّ ،بالفَتْح: مَخْلوطٌ . قال العجّاج:
لا یَزْدَهِینی العَمَلُ المَقْزِیُّ
و لا مِنَ الأَخلاقِ دَغْمَرِیُّ
و الدَّغْمَرِیُّ :السّیّیءُ الخُلُقِ .
و دَغْمَرُ ،کجَعْفر: ه بساحل بحْرِ عُمَانَ ،مما یَلِی قَلْهَاهَ .
و المُدَغْمَرُ :الخَفِیُّ و رجلٌ مُدَغْمَرُ الخُلُقِ :لیس بصافِی الخُلُقِ .
الدَّفْرُ ،بفتح فَسُکون: الدَّفْعُ فی الصَّدرِ ،و المَنْعُ ، یمانِیَهٌ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :
دَفَرْته فی قَفَاه دَفْراً ،أَی دَفَعْته.و رُوِیَ عن مُجَاهِد فی قوله تعالی: یَوْمَ یُدَعُّونَ إِلی نارِ جَهَنَّمَ دَعًّا (1)قال:
یُدْفَرُون فی أَقفیِتَهم دَفْراً ،أَی دفْعاً.
و الدَّفَرُ ، بالتَّحْریک:وُقُوعُ الدُّودِ فی الطعامِ و اللَّحْم.
و الدَّفَرُ (2): الذُّلُّ ،عن ابْنِ الأَعرابّی،و به فُسِّر قَوْلُ سَیِّدنا عُمَرَ لَمَّا سأَل کَعْباً عن وُلاهِ الأَمْرِ فأَخْبَره قال:
«وا دَفْرَاه »قِیل:أَراد وا ذُلاّه. و الدَّفَر : النَّتْنُ خاصّهً ،و لا یَکُون الطِّیبَ البَتَّهَ ، و یُسَکَّنُ و منهم مَنْ فَسَّر قولَ سیِّدنا عُمَرَ به،أَی وا نَتْنَاه.
و نَقَل شیخُنا عن نوادر أَبی عَلِیّ القَالِیّ ما نَصُّه: الدَّفْر ، بسکون الفاءِ:حِدَّه الرّائِحَه فی النَّتْن و الطِّیب،و بفتح الفاءِ فی النّتْن خاصّهً ،قال شیخنا،و أَکثرُ أَئِمّه الأَندَلُس علی هذا التّفصیل.
قلْتُ :الذی نُقِل عن أَئِمَّه هذا الفَنّ :أَنّ الذی یَعُمّ شِدّهَ ذَکَاءِ الرَائِحَهِ طَیِّبهً کانت أَو خَبِیثَهً هو الذَّفَرُ،بالذال المعجمه مُحَرَّکهً ،و منه قِیل:مِسْکٌ أَذْفَر،و سیأْتی،فلیُنْظَر هذا مع نَقْل النوادِر.نعمْ نُقِل الفَرْقُ عن ابن الأَعرابیّ ،لکنّه فی الدَّفْرِ ،بالتَّسْکِین بمعنی الذُّلّ .و الدَّفَر محرّکهً بمعنی النَّتْن، و لا یُعرَف هذا إِلاّ عنه،کما فی اللِّسَان و غیره.
دَفِرَ الرجُلُ ، کفَرِحَ ،فهو دَفِرٌ و أَدفَرُ ،و قیل: دَفِرٌ ،علی النَّسَب،لا فِعْل له.قال نَافِعُ بنُ لَقِیط الفَقْعَسِیّ :
و مُؤَوْلَق أَنْضَجْتُ کَیَّهَ رَأْسِه
فَتَرَکْتُه دَفِراً کرِیحِ الجَوْرَبِ
و هی دَفِرَهٌ و دَفْرَاءُ .
و دَفَارِ ، کقَطَامِ :الأَمَهُ ،و یقال لها إِذا شُتِمَت:یا دَفَارِ ، أَی یَا مُنْتِنَهُ ،و هی مَبْنِیَّه علی الکسر،و أَکثرُ ما ترِدُ فی النّداءِ.
و دَفَارِ : الدُّنْیَا،کأُمِّ دفَارِ و أُمِّ دَفْرٍ ،الأَخیرتان کُنْیَتَان لها.
و حَرَّکَ أَبُو علیّ القالِیّ الأَخِیرَهَ فی الأَمالی،و غَلَّطه السُّهَیْلیّ فی الرَّوْض.و زاد ابنُ الأَعرابیّ أُمّ دَفْرَه .
و المُدَافِرُ :ع.
و مِدْفارٌ ،کمِحْرَاب: ع لبنی سُلَیْمٍ (3).
و الدَّفْرُ ،و أُمُّ دَفْرٍ :الدّاهِیَهُ ،و قیل:به سُمِّیَت الدُّنْیا أُمَّ دَفْرٍ ،أَی لِمَا فیها من الآفَات و الدَّواهِی.
و کَتِیبَهٌ دَفْرَاءُ :بها صَدأُ الحَدِیدِ. و فی الأَساس:یُرادُ بها رِیحُ الحَدِید (4).
و جَیْشٌ مِدْفَرٌ :مِصَکٌّ ،کأَنَّه من الدَّفْر و هو الدّفْر و هو الدّفْع و المَنْع.
ص:407
*و مما یُسْتَدرک علیه:
عن ابن الأَعْرَابِی: أَدفَرَ الرّجلُ ،إِذا فاحَ رِیحُ صُنَانِه.
و قال غَیْرُه: دَفْراً دافِرا لِمَا یَجِیءُ به فُلانٌ .علی المُبَالغه،أَی نَتْناً.
و دِفْرَی ،کذِکْرَی:قَرْیَه بمِصر،کأَنَّها شُبِّهت بالدُّنیا لنَضَارتها،و قد دخَلْتُها.
و دَفَرٌ ،محرّکهً :ثَمرُ شَجَرٍ صِینِیّ و شِحْرِیّ .
و دَفْرِیّهُ :قریهٌ أُخرَی بمصر.
الدَّفْتَرُ ،کجَعْفَر، و قد تُکسُر الدّالُ فیُلحق بنَظائِر دِرْهَم،و کِلاهما من حِکَایَه کُرَاع عن اللِّحْیَانیّ ،و حُکِیَ کَسْرُ الدّال عن الفَرَّاءِ أَیضاً،و هو عَرَبِیٌّ ،کما فی المِصْبَاح:
جماعهُ الصُّحفِ المَضْمُومَهِ . قال ابنُ دُرَیْد:و لا یُعْرَف له اشتِقاقٌ ،و بَعْضُ العَرَبِ یقول:تَفْتَر،بالتَّاءِ،علی البدل.
و قیل: الدَّفْتَر :جَرِیدهُ الحِسَابِ .
و فی شِفَاءِ الغَلِیل: الدَّفْتر عَربیٌّ صَحِیح و إِن لم یُعَرَف اشتِقاقه،و جعله الجوْهَرِیّ أَحدَ الدّفاتِر ،و هی الکَرَارِیس [ ج دَفَاتِرُ ] (1)
الدَّقْرُ ،بفتح فسکون، و الدَّقْرَهُ و الدَّقِیرَهُ و الدَّقَرَی ،کجَمَزی ،الأَوّل و الأَخِیر عن ابن الأَعرابیّ ،و ما عَدَاهُمَا عن أَبی عَمْرٍو (2)و قال:کالوَدْفَه و الوَدِیفَه: الروضَهُ الحَسْنَاءُ الناعمهُ العَمِیمَهُ النَّبَاتِ ،و فی بعض النُّسخ:
«العَظِیمَه»بدل«العَمِیمه».و یقال:إِن الدَّقَرَی ،کجَمَزَی:
اسمُ رَوْضهٍ بعَیْنها.و رَوْضَهٌ دَقْراءُ :ناعِمَهٌ .قال النَّمِر بنُ تَوْلَب:
زَبَنَتْک أَرْکَانُ العَدُوِّ فأَصْبَحتْ
أَجَأٌ و جُبَّهُ مِن قَرَارِ دِیَارِهَا
و کأَنَّها دَقَرَی تَخَیَّلُ ،نَبتُهَا
أُنُفُ یَغُمُّ الضَّالَ نَبْتُ بِحَارِهَا (3)
قوله:تَخَیَّل،أَی تَلوَّنُ بالنَّوْر فتُرِیکَ أَلواناً.
و الدُّقْرانُ بالضَّمّ :خُشْبٌ . بضمّ فسکُون (4)تُنْصَب فی الأَرْض یُعَرَّشُ بها الکَرْمُ ،واحِدَتُه دَقْرانهٌ ، بِهَاءٍ ،و سبق فی «د ج ر»أَنّ هذه الخُشْبَ تُسَمَّی الدِّجَران،و ضَبَطَه هناک بالکسر،فلیُنْظَر.
و دَقْرَانُ ، کسَلْمَانَ :وَادٍ مُعْشِبٌ قُرْبَ وادِی الصّفْرَاءِ ،قد جاءَ ذِکْرُه
16- فی حَدِیث مَسِیرِه إِلی بَدْرٍ: «ثمّ صبّ فی دَقْرَانَ حَتَّی أَفْتَقَ بین الصَّدْمَتَیْن» (5).
و الدَّوْقَرَهُ :بُقْعَهٌ تکون بین الجِبَالِ المُحِیطَه بها لاَ نَبَاتَ فیها ،و هی من مَنَازِل الجِنّ و یُکرَهُ النُّزولُ بها.
و فی التّهْذِیب:هی بُقْعَهٌ تکون بین الجِبَالِ فی الغِیطَانِ انحسَرَت عنها الشَّجَرُ،و هی بَیْضَاءُ صُلْبَهٌ لا نباتَ فیها، و الجمع الدَّوَاقِرُ .
و دَقِرَ الرجُلُ ، کفَرِحَ ، دَقَراً ،إِذا امتَلأَ مِن الطَّعَامِ .
و یقال: دَقِرَ هذا المکانُ ،صَارَ ذا رِیاضٍ ،و قال أَبو حَنِیفَه: دَقِرَ المکانُ إِذَا نَدًی (6).
و دَقِرَ الرَّجلُ أَیضاً: قَاءَ من المَلْ ءِ.
و دَقِرَ النَّبَاتُ دَقَراً : کَثُرَ و تَنَعَّمَ . و منه رَوضهٌ دَقْرَاءُ ،و هی اللَّفَّاءُ الوارِفَهُ .
و الدِّقْرَارَهُ ،بالکسَرْ:النَّمِیمَهُ ،و افْتِعَالُ أَحَادِیثَ .
و الدِّقْرَارَهُ : المُخَالَفهُ ،و
17- فی حَدِیثِ عُمَر رضِی اللّه عنه:
«أَنّه أَمَرَ رَجُلاً بشیْ ءٍ،فقال له:قد جِئْتَنِی بدِقْرَارهِ قَوْمِک».
أَی بمُخَالَفَتهم. کالدُّقْرُورهِ ،بالضَّمّ .
و الدِّقْرَارَهُ : عَادَهُ السَّوْءِ. و
17- فی حدیث عُمَرَ: قَال لأَسلَمَ مَوْلاه:«أَخذَتْکَ دِقْرَارَهُ أَهْلِکَ ». أَراد عادهَ السَّوءِ التی هی عادَهُ قَوْمک،و هی العُدُولُ عن الحَقّ ،و العَمَلُ بالبَاطِل قد
ص:408
نَزَعَتْک و عَرَضَتْ لکَ فعَجَّلتَ (1)بها،و کان أَسْلَمُ عَبْداً بجَاوِیًّا (2).
و الدِّقْرَارَهُ : النَّمَّامُ ،کأَنَّه ذو دِقْرَارَهٍ ،أَی ذُو نَمِیمَهٍ .
و الدِّقْرَارَه : الدَّاهِیَه.
و الدِّقْرَارهُ : التُّبّانُ ، کالدِّقْرارِ ،بغیر هاءٍ،و هی سَرَاوِیلُ صَغِیرٌ بلا ساقٍ یَسْتُر العَوْرَهَ وَحْدَهَا.و
17- فی حدیثِ عَبْدِ خَیْرٍ قال: «رَأَیْتُ علی عَمّارٍ دِقْرَارَهً ،و قال:إِنّی مَمْثُون».
و المَمْثُون:الذی یَشْتَکِی مَثَانَتَه. و الدِّقْرَاره یُطْلَق و یُرَادُ به السَّراویلُ أَیضاً.و به فُسِّرَ قول أَوْسٍ :
یُعْلُونَ بالقَلَعِ الهِنْدِیِّ هَامَهُمُ
و یُخْرِجُ الفَسْوَ من تَحْتُ الدّقَاریرُ (3)
کالدُّقْرُورِ و الدُّقْرُورهِ ؛بضَمِّهِما.
و الدِّقْرَارهُ :العَوْمَرَه،و هی الخُصُومَهُ المُتْعِبَه.
و الدِّقْرَارَه : الرَّجلُ القَصِیرُ ،کأَنَّه شُبِّهَ بالتُّبَّانِ .
و الدِّقْرَارَه : الکلامُ القَبِیحُ و الفُحْشُ و الکَذِبُ المُسْتَشْنَع.
و منه قولهم:فلانٌ یَفْتَرِی بالدَّقَارِیرَ .و تقول:جِئْت بالأَقارِیر،ثمّ [بَعْدَها] (4)بالدَّقارِیر . ج الکُلِّ دَقَارِیرُ ،و هی الدَّواهِی و النّمائم و الأَباطِیل.
و دِقْرَهُ بالکَسْر (5):ابْنَه غَالِبٍ الرّاسِبِیّه،من أَهْل البَصْرَه،و هی أُمُّ عبدِ الرحمن بن أُذَیْنَهَ العَبْدیّ الرّاوِی عن أَبِیه-و عنه عَبْد المَلِک بن أَعْیَنَ ،و کان علی قَضاءِ البَصْرَه زمنَ شُرَیْح،فلما ماتَ طُلِبَ أَبُو قِلاَبهَ للقضاءِ فهَرَب إِلی الشام مَخافَه أَن یُوَلَّی- تابِعِیَّه تَروِی عن عائشهَ ،و عنها أَهْلُ البَصره،و هی و ابنُها من ثِقَاتِ التّابِعین،ذَکَرهما ابنُ حِبّان.
*و مما یُستدرک علیه: دُقْمِیره بالضَّمّ :قریه بمصر من الغربیّه.
الدِّکْرُ ،بالکَسْر ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و هو الذِّکْرُ، لُغَه لِرَبِیعَهَ ،و هو غَلَط حَمَلَهُم علیه ادَّکَر ،حکاه سِیبویْهِ و نَفَاه ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و قال اللَّیْث بنُ المُظَفَّر: الدِّکْر لیس من کلام العرب،و رَبیعهُ تَغْلَطُ فی الذِّکْرِ فتقول: دِکْرٌ ، بالدَّال، إِنَّما الدِّکْرُ بتَشْدِیدِ الدال علی ما ذَکَره ثَعْلَبٌ جَمْعُ دِکْرهٍ بکَسْر فسُکُون، أُدْغِمَت لامُ المَعْرِفَه فی الذّالِ فجُعلَت ،و نَصّ ثَعْلَب فجُعِلَتَا دالاً مُشَدَّدَهً ،فإِذا قلْتَ :
دِکْرٌ ،بغَیْرِ أَلفٍ و لام المعرفهِ (6)قلْت ذِکْرٌ بالذّالِ المُعْجَمَهِ ، و جمعوه علی الذِّکْرات أَیضاً.و أَمَّا قَولُ اللّه تَعَالَی: فَهَلْ مِنْ مُدَّکِرٍ (7)
14- فإِن الفَرَّاءَ قال:حَدَّثَنِی الکِسَائیّ عن إِسْرَائِیلَ ،عن أَبِی إِسحَاقَ ،عن أَبِی الأَسْوَدِ قال: قلْت لعَبْدِ اللّه: فهَلْ من مُذَّکِر و مُدَّکِرٍ ،فقال:أَقرَأَنِی رسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم: مُدَّکِرٍ ،بالدال. و قال الفَرَّاءُ.و مُدَّکِرٍ فی الأَصْل مُذْتَکِر علی مُفْتَعِل،فصُیِّرت الذَّالُ و تَاءُ الافْتِعَالِ دَالاً مُشَدَّدَه، قال:و بَعْضُ بنی أَسد یقول:مُذَّکِر،فیقبلون الدالَ فتَصِیر ذَالاً مُشدَّدَهً ،کذا فی اللِّسَان.و أَشار إِلیه الشِّهَاب فی شَرْح الشّفاءِ.
و فی العِنَایَه:و قول شَیْخنا أَنّ مُدَّکِراً لغه للکلِّ یُخالِف ما نَقَلَه الأَزهَرِیّ و غیره أَنَّهَا لُغَهُ بعض بَنِی أَسَدٍ،فلیتأَمّل.
و الدِّکْرُ :لُعْبَهٌ لِلزّنْجِ و الحَبَش.
*و مما یستدرک علیه:
دکرو :قریه بالغَربیه من مصر.
*و مما یستدرک علیه:
دِلِّیر کسِکّیت،أَهمله الجوهَریّ .و قال الصَّاغانِیّ :هو اسمٌ أَعجمیٌّ من الأَعلام.قال:و اللاّم و الراءُ لا یَجْتَمعان فی کَلامِ العَرَب.قال:و هکذا یقول المُحَدِّثون و الصّوَاب دلیر بالإِماله،کما یُمال بکتاب و عِتَاب،و معناه الجَسُور.
قُلتُ :و من ذلک أَیضاً دلاور .
ص:409
الدُّمُورُ ،بالضّم، و الدِّمَارُ و الدَّمَارَهُ ،بفتحهما:
الإِهلاکُ . یقال: دَمَرَهم اللّه دُمُوراً ،أَی أَهْلَکَهُم و الدَّمَارُ و الدَّمَارهُ :اسْتِئصالُ الهَلاکِ . دَمَرَ القَوْمُ یَدْمُرُونَ دَمَاراً :
هَلَکُوا. کالتَّدْمِیرِ . یقال: دَمَرَهم اللّه و دَمَّرهم .و فی الکِتَاب العَزیز: فَدَمَّرْناهُمْ تَدْمِیراً (1)یعنی به فِرْعَوْنَ و قَومَه الذین مُسِخُوا قِرَدَهً و خَنَازِیرَ.و دَمَّر علیهم،کذلک.و
17- فی حدیث ابن عُمَر: «قد جاءَ السَّیْلُ (2)بالبَطْحَاءِ حَتّی دَمَّرَ المکانَ الذی کان یُصَلِّی فیه». أَی أَهلَکَه.هکذا جاء هذَا البابُ مُتَعدِّیاً بنفسه و بالتَّضْعِیف و لازِماً،کما فی المحکم و غَیْره.
و قال شیخنا:فیه تَفْسِیر اللاّزم بالمُتَعَدِّی و لا دَاعِیَ له، و المصادِرُ الثّلاثَه کلّها من اللاَّزم،فالأَوْلَی أَن یَقُول:
الدَّمَارُ :الهَلاَکُ ،کما قاله غَیْره،ثم قال:و أَشدُّ منه فی الإِیهام و الوُقوعِ فی الأَوهامِ بعد قوله کالتَّدْمِیر ،فهو صَرِیح فی أَن دَمَرَ الثُّلاثِیّ یکون مُتَعدِّیاً و لا قائِلَ به.بل دَمَرَ کنَصَر:هَلَکَ .و دَمَّرَه تَدْمِیراً :أَهْلَکَه،کما فی الصحاح و المصباح و غیرهما،انتهی.
و أَنت خَبِیر بأَنَّ المُصَنِّفَ تابِعٌ لابْنِ سِیدَه فی إِیرَادِ عِبَارَته غَالِباً،و هو قد صَرَّحَ بأَنَّ دَمَرَ الثلاثیّ یأْتِی مُتَعدِّیاً بنَفْسه و لازِماً.و من مصادره الدُّمُور و الدَّمارُ .و الدَّماره من مصادر دمر اللاّزم،فلا یتَوَجَّه المَلاَمُ للمُصنِّف إِلاَّ من حیثُ إِنه خَلَطَ المصادرَ و لم یُصَرِّح بما هو المَشْهُور فی الباب،و هو کَوْنُه لازماً،و إِلاّ فتَفْسِیرُه بالإِهلاک فی محَلِّه،کما نقلْناه، فتَأَمَّلْ .
و فی الأَساس؛ التَّدْمِیر :الإِهلاکُ المُسْتَأْصِلُ .
و دَمَرَ علیهم دُمُوراً ،بالضّمّ ،و دَمْراً ،بفتح فسُکون:
دَخَل علیهم بغَیْر إِذْنِ ،و قیل: هَجَمَ هُجُومَ الشَّرِّ ،و هو نحْو ذلک،و منه
16- الحدیث: «مَنْ نَظَرَ من صِیرِ بابٍ فقدْ دَمَرَ ». قال أَبو عُبَیْد و غَیْرُه:أَی دَخَلَ بغیرِ إِذْنٍ ،و مثلُه دَمَقَ دُمُوقاً و دَمْقاً.و
16- فی حَدِیثٍ آخَرَ: «مَنْ سَبَقَ طَرْفُه استِئْذانَه فقد دَمَرَ ». أَی هَجَمَ و دَخَلَ بغیر إِذْن،و هو من الدَّمَار :الهَلاکِ ، لأَنه هُجومٌ بما یُکرَه.و
16- فی رِوَایَه: «من اطَّلَعَ فی بَیْتِ قومٍ بغیرِ إِذْنِهم فقد دَمَرَ ». و المعنَی:إِن إِساءَه المُطَّلِع مِثْلُ إِساءَهِ الدَّامِر .و من سجعات الأَساس:إِذا دخَلْتَ الدُّورَ،فإِیَّاک و الدُّمُورَ .
و تَدْمُرُ ،کتَنْصُر:بنْتُ حَسّانَ بنِ أُذَیْنَهَ ،بها سُمِّیتْ مَدِینَتُها بالشَّام.قال النّابِغَه:
و خَیِّسِ الجِنَّ إِنّی قد أَذِنْتُ لهم
یَبْنُون تَدْمُرَ بالصُّفَّاحِ و العَمَدِ
و التَّدْمُرِیُّ ،بفتح الأَوّل و ضمّ الثّالِث: فَرسٌ لبَنِی ثَعْلَبَهَ ابنِ سَعْد بنِ ذُبْیانَ ،نقله الصَّاغانیّ تَشْبِیهاً لها بجِنْسٍ من الیَرابِیع یقال له التَّدْمُرِیّ ،کما نُبَیِّنه.
و فی المحکم: التَّدْمُرِیُّ : اللَّئِیمُ من الرِّجَال.
و یقال: مَا بِه -و نقل الفَرَّاءُ عن الدُبَیْرِیّه:ما فی الدّار- تَدْمُرِیٌّ ،و یُضَمُّ أَوَّلُه،و کذلِک دَامِرِیّ ،کما فی الأَساس (3)أَی أَحَدٌ. و کذلک لا عَیْنٌ (4)و لا تامُورِیّ و لا دُبِّیّ (5)و قد تَقَدَّم شیءٌ من ذلک.
و یُقَالُ لِلجَمِیلَهِ :ما رأَیتُ تَدْمُرِیًّا أَحْسَنَ منها ،أَی أَحداً.
و أُذُنٌ تَدْمُرِیَّهٌ :صَغِیرَهٌ ،علی التَّشْبِیه.
و الدَّمْرَاءُ :الشَّاهُ القَلِیلهُ اللَّبَنِ . و هی أَیضاً القَصِیرَهُ الخِلْقَهِ .
و الدَّمْرَاءُ : الهَجُومُ من النّسَاءِ و غَیْرِهنّ من غیر إِذْنٍ .
و دُمَّرُ ،کسُکَّر:عَقَبَهٌ بدِمَشْقَ مُشْرِفهٌ علی غُوطَتِها.
و من المَجَاز:یقال للصَّائد المَاهِر هو مُدَمِّر ،و تَدْمیرُ الصائِدِ:أَن یُدَخِّنَ قُتْرَتَه بالوَبَرِ لِئَلاّ یَجِدَ الوَحْشُ رِیحَهُ ، لأَنَّه یَهْجُم علیه (6)بغَیْر إِذْنٍ و لا یُحَسُّ به.
و من المَجَاز: دَامَرْتُ اللَّیْلَ کلَّه،أَی کابَدْتُهُ و سَهِرْتُه.
و فی الأَسَاس:قَضیْتُه (7)بالسَّهَر.
و یقال: إِنه لَدَیْمُرِیُّ ،أَی حَدِیدٌ عَلِقٌ ،ککَتِف.
و دَمِیرَهُ ،کسَفِینَهٍ :قَرْیَتَانِ بمصر، بالسَّمَنُّودِیَّهِ القِبْلِیَّه
ص:410
و البَحرِیّه،و قد یُضَاف إِلیهما بَعضُ الکُفُورِ فیطلَق علی الکُلِّ الدَّمَائر .
من إِحْدَاهُمَا أَبُو أَیُّوبَ عبدُ الوهَّابِ بنُ خَلَف بنِ عُمَرَ بنِ یَزِیدَ بن خَلفٍ الدَّمِیریّ ،تُوفِّی بها بعد سنه 270 قاله ابنُ یُونس. و عبدُ الباقی بنُ الحَسَنِ الدَّمیریّ ، محدِّثانِ .
قلْت:و مِمّن نَزَل الدَّمیرَه و انْتَسَب إِلیها أَبو غَسّانَ مالِکُ بنُ یَحْیَی بنِ مالِکِ بن کبر بن راشدِ الهَمْدَانِیّ ، انتقل من الکوفه إِلی الدَّمِیره و سَکَن بها،و کان یَقْدمُ فُسْطَاطَ مصر أَحیاناً فیحدِّث بها،تُوفِّیَ سنه 274،و أَبو الحسن علیُّ بنُ الحَسَن بنِ عَلِیّ بنِ المُثَنَّی بن زِیادٍ الدَّمِیرِیّ ، بَغْدَادِیّ ،قَدِم مصرَ و تُوفِّیَ بدَمِیرهَ سنه 259.و أَحمدُ بنُ إِسحاق الدَّمِیریّ المِصریّ ،رَوَی عنه الطَّبَرَانیّ فی المُعْجم.و من المُتَأَخِّرین من أَهْل الدَّمِیرهِ :الکَمَالُ الدَّمِیرِیّ صاحِبُ حَیَاهِ الحَیَوان،و ترجمته مَعْلُومه،و عَبْدُ الرّحِیم بنُ عبد المُنْعم بن خَلَف الدَّمِیریّ ،مِمّن رَوَی عنه أَبو الحرم القَلاَنسیّ .
*و مما یستدرک علیه:
رجلٌ دامرٌ :هالِکٌ لا خَیْرَ فِیه.یقال:رَجُلٌ خَاسِرٌ دَامِرٌ ، عن یَعْقُوبَ ،کدَابِرٍ،و حَکَی اللِّحْیَانیّ أَنَّه علی البَدَل، و قال:خَسِرٌ و دَبِرٌ و دَمِرٌ ،فأَتْبَعُوهما خَسِراً،قال ابنُ سِیدَه:
و عندی أَنَّ خَسِراً علی فِعْلِه،و دَمِراً و دَبِراً علی النَّسَب،و ما رأَیتُ من خَسَارَتِه و دَمارَته و دَبَارَته.
و الدُّمَارِیّ ،بالضَّم،و التَّدْمُرِیّ بالفَتْح و یُضَمّ :من الیَرابیعِ :اللّئیمُ الخِلْقهِ ،المَکْسورُ البَراثِنِ ،الصُّلْبُ اللَّحْمِ (1).و قیل:هو المَاعِزُ منها،و فیه قِصَرٌ و صِغَرٌ،و لا أَظفارَ فی ساقَیْه،و لا یُدْرَک سَرِیعاً،و هو أَصغَرُ من الشُّفَارِیّ ،قال:
و إِنّی لأَصْطادُ الیَرابِیعَ کُلَّها
شُفَارِیَّهَا و التَّدْمُرِیَّ المُقَصِّعَا
قال:و أَمَّا ضَأْنُها فهو شُفَارِیُّها و عَلامهُ الضَّأْن فیها أَنّ له فی وَسطِ ساقِه ظُفراً فی مَوْضِعِ صِیصِیَهِ الدِّیک.
و التَّدْمُرِیَّه من الکِلاب:التی لیست بسَلُوقِیَّهٍ و لا کُدْرِیَّه.و تُدْمِیر :بلدٌ (2)بالأَندلس،سکنها أَهلُ تُدْمِیرِ مصرَ، فسُمِّیَت بهم،کغَیرِها من أَکثرِ بلادِ الأَندلس.
و دمرو الخَمَّاره:قریه بمصر بالغَرْبِیَّه.
الدُّماثِرُ ،بالضَّمّ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال الصَّاغانیّ :هو السَّهْلُ مِن الأَرضِ (3)،یقال:أَرضٌ دُمَاثِرٌ ، إِذا کانَت دمْثاءَ،و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیّ فی صِفهِ إِبلٍ :
ضَارِبَه بعَطَن دُمَاثِرِ
و الدُّمَاثِر : الجَمَلُ الکَثِیرُ اللَّحْمِ الوَثِیرُ، کالدُّمَثِرِ ، کعُلَبِطٍ ،و دِمَثْرٍ ،مثْلِ سِبَحْلِ و دَمْثَر ،مثل جَعْفَر ،الأُولی و الثّالِثَه عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و قال العَجّاج:
حَوْجَلَهَ الخُبَعْثِنِ الدِّمَثْرَا
و الدَّمْثَرهُ :الدَّمَاثَه و الوَثَارَهُ .
*و مما یُستَدْرک علیه:
أَرْضٌ دِمَثْرٌ ،کسِبَحْل:سَهْلَهٌ .
و دَمْشِیر ،بالشین المعجَمَه:قریه بشرقیّه مِصر.
الدَّمَهْکَرُ ،کسَفَرْجَل ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْد:أَی الآخِذُ بالنَّفسِ (4)،فارسیٌّ مُعَرَّبُ دَمَه کِیر فَدَم هو النَّفَس و کِیر بمعْنَی الآخِذ.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
دَمَنْهُور :مدینه کبیره ببُحَیْرَهِ مصر،و قد دَخلتُها،و أُخْرَی قریهٌ صغیرهٌ من أَعْمالِ مِصْر،و تُعرَف بدَمَنْهُور الوَحْش، و دَمَنْهُور الضَّواحِی بالشَّرْقِیَّه.
و أَبو إِسحاق یَعْقُوبُ بن دیمهر التَّوَّزِیّ ،حَدّث عن إِبراهیمَ بنِ عَبْدِ اللّه الهَرَوِیّ ،و عنه ابن المُقرِی فی مُعجَمه،و ابنُ أَخیه عُمر بن داوودَ بن دیمهر ،رَوَی عن عبّاس الدُّورِیّ و طَبقتِه.
الدِّینارُ ،بالکَسْر، مُعَرّبٌ ،و اختُلِف فی أَصلِه،
ص:411
فقال الرّاغِب:دِینٌ آرْ (1)،أَی الشریعهُ جاءتْ به،و قیل أَصلُه دِنّارٌ ،بالتَّشْدِید،بدَلِیل قولهم دَنَانِیر و دُنَیْنِیر ، فأُبْدِل من إِحداهُما یاءٌ ،و لا یَخْفَی لو قال:فقُلِبَت إِحداهما یَاءً، کان أَحْسَن، لِئَلاَّ یَلتَبِس بالمَصَادِرِ التی تَجِیءُ علی فِعّال، ککِذَّابٍ ،فی قوله تعالی: وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا کِذّاباً (2)إِلاّ أَن یکون بالهَاءِ فیَخْرج علی أَصْله،مثل الصِّنَّارَه و الدِّنّامهِ ،لأَنه أُمِن الآن من الالْتِباس،و لذلک جُمِعَت علی دَنَانِیر .و مِثْله قِیرَاطٌ و دِیباجٌ .
و قال أَبو مَنْصُور: دِینَارٌ و قِیرَاطٌ و دِیباجٌ أَصلها أَعجَمِیّه، غیر أَنّ العَرَب تَکلَّمتْ بها قدِیماً فصارت عَربِیَّه. و قد مرَّ تفسیره فی ح ب ب فراجعْه.
و الدِّینارِیُّ :فَرَس بَکْرِ بنِ وائل،و هو ابن الهُجَیْسُ فَرَس بَنِی تَغْلب،ابْنِ زادِ الرَّکْبِ فَرَسِ الأَزْدِ الذی دَفعَه إِلیهم سُلیمانُ علیه السّلامُ ،کذا فی أَنساب الخیلِ لمحمّد بن السائب الکَلْبِیّ ،و هذا الکتاب عندی بخط قَدِیم کُتِب فی مصر سنه 522 یقول فی آخره:و عامَّه خَیْل الجاهلیّه و الإِسلام تُنْسَب إِلی الهُجیْسِ و الدّینَارِیّ ،و زَاد الرَّکْب،و جَلْوَی الکُبْرَی،و جَلْوَی الصُّغْرَی و ذی المُوتَه و القَسَامَه و سَوادَه (3).و ذلِک مائهٌ و سَبْعَهٌ و خَمْسُون فَرَساً سوابِقُ مَشْهُورهٌ فی الجاهِلِیَّه و الإِسلام سِوَی خَیْلِ رَسْولِ اللّه صلَّی اللّه علیه و سلَّم.
و دینارٌ الأَنصارِیُّ :صحابیُّ ،و هو جَدُّ عَدِیّ بْنِ ثابِتِ بنِ دِینَارٍ (4)،قاله ابن مُعِین،و قیل اسْمُه قَیْس،کذا فی معجم ابن فَهْد.
قلت:و الضَّمِیر فی قوله«اسمُه»راجعٌ إِلی جَدِّ عَدِیّ ، بدَلِیلِ ما فی تَحْرِیر المُشْتَبِه للحافِظِ ابن حَجَر:و قیل:اسم جَدِّه قَیْسٌ .
و عَمْرُو بنُ دِینَارٍ :تابعیٌّ .و أَبوهُ دِینَارٌ هذَا قیل صَحَابِیٌّ هکَذَا أَوردَه عَبْدَان فی الصَّحَابَه مُجَرَّداً،و لیس بصحیح.قلت:و إِلیه نُسِب أَبو بَکْر مُحَمَّد بنُ زَکَرِیّا بنُ یَحْیَی بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ ناصِحِ بنِ عَمْرِو بنِ دِینَارٍ الدِّینَارِیّ ،و یقال فیه الحارِثیّ أَیضاً،حَدَّث عن هانیءِ بن النَّضْر،و مُحَمَّد بْنِ المُهَلَّب،و تُوفِّیَ سنه 302.
و بقی علیه: دِینارُ بنُ عمر الأَسَدِیّ أَبو عَمْرٍو (5)البَزَّار الکُوفیّ .و دِینارٌ الخُزَاعِیّ القَرَّاظ .و دِینارٌ الکُوفیّ والدُ عیسَی.و دِینارٌ والدُ سُفْیَانَ العُصْفرِیّ .و دِینارٌ أَبو حازِم:
مُحَدِّثُون.
و الدِّینَوَرُ ،بکسر الدال و فتح النون،کذا ضَبَطَه ابْنُ خَلِّکان (6)،و ضَبَطه السَّمْعَانیّ و غیرُه بفتح الدّال و ضَمّ النون و فَتْحها أَیضاً: د من أَعمال الجَبَلِ ،بَیْن المَوْصِلِ و أَذْرَبِیجَانَ ،بینهما و بین هَمَذَانَ (7)نَیِّفٌ و عِشْرُون فَرْسَخاً، کَثِیرهُ الزُّروعِ و الثِّمَار.و قال ابنُ الأَثیر:عند قَرْمِیسِینَ .و قد خَرجَ منه عُلَماءُ أَجِلَّهٌ ،ذَکَرهم أَهْلُ الأَنساب.
و المُدَنَّرُ ،کمُعَظَّم: فَرسٌ فیه نُکَتٌ فوقَ البَرَشِ ،قاله أَبو عُبَیْده.و قال غیرُه:فَرسٌ مُدَنَّرٌ :فیه تَدْنِیرٌ :سَوادٌ تُخَالِطه شُهْبَهٌ .و بِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّونِ :أَشْهَبُ عَلَی مَتْنَیْه و عَجُزهِ سَوَادٌ مُسْتَدِیرٌ یُخَالِطُهُ شُهْبَهٌ (8).
و فی الأَسَاس:بِرْذَوْن مُدَنَّرُ اللَّوْنِ أَشْهَبُ مُفَلَّسٌ (9)بَسَوادٍ،و هو مَجاز.
و من المَجَاز أَیضاً: دَنَّرَ وَجْهُه تَدْنِیراً :تَلأْلأَ کالدِّینار .
و یقال:کلَّمتُه فتَدنَّرَ وَجْهُه،أَی أَشرَقَ .
و دِینَارٌ مُدَنَّرٌ :مَضْروبٌ ،و کذا ذَهَبٌ مُدَنَّرٌ .
و دُنِّرَ الرَّجلُ ، بالضَّمّ ،فهو مُدَنَّرٌ :کَثُرَ دَنانِیرُهُ ،کالمُفلس لمَنْ کثُرَ فَلسُه.
*و مما یُستَدرک علیه:
الشَّرَاب الدِّینَاریّ نِسْبَهٌ لابنِ دِینارٍ الحَکِیمِ ،ذَکَرَه دَاوودُ و غَیْرُه،أَو لأَنّه کالدِّینار فی حُمْرَته.
ص:412
و مَالِکُ بُن دِینَار :زَاهِدٌ مشهورٌ.و أَبو عَبْد اللّه محمدُ بْنُ عَبْد اللّه بنِ دِینَارٍ النَّیْسَابُورِیُّ ،ذکرَه ابنُ الأَثِیر.و أَبُو الفَتْح مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن الدِّینَارِیّ ،من وَلَد دِینارِ بنِ عَبْد اللّه.
و ابنُه أَبو الحَسَن،حَدَّثَا.
و دینار آباد:قریه باستراباذ (1).
و دَرْبُ دِینارٍ :مَحلَّهٌ ببغدادَ.
و دِینَارُ بنُ النَّجَّارِ بنِ ثَعْلَبَه:بَطْنٌ من الأَنْصَار.
و أَبو العَبَّاس أَحمدُ بن بَیّان بنِ عَمْرِو بن عَوْفٍ الدِّینَارِیّ ، لأَنَّ أَبَا أُمّه أَحْدَثَ الدِّینَار المُتَعَامَلَ به بما وراءَ النَّهْرِ للأَمِیرِ السامانیّ .
و أُمّ دِینَارٍ :قریتانِ بمصر،إِحداهما بالجِیزه،و قد رأَیتُها، و الثانِیَه بالغرْبِیّه.
و زُمَیْلُ بنُ أُمِّ دِینَارٍ فی فَزَارهَ ،و هو قاتلُ سالِمِ بْنِ دَارَهَ ، لأَنه هَجاه فقال:
أَبلِغْ فَزَارهَ أَنِّی لن أُصالِحها
حتی یَنِیکَ زُمَیْلٌ أُمَّ دِینَارِ
و أَبُو دِینَارٍ :قَرْیَه بالبُحَیْره من مصر.
*و مما یستدرک علیه:
دَنْدَرَا ،بالفَتْح:قَرْیَه بالصَّعِید الأَعلَی من مَصْر.
و دِنْدَارُ ،بالکسر:اسمٌ أَعْجَمِیٌّ .
الدَّنْقَرهُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ و صاحبُ اللّسَان.
و قال الصَّاغانیّ :هو تَتَبُّعُ مدَاقِّ الأُمورِ و أَباطِیلها.
و هی ،أَی الدَّنْقَرَهُ ، من عَدْوِ الدَابَّه و مَشْیِها إِذا کان دَمِیماً (2)أَی حقِیراً.و فی التَّکْمِلَه:و هو فی عَدْوِ الدَّابَه و مَشْیِهَا إِذا کَانَت دَمِیمَهً .
و یقال: فَرَسٌ دَنْقَرِیّ و رَجلٌ دَنْقَرِیٌّ ،بالفَتْح، و دِنْقِرِیٌّ بالکَسْر: قَصِیرٌ دمِیمٌ ،أَی حَقِیر،و یحْتمل زیادَه النّون، بدَلِیل قولهم:رجُلٌ دِقْرَارَهٌ ،بالکَسْر،للقَصِیر،فلْیُتَأَمَّل.
دُنَیْسَرُ ،أَهمله الجوهَرِیّ و صاحب اللسان.
و قال الصَّاغانیّ :هو بضَمِّ الدَّالِ المهمله و فتْحِ النُّونِ و السِّین (3)،کأَنَّه مُعَرّب: دُنْیاسَرْ ،أَی رأْس الدُّنْیَا،صَرَّحَ به غَیْرُ واحدٍ: د،قُربَ مارِدِینَ . منه أَبو حفْصٍ عُمَرُ بنُ خَضِر المُتَطَبِّب مؤلّف تاریخ دُنَیْسر ،کذا ذَکَرَه السَّخاویّ فی الإِعلان بالتّوبیخ فی ذمّ أَهل التواریخ.
و أَبو حَفْص عُمَر بنُ أَبِی بَکْر بن أَیّوب الدُّنَیْسَری ،من شیوخ التَّقِیّ السُّبْکیّ ،مات بمصر سنه 725.
الدَّارُ :المَحَلُّ یَجْمَعُ البِنَاءَ و العَرْصَهَ ،أُنْثَی.
قال ابنُ جِنِّی:من دَار یَدُورُ ،لکَثْرهِ حرَکَاتِ النَّاسِ فیها.
و فی التَّهْذِیب:و کُلُّ مَوْضعٍ حلَّ به قَوْمٌ فهو دَارُهم .
و الدُّنْیا دَارُ الفَنَاءِ،و الآخِرَهُ دارُ البَقَاءِ،و دَارُ القَرَارِ.
و فی النِّهَایَه:و
16- فی حَدِیثِ (4)زِیَارَهِ قُبورِ المُؤْمنِین: «سلامٌ علیْکم دَارَ قومٍ مُؤْمِنِین». سُمِّیَ مَوضِعُ القُبُورِ دَاراً تَشْبِیهاً بدَارِ الأَحیاءِ،لاجْتِماع المَوْتَی فیها.و
16- فی حدیث الشَّفَاعَه:
«فأَسْتأْذِنُ عَلَی رَبِّی فی دَارِه ». أَی فی حَظِیره (5)قُدْسِه، و قیل:فی جَنَّتَه. کالدَّارَهِ ،و قد
16- جاءَ فی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَه رَضِی اللّه عنه:
یا لَیْلَهً مِنْ طُولِهَا و عَنَائِها
علَی أَنّها من دَارَهِ الکُفْرِ نَجَّتِ .
و قال ابن الزِّبَعْرَی،و فی الصّحاح:قال أُمیَّهُ بنُ أَبِی الصَّلْت یَمْدح عبدَ اللّه بنَ جُدْعَان:
له دَاعٍ بمَکَّهَ مُشْمَعِلٌّ
و آخَرُ فَوْقَ دارَتِهِ یُنَادِی
و قیل الدَّارَه أَخَصُّ من الدَّارِ ، و قد تُذَکَّرُ ،أَی بالتَّأْوِیل، کما فی قولِه تعالی: وَ لَنِعْمَ دارُ الْمُتَّقِینَ (6)فإِنَّه علی مَعْنَی المثْوَی و المَوْضِع،کما قال عَزَّ و جَلَّ : نِعْمَ الثَّوابُ وَ حَسُنَتْ مُرْتَفَقاً (7)فأَنَّث علی المَعْنَی،کما فی الصّحاح.
قال شیخُنَا:و مَنْ أَتقَنَ العَرَبِیَّه و عَلِمَ أَنَّ فاعِل نِعْم فی
ص:413
مِثْله الجنْس لا یَعُدّ هذا دَلِیلاً،کما لم یَسْتَدِلّوا به فی نِعْم المَرْأَهُ و شِبْهه.
ج فی القِلَّه أَدْؤُرٌ ،بإِبدال الواو همزَهً تَخْفِیفاً، و أَدْوُرٌ علی الأَصل.قال الجوْهَرِیّ :الهَمزهُ فی أُدْؤُرٍ مُبدَلَه مِن وَاوٍ مضْمُومه،قال:و لک أَن لا (1)تَهْمِز،کلاهما علی وَزْن أَفْعُل کفَلْس و أَفلُس. و آدُرٌ ،علی القَلْب،أَغفَلَه الجوْهَرِیّ ، و نقله ابنُ سِیدَه عن الفارسیّ عن أَبِی الحسن. و فی الکثیر دِیارٌ ،مثل جَبَلٍ و أَجْبُلٍ و جِبَال،کما فی الصحاح. و زاد فی المحکم فی جُموع الدار دِیَارَهٌ ،و فیه و فی التَّهْذِیب:
و دِیرانٌ ،کقاعٍ و قِیعَانٍ و بَابٍ و بِیبَانٍ ، و فی التَّهْذِیب:
دُورَانٌ ،بالضَّمّ ،أَی کثَمَرِ و ثُمْرَانٍ ، و فی المُحْکَم:
دُورَاتٌ ،قال:حکاها سِیبوَیْه فی باب جَمْع الجَمْع فی سمه السّلامه، و دِیاراتٌ ،ذکره ابنُ سِیده.قال شیخُنا:
و کأَنَّه جمع الجَمْع،و قد استَعْمَلَه الإِمامُ الشّافعیّ رَضِی اللّه عنه،و أَنکروه علیه،و انْتَصر له الإِمامُ البَیْهَقِیّ فی الانْتِصَار و أَثْبَته سَمَاعاً و قِیاساً،و هو ظاهِر. و فی التهذیب أَدوارٌ و أَدْوِرهٌ ،کأَبْوَابٍ و أَبْوِبهٍ .
و بقِیَ عَلَیْه من جُمُوعهِ مِمَّا فی المُحْکَم و التهذیب:
دُورٌ ،بالضَّمّ ،و نَظَّره الجوهَرِیّ بأَسَد و أُسْد،و فی التّهْذِیب:
و یقال دِیرٌ (2)و دِیَرَهٌ و أَدْیَارٌ ،و دارَهٌ و دَارَاتٌ و دِوَارٌ ،و لم یستدرک شیخُنَا إِلاّ دُور السابق،و لو وَجَد سَبِیلاً إِلی ما نَقلناه عن الأَزهریّ لأَقام القِیَامهَ علی المُصنِّف.
و الدَّارُ : البَلدُ ،حکَی سِیبویهِ :هذه الدَّارُ نِعْمَت البَلدُ، فأَنَّثَ البَلدَ علی مَعْنَی الدّارِ . و فی الکتاب العَزِیز:
وَ الَّذِینَ تَبَوَّؤُا اَلدّارَ وَ الْإِیمانَ (3)المُرَاد بالدَّار مَدِینَه النّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم ،لأَنَّها مَحلُّ أَهْلِ الإِیمانِ .
و الدَّار : ع ،قال ابنُ مُقْبِل:
عادَ الأَذِلَّهُ فی دارٍ و کانَ بها
هُرْتُ الشَّقَاشِقِ ظَلاَّمُون للجُزُرِ
و من المَجَاز: الدَّارُ : القَبِیلهُ . و یقال:مَرَّت بنَا دَارُ فُلانٍ .و به فُسِّر
16- الحَدِیثُ : «ما بقِیَتْ دارٌ إِلاَّ بُنِیَ فیهامسْجدٌ». أَی ما بَقِیَت قبیلهٌ .و
14- فی حدیثٍ آخَرَ: «أَلاَ أُنَبئُکم (4)بخَیْرِ دُورِ الأَنْصَار؟ دُورُ بنی النَّجَار ثمّ دُورُ بنی [عَبْدِ] (5)الأَشْهَل و فی کُلِّ دُورِ الأَنْصَارِ خَیْرٌ».
و الدُّورُ هی المنازلُ المَسْکُونَهُ و المَحالُّ ،و أَراد به هاهنا القبائل اجتمعَت کلُّ قَبِیلَهٍ فی مَحَلَّه فسُمِّیَت المَحَلَّهُ داراً ، و سُمِّیَ ساکِنُوهَا بها مجَازاً علی حَذْف المُضَافِ ،أَی أَهْل الدُّور ، کالدّارهِ ،و هی أَی الدَّاره بهاءٍ:کُلُّ أَرضٍ واسعهٍ بینَ جِبَالٍ . قال أَبو حَنِیفَه:و هی تُعَدُّ من بُطون الأَرضِ المُنْبِتَه.و قال الأَصْمعِیّ :هی الجَوْبَهُ الوَاسِعَهُ تَحُفُّهَا الجِبَالُ .
و قال صاحب اللّسان:وَجدْت هنا فی بَعْض الأُصول حاشِیهً بخَطّ سیِّدنا الشَّیْخ الإِمام المُفِید بهاءِ الدِّینِ مُحمَّد ابنِ مُحْیِی الدِّین إِبراهیم بن النحّاس النَّحْوِیّ فَسَحَ اللّه فی أَجلِه:قال کُراع: الدَّارهُ هی البُهْرَهُ إِلاَّ أَن البُهْرَهَ لا تَکُونُ إِلاَّ سَهْلَه،و الدارهُ تکون غَلِیظَهً و سَهْلَهً ،قال:و هذا قَوْلُ أَبِی فَقْعَسٍ .و قال غیرُه: الدَّارهُ :کلُّ جَوْبَه تَنْفَتِح فی الرَّمْل.
و الدّارَهُ : ما أَحاطَ بالشَّیْ ءِ، کالدائِرَهِ . قال الشِّهَاب فی العِنَایَه: الدَّائِره :اسمٌ لِما یُحِیط بالشَّیْ ءِ و یَدُورُ حَوْلَه،و التَّاءُ للنَّقْل من الوَصْفِیّه إِلی الاسْمِیّه،لأَن الدائره فی الأَصل اسمُ فَاعِل،أَو للتَأْنیث،انْتَهَی.و
16- فی الحَدِیث (6): «أَهلُ النارِ یَحْتَرِقُون إِلاَّ دَارَاتِ وجُوههِمِ ». هی جَمْع دارَهٍ ،و هو ما یُحِیط بالوَجْه من جَوانِبه:أَراد أَنها لا تَأْکُلها النّارُ لأَنّهَا مَحَلُّ السُّجُودِ.
و الدَّارَهُ من الرَّملِ :ما اسْتَدارَ منه، کالدِّیرهِ -بالکسر، و الجَمْع دِیَرٌ .و فی التَّهْذِیب عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : الدِّیَر :
الدَّارَات فی الرَّملِ ،هکذا فی سائر النُّسَخ.و الصواب کالدَّیِّره (7)،بفَتْح الدال و تَشْدِید التّحْتِیَّه المَکْسُوره.و الجمْع دَیِّرٌ ،ککَیِّسٍ ، و التَّدْوِرَه . و أَنشد سِیبَوَیه لابْنِ مُقْبِل:
بِتْنَا بتَدْوِرَه یُضِیءُ وُجُوهَنَا
دَسَمُ السَّلِیطِ یُضِیءُ فَوْقَ ذُبَالِ
ص:414
و یروَی:
بِتْنَا بدَیِّره یُضِیءُ وُجُوهَنا
ج أَی جَمْع الدَّارَه بالمَعَانی السَّابِقَه، دارَاتٌ و دُورٌ ، بالضَّمّ فی الأَخیر،کسَاحهٍ و سُوحٍ .
و الدَّارَهُ : د،بالخابُورِ (1).
و الدَّارَه : هَالَهُ القَمَر التی حَوْله.و کُلُّ مَوْضع یُدارُ به شَیْ ءٌ یَحْجِزُه (2)فاسْمُه دَارَهٌ ،.و یقال:فلانٌ وَجْهُه مِثْلُ دَارَهِ القَمَرِ.
و من سجعات الأَساس:و لا تَخْرُج عن (3)دائرهِ الإِسلام حَتَّی یَخْرُجَ القَمَرُ عن 3دَارَتِه .
و یقال:نزلْنا دَارَهً من دارَاتِ العَرَب؛و هی أَرضٌ سَهْلَه تُحِیط بها جِبالٌ ،کما فی الأَساس.
و داراتُ العَرَبِ کلّها سُهُولٌ بِیضٌ تُنْبِتُ النَّصِیَّ و الصِّلِّیَانَ و ما طابَ رِیحُه من النَّبَات،و هی تُنِیف ،أَی تَزِید علی مائهٍ و عشْرٍ ،علی اخْتِلافٍ فی بَعْضِها، لم تَجْتَمِعْ لغَیْرِی،مع بَحْثِهم و تَنْقِیرِهم عنها،و للّه الْحَمْد علی ذلک.
و ذکرَ الأَصمعیُّ و عِدَّهٌ من العُلماءِ عِشْرِین دَارَهً ،و أَوْصَلَها العَلَمُ السَّخَاوِیّ فی سِفْر السَّعادَه إِلی نَیِّف و أَربعین دارهً ، و استَدَلَّ علی أَکثرهَا بالشواهِد لأَهلِهَا فیها.
و ذَکرَ المُبَرّد فی أَمالیه دارَات کثیرَهً ،و کذا یاقُوت فی المُعْجَم و المُشْتَرَک.و أَوردَ الصَّاغانیّ فی تَکْمِلته إِحْدَی و سَبْعِین دارهً .
و أَنا أَذکُرُ (4)ما أُضیفَ إِلیه الدَّارَاتُ مُرَتَّبهً علی الحُرُوفِ الهِجَائیّه لسُهُوله المُرَاجَعَه فیها،ففی حرف الأَلِف ثَمَانِیه و هی:
دارَهُ الآرَامِ ،للضِّبَاب،و فی التکمله:الأَرآم (5).
و داره أَبْرَقَ ،ببلادِ بنی شَیْبَانَ عند بَلَدٍ یقال له البطن، و فی بعض النسخ أَبْلَق،باللاَّم،و هو غَلط .و یُضاف إِلیأَبرَقَ عِدَّهُ مَواضِعَ و سیَأْتِی بیانُهَا فی ب ر ق إِن شاءَ اللّه تعَالی.
و دارَهُ أُحُدٍ ،هکذا هو مضْبُوط بالحاءِ،و الصوَاب بالجیم (6).
و دارَه الأَرْحَامِ ،و هکذا هو فی سائِرِ النُّسَخ بالحَاءِ المهمله،و الصواب الأَرجام بالجیم و هو جَبَل.
و داره الأَسْوَاطِ ،بظَهْر الأَبرقِ بالمَضْجَع.
و دارَهُ الإِکْلِیلِ ،و لم یَذْکره المصنّف فی ک ل ل.
و دارَه الأَکْوَارِ ،فی مُلْتَقیَ دارِ رَبِیعَه و دارِ نَهِیک.
و دارَهُ أَهْوَی ،و سَتَأْتی فی المُعْتَلّ .
و فی حرف الباءِ أَربَعَه:
دارَهُ باسِلٍ ،و لم یَذکره المُصَنّف فی اللاّم. و دارَه بُحْثُرٍ ،کقُنْفُذٍ،هکذا بالثّاءِ المثلّثَه فی سَائِر النُّسَخ،و لم یَذْکُره المُصَنِّف فی مَحَلِّه.و الصَّواب أَنه بالمُثَنَّاه الفَوْقِیَّه کما یَدُلّ علیه سِیاقُ یَاقُوت فی المُعْجَم،قال:و هو رَوْضَه فی وَسَطِ أَجأَ أَحدِ جَبَلیْ طَیِّئ قُرْب جَوّ،کأَنَّها مُسَمَّاه بالقَبِیله و هو بُحْتُر بن عَتُود،فهذا صریحٌ بأَنّه بالمثنّاه الفَوْقِیّه،و قد استدرکناه فی مَحَلّه کما تقدَّم.
و دارَهُ بَدْوَتَیْنِ ،لبنی رَبِیعَهَ بنِ عُقَیل،و هما هَضْبتانِ بینهما مَاءٌ،کذا فی المعجم،و سیأْتی فی المُعْتَلّ إِن شاءَ اللّه تعالی.
و دارَهُ البَیْضَاءِ. لمُعَاوِیَهَ بن عُقَیْل و هو المُنْتَفِق،و معهم فیها عامِرُ بنُ عُقَیْل.
و فی حرف التاءِ الفوقیّه اثْنَتَان: دارَهُ التُّلَّی ،بضَمّ فَتَشْدِید اللاَّم المَفْتُوحه،هکذا فی النُّسَخ،و ضَبَطه أَبو عُبَیْد البَکْرِیّ بکَسْر الفَوْقِیَّه و تَشدیدِ اللاَّم بالإِماله.و قال:هو جَبلٌ .قلْت:و یمکن أَن یَکُون تَصْحِیفاً عن التُلَیّ ،تصغیر تِلو (7)ماء فی دیارِ بنی کلاَب،فلیَنْظَر،و سیأْتی فی کلام المصنّف التُّلَیّان،بالتثنیه،و أَنه تصحیف البُلَیّان،بالموحّده المضمومه و هو الذی یُثَنّی فی الشعر.
ص:415
و دارَهُ تِیل ،بِکسر المثنّاه الفوقیّه و سکون الیاء،جَبَل أَحمَرُ عظیمٌ فی دِیارِ عامرِ بن صَعْصَعَهَ من وراءِ تُرْبَهَ .
و فی حرف الثاءِ واحده:
دارَهُ الثَّلْمَاءِ :ماء لِربیعَه بنِ قُرَیْط بظَهْرِ نَمَلَی.
و فی حَرْفِ الجِیم إِحْدَی عشَرَه: دارَهُ الجَأْبِ :ماء لبنی هُجَیم (1).
و دارَهُ الجَثُومِ ،کصَبُور،و فی التَّکْمله بضَمّ الجیِم، لبنی الأَضْبَطِ .
و دَارَهُ جُدَّی ،بضَمّ فتَشْدِید و الأَلف مَقْصُوره.هکذا هو مضبوط و لم یَذْکره المُصَنّفُ فی مَحَلّه،و الصَّواب أَنه مُصَغّر،جُدَیّ ،و هو جَبَلٌ نَجدیٌّ فی دیار طیِّیء.
و دارَهُ جُلْجُلٍ ،کقُنْفُذ،بنَجْد،فی دارِ الضِّبابِ ،مما یُواجِهُ دِیَارَ فَزَارَهَ ،قد جاءَ ذکره فی لامیّه امْرِیء القَیْس (2).
و دارَهُ الجَلْعَبِ :مَوضعٌ فی بِلادِهِم.
و دارَهُ الجُمُد ،کعُنُق (3):جَبَلٌ بنَجْد،مثَّلَ به سیبویه، و فسّره السّیرافیّ ،و قد تقدم،و ضَبَطه الصَّاغَانیّ بفَتْح فسکون.
و دارَهُ جَوْداتٍ ،بالفتح،و لم یَذْکره المُصَنِّف فی مَحَلّه، و الأَشبهُ أَن یکون ببلاد طَیِّیءٍ.
و دارَهُ الجَوْلاءِ ،و لم یَذْکره المصنّف فی اللاَّم.
و دارَهُ جَوْلَهَ ،و لم یَذکره المصنّف فی اللام.
و دارَهُ جُهْد ،بضَمّ فسُکُون.
و دارَهُ جَیْفُون ،بفتح الجیم و سکون التحتیه و ضَمّ الفاءِ.
و فی حرف الحاءِ اثْنَتَانِ : دارَهُ حُلْحُلٍ ،کقُنْفُذٍ، و لیس بِتَصْحِیف جُلْجُل ،کما زَعمه بعضُهم،و منهم من ضَبطه کجعْفَر،و قال هو جَبَلٌ من جبَال عُمَانَ . و دارَهُ حوْقٍ ،بفتح فسکون.
و فی حرف الخاءِ سبعه:
دارَهُ الخَرْج ،بفَتْح فسکُون،بالیَمامَه.فإن کان بالضَّمّ فهو فی دِیَار تَیْم لِبنی کَعْب بن العَنْبَر بأَسافِلِ الصَّمَّان.
و داره الخَلاءَهِ ،کسحَابهٍ ،و هو مُسْتَدْرک علی المُصَنِّف فی حرْف الهمْزه.
و دارَهُ الخَنَازِیر.
و دارَهُ خَنْزَر ،کجعْفر،و یُکْسَر،هذِه عن کُراع.قال الجَعْدِیّ :
أَلمَّ خَیَالٌ من أُمَیْمَهَ مَوْهِناً
طُرُوقاً و أَصْحابِی بدَارِه خَنْزَرِ
و دارَهُ الخَنْزَرَتَیْنِ تَثنِیه خَنْزَره،و فی بعض النُّسخ الخَزْرتین (4).
و دارَهُ الخِنْزِیرَین تَثْنِیَه خِنْزِیر.و فی التکمله: داره الخِنْزِیرَتَیْنِ (5).و یقال:إِن الثانِیَهَ روایَهٌ فی الأُولی،و قد تقدّم ذلک فی«خ ز ر»و فی«خ ن ز ر».
و دارَهُ خَوٍّ :وادٍ یَفْرُغ ماؤُه فی ذِی العُشَیْرَه من دیار أَسدٍ لبنی أَبی بَکْرِ بنِ کِلاب.
و فی حرف الدال أَربعهٌ :
دارَهُ داثِرٍ :ماء لفَزَارهَ ،و هو مستدرک علی المُصَنِّف فی «د ث ر».
و داره دَمْخٍ ،بفَتْح فسکون،و هو جَبَل فی دِیَارِ کِلاب، و قد تقدّم.
و دارَهُ دَمُّون ،کتَنُّور:مَوضع سیأْتی ذِکْرُه.
و دارَه الدُّورِ ،بالضَّمّ :موضع بالبادیه،قال الأَزهریّ :
و أُراهم إِنما بالَغُوا بها کما تقول رَمْلَه الرِّمال.
و فی حرف الذال ثلاثهٌ :
دارَهُ الذِّئْب ،بنجد فی دِیَارِ کِلاب.
ص:416
و دارَهُ الذُّؤَیْب ،بالتَّصْغِیر،لبنی الأَضْبَط ،و هما دَارَتَان، و قد تقدّم ذِکْرهُما.
و دارَهُ ذات عُرْش ،بضمّ العین المهمله و سکون الرّاءِ و آخرُه شِینٌ مُعْجَمه،و ضَبَطه البَکْرِیّ بضَمَّتْیْن:مَدِینَه یَمانیَه،علی الساحل،و لم یَذْکُره المصنِّف،و ما إِخال البکریَّ عَنَی هذِه الدَّارهَ .
و فی حرف الراءِ تسعه: دارَهُ رابِغ :وادٍ دُون الجُحْفَه علی طریق الحَاجِّ من دون عَزْوَرٍ.
و دارَهُ الرَّجْلَیْن (1)،تَثنیَه رَجْل بالفتْح،لبنی بَکْرِ بنِ وائِل من أَسافلِ الحَزْن و أَعالی فَلْج.
و دارَهُ الرَّدْم ،بفَتْح فسکُون،و ضَبَطه بعضُهم بالکَسْر:
مَوضعٌ یأْتِی ذِکْرُه فی المِیم.
و دارَهُ رَدْهَهَ ؛و هی حُفَیُره فی القُفّ و هو اسم مَوْضِع بعَیْنه،و سیأْتی فی الهاءِ و لم یذکُره المصنّف.
و دارَهُ رَفْرَفٍ ،بمهْملَتَین مَفْتُوحَتَیْنِ و تُضَمَّان،و نقله یاقوت عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،لبَنِی نُمَیْر، أَو بمُعْجَمتین مَضْمُومَتَیْن ،و الأَول أَکثر.
و دارَهُ الرُّمْحِ (2)،بضَمّ الرّاءِ و سُکُون المِیمِ ،و ضَبَطه بعضُهم بکسْرِ الرّاءِ،أَبْرق فی دِیَار بنی کِلاب،لبنی عَمْرو بن رَبیعه،و عنده البَتِیله،ماءٌ لهم،و فی بَعْض النُّسَخ:الرِّیح،بدل الرُّمح،و هو غَلَط .
و دارَهُ الرِّمْرِمِ ،کسِمْسِم:موضِع یأْتِی ذکرُه فی المِیمِ .
و دَارَهُ رَهْبَی ،بفَتْح فسُکُون و أَلف مقصوره:مَوضع، و قد تَقدَّم ذِکْرَه.
و دَارَهُ الرُّهَی ،بالضَّمِّ ،کهُدی و سیأْتِی ذِکْره.
و فی حرف السین اثنتان:
دَارَهُ سَعْر ،بالفَتْح و یُکْسَر ،جاءَ ذِکْرُه فی شِعر خُفاف بنِ نَدْبَهَ (3).
و دارَهُ السَّلَم ،محرّکه. و فی حرف الشِّین اثْنَتَان:
دارَهُ شُبَیْثٍ ،مُصَغَّراً:موضع بنَجْد لبنی رَبِیعه (4).
و دارهُ شَجَا،بالجِیم،کقَفا :ماء بنجد فی دِیَار بَنِی کِلاَب و لیس بتَصْحِیفِ وَشْحَی کسَکْری.
و فی حرف الصاد أَربعهٌ :
دارَهُ صارَهَ :جَبَل فی دیار بنی أَسَد (5).
و دارَهُ الصَّفَائِحِ :مَوضع تقدّم ذِکْره فی الحاء.
و دارَهُ صُلْصُل ،کقُنْفَذٍ:ماء لبنی عَجْلانَ قُرْبَ الیمامَه، و ماء آخَر فی هَضْبٍه حَمْرَاءَ لبنی عَمْرِو بن کِلاب فی دِیَارهم بنَجْد.
و دارَهُ صَنْدَلٍ :مَوضِع،و له یَومٌ معروف،و سیَأْتی ذِکْرُه.
و فی حَرف العَیْن سبعهٌ :
دارَهُ عَبْسٍ ،بفتح فَسُکُون:ماء بنَجْد فی دِیَار بنی أَسَد.
و دارَهُ عَسْعَسٍ :جَبَل لبنی دُبَیْر فی بلاد بَنِی جَعْفَر بنِ کِلابٍ ،و بأَصْله ماءُ النَّاصِفِه.
و دارَهُ العَلْیَاءِ ،و هو مُسْتَدْرک علی المُصَنّف فی المعتلّ .
و دارَهُ عُوَارِضٍ ،بالضّمّ :جَبل أَسودُ فی أَعلَی دِیارِ طَیِّیءٍ،و ناحیه دارِ فَزَان (6).
و دارَهُ عُوَارِمٍ ،بالضّمّ (7):جَبل لأَبی بکر بن کلاب.
و دارَهُ العُوجِ ،بالضّمّ :مَوْضِع بالیَمَن.
و دارَهُ عُوَیْجٍ ،مُصَغّراً:موضع آخَر.مَرَّ ذِکْرُهما فی الجِیمِ .
و فی حرف الغین ثلاثهٌ :
دارَهُ الغُبَیْرِ ،مُصَغَّراً:ماء لبنی کِلاب،ثمّ لِبَنِی الأَضبطِ بنَجْد،و ماء لمُحَارِبِ بن خَصَفَهَ .
ص:417
و دارَهُ الغُزَیِّلِ ،مُصَغَّراً،لِبَلْحَارِثِ بنِ ربیعهَ ،کما سیأْتی.
و دارَهُ الغُمَیْرِ ،مُصَغَّراً:فی دیارِ بَنِی کِلاب عند الثَّلَبُوتِ .
و فی حرف الفاءِ ثلاثهٌ :
دارَهُ فَتْکٍ ،بفَتْح فسُکُون،و ضَبطَه البَکْرِیّ بالکَسْرِ:
مَوضع بینَ أَجَأَ و سَلْمَی.
و دارَهُ الفُرُوعِ ،جَمْع فَرْع (1):مَوضع مُسْتَدْرَک علی المُصَنِّف.
و دارَهُ فَرْوَعٍ ،کجَرْوَل 1:مَوضِع آخَر، و هی غیر دَارَهِ الفُرُوعِ .
و فی حرف القاف تَسْعَهٌ :
دارَهُ القِدَاحِ ،ککِتَاب.
و دارَهُ القَدَّاحِ ،مثْل کَتّانٍ ،من دیار بنی تَمِیم.و هما دارَتَان .
و دارَهُ قُرْحٍ ،بضمّ فَسُکون بوادِی القُرَی.و فی بعض النُّسخ،قُرْط ،بدل،قُرْح.
و دارَهُ القُطْقُطِ ،بکسرتین و بضَمَّتیْنِ ،هکذا ضَبَطَه بالوجْهین فی حرف الطاءِ،و سیأْتی هناک.
و دارَهُ القَلْتینِ ،بفتح القاف و سکون اللام و کسر المثنّاه الفَوقِیّه،و ضبطه یاقوت بفتح المُثَنَّاه علی الصّواب (2)،و هو ناحیَه بالیَمَامه و یُقال لها:ذاتُ القَلْتَیْن،و منهم من ضَبَطَه بضمّ القاف و هو غَلَطٌ ،و قد سبق الکلام عَلیه.
و دارَهُ القِنَّعْبَهِ ،بکسر القاف و تَشْدِید المَفْتُوحَه و سُکون العَیْن المهمله و فتح البَاءِ الموحده،و هو مُسْتَدْرَک علی المُصَنِّف فی حَرْف الباءِ.
و دارَهُ القَمُوصِ ،کصَبور:بقُرْب المدینه المُشْرَّفَه، علی ساکِنها أَفضلُ السلامِ . و دارَهُ قَوٍّ :بین فَیْدٍ و النِّبَاجِ .
و فی حرف الکاف خَمْسَهٌ :
دارَهُ کامِسٍ ،مَوضع سیأْتی ذِکْرُه فی السِّین.
و دارَهُ کِبْدٍ ،بکَسْر فسُکُون،و ضبطَه البَکْریّ (3)بکَسْر المُوَحَّدهِ أَیضاً؛و هی هَضْبهٌ حمراءُ بالمَضْجَع من دیار کِلاب.
و دارَهُ الکَبْسَات ،بفَتْح فسُکُون،هکذا هو مَضْبُوط ، و الذی ذکرَه یَاقُوت و البَکْرِیّ :الکَبِیسَتان (4)شبِیکتان لبنی عبسٍ لهما وادیاَ النفاخین حیث انقطعت حلّه النباج و الْتقتْ هی و رَمله الشَّقیق (5).و المصنّف لم یَذْکر فی السین لا الکبسات و لا الکبیستان فلینظر.
و دارَهُ الکَوْرِ ،بفَتْح فسُکونٍ :جبل بین الیمامَهِ و مکّه لبَنِی عامرٍ ثم لبَنِی سَلُولَ .
و دارَهُ الکُورِ ،بالضَّمِّ ، و هی غَیْرُ الأُولَی ،فی أَرض الیَمَن،بها وَقْعَه،و یقال لها أَیضاً ثَنِیَّه الکُورِ.
و فی اللام واحدهٌ ،و هی:
دارَهُ لاقِطٍ ،لم یَذْکُره فی الطَّاءِ،و سیأْتِی الکلام علیه.
و فی حرف المِیمِ سِتَّهَ عشَرَ:و هی داره مَأْسَل ،کمَقْعَد مهموزاً،سیأْتی للمصّنف فی أَسل.
و دارَه مُتَالِع ،بالضَّمّ :جَبَل فی بلاد طَیِّئ مُلاصِق لأَجأَ، و قیل لبنی صَخْرِ بن جَرْم (6).و فی أَرض کِلاب بین (7)الرُّمَّهِ و ضَرِیّه،و أَیضاً شِعْب فیه نَخلٌ لبنی مُرَّه بْنِ عَوْف.و قیل:
فی دِیار بنی أَسَد،و سیأْتی فی حَرْفِ العَیْن.
و دَارَهُ المَثَامِنِ (8)لبَنِی ظَالِمِ بن نُمَیْر.
ص:418
و دارَهُ مِحْصَنٍ کمِنْبر،یأْتی ذکره.
و دارَهُ المَرَاضِ ،کسَحَاب:مَوضع لهُذَیل.
و دارَهُ المَرْدمَهِ ،بالفتح:لِبَنِی مَالِکِ بنِ رَبِیعَه.
و دارَهُ المَرْوَرَاتِ (1)،بفتح فَسُکُون،کأَنَّه جمع مرْوَرٍ، کجَعْفَر،و سیأْتی ذِکْره.
و دارَهُ مَعْرُوفٍ :ماء لبنی جَعْفَر.
و دارَهُ مُعَیطٍ ،کزُبَیْر،و قیل کأَمِیر:مَوضع یأْتی ذِکْره.
و دارَهُ المَکَامِنِ ،و سیأْتی للمُصَنّف فی النون أَنه دارهُ المَکَامِین،و أَنَّه لُغَه فی الذی بعده.
و دارَهُ مَکْمَن (2)،کمَقْعَد،و یقال:المَکَامِین،فی بِلاد قَیْس.قال الرَّاعِی:
بدارَهِ مَکْمَنٍ ساقَتْ إِلیها
رِیاحُ الصَّیْفِ آرَاماً و عِینَا (3)
و دارَهُ مَلْحُوبٍ :ماء لبَنِی أَسَدِ بن خُزَیْمَه،و قد تقدّم.
و دارَهُ المَلِکَه ،أُنْثَی المَلِک،و لم یَذْکُرها یاقُوت فی المُعْجَم،و سیأْتی ذِکْرُهَا.
و دارَهُ مَنْوَرٍ ،کمَقْعَد:جَبل.قال یَزِیدُ بنُ أَبِی حَارِثَهَ :
إِنّی لعَمْرُک لا أُصَالحُ طَیِّئاً
حتّی یَغورَ مَکَانَ دَمْخٍ مَنْوَرُ
و دارَهُ مَوَاضِیعَ ،کأَنَّه جمْع مَوْضُوع،یأْتی ذِکْره،و هکذا أَورده یَاقُوت فی المعجم.
و دارَهُ مَوْضُوعٍ . قال البَعِیث الجُهَنِیّ :
و نَحْن بمَوْضُوعٍ حَمَیْنا دِیَارَنَا
بأَسْیافِنَا و السَّبْیَ أَن یُتَقَسَّمَا
و فی حرف النون اثْنَتان:
دارَهُ النّشَّاشِ ،ککَتّان،هکَذا هو فی سائِر النُّسَخ،و ضَبَطه یاقُوت فی المُعْجَم النَّشْنَاش،بزیاره نون ثَانِیَه بَعْد الشین (4).قال أَبو زیاد:ماء لبَنی نُمَیْر بن عامر.
و دارَهُ النِّصَابِ ،و هو مستدرک علی المُصَنِّف فی حَرْف البَاءِ،و لم یَذکره یاقوت أَیضاً (5).
و فی حرف الواو أَربعهٌ : داره واحِدٍ ،جَبل لکَلْب،و قد تقدّم.
و دارَهُ واسِطٍ :من منازِلِ بنی قُشَیْر،لبنی أُسَیْدَهَ .
و داره وَسطٍ ،بفتح فسکون و یُحَرَّک :جَبل ضَخْم علی أَربعه أَمیال وَراءَ ضَرِیَّه لبنی جَعْفَر بنِ کِلاب.
و دارَهُ وَشْحَی ،بالفَتْح، و یُضَم ،و ضَبَطه یاقوت بالمَدّ (6):ماء بنَجْد فی دِیار بَنِی کِلاب.
و فی حرف الهاءِ واحده:
دارَهُ هَضْبٍ ،بفتح فسکون،قُربَ ضَرِیَّهَ من دِیَار کِلاب، و قد تقدَّم،و قیل لِلضِّباب.
و فی حرف الیاءِ اثنتان:
دارَهُ الیَعْضِید ،و هو مُسْتَدْرک علی المُصَنّف فی الدّال، و لم یَذْکُره یاقوت أَیضاً (7).
و دارَهُ یَمْغُون (8)بالغِین أَو یَمْعُون ،بالعَیْن المهمله،و هو الذی صَرَّحَ به یاقُوت و البَکْرِیّ :من مَنازل هَمْدَانَ بالیمن.
ص:419
و فی التَّکْمِلَه: دارَهُ یَمْعون أَو یَمْعُوز،الأُولی بالنُّون و الثانیه بالزَّای،و العَیْن مُهْمَله فیهما،فتأَمَّل.
و هذه آخِر الدارات ،و قد استوفَیْنَا بَیانَهَا علی حَسَب ضِیقِ الوَقْتِ و قِلَّه المُساعد،و اللّه المُسْتَعَان و علیه التُّکْلان.
و دارَ الشیْ ءُ یَدُورُ دَوْراً ،بفَتْح فسُکُون، و دَوَرَاناً ، مُحَرَّکهً ،و دُوُوراً ،کقُعُود، و اسْتَدَارَ ،و أَدَرْتُهُ ،أَنا و دَوَّرْتُه ، و أَدارَه غیرُه و دَوَّر به. و دُرْت به، و أَدَرْتُ : استَدَرْتُ . و
16- فی الحَدِیث: «إِن الزَّمَان قد استدَارَ کَهَیْئَته یومَ خَلَقَ اللّهُ السَّمواتِ و الأَرضَ ». یقال: دَارَ یَدُورُ و استدَارَ یَسْتَدِیر ،إِذا طاف حَوْلَ الشَّیْ ءِ،و إِذا عادَ إِلی المَوضع الذی ابتدأَ منه.
و معنَی الحَدِیث أَنَّ العَرب کانوا یُؤَخِّرُون المُحَرَّم إِلی صفَر، و هو النَّسِیءُ،لیُقاتلوا فیه،و یَفْعَلُون ذلک سَنَهً بعد سَنَهٍ ، فینْتَقِل المُحَرَّم من شَهْر إِلی شَهْر،حتی یَجْعَلُوه فی جَمِیع شُهور السَّنَه،فلما کان تلک السنه کان قد عادَ إِلی زَمَنِه المَخْصُوص به قبل النَّقْل و دارَت السَّنَهُ کَهَیْئتِهَا الأُولَی.
و دَاوَرَه مُدَاوَرَهً و دِوَاراً ،الأَخیر بالکَسْر: دَارَ معه ،قال أَبو ذُؤَیْب:
حتَّی أُتِیحَ له یَوماً بمَرْقَبَهٍ
ذُو مِرَّهٍ بِدِوَارِ الصَّیْدِ وَجَّاسُ
و الدَّهْرُ دَوَّارٌ به و دَوَّارِیٌّ ،أَی دَائِرٌ ،به،علی إِضافه الشیْ ءِ إِلی نفْسه.قال ابنُ سِیده:هذا قول اللُّغَوِیّین،قال الفارِسِیّ :هو علی لَفْظِ النَّسَب و لیس بِنَسَبٍ ،و نَظِیرهُ بُخْتِیّ و کُرْسِیّ ،و من المُضَاعَف أَعْجَمِیٌّ فی مَعْنَی:أَعْجَم.و قال اللَّیْث: الدَّوَّارِیُّ :الدَّهرُ بالإِنْسَان أَحْوالا (1).قال العَجَّاجُ :
و الدَّهْرُ بالإِنْسَان دَوَّارِیُّ
أَفْنَی القُرونَ و هو قَعْسَرِیُّ
و قال الزَّمَخْشَرِیّ :معناه یَدُورُ بأَحْوَاله المُخْتَلِفه.
و الدُّوَارُ ،بالضَّم و بالفَتْح:شِبْه الدَّوَرانِ یأْخُذُ فی الرّأْسِ .و یقال: دِیرَ به،و دِیرَ علیه،و أُدِیرَ بهِ :أَخَذَه.
و فی الأَساس:أَصابه الدُّوارُ .من دُوَارِ الرأْس. و دُوَّارَهُ الرَّأْسِ ،کرُمّانه و یُفْتَح:طائِفَهٌ منه مستدیرهٌ .
و الدُّوَّارَه من البَطنِ ،بالضمّ و الفَتْح عن ثَعْلَب: ما تَحَوَّی من أَمعاءِ الشّاهِ .
و الدَّوَّارُ ،ککَتَّان،و یُضَمُّ :الکَعْبَهُ ،عن کُرَاع. و اسم صَنَم،و یُخَفَّف ،و هو الأَشْهَر (2).قال الأَزْهَرِیّ :و هو صَنَمٌ کانت العَرَبُ تَنْصِبُه یَجعلون موضِعاً حوْلَه یَدُورون به، و اسمُ ذلِک الصَّنَمِ و الموضعِ الدُّوَّار .و منه قولُ امْریءِ القَیْسِ :
فعَنَّ لنا سِرْبٌ کأَنّ نِعَاجَهُ
عَذَارَی دُوَارٍ فی مُلاَءٍ مُذَیَّلِ
أَراد بالسِّربِ البَقرَ،و نِعَاجُه إِناثُه شَبَّهَها فی مَشْیِها و طُولِ أَذنابِها بجَوارٍ یَدُرْنَ حَولَ صَنَمٍ و علیهن المُلاَءُ المُذَیَّل،أَی الطَّوِیل المُهَدَّب.
قال شیخُنَا:و قیل:إِنَّهُم کانُوا یَدُورون حولَه أَسابِیعَ کما یُطاف بالکَعْبَه.
و نقل الخَفَاجِیّ عن ابن الأَنباریّ :حِجَارَهٌ کانوا یَدُورُون حَوْلَهَا تَشْبِیهاً بالطائِفین بالکَعْبَه،و لِذَا کَرِه الزَّمَخْشَرِیُّ و غیرُه أَن یُقَال دَارَ بالبَیْت،بل یُقال:طافَ به.
و الدَّوَّارَهُ ، کجَبَّانهٍ :الفِرْجَارُ ،و هو بالفارسیّه بَرْکَار (3)، و هی من أَدواتِ النَّقَّاش و النَّجّار،لها شُعْبَتَانِ یَنْضمّان و یَنْفَرِجان (4)لتَقْدِیرِ الدَّارات .
و الدُّوَّارُ ، بالضّمّ : مُسْتَدَارُ رَمْل یَدُورُ حَوْلَه الوَحْشُ .
أَنشد ثَعْلب:
فمَا مُغْزِلٌ أَدْمَاءُ نَامَ غَزَالُهَا
بدُوَّارِ نِهْیٍ ذِی عَرَارٍ و حُلَّبِ
بأَحْسَنَ مِن لَیْلَی و لا أُمُّ شادِنٍ
غَضِیضَهُ طَرْفٍ رُعْتُهَا وَسْطَ رَبْرَبِ
و عن ابن الأَعرابیّ : یقال لکلِّ ما لم یَتَحَرَّکْ و لم یَدُرْ :
دَوَّارَهٌ و فَوَّارَهٌ ،أَی بفَتْحِهما،فإِذا تَحَرَّکَ أَو دَارَ -و نَصُّ النّوادر:و دَار - فهو دُوَّارَه و فُوَّارَه ،أَی بضمِّهما.
ص:420
و الدّائِرَهُ (1):الحَلْقَهُ أَو شِبْهُها أَو الشَّیْ ءُ المُسْتَدِیر .
و الدَّائِرهُ : الشَّعرُ المُسْتَدِیرُ علی قَرْنِ الإِنْسَانِ .
و من أَمثالهم:«اقشَعَرَّت له دَائرتِی »بُضرَب مَثَلاً لمن یَتَهَدَّدُکَ بالأَمر لا یَضُرُّک، أَو الدّائره : مَوْضعُ الذَّؤَابَهِ ،قاله ابنُ الأَعرابیّ .
و الدَّائِره : الهَزِیمَهُ و السُّوءُ.یقال: عَلَیْهِمْ دائِرَهُ السَّوْءِ (2)و قوله تعالی: نَخْشی أَنْ تُصِیبَنا دائِرَهٌ (3)قال أَبو عُبَیْده أَی دَوْله،و الدَّوائر تَدُور و الدَّوائِلُ تَدُول.
و الدَّائِره الّتِی تَحْتَ الأَنْفِ یقال لها الدِّیره (4)،و الدَّائِره کالدَّوّارَهِ ،بالتشدید.
و الدَّارِیُّ :العَطَّارُ. یقال:إِنه مَنْسُوبٌ إِلی دَارِینَ فُرْضَهٍ بالبَحْرَینِ بها سُوقٌ کان یُحْمَلُ المِسْکُ من أَرض الهِنْدِ إِلیها. و قال الجَعْدِیّ :
أُلْقِیَ فیها فِلْجَانِ من مِسْکِ دَا
رِینَ و فِلْجٌ من فُلْفُلٍ ضَرِمِ
و سَأَل کِسْرَی عن دَارِینَ مَتَی کانَت ؟فلم یَجِد أَحَداً یُخْبِره عنها إِلاّ أَنَّهم قالوا هی عَتِیقَهٌ بالفارسیّه فسُمِّیَت بها.
و
16- فی الحدیث: «مَثَلُ الجَلِیس الصَّالِح مَثَلُ الدّارِیّ إِن لم یُحْذِک من عِطْرِه عَلِقَک من رِیحِه». و قال الشاعر:
إِذَا التَّاجِرُ الدَّارِیُّ جاءَ بفَأْرَهٍ
مِن المِسْکِ رَاحَتْ فی مَفَارِقِها تَجْرِی
و الدَّارِیّ : رَبُّ النَّعَمِ ،سُمِّیَ بذلک لأَنه مُقِیم فی دَارِه ، فنُسِب إِلیها.
و الدَّارِیّ : المَلاَّحُ الذی یَلِی الشِّرَاعَ ،أَی القِلعَ .
و الدّارِیّ : اللازمُ لِدارِه لا یَبْرَح و لا یَطلُب مَعَاشاً، کالدَّارِیَّهِ .
و الدَّارِیّ مِنَ الإِبِل:المُتَخلِّفُ فی مَبْرَکِه لا یَخْرُج إِلی المَرْعَی،و کذلک شاهٌ دَارِیَّهٌ . و المُدَاوَرَهُ کالمُعَالَجَه فی الأُمور،و هو طَلَبُ وُجُوهِ مَأْتَاهَا،و هو مَجَازٌ.قال سُحَیْم بنُ وَثِیلٍ :
أَخُو خَمْسِینَ مُجْتَمِعٌ أَشُدِّی
و نَجَّذَنِی مُدَاوَرَهُ الشُّؤُونِ
و دُوَّار ، کرُمَّانٍ :ع ،و هو جَبَلٌ نَجْدِیٌّ أَو رَمْلٌ بنَجْد.قال النَّابِغَهُ الذُّبْیَانِیّ :
لا أَعرِفَنْ رَبْرَباً حُوراً مَدَامِعُهَا
کأَنَّهُنَّ نِعَاجٌ حَوْلَ دُوَّارِ (5)
و دَوَّار ککَتَّانٍ :سِجْنٌ بالیمَامَه. قال جَحْدُر بنُ مُعَاوِیه العُکْلِیّ (6).
کانَتْ منازِلُنَا التی کُنَّا بِهَا
شَتَّی فأَلَّفَ بَیْنَنَا دَوَّارُ
و سالِمَ بنُ دارَهَ :من الفُرْسانِ الشُّعراءِ،و فی المَثَل:
مَحَا السَّیفُ ما قَالَ ابنُ دَارَهَ أَجْمَعَا (7)
و سَبَبُه أَن ابنَ دَارَهَ هَجَا فَزَارهَ فَقَال:
أَبْلِغْ فَزَارهَ أَنّی لا أُصالِحُها
حتَّی یَنِیکَ زُمَیْلٌ أُمَّ دِینارِ
فبلغَ ذلِک زُمَیْلاً فَلَقِی ابنَ دَارهَ فی طَرِیقِ المَدِینَه فقَتَله و قال:
أَنا زُمَیْلٌ قاتِلُ ابْنِ دَارَهْ
و رَاحِضُ المَخْزَاهِ عن فَزَارَهْ (8)
و الدَّارُ :صَنَمٌ به سُمِّیَ عبدُ الدّارِ بنُ قُصیِّ بْنِ کِلاب، أَبو بَطْن ،و النِّسْبَه إِلیه:العَبْدَرِیّ .قال سیبویه:هو مِن الإِضافَه التی أُخِذَ فیها من لَفْظ الأَوَّل و الثَّانی،کما أُدْخِلَت فی السِّبَطْر حروف السَّبِط .قال أَبو الحَسَن:کأَنَّهم صَاغُوا
ص:421
من عَبْد الدّار اسْماً علی صِیغَه جَعْفَر،ثمّ وَقعَت الإِضافَهُ إِلیه،و هو أَکبَرُ وَلَدِ أَبیه و أَحبُّهم إِلیه،و کان جَعَل له الحِجَابَه و اللِّوَاءَ و السِّقَاءَ و النَّدْوَهَ و الرِّفَادَه.و منهم عُثْمَانُ بنُ طَلْحَهَ بنِ أَبی طَلْحَه عَبْد اللّه بن[عبد] (1)العُزّی بن عُثْمَان بن عبد الدَّارِ صاحِب مِفْتاح الکَعْبَه. و الدّارُ بنُ هانِیِ بنِ حَبِیب بنِ نُماره بن لَخْم، أَبُو بَطْن من لَخْم کما تَرَی. مِنْهُم أَبو رُقَیَّه -کُنِیَ بابْنَهٍ له لم یُولَد له غَیْرُهَا کما حَقَّقه ابن حَجَر المَکّی فی«شَرْحِ الأَرْبَعِین»- تَمِیمُ بنُ أَوْس بنِ خارِجَهَ بن سُوَیْد (2)بن جَذِیمْه بن الذرّاع (3)بن عَدِیِّ بن الدَّارِ ،أَسلم سنهَ تِسْع،و سَکَن المَدِینهَ ،ثم انْتَقَل إِلی الشَّام.و أَمّا تَمِیمٌ الدَّارِیُّ المَذْکُور فی قِصَّه الجَام فذاک نَصْرَانِی من أَهل دَارِین ،کذا وَجدتُ فی هامِش التَّجْرِید للذَّهَبِیّ .
و أَبُو هِنْد بُرَیْر ،کزُبَیْر،کذا هو بخَطّ أَبی العَلاءِ القُرْطُبِیّ ،و قیل بَرُّ بنُ رَزِیْنٍ ،و قیل ابنُ عَبْدِ اللّه،و غَلِطَ فیه البُخَارِیّ و غَیْرُه فقال هو أَخو تَمِیم الدّارِیّ ، الدّارِیّانِ الصَّحَابِیّان. و یقال فی الأَخِیر أَیضاً:أَبو هِنْد بنُ بَرّ (4).
و دَارِینُ :ع بالشّامِ ،و هو غیر دَارِینِ البَحْرَینِ .
و ذُو دَوْرَان کحَوْرانَ :ع بین قُدَیْدٍ و الجُحْفَهِ ،و هو وادٍ یَفْرُع فیه سَیْلُ شَمَنْصِیر.قال حَسَّانُ بنُ ثَابِت:
و أَعْرَضَ ذُو دَوْرانَ تَحْسَب سَرْحَه
مِنَ الجَدْبِ أَعْنَاقَ النِّساءِ الحَواسِرِ
و دَارَا ،هکذا بالأَلف المقصوره: د،بَیْن نَصِیبِینَ و مارِدِینَ بِدِیار رَبِیعَه،بَیْنها و بَیْنَ نَصِیبِین خَمْسَهُ فَراسِخَ ، بناها -هکذا فی النُّسَخ و الصواب بَناه- دَارَا بنُ دارَا المَلِک ،و هو آخِر مُلُوک الفُرْس الجَامِعِین للمَمَالِک،و هو الذی قتَلَه الإِسْکَنْدَرُ الرّومیّ .
و دارا : قَلْعَهٌ بطَبَرِسْتان ،من بَنَاءِ دَارَا المَلِک. و دَارَا :
وادٍ بدِیارِ بنی عامر بْنِ صَعْصَعَهَ بنِ کِلابٍ . و دَارَا : ناحِیَهٌ بالبَحْرَیْنِ لعَبْد القَیْس، و یُمَدُّ ،قال الشَّاعر:
لَعَمْرُک ما مِیعادُ عَیْنِک و البُکَا
بدَارَاءَ إِلاَّ أَن تَهُبَّ جَنُوبُ
أُعَاشِرُ فی دَارَاءَ مَنْ لا أَوَدُّه
و بالرَّمْلِ مَهْجُورٌ إِلیّ حَبِیبُ
و دارُ البَقَر:قَرْیَتَانِ بِمصرَ ،بالغَرْبِیَّه منها البَحَرِیَّه و القِبْلِیَّه،و النِّسْبَه إِلیهما للجُزْءِ الأَخیر.
و دارُ عُمَارَهَ :مَحَلَّتَانِ ببَغْدادَ شَرْقِیَّه و غَرْبِیَّه ،خَرِبتَا.
و دارُ القُطْن:مَحَلَّهٌ بها ،أَی ببغدادَ، منها الإِمامُ الحَافظ نَسِیجُ وَحْدِه و قَرِیعُ دَهْرِه فی صِنَاعَه الحَدِیث و معرفه رجاله أَبو الحَسَن عَلِیُّ بنُ عُمَر بن أَحمَد بن مَهْدِیّ .قیل لابن البَیِّع:أَ رأَیتَ مِثْلَ الدّارقُطْنیّ ؟فقال:هو لم یَر مِثْلَ نَفْسِه فکَیْفَ أَرَی أَنا مِثْلَه ؟روَی عن أَبی القَاسِم البَغَوِیّ و أَبِی بَکْر بن أَبی دَاوود،و عنه أَبو بَکْر البرقانیّ و أَبو نُعَیم الأَصْبَهَانیّ ،و له کِتَابُ السُّنَن،مشهور رویناه عن شیوخنا.
تُوُفِّیَ ببَغْدَاد سنه 385 و صَلَّی علیه أَبُو حامد الإِسفِراینیّ ، و دُفِن بجَنْب مَعْرُوفٍ الکَرْخِیّ .
و دارُ القُطْنِ أَیضاً: مَحَلَّهٌ بحَلَبَ مَشْهُوره. مِنْهَا الإِمام المُحَدِّث عُمَرُ بنُ علِیِّ بن محمّدٍ المَعرُوف بابْنِ قُشَامٍ ، کغُرَاب، ذو التَّصانِیفِ الکَثِیرَهِ المَبْسُوطَهِ فی الفُنُونِ العَدِیدهِ .رَوَی عن أَبی بَکْرِ بن یاسرٍ الجَیَّانیّ ،و عنه ابنُ شِحَاتهَ .
و دُرْنَی ،بالضَّمّ : ع فی شِقِّ الیَمَامَه،سُمِّیَ بالجُمْلَه، و علی هذا فالصواب أَن یکتب هکذا دُرْنَا ،علی صِیغَه المتکلم،من دَارَ ،لا بالأَلف المَقْصُورَه و مَوْضِعُ ذِکْرِهَا فی النُّون إِذا کان فُعْلَی کما سیأْتی.
و یقال: ما به دَارِیٌّ و دَیَّارٌ و دُورِیٌّ ،بالضَّمّ ، و دَیَّورٌ ، کتَنُّور،علی إِبدال الواو من الیاءِ أَی ما بها أَحَدٌ.
قال الجَوْهَرِیّ :و الدَّیَّار فَیْعَال من دارَ یَدُور (5)،و أَصله دَیْوَار ،فالوَاو إِذا وَقعَتْ بعد یاءٍ ساکنه قبلها فتحه قُلِبَت یاءً
ص:422
و أُدغِمَت،مثل أَیّام و قَیّام،لا یُسْتَعْمَل إِلاّ فی النَّفْی،کذا قالوا.
و نقل شَیْخُنا عن ابْنِ سِیده فی العَوِیص:قد غَلِط یَعْقُوب فی اخْتِصاص ثاغ و راغ بالنَّفْی،فإِنهما قد یُسْتَعملان فی غَیْر النَّفْی،قال:و کذلک دَیَّار لأَنّ ذَا الرُّمه قد استَعْمَله فی الواجب قال:
إِلی کُلِّ دَیَّارٍ تَعَرَّفْن شَخْصَه
من القَفْرِ (1)حتَّی تَقْشَعِرَّ ذَوائِبُه
قال:و کذَا عین فإِنّه،یُسْتَعْمل فی الإِیجاب أَیضاً، انتهی.
و فی اللسان:و جَمْع الدَّیّار و الدَّیُّور ،لو کُسِّر، دَوَاوِیر ، صَحَّت الواو لبُعْدِهَا من الطَّرَفِ .
و من المَجَاز: أَدارَه عنِ الأَمرِ :حاولَه أَن یَترکُه. و أَدارَه عَلَیْه :حاوَلَه أَن یَفْعَله،و علی الأَوّل
17- قَولُ عَبْد اللّه بن عُمَر رَضی اللّه عَنْهُمَا:
یُدِیرُونَنِی عن سَالِمٍ و أُدِیرُهُمْ
و جِلْدَهُ بَیْن العَیْنِ و الأَنْفِ سالِمُ .
و دَاوَرَه :لاَوَصَهُ ،و
14- فی حدیث الإِسراءِ: «قال له موسی عَلَیْه السّلام:لقد دَاوَرْتُ (2)بنِی إِسْرَائِیلَ علی أَدْنَی مِنْ هذا فَضَعُفُوا». و یُرْوَی«رَاوَدْتُ ».
و دَارَهُ ،مَعرِفَهً لا یَنْصَرِف:من أَسماءِ الدّاهِیَه ،عن کُرَاع،قال:
یَسْأَلْنَ عَنْ دَارَهَ أَن تَدُورَا
و المُدَارَهُ ،بالضَّمّ : جِلْدٌ یُدَارُ و یُخْرَزُ علی هَیْئَه الدَّلْوِ و یُسْتَقَی به. و فی بعض الأُصول (3):فیُسْتَقَی بِهَا.قال الراجز.
لا یَسْتَقِی فی النَّزَحِ المَضْفُوفِ
إِلاّ مُدَارَاتُ الغُرُوبِ الجُوفِ
یقول:لا یُمکِن أَن یُسْتَقَی من الماءِ القَلِیلِ إِلا بدِلاَءٍواسِعَهِ الأَجوافِ قَصِیرَهِ الجَوَانِبِ لتَنْغَمِس فی الماء و إِن کان قلیلاً فَتَمْتَلِئ منه.و یقال:هی من المُدَاراهِ فی الأُمور، فمَنْ قال هذا فإِنه یکسِر (4)التاءَ فی موضع النَّصْب،أَی بمُدارَاه الدِّلاءِ و یقول:«لا یُسْتَقَی»علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه.
و المُدَارَهُ : إِزارٌ مُوَشًّی ،کأَنَّ فیها دَارَاتِ وَشْیٍ ، و الجمع المُدَارَاتُ أَیضاً.قال الراجز:
و ذُو مُدَارَاتٍ علیَّ خُضْرِ
و دَوَّرَه تَدْوِیراً : جَعَلَه مُدَوَّراً ، کأَدَارَه .
و الدَّوْدَرَی ،کضَوْطَرَی:الجَارِیَهُ القَصِیرَهُ الدَّمِیمَهُ .
قال:
إِذَا هی قامَتْ دَوْدَرَی جَیْدَرِیَّه
و هذا مَحَلُّ ذِکْره،کأَنَّه جعَله من الدَّور ،و سبق له فی « درّ » الدَّوْدَرَّی ،بتشدید الراءِ الثانیه المفتوحه،و فسّره بالآدَر.
و الدُّوَیْرَه ،مصَغَّراً: د،بالرِّیف ،یَعنِی به رِیفَ العِرَاق.
و الدُّوَیْرَهُ : ع ببغدادَ، سَکَنه حَسُّونُ ،هَکذا فی النُّسخ، و الصَّواب حَسْنُون بنُ الهَیْثَم أَبو عَلِیّ المُقْرِیء البَغْدَادِیّ الدُّوَیْرِیّ ،روی عن مُحَمّد بن کَثیرٍ الفِهْریّ ،و عنه أَبو بَکرٍ یَحْیَی بن کُوَیْر.
و قال ابن الأَثِیر: الدُّوَیْره :مَوضعٌ ببغدادَ،منه أَبو مُحَمَّد حَمَّادُ بنُ محمّد بن عَبْدِ اللّه الفَزَارِیّ (5)الأَزْرَق،کُوفیّ سکنَ بغدادَ،عن مُحَمَّد بن طَلْحَه بن مُصرِّف،و مَقاتِل بن سَلیمانَ ،و عنه عَبّاسُ الدُّوریّ و صالِحٌ جَزَرَهُ ،و تُوفِّیَ سنه 230.
و الدَّوِیرَهُ (6)، کصَحِیفه:ه بنَیْسَابُور ،علی فَرْسخ (7)منها.
منها أَبو غَالِیَهَ (8)مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ اللّه بن یوسُفَ بنِ خُرْشِیدَ (9)،
ص:423
سمعَ قُتَیْبَهَ بنَ سَعِید و ابْنَ رَاهَوَیْه،و عنه أَبو حامدٍ الشرقیّ و غیره.قال ابن الأَثیر:و یقال لها أَیضاً دَبیرَوَانَه (1).یقال لمحمّد بن عبد اللّه هذا الدَّبِیرِیّ أَیضاً.و قد ذَکَرَه المصنّف فی مَحَلَّیْن من غیر تَنْبِیه علیه،فیَظُنّ الظّانّ أَنَّهُمَا قریتان و أَنَّهما رَجلانِ ،فتفَطَّن لذلک.
و الدُّورُ ،بالضَّمِّ :قَرْیَتَانِ ،بینَ سُرَّ مَنْ رَأَی و تَکْرِیتَ ، عُلْیَا و سُفْلَی. و منها (2)،أَی من إِحداهما أَبُو الطَّیّب محمّدُ بنُ الفَرُّخانِ (3)بن رُوزْبَهَ ،یَرْوِی عن أَبی خَلیفَهَ الجُمَحِیّ مَناکِیرَ لا یُتابَع علیها،مات قبْل الثلاثمائه.
و قال الذَّهَبِیّ :قال الخَطِیب:غیرُ ثِقَهٍ .
و أَبو البقَاءِ نُوحُ بنُ علیّ بن رسن بن الحسن الدُّورِیّ نزیل بغدادَ من شیوخ الدِّمْیاطیّ ،کذا أَورَدَه فی مَعجمه.
و الدُّورُ : نَاحِیَهٌ من دُجَیْل ،نَهْر بالعراق،تُعرَف بدُورِ بَنِی أَوْقَرَ.
و الدُّور : مَحَلَّهٌ ببغدادَ قُرْبَ مَشْهَدِ الإِمام الأَعْظَم أَبِی حنیفهَ النُّعْمَانِ بن ثابت،رضی اللّه عنه و أَرضاه عَنَّا، مِنْها أَبو عبد اللّه مُحَمّدُ بنُ مَخْلَدِ بْنِ حَفْص العَطَّار البَغْدَادِیّ عن یَعْقُوبَ الدَّوْرَقیّ (4)،و الزُّبیْر بنُ بَکَّار،و عنه الدَّارَقُطْنِیّ ، و أَبو بکْرٍ 4الآجُریّ و ابْنُ الجِعَابِیّ ثِقَه،تُوفِّیَ سنه 331 ذکره ابن الأَثیر.و زاد السَّمْعَانیّ :و منها أَبُو عُمر حَفْص بنُ عُمَر بن عَبْد العزیز بن صُهْبَانَ الأَزدیّ المُقْرِئ الضریر.قال ابنُ أَبِی حاتم عن أَبِیه:صَدُوقٌ ،سَکَنَ سامُرَّا،عن إِسماعیلَ بنِ جَعْفَرٍ و أَبی إِسماعیلَ المُؤدِّب و الکِسَائِیّ ،و عنه أَبو زُرْعَه و الفَضْل بنُ شَاذَانَ ،تُوُفِّیَ سنه 246.
و الدُّور : مَحَلَّه بنَیْسَابور.منها أَبُو عَبْدِ اللّه الدُّورِیِّ ، یَروِی حکایاتٍ لأَحمدَ بنِ سَلَمه النَّیْسَابُورِیّ . و الدُّورُ : د، بالأَهْوَازِ ،و هو الذی عند دُجَیْلٍ و قال فیه:إِنه ناحیه به، لأَن دُجَیْلاً هو نَهر الأَهوازِ بعَیْنه. و الدُّور : ع بِالبَادِیَه ،و إِلیه تُنسب الدَّارَه ،و قد تَقدَّمَ بیانُه. و الدُّورَهُ ،بهاءٍ:ه بینَ القُدْس و الخَلِیلِ ،منها بنو الدُّورِیّ ،قَوْمٌ بِمِصْر.
و دُورَانُ ،بالضّمّ : ع خَلْفَ جِسْرِ الکُوفهِ ،هناک قصرٌ لإِسْماعیلَ القَسْریّ أَخِی خالد.
و دَوَّرَانُ ، بفَتْح الدّالِ و الواوُ مشدَّدَه:ه بالصُلْحِ قُرْبَ واسِطِ العراقِ .
و دَارَیَّا ،بفَتْح الرَّاءِ و الیاءُ مُشَدَّدهٌ : ه بالشأْم:و النِّسْبَهُ إِلیها دَارَانِیٌّ ،علی غیرِ قیاسٍ . منها الإِمَام أَبُو سُلَیْمان الدَّارانِیّ عبدُ الرَّحْمن بنُ أَحْمَد بن عَطِیَّهَ الزَاهِد،عن الرَّبِیع بنِ صُبَیْح و أَهلِ العراق،و عنه أَحمَدُ بنُ أَبی الحُوَّارَی صاحِبُه، ذکرَه ابنُ الأَثِیر.
و قال سیبویهِ : دَارَانُ :مَوضعٌ ،و إِنما اعتَلَّت الواوُ فیه:
لأَنَّهُم جَعلوا الزِّیَادَهَ فی آخرِه بمنزلهِ ما فی آخرِه الهاءُ، و جَعَلُوه مُعتَلاًّ کاعْتِلاله،و لا زِیَادَهَ فیه،و إِلاَّ فقد کان حُکْمُه أَن یَصِحّ کَمَا صَحَّ الجَوَلانُ .
و تَدْوِرَهُ : دارَهٌ بین جِبَالٍ ،و ربما قَعَدُوا فیها و شَرِبُوا، و تقدّم شاهدُه من کلام ابنِ مُقْبِل.
و المُدْوَرَهُ من الإِبلِ ،بضَمّ المیمِ و فتح الواو: التی یَدُورُ فیها الراعِی و یَحْلُبُهَا ،هکذا أُخْرِجَت علی الأَصْلِ و لم تُقلَب وَاوُهَا أَلِفاً مع وُجُودِ شُرُوطِ القَلْب،و لها نظائرُ تأْتی.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
قَمر مُسْتَدِیرٌ ،أَی مُنِیرٌ.
و الدَّوْر : دَوْرُ العِمَامَه و غَیْرِهَا.
و التَّدْوِرَه :المَجْلِس،عن السِّیرَافیّ .
و الدَّائِره فی العَرُوض هی التی حَصَرَ بها الخَلِیلُ الشُّطُور،لأَنها علی شَکْل الدَّائِرَه التی هی الحَلْقه،و هی خَمْس دَوَائِرَ 5.
و دائِرهُ الحَافِرِ:ما أَحَاطَ به.و قال أَبو عُبَیْده: دَوائِرُ الخَیْل ثَمَانِی عَشرَهَ دائِرهً ،یُکرَه منها دَائِرَهُ اللَّطَاهِ 6.
ص:424
و الدَّوَائِر :الدَّواهِی و صُرُوفُ الزَّمان و المَوْتُ و القَتْل.
و الدائِرَه خَشَبهٌ تُرْکَز وَسْطَ الکُدْسِ تَدُور بها البَقَرُ.
و قال اللَّیْث: المَدَارُ مَفْعَلٌ ،یکون مَوْضعاً،و یکون مَصْدَراً، کالدَّوَرَان و یُجْعَل اسماً،نحْو مَدَارِ الفَلَک فی مَدَارِه .
و تَدَیَّرَ المکانَ :اتَّخَذَه داراً .
و استدارَ بما فی قَلْبی:أَحَاطَ ،و هو مَجَازٌ.
و فُلان یَدُور علی أَربعِ نِسْوهٍ و یَطُوف علیهن،أَی یَسُوسُهن و یَرْعاهُنّ ،و هو مَجَاز أَیضاً.
و الدَّارصِینیّ معروفٌ عند الأَطباءِ،و کذا الدّارفُلْفُل .
و الدائره :الحادِثُه (1)،قاله ابن عَرَفَه..
و قوله تعالی: سَأُرِیکُمْ دارَ الْفاسِقِینَ (2)قیل:
مَصِیر (3)،قال مُجاهدٌ:أَی مَصِیرَهم فی الآخره.
و الدَّوْرَه فی المکْرُوه، کالدَّائِرَه .و الإِداره :المُدَاوَلهُ و التَّعَاطِی من غیر تَأْجِیل،و به فُسِّر قولُه تعالی؛ تِجارَهً حاضِرَهً تُدِیرُونَها بَیْنَکُمْ 4.
و دار الجَامُوس.قَرْیَه بمِصْر من الدّنجاویه.
و زَیدُ بن دَارَهَ :مَوْلَی عُثْمَانَ بن عَفَّان.روَی عنه حدیثَ الوضوءِ،ذکرَه البُخَارِیّ فی التاریخ.
و الدَّیَّار : الدَّیْرانیّ .
و دُور حَبِیب:قَرْیَه من أَعمالِ الدُّجَیْل.
و دَارَانُ :قَرْیه من أَعمالِ إِرْبِلَ ،فیها ماءٌ یکون فی أَوَّلِ النَّهَار و آخِره أَبیض،و فی وَسَطِه أَسودَ.
و دُورُ صُدَیّ قَریَه بدُجَیْل.
و فی طَرفِ بَغْدَادَ قُرْبَ دَیرِ الرُّوم مَحَلَّه یقال لها الدُّور ، و هی الآنَ خرابٌ .و الدُّورُ :قَرْیَهٌ قُرْبَ سُمَیْساطَ .
و قال ابن دُرَید: تَدْوِرَهُ :مَوضع بعَیْنه.
و سُمِّیَ نَوْعٌ من العَصافیر دُورِیّا ،و هی هذه التی تُعَشِّش فی البیوت.
و الدُّوَّار کرُمَّان:المنزِل،جمْعُه دَوَاوِیرُ .
و الدِّیرَه ،بالکسر: الدَّارَه .
الدَّهْرُ قد یُعدُّ فی الأَسماءِ الحُسْنَی ،لِمَا
13- وَرَدَ فی الحَدِیث الصَّحِیح الذی رَواه أَبو هُرَیْرَهَ یَرْفَعه.قال اللّه تعالی: «یُؤذِینی ابْنُ آدَمَ ،یَسُبُّ الدَّهْرَ ،و إِنَّمَا أَنَا الدّهْرُ ، أُقِلِّبُ اللَّیْلَ و النَّهَارَ». کما فی الصَّحِیحَین و غَیْرِهما . و
16- فی حدیثٍ آخرَ: «لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فإِنَّ اللّه هو الدَّهْرُ ». و
16- فی روایه أُخْرَی: «فإِنّ الدَّهْرَ هو اللّه تعالی». قال شیخنا:و عَدُّه فی الأَسماءِ الحُسْنَی من الغَرَابه بمَکَانٍ مَکِینٍ ،و قد رَدَّه الحافِظ ابنُ حَجَر،و تَعَقَّبَه فی مَواضِعَ من فَتْحِ البَارِی، و بسَطَه فی التفسیر و فی الأَدب و فی التوحید،و أَجاد الکلاَم فیه شُرَّاحُ مُسْلِم أَیضاً عِیاضٌ و النَّوَوِیّ و القُرْطُبِیُّ و غیرُهُم، و جَمَع کَلامَهم الآبِی فی الإِکمال.و قال عِیاضٌ :القَوْلُ بأَنَّه من أَسماءِ اللّه مَرْدُودٌ غَلَطٌ لا یَصِحّ ،بل هُو مُدَّهُ زَمَانِ الدُّنْیَا، انتهی.
و قال الجوهریّ فی مَعنَی:لا تَسُبُّوا الدَّهْرَ ،أَی ما أَصابَک من الدَّهْر فاللّه فاعِلُه لَیْس الدَّهْر ،فإِذا شتَمْت به الدَّهْرَ فکأَنَّک أَردْتَ به اللّه 5؛لأنهم کانوا یُضِیفون النَّوَازِلَ إِلی الدَّهْرِ ،فقیل لهم:لا تَسُبُّوا فاعِلَ ذلک بکم،فإِن ذلِک هُو اللّه تعالی.
و نقَلَ الأَزهرِیّ عن أَبی عُبَیْد فی
16- قوله: «فإِن اللّه هو الدَّهْر ». مِمَّا لا یَنْبَغِی لأَحَد من أَهْلِ الإِسْلام أَن یَجْهَل وَجْهَه،و ذلک أَن المُعَطِّله یَحْتَجُّون به علی المُسْلِمِین، قال:و رأَیتُ بعضَ مَنْ یُتَّهم بالزَّنْدَقه و الدَّهْرِیّه یَحْتَجُّ بهذا الحدیث و یقول:أَلاَ تَراه
16- یقول: «فإِنَّ اللّه هُوَ الدَّهْر ». قال:
فقُلْت:و هل کان أَحَدٌ یَسُبّ اللّه فی آبادِ الدَّهْر .و قد قال الأَعْشی فی الجَاهِلیّه:
ص:425
اسْتَأْثَر اللّه بالوفاءِ و بِالْ
حَمْد و وَلَّی المَلامَهَ الرَّجُلاَ
قال:و تأْوِیلُه عندی أَنَّ العَرَب کانَ شأْنُها أَن تَذُمَّ الدّهْرَ و تَسُبَّه عند الحوادِثِ و النوازِلِ تَنْزِلُ بهم،من مَوْتٍ أَوْ هَرَمٍ ،فیقولون أَصابَتْهُم قَوَارِعُ الدَّهْرِ و حَوادِثُه،و أَبادَهم الدَّهْرُ ،فیَجْعَلُون الدَّهْرَ الذی یَفعل ذلک فیَذُمُّونه،و قد ذَکَروا ذلک فی أَشْعَارهم،و أَخْبَر اللّه تعالَی عنهم بذلک فی کِتابِه العَزِیز (1)،فنهاهم النّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم عن ذلک و
14- قال: «لا تَسُبُّوا الدّهرَ ...». علی تأَوِیل لا تَسُبّوا[ الدهر ] (2)الَّذِی یَفْعَلُ بکُم هذِه الأَشْیَاءَ،فإِنَّکُم إِذا سَبَبْتم فاعِلَهَا فإِنَّمَا یَقَع السَّبُّ علی اللّه،لأَنّه الفاعلُ لها لا الدَّهْر .فَهذا وَجْهُ الحَدِیثِ .
قال الأَزْهَرِیّ :و قد فَسَّر الشَّافِعِیُّ هذا الحدیثَ بنَحْوِ ما فَسَّرَه أَبو عُبَیْد،فظَنَنْت أَنَّ أَبَا عُبَیْد حَکَی کلامَه.
و قال المُصَنِّف فی البَصَائر:و الذی یُحَقِّق هذا الموضِع و یَفْصِل بین الرِّوایَتَیْن هو
14- قوله: «فإِنَّ الدَّهْرَ هو اللّه».
حَقِیقَتُه:فإِنَّ جالبَ الحوادثِ هُوَ اللّه لا غَیْرُ،فوضَعَ الدَّهْرَ مَوْضِعَ جالِبِ الحوادثِ ،کما تقول:إِنَّ أَبا حَنِیفَه أَبُو یُوسفَ ،تُرِید أَن النِّهَایَه فی الفِقْه هو أَبُو یُوسفَ لا غیره.
فتضع أَبا حَنِیفَه مَوْضعَ ذلِک لشُهْرَتِه بالتَّناهِی فی فِقْهِ ،کما شُهِرَ عندَهم الدَّهْرُ بجَلْبِ الحوادثِ .
و معنَی الروایَهِ الثانیهِ
14- «إِنَّ اللّه هُو الدَّهْر ». فإِنَّ اللّهَ هو الجالِبُ للحوادثِ لا غَیْرُ،رَدًّا لاعتقادِهِم أَنّ جالبَها الدَّهْرُ ، کما إِذا قلتَ :إِنَّ أَبا یُوسفَ أَبو حَنِیفَهَ ،کان المعنَی أَنَّه النِّهَایَه فی الفِقْه.و قال بعضُهُم: الدَّهْر الثانِی فی الحَدِیث غیرُ الأَوّل،و إِنما هو مَصْدَرٌ بمعنَی الفاعلِ ،و مَعْنَاه إِنَّ اللّه هو الدَّهْر ،أَی المُصرِّف المُدَبِّر المُفِیض لِمَا یَحْدُث، انتهی.
قلتُ :و ما ذَکَره من التَّفْصِیل و تأْوِیلِ الرِّوایَتَیْن فهو بعَیْنه نَصُّ کلام الأَزْهَرِیّ فی التهذیب،ما عَدا التَّمْثِیل بأَبی یُوسفَ و أَبِی حنیفه.و أَما القَوْلُ الأَخِیرُ الذی عَزَاه لبَعْضهم فقد صَرّحوا به، و استَدَلُّوا بالآیهِ یُدَبِّرُ الْأَمْرَ یُفَصِّلُ الْآیاتِ (3)،و نسبُوه للراغِب.
و قد عَدَّ المُدَبِّرَ فی الأَسماءِ الحسنی الحَاکِمُ و الفِرْیَابِیّ مِن رِوَایه عبد العزیز بن الحُصَیْن،کما نقله شیخُنَا عن الفَتْح،و لکن یخالِفُه ما فی المُفْردات له بَعْد ذِکْرِ مَعْنَی الدَّهْر تَأْوِیل الحدیث بنَحْوٍ من کلامِ الشافعیّ و أَبی عُبَیْد، فلیُتَأَمَّل ذلک.
قال شیخُنَا:و کأَنّ المُصَنِّفَ رَحِمه اللّه قَلَّد فی ذلِک الشَّیْخَ مُحْیِیَ الدِّینِ بن عَربِیّ قُدِّسَ سِرُّه،فإِنَّه قال فی الباب الثالث و السبعین من الفتوحات:
16- الدَّهُر من الأَسماءِ الحُسْنَی، کما ورَدَ فی الصّحِیح . و لا یُتَوَهَّم من هذا القولِ الزَّمَانُ المعرُوفُ الذی نَعُدُّه من حَرَکَاتِ الأَفْلاکِ و نَتَخَیَّل من ذلِک دَرَجَاتِ الفَلَک التی تَقطَعها الکواکبُ ،ذلِک هو الزَّمَان،و کلامُنا إِنَّمَا هو فی الاسمِ : الدَّهْرِ ،و مَقَاماتِه التی ظهر عنها الزمانُ ،انتهی.
و نَقَلَه الشیخُ إِبراهِیم الکُورانیّ شَیْخُ مَشایخنا،و مالَ إِلی تَصْحیحه.قال:فالمحقِّقون من أَهل الکَشْف عَدُّوه من أَسماءِ اللّه بهذا المَعْنَی،و لا إِشکالَ فیه.و تَغْلِیطُ عِیَاض القائل بأَنه من أَسماءِ اللّه مَبْنِیٌّ علی ما فَسَّرَه به من کَوْنِه مُدَّهَ زَمانِ الدُّنْیَا،و لا شکّ أَنه بهذا المعنَی یُغْلَّط صاحبُه.أَما بالمعنَی اللائقِ کما فَسَّره الشیخُ الأَکبرُ،أَو المُدَبِّر المُصْرِّف،کما فسَّره الراغبُ ،فلا إِشکالَ فیه،فالتغلیط لیس علی إطلاقه.
قال شیخُنَا:و کان الأَشْیاخُ یَتوقَّفُون فی هذا الکلام بَعْضَ التَّوَقُّفِ لَمَّا عَرَضْته علیهم و یقولون:الإِشارات الکَشْفِیّه لا یُطلَق القَولُ بها فی تَفْسِیر الأَحادِیثِ الصَّحِیحَه المَشْهُورَه، و لا یُخَالَفُ لأَجلها أَقوالُ أَئِمَّهِ الحدیثِ المَشَاهِیرِ،و اللّه أَعلم.
و قیل الدَّهْر :الزّمانُ قَلَّ أَو کَثُر،و هما وَاحدٌ،قاله شَمِرٌ،و أَنشد:
إِنَّ دَهْراً یَلُفُّ حَبْلِی بجُمْلٍ
لَزَمَانٌ یَهُمُّ بالإِحْسَانِ
ص:426
و قد عَارَضَه (1)خالِدُ بنُ یَزِیدَ و خَطَّأَه فی قَوْلِه:الزّمانُ و الدَّهْر واحد،و قال:یَکون الزمانُ شهرَیْن إِلی سِتَّه أَشهُرٍ، و الدَّهْرُ لا یَنْقَطع،فهما یَفْتَرِقَانِ ،و مثله قال الأَزهریّ .
و قیل: الدَّهْرُ هو الزّمانُ الطَّوِیلُ ،قاله الزَّمَخْشَرِیّ .
و إِطلاقُه علی القَلِیل مَجازٌ و اتِّسَاعٌ ،قاله الأَزهریّ .
و فی المصباح: الدَّهْر :یُطلقُ علی الأَمَد (2)،هکذا بالمِیمِ فی النسخ،و فی الأُصول الصّحیحه الأَبَد بالمُوحَّدَه،و مِثْله فی البَصَائر و المِصْباح و المُحْکَم،و زاد فی المحکم المَمْدُود ،و فی البصائر:لا یَنقطع. و قیل:
الدَّهْر : أَلفُ سَنَه. و قال الأَزْهَرِیُّ : الدَّهرُ عند العَرَب یَقَع علی بَعْض الدَّهْرِ الأَطْوَلِ ،وَ یَقَع علی مُدَّهِ الدُّنْیَا کُلِّهَا.
و فی المفردات للراغب: الدَّهْرُ فی الأَصْل اسمٌ لمُدَّه العَالَمِ من ابتداءِ (3)وُجُوده إِلی إنقضائه،و علی ذلک قولُه تعالی: هَلْ أَتی عَلَی الْإِنْسانِ حِینٌ مِنَ اَلدَّهْرِ (4)یُعبَّر به عن کُلِّ مدّه کَبِیرَه (5)،بخلاف الزَّمَانِ ،فإِنه یَقَعُ علی المُدَّهِ القلیله و الکَثِیره.
و نقل الأَزْهَرِیّ عن الشّافعیّ :الحِینُ یَقَع علی مُدَّهِ الدُّنْیَا و یَوْم،قال:و نحن لا نَعْلَم للحِین غَایَهً ،و کذلک زَمَانٌ و دَهْرٌ و أَحقابٌ .ذُکِر هذا فی کتاب الأَیمان،حَکاه المُزَنیّ فی مُخْتَصَره عنه. و تُفْتَح الهاءُ ،قال ابنُ سِیدَه:و قد حُکِیَ ذلِک،فإِما أَن یکونَا لُغَتَیْن،کما ذَهَب إِلیه البَصْرِیّون فی هذا النَّحْو،فیُقْتَصَر علی ما سُمِعَ منه،و إِمّا أَن یکون ذلک لمکانِ حَرْف الحَلْق،فیطَّرِد فی کُلّ شیءٍ،کما ذَهَبَ إِلیه الکُوفِیُّون.قال أَبو النَّجْم:
وَ جَبَلاً طَالَ مَعَدًّا فاشْمَخَرّ
أَشَمَّ لا یَسْطِیعُه النَّاسُ الدَّهَرْ
قال ابنُ سِیدَه:و ج الدَّهْر أَدْهُرٌ و دُهورٌ ،و کذلک جَمْع الدَّهَر ،لأَنّا لم نَسمع أَدْهَاراً و لا سمِعْنا فیه جَمْعاً إِلاَّ ما قَدَّمناه من جَمْع دَهْر . و الدّهْر : النّازِلَهُ ،و هذَا علی اعتقادِهم علی أَنَّه هو الطَّارِقُ بها،کما صَرَّحَ به الزَّمَخْشَرِیّ ،و نَقَله عنه المُصَنِّف فی البَصَائِر.قال:و لذلِک اشتَقُّوا من اسمه دَهَرَ فُلاناً خَطْبٌ ،کما سیأْتی قریباً.
و الدَّهْر : الهِمَّهُ و الإِرادَه و الغَایَهُ ،تقول:ما دَهْرِی بکذا،و ما دَهْرِی کذا،أَی ما هَمِّی و غایَتِی و إِرادَتِی.و
16- فی حدیث أُمِّ سُلَیْم: «مَا ذَاکِ دَهْرُکِ ». و قال مُتَمِّمُ بنُ نُوَیْرهَ :
لعَمْرِی و ما دَهْرِی بتَأْبِین هالِکٍ
و لا جَزِعاً مِمَّا أَصابَ فَأَوْجَعَا
و من المَجاز: الدَّهْر : العَادَهُ الباقِیَه مُدَّهَ الحَیَاهِ :تقول:
ما دَهْرِی بکذا و ما ذَاکَ بدَهْرِی .ذکرَهَ الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَساس و المُصَنِّف فی البَصَائِر.
و الدَّهْر : الغَلَبَهُ و الدّولَه،ذکرَه المصنِّف فی البَصَائر.
و الدّهارِیرُ :أَوّلُ الدّهرِ فی الزَّمن الماضِی،بلا واحدٍ ، کالعَبَادِید،قاله الأَزهریّ .
و الدَّهَارِیرُ : السَّالِفُ ،و یقال:کان ذلِک فی دَهْر الدَّهارِیر .
و فی الأَساس:یقال:کان ذلِک دَهْرَ النَّجْمِ :حینَ خلقَ اللّه النُّجُومَ ،یرید أَوّلَ الزَّمَان و فی القدیمِ .
و دُهُورٌ دَهَارِیرُ :مُخْتَلِفَهٌ ،علی المبالغه.
و قال الزَّمَخْشَرِیّ : الدَّهَارِیرُ :تَصَارِیفُ الدَّهْرِ و نَوَائِبُه.
مُشْتَقٌّ من لَفْظِ الدَّهْرِ ،لیس له وَاحِدٌ من لَفْظِه،کعَبَابِیدَ، انتهی.
و أَنشد أَبُو عَمْرِو بنُ العَلاءِ لرَجُل من أَهْل نَجْد.و قال ابنُ بَرِّیّ ،هو لعِثْیَرِ بنِ عَبِیدٍ (6)العُذْرِیّ .و قیل:هو لحُرَیْث بن جَبَلَهَ العُذْرِیّ .
قلت:و فی البصائر للمُصنّفِ :لأَبی عُیَیْنه المُهَلَّبیّ :
فاستَقْدِرِ اللّه خَیْراً و ارْضَیَنَّ به
فبَیْنَمَا العُسْرُ إِذا دَارَتْ مَیَاسِیرُ
و بَیْنَمَا المَرْءُ فی الأَحیاءِ مُغْتَبِطُ
إِذَا هو الرَّمْسُ تَعْفُوه الأَعَاصِیرُ
ص:427
یَبْکِی علیه غَرِیبٌ لیس یَعْرِفُهُ
و ذُو قَرَابَتِهِ فی الحَیِّ مَسْرُورُ
حتّی کأَنْ لمْ یَکُنْ إِلاّ تَذَکُّرُهُ
و الدَّهْرُ أَیَّتَمَا حِینٍ (1)دَهَارِیرُ
قال:و واحِدُ الدَّهارِیر : دَهْر ،علی غَیْر قیاس.کما قالوا (2):ذَکَرٌ و مَذاکیر،و شبْه و مَشَابِیه و قیل:جَمْع دُهْرورٍ أَو دَهْرَات .و قیل: دِهْرِیر .و فی حدیث سَطِیح:
فإِنَّ ذَا الدَّهْرَ أَطْواراً دَهَارِیرُ
و یقال: دَهْرٌ دَهَارِیرُ ،أَی شَدِیدٌ،کقولهم:لَیْلَهٌ لَیْلاءُ، و نَهَارٌ أَنْهَرُ،و یَومٌ أَیْوَمُ ،و ساعَهٌ سَوْعَاءُ.
و کذا دَهْرٌ دَهِیرٌ ،و دَهْر داهِرٌ ، مُبَالغَهٌ ،أَی شَدِیدٌ، کقولهم أَبَدٌ آبِدٌ،و أَبَدٌ أَبِیدٌ.
و دَهَرَهُم أَمرٌ ،و دَهَرَ بهم، کمَنَع:نَزَلَ بهم مَکْرُوهٌ ،و قال الزَّمَخْشَرِیّ :أَصابَهم به الدَّهْرُ .و
14- فی حدیث مَوْتِ أَبی طالب: «لولا أَنَّ قُرَیْشاً تَقول دَهَرَه الجَزعُ لفَعَلْتُ ». و هم مَدْهورٌ بهم و مَدْهُورُون ،إِذا نَزَل بهم و أَصابَهُم.
و الدَّهْرِیّ بالفتح و یُضمُّ :المُلحِدُ الذی لا یُؤْمن بالآخِره القَائِلُ بِبقَاءِ الدَّهْرِ . و هو مُوَلَّد.
قال ثَعْلبٌ :و هما (3)جَمِیعاً مَنْسُوبانِ إِلی الدَّهْرِ ،و هم رُبَّمَا غَیَّرُوا فی النَّسَب،کما قالوا سُهْلِیّ للمَنْسُوب إِلی الأَرضِ السَّهْلَه،و اقْتَصَر الزَّمَخْشَرِیّ علی الفَتْح،کما سیأْتی.
و عَامَلَه مُدَاهرَهً و دِهَاراً ،کمُشَاهَرَه الأَخِیرَه عن اللِّحْیَانیّ ،و کذلِک استَأْجَرَه مُدَاهَرهً و دِهَاراً ،عنه.
و دَهْوَرَهُ دَهْوَرَهً : جَمَعَه و قَذَفَه به فی مَهْواهٍ ،و قال مُجَاهِد فی قَوْلِه تَعالی: إِذَا الشَّمْسُ کُوِّرَتْ (4)قال: دُهْوِرَت .
و قال الرَّبِیع بنُ خیثم (5)رَمَی بها.و یقال:طَعَنَه فکَوَّرهَ ،إِذَا أَلْقاه.و قال بعضُ أَهلِ اللُّغَه فی تَفْسِیر قولِهِ تعالی: فَکُبْکِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ (6)أَی دُهْوِرُوا .و قال الزَّجّاج أَی طُرِحَ بعضُهم علی بَعْض.
و فی مجمع الأَمثال للمَیْدَانِیّ :یقال:« دَهَوْرَ الکَلْبُ »إِذا فَرِقَ من الأَسَدَ فنَبَحَ و ضَرِطَ و سَلَحَ .
و دَهْوَرَ الکلام:فخّمَ (7)بعضَه فی إِثْر بَعْضٍ .
و دَهْوَرَ الحائِطَ :دَفَعَه فَسَقَطَ ،و تدَهْوَرَ اللَّیْلُ :أَدْبَرَ و وَلَّی.
و الدَّهْوَرِیُّ :الرّجلُ الصُّلْبُ الضَّرْبُ .و قال اللّیث:رَجُلٌ دَهْوَرِیُّ الصَّوْتِ ،و هو الصُّلْب.
قال الأَزهَرِیّ :أَظُنُّ هذا خَطَأً (8)،و الصواب جَهْوَرِیُّ الصَّوْتِ ،أَی رَفِیعُ الصَّوتِ .
و دَهْرٌ ،بفَتْح فَسُکون: وادٍ دُونَ حَضْرَموْتَ . قال لَبِید بنُ رَبِیعه:
و أَصْبَحَ راسِیاً برُضَامِ دَهْرٍ
و سَالَ به الخَمائِلُ فی الرِّهَامِ (9)
و دَهْرُ بنُ وَدِیعهَ بنِ لُکَیْزٍ أَبُو قَبِیلَه ،من عامِرٍ. و الدُّهْرِیّ ، بالضَّمّ ،نسْبَهٌ إِلیها علی غیرِ قِیاس ،من تَغیرات النَّسب.
و هو کَثِیرٌ،کسُهْلِیّ إِلی الأَرْض السَّهْلَه،کما تقدّم عن ثَعْلَب.قال ابنُ الأَنبارِیّ :یقال فی النّسبه إِلی الرجل القَدِیم: دَهْریّ .قال و إِن کان من بنی دَهْرٍ من بنی عامرٍ قُلْتَ : دُهْرِیّ لا غَیْرُ،بضمّ الدالِ ،و قد تقدَّم عن ثَعْلَبِ ما یخالفه.و قال سیبویه:فإِن سَمَّیت بدَهْر لم تَقُلْ إِلا دَهْرِیّ ، علی القِیَاسِ .
و قال الزَّمخْشَرِیّ فی الأَسَاس و الدُّهْرِیّ ،بالضَّمّ :
الرَّجلُ المُسِنّ القدِیم،لکِبَرِه.یقال:رَجُلٌ دُهْرِیٌّ ،أَی قدیمٌ مُسِنٌّ نُسِب إِلی الدَّهْر ،و هو نَادِرٌ،و بالفَتْح:
ص:428
المُلْحِدُ (1).و قال بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَه:و الدُّهرِیّ أَیضاً بالضَّمّ :
الحاذِقُ .
و المصنّف مَشَی علی قَول ابنِ الأَنباریّ ،و هُنا و فی الأَوّل علی قول ثَعْلَب،و فاتَه معنَی الحاذِقِ ،فتأَمَّلْ .
و دَاهِرٌ ،و دَهِیرٌ ،کأَمِیر.من الأَعلام.و یقال: إِنّه لدَاهِرَهُ الطُّول:طویلُهُ جَدًّا (2).
و دَاهَرُ کهَاجَر:مَلِک للدَّیْبُلِ قَصَبه السِّنْد، قَتَلَه مُحَمَّدُ بنُ القاسِم الثَّقَفِیّ ابن عمّ الحَجّاجِ بن یُوسفَ ، و استباح الدَّیْبُل إِلی مُولَتَانَ (3)و هو غَیْر مُنْصرِف للعلمیّه و العُجْمَه،ذَکَرَه جَریر فقال:
و أَرضَ هِرَقْلٍ قد ذَکَرْتُ و دَاهَراً
و یَسْعَی لَکُم من آلِ کِسْرَی النَّواصِفُ
و فی الصّحاح: لا آتِیهِ دَهْرَ الدَّاهِرینَ ،أَی أَبداً ، کقولهم:أَبدَ الآبِدِین.
و أَبو بکرٍ عبدُ اللّه بنُ حَکِیم الدَّاهِرِیُّ ،ضعِیفٌ . و قال الذَّهَبِیّ :اتَّهموه بالوَضْع.و قال ابنُ أَبی حاتِم عن أَبِیه قال:
تَرکَ أَبو زُرْعَهَ حَدِیثَهُ و قال:ضَعِیف،و قال مَرَّهً :ذاهِبُ الحدیثِ .
و عبدُ السّلام بنُ بکرَانَ الدَّاهِرِیُّ ،حدَّثَ .
و الدَّاهِرُ :بَطْنٌ من مَهْرَهَ من قُضَاعَهَ قاله الهَمْدَانیّ .
و جُنَیْد بنُ العَلاَءِ بن أَبی دَهْرهَ ،روی عنه محمّد بنُ بِشْر و غیرُه.و دُهَیْرٌ الأَقْطَعُ ،کزُبَیْر عن ابن سِیرِین.
و کأَمِیرٍ دَهِیرُ بنُ لُؤَیّ بن ثَعْلَبَه،من أَجداد المِقْدَادِ بنِ الأَسودِ.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
دَهْرٌ دَهَارِیرُ ،أَی ذُو حَالَیْن من بُؤْس و نُعْم.و الدَّهَارِیرُ .تَصَارِیفُ الدَّهْرِ و نَوَائِبُه.و وَقَعَ فی الدَّهَارِیر :
الدَّوَاهِی.
و الدَّهْوَرَهُ :الضَّیْعَه و تَرْکُ التَّحَفُّظِ و التَّعَهُّدِ.و منه
17- حَدِیثُ النَّجَاشیّ : «و لا دهْورَهَ الیَومَ علی حِزْبِ إِبراهِیم» (4).
و دَهْوَرَ اللُّقْمَهَ :کَبَّرَها.و قال الأَزهرِیُّ . دَهْوَرَ الرَّجلُ لُقْمَهً ،إِذا أَدارَهَا ثمّ الْتَهَمَهَا.
و فی الأَسَاس:رأَیتُه یُدَهْوِرُ اللُّقَمَ ،أَی یُعظِّمها و یَتَلَقَّمُها.
و فی نوادِر الأَعْرَابِ :ما عِنْدی فی هذَا الأَمرِ دَهْوَرِیَّهٌ و لا هَوْدَاءُ و لا هَیْدَاءُ و لا رَخْوَدِیَّهٌ ،أَی لیس عِنْدَه فیه رِفْقٌ و لا مُهَاوَدَهٌ و لا رُوَیْدِیّه.
و الدَّوَاهِر :رَکَایَا مَعْرُوفهٌ .قال الْفَرَزْدَق:
إِذاً لأَتَی الدَّواهِرَ عن قَرِیبٍ
بخِزْیٍ غَیْرِ مَصْرُوفِ العِقَالِ
و دَهْرَانُ ،کسَحْبَان:قَریه بالیمن،منها أَبُو یَحْیَی مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ مُحمَّد المُقْریءِ،حدّثَ .
*و مما یستدرک علیه:
دَهْتُورَه :قرْیه بمصْر من أَعمالِ جَزِیره قُوَیْسنا،و قد رأَیْتُهَا.
دُهْدُرَّیْنِ ،بضمّ الدَّالَیْن و فَتْح الراءِ المُشَدَّده تَثْنِیَهً دُهْدُرّ اسمٌ لبَطَلَ (5)،کسَرْعَانَ و هَیْهَاتَ اسمٌ لسَرُعَ و بَعُدَ، قال ذلک أَبو عَلِیّ . و قیل: دُهْدُرَّیْنِ اسمٌ للبَاطل و للْکَذِبِ .
و منه قَولُهُم: دُهْدُرَّیْن و دُهْدُرَّیْهِ ،للرَّجُل الکَذُوب.
قال أَبو زید:العَرَب تَقُولُ : دُهْدُرَّانِ لا یُغْنِیانِ عنک شَیْئاً. کالدُّهْدُرِّ ،و الدُّهْدُنِّ ،فجَعَلَه عَرَبِیَّاً.قال ابن بَرِّیّ :
و الصَّحِیح فی هذا المَثَل ما رَوَاهُ الأَصْمَعِیّ ،و هو« دُهْدُرَّیْنِ سَعْدٌ القَیْنُ »،من غیر وَاو عطف،و کَوْن دُهْدُرَّیْنِ مُتَّصِلاً غیرَ
ص:429
مُنْفَصِل، أَی بَطَلَ سَعْدٌ الحَدَّادُ بأَن لا یُسْتَعمَل ،و ذلک لتَشاغُلِهِم بالقَحْطِ و الشِّدَّهِ .و یقال:سَاعِدُ القَیْنُ ،و رَواه أَبُو عُبَیْدهَ مَعْمَرُ بن المُثَنَّی« دُهْدُرَّیْنِ سَعْدَ القَین»،بنَصْب سَعْد،و ذَکَر أَنَّ دُهْدُرَّیْنِ منصوبٌ علی إِضمار فِعْلٍ [ینصبه:
و هو أَعنی] (1)،و ظاهِرُ کلامه یَقْتَضِی أَن دُهْدُرَّیْنِ اسمٌ للباطِلِ تَثْنِیه دُهْدُرّ ،و لم یجعله اسْماً للفِعْل کما جَعَلَه أَبُو علیّ ،فکأَنَّه قال:اطْرَحُوا البَاطِلَ و سَعْدَ القَیْن،فلیس قولُه بصحیح. أَو أَنَّ قَیْناً ادَّعَی أَنَّ اسمَه سعدٌ زماناً،ثمّ تَبیَّن کَذِبُه،فقِیلَ له ذلِک،أَی جَمَعْتَ باطِلاً إِلی باطِل یا سَعْدُ الحَدَّادُ فیکون سَعْدُ القَیْنُ مُنَادَی مُفْرَداً،و القَیْن نَعْتُه.
و دُهْدُرَّیْن تَثنِیه دُهْدُرّ اسم للباطِلِ ، و یُرْوَی مُنْفَصِلاً ،کما رواه الجَوْهَرِیّ (2)و جماعَه فقالوا:دُهْ دُرَّیْن،و فَسَّرُوا بأَنَّ دُهْ فِعْل أَمْر من الدّهَاءِ ،إِلاّ أَنَّه قُدِّمَتْ وَاوُه التی هی لامُهُ إِلی موضع عَینِهِ فصار دُوهْ ،ثم حُذِفت الوَاوُ للساکنین فصار:
دُه،کما فعلتَ فی قُلْ . و دُرَّیْنِ مِن دَرَّ یَدُرّ،إِذا تَتَابَعَ و یُرَاد هنا بالتَّثْنِیه التَّکْرَار،کما قالوا:لَبَّیک و حَنانَیْک و دوَالَیْک و یکون سَعْد القَیْنُ مُنَادًی مُفْرَداً،و القَیْن نعْته،فیکون المَعْنَی، أَی بالِغْ فی الدَّهاءِ و الکَذِبِ یا سَعْدُ القَیْنُ .
قال ابنُ بَرِّیّ :و هذا القَولُ حَسَنٌ ،إِلاّ أَنَّه کان یَجب أَن یَفْتَح الدَّال من دُرَّیْنِ ؛لأَنَّه جَعَلَه من دَرَّ یَدُرّ،إِذا تَتابَعَ .
قال:و قد یمکن أَن یَقُول إِن الدَّالَ ضُمَّت إِتْباعاً لضَمَّه الدّال من دُه. أَو کان سَعْدٌ أَعجَمِیَّا ،أَی رَجُلاً من العَجَم حَدَّاداً یَدُورُ فی مَخالِیفِ الیمنِ یَعْمَل لهم، فإِذا کَسَدَ عَمَلُه فی مِخْلافٍ قال بالفارِسِیَّه:دُهْ بَدْرُود ،هکذا فی النُّسَخ و فی بَعْضِها:ده برود، أَی بالوَداع ،أَی کأَنَّه یُوَدِّع القَرْیَهَ ، و القَرْیَهُ بالفَارِسیّه ده،و برود أَی یَذْهب، یُخبِرُهم بخُروجه غداً و یُشِیعُ فی الحیِّ أَنَّهُ غیرُ مُقِیم لیُسْتَعْمل و یُبَادِر إِلیه مَنْ عِنْده ما یَعْمَلُه و یُصْلِحه له، فعَرَّبُوهُ و ضَرَبُوا به المَثَلَ فی الکَذِبِ و قالُوا (3):«إِذا سَمِعْتَ بسُرَی القَیْن فإِنّه مُصبِّحٌ ».
و قیل هو عَلَی حَذْفِ مُضَافٍ ،و تأْوِیلُه بَطَلَ قولُ سَعْد القَیْنِ (4).*و مما یستَدْرَک علیه:
الدَّهْدَرَه :تَحْرِیکُ الاسْتِ .و الدُّهْدُورُ ،بالضَّمِّ :
الکَذَّابُ .
الدَّهْشَرَهُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قال أَبو عَمْرو:
هی الناقَهُ الکَبِیرَهُ و الدَّهْشَرَهُ : أَن تعمَلَ العَمَلَ بغَیْر رِفْقٍ ، و هی العَجَمْجَمَه.
و الدَّهْشَرَه : سُرْعَهُ الأَخْذِ فی الصِّرَاعِ ،و کَذَا فی الجِمَاع ،کالدَّعْشَره.
*و مما یستَدْرکَ علیه:
دَهْشُورُ ،بالفَتْح،کما هو المشهور أَو کجِرْدَحْل،أَو هو بالضَّمّ :قَرْیَه بجِیزَهِ مِصْر،منها أَبو اللَّیْثِ عَبْدُ اللّهِ بنُ مُحَمَّد بنِ الْحَجَّاج الرُّعَینِیُّ ،عن یونسَ بنِ عبد الأَعلَی و غَیْرِه، توفِّیَ سنه 322.
تَدَهْکرَ الرجلُ ،أَهْمَله الجوهریّ ،و قال الصّاغانیّ :إِذا تَدَحْرَجَ فی المِشْیَه.
و تَدَهْکَر علیه:تَنَزَّی.
و تَدَهْکَرَت المَرأَهُ :تَرجْرَجَت و الدَّهْکَر ،کجَعْفَر:القَصِیر.
المُدَهْمَرَهُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ و الجَمَاعَهُ ،و هی المَرْأَهُ المُکَتَّلهُ المُجْتَمِعهُ .
*و مما یستدرک علیه:
دَهْمَرُو :قَرْیهٌ من حَوْف رَمْسِیسَ ،من أَعمال مصر.
الدَّیْرُ :خَانُ النّصارَی :کذا فی المُحْکَم،و أَصلُه الواو:قاله الأَزْهرِیّ ج أَدیارٌ ،و صاحِبُه الذی یَسْکْنه و یَعْمُره دَیَّارٌ و دَیْرَانیٌّ (5)،علی غَیْر قِیاس.قال ابنُ سیدَه:و إِنّمَا قُلْنَا إِنَّه من الیاءِ و إِن کان دور أَکْثَرَ و أَوْسَعَ ،لأَنَّ الیاءَ قد تَصَرَّفَت فی جَمْعِه و فی بِنَاءِ فَعَّالِ و لم نَقُل إِنها مُعَاقَبهٌ ؛لأَن ذلک لو کان لکان حَرِیَّا أَن یُسْمَع فی وَجْه من وُجُوهِ تَصَارِیفه.
و من المَجَاز: یقال لمَن رأَسَ أَصحابَهُ هو رأْسُ الدَّیْرِ ، أَی مُقَدَّمهم،عن ابن الأَعرابیّ .
ص:430
و دَیْرُ الزَّعفَرَانِ :مَوْضِعانِ .و دَیْرُ رَکِیّ (1)کعَلِیّ بالرُّهَا.
و دَیْرُ رَکِیّ (2): ه بدِمَشْقَ .
و دَیْرُ سَمْعَان ،کسَحْبَان (3): ه بها ،أَی بدِمَشْق. و بها دُفِن أَمیرُ المؤمنین عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِیزِ الأُمُوِیّ ،و کان ابتداءُ مَرَضِه بخُنَاصِرَهَ ، و هی مجهولهٌ الآنَ لا یُعْرَف لها أَثرٌ.
و دَیْرُ سَمْعَانَ : ع بأَنْطاکِیَهَ .و دَیْرُ سَمْعَانَ : ع بالمَعَرَّهِ یقال فیه قَبْرُ عُمَر بن عبد العزِیز، و الأَوّلُ الصَّحِیحُ .و دَیْرُ سَمْعَانَ : ع بحَلَبَ و یُضاف إِلیه الجَبَل.
و دَیْرُ العَاقولِ ثلاثهٌ :أَحدُهما مَدِینَهُ النَّهْروانِ الأَوْسَطِ ، بینها و بین المَدَائِن مَرْحَلَهٌ .منها مُجَاشِعٌ العابِدُ.و قَرْیَه ببَغْدادَ.منها أَبُو یَحْیَی عَبْدُ الکَرِیم بنُ هِشَام (4)بنِ زِیاد بنِ عِمْرَانَ .و أَبو الطَّیِّب یُوسُف بنُ أَحْمَدَ بنِ سُلَیْمَان الصُّوفیّ ، سکَن نَسَیْابُورَ.
و دَیْرُ عَبْدُونَ مَوضِعانِ (5).
و دَیْرُ العَذَارَی ثلاثه.
و دَیرُ هِنْد ثلاثهٌ .
و دَیْرُ نَجْرانَ ثلاثهٌ .
و دَیْرُ مَرْجِشَ اثنانِ .
و دَیْرُ مَارتَ مَرْیَمَ ثَلاثَهٌ .
*و بقی علیه:
دیر فَثْیُونَ (6)،بالمثَلَّثَه،ذکرَه السُّهَیْلیّ فی الرَّوْض.
و دَیْر الجَماجِم.قال أَبو عُبَیْده سُمِّیَ به لعَمَلِ أَقدَاح الخَشَبِ به.
و دَیْرُ قُرَّهَ ،بالشَّام.و الدَّیْر :مَوضِع بالبَصْرَه،و یقال له نهْر الدَّیْر ،و هی قَرْیه کَبِیره.
و دَیْر الجَزِیرَه،و دَیْرُ قَسْطَان،کِلاَهُمَا من أَعمالِ القُوصِیَّه.
و دَیْر بخمطهر:من أَعمال الشرقیّه.
و دَیْر شَبْرَا بالغَرْبِیَّه.
و دَیْر بَادرس:بالفَیّوم.
و دَیْر الفَخَّار،و دَیْرُ أَبی منصور،و دَیْرُ سعرَانَ ،و دَیْرُ الجُمَّیْزه،الأَربعهُ ،من الجِیزِیّه.
و دَیْر العَسَلِ ،و دَیْر نَجْمٍ ،و دَیْرُ بهور،و دَیْرُ بَانُوب،و دَیْرُ مَاواس،و دَیْرُ مقروفه،الستّه من أَعمال أَشمونین.
و دَیْرَیْ طَرَفَه،و دَیْرَیِ الخادم و دَیْرَیْ أَبو نَمْلَه،الثلاثه من أَعمال الفیوم.
و دِیرِینُ ،بالکسْر:قَرْیه عامرهٌ بالغَرَبیّه،و قد دَخَلْتُهَا و زُرتُ صاحِبَها القُطْبَ أَبَا مُحَمَّد عبدَ العزِیز بنَ أَحْمد بنِ سَعِید بنِ عَبْدِ اللّهِ الدَّمِیرِیّ المعْرُوف بالدِّیرِینیّ مؤلَف کتاب «طَهَاره القُلُوب»«و المصباح المُنِیر فی علم التفسیر»و«نَظْم الوَجیز»فی خمسه آلاف بَیتٍ ،و غیرها،أَخذ عن العِزّ بنِ عبد السلام و صَحِب أَبَا الفَتْح بن أَبی الغَنَائِم الرَّسعنیّ الواسطیّ ،و به تَخرَّج.
و دَیْرُ مُحَلَّی:بنَوَاحی المَصِیصَه،علی ساحل جَیْحَانَ .
إِلیه نُسِب الحُسَیْن بنُ محمّد الهاشِمِیّ .و من قَوْلِه فیه:
لسْتُ أَنْسَی یوماً بدَیْرِ مُحَلَّی
لم نَدَعْه یوماً من الدَّهْرِ عُطْلاَ
إِلی آخرِ الأَبیات.
و دَیرُ بَوْلس:بانطأَکیه (7).و دَیر إِسحاق (8)،و تجاهه دَیْر الزّبیبِ من الغرب فی نَواحِی خُنَاصِرهَ .
و دَیْرُ سَابَانَ ،و معناه بالسُّرْیانیّه دَیْرُ الجَمَاعَه،و دَیْرُ عَمَانَ ،
ص:431
و معناه دَیْرُ الشَّیْخ (1):کلاهما من أَعمال حَلَبَ ،و هما خَرِبَانِ ،و فیهما بناءٌ عَجِیب و قُصُورٌ مُشرفه،و بینهما قَریه تَعرف بِتُرُمانِین من قُرَی جَبلِ سَمْعَان أَحد الدَّیْرَین من قِبْلِیّ القَرْیه و الآخَر من شَمالِیّها،و فیهما یقول حَمْدانُ الأَثارِبِیُّ :
دَیْرُ عَمَانَ و دَیْر سَابَانِ
هِجْنَ غَرَامِی و زِدْنَ أَشْجَانی
إِذا تَذَکَّرتُ فِیهِما زَمَناً
قَضَّیْتُه فی عُرَامِ (2)رَیْعَانِی
یا لَهْفَ نَفْسِی مِمَّا أُکابِده
إِن لاَحَ بَرْقٌ من دَیْرِ حَشْیَانِ (3)
کذا ذکرَهُ ابنُ العَدِیم فی تاریخ حَلَب.
قال شیخُنا:و قد أَوْصلَها البَکْرِیّ فی معجمه و صاحِبُ المَراصِد و غَیْرُهما إِلی مائَهٍ و نَیِّفٍ و ثَمَانِین دَیْراً ،و فَصَّلُوها.
قلْت:و هی غَیْر التی ذَکَرْنَاهَا من القُرَی المصریّه فإِنهم قد أَغفلوا ذلِک.أَوردْنَاهَا من کِتَاب القَوَانِین للأَسْعَدِ بن مَمَّاتِی و مُخْتَصره لابن الجیعان فلیُعْلَم ذلک.
و فی التهذیب: الدَّیْر : الدَّارَات فی الرَّمْل.و الدَّیْرَانیّ :
ساکِنُ الدَّیْر .
و الدَّیْرَتانِ :رَوْضَتانِ لبَنِی أَسَد بمَفْجَر وَادِی الرَّمهِ من التَّنْعِیم،عن یَسارِ طریقِ الحاجّ المُصْعِد.
و الدّیْر :قَرْیَهٌ بمَرْدَا من جَبَلِ نابُلُسَ ،و منها أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّد بنُ عبدِ اللّه بنِ سَعْد بنِ بَکْر بن سَعْدٍ القَاضِی شَمْسِ الدّین الدَّیْرِی ،و آلُ بَیْته.
و النِّسْبه إِلی دَیْر العَاقُول دَیْرِیّ ،و بعضهم یقول الدَّیْرَ عَاقُولیُّ .قال الصَّاغانیّ :و الأَول أَصَحُّ .
و دَیْرَ الرُّوم:قُرْبَ بَغْدَادَ.
ذئِر ،کفَرِحَ :فَزِعَ و أَنِفَ و نَفَرَ،فهو ذائِرٌ .قال عَبِیدُ بنُ الأَبْرص:
لَمَّا أَتَانِی عنْ تَمِیم أَنَّهُمْ
ذَئِرُوا لقَتْلَی عامِرٍ و تَغَضَّبُوا
یعنی نَفَرُوا من ذلِک و أَنکَرُوه،و یقال:أَنِفُوا من ذلِک.
و ذَئِرَ علیه: اجْتَرأَ،و قیل: غَضِبَ .
و قال اللَّیْثُ : ذَئِرَ إِذا اغتاظَ علی عَدُوِّه و استَعَدَّ لِمُواثَبَته.
فهو ذَئِرٌ ،ککَتِف، و ذَائِرٌ .
قال ابن الأَعرابِیّ : الذَّائِر :الغَضْبانُ .و الذائِرُ :النَّفورُ.
و الذائِرُ :الأَنِفُ .
و أَذْأَرْتُه :أَغْضَبْتهُ :
و ذَئِرَ الشَیْ ءَ ،کفَرِحَ : کَرِهَه و انصرَفَ عَنْه.
و ذَئِرَ بالأَمْر:ضَرِیَ به و اعتادَهُ .
و ذَئِرَت المَرأَهُ علی بَعْلِها:نَشَزَت و تَغَیَّر خُلُقُها.و
14- فی الحدیث: «أَنَّ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم لَمّا نَهَی عن ضَرْبِ النساءِ ذَئِرْنَ علی أَزواجِهِنّ ». قال الأَصْمَعِیّ :أَی نَفَرْن و نَشَزْنَ و اجْتَرَأْن.
و هی ذائِرٌ و ذَئِرٌ ،ککَتِف،و هذه عن الصَّاغانیّ ،أَی نَاشِزٌ،و کذلک الرَّجل، کذَاءَرَتْ ،علی فَاعَلْت، و هی مُذائِرٌ ،قاله أَبو عُبَیْد.و منه قَولُ الحُطَیْئه: ذَارَتْ بأَنفها، فخَفَّفَه،و سیأْتی فی«ذرّ»تَمَامُ قوله (4).
و أَذأَرَهُ :جَرّأَهُ و أَغْراهُ .
و أَذْأَرَه علیه:أَغْضَبَه،و قَلَبَه أَبُو عُبَیْد،و لم یَکْفِه ذلِک حتی أَبْدَلَه فقال أَذْرَأَنِی،و هو خَطَأٌ.
و قال أَبو زَید: أَذْأَرْتُ الرَّجلَ بصاحبِه إِذْ آراً،أَی حَرَّشْتُه و أَوْلَعْتُه به.
ص:432
و أَذْأَرَه الشیْ ء و إِلیه:أَلجأَهُ و اضطَرّه.و من التَّجَرِّی
17- قَولُ أَکْثَم بن صَیْفِیّ : «سُوءُ حَمْل الفَاقهِ یُحْرِضُ الحَسَبَ و یُذْئِرُ العَدُوَّ». یُحْرِضُه أَی یُسْقِطُه.
و الذِّئار ،ککِتَاب:سِرْقِینٌ ،أَی بَعَرٌ رَطْبٌ مُختلط بتُرابٍ یُطْلَی به علی أَطباءِ النّاقَهِ لئَلاَّ تُرضَعَ ،أَی یَرْضَعهَا الفَصِیلُ ، و یُسَمَّی قبل الخَلْط خُثَّه و ذِیرَه ،و سیأْتی فی ذ ی ر بأَبسطَ من هذا، و قد ذَأَرَهَا .
و قال أَبو عُبَیْد: ناقَهٌ مُذَائِرٌ :تَنْفِر من الوَلَد ساعهَ تَضَعُه ، و قد ذاءَرَتْ .و قیل:هی التی سَاءَ خُلُقُها، أَو هی التی تَرْأَمُ بأَنفِها و لا یَصْدُقُ حُبُّها فهی تَنْفِر منه،و سیأْتِی فی«ذَرّ» بأَبْسَط من هذا.
و یقال: شُؤُونُک ذَئِرَهٌ ،و الذی ذَکَرَه ابنُ سِیدَه:إِنَّ شَؤُونَک لَذَئِرهٌ ، أَی دُمُوعُک فیها تَنَفُّسٌ ،کتَنَفُّسِ الغَضْبانِ .
*و مما یستدرک علیه:
ذَئِرَ الرجلُ ،کفَرِحَ ،إِذا ضاقَ صَدْرُه و سَاءَ خُلُقُه،و هو ذَائرٌ ،هکذا أَوْردَه ابن السِّید فی الفَرْق،و أَنشد قولَ عَبِیدِ بنِ الأَبْرَص السَّابِق.
و ذَئِرَ :نَفَرَ،و أَنکر،عن ابن الأَعرابیّ .
و ذَئِر :استَعَدَّ للمُوَاثَبَه،قاله اللَّیْثُ .
الذَّبْرُ :الکِتَابَهُ ،کالزَّبْر،و هو مما خَلَفت فیه الذَّالُ المُعْجَمَه الزَّایَ ، ذَبَرَ الکِتَابَ یَذْبُر هُ ،بالضَّمِّ ، و یَذْبِرُ هُ ،بالکَسْر، ذَبْراً ، کالتَّذْبیرِ . و أَنْشَدَ الأَصْمَعِیُّ لأَبِی ذُؤَیْب:
عَرفْتُ الدِّیَارَ کَرَقْمِ الدَّوَا
ه یَذْبرُهَا الکَاتِبُ الحِمْیَرِیُّ
و قیل: الذَّبْرُ : النَّقْطُ .و قیل:هو القِرَاءَه الخَفِیَّهُ بسُهُوله، أَو القراءَه السَّرِیعهُ . یقال:ما أَحسنَ ما یَذْبِرُ الکِتَابَ ،أَی یَقْرؤُه و لا یَمْکُث فیه،کلّ ذلک بلُغه هُذَیْل.
و الذَّبْر : الکِتَابُ بالحِمْیَرِیَّه یُکتَب فی العُسُب ،جمع عَسِیب،و هو خُوصُ النَّخْل.
و الذَّبْر : العِلْمُ بالشَّیْ ءِ و الفِقْهُ به، کالذُّبُور ،بالضَّمّ .
و الذَّبْر : الصَّحِیفَه،ج ذِبَارٌ بالکَسْر،قاله الأَصْمَعِیّ (1).
و أَنشدَ قولَ ذِی الرُّمَّه:
أَقولُ لِنَفْسی وَاقِفاً عند مُشْرِقٍ
علی عَرَصَاتٍ کالذِّبار النَّوَاطِقِ
و یقال: ذَبَر یَذْبِر ،بالکَسْر، ذَبْراً و ذَبَارَهً ،بالفَتْح: نَظَرَ فأَحْسَنَ (2)النَّظَر.قال الصَّاغانِیُّ :هو راجعٌ إِلی مَعْنَی الإِتْقَان.
و ذَبَرَ الخَبَرَ:فَهِمَه. و منه
16- الحَدِیثُ : «أَهلُ الجَنّه خَمْسَهُ أَصْنَافٍ :منهم الَّذِی لا ذَبْرَ له». أَی لا فَهْم له،من ذَبَرْتُ الکِتَابَ إِذا فَهمْته و أَتْقَنْتَه.
و عن ابْن الأَعْرَابِیّ : ذَبِر کفَرِحَ :غَضِبَ ،نَقَله الصَّاغانِیّ .
و ثَوبٌ مُذَبَّرٌ ،کمُعَظَّم: مُنَمْنَمٌ ،یَمانِیَهٌ .
و یقال: کِتَابٌ ذَبِرٌ ،ککَتِف:سَهْلُ القِرَاءَه. هکذا ضَبَطَه الصَّاغانیّ و صَحَّحَه،و هکذا هو فی سائر الأُصول،و الذی فی المُحْکَم:کِتَابٌ ذَبْر ،بفَتْح فسُکُون.و أَنْشَد قَولَ صَخُرِ الغَیّ :
فیها کِتَابٌ ذَبْرٌ لمُقْتَرِیء
یَعرِفُه أَلْبُهُمْ و مَنْ حَشَدُوا
قال: ذَبْرٌ ،أَی بَیِّن.أَرادَ کِتَاباً مَذْبُوراً ،فوضعَ المَصْدَر مَوضع المَفْعُول:و أَلْبُ القَوْم:مَنْ کان هَوَاهُ مَعَهم.
و یُقال:فُلاَنٌ ما أَحْسَنَ ما یَذْبِرُ الشِّعْرَ،أَی یُمِرُّه و یُنْشِدُهُ و لا یَتَلَعْثَم فیه (3).
و قال ثَعْلَب: الذَّابِرُ :المُتْقِنُ للعِلْمِ ،یقال: ذَبَرَه یَذْبُره ،و منه
14- الخَبَرُ: «کان مُعَاذٌ یَذْبُرُه عن رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم».
أَی یُتْقِنُه، ذَبْراً و ذَبَارَهً .و یقال:ما أَرْصَنَ ذَبَارَتَه .
*و مما یستدرک علیه:
قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : ذَبَرَ إذا أَتْقَن.و الذَّابِرَ :المُتْقِنُ ، و یُرْوَی بالدَّال،و قد تَقَدَّم.و
17- فی حَدِیث النَّجَاشِیّ : «ما أُحِبّ
ص:433
أَنَّ لی ذَبْراً من ذَهَبٍ ». أَی جَبَلاً،بلُغَتِهم،و یُروَی بالدَّال، و قد تَقدَّم.
و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ جُدْعانَ : «أَنَا مُذابِرٌ ». أَی ذاهِبٌ .
قُلتُ :هکذا ذَکَرَه ابنُ الأَثیر إن لم یَکُن تَصْحِیفاً.و فلانٌ لا ذَبْرَ له أَی لا نُطْقَ له من ضَعْفِه،و قیل:لا لِسانَ له یَتَکَلَّم به من ضَعْفِه.فتَقْدِیرُه علی هذا،فُلانٌ لا ذَبْرٍ له أَی،لا لِسان له ذا نُطْق،فحَذَف المُضاف.و به فَسَّر ابنُ الأَعرابیّ الحدِیثَ المُتَقدِّم فی أَهْلِ الجَنَّه.و الْمِذْبَر :
القَلَم،کالمِزْبَر،و سَیَأْتِی.
ذَخَرَه ،کمَنَعَه یَذْخَره (1) ذُخْراً ،بالضَّمّ ،و اذَّخَرَهُ اذِّخَاراً : اخْتَارَه،أَو اتَّخَذَه.
و فی الأَساس:خَبَأَه لوقْتِ حاجَتِه.و
16- فی حَدِیث الضَّحِیَّه: «کُلُوا و اذَّخِرُوا ». أَصله اذْتَخَرَه فثَقُلت التاءُ التی لللافْتعَال مع الذّال فقُلِبتْ ذَالاً،و أُدْغمَ (2)فیها الذّال الأَصلیّ فَصارَت ذالاً مُشَدَّده،و مثله الاذِّکار من الذِّکْرِ.
و قال الزّجّاج فی قوله[تعالی]: [وَ ما] تَدَّخِرُونَ فِی بُیُوتِکُمْ (3)أَصْلُه تذْتَخِرُون،لأَنَّ الذَّالَ حرفٌ مجهور لا یُمْکِن النَّفَس أَن یَجْرِیَ معه لشِدَّه اعتِمَاده فی مَکَانِه،و التاءُ مَهْمُوسَه،فأُبْدِلَ من مَخْرَج التَّاءَ حَرْفٌ مَجْهُورٌ یُشْبِه الذَّالَ فی جَهْرِها و هو الدّال (4)،فصار تَدَّخِرُونَ .و أَصْل الإِدغام أَن تُدْغِم الأَوَّلَ فی الثانی.قال:و من العرب مَنْ یقول:
تَذّخِرُون ،بذَالٍ مُشَدَّدَه،و هو جائز،و الأَوَّل أَکْثَر.
قال شیخُنَا:و من الغریب ما قاله بَعْضُ شُرَّاح الرِّساله و غَیْرُهم من الفُقَهَاءِ و بعْض أَهلِ اللغَه:إِن الذُّخْرَ بالذَّال المُعْجَمَه ما یکون فی الآخره.و بالدَّال المُهْمَلَه ما یکُون فی الدُّنْیَا.و فی شرح التتائیّ ما یَقْرُب منه.قال ابن التِّلمسانیّ فی شَرْح الشِّفَاءِ:و هذا غَلَطٌ واضحٌ أَوْقَعَهُم فیه قولُه:
تَدَّخِرُونَ ،و نقلَه الشِّهَابُ فی شَرْح الشِّفَاءِ،و هو وَاضِح،و مِثْلُه ما وَقَع فی الدِّکر،و أَنه لغَه فی المُعْجَمَه اغتراراً بمُدَّکر،فلا یُعْتدُّ بشیْ ءٍ مِنْ ذلک،و اللّه أَعلم.
و الذَّخِیرَه :ما ادُّخِرَ ،جَمْعه الذَّخَائِرُ .قال الشاعِر:
لَعَمْرُک ما مَالُ الفَتَی بذَخِیرَهٍ
و لکِنَّ إِخْوَانَ الصَّفَاءِ الذَّخَائِرُ
کالذُّخْر ،بالضَّمّ ، ج أَذْخارٌ ،کقُفْل و أَقْفَال.
و فی الحَدِیث ذِکْرُ تَمْرِ ذَخِیرَهَ ؛و هو ع یُنْسَبُ إِلیهِ التَّمْرُ الجَیِّدُ.
و عن أَبِی عَمْرٍو: الذَّاخِرُ :السَّمِینُ .
و ذَاخِرٌ : اسم رجُل.
و عن أَبی عُبیْدَهَ : المُدَّخَرُ (5)،بإِهْمال الدَّالِ کما فی النُّسخ،و بإِعْجَامِهَا کما فی نُسْخَه أُخْری: الفَرسُ المُبْقِی (6)لحُضْرِه ،بالضّمّ ،نَوْع من العَدْوِ،قال:و من المُذَّخَر المِسْواطُ ،و هو الذی لا یُعِطی ما عِنْده إِلاّ بالسَّوط ،و الأُنثَی مُذَّخَرَه .
و ثَنِیَّهُ أَذاخِر بالفَتْح:ع قُرْبَ مکّهَ ،بینها و بین المدینه، و کأَنَّهَا مُسَمَّاه بجَمْع الإذْخر ،و قد جاءَ ذِکْرها فی الحَدِیث.
و الإِذْخِرُ ،بالکسر: الحَشِیشُ الأَخْضَرُ ،الواحِدَه إِذْخِرَهٌ .
و
17- فی حدیث الفتْح و تَحْرِیم مَکَّهَ : «فقال العَبَّاس إِلاّ الإِذْخِرَ فإِنه لِبْیوتِنا و قُبُورِنَا». و هو حَشِیشٌ طَیِّبُ الرِّیحِ یُسْقَف به البُیُوتُ فوق الخَشَب،و الهَمْزَه زائدهٌ .قال أَبو حَنِیفَه:
الإِذْخِرُ :له أَصل مُنْدَفِنٌ دِقَاقٌ دَفِرُ الرِّیحِ ،و هو مثْل أَسَلِ الکُولانِ (7)إِلاَّ أَنَّه أَعرضُ و أَصغَرُ کُعُوباً،و له ثَمرهٌ کأَنها مَکَاسِحُ القَصَبِ إِلاّ أَنَّهَا أَرَقُّ و أَصْغَر،یُطْحَن فیَدْخُل فی الطِّیب،یَنْبُت فی الحُزُون و السُّهُولِ و قَلَّما تَنْبُت الإِذْخِرَه مُفْردَهً ،و لذلک قال أَبُو کَبِیر الهُذَلِیّ :
و أَخُو الأَبَاءَهِ إِذْ رَأَی خُلاَّنَه
تَلَّی شِفَاعاً حَوْلَه کالإِذْخِرِ
ص:434
قال:و إِذا جَفَّ الإِذْخِرُ ابْیَضَّ .
و من الغَرِیب ما فی مَشَارِق القَاضِی عِیَاض أَنّ الإِذْخِر هَمْزَتُهَا أَصْلیّه،و أَن وَزْنه فِعْلِلٌ ،و لیس بثَبتٍ و إن وافقه تِلْمِیذه فی المطالع،قاله شَیخُنا.
و ذَخِرٌ ، ککَتِفٍ :جَبَلٌ بالیَمَنِ و من المَجَاز قولهم:مَلأَت الدَّابَّهُ مَذَاخِرَهَا . المَذاخِرُ :
الأَجْوافُ و الأَمْعَاءُ و العُرُوقُ .
و قال الأَصمَعِیّ : المَذَاخِرُ : أَسافِلُ البطْنِ . یقال:فُلانٌ ملأَ مَذَاخِرَه ،إِذا مَلأَ أَسَافِلَ بَطْنِه.و یقال للدَّابّه إِذا شَبِعَتْ :
قد مَلأَتْ مَذَاخِرَهَا :و هو مَجَازٌ.قال الرَّاعِی:
حَتَّی إِذا قَتَلَتْ أَدْنَی الغَلِیلِ و لمْ
تَمْلأْ مَذَاخِرَهَا للرِّیِّ و الصَّدَرِ (1)
و قال أَیضاً:
فلمَّا سقَیْناها العَکِیسَ تَمَذَّحَت
مَذاخِرُهَا و ازْدَادَ رَشْحاً وَرِیدُها (2)
و یُروَی:خَوَاصِرُهَا.
و قرأْتُ فی کتاب الحَمَاسَه لأَبی تَمَّام:تَمَلَّأَتْ ،بدل تَمَذَّحَتْ .و مَذَاکِرُها،بدل مَذاخِرُها .و ارفضَّ بدل ازدادَ.
و هی قصیده طویله یُخَاطِب (3)بها ابنَ عَمِّه خنزرَ بن أَرْقَمَ .
و فی الأَساس: مذَاخِرُ الدَّابَّه:المَواضِع التی تَدَّخِر فیها العَلَفَ و المَاءَ من جَوْفِهَا.و تَمَلَّأَتْ مَذَاخِرُه :شَبِعَ .و هو مَجاز.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
ذَخَرَ لنَفْسِه حَدِیثاً حَسَناً:أَبقاه،و هو مَجاز.
و المِذْخَر ،کمِنْبر:العَفِجُ .
و فُلاَنٌ ما یَذَّخِر نُصْحاً.و جعلَ مالَه ذُخْراً عند اللّه و ذَخِیرهً ،و أَعمالُ المؤمِن ذَخَائِر .
و مَلأَ لنا (4)فی مَذاخِره عَدَاوَهً .و کلّ ذلک مَجاز،کما فی الأَساسِ و غَیْره.
و ذخیر بن شجنان:بطْن من الصَّدِفِ .
و بَحِیر بنُ ذَاخِرِ بن عامِر المَعَافِریّ ،رَوَی عنه ابنُه علیّ ، و ابن أَخِیه بَحِیرُ بنُ یَزِید بن ذاخِر ،حَدَّث بمصر.
و ذاخِرُ بنُ بَهْشَم الأَصْبحیّ ،شَهِد فتحَ مصر،و ابنه الحارث بن ذاخِرٍ وَلِیَ شُرْطَه مِصْرَ لعَبْد العَزِیز بن مَرْوَانَ .
و مُذَیْخِرَهُ ،بالضَّمّ :قَرْیَه بالیَمَن من أَعمال الحَدّین،و بها تُوفِّیَ الأَمِیرُ ضِیاءُ الإِسلام إِسماعیلُ بنُ مُحَمَّد بن الحَسَن بنِ المَنْصُور باللّه القاسِم الحَسَنیّ ،غُرّه الیمن.
الذَّرُّ :صِغَارُ النَّمْلِ .و قال ثَعْلَب:إِنّ مائَهً منها زِنَهُ حَبّه من شَعِیرٍ ،فکَأَنَّهَا جُزْءٌ من مائَهٍ .
قال شَیْخُنَا:و رأَیْت فی فَتَاوی ابن حَجَر المَکِّیّ نقلاً عن النّیسابُورِیّ :سَبْعُون ذَرَّهً تَزِنُ جَناحَ بَعُوضه،و سَبْعُون جَناحَ بَعُوضه تَزِن حَبَّهً .انتهی.و قیل: الذَّرَّه لیس لها وَزْنٌ ،و یُراد بها ما یُرَی فی شُعاع الشَّمْس الدَّاخلِ فی النَّافذه.و منه سُمِّیَ الرجلُ و کُنیَ .و
17- فی حدیث جُبَیْر بنِ مُطْعِم: «رأَیْتُ یَومَ حُنَیْن شیئاً أَسودَ یَنْزِل من السماءِ،فوقَعَ علی (5)الأَرض، فدَبَّ مِثْلَ الذِّرِّ ،و هَزَم اللّه المُشْرکین». قالوا: الذَّرُّ :النَّمْلُ الأَحْمَرُ الصَّغِیر، الواحِدَهُ : ذَرَّهٌ قلْت:فِیه مُخَالَفهٌ لاصْطِلاحه،و سُبْحَان من لا یَسْهُو،و قد تقدمت الإِشارَه إِلیه مِراراً.
و الذَّرُّ : تَفرِیقُ الحَبِّ و الْمِلْحَ وَ نحوِهِ و تَبْدِیدُها، ذَرَّ الشیءَ یَذُرُّه ذَرًّا :أَخذَه بأَطْرَاف أَصابِعه ثم نَثَره علی الشیْ ءِ،و ذَرَّه یَذُرُّه ،إِذا بَدَّدَه.و ذُرَّ :بُدِّدَ.
و فی الأَساس: ذَرَّ المِلْحَ علی اللَّحْم و الفُلْفُلَ علی الثَّرِید:فَرَّقهَ فیه (6)،و ذَرَّ الحَبَّ فی الأَرض:بَذَرَه،انتهی.
و
17- فی حَدِیث عُمَر رَضِیَ اللّه عنه: « ذُرِّی أَحرّ لکِ ». أَی ذُرِّی
ص:435
الدَّقیقَ فی القِدْرِ لأعملَ لک حَرِیرَهً .و قد تقدّم فی «ح ر ر». کالذَّرْذَرَه .
و الذَّرُّ : طَرْحُ الذَّرُورِ فی العَیْن ،یقال: ذَرَرْتُ عَیْنَه إِذَا دَاویْتَها بِه.و ذَرَّ عینَه بالذَّرورِ یَذُرُّهَا ذَرَّا :کحَلَها.
و من المَجَاز: الذَّرُّ : النَّشْرُ. یقال: ذَرَّ اللّه الخَلْقَ فی الأَرض ذَرًّا أَی نَشَرَهم،و منه الذُّرِّیَّه ،کَمَا سَیَأْتی.
و أَبُو ذَرٍّ جُنْدَبُ بنُ جُنَادَهَ الغِفَارِیّ ،و هو الأَصَحّ ،و قیل:
یَزِیدُ بنُ عَبْد اللّه،أَو یَزِید بنُ جُنَادَه،و قیل:جُنْدَبُ بنُ سَکَن،و قیل:خَلَفُ بنُ عَبْدِ اللّه،من السَّابِقِین، و امرأَتُه أُمُّ ذَرٍّ جَاءَ ذِکْرُها فی حَدِیثِ إِسلام أَبی ذَرٍّ ،و کذا أُمُّ أَبِی ذَرٍّ و أُخْتُه.
و أَبو ذَرَّهَ الحارِثُ بنُ مُعَاذٍ الحِرْمَازیّ ،ذَکَره الدُّولابِیّ و غَیْرُه فی الأَسْمَاءِ و الکُنَی،شَهِدَ أُحُداً صحابِیّونَ .
و أَبو ذَرَّهَ الهُذَلِیُّ الصَّاهِلِیُّ شاعِرٌ من بنی صَاهِلَه بنِ کَاهِلٍ ،أَخُو بَنِی مَازِنِ بن مُعاوِیَهَ بنِ تَمِیمِ بنِ سَعْدِ بن هُذَیْل.قال السُّکَّریّ :هَکذا بالمُعْجَمَه فی شَرْح الدِّیوان، أَو هُوَ أَبو دُرَّه، بضَمِّ الدّالِ المهملهِ ،حَکَاه الأَصمَعِیّ .
و الذَّرُورُ ،کصَبور: ما یُذَرُّ فی العَیْن و علی القَرْح من دَوَاءٍ یابِسٍ .و
16- فی الحدیث: «تکْتَحِل المُحِدُّ بالذَّرُور .
و الذَّرُورُ : عِطْرٌ یُجَاءُ به من الهِنْدِ، کالذَّرِیرَهِ ،و هو ما انْتُحِتَ من قَصَبِ الطِّیب،و قیل:هو نَوْعٌ من الطِّیب مَجْمُوع من أَخْلاط .و به فُسِّرَ
14- حَدِیثُ عَائِشَه رَضِیَ اللّه عنها: «طَیَّبْتُ رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم لإِحْرامه بذریره ». ج أَی جَمْع الذَّرُورِ أَذِرَّهٌ .
و الذُّرِّیَّهُ ،فُعْلِیَّه من الذَّرِّ ،و هو النَّشْرِ أَو النَّمْلِ الصِّغَارِ، و هو بِالضَّمّ ،و کان قِیاسُه الفَتْح،لکِنَّه نَسَبٌ شَاذٌّ لم یَجِیءْ إِلاّ مَضْمومَ الأَوّل،و نَظَّره شیخُنَا بدُهْرِیّ و سُهْلِیّ ، و یُکْسَرُ.
و أَجْمَع القُرَّاءُ علی تَرْک الهَمْز فیها.
و قال بعضُ النَّحْوِیین:أَصْلُهَا ذُرُّورَه علی فُعْلُولَه و لکِن التَّضْعِیف لما کَثُرَ أُبْدِل من الرَّاءِ الأَخِیرَه یاءٌ،فصارَت ذُرُّویَهٌ ،ثم أُدغمت الواوُ فی الیاءِ فصارت ذُرِّیَّه ،قال الأَزْهَرِیّ :و قَوْلُ مَنْ إِنه فُعْلِیّه أَقْیَسُ و أَجْودُ عِنْد النَّحْوِیّین.
و قال اللَّیْثُ : ذُرِّیّه فُعْلِیّه،کما قالوا سُرِّیَّه،و الأَصل من السِّرِّ،و هو النِّکاح.
و الذُّرِّیَّه (1): وَلدُ الرَّجُلِ . قال شیخُنَا:و قد یُطلقُ علی الأُصول و الوالدَین أَیضاً،فهو من الأَضداد،قالوا:و منه قولُه تَعَالَی: وَ آیَهٌ لَهُمْ أَنّا حَمَلْنا ذُرِّیَّتَهُمْ فِی الْفُلْکِ الْمَشْحُونِ (2)فَتَأَمَّل. ج الذُّرِّیَّاتُ و الذّرَارِیُّ . و قال ابنُ الأَثِیرِ: الذُّرِّیَّه :اسمٌ یَجمع نَسْلَ الإِنْسَانِ من ذَکَرٍ و أُنْثَی، و أَصلُها الهَمْز،لکنهم حَذَفُوه فلم یستعملوهَا إِلاَّ غَیْر مَهْمُوزهٍ .
و
16- فی الحَدِیث: «أَنه رأَی امرأَهً مقتوله،فقال:ما کانت هذِه تُقاتِل،الْحَق خَالِداً فقل له:لا تَقْتُل ذُرِّیَّهً و لا عَسِیفاً».
و قال ابنُ الأَثِیر:المُرَادُ بهَا فی هذا الحدیث النِّسَاءُ -لأَجلْ المرأَه المَقْتُوله.و منه
17- حَدِیثُ عُمَر: «حُجُّوا بالذُّرِّیَّه لا تَأْکُلوا أَرزَاقَها و تَذَرُوا أَرْبَاقَها فی أَعْنَاقها». أَی حُجُّوا بالنِّسَاءِ، و ضَرَبَ الأَرْبَاقَ و هی القَلائِدُ مَثَلاً لِمَا قُلِّدتْ أَعناقُهَا مِن وجُوب الحَجِّ ،و قیل:کَنَی بها عن الأَوزار- للوَاحِد و الجَمِیع.
و ذَرَّ یَذُرُّ ،إِذَا تَخَدَّدَ.و ذَرَّ البَقْلُ و الشَّمْسُ :طَلَعَا. و فی الأَساس: ذَرَّ البَقْلُ و القَرْنُ :طَلَعَ أَدْنَی شَیْ ءٍ منه.و عن أَبی زَیْد: ذَرَّ البَقْلُ إِذا طَلع من الأَرض،و ذَرَّتِ الشمسُ تَذُرُّ ذُرُوراً :طَلعَتْ و ظَهَرَتْ .و فی الأَساس: ذَرَّ قَرْنُ الشَّمْس، و هو مَجاز.
و قیل:هو أَوّلُ طُلُوعِها.و شُرُوقُها:أَوَّل ما یَسقط ضَوْؤُهَا علی الأَرض و الشَّجَرِ،و کذلک البَقْلُ و النَّبْتُ .
و ذَرَّت الأَرْضُ النَّبْتَ :أَطْلعَتْه. و قال السَّاجِع فی مَطرٍ:
و ثَرْدٌ یَذُرُّ بَقْلُه و لا یُقرِّح أَصلُه.یَعنِی بالثَّردِ المَطَرَ الضَّعِیفَ .
قال ابنُ الأَعرابیّ :یقال:أَصابَنا مَطَرٌ ذَرَّ بَقْلُه یَذُرُّ ،إِذا طَلعَ و ظَهَر،و ذلک أَنه یَذُرُّ من أَدْنَی مَطرٍ،و إِنما یَذُرُّ البَقْلُ من مَطَرٍ قَدْرَ وَضَحِ الکَفِّ و لا یُقرِّحُ البَقْلُ إِلاَّ من قَدْرِ الذِّراعِ .
و یقال: ذَرَّ الرَّجُلُ ،إِذَا شابَ مُقدَّمُ رَأْسِه، یَذَرُّ فیه بالفَتْح کما نقَلَه الصَّاغانیّ (3)،و هو شَاذٌّ ،وَ وَجْهُ الشُّذُوذِ عَدَمُ
ص:436
حَرْفِ الحَلْقِ فیه.قال شیخُنَا:و إِن صَحَّ الفَتْح فلا بُدَّ من الکَسْرِ فی المَاضِی،و قد تَقَدَّم مِثْله فی«درر».
و الذَّرْذَارُ ،بالفَتْح: المِکْثَارُ ،کالثَّرثَار.
و ذَرْذارٌ : لَقبُ رَجُل من العَرَب.
و الذُّرَارَه ،بالضّمّ ،ما تَناثَرَ من الذَّرُورِ .
قال الزَّمَخْشَرِیّ : ذُرَارَهُ الطِّیب:ما تَنَاثَر منه إِذا ذَرَرْته ، و منه قِیلَ لِصِغار النَّمْل و للمُنْبَثِّ فی الهَوَاءِ من الهَبَاءِ: الذَّرّ ، کأَنها طاقَاتُ الشیْ ءِ المَذْرُور ،و کَذَا (1)ذَرَّات الذَّهَبِ .
و الذَّرِّیُّ ،بالفَتح و یاءِ النِّسْبَه فی آخره: السَّیفُ الکَثِیرُ المَاءِ ،کأَنَّه منْسوب إِلی الذَّرِّ و هو النَّمْل.
و من المَجَاز:ما أَبْیَنَ ذَرِّیَّ سَیْفِه،أَی فِرِنْدُه و مَاؤُهُ (2)یُشبَّهَان فی الصَّفاءِ بمَدَبِّ النَّمْلِ و الذَّرِّ .و أَنشد أَبو سَعِید:
و تُخْرِجُ منه ضَرَّهُ الیَوْمِ مَصْدَقاً
و طُولُ السُّرَی ذَرِّیَّ عَضْبٍ مُهَنَّدِ (3)
یقول:إِذا أَضَرَّت به شِدَّه الیَوْم أَخْرَجَتْ منه مَصْدَقاً و صَبْراً،و تَهَلَّلَ وَجْهُه کأَنَّه ذَرِّیُّ سَیْفٍ .
و قال عبدُ اللّه بنُ سَبْره:
کُلُّ یَنُوءُ بماضِی الحَدِّ ذِی شُطَبٍ
جَلَّی الصَّیاقِلُ عَن ذَرِّیِّهِ الطَّبَعَا
یعنی عن فِرِنْدِه،و یُرْوَی بالدَّالِ المَهْمَلَه،و قد تَقَدَّم.
و الذِّرَارُ ،بالکَسْر:الغَضَبُ و الإِعْرَاضُ و الإِنکَار،عن ثَعْلَب،و أَنْشَدَ لکُثَیِّر:
و فِیهَا علی أَنَّ الفُؤَادَ یُحِبُّهَا
صُدُودٌ إِذا لاَقَیتُها و ذِرَارُ
و قال أَبو زَیْد:فی فُلانٍ ذِرَارٌ ،أَی إِعراضٌ غَضَباً کذِرَارِ النَّاقَهِ . و قال الفَرَّاءُ: ذَارَّتِ النَّاقَهُ تَذَارُّ مُذَارَّهً و ذِرَاراً ،أَی ساءَ خُلُقُهَا و هِی مُذَارٌّ . قال:و منه قَوْلُ الحُطَیئه:
و کُنْتُ کذَاتِ البَعْلِ ذَارَتْ بأَنْفِهَا
فَمِن ذَاکَ تَبْغِی غیرَه و تُهَاجِرُه
إِلا أَنَّه خَفَّفه للضّرُورَه.
قال ابنُ بَرِّیّ :بَیْتُ الحُطَیْئَه شاهِدٌ علی ذَارَتِ النَّاقَهُ بأَنْفها إِذَا عَطَفت علی وَلِدِ غَیْرِهَا،و أَصلُه ذَارَّت فخفَّفَه، و هو ذَارَت بأَنْفها.و البَیْت:
و کنتُ کَذَاتِ البَوِّ ذَارتْ بأَنْفِهَا
فَمِنْ ذاکَ تَبْغِی بُعْدَه و تُهَاجِرُه
قال ذلک یَهْجُو به الزِّبْرِقَانَ ،و یَمْدح آل شَمَّاسِ بن لأْی.أَلاَ تراه یَقُول بعد هذا:
فدَعْ عنک شَمَّاسَ بنَ لأْیٍ فإِنَّهمْ
مَوَالِیک أَو کَاثِرْ بهمْ مَنْ تُکَاثِرُه
و قد قیل فی ذَارَتْ غیرُ ما ذَکَرَه الجَوْهَرِیّ ،و هو أَن یکون أَصْلُه ذَاءَرَتْ ،و منه قیل لهذه المَرْأَهِ :مُذَائِر،و هی الّتِی تَرْأَمُ بأَنْفِهَا و لا یَصْدُق حُبُّها،فهی تَنْفِرُ عَنْه،و البَوُّ:جِلْد الحُوَارِ یُحْشَی ثُمَاماً و یُقَام حَوْلَ النَّاقَهِ لتَدِرَّ علیه،و قد سبقَ الکلام فی ذلک.
و المِذَرَّهُ ،بالکَسْر: آلهٌ یُذَرُّ بها الحَبُّ ،أَی یُبَدَّد و یُفَرَّق، کالمِبْذَرهِ آلهِ البَذْرِ.
*و مما یستدرک علیه:
یُوسُف بن أَبی ذَرَّه :مُحَدِّث رَوَی عن عَمْرِو بنِ أُمَیَّه فی بلوغ التِّسْعِین،ذَکَرَه ابن نُقْطَه.
و أُمُّ ذَرَّه التی رَوَی عَنْهَا مُحَمَّد بنُ المُنْکَدِر:صَحَابِیّه.
و ذَرَّهُ :مَوْلاه ابن عَبّاس،و ذَرَّه بنت مُعَاذٍ:مُحدِّثات.
الذُّعْرُ ،بالضَّمّ :الخَوْفُ و الفَزَعُ ،و هو الاسم.
و ذُعِرَ فلانٌ ، کعُنِیَ ، ذَعْراً فهو مَذْعورٌ ،أَی أُخِیف، و الذَّعْر ، بالفَتْح:التَّخْوِیفُ ، کالإِذعارِ ،و هذه عن ابن بُزُرْج،و أَنْشَد:
غَیْرَان شَمَّصَهُ الوُشَاهُ فأَذْعَروا
وَحْشاً علَیکَ وَجَدْتَهُنَّ سُکُونَا
ص:437
و الفِعْلُ ذَعَرَ ، کجَعَل ،یقال: ذَعَرَه یَذْعَره ذَعْراً فانْذَعَرَ ، و هو مُنْذَعِرٌ (1)،و أَذْعَرَه ،کلاهما:أَفْزَعَه و صَیَّره إِلی الذُّعْرِ .
و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابیّ :
و مِثْل الّذِی لاقَیْتَ إِن کنْتَ صادِقاً
من الشَّرِّ یَوماً من خَلِیلِکَ أَذْعَرَا
و
14- فی حدیث حُذَیْفه: قال له لَیْلَهَ الأَحْزَاب:«قم فَأْتِ القَوْمَ و لا تَذْعَرْهُم عَلَیَّ ». یَعْنِی قُرَیْشاً،أَی لا تُفزِعْهُم،یرید لا تُعْلِمْهُم بنَفْسِک،و امْشِ فی خُفْیَه لِئَلاَّ یَنْفِرُوا منک.و
17- فی حدیث نائلٍ (2)مَوْلَی عُثْمَانَ : «و نحن نَتَرَامَی بالحَنْظَل فما یَزِیدُنا عُمَرُ عَلی أَن یَقُول کَذَاک لا تَذْعَرُوا عَلَیْنَا». أَی لا تُنَفِّرُوا علینا إِبِلَنا.و قوله:کَذَاک،أَی حَسْبُکم.
و الذَّعَرُ ، بالتَّحْرِیکِ :الدَّهَشُ من الحَیَاءِ،عن ابْنِ الأَعْرَابیّ .
و الذُّعَرُ ، کصُرَد.الأَمرُ المَخُوفُ ،کذا فی التَّکْمِلَه، و الذی فی التَّهْذِیب:أَمْرٌ ذُعَرٌ :مَخُوفٌ ،علی النَّسَب، و مُقْتَضَاه أَن یَکُون ککَتِفٍ ،کما هو ظَاهِرٌ.
و الذُّعَرَه ، کتُؤَدَه:طائرٌ ،و فی التَّهْذِیب:طُوَیْئِرَهٌ تکونُ فی الشَّجَر تَهُزُّ ذَنَبَها دَائِماً لا تَراهَا أَبداً إِلاَّ مَذْعُورَهً .
و الذَّعُورُ ،کصَبُور: المُتَذَعِّر ،هکَذَا فی النُّسَخ،و فی المحکم: المُنْذَعِر . و الذَّعُور : المرأَهُ التی تُذْعَر من الرِّیبَهِ و الکَلامِ القَبِیحِ . قال:
تَنُولُ بمَعْرُوفِ الحَدِیثِ و إِنْ تُرِدْ
سِوَی ذَاک تُذْعَرْ مِنْک و هیَ ذَعُورُ
و الذَّعُور : نَاقهٌ إِذَا مُسَّ ضَرْعُها غَارَّتْ ،بتَشْدِید الرَّاءِ (3)، هکذا وَجَدْناه مَضْبُوطاً فی الأُصولِ الصَّحِیحَه.
و ذو الأَذْعارِ لَقَبُ مَلِک من مُلُوک الیَمَنِ ،قیل:هو تُبَّعٌ ، و قیل:هُوَ عَمْرُو بنُ أَبْرَهَهَ ذِی المَنَارِ جَدّ تُبَّع،کان علی عَهْدِ سَیِّدنا سُلَیْمَانَ عَلَیْه السَّلام أَو قَبْلَه بقَلِیل؛و إِنما لُقِّب به لأَنَّه أَوْغَلَ فی دیَار المغْرِب و سَبَی قوماً وَحِشَهَ الأَشْکالِ وُجُوهُها فی صُدُورِهَا فذُعِرَ مِنْهُم الناسُ ،فسُمِّیَ ذَا الأَذْعَارِ .و بَعْدَه مَلَکت بِلْقِیس صاحِبَهُ سُلَیْمَانَ علیه السَّلامُ ،و زَعَم ابنُ هِشَام أَنها قَتَلَتْه بحِیلَه. أَو لأَنَّه حَمَلَ النَّسْنَاسَ إِلی الیَمَنِ فذُعِرُوا منه ،و قال ابن هِشَام:سُمِّیَ به لکَثْرَهِ ما ذُعِرَ منه النَّاسُ لجَوْرِه،و قد ذکَرَه ابنُ قُتَیْبَهَ فی المعارف و سَمَّاه العبد بن أَبْرَهَهَ .
و یقال: تَفَرَّقُوا ذعَارِیرَ ،کشَعَارِیرَ وَزْناً و مَعْنًی.
و الذُّعْرَه ،بالضَّم :الفِنْدَوْرَه (4)،و قیل:أُمّ سُوَیْدٍ،و هی الاسِتُ ، کالذَّعْرَاءِ .
و یقال: سَنَهٌ ذُعْرِیَّهٌ ،بالضَّمّ ،أَی شَدِیدَهٌ .
و ذَعاریرُ الأَنْف:ما (5)یَخْرُجُ منه کاللَّبَن ،نَقَلَه الصَّاغَانیّ .
و المَذْعُورهُ :الناقهُ المَجْنُونهُ قال الصَّاغَانیّ :هکذا تَقُولُه العرب، کالمُذَعَّرَهِ ،یقال:نُوقٌ مُذَعَّرَهٌ ،أَی بِهَا جُنُونٌ .
و رجلٌ مُتَذَعِّرٌ :مُتَخَوِّفٌ ،و کذلک مُنْذَعِر .
و مالِکُ بنُ دُعْرٍ،بالدَّال المهمله و ضَبَطَه ابنُ الجَوَّانیّ النَّسَّابه بالمُعْجَمَه،و قد سبق الکَلاَمُ عَلَیْه.
*و مما یستدرک علیه:
الذَّعْرَه :الفَزْعه.
و رجلٌ ذَاعِرٌ و ذُعَرَه و ذُعْرَه :ذو عُیُوبٍ ،هکذا حَکاه کُرَاعٌ ،و ذَکَرَه فی هذا الباب،قال:و أَما الدَّاعِر فالخَبِیثُ ، و قد تَقَدَّم ذلک.
و أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بن عَمْرِو بنِ سُلَیْمَانَ ،یُعرَفُ بابْنِ أَبِی مَذْعُور ،قال الدّارقُطْنِیّ :ثِقَهٌ ،و روَی عنه المَحَامِلیّ و غیرُه.
و سَنَهٌ ذُعْرِیّهٌ ،بالضَّمّ ،أَی شَدِیدهٌ ،عن الصَّاغانِیّ .
الذُّغْمُورُ ،بالغَیْن المعجمه،کعُصْفور ،أَهملَه الجوهریّ .و قال ابنُ الأَعرابِیّ :هو الحَقُودُ الّذی لا یَنْحلُّ حِقْدُه.
*و مما یستدرک علیه:
الذَّغْمَرِیّ بالفَتح:السَّیِّ ءُ الخُلُقِ ،عن ابنِ الأَعْرابیّ ، کذا فی التَّهْذِیب.
ص:438
الذَّفَرُ ،مُحَرَّکهً :شِدَّهُ ذَکَاءِ الرِّیح ،من طِیبٍ أَو نَتْن، کالذَّفَرَهِ مُحَرَّکَهً أَیضاً، أَو یُخَصَّانِ برَائِحه الإِبْطِ المُنْتِنِ (1)،عن اللِّحْیَانیّ ،و قد ذَفِرَ ،کفَرِحَ ، یَذْفَرُ ، فهو ذَفِرٌ و أَذْفَرُ ،و الأُنْثَی ذَفِرَهٌ و ذَفْرَاءُ .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الذَّفَرُ : النَّتْنُ ،و لا یقال فی شَیْ ءٍ من الطِّیب
إِلاّ فی الْمِسْکِ وَحْدَه.قالت حُمَیْدَهُ بِنْتُ النُّعْمَان بنِ بَشِیر الأَنْصَارِیّ :
له ذَفَرٌ کصُنَانِ التُّیُو س
ِ أَعْیَا علی المِسْکِ و الغَالِیَه
کذا قرأْتُ فی الحَمَاسه.
و قیل إِنَّ الذَّفَر یُطلقَ علی الطَّیِّب و الکَرِیه،و یُفَرَّق بینهما بِمَا یُضَاف إِلیه و یُوصَف به.و قال ابنُ سِیدَه:الدَّفَر،بالدَّالِ المُهْمَلَه،فی النَّتْنِ خَاصَّهً .و الذَّفَر :الصُّنَانُ و خُبْثُ الرِّیحِ ، رجل ذَفِرٌ و امرأَهٌ ذَفْراءُ ،أَی لَهُما (2)صُنَانٌ و خُبْثُ رِیحٍ .
و الذَّفَرُ : مَاءُ الفَحْلِ ،نقله الصَّاغَانِیّ .
و مِسْکٌ أَذفَرُ و ذَفِرٌ :ذَکِیُّ الرِّیحِ جَیِّدٌ إِلی الغَایَه ،و
16- فی صِفَهِ الحَوْض: «و طِینُه مِسْکٌ أَذْفَرُ ». و
16- فی صِفه الجَنَّه:
«و تُرَابُها مِسْکٌ أَذْفَرُ ». و قال ابنُ أَحْمَر:
بهَجْلٍ مِنْ قَسَاً ذَفِرِ الخُرَامَی
تَدَاعَی الجِرْبِیاءُ به حَنِینَا
أَی ذَکِیّ رِیحِ الخُرَامَی طَیِّبها.
و الذِّفْرَی ،بالکَسْر ،من الناس و من جَمِیعِ الحَیَوَانِ .ما مِنْ لَدُنِ المَقَذِّ إِلی نِصْفِ القَذَالِ . و قال القُتَیْبِیّ :هما ذِفْرَیَانِ ،و المَقَذَّانِ و هما أُصولُ الأُذُنَیْن:و قیل: الذِّفْرَیَانِ :
الحَیْدَانِ اللَّذَانِ عن یَمِین النُّقْرَه و شِمَالِها،و قال شَمِرٌ:
الذِّفْرَی :عَظْمٌ فی أَعْلَی العُنقِ من الإِنسان،عن یمِین النُّقره و شِمالِها، أَو العَظْمُ الشاخِصُ خَلْفَ الأُذُنِ . و قال اللَّیْث: الذِّفْرَی من القَفَا هو المَوضع الذی یَعرَق من البَعِیر خَلفَ الأُذن،و هما ذِفْرَیانِ ،من کلّ شیْ ءٍ، ج ذِفْرَیَاتٌ ، و ذَفَارَی ،بفَتْح الرَّاءِ،و هذِه الأَلف فی تَقْدِیرِ الانْقِلاب عن الیَاءِ،و من ثَمَّ قال بعضُهم ذَفَارٍ ،مثل صَحَارٍ.
و فی الصّحاح: یقال:هذِه ذِفْرَی أَسِیلَهٌ ،یُؤَنِّثُهَا، غیرُ مُنوَّنهٍ ،و قد تُنَوَّنُ فی النَّکره و تُجْعَلُ الأَلِف للإِلْحَاقِ بِدِرْهَمٍ و هِجْرَعٍ .قال سِیبَویه:و هی أَقلّهما.
و الذِّفِرُّ ،کطِمِرٍّ:العَظِیمُ الذِّفْرَی من الإِبِل،و هی ذِفِرَّهٌ ، بِهَاءٍ ،قاله أَبو زَیْد.و اقْتَصَر أَبُو عَمْرٍو فقال: الذِّفِرُّ :العَظِیمُ مِن الإِبِل. و قِیلَ : الذِّفِرُّ من الإِبِل: الصُّلْبُ الشَّدِیدُ (3)، و تُفتحُ الفاءُ ،و الکَسْر أَعْلَی. و قیل: الذِّفِرُّ : العَظِیمُ الخَلْقِ . . و قال الجَوْهَرِیّ : الذَفِرُّ : الشَّابُّ الطَّوِیلُ التَّامُّ الجَلْدُ.
و قیل: الذِّفِرَّهُ کجِبِلَّه:النَّاقهُ النَّجِیبَه الغَلَیظَهُ الرَّقَبَهِ . و الذِّفِرَّهُ : الحِمَارُ الغَلَیظُ ،هکذا فی سَائِر الأُصول،و هو خلاف ما فی أُمَّهات اللُّغَه.ناقه ذِفِرَّه ،و حِمارٌ ذِفِرٌّ و ذِفَرٌّ :
صُلْبٌ شدیدٌ.و فی التَّکْمِلَه: الذِّفِرُّ کفِلِزٍّ:الناقهُ النَّجِیبَهُ (4)، و الحِمَار الغَلیظُ ،و فی کلام المُصَنِّف مَحَلُّ تَأَمُّلٍ .
و الذَّفْرَاءُ من الکَتَائبِ :السَّهِکَهُ الرَّائِحَهِ من الحَدِیدِ و الصَّدِئَهُ .و قال لَبِیدٌ یَصِف کَتَیبهً ذاتَ دُرُوعٍ سَهِکَتْ من صَدَإِ الحَدِید:
فَخْمَهً ذَفْراءَ تُرْتَی (5)بالعُرَی
قُرْدُمَانِیًّا و تَرْکاً کالبَصَلْ
و یُرْوَی بالدَّالِ المُهْمَلَه،و قد تقدّم.
و الذَّفْرَاءُ : بَقْلهٌ رِبْعِیَّهٌ تَبقَی خَضْرَاءَ حَتَّی یُصِیبَها البَرْدُ.
واحِدَتها ذَفْراءَهُ .و قیل:هی عُشْبَهٌ خَبِیثَهُ الرِّیحِ لا یکادُ المالُ یأْکُلُها.و قیل:هی شَجَرهٌ یقال لها عِطْرُ الأَمَه.و قال أَبو حَنِیفَه:هی ضَرْبٌ من الحَمْضِ ،و قال مَرَّهً : الذَّفْرَاءُ :
عُشْبَهٌ خَضْراءُ تَرْتَفِع مِقْدَارَ الشِّبر،مُدَوَّرَهُ الوَرَقِ ذاتُ أَغصانٍ و لا رَهره لها،و رِیحُهَا رِیحُ الفُسَاءِ تُبخِّر الإِبلَ ،و هی علیها
ص:439
حِراصٌ و هی مُرَّهٌ و منابِتُهَا الغَلْظُ ،و قد ذکرها أَبو النَّجْم فی الرِّیاض فقال:
تَظَلُّ حِفْرَاهُ من التَّهْدُّلِ
فی رَوْضِ ذَفْراءَ و رُعْلٍ مُخْجِلِ
و رَوْضَهٌ مَذْفُورَهٌ :کثیرَتُهَا أَی الذَّفْرَاءِ ،و نَصُّ الصَّاغانِیّ بخَطِّه،روضَهٌ مَذْفُوراءُ :کَثِیرَهُ الذَّفْرَاءِ .
و الذَّفِرَهُ ،کزَنِخَه:نَبَاتٌ یَنْبُتُ وَسْطَ العُشْبِ ،و هو قَلِیلٌ لیس بشَیءٍ،یَنْبُت فی الجَلَدِ علی عِرْقٍ واحدٍ،له ثَمَرَهٌ صَفْراءُ تُشَاکِلُ الجَعْدَهَ فی رِیحِها.
و خُلَیْدُ بنُ ذَفَرَهَ ،محرَّکهً ،رَوَی عنه سَیْفُ بنُ عُمَرَ فی الفُتوح.
و ذَفِرَانُ ،بکَسْر الفاءِ:وادٍ قُرْبَ وادِی الصَّفراءِ ،و قد جاءَ ذِکْرُه
16- فی حَدِیثِ مَسِیرِهِ إِلی بَدْرٍ: «ثُمَّ صَبَّ فی ذَفِرَانَ ».
هکذا ضَبطوه و فَسَّرُوه، أَو هو تَصْحِیفٌ من ابن إِسحاق لِدَقْرَانَ ،بالدَّال و القَافِ ،نَبَّه علیه الصَّاغَانِیّ (1).
و ذُو الذِّفْرَیْنِ ،بالکسر:أَبو شَمِر بنُ سَلاَمَهَ الحِمْیَرِیّ ، هو بفتح الشِّینِ و کَسْرِ المِیم (2)نَقَله الصَّاغَانیّ .
*و مما یُسْتَدْرک علیه:
رَوْضَهٌ ذَفِرَهٌ :طَیِّبهُ الرِّیح،و فَأْرهٌ ذَفْراءُ کَذلِک.قال الراعِی و ذَکَر إِبِلاً رَعَت العُشْبَ و زَهْرَه و وَرَدَتْ فصَدَرَت عن الماءِ،فکُلَّما صَدَرَت عن الماءِ نَدیَتْ جُلُودُها و فَاحَتْ منها رائِحَهٌ طَیِّبه فقال:
لها فَأْرَهٌ ذَفْرَاءُ کُلَّ عَشِیَّهٍ
کما فَتَقَ الکَافُورَ بالمِسْکِ فاتِقُهْ (3)
و اسْتَذْفَر بالأَمْر:اشتَدَّ عَزْمُه علیه و صَلُبَ له.قال عَدِیُّ بنُ الرِّقَاع:
و استَذْفَرُوا بنَوًی حَذَّاءَ تَقْذِفُهُمْ
إِلی أَقَاصِی نَواهُم ساعَهَ انْطَلَقُوا 3
و استَذْفَرَت المَرْأَهُ :استثْفَرتْ .و ذَفِرَ النَّبْتُ ،کفَرِحَ :کَثُر،عن أَبی حنیفَهَ .و أَنشد:
فی وَرِسٍ من النَّجِیل قد ذَفِرْ
و قال أَبو حَنِیفَه:قال أَعرابِیٌّ :کانت امرأَهٌ من مَوالِی ثَقِیف تَزوَّجَتْ فی غامِدٍ فی بنی کَثِیر،فکانت تَصبُغ ثِیَابَ أَولادِهَا أَبداً صَفْرَاءَ،فسُمُّوا بَنِی ذَفْرَاءَ ،یُرِیدون بذلک صُفْرهَ نَوْرِ الذّفراءِ ،فهم إِلی الیومِ یُعرَفُون ببَنِی ذَفْرَاءَ .
الذِّکْرُ بالکَسْر:الحِفْظُ للشَّیْ ءِ یَذْکُرْه ، کالتَّذْکارِ ، بالفَتْح،و هذه عن الصَّاغَانِیّ ،و هو تَفْعَال من الذِّکْر .
و الذِّکْر : الشَّیْ ءُ یَجْرِی علی اللِّسَانِ ،و منه قولهم: ذَکَرْت لِفُلان حَدِیثَ کَذَا و کَذَا،أَی قُلْتُه له،و لیس من الذِّکْر بعد النِّسیان.و به فُسِّر
17- حَدِیثُ عُمَر رضی اللّه عنه: «ما حَلَفْت بها ذَاکِراً و لا آثِراً». أَی ما تَکلّمتُ بها حَالِفاً.
ذکَرَه یَذْکُره ذِکْراً و ذُکْراً ،الأَخِیرَه عن سِیبَوَیْه.
و قوله تعالی: وَ اُذْکُرُوا ما فِیهِ (4)قال أَبُو إِسحاق:معناه ادْرُسُوا ما فیه.
و قال الراغب فی المُفْردات،و تَبِعَه المُصَنِّف فی البَصَائر: الذِّکْر تارهً یُرَادُ به هَیئَهٌ لِلْنَفْس بها یُمْکِن الإِنْسَانَ أَن یَحْفظَ ما یَقْتَنِیه (5)من المَعْرِفه،و هو کالحِفْظ إِلاّ أَن الحِفْظ یقال اعْتباراً بإِحرَازه،و الذِّکْر یُقَال اعْتِبَاراً باسْتِحْضَارِه،و تارهً یقال لحُضُور الشَّیْ ءِ القَلْب أَو القَوْل.
و لهذه قِیل: الذِّکْر ذِکْرَانِ :بالقَلْب،و باللسان (6).
و أَوردَ ابن غازِی المسیلیّ فی تَفْسِیر قولِهِ تعالی:
اُذْکُرُوا اللّهَ ذِکْراً کَثِیراً (7) الذِّکْر :نَقِیضُه النِّسْیَان،لقوله تعالی: وَ ما أَنْسانِیهُ إِلاَّ الشَّیْطانُ أَنْ أَذْکُرَهُ (8)و النِّسْیَان مَحَلُّه القَلْبُ ،فکَذَا الذِّکْر ،لأَن الضِّدَّیْن یَجِبُ اتِّحَادُ مَحَلِّهما.و قیل:هو ضِدُّ الصَّمْت،مَحَلُّه اللِّسَانُ ،فکذا ضِدُّه.و هذه مُعارضه بَیْن الشَّرِیف التِّلِمسانیّ و ابنِ عَبْدِ السَّلام ذَکَرهَا الغزالیّ فی المَسَالِک و غَیْره،و أَوردَه شیخُنَا مُفصَّلاً.
ص:440
و من المَجاز: الذِّکْر : الصِّیتُ ،قال ابنُ سِیده:یکون فی الخَیْرِ و الشَّرّ، کالذُّکْرَهِ ،بالضَّمّ ،أَی فی نقِیض النِّسیان و فی الصِّیت،لا فی الصِّیتِ وَحْدَه کما زَعَمَه المُصَنِّف، و اعترض علیه.أَما الأَوّل،ففی المُحْکَم: الذِّکر و الذِّکْرَی بالکَسْر:نَقِیضُ النِّسْیَانِ ،و کذلک الذُّکْرَهُ ،قال کَعْبُ بنُ زُهَیْر:
أَنَّی أَلَمَّ بک الخَیَالُ یَطِیفُ
و مَطافُه لک ذُکْرَهٌ و شُعُوفُ
الشُّعُوفُ :الوَلُوعُ بالشیْ ءِ حَتَّی لا یَعْدِلَ عَنْه.
و أَمَّا الثانی فقال أَبو زَیْد فی کتابه الهوشن و البوثن:
یقال:إِنَّ فُلاناً لرَجلٌ لو کان له ذُکْرَه .أَی ذِکْرٌ ،أَی صِیتٌ .
نقله ابنُ سِیدَه.
و من المَجَاز: الذِّکْر : الثَّنَاءُ ،و یکون فی الخَیْر فَقَط ، فهو تَخْصِیصٌ بعد تَعْمِیم و رجلٌ مَذْکُور ،أَی یُثْنَی عَلیه بخَیْر.
و من المَجَاز: الذِّکْر : الشَّرَفُ . و به فُسِّر قولُه تعالی:
وَ إِنَّهُ لَذِکْرٌ لَکَ وَ لِقَوْمِکَ (1)أَی القُرْآن شَرَفٌ لک و لَهُم.
و قَولُه تعالی: وَ رَفَعْنا لَکَ ذِکْرَکَ (2)أَی شَرَفَک.و قیل:
معناه:إِذا ذُکِرْتُ ذُکِرْتَ مَعِی و الذِّکْر : الصلاهُ للّه تَعَالَی و الدُّعاءُ إِلیه و الثَّنَاءُ علیه.و
16- فی الحدیث: «کَانَتِ الأَنبیاءُ عَلَیْهِم السلامُ إِذا حَزَبَهم أَمرٌ فَزِعوا إِلی الذِّکْر ». أَی إِلی الصلاه یَقُومون فیُصَلُّون.و قال أَبو العَبّاس: الذِّکْر :الطَّاعَه و الشُّکْر،و الدُّعَاءُ،و التَّسْبِیح،و قِرَاءَهُ القرآنِ و تَمْجِیدُ اللّه و تَسْبِیحُه و تَهْلیلُه و الثَّناءُ عَلَیْه بجَمِیع مَحامِده.
و الذِّکْرُ : الکِتَابُ الذی فیه تَفْصِیلُ الدِّینِ و وَضْعُ المِلَلِ ،و کُلُّ کِتابٍ من (3)الأَنْبِیَاءِ ذِکْرٌ ،و منه قولُه تعالی:
إِنّا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّکْرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ (4)قال شیخُنا:
و حُمِل علی خُصُوص القُرآنِ وَحْدَه أَیضاً و صُحِّحَ .
و الذِّکْر مِنَ الرّجالِ :القَوِیُّ الشُّجَاعُ الشَّهْم الماضِی فی الأُمور الأَبِیُّ الأَنِفُ ،و هو مَجازٌ.هکذا فی سَائِرالأُصول (5)،و لا أَدْرِی کیف یَکُونُ ذلِک.و مُقْتَضی سِیاق ما فی أُمَّهاتِ اللُّغهِ أَنه فی الرجال و المَطَرِ،و القَول الذَّکَر مُحَرَّکه لا غیر،یقال رَجُلٌ ذَکَرٌ ،و مَطَرٌ ذَکَرٌ و قَوْلٌ ذَکَرٌ .
فلیحقّق ذلک و لا إِخال المُصَنّف إِلاّ خالَفَ أَو سَها،و سبحانَ من لا یَسْهُو،و لم یُنبِّه علیه شیخُنا أَیضاً و هو منه عَجِیب.
و الذَّکَر (6): من المَطَر:الوابِلُ الشَّدِیدُ. قال الفرزْدَقُ :
فرُبَّ رَبِیع بالبَلالِیقِ قد رَعَتْ
بمُسْتَنِّ أَغْیاثٍ بُعَاقٍ ذُکُورُها
و فی الأَساس:أَصابت الأَرضَ ذُکُورُ الأَسْمِیَه؛و هی التی تَجِیءُ بالبَرْد الشَّدِید و بالسَّیْل.و هو مَجاز.
و الذَّکَر (7) مِنَ القَولِ :الصُّلبُ المَتِینُ ،و کذا شِعْر ذَکَرٌ ، أَی فَحْلٌ و هو مَجَاز.
و من المجاز أَیضاً:لِی علی هذا الأَمرِ ذِکْرُ حَقٍّ ، ذِکْرُ الحَقّ ،بالکَسْر: الصَّکُّ ،و الجَمْع ذُکُورُ حُقُوقٍ ،و قیل:
ذُکُورُ حَقٍّ .و علی الثانی اقْتَصَر الزَّمَخْشَرِیّ ،أَی الصُّکُوک.
و ادَّکَرهُ ،و اذَّکَرَه ، و اذْدَکَرَه ،قَلَبوا تاءَ افْتَعَلَ فی هذا مع الذَّال بغیر إِدْغام،قال:
تُنْحِی علی الشَّوْکِ جُرَازاً مِقْضَبَا
و الهَمُّ تُذْرِیه اذْدِکاراً عَجَبَا
قال ابن سِیده:أَمّا اذَّکَرَ و ادّکَرَ فإِبدال إِدغَامٍ ،و هی الذِّکْر و الدِّکر ،لما رَأَوهَا قد انقلبتْ فی ادَّکَر (8)الّذِی هو الفِعْل المَاضی قَلَبُوها فی الذِّکْر الذی هو جَمْع ذِکْره .
و اسْتَذْکَرَه کاذَّکَره ،حَکَی هذِه الأَخیرهَ أَبو عُبَیْد عن أَبِی زَیْد،أَی تَذَکَّرَه . فقال أَبو زَیْد:أَرْتَمْتُ إِذا رَبَطْتَ فی إِصْبَعِه خَیْطاً یَسْتَذْکِر به حاجَتَه.
و أَذْکَرَه إِیَّاه و ذَکَّرَه تَذْکِیراً ، و الاسْمُ الذِّکْرَی ،بالکَسْر.
تَقُولُ ؛ ذَکَّرتُه تَذْکِرَهً ،و ذِکْرَی غَیْرَ مُجْراه،و قولُه تعالی :
ص:441
وَ ذِکْری لِلْمُؤْمِنِینَ (1) الذِّکْرَی : اسمٌ للتَّذْکِیرِ ،أَی أُقِیم مُقَامَه،کما تقول:اتَّقَیْتُ تَقْوَی.قال الفَرَّاءُ:یکون الذِّکْرَی بمَعْنَی الذِّکْر ،و یکون بمعنَی التَّذْکُّرِ (2)،فی قوله تعالی:
وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ اَلذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ (3)و قولُه تعالی فی ص : رَحْمَهً مِنّا وَ ذِکْری لِأُولِی الْأَلْبابِ (4)أَی و عِبْره لَهُم.و قولُه تعالی: یَتَذَکَّرُ الْإِنْسانُ وَ أَنّی لَهُ اَلذِّکْری (5)أَی یَتُوب،و من أَیْن له التَّوْبَه.و قَوْلُه تعالی: ذِکْرَی الدّارِ (6)أَی یُذَکَّرون بالدَّارِ الآخرهِ و یُزَهَّدُون فی الدُّنْیَا ، و یجوز أَن یکون المَعْنَی یُکْثِرُون ذِکْرَ الآخره،کما قَالَه المُصَنِّف فی البَصَائر (7).و قوله تعالی: فَأَنّی لَهُمْ إِذا جاءَتْهُمْ ذِکْراهُمْ (8)أَی فکَیفَ لهم إِذا جَاءَتْهُم السَّاعَه بِذِکْرَاهم و المراد بها تَذَکُّرهم و اتّعاظُهم،أَی لا یَنْفعُهم یَوم القِیامه عند مُشاهَدَهِ الأَهوال.
و یقال:اجعَلْه منک علی ذُکْرٍ ،و ذِکْرٍ ،بمعنًی.و ما زالَ مِنِّی علی ذُکْرٍ ،بالضّمّ ، و یُکْسَر ؛و الضَّمّ أَعْلَی أَی تَذَکُّرٍ .
و قال الفَرَّاءُ: الذِّکْر :ما ذَکَرْتَه بِلِسَانک و أَظْهَرْته.و الذُّکْر بالقَلْب.یقال:ما زَال مِنّی علی ذُکْرٍ ،أَی لم أَنْسَه.و اقتَصر ثَعْلبٌ فی الفَصِیح علی الضَّمِّ .و روَی بعضُ شُرَّاحِه الفَتْح أَیضاً،و هو غَرِیب.قال شارِحُه أَبو جَعْفر اللَّبْلِیّ :یقال:
أَنتَ مِنِّی علی ذُکْرٍ ،بالضَّمّ ،أَی عَلَی بَالٍ ،عن ابْنِ السِّید فی مُثَلَّثِه.قال:و ربما کَسُروا أَوَّلَه.قال الأَخطل:
و کُنْتُمْ إِذا تَنأَوْن عَنَّا تَعَرَّضَتْ
خَیَالاَتُکُمْ أَو بِتُّ منکمْ علی ذِکْرِ
قال أَبُو جَعْفَر:و حَکَی اللُّغَتَیْنِ أَیضاً یَعْقُوب فی الإِصلاح،عن أَبی عُبَیْده،و کذلک حَکَاهُمَا یُونُس فی نَوادِره.و قال ثابِت فی لَحْنه:زَعمَ الأَحْمَرُ أَنَّ الضَّمّ فی ذِکْر هی لُغَه قریش قال:و ذَکْر ،بالفتح أَیضاً،لُغَه.
و حکی ابنُ سِیدَه أَنَّ رَبِیعَهَ تقول:اجعَلْه منک علی دِکْرٍ، بالدال غیر معجمه،و استَضْعَفَها.
و تفسیر المُصَنّف الذِّکْر بالتَّذَکُّر هو الذی جَزَمَ به ابنُ هِشَام اللَّخْمِیّ فی شَرْح الفَصِیح.و مَنْ فَسَّره بالبالِ فإِنَّما فَسَّرَه بالَّلازم،کما قاله شیخُنا.
و رَجلٌ ذَکْرٌ (9)بفَتْح فسکون کما هو مُقْتَضَی اصْطِلاحه، و ذَکُرٌ ،بفتح فَضَمّ ، و ذَکِیرٌ کأَمِیر، و ذِکِّیرٌ ،کسِکِّیت: ذو ذُکْر (10)،أَی صِیتٍ و شُهْرهٍ او افْتِخار،الثّالِثه عن أَبی زَیْد.
و یقال:رَجُل ذَکِیرٌ ،أَی جَیِّدُ الذِّکرِ و الحِفْظِ .
و الذَّکَر ،مُحَرَّکهً : خِلافُ الأُنثَی،ج ذُکُورٌ و ذُکُورَهٌ ، بضَمِّهِما،و هذِه عن الصّاغانِیّ ، و ذِکَارٌ و ذِکَارَهٌ ،بکَسْرِهما، و ذُکْرَانٌ ،بالضَّمّ ، و ذِکَرَهٌ ،کعِنَبه.و قال کُرَاع:لیس فی الکلام فَعَلٌ یُکَسَّر علی فُعُولٍ و فُعْلانٍ إِلا الذَّکَر .
و الذَّکَر ،من الإِنسان:عُضْوٌ معروفٌ ،و هو العَوْفُ ، و هکذا ذَکَرَه الجوهریّ و غیره.قال شیخُنَا:و هو من شَرْحِ الظَّاهِرِ بالغَرِیب، ج ذُکُورٌ ،و مَذَاکِیرُ ،علی غَیْر قِیاسٍ کأَنهم فَرَّقُوا بین الذَّکَر الذی هو الفَحْل و بین الذَّکَرِ الذی هو العُضْو.و قال الأَخفش:هو من الجَمْع الذی لَیْس له وَاحِد،مثل العَبَابِیدِ و الأَبَابِیل.
و فی التهذیب:و جَمْعُه الذِّکَارَهَ (11):و من أَجْله یُسَمَّی ما یَلِیه المَذَاکِیرَ ،و لا یُفْرَد،و إِن أُفرِد فمُذَکَّر (12)،مثل مُقَدَّم و مَقَادِیم.و قال ابنُ سیده:و المَذَاکیر مَنْسُوبَهٌ إِلی الذَّکَر ، واحدها ذَکَرٌ ،و هو من بابِ مَحَاسِنَ وَ مَلاَمِحَ .
و الذَّکَر : أَیْبَسُ الحَدِیدِ و أَجْوَدُه و أَشَدُّه. کالذَّکِیرِ ، کأَمِیر،و هو خِلافُ الأَنِیثِ ،و بذلک یُسَمَّی السَّیْفُ مُذَکَّراً .
و ذَکَرَهُ ذَکْراً ،بالفَتْح:ضَرَبَه علی ذَکَرِه ،علی قِیَاس ما جَاءَ فی هذَا البَاب.
ص:442
و ذَکَرَ فُلاَنهَ ذَکْراً ،بالفَتْح:خَطَبَها أَو تَعَرَّضَ لخِطْبَتِها.
و به فُسِّر
15,1- حَدِیث عَلِیٍّ : «إِنَّ عَلِیًّا یَذْکُر فاطِمَهَ ». أَی یَخْطُبُها، و قیل:یتَعَرَّض لخِطْبَتِها.
و ذَکَرَ حَقَّه ذِکْراً : حَفِظَه و لم یُضَیِّعْه. و به فُسِّر قولُه تعالی: وَ اُذْکُرُوا نِعْمَهَ اللّهِ عَلَیْکُمْ (1)،أَی احْفَظُوهَا و لا تُضَیِّعُوا شُکْرَهَا.کما یقول العَرَبِیّ لصاحِبه: اذْکُرْ حَقِّی علیک،أَی احفظْهُ و لا تُضَیِّعْهُ .
و امرأَهٌ ذَکِرَهٌ ،کفَرِحه، و مُذَکَّرهٌ و مُتَذَکِّرَهٌ ،أَی مُتَشَبِّهَهٌ بالذُّکور . قال بعضهم:«إِیَّاکم و کُلَّ ذَکِرَه مُذَکَّرهٍ ،شَوْهَاءَ فَوْهَاءَ،تُبْطِل الحَقّ بالبُکَاءِ،لا تَأْکُل من قِلَّه،و لا تَعْتَذِر من عِلّه،إِن أَقْبَلتْ أَعْصَفَتْ ،و إِن أَدبَرَتْ أَغْبَرَتْ ».و من ذلک:
ناقهٌ مُذَکَّرَه :مُشَبَّهَه (2)بالجَمَل فی الخَلْق و الخُلُق.قال ذُو الرُّمَّه.
مُذَکَّرَهٌ حَرْفٌ سِنَادٌ یَشُلُّهَا
وَظِیفٌ أَرَحُّ الخَطْوِ ظَمْآنُ سَهْوَقُ
و نَقَل الصَّاغَانیّ :یقال:امرأَهٌ مُذَکَّرهٌ ،إِذا أَشْبَهَتْ فی شَمَائِلها الرَّجُلَ لا فی خِلْقَتِهَا،بخلاف النَّاقَه المُذَکَّرهِ .
و أَذْکَرَت المرأَهُ و غَیرُهَا: وَلَدَت ذَکَراً . و فی الدُّعاءِ للحُبْلَی: أَذْکَرَتْ و أَیْسَرَتْ ،أَی وَلدَت ذَکَراً و یُسِّرَ علیها، و هی مُذْکِرٌ ،إِذا وَلَدتْ ذَکَراً ، و إِذا کان ذلک لها عادهً فهی مِذْکارٌ ،و کذلک الرَّجل أَیضاً مِذْکارٌ .قال رُؤْبه:
إِنَّ تَمِیماً کان قَهْباً مِنْ عَادْ
أَرْأَسَ مِذْکَاراً کثیرَ الأَوْلادْ
و
16- فی الحَدِیث: «إِذا غَلَب ماءُ الرَّجلِ ماءَ المرأَهِ أَذْکَرَا ».
أَی وَلَدَا ذَکَراً ،و
16- فی روایه: «إِذا سَبَقَ ماءُ الرجلِ ماءَ المرأَهِ أَذکرتْ بإِذن اللّه». أَی وَلدَتْه ذَکَراً .و
17- فی حدیث عُمر: «هبِلَت أُمُّه (3).لقد أَذْکَرَت به». أَی جاءَتْ به ذَکَراً جَلْداً.
و الذُّکْرَه ،بالضَّمّ :قِطْعَهٌ من الفُولاذِ تُزَاد فی رأْسِ الفَأْسِ و غیرِه.و یقال ذهبَتْ ذُکْرهُ السَّیْف. الذُّکْرَه من الرَّجُلِ و السَّیفِ :حِدَّتُهُما.و هو مَجَاز.و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّه کان یَطُوف فی لَیْلَه علی نِسَائه و یَغتسل من کلِّ وَاحِدَه منهنّ ،غُسْلاً،فسُئِلَ عن ذلِکَ فقال:إِنَّه أَذْکُر »منه (4). أَی أَحَدُّ.
و ذُکُورَهُ الطِّیبِ و ذِکَارَتُه ،بالکَسْر،و ذُکُورُه : ما یَصْلُح للرِّجال دُونَ النِّسَاءِ،و هو الذی لیس له رَدْعٌ ،أَی لَوْن یَنفُضُ ،کالمِسْک و العُودِ و الکَافُور و الغَالِیَه و الذَّرِیرَه.و
14- فی حدیث عائِشَهَ : «أَنَّه کان یَتَطَیَّب بذِکَارَهِ الطِّیب». و
16- فی حدیثٍ آخرَ: «کانوا یَکْرَهُون المُؤَنَّثَ من الطِّیبِ و لا یَرَوْن بذُکُورَتِه بَأْساً». و هو مَجاز،و المُؤَنَّثُ من الطِّیب کالخَلُوق و الزَّعْفَرَان.
قال الصَّاغَانیّ :و التَّاءُ فی الذُّکُوره لتَأْنِیث الجَمْع،مثلها فی الحُزُونَه و السُّهُولَه.
و من أَمثالهم:« ما اسمُک أَذکُرْهُ »بقطْع الهَمْزِ من أَذکُره (5)،هذا هو المشهور،و فیه الوَصْل أَیضاً فی رِوایَه أُخْرَی،قاله التُّدْمِیریّ فی شَرْح الفَصِیح و معناه إِنْکَارٌ عَلَیْه.
و فی فَصیح ثَعْلَب:و تقول:ما اسمُک أَذْکُرْ ،ترفَعُ الاسْمَ و تجزم أَذْکُر .قال شارحه اللَّبْلِیّ :بقَطْع الهَمْزه من أَذْکُرْ و فَتْحِها،لأَنَّهَا همزهُ المُتَکَلِّم من فِعْل ثلاثیّ ،و جَزْم الراءِ علی جَوَابِ الاسْتِفْهَام.و المَعْنَی:عَرِّفنی باسْمِک أَذْکُرْه ، ثم حُذِفت الجُمْلَهُ الشَّرْطِیَّه استِغناءً عنها لکَثْره الاسْتِعْمَال، و لأَنَّ فِیما أُبْقِیَ دَلِیلاً علیها.و المَثَلُ نقلَه ابنُ هِشَامٍ فی المُغْنی و أَطَال فی إِعرابه و تَوْجِیهه.و نَقَله شَیْخُنا عنه و عن شُرَّاح الفَصِیح ما قَدَّمناه.
و یَذْکُر ،کیَنْصُر:بَطْنٌ من رَبِیعهَ ،و هو أَخو یَقْدُم،ابْنَا عَنَزَهَ بنِ أَسدٍ.
و التَّذْکِیرُ :خِلافُ التَّأْنِیثِ .
و التَّذْکِیرُ : الوَعْظُ ،قال اللّه تَعَالَی فَذَکِّرْ إِنَّما أَنْتَ مُذَکِّرٌ (6).
ص:443
و التَّذْکِیرُ : وَضْعُ الذُّکْرَهِ فی رأْسِ الفَأْسِ و غیرِهِ کالسَّیْف:أَنْشَد ثَعْلَب:
صَمْصَامَهٌ ذَکَّرَه مُذَکِّرُهْ
یُطَبِّق العَظْمَ و لا یُکَسِّرُهْ
و المُذَکَّرُ من السیفِ کمُعَظَّم: ذُو الماءِ ،و هو مَجَاز.
و یقال:سَیْفٌ مُذَکَّرٌ :شَفْرَتُه حَدیدٌ ذَکَرٌ ،و مَتْنُه أَنِیثُ ،یقول النَّاس:إِنَّه من عَمَل الجِنّ .و قال الأَصْمعیّ : المُذَکَّرَهُ (1)هی السُّیوف شَفَراتُها حَدِیدٌ و وَصْفُهَا کذلِک.
و من المَجَازِ: المُذَکَّر من الأَیّامِ :الشَّدِیدُ الصَّعْبُ . قَال لَبِید:
فإِنْ کُنْتِ تَبْغِینَ الکِرَامَ فأَعْوِلِی
أَبا حَازِمٍ فی کُلّ یَومٍ مُذَکَّرِ
و قال الزمخشریّ :یومٌ مَذَکَّرٌ :قد اشتَدَّ فیه القِتَالُ ، کالمُذْکِرِ ،کمُحْسِنِ ،و هو أَی المُذْکِر کمُحْسِن: المَخُوفُ من الطُّرُق. یقال:طَرِیقٌ مُذکرٌ (2)أَی مَخُوفٌ صَعْبٌ .
و المُذْکِر (3) الشَّدِیدهُ من الدّواهِی. و یقال:دَاهِیَه مُذْکِرٌ ، لا یَقُوم لها إِلاَّ ذُکْرَانُ الرِّجَالِ .قال الجَعْدیّ :
و داهِیَهٍ عَمْیَاءَ صَمَّاءَ مُذکِرٍ
تَدُرّ بسَمٍّ فی دَمٍ یتَحَلَّبُ
کالمُذَکَّرَه ،کمُعَظَّمه ،نقله الصَّاغَانِیّ .
قال الزَّمَخْشَرِیّ :و العَرب تَکْرَه أَن تُنْتج النَّاقَهُ ذَکَراً ، فضَربوا الإِذکارَ مَثَلاً لکُلّ مَکْرُوه.
و قال الأَصمَعِیّ : فَلاَهٌ مِذْکارٌ :ذَاتُ أَهْوالٍ . و قال مَرَّهً :
لا یَسلُکها (4)إِلاّ ذُکُورُ الرِّجالِ .
و التَّذْکِرَهُ :ما یُسْتَذْکَرُ بِه الحاجهُ ،و هو من الدّلاله و الأَماره،و قوله تعالی: فَتُذَکِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْری (5)قِیلَ :
معناه تُعِید ذِکْرَه .و قیل:جعلها ذَکَراً فی الحُکْم. و الذُّکَّارهُ ،کرُمَّانه:فُحّالُ النَّخْل.
و الاستِذْکارُ :الدِّرَاسَهُ و الحِفْظُ ،هکذا فی النُّسخ.
و الذی فی أُمَّهَات اللغه:الدِّرَاسه للحِفظ .و استَذْکَرَ الشَّیْ ءَ:دَرَسَه للذِّکر .و منه
16- الحدیث: « استَذْکِرُوا القرآنَ فلَهُو أَشَدُّ تَفصِّیاً من صُدُورِ الرجالِ من النَّعَم من عُقُلِها».
و من المَجَاز: ناقهٌ مُذَکَّرهُ الثُّنْیَا،أَی عَظِیمهُ الرّأْسِ کرَأْس الجَمل،و إِنما خصّ الرَّأْس لأَنّ رأْسَها مِمّا یُسْتَثْنَی فی القِمَارِ لبائِعِهَا.
و سَمَّوْا ذَاکِراً و مَذْکَراً کمَسْکَنٍ ،فمن ذلِک، ذاکِرُ بنُ کامِلِ بن أَبی غالبٍ الخُفاف الظَّفرِیّ ،مُحَدِّث.
و
16- فی الحدیث: « القُرآنُ ذَکَرٌ فذَکِّرُوهُ » . أَی جَلِیلٌ نَبِیهٌ خَطِیرٌ فأَجِلُّوه و اعْرِفُوا له ذلک و صِفُوه به ،هذا هو المَشْهُور فی تَأْویله. أَو إِذا اخْتَلَفْتُم فی الیاءِ و التَّاءِ فاکْتُبُوه بالیَاءِ،کما صرَّحَ به سیِّدنا عبد اللّه بنُ مَسْعُود،رَضِی اللّه تعالی عَنْه.
و علی الوَجْه الأَول اقتَصَر المصنّف فی البَصائِر.و مِن ذلِک أَیضاً قولُ الإِمام الشَّافِعِیّ :«العِلْم ذَکَرٌ لا یُحِبُّه إِلاّ ذُکُورُ الرِّجال»،أَوردَه الغَزَالِیّ فی الإِحْیاءِ.
*و مما یُسْتَدرک علیه:
استَذْکَر الرَّجلُ :أَرْتَمَ .
و یقال:کَم الذِّکرَه (6)مِن وَلَدک،بالضمّ أَی الذُّکور .
و
17- فی حدیث طارقٍ مَوْلَی عُثْمَان: قال لابن الزُّبیْرِ حِین صُرع:«و اللّه ما وَلَدَت النِّسَاءُ أَذْکَرَ منْک». یعنِی شَهْماً ماضِیاً فی الأُمور،و هو مَجاز.
و ذُکُورُ العُشْبِ :ما غَلُظَ و خَشُنَ .
و أَرضٌ مِذْکارٌ :تُنْبِت ذُکُورَ العُشْبِ .و قیل:هی التی لا تُنْبِت.و الأَوّل أَکثرُ.قال کَعْب:
و عَرَفْتُ أَنِّی مُصبِحٌ بمَضِیعَهٍ
غَبْراءَ یَعْزِفُ جِنُّهَا مِذْکارِ
و قال الأَصمَعِیُّ :فَلاَهٌ مُذْکِرٌ :تُنْبِت ذُکورَ البَقْلِ .و ذُکُورُ البَقْلِ :ما غَلُظَ منه و إِلی المَرَارَه هو،کما أَنَّ أَحرَارَها ما رَقَّ منه و طَابَ .
ص:444
و قَولُه تعالی: وَ لَذِکْرُ اللّهِ أَکْبَرُ (1)فیه وَجْهانِ :أَحدُهما أَنَّ ذِکْرَ اللّه تعالی إِذا ذَکَرَهُ العَبْدُ خَیْرٌ للعَبْد من ذِکْر العَبْدِ للعَبْدِ.
و الوَجْهُ الآخَرُ أَنَّ ذِکْرَ اللّه یَنْهَی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْکَرِ أَکْثَرَ (2)مما تَنْهَی الصّلاه.
و قال الفَرَّاءُ فی قَوْله تعالی: سَمِعْنا فَتًی یَذْکُرُهُمْ (3).
و فی قوله تعالی: أَ هذَا الَّذِی یَذْکُرُ آلِهَتَکُمْ (4)قال:یُرِید یَعِیبُ آلِهتَکم.قال:و أَنت قَائِل لرَجُل:لئن ذکَرْتَنِی لتَنْدَمَنَّ ،و أَنْت تُرِید:بسُوءٍ،فیجوز ذلک.قال عنتره:
لا تَذْکُرِی فَرَسِی و ما أَطْعَمْتُه
فیَکون جِلْدُکِ مثْلَ جِلْدِ الأَجْرَبِ
أَراد:لا تَعِیبِی مُهْرِی.فجعلَ الذِّکْر عَیْباً.
قال أَبو منصور:أَنکَر أَبُو الهَیْثَم (5)أَن یکون الذِّکْرُ عَیْباً.
و قال فی قول عَنْتَره:أَی لا تُولَعِی بِذِکْره و ذِکْرِ إِیثارِی إِیّاه باللَّبَن دُونَ العِیَال (6).و قال الزَّجّاج نَحْواً من قول الفَرَّاءِ، قال:و یُقَال:فلانٌ یَذْکُر النَّاسَ ،أَی یَغْتَابُهم،و یَذْکُر عُیُوبَهم.
و فلانٌ یَذْکُر اللّه،أَی یَصِفُه بالعَظَمَه و یُثْنِی علیه و یُوَحِّده.
و إِنما یُحذَف مع الذِّکْر ما عُقِلَ مَعْنَاه.
و قال ابنُ دُرَیْد:و أَحسَب أَن بعضَ العَرَب یُسَمِّی السِّمَاکَ الرامِحَ : الذَّکَرَ .
و الحُصُنُ : ذُکُورَهُ الخَیْلِ و ذِکَارَتُها .
و سَیفٌ ذُو ذَکَرٍ (7)،أَی صارِمٌ .و رجُلٌ (8)ذَکِیرٌ ،کأَمِیرٍ:
أَنِفٌ أَبِیٌّ .
و
17- فی حدیث عائشهَ رضی اللّه عنها: «ثم جَلَسوا عندَ المَذَاکرِ (9)حتَّی بَدَا حاجِبُ الشَّمس». المَذَاکِر :جمْع مَذْکَر ، مَوضع الذِّکْر ،کأَنَّهَا أَرادَت:عِنْد الرُّکْن الأَسْوَدِ أَو الحِجْر.
و قولُه تَعالی: لَمْ یَکُنْ شَیْئاً مَذْکُوراً (10)أَی مَوْجُوداً بذَاتِه و إِن کان مَوجُوداً فِی عِلْم اللّه.
و رَجلٌ ذَکَّارٌ ،ککَتَّانٍ :کَثِیرُ الذِّکْر للّهِ تَعَالی.
و سَمَّوا مَذْکُوراً .
الذَّمِرُ ککَبِدٍ و کِبْدٍ أَی بکَسْر فَسُکُون، و الذَّمِیر ، مثل أَمِیر،و الذِّمِرُّ ،مثل فِلِزٍّ :الرَّجلُ الشُّجَاعُ جَمْع الکُلّ غیْرَ الأَخِیر أَذْمَارٌ ،و جَمْع الذِّمِرْ الذِّمِرُّون ، و الاسم الذَّمارهُ ، بالفتح، و قیل: الذِّمِرُّ هو الشُّجاع المُنْکَر.و قیل:المُنْکَر الشَّدِیدُ.و قیل:هو الظَّریفُ اللَّبیبُ المعْوانُ .
و الذِّمْر ، بالکَسْرِ:من أَسماءِ الدَّواهِی، کالذُّمائِرِ ، بالضَمَ ،و هو الشَّدِید المُنْکَر.
و الذَّمْرُ بالفَتْحِ : المَلامَهُ و الحَضُّ معاً، و التَّهدُّد و الغَضَب و التَّشْجِیع.
و
1- فی حَدیث عَلِیّ : «أَلاَ و إِن الشیطانَ قد ذمَرَ (11)حِزْبَه».
أَی حَضَّهم و شَجَّعَهم.
ذمَرَه یَذْمُرُه ذَمْراً :لامَه و حَضَّه و حَثَّه.
و
17- فی حَدِیث آخَرَ: «و أُمُّ أَیْمَن تَذْمُر (12)و تَصْخَب». أَی تغضب.
و
17- فی حدیثٍ آخَرَ: «جاءَ عُمَر، ذامراً ». أَی مُتَهَدِّداً.
و الذَّمْرُ : زَأْرُ الأَسَدِ ،و قد ذَمَرَ ،إِذَا زَأَرَ.
و الذِّمَارُ ،بالکَسْر ، ذِمَارُ الرَّجُلِ ،و هو کُلُّ ما یَلْزَمُک حفْظُه و حِیَاطَتُه و حِمَایَتُه ،و إِن ضَیَّعه لَزِمَه اللَّوْمُ .و یقال:
الذِّمَار :ما وَرَاءَ الرَّجُلِ ممّا یَحِقُّ علیه أَن یَحْمِیَه،لأَنهم:
قالوا:حَامِی الذِّمَارِ ،کما قالُوا:حَامِی الحَقِیقَهِ .و سُمِّیَ ذِمَاراً لأَنّه یَجِب علی أَهْله التَّذَمُّرُ له،و سُمِّیَت حقِیقَهً لأَنَّه یَحِقُّ علی أَهلِهَا الدّفْعُ عنها.
ص:445
و تَذَمَّرَ هو: لاَمَ نَفْسَه علی فائِتٍ ،جاءَ مُطاوِعُه علی غَیْرِ الفِعْل،و هو أَن یَفْعل الرَّجلُ فِعْلاً لا یُبَالِغ فی نِکَایَهِ العَدُوّ، فهو یتَذَمَّر أَی یَلُومُ نَفْسَه و یُعَاتِبُها کی یجِدَّ فی الأَمْرِ،و فی الصّحاح:و أَقْبَل فلانٌ یَتَذَمَّر ،کأَنَّه یَلُوم نفْسَه علی فائِت.
و
16- فی الحدیث: «فخَرَجَ یَتَذَمَّر ». أَی یُعاتِب نَفْسَه و یَلُومُها علی فَوَاتِ الذِّمَارِ .
و فی الأَساس:و أَقْبَلَ یَتَذَمَّر :یَلومُ نَفْسَه علی التَّفْرِیط [فی فِعْله و هو] (1)یُنَشِّطها لئلاّ تُفرِّطَ ثانِیهً .و فُلانٌ یَتَذَمَّمُ و یَتَذَمَّر .
و تَذَمَّرَ ،إِذا تَغَضَّب. یقال:سَمِعْت له تَذَمُّراً .أَی تَغَضُّباً.
و ظَلَّ فُلانٌ یَتَذَمَّر عَلَیْه ،إِذا تَنَکَّرَ له و أَوْعَده. و أَمّا ما
16- جاءَ فی حَدِیثِ مُوسی علیهِ السَّلام: «أَنه کان یَتَذَمَّر علی رَبِّه».
فمعناه یَجْتَرِئ علیه و یَرْفَع صَوْتَه فی عِتَابه.
و المُذَمَّر ،کمُعَظَّم:القَفَا ،و قیل:هما عَظْمَان فی أَصْلِ القَفَا،و هو الذِّفْرَی،و قیل:الکاهِل.
17- قال ابنُ مَسْعُود: «انتَهَیْتُ یومَ بَدْرٍ إِلی أَبی جَهْل و هو صَرِیعٌ ، فوضَعْت رِجْلی فی مُذَمَّرِه .فقال:یا رُوَیْعِیَ الغَنَمِ ،لقد ارتَقَیْتَ مُرْتَقًی صَعْباً.قال:فاحتَزَزْت رأْسَه». قال الأَصمعیّ : المُذَمَّر هو الکَاهلُ و العُنُق و ما حَولَه إِلی الذِّفْرَی: و هو الذی یُذَمِّره المُذَمِّرُ ، کمُحَدِّثٍ ،و ذَمَرَه یَذْمُرُه و ذَمَّرَه لَمَسَ مُذَمَّرَه .
و المُذَمِّر : مَنْ یُدْخِلُ یَدَه فی حیاءِ النَّاقَهِ لیَنْظُر أَذکَرٌ جَنِینُها أَم لا (2)،سُمِّیَ بذلک لأنه یَضَعُ یَدَه علی ذلک المَوْضع فیَعْرِفه.و فی المُحْکَم:لأَنه یَلْمِس مُذَمَّرَه فیَعرف ما هُوَ،و هو التَّذْمِیرُ .قال الکُمَیْت:
و قال المُذَمِّرُ للنَّاتِجِینَ
مَتَی ذُمِّرَتْ قَبْلِیَ الأَرجُلُ
یقول:إِنَّ التَّذْمیرَ إِنَّمَا هو فِی الأَعْنَاقِ لا فی الأَرجل.
و هذا مَثَلٌ لأَنَّ التَّذْمِیر لا یَکونُ إِلاّ فی الرَّأْسِ ،و ذلک أَنه یَلمِس لَحْیَیَ الجَنِینِ .فإِن کانَا غَلِیظَیْنِ کَان فَحْلاً،و إِن کانَارَقِیقَیْن کان ناقَهً ،فإِذا ذُمِّرَت الرِّجْلُ فالأَمْر مُنْقَلِبٌ .و قال ذو الرُّمَّه:
حَرَاجِیجُ قُودٌ ذَمَّرَتْ فی نِتَاجِها
بنَاحِیهِ الشِّحْرِ الغُرَیْرُ و شَدْقَمِ
یعنی أَنها من إِبلِ هؤلاءِ،فهم یُذَمِّرُونَهَا .
و ذَمَار ، کسَحاب ،فتُعرَب، أَو قَطامِ ،فتُبْنَی،لأَن لاَمَها راءٌ،أَو تُعْرَب إِعرابَ ما لا یَنْصَرف.و قال شیخُنَا نَقلاً عن بَعْضِ الفُضَلاءِ:الأَشْهَر فی ذَمَار فتحُ ذالِهَا،فتُبْنَی کوَبَارِ،أَو تُعْرَب بالصَّرف و تَرْکه،و حَکَی بَعْضٌ کَسْرَهَا، فتُعْرب بالوَجْهَیْن،قُلتُ :و حَکَی بعضُهُم إِهْمَالَ الذّال أَیضاً (3): ه بالیَمَن، عَلَی مَرْحَلَتَیْن من صَنْعَاءَ ،علی طریقٍ المُتَوجِّه من زَبِیدَ إِلیها،و هی الآن مدینه عامرهٌ کبیرهٌ ذاتُ قُصورٍ و أَبْنِیهٍ فاخِرَهٍ و مَدَارِسِ عِلْمٍ ،و خَرَجَ مِنْهَا فُقَهَاءُ و مُحَدِّثون، سُمِّیَتْ بقَیْل من أَقْیَالِ الیمنِ یقال إِنّه شَمِرُ بنُ الأُملوکِ الذی بَنَی سَمَرْقَنْدَ.و قیل غیرُ ذلک.و قیل:إِن ذَمَار اسمُ صَنْعَاءَ.قاله ابنُ أَسْوَد،قال:و صَنْعَاءُ کلمهٌ حَبَشِیّه معناه وَثِیقٌ حَصِینٌ .و یَشْهَد له مَا فِی اللِّسَان و غَیْره:کَشفَت الرِّیح عن مِنْبَرِ هُودٍ علیه السلامُ و هو مِنَ الذَّهَب مُرَصَّع بالدُّرِّ و الیَاقُوت،و عن یمینه من الجَزْع الأَحمرِ مکتوب بالمُسْنَد-و عباره اللسان:هَدَمَتْهَا قُریْشٌ فی الجاهلیّه فوُجِدَ فی أَساسها (4)حَجَرٌ مکتوبٌ فیه بالمُسْنَد-:لِمَن مُلْکُ ذَمَار ، لحِمْیر الأَخیْار،لمَن مُلْک ذَمَار ،للحَبَشَه الأَشْرَار،لمَنْ مُلْک ذَمَار لفارِسَ الأَحْرَار،لمن مُلْک ذَمَار لقُرَیْش التُّجَّار.
و ذَمُورَانُ و دَالاَنُ (5)،و فی بعض النُّسخ دَلاَن: قَریتانِ بِقُرْبِهَا،یقال فیما نُقِل: لیسَ بأَرْضِ الیَمَنِ أَحْسَنُ وُجُوهاً من نِسَائِهِمَا ،قلت:و الأَمْر کما ذُکِر،و یُضاهِیهما فی الجَمَال وَادِی الحُصَیْب الذی هو وَادِی زَبِیدَ،حَرَسَه اللّه تعالی،و قد تقدّم للمُصَنِّف شیْ ءٌ من ذلک فی حَرْفِ المُوَحَّدَه.
ص:446
و ذَمَرْمَرُ ،کسَفَرْجَل: حِصْنٌ بصَنْعَاء الیَمَنِ ،و فیه یَقولُ السَّیِّد صلاحُ بن أَحمَدَ الوَزِیرِیّ من شُعَرَاءِ الیَمَن:
للّه أَیّامِی بذِی مَرْمَرٍ
و طِیبُ أَوْقاتِی برَبْعِ الغِرَاسْ
و الشَّمْلُ مَجْمُوعٌ بمن أَرتَضِی
و السِّرُّ فیه السِّرُّ و النّاسُ ناسْ
و الجِنْس مَنْظومٌ إِلی جِنْسِه
و أَفضَلُ النَّظْمِ الجِنَاسْ
و الذَّمِیرُ ،کأَمِیر:الرّجلُ الحَسَنُ الخلقِ .
و التَّذْمِیرُ :تَقدیرُ الأَمرِ و تَحْزِیرُه.
و التَّذَامُرُ :التَّحَاضُّ علی القِتَالِ . و القَوْمُ یَتذَامَرون ،أَی یَحُضُّ بعضُهُم بَعْضاً علی الجِد فی القِتَال،و منه قوله:
یَتَذَامَرُونَ کَرَرْتُ غَیرَ مُذَمَّمِ
و قد یَجِیءُ بمَعْنَی التَّلاَوُمِ ،و منه
16- حَدِیثُ صَلاَهِ الخَوْفِ :
« فتَذامَرَ المُشْرِکُون و قَالُوا:هَلاَّ کُنَّا حَمَلْنا علیهم و هم فی الصَّلاه». أَی تَلاَوَموا علی تَرْک الفُرْصَه.
و الذَّمِرَهُ کزَنِخَه:الصَّوتُ .
و الذَّیْمُرِیُّ ،بضَمّ المِیمِ : الرَّجُل الحَدِیدُ الطَّبْعِ العَلِقُ ، ککَتِف،یَتَعَلَّق بالأُمُور و یُعانِیهَا.
و من المَجَاز، یُقَالُ للأَمْرِ.إِذا اشْتَدَّ:بَلَغَ المُذَمَّرَ (1)، کمُعَظَّم،کقولهم بَلَغَ المُخَنَّقَ .
*و مما یُستَدْرک علیه:
عن أَبی عَمْرٍو: الذِّمَار بالکَسْر:الحَرَمُ ،و الأَهْلُ ، و الحَوْزَه.و الحَشَمُ و الأَنسابُ ،و یُفْتَح.و
16- فی حدیثَ الفَتْح:
«حَبَّذَا یَومُ الذِّمار ». یرید الحَرْب،و قیل:الهَلاک.و قیل:
الغَضَب.کذا فی التَّوْشِیح.
و ذَمَارِ :اسمُ فِعْلٍ کَنزَالِ ،من ذَمَرْتُ الرَّجلَ ،إِذا حَرَّضْتُه علی الحَرْب،استدرکَه شیخُنَا نَقلاً عن السُّهَیْلیّ فی الرَّوْض.و ذَوْمَرٌ :اسمٌ ،عن ابن دُرَیْد.
اذْمَقَرَّ اللَّبَنُ و امْذَقَرَّ،إِذَ تَفَلَّقَ و تَقَطَّع. و الأَوّل أَعرَفُ ،و کذلک الدَّمُ ،کذا فی اللِّسَان.
الذُّورُ ،بالضَّمِّ :التُّرابُ .
و الذُّورَه ، بهاءٍ:قُدَّامُ حَوْصَلَهِ الطائِرِ یَحْمِلُ فیها الماءَ، ج، ذُوَرٌ ،کصُرَدٍ.
و ذُرْتُه أَذُورُه ،متعدِّیاً بنَفْسِه، و أَذَرْتُه ،بالهَمْزه،أَی ذَعَرْتُه و خَوَّفْته.قال الصَّاغَانِیّ :و الأَصل الهَمْز.
و یقال: ما أَعطاهُ ذَوَرْوَراً ،کسَفَرْجَل، أَی شَیْئاً قلیلاً، و کذلک حَوَرْوَراً و حَبَرْبَراً.
و ذَوْرَهُ (2):ع بناحیهِ حَرَّهِ بَنِی سُلَیْم،و هو جَبَلٌ ،و قیل:
واد مُفْرِغَ علی نَخْلٍ .
*و مما یستدرک علیه:
رَجُلٌ مَذْوَرَانِیّ (3)،أَی مَذْعُورٌ.
ذَهِرَ فُوهُ ،کفَرِحَ :اسْوَدَّت أَسْنَانُه ،فهو ذَهِرٌ و کذلک نَوْرُ الحَوْذَانِ إِذا اسوَدَّ،قال:
کأَنَّ فاهُ ذَهِرُ الحَوْذَانِ
و الحَوْذَانُ :نَبْتٌ مَعْرُوف.
الذِّیَارُ ،ککِتَابٍ : الذِّئَارُ ،أَی هما لُغَتَانِ ،بالیَاءِ و بالهَمْز،و هو البَعَرُ،و قیل:البَعرُ الرَّطْبُ یُضَمَّد به الإِحْلِیلُ و أَخْلاَفُ النَّاقَهِ ذاتِ اللَّبَنِ .
و ذَیَّرَ الأَطْبَاءَ تَذْیِیراً : لَطَخَها بالذَّیارِ :بالبَعرِ الرَّطْبِ لکیلاَ یَرْضَعَها الفَصِیلُ .و أَنشَدَ اللَّیْثُ :
غَدَتْ و هی مَحْشُوکَهٌ حافِلٌ
فَرَاحَ الذِّیَارُ علیها صَحِیحَا
و ذَیَّرَ النَّاقَهَ :صَرَّها لِئَلاَّ یُؤَثِّر فیها التَّوَادِی ،أَی من الصِّرار،جمع تَوْدِیَه،و هی الخَشبَه التی یُشَدُّ بها خِلْفُ النَّاقَه،أَو لِکَیْلا یَرْضَعَها الفَصِیلُ ،حکاه اللِّحْیَانِیّ .
ص:447
و أَنشد الکِسَائِیّ :
قدْ غاثَ رَبُّک هذا الخَلْقَ کُلَّهُمُ
بعَامِ خِصْبٍ فَعاشَ النَّاسُ و النَّعَمُ
و أَبْهَلُوا سَرْحَهَمْ مِن غَیْرِ تَوْدِیَهٍ
و لا ذِیَارٍ و ماتَ الفَقْرُ و العَدَمُ
أَو السِّرْقِینُ قَبْلَ الخَلْطِ بالتُّرابِ یُسَمَّی خُثَّه ،بضم الخَاءِ المُعْجَمَه و تَشْدِید المُثَلَّثَهِ ، فإِذا خُلِطَ فهو ذِیرَهٌ ،بالکَسْر، فإِذا طُلِیَ به علی الأَطْباءِ فهو ذِیَارٌ . و هذا التَّفْصِیل عن اللّیْث.
و ذَارَه یَذَارُهُ :کَرِهَه ،و الأَشْبهُ أَن یکون هذا وَاوِیًّا، فالمُناسب ذِکْرُه فی ذور.
و ذُیِّر فُوهُ تَذیِیراً :اسْوَدَّت أَسنانُه ،قاله اللَّیْثُ .
الرَّیْرُ ،بفَتْح فسُکُون: المَاءُ یَخرُجُ من فَمِ الصَّبِیّ .
و قال اللِّحْیَانیّ : الرَّیْر : الذِی کان شَحْماً فی العِظَامِ ثمّ صارَ ماءً أَسودَ رَقیقاً ،قال الراجز:
و السَّاقُ منِّی بادِیَاتُ الرَّیْرِ (1)
أَی أَنا ظاهِرُ الهُزَالِ ،لأَنه دَقَّ عَظْمُه و رَقَّ جِلْدُه فظَهرَ مُخُّه.
أَو الرَّیْر : الذَّائِبُ من المُخّ ،الفاسِدُ من الهُزَال، کالرِّیرِ ،بالکَسْر، و الرَّارِ یقال:مُخٌّ رَارٌ و رَیْرٌ و رِیرٌ ،أَی ذائِبٌ .و قال أَبو عَمْرو:مُخٌّ رِیرٌ و رَیْرٌ ،للرَّقیق.و
17- فی حدیث خُزَیْمَهَ : و ذَکَرَ السَّنَهَ فقالِ :«تَرکَتِ المُخَّ رَاراً ». أَی ذائِباً رَقِیقاً،للهزال و شدَّه الجَدْب.
و رِیرَ القَوْمُ :أَخْصَبُوا، کرُیِّرُوا ،بالتَّشْدِید.
و رَارَ الرَّجُلُ و أَرارَ اللّه مُخَّه:رَقَّقَه ،و کذا أَرَارَه الهُزال.
و رَیَّرُوا ،أَی القَوْمُ و المالُ : غَلَبَهُم السِّمَنُ من الخِصْب، کرُیِّرُوا ،بالضَّم، و رُیِّرَت البِلاَدُ:أَخْصَبَت،و رَیَّرَت أَولادُ المالِ :سَمِنُوا حتی عَجَزُوا عن الحَرَکَهِ و تَثاقَلُوا.
و الرّائِرَهُ :الشَّحْمَهُ تکونُ فی الرُّکْبَهِ طَیِّبَهً ،کالمُخِّ ،قاله الفَرَّاءُ.و أَنشدَ:
کرَائِرَهِ النَّعَامَهِ لوْ یُدَاوَی
بِرَیَّا نَشْرِهَا بَرَأَ السَّقِیمُ
وَ رَارَانُ ،کسَاسَانَ : ه بأَصفَهانَ (2)،منه ،کذا فی النُّسْخ.
و الصَّواب منها زیدُ بنُ ثابتٍ ،کذا فی النُّسَخ:و الصّواب بَدْرُ (3)بنُ ثابِت بن رَوْح بن محمّد الرّارَانِیّ الأَصْبَهَانیّ الصُّوفیّ .کُنیتُه أَبو الرَّجاءِ،عن جَدِّه،مات سنه 532 و جَدُّه هو أَبو طَاهِرٍ رَوْحُ بن محمّد بن عبد الواحد بن العَبّاس الصُّوفیّ ،عن أَبی الحَسَن عَلِیّ بن أَحْمَدَ الجُرْجَانِیّ ،و عنه أَبُو القاسم هِبَهُ اللّه بن عبد الوارث الشِّیرازِیّ و غیره،مات سنه 491 و ابنُه خَلِیل بن أَبِی الرَّجاءِ بَدْرٍ،سمعَ الحَدَّادَ، و عنه ابنُ خَلِیل،و ابنُه مُحَمَّد بنُ خَلِیل. و ابنُ أَخِیه محمّدُ بنُ محمّدِ بنِ بَدْرٍ ،عن غانِم بن أَحمدَ الجلودیّ ، المحدِّثون.
*و مما یستدرک علیه:
رَارَانُ (4):مَحلّه ببُرُوجِرْدَ.منها أبو النَّجْمِ بَدرُ (5)بن صالحٍ الصَّیْدلانیّ البُرُوجِرْدِیّ الرّارَانِیّ (6)،تَفَقَّهَ ببغداد علی الکِیَا الهَرّاسیّ ،و سَمع و حَدَّثَ و مات سنه 547 قاله الذَّهَبِیّ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
رَاوَرُ ،کشَاوَر:مدینهٌ کَبِیرهٌ بالسِّند،فتَحها محمّد بن القاسم الثّقفیّ ابنُ أَخِی الحَجَّاج بن یوسف (7).
رِیشَهْرُ ،بکَسْر الراءِ و فَتْح الشِّین المُعْجَمَه ، أَهمَلَه الجَمَاعَه،و هو د،بخُوزِسْتَانَ ،جاءَ ذِکْرُه فی الفُتُوح.
ص:448
الزّأْرُ و الزَّئِیرُ :صَوْتُ الأَسَدِ من صَدْرِهِ ، کالتَّزَوُّرِ ،علی تَفَعُّل.قِیل لابْنهِ الخُسِّ :أَیُّ الفِحَالِ أَحمَدُ؟قالت:أَحْمَر ضِرْغَامَه،شَدِیدُ الزَّئیر ،قَلِیلُ الهَدِیر.
و
16- فی الحدِیث: «فسَمِع زَئِیرَ الأَسَدِ. قال ابنُ الأَثیر: الزَّئِیر :
صَوْتُ الأَسَدِ فی صَدْره.
و قد زَأَرَ کضَرَب و منَع و سَمِع یَزْئِرُ و یَزْأَرُ زَأْراً و زَئِیراً :
صاح و غَضِبَ .و قد ذکرَ الجَوْهَرِیّ الأُولَی و الثّانیه،و الثّالثه نَقَلَها الصَّاغَانِیّ ،و کذلک تَزَأَّرَ الأَسَدُ. وَ أَزْأَرَ ،فهو زَائِرٌ و زَئِرٌ ،ککَتِفٍ و مُزْئِرٌ ،کمُحسِن.قال الشاعر:
ما مُخْدِرٌ حَرِبٌ مُسْتَأْسِدٌ أَسِدٌ
ضُبَارِمٌ خَادِرٌ ذُو صَوْلَهٍ زَئِرُ
و من المَجاز: زَأَرَ الفَحْلُ :رَدَّدَ صَوْتَه فی جَوْفِه ثمّ مَدَّه ، و قیل زَأَرَ الفَحْلُ فی هَدِیرِه یَزْئِر ،إِذا أَوْعَدَ.قال رُؤْبَهُ :
یَجْمَعْنَ زَأْراً و هَدِیراً مَحْضَا
و الزَّأْرَهُ :الأَجَمَهُ . أَصلُه الهَمْزَه یقال:أبو الحارِث مَرْزُبانُ الزَّأْرَه ،أَی رئیس الأَجَمه و مُقَدَّمُها.
و الزأْرَهُ (1): کُورَهٌ بالصَّعِید.و الزَّأْره : ه بأَطْرَابُلُسِ الغَرْبِ منها إِبراهِیم الزَّارِیّ ،هکذا ضَبَطَه السِّلفَیّ .
و الزَّأْرَهُ : ه کَبِیرَه بالبَحْرَینِ لعَبْدِ القَیْس و بها عَینٌ مَعْرُوفَهٌ یُقَال لها عَیْنُ الزَّأْرَهِ ،قاله أَبو مَنْصُور.و قیل:مَرْزُبَانُ الزَّأْرَهِ (2)کان منها،و له حدیثٌ معروف.
*و مما یستدرک علیه:
زَأْرَهُ :حَیٌّ من أَزْدِ السَّرَاه (3).
و قال ابنُ الأَعْرَابیّ : الزَّئِرُ من الرِّجال:الغَضْبانُ المُقاطِعُ لِصاحِبه.
و قال أَبو مَنْصُور: الزَّایِرُ (4):الغَضْبان و أَصلُه الهَمْز. زأَر الأَسَدُ فهو زَائِر ،و یقال للعدوِّ زائرٌ ،و هم الزَّائِرون .و قال عَنْتَرهُ :
حَلَّت بأَرْضِ الزَّائِرِین فأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَلیَّ طِلاَبُهَا ابْنَهُ مَخْرَمِ
قال بعضهم:أَرادَ أَنَّهَا حَلَّتْ بأَرض الأَعْداءِ.
و قال ابنُ الأَعرابیّ : الزائِر :الغَضْبانُ ،بالهمز،و الزایِرُ :
الحَبِیب.قال:و بیت عَنْتَره یُرْوَی بالوَجْهَیْن،فمَنْ هَمَز أَرادَ الأَعداءَ،و مَنْ لم یهمز أَرادَ الأَحبابَ .
و سَمِعَ زَئِیرَ الحَرْبِ فَطَار إِلیها،و هو مَجاز.
و لفلانٍ زَأْرَهٌ عامرَهٌ .و هو فی زَأْرَته:فی بُسْتَانِه.
و تَرَکتُه فی زَأْرَهٍ من الإِبِل أَو الغَنَم:[فی] (5)جماعهٍ کَثِیفه منها،کالأَجَمهِ ،و هو مَجاز.
الزِّئْبِرُ ،کضِئْبِل (6)أَی بکَسْر الأَوّل و الثّالث، و قد تُضمُّ الباءُ ،و هذه عن ابْنِ جِنِّی،و قد ذکرَهما ابنُ سِیدَه، أَو هو لَحْنٌ غیرُ مَسْمُوع،أَی ضَمّ البَاءِ،و فی نُسخَهِ شَیْخِنا، أَو هی أَی الکَلِمَه أَو اللُّغَه.قال شیخُنَا:و قد أَثْبَتَها فی «ضبل»دون تعقُّب،و جعلهما من النَّظَائِر و الأَشْبَاهِ ،و بَسَط الکَلاَم فیه العَلَمُ السَّخَاوِیّ فی سِفْرِ السَّعَادَه: ما یَظْهَرُ من دَرْزِ الثَّوْبِ ،و قال بعضُهُم:هو ما یَعْلُو الثَّوْبَ الجَدیدَ مثْل ما یَعْلُو الخَزّ.و قال أَبو زید: زِئْبرُ الثَّوبِ و زِغْبِرُه.و قال اللَّیثُ : الزِّئْبُر بضَمّ البَاءِ: زِئْبِرُ الخَزِّ و القَطیفهِ و الثَّوبِ و نَحْوِه.و منه اشتُقّ ازبِئْرارُ الهِرِّ،إِذا وَفَی شَعَرُه و کَثُرَ، کالزَّوْبَرِ ،کجَوْهر. و الزُّؤْبُرِ ،کقُنْفُذٍ،مهموزاً. و قد زَأْبَرَ الثَّوْبُ :صار له زِئْبرٌ . و زَأْبَرَهُ :أَخرجَ زِئْبِرَه ،فهو مُزَأْبِرٌ و مُزَأْبَرٌ ،الرجل مُزَأْبِرٌ ،و الثَّوبُ مُزَأْبَرٌ .
و یقال: أَخَذَهُ بزَأْبَرِهِ ،أَی أَجمعَ . و فی المحکم:أَی بجَمِیعِه،و کذلک بزَغْبَرِه و بزَبَرِه (7)و بزَوْبَرِه،و سَیَأْتی قریباً.
و قال الصَّاغَانِیّ (8):کِسَاءٌ مُزَیْبِر و مُزَوْبِر ،لُغَتَانِ فی مُزَأْبِر و مُزَأْبَر ،عن الفَرّاءِ.
الزَّبْرُ :القَوِیُّ الشَّدِیدُ من الرجال.و هو مُکَبَّر الزُّبَیْر :و فی حَدِیثِ صَفِیَّه بِنْتِ عَبْدِ المُطَّلب:
ص:449
کَیْفَ وَجَدْتَ زَبْرَا
أَأَقِطاً و تَمْرَا
أَو مُشْمَعِلاَّ صَقْرَا
کالزِّبِرِّ ،کطِمِرِّ ،و هذه عن أَبی عَمْرٍو.و قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیّ :
أَکون ثَمَّ أَسَداً زِبِرَّا
و من المَجاز: الزَّبْر العَقْلُ و الرّأْی و التَّمَاسُکُ .و ما لَه زَبْرٌ ،أَی ما لَه رَأْیٌ .و قیل:ما لَه عَقْلٌ و تَمَاسُکٌ .و هو فی الأَصل مَصْدَر.و ما له زَبْرٌ ،وَضَعُوه علی المَثَل،کما قالوا:
ما لَه جُولٌ (1)و
16- فی الحَدِیث: «الفَقِیر الذی لا زَبْرَ له». أَی عَقْلٌ یَعتَمِدُ علیه.
و الزَّبْر : الحِجَارَهُ .و الزَّبْر : الرَّمْیُ بها یقال زبَرَهُ بالحِجَارهِ أَیْ رَمَاهُ بِهَا و الزَّبْر (2)طیُّ البِئْرِ بِها ،أَی بالحِجَاره.
یقال:بِئْر مَزْبُوره .
و زَبَرَ البئْرَ زَبْراً .طَوَاهَا بالحِجَارَه و قد ثَنَّاه بَعْضُ الأَغْفَال و إِن کَان جِنْساً فقال:
حتَّی إِذا حَبْلُ الدّلاّءِ انْحَلاَّ
و انْقاضَ زَبْرَا حَالِهِ فابْتَلاَّ
و الزَّبْر : الکلامُ . هکذا هو مَوجود فی سائِر أُصول الکتَاب.و لم أَجد له شاهِداً علیه،فلیُنْظر.
و الزَّبْر : الصَّبْرُ. یقال:ما له زَبْرٌ و لا صَبْرٌ.قال ابنُ سِیده:هذه حِکَایَه ابنُ الأَعْرَابِیّ .قال:و عندی أَنَّ الزَّبْرَ هنا العَقْل.
و الزَّبْر : وَضْعُ البُنْیَانِ بعضِه علی بَعْض.
و الزَّبْر : الکِتَابهُ . یقال: زَبَرَ الکِتَابَ یَزبُره و یَزْبِرُه زَبْراً :
کَتَبَه.قال الأَزهَرِیّ :و أَعْرِفُه النَّقْشَ فی الحِجَارَه.و قال بعضُهُم: زَبَرْت الکِتَابَ إِذا أَتقَنْتَ کِتابَتَه.
کالتَّزْبِرَه . قال یَعْقُوب:قال الفَرّاءُ:ما أَعرِف تَزْبِرَتِی .
فإِما أَن یَکُون مَصْدرَ زَبَرَ أَی کَتَب.قال:و لا أَعرِفُها مُشَدَّدَهً .و إِمَّا أَنْ یَکُون اسماً کالتَّنْبِیَهِ لمُنْتَهی الماءِ.و التَّوْدِیَهللخَشَبه التی یُشَدُّ بها خِلْفُ النَّاقَه،حکاهَا سِیبَوَیه.و قال أَعرابِیّ .لا أَعرِف (3)تَزْبِرَتِی ،أَی کِتابَتِی و خَطِّی.
و الزَّبْر : الانْتِهارُ. یقال: زَبَرَه عن الأَمْر زَبْراً :انْتَهَره.
و
16- فی الحدیث: «إِذا رَدَدْتَ علی السّائلِ ثَلاثاً فلا عَلَیْک أَن تَزْبُرَه ». أَی تَنْتَهِره و تُغلِظ له فی القَول و الرَّدِّ.
و الزَّبْر :الزَّجْر و المَنْعُ و النَّهْیُ . یقال: زَبَرَه عَنِ الأَمْرِ زَبْراً ،نَهَاه و مَنَعَه،و هو مَجَاز،لأَنَّ مَنْ زَبَرْتَه عن الغَیّ فقد أَحْکَمْتَه، کَزبْرِ البِئْر بالطَّیِّ . یَزْبُر ،بالضّمّ ، و یَزْبِرُ ، بالکسر، فی الثّلاثَهِ الأَخِیره ،الکَسر عن الکِسَائیّ فی مَعْنَی المَنْع،أَی النَّهْی و المَنْع و الانتِهَار،و هذا التَّخْصِیصُ یخالِف ما فی الأُمَّهات من أَن الزَّبْر بمعْنَی النَّهْی و الانْتهار مُضارعه یَزْبُر ،بالضَّمّ فقط ،و بأَنّ الزَّبْر بمعنَی الکِتَابهِ یُسْتَعْمَل مُضَارِعه بالوَجْهَیْن،کما تقدّم،إِلاّ أَن یُجاب عن الأَخیر بأَنَّ المُرادَ بالثَّلاثه الکِتَابَه و الانْتِهَار و المَنْع.و أَمَّا النَّهْی ففی مَعْنَی الانْتِهار لیس بِزائد عَنْه،و فیه تأَمُّل.
و الزِّبْرُ ، بالکسر:المَکْتوبُ ج زُبُورٌ ،بالضّمّ ،کقِدْرٍ و قُدُورٍ.و منه قرأَ بعضُهم: و آتَیْنَا دَاوُودَ زُبُوراً (4).قلت:
هو قِراءَه حَمْزه.
و
17- فی حَدِیث أَبِی بَکْر رَضِی اللّه عنه: «أَنّه دَعَا فی مَرضه بدَوَاه و مِزْبَر ،فکَتَب اسمَ الخَلِیفَه بَعْدَه». المِزْبَرُ ،کمِنْبَرٍ:
القَلَمُ ،لأَنه یُکْتَبُ به.
و الزَّبُورُ ،بالفتح: الکِتَابُ ،بمعنَی المَزْبُورِ ،ج زُبُرٌ ، بضَمَّتَیْن کرَسُول و رُسُل،و إِنّما مَثَّلْتُه به لأَن زَبُوراً و رَسُولاً فی معنی مَفْعُول،قال لَبِید:
و جَلاَ السُّیُولُ عن الطُّلُولِ کأَنَّها
زُبُرٌ تَخُدّ مُتُونَهَا أَقلامُها
و قد غَلَب الزَّبُور علی کِتَاب دَاوودَ،علیه و علی نَبِیّنا أَفْضَل الصلاه و السّلام. و کُلُّ کِتَابِ زَبُورٌ .قال اللّه تَعالی:
وَ لَقَدْ کَتَبْنا فِی اَلزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّکْرِ (5)،
16- قال أَبو هُرَیْرَه: .
الزَّبُور :ما أُنزِل علی دَاوودَ، مِنْ بَعْدِ الذِّکْرِ :من بعد
ص:450
التَّوْراه. و فی البصائر للمُصَنِّف:و سُمِّیَ کِتَابُ دَاوودَ زَبُوراً ، لأَنَّه نَزَلَ من السَّمَاءِ مَسْطُوراً.
و الزَّبُور :الکِتَابُ المَسْطُور.و قیل هو کُلّ کِتَاب یَصْعُب الوُقُوفُ علیه من الکُتُب الإِلهِیَّه.و قیل:هو اسمٌ للکِتَاب المَقْصُور علی الحِکْمَهِ (1)العَقْلِیَّه دُونَ الأَحْکَام الشَّرْعِیَّه، و الکتاب لم یَتَضمَّن الأَحکامَ (2).و قرأَ سَعِید بنُ جُبَیْر «فی الزُّبُورِ » و قال: الزُّبُور :التَّوراه و الإِنْجِیلُ و القُرآنُ .قال:
و الذِّکر:الذِی فی السَّمَاءِ.و قیل: الزَّبُور فَعُول بمَعْنَی مَفْعُول،کأَنه زُبِرَ أَی کُتِبَ .
و الزُّبْرَهُ ،بالضَّمّ :هَنَهٌ ناتِئَهٌ من الکَاهِل،و قِیلَ :هو الکَاهِلُ نَفْسُه.یقال:شَدَّ للأَمْرِ زُبْرَتَه ،أَی کاهِلَه و ظَهْرَه.
و هو أَزبَرُ و مُزْبِرٌ (3)،هکذا کأَحْمَد و مُحْسِن فی سائر الأُصول و هو وَهَمٌ ،و الصَّوابُ :و هو أَزبرُ و مَزْبَرَانِیّ أَی عَظِیمُها أَی الزُّبْرهِ زُبْرهِ الکاهِل.یقال؛أَسَدٌ أَزبَرُ و مَزْبَرانِیٌّ ،و الأُنثی زَبْرَاءُ ،و سیأْتی فی المُسْتَدْرکات.
و الزُّبْرَهُ : القِطْعَهُ من الحَدِید الضَّخْمَهُ ، ج زُبَرٌ ،کصُرَد، و زُبُرٌ ،بضَمَّتَیْن.قال اللّه تعالی: آتُونِی زُبَرَ الْحَدِیدِ (4)و قوله تعالی: فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَیْنَهُمْ زُبُراً (5)أَی قِطَعاً.
قال الفرَّاءُ فی هذِه الآیه:مَنْ قرأَها بفَتْح الباءِ أَراد قِطَعاً.
مثلَ قولِه تعالی: آتُونِی زُبَرَ الْحَدِیدِ ،قال:و المعنی فی زُبَر و زُبُرٍ واحدٌ،و مثْلَه قال الجَوْهَرِیّ .و قال ابن بَرِّیّ :مَن قرأَ زُبُراً فهو جمع زَبُور لا زُبْره لأَنَّ فُعْلَه لا تُجْمَع علی فُعُل،و المعنَی:جَعَلُوا دِینَهم کُتُباً مختلفهً .و من قَرَأَ زُبَراً ، و هی قراءَه الأَعْمش،فهی جمع زُبْرَه ،فالمَعْنَی تَقَطَّعوا قِطَعاً.قال:و قد یجوز أَن یکون جَمْعَ زَبُورٍ ،و قد تَقَدَّم.
و أَصله زُبُرٌ ثم أُبدِل من الضَّمَّه الثَّانِیَه فَتْحَه،کما حَکَی بَعضُ أَهْلِ اللغه أَنّ بعضَ العَرَب یقول فی جمع جَدِید:
جُدَدٌ،و أَصْلُه و قیاسه جُدُدٌ،کما قالُوا:رُکَبَات و أَصله رُکُبات،مثل غُرُفات،و قد أَجازوا غُرَفَات أَیضاً،و یُقَوِّیهذا أَنَّ ابنَ خالَوَیْه حَکَی عن أَبِی عَمْرو أَنه أَجازَ أَن یقْرَأَ زُبُراً و زُبْراً و زُبَراً ، فزُبْراً بالإِسکان هو مخفَّف من زُبُر کعُنْق مُخفَّف من عُنُق.و زُبَرٌ بفتح الباءِ مخفّف أَیضاً من زُبُر ،برَدِّ الضَّمَّه فَتْحهً ،کتَخْفِیف جُدَدٍ من جُدُد.هذا و قد فَاتَ المُصَنِّفَ جمعُ الزُّبْرَه بمَعْنَی الکاهل،قالوا:یُجْمَع علی الأَزْبَار ،و أَنشدوا قَولَ العَجَّاج:
بهَا و قَدْ شَدُّوا لهَا الأَزْبارَا
و أَنکره بَعْضُهُم و قالوا:لا یُعرَف جَمْع فُعْلَه علی أَفْعَال، و إِنما هو جَمْع الجَمْع کأَنّه جَمَع زُبْره علی زُبَر و جَمَع، زُبَراً علی أَزْبار ،و یکون جَمَع زُبْرَه (6)علی إِرادَه حَذْف الهاءِ.
و الزُّبْرَه : الشَّعْرُ المجتمعُ بینَ کَتِفَیِ الأَسَدِ و غیرِه ، کالفَحْل.و قال اللَّیْثُ : الزُّبْره :شَعرٌ مُجْتَمِعٌ علی مَوْضِعِ الکَاهِلِ من الأَسَد و فی مِرْفَقَیْه،و کُلُّ شَعرٍ یکون کذلک مُجْتَمِعاً فهو زُبْرهٌ .
و زُبْرهُ الحَدَّادِ: السِّنْدَانُ .
و من المَجَاز: الزُّبْرَه : کَوْکَبٌ من المَنَازِل ،علی التَّشبیه بزُبْرهِ الأَسدِ.قال ابن کِنَاسَهَ :من کَواکب الأَسَدِ الخَرَاتَانِ ، و هما کَوْکَبَان نَیِّرَان بکاهِلَیِ الأَسَد ،بینهما قَدْرُ سَوْطٍ یَنْزِلُهُمَا القَمَرُ ،و هی یمانیه (7).
و الأَزبَرُ :المُؤذِی ،نقله الصّاغانِیّ .
و زَبْرَاءُ (8):بُقْعَهٌ قُرْبَ :تَیْمَاءَ. نقله الصَّاغانِیّ .
و زَبْرَاءُ : جَارِیَهٌ سَلِیطَهٌ کانَت للأَحْنَفِ بنِ قَیْسٍ التَّمِیمیّ المشْهُور فی الحِلْم،و کانَت إِذا غَضِبَت قال الأَحْنَفُ :
«هاجَتْ زَبْراءُ »،فصارت مَثَلاً لکلّ أَحدٍ حَتَّی یقال لِکُلِّ إِنسان إِذا هَاجَ غَضَبُه:هَاجَتْ زَبرَاؤُه .
و فاته: زَبْراءُ :مَولاه بنِی عَدِیّ ،عن حَفْصهَ ،و زَبْرَاءُ مَولاهُ عَلِیٍّ ،عنه.و الزَّبْرَاءُ بِنْتُ شَنٍّ ،فی نَسَب قُضَاعَهَ .
ص:451
و زَبَرَانُ ،محرّکهً :ه،بالجَنَدِ من الیَمَن. منها زَیدُ بنُ عبدِ اللّه الفقیهُ الزَّبَرَانیّ . و زِبَارُ بنُ مَیْسورٍ الفَتْحُ .
و الزُّبَیْر ،بضمّ الزای و فَتْحِ الباءِ ،-و لو قال:مُصغَرا، أَو اقْتصَرَ علی قَوْله بالضمّ کان أَخْصرَ،کما هو عادَتُه- ابنُ العَوَّام أَبو عَبْدِ اللّه القُرَشِیّ الأَسَدِیّ ،حَوَارِیّ رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلّم،قَتلَه عُمَیْر (1)بنُ جُرْمُوزٍ بَغْیاً و ظُلْماً.و قد أَلَّفْت فی نَسَب وَلدِه کُرَّاسه لطِیفه. و الزُّبَیْر بنُ عبدِ اللّه الکِلابیّ ، أَدرکَ الجاهِلِیَّه،و یقال:إِنه رَأَی النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم. و الزُّبَیْر بنُ عُبَیْدَهَ الأَسَدیّ ،من المهاجرین،قَدِیمُ الإِسلام،ذَکَرَه ابنُ إِسحاق. و الزُّبَیْر بنُ أَبی هالَهَ ،رَوَی وائِلُ بنُ داوودَ عن البَهِیّ عنه، صَحابیَّون.
و الزَّبِیرُ ،کأَمِیرٍ:الدَّاهِیَهُ ،قاله الفَرَّاءُ، کالزَّوْبَر .و أَنْشَدَ لِعَبْدِ اللّه ابْنِ هَمَّام السَّلُولیّ :
و قَدْ جَرَّبَ النَّاسُ آلَ الزُّبَیْرِ
فلاَقَوْا مِنَ الِ الزُّبَیر الزَّبَیْرَا
و الزَّبِیر :اسمُ الجَبَل الذی کَلَّمَ اللّه تَعالی علیه سیّدنا مُوسَی عَلَیْه و علی نَبِیِّنا أَفضلُ الصَّلاهِ و السَّلام ،و قد أَجمعَ المُفَسِّرون علی أَن جَبَلَ المُنَاجاهِ هو الطُّور.قال شیخُنَا و قد یُقَال:لا منافاهَ ،فتأَمَّلْ .
قلْت:و قد جاءَ ذِکرُه فی الحَدِیث،و کأَنَّه اسمٌ لموضِع مُعَیَّنٍ من الطُّور،و هو الذی وَقَع علیه التَّجَلِّی فاندَکَّ و لم یَبْقَ له أَثرٌ.و أَما الطُّور فإِنه اسْم للجَبَلِ کُلِّه،و هو بَاقٍ هَائِلٌ ،و حینئذٍ لا منافاه،و لا أَدری ما وَجْهُ التأَمُّلِ فی کلام شَیْخِنا،فَلْیُنْظر.
و الزَّبِیرُ : الحَمْأَهُ ،نقله الصَّاغانِیّ (2).
و الزَّبِیرُ بنُ عبدِ اللّه الشَّاعرُ،و جَدُّهُ الزَّبِیرُ أَیضاً،فهو الزَّبِیر بنُ عَبْدِ اللّه بن الزَّبِیر .
17- و عبدُ اللّه والدُ هذا هو القائلُ لعبد اللّه بنِ الزُّبَیْر بن العَوَّام لَمَّا حَرَمه من العَطَاءِ: لَعَن اللّه ناقَهً حَمَلَتْنِی إِلیک.فقال له سیّدنا عبدُ اللّه: إِنَّ و رَاکِبَها . أَی إِن اللّه لعَنَ الناقَهَ و رَاکِبَهَا.فاکْتَفَی.
و الزَّبِیرُ : ع بالبادِیَه قُرْبَ الثَّعْلَبِیَّه ،نقله الصَّاغَانِیّ . و الزَّبِیرُ : الشیْ ءُ المکتوبُ ،فَعِیل بمعنَی المَفْعُول.
و عبدُ الرحمنِ بن الزَّبِیرِ ،کأَمِیر بنِ باطِیء (3):صحابِیٌّ ، قال ابنُ عَبد البَرّ:هو ابن الزَّبِیر بن باطِیَا القُرَظِیّ .
و اختُلِف فی الزُّبَیْر بن عبد الرحمن،فقیل:هو بالفَتْح کجَدِّه،و قیل:مُصَغَّرٌ،و هو الذی جَزَم به البُخَاریّ فی التَّارِیخ،قاله شیخُنَا.
قلت:و قد راجعتُ تاریخَ البُخَاریّ فوجَدْت فیه کما قالَه شیخُنَا مَضْبُوطاً بضَبْط القَلَم قال:و روی عنه مِسْوَر بنُ رِفَاعهَ المَدنِیّ ،و نَقل شیخُنَا عن علاَّمه الدُّنْیَا الحَفِیدِ بن مَرْزُوق:
الزَّبِیر ،بالفَتْح،فی الیهود،و فی غیرهم من أَنواع العرب بالضَّمّ ،قال:و نقل قریباً منه ابن التِّلِمْسَانیّ فی شَرْح الشِّفَاءِ.
قلْت:و لم یُبیِّنَا وَجْهَ ذلک،و لعلّه تَبَرُّکاً باسمِ الجَبَل الذی وَقعَ علیه الکلامُ لنَبیِّهم سَیِّدنا موسی علیه السلام.
و الزَّبِیرَتَانِ ،بالفَتْح: ماءَتَانِ لطُهَیَّهَ من أَطْرَاف أَخازِم (4)جُفَافٍ ،حیث أَفْضَی فی الفُرْع،و هو أَرضٌ مُسْتَوِیه.و قال أَبو عُبَیْدَه مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّی:هما رَکِیَّتَان.و نَقَلَه عنه السّیوطیّ فی«المزهر»فی الأَسماءِ التی اسُتعمِلَت مُثَنًّی.
و زَوْبرُ ،کجَوْهَر:اسم فَرَس مُطَیْرِ بنِ الأَشْیَمِ الأَسَدِیّ ، و هی لا تَنْصَرِف للعلَمِیّه و التَّأْنِیثِ . و قال أَبو عُبَیْدَه و أَبُو النَّدَی:هی فَرَسُ الجُمَیْحِ بْنِ -هکذا فی النُّسخ، و الصواب أَنُّ الجُمَیْحِ هو- مُنْقِذ بن الطَّمْاحِ الأَسَدِیّ .
و فَرَسُ أَخیه عُرْفُطَهَ بن الطَّمَّاح الأَسدیّ ،نَقَلَه الصّاغانیّ هنا هکذا،و سیأْتی له فی زِرّه أَن الجُمَیحَ هو ابنُ مُنْقِذ،کما هنا للمصنّف،فانْظُرْه.
و یقال: أَخَذَه بزَوْبَرِه ،و زَأْبَرِه ،بفَتْح المُوَحَّدَهِ فِیهما و زَبَرِه ،مُحَرَّکَهً ، و زَبَوْبَرِه (5)،کصنَوْبَر،هکذا فی سائِر الأُصول ببَاءَیْنِ مُوحَّدَتَیْن،و الصَّواب: زَنَوْبَرِه بالنُّون بعد
ص:452
الزَّای،کما سیأْتی،و کذا زَغْبَره، أَی أَجْمَعَ ،فلم یَدَع منه شَیْئاً.قال ابنُ أَحْمَر:
و إِن قالَ عاوٍ مَن مَعَدٍّ قَصِیدَهً
بها جَرَبٌ عُدَّتْ علیَّ بزَوْبَرَا
أَی نُسِبَتْ إِلیَّ بکَما لها و لم أَقُلْها.
قال ابنُ جنِّی:سأَلْتُ أَبَا علیٍّ عن تَرْک صَرْف زَوْبَرَ هنا فقال:عَلَّقَه عَلَماً علی القَصِیده،فاجتمعَ فیه التَّعْرِیف و التَّأْنِیث،کما اجتمع فی سُبْحانَ التَّعْرِیفُ و زیادهُ الأَلِفِ و النّون.
و رَجَعَ بزَوْبَرِه (1)،إِذا جاءَ خائباً لم یُصِب شیئاً و لم یَقضِ حاجتَه.
و زَوْبَرُ الثَّوبِ ،کجَوْهَر، و زُؤْبُرُهُ بضَمَّتَیْن: زِئْبِرُهُ ،و هو ما یَعْلو الثَّوْبَ الجدِیدَ کما یَعلو الخَزَّ،و قد تقدَّم.
و عن ابن الأَعرابِیّ :یقال أَزْبَرَ الرَّجلُ ،إِذا عَظُمَ جِسْمُه.و أَزبَرَ ،إِذا شَجُعَ .
و ازْبَأَرَّ الکَلبُ :تَنَفَّشَ . قال المرَّار بنُ مُنْقِذٍ الحَنْظَلِیُّ یصف فرساً:
فهْوَ وَرْدُ اللَّوْنِ فی ازْبِئْرارِهِ
و کُمَیْتُ اللَّوْنِ ما لْم یَزْبَئِرّ (2)
و ازْبَأَرَّ الشَّعَرُ:انْتَفَشَ :قال امرؤُ القَیْس:
لها ثُنَنٌ کخَوافِی العُقَا
بِ سُودٌ یَفِینَ إِذا تَزْبَئِرّ
و ازْبأَرَّ النَّبْتُ و الوَبَرَ :طَلَعَا و نَبَتَا.
و ازبَأَرَّ الرجلُ للشَّرِّ:تَهَیَّأَ. و قیل:اقشعَرَّ.و
17- فی حدِیث شُرَیْح: «إِنْ هی هَرَّتْ و ازْبأَرَّتْ فلَیْس لها». أَی اقشَعَرَّتْ و انْتَفَشَتْ .
و زَوْبَرَ الثَّوْبَ فهو مُزَوْبَرٌ و مُزَیْبَرٌ (3)إِذا عَلاَهَ الزِّئْبرُ ، لُغتَان فی مُزَأْبر و مُزَأْبَر ،عن الفَرّاءِ،نقله الصّاغانی. و أَبُو زَبْرٍ ،بفَتْح فَسُکُون، عبدُ اللّه بنُ العَلاءِ بنِ زَبْر بنِ عطارف الرَّبَعیّ العَبْدِیّ الدِّمِشْقیّ مِن تابِعی التَّابِعِین عن القاسِم بنِ مُحَمَّد و سالم بنِ عبدِ اللّه بن عُمَر،و عنه ابنُه إِبراهیمُ و الولِیدُ بنُ مُسلِم،و ابنُ أَخِیه القاضِی.و أَبو مُحَمَّد عبدُ اللّه بنُ أحمد بنِ رَبِیعَه بنِ سَلْمَانَ بنِ خَالِد بن عبد الرَّحْمنِ بن زَبْر ،ثِقَه،عن یُونُس الکدیمیّ و غیره. و حَارِثَهُ و حِصْنٌ ابنَا قَطَنِ بنِ زَابِرٍ ،ککَاتِبٍ ،صَحَابِیّان من بَنِی کَلب،
14- یقال: کتب النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم کِتَاباً لحارِثَهَ . و یقال فی أَخِیه حِصْنٍ :حُصَینٌ ،مُصغَّراً.
و أَبو عبد اللّه محمدُ بنُ زِیَادِ بنِ زَبَّار ،کشَدَّاد، الزَّبَارِیُّ الکَلْبیّ ،نِسْبه إِلی جَدِّه المَذْکُور، أَخْبَارِیٌّ بَغدادِیّ ،عن الشَّرْقِیّ بن (4)القُطَامِیّ عنه أَحمدُ بنُ مَنْصُور الرَّمَادِیّ ،کثیرُ الرِّوایه للشِّعْر،غیر ثِقَه،قاله ابنُ الأَثیر.و یقال فی زَبَّار هذا: زَبُورٌ أَیضاً،و هکذا نَسَبَه بَعضُهم.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
زَبَرْتُه و ذَبَرْتُه:قَرَأْتُه،قاله الأَصمَعِیُّ ،و نقَلَه الفَاکِهِیّ فی شَرْح المُعَلَّقَات.
و إِذا انحرفَت الرِّیح و لم تَستَقِم علی مَهَبٍّ واحِدٍ،قیل:
لیس لها زَبْرٌ ،علی التَّشْبِیه.قال ابنُ أَحْمَر:
ولَهَتْ علیه کُلُّ مُعْصِفَهٍ
هَوْجَاءَ لیس للُبِّهَا زَبْرُ
شَبَّهَها بالنَّاقَه الهَوْجَاءِ التی کأَنّ بها هَوَجاً من سُرْعَتِها.
و الزُّبْره ،بالضَّمِّ :الصُّدْرَه من کُلِّ دَابَّه.
و المَزْبَرَانِیُّ :الأَسَد،قاله ابنُ سِیده،و أَنْشَد قولَ أَوْس بن حَجَر.
لَیْثٌ علیه من البَرْدِیِّ هِبْرِیَهٌ
کالمَزْبَرانِیّ عَیّالٌ بأَوْصالِ
هکذا فسَّره بعضُهم،و قال خالِدُ بنُ کُلْثُوم: المَزْبَرَانِی :
صِفَهٌ للأَسَد.و قال ابنُ سِیدَه:و هذا خَطَأٌ،و إِنَّما الرِّوَایَه:
کالمَرْزُبَانِیّ .
و کَبْشٌ زَبِیرٌ ،کأَمِیر:عَظِیمُ الزُّبْرَهِ و قیل:مُکْتَنِزٌ.و قال
ص:453
اللَّیْثُ :أَی ضَخُمٌ .و قد زَبُرَ کَبْشُک زَبَارَهً ،أَی ضَخُمَ ،و قد أَزبَرْتُه أَنا إِزْباراً .
و الزَّبِیر ،کأَمیر:الشَّدِیدُ من الرِّجَال،و هو أَیضاً الظَّرِیفُ الکیِّس.
و الزُّبَارَه بالضَّمّ :الخُوصَه حین تَخرُج من النَّواه،قاله الفَرَّاءُ.
و عن محمّد بن حَبِیب: الزَّوْبَر :الدّاهِیَه،و بها فَسَّرَ بعضُهم قولَ ابنِ أَحْمَر:
و إِنْ قالَ غاوٍ مِن تَنُوخَ قَصِیدَهً
بها جَرَبٌ عُدَّت عَلیَّ بزَوْبَرَا
و تَنَحَّلُه الفرزدَقُ فقال:
إِذا قال غَاو من مَعَدٍّ قَصِیدَه
بها جَرَبٌ کانَت علیَّ بزَوْبَرَا
و قال ابن بَرِّیّ : زَوْبرُ :اسمُ علمٍ للکَلْبَه مُؤَنَّث، و أَنشدَ قَوْلَ ابْنِ أَحْمَر السابقَ .قال:و لم یُسْمَع بزَوْبر هذا الاسم إِلاّ فی شِعْره،کالمَامُوسَهِ عَلمٌ علی النار (1)، و البَابُوس لحُوَارِ الناقَهِ (2)،و الأُرنَهِ (3)لِمَا یُلَفُّ علی الرَّأْس.
و مُزَبِّر ،کمُحَدِّث:اسمٌ .
و زَوْبَرٌ :قریهٌ بمصر،و قد دَخلتُها.
و یقال: تَزَبَّرَ الرجلُ ،إِذا انْتَسَب إِلی الزُّبَیْر ،کتَقَیَّس.
قال مُقَاتِل بنُ الزُّبَیر :
و تَزَبَّرَتْ قَیْسٌ کأَنَّ عُیُونَها
حَدَقُ الکِلاَبِ و أَظْهَرتْ سِیمَاهَا
و تَزبَّرَ الرجلُ :اقشعَرَّ من الغَضَب.
و زَبَرُ الجَبَلِ ،مُحرَّکهً :حَیْدُه (4).و زَبَرَ القِرْبَهَ :مَلأَها.
و زَبَرْت المَتَاعَ :نَفَضْته.و جَزَّ شَعرَه فزَبَرَه :لم یُسَوِّه، و کان بعضُه أَطولَ من بَعْض.
و ذَهَبَت الأَیّامُ بطَرَاوته.و نَقَضَتْ زِبِیرَه (5)،إِذا تَقادمَ عَهْدُه،و هو مَجَاز.
و زُبَارَهُ ،بالضَّمّ :لَقَب مُحَمَّد بن عَبْدِ اللّه بن الحَسَن بنِ عَلِیّ بن الحُسَیْن العَلَویّ ،لأَنه کان إِذا غَضِبَ قیل: زَبَرَ الأَسدُ،و هو بَطْنٌ کَبِیرٌ.منهم أَبو علیّ مُحمَّد بنُ أَحْمَد بن محمّد شَیْخُ العَلَوِیّینِ بخُرَاسَانَ ،و ابنُ أَخِیه أَبو مُحَمَّد یَحْیَی بنُ محمّد بنِ أَحمدَ،فَرِیدُ عَصْره.
و زُبَر کصُرَد:بَطْن من بنی سَامَهَ بنِ لُؤَیّ ،و هو ابن وَهْب بن وثاق.و أَبُو أَحْمَد محمّدُ بنُ عُبَیْد اللّه الزُّبیریّ إِلی جَدِّه الزُّبیریّ إِلی جَدِّه الزُّبیر بن عُمَر بن دِرْهِمٍ الأَسَدِیّ الکوفیّ ،عن مالک ابن مغول،و عنه أَبو خَیثمهَ و القَوَارِیریّ .
و بأَصْبَهانَ زُبَیْرِیُّون یَنْتَسِبُون إِلی الزُّبَیْر بن مشکانَ جَدِّ یُونسَ بنِ حبیب.
الزَّبَنْتَر ،کغَضَنْفَرٍ ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ السِّکِّیت:هو الرجل القَصِیرُ (6)،و أَنشدَ:
تَمَهْجَرُوا و أَیَّما تَمَهْجُرِ
و همّ بَنُو العَبْد اللَّئِیم العُنْصُرِ
ما غَرَّهُمْ بالأَسَدِ الغَضَنْفَرِ
بَنِی اسْتِهَا و الجُنْدُعِ الزَّبَنْتَرِ (7)
و قیل: الزَّبَنْتَر :القَصِیر المُلَزَّزُ الخَلْقِ . و الرَّجلُ المُنْکَرُ فی قِصَرٍ ،قال ابن السِّکِّیت.
و الزَّبَنْتَرُ : الدَّاهِیَهُ ، کالزَّبَنْتَری کقَبَعْثَرَی،عن ابن دُرَیْد.
و عنه أَیضاً (8):یقال: مَرَّ فلانٌ یَتَزَبْتَرُ عَلَیْنَا ،هکذا بالمُوَحَّدَهِ بعد الزّای، أَی مَرَّ مُتَکَبِّراً.
ص:454
و الزَّبَنْتَره :التَّبَخْتُر.و ذَکرَه الأَزهریّ فی التَّهْذِیب فی الخُمَاسِیّ .
زِبَطْرَهُ ،کقِمَطْرَه ،أَهمله الجَوْهَرِیّ و الصَّاغانِیُّ و صاحِبُ اللِّسَان (1)،و هو اسم د،بین مَلَطْیَهَ و سُمَیْسَاطَ من ثُغُور الرُّوم. و. هو اسم بِنْت للرُّوم بنِ الیَقَن بنِ سامِ بنِ نوحِ ،جَدّ الرُّوم،و هی التی بَنَتْهَا ،هکذا فی سائِر الأُصول،و الصواب بَنَتْه،أَی فسُمِّیَ باسْمِها،هکذا ذَکَرَه، و لم یَذْکر أَحَدٌ من أَئِمَّه النَّسب فی وَلَد سام الیَقَن هذا،و أَمّا الرُّوم فمِن وَلَدِ یُونانَ بن یافث،علی ما ذکره النّمریّ النَّسَّابَه،فلیُنْظَر.
الزِّبَعْری ،بکَسْرِ الزّای و فَتْح البَاءِ و الرَّاءِ ، و ضَبَطه الحَافِظُ ابنُ حَجَرٍ فی الإِصابَه بکسر الموحَّده:
السَّیِّیءُ الخُلُقِ الشّکِسُه،قال الفَرَّاءُ:قال الأَزهَرِیّ :و به سُمِّیَ ابنُ الزِّبَعْرَی الشاعر.
و الزِّبَعْرَی : الغَلِیظ الضَّخْم، و یُفْتَح ،و حِینَئذِ فأَلِفُه مُلْحِقَهٌ له بسفَرْجَل، و هی بهاءٍ.
و أُذُنٌ زِبَعْراهٌ (2)و زَبَعْرَاهٌ : غَلِیظهٌ کثیرَهُ الشَّعَرِ. قال الأَزهریّ :و من آذَانِ الخَیْل زِبَعْرَاهٌ ،و هی التی غَلُظَت و کَثُرَ شَعرُها.
و فی الصّحاح: الزِّبَعْرَی الکَثِیرُ شَعَرِ الوَجْهِ و الحَاجِبَیْنِ و اللَّحْیَیْنِ ،قال أَبو عُبَیْدَه.و جَملٌ زِبَعْرَی کذلک.
و فِی الرَّوْض الأَنفُ للسُّهَیْلیّ : الزِّبَعْرَی :البَعِیرُ الأَزَبُّ الکَثِیرُ شَعرِ الأُذُنَیْنِ مع قِصَرٍ،قاله الزُّبَیْر.
و الزَّبْعَرِیّ و الزَّبْعَرُ ،کجَعْفَرِیّ و جَعْفَر (3): شَجَرهٌ حِجازِیَّه طَیِّبهُ الرّائِحَهِ .
و الزِّبَعْرَی : أُنْثَی التَّمَاسِیحِ ،أَو دَابَّهٌ تَحمِل بقَرْنِها الفِیلَ ،قیل:إِنها الکَرْکَدَّنُ .و قیل:نَوعٌ تُشْبِهُه.
و الزِّبَعْرَی بنُ قَیْسِ بنِ عَدِیّ : والدُ عبدِ اللّه الصحابِیِّ القُرَشِیّ السَّهْمِیّ الشَّاعِرِ ،أُمُّ عبدِ اللّه هذا عاتِکَهُ الجُمَحِیَّه، و کان من أَشْعر قُریش،کضِرَار بنِ الخَطَّاب،أَسلم بعدَ الفَتْح و حَسُنَ إِسْلامُه و انقرضَ .
و الزَّبْعَر ، کجَعْفَرٍ و دِرْهَم:نَبْتٌ طَیِّبُ الرَّائحهِ ،قاله ابن دُرَیْد و أَنْشَد:
کالضَّیْمُرَانِ (4)تَلُفُّه بالزَّبْعَرِ
و الزَّبْعَر و الزَّبْعَرِیُّ کجَعْفَرٍ و جَعْفَرِیٍّ :ضَرْبٌ من المَرْوِ ، و لیس بعَرِیض الوَرَقِ ،و مَا عَرُضَ وَرَقُه منه فهو ماحُوزٌ.
و الزِّبَعْرِیّ ، کهِرَقْلِیٍّ :ضَرْبٌ من السِّهَام مَنْسُوب،نقله الصَّاغانِیّ .
و المُزْبَعِرُّ ،مِثال مُزْمَهِرّ:المُتَغَضِّب،نقله ابنُ دُرَیْد و قال:لیس بثَبْت.
الزِّبْغَرُ (5)،کدِرْهَم ،و ضبطه غیر واحد کجَعْفَر، لُغهٌ فی المهمله ،و هو المَرْوُ الدِّقاقُ الوَرَقِ ، أَو هِیَ الصَّوَابُ ،و إِهمال العین خَطَأٌ،و یقال:هو الذی یقال له مَرْوُ ماحُوزٍ.
و أَما أَبو حنیفه فإِنه قال:إِنه الزَّغْبَر ،بتقدیم الغین علی الباءِ،و قد أَهمله الجوهریّ و الصَّاغانیّ .
زَجَرَه عنه یَزْجُره زَجْراً : مَنَعَه و نَهاهُ و انْتَهَره، کازْدَجَرَه ،کانَ فی الأَصْل ازْتَجَر،فقلبت التاءُ دَالاً لقُرْب مخرَجَیْهِما،و اخْتِیرت الدَّال،لأَنها أَلْیَقُ بالزَّای من التاءِ.
فانْزَجَرَ و ازْدَجَرَ ،وَضَعَ الازْدِجَار مَوْضِع،الانْزِجار،فیکون لازِماً.
و حیث وَقعَ الزَّجْر فی الحَدِیث فإِنما یُرَادُ به النَّهْی.و هو مَزْجُور و مُزْدَجِرٌ .
و زَجَرَ الکَلْبَ و السَّبُعَ ، و زَجَرَ بِهِ :نَهْنَهَهُ .
و من المَجَاز: زَجَرَ الطَّیْرَ یَزْجُرُه زَجْراً : تَفاءَلَ به فتَطَیَّرَ، فنَهَرَه و نَهَاه، کازْدَجَرَه ،قال الفرزْدَق:
و لَیْسَ ابنُ حَمْرَاءِ العِجَانِ بمُفْلِتِی
و لم یَزْدَجِر طَیْرَ النُّحُوسِ الأَشَائِمِ
ص:455
و قال اللَّیْثُ : الزَّجْر :أَن تَزْجُرَ طائِراً أَو ظَبْیاً سانِحاً أَو بارِحاً فتَطَیَّرَ منه،و قد نُهِیَ عن الطِّیَرَه.
و زَجَرَ البَعِیرَ حَتَّی ثَارَ و مَضَی، یَزْجُره زَجْراً : سَاقَه و حَثَّه بلفْظ یَکُون زَجْراً له،و هو للإِنْسان کالرَّدْعِ ،و قد زَجَرَه عن السُّوءِ فانْزَجَر .
و زَجَرَت النَّاقَهُ بما فی بَطْنِها زَجْراً : رَمَتْ به و دَفَعَتْه.
و من المَجَاز: الزَّجْرُ :العِیَافَه ،و هو یَزْجُر الطَّیْرَ:یعافُها و أَصله أَنْ یَرْمِی الطَّیْرَ بحصَاهٍ و یَصِیح (1)،فإِن وَلاَّه فی طَیَرَانه مَیامِنَه تَفاءَلَ به،أَو مَیاسِرَه تَطَیَّرَ[منه] (2)کذا فی الأَساس. و هو ضَرْبٌ من التَّکَهُّن ،یَقول إِنه (3)یکون کذا و کذا.و
17- فی الحَدِیث: «کان شُرَیْحٌ زَاجِراً شَاعراً».
و قال الزَّجَّاجُ : الزَّجْر للطَّیْر و غَیْرِهَا التَّیَمُّن بسُنُوحها، و التشاؤُم ببُرُوحها،و إِنَّمَا سُمِّیَ الکاهِنُ زَاجِراً لأَنه إِذَا رأَی ما یَظُنُّ أَنه یُتَشاءَم به زَجَرَ بالنَّهْی عن المُضِیِّ فی تِلْک الحَاجَه برفع صَوْت و شِدّه،و کذلک الزَّجْرُ للدَّوابّ و الإِبلِ و السِّباعِ .
و الزَّجْر ،بالفَتْح کما هو مُقْتَضَی سِیَاقه،و ضَبَطَه الصَّاغَانیّ بالتَّحْریک: سَمَکٌ عِظَامٌ صِغَارُ الحَرْشَفِ ، و یُحَرَّکُ ،ج زُجُورٌ ،هکذا تتکلّم به أَهْلُ العِرَاق.قال ابن دُرَیْد:و لا أَحسَبُه عَرَبِیًّا.
و بَعِیرٌ أَزْجَرُ و أَرجَلُ ،و هو الذی فی فَقَارِهِ ،أَی فَقارِ ظَهْرِه انْخِزالٌ من داءٍ أَو دَبَرٍ (4).
و فی البصائر للمُصَنِّف: الزَّجْر :طَرْدٌ بصَوْت،ثم یُسْتَعْمَل فی الطَّرْد تارهً و فی الصَّوت أُخْرَی.
و قولُه تَعَالَی: فَالزّاجِراتِ زَجْراً (5)أَی الملائکَه التی تَزْجُرُ السَّحَابَ ،أَی تَسُوقُه سَوْقاً،و هو مَجاز.و قولُه تعالی: وَ لَقَدْ جاءَهُمْ مِنَ الْأَنْباءِ ما فِیهِ مُزْدَجَرٌ (6)أَی طَرْدٌ و مَنْعٌ (7)من ارْتِکَاب المَآثِم.
و قوله تعالی: وَ قالُوا مَجْنُونٌ وَ اُزْدُجِرَ (8)أَی طُرِدَ.
و فی الصّحاح: الزَّجُورُ ،کصَبُور: النَّاقَهُ التی تَعْرف بعَیْنِها و تُنْکِر بأَنْفِهَا ،أَ و هی الّتِی لا تَدِرُّ حتی تُزْجَرَ و تُنْهَر، و هو مَجاز،و قیل:التی تَدِرُّ علی الفَصِیلِ إِذا ضُرِبَتْ ،فإِذا تُرِکَت مَنَعَتْه و قال ابنُ الأَعرابِیّ : الزَّجُور : الناقهُ العَلُوقُ قال الأَخطَلُ :
و الحَرْبُ لاقِحَهٌ لَهُنَّ زَجُورُ (9)
و هی التی تَرْأَم بأَنْفِهَا و تَمْنَع دَرَّها،و یُوجَد هنا فی بَعْضِ النُّسَخ:العَلُوف بالفَاءِ.و الذی نَصَّ علیه ابنُ الأَعرابِیّ فی النَّوادِر:العَلُوق،بالقَاف.
*و مما یُستَدْرَک علیه:
ذِکْرُ اللّه مَزْجَرهٌ للشَّیْطَانِ و مَدْحَرَهٌ ،و هو مَجاز.
قال سِیبَوَیْه:و قالوا هو مِنِّی مَزْجَرَ الکَلْبِ أَی بِتِلْک المنزلَه،فحذَفَ و أَوْصلَ .قال الزَّمَخْشَرِیّ :و هو مَجاز.
و کَرَّرْتُ علی سَمْعِه المواعِظَ و الزَّواجِرَ .
و قال الشاعر:
مَنْ کان لا یَزْعُم أَنّی شاعِرُ
فَلْیَدْنُ مِنّی تَنْهَهُ المَزَاجِرُ
عَنَی الأَسبابَ التی من شَأْنِهَا أَن تَزْجُرَ ،کقَوْلک:نَهَتْه النَّواهی.
و کَفَی بالقُرْآنِ زَاجِراً ،و هو مُجَاز.و فی
16- حَدیث ابنِ مَسْعُودٍ: «مَنْ قَرَأَ القُرآنَ فی أَقَلَّ من ثلاثٍ فهو زَاجِر ». مِنْ زَجَرَ الإِبِلَ یَزْجُرُهَا ،إِذا حَثَّهَا و حَمَلَها علی السُّرْعَه.
و المحفوظ راجزٌ ،و سیُذْکَر فی مَحَلّه.
و
16- فی حَدِیثٍ آخرَ: «فسَمِعَ وَراءَه زَجْراً ». أَی صِیَاحاً علی
ص:456
الإِبل و حَثّاً.قال الأَزهَرِیّ :و زَجْرُ البَعِیرِ:أَن یقال له حَوْبُ ،و الناقَه حَلْ .
و تزَاجَرُوا عن المُنْکَر.
و زَجَرَ الراعِی الغَنَمَ (1):صاح بها.و هو مَجَازٌ.
و زَاجِرُ بنُ الهَیْثم،و زَاجِرُ بن الصَّلْت:مُحَدِّثانِ .تَرْجَم لهما البُخَارِی فی التَّارِیخ.
الزَّحیرُ ،کأَمِیر، و الزُّحَارُ و الزُّحَارَهُ ،بضمِّهما :
إِخْرَاجُ الصَّوْتِ أَو النَّفَس بِأَنِین عند عَمَلٍ أَو شِدَّه و سَمِعْت له زَفِیراٍ و زَحِیراً . أَو الزَّحِیر : استِطْلاقُ -کذا فی الصّحاح،و فی الأَساس:انْطِلاق (2)- البَطْنِ بِشِدهٍ ،و کذلک الزُّحَارُ ،بالضَّمّ . و الزَّحِیر : تَقْطِیعٌ فی البَطْن یُمَشِّی دَماً.
و رَجلٌ مَزْحُورٌ :به زَحیرٌ .
و الفِعْلُ زَحَرَ ، کجَعَلَ و ضَرَبَ یَزْحَرُ و یَزْحِر ، زَحِیراً ، کالتَّزَحُّرِ و التَّزْحِیرِ .
و یقال: زَحَرَت به أُمُّه،و تَزَحَّرَت عنه ،إِذا وَلَدَتْه ،قال الشاعر:
إِنِّی زَعِیمٌ لَکِ أَن تَزَحَّرِی
عن وَارِمِ الجَبْهَهِ ضَخْمِ المَنْخر
هکذا أَنشدَه اللیثُ .و قال ابنُ دُرَید:
عن وَافرِ الهَامَهِ عَبْلِ المِشْفَرِ
1- و زَحْرُ بنُ قَیْس ،قال: خَرجْتُ حینَ أُصِیبَ عَلِیٌّ رضی اللّه عنه،إِلی المَدَائن،فکان أَهلُه بها، قاله مُحَمَّدُ بنُ أَبِی بَکْر،عن أَبی مِحْصن،عن الشَّعْبِیّ . و زَحْرُ بنُ حِصْن ، سمعَ جدَّه حُمَیْدَ بن مِنْهَب.روَی عنه زکرِیَّا بنُ یَحْیَی بْنِ عُمَر بن حِصْن الطَّائِیّ . و زَحْر بنُ الحَسن محدِّثون.
[الأَخیر]سَمِعَ عبدَ العزیز بن حَکِیم،سمعَ منه ابنُ المبارک و وَکِیع،هو الحَضْرمیّ الکُوفِیّ ،و هؤُلاءِ الثَّلاثه فی تارِیخ البُخاریّ ،و نَقلْته منه کما تَرَی.
و زُحَرُ ، کزُفَرَ،و زَحْرَانُ مثل سَکْرَانَ :البَخِیلُ یَئِنّ عندالسُّؤال کالزُّحَّار ،بالضم (3)و التَّشْدِید،و أَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
أَراکَ جَمَعْتَ مَسْأَلهً و حِرْصاً
و عند الفَقْر زَحَّاراً (4)أُنَانَا
قال ابن بَرِّیّ :أُنَاناً،مَصْدَرُ أَنَّ یَئنّ أَنِیناً و أُنَاناً، کزَحَر یَزْحَر زَحِیراً و زُحَاراً .
و قد زُحِرَ ،کعُنِیَ ،فهو مَزْحُورٌ ،حَکاه اللِّحْیَانیّ .
و الزُّحَارُ ، کغُرَاب:داءٌ للبَعیر یَأْخذُه فیزْحَر منه حتی یَنْقَلِب سُرْمُه فلا یَخرج منه شَیْ ءٌ.
و من المَجَازِ: زَاحَرَه :عَادَاهُ و انتفَخَ له.
و زَحَرَه بالرُّمْحِ :شَجَّه به. قال ابن درید:لیس بثَبتٍ .
و زَحَرَ البَخِیلُ :سُئِلَ فاستَثْقَلَ السُّؤالَ فأَنَّ لذلِک.
و التَّزْحِیرُ :أَن یَهْلِکَ وَلَدُ النَّاقَه فیما بین مَنْتَجِه و بینَ شَهْرٍ أَقصاهُ فتَجْعَلَ کُرَهً فی مِخْلاهٍ و تُدْخِلَها فی حَیائِها و تَتْرُکَهَا لَیلهً و قد سَدَدْتَ أَنْفَها ثمّ تَسُلّ الکُرَهَ و قد أَعْدَدْتَ حُوَاراً آخَرَ فَتُرِیها الحُوَارَ و الأَنْفُ مَسْدُودٌ بعدُ فتَحْسب أَنه وَلَدُهَا و أَنّها نُتِجَتْه ساعَتَئذٍ فَتَحُلُّ أَنْفَها و تُدنِیه فَتَرْأَمُه و تَعطِف علیه و تَدُرُّ الَّلبَن. و قد زَحَّرْتُها تَزْحِیراً .
*و مما یستدرک علیه:
هو یَتَزَحَّر بمالِه شُحّاً،کأَنَّه یَئِنّ و یَتشدَّد.
و الزَّحْرَه کالزَّفْرَه.
زَحْمَرَ القِرْبَه:مَلأَهَا ،أَهمله الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ اللسان،و نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
زَخَرَ البَحْرُ،کمَنَعَ ، یَزْخَرُ زَخْراً ،بفَتْح فسُکُون، و زُخُوراً ،بالضَّمّ ،و زَخِیراً ،الأَخِیرُ من الأَساس، و تَزَخَّرَ :
طَمَا وَ تَمَلَّأ. فیه لَفٌّ و نَشْر مُرَتَّب. و زَخَرَ الوادِی زَخْراً : مَدَّ جِدّاً و ارْتَفَعَ ،فهو زَاخِرٌ .و قال أَبُو عَمْرو:و یُقَال لِلْوادِی إِذا جاشَ مَدُّه و طَمَی سَیْلُه: زَخَرَ یَزْخَر زَخْراً .و قیل:إِذا کَثُر ماؤُه و ارْتَفَعَت أَمواجُه.و
16- فی حدیث جَابِر: « فَزَخَرَ البَحْرُ».
أَی مَدَّ و کَثُرَ مَاؤُه و ارْتَفَعَت أَمواجُه.
ص:457
و یقال:فُلاَنٌ بَحْرٌ زَاخِرٌ ،و بَدْرٌ زَاهِرٌ،و هو من البُحُور أَزخَرُهَا ،و من البُدُور أَزهَرُهَا.و رأَیتُ البِحَارَ فلم أَرَ أَغْلَبَ منه زَخْرَهً ،و الجِبَالَ فلم أَرَ أَصْلَبَ منه صَخْرهً .
و زَخَرَ الشَّیْ ءَ زَخْراً : مَلأَه.
قُلْتُ :و یمکن أَن یُؤخَذَ منه قَولُ المُصَنِّف السَّابِق: زَخْمَر القِرْبهَ :ملأَهَا،علی أَنّ المیم زائدهٌ ،و الصَّواب ذِکْرُه هنا، فتأَمَّل.
و زَخَرَ القَوْمُ :جاشُوا:لِنَفِیرٍ أَو حَرْبٍ ،قال أَبو عَمرو:
و إِذا جاشَ القَوْمُ للنَّفِیر قیل: زَخَرُوا . و زَخَرَت القِدْرُ و الحَرْبُ نَفْسُهَا: جاشَتَا ، تَزْخَرَانِ زَخْراً .أَما شاهِدُ الأَوّل:
فقُدُورُهُ بفِنَائِه
للضَّیْف مُتْرَعَهٌ زَوَاخِرْ
و أَمّا شاهد الثانی:
إِذا زَخَرَتْ حَرْبٌ لیَوْمِ عَظِیمَهٍ
رَأَیتَ بُحوراً من بُحورِهمُ تَطْمُو
و زَخَرَ النَّبَاتُ :طالَ .
و قال الأَصمَعِیُّ : زَخَرَ الرَّجلُ بما عندَهُ و فَخَرَ ،واحدٌ، و عِبَارَهُ الأَسَاسِ :بما لَیْس عِنْدَه، کتَزَخْوَرَ و قیل: تَزَخْوَرَ ، إِذا تَکَبَّر و تَوَعَّدَ.
و زَخَرَ فلانٌ الرَّجلَ :أَطْرَبَه.
و زَخَرَ العُشْبُ المالَ :سَمَّنَه و زَیَّنَه.
و زَخَر الدِّقَّ :أَذْراهُ فی الرِّیح بالمذره (1).
و قال أَبو تُرَاب.سَمِعتُ مَبْتَکِراً یقول: زَاخَرَه فَزَخَرَه ، و فَاخَرَه ففَخَرَهُ ،واحدٌ.
و نَبَاتٌ زَخْوَرٌ ،کجَعْفَر، و زَخْوَرِیٌّ ،بیاءِ النِّسْبَه، و زُخَارِیٌّ ،بالضَّم: تَامٌّ رَیَّانُ مُلْتَفٌّ قد خَرَجَ زَهْرُه.
و عن أَبی عَمْرٍو: الزَّاخِرُ :الشَّرفُ العَالِی.
و فی الأَساس الزَّاخِرُ : الجَذْلانُ .
و الزُّخْرِیُّ ،ککُرْدِیٍّ :الطَّوِیلُ من النَّبَات و غیرِه. و یقال:مَکانٌ زُخَارِیُّ النَّبَاتِ . زُخَارِیُّ النّبَاتِ :زَهْرُه و نَضَارَتُه. و أَخَذَ النَّبَاتُ زُخَارِیَّه ،أَی حَقَّه من النَّضَارهِ و الحُسْن.
و فی الأساس:و أَخذَت الأَرضُ زُخَارِیَّها إِذا زَخَرَ نَبَاتُها.
و أَخَذَ النَّبْتُ زُخَارِیَّه .و کُلُّ أَمرٍ تَمَّ و استَحْکم فقد أَخَذَ زُخَارِیَّه ،مَثَلٌ عنْدهم.و تقول:النَّبتُ إِذَا أَصابَ رِیَّه أَخَذَ زُخَارِیَّه .
و قال الأَصمعیّ :إِذا التَفَّ العُشْبُ ،و أَخْرَجَ زَهْرَه قیل:
جُنَّ جُنوناً،و قد أَخذَ زُخَارِیَّه .قال ابنُ مُقْبِل:
و یَرْتَعِیَان لَیْلَهُمَا قَرَاراً
سَقَتْه کُلُّ مُدجِنَهٍ هَمُوعِ
زُخارِیَّ النَّبَاتِ کأَنَّ فیه
جِیَادَ العَبْقَرِیَّهِ و القُطُوعِ
و عِرْقُه زاخِرٌ ،أَی هو کریمٌ یَنْمِی ،قاله أَبو عُبَیْدَه.
و قیل:عِرْقٌ زاخِرٌ :وَافِرٌ.قال الهُذَلِیّ :
صَنَاعٌ بإِشْفَاها حَصَانٌ بشَکْرِهَا
جَوَادٌ بقُوتِ البَطْنِ و العِرْقُ زَاخِرُ
قال الجَوْهَرِیّ :معناه یقال إِنها تَجُود بقُوتِهَا فی حال الجُوعِ و هَیَجَانِ الدَّمِ و الطَّبَائِع،و یقال:نَسبُها مُرْتَفِع،لأَن عِرْقَ الکَرِیمِ یَزْخَر بالکَرَم.
و کَلامٌ زَخْوَرِیٌّ :فیه تکَبُّرٌ و تَوعُّدٌ،و قد تَزَخْوَرَ .
*و مما یُسْتَدْرَکَ علیه:
زَخَرَت رِجْلُهُ زَخْراً :مَدَّت،عن کُرَاع.
و أَرْضٌ زاخِرَهٌ :أَخذَت زُخَارِیَّهَا .
و اکْتَهَلَتْ زَوَاخِرُ الوَادِی:أَعشابُه.
و بَحْرٌ زَخَّارٌ (2).
قال ابنُ دُرَیْد (3)، زِخْرِیَهٌ ،مثال هِبْرِیه:نَبْتٌ تامٌّ ،نقَله الصَّاغانِیّ .
زَخْبَرٌ ،کجَعْفَر:اسْم رجلٍ ،هکَذَا نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ وَحدَه.
ص:458
أَزْدَرَهُ ،لغهٌ فی أَصْدَرَه ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ .
و قال الأَزهَرِیّ :یقال: جاءَ فلانٌ یَضْرِب أَزْدَرَیْه و أَسْدَرَیْه و أَصْدَرَیْه، أَی جاءَ فارِغاً ،کذلک حَکاهُ یَعقُوب بالزای،قال ابنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّ الزَّایَ مُضَارعه،و إِنما أَصلُها الصَّاد،و سیأْتی هناک،لأَن الأَصْدَرَیْن عِرْقانِ یَضْرِبَان تحْتَ الصُّدْغَیْن لا یُفْرَد لهما واحدٌ. و قُرِئ:
یَوْمَئذ یَزْدُر النَّاسُ أَشْتَاتاً (1) (2)و سائِر القُرَّاءِ قَرَؤُوا یَصْدُرُ و هو الحَقّ .
قال شیخُنَا:أَما إِشْمام صادِه زایاً فهی قراءَه حَمْزَهَ و الکِسَائِیّ .و أَمّا قِرَاءَه الزَّای الخالِصَه فلا أَعرفها،و إِن ثَبَتَت فهی شاذَّهٌ ،کما أَشار إِلیه فی النَّامُوس.و عندی أَنَّ هذِه المادّهَ لا تکاد تَثْبُتُ علی جِهَهِ الأَصالهِ ،و اللّه أَعلم.
قلتُ :و قد أَطال الصَّاغَانیّ فی البَحْث نَقْلاً عن سِیبَوَیْه و غیرِه فی التَّکْمِلَه،و أَنشد قولَ الشَّاعِر:
و دَعْ ذا الهَوَی قَبْلَ القِلَی تَرْکُ ذَا الهَوی
مَتِینَ القُوَی خَیْرٌ مِن الصَّرْم مُزْدَرَا
[ و الأَزْدران :المنکبانِ ] (3).
الزِّرُّ ،بالکَسْر:الذی یُوضَعُ فی القَمِیص. و قال ابنُ شُمَیْل: الزِّرُّ :العُرْوَه التی تُجعَل الحَبَّهُ فیها.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :یقال لزِرِّ القَمِیص الزِّیر،بقَلْب أَحد الحَرْفین المُدْغَمین،و هو الدُّجَه.و یقال لعُروَتِهِ الوَعْلَه.و قال اللَّیْثُ : الزِّرُّ :الجُوَیْزه،التی تُجْعَل فی عُروه الجَیْب.قال الأَزهریّ :و القَوْلُ فی الزِّرِّ ما قال ابنُ شُمَیل:إِنَّه العُرْوَه و الحَبَّه تُجعَل فیها. ج أَزْرارٌ و زُرُورٌ . قال مُلْحَه الجَرْمِیُّ :
کأَنَّ زُرُورَ القُبْطُرِیَّه عُلِّقَتْ
عَلائِقُها (4)منه بجِذْعٍ مُقَوَّمِ
و عَزَاه أَبو عُبَیْد إِلی عَدِیّ بنِ الرِّقاع.
قال شیخُنا:ثمَّ ما ذَکَرَه المُصَنِّف من کَسْره هو المَعْرُوف،بل لا یکاد یُعْرَف غَیرهُ .و ما فیِ آخِرِ الباب من حاشِیَه المُطَوَّل أَنه بالفَتْح کثَوْب أَو،کقُرّ،فیه نَظَرٌ ظاهِرٌ.قلْتُ أَما الفَتْحُ فلا یکاد یُعرَف،و لکن نُقِل عن ابنِ السِّکّیت ضَمُّه.قال فی باب فِعْل و فُعْل باتفاق المَعْنَی خِلْبُ الرَّجُل و خُلْبه (5)،و الرِّجْز و الرُّجْز (6)،و الزِّرُّ و الزُّرُّ ، و عِضْو و عُضْو و الشِّحُّ و الشُّحُّ :البُخْل.
قال الأَزهریّ :حَسِبْته أَرادَ من الزِّر زِرَّ القَمِیص.
قلتُ :و لو صَحَّ ما نقله شیخُنَا من الفَتْح کان مُثَلَّثاً کما لا یَخْفَی فتَأَمَّلْ .
و
14- فی حَدِیثِ السَّائِب بنِ یَزِید فی وَصْف خاتَمِ النُبوّهِ :
«أَنه رأَی خاتمَ رَسول اللّه صلی اللّه علیه و سلّم فی کَتِفِه مثل زِرِّ الحَجَلَه».
أَراد بها جَوْزَهً تَضُمُّ العُرْوَهَ .
و قال ابنُ الأَثِیر: الزِّرُّ :واحد الأَزْار التی تُشَدُّ بها الکِلَلُ و السُّتُورُ علی ما یکون فی حَجَلهِ العَرُوس،و قیل:
14- الرِّوَایَه:
«مثْل رِزِّ الحَجَلَهِ ». بتَقْدِیم الراءِ علی الزای.و الحَجَلَهُ :
القَبَجَهُ .
قلَت:و بِقَوْل ابنِ الأَثِیرِ هذا یَظْهَر أَنَّ تَخْصِیص الزِّرّ بالقَمِیص إِنما هو لبَیَانِ الغَالِبِ ،و قد أَشار له شَیْخُنا.
و من المَجَاز:ضَرَبَه فأَصابَ زِرَّه . الزِّرُّ : عُظَیْمٌ تَحْتَ القَلْبِ ،کأَنَّه نِصْفُ جَوْزَهٍ ، و هو قِوَامُه.و قیل: الزِّرُّ :
النُّقْرَهُ فیها تَدُورُ وَابِلَهُ الکَتِفِ ،و هی طَرَفُ العَضُدِ من الإِنسان.و قیل: الزِّرَّانِ :الوَابِلَتَان. و قیل: الزِّرُّ : طَرَفُ الوَرِکِ فی النُّقْرَهِ ،و هما زِرَّانِ .
و من المَجَاز: الزِّرُّ : خَشَبَهٌ من أَخْشَابِ الخِبَاءِ فی أَعْلَی العَمُودِ،جَمْعه أَزرَارٌ .و قیل: الأَزرَارُ :خَشَبَاتٌ یُخْرَزْن فی أَعْلَی شُقَقِ الخِبَاءِ و أُصولها فی الأَرض،و زَرَّها :عَمِلَ بها ذلِک.
و من المَجَاز: الزِّرُّ : حَدُّ السَّیْفِ ،عن ابْن الأَعْرَابِیّ .
و قال هِجْرِس (7)بنُ کُلَیْب فی کلام له:«أَمَا و سَیْفِی و زِرَّیْه ، و رُمْحِی و نَصْلَیْه،و فَرَسِی و أُذُنَیْه،لا یَدَعُ الرجلُ قاتِلَ أَبِیهِ و هو یَنْظُر إِلیه».ثم قَتَل جَسَّاساً بثَأْر أَبِیه.
و أَبو مَرْیمَ زِرُّ بنُ حُبَیْش بن حُبَاشَهَ الأَسَدِیّ الکُوفِیّ ثِقَه
ص:459
مُخَضْرَمٌ تابِعِیٌّ ،من قُرَّائهم.سَمِع عُمَرَ بنَ الخَطَّاب،رَوَی عَنْه إِبراهِیمُ و عاصِمُ بن بَهْدَله،قاله البخاریّ فی التَّاریخ.
و زِرُّ بن عبد اللّه بن کُلَیْب الفقعمیّ (1)قال الطَّبَرِیّ :له صُحْبَه،من أُمَرَاءِ الجُیُوشِ .
و ذُو الزِّرَّیْنِ :سُفْیَانُ بن مُلْجَمٍ .أَو هو سُفْیَانُ بن مُلْحَج (2)القِرْدِیُّ ،بالکسر کما ضَبَطَه الصَّاغانیّ (3).
و یقال: إِنَّه لَزِرٌّ من أَزْرَارِهَا أَی الإِبل أَی حَسَنُ الرِّعْیَهِ لَهَا. و قیل:إِنه لَزِرُّ مالٍ ،إِذا کان یَسوقُ الإِبلَ سَوْقاً شدیداً،و الأَوّلُ الوَجْهُ .
و
1- رأَی عَلِیٌّ أَباذَرٍّ فقال أَبو ذَرٍّ له:«هذا زِرُّ الدِّینِ ». قال أَبُو العَبَّاس:معناه قِوَامُه ، کالزِّرّ ،و هو العُظَیْم الذی تَحتَ القَلْبِ ،و هو قِوَامُه.و
1- فی رِوَایَه أُخْرَی فی حدیث أَبی ذَرٍّ فی عَلِیٍّ رضیَ اللّه عَنْهُمَا: «إِنه لَزِرُّ الأَرضِ الذی تَسْکُن إِلیه و یَسْکُنُ إِلیها،و لو فُقِدَ لأَنکَرْتُم الأَرْضَ و لأَنْکَرْتُمُ النَّاسَ ».
فسَّره ثَعْلَب فقال:تَثْبُت به الأَرضُ کما یَثْبُت القَمِیصُ بزِرِّه إِذا شُدَّ به.
و الزَّرُّ ، بالفَتْحِ :شَدُّ الأَزْرَارِ . یقال: زَرَرْتُ القَمِیصَ أَزُرُّه ،بالضَّمّ ،إِذا شَدَدْتَ أَزْرارَه علیک،یقال: ازْرُرْ علیک قَمِیصَک و أَزْرَرْتُ القَمِیصَ ،إِذَا جَعلْتَ له أَزْرَاراً فتَزَرَّرَ .
و من المَجَازِ: الزَّرُّ :الشَّلُّ و الطَّرْدُ. یقال:هو یَزُرُّ الکتائِبَ بالسَّیْف،و أَنشد:
یَزُرُّ الکَتَائِبَ بالسَّیْفِ زَرَّا
و زَرَّه زَرًّا :طَرَدَه.
و الزَّرُّ : الطَّعْنُ ،یقال: زَرَّه زَرَّا :طَعَنَه.
و الزَّرُّ : النَّتْفُ ،یقال: زَرَّه زَرًّا :نَتَفَه.
و من المَجَاز: الزَّرُّ : العَضُّ ،یقال: زَرَّه زَرَّا :عَضَّه. و الزَّرُّ : تَضْیِیقُ العَیْنَیْن ،یقال: زَرَّ عَیْنَیْه،و زَرَّهما :
ضَیَّقَهما.
و الزَّرُّ : الجَمْعُ الشدیدُ ،یقال: زَرَّه زَرًّا ،إِذا جَمَعه شَدِیداً،و هو مَجاز.
و الزَّرُّ : نَفْضُ المتاعِ .
و زَرٌّ جَدٌّ لعَبْدِ اللّه الخُوَارِیِّ من أَهل خُوَارِ الرّیّ ،و هو عبدُ اللّه بنُ محمّد بن عَبدِ اللّه بْنِ مُحَمَّد بن عَبْدِ اللّه بن زَرٍّ .
و الوازِمُ (4)بنُ زَرٍّ الکَلبِیّ : صحابیُّ ،له وِفَاده،نقله الصَّاغَانِیُّ .
و زَرُّ بنُ کَرْمَانَ الرَّازِیُّ :له ذِکْرٌ.
و زرَّ یَزِرُّ : زادَ عَقْلُه و تَجَارِبُه.
و زَرِرَ ،کسَمِع ،إِذا تَعَدَّی علی خَصْمِه. و زَرِرَ ،أَیضاً، إِذا عَقَلَ بعْدَ حُمْقِ .
و الزَّرِیرُ ،کأَمِیر:الذَّکِیُّ الخَفِیفُ من الرِّجال،و أَنشد شَمِرٌ:
یَبِیت العَبْدُ یَرْکَب أَجْنَبَیْه
یَخِرُّ کأَنَّه کَعْبٌ زَرِیرُ
کالزُّرَازِرِ ،کعُلابِطٍ .یقال:رَجُلٌ زُرَازِرٌ ،و رِجَالٌ زَرَازِرُ .
و أَنشد:
و وَکَرَی تَجْرِی علی المَحَاوِرِ
خَرْسَاءَ مِن تَحْتِ امْرِیءٍ زُرَازِرِ
و الزَّرْزَارِ ،کصَرْصَار،و هو الخَفِیفُ السَّرِیع.
و قال الأَصمعِیُّ :فلانٌ کَیِّسٌ زُرَزارٌ (5)،أَی وَقَّادٌ تَبْرُقُ عَیْنَاه.
و الزَّرِیرُ : نَبَاتٌ له نَوْرٌ أَصْفَرُ یُصبَغُ به ،من کلام العَجَم.
و الزَّرِیرُ -مصدرُ زَرَّت عَیْنُه تَزِرُّ بالکَسْر:- تَوَقُّدُ العَیْنِ
ص:460
و تَنَوُّرُهَا (1).یقال:عَیْنَاه تَزِرَّانِ زَرِیراً ،أَی تَوَقَّدَانِ ،و قال الفَرَّاءُ:عَیناه تَزِرَّانِ فی رأْسِه،إِذا تَوقَّدتَا.
و الزُّرْزُورُ (2)،بالضَّمّ : المَرْکَبُ الضَّیِّقُ .
و الزُّرْزُور (3): طائِرٌ[کالزُّرْزُرِ] (4)کالقُنْبَره.
و زَرْزَرَ ،إِذا صَوَّتَ ،و الزَّرازِیر تُزَرْزِرُ بأَصواتها زَرْزَرَهً شَدِیدهً .
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : زَرْزَرَ الرَّجلُ :دَامَ علی أَکلِه ،أَی الزُّرْزُورِ .
و زَرْزَرَ بالمکانِ :ثَبَتَ .
و تَزَرْزَرَ ،إِذا تَحَرَّک.
و لا یَخْفَی ما بَیْن ثَبَتَ و تَحَرَّک من حُسْنِ المقابله و حُسْنِ التَّصرّف فی الإِیراد،فإِن بعضاً منه من تَتِمَّه کلام ابنِ الأَعرابِیّ .
و الزّارَّهُ ،بتَشْدِید الراءِ: الذُّبَابَهُ الشَّعْرَاءُ. و فی بعضِ النُّسخ:الذُّبَابُ ،و مثلُه فی التَّکْمِلَه،علی أَنه اسمُ جِنْس جَمْعِیّ ،یجوز تَذْکِیرُه و تَأْنِیثُه.و الشَّعْرَاءُ:ذُبابٌ أَزرَقُ أَو أَحمرُ،کما یأْتِی.
و الزِّرَّهُ ،بالکَسْر:أَثَرُ العَضَّهِ ،و قیل:هی العَضَّه بنَفْسِهَا.
و زِرَّهُ :اسم فَرَس العَبّاسِ بنِ مِرْداسٍ السُّلَمِیّ الصحابِیّ ،رضی اللّه عنه، و یُفْتَح.و کان یُقَالُ له فی الجاهِلِیَّه فارِسُ زِرَّهَ . و هی التی أَخذَتْها منه بَنُو نَصْر.
و زِرَّهُ : فَرَسُ الجُمَیْحِ بنِ مُنْقِذ بنِ طَرِیف الأَسَدِیّ .
و عبدُ اللّه بنُ زُرَیْرٍ ،کزُبَیْرٍ ،الغافِقِیُّ ، تابِعِیُّ یَروِی عن علیّ ،عِدادُه فی أَهلِ مصر.روَی عنه أَبو الخَیْر مَرْثَدُ بنُ عَبْد اللّه الیَزَنِیّ ،قاله ابن حِبَّان. و الزَّرَازِرَهُ (5):البَطَارِقَهُ ،کُبراءُ الرَّوم، جَمْعُ زِرْزَار (6)بالکَسْر،و فی التَّکْمِله: الزَّرَاوِرَهُ :البطارِقهُ الواحِدَ زِرْوَارٌ .
و زَرِیرانُ ،مثنی زَرِیر : ه بِبَغْدادَ ،و ضَبَطه الصَّاغانِیُّ هکذا.
و أَبو یُونُس سَلْمُ بنُ زَرِیرٍ ،کجَرِیر. و قال ابنُ مَهْدِیّ :
سَلْم بن زَرینٍ (7)،و الصحِیح زَرِیر : من تابِعِی التّابِعِین، عُطَارِدِیٌّ بَصْرِیٌّ ،سمع أَبَا رَجَاءٍ العُطَارِدِیّ و خَالِدَ بن باب، رَوَی عنه عَبْدُ الصّمَد و أَبُو الوَلِید هِشَامٌ ،کذا فی تارِیخ البخاریّ .
و هو زُرْزُورُ مالٍ ،بالضَّمّ ، و زِرُّه ،بالکَسْر: عالمٌ بمَصْلَحتِهِ و حَسَنُ القِیَامِ علیه.و نصّ الجَوْهَرِیّ :یقال للرَّجُلِ الحَسَنِ الرِّعْیَه للإِبل:إِنّه لَزِرٌّ من أَزْرَارِهَا .
و الزُّرَارَهُ ،بالضَّمّ :کُلُّ ما رَمَیْتَ بِه فی حائِطٍ أَو غیرِهِ فَلزِقَ به ،و به سُمِّیَ الرَّجلُ .
و زُرَارَهُ بنُ أَوْفَی النَّخَعِیّ ،تُوفِّیَ زَمَنَ عُثْمَانَ ،قاله ابنُ عبد البَرّ.
و زُرَارهُ بن جُرَیٍّ ،هکذا فی النُّسخ بالجِیمِ و الراءِ مُصَغَّراً.
و فی تاریخ البُخَارِیّ :جزی (8)بالزای مُکبرَّاً،روَی عن المُغِیرَه بنِ شُعْبَهَ ،رَوَی عنه مَکْحُولٌ .و قال سَعْدَانُ بُن یَحْیی: زُرَارَهُ سَمِعَ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم.
و زُرَارَهُ بنُ عَمْرٍو النَّخَعِیّ :قَدِمَ فی وَفْدٍ سنهَ تِسْعٍ ،له رِوایَهٌ .
و زُرَارَهُ بنُ قَیْس بن الحارث بن فِهْرٍ الخَزْرَجِیّ النَّجّارِیّ (9)،قُتِلَ یَوْمَ الیمامَهِ ،قاله أَبو عمرٍو (10).
و زُرَارهُ : أَبو عَمرٍو غیرُ مَنْسوب. قیل:هو النَّخَعیّ .
و قیل:غیر ذلک، صحابیّون.
ص:461
و زُرَارَهُ : مَحَلَّهٌ بالکُوفَهِ .
و زُرَارَهُ بنُ یَزِیدَ بنِ عَمْرٍو البَکَّائِیُّ .
و المُزَارَّهُ ،بتَشْدِید الرَّاءِ: المُعَاضَّهُ . قال أَبو الأَسْود الدُّؤَلِیّ ،و سأَل رَجلاً فقال:ما فَعلَتِ امرأَهُ فلانٍ التی کانَت تُشَارُّه و تُهَارُّه و تُزَارُّه ؟أَی تُعَاضُّه.
و قولُ الجَوْهَرِیِّ :إِذا کانت الإِبلُ سِمَاناً قیل:بِها زِرّهٌ (1).
قال الصَّاغَانِیّ :و هذا تَصْحِیفٌ قَبِیحٌ و تَحْرِیفٌ شَنِیع، و إِنما هی بَهَا زِرَهٌ ،علی وَزْن فَعَالِلَهٍ ،و مَوْضِعُه فَصْلُ الباءِ الموحّدَه،و قد سبقَ التنبیهُ علیه فی بَهْزَر.
و زُرْزُرُ بنُ صُهَیْبٍ ،بالضَّمِّ ،کقُنْفُذ، مُحَدِّثٌ من أَهْل شَرْجَهَ ،مَوْلًی لآلِ جُبَیْر بنِ مُطْعِمٍ ،سَمِع عَطَاءً.روَی عنه ابنُ عُیَیْنَهَ قوله،حِجازِیٌّ .کذا فی تاریخِ البُخَارِیّ .
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
المَزْرُور :زِمَامُ النّاقَه،لأَنّه یُضْفَر و یُشَدّ.قال مَرَّار بنُ سَعِیدٍ الفَقْعَسِیّ :
تَدِینُ لمَزْرُورٍ إِلی جَنْبِ حَلْقَهٍ (2)
مِن الشَّبْهِ سَوَّاها برِفْقٍ طَبِیبُها
أَی تُطِیع زِمَامَهَا فی السَّیْر فلا یَنَالُ راکبَهَا مَشقَّهٌ ،قالهَ ابن بَرِّیّ .
و یقال للحَدِیده التی تُجْعَل فیها الحَلْقَه التی تُضرَب علی وَجْهِ البَابِ لإِصفاقه: الزِّرَّه ،قاله الجَاحِظ .
و أَنشد ثَعْلَب:
کأَنَّ صَقْباً حَسَنَ الزَّرْزِیرِ
فی رأْسِهَا الرَّاجِفِ و التَّدْمِیرِ
فسّره و قال:عَنَی به أَنَّهَا شَدِیدهُ الخَلْق.
قال ابنُ سِیدَه:و عنْدی أَنه عَنَی طُولَ عُنُقِها.شَبَّهه بالصَّقْب،و هو عَمودُ (3)الخِبَاءِ.و حِمَارٌ مِزَرٌّ ،بالکَسْر:کَثِیرُ العَضِّ .
و الزَّرَّه :الجِرَاحَهُ بِزِرِّ السَّیْفِ .
و الزِّرَّه :العَقْل.
و زُرَارَهُ بنُ عُدَسَ التّمیمیّ أَبو حاجِبٍ صاحبِ القَوْس.
و فی المَثَل«أَلْزَمُ من زِرٍّ لِعُرْوَهٍ ».
و أَزَرَّ القَمِیصَ :جعَل له زِرًّا ،و أَزرَّه :لم یکن له زِرٌّ فجَعَلَه له.و قال أَبُو عُبَیْد: أَزْرَرْتُ القَمِیصَ ،إِذا جَعَلْت له أَزْرَاراً ،و زَرَرْتُه ،إِذا شَدَدْت أَزْرارَه علیه،حکاه عن الیَزِیدیّ .
و زَرَّرَهُ :جعَلَه ذَا أَزرَارٍ ،قاله الزَّمَخْشَریّ .
و أَعْطَانِیه بزِرِّه ،أَی بِرُمَّته،و هو مَجَاز.
و زُرَارَهُ بنُ کَریم بن الحارث بن عَمْرو السَّهْمِیّ ، و زُرَارَهُ بنُ مُصْعَب بنِ عبد الرحمن بن عَوف الزُّهْریّ ، و زُرَارَهُ بن مُصْعَب بن شَیْبَهَ ،و زُرَارَهُ بْنُ أَبِی الحَلال العَتَکِیّ ،و زُرَارَهُ بن عبد اللّه بنِ أَبی أُسید،مُحَدِّثون.
و زِرُّ بنُ عَبْدِ اللّه الکُوفِیّ ،بالکسر،قَدِم بُخَارَی مع قُتَیْبَهَ بن مُسْلِم الباهِلیّ .و من وَلَدِه بها أَبو الفَوَارِس أَحمدُ بنُ محمّد بنِ جُمْعَهَ بن السَّکَن بن أُمیَّه بن زِرٍّ النَّسَفِیّ ،تُوفِّیَ سنه 366 و حَدَّث،و زُرَارهُ بن أَعْینَ القائِل بحُدُوثِ عِلْمِ اللّهِ و قُدرتِه و حَیاتِه و سَمْعِه و بَصَرِه،رئیس الزُّرَارِیَّهِ من غُلاَهِ الشِّیعَه.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
زَرَنْجَر (4)،کسَفَرْجل،قَرْیَهُ ببُخَارَی،منها أَبو سُلَیْمَانَ دَاوودُ بن طَلْحَهَ بن قَابُوسٍ ،عن محمّد بن سَلاّم البِیْکَنْدِیّ و غیرِه.
زَعِرَ الشَّعَرُ و الرِّیشُ و الوَبَرُ، کفَرِحَ ،فهو زَعِرٌ ، ککَتِفٍ ، و أَزعَرُ ،و هی زَعْرَاءُ ،و الجَمْع زُعْرٌ : قَلَّ و تفَرَّقَ و رَقَّ ،و ذلک إِذا ذَهَبت أُصُولُ الشَّعَر و بَقِیَ شَکِیرُه.
ص:462
قال ذو الرُّمّه:
کأَنَّهَا خَاضِبٌ زُعْرٌ قَوَادِمُه
أَجْنَی له باللِّوی آءٌ و تَنُّومُ
کازْعَرَّ و ازْعَارَّ ،کاحْمَرَّ و احْمَارَّ.
و رجلٌ زَیْعَرٌ ،کصَیْقل (1): قلیلُ المَالِ ،علی التَّشْبِیه.
و من المَجَاز:رَجلٌ زُعْرُورٌ ،بالضَّمّ : سَیِّیءُ الخُلُقِ .
و العامّه تقول:رجلٌ زَعِرٌ .
و هو أَی الزُّعْرُور : ثَمَرُ شَجَرٍ،م أَی معروف،الواحِدَه زُعْرُورَهٌ ،تکون حمراءَ،و ربما کانت صفراءَ:له نَوًی صُلْبٌ مُسْتَدِیرٌ.
و قال أَبو عمرٍو:النُّلْکُ : الزُّعْرُورُ .قال ابن دُرَیْد:لا تعرِفه العَرَب.و فی التهذیب: الزُّعْرُور :شَجرَهُ الدُّبِّ ،نقله ابن شُمَیْل.
قال الصَّاغَانِی:و هو غیر ما ذَکرَه الجوهَرِیّ (2).
و الزَّعراءُ :الامْرَأَه القَلِیلَهُ الشَّعرِ.و
16- فی حَدِیثِ ابْنِ مسعود:
«أَنَّ امرأَهً قالت له:إِنّی امرأَهٌ زَعْرَاءُ ». أَی قَلِیلهَ الشَّعر.
و الزَّعْرَاءُ : ضَرْبٌ من الخَوْخِ و هو المَلِیسیّ .
و الزَّعْرَاءُ : ع.
و الزَّعَارَّه ،بتَشْدِید الرَّاءِ،مثْلُ حَمَارَّهِ الصَّیفِ ، و تُخَفَّف الرَّاءُ ،عن اللِّحْیَانِیّ : الشَّرَاسَهُ و سُوءُ الخُلُق،یقال:فی خُلُقه زَعَرٌ و زَعَارَّه .لا یتصرَّف منه فِعلٌ ،و رُبَّمَا قالوا: زَعِرَ الخُلُقُ زَعَراً ،إِذا ساءَ.و خُلُقٌ زَعِرٌ مَعِرٌ،و هو مَجاز.
و الزَّعْرُ :الجِمَاعُ ،و الفِعْلُ کجَعَلَ زَعَرَها یَزْعَرُهَا ،إِذا نَکَحَها.
و زَعْرٌ : ع بالحِجَازِ ،نقله الصَّاغَانِیّ .
و الزُّعَرَه ، کتُؤَدَه:طائِرٌ فی الشَّجَر، لا یُرَی إِلاَّ مَذْعُوراً (3)خائِفاً یَهُزُّ ذَنَبَه و یَدْخُل فی الشَّجَر،و هو الذُّعَرَه التی تقدَّمت. و زَعْوَرٌ ،کجَدْوَل:أَبُو بَطْن ،نقله ابن دُرَیْد (4).
و من المَجَاز: الأَزْعَرُ :المَوْضِع القلِیلُ النَّبَاتِ ،علی التَّشْبِیه:کقولهم:أَکمَهٌ صَلْعَاءُ، کالزَّعِرِ ،ککَتِف،و
1- فی حدیثِ علیٍّ رضی اللّه عنه یَصِف الغَیْثَ : «أَخرَج به مِن زُعْرِ الجِبَال الأَعْشَابَ ». یرید:القَلِیلَهَ النَّبَاتِ ،تَشْبِیهاً بقِلَّه الشَّعرِ.
و زَعَّرَ بالجَحْشِ تَزْعیراً :دَعاهُ للسِّفادِ. و قال: زَعَرَّه ، و هو مَجَاز.
*و مما یُسْتَدْرک علیه:
زَعِرَ الرجلُ زَعَراً :قَلَّ خَیْرُه.
و الزُّعْرَان ،بالضّمّ :الأَحْدَاثُ .
و زَعُورَاءُ :جَدُّ أَبِی زَیْد قَیْسِ بن السَّکَن بن قَیْسٍ الأَنْصَاریّ عَمّ سیِّدنا أَنَس.
و الزُّعَیْرَهُ مُصَغَّراً:قَریه بمِصْر.و یقال لِجَبَلِ المُقَطَّمِ ، الأَزْعَرُ ،لِقِلَّه نَبَاتِه و عُشْبِه.
و أَبو الزَّعْرَاءِ :له صُحْبَهٌ ،رَوَی عنه أَبو عبد الرحمن الجِیلِیّ فی الأَئِمّه المُضِلِّین.
الزَّعْبَرِیُّ ،کجَعْفَرِیّ :ضَربٌ من السِّهَامِ ، مَنْسُوب،مَقْلُوبُ الزَّبْعَرِیّ ،و قد تقدّم.
الزَّعْفَرَانُ ،هذا الصِّبغُ ، م ،أَی معروف و هو من الطِّیب. و من خَواصّه المُجَرَّبه ما ذکرَه الأَطِبَّاءُ فی کُتُبِهم أَنه إِذا کان فی بَیْت لا یَدخُلُه سامُّ أَبْرَصَ ،کما صَرَّحَ به المتکلِّمون فی الخَواصِّ .
و الزَّعْفَرَانُ من الحَدِیدِ:صَدَؤُه،ج و إِن کان جِنْساً زَعافِرُ . و فی الصّحاح: زَعَافِرُ ،مثْل تَرْجمان و تَرَاجِمَ و صَحْصَحان و صَحاصِحَ .
و زَعْفَرَه أَی الثَّوبَ : صَبَغَهُ به ،ثَوْبٌ مُزَعْفَرٌ .
و الزَّعْفَرَانُ بنُ الزَّبِدِ: فَرسٌ للحَوْفَزانِ الحَارِثِ بن شَرِیکٍ ،و کذلک أَبُوه الزَّبِدُ. و هو أَیضاً فَرَسُ السَّلِیلِ بنِ قَیْس أَخِی بِسْطَام.و فَرَسُ عُمَیْرِ بن الحُبَابِ .
ص:463
و الزَّعْفَرانِیَّه :ه بهَمَذَانَ (1)،علی مَرْحَله منها.و قیل:
ثلاثه فراسخَ ،کَثِیرَهُ الزَّعْفَرَان .
منها أَبو أَحمَدَ القاسِمُ بنُ عبد اللّه بْنِ عَبْدِ الرّحمن بن زِیَادٍ الهَمَذَانِیّ شیخُ الدَّارَقُطْنِیّ صاحبِ السُّنَنِ ،و أَبی حَفْصِ بن شَاهِینَ ،رَوَی عن أَبِی زُرْعَهَ الرَّازِیّ و غیره.
و الزَّعفَرانِیَّه :قریه ببَغْدَادَ.منها أَبو عَلِیّ الحَسَنُ بنُ محمّدِ بنِ الصَّبَّاحِ أَحدُ أَئمّه المسلمین صاحِبُ سیّدنا الإِمَام الشافِعِیِّ رضی اللّه تعالی عنه. رَوَی عن ابن عُیَیْنَه، و عنه أَبو دَاوود و التِّرمِذِیّ ،تُوَفِّیَ سنه 249 (2)و إِلیه یُنْسَب دَرْبُ الزَّعْفَرَانِیّ ببَغْدَاد.
و المُزَعْفَرُ الفَالُوذُ ،و یقال له المُلَوَّص و المُزَعْزَعُ أَیضاً (3).
و المُزَعْفَر : الأَسَدُ الوَرْدُ ،لأَنه وَرْدُ اللَّوْنِ ،و قیل:لِمَا عَلَیْه من أَثَرِ الدَّمِ .
*و مما یُسْتَدْرک علیه:
الزَّعْفَرَانِیّه :قَریهٌ بمصر.
و الزَّعَافِر :حَیٌّ من سَعْدِ العَشیره،و هو عامِرُ بنُ حَرْب بنِ سَعْدِ بن مُنَبِّه بن أُدَدَ بن سَعْدِ العَشِیرَه.منهم أَبو عبد اللّه إِدریسُ بن یَزِید الأُدَدِیّ الزَّعافِریّ الفَقِیه.
و مُحَمَّدُ بن أَحمدَ بن یوسفَ القُرشِیّ المَخْزُومِیّ ،الشَّهِیر بابنِ الزُّعَیْفرِینِیّ ،مُحدِّثٌ .
و الزَّعْفَرَانِیَّه :عَیْنٌ بها عِدَّهُ قُرًی.
و الزَّعْفَرَانِیَّه :فِرْقَهٌ من البُخَارِیّه من أَهلِ البِدَعِ .
و أَبو هاشمٍ عَمَّارُ بنُ أَبی عُمَارَهَ البَصْرِیّ الزَّعْفَرَانِیّ ،إِلی بَیْعِ الزَّعْفرانِ .
و تَزَعْفْرَ الرجلُ :تَطیَّبَ بالزَّعْفَرانِ و تَلَطَّخَ به.
زَغَرَه ،کمَنَعَه ،أَهمله الجَوْهریّ .و قال ابن دُرَیْد: الزَّغْرُ :فِعْل مُماتٌ ،و هو اغتِصابُک الشَّیْ ءَ.یقال: زَغَرَه یَزْغَره زَغْراً ،أَی اغْتَصَبَه ، کازْدَغَره .و فی بعض النُّسخ.اقْتَضَبه (4)و هو غَلَطٌ .
و زَغَرَت دِجْلَهُ :زَخَرَت و مَدَّت عن اللِّحْیَانیّ .
و زَغْرُ کُلِّ شَیْ ءٍ:کَثْرَتُه و إِفْرَاطُه. و فی التَّهْذِیب:
و الإِفراطُ فیه.قال الهُذَلیّ أَبُو صَخْر:
بل قَدْ أَتَانِی ناصِحٌ عنْ کاشِحٍ
بِعَدَاوَهٍ ظَهَرَتْ و زَغْرِ أَقَاوِل
أَراد أَقاوِیلَ ،حذَفَ الیاءَ للضروره.
و زُغَرُ کزُفَرَ.أَبو قَبِیلَهٍ کَنَائِنُهُم من أَدَمٍ حُمْرٍ مُذْهَبَهٍ . و به فُسِّر قولُ أَبی دُوَاد:
ککِنَانَهَ الزُّغَرِیّ غَشَ
اهَا من الذَّهَبِ الدُّلامِصْ
و قال ابنُ دُرَیْد (5):لا أَدْرِی إِلی أَیّ شیْ ءٍ نَسَبَه،قال:
و أَحسبه أَبا قَومٍ من العرب.
و قیل زُغَرُ : اسمُ ابنهِ لُوطٍ علیه السلامُ :و منه زُغَرُ ه، بالشام،لأَنها نَزَلتْ بِها فسُمِّیَت باسْمها،و هی بمَشارِف الشامِ .قال الأَزهریّ :و إِیّاهَا عنَی أَبو دُوَادٍ فی قَوله الماضِی. و بها عَیْنٌ غُؤُورُ مائِها عَلامَهُ خُرُوجِ الدَّجَّالِ .
و
16- نَصُّ حدیثِ الدَّجَّال: «أَخْبِرُونِی عن عَیْنِ زُغَرَ ،هل فیها ماءٌ؟قالوا:نعم». قالوا:و هو عَیْنٌ بالبَلْقَاءِ.و قیل:هو اسْمٌ لها.و قیل:اسمُ امرأَهٍ نُسِبَت إِلیها،کما قَدَّمْنَا.و
1- فی حَدِیثِ علیٍّ رَضِیَ اللّه عَنْه: «ثم یکون بعد هذا غَرَقٌ من زُغَرَ ».
و سِیاقُ الحدِیثِ یُشِیر إِلی أَنّهَا عَیْنٌ فی أَرضِ البَصْره.قال ابن الأَثِیرِ:و لَعَلَّهَا غَیرُ الأُولَی.
و أَمَّا زُعْرٌ،بسکون العَیْن المهمله فمَوْضِعٌ بالحِجَاز،و قد تقدّم.
و زُغْرِیُّ الوَادِی ،بالضَّمّ : تَمْرٌ ،أَی نوع منه.
و کَفْرالزُّغَاری بالضَّمّ :مَحَلَّه بمصر.
و یقال للحِمَارِ عند النَّهِیق: زَغَرَّه .
ص:464
الزَّغْبَر ،کجَعْفَر ،أَهمله الجوهریّ .و قال أَبو عَمْرو:هو الجَمِیعُ من کلِّ شیْ ءٍ ،یقال:أَخذَه بزَغْبَره ،أَی أَخذَه کُلَّه و لم یَدَعْ منه شیئاً،و کذلِکَ بزَوْبَره و بزَأْبَره.
و عن أَبی حَنِیفهَ : الزَّغْبَرُ : المَرْوُ الرَّقِیقُ الوَرَقِ ،و تُکْسَرُ الزّایُ ،و العَیْن المهمله لُغَهٌ فیه،کما تقدّم.و منهم من یقول:هو الزَّبْغَر،و قد تقدّم أَیضاً.
و زِغْبِرُ الثَّوْبِ کزِبْرِجٍ و زِغْبُرُه بضَمِّ الباءِ:زِئْبُرُه (1)،عن أَبِی زَیْدٍ،و قد تقدّم.
و الزُّغْبورُ ،بالضَّمّ : سَبُعٌ ،و الذی حکاه ابنُ دُرَیْد:
زَغْبَرٌ :ضَرْبٌ من السِّباع،قال:و لا أَحُقُّه.
زَفَرَ یَزْفِر ،من حَدّ ضَرَبَ ، زَفْراً ،بالفَتْح، و زَفِیراً ،کأَمِیرٍ: أَخرَجَ نَفَسَه -مُحَرَّکَهً - بعدَ مَدِّه إِیاه ،کذا فی المُحْکَم.قال:و إِزْفیرٌ ،إِفْعِیلٌ منه.
و زَفَرَ الشیْ ءَ یَزْفِرُه زَفْراً ،بالفَتْح:حَمَلَه، کازْدَفَرَه ،کذا فی الصّحاح.
و زَفَرَ الماءَ یَزْفِر : اسْتَقَی فحَمَل.و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّ امرأَهً کانت تَزْفِرُ القِرَبَ یَوْمَ خَیْبَرَ تَسقِی النَّاسَ ». أَی تَحمِل القِرَبَ المملوءَهَ ماءً.
و زَفَرَت النَّارُ:سُمِعَ لتَوَقُّدِها صَوْتٌ ،و هو زَفِیرُها .
و المُزْدَفَرُ و المُزْفَرُ ،و الزَّفْرَهُ ،بالفتح و یُضَمُّ :التَّنَفُّس کَذلِکَ ،أَی بعْدَ المَدِّ.و جمْعُ الزَّفْرَه الزَّفَرَات مُحرَّکهً ،لأَنه اسمٌ و لیس بنَعْت.و رُبَّمَا سَکَّنها الشاعِرُ للضَّرُورَه کما قال:
فتَسْتَرِیحَ النَّفْسُ من زَفْرَاتِهَا
و المُزْدَفَر و المُزْفَرُ و الزَّفْرَهُ و الزُّفْرَه : المُتَنَفِّسُ أَیضاً.
و زَفْرَهُ الشیْ ءِ ،بالفَتْح و یُضَمُّ : وَسَطُهُ . و فی بَعْضِ النُّسَخ:و الزَّفْرَهُ من الشَّیْ ءِ:وَسَطُه.و منه قَوْلُهم للفَرَس:
إِنه لَعظِیم الزَّفْرَه ،أَی الوَسَطِ .و قیل:عَظِیمُ الجَوْف.
و الجمْع الزَّفَرات .قال الرَّاعی:
حُوزِیَّه طُوِیَتْ علی زَفَرَاتِهَا
طَیَّ القَنَاطِر قد نَزَلْن نُزُولاَ (2)
قال ابن السِّکّیت.
و الزِّفْرُ ،بالکَسْر:الحِمْلُ علی الظَّهْرِ ،و الجمْع أَزفَارٌ .
قال:
طِوَالُ أَنْضِیَه الأَعْنَاقِ لم یَجِدُوا
رِیحَ الإِماءِ إِذَا رَاحَتْ بأَزْفارِ
و یقال:علی رَأْسه زِفْرٌ من الأَزْفار ،أَی حِمْلٌ ثَقِیلٌ یَزْفِر منه.
و فی البَارِعِ لأَبی عَلِیٍّ : الزِّفْر : الحَمَلُ ،محَرَّکهً ، و کلاهما صَحِیحانِ .
و الزِّفْر : القِرْبَهُ و السِّقاءُ الذی یَحْمِل فیه الراعی ماءَه.
و الجمْع أَزْفارٌ .
و الزِّفْر : جِهَازُ المُسَافِرِ ،یَعُمُّ السِّقاءَ و غیرَه:
و الزِّفْر : الجَمَاعَهُ من النّاس کالزّافِرَه .
و الزَّفَر ، بالتَّحریک:الذی یُدْعَم به الشَّجَرُ و یُسْنَد.
و الزُّفَر ، کالصُّرَدِ:الأَسَدُ.و الرَّجلُ الشُّجاعُ ،و هو أَیضاً: البَحْرُ یَزْفِر بتَمَوُّجِه.
و الزُّفَر :اسم النَّهْر الکَثِیر الماءِ فأَشْبَه البَحْر.
و الزُّفَر : من العَطِیَّه:الکَثِیرَهُ ،علی التشبیه بالبَحْر.
و الزُّفَر : الذی یَحْمِلُ الأَثقالَ ،أَی (3)القَوِیُّ علی حَمْلِ القِرَبِ .
و قال شَمِرٌ: الزُّفَر من الرِّجال:القَوِیُّ علی الحَمَالاتِ .
قال الکُمَیْت:
رِئَابُ الصُّدُوع غِیَاثُ المَضُو ع
لأْمَتُکَ الزُّفَرُ النَّوْفَلُ
ص:465
و قیل الزُّفَر :السَّیِّد:قال أَعشَی باهِلَهَ :
أَخُو رَغَائِبَ یُعْطِیها و یُسْأَلُها
یَأْبَی الظُّلامَهَ منه النَّوْفَلُ الزُّفَرُ
لأَنه یَزْدَفِر بالأَموالِ فی الحَمَالاَت مُطِیقاً له.
و فی الأَساس:و من المَجَاز:هو نَوْفَلٌ زُفَرٌ :للجَوَادِ، شُبِّه بالبَحْر الذی یَزْفِر بِتَمَوُّجِه.
قلْت:فلو اقتصرَ المُصَنِّف علی قوله:الذی یَحمِلُ الأَثْقَالَ ،کان أَوْلَی.
و الزُّفَر (1): الجَمَلُ الضَّخْمُ ،لتَحَمُّلِه الأَثقالَ ،نقله الصاغانی.
و الزُّفَر : الکَتِیبَهُ ، کالزّافِرَهِ ،و هی الجَمَاعَه من النَّاس، و قد تقدّم.
و زُفَر ، بلا لامٍ :اسمُ جَماعَهٍ ،منهم زُفَرُ بنُ الهُذَیلِ الفَقِیهُ ،تِلْمِیذُ إِمامنا الأَعظمِ أَبی حَنِیفَهَ رَحِمَه اللّه تعالی.
و زُفَرُ بنُ الحارث العامِریّ أَبو مُزَاحِم،و زُفَرُ بنُ عَقِیل، و زُفَرُ بن صَعْصَعَه بن مالک،و زُفَر بن یَزِید (2)بن عبد الرحمن بن أَرْدَک،و زُفَر بنُ أَبی کَثِیر،و زُفَر العِجْلِیّ ، و زُفَر بن عاصم.و سُهَیْل بن أَبِی زُفَر ،و هؤلاءِ فی تَارِیخ البُخَارِیّ .و زُفَر بنُ وَثِیمَه بنِ مَالِک بن أَوْس بن الحَدَثان البَصْرِیّ ،من کتاب الثِّقَات لابن حِبّان:محدِّثون.
و فی الصّحابه، زُفَر بن الحَدَثان بن الحارث النَّصْریّ (3)، و زُفَر بن حُذَیفه (4)سَیِّد بنی أَسد،و زُفَر بن یَزید بنِ هاشِم، قاله ابن مَنْده.
و الزافِرَهُ من البِنَاءِ:رُکْنُه الذی یَعتَمِد علیه،و الجَمْع الزَّوَافِر . و الزَّافِره من الرَّجلِ أَنْصارُه و عَشِیرتُه. قال الفَرَّاءُ:جاءَنا و معه زَافِرَتُه ،یَعنِی رَهْطَه و قَوْمَه.قال الزَّمَخْشَرِیّ :لأَنهم یَزْفِرُون عنه الأَثْقَالَ .
و هو زَافِرُ قَوْمِه و زَافِرَتُهم عند السلطان:سَنَدُهم (5)و حامِلُ أَعبائِهم،و هو مَجازٌ.و
1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رضی اللّه عنه:
«کان إِذا خَلاَ مع صاغِیَتِه و زَافِرَتِه انْبَسَط ». أَی أَنْصَاره و خَاصَّته.
و الزَّافِرَهُ : الجَمَلُ الضَّخْمُ ،لأَنَّه حاملُ الأَثقال.
و زافِرَهُ الرُّمْحِ و السَّهْمِ :نَحوُ الثُّلثِ ،و هو أَیضاً ما دُونَ الرِّیش من السَّهْم.و قال الأَصْمَعِیُّ : ما دُونَ الرِّیشِ من السَّهْمِ فهو الزَّافِرَه ،و ما دُونَ ذلک إِلی وَسَطه هو المَتْن، و مثْله قَولُ الجوهریّ .و قال ابن شُمَیْل: زَافِرَهُ السَّهْمِ :
أَسفل من النَّصْل بِقَلِیل إِلی النصْل. أَو ما دُون ثُلُثَیْه ممّا یَلِی النَّصْلَ ،قاله عِیسَی بنُ عَمر.
و الزَّافِرَه : السَّیِّدُ الکَبِیرُ ،لأَنه یَحمِل الحَمَالاتِ ،و هو الجَوَادُ، کزُفَر .
و من المَجَاز:و بأَیْدِیهِم الزَّوافِر ،جمع زَافِرَه ،و هی القَوْسُ ،علی التَّشْبِیه بالضُّلُوع.
و من المَجَاز قولهم:لِمَجْدِهم زَوَافِرُ . زَوَافِرُ المَجْدِ:
أَعْمدَتُه و أَسْبَابُه المُقَوِّیَهُ له ،تَشبیهاً بزَوَافِر الکَرْمِ ،و هی خُشُبٌ تُقَام و یُعرَّض علیها الدِّعَمُ لتَجْرِیَ علیها نَوامِی الکَرْم.
و الزَّفِیر کأَمیر: الدَّاهیه کالزَّبِیر،بالباء:و أَنشد أَبو زید:
و الدَّلْوَ و الدَّیْلَمَ و الزَّفِیرَا
و الزَّفِیر و الزَّفْر :أَن یَملأَ الرَّجلُ صَدْرَه غَمّاً ثمّ هو یَزْفِرُ به.و قیلَ :هو إِخراجُ النَّفَسِ مع صوتٍ مَمْدُود.
و قال الرَّاغِب:أَصْلُ الزَّفِیرِ تَردِیدُ (6)النَّفَسِ حتَّی تَنْتَفِخ منه الضُّلوعُ .و یُستعمَلُ غالِباً فی أَوَّلِ صَوْتِ الحِمَار ،و هو النَّهِیق، و الشَّهِیقُ آخِرُهُ ،أَی رَدّ الصَّوْت فی آخِرِه،أَی غالِباً.
و قال اللَّیْثُ فی تَفْسِیر قولِه تعالی: لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ (7)الزَّفِیر :أَوَّل نَهِیقِ الحِمَار و شِبْهِهِ ،و الشَّهِیقُ آخِرُه،لأَنَّ الزَّفیرَ إِدخَالُ النَّفَسِ و الشَّهِیقَ إِخراجُه،و الاسمُ الزَّفْرَهُ ،و الجَمْع الزَّفَرَاتُ .
ص:466
و المَزْفُورُ من الدَّوَابِّ :الشَّدِیدُ تَلاَحُمِ المَفَاصِلِ .
یقال:بَعِیرٌ مَزْفُورٌ .و ما أَشَدَّ زُفْرَتَه ،أَی هو مَزْفُورُ الخَلْقِ .
و قال أَبو عُبَیْدَهَ : المُزْدَفَرُ فی جُؤْجُؤِ الفَرَسِ هو المَوضِعُ الذی یَزْفِر منه ،و أَنشد:
و لَوْحَا ذِرَاعَیْن فی بِرْکَهٍ
إِلی جُؤْجُؤٍ حَسَنِ المُزْدَفَرْ
و الأَزْفَرُ :الفَرسُ العَظِیمُ أَضلاعِ الجَنْبَیْن ،أَو العَظِیمُ الجَوْفِ أَو الوَسَطِ ، ج زُفْرٌ ،بضمّ فسکون.
*و مما یستدرک علیه:
الزَّوَافِرُ :الإِمَاءُ اللَّوَاتِی یَحْمِلْنَ الأَزْفَارَ .و الزَّافِر :المُعِینُ علی حَمْلها.
و فَرَسٌ شدِیدُ الزَّوَافِر ،و هی أَضْلاعُ الجَنْبَیْن.و عَظِیمُ الزُّفْرَهِ :الجَوْفِ .
و الزَّفِیرْ (1):الدَّاهِیَهُ .
و قال أَبو الهَیْثَم: الزَّافِرَهُ :الکَاهِلُ و ما یَلِیه.
و زَفَرَت الأَرْضُ :ظَهَرَ نَبَاتُها.
و زَوْفَرٌ ،کجَوْهَر:اسْم.قال ابن دُرَید (2):هو من الازْدِفَار .
و إِزفیر کإِزمِیل من الزَّفِیر .
و أَبُو سُلَیْمَانَ زافِرُ بنُ سُلیمانَ القُوهِسْتَانِیّ الکُوفِیّ الإِیادیّ ،نَزَل بَغْدَادَ و ورَدَ الرّیّ حدَّث بمراسیلَ تَرجمه البُخَارِیّ فی التاریخ (3).
و وَقَعَ فی صَحِیح البُخَارِیّ : تَزَفَّر :تَخَبَّط .قال الجلاَلُ فی التَّوشِیح:لا یُعْرَف هذا فی اللُّغَه.هکذا نقله شیخُنَا و سَکَت عنه.قُلتُ :و یَصِحّ أَن یَکُون بضَرْب من المَجَاز، فتَأَمَّل.
و زُفَرُ :اسمُ خازِنِ الجَنَّهِ ،و لقبه رِضْوانُ ،و قیل بالعَکْس.
الزَّقْرُ ،أَهمله الجوهریّ ،و هو لُغَه فی الصَّقْر ، و زَقَرُ لغهٌ فی سَقَرَ. و هی علی قاعِدَه الخَلِیل المَشْهُوره أَن کُلَّ صاد تَجِیءُ قبل القَاف فلِلْعرب فیه لُغَتَان،و قیل:ثَلاَث و هی أَنها تُقَال بالصَّاد علی الأَصْل،و تُبدَل سِینَا و زَایاً فیُقَال:صَقْر و سَقْر و زَقْر ،و کذا صندوق و نحو ذلک.
و الزُّقْرَه ،بالضَّمّ :خاتَمُ الفِضَّهِ تَلْبَسُها المرأَهُ فی إِبهام رِجْلها،نقله بَعْضُ الفضلاءِ عن أَهل مَکَّهَ مُترَدِّداً فی عَرَبیَّتها.قال شیخُنا:لا تَثْبُتُ عرَبِیَّتُها إِذْ لم یَذْکُرْها أَحدٌ.
*و مما یستدرک علیه:
زَوْقَر ،کجَوْهَر:جَبَلٌ بالیَمَن،و إِلیه نُسِب مُحمَّدُ بن أَبی بَکْرِ بن أَبی الحَسَن الزَّوْقَریّ ،عُرِف بابنِ الحَطَّاب،تُوفِّیَ بزَبِیدَ سنه 665.
زَکَرَهُ ،أَی الإِناءَ، زَکْراً : مَلَأَه، کَزَکَّرَه فتَزَکَّرَ تَزْکِیراً .یقال: زَکَّرَ السِّقاءَ و زَکَّتَه،إِذا مَلأَه،و هو مَجازٌ.
و الزُّکْرَه ،بالضَّمِّ :وِعَاءٌ من أَدَمٍ .و قال أَبو حَنِیفَه:
الزُّکْرَه :الزِّقُّ الصَّغِیر.و فی المحکم: زِقٌّ یُجْعَل للخَمْر أَو الخَلّ . و فی الصّحاح:زُقَیْقٌ للشَّراب.
و تَزَکَّرَ الشَّرابُ :اجْتَمَعَ فی الزُّکْرَهِ .
و تَزَکَّرَ بَطْنُ الصَّبِیِّ ،أَی عَظُمَ و امْتَلأَ حتَّی صارَ کالزُّکْرَهِ و حَسُنَتْ حَالُه ،و هو مَجَاز، کزَکَّرَ تَزْکِیراً .
و قال اللَّیْثُ :یقال: عَنْزٌ زَکْرِیَّه ،بفَتْح فسُکُون، و زَکَرِیَّه مُحَرَّکَهً : شَدِیدَهُ الحُمْرَهِ و هی نَوْعٌ من العُنُوزِ الحُمْر.
و فی الکِتَاب العَزِیز: و کَفَّلها زَکَرِیّاءُ (4).و فیه أَربعُ لُغَات:مَمْدودٌ مَهْمُوزٌ،و به قَرَأَ ابنُ کَثِیر و نافِعٌ و أَبو عَمْرو و ابنُ عَامِر و یَعْقُوبُ ، و یُقْصَرُ ،و به قَرَأَ حَمْزَهُ و الکِسَائِیّ و حَفْص، و زَکَرِیُّ ، کعرَبِیّ ،بحذْفِ الأَلف غَیْر مُنَوَّن أَیضاً، و یُخَفَّفُ -و هی اللُّغَهُ الرَّابِعَه.قال الأَزهریّ :و هذا مَرْفُوض عند سِیبَوَیْه.قُلْت:و لذا اقتصرَ الزَّجّاجُ و ابنُ دُرَیْد و الجَوْهَرِیّ علی الثَّلاثَهِ الأُوَل.و شذَّ بعضُ المفسِّرین فزادَ لُغَهً خَامِسَهً و قال: زَکَر ،کجَبَل.و قول شیخنا:و کلام الجوهریّ یقتَضیه،محلّ تأْمل-: عَلَمٌ علی رَجلٍ .
ص:467
قال الجوهریّ : فإِن مَدَدْتَ أَو قَصَرْتَ لم تَصْرِف،و إِن شَدَّدت صَرَفْتَ ،و عبارَه الجوهریّ :
و إِن حذَفْتَ الأَلفَ صَرَفْتَ .و قال الزَّجَّاج:و أَمَّا تَرْکُ صَرْفه فإِنّ (1)فی آخرِه أَلِفَیِ التَّأْنِیثِ فی المَدّ،و أَلِفَ التأْنیث فی القَصْر.
و قال بعضُ النَّحْوِیِّین:لم یَنْصرف لأَنَّه أَعجمیّ ،و ما کانت فیه أَلف التَّأْنِیث فهو سواءٌ فی العَرَبیّهَ و العُجْمَه (2)، و یَلْزَم صاحبَ هذا القولِ أَن یقول:مَرَرْت بَزکَرِیَّاءَ و زَکَرِیَّاءَ آخَرَ.لأَن ما کان أَعجمیًّا فهو یَنْصَرِف فی النَّکِرَه،و لا یجوز أَن تصَرف الأَسماءُ التی فیها أَلفُ التأْنِیثِ فی مَعْرِفه و لا نَکِرَه،لأَنَّها فیها عَلامهُ تأْنِیث و أَنها مَصوغَه مع الاسم صِیغَهً واحدهً فقد فارقَتْ هاءَ التَّأْنِیث،فلِذلک لم تُصْرَف فی النَّکِره.
قال الجوهریّ : و تَثْنِیَهُ المَمْدُودِ المهموزِ زَکَرِیَّاوَانِ . و زاد اللَّیْثُ زَکَریَّاآنِ .
ج زَکَرِیّاؤُونَ .و فی النَّصْفِ و الخَفْضِ زَکَرِیَّاوِینَ .
و النِّسْبَه إِلیه زَکَرِیَّاوِیٌّ ،بالواو. فإِذا (3)أَضفْتَ إِلیک ،و عبارهُ الجوهریّ :و إِذا أَضَفْتَه إِلی نَفْسِک قُلْتَ : زَکَرِیَّائِی بلا وَاوٍ.
کما تقول:حَمْرائِی. و فی التَّثْنِیَه زَکَرِیَّاوَایَ ،بالواو،لأَنَّک تقول زَکَرِیَّاوَانِ . و فی الجَمْعِ زَکَرِیّاوِیّ ،بکسر الواو.
یستوِی فیه الرَّفْعُ و الخَفْضُ و النَّصْب،کما یَستوِی فی مُسلِمیَّ و زَیْدِیَّ . و تَثْنِیَه المَقْصُور زَکِریَّیَانِ (4)،تُحَرَّکُ أَلف زَکَرِیّا لاجتماع السَّاکِنَیْن فصارت یَاءً،کما تقول:مَدَنِیّ و مَدَنیَّان. و فی النَّصْب رأَیْتُ زَکَرِیَّیْنِ (5)و فی الجَمْع: هم زَکَرِیُّون حَذَفْت الأَلِف لاجْتِماع السَّاکِنَیْن و لم تُحَرِّکها، لأَنک لو حَرَّکتها ضَمَمْتَها،و لا تکون الیاءُ مضمومهً و لا مَکْسُورهً و ما قبلها مُتَحَرِّکٌ ،و لذلک خالَف التَّثْنِیَهَ .
و قال اللیثُ : و تَثْنِیَه زَکرِی ،مُخَفَّفَهً ، زَکَرِیَانِ ،مُخَفَّفه، ج زَکَرُونَ ،بطَرْح الیاءِ.*و مما یُسْتَدرَک علیه:
الزُّوَاکِرَه :مَنْ یَتلَبَّس فیُظْهِر النُّسُکَ و العِبَادَهَ و یُبْطن الفِسْقَ و الفَسَادَ،نقلَه المَقَّرِیّ فی نَفح الطِّیب،قاله شَیْخُنا.
و زُکْرَه بنُ عبدِ اللّه،بالضَّمّ ،أَوْرَدَه أَبو حَاتِم فی الصَّحَابَه،و له حَدِیث ضَعِیف.و أَبو حَفْص عُمَر بن زَکّار ابن أَحمَد بن زَکَّار بن یَحیی بن میمون التَّمّار الزَّکَّارِیّ البغدادیّ ،ثقه،عن المحاملیّ و الصّفّار.
زَلَنْبورُ ،أَهْملَه الجَوْهَرِیّ .
و قال مُجَاهِد:هو أَحَدُ أَوْلادِ إِبلیسَ الخَمْسَهِ الذِین فَسَّرُوا بهم قولَه تعالَی : أَ فَتَتَّخِذُونَهُ وَ ذُرِّیَّتَهُ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِی وَ هُمْ لَکُمْ عَدُوٌّ (6)و هکذا نَقَلَه عنه الأَزْهَرِیّ فی التَّهْذِیب فی الخُمَاسِیّ ،و الغَزَالیّ فی الإِحیاءِ،و الصّاغانیّ فی التَّکْمِلَه. و عَمَلُه أَنْ یُفرِّقَ بینَ الرَّجلِ و أَهلِه،و یُبَصِّرَ الرَّجلَ بعُیُوب أَهِله،قاله سُفْیَان،و نقلَه عنه الأَزهریّ .
و الذی فی الإِحیاءِ فی آخِرِ بابِ الکَسْب و المَعاشِ (7)، نَقْلاً عن جَمَاعه من الصَّحَابه:أَن زَلَنْبُورَ صاحِبُ السُّوقِ ، و بَسببه لا یَزالون یَخْتَصِمون،و أَنَّ الذی یَدْخُل مع الرَّجل إِلی أَهْله یُرید العَبَثَ بهم فاسْمُه دَاسِمٌ .قال:و منه ثَبْر، و الأَعْور،و مِسْوَطٌ .فأَما ثَبْرٌ فهو صاحبُ المصائبِ الذی یأْمُر بالثُّبور و شَقِّ الجُیُوب.و أَمّا الأَعور فهو صاحِبُ الزِّنَا یأْمُرُ به.و أَمّا مِسْوطٌ فهو صاحبُ الکَذِب.فهؤلاءِ الخمسهُ إِخوهٌ من أَولادِ إِبلیسَ .
قلْت:و قد ذکر المصنِّفُ شَیْطانَ الصلاهِ و الوضوءِ:
خَنْزَبٌ و الوَلْهَانُ .
قال شیخنا:و هذا مبنیّ علی أَن إِبلیسَ له أَولادٌ حقیقهً کما هو ظاهرُ الآیهِ ،و الخلافُ فی ذلک مشهورٌ.
زَمَرَ یَزْمُر ،بالضَّم،لُغَه حکاها أَبو زَیْد، و یَزْمِرُ ، بالکسر، زَمْراً ،بالفَتْح، و زَمِیراً ،کأَمِیر،و زَمَرَاناً ،مُحَرَّکهً ، عن ابْنِ سِیدَه، و زَمَّرَ تَزْمِیراً :غَنَّی فی القَصَبِ و نَفَخَ فیه، و هی زامِرَهٌ ،و لا یقال زَمَّارهٌ ، و هو زَمَّارٌ ،و لا یُقَالُ زَامِرٌ ،
ص:468
و قد جاءَ عن الأَصْمَعِی لکِنَّه قَلِیل. و لمَّا کان تَصْرِیفُ هذه الکَلِمَه وَارِداً علی خِلاف الأَصْل خَالفَ قاعِدَتَه فی تقدیم المُؤَنَّث علی المُذَکَّر،قاله شَیخُنا.قال الأَصْمَعِیُّ ،یقال لِلَّذِی یُغَنِّی: الزَّامر و الزَّمَّار . و فِعْلُهُمَا ،أَی زَمَر و زَمَّر ، الزِّمَارَه ،بالکَسْر علی القِیاس کالکِتَابَهِ و الخِیَاطَه و نَحْوِهما.
و من المَجَازِ،
14- فی حدیث أَبِی مُوسَی الأَشْعَرِیّ : «سَمِعه النبیُّ صلی اللّه علیه و سلّم یَقرأُ فقال:«لقد أُعطِیتَ مِزْماراً من مَزامِیرِ آل دَاوودَ». شَبَّهَ حُسْنَ صَوْتِه و حَلاوهَ نَغْمته بصَوْتِ المِزْمَار .
و مَزامِیرُ دَاوودَ ،عَلیهِ السَّلام: ما کان یَتَغَنَّی به من الزَّبُورِ ،و إِلیه المُنْتَهَی فی حُسْنِ الصَّوْتِ بالقراءَه.و الآلُ فی قَوله«آل داوود»مُقْحَمه،قِیلَ :مَعْنَاه هاهنا الشَّخْص.
و قیل: مَزامِیرُ دَاوودَ: ضُرُوبُ الدُّعَاءِ،جمْعُ مِزْمارٍ و مَزْمُورٍ (1)،الأَخِیره عن کُراع،و نَظیره مَعْلُوق و مَغْرُود.و
14- فی حَدِیثِ أَبِی بَکْر رضی اللّه عنه: «أَ بِمَزْمُورِ الشَّیْطَانِ فی بَیْتِ رَسُولِ اللّهِ »و فی رِوایه:« مِزْمَارَه الشَّیْطَان عند النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم».
قال ابنُ الأَثِیر: المَزْمور ،بفتح المیم و ضَمِّها،و المِزْمارُ سواءٌ،و هو الآلهُ التی یُزْمَرُ (2)بها.
و الزَّمَّارَهُ کجَبَّانَهٍ :ما یُزْمَرُ به و هی القَصَبَه،کما یُقَالُ للأَرضِ التی یُزْرَع فِیها زَرَّاعَه، کالمِزْمَارِ ،بالکَسْر.
و من المَجَاز: الزَّمَّاره : السَّاجُورُ الذی یُجْعَل فی عُنقِ الکَلْب.قال الزَّمَخْشَرِیّ :و استُعِیر للجَامِعَه.و کتبَ الحَجَّاج إِلی بَعض عُمَّاله أَن ابْعث إِلیَّ فُلاناً مُسمَّعاً مُزَمَّراً ، أَی مُقَیَّداً مُسَوْجَراً.و أَنْشَدَ ثَعْلَب:
و لِی مُسْمِعانِ و زَمَّارهٌ
و ظِلٌّ مَدِیدٌ و حِصْنٌ أَمَقّ
فسَّرَه فقال: الزَّمَّاره :السَّاجور.و المُسْمِعَانِ :القَیْدَان، یَعنِی قَیْدَیْن و غُلَّیْنِ .و الحِصْن:السِّجْن،و کلّ ذلک علی التَّشْبِیه.و هذا البَیْتُ لبعض المُحَبَّسِینَ ،کان مَحْبُوساً.
فمُسْمِعَاه قَیْدَاه،لصَوْتِهما (3)إِذا مَشَی.و زَمَّارَتُه السَّاجْور، و الحِصْن (4):السِّجن و ظُلْمته:و
17- فی حدیث سَعِید بْنِ جُبَیْر: «أَنه أُتِیَ به الحَجَّاجُ و فی عُنقه زَمَّارهٌ ». [ الزَّمَّاره ] (5)أَی الغُلّ .
و الزَّمَّاره : الزَّانِیَهُ ،عن ثَعْلَب.قال:لأَنَّهَا تُشِیعُ أَمْرَها.
و
14- فی حدیث أَبِی هُرَیْرَهَ : «أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم نَهَی عن کَسْب الزَّمَّاره . قال أَبُو عُبَیْد:قال الحَجَّاج: الزَّمّارهُ :الزَّانِیَهُ .
قال:و قال غیره:إِنَّمَا هی الرَّمَّازه،بتَقْدِیم الرَّاءِ علی الزَّای،من الرَّمْزِ،و هی التی تُومِیءُ بشَفَتَیْهَا و بِعَیْنَیها و حاجِبَیْهَا،و الزَّوانِی یَفْعَلْن ذلک،و الأَوَّلُ الوَجْهُ .و قال أَبو عُبَیْد:هی الزَّمَّاره ،کما جاءَ فی الحدیث.قال الأَزهریّ :
و اعترض القُتَیْبِیُّ علی أَبی عُبَیْد فی قَوْله:هی الزَّمَّاره ،کما جاءَ فی الحَدِیث،فقال:الصَّواب الرَّمَّازَه،لأَنَّ من شَأْنِ البَغِیّ أَن تُومِضَ (6)بعَیْنِها و حاجِبها،و أَنشد:
یُومِضْنَ بالأَعْیُنِ و الحَوَاجِبِ
إِیماضَ بَرْقٍ فی عَمَاءٍ ناصِبِ
قال الأَزهریّ :و قول أَبی عبید عندی الصوابُ .و سُئِل أَبُو العبّاس أَحمدُ بنُ یَحْیَی عن مَعْنَی
16- الحَدِیثِ : «أَنه نَهَی عن کَسْب الزَّمَّاره ». فقال:الحَرْف الصَّحیحُ (7)زَمَّاره .و رَمَّازهٌ هاهنا خَطَأٌ،و الزَّمَّاره :البَغِیّ الحَسْنَاءُ.و الزَّمِیرُ :الغُلامُ الجَمِیل (8)،و إِنَّما کان الزِّنَا مع المِلاَحِ لا معَ القِبَاحِ .قال الأَزهَرِیّ : لِلزَّمَّارَه فی تفسیرِ ما جاءَ فی الحَدِیثِ وَجْهَانِ :
أَحدهما أَن یَکونَ النّهْیُ عن کَسْب المُغَنِّیَه،کما رَوَی أَبُو حَاتم عن الأَصمَعِیّ ،أَو یَکون النَّهْیُ عن کَسْبِ البَغِیِّ ،کما قال أَبو عُبَیْدٍ و أَحْمَدُ بنُ یحیی،و إِذا رَوَی الثِّقاتُ للحدیثِ تَفْسِیراً له مَخْرَجٌ ،لم یَجُزْ أَن یُرَدَّ علیهم،و لکِن تُطلَب له المَخَارِجُ من کلامِ العَرَب.أَ لاَ تَرَی أَنَّ أَبا عُبَیْدٍ و أَبا العَبَّاس لَمَّا وَجَدَا لِمَا قال الحَجَّاج وَجْهاً فی اللُّغَه لم یَعْدُوَاه.
و عَجِل القُتَیْبیّ و لم یَتَثَبَّت،ففسَّر الحَرْفَ علی الخِلاف.و لو فَعَل فِعْل أَبی عُبَید و أَبی العَبَّاس کان أَوْلَی به،قال:فإِیَّاک و الإِسراعَ إِلی تَخْطِئه الرُّؤَساءِ و نِسْبَتهم إِلی التَّصْحِیف،و تأَنَّ فی مِثْل هذَا غَایَهَ التَّأَنِّی،فإِنِّی قد عَثَرْت علی حُروف کَثِیرهٍ رَواها الثِّقَاتُ فغَیَّرهَا مَنْ لا عِلْم له بها،و هی صَحِیحَه.
ص:469
قُلْتُ :و الحَجَّاج هذا هو رَاوِی الحَدِیث عن حَمّاد بنِ سَلَمَه،عن هِشَام بْنِ حَسَّان و حَبِیب بن الشَّهِید،کِلاهُمَا عن ابْنِ سِیرِین عن أَبِی هُرَیْرَهَ .و هو شَیْخُ أَبِی عُبَیْد،و رَواه ابن قُتَیْبَه عن أَحْمدَ بنِ سَعِید عن أَبی عُبَیْد،کذا فی «استدراک الغَلَط »و هو عندی.
و فی الْمحکم: الزَّمَّاره : عَمودٌ بین حَلْقَتَیِ الغُلِّ .
و الزِّمَار ، ککِتَاب:صَوْتُ النِّعَّامِ ،کذا فی الصّحاح، و فی غَیْره:صَوتُ النَّعَامَهِ ،و هو مجازٌ. و فِعْلُه کضَرب.
یقال: زَمَرَت النَّعامهُ تَزْمِر زِمَاراً :صَوَّتَت.و أَمّا الظَّلِیم فلا یقال فیه إِلا عَارَّ یُعَارُّ.
و زَمَرَ القِرْبَهَ یَزْمُرها زَمْراً و زَنَرَها، کزَمَّرها تَزْمِیراً :
مَلَأَها (1)،عن کُراع و اللِّحْیانیّ .
و من المَجَازِ: زَمَرَ بالحَدِیث:أَذَاعَه و أَفْشَاه.و فی الأَسَاسِ :بَثَّه و أَفْشاه.
و من المَجَاز: زَمَرَ فُلاناً بفُلان -و نَصُّ الأَساس:فُلانٌ فُلاناً (2)،و ما ذَکرَه المصنّف أَثْبَتُ -: أَغْرَاه به.
و زَمَرَ الظَّبْیُ زَمَرَاناً ،محرَّکَهً نَفَرَ (3).
و الزَّمِرُ ،ککَتِف:القَلِیلُ الشَّعرِ و الصُّوفِ و الرِّیشِ ،و قد زَمِرَ زَمَراً .و یقال:صَبِیٌّ زَمِرٌ زَعِرٌ (4)، و هی بهاءٍ یقال:شاه زَمِرَهٌ ،و غَنَمٌ زَوَامِرُ (5)و شَعرٌ زَمِرٌ .
و من المَجَاز: الزَّمِر : القَلِیلُ المُرُوءَهِ ،یقال:رَجلٌ زَمِرٌ بَیِّنُ الزَّمَارَهِ و الزُّمُورَهِ ،أَی قَلِیلُهَا، و قد زَمِرَ ،کفَرِحَ ، زَمَارَهً و زُمَورَهً .
و قال ثَعْلَب: الزَّمِرُ الحَسَنُ . و أَنشد:
دَنَّانِ حَنَّانَانِ بَیْنَهُما
رَجُلٌ أَجَشُّ غِنَاؤُه زَمِرُ
أَی غنَاؤُه حَسَنٌ .و خَصَّه المُصَنِّفُ بحَسَنِ الوَجْهِ .
و الزِّمِرُّ ، کطِمِرٍّ و زِبِرّ: الشَّدِیدُ من الرِّجال. و الزَّمِیرُ ، کأَمِیر:القَصِیرُ منهم، ج زِمَارٌ ،بالکسر،عن کُراع.
و الزَّمِیر : الغُلامُ الجَمیلُ ،قاله ثَعْلَب،و قد تقدّم.قال الأَزهریّ :و یقال:غِنَاءٌ زَمِیرٌ ،أَی حَسَنٌ ، کالزَّوْمَرِ ،کجَوْهَر و الزَّمُور ،کصَبُور.
و الزُّمْرَهُ ،بالضَّمّ :الفَوْجُ من النّاسِ ،و الجَمَاعَهُ من النَّاس، و قیل: الجَمَاعَهُ فی تَفْرقَه،ج زُمَرٌ ،کصُرَد.یقال:
جَاءُوا زُمَراً ،أَی جَمَاعَاتٍ فی تَفْرِقَه،بعضُها إِثْرَ بَعْض.قال شَیْخُنا:قال بَعضُهم: الزُّمْرَه مَأْخُوذ من الزَّمْر الذی هو الصَّوْت،إِذا الجماعهُ لا تَخْلُو عنه.و قیل:هی الجَمَاعَهُ القَلِیلَهُ ،من قولهم:شاهٌ زَمِرَهٌ ،إِذا کانت قلِیلَهَ الشَّعرِ، انتهَی.
قلْتُ :و الأَوّلُ الوَجْهُ و یَعْضُدُه قَوْلُ المصنِّف فی البصائر:
لأَنها إِذا اجتمعَتْ کان لها زِمَارٌ و جَلَبه.و الزِّمار بالکَسْر:
صَوْتُ النَّعَامِ .
و من المَجَاز: المُسْتَزْمِرُ :المُنْقَبِضُ المُتَصاغِرُ ،قال:
إِنَّ الکَبِیرَ إِذا یُشَافُ رَأَیْتَهُ
مُقْرَنْشِعاً و إِذَا یُهَانُ استَزْمَرَا
و فی الأَساس: استَزْمَرَ فُلانٌ عِنْد الهَوَانِ :صارَ ذَلِیلاً ضَئِیلاً (6).
و بَنُو زُمَیْر ،کزُبَیْر:بَطْنٌ من العَرَب.
و زَیْمَرٌ ،کحَیْدُر، عَلَمٌ .و اسْمُ ناقه الشَّمَّاخِ ،و أَنشدَ له ابنُ درید فی«ع ر ش»:
و لمَّا رأَیتُ الأَمْرَ عَرْشَ هَوِیَّهٍ
تَسلَّیْت حاجَاتِ النُّفُوسِ بزَیْمَرَا
و هکذا فَسَّرَه.
و زَیْمَرُ : بُقْعَهٌ بجِبَالِ طَیِّئ. قال امرؤُ القَیْس:
و کُنْتُ إِذَا ما خِفْتُ یَوْماً ظُلاَمَهً
فإِنَّ لها شِعْباً ببُلْطَهِ زَیْمَرَا
و زَیْمُرَانُ ،بضمّ المیم، کضَیْمُرَان:ع.
ص:470
و زَمَّارَاءُ ،بالضمّ (1)مُشَدَّدَهً مَمْدُودَهً :ع. قال حَسَّانُ بن ثابِت رَضِیَ اللّه عنه:
فقَرَّب فالمَرُّوت فالخَبْت فالمُنَی
إِلی بَیْتِ زَمَّارَاءَ تَلْداً علَی تَلْدِ
و الزِّمِّیرُ ، کسِکِّیت:نَوعٌ من السَّمکِ له شَوْکٌ ناتیءٌ وَسطَ ظَهْره،و له صَخَبٌ وَقْت صَیْدِ الصَّیّاد إِیّاه و قَبْضِه علیه، و أَکثرُ ما یُصْطَاد فی الأَوْحَالِ و أُصُولِ الأَشْجَارِ فی المِیاه العَذْبهِ .
و ازْمأَرَّ :غَضِبَ و احْمَرَّتْ عَیْنَاهُ عند الشِّدَّه و الغَضَب، لغه فی ازْمَهَرَّ ،عن الفَرّاءِ.
*و مما یُسْتَدْرَک علیه:
عَطِیَّهٌ زَمِرَهٌ ،أَی قلیله،و هو مَجاز.
و الزُّمَارُ ،بالضمّ :لغه فی زِمَارِ النَّعَام.و الزَّوْمَر ،کجَوْهَرٍ:
الجمَاعهُ .
و الزِّمَار ،بالکسر:الغِرْسُ (2)علی رأْس الولد.
و زَمْرَانُ ،کسَحْبَانَ :مَدینهٌ بالمَغْرِب منها أَبو عَبْدِ اللّه مُحمَّدُ بنُ عَلِیّ بنِ مَهْدِیّ بنِ عِیسَی بنِ أَحمدَ الهراویّ المعروف بالطالب توفی سنه 964 و أَخذ عن القُطب أَبی عبد اللّه محمّد بن عجال الغزوانیّ المرَّاکِشیّ و غیره.
و إِزمیرُ ،کإِزمیل:مدینهٌ بالرُّوم.
و الزمّارَه :قَریه بمصر.
و کَفْرُزَمَّارٍ ،کشَدّاد:ناحیه واسعهٌ من أَعْمال قَرْدَی بینها و بین بَرْقَعِید أَربعهُ فراسخَ أَو خَمْسَه.
و وادِی الزَّمَّار :قُربَ المَوْصل بینها و بین دَیرِ میخَایِیل (3)، و هو مُعشِب أَنِیق و علیه رَابِیه عالیه،یقال لها رَابِیَهُ العُقَاب.
قال الخَالِدِیّ :
أَ لسْتَ تَرَی الرَّوضَ یُبْدِی لنا
طَرَائِفَ منْ صُنْعِ آذَارِهِ
تَلبّسَ مِنْ مَا تَخَایَالِه (4)
حُلِیًّا علی تَلِّ زَمَّارِهِ
و زَامِرَانُ :قریهٌ علی أَقلَّ من فَرسخ من مَدِینهِ نَسَا.منها أَبو جَعْفَر مُحمَّدُ بنُ جَعْفَر بن إِبراهِیم بن عِیسی الزَّامِرَانِیّ ، مع الطَّحاوِیّ و الباغَنْدِیّ ،تُوفِّیَ بها سنه 360 قاله ابنُ عَسَاکِر فی التَّارِیخ (5).
الزَّمْجَرُ ،کجَعْفَر:السَّهمُ الدَّقِیقُ ،و الصَّواب أَنه الزَّمْخَر،بالخَاءِ،و سیأْتی.
و الزَّمْجره بهاءٍ:الزَّمَّارَهُ ،ج زمَاجِرُ و زَمَاجِیرُ . قال ابنُ الأَعْرابیّ : الزَّمَاجِیرُ :زَمَّارَاتُ الرُّعْیَانِ . و الزَّمْجَرُ : صَوْتُهَا ، أَی الزَّمّارهِ ،و هذا بَنَاءً علی قَولهم: زَمْجَرَهُ کل شَیءٍ:
صَوْتُه.و سَمِعَ أَعرابِیٌّ هَدِیرَ طَائِر فقال:ما یَعلَم زَمْجْرَتَه إِلاّ اللّه.
و الزَّمْجَره : کَثْرهُ الصِّیاحِ و الصَّخَبِ و الزَّجْر،کالغَذْمَرَه.
و فُلانٌ ذُو زَماجِرَ و زَمَاجِیرَ ،حکاه یَعْقُوب.
و الزَّمْجَره : الصَّوْتُ ،و خَصَّ بعضُهم به الصَّوتَ من الجَوْف.و قال أَبو حَنِیفَه: الزَّمَاجِرُ من الصَّوْت نَحْوُ الزَّمَازِم الواحِدَه زَمْجَرَهٌ ، کالزِّمَجْر ،کسِبَطْر ،قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ و أَنْشد:
لها زِمَجْرٌ فَوْقَهَا ذُو صَدْحِ
و فَسَّره بالصَّوت،و قال ثَعْلَب:إِنما أَرادَ زَمْجَراً ،فاحتاج فحَوَّل البِناءَ إِلی بِنَاءٍ آخرَ.و قال ابنُ سِیدَه:إِنَّمَا عَنَی الشاعِرُ بالزِّمَجْرِ المُزَمْجِر ،کأَنَّه رَجُلٌ زِمَجْرٌ ،کسِبَطْر.
و ازْمَجَرَّ ،کاقْشَعَرَّ: صَوَّتَ ،أَو سُمِعَ فی صوتِه غِلَظٌ و جَفَاءٌ، کزَمْجَرَ .
و زَمْجَرَ الأَسَدُ و تَزَمْجَرَ :رَدَّدَ الزَّئِیرَ فی نَحْرِه و لم یُفْصِح.
و زِمْجَارُ ،بالکسْرِ:د ،و ضَبَطَه الصّاغانی بالفَتَّح.
*و مما یستدرک علیه:
ص:471
رَجُلٌ زِمَجْرٌ :مانِعٌ حَوْزَتَه،أَورَدَه شیخُنَا وَ نقل عن بعض أَئمّه الصَّرْف زِیادَه مِیمِ هذه المادَّهِ کالتی بعدَها،و ظاهِرُ المُصَنِّف و جماعه أَصالَتُها فتأَمَّلْ .و المُزَمْجِر و المُتَزمْجِرُ :
الأَسَدُ.
زَمْخَرَ الصَّوْتُ :اشْتدَّ، کازْمَخَرَّ کاقْشَعَرَّ، و قیل غَلُظَ ، و زَمْخَرَ النَّمِرُ و تَزَمْخَرَ : غَضِبَ فصاحَ ،و الاسمُ التَّزَمْخُرُ .
و زَمْخَرَ العُشْبُ :بَرْعَمَ و طالَ .
و الزَّمْخَرُ :قَصَبُ المِزْمَار الکَبِیرِ الأَسْود:و منه قول الجَعْدِیّ :
حَنَاجِرُ کالأَقْماعِ جَاءَ حَنِینُهَا
کما صَبَّحَ الزَّمَّارُ فی الصُّبْح زَمْخَرَا
و الزَّمْخَر : النُّشَّابُ :،و قیل:هو الدَّقِیقُ الطُّوَال منها.
قال أَبُو الصَّلْت الثّقفیّ :
یَرْمُونَ عن عَتَلٍ کأَنها غُبُطٌ
بزَمْخَر یُعجِل المَرْمیَّ إِعْجَالاَ
العَتَل:القِسِیّ الفارسیّه:و الغُبُط :خَشَبُ الرِّحَالِ .و قال أَبو عُمر (1): الزَّمْخَر :السّهمُ الرَّقِیقُ الصَّوْتِ النَّاقِزُ.و قال الأَزهریّ :أَراد السِّهَامَ التی عِیدَانُهَا من قَصَبٍ .
هذا مَحَلّ ذِکْرِه،و قد ذَکَرَه المُصنِّف فی التی قبلها و أَشرنا إِلی ذلک.
و الزَّمْخَر : الکَثِیرُ المُلْتَفُّ من الشَّجرِ ،و زَمْخَرَتُه :الْتِفَافُه و کَثْرَتُه.
و الزَّمْخَر : الأَجوَفُ النّاعِم رِیًّا و کُلُّ عَظْمٍ أَجْوفَ لا مُخَّ فیه زَمْخَرٌ و زَمْخَرِیٌّ .و زَعَمُوا أَنَّ الکَرَی و النَّعامَ لا مُخَّ لها.
و قال الأَصْمَعِیّ :الظَّلِیم أَجْوَفُ العِظَامِ لا مُخَّ له.قال:
لیس شَیْ ءٌ من الطَّیْرِ إِلاَّ و له مُخٌّ غَیْر الظَّلیم فإِنه لا مُخَّ له، و ذلِک لأَنَّه لا یَجِد البَرْدَ.
و زَمَاخِیرُ ،کمَصابیحَ : ه غَربِیَّ النِّیلِ بالصَّعِیدِ الأَدْنَی من أَعمال إِخْمِیمَ .
و الزَّمْخَرَهُ :الزَّمَّاره،و هی الزّانِیَهُ . و الزَّمْخَرِیّ ،بالفَتْح: الطَّوِیلُ من النَّباتِ .قال الجَعْدِیّ :
فتعَالَی زَمْخَرِیٌّ وَارِمٌ
مالَتِ الأَعْرَافُ منه و اکْتَهَلْ
و الزَّمْخَرِیُّ : الأَجْوَفُ (2)الذی لا مُخَّ فیه کالقَصَب.
و ظَلِیمٌ زَمْخَرِیُّ السَّوَاعِد،أَی طَوَیلُها أَو أَنها جُوفٌ کالقَصَب.و بهما فُسِّرَ بیتُ الأَعْلمِ یَصِف نَعَاماً:
علی حَتِّ البُرَایَهِ زَمْخَرِیّ السَّ
واعِدِ ظَلَّ فی شَرْیٍ طِوَالِ
و أَراد بالسَّوَاعدِ هنا مَجَارِیَ المُخِّ فی العِظَام.
کالزُّمَاخِرِیِّ ،بالضَّمِّ . و عُودٌ زَمْخَرِیٌّ و زُمَاخِرٌ :أَجْوَفُ .
و یقال للقَصَب: زَمْخَرٌ و زَمْخَرِیٌّ .
*و مّما یُسْتَدْرَکُ علیه:
زَمْخَرَهُ الشَّبَابِ :امتِلاؤُه و اکْتِهالُه.
و رَجلٌ زَمْخَرٌ :عَالِی الشَّأْنِ .و هذا استدرکه شیخُنا.
و زعم أَنه من زَخَرَ الوادِی،و المِیم زَائِده،و فیه نَظَر.
و زَمَاخِرُ ،کحَضَاجِر:من الأَعْلام.
زَمَخْشَرُ ،کسَفَرْجَل:ه صغِیره بنَواحِی خُوَارَزْمَ ،و قال الزَّمَخْشَرِیّ فی الرِّساله التی کَتَبها لأَبی طاهِرٍ السِّلَفِیِّ جَواباً عن استِدْعَائه له قال فی آخره:و أَما المَوْلِدُ فقَرْیهٌ مَجهولهٌ من خُوارَزْمَ تُسمَّی زَمَخْشَر ،قال:و سَمِعتُ أَبِی-رحمه اللّه-یقول: اجْتَازَ بِها ،أَی مَرَّ بها،و وقع فی نُسْخَهِ شَیْخِنا اجتازَها أَعرابِیّ فسأَلَ عن اسْمِها و اسْمِ کبیرِهَا ،أَی رئیسها فقیل اسمُ القَرْیهِ زَمَخْشَرُ ،و اسم کَبِیرِهَا الرَّدَّادُ.فقال:لا خَیرَ فی شَرٍّ و رَدٍّ ،رجعَ و لم یُلْمِمْ بِها ،أَی لم یَدْخُل،مِن أَلَمَّ بالمکان،إِذا وَرَدَه. منها عَلاَّمه الدُّنْیا جارُ اللّه ،لُقِّب به لِطُوله فی مُجَاوَره مَکَّه المُشرَّفه.
و کُنیتُه أَبُو القاسِم مَحْمُودُ بنُ عُمَرَ بنِ مُحَمَّد بنِ أَحْمَد الخُوَارَزْمیّ النَّحویّ اللَّغَویّ المتکلِّم المُفَسِّر،وُلدَ سنه 467 فی رجب،و تُوفِّیَ یومَ عرفَهَ سنه 538،قَدِمَ بغدَادَ، فسمعَ من أَبِی الخَطَّاب بن البَطِر و ابن مَنْصُورٍ الحارِثیّ و غیرهما،و حَدَّث،و أَخذَ الأَدبَ عن أَبِی الحَسَن
ص:472
النَّیْسَابُورِیّ و غیرِه،کان إِمامَ الأَدبِ و نَسَّابهَ العَرَب،و أَجاز السِّلفِیّ و زَینبَ الشعریّه. و فیه یقول أَمیرُ مَکَّه الشریفُ الأَجلُّ ذو المناقب أَبو الحَسَن عُلَیُّ -بالتَّصْغِیر- بنُ عِیسَی ابن حَمْزَه بنِ سُلَیْمَانَ بنِ وَهَّاس بنِ دَاوودَ بنِ عَبْدِ الرَّحْمن ابن عَبْدِ اللّه بنِ دَاوودَ بنِ سُلَیْمَانَ بنِ عَبْدِ اللّه بنُ مُوسَی الجَوْن بن عبد اللّه المَحْض بن الحَسَن المُثَنَّی بن الحَسَن السِّبْط بن علیّ بن أَبی طالب السُّلَیْمَانِیّ الحَسَنِیُّ و قوله:
أَمِیر مَکَّه فیه تَجَوُّزٌ.و لم یَصِفْه الزَّمَخْشَرِیّ فی رسالته التی کتبها کالإِجازه لأَبی طاهر السِّلَفِیّ إِلاّ بالشَّرِیف الأَجلّ ذِی المَنَاقِب،و بالإِمام أَبِی الحَسَن،و لم یَلِ مَکَّهَ هو و لا أَبوه و إِنما وَلِیهَا جَدّه حَمْزَهُ بنُ سُلَیْمَانَ بنِ وَهَّاس،و لم یَلِهَا من بنی سُلَیْمَانَ بْنِ عبدِ اللّه سِوَاه،و کانَت وِلاَیتُه لها بعدَ وَفاهِ الأَمِیر أَبی المَعَالی شُکْرِ بن أَبِی الفتوح،و قامت الحَرْبُ بین بَنِی مُوسی الثَّانِی و بین بنی سُلَیْمَان مُدَّهَ سَبْعِ سنوات، حتی خَلَصت مَکَّهُ للأَمیر مُحمَّد بن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد بنِ عبدِ اللّه بنِ أَبی هاشِم الحَسَنیّ ،و مَلکَها بعده جماعهٌ من أَولاده،کما هو مُفَصَّل فی کُتُب الأَنساب.و أَما الأَمیر عِیسَی فکان أَمیراً بالمِخْلاف السُّلَیْمَانیّ .قتلَه أَخوه أَبو غَانم یَحْیَی،و تأَمَّر بالمِخْلاف بَعْدَه و هربَ ابنُه عُلَیّ بنُ عیسَی هذا إِلی مَکَّه و أَقام بها و کان عالِماً فاضِلاً جَوَاداً مُمَدَّحاً، و فی أَیّام مُقَامِه وَرَدَ مَکَّهَ الزَّمَخْشَرِیّ ،و صَنَّف باسمه کِتابه الکَشَّاف و مدَحَه بقَصائِدَ عِدَّه مَوْجُودَه فی دِیوانه،فمنها قَصِیدَته التی یَقُولُ فیها (1):
و کَمْ للإِمامِ الفَرْدِ عِنْدِیَ من یَدٍ
و هَاتِیکَ مِمَّا قد أَطابَ و أَکْثَرَا
أَخِی العَزْمهِ البَیْضاءِ و الهِمَّهِ التی
أَنافَتْ به عَلاّمه العَصْرِ و الوَرَی
تَبَوَّأَهَا دَاراً فِدَاءُ زَمَخْشَرَا
و أَحْرِ بِأَنْ تُزْهَی زَمَخْشَرُ بامْرِئ
فلْولاه ما طنّ البلاد بِذِکْرِهَا
و لا طَارَ فِیهَا مُنْجِداً و مُغَوِّرَا
فلیس ثَنَاها بالعِرَاق و أَهلِه
بأَعرَفَ منه فی الحِجَاز و أَشْهَرَا
إِمَامٌ قَلَبْنا مَنْ قَلَبْنا و کُلَّما
طَبَعْنَاه سَبْکاً کان أَنضَرَ جوْهَرَا
فی أَبیات غَیْرهَا کما أَوردَها الإِمامُ المَقَّرِیّ فی نَفْحِ الطِّیب نَقْلاً عن رِسَاله الزَّمَخْشَرِیّ التی أَرسلها لأَبی طَاهِر السِّلَفِیٌ .
و من أَقواله فیه:
و لوْ وَزَنَ الدُّنْیَا تُرَابُ زَمَخْشَر
لإِنَّک منها زاده اللّه رُجْحَانَا
قال شیخُنَا:و فی القَوْلَیْن جَراءَهٌ عظِیمه و انتِهَاکٌ ظاهرٌ، کما لا یَخْفَی.و قوله:سِوَی القَرْیَه هی مَکَّه المشرّفه:
و أَحْرِ،بالحاءِ المهمله،جِیءَ به للتَّعَجُّب.کأَنَّه یقول ما أَحْر بأَن تُزْهَی.من قولهم:هو حَرٍ بکَذَا،أَی حَقِیقٌ به و جَدِیرٌ.و قد خَبَطوا فیه خَبْطَ عَشْوَاءَ،فمنهم من ضَبَطه بالجِیمِ و زاد یاءً تحتیّه و بعضهم بالخاءِ.و فی بعض النُّسَخ:
و حَسْبُک أَن تُزْهَی،و تُزْهَی مَجْهولاً من الزَّهْو و هو الأَنَفَه و النَّخْوه.کأَنَّه یقول:ما أَحْرَی و أَحَقَّ و أَجْدَر هذه القَرْیَهَ المُسَمَّاهَ زَمَخْشر بأَنْ تَتبخْتَر بنِسْبه هذا الشَّخْصِ إِلیها،و هو إِذا عُدَّ أَی عَدَّهُ عَادٌّ فی أُسْدِ الشَّرَی،و هیَ مَأْسَدَهٌ مَشهوره، زَمَخَ ،أَی تَکَبَّر و ازْدَهَی ذلک الشَّرَی،و أَظْهَر فی مَقَام الإِضمار لإِظهار الاعتناءِ،أَو التّلذُّذ،أَو غیر ذلک من نِکَاتِ الإِظهارِ فی مَحَلّ الإِضمار،و اللّه أَعلم.کذا حَقَّقه شیخُنَا و أَطَال فأَطاب،أَحلَّه اللّه خیرَ مآب.
زَمْزَرَ الوِعَاءَ زَمْزَرَهً : حَرَّکَه بعْدَ المَلْ ءِ لِیَتَأَبَّط .
و یقال: لَحْمُه زَمَازِیرُ ،أَی مُتَقَبِّضٌ کالمُسْتَزْمِر.
و زَمْزُورُ ،بالفَتْح:قَرْیَهٌ بمِصْر،و تُعْرَف الآن بجَمْزُور .
الزَّمْهَرِیرُ :شِدَّهُ البَرْدِ. قال الأَعْشَی:
مِنَ القَاصِراتِ سُجُوفَ الحِجَا
لِ لمْ تَرَ شَمْساً و لا زَمْهَرِیرَا
ص:473
و الزَّمْهَرِیر ،هو الَّذِی أَعَدّه اللّه تَعالی عَذَاباً للکُفَّار فی الدَّارِ الآخره.
و الزَّمْهَرِیر : القَمَرُ ،فی لُغه طَیِّیء.
و ازمَهَرَّت الکَواکِبُ :لَمَعَت (1)و زَهَرَت و اشتَدَّ ضَوْءُها.
و ازْمَهَرَّت العَینُ :احمَرَّت غَضَباً، کزَمْهَرَت ،و ذلک عند اشْتداد الأَمْر.
و ازْمهَرَّ الوَجْهُ :کَلَحَ ،یقال:وَجْهُه مُزْمَهِرٌّ .و ازْمَهرَّ الیومُ :اشْتَدَّ بَرْدُهُ .
و المُزْمَهِرُّ :الغَضْبانُ ،و
17- فی حَدیث ابن عبد العزیز قال:
«کان عُمَرُ مُزْمَهِرًّا علی الکافِر». أَی شدِیدَ الغَضَبِ علیه».
و المُزْمَهِرُّ ،أَیضاً: الضَّاحِکُ السِّنِّ ،علی التَّشْبِیه بازْمِهْرَارِ الکَوَاکِبِ .
زنَرهُ ،أَی الإِناءَ و القِرْبَهَ : مَلأَه.
و زَنَرَ الرَّجُلَ زَنْراً : أَلْبَسَه الزُّنَّارَ ،کرُمَّان، و هو ما عَلَی وَسَطِ النَّصارَی و المَجُوسِ . و فی التَّهْذِیب:ما یَلْبَسُه الذِّمِّیُّ یَشُدُّه علی وَسَطِه، کالزَّنَّارَهِ و الزُّنَّیْرِ لُغَه فیه کقُبَّیْط .
قال بَعضُ الأَغْفَال:
تَحزِم فَوقَ الثَّوبِ بالزُّنَّیْرِ
تَقْسِمُ إِسْتِیًّا لها بِنَیْرِ
مَأْخوذٌ من تَزَنَّرَ الشیْ ءُ ،إِذا دَقَّ ،و هو مَجَازٌ.
و الزَّنانِیرُ :الحَصَی الصِّغارُ. و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :هی الحَصَی،فعَمَّ بها الحَصَی کُلَّه من غیر أَنْ یُعَیِّن صَغِیراً أَو کَبِیراً.و أَنْشَد (2):
تَحِنّ لِلظِّمْ ءِ مِمَّا قَدْ أَلَمَّ بِهَا
بالهَجْلِ منْها کأَصْوَاتِ الزَّنَانِیرِ
و قال ابنُ سِیدَه:و عِنْدی أَنَّهَا الصِّغَارُ منها،لأَنه لا یُصوّت مِنْهَا إِلاَّ الصِّغار،واحِدَتها زُنَّیْرَه و زُنَّارَه .و فی التهذیب (3):واحدُهَا زُنَّیْرٌ . و الزَّنَانِیرُ : ذُبابٌ صِغَارٌ تکون فی الحُشُوشِ ،واحِدَتُها زُنَّیْرَهُ و زُنَّارَه .
و الزَّنَانِیر : بِئْرٌ معروفَهٌ بأَرض الیَمَن.
و زَنَانِیرُ ،بغَیْر لامٍ : رَمْلَهٌ بینَ جُرَشَ و أَرْضِ بنی عُقَیْلٍ . قال ابنُ مُقْبِل:
تُهْدِی زَنَانِیرُ أَرْوَاحَ المَصِیفِ لَهَا
و مِنْ ثَنَایَا فُرُوجِ الغَوْر تهْدِینَا
و یقال:هی زَنَابِیر ،بالمُوَحَّده بَعْدَ الأَلف.
و امرأَهٌ مُزَنَّرَهٌ ،کمُعظَّمه: طَوِیلَهٌ جَسِیمَهٌ ،أَی عَظِیمه الجِسْم.
17- و زِنِّیرَهُ ،کسِکِّینَهِ :مَمْلُوکَهٌ رُومِیَّهٌ صَحابِیَّهٌ کانت تُعَذَّبُ فی اللّه تَعَالی، فاشْتَرَاهَا أَبُو بَکْر رَضی اللّه تعالَی عنه فأَعْتَقَها . هکَذا ذکَره الأَمِیرُ ابنُ مَاکُولاَ،و نقَلَه عنه الحافِظُ ابنُ حَجَر فی تَبْصِیر المُنْتَبه.
و زُنَیْر ،کزُبَیْر،ابنُ عَمْرٍو:شاعرٌ خَثْعَمِیٌّ ،و نقله الحافِظُ فی التبْصِیر.
*و مما یستدرک علیه:
یقال زَنَّرَ فُلانٌ عَیْنَهُ إِلَیَّ ،إِذا شَدَّ نَظَرَه إِلیه.کذا فی النَّوادِرِ.
و فی التهذیب:فُلانٌ مُزَنْهِر إِلَیَّ بعَیْنِه و مُزَنِّر و مُبَنْدِق و حَالِقٌ و مُحَلِّق و جَاحِظٌ و مُجَحِّظ و مُنْذِرٌ و نَاذِرٌ،و هو شِدَّهُ النَّظَر و إِخراج العَیْن،نَقَله من النَّوادر،وَ هُو مَجاز.
و زُنَّارُ ذِمَارِ،کرُمّان:کُوره بالیَمَن.
الزُّنْبُورُ ،بالضَّمِّ :ذُبَابٌ لَسَّاعٌ ،و هو الدَّبُّور.
و فی التَّهْذِیب:طائرٌ یَلْسَعُ .قال الجَوهریّ ، الزَّنْبُور :
الدَّبْر،و هی تُؤَنَّث. کالزُّنْبُورَه و الزِّنْبَارِ ،بالکَسْر ،و هذِه حَکَاهَا ابن السِّکِّیت،و جَمْعُه الزَّنَابِیرُ (4).
و الزُّنْبُورُ : الخَفِیفُ الظَّرِیفُ کما نَقَلَه أَبو الجَرَّاح عن رَجُل من بَنِی کِلاب،و زاد أَبو الجَرَّاحِ : الزُّنْبور :الخَفیفُ السَّرِیعُ الجَوَابِ کالزُّنْبُرِ ،کقُنْفُذ.
ص:474
و الزُّنْبُور : الجَحْشُ المُطِیقُ للحَمْلِ و الزُّنْبُور : الغَارَهُ العَظِیمَه (1)،جمْعه زَنَابِرُ .و قال جُبَیْهَاءُ (2):
فأَقْنَعَ کَفَّیْهِ و أَجْنَحَ صَدْرَهُ
بجَرْعٍ کأَثْبَاجِ الزَّبَابِ الزَّنَابِرِ (3)
و الزُّنْبُور : شَجَرَهٌ عظیمهٌ کالدُّلْبِ ،و لا عَرْض لهَا،وَرَقُها مِثْلُ وَرَقِ الجَوْزِ فی مَنْظَرِه و رِیحِه،و لها نَوْرٌ مثْلُ نَوْرِ العُشَر أَبیضُ مُشْرَبٌ ،و لها حَمْلٌ مِثلُ الزَّیتون سَواءً،فإِذا نَضِجَ اشتَدّ سَوادُه و حَلاَ جِدًّا یأکله النّاسُ کالرُّطَبِ ،و لها عَجَمَهٌ کعَجَمَه الغُبَیْرَاءِ،و هی تَصْبُغُ الفَمَ کما یَصْبُغُ (4)الفِرْصَادُ، تُغْرَس غَرْساً.
و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :من غَرِیب شَجَر البَرِّ الزَّنَابِیر ، واحِدُها زنبور (5)،و هو ضَرْب من التِّین. و أَهْلُ الحَضَر یُسَمُّونه الحُلْوانِیّ ، کالزِّنْبِیرِ و الزِّنْبارِ ،فیهما ،أَی فی الشَّجَرِ و التِّین مَکْسُورَتَیْن.
و یقال: أَرضٌ مَزْبَرَه (6)،أَی کَثیرهُ الزَّنابِیر کأَنهم رَدُّوه إِلی ثلاثَهِ أَحْرُف و حَذَفُوا الزِّیادَات،ثمّ بَنَوْا عَلَیْه،کما قالوا أَرض مَثْعَلَه و مَعْقَره،أَی ذَاتُ ثَعالِبَ و عَقَارِبَ .
و الزَّنْبَرُ ،کجَعْفَر: الأَسدُ.
و الزُّنْبُر ، کقُنْفُذ:الصَّغِیرُ الخَفِیف من الغِلْمان.
و یقال: أَخذَه بزَنَوْبَره ،أَی بجَمِیعِه، کزَوْبَرِه ،و قد تَقَدَّم فی زَبَر أَنَّ قوله بزَبَوْبَرِه تصحیف عن هذا.
و تَزَنْبَر علینا: تَکَبَّر و قَطَّب.
و الزَّنْبَرِیُّ :الثَّقِیلُ من الرِّجالِ قال:
کالزَّنْبَرِیِّ یُقَادُ بالأَجْلالِ
و الزَّنْبَرِیُّ : الضَّخْمُ من السُّفُن ،یقال:سفِینَهُ زَنْبَرِیَّه ، أَی ضَخْمه،و هکذا فی مُخْتَصَر العَیْن.
*و مما یستدرک علیه:
زَنَابِیرُ :أَرضٌ بالیَمَن،قیل:هی المَعْنِیَّه فی قَوْلِ ابنِ مُقْبل (7).
و زَنْبَرٌ :من أَسْمَاءِ الرِّجال.
و زَنْبَرَهُ بِنْتُ سَلَمَهَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ الحَارِث بنِ هِشَامٍ المخزومیّ .
و الزَّنَابِیرُ قُرْبَ جُرَشَ .
و الزَّنْبَرِیّ فی قُضاعَهَ و فی طَیِّئ.کذا قاله الحافِظ .
قلْت:أَما الذی فی قُضاعَهَ فهو کَعْب بنُ عَامِر بن نَهْد بنِ لَیْث بن سُود بن أَسْلم،و لَقَبُه زَنْبرهُ .و الذی فی طَیّئ فهو زَنْبَرَه بن الکُهَیْف بنِ الکَهْف بن مُرّ بن عَمْرو بن الغَوْث بن طَیّئ.
الزَّنْتَرَهُ ،أَهمله الجَوْهَریّ ،و قال ابنُ دُرَیْد (8):
هو الضِّیقُ و العُسْرَ. یقال:وَقَعُوا فی زَنْتَرهٍ من أَمْرِهم.
و تَزَنْتَرَ :تَبَخْتَر ،و قد سَبق للمُصَنِّف أَیضاً فی زَبْتَر.
و رِفَاعَهُ بنُ زَنْتَرٍ (9)،کجَعْفَرٍ:صَحابِیٌّ ،قال شیخُنَا:هذا الَّلفْظ منه إِلی قوله و أَحمد بن سَعِید الزَّنْتَرِیّ قدْر سَطْرٍ وُجِدَ فی نُسخَه من أُصُول المصنّف،و علی لَفْظِ رفاعه دائِرهٌ ، کذا.
و علی الزَّنْتَرِیّ الذی هو وَصْف سعِیدٍ دائِرهٌ أُخْرَی کذلک،و کلاهَما بالحُمْره،و علی ما بینهما ضَرْب بخَطِّ المصَنّف.و فی نُسْخَهٍ أُخْرَی بعد قوله:و الضَّخْم من السُّفن،و ضُبِط بالمُوَحَّده.
و قال الشیخ عبد الباسط البَلْقِینیّ :اعلم أَنَّ ما بین الصِّفْرین یعنی الدَّائرَتَین السابقتین مُلْحَق فی خطّ المصنّف
ص:475
بالهامش،و ضَبَطَه فیه بالقَلَم ابن زَنْبَر و الزَّنْبَرِیّ و بِشْرٌ الزَّنْبَرِیّ الجامع،بالموحَّده و أَخرج له تَخْرِیجهً علَّمَ لها آخرَ مادّه زنبر،و بعد السفن.و تخریجَه فی ماده«زنتَر»بالفوقیّه بعد تبختر،فلعلّه الحقّ ،أَو لأَن ذلک بالباءِ،ثم عَدلَ عن ذلک و أَقرَّ الضَّبْطَ سَهْواً،و اللّه أَعلم،انتهی.
قلْت:و الذی حَقَّقه الحافِظُ ابن حَجَر فی تَبْصیر المُنْتَبه هذِه الأَسامی المذکوره من رفاعه إِلی أَحمد بن مسعُود کلُّها بالموحَّدَه قولاً واحداً،فالظَّاهِر أَن المُصَنِّف ظَهَر له بعد ذلک الصَّواب،فعَمِلَ بخطّه الدَّائِرَتَیْن للإِیقافِ و التَّنْبِیه علی أَنها بالمُوحَّدَه دُون الفَوْقِیّه،کما سَنَذْکُره.
و مُبَشِّرُ بنُ عبدِ المُنْذِر بنِ زَنْتَر ،الصواب زَنْبَر (1)، بالموحّده: بَدْرِیٌّ قُتِلَ یَوْمئِذٍ ،و قیل:قُتِل بأُحُدٍ.
و أَبو زَنْتَر ،الصوابُ أَبُو زَنَبْر،بالموحّده: جَدُّ أَبِی عُثْمَان سَعِیدِ بنِ دَاوودَ بنِ أَبِی زَنْتَرٍ الزَّنْتَرِیُّ ،و الصَّواب بالمُوَحَّده، قال الحافظ :و أَبُوه داوودُ بنُ سعید بن أَبی زَنْبَر،یَرْوِی هو و ابْنه مَالک.
قلتُ :و قال ابنُ الأَثِیر:لا یُحْتَجُّ به.
و أَحمَدُ بْنُ مسعود بن عَمْرو بنِ إِدریس بن عِکْرمه أَبو بکر الزَّنْتَرِیّ و الصواب الزَّنْبَرِی: مُحَدِّث ،یَرْوِی عن الرَّبِیع و طَبَقَته،و عنه الطَّبَرانِیّ .
و أَما مُحمَّدُ بنُ بِشْرٍ الزُّبَیْرِیّ (2)العَکَریّ الراوی عن بَحر بن نصیر الخَوْلاَنِیّ فوَهِمَ فیه ابنُ نُقْطَهَ ،و الصوابُ بالباءِ المُوَحَّدَهِ لأَنَّه من آلِ الزُّبَیْرِ.
قلْت:و فی التَّبْصِیر للحافِظ :محمّد بن بِشْر الزَّنْبَرِیّ ، عن بحْر بن نصیر الخَوْلاَنیّ ،کذا ضَبَطَه بن نقطه،و إِنما هو من مَوالِی آل الزُّبَیر.قال ابنُ یُونس الحافظ :ولاؤُه لعَتِیق ابن مَسْلَمه الزُّبیرِیّ ،و کذا ضبطه الصّورِیّ بالضّمّ ،قال الحافظ :ذَکَرَ القُطْبُ الحَلَبِیّ فی تَرْجَمتِه أَنّ ابنَ یُونُس نَصَّ علی أَنَّه مَوْلَی عَتِیقِ بنِ مَسْلَمَهَ الزُّبیریّ ،قال:و عَتِیق هذا هو ابنُ مَسْلَمه بنِ عَتِیق بنِ عامِر بنِ عبدِ اللّه بن الزُّبَیْر.قال:
و قد وَقَع مُقَیَّداً فی أُصول کتاب ابنِ یُونس و غیرها الزَّنْبَرِیّ ،بالفَتْح و النُّون،فیحتَمل أَن یَکُون عَتِیقٌ المذکورُ زَنْبَرِیّاً بالنَّسب،زُبَیْرِیّاً بالحِلْف أَو النزولِ أَو غیر ذلک من المَعَانِی.و اللّه أَعلم.و ما قاله المصنف لا یَخْلُو عن تأَمُّل.
زِنْجَارُ ،بالکَسْر ،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و هو اسم د ،نَقَلَه الصَّاغانِیّ .
و زُنْجُور ، کعُصْفُورٍ:ضَرْبٌ من السَّمَکِ ،و هی الزُّجُور التی تقدّم عن ابن دُرید أَنّه لیس بثَبتٍ .
و الزِّنْجِیرُ و الزِّنْجِیرَهُ ،بکَسْرِهِما:البَیَاضُ الَّذِی علی أَظْفَارِ الأَحْدَاثِ ،و یُسَمَّی أَیضاً الفُوفُ و الوَبْشُ ،قاله أَبو زَیْد.
و زَنْجَرَ :قَرَعَ بین ظُفُر إِبهامِهِ و ظُفِرِ سَبَّابَتِه. و قال اللَّیْثُ : زَنْجَرَ فُلانٌ لَکَ إِذا قال بِظُفْر إِبهامه و وضَعَها علی ظُفْر سَبَّابَته ثم قَرَعَ بینهما فی قوله:و لا مِثْل هذا،و اسْمُ ذلک الزَّنْجِیر ،و أَنشدَ:
فأَرْسَلْتُ إِلی سَلْمَی
بأَنَّ النَّفْسَ مَشْغُوفَهْ
فما جَادَت لنا سَلْمَی
بزِنْجِیرٍ و لا فُوفَهْ
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الزِّنْجِیرَهُ :ما یَأْخذ طَرَفُ الإِبهامِ من رأْس السِّنِّ إِذا قال:مَا لَک عِنْدی شَیْ ءٌ ولاذِه (3).
*و مما یستدرک علیه:
الزِّنْجِیر :قُلاَمهُ الظُّفْر،کالزِّنْقِیر،و هما دَخِیلان،ذَکره الأَزهریّ فی التَّهْذِیب فی الرُّباعیّ .
و زِنُجَارٌ ،بالکَسْر،هو المُتَوَلَّد فی مَعادِن النُّحاس،و أَقواه المُتَّخَذ من التُّوبال،و هو مُعَرّب زَنْکار،بالفَتْح،و غُیِّر إِلی الکَسْر حالَ التعریب،قاله الصَّاغانِیّ .و تَفْصِیله فی کُتُب الطِّبّ .
الزُّنْجُفْر ،بالضَّمّ :صِبْغٌ ،م ،أَی معروف، و هو أَحمرُ یُکتَب به و یُصْبَغ،قُوَّتُه کقُوّه الإِسْفِیداجِ ،و قیل:
قُوَّه الشازنج،و هو مَعْدَنِیّ و مَصْنْوعٌ .أَما المَعْدنیّ فهو
ص:476
استِحالَه شَیْ ءٍ من الکِبْرِیت إِلی مَعْدَنِ الزِّئبق،و أَما المَصْنُوع فأَنواعٌ ،و لیس هذا مَحَلّه.
و أَبو عَبْد اللّه مُحَمَّد بنُ عُبَیْد اللّه بن أَحمدَ البَغْدَادِیّ الزُّنْجُفْرِیّ ،نُسِبَ إِلی عَمَلِه:شاعرٌ حَسَنُ القَوْلِ ،مات سنه 342.
زَنْخَرَ بِمِنْخَرهِ :نَفَخَ فِیهِ ،قیل:النُّون زَائِدَهٌ ، و أَصْلُه زَخَرَ الشیْ ءَ،إِذا مَلأَه.
الزِّنقِیرُ ،بالکَسْرِ ،أَهملَه الجوهریّ .و قال ابن دُرَیْد:هو قُلاَمَهُ الظُّفُر،و هو القِطْعه منها ،و هو دَخِیل، صَرَّح به الأَزْهَرِیّ .
و الزِّنقِیر : القِشْرَه علی النَّواهِ .و یقال من ذلک: ما رَزَّأْتُه زِنْقِیراً ،أَی شَیْئاً. و قیل: الزِّنْقِیر :النَّقْرُ علی الأَسنانِ ،نقله الصَّاغانِیّ .
زَنْهَرَ إِلَیَّ بعَیْنِه.اشْتَدَّ نَظَرُه و أَخْرَجَ عَینه ،و هو مُزَنْهِر و مُزَنِّرِ و مُبَنْدِقٌ و مُحَلِّق (1)،بمَعْنًی واحد،نقلَه الأَزهَرِیّ عن النَّوادِر.
الزَّوْرُ ،بالفَتْح:الصَّدْر،و به فُسِّر قَوْل کَعْب بْنِ زُهَیْر:
فی خَلْقِهَا عن بَنَاتِ الزَّوْرِ تَفْضِیلُ (2)
و بَنَاتُه:ما حَوالَیْه من الأَضْلاع و غَیْرِها.و قیل: وَسَطُ الصَّدْرِ أَو أَعْلاه.و هو ما ارْتَفَع مِنْه إِلی الکَتفَیْن،أَو هو مُلْتَقَی أَطْرَافِ عِظَامِ الصَّدْرِ حیثُ اجْتَمَعَت ،و قیل:هو جَماعهُ الصَّدْر من الخُفِّ ،و الجمْع أَزوارٌ .و یُستَحَبُّ فی الفَرَس أَن یَکون فی زَوْرِه ضِیقٌ ،و أَن یکون رَحْبَ اللَّبَانِ ، کما قال عبدُ اللّه بن سُلَیْمَه (3):
و لقَدْ غَدَوْتُ علَی القَنِیص بشَیْظَمٍ
کالجِذْعِ وَسْطَ الجَنَّهِ المَغْرُوسِ
مُتَقَارِبِ الثَّفِنَاتِ ضَیْقٍ زَوْرُه
رَحْبِ اللَّبَانِ شَدِیدِ طَیِّ ضَرِیسِ
أَراد بالضَّرِیس الفَقَارَ.
قال الجَوْهَرِیّ ،و قد فَرَّقَ بین الزَّوْرِ و اللَّبَانِ کما تَرَی.
و الزَّوْرُ : الزّائِرُ ،و هو الذی یَزُورُک .یقال:رَجلٌ زَوْرٌ ، و
16- فی الحدیث: «إِنَّ لزَوْرِکَ علیک حَقًّا». و هو فی الأَصل مَصْدرٌ وُضِعَ مَوْضعَ الاسْمِ ،کصَوْمٍ و نَوْمٍ ،بمَعْنَی صَائِمٍ و نَائِمٍ .
و الزَّوْر : الزَّائِرُون ،اسمٌ للجَمْع،و قیل:جَمْعُ زائرٍ .
رجلٌ زَوْر ،و امرأَه زَوْرٌ ،و نِسَاءٌ زَوْرٌ .یکون للواحِد و الجَمِیع و المُذَکَّر و المُؤَنَّث بلَفْظٍ واحِدٍ،لأَنه مَصْدر،قال:
حُبَّ بالزَّوْر الذی لا یُرَی
منه إِلا صَفْحَهٌ عن لِمَامْ
و قال فی نِسْوه زَوْرٍ :
و مَشْیُهُنَّ بالکَثِیبِ مَوْرُ
کما تَهَادَی الفَتیَاتُ الزَّوْرُ
کالزُّوَّارِ و الزُّوَّر ،کرُجَّاز و رُکَّع.و قال الجوهریّ :و نِسْوهٌ زَوْرٌ و زُوَّرٌ ،مثل نُوَّمٍ (4)و نُوَّحٍ : زَائِرات .
و الزَّوْرُ : عَسِیبُ النَّحْلِ ،هکَذا بالحَاءِ المُهْمَلَه فی غالب النُّسخ،و الصواب بالمُعْجَمَه (5).و هکذا ضَبَطَه الصَّاغانِیّ و قال:هو بِلُغه أَهْل الیَمَن.
و الزَّوْرُ : العَقْلُ .و یُضَمّ ،و قد کَرَّرَه مَرَّتَیْن،فإِنه قَالَ بَعْدَ هذا بأَسطُر:و الرَّأیُ و العَقْل:و سَیَأتی هُناک.
و الزَّوْر : مَصْدر زَارَ ه یَزُورُه زَوْراً ،أَی لَقِیَه بزَوْرِه ،أَو قَصَدَ زَوْرَه أَی وِجْهَته،کما فی البَصائر، کالزِّیَارَه ،بالکَسْر و الزُّوَارِ ،بالضَّمّ ، و المَزَارِ ،بالفَتْح،مصدر مِیمِیّ ،و قد سَقَط من بعض النُّسَخ.
و الزَّوْرُ للقَوْم: السَّیِّد و الرَّئیسُ کالزَّوِیرِ ،کأَمِیر، و الزُّوَیْرِ ،کزُبَیْر. یقال هذا زُوَیْرُ القَوْمِ ،أَی رَئِیسُهم و زَعِیمُهم.
و قال ابْنُ الأَعرابیّ : الزُّوَیْر :صاحِبُ أَمرِ القَوْمِ ، و أَنشد:
ص:477
بأَیْدِی رِجالٍ لا هَوادَهَ بَیْنَهمْ
یَسُوقُون للمَوْتِ الزُّوَیْرَ الیَلَنْدَدَا
و الزِّوَرِّ مثال خِدَبٍّ و هِجَفٍّ (1).
و الزَّوْرُ : الخَیَالُ یُرَی فی النَّوْمِ .
و الزَّوْرُ : قُوَّهُ العَزِیمَهِ ،و الذی وَقعَ فی المُحکَم و التَّهْذِیب: الزَّوْرُ :العَزِیمه،و لا یُحْتَاج إِلی ذِکْر القُوَّه فإِنها معنًی آخَرُ.
و الزَّوْرُ : الحَجَرُ الَّذِی یَظْهَر لِحَافِرِ البِئْرِ فیَعْجِزُ عن کَسْرِهِ فیَدَعُه ظاهِراً. و قال بعضُهم: الزَّوْرُ :صَخْرَهٌ ،هکذا أَطلَقَ و لم یُفَسِّر.
و الزَّوْر : وَادٍ قُرْبَ السَّوَارِقِیَّه.
و یَوْمُ الزَّوْرِ ،وَ یقال:یَوْمُ الزَّوْرَیْن ،و یَومُ الزَّوِیرَیْنِ لبَکْرٍ علی تَمِیم.
قال أَبو عُبَیْدهَ : لأَنَّهُمْ أَخَذُوا بَعِیرَیْن. و نَصُّ أَبِی عُبَیْدَه:
بَکْرَیْن مُجَلَّلَیْنِ فعَقَلُوهُما ،أَی قَیَّدُوهما، و قالوا:هذانِ زَوْرَانَا (2)أَی إِلهَانَا لَنْ نَفِرّ. و نصّ أَبِی عُبَیْده:فلا نَفِرّ حتَّی یَفرَّا ،و هُزِمَت تَمِیمٌ ذلِکَ الیَوْم،و أُخِذَ البَکْرَانِ فنُحِرَ أَحدُهما و تُرِکَ الآخَرُ یَضْرِب فی شَوْلِهِم.
و قال الأَغْلَبُ العِجْلیّ یَعِیبُهم بجَعْل البَعِیرَینِ رَبَّیْن لهم:
جاءوا بِزَوْرَیْهم (3)و جِئْنَا بالأَصَمّ
هکذا فی دِیوان الأَغلَب.
و قال أَبو عُبَیْدَه مَعْمَرُ بنُ المُثَنَّی:إِن البَیْت لیَحْیَی بن مَنْصُور و أَنشد قَبْلَه:
کانتْ تَمِیمٌ مَعشراً ذَوِی کَرَمْ
غَلْصَمَهً من الغَلاصِیمِ العُظَمْ
ما جَبُنُوا و لا تَوَلَّوْا مِنْ أَمَمْ
قدْ قابَلوا لو یَنْفُخُون فی فَحَمْ
جاءُوا بزَوْرَیْهم و جِئْنَا بالأَصَمّ
شَیْخٍ لنَا کاللَّیْثِ مِنْ باقِی إِرَمْ (4)
الأَصمُّ :هو عَمْرو بن قَیْسِ بن مَسْعُودِ بنِ عَامِر،رَئِیسُ بَکْرِ بْنِ وَائِل فی ذلک الیومِ .
و الزُّورُ بالضَّمِّ :الکَذِبُ ،لکَوْنه قَوْلاً مائِلاً عن الحَقّ .
قال تعالی: وَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ (5)و به فُسِّر أَیضاً
16- الحَدِیث: «المُتَشَبِّع بما لم یُعْطَ کَلابِس ثَوْبَیْ زُورٍ ».
و الزُّورُ : الشِّرْکُ باللّه تَعَالَی ،و قد عَدَلَت شَهَادَهُ الزُّورِ الشِّرْکَ باللّه،کما جاءَ فی الحَدِیث لقَوْله تعالی: وَ الَّذِینَ لا یَدْعُونَ مَعَ اللّهِ إِلهاً آخَرَ (6)ثم قال بعدَها: وَ الَّذِینَ لا یَشْهَدُونَ اَلزُّورَ (7)و به فَسَّر الزَّجَّاج قولَه تَعالَی: وَ الَّذِینَ لا یَشْهَدُونَ اَلزُّورَ . و قیل:إِن المرادَ به فی الآیه مَجَالِسُ (8)الیَهُودِ و النَّصَارَی عن الزَّجّاج أَیضاً،و نصُّ قوله:مَجالِس النّصاری.
و الزُّور : الرَّئِیسُ ،قاله شَمِر،و أَنْشَد:
إِذْ أُقْرِنَ الزُّورَانِ زُورٌ رَازِحُ
رَارٌ و زُورٌ نِقْیُه طُلافِحُ
و زَعِیمُ القَوْم:لُغَه فی الزَّوْر ،بالفَتْح،فلو قال هنا:
و یُضَمّ ،کان أَحْسَن.و السَّیّد و الرَّئِیس و الزَّعِیم بمَعْنًی.
و قیل فی تَفْسِیر قولِه تَعالَی وَ الَّذِینَ لا یَشْهَدُونَ اَلزُّورَ إِنَّ المراد به مَجْلِسُ الغِنَاءِ ،قاله الزَّجَّاجُ أَیضاً.و نَصُّه مَجَالِسُ الغِنَاءِ.و قال ثَعْلبٌ : الزُّور هنا:مَجالِسُ اللَّهْو.قال ابنُ سِیدَه:و لا أَدْرِی کَیْفَ هذَا إِلاّ أَن یُرِیدَ بمجالِس اللَّهْوِ هُنَا الشِّرْکَ باللّه.قال:و الَّذی جاءَ فی الرِّوایه:الشِّرْک،و هو جامعٌ لأَعیادِ النَّصَارَی و غیرِها.
و من المَجَاز:ما لَکُمْ تَعْبُدُون الزُّورَ ؟و هو کُلُّ ما یُتَّخَذُ رَبًّا و یُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللّه تَعالَی ،کالزُّونِ بالنُّون.و قال أَبو سَعِید:الزُّون:الصَّنَم و سَیَأْتِی.و قال أَبو عُبَیْده:کلّ ما عُبِد من دُونِ اللّه فهو زُورٌ .
ص:478
قُلْتُ :و یقال:إِنَّ الزُّور صَنَمٌ بعَیْنه کان مُرَصَّعاً بالجَوْهَر فی بلاد الدادر.
و عن أَبِی عُبَیْدَه: الزُّورُ : القُوَّه. یقال:لیس لهم زُورٌ ، أَی لیس لهم قُوَّه.و حَبْلٌ له زُورٌ ،أَی قُوَّه: و هذا (1)وِفَاقٌ وَقَعَ بین لُغَهِ العَربِ و الفُرْسِ ،و صَرَّحَ الخَفَاجِیّ فی شِفَاءِ الغَلِیل بأَنَّه معرّب.و نَقَل عن سِیبَوَیْه و غَیْرِه من الأَئِمَّه ذلِک، و ظَنَّ شَیْخُنَا أَنَّ هذا جاءَ به المُصَنِّف من عنده فتمَحَّلَ للرَّدّ علیه علی عادَته،و إِنَّمَا هو نصّ کلامِ أَبِی عُبَیْدَه،و نَاهِیک بِه.ثم إِن الذی فی اللُّغَه الفَارِسیّه إِنَّمَا هو زُور بالضَّمَّه المُمَالَه لا الخَالصه و لم یُنَبِّهُوا علی ذلِک.
و الزُّورُ : نَهرٌ یَصُبُّ فی دِجْلَهَ .
و الزُّورُ : الرَّأْیُ و العَقْلُ ،یقال:ما لَه زُورٌ و زَوْرٌ و لا صَیُّور،بمعنًی،أَی ما لَه رَأْیٌ و عَقْل یرْجع إِلیه،بالضَّمِّ عن یعقوب،و الفَتْح عن أَبِی عُبَیْد.و قال أَبو عُبَیْد:و أُراه إِنَّما أَرادَ لا زَبْرَ له فغَیَّره إِذ کَتَبه.
و الزُّورُ :التُّهْمَه و الباطِلُ و قیل:شَهادَهُ البَاطِل و قَولُ الکَذب،و لم یُشْتَقّ منه (2)تَزْوِیر الکَلامِ ،و لکِنه اشتُقَّ من تَزْوِیر الصَّدْرِ،و قد تَکرَّر ذِکْر شَهادَه الزُّور فی الحدیث، و هی مِنَ الکَبَائِر.
و الزُّورُ : جَمْعُ الأَزْورِ ،و هو المَائِل الزَوْر ،و منه شِعْر عمر:
بالخَیْل عابِسَهً زُوراً مناکِبُها
کما یأْتی.
و الزُّورُ : لَذَّهُ الطَّعامِ و طِیبُهُ .
و الزُّورُ : لِینُ الثَّوبِ و نَقَاؤُه.
و زُورٌ :اسم مَلِکٍ بَنَی مَدِینَه شَهْرَ زُورَ ،و مَعْناه مَدِینَه زُور .
و الزَّوَرُ . بالتَّحْرِیکِ :المَیْلُ ،و هو مِثْل الصَّعَر.و قیل:
الزَّوَرُ فی غَیْر الکِلاَب:مَیَلٌ مّا،لا یکون مُعْتَدِلَ التَّرْبِیعِ ، نحو الکِرْکِرَه و اللِّبْدَه. و قِیلَ : الزَّوَرُ : عِوَجُ الزَّوْرِ ،أَیوَسطُ الصَّدْرِ. أَو هو إِشْرَافُ أَحَدِ جانِبَیْه علی الآخَرِ ،و قد زَوِرَ زَوَراً .
و الأَزْوَرُ :مَنْ به ذلِک.و:المائِلُ . یقال:عُنُق أَزْوَرُ ، أَی مائِلٌ . و کَلْبٌ أَزْوَرُ :قد اسْتَدَقَّ جَوْشَنُ صَدْرِه و خَرجَ کَلْکَلُه کأَنَّه قد عُصِرَ جانِبَاه.
و قیل: الزَّوَرُ (3)فی الفَرَس:دُخُولُ إِحدَی الفَهْدَتَیْن و خُرُوجُ الأُخرَی.
و الأَزْوَر : النَّاظِرُ بمُؤْخِرِ عَیْنَیْهِ (4)لشِدَّته و حِدَّته. أَو الأَزْوَرُ :البَعِیرُ الذِی یُقْبِل علی شِقٍّ إِذَا اشْتَدَّ السَّیْرُ و إِن لم یکُن فی صَدْرِهِ مَیَلٌ .
و الزِّوَرُّ ، کهِجَفٍّ :السَّیْرُ الشَّدِیدُ. قال القُطَامیّ :
یا نَاقُ خُبِّی خَبَباً زِوَرَّا
و قَلِّمِی (5)مَنْسِمَکِ المُغْبَرَّا
و قیل: الزِّوَرُّ : الشَّدِیدُ ،فلم یُخَصَّ به شَیْ ءٌ دون شَیْ ءٍ.
و الزِّوَرُّ أَیضاً: البَعِیرُ الصُّلْب المُهَیَّأُ للأَسْفَارِ. یقال:
ناقهٌ زِوَرَّهُ أَسْفارِ،أَی مُهَیَّأَه للأَسفارِ مُعَدَّه.و یقال فیها أَزْوِرارٌ من نَشَاطِها.و قالَ بَشِیر بنُ النِّکْث:
عَجِّلْ لهَا سُقَاتَها یَا ابْنَ الأَغرّ
و أَعْلِقِ الحَبْلَ بذَیّالٍ زِوَرّ
و الزِّوَارُ و الزِّیَارُ ،بالوَاوِ و الیَاءِ ککِتَاب:کُلُّ شَیْ ءٍ کان صَلاَحاً لشَیْ ءٍ و عِصْمَهً ،و هو مَجاز.قال ابنُ الرِّقاع:
کانُوا زِوَاراً لأَهْلِ الشَّامِ قد عَلِمُوا
لَمَّا رَأَوْا فیهمُ جَوْراً و طُغْیانَا
قال ابنُ الأَعرابیّ : زِوَارٌ و زِیَارٌ :عِصْمَهٌ ، کزِیَارِ الدّابَّه.
و الزِّوَارُ و الزِّیَارُ : حَبْلٌ یُجْعَل بَیْنَ التَّصْدِیرِ و الحَقَبِ یُشَدُّ من التَّصْدِیر إِلی خَلْفِ الکِرْکِرهِ حتَّی یَثْبُتَ لئلاّ یُصِیبَ الحَقَبُ الثِّیلَ فیحْتَبس بَوْلُه،قاله أَبو عَمْرٍو.
ص:479
و قال الفرزذق:
بأَرحُلِنا یَجِدْنَ و قد جَعَلْنَا
لکلِّ نَجِیبَهٍ منها زِیَارا
ج أَزْوِرَهٌ .
و
16- فی حدیثِ الدَّجَّال: «رآه مُکبَّلاً بالحَدِید بأَزْوِرَه ».
قال ابنُ الأَثِیر:هی جَمْع زِوَارٍ و زِیَارٍ ،المعنَی أَنه جُمِعتْ یَدَاهُ إِلی صَدْرِه و شُدَّت.
و زُرْتُ البَعِیرَ أَزُورُه زِوَاراً : شَدَدْتُه بِه ،من ذلک.
و أَبُو الحُسَیْن عَلِیُّ بنُ عَبْدِ اللّه بنِ بَهْرَامَ الزِّیارِیُّ الأَسْتَرَابَاذِیّ : مُحَدِّثٌ یَرْوِی عن إِبراهِیمَ بنِ زُهَیْر الحُلْوَانیّ ، مات سنه 342،کذا فی التَّبْصِیر للحافِظ ابن حَجَر.
و الزَّوْرَاءُ :اسمُ مَال کان لأُحَیْحَهَ بن الجُلاَحِ الأَنْصَارِیّ :
و قال:
إِنی أُقِیم علی الزَّوْرَاءِ أَعمُرُها
إِنَّ الکَرِیمَ علی الإِخوانِ ذُو المَالِ
و من المَجَازِ: الزَّوْرَاءُ : الْبِئْرُ البَعِیدَهُ القَعْرِ.قال الشَّاعِر:
إِذ تَجْعَل الجَارَ فی زَوْراءَ مُظْلِمَهٍ
زَلْخَ المُقَامِ و تَطْوِی دُونَه المَرَسَا
و قیل:رَکِیَّهٌ زَوْرَاءُ :غیرُ مُسْتَقِیمَهِ الحَفْرِ.
و الزَّوْرَاءُ : القَدَحُ ،قال النابِغَه:
و تُسْقَی إِذا ما شِئتَ غَیْرَ مُصَرَّدٍ
بزَوْرَاءَ فی حافَاتِهَا المِسْکُ کانِعُ (1)
و الزَّوْراءُ : إِناءٌ ،و هو مِشْرَبَهٌ من فِضَّه مُسْتَطِیلَه مثْل التَّلْتَلَه. و من المَجَاز:رَمَی بالزَّوراءِ ،أَی القَوْس. و قَوْسٌ زَوْرَاءُ :مَعْطوفهٌ .
و قال الجَوْهَرِیّ :و دَجْلَهُ بغْدَادَ تُسَمَّی الزَّوْرَاءَ .
و الزَّوْرَاءُ : بَغْدَادُ أَو مَدینهٌ أُخْرَی بها فی الجانِب الشَّرقِیّ (2)؛ لأَنَّ أَبوابهَا الدَّاخِلَهَ جُعِلَتْ مُزْوَرّه ،أَی مائلهً عن الأَبواب الخارجَهِ و قیل لازْوِرَار قِبْلَتِها.
و الزَّوْرَاءُ : ع بالمدینهِ قُرْبَ المَسْجِدِ الشریفِ ،و قد جاءَ ذِکرُه فی حَدِیث الزُّهْرِیّ عن السَّائِب (3).
و الزَّوْراءُ : دارٌ کانت بالحِیرَهِ بناها النُّعمانُ بنُ مُنْذر، هَدَمها أَبو جَعْفَر المَنْصُورُ فی أَیّامه.
و الزَّورَاءُ : البَعِیدَهُ من الأَراضِی قال الأَعْشَی:
یَسْقِی دِیَاراً لَها قد أَصْبَحَت غَرَضاً
زَوْراءَ أَجْنَفَ عنها القَوْدُ و الرَّسَلُ
و الزَّوْراءُ : أَرْضٌ عندَ ذی خِیمٍ ،و هی أَوَّلُ الدَّهْنَاءِ و آخِرُهَا هُرَیْرَهُ .
و الزَّارَهُ (4):الجَمَاعَهُ الضَّخْمَهُ مِنَ الناسِ و الإِبلِ و الغَنَمِ .و قیل هی من الإِبل و الناسِ :ما بَیْن الخَمْسِین إِلی السِّتِّین.
و الزَّارَه من الطَّائر: الحَوْصَلَه ،عن أَبِی زَیْد، کالزَّاوِرَهِ ، بفَتْح (5)الواو، و الزَاوُورَه و زاوَرَهُ القَطَا (6):ما حَمَلَتْ فیه المَاءَ لِفِراخها.
و زَارَهُ : حَیٌّ من أَزْدِ السَّرَاهِ ،نَقَلَه الصَّاغانِیّ .
و لزَّارَهُ : ه کَبِیرَهٌ بالبَحْرَیْن و منها مَرْزَبَانُ الزَّارَهِ ،و له حَدِیث معروف.
قال أَبو مَنْصُور:و عَیْنُ الزَّارَهِ بالبَحْرَیْن مَعْرُوفَهٌ .
ص:480
و الزَّارَه : ه بالصَّعِیدِ ،و سبقَ للمصنّف فی« زرّ »أَنّها کُورَه بها فلینظر.
و زَرَاهُ : ه،بأَطْرابُلُسِ الغَرْبِ . مِنْهَا إِبراهیمُ الزّارِیُّ التاجِرُ المُتَمَوِّلُ ،کدا ضَبطه السِّلَفیّ و وَصَفَه.
و زَارَهُ :ه من أَعْمَالِ اشْتِیخَنَ . منهَا یَحْیَی بن خُزَیْمَهَ الزَّارِیُّ ،و یقال:هی بغَیْر هاءٍ (1)،رَوَی عن الدَّارمیّ .و عَنْه طیب بن محمّد السَّمَرْقَنْدیّ ،قال الحَافِظُ بن حَجَر:ضَبَطَه أَبو سَعْد الإِدْرِیسیّ هکذا،حکاه ابنُ نُقْطَه.و أَما السَّمْعَانِیّ فَذَکَره بتَکْرِیر الزای.
و الزِّیرُ ،بالکَسْرِ: الزِّرُّ. قال الأَزْهَرِیّ :و من العَرب مَنْ یَقْلِب أَحَد الحَرْفَیْن المُدْغْمَین یاءً فَیَقُول فی مَرٍّ:مَیْرٌ،و فی زِرٍّ زِیرٌ و فی رِزٍّ رِیزٌ .
و الزِّیرُ : الکَتَّانُ . قال الحُطَیْئَه:
و إِنْ غَضِبَتْ خِلْتَ بالمِشْفَرَین
سَبَائِخَ قُطْنٍ و زِیراً نُسَالاً
و القِطْعَهُ منه زِیرَهٌ ، بِهاءٍ ،و الجَمْع أَزْوَارٌ .
و الزِّیر : الدَّنُّ ،و الجمع أَزْیَار ،أَعجمیٌّ ، أَو الزِّیرُ :
الحُبُّ الذی یُجْعَل (2)فیه الماءُ،بلُغَه العِراق.و
17- فی حدیث الشّافِعِیّ رضی اللّه عنه: «کُنتُ أَکتُب العِلْم و أُلقِیه فی زِیرٍ لنا».
و الزِّیر : العَادَهُ ،أَنْشَدَ یُونُس:
تَقولُ الحارِثِیَّه أُمُّ عَمرٍو
أَ هذا زِیرُه أَبَداً وزِیرِی
قال:مَعْناه أَ هذا دَأْبُه أَبداً و دَأْبی.
و الزِّیر : رَجُلٌ یُحِبُّ محادَثَهَ النِّساءِ و یُحِبّ مُجالَسَتَهُنَّ و مُخَالَطَتَهُنّ ،سُمِّیَ بذلک لکَثْره زِیَارَتِه لَهُنّ .«و یحب» الثانی مُسْتَدرَکٌ .و قیل الزِّیرُ :المُخَالِطُ لهنّ فی البَاطِل، و قیل:هو الذی یُخَالِطُهنّ و یُرِیدُ حَدِیثَهُنّ (3). بغیرِ شَرٍّ أَوْ بهِ . و أَصلُه الواو،و جعله شَیخُ الإِسلام زکریّا فی حواشیهعلی البَیْضاوِیّ مهموزاً،و هو خِلافُ ما علیه أَئِمَّهُ اللُّغهِ .
و
16- فی الحدیث: «لا یَزالُ أَحدُکم کاسِراً وِسَادَه یَتَّکِیءُ علیه و یأْخُذُ فی الحدیث فِعْل الزِّیرِ ». ج أَزْوارٌ و زِیَرَهٌ ،و أَزْیَارٌ ، الأَخِیرَه من باب عِیدِ و أَعْیَادٍ.
و هی زِیرٌ أَیضاً. تَقُولُ :امرأَهٌ زِیرُ رِجَالٍ .قاله الکِسائیّ ، و هو قَلِیل أَو خاصُّ بهم ،أَی بالرِّجال و لا یُوصَف به المُؤَنَّث،قاله بَعضُهم،و هو الأَکثر.و یأْتِی فی المیم أَنَّ التی تُحِبّ مُحَادَثَهَ الرِّجالِ یُقَال لها:مَرْیَمُ .قال رُؤْبهُ :
قُلتُ لِزِیرٍ لم تَصِلْه مَرْیَمُهْ
و الزِّیر : الدِّقِیقُ من الأَوتارِ،أَو أَحدُّها و أَحْکَمُها فَتْلاً.
و زِیرُ المِزْهَرِ مُشْتَقٌّ منه.
و الزِّیرَهُ ، بهاءٍ:هَیْئَهُ الزِّیَارَهِ . یقال:فُلانٌ حَسَنُ الزِّیرَهِ .
و الزَّیِّر ، کسَیِّدٍ ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّواب ککَتِفٍ ، کما ضَبَطه الصَّاغانِیّ (4): الغَضْبَانُ المُقَاطِعُ لصاحِبه،عن ابن الأَعْرابیّ .قال الأَزْهَرِیّ .أُرَی أَصْلَه الهَمْزَ،من زَئِرَ الأَسدُ،فخفّف.
و زُورَهُ ،بالضَّمّ (5)و یُفْتَحُ :ع قُرْبَ الکُوفَهِ .
و الزَّوْرَه ، بالفَتْح:البُعْدُ ،و هو من الازْوِرَارِ .قال الشَّاعِر:
و ماءٍ وَرَدْتُ علی زَوْرَهٍ
أَی علی بُعْد.
و الزَّورَهُ : الناقَهُ التی تَنظُرُ بمُؤْخِرِ عَیْنِها لشِدَّتِهَا و حِدّتها، قال صَخْرُ الغَیِّ :
و مَاءٍ وَرَدْتُ علی زَوْرَهٍ
کَمَشْیِ السَّبْنْتَی یَرَاحُ الشَّفِیفَا
هکذا فَسَّره أَبُو عَمْرو.و یروی: زُورَه ،بالضَّمِّ ،و الأَوّلُ أَعرَفُ .
و یوْمُ الزُّوَیْر ،کزُبَیْر: م ،أَی معروف،و کذا یوم الزُّوَیْرَیْنِ .
ص:481
و أَزارَهُ :حَمَلَه علی الزِّیارِه و أَزَرْتُه غَیری.
و زَوَّرَ تَزْوِیراً (1): زَیَّنَ الکَذِبَ ،و کَلامٌ مُزَوَّرٌ :مُمَوَّهٌ بالکَذِب.
و من المَجَازِ: زَوَّرَ الشَّیْ ءَ. حَسَّنَه و قَوَّمه. و أَزالَ زَوَرَه :
اعوِجَاجَه.و کَلامٌ مُزَوَّرٌ ،أَی مُحَسَّن.و قِیل:هو المُثَقَّف قَبْلَ أَن یُتَکَلَّمَ به،و منه
17- قَوْلُ عُمَر رَضِیَ اللّه عنه: «ما زَوَّرْتُ کَلاماً لأَقُولَه إِلا سَبَقَنی به أَبُو بَکْر». أَی هَیَّأْت و أَصْلَحْت.
و التَّزْوِیر :إِصلاحُ الشَّیْ ءِ.و سُمِعَ ابنُ الأَعرابیّ یقول:کُلُّ إِصلاحٍ من خَیْرٍ أَو شَرٍّ فهو تَزْوِیرٌ .و قال أَبو زَیْد: التَّزْوِیر :
التَّزْوِیق و التَّحْسِین.و قال الأَصمَعِیّ : التَّزْوِیر :تَهْیِئَه الکَلامِ و تَقدِیرُه،و الإِنْسَان یُزَوِّر کَلاماً،و هو أَن یُقَوِّمَه و یُتْقِنَه قبل أَنْ یتکَلَّم به.
و زَوَّرَ الزَّائِر تَزْوِیراً : أَکْرَمَه (2)قال أَبو زید: زَوِّروا فُلاناً، أَی اذْبَحُوا له و أَکْرِمُوه.و التَّزْوِیرُ :أَن یُکرِمَ المَزُورُ زَائِرَه .
و زَوَّرَ الشَّهَادهَ :أَبْطَلَهَا ،و هو راجعٌ إِلی تفسیر قَوْلِ القَتَّال:
و نَحْنُ أُناسٌ عُودُنَا عُودُ نَبْعَهٍ
صَلِیبٌ وِ فِینَا قَسْوَهٌ لا تُزَوَّرُ
قال أَبو عَدْنَانَ :أَی لا نُغْمَز لقَسْوتنا و لا نُستَضْعَف (3).
فقوله: زَوَّرْت شَهَادَهَ فَلانِ ،معناه أَنَّه استُضعِف فغُمِزَ، و غُمِزتْ شَهَادَتُه فأُسقِطَت.
و
17- فی الخَبَر عن الحَجَّاج قال: «رَحِم اللّه امْرأً زَوَّرَ نَفْسَه علی نَفْسِه». قیل:قَوَّمَها و حَسَّنَها.و قیل:اتَّهَمَها علی نَفْسه.
و قیل: وَسَمَهَا بالزُّورِ ،کفَسَّقَه و جَهَّلَه.و تقول:أَنا أُزَوِّرک علی نَفْسِک،أَی أَتَّهِمُک عَلَیْها.و أَنشد ابنُ الأَعرابیّ :
به زَوَرٌ لم یَسْتَطِعْه المُزَوِّرُ
و المُزَوَّرُ من الإِبِل ،کمُعَظَّم: الذی إِذا سَلَّه المُذَمِّر (4)-کمُحَدّث و قد تقدّم- من بَطْن أُمِّه اعْوَجَّ صَدرُه فَیَغْمِزُه لیُقِیمَه فیَبْقَی فِیه من غَمْزِهِ أَثَرٌ یُعلَم منه أَنَّه مُزَوَّر ،قاله اللَّیْثُ : و اسْتَزَارَهُ :سأَلَه أَن یَزُورَه ، فزَارَه و ازَدَارَه .
و تَزاوَرَ عنه تَزَاوُراً عَدَلَ و انْحَرَف. و قُرِئ: تَزَّاوَرُ عَنْ کَهْفِهِم (5)،و هو مُدغَمُ تَتَزَاوَرُ کازْوَرَّ وَ ازْوارَّ ،کاحْمَرَّ و احْمارَّ.و قُرِئَ « تَزْوَرُّ » و معنی الکُلِّ :تَمِیل،عن الأَخْفَشِ .
و قد ازْوَرَّ عنه. ازْوِرَاراً .و ازْوَارَّ عنه ازْوِیرَاراً .
و تَزاوَرَ القَوْمُ : زارَ بَعضُهُم بَعضاً ،و هم یَتَزَاوَرُون ، و بینهم تَزَاوُرٌ .
و زَوْرَانُ ،بالفتح: جَدُّ أَبی بکرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عبدِ الرحمنِ البَغْدَادِیّ ،سَمِعَ یحیی بن هاشِم السّمسار.و قول المصنّف: التّابِعِیّ کذا فی سائر الأُصول خَطَأٌ،فإِنَّ محمّد بن عبد الرحمن هذا لیس بتابعیٍّ کما عَرفْت.
و الصواب أَنه سَقط من الکاتب،وَ حَقُّه بعد عبد الرحمن:
و الوَلِیدُ بنُ زُوّارانَ .فإِنّه تابعیّ یَرْوِی عن أَنَس.و شَذَّ شیخُنَا فضَبَطه بالضَّم نَقلاً عن بعضهم عن الکاشِف،و الصَّواب أَنَّه بالفَتْح،کما صَرَّحَ به الحافِظُ ابن حَجَر و الأَمِیرُ و غیرُهما، ثم إِنَّ قَوْلَ المُصَنّف إِن زَوْرَانَ جَدُّ مُحَمَّد وَهَمٌ ،بل الصَّواب أَنه لَقَبُ مُحَمَّد.ثم اختُلِف فی الوَلید بنِ زَوْرَانَ ، فَضَبَطه الأَمِیرُ بتقدیم الرَّاءِ علی الوَاوِ،و جَزَمَ المِزِّیّ فی التَّهْذِیب أَنَّه بتقدیم الواو کما هُنَا.
و بالضَّمِّ عبدُ اللّه بنُ عَلِیّ بن زُورَانَ الکازَرُونِیُّ ،عن أَبِی الصَّلْت المُجیر،و وَقَعَ فی التَّکْمِله،عَلِیّ بنُ عبد اللّه بن زُورَانَ . و إِسحاقُ بنُ زُورَانَ السِّیرافِیُّ الشَّافعیّ ، مُحَدِّثُونَ .
*و مما یستدرک علیه:
مَنَارَهٌ زَوْراءُ :مائِلَهٌ عن السَّمْتِ و القَصْدِ.و فَلاهٌ زَوْراءُ :
بَعِیدهٌ فیها ازْوِرَارٌ ،و هو مَجَاز.وَ بَلَدٌ أَزْوَرُ ،و جَیْشٌ أَزْوَرُ .
قال الأَزهَرِیُّ :سَمِعْتُ العَربَ تقول للبَعِیر المَائِل السَّنامِ :هذا البَعِیرُ زَوْرٌ (6).و ناقَهٌ زَوْرَهٌ :قَوِیَّهٌ غَلِیظَهٌ .و فَلاهٌ زَوْرَه :غَیرُ قاصِدَهٍ .
و قال أَبو زَید: زَوَّرَ الطَّائِرُ تَزْوِیراً :ارتفَعَتْ حَوْصَلَتُه، و قال غیرُه:امتَلأَتْ .
ص:482
و رَجلٌ زَوَّارٌ و زَوَّارَهٌ ،بالتشدید فیهما (1):غَلِیظٌ إِلی القِصَرِ.
قال الأَزْهَرِیّ :قرأْتُ فی کتاب اللَّیْث فی هذا الباب:
یقال للرَّجل إِذا کان غَلیظاً إِلی القِصَر ما هو:إِنّه لَزُوَّارٌ و زُوَارِیَهٌ (2).
قال أَبو مَنْصُور؛و هذا تَصْحِیفٌ مُنْکر،و الصَّواب:إِنه لَزُوَازٌ و زُوَازِبَهٌ «بزاءَیْن».قال:قال ذلک أَبو عَمْرٍو و ابْنُ الأَعْرَابِیّ و غَیْرُهما.
و ازْدَاره : زَارَه (3)،افْتَعَلَ من الزِّیاره .قال أَبو کَبِیر:
فدَخَلْتُ بَیْتاً غَیْرَ بَیْتِ سِنَاخَهٍ
و ازْدَرْتُ مُزْدَارَ الکَریمِ المِفْضَلِ
الزَّوْرَه :المَرَّهُ الواحدهُ .
و امرأَهٌ زَائِرَهٌ من نِسْوهٍ زُورٍ ،عن سِیبَوَیه،و کذلک فی المذکّر،کعائِذٍ و عُوذٍ،و رَجلٌ زَوَّارٌ و زَؤُورٌ (4)ککَتَّان و صَبُور.
قال:
إِذا غَاب عنْها بَعْلُهَا لم أَکنْ لَهَا
زَؤُوراً و لمْ تَأْنَسْ إِلیَّ کِلابُها
و قال بَعْضُهم: زارَ فُلانٌ فلاناً،أَی مَالَ إِلیه.و منه تَزَاوَرَ عنه،أَی مَالَ .
و زَوَّرَ صاحِبَه تَزْوِیراً :أَحْسَنَ إِلیه و عَرَفَ حَقَّ زِیَارَتهِ .
و
17- فی حَدِیث طَلْحَهَ : « أَزَرْتُه شَعُوبَ فزَارَها . أَی أَوْرَدْتُه المَنِیَّهَ ،و هو مَجاز.
و أَنا أُزِیرُکم ثَنَائِی،و أَزَرْتُکم قَصَائِدی،و هو مَجاز.
و المَزَارُ ،بالفَتْح:مَوْضِعُ الزِّیارهِ .
و زَوِرَ یَزْوَر ،إِذا مالَ .
و یقال للعَدُوِّ: الزَّایرُ ،و هم الزَّایِرُون و أَصلُه الهَمْز،و لم یَذکره المُصَنّف هناک.و بالوَجْهَیْن فُسِّرَ بیتُ عَنْتَرَهَ :
حَلَّتْ بأَرْضِ الزَّایِرِینَ فأَصْبَحَتْ
عَسِراً عَلیَّ طِلابُکِ ابْنَهَ مَخْرَمِ (5)
و قد تقدّمت الإِشاره إِلیه.
و زَارَهُ الأَسَدِ:أَجَمَتُه.قال ابن جِنِّی.و ذلک لاعْتِیاده إِیَّاها و زَوْرِه لها.و ذَکَرَه المصنّف فی زأَر .
و الزَّارُ :الأَجَمَه ذاتُ الحَلْفاءِ و القَصَبِ و الماءِ.
و کَلامٌ مُتَزَوَّرٌ (6):مُحَسَّنٌ .قال نَصْرُ بنُ سیَّارٍ:
أَبلِغْ أَمیرَ المؤمنینَ رِسَالَهً
تَزَوَّرتُها من مُحْکَمَاتِ الرَّسائِلِ
أَی حَسَّنْتُهَا و ثَقَّفْتها.
و قال خالِدُ بنُ کُلْثُوم: التَّزْوِیرُ :التَّشْبِیهُ .
و زَارَهُ :مَوْضِع،قال الشاعر:
و کَأَنَّ ظُعْنَ الحَیِّ مُدْبِرَهً
نَخْلٌ بِزَارَهَ حَمْلُهُ السُّعْدُ
و فی الأَسَاس: تَزَوَّرَ :قال الزُّورَ .وَ تَزوَّرَه : زَوَّرَه لنَفْسِه.
و أَلقَی زَوْرَه :أَقامَ .
و کَلِمهٌ زَوْراءُ :دَنِیَّهٌ مُعْوَجَّهٌ .
و هو أَزْوَرُ عن مقَامِ الذّلّ :أَبْعَدُ.
و استدرک شیخنا: زَارَه :زوجُ ماسِخَهَ القَوَّاسِ ،کما نقلَه السُّهَیلیّ و غیره،و تقدّمت الإشاره إِلیه فی«مسخ».
قلت:و نَهْرُ زَاوَرَ کهَاجَر،نَهرٌ متَّصل بعُکْبَرَاءَ،و زَاوَرُ :
قریهٌ عنده.
و الزَّوْرُ ،بالفَتْح:موضعٌ بین أَرضِ بَکْرِ بنِ وَائِلٍ .
و أَرضِ تَمِیم،علی ثلاثهِ أَیّامٍ من طَلَحَ .و جَبَلٌ یُذْکَر مع مَنْوَرٍ،و جَبلٌ آخَرُ فی دِیَارِ بنی سُلَیْمٍ فی الحِجَاز.
الزَّهْرَه ،و یُحرَّک:النَّباتُ ،عن ثَعْلب.قال ابنُ سِیده: و أُراه إِنّما یُرید نَوْرُه ،الواحد زَهْرَهٌ مثل تَمْر و تَمْره.
ص:483
ثمّ إِن الذی رُوِیَ عن ثَعْلبٍ فی مَعْنَی النَّبَات إِنما هو الزَّهْرَه بالفَتْح فقط .و أَمّا التَّحْرِیک ففی الذی بعده و هو النَّوْر،ففی کلام المُصَنِّف نَظَرٌ،و أَنکرَ شیخُنا ما صَدَّر به المُصنّف،و ادَّعَی أَنه لا قائِلَ به أَحدٌ مُطْلقاً،و لا یُعرف فی کَلامِهم.و هو موجود فی المحْکَم،و نَسَبه إِلی ثَعْلب،و تَبِعه المُصَنِّف،فتَأَمَّل.
أَو النَّوْرُ الأَبیضُ .و الزَّهرُ : الأَصفَرُ مِنْه ،و ذلک لأَنَّه یَبْیَضُّ ثمّ یَصْفَرُّ،قاله ابنُ الأَعرابیّ ،و نقله ابن قُتَیْبَهَ فی المَعَارِف:و قیل:لا یُسمَّی الزَّهرُ حتی یَتَفَتَّح،و قَبْلَ التَّفْتِیحِ هو بُرْعومٌ ،کما فی المِصْباح.و خصّ بعضهم به الأَبیضَ ،کما فی المُحْکَم. ج زَهْرٌ ،بإِسقاط الهاءِ، و أَزهَارٌ ،و جج ،أَی جمع الجمع أَزاهِیرُ .
و الزَّهْره من الدُّنْیا:بَهْجَتُها و نَضَارَتُها.
و فی المحکم:غَضَارَتُهَا،بالغین،و فی المصْباح: زَهْرَهُ الدُّنْیا-مثْل تَمْرَه لا غیر-:مَتَاعُهَا أَو زینَتُها (1).و اغْتَرَّ له شیخُنَا فأَنْکَرَ التَّحْرِیکَ فیها مُطْلقاً،و عَزَاه لأَکثرِ أَئِمهِ الغَرِیب،و لا أَدْرِی کیف ذلک.ففی المُحْکم: زَهْرَهُ الدُّنیا و زَهَرَتُها : حُسْنُها و بَهْجَتُها و غَضَارَتُها.و فی التَّنْزِیل العَزِیز زَهْرَهَ الْحَیاهِ الدُّنْیا (2)بالفتح،و هی قِراءَه العَامه بالبَصْره، و قال:«و زَهْرَهَ » هی قِرَاءَه أَهْل الحَرَمَین،و أَکثرُ الآثارِ علی ذلِک.
16- فَفِی الحَدِیث: «إِنَّ أَخوفَ ما أَخاف عَلَیْکُم من زَهْرَهِ الدُّنْیَا و زِینَتِهَا». أَی حُسْنها و بَهْجَتِهَا و کَثْرَهِ خَیْرها.
و الزُّهْرَه بالضَّمِّ :البَیاضُ (3):عن یَعْقُوب،و زَاد غَیْرُه:
النَّیِّرُ،و هو أَحْسَنُ الأَلوانِ .
و قد زَهِرَ ،کفَرِحَ ، زَهَراً ، و زَهُرَ ،مثْل کَرُمَ ،و هو أَزْهَرُ بَیِّنُ الزُّهْرَهِ ،و زَاهِرٌ .و هو بَیاض عِتْق.و نَقَل السُّهَیْلیّ فی الرَّوْضِ عن أَبِی حَنِیفهَ : الزُّهْرَه :الإِشْراقُ فی أَیِّ لَوْنٍ کان.و أَنشدَ فی لَوْن الحَوْذَانِ و هو أَصْفَرُ:
تَرَی زَهَرَ الحَوْذَانِ حَوْلَ رِیَاضِه
یُضِیءُ کلَوْنِ الأَتْحَمِی المُوَرَّسِ
و زُهْرَه بنُ کِلاَب بن مُرَّهَ بن کَعْبِ بن لُؤَیِّ بنِ غَالِب: أَبو حیٍّ من قُرَیْش ،و هم أَخوالُ النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم،و منهم أُمُّه،و هی السَّیِّدهُ آمِنَهُ ابنَهُ وَهْبِ بنِ عَبْدِ منافِ بن زُهْرَهَ :و اخْتُلِفَ فی زُهْرهَ هل هو اسْم رَجُل أَو امرأَه.فالذِی ذَهَب إِلیه الجَوْهَرِیّ فی الصّحاح و ابْنُ قُتَیْبَه فی المَعَارف أَنَّه اسمُ امْرأَهٍ ،عُرِفَ بها بَنُو زُهْرهَ .قال السُّهَیْلیّ :و هذا مَنْکَرٌ غَیْر مَعْرُوف،إِنما هو اسْمُ جَدِّهم،کما قاله ابنُ إِسحاقَ .قال هِشَامٌ الکَلْبِیّ و اسمُ زُهْرَهُ المُغِیرَهُ .
و زُهْرَه اسمُ أُمِّ الحَیَاءِ الأَنْبَارِیَّه المُحَدِّثَه.
وَ بنُو زُهْرَهَ :شِیعَهٌ بحَلَبَ ،بل سادَهٌ نُقَباءُ عُلَمَاءُ فُقَهَاءُ مُحَدِّثون،کَثَّرَ اللّه من أَمثالِهِم،و هو أَکْبَرُ بَیْت من بُیُوت الحُسَیْن.و هم أَبو الحَسَن زُهْرَهُ بنُ أَبِی المَوَاهِب عَلِیِّ بن أَبِی سَالِم مُحَمَّد بن أَبِی إِبراهیمَ مُحَمَّدٍ الحَرَّانیّ ،و هو المُنْتَقِلُ إِلی حَلَبَ ،و هو ابنُ أَحمدَ الحِجَازِیّ بن مُحَمَّد بن الحُسَیْن-و هو الذی وَقَعَ إِلی حَرَّانَ -بن إِسحاقَ بن محمّدٍ المُؤْتَمن بن الإِمامِ جعْفرٍ الصادِقِ الحُسینیّ الجَعْفَرِیّ .
و جُمْهُورُ عَقِبِ إِسحاقَ بنِ جَعْفرٍ ینَتِهی إِلی أَبی إِبراهیمَ المذکور.قال العُمَرِیّ النَّسَّابه کان أَبو إِبراهِیمَ عالِماً فاضلاً لَبِیباً عاقلاً،و لم تکن حالُه واسعهً ،فزَوَّجهُ أَبُو عَبْدِ اللّه الحَسَنِیّ الحَرَّانِیُّ بن عبدِ اللّه بن الحُسَیْن بنِ عبد اللّه بن علیّ الطَّبِیب العَلَوِیّ العُمَریّ بِنْتَه خَدِیجَهَ ،و کان الحُسَیْن العُمَرِیّ متقدِّماً بحَرَّانَ مُسْتَوْلِیاً عَلَیْهَا،و قَوِیَ أَمرُ أَوْلادِهِ حتَّی استَوْلَوْا علی حَرَّانَ و مَلَکُوهَا علی آلِ وَثّابٍ .قال:فأَمدَّ الحُسَیْنُ العُمَریّ أَبَا إِبرَاهِیمَ بمالِه و جاهِه،و خَلَّف أَوْلاَداً سادَهً فُضَلاءَ.هذا کلامه.و قال الشَّرِیف النَّجَفِیّ فی المُشَجَّر:و عَقِبُه من رَجُلَیْنِ :أَبِی عَبد اللّه جَعْفرٍ نقِیبِ حَلَب،و أَبی سَالِمٍ محمَّد.قلْت:و أَعقبَ أَبُو سَالَمٍ من أَبِی المَوَاهِبِ عَلِیٍّ ،و هو من أَحْمَد و زُهْرَه .قال:أَحمَدُ هذا یَنْتَسِب إِلیه الإِمَامُ الحَافِظُ شَرَف الدّین أَبُو الحُسَیْن عَلِیّ بن محمّد بن أَحمدَ بن عَبدِ اللّه ابن عیسی بن أَحمَدَ،و آل بیته،و أَعقَبَ زُهْرَهُ من أَبِی سالمٍ علیٍّ و الحَسَنِ .فمِن وَلَدِ علیٍّ الشریفُ أَبو المکارم حَمْزَه بنُ علیٍّ المعروفُ بالشَّرِیف الطاهر.قال ابنُ العَدِیم فی تاریخ حَلَب:کان فَقیهاً أُصُولِیًّا نَظَّاراً علی مَذْهبِ الإِمامِیَّه.و قال ابن أَسْعَد الجوّانیّ :
الشَّرِیفُ الطاهرُ عِزُّ الدِّینِ أَبو المکارمِ حَمْزَهُ ،وُلِدَ فی
ص:484
رَمَضَانَ سنّه 511 و تُوفِّیَ بحلَبَ سنه 585.قلت:و من وَلِده الحافِظ شَمْسُ الدِّین أَبُو المَحَاسِن مُحَمَّدُ بنُ عَلِیِّ بنِ الحَسَن بْنِ حَمْزَهَ تِلمیذُ الذَّهَبِیّ ،توفی سنه 765 و من وَلده مُحَدِّثُ الشامِ الحافِظُ کمالُ الدِّین مُحَمَّدُ بنُ حَمْزهَ بنِ أَحمدَ بنِ عَلیّ بنِ مُحَمّدٍ تِلمِیذُ الحَافِظِ بن حَجَر العَسْقَلانیّ ،و آل بَیتهم.
و أَما الحَسَنُ بنُ زُهْرَهَ فمن وَلَدِه النَّقِیبُ الکاتِبُ أَبُو عَلِیٍّ الحَسَنُ بن زُهْرَهَ ،سمِعَ بحَلَبَ من النقیبِ الجوّانیّ و القاضی أَبِی المَحَاسن بن شَدَّاد و کَتَبَ الإنشاءَ للملکِ الظَّاهر غَازِی بنِ النَّاصِر صَلاحِ الدِّین،و تَوَلَّی نِقَابَهَ حَلَبَ ، تَرجمَه الصَّابُونِیّ فی تَتِمَّه إِکمال الإِکمال.وَ وَلدَاه أَبُو المَحَاسِن عَبْدُ الرَّحمن و أَبُو الحَسَن عَلِیّ سَمِعَا الحَدِیثَ مع والدِهما و حَدَّثَا بدِمَشقَ .و منهم الحافِظُ النّسَّابَه الشَّرِیفُ عِزُّ الدّین أَبُو القَاسِم أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمنِ نَقِیبُ حَلَبَ .و فی هذا البیتِ کَثْرهٌ ،و فی هذَا القَدْرِ کِفَایَهٌ .و أَوْدَعنا تَفْصِیل أَنسابِهم فی المُشَجَّرَات،فراجِعْها.
و أُمُّ زُهْرَهَ :امرأَهُ کِلاَبِ بن مُرَّه،کذا فی النُّسَخ و هو غَلَطٌ .و وَقعَ فی الصّحاح:و زُهْرَه امرأَهُ کِلابٍ .قال ابنُ الجَوَّانِیّ :هکذا نَصّ الجَوْهَرِیّ و هو غَلَطٌ .و امرأَه کِلابٍ اسْمُها فاطِمَهُ بِنْتُ سَعْدِ بنِ سیل،فتَنَبَّه لذلک.
و بالفَتْح، زَهْرَهُ بنُ جُوَیَّه (1)التّمِیمِیّ ،و فی بَعْضِ النُّسخ:حُوَیرِیَه،و هو غَلَط ،و یقال فیه: زَهْرَهُ بنُ حَوِیّه، بالحاءِ المهمله المفتوحه و کسر الواو (2)،قیل:إِنه تَابِعِیّ ، کما حَقَّقه الحافِظُ ،و
17- قیل: صَحابِیٌّ وَفَّدَه مَلِکُ هَجَرَ فَأَسلَمَ ، و قَتَل یَومَ القادِسِیّه جالِینُوسَ الفَارِسِیّ و أَخَذَ سَلَبَه،و عاشَ حتّی شَاخَ ،و قَتَله شَبِیبٌ الخَارِجِیّ أَیَّامَ الحَجَّاجِ ، قاله سَیْفٌ .
و الزُّهَرَه ، کتُؤَدَه:نَجْمٌ أَبیضُ مُضِیءٌ. م ،أَی معروف، فی السماءِ الثّالِثَهِ قال الشاعر:
و أَیقَظَتْنِی لِطُلوعِ الزُّهَرَهْ
و الزُّهَرَه : ع بالمَدِینهِ الشَّرِیفه.
و زَهَرَ السِّرَاجُ و القَمُرُ و الوَجْهُ و النَّجْمُ ، کمَنَعَ ، یَزْهَرُ زُهُوراً ،بالضّمّ : تَلأْلأَ و أَشْرَقَ ، کازْدَهَرَ . قال الشاعر:
آلُ الزُّبَیْرِ نُجُومٌ یُسْتَضَاءُ بهمْ
إِذا دَجَا اللَّیل من ظَلْمائِه زَهَرَا
و قال آخرُ:
عَمَّ النُّجُومَ ضَوْءُه حِینَ بَهَرْ
فغَمَرَ النَّجْمَ الذِی کان ازْدَهَرْ
و زَهَرَت النَّارُ زُهُوراً : أَضاءَت.و أَزهَرْتُها أَنا.
و من المَجَاز:یقال: زَهَرَتْ بِکَ زِنَادِی ،أَی قَوِیَت بک و کَثُرَت ،وَرِیَتْ بِک زِنَادِی.و قال الأَزهَرِیّ :العَرَبُ تقول:
زَهَرَتْ بک زِنَادِی.المَعْنَی:قُضِیَتْ بک حَاجَتِی.
و زَهَرَ الزَّنْدُ،إِذا أَضاءَتْ نارُه،و هو زَنْدٌ زَاهِرٌ .
و زَهَرَت الشَّمْسُ الإِبلَ :غَیَّرَتْهَا.
و الأَزهَرُ :القَمَرُ ،لاستِنَارَتهِ . و الأَزهَر : یومُ الجُمُعَهِ و
14- فی الحَدِیث: «أَکْثِروا الصَّلاهَ عَلیَّ فی اللَّیْلهِ الغَرَّاءِ و الیومِ الأَزْهَر ». أَی لیلَه الجُمُعَه و یَوْمها،کذا جاءَ مفسّراً فی الحَدِیثِ .
و الأَزهَرُ :النَّیِّرُ،و یُسَمَّی الثَّوْرُ الوَحْشِیُّ أَزْهَر . و الأَزهَرُ : الأَسدُ الأَبیَضُ اللَّوْنِ . قال أَبو عَمْرو: الأَزهَرُ :
المُشْرِقُ من الحیوانِ و النَّباتِ .
و قال شَمِرٌ: الأَزْهرُ من الرِّجال:الأَبیضُ العَتِیقُ البَیَاضِ ، النَّیِّرُ الحَسَنُ ،و هو أَحسَنُ البَیاضِ کأَنَّ له بَرِیقاً و نُوراً یُزْهِرُ کما یُزْهِرُ النَّجْمُ و السِّراجُ . و قال غیرُه: الأَزهَرُ :
هو الأَبیضُ المُستَنِیرُ المُشْرِقُ الوَجْهِ ،و
14- فی صِفَتِه صلی اللّه علیه و سلّم: «کان أَزهَرَ اللَّونِ لَیْسَ بالأَبیضِ الأَمهَقِ ». و قیل: الأَزهَرُ :هو المَشُوب بالحُمْرَه. و الأَزْهَرُ : الجَمَلُ المُتَفاجُّ المُتَنَاوِلُ من أَطرافِ الشَّجرِ. و
16- فی الحدِیثِ : «سأَلوه عن جَدِّ بَنِی عامِرِ بنِ صَعْصَعَهَ فقال:جَمَلٌ أَزْهَرُ مُتَفَاجٌّ ». و قد سبَقَت الإِشاره إِلیه فی«ف ج ج». و قال أَبُو عَمْرو: الأَزهَر : اللَّبَنُ ساعَهَ یُحْلَبُ ،و هو الوَضَحُ و النَّاهِصُ (3)و الصَّرِیح.و بإِحْدَی
ص:485
المَعَانِی المَذْکُوره لُقِّب جامِعُ مصر بالأَزهر ،عَمَره اللّه تعالی إِلی یَومِ القِیَامَه.
و أَزْهَرُ بنُ مِنْقَرٍ ،و یقال مُنْقِذ:من أَعرابِ البَصْره، أَخْرَجَه الثلاثهُ . و أَزهَرُ بنُ عَبْدِ عَوْف بن الحارث بنِ زُهْرَه الزُّهْرِیّ . و أَزهَر بنُ قَیْسٍ ،روی عنه حرز (1)بن عُثْمَانَ حَدِیثاً ذکرَه ابنُ عبدِ البَرّ: صَحابِیُّون. و أَزهَرُ بن حمِیصَهَ (2):
تابِعِیٌّ عن أَبی بَکْرٍ الصِّدِّیق.قال ابنُ عبدِ البَرّ:فی صُحْبَتِه نَظَرٌ.
و الأَزْهَرَانِ :القَمَرَانِ ،و کِلاهما علی التَّغْلِیب،و هما الشَّمْس و القَمَر،لنُورِهِما،و قد زَهَرَ یَزْهَر زَهْراً ،و زَهُرَ ، فیهما،و کُلُّ ذلک من البَیَاضِ .
و أَحمَرُ زاهِرٌ :شَدِیدُ الحُمْرَهِ ،عن اللِّحْیَانیّ .
و الازْدِهَارُ بالشَّیْ ءِ:الاحْتِفَاظُ به. و
16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه أَوْصَی أَبا قَتَادَهَ بالإِنَاءِ الذی تَوضَّأَ منه،و قال: ازدَهِر بهذا فإِن له شَأْناً». أَی احتَفِظْ به و لا تُضَیِّعْه و اجْعَلْه فی بالِک. و قیل: الازدِهَارُ بالشَّیْ ءِ: الفَرَحُ بِهِ (3)و به فَسَّرَ ابنُ الأَثِیرِ الحَدِیثَ ،و قال:هو من ازْدَهَرَ ،إِذا فَرِحَ أَی لِیُسْفِرْ وَجْهُک و لیزهِرْ .و قیل: الازْدِهَارُ بالشَّیْ ءِ: أَن تَأْمُرَ صَاحِبَک أَن یَجِدَّ فیمَا أَمرْتَه ،و الدال،منقلبهٌ عن تاءِ الافْتِعال.و أَصْل ذلِک کُلِّه من الزُّهْرَه ،و هو الحُسْن و البَهْجَه.قال جَرِیر:
فإِنَّک قَیْنٌ و ابنُ قَیْنَیْن فازْدَهِرْ
بکِیرِکَ إِنّ الکِیرَ للقَیْنِ نَافِعُ
قال أَبُو عُبَیْد:و أَظُنُّ ازْدَهَرَ کلمهً لیست بعَرَبِیّه،کأَنَّهَا نَبَطیّه أَو سُرْیانِیّه.
و قال أَبُو سَعِید:هی کَلِمه عَرَبِیَّه.و أَنشَدَ بیتَ جَرِیر السَّابِقَ ،و أَنشد الأُمَوِیّ :
کمَا ازْدَهَرَت قَیْنَهٌ بالشِّرَاعِ
لأُسْوارِهَا عَلَّ منها اصْطِباحَا
أَی جَدَّت فی عَمَلِهَا لِتَحْظَی عند صاحِبها،و الشِّراعُ :
الأَوْتارُ.و قال ثَعْلب: ازدَهِرْ بها أَی احتَمِلْها.قال:و هی کَلِمَه سُرْیَانِیّه.
و یقال:فلانٌ یَتَضَمَّخُ بالسَّاهِرِیَّه،و یَمْشِی الزَّاهِرِیَّه و هی من سَجَعَات الأَساس.قال:السَّاهِرِیّه:الغَالِیَهُ .
و الزَّاهِرِیَّه : التَّبَخْتُر ،قال أَبو صَخْر الهُذَلِیّ :
یَفُوحُ المِسْکُ منه حینَ یَغْدُو
و یَمْشِی الزَّاهِرِیَّهَ غَیْرَ حَالِ
و الزَّاهِرِیَّه : عَینٌ برَأْسِ عَینٍ -و فی هذِه الجُمْلَه من اللَّطَافَه ما لا یُوصف- لا یُنَالُ قَعْرُهَا ،أَی بَعِیدهُ القَعْرِ.
و الزَّاهِرُ :مُسْتَقًی بینَ مکّهَ و التَّنْعِیمِ ،و هو الذی یُسَمَّی الآنَ بالجوخی،کما قاله القطبیّ فی التاریخ.و قال السَّخَاوِیّ فی شرح العراقیّه الاصطلاحیه:إِن الموضِعَ الذی یقال له الفَخُّ هو وادِی الزَّاهِر ،نقلَه شیخُنَا.
و الزَّهْراءُ :د،بالمَغْرب بالأَنْدَلُس قریباً من قُرْطبهَ ،من أَعْجَب المُدُنِ و أَغْرَبِ المُتَنَزَّهاتِ ،بنَاه الناصِرُ عبدُ الرَّحْمن بنُ الحَکَم بنِ هِشَام بنِ عَبْدِ الرَّحمن الدَّاخل المَرْوَانیّ ،و قد أَلَّف عالِمُ الأَندَلس الإِمامُ الرَّحّاله ابنُ سَعِیدٍ فیهِ کِتاباً سمّاه«الصَّبِیحَه الغَرَّاء فی حُلَی حَضْره الزَّهْرَاء ».
و الزَّهْرَاءُ : ع.
و الزَّهْرَاءُ : المرأَهُ المُشْرِقَهُ الوَجهِ و البَیْضَاءُ المُسْتَنِیرهُ المُشْرَبَهُ بحُمْرَهٍ .
و الزَّهْرَاءُ : البَقَرهُ الوَحْشِیَّهُ . قال قَیْسُ بنُ الخَطِیم:
تَمْشِی کمَشْیِ الزَّهْراءِ فی دَمَثِ ال
رَّوْضِ إِلی الحَزْنِ دُونَهَا الجُرُفُ
و الزَّهْرَاءُ : فی قَوْلِ رُؤْبهَ بن العَجَّاج الشَّاعِر (4): سَحَابهٌ بیضاءُ بَرَقَتْ بالعَشِیّ ،لاستِنارَتها.
ص:486
و الزَّهْراوانِ :البَقَرَهُ و آلُ عِمْرَانَ ،أَی المُنِیرتَان المُضِیئَتَان،و قد جَاءَ فی الحدیث (1).
و الزِّهْرُ ،بالکسر:الوَطَرُ. تقول:قَضَیْتُ منه زِهْرِی ، أَی وَطَرِی و حَاجَتِی.و علیه خَرَّج بعضُ أَئِمَّه الغَرِیب حدیثَ أَبِی قَتادَهَ السَّابقَ .
و بالضمّ :أَبُو العَلاءِ زُهْرُ بنُ عبدِ المَلکِ بنِ زُهْرٍ الأَندَلُسِیُّ و أَقاربُه،فضلاءُ و أَطِبَّاءُ. و منهم مَنْ تَولَّی الوزَارهَ ، و تراجِمُهم مَشْهُوره فی مُصَنَّفات الفَتْح بنِ خاقَانَ ،و لا سِیَّما «المَطْمح الکَبِیر».
قال شیخُنَا:و فی طَبِیبٍ ماهِرٍ منهم قال بعضُ أُدَباءِ الأَندلس علی جِهَه المُبَاسَطَه،علی ما فیه من قِلَّه الأَدب و الجَرَاءَه:
یا مَلِکَ الموتِ و ابنَ زُهْرٍ
جَاوَزتُمَا الحَدَّ و النِّهَایَهْ
تَرفَّقَا بالوَرَی قَلِیلاً
فی وَاحِد مِنکما کِفَایَهْ
و زُهَرَهُ ،کهُمَزَه،و زَهْرَانُ ،کسَحْبان، و زُهَیْرٌ ،کزُبَیْر:
أَسماءٌ ،و کذا زَاهِرٌ و أَزْهَرُ .
و الزُّهِیْرِیَّهُ :ه ببَغْدَادَ ،و الصَّواب أَنَّهما قَرْیَتَان بِها، إِحْدَاهما یُقَال لها:رَکضُ (2)زُهَیْر بنِ المُسَیَّب فی شارعِ بابِ الکُوفَه.و الثانیه قَطِیعَهُ زُهَیْرِ بنِ مُحَمَّد الأَبِیوَرْدِیّ ،إِلی جانِب القَطِیعهِ المعروفه بأَبِی النَّجْم.و کِلْتاهُمَا الیوم خَرابٌ .
و المِزْهَرُ ،کمِنْبَر:العُودُ الذی یُضْرَبُ به ،و الجَمْع مَزَاهِرُ .و فی حَدِیث أُمّ زَرْع:«إِذا سَمِعْن صَوْتَ المِزْهَرِ أَیقَنَّ أَنهَّن هَوالِک».
و المِزْهَر ،أَیضاً: الذی یُزْهِر النَّارَ و یَرْفَعُها و یُقَلِّبُها لِلضِّیفانِ .
و المَزَاهِرُ :ع ،أَنشدَ ابنُ الأَعرابیّ للدُّبَیْرِیِّ :
أَلاَ یَا حَمَامَاتِ المَزَاهِرِ طَالَما
بکَیْتُنَّ لو یَرْثِی لَکُنَّ رَحِیمُ
و زاهِرُ بنُ حِزَام (3)الأَشجَعِیّ ،هکَذا ضُبِط فی الأُصول التی بأَیْدِینا،حِزَام ککِتاب بالزَّای،قال الحَافِظ ابنُ حَجَر، و قال عَبْدُ الغَنِی:و بِالرَّاءِ أَصَحّ .
قلْت:هکذا وجدتُه مَضْبُوطاً
14- فی تَارِیخ البُخَارِیّ .قال:
قال هِلاَل بن فَیَّاضِ :حَدَّثنا رافِعُ بنُ سَلَمه البَصْرِیّ : سَمِعَ أَبَاه عن سَالِم عن زَاهِرِ بنِ حَرَامٍ الأَشجَعِیّ ،و کان بَدَوِیّاً یأْتِی النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم بطُرْفَه أَو هَدِیَّه.و قال النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم:«إِن لکُلّ حاضِرٍ (4)بادِیَهً .و إِنَّ بادِیَهَ آلِ مُحَمَّدٍ زاهِرُ بنُ حَرَام».
و زاهِرُ بنُ الأَسْوَدِ الأَسْلَمِیّ بایَعَ تَحْتَ الشَّجَرَهِ ،یُعَدُّ فی الکُوفِیّین کُنْیَتُه أَبو مَجْزَأَهَ ، صحابِیّانِ ،و هما فی تاریخ البُخَارِیّ .
و ازْهَرَّ النَّبَاتُ ،کاحْمَرَّ،کذا هو مَضْبُوط فی سائِرِ الأُصول،أَی نَوَّرَ. و أَخرَجَ زَهرَه ،و یَدلّ له ما بَعْدَه، کازْهارَّ ،کاحْمارَّ:و الذی فی المُحْکَم و التَّهْذِیب و المِصْباح:و قد أَزهَرَ الشَّجرُ و النَّباتُ .و قال أَبُو حَنِیفه:
أَزهَرَ النّبَاتُ -بالألف-إِذا نَوَّر و ظَهَر زَهرُه .و زَهُر -بغیر أَلِف-إِذا حَسُن،و ازْهَارَّ النَّبْتُ ، کازْهَرَّ .قال ابنُ سِیدَه:
و جعله ابنُ جِنِّی رُبَاعِیًّا.و شَجَرهٌ مُزْهِرَهٌ ،و نَباتٌ مُزْهِرٌ ، فلیتأَمّل.
و أَبُو الفَضْل مُحمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ إِسحاقَ بنِ یُوسُفَ الزاهِریُّ الدَّنْدَانِقَانِیُّ ،مُحَدِّثٌ ،رَوَی عَن زَاهِر السَّرْخَسِیّ و عنه ابنُه إِسماعِیلُ و عن إِسماعِیلَ أَبُو الفتوحِ الطّائِیُّ ،قاله الحافِظُ .
قلت:و إِنما قِیلَ له الزَّاهِرِیّ لرِحْلته إِلی أَبِی عَلِیٍّ زَاهِرِ بنِ أَحْمَد الفَقِیهِ السَّرْخَسِیّ و تَفَقَّه علیه،و سَمِعَ منه الحدیثَ و حَدَّثَ عنه،و عن أَبی العبّاسِ المَعْدَانیِّ ،و عنه ابنه أَبُو القَاسِم،و أَبُو حامِدٍ الشُّجَاعِیّ ،تُوفِّی سنه 429.
و أَبُو العَبَّاس أَحمدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُفرّجٍ النَّبَاتِیُّ
ص:487
الزَّهْرِیُّ ،بفَتْح الزَّای،کما ضَبَطه الحافِظ ، حافِظٌ تُوُفِّی سنه 637.
و أَبو عَلِیٍّ الحَسَنُ بنُ یَعْقُوبَ بنِ السَّکَن بن زاهِر الزَّاهِرِیّ .إِلی جَدِّه،البُخَارِیّ ،عن أَبی بکرٍ الإِسْمَاعِیلیّ و غَیْرِه.
*و مما یستدرک علیه:
الزَّاهِرُ :الحَسَنُ من النَّبَات،و المُشْرِق من أَلْوانِ الرِّجَالِ .و الزَّاهِرُ کالأَزْهَرِ .و الأَزْهَر :الحُوَار.و دُرَّهٌ زَهْرَاءُ :
بَیْضَاءُ صافِیَهٌ ،و هو مَجازٌ.و الزُّهْر :ثلاَثُ لیَالٍ من أَوَّلِ الشَّهْرِ.و قَوْلُ العَجَّاجِ :
وَلَّی کمِصْباحِ الدُّجَی المَزْهُورِ
قیل:هو من أَزهَرَه اللّه،کما یقال مَجْنُون،من أَجَنَّه.
و قیل:أَراد به الزّاهِر .
و ماءٌ أَزْهَرُ ،و لفُلانٍ دَوْلَهٌ زاهِرَهٌ ،و هو مَجاز.
و زَهْرَانُ :أَبو قَبِیلهٍ :و هو ابْنُ کَعْبِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بنِ مَالِک بن نَصْرِ بن الأَزْد.
منهم من الصحابه جُنَادَهُ بنُ أَبِی أُمَیَّه.و فی بَنِی سَعْدِ بنِ مَالِک: زُهَیْرَهُ بنُ قَیس بن ثَعْلَبهَ ،بَطْنٌ ،و فی الرِّبابِ زُهَیْر بن أُقَیْش،بَطْنٌ ،و بَطْنٌ آخَرُ من جُشَمَ بن معاویَهَ بنِ بکْرٍ.و فی عبْسٍ زُهَیْرُ بن جَذِیمه،و فی طَیِّیءٍ زُهَیْرُ بن ثَعْلَبَهَ بنِ سَلاَمانَ .
و زُهْرَهُ بنُ مَعْبَد أَبو عَقِیل القُرَشِیّ ،سَمِعَ ابنَ المُسَیّب، و عنه حَیْوَهُ .و زُهْرَهُ بن عَمْرٍو التَّیْمِیّ ،حِجَازِیّ ،عن الوَلید بن عَمْرٍو،ذکرَهما البخاریّ فی التاریخ.
و ابن أَبی أُزَیْهِر الدَّوْسِیّ اسمُه حِنَّاءه و محمّد بن شِهَابٍ الزُّهْرِیّ ،معروفٌ .و أَبو عبد اللّه بنُ الزَّهِیرِیّ ،بالفَتح،من طَبَقهٍ ابنِ الولید بن الدّبّاغ،ذَکَره ابنُ عبد الملک فی التکمله.
و قال الزَّجَّاج: زَهَرَت الأَرضُ ،و أَزْهَرَت ،إِذا کَثُرَ زَهرُهَا .
و المُزْهِرُ ،کمُحْسِن:مَنْ یِوقِد النَّارَ للأَضْیَاف.ذَکَره أَبو سَعِید الضَّرِیرُ.و به فُسِّر قَوْلُ العَاشرهِ من حَدِیث أُمِّ زَرْع، و قد رَدَّ علیه عِیَاضٌ و غَیْرُه.
و الْمِزْهَر ،کمِنْبَرٍ،أَیضاً:الدُّفُّ المُرَبَّع،نقلَه عِیاضٌ عن ابن حَبِیب فی الواضِحَه.قال:و أَنْکرَه صاحِبُ لَحْنِ العامَّه.
الزِّیرُ ،بالکَسْر:الدَّنُّ أَو الحُبُّ ،و قد تَقدَّم، و الزِّیَارُ ،بالکَسْر:ما یُزَیِّرُ به البَیْطَارُ الدَّابَّهَ ،و هو شِنَاقٌ یَشُدُّ به البیْطَارُ جَحْفَلَهَ الدّابّهِ ،أَی یَلْوِی جَحْفَلَتَه.
و زَیَّر الدَّابَّهَ :جَعَل الزِّیارَ فی حَنَکِهَا.و
16- فی الحدیث:
«أَنَّ اللّه تعالی قال لأَیُّوبَ علیه السلامُ ،لا یَنْبَغی أَن یُخاصِمَنی إِلاَّ مَنْ یَجعَل الزِّیارَ فی فَمِ الأَسد». قال ابن الأَثیر:و هو شیْ ءٌ یُجعَل الزِّیارَ فی فَمِ الأَسد»قال ابن الأَثیر:و هو شیْ ءٌ یُجعَل فی فمِ الدَّابَّه إِذا استصْعَبَت لتَنْقَاد و تَذِلَّ .و قیل: الزِّیَار کاللَّبَبِ للدَّابَّه،و قد تقدَم فی زور بناءً علی أَنَّ یَاءَها واوٌ.
السُّؤْرُ ،بالضَّمّ :البَقِیّهُ من کلّ شیْ ءٍ، و الفَضْلَهُ . و منه: سُؤْرُ الفَأْرهِ ،و غَیْرِها،و الجمع آسارٌ (1).
و أَنشد یَعْقوب فی المَقْلُوب:
إِنَّا لنَضْرِب جَعْفَراً بسُیُوفِنَا
ضَرْبَ الغَرِیبَه تَرْکَبُ الآسَارَا
أَراد الأَسْآر فقَلب،و نَظِیرِه الآبارُ و الآرامُ ،فی جمع بِئْر و رِئم.
و
17- فی حدیث الفَضْل بنِ عَبَّاس: «لا أُوثِرُ بسُؤْرِک أَحَداً».
أَی لا أَترُکه لأَحدٍ غَیْرِی.
و أَسأَرَ منع شَیْئاً: أَبْقَاه و أَفْضَله،و یُسْتَعْمَل فی الطَّعَام و الشَّرَاب کسَأَر ،کمَنعَ . و
16- فی الحدیث: «إِذا شَرِبتُم فأَسْئِرُوا ». أَی أَبْقُوا شَیْئاً من الشَّرَاب فی قَعْر الإِناءِ.
و الفَاعِلُ (2)منْهُمَا سَأَرٌ کشَدَّاد،علی غیر قِیاس.و رَوَی بعضُهُم بیتَ الأَخطل هکذا (3):
ص:488
و شارِبٍ مُرْبِحٍ بالکَأْسِ نادَمَنِی
لا بالحَصُورِ و لا فیها بسَآرِّ
أَی أَنه لا یُسْئِرُ فی الإِناءِ سُؤْراً ،بل یَشْتفه کُلَّه،و الرِّوایه المشهوره: بسَوَّار ،أَی بمُعَرْبِدٍ وَثَّابٍ کما سیأْتِی.
و القِیَاسُ مُسْئِرٌ ،قال الجوهَرِیُّ :و نظیره أَجبَرَه فهو جَبَّار.
و یَجُوزُ ،أَی القیاسُ ،بناءً علی أَنه لا یُتَوقَّف علی السَّمَاع.
قال شیخُنَا:و الصواب خِلافُه،لأَن الأَصحّ فی غیرِ المَقِیس أَنه لا یُقَال،و یُقدّم علی القیاس فیه إِلاّ إِذَا لم یُسْمَع فیه ما یَقُوم مَقَامَه،خلافاً لبعض الکوفیّین الذین یُجوِّزون مطلقاً،و اللّه أَعلم.
و فی التَّهْذِیب:و یَجوز أَن یکون سَآرٌ من سأَرْت (1)و من أَسأَرْت ،کأَنَّه رُدَّ فی الأَصل،کما قالوا:دَرَّاک من أَدْرَکْت، و جَبَّار من أَجْبَرْت.
و من المَجَاز: فیه سُؤْرَهٌ ،أَی بَقِیَّهٌ من شَبَابٍ . فی الأَساس:یقال ذلک للمرْأَهِ التی جاوَزَت الشَّبَابَ و لم یُهرِّمها الکِبَر.و فی کتاب اللَّیْث:یقال:ذلک للمرأَه التی قد جَاوَزَتْ عُنْفُوانَ شَبَابِها،قال:و منه قَولُ حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ الهلالِیّ :
إِزاءُ مَعَاشٍ مَا یُحَلُّ إِزَارُها
من الکَیْس فیها سُؤْرهٌ و هی قاعدُ
أَراد بقوله:«قاعد»قُعودها عن الحَیْض،لأَنّها أَسنَّتْ ، فقَول المصنّف فیه بتذْکِیر الضمیر مَحَلُّ تأَمُّل.
و من المَجاز:هذِه سُؤْرَهٌ من القُرْآنِ و سُؤَرٌ منه،أَی بَقِیّه منه و قِطْعَهٌ ، لُغَهٌ فی سُورَه ،بالواو.و قیل:هو مأْخوذٌ من سُؤْرَه المالِ :جَیِّدُه،تُرِکَ هَمْزُهَا لَمَّا کَثُرَ الاستِعْمَالُ .
و فی التَّهْذِیب:و أَمّا قَوله:«و سَائِرُ النَّاسِ هَمَجٌ »،فإِنَّ أَهلَ اللُّغَهِ اتَّفَقُوا علی أَن معنَی سَائِر فی أَمْثَالِ هذا الموضِع بمَعْنَی الباقِی،من قَولک أَسَأَرتُ سُؤْراً و سُؤْرَهً إِذا أَفْضلْتَها و أَبقَیتَها، و السائِرُ :الباقِی ،و کأَنَّه من سَأَر یَسْأَر فهو سَائِر [أَی فَضَلَ ] (2)قال ابنُ الأَعرابِیّ فیما رَوَی عنه أَبُو العبّاس:یقال سَأَر و أَسْأَر ،إِذا أَفْضَلَ ،فهو سائِرٌ .جَعَلَ سَأَرَ و أَسْأَر واقِعَیْنِ ،ثم قال:و هو سائِرٌ ،قال:قال:فلا أَدرِی أَرادَ بالسّائِر المُسئِرَ (3)، لا الجَمِیعُ کما تَوهَّمَه (4)جماعاتٌ اعتماداً علی قَولِ الحریریّ فی:«دره الغواص فی أَوْهَام الخواصّ ».
و
14- فی الحدیث: «فَضْلُ عائِشهَ علی النِّسَاءِ کفَضْلِ الثَّرِیدِ علی سائِر الطَّعَامِ ». أَی باقیه.قال ابن الأَثیر:و الناسُ یَسْتعملونه فی معنَی الجَمِیع،و لیس بصَحِیح،و تَکَرَّرَت هذه اللفظه فی الحدیث و کلّه بمعنَی باقِی الشیْ ءِ،و الباقِی:
الفاضِلُ ،و هذه العباره مأْخُوذه من التَّکْمِله.و نصّها: سائِرُ النَّاس:بَقِیَّتُهُم،و لیس معناه جماعَتَهم (5)کما زَعَم من قَصُرَت معرفَتُه،انتهی أَو قد یُسْتَعْمَل لَهُ ،إِشارَه إِلی أَن فی السّائِر قَوْلَیْنِ :
الأَوّل:و هو قول الجمهور من أَئمّه اللُّغَه و أَرباب الاشتقاق أَنه بمعنَی الباقِی،و لا نِزاعَ فیه بینهم،و اشتقاقُه من السُّؤْر و هو البَقِیّه.
و الثانی:أَنه بمعنَی الجَمِیع،و قد أَثبتَه جماعهٌ و صَوَّبوه، و إِلیه ذَهَب الجوهریّ و الجوالیقیّ ،و حقَّقه ابن بَرِّیّ فی حواشی الدُّرَّه،و أَنشد علیه شَواهِدَ کثیرهً و أَدِلَّه ظاهِرَهً ، و انتَصر لهم الشیخُ النَّوَوِیّ فی مواضِعَ من مُصنَّفاته.
و سَبَقَهم إِمامُ العربیّه أَبو عَلِیٍّ الفارِسِیّ ،و نقلَه بعضٌ عن تلمیذِه ابنِ جِنِّی.
و اختلفوا فی الاشتقاق فقیل:من السَّیْر،و هو مَذْهبُ الجوهریّ و الفارسیّ و مَنْ وَافقهما،أَو من السُّور المحیطِ بالبلَد،کما قاله آخَرون.و لا تناقُضَ فی کلامِ المُصَنِّف و لا تَنَافِیَ ،کما زَعَمَه بعضُ المُحَشِّینَ ،و أَشار له شَیخُنا فی شَرْحِه علی دُرَّه الغَوَّاص،فَرَحِمه اللّه تعالی و جزَاه عنّا خَیْراً.
ثم إِنّ المصنِّف ذکر للقَوْل الثَّانِی شاهِداً و مَثَلَیْن، کالمُنْتَصِر له،فقال و منهُ قولُ الأَحْوصِ الشاعر:
ص:489
و کذا قول الشاعر:
أُلْزِمَ العَالَمونَ حُبَّک طُرّاً
فهْوَ فَرْضٌ فی سائِر الأَدْیانِ
فالسائِر فیهما بمعنَی الجَمِیعِ .
و من الغَرِیب ما نقلَه شیخُنَا عن السَّیِّدِ فی شَرْح السّقط أَنه زعم أَن النّحویّین اشترَطوا فی سائِر أَنها لا تُضَاف إِلا إِلی شیْ ءٍ قد تقدَّم ذِکْرُ بَعْضِه،نحو:رأَیْتُ فَرَسَکَ و سائرَ الخَیْل:دونَ رَأَیْت حِمَارَک،لعدَم تَقدُّم ما یَدُلّ علی الخَیْل.
و ضَافَ أَعرابِیٌّ قَوْماً فأَمَرُوا الجارِیَهَ بتطْیِیبه،فقال:
«بَطْنِی عَطِّرِی،و سائِرِی ذَرِی» و هو من أَمثالهم المشهوره و معنَی سائِری ،أَی جَمیعی.
و من المَجَاز: أُغِیرَ علی قَوْمٍ فاستَصْرَخُوا بَنِی عَمِّهم أَی استَنْصَرُوهم فأَبْطَؤُوا عنهم حتَّی أُسِرُوا و أُخِذُوا و ذُهِبَ بِهِم،ثم جَاؤُوا ،أَی بَنُو العَمّ یَسْأَلُونَ عَنْهُم،فقال لهم المسؤول هذا القَوْلَ الذی ذَهَبَ مثلاً: «أَ سائِرَ الیَوْمِ و قد زالَ الظُّهْرُ». قال الزَّمَخْشَرِیّ :یُضْرَبُ لِمَا یُرْجَی نَیْلَه و فَاتَ وَقْتُه، أَی أَتَطْمَعُون فیما بَعُدَ و قد تَبَیَّنَ لکم الیأْسُ ، لأَنَّ مَنْ کانَتْ حاجَتُه الیومَ بأَسْرِهِ و قد زالَ الظُّهْرُ وَجَبَ أَن یَیْأَسَ کما یَیْأَسُ منها بالغُرُوبِ .
و ذَکَره الجَوْهَرِیّ مَبْسُوطاً فی«س ی ر».
و سَئِرَ ،کفَرِحَ :بَقِیَ ،و أَسأَرَ :أَبْقَی.
و سُؤْرُ الأَسَدِ هو أَبو خَبِیئَهَ (1)مُحمَّدُ بنُ خَالِدٍ الکُوفِیُّ ، عن أَنَسٍ ،و عنه الثَّوْرِیّ ، لأَنَّ الأَسَدَ افْتَرَسَه فَتَرَکَه حَیّاً ، فلُقِّب بذلک قولهم:هذِه سُؤْرَهُ الصَّقْرِ،لِمَا یَبْقَی من لحمته.
و تَساءَر کتَقَابل (2)-و فی التَّکْمِله کتَقَبَّل: شَرِبَ سُؤْرَ النَّبِیذِ و بَقایَاه،عن اللِّحْیَانیّ .*و ممّا یستدرک علیه:
سُؤْرَهُ المالِ :جَیِّدُه.
و أَسْأَرَ الحاسِبُ :أَفضَلَ و لم یَسْتَقْصِ و هو مَجاز.
و فی الصّحاح (3):یقال فی السّائرِ :سارٌ أَیضاً.و أَنشدَ قَوْلَ أَبِی ذُؤَیْبٍ یَصِف ظَبْیهً :
فسَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا فلَوْنُه
کلَوْنِ النَّؤُورِ وَهْیَ أَدْماءُ سَارُها
قال:أَی سائِرُهَا .
و استدرک شیخُنَا: سُؤْر الذِّئْب،قال:و هو شاعرٌ مَشْهُورٌ.
السَّبْرُ ،بفتح فسکون: امْتِحَانُ غَوْرِ الجُرْحِ و غَیْرِه. یقال: سَبَرَ الجُرْحَ یَسْبُرَهُ و یَسْبِرُه سَبْراً :نَظَرَ مِقْدَارَه و قاسَه لیَعْرِفَ غَوْرَه،هکذا بالوَجهین عند أَئِمَّهِ اللُّغَهِ ، و صَرَّح به غَیرُ واحد.و قَضِیَّه اصْطِلاحِ المُصنِّف أَنَّ مُضارِعَه إِنما یقال بالضَّمّ ،ککَتَب.و قوله«و غیره»،یَشمَلُ الحَزْرَ،و التَّجْرِبَهَ و الاخْتِبارَ،و استخراجَ کُنْهِ الأَمرِ.و منه
14- حدِیثُ الغَارِ: «قال له أَبو بکر:لا تَدخُلْه حَتَّی أَسْبُرَهُ قَبْلَک». أَی أَختَبِرَه و أَعْتَبِرَه،و أَنْظُرَ هل فیه أَحدٌ أَو شَیْ ءٌ یُؤذِی.
و فَرَّقَ فی المِصْباح فقال: سَبَرَ الجُرْحَ ،کنَصَر.و سَبَرَ القَومَ ،إِذا تأَمَّلَهم،بالوَجْهَیْنِ ،کقَتَل و ضَرَب،نقلَه شَیْخُنا.
قلْت:و هو وَارِد علی المُصَنِّف أَیضاً، کالاسْتِبَارِ ،و کلُّ أَمرٍ رُزْتَه فقد سَبَرْتَه و استَبَرْتَه .
و السَّبْرُ : الأَسَدُ قاله المُؤرِّج.
و السَّبْرُ : الأَصْلُ ،و اللَّوْنُ ،و الجَمَالُ ،و الهَیْئَهُ الحَسَنَهُ ، و الزِّیُّ و المَنْظَرُ، و یُکْسَر فی هذه الأَرْبَعَه. قال أَبو زِیاد الکِلاَبیّ :وَقَفْتُ علی رَجلٍ من أَهلِ البادِیَهِ بعدَ مُنْصَرَفِی من العراق فقال:أَمَّا اللِّسَانُ فبَدَوِیّ ،و أَمّا السِّبْر فحضَرِیّ .
قال: السِّبْر ،بالکَسْر:الزِّیُّ و الهَیْئَه.قال:و قالت بَدَوِیَّهٌ :
أَعجَبَنا سِبْرُ فُلان،أَی حُسْنُ حالِه و خِصْبُه فی بَدَنِه.
و قالت:رأَیتُه سَیِّیءَ السِّبْرِ ،إِذا کان شاحِباً مَضْرُوراً فی بَدَنِه،فجَعَلَت السِّبْر بمَعْنَیَیْن.و یقال:إِنه لحَسَنُ السِّبْرِ إِذا
ص:490
کان حَسَنَ السَّحْنَاءِ (1)و الهَیْئَهِ .و
16- فی الحدیث: «یَخْرُج رَجلٌ من النّارِ و قد ذَهَبَ حِبْرُه و سِبْرُه ». أَی هَیْئَته.و السِّبْرُ :حُسْنُ الهَیْئَهِ و الجَمَالُ .
و یقال:فُلانٌ حَسَنُ الحِبْرِ و السِّبْرِ إِذا کان جَمِیلاً حَسَنَ الهَیْئَهِ .قال الشاعر:
أَنَا ابنُ أَبِی البَرَاءِ و کُلُّ قَوْمٍ
لهمْ مِن سِبْرِ وَالدِهمْ رِدَاءُ
و سِبْرِی أَنَّنی حُرٌّ تَقِیٌّ
و أَنِّی لا یُزایِلُنی الحَیَاءُ
و قال أَبو زَیْد: السِّبْر :مَا عَرَفْتَ به لُؤْمَ الدَّابَّه أَو کَرَمَها [أو لونَها] (2)من قِبَل أَبِیهَا.و السِّبْر أَیضاً:مَعْرِفَتُک الدَّابَّه بخِصْب أَو بجَدْبٍ .
و المَسْبُورُ :الحَسَنُها ،أَی الهیْئَهِ .
و السِّبْر ، بالکسر:العَدَاوَهُ . و به فَسَّرَ المُؤَرِّج قَوْلَ الفَرزدق:
بجَنْبَیْ جُلاَلٍ یَدْفَعُ الضَّیْمَ مِنْهمُ
خَوَادِرُ فی الأَخْیَاس ما بَیْنَهَا سِبْرُ (3)
أَی عَداوه.قال الأَزهریّ :و هو غَرِیب.
و قال الصاغانیّ :و قرأْت فی النَّقائِض:
لِحَیٍّ حِلاَلٍ یَدْفَع الضَّیْمَ عَنهمُ
هَوَادِرُ فی الأَجْوَافِ لیسَ بِهَا سِبْرُ
و السِّبْرُ : الشَّبَهُ (4)،و به فُسِّر
17- حدِیثُ الزُّبَیْر: «أَنه قِیل له.
«مُرْ بَنِیک حتّی یَتَزوَّجُوا فی الغَرائِب،فقد غَلَبَ علیهم سِبْرُ أَبِی بَکْر و نُحُولُه». قال ابنُ الأَعْرَابیّ :أَی شَبَهُ أَبی بکْر، قال:و کان أَبو بَکْرٍ دَقِیقَ المَحَاسِنِ نَحِیفَ البَدَنِ ،فأَمرَهم (5)الرَّجُلُ أَن یُزَوِّجَهم الغَرائِبَ لیَجْتَمِع لهم حُسْنُ أَبِی بَکْرٍو شِدَّهُ غَیْرِه.و یقال:عَرَفَه بسِبْر أَبِیه،أَی بهَیْئَتِهِ .و قال الشاعر و هو القَتَّال الکِلابِیّ :
أَنَا ابنُ المَضْرَحِیِّ أَبی شَلِیلٍ
و هَلْ یَخْفَی علَی النَّاسِ النَّهارُ
عَلَیْنَا سِبْرُه و لکُلّ فَحْلٍ
عَلی أَوْلادِه منه نِجَارُ
و السَّبْرَهُ ،بالفَتْح ،و ذِکْر الفَتْحِ مُسْتَدْرک: الغَدَاهُ البارِدَهُ .
و قیل:هی ما بَیْن السَّحَر إِلی الصَّباح.و قیل:ما بَیْن غُدْوَه إِلی طُلُوعِ الشَّمس، ج سَبَرَاتٌ ،مُحرَّکه.و
14- فی الحدیث:
«فِیمَ یَخْتَصِم المَلأُ الأَعْلَی یا مُحَمَّد؟فسکَت،ثُمَّ وَضَع الرَّبُّ تَعَالی یدَه بین کَتِفَیه فأَلْهَمَه إِلی أَن قال:فی المُضِیِّ إِلی الجُمُعَاتِ ،و إِسباغِ الوُضُوءِ فی السَّبَرَات ». و قال الحُطَیْئه (6):
عِظَامُ مَقِیلِ الهَامِ غُلْبٌ رِقابُها
یُبَاکِرْن حَدَّ المَاءِ فی السَّبَراتِ
یعنی شِدّهَ بَرْدِ الشِّتاءِ و السَّنَهِ .
و
15,14- فی حدیثِ زَوَاجِ فَاطِمَهَ ،عَلَیْهَا السَّلام: «فدَخَل علیها رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم فی غَدَاهٍ سَبْرَهٍ ».
و سَبْرَهُ بنُ العَوَّال،مشتقّ منه، و کذا سَبْرَهُ بنُ أَبِی سَبْرَهَ الجُعْفِیّ ،رَوَی عنه عُمَیْرُ بنُ سَعْد،و له وِفَادَه،أَخرجه الثَّلاثه.
و سَبْرَهُ بنُ عَمْرٍو التَّمِیمیّ ،وَفَدَ مع الأَقْرَعِ بنِ حَابسٍ ، و أَخْرجَه أَبو عَمْرٍو (7).
و سَبْرَهُ بنُ فاتِکٍ الأَسَدِیّ .رَوَی عنه جُبَیْر بن نُفَیْر، و بُسْرُ بنُ عُبَیْد اللّه،و هو أَخُو خُرَیْم.
و سَبْرَهُ بنُ الفاکِهِ الأَسَدِیّ ،رَوَی عنه سالِمُ بن أَبی الجَعْد،و یقال هو ابنُ أَبِی الفَاکِه، صحابِیُّون.
و کذا سَبْره بن عَوْسَجه.قال مَرْوَان بن سَعید:له صُحْبه.و قیل:هو سَبْرَه بن مَعْبَد الجُهَنیّ ،روَی عنه مِن وَلدِه الرَّبِیعُ بنُ سَبْرَه و حَفِیداه:عبدُ الملک و عبدُ العَزِیز،ابنا
ص:491
الرّبیع،سَمِعَا عن أَبیهِما عن جَدّهما.و من وَلَدِه سَبْرَهُ بنُ عَبْدِ العزیز بنِ الرَّبِیع،سَمِعَ أَباه.و عنه إِسحاق بن یَزِید، و یعقوب بن محمّد،و أَخوه حَرْمَلَهُ بنُ عبد العزیز،حدَّث عن عَمِّه عَبْدِ المَلِک،و عنه الحُمَیْدِیّ ،کذا فی تاریخ البخاریّ .و ذکر الحافِظُ فی التَّبْصِیر عَبْدَ اللّه بنَ عُمَر بنِ عَبْدِ العزیز،و حَدِیثُه فی مُسنَد الإِمام أَحْمَد فی المُتْعه.
و أَبُو بَکْرِ بْنُ أَبِی سَبْرَهَ السَّبْرِیُّ . قال أَبو عُبَیْدٍ الآجریّ :
سأَلتُ أَبا دَاوُودَ عن أَبی بَکْرٍ السَّبْرِیّ فقال: مُفْتِی أَهلِ المَدِینَهِ . قلْت:هو محمّد بن عبد اللّه بن محمّد بن أَبی سَبْرَه بن أَبی رُهْم بن عبد العزیز بن أَبی قَیْس بن عَبْدودِّ بنِ نَصْر بن مالِک بن حِسْل بن عامرٍ،تَولَّی قَضاءَ مکَّه لزیادِ بن عبید اللّه،و أَفتَی بالمدینه عن شَرِیکٍ و ابن أَبی ذِئْبٍ ،و عنه ابن جُرَیج و عبد الرَّزَّاق،و نزَلَ بغدَادَ و مات بها.و قال ابنُ مُعِینٍ :لیس حدیثه بشیْ ءٍ،و له أَخٌ اسمه محمّد أَیضاً،وَلِیَ قضاءَ المدینهِ ،عن هِشَامِ بن عُرْوَه،لا یُحتَجُّ به.
و سِبْرِتُ ،کزِبْرِج:د،بالمَغْرِبِ قُرْبَ أَطْرَابُلُسَ ،و قد تقدّم للمصنِّف أَیضاً فی الثَّاءِ الفَوْقِیَّه.
و قال الصَّاغَانِیّ : سَبْرَهُ :من مُدُن إِفریقِیّهَ .
و السَّابِریُّ :ثَوُبٌ رَقِیقٌ جَیِّدٌ قال ذُو الرُّمَّه:
فجَاءَتْ بنَسْجِ العَنْکَبُوتِ کأَنَّه
علَی عَصَوَیْها سابِرِیٌّ مُشَبْرَقُ
و کُلُّ رَقِیق سَابِریٌّ . و مِنْهُ المثل:« عَرْضٌ سابِرِیٌّ »أَی رَقِیقٌ لیس بمُحَقَّق.یقوله:من یُعرَض علیه الشیْ ءُ عَرْضاً لا یُبَالَغُ فیه؛ لأَنَّه أَی السَّابِریّ من أَجْوَدِ الثِّیَاب یُرْغَبُ فِیهِ بأَدْنَی عَرْضِ . قال الشاعر:
بمَنْزِلَهٍ لا یِشْتَکِی السِّلَّ أَهْلُهَا
و عَیشٍ کمِثْلِ (1)السَّابِرِیِّ رَقِیقِ
و
17- فی حَدِیث حَبِیبِ بنِ أَبی ثَابِتٍ : «رأَیْتُ علَی ابنِ عَبَّاس ثَوْباً سابِرِیّاً أَستَشِفُّ ما وَرَاءَه». کلُّ رقیق عندهم سَابِرِیٌّ ، و الأَصل فیه الدُّرُوع السَّابِرِیَّه منسوبه إِلی سابُورَ .
و السَّابِریُّ : تَمْرٌ جَیِّدٌ طَیِّبٌ . یقال:أَجْوَدُ تَمْرِ الکُوفَهِ النِّرْسِیَانُ و السابِرِیُّ : و السَّابِرِیُّ : دِرْعٌ دقِیقَهُ النَّسْجِ فی إِحْکام صَنْعهٍ ، مَنْسُوبه إِلی الملک سابُورَ .
و سابُورُ ذُو الأَکتافِ : مَلِک العَجَم، مُعرَّبُ شَاهْ بور ، مَعَناه ابنُ السُّلطان.
و سابُورُ : کُورَهٌ بفارِسَ ،مدِینَتُها نَوْبَنْدَجانُ (2)،قریبه من شِعْب بَوّانَ ،بینها و بین أَرَّجَانَ سِتَّه و عشرون فَرْسخاً،و بینها و بین شِیرَازَ مِثلُ ذلک.و قد ذَکَرَها المُتَنَبِّی فی شِعْره.
و أَبُو العَبَّاس أَحمدُ بنُ عَبْدِ اللّه بْنِ سابورَ ،الدَّقّاق بغدادِیّ ،عن أَبی نُعَیم عُبَیدِ بن هِشَام الحَلَبیّ و غیره، و عبدُ اللّه بنُ مُحَمَّدِ بنِ سابورَ الشِّیرازِیُّ ،محدِّثانِ ،قال الذَّهَبِیّ :رَوَیَ لنا عنه الأَبَرقُوهِیّ الثَّلاثِیّاتِ حُضُوراً.
و السُّبْرُورُ ،بالضَّمّ : الفَقِیرُ الذی لا مالَ له، کالسُّبْروتِ ، حکاه أَبُو علِیّ :و أَنشد:
تُطْعِم المُعْتَفِینَ مِمَّا لَدَیْهَا
مِنْ جَنَاهَا و العَائِلَ السُّبْرُورَا
قال ابنُ سِیده:فإِذا صَحَّ هذا فتاءُ سُبْروتٍ زائِدهٌ .
و من المَجَاز: أَرضٌ سُبْرُورٌ : لاَ نَباتَ بِهَا ،و کذَلک سُبْرُوتٌ .
و السِّبَارُ ،ککِتَاب،و الْمِسْبَارُ ،کمِحْرَاب: ما یُسْبَرُ بِه الجُرْحُ و یُقَدَّرُ به غَوْرُه.قال الشاعر یَصِف جُرْحَها:
تَرُدّ السِّبَارَ علَی السّابِرِ
و فی التّهْذِیب: السِّبَار :فَتِیلَهٌ تُجْعَل فی الجُرْح،و أَنشد:
تَرُدُّ علی السَّابِرِیّ (3)السِّبَارَا
و من أَمثال الأَساس:«لولا المِسْبَار ما عُرِف غَورُ الجُرْح».
و الإِمامُ أَبو مُحَمَّد عبدُ المَلِک بنُ عَبْدِ الرَّحْمن بنِ مُحَمَّد بنِ الحُسَیْن بنِ محمّد بن فَضَالَهَ السِّبَارِیُّ البُخَارِیّ ، إِلی سِبَارَی (4)،بالکَسْر،قَرْیه ببُخارَی، حَدَّثَ بتارِیخ
ص:492
بُخَارَی عن مُؤَلِّفهِ أَبِی عبدِ اللّه مُحَمِّد بنِ أَحمدَ بنِ محمّدِ بنِ غُنْجَارَ ،و عنه أَبو الفَضْل بَکرُ بنُ محمّدِ بنِ عَلِیّ الزّنجویّ (1)و غیره.
و سُبَرٌ و سُبْرَهُ کصُرَدٍ و قُتْرَهٍ :طائِرٌ دونَ الصَّقرْ،کذا فی المحکم و أَنشد اللّیث للأَخطل:
و الحارثَ بنَ أَبِی عَوْف لَعِبْنَ بِه
حتَّی تَعاوَرَه العِقْبَانُ و السُّبَرُ
و سُبَر ، کصُرَد،أَوْ سُبْرَه ،مثل قُتْره،أَو سُبَیْر ،مِثْلُ زُبَیْر:بِئْرٌ عادِیَّه لتَیْمِ الرِّبَابِ فی جَبَل یقال له السِّبْرَاه .
و
14- سَبَّر کَبَقَّم:کَثِیبٌ بین بَدْرٍ و المَدِینهِ ،هناک قَسَمَ صلی اللّه علیه و سلّم الغَنائِم. قال شیخُنَا یُزَاد علی النَّظَائِر السابِقَه فی«تَوّج و بَذَّرَ و جیّر».قلْت:و ضبطه الصاغانیّ بکسر الموحّده المُشَدَّده (2)،و هو الصواب.
و
16- فی الحدیث: «لا بأْس أَن یُصَلِّیَ الرَّجلُ و فی کُمِّه سَبُّوره ». هی کتَنُّومَه:جَرِیدَهٌ من الأَلْواحِ من ساجِ یُکْتَبُ عَلَیْهَا التّذاکِیرُ (3)، فإِذا استغْنَوْا عَنْهَا مَحَوْها ،کسَفُّوره،کما سیأْتیِ ،و هی مُعرَّبه،و جماعهٌ من أَهل الحَدِیث یَرْوُونَهَا سَتُّوره ،و هو خَطَأٌ.
و المُسْبَئِرُّ ،کمُقْشَعِرٍّ:الذّاهِبُ تَحْتَ اللَّیْلِ .
*و مما یستدرک علیه:
المَسْبَرَهُ :المَخْبَره.و حَمِدْت مَسْبَرَه و مَخْبَرَه.
و السِّبْر :مَاءُ الوَجْهِ .و الجمْع أَسْبَارٌ .
و السَّبَارَی ،بالفَتْح (4):أَرضٌ قال لَبِید:
دَرَی بالسّبَارَی حَبَّهً إِثْرَ مَیَّهٍ
مُسَطَّعَهَ الأَعْنَاقِ بُلْقَ القَوَادِمِ
و أَسْبَارُ ،بالفَتْح:قَریهٌ بباب أَصْبَهانَ یقال لها:جَیٌّ (5).منها أَبو طَاهِرٍ سَهْلُ بن عبد اللّه بن الفَرُّخَان (6)الزاهد،کان مُجابَ الدَّعوه.
و سَبِیرَی ،بفتح فکسْر:قَرْیه بِبُخَارَی،قیل هی سِبَارَی المذکوره.منها أَبو حَفْص عُمَر بنُ حَفْص بنِ عُمَر بنِ عُثْمَان بنِ عُمَر بنِ الحَسَن الهَمْدَانیّ ،عن عَلِیّ بنِ حجرٍ و یوسف بن عیسی،و عنه محمّد بن صَابر الرِّبَاطیّ ،تُوفِّیَ سَنَه 294،ذکرَه الأَمیر.و أَبو سعید السَّبِیریّ ،روَی عنه إِسحاقُ بنُ أَحمدَ السُّلَمِیّ .
و سُبْرانُ ،کعُثْمَانَ :موضعٌ بنواحِی البَامِیَانِ ،و هو صُقْعٌ بین بُسْت و کابُلَ ،و بین الجِبَال عُیُونُ ماءٍ لا تَقْبَل النَّجَاسهَ ، إِذا أُلِقیَ فیها شیْ ءٌ منها مَاجَ و غَلاَ نحوَ جِهَهِ المُلْقِی،فإِن أَدرکَه أَحَاطَ به حتّی یُغْرِقَه.
و سُلیمانُ بن محمّدٍ السَّبْرِیّ ،عن أَبی بَکْرِ بنِ أَبِی سَبْرَهً .
و عنه عبد الجَبّار المُساحِقیّ ،ذکرَه الحافظ ،و محمّد بن عبد الواحد بن محمّد بن الحَسن بن حَمدانَ الفَقِیهُ السَّابُورِیّ ، رَوَی عنه هِنَهُ اللّه الشِّیرازیّ .
و السَّابرِیّ (7):نِسْبَهُ إِسماعیل بن سَمِیعٍ الحَنفیّ ،لبیْعه الثیابَ السَّابِرِیّه ،من رِجالِ مُسْلمٍ .ضبطَه ابنُ السّمْعَانِیّ بفتْح الموحّده،و تعَقَّبه الرَّضیّ الشاطبیّ فقال:الصّواب بالکسر،کذا فی تَبْصِیر المُنْتَبِه للحافظ .
و سُبَارَی ،بالضّمّ :قریه بمصر،و قد دَخَلتُهَا.
و أَبُو سَبْرَهَ عبدُ اللّه بنُ عابِس النَّخَعیّ :مقبولٌ ،من الثالثه.و سَبْرَهُ بن المُسَیَّب بن نَجَبَه،کلاهما عن ابنِ عَبّاس.و سُلَیْمان بن سَبْرَهَ ،عن مُعَاذٍ،و عنه أَبو وائلٍ .
و من المَجَاز:فیه خَیْرٌ کَثِیرٌ لا یُسْبَر.و أَمرٌ عَظِیم لا یُسْبَر .
و مفَازَه لا تُسْبَر ،أَی لا یُعرَف قَدْرُ سَعَتها.
و إِسْبَرْت ،بکسر فسکون ففتح:مدینهٌ عظیمهٌ بالروم، خَرَجَ منها العلماءُ.
و سِبْرَاه ،بالکَسْر:ماءٌ لتَیْمِ الرِّباب.
السَّبَادِرَهُ ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصاغانِیُّ
ص:493
و صَاحِبُ اللِّسَان،و هم الفُرَّاغُ ،جمَع فارِغ و أَصْحَابُ اللَّهْوِ و التَّبَطُّل ،و الغَالِب علی أَحْوَالهم التَّفرُّغُ ،لا یُعرَف له مُفردٌ، و الذی فی النوادِر السَّنَادِرَهُ ،بالنون،و سیأْتی.
السِّبَطْرُ ،کهِزَبْر:الماضِی ،قاله اللَّیث، و السِّبَطْر : الشَّهْمُ المِقْدَام.
و السِّبَطْر : السَّبْطُ الطَّوِیلُ المُمْتَدّ.
و السِّبَطْر :من نَعْت الأَسَد بالمَضَاءِ و الشِّدّه.یقال:هو أَسَدٌ سِبَطْرٌ ،أَی یَمْتَدُّ عِنْدَ الوَثْبَهِ .
و قال سِیبَوَیه:جَمَلٌ سِبَطْرٌ ، و جِمَالٌ سِبَطْرَاتٌ ،سَرِیعَهٌ ، و لا یُکَسَّر.قال الجَوْهَرِیّ : و تَاؤُهُ لیست للتأْنِیث،و إِنما هی کرِجَالاَتٍ و حمَّاماتٍ فی جَمْع المذکّر.قال ابنُ بَرِّیّ :التاءُ فی سِبَطْرات للتَّأْنِیث،لأَن سِبَطْرَاتٍ من صِفَه الجِمال، و الجِمَالُ مُؤَنَّثه تأْنِیثَ الجَمَاعهِ ،بدلیل قولهم:الجِمَالُ سارَت و رَعَتْ و أَکَلتْ و شَرِبتْ .قال:و قَوْلُ الجَوْهَرِیّ إِنما هی کحَمّاماتٍ و رِجَالاتٍ وَهَمٌ ،فی خَلْطه رِجَالات بحَمَّامات؛لأَن رِجَالاً جماعهٌ مؤنَّثه،بدلیل قولک:الرّجال خرجَتْ و سارَتْ .و أَما حمّامات فهی جمع حَمّام.و الحمام مذکّر،و کان قیاسه أَن لا یُجمَع بالأَلف و التاءِ.قال:قال سیبویه:و إِنما قالوا:حَمّامات و إِسطَبْلات و سُرادِقَات و سِجِلاّت فجَمَعُوها بالأَلِف و التاءِ،و هی مُذَکَّره؛لأَنهم لم یُکسِّروها:یرید أَن الأَلف و التاءِ فی هذه الأَسماءِ المذکَّره جَعَلُوهُمَا عِوَضاً من جَمع التَّکْسِیر،و لو کانت مِمَّا یُکَسَّر لم تُجمَع بالأَلف و التَّاءِ،أَی طوالٌ علی وَجْهِ الأَرْضِ ،کذا قاله الجَوْهَرِیّ .
و السَّبَیْطَر ،کعَمَیْثَل: طائِرٌ طَوِیلُ العُنُقِ جِدّاً ،تَراه أَبداً فی الماءِ الضَّحْضَاحِ ،یُکْنَی أَبَا العَیْزارِ. و السَّبَیْطَرُ :
الطَّوِیلُ ، کالسُّبَاطِرِ ،بالضَّمّ .
و السِّبَطْرَی ،کعِرَضْنَی ،أَی بکَسْر فَفَتْح فسُکُون و آخرها أَلِفٌ مَقْصُوره: مِشْیَهٌ فِیهَا تَبَخْتُرٌ. قال العَجّاج:
یَمْشِی السِّبَطْرَی مِشْیَهَ التَّبَخْتُرِ
رَواه شَمِرٌ:مِشْیهَ البِخْتِیرِ (1). و فی الصّحاح: اسْبَطَرَّ :اضْطَجَعَ و امْتَدَّ. و کُلُّ مُمْتَدٍّ مُسْبَطِرّ .
و اسبطَرَّت الإِبِلُ فی سَیْرِهَا: أَسْرَعَت و امتَدَّت.
و حاکمت امرأَهٌ صاحِبتَها إِلی شُرَیْح فی هِرَّه بِیَدها فقال:
أَدْنُوها من المُدَّعِیَّه،فإِن هِی قَرَّت و دَرَّت و اسبطَرَّت فهی لها،و إِن فَرَّتْ و ازبأَرَّتْ فلیست لها.مَعْنَی اسبَطَرَّتْ :
امتدَّتْ و استقامَتْ لها.و قال ابنُ الأَثِیر،أَی امتدَّت للإِرضاع (2)و مالت إِلیه.
و اسبطَرَّت الذَّبِیحهُ ،إِذا امتَدَّتْ لِلْمَوْتِ بعد الذَّبْح.
و قال الفَرَّاءُ:یقال: اسبَطرَّتْ له البِلادُ:استَقامَتْ .
*و مما یستدرک علیه:
السِّبَطْرِ من الرِّجال:السَّبْطُ الطَّوِیل،قالَه شَمِرٌ.
و السِّبَطْرَه :المرأَهُ الجَسِیمَهُ .
و شَعرٌ سِبَطْرٌ :سَبْطٌ .
السَّبْعَرَهُ ،بالفَتْح، و السِّبْعَارُ بالکسر، و السِّبْعَارَه ،أَهْمَلَه الجوهریّ ،و قال اللَّیْثُ :هو نَشاطُ النَّاقَهِ وحِدَّتُها إِذا رَفَعت رأْسَها و خَطَرَتْ بدَنَبِهَا و تَدَافَعَت (3)فی سَیْرها،عن کُراع.
السَّبَعْطَرَی ،کقَبَعْثَرَی،أَهمله الجوهَریّ ، و قال ابنُ دُرَیْد (4)،هو الطَّوِیلُ من الرِّجال جِداً ،أَی الذَّاهِب فی الطُّول.
اسْبَکَرَّ :اسْبَطَرَّ فی مَعانیه ،کالامْتِداد و الطُّول و المُضِیِّ علی الوَجْهِ .
قال اللَّحْیَانیّ : اسبَکَرَّ الشَّبَابُ :طَالَ و مَضَی علی وَجْهه.
و کُلُّ شَیْ ءٍ امتَدَّ و طالَ فهو مُسْبَکِرٌّ ،مثل الشَّعَرِ و غیرِه.
و اسبَکَرَّ الرَّجُلُ :اضْطَجَعَ و امتَدّ مثْل اسْبَطَرَّ.قال:
إِذَا الهِدَانُ حَارَ و اسْبَکَرّا
و کان کالعِدْل یُجَرُّ جَرَّا
ص:494
و فی الصّحاح: اسبکَرَّت الجارِیَهُ :اعْتَدَلَتْ و استَقامَت.
و شبابٌ مُسْبَکِرٌّ .
و المُسْبَکِرُّ :الشّابُّ التَّامُّ المُعْتَدِلُ ،قاله أَبُو زَیْد (1)الکِلابیّ ،و أَنْشَدَ لامْرِئِ القَیْسِ :
إِلی مِثْلِهَا یَرْنُو الحَلِیمُ صَبابَهً
إِذا ما اسْبَکَرَّتْ بینِ دِرْعٍ و مِجْوَبِ (2)
و المُسْبِکرّ من الشَّعَرِ:المُسْتَرْسِل ،و قیل المُعْتَدِل.
و قیل:المُنْتَصِب،أَی التّامّ البارِزُ.قال ذُو الرُّمّه:
و أَسْوَدَ کالأَسْاوِدِ مُسْبَکِرّاً
علی المَتْنَیْن مُنْسَدِلاً جُفَالاً
*و مما یستدرک علیه:
اسبَکَرَّ النَّهْرُ:جَرَی.
و قال الِّلحْیَانِیّ : اسبَکَرَّتْ عَیْنُه:دَمَعَت.قال ابنُ سِیدَه:
و هذا غَیْر معروف فی الُّلغَهِ .
و اسبَکَرَّ النَّبْتُ :طَالَ و تَمَّ .
السِّتْر ،بالکَسْرِ ،معروفٌ ،و هو ما یُسْتَر به، واحِدُ السُّتُورِ ،بالضمّ ، و الأَسْتَارِ ،بالفَتْح،و السُّتُرِ ، بضمتین،و هو مُسْتَدْرَکٌ علی المُصَنِّف.
و السِّتْر : الخَوْفُ ،یقال:فلانٌ لا یَسْتَتِر من اللّه بسِتْر ، أَی لا یَخْشَاه و لا یَتَّقِیه،و هو مَجَاز.
و یقال:ما لِفلانٍ سِتْرٌ و لا حِجْرٌ، فالسِّتْر : الحَیَاءُ ، و الحِجْر:العَقْل.
و العَمَلُ ،هکذا فی سائِر الأُصولِ و أَظُنُّه تَصْحِیفاً، و الصواب العَقْل و هو من السِّتَاره و السِّتْر .
و عبدُ الرَّحمنِ بنُ یُوسفَ السِّتْرِیُّ بالکَسْر،کان یَحْمِل أَسْتَارَ الکَعْبَه من بَغْدَادَ إِلیهَا، مُحَدِّثٌ ،رَوَی عن یَحْیَی بنِ ثَابِتٍ ،تُوفِّیَ سنه 618.
و یَاقُوت بنُ عَبْدِ اللّه السِّتْرِیُّ الخادِمُ ،من العُبَّاد المُصَدِّقین،تُوفِّیَ سنه 2.563Lقُلْت:و أَبُو المِسْک عَنْبَرُ بنُ عبد اللّه النَّجْمِیّ السِّتْریّ ، عن أَبی الخَطَّاب بن البَطِر،و الحُسَیْن بنِ طَلْحَه النِّعَالِیّ ، و عنه أَبو سَعْدٍ السّمْعَانِیّ ،تُوفِّیَ سنه 534.
و أَبُو الحَسِن علیُّ بنُ الفَضْلِ بنِ إِدریسَ بنِ الحَسَن بنِ محمّد السامِرِیُّ ،إِلی السامِرِیَّهَ ،محلَّه ببغدادَ،عن الحَسَن بنِ عَرَفَه،و عنه أَبو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بنُ أَحْمَدَ بنِ حَسْنُونٍ النَّرْسِیُّ . و عبدُ العزیزِ بْنْ محمّد بن نَصْرٍ، السُّتُورِیَّانِ ، و هذِه النِّسْبَه لمن یَحْفَظ السُّتُور بأَبوابِ المُلُوک،و لمَنْ یَحْمل أَستارَ الکَعْبَه، مِحَدِّثَانِ ،حدَّث الأَخیرُ عن إِسماعیلَ الصَّفَّارِ.
و السَّتَر ، بالتَّحْرِیک:التُّرْسُ ،لأَنَّه یُسْتَر به.قال کَثِیرُ بن مُزرِّدٍ:
بَیْنَ یَدَیْه سَتَرٌ کالغِرْبالْ
و السِّتَارَهُ ،بالکَسْر: مَا یُسْتَرُ بهِ من شَیْ ءٍ کائِناً ما کانَ ، کالسُّتْرَه ،بالضَّمّ ، و المِسْتَرِ ،کمِنْبَر،و السِّتَارِ ،ککِتاب، و الإِستارَهِ ،بالکَسْر،و الإِستَارِ ،بغیرِ هَاءٍ،و السَّتَرَه ، محرّکهً ، ج ،أَی جمع السِّتَارِ و السِّتَارهِ سَتَائِرُ . و
16- فی الحَدِیثِ : «أَیُّمَا رَجُلٍ أَغلَقَ بابَه علی امرأَه،و أَرْخَی دُونَهَا إِستَارَهً فقد تَمَّ صَدَاقُها». قالوا: الإِسْتَارَهُ من السِّتْر ، کالإِعْظَامَه لِمَا تُعَظِّم به المَرْأَهُ عَجِیزَتَهَا،و قالُوا:إِسْوارٌ (3)، للسِّوار.و قالُوا:إِشْرارَهٌ لما یُشْرَرُ (4)عَلَیْه الأَقِط ،و جَمْعُهَا الأَشَارِیر.قیل:لم یُسْتَعْمل إِلاّ فی هذا الحَدِیثِ .و قیل:
لم یُسمَع إِلاّ فیه.قال الأَزهَرِیُّ :و لو رُوِیَ « أَسْتارَهُ »جمع سِتْرٍ ،لکان حَسَناً.
و السِّتَارَهُ : الجِلْدَهُ علی الظُّفُرِ ،لکَوْنها تَسْتُره .
و السِّتَارَ : بلا هَاءٍ: السِّتْرُ ،بالکَسْر،هو ما یُسْتَر به.وَلاَ یَخْفَی أَنَّه لو ذَکَرَه عند أَخواته کان أَلْیَقَ کما نَبَّهْنَا علیه قریباً، و آخذَهُ شَیْخُنَا و نَزَلَ علیه،و غَفَل عن طَرِیقَته المُقَرَّره.أَنَّه قد یُفرِّق الأَلْفاظَ لأَجل تفریع ما بَعْدَهَا،و قد سَبَقَ مِثْلَه کثیرٌ و هُنَا کَذلک.فلمّا رأَی أَن السِّتَار معانِیه کثیرهٌ أَفردَه وَحْدَه
ص:495
لیُفرِّع ما بَعْدَه من المَعَانِی علیه هَرَباً من التَّکْرَار، ج سُتُرٌ ، ککِتَاب و کُتُب.و قد نَبَّهْنَا فی أَوَّلِ المادّه أَنَّ السِّتْر بالکَسْر أَیضاً یُجْمَع علی سُتُرٍ کما ذکرَه ابن سِیدَه و غَیْرُهُ .
و السِّتَارُ : جَبَلٌ بالعَالِیَهِ فی دِیار سُلَیْم،حِذاءَ صُفَیْنَهَ (1).
و السِّتَار :جبلٌ بأَجَأَ فی بِلاد طَیِّئٍ . و جاءَ فی شِعْرِ امْرِئ القَیْس:
..علی السِّتَار فیَذْبُلِ (2)
قیل:هو جَبَلٌ بالحِمَی أَحمَرُ،فی ثَنَایَا تُسْلَک،بینه و بَیْن إِمَّرَهَ خمسهُ أَمیالٍ (3).
و السِّتَارُ : ثَنَایَا و أَنشازٌ فَوْقَ أَنْصَابِ الحَرَمِ بمکَه، لأَنَّهَا سُتْرَهٌ بینه و بین الحِلِّ .
و السِّتَارَانِ : وادِیانِ فی دِیَارِ رَبیعَهَ . و قال الأَزهریّ :
السِّتارَانِ فی دِیَارِ بنی سَعْد:وَادِیَانِ ،یقال لأَحدهما السِّتَارُ الأَغْبَرُ،و الآخَر: السِّتَارُ الجَابِرِیّ ،و فیهما عُیُونٌ فَوَّارَهٌ تسقِی نَخِیلاً کثیرهً .منها عَیْنُ حَنِیذٍ،و عَیْنُ فِرْیَاضٍ ،و عَیْنُ بَثَاءٍ، و عَیْنُ حُلْوَهَ ،و عَیْنُ ثَرْمَدَاءَ.و هی من الأَحْسَاءِ علی ثلاثِ لیالٍ .
و السِّتَار : جَبَلٌ بدِیَارِ سُلَیْم بالعَالِیَه،و قد ذَکَرَه أَوَّلاً،فهو تَکْرار.
و السِّتَار : ناحِیَهٌ بالبَحْرینِ ،ذاتُ قُریً تَزِید علی مِائهِ ، لامْرِئِ القیسِ بن زَیْدِ مَنَاهَ و أَفْنَاءِ سَعْدِ بنِ زَیْدٍ،و لا یَخْفَی أَنَّه بعَیْنه الذی عَبَّر عنه بوَادِیَیْنِ فی دِیَارِ رَبیعَه،فتَأَمَّل حَقَّ التَّأَمُّل تَجِدْه.
و من المَجَاز: السَّتِیرُ ،کأَمِیر: العَفِیفُ ، کالمَسْتُورِ ، و هی السَّتِیرَه ، بِهاءٍ ،قال الکُمَیْت:
و من المَجَاز: الإِسْتَارُ ،بالکَسْرِ،فی العَدَدِ:أَرْبَعَهٌ . قال جَرِیر:
إِن الفَرَزْدَقَ و البَعِیثَ و أُمَّه
و أَبا البَعِیث لشَرُّ ما إِسْتارِ (4)
أَی شرُّ أَرْبَعَه،و رابعُ القَوْم: إِسْتَارُهم .قال أَبو سَعِید:
سَمعْتُ العَرَبَ تقول للأَربعه: إِستارٌ ؛لأَنَّه بالفَارِسیّه:
جِهَار،فأَعْرَبوه و قالوا: إِسْتَار ،و مثله قال الأَزهریّ .و زادَ:
جَمْعُه أَسَاتِیرُ .و قال أَبو حاتِم:یقال ثَلاثهُ أَساتِرَ ،و الواحدُ إِسْتَارٌ ،و یقال لکلِّ أَربعه: إِستارٌ :یُقال:أَکلْتُ إِسْتَاراً من الخُبْز،أَی أَربعهَ أَرغفهٍ .
و الإِستَارُ فی الزِّنَهِ :أَربعَهُ مَثَاقِیلَ و نِصْفٌ ،قاله الجوهریّ .و هو مُعرّبٌ أَیضاً،و الجمع الأَساتِیرُ .
و سَتَرَ الشَّیْ ءَ یَسْتُره سَتْراً ،بالفَتْح،و سَتَراً ،بالتَّحْرِیک:
أَخْفَاهُ ، فانْسَتَرَ هو و تَسَتَّرَ و اسْتَتَرَ ،أَی تَغَطَّی ،الأَوّل عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،أَی انْسَتَر .
و ساتُورُ :أَحَدُ السَّحَرهِ الَّذِین آمنوا بمُوسَی عَلَیْه و علی نَبِیِّنا أَفضلُ الصَّلاه و السَّلام ،قاله ابنُ إِسْحَاق،و هم أَربعَه:
ساتُورٌ و عَازُور (5)و حَطْحَط و مُصَفَّی.
و إِسْتِرابَاذُ ،بالکسر (6)،معناه عِمَارَهُ البَغْل،فإِن أَسْتَرَ کأَحْمَد بالفَارسِیَّه البَغْل.و یقال أَیضاً أَسْتَارَابَاذ ،بزیاده الأَلف: ه،بقُربِ جُرْجَانَ ،بینها و بین سارِیَهَ ،و لها تارِیخ.
و قال الرُّشَاطِیّ :هی مِن عَمَلِ جُرْجَانَ .یُنْسَب إِلیها عَمَّار ابن رَجَاءٍ.و قال ابنُ الأَثِیر:و من مَشاهِیر أَهلها:أَبو نُعَیم عَبْدُ الملک بنُ محمّد بنِ عَدِیّ ،أَحدُ أَئِمَّه المسلمین.قال البِلْبِیسیّ :و أَبو محمّد الحَسَنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ أَحمدَ بنِ علیّ الفقیهُ الحَنَفِیّ ،تَفَقَّه علی أَبی عبد اللّه الدَّامَغَانِیّ ببَغْدَادَ، و حَدَّث بها. و أَسْتَرَاباذُ (7): کُورَهٌ بالسَّوَادِ من العراق.
و أَسْتَرابَاذ 7: ه بخُرَاسانَ ،و هی غَیرُ التی بِقُرب جُرْجانَ .
ص:496
*و مما یستدرک علیه:
السَّتَر ،مُحَرَّکهً ،مَصْدَرُ سَترْتُ الشیْ ءَ أَستُره ،إِذا غَطَّیْته.
و جارِیهٌ مُسَتَّره ،أَی مُخَدَّره،و هو مَجَاز،و
16- فی الحَدِیث:
«إِنَّ اللّهَ حَیِیٌّ سَتِیرٌ یُحِب الستیر » (1). السَّتِیر :فعِیلٌ بمعنَی فَاعِل،أَی من شَأْنِه و إِرَادَته حُبُّ السَّتْر و الصَّوْن،و قد یکون السَّتِیر بمعنی المَسْتُور ،و یُجْمَع علی سُتَرَاءَ ،کقُتَلاءَ و شُهَدَاءَ.و قد ذَکَره أَبو حَیَّانَ فی شَرْح التَّسْهِیل و عَدوّه غَرِیباً.
و قولُه تَعَالَی: حِجاباً مَسْتُوراً (2)قال ابنُ سِیدَه أَی ساتِراً ،مثل قوله[تعالی]: کانَ وَعْدُهُ مَأْتِیًّا (3)أَی آتِیاً.
قال بعضهم:لا ثَالِثَ لَهُمَا.و قال ثَعْلَب:مَعْنَی « مَسْتُوراً » مَانِعاً،و جاءَ علی لَفْظ مَفْعُولٍ لأَنه سُتِرَ عن العَبْد.و قیل حِجاباً مَسْتُوراً :حِجَاباً علی حِجَاب،و الأَوَّل مَسْتُور بالثَّانی.یُرادُ به کَثَافَهُ الحِجَابِ .
و سَتَّرَه ، کسَتَرَه .أَنْشَد اللِّحْیَانِیّ :
لهَا رِجْلٌ مُجَبَّرهٌ بِخُبٍّ
و أُخْرَی لا یُستِّرَها أُجَاجُ
و امرأَهٌ سَتِیرَهٌ :ذاتُ سِتَارَهٍ .
و شَجَرٌ سَتِیرٌ :کَثِیرُ الأَغْصَانِ .
و سَاتَرَه العَدَاوَهَ مُسَاتَرهً ،و هو مُدَاجٍ مُسَاتِرٌ .
و هتَکَ اللّه سِتْرَه :أَطْلَع علی مَعَایِبِه (4).
و مَدَّ اللیلُ أَسْتَارَهُ (5).و أَمُدُّ إِلی اللّه یَدِی تَحْتَ سِتَارِ اللَّیْلِ .و کلّ ذلِک مَجَازٌ.
و سِتارهُ :أَرْضٌ .قال:
سَلاَنِی عنْ سِتَارَهَ إِنَّ عِنْدی
بها عِلْماً فمَنْ یَبغِ القِرَاضَا
یَجِدْ قَوماً ذَوِی حَسَبٍ و حَالٍ
کِرَاماً حَیْثُ ما حَبَسوا مَخَاضَا
و سِتَارَهُ :مَدِینَهٌ بِالْهِنْد،علیها حِصْنٌ عظِیمٌ هَائِلٌ مُستَصْعَبُ الفَتْحِ .
سَجَرَ التَّنُّورَ یَسْجُره سَجْراً :أَوْقَدَه و أَحْماهُ ، و قیل:أَشْبَعَ وَقُودَه.و
17- فی حَدِیث عَمْرِو بنِ العَاص: «فَصَلِّ حتَّی یَعْدِلَ الرُّمْحَ ظِلُّه،ثم اقْصُر،فإِنّ جَهَنَّمَ تُسْجَرُ و تُفْتَح أَبْوابُهَا». أَی تُوقَد،کأَنَّه أَرادَ الإِبْرادَ بالظُّهْرِ،کما فی حَدِیثٍ آخَرَ (6).و قال الخطّابِیُّ :قوله: تُسْجَر جَهَنَّم،و بین قَرْنَیِ الشَّیْطَان،و أَمثالُها من الأَلْفَاظ الشَّرْعیَّه التی یَنْفَرِد الشارِعُ بمعَانِیهَا،و یَجِب علینا التَّصْدِیقُ بها و الوقوفُ عند الإِقرار بصِحَّتها و العَمَلُ بِمُوجِبِها.
و سَجَرَ النَّهْرَ یَسَجُره سَجْراً و سُجُوراً : مَلأَه ، کسَجَّرَه تَسْجِیراً .
و سَجَرْت الماءَ فی حَلْقِه:صَبَبْتُه. قال مُزاحِمٌ :
کما سَجَرَتْ فی المَهْدِ أُمٌّ حَفِیَّهٌ
بیُمْنَی یَدَیْهَا مِن قَدِیٍّ مُعَسَّلِ
و یُرْوَی سَحَرتْ (7).و القَدِیُّ :الطَّیِّب الطَّعْمِ من الشَّرَابِ و الطَّعَامِ .
و من المَجَاز: سَجَرَت النَّاقَهُ تَسْجُر سَجْراً و سُجُوراً :
مَدَّت حَنِینَها فَطَربَتْ فی إِثْر وَلَدِهَا،قاله الأَصمَعِیّ .قال أَبُو زُبَیْدٍ الطَّائِیُّ فی الوَلِید بنِ عُثْمَانَ بن عَفَّانَ ،و یُروَی أَیضاً للحَزِینِ الکِنَانِیّ :
فإِلی الوَلیدِ الیَوْمَ حَنَّتْ ناقَتِی
تَهْوِی لِمُغْبَرِّ المُتُونِ سَمَالِقِ
حَنَّتْ إِلی بَرْکٍ (8)فقُلْتُ لها قُرِی
بَعْضَ الحَنِینِ فإِنّ سَجْرَک شائِقی
کَمْ عِنْدَه من نائِلٍ و سَمَاحَه
و شَمَائِلٍ مَیْمُونهٍ و خَلائِقِ
قوله:«قُرِی»من الوَقَارِ و السُّکُون.و نصب به«بعض
ص:497
الحَنِین»علی معنی کُفِّی عن بعض الحَنِین فإِنَّ حَنِینَک إِلی وَطَنِک شائِقی لأَنَّه مُذَکِّر لی أَهْلِی و وَطَنِی.
و السَّجُورُ ،کصَبُور: ما یُسْجَرُ بِهِ التَّنُّور ،أَی یُوقَد و یُحْمَی،فهو کالوَقُود لَفْظاً و معنًی، کالْمِسْجَر ،بالکَسْر، و المِسْجَره ،و هی الخَشَبَه التی یُسَاطُ بها السَّجُور فی التَّنُّور،قاله الصاغانیّ .
و المَسْجُورُ :المُوقَدُ.
و المَسْجُورُ :الفَارِغُ ،عن أَبی علِیّ .
و الساجِرُ و المَسْجُور : السَّاکِنُ . و قال أَبُو عُبَیْدٍ.
المَسْجُور :الساکِن،و المُمْتَلِیء،معاً.و قال أَبو زَیْد:
المَسْجورُ یکون المملوءَ،و یکون الذی لیس فیه شیْ ءٌ، ضِدّ.
و و المَسْجُورُ : البَحْرُ الذی ماؤُه أَکثرُ منه.
و قوله تعالی: وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (1)فَسَّره ثَعْلب فقال:مُلِئتْ .قال ابنُ سِیدَه:و لا وَجْهَ له إِلاَّ أَن تکون مُلِئَتْ نَاراً،و جاءَ أَنَّ البحرَ یُسْجَر فیکُون نارَ جَهَنَّم،و
1- کان علیٌّ رضی اللّه عنه یقول: مَسْجُورٌ بالنَّار. أَی مَمْلوءٌ.
قال:و المَسْجُور فی کلام العرب:المَمْلُوءُ.و قد سَکَرْتُ الإِنَاءَ و سَجَرْتُه ،إِذا مَلأْتَه.قال لَبِید:
مَسْجُورهً مُتَجاوِراً (2)قُلاَّمُها
و قال فی قولِه تعالی: وَ إِذَا الْبِحارُ سُجِّرَتْ (3)أَفْضَی بعضُها إِلی بَعْض فصار بَحْراً واحِداً.و قال الرّبِیع:
سُجِّرت ،أَی فاضَتْ .و قال قَتادَهُ :ذَهَبَ مَاؤُهَا.و قال کَعْب:البَحْرُ جَهَنَّم یُسْجَر .و قال الزَّجَّاج:جُعِلَت مَبانِیهَا نِیرانَها یُحَاطُ بِها أَهلُ النَّار (4).و قال أَبو سَعِید:بَحْرٌ مَسْجُورٌ و مَفْجورٌ.و قال الحَسَن البَصْریّ ،أَی أُضْرِمَت ناراً.و قیل:
غِیضَت مِیَاهُها،و إِنما یکون ذلِک لِتَسْجِیر النار فیها،و هذاالأَخِیر من البصائر و قیل:لا یَبعُدُ الجمیع،تُخْلَط و تَفِیض و تَصِیر ناراً،قاله الأَبّیّ و غیرُه.قال شَیْخُنَا:و هذا مبنِیٌّ علی جَوازِ استعمال المُشْتَرَک فی معانِیه،و هو مَذْهَب الجُمْهُور.
ثم إِنَّ قولَ المصنّف:البحرُ الذی ماؤُه أَکثرُ منه،لم أَجِده فی أُمَّهات الأُصولِ اللغَویَّه.و هُم صَرَّحُوا أَن المَسْجُورَ المملوءُ أَو المُوقَدُ أَو المفجورُ،أَو غیرُ ذلِک،و قد تقدَّم.
و لعلَّه أُخِذَ من قول الفَرَّاءِ؛فإِنّه قال فی:« المَسْجُور »:
اللّبَنُ الذی ماؤُه أَکثرُ من لَبَنِه،و هو یُشِیر إِلی مَعْنَی المُخَالَطَهِ ،فتَأَمَّل.
و فی الصّحاح: المَسْجُور : من اللُّؤْلُؤ:المَنْظُومُ المُسْتَرْسلُ . قال المُخَبَّل السَّعْدِیّ :
و إِذَا أَلَّمَ خَیَالُهَا طَرَفَتْ
عَیْنِی فمَاءُ شُؤُونِهَا سَجْمُ
کاللُّؤْلُؤِ المَسْجُورِ أُغْفِل فی
سِلْکِ النِّظَامِ فخَانَه النَّظْمُ
و یُقال:مَرَرْنا بکُلِّ حاجِرٍ و سَاجِرٍ . الساجِرُ :المَوْضِعُ الَّذِی یأْتِی عَلَیْهِ السَّیْلُ و یَمُرّ به فیَمْلَؤُه ،علی النَّسَبِ أَو یَکُونُ فاعِلاً بمعنَی مَفْعُول.قال الشَّمَّاخ:
و أَحمَی علیها ابْنَا یَزِیدَ بْنِ مُسْهِرٍ
ببَطْنِ المَرَاضِ (5)کُلَّ حِسْیٍ و ساجِرِ
و ساجِرٌ : مَاءٌ بالیَمَامَهِ لضَبَّهَ .قال ابنُ بَرِّیّ :یَجْتَمِع من السَّیْل،و به فُسِّرَ قولُ السَّفَّاح بنِ خالِدٍ التَّغْلبِیّ :
إِنَّ الکُلاَب ماؤُنا فخَلُّوهْ
و ساجِراً و اللّه لَنْ تَحُلُّوهْ
و ساجِرٌ : ع آخَرُ.قال الرَّاعی:
ظَعَنَّ و وَدَّعْنَ الجَمَادَ مَلاَمَهً
جَمَادَ قَسَا لَمَّا دَعَاهُنَّ ساجِرُ (6)
و قال سَلَمَهُ بنُ الخُرْشُب:
و أَمْسَوْا حِلاَلاً ما یُفرَّقُ جَمْعُهُمْ
علَی کُلِّ ماءٍ بَینَ فَیْدَ و ساجِرِ
ص:498
و من المَجَاز: السَّجِیرُ :الخَلِیلُ الصَّفِیُّ المُخَالِط الصَّدِیقُ ،من سَجَرَت النَّاقَهُ إِذا حَنَّت،لأَنَّ کل واحِدٍ منهما یَحِنّ إِلی صاحبه،کما فی الأَساس و البصائر، ج سُجَرَاءُ ، کأَمِیرٍ و أُمراءَ.
و السّاجُورُ :خَشَبَهٌ تُعَلَّق. و قال الزَّمخشریّ .طَوْقٌ من حَدِید.و قال بعضهم: السَّاجُور :القِلادهُ تُجْعَل (1)فی عُنُق الکَلْب.و قد سَجَرَه ،إِذا شَدَّهُ بِه ،و کُلُّ مَسْجُورٍ فی عُنُقِه ساجُورٌ ،عن أَبی زَیْد، کسَوْجَرَه ،حکاه ابنُ جِنِّی،فإِنه قال:کَلْبٌ مُسَوْجَرٌ ،فإِن صَحَّ ذلک فشَاذٌّ نادِرٌ.
و قال أَبو زید.کَتبَ الحَجَّاجُ إِلی عامِلٍ له أَن ابْعَثْ إِلیَّ فُلاناً مُسَمَّعاً مُسَوْجَراً ،أَی مُقَیَّداً مَغْلُولاً.قلْت:و زادَ الزمخشریّ : سَجَّرَه (2)تَسْجِیراً .و قال:کَلْبٌ مَسْجُورٌ و مُسَجَّرٌ و مُسَوْجَرٌ .و قد سَجَرْتُه و سَجَّرْتُه و سَوْجَرْتُه ،إِذا طوَّقْتَه السَّاجورَ .
و السّاجُور : نَهرٌ بمَنْبجَ ،ضِفَّتَاه بَسَاتِینُ ،و یقال لهما:
السَّوَاجِرُ ،أَیضاً.
و السِّجَارُ ، ککِتَاب:ه،قُربَ بُخَارَی ،و هی التی یقال لها:ججَار (3)،بجِیمَین،و قد ذَکَرها المُصَنِّف هناک.و منها أَبو شُعَیْب الوَلِیّ العَابِد المذکور،فکان یَنْبَغِی أَن یُنَبّه علی ذلِک،لئلا یَغْتَرّ المُطَالِعُ بأَنَّهما اثْنَتَانِ .
و السَّوْجَرُ :شَجَرُ،أَو هو شَجَرُ الخِلاَف ،یمانِیَهٌ ، أَو الصَّواب بالمهملَه ،کما سیأْتی.
و السَّجْوَرِیُّ ،کجَوْهَرِیّ :الرَّجُل الخَفِیفُ ،حکاه یَعْقُوب،و أَنْشَد:
جَاءَ یَسُوقُ العَکَرَ الهُمْهُومَا
السَّجْوَرِیُّ لارَعَی مُسِیمَا
و صَادَفَ الغَضَنْفَرَ الشَّتِیمَا
أَو السَّجْوَرِیُّ : الأَحْمَقُ ،لخِفَّه عقْلِه.
و عَیْنٌ سَجْراءُ :خَالَطَت بَیَاضَهَا حُمْرَهٌ أَو زُرْقَهٌ ، و هی بَیِّنَهُ السُّجْرَهِ ،بالضَّمِّ ،و السَّجَرِ ،بالتَّحْرِیک و فی التَّهْذِیب: السَّجَرُ و السُّجْرَهُ :حُمْرَهٌ فی العَیْن فی بَیَاضِها و قال بَعْضُهم:
إِذا خالَطَت الحُمْرَهُ الزُّرقَهَ فهی أَیضاً سَجْرَاءُ .و قال أَبو العَبَّاس:اختلَفُوا فی السَّجَر فی العَیْن.فقال بَعْضُهُم:هی الحُمْرَه فی سَوَادِ العَیْن.و قیل:البَیَاضُ الخَفِیفُ فی سَوَادِ العَیْن.و قیل:هی کُدْرَهٌ فی باطِنِ العَیْن من تَرْکِ الکُحْلِ .
و
1- فی صِفَهِ علِیٍّ رضی اللّه عَنْه: «کان أَسْجَرَ العَیْنِ ». و أَصلُ السَّجَرِ و السُّجْرَهِ الکُدرَهُ .و فی المُحْکَمِ : السَّجَرُ و السُّجْرَه :
أَن یُشْرَبَ سَوَادُ العَیْنِ حُمْرَهً .و قیل:أَن یَضْرِبَ سَوَادُهَا إِلی الحُمْرَه.و قیل:هی حُمْرَهٌ فی بیاض.و قیل:حُمْرَهٌ فی زُرْقَه.و قیل:حُمْرَهٌ یَسیرهٌ تُمازِجُ السَّوَادَ.رَجلٌ أَسْجَرُ و امرأَهٌ سَجْرَاءُ ،و کذلِک العَیْن.
و شَعرٌ مُسَجَّرٌ و مُنْسَجِرٌ و مُسَوْجَرٌ :مُسْتَرْسِلٌ مُرْسَلٌ .
و قالوا:شَعرٌ مُنْسَجِرٌ و مَسْجُورٌ :مُسْتَرسِلٌ :و شَعرٌ مُسَجَّرٌ :
مُرَجَّلٌ .
و سَجَرَ الشیءَ سَجْراً :أَرْسَلَه.
و المُسَجَّرُ :الشَّعرُ المُرْسَل.قال الشَّاعر:
إِذَا مَا انْثَنَی شَعْرُه المُنْسَجِرْ
و قال آخَر:
إِذَا ثُنِیَ (4)فَرْعُها المُسَجَّرْ
و الأَسْجَرُ :الغَدِیرُ الحُرُّ الطِّینِ . قال الحُوَیْدِرَهُ :
بِغَرِیضِ سارِیَهٍ أَدَرَّتْه الصَّبَا
من ماءِ أَسْجَرَ طَیِّبِ المُسْتَنْقَعِ
و یقال:غَدِیرٌ أَسْجَرُ ،إِذا کَان یَضْرب ماؤُه إِلی الحُمْرَه، و ذلک إِذا کان حَدِیثَ عَهْدٍ بالسماءِ قبْل أَن یَصْفُوَ.
و الأَسْجَرُ : الأَسَدُ ،إِمَّا للَوْنِه و إِمّا لحُمْرهِ عَیْنَیْه.
و تَسْجِیرُ المَاءِ:تَفْجِیرُه حَیْثُ یرید،قاله أَبُو سَعِید.
و قال الزَّجّاج:قُرِیءَ سُجِرَت و سُجِّرَتْ فسُجِرَت :مُلِئَت.و سُجِّرَت :فُجِّرَت و أَفْضَی بَعْضُها إِلی بعضٍ فصارت بحْراً واحِداً،نقله الصَّاغانِی.
و من المَجاز: المُسَاجَرَهُ :المُخَالَّهُ و المُصَادَقَه
ص:499
و المُصَاحَبَه و المُصَافَاه،من سَجَرَتِ النَّاقَه سَجْراً ،إِذا مَلأَت فاهَا من الحَنِین إِلی وَلدِها،قاله الزَّمَخْشَرِیّ ،و مثلُه فی البصائر،قال أَبو خِرَاشٍ :
و کُنْتَ إِذا ساجَرْتَ منهم مُسَاجِراً
صَبَحْتَ بفَضْلٍ فی المُروءَهِ و العِلْمِ
و أَسْجَرَ فی السَّیْرِ:تَتَابَعَ ،هکذا فی النُّسخ،و الذی فی الأُمّهات اللُّغویّه: انْسَجَرَتِ الإِبِلُ فی السَّیْر:تَتَابَعَتْ .
و السَّجْرُ :ضَرْبٌ من السَّیْر للإِبِل بین الخَبَبِ و الهَمْلَجَهِ ، و قال ابن دُرَیْد (1):شَبِیهٌ بخَبَبِ الدَّوَابِّ .و قیل: الانْسِجَارُ :
التَّقَدُّمُ فی السَّیْرِ و النَّجَاءُ.و یقال أَیضاً بالشِّین المعجمهِ ، کما سَیَأْتی.
و المُسْجَئِرُّ ،کمُقْشَعِرَّ الصُّلْبُ من کلّ شَیْ ءٍ،عن ابن دُرَیْد.
*و مما یستدرک علیه:
انْسَجَر الإِناءُ:امْتَلأَ.
و سَجَرَ البَحْرُ:فَاضَ أَو غَاضَ .
و سُجِرَت الثِّمَادُ (2):مُلِئَتْ من المَطَر،و کذلک الماءُ سُجْرَهٌ ،و الجمْع سُجَر .
و السَّاجِر :السَّیْلُ الذی یَملأُ کُلَّ شَیْ ءٍ.
و بِئْرٌ سَجْرٌ ،أَی مُمْتلِئَهٌ .
و المَسْجُور :اللَّبَنُ الذِی ماؤُه أَکثرُ من لَبَنِه،عن الفَرَّاءِ.
و المُسَجَّر :الذی غاضَ ماؤُه.
و لُؤْلُؤٌ مَسْجُورٌ انتَثَرَ من نظامِه.
و قیل:لُؤْلُؤهٌ مَسْجُوره :کَثِیرهُ الماءِ.
و سَجَّرَت النَّاقَهُ تَسْجِیراً :حَنَّتْ ،قاله الزَّمَخْشَرِیّ .و قد یُستعمَل السَّجْرُ فی صَوْت الرَّعْدِ.
و عَینٌ مُسَجَّرَهٌ :مُفْعَمَهٌ .
و السَّاجِر :الساکِن.
و قَطْرَهٌ سَجْرَاءُ :کَدِرَهٌ ،و کذلک النُّطْفَهُ .و فی أَعْنَاقِهمِ السَّواجِیرُ (3)،أَی أَغلالٌ ،و هو مَجَاز.
و سَجْرٌ ،بالفتح:موضعٌ حِجَازِیّ .
المُسْجَهِرّ ،کمُقْشَعِرّ:الأَبیضُ . قال لَبِید:
و ناجِیَهٍ أَعْمَلْتُهَا و ابْتَذَلْتُهَا
إِذا مَا اسجَهَرَّ الآلُ فی کُلِّ سَبْسَبِ
و اسْجَهَرَّ النَّباتُ :طَالَ . و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : اسجهَرَّ ، إِذا ظَهَر و انْبَسَط :قال عَدِیٌّ :
و مَجُودٍ قد اسْجَهَرَّ تَنَاوِی
رَ کلْوْنِ العُهُونِ فی الأَعْلاَقِ
و قال أَبو حَنِیفَه: اسجَهَرَّ هنا:تَوقَّدَ حُسْناً بأَلْوَانِ الزَّهْرِ.
قلْت:و المَآلُ واحِد؛لأَنَّ النَّبَاتَ إِذا طَالَ و ظَهَر و انْبَسَط أَزْهَرَ و تَوَقَّدَ بحُسْنِ الأَلْوَانِ .
و قال ابنُ الأَعرابِیّ : اسجَهَرّ السَّرَابُ إِذا تَرَیَّهَ و جَرَی.
و أَنشَدَ بَیْتَ لَبِید.
و اسجَهَرَّت الرِّمَاحُ ،إِذا أَقْبَلَتْ إِلَیْک.
و یقال: سَحابَهٌ مُسْجَهِرَّه ،إِذا کانت یَتَرَقْرَقُ فیها الماءُ *و مما یستدرک علیه:
اسجَهَرَّت النارُ،إِذا اتَّقدَتْ و الْتَهَبَتْ .
و اسْجَهَرَّ اللَّیْلُ :طالَ .
و بناءٌ مُسْجَهِرٌّ :طَوِیلٌ .
السَّحْر ،بفَتْح فسُکُون و قد یُحَرَّک ،مثال نَهْر و نَهَرَ،لمکان حرْف الحَلْقِ ، و یُضَمّ -فهی ثَلاثُ لُغَات، و زادَ الخَفَاجِیُّ فی العِنَایَه:بکَسْرٍ فسکون،فهو إِذاً مُثَلَّث، و لم یَذْکُره أَحَدٌ من الجَمَاهِیر،فلیُتَثَبَّت-: الرِّئَهُ . و به فُسِّر حدِیثُ عائِشَهَ رَضِیَ اللّه عنها:«ماتَ رَسُولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم بین سَحْرِی و نَحْرِی»أَی مات صلی اللّه علیه و سلّم و هو مُسْتَنِدٌ إِلی صَدْرِهَا و ما یُحَاذِی سَحْرَهَا منْه.و حَکْی القُتَیْبِیّ فیه أَنه بالشِّینِ المعجمه و الجیم،و سیأْتی فی موضعه،و المَحُفوظ الأَوّلُ .
و قیل: السّحر بلُغَاتِه الثّلاثه (4):ما الْتَزَق بالحُلْقُوم
ص:500
و المَرِیءِ من أَعْلَی البَطْنِ ،و قیل:هو کُلُّ ما تَعَلَّق بالحُلْقُومِ من قَلْبٍ و کَبِدٍ و رِئَهٍ .
ج سُحُورٌ و أَسْحَارٌ و سُحُرٌ .و قیل إِن السُّحُور ،بالضَّمّ ، جمعُ سَحْر بالفَتْح.و أَمَّا الأَسْحَارُ و السُّحُر فجَمْعُ سَحَرٍ ، مُحَرَّکهً .
و السَّحْرُ ، أَثَرُ دَبَرَهِ البَعِیر إِذا (1)بَرَأَتْ و ابْیَضَّ مَوْضِعُهَا.
و من أَمثْالِهِم:« انتفَخَ سَحْرُه » و «انتفَخَت مَسَاحِرُه ».
و علی الأَوّل اقتصرَ أَئِمَّهُ الغَرِیب،و الثانی ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَسَاس.و قالوا یقال ذلِک للجَبَان،و أَیضاً لمَنْ عَدَا طَوْرَه.قال اللَّیْثُ :إِذا نَزَت بالرَّجُلِ البِطْنَهُ یقال:انتفَخَ سَحْرُه .معناه عَدَا طَوْرَه و جاوَزَ قَدْرَه.
قال الأَزهَرِیّ :هذا خَطَأٌ،إِنما یقال:انتَفَخَ سَحْرُه ، للجَبان الذی مَلأَ الخَوْفُ جَوْفَه فانتفَخَ السَّحْرُ و هو الرِّئَه، حتَّی رَفَعَ القَلْبَ إِلی الحُلْقُوم.و منه قولُه تعالی: وَ بَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَناجِرَ وَ تَظُنُّونَ بِاللّهِ الظُّنُونَا (2)و کذلک قوله:
وَ أَنْذِرْهُمْ یَوْمَ الْآزِفَهِ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَی الْحَناجِرِ (3)،کلّ هذَا یَدلُّ علی[أَنّ ] (4)انْتِفَاخ السَّحْرِ ،مَثَلٌ لشِدَّه الخَوْفِ و تَمَکُّنِ الفَزعِ و أَنَّه لا یَکُون من البِطْنَه.و فی الأَساس:انتفخَ سَحْرُه و مَسَاحِرُه مِن (5)وَجَلٍ و جُبْنٍ .و تَبِعه المُصَنِّف فی البَصَائِر.و فی حَدِیث أَبی جَهْل یومَ بَدْر قال لعُتْبهَ بنِ رَبِیعَهَ :«انْتَفَخ سَحْرُک »أَی رِئتُک،یقال ذلک للجَبان.
و من أَمثالِهم:« انقَطَع منه سَحْرِی »،أَی یَئِسْت منه ، کما فی الأَساس.و زاد:و أَنَا منه غیر صرِیمِ سَحْرٍ ،أَی غیرُ قَانِطٍ .و تبعه فی البصائر.
و من المَجَاز: المُقَطَّعَهُ السُّحُور ،و المُقَطَّعَه الأَسْحَارِ ، و کذا المُقَطَّعَه الأَنْمَاطِ (6)، و قد تُکسَرُ الطَّاءُ ،و نَسبه الأَزهَرِیُّ لبَعْضِ المتأَخِّرِینَ : الأَرنبُ ،و هو علی التفاؤُل،أَی سَحْرُه یُقَطَّع.و علی اللُّغهِ الثَّانِیَه،أَی من سُرْعتها و شِدَّه عَدْوِهَا کأَنها تُقَطِّع سَحْرَها و نِیَاطَها.و قال الصَّاغانیّ :لأَنَّها تُقَطِّع أَسحارَ الکلاَب،لِشدَّهِ عَدْوِهَا،و تُقَطِّع أَسحارَ مَنْ یَطْلُبها، قاله ابنُ شُمَیل.
و من المَجَاز: السَّحُورُ ،کصَبُورٍ هو ما یُتَسَحَّرُ بِهِ وَقْتَ السَّحَرِ من طَعام أَو لبَنٍ أو سَوِیق،وُضِعَ اسْماً لِمَا یُؤْکَل ذلِک الوقْتَ .و قد تَسَحَّرُ الرَّجلُ ذلک الطَّعَامَ أَی أَکلَه،قاله الأَزهریّ .
و قال ابن الأَثِیر:هو بالفَتْح اسْمُ ما یُتَسَحَّر به،و بالضَّمّ المَصْدر و الفِعْلُ نفْسُه،و قد تکَرَّرَ ذِکرُه فی الحدیث.و أَکثَرُ ما یُرْوَی بالفَتْح،و قیل:الصّوابُ بالضَّمّ ،لأَنه بالفَتْح الطَّعَامُ ،و البَرَکهُ و الأَجْرُ و الثَّوَابُ فی الفِعْل لا فی الطَّعَام.
و من المجاز السَّحَرُ ،محرَّکهً : قُبَیْلَ الصُّبْحِ آخِرَ اللیلِ ، کالسَّحْر ،بالفَتْح و الجمْع أَسْحَارٌ کالسَّحَرِیّ و السَّحَرِیَّه ،محرَّکه فیهما،یقال لَقِیتُه سَحَرِیَّ هذه اللیلهِ و سَحَرِیَّتَهَا .قال ابنُ قَیْسِ الرُّقَیَّات:
وَلَدَتْ أَغرَّ مُبَارَکاً
کَالبَدْرِ وَسْطَ سَمائِهَا
فِی لَیْلَهٍ لا نَحْسَ فِی
سَحَرِیِّهَا و عِشَائِهَا
و قال الأَزهریّ : السَّحَر :قِطْعَهٌ من اللَّیْل.و قال الزَّمَحْشَرِیّ :و إِنما سُمِّیَ السَّحَرَ استعارهً لأَنه وَقْتَ إِدبارِ اللَّیْلِ و إِقْبَالِ النَّهَارِ،فهو مُتَنَفَّس الصُّبْحِ .
و من المَجَاز: السَّحَرُ (7): البَیَاضُ یَعْلُو السَّوَادَ ،یقال بالسِّین و بالصّاد،إِلا أَن السِّین أَکثَرُ ما یُسْتَعْمَلُ فی سَحَرِ الصُّبْح،و الصَّاد فی الأَلْوَان.یقال:حِمَار أَصْحَرُ و أَتَانٌ صَحْرَاءُ.
و من المَجَاز: السَّحَر : طَرَفُ کُلِّ شَیْ ءٍ و آخِرُه،استعارهٌ من أَسْحار اللَّیَالِی، ج أَسْحارٌ قال ذُو الرُّمَّه یَصِف فَلاهً :
مغَمِّضُ أَسْحَارِ الخُبُوتِ إِذَا اکْتَسَی
مِنَ الآلِ جُلاًّ نازِحُ المَاءِ مُقفِرُ (8)
ص:501
قال الأَزْهریّ : أَسحارُ الفلاهِ :أَطْرَافُهَا.
و من المَجَازِ: السُّحْرَهُ بالضَّمّ : السَّحَرُ ،و قیل: الأَعْلَی منه.و قیل:هو[من]ثُلُثِ اللَّیْلِ الآخِرِ إِلی طُلوعِ الفَجْرِ.
یقال:لَقِیتُه بسُحْرَهٍ و لَقِیتُه سُحْرَهً و سُحْرَهَ یا هذا،و لقیتهُ بالسَّحَرِ الأَعْلَی،و لقیته بأَعْلَی سَحَرَیْن ،و أَعْلَی السَّحَرَیْن .
قالوا:و أَمّا قَول العَجَّاجِ :
غَدَا بأَعْلَی سَحَرٍ و أَحْرَسَا
فهو خَطَأٌ،کان یَنْبَغِی له أَن یَقُول:بأَعْلَی سَحَرَیْنِ ،لأَنه أَوَّلُ تَنَفُّسِ الصُّبْحِ ،کما قال الراجز:
مَرَّتْ بأَعْلَی سَحَرَیْنِ تَدْأَلُ
و فی الأَسَاس:لَقِیتُه[ سَحَراً و سُحرهً و] (1)بالسَّحَرِ ،و فی أَعْلَی السَّحَرَیْن ،و هما سَحَرٌ مع الصُّبح و سَحَرٌ قُبَیْلَهُ (2).کما یقال الفَجْرَانِ :الکَاذِبُ و الصَّادقُ .
و یقال: لقِیتُه سَحَراً و سَحَرَ یا هَذَا،مَعْرِفَهً ،لم تَصْرِفه إِذا کُنْتَ تُرِیدُ سَحَرَ لَیْلَتِک ،لأَنَّه مَعْدُولٌ عن الأَلف و اللام، و قد غَلَب علیه التَّعرِیفُ بغَیْر إِضافَهٍ و لا أَلفٍ و لام کما غَلَب ابنُ الزُّبَیْر علی واحدٍ من بَنِیه. فإِن أَرَدْتَ سَحَر نَکِرهً صَرَفْتَه،و قلْتَ (3):أَتَیْتُه بسَحَرٍ و بسُحْرَهٍ ،کما قال اللّه تعالی:
إِلاّ آلَ لُوطٍ نَجَّیْناهُمْ بِسَحَرٍ (4)أَجْراه لأَنَّه نَکِرهٌ ،کقولک:
نَجَّیناهم بلَیْل.فإِذا أَلقَت العَربُ منه البَاءَ لم یُجْروه، فقالوا:فعَلْتُ هذا سَحَرَ یا فتَی،و کأَنَّهُم فی تَرْکِهم إِجراءَه أَنَّ کلامَهم کان فیه بالأَلف و اللام،فجَرَی علی ذلک،فلَمَّا حُذِفَت منه الأَلف و اللام و فیه نِیَّتُهما لم یُصْرَف.کلامُ العَرَبِ أَن یقولوا:ما زالَ عِنْدَنَا مُنْذُ السَّحَرِ ،لا یکادُون یقولون غیرَه.و قال الزّجّاج،و هو قول سیبویه: سَحَرٌ إِذا کان نَکِرَهً یراد سَحَرٌ من الأَسحارِ انصرفَ .تقول:أَتیتُ زَیْداً سَحَراً من الأَسحارِ .فإِذا أَردْت سَحَرَ یَوْمِک قلت:أَتیتُه سَحَرَ ،یا هذا،و أَتَیْتُه بسَحَرَ ،یا هذا.قال الأَزهَرِیّ :
و القِیَاس ما قاله سِیبَوَیْه.و تقول:سِرْ علی فَرَسکِ سَحَرَ ،یا فَتَی.فلا ترفَعْه،لأَنه ظَرْفٌ غَیْرُ مُتَمَکّن.و إِن سَمَّیت بسَحَر رَجُلاً أَو صَغَّرتَه انصرَف،لأَنه لیس علی وَزْنِ المَعْدول کأُخَر.تقول:سِرْ علی فَرَسک سُحَیْراً .و إِنّمَا لم تَرْفَعْه لأَن التَّصْغِیر لم یُدْخِله فی الظروف المُتَمَکّنه،کما أَدخلَه فی الأَسماءِ المتَصرفه (5).
و من المَجَاز: أَسْحَرَ الرّجلُ : سارَ فیه ،أَی فی السَّحَر ، أَو نَهَض لَیسَ فی ذلک الوقْتِ ، کاسْتَحَرَ . و أَسْحَرَ أَیضاً:
صَارَ فِیه ، کاسْتَحَرَ و بَیْن سَارَ و صَارَ جِنَاسٌ مُحَرَّفٌ .
و السُّحْرَه ،بالضَّمّ ،لُغَه فی الصُّحْرَه ،بالصَّاد، کالسَّحَر محرَّکهً ،و هو بیاضٌ یَعْلُو السَّوَادَ.
و من المَجَاز السِّحْرُ بالکَسْر:عَمَلٌ یُقربُ (6)فیه إِلی الشیطان و بمَعُونه منه.و کُلُّ ما لَطُف مأْخَذُه و دَقَّ فهو سِحْرٌ .و الجمْع أَسْحارٌ و سُحُورٌ . و الفِعْلُ کمَنعَ . سَحَرَه یَسْحَره سَحْراً و سِحْراً ،و سَحَّرَه .و رجَلٌ سَاحِرٌ من قَوْمٍ سَحَرَهٍ و سُحَّارٍ .و سَحَّارٌ من قوم سَحَّارِین ،و لا یُکَسَّر.و فی کتاب«لَیْسَ »لابن خَالَوَیْه:لیس فی کلام العرب فَعَل یَفْعَل فِعْلاً إِلا سَحَرَ یَسحَر سِحْراً .و زاد أَبو حَیَّان.فَعَل یَفْعَل فِعْلاً،لا ثالِثَ لَهُمَا،قاله شَیْخُنا.
و من المَجَاز. السِّحْر :البَیانُ فی فِطْنَه،کما جاءَ
14- فی الحدیث: «أَنَّ قیسَ بن عاصِمٍ المُنْقَرِیَّ ،و الزِّبْرِقَانَ بنَ بَدْرٍ،و عَمْرَو بنَ الأَهْتَمِ قَدِموا علی النّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم،فسأَل النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلّم عَمْراً عن الزِّبْرِقان،فأَثْنَی علیه خَیْراً،فلم یَرْضَ الزِّبْرقانُ بذلک،و قال:و اللّه یا رَسُولَ اللّه إِنَّه لیَعْلَم أَنَّنِی أَفْضَلُ مِمَّا قال،و لکنه حَسَدَ مَکانِی منک،فأَثْنَی علیه عَمْرٌو شَرًّا،ثمّ قال:و اللّهِ ما کَذَبْتُ علیه فی الأُولَی و لا فی الآخِرَه،و لکنَّه أَرضانِی فقُلتُ بالرِّضا،ثم أَسْخَطَنی فَقُلْتُ بالسَّخَطِ .فقال رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم:« إِنَّ مِنَ البَیَانِ لَسِحْراً ». قال أَبو عُبَیْد:کأَنّ مَعْنَاهُ -و اللّه أَعلَمُ -أَنَّه یَبْلُغ من ثَنائِه (7)یَمْدَحُ الإِنسانَ فیَصْدُقُ فیه حتّی یَصْرِفَ قُلُوبَ السَّامِعین إِلَیْهِ ،أَی إِلی قَوْله، و یَذُمُّه فیَصْدُقُ فیه حتَّی یَصْرِفَ قُلوبَهُم أَیضاً عنه إِلی قَولِه الآخَرِ.فکأَنه[قد] (8)سَحَر السامعینَ بذلک.
انتهی.
ص:502
قال شَیْخُنَا:زَعَمَ قَوْمٌ أَنَّ کَلاَمَ المُصَنِّف فیه تَنَاقُضٌ ، فکان الأَوْلَی فی الأُولَی:حتَّی یَصرِفَ قُلوبَ السامِعِین إِلیه.و فی الثَّانِیَه:حتّی یصرف قُلُوبَهُم عنه،لکن قَولَه «أَیضاً»یُحَقِّق أَنّ کُلاًّ منهما:حتَّی یَصْرِف قُلوبَ السَّامِعِین.
و المُرَاد أَنه بفَصَاحَتِه یَصِیر النَّاسُ یتَعَجَّبُون منه مَدْحاً و ذَمّاً، فتنصرف قلوب السامعین إِلیه فی الحالَتَیْن،کما قاله المصنّف.و لا اعْتِدادَ بذلِک الزَّعْمِ .و هذا الَّذِی قاله المُصَنّف ظاهِرٌ و إِن کان فیه خَفاءٌ.انتهی.
قُلتُ :لفظه«أَیضاً»لیست فی نصّ أَبِی عُبَیْد (1)،و إِنما زادَهَا المُصنِّف من عنده،و المفهوم منها الاتّحاد فی الصَّرْف،غیر أَنّه فی الأَوّل:إِلیه،و فی الثانی:عنه إِلی قولِه الآخر و العباره ظاهرهٌ لا تناقُضَ فیها،فتأَمَّل.
و قال بعضُ أَئِمَّه الغَرِیب،و قیل:إِنّ معناه إِنَّ مِنَ البَیَانِ ما یَکْتَسِب من الإِثْمِ ما یَکتَسِبه الساحِرُ بسِحْرِه ،فیکون فی مَعْرض الذَّمّ .و به صَرَّحَ أَبو عُبَیْد البَکْریّ الأَنْدلُسِیّ فی شَرْح أَمثال أَبِی عُبَیْد القَاسِم بنِ سَلاَّم،و صَحَّحَه غَیْرُ واحدٍ من العُلماءِ،و نَقَله السّیوطیّ فی مرقاه الصُّعود،فأَقَرَّه، و قال:و هو ظَاهِرُ صَنِیع أَبِی دَاوودَ.
قال شیخُنَا:و عندی أَنَّ الوَجْهَیْن فیه ظَاهِرَانِ ،کما قال الجَمَاهِیرُ من أَربابِ الغَرِیبِ و أَهْلِ الأَمثال.
و فی التَّهْذِیب:و أَصْلُ السِّحْر :صَرْفُ الشَّیْ ءِ عن حَقِیقَته إِلی غَیْرِه،فکأَنّ السَّاحِرَ لمّا أَرَی الباطِلَ فی صُورهِ الحَقِّ ، و خَیَّل الشَّیْ ءَ علی غیرِ حَقِیقَته فقد سَحَرَ الشَّیْ ءَ عن وَجْهِه، أَی صَرَفه.
و رَوَی شَمِرٌ عن ابْنِ أَبِی عائِشَهَ (2)قال:العرب إِنَّما سَمَّت السِّحْرَ سِحْراً لأَنه یُزِیل الصِّحَّه إِلی المَرَض،و إِنما یقال: سَحَره ،أَی أَزالَه عن البُغْض إِلی الحُبّ .و قال الکُمَیْت:
و قَادَ إِلَیْهَا الحُبَّ فانْقَادَ صَعْبُهُ
بِحُبٍّ من السِّحْرِ الحَلاَلِ التَّحَبُّبُ
یرید أَنَّ غَلَبَهَ حُبِّها کالسِّحر و لیس به؛لأَنَّه حُبٌّ حَلاَلٌ ، و الحَلال لا یکون سِحْراً ،لأَن السِّحْر فیه کالخِدَاع.
قال ابنُ سِیدَه:و أَما
14- قولُه صلی اللّه علیه و سلّم: «مَنْ تَعَلَّم باباً من النُّجُوم فقد تعَلَّم بَاباً من السِّحر ». فقد یکون علی المعنَی الأَوَّلِ ، أَی أَن عِلْمَ النُّجُومِ مُحرَّمُ التَّعَلُّمِ ،و هو کُفْرٌ،کما أَنّ عِلْمَ السِّحْرِ کذلک.و قد یکون علی المَعْنَی الثانی،أَی أَنه فِطْنَهٌ و حِکْمَهٌ ،و ذلِک ما أُدْرِک منه بطریقِ الحِسَابِ کالکُسُوف و نَحْوِه،و بهَذَا عَلَّلَ الدِّینَوَرِیُّ هذا الحدِیثَ .
و السَّحْرُ ،بِالْفتح أَیضاً:الکَبِد و سَوادُ القَلْبِ و نَوَاحِیه.
و بالضَّم:القَلْبُ ،عن الجَرْمِیِّ ،و هو السُّحْرَهُ ،أَیضاً.
قال:
و إِنِّی امرؤٌ لم تَشْعُرِ الجُبْنَ سُحْرَتِی
إِذَا مَا انْطَوَی منِّی الفُؤَادُ علی حِقْدِ
و سَحَرَ ،کمَنَعَ :خَدَعَ و عَلَّلَ ، کسَحَّرَ تَسْحِیراً .قال امرؤُ القَیْس:
أُرَانا مُوضِعِینَ لأَمْرِ غَیْبٍ
و نُسْحَرُ بالطَّعَامِ و بِالشَّرَاب
قوله:مُوضِعِین،أَی مُسْرِعِین.و أَراد بأَمْرِ غَیْبٍ الموتَ .
و نُسْحَر أَی نُخْدَع أَو نُغَذَّی:یقال سَحَرَه بالطَّعَام و الشَّرابِ سَحْراً و سَحَّرَهُ :غَذَّاه و عَلَّلَه.
و أَما قَوْلُ لَبِید:
فإِنْ تَسْأَلِینَا فِیمَ نَحْن فإِنَّنَا
عَصَافِیرُ من هذا الأَنَامِ المُسَحَّرِ
فإِنه فُسِّرَ بالوَجْهَیْن.و کذا قوله تعالی: إِنَّما أَنْتَ مِنَ اَلْمُسَحَّرِینَ (3)من التَّغْذِیه و الخَدِیعَه.
و قال الفَرَّاءُ:إِنّک تَأْکُل الطعَام و الشَّرَاب فُتَعلَّلُ به.
و فی التَّهْذِیب: سَحَر الرَّجلُ ،إِذا تَبَاعَدَ.
و سَحِرَ ، کسَمِع:بَکَّرَ تَبکِیراً.
و المَسْحُورُ :المُفْسَدُ مِن الطَّعَامِ . و هو الذی قد أُفِسد عَمَلُهُ .قال ثعلب طَعامٌ مَسْحُورٌ :مَفْسُودٌ.قال ابنُ سِیدَه:
ص:503
هکذا حَکَاه:«مَفْسُود»لا أَدرِی أَهو علی طَرْح الزائد أَم فَسَدْتُه لُغَهٌ أَم هو خَطَأٌ. و المَسْحُور أَیضاً،المُفْسَد من المَکَانِ لِکَثْرَهِ المَطَرِ. و الذی قاله الأَزهریّ و غیره:أَرض مَسْحُورَه :أَصابَهَا من المَطَرِ أَکثَرُ مِمَّا یَنْبَغِی فأَفْسَدَها، أَو من قلَّه الْکَلإِ ،قال ابنُ شُمَیْل:یُقال للأَرض التی لَیْسَ بها نَبْتٌ :إِنما هی قَاعٌ قَرَقُوسٌ .
و أَرْضٌ مَسْحُورَهٌ :قَلِیلَهُ اللَّبَنِ ،أَی لا کَلأَ فِیهَا (1).و قال الزَّمَخْشَرِیّ :أَرضٌ مَسْحُورَهٌ لا تُنْبِت،و هو مَجَاز.
و السَّحِیرُ ،کأَمِیرٍ: المُشْتَکِی بَطْنَه من وَجَعِ السَّحْرِ ،أَی الرِّئَهِ .فإِذا أَصابَه منه السِّلُّ و ذَهَبَ لحمُه فهو بَحِیرٌ و بَحِرٌ (2).
و السَّحِیر : الفَرَسُ العَظِیمُ البَطْنِ ،کذا فی التَّکْمِلَه.
و فی غیرها:العَظِیمُ الجَوْفِ .
و السُّحَارَهُ ،بالضَّم،من الشَّاهِ :ما یَقْتَلِعُه القَصَّاب ، فیَرْمِی به من الرِّئَه و الحُلْقُومِ و ما تَعَلَّق بها،جُعِلَ بناؤُه بناءَ السُّقَاطه و أَخواتِها.
و السَّحْر ،بالفَتح،و السَّحَّارَه ، کجَبَّانهَ :شَیْ ءٌ یَلعَبُ به الصِّبْیانُ ،إِذا مُدَّ من جانب خَرَجَ علی لَوْنٍ ،و إِذَا مُدّ من جانِبٍ آخَرَ خَرَجَ علی لَوْنٍ آخَرَ مُخالِفٍ للأَوّلِ ،و کلُّ ما أَشْبَه ذلک سَحَّارَه ،قاله اللَّیْثُ ،و هو مَجاز.
و الإِسْحَارُّ و الإِسْحارَّهُ (3)،بالکسر فیهما، و یُفْتَح و الرَّاءُ مُشَدَّدَهٌ ، و قال أَبو حَنِیفه:سَمِعتُ أَعرابِیًّا یقول: السِّحَارُ ، و هذه مُخَفَّفَهٌ ،أَی ککِتَاب فطَرَحَ الأَلِفَ و خَفَّفَ الرَّاءَ: بَقْلَهٌ تُسَمِّنُ المالَ . و زَعَم هذا الأَعرابیُّ أَن نَباتَه یُشْبِه الفُجْلَ غیرَ أَنه لا فُجْلَهَ لَه.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :و هو خَشِنٌ یَرْتفع فی وَسَطه قَصَبَهٌ فی رَأْسِها کُعْبُرَهٌ ککُعْبُرَهِ الفُجْلَهِ ،فِیهَا حَبٌّ له دُهْن یُؤْکَل و یُتَداوَی بِهِ ،و فی وَرَقهِ حُرُوفَهٌ لا یأْکُلُه النَّاس و لکنه ناجِعٌ فی الإِبل.
و رَوَی الأَزهرِیُّ عن النَّضْر: الإِسْحَارَّه :بَقْلهٌ حارَّهٌ تَنْبُت علی سَاقٍ ،لها وَرَقٌ صِغَارٌ،لها حَبَّهٌ سَوْدَاءُ کأَنَّهَا شِهْنِیزَهٌ (4). و السَّوْحَرُ :شَجَرُ الخِلاَف ،و الواحدهُ سَوْحَرَهً ، و هو الصَّفْصَاف أَیضاً یمانیه،و قیل بالجیم،و قد تقدَّم.
و سَحَّارٌ ،ککَتَّان ،و فی بعض النُّسخ:ککِتَاب، صَحابِیٌّ .
و عبدُ اللّه بن محمّد السِّحْرِیُّ ،بالکسر: مُحَدِّثٌ ،عن ابن عُیَیْنَه،و عنه مُحَمَّد بنُ الحُصَیْب (5)،و لا أَدْرِی هذِه النِّسبه إِلی أَیِّ شَیْ ءٍ،و لم یُبَیِّنُوه.
و المُسَحَّر ، کمُعَظَّم:المُجَوَّفُ ،قاله الفَرَّاءُ فی تَفْسِیر قولِه تعالی: إِنَّما أَنْتَ مِنَ اَلْمُسَحَّرِینَ (6)کأَنَّه أُخِذَ من قولهم:انتفَخَ سَحْرُک ،أَی أَنَّک تُعَلَّل بالطَّعَام و الشَّرَاب.
و اسْتَحَرَ الدِّیکُ .صاحَ فی السَّحَرِ ،و الطَّائِرُ:غَرَّدَ فیه.
قال امرؤُ القَیْس:
کأَنَّ المُدَامَ و صَوْبَ الغَمَامِ
و رِیحَ الخُزَامَی و نَشْرَ القُطُرْ
یُعَلُّ به بَرْدُ أَنْیَابِهَا
إِذا طَرَّبَ الطائِرُ المُسْتَحِرْ
*و مما یُستدرک علیه:
سَحَرَه عن وَجْهِه:صَرَفَه فَأَنّی تُسْحَرُونَ (7)فأَنَّی تُصْرَفُونَ ،قاله الفَرَّاءُ و یقال:أُفِکَ و سُحِرَ سَوَاءٌ.و قال یُونُس:تقول العَربُ للرَّجل:ما سَحَرَک عن وَجْهِ کذَا وَ کَذَا؟ أَی ما صَرفَکَ عنه ؟ و المَسْحُور :ذاهِبُ العَقْلِ المُفْسَدُ؛روَاه شَمِرٌ عن ابن الأَعْرَابیّ (8).
و سَحَرَه بالطَّعَام و الشَّرَابِ :غَذَّاه،و السِّحْر ،بالکَسْر:
الغِذَاءُ،من حَیث إِنَّه یَدِقُّ و یَلْطُف تأْثِیرُه.
و المُسَحَّر ،کمُعَظَّم:من سُحِرَ مَرَّهً بعدَ أُخْرَی حتَّی تَخَبَّل عَقْلُه.
ص:504
و السّاحِرُ :العالِمُ الفَطِنُ .
و السِّحْرُ :الفَسَادُ.و کلَأٌ مسحُورٌ :مُفْسَد.
و غَیْثٌ ذو سِحْرٍ ،إِذا کان ماؤُه أَکثَرَ مِمَّا یَنْبَغِی.
و سَحَرَ المطرُ الطِّینَ و التُّرَابَ سَحْراً :أَفَسْدَه فلم یَصْلُح للعَمَل.
و أَرضٌ ساحِرَهُ التُّرَابِ (1).
و عَنْزٌ مَسْحُورَهٌ :قلیلهُ اللَّبَن.و یقال:إِنَّ اللَّسَقَ (2)یَسْحَرُ أَلبانَ الغَنَمِ ،و هو أَن یَنزلَ اللَّبَنُ قَبْلَ الوِلاَدِ.و اسْتحَرُوا :
أَسْحَروا ،قال زُهیر:
بَکَرْنَ بُکُوراً و استَحَرْنَ بسُحْرَهٍ (3)
و سَحَرُ الوادِی:أَعْلاه.
و سَحَّره تَسْحِیراً :أَطْعَمه السَّحُورَ .
و لها عَیْنٌ ساحِرَهٌ ،و عُیُونٌ سَوَاحِرُ ،و هو مَجَازٌ.
و کلُّ ذِی سَحْرٍ مُسَحَّر .
و سَحَرَه فهو مَسْحُور و سَحِیرٌ :أَصابَ سَحْرَه أَو سُحْرَتَه .
و رَجلٌ سَحِرٌ و سَحِیرٌ :انقطعَ سَحْرُه .و قَولُ الشَاعر:
أَ یَذْهَبُ ما جَمَعْتَ صَرِیمَ سَحْرٍ ؟
ظَلِیفاً إِنَّ ذَا لَهوَ العَجِیبُ
مَعْنَاه مَصْرُوم الرِّئه:مَقْطُوعها.و کُلُّ ما یَبِسَ منه فهو صَرِیمُ سَحْرٍ .أَنشَدَ ثَعْلَب:
تَقُولُ ظَعِینَتی لَمَّا اسْتَقَلَّتْ :
أَ تَتْرُکُ ما جَمَعْتَ صَرِیمَ سَحْرِ
و صُرِمَ سَحْرُه :انقَطَعَ رَجَاؤُه.و قد فُسِّر صَرِیمُ سَحْرٍ بأَنَّه المَقْطُوعُ الرَّجَاءِ.
قال الفخرُ الرَّازِیّ فی المُلَخَّص: السِّحْر و العَیْن لا یَکونانِ من فَاضِلٍ و لا یَقَعَانِ و لا یَصِحَّان منه أَبداً،لأَنّ من شَرْطِ السِّحْر الجَزْمَ بصدُورِ الأَثَرِ،و کذلِک أَکثرُ الأَعْمَالمن المُمْکِنَات من شَرْطِهَا الجَزْمُ .و الفَاضِل المُتَبَحِّر بالعُلُوم،یَرَی وُقُوعَ ذلِک من المُمْکِنَات التی یَجُوزُ أَن تُوجَدَ و أَن لا تُوجَد،فلا یَصِحّ له عَمَلٌ أَصلاً.و أَمّا العَیْنُ فلأَنه لا بُدَّ فِیهَا من فَرْطِ التَّعْظِیم للمَرْئِیّ ،و النَّفْسُ الفاضِلَهُ لا تَصِل فی تعظیم ما تَرَاه إِلی هذه الغَایَهِ ،فلذلک لا یَصِحّ السِّحْر إِلاَّ من العَجَائِز،و التُّرْکمانِ ،و السُّودانِ و نحْو ذلک من النُّفُوس الجاهِلیّه.کذا فی تاریخ شَیْخ مشایِخنا الأَخْبارِیّ مُصْطَفی بنِ فتْح اللّه الحَمَویّ .
اسْحَنْطَرَ الرَّجلُ ،أَهمله الجوهریّ .و قال اللَّیْثُ أَی امتَدَّ و مَالَ ،نقلَه الأَزْهَرِیّ و الصَّاغانِیّ .
و یقال: اسحَنْطَرَ إِذَا عَرُضَ و طَالَ وَ وَقَعَ علی وَجْهِه ، مثْل اسْلَنْطَحَ سَواءً.
اسْحَنْفَرَ :الرّجُلُ : مَضَی مُسْرِعاً.
و اسْحَنْفَرَ الطَّرِیقُ :اسْتَقَامَ و امتَدَّ. و اسحَنْفَر المَطَرُ.
کَثُرَ.
و قال أَبو حَنِیفَهَ : المُسْحَنْفِرُ :الکَثِیرُ الصَّبِّ الواسِعُ .
قال:
أَغَرُّ هَزِیمٌ مُسْتَهِلٌّ رَبَابُه
له فُرُقٌ مُسْحَنْفرَاتٌ صَوَادِرُ
و اسْحَنْفَر الخَطِیبُ فی خُطْبَتِه،إِذا مَضَی و اتَّسَع فی کَلامِه. و یقال: اسحَنْفَرَ الرجُلُ فی مَنْطِقه،إِذا مَضَی فیه و لم یَتَمکَّثْ .
و فی الصّحاح: المُسْحَنْفِرُ :البَلَدُ الواسِعُ .
و المُسْحَنْفِرُ : الرَّجلُ الحاذِقُ الماضِی فی أُموره.
و المُسْحَنْفِر : الطَّرِیقُ المُسْتَقِیمُ ،و المَطَر الصَّبّ .
قال الأَزهریّ : اسْحَنْفَرَ و اجْرَنْفَزَ رُباعِیّانِ ،و النون زائدهٌ ، کما لَحِقَت بالخُماسِیّ .و جمله قول النَّحْوِیِّیْن أَن الخُمَاسِیّ الصَّحِیحَ الحُرُوفِ لا یکون إِلا فی الأَسماءِ مثل الجَحْمَرِش و الجِرْدَحْل.و أَمّا الأَفعال فلیس فیها خماسیٌّ إِلا بزِیاده حَرْفٍ أَو حَرْفَیْن،فافْهَمْه.
*و مما یستدرک علیه:
اسحَنْفَرَت الخَیْلُ فی جَرْیها،إِذا أَسْرَعَت.
ص:505
سَخِر منه ،هذِه هی اللُّغَه الفَصِیحه،و بها وَرَد القرآن.قال اللّه تَعالی: فَیَسْخَرُونَ مِنْهُمْ سَخِرَ اللّهُ مِنْهُمْ (1)و قال: إِنْ تَسْخَرُوا مِنّا فَإِنّا نَسْخَرُ مِنْکُمْ (2).
و قال بعضُهم:لو سَخِرْتُ من راضِع لخَشِیتُ أَن یَجُوزَ بی فِعْلُه. و قال الجَوْهَرِیّ :حکَی أَبُو زید: سَخِرْت بِهِ ،و هو أَردَأُ اللُّغَتَیْن،و نقلَ الأَزهَرِیّ عن الفَرَّاءِ:یقال: سَخِرْت منه.و لا یقال: سَخِرْت بِه.و کأَن المصنِّف تَبِعَ الأَخفَشَ ، فإِنه أَجازَهما.قال: سَخِرْت منه و سَخِرْت به،کلاهما کفَرِح -و کذلک ضَحِکْت منه و ضَحِکْت به،و هَزِئْت منه و هَزِئْت به،کُلٌّ یقال.و نَقَل شیخُنَا عن النَّوَوِیّ :الأَفصحُ الأَشْهَرُ: سَخِرَ منه،و إِنما جاءَ سَخِرَ به لتَضَمُّنه معنَی هَزِیءَ- سَخْراً ،بفتح فسکون، و سَخَراً محرَّکهً ، و سُخْرَهً ، بالضَّمّ ، و مَسْخَراً ،بالفَتْح، و سُخْراً ،بضمّ فسکون، و سُخُراً ،بضَمَّتَیْن: هَزِئ به.و یرْوَی بَیتُ أَعْشَی باهِلَهَ بالوَجْهَیْن:
إِنِّی أَتَتْنِی لِسَانٌ لا أُسَرُّ بها
من عَلْوَ لا عَجَبٌ منها و لا سُخُرُ (3)
بضَمَّتَیْن،و بالتَّحْرِیک، کاستَسْخَر و فی الکِتَاب العَزِیز:
وَ إِذا رَأَوْا آیَهً یَسْتَسْخِرُونَ (4)قال ابن الرُّمَّانِّیّ :یَدعُو بعضُهم بعضاً إِلی أَن یَسْخَر ، کَیسْخَرون ،کعَلاَ قِرْنَهُ و استَعْلاه.قال غیره:کما تقول:عَجِبَ و تَعجَّبَ و استَعْجَبَ ،بِمَعْنًی واحدٍ.
و الاسمُ السُّخْرِیَهُ و السُّخْرِیُّ ،بالضَّمّ ، و یُکْسَرُ. قال الأَزهرِیّ :و قد یکون نَعْتاً،کقَوْلک:هم لک سُخْرِیّ و سُخْرِیَّه .مَنْ ذَکَّرَ قال: سُخْرِیًّا ،و من أَنَّثَ قال:
سُخْرِیَّه ،و قُرِئ بالضَّمّ و الکَسْر قوله تعالی: لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیًّا (5).
و سَخَرَه ،کمَنَعه ، یَسْخَره سُخْرِیًّا ،بالکَسْرِ و یُضَمّ ، و سَخَّره تَسْخِیراً : کَلَّفَه ما لا یُرِید و قَهَرَه. و کُلُّ مَقْهُورٍ مُدَبَّرٍ لا یَملِکُ لِنَفْسِه ما یُخَلِّصه من القَهْرِ فذلک مُسَخَّر .قال اللّهتعالی: وَ سَخَّرَ لَکُمُ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ (6)أَی ذَلَّلهما:
وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ (7).
قال الأَزهریّ :جاریاتٌ مَجَارِیَهُنَّ .
و هو سُخْرَهٌ لِی و سُخْرِیٌّ و سِخْرِیٌّ بالضَّمّ و الکَسْر.
و قیل: السُّخْرِیّ بالضَّمّ :من التَّسْخِیر :و السِّخْرِیّ ، بالکَسْر،من الهُزْءِ،و قد یقال فی الهُزْءِ سُخْریّ و سِخْرِیّ ، و أَمّا من السُّخْرَه فواحِده مَضْمُوم (8).و قوله تعالی:
فَاتَّخَذْتُمُوهُمْ سِخْرِیًّا (9)بِالْوَجْهَیْن،و الضَّمّ أَجْوَدُ.
و رَجُلٌ سُخَرَهٌ و ضُحَکَهٌ ، کهُمَزَهٍ یَسْخَر بالنّاس.
و فی التهذیب: یَسْخَرُ من النَّاس.
و کبُسْرَهٍ :مَنْ یُسْخَر مِنْه.
و السُّخْرَه أَیضاً: مَنْ یُسَخَّر فی الأَعْمال و یَتَسَخَّر کُلَّ مَنْ قَهَرَه و ذَلَّله من دابَّه أَو خادِمٍ بلا أَجْرٍ و لا ثَمَنٍ .
و منِ المَجَاز سَخَرَت السَّفِینَهُ ،کمَنَعَ :أَطاعَت و جَرَتْ و طَابَ (10)لها الرِّیحُ و السَّیْرُ ،و اللّه سَخَّرَها تَسْخِیراً ، و التَّسْخِیرُ :التَّذلیلُ ،و سُفُنٌ سَواخِرُ مَوَاخِرُ،من ذلک.و کُلُّ ما ذَلَّ و انْقادَ أَو تَهَیَّأَ لَک علی ما تُرِید فقد سُخِّرَ لک.
و قوله تعالی: إِنْ تَسْخَرُوا مِنّا فَإِنّا نَسْخَرُ مِنْکُمْ کَما تَسْخَرُونَ (11)أَی إِن تسْتَجْهِلُونَا ،أَی تَحمِلُونا علی الجَهْل علی سَبِیلِ الهُزْءِ فإِنَا نَسْتَجْهِلُکم کما تَسْتَجهِلُونَنَا ،و إِنما فَسَّرَه بالاستجهال هَرَباً من إِطلاق الاسْتِهْزَاءِ علیه تَعالَی شَأْنُه،مع أَنه واردٌ علی سَبِیل المُشاکَله فی آیات کَثِیره غیرِهَا.و
16- فی الحدِیث أَیضاً: «أَ تَسْخَرُ بِی و أَنَا المَلِک» (12).
قالُوا:أَی أَ تَسْتَهزِئ بِی؛و قالوا:هو مَجَازٌ و معناه أَتَضَعُنی فیما لا أَراه من حَقِّی،فکَأَنَّها صُورَه السُّخْرِیَه ،فتأَمَّلُ .
و سُخَّرٌ (13)، کسُکَّرٍ:بَقْلَهٌ بخُرَاسَانَ ،و لم یَزِد الصَّاغَانِیّ علی قوله:بَقْلَهٌ .و قال أَبو حَنِیفَهَ :هی السَّیْکَرَانُ .
ص:506
و سَخَّرَه تَسْخِیراً :ذَلَّله و کَلَّفَه ما لاَ یُرِیدُ و قَهَرَه، عَمَلاً بلا أُجْرَهٍ ،و لا ثَمَن،خادِماً أَو دَابَّهً ، کتَسَخَّرَه ،یقال:
تَسخَّرْتُ دابَّهً لفُلان،أَی رَکِبْتها بغَیر أَجْرٍ.
و یقال:هو مَسْخَرَهٌ مَن المَسَاخِر .و تقول:رُبَّ مَسَاخِرَ یَعْدُّهَا النَّاسُ مفاخِرَ.
و أَمَّا ما جَاءَ فی الحَدِیث (1):«أَنا أَقُولُ کذا و لا أَسْخَرُ » أَی لا أَقول إِلا مَا هُو حَقٌّ ،و تقدیره:و لا أَسخَرُ منه.و علیه قَولُ الراعی:
تَغَیَّر قَوْمِی و لا أَسْخَرُ
و مَا حُمَّ مِن قَدَرٍ یُقْدَرُ (2)
أَی لا أَسْخَرُ منهم.
و سُخْرُورُ بنُ مالِکٍ الحَضْرَمِیّ ،بالضَّمّ ،له صُحْبَهٌ ،شَهِدَ فَتْحَ مِصْر،ذکره ابنُ یُونُس.
السَّخْبَر :شَجَرٌ ،إِذا طَالَ تَدَلَّتْ رُؤُوسه و انْحَنَت،واحدتُه سَخبَرَهٌ ،و هو یُشبهُ الإِذْخِرَ. و قال (3)أَبو حَنِیفه:یُشْبِه الثُّمَامَ ،له جُرْثُومَهٌ ،و عِیدَانُه کالکُرّاثِ فی الکَثْرَهِ .کأَنَّ ثَمَرَه مَکَاسِحُ القَصَبِ أَو أَرقُّ منها
17- حدیث ابنِ الزُّبَیْر: قال لِمُعَاوِیَه:«لا تُطْرقْ إِطراقَ الأُفْعُوانِ فی أُصولِ السَّخْبَر ». قالوا:هو شَجَرٌ تَأْلَفُه الحَیَّاتُ فتَسْکُن فی أُصولِه، أَی لا تَتغافَلْ عمَّا نَحن فیه.
و سَخْبَرٌ (4): ع ،سُمِّیَ باسْم الشَّجَرِ.
و السُّخَیْبِرَه مُصغَّراً: مَاءٌ جامِعٌ ضَخْمٌ لبَنِی الأَضْبَط بنِ کِلاب.
و سَخْبَرَهُ الأَزْدِیّ ،رَوَی عنه ابنُه عبدُ اللّه.و له حدیثٌ فی سُنَن التِّرْمذِیّ ،کذا قاله الذَّهَبیّ و ابنُ فَهْد.-قلت:و الذی رَوَی عنه أَبُو دَاوود[نفیع] (5)الأَعمَی،عن عبدِ اللّه بن سَخْبَرَه ،عن النّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم،لیس بالأَزْدِیِّ ،فإِن الأَزْدِیَّ هو أَبو مَعْمَر،و لیس لابْنِه رِوَایَهٌ و لا لأَبِی دَاوُود عن.- و سَخْبَرَهُ ابنُ عُبَیْدَهَ ،و یقال عُبَیْدٍ الأَسَدّی من أَقَارِب عَبْدِ اللّهِ بنِ جَحْشٍ ،له هِجْرَهٌ ، صحابِیَّانِ .
و سَخْبَرَهُ بِنْتُ تَمِیم ،و یقال بِنْتُ أَبِی تَمِیم، صَحابِیَّهٌ :
ذَکَرها ابنُ إِسحاقَ فِیمَن هاجَرَ إِلی المَدینهَ .
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
فُرُوعُ السَّخْبَرِ ،لَقَبُ بَنِی جَعْفَر بنِ کِلابٍ .قال دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّه:
مّما یَجِیءُ به فُرُوعُ السَّخْبَرِ
و یقال:رَکِبَ فُلانٌ السَّخْبَرَ ،إِذا غَدَرَ.قال حَسَّانُ بنُ ثابتٍ :
إِنْ تَغْدِرُوا فالغَدْرُ منکمْ شِیمَهٌ
و الغَدْرُ یَنْبُتُ فی أُصُولِ السَّخْبَرِ
أَرادَ قَوماً مَنازِلُهم و مَحَالُّهم فی مَنَابِتِ السَّخْبَرِ .قال:
و أَظنُّهم من هُذَیْل.
قال ابنُ بَرِّیّ :إِنَّمَا شَبَّهَ الغادِرَ بالسَّخْبَرِ .لأَنَّه شَجَرٌ إِذا انتَهَی استَرْخَی رأْسُه و لم یَبْقَ علی انتصابِه.یقول:أَنتم لا تَثْبتون علی وفَاءٍ کهذا السَّخْبرِ الذی لا یَثْبُت علی حَال،بَیْنَا یُرَی مُعْتَدِلاً مُنْتَصَباً عادَ مُسْتَرْخِیاً غَیْرَ مُنْتَصِبٍ .
و أَبُو مَعْمَر عَبْدُ اللّه بنُ سَخْبَرَهَ الأَزْدِیُّ صاحِبُ عبدِ اللّه بنِ مسْعُودٍ،من وَلَدِه أَبُو القَاسِم یَحْیَی بنُ عَلِیّ بْنِ یَحْیَی بنِ عَوْفِ بْنِ الحَارِث بن الطُّفَیْلِ بن أَبی مَعْمَر السَّخْبَرِیّ البَغْدَادِیّ ،ثِقَهٌ ،حدَّث عن البَغَوِیّ و ابْنِ صَاعِدٍ،و عنه أَبُو مُحَمَّد الخَلاَّل،تُوفِّی سنه 384.
السِّدْر ،بالکَسْر: شَجَرُ النَّبِقِ ،الوَاحِدَهُ بِهَاءٍ ، قال أَبو حَنِیفَه:قال ابنُ زِیاد: السِّدْرُ من العِضَاهِ ،و هو لَوْنَانِ :فمنْه عُبْرِیٌّ ،و منه ضَالٌ (6).فأَمّا العُبْرِیّ فمَا لا شَوْکَ فیه إِلاّ ما لا یَضِیرُ.و أَما الضّالُ فذُو شَوْکٍ .و للسِّدْرِ وَرقَهٌ عَرِیضَهٌ مُدَوَّرهٌ ،و ربما کانت السِّدْرهُ مِحْلاَلاً.قال ذُو الرُّمَّه:
قَطَعْتُ إِذَا تَجَوَّفَتِ العَوَاطِی
ضُرُوبَ السِّدْرِ عُبْرِیًّا و ضَالاَ
ص:507
قال:و نَبِقُ الضَّالِ صِغَارٌ.قال:و أَجوْدُ نَبِقٍ یُعلَم بأَرْضِ العَرَب نَبِقُ هَجَرَ،فی بُقْعَه واحِدَه،یُحْمَی (1)للسُّلْطَان.و هو أَشَدُّ نَبِقٍ یُعْلَم حَلاوهً و أَطیَبُه رائِحهً ،یَفُوحُ فَمُ آکِلِه و ثِیَابُ مُلاَبِسِه کما یَفوح العِطْرُ. ج سِدْرَاتٌ ،بکَسْر فسُکُون، و سِدِرَاتٌ ،بکَسْرَتَیْن، و سِدَرَاتٌ ،بکسر ففتح، و سِدَرٌ ، مثل،عِنَبٍ ، و سُدُرٌ (2)،بالضّمّ ،الأَخِیرَه نادِرَه،کذا فی المحکم.
و سِدْرَهُ ،بالکسر: تابِعِیّ ،و قیل:اسمُ امرأَهٍ رَوَتْ عن عائِشَهَ رضی اللّه عنها. و أَبو سِدْرَهَ :سُحَیْمٌ الجُهَیْمِیّ (3):
شاعِرٌ ،و أَبو سِدْرَهَ :خالِدُ بنُ عَمْرٍو.
و قولُه تَعالی: عِنْدَ سِدْرَهِ الْمُنْتَهی . عِنْدَها جَنَّهُ الْمَأْوی (4).و کذلک
14- فی حَدِیثِ الإِسراءِ: «ثم رُفِعْتُ إِلی سِدْرَهِ المُنْتَهَی». فان (5)اللیثَ زعمَ أَنَّهَا سِدْرَهٌ فی السَّمَاءِ السّابِعَهِ لا یُجَاوِزُها مَلَکٌ و لا نَبِیّ .و قد أَظَلَّت الماءَ و الجَنَّهَ .
قال:و یُجْمَع علی ما تقدَّم.و قال شیخُنَا:و وَردَ فی الصَّحِیح أَیضاً أَنَّهَا فی السَّمَاءِ السَّادِسَه،و جمعَ بَیْنَهما عیاضٌ باحْتِمَال أَنَّ أَصْلَها فی السادسه و عَلَت و ارتَفَعَت أُصولُها إِلی السابعه.
قلْت:و قال ابنُ الأَثِیر: سِدْرَهُ المُنْتَهی فی أَقْصَی الجَنَّهِ ، إِلیها یَنْتَهِی عِلْمُ الأَوّلِین و الآخِرِین و لا یَتَعدّاها.
و ذُو سِدْرٍ ،بالکَسْر، و ذو سُدَیْرٍ ،بالتصْغِیر، و السِّدْرَتَانِ مُثَنَّی سِدْرَهٍ : مَوَاضِعُ . و قَرأْت فی دِیوانِ الهُذَلِیّین من شِعْر أَبِی ذُؤَیْب الهُذَلِیّ قولَه:
أَصْبَحَ منْ أُمِّ عَمْرو بَطْنُ مُرٍّ فَأَجْ
زاعُ الرَّجِیعِ فذُو سِدْرٍ فأَمْلاَحُ (6)
و أَمَّا ذو سُدَیْرٍ فقَاعٌ بَیْنَ البَصْرهِ و الکُوفَه،و سیأْتِی فی کلام المصنِّف قریباً.
و سَدِیرٌ ، کأَمِیر،نَهرٌ بناحِیَه الحِیرَهِ من أَرضِ العِرَاق.
قال عَدِیّ [بن زید].
سَرَّهُ حَالُه و کَثْرهُ ما یَمْ
لِکُ و البَحْرُ مُعْرِضاً و السَّدِیرُ
و قیل: السَّدِیرُ :النَّهْرُ مطلقاً.و قد غَلَب علی هذا النَّهْرِ.
و قیل: سَدِیرٌ :قَصْرٌ فی الحِیرَه من مَنَازلِ آلِ المُنْذِر و أَبنِیتِهم،و هو بالفارسیّه«سِهْ دِلَّی»أَی ثلاث شُعَبٍ أَو ثلاث مُداخَلاَتٍ .و فی الصّحاح:و أَصْله بالفارسیّه«سِهْ دِلَّهْ » (7)أَی فیه قِبَابٌ مُدَاخَلَه مِثْلُ الحارِیّ بکُمَّیْنِ .و قال الأَصمعِیُّ :
السَّدِیر فارِسَیَّه کأَن أَصله«سِهْ دِل»أَی قُبَّه فی ثَلاَثِ قِبَابٍ مُدَاخَلَه (8)،و هی التی تُسَمِّیه (9)الیومَ الناسُ سِدِلَّی.فأَعْرَبتْه العرب فقالوا: سَدِیرٌ .
قلْت:و ما ذَکَره من أَن السَدِلَّی بمعنَی القِبَاب المُتداخِله فهو کَذلِک فی العُرْف الآن،و هکذا یُکْتَب فی الصُّکُوک المستعمَله.و أَمّا کَون أَنّ السَّدِیر مُعرّب عنه فمَحَلُّ تأَمُّلٍ ، لأَن الذی یَقتضیه اللسانُ أَن یکون مُعَرَّباً عن«سِهْ دره»أَی ذا ثلاثهِ أَبوابِ ،و هذا أَقرب من«سِهْ دلَّی»کما لا یَخْفَی.
و سَدِیرٌ أَیضاً: أَرضٌ بالیَمَن تُجلَب منها البُرُودُ المُثمّنَه.
و سَدِیرٌ أَیضاً: ع بِمِصْر فی الشَّرقِیَّه قُربَ العَبَّاسِیَّه.
5- و سَدِیرُ بنُ حَکِیم الصَّیْرَفِیّ : شَیْخٌ لسُفْیَانَ الثَّوْرِیّ ، سَمِع أَبا جَعْفَرٍ محمَّدَ بن علیّ بن الحُسَیْن، قاله البُخَاریّ فی التَّاریخ .
و فی نوادِرِ الأَصْمَعِیّ التی رواها عنه أَبو یَعْلَی.قال أَبو عَمْرِو بنُ العَلاءِ: السَّدِیرُ : العُشْب.
ص:508
و ذو سُدَیْر (1)، کزُبَیْر:قاعٌ بینَ البَصْرَهِ و الکُوفَهِ ،و هو الذی تَقَدَّم ذِکْرُه فی کلامه أَوَّلاً،فهو تَکْرَارٌ،کما لا یَخْفَی.
و السُّدَیْر : ع بدِیارِ غَطَفَانَ ،قال الشاعِر:
عَزَّ عَلَی لَیْلَی بِذِی سُدَیْرِ
سُوءُ مَبِیتِی بَلَدَ الغُمَیْرِ
قیل:یرید:بذی سِدْرٍ ،فصَغَّرَ.
و السُّدَیْر : ماءٌ بالحِجَازِ ،و فی بعض النُّسَخ بدله:و قَرْیَهٌ بِسِنْجَارَ. و یقال : سُدَیْرهُ : بِهَاءٍ ،و صَوَّبه شیخُنَا.
و
14- فی معجم البَکْرِیّ : سُدَیر و یقال سُدَیْرَهُ (2):مَاءَهٌ بین جُرَاد و المَرُّوتِ ،أَقطَعَها النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلّم حُصَیْنَ بنَ مُشمِّتٍ الحِمَّانیّ (3). فلیُنْظَر.
و السّادِرُ :المُتَحَیِّر من شِدّه الحَرّ، کالسَّدِرِ ،ککَتِف.
و سَدِرَ بَصَرُه، کفَرِحَ سَدَراً ،مُحَرَّکَهً ، و سَدَارَهً ، ککَرَامَه،فهو سَدِرَ :لم یَکَد یُبْصِر.و قیل: السَّدَرُ ، بالتَّحْرِیک،شِبْهُ الدُّوَارِ،و هو کَثِیراً ما یَعْرِض لرَاکِبِ البَحْر.
و
1- فی حدیثِ علیٍّ رضی اللّه عنه: «نَفَرَ مُسْتَکْبِراً و خَبَطَ سادِراً ». قیل السَّادِرُ :اللاَّهِی.و قیل: الَّذِی لا یَهْتَمُّ لشیْ ءٍ و لا یُبَالِی ما صَنَعَ قال:
سادِراً أَحْسَبُ غَیِّی رَشَداً
فتَناهَیْتُ و قد صَابَتْ بقُرّ
و یقال: سَدِرَ البَعِیرُ ،کفَرِحَ ، یَسْدَر سَدَراً : تَحَیَّر بَصَرُه من شِدَّهِ الحَرِّ ،فهو سَدِرٌ .
و فی الأَساس: سَدِرَ بَصرُه و اسمَدَرَّ:تَحَیَّرَ فلم یُحسِن الإِدْراکَ .و فی بَصَرِه سَدَرٌ و سَمَادِیرُ .
و عَینه سَدِرَهٌ .و إِنه سادِرٌ (4)فی الغَیّ :تائِهٌ ،و تَکلَّم سادِراً :غیرَ مُتَثَبِّت (5)فی کلامِه،انتهی.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : سَدِرَ :قَمِرَ،و سَدِرَ من شدَّه الحَرّ.
و سَدِرٌ ککَتِفٍ :البَحْرُ ،قاله الجوهریّ .قیل:لم یُسمع به إِلاّ فی شِعْر أُمَیَّهَ بنِ أَبِی الصَّلْت:
فکأَنّ بِرْقِعَ و الملائکَ حَوْلَهَا
سَدِرٌ توَاکَلَه القَوَائِمُ أَجْرَدُ (6)
و قبله:
فأَتَمَّ سِتًّا فاسْتَوَتْ أَطْبَاقُهَا
و أَتَی بِسَابِعَهٍ فأَنَّی تُورَدُ
و أَراد بالقَوَائِم هنا الرِّیَاحَ .و تَواکَلَتْه:تَرَکَتْه،شَبَّهَ السماءَ بالبَحر عند سُکُونه و عدمِ تَمَوُّجِه.
و قال ابنُ سِیدَه،و أَنشدَ ثَعْلَب:
و کأَنَّ بِرْقِع و الملائِکَ تَحْتَها
سَدِرٌ تَوَاکَلَه قَوائِمُ أَرْبعُ
قال: سَدِرٌ :یَدُور.و قَوائمُ أَربعُ ،هم الملائکه لا یُدْرَی کیفَ خَلْقُهم.قال:شَبَّه الملائکَهَ فی خَوْفِها من اللّه تعالی.
بهذا الرَّجلِ السَّدِر .
و قال الصَّاغانِیّ فیما رَدَّ به علی الجوهریّ :إِن الصَّحِیحَ فی الرّوایه سِدْر ،بالکَسْر.و أَرادَ به الشَّجَرَ لا البَحْر،و تَبعَه صاحِبُ النَّامُوس،و شَذَّ شَیْخُنَا فأَنْکَرَه علیه.
و یَأْتِی للمصنّف فی«و ک ل» سِدْرٌ تَوَاکَلهُ القَوَائِمُ :لا قوائِمَ له (7):فتأَمَّلَ .
و السِّدَارُ ،ککِتَاب:شِبْهُ الخِدْرِ یُعَرَّض فی الخِبَاءِ (8).
و السِّیدارَهُ ،بالکسْرِ:الوِقَایَهُ علی رَأْس المرأَهِ تکون تَحْتَ المِقْنَعَهِ ،و هی العِصَابَهُ أَیضاً.و قیل:هی القَلَنْسُوَه بلا أَصْدَاغٍ ،عن الهَجَرِیّ .
و سُدَّر ، کقُبَّر:لُعْبَهٌ لِلصِّبْیَانِ ،و هی التی تُسَمَّی الطُّبَن؛
ص:509
و هی خَطٌّ مُستدیرٌ،یلعب بها الصِّبْیان.و
17- فی حدیث بعضهم: «رأَیْتُ أَبَا هُرَیْرَه یَلْعَب السُّدَّرَ ». قال ابن الأَثیر:
هو لُعْبَه یُلْعَب بها یُقَامَرُ بها،و تُکْسَر سِینُهَا و تُضَمّ ،و هی فارسیّه معَرَّبه عن ثلاثهِ أَبواب.و منه
16- حدیثُ یحیی بنِ أَبِی کثیر: « السُّدَّرُ هی الشیطانهُ الصُّغْرَی». یعنی أَنها من أَمْرِ الشَّیْطَانِ .
قلْت:و سیأْتی للمُصَنِّف فی«فرق».و نقل شیخنا عن أَبی حَیَّان أَنها بالفَتْح کبَقَّم.قلْت:فهو مُثَلَّث،و قد أَغفلَه المُصَنّف.
و الأَسْدَرانِ :المَنْکِبانِ :و قیل: عِرْقانِ فی العَیْنَیْنِ أَو تَحْتَ الصُّدْغَیْن. و فی المثل:« جاءَ یَضْرِب أَسْدَرَیْه » یُضرَب للفارِغ الذی لا شُغْلَ له.و فی حدیث الحَسن:
یَضْرِب أَسْدَرَیْه ، أَی عِطْفَیْه و مَنْکِبَیْه ،یَضْرِب بیَدَیْه علیهما، و هو بمَعْنی الفارِغ.قال أَبو زید.یقال للرجل إِذا جاءَ فارِغاً:جاءَ یَنْفُض أَسْدَرَیْه .و قال بعضهم:جاءَ یَنْفُض أَصْدَرَیْه،أَی عِطْفَیْه.قال:و أَسْدَرَاه :مَنْکِباه:و قال ابن السِّکِّیت:جاءَ یَنْفُض أَزْدَرَیْه،بالزَّای، أَی جاءَ فارِغاً لیس بیده شَیْ ءٌ، و لم یَقْضِ طَلِبَتَه ،و قد تقدّم شیْ ءٌ من ذلک فی أَزدَرَیْه.
و یقال: سَدَرَ الشَّعرَ فانْسَدَر ،و کذلک السِّتْرَ،لُغَهٌ فی سَدَلَه فانْسَدَلَ ،أَی أَرْسَلَه و أَرْخاهُ . و انْسَدَر :أَسْرَع بعضَ الإِسراع.و قال أَبُو عُبَیْد:یقال: انْسَدَر فُلانٌ یَعْدُو ، و انْصَلَتَ یَعْدُو،إِذا (1)انْحَدَرَ و اسْتَمَرَّ فی عَدْوِه مُسْرِعاً.
*و ممّا یُسْتَدْرَک علیه:
سَدَرَ ثَوْبَه یَسْدِرُه سَدْراً و سُدُوراً :شَقَّه،عن یَعْقُوب.
و شَعرٌ مَسْدُورٌ ،کمَسْدُول (2)،أَی مُسْتَرْسِل.و سَدَرَ ثَوبَه، سَدْراً إِذا أَرْسَلَه طُولاً،عن اللِّحْیَانیّ .
و قال أَبو عَمْرو: تَسَدَّرَ بثَوْبِه،إِذا تَجَلَّلَ به.
و السَّدِیرُ ،کأَمِیر:مَنْبَعُ الماءِ،عن ابن سِیدَه.
و سَدِیرُ النَّخْلِ :سَوَادُه و مُجْتَمَعُه.
و قال أَبو عَمْرٍو:سَمِعْتُ بَعْضَ قَیْس یقول:سَدَلَ الرَّجلُ فی البِلاد،و سَدَرَ ،إِذَا ذَهَبَ فیها فلم یَثْنِه شَیْ ءٌ.
و بنو سادِرَهَ :حَیٌّ من العرب.
و سِدْرَهُ ،بالکسر:قَبِیلَهٌ .قال:
قد لَقِیَتْ سِدْرَهُ جَمْعاً ذَا لُهَا
و عَدَداً فَخْماً و عِزًّا بَزَرَی
و رَجلٌ سَنْدَرَی :شَدِیدٌ،مقلوبٌ عن سَرَنْدَی.
و أَبو موسی السِّدْرَانِییّ ،بالکَسْر:صُوفِیٌّ مَشْهُور،من المَغْرِب.
و السِّدْرَه ،بالکسر:من مَنَازِل حَاجِّ مِصْر.
و السَّدَّار ،ککَتَّان:الذی یَبِیع وَرَقَ السِّدْرِ .و قد نُسِبَ إِلیه جماعهٌ .
و سِدْرهُ بن عَمرٍو،فی قَیْس عَیْلانَ .
و فی تلامذه الأَصمعیّ رَجلٌ یُعرَفُ بالسِّدْرِیّ ،بَصْریّ ، و هو نِسْبَهٌ لمن یَطْحَنُ وَرَقَ السِّدْرِ و یَبیعُه.
و سَدُورٌ ،کصَبُور،و یقال سَدِیوَرُ (3)،بفتح فکسر فسکون ففتح،قریه بمَرْو،فیها قَبْر الرَّبِیع بنِ أَنَسٍ صاحِبِ أَبی العَالِیَه الرِّیَاحِیّ .
و بنُو السدری :قَومٌ من العَلَویّین.
ص:510
السِّرُّ ،بالکسر: ما یُکْتَمُ فی النَّفْسِ من الحَدِیث،قال شیخُنَا:و ما یَظْهَرُ؛لأَنه من الأَضداد.
قلت:یُقال: سَرَرْتُه :کَتَمْتُه،و سَرَرْتُه :أَعْلَنْتُه،و سیأْتی قریباً، کالسَّرِیرَهِ .
و قال اللیث: السِّرُّ :ما أَسْرَرْتَ به،و السَّرِیرَهُ :عَمَلُ السِّرِّ من خَیْرٍ أَو شَرٍّ.
ج: أَسْرَارٌ ،و سَرَائِرُ ،و فیه اللَّفّ و النَّشْرُ المُرَتَّب.
و من المجاز: السِّرُّ : الجِمَاعُ ،عن أَبی الهَیْثَمِ .
و السِّرُّ : الذَّکَرُ ،و خصَّصَهُ الأَزْهَرِیُّ بذَکَرِ الرَّجُلِ ،و مِثلُه فی کتاب الفَرْق،لابنِ السّید،قال الأَفْوَهُ الأَوْدِیّ :
لمَّا رَأَتْ سِرَّی تَغَیَّرَ و انْثَنَی
من دُونِ نَهْمَه شَبْرِها حِینَ انْثَنَی
و روایه ابن السید:
ما بَالُ عِرْسِی لا تَهَشُّ لعَهْدِنا (1)
لمَّا رَأَتْ سِرِّی تَغَیَّرَ و انْثَنَی
و صَحَّحَهُ بعضُ من لا خِبْرَهَ له بالنُّقُول بالذِّکْر،أَی بکسر الذال،و عَلَّلَهُ بأَنَّه من الأَسْرَار الإِلهِیّه،و هو غلَطٌ مَحْضٌ .
قاله شیخنا.
و من المَجَاز: السِّرُّ : النِّکَاحُ ،و واعَدَها سِرًّا ،أَی نِکَاحاً،قال ابن السیّدِ:و هو کِنَایَهٌ عنه،قال تعالی: وَ لکِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا (2)و قال الحُطَیْئَهُ :
و یَحْرُمُ سِرُّ جارَتِهِم عَلَیْهِم
و یأْکُلُ جارُهم أَنْفَ القِصَاعِ
و قیل:إِنَّمَا سُمِّیَ به لأَنَّه یُکْتَمُ ،قال رُؤْبَه:
فعفَّ عَنْ أَسْرَارِهَا بَعْدَ الغَسَقْ
و لم یُضِعْهَا بَیْنَ فِرْکٍ و عَشَقْ
و من الکِنَایَهِ أَیضاً: السِّرُّ : الإِفْصاحُ بهِ و الإِکْثَارُ منه، و هو أَن یَصِفَ أَحدُهم نَفْسَه للمرأَهِ فی عِدَّتِها فی النّکاح، و به فَسَّرَ الفرَّاءُ قوله تعالی وَ لکِنْ لا تُواعِدُوهُنَّ سِرًّا .
و قال أَبو الهَیْثَم: السِّرُّ : الزِّنَا ،و به فَسَّر الحَسنُ الآیَهَ :
المذکورهَ ،قال:و هو قَوْلُ أَبِی مِجْلَز.
و قال مُجَاهِدٌ:هو أَن یَخْطُبَها فی العِدَّه.
و من المَجاز: السِّرُّ : فَرْجُ المَرْأَهِ . و یقال:الْتَقَی السِّرّانِ ،أَی الفَرْجانِ (3).
و
16- فی الحدِیث: «صُومُوا الشَّهْر و سِرَّهُ ». قیل: السِّرُّ :
مُسْتَهَلُّ الشَّهْر و أَوَّلهُ ، أَو آخرُه،أَو سِرُّه : وَسَطُه و جَوْفُه، فکأَنَّه أَراد الأَیَّامَ البِیضَ .قال ابنُ الأَثِیر:قالَ الأَزْهَرِیّ :لا أَعْرفُ السِّرَّ بهذا المعنی (4).
و السِّرُّ : الأَصْلُ .
و السِّرُّ : الأَرْضُ الکرِیمَهُ الطَّیِّبَهُ .یُقَالُ :أَرْضٌ سِرٌّ ، و قیل:هی أَطْیَبُ مَوْضِع فیهِ (5)،و جمعه سِرَرٌ ،کقِدْر و قِدَرٍ، و أَسِرَّهٌ ،کقِنٍّ و أَقِنَّه،و الأَوّل نادرٌ،قال طَرَفَهُ :
ص:511
تَرَبَّعَتِ القُفَّیْنِ فی الشَّوْلِ تَرْتَعِی
حدَائِقَ مَوْلِیِّ الأَسِرَّهِ أَغْیَدِ
و السَّرُّ : جَوْفُ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ لُبُّهُ و منه سِرُّ الشَّهْرِ،و سِرُّ اللیلِ .
و من المجاز: السِّرُّ : مَحْضُ النَّسَبِ و خالِصُه وَ أَفْضَلُهُ ، یقال:فلانٌ فی سِرِّ قَوْمِه،أَی فی أَفْضَلِهِم،و فی الصّحاح:
فِی أَوْسَطِهِم. کالسَّرَارِ و السَّرَارَه ،بِفَتْحهما.
و سرَارُ الحَسَبِ و سَرَارَتُه :أَوْسَطُه.
و
17- فی حدِیثِ ظَبْیَانَ : «نَحْنُ قَوْمٌ مِن سَرَارَهِ مَذْحِج». أَی مِن خِیَارِهم.
و السِّرُّ ،بالکسر: واحِدُ أَسْرَارِ الکَفِّ ،لخُطُوطِها من بَاطِنِها، کالسَّرَرِ ،و یُضَمَّانِ ،و السِّرَارِ ،ککِتَاب،فهی خَمْسُ لغَات،قال الأَعْشَی:
فانْظُرْ إِلی کَفٍّ و أَسْرَارِهَا
هل أَنْتَ إِنْ أَوْعَدْتَنِی ضَائِرِی ؟
و قد یُطْلَقُ السِّرُّ علی خَطِّ الوَجْهِ و الجَبْهَهِ ،و فی کُلِّ شیْ ءٍ،و جمعه أَسِرَّهٌ ،قال عَنْتَرَهُ :
بزُجَاجَهٍ صَفْرَاءَ ذاتِ أَسِرَّه
قُرِنَتْ بأَزْهَرَ فی الشِّمالِ مُفَدَّمِ
و جج ،أَی جَمْعُ الجَمْعِ ، أَسَارِیرُ ،و
14- فی حدیثِ عائشهَ رضی اللّه عنها-فی صِفَتِه صلی اللّه علیه و سلّم: -:«تَبْرُقُ أَسارِیرُ وَجْهِهِ ».
قال أَبو عَمْرٍو: الأَسَارِیرُ هی الخُطُوطُ التی فی الجَبْهَهِ من التَّکَسُّرِ فیها،واحِدُها سِرَرٌ ،قال شَمِر:سمعتُ ابنَ الأَعْرابِیّ یَقُول-فی قوله:تَبْرُقُ أَسَارِیرُ وَجْهِهِ ،قال:خُطُوطُ وَجْهِهِ ، سِرٌّ و أَسْرَارٌ ،و أَسارِیرُ جمْعُ الجَمْعِ .
و السِّرُّ ،بالکسر: بَطْنُ الوَادِی و أَطْیَبُه و أَفْضَلُ موضع فیه،و کذلک سَرَارَهُ الوادی،و قال الأَصمعیّ : السِّرّ من الأَرضِ مثلُ السَّرَارَهِ :أَکرَمُها،و قول الشاعر:
و أَغْفِ تَحْتَ الأَنْجُمِ العَوَاتِمِ
و اهْبِطْ بهَا مِنْکَ بِسِرٍّ کاتِمِ
قال: السِّرُّ :أَخْصَبُ الوادِی،و کاتِمٌ ،أَی کامِنٌ تَرَاه فیه قد کَتَمَ نَدَاه و لم یَیْبَسْ .
و السَّرُّ : مَا طَابَ من الأَرْضِ و کَرُمَ . و لا یَخْفَی أَنه تَکْرَارٌ مع قولِه آنِفاً:و السِّرُّ :الأَرضُ الکَرِیمهُ .
و قال الفرّاءُ: السِّرُّ : خالِصُ کُلِّ شَیْ ءٍ.بَیِّنُ السَّرَارَهِ ، بالفتح ،و لا فِعْلَ له،و الأَصلُ فیها سَرَارَهُ الرَّوْضَهِ ،و هی خَیْرُ مَنَابِتِها.
و السِّرّ : وادٍ بِطَرِیقِ حَاجِّ البَصره ،بین هَجَرَ و ذاتِ العُشَرِ، طُولُه ثَلاثَهُ أَیّامٍ أَو أَکْثَر (1).
و السِّرُّ : مِخْلافٌ بالیَمَن.
و السِّرُّ : ع بِبلادِ تَمِیمٍ .
و قیل: السِّرُّ : وادٍ فی بَطْنِ الحِلَّهِ ،و الحِلَّهُ من الشُّرَیْفِ ،و بینَ الشُّرَیْفِ و أُضَاخ عَقَبَه،و أُضَاخ بین ضَرِیَّهَ و الیَمَامَه، کالسَّرَارِ و السَّرَارَهِ ،بفَتْحِهِما ،أَی یُقَالُ له:وادِی السِّرِّ ،و وادِی السَّرَارَ و وادی السَّرَارَهِ .
و السِّرّ أَیضاً: ع،بِنَجْدٍ لِأَسَد.
و السُّرُّ ،بالضَّمّ :ه،بالرَّیّ ،مِنْهَا زِیادُ بنُ عَلِیٍّ السُّرِّیّ الرَّازِیّ ،خالُ وَلَدِ مُحَمَّدِ بنِ مُسْلِمِ بنِ وارهَ ،و رَفیقُه بمصر، سمعَ من أَحْمَدَ بنِ صَالِح و غیرِه،کذا فی تَبْصِیرِ المُنْتَبِه للحَافِظِ ابن حَجَرٍ.قلْت:ثِقَهٌ صَدُوقٌ .
و السُّرُّ : ع،بالحِجَازِ بدِیَارِ مُزَیْنَهَ ،نقله الصّاغانیّ .
و سُرَّاءُ ،مَمْدُودَهً مُشَدَّده مَضْمُومَهً ،و تُفْتَحُ :ماءٌ عِنْدَ وَادِی سَلْمَی ،یقال لأَعْلاَه:ذُو الأَعْشَاشِ ،و لأَسْفَلِه:وادِی الحَفَائِرِ.
و السَّرَّاءُ : بُرْقَهٌ عِنْدَ وادِی أُرُلٍ (2)بضمتین،و هی مَدِینَهُ سَلْمَی جَبَلِ طیِّیءٍ.
و سُرَّاءُ : اسمٌ لسُرَّمَنْ رَأَی المَدِینَهِ الآتِی ذِکْرُهَا.
و سِرَارٌ ،ککِتَاب:ع بالحِجَازِ فی دِیَارِ بنی عَبْدِ اللّه بن غَطَفانِ .
و سِرارٌ : ماءٌ قُرْبَ الیَمَامَهِ ،أَو عَیْنٌ ،و فی بعضِ النُّسخ:مَوْضِعٌ ببلادِ تَمِیمٍ ،و الفَتْحُ أَثْبَتُ .
ص:512
و السَّرِیرُ ،کأَمِیر:عَیْنٌ بدِیَارِ بَنِی تَمِیمٍ بالیمَامَه،لِبَنِی دَارِمٍ أَو بَنِی کِنَانَهَ ،و عَلی الثّانی اقْتَصَرَ أَهْلُ السِّیَرِ،و صَرَّحَ به فی الرَّوْضِ ،و قد جاءَ ذِکْره فی شِعْرِ عُرْوَهَ بنِ الوَرْدِ:
سَقَی سَلْمَی و أَیْنَ مَحَلُّ سَلْمَی
إِذا حَلَّتْ مُجَاوِرَهَ السَّرِیرِ
و السَّرِیرُ :اسمُ مَمْلَکَه بینَ بلادِ اللاَّنِ و بینَ بابِ الأَبوابِ ، کبیره مُتَّسِعَه، لها سُلْطَانٌ بِرَأْسِهِ ،و مِلَّهٌ و دِینٌ مُفْرَدٌ ،ذکرها غیرُ واحِدٍ من المُؤَرِّخِین.
و السَّرِیرُ ،أَیضاً: وادٍ آخَرُ،و یقال:إِنَّ الذی لبنی دَارِمٍ بِضَمِّ السِّینِ و کَسْرِ الرَّاءِ،فتأَمّل.
و الأَسَارِیرُ :مَحَاسِنُ الوَجْهِ ،و الخَدَّانِ ،و الوَجْنَتَانِ ،و هی شآبِیبُ (1)الوَجْهِ أَیضاً،و سُبُحاتُ الوَجْهِ ،واحِدُه سِرَرٌ ، کعِنَبٍ ،و جَمْعُه أَسْرَارٌ ،کأَعْنَابٍ ،و الأَسارِیرُ :جمع الجَمْعِ ،کما صَرَّح به فی الصّحاح،و قد تقدَّمَت الإِشارَهُ إِلیه قریباً.
و سَرَّهُ سُرُوراً و سُرًّا ،بالضَّمِّ فیهما، و سُرَّی ،کبُشْرَی، و تَسِرَّهً ،و مَسَرَّهً ،الرابعه عن السِّیرافِیّ : أَفْرَحَهُ ،و قد سُرَّ هو،بالضَّمِّ ،فهو مَسْرُورٌ ، و الاسْمُ السَّرُورُ ،بالفَتْحِ ،و هو غَرِیبٌ .
قال شیخنا:و لا یُعْرَف ذلک فی الأَسماءِ و لا فی المَصَادِرِ،و لم یَذْکُرْه سِیبویه و لا غَیْرُه،و المعروف المَشْهُور هو السُّرورُ ،بالضّمّ .
قلْت:و هذا الذی اسْتَغْرَبَه شیخُنَا فقَدْ نَقَلَه الصّاغانَیّ عن ابنِ الأَعرابِیّ :أَنَّ السَّرُورَ ،بالفَتْح،الاسمُ ،و بالضَّم، المَصْدَر (2).
و قال الجوهریّ : السُّرُورُ :خِلاَفُ الحُزْنِ .
قال بعضْهُم:حَقِیقَهُ السُّرُورِ الْتِذَاذٌ و انشِرَاحٌ یَحْصُل فی القَلْبِ فقط ،من غیر حُصُولِ أَثَرِه فی الظّاهِرِ.و الحُبُورُ:ما یُرَی أَثَرُه فی الظّاهِرِ.
و سَرَّ الزَّنْدَ یَسُرُّهُ سَرًّا ،بالفَتْح:جَعَلَ فی طَرَفِهِ أَو جَوْفِه عُوداً إِذا کانَ أَجْوَفَ ؛ لِیَقْدَحَ بِه ،قال أَبو حنیفه: و یُقَالُ : سُرَّ زَنْدَکَ ،أَی احْشُه لِیَرِیَ ، فإِنه أَسَرُّ ،أَی أَجْوَفُ ،و منه:
قَنَاهٌ سَرّاءُ :جَوْفَاءُ،بَیَّنَهُ السَّرَرِ .
و سَرَّ الصَّبِیَّ یَسُرُّه سَرًّا : قَطَعَ سُرَّهُ ،وَ هُوَ ،أَی السُّرُّ ، بالضَّمّ : ما تَقْطَعُهُ القَابلَهُ مِنْ سُرَّتِهِ ،یقال:عَرَفْتُ ذلک قَبْلَ أَنْ یُقْطَعَ سُرُّکَ ،و لا تَقُل: سُرَّتُک ؛لأَنّ السُّرَّهَ لا تُقْطَع، و إِنَّمَا هی المَوْضِعُ الذی قُطِع منه السُّرُّ ، کالسَّرَرِ ،بفتحتین و السِّرَرِ (3)،بکسر ففتْح،و کلاهما لُغه فی السُّرِّ ،یقال قُطِع سَرَرُ الصَّبِی و سِرَرُه ،و ج أَسِرَّهٌ ،عن یَعقوب.
و جَمْعُ السُّرَّهِ ،و هی الوَقْبَهُ التی فی وَسَطِ البَطْنِ ، سُرَرٌ و سُرَّاتٌ ،لا یُحَرِّکُون العَیْن؛لأَنَّها کانت مُدْغَمهً ،کذا فی الصّحاح.
و سَرَّ الرَّجُلُ یَسَرُّ سَررَاً ، بفَتْحِهِمَا ،أَی الماضی و المضارع: اشْتَکاهَا ،أَی السُّرَّه .
قال شیخنا:و هو مّما لا نَظِیرَ له،و لم یَعُدُّوه فیما استَثْنَوْه من الأَشْبَاه،و لا ذَکَرَه أَربابُ الأَفعالِ و لا أَهْلُ التَّصْرِیفِ ، فإِن ثَبَتَ مع ذلک فالصَّواب أَنَّه من تَدَاخُلِ اللُّغَتَیْنِ ،اه.
قلتُ :و نقله صاحبُ اللسان و الصّاغانیّ عن ابن الأَعرابیّ (4).
و سُرُّمَنْ رَأَی ،بضمّ السِّینِ و الرَّاءِ،أَی سُرُورُ من رَأَی، و یقال أَیضاً: سَرَّ مَنْ رَأَی بفتحِهِما،وَ بفَتْحِ الأَوّلِ و ضَمِّ الثّانِی،و یقال فیه أَیضاً سَامَرَّا ،مَقْصُوراً، و مَدَّهُ البُحْتُرِیُّ فی الشِّعْرِ لِضَرُورَهٍ (5)أَو کِلاهُمَا لَحْنٌ وَلِعَتْ به العامّه؛
ص:513
لخِفَّتِهما علی اللِّسَان، و یُقَال أَیضاً: ساءَ مَنْ رَأَی ،فهی خَمْسُ لُغَاتٍ : د بأَرْضِ العِرَاقِ قُرْبَ بَغْدَادَ،یقال: لمَّا شَرَعَ فی بِنَائِهِ أَمیرُ المؤمنین ثامنُ الخُلَفَاءِ المُعْتَصِمُ باللّه أَبُو إسحاقَ مُحَمَّدُ بنُ هَارُونَ الرَّشیدِ-و یقالُ له:المُثَمَّن؛لأَنَّ عُمرَه ثَمانیهٌ و أَربعون سنه،و کان له ثَمَانِیهُ بنین،و ثَمَانِ بَناتٍ ،و ثمانیهُ آلافِ غُلاَمٍ ،و ثامن الخُلَفَاءِ،و ثامِنُ شخْصٍ إِلی العباس- ثَقُلَ ذلکَ علی عَسْکَرِهِ ،فلمّا انْتَقَلَ بِهِم إِلَیْهَا ، هکذا فی النسخ،و صوابه إِلیه، سُرَّ کُلٌّ مِنْهُمْ لِرُؤْیَتِها (1)أَی فَرِحُوا،و الصّوابُ لِرُؤْیَتِه، فَلزِمَها هذا الاسْمُ ،و الصواب فَلَزِمَهُ . و النِّسْبَهُ إِلیه علی القَوْلِ الأَوّل و الثانِی سُرَّ مَرِّیُّ ، بضمّ السّین و فتحِها، و علی القَوْلِ الثّالث سَامِرِّیٌّ ،بفتح المیم و تکسر، و یقال أَیضاً: سُرِّیٌّ ،إِلی الجزءِ الأَوّل منه.
و مِنْهُ الحَسَنُ بنُ علیِّ بنِ زِیادٍ المُحَدِّثُ السُّرِّیُّ (2)،حدّث عن إِسماعِیلَ بنِ أَبِی أَوَیْسٍ ،و عنه أَبُو بَکْر الضّبَعِیّ ،و زادَ الحافِظُ ابنُ حَجَرٍ فی التَّبْصِیرِ:و أَبُو حَفْص عبدُ الجَبّارِ بنُ خالِد السُّرِّیّ ،کان بإِفْرِیقِیَه،یَرْوِی عن سَحْنُون،مات سنه 281.
و السُّرَرُ ،کصُرَدٍ:ع قُرْبَ مَکَّهَ .
و السِّرَرُ ، کعِنَب:مَا عَلَی الکَمْأَهِ من (3)القُشُورِ و الطِّینِ ، کالسَّرِیرِ ،و جمْعه أَسْرَارٌ ،قال ابنُ شُمَیْل:الفَقْعُ أَرْدَأُ المکمْ ءِ طَعْماً،و أَسرَعُهَا ظُهُوراً،و أَقْصَرُهَا فی الأَرْضِ سِرَراً ،قال:
و لیس للکَمْأَهِ عُرُوقٌ ،و لکن لها أَسْرَارٌ .
و السَّرَرُ :دُمْلُوکَهٌ من تُرَابٍ تَنْبُتُ فیها.
و السِّرَرُ : ع،قُرْبَ مَکَّهَ ،علی أَربَعهِ أَمیالٍ منها،قال أَبُو ذُؤَیْب:
بِآیَهِ ما وَقَفَتْ و الرِّکا
بُ بَیْنَ الحَجُونِ و بَیْنَ السِّرَرْ
قیل: کانَتْ بهِ شَجَرَهٌ سُرَّ تَحْتَهَا سَبْعُونَ نَبِیّاً ،کما جاءَ
16- فی الحدیث عن ابنِ عُمَر: «...أَن بِهَا سَرْحَهً سُرَّ تَحْتَها سَبْعُونَ نَبِیّاً». أَی قُطِعَتْ سُرَرُهُمْ به، أَی أَنَّهُم وُلِدُوا تحتَها،فسُمِّیَ سِرَراً لذلک،فهو یَصِفُ بَرکَتَهَا،و
16- فی بعض الأَحادیث: (4)أَنّهَا بالمَأْزِمَیْنِ من مِنًی،کانت فیه دَوْحَهٌ .
و هذا المَوْضِعُ یُسَمَّی وادِی السُّرَرِ ،بضمّ السین و فتحِ الرَّاءِ و قیل:هو بالتَّحْرِیکِ ،و قیل بالکَسْرِ کما ضَبَطَهُ المصنّف، و بالتَّحْرِیکِ ضَبَطَهُ العلامهُ عبدُ القادرِ بنُ عُمَرَ البَغْدَادیّ اللُّغَوِیّ ،فی شرْح شواهد الرَّضِیّ .
و سَرَارَهُ الوَادِی ،بالفَتح: أَفْضَل مَوَاضِعِهِ و أَکرمُها و أَطیَبُها، کسُرَّتهِ بالضمّ ، و سِرِّه ،بالکسر،و قد تقدم،فهو تکرار، و سَرَارِه کسَحاب،قال الأَصمعیّ : سَرَارُ الأَرضِ ، أَوسَطُه و أَکرَمُه،و السِّرّ من الأَرضِ مثل السَّرَارَهِ :أَکرَمُها، و جمعُ السَّرَارِ أَسِرَهٌ ،کقَذَالٍ و أَقْذِلَهٍ ،قال لَبِید یرثِی قَوْماً:
فشَاعَهُمُ حَمْدٌ و زَانَتْ قُبُورَهُم
أَسِرَّهُ رَیْحَانٍ بقَاعٍ مُنَوِّرِ
و جمعُ السَّرَارَهِ سَرائِرُ .
و السُّرَّهُ : (5)وَسَطُ الوَادِی و جَمْعُه سُرُورٌ قال الأَعشی:
کَبَرْدِیَّهِ الغَیْلِ وَسْطَ الغَرِیف
إِذَا خَالَطَ الماءُ منها السُّرُورَا (6)
و قال غیره:
فإِنْ أَفْخَر بِمَجْدِ بنی سُلَیْمٍ
أَکُنْ مِنْهَا التَّخُومَهَ و السَّرَارَا
و السُّرِّیَّهُ ،بالضَّمّ :الأَمَهُ التی بَوَّأْتَها بَیْتاً و اتَّخَذْتَها للمِلْکِ و الجِمَاعِ مَنْسُوبَهٌ إِلی السِّرِّ ،بالکسرِ،للجِمَاع ؛لأَنَّ الإِنْسَانَ کَثیراً ما یَسُرُّها و یَسْتُرُهَا عن حُرَّتهِ ،فُعْلِیَّهٌ منه، من تَغْیِیرِ النَّسَبِ ،کما قالوا فی الدَّهْر دُهْرِیّ ،و فی السَّهْلَهِ سُهْلِیِّ (7)،قیل:إِنَّما ضُمَّتِ السینُ للفَرْقِ بین الحُرَّهِ و الأَمَهِ تُوطَأُ،فیُقَال للحُرَّه (8)إِذا نُکِحَتْ سِرّاً ،أَو کانَتْ فاجِرَهً :
سِرِّیَّه ،و للمَمْلُوکَه (9)یَتَسَرَّاها صاحِبُها سُرِّیَّه ،مخافَهَ اللَّبْسِ .
ص:514
و قال أَبو الهَیْثَم: السِّرُّ : السُّرُورُ ،فسُمِّیتِ الجاریهُ سُرِّیّه لأَنّها مَوضعُ سُرورِ الرَّجُلِ ،قال:و هذا أَحْسَنُ ما قیل فیها.
و قیل:هی فُعُّولَهٌ من السَّرْوِ،و قُلِبَتِ الواوُ الأَخِیرَهُ یاءً طَلَبَ الخِفَّهِ ،ثم أُدغِمَت الواو فیها فصارت یاءً مثْلها،ثم حُوِّلَت الضَّمَّهُ کَسْرهً لمُجَاوَرَهِ الیاءِ.
و قد تَسَرَّرَ و تَسَرَّی ،علی تحویل التضعیف،و قال اللَّیْثُ : السُّرِّیَّهُ فُعلِیَّهٌ من قولک: تَسَرَّرْتُ ،و من قال تَسَرَّیْتُ فإِنّه غلط ،قال الأَزهریّ :هو الصَّوابُ (1)،و الأَصلُ تَسَرَّرْتُ ،و لکن لما تَوالَت ثلاثُ راآتٍ أَبدَلُوا إِحداهُنّ یاءً، کما قالوا:تَظَنَّیْتُ من الظَّنّ ،و قَصَّیْتُ أَظفَارِی،و الأَصل قَصَصْتُ .
و قال بعضُهُم: اسْتَسَرَّ الرَّجلُ جارِیَتَه،بمعنَی تَسَرَّاها ، أَی اتَّخَذَهَا سُرِّیَّهً ،و
17- فی حدیث عائِشَهَ : -و ذکر لها المُتْعَه فقالَت-:«و اللّه ما نَجِدُ فی کَلاِم اللّه إِلا النِّکَاحَ و الاسْتِسْرارَ ».
تُرِیدُ اتَّخَاذَ السَّرارِیّ ،و کان القِیَاسُ الاسْتِسْرَاءَ من تَسَرَّیْتُ ، لکنها رَدَّت الحَرْفَ إِلی الأَصْلِ ،و قیل:أَصْلُها الیاءُ،من الشَّیْ ءِ السَّرِیِّ النَّفِیسِ ،و
16- فی الحدیث: « فاسْتَسَرَّنِی ». أَی اتَّخَذَنِی سُرِّیَّه ،و القِیَاس أَن یقولَ : (2)تَسَرَّرَنِی ،أَو تَسَرَّانِی ، فأَمَّا اسْتَسَرَّنِی فمعناه أَلْقَی إِلی سِرَّه ،قال ابنُ الأَثِیرِ:قال أَبو موسَی:لا فَرْقَ بینَه و بین حدیثِ عائشهَ فی الجواز.کذا فی اللسَان.
و جمع السُّرِّیَّهِ السَّرَارِی ،بتخفیف الیاءِ و تشْدِیدِهَا،نقله النَّوَوِیّ عن ابن السِّکِّیتِ .
و السَّرِیرُ ،کأَمِیرٍ: م ،أَی معروف،و هو ما یُجْلَسُ علیه، ج: أَسِرَّهٌ و سُرُرٌ ،الاخِیر بضمَّتَیْن.و فی التنزیل العزیز:
عَلی سُرُرٍ مُتَقابِلِینَ (3)و بعضُهُم یَسْتَثْقِلُ اجتماع الضَّمَّتین مع التضعیف،فیردّ الأَوّل منهما إِلی الفتح لِخِفّته فیقول سُرَرٌ ،و کذلک ما أَشبَهه من الجمع مثل ذَلِیلٍ و ذُلُلٍ ، و نحوه.
و من المجاز:ضَرَبَ سَرائِرَ رَأْسِه،و ضَرَبُوا أَسِرَّهَ رُؤُوسِهِم،جمع سَرِیر ،و هو مُسْتَقَرُّ الرأْسِ فی مُرَکَّب العُنُقِ ،و أَنشد:
ضَرْباً یُزِیلُ الهَامَ عن سَرِیرِهِ
إِزَالَهَ السُّنْبُلِ عن شَعِیرِهِ
و قد یُعَبَّرُ بالسَّرِیرِ عن المُلْکِ و أَنشَد:
و فَارَقَ منها عِیشَهً غَیْدَقِیَّهً
و لم یَخْشَ یَوْماً أَن یَزُولَ سَرِیرُهَا
و من المجاز: السَّرِیرُ : النِّعْمَهُ و العِزُّ و خَفْضُ العَیْش و دَعَتُه،و ما اطْمَأَنَّ و استَقَرَّ علیه.
و السَّرِیرُ : النَّعْشُ قبلَ أَنْ یُحْمَلَ علیهِ المَیِّتُ ،فإِذا حُمِلَ علیهِ فهُو جِنَازَه.
و نَقَلَ شیخُنَا عن بعض أَئمّهِ الاشتقاقِ :أَنَّ السَّرِیرَ مأْخُوذٌ من السُّرُورِ ؛لأَنه غالباً لأُولِی النِّعْمَهِ و المُلْکِ ،و أَربابِ السَّلْطَنَهِ ،و سَرِیرُ المَیت أُطْلِق علیه لشَبَهِه صُورَهً ، و للتفاؤُل (4)،کما قاله الراغب و غیره،و أَشار إِلیه فی التَّوْشِیحِ .
و السَّرِیرُ : ما علی الکَمْأَهِ (5)من الرَّمْلِ و الطِّینِ و القُشُورِ، و الجمعُ أَسْرَارٌ ،و فی التَّکْمِله:ما علی الأَکَمَهِ ،و مثله فی بعض النسخ.
و السَّرِیرُ : المُضْطَجَعُ ،أَی الذی یُضْطَجَعُ علیه.
و السَّرِیرُ : شَحْمَهُ البَرْدِیّ ، کالسِّرَارِ ،ککِتَاب،و به فُسِّر قول الأَعْشَی الآتی فی إِحْدَی رِوَایَتَیْه.
و سُرَیْرٌ کزُبَیْرٍ:وادٍ بالحِجَازِ.
و مَوْضِعٌ آخَرُ هو فُرْضَهُ سُفُنِ الحَبَشَهِ الوَارِدَهِ علی المَدِینَهِ المُنَوَّرَه بِقُرْبِ الجَارِ ،و قد تقدّم ذِکْر الجَارِ.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : السَّرَّهُ :الطَّاقَهُ من الرَّیْحَانِ .
و المَسَرَّهُ :أَطْرَافُ الرَّیاحِینِ ، کالسُّرورِ ،بالضَّمّ .
قال اللَّیْثُ : السُّرُور من النَّبَات:أَنْصَافُ سُوقِه العُلاَ،
ص:515
و حَقِیقَتُه ما اسْتَسَرَّ من البَرْدِیَّهِ فرَطُبَتْ و نَعُمَتْ و حَسُنَتْ ،قال الأَعشی:
کبَرْدِیَّهِ الغَیْلِ وَسْطَ الغَرِی
فِ قَدْ خَالَطَ المَاءُ منها السُّرُورَا
و یروی السِّرَارا ،و فَسّروهِ بِشَحْمَه البَرْدِیّ ،و یُرْوَی:
إِذا ما أَتَی الماءُ منها السَّرِیرَا
و أَرادَ به الأَصْلَ الذی اسْتَقَرَّت علیه.
و سَرَّهُ یَسُرُّه : حَیّاهُ بِها ،أَی بالمَسَرَّهِ .
و المِسَرَّهُ بکسر المِیم:الآلَهُ التی یُسَارُّ فِیهَا،کالطُّومارِ و غیرِه.
و السَّرّاءُ خِلاَفُ الضَّرَاءِ،و هو الرَّخَاءُ و النّعْمَهُ .
و المَسَرَّهُ کالسَّاوراءِ ،قال شیخُنَا:یزاد علی نَظَائِرِ عاشُورَاءَ،کحَاضُورَاءَ السّابقِ .
و السَّرّاءُ : نَاقَهٌ بِهَا السَّرَرُ ،مُحَرَّکه، و هو وَجَعٌ یأْخُذُ البَعِیرَ فی مُؤَخّرِ (1)کِرْکِرَتِه مِنْ دَبَرَه أَو قَرْحٍ یکاد یَنْقَبُ إِلی جَوْفِه و لا یَقْتُل، و البَعِیرُ أَسَرُّ ،هکذا قاله أَبو عَمْرٍو.
و قال الأَزْهَرِیّ :و هکذا سماعِی من العَرَبِ . سَرَّ البَعِیرُ یَسَرُّ سَرَراً (2)عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و قد شَذّ اللَّیْثُ حیثُ فَسَّرَ السَّرَرَ بِوَجَع یأْخُذُ فی السُّرَّهِ ،و غَلَّطَهُ الأَزْهَرِیّ و غیره.
و السَّرّاءُ : القَنَاهُ الجَوْفَاءُ،بَیِّنَهُ السَّرَرِ ،محرَّکهً .
و السَّرّاءُ من الأَراضِی:الطَّیِّبَهُ الکریمهُ .
و السَّرَارُ ،کسَحَاب:السَّیَابُ ،وَزناً و معنًی.
و السَّرَارُ من الشَّهْرِ:آخِرُ لَیْلَه منهُ یَسْتَسِرُّ الهِلاَلُ بنُورِ الشَّمْسِ کسِرَارِه ،بالکَسْر، و سَرَرِه ،محرَّکهً ،و
14- فی الحدیث: «أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلّم سأَل[رَجُلاً] (3)فقالَ :هَلْ صُمْتَ من سَرَارِ هذا الشَّهْرِ شیئاً؟قال:لا.قَالَ :فإِذَا أَفْطَرْتَ من رَمَضَانَ فصُمْ یَوْمَیْنِ » (4). و فَسَّرَهُ الکِسائِیّ و غیره بما قَدَّمْنا.قال أَبو عُبَیْدهَ :و ربما اسْتَسَرَّ لَیْلَهً ،و ربما اسْتَسَرَّ لَیْلَتَیْن إِذا تَمَّ الشَّهْرُ.
قالَ الأَزْهَرِیُّ :و سِرارُ الشَّهْرِ،بالکسر،لُغَهٌ لیْسَتْ بِجَیِّدَهٍ عند اللُّغَویّین.
و قال الفَرّاءُ: السِّرار :آخِرُ لیلَهٍ ،إِذا کان الشَّهْرُ تِسْعاً و عشرِین، فسِرَارُهُ (5)لیلُه ثمانٍ و عشرین.و إِذا کان الشَّهْرُ ثلاثین فَسِرارُه لیلهُ تِسع و عشرین.
و قال ابنُ الأَثِیرِ:قال الخَطَّابِیّ :کان بعضُ أَهلِ العلمِ یَقُولُ فی هذا الحدیثِ :إِن سُؤَالَه:هل صامَ من سَرَارِ الشَّهْر شَیْئاً؟سُؤَالُ زَجْرٍ و إِنْکَار؛لأَنَّهُ [قد] (6)نَهَی أَنْ یُسْتَقْبَلَ الشَّهْرُ بِصَوْمِ یومٍ أَو یَوْمَیْنِ ،قال:و یُشْبِه أَن یکون هذَا الرَّجُلُ قد أَوجَبَه علی نَفْسِه بنَذْرٍ،فلذلک قال له:إِذا أَفْطَرْتَ -یعنی من رمضان-فصُمْ یومین،فاسْتَحَبَّ له الوَفَاءَ بهما.
و أَسَرَّهُ :کَتَمَه.
و أَسَرَّهُ : أَظْهَرُه،ضِدٌّ ،و بهما فُسِّر قَوله تَعَالی وَ أَسَرُّوا النَّدامَهَ (7)قیل:أَظْهَرُوهَا،و قال ثَعْلَب:معناه أَسَرُوُّهَا من رُؤَسائِهِم،قال ابنُ سِیدَه:الأَوَّلُ أَصَحُّ ،و أَنْشَدَ أَبو عُبَیْد (8)للفَرَزْدَقِ :
فلَمَّا رَأَی الحَجَّاجَ جَرَّدَ سَیْفَهُ
أَسَرَّ الحَرُورِیُّ الذی کانَ أَضْمَرَا
قال شَمِرٌ:لم أَجِدْ هذا البَیْتَ الفَرَزْدَق،و ما قَال غیرُ أَبی عبیدَهَ فی قوله: «وَ أَسَرُّوا النَّدامَهَ » أَی أَظْهَرُوها،قال:و لم أَسمَعْ ذلک لغیره (9).قال الأَزهریّ :و أَهْلُ اللُّغَهِ أَنکَرُوا قولَ أَبی عُبَیْدَهَ أَشَدَّ الإِنْکَارِ،و قیل: أَسَرُّوا النَّدامَهَ یَعْنِی الرُّؤَسَاءَ من المشرکین أَسَرُّوا النَّدَامَهَ فی (10)سَفلَتِهم الذین أَضَلُّوهُم،
ص:516
و أَسَرُّوهَا :أَخْفَوْهَا،و کذلک قال الزَّجَّاجُ ،و هو قول المُفَسِّرِین.
و أَسَرَّ إِلیه حَدِیثاً:أَفْضَی به إِلیه فی خُفْیَه،قالَ اللّه تَعَالی: وَ إِذْ أَسَرَّ النَّبِیُّ إِلی بَعْضِ أَزْواجِهِ حَدِیثاً (1)و قوله تعالی: تُسِرُّونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّهِ (2)أَی تَطَّلِعُونَ علی ما تُسِرُّون من مَوَدَّتِهِم،و قد فُسِّر بأَنَّ معناه تُظْهِرُون،قال المصَنِّف فی البَصَائِر:و هذا صَحیحٌ ،فإِنَّ الإِسْرَارَ إِلی الغَیْرِ یَقْتَضِی إِظْهار ذلک لمن یُفْضَی إِلیه بالسِّرّ ،و إِنْ کانَ یَقْتَضِی إِخْفَاءَهُ من غَیْرِه،فإِذاً قَوْلُکَ : أَسَرَّ إِلیَّ فُلاَنٌ ،یَقْتَضِی من وَجْهٍ الإِظْهَارَ،و من وجَهٍ الإِخْفَاءَ.
و سُرَّهُ الحَوْضِ ،بالضَّمِّ :مُسْتَقَرُّ الماءِ فی أَقْصَاهُ ،و هو مَجَازٌ.
و السُّرُورُ من النَّبَاتِ ،بضَمَّتَیْنِ :أَطْرَافُ سُوقِه العُلَی ، جَمْعُ سُرُورٍ ،بالضَّمِّ ،عن اللَّیْثِ ،و قد تَقَدَّم.
و امْرَأَهٌ سُرَّهٌ و سارَّهٌ : تَسُرُّکَ ،کلاهمُا عن اللِّحْیَانیّ .
و یُقَال: رَجُلٌ بَرٌّ سَرٌّ ،إِذا کان یَبَرُّ إِخْوَانَهُ و یَسُرُّ هُمْ .
و قَوْمٌ بَرُّونَ سَرُّونَ ،أَی یَبَرُّونَ و یَسُرُّونَ .
و السُّرْسُورُ ،بالضَّمِّ : الفَطِنُ العَالِمُ الدَّخّالُ فی الأُموُرِ بحُسْنِ حِیلَه.
و السُّرْسُورُ : نَصْلُ المِغْزَلِ .
و عن أَبِی حَاتِمٍ : السُّرْسُورُ : الحَبِیبُ و الخَاصَّهُ من الصِّحابِ ، کالسُّرْسُورَهِ ،یُقَال:هُوَ سُرْسُورِی و سُرْسُورَتِی .
و یقال: هُوَ سُرْسُورُ مالٍ ،أَی مُصْلِحٌ لَهُ حافِظٌ .
و قال أَبُو عَمْرو:فُلانٌ سُرْسُورُ مالٍ و سُوبانُ مالٍ ،إِذا کانَ حَسَنَ القِیَام عَلَیْهِ عالِماً بِمَصْلَحَتهِ .
و سُرْسُورُ ،بالضَّمِّ و تَقْیِیده هُنَا یُوهِمُ أَنَّ ما قَبلَه بالفَتْح، و لیس کذلک بل کُلُّه بالضَّمّ : د،بِقُهُسْتَان من بلاد التُّرْکِ ، و الذی فی التکمله ما نَصُّه:و سُرُورُ :مَدِینَهٌ بقُهُسْتَانَ .فما فی النُّسَخِ عندَنَا غَلطٌ (3). و سَرَّرَهُ الماءُ تَسْرِیراً :بَلَغَ سُرَّتَه .
وَ سَارَّهُ فی أُذُنِه مسَارَّهً و سِرَاراً :أَعْلَمَهُ بِسِرِّهِ ،و الاسمُ السَّرَرُ .
و تَسَارُّوا ،أَی تَنَاجوْا.
و یُقَال: اسْتَسَرُّوا ،أَی اسْتَتَرُوا ،یقال منه: اسْتَسَرَّ الهِلالُ فی آخِر الشَّهْرِ،إِذا خَفِیَ ،قال ابن سِیدَه:لا یُلْفَظُ بِهِ إِلاَّ مَزِیداً،و نَظِیره قولُهم:اسْتحْجَرَ الطِّینُ ،و منه أُخِذ سَرَرُ الشَّهْرِ.
و اسْتَسَرَّ الأَمْرُ:خَفِیَ ،و منه قولهم:وَقَفْتُ علی مُسْتَسَرِّهِ .
و التَّسَرْسُرُ فی الثَّوْبِ :التَّهَلْهُلُ فیه،و التَّشَقُّقُ ، کالتَّسَرُّرِ ،و فی التَّکْمِلَه:التَّسَرِّی.
و سَرْسَر الشَّفْرَهَ :حَدَّدَهَا ،و فی بعض الأُصول:أَحَدَّها.
و الأَسَرُّ :الدَّخِیلُ ،قال لَبِیدٌ:
و جَدِّی فارِسُ الرَّعْشَاءِ مِنْهُمْ
رَئِیسٌ لا أَسَرُّ و لا سنِیدُ
و یُرْوَی:أَلَفُّ .
و مَسَارُّ :حِصْنٌ بالیَمَنِ ،و تَخْفِیفُ الرَّاءِ لَحْنٌ ،و هو من أَعمالِ حَرَّانَ لبَنِی أَبِی المَعَالِی بنِ مُحَمَّدِ بنِ أَبِی الفُتُوح بنِ عبد اللّهِ بن سُلَیْمَانَ الحِمْیَرِیّ ،کذا حَقَّقَه المَلِکُ الإِشْرَفُ الغَسّانِیّ .
و سَرَّ جاهِلاً:لَقَبٌ ،کتَأَبَّطَ شَرًّا و نحوِه.
و یقالُ : وُلِدَ له ثَلاثَهٌ علی سِرٍّ ،و علی سِرَرٍ واحِد، بکَسْرِهِمَا،و هو أَنْ تُقْطَعَ سُرَرُهُمْ أَشْبَاهاً،لا تَخْلِطُهُمْ أُنْثَی ،و یُقال أَیضاً:وَلَدَتْ ثَلاثاً فی سِرَرٍ واحِدٍ،أَی بعضُهُم فی إِثْرِ بَعْضٍ .
و رَتْقهُ السِّرَّیْنِ ،مُثَنَّی السِّرِّ ،:ه علی السَّاحِلِ ،أَی ساحِلِ بَحْرِ الیَمَنِ بَیْنَ حَلْیٍ و جُدَّهَ ،مِنْهَا یَخْرُجُ من یَحُجُّ من الیَمَنِ فی البَحْرِ،بینها و بین مَکَّهَ أَرْبَعُ مَراحِلَ ،و قد ذَکَرَها أَبو ذُؤَیْب فی شِعْرِه،و هی مَسْکَنُ الأَشْرَافِ الیوم من بنی جَعْفَرٍ المُصَدَّقِ .
ص:517
و أَبو سُرَیْرَهَ ،کأَبِی هُرَیْرَهَ هِمْیَانُ مُحَدِّثٌ و هو شیخٌ لأَبِی عُمَرَ الحَوْضِیّ .
و مَنْصُورُ بنُ أَبِی سُرَیْرَهَ :شَیْخٌ لابنِ المُبَارَکِ یَرْوِی عن عَطَاءٍ.
و سَرَّی ،کسَکْرَی:بِنْتُ نَبْهَانَ الغَنَوِیَّهُ ،صَحَابِیَّهُ ، شَهِدَت حجَّه الوَدَاع،و سَمعَت الخُطْبَهَ ،رواه أَبو داود، قال الصّاغانیّ :و أَصْحَابُ الحَدِیثِ یَقُولُون:اسْمُهَا سَرَّی بالإِماله (1)و الصّواب سَرّاءُ ،کضَرّاءَ.
و سِرِّینٌ ،کسِجِّینٍ (2):ع بِمَکَّه،منه أَبو هارُون مُوسَی بنُ مُحَمَّدِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ کَثِیرٍ،شَیْخُ أَبِی القَاسِمِ الطَّبَرانِیّ ، روی عن عبدِ المَلِکِ بنِ إِبراهِیمَ الجُدِّیِّ ،ذَکَره الأَمیرُ.
و قال ابن الأَثِیر (3):بُلَیْدَهٌ عند جُدَّهَ بنواحِی مَکَّهَ ، و الصوابُ أَنّهَا هی رَتْقَهُ السِّرَّیْنِ الذی ذَکرَه المُصَنّفُ قریباً، و هو الذی نُسِبَ إِلیه شیخُ الطَّبَرانِیّ .
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
رَجُلٌ سِرِّیٌّ ،بالکسر:یَضَعُ الأَشْیَاءَ سِرًّا ،من قَوْمٍ سِرِّیِّینَ .
و اسْتَسَرَّ :فَرِحَ .
و الأَسِرَّهُ :أَوْسَاطُ الرِّیَاضِ .
و قالَ الفَرّاءُ:لها علیها سَرَارَهُ الفَضْلِ ،و سَرَاوَتُه،أَی زِیَادَتُه،و قال امرؤُ القَیْسِ فی صِفَهِ امرَأَهٍ :
فَلَها مُقَلَّدُها و مُقْلَتُهَا
و لَهَا عَلَیْهِ سَرَارَهُ الفَضْلِ
و فلانٌ سِرُّ هذا الأَمْرِ،بالکسر،إِذا کانَ عالِماً بِهِ .
و سِرَارٌ ،ککِتَاب:وَادِی صنْعَاءِ الیَمَنِ الَّذِی یَشْتَقُّها.
و سَرَّهُ :طَعَنَهُ فی سُرَّتِهِ ،قال الشاعر.
نَسُرُّهُمُ إِنْ هُمُ أَقْبَلُوا
و إِن أَدْبَرُوا فَهُمُ مَنْ نَسُبّ
أَی نَطْعَنُه فی سَبَّتهِ .
و
16- فی الحدیث: «وُلِدَ مَعْذُوراً مَسْرُوراً ». أَی مَقْطُوعَ السُّرَّهِ (4).
و الأَسِرَّهُ :طَرَائِقُ النَّبَاتِ ،و هو مَجَاز،عن أَبی حَنیفَه.
و فی المَثَلِ :«کُلُّ مُجْرٍ بالخَلاءِ مُسَرٌّ »قال ابنُ سِیدَه:
هکذا حَکَاهُ أَفَّارُ بنُ لَقِیطٍ ،إِنما جاءَ علی تَوَهُّم أَسَرَّ .
و تَسَرَّرَ فلانٌ بِنْتَ فُلان،إِذا کانَ لَئیِماً و کانَتْ کَرِیمَهً فتَزَوَّجها،لکَثْرَهِ مالِه و قِلَّهِ مالِهَا.
و
16- فی حَدِیثِ السَّقْطِ : «..أَنّه یَجْتَرُّ و الِدَیْه بسَرَرِه حتی یُدْخِلَهُمَا الجَنَّهَ ».
و
16- فی حدیث حُذَیفَه: «لا تَنْزِلْ سُرَّهَ البَصْرَهِ ». أَی وَسَطَهَا و جَوْفَهَا،مأْخُوذٌ من سُرَّهِ الإِنْسَانِ ،فإِنَّها فی وَسَطِه.
و
16- فی حدیث طَاوُوس: «مَنْ کانَتْ لَهُ إِبِلٌ لم یؤَدِّ حَقَّها أَتَتْ یومَ القِیَامَهِ کَأَسَرِّ (5)ما کانَتْ ،تَطَؤُهُ بأَخْفَافِهَا». أَی کأَسْمَنِ ما کَانَتْ ،من سُرِّ کُلِّ شَیْ ءٍ،و هو لُبُّه و مُخُّه،و قِیلَ :
هُوَ من السُّرُورِ ؛لأَنّها إِذا سَمِنَتْ سَرَّتِ النّاظِرَ إِلَیْها.
و
17- فی حدیث عُمَر: «أَنَّهُ کانَ یُحَدِّثُه علیهِ السَّلامُ کأَخِی السِّرَارِ ». [ السِّرار : المسَارَرَه :] (6)أَی کصَاحِبِ السِّرَارِ ،أَو کمِثْلِ المُسَارَرَهِ ،لخَفْضِ صَوْتِه.
و السَّرّاءُ :البَطْحاءُ (7).
و فی المثل:«ما یَوْمُ حَلیمَهَ بِسِرٍّ »قال؛یُضْرَبُ لکلّ أَمْر مُتَعَالَم مَشْهُورٍ،و هی حلیمهُ بنت الحَارِثِ بن أَبِی شَمِر الغَسَّانِیّ ؛لأَنَّ أَباها لمّا وَجَّه جَیْشاً إِلی المُنْذِرِ بنِ ماءِ السَّماءِ أَخْرَجَتْ لَهُمْ طِیباً فْی مِرْکَنٍ فطَیَّبَتْهُم به،فنُسِبَ الیَومُ إِلیْهَا.
و التَّسْرِیرُ :موضِعٌ فی بلاد غاضِرَهَ ،حکاهُ أَبو حَنِیفَه، و أَنشد:
ص:518
إِذَا یَقُولُونَ ما أَشْفَی:أَقُولُ لَهُمْ :
دُخانُ رِمْثٍ مِنَ التَّسْرِیرِ یَشْفِینِی
مِمَّا یَضُمُّ إِلی عُمْرَانَ حَاطِبُه
من الجُنَیْبَهِ جَزْلاً غیرَ مَوْزُونِ
الجُنَیْبَه:ثِنْیٌ من التَّسْرِیرِ و أَعْلَی التَّسْرِیرِ لغاضِرَه.و قیل التَّسْرِیرُ وَادِی بَیْضَاءَ بِنَجْد.
و أَعْطَیْتُکَ سِرَّهُ ،أَی خَالِصَهُ ،و هو مَجَازٌ.
و یُقَال:هو فی سَرَارَهٍ من عَیْشِه،و هو مَجاز.
قال الزمخشریّ :و إِذا حُکَّ بَعْضُ جَسَدِه،أَو (1)غَمَزَه فاسْتَلَذّ قیل:هُوَ یَسْتَارُّ (2)إِلی ذلکَ ،و إِنّی لأَسْتَارّ إِلی ما تَکْرَه:أَسْتَلِذُّه،و هو مَجاز.
و اسْتَسَرَّه:بالَغَ فی إِخْفَائِهِ ،قال:
إِنَّ العُرُوقَ إِذَا اسْتَسَرَّ بِها النَّدَی
أَشِرَ النَّبَاتُ بها و طَابَ المَزْرَعُ
و قَوْلُه تَعَالَی: یَوْمَ تُبْلَی اَلسَّرائِرُ (3)فَسَّرُوه بالصَّوْمِ و الصَّلاهِ و الزَّکَاه و الغُسْل من الجَنابَهِ .
و أَبُو سَرَّار ،ککَتَّانِ ،و أَبو السِّرَارِ ،من کُنَاهُم.
و یقال للرجُل: سِرْسِرْ إِذا أَمَرْتَه بِمَعَالِی الأُمُورِ.
و قوله تعالی: وَ أَسَرُّوهُ بِضاعَهً (4)أَی خَمَّنُوا فی أَنْفُسِهِم أَنْ یَحْصُلُوا من بَیْعِهِ بِضَاعَهً .
و سِرَارُ بنُ مُجَشِّر،قد تقدم فی ج ش ر.
و مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ بنِ سُلَیْمَانَ بنِ مُعَاوِیه بنِ سِرَارِ بنِ طَرِیف القُرْطُبِیّ ،ککِتَابٍ ،رَوَی عنه ابنُ الأَحْمَرِ و غیرُه،ذکره ابن بَشْکوال.
*و مما یستدرک علیه:
سَرْدَرا (5)بالفتح:قَرْیَهٌ بِبُخارَی،منها:أَبُو عُبَیْدَه أُسَامَهُ بُن مُحَمَّد البُخَارِیّ السَّرْدَرِیّ .
و سُرْمار (6)بالضّم،و قال الرشاطِیّ ،عن أَبِی علِیٍّ الغَسّانِیّ عن أَبِی مُحَمَّدٍ الأَصِیلِیّ :بالفَتْحِ ،و قیل:
بالکَسْرِ:قَرْیَهٌ ببُخَارَی،مِنْهَا أَحْمَدُ بنُ إِسْحَاق السُّرْمَارِیّ ، حدَّث عن أَبی نُعَیْم و غیرِه.
السِّیسَنْبرُ ،بِکَسْرِ السِّینِ الأُولَی و فَتْح الثانیه، و بینهما تَحْیتِیَّه،ساکنه و بعدَ النُّونِ السّاکِنَهِ مُوَحَّدَهٌ مفْتُوحَهٌ ، أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال أَبو حنیفه:هُوَ الرَّیحَانَهُ التی یُقَالُ لَهَا،النَّمَّامُ ،و قال:و قد جری فی کلام العرب،قال الأَعْشَی:
لَنَا جُلَّسانٌ عِنْدَهَا و بَنَفْسَج
و سِیسَنْبَرٌ و المَرْزَجُوشُ مُنَمْنَمَا
السَّطْرُ :الصِّفُّ من الشَّیْ ءِ،کالکِتَابِ و الشَّجَرِ و النَّخْلِ و غَیْرِه ،أَی ما ذکر،و کان الظَّاهِرُ:و غَیْرُهَا،کما فی الأُصولِ .
ج أَسْطُرٌ و سُطُورٌ و أَسْطَارٌ ،قال شیخُنَا:ظاهِرُه أَنّ أَسْطَاراً جمعُ سَطْرٍ المفتوح،و لیس کذلک؛لما قَرَّرْنَاهُ غیر مَرَّهٍ أَنَّ فَعْلاً بالفتح لا یُجْمَعُ علی أَفْعَال فی غیرِ الأَلْفَاظِ الثَّلاثَهِ التی ذکرنَاها غیر مَرّه،بل هو جَمْعٌ لسَطَرٍ المُحَرَّکِ ،کأَسْبَابٍ و سَبَبٍ ،فالأَوْلَی تَأْخِیرُه.قلْت:أَو تَقْدِیمُ قولِه:و یُحَرَّکُ ، قبلَ ذِکْر الجُموعِ ،کما فَعَلَه صاحِبُ المُحْکَم.
و جج ،أَی جَمْعُ الجَمْعِ ، أَسَاطِیرُ ،ذکر هذه الجُمُوعَ اللّحیانیّ ،ما عدا سُطُور .
و یُقَالُ :بَنَی سَطْراً مِنْ نَخْلٍ ،و غَرَسَ سَطْراً ،من شَجَر (7)،أَی صَفًّا،و هو مَجَازٌ.
و الأَصْلُ فی السَّطْرِ : الخَطُّ و الکِتَابَهُ ،قال اللّه تعالی:
ن،وَ الْقَلَمِ وَ ما یَسْطُرُونَ (8)أَی وَ مَا تَکْتُبُ المَلاَئِکَهُ و سَطَرَ یَسْطُرُ سَطْراً :کَتَبَ .
و یُحَرَّکُ فی الکُلِّ ،و عَزاه فی المِصْباحِ لبَنِی عِجْل،قال جریر:
ص:519
مَنْ شَاءَ بَایَعْتُه مَالِی و خُلْعَتَهُ
ما یَکْمُلُ التَّیْمُ فِی دِیوانِهِمْ سَطَرَا
و الجَمع الأَسطار ،و أَنشد:
إِنّی و أَسْطَارٍ سُطِرْنَ سَطْرَا
لقَائِلٌ :یا نَصْرُ نَصْراً نَصْرَا
و من المَجاز: السَّطْرُ :السِّکَّهُ من النَّخْلِ .
و السَّطْرُ : العَتُودُ من المَعْزِ،و فی التَّهْذِیبِ : من الغَنَمِ ، قاله ابنُ دُرَیْد،و الصّادُ لُغَهٌ .
و من المَجَاز؛ السَّطْرُ : القَطْعُ بالسَّیْفِ ،یُقَالُ : سَطَرَ فُلانٌ فُلاناً سَطْراً ،إِذا قَطَعَهُ بِه،کأَنَّهُ سَطْرٌ مَسْطُورٌ ، و منه:
السَّاطِرُ ،للقَصَّابِ ،و السَّاطُورُ ،لما یُقْطَعُ بِه.
قال الفَرَّاءُ:یُقَالُ للقَصَّابِ : سَاطِرٌ ،و سَطَّارٌ ،و شَطَّابٌ (1)، و مُشَقِّصٌ ،و لَحَّامٌ ،و قُدَارٌ،و جَزَّارٌ.
و اسْتَطَرَهُ :کَتَبَهُ ،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ وَ کُلُّ صَغِیرٍ وَ کَبِیرٍ مُسْتَطَرٌ (2).
و الأَسَاطِیرُ :الأَباطِیلُ و الأَکاذِیبُ و الأَحادِیثُ لا نِظَامَ لَهَا،جمْعُ إِسْطَارٍ و إِسْطِیرٍ (3)،بکَسْرِهِمَا،و أُسْطُورٍ بالضَّمِّ ، و بالهَاءِ فی الکُلِّ .
و قال قَوْمٌ : أَساطِیرُ :جَمْعُ أَسْطَارٍ ،و أَسْطَارٌ جمعْ سَطْرٍ ، و قال أَبو عُبَیْدَه:جُمِعَ سَطْرٌ علی أَسْطُرٍ ،ثم جُمِعَ أَسْطُر علی أَساطِرَ (4)،أَی بلا یاءٍ.
و قالَ أَبُو الحَسَن:لا واحِدَ لَه.
و قال اللِّحْیَانِیّ :واحِدُ الأَسَاطِیرِ أُسْطُورَهٌ و أُسْطِیرٌ و أُسْطِیرَهٌ إِلی العشره،قال:و یُقَال: سَطْرٌ ،و یُجْمَع إِلی العَشره أَسْطَاراً (5)،ثُمّ أَساطِیرُ جمعُ الجَمْعِ ،و قیل: أَساطِیرُ :جَمْعُ سَطْرٍ علی غیرِ قِیاس.
و سَطَّرَ تَسْطِیراً :أَلَّفَ الأَکاذِیبَ . و سَطَّرَ عَلَیْنَا:أَتَانَا -و فی الأَسَاس قَصَّ - بالأَسَاطِیر ،قال اللیث:یُقَالُ : سَطَّرَ فُلانٌ علَیْنَا یُسَطِّرُ ،إِذا جَاءَ بأَحَادِیثَ تُشبِهُ الباطِلَ ،یقال:هو یُسَطِّرُ ما لاَ أَصْلَ لَه،أَی یُؤَلِّفُ .
و
17- فی حَدِیثِ الحَسَن: «سَأَلَهُ الأَشْعَثُ عَنْ شَیْ ءٍ من القُرْآنِ فَقَالَ له:و اللّه إِنَّکَ ما تُسَطِّرُ عَلَیَّ بِشَیْ ءٍ». أَی ما تُرَوِّجُ ،یُقَال: سَطَّرَ فُلانٌ علی فُلانٍ ،إِذا زَخْرَفَ له الأَقاوِیلَ و نَمَّقَها،و تِلْکَ الأَقَاوِیلُ الأَسَاطِیرُ و السُّطُرُ (6).
و المُسَیْطِرُ :الرَّقِیبُ الحَافِظُ المُتَعَهِّدُ لِلشَّیْ ءِ، و قیل:هو المُتَسَلِّطُ علی الشیْ ءِ لیُشْرِفَ علیه و یَتَعَهَّدَ أَحْوَالَه،و یَکْتُبَ عملَه.و أَصلُه من السَّطْرِ ، کالمُسَطِّرِ ،کمُحَدّثٍ ،و الکِتَابُ مُسَطَّرٌ ،کمُعَظَّم،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: لَسْتَ عَلَیْهِمْ بِمُصَیْطِرٍ (7)أَی بمُسَلَّط .
و قد سَیْطَرَ عَلَیْهِم،و سَوْطَرَ ،و تَسَیْطَر ،و قد تُقْلَبُ السِّینُ صاداً؛لأَجْلِ الطّاءِ.
و قال الفَرَّاءُ فی قوله تعالی: أَمْ عِنْدَهُمْ خَزائِنُ رَبِّکَ أَمْ هُمُ اَلْمُصَیْطِرُونَ (8)قال المُصَیْطِرُونَ کِتَابَتُها بالصاد، و قراءَتُها بالسین.
و قال الزَّجّاج: المُسَیْطِرُونَ :الأَرْبابُ المُسَلَّطُونَ .یقال:
قد تَسَیْطَرَ عَلَیْنَا و تَصَیْطَرَ ،بالسَّیْن و الصّاد،و الأَصلُ السّین، و کُلُّ سینٍ بعدَهَا طاءٌ یَجُوزُ أَن تقلب صاداً،یقال سطر و صطر،وسطا علیه وصطا.
و فی التهذیب: سَیْطَرَ ،جاءَ علی فَیْعَلَ ،فهو مُسَیْطِرٌ ، و لم یُسْتَعْمَلْ مَجْهُولُ فِعْلِه،و نَنْتَهِی فی کلام العربِ إِلی ما انْتَهَوْا إِلَیْه.
و المُسْطَارُ بالضَّمّ ،هکذا هو مضبوطٌ عندَنا بالقَلَمِ ، و ضَبَطَهُ الجَوْهَرِیُّ بالکَسْر (9)،قال الصّاغانِیُّ :و الصوابُ الضَّمُّ ،قال:و کان الکِسَائِیُّ یُشدِّدُ الرّاءَ،فهذا أَیْضاً دلیل، علی ضَمِّ المِیمِ ؛لأَنّه یکون حِینَئِذ من اسْطَارَّ یَسْطَارُّ ،
ص:520
مثل:ادْهَامَّ یَدْهَامُّ :- الخَمْرَهُ الصّارِعَهُ لشَارِبِها ،من سَطَرَهُ ،إِذا صَرَعَهُ .
أَو الحامِضَه ،قاله أَبُو عُبَیْدٍ،و رواه بالسِّین فی باب الخَمْر،و قال الجَوْهَرِیُّ :ضَرْبٌ من الشَّرَابِ فیه حُمُوضَهٌ ، و زاد فی التَّهْذِیب:لُغَهٌ رُومیَّه أَو هی الحَدِیثَهُ المُتَغَیِّرَهُ الطَّعْمِ ،و الرِّیح.و قال الأَزْهَرِیّ :هی التی اعْتُصِرَت من أَبکار العِنَب حَدِیثاً،بلغه أَهل الشام،قال:و أُراهُ رُومِیًّا؛ لأَنَّه لا یُشْبِهُ أَبْنِیَهَ کلامِ العَرَبِ ،و هو بالصَّاد،و یُقَال بالسِّینِ ،قال:و أَظُنُّه مُفْتَعَلاً من صَارَ،قُلِبَت التّاءُ طاءً.
و المُسْطَارُ ،بالضَّمِّ : الغُبَارُ المُرْتَفِعُ فی السَّمَاءِ ،علی التَّشْبِیهِ بصَفِّ النَّخْلِ ،أَو غَیْرِ ذلک،و لم یَتَعَرَّضْ لهُ صاحِبُ اللِّسَانِ مع جَمْعِه الغَرائِبَ .
و قال أَبُو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ:سَمِعْتُ أَعْرابِیًّا فَصِیحاً یقول:
أَسْطَرَ فلانٌ اسْمِی ،أَی تَجَاوَزَ السَّطْرَ الذی فیه اسْمِی ،فإِذا کَتَبَه قِیلَ : سَطَرَهُ .
و أَسْطَرَ فُلانٌ :أَخْطَأَ فی قِرَاءَتِهِ ،و هو قولُ ابنِ بُزُرْج، یَقُولُونَ للرَّجُلِ إِذا أَخْطَأَ فَکَنَوْا عن خَطَئِه: أَسْطَرَ فُلانٌ الیَوْمَ ،و هو الإِسْطَارُ بمعنی الإِخْطَاءِ،قال الأَزْهَرِیُّ :هو ما حَکاهُ الضَّرِیرُ عن الأَعْرَابِیّ ، أَسْطَر اسْمِی،أَی جاوَزَ السَّطْرَ الذی هُو فِیه.
و أَمّا قَوْلُ أَبِی دُواد الإِیَادِیّ :
و أَرَی المَوْتَ قَد تَدَلَّی مِن الْحَضْ
رِ علی ربِّ أَهْلِه السَّاطِرُونِ
فإِنّ السّاطِرُونَ :اسمُ مَلِک من مُلُوکِ العَجَمِ ،کان یَسْکُن الحَضْرَ،مدینه بین دِجْلَهَ و الفُراتِ قَتَلَهُ سَابُورُ ذُو الأَکْتافِ (1)،و قد تقدّمَت الإِشارهُ إِلیه فی«ح ض ر».
و من المَجَاز: السُّطْرَهُ ،بالضّم:الأُمْنِیَّهُ ،یقال: سَطَّرَ فُلانٌ ،أَی مَنَّی صاحبَه الأَمانِیَّ ،نقلَه الصاغانیُّ .
و سَطْرَی ، کسَکْرَی:ه بدِمَشْق الشّام.
*و مما یستدرک علیه:
السَّطَّار ،ککَتّان:الجَزّارُ.و سَطَرَه ،إِذَا صَرَعَه.
و المِسْطَرَهُ ،بالکَسْر:ما یُسْطَر به الکتابُ .
و محمّد بنُ الحَسَن بن ساطِرٍ الطَّبِیبُ ،هکذا قَیَّدَه القُطْبُ فی تاریخ مصر،قاله الحافظُ فی التَّبْصِیر.
السِّعْرُ ،بالکسر:الذی یَقُومُ علیه الثَّمَنُ ، ج أَسْعَارٌ .
و قد أَسْعَرُوا ،و سَعَّرُوا تَسْعِیراً -بمعنًی واحدٍ:- اتَّفَقُوا علی سِعْرٍ .
و قال الصاغانیّ : أَسْعَرَه و سَعَّرَه :بَیَّنه (2)،و
14- فی الحدیث:
«أَنّه قِیلَ للنَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم: سَعِّرْ لنا،فقالَ :إِنَّ اللّه هو المُسَعِّرُ ».
أَی أَنّه هو الذی یُرْخِصُ الأَشیاءَ و یُغْلِیها،فلا اعتراضَ لأَحَدٍ علیه،و لذلک لا یجوزُ التَّسْعِیر ،و التَّسْعِیرُ :تقدیرُ السِّعْر ،قاله ابنُ الأَثیر.
و سَعَرَ النّارَ و الحَرْبَ ،کمَنَعَ ، یَسْعَرُهَا سَعْراً : أَوْقَدَها و هَیَّجَها، کسَعَّرَ ها تَسْعِیراً . و أَسْعَرَ ها إِسْعَاراً ،و فی الثانی مَجازٌ،أَی الحرْب.
و السُّعْرُ بالضَّمّ :الحَرُّ ،أَی حَرُّ النار، کالسُّعَارِ ، کغُرَاب.
و السُّعْرُ ،بالضّم: الجُنُون، کالسُّعُر ،بضَمّتَیْنِ ،و به فسّر الفارِسِیُّ قوله تعالی: إِنَّ الْمُجْرِمِینَ فِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ (3)قال:لأَنَّهُم إِذا کانوا فی النّار لم یکُونُوا فی ضَلال؛لأَنه قد کشفَ لهم،و إِنما وَصَفَ حالَهم فی الدنیا، یذهب إِلی أَنّ السُّعُرَ هنا لیس جمْعَ سَعِیر الذی هو النار، و فی التّنزیل-حکایه عن قوم صالح-: أَ بَشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ إِنّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ (4)معناه:إِنّا إِذاً لفی ضَلال و جُنُون،و قال الفَرّاءُ:هو العَنَاءُ و العَذَاب (5)،و قال ابنُ عَرَفَه:أَی فی أَمْرٍ یُسْعِرُنا ،أَی یُلْهِبُنَا،قال الأَزهرِیّ :
و یجوزُ أَن یکونَ معناه:إِنّا إِن اتَّبَعْنَاه و أَطَعْنَاه فنحن فی ضَلال و فی عذاب[و عناء] (6)ممّا یلزَمُنَا،قال:و إِلی هذا مال الفَرّاءُ.
ص:521
و السُّعْرُ ،بالضمّ : الجُوعُ ، کالسُّعار ،بالضمّ ،قاله الفرَّاءُ، أَو القَرَمُ ،أَی الشَّهْوه إِلی اللَّحْم،و یقال سُعِرَ الرجلُ ،فهو مَسْعُورٌ ،إِذا اشتَدّ جُوعُه و عَطَشُه.
و السُّعْرُ ،بالضَّم: العَدْوَی،و قد سَعَرَ الإِبلَ ،کمَنَعَ ، یَسْعَرُها سَعْراً : أَعْداهَا و أَلْهَبَها بالجَرَبِ ،و قد اسْتَعَر فیها، و هو مَجاز.
و السَّعِرُ کَکَتِفٍ :مَن به السُّعْر ،و هو المَجْنون، ج سَعْرَی مثل کَلِب و کَلْبَی.
و السَّعِیرُ :النّار ،قال الأَخفش:هو مثْل دَهِینٍ و صَرِیع؛ لأَنَّک تقول: سُعِرَت فهی مَسْعُورَهٌ ،و قال اللِّحْیَانیّ :نارٌ سَعِیرٌ -بغیر هاءٍ- کالسّاعُورَه .
و قیل: السَّعِیرُ و السَّاعُورهُ : لَهَبُها و السَّعِیرُ : المَسْعُورُ ،فَعِیل بمعنی مفعول.
و السُّعَیْرُ فی قول رُشَیْدِ بنِ رُمَیْضٍ العَنَزِیّ :
حَلَفْتُ بمائِراتٍ حَوْلَ عَوْضٍ
و أَنْصَابٍ (1)تُرِکْنَ لَدَی السُّعَیْرِ
کزُبَیْر ،و غَلطَ من ضَبَطَه کأَمِیرٍ (2)،نبّه علیه صاحبُ العُبَاب: صنَمٌ لعَنَزَهَ خاصَّهً ،قاله ابنُ الکَلْبِیّ .و قیل:
عَوْضٌ :صَنَمٌ لبکْرِ بنِ وائِلٍ ،و المائِرَاتُ :دِمَاءُ الذّبائِحِ حَولَ الأَصْنام.
و سُعَیْرُ بنُ العَدَّاءِ ،یُعَدّ فی الحِجَازِیّین، صَحَابِیّ ،قیل:
کان معه کِتَابُ النّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم.
و المِسْعَرُ ،بالکَسْر: ما سُعِرَ بِه ،هکذا فی النُّسخ، و الصّوابُ ما سُعِرَتْ به،أَی النّارُ،أَی ما تُحَرّکُ به النارُ من حَدِیدٍ أَو خَشَب، کالمِسْعَارِ ،و یُجْمَعَان علی مَسَاعِیرَ و مَسَاعِرَ .
و من المَجَاز: الْمِسْعَرُ : مُوقِدُ نارِ الحَرْبِ ،یقال:هو مِسْعَرُ حَرْب إِذا کان یُؤَرِّثُهَا،أَی تحْمَی به الحَرْب،و
16- فی الحدیث: (3)«و أَمّا هذا الحَیّ من هَمْدَانَ فأَنْجَادٌ بُسْلٌ ، مَسَاعِیرُ غیرُ عُزْلٍ ». و المِسْعَرُ : الطَّوِیلُ مِنَ الأَعْنَاقِ و به فَسّر أَبو عَمْرو قولَ الشّاعِر:
و سَامَی بها عُنُقٌ مِسْعَرُ (4)
و لا یخفَی أَن ذِکْرَ الأَعناقِ إِنما هو بیانٌ لا تَخصیصٌ . أَو المِسْعَرُ : الشَّدِیدُ ،قاله الأَصْمَعِیّ ،و به فَسّر قولَ الشاعِر المتقدم.
و فی کتابِ الخَیْل لأَبی عُبَیْدَه: المِسْعَرُ منَ الخَیْل الذی یُطیحُ قَوَائِمَه ،و نَصُّ أَبِی عُبَیْدَهَ :تُطِیحُ (5)قَوَائِمُهُ مُتَفَرِّقَهً و لا ضَبْرَ لَه (6)،و قیل:وَثَبَ مُجْتَمِعَ القوائم،کالمُسَاعِرِ.
و أَبو سَلَمَهَ مِسْعَرُ بنُ کِدَامٍ ،ککِتَاب،الهِلاَلِیّ العامرِیّ ، إِمامٌ جَلِیل، شَیْخُ السُّفْیَانَیْنِ ،أَی الثَّوْرِیّ و ابن عُیَیْنَه، و ناهِیکَ بها مَنْقَبَهً ،و فیه یقولُ الإِمام عبدُ اللّه بن المُبَارَک:
مَنْ کَانَ مُلْتَمِساً جَلِیساً صالِحاً
فلْیأْتِ حَلْقَهَ مِسْعَرِ بنِ کِدَامِ
توفی سنه 153 و قیل:55 (7)و قد تُفْتَحُ مِیمُه و مِیمُ أَسْمِیائِهِ أَی من تَسَمَّی باسمِه،و هم مِسْعَرُ الفَدَکِیّ ،و مَسِعْرُ بنُ حَبِیبٍ الجَرْمِیّ :تابِعِیّان، تَفَاؤُلاً ، و فی اللسان:جَعَلَه أَصحابُ الحَدِیثِ مَسْعَراً بالفتح؛ (8)للتَّفاؤُل.
و السُّعَارُ ، کغُرَابٍ :الجُوعُ ،و قیل شِدَّته،و قیل:لَهِیبُه، أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ لشاعرٍ یَهْجُو رَجُلاً:
تُسَمِّنُها بأَخْثَرِ حَلْبَتَیْها
و مَوْلاکَ الأَحَمُّ له سُعَارُ (9)
وصَفَه بتَغْزِیر حلائِبِه و کَسْعِه ضُرُوعَها بالماءِ البارِدِ؛لیرتَدَّ لبَنُها،لیَبْقَی لها طِرْقُهَا فی حال جُوعِ ابنِ عَمِّه الأَقْرَبِ منه.
و یقال: سُعِرَ الرَّجُلُ سُعَاراً ،فهو مَسْعُورٌ :ضَرَبَتْهُ
ص:522
السَّمُومُ ،أَو اشتَدّ جُوعُه و عَطَشُه،و لو ذکر السُّعَار عند السُّعْرِ کان أَصْوَبَ ،فإِنَّهما من قول الفَرّاءِ،و قد ذَکَرَهُما ففرَّق بینهما،فتأَمَّلْ .
و السَّاعُورُ :کهَیْئَهِ التَّنُّور یُحْفَرُ فی الأَرضِ ،یُخْتَبَزُ فیه.
و السَّاعُور : النّارُ ،عن ابن دُرَیْد،و لو ذَکَرَه عند السَّعِیر کان أَصابَ ،و قیل:لَهَبُها.
و السّاعُور : مُقَدَّمُ النَّصَارَی فی مَعْرِفَهِ علم الطِّبّ و أَدواته،و أَصله بالسریانیّه،و معناه مُتَفَقِّدُ المَرْضَی.
و السِّعْرارَهُ ،بالکسر، و السُّعْرُورَهُ . بالضّم: الصُّبْحُ ، لالِتهابِه حین بُدُوِّه.
و:شُعَاعُ الشَّمْسِ الدّاخِلُ من کُوَّهِ البیتِ ،قال الأَزهریّ :هو ما تَرَدَّدَ فی الضَّوءِ الساقط فی البَیْت من الشَّمْسِ ،و هو الهَبَاءُ المُنْبَثّ .
و سِعْر بنُ شُعْبَه الکِنَانِیّ الدُّؤَلِیّ ،بالکَسْرِ،قِیلَ .
صحابِیّ ،روَی عنه ابنُه جابِرُ بنُ سِعْرٍ ،ذکَره البُخَارِیّ فی التاریخ.
و أَبو سِعْر :مَنْظُورُ بنُ حَبَّهَ (1)،راجِز ،لم أَجِدْه فی التَّبْصِیرِ.
و المَسْعُورُ :الحَرِیصُ علی الأَکْل،و إِن مُلِیءَ بَطْنُه ، قیل:و عَلَی الشُّرْبِ ؛لأَنه یقال سُعِرَ فهو مسْعُورٌ ،إِذا اشْتَدّ جُوعُه و عَطَشُه،فاقْتصارُ المُصَنّف علی الأَکْلِ قُصُورٌ.
و یقال: لأَسْعَرَنَّ سَعْرَه ،بالفَتْح ،أَی لأَطُوفَنَّ طَوْفَه ، قاله الفرّاءُ،و یقال: سَعَرْتُ الیومَ فی حاجَتِی سَعْرَهً ،أَی طُفْتُ .
و السَّعْرَهُ ،بالفَتْح: السُّعَالُ الحَادّ،و هی السُّعَیْرَهُ ،قاله ابنُ الأَعرابیّ .
و یقال:هذا سَعْرَهُ الأَمْرِ،و سَرْحَتُه،و فَوْعَتُه،کما تقول:
أَوَّل الأَمْرِ و جِدَّته ،هکذا بالجیم (2)،و فی بعضِ النُّسَخ بالحاءِ و الأُولَی الصّوابُ . و السَّعَرَانُ محَرّکَهً :شِدَّهُ العَدْوِ ،کالجَمَزان و الفَلَتانِ .
و السِّعْرَان ، بالکِسْرِ:اسْم جماعهٍ ،و منهم بَیْتٌ فی الإِسکَنْدَرِیّه تَفَقَّهُوا.
و الأَسْعَرُ :الرجلُ القَلِیلُ اللَّحْمِ الضِّامِرُ الظّاهِرُ العَصَبِ الشّاحِبُ الدَّقِیقُ المَهْزُول.
و الأَسْعَرُ : لَقَبُ مَرْثَدِ بنِ أَبی حُمْرَانَ الجُعْفِیّ الشَّاعِرِ ، سُمِّیَ بذلک لقوله:
فلا تَدْعُنِی الأَقْوَامُ من آل مالِکٍ
إِذَا أَنا لَمْ أَسْعَرْ علَیْهِم و أُثْقِبِ (3)
و أَبُو الأَسْعَر :کُنْیَهُ عُبَیْدٍ مَوْلَی زَیْدِ بن صُوحَان ،هکذا ذَکَرَه ابنُ أَبِی خَیْثَمَهَ و الدُّولابِیّ و عبد الغَنِیّ و غیرُهم، و رَجَّحَه الأَمِیر، أَو هو بالشِّینِ المُعْجَمَه،کما ذَکَرَه البُخَارِیّ و الدّارقُطْنِیّ و غیرهما.
و أَسْعَرُ بنُ النُّعْمَانِ الجُعْفِیّ ،الرّاوِی عن زُبید الیامِیّ .
و أَسْعَرُ بنُ رُحَیْلٍ الجُعْفِیّ التّابِعِیّ .
و أَسْعَرُ بنُ عَمْرو :شیخٌ لابنِ الکَلْبِیّ : مُحَدِّثُونَ .
و هِلاَلُ بنُ أَسْعَرَ ،البَصْرِیّ ،من الأَکَلَهِ المَشْهُورِین ،حکی عنه سُلَیْمَانُ التَّیْمِیّ ،و فی بعِض النُّسَخ من الأَجِلَّهِ ،و هو تصحیف،و فی بعضِها«المَذْکُورِین»بدلَ «المَشْهُورِین»و لو قال:أَحَدُ الأَکَلَهِ ،لکان أَخْصَر.
و صَفِیَّهُ بنتُ أَسْعَرَ :شاعِرَهٌ لها ذِکْر.
و اسْتَعَرَ الجَرَبُ فی البَعِیر:ابتَدَأَ بمَسَاعِرِهِ ،أَی أَرْفَاغِهِ و آباطِهِ ،قاله أَبُو عمرو،و فی الأَساس:أَی مَغَابِنِه،و هو مَجَازٌ،و منه قولُ ذِی الرُّمَّهِ :
قَرِیعُ هِجَانٍ دُسَّ منه المَسَاعِرُ (4)
و الواحِدُ مَسْعَرٌ .
ص:523
و اسْتَعَرَت النّارُ:اتَّقَدَتْ ،و قد سَعرْتُها ، کتَسَعَّرَتْ .
و من المَجَاز: اسْتَعَرَت اللُّصُوصُ ،إِذا تَحَرَّکُوا للشَّرِّ، کأَنَّهُم اشْتَعَلُوا و الْتَهَبُوا.
و من المجاز: اسْتَعَرَ الشَّرُّ و الحَرْبُ ،أَی انْتَشَرا.
و کذا سَعَرَهُم شَرٌّ،و سَعَرَ علی قَوْمِه.
و مَسْعَرُ البَعِیر:مُسْتَدَقُّ ذَنَبِه.
و یَسْتَعُور ،الذی فی شِعْر عُرْوَه (1)،مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدِینه، و یقال:شَجَرٌ،و یقال أَجْمَهٌ ،و یُقَال: الیَسْتَعُور ،و فیه اختلافٌ علی طُولِه یأْتِی فی فصل الیاءِ التّحْتِیَّه إِن شاءَ اللّه تعالی.
*و مما یستدرک علیه:
رَمْیٌ سَعْرٌ ،أَی شدیدٌ (2).
و سَعَرْناهُم بالنَّبْلِ :أَحْرَقْنَاهُم،و أَمْضَضْناهُم.
و یقال:ضَرْبٌ هَبْرٌ،وَ طَعْنٌ نَثْرٌ (3)،و رَمْیٌ سَعْرٌ ،و هو مأْخُوذ من سَعَرْت النّار،و
1- فی حدیث علیّ رضی اللّه عنه:
«اضْرِبُوا هَبْراً،و ارْمُوا سَعْراً ». أَی رَمْیاً سَرِیعاً،شَبَّهَه باسْتِعارِ النّار.
و
14- فی حدیث عائشه: «کان لرسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم وَحْشٌ ،فإِذا خَرَجَ من البَیْتِ أَسْعَرَنا قَفْزاً». أَی أَلْهَبَنَا و آذانا.
وَ سَعَرَ اللَّیْلَ بالمَطِیِّ سَعْراً :قَطَعَه.
و عن ابنِ السِّکّیتِ :و سَعَرَت النّاقَهُ ،إِذا أَسْرَعَتْ فی سَیرهَا،فهی سَعُورٌ .
و سَعَرَ القَومَ شَرًّا،و أَسْعَرَهُم :عَمَّهم به،علی المَثَل، و قال الجوهریّ (4):لا یقال أَسْعَرَهم .و
16- فی حدیثِ السَّقِیفَه: «و لا یَنَامُ النّاسُ من سُعَارِه ». أَی من شَرّه.
و
17- فی حدیثِ عمر: «أَنّه أَرادَ أَن یَدْخُلَ الشّام و هُو یَسْتَعِرُ طاعوناً». استَعَارَ اسْتِعَارَ النّارِ لشِدَّهِ الطّاعون،یرید کَثْرَتَه و شِدَّهَ تَأْثِیرِه و کذلک یُقالُ فی کلِّ أَمرٍ شَدِیدٍ.
و السُّعْرَهُ ،و السَّعَرُ :لَونٌ یَضْرِب إِلی السَّوادِ فُوَیْقَ الأُدْمَه.
و رَجُلٌ أَسْعَرُ ،و امرأَهٌ سَعْراءُ ،قال العَجّاج:
أَسْعَرَ ضَرْباً أَو طُوالاً هِجْرَعَا
و قال أَبو یُوسف: اسْتَعَرَ الناسُ فی کلِّ وَجْهٍ ،و اسْتَنْجَوْا، إِذا أَکَلُوا الرُّطَبَ ،و أَصابُوه.
و کزُفَر، سُعَرُ بنُ مالِکِ بن سَلاَمانَ الأَزْدِیّ ،من ذُرِّیّته حَنِیفَهُ بن تَمِیم،شیخٌ لابن عُفَیْرٍ،قدیم.
و سِعْر ،بالکسر:جَبَلٌ فی شِعْر خُفافِ بنِ نُدْبَه السُّلَمِیّ .
و سِعِر بالکسر و الإِماله مَقْصُوراً:
جَبَلٌ عند حَرَّه بنی سُلَیْم.
و سِعْر بن مالِکٍ العَبْسِیّ ،سَمعَ عُمَرَ بن الخَطّاب،رَوَی عنه حَلاّمُ بنُ صالح.و سِعْرُ بنُ نِقَادَهَ الأَسَدِیّ (5)،عن أَبیه، و عنه ابنُه عاصِمٌ .و سِعْرٌ التَّمِیمیّ ،عن عَلِیّ ،الثلاثه من تاریخ البخاریّ .
و سُعَیْرُ بنُ الخِمْس أَبو مَالک (6)الکوفیّ ،عن حَبِیبِ بن أَبی ثابِت،عن ابن عُمَرَ،روی عنه سُفْیَانُ بنُ عُیَیْنَه.
و دَیْرُ سَعْرَانَ :موضِعٌ بجِیزَه مِصْر.
و بَنُو السَّعْرانِ :قومٌ بالإِسْکَنْدَرِیّه.
السَّعْبَرُ ،أَهمله الجَوْهریّ ،و قال ابن الأَعْرَابِیّ : السَّعْبَرُ و السَّعْبَرَهُ :البِئْرُ الکَثِیرَهُ الماءِ ،قال:
أَعَدَدْتُ للوِرْدِ إِذا ما هَجَّرَا
غَرْباً ثَجُوجاً و قَلِیباً سَعْبَرَا
ص:524
و ماءٌ سَعْبَرٌ :کَثِیرٌ ،و کذلک نَبِیذٌ سَعْبَرٌ ،
17- یُحْکَی: أَنَّه مَرَّ الفَرَزْدَقُ بصدیقٍ له،فقال:ما تَشْتَهِی یا أَبا فِرَاس ؟قال:
«شِواءً رَشْرَاشاً،و نَبِیذاً سَعْبَراً ،و غِنَاءً یَفْتَقُ السَّمْعَ ».
الرَّشْراشُ :الذی یَقْطُرُ دَسَماً،و السَّعْبَرُ :الکثیر.
و سِعْرٌ سَعْبَرٌ :رَخِیصٌ ،و
17- یُحْکَی: أَنه خَرَجَ العَجّاجُ یرید الیَمَامَه،فاسْتَقْبَلَه جَرِیرُ بنُ الخَطَفَی،فقال له:أَینَ تُرِید؟ قال:أُرِیدُ الیَمامَهَ ،قال:تَجِدُ بها نَبِیذاً خِضْرِماً،و سِعْراً سَعْبَراً .
و سَعَابِرُ الطّعَامِ و کَعَابِرُه:هو کُلّ ما یُخْرَجُ منه من زُؤَانٍ و نَحْوِه فیُرْمَی به،و قال أَبو حنیفه: السَّعَابِرُ :حَبٌّ یَنْبُت فی البُرِّ یُفسده،فیُنَقَّی منه.
السَّعْتَرُ :نَبْتٌ م ،أَی معروف.
و السَّعْتَرِیُّ :الشّاطِرُ ،بلُغَه أَهْل العِراق، و الکَرِیمُ الشُّجَاعُ ،و بعضُهُم یکتُبُه بالصّادِ (1)،و هکذا فی کُتُبِ الطّبّ لئلاّ یَلْتَبِس بالشَّعِیرِ،و هو بالصّاد أَعْلَی.
و السَّعْتَرِیُّ : لَقَبُ أَبی یَعْقُوب یُوسُفَ بنِ یَعْقُوب النَّجِیرَمِیِّ ،بالنون و الجیم،حَدَّثَ عن أَبی مُسْلِم الکَجِّی.
و زاد الحافظ فی التَّبْصِیر:عبدَ الواحِد بنَ مَحْمُودِ بنِ سَعْتَرَهَ البَیِّع،البَغْدَادِیّ ،حَدَّث عن أَبی الفَتْح بنِ البَطِّیّ و غیره.
و عُمَر بن عبدِ الرَّحْمن السَّعْتَرِیّ ،روی عن أَبی الإِصْبَع القَرْقَسانِیّ ،و عنه لاحِقُ بنُ الحُسَیْنِ ،کذا ضَبَطه السِّلَفِیّ .
سَغَرَه ،کمَنَعَه ، سَغْراً ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابیّ :أَی نَفَاهُ ،و هو بالسِّینِ و الغین،نقله الصَّاغانیّ و غیره.
السَّفْرُ ،بفتح فسکون: الکَنْسُ یقال: سَفَرَ البَیْتَ و غیرَه یَسْفِرُه سَفْراً ،إِذا کَنَسَه،و
14- فی الحدیث: «أَنّ عُمَرَ دَخَلَ عَلَی النّبِیّ صلی اللّه علیه و سلّم،فقال:لو أَمَرْتَ بِهذَا البَیْتِ فَسُفِرَ » (2). أَی کُنِسَ ،قاله الأَصْمَعِیّ .
و السَّفْرُ بنُ نُسَیْرِ بنِ أَبی هُرَیْرَهَ التّابِعِیّ و السَّفْرُ : والِدُ أَبِی الفَیْضِ یُوسُف،و قال المِزِّیّ الأَسْمَاءُ بالسُّکُونِ ، و الکُنَی بالحَرَکَهِ ،کذا نقَلَه عنه الحافظ فی التَّبْصِیر،فقولُ شیخِنَا:هی قاعدَهٌ أَغْلَبِیّه عند المُحَدِّثِین وَرَدَتْ کلماتٌ علی خِلافِها مَحَلُّ تَأَمُّل،و کان یَنْبَغِی له استیفاءُ تلک الکلماتِ ،حتی یظْهر ما قال،و أَنَّی له ذلک.
و المِسْفَرَهُ :الْمِکْنَسَهُ ،لأَنَّهَا آلَه السَّفْرِ ، کالمِسْفَرِ .
و السُّفَارَهُ ،بالضمّ : الکُنَاسَهُ .
و السَّفْرُ : الکَشْطُ ،یقال: سَفَرَت الرِّیحُ الغَیْمَ عن وَجْهِ السّماءِ سَفْراً :کشَطَتْهُ ، فانْسَفَرَ ،قالَ العَجّاج:
سَفْرَ الشَّمَالُ الزِّبْرِجَ المُزَبْرَجَا
و هو مَجازٌ.
و السَّفْرُ : التَّفْرِیقُ ،یقال: سَفَرَت الرِّیحُ الغَیْمَ سَفْراً ، فانْسَفَر :فَرَّقَتْه فتَفَرّقَ ، یَسْفِرُ ،بالکسرِ فی الکُلّ .
و السَّفْر : الأَثَرُ یَبْقَی، ج سُفُورٌ ،بالضَّمّ .
و سَفْرُ بنُ نُسَیْر (3):مُحَدّث ،و ورد فی تاریخ البُخَارِیّ سَقَر،بالقَاف محرَّکَهً ،و فی الهامش-بخطّ أَبِی ذَرٍّ-صوابُه سَفْر بالفاء ساکنه،حَدّث عن یَزِیدَ بنِ شُرَیْح عن أَبِی أُمامَهَ .
و رَجُلٌ سَفْرٌ ،و قَوْمٌ سَفْرٌ ،و هو جمْع سافِر ،کشارب و شَرْب،و یقال (4): سافِرٌ و سَفْرٌ أَیضاً،و قد یکون السَّفْرُ للواحِد،قال الشاعر:
عُوجِی علیَّ فإِنَّنِی سَفْرُ
أَی مُسافِر ،مثل الجَمْع؛لأَنَّه فی الأَصْلِ مصدر.
و قَوْمٌ سافِرَهٌ و أَسْفَارٌ و سُفّارٌ ،أَی ذَوُو سَفَرٍ ،لضِدّ الحَضَرِ ،سُمِّیَ به لما فیه من الذَّهابِ و المَجِیءِ،کما تَذْهَبُ الریحُ بالسَّفِیرِ من الوَرَقِ و تَجِیءُ،کذا فی المحکم.
و فی التَّهْذِیبِ :سُمِّیَ السَّفَرُ سَفَراً ؛لأَنه یُسْفِرُ عن وُجُوه المُسَافِرِینَ و أَخْلاَقِهم فَیُظْهَرُ ما کان خافِیاً فِیها (5).
و السّافِرُ : المُسَافِرُ قیل:إِنما سُمِّیَ المُسَافِرُ مُسَافِراً
ص:525
لکَشْفِه قِنَاعَ الکِنِّ عن وَجْهه،و مَنَازِلَ الحَضَرِ عن مَکانِه [و مَنْزِلَ الخَفْضِ عن نَفْسِه] (1)و بُرُوزِه للأَرْض (2)الفَضَاءِ،لا فِعْلَ لَه.
و فی المُحْکَم:و رَجُلٌ سافِرٌ :ذو سفَرٍ ،و لیس علی الفِعْلِ ؛لأَنّا لم نَرَ له فِعْلاً.
و فی المصباح: سَفَرَ الرجُلُ سَفْراً ،مثل طَلَب:خرج للارْتِحالِ ،فهو سافِرٌ ،و الجَمْعُ سَفْرٌ ،مثل صاحِبٍ و صَحْب،لکن استعمالَ الفعلِ مَهْجُورٌ،و استعمِلَ المَصْدَر اسْماً،و جُمِعَ علی أَسْفَارٍ (3).
و السّافِرُ : القَلِیلُ اللَّحْمِ من الخَیْلِ قال ابنُ مُقْبِل:
لا سافِرُ اللَّحْمِ مَدْخُولٌ و لا هَبِجٌ
کاسی العِظَامِ لَطِیفُ الکَشْح مَهْضُومُ
و السّافِرَهُ بهاءٍ. أُمَّهٌ من الرُّومِ سُمُّوا کأَنَّهُ لِبُعْدِهِمْ و تَوَغُّلِهم فی المَغْرِبِ ،و منه الحدیثُ عن سَعِیدِ بنِ المُسَیِّب مَرْفوعاً: لولا أَصْوَاتُ السَّافِرَهِ لسَمِعْتُم وَجْبَهَ الشَّمْس »،حکاه الهَرَوِیّ فی الغَرِیبَیْن،قال الأَزهریّ :کذا جاءَ التفسیرُ مُتَّصِلاً بالحدیث،الوَجْبَهُ :الغُرُوبُ (4)،یعنی صَوْتَه فحذف المضاف.
و المِسْفَرُ ،بالکسر:الرَّجُلُ الکَثِیرُ الأَسْفَارِ ،و المِسْفَرُ أَیضاً: القَوِیُّ علی السَّفَرِ ،اقْتَصَر الأَزْهَرِیُّ علی الثانی، و جمعهما ابنَ سِیدَه فی المُحْکَم،و نَصُّه:و المِسْفَرُ :الکثیرُ الأَسفارِ القَوّیُ علیها،فلو قال المصنّف هکذا کان أَخْصَر، زاد الأَزهریّ : و هِیَ مِسْفَرَهٌ ، بهاءٍ ،أَنشد فی المُحْکَم:
لن یَعْدَمَ المَطِیُّ مِنّی مِسْفَرَا
شَیْخاً بَجَالاً و غُلاماً حَزْورَا
و بَعِیرٌ مِسْفَرٌ :قَوِیٌّ علی السَّفَر ،قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَب:
أَجَزْتُ إِلیکَ سُهوبَ الفَلاهِ
و رَحْلِی علی جَمَل مِسْفَرِ
و ناقَهٌ مِسْفَرَهٌ و مِسْفَارٌ کذلِک،قال الأَخْطَلُ :
و مَهْمَهٍ طَامِسٍ تُخْشَی غَوَائِلُه
قَطَعْتُه بکَلُوءِ العَیْنِ مِسْفَارِ
و السُّفْرَهُ بالضَّمّ :طَعامُ المُسَافِر المُعَدّ للسَّفَر ،هذا هو الأَصْلُ فیه،ثم أُطْلِقَ علی وِعَائِه،و ما یُوضَع فیه من الأَدِیم،ثم شَاعَ الآن فیما یُؤْکَلُ عَلیه.
و فی التَّهْذِیب: السُّفْرَهُ :التی یُؤْکَل علیها،و سُمِّیت لأَنَّهَا تُبْسَطُ إِذا أُکِلَ علیها.
[ و منه سُفْرَهُ الجِلْدِ ] (5)و السِّفَارُ ، ککِتَاب:حَدِیدَهٌ یُخْطَمُ بها البَعِیرُ،قاله الأَزهریّ ، أَو جِلْدَهٌ تُوضَعُ علی أَنْفِ البَعِیر ،و قال اللّحْیَانِیّ : السِّفارُ ،و السِّفارَهُ :الذی یَکُونُ علی أَنْفِ البَعِیرِ بمَنْزِلَهِ الحَکَمَهِ ،مُحَرَّکَه،و قوله من الفَرَسِ زیادهٌ من المصنّف علی عباره اللّحْیَانِیّ (6)، ج أَسْفِرَهٌ ،و سُفْرٌ ، بالضمّ ، و سَفَائِرُ .
و قد سَفَرَهُ به یَسْفِرُه ،بالکسر،و هکذا قاله الأَصْمَعِیّ ، سَفَرْتُه بالسِّفارِ .
و قال اللَّیْثُ :هو حَبْلٌ یُشَدُّ[طرفُه] (7)علی خِطَامِ البَعِیرِ، فیُدَارُ علیه،و یُجْعَلُ بَقِیَّتُه زِمَاماً،و رُبّما کان من حَدِید.
و أَسْفَرَهُ إِسفاراً ،و هذا قولُ أَبِی زَیْد، و سَفَّرَهُ تَسْفِیراً ،و هو فی المُحْکَم.
و سَفَرَ الصُّبْحُ یَسْفِرُ ،بالکسر، سَفْراً : أَضاءَ و أَشْرَقَ ، کَأَسْفَرَ ،و أَنکَرَ الأَصْمَعِیّ أَسْفَرَ .
و فی البَصَائِر،و المُفْرَدات:و الإِسْفَارُ یَخْتَصُّ باللَّون، نحو: وَ الصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ (8)أَی أَشْرَق لَوْنُه.و وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ مُسْفِرَهٌ (9)أَی مُشْرِقَهٌ مُضِیئَهٌ .
و فی الأَساس:و من المَجَاز:وَجْهٌ مُسْفِرٌ :مُشْرِقٌ سُروراً.
و فی التهذیب: أَسْفَرَ الصُّبحُ ،إِذا أَضاءَ إِضاءَهً لا یُشَکّ
ص:526
فیهِ ،و منه
14- قوله صلی اللّه علیه و سلّم: « أَسْفِرُوا بالفَجْرِ،فإِنَّه أَعْظَمُ للأَجْرِ».
یقول:صَلُّوا[صلاهَ ] (1)الفجرِ بعد تَبَیُّنِه و ظُهُورِه بلا ارْتِیَاب فیه (2)،فکلّ مَنْ نَظَرَه عَلِم أَنّه[الفجر] (3)الصّادِقُ ،و
17- سُئل أَحمدُ بنُ حَنْبَل عن الإِسْفَارِ بالفَجْرِ،فقال:أَنْ یَتَّضِحَ (4)الفَجْرُ حتی لا یُشَکَّ فیه. و نحوه قال إِسْحَاق،و هو قولُ الشّافِعِیّ و أَصحابه (5).
و یقال: أَسْفِرُوا بالفَجْرِ:طَوِّلُوها إِلی الإِسْفَارِ ،و قیل:
الأَمْرُ بالإِسْفَارِ خاصُّ فی اللّیَالِی المُقْمِرَه؛لأَنّ أَوّلَ الصُّبحِ لا یَتَبَیّن فیها،فأُمِرُوا بالإِسْفَارِ احتیاطاً،و منه
17- حدیث عُمَر:
«صَلُّوا المَغْرِبَ و الفِجَاجُ مُسْفِرَهٌ » (6). أَی بَیِّنَهٌ مُضِیئَهٌ لا تَخْفَی،و
17- فی حدیث عَلْقَمَهَ الثَّقَفِیّ : «کَانَ یَأْتِینَا بلالٌ یُفْطِرُنَا و نحن مُسْفِرُونَ [جِدًّا] (7)». کذا فی النهایه.
و من المجاز: سَفَرَت الحَرْبُ :وَلَّتْ .
و فی البَصَائِر: السَّفْرُ :کَشْفُ الغِطَاءِ،و یَخْتَصّ ذلک بالأَعْیَانِ ،یقال: سَفَرَت المَرْأَهُ ،إِذا کَشَفَتْ عن وَجْهِها النِّقَابَ ،و فی المحکم:جَلَتْه،و فی التهذیب:أَلْقَتْه، تَسْفِرُ سُفُوراً ، فَهِیَ سافِرٌ ،و هنَّ سَوافِرُ ،و به تَعْلَمُ أَنّ ذِکْرَ المرأَهِ للتَّخْصِیصِ ،لا للتَّمْثِیلِ ،خلافاً لبعضهِم.
و سَفَرَ الغَنَمَ :باعَ خِیَارَها.
و سَفَرَ بینَ القَوْمِ :أَصْلَحَ ، یَسْفِرُ ،بالکسر، و یَسْفُر ، بالضّم، سَفْراً ،بالفتح، و سَفَارَهً کسَحَابَه، و سِفَارَهً ، بالکسر،و هی کالکَفَالَه و الکتَابَه،یرادُ بها التَّوَسُّط للإِصلاحِ ، فهو سَفِیرٌ کأَمِیرٍ،و هو المُصْلِحُ بین القَوْم، و إِنما سُمِّیَ به لأَنّه یَکْشِفُ ما فی قَلْبِ کلٍّ منهما؛لیُصْلِحَ بینهما،و یُطلقَ أَیضاً علی الرَّسُولِ ؛لأَنّه یُظْهِرُ ما أُمِرَ به،و جَمَع بینهما الأَزهریّ ،فقال:هو الرّسولُ المُصْلِحُ .
و السَّفُّور ، کتَنُّورٍ:سَمَکَهٌ کثیرهُ الشَّوْکِ قَدْر شِبّرٍ، و ضَبْطَه الصاغانیّ کصَبُور.
و السَّفُّورَهُ ، بهاءٍ :جریدهٌ من أَلواجٍ یُکْتَبُ علیها،فإِذا استَغْنَوْا عن المَکْتَوْب مَحَوْهُ ،و هی مُعَرَّبَهٌ و یقال لها أَیضاً:
السَّبُّورَهُ ،بالباءِ،و قد تقدّم.
و سَفَارِ ، کقَطَامِ :اسم بِئْر قِبَلَ ذِی قارٍ ،بین البَصْرَهِ و المَدِینَه، لبنی مازِنِ بنِ مالِکٍ ،قال الفَرَزْدَقُ :
مَتَی ما تَرِدْ یَوْماً سَفَارِ تَجِدْ بِهَا
أُدَیْهِمَ یَرْمِی المُسْتَجِیزَ المَعَوَّرَا (8)
و یقال:اعلِفْ دَابّتَک السَّفِیر ،کأَمِیرٍ: ما سَقَطَ من وَرَقِ الشَّجَرِ ،و فی التَّهْذِیب:وَرَقُ العُشْبِ ؛لأَنَّ الرِّیحَ تَسْفِرُه ، و أَنشدَ لذِی الرُّمَّه:
و حائِلٌ من سَفِیرِ الحَوْلِ جَائِلُه
حَوْلَ الجَرَاثِیمِ فی أَلْوَانِه شَهَبُ
یَعنِی الوَرَقَ تَغَیَّرَ لونُهُ ،فحالَ و ابْیَضَّ بعد أَن کانَ أَخْضَرَ.
و السَّفِیرُ : ع (9).
و السَّفِیرَهُ ، بهاءٍ:قِلادَهٌ بَعُرًی ،جمع عُرْوَه، من ذَهَبٍ و فِضَّه.
و سَفِیرَهُ : ناحِیَهٌ ببلادِ طَیِّئٍ ،و قیل:صَهْوَهٌ لبنی جَذِیمَه من طَیِّئٍ ،یُحِیطُ بها الجَبلُ ،لیس لمائِهَا مَنْفَذ.
و سُفَیْر ، کزُبَیْرٍ:ع آخَرُ بنجْد،و هو قَارَهٌ ضَخْمَه.
و سُفَیْرَه ، کجُهَیْنَه:هَضْبَهٌ مَعْرُوفَهٌ ،ذکرها زُهَیْرٌ فی شعره (10).
ص:527
و مَسَافِرُ الوَجْهِ :ما یَظْهَرُ منه قال امرُؤُ القَیْسِ :
ثِیَابُ بَنِی عَوْفٍ طَهَارَی نَقِیَّهٌ
و أَوجُهُهُم بیضُ المَسَافِرِ غُرّانُ
و أَسْفَرَ :دَخَلَ فی سَفَرِ الصُّبْح ،محرّکهً ،و هو انْسِفَارُ الفَجْرِ،قال الأَخْطَل:
إِنّی أَبِیتُ و هَمُّ المرءِ یَبْعَثُه
من أَوّل اللّیل حَتَّی یُفْرِجَ السَّفَرُ
یرید الصُّبْحَ :یقول:أَبِیتُ أَسْری إِلی انْفِجَارِ الصُّبحِ ، و به فَسَّر بعضُهُم
16- حدیثَ : « أَسْفِرُوا بالفَجْرِ».
و یقال: أَسْفَرَ القَوْمُ ،إِذا أَصْبَحُوا.
و أَسْفَرَت الشَّجَرَهُ :صَارَ وَرَقُهَا سَفِیراً تُسْقِطُه الرِّیَاحُ ، و ذلک إِذا تَغَیَّر لَونُه و ابْیَضَّ .
و من الَمجاز: أَسْفَرَت الحَرْبُ إِذا اشْتَدَّتْ ،و لو ذَکَرَهُ عند سَفَرَت الحَرْبُ وَلَّتْ ،کان أَصابَ .
و سَفَّرَهُ تَسْفِیراً :أَرْسَلَه إِلی السَّفَرِ ،و هو قَطْعُ المَسافَهِ .
و سَفَّرَ الإِبِلَ تَسْفِیراً : رَعَاها بَیْنَ العِشَاءَیْنِ ،و فی السَّفِیر ،و هو بیاض قَبْل اللَّیْلِ ، فتَسَفَّرَتْ هی ،أَی الإِبلُ ، أَی رَعَتْ کذلک.
و سَفَّرَ النّارَ تَسْفِیراً : أَلْهَبَهَا و أَوْقَدَها.
و تَسَفَّرَ :أَتَی بِسَفَرٍ ،محرکهً ،أَی بیاضِ النّهَارِ.
و تَسَفَّرَ الجِلْدُ:تَأَثَّرَ من السَّفَر ،و هو الأَثَر.
و تَسَفَّرَ شَیْئاً من حَاجَتِه:تَدارَکَه قبل فَواتِه،و هو مَجاز.
و تَسَفَّرَ النّسَاءَ عن وُجُوهِهِنَّ بمعنی اسْتَسْفَرَهُنّ ،أَی طَلَبَ أَشْرَقَهُنَّ وَجْهاً،و أَنْوَرَهُنَّ جمالاً.
و تَسَفَّرَ فُلاناً:طَلَبَ عندَه النِّصْفَ من تَبِعَهٍ کانت له قِبَلَهُ ،نقله الصّاغانیّ .
و السِّفْرُ ،بالکسر: الکِتَابُ الذی یُسْفِرُ عن الحَقَائِقِ ، و قیل:الکِتَابُ الکَبِیرُ ،لأَنَّه یُبَیِّنُ الشّیءَ و یُوَضِّحُه،و کأَنّهم أَخذُوه من قول الفَرَّاءِ: الأَسْفَارُ :الکُتُبُ العِظَامُ ، أَو السِّفْرُ :
جُزْءٌ من أَجْزاءِ التَّوْراهِ و الجَمْع أَسْفَارٌ ،قال الزَّجَّاجُ -فی قوله تعالی: کَمَثَلِ الْحِمارِ یَحْمِلُ أَسْفاراً (1)-: الأَسْفارُ :
الکُتُبُ الکِبَارُ،واحِدُها سِفْرٌ .أَعْلَمَ تعَالَی أَنّ الیَهُودَ مَثَلُهُم فی تَرْکِهِمُ اسْتِعْمَالَ التَّوْراهِ و ما فِیهَا،کمثَلِ الحِمَارِ یُحْمَلُ علیه الکُتُبُ ،و هو لا یَعْرِفُ ما فیها،و لا یَعِیهَا.
و السَّفَرَهُ ،محرّکهً : الکَتَبَهُ جمعُ سافِر ،و هو بالنَّبْطِیَّه:
سافرا .
و سَفَرَ الکِتَابَ :کَتَبَه،قاله الزّمَخْشَرِیّ .
و السَّفَرَهُ :کَتَبَهُ المَلائِکَه الذین یُحْصُون الأَعْمَالَ ،قال اللّه تعالی: بِأَیْدِی سَفَرَهٍ . کِرامٍ بَرَرَهٍ (2)قال المُصَنّفُ فی البصائِر:و الرّسُولُ ،و المَلائِکَهُ و الکُتُبُ مشتَرِکَهٌ فی کَوْنِها سافِرَهً عن القَوْمِ ما اشْتَبَه (3)علیهم.
و السَّفَرُ ، بلا هاءٍ ،هو: قَطْعُ المَسَافَهِ البَعِیدَه، ج أَسْفَارٌ و من سجَعَات الأَسَاس:حَطَّمَنِی طُولُ مُمَارَسَهِ الأَسْفَارِ ، و کَثْرهُ مُدَارَسَه الأَسْفَارِ .
و السَّفَر : بَقِیَّهُ بَیاضِ النَّهَارِ بَعْدَ مَغِیبِ الشَّمْسِ ، لوُضُوحِه،و منه:إِذا طَلَعَت الشِّعْرَی سَفَراً لم تَرَ فِیها مَطَراً، أَرادَ طُلوعَها عِشاءً.
و سَفَرٌ (4): ع أَظُنُّه جَبَلاً مَکِّیًّا،و یُرْوَی بفتح فسُکُون.
و سَفْرَاءُ : ه بَحَرّانَ تُعرَفُ بسَفَرْ مَرْطَی.
و أَبُو السَّفَرِ مُحَرَّکَهً :سَعِیدُ بنُ مُحَمّد (5)،هکذا فی نُسْخَتِنَا،و هو غَلَطٌ ،و قال ابنُ مُعِین:سَعِیدُ بن أَحْمَد، و الصوابُ ما فی تاریخ البُخَارِیّ :سَعِیدُ بن یَحْمَدَ، کیَمْنَعَ (6)،کذا بخطّ ابن الجَوّانِیّ النَّسّابَه راوِی التارِیخِ المذکور،و ضبَطَه شیخُنَا کمُضارعِ أَحْمَدَ،کأَکْرَم،و مثله فی التّبْصِیر،للحافظ ، من التّابِعِینَ ،کوفِیّ من ثَوْرِ هَمْدَانَ ، سَمِع ابنَ عَبَّاس و البَرَاءَ و ناجِیَهَ ،روی عنه أَبو إِسحاقَ
ص:528
و مُطَرِّفٌ و شُعْبَهُ و یُونُس بن أَبی إِسحاقَ ،کذا فی تاریخ البخاریّ .
و عبدُ اللّه بنُ أَبِی السَّفَرِ ،من أَتْبَاعِهِمْ ،ذکره الحافظُ فی التَّبْصِیر،قال:و اسم أَبِی السَّفرِ :سَعِیدٌ،قلْت:فهو ابنُ الذی سَبقَ ذِکْره،و لم یُنَبِّه علیه المصنِّف،فلیُنَبَّه لذلک.
و أَبو الأَسْفَرِ :روَی عن أَبِی (1)حَکِیمٍ ،و فی التَّبْصِیرِ:
عن ابن حَکِیم، عن عَلِیٍّ ،رضی اللّه عنه،فی المَطَر، مَجْهُول لا یعرف.
قلْت:علی ما فی نُسْخَتِنَا،یَحْتَمِلُ أَن یکونَ المرادُ بأَبی حَکِیمٍ عبدَ اللّه بن حَکِیم الکِنَانِیّ ؛فإِنّه یُکْنَی کذلک،و له صُحْبَه،و أَما ابنُ حَکِیم فکَثِیرُونَ ،منهم:الصَّلْتُ بن حَکِیم،و زُرَیْقُ بنُ حَکِیم،و إِسماعِیلُ بنُ قَیْسِ بنِ حَکِیم، الذی رَوَی عن ابنِ مَسْعُود،فلیُنْظَر ذلک.
و النَّاقَهُ المُسْفِرَهُ الحُمْرَهِ :هی الَّتِی ارْتَفَعَتْ عن الصَّهْبَاءِ شَیْئاً قلیلاً،نقله الصاغانیّ .
و المُسَفَّرَهُ کمُعَظَّمَه:کُبَّهُ الغَزْلِ ،نقله الصاغانیّ .
و سافَرَ ،فلانٌ إِلی بَلَدِ کذا سِفَاراً ،بالکسر، و مُسَافَرَهً :
مَضَی إِلیه،و لیس یُرَادُ به معنَی المُشَارکه،کعاقَبَ اللِّصَّ .
و سافَر فلانٌ :ماتَ قال أُمَیَّهُ بنُ أَبی الصَّلْتِ :
زَعَمَ ابنُ جُدْعانَ بنِ عَمْ
رٍو أَنَّهُ یَوْماً مُدابرْ
و مُسَافِرٌ سَفَراً بَعِی
داً لا یَئُوبُ له مُسَافِرْ
و انْسَفَرَ مُقَدَّمُ رَأْسِه من الشَّعرِ: انْحَسَرَ.
و انْسَفَرَت الإِبِلُ أَی ذَهَبَتْ فی الأَرضِ .
و الرّیاحُ یُسَافِرُ بَعضُها بَعْضاً؛لأَنّ الصَّبَا تَسْفِرُ ،أَی تَکْشِطُ و تُفَرّقُ ما أَسْدَتْهُ الدَّبُورُ،و الجَنُوبُ تُلْحِمُه و تَضُمُّه.
*و ممّا یستدرک علیه:
انْسَفَرَ الغَیْمُ :تَفَرّقَ .
و سَفَتَ الرِّیحُ التُّرَابَ :ذَهَبَت به کُلَّ مَذْهَب.و المِسْفارُ :النَّاقَهُ القَوِیَّهُ .
و مُسَافِرَه :البَقَرَهُ ،هکذا سَمّاها زُهَیْرٌ فی قولِه:
کخَنْسَاءَ سَفْعَاءِ المِلاطَیْنِ حُرَّهٍ
مُسَافِرَهٍ مَرْؤُومَهٍ أُمِّ فَرْقَدِ
و لقیته سَفَراً ،و فی سَفَرٍ ،أَی عند اسْفِرارِ الشَّمْسِ ،کذا حکی بالسّین،و قولُ أَبی صَخْر الهُذَلیّ :
لِلَیْلَی بذاتِ البَیْنِ دارٌ عَرَفْتُهَا
و أُخْرَی بذاتِ الجَیْشِ آیاتُهَا سَفْرُ
قال السُّکَّرِیُّ :دَرَسَتْ ،فصَارَتْ رُسُومُهَا أَغْفَالاً.و قال ابنُ جِنِّی:یَنبَغِی أَن یَکُونَ السَّفْرُ من قولِهِمْ سَفَرَ البَیْتَ :
کنَسَه،فکأَنّه من کَنَسْتُ الکِتَابَهَ من الطِّرْسِ .
و رَجُلٌ مِسْفَارٌ :کثیرُ الأَسْفارِ .
و بَیْنِی و بینَه مَسَافِرُ بَعِیدَهٌ (2).
و من سَجَعَاتِ الأَساس:رُبَّ رَجُل رَأَیْتُه مُسَفِّراً ،ثم رأَیْتُه مُفَسِّراً.أَی مُجَلِّداً.
و بَقِیَ علیه سَفَرٌ من نَهَار.
و سَفَرَ شحْمُه:ذهبَ ،و هو مَجاز.
و سافَرَتْ عنه الحُمَّی.و سافَرَتِ الشمُس عن کَبِدِ السّمَاءِ،و هُوَ مِنّی سَفَرٌ ،أَی بَعِیدٌ و کل ذلک مَجاز.
و السِّفَارَهَ :أَن یَرْتَفِعَ (3)شعرُه عن جَبْهَتِه،نقله الصّاغانیّ .
و سَفَّارِین ،کجَبّارِین:قریهٌ من أَعمال نابُلُس،منها شیخُنَا العلامه أَبو عبدِ اللّه محمدُ بنُ أَحمد بنِ سالِم الحَنْبَلِیّ الأَثَرِیّ ،کتب إِلیَّ مَروِیَّاتِه،و أَجازنی بها.
و أَسْفَرایِن،یأْتی فی النون،و وَهِمَ من استدرکه علی المصنّف هنا.
و المَسْفُور :من أَصابه جَهْدُ السَّفَرِ .
و التَّسْفِیرَهُ :ما یُسَفَّر به،و جمعه التّسافِیرُ .
و مُسَافِرُ بنُ أَبی عمر (4)،من بَنِی أُمَیَّه بنِ عبدِ شَمْس.
ص:529
و غالِبُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ مسفر (1)بن جعفر اللیثیّ له صحبه.
و أَبُو القاسِمِ الحَسَنُ بنُ هِبَهِ اللّهِ بن سُفَیْر ،کزُبَیْر، السُّفَیْرِیّ ،من شیوخ یُوسُف بنِ خَلِیل.
و السَّفْر بنُ حَبِیبٍ الغَنَوِیّ ،عن عُمَر بنِ عبدِ العَزِیز، قوله،روی عنه حَجّاجُ بنُ حَسّان،قاله البُخَارِیّ فی التاریخ.
و الْمِسْفیره و الْمِسْفَار ،قریتان بمِصْرَ فی حَوْفِ (2)رَمْسِیس.
و السَّفَرُ :الجِهَادُ،من إِطْلاقِ العَامّه.
و حارَهُ سَفّار ،ککَتّان:من مَدِینه هُوَّ،بصَعِیدِ مِصْر.
و سفارَهُ :بَطْنٌ من لَواتَهَ یَنْزِلُون أَرضَ مِصْر،منهم شَرَفُ الدینِ مُحَمَّدُ بنُ عبدِ الواحد بنِ أَبِی بَکْرِ بنِ إِبراهِیم الرَّبَعِیّ السفاریّ ،حدَّثَ عنه المَقْرِیزِیّ .
السَّفْجَرُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهمله الجوهریّ ،و قال الصّاغانیّ :هو الصِّغارُ،لا واحِدَ لَهَا و فی نسخه:لهُّ و مثْلُه فی التَّکمله یقُالُ :ذَرٌّ سفْجَرٌ ،أَی نَمْلٌ صِغَارٌ،و أَنشد لمُهَلْهِل:
خَوْدٌ حَطِیطُ المَتْنَتَیْنِ تَرَی
فی مَتْنها أَثَراً کذَرِّ السفْجَرِ
السِّفْسِیرُ ،بالکَسْرِ:السِّمْسَارُ ،قال الأَزهریّ :
مُعَرّب،و هی کلمه فارِسِیّه ،و به فَسَّر الأَصْمَعِیّ قولَ النابِغَهِ :
وَقَارَفَتْ وهْی لم تَجْرَبْ و باعَ لها
من الفَصَافِص بالنُّمِّیّ سِفْسِیرُ (3)
قال:باعَ لها:اشْتَرَی لها. سِفْسِیرٌ یَعْنِی السِّمْسَارَ،کذا فی التّهْذِیبِ و الصّحاح،و عزا ابنُ سِیده هذا البَیْتَ إِلی أَوسِ بن حَجَر،و مثله للصّاغانیّ . و قیل السِّفْسِیرُ : الخَادِمُ فی قول أَوْس (4).
و قیل: السِّفْسِیرُ : التّابعُ (5)و نحوه.
و قیل:هو القَیِّمُ بالأَمْرِ المُصْلِحُ له ،قاله الأَزهریّ ، و کذا القَیِّمُ بالنّاقَهِ ،أَی الّذِی یَقُومُ عَلَیْهَا،و یُصْلِحُ شَأْنَهَا، و به فَسّرَ ابنُ سِیده قولَ أَوْس.
و السِّفْسِیرُ : الرَّجُلُ الظَّرِیفُ .
و قال المُؤَرِّجُ :هو العَبْقَرِیّ ،و هو الحاذِقُ بِصناعَتِه ،من قوم سَفِاسِرَهٍ و عَبَاقِرَهٍ . و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ السِّفْسِیرُ :
القَهْرَمانُ ،فی قولِ أَوْس السّابق (6). و السِّفْسِیرُ : العالِمُ بالأَصْواتِ الحاذِقُ بها. و یُقال للحاذِقِ بأَمْرِ الحَدِیدِ :
سِفْسِیرٌ ،قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ:
بَرَتْهُ سَفَاسِیرُ الحَدِیدِ فَجَرَّدَتْ
وَقِیعَ الأَعالِی کانَ فی الصَّوْتِ مُکْرِمَا
و قِیلَ : السِّفْسِیرُ : الفَیْجُ و هو مُعَرّب بیک،و قد تقَدَّم فی الجیم.
و قیل: السِّفْسِیرُ : الحُزْمَهُ مِنْ حُزَمِ الرُّطْبَهِ التی تُعْلَفُهَا الإِبِلُ ،معَرّبه، ج سَفَاسِیرُ ،و سَفَاسِرَهٌ و السِّفْسَارُ ،بالکسر: الجِهْبِذُ،رُومِیَّه و قال الفَرّاءُ:
السِّفْسَارُ :السِّفْسِیرُ.
*و ممّا یستدرک علیه:
السِّفْسِیرُ ،بالکسر:بیّاع القَتِّ ،و أَنکَرَه الأَزْهَرِیّ .
و السَّفَاسِرَهُ :أَصحابُ الأَسْفَارِ ،و هی الکُتُب،و به فُسِّر
17- قولُ أَبی طالِبٍ یمدحُ النبیَّ صلی اللّه علیه و سلّم:
فإِنّی و السَّوابِحَ کُلَّ یَوْمٍ
و مَا تَتْلُو السَّفَاسِرَهُ الشُّهُودُ.
*و مما یستدرک علیه:
* سَفْکَرْدَرْ :مدینه بالعَجَم،منها أَبو حَفْص مُخْتَصِرُ
ص:530
غَرِیب الرّوایَهِ ،ذَکَرَه القُرَشِیُّ فی أَواخِر طَبَقَات الحَنَفِیّه.
السَّقْرُ :من جوارِحِ الطَّیْرِ،معروف،لُغَهٌ فی الصَّقْر ،کما سیأْتی،و الزَّقْر،کما تقدم،و ذلک لأَنَّ کَلْباً تَقلِبُ السینَ مع القافِ خاصَّهً زایاً،و یقولون-فی مَسَّ سَقَرَ (1)-مسَّ زَقَرَ،و شَاهٌ زَقْعَاءُ،فی«سَقْعَاءَ».
و السَّقْرُ : حَرُّ الشَّمْسِ و أَذَاهُ ،یقال: سَقَرَتْه الشّمْسُ تَسْقُرُه سَقْراً :لَوَّحَتْه و آلَمَتْ دِمَاغَه بِحَرِّها.
و السَّقْرُ : القِیَادَهُ عَلَی الحُرَمِ ، کالسِّقَاره (2).
و قیل السَّقْرُ : الدِّبْسُ ،و منه نَخلَه مِسْقَارٌ ،کما سیأْتی.
و سَقْرُ بنُ عَبْدِ الرَّحِیمِ ،عن عَمّه شُعْبَه.
و سَقْرُ بنُ عبدِ الرَّحْمنِ شیخٌ لأَبِی یَعْلَی المَوْصِلِیّ .
و سَقْرُ بنُ حُسَیْنٍ الحَذّاءُ،عن العَقَدِیّ .
و سَقْرُ بنُ عَدّاسٍ ،عن سُلَیْمَانَ بنِ حَرْب.
و أَبُو السَّقْرِ یَحْیَی بنُ یَزْدَادَ ،عن حُسَیْنِ بنِ مُحَمّد المَرُّودِیّ ،و زاد الحافِظُ ابنُ حَجَر فی التبصیر:و سَقْر ابنُ حَبِیب رَجُلانِ .رَوَی أَحدُهما عن عُمَرَ بنِ عبْدِ العزیز، و الآخر عن أَبِی الرَّجاءِ العُطَارِدِیّ .
و سَقْرُ بنُ عبدِ اللّه،عن عُرْوَهَ ،و یقال فی هؤُلاءِ بالصّاد:
مُحَدِّثُونَ .
و السَّقَّارُ :الکافِرُ اللَّعّانُ 2،بالسین و الصادِ، و قیل:هو اللَّعَّانُ لغَیْرِ المُسْتَحِقِّینَ ،و الصّاد أَکثر،سُمِّیَ بذلک لأَنّه یَضْرِبُ النَّاسَ بِلِسانِه،من الصَّقْرِ،و هو ضَرْبُک الصَّخْرهَ بالصّاقُورِ،و هو الْمِعْوَلُ ،کما سیأْتِی.
و السّاقُورُ :الحَرُّ ،قیل:و به سُمِّیَتْ سَقَر .
و قیل: السَّاقُورُ : الحَدِیدَهُ تُحْمَی علی النّارِ و یُکْوَی بها الحِمَارُ ،نقله الصّاغانیّ .
و سَقَرُ ،مُحَرَّکهً معرفهً :اسمٌ من أَسماءِ جَهَنَّم،أَعاذَنَا اللّه تَعَالَی مِنْهَا و سائرَ المُسْلِمِینَ ،و هکذا قُرِئَ ما سَلَکَکُمْ فِی سَقَرَ (3)قاله اللَّیْث.و قال أَبُو بَکْر:فی « سَقَرَ » قَولان:أَحدهما:أَنّ نارَ الآخِرَهِ سُمِّیَتْ سَقَرَ ،لا یُعْرَفُ له اشتقاقٌ ،و مَنَع الإِجْرَاءَ التعریفُ و العُجْمَهُ .
و قیل:سُمِّیت النارُ سَقَر ؛لأَنّها تُذِیبُ الأَجْسَامَ و الأَرواحَ ،و الاسمُ عَرَبِیٌّ ،من قولِهِمْ : سَقَرَتْه الشمسُ ،أَی أَذابَتْه و أَصابَهُ منها ساقُورٌ ،و من قال:إِنها اسمٌ عربِیٌّ ،قال:
مَنْعُه الإِجْراءَ؛لأَنَّه معرِفَهٌ مؤنَّثٌ ،قال اللّه تعالی: لا تُبْقِی وَ لا تَذَرُ (4)قلتُ و إِلیه ذَهَبَ اللّیثُ ،و إِیّاهُ تبع المصنِّف.
و سَقَرُ جَبَلٌ بمَکَّه مُشْرِفٌ علی مَوْضِعِ قَصْر بناه المَنْصُور العبّاسیّ ،هکذا نقله الصّاغانیّ .
و سَقْرانُ ،بالفَتْح: ع (5).
و سَقْرَوَانُ :ه،بِطُوسَ ،نقلهما الصّاغانیّ .
و العَرَبُ قد سَمَّت سَقْراً ،بفتح فسکون، و سُقَیْراً ، کزُبَیْرٍ.
و یقالُ : نَخْلَهٌ مِسْقَارٌ :یَسِیلُ سَقْرُها ،أَی دِبْسُها، و قد أَسْقَرَتْ هی.
و کزُبَیْرٍ:أَبُو السُّقَیْرِ النُّمَیْرِیّ ،من التّابِعِین ،روَی عن أَنَس.و قرأَت فی تاریخ البخاریّ ما نصّه: سقیر النُّمیریّ ، عن ابن عمر روی عنه بکار،هو أَنماریّ (6)هکذا ضبطه سَقِیر ،کأَمِیرٍ،کذا وُجِدَ بخطّ أَبِی ذَرٍّ فی نُسْخَهِ ابنّ الجَوّانِیّ .
و بَکَّارُ بنُ سُقَیْر :من تابِعِیهِم ،روی عن أَبِیهِ عن ابنِ عُمَرَ،قلت:و هو الذی ذکَرَه البُخَارِیّ فی التاریخ.
و سُقَیْرٌ ،عن سُلَیْمَانَ بنِ صُرَدَ،و عنه أَبو إِسحاق و سُهَیْل ، هکذا فی النسخ،و وقع فی نُسخه التَّبْصِیرِ للحافِظِ بخَطّ سِبْطِه یُوسفَ بنِ شاهِین الإِمام المُحَدّث الضّابط :سَهْلُ بنُ سُقَیْرٍ ،عن إِبراهِیمَ بنِ سَعْد.
و یُوسُفُ بنُ عُمَرَ بنِ سُقَیْر ،حدَّث عن تُجْنَی الوَهْبَانِیَّه، مُحَدِّثُونَ .
ص:531
و فی تاریخ البخاریّ : سُقَیْرٌ الضَّبِّیّ البَصْرِیّ ،سمع عُمَرُ قولَه فی الصَّوْمِ ،رَوَی عنه عَمْرُو بنُ عبدِ الرّحمن.
و زاد الحافظ فی التَّبْصِیرِ:مُسْلِمُ بنُ سُقَیْر ،عن أَبی بَکْرِ بنِ حَزْمٍ ،و عنه أَبو قُدَامَهَ الحارِثُ بنُ عُبَیْد.
و سُقَیْرٌ :أَبو مُعَاذ،روَی عنه ابنُه مُعَاذٌ،و عن مُعَاذٍ عَفّانُ .
و سُقَیْرٌ :غُلامُ ابنِ المُبَارَکِ .
و أَبو السُّقَیْرِ :یَحْیَی بنُ محمَّد:شیخٌ لابنِ أَبی حَاتِمٍ .
و مَنْصُورُ بنُ سُقَیْرٍ ،عن حَمّادِ بنِ سَلَمَهَ .
و السَّقَنْقُورُ ،أَفرده الصّاغانیّ فی ترجمه مُسْتَقِلَّه،و قال:
أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و هو دَابَّهٌ علی هَیْئَه الوَزَغ أَصْفَر تَنْشَأُ بشاطیءِ بَحْرِ النِّیلِ (1)و هو الأَجْوَدُ،و یقال:خارِجَ الماءَ فنَشَأَ خارِجاً،کما نقله الصّاغانیّ ،و منها نَوْعٌ ببُحَیْرَهِ طَبَرِیَّه ساحل الشّامِ ،و هو فی القُوَّهِ دونَ الأَوّل، لَحْمُها باهِیٌّ ، یَزِیدُ فی قُوَّهِ الباهِ وَحِیًّا عن تَجْرِبَهٍ ،و هذا أَشهَرُ الخَواصُّ و قد استَطْرَدَهَا الأَطبّاءُ فی کُتُبِهم.
*و مما یستدرک علیه:
سَقَرَتْه الشّمسُ :غَیَّرَت لَونَه و جِلْدَه،و آلَمَتْه بحَرِّهَا.
و السَّقْرُ :البُعْدُ،قیل:و به سُمِّیَت جهَنَّم.
و سَقَرَاتُ الشَّمسِ :شِدّهُ وَقْعِها.
و یَوْمٌ مُسْمَقِرٌّ ،و مُصْمَقِرٌّ:شَدیدُ الحَرّ،و سیأْتِی للمصَنّف،و هنا محلُّ ذِکْرِه.
و
16- فی الحَدِیث عن جابِرٍ مَرْفُوعاً: «لا یَسْکُنُ مَکَّهَ ساقُورٌ و لا مَشَّاءٌ بِنَمِیم». قیل:هو الکَذَّاب،و جاءَ ذِکْرُ السَّقَّارِینَ فی الحَدِیثِ أَیضاً،و جاءَ تفسیرُه (2)فیه أَنّهُم الکَذّابُون،قیل:
سُمُّوا بهِ لخُبْثِ ما یَتَکَلَّمُونَ .
و
14- رَوَی سَهْلُ بنُ مُعَاذٍ عن أَبِیه أَن رسولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلّم قالَ : «لا تَزالُ الأُمّه علی شَریعَه ما لم یَظْهَرْ فیهم ثَلاثٌ :ما لم یُقْبَضْ منهم العِلْمُ ،و یَکْثُر فیهم الخُبْثُ ،و تَظْهَر فیهِمِ السَّقَّارَهُ ، قالوا:و ما السَّقَّارَهُ یا رَسُولَ اللّه ؟قالَ :بشَرٌ یَکُونونَ فی آخِرِالزَّمَانِ ،تَکُونُ تَحِیَّتُهُم بَیْنَهُم إِذا تَلاقَوا التَّلاعُنَ » (3).
و سَلَمَهُ بنُ سَقَّارٍ ،ککَتّان:من المُحَدِّثِینَ .
و سِقْرا ،بالکسر و سکون القافِ و الإِماله:جَبَلٌ عند حَرَّهِ بنی سُلَیْم.
و سَقَّارَهُ ،بالفَتْح و التَّشدِیدِ:موضِع بحِیزَهِ مِصْر،و قد رَأَیْتُه.
و تاجُ الدّین أَبُو المَکَارِمِ ،مُحَمَّدُ بنُ عبدِ المُنْعِمِ بنِ نَصْرِ اللّه بن أَحْمَد بن حواری بن سُقَیْرٍ ،کزُبَیْرٍ،التَّنُوخِیّ المَعَرِّی الدِّمَشْقِیّ الحَنَفِیّ ،سمع منه الدّمیاطِیّ .
السِّقْطِرِیُّ ،کزِبْرِجِیٍّ ،أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و هو بمعنَی الجِهْبِذ، کالسِّقِنْطارِ ،و السِّنِقْطَارِ ،کلاهما بالکسر.
و سُقُطْرَی ،بضَمّ السّینِ و القافِ مَمْدُودَهً و مَقْصُورَهً ، حکاهما ابنُ سِیدَه عن أَبی حَنِیفَه (4)و أُسْقُطْرَی ،بزیاده الأَلف المَضْمُومه مَقْصُورهَ ،و أَهلُها یَقُولُونَ سُکُوتْرَه: جَزِیرَهٌ مُتَّسِعَهٌ بِبَحْرِ الْهِنْدِ علی یَسَار الجائِی من بِلادِ الزَّنْجِ ،و بَیْنَهَا و بَیْنَ المَخَا ثلاثَهُ أَیّام مع لیالِیهَا و العَامَّهُ تقول سُقُوطْرَه ، فهی أَرْبَعُ لُغَاتِ ،الأَخِیرَهُ للعامّه، یُجْلَبُ منها الصَّبِرُ الجَیِّدُ الذی لا یُوجَدُ مثلُه فی غیرِهَا، و دَمُ الأَخَوَیْنِ ،و هو القاطِرُ المَکِّیّ ،و غیرُهما،فیها میاهٌ جارِیهٌ ،و نَخِیل کثیره،و قد ذکر المُؤَرِّخُون من عَجَائِبِ هذه الجزیره ما یُحِیلُه العَقْلُ ،و أَهْلُهَا یُونان،لا یُعْرَف الیومَ یُونَانُ علی صِحَّهٍ سواهُم؛لأَنّ أَرِسْطُو أَشار علی الإِسْکَنْدَرِ بإِجلاءِ أَهلِهَا،و إِسْکَانِ طائِفَهٍ من الیونانِ بها؛لحِفْظِ الصَّبِرِ،لعَظِیم منفعَته،و من مُدُنِ هذِه الجزیرَه بروه و ملته و منیسه،و فی الأَخِیرَهِ یسکُنُ مَلِکُ الزَّنْج.
السَّقَعْطَرَی ،کقَبَعْثَرَی،أَهمله الجَوْهَرِیّ ، و قال الصّاغانیّ :هو أَطْوَلُ ما یَکُونُ من الرِّجَالِ و الإِبِلِ و هو النِّهایه فی الطُّول،و قال ابن سِیده:لا یکون أَطْوَل منه، کالسَّقَعْطَرِیِّ ،بتشدید الیاءِ التحتیَّه،عن ابن الأَعْرابیّ .
ص:532
أَو هو الضَّخْمُ الشَّدِیدُ البَطْشِ الطّوِیلُ من الرّجال.
سَکِر ،کفَرِحَ ، سُکْراً ،بالضمّ ، و سُکُراً ، بضمتین، و سَکْراً ،بالفتح، و سَکَراً ،محَرَّکَهً ،و هو المنصوص علیه فی الأُمّهات، و سَکَراناً ،بالتَّحْرِیک أَیضاً:
نَقِیضُ صَحَا ،و مثله فی الصّحاحِ و الأَساسِ و المِصباح (1).
و الذی فی المفردات للراغب،و تبعه المُصَنِّف فی البَصَائِرِ:أَن السُّکْرَ :حالَهٌ تَعْترِضُ (2)بین الْمرءِ و عَقْلِه، و أَکثَرُ ما یُسْتَعْمَلُ ذلک فی الشّراب المُسْکِرِ ،و قد یکون (3)من غَضَبٍ و عِشْقٍ و لذلک قال الشاعر:
سُکْرانِ سُکْرُ هَوًی و سُکْرُ مُدَامَهٍ
أَنَّی یُفِیقُ فَتًی به سُکْرَانِ
فهُوَ سَکِرٌ ،ککَتِفٍ ، و سَکْرانُ بفتح فسُکُون،و هو الأَکثر.
و هی سَکِرَهٌ ،کفَرِحَه، و سَکْرَی ،بالأَلف المَقْصُورَه، کصَرْعَی (4)و جَرْحَی.
قال ابنُ جِنِّی،فی المُحْتَسِب:و ذلک لأَنَّ السُّکْرَ عِلَّهٌ لَحِقَتْ عُقُولَهُم،کما أَنّ الصَّرَعَ و الجُرْحَ عِلَّه لَحقَتْ أَجسامَهم،و فَعْلَی فی التَّکْسِیرِ مما یَخْتَصُّ به المُبْتَلَوْنَ .
و سَکْرَانَهٌ ،و هذِه عن أَبی علیّ الهَجَرِیّ فی التَّذْکِرَه، قال:و من قال هذا وَجَبَ علیه أَن یَصْرِفَ سَکْرَان فی النَّکِرَه،و عَزَاهَا الجَوْهَرِیّ و الفَیُّومِیّ لبَنِی أَسَدَ،و هی قَلِیلَهٌ کما صَرَّح بِهِ غیرُهُما،و زاد المُصَنّف فی البَصَائِر فی النُّعُوتِ بعد سَکْرَانَ سِکِّیراً ،کسِکِّیت.
و قال شیخُنَا-عند قوله:و هی سَکِرَه -:خالَفَ قاعِدَتَه، و لم یَقُلْ و هی بهاءٍ،فوجَّه أَن سَکْرَی فی صِفَاتِها و لو قال:
«و هو سَکِرٌ و سَکْرَان ،و هی بهاءٍ فیهِمَا و سَکْرَی ،لجَرَی علی قاعِدَتِه،و کان أَخْصَرَ. ج سُکَارَی ،بالضّمّ ،و هو الأَکْثَرُ، و سَکَارَی ،بالفَتْحِ ، لُغَهٌ للبَعْضِ ،کما فی المِصْباحِ .
و قال بعضُهُمْ :المَشْهُورُ فی هذه البِنْیَهِ هو الفَتْحُ ،و الضَّمّ لُغَهٌ لکثیرٍ من العَرَبِ ،قالوا:و لم یَرِدْ منه إِلاّ أَرْبَعَهُ أَلْفَاظٍ :
سَکَارَی و کَسَالَی و عَجَالَی و غَیَارَی،کذا فی شرحِ شیخِنَا.
و فی اللّسَانِ قولُه تعالی: وَ تَرَی النّاسَ سُکاری وَ ما هُمْ بِسُکاری (5)لم یَقْرَأْ أَحَدٌ من القُرَّاءِ سَکارَی ،بفتح السین، و هی لُغَه،و لا تجوزُ القرَاءَهُ بها؛لأَنّ القراءَهَ سُنَّه.
و قُریءَ سَکْرَی و ما هُمْ بَسَکْرَی ،و هی قراءَهُ حَمْزَهَ و الکِسائِیّ ،و خَلَف العاشر،و الأَعْمَش الرابع عشر،کذا فی إِتْحَافِ البَشَرِ تَبَعاً للقَباقِبِیّ فی مِفْتَاحه،کذا أَفَادَهُ لنا بعضُ المُتْقِنِینَ ،ثم رأَیت فی المُحْتَسِب لابن جِنِّی قد عَزا هذه القراءَهَ إِلی الأَعْرَج و الحَسَن بخلاف.
قال شیخُنَا:و حکی الزَّمَخْشَرِیّ عن الأَعْمَش أَنه قُرِیءَ:
سُکْرَی ،بالضّمّ ،قالوا:و هو غریب جِدًّا؛إِذ لا یُعْرَف جمْعٌ علی فُعْلَی بالضمّ ،انتهی.
قلْت:و یَعْنِی به فی سوره النساءِ: لا تَقْرَبُوا الصَّلاهَ و أَنْتُم سُکْرَی (6)و هو روایه عن المطوّعیّ عن الأَعمش، صرَّح بذلک ابنُ الجَزَرِیّ فی النّهَایه،و تابعه الشیخُ سُلْطَان فی رسائِلِه،و ظاهِرُ کلامِ شیخِنَا یقتضی أَنه روایه عن الأَعْمَشِ فی سُورَهِ الحَجّ ،و لیس کذلک و لذا نَبَّهْتُ علیه، فتأَمَّل.
ثم رأَیت فی المُحْتَسِب لابن جِنِّی قال:و رَوَیْنَا عن أَبی زُرْعَه أَنه قَرَأَها-یعنی فی سوره الحَجّ - سُکْرَی ،بضمّ السین،و الکاف ساکنه،کما رواه ابنُ مُجَاهِد عن الأَعْرَجِ و الحَسَن بخلاف.
و قال أَبُو الهَیْثَم:النَّعْتُ الذی علی فَعْلان یُجْمَع علی فَعَالَی و فُعالَی مثل أَشْران و أَشارَی و أُشَارَی،و غَیْرَان و قومٌ غَیارَی و غُیَاری.
و إِنما قالوا: سَکْرَی ،و فَعْلَی أَکْثَرُ ما تجیءُ جَمْعاً لفَعِیلٍ بمعنی مَفْعُول،مثل:قَتَیل و قَتْلَی و جَرِیح و جَرْحی و صَرِیع
ص:533
وَ صَرْعَی؛لأَنه شُبّه بالنَوْکَی و الحَمْقَی و الهَلْکَی؛لزوالِ عَقْلِ السُّکْرَان ،و أَما النَّشْوَانُ فلا یُقَال فی جَمْعِه غیر النَّشاوَی.
و قال الفرَّاءُ:لو قِیلَ : سَکْرَی ،علی أَنَّ الجَمْعَ یقعُ علیهِ التَّأْنِیثُ ،فیکون کالواحِدَهِ ،کان وَجْهاً،و أَنشد بعضُهم:
أَضْحَتْ بَنُو عامِرٍ غَضْبَی أُنُوفُهمُ
إِنی عَفَوْتُ فلا عارٌ و لا بَاسُ
و قال ابنُ جِنِّی-فی المُحْتَسِب-:أَمّا السَّکَارَی بفتح السین فتَکْسِیرٌ لا مَحَالَه،و کأَنّه مُنْحَرَفٌ به عن سَکَارِینَ ، کما قالوا:نَدْمَانُ و نَدَامَی،و کأَنَّ أَصْلَه نَدَامِین،کما قالوا- فی الاسم-:حَوْمانَه و حَوامِینَ ،ثم إِنَّهُم أَبدَلُوا النّون یاءً، فصار فی التَّقْدِیر سَکَارِیُّ کما قالوا:إِنْسَانٌ و أَناسِیّ ، و أَصلُها أَناسِینُ ،فأَبْدَلُوا النونَ یاءً،و أَدْغَمُوا فیها یاءَ فَعالیل، فما صار سَکَارِیّ حذَفُوا إِحدَی الیاءَیْن تخفیفاً،فصار سَکارِی ،ثم أَبدلوا من الکسرهِ فَتْحَهً ،و من الیاءِ أَلفاً،فصار سَکَارَی ،کما قالوا فی مدارٍ و صحارٍ و معایٍ مدارَا و صَحارَا و مَعایَا.
قال:و أَما سُکاری بالضّم،فظاهرُه أَن یکون اسماً مُفْرَداً غیر مُکَسَّرٍ،کحُمَادَی و سُمانَی و سُلامَی،و قد یجوزُ أَن یکون مُکَسَّراً،و مِمّا جاءَ علی فُعال،کالظُّؤارِ و العُرَاقِ و الرُّخالِ ،إِلاّ أَنَّه أُنِّثَ بالأَلفِ ،کما أُنِّثَ بالهاءِ فی قولهم:
النُّقاوَه.قال أبو علیّ :هو جمع نَقْوَه،و أُنِّث کما أُنِّثَ فِعَالٌ ،فی نحو حِجَارَه و ذِکَارَهٍ و عِبَارَه،قال:و أَمّا سُکْرَی ، بضمّ السین فاسمٌ مُفْرَدٌ علی فُعْلَی،کالحُبْلَی و البُشْرَی، بهذا أَفتانِی أَبو علیّ و قد سأَلْتُه عن هذا.انتهی.
و قوله تعالی: لا تَقْرَبُوا الصَّلاهَ وَ أَنْتُمْ سُکاری .قال ثعلب:إِنَّمَا قِیلَ هذا قَبْلَ أَنْ یَنْزِل تَحْرِیمُ الخَمْرِ.و قال غیره:إِنَّمَا عَنَی هنا سُکْرَ النَّوْم،یقول:لا تَقْرَبُوا الصَّلاهَ رَوْبَی.
و السِّکِّیرُ ،کسِکِّیت، و المِسْکِیرُ ،کمِنْطِیقٍ ، و السَّکِرُ ، ککَتِف، و السَّکُورُ ،کصَبُورٍ،الأَخِیرَهُ عن ابن الأَعرابیّ :
الکَثِیرُ السُّکْرِ .
و قیل:رَجُلٌ سِکِّیرٌ ،مثل سِکِّیتٍ :دائِمُ السُّکْرِ ،و أَنشدَ ابنُ الأَعرابِیّ :لعَمْرِو بنِ قَمیئَهَ :
یا رُبَّ من أَسْفَاهُ أَحْلامُه
أَنْ قِیلَ یَوْماً:إنَّ عَمْراً سَکُورْ
و أَنشد أَبو عَمْرٍو له أَیضاً:
إِن أَکُ مِسْکِیراً فلا أَشرَبُ الوَغْ
لَ و لا یَسْلَمُ منِّی البَعِیرْ
و جَمْعُ السِّکِر ،ککَتِفٍ ، سُکَارَی ،کجمْع سَکْرَان ؛ لاعْتقابِ فَعِل و فَعْلاَن کَثِیراً علی الکلمه الواحده.
و فی التنزیل العزیز: تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَکَراً وَ رِزْقاً حَسَناً (1).
قال الفَرّاءُ: السَّکَرُ ،مُحَرَّکَهً :الخَمْرُ نفسُها قبل أَن تُحَرَّم،و الرِّزْقُ الحَسَنُ :الزَّبِیبُ و التَّمْرُ و ما أَشبَهَهُمَا،و هو قولُ إِبراهِیم،و الشَّعْبِیّ و أَبی رُزَیْن.
و قَولهم:شَرِبْتُ السَّکَرَ :هو نَبِیذُ التَّمْرِ،و قال أَبو عُبَیْد:
هو نَقِیعُ التَّمرِ الذی لم تَمَسّه النّارُ،و رُوِیَ عن ابن عُمَر، أَنّه قال: السَّکَرُ من التَّمْر،و قیل: السَّکَرُ شرابٌ یُتَّخَذُ من التَّمْرِ و الکَشُوثِ و الآسِ ،و هو مُحَرَّم،کتَحْرِیمِ الخَمْر.
و قال أَبو حَنیفه: السَّکَرُ یُتَّخَذُ من التمر و الکَشُوثِ ، یُطْرَحَان سافاً سافاً،و یُصَبُّ علیه الماءُ،قال:و زعمَ زاعمٌ أَنه رُبَّمَا خُلِطَ به الآسُ فزادَهُ شِدَّهً .و قال الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَساس:و هو أَمَرُّ شرابٍ فی الدُّنْیَا.
و یقال: السَّکَرُ : کُلّ ما یُسْکِرُ و منه
14- قول رسول اللّه صلی اللّه عَلَیه و سلّم:
«حُرِّمَت الخَمْرُ بعَینِها و السَّکَرُ من کُلِّ شَرَابٍ ». رواه أَحمد، کذا فی البصائر للمُصَنّف،و قال ابنُ الأَثِیرِ:هکذا رواه الأَثْباتُ (2)،و منهم من یَرْوِیه بضَمّ السِّین و سکون الکاف؛ یریدُ حالهَ السَّکْرَان ،فیجعلون التَّحْرِیم للسُّکْرِ لا لنفْس المُسْکِر ،فیُبِیحُون قلیلَه الذی لا یُسْکِرُ ،و المشهور الأَوّل.
و رُوِیَ عن ابنِ عبّاس فی هذه الآیه السَّکَر : ما حُرِّمَ من ثَمَرَهٍ قَبْلَ أَنْ تُحَرَّم،و هو الخَمْرُ،و الرِّزْقُ الحَسَن:ما أُحِلَّ من ثَمَرَهٍ ،من الأَعْنَابِ و التُّمُورِ،هکذا أورده المصنِّف فی البصائر.و نصّ الأَزهریّ فی التهذیب عن ابنِ عَبّاس:
ص:534
السَّکَرُ :ما حُرِّمَ من ثَمَرَتِهَا،و الرِّزْقُ [الحسنُ ] (1)ما أُحِلّ من ثَمَرَتِها. و قال بعضُ المُفَسِّرین:إِنَّ السَّکَرَ الذی فی التَّنْزِیل،هو: الخَلُّ ،و هذا شَیْ ءٌ لا یَعْرفُه أَهلُ اللُّغَه،قاله المُصَنّف فی البصائر.
و قال أَبو عبیده وحده: السَّکَرُ : الطَّعَامُ ،یقول الشّاعر:
جَعَلْتَ أَعْرَاضَ الکِرَامِ سَکَرَا
أَی جَعَلْتَ ذَمَّهُمْ طُعْماً لک،و أَنْکَره أَئِمَّهُ اللّغَه.
و قال الزَّجَّاج:هذا بالخَمْرِ أَشْبَهُ منه بالطَّعام،و المَعْنَی [جعلتَ ] (2)تَتَخَمَّرُ بأَعْرَاضِ الکِرَام (3).و هو أَبْیَنُ مما یُقال للذی یَبْتَرِک فی أَعْرَاضِ النّاسِ .
و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : السَّکَرُ : الامتِلاءُ و الغَضَبُ و الغَیْظُ ، یقال:لَهُم علیَّ سَکَرٌ ،أَی غَضَبٌ شَدِیدٌ،و هو مَجَاز، و أَنْشَدَ اللِّحْیَانِیّ ،و ابنُ السِّکِّیتِ :
فجَاؤُونَا بِهمْ سَکَرٌ عَلَیْنَا
فأَجْلَی الیَوْمُ و السَّکْرَانُ صاحِی
و السکَرَهُ ، بهاءٍ الشَّیْلَمُ ،و هی المُرَیْرَاءُ التی تکونُ فی الحِنْطَه.
و السَّکْرُ ،بفتح فسکون: المَلءُ ،قال ابنُ الأَعرابیّ :
یقال: سَکَرْتُهُ :مَلأْتُه و السَّکْرُ : بَقْلَهٌ مِنَ الأَحْرَارِ ،عن أَبی نَصْر، و هُوَ مِنْ أَحْسَنِ البُقُولِ ،قال أَبو حنیفه:و لم تبْلُغْنِی لها حِلْیَهٌ .
و السَّکْرُ : سَدُّ النَّهْرِ ،و قد سَکَرَه یَسْکُرُه ،إِذا سَدَّ فاهُ ، و کلُّ بَثْق (4)سُدَّ فقدْ سُکِرَ .
و السِّکْرُ ، بالکَسْرِ:الاسْمُ مِنْهُ ،و هو العَرِمُ ، و کلّ ما سُدَّ به النَّهْرُ و البَثْقُ 4و مُنْفَجَرُ الماءِ،فهو سِکْرٌ ،و هو السِّدَادُ، و
16- فی الحدیث: «أَنه قال للمُسْتَحاضَهِ -لمّا شَکَتْ إِلیه کَثْرَهَ الدَّمِ -: اسْکُرِیه ». أَی سُدِّیهِ بِخِرْقَهٍ ،و شُدِّیهِ بِعِصابَهٍ ،تشْبِیهاً بسَکْرِ الماءِ. و السِّکْرُ أَیضاً: المُسَنَّاهُ ،ج سُکُورٌ ،بالضمّ .
و من المَجاز: سَکَرَتِ الرّیحُ تَسْکُرُ سُکُوراً ،بالضمّ ، و سَکَراناً ،بالتَّحْرِیک: سَکَنَتْ بعد الهُبُوبِ ،و رِیحٌ ساکِرَهٌ ، و لیلَهٌ ساکِرَهٌ :ساکِنَهٌ لا رِیحَ فیها،قال أَوسُ بنُ حَجَر:
تُزَادُ لَیالِیّ فی طُولِهَا
فلَیْسَتْ بطَلْقٍ و لا ساکِرَهْ (5)
و السَّکْرَانُ :وادٍ بمَشَارِف الشام من نَجْد،و قیل:وادٍ أَسْفَلَ من أَمَج عن یَسَارِ الذاهب إِلی المَدِینَه،و قیل جَبَلٌ بالمدِینَه أَو بالجَزِیرَهِ (6)،قال کُثَیِّر یصفُ سَحاباً:
و عَرّسَ بالسَّکْرَانِ یَوْمَیْنِ و ارْتَکَی
یَجُرّ کما جَرّ المَکِیثَ المُسَافِرُ
و السَّیْکُرانُ (7)کضَیْمُران:نَبْتٌ قال ابنُ الرِّقاعِ :
و شَفْشَفَ حَرُّ الشَّمْسِ کُلَّ بَقِیَّهٍ
من النَّبْتِ إِلاّ سَیْکُرَاناً و حُلَّبَا
قال أَبو حَنِیفَهَ :هو دائِمُ الخُضْرَهِ القَیْظَ کُلَّه، یُؤْکَلُ رَطْباً،و حَبُّه أَخْضَرُ،کحَبِّ الرّازِیانج إِلا أَنّه مُسْتَدِیرٌ،و هو السُّخَّرُ (8)أَیضاً.
و السَّیْکَرَانُ : ع.
و سُکَر کزُفَر:ع،علی یَوْمَیْنِ من مِصْر من عَملِ الصَّعِیدِ،قیل:إِنّ عبدَ العَزِیزِ بنَ مَرْوَانَ هَلَک بِهَا (9).قلت:
و لعلّه أَسْکَرُ العَدَوِیَّه،من عملِ إِطْفِیح،و به مَسْجِدُ موسَی علیه السّلام،قال الشَّریشی-فی شرح المقامات-:و بها وُلدِ.
و السُّکَّر ،بالضمّ و شَدّ الکافِ ،من الحَلْوَی،معروف، مُعَرّبُ شَکَرَ ،بفتحتین،قال:
ص:535
یَکُونُ بعدَ الحَسْوِ و التَّمَزُّرِ
فی فَمِه مِثْلَ عَصِیرِ السُّکَّرِ
واحِدَتُه بهاءٍ و قولُ أَبِی زِیَاد الکِلابیّ -فی صفه العُشَرِ-:
و هو مُرٌّ لا یأْکُلُه شیْ ءٌ،و مَغَافِیرُه سُکَّرٌ ،إِنّمَا أَرادَ مثلَ السُّکَّرِ فی الحَلاَوَه.
و نقلَ شیخُنا عن بعضِ الحُفّاظ أَنّه جاءَ فی بعض أَلفاظِ السُّنّهِ الصَّحِیحه،فی وَصْف حَوْضِه الشَّرِیفِ صلی اللّه علیه و سلّم«ماؤُه أَحْلَی من السُّکَّرِ »قال ابن القَیِّمِ و غیره:و لا أَعْرِفُ السُّکَّر جاءَ فی الحَدِیث إِلاّ فی هذا المَوْضِع،و هو حادِثٌ لم یَتَکَلَّمْ به مُتَقَدِّمُو الأَطبّاءِ و لا کانوا یَعْرِفُونَه،و هو حارٌّ رَطْبٌ فی الأَصَحّ ،و قیل:بارِدٌ،و أَجودُه الشَّفّاف«الطَّبَرْزَدْ»وَ عَتِیقُه أَلْطَفُ من جَدِیدِه،و هو یَضُرّ المَعِدَهَ التی تَتَوَلَّدُ منها الصَّفْرَاءُ؛لاستِحَالَتِه إِلیها،و یَدْفَعُ ضَرَرَه ماءُ اللِّیمِ أَو النّارَنْجِ .
و السُّکَّرُ : رُطَبٌ طَیِّبٌ ،نَوْع منه شَدِیدُ الحَلاَوَهِ ،ذَکَرَه أَبو حاتم فی کِتَابِ النَّخْلَه،و الأَزْهَرِیّ فی التَّهْذِیبِ (1)،و زاد الأَخِیرُ:و هو مَعْرُوفٌ عند أَهْلِ البَحْرَیْنِ ،قال شیخُنا:و فی سِجِلْمَاسَه و دَرْعَه،قال:و أَخبرَنا الثِّقَاتُ أَنّه کثیرٌ بمدینه الرَّسُول صلی اللّه علیه و سلّم،إلاَّ أَنَّه رُطَبُ لا یُتْمِرُ إِلاّ بالعِلاَجِ .
و السُّکَّرُ : عِنَبٌ یُصِیبُه المَرَقُ فیَنْتَثِرُ فلا یَبْقَی فی العُنْقُودِ إِلاّ أَقَلّه،و عَنَاقِیدُه أَوْسَاطٌ ،و هو أَبْیَضُ رَطْبٌ صادِقُ الحَلاَوَهِ عَذْبٌ (2)، و هُوَ من أَحْسَنِ العِنَبِ و أَظْرَفِه،و یُزَبَّبُ أَیضاً، و المَرَقُ ،بالتَّحْرِیک:آفَهٌ تُصِیبُ الزَّرْعَ .
و السُّکَّرَهُ (3):ماءَهٌ بالقَادِسِیَّهِ ،لحَلاَوَهِ مائِها.
و ابْنُ سُکَّرَهَ :مُحَمَّدُ بنُ عبدِ اللّه بنِ مُحَمَّد،أَبو الحَسَن الشَّاعِرُ المُفْلِقُ الهَاشِمِیُّ الزَّاهِدُ المَعْرُوفُ بَغْدَادِیٌّ ،من ذُرِّیَّهِ المَنْصُورِ،کَان خَلِیعاً مشهوراً بالمُجُون،تُوُفِّیَ سنه 385.
و أَبو جَعْفَر عَبدُ اللّه بنُ المُبَارَکِ بنِ الصَّبّاغِ ،یُعْرَفُ بابْنِ سُکَّرَهَ ،رَوَی عن قاضِی المَرِسْتَان. و القاضِی أَبُو عَلِیٍّ الحُسَیْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ فُهَیْرَهَ بنِ حَیُّونَ السَّرَقُسْطِیّ الأَنْدَلُسِیُ الحافِظ ابْن سُکَّرَهَ ،و هو الذی یُعَبِّر عنه القاضِی عِیاضٌ فی الشِّفَا بالشَّهِید،و بالصَّدَفِیّ ، إِمامٌ جلیلٌ واسع الرِّحْلَهِ و الحِفْظِ و الرِّوَایَهِ و الدِّرایه و الکِتَابه و الجِدّ،دَخَل الحَرَمَیْن و بَغْدَادَ و الشّام،و رَجَعَ إِلی الأَنْدَلُس بعِلْم لا یُحْصَر،و له ترْجَمَهٌ واسعه فی شُروحِ الشِّفَاءِ.
و سُکَّرٌ ،بلا لام و هاءٍ: لَقَبُ أَحْمَدَ بنِ سُلَیْمَانَ ،و فی بعض النّسخ أَحْمَد بن سَلْمَانَ الحَرْبِیّ المُحَدّث،مات بعد السِّتِّمِائَه.
و أَبُو الحَسَن علیُّ بنُ الحَسَنِ ،و یقال:الحُسَیْن بنِ طَاوُوسِ بنِ سُکَّرِ (4)بنِ عبدِ اللّه،الدَّیُرعاقُولِیّ مُحَدِّثٌ واعظٌ ،نزیلُ دِمَشْق،رَوَی بها عن أَبِی القاسِمِ بن بِشْرَانَ و غیرِه،و مات بِصُور سنه 484.
و فَاتَهُ :
علیُّ بنُ محمَّدِ بنِ عُبَیْد بن سُکَّر القارِئ المِصْرِیّ ،کتب عنه السِّلَفِیّ .
و أَمَهُ العَزِیز سُکَّرُ بنْتُ سَهْلِ بنِ بِشْرٍ،رَوَی عنها ابنُ عَسَاکِر.
و محمَّدُ بنُ علیِّ بنِ مُحَمّدِ بنِ عَلِیّ بن ضِرْغَام،عُرِفَ بابن سُکَّرٍ الْمِصْرِیّ نَزِیلُ مکّه،سمعَ الکَثِیرَ،و قَرأَ القِرَاءَات،و کتبَ شیئاً کثیراً.
و أَخوه أَحْمَدُ بنُ عَلِیّ بن سُکَّر الغَضَائِرِیّ ،حَدَّث عن ابنِ المِصْرِیّ و غیره.
قلْت:و قد رَوَی الحافظُ ابنُ حَجَر عن الأَخِیرَیْنِ .
قلْت:و أَبُو عَلِیٍّ الحَسَنُ بنُ علِیِّ بن حَیْدَرَهَ بنِ مُحَمّدِ بنِ القاسِمِ بن مَیْمُونِ بنِ حَمْزَهَ العَلَوِیّ ،عُرِفَ بابن سُکَّر ،من بیتِ الرِّیاسَهِ و النُّبْلِ ،حَدَّثَ ،تَرْجَمَه المُنْذِرِیّ .
و عَمّ جَدِّه،أَبو إِبراهیمَ أَحمَدُ بنُ القَاسِم الحافِظ المُکْثِرُ.
و ککَتِفٍ ، سَکِرٌ الواعِظُ ،ذَکَرَهُ البُخَارِیّ فی تَارِیخِه ، هکذا فی سائِرِ النُّسَخ التی بأَیْدِینا،و قد راجَعْت فی تارِیخِ البُخَارِیّ فلم أَجِدْهُ ،فرأَیْتُ الحافِظَ ابنَ حَجَر ذَکَرَهُ فی
ص:536
التَّبْصِیرِ أَنه ذَکَرَهُ ابنُ النّجّار فی تاریخه،و أَنه سمِعَ منه عُبَیْدُ اللّه بن السَّمَرْقَنْدِیّ .فظَهَر لی أَنّ الذی فی النُّسَخِ کلِّهَا تَصْحِیفٌ .
و السَّکَّارُ ،ککَتّانٍ : النَّبَّاذُ و الخَمّارُ.
و من المَجَاز: سَکْرَهُ المَوْتِ و الهَمِّ و النَّوْمِ : شِدَّتُه و هَمُّه و غَشْیَتُه التی تَدُلّ الإِنسانَ علی أَنَّه مَیِّتٌ .
و فی البصائر-فی سَکْرَهِ المَوْتِ -قال:هو اخْتِلاطُ العَقْلِ ؛لشِدَّهِ النَّزْعِ ،قال اللّهُ تَعالی: وَ جاءَتْ سَکْرَهُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ (1)و
14- قد صَحّ عن رسول اللّهِ صلی اللّه علیه و سلّم: «أَنَّهُ کان عِنْدَ وَفاتِه یُدْخِلُ یَدَیْهِ فی الماءِ،فیَمْسَحُ بهما وَجْهَهُ ،یقولُ :لا إِلهَ إِلاّ اللّه،إِنّ للمَوْتِ سَکَرَاتٍ ،ثمَّ نَصَبَ یَدَهُ ،فجَعَلَ یقولُ :الرَّفِیق الأَعْلَی،حتَّی قُبِضَ ،و مالَتْ یَدُه».
و سَکَّرَه تَسْکِیراً :خَنَقَه ،و البَعِیرُ یُسَکِّرُ آخَرَ بذِراعِه حتّی یکاد یَقْتُلُه.
و من المَجَاز: سُکِرَتْ أَبْصَارُهُم و سُکِّرَتْ ،و سُکِّرَ بَصَرُهُ :
غُشِیَ عَلَیْه،و قوله تعالی : لَقالُوا:إِنَّما سُکِّرَتْ أَبْصارُنا (2)أَی حُبِسَتْ عَنِ النَّظَرِ،و حُیِّرَتْ ،أَو معناهَا غُطِّیَتْ و غُشِّیَتْ ،قاله أَبو عَمْرِو بن العَلاءِ، و قرأَها الحَسَن سُکِرَتْ ،بالتَّخْفِیفِ ،أَی سُحرَتْ ،و قال الفرّاءُ: أَی حُبِسَتْ و مُنِعَتْ من النَّظَرِ.
و فی التهذیب:قُرِئ سُکِرَتْ و سُکِّرَتْ ،بالتخفیف و التشدید،و معناهما:أُغْشِیَتْ و سُدَّتْ بالسِّحْر،فیتَخَایَلُ بأَبْصَارِنَا (3)غَیْرُ ما نَرَی.
و قال مُجاهد: سُکِّرَتْ أَبْصارُنا أَی سُدَّتْ ،قال أَبو عُبَیْدٍ:یَذْهَبُ مُجَاهِدٌ إِلی أَن الأَبْصارَ غَشِیَهَا ما مَنَعَها من النَّظَر،کما یَمْنَع السّکْرُ الماءَ من الجَرْیِ .
و قال أَبو عُبَیْدَهَ : سُکِّرَتْ أَبصارُ القَوْمِ ،إِذا دِیرَ بِهِمْ ، و غَشِیَهُم کالسَّمادِیرِ،فلم یُبْصِرُوا.
و قال أَبو عَمْرو بن العَلاَءِ:مأْخُوذٌ من سُکْرِ الشَّرَابِ ،کأَنّ العینَ لَحِقَهَا ما یَلْحَقُ شارِبَ المُسْکِرِ إِذا سَکِرَ .و قال الزَّجّاج:یقال: سَکَرَتْ عینُه تَسْکُر ،إِذا تَحَیَّرَتْ و سَکَنَتْ عن النَّظَرِ.
و المُسَکَّرُ ، کمُعَظَّم:المَخْمُورُ ،قال الفَرَزْدَقُ :
أَبَا حَاضِرٍ مَنْ یَزِنِ یُعْرَفْ زِنَاؤُه
و من یَشْرَبِ الخُرْطُومَ یُصْبِحْ مُسَکَّرَا
*و ممّا یستدرک علیه:
أَسْکَرَه الشّرَابُ ،و أَسْکَرَه القریصُ و هو مَجاز.
و نقل شیخنا عن بعضٍ تَعْدِیَتَه بنفْسه،أَی من غیر الهمزه،و لکن المشهور الأَوَّل.
و تَساکَرَ الرَّجُلُ :أَظْهَرَ السُّکْرَ و اسْتَعْمَلَه،قال الفَرَزْدَقُ :
أَسَکْرَانَ کانَ ابنُ المَراغَهِ إِذ هَجَا
تَمِیماً بَجَوْفِ الشَّأْمِ أُم مُتَساکِرُ
و قولُهم:ذَهَبَ بینَ الصَّحْوَهِ و السَّکْرَه إِنّمَا هو بَیْنَ أَن یَعْقِلَ و لا یَعْقِل.
و السَّکْرَهُ :الغَضْبَهُ .
و السَّکْرَهُ :غَلَبَهُ اللَّذَّهِ علی الشّبَابِ .و سَکِرَ من الغَضَبِ یَسْکَرُ ،من حَدّ فَرِحَ ،إِذا غَضِبَ .
و سَکَرَ الحَرُّ:سَکَنَ ،قال:
جاءَ الشِّتاءُ و اجْثَأَلَّ القُبَّرُ
و جَعَلَتْ عَیْنُ الحَرُورِ تَسْکُرُ
و التَّسْکِیرُ للحَاجَهِ :اخْتِلاطُ الرَّأْیِ فیها قَبْلَ أَن یعزم علیها،فإِذا عزمَ علیها ذَهَب اسم التَّسْکِیر ،و قد سُکِرَ .
و قال أَبو زَیْد:الماءُ السّاکِرُ :الساکن الذی لا یَجْرِی (4)، و قد سَکَرَ سُکُوراً ،و هو مَجاز.و سُکِرَ (5)البحرُ:رَکَدَ،قاله ابنُ الأَعرابیّ ،و هو مَجاز.
و سُکَیْرُ العَبّاسِ ،کزُبَیْرٍ:قریهٌ (6)علی شاطئِ الخابُورِ، و له یومٌ ذَکَرَه البلاذُرِیّ .
و یُقَال للشَّیْ ء الحارِّ إِذا خَبَا حَرُّه و سَکَنَ فَوْرُه:قد سَکَرَ یَسْکُرُ .
ص:537
و یقال سَکَرَ البَابَ و سَکَّرَهُ ،إِذا سَدَّه،تَشْبیهاً بسَدِّ النَّهْرِ، و هی لغه مَشْهُورَهٌ ،جاءَ ذِکرُها فی بعضِ کُتُب الأَفعالِ ، قال شیخنا:و هی فاشِیَهٌ فی بَوَادِی إِفْرِیقِیَّهَ ،و لعَلَّهُمْ أَخذوها من تَسْکِیرِ الأَنْهَارِ.
و زاد هنا صاحِبُ اللِّسَانِ ،و غیره:
السُّکُرْکَهُ ،و هی؛خَمْرُ الحَبَشَهِ ،قال أَبو عُبَیْدٍ:هی من الذُّرَهِ .
و قال الأَزهریّ :لیست بعربیّه،و قیَّدَه شَمِرٌ بضَمّ فسُکونٍ ،و الراءُ مضمومَهٌ ،و غیره بضم السین و الکافِ و سکونِ الرّاءِ (1)،و یُعَرّب السُّقُرْقَع،و سیأْتی للمصنّف فی الکاف،و تُذکر هناک،إِن شاءَ اللّه تعالی.
و أَسْکُوران :من قُرَی أَصْفَهَان،منها مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ بنِ محمّدِ بنِ إِبراهِیمَ الأَسْکُورانِیّ ،توفِّی سنه 493.
16- و أَسْکَرُ العَدَوِیّه:قَرْیَهٌ من الصَّعِیدِ،و بها وُلِد سیدُنا مُوسَی علیه السلام، کما فی الرَّوْضِ . و قد تقدّمت الإِشاره إِلیه.
و السُّکَّرِیّه :قریهٌ من أَعمالِ المُنُوفِیّه.
و بنو سُکَیْکِر :قَومٌ .
و السَّکْرَانُ :لقبُ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ للّهِ بنِ القاسِمِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ الحُسَیْنِ بنِ الحَسَنِ الأَفْطَس الحَسَنِیّ ؛لکثره صَلاتِه باللّیل.و عَقِبُه بمِصْرَ و حَلَبَ .
و هو أَیضاً:لقبُ الشَّرِیفِ أَبی بَکْرِ بنِ عبد الرّحْمنِ بنِ محمَّدِ بنِ علیّ الحُسَیْنِیّ ،باعلوی،أَخِی عُمَرَ المِحْضَار، و والدِ الشَّرِیفِ عبدِ اللّهِ العَیْدَرُوس تُوفِّی سنه 831.
و بنو سَکْرَهَ ،بفتح فسکون:قومٌ من الهاشِمِیِّین،قاله الامیرُ.
و السَّکرانُ بنُ عَمْرِو بنِ عبدِ شَمْسِ بنِ عَبْدُودٍّ،أَخُو سَهْلِ بن عَمْرٍو العامِرِیّ ،من مُهاجِرَهِ الحَبَشهِ .
و أَبو الحَسَن علیُّ بنُ عبد العَزِیزِ الخَطِیب،عِمَاد الدِّین السُّکَّرِیّ ،حدَّثَ ،و توفِّیَ بمصر سنه 713.
الإِسْکَنْدَرُ بنُ الفَیْلَسُوفِ الرُّومِیّ و یقال ابن فِیلبس (2)الیُونانِیّ ،و هو أَخو الفَرَمَا (3)و فی کُتُبِ الأَنساب أَنّ الفَیْلَسُوف هو ابن صریم بن هرمس بن منطروس ابن رُومی بن لیطی بن ثابت بن سرحون بن رومه بن قرمط بن نَوْفَلِ ابنِ عِیص بنِ إِسْحَاقَ النّبِیّ علیه السلام، و تفتح الهمزه ،ذکر الوجهین أَبو العَلاَءِ المَعَرِّی و قال:لیس له مِثَال فی کلامِ العَرَبِ ،کذا فی شِفاءِ الغَلِیل للخَفَاجِیّ .
و فی العنایه له،فی أَثناءِ سوره آل عمران أَلْزَمُوا بعضَ الأَعْلامِ العَجَمِیَّه«ال »علامهً للتَّعْرِیبِ ، کالإِسْکَنْدَرِیّه ،فإِنّ أَبا زَکَرِیّا التِّبْرِیزِیّ قال:لا تُسْتَعْمَلُ بدُونِها،و لَحَن من استعمَلَه بدونِها،و لا خلاف فی أَعْجَمِیَّتِه.
و نقل شیخُنا عن التِّبْرِیزِیّ فی شرح قولِ أَبی تَمّام:
مِنْ عَهْدِ إِسْکَنْدَرٍ أَو (4)قَبْلَ ذلک قَدْ
شابَتْ نَوَاصِی اللَّیَالِی و هی لَمْ تَشِبِ
المتعارِف بینَ النّاسِ « الإِسْکَنْدَرُ »بالأَلفِ و اللاّم، فحَذَفَها منه،و بعض الناس یُنْشِدُه«من عَهْدِ إِسْکَنْدَرَا » فیُثْبِتُ فی آخره أَلفاً،و ذلک من کلام النَّبَط ؛لأَنهم یَزِیدُون الأَلفَ إِذا نقلوا الاسم من کلامِ غیرِهم،فیقولون:خَمْرَا، و یریدون الخَمْر: مَلِکٌ مشهور قَتَلَ دَارَا بنَ دَاراب،آخِرَ مُلُوکِ الفُرْسِ ، و مَلَکَ البِلاَدَ کلَّهَا،و قصّته فی التّوارِیخ مَشْهُورَه.
و الإِسْکَنْدَرِیّهُ ،بکسر الهمزه و فتحها سِتَّهَ عَشَرَ موضِعاً مَنْسُوبَهٌ إِلیه،منها:د کبیر بِبِلادِ الهِنْدِ و یعرف بالإِسْکَنْدَرَه و:د،بأَرْضِ بابِلَ ،و:د،بِشَاطِئِ النَّهْرِ الأَعْظَمِ أَعنی جَیْحُون و:د،بصُغْدِ سَمَرْقَنْد،و:د بِمَرْو،و اسْمُ مَدِینَهِ بَلْخَ ؛لأَنّه بناها (5).
ص:538
و الإِسْکَنْدَرِیَّه : الثَّغْرُ الأَعْظَمُ ببلادِ مِصْرَ ،قیل:إِنّ الإِسْکَنْدَرَ قال:أَبْنِی مدینَهً فقیرهً إِلی اللّه عَزَّ و جَلّ غَنِیَّهً عنِ النّاس،و قال الفَرَما:أَبنی مَدِینَهً فقیرهً إِلی النّاس غنیَّهً عن اللّه عزّ و جَلّ ،فسلّط اللّه علی مَدِینَهِ الفَرَما الخَرَابَ سَرِیعاً، فذَهَبَ رَسْمُهَا،و عَفَا أَثَرُهَا،وَ بقِیَت مدینه الإِسْکَنْدَرِ إِلی الآن.
و قال المُؤرّخون:أَجْمَعَ أَهلُ العِلْم أَنّه لیس فی الدنیا مَدِینَهٌ علی مدینهٍ علی مدینه ثلاث طَبقاتٍ غیرها،و
17- قال أَحمدُ بنُ صالِح: قال لی سُفْیَانُ بن عُیَیْنَه:أَینَ تَسْکُنُ ؟ قلت:أَسْکُن الفُسْطَاطَ ،فقال لی:أَ تَأْتِی الإِسْکَنْدَرِیّه ؟قلت له:نعم،قال:تلک کِنَانَهُ اللّهِ ،یَجْعَلُ فیها خِیَارَ سِهَامِه.
و من عجائِبِهَا:المَنَارَهُ ،و طُولُها مائتان و ثَمَانون (1)ذِرَاعاً فی الهواءِ،و کانَ خَلِیجُهَا مُرَخَّماً من أَوّله إِلی آخره،و یقال إِن أَهْل مَرْیُوط من کُورَتها أَطْوَلُ الناسِ أَعماراً.
و الإِسْکَنْدَرِیَّه : ه،بینَ حَمَاهَ و حَلَبَ ،و هی التی تُعْرَف بالإِسْکَنْدَرُون (2)،یُنْسَبُ إِلیها المُنْذِرُ الحَلَبِیّ ،کتب عنه أَبو سَعْدٍ السَّمْعَانِیّ .
و الإِسْکَنْدَرِیّه : ه،علی شَطّ دِجْلَهَ ،بإِزاءِ الجامده، قُرْبَ واسِط العراق،بینَهُمَا خمسه عشرَ فَرسخاً، مِنْهَا الأَدِیبُ أَبو بکرٍ أَحْمَدُ بنُ المُخْتَارِ بنِ مُبَشِّر بنِ مُحَمّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ علیٍّ الإِسْکَنْدَرَانِیّ ،روی عنه ابن ناصر.
و أَمّا أَحمدُ بنُ محمّدِ بنِ خَالَدِ بنُ مُیَسِّر فمن إِسْکَنْدَرِیّه مِصْر،و جَدُّه مُیَسِّرٌ،بالتحتیه و إِهمال السین.
و الإِسْکَنْدَرِیّهُ : ه،بین مَکَّهَ و المَدِینَهِ .
و الإِسکندریّه : د،فی مَجَارِی الأَنْهَارِ بالْهِنْدِ ،و هی خَمْسَهُ أَنْهَار،و تعرف ببنج آبْ ،و هی کُورَهٌ متّسِعَه. و الاسْکَنْدَرِیّه : خَمْسُ مُدُن أُخْرَی (3).
*و مما یستدرک علیه هنا:
سَلاَّر ،ککَتَّانٍ :اسم جماعهٍ ،و هی کلمه أَعْجَمِیّه أَظُنُّها سالار ،بزیاده الأَلف،و هی بالفَارِسیّه الرّئیس المُقَدَّم،ثم حُذِفَتْ و شُدِّدَت اللام،و اشتَهَرَ به أَبو الحَسَن مَکِّیُّ بنُ منصُورِ بن عَلاَّن الکَرَجِیّ المُحَدّث.
و یستدرک هنا أَیضاً سِیمجُور ،بکسر السین و سکون التحتیه و ضم الجیم:اسمُ غلامٍ للأُمراءِ السّامانیه،و کُنْیَته أَبو عِمْرَان،و أَولاده أُمراءُ،فُضلاءُ،منهم:
إِبراهیم بن سِیْمجُورَ ،عن أَبی بکْرِ بنِ خُزَیْمَهَ ،و أَبی العَبّاس السّرّاج،وَلِیَ إِمْره بُخَارَی و خُرَاسانَ ،و کانَ عادِلاً.
و ابنُه الأَمیر ناصِرُ الدَّوْلَه أَبو الحَسَن محمّد بن إِبراهیم، وَلِیَ إِمْرَه خُراسَانَ ،و سمع الکَثِیر.
و ابنه الأَمیر أَبو علیّ المُظَفَّر،روی عنه الحاکِمُ و غیره.
السُّمْرَهُ ،بالضَّمّ مَنْزِلَهٌ بین البَیَاضِ و السَّوَادِ ، تکون فی أَلوانِ الناس و الإِبِلِ و غیرها، فیما یَقْبَلُ ذلک ،إِلاّ أَنَّ الأُدْمَهَ فی الإِبِل أَکْثَرُ،و حَکَی ابنُ الاعرابیّ السُّمْرَه فی الماءِ.
و قد سَمِرَ ،ککَرُمَ و فَرِحَ ، سُمْرَهً ،بالضَّمّ فیهما ،أَی فی البابین.
و اسْمَارَّ اسْمِیراراً فهو أَسْمَرُ .
و بَعِیرٌ أَسْمَرُ :أَبیَضَ إِلی الشُّهْبَهِ .
فی التَّهْذِیب: السُّمْرَهُ :لونُ الأَسْمَرِ ،و هو لَوْنٌ یَضْرِبُ إِلی سَوَادٍ خَفِیّ ،و
14- فی صِفَتِه صلی اللّه علیه و سلّم: «کَانَ أَسْمَرَ اللَّوْنِ »و فی روایهٍ «أَبْیَضَ مُشرَباً (4)حُمْرَهً ». قال ابنُ الأَثِیر:و وَجْه الجَمْع بینَهُمَا أَنَّ ما یَبْرُزُ إِلی الشَّمْسِ کان أَسْمَرَ ،و ما تُوارِیه الثِّیَابُ و تَسْتُرُه فهو أَبْیَضُ .و جعَل شیخُنَا حَقِیقَهَ الأَسْمَر الذی یَغْلِبُ سَوادُه علی بَیَاضِه،فاحتاجَ أَن یَجْعَلَه فی وَصْفه صلی اللّه علیه و سلّم بمعنی
ص:539
الأَبْیَضِ المُشْرَبِ ،جَمْعاً بین القَوْلین،و ادَّعَی أَنه من إِطلاقاتهم،و هو تکلُّف ظاهر،کما لا یخفَی،و الوجهُ ما قاله ابنُ الأَثیر.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : السُّمْرَهُ فی الناسِ الوُرْقَهُ .
و الأَسْمَرُ فی قول حُمَیْدِ بنِ ثَوْرٍ:
إِلی مِثْلٍ دُرْجِ العَاج جَادَتْ شِعَابُه
بأَسْمَرَ یَحْلَوْلِی بها و یَطِیبُ
قیل:عَنَی به اللَّبَن،و قال ابنُ الأَعرابیّ :هو لَبَنُ الظَّبْیَهِ خاصّهً ،قال ابنُ سِیده:و أَظنُّه فی لونه أَسْمَرَ .
و الأَسْمَرَانِ :الماءُ و البُرُّ ،قاله أَبو عُبَیْدَه أَو الماءُ، و الرُّمْحُ ،و کلاهما علی التَّغَلیب.
و السَّمْراءُ :الحِنْطَهُ :قال ابنُ مَیَّادَه:
یَکْفِیکَ من بَعْضِ ازْدِیَارِ الآفَاقْ
سَمْرَاءُ ممّا دَرَسَ ابنُ مِخْرَاقْ
دَرَسَ :داس،و سیأْتی فی السین تحقیق ذلک.
و السَّمْرَاءُ : الخُشْکَارُ ،بالضّم،و هی أَعجمیه.
و السَّمْرَاءُ العُلْبَهُ ،نقله الصاغانیّ .
و السَّمْرَاءُ فَرسُ صَفْوَانَ بنِ أَبِی صُهْبَانَ .
و السَّمْرَاءُ : ناقَهٌ أَدماءُ،و به فسَّرَ بعضٌ قولَ ابنِ مَیّادَهَ السابقَ ،و جعَلَ دَرَسَ بمعنَی راضَ .
و السَّمْرَاءُ بنتُ نَهِیکٍ الأَسَدِیَّه، أَدْرَکَتْ زَمَنَ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم و عُمِّرَتْ .
و سَمَرَ یَسْمُرُ سَمْراً ،بالفتح، و سُمُوراً ،بالضَّمّ : لم یَنَمْ ، و هو سامِرٌ ، و هُم السُّمّارُ و السَّامِرَهُ .
و فی الکتاب العزیز مُسْتَکْبِرِینَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ (1)السّامِرُ :اسمُ الجَمْعِ ،کالجَامِلِ ،و قال الأَزهریّ :و قد جاءَتْ حُرُوفٌ عَلَی لَفْظِ فاعِلٍ و هی جَمْعٌ عن العَرَب، فمنها:الجَامِلُ ،و السّامِرُ ،و الباقِرُ و الحاضِرُ.و الجامِلُ :
الإِبلُ ،و یکون فیها الذُّکُورُ و الإِناثُ ،و السَّامِرُ :الجَمَاعَهُ من الحَیّ یَسْمُرُونَ لیْلاً،و الحَاضِرُ:الحَیُّ النُّزُولُ علی الماءِ، و الباقِرُ:البَقَرُ فیها الفُحُول و الإِناثُ . و السَّمَرُ ،مُحَرَّکَهً :اللَّیْلُ :قال الشّاعِرُ:
لا تَسْقِنِی إِنْ لَمْ أَزِرْ سَمَراً
غَطْفَانَ مَوْکِبَ جَحْفَلٍ فَخْمِ (2)
و قال ابن أَحمرَ:
من دُونِهِمْ إِنْ جِئْتَهُمْ سَمَراً
حَیٌّ حِلاَلٌ لَمْلَمٌ عَکِرُ (3)
و قال الصّاغانِیّ بَدَلَ المِصْراع الثانی.
عَزْفُ القِیَانِ و مَجْلِسٌ غَمْرُ
أَراد إِن جِئْتَهُم لَیْلاً.
و قال أَبو حَنِیفَه:طُرِقَ القَوْمُ سَمَراً ،إِذا طُرِقُوا عند الصُّبْحِ ،قال:و السَّمَرُ :اسمٌ لتلک السّاعَهِ من اللّیْلِ ،و إِن لم یُطْرَقُوا فیها.
و قال الفَرّاءُ:فی قول العرب:لا أَفْعَلُ ذلکَ السَّمَرَ و القَمَرَ، قال: السَّمَر :کُلُّ لَیْلَهٍ لیس فیها قَمَرٌ،المعنی:ما طَلَعَ القَمَرُ و ما لم یَطْلُعُ .
و السَّمَرُ أَیضاً: حَدِیثُه ،أَی حدیثُ اللَّیْلِ خاصَّهً ،و
16- فی حَدِیثٍ : « السَّمَرُ بَعْدَ العِشَاءِ». هکذا رُوِیَ محرَّکَهً من المُسامَرَهِ ،و هی الحدیثُ باللَّیْلِ ،و رواه بعضُهم بسکون المیم،و جعلَه مَصْدَراً.
و السَّمَرُ : ظِلُّ القَمَرِ ،و السُّمْرَهُ مأْخُوذَهٌ من هذا.
قال بعضهم:أَصْلُ السَّمَر :ضَوْءُ (4)القَمَرِ،لأَنَّهُم کانوا یَتَحَدَّثُون فیه.
و السَّمَرُ الدَّهْرُ ،عن الفَرّاءِ، کالسَّمِیرِ ،کأَمِیرٍ،یقال:
فُلانٌ عندَه السَّمَر ،أَی الدَّهْر (5).
و قال أَبو بکر:قولهم:حَلَفَ بالسَّمَرِ و القَمَرِ.قال الأَصمَعِیّ : السَّمَرُ عندَهم: الظُّلْمَه و الأَصْلُ اجتماعُهُم یَسْمُرُونَ فی الظُّلْمَه،ثم کَثُر الاستعمالُ حتی سَمَّوُا الظُّلْمَهَ سَمَراً .
ص:540
و السَّامِرُ :مَجْلِسُ السُّمّارِ ، کالسَّمَرِ مُحَرَّکهً ،قال اللَّیْثُ :
السَّامِرُ :الموضِع الذی یَجْتَمِعُون للسَّمَرِ فیه،و أَنشد:
و سامِرٍ طالَ فیه اللَّهْوُ و السَّمَرُ
و
17- فی حَدیثِ قَیْلَهَ : «إِذَا جاءَ زَوْجُها من السَّامِرِ » (1).
و السَّمِیرُ : المُسَامِرُ ،و هو الذی یَتَحَدَّث معَکَ باللَّیْل خاصَّهً ،ثم أُطْلِقَ .
و السِّمِّیرُ ، کسِکِّیتٍ :صاحبُ السَّمَرِ ،و قد سامَرَه .
و ذُو سامِرٍ :قَیْلٌ من أَقْیَالِ حِمْیَرَ.
و ابْنا سَمِیرٍ ،کأَمِیرٍ: الأَجَدَّانِ ،هما اللَّیْلُ و النَّهَارُ؛لأَنّه یُسْمَرُ فیهما،هکذا عَلَّلُوه،و السَّمَرُ فی النّهارِ من باب المَجاز.
و یقال: لا أَفْعَلُه ،أَو:لا آتِیکَ ما سَمَرَ السَّمِیرُ ،و ما سَمَرَ ابنُ سَمِیرٍ . و ما سَمَرَ ابْنَا سَمِیرٍ ،قیل:هو الدَّهْرُ، و ابناه:اللّیْلُ و النّهارُ،و قیل:النَّاس یَسْمُرونَ باللَّیْلِ .
و حکی ما أَسْمَرَ ،بالهمز،و لم یُفسِّر[ أَسْمَرَ ] (2)قال ابن سِیدَه:و لعلّهَا لُغَه فی سَمَر ،و نقلَها الصّاغانیّ عن الزَّجّاج.
قلْت:و قد جاءَ فی قَوْل عَبِیدِ بنِ الأَبْرَصِ :
فهُنَّ کِنْبراسِ النَّبِیطِ أَو ال
فَرْضِ بِکَفِّ اللاّعِبِ المُسْمِرِ (3)
فی الکُلِّ ممّا ذکرَ،أَی یُقَال:ما أَسْمَرَ السَّمِیرُ و ابنُ سَمِیرٍ و ابْنا سَمِیر ، أَی ما اخْتَلَفَ اللَّیْلُ و النَّهَارُ ،و المعنَی، أَی الدَّهْر کلّه،و قال الشّاعر:
و إِنِّی لَمِنْ عَبْسٍ و أَن قالَ قائِلٌ
عَلَی رَغْمِه:ما أَسْمَرَ ابنُ سَمِیرِ
و سَمَرَ العَیْنَ :مثْل سَمَلَها ،و
14- فی حدیث العُرَنِیِّینَ :
« فَسَمَرَ (4)النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم أَعْیُنَهُم». أَی أَحْمَی لها مَسامِیرَ الحدیدِ، ثم کَحَلَهُم بها. أَو سَمَلَها بمعنَی فَقَأَهَا بشَوْکٍ أَو غیرِه،و قد رُوِیَ أَیضاً.
و سَمَرَ اللَّبَنَ یَسْمُره جَعَلَه سَمَاراً ،کسَحَاب أَی المَمْذُوق بالماءِ،و قیل:هو اللَّبَنُ الرَّقِیقُ ،و قیل:هو اللَّبَنُ الذی ثُلُثاه ماءٌ،و أَنشد الأَصْمَعِیّ :
وَ لَیَأْزِلَنَّ و تَبْکُؤَنَّ لِقَاحُهُ
و یُعَلِّلَنَّ صَبِیَّهُ بِسَمَارِ
و قیل: أَی کَثِیرٌ المَاءِ ،قالَه ثعْلَبٌ ،و لم یُعَیِّنْ قَدْراً، و أَنشد:
سَقَانَا فَلَمْ یَهْجَأْ مِنَ الجُوعِ نَقْرَه
سَمَاراً کإِبْطِ الذِّئْبِ سُودٌ حَوَاجِرُهْ
واحدتُه سَمَارَهٌ ،یذهَب بذلک إِلی الطائفه.
و سَمَر السَّهْمَ . أَرْسَلَهُ ، کسَمَّره تَسْمِیراً ،فیهما،أَما تَسْمِیرُ السَّهْمِ فسیأْتِی للمصنِّف فی آخِر هذه المادّه،و لو ذَکرهما فی مَحَلٍّ واحد کان أَلْیَقَ ،مع أَن الأَزْهَرِیَّ و ابنَ سِیدَه لم یَذْکُرا فی اللَّبَنِ و السَّهْمِ إِلاَّ التضعیف فقط .
و سَمَرَت الماشِیَهُ تَسْمُرُ سُمُوراً نَفَشَتْ .
و سَمَرت النَّبَاتَ تَسْمُرُه : رَعَتْهُ .
و یقال:إِن إِبِلَنا تَسْمُر ،أَی تَرْعَی لَیْلاً.
و سَمَرَ الخَمْرَ:شَرِبَها لَیْلاً،قال القُطامِیّ :
و مُصَرَّعِینَ من الکَلاَلِ کأَنَّما
سَمَرُوا الغَبُوقَ من الطِّلاءِ المُعْرَقِ
و سَمَر الشَّیْ ءَ یَسْمُرُه ،بالضَّمِّ ، و یَسْمِرُه ،بالکسر سَمْراً ، و سَمَّرَه تَسْمِیراً ،کلاهما: شَدَّه بالمِسْمَارِ ،قال الزَّفَیَانُ :
لمَّا رَأَوْا من جَمْعِنَا النَّفِیرَا
و الحَلَقَ المُضَاعَفَ المَسْمُورَا
جَوَارِناً تَرَی لها قَتِیرَا
و الْمِسْمَارُ ،بالکسر: ما یُشَدُّ بهِ ،و هو واحِدُ مَسامِیرِ الحَدِیدِ.
و المِسْمَارُ :اسمُ کَلْب لمَیْمُونَهَ أُمِّ المُؤْمِنِینَ ،رضی اللّه عنها،یقال:إِنَّه مَرِضَ فقالَتْ :وا رَحْمَتَا (5)لمِسْمَارٍ .
ص:541
و المِسْمَارُ : فَرَسُ عَمْرٍو الضَّبِّیّ ،و له نَسْلٌ إِلی الآنَ موجودٌ.
و المِسْمَارُ :الرَّجُلُ الحَسَنُ القِوَامِ و الرِّعْیه بالإِبِلِ ،نقله الصّاغانیّ (1).
و المَسْمُورُ :الرَّجُلُ القَلِیلُ اللَّحْمِ الشَّدیِدُ أَسْرِ العِظَامِ و العَصَبِ ،کذا فی النَّوادر.
و من المَجاز: المَسْمُور : المَخْلُوطُ المَمْذُوقُ من العَیْشِ غیر صاف،مأْخوذٌ من سَمَارِ اللَّبَنِ .
و المَسْمُورَهُ ، بهاءٍ:الجَارِیَهُ المَعْصُوبَهُ الجَسَدِ،غیرُ رِخْوَهِ اللَّحْمِ نقله الصَّاغانیّ ،و هو مَجاز.
و السَّمُرُ ،بضَمّ المِیمِ :شَجَرّ،م ،أَی معروف،صِغَارُ الوَرَقِ قِصَارُ الشَّوْکِ ،و له بَرَمَهٌ صَفْرَاءُ یأْکُلُهَا النّاسُ ،و لیس فی العِضَاه شیءٌ أَجْوَد خَشَباً من السَّمُر ،یُنْقَلُ إِلی القُرَی، فتُغَمَّی بهِ البُیُوتُ ، واحِدَتُها سَمُرَهٌ . خالفَ هنا قاعدَتَه«و هی بهاءٍ»و سُبْحَان من لا یسهو، و بها سَمَّوْا.
و الجمْع سَمُرٌ و سَمُراتٌ ،و أَسْمُرٌ فی أَدْنَی العَدَدِ، و تَصْغِیرُه أُسَیْمِرٌ ،و فی المثل:«أَشبَهَ شَرْجٌ شَرْجاً (2)لو أَنَّ أُسَیْمِراً ».
و إِبِلٌ سَمُرِیَّهٌ ،بضمّ المیم: تَأْکُلُهَا ،أَی السَّمُرَ ،عن أَبی حنیفه.
و سَمُرَهُ بنُ جُنَادَهَ بنِ جُنْدَب بنِ حُجَیْر السُّوَائِیّ ،والدُ جابِرٍ،ذَکَره البُخَارِیّ .
و سَمُرَهُ بنُ عَمْرِو بنِ جُنْدَبٍ السُّوائِیّ ،قیل:هو سَمُرَهُ بنُ جُنَادَهَ الذی تقدم (3).
و سَمُرَهُ بنُ جُنْدَبِ بنِ هِلاَلٍ الفَزارِیّ ،أَبو سَعِید، و قیل:أَبو عَبْدِ الرَّحْمن،و قیل:أَبو عَبْدِ اللّه،و قیل:أَبُو سُلَیْمَان،حَلِیفُ الأَنصارِ،مات بعدَ أَبِی هُرَیْرَه سنه ثمانٍ و خمسین،قال البُخَارِیّ فی التاریخ:مات آخِرَ سنه تسع و خمسین،و قال بعضهم:سنه سِتِّین. و سَمُرَهُ بنُ حَبِیب بنِ عبدِ شَمْسٍ الأُمَوِیّ ،والد عبد الرحمن،یقال:إِنّه أَسْلَم،ذَکَرَه ابنُ حَبِیب فی الصحابه (4).
و سَمُرَهُ بنُ رَبِیعَهَ العَدْوَانِیّ ،و یقال:العَدَوِیّ ،جاءَ یتقاضَی أَبا الیُسْرِ دَیْناً علیه.
و سَمُرَهُ بنُ عَمْرٍو العَنْبَرِیّ ،أَجازَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم له شهادهً لزبیبٍ العَنْبَرِیّ .
و سَمُرَهُ بنُ فَاتِکٍ الأَسَدِیّ ،أَسَد خُزَیْمَهَ ،حدیثه فی الشّامِیِّینَ ،رَوَی عنه بُسْر بن عُبَیْدِ اللّه،ذکره البُخَارِیّ فی التاریخ.
و سَمُرَهُ بنُ مُعَاوِیَهَ بنِ عَمْرو الکِنْدِیّ ،له وِفَادَهٌ ،ذَکَرَه أَبو موسی.
و سَمُرَهُ بنُ مِعْیَر بنِ لَوْذَان (5)بن رَبِیعَهَ بن عُریج بن سَعْدِ بنِ جُمَح بنِ عَمْرِو بن هُصَیْصٍ الجُمَحِیّ أَبو مَحْذُورَهَ القُرَشِیّ ،مُؤَذّنُ النّبیّ صلی اللّه علیه و سلم،قال البُخَارِیّ فی التاریخ:سمّاه أَبو عاصِمٍ عن ابن جُرَیْج: سَمُرَهَ بنَ مُعِین،أَی بالضمّ ، و قال محمدُ بن بَکْر،عن ابنِ جُرَیْج: سَمُرَه بن مَعِینٍ ،أَی کأَمیر،و هذا وَهَمٌ ،و قال لنا موسَی:حدَّثَنا حمّاد بنُ سَلَمَهَ ، عن علی بن زَیْد،حَدَّثَنِی أَوْسُ بنُ خالِد:مات أَبو هُرَیْرَهَ ثم مَاتَ أَبو مَحْذُورَهَ ثم مَاتَ سَمُرَهُ .
صحابِیُّون.
*و فاته:
سَمُرَهُ بن یَحْیَی (6)،و سَمَرَهُ بنُ قُحَیْف،و سَمْرَه بن سِیسَنٍ (7)و سَمُرَهُ بنُ شَهْر (8)،ذَکرهم البُخَارِیُّ فی التاریخ، الأَوّل و الثّالِثُ تابِعِیّان.
و جُنْدَبُ بنُ مَرْوَانَ السَّمُرِیّ ،من وَلَدِ سَمُرَهَ بنِ جُنْدَبٍ الصّحابیِّ ،هکذا فی النُّسَخ،و الذی فی التبْصِیر،و غیرِه:
من وَلدِ سَمُرَهَ بنِ جُنْدَبٍ مَرْوانُ بنُ جَعْفَر بنِ سَعْدِ بنِ
ص:542
سَمُرَهَ ،شیخٌ لِمُطَیّن،فاشتبه علی المُصَنّف،فجعله جُنْدَبَ بنَ مَرْوَان،و هو وَهَمٌ ،فتأَمَّل.
و مُحَمَّدُ بنُ مُوسَی السَّمَرِیُّ ،مُحَرَّکَهً :مُحَدِّثٌ ،حَکَی عن حَمّاد بنِ إِسْحاقَ المَوْصِلِیّ .
و سُمَیْرٌ ،کزُبَیْرٍ،أَبُو سُلَیْمَانَ ،روَی جریرُ بنُ عُثْمَانَ عن سُلَیْمَانَ عن أَبیهِ سُمَیْر .
و سُمَیْرُ بنُ الحُصَیْن بنِ الحارِث السّاعِدِیُّ الخَزْرَجِیّ ، أُحُدِیٌّ . صحابِیّانِ .
*و فاته:
سُمَیْرُ بنُ مُعَاذ،عن عائِشَهَ ،و سُمَیْرُ بنُ نَهار،عن أَبی هُرَیْرَهَ ،و خالِدُ بنُ سُمَیْر و غیرهم،و سُمَیْرُ بنُ زُهَیْر:أَخُو سَلَمَه،له ذِکْر.
قال الحافظ -فی التبصیر-:و یَنْبَغِی استیعابُهُم،و هم:
سُمَیْرُ بنُ أَسَدِ بن هَمّام:شاعِر.
و سُمَیْرٌ أَبو عاصمٍ الضَّبِّیّ ،شیخُ أَبی الأَحْوَص.
و أَبُو سُمَیْر حَکیمُ بنُ جِذَام،عن الأَعْمَش،و مَعْمَرُ بن سُمَیْر الیَشْکُرِیّ ،أَدرکَ عثمانَ ،و عبّاسُ بنُ سُمَیْر ،مصْرِیٌّ ، روی عنه المُفَضَّلُ بنُ فَضَالَه،و السُّمَیْطُ بن سُمَیْر السَّدُوسِیّ ،عن أَبی مُوسَی الأَشْعَرِیّ ،و عُقَیْل بنُ سُمَیْرٍ ، عن أَبی عَمْرٍو،و یَسَارُ بنُ سُمَیْرِ بنِ یَسارٍ العِجْلِیّ ،من الزُّهادِ،رَوَی عن أَبی داودَ الطَّیالِسِیّ و غیره،و أَبو نَصْرٍ أَحمدُ بنُ عبدِ اللّه بن سُمَیْرٍ ،عن أَبی بکرِ بنِ أَبی عَلِیّ ، و عنه إِسماعیلُ التَّیْمِیّ ،و أَبُو السَّلِیل ضُرَیْبُ بنُ نُفَیْرِ (1)بنِ سُمَیْر ،مشهورٌ،و جَرْداءُ بنتُ سُمَیْر ،رَوَتْ عن زَوْجِهَا هَرْثَمَهَ ،عن علیّ ،و سُمَیْر بنُ عاتِکَه،فی بنی حَنِیفَه،و أَبو بکرٍ مُحَمَّدُ بنُ الحُسَیْنِ بنِ حمویهْ بن جابِر بن سُمَیْر الحَدّاد النَّیْسَابُورِیّ ،عن محمّد بن أَشْرَسَ و غیرِه.
و السَّمَارُ ، کسَحَابٍ :ع (2)،کذا قاله الجَوْهَرِیّ ،و أَنشد لابنِ أَحْمَرَ الباهِلِیِّ :
لَئِنْ وَرَدَ السَّمَارَ لنَقْتُلَنْهُ
فلاَ و أَبِیکَ ما وَرَدَ السَّمَارَا
أَخَافُ بَوَائِقاً تَسْرِی إِلینا
من الأَشْیاعِ سِرّاً أَو جِهَارَا
قال الصَّاغانیّ :و الصّوابُ فی اسمِ هذا الموضعِ بالضَّمِّ ،و کذا فی شعرِ ابنِ أَحْمَرَ،و الروایه (3)
...«لا أَرِدُ
السُّمارَا ».
و سُمَیْرَاءُ ،یُمَدّ،و یُقْصَر (4): ع من منازِلِ حاجِّ الکُوفَهِ ، علی مَرْحَله من فَیْد،ممّا یلِی الحِجَازَ،أَنشد ابنُ دُرَیْد فی الممدود:
یا رُبَّ جارٍ لکَ بالحَزِیزِ
بینَ سُمَیْرَاءَ و بینَ تُوزِ
و أَنشَدَ ثَعْلَبٌ لأَبِی مُحَمَّد الحَذْلَمِیّ :
تَرْعی سُمَیْرَاءَ إِلی أَرْمَامِهَا
إِلی الطُّرَیْفَاتِ إِلی أَهْضَامِهَا
و سُمَیْراءُ بِنْتُ قَیْسٍ :صحابِیَّهٌ و یقال فیها: السَّمْرَاءُ أَیْضاً،لها ذِکْرٌ.
و السَّمُورُ ، کصَبُورٍ :النَّجِیبُ السَّرِیعَهُ من النُّوقِ و أَنشد شَمِرٌ:
فما کانَ إِلاّ عَنْ قَلِیلٍ فأَلْحَقَتْ
بَنَا الحَیَّ شَوْشَاءُ النَّجَاءِ سَمُورُ
و السَّمُّورُ ، کتَنُّور:دابَّهٌ مَعْرُوفَهٌ تکون ببلادِ الرُّوسِ ، وراءَ بلادِ التُّرْکِ ،تُشْبِه (5)النِّمْسَ ،و منها 5أَسودُ لامعٌ ، و أَشْقَرُ، یُتَّخَذُ من جِلْدِهَا فِرَاءٌ مُثْمِنَهٌ ،أَی غالیهُ الأَثْمَان (6)، و قد ذکرَه أَبو زُبَیْدٍ الطّائِیّ ،فقال یذکُرُ الأَسَدَ:
حَتّی إِذَا ما رَأَی الأَبْصَارَ قد غَفَلَتْ
و اجْتَابَ من ظُلْمَهٍ جُوذِیَّ سَمُّورِ
ص:543
أَرادَا جُبَّهَ سَمُّورٍ ،لسَوادِ وَبَرِه،و وَهِمَ من قال فی السَّمُّورِ إِنَّهُ اسمُ نَبْت،فلیُتَنَبّهْ لذلک.
و سَمُّورَهُ ،بزیاده الهاءِ، و یقال: سَمُّرَهُ (1)،بحذف الواو:
اسم مَدِینَه الجَلالِقَهِ .
و السَّامِرَهُ ،کصاحِبَهٍ :ه.بین الحَرَمَیْنِ الشّرِیفَیْنِ .
و السَّامِرَهُ و السَّمَرَه : قَوْمٌ من الیَهُودِ من قَبَائِلِ بنی إِسرائیلَ یُخَالِفُونَهُم ،أَی الیهود فی بَعْضِ أَحکامِهِمْ ، کإِنْکَارِهِمْ نُبُوَّهَ من جَاءَ بعد موسی علیه السلامُ ،و قولهم:
«لا مِساسَ » و زعمهم أَنَّ نابُلُسَ هی بیتُ المَقْدِسِ ،و هم صِنْفَانِ :الکُوشانُ و الدّوشان و إِلیهم نُسِبَ السّامِرِیُّ :الذِی عَبَدَ العِجْلَ الذی سُمِعَ له خُوارٌ،
17- قیل: کانَ عِلْجاً مُنافقاً مِنْ کِرْمَانَ ،و قیل:من بَاحَرْضَی أَو عظیماً من بَنِی إِسْرَائِیلَ ، و اسمُه موسَی بن ظَفَر، کذا ذکرَه السُّهَیْلِیّ فی کتابه الإِعْلام أَثناءَ طه . و أَنشد الزَّمَخْشَرِیُّ فی رَجلین اسمُ کلِّ واحدٍ منهما موسی،کانا بمکَّهَ ،فسُئِلَ عنهما،فقال:
سُئِلْتُ عن مُوسَی و مُوسَی ما الخَبَرْ
فقُلْتُ :شَیْخَانِ کقِسْمَیِ القَدَرْ
و الفَرْقُ بینَ مُوسَیَیْنِ قد ظَهَرْ
مُوسَی بن عِمْرَانَ و مُوسَی بن ظَفَرْ
قال:و مُوسَی بنُ ظَفَر هو السّامِرِیّ مَنْسُوبٌ إِلی مَوْضِعٍ لهُمْ أَو إِلی قَبِیلَهٍ من بنی إِسرائیلَ یقال لها سامِر .
قال الحافِظُ بن حَجَر فی التَّبْصِیر:و ممن أَسْلَمَ من السّامِرَهِ :شِهَابُ الدِّینِ السّامِرِیّ رئیسُ الأَطباءِ بمصر، أَسْلم علی یَدِ المَلِکِ النّاصِر،و کانت فیه فضیلَهٌ ،انتهی.
قال الزَّجّاج:و هم إِلی هذه الغایهِ بالشّام.
قلْت:و أَکثرهم فی جَبَل نابُلُس،و قد رأَیتُ منهم جماعهً أَیّامَ زِیَارَتِی للبَیْت المُقَدّس،منهم الکاتِبُ الماهر المُنْشِیء البلیغ:غَزَالٌ السّامِرِیّ ،ذاکَرَنِی فی المَقَامَاتِ الحَرِیرِیّه و غیرها،و عَزَمَنِی إِلی بُسْتَان له بثَغْرِ یافَا،و أَسلَم وَلَدُه، و سُمِّیَ مُحَمَّداً الصادق،و هو حیّ الآنَ ،أَنشد شیخُنا فی شرحه:
إِذا الطّفْلُ لم یُکْتَبْ نَجِیباً تَخَلَّفَ اجْ
تِهَادُ مُرَبِّیهِ و خابَ المُؤَمِّلُ
فمُوسَی الذِی رَبّاهُ جِبْرِیلُ کافِرٌ
و مُوسَی الذی رَبّاهُ فِرْعُونُ مُرْسَلُ
16- قال البَغَوِیّ فی تفسیره:قیل: لما وَلَدَتْهُ أُمه فی السّنَه التی کان یُقْتَلُ فیها البنونَ ،وضَعَتْه فی کَهْفٍ حَذَراً علیه، فبعَثَ اللّه جِبْرِیلَ لیُرَبِّیَه لَمَّا قَضَی اللّه علیه و به من الفِتْنَه.
و إِبْرَاهِیمُ بنُ أَبِی العَبّاسِ السَّامَرِیّ ،بفتح المِیم ، و ضَبطَه الحافظُ بکسرها: مُحَدِّثٌ عن محمّدِ بنِ حِمْیَر الحِمْصِیّ ،قال الحافظ :و هو من مشایخِ أَحمدَ بنِ حَنْبَل، و رَوَی له النَّسَائِیّ ،و کأَنّ أَصلَه کان سامِرِیّاً ،أَو جاوَرَهم، و قیل:نُسِبَ إِلی السّامِرِیّه ،مَحَلّه ببَغْدَادَ، و لیس من سَامَرَّا التی هِیَ سُرّ مَنْ رَأَی ،کما یَظُنّه الأَکثرون،و قد تقدّم سامَرّا .
و سُمَیْرَهُ ،کجُهَیْنَهَ :امْرَأَهٌ من بَنِی مُعَاوِیَهَ بنِ بَکْرٍ (2)کانَتْ لَهَا سِنٌّ مُشْرِفَهٌ علی أَسْنَانِها بالإِفراط .
و سِنّ سُمَیْرَهَ : جَبَلٌ بل عَقَبَه قُرْبَ هَمَذَان (3)شُبِّه بِسنِّهَا ، فصارَ اسماً لها.
و السُّمَیْرَهُ (4): وادٍ قُرْبَ حُنَیْن ،قُتِلَ به دُرَیْدُ بنُ الصِّمَّه.
و السَّمَرْمَرَهُ :الغُولُ ،نقله الصَّاغانیّ .
و التَّسْمِیرُ ،بالسین،هو التَّشْمِیرُ ،بالشین،و منه
17- قول عُمَرَ رضی اللّه عنه: «مَا یُقِرُّ رَجُلٌ أَنه کان یَطَأُ جارِیَتَه إِلاّ أَلْحَقْتُ به ولدَهَا،فمن شاءَ فلیُمْسِکْهَا،و من شاءَ فلیُسَمِّرْها ». قال الأَصمعیّ :أَرادَ به التَّشْمِیرَ بالشین،فحوّله إِلی السّین، و هو الإِرْسالُ و التَّخْلِیَهُ ،و قال شَمِر:هما لُغَتَان،بالسین و الشین،و معناهما الإِرسال و قال أَبو عُبَیْد:لم تُسْمَع السین المهمله إِلا فی هذا الحدیث،و ما یکونُ إِلاّ تَحْوِیلاً،کما قال:سَمَّتَ و شَمَّتَ .
أَو التَّسْمِیرُ : إِرسالُ السَّهْمِ بالعَجَلَهِ . و الخَرْقَلَهُ :إِرْسَالُه بالتَّأَنِّی،کما رواه أَبو العَبّاس،عن ابن الأَعرابیّ ،یقال
ص:544
للأَوّل: سَمِّرْ فقد أَخْطَبَک الصَّیْدُ،و للآخر:خَرْقِلْ حتَّی یُخْطِبَکَ [الصید] (1).
*و مما یُستدرک علیه:
عامٌ أَسْمَرُ ،إِذا کان جَدْیاً شدیداً لا مَطَرَ فیه،کما قالوا فیه:أَسْوَد،قال أَبو ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیُّ :
و قد عَلِمَتْ أَبناءُ خِنْدِفَ أَنَّه
فَتاهَا إِذا ما اغْبَرَّ أَسْمَرُ عاصِبُ
و قوم سُمّارٌ ،و سُمَّرٌ ،کَرُمّان و سُکَّر.
و السَّمْرَهُ :الأُحْدُوثَهُ باللَّیْل (2).
و أَسْمَرَ الرجلُ :صار له سَمُرٌ ،کأَهْزَلَ و أَسْمَنَ .
و لا أَفعلُه سَمِیرَ اللَّیَالی،أَی آخِرَها،و قال الشَّنْفَرَی:
هُنَالِکَ لا أَرْجُو حَیاهً تَسُرُّنِی
سَمِیرَ اللَّیَالِی مُبْصَراً بالجَرَائِرِ
و سامِرُ الإِبِل،ما رَعَی منها باللَّیْل.
و السُّمَیْرِیَّهُ :ضَرْبٌ من السُّفُن.
و سَمَّرَ السفینهَ أَیضاً:أَرْسَلَها،.
و سَمَّرَ الإِبِلَ :أَهْمَلَهَا، تَسْمِیراً ،و سَمَّرَ شَوْلَه:خَلاَّها، و سَمَّرَ إِبلَه و أَسْمَرَها ،إِذا کَمَشَها،و الأَصل الشین فأَبدلوا مِنها السّین،قال الشاعر:
أَرَی الأَسْمَرَ الحُلْبُوبَ سَمَّرَ شَوْلَنا
لشَوْلٍ رَآهَا قَدْ شَتَتْ کالمَجَادِلِ
قال:رَأَی إِبِلاً سِمَاناً،فَترَکَ إِبِلَهُ و سَمَّرها ،أَی سَیَّبَها و خَلاّهَا.
و فی الحَدِیث ذکر أَصحاب السَّمُرَه ؛و هم أَصحابُ بَیْعَهِ الرِّضْوان.
و السُّمَار ،کغُرَابٍ :موضعٌ بین حَلْیٍ وجُدَّه،و قد ورَدْتُه.
و سُمَیْر ،کزُبَیْر:جَبَلٌ فی دیار طَیِّیءٍ.و کأَمِیر:اسمُ ثَبِیرٍ الجَبَل الذی بِمَکَّه،کان یُدْعَی بذلک فی الجاهلیه.
و السَّامِرِیَّهُ :مَحلَّه ببغْدَادَ.
و قال الأَزْهَرِیّ :رأَیتُ لأَبی الهَیْثَمِ بخَطّه:
فإِنْ تَکُ أَشْطَانُ النَّوَی اخْتَلَفَتْ بِنَا
کما اخْتَلَفَ ابنْا جَالِسٍ و سَمِیرِ
قال:ابنا جَالسٍ :طَرِیقَانِ یُخَالِف کلُّ واحدٍ منهما صاحِبَه.
و حَکَی ابنُ الأَعْرَابیّ :أَعْطَیْتُه سُمَیْرِیَّهً من دَرَاهِمَ ،کأَنَّ الدُّخانَ یَخْرُج منها.و لم یُفَسِّرها،قال ابنُ سِیدَه:أَراه عَنَی دَراهِمَ سُمْراً ،و قوله:کأَنَّ الدُّخَانَ ،إِلی آخرِه،یعنِی کُدْرَهَ لَوْنِها،أَو طَرَاءَ بَیاضِهَا.
و ابنُ سَمُرَهَ :من شُعَرائِهِم،و هو عَطِیَّهُ بنُ سَمُرَه اللَّیْثِیّ .
و محمّدُ بنُ الجَهْمِ السِّمَّرِیّ ،بکسر السین و تشدید المیم المفتوحه،إِلی بلدٍ بینَ واسِطَ و البَصْرَهِ :مُحَدِّثٌ مشهور، و ابنُه من شیوخ الطَّبَرَانِیّ .
و کذلک عبدُ اللّه بنُ محمّدٍ السِّمَّرِیّ ،عن الحُسَین بن الحَسَن السّلمانیّ .
و خَلَفُ بنُ أَحْمَد بنِ خَلَفٍ أَبو الولید السِّمَّرِیّ ،عن سُوَیْد بن سَعِید.
و حَمْزَهُ بنُ أَحمَد بنِ مُحَمَّدِ بنِ حَمْزَهَ السِّمَّرِیّ ،عن أَبِیه، و عنه ابنُ المقریء،کذا فی التبصیر للحافظ .
و أَبو بکرٍ مِسْمَارُ بنُ العُوَیس النَّیّار،مُحَدّثٌ بَغْدَادِیّ .
و تَلُّ مِسْمَارٍ :من قُرَی مصر.
و ذو سَمُرٍ :موضع بالحجاز.
و سِکَّه سَمُرَهَ (3):بالبَصْرَه.
و سُمَارَهُ بالضمّ :موضع بالیَمَن.
و سِمَارَهُ اللیلِ ،بالکَسْر: سَمَرُه ،عن الفرّاءِ،نقله الصّاغانیّ .
سَمْجَرَ اللَّبَنَ :خَلَطَه،و أَکْثَرَ ماءَه ،کسَمَّره.
ص:545
و لبَنٌ سَمْجَر (1)و سمَر:مَمْذُوقٌ مخلوط .
السَّمادِیرُ :ضَعْفُ البَصَرِ،أَو شَیْیءٌ یَتَرَاءَی للإِنْسانِ من ضَعْفِ بَصَرِه عن -و فی المُحْکَم عند- السُّکْرِ من الشّرابِ .
و غَشْیُ (2)الدُّوَارِ و النُّعَاسِ ،قال الکُمَیْتُ :
و لمّا رَأَیْتُ المُقْرَباتِ مُذَالَهً
و أَنْکَرْتُ إِلاّ بالسَّمادِیرِ آلَهَا
و سَمادِیرُ : اسمُ امرَأَه دُرَیْدِ بنِ الصِّمّهِ .
و قد اسْمَدَرَّ بَصَرُه اسْمِدْرَاراً ،قال ابن القَطَّاع فی کتاب الأَبنیه:وَزْنه افْمَعَلّ ،من السَّدَرِ.
و طَرِیقٌ مُسْمَدِرٌّ :طَوِیلٌ مُسْتَقِیمٌ .
و من ذلک کَلاَمٌ مُسْمَدِرٌّ ،أَی قَوِیمٌ .
و طَرْفٌ مُسْمَدِرٌّ :مُتَحَیِّرٌ.
و السُّمْدُورُ ،بالضَّمّ :المَلِکُ ،کَأَنَّه سُمِّی بذلک لأَنَّ الأَبْصَارَ تَسْمَدِرُّ عن النَّظَرِ إِلیهِ و تَتَحَیَّرُ ،نقله الصَّاغانیّ فی س د ر.
و السُّمْدُورُ أَیضاً: غِشَاوَهُ العَیْنِ و ضَعْفُ البَصَر.
و السَّمَنْدَرُ ،کقَلَنْدَر، و السَّمَیْدَرُ کعَمَیْثَلٍ : دابَّهٌ کالسَّمَنْدَلِ ،و علی الثانی اقتصَرُوا کاقتصَارِ الصّاغانیّ علی الأَوّل،و قال:هی غیر السَّمَنْدَل.
و قال اللِّحْیَانیُّ : اسْمَدَرَّت عَیْنُه:دَمَعَت:قال ابنُ سِیدَه:
و هَذَا غیرُ معروف فی اللُّغَه.
السِّمْسَارُ ،بالکَسْرِ:المُتَوَسِّطُ بینَ البائِعِ و المُشْتَرِی لإِمضاءِ البیعِ ،قال الأَعْشَی:
فأَصْبَحْتُ لا أَسْتَطِیعُ الکَلاَمَ
سِوَی أَنْ أُراجِعَ سِمْسارَهَا
و هو الذی یُسَمِّیه الناسُ الدَّلاّلَ ؛فإِنه یَدُلّ المُشْتَرِیَ علی السِّلَعِ ،و یدُلّ البائِعَ علی الأَثْمَانِ ، ج. سَماسِرَهٌ . قال اللَّیْث:و هی فارِسِیَّهٌ معَرَّبه،و نقلَه شیخُنَا عن معالِمِ السُّنَنِ للخَطّابِیّ ،و هو فی المُزْهِر للجَلالِ . و قیل:
السِّمْسَارُ : مالِکُ الشَّیْ ءِ و قیل:هو الذی یَبِیعُ البَزَّ (3)للنَّاسِ و قیل:هو قَیِّمُهُ ،أَی الشیْ ءِ،الحافظ له.
و من المَجاز: السِّمْسَارُ : السَّفِیرُ بَیْنَ المُحبَّیْنِ (4)لتَوَسُّطِه بینهما.
و سِمْسَارُ الأَرْضِ :العالِمُ بها و الحاذِقُ المُتَبَصِّرُ فی أُمُورِهَا،و هو مَجَاز أَیضاً، و هی بهاءٍ.
و المَصْدَرُ: السَّمْسَرَهُ ،فی الکُلِّ .و بنو السِّمْسَارِ :بَطْنٌ من العَلَوِیِّینَ بمصر،و یُعرفون أَیضاً بالکَلْثَمِیِّین.
*و مّما یستدرک علیه:
سَمْغَرَهُ ،بالفَتْح:مَدِینَهُ بالسّودان.
المُسْمَقِرُّ ،کمُسْلَحِبّ ،من الأَیّامِ :الشّدِیدُ الحَرّ ،و قد تقدم فی سقر،و المِیمُ زائدهٌ ،یقال:یومٌ مُسْمَقِرٌّ ،إِذا کان شدیدَ الحَرّ.
السَّمَهْدَرُ ،کسمَنْدَرٍ:السَّمِینُ یقال:غلامٌ سَمَهْدَرٌ :سَمِینٌ کثیر اللَّحْمِ .
و قال الفَرّاءُ:غلامٌ سَمَهْدَرٌ .یمدَحُه بکثرهِ لَحْمِه.
و السَّمَهْدَرُ : الذَّکَرُ ،علی التشبیه.
و السَّمَهْدَرُ من البِلادِ:الوَاسِعُ الأَطرافِ بعیدُهَا.و قیل:
یَسْمَدِرُّ فیه البَصَرُ من استوائه.
و من الأَرْضِ :البَعِیدَهُ المَضَلَّهُ الواسِعَهُ ،قال أَبو الزَّحْفِ الکَلِینِیّ (5):
و دُونَ لَیْلَی بَلَدٌ سَمَهْدَرُ
جَدْبُ المُنَدَّی عن هَوَانَا أَزْوَرُ
یُنْضِی المَطَایَا خِمْسُهُ العَشَنْزَرُ
السَّمْهَرِیُّ :الرُّمْحُ الصُّلْبُ . و یقال:هو المَنْسُوبُ إِلی سَمْهَرٍ اسمِ رجل،و هو زَوْج رُدَیْنَهَ ،و کانا مُثَقِّفَیْنِ ،أَی مُقَوِّمَیْنِ للرِّماح.
ص:546
و فی التهذیب:الرِّمَاحُ السَّمْهَرِیَّهُ ،إِلی رَجُلِ اسمه سَمْهَرٌ ،کان یَبِیعُ الرِّمَاحَ بالخَطِّ ،و امرأَتُه رُدَیْنَهُ .
أَو إِلی:ه،بالحَبَشَهِ اسمها سَمْهَرُ (1)،قاله الزُّبَیْرُ بنُ بَکّار.و قال الصّاغانیّ :و أَنا لا أَثِقُ بهذا القول.و الأَوّل أَکثر.
و اسْمَهَرَّ الرمحُ : صَلُبَ . و الحَبْلُ ،و الأَمْرُ: اشْتَدّ ، و کذلک الظلامُ .
و اسْمَهَرَّ الرجلُ فی القِتَال،قال رُؤْبَهُ :
ذُو صَوْلَهٍ تُرْمَی به المَدالِثُ
إِذا اسْمَهَرَّ الحَلِسُ المُغالِثُ
و اسْمَهَرَّ العَرْدُ،إِذا اعْتَدَلَ و قَامَ ،و قال أَبو زید المُسْمَهِرّ :المُعتدِل.
و اسْمَهَرَّ الظَّلامُ :اشْتَدَّ،و تَنَکَّرَ و تَرَاکَمَ .
و المُسْمَهِرُّ :الذَّکَرُ العَرْدُ.
و سَمْهَرَ الزَّرْعُ ،إِذا لم یَتَوَالَدْ،کأَنَّه کُلُّ حَبَّهٍ برَأْسِهَا ، کذا فی التهذیبِ ،و نقله الصاغانِیُّ أَیضاً.
*و مما یستدرک علیه:
وتَرٌ سَمْهَرِیٌّ :شَدِیدٌ.
و اسْمَهَرَّ الشَّوْکُ :یَبِسَ ،و شَوْکٌ مُسْمَهِرُّ :یابِسٌ .
و قَدٌّ سَمْهَرِیٌّ :مُعْتَدِلٌ ،و هو مَجَاز.
*و ممّا یستدرک علیه:
سَمَنْهُور :قریهٌ بصعیدِ مصر،من أَعمالِ قُوص.
و سَمْهَر ،کجَعْفَر:من أَسماءِ الرَّکایَا،نقله الصاغانیّ .
السَّنْبَرُ ،کجَعْفَر ،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال أَبو عَمْرو:هو الرجلُ العالِمُ بالشَّیْ ءِ المُتْقِنُ له ،قاله أَبو عمرو (2). و قد سَمَّوا سَنْبَراً ،منهم:
سَنْبَرُ الأَبْواشِیّ (3):صحابِیّ ،قال الذَّهَبِیّ و ابنُ فَهْد:جاءَ فی حَدِیث مُنْکَر،أَخرجَه أَبو موسی المَدِینیّ .
و سَنْبَرٌ : وَالِدُ هِشَامٍ الدَّسْتُوَائِیّ المُحَدِّثُ المَشْهُور،و هو هِشَامُ بنُ أَبِی عبدِ اللّه (4)،روی عنه ابنه مُعَاذُ بنُ هِشام.
و السِّیسَنْبَرُ ،بالفَتْح (5)النَّمّامُ ،و قد تقدم ذِکْره فی س س ب ر.
*و ممّا یستدرک علیه:
سُنْبَارَهُ ،بالضَّمِّ :و هی قَرْیَهْ بمصر من الغَرْبِیَّه،و هی غیر شُنْبَاره،بالمعجمه.
*و یستدرک علیه أَیضاً:
سنترو ،بالمُثَنّاه الفوقیه بعد النون:قریهٌ بجِیزهِ مِصْر.
سِنْجار بالکسر:د،مَشْهَورٌ علی ثلاَثَهِ أَیّامٍ من المَوْصِلِ ،وُلدَ بها السُّلْطَانُ سنْجَرُ بن مَلِکْشاه،فسُمِّیَ باسمِ المَدِینَهِ علی عاده التُّرْکِ .
و سِنْجَارُ : ه،بمِصْرَ من عمل الغَرْبِیّه.
و سَنْجَرُ ،کجَعْفَر:اسمُ جماعهٍ منهم أَحدُ المُلُوکِ السّلْجُوقِیَّه،و اسمه أَحْمَدُ بن مَلِکْشَاه،طالت مدّهُ مُلْکِه، و قد حَدَّثَ بالإِجازَهِ عن أَبی الحَسَن المَدینیّ ،قاله الحافظُ بنُ حَجَر.
السَّنْدَرَهُ :السُّرْعَهُ و العَجَلَه،و النون زائده؛ و لذا أَورده الصاغانیّ و غیره فی«س د ر»و به فسَّر بعضُهُمْ
1- قَوْلَ سیِّدِنا علیٍّ رضی اللّه عنه الآتِی ذِکْره.یقول: أُقَاتِلُکُم بالعَجَلَهِ ،و أُبادِرُکُم قبل الفِرَارِ.
و قیل: السَّنْدَرَهُ : ضَرْبٌ من الکَیْلِ غَرّافٌ جَرّافٌ (6)واسعٌ ،و به فسَّرَ بعضُهم قولَ سیّدِنَا علیٍّ رضی اللّه عنه.
ص:547
و السَّنْدَرَهُ : شَجَرهٌ للقِسِیِّ و النَّبْلِ تُعْمَل منها،و منه قولهم:سَهْمٌ سَنْدَریٌّ ،و قَوْسٌ سَنْدَرِیَّهٌ .
و قیل: السَّنْدَرَهُ : امرأَهٌ کانَتْ تَبِیعُ القَمْحَ ،و تُوفِی الکَیْلَ ،و بهذا القولِ جَزَم أَقوامٌ .
و قال بعضُهُم:اسمُ رَجُلٍ کان یفعل کذلک.
قال أَبو العَبّاسِ أَحمدُ بن یَحْیَی:
1- لم تختلف الرُّواهُ أَنّ هذه الأَبیات لعَلِیّ رضی اللّه عنه:
أَنا الّذِی سَمَّتْنِی أُمِّی حَیْدَرَهْ
کلَیْثِ غَاباتٍ غَلِیظِ القَصَرَهْ
أَکِیلُکُمْ بالسَّیْفِ کَیْلَ السَّنْدَرَهْ .
و المعنَی:أَنّی أَکِیلُکُم کَیْلاً وافِیاً و السَّنْدَرِیّ :الجَرِیءُ المُتَشَبِّعُ .
و السَّنْدَرِیّ : الشَّدِیدُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.
و السَّنْدَرِیّ : الطَّوِیلُ ،کالسَّرَنْدَی فی لُغَه هُذَیْل.
و السَّنْدَرِیّ : الأَسَدُ ،لجَرَاءَتِه.
و السَّنْدَرِیُّ :ضَرْب من السِّهَامِ و النِّصَالِ منسوبٌ إِلی السَّنْدَرَه ،و هی شَجَرَهٌ .
و قِیلَ : السَّنْدَرِیُّ : الأَبْیَضُ من النِّصالِ .
و السَّنْدَرِیّ بنُ یَزِیدَ الکِلابِیّ ، شاعِرٌ ،کان مع عَلْقَمَهَ بنِ عُلاَثَهَ ،و کان لَبِیدٌ مع عامِرِ بنِ الطُّفَیْلِ ،فدُعِیَ لَبِید إِلی مهاجاتِه،فَأَبَی،و قال:
لِکَیْلاَ یَکُونَ السَّنْدَرِیُّ نَدِیدَتِی
و أَجْعَلَ أَقْوَاماً عُمُوماً عَمَاعِمَا
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ و غیره: السَّنْدَرِیّ :هو مِکْیَالٌ کبیرٌ ضَخْمٌ مثْل القَنْقَل،و الجُرَاف،و به فَسَّروا قولَ سَیِّدنا علیّ ،أَی أَقْتُلُکُم قَتْلاً واسعاً کثیراً ذَرِیعاً،وَ جَمَع القُتَیْبِیّ بینهما فقال:یحتمل أَن یکون مِکْیَالاً اتُّخِذَ من السَّنْدَرَهِ ، و هی الشَّجره التی تُعْمَل منها القِسِیّ و السِّهام.
و السَّنْدَرِیّ : الضَّخْمُ العَیْنَیْنِ .
و السَّنْدَرِیّ : الجَیِّدُ،و الرَّدِیءُ،ضِدٌّ.
و السَّنْدَرِیّ : ضَرْبٌ من الطَّیْرِ ،قال أَعرابیٌّ :تَعَالَوْا نَصِیدها زُرَیْقَاءَ سَنْدَرِیَّه ،یُرِیدُ طائِراً خالِصَ الزُّرْقَه.
و السَّنْدَرِیّ : الأَزْرَقُ من الأَسِنّه یقال:سِنَانٌ سَنْدَرِیٌّ ، إِذا کان أَزْرَقَ حَدِیداً.
و السَّنْدَرِیُّ : المُسْتَعْجِلُ من الرّجال فی أَمورِه،الجادُّ فیها.
و السَّنْدَرِیُّ : المُوتَرَهُ المُحْکَمَهُ من القِسِیِّ ،قال الهُذَلِیّ ،و هو أَبو جُنْدَب (1):
إِذا أَدْرَکَتْ أُولاتُهم أُخْرَیاتِهِم
حَنَوْتُ لهم بالسَّنْدَرِیّ المُوَتَّرِ
منسوبٌ إِلی السَّنْدَرَهِ ،أَعنی الشَّجَرَهَ التی عُمِل منها هذا القَوْس.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
السَّنْدَرَهُ :الجَراءَهُ .
و رجُلٌ سِنَدْرٌ ،کسِبَحْلٍ :جَرِیءٌ فی أَمْرِه لا یَفْرَقُ من شَیْ ءٍ.
و السَّنْدَرَهُ :الحِدَّهُ فی الأُمورِ و المَضَاءُ.
و فی نوادِرِ الأَعراب: السَّنادِرَهُ و السَّبَادِنَهُ (2):الفُرَّاغُ ، و أَصحابُ اللَّهْوِ و التَّبَطُّلِ ،و أَنشد:
إِذا دَعَوْتَنِی فقُلْ یا سَنْدَرِی
للقَوْمِ أَسْمَاءٌ و مالِی مِنْ سَمِی
قلت:و ذَکره المصنِّفُ فی س ب د ر،و قد تقدّم، و الصوابُ ذکره هنا.
و استدرک شیخنا:
14- سَنْدَر :مَوْلَی رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم،ذَکَرَه أَهلُ السِّیَر.قلت:
هو أَبو عبدِ اللّه مولَی زِنْباعٍ الجُذَامِیّ ،أَعتقه النّبیّ صلی اللّه علیه و سلم.
و فاته: سَنْدَر أَبو الأَسْوَدِ،رَوَی عنه أَبو الخَیْر الیَزَنِیّ حدِیثاً واحداً من طریقِ ابنِ لَهِیعَه.
و بنو سَنْدَر :قوم من العَلَوِیِّین.
ص:548
سِنْدَنَهُور ،بکسر السین و فتح الدّال و النون و ضمّ الهاءِ:قَرْیَتَانِ بمِصْر القِبْلِیّه و البَّحرِیّه، کلاهُما (1)بالشَّرْقِیَّه ،کذا فی قوانین الأَسعد ابن مَمّاتی،و قد أَهمله الجماعه.
السِّنِقْطَارُ الجِهْبِذُ،رُومِیّه،مثل: السِّقِنْطَار وزْناً وَ مَعْنًی،و قد تقدّم،أَهمله الجماعه.
السَّنَرُ ،مُحَرَّکَهً :شَرَاسَهُ الخُلُقِ ،و ضِیقه، و منه اشتقاق السِّنَّوْر ،بالکسر و تشدید النون المفتوحه،و إِنّمَا لم یَضْبِطْه مع أَنّه من أَوزانِه اعتماداً علی الشُّهْرَهِ : م ،أَی معروف،و هو الهِرُّ،و الأُنثَی بهاءٍ،کذا فی المصباح.
قال ابن الأَنباریّ :و هما قَلِیلٌ فی کلام العرب،و الأَکثرُ أَن یُقال:هِرٌّ،و ضَیْوَن کالسُّنّار ،کرُمّانٍ .
و السِّنَّوْرُ : السَّیِّدُ (2)بالکَسر هکذا هو مضبوط فی النُّسَخِ التی بأَیْدِینَا،و ضَبطَه الصّاغَانیّ بفتح السین و تشدید التَّحْتِیَّه المکسوره،و هو الصَّواب؛لأَنه قال-فیما بعد-:
و السَّنَانِیرُ :رُؤساءُ کلِّ قبیلهٍ ،واحدها سِنَّوْرٌ .
و السِّنَّوْرُ : فَقَارَهُ العُنُقِ من البَعِیرِ من أَعْلَی،و أَنشد ابنُ دُرَیْد:
کأَنَّ جِذْعاً خارِجاً مِنْ صَوْرِهِ
بینَ مَقَذَّیْهِ (3)إِلی سِنَّوْرِهِ
و قال ابن الأَعرابیّ : السَّنانِیرُ :عِظَامُ حُلُوقِ الإِبِل.
و السِّنَّوْرُ : أَصْلُ الذَّنَبِ ،عن الرِّیاشِیّ . ج الکُلِّ سَنانِیر .
و السَّنَوَّرُ ، کحَزَوَّر:لَبُوسٌ مِنْ قِدٍّ یُلْبَسُ فی الحرب کالدَّرْعِ ،قال لَبِید یرثِی قَتْلَی هَوَازِنَ :
و جَاءُوا بِهِ فی هَوْدَجِ و وَرَاءَهُ
کَتَائِبُ خُضْرٌ فی نَسِیجِ السَّنَوَّرِ (4)
قاله الجَوْهَرِیّ ،و قال الصّاغانیّ :و لم أَجِدْه فی رائِیَّتِه.
و قیل: السَّنَوَّرُ : جُمْلَهُ السِّلاح و خَصَّ بَعْضُهم بهالدُّرُوعَ .و قال أَبو عُبَیْدَهَ : السَّنَوَّرُ :الحَدِیدُ کلّه،و قال الأَصْمَعِیّ : السَّنَوَّرُ :ما کان من حَلَقٍ .یُرِیدُ الدُّرُوعَ ، و أَنشد:
سَهِکِینَ من صَدَإِ الحَدِیدِ کأَنَّهُمْ
تَحْتَ السَّنَوَّرِ جُبَّهُ البَقَّارِ (5)
و سَنِیرٌ ، کأَمِیرٍ:جَبَلٌ بین حِمْص و بَعْلَبَکَّ ،و قیل:
صُقْعٌ من الشّامِ ،حُوَّارِین قَصَبتُه،أَو ناحِیَهٌ منه.
*و ممّا یستدرک علیه:
السَّنانِیرُ :رُؤساءُ کلِّ قَبِیلَهٍ ،واحِدُها سِنَّوْرٌ .
و سُنَّارُ ،کَرُمّان:مَدِینَهٌ بالحَبَشَه مشهورَه.
*و مما یستدرک علیه:
سَنَوْفَرُ ،کصَنَوْبَر:قریهٌ بجِیزَهِ مِصْرَ.
سُنْقُر (6)الأَشْقَرُ،کقُنْفُذ ،أَهمله الجماعه،و هو رَجُلٌ تَسَلْطَنَ بِدِمَشْقَ ،قال الذَّهَبِیّ :رأَیْتُه.
و عَبْدُ اللّه بنُ فُتُوحِ بنِ سُنْقُرَ مُحَدِّثٌ ،سمعَ عبدَ الحَقِّ بنَ یُوسُفَ .
و أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ طَیْبَرْسَ السُّنْقُرِیّ الصُّوفِیّ ،مولَی الأَمِیرِ علِیّ بنِ سُنْقُرَ ،سَمعَ ابنَ رُوزْبَهَ ،هو أَبو الحَسَنِ علیُّ بنُ أَبی بَکْرِ بنِ رُوزْبَهَ القَلاَنِسِیّ ،راویه الصحیح عن أَبی الوقْت،مات ببغداد سنه 684.
و سُنْقُرُ الزَّیْنِیّ القَضَائِیّ ، رَوَیْنَا عَنْ أَصْحَابِهِ ،و سیأْتی له فی ز ی ن،هکذا قال الذَّهَبِیّ ،أَکثَرْتُ عنه بِحَلَبَ ،قلت:
و کُنیته أَبو سَعِید،و هو مَوْلَی ابنِ الأُستاذ،و مات سنه 706 کذا ذکره الحافِظُ .
و سُنْقُرُ المُغِیثِیّ .
و سُنْقُر شَاه الرُّومِیّ .
ص:549
و فارس بنُ آقْ سُنْقُر المَقْدِسِیّ ،سَمِعُوا علی أَبی المُنَجَّا بنِ اللَّتِّیّ البَغْدَادِیّ .
و الأَتَابِکُ سَیْفُ الدّین سُنْقُرُ الأَیُّوبِیّ ،استولَی علی الیَمَنِ بعدَ قَتْلِ الأَکْرَادِ،و بَنَی مَدرسهً بزَبِید،و هی الدَّحْمَانِیَّه (1)، و تُعْرَفُ أَیضاً بالعَاصِمِیَّه بمُدَرِّسِها الفقیه نجمِ الدّین عُمَر بن عاصِم الکِنانیّ ،و مَدرسه بَأَبْیَنَ ،و المُعِزِّیَّه بتَعِزّ،و الأَتابِکِیَّه بذِی هُزَیْم بتَعِزّ،و بها دُفِن،و دُفِن إِلی جَنْبه الملکُ المنصورُ عُمَرُ بنُ علیِّ بنِ رَسُول.
السِّنِمَّارُ ،بکسر السِّینِ و النُّونِ ،و شَدّ المِیمِ :
القَمَرُ عن أَبی عمرٍو،و قال ابنُ سِیدَه:قَمَرٌ سِنِمّارٌ :
مُضِیءٌ،حُکِیَ عن ثعلب. و قال یونس: السِّنِمّارُ : رَجُلٌ لا یَنامُ باللَّیْلِ ،و هو اللِّصّ فی کلام هُذَیْلٍ ؛لِقلَّهِ نومِه، و قد جَعله کُرَاعُ فِنِعْلالاً و هو اسم رُومِیّ ،و لیس بعربِیّ ؛لأَن سِیبَویْه نَفَی أَن یکونَ فی الکلامِ سِفِرْجال،فأَمَّا سِرِطْراطٌ عنده ففِعِلْعالٌ من السَّرَطِ الذی هو البَلْعُ ،و نَظیرُه من الرُّومِیّه سِجِلاّط ،و هو ضَرْبٌ من الثِّیابِ .
و سِنِمّار :اسمُ رجلٍ أَعجَمِیّ إِسْکاف ،و قیل:بَنّاءٌ مُجِید رُومِیٌّ ،قاله أَبو عُبید،قال شَیْخُنَا:و کأَنّه جَرَی علی إِطلاقِ الإِسْکاف علی کُلِّ صانع،و هو مشهور،و الأَکثرُ إِطلاقُه علی من یَشْتغِلُ النِّعَالَ خاصّهً ، بَنَی قَصْراً لبعضِ المُلُوکِ ،قیل: للنُّعْمَانِ بنِ امْرِیءِ القَیْسِ ،کذا فی الصّحاح،أَی الأَکبر،کذا فی المُضافِ و المَنْسُوب للثعالِبِیّ ،و قیل:للنُّعْمَانِ بن امْرِیءِ القَیْسِ بنِ النُّعْمَانِ بنِ امریءٍ القَیْسِ الثّانی،و نَصُّ أَبی عُبَیْد:للنُّعْمَانِ بنِ المُنْذِرِ،و زاد:فبَنَی الخَوَرْنَقَ الذی بَظَهْرِ الکُوفَهِ ، فلما فَرَغَ منه-قیل:کانت مُدّهُ بنائِه له عشرین عاماً (2)- أَلْقَاهُ من أَعْلاه فخَرَّ مَیتاً؛ لِئَلاّ (3)یَبْنِیَ لغیرِه مِثْلَه ،و هو نَصّ الصّحاح.
و قال أَبو عُبَیْد:فلمّا نَظَرَ إِلیه النُّعْمَانُ کَرِهِ أَن یَعْمَل مثلَه لغیره،و فی عبارهِ بعضهم:فلمّا أَتَمَّه أَشْرَفَ به علی أَعلاه فَرَمَاه منه غَیْرَهً منه أَن یَبْنِیَ لغیره مثلَه، أَو البانِی للقَصْرِ غُلاَمٌ لأُحَیْحَهَ بنِ الجُلاَحِ ،و به جَزَمَ ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و صَحَّحه غیرُه،قال أَبو سعیدٍ السُّکَّرِیّ :و کان قد بَنَی له أُطُمَهُ ،فلَمّا فَرَغَ من بنائِه قالَ لَهُ أُحَیْحَهُ : لقد أَحْکَمْتَهُ و أَتْقَنْتَ صَنْعَتَه قال :لا یَکُونُ شیءٌ أَوْثَقَ منه،و إِنِّی لأَعْرِفُ حَجَراً فیه لو نُزعَ و سُلَّ من مَوْضعه لتَقَوَّضَ من عِنْدِ آخِرِه و انهدَمَ : فسأَلَهُ عن الحَجَرِ و قال:أَرِنِیهِ ؟فأَصْعَدَه فَأَراهُ مَوضِعَهُ ،فَدَفَعَهُ أُحَیْحَهُ مِن أَعلی الأُطُم فخَرّ مَیتاً ؛لئلا یَعْلَم بذلک الحجرِ أَحَدٌ (4).
فضُرِبَ بِهِ المَثَلُ لِمَنْ یَجْزِی الإِحْسَانَ بالإِساءَهِ .
و قال أَبو عُبَیْد:لکُلِّ من فعلَ خَیْراً فجُوزِیَ بضِدِّه.
و فی التهذیب:«جَزَاهُ جَزَاءَ سِنِمّار »فی الذی یُجازِی المُحْسِنَ بالسُّوأَی،و فی سِفْرِ السَّعَادَهِ للسَّخَاوِیّ :لمن یُکَافِیءُ بالشَّرّ علی الإِحْسَانِ .
قلت:و مآلُ الکُلّ إِلی واحِدٍ،قال الشاعر:
جَزَتْنَا بَنُو سَعْدٍ بِحُسْنِ فَعَالِنا
جَزَاءَ سِنِمّار و ما کانَ ذَا ذَنْبِ
کذا فی المُحْکَمِ و الصّحاح.
قال شیخُنَا:و أَنشد الجاحظُ -فی کتابِ الحَیَوَان- لبعْضِ العَرَبِ (5):
جَزانِی جَزَاهُ اللّه شَرَّ جَزائِه
جَزاءَ سِنِمّارٍ و ما کَانَ ذا ذَنْبِ
بَنَی ذلک البُنْیَانَ عِشْرِینَ حِجَّهً (6)
تَعَالَی علیهِ بالقَرَامِیدِ و السَّکْب
فلَمَّا انْتَهی البُنْیانُ یومَ تمَامِه
و صارَ کمِثْلِ الطَّوْدِ و البَاذِخِ الصَّعْب
رَمَی بسِنِمّار علَی أُمِّ رَأْسِه
و ذاکَ لعَمْرُ اللّه من أَعْظَمِ الخَطْبِ
ص:550
و أَنشد بعضُهم البیتَ الثالث هکذا (1):
فلما رأَی البُنْیَانَ تَمّ سُحُوقُه
و آضَ (2)کمِثلِ الطَّوْدِ و الباذِخ الصَّعْبِ
و زاد فیه:
و ظَنَّ سِنِمّارٌ به کلَّ خَیْرِهِ (3)
و فَازَ لدیهِ بالکَرَامَهِ و القُرْبِ
فَقَالَ اقذِفُوا بالعِلْجِ من رأْسِ شَاهِقٍ
و ذاکَ لعَمْرُ اللّه من أَعْظَم الخَطْبِ
قال شیخُنَا:و أَنشدَنِی شَیْخُنا الإِمَام العَلاّمَهُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بنُ الشّاذِلِیّ أَعزه اللّه تعالی:
و مَنْ یَفْعَلِ المَعْرُوفَ مع غَیْرِ أَهِلهِ
یُجَازَی الذی جُوزِی قَدِیماً سِنِمّارُ
قال:و من شواهِدِ المُطَوَّل:
جَزَی بَنُوه أَبَا الغَیْلانِ عَنْ کِبَرٍ
و حُسْنِ فِعْل کما یُجْزَی سِنِمّارُ
و هکذا أَنشده السَّخَاوِیّ فی سِفْرِ السّعادَهِ قال:و قال آخر:
جَزَتْنِی بنو لِحْیَانَ حَقْنَ دِمَائِهِمْ
جزاءَ سِنِمّارٍ بما کان یَفْعَلُ
و لهم فیه أَمثالٌ و أَشعار کثیره،و أَورده أَهلُ الأَمثالِ قاطِبَهً ،و فیما أَوردناه کِفایه.
سَنْهُورُ ،بالفَتْحِ ،أَهمله الجَمَاعَهُ ،قال شیخُنَا:ذِکْرُ الفَتْح مستدرَک،و کأَنَّه لدَفْعِ دَعْوَی القِیَاسِ فیه،بناءً علی أَنه فُعْلُول،و لا یکونُ مَفْتُوحاً.
قلت:و الذی فی التَّکْمِلَه: سُنْهُور ،مثال زُنْبُور (4):
بلَدَتانِ بِمِصْرَ:إِحْدَاهُمَا بالبُحَیْرَهِ و تُضَافُ إِلی طلوس و هی بالقُرْبِ من الإِسْکَنْدَرِیّه و الأُخْرَی بالغَرْبیَّه و هی المَشْهُوره بسَنْهُورِ المَدِینَه (5)،و منها الفقیهُ أَبو إِسحاقَ إِبْرَاهِیمُ بنُ خَلَفِ بنِ مَنْصُور الغَسَّانِیّ السَّنْهُورِیّ ،دَخَلَ خُرَاسَانَ ، و سمعَ بها من المُؤَیّد بنِ مُحَمَّد الطُّوسِیّ ،و دَخَلَ المَغْرِبَ ، و کانَ یَنْتَحِل مَذهبَ ابنِ حَزْمٍ الظَّاهِرِیّ ،و حدَّثَ ،بشیْ ءٍ یسیرٍ،ذکرهَ الصّابُونِیّ .
قلت:و سَنْهُورُ أَیضاً:قَرْیتان بالشَّرْقِیَّه،إِحداهُها:من حُقُوقِ مُنْیَهِ صَیْفِیّ ،و الأُخْرَی تُضَافُ إِلی السِّباخ،و من إِحداهُنّ الإِمامُ المُحَدِّثُ زینُ الدّینِ أَبُو النَّجاءِ سالِمُ بنُ محمَّدِ بنِ مُحَمَّدٍ السَّنْهُورِیُّ المالکیّ ،رَوَی عن النَّجْمِ محمَّدِ بنِ أَحمَدَ السَّکَنْدَرِیّ ،و الشَّمْسِ محمَّدِ بنِ عبدِ الرّحمنِ العَلْقَمِیّ ،کلاهما عن السّیُوطِیّ ،و شیخ الإِسلام، تُوُفِّی فی خَمْسٍ من جُمَادَی الآخِرَه سنه 1015.
و أَمّا الَّتِی بالصَّعِیدِ فبالشِّینِ المُعْجَمَهِ ،شَنْهُور.
*و مما یستدرک علیه:
سِنَّهْرِی ،بکسر السین و تشدید النون المفتوحه و کسر الراءِ:قریه بمصر من أَعمال الشرقیّه.
سَوْرَهُ الخَمْرِ و غَیْرِهَا:حِدَّتُهَا،کسُوَارِهَا، بالضّمّ قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
تَرَی شَرْبَها حُمْرَ الحِدَاقِ کأَنَّهُم
أَسَارَی إِذا ما مَارَ فِیهِمْ سُوَارُها
و
16- فی حدیثِ صِفَهِ الجَنَّه: «أَخَذَهُ سُوَارُ فَرَحٍ ». و هو دَبِیبُ الشّرابِ فی الرَّأْسِ ،أَی دَبَّ فیه الفَرَحُ دَبِیبَ الشَّرَابِ فی الرَّأْسِ .
و قیل: سَوْرَهُ الخَمْرِ:حُمَیَّا دَبِیبِهَا فی شارِبِها.
و سَوْرَهُ الشَّرَابِ :وُثُوبُه فی الرَّأْسِ ،و کذلک سَوْرَهُ الحُمَهِ :وُثُوبُها.
و
17- فی حَدِیثِ عائِشَهَ رضی اللّه عنها: «أَنَّهَا ذَکَرَتْ زَیْنَبَ ، فقالت:کلّ خِلاَلِهَا مَحْمُودٌ ما خَلا سَوْرَهً من غَرْبٍ ». أَی سَوْرَهً (6)من حِدَّهٍ .
و من المَجَازِ: السَّوْرَهُ مِنَ المَجْدِ:أَثَرُه،و علامَتُه و ارتِفاعُه و قال النّابَغَهُ :
ص:551
لِآلِ حَرّابٍ و قَدٍّ سَوْرَهٌ
فی المَجْدِ لیسَ غُرَابُها بَمُطارِ
و السَّوْرَهُ من البَرْدِ:شِدَّتُه ،و قد أَخذَتْه السَّوْرَهُ ،أَی شِدَّهُ البَرْدِ.
و سَوْرَه السُّلْطَانِ (1):سَطْوَتُه و اعتِدَاؤُه و بَطْشُه.
و السَّوْرَهُ :ع.
و سَوْرَهُ : جَدُّ الإِمَام أَبِی عِیسَی مُحَمَّدِ بنِ عِیسَی بنِ سَوْرَه بنِ مُوسَی بن الضَّحّاکِ السُّلَمِیُ التِّرْمِذِیِّ البُوغِیِّ الضَّرِیرِ صاحب السُّنَنِ ،أَحَد أَرکانِ الإِسلام توفِّی سنه 279.بقریه بُوغَ من قُرَی تِرْمِذَ،روی عنه أَبو العَبَّاس المَحْبُوبِیّ ،و الهَیْثَمُ بن کُلَیْب الشّاشیّ ،و غیرهما.
و سَوْرَهُ بنُ الحَکَمِ القَاضِی :مُحَدّث أَخَذَ عنه عَبّاسٌ الدُّوریّ .
و سَوْرَهُ بنُ سَمُرَه بنِ جُنْدَب،من وَلَدِه أَبو مَنْصُورٍ محمّدُ بنُ حَیّان بنِ سَوْرَهَ الواعِظ ،من أَهل نَیْسَابُور،قدمَ بغدادَ،و حدَّثَ ،و تُوَفِّی سنه 384.
و سارَ الشَّرَابُ فی رَأْسِه سَوْراً ،بالفَتْح، و سُؤوراً ، کقُعُودٍ،عن الفرَّاءِ،و سُؤْراً ،علی الأَصْلِ : دَارَ و ارْتَفَعَ ، و هو مَجاز.
و سَارَ الرَّجُلُ إِلیکَ یَسُورُ سَوْراً و سُؤُراً : وَثَبَ و ثارَ.
و السَّوّارُ ،ککَتّانِ : الذِی تَسُورُ الخَمْرُ فی رَأْسِهِ سَرِیعاً ، کأَنَّه هو الذی یَسُور ،قال الأَخْطَلُ :
و شَارِب مُرْبِح بالکَأْسِ نَادَمَنِی
لا بِالحَصُورِ و لا فِیها بسَوّارِ (2)
أَی بمُعَرْبِدٍ،من سَار ،إِذا وَثَبَ وُثُوبَ المُعَرْبِدِ،یقال:هو سَوّارٌ ،أَی وَثّابٌ مُعَرْبِدٌ.
و السَّوْرَهُ :الوَثْبَهُ ،و قد سُرْتُ إِلیه:وَثَبْتُ .
و السَّوّارُ أَیضاً من الکَلام هکذا فی سائر النُّسَخ الموجوده،و الذی فی اللِّسانِ :و السَّوّارُ من الکِلابِ : الّذِی یَأْخُذُ بالرَّأْسِ . و ساوَرَهُ :أَخَذَ بِرَأْسِهِ و تَنَاوَلَه.
و ساوَرَ فُلاناً:وَاثَبَهُ ، سِوَارَاً ،بالکسر، و مُسَاوَرَهً ،و
17- فی حدیثِ عُمَرَ رضی اللّه عنه: «فکِدْتُ أَساوِرُه فی الصّلاهِ ».
أَی أُواثِبُه و أُقَاتِلُه.و فی قصیدهِ کَعْبِ بنِ زُهَیْرٍ:
إِذا یُسَاوِرُ قِرْناً لا یَحِلُّ لَهُ
أَن یَتْرُکَ القِرْنَ إِلاّ وَ هْوَ مَجْدُولُ
و السُّورُ ،بالضَّم: حائِطُ المَدِینَهِ المُشْتَمِلُ علیها،قال اللّه تعالی: فَضُرِبَ بَیْنَهُمْ بِسُورٍ (3)و هو مُذَکَّرٌ،و قول جَرِیر یهجُو ابنَ جُرْمُوز:
لمّا أَتَی خَبَرُ الزُّبَیْرِ تَوَاضَعَتْ
سُورُ المَدِینَهِ و الجِبَالُ الخُشَّعُ (4)
فإِنَّه أَنّثَ السُّورَ ؛لأَنَّه بَعْضُ المَدِینهِ ،فکأَنَّه قال:
تَوَاضَعَت المَدِینَهُ .
ج أَسْوَارٌ و سِیرَانٌ ،کنُورٍ و أَنْوارٍ،و کُوزٍ و کِیزان.
و من المَجَاز: السُّورُ : کِرَامُ الإِبِلِ ،حکاه ابنُ دُرَیْدٍ، قال ابنُ سِیدَه:و أَنْشَدُوا فیه رَجَزاً:لم أَسْمَعْه،قال أَصحابُنا:الواحده سُورهٌ .
و قیل:هی الصُّلْبَهُ الشَّدِیدهُ منها.
و فی الأَساس:عنده سُورٌ من الإِبِلِ ،أَی[کرامٌ ] (5)فاضِلَهٌ .
و من المَجاز السُّورَهُ بالضَّمّ : المَنْزِلَهُ ،و خَصّها ابن السید فی کتاب الفَرْق بالرَّفِیعَه (6)،و قال النّابِغَهُ :
أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللّه أَعطاکَ سُورَهً
تَرَی کُلَّ مَلْکٍ دُونَها یَتَذَبْذَبُ
و قال الجَوْهَرِیّ :أَی شَرَفاً و رِفْعَه.
ص:552
و السُّورَهُ مِنَ القُرْآنِ :م أَی مَعْرُوفَهٌ ، لأَنَّها مَنْزِلَهٌ بعدَ مَنْزِلَهٍ ،مَقْطُوعَهٌ عن الأُخْرَی.
و قال أَبو الهَیْثَم:و السُورَهُ من القُرْآنِ عِنْدَنَا:قِطْعَهٌ من القرآن سَبَقَ وُحْدانُها جَمْعَها،کما أَنّ الغُرْفَهَ سابِقَهٌ للغُرَفِ ، و أَنزَلَ اللّه عزّ و جَلّ القُرْآنَ علی نَبِیِّه صلی اللّه علیه و سلّم شَیْئاً بعد شَیْ ءٍ، و جَعَلَه مُفَصَّلاً،و بَیَّن کلَّ سوره [منها] (1)بخاتِمَتِها، و بادِئَتِها،و مَیَّزَهَا من التی تَلِیهَا.
قال الأَزْهَرِیّ :و کأَنّ أَبا الهَیْثَمِ جعل السّورَهَ من سُوَرِ القرآن من أَسْأَرْتُ أَسْأَرْتُ سُؤْراً،أَی أَفضَلْت فَضْلاً،إِلاّ أَنّها لما کَثُرَت فی الکلام و فی القُرآن تُرِکَ فیها الهَمْز،کما تُرکَ فی المَلَکِ .
و فی المُحْکَمِ :سُمِّیَت السُّورَه من القُرآنِ سُورَه ؛لأَنّهَا دَرَجَهٌ إِلی غیرها،و مَن هَمزَها جعَلَها بمعنَی بَقِیَّهٍ من القرآن،و قِطْعَه،و أَکثرُ القرّاءِ علی تَرْک الهمزه فیها.
و قیل: السُّورَهُ من القُرآنِ :یَجُوزُ أَن تکونَ من سُؤْرَهِ المالِ ،تُرِک هَمْزُه لمّا کَثُرَ فی الکلام.
و قال المصنّف-فی البصائر-:و قیل:سُمِّیَت سُورَهُ القرآنِ تَشْبِیهاً بسُورِ المَدِینَه؛لکونها مُحِیطَهً بآیات و أَحکامٍ إِحاطَهَ السُّورِ بالمدینه.
و السُّور (2) الشَّرَفُ و الفَضْلُ و الرِّفْعَهُ ،قیل:و به سُمِّیت سُوره القرآن؛لإِجْلالِهِ و رِفْعَتِه،و هو قول ابن الأَعرابیّ .
و السُّور : ما طالَ من البِنَاءِ و حَسُنَ ،قیل:و منه سُمِّیَت سُورَه القرآن.
و السُّور العَلاَمَهُ ،عن ابن الأَعرابیّ .
و أَما أَبو عُبَیْدَه،فإِنه زَعَم أَنه مُشْتَقّ من سُوره البِنَاءِ،و أَن السُّورَهَ عرْقٌ مِنْ عُرُوقِ (3)الحائِطِ ،و قد ردّ علیه أَبُو الهَیْثَمِ قولَه،و نقله الأَزهرِیُّ برُمَّتِه فی التَّهْذِیب.
و فی الصّحاح:و السُّورُ جمعُ سُورَه ،مثل:بُسْرَه و بُسْر.
ج سُورٌ ،بضمّ فسکون،عن کُرَاع و سُوَرٌ ،بفتح الواو، قال الرّاعی:
هُنَّ الحَرائِرُ لا رَبّاتُ أَخْمِرَهٍ
سُودُ المَحَاجِرِ لا یَقْرَأْنَ بالسُّوَرِ (4)
و السّوَارُ ،ککِتَابٍ ،و غُرَابٍ . القُلْبُ ،بضمّ فسکون، کالأُسْوارِ ،بالضَّمِّ ،و نُقِل عن بعضهم الکسر (5)،أَیضاً،کما حقَّقَه شیخُنَا،و الکلُّ مُعَرَّب:دستوار بالفَارسِیّه،و قد استعمَلَتْه العربُ ،کما حقَّقه المصنّف فی البصائر،و هو ما تَسْتعمله المرأَهُ فی یَدَیْهَا.
ج أَسْوِرَهٌ و أَساوِرُ ،الأَخِیرَهُ جَمْعُ الجَمْعِ و أَسَاوِرَهٌ جمع أُسْوار ، و الکَثِیرُ سُورٌ ،بضمّ فسکون،حکاه الجماهیر، و نقله ابنُ السّید فی الفرق،و قال:إِنّه جمعُ سِوار خاصّه، أَی ککِتَابٍ و کُتُب،و سَکَّنُوه لِثقَلِ حرکه الواو،و أَنشدَ قولَ ذِی الرُّمَّه:
هِجَاناً جَعَلْنَ السُّورَ و العَاجَ و البُرَی
علی مِثْلِ بَرْدِیِّ البِطَاحِ النّواعِمِ
و سُؤُورٌ (6)،کقُعُودٍ هکذا فی النُّسَخ،و عَزَوْه لابن جِنّی، و وَجَّهَهَا سیبویه علی الضّروره.
قال ابنُ بَرِّیّ :لم یذکر الجَوْهَرِیّ شاهداً علی الأُسِوْار لغه فی السِّوار ،و نَسب هذا القول إِلی[أَبی] (7)عَمْرِو بنِ العَلاءِ،قال:و لم یَنْفَرِدْ[أَبُو] 7عَمْرو بهذا القول،و شاهِدُه قولُ الأَحْوص:
غادَهٌ تَغْرِثُ الوِشَاحَ و لا یَغ
رَثُ مِنْهَا الخَلْخَالُ و الإِسْوارُ
و قال حُمَیْدُ بنُ ثَوْرٍ الهِلاَلِیّ :
یَطُفْنَ بهِ رَأْدَ الضُّحَی و یَنُشْنَه
بأَیْدٍ تَرَی الإِسْوَارَ فِیهِنّ أَعْجَمَا
ص:553
و قال العَرَنْدَسُ الکِلابِیّ :
بَلْ أَیُّهَا الرّاکِبُ المُفْنِی شَبِیبَتَه
یَبْکِی علی ذَاتِ خَلْخَالٍ و إِسْوارِ
و قال المَرّارُ بن سَعِید الفَقْعَسِیّ :
کمَا لاحَ تِبْرٌ فی یَدٍ لَمَعَتْ بِهِ
کَعَابٌ بَدَا إِسْوارُهَا و خَضِیبُهَا
و فی التهذیب:قال الزَّجّاجُ : الأَسَاوِرُ من فِضَّهٍ ،و قال أَیضاً:و القُلْبُ من الفِضّهِ یُسَمَّی سِوَاراً ،و إِن کانَ من الذَّهَبِ فهو أَیضاً یُسَمَّی سِوَاراً ،و کلاهُما:لِباسُ أَهلِ الجَنَّهِ .
و المُسَوَّرُ ،کمُعَظَّم:مَوْضِعُه کالمُخَدَّم لموضع الخَدَمَه.
و أَبُو طاهِرٍ أَحمَدُ بنُ علیّ بنِ عُبَیْدِ اللّه بن سُوَارٍ ککِتَابٍ (1): مُقْرِیءٌ ،صاحب المُسْتَنِیرِ،و أَولاده:هِبَهُ اللّه أَبُو الفَوَارِسِ ،و مُحَمَّدٌ أَبو الفُتُوحِ ،و حفیده أَبو طَاهِر الحَسَنُ بنُ هِبَهِ اللّه،و أَبو بَکْرٍ مُحَمّدُ بنُ الحَسَن المذکور، حَدَّثُوا کلُّهُم،و هذا الأَخیر منهم رُمِیَ بالکذب،کذا قاله الحافظ .
و عُبَیْدُ اللّه بنُ هِشَامِ بنِ سُوَار ککِتَاب (2): مُحَدّث ،و أَخُوه عبدُ الواحِدِ،شامِیّ أَخذ عن الأَوّل ابن ماکُولا سَمْعاً من أَبی مُحَمَّد بنِ أَبی نَصْر.
و من المَجاز: الأُسْوارُ بالضَّمِّ و الکَسْرِ:قائِدُ الفُرْسِ ، بمنْزله الأَمِیرِ فی العَرَبِ ،و قیل:هو المَلِکُ الأَکبر،مُعَرَّب، منهم سَیْجٌ جدُّ وَهْبِ بنِ مُنَبِّه بنِ کامِلِ بن سَیْج،فهو أَبْنَاوِیّ أُسْوارِیّ یمانِیّ صَنْعَانِیّ ذَمَارِیّ .
و قیل:هو الجَیِّدُ الرَّمْی بالسِّهَامِ ،یقال:هو أُسْوارٌ من الأَساوِرَهِ ،للرّامی الحاذِقِ ،کما فی الأَساس،قال:
وَ وَتَّرَ الأَساوِرُ القِیَاسَا
صُغْدِیَّهً تَنْتَزِعُ الأَنْفاسَا
و قیل:هو الثَّابِتُ الجَیِّدُ الثَّبَاتِ علی ظَهْرِ الفَرَسِ .
ج أَساوِرَهٌ و أَسَاوِرُ ،و قال أَبو عُبَیْدٍ: أَساوِرَهُ الفُرْسِ :فُرْسانُهم المُقاتِلُونَ ،و الهاءُ عِوَضٌ من الیاءِ،و کان أَصلُه أَساوِیرَ ،و کذلک الزَّنادِقَهُ ،أَصلُه زَنَادِیقُ عن الأَخفش.
و أَبُو عِیسَی الأُسْوَارِیّ :بالضَّمِّ :محَدِّثٌ ،تابِعِیّ ، نِسْبَهٌ إِلی الأَسَاوِرَهِ من تَمِیم،عن أَبی سَعِیدٍ الخُدْرِیّ ،لا یُعْرَف اسمُه.
و فی التَّبْصِیرِ للحافظ :و تُوجد هذه النِّسْبَهُ فی القُدَمَاءِ، فأَمّا المتأَخِّرونَ فإِلی أَسْوَار بالفَتْحِ (3):ه،بإِصْبهانَ و یقال:
فیها أَسْوَارِیّ ، منها:مُحَیْسِنٌ ،هکذا فی النّسخ مُصَغّر مُحْسِن،و الذی فی التبصیر صاحب مِجْلِس الأَسْوَارِیّ ، و هو أَبو الحَسَن علیُّ بنُ محمدِ بنِ علیٍّ ،و زاد ابن الأَثیر:
هو ابنُ المَرْزُبَانِ أَصْبَهَانِیّ زاهد. و أَبو الحَسَنِ مُحَمّدُ بنُ أَحْمَدَ، الأَسْوارِیّانِ (4)الأَخِیرُ من شُیوخِ ابنِ مِرْدَوَیْه.
و یقال:قَعَدَ علی المِسْوَرِ ،کمِنْبَر :هو مُتَّکَأٌ مِنْ أَدَمٍ کالمِسْوَرَهِ ،جمعه مَسَاوِرُ ،و هی المَسَانِدُ قال أَبُو العَبّاس:
و إِنَّمَا سُمِّیَت[ الْمِسْورَه مِسْوَرَهً ] (5)لعُلُوّها و ارتِفَاعِها،من قولِ العربِ : سارَ ،إِذا ارتَفَعَ ،و أَنشد:
سُرْتُ إِلیهِ فی أَعَالِی السُّورِ
أَراد:ارْتَفَعْتُ إِلیه.
و المِسْوَرُ بنُ مَخْرَمَهَ بن نَوْفَل الزُّهْرِیّ ،و أُمه عاتِکه أُخت عبد الرحمن بن عَوْف. و المِسْوَرُ أَبو عبْدِ اللّه،غیرَ مَنْسُوبٍ ،صحابِیّان ،روی ابنُ مُحَیْرِیزٍ عن عبدِ اللّه بنِ مِسْوَرٍ عن أَبِیهِ ،و الحدیثُ مُنْکَر.
و المُسَوَّرُ ، کمُعَظَّمٍ :ابنُ عَبْدِ المَلِکِ الیَرْبُوعِیّ ، مُحَدّثٌ ،حَدّثَ عنه مَعْنٌ القَزَّاز،قال الحافظُ ابنُ حَجَر:
و اختلَفَت نُسَخُ البُخَارِیّ فی هذا و فی المُسَوَّر بن مَرْزُوقٍ ، هل هُما بالتّخْفِیف أَو التَّشْدِید.
و المُسَوَّرُ بنُ یَزِیدَ الأَسَدِیّ المالِکِیّ الکاهِلِیّ :صَحابِیّ ، و حدیثُه فی کتابِ مُسْنَد ابنِ أَبی عاصِمٍ ،و فی المُسْنَد.
و مَسْوَر ، کمَسْکَنٍ :حِصْنانِ مَنِیعَانِ بالیَمَنِ ،أَحدُهما
ص:554
لبَنِی المُنْتَابِ ،بالضمّ و بهم یُعْرَفُ ، و ثانیهما لبَنِی أَبی الفُتُوحِ ،و بهم یُعْرَف أَیضاً،و هما من حُصُونِ صَنْعَاءَ (1).
و السُّورُ ،بالضمّ : الضِّیافَهُ ،و هی کلمه فارِسِیّه ،و قد شَرّفَها النَّبّی صلی اللّه علیه و سلم.
قلت:و هو إِشَارَهٌ إِلی
14- الحَدِیثِ المَرْوِیّ عن جابِرِ بنِ عبدِ اللّه الأَنصارِیّ ،رضی اللّه عنه«أَنّ النبیّ صلی اللّه علیه و سلم قال لأَصحابِه: قُومُوا فقَدْ صَنَعَ جابِرٌ سُوراً ». قال أَبو العَبَّاس:
و إِنّمَا یُرادُ من هذا أَنَّ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلم تَکَلَّم بالفَارِسِیَّه،«صَنَعَ سُوراً »،أَی طَعَاماً دَعَا النّاس إِلیه.
و السُّوُر : لقَبُ مُحَمَّدِ بنِ خَالِدٍ الضَّبِّیّ التّابِعِیّ صاحِبِ أَنَسِ بنِ مالِکٍ ،رضی اللّه عنه.
قلت:و الصَّوابُ أَن لقبَه سُؤْرُ الأَسَدِ (2)،کما حَقَّقَهُ الحافِظُ .
قلت:و فی وَفَیَاتِ الصَّفَدِیّ :کان صَرَعَه الأَسَد ثم نَجَا و عاش بعد ذلک قیل:إِنَّه کانَ مُنْکَرَ الحَدِیثِ ،تُوُفِّی سنه 150.
و کَعْبُ بنُ سُورٍ :قاضِی البَصْرَهِ لعُمَرَ رضِیَ اللّه عنه، فی زَمَنِ الصَّحابَه.
و فَاتَه:وَهْبُ بنُ کَعْبِ بنِ عَبْدِ اللّهِ بن سُورٍ الأَزْدِیّ ،عن سَلْمَانَ الفَارِسِیّ .
و أَبو سُوَیْرَهَ ،کهُرَیْرَه:جَبَلَهُ بنُ سُحَیْمٍ أَحدُ التّابِعِینَ ، و شَیْخُ سُفْیَانَ بنِ سَعِیدٍ الثَّوْرِیّ ،و أَعَاده فی«ش ر ر»أَیضاً، و هو وَهَمٌ .
و السَّوّارُ ، ککَتَّانٍ :الأَسَدُ ،لوُثُوبهِ ،کالمُسَاوِرِ،ذکرهما الصَّاغانیّ فی التَّکْمِلَه.
و اسْمُ جَمَاعَهٍ ،منهم: سَوَّارُ بنُ الحُسَیْنِ الکَاتِبُ المِصْرِیّ ،کتَبَ عنه ابنُ السَّمْعَانِیّ .
و أَحْمَدُ بنُ محمّدِ بنِ السَّوّارِ الفَزَارِیّ ،أَبو جَعْفَر القُرْطُبِیّ ،ضَبَطَه ابنُ عبدِ المَلِک.و سَوّارُ بنُ یُوسُفَ المراری،ذکره ابنُ الدَّبّاغ،محَدِّثون.
و سُرْتُ الحائِطَ سَوْراً ،بالفَتْح و تَسَوَّرْتُهُ :عَلَوْتُه.
و تَسَوَّرْتُه أَیضاً: تَسَلَّقْتُه ،و هو هُجُومُ مِثْلِ اللِّصِّ ،عن ابن الأَعرابِیّ .
و تَسَوَّرَ علیه، کسَوَّرَه ،إِذا عَلاهُ و ارتفع إِلیه و أَخَذَه،و منه حدیث شَیْبَهَ :«فَلَمْ یَبْق إِلاّ أَنْ أُسَوِّرَه » (3).
و
16- فی حدیثِ بنِ مَالِک: «مَشَیْتُ حَتّی تَسَوَّرْتُ حائِط (4)أَبِی قتَادَهَ ». و فی التنزیل العزیز: إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرابَ (5).
و عن ابنِ الأَعْرابِیّ :یقالُ للرَّجُلِ : سُرْسُرْ ،و هو أَمْرٌ بِمَعَالِی الأُمورِ ،کأَنّه یأْمُرُه بالعُلُوّ و الارتفاع،من سُرْتُ الحائِطَ ،إِذا عَلَوْتَه.
و سُورِیَهُ ،مَضْمُومَهً مُخَفَّفَهً :اسمٌ للشَّامِ فی القَدِیمِ ، و
16- فی التَّکْمِلَهِ فی حدیثِ کَعْبٍ : «إِنّ اللّه بَارَکَ للمُجَاهِدِینَ فی صِلِّیانِ أَرْضِ الرُّومِ ،کما بارَکَ لهم فی شَعِیرِ سُورِیَهَ ».
أَی یقوم نَجِیلُهم (6)مَقَامَ الشَّعِیرِ فی التَّقْوِیَهِ ،و الکَلِمَه رُومِیَّه.
أَو هو: ع،قُرْبَ خُنَاصِرَهَ من أَرض حِمْصَ .
17- و سُورِینُ ،کبُورِین: نَهْرٌ بالرَّیّ ،و أَهلُهَا یَتَطَیَّرُونَ منه؛ لأَنَّ السَّیْفَ الذی قُتِلَ بهِ الإِمَامُ یَحْیَی بنُ الإِمَام أَبی الحُسَیْنِ زَیْدٍ الشَهِیدِ ابنِ الإِمامِ عَلِیّ زَیْنِ العابِدِین ابنِ الإِمامِ الشَهِیدِ أَبِی عبدِ اللّه الحُسَیْنِ بنِ عَلِیِّ بنِ أَبی طالِب، رضی اللّه عنهم، غُسِلَ فیهِ ،و کان الذی احتَزَّ رأْسَه سَلْم بنُ أَحْوَزَ (7)بأَمرِ نَصْرِ بنِ سَیّارٍ اللَّیْثِیّ عامِلِ الوَلیدِ بنِ یَزِیدَ، و کان ذلک سنه 125 و عُمره إِذْ ذاکَ ثمانِی عشْرَهَ سنه،و أُمّه رَبْطَهُ بنْتُ أَبی هاشِمٍ عبدِ اللّه بنِ محمّد بن الحَنَفِیَّهِ و أُمّها رَبْطَهُ بنتُ الحَارِثِ بنِ نَوْفَلِ بنِ الحارِثِ بنِ عبدِ المُطَّلِبِ بنِ هاشَمٍ ،و لا عَقِبَ له.
و سُورَی ،کطُوبَی (8)ع بالعِرَاقِ من أَرْضِ بابِل،بالقربِ
ص:555
من الحِلَّهِ و هو مِنْ بَلَدِ السُّرْیَانِیِّینَ و منه إِبراهِیمُ بنُ نَصْرٍ السُّورَانِیّ ،و یقال: السُّوریانِیّ بیاءٍ تحتیّه قبل الأَلف، و هکذا نَسبَه السَّمْعَانِیّ ،حکی عن سُفْیَانَ الثَّوْرِیّ .
و الحُسَیْنُ بنُ عَلِیٍّ السُّورَانِیّ ،حَدَّثَ عن سَعِید بنِ البَنّاءِ،قاله الحافظ .
و سُورَی (1)أَیضاً: ع،من أَعمالِ بَغْدَادَ بالجزیرهِ ، و قد یُمَدّ ،أَی هذا الأَخیر.
و الأَساوِرَهُ :قومٌ من العَجَمِ من بَنِی تَمِیم نَزَلُوا بالبَصْرَه قَدیماً کالأَحامِرَهِ بالکُوفَهِ ،منهم أَبو عِیسَی الإِسْوَارِیّ المتقَدّم ذِکْره.
و ذو الإِسْوارِ ،بالکسرِ:مَلِکٌ بالیَمَنِ کانَ مُسَوَّراً ،أَی مُسَوَّداً مُمَلَّکاً، فأَغَارَ علیهمِ ،ثمَّ انْتَهَی بجَمْعِه إِلی کَهْفٍ ، فتَبِعَهُ بَنُو مَعَدّ بنِ عَدْنَانَ ، فجَعَلَ مُنَبِّهٌ یُدَخِّنُ علیهِم،حَتَّی هَلَکُوا،فسُمِّیَ مُنَّبِّهٌ دُخَاناً.
*و ممّا یستدرک علیه:
سُوَّارَی ،کحُوّارَی:الارْتِفاعُ ،أَنشد ثعلب:
أُحِبُّه حُبّاً له سُوَّارَی
کما تُحِبُّ فَرْخَها الحُبَارَی
و فَسَّرَه بالارْتِفَاعِ ،و قال:المَعْنَی:أَنّها فیها رُعُونَهٌ ، فمتَی أَحَبَّتْ وَلدَهَا أَفْرَطَتْ فی الرُّعُونَهِ .
و یقال:فُلانٌ ذو سَوْرَهٍ فی الحَرْبِ ،أَی ذُو نَظَرٍ شَدِید (2).
و السَّوَّارُ :الذی یُوَاثِبُ نَدیمَه إِذا شَرِبَ .
و تَسَاوَرْتُ لها،أَی رَفَعْتُ لها شَخْصِی.
و سُورَهُ کُلِّ شیْ ءٍ:حَدُّه،عن ابن الأَعْرَابِیّ .
و
16- فی الحدیث: لا یَضُرُّ المَرْأَهَ أَنْ لا تَنْقُضَ شَعْرَها إِذا أَصابَ المَاءُ سُورَ رَأْسِها. «أَی أَعْلاه،و فی روایه:« سُورَهَ الرَّأْسِ »و قال الخطّابیّ :و یروی«شَوْرَ رأْسها» (3)،و أَنکره الهَرَوِیّ ،و قال بعضُ المُتَأَخِّرِینَ :و المعروفُ فی الرِّوایهِ «شُؤُن رَأْسِهَا»و هی أُصولُ الشَّعر[و طرائق الرأس] (4).
و مُسَاوِرٌ و مِسْوَارٌ و سور و سَارَه أَسماءٌ.
و مَلِکٌ مُسَوَّرٌ ،و مُسَوَّدٌ:مُمَلَّکٌ ،و هو مَجَازٌ،قاله الزَّمخشریّ .
و أنشد المُصَنّفُ فی البَصَائِرِ لبعضِهِم:
و إِنِّیَ من قَیْسٍ و قَیْسٌ هُمُ الذُّرَا
إِذا رَکِبَتْ فُرْسَانُها فی السَّنَوَّرِ
جُیُوشُ أَمِیرِ المُؤْمِنِینَ التی بِها
یُقَوِّمُ رَأْسَ المَرْزُبانِ المُسَوَّرِ (5)
و أَسْوَرُ بنُ عبدِ الرّحمنِ ،من ثِقَاتِ أَتْبَاعِ التّابِعِین،ذَکَرَه ابن حِبّان.
و سُوَارٌ ،کغُرَاب،ابنُ أَحمدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ عبدِ اللّه بن مُطَرّف بن سُوَار ،من ذُرِّیهِ سُوَارِ بنِ سَعِیدٍ الدّاخِل،کان عالِماً مات سنه 444.
و عبدُ الرّحمنِ بنُ سُوَار أَبو المُطَرِّف قاضی الجماعه بقُرْطُبَه،رَوَیَ عن حاتِمِ بنِ محمّد و غیرِه،مات فی ذی القَعْدَه سنه 464 ذَکَرَهما ابنُ بَشْکَوال فی الصِّلَه و ضبطَهُما.
و أَبُو سَعِیدِ عبدُ اللّه بنِ محمّدِ بنِ أَسْعَد بن سُوَار ، النَّیْسَابُورِیّ الزَّرّاد الفَقِیهُ المُصَنِّف.
و أَبو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ الحُسَیْنِ بنِ سُورِین الدَّیْرعاقُولِیّ ، رَوَی عنه ابن جمیع.
و أَبُو بَکْرٍ أَحمدُ بنُ عِیسَی بنِ خالِدٍ السُّورِیّ ،روی عنه الدّارقُطْنِیّ .
و فخرُ الدِّینِ أَبو عبدِ اللّه مُحَمَّدُ بن مَسْعُودِ بنِ سَلْمَان بنِ سُوَیْرِ ،کزُبَیْرٍ الزَّواوِیّ المالِکّیِ ،أَقْضَی القُضاهِ بدِمَشْقَ ، توفِّی سنه 757 بها،ذَکَره الوَلِیّ العِرَاقِیّ .
و سُورَیْن ،بفتح الراءِ:مَحَلَّهٌ فی طَرفِ الکَرْخِ .
و سُورِین بکسرِ الرّاءِ:قریهٌ علی نِصْفِ فَرْسَخ من نَیْسَابُور،و یقال سُوریان.
و سَوْرَه ،بالفَتْح:موضع.
ص:556
و سَعید بن عبد الحمید السَّوَّارِیّ ،بالتشدید،سمع من أصحاب الأَصَمِّ .
و عَمْرُو بنُ أَحمدَ السَّوّاریّ ،عن أَحْمَدَ بنِ زَنْجَوَیهِ القَطّان.
و الأَسْوارِیّهُ :طائفهٌ من المُعْتَزِلَه.
السَّهْبَرَهُ ،أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال اللَّیْثُ :هو من أَسْمَاءِ الرَّکایَا ،نقَله الصَّاغانیّ هکذا.
سَهْجَرَ الرجلُ سَهْجَرَهً : عَدَا عَدْوَ فَزِعٍ ، کَکَتِفٍ (1)،و هو الخائِفُ .
بَلَدٌ سَهْدَرٌ ،کجَعْفَر، و سَمَهْدَرٌ کسَفَرْجَل:
بَعِیدٌ ،و قد تقدّم سمهدر قریباً.
سَهِرَ ،کفَرِحَ ، یَسْهَر سَهَراً :أَرِقَ ، و لم یَنَمْ لَیْلاً ،و فلان یُحِبُّ السَّهَرَ و السَّمَرَ.
و رَجُلٌ ساهِرٌ و سَهَّارٌ ،ککَتّان، و سَهْرَانُ و سُهَرَهٌ ،الأَخِیرَه کتُؤَدَهٍ ،أَی کَثیرُ السَّهَرِ ،عن یعقوب.
و من دعاءِ العَرَبِ علی الإِنْسَان:مالَه سَهِرَ و عَبِرَ.
و قد أَسْهَرَنِی الهَمُّ أَو الوَجَعُ ،قال ذُو الرُّمَّهِ ،و وَصفَ حَمِیراً وَرَدَتْ مَصائِدَ:
و قَدْ أَسْهَرَتْ ذا أَسْهُمٍ باتَ جاذِلاً
له فَوْقَ زُجَّیْ مِرْفَقَیْهِ وَ حَاوِحُ
و قال اللَّیْثُ : السَّهَر :امتِنَاعُ النَّومِ باللّیل،و رجلٌ سُهَارُ العَیْنِ :لا یَغْلِبُه النَّوم،عن اللِّحْیَانیّ .
و من المَجَاز قالوا: لَیْلٌ سَاهِرٌ أَی ذُو سَهَرٍ ،کما قالوا:
لیلٌ نائِم،قال النابِغَه:
کَتَمْتُکَ لَیْلاً بالجَمُومَیْنِ ساهِرَا
و هَمَّیْنِ :هَمًّا مُسْتَکِنًّا و ظاهِرَا
هکذا أَورَدَهُ الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساس.و فسَّره (2).قلْت:و یَحْتَمِل أَن یکون« ساهراً »حالاً من التّاءِ فی «کَتَمْتُک».
و من المَجَاز السّاهِرَهُ :الأَرْضُ و نُقِلَ ذلِکَ عن ابن عبّاس.
و فی الأَسَاس:هی الأَرْضُ (3)البَسِیطَهُ العَریضَهُ یَسْهَرُ سالِکُها. أَو وَجْهُهَا ،قاله اللَّیْثُ عن الفَرّاءِ.و قال ابن السید فی الفرْق:لأَنّ عَمَلَهَا فی النّباتِ باللَیْلِ و النَّهَار سَوَاءٌ.
و فی الأَساس:أَرضٌ ساهِرَهٌ :سَرِیعَه النَّبَاتِ ،کأَنَّها سَهِرَتْ بالنَّبَات،قال:
یَرْتَدْنَ ساهِرَهً کأَنّ عَمِیمَها
وجَمِیمَها أَسْدافُ لَیْلٍ مُظْلِمِ
قلت:و هو قولُ أَبِی کَبِیرٍ الهُذَلِیّ .
و من المجاز: السّاهِرَهُ : العَیْنُ الجَارِیَهُ ،یقال:عینٌ ساهِرَهٌ ،إِذا کانَتْ تَجْرِی لَیْلاً و نَهَاراً لا تَفْتُر،و
16- فی الحدیث:
«خَیْرُ المالِ عَیْنٌ ساهِرَهٌ لعَیْنٍ نائِمَه». أَی عینُ ماءٍ تَجرِی لیلاً و نهاراً و صاحِبُها نائمٌ ،فجعلَ دَوَامَ جَرْیِهَا سَهَراً لها.و قال الزَّمَخْشَرِیّ :و هی عینُ صاحِبِها؛لأَنه فارِغُ البال،لا یَهْتَمُّ بها.
و قیل: السَّاهِرَهُ : الفَلاَهُ یَسْهَرُ سالِکُهَا،و به فَسَّرُوا قولَ النابَغَهِ السابق. و فی الکتاب العزیز فَإِذا هُمْ بِالسّاهِرَهِ (4)قیل:هی أَرْضٌ لم تُوطَأْ،أَو هی أَرْضٌ یُجَدِّدُها اللّه تَعالَی یومَ القِیَامَهِ ،و قال ابن السید فی الفرْق:و قیل:هی أَرْضٌ لم یُعْصَ اللّه تعالَی علیها. و قیل: السّاهِرَهُ : جَبَلٌ بالقُدْسِ ،قاله وَهْبُ بنُ مُنَبِّهٍ .و فی عباره ابن السّید:أَرضُ بیْتِ المَقْدِسِ .
و قیل: السَّاهِرَهُ : جَهَنَّمُ . أَعاذَنَا اللّه تعالی منها،قاله قَتَادَه.
و قیل:هی أَرْضُ الشّامِ ،قاله مُقاتِلٌ .
و قال أَبو عَمْرٍو الشَّیْبَانِیّ فی قول الشَّمّاخِ :
تُوَائِلُ من مِصَکٍّ أَنْصَبَتْهُ
حَوالِبُ أَسْهَرَیْهِ بالذَّنِینِ
ص:557
الأَسْهَرانِ :الأَنْفُ ،و الذَّکَرُ ،رواه شَمِرٌ،و هو مَجاز.
و قیلَ :هما عِرْقانِ فی المَتْنِ یَجْرِی فِیهِما المَنِیُّ ،فیَقَعُ فی الذَّکَرِ ،و أَنشدوا قول الشَّمَّاخِ .
و قیل:هما عِرْقانِ فی الأَنْفِ ،و قال بعضهم:هُما عِرْقَان فی المَنْخِرَیْنِ من باطن،إِذا اغْتَلَمَ الحِمَارُ سالاَ دَماً أَو ماءً. و قیل:هما عِرْقَانِ فی العَیْن،و قیل:هما عِرْقَانِ یَصْعَدَانِ من الأُنْثَیَیْنِ ثم یَجْتَمِعان عند باطِنِ الفَیْشَلَهِ ،أَعنِی الذَّکَر ،و هما عِرْقَا المَنِیِّ .و قیل:هما العِرْقانِ اللَّذانِ یَنْدُرَانِ من الذَّکَر عند الإِنْعاظِ .
و أَنکر الأَصمعیُّ الأَسْهَرَیْنِ ،قال:و إِنّما الرِوایهُ فی قول الشَّمّاخِ « أَسْهَرَتْه »أَی لم تَدعْه یَنام،و ذکر أَن أَبا عُبَیْدَهَ غَلِطَ .
قال أَبو حاتم:و هو فی کتَاب عبد الغَفّارِ الخُزَاعِیّ ، و إِنما أَخَذَ کِتَابَه فزادَ فیه،أَعنِی کتابَ صِفَهِ الخَیْلِ ،و لم یکن لأَبی عُبَیْدَهَ عِلْمٌ بصفه الخَیْلِ ،و قال الأَصْمَعِیّ :لو أَحْضَرْتَه فَرَساً و قیل:ضَعْ یَدَکَ علی شیءٍ منه،ما دَرَی أَیْنَ یَضَعُهَا.
و السَّاهُورُ : السَّهَرُ ،محرَّکهً ، کالسُّهَارِ ،بالضمِّ ،بمعنًی واحد.
و فی التهذیب: السُّهَارُ ،و السُّهادُ بالراءِ و الدال.
و السّاهُورُ : الکَثْرَهُ .
و السّاهُورُ : القَمَرُ نَفسُه،کالسَّهَرِ،مُحَرکهً ،سُرْیَانِیّه، عن ابن دُرَیْدٍ.
و ساهُورُ القَمَرِ: غِلاَفُه الذی یَدخُلُ فیه إِذا کُسِفَ ،فیما تَزعُمُه العَرَبُ ، کالسّاهِرَهِ ،قال أُمَیَّهُ بنُ أَبی الصَّلْتِ :
لا نَقْصَ فیهِ غَیْرَ أَنَّ خَبِیئَهُ (1)
قَمَرٌ و ساهُورٌ یُسَلُّ و یُغْمَدُ
قال ابن دُرَیْد (2):و لم تُسْمَع إِلاّ فی شِعْره،و کان یَسْتَعْملُ السُّرْیانِیّه کثیراً،لأَنه کان قد قرأَ الکُتُبَ ،قال:و ذکرَه عبدُالرّحمنِ بنُ حسّانَ ،کذا فی التَّکْمِلَهِ ،و قال آخرُ یصف امرأَهً :
کأَنَّهَا عِرْقُ سامٍ عنْد ضَارِبِهِ
أَو فِلْقَهٌ خَرَجَتْ من جَوْفِ ساهُورِ
یعنی شُقَّهَ القمَرِ،و أَنشد الزَّمخْشَرِیّ فی الأَساس:
کأَنَّهَا بُهْثَهٌ تَرْعَی بأَقْرِیَهٍ
أَو شِقَّهٌ (3)خَرَجَتْ من جَوْفِ ساهُورِ
قلت:البُهْثَه:البَقَرَهَ ،و الشِّقَّهُ :شِقَّه القَمَرِ،و یُرْوَی:
«من جنْب ناهور»و النّاهُور:السّحابُ .
قال:القُتَیْبِیّ :یقال للقمر إِذا کُسِفَ :دَخَلَ فی ساهُورِه ، و هو الغاسِقُ إِذا وَقَب،و
14- قال النبیُّ صلی اللّه علیه و سلم لعائِشَهَ رضی اللّه عَنْهَا،و أَشَارَ إِلی القمر،فقال:«تَعَوَّذِی باللّه من هذا،فإِنّه الغاسِقُ إِذا وَقَبَ ». یرید:یَسْوَدُّ إِذا کُسِفَ ،و کلّ شْیءٍ اسوَدّ فقد غَسَقَ .
و ساهُورُ القَمَرِ: دارَتُه ،سُرْیَانِیّه.
و قال ابنُ السِّکِّیتِ : و قیل:لیالِی السّاهُور : التِّسْعُ البَوَاقِی مِنْ آخِرِ الشَّهْرِ سُمِّیَت لأَنّ القَمَرَ یَغِیبُ فی أَوائلها.
و یقال: السّاهُور : ظِلُّ السَّاهِرَهِ ،أَی وَجْه الأَرْضِ .
و السّاهُورُ مِنَ العَیْنِ :أَصْلُها و منبعُ مائِهَا،یعنِی عینَ الماءِ،قال أَبو النَّجْمِ :
لاقَتْ تَمِیمُ المَوْتَ فی ساهُورِهَا
بینَ الصَّفَا و العَیْس من سَدِیرِهَا
و السَّاهِرِیَّه :عِطْرٌ؛لأَنه یُسْهَرُ فی عَمَلِهَا و تَجْوِیدِهَا ، و الإِعجامُ تَصْحِیف قاله الصَّاغانیّ .
و مُسْهِرٌ ،کمُحْسِنٍ :اسْم جماعَهٍ منهم: مُسْهِرُ بنُ یَزِیدَ، ذکرَه أَبو علیٍّ القالِی فی الصحابه.
*و ممّا یستدرک علیه:
یقال للنَّاقَهِ :إِنّها لسَاهِرَهُ العِرْقِ ،و هو طُولُ حَفُلِها و کَثْرَهُ لبَنِهَا.
ص:558
و بَرْقٌ ساهِرٌ ،و قد سَهِرَ البَرْقُ ،إِذا باتَ یَلْمَعُ ،و هو مَجاز.
السَّیْرُ :الذَّهَابُ نَهاراً و لَیْلاً،و أَما السُّرَی فلا یکونُ إِلا لَیْلاً، کالمَسِیرِ ،یقال: سارَ القَومُ یَسِیرُونَ سَیْراً و مَسِیراً ،إِذا امتَدّ بهم السَّیْرُ فی جَهَه توَجَّهُوا لها،و یقال:
بارَکَ اللّه فی مَسِیرَک ،أَی سَیْرِک .قال الجوهرِیُّ :و هو شاذٌ؛ لإِن قِیاسَ المصدرِ من فَعَلَ یَفْعِلُ مَفْعَلٌ ،بالفتح، و التَّسْیارِ ، بالفتح،یُذْهَبُ به إِلی الکَثْرَهِ ،و هو تَفْعَالٌ من السَّیْرِ قال:
فأَلْقَتْ عَصَا التَّسْیارِ منها و خَیَّمَتْ
بأَرْجاءِ عَذْبِ الماءِ بِیضٌ مَحَافِرُهْ
و المَسِیرَهِ ،بزیاده الهاءِ،کالمَعِیشَهِ من العیْشِ ،و یرادُ به أَیضاً:المَسَافَه التی یُسَارُ فیها من الأَرْضِ ،کالمَنْزِلَهِ و المَتْهَمَه،و به فُسِّرَ
14- الحدیث: «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِیرَهَ شَهْرٍ».
و السَّیْرُورَهِ ،الأَخِیرَه عن اللِّحْیَانیّ .
و سارَ الرّجلُ یَسِیرُ بنفْسهِ و سارَهُ غَیْرُهُ سَیْراً و سِیرَهً و مَسَاراً و مَسِیراً ،یَتَعَدّی و لا یَتَعَدَّی.
و أَسَارَهُ ،قال ابنُ بُزُرْج: سِرْتُ الدَّابَّهَ ،إِذا رَکِبْتَها،و إِذا أَرَدْتَ المَرْعَی قلت: أَسَرْتُهَا إِلی الکَلإِ،و هو أَن یُرسِلُوا فیها الرُّعْیَانَ و یُقِیموا هم.
و سَارَ بِهِ ،أَی یَتَعَدَّی بالهَمْز و بالبَاءِ.
و سَیَّرَه تَسْیِیراً ،أَی یتعَدّی بالتضعیف.
و الاسْمُ من کُلّ ذلک: السِّیرَهُ ،بالکَسْر.
و طَرِیقٌ مَسُورٌ ،و رَجُلٌ مَسُورٌ بِهِ ،قال شیخنا:هذا غَلَطٌ ظَاهِرٌ فی هذه الماده،و الصواب مَسِیرٌ و مَسِیرٌ به،کما لا یَخْفَی عمّن له أَدْنَی مُسْکَه بالصَّرْف،انتهی.
قلت:و هذا الذی خَطَّأَه هو بعینِه قولُ ابنِ جِنِّی،فإِنه حَکَی طَرِیقٌ مَسُورٌ فیه،و رجل مَسُورٌ به قالوا:و قِیَاسُ هذا و نَحْوِه عند الخَلِیل أَن یکون مِمّا یُحْذَفُ فیه الیاءُ، و الأَخْفَشُ یَعتقِد أَنّ المحذوفَ من هذا و نَحْوِه إِنما هو واو مَفْعُول لا عَیْنُه،و آنسَه بذلک:قد هُوبَ بهِ ،و سُورَ بِه،و کُولَ به،ففی تَخْطِئَهِ شیخِنا للمصَنِّف علی بادِرَهِ الأَمْرِ تحامُلٌ شدیدٌ،کما لا یَخْفَی،و غایَهُ ما یقال فیه:إِنه جاءَ علی خلاف القیاسِ عند الخَلِیلِ .
و السَّیْرَهُ ،بالفَتْح: الضَّرْبُ من السَّیْرِ . و حکی:إِنّه لَحَسَنُ السِّیرَهِ (1).
و السُّیَرَهُ ، کهُمَزَهٍ :الکَثِیرُ السَّیْرِ ،عن ابن جِنِّی.
و من المَجَاز: السِّیرَهُ ،بالکَسْر:السُّنَّهُ ،و قد سارَتْ و سِرْتُها ،قال خالِدُ بنُ زُهَیْر،کذا عَزَاهُ الزَّمَخْشَرِیُّ ،و قالَ ابنُ بَرِّیّ :هو لخِالدِ ابنِ أُخْتِ أَبی ذُؤَیْبٍ (2):
فلاَ تَغْضَبَنْ (3)من سُنَّهٍ أَنتَ سِرْتَهَا
فأَوَّلُ راضٍ سُنَّهً مَنْ یَسِیرُهَا
یقول:أَنْتَ جَعَلْتَها سائِرَهً فی النّاس.
و قال أَبو عُبَیْد: سارَ الشَّیْ ءُ،و سِرْتُه ،فعَمّ ،و أَنشد قول خالد.
و السِّیرَهُ : الطَّرِیقَهُ ،یقال: سارَ الوالِی فی رَعِیَّتِه سِیرَهً حَسَنَهً ،و أَحْسَن السِّیَرَ ،و هذا فی سِیره (4)الأوّلِینَ .
و السِّیرَهُ . الهَیْئَهُ و به فُسِّر قولُه تعالَی سَنُعِیدُها سِیرَتَهَا الْأُولی (5).
و السِّیرَهُ : المِیرَهُ .
و السَّیْرُ ،بالفَتْح:الذِی یُقَدُّ من الجِلْدِ طُولاً،و هو الشِّراکُ ج سُیُورٌ ،بالضّم،یقال:شَدَّه بالسَّیْرِ ،و بالسُّیُورِ ، و الاسْیَارِ ،و السُّیُورَه .
و إِلیهِ أَی إِلی لفظِ الجَمْع نُسِبَ المُحَدِّثانِ :أَبو عَلِیٍّ الحُسَیْنُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ عَلِیّ بنِ إِبراهِیمَ النَّیْسابُورِیّ ،عن محمّدِ بن الحُسَیْنِ القَطّان،و عنه الفَضْلُ بنُ العَبّاسِ الصّاغانِیّ . و أَبو طاهِرٍ عبدُ المَلِکِ بن أَحمد ،عن عبد المَلِک بن بِشْرَان شیخٍ لابنِ الزاغونیّ ،تُوُفِّی سنه 481 السُّیُورِیّانِ
ص:559
قال شیخنا:و هذا علی خِلاَفِ القِیاسِ ؛لأَنّ القِیَاسَ فی النَّسَبِ أَن یُرْجَعَ به إِلی المفردِ،کما عُرِفَ به فی العربیه.
و قیل:إِنَّهما مَنْسُوبانِ إِلی بَلَدٍ اسمه سُیُور ،و صحّحه أَقوام.
و فاته:
أَبو القاسِمِ عبدُ الخَالِقِ بنِ عَبْدِ الوارِثِ السُّیُورِیّ المَغْرِبِیّ المالِکیِّ ،خاتمه شُیوخِ القَیْرَوَان توفِّی سنهَ 460.
و السَّیْرُ (1): د بالیَمَن شَرْقِیَّ الجَنَدِ،منه الإِمَامُ الفَقِیهُ أَبُو زَکَرِیّاءَ یَحیْیَ بنُ أَبِی الخَیْرِ بنِ سالِمِ بنِ أَسْعَد بنِ عَبْدِ اللّهِ بن محمّد بن مُوسَی بن الحُسَیْنِ بنِ أَسْعَد بنِ عَبْدِ اللّه السَّیْرِیُّ العُمْرَانِیّ من بنی عمْرَانَ بن ربِیعَهَ بنِ عَبْسِ بنِ شحارَهَ بَطْن کبیر بالیَمَن صاحِبُ کتابِ البَیَانِ و الزَّوَائِدِ فی الفِقْهِ ،وُلِدَ سنه 487،وَ کان ولدُه طاهِرُ بنُ یحیی (2)من کِبارِ الفُقَهَاءِ بالیَمَنِ .
و فی التَّبْصِیر للحافظ ابن:حجر:و السِّیَرِیّ ،بالکسر و فتح الیاءِ،غَلَبَ علی بَعْضِ الحُصُونِ بالیَمنِ فی زمن الأَشرف، و استمرّ منازعاً له ولولده،انتهی.قلت:و لعلّه تصحیف و الصواب السَّیریّ ،بالفتح کما للمُصَنِّف.
و هَبِیرُ سَیَّار ،ککَتّانٍ :رَمْلٌ نَجْدِیٌّ ،قیل:هو رَمْلُ زَرُود فی طریق مَکَّهَ کانَت بهِ وَقْعَه أَبی سَعْد (3)الجَنَابِیّ القَرْمَطِیّ بالحاجِّ (4)یوم الأَحد لأثْنَتَیْ عَشْرَهَ لیله بقیتْ من المُحَرَّم سنه 312 قَتَلَهم و سَبَاهُم،و أَخذ أَموالَهم،کذا فی مُعْجَم یاقُوت.
وَ سَیّارُ بنُ بَکْر ،کذا فی النُّسَخِ بالموحده و الکاف، و صوابه بلز باللام و الزای (5)صَحَابِیّ و هو والدُ أَبِی العُشْرَاءِ الدَّارِمِیّ ،روی عنه ابنه.
و فی التّابِعینَ و المُحَدِّثینَ جماعَهٌ اسمهم سَیَّار ،منهم:أَبو المِنْهَالِ سَیّارُ بنُ سَلامَهَ الرِّیاحِیّ البَصْرِیّ .و سَیّارُ بنُ عبد الرّحمن الصَّدَفِیّ (6).و سَیّارُ بنُ مَنْظُورِ بن سَیّارٍ الفَزارِیّ ، و سَیّارُ بنُ أَبِی سَیّارٍ العَنَزِیّ الوَاسطیّ .و سَیّارٌ أَبو حَمْزَهَ الکُوفِیّ .و سَیّارٌ القُرَشِیّ (7)الأُمَوِیّ مولَی معاوِیهَ بنِ أَبی سُفْیَانَ .و سَیّارُ بنُ مَعْرُور التَّمِیمیّ .و سَیَّارُ بنُ رَوْحٍ .
حَدَّثُوا.
و السَّیّارِیُّونَ :جَمَاعَهٌ ،منهم:عُمَرُ بنُ یَزِیدَ السَّیّارِیُّ ، حدّث عن عبدِ الوَارِثِ ،و عَبّادِ بنِ العَوّامِ .
و یُوسفُ بنُ مَنْصُورِ بنِ إِبراهیمَ السَّیّارِیّ .
و أَحمدُ بنُ زِیَادٍ السَّیّارِیّ .
و القَاسِمُ بنُ عبد اللّه بن مَهْدِیّ السَّیّارِیّ ،و غیرهم.
و السَّیّارَهُ :القافِلَهُ و السَّیّارَهُ :القَوْمُ یَسِیرُون أُنِّثَ علی معنی الرُّفْقَهِ أَو الجَمَاعَه،فأَمّا قِرَاءَهُ من قَرَأَ[قوله تعالی]: تَلْتَقِطْهُ بعضُ السَّیّارَهِ (8)فإِنه أَنّثَ لأَنّ بعضَها سَیّارَهٌ .
و أَبو سَیَّارَهَ :عُمَیْلَهُ بنُ خالِدٍ العَدْوانِی،کانَ له حِمَارٌ أَسْوَدُ أَجازَ النّاسَ علیهِ مِنَ المُزْدَلِفَهِ إِلی مِنی أَرْبَعِینَ سَنَهً ، قال الرّاجِز:
خَلُّوا الطَّرِیقَ عن أَبِی سَیَّارَهْ
و عَنْ مَوَالِیهِ بنِی فَزارَهْ
حتی یُجِیزَ سالِماً حِمَارَهْ
مُسْتَقْبِلَ القِبْلَهَ یدعُو جارَهْ (9)
و کَان یَقُولُ :أَشْرِقْ ثَبِیر،کیْمَا نُغِیر أَی کَیْ نُسْرِعَ إِلی النَّحْرِ،فقِیلَ :« أَصَحُّ من عَیْرِ أَبِی سَیَّارَهَ »و ضُرِبَ به المَثَلُ .
و السِّیَرَاءُ ،کالعِنَباءِ ،و یُسَکّن: نَوْعٌ من البُرُودِ ،و قیل:
هو ثَوْبٌ مُسَیَّرٌ فیه خُطُوطٌ تُعمَلُ من القَزّ، کالسُّیُورِ .و قال الجَوْهَرِیّ :هو بُرْدٌ فیه خُطوطٌ صُفْرٌ ،قال النّابِغَه:
صَفْرَاءُ کالسِّیَرَاءِ أُکْمِلَ خَلْقُهَا
کالغُصْنِ فی غُلَوَائِهِ المُتَأَوِّدِ
ص:560
أَو یُخالِطُه حَرِیرٌ ،و قیل:هی من ثیابِ الیَمَنِ ،قلْت:
و هو المشهورُ الآن بالمضف،و
14- فی الحدیث: «أَهْدَی إِلیهِ أُکَیْدِرُ دُومَهَ حُلَّهً سِیَرَاءَ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو نَوعٌ من البُرُودِ یُخالِطُه حَریرٌ کالسُّیُورِ ،و هی فِعَلاءُ من السَّیْرِ القِدِّ،قال:
هکذا رُوِیَ علی هذه الصِّفه،قال:و قال بعضُ المتأَخِّرینَ :
إِنّمَا هو علی الإِضافَهِ ،و احتجّ بأَن سیبویه قال:لم یأْتِ فِعَلاءُ صِفَهً لکن اسماً،و شَرَحَ السِّیَرَاءَ ،بالحریر (1)الصّافی، و معناه حلَّه حَرِیرٍ،و
1- فی الحدیث: «أَعْطَی عَلِیَّا بُرْداً [ سِیَرَاءَ ] (2)و قالَ :اجْعَلْهُ خُمُراً». و
17- فی حدیثِ عُمَر: «رَأَی حُلَّهً سِیَرَاءَ تُباعُ ».
و السِّیَرَاءُ : الذَّهَبُ ،و قیل:هو الذَّهَبُ الصّافِی الخَالِصُ .
و قال الفَرّاءُ: السِّیَرَاءُ : نَبْتٌ ،و لم یَصِفْه الدِّینَوَرِیّ ، و قیل:هو یُشْبِهُ الخُلَّهَ (3)،کذا فی التکمله.
و هی أَیضاً القِرْفَهُ اللاَّزِقَهُ بالنَّواهِ و استعاره الشّاعرُ للخِلْبِ ،و هو حِجَابُ القَلْبِ فقال:
نَجَّی امْرَأً من مَحَلِّ السَّوْءِ أَنّ لهُ
فی القَلْبِ من سِیَرَاءِ القَلْبِ نِبْرَاسَا
و السِّیَراءُ : جَرِیدَه من جَرَائِدِ النَّخْلَهِ .
و السَّیِّرَانُ (4)،بکسر الیاءِ المُشَدَّدَهِ :ع جاءَ ذِکْره فی الشَّعر.
و صُقْعٌ بالعِرَاقِ ،بین واسِطَ و فَمِ النِّیل،و أَهلُ السَّوادِ یُحِیلُون اسمَه.
و سِیرَوَان ،بالکسر و فتح الراءِ:کُورَهُ مَاسَبَذَانَ ، مُحَرَّکهً ، أَو کُورَهٌ بجَنْبِهَا ،و قال الصّاغانی بالجَبَل. و سِیرَوَانُ : ه،بمِصْرَ،منها أَبو علیًّ أَحمدُ بنُ إِبراهِیمَ بنِ مُعَاذٍ السِّیرَاوَانِیّ ،سکنَ نَسَفَ ،و مات بها سنه 329،عن إِسحاقَ بنِ إِبراهِیمَ الدَّبَرِیّ و علیِّ بن المُبَارَکِ الصَّاغانِیّ ،و الذی ذکَره یاقوت أَنّ أَبا عَلِیّ هذا من قَریهٍ بِنَسَفَ ،و لم أَجد سِیرَوَانَ فی القُرَی المِصْریّه،مع کثرهِ تَتَبُّعی فی مظانِّها.
و سِیرَوَانُ : ع،بفارِس و سِیرَوَانُ : ع،قَرْبَ الرَّیِّ ،کذا فی معجم یاقوت.
و سَارُ الشَّیْ ءِ: سائِرُهُ ،أَی جَمیعه،و هما لُغَتان،قال أَبو ذُؤَیْبٍ یَصفُ ظَبْیَه:
و سَوَّدَ ماءُ المَرْدِ فَاهَا فَلَوْنُه
کَلَوْنِ النَّؤُرِ و هی أَدْماءُ سارُها
أَی سائِرُها ، و قد ذُکِرَ فی س ا ر ،و مرّ هناک تفصیلُ القَولینِ و من المَجَاز: سَیَّرَ الجُلَّ عن الفَرَسِ :نَزَعَه و أَلقْاه عنه (5).
و سَیَّرَ المَثَلَ :جَعَلَه سائِراً شائِعاً فی الناس،و کذلک الکلامَ ،و یقال:هذا مَثَلٌ سائِرٌ ،و قد سَیَّرَ أَمْثَالاً سائِرَهً ،و هو مَجَاز.
و سَیَّرَ سِیرَهً ،بالکسر: جاءَ بأَحادِیثِ الأَوائِلِ أَو حَدَّثَ بها.
قال شیخنا:و السِّیرَهُ النَّبَوِیَّه،و کُتُبُ السِّیَرِ ،مأْخوذهٌ من السِّیرَهِ بمعنَی الطَّرِیقَهِ ،و أُدْخِلَ فیها الغَزَوَات و غیر ذلک.
إِلْحَاقاً أَو تأْوِیلاً.
و سَیَّرَت المَرْأَهُ خِضَابَها:خَطَّطَتْه ،أَی جعَلَتْه خُطُوطاً، کالسُّیُورِ و أَنشد الزَّمَخْشَرِیُّ لابن مُقْبِلٍ :
و أَشْنَبَ تَجْلُوه بِعُودِ أَراکَهٍ
و رَخْصاً عَلَتْه بالخِضَابِ مُسَیَّرَا
و المُسَیَّر ،کمُعَظَّم:ثَوْبٌ فیه خُطُوطٌ تُعمَلُ من القَزِّ، کالسُّیُوِر .
ص:561
و قیل:بُرُودٌ یُخالِطُهَا حَرِیرٌ،و یقال:ثَوْبٌ مُسَیَّرٌ :وَشْیُه مثْلُ السُّیُورِ .
و مُسَیَّرٌ : اسم جماعهٍ ،منهم:أَبُو الزَّعْرَاءِ یَحْیَی بنُ الوَلِیدِ بنِ المُسَیَّر الطّائِیّ ،عن مُحِلّ بنِ خِلِیفَه،و عنه ابنُ مَهْدِیّ و زیدُ بنُ الحُبَابِ .
و مُسَیَّرُ القَرْعِ : حَلْوَاءُ ،معروف.
و من المَجَاز: تَسَیَّرَ جِلْدُه ،إِذا تَقَشَّرَ و صار شبْهَ السُّیُور .
و اسْتَارَ :امْتَارَ ،قال الرّاجز:
أَشْکُو إِلی اللّه العَزِیزِ الغَفَّارْ
ثمَّ إِلَیْکَ الیومَ بُعْدَ المُسْتَارْ
و یقال: المُسْتَارُ فی هذا البَیتِ مُفْتَعَلٌ من السَّیْرِ .
و یقال: اسْتَارَ بسِیرَتِه ،إِذا اسْتَنَّ بسُنَّتِه و طِرِیقَتِه.
و سَیَرٌ ،کجَبَل ،هکذا ضبطَه الصّاغانیّ و غیره،و ضبطه ابنُ الأَثِیر و غیرُه بفتح السین و تشدید الباءِ الموحَّدَهِ (1)المکسوره: ع
14- و هو کَثِیبٌ بینَ بَدْرٍ و المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ قَسَمَ فیه النبیّ صلی اللّه علیه و سلّم غَنَائِمَ بَدْرٍ . و سبق فی س ب ر أَیضاً أَنّ سَبِّرَ کَثیبٌ بین بَدْرٍ و المدینهِ ،کما ذکره الصاغانیّ هناک أَیضاً،فهما مَوضِعان،أَو أَحَدُهما تصحیفٌ عن الآخر،فتأَمّلْ .
*و مما یستدرک علیه:
تَسایَرَ عن وَجْهِه الغَضَبُ : سارَ و زَالَ ،و هو مَجاز،و قد جاءَ ذلک فی حدِیثِ حُذَیْفَه.
و سایَرَهُ مُسَایَرَهً :جارَاه،و تَسَایَرَا .
و بینهما مَسِیرَهُ یَوْمٍ .
و سَیَّرَه من بَلَدِه:أَخْرَجَه و أَخْلاه.و سایَرَهُ : سارَ معه.
و فلانٌ لا تُسَایِرُ خُیَلاهُ ،إِذا کان کَذّابًا.
و قولهم:سِرْ عَنْکَ ،أَی تَغَافَلْ و احتَمِلْ ،و فیه إِضْمارٌ،کأَنّه قال: سِرْ و دَعْ عنْکَ المِراءَ و الشّکّ .
و سَیَّرَ السّهمَ :جعل فیه خُطُوطاً.
و عُقَابٌ مُسَیَّرهٌ :مُخطَّطَه.
و ثَعْلَبَهُ بنُ سَیّار ،له ذِکْرٌ،و إِیّاه عنَی الشاعر-قال ابن بَرِّیّ هو المُفَضَّل النُّکْرِیّ -:
وسائِلَه بثَعْلَبَهَ بنِ سَیْرٍ
و قد عَلِقَتْ بثَعْلَبَهَ العَلُوقُ
جَعَلَه سَیْراً للضروره،نقله الجَوْهَرِیّ فی«ع ل ق» و سیأْتی.
و مَنْزِلَهُ سَیّار :قَرْیَه بمصر،من حَوْفِ رَمْسِیسَ .
و مَسِیر الکوم،و مُنْیَه مَسِیر ،و مَحَلّه مَسِیر :قُرَّی بالغربیه من مصر.
و مُسَیّر :قریه أُخری بالأُشْمُونَیْنِ .
و الصّاحبُ فَلَکُ الدّین بن المَسیریّ وزَیر الأَشْرَفِ ، مشهورٌ.
و عبد الرزّاق بن یعقوب المسیری ،رَحَلَ و أَدرکَ السِّلفِیّ .
و استدرک صاحب النّاموس هنا سَارَه ،قال:و تُشَدَّد راؤُه، و أَنه اسم سُرِّیَّه إِبراهِیمَ الخَلِیلِ أُمِّ إِسماعیلَ (2)،علیهما السلام.
قلت:و قد رَدّه شیخُنا من أَوجه ثَلاَثه،و کفانَا المُؤْنَهَ فی ذلک،و لکنه لم یُنَبِّه أَنّ الصوابَ استدراکه فی ماده س و ر- کما فعله الصّاغانِیّ و غیره.
و یستدرک علیه أَیضاً:
سَیْسَر ،کحَیْدَر،و هو جَدُّ أَبی الفَضْل أَحمدَ (3)بنِ إِبراهِیمَ بن سَیْسَر البُوشَنْجِیّ حدّثَ ببغدادَ عن ابن عُیَیْنَهَ و أَنَسِ ابنِ عِیاض،و عنه وَکِیعٌ القَاضِی.
ص:562