سرشناسه: مرتضی زبیدی ، محمد بن محمد، 1145-1205ق .
عنوان قراردادی: تاج العروس فی شرح القاموس
عنوان و نام پدیدآور: تاج العروس من جواهر القاموس / محمدمرتضی الحسینی الزبیدی .
مشخصات نشر: بیروت: دارالهدایه ، 1385ق. = 1965م. = 1344 -
مشخصات ظاهری: 20ج.
فروست: التراث العربی ؛ 16.
وضعیت فهرست نویسی: برونسپاری
یادداشت: عربی.
یادداشت: کتاب حاضر به "تاج العروس فی شرح القاموس " نیز معروف است .
یادداشت: هر جلد را محقق جداگانه به نگارش در آورده است.
یادداشت: ج.2 و 3 (چاپ اول: 1386ق.= 1966م.= 1345).
یادداشت: ج.4 (چاپ اول: 1387ق.= 1968م.=1347).
یادداشت: ج.5 و 6 (چاپ اول: 1389ق.= 1969م.=1368).
یادداشت: ج.8 (چاپ اول: 1390ق.= 1970م.= 1369).
یادداشت: ج.9 (چاپ اول: 1391ق.= 1971م.= 1350).
یادداشت: ج.10 (چاپ اول: 1392ق.= 1972م.= 1351).
یادداشت: ج.13و14 (چاپ اول: 1394ق.= 1974م.= 1353).
یادداشت: کتابنامه .
موضوع: زبان عربی -- واژه نامه ها
رده بندی کنگره: PJ6620 /م 4ت 2 1344
رده بندی دیویی: 492/73
شماره کتابشناسی ملی: م 75-5538
ص :1
تاج العروس من جواهر القاموس / محمدمرتضی الحسینی الزبیدی
ص :2
رَأَبَ إِذا أَصلح،و رَأَبَ الصَّدْعَ و الإنَاءَ کمَنَعَ یَرْأَبُهُ رَأْباً : أَصْلَحَه،و شَعَبَه، کارْتَأَبَهُ کذا فی النسخ،و فی أُخری کأَرْأَبَهُ (1)و قیل: رأَّبَهُ بالتَّشْدِیدِ،قال الشاعر:
یَرْأَبُ الصَّدْعَ و الثَّأَی بِرَصِینٍ مِنْ سَجَایَا (2)آرَائِهِ و یَغِیرُ
الثَّأَی:الفَسَادُ،أَی یُصْلِحُه و قال الفرزدق:
وَ إِنِّیَ مِنْ قَوْمٍ بِهِمْ تُتَّقَی العِدا وَ رَأبُ الثَّأَی و الجَانِبُ المُتَخَوَّفُ
و هُو مِرْأَبُ ،کمِنْبَرٍ، و المِرْأَب :المِشْعَبُ (3)،و رَجُلٌ مِرْأبٌ وَ رآبٌ (4)کشدِّادٍ إذا کان یَشْعَبُ صُدُوعَ الأَقْدَاحِ و یُصْلِحُ بَیْنَ القَوْمِ ،أو یُصْلِحُ رَأْبَ الأَشْیاءِ،و قَوْمٌ مَرَائِیبُ ، قال الطِّرِمَّاحُ یمدح قوماً:
نُصُرٌ لِلذَّلِیلِ فی نَدْوَهِ الحَ یِّ مَرَائِیبُ لِلثَّأَی المُنْهَاضِ
و رَأَبَ بَیْنَهُمْ یَرْأَبُ : أَصْلَح ما بینهم،و کلُّ ما أَصْلَحْتَه فقد رَأَبْتَهُ ،و منه قولُهم:اللهُمَّ ارْأَبْ بَیْنَهُمْ ،أَی أَصْلِحْ ، و کُلُّ صَدْعٍ لأَمْتَهُ فقَد رَأَبْتَه .
و رَأَبَتِ الأَرْضُ إِذَا نَبَتَتْ رَطْبَتُهَا بَعْدَ الجَزِّ.
و الرُّؤْبَهُ بالضَّمِّ :القِطْعَهُ مِنَ الخَشَبِ الَّتِی یُرْأَبُ بِهَا الإِنَاءُ أَی یُشْعَبُ و یُصْلَحُ و یُسَدُّ بها ثُلْمَهُ الجَفْنَهِ ،و
17- قَدْ وَرَدَ فی دعَاءٍ لبَعْضِ الأَکَابِرِ: اللَّهُمَّ ارْأَبْ حَالَنَا. و هو مجازٌ،و عن أَبی حاتم أَنه سَمِعَ من یقول:رَبْ ،و هی لُغَهٌ جَیِّدَهٌ ،کَسَلْ و اسْأَل، قِیلَ :و بِه سُمِّی أَبُو الجَحَّافِ رُؤْبَهُ بنُ العَجَّاجِ بنِ رُؤْبَهَ بنِ لَبِیدِ بنِ صَخْر بنِ کثیفِ بنِ عمیرَهَ بنِ حُنَیِّ بنِ رَبِیعَهَ بنِ سَعْدِ بنِ مَالِکٍ التَّمِیمِیُّ ،عَلَی أَصَحِّ الأَقْوَالِ ،و به جَزَمَ الشیخ أَبو حَیَّانَ فی شرح التسهیل،و اقتصر علیه الجوهریّ ،و أَبو العباس ثعلبٌ فی الفصیح،و فی التهذیب:
رُؤْبَهُ بن العَجَّاجِ مهموزٌ،و سیأْتی فی روب .
و الرُّؤْبَهُ :الرُّقْعَهُ التی یُرْقَعُ بها الرَّحْلٌ إِذا کُسِرَ،و الرُّؤْبَهُ ، مَهْمُوزَهً :ما تُسَدُّ به الثُّلْمَهُ ،قال طُفَیْلٌ الغَنَوِیُّ :
لَعَمْرِی لَقَدْ خَلَّی ابنُ خَیْدَعَ ثُلْمَهً و مِنْ أَیْنَ إِنْ لَمْ یَرْأَبِ اللّه تُرْأَبُ (5)
قال یعقوب:هو مثلُ :لَقَدْ خَلَّی ابنُ خَیْدَعَ ثُلْمَهً .قال:
و خَیْدَعُ هی امرأَهٌ ،و هی أُمُّ یَرْبُوعٍ ،یَقُول:مِن أَین تُسَدُّ تلک الثُّلْمَهُ إِنْ لم یَسُدَّها اللّه،و الجَمْعُ رِئَابٌ ،قال أُمَیَّهُ یَصِفُ السَّماءَ:
سَرَاهُ صَلاَیَهٍ خَلْقَاءَ صِیغَتْ تُزِلُّ الشَّمْسَ لَیْسَ لَهَا رِئَابُ (6)
أَی صُدُوعٌ و هو مهموزٌ،و فی«التهذیب» الرُّؤْبَهُ :الخَشَبَهُ التی تَرْأَبُ (7)بها المُشَقَّرَ (8)،و هو القَدَحَ الکَبِیرُ من الخَشَبِ ، و الرُّؤْبَهُ :القِطْعَهُ من الحَجَرِ تُرْأَبُ بها البُرْمَهُ و تُصْلَحُ بِها، و سیأْتی بعضُ معانِی الرُّؤْبَهِ فی روب،و من المجاز قولُهُم:
هُوَ أُرْبَهُ عَقْدِ الإخَاءِ،و رُؤْبَهُ صَدْعِ الصَّفَاءِ.
و الرَّأْبُ : الجَمْعُ و الشَّدُّ،و رَأَبَ الشَّیْ ءَ:جَمَعهُ و شَدَّهُ
ص:3
بِرِفْقٍ ،و
17- فی حدیث عائشهَ تَصِفُ أَبَاهَا: « یَرْأَب (1)شَعْبَهَا»و فی حدیثِهَا الآخر« رَأَبَ الثَّأَی». أَیْ أَصْلَحَ الفَاسِدَ و جَبَرَ الوَهْنَ ، و
17- فی حدیث أُمِّ سَلَمَهَ لعائشهَ رضی اللّه عنهما: «لاَ یُرْأَبُ بِهِنَّ إِن صُدِع». و قال کعب بن زهیر (2):
طَعَنَّا طَعْنهً حَمْرَاءَ فِیهِمْ حَرَامٌ رَأْبُهَا حَتَّی المَمَاتِ
و الرَّأْبُ : السَّبْعُونَ مِنَ الإِبِلِ ،و من المجاز الرَّأْبُ :
بمَعْنَی السَّیِّد الضَّخْم، یقالُ :فیهم ثَلاَثُونَ رَأْباً یَرْأَبُونَ أَمْرَهُمْ ،و من المجازِ قولُهُمْ :کَفَی بِفُلاَنٍ رَأْباً لِأَمْرِکَ ،أَی رَائِباً ،و هو وَصْفٌ بالمَصْدَرِ،کذا فی الأَساس.
و المُرْتَأَبُ :المُغْتَفَرُ نقله الصاغانیّ :و فی نسخه المعتفن.
و من المجاز:هُوَ رِئَابُ بَنِی فُلاَنٍ ، ککِتَابٍ هَارُونُ بنُ رِئَابٍ الصَّحَابِیُّ البَدْرِیُّ هکذا فی النسخِ و هذا خطأٌ و الصوابُ «و ککتاب،و هَارُونُ (3)بنُ رِئَابٍ مَشْهُور،و رِئَاب ابنُ حُنَیْفٍ الصَّحَابِیُّ البَدْرِیُّ »و ذلک لأَنَّ هارونَ بنَ رِئَابٍ لیس بصَحَابِیٍّ بل هو من طَبَقَهِ التابعینَ تَمِیمِیٌّ ،کُنْیَتُهُ أَبُو الحسنِ أَو أَبو بَکْرٍ بَصْرِیٌّ عابِدٌ،و أَخَوَاهُ :الیَمَانُ بنُ رِئَابٍ من أَئِمَّهِ الخَوَارِجِ ،و عَلِیُّ بنُ رِئَابٍ من أَئِمَّهِ الرَّوَافِضِ ، و کانُوا مُتَعَادِینَ کُلُّهُمْ ،و هَارُونُ رَوَی له مُسْلِمٌ و أَحمَد (4)و النَّسَائِیُّ ،و أَمَّا رِئَابُ بنُ حُنَیْفِ بنِ رِئَابٍ فهو أَنْصَارِیٌّ بَدْرِیٌّ و اسْتُشْهِدَ بِبِئْرِ مَعُونَهَ ،نقله الغسَّانِیُّ عنِ العَدَوِیِّ ،فتأْمل ذلک، و رِئَابُ بنُ عَبْدِ اللّهِ المُحَدِّثُ عن أَبِی رجاءٍ،و عنه مُوسَی بنُ إِسْمَاعِیلَ ، و رِئابُ بن النُّعْمَانِ بن سِنَانٍ جَدُّ جَابِرِ بنِ عبدِ اللّه الأَنْصَارِیّ السَّلَمِیّ الصَّحَابِیّ رضی اللّه عنه،و رِئَابٌ المُزَنِیُّ جَدُّ أَبِی مُعَاوِیَهَ بنِ قُرَّهَ و رِئَابٌ جَدُّ أُمِّ المُؤْمِنِینَ زَیْنَبَ بِنْتِ جَحْشِ ،رضی اللّه عنهم و رِئَابُ بنُ مُهَشِّم بن سَعیدٍ القُرَشِیّ السَّهْمِیّ له صُحْبَهٌ .
الرَّبُّ هُوَ اللّه عَزَّ و جَلَّ ،و هو رَبُّ کلِّ شیءٍ، أَی مالِکُه،له الرُّبُوبِیَّهُ علی جَمِیعِ الخَلْقِ ،لا شَرِیکَ له، و هو رَبُّ الأَرْبَابِ ،و مَالِک المُلوکِ و الأَمْلاَکِ ،قال أَبو منصور:و الرَّبُّ یُطْلَقُ فی اللُّغَه علی المَالِکِ ،و السَّیِّدِ، و المُدَبِّرِ،و المُرَبِّی ،و المُتَمِّمِ و بالَّلامِ لاَ یُطْلَقُ لِغَیْرِ اللّه عَزَّ و جَلَّ و فی نسخه:علی غَیْرِ اللّه عزّ و جلّ إِلاّ بالإِضافَهِ ،أَی إِذا أُطْلِقَ علی غَیْرِهِ أُضِیفَ فقِیلَ : رَبُّ کَذَا،قال:و یقالُ :
الرَّبُّ ،لِغَیْرِ اللّه و قد قَالُوه فی الجَاهِلِیَّهِ لِلْمَلِکِ ،قال الحَارِثُ بنُ حِلِّزَهَ :
و هُوَ الرَّبُّ و الشَّهِیدُ عَلَی یَوْ مِ الحِیارَیْنِ وَ البَلاَءُ بَلاءُ (5)
و رَبٌّ بِلاَ لاَمٍ قَدْ یُخَفَّفُ ، نقلها الصاغانیّ عن ابن الأَنْبَارِیّ ،و أَنشد المُفضّل:
وَ قَدْ عَلِمَ الأَقْوَامُ أَنْ لَیْسَ فَوْقَهُ رَبٌ غَیْرُ مَنْ یُعْطِی الحُظُوظَ و یَرْزُقُ (6)
کذا فی لسان العرب و غیرِه من الأُمَّهَاتِ ،فقولُ شیخِنَا:
هذا التخفیفُ مما کَثُرَ فیه الاضْطِرَابُ إِلی أَنْ قالَ :فإِنّ هذا التعبیرَ غیرُ معتادٍ و لا معروفٍ بین اللغویینَ و لا مُصْطَلَحٍ علیه بینَ الصَّرْفِیِّینَ ،مَحَلُّ نَظَرٍ.
و الاسْمُ الرِّبَابَهُ بالکَسْرِ قال:
یَا عِنْدُ أَسْقَاکِ بِلاَ حِسَابَهُ سُقْیَا مَلِیکٍ حَسَنِ الرِّبَابَهْ
و الرُّبُوبِیَّهُ ،بالضَّمِّ کالرِّبَابَهِ : و عِلْمٌ رَبُوبِیٌّ بالفَتْحِ نِسْبَهٌ إِلی الرَّبِّ علَی غَیْرِ قِیَاسِ و حکی أَحمد بن یحیی لاَ وَ رَبْیِکَ مُخَفَّفَهً ،لا أَفْعَلُ ،أَی لاَ وَ رَبِّکَ ،أُبْدِلَ البَاءَ یَاءً للتَّضْعِیفِ و رَبُّ کُلِّ شیْ ءٍ:مَالِکُهُ و مُسْتَحِقُّهُ ،أَوْ صَاحِبُهُ یقال:فلانٌ رَبُّ هَذَا الشیءِ،أَی مِلْکُه لَهُ ،و کُلَّ مَنْ مَلَکَ شَیْئًا فهو رَبُّهُ ،یقال:هُوَ رَبُّ الدَّابَّهِ ،و رَبُّ الدَّارِ،و فُلاَنَهُ
ص:4
رَبَّهُ البَیْتِ (1)،و هُنَّ رَبَّاتُ الحِجَالِ ،و
16- فی حدیث أَشْرَاطِ السَّاعَهِ : «أَنْ تَلِدَ الأَمَهُ رَبَّتَهَا ،و رَبَّهَا (2). أَرادَ به المَوْلَی و السَّیِّدَ یَعْنِی أَنَّ الأَمَهَ تلِدُ لِسَیِّدِهَا وَلَداً فَیَکُونُ کالمَوْلَی لَهَا لأَنَّه فی الحَسَبِ کَأَبِیهِ ،أَرَادَ أَنَّ السَّبْیَ یَکْثُرُ و النِّعْمَهَ تَظْهَرُ فی النَّاسِ فَتَکْثُرُ السَّرارِی،و
16- فی حدیث إِجَابه الدَّعْوَهِ : (3)«اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَهِ ». أَی صَاحِبَهَا،و قیلَ المُتَمِّمَ لَهَا و الزَّائِدَ فی أَهْلِهَا و العَمَلِ بها و الإِجَابَهِ لَهَا،و
16- فی حدیث أَبی هریرهَ :
«لاَ یَقُلِ المَمْلُوکُ لِسَیِّدِهِ : رَبِّی ». کَرِهَ أَنْ یَجْعَلَ مَالِکَهُ رَبًّا [له] (4)لِمُشَارَکَهِ اللّهِ فی الرُّبُوبیَّه (5)فَأَمَّا قوله تعالَی اُذْکُرْنِی عِنْدَ رَبِّکَ (6)فَإِنَّهُ خَاطَبَهُمْ عَلَی المُتَعَارَفِ عِنْدَهُمْ ،و علی ما کانُوا یُسَمُّونَهُمْ به،و فی ضَالَّهِ الإِبِلِ «حَتَّی یَلْقَاهَا رَبُّهَا » فإِن البَهَائِمَ غَیْرَ مُتَعَبّدَهٍ وَ لاَ مُخَاطَبَهٍ ،فهی بمَنْزِلَهِ الأَمْوَالِ التی (7)تَجُوزُ إِضَافَهُ مالِکِها إِلیها،و قولُه تعالی اِرْجِعِی إِلی رَبِّکِ راضِیَهً مَرْضِیَّهً . فَادْخُلِی فِی عَبْدِی (8)فِیمَنْ قَرَأَ به، مَعْنَاهُ -و اللّه أَعْلَمْ -ارْجِعِی إِلی صَاحِبِکِ الذی خَرَجْتِ مِنْهُ ، فادخُلِی فیهِ ،و قال عز و جل إِنَّهُ رَبِّی أَحْسَنَ مَثْوایَ (9)قال الزجاج:إِنَّ العَزِیزَ صَاحِبِی أَحْسَنَ مَثْوَای،قال:و یَجُوزُ أَنْ یکونَ :اللّه رَبِّی أَحْسَنَ مَثْوَایَ ، ج أَرْبَابٌ و رُبُوبٌ .
و الرَّبَّانِیُّ : العَالِمُ المُعَلِّمُ الذی یَغْذُو النَّاسَ بصِغَارِ العُلُومِ (10)قبلَ کِبَارِهَا،
17- و قال مُحَمَّدُ بنُ عَلِیٍّ ابنُ الحَنَفِیَّهِ لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللّه بنُ عَبَّاسٍ «الیوْمَ مَاتَ رَبَّانِیُّ هَذِهِ الأُمَّهِ ».
و
1- رُوِی عن عَلِیٍّ أَنَّه قَالَ : «النَّاسُ ثَلاثَهٌ :عَالِمٌ رَبَّانِیٌّ ،و مُتَعَلِّمٌ عَلَی سَبِیلِ نَجَاهٍ ،و هَمَجٌ رَعَاعٌ أَتباعُ کُلِّ نَاعِقٍ ». و الرَّبَّانِیُّ :
العَالِمُ الرَّاسِخُ فی العِلْمِ و الدِّینِ ،أَو العَالِمُ العَامِلُ المُعَلِّمُ ، أَو العالِی الدَّرَجَهِ فی العِلْمِ ،و قیلَ : الرَّبَّانِیُّ : المُتَأَلِّهُ العَارِفُ باللّهِ عَزَّ و جَلَ . و مُوَفّقُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِی العَلاَءِ الرَّبَّانِیُّ المُقْرِئ کانَ شَیْخاً للصُّوفِیّهِ ببَعْلَبَکَّ لَقِیَه الذَّهَبِیُّ .
و الرِّبِّیُّ و الرَّبَّانِیُّ : الحَبْرُ بکَسْرِ الحَاء و فَتْحِها،و رَبُّ العِلْمِ و یقالُ : الرَّبَّانِیّ :الذی یَعْبُدُ الرَّبَّ ،قال شیخُنَا:
و یوجدُ فی نُسخ غریبهٍ قدیمهٍ بعد قوله«الحَبْرُ»ما نَصَّه:
مَنْسُوبٌ إِلَی الرَّبَّانِ ،و فَعْلاَنُ یُبْنَی مِنْ فَعِلَ مَکْسورِ العَیْنِ کَثِیراً کعَطْشَانَ و سَکْرَانَ ،و مِنْ فَعَلَ مَفْتُوحِ العَیْن قَلِیلاً کنَعْسَانَ ، إلی هنا، أَوْ هُوَ مَنْسُوبٌ إِلی الرَّبِّ ،أَی اللّهِ تعالَی بزیادَهِ الأَلِف و النونِ للمُبَالَغَهِ ،[فی النسب] (11)و قال سیبویه:
زادُوا أَلفاً و نُوناً فی الرَّبَّانِیِّ إِذا أَرَادُوا تَخْصِیصاً بعِلْمِ الرَّبِّ دُونَ غَیْرِه،کأَنَّ مَعْنَاهُ صاحبُ عِلْمِ بالرَّبِّ دونَ غیرِه من العُلُومِ ، و الرَّبَّانِیُّ (12)کقولِهِم إِلهِیٌّ ،و نُونُه کلِحْیَانِیّ و شَعْرَانِیّ و رَقَبَانِیّ إذا خصَّ بِطُولِ اللِّحْیَهِ و کَثْرَهِ الشَّعْرِ و غِلَظِ الرَّقَبَهِ ، فإِذا نَسَبُوا إلی الشَّعِر قالوا:شَعِریُّ ،و إلی الرَّقَبَهِ قالُوا رَقَبِیٌّ و[إِلی اللّحْیَه] 11لِحْیِیّ ،و الرِّبِّیُّ المنسوب إِلی الرَّبّ ، و الرَّبَّانِیُّ :الموصوف بعِلْمِ الرَّبِّ ،و فی التنزیل کُونُوا رَبّانِیِّینَ (13)قال زِرُّ بنُ عَبْدِ اللّهِ :أَی حُکَمَاءَ عُلَمَاءَ،قال أَبو عُبیدٍ:سمعتُ رجلاً عالِماً بالکُتُب یقولُ : الرَّبَّانِیُّونَ :
العُلَمَاءُ بالحَلاَلِ و الحَرَام،و الأَمْرِ و النَّهْی،قال:
و الأَحْبَارُ :أَهْلُ المَعْرِفَهِ بِأَنْبَاءِ الأُمَمِ ،و مَا (14)کَانَ و یَکُونُ ، أَوْ هُوَ لَفْظَهٌ سِرْیَانِیَّهٌ أَوْ عِبْرَانِیَّهٌ ،قاله أَبو عُبَیْد،و زَعَمَ أَنَّ العَربَ لا تعرفُ الرَّبَّانِیِّینَ و إِنَّما عَرَفَهَا الفُقَهَاءُ و أَهْلُ العِلْمِ .
وَ طَالَتْ مَرَبَّتُهُ النَّاسَ و رِبَابَتُه ،بالکَسْرِ أَی مَمْلَکَتُهُ قال عَلْقَمَه بنُ عَبَدَه:
و کُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَیْکَ رِبَابَتِی و قَبْلَکَ رَبَّتْنِی فَضِعْتُ رُبُوبُ (15)
و یُرْوی: رَبُوبُ ،بالفَتْحِ ،قال ابن منظور:و عِنْدِی أَنَّه
ص:5
اسمٌ للجَمْع. و إِنَّه مَرْبُوبٌ بَیِّنُ الرُّبُوبَهِ أَی مَمْلُوکٌ و العِبَادُ مَرْبُوبُونَ لِلّه عَزَّ و جَلَّ ،أَی مَمْلُوکُونَ .
و رَبَّهُ یَرُبُّه کان له رَبّاً .
و تَرَبَّبَ الرَّجُلَ و الأَرْضَ :ادَّعَی أَنَّهُ رَبُّهُمَا .
و رَبَّ النَّاسَ یَرُبُّهُمْ : جَمَعَ ، و رَبَّ السَّحَابُ المَطَرَ یَرُبُّهُ ، أَی یَجْمَعُهُ و یُنَمِّیهِ ،و فُلاَنٌ مَرَبٌّ ،أَی مَجْمَعٌ یَرُبُّ النَّاسَ و یَجْمَعُهُم.
و من المجاز: رَبَّ المَعْرُوفَ و الصَّنِیعَهَ و النِّعْمَهَ یَرُبُّهَا رَبًّا وَ رِبَاباً و رِبَابَهً -حَکَاهُمَا اللِّحْیَانیّ -و رَبَّبَهَا :نَمَّاهَا و زَادَ هَا و أَتَمَّهَا و أَصْلَحَهَا.
و رَبَّ بالمَکَانِ : لَزِمَ (1)قال:
رَبَّ بِأَرْضٍ لاَ تَخَطَّاهَا الحُمُرْ
و مَرَبُّ الإِبِلِ :حَیْثُ لَزِمَتْهُ . و رَبَّ بالمَکَانِ ،قال ابن درید: أَقَامَ به، کَأَرَبَّ ،فی الکُلِّ ،یقال أَرَبّتِ الإِبِلُ بمکَانِ کَذَا:لَزِمَتْهُ و أَقَامَتْ به،فهی إِبِلٌ مَرَابُّ :لَوَازِمُ ،و أَرَبَّ فلانٌ بالمکان و أَلَبَّ ، إِرْبَاباً و إِلْبَاباً،إِذا أَقَامَ به فلم یَبْرَحْهُ ،و
16- فی الحدیث: «اللَّهُمَّ إِنِّی أَعُوذُ بِکَ مِنْ غِنًی مُبْطِرٍ و فَقْرٍ مُرِبٍّ ». قال ابنُ الأَثِیر:أَوْ قَالَ «مُلِبٍّ »أَی لاَزِم غَیْرِ مُفَارِقٍ ،من أَرَبَّ بالمَکَانِ و أَلَبَّ إِذا أَقَامَ به و لَزِمَه،و کُلُّ لازمٍ شَیْئاً مُرِبٌّ .
و أَرَبَّتِ الجَنُوبُ :دَامَتْ .
و من المجاز: أَرَبَّتِ السَّحَابَهُ :دَامَ مَطَرُهَا.
و أَرَبَّتِ النَّاقَهُ :لَزِمَتِ الفَحْلَ و أَحَبَّتْهُ .
و أَرَبَّتِ النَّاقَهُ بِوَلَدِهَا:لَزِمَتْ (2)،و أَرَبَّتْ بالفَحْلِ :لَزِمَتْهُ و أَحَبَّتْهُ ،و هِی مُرِبُّ ،کذلک،هذه رِوَایَهُ أَبِی عُبَیْدٍ عن أَبی زید.
و رَبَّ الأَمْرَ یَرُبُّهُ رَبًّا و رِبَابَهً : أَصْلَحَهُ و مَتَّنَهُ ،أَنشد ابن الأَنباریّ :
یرُبُّ الذی یَأْتِی مِنَ العُرْفِ إِنَّهُ إِذَا سُئلَ المَعْرُوفَ زَادَ و تَمَّمَا
و من المجاز: رَبَّ الدُّهْنَ :طَیَّبهُ و أَجَادَهُ ، کَرَبَّبَه ، و قال اللِّحْیَانیّ : رَبَبْتُ الدُّهْنَ :غَذَوْتُهُ بالیَاسَمِینِ أَو بَعْضِ الرَّیَاحِینِ ،و دُهْنٌ مُرَبَّبٌ ،إِذا رُبِّبَ الحَبُّ الذی اتُّخِذَ منه بالطِّیبِ .
و رَبَّ القَوْمَ :سَاسَهُمْ ،أَی کان فَوْقَهُمْ ،و قال أَبو نصر:
هو مِن الرُّبُوبِیَّهِ و
17- فی حدیث ابن عبّاس مع ابن الزُّبیر: «لأَنْ یَرُبَّنِی بَنُو عَمِّی أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ یَرُبَّنِی غَیْرُهُمْ ». أَی یَکُونُونَ عَلَیَّ أُمَرَاءَ و سَادَهً مُتَقَدِّمِینَ ،یَعْنِی بَنِی أُمَیَّهَ فإِنَّهُمْ إِلی ابنِ عبّاسٍ [فی النَّسَبِ ] (3)أَقْرَبُ من ابنِ الزُّبَیْرِ.
وَ رَبَّ الشَّیْ ءَ:مَلَکَهُ قال ابن الأَنْبَاریّ : الرَّبُّ یَنْقَسِمُ علی ثَلاَثَهِ أَقْسَامٍ ،یَکُونُ الرَّبُّ :المَالِکَ ،و یکونُ الرَّبُّ :السَّیِّدَ المُطَاعَ ،و یکُونُ الرَّبُّ :المُصْلِحَ ،و
17- قولُ صَفْوَان[بن أمیه] 3: «لأَنْ یَرُبَّنِی فُلاَنٌ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ أَنْ یَرُبَّنِی فُلاَنٌ ». أَی سَیِّدٌ یَمْلِکُنِی.
و رَبَّ فلانٌ نِحْیَهُ أَیِ الزِّقَّ یَرُّبُّهُ رَبًّا بالفَتْحِ و یُضَمُّ : رَبَّاهُ بالرُّبِّ أَی جَعَلَ فیه الرُّبَّ و مَتَّنَه به،و هُوَ نِحْیٌ مَرْبُوبٌ قال:
سَلالَهَا فی أَدِیمٍ غَیْرِ مَرْبُوبِ
أَی غیرِ مُصْلَحٍ ،و فی لسان العرب: رَبَبْتُ الزِّقَّ بالرُّبِّ ، و الحُبَّ بالقِیرِ و القَارِ أَرُبُّهُ رَبَّا (4)أَی مَتَّنْتُهُ و قیلَ : رَبَبْتُه :دَهَنْتُهُ و أَصْلَحْتُه،قال عَمْرُو بن شَأْسٍ یخَاطِبُ امْرَأَته،و کانت تُؤْذِی ابْنَهُ عِرَاراً:
و إِنَّ عِرَاراً إِنْ یَکُنْ غَیْرَ وَاضِحٍ فَإِنِّی أُحِبُّ الجَوْنَ ذَا المَنْکِبِ العَمَمْ
فَإِنْ کُنْتِ مِنّی أَوْ تُرِیدِینَ صُحْبَتِی فکُونِی له کالسَّمْنِ رُبَّ لَهُ الأَدَمْ
أَرَادَ بالأَدَمِ النِّحْیَ ،یقولُ لزوجته:کُونِی لولدِی عِرَارٍ کسَمْنٍ رُبَّ أَدِیمُه أَی طُلِیَ بِرُبِّ التَّمْرِ،لأَنَّ النِّحْیَ إِذَا أُصْلِحَ بالرُّبِّ طابتْ رَائِحَتُه،و مَنَعَ السمنَ [مِنْ غیر] (5)أَنْ یَفْسُدَ طَعْمُهُ أَو رِیحُه.
و رَبَّ وَلَدَهُ و الصَّبِیَّ یَرُبُّهُ رَبًّا : رَبَّاهُ أَی أَحْسَنَ القِیام
ص:6
علیه وَ وَلِیَهُ حَتَّی أَدْرَکَ أَی فارَقَ الطُّفُولِیَّهَ ،کانَ ابنَه أَو لمْ یَکُنْ کَرَبَّبَه تَرْبِیباً ،و تَرِبَّهً ،کتَحِلّهٍ عن اللحْیَانیّ و ارْتَبَّه ، و تَرَبَّبَهُ و رَبَّاهُ تَرْبِیَهً علی تَحْوِیلِ التَّضْعِیفِ أَیضاً،و أَنشد اللحْیَانیّ :
تُرَبِّبُهُ مِنْ آلِ دُودانَ شَلَّهٌ تَرِبَّهَ أُمٍّ لاَ تُضِیعُ سِخَالَهَا (1)
و رَبْرَبَ الرَّجُلُ إِذَا رَبَّی یَتِیماً،عن أَبی عمرو.
و
16- فی الحدیث: «لَکَ نِعْمَهٌ تَرُبُّهَا . أَی تَحْفَظُهَا و تُرَاعِیهَا و تُرَبِّیَها کَمَا یُرَبِّی الرجلُ وَلَدَه،و فی حدیث ابنِ ذِی یَزَن:
أُسْدٌ تُرَبِّبُ فی الغَیْضَاتِ أَشْبَالاَ
أَی تُرَبِّی ،و هو أَبْلَغُ منه،و من تَرُبُّ (2)،بالتَّکْرِیرِ.و قال حسان بن ثابت:
و لأَنْتِ أَحْسَنُ إِذْ بَرَزْتِ لَنَا یَوْمَ الخُرُوجِ بَسَاحَهِ القَصْرِ
مِنْ دُرَّهٍ بَیْضَاءَ صَافِیهٍ مِمَّا تَرَبَّبَ حَائِرُ البَحْرِ
یَعْنِی الدُّرَّهَ التی یُرَبِّیهَا الصَّدَفُ فی قَعْرِ المَاء و زَعَمَ ابنُ درید أَنَّ رَبِبْته کسَمِعَ (3)لغهٌ فیه قال:و کذلک کلُّ طِفْلٍ مِنَ الحیوان غیرِ الإنسان،و کان ینشد هذا البیت:
کَانَ لَنَا و هْوَ فَلُوٌّ نِرْبَبُهْ
کَسَرَ حرفَ المُضَارَعَهِ لیُعْلَمَ أَن ثَانِیَ الفِعْلِ المَاضِی مکسورٌ،کما ذهب إِلیه سیبویهِ فی هذا النحو،قال:و هی لغه هُذَیْلٍ فی هذا الضَّرْبِ من الفِعْلِ ،قلتُ :و هو قولُ دُکَیْنِ بنِ رَجَاءٍ الفُقَیْمِیِّ و آخِرُه:
مُجَعْثَنُ الخَلْقِ یَطِیرُ زَغَبُهْ
و من المجاز:الصَّبِیُّ مَرْبُوبٌ وَ رَبِیبٌ و کذلک الفرسُ (4).
و من المجاز أَیضاً: ربت المرأَهُ صَبِیَّهَا:ضَرَبَتْ علیجَنْبِهِ قلیلاً حتی یَنَامَ ،کذا فی الأَسَاس (5)و المَرْبُوبُ المُرَبَّی ،و قولُ سلامهَ بنِ جَنْدَلٍ :
مِنْ کُلِّ حَتٍّ إِذَا ما ابْتَلَّ مَلْبَدُه صافِی الأَدِیمِ أَسِیلِ الخَدِّ یَعْبُوبِ
لَیْسَ بأَسْفَی وَ لاَ أَقْنَی و لا سَغِلٍ یُسْقَی دَوَاءَ قَفِیِّ السَّکْنِ مَرْبُوبِ
یجوزُ أَن یکونَ أَراد بمَرْبُوب الصَّبِیَّ ،و أَن یکونَ أَرادَ به الفَرَسَ ،کذا فی لسان العرب.
و عن اللِّحْیَانیِّ : رَبَّت الشَّاهُ تَرُبُّ رَبًّا إِذا وَضَعَتْ و قیل:
إذا عَلِقَتْ ،و قیل:لا فِعْلَ لِلرُّبَّی ،و سیأْتی بیانها،و إِنما فرَّقَ المُصنِّفَ مَادَّهً وَاحِدَه فی مواضعَ شَتَّی،کما هو صنیعُه.و قال شیخنا عند قوله:و رَبَّ :جَمَعَ و أَقَامَ ،إِلی آخر العباره:أَطْلَقَ المصنفُ فی الفِعْلِ ،فاقتضی أَنَّ المضارعَ مضمومه سواءٌ کان متعدِّیاً، کرَبَّهُ بمعَانِیه،أَو کان لازماً کَرَبَّ إِذَا أَقَامَ کَأَرَبَّ ،کما أَطلق بعضُ الصرفیین أَنه یقال من بَابَیْ قَتَل و ضَرَبَ مُطْلَقاً سواءٌ کان لازماً أَو متعدیاً، و الصوابُ فی هذا الفِعْل إِجراؤُه علی القواعد الصَّرفیّه، فالمتعدِّی منه کَرَبَّه :جَمَعَه،أَو رَبَّاه مضمومُ المضارع علی القیاس،و اللازِمُ منه کَرَبَّ بالمَکَانِ إِذا أَقام مکسورٌ علی القیاس،و ما عداه کلّه تخلیطٌ من المصنف و غیرِه،أه .
و الرَّبیبُ : المَرْبُوبُ و الرَّبِیبُ : المُعاهَدُ،و الرَّبِیبُ :
المَلِکُ و بهما فُسِّرَ قَولُ امریء القیس:
فَمَا قَاتَلُوا عَنْ رَبِّهِمْ و رَبِیبِهِمْ و لا آذَنُوا جَاراً فَیَظْعَنَ سَالِمَا (6)
أَیِ المَلِکِ (7):و قیلَ ،المُعَاهَدِ.
و الرَّبِیبُ : ابنُ امْرأَهِ الرَّجُلِ مِنْ غَیْرِهِ ، کالرَّبُوبِ ، و هو بمعنی مَرْبُوبٍ ،و یقال (8)لنفس الرجل: رَابٌّ .
و الرَّبِیبُ أَیضاً زَوْجُ الأُمِّ لَهَا وَلَدٌ من غیرِه،و یقال لامرأَهِ
ص:7
الرجل إِذا کان له ولدٌ من غیرها رَبِیبَه ،و ذلک مَعْنَی رَابَّهٍ کالرَّابِّ ، قال أَبو الحَسَنِ الرُّمّانِیُّ :هو کالشَّهِیدِ و الشَّاهِدِ، و الخَبِیرِ و الخَابِرِ،و
16- فی الحَدیث: « الرَّابُّ کَافِلٌ ». و هو زَوْجُ أُمِّ الیَتِیمِ ،و هو اسمُ فاعلٍ من رَبَّهُ یَرُبُّهُ ،أَی تَکَفَّلَ بأَمْرِه (1)، و قال مَعْنُ بن أَوْسٍ یذکر امرأَتَه و ذَکَرَ أَرْضاً لَهَا:
فَإِنَّ بِهَا جَارَیْنِ لَنْ یَغْدِرَا بِهَا رَبِیبَ النَّبِیِّ و ابْنَ خَیْرِ الخَلاَئِفِ (2)
یَعْنِی عُمَرَ بنَ أَبِی سَلَمَهَ ،و هو ابنُ أُمِّ سَلَمَهَ زَوْجِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و عَاصِمَ بنَ عُمَرَ بنِ الخَطَّابِ ،و أَبُوهُ أَبُو سَلَمَهَ ،و هو رَبِیبُ النبیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و الأُنْثَی رَبِیبَهٌ ،و قال أَحْمَدُ بن یحیی:
القَوْم الذین اسْتُرْضِعَ فیهم النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم أَرِبَّاءُ النبیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،کأَنَّه جَمْعُ رَبِیبٍ ،فعیلٌ بمعنی فاعِل.
و الرَّبِیبُ : جَدُّ الحُسَینِ بنِ إِبراهیمَ المُحَدِّث، عن إِسحاقَ البَرْمَکِیِّ ،و عبدِ الوَهّابِ الأَنْمَاطِیِّ .
*وفَاتَهُ أَبو مَنْصُورٍ عبدُ اللّه بنُ عبدِ السلامِ الأَزَجِیُّ ، لَقَبُه رَبِیبُ الدَّوْلَهِ ،عن أَبی القاسِمِ بنِ بَیَّان،و عبدُ اللّه بنُ عبد الأَحَدِ بنِ الرَّبِیبِ المُؤَدِّب،عن السِّلَفِیّ ،و کان صالحاً یُزَارُ ماتَ سنه 621 و ابن الرَّبِیبِ المُؤَرِّخ،و داوودُ بن مُلاعب،یُعْرَفُ بابنِ الرَّبِیبِ أَحَدُ مَنِ انتهی إِلیه عُلُوُّ الإِسْنَادِ بعد السِّتمائه.
و الرِّبَابَهُ بالکَسْرِ:العَهْدُ و المِیثَاقُ ،قال عَلْقَمَهُ بنُ عَبَدَهَ :
و کُنْتُ امْرَأً أَفْضَتْ إِلَیْکَ رِبَابَتِی و قَبْلَکَ رَبَّتْنِی فَضِعْتُ رَبُوبُ 2
کالرِّبَابِ بالکَسْرِ أَیضاً،قال ابن بَرِّیّ ،قال أَبو علیٍّ الفارسی: أَرِبَّهٌ :جَمْعُ رِبَابٍ ،و هو العَهْدُ،قال أَبو ذؤیب یَذْکُرُ حُمُراً:
تَوَصَّلُ بالرُّکْبَانِ حِیناً و تُؤْلِفُ ال جِوَارَ و یُعْطِیهَا الأَمَانَ رِبَابُهَا
و الرِّبَابُ :العَهْدُ الذی یَأْخُذُه صاحِبُهَا من الناسِ لإِجَارتِهَا،و قال شمرٌ: الرِّبَابُ فی بَیْتِ أَبی ذُؤیب جمع رَبٍّ ،و قال غیرُه:یقولُ :إِذَا أَجَارَ المُجِیرُ هذِهِ الحُمُر (3)أَعْطی صَاحِبَهَا قِدْحاً لِیَعْلَمُوا أَنَّهَا قد أُجِیرَتْ فلا یُتَعَرَّضُ لَهَا،کأَنَّهُ ذَهَبَ بالرِّبَابِ إِلی رِبَابَهِ سِهَامِ المَیْسِرِ.
و الرِّبابَهُ بالکَسْرِ جَمَاعَهُ السِّهَامِ أَو خَیْطٌ تُشَدُّ به السِّهَامُ أَوْ خِرْقَهٌ أَو جِلْدَهٌ تُشَدُّ أَو تُجْمَعُ فِیهَا السَهام أَو هی السُّلْفَهُ التی تُجْعَلُ فیها القِدَاحُ ،شَبِیهَهٌ بالکِنَانَهِ یکونُ فیها السِّهَامُ ، و قیل:هی شَبِیهَهٌ بالکِنَانَهِ تُجْمَعُ (4)فیها سِهَامُ المَیْسِرِ قال أَبو ذُؤیب یَصِفُ حِمَاراً و أُتُنَهُ :
و کَأَنَّهُنَّ رِبَابَهٌ و کَأَنَّهُ یَسَرٌ یُفِیضُ عَلَی القِدَاحِ و یَصْدَعُ
و قیلَ :هی سُلْفَهٌ ، بالضَّمِّ ،هی جِلْدَهٌ رَقِیقَهٌ یُعْصَبُ بها، أَی تُلَفُّ عَلَی یَدِ الرَّجُلِ الحُرْضَهِ و هو (5)مُخْرِجُ القِدَاحِ أَی قِدَاحِ المَیْسِر 5،و إنما یفعلون ذلک لِئَلاً و فی بعض النسخ لِکَیْلاَ یَجِدَ مَسَّ قِدْحٍ یَکُونُ له فی صاحِبه هَویً .
و الرَّبِیبَهُ :الحَاضِنَهُ قال ثعلب:لأَنها تُصْلِحُ الشَّیْ ءَ و تَقُومُ به و تَجْمَعه.
و الرَّبِیبَهُ : بِنْتُ الزَّوْجَهِ قال الأَزهریّ : رَبِیبَهُ الرَّجُل:
بِنْتُ امْرَأَتِه مِنْ غَیْرِه،و
17- فی حدیث ابن عباس: «إنَّمَا الشَّرْطُ فِی الرَّبَائِبِ ». یُرِیدُ بَنَاتِ الزَّوْجَاتِ من غیرِ أَزْوَاجِهِنَّ الذینَ معهنَّ ،و قد تَقَدَّمَ طَرَفٌ من الکلام فی الرَّبِیبِ .
و الرَّبِیبَهُ : الشَّاهُ التی تُرَبَّی فی البَیْتِ للَبَنِهَا، و غَنَمٌ رَبائِب :تُرْبَطُ قَرِیباً مِنَ البُیُوتِ و تُعْلَفُ لاَ تُسَامُ ،و هی التی ذَکَرَ إِبراهیمُ النَّخَعِیُّ أَنَّهُ لاَ صَدَقَهَ فِیهَا،
17- قال ابنُ الأَثیر فی حدیث النَّخَعِیِّ : «لَیْس فِی الرَّبَائِبِ صَدَقَهٌ ». الرَّبَائِبُ :
و الرَّبَّهُ :کَعْبَهٌ (1)کانت بنَجْرانَ لِمَذْحِج و بَنِی الحارث بن کَعْب، و الرَّبَّهُ :هی اللاَّتُ ،فی حدیث عُرْوَهَ بنِ مسعُودٍ الثَّقَفِیِّ لما أَسْلَمَ وَ عَادَ إِلی قومِه دَخَلَ مَنزلَه فأَنْکَرَ قَوْمُه دُخُولَه قَبْلَ أَن یَأْتِیَ الرَّبَّهَ ،یَعْنِی اللاَّتَ ،و هی الصَّخْرَهُ التی کانت تَعْبُدُهَا ثَقِیفٌ بالطَّائِفِ ،و
17- فی حدیث وَفْدِ ثَقِیفٍ : «کَانَ لَهُم بیْتٌ یُسَمُّونَهُ الرَّبَّهَ یُضَاهُونَ بَیْتَ اللّهِ ،فلَمَّا أَسْلَمُوا هَدَمَهُ المُغِیرَهُ ».
و الرَّبَّهُ : الدَّارُ الضَّخْمَهُ یقال:دَارٌ رَبَّهٌ أَی ضَخْمَهٌ ،قال حسّان بن ثابت:
وَ فِی کُلِّ دَارٍ رَبَّهٍ خَزْرَجِیَّهٍ و أَوْسِیَّهٍ لِی فی ذَرَاهُنَّ وَالِدُ
و الرِّبَّهُ بالکَسْر:نَبَاتٌ أَو اسمٌ لِعِدَّهٍ مِنَ النَّبَاتِ لا تَهیجُ (2)فی الصَّیْفِ تَبْقَی خُضْرَتُهَا شِتَاءً و صَیْفاً،و مِنْهَا الحُلَّبُ ، و الرُّخَامَی و المَکْرُ و العَلْقَی،یقالُ (3)لِکُلِّهَا رِبَّهٌ ،أَو هی بَقْلَهٌ نَاعِمَهٌ ،و جَمْعُهَا رِبَبٌ ،کذا فی التهذیب،و قیلَ :هو کُلُّ ما أَخْضَرَّ فی القَیْظِ من جمع ضُرُوبِ النَّبَاتِ ،و قیلَ :هِیَ من ضُرُوبِ الشَّجَرِ أَو النَّبْتِ ،فَلَمْ یُحَدَّ،قال ذو الرُّمَّه یَصِفُ الثَّوْرَ الوَحْشِیَّ :
أَمْسَی بِوَهْبَینِ مُجْتَازاً لِمَرْتَعِهِ مِنْ ذِی الفَوَارِسِ یَدْعُو أَنْفَهُ الرِّبَبُ
و الرِّبَّهُ : شَجَرَهٌ ،أَو هِیَ شَجَرَهُ الخَرُّوبِ و الرِّبَّهُ (4):
الجَمَاعَهُ الکَثِیرَهُ ج أَرِبَّهٌ أَو الرِّبَّهُ (5) عَشَرَهُ آلاَفٍ أَوْ نَحْوُهَا، و الجَمْعُ رِبَابٌ و یُضَمُّ ، عن ابن الأَنباریّ .
و الرُّبَّهُ بالضَّمِّ : الفِرْقَهُ مِنَ النَّاسِ ،قِیلَ :هِیَ عَشَرَهُ آلاَفٍ ،قال یُونُسُ : رَبَّهٌ و رِبَابٌ کجَفْرَهٍ و جِفَارٍ.
و قال خَالِدُ بْنُ جَنْبَهَ : الرُّبَّهُ :الخَیْرُ اللاَّزِمُ ،و قال«اللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُک رُبَّهَ عَیْشٍ مُبَارَکٍ ،فقِیلَ لَهُ :و مَا رُبَّتُهُ 5قال:
کَثْرَهُ العَیْشِ و طَثْرَتُهُ . و المَطَرُ یَرُبُّ النَّبَاتَ و الثَّرَی و یُنَمِّیه.
و المَرَبُّ بالفَتحِ : الأَرْضُ الکَثِیرهُ الرِّبَّهِ ،و هو النَّباتُ ، أَو التی لا یَزَالُ بها ثَریً ،قال ذو الرُّمَّه:
خَنَاطِیلُ یَسْتَقْرِینَ کُلَّ قَرَارَهٍ مَرَبٍّ نَفَتْ عَنْهَا الغُثَاءَ الرَّوَائِسُ
کالمِرْبَابِ ،بالکَسْرِ، و المَرَبَّهُ و المَرْبُوبَهُ ،و قیل: المِرْبَابُ من الأَرضِینَ :التی کَثُرَ نَبَاتُهَا و نَاسُهَا،و کُلُّ ذلک من الجَمْع و المَرَبُّ : المَحَلُّ وَ مَکَانُ الإِقَامَهِ و الاجتماع.
و التَّرَبُّبُ :الاجتمَاعُ .
و المَرَبُّ : الرَّجُلُ یَجْمَعُ النَّاسَ و یَرُبُّهُمْ .
و فی لسان العرب:«وَ مَکَانٌ مَرَبُّ ،بالفتح،أَی مَجْمَعُ الناسَ ،قال ذو الرمَّه:
بِأَوَّلَ ما هاجَتْ لَکَ الشَّوْقَ دِمْنَهٌ بِأَجْرَعَ مِحْلاَلٍ مَرَبٍّ مُحَلَّلِ (6)
و الرُّبَّی کحُبْلَی:الشَّاهُ إِذَا وَلَدَتْ ،و إذَا ماتَ وَلَدُهَا أَیضاً فهی رُبَّی ،و قِیلَ : رِبَابَهَا :ما بَیْنَهَا و بَیْنَ عِشْرِینَ یَوْماً مِنْ وِلاَدَتهَا،و قِیلَ :شَهْرَیْنِ و قال الِّلحْیَانیّ : الرُّبَّی :هِیَ الحَدِیثَهُ النِّتاجِ ، من غیر أَنْ یَحُدَّ وقْتاً،و قیل:هی التی یَتْبَعُهَا ولدُهَا،و
17- فی حدیث عُمَرَ رضی اللّه عنه: «لاَ تَأْخُذِ الأَکُولَهَ وَ لاَ الرُّبَّی وَ لاَ المَاخِضَ ». قال ابن الأَثِیر:هی التی تُرَبَّی فی البَیْتِ [من الغنم] (7)لأَجْلِ اللَّبَنِ ،و قیل:هی القَرِیبَهُ العَهْدِ بالوِلاَدَهِ ،و
16- فی الحدیث أیضاً: «مَا بَقِیَ فی غَنَمِی إِلاَّ فَحْلٌ أَوْ شَاهٌ رُبَّی ». و قیلَ : الرُّبَّی مِنَ المَعْزِ،و الرَّغُوُثُ مِنَ الضَّأْنِ ، قاله أَبو زید،و قال غیرُه:من المَعْزِ و الضَّأْنِ جمیعاً،و رُبَّمَا جاءَ فی الإبِلِ أَیضاً،قال الأَصمعیّ :أَنْشَدَنَا مُنْتَجِعُ بنُ نَبْهَانَ :
حَنِینَ أُمِّ البَوِّ فِی رِبَابِهَا
و الرُّبَّی : الإِحْسَانُ و النِّعْمَهُ نقله الصاغَانِیّ و الرُّبَّی :
الحَاجَهُ یقال:لِی عندَ فُلاَنٍ رُبَّی ،و عن أَبی عمرو: الرُّبَّی :
ص:9
الرَّابَّه و الرُّبَّی : العُقْدَهُ المُحْکَمَهُ یقال فی المثل «إنْ کُنْتَ بِی تَشُدُّ ظَهْرَکَ فَأَرْخِ مِنْ رُبَّی أَزْرِکَ » یقولُ :إِنْ عَوَّلْتَ عَلَیَّ فَدَعْنِی أَتْعَبْ ،و اسْتَرْخِ أَنْتَ و اسْتَرِحْ ج أَی جَمْعُ الرُّبَّی من المَعْزِ و الضَّأْنِ رُبَابٌ بالضَّمِّ و هو نادِرٌ قاله ابنُ الأَثِیر و غیرُه تَقُولُ :أَعْنُزٌ رُبَابٌ ،قال سیبویه:قَالُوا: رُبَّی و رُبَابٌ ،حَذَفُوا أَلِفَ التأْنیثِ وَ بَنَوْهُ علی هذا البِنَاءِ،کما أَلْقَوُا الهَاءَ مِنْ جَفْرَهٍ فقالُوا:جِفَارٌ إِلاَّ أَنَّهُمْ ضَمُّوا أَوَّلَ هَذَا،کما قالوا:ظِئْرٌ و ظُؤَارٌ و رِخْلٌ و رُخَالٌ ، و المَصْدَرُ رِبَابٌ کَکِتَابٍ ، و
17- فی حدیث شُرَیْحٍ : «إنَّ الشَّاهَ تُحْلَبُ فِی رِبَابِهَا ». و حَکَی اللِّحْیَانیُّ :غَنَمٌ رِبَابٌ ،بالکَسْرِ،قال:و هی قَلِیلَهٌ ،کذا فی لسان العرب، و أَشَارَ له شیخُنَا،و
17- فی حدیث المُغِیرَهِ : «حَمْلُهَا رِبَابٌ ». رِبَابُ المَرْأَهِ :حِدْثَانُ وِلاَدَتِهَا،و قیل:هو ما بَیْنَ أَنْ تَضَعَ إِلی أَنْ یَأْتِیَ علیها شَهْرَانِ ،و قِیل:عِشْرُونَ یَوْماً،یُرِیدُ أَنَّهَا تَحْمِلُ بعدَ أَنْ تَلِدَ بیَسِیرٍ،و ذلک مَذْمُومٌ فی النِّسَاءِ،و إِنَّمَا یُحْمَدُ أَنْ لا تَحْمِلَ بعد الوَضْعِ حتَّی یَتِمَّ رَضَاعُ وَلَدِهَا.
و الإِرْبَابُ بالکَسْرِ:الدُّنُوُّ من کُلِّ شیْ ءٍ.
و الرَّبَابُ بالفَتْحِ : السَّحَابُ الأَبْیَضُ و قیل:هو السَّحَابُ المُتَعَلِّقُ الذی تَرَاهُ کأَنَّهُ دُونَ السحابِ ،قال ابن بَرِّیّ :و هذا القولُ هو المعروفُ ،و قد یکونُ أَبْیضَ ،و قد یکون أَسودَ واحدتُهُ بهاءٍ و مثلُهُ فی المُخْتَار،و
14- فی حدیث النبیّ صلّی اللّه علیه و سلّم: «أَنَّهُ نَظَرَ فی اللَّیْلَهِ الَّتِی أُسْرِیَ بِهِ إِلَی قَصْرِ مِثْلَ الرَّبَابَهِ البَیْضَاءِ».
قال أَبو عُبَیْد: الرَّبَابَهُ بالفَتْحِ :السَّحَابَهُ التی قد رَکِبَ بعضُها بعضاً و جَمْعُهَا: رَبَابٌ ،و بها سُمِّیَتِ المَرْأَهُ الرَّبَابَ قال الشاعر:
سَقَی دَارَ هِنْدٍ حَیْثُ حَلَّ بِهَا النَّوَی مُسِفُّ الذُّرَی دَانِی الرَّبَابِ ثَخِینُ
و
17- فی حدیث ابن الزبیرِ: «أَحْدَقَ بِکُمْ رَبَابُهُ ». قال الأَصمعیّ :أَحْسَنُ بیتٍ قالته العرب فی وصف الرَّبَابِ قولُ عبدِ الرحمنِ بنِ حسانَ ،عَلَی ما ذَکَرَه الأَصمعیُّ فی نِسْبَهِ البیتِ إِلیه،قال ابن بَرِّیّ :و رَأَیْتُ مَنْ یَنْسُبُه لِعُرْوَهَ بن جَلْهَمَهَ (1)المَازِنِیِّ :
إِذَا اللّهُ لَمْ یُسْقِ إِلاَّ الکِرَامَ فَأَسْقَی وُجُوهَ بَنِی حَنْبَلِ
أَجَشَّ مُلِثّاً غَزِیرَ السَّحَابِ هَزِیزَ الصَّلاَصِلِ و الأَزْمَلِ
تُکَرْکِرُهُ خَضْخَضَاتُ الجَنُوبِ و تُفْرِغُه (2)هَزَّهُ الشَّمْأَلِ
کَأَنَّ الرَّبَابَ دُوَیْنَ السَّحَابِ نعَامٌ تَعَلَّقَ بِالأَرْجُلِ
و الرَّبَابُ : ع بمَکَّهَ بالقُرْبِ من بِئْرِ مَیْمُونٍ ، و الرَّبَابُ أَیضاً: جَبَلٌ بین المَدِینَهِ و فَیْدٍ علی طریقٍ کان یُسْلَکُ قدیماً یُذْکَرُ مَعَهُ جَبَلٌ آخرُ یقال له:خَوْلَه،و هما عن یَمینِ الطریقِ و یَسَارِه و الرَّبَابُ مُحَدِّثٌ یَرْوِی عن ابن عَبّاس،و عنه تَمِیمُ ابن جُدَیر،ذَکَرَه البُخَارِیّ ،و رَبَابٌ عن مَکْحُولٍ الشامیِّ و عنه أَیوبُ بنُ موسی.
و الرَّبَابُ : آلَهُ لَهْوٍ لَهَا أَوْتَارٌ یُضْرَبُ بِهَا،و مَمْدُودُ بنُ عبدِ اللّهِ الوَاسِطِیّ الرَّبَابِیّ یُضْرَبُ بِه المَثَلُ فی مَعْرِفَهِ المُوسِیقی بالرَّبَابِ مَاتَ ببغدَادَ فی ذِی القَعْدَه سنه 638.
و الرَّبَابُ و أُمُّ الرَّبَابِ من أَسمائِهِنَّ ،
3- منهنَّ الرَّبَابُ بنتُ امْرِیءِ القَیْسِ بنِ عَدِیِّ بنِ أَوْسِ بنِ جابِرِ بنِ کعبِ بنِ عُلَیْمٍ (3)الکَلْبِیّ ،أُمُّ سُکَیْنَهَ بِنْتِ الحُسَیْنِ بنِ علیِّ بنِ أَبِی طالِبٍ ،و فیها یقولُ سَیِّدُنا الحُسَیْنُ رضی اللّه عنه:
لَعَمْرُکَ إِنَّنِی لأُحِبُّ أَرْضاً تَحُلُّ بِهَا سُکَیْنَهُ و الرَّبَابُ
أُحِبُّهُمَا و أَبْذُلُ بَعْدُ مَالِی و لَیْسَ لِلاَئِمٍ فِیهِمْ عِتَابُ
و قال أیضاً:
أُحِبُّ لِحُبِّهَا زَیْداً جَمِیعاً و نَتْلَهَ کُلَّهَا و بَنِی الرَّبَابِ
و أَخْوَالاً لَهَا مِنْ آلِ لأْمٍ أُحِبُّهُمُ وطُرَّ بَنِی جَنَابِ .
ص:10
و الرَّبَابُ هذه بِنْتُ أُنَیْفِ بنِ حَارِثَهَ بنِ لأْمٍ الطَّائِیِّ ،و هی أُمُّ الأَحْوَصِ ،و عُرْوَهَ بنِ عمْرِو بنِ ثَعْلَبَهَ بنِ الحارِثِ بنِ حِصْنِ بنِ ضَمْضَمِ بنِ عَدِیِّ بنِ جَنَابِ بنِ هُبَلَ ،و بها یُعْرَفُونَ ،وَ رَبَابُ بِنْتُ ضلیعٍ عن عَمِّهَا سَلْمَانَ بنِ رَبِیعَهَ ، وَ رَبَابُ عن سَهْلِ بنِ حُنَیْفٍ ،و عنها حَفِیدُهَا عُثْمَانُ بنِ حَکِیمٍ و ربَابُ ابْنَهُ النُّعْمَانِ أُمُّ البَرَاءِ بنِ مَعْرُورٍ،و أَنشدَ شیخُنَا رحمه اللّه تعالی:
عَشِقْتُ وَ لاَ أَقُولُ لِمَنْ لِأَنِّی أَخَافُ عَلَیْهِ مِنْ أَلَمِ العَذَابِ
و کُنْتُ أَظُنُّ أَنْ یُشْفَی فُؤَادِی بِرِیقٍ مِنْ ثَنَایَاهُ العِذَابِ
فَأَشْقَانِی هَوَاهُ وَ مَا شَفَانِی و عَذَّبَنِی بِأَنْوَاعِ العَذَابِ
و غَادَرَ أَدْمُعِی مِنْ فَوْقِ خَدِّی تَسِیلُ لِغَدْرِهِ سَیْلَ الرَّبَابِ
وَ مَا ذَنْبِی سِوَی أَنْ هِمْتُ فِیهِ کَمَنْ قَدْ هَامَ قِدْماً فی الرَّبَابِ
بِذِکْرَاهُ أَرَی طَرَبِی ارْتِیَاحاً وَ مَا طَرَبِی بِرَنَّاتِ الرَّبَابِ
و رَوْضَاتُ بَنِی عُقَیْلٍ یُسَمَّیْنَ الرَّبَابَ
و الرُّبَابُ کغُرَابٍ :ع، و هو أَرْضٌ بینَ دِیَارِ بنِی عامرٍ و بَلْحَارِثِ بنِ کَعْبٍ .
و کذا أَبُو الرُّبَابِ المُحَدِّثُ الرَّاوِی عن مَعْقَلِ بنِ یَسَارٍ المُزَنِیِّ ،رضی اللّه عنه،قالَ الحافظُ :جَوَّزَ عَبْدُ الغَنِیِّ أَنْ یَکُونَ هو أَبُو الرُّبَابِ مُطَرِّف بنُ مالِکٍ الذی یَرْوِی عن أَبی الدَّرْدَاءِ،و عنه الأَمِیرُ أَیضاً أَبُو الرُّبَابِ ،رَوَی عنه أَبُو سَعِیدٍ مُوسَی المَهْدِیُّ .
و الرِّبَابُ بالکَسْرِ:العُشُورُ (1)مَجَازاً و الرِّبَابُ جَمْعُ ربَّهٍ (2)بِالکَسْرِ،و قد تَقَدَّمَ و الرِّبَابُ : الأَصحابُ .
و الرِّبَابُ : أَحْیَاءُ ضَبَّهَ و هُمْ تَیْمٌ وعَدِیٌّ و عُکْلٌ ،و قِیلَ :
تَیْمٌ وَعِدِیٌّ و عَوْفٌ و ثَوْرٌ و أَشْیَبُ ،و ضَبَّهُ عَمُّهُمْ ،سُموا بذلکَ لِتَفَرُّقِهِمْ لأَنَّ الرُّبَّهَ الفِرْقَهُ (3)،و لذلک إِذا نَسَبْتَ إِلی الرِّبَابِ قُلْتَ رُبِّیُّ ،فَرُدَّ إِلَی وَاحِدِه،و هُوَ رُبَّهٌ ،لِأَنَّکَ إِذا نسبتَ الشیءَ إِلی الجَمْعِ رَدَدْتَهُ إِلی الوَاحِدِ،کما تقولُ فی المَسَاجِدِ:مَسْجِدِیٌّ إِلاَّ أَنْ یَکُونَ (4)سَمَّیْت به رَجُلاً فلا تَرُدُّه إِلی الوَاحِدِ،کمَا تَقُولُ فی أَنْمَارٍ:أَنمَارِیٌّ ،و فی کِلاَب کِلاَبِیٌّ ،و هذا قولُ سیبویهِ ،و قال أَبو عبیدهَ سُمُّوا رِبَاباً لِتَرَابِّهِم أَی تَعَاهُدِهِم و تَحَالُفِهم علی تَمِیمٍ ،و قال الأَصمعیّ :سُمُّوا بذلک لِأَنَّهُمْ أَدْخَلُوا أَیْدِیَهُمْ فِی رُبٍّ و تَعَاقَدُوا و تَحَالَفُوا عَلَیْه،و قال ثعلبٌ :سُمُّوا رِبَاباً بِکَسْر الرَّاءِ لِأَنَّهُمْ تَرَبَّبُوا أَی تَجَمَّعُوا رِبَّهً رِبَّهً ،و همْ خَمْسُ قَبَائِل تَجَمَّعُوا فَصَارُوا یَداً وَاحِدَهً ،ضَبَّهُ و ثَوْرٌ و عُکْلٌ و تَیْمٌ و عَدِیٌّ (5)،کذا فی لسان العرب و قِیلَ لِأَنَّهُم اجْتَمَعُوا کرِبَابِ القِدَاحِ ،و الوَاحِدَهُ رِبَابَهٌ ،قالَه البَلاَذُرِیُّ .
و الرَّبَبُ مُحَرَّکَهَ :المَاءُ الکثیرُ المُجْتَمِعُ ،و قیل:
العَذْبُ ،قال الراجز:
و البُرَّهُ السَّمْرَاءُ و المَاءُ الرَّبَبْ (6)
و هو أَیْضاً ما رَبَّبَهُ الطِّینُ ،عن ثعلب و أَنشد:
فِی رَبَبِ الطِّینِ و مَاءٍ حَائِرِ
و أَخَذَهُ أَیِ الشَّیْ ءَ بِرُبَّانِهِ بِالضَّمِّ ،و یُفْتَحُ :أَیْ أَوَّله و فی بعض النُّسَخِ بأَوَّلِهِ أَوْ جَمِیعَه و لم یَتْرُکْ منه شَیْئاً،و یقال:
افْعلْ ذلک الأَمْرَ بِرُبَّانِهِ أَیْ بِحِدْثَانِهِ و طَرَائِهِ (7)و جِدَّتِهِ و منه قِیلَ :شَاهٌ رُبَّی ،و رُبَّانُ الشَّبَابِ :أَوَّلُهُ ،قال ابنُ أَحْمَرَ:
و إِنَّمَا العَیْشُ بِرُبِّانِهِ و أَنْتَ مِنْ أَفْنَانِهِ مُعْتَصِرْ
ص:11
و قولُ الشَّاعر:
خَلِیلُ خَوْدٍ غَرَّهَا شَبَابُهُ أَعْجَبَهَا إِذْ کَثُرَتْ رِبَابُهُ
عَنْ أَبِی عمْرٍو: الرُّبَّی :أَوَّلُ الشَّبَابِ ،یقالُ أَتَیْتُهُ فِی رُبَّی شَبَابِهِ و رِبَّان شَبَابِهِ ،و رِبَابِ شَبَابِهِ ،قال أَبُو عبیدٍ: الرُّبَّانُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ:حِدْثَانُه.
و فی الصّحَاح: رُبَّ و رُبَّتَ (1)و رُبَّمَا و رُبَّتَمَا بِضَمِّهِنَّ مُشَدَّدَاتٍ و مُخفَّفَاتٍ و بِفَتْحِهنَّ کذلکَ ،و رُبٌ بِضَمَّتَیْنِ مُخَفَّفَهً ،و رُبْ کَمُذْ (2)قال شیخُنَا:حَاصِلُ ما ذَکَرَه المُؤَلِّفُ أَرْبَعَ عَشْرَهَ لُغَهً ،و هو قُصُورٌ ظاهِرٌ،فقد قال شیخُ الإِسلام زَکَرِیَّا الأَنْصَارِیُّ قُدِّسَ سِرُّهُ فی شَرْحِ المُنْفَرِجَهِ الکَبیرِ له ما نَصُّهُ :فی رُبَّ سَبْعُونَ لُغَهً ضَمُّ الراءِ و فتحُهَا مع تَشْدِیدِ البَاءِ و تَخْفِیفِهَا مفتوحهً فی الضَّمِّ و الفَتْحِ ،و مضمومهً فی الضَّمِّ ، کُلٌّ مِنَ السِّتَّهِ مع تَاءِ التأْنِیثِ ساکنهً أَو مفتوحهً أَو مضمومهً أَو مَعَ مَا،أَو مَعَهُمَا بأَحْوَالِ التَّاءِ،أَو مجردهً منهما،فذلک ثَمَانٍ و أَرْبَعُونَ ،وضَمُّهَا وَ فَتْحُهَا مع إِسْکَانِ البَاءِ،کُلٌّ منهما مع التَّاءِ مفتوحهً أَو مضمومهً ،أَو مع مَا،أَو مَعَهُمَا بحالَتَیِ التاءِ،أَو مجردهً ،فذلک اثْنَتَا عَشْرَهَ ،و رُبت ،بضم الراءِ و فتحها مع إِسْکَانِ الباءِ أَو فَتْحِهَا أَو ضَمِّهَا،مُخَفَّفَهً أَو مُشَدَّدَهً فی الأَخیرتَیْنِ ،فذلک عشره، حَرْفٌ خَافِضٌ علی الصواب،و هو المختارُ عند الجمهور خلافاً للکوفِیِّینَ و الأَخْفَشِ و مَنْ وَافَقَهُمْ لاَ یَقَعُ إِلاَّ عَلَی نَکِرَهٍ و قال ابن جِنِّی:أَدْخَلُوا رُبَّ علی المُضْمَرِ و هو علی نِهَایَهِ الاختصاصِ و جَازَ دُخُولُهَا عَلَی المَعْرِفَهِ فی هذا المَوْضِعِ لِمُضَارَعَتِهَا النَّکِرَهَ بِأَنَّهَا أُضْمِرَتْ عَلَی غَیْرِ تَقَدُّمِ ذِکْرٍ،و من أَجْلِ ذلک احتاجت إِلی تَفْسِیرٍ (3)،و حَکَی الکوفیونَ مُطَابَقَهَ الضَّمِیرِ للتَّمْیِیزِ: رُبَّهُ رَجُلاً قَدْ رَأَیْتَ ،و رُبَّهُمَا رَجُلَیْنِ ،و رُبَّهُمْ رِجَالاً،و رُبَّهُنَّ نِسَاءً،فَمَنْ وَحَّدَ قَالَ :إِنَّهُ کِنَایَهٌ عن مَجْهُولٍ ،و مَنْ لم یُوَحِّدْ،قالَ :إِنَّهُ رَدُّ کَلاَمٍ ،کَأَنَّهُ قِیل لهُ :
مَا لَکَ جَوَارٍ،قالَ (4): رُبَّهُنَّ جَوَارٍ قَدْ مَلَکْتُ ،و قال أَبُو الهَیْثَم:العَرَبُ تَزِیدُ فی رُبَّ هاءً،و تجعلُ الهاءَ اسماً مجهولاً لا یُعْرَفُ ،و یَبْطُلُ معها عَمَلُ رُبَّ فلا تخفض (5)بها ما بَعْدَ الهاءِ،و إِذَا فَرَقْتَ بین کم التی تَعْمَلُ عَمَلَ رُبَّ بشَیْ ءٍ بَطَلَ عنها عَمَلُهَا.و أَنشد:
کَائِنْ رَأَیْتَ وَهَایَا صَدْعِ أَعْظُمِهِ وَ رُبَّه عَطِباً أَنْقَذْتُ مِ العَطَبِ (6)
نَصَبَ عَطِباً مِنْ أَجْلِ الهَاءِ المَجْهُولَهِ و قولُه: رُبَّهُ رَجُلاً، و رُبَّهَا امْرَأَهً أَضْمَرَتْ فیها العَرَبُ علی غیر تقدم ذِکر.
(7)أَلْزَمَتْهُ التَفْسِیرَ و لم تَدَعْ أَنْ تُوَضِّحَ ما أَوقعت به الالتباسَ ،ففسره (8)بِذکرِ النوعِ الذی هو قولهم:رَجُلاً و امْرَأَهً ،کذا فی لسان العرب، أَو اسمٌ و هو مذهب الکوفیینَ و الأَخفشِ فی أَحَدِ قَوْلَیهِ ،و وافقهم جماعهٌ ،قال شیخُنَا:
و هو قول مردودٌ تعرَّضَ لإِبطاله ابنُ مالک فی التسهیل و شرحه،و أَبْطَلَه الشیخ أَبو حَیَّانَ فی الشرح،و ابن هشام فی المُغْنِی و غیرُهم و قِیل:کَلمه تَقلِیلٍ دائماً،خلافاً للبعض،أو فی أَکثرِ الأَوقاتِ ،خلافاً لقومٍ أَو تَکْثِیرٍ دائماً، قاله ابن دُرُسْتَوَیْهِ ، أَو لَهُمَا، فی التهذیب:قال النحویونَ رُبَّ مِنْ حُرُوفِ المَعَانی،و الفَرْقُ بَیْنَها و بینَ کَمْ أَن رُبَّ للتقلیل و کمْ وُضِعَت للتکثیرِ إِذا لم یُرَدْ بها الاستفهام، و کلاهُمَا یقع علی النَّکِرَاتِ فیخفضها،قال أَبو حاتمٍ :من الخطإ قول العَامَّهِ : رُبَّمَا رَأَیْتهُ کَثِیراً،و رُبَّمَا إِنَّمَا وُضِعَتْ للتقلیل،و قال غیرهُ : رُبَّ و رَبَّ و رُبَّهَ کلمه تقلیل یُجَرُّ بها (9)فیقال: رُبّ رجلٍ قائمٌ [و رَبّ رجُلٍ ]و تدخل علیها (10)التاءُ فیقال: رُبَّتَ رَجل وَ رَبَّتَ رَجلٍ و قال الجوهریّ :و تدخل علیه ما لیمکن أَن یتکلم بالفعل بعده فیقال: رُبَّمَا ،و فی
ص:12
التنزیل العزیز رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ کَفَرُوا (1)و بعضهم یقول:
رَبما بالفَتْحِ و کذلک رُبَّتَمَا وَ رَبَّتَمَا و ربما (2)و ربما و التقلیل فی ذلک 2أَکثرُ فی کلامهم،و لذلک إِذا حَقَّرَ (3)سیبویه رُبَّ من قوله تعالی رُبَما یَوَدُّ رَدَّهُ إِلی الأَصْلِ ،فقال:
رُبَیْبٌ ،قال اللِّحْیانیّ ،قَرَأَ الکسائیّ و أَصحابُ عبدِ اللّه و الحَسَن رُبَّمَا یَوَدُّ بالتثقیل،و قرأَ عاصمٌ و أَهل المدینه و زِرُّ بن حُبَیْشٍ رُبَما یَوَدُّ بالتخفیف،قال الزّجّاج:مَنْ قَالَ إِنَّ رُبَّ یُعْنَی بها التَّکْثِیرُ،فهو ضِدُّ مَا تَعْرِفهُ العَرَب،فَإِنْ قَالَ قَائِلٌ :فَلِمَ جَازَتْ رُبَّ فی قوله[تعالی] رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ کَفَرُوا و رُبَّ للتقلیل،فالجَوَابُ فی هذا أَنَّ العربَ خوطِبت بما تَعْلَمُه فی التهدید،و الرجل یَتَهَدَّدُ (4)الرجلَ فیقول:سَتَنْدَم عَلَی فِعْلِکَ ،و هو لا یشکُّ فی أَنه یَنْدَم، و یقول: رُبَّمَا نَدِمَ الإنسانُ من مثلِ ما صَنَعْت،و هو یعلمُ أَن الإِنسانَ یندمُ کثیراً،قال الأَزهریّ :و الفَرْقُ بین رُبَّمَا و رُبَّ أَنَّ رُبَّ لا یَلِیهِ غیرُ الاسمِ ،وَ أَمَّا رُبَّمَا فإِنه زِیدَت مَا مَع رُبَّ لِیَلِیَهَا الفِعْلُ ،تقولُ رُبَّ رجُلٍ جَاءَنِی و رُبَّمَا جَاءَنِی زَیْدٌ، و رُبَّ یَوْمٍ بَکَّرْتُ فیه،و رُبَّ خَمْرَهٍ شَرِبْتُهَا،و تقول: رُبَّمَا جَاءَنِی فلانٌ و رُبَّمَا حَضَرَنِی زَیْدٌ،و أَکْثَرُ ما یَلِیهِ الماضی، و لا یَلیه مِن الغابرِ إِلاَّ مَا کانَ مُسْتَیْقَناً،کقوله[تعالی] رُبَما یَوَدُّ الَّذِینَ کَفَرُوا وَ وَعْدُ (5)اللّهِ حَقٌّ ،کَأَنَّه قد کان،فهو بمعنی ما مَضَی،و إِن کان لفظُه مُسْتَقْبَلاً،و قد تَلِی رُبَّمَا الأَسْمَاءُ و کذلک رُبَّتَمَا و قال الکسائیُّ :یَلْزَمُ (6)مَنْ خَفَّفَ فأَلْقَی أَحدَ البَاءَیْنِ أَن یقولَ : رُبْ رَجُلٍ ،فَیُخْرِجَه مُخْرَجَ الأَدَوَاتِ ،کما تقول:لِمَ صَنَعْتَ ؟و لِمْ صَنَعْتَ ؟ (7)و قالَ :
أَظُنُّهُمْ إِنَّمَا امْتَنَعُوا مِنْ جَزْمِ البَاءِ لکَثْرَهِ دُخُولِ التاءِ فیها فی قولهم: رُبَّتَ رَجُلٍ و رُبَتَ رَجُلٍ ،یریدُ الکسائِیّ :أَن تَاءَ التأْنِیثِ لا یکونُ ما قَبْلَهَا إِلا مفتوحاً أَو فی نِیَّهِ الفَتْحِ ،فَلَمَّا کانت تاءُ التأْنِیثِ تدخلُهَا کثیراً امتنعوا من إِسْکَانِ ما قَبلَ هاءِالتأْنِیثِ فآثَروا (8)النَّصْبَ ،یعنِی بالنَّصْبِ الفَتْحَ ،قال اللِّحْیَانیُّ :و قال لی الکسائیّ :إِنْ سَمِعْتَ بالجَزْمِ یَوْماً فَقَدْ أَخْبَرْتُکَ ،یُرِیدُ:إِنْ سَمِعْتَ أَحَداً یقولُ : رُبْ رَجُلٍ فَلاَ تُنْکِرْهُ ،فَإِنَّهُ وَجْهُ القِیَاسِ ،قال اللِّحْیَانیّ :و لَمْ یَقْرَأْ أَحَدٌ رَبَّمَا ،بالفَتْحِ ،وَ لاَ رَبَمَا ،کذا فی لسان العرب أَوْ فِی مَوْضِع المُبَاهَاهِ و الافْتِخَارِ دونَ غیره للتَّکْثِیرِ، کما ذَهب إِلیه جماعهٌ من النحویینَ أَوْ لمْ تُوضَعْ لتقلیلٍ و لا تکثیرٍ بل یُسْتَفَادَانِ من سِیَاقِ الکلام خِلاَفاً للبَعْضِ و قد حَرَّرَهُ البَدْرُ الدَّمَامِینِیُّ فی التُّحفه،کما أَشار إِلیه شیخُنا،و قال ابن السَّرَّاج:النحویّونَ کالمُجْمِعِینَ علی أَنّ رُبَّ جوابٌ .
و اسْمُ جُمَادَی الأُولَی عند العرب رُبَّی و رُبٌّ ،و اسم جمادی الآخِرَهِ رُبَّی و رُبَّهُ عن کُرَاع و اسمُ ذِی القَعْدَهِ رُبَّهُ ، بِضَمِّهِنَّ (9)و إِنَّمَا کَانُوا یسمونَهَا بذلک فی الجَاهِلیّه،و ضَبَطَه أَبو عُمَرَ الزَّاهِدُ بالنُّونِ ،و قال هو اسمٌ لجُمَادَی الآخِرَهِ و خَطَّأَهُ ابنُ الأَنْبَارِیّ و أَبُو الطیّبِ و أَبُو القَاسِم الزَّجّاجِیّ ،کما سیأْتِی فی ر ن ن.
و الرَّابَّهُ :امْرَأَهُ الأَب، و
17- فی حدیثِ مُجَاهِدٍ: «کَانَ یَکْرَهُ أَنْ یَتَزَوَّجَ الرَّجُلُ امْرَأَهَ رَابِّهِ ». یَعْنِی امْرَأَهَ زَوْجِ أُمِّهِ لأَنَّه کان یُرَبِّیهِ (10)،و قد تقدَّم ما یتعلّق به من الکَلاَم.
و الرُّبُّ بالضَّمِّ : هو ما یُطْبَخُ من التَّمْرِ (11)،و الرُّبُّ :الطِّلاَءُ الخَاثِرُ،و قِیلَ هو دِبْسٌ ،أَی سُلاَفَهُ خُثَارَهِ کُلِّ تَمْرَهٍ بعدَ اعْتِصَارِهَا و الطَّبْخِ و الجَمْعُ : الرُّبُوبُ و الرِّبَابُ ،و منه:سِقَاءٌ مَرْبُوبٌ إِذَا رَبَبْتَهُ أَی جَعَلْتَ فیه الرُّبَّ و أَصْلَحْتَه به، و قال ابن دُرید: ثُفْلُ السَّمْنِ و الزَّیْتِ ،الأَسْوَدُ،و أَنشد:
کَشَائِطِ الرُّبِّ عَلَیْهِ الأَشْکَلِ
و
17- فی صِفهِ ابنِ عباسٍ : «کَأَنَّ عَلَی صَلَعَتِهِ الرُّبَّ من مِسْکٍ أَوْ عَنْبَر. إِذا وُصِفَ الإِنْسَانُ بحُسْنِ الخُلُقِ قِیلَ هُوَ السَّمْنُ لاَ یَخُمُّ .
و الحَسَنُ بنُ عَلِیِّ بنِ الحُسَیْنِ بنِ قَنَانٍ الرُّبِّیُّ :مُحَدِّثٌ (12)
ص:13
بَغْدَادِیٌّ مُکْثِرٌ صَادِقٌ سَمِعَ الأُرْمَوِیَّ ،و مَاتَ بَعْدَ ابنِ مُلاَعِب کَأَنَّهُ نِسْبَهٌ إِلی الرُّبِّ و فی نسخه:إِلی بَیْعِهِ .
و المُرَبَّبَاتُ الأَنْبِجَاتُ أَی المَعْمُولاَتُ بالرُّبِّ کالمُعَسَّلِ المَعْمُولِ بالعَسَلِ ،و کذلک: المُرَبَّیَاتُ إِلاَّ أَنَّهَا مِنَ التَّرْبِیَهِ ، یقالُ زَنْجَبِیلٌ مُرَبَّی و مُرَبَّبٌ .
و الرُّبَّانُ بالضَّمِّ مِنَ الکَوْکَبِ :مُعْظَمُهُ ،و رَئِیسُ المَلاَّحِینَ فی البَحْرِ: کالرُّبَّانِیِّ بالضمِّ منسوباً،عن شَمِرٍ،و أَنشدَ للعجاج:
صَعْلٌ مِنَ السَّامِ و رُبَّانِیُّ
و قَالُوا:ذَرْهُ برُبَّانٍ و الرُّبَّانُ رُکْنٌ ضَخْمٌ مِنْ أَرْکَانِ أَجَإ لِطَیِّیءِ (1)،نَقَلَه الصاغانیّ .
و الرُّبَّانُ کَرُمَّانٍ عن الأَصمعیّ و الرَّبَّانُ مِثْلُ شَدَّادٍ (2)عن أَبی عُبَیْده: الجَمَاعَهُ .
و کَشَدَّاد:أَحْمَدُ بنُ مُوسَی الفَقِیهُ (3)أَبُو بَکْرِ بنُ المِصْرِیِّ بن الرَّبَّابِ ماتَ بعدَ الثلاثمائه، و أَبُو الحَسَنِ هکذا فی النسخ،و الصوابُ :أَبُو عَلِیٍّ الحَسَنُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ یَعْقُوبَ الصَّیْرَفِیُّ بن الرَّبَّابِ رَاوِی مَسَائِلِ عبدِ اللّهِ بنِ سَلامٍ عن ابن ثابتٍ الصَّیْرَفِیّ .
و الرَّبَّابِیَّهُ :ماءٌ بالیَمَامَهِ نَقَلَه الصاغانیّ ،و قَیَّدَهُ بالضَّمِّ .
و ارْتُبَّ العِنَبُ إِذا طُبِخَ حَتَّی یَکُونَ رُبًّا یُؤْتَدَمُ به،عن أَبِی حَنِیفَهَ .
و المَرْأَهُ تَرْتَبُّ الشَّعَرَ،قالَ الأَعْشی:
حُرَّهٌ طَفْلَهُ الأَنَامِلِ تَرْتَبُّ سُخَاماً تَکُفُّهُ بخِلاَلِ
و هُوَ من الإِصلاَحِ و الجَمْعِ .
و المُرْتَبُّ :المُنْعِمُ و صاحِبُ النِّعْمَهِ ، و:المُنْعَمُ عَلَیْهِ أَیضاً،و بِکِلَیْهِمَا فُسِّرَ رَجَزُ رؤبهَ :
و رَغْبَتِی فِی وَصْلِکُمْ و حَطْبِی
فِی حَبْلِکُمْ لاَ أَثْتَلِی وَ رَغْبِی
إِلَیْکَ فَارْبُبْ نِعْمَهَ المُرْتَبِّ
و الرِّبِّیُّ بالکسر واحدُ الرِّبِّیِّین ،و هُمُ الأُلوف من الناسِ قاله الفراءُ،و قال أَبو العباس أَحمدُ بن یحیی:قال الأَخْفَش: الرِّبِّیُّونَ منسوبونَ إِلی الرَّبِّ ،قال أَبو العبَّاس:
یَنْبَغِی أَن تُفْتَحَ الراءُ علی قوله،قال:و هو علی قول الفَرّاءِ من الرِّبَّهِ و هی الجَمَاعَه،و قال الزجّاج رُبِّیُّونَ بکَسْرِ الرَّاءِ و ضمها،و هم الجَمَاعَه الکثیرَه،و قیلَ : الرِّبِّیُّونَ :العُلماءُ الأَتْقِیَاءُ الصُّبُر،و کِلاَ القولینِ حَسَنٌ جَمِیلٌ ،و قال أَبو العباس: الرَّبَّانِیُّونَ :الأُلوف،و الرَّبَّانِیُّونَ :العُلَمَاءُ،و قد تقدَّم،و قرأَ الحَسَن: رُبِّیُّونَ ،بضَمِّ الراءِ،و قَرَأَ ابن عباس رَبِّیُّونَ بفَتْحِ الرَّاءِ،کذا فی اللسان.
قلت:و نَقَلَهُ ابن الأَنباریِّ أَیضاً و قال:و عَلَی قِرَاءَه الحَسَنِ نُسِبُوا إِلی الرُّبَّهِ ،و الرُّبَّهُ :عَشَرَه آلافٍ .
و الرَّبْرَبُ :القَطِیع من بَقَرِ الوَحْشِ و قیل:من الظِّبَاءِ، و لا وَاحِدَ له،قال:
بِأَحْسَنَ مِنْ لَیْلَی وَ لاَ أُمَّ شَادنٍ غَضِیضَهَ طَرْفٍ رُعْتَهَا وَسْطَ رَبْرَبِ (4)
و قال کُرَاع: الرَّبْرَبُ :جَمَاعَهُ البَقَرِ ما کَانَ دُونَ العَشَرَهِ .
و الأَرِبَّه :أَهْلُ المِیثَاقِ و العَهْدِ،قال أَبو ذُؤیب:
کَانَتْ أَرِبَّتَهُمْ بَهَزٌ و غَرَّهُمُ عَقْدُ الجِوَارِ و کَانُوا مَعْشَراً غُدُرَا
قال ابن بَرِّیّ :یکُونُ التقدیرُ ذَوِی أَرِبَّتهِمْ (5)،و بَهْزٌ:حَیٌّ مِنْ سُلَیْمٍ :
*و مِمَّا بَقِیَ علیه:
الحُوَیْرِثُ بنُ الرَّبَابِ کسَحَابٍ ،عن عُمَر،و إِدریس بن سَلْمَانَ بنِ أَبِی الرَّبَابِ شَیْخٌ لابنِ جَوْصَا.
و رَبَّانُ کَکَتَّانٍ لَقَبُ الحَافِی بنِ قُضَاعَهَ .
ص:14
وَ رَبَّانُ أَیضاً هو عِلاَفٌ و إِلیهِ تُنسَبُ الرِّحَالُ العِلاَفِیّهُ ، و کذلکَ رَبَّانُ بنُ حاضِرِ بنِ عامرٍ،و سیأْتِی فی رب ن.
رَتَبَ الشیءُ یَرْتُبُ رُتُوباً :ثَبَتَ و دَامَ و لمْ یَتَحَرّک، کتَرتَّب ، و عَیْشٌ رَاتِبٌ :ثَابِتٌ دَائِمٌ ،و أَمْرٌ راتِبٌ أَی دَارٌّ ثَابِتٌ ،قالَ ابن جِنِّی:یقال:مَا زِلْتُ عَلَی هَذَا رَاتِباً و رَاتِماً أَی مُقِیماً،قال:فالظاهرُ من أَمْرِ هذه المیمِ أَن تکونَ بَدَلاً من البَاءِ،لأَنَّهُ لم یُسْمَع فی هذا المَحَلِّ (1):رَتَمَ مثل رَتَبَ ،قال:و یحتمل (2)المِیمُ عِنْدِی فی هذا أَن یکونَ 2أَصْلاً غیرَ بَدَلٍ من الرَّتِیمَهِ ،و سیأْتی ذِکرُهَا وَ رَتَّبْتُهُ أَنَا تَرْتِیباً : أَثْبَتُّهُ .
و التُّرْتَبُ کَقُنْفُذ و جُنْدَبٍ :الشَّیْ ءُ المُقِیمُ الثَّابِتُ و أَمْرٌ تُرْتَبٌ عَلَی تُفْعَل بضمِّ التَّاءِ و فَتْحِ العَیْنِ أَی ثَابِتٌ ،قال زِیَادَهُ بنُ زَیْدٍ العُذْرِیُّ ،و هو ابنُ أُخْتِ هُدْبَهَ :
مَلَکْنَا و لَمْ نُمْلَکْ و قُدْنَا و لَمْ نُقَدْ و کَانَ لَنَا حَقًّا عَلَی الناسِ تُرْتَبَا
قَالَ الصَّرْفِیُّونَ :تَاءُ تُرْتَبٍ الأُولَی زَائِدَهٌ ،لأَنَّه لیس فی الأُصولِ مثلُ جُعْفَرِ،و الاشتقاقُ یَشْهَدُ به،لأَنه من الشْیءِ الرَّاتِبِ .
و التُرْتَبُ کجُنْدَب:الأَبَدُ،و العَبْدُ السُّوءُ (3)یَتَوَارَثُهُ ثَلاَثَهٌ ، لِثَبَاتِهِ فی الرِّقِّ و إِقَامَتِه فیه. و التُرْتَبُ : التُّرَابُ (4)لثَبَاتِهِ و طولِ بقائِه،الأَخِیرَتَانِ عن ثعلب و یُضَمُّ أَی التاءُ الثانیهُ ، کذا ضَبطه فی اللسان فی معنی الأُولَی من الأَخیرتین و کذَا قولُهُمْ جَاءُوا تُرْتُباً و کذا قولُ العُذْرِیِّ علی الرِّوَایَهِ المشهورهِ فی الکتب:
و کَانَ لَنَا فَضْلٌ عَلَی النَّاسِ تُرْتُبَا
أَیْ جَمِیعاً و الصحیحُ فی الرِّوَایَهِ «حَقَّا عَلَی النَّاسِ » و الصَّوَابُ فی الإِعْرَابِ «فَضْلاً» (5). و اتَّخَذَ (6)فُلاَنٌ تُرْتُبَّه کَطُرْطُبَّهٍ أَیْ شِبْهَ طَرِیقٍ نَقَله الصاغانیّ یَطْؤُهُ .
و الرُّتْبَهُ بالضَّمِّ ،و المَرْتَبَهُ :المَنْزِلَهُ عندَ المُلُوکِ و نَحْوِها، و
16- فی الحدیث: «مَنْ مَاتَ عَلی مَرْتَبَهٍ من هذه المَراتِبِ بُعِثَ علیْهَا». المَرْتَبَه :المَنْزِلَهُ الرَّفِیعَهُ أَرَادَ بها الغَزْوَ و الحَجَّ و نَحْوَهُمَا من العِبَادَاتِ الشَّاقَّهِ ،و هی مَفْعَلَهٌ من رَتَبَ إِذا انْتَصَبَ قائماً،و المَراتِبُ :جَمْعُهَا،قال الأَصمعیّ :
و المَرْتَبَه :المَرْقَبهُ ،و هی أَعْلَی الجَبَلِ ،و قال الخلیل:
المَرَاتِبُ فی الجَبَلِ و الصَّحَارِی،و هی الأَعْلامُ التی تُرَتَّبُ فیها العُیُونُ و الرُّقَبَاءُ و
17- فی حدیث حُذَیْفَهَ یَوْمَ الدَّارِ: «أَمَا إِنه سَیَکُونُ لَهَا وَقَفَاتٌ و مَرَاتِبُ فَمَنْ مَاتَ فی (7)وَقَفَاتِهَا خَیْرٌ مِمَّنْ مَاتَ فِی مَرَاتِبِهَا ». المَرَاتِبُ :مَضَایِقُ الأَوْدِیَهِ فی حُزُونَهٍ ،و منَ المَجَازِ:لَهُ مَرْتَبَهٌ عِنْدَ السُّلْطَانِ أَی (8)مَنْزِلَهٌ ،و هُوَ مِنْ أَهْلِ المَرَاتِبِ ،و هو فی أَعْلَی الرُّتَبِ .
و الرتب ، مُحرکه:الشِّدَّهُ و الانْتِصَابُ (9)و (10)رَتَبَ الرَّجُلُ یَرْتُبُ رَتْباً :انْتَصَبَ ،و
16- فی حدیثِ لُقْمَانَ بنِ عَادٍ: « رَتَبَ رُتوبَ الکَعْبِ فی المَقامِ الصَّعْبِ ». أَی انْتَصَبَ کَمَا یَنْتَصِبُ الکَعْبُ إِذا رَمَیْتَهُ ،و رَتَبَ الکَعْبُ رُتُوباً :انْتَصَبَ و ثَبَتَ و قد أَرْتَبَ الرَّجُلُ إِذا انْتَصَبَ قائماً،فهو رَاتِبٌ ،عَزَاهُ فی «التهذیب»لابنِ الأَعْرَابیّ ،و أَنشد:
و إِذَا یَهُبُّ مِنَ المَنَامِ رَأَیْتَهُ کَرُتُوبِ کَعْبِ السَّاقِ لَیْسَ بِزُمَّلِ
وصَفَهُ بالشَّهَامَهِ وحِدَّهِ النَّفْسِ ،یقولُ :هُوَ أَبَداً مُسْتَیْقِظٌ مُنْتَصِبٌ ،و أَرْتَبَ الغُلاَمُ الکَعْبَ إِرْتَاباً :أَثْبَتَهُ ،و
17- فی حدیث ابن الزُّبیرِ: «کَانَ یُصَلِّی فی المَسْجِدِ الحَرَامِ و أَحْجَارُ المَنْجَنِیقِ تَمُرُّ عَلَی أُذُنِهِ وَ مَا یَلْتَفِتُ کَأَنَّهُ کَعْبٌ رَاتِبٌ ».
و الرَّتَبُ : مَا أَشْرَفَ مِنَ الأَرْضِ کالبَرْزَخِ ،یقالُ : رَتَبَهٌ و رَتَبٌ کَدَرَجَهٍ و دَرَجٍ و الرَّتَبُ : الصُّخُور المُتَقَارِبَهُ و بَعْضُهَا أَرْفَعُ مِنْ بَعْضٍ واحِدَتُهَا: رَتَبَهٌ ،و حُکِیَتْ عن یَعْقُوبَ بِضَمِّ
ص:15
الرَّاءِ و فَتْحِ التَّاءِ و الرَّتَبُ :عَتَبُ الدَّرَجِ ،و الرَّتَبُ : غِلَظُ العَیْشِ وَ شِدَّتُهُ ،قال ذو الرُّمَّه یَصِف الثَّوْرَ الوَحْشِیَّ .
تَقَیَّظَ الرَّمْلَ حَتَّی هَزَّ خِلْفَتَهُ تَرَوُّحُ البَرْدِ مَا فِی عَیْشِه رَتَبُ
أَیْ تَقَیَّظَ هذا الثَّوْرُ الرَّمْلَ (1)،و الخِلفَهُ :النَّباتُ الذی یَکُونُ فِی أَدْبَارِ القَیْظِ و مَا فِی عَیْشِهِ رَتَبٌ أَی هو فی لِینٍ مِنَ العَیْشِ ،وَ مَا فی عَیْشِهِ رَتَبٌ وَ لاَ عَتَبٌ أَی لیسَ فیه غِلَظٌ وَ لاَ شِدَّهٌ أَیْ هُوَ أَمْلَسُ ،وَ مَا فِی هذَا الأَمْرِ رَتَبٌ وَ لاَ عَتَبٌ أَی عَنَاءٌ و شِدَّهٌ (2)،و فِی التهذیب:أَی هُوَ سَهْلٌ مُسْتَقِیمٌ ،و قالَ أَبُو مَنْصُورٍ (3)هو بمعنَی النَّصَبِ و التَّعَبِ ،و کذلک المَرْتَبَهُ ، و کُلُّ مقامٍ شدیدٍ: مَرْتَبَهٌ ؛قال الشمَّاخ:
و مَرْتَبَهٍ لاَ یُسْتَقَالُ بِهَا الرَّدَی تَلاَقَی بها حِلْمِی عنِ الجَهْلِ حاجِزُ
و الرَّتَبُ : الفَوْتُ بَیْنَ الخِنْصِرِ و البِنْصِرِ، عن ابن درید و کذا لِکَ بَیْنَ البِنْصِرِ و الوُسْطَی و قِیلَ :ما بَیْنَ السَّبَّابَهِ و الوُسْطَی،و قد یُسَکَّن و المعروفُ فی الأَولِ :البُصْمُ ،و فی الثانِی:العَتَبُ ،قالَهُ الصاغانیّ و الرَّتَبُ : أَنْ تَجْعَلَ أَرْبَعَ أَصَابِعِکَ مَضْمُومَهً کالبَرْزَخِ ،نقله اللیث.
الرَّتْبَاءُ :النَّاقَهُ المُنْتَصِبَهُ فی سَیْرِهَا، عن ابن الأَعْرَابِیّ .
و أَرْتَبَ الرَّجُلُ إِرْتَاباً إِذَا سَأَلَ بَعْدَ غِنًی، حَکَاه ابن الأَعْرَابِی أَیضاً،کذا فی التهذیب.
و بَابُ المَرَاتِبِ بِبَغْدَادَ،نُسِبَ إِلیه المُحَدِّثونَ .
و الرَّتْبُ بِفَتْحٍ فَسُکونٍ :قَرْیَهٌ قُرْبَ سِجِلْمَاسَهَ .
رَجِبَ الرَّجُل کَفَرِحَ رَجَباً : فَزِعَ ،و رَجِبَ رَجَباً : اسْتَحْیَا، کَرَجَبَ یَرْجُبُ کَنَصَرَ قال:
فَغَیْرُکَ یَسْتَحْیِی و غَیْرُکَ یَرْجُبُ
و رَجِبَ فلاناً:هَابَهُ و عَظَّمَهُ ،کَرَجَبَهُ یَرْجُبُهُ رَجْباً و رُجُوباً ،و رَجَّبَهُ تَرْجِیباً ،و تَرَجَّبَهُ و أَرْجَبَهُ فهو مَرْجُوبٌ و مُرَجَّبٌ و أَنشد:
أَحْمَدُ رَبِّی فَرَقاً و أَرْجُبُهْ
أَی أُعَظِّمُه، و مِنْهُ سُمِّیَ رَجَبٌ ،لِتَعْظِیمِهِمْ إِیَّاهُ فی الجَاهِلِیَّهِ عَنِ القِتَالِ فیهِ ،وَ لاَ یَسْتَحِلُّونَ القِتَالَ فیهِ ،و
16- فی الحدیث: « رَجَبُ مُضَرَ الذی بَیْنَ جُمَادَی و شَعْبَانَ ». قولُه بین جُمَادَی و شعبانَ تَأْکِیدٌ (4)للشَّأْنِ و إِیضاحٌ ،لأَنهُم کانوا یُؤَخِّرُونَه من شهرٍ إِلی شهرٍ،فیتحولُ عن موضعِه الذی یَخْتَصُّ به،فَبَیَّنَ لهُم أَنه الشهرُ الذی بین جُمَادَی و شعبانَ ، لاَمَا کانُوا یُسَمُّونَه علی حِسَابِ النَّسِیءِ،و إِنما قیلَ : رَجَبُ مُضَرَ،و أَضَافَهُ (5)إِلیهم،لأَنَّهُمْ کَانُوا أَشَدَّ تَعْظِیماً له من غیرِهم،و کَأَنَّهُم اخْتَصُّوا به،و قد ذَکَرَ له بعضُ العلماءِ سَبْعَهَ عَشَرَ اسْماً،کذا نقلَه شیخُنا عن لَطَائِفِ المَعَارِفِ فِیمَا للمَوَاسِمِ من الوَظَائِفِ ،تأْلِیف الحافِظ عبدِ الرحمنِ بنِ رَجَبٍ الحَنْبَلِیِّ ،ثم وقَفْتُ علی هذا التأْلیفِ و نقلتُ منه المطلوبَ ، ج أَرْجَابٌ و رُجُوبٌ و رِجَابٌ و رَجَبَاتٌ ،مُحَرَّکَهٌ تقول:هَذَا رَجَبٌ ،فإِذا ضَمُّوا له شَعْبَانَ قالُوا: رَجَبَانِ .
و التَّرْجِیبُ :التَّعْظِیمُ ،و إِنَّ فُلاناً لَمُرَجَّبٌ و مِنْهُ التَّرْجِیبُ أَی ذَبْحُ النَّسَائِکِ فیهِ (6)و
16- فی الحدیث: «هَلْ تَدْرُونَ ما العِتیرَهُ ؟». هِیَ التی یُسَمُّونَهَا الرَّجَبِیَّهَ ،کانُوا یَذْبَحُونَ فی شهرِ رَجبٍ ذَبِیحَهً و یَنْسُبُونَهَا إِلیهِ ،یقالُ :هذِه أَیَّامُ تَرْجیبٍ و تَعْتَارٍ، و کانَتِ العَرَبُ تُرَجِّبُ ،و کان ذلک لهم نُسُکاً،أَو ذَبَائِحَ فی رَجَبٍ ،و عن أَبی عَمْرٍو: الرَّاجِبُ :المُعَظِّمُ لِسَیِّدِه.
و التَّرْجِیبُ : أَنْ یُبْنَی تَحْتَ النَّخْلَهِ ، إِذا مَالَتْ و کانَتْ کَرِیمَهً علیهِ ، دُکَّانٌ تَعْتَمِدُ هیَ عَلَیْهِ لِضَعْفِهَا.
و الرُّجْبَهُ بالضَّمِّ اسْمُ ذلکَ الدُّکَّانِ و الجَمْعُ رُجَبٌ مِثْلُ رُکْبَهٍ و رُکَب،و یقالُ : التَّرْجِیبُ :أَنْ تُدْعَمَ الشَّجَرَهُ إِذا کَثُرَ حَمْلُهَا،لِئَلاَّ تَنْکَسِرَ (7)أَغْصَانُهَا،و فی التهذیب: الرُّجْبَهُ و الرُّجْمَهُ :أَنْ تُعْمَدَ النَّخْلَهُ الکَرِیمَهُ إِذَا خِیفَ عَلَیْهَا أَنْ تَقَعَ ، لِطُولِهَا و کَثْرَهِ حَمْلِهَا بِبِنَاءٍ مِنْ حِجَارَهٍ تُرَجَّبُ (8)بِهَا،أَیْ تُعْمَدُ به 8و یَکُونُ تَرْجِیبُهَا أَنْ یُجْعَلَ حَوْلَ النَّخْلَهِ شَوْکٌ لِئَلاَّ یَرْقَی
ص:16
فِیهَا رَاقٍ فَیَجْنِیَ ثَمَرَهَا،و عن الأَصمعیّ :الرُّجْمَهُ (1)البَناءُ مِنَ الصَّخْرِ تُعْمَدُ بِهِ النَّخْلَهُ (2)،بِخَشَبَهٍ ذَاتِ شُعْبَتَیْنِ . و هِیَ نَخْلَهٌ رُجَبِیَّهٌ کَعُمَرِیَّهٍ ،و تُشَدَّدُ جِیمُهُ : بُنِیَ تَحْتَهَا رُجْبَهٌ ، کِلاَهُمَا نَسَبٌ نَادِرٌ عَلَی خِلاَفِ القِیَاسِ ،و التَّثْقِیلُ أَذْهَبُ فی الشُّذُوذِ و قال سُوَیْدُ بنُ صامتٍ :
و لَیْسَتْ بِسَنْهَاءٍ وَ لاَ رُجَّبِیَّهٍ و لکِنْ عَرَایَا فی السِّنِینَ الجَوائِحِ
یَصِفُ نَخْلَهً بالجَوْدَهِ و أَنَّهَا لَیْسَ فیها سَنْهَاءُ.[و السَّنْهَاءُ] (3)التی أَصَابَتْهَا السَّنَهُ ،و قِیلَ :هِیَ التی تَحْمِلُ سَنَهً و تَتْرُکُ أُخْرَی أَو تَرْجِیبُهَا :ضَمُّ أَعْذَاقِهَا،إِلی سَعَفَاتِهَا،و شَدُّهَا بالخُوصِ لِئَلاَّ تَنْفُضَهَا (4)الرِّیحُ ،أَو التَّرْجِیبُ : وَضْعُ الشَّوْکِ حَوْلَهَا أَیِ الأَعْذَاقِ لِئَلاَّ یَصِلَ إِلَیْهَا آکِلٌ فَلاَ تُسْرَقَ ،و ذلکَ إِذا کانَتْ غَرِیبَهً ظَرِیفَهً ،تقول: رَجَّبْتُهَا تَرْجِیباً ، و منْهُ
17- قَوْلُ الحُبَابِ بنِ المُنْذِرِ یَوْمَ السَّقِیفَهِ : أَنَا جُذَیْلُهَا المُحَکَّکُ و عُذَیْقُهَا المُرَجَّبُ . قال یَعْقُوبُ : التَّرْجِیبُ هنَا إِرْفَادُ النَّخْلَهِ مِنْ جَانِبٍ لِیَمْنَعَهَا مِنَ السُّقُوطِ ،أَیْ إِنَّ لِی عَشِیرَهً تُعَضِّدُنِی و تَمْنَعُنِی و تُرْفِدُنِی،و العُذَیْقُ تَصْغِیرُ عَذْقٍ بالفَتْحِ :النَّخْلَهُ و قِیل:أَرَادَ بالتَّرْجِیبِ :التَّعْظِیمَ ،و رَجَّبَ فلانٌ مَوْلاَهُ أَیْ عَظَّمَهُ ،و قَوْلُ سَلاَمَهَ بنِ جَنْدَلٍ :
و العادِیاتُ أَسابیُّ الدماءِ بها کَأَنَّ أَعْنَاقَهَا أَنْصَابُ تَرْجِیبِ
فَإِنَّهُ شَبَّهَ أَعْنَاقَ الخَیْلِ بالنَّخْلِ المُرَجَّبِ ،و قیل:شَبَّهَ أَعْنَاقَهَا بالحِجَارَهِ التی تُذْبَحُ علیها النَّسَائِکُ ،قال:و هَذَا یَدُلُّ علی صِحَّهِ قولِ مَنْ جَعَلَ التَّرْجِیبَ دَعْماً لِلنَّخْلَهِ .
و التَّرْجِیبُ فِی الکَرْمِ :أَنْ تُسَوَّی سُرُوغُهُ و یُوضَعَ مَوَاضِعَهُ مِنَ الدِّعَمِ و القِلاَلِ .
و رَجَبَ العُودُ:خَرَجَ مُنْفَرِداً. و عن أَبی (5)العَمَیْثَلِ : رَجَبَ فُلاَناً بقَوْلٍ سَیِّیءٍ و رَجَمَهُ بِهِ بمَعْنَی:صَکَّهُ .
و الرُّجْبُ بِالضَّمِّ :مَا بَیْنَ الضِّلَعِ و القَصِّ ،و بِهَاءٍ:بِنَاءٌ یُصَادُ بِهَا (6)الصَّیْدُ کالذِّئْبِ و غَیْرِه،یُوضَعُ فیهِ لَحْمٌ و یُشَدُّ بِخَیْطٍ ،فإِذا جَذَبَهُ سَقَطَ علیهِ الرُّجْبَهُ .
و الأَرْجَابُ الأَمْعَاءُ لاَ وَاحِدَ لَهَا عندَ أَبِی عُبیدٍ أَو الوَاحِدُ رَجَبٌ ،مُحَرَّکَهً ، عن کُرَاع، أَو رُجْبٌ کقُفْلٍ ، و قال ابنُ حَمْدَوَیْهِ :الوَاحِدُ رِجْبٌ ،بکَسْرٍ فَسُکُونٍ .
و الرَّوَاجِبُ :مَفَاصِلُ أُصُولِ الأَصَابعِ التی تَلِی الأَنَامِلَ ، أَوْ بَوَاطِنُ مَفَاصِلِهَا أَی أُصُولِ الأَصَابِع أَوْ هی قَصَبُ الأَصَابِعِ ،أَوْ هی مَفَاصِلُهَا أَی الأَصَابِع،ثُمَّ البَرَاجِمُ ثُمَّ الأَشَاجِعُ اللاَّتِی تَلِی (7)الکَفَّ أَو هی ظُهُورُ السُّلاَمَیَاتِ ،أَوْ هی ما بَیْنَ البَرَاحِمِ مِن السُّلاَمَیَاتِ قال ابنُ الأَعْرَابیّ :
البَرَاجِمُ :المُشَنَّجَاتُ فی مَفاصِلِ الأَصَابِعِ ،و فی کلِّ إِصْبَعَ ثَلاَثُ بُرْجُمَاتٍ إِلاَّ الإِبْهَامَ أَو هی المَفَاصِلُ (8)التی تَلِی الأَنَامِلَ و
16- فی الحدیث: «أَلاَ تُنَقُّونَ رَوَاجِبَکُمْ ». هی ما بَیْنَ عُقَدِ الأَصَابِعِ مِنْ دَاخِلٍ وَاحِدَتُهَا رَاجِبَهٌ ،و قال کُرَاع:
وَاحِدَتُهَا رُجْبَهٌ بالضَّمِّ ، قال الأَزهَریّ و لا أَدْرِی کَیْفَ ذلک، لأَنَّ فُعْلَه لاَ تُکَسَّرُ علی فَوَاعِلَ ،و عن اللیثِ رَاجِبَهُ الطَّائِرِ:
الإِصْبَعُ التی تَلِی الدَّائِرَهَ مِن الجَانِبَیْنِ الوَحْشِیَّیْنِ مِن الرِّجْلَینِ ،و قال صَخْرُ الغَیِّ :
تَمَلَّی بِهَا طُولَ الحَیَاهِ فَقَرْنُهُ لَهُ حَیَدٌ أَشْرَافُهَا کالرَّوَاجِبِ
شَبَّهَ مَا نَتَأَ مِنْ قَرْنِهِ بِمَا نَتَأَ مِنْ أَصُولِ الأَصَابعِ إِذا ضُمَّتِ الکَفُّ و الرَّوَاجِبُ مِنَ الحِمَارِ:عُرُوقُ مخَارجِ صَوْتِهِ ، عنِ ابن الأَعرابیّ و أَنشد:
طَوَی بَطْنَهُ طُولُ الطِّرَادِ فَأَصْبَحَتْ تَقَلْقَلُ مِنْ طُولِ الطِّرَادِ رَوَاجِبُهْ
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
ص:17
الرَّجَبُ مُحَرَّکَهً :العِفَّهُ .
و رَجَبٌ :مِنْ أَسْمَاءِ الرِّجَالِ .
الرُّحْبُ ،بالضَّمِّ :ع لِهُذَیْلٍ و ضَبَطَه الصاغانیّ بالفَتْحِ من غیرِ لامٍ (1).
و رُحَابُ کغُرَابٍ :ع بحَوْرَانَ نقلَه الصاغانیّ أَیضاً (2).
وَ رَحُبَ الشیءُ کَکَرُمَ و سَمِعَ الأَخِیرُ حکاه الصاغانیّ رُحْباً بالضَّمِّ و رَحَابَهً و رَحَباً مُحَرَّکَهً ،نقله الصاغانیّ فَهُوَ رَحْبٌ و رَحِیبٌ و رُحَابٌ بالضَّمِّ :اتَّسَعَ ، کَأَرْحَبَ ،و أَرْحَبَهُ :وَسَّعَهُ قال الحَجَّاجُ حِینَ قَتَلَ ابْنَ القِرِّیَّهِ ، أَرْحِبْ یَا غُلاَمُ جُرْحَهُ .
و یقالُ لِلْخَیْلِ : أَرْحِبْ و أَرْحِبِی ، و هُمَا زَجْرَان لِلْفَرَسِ ،أَی تَوَسَّعِی و تَبَاعَدِی و تَنَحَّیْ قَال الکُمَیْتُ بنُ مَعْرُوفٍ :
نُعَلِّمُهَا هَبِی و هَلاً و أَرْحِبْ (3) وَ فِی أَبْیَاتِنَا وَلَنَا افتُلِینَا
و امْرَأَهٌ رُحَابٌ و قِدْرٌ رُحَابٌ بالضَّمِّ أَی وَاسِعَهٌ و قالُوا:
رَحُبَتْ عَلَیْکَ ،و طُلَّتْ ،أَی رَحُبَتْ علیکَ البِلاَدُ،و قال أَبُو إِسحاقَ :أَیِ اتَّسَعَتْ و أَصَابَهَا الطَّلُّ ،و
17- فی حدیثِ ابن زِمْل: (4)«عَلَی طَرِیقٍ رَحْبٍ ». أَیْ وَاسِعٍ .وَ رَجُلٌ رَحْبُ الصَّدْرِ،و رُحْبُ الصَّدْرِ،وَ رَحِیبُ الجَوْفِ :وَاسِعُهُمَا،و من المجاز:فلاَنٌ رَحِیبُ الصَّدْرِ أَی وَاسِعُهُ ،و رَحْبُ الذِّرَاعِ (5)أَی واسِعُ القُوَّهِ عندَ الشَّدَائِدِ،و رَحْبُ الذِّرَاعِ و البَاعِ و رحِیبُهُمَا أَی سَخِیٌّ .
وَ رَحُبَتِ الدَّارُ و أَرْحَبَتْ بمعنًی،أَیِ اتَّسَعَتْ .
و الرَّحْبُ بالفَتْحِ و الرَّحِیبُ :الشَّیْ ءُ الوَاسِعُ ،تقولُ منه:
بَلَدٌ رَحْبٌ و أَرْضٌ رَحْبَهٌ .و من المجاز قولُهم:هذا أَمْرٌ إِنْ تَرَحَّبَتْ (6)مَوَارِدُهُ فَقَدْ تَضَایَقَتْ مَصَادِرُهُ .
و قولهم فی تَحِیَّهِ الوَارِدِ:أَهْلاً و مَرْحَباً و سَهْلاً قال العَسْکَرِیُّ :أَوَّلُ مَنْ قَالَ مَرْحَباً :سَیْفُ بنُ ذِی یَزَنَ أَیْ صَادَفْتَ و فی الصَّحَاحِ :أَتَیْتَ سَعَهً و أَتَیْتَ أَهْلاً،فَاسْتأْنِسْ وَ لاَ تَسْتَوْحِشْ و قال شَمِرٌ:سَمِعْتُ ابنَ الأَعرابیّ یقول:
مَرْحَبَکَ اللّهُ و مَسْهَلَکَ ،و مَرْحَباً بِکَ اللّهُ و مَسْهَلاً بِکَ اللّهُ ، و تقولُ العرب:لاَ مَرْحَباً بِکَ ،أَی لاَ رَحُبَتْ عَلَیْکَ بِلاَدُکَ ، قال:و هی من المَصَادِرِ التی تَقَعُ فی الدُّعَاءِ للرَّجُلِ ، وَ عَلَیْهِ (7)،نحو:سَقْیاً وَ رَعْیاً،وجَدْعاً وَ عَقْراً،یُرِیدُونَ سَقَاکَ اللّه وَ رَعَاکَ اللّه،و قال الفرّاءُ:معناهُ رَحَّبَ اللّهُ بِکَ مَرْحَباً ، کأَنَّهُ وُضِعَ مَوْضِعَ التَّرْحِیبِ ،و قال اللیثُ مَعْنَی قَوْلِ العَرَبِ مَرْحَباً :انْزِلْ فِی الرَّحْبِ و السَّعَهِ و أَقِمْ فَلَکَ عِنْدَنَا ذلکَ ،و سُئلَ الخَلِیلُ عن نَصْبِ مَرْحَباً فقَالَ :فیه کَمِینُ الفِعْلِ ،أُرِیدَ (8):بِهِ انْزِلْ أَوْ أَقِمْ فَنُصِبَ بِفِعْلٍ مُضْمَرٍ،فلمَّا عُرِفَ مَعْنَاهُ المُرَادُ به أُمِیتَ الفِعْلُ ،قال الأَزهریّ :و قال غیرُه فی قولِهِم: مَرْحَباً :أَتَیْتَ أَوْ لَقِیتَ رُحْباً وَسَعَهً لا ضِیقاً،و کذلک إِذا قالَ :سَهْلاً أَرَادَ نَزَلْتَ بَلَداً سَهْلاً لا حَزْناً غَلِیظاً.
و رَحَّبَ به تَرْحِیباً :دَعَاهُ إِلی الرَّحْبِ و السَّعَهِ ،و رَحَّبَ به:قال له مَرْحَباً ،و
16- فی الحدیثِ : «قالَ لِخُزَیْمَهَ بنِ حُکَیمٍ (9)مَرْحَباً ». أَی لَقِیتَ رَحْباً و سَعَهً ،و قیلَ مَعْنَاهُ رَحَّبَ اللّه بِکَ مَرْحَباً ،فَجَعَلَ المَرْحَبَ مَوْضِعَ التَّرْحِیبِ .
و رَحَبَهُ المَکَانِ کالمَسْجِدِ و الدَّارِ بالتَّحْرِیکِ و تُسَکَّنُ :
سَاحَتُهُ و مُتَّسَعُهُ و
1- کان علیٌّ رضی اللّه عنه یَقْضِی بَیْنَ النَّاسِ فی رَحَبَهِ مَسْجِدِ الکُوفَهِ . و هی صَحْنُهُ ،و عن الأَزْهَرِیّ :قالَ الفرّاءُ:یقالُ للصَّحْرَاءِ بَیْنَ أَفْنِیَهِ القَوْمِ و المَسْجِدِ رَحَبَهٌ وَ رَحْبَهٌ ،و سُمِّیَتِ الرَّحَبَهُ رَحَبَهً لِسَعَتِهَا بِمَا رَحُبَتْ ،أَی بما اتَّسَعَتْ ،یقالُ :مَنْزِلٌ رَحِیبٌ و رَحْبٌ ،و ذَهَبَ أَیضاً إِلی أَنَّه یقالُ :بَلَدٌ رَحْبٌ و بِلاَدٌ رَحْبَهٌ ،کما یقال:بَلَدٌ سَهْلٌ و بِلاَدٌ
ص:18
سَهْلَهٌ ،و قَدْ رَحُبَتْ تَرْحُبُ ،و رَحُبَ یَرْحُبُ رُحْبَاً و رَحَابَهً ، و رَحِبَتْ رَحَباً ،قال الأَزهریّ :و أَرْحَبَتْ لُغَهٌ بذلک المَعْنَی، و قولُ اللّهِ عَزَّ و جَلّ ضاقَتْ عَلَیْهِمُ الْأَرْضُ بِما رَحُبَتْ (1)أَی عَلَی رُحْبِهَا وسَعَتِهَا،و أَرْضٌ رَحِیبَه :وَاسِعَهٌ .
و الرَّحْبَهُ ،بالوَجْهَیْنِ ، مِنَ الوَادِی:مَسِیلُ مَائِهِ مِنْ جَانِبَیْهِ فیهِ ، جَمْعهُ رِحَابٌ ،و هی مَوَاضِعُ مُتَوَاطِئَهٌ یَسْتَنْقِعُ المَاءُ فِیهَا،و هی أَسْرَعُ الأَرْضِ نَبَاتاً،تَکُونُ عندَ مُنْتَهَی الوَادِی و فی وسَطِه،و قد تکونُ فی المَکَانِ المُشْرِفِ یَسْتَنْقِع فیها المَاءُ و ما حوْلَها مُشْرِفٌ علیها،و لا تَکُونُ الرِّحَابُ فی الرَّمْلِ ،و تکونُ فی بُطُونِ الأَرْضِ و فی ظَواهِرِها.
و الرَّحَبَهُ مِنَ الثُّمَامِ کغُرابٍ : مُجْتَمَعُهُ وَ مَنْبَتُه.
و الرَّحَبَهُ بالتَّحْرِیکِ : مَوْضِعُ العِنَب، بمَنْزِلهِ الجَرِینِ للتَّمْرِ، و قالَ أَبو حنیفه: الرَّحَبَهُ و الرَّحْبَه ،و التَّثْقِیلُ أَکْثَرُ:
الأَرْضُ الوَاسِعَهُ المِنْبَاتُ المِحْلاَلُ ،ج رِحَابٌ و رَحَبٌ و رَحَبَاتٌ ،مُحَرَّکَتَیْنِ ،و یُسَکَّنَانِ قال سیبویه: رَحَبَهٌ و رِحَابٌ کرَقَبَهٍ و رِقَابٍ ،و عن ابن الأَعرابیّ : الرَّحَبَهُ :مَا اتَّسَعَ مِنَ الأَرْضِ ،و جَمْعُهَا: رُحَبٌ مِثْلُ قَرْیَهٍ و قُرًی،قال الأَزهریّ :
و هَذَا یَجِیءُ شَاذًّا،فی باب النَّاقِصِ فأَمَّا السَّالمُ فَمَا سَمِعْتُ فَعْلَهً جُمِعَتْ عَلَی فُعَلٍ ،قال:و ابْنُ الأَعْرَابِیِّ ثِقَهٌ لا یَقُولُ إِلاَّ ما قَدْ سَمِعَهُ .کذا فی لسان العرب.
و یُحْکَی عن نَصْرِ بنِ سَیَّارٍ رَحُبَکُمُ الدُّخُولُ فِی طَاعَتِهِ أَیِ ابن الکِرْمَانِیّ کَکَرُمَ أَی وَسِعَکُمْ فَعَدَّی فَعُلَ ،و هو شَاذٌّ لِأنَّ فَعُلَ لَیْسَتْ مُتَعَدِّیَهً عند النَّحویینَ إِلاَّ أَنَّ أَبَا عَلِیٍّ الفَارِسیَّ حَکَی عن هُذَیْلٍ القَبِیلَهِ المَعْهُودَهِ تَعْدِیَتَهَا أَی إِذا کانتْ قابلهً للتَّعَدی بمعناها کقوله:
وَ لَمْ تَبْصُرِ العَیْنُ فِیهَا کِلاَبَا
و قال أَئِمَّهُ الصَّرْفِ :لَمْ یَأْتِ فَعُلَ بضَم العَیْنِ مُتَعَدِّیاً إِلاَّ کَلِمَهٌ واحِدَهٌ رَوَاهَا الخَلِیلُ و هی قولُهم: رَحُبَتْکَ الدَّارُ، و حَمَلَه السَّعْدُ فی شَرْحِ العِزِّی علی الحَذْفِ و الإِیصالِ ، أَیْ رَحُبَتْ بِکُمُ الدَّارُ،و قال شیخُنَا:نَقَلَ الجَلاَلُ السَّیُوطِیُّ عن الفارِسیّ : رَحُبَ اللّهُ جَوْفَهُ أَیْ وَسَّعَهُ ،و فی الصِّحَاحِ :
لَم یَجِیء فی الصَّحِیحِ فَعُلَ بضَمِّ العَیْنِ مُتَعَدِّیاً غَیْرَ هَذَا،و أَمَّا المُعْتَلُّ فقدِ اخْتَلَفُوا فیه قال الکسائیّ :أَصْلُ قُلْتُهُ قَوُلْتُهُ ، و قال سیبویه:لاَ یَجُوزُ ذلکَ لأَنَّه یَتَعَدَّی (2)،و لیْسَ کذلک:
طُلْتُه،أَ لاَ تَرَی أَنک تقولُ :طَوِیلٌ ،و عنِ الأَزهریّ :قال اللیث:هذه کلمهٌ شاذَّهٌ علی فَعُلَ مُجَاوِزٍ:و فَعُلَ لا یَکُونُ مجاوزاً أَبداً قال الأَزهریّ :وَ رَحُبَتْکَ لاَ یَجُوزُ عند النحویینَ ،و نَصْرٌ لیس بحُجَّهٍ .
و الرُّحْبَی کَحُبْلَی:أَعْرَضُ ضِلَعٍ فی الصَّدْرِ، و إنَّمَا یکونُ النّاحِزُ (3)فی الرُّحْبَیَیْنِ .
و الرُّحْبَی : سِمَهٌ تَسِمُ بها العَرَبُ فی جَنْبِ البَعِیرِ، و الرُّحْبَیَانِ الضِّلَعَانِ اللَّتَانِ تَلِیَانِ الإِبْطَیْنِ فی أَعْلَی الأَضْلاَعِ ،أَو الرُّحْبَی : مَرْجِعُ المِرْفَقَیْنِ و هُمَا رُحْبَیَانِ ، و الرُّحَیْبَاءُ (4)منَ الفَرَسِ أَعْلَی الکَشْحَیْنِ ،و هُمَا رُحَیْبَاوَانِ ، عن ابن درید، أَوْ هی أَی الرُّحْبَی مَنْبِضُ القَلْبِ مِنَ الدَّوابِّ و الإِنْسَانِ ،أَی مکانُ نَبْضِ قَلْبِهِ و خَفَقَانِهِ ،قاله الأَزْهریّ :
و قیلَ : الرُّحْبَی ما بَیْنَ مَغْرِزِ العُنُقِ إِلی مُنْقَطَعِ الشَّرَاسِیفِ ، و قیل:هی ما بینَ ضِلَعَیْ أَصْلِ العُنُقِ إِلی مَرْجِعِ الکَتِفِ .
و الرُّحْبَهُ بالضَّمِّ :مَاءَهٌ بِأَجَإِ أَحَدِ جَبَلَیْ طَیِّ ءٍ و بِئْرٌ فی ذی ذَرَوَانَ من أَرْضِ مَکَّهَ زِیدَتْ شَرَفاً بِوَادِی جَبَلِ شَمَنْصِیرٍ، یَأْتِی بَیَانُه.
و الرُّحْبَهُ : ه حِذَاءَ القَادِسِیَّهِ ،وَ وَادٍ قُرْبَ صَنْعَاء الیمن و:ناحِیَهٌ بَیْنَ المَدِینَهِ و الشِّأْمِ قُرْبَ وَادِی القُرَی و:ع بِنَاحِیَهِ اللَّجَاهِ (5).
و بِالفَتْحِ : رَحْبَهُ مَالِکِ بنِ طَوْقٍ مَدِینَهٌ أَحْدَثَهَا مَالِکٌ عَلَی شاطِیءِ الفُرَاتِ ،و رَحْبَهُ : ه بِدِمَشْقَ ،و رَحْبَهُ : مَحَلَّهٌ بها أیضاً،و رَحْبَهُ : مَحَلَّهٌ بالکُوفَهِ تُعْرَفُ برَحْبَهِ خُنَیْسٍ (6)و رَحْبَهُ ع ببغدادَ تُعْرَفُ بِرَحْبَهِ یَعْقُوبَ منسوبهٌ إلی یعقوبَ بنِ داوودَ وَزِیرِ المَهْدِیِّ ، و رَحْبَهُ : وادٍ یَسِیلُ فی الثَّلَبُوتِ و قد تَقَدَّم فی«ثلب»أَنَّه وادٍ أَو أَرضٌ ، و رَحْبَهُ : ع بالبادِیَهِ ، و رَحْبَهُ : ه بالیَمَامَهِ تُعْرَفُ بِرَحْبَهِ الهَدَّار، و صَحَرَاءُ بها أَیضاً
ص:19
فیها میاهٌ و قُرًی،و النِّسْبَهُ إلیها فی الکُلِّ رَحَبِیٌّ ،مُحَرَّکَهً .
و بَنُو رَحْبَهَ بنِ زُرْعَهَ بنِ الأَصْغَرِ بنِ سَبَإِ: بَطْنٌ مِنْ حِمْیَرَ إِلیه نُسِبَ حَرِیزُ بنُ عُثْمَانَ المعدودُ فی الطَّبَقَهِ الخَامِسَهِ من طَبَقَاتِ الحُفَّاظِ ،قاله شیخُنَا.
و رُحَابَهُ کقُمَامَهٍ :ع و فی لسان العرب:أُطُمٌ بالمَدِینَهِ معروفٌ .
و الرِّحابُ کَکِتَابِ :اسْمُ ،ناحِیَهٍ بِأَذْرَبِیجَانَ و دَرَبَنْدَ، وَ أَکْثَرُ أَرْمِینِیَهَ یَشْمَلُهَا هذا الاسمُ ،نقله الصَّاغَانیّ .
بَنُو رَحَبٍ مُحَرَّکَهً :بَطْنٌ مِنْ هَمْدَانَ من قَبَائِلِ الیَمَنِ .
و أَرْحَبُ :قَبِیلَهٌ مِنْهُم أَی هَمْدَانَ ،قال الکُمیت:
یَقُولُونَ لَمْ یُورَثْ و لَوْ لاَ تُرَاثُهُ لقَد شَرِکَتْ فِیهِ بَکِیلٌ و أَرْحَبُ
و قرأْتُ فی کتاب الأَنْسَابِ للبَلاَذُرِیّ ما نَصُّه:أَخْبَرَنیِ مُحَمَّدُ بنُ زِیَادٍ الأَعْرابیُّ الرَّاوِیَهُ عَن هِشَامِ بنِ مُحَمَّدٍ الکَلْبِیِّ قال:من قَبَائِلِ حَضْرَمَوْتَ : مَرْحَبٌ و جُعْشُمٌ ،و هم الجَعَاشِمَهُ ،وَ وَائِلٌ و أَنْسَی قال بعضُهم:
وَ جَدِّی الأَنْسَوِیُّ أَخُو المَعَالِی و خَالِی المَرْحَبِیُّ أَبُو لَهِیعَهْ
1- و یَزِیدُ بنُ قَیْسٍ ،و عَمْرُو بنُ سَلَمَهَ ،و مَالِکُ بنُ کَعْبٍ الأَرْحَبِیُّونَ مِنْ عُمَّالِ سَیِّدِنا علیٍّ رضی اللّه عنه. أَوْ فَحْلٌ کذا قاله الأَزهریّ ،و قال:رُبَّمَا تُنْسَبُ إِلیه النَّجَائِبُ لِأَنَّهَا من نَسْلِهِ ،و قال اللیثُ : أَرْحَبُ :حَیٌّ أَو مَکَانٌ و فی المعجم:أَنَّهُ مِخْلاَفٌ بالیَمَنِ یُسَمَّی بقَبِیلَهٍ کَبِیرَهٍ منْ هَمْدَانَ ،و اسْمُ أَرْحَبَ :مُرَّهُ بن ذُعَامِ (1)بنِ مالکِ بنِ مُعَاوِیَهَ بنِ صَعْبِ بنِ دُومَانَ بنِ بَکِیلِ بنِ جُشَمَ بنِ خَیْرَانَ بنِ نَوْفِ (2)بنِ هَمْدَانَ و مِنْهُ (3)النَّجَائبُ الأَرْحَبِیَّاتُ و فی«کِفَایَهِ المُتَحَفِّظ »:
الأَرْحَبِیَّهُ :إِبِلٌ کَرِیمَهٌ مَنْسُوبَهٌ إِلی بَنِی أَرْحَبَ مِنْ بَنِی هَمْدَانَ ،و علیه اقْتَصَرَ الجَوْهریُّ ،و نَقَلَهُ الشریفُ الغَرْنَاطِیُّ فی شرح مَقْصُورَهِ حازِمٍ ،و فی المعجم: أَرْحَبُ :بَلَدٌ علی ساحِلِ البَحْرِ بَیْنَهُ و بَیْنَ ظَفَارِ نحوُ عَشَرَهِ فَرَاسخَ .
و الرَّحِیبُ کأَمِیرٍ:الأَکُولُ و رَجُلٌ رَحِیبُ الجَوْفِ :أَکُولٌ ، نقله السَّیُوطِیّ .
و رَحَائِبُ التُّخُومِ ،و یوجدُ فی بعض النسخ:النُّجُومِ ، و هو غَلَطٌ أَی سَعَهُ أَقْطَارِ الأَرْضِ .و سموا رَحْباً .و مُرَحَّباً کَمُعَظَّم و مَرْحَباً ک مَقْعَدٍ، و قال الجوهریّ :أَبُو مَرْحَبٍ :
کُنْیَهُ الظِّلِّ ،و به فُسِّرَ قَوْلُ النَّابِغَهِ الجَعْدِیِّ :
وَ بَعْضُ الأَخْلاَءِ عِنْدَ البَلا ءِ و الرُّزْءِ أَرْوَغُ مِنْ ثَعْلَبِ
و کَیْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ خَلاَلَتُهُ کَأَبِی مَرْحَبِ
و هو أَیضاً کُنْیَهُ عُرْقُوبٍ صاحِبِ المَوَاعِیدِ الکَاذِبَهِ .
و مَرْحَبٌ کَمَقْعَدٍ:فَرَسُ عَبْدِ اللّهِ بنِ عَبْدٍ الحَنَفِیِّ و مَرْحَبٌ : صَنَمٌ کَانَ بِحَضَرْمَوْت الیَمَن و ذُو مَرْحَبٍ :
رَبِیعَهُ بنُ مَعْدِیکَرِبَ (4)،کَانَ سَادنَهُ أَیْ حَافِظَه.
و
14- مِرْحَبٌ الیَهُودِیَّ کَمِنبَرٍ:الذی قَتَلَه سَیِّدُنَا عَلِیُّ رضی اللّه عنه یَوْمَ خَیْبَرْ.
وَ رُحَیِّبٌ مُصَغَّراً:مَوْضِعٌ (5)فی قَوْلِ کُثَیّر:
و ذَکَرْتُ عَزَّهَ إِذْ تُصَاقِبُ دَارُها بِرُحَیِّبٍ فأُرَیْنهٍ (6)فنُخَالِ
کذا فی المعجم.
و رُحْبَی ،کحُبْلَی (7):مَوْضِعٌ آخَرُ،و هذه عن الصاغانیّ .
الرَّدْبُ :الطَّرِیقُ الذی لا یَنْفُذُ عن ابن الأَعْرَابیّ ،و قیلَ إِنّه مَقْلُوبُ دَرْبٍ ،و لیس بِثَبَتٍ .
و الإِرْدَبُّ کَقِرْشَبٍّ :مِکْیَالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ مِصْرَ،و فی المصباح: الإِرْدَبُّ بالکَسْرِ:کَیْلٌ معرُوفٌ بِمِصْرَ نَقَلَه الأَزهریُّ و ابن فارسٍ و الجَوْهَریُّ ، أَوْ یَضُمُّ أَرْبَعَهً و عِشْرِینَ صَاعاً بصَاعِ النَّبِیِّ صلّی اللّه علیه و سلّم،و هو أَرْبَعَهٌ و سِتُّونَ مَناً بِمَنَا بَلَدِنَا، و القَنْقَلُ :نِصْفُ الإِرْدَبِّ ،کَذَا حَدَّدَهُ الأَزهریُّ ،و قال الشیخُ
ص:20
أَبو محمدِ بنُ بَرّیّ :قَوْلُ الجَوْهَرِیّ : الإِرْدَبُّ :مِکْیَالٌ ضَخْمٌ لأَهْلِ مِصْرَ،لَیْسَ بِصَحِیحٍ ،لأَنَّ الإِرْدَبَّ لاَ یُکَالُ بِهِ و إِنَّمَا یُکَالُ بالوَیْبَهِ ،و هُوَ مُرَادُ المُصَنّف مِنْ قَوْلِهِ أَوْ أَی الإِرْدَبُّ بها سِتُّ وَیْبَاتٍ ، و
16- فی الحدیثِ : «منَعَتِ العِراقُ دِرْهَمَهَا و قَفِیزَهَا، و مَنَعَتْ مِصْرُ إِرْدَبَّهَا ».
و قال الأَخْطَلُ :
قَوْمٌ إِذَا اسْتَنْبَحَ الأَضْیَافُ کَلْبَهُمُ قَالُوا لأُمِّهمُ بُولِی عَلَی النَّارِ
و الخُبْزُ کَالعَنْبَرِ الهِنْدِیِّ عِنْدَهُمُ و القَمْحُ سَبْعُونَ إِرْدَبّاً بِدِینَارِ
قال الأَصمعیّ و غیرُه:البَیْتُ الأَوَّلُ منهما أَهْجَی بَیْتٍ قَالَتْهُ العَرَبُ (1)،ثُمَّ إِنَّ ظَاهِرَ کَلاَمِهِم أَنَّه عَرَبِیُّ ،و صَرَّحَ بعضُهم بأَنَّه مُعَرَّبُ ،قاله شیخُنَا،و قال الصَّاغَانیّ :و لَیْسَ البیتُ للأَخْطَل.
و الإِرْدَبُّ : القَنَاهُ التی یَجْرِی فِیهَا المَاءُ عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ و من المجاز: الإِرْدَبَّهُ بِهَاءٍ هی البَالُوعَهُ الوَاسِعَهُ من الخَزَفِ شُبِّهَتْ بالإِرْدَبِّ المِکْیَال.
و الإِرْدَبُّ :القِرْمِیدَهُ ،و فی الصحاح: الإِرْدَبَّهُ :القِرْمِیدُ، و هو الآجُرُّ الکَبِیرُ (2)بالبَاءِ المُوَحَّدَهِ ،هکذا فی الأُصول،و فی بعضها بالثاءِ المُثَلَّثَهِ .
و التَّرَدُّبُ :الرِّئْمَانُ بالکَسْرِ أَی التَّحَنُّنُ و اللَّطَافَهُ نَقَلَه الصاغانیّ .
رَزَبَهُ :لَزِمَهُ و فی التکمله: رَزَبَ علی الأَرْضِ أَی لَزِمَ فلم یَبْرَحْ .
و الإِرْزَبُّ کَقِرْشَبٍّ : هو الرَّجُلُ القَصِیرُ،و الکَبِیرُ و الغَلِیظُ الشَّدِیدُ و الضَّخْمُ یقال:رَجُلٌ إِرْزَبٌّ ،مُلْحَقٌ بِجِرْدَحْلٍ ،أَی قَصِیرٌ غَلِیظٌ شَدِیدٌ،و قال أَبو العبّاس: الإِرْزَبُّ :العَظِیمُ الجِسْمِ (3)الأَحْمَقُ . و الإِرْزَبُّ : فَرْجُ المَرْأَه، و عن کُرَاع جَعَلَه اسْماً له،و قال الجوهریّ :رَکَبٌ إِرْزَبُّ :ضَخْمٌ ،و رَجُلٌ إِرْزَبٌّ :کَبِیرٌ أَو الضَّخْمُ مِنْه.
و المِرْزَابُ لُغَهٌ فی المِیزَابِ و لیست بالفَصِیحَه،و أَنْکَره أَبو عُبیدٍ،و مثلُه فی شفاءِ الغلیل للشهاب الخَفَاجِیِّ .
و المِرْزَابُ السَّفِینَهُ العَظِیمهُ جَمْعُهُ : مَرَازِیبُ قَالَ جریر:
یَنْهَسْنَ مِنْ کُلِّ مَخْشِیِّ الرَّدَی قُذُفٍ کَمَا تَقَاذَفَ فِی الیَمِّ المَرَازِیبُ (4)
أَوِ المِرْزَابُ :السَّفِینَهُ الطَّویلَهُ قاله الجوهرِیّ .
و الإِرْزَبَّهُ و المِرْزَبَّهُ بکَسْرِ أَوَّلِهِمَا مُشَدَّدَتَانِ أَو الأُولَی فَقَطْ و به جَزَمَ غیرُ واحدٍ،و الوَجْهُ فی الثَّانی التَّخْفِیفُ ،و نَسَب فی المصباح التَّشْدِیدَ للعَامَّهِ ،کما فی الفَصیح و شروحه،و قال ابن السّکّیت:إِنّهُ خَطَأٌ،قاله شیخُنا: عُصَیَّهٌ مِنْ حَدِیدٍ، و فی لسان العرب الإِرْزَبَّهُ التی یُکْسَرُ بِهَا المَدَرُ فَإِنْ قُلْتَهَا بالمِیمِ خَفَّفْتَ البَاءَ و قُلْتَ : الْمِرْزَبَهُ ،و أَنْشَدَ الفَرَّاءُ:
ضَرْبُکَ بالمِرْزَبَهِ العُودَ النَّخِرْ (5)
و
17- فی حدیث أَبی جَهْلٍ : «فإِذَا رَجُلٌ أَسْوَدُ یَضْرِبُهُ بِمِرْزَبَهٍ ».
المِرْزَبَهُ بالتَّخْفِیفِ :المِطْرَقَهُ الکَبِیرهُ التی تَکُونُ لِلْحَدَّادِ،و
17- فی حدیث المَلَکِ : «و بِیَدِهِ مِرْزَبَهٌ ». و یقال لَهَا أَیضاً:الإِرْزَبَّهُ ، بالهَمْزِ و التَّشْدِیدِ.
و المَرْزَبَهُ (6)کَمَرْحَلَهٍ :رِیَاسَهُ الفُرْسِ تقولُ :فُلانٌ عَلَی مَرْزَبَهِ کَذَا،و لَهُ مَرْزَبَهُ کَذَا،کما تقولُ له دَهْقَنَهُ کَذَا و هُوَ مَرْزُبَانُهُمْ بِضَمِّ الزَّایِ : رَئِیسُهُمْ ،تَکَلَّمُوا به قَدِیماً،کذا فی شفاءِ الغلیل،و
16- فی الحدیث: «أَتَیْتُ الحِیرَهَ فَرَأَیْتُهُمْ یَسْجُدُونَ لِمَرْزُبَانٍ لَهُمْ ». هُوَ بِضَمِّ الزَّایِ .و هو الفَارِسُ الشُّجَاعُ المُقَدَّمُ علَی القَوْمِ دُونَ المَلِکِ ،و هو مُعَرَّبٌ ج مَرَازِبَهٌ و فی لسان العرب:و أَمّا المَرَازِبَهُ مِن الفُرْسِ فمُعَرَّبٌ ،و قال ابنُ برّیّ :
ص:21
حُکِیَ عن الأَصمعیّ أَنَّهُ یقالُ لِلرَّئِسِ مِن العَجَم: مَرْزُبَانُ و مَزْبُرَانُ بالرَّاءِ و الزَّایِ .و أَنشد فی«المُعْجَم»لِبَعْضِ الشُّعَرَاءِ.
الدَّارُ دَارَانِ :إِیوَاءٌ و غُمْدَانُ و المُلْکُ مُلْکَانِ :سَاسَانٌ و قَحْطَانُ
و الأَرْضُ فَارِسُ و الإِقْلِیمُ بَابِلُ و الْ إِسْلاَمُ مَکَّهُ و الدُّنْیَا خُراسَانُ
إِلی أَنْ قال:
قَدْ رُتِّبَ النَّاسُ جم فی مَرَاتِبِهِمْ فَمَرْزُبَانٌ و بِطْرِیقٌ و طَرْخَانُ
و المَرْزُبَانِیَّهُ بضَمِّ الزَّایِ : ه ببغدادَ علی نَهْرِ عِیسَی فَوْقَ المُحَوَّلِ ،بَنَی بها الإِمَامُ النَّاصِرُ لدِینِ اللّهِ دَاراً و رِباطاً لأَهْل التَّصَوُّفِ ،و کان الصَّاغَانیُّ شَیْخَ ذلکَ الرِّبَاطِ مِن طَرَفِ الإِمَامِ المُسْتَنْصِرِ.
و مِن المجازِ أَبُو الحَارِثِ مَرْزُبَانُ الزَّأْرَهِ بالهَمْزِ هی الأَجَمَهُ ،أَی الأَسَدُ قال أَوْسُ بنُ حَجَرٍ فی صِفَهِ أَسَدٍ:
لَیْثٌ عَلَیْهِ مِنَ البَرْدِیِّ هِبْرِیَهٌ کالمَرْزُبَانِیِّ عَیَّالٌ بِأَوْصَالِ
هکذا أَنشده الجوهریّ ،و الصواب«عَیَّالٌ بآصالِ » (1)و من روی«عَیَّارٌ»بالرَّاءِ قال:الذی بعده«أَوْصَال»قال الجوهریّ :
و رواه المُفَضَّلُ ،کالمَزْبَرَانِیِّ بتقدیم الزای.
قلتُ :و هو مُخْرَّجٌ علی ما حکاه ابن بَرّیّ عن الأَصمعیّ ،و من سَجَعَاتِ الأَسَاس:أَعُوذُ باللّهِ مِنَ المَرَازِبَه ،وَ مَا بِأَیْدِیهِمْ مِنَ المَرَازِبَه .
و رَأْسُ المَرْزُبَانِ :ع قُرْبَ الشِّحْرِ، و هو رَأْسٌ خارِجٌ إِلی البَحْرِ عَلَی مُکَلَّإ.
و أَبُو سَهْلٍ المَرْزُبَانُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ المَرْزُبَانِ ،و أَبُو مُسْلِمٍ عَبْدُ الوَاحِدِ بنُ مُحمَّدِ بنِ أَحْمَدَ بنِ المَرْزُبَانِ .
و أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدَ بنِ المَرْزُبَانِ ،الأَبْهَرِیُّونَ ، مُحَدِّثُونَ ،و أَبُو جعْفَرٍ هَذَا آخِرُ مَنْ خُتِمَ به حَدِیثُ لُوَیْنٍ بِأَصْبَهانَ .و محَمَّدُ بنُ خَلَفِ بنِ المَرْزُبَانِ ،قال الدَّارَقطْنِی:أَخْبَارِیٌّ لَیِّنٌ .
و أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ المَرْزُبَانِ الوَلِیدُ،أَبَادِیٌّ ، أَحَدُ أَرْکَانِ السُنَّهِ بِهَمَذَانَ ،کذا فی المعجم.
رَسَبَ الشیءُ فی المَاء کَنَصَرَ یَرْسُبَ و رَسُبَ ، مِثْلُ کَرُمَ ، رُسُوباً :ذَهَبَ سُفْلاً و رَسَبَتْ عَیْنَاهُ :غَارَتَا،و
16- فی حدیث الحَسَنِ یَصِفُ أَهْلَ النَّارِ: «إِذَا طَفَتْ بِهِمُ النَّارُ أَرْسَبَتْهُمُ الأَغْلالُ ». أَی إِذا رَفَعَتْهُمْ و أَظْهَرَتْهُمْ حَطَّتْهُمُ الأَغْلاَلُ بِثِقْلِهَا إِلی أَسْفَلِهَا (2).
و الرَّسُوبُ :الکَمَرَهُ کأَنَّهَا لِمَغِیبِهَا عِنْدَ الجِمَاعِ .
و مِنَ المجازِ السَّیْفُ رَسُوبٌ یَغِیبُ فی الضَّرِیبهِ و یَرْسُبُ کالرَّسَبِ مُحَرَّکَهً ،و رُسَبٌ کَصُرَدٍ و مِرْسَبٌ مثلُ مِنْبَرٍ، و رَسُوبٌ : سَیْفُ رَسُولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم أَی ذَکَرَه عبدُ الباسِطِ البُلْقِینِیُّ .
و کَانَ لِخَالِدِ بنِ الوَلِیدِ سَیْفٌ سَمَّاهُ مِرْسَباً ،و فیه یقول:
ضَرَبْتُ بالمِرْسَبِ رَأْسَ البِطْرِیقْ (3)
کأَنَّهُ آلَهٌ للرُّسُوبِ ، أَو هو أَی الرَّسُوبُ مِنَ السُّیُوفِ السَّبْعَهِ التی أَهْدَتْ بِلْقِیسُ لِسُلَیْمَانَ علیه السّلامُ ،و الأَخِیرُ سَیْفُ الحَارِثِ بنِ أَبِی شِمْرٍ الغَسَّانیّ ثمَّ صارَ للنبیّ صلّی اللّه علیه و سلّم، و
14,1- قال البَلاَذُرِیُّ فی سَرِیَّهِ عَلِیٍّ رضی اللّه عنه: لمّا تَوَجَّهَ إِلی هَدْمِ الفَلْس 3صَنَمٍ لِطَیِّیءٍ،کانَ الصَّنَمُ مُقَلَّداً بسَیْفَیْنِ أَهْدَاهُمَا إِلَیْهِ الحَارِثُ بنُ أَبِی شِمْرٍ،و هما مِخْذَمٌ و رسُوبٌ ، کانَ نَذَرَ لَئنْ ظَفِرَ بِبَعْضِ أَعْدَائِهِ لَیُهدِیَنَّهُمَا إِلی الفَلْس (4)فَظَفِرَ فَأَهْدَاهُمَا له،و فیهما یَقُولُ عَلْقَمَهُ بنُ عَبَدَهَ :
ص:22
مُظَاهِرُ سِرْبَالَیْ حَدِیدٍ علیهما عَقِیلاَ سُیُوفٍ مِخْذَمٌ و رَسُوبُ
فَأَتَی بهما رسولَ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم.
و الرَّسُوبُ الرَّجُلُ الحَلِیمُ ، کالرَّاسِب ،و رَجُلٌ رَاسِبٌ ، و من المجاز جَبَلٌ رَاسِبٌ أَی ثَابِتٌ بالأَرْضِ (1)رَاسِخٌ .
و بَنُو رَاسِبٍ :حَیٌّ . منهم فی الأَزْدِ: رَاسِبُ بنُ مالِکِ بنِ مَیْدعَانَ بنِ مالِکِ بنِ نَصْرِ بنِ الأَزْدِ،و مِنْهُم فی قُضَاعَهَ :
رَاسِبُ بنُ الخَزْرَجِ بنِ جُدَّه (2)بنِ جَرْم بن رَبَّان 2.
و جَابِرُ بنُ عبدِ اللّهِ الرَّاسِبِیُّ صَحَابِیُّ .
و من المجاز أَرْسَبُوا :ذَهَبَتْ أَعْیُنُهُمْ أَی غَارَتْ فی رُؤُوسِهِمْ جُوعاً نقله الصاغانیّ .
و فی النوادر: الرَّوْسَبُ و الرَّوْسَمُ الدَّاهِیَهُ .
و رَاسِبٌ :أَرْضٌ بَیْنَ مَکَّهَ و الطَّائِفِ .
و المَرَاسِبُ :الأَوَاسِی، عَنِ ابنِ الأَعْرَابیّ .
الرُّسْتَبِیُّ بالضَّمِّ و فَتْحِ ثالِثِه، أَهمله الجماعهُ ، قال أَئِمَّهُ النَّسَبِ هُوَ أَبُو شُعَیْبِ صَالِحُ بنُ زِیَادٍ الرُّسْتَبِیُّ المُحَدِّثُ المُقْرِئُ السُوسِیُّ ،صَاحِبُ الإِدْغَامِ ،أَحَدُ رَاوِیَیْ أَبِی عَمْرٍو،و الأَشْبَهُ أَنْ یَکُونَ مَنْسُوباً للجَدِّ،و اللّهُ أَعْلَمُ .
الرُّشْبَهُ بالضَّمّ أَهْمَلَهُ الجوهریُّ ،و قال الصاغانیّ . النَّارَجِیلُ الفَارِغُ الذی یُغْتَرَفُ بِهِ المَاءُ،فی بَعْضِ اللغَات،کَمَا یُسَمَّی المَدْعَهَ ،بالفَتْحِ ، و فی التهذیب عن أَبی عمرو المَرَاشِبُ جَعْوُ أَیْ طِینُ رُؤُوسِ الخُرُوسِ ،أَیِ الدِّنَانِ .
الرَّصَبُ مُحَرَّکَهً کالرَّتَبِ ،هو مَا بَیْنَ السَّبَّابَهِ و الوُسْطَی مِنْ أُصُولِهِمَا و قد تَقَدَّم بیانُه.
رَضَبَ رِیقَهَا أَی الجَارِیَهَ یَرْضُبُه رَضْباً رَشَفَه و امْتَصَّهُ ، کَتَرَضَّبَهُ .
و الرُّضَابُ کغُرَابٍ :الرِّیقُ ، و قیلَ :الرِّیقُ المَرْشُوفُ ، و قیلَ :هُوَ تَقَطُّعُ الرِّیقِ فی الفَمِ ،و کَثْرَهُ مَاءِ الأَسْنَانِ ،فَعُبِّرَ عنه بالمَصْدَرِ،قال أَبُو مَنْصُورٍ:وَ لاَ أَدْرِی کیف هذا أَوْ هو قِطَعُ الرِّیقِ فی الفَمِ قال:و لا أَدْرِی کیف هذا أَیضاً،و فی اللسان: الرُّضَابُ :مَا یَرْضُبُ الإِنْسَانُ مِنْ رِیقِهِ کَأَنَّهُ یَمْتَصُّه،و إِذَا قَبَّلَ جارِیَتَه رَضَبَ رِیقَهَا،و
14- فی الحدیث:
«کَأَنِّی (3)أَنْظُرُ إِلی رُضَابِ بُزَاقِ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم». البُزَاقُ ما سَالَ (4)،و الرُّضَابِ مِنْهُ ما تَحَبَّبَ و انْتَشَرَ من بُزَاقِه حِینَ تَفَلَ فیه، و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : الرُّضَابُ : فُتَاتُ المِسْکِ ، و قال الأَصْمعیّ :قِطَعُ المِسْکِ ،قال الشاعر:
و إِذَا تَبْسِمُ تُبْدِی حَبَباً کَرُضَابِ المِسْکِ بالمَاءِ الخَصِرْ
و الرُّضَابُ قِطَعُ الثَّلْجِ و السُّکَّرِ و البَرَدِ قاله عُمَارَهُ بنُ عَقِیلٍ ،و یُقَالُ لِحَبِّ الثَّلْجِ ، رُضَابُ الثَّلْجِ ،و هو البَرَدَ، و الرُّضَابُ : لُعَابُ العَسَلِ ،و هو رَغْوَتُهُ ،و الرُّضَابُ أَیضاً:
ما تَقَطَّعَ مِن النَّدَی علی الشَّجَرِ و الرَّضْبُ :الفِعْلُ ،و مَاءٌ رُضَابٌ :عَذْبٌ ،قال رُؤبه:
کالنَّحْلِ فی (5)المَاءِ الرُّضَابِ العَذْبِ
و یقالُ إِنَّ الرُّضَابَ هُنَا البَرْدُ و قولُه:کالنَّحْلِ ،أَی کَعَسَلِ النَّحْلِ .
و الرَّاضِبُ :ضَرْبٌ مِنَ السِّدْرِ الوَاحِدَهُ : رَاضِبَهٌ ، و رَضَبَهٌ ،مُحَرَّکَهً فإِنْ صَحَّتْ رَضَبَهٌ فَرَاضِبٌ فی جَمِیعِهَا اسْمٌ لِلْجَمْعِ ، و الرَّاضِبُ مِن المَطَرِ:السَّحُّ قال حُذَیْفَهُ بنُ أَنَسٍ یَصِفُ ضَبُعاً فی مَغَارَهٍ .
خُنَاعَهُ ضَبْعٌ دَمَّجَتْ فی مَغَارَهٍ و أَدْرَکَهَا فیها قِطَارٌ و رَاضِبُ
أَرَادَ ضَبُعاً فأَسْکَنَ البَاءَ،و دَمَّجَتْ بالجِیمِ دَخَلَتْ ،و رَوَاهُ أَبو عمرٍو بالحَاءِ،أَیْ أَکَبَّتْ ،و خُنَاعَهُ :أَبُو قَبِیلَهٍ ،و هُوَ خُنَاعَهُ بنُ سَعْدِ بنِ هُذَیْلِ بنِ مُدْرِکَهَ .
و قَدْ رَضَبَ المَطَرُ و أَرْضَبَ ،قال رؤبه:
کَأَنَّ مُزْناً مُسْتَهِلَّ الأَرْضَابْ رَوَّی قِلاَتاً فی ظِلاَلِ الأَلْصَابْ (6)
ص:23
و عن أَبی عَمرو: رَضَبَتِ السَّمَاءُ و هَضَبَتْ ،و مَطَرٌ رَاضِبٌ أَی هاطِلٌ . و رَضَبَتِ الشَّاهُ :رَبَضَتْ ، قَلِیلَهٌ .
و المَرَاضِبُ :الأَرْیَاقُ العَذْبَهُ نَقَلَه الصاغانیّ .
الرَّطْبُ بالفَتْحِ ضِدُّ الیَابِسِ ،و الرَّطْبُ مِنَ الغُصْنِ و الرِّیشِ و غیرِه النَّاعِمُ ، رَطُبَ کَکَرُمَ و سَمِعَ الأُولی عنِ ابنِ الأَعْرَابِیِّ یَرْطُبُ رُطُوبَهً و رَطَابَهً و هذه عن الصاغانیّ فَهُو رَطْبٌ رَطِیبٌ ، و الرَّطْبُ :کُلُّ عُودٍ رَطْبٍ .و غُصْنٌ رَطِیبٌ ،و رِیشٌ رَطِیبٌ ،أَیْ نَاعِمٌ ،و
16- فی الحدیث: «مَنْ أَرَادَ أَنْ یَقْرَأَ القُرْآنَ رَطْباً ». أَیْ لَیِّناً لا شِدَّهَ فی صَوْتِ قارِئِه،و نَقَلَ شیخُنا عن أَبی الرَّیْحَانِ فی کتاب الجَمَاهِر:قولُهُم فی اللُّؤْلؤ رَطْبٌ ،کِنَایَهٌ عَمَّا فیه من ماءِ الرَّوْنَقِ و البَهَاءِ و نَعْمَهِ البَشَرَهِ و تَمَامِ النَّقَاءِ،لأَنَّ الرُّطُوبَهَ فَضْلٌ یَقوم (1)لِذَاتِ المَاءِ،و هی تَنُوبُ عنه فی الذِّکْرِ،و لیس نَعنی (2)بالرُّطُوبَهِ ضِدّ الیُبُوسَه و کذلک قولُهم:المَنْدَلُ الرَّطْبُ ،انتهی.
و الرُّطْبُ بِضَمَّهٍ ،و الرُّطُبُ بِضَمَّتَیْنِ :الرِّعْیُ بالکَسْرِ الأَخْضَرُ مِنَ البَقْلِ أَی مِنْ بُقُولِ الرَّبِیعِ ،و فی التهذیب:
مِنَ البَقْلِ و الشجر، و هو اسْمٌ للجِنْسِ ،و قال الجوهَرِیّ :
الرُّطْبُ بضَمٍّ فسُکُونٍ :الکَلأُ،و منه قولُ ذِی الرُّمَّهِ :
حَتَّی إِذَا مَعْمَعَانُ الصَّیْفِ هَبَّ لَه بِأَجَّهٍ نَشَّ عَنْهُ المَاءُ و الرُّطُبُ
و هُوَ مِثْلُ عُسْرٍ و عُسُرٍ،و فی کِفایه المتحفظ : الرُّطُبُ بِضَمِّ الرَّاءِ:هُوَ مَا کَانَ غَضًّا منَ الکَلإِ،و الحَشِیشُ :ما یَبِسَ منه،و قال البَکْرِیُّ فی شرح أَمَالِی القالی: الرُّطْبُ بالضَّمِّ فی النَّبَاتِ ،و فی سائِرِ الأَشْیَاءِ بِالفَتْحِ ،نقله شیخُنا أَوْ جَمَاعَهُ العُشْبِ الرَّطْبِ ،أَی الأَخْضَرِ قاله أَبُو حنیفَهَ و أَرْضٌ مُرْطِبَهٌ بالضَّمِّ أَی مُعْشِبَهٌ کَثِیرَتُهُ أَیِ الرُّطْبِ و العُشْبِ و الکَلإِ،و
14- فی الحدیث: «أَنَّ امْرَأَهً قَالَتْ :یَا رَسُولَ اللّهِ ،إِنَّا کَلٌّ عَلَی آبَائِنَا و أَبْنَائِنَا،فَمَا یَحِلُّ لَنَا مِنْ أَمْوَالِهِمْ ؟فَقَالَ :
الرَّطْبُ تَأْکُلْنَه و تُهْدِینَه». أَرَادَ مَا لاَ یُدَّخَرُ وَ لاَ یَبْقَی کالفَوَاکِهِ و البُقُولِ ،و إِنَّمَا خَصَّ الرَّطْبَ لِأَنَّ خَطْبَهُ أَیْسَرُ،و الفَسَادَ إِلیه أَسْرَعُ ،فَإِذا تُرِکَ و لَمْ یُؤکَلْ هَلَکَ و رُمِیَ ،بخِلاَفِ الیَابِسِ إِذا رُفِعَ و ادُّخِرَ فَوَقَعَتِ المُسَامَحَهُ فی ذلک بتَرْکِ الاسْتِئْذَانِ ، و أَنْ یُجْرَی علی العَادَهِ المُسْتَحْسَنَهِ فیهِ ،قال ابنُ الأَثِیرُ:
و هذَا فیما بَیْنَ الآباءِ و الأُمَّهَاتِ و الأَبْنَاءِ دُونَ الأَزْوَاجِ و الزَّوْجَاتِ ،فلیسَ لأَحَدِهِمَا أَنْ یَفْعَلَ شَیْئاً إِلاَّ بِإِذْنِ صاحِبِه.
و الرُّطَبُ کَصُرَدٍ:نَضِیجُ البُسْرِ قَبْلَ أَنْ یُتْمِر وَاحِدَتُهُ بهَاءٍ، قال سیبویه:لیْسَ رُطَبٌ بتَکْسِیر رُطَبَهٍ ،و إِنَّمَا الرُّطَبُ کالتَّمْرِ مُذَکَّرَه یقولونَ :هَذَا الرُّطَبِ ،و لو کانَ تَکْسِیراً لأنَّثُوا، و قال أَبو حَنیفه: الرُّطَبُ البُسْرُ (3)إِذَا انْهَضَمَ فَلاَنَ و حَلاَ، و فی الصحاح: الرُّطَبُ مِن التَّمْرِ:مَعْرُوف،الوَاحِدَه: رُطَبَه ج أَیِ الرُّطَب أَرْطَابٌ (4)،و الإِمَامُ الفَقِیهُ أَبُو القَاسِم (5)أَحْمَدُ بنُ سَلامَهَ بنِ عُبَید اللّه بن مَخْلَدِ بنِ الرُّطَبِیِّ البَجَلِیِّ الکَرْخِیّ (6)مِنْ کِبَار الشَّافِعیَّهِ وُلِدَ فی أَوَاخِرِ سَنَهِ سِتِّینَ و أَرْبَعِمائَهٍ ، و حَفِیدُهُ الإِمَامُ العَلاّمَهُ الفَقِیهُ القَاضِی أَبُو إِسحاقَ و أَبُو المُظَفَّرِ إِبراهِیمُ بنُ عبدِ اللّهِ بنِ أَحْمَدَ وُلِدَ فی رَمَضَانَ سنه 542 و سَمِعَ الحدیثَ من ابنِ الحسَینِ عَبْدِ الحَقِّ ابنِ عبدِ الخَالِقِ ،و أَبِی السَّعَادَاتِ نَصْرِ اللّهِ بنِ عبدِ الرحمنِ ، و أَبِی الفَتْحِ بنِ البَطِرِ،و تَفَقَّه علی أَبِی طالبٍ غُلامِ بنِ الخَلِّ ،ذَکَرَه المُنْذِرِیُّ فی التکمله،و ابن نُقْطَهَ فی الإِکمال و الخَیْضَرِیُّ فی الطَّبَقَات،مات فی رمضان سنه 615 و ابنُ أَخِیهِ مُحَمَّدُ بنُ عُبَیْدِ اللّهِ الرُّطَبِیُّ ،حَدَّثَ عن أَبِی القَاسِمِ عَلِیِّ بنِ أَحْمَدَ بنِ مُحَمَّدِ بنِ علیِّ بنِ البُسْرِیِّ ، و أَمَّا جَدُّه أَحْمَدُ بنُ سَلاَمَهَ فإِنَّه حَدَّثَ عن مُحَمَّدٍ و طَرَّادٍ ابنَی الزَّیْنَبِیِّ ، و مُحَمَّدِ بنِ علیِّ بنِ شُکْرَوَیْه،و مُحَمَّد بنْ أَحْمَدَ بن مَاجَهْ الأَبْهَرِیّ و جَمَاعَهٍ ،و تَفَقَّه علی أَبِی نَصْرِ بنِ الصَّبَّاغِ ،و أَبِی إِسحاقَ الشِّیرَازِیّ ،ثُمَّ رَحَلَ إِلی أَصْبَهَانَ ،و تَفَقَّه بها علی مُحَمَّدِ بنِ ناشِبٍ الخُجَنْدِیّ ،وَ رَجَعَ إِلی بَغْدَادَ،وَ وَلِیَ حِسْبَتَهَا،و کانَ کَبِیرَ القَدْرِ حَسَنَ السَّمْتِ ذَا شَهَامَهٍ ،ذَکَرَه ابنُ السِّمْعَانِیِّ ،و الخَیْضَرِیُّ ،ماتَ فی رَجَبٍ ،سَنَهَ سَبْعٍ و عِشْرینَ و خَمْسِمائَهٍ .
و رَطَبَ الرُّطَبُ و رَطُبَ کَکَرُمَ و أَرْطَبَ و رَطَّبَ تَرْطِیباً :
حَانَ أَوَانُ رُطَبِه ،و عنِ ابنِ الأَعْرَابِیّ : رَطَّبَتِ البُسْرَهُ و أَرْطَبَتْ
ص:24
فَهِیَ مُرَطِّبَهٌ و مُرْطِبَهٌ ، و تَمْرٌ رَطِیبٌ : مُرْطِبٌ ، و أَرْطَبَ البُسْرُ:
صَارَ رُطَباً و أَرْطَبَ النَّخْلُ :حَانَ أَوَانُ رُطَبِهِ ،و القَوْمُ : أَرْطَبَ (1)نَخْلُهُمْ و صَارَ ما عَلَیْهِ رُطَباً ،قال أَبُو عَمْرٍو:إِذا بَلَغَ الرُّطَبُ الیَبِیسَ فَوُضِعَ فی جِرَارٍ و صُبَّ علیهِ المَاءُ فذلک الرَّبِیطُ ، فإِنْ صُبَّ علیه الدِّبْسُ فهُوَ المُصَقَّرُ.
و رَطَبَ (2) الثَّوْبَ و غَیْرَه و أَرْطَبَه کلاَهُمَا بَلَّهُ ، کَرَطَّبَهُ قال ساعدهُ بن جُؤَیّه:
بِشَرَبَّهٍ دَمَثِ الکَثِیبِ بِدُورِهِ أَرْطَی یَعُوذُ بِهِ إِذَا ما یُرْطَبُ
و رَطَبَ الدَّابَهَ رَطْباً و رُطُوباً :عَلَفَهَا رُطْبَهً بالفَتْحِ و الضَّمِّ أَیْ فِصْفِصَهً نَفْسَهَا ج رِطَابٌ و قِیلَ : الرَّطْبَهُ :رَوْضَهُ الفِصْفِصَهِ ما دَامَتْ خَضْرَاءَ،و فی الصحاح: الرَّطْبَهُ بالفَتْحِ :القَضْبُ (3)خَاصَّهً مَا دَامَ طَرِیًّا (4)رَطْباً ،تقولُ منه:
رَطَبْتُ الفَرَسَ رَطْباً و رُطُوباً ،عن أَبی عُبَیْد، و رَطَبَ القَوْمَ :
أَطْعَمَهُمُ الرُّطَبَ ، کَرَطَّبَهُمْ تَرْطِیباً ،و من سجعات الأَسَاس:
مَنْ أَرْطَبَ نَخْلُهُ و لَمْ یُرَطِّبْ ،خَبُثَ فِعْلُهُ و لَمْ یَطِبْ .
و رَطِبَ الرَّجُلُ کَفَرِحَ :تَکَلَّمَ بما عِنْدَه مِنَ الصَّوَابِ و الخَطَإِ.
و من المجاز جَارِیَهٌ رَطْبَهٌ :رَخْصَهٌ ناعِمَهٌ ، و غُلاَمٌ (5)رَطْبٌ :فیهِ لِینُ النِّسَاءِ،و من المجاز:امْرَأَهٌ رَطْبَهٌ :فاجِرَهً .
و یقالُ لِلْمَرْأَهِ یَا رَطَابِ ،کَقَطَامِ :سَبٌّ لَهَا و فی شَتْمِهِمْ یَا ابْنَ الرَّطْبَهِ .
و المَرْطُوبُ مَنْ بِهِ رُطُوبَهٌ .
وَ رَکِیَّهٌ مَرْطَبَهٌ بالفَتْحِ کمَرْحَلَه: عَذْبَهٌ بَیْنَ رَکَایَا أَمْلاَحٍ .
و من المجاز: رَطُبَ لِسَانِی بِذِکْرِکَ و تَرَطَّبَ ،و ما زِلْتُ أُرَطِّبُهُ بِهِ ،و هُوَ رَطِیبٌ بِهِ .
و أَرْطَبَانُ :مَوْلَی مُزَیْنَهَ ،مِن التَّابِعِینَ ،نَقَلْتُه مِنْ کِتَابِ الثِّقَاتِ لابنِ حِبَّانَ .
الرُّعْبُ بالضَّمِّ أَوْرَدَه الجوهریّ ،و ابنُ القَطّاعِ ،و السَّرَقُسْطِیُّ و ابنُ فارسٍ و بِضَمَّتَیْنِ هُمَا لُغَتَانِ ، الأَصْلُ الضَّمُّ و السُّکُونُ تَخْفِیفٌ ،و قیلَ بالعَکْسِ و الضَّمُّ إِتْبَاعٌ ،و قِیلَ :الأَوَّلُ مَصْدَرٌ و الثانی اسْمٌ ،و قِیلَ :کِلاهُمَا مصْدَرٌ،و أَشَارَ شیخُنَا فی شرح نَظْمِ الفَصِیحِ إِلی تَرْجِیحِ الضَّمِّ ،لأَنَّهُ أَکْثَرُ فی المَصَادِرِ دُونَ ما هُوَ بِضَمَّتَیْنِ : الفَزَعُ و الخَوْفُ ،و قیلَ :هُوَ الخَوف الذی یَمْلأُ الصَّدْرَ و القَلْب، أَشَار له الرَّاغِبُ و الزمخشریُّ تَبَعاً لِأَبِی عَلِیٍّ و ابنِ جِنِّی، و قیل إِنَّ الرُّعْبَ :أَشَدُّ الخَوْفِ ، رَعَبَهُ کَمَنَعَهُ یَرْعَبُهُ رُعْباً و رُعُباً خَوَّفَهُ ،فَهُوَ مَرْعُوبٌ وَ رَعِیبٌ وَ لاَ تَقُلْ : أَرْعَبَهُ ،قالَه ابنُ الأَعرابِیّ فی نوادِرِه،و ثعلبٌ فی الفَصِیحِ ،و إِیَّاهُمَا تَبعَ الجوهریُّ و کَفَی بهما قُدْوَهً ،و حَکَی ابنُ طَلْحَهَ الإِشْبِیلِیُّ ، و ابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِیُّ و الفَیُّومِیّ فی المصباح جَوَازَه،علی ما حکاه شیخُنا کَرَعَّبَهُ تَرْعِیباً (6)و تَرْعَاباً بالفَتْحِ فَرَعَبَ کَمَنَع رُعْباً بالضَّمِّ و رُعُباً (7)بِضَمَّتَیْنِ ،نقله مَکِّیُّ فی شرح الفصیح، و ارْتَعَبَ ، فَهُوَ مُرَعَّبٌ و مُرْتَعِبٌ أَی فَزِعٌ ،و رَعُبَ کَکَرُمَ فی رِوَایَهِ الأَصِیلِیِّ فی حدیث بَدْءِ الوَحْیِ ،و رُعِبَ کَعُنِیَ ،حَکَاهَا ابنُ السکّیت،و حکاهما عِیَاضٌ فی المشارِق،و ابنْ قَرقُول فی المَطَالِع،و قال أَبُو جَعْفَرٍ اللَّبْلِیُّ :
رَعَبْتُهُ أَیْ أَخَفْتُه و أَفْزَعْتُه،و
14- فی الحدیث: «نُصِرْتُ بالرُّعْبِ مَسِیرَهَ شَهْرٍ».
و التِّرْعَابَهُ ،بالکَسْرِ:الفَرُوقَهُ من کلِّ شیءٍ،و الذی فی الصحاح و المُجْمَل بغیرِ هاءٍ،و من سجعات الأَساس:هُوَ فِی السَّلْمِ تِلْعَابَه،و فی الحَرْب تِرْعَابَه .
و من المجاز رَعَبَهُ أَی الحَوْضَ کَمَنَعَهُ یَرْعَبُهُ رَعْباً : مَلأَهُ ، و رَعَبَ السَّیْلُ الوَادِیَ یَرْعَبُهُ :مَلأَهُ ،و هو مِنْهُ ،و سَیْلٌ رَاعِبٌ :
یَمْلأُ الوَادِیَ ،قال مُلَیْحُ بنُ الحَکَمِ الهُذَلِیُّ :
بِذِی هَیْدَبٍ أَیْمَا الرُّبَا تَحْتَ وَدْقِهِ فَتَرْوَی و أَیْمَا کُلَّ وَادٍ فَیَرْعَبُ (8)
و قَرَأْتُ فی أَشْعَارِ الهذلیین لأَبی ذُؤیب لما نَزَل علی سادِنِ العُزَّی:
ص:25
یُقاتلُ جُوعَهُمْ بِمُکَلَّلاَتٍ مِنَ الفُرْنِیِّ یَرْعَبُهَا الجَمِیلُ
قال أَبُو مهر (1):مُکَلَّلاتٌ :جِفَانٌ قد کُلِّلَتْ بالشَّحْمِ ، یَرْعَبُهَا :یَمْلَؤُهَا،یقال:أَصَابَهُمْ مَطَرٌ رَاعِبٌ ،و الجَمِیلُ :
الشَّحْمُ و الوَدَکُ ،و فی لسان العَرَب: رَعَبَ فِعْلٌ مُتَعَدٍّ و غَیْرُ مُتَعَدٍّ،تقولُ : رَعَبَ الوَادِی فَهُوَ رَاعِبٌ إِذَا امَْتَلأَ بالمَاءِ، وَ رَعَبَ السَّیْلُ الوَادِیَ إِذَا مَلأَهُ مِثْلُ قَوْلِهِم:نَقَصَ الشَّیْ ءُ و نَقَصْتُه،فمَنْ رَوَاهُ : فَیَرْعَبُ فمَعْنَاهُ فَیَمْتَلِئُ ،و مَنْ رَوَی فَیُرْعَبُ بالضَّمِّ فمَعْنَاهُ فیُمْلأُ،و قد رُوِیَ بِنَصْبِ «کُلّ »علَی أَنْ یکونَ مفعولاً مقدَّماً لیَرْعَبُ أَیْ أَمَّا کلَّ وَادٍ فَیَرْعَبُ ،و فی یَرْعَبُ (2)ضَمِیرُ السَّیْلِ أَو المَطَرِ (3).
و رَعَبَتِ (4) الحَمَامَهُ :رَفَعَتْ هَدِیلَهَا و شَدَّتْهُ :و رَعَبَ السَّنَامَ و غَیْرَهُ یَرْعَبُه : قَطَعَه کَرعَّبَهُ تَرْعِیباً فیهِمَا، و التِّرْعِیبَهُ بالکَسْرِ:القِطْعَهُ مِنْهُ و السَّنَامُ المُرَعَّبُ :المُقَطَّع ج تِرْعِیبٌ و قِیلَ : التِّرْعِیبُ :السَّنامُ المُقَطَّعُ شَطَائِبَ مُسْتَطِیلَهً ،و هو اسمٌ لا مصدَرٌ،و حکی سیبویه: التَّرْعِیبَ فی (5)التَّرْعِیبِ عَلَی الإِتْبَاعِ و لم یَحْفِلْ بِالسَّاکِنِ ،لأَنه حاجِزٌ غیرُ حَصِینٍ ،قال شیخُنا:و صرَّح الشیخُ أَبو حیّانَ بأَنَّ التاءَ فی التَّرْعِیبِ زائدهٌ ،و هو قِطَعُ السَّنَامِ ،و منهم من یَکْسِرُ إِتْبَاعاً قال:
کأَنَّ تَطَلُّعَ التَّرْعِیب فِیهَا عَذَارَی یَطَّلِعْنَ إِلی عَذَارَی
قال:و دَلِیلُ الزِّیَادَهِ فَقْدُ فَعْلِیلٍ بالفَتْحِ ،قال:ثُمَّ قَوْلُ أَبِی حَیَّانَ :و هُوَ قِطَعٌ ،صریحٌ فی أَنَّه اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ کنظائره،فإِطلاقُ الجمعِ علیه إِنَّمَا هو مجازٌ،انتهی،و قال شَمرٌ: تَرْعِیبُهُ :ارْتِجَاجُهُ ،و سِمَنُه،و غِلَظُه،کأَنَّه یَرْتَجُّ مِنْ سِمَنِه کالرُّعْبُوبَهِ فی معناه،یقال:أَطْعَمَنَا رُعْبُوبَهً مِنْ سَمَامٍ و هو الرُّعْبَبُ أَیْضاً.
و جارِیَهٌ رُعْبُوبَهٌ و رُعْبُوبٌ بضمِّهما لِفَقْدِ فَعْلُولٍ بالفَتْحِ ، و رِعْبِیبٌ بالکَسْرِ الأَخِیرَهُ عن السِّیرَافِیّ : شَطْبَهٌ تَارَّهٌ ،أَوْ بَیْضَاءُ حَسَنَهٌ رَطْبَه حُلْوَهٌ و قیلَ :هی البَیْضَاءُ فَقطْ ،و أَنْشَدَ اللیثُ :
ثُمَّ ظَلِلْنَا فی شِوَاءٍ رُعْبَبُهْ مُلَهْوَجٍ مِثْلِ الکُشَی نُکَشِّبُهْ
و الرُّعْبُوبَهُ :الطَّوِیلَهُ ،عن ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و الجَمْعُ :
الرَّعَابِیبُ ،قال حُمَیْدٌ الأَرْقَطُ :
رَعَابِیبُ بِیضٌ لاَ قِصَارٌ زَعَانِفٌ وَ لاَ قَمِعَاتٌ حُسْنُهُنَّ قَرِیبُ
أَی لا تَسْتَحْسِنُهَا إِذَا بَعُدَت عَنْکَ و إِنَّمَا تَسْتَحْسِنُهَا عندَ التأَمُّل لِدَمَامَهِ قَامَتِهَا، أَوْ بَیْضَاءُ نَاعِمَهٌ قاله اللِّحْیَانیّ و الرُّعْبُوبَهُ و الرُّعْبُوبُ مِنَ النُّوقِ :طَیَّاشَهٌ خَفِیفَهٌ ،قال عَبِیدُ ابنُ الأَبرَصِ :
إِذَا حَرَّکَتْهَا السَّاقُ قُلْتَ :نَعَامَهٌ و إِنْ زُجِرَتْ یَوْماً فَلَیْسَتْ بِرُعْبُوبِ
و الرَّعْبُ :الرُّقْیَهُ مِنَ السِّحْرِ و غَیْرِه رَعَبَ الرَّاقِی یَرْعَبُ رَعْباً ،و رَجُلٌ رَعَّابٌ :رَقَّاءٌ،مِنْ ذَلکَ و الرَّعْبُ : الوَعِیدُ یقال:إِنَّهُ لَشَدِیدُ الرَّعْبِ ،قال رُؤبه:
وَ لاَ أُجِیبُ الرَّعْبَ إِنْ دُعِیتُ
و یُرْوَی:«إِنْ رُقِیتُ »أَیْ خُدِعْتُ بالوَعِیدِ لَمْ أَنْقَدْ و لَم أَخَفْ ، و الرَّعْبُ : کَلاَمٌ تَسْجَعُ به العَرَب،و الفعْلُ مِنْ کُلٍّ مِنَ الثَّلاَثَهِ رَعَبَ کَمَنَعَ ،وَ هُوَ رَاعِبٌ و رَعَّابٌ .
و الرُّعْبُ بالضَّمِّ :الرُّعْظُ ، نقله الصاغانیّ ج رِعَبَهٌ کقِرَدَهٍ ،و رَعَبَهُ :کَسَرَ رُعْبَهُ أَی خَوْفَهُ .
وَ رَعَّبَهُ تَرْعِیباً (6):أَصْلَحَ رُعْبَهُ .
و الرَّعِیبُ کأَمِیرٍ:السَّمِینُ یَقْطُرُ دَسَماً، و یقالُ :سَنَامٌ رَعِیبٌ أَیْ مُمْتَلِئ سَمِینٌ ، کالمُرَعْبِبِ ،للفَاعِلِ .
و المَرْعَبَهُ کَمَرْحَلَهٍ :القَفْزَهُ (7)المُخِیفَهُ ،و هو أَنْ یَثِبَ أَحَدٌ فَیَقْعُدَ عِنْدَکَ بِجَنْبِکَ و أَنْتَ عَنْه غافِلٌ فتَفْزَعَ .
ص:26
و الرُّعْبُوبُ بالضَّمِّ الضَّعِیفُ الجَبَانُ .
و من المجاز:رَجُلٌ رَعِیبُ العَیْنِ و مَرْعُوبُهَا:جَبَانٌ لاَ (1)یُبْصِرُ شَیْئاً إِلاَّ فَزِعَ .
و الرُّعْبُوبَهُ بِهَاءٍ:أَصْلُ الطَّلْعَهِ ، کالرُّعْبَبِ ،کجُنْدَبٍ (2).
و الأَرْعَبُ :القَصِیرُ و هُوَ الرَّعیبُ أَیضاً،و جَمْعُهُ رُعُبٌ و رُعْبٌ قالت امرأَهٌ :
إِنّی لأَهْوَی الأَطْوَلِینَ الغُلْبَا و أُبْغضُ المُشَیَّئینَ الرُّعْبا
وَ رَاعِبٌ :أَرْضٌ منها الحَمَامُ الرَّاعِبِیَّهُ قال شیخُنا:هذه الأَرْضُ غیرُ معروفهٍ و لم یذکرها البَکْرِیّ و لا صاحب المراصد علی کثره غرائبه،و الذی فی المجمل و غیره من مصنّفات القُدَمَاءِ:الحَمَامَهُ الرَّاعِبِیَّهُ تُرَعِّبُ فی صَوْتِهَا تَرْعِیباً ،و ذلک قُوَّهُ (3)صَوْتهَا،قلتُ :و هو الصوابُ ،انتهی.
قلت:و مثلُه فی لسان العرب،فإِنه قال: الرَّاعِبِیُّ جِنْسٌ مِنَ الحَمام (4)جاءَ علی لَفْظِ النَّسَبِ ،و لیس به،و قیلَ :هو نَسَبٌ إِلی مَوْضِعٍ لا أَعْرِفُ صِیغَهَ اسْمِهِ ،و فی الأَساس:
و من المجاز:حَمَامٌ رَاعِبِیٌّ :شَدِیدُ الصَّوْتِ قَوِیُّهُ فی تَطْرِیبِه یَرُوعُ بصَوْتِه أَو یملأُ به مَجارِیَه (5)،و حَمَامٌ له تَطْرِیبٌ و تَرْعِیبٌ :هَدِیرٌ شَدِیدٌ.
و الرَّعْبَاءُ :ع، عنِ ابنِ دُرید،و لَیْسَ بِثَبَتٍ .
و أَرْعَبُ :مَوْضِعٌ فی قول الشاعر:
أَتَعْرِفُ أَطْلاَلاً بِمَیْسَرَهِ اللِّوَی إِلی أَرْعَبٍ قَدْ حَالَفَتْکَ بِهِ الصَّبَا
کذا فی المعجم.
و سُلَیْمَانُ بن یَلبانَ الرَّعْبَائِیُّ بالفَتح:شاعِرٌ فی زَمَن النَّاصِرِ بنِ العَزِیزِ.
الرَّعْبَلِیبُ کزَنْجَبِیلٍ أَهمله الجوهریّ و صاحبُ اللسانِ و قال شَمِرٌ:هِی المَرْأَهُ المُلاَطِفَهُ لِزَوْجِهَا، و أَنشد للکمیت یَصِفُ ذِئْباً:
یَرَانِی فی اللِّمَامِ لَهُ صَدِیقاً و شَادِنَهُ العَسَابِرِ رَعْبَلِیبُ
شَادِنَهُ العَسَابِرِ:أَوْلاَدُهَا و قال غیرُه: الرَّعْبَلِیبُ :هو الذی یُمَزِّقُ ما قَدَرَ عَلَیْهِ مِنَ الثِّیَابِ و غیرِها من رَعْبَلْتُ الجِلْدَ إِذا مَزَّقْتَه،فَعَلَی هَذَا الباءُ زائدهٌ ،و قد ذُکِرَ أَیضاً فی حَرْفِ اللامِ لهذِه العِلَّهِ ،کَمَا قالَهُ الصاغانیّ .
رَغِبَ فیهِ ،کَسِمعَ یَرْغَبُ رَغْباً بالفَتْحِ و یُضَمُّ و رَغْبَهً و رَغْبَی علی قیاسِ سَکْرَی،و رَغَباً بالتَّحْرِیکِ .
أَرادَهُ ، کارْتَغَبَ فیه،و رَغِبَهُ ،أَی مُتَعَدِّیاً بنفسه،کما فی المصباح فهو رَاغِبٌ و مُرْتَغِبٌ .
و رَغِبَ عَنْهُ : تَرَکَهُ مُتَعَمِّداً و زَهِدَ فیه،و لَمْ یُرِدْهُ .
و رَغِبَ إِلَیْهِ رَغْباً و رَغَباً مُحَرَّکَهً و رُغْباً بالضَّمِّ و رُغْبَی کَسَکَرَی و یُضَمُّ (6)،و رَغْباءَ کصحْرَاءَ و رَغَبُوتاً و رَغَبُوتَی ، و رَغَبَاناً ،مُحَرَّکَاتٍ و رَغْبَهً و رُغْبَهً بالضَّمِّ ،و یُحَرّکُ :ابْتَهَلَ ، أَوْ هُوَ الضَّرَاعَهُ و المَسْأَلَهُ و
16- فی حدیثِ الدُّعَاءِ: « رَغْبَهً و رَهْبَهً إِلیْک».
وَ رَجُلٌ رَغَبُوتٌ مِنَ الرَّغْبَهِ و
14- فی الحدیث: «أَنَّ أَسْمَاءَ بِنْتَ أَبی بَکْرٍ رَضِیَ اللّه عنهما قَالَتْ :أَتَتْنِی أُمِّی رَاغِبَهً فِی العَهْدِ الَّذِی کانَ بَیْنَ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم و بَیْنَ قُرَیْشٍ ،و هِی کَافِرَهٌ فَسَأَلَتْنِی،فَسَأَلْتُ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و سلّم:أَصِلُهَا؟ (7)قَال:نَعَمْ ». قال الأَزْهَرِیّ : رَاغِبَهً أَیْ طَامِعَهً (8)تَسْأَلُ شَیْئاً یقالُ : رَغِبْتُ إِلی فُلاَنٍ فی کَذَا و کَذَا أَی سأَلْتُهُ إِیَّاهُ ،و
16- فی حدیثٍ آخَرَ: «کَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا مَرِجَ الدِّینُ و ظَهَرَتِ الرَّغْبَهُ ». أَی کَثُرَ السُّؤَال،و مَعْنَی ظُهُورِ الرَّغْبَهِ :الحِرْصُ علی الجَمْعِ مع مَنْعِ الحَقِّ ، رَغِبَ یَرْغَبُ رَغْبَهً إِذَا حَرَصَ علی الشیْ ءِ و طَمِعَ فیهِ ،و الرَّغْبَهُ :
السؤَالُ و الطَّلَبُ ، و أَرْغَبَهُ فی الشیْ ءِ غَیْرُهُ وَ رَغِبَ إِلیه و رَغَّبَهُ تَرْغِیباً :أَعْطَاهُ ما رَغِبَ ،الأَخِیرَهُ عنِ ابنِ الأَعْرَابِیّ و أَنشد:
ص:27
إِذَا مَالَتِ الدُّنْیَا عَلَی المَرْءِ رَغَّبَتْ إِلَیْهِ و مَالَ النَّاسُ حَیْثُ یَمِیلُ
وَ دَعَا اللّهَ رَغْبَهً و رَهْبَهً ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و فی التنزیل یَدْعُونَنا رَغَباً وَ رَهَباً (1)،و یجوزُ رُغْباً و رُهْباً،قالَ الأَزْهرِیّ ،وَ لاَ نَعْلَمُ أَحَداً قَرَأَ بِهَا،و قال یَعْقُوبُ : الرُّغْبَی و الرَّغْبَی مِثْلُ النُّعْمَی و النَّعْمَی،و الرُّغْبَی و الرَّغْبَاءُ بالمَدِّ مِنَ الرَّغْبَهِ کالنُّعْمَی و النَّعْمَاءِ مِنَ النِّعْمَهِ ،و أَصَبْتُ منه الرُّغْبَی أَیِ الرَّغْبَهَ الکَثِیرَهَ .
و الرَّغِیبَهُ :الأَمْرُ المَرْغُوبُ فِیهِ یقالُ :إِنَّهُ لَوَهُوبٌ لکلّ رَغِیبَهٍ ،بهذا المعنی، و الرَّغِیبَهُ من العَطَاءِ:الکثِیرُ، و الجمعُ الرَّغَائِبُ ،قال النَّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
لاَ تَغْضَبَنَّ عَلَی امْرِئٍ فی مَالِهِ وَ عَلَی کَرَائِمِ صُلْبِ مَالِکَ فَاغْضَبِ
وَ مَتَی تُصِبْکَ خَصَاصَهٌ فَارْجُ الغِنَی وَ إِلی الذِی یُعْطِی الرَّغَائِبَ فَارْغَبِ
وَ رَغِبَ بِنَفْسِهِ عَنْهُ ،بالکسْرِ، أَی رَأَی لِنَفْسِهِ عَلَیْهِ فَضْلاً، و
16- فی الحدیث: «إِنِّی لأَرْغَبُ بِکَ عَنِ الأَذَانِ ». یقالُ رَغِبتُ بِفُلانٍ عَنْ هَذَا[الأمر] (2)،إِذَا کَرِهْتَهُ [له] 2و زَهِدْتَ فیهِ ، کَذَا فی النهایه،و
17- فی حدیث ابنِ عُمَرَ: «لاَ تَدَعْ رَکَعَتیِ الفَجْرِ فَإِنَّ فِیهِمَا الرَّغائِبَ ». قال الکلاَبِیُّ : الرَّغَائِبُ :مَا یُرْغَبُ فیهِ مِنَ الثَّوَابِ العظیمِ ،یقالُ : رَغِیبَهٌ وَ رَغَائِبُ ،و قال غیرهُ :هُوَ ما یَرْغَبُ فیهِ ذُو رَغَبِ النَّفْسِ ،و رَغَبُ النَّفْسِ :
سَعَهُ الأَمَلِ ،و طَلَبُ الکثِیرِ،و مِنْ ذَلِکَ :صَلاَهُ الرَّغَائِبِ ، واحِدَتُهَا: رَغِیبَهٌ ،و من سَجَعَاتِ الأَسَاسِ :فُلانٌ یُفِیدُ الغَرَائِبَ ،و یُفِیءُ الرَّغَائِبَ ،و قالَ الوَاحِدِیُّ : رَغِبْتُ بنَفْسِی عنْ هَذا الأَمْرِ،أَی تَرَفَّعْتُ .
و الرُّغْبُ بالضَّمِّ و بضَمَّتَیْنِ :کَثْرَهُ الأَکْلِ ،و شِدَّهُ النَّهَمِ و الشَّرَهِ ،و
16- فی الحدیث: « الرُّغْبُ شُؤْمٌ ». و مَعْنَاهُ الشَّرَهُ و النَّهْمَهُ و الحِرْصُ علی الدُّنْیَا و التَّبَقُّرُ فیهَا،و قیلَ :سَعَهُ الأَمَلِ و طَلَبُ الکَثِیرِ،و فِعْلُهُ رَغُبَ کَکَرُمَ رُغْباً وَ رُغُباً فَهُوَ رَغِیبٌ ،کَأَمِیرٍ و فی التهذیب: رُغْبُ البَطْنِ :کَثْرَهُ الأَکْلِ ،و
17- فی حدیث مازِنٍ : وَ کُنْت امْرَأً بالرُّغْبِ و الخَمْرِ مُولَعاً.
أَی بِسَعَهِ (3)البَطْنِ و کَثْرَهِ الأَکْلِ .
و یُرْوَی بالزَّایِ ،یَعْنِی الجِمَاعَ (4).
و أَرْضُ رَغَابٌ ،کَسَحَابٍ ،و رُغُبٌ مِثْلُ جُنُبٍ : تَأْخُذُ المَاءَ الکَثِیرَ و لاَ تَسِیلُ إِلاَّ مِنْ مَطَرٍ کَثِیرٍ،أَو لَیِّنَهٌ وَاسعَهٌ دَمِثَهٌ و قَدْ رَغُبَتْ رُغْباً ،و الرَّغِیبُ :الواسِعُ الجَوْفِ ،و رَجُلٌ رَغِیبُ الجَوْفِ إِذا کانَ أَکُولاً، و قال أَبو حنیفهَ : وَادٍ رَغِیبٌ :ضَخْمٌ کَثِیرُ الأَخْذِ لِلْمَاءِ وَاسعٌ ، و هو مجاز.و وادٍ زَهِیدٌ:قَلِیلُ الأَخْذِ، کَرُغُبٍ بضَمَّتَیْنِ ،فِعْلُهُ رَغُبَ کَکَرُمَ یَرْغُبُ (5)رَغَابَهً و رُغْباً بالضَّم و بِضَمَّتَیْنِ (6)وَ وَادٍ رُغُبٌ بِضَمَّتَیْنِ :وَاسِعٌ ، مجازٌ و طَرِیقٌ رَغِبٌ کَکَتِفٍ ،کذلکَ ،و الجَمْعُ رُغُبٌ بضَمَّتَیْنِ ،قال الحُطَیْئه:
مُسْتَهْلِکُ الوِرْدِ کالأُسْتِیِّ قَدْ جَعَلتْ أَیْدِی المَطِیّ بهِ عَادِیَّهً رُغُبَا
و تَرَاغَبَ المَکَانُ إِذَا اتَّسَعَ ،فهو مُتَرَاغِبٌ ،و حِمْلٌ رَغِیبٌ أَی ثَقِیلٌ
، کَمُرْتَغِبٍ ،قال ساعدهُ بنُ جُؤَیَّهَ :
تَحَوَّبُ قَدْ تَرَی إِنِّی لَحِمْلٌ عَلَی مَا کَانَ مَرْتَغِبٌ ثَقِیلُ
و من المجاز:فَرَسٌ رَغِیبُ الشَّحوِ:واسِعُ الخَطْوِ کَثِیرُ الأَخْذِ مِنَ الأَرْضِ بِقَوَائِمِهِ و الجَمْعُ رِغَابٌ ،و إِبِلٌ رِغَابٌ :
کَثِیرَهُ الأَکْلِ ،قال لَبِید:
وَ یَوْماً مِنَ الدُّهْمِ الرِّغَابِ کَأَنَّهَا أَشَاءٌ دَنَا قِنْوَانُهُ أَوْ مَجَادِلُ
و من المجاز:قَوْلُهُمْ : أَرْغَبَ اللّهُ قَدْرَکَ ،أَیْ وَسَّعَهُ و أَبْعَدَ خَطْوَهُ ،و
16- فی الحدیث: «أَفْضَلُ الأَعْمَالِ مَنْحُ الرِّغَابِ ». قال ابن الأَثیر:هِی (7)الوَاسِعَهُ الدَّرِّ الکثِیرَهُ النَّفْعِ ،جَمْعُ الرَّغِیبِ ،و هو الوَاسعُ ،جَوْفٌ رَغِیبٌ وَ وَادٍ رَغِیبٌ ،و فی
ص:28
حدیث حُذَیْفَهَ :«طَعْنَهٌ رَغِیبَهٌ » (1)أَیْ وَاسِعَهٌ (2)،و
17- فی حَدِیث أَبِی الدَّرْدَاءِ: «بِئسَ العَونُ عَلی الدِّینِ قَلْبٌ نَخِیبٌ (3)و بَطْنٌ رَغِیبٌ ». و
17- فی حدیث الحَجَّاجِ : لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ سَعِیدِ بنِ جُبَیْرٍ «ائْتُونِی بِسَیْفٍ رَغِیبٍ ». أَیْ وَاسِعِ الحَدَّیْنِ یَأْخُذُ فِی ضَرْبَتِهِ کَثِیراً مِنَ المَضْرِبِ (4).
و المُرْغِبُ کَمُحْسِنٍ مثل (5)غَنِیٌّ ،عنِ ابنِ الأَعرابیّ و أَنشد:
أَلاَ لا یَغُرَّنَّ امْرأً مِنْ سَوَامِهِ سَوَامُ أَخٍ دَانِی القَرَابَهِ مُرْغِبِ
و عن شَمِرٍ:هو المُوسِرُ له مالٌ کثیرٌ رَغِیبٌ ،و هو مجازُ.
و المَرَاغِبُ : الأَطْمَاعُ ،و المَرَاغِبُ : المُضْطَرِبَاتُ لِلْمَعَاشِ .
و المِرْغَابُ بالکَسْرِ ضَبَطَهُ أَبُو عُبَیْدٍ فی معجمه،و لکنه فی المراصد ما یَدُلُّ علی أَنَّهُ مَفْتُوحٌ ،کما یُنبِئُ عنه إِطلاقُ المؤلّف،و کما هو نصّ الصاغانیّ أَیضاً: ع قالُوا:کانت له غلَّهٌ کثیرهٌ یُرْغَبُ فیها،أَقْطَعَه مُعاویهُ بنُ أَبی سُفیانَ کَابِسَ بنَ رَبیعَهَ لِشَبَهِهِ به صلّی اللّه علیه و سلّم،و سیذکر فی ک ب س و قِیلَ :
نَهْرٌ بالبَصْرَهِ ،کَذَا قاله شُرَّاح الشِّفَاءِ و نَهْرٌ بِمَرْوِ الشَّاهِجَانِ ، و مِرْغَابُ : ه من قُرَی مَالِینَ بِهَرَاهَ کذا ذکره الحافظُ ابنُ عَساکر فی المعجم البُلْدَانِیّات (6)و بالکَسْرِ:سَیْفُ مَالِکِ بنِ حمَارٍ و فی بعض النسخ جَمّاز بالجِیم و الزای (7)و الأَوّلُ أَصْوَبُ و مَرْغَبَانُ :قَریهٌ بِکِشّ (8)منها أَبو عمرٍو أَحمد بن الحسن (9)أَبی البحتری بن المَرْوَزِیّ ،مَرْوَزِیّ سَکَنَ مَرْغَبَانَ و حدَّثَ ،مات سنه 435 وَ مَرْغَابَیْنِ مُثَنًّی:ع بالبَصره و فی التهذیب:اسمٌ موضوعٌ لنَهْرٍ بالبَصْرَه:
و الرُّغَابَی کَالرُّغَامَی:زِیَادَهُ الکَبِدِ.
وَ رَغْبَاءُ :بِئرٌ مَعْرُوفَهٌ ،قال کُثَیِّرُ عَزَّه:
إِذَا وَرَدَتْ رَغْبَاءَ فی یَوْمِ وِرْدِهَا قَلُوصِی (10)دَعَا إِعْطَاشَهُ و تَبَلَّدَا
و رَاغِبٌ و رُغَیْبٌ و رَغْبَانُ :أَسْمَاءٌ.
و عَبْدُ العَظِیمِ بنُ حَبِیبِ بن رَغْبَانَ ،حدَّثَ عنِ الإِمَامِ أَبِی حَنِیفَهَ النُّعمَانِ بنِ ثَابِتٍ الکُوفِیّ قدّس سرّه،و طبقتِه، و هو مَتْرُوکٌ و قال الدّارقُطْنِی:لیس بِثِقَهٍ ،و فَاتَهُ أَبُو الفَوَارِسِ عَبْدُ الغَفَّارِ بنُ أَحْمَدَ بنِ محمدِ بنِ عبدِ الصَّمَدِ بنِ حَبیبِ بنِ رَغْبَانَ الحِمْصِیُّ ،مُحَدِّثٌ ،قَدِمَ أَصْبَهَانَ سنه 295 و عادَ إِلی حِمْصٍ .
و ابنُ رَغْبَانَ مَوْلَی حَبِیبِ بنِ مَسْلَمَهَ الفِهْرِیّ ،من أَهلِ الشأْمِ ،صاحب المَسْجِدِ ببغدادَ.
وَ مَرْغَبُون :ه بِبُخَارَی مِنْهَا أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ المُغِیرَهِ ، حَدَّثَ عنِ المُسَیِّبِ بنِ إِسْحَاقَ ،و یَحْیَی بنِ النَّضْرِ و غَیْرِهِمَا،و عنه أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِیمُ بنُ نوحِ بنِ طَریفٍ البُخَارِیُّ .
و الرُّغْبَانَهُ بالضَّمِّ :سَعْدَانَهُ النَّعْلِ و هی عُقْدَه الشِّسْع (11)التی تَلِی الأَرْضَ ،قال الصاغانی:وَ وَقَعَ فی المحیط بالزَّایِ و العَیْنِ المُهْمَلَهِ ،و هو تَصْحِیفٌ قَبِیحٌ ،و زَادَه قُبْحاً ذِکْرُه إِیَّاهَا فی الرُّبَاعِیِّ .
و الرَّغِیبُ کَأَمِیرِ:الوَاسِعُ الجَوْفِ مِنَ النَّاسِ و غَیْرِهِمْ یقال:حَوْضٌ رَغِیبٌ و سِقَاءٌ رَغِیبٌ ،و کُلُّ مَا اتَّسَعَ فَقَدْ رَغُبَ رُغْباً ،و جَمْعُ الرَّغِیبِ : رِغَابٌ ،و قد تَقَدَّمَ .
الرَّقِیبُ هُوَ اللّهُ ،و هُوَ الحَافِظُ الذی لا یَغِیبُ عنه شیءٌ،فَعِیلٌ بِمَعْنَی فَاعِلٍ ،و فی الحدیث:« ارْقُبُوا مُحَمَّداً فی أَهْلِ بَیْتِهِ »أَی احْفَظُوهُ فِیهِم،و فی آخَرَ«مَا مِنْ
ص:29
نَبِیٍّ إِلاَّ أُعْطِیَ سَبْعَهَ نُجَبَاءَ رُقَبَاءَ أَی حَفَظَهً یکونونَ مَعَه، و الرَّقِیبُ :الحَفِیظُ ، و الرَّقِیبُ : المُنْتَظِرُ،و رَقِیبُ القَوْمِ :
الحَارِسُ و هو الذی یُشْرِفُ علی مَرْقَبَهٍ لِیَحْرُسَهُمْ ،و الرَّقِیبُ :
الحَارِسُ الحَافِظُ ،و رَقِیبُ الجَیْشِ :طَلِیعَتُهُمْ و الرَّقِیبُ :
أَمِینُ و فی بعض النسخ«مِن» أَصْحَابِ المَیْسِرِ قال کعب بن زُهَیْر:
لَهَا خَلْفَ أَذْنَابِهَا أَرْمَلٌ (1) مَکَانَ الرَّقِیبِ مِنَ الیَاسِرِینَا
أَوْ رَقِیبُ القِدَاحِ هو الأَمِینُ عَلَی الضَّرِیبِ و قِیلَ :هو المُوَکَّلُ بِالضَّرِیبِ ،قاله الجوهریّ ،و هو الذی رَجَّحَه ابن ظَفَرٍ فی شَرْح المَقَامَاتِ الحرِیرِیَّهِ ،و لا مُنَافَاهَ بین القَوْلَیْنِ ، قاله شیخُنا،و قیل: الرَّقِیبُ :هو الرَّجُلُ الذی یَقُومُ خَلْفَ الحُرْضَهِ فی المَیْسِرِ،و مَعْنَاهُ کُلُّه سَوَاءٌ،و الجَمْعُ رُقَبَاءُ ، و فی التهذیب:و یقال: الرَّقِیبُ :اسْمُ السَّهْمِ الثَّالِثِ مِنْ قِدَاحِ المَیْسَرِ، و أَنشد:
کَمَقَاعِدِ الرُّقَبَاءِ لِلضُّ رَبَاءِ أَیْدِیِهِمْ نَوَاهِدْ
و فی حدیث حَفْرِ زَمْزَمَ :
«فَغَارَ سَهْمُ اللّهِ ذِی الرَّقِیبِ ».
و هو مِن السِّهَامِ التی لَها نَصِیبٌ ،و هی سبعهٌ ،قال فی المجمل: الرَّقِیبُ :السَّهْمُ الثَّالِثُ من السَّبْعَه التی لها أَنْصِبَاءُ،و ذکر شیخُنَا رحمه اللّه:قِدَاحُ المَیْسِرِ عَشَرَهٌ ،سَبْعَهٌ منها لها أَنصباءُ،و لها (2)ثلاثه إِنما جَعلوا لها للتکثیر فَقَطْ وَ لاَ أَنْصِبَاءَ لها،فَذَوَاتُ الأَنْصِبَاءِ أَوَّلُهَا:الفَذُّ و فیه فُرْضَهٌ وَاحِدَهٌ و له نَصِیبٌ وَاحِدْ،و الثانی التَّوْأَمُ ،و فیهِ فُرْضَتَانِ و له نَصِیبَانِ ، و الرَّقِیبُ و فیه ثَلاثُ فُرَضٍ (3)و له ثَلاَثَهُ أَنْصِبَاءَ،و الحِلْسُ و فیه أَرْبَعُ فُرَضٍ ،ثُمَّ النَّافِسُ و فیه خَمْسُ فُرَضٍ ،ثم المُسْبِلُ و فیه سِتُّ فُرَض،ثم المُعَلَّی و هو أَعْلاَهَا،و فیه سَبْعُ فُرَضٍ و له سَبْعَهُ أَنْصِبَاءَ.و أَمَّا التی لا سَهْمَ لَهَا:السَّفِیحُ و المَنِیحُ و الوَغْدُ،و أَنشدنا شیخنا،قال:أَنشدنا أَبُو عَبْدِ اللّه محمدُ بن الشاذِلِیّ أَثْنَاءَ قِرَاءَهِ المَقَامَات الحرِیرِیَّهِ :
إِذَا قَسَمَ الهَوَی أَعْشَارَ قَلْبِی فَسَهْمَاکِ المُعَلَّی و الرّقِیبُ
و فیه تَوْرِیَهٌ غَرِیبَهٌ فی التعبیر بالسَّهْمَیْنِ ،و أَرَادَ بهما عَیْنَیْهَا،و المُعَلَّی له سبعهُ أَنصباءَ،و الرَّقِیبُ له ثَلاثَه،فلم یَبْقَ له من قَلْبِه شیءٌ،بل اسْتَوْلَی علیه السَّهْمَانِ .
و الرَّقِیبُ : نَجْمٌ مِنْ نُجُومِ المَطَرِ یُرَاقِبُ نَجْماً آخَرَ، و إِنَّمَا قِیلَ لِلْعَیُّوقِ رَقیبُ الثُّرَیَّا تَشْبِیهاً بِرَقِیبِ المَیْسِرِ،و لذلک قال أَبو ذُؤَیب:
فَوَرَدْنَ و العَیُّوقُ مَقْعَدَ رَابِئِ الضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْمِ لاَ یَتَتَلَّعُ
و الرَّقِیبُ : فَرَسُ الزِّبْرِقَانِ بنِ بَدْرٍ کأَنَّه کانَ یُرَاقِبُ الخَیْلَ أَنْ تَسْبِقَه.
و الرَّقِیبُ : ابنُ العَمِّ .
و الرَّقِیبُ :ضَرْبٌ مِنَ الحَیَّاتِ ،کأَنَّهُ یَرْقُبُ مَنْ یَعَضُّ (4)،أَو حَیَّهٌ خَبِیثَهٌ ج رَقِیبَاتٌ وَ رُقُبٌ بضَمَّتَیْنِ کذا فی التهذیب.
و الرَّقِیبُ : خَلَفُ الرَّجُلِ مِن وَلَدِه و عَشِیرَتِه، و من ذلک قولُهُم:نِعْمَ الرَّقِیبُ أَنْتَ لأَبِیکَ و سَلَفِکَ (5)،أَی نِعْمَ الخَلَفُ ،لِأَنَّه کالدَّبَرَانِ لِلثُّرَیَّا.
و من المجاز: الرَّقیبُ : النجْمُ الذی فی المَشْرِق یُرَاقِبُ الغَارِبَ أَوْ مَنَازِلُ القَمَرِ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهَا رَقِیبٌ لِصَاحِبِهِ کُلَّمَا طَلَعَ مِنْهَا وَاحِدٌ سَقَطَ آخَرُ مثْلُ الثُّرَیَّا رَقِیبُهَا الإِکْلِیلُ إِذَ طَلَعَتِ الثُّرَیَّا عِشَاءً غَابَ الإِکْلِیلُ ،و إِذا طَلَعَ الإِکلیلُ عِشَاءً غَابَتِ الثُّرَیَّا،و رَقِیبُ النَّجْمِ :الذی یَغِیبُ بِطُلُوعِه،و أَنشد الفرّاءُ:
أَحَقّاً عِبَادَ اللّهِ أَنْ لَسْتُ لاَقِیاً بُثَیْنَهَ أَوْ یَلْقَی الثُّرَیَّا رَقِیبُهَا
قال المُنْذِرِیُّ :سَمِعْتُ أَبَا الهَیْثَمِ یقولُ :الإِکْلِیلُ :رَأْسُ العَقْرَب،و یُقَالُ :إِنَّ رَقِیبَ الثُّرَیَّا مِنَ الأَنْوَاءِ:الإِکْلِیلُ ،لأَنَّهُ
ص:30
لا یَطْلُعُ أَبَداً حتی تَغِیبَ ،کَمَا أَنَّ الغَفْرَ رَقِیبُ الشَّرَطَیْنِ ، و الزُّبَانَانِ : رَقِیبُ البُطَیْنِ ،و الشَّوْلَهُ رَقِیبُ الهَقْعَهِ ،و النَّعَائِمُ :
رَقِیبُ الهَنْعَهِ ،و البَلْدَهُ ، رَقِیبُ الذِّرَاعِ وَ لاَ یَطْلُعُ أَحَدُهُمَا أَبَداً إِلاَّ بِسُقُوطِ صاحِبِه و غَیْبُوبَتِه،فَلاَ یَلْقَی أَحَدُهمَا صَاحِبَهُ .
و رَقَبَهُ یَرْقُبُهُ رِقْبَهً و رِقْبَاناً بِکَسْرِهِمَا و رُقُوباً بالضَّمِّ ،و رَقَابَهً و رَقُوباً و رَقْبَهَ بفَتْحِهِنَّ : رَصَدَهُ و انْتَظَرَه، کَتَرَقَّبَهُ و ارْتَقَبَهُ و التَّرَقُّبُ :الانْتِظَارُ،و کذلکَ الارْتِقَابُ ،و قولُه تَعَالَی وَ لَمْ تَرْقُبْ قَوْلِی (1)معناهُ لَمْ تَنْتَظِرْ،و التَّرَقُّبُ :تَوَقُّعُ شیْ ءٍ و تَنَظُّرُهُ .
و رَقَبَ الشَّیْ ءَ یَرْقُبُه : حَرَسَه، کَرَاقَبَه مُرَاقَبَهً و رِقَاباً قَالَهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ ،و أَنشد:
یُرَاقِبُ النَّجْمَ رِقَابَ الحُوتِ
یَصِفُ رَفِیقاً لهُ ،یقولُ : یَرْتَقِبُ النَّجْمَ حِرْصاً عَلَی الرَّحِیلِ کحِرْصِ الحُوتِ علَی المَاءِ،و هو مجازٌ،و کذلک قَوْلُهُم:بَاتَ یَرْقُبُ النُّجُومَ و یُرَاقِبُهَا ،کَیَرْعَاهَا و یُرَاعِیهَا.
و رَقَبَ فُلاَناً:جَعَلَ الحَبْلَ فِی رَقَبَتِهِ .
و ارْتَقَبَ المَکَان: أَشْرَفَ عَلَیْهِ و عَلاَ،و المَرْقَبَهُ و المَرْقَبُ :
مَوْضِعُهُ المُشرِفُ یَرْتَفعُ علیه الرَّقِیبُ و مَا أَوْفَیْت عَلَیْهِ مِن عَلَمٍ أَوْ رَابِیَهٍ لتَنْظُرَ من بُعْدٍ،و عن شمر: المَرْقَبَهُ :هی المَنْظَرَهُ فی رَأْسِ جَبَلٍ أَوْ حِصْنٍ ،و جَمْعُهُ مَرَاقِبُ ،و قال أَبو عَمْرٍو: المَرَاقِبُ :ما ارتَفَعَ مِن الأَرْضِ و أَنشد:
وَ مَرْقَبَهٍ کالزُّجِّ أَشرَفْتُ (2)رأْسَها أُقَلِّبُ طَرْفِی فی فَضَاءٍ عَرِیضِ
و الرِّقْبَهُ بالکَسْرِ:التَّحَفُّظُ و الفَرَقُ مُحَرَّکهً ،هو الفَزَعُ .
و الرُّقْبَی کَبُشْرَی: أَنْ یُعْطِیَ الإِنْسَانُ إِنْسَاناً مِلْکاً کالدَّارِ و الأَرْضِ و نَحْوِهِمَا فَأَیُّهُمَا ماتَ رَجَعَ الملْکُ لِوَرَثَتِهِ (3)و هِی مِن المُرَاقَبَهِ ،سُمِّیَتْ بذلک لأَنَّ کُلَّ واحِدٍ منهما یُرَاقِبُ مَوْتَ صاحِبِه أَو الرُّقْبَی : أَنْ یَجْعَلَهُ أَی المَنْزِلَ لِفُلاَنٍ یَسْکُنُهُ ،فَإِنْ ماتَ فَفُلاَنٌ یَسْکُنُهُ ،فکُلُّ واحِدٍ منهما یَرْقُبُ موتَ صاحبِه و قَدْ أَرْقَبَه الرُّقْبَی ،و قال اللِّحْیَانُّی: أَرْقَبَه الدَّارَ:جَعَلَهَا له رُقْبَی و لِعَقبِه بعدَه بمنزله الوَقْفِ و فی الصحاح: أَرْقَبْتُه دَاراً أَوْ أَرْضاً:إِذا أَعْطَیْتَهُ إِیَّاهَا فکانَتْ للباقِی مِنْکُمَا و قلتَ :إِن مِتُّ قَبْلَکَ فهی لک و إِنْ مِتَّ قَبْلِی فهی لی،و الاسْمُ [منه] (4)الرُّقْبَی .
قلت:و هِیَ لَیْسَتْ بِهِبَهٍ عندَ إِمَامِنَا الأَعْظَمِ أَبِی حَنِیفَهَ و مُحَمَّدٍ،و قال أَبُو یُوسُفَ :هی هِبَهٌ ،کالعُمْرَی،و لم یَقُلْ به أَحَدٌ من فُقَهَاءِ العِرَاقِ ،قال شیخُنَا:و أَمَّا أَصحابُنَا المَالِکِیَّهُ فإِنهم یَمْنَعُونَهَا مُطْلَقاً.و قال أبو عبید:أَصْلُ الرُّقْبَی مِن المُرَاقَبَهِ ،و مثلُه قولُ ابن الأَثیر،و یقالُ : أَرْقَبْتُ فلاناً دَاراً، فهو مُرْقَبٌ ،و أَنَا مُرْقِبٌ ، و الرَّقُّوبُ کَصَبُورٍ مِن النِّساءِ:
المَرْأَهُ التی تُرَاقِبُ مَوْتَ بَعْلِهَا لِیَمُوتَ فَتَرِثَه و مِن الإِبلِ :
النَّاقَهُ التی لاَ تَدْنُو إِلی الحَوْضِ مِنَ الزِّحَامِ و ذلک لِکَرَمِها، سُمِّیَتْ بذلک لأَنَّهَا تَرْقُبُ الإِبلَ فإِذا فَرَغَتْ مِنْ شُرْبِهَا (5)شَرِبَتْ هِی، و من المجاز: الرَّقُوبُ من الإِبلِ و النساءِ:
التی لا یَبْقَی أَی لا یَعِیشُ لهَا وَلَدٌ قال عَبِیدٌ:
کَأَنَّهَا شَیْخَهٌ رَقُوبُ .
أَو التی مَاتَ وَلَدُهَا، و کذلک الرَّجُلُ ،قال الشاعر:
فَلمْ یَرَ خَلْقٌ قَبْلَنَا مِثْلَ أُمِّنَا وَ لاَ کَأَبِینَا عَاشَ و هْوَ رَقُوبُ
و قال ابنُ الأَثیرِ: الرَّقُوبُ فی اللُّغَهِ لِلرَّجُلِ (6)و المَرْأَهِ إِذَا لَمْ یَعِشْ لَهُمَا وَلَدٌ،لِأَنَّهُ یَرْقُبُ مَوْتَهُ و یَرْصُدُهُ خَوْفاً علیه، و مِن الأَمْثَالِ «وَرِثْتُهُ عَنْ عَمَّهٍ رَقُوبٍ » قال المَیْدَانِیُّ : الرَّقُوبُ مَنْ لاَ یَعِیشُ لَهَا وَلَدٌ فهی أَرْأَفُ بابْنِ أَخِیهَا،و
16- فی الحَدِیثِ :
أَنَّه قَالَ :مَا تَعُدُّونَ فِیکم الرَّقُوبَ ؟قَالوا:الَّذِی لاَ یَبْقَی لَهُ وَلَدٌ،قَالَ :«بَلِ الرَّقُوبُ الَّذِی لَمْ یُقَدِّمْ مِنْ وَلَدِهِ شَیْئاً». قال أَبُو عُبَیْدِ:و کذلک مَعْنَاهُ فی کَلاَمِهِم،إِنَّمَا هُوَ عَلَی فَقْدِ الأَوْلاَدِ،قال صَخْرُ الغَیِّ :
ص:31
فَمَا إِنْ وَجْدُ مِقْلاَتٍ رَقُوبٍ بِوَاحِدِهَا إِذَا یَغْزُو تُضِیفُ (1)
قال:و هذا نحوْ قولِ (2)الآخَر:إِنَّ المَحْرُوبَ مَنْ حُرِبَ دِینَهُ ،و لَیْسَ هَذَا أَن یَکُونَ مَنْ سُلِبَ مَالَه لیسَ بمَحْرُوبٍ (3).
و أُمُّ الرَّقُوبِ مِنْ کُنَی الدَّاهِیَهِ .
و الرَّقَبَهُ ،مُحَرَّکَهً :العُنُقُ أَوْ أَعْلاَهُ أَوْ أَصْلُ مُؤَخَّرِهِ و یُوجَدُ فی بَعْضِ الأُمَّهَاتِ أَوْ مُؤَخَّر أَصْلِهِ ج رِقَابٌ وَ رَقَبٌ مُحَرَّکَهً و أَرْقُبٌ علی طَرْحِ الزَّائِدِ،حَکَاهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ ، و رَقَبَاتٌ .
و الرَّقَبَهُ المَمْلُوکُ ،و أَعْتَقَ رَقَبَهً أَی نَسَمَهً ،و فَکَّ رَقَبَهً :
أَطْلَقَ أَسیراً،سُمِّیت الجُمْلَهُ باسْمِ العُضْوِ لِشَرَفِهَا،و فی التنزیل وَ الْمُؤَلَّفَهِ قُلُوبُهُمْ وَ فِی اَلرِّقابِ (4)إِنهم المُکَاتَبُونَ ، کذا فی التهذیب،و فی حدیث قَسْمِ الصَّدَقَاتِ «وَ فِی اَلرِّقابِ » یریدُ المُکَاتَبِینَ مِن العَبیدِ یُعْطَوْنَ نَصِیباً مِن الزَّکَاهِ یَفکُّونَ به رِقَابَهُمْ و یَدْفَعُونَه إِلی مَوَالِیهِم،و عن اللیثِ :
یُقَالُ :أَعْتَقَ اللّه رَقَبَتَهُ ،وَ لاَ یُقَالُ :أَعْتَقَ اللّهُ عُنُقَهُ ،و فی الأَسَاس:و من المجاز:أَعْتَقَ اللّهُ رَقَبَتَهُ ،و أَوْصَی بِمَالِهِ فی الرِّقَابِ ،و قال ابنُ الأَثِیرِ:و قد تَکَرَّرَتِ الأَحادیثُ فی ذِکْرِ الرَّقَبَهِ و عِتْقِهَا و تَحْرِیرِهَا و فَکِّهَا،و هی فی الأَصْلِ :العُنُقُ ، فجُعِلَتْ کِنَایَهً عن جَمِیعِ ذَاتِ الإِنْسَانِ ،تَسْمِیَهً للشَّیْ ءِ (5)بِبَعْضِه،فَإِذا قالَ :أَعْتِقْ (6)رقَبَهً ،فکأَنَّه قال أَعْتِقْ 6عَبْداً أَو أَمَهً ،و منه قَوْلُهُم:ذَنْبُهُ فی رَقَبَتِه ،و فی حدیث ابن سِیرینَ «لَنَا رِقَابُ الأَرْضِ »أَی نَفْسُ الأَرْضِ ،یَعْنِی ما کان من أَرْضِ الخَرَاجِ فهو للمُسْلِمِینَ لیس لأَصحابِه الذین کانوا فیه قَبْلَ الإِسلام شیْ ءٌ لأَنها فُتِحَتْ عَنْوَهً ،و
16- فی حدیث بِلالٍ :
«و الرَّکَائِب المُنَاخَه،لَکَ رِقَابُهُنَّ وَ مَا عَلَیْهِنَّ ». أَیْ ذَواتُهُنَّ و أَحْمَالُهُنَّ .
و مِنَ المجازِ قَوْلُهُم:مَنْ أَنْتُمْ یَا رِقَابَ المَزَاوِدِ؟أَیْ یَاعَجَمُ ،و العَرَبُ تُلَقِّبُ العَجَمَ بِرِقَابِ المَزَاوِدِ،لأَنَّهُمْ حُمْرٌ.
و رَقَبَهُ : اسْمٌ و النِّسْبَهُ إِلیه رَقَبَاوِیٌّ ،قال سیبویهِ :إنْ سَمَّیْتَ بِرَقَبَه لَمْ تُضِفْ إِلیه إِلاَّ عَلَی القِیاسِ .
و رَقَبَهُ :مَوْلَی جَعْدَهَ ،تَابِعِیٌّ عن أَبی هریرهَ ، و رَقَبَهُ بنُ مَصْقَلَهَ بنِ رَقَبَهَ بنِ عبدِ اللّه بنِ خَوْتَعَهَ بنِ صَبرَهَ تَابِعُ التابِع و أَخُوهُ کَرِبُ بنُ مَصْقَلَهَ ،کَانَ خَطِیباً کأَبِیهِ فی زَمَنِ الحَجَّاجِ ،و فی حاشیه الإِکمال:رَوَی رَقَبَهُ عن أَنَسِ بنِ مالکٍ فیما قِیلَ ،و ثَابِتٍ البُنَانِیِّ و أَبِیهِ مَصْقَلَهَ ،و عنه أَشْعَثُ بنُ سَعِیدٍ السَّمَّانُ و غیرُهُ ،رَوَی له التِّرْمِذِیُّ وَ مَلِیحُ بنُ رَقَبَهَ مُحَدِّثٌ شَیْخٌ لِمَخْلَدٍ الباقرْحیّ ،وَ فَاته عَبْدُ اللّه بنُ رَقَبَهَ العَبْدِیُّ ،قُتِلَ یَوْمَ الجَمَلِ .
و الأَرْقَبُ :الأَسَدُ، لِغِلَظِ رَقَبَتِه ، و الأَرْقَبُ : الغَلِیظُ الرَّقَبَهِ ، هو أَرْقَبُ بَیِّنُ الرَّقَبَهِ کالرَّقَبَانِیّ علی غیرِ قیاسِ ، و قال سیبویه:هُوَ من نادِرِ مَعْدُولِ النَّسَبِ و الرَّقَبَانِ ، مُحَرَّکَتَیْن قال ابنُ دُریدٍ:یقال:رَجُلٌ رَقَبَانِیٌّ ،و یقالُ لِلْمَرْأَهِ : رَقْبَاءُ ،لاَ رَقَبَانِیَّهٌ ،و لا یُنْعَتُ (7)به الحُرَّهُ و الاسْمُ الرَّقَبُ مُحَرَّکَهً هو غِلَظُ الرَّقَبَهِ ، رَقِبَ رَقَباً .
و ذُو الرُّقَیْبَهِ کَجُهَیْنَهَ : أَحَدُ شُعَرَاءِ العَرَبِ و هو لَقَبُ مَالِکٍ القُشَیْرِیِّ لأَنَّه کانَ أَوْقَصَ ،و هو الذی أَسَرَ حَاجِبَ بنَ زُرَارَهَ التَّمِیمِیّ یَوْمَ جَبَلَهَ ،کَذَا فی لسان العرب (8)،و فی المستقصی:أَنَّه أَسَرَاه ذُو الرُّقَیْبَهِ و الزَّهْدَمَانِ ،و أَنَّهُ افْتَدَی مِنْهُمْ بِأَلْفَیْ نَاقَهٍ و أَلْفِ أَسِیرٍ یُطْلِقُهُمْ لَهُمْ ،و قد تَقَدَّم، و ذُو الرُّقَیْبَه مالکُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بنِ کَعْبِ بنِ زُهیْرِ بن أَبِی سُلْمَی المُزَنِیُّ أَحَد الشُّعَرَاءِ،و أَخْرَجَ البَیْهَقِیُّ حَدِیثَهُ فی السُّنَنِ مِن طریقِ الحَجَّاجِ بنِ ذی الرُّقَیْبَهِ عَنْ أَبِیهِ عن جَدِّهِ فی بَابِ مَنْ شَبَّبَ و لَمْ یُسَمِّ أَحَداً،و اسْتَوْفَاهُ الأُدْفُوِیُّ فی الإِمْتَاعِ وَ رَقَبَانُ مُحَرَّکَهً :ع و الأَشْعَرُ الرَّقَبَانُ :شَاعِرٌ و اسْمُه عَمْرُو بنُ حَارِثَهَ .
و من المجاز:یقال: وَرِثَ فُلاَنٌ مَالاً عَنْ رِقْبَهٍ ، بالکَسْرِ،أَی عن کَلاَلَه لم یَرِثْهُ عن آبَائِهِ وَ وَرِثَ (9)مَجْداً عن رِقْبَهِ ،إذا لَمْ یَکُنْ آباؤُهُ أَمْجَاداً،قال الکُمَیْت:
ص:32
کَانَ السَّدَی و النَّدَی مَجْداً و مَکْرُمَهً تِلْکَ المَکَارِمُ لَمْ یُورَثْنَ عَنْ رِقَبِ
أَی وَرِثَهَا عن دُنًی فَدُنًی من آبائِه،و لم یَرِثْهَا مِنْ وَرَاءُ وَرَاءُ.
و المُرَاقَبَهُ فی عَرُوضِ المضَارِعِ و المُقْتَضَبِ : هو أَنْ یَکُونَ الجُزْءُ مَرَّهً مَفَاعِیلُ وَ مَرَّهً مَفَاعِیلُنْ ، هکذا فی النسخ الموجوده بأیدینا و وجدتُ فی حاشیه کتابٍ تَحْتَ مَفَاعِیلُنْ ما نَصُّه:هکذا وُجِدَ بخَطِّ المُصنّف،بإِثبات الیاءِ و صوابه مفاعِلُنْ ،بحذفها،لأَنَّ کلاًّ من الیَاءِ و النُّونِ تُرَاقِبُ الأُخْرَی.
قلتُ :و مثلُه فی التهذیبِ و لسان العَرَب،و زَادَ فی الأَخِیرِ:سُمِّیَ بذلک لأَنَّ آخِرَ السَّبَبِ الذی فی آخر الجُزْءِ و هو النُّونُ من مفاعیلُنْ لا یَثْبُت مع آخر السَّبَبِ الذی قبله، و لیست بمُعَاقَبَه،لأَنّ المُرَاقَبَهَ لا یَثْبُتُ فیها الجُزْآنِ المُتَرَاقِبَان ،و المعَاقَبَهُ یَجْتَمعُ فیها المُتَعَاقِبَانِ ،و فی التهذیب عن اللیث: المُرَاقَبَهُ فی آخِرِ الشِّعْرِ[عند التجزئه] (1)بَیْنَ حَرْفَیْنِ :هو أَنْ یَسْقُطَ أَحَدُهُما وَ یَثْبُتَ الآخَرُ،وَ لاَ یَسْقُطَانِ [معاً] 1وَ لاَ یَثْبُتَانِ جمیعاً،و هو فی مَفَاعِیلُن التی للمضارِعِ لا یجوز أَن یتمّ ،إِنما هو مَفَاعِیلُ أَو مَفَاعِلُنْ ،انتهی،و قالَ شیخُنا عند قوله«و المُرَاقَبَهُ »بَقِیَ عَلَیْهِ المُرَاقَبَهُ فی المُقْتَضَبِ فإِنها فیه أَکثرُ.
قلتُ :و لعلَّ ذِکْرَ المُقْتَضَبِ سَقَطَ من نسخه شیخِنَا فأَلْجأَهُ إِلی ما قال،و هو موجودٌ فی غیرِ مَا نُسَخٍ ،و لکن یقال:إِن المؤلف ذکر المضارع و المُقْتَضَب و لم یذکر فی المثال إِلا ما یختصّ بالمضارع،فإِن المُرَاقَبَهَ فی المُقْتَضَب أَن تُرَاقِبَ وَاوُ مَفْعُولاَت فَاءَه و بالعَکْسِ ،فیکون الجزءُ مرّهً مَعُولاَت فینقل إِلی مَفَاعِیل و مَرَّه إِلی مَفْعَلاَت فینقل إِلی فاعِلاَت،فتأَمّل تَجِدْ.
و الرَّقَابَهُ مُشَدَّدَهً :الرَّجُلُ الوَغْدُ الذی یَرْقُبُ للقومِ رَحْلَهُم إِذا غَابُوا.
و المُرَقَّبُ کمُعَظَّمٍ :الجِلْدُ الذی یُسْلَخُ (2)مِنْ قِبَلِ رَأْسِهِ و رَقَبَتِه . و الرُّقْبَهُ بالضَّمِّ لِلنَّمِرِ کالزُّبْیَهِ لِلْأَسَدِ و الذِّئْبِ .
و المَرْقَب :قَرْیَهٌ من إِقلیم الجِیزَه.
وَ مَرْقَبُ مُوسَی مَوْضِعٌ بمِصْرَ.
و أَبُو رَقَبَهَ :من قُری المُنُوفِیّه.
و أَرْقَبانُ :مَوْضِعٌ فی شِعْرِ الأَخْطَلِ ،و الصَّوابُ بالزَّایِ ، و سیأْتی.
و مَرْقَبُ ،قریَهُ تُشْرِف علی ساحِلِ بَحْرِ الشأْمِ .
و المَرْقَبَهُ :جَبَلٌ کان فیه رُقَباءُ هُذیل.[بین یسوم و الضَّهْیأتین] (3).
و ذُو الرَّقِیبَهِ ،کسَفَینَهٍ :جَبَلٌ بِخَیْبَرَ،جاءَ ذِکْرُه فی حَدِیثِ عُیَیْنَهَ بنِ حِصْنٍ .
و الرَّقْبَاءُ هِیَ الرَّقُوبُ التی لا یَعِیشُ لها وَلَدٌ،عن الصاغانیّ .
رَکِبَهُ کَسَمِعَهُ رُکُوباً و مَرْکَباً :عَلاَهُ و عَلاَ عَلَیْهِ کارْتَکَبَهُ ، و کلُّ مَا عُلِیَ فَقَدْ رُکِبَ و ارْتُکِب و الاسْمُ الرِّکْبَهُ ، بالکَسْرِ، و الرَّکْبَهُ مَرَّهٌ واحِدَهٌ و[ الرِّکْبَه ] (4)ضَرْبٌ مِنَ الرُّکُوبِ یقالُ :هُوَ حَسَنُ الرِّکْبَهِ ،و رَکِبَ فلانٌ فلاناً بِأَمْرٍ و ارْتَکَبَه ، و کُلُّ شَیْ ءٍ عَلاَ شَیْئاً فقَدْ رَکِبَه ، و منَ المجازِ: رَکِبَهُ الدَّیْنُ ، وَ رَکِبَ الهَوْلَ و اللَّیْلَ و نَحْوَهُمَا مثلاً بذلک (5)،و رَکِبَ منه أَمْراً قَبِیحاً،و کذلک، رَکِبَ الذَّنْبَ أَیِ اقْتَرَفَهُ ،کارْتَکَبَه، کُلُّهُ عَلَی المَثَلِ ،قالَهُ الرَّاغِبُ و الزَّمَخْشَرِیُّ ،و ارْتِکَابُ الذُّنُوبِ :
إِتْیَانُهَا أَو الرَّاکِبُ للبَعیرِ خَاصَّهً نقله الجوهریّ ،عن ابن السکِّیت قال:تقول:مَرَّ بِنَا رَاکِبٌ إِذا کان علی بَعِیرٍ خاصَّهً ،فإِذا کان الراکبُ علی حافِرٍ:فَرَسٍ أَو حِمَار أَو بَغْلٍ قلتَ :مَرَّ بنا فارسٌ علی حِمَارٍ،و مَرَّ بنا فارسٌ علی بَغْلٍ ،و قال عُمَارَهُ :لا أَقُولُ لصاحِبِ الحِمَارِ فارسٌ و لکن أَقولُ حَمَّارٌ، ج رُکَابٌ و رُکْبَانٌ و رُکُوبٌ ،بضَمّهِنَّ مع تَشْدِیدِ الأَوَّلِ و رِکَبَهٌ کَفِیلَهٍ هکذا فی النسخ،و قال شیخُنا:و قیل:
الصواب کَکَتَبَه،لأَنّه المشهورُ فی جَمْعِ فَاعِلٍ ،و کعِنَبَهٍ غیرُ مسموعٍ فی مِثْلِهِ .
ص:33
قلتُ :و هذا الذی أَنکره شیخُنَا و استبعدَه نقلَه الصاغانیّ عن الکسائیّ ،و مَنْ حَفِظَ حُجَّهٌ عَلَی مَنْ لَمْ یَحْفَظْ ، و یقال: رَجُلٌ رَکُوبٌ و رَکَّابٌ ،الأَوَّلُ عن ثعلب:کَثِیرُ الرُّکُوبِ ،و الأُنْثَی رَکَّابَهٌ ،و فی لسان العرب:قال ابن بَرِّیّ :
قَوْلُ ابن السّکّیت:مَرَّ بنا رَاکِبٌ إِذا کان علی بعیر خاصَّهً إِنما یرید إِذا لم تُضِفْه،فإِن أَضَفْتَه جاز أَن یکون للبعیرِ و الحِمَارِ و الفَرَسِ و البَغْلِ و نحو ذلک فتقول:هَذَا رَاکِبُ جَمَلٍ ،و رَاکِبُ فَرَسٍ ،و رَاکِبُ حِمَارٍ،فإِن أَتَیْتَ بجَمْعٍ یختصُّ بالإِبلِ لم تُضِفْه کقوله رَکْبٌ و رکْبانٌ ،لا تقول (1):
رَکْبُ إِبِلٍ و لا رُکْبانُ إِبِلٍ ،لأَنَّ الرَّکْبَ و الرُّکْبَانَ لا یکونُ إِلا لرُکَّابِ الإِبلِ ،و قال غیرُه:و أَمَّا الرُّکَّابُ فیجوزُ إِضَافَتُهُ إِلی الخَیْلِ و الإِبلِ و غیرِهِمَا،کقولک:هؤلاءِ رُکَّابُ خَیْلٍ ، و رُکَّابُ إِبلٍ ،بخلافِ الرَّکْبِ و الرُّکْبَانِ ،قال:و أَما قَوْلُ عُمَارَهَ :إِنِّی لاَ أَقُولُ لرَاکِبِ الحِمَارِ فَارِسٌ ،فهو الظاهرُ، لأَنَّ الفَارِسَ فاعِلٌ مأْخُوذٌ من الفَرَسِ ،و معناهُ صاحبُ فَرَسٍ و راکبُ فَرَسٍ ،مثل قولهم:لابِنٌ و تَامِرٌ و دَارِعٌ و سَائِفٌ و رَامِحٌ ،إِذا کانَ صاحبَ هذه الأَشیاء،و عَلَی هذَا قال العَنْبریُّ :
فَلَیْتَ لی بِهمُ قَوْماً إِذَا رَکِبُوا شَنُّوا الإِغارَهَ فُرْسَاناً و رُکْبَانَا
فجعل الفُرْسَانَ أَصحابَ الخَیْلِ ،و الرُّکْبَانَ أَصحابَ الإِبلِ قال و الرَّکْبُ رُکْبَانُ الإِبِلِ اسْمُ جَمْعٍ و لیس بِتَکْسِیرِ رَاکِبٍ ،و الرَّکْبُ أَیضاً:أَصحَابُ الإِبلِ فی السَّفَر دونَ الدَّوَابِّ أَو جَمْعٌ ، قاله الأَخفشُ و هَمُ العَشَرَهُ فَصَاعِداً أَی فَمَا فَوْقَهُم (2)، و قال ابنُ بَرِّیّ : قد یکونُ الرَّکْبُ لِلْخَیْل و الإِبِلِ ،قال السُّلَیْکُ بنُ السُّلَکَهِ ،و کَانَ فَرَسُه قد عَطِبَ أَو عُقِرَ:
وَ مَا یُدْرِیکَ مَا فَقْرِی إِلَیْهِ إِذَا ما الرَّکْبُ فی نَهْبٍ أَغَارُوا (3)
و فی التنزیل العزیز وَ اَلرَّکْبُ أَسْفَلَ مِنْکُمْ (4)فقد یجوزُ أَن یکونُوا رَکْبَ خَیْلٍ ،و أَن یکونوا رَکْبَ إِبلٍ ،و قد یجوز أَنْ یکونَ الجَیْشُ منهم جمیعاً،و
16- فی آخر: (5)«سیأْتِیکُمْ رُکَیْبٌ مُبْغَضُونَ ». یُرِیدُ عُمَّالَ الزَّکَاهِ ،تَصْغِیرُ رَکْبٍ ،و الرَّکْبُ اسْمٌ من أَسْمَاءِ الجَمْعِ ،کنَفَرٍ و رَهْطٍ ،و قِیلَ هو جَمْعُ رَاکِبٍ کصاحِبٍ و صَحْبٍ ،قال،و لو کان کذلک لقال فی تَصْغِیرِه رُوَیْکِبُون ،کما یقال:صُوَیْحِبُونَ ،قال:و الراکبُ فی الأَصلِ هو راکِبُ الإِبلِ خاصَّهً ،ثم اتُّسِعَ فَأُطْلِقَ علی کلّ مَنْ رَکِبَ دابَّهً ،و
1- قولُ عَلیٍّ رضی اللّه عنه: «مَا کَانَ مَعَنَا یَوْمَئِذٍ فَرَسٌ إِلاَّ فَرَسٌ عَلَیْهِ المِقْدَادُ بُن الأَسْوَدِ». یُصَحِّحُ أَنَّ الرَّکْبَ هاهنا رُکَّابُ الإِبِلِ ،کذَا فی لسان العرب، ج أَرْکُبٌ و رُکُوبٌ بالضَّمِّ و الأُرْکُوبُ بالضَّمِّ أَکْثَرُ مِنَ الرَّکْبِ جَمْعُهُ أَرَاکِیبُ ،و أَنشد ابنُ جِنِّی:
أَعْلَقْت بالذِّئْبِ حَبْلاً ثُمَّ قُلْت لَهُ : الْحَقْ بِأَهْلِکَ و اسْلَمْ أَیُّهَا الذِّیبُ
أَمَا تَقُولُ بِهِ شَاهٌ فَیَأْکُلهَا أَوْ أَن تَبِیعَهَ فی بَعْضِ الأَرَاکِیبِ (6)
أَرَادَ«تَبِیعَهَا»فحَذَفَ الأَلِفَ ، و الرَّکَبَهُ مُحَرَّکَهً أَقَلُّ من الرَّکْبِ ،کذا فی الصحاح.
و الرِّکَابُ کَکِتَابِ :الإِبِلُ التی یُسَارُ علیها، واحِدَتُهَا رَاحِلَهٌ و لا وَاحِدَ لها مِنْ لَفْظِهَا، ج رُکُبٌ بضم الکاف کَکُتُبٍ ،و رِکَابَاتٌ و
14- فی حدیث النبیّ صلّی اللّه علیه و سلّم: «إِذَا سَافَرْتُمْ فی الخِصْبِ فأَعْطُوا الرِّکَابَ أَسِنَّتَهَا»و فی رِوَایَهٍ (7)«فَأَعْطُوا الرُّکُبَ أَسِنَّتَهَا». قال أَبو عُبَیْد:هِی جَمْعُ رِکَابٍ (8)،و هی الرَّوَاحِلُ من الإِبل،و قال ابن الأَعْرَابِیّ : الرُّکُبُ لا یکونُ جَمْعَ رِکَابٍ ،و قال غیرُه:بَعِیرٌ رَکُوبٌ و جَمْعُه رُکُبٌ و یُجْمَعُ الرِّکَاب رَکَائِبَ ،و عن ابن الأَثیر:و قیل: الرُّکُبُ جَمْعُ رَکُوبٍ ،و هو ما یُرْکَبُ من کلّ دَابَّهٍ ،فَعولٌ بمعنی مَفْعُولٍ ، قال:و الرَّکُوبَهُ أَخَصُّ منه.
ص:34
و الرِّکَابُ مِنَ السَّرْجِ کالغَرْزِ مِنَ الرَحْلِ ،ج رُکُبٌ کَکُتُبٍ یقالُ :قَطَعُوا رُکُبَ سُرُوجِهِمْ ، و یقال: زَیْتٌ رِکَابِیٌّ لأَنَّهُ یُحْمَلُ مِنَ الشَّأْمِ علی ظُهُورِ الإِبِلِ و فی لسان العرَب عن ابن شُمَیل فی کِتَابِ الإِبِلِ [الإِبل]التی تُخْرَجُ لِیُجَاءَ علیها بالطَّعَامِ تُسَمَّی رِکَاباً حِینَ تَخْرُجُ و بعد ما تَجِیءُ، و تُسَمَّی عِیراً علی هاتَیْنِ المَنْزِلَتَیْنِ ،و التی یُسَافَرُ علیها إِلی مَکَّهَ أَیضاً رِکَابٌ تُحْمَلُ علیها المَحَامِلُ و التی یَکْتَرُونَ و یَحْمِلُونَ علیها مَتَاعَ التُّجَّارِ و طَعَامَهُم،کُلُّهَا رِکَابٌ ،وَ لا تُسَمَّی عِیراً و إِنْ کَانَ عَلَیْهَا طَعَامٌ إِذَا کانت مُؤَاجرَهً بِکِری و لیسَ العِیرُ التی تأْتی أَهلَهَا بالطَّعَامِ ،و لکنها رِکَابٌ ، و یقال:هذه رِکَابُ بَنِی فلانٍ .
وَ رَکَّابٌ کشَدَّادٍ:جَدُّ عَلِیِّ بنِ عُمَرَ المُحَدِّثِ الإِسْکَنْدَرَانِیُّ ،رَوَی عنِ القاضِی محمدِ بنِ عبدِ الرحمنِ الحَضْرَمِیِّ .
و رِکَابٌ کَکِتَابِ :جَدٌّ لإِبْرَاهِیمَ بنِ الخَبَّازِ المُحَدِّثِ و هو إِبْرَاهِیمُ بنُ سَالِمِ بنِ رِکَابٍ الدِّمَشْقِیُّ الشَّهِیرُ بابْنِ الجِنَانِ ، وَ وَلَدُه إِسْمَاعِیلُ شَیْخُ الذَّهَبِیِّ ،وَ حَفِیدُه:مُحَمَّدُ بنُ إِسْمَاعِیلَ شَیْخُ العِرَاقِیِّ .
و مَرْکَبٌ کَمَقْعَدٍ وَاحِدُ مَرَاکِبِ البَرِّ، الدَّابَه، و البَحْرِ السَّفِینَه،و نِعْمَ المَرْکَبُ الدَّابَّهُ ،و جَاءَتْ مَرَاکِبُ الیَمَنِ ،ک سَفَائِنُهُ ،و تَقُولُ :هَذَا مَرْکَبِی .
و المَرْکَبُ :المَصْدَرُ،و قد تَقَدَّم تقولُ : رَکِبْتُ مَرْکَباً أَی رُکُوباً و المَرْکَبُ المَوْضِعُ ،و رُکَّابُ السَّفِینَهِ :الذینَ یَرْکَبُونَهَا ، و کذلک رُکَّابُ المَاءِ،و عن اللیث:العَرَبُ تُسَمِّی مَنْ یَرْکَبُ السَّفِینَهَ رُکَّابَ السَّفِینَهِ ،و أَمَّا الرُکْبَانُ و الأَرْکُوبُ و الرَّکْبُ فَرَاکِبُو الدَّوَابِّ ،قال أَبو منصور:و قد جَعَلَ ابنُ أَحْمَرَ رُکَّابَ السَّفِینَهِ رُکْبَاناً فقال:
یُهِلُّ بِالفَرْقَدِ رُکْبَانُهَا کَمَا یُهِلُّ الرَّاکِبُ المُعْتَمِرْ
یَعْنِی قَوْماً رَکِبُوا سَفِینَهً فَغُمَّت السَّمَاءُ و لم یَهْتَدُوا فلما طَلَعَ الفَرْقَدُ کَبَّرُوا،لأَنَّهُم اهْتَدَوْا لِلسَّمْتِ الذی یَؤُمُّونَهُ .
و المُرَکَّبُ کَمُعَظَّمٍ (1):الأَصْلُ و المَنْبِتُ تقولُ :فلانٌ کَرِیمُ المُرَکَّبِ أَی کَرِیمُ أَصْلِ مَنْصِبِه فی قَوْمِهِ ،و هو مَجازٌ، کذا فی الأَساس، و المُسْتَعِیرُ فرَساً یَغْزُو علیه فیکونُ له نِصْفُ الغَنِیمَهِ و نِصْفُهَا لِلْمُعِیر و قال ابن الأَعْرَابِیّ :هو الذی یُدْفَعُ إِلیه فَرَسٌ لِبَعْضِ ما یُصِیبُ مِنَ الغُنْمِ و قَدْ رَکَّبَهُ الفَرَسَ : دَفَعَهُ إِلیه عَلَی ذلک،و أَنشد:
لاَ یَرْکَبُ الخَیْلَ إِلاَّ أَنْ یُرَکَّبَهَا و لَوْ تَنَاتَجْنَ مِنْ حُمْرٍ و مِنْ سُودِ
و فی الأَساس:و فَارِسٌ مُرَکَّبٌ کمُعَظَّمٍ إِذا أُعْطِیَ فَرَساً لِیَرْکَبَهُ .
و أَرْکَبْت الرَّجُلَ :جَعَلْت لَه مَا یَرْکَبُه و أَرْکَبَ المُهْرُ:
حَانَ (2)أَنْ یُرْکَبَ فهو مُرْکِبٌ ،و دَابَّهٌ مُرْکِبَهٌ :بَلَغَتْ أَنْ یُغْزَی عَلَیْهَا،و أَرْکَبَنِی خَلْفَهُ ،و أَرْکَبَنِی مَرْکَباً فَارِهاً،ولی قَلُوصٌ ما أَرکَبْتُه و
16- فی حدیث السَّاعَهِ : «لَوْ نَتَجَ رَجُلٌ مُهْراً[له] (3)لَمْ یُرْکِبْ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَهُ ».
و الرَّکُوبُ و الرَّکُوبَهُ بِهَاءٍ،مِنَ الإِبِلِ :الَّتِی تُرْکَبُ (4)و قیلَ الرَّکُوبُ (5):کُلّ دَابَّهٍ تُرْکَبُ ،و الرَّکُوبَهُ :اسْمٌ لجَمِیعِ ما یُرْکَبُ ،اسْمٌ للوَاحِد و الجَمِیعِ ، أَو الرَّکُوبُ : المَرْکُوبَهُ و الرَّکُوبَهُ :المُعَیَّنَهُ للرُّکُوبِ ،و قیلَ :هی اللاَّزِمَهُ (6)لِلْعَمَل مِنْ جَمِیعِ الدوَّابِّ یقالُ :مَا لَهُ رَکُوبَهٌ وَ لاَ حَمَولَهٌ و لاَ حَلُوبَهٌ ، أَی ما یَرْکَبُهُ و یَحْلُبُهُ و یَحْمِلُ علیه،و فی التنزیل فَمِنْها رَکُوبُهُمْ وَ مِنْها یَأْکُلُونَ (7)قال الفرّاءُ:أَجْمَعَ القُرَّاءُ علی فَتْحِ الرَّاءِ لِأَنَّ المَعْنَی:فَمِنْهَا یَرْکَبُونَ ،و یُقَوِّی ذلکَ قَوْلُ عائِشَهَ فی قِرَاءَتِهَا «فمنها رَکُوبَتُهُمْ » قال الأَصمعیّ : الرَّکُوبَهُ :
ما یَرْکَبُونَ و نَاقَهٌ رَکُوبَهٌ و رَکْبَانَهٌ و رَکْبَاهٌ وَ رَکَبُوتٌ ،مُحَرَّکَهً ، أَی تُرْکَبُ ،أَو نَاقَهٌ رَکُوبٌ أَوْ طَرِیقٌ رَکُوبٌ : مَرْکُوبٌ : مُذَلَّلَهٌ حکاه أَبو زید،و الجَمْعُ رُکُبٌ ،وَ عَوْدٌ رَکُوبٌ کذلک،و بَعِیرٌ رَکُوبٌ :به آثَارُ الدَّبَرِ و القَتَبِ ،و
16- فی الحدیث: «أَبْغِنِی نَاقَهً حَلْبَانَهً رَکْبَانَهً ». أَی تَصْلَحُ لِلْحَلْبِ و الرُّکُوبِ ،و الأَلِفُ و النُّونُ زَائِدَتَانِ لِلمُبَالَغَهِ (8).
ص:35
و الرَّاکِبُ و الرَّاکِبَهُ و الرَّاکُوبُ و الرَّاکُوبَهُ و الرَّکَّابَهُ ، مُشَدَّدَهً :فَسِیلَهٌ تَکُونُ فِی أَعْلَی النَّخْلِ مُتَدَلِّیَه لا تَبْلُغُ الأَرْضَ ، و فی الصحاح: الرَّاکِبُ ما یَنْبُتُ مِنَ الفَسِیلِ (1)فی جُذُوع النَّخْلِ و لَیْسَ له فی الأَرْضِ عِرْقٌ ،و هی الرَّاکُوبَهُ و الرَّاکُوبُ ،و لا یقالُ لها الرَّکَّابَهُ إِنَّمَا الرَّکَّابَهُ :المَرْأَهُ الکَثِیرَهُ الرُّکُوبِ ،هذا قول بعض اللغویین.
قلتُ :و نَسَبَهُ ابن درید إِلی العَامَّهِ ،و قال أَبو حنیفه:
الرَّکَّابَهُ الفَسِیلَهُ ،و قیل:شِبْهُ فَسِیلَهٍ تَخْرُجُ فی أَعْلَی النَّخْلَهِ عندَ قِمَّتِهَا،و رُبَّمَا حَمَلَت مَعَ أُمِّهَا،و إِذَا قُطِعَتْ کان أَفْضَلَ للأُمِّ ،فأَثْبَتَ ما نَفَی غیرُه.و قال أَبو عبید:سمعتُ الأَصمعیّ یقولُ :إِذا کانت الفَسِیلَهُ فی الجِذْعِ و لم تکن مُسْتَأْرِضَهً فهی (2)من خَسِیسِ النَّخْلِ ،و العَرَبُ تُسَمِّیهَا الرَّاکِبَ ،و قیلَ فیها الرَّاکُوبُ و جمعُها الرَّوَاکِیبُ .
و رَکَّبَهُ تَرْکِیباً :وَضَعَ بَعْضَهُ علی بَعْضٍ فَتَرکَّبَ ، وَ تَرَاکَبَ ، منه: رَکَّبَ الفَصَّ فی الخَاتَمِ ،و السِّنَانَ فی القَنَاهِ . و الرَّکِیبُ اسْمُ المُرَکَّبِ فی الشَّیءِ کالفَصِّ یُرَکَّبُ فی کِفَّهِ الخَاتَمِ ،لأَنَّ (3)المُفَعَّلَ و المُفْعَلَ کُلٌّ یُرَدُّ 3إِلی فَعِیلٍ ، تَقُولُ :ثَوْبٌ مُجَدَّدٌ و جَدِیدٌ،و رَجُلٌ مُطْلَقٌ و طَلِیقٌ ،و شیءُ حَسَنُ التَّرْکِیبِ ،و تقولُ فی تَرْکِیبِ الفَصِّ فی الخاتَمِ ، و النَّصْلِ فی السَّهْمِ : رَکَّبْتُه فَتَرَکَّبَ ،فَهُوَ مُرَکَّبٌ وَ رَکِیبٌ .
و الرَّکِیبُ بمعْنَی الرَّاکِبِ کالضَّرِیبِ و الصَّرِیمِ ،للضَّارِبِ و الصَّارِم،و هُوَ مَنْ یَرْکَبُ مَعَ آخَرَ و
16- فی الحدیث: «بَشِّرْ رَکِیبَ السُّعَاهِ بِقِطْعٍ مِنْ جَهَنَّم مِثْلِ قُورِ حِسْمَی». أَرادَ (4)مَنْ یَصْحَبُ عُمَّالَ الجَوْرِ.
و مِنَ المَجَازِ رُکْبَانُ السُّنْبُلِ بالضَّمِّ :سَوَابِقُهُ التی تَخْرُجُ مِنَ القُنْبُعِ فی أَوَّلِه،و القُنْبُعُ کقُنْفُذٍ:وِعَاءُ الحِنْطَهِ ،یقال قد خَرَجَتْ فی الحَبِّ رُکْبَانُ السُّنْبُلِ .
و من المجاز أَیضاً: رَکِبَ الشَّحْمُ بَعْضُهُ بَعْضاً و تَرَاکَبَ ، و إِنَّ جَزُورَهُم لَذَاتُ رَوَاکِبَ و رَوَادِفَ رَوَاکِبُ الشَّحْمِ :
طَرَائِقُ مُتَرَاکِبَهٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ فِی مُقَدَّمِ السَّنَامِ و أَمَّا التی فی مُؤَخَّرِه فهی الرَّوَادِفُ ، وَاحِدَتُها 1رَادِفَهٌ ،و رَاکِبَهٌ .
و الرُّکْبَهُ بالضَّمِّ :أَصْلُ الصِّلِّیَانَهِ إِذا قُطِعَتْ نقله الصاغانیّ .
و الرُّکْبَهُ : مَوْصِلُ مَا بَیْنَ أَسَافِلِ أَطْرَافِ الفَخِذِ و أَعَالِی السَّاقِ ،أَو هی مَوْضِعُ کذا فی النسخ،و صَوَابُه مَوْصِلُ الوَظِیفِ و الذِّرَاعِ و رُکْبَهُ البَعِیرِ فی یَدِه،و قد یقالُ لِذَوَاتِ الأَرْبَعِ کُلِّهَا من الدَّوَابّ : رُکَبٌ ،و رُکْبَتَا یَدَیِ البَعِیرِ:
المَفْصِلاَنِ اللَّذَانِ یَلِیَانِ البَطْنَ إِذا بَرَکَ ،و أَمَّا المَفْصِلاَنِ النَّاتِئانِ مِنْ خَلْف فَهُمَا العُرْقُوبَانِ ،و کُلُّ ذِی أَرْبَعٍ رُکْبَتَاهُ فی یَدَیْهِ ،و عُرْقُوبَاهُ فی رِجْلَیْهِ ،و العُرْقُوبُ مَوْصِلُ الوَظِیفِ أَو الرُّکْبَهُ : مَرْفِقُ الذِّرَاع من کُلِّ شَیْ ءٍ و حکی اللِّحْیَانیّ :بَعِیرٌ مُسْتَوْقِحُ الرُّکَبِ کَأَنَّهُ جَعَلَ کُلّ جُزْءٍ منها رُکْبَهً ثمَ جَمَعَ عَلَی هذَا، ج فی القِلَّهِ رُکْبَاتٌ و رُکَبَاتٌ و رُکُبَاتٌ ،و الکَثِیرُ رُکَبٌ و کذلک جَمْعُ کُلِّ ما کانَ علی فُعْلَهٍ إِلاَّ فی بَنَاتِ الیَاءِ فَإِنَّهُم لا یُحَرِّکُونَ مَوْضِعَ العَیْن منه بالضَّمِّ ،و کذلک فی المُضَاعَفَهِ .
و أَبُو بَکْرٍ مُحَمَّدُ بنُ مَسْعُودِ بنِ أَبِی رُکَبٍ الخُشَنِیّ إِلی خُشَیْنِ بنِ النَّمِرِ من وَبَرَهَ بن ثَعْلَبِ (5)بنِ حُلْوَانَ من قُضَاعَهَ مِنْ کِبَارِ نُحَاهِ المَغْرِبِ ،و کذلک ابنُه أَبُو ذَرٍّ مُصْعَبٌ ، قیَّدَه المُرْسِیّ ،و هو شَیْخُ أَبی العَبَّاسِ أَحمدَ بنِ عبدِ المُؤْمِنِ الشَّرِیشِیِّ شارِح المَقَامَاتِ ،و القَاضِی المُرْتَضَی أَبُو المَجْدِ عبدُ الرَّحْمَنِ بنُ علیِّ بنِ عبدِ العَزِیرِ بنِ مُحَمَّدِ بنِ مَسْعُود، عُرِفَ کَجَدِّه بابنِ أَبِی رُکَبٍ ،سَمعَ بالمَرِیَّهِ ،و سَکَنَ مُرْسِیَهَ تُوُفِّی سنه 586 کذا فی أَول جوءِ الذَّیْلِ للحافِظِ المُنْذِرِیِّ .
و الأَرْکَبُ :العَظِیمُهَا أَیِ الرُّکْبَهِ وَ قَدْ رَکِبَ ،کَفَرِحَ رَکَباً .
و رُکِبَ الرَّجُلُ ،کعُنِیَ :شَکَی رُکْبَتَهُ .
و رَکَبَهُ کنَصَرَهُ یَرْکُبُهُ رَکْباً : ضَرَبَ رُکْبَتَهُ ،أَوْ أَخَذَ بِفَوْدَیْ
ص:36
شَعَرِه أَوْ بِشَعَرِهِ فَضَرَبَ جَبْهَتَهُ برُکْبَتِه ،أَوْ ضَرَبَهُ بِرُکْبَتِهِ و
17- فی حدیث المُغِیرَهِ مَعَ الصِّدِّیقِ : «ثم رَکَبْتُ أَنْفَهُ بِرُکْبَتِی ». هُوَ مِنْ ذلک،و
17- فی حدیث ابنِ سِیرینَ : «أَمَا تَعْرِفُ الأَزْدَ و رُکَبَهَا ، اتَّقِ الأَزْدَ لاَ یَأْخُذُوکَ فَیَرْکُبُوکَ ». أَی یَضْرِبُوکَ بِرُکَبِهِمْ ،و کانَ هذَا مَعْرُوفاً فی الأَزْدِ،و
17- فی الحدیث: «أَنَّ المُهَلَّبَ بنَ أَبِی صُفْرَهَ دَعَا بمُعَاوِیَهَ بنِ عَمْرٍو (1)و جَعَلَ یَرْکُبُه بِرِجْلِهِ فَقَالَ :
أَصْلَحَ اللّه الأَمِیرَ،أَعْفِنِی مِنْ أُمِّ کَیْسَانَ ». و هِیَ کُنْیَهُ الرُّکْبَهِ بلُغَهِ الأَزْدِ،و فی الأَساس:و من المجاز:أَمْرٌ اصْطَکَّتْ فیهِ الرُّکَبُ ،و حَکَّتْ فیهِ الرُّکْبَهُ الرُّکْبَهَ .
و الرَّکِیبُ :المَشَارَهُ بالفَتْحِ :السَّاقِیَهُ أَو الجَدْوَلُ بَیْنَ الدَّبْرَتَیْنِ ،أَوْ هی مَا بَیْنَ الحَائِطَیْنِ مِنَ النَّخِیلِ (2)و الکَرْمِ ، و قیلَ :هِیَ مَا بَیْنَ النَّهْرَیْنِ من الکَرْمِ أَو المَزْرَعَه و فی التهذیب:قَدْ یُقَالُ لِلْقَرَاحِ الذی یُزْرَعُ فیه: رَکِیبٌ ،و منه قولُ تَأَبَّطَ شَرًّا:
فَیَوْماً عَلَی أَهْلِ المَوَاشِی و تَارَهً لأَهْلِ رَکِیبٍ ذِی ثَمِیلٍ و سُنْبُلِ
و أَهْلُ الرَّکِیبِ :هُمُ الحُضَّارُ، ج رُکُبٌ ککُتُبٍ .
و الرَّکَبُ ،مُحَرَّکَهً (3):بَیَاضٌ فی الرُّکْبَهِ ،و هو أَیضاً:
العَانَهُ أَو مَنْبِتُهَا و قیلَ :هو ما انْحَدَرَ عنِ البَطْنِ فکانَ تَحْتَ الثّنّهِ و فوْق الفَرْجِ ،کُلُّ ذلک مُذَکَّرٌ،صَرَّحَ به اللِّحْیَانیّ أَو الفَرْجُ نَفْسُهُ ،قال:
غَمْزَکَ بِالکَبْسَاءِ ذَاتِ الحُوقِ بَیْنَ سِمَاطَیْ رَکَبٍ مَحْلُوقِ
أَو الرَّکَبُ ظَاهِرُهُ أَیِ الفَرْجِ أَو الرَّکَبَانِ :أَصْلُ الفَخِذَیْنَ و فی غیر القاموس:أَصْلاَ الفَخِذَیْنِ اللَّذَانِ عَلَیْهِمَا لَحْمُ الفَرْجِ ، و فی أُخْرَی:لَحْمَا الفَرْجِ ،أَی مِنَ الرَّجُلِ و المَرْأَهِ أَوْ خَاصُّ بِهِنَّ ، أَی النسَاءِ،قاله الخلیل،و فی التهذیب:
و لا یقال: رَکَبُ الرجُلِ ،و قال الفَرَّاءُ (4):هو للرَّجُلِ و المَرْأَهِ ،و أَنشد:
لاَ یُقْنِعُ الجَارِیَهَ الخِضَابُ (5)وَ لاَ الوِشَاحَانِ وَ لاَ الجِلْبَابُ
مِنْ دُونِ أَنْ تَلْتَقِیَ الأَرْکَابُ وَ یَقْعُدَ الأَیْرُ لَهُ لُعَابُ
قال شیخُنَا:و قَدْ یُدَّعَی فی مِثْلِه التَّغْلِیبُ ،فَلاَ یَنْهَضُ شَاهداً لِلْفَرَّاءِ.
قلتُ :و فی قَوْلِ الفرزدق حِینَ دَخَلَ عَلَی ظَبْیَهَ بِنْتِ حالم (6)فأَکْسَلَ :
یَا لَهْفَ نَفْسِی عَلَی نَغْظٍ فُجِعَت بِهِ حِینَ الْتَقَی الرَّکَبُ المحْلوقُ بالرَّکَبِ
شاهدٌ للفراءِ،کما لا یَخْفَی ج أَرْکَابٌ ، أَنشد اللِّحْیَانِیُّ :
یَا لَیْتَ شِعْرِی عَنْکِ یا غَلاَبِ تحْمِلُ مَعْهَا أَحْسَنَ الأَرْکَابِ
أَصْفَرَ قَدْ خُلِّقَ بالمَلاَبِ کَجَبْهَه التُّرْکِیِّ فِی الجِلْبَابِ
وَ أَرَاکِیبُ ، هکذا فی النسخ،و فی بعضها: أَرَاکِبُ کَمَسَاجِدَ،أَی و أَمَّا أَرَاکِیبُ کمَصَابِیحَ فهو جَمْعُ الجمْعِ ، لأَنَّه جَمْعُ أَرْکَابٍ ،أَشَار إِلیه شیخُنَا،فإِطلاقُه من غیرِ بَیَانٍ فی غیرِ مَحَلِّهِ .
وَ مَرْکُوبٌ :ع بالحِجَازِ و هو وَادٍ خَلْف یَلَمْلَمَ ،أَعْلاَهُ لِهُذَیْلٍ ،و أَسْفَلُهُ لِکِنَانَهَ ،قالت جَنُوبُ [أخت عمرو ذی الکَلْب] (7):
أَبْلغْ بَنِی کَاهِلٍ عَنِّی مُغَلْغَلهً و القَوْمُ مِنْ دُونِهِمْ سَعْیَا فمَرْکُوبُ
و رَکْبٌ المِصْرِیُّ صَحَابِیٌّ أَو تابِعِیٌّ عَلَی الخِلاَفِ ،قال ابنُ مَنْدَه:مَجْهُولٌ :لاَ یُعْرَفُ له صُحْبَه،و قال غیرُه:لَهُ صُحْبَهٌ ،و قال أَبُو عُمَرَ:هُوَ کِنْدِیٌّ له حَدِیثٌ ،رَوَی عنه نَصِیحٌ العَنْسِیُّ فی التَّوَاضُعِ .
و رَکْبٌ : أَبُو قَبِیلَهٍ مِنَ الأَشْعَرِیِّینَ ،مِنْهُا ابْنُ بَطَّالٍ الرَّکْبِیُّ .
ص:37
وَ رَکُوبَهُ :ثَنِیَّهٌ بَیْنَ الحَرَمَیْنِ الشَّرِیفَیْنِ عنْدَ العَرْجِ سَلَکَهَا النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم فی مهاجَرِه إِلی المَدِینَهِ .قال:
و لَکِنَّ کَرًّا فِی رَکُوبَهَ أَعْسَرَا (1)
و کَذَا
14- رَکُوبُ :ثَنِیَّهٌ أُخْرَی صَعْبَهٌ سَلَکَهَا النبیُّ صلّی اللّه علیه و سلّم. قال عَلْقَمَهُ :
فَإِنَّ المُنَدَّی رِحْلَهٌ فَرَکُوبُ
رِحْلَهُ :هَضْبَهٌ أَیضاً،و روایهُ سیبویه:رِحْلَهٌ فَرُکُوبُ أَیْ أَنْ تُرْحَلَ ثمَّ تُرکَب .
و الرِّکَابِیَّهُ بالکَسْرِ:ع قُرْبَ المَدِینَهِ المُشَرَّفَهِ ،علی ساکِنِها أَفضلُ الصلاهِ و السلامِ ،علی عَشَرَهِ أَمْیَالٍ منها.
و رُکَبٌ کَصُرَدٍ:مِخْلاَفٌ بالیَمَنِ .
و رُکْبَهُ بالضَّمِّ :وَادٍ بالطَّائِفِ بین غَمْرَه (2)و ذَاتِ عِرْقٍ ، و
17- فی حدیث عُمَرَ: «لَبَیْتٌ بِرُکْبَهَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِنْ عَشَرَهِ أَبْیَاتٍ بالشَّامٍ ». قال مالکُ بنُ أَنَسٍ :یُرِیدُ لِطُول البَقَاءِ و الأَعْمَارِ، و لِشِدَّهِ الوَبَاءِ بالشَّامِ .
قلتُ :و
17- فی حدیثِ ابنِ عباس رضی اللّه عنهما: «لأَنْ أُذْنِبَ سَبْعِینَ ذَنْباً بِرُکْبَهَ خَیْرٌ مِنْ أَنْ أُذْنِبَ ذَنْباً بِمَکَّهَ ». کذا فی بَعْضِ المَنَاسِکِ ،و فی لسان العرب:و یقال لِلْمُصَلِّی الذی أَثَّرَ السُّجُودُ فی جَبْهَتِه:بَیْنَ عَیْنَیْهِ مِثْلُ رُکْبَهِ العَنْزِ،و یُقَالُ لِکُلِّ شَیْئَیْنِ یَسْتَوِیَانِ وَ یَتَکَافَآنِ :هُمَا کَرُکْبَتَیِ العَنْزِ،و ذلک أَنَّهُمَا یَقَعَانِ مَعاً إِلی الأَرْضِ منها إِذَا رَبَضَتْ .
و ذُو الرُّکْبَهِ :شَاعِرٌ و اسْمُهُ مُوَیْهِبٌ .
و بِنْتُ رُکْبَهَ :رَقَاشِ کَقَطَامِ أُمُّ کَعْبِ بنِ لُؤَیِّ بنِ غَالِبٍ .
و رَکْبَانُ کَسَحْبَانَ :ع بِالحِجَازِ قُرْبَ وَادِی القُرَی.
و من المجاز رِکَابُ السَّحَابِ بِالکَسْرِ:الرِّیَاحُ فی قول أُمَیَّهَ :
تَرَدَّدُ و الرِّیَاحُ لَهَا رِکَابُ
و تَرَاکَبَ السَّحَابُ و تُرَاکَمَ :صَارَ بَعْضُهُ فَوْقَ بَعْضٍ .
و الرَّاکِبُ رَأْسُ الجَبَلِ هکذا فی النسخ و مثلُه فی«التکمله»و فی بعضها الحَبْلِ ،بالحَاءِ المهمله،و هو خطأٌ:
و یُقَالُ بَعِیرٌ أَرْکَبُ إِذَا کان (3)إِحْدَی رُکْبَتَیْهِ أَعْظَمَ مِن الأُخْرَی.
و فی النَّوَادِرِ: نَخْلٌ رَکِیبٌ و رَکِیبٌ مِنْ نَخْلٍ ،و هُوَ ما غُرِسَ سَطْراً عَلَی جَدْوَلٍ أَوْ غَیْرِ جَدْوَلٍ .
و المُتَرَاکِبُ مِنَ القَافِیَهِ :کُلُّ قَافِیهٍ تَوَالَتْ فیها ثَلاَثَهُ أَحْرُفٍ مُتَحَرِّکهٍ بَیْنَ سَاکِنَیْنِ ،وَ هِیَ :مُفَاعَلَتُنْ و مُفْتَعِلُنْ و فَعِلُنْ ،لأَنَّ فی فَعِلُنْ نُوناً ساکنهً ،و آخِر الحرفِ الذی قبلَ فَعِلُنْ نُونٌ ساکِنهٌ ،و فَعِلْ إِذا کانَ یَعْتَمِدُ علی حَرْفٍ مُتَحَرِّکٍ نحو فَعُولُ فَعِلْ ،اللاَّمُ الأَخِیرَهُ ساکِنَهٌ ،و الواوُ فی فَعُولُ سَاکِنَهٌ ،کذا فی لسان العرب.
*و مما استدرکه شیخنا علی المؤلف:
مِنَ الأَمْثَالِ «شَرُّ النَّاسِ مَنْ مِلْحُهُ عَلَی رُکْبَتِهِ » یُضْرَبُ للسَّرِیعِ الغَضَبِ و للْغَادِرِ أَیضاً،قال ابن[أَبی]الحَدِیدِ فی شَرْحِ نَهْجِ البَلاَغَهِ فی الکِتَابَهِ :و یَقُولُونَ : «مِلْحُهُ عَلَی رُکْبَتِهِ » أَی یُغْضِبُه أَدْنَی شیْ ءٍ (4)،قال الشاعر:
لاَ تَلُمْهَا إِنَّهَا مِنْ عُصْبَهٍ (5) مِلْحُهَا مَوْضُوعَهٌ فَوْقَ الرُّکَبْ
و أَوْرَدَهُ المَیْدَانِیُّ فی مجمع الأَمثال و أَنْشَدُ البَیْتَ «مِنْ نِسْوَهٍ » یَعْنِی مِنْ نِسْوَهٍ هَمُّهَا السِّمَنُ و الشَّحْمُ .
و فی الأَساس:و مِنَ المَجَازِ: رَکِبَ رَأْسَهُ :مَضَی عَلَی وَجْهِهِ بغَیْرِ رَوِیَّهٍ لا یُطِیعُ مُرْشِداً،و هو یَمْشِی الرَّکْبَهَ ،و هُمْ یَمْشُونَ الرَّکَبَاتِ .
قُلْتُ :و فی لسان العرب:و
16- فی حدیث حُذَیْفَهَ : «إِنَّمَا تَهْلِکُونَ (6)إِذَا صِرْتُمْ تَمْشُونَ الرَّکَبَاتِ کَأَنَّکُمْ یَعَاقِیبُ
ص:38
الحَجَلِ ،لاَ تَعْرِفُونَ مَعْرُوفاً،وَ لاَ تُنْکِرُونَ مُنْکَراً». مَعْنَاهُ أَنَّکُمْ تَرْکَبُونَ رُؤُسِکُمْ فی البَاطِلِ و الفِتَنِ یَتْبَعُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً بِلاَ رَوِیَّهٍ ،قال ابنُ الأَثِیر: الرَّکْبَهُ :المَرَّهُ مِنَ الرُّکُوبِ ،و جَمْعُهَا الرَّکَبَاتِ بالتَّحْرِیکِ ،و هی مَنْصُوبَهٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ هو حالٌ مِن فَاعِلِ تَمْشُونَ ،و الرَّکَبَات ،واقعٌ مَوْقَعَ ذلک الفِعْلِ مُسْتَغْنًی به عنه،و التقدیرُ تَمْشُونَ تَرْکَبُونَ الرَّکَبَاتِ (1)،و المَعْنَی تَمْشُونَ رَاکِبِینَ رُؤوسَکُمْ هائِمِینَ مُسْتَرْسِلِینَ فِیمَا لا یَنْبَغِی لَکُمْ ،کَأَنَّکُمْ فی تَسَرُّعِکُمْ إِلیه ذُکُورُ الحَجَلِ فی سُرْعَتِهَا و تَهَافُتِهَا،حتی إِنَّهَا إِذَا رَأَتِ الأُنْثَی مَعَ الصَّائِدِ أَلْقَتْ أَنْفُسَهَا علیها (2)حَتَّی تَسْقُطَ فی یَدِهِ ،هکذا شَرَحَه الزمخشریُّ :
و فی الأَساس:و مِنَ المَجَازِ:و عَلاَهُ الرُّکَّاب ،کَکُبَّار:
الکابُوسُ .
و فی لسان العرب:و
17- فی حدیث أَبِی هُرَیْرَهَ : «فَإِذَا عُمَرُ قَدْ رَکِبَنِی ». أَیْ تَبِعَنِی،وَ جَاءَ عَلَی أَثَرِی،لأَنّ (3)الرَّاکِبَ یَسِیرُ بِسَیْرِ المَرْکُوبِ ،یقال رَکِبْتُ أَثَرَهُ و طَرِیقَهُ إِذَا تَبِعْتَهُ مُلْتَحِقاً به.
و مُحَمَّدُ بنُ مَعْدَانَ الیَحْصُبِیُّ الرَّکَّابِیُّ بالفَتْحِ و التَّشْدِیدِ کَتَبَ عنه السِّلَفِیُّ .
و بالکَسْرِ و التَّخْفِیفِ :عَبْدُ اللّهِ الرِّکَابِیُّ الإِسْکَنْدَرَانِیُّ ، ذَکَرَه منصور فی الذیل.
و یُوسُفُ بنُ عبدِ الرحمنِ بنِ علیٍّ القَیْسِیُّ عُرِفَ بابْنِ الرِّکَابِیِّ ،مُحَدث تُوُفِّی بمصرَ سنه 599 ذَکَره الصَّابُونِیّ فی الذَّیْل.
وَ رَکِیبُ السُّعَاهِ :العوانِی عِندَ الظَّلَمَهٍ .
و الرَّکْبَهُ بالفَتْحِ :المَرَّهُ مِنَ الرُّکُوبِ ،و الجَمْعُ رَکَبَاتٌ .
و المَرْکَبُ :المَوْضِعُ .
و قال الفراءُ:تَقُولُ مَنْ فَعَلَ ذَاکَ ؟فیقولُ :ذُو الرُّکْبَهِ ،أَیْ هَذَا الذی مَعَکَ ؟
الأَرْنَبُ م و هو فَعْلَلٌ عندَ أَکْثَرِ النحویین،و أَما اللیثُ فَزَعَمَ أَنَّ الأَلِفَ زَائِدَهٌ ،و قال:لاَ تَجِیءُ کلمهٌ فی أَولها أَلفٌ فتکون أَصلیّهً إِلاَّ أَن تکونَ الکلمهُ ثلاثهَ أَحرفٍ مثلَ الأَرْضِ و الأَمْرِ و الأَرْشِ ،و هو حَیَوَانٌ یُشْبِه العَنَاقَ قَصِیرُ الیَدَیْنِ طَوِیلُ الرِّجْلَیْنِ عَکْسُ الزَّرَافَهِ یَطَأُ الأَرْضَ علی مُؤَخَّرِ قَوَائِمِه،اسْمُ جِنْسٍ للذَّکَرِ و الأُنْثَی قال المُبَرّدُ فی الکامل:إِنَّ العُقَابَ یَقَعُ عَلَی الذَّکَر و الأُنْثَی،و إِنَّمَا مُیِّزَ باسمِ الإِشَارَه کالأَرْنَبِ أَو الأَرْنَبُ للأُنْثَی (4)،و الخَزَزُ کصُرَدٍ بمُعْجَمَات، لِلذَّکَرِ و یقالُ :الأُنْثَی:عِکرِشهٌ ،و الخِرْنِقُ :
وَلَدَهُ ،قال الجاحِظُ :و إِذَا قُلْتَ أَرْنَبٌ فلیسَ إِلاَّ أُنْثَی،کَمَا أَنَّ العُقَابَ ،لا یَکُونُ إِلاَّ لِلْأُنْثَی،فتقول هذه العُقَابُ ،و هذِه الأَنْثی ج أَرَانِبُ و أَرَانٍ ، عن اللحیانیّ ،فأَمَّا سیبویهِ فلَمْ یُجِزْ أَرَانٍ إِلاَّ فی الشِّعْرِ،و أَنْشَدَ لأَبِی کاهِلٍ الیَشْکُرِیِّ ،یُشَّبِّهُ نَاقَتَهُ بِعُقَابٍ :
کَأَنَّ رَحْلِی عَلَی شَغْوَاءَ حَادِرَهٍ ظَمْیَاءَ قَدْ بُلَّ مِنْ طَلٍّ خَوَافِیهَا
لَهَا أَشَارِیرُ مِنْ لَحْمٍ تُتَمِّرُهُ (5) مِنَ الثَّعَالِی وَ وَخْزٌ مِنْ أَرَانِیهَا
یُرِیدُ الثَّعَالِبَ و الأَرَانِبَ ،وَ وَجَّهَهُ فقَالَ :إِنَّ الشاعِرَ لمَّا احْتَاجَ إِلی الوَزنِ و اضْطُرَّ إِلی الیَاءِ أَبْدَلَهَا مِنْهَا وَ کِسَاءٌ مَرْنَبَانِیٌّ ،بِلَوْنِهِ و کِسَاءٌ مُؤَرْنَبٌ لِلْمَفْعُولِ و مَرْنَبٌ کمَقْعَدٍ إِذا خُلِطَ بِعَزْلِهِ وَبَرُهُ (6)،و قیلَ : المُؤَرْنَبُ کالمَرْنَبَانِیِّ ،قالت لیلی الأَخیلیّهُ تَصِفُ قَطَاهً تَدَلَّتْ عَلی فِرَاخِهَا،و هی حُصُّ الرُّؤُوسِ لا رِیشَ عَلَیْهَا:
تَدَلَّتْ عَلَی حُصِّ الرُّؤُوسِ کَأَنَّهَا کُرَاتُ غُلاَمٍ فی (7)کِسَاءٍ مُؤَرْنَبِ
و هو أَحَدُ ما جَاءَ علی أَصْلِه،قال ابن بَرِّیّ :و مثلُه قولُ الآخَرِ:
فإِنَّهُ أَهْلُ لِأَنْ یُؤَکْرَمَا
ص:39
و أَرْضٌ مَرْنَبَهٌ و مُؤَرْنَبهٌ (1)ضُبِطَ عندنا فی النسخ بفتح النُّونِ فی الأَخِیرَهِ و الصوابُ کسرُهَا،رُوِی ذلک عن کُراع:
کَثِیرَتُهُ و فی الأَسَاس یقال لِلذَّلِیلِ :إِنَّمَا هُوَ أَرْنَبٌ ،لأَنَّهُ لاَ دَفْعَ عِنْدَهَا لِأَنَّ القُبَّرَهَ تَطْمَعُ فِیهَا، و الأَرْنَبُ و فی«لسان العرب» المَرْنَبُ (2)بالمِیم بدلَ الأَلفِ ،قُلْتُ و هُوَ نَصُّ ابن درید جُرَذٌ کالیَرْبُوعِ قَصِیرُ الذَّنَبِ ، کالیَرْنَبِ ،و الأَرْنَبُ ضَرْبٌ مِنَ الحُلِیّ قال رؤبهُ :
و عَلَّقَتْ مِنْ أَرْنَبٍ و نَخْلِ
و الأَرْنَبُ :مَوْضِعٌ ،قال عَمْرُو بنُ مَعْدِیکَرِبَ :
عَجَّتْ نِسَاءُ بَنِی عبیدِ عَجَّهً کعَجِیجِ نِسْوَتِنَا غَدَاهَ الأَرْنَبِ
و أَرْنَبُ :اسْمُ امْرَأَهٍ قال مَعْنُ بنُ أَوْسٍ :
مَتَی تَأْتِهِمْ تَرْفَعْ بَنَاتِی بِرَنَّهٍ و تَصْدَحْ بِنَوْحٍ یَفْزَعُ النَّوْحَ أَرْنَبُ
و زَادَ 2الدَّمِیرِیّ فی«حیاه الحیوان» الأَرْنَبِ البَحْرِیّ ، قال القَزْوینِیُّ :من حَیَوانِ البَحْرِ،رَأْسُهُ کرَأْسِ الأَرْنَبِ و بَدَنُه کبَدَنِ السَّمَکِ ،و قالَ الرَّئِیسُ ابنُ سِینَا:إِنَّهُ حَیَوانٌ صَغِیرٌ صَدَفِیٌّ ،و هُوَ من ذَوَاتِ السُّمُومِ إِذا شُرِبَ [منه قتل] (3).
قُلْتُ فَعَلَی هَذَا إِنَّمَا المُشَابَهَهُ فی الاسْمِ لاَ الشَّکْلِ .
و الأَرْنَبَهُ بهَاءٍ:طَرَفُ الأَنْفِ و جمعُهَا: الأَرَانِبُ أَیضاً، و
14- فی حدیث الخُدْرِیِّ : «و لَقَدْ رَأَیْتُ عَلَی أَنْفِ رَسُولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم و أَرْنَبَتِهُ أَثَرَ الطِّینِ ». و
16- فی حدیث وَائِلٍ : «کَانَ یَسْجُدُ عَلَی جَبْهَتِهِ و أَرْنَبَتِهِ ». و یقالُ :هُمْ شُمُّ الأُنُوفِ وَارِدَهُ الأَرَانِب (4)،و تقولُ :
وجَدْتُهُمُ مُجَدَّعِی الأَرَانبِ أَشَدَّ فَزَعاً من الأَرَانِب ،وَ جَدَع فُلاَنٌ أَرْنَبَهَ فُلاَنٍ :أَهَانَهُ .
و الأُرَیْنِبَهُ مُصَغَّراً: عُشْبَهٌ کالنَّصِیِّ إِلاَّ أَنَّهَا أَدَقُّ (5)و أَضْعَفُ و أَلْیَن،و هِیَ نَاجِعَهٌ فی المَالِ جِدّاً،و لَهَا إِذا جَفَّتْ سَفًی کُلَّمَا حُرِّکَ تَطَایَرَ فَارْتَزَّ فی العُیَونِ و المَناخِرِ،عن أَبی حنیفَهَ .
و الأُرَیْنِبَهُ مُصَغَّراً:اسْمُ مَاءٍ لِغَنِیِّ بنِ أَعْصُرَ بنِ سَعْدِ بنِ قَیْسٍ و بالقُرْبِ منها الأوْدِیَهُ .
و الأُرَیْنِبَاتُ مُصَغَّراً:مَوْضِعٌ فی قول عنتره:
وَقَفْتُ وَ صُحْبَتِی بِأُرَیْنِبَاتٍ عَلَی أَقْتَادِ عُوجٍ کالسَّهَامِ
کذا فی المعجم. و الأَرْنَبَانِیُّ :الخَزُّ الأَدْکَنُ الشَّدِیدُ الدُّکْنَهِ ،نَقَلَه الصاغانیّ ،و
17- فی لسان العرب فی حدیث اسْتِسْقَاءِ عُمَرَ: «حَتَّی رَأَیْتُ الأَرْنَبَهَ یَأْکُلُهَا (6)صِغَارُ الإِبِلِ ». قال ابن الأَثیر:هکذا یرویه أَکثر المُحَدِّثِینَ ،و فی معناها قَوْلاَنِ ذَکَرَهُما القُتَیْبِیُّ فی غَرِیبِه (7)،و الذی علیه أَهلُ اللغهِ :أَنَّ اللَّفْظَهَ إِنَّمَا هِیَ الأَرِینَهُ بِیَاءٍ تَحْتِیَّه و نُونٍ ،و هُو نَبْتٌ مَعْرُوفٌ یُشْبِهُ الخِطْمِیَّ عَرِیضُ الوَرَقِ ،و عنِ الأَزْهَرِیّ :قال شَمِرٌ:
قال بعضُهم:سَأَلْتُ الأَصْمَعِیَّ عن الأَرْنَبَهِ فَقَال:نَبْتٌ ،قال شَمر:و هو عِنْدِی:الأَرِینَهُ ،سَمِعْتُ فی الفَصِیحِ من أَعْرَابِ سَعْدِ بنِ بَکْرٍ ببَطْنِ مَرٍّ،قال:وَ رَأَیتُهُ نَبَاتاً یُشْبهُ الخِطْمِیَّ عَرِیضَ الوَرَقِ ،قالَ شَمِرٌ:و سَمِعْتُ غَیْرَه من أَعْرَابِ کِنَانَهَ یقولُ :هُوَ الأَرِینُ ،و قالت أَعْرَابِیَّهٌ بِبَطْنِ مَرٍّ:
هِیَ الأَرِینَهُ ،و هی خِطْمِیُّنَا و غَسُولُ الرَّأْسِ ،قال أَبُو مَنْصُورٍ:و هذا الذِی حَکَاهُ شمِرٌ:صَحِیحٌ ،و الذی رُوِیَ عنِ الأَصمعیّ أَنَّهُ الأَرْنَبَهُ ،[من الأَرَانب ]غَیْرُ صَحِیحٍ ،و شَمِرٌ مُتْقِنٌ ،و قَدْ عُنِیَ بهذا الحَرْفِ فَسَأَلَ عنه غَیْرَ وَاحِد مِنَ الأَعْرَابِ حَتَّی أَحْکَمَهُ ،و الرُّوَاهُ رَبَّمَا صَحَّفُوا و غَیَّرُوا،قال:
و لَمْ أَسْمَعِ الأَرْنَبَهَ فی باب النبات مِنْ وَاحِد وَ لاَ رَأَیْتُه فی نُبُوتِ البَادِیهِ (8)،قال:و هُوَ خَطَأٌ عِنْدِی،کذا فی لسان العرب،و سیأْتی فی أَرن.
رَنْبُویَهُ بإِسقاط الأَلِفِ أَو أَرَنْبُویَهُ بالأَلفِ ،آخِرُهُ هَاءٌ مَضْمُومَهٌ فی حالِ الرَّفْعِ ،و لیس کَنِفْطَوَیْهِ و سِیبَوَیْهِ : ه بالرَّیِّ
ص:40
قریبهٌ منها،کَذَا فی المراصد مَاتَ بِهَا أَبُو الحَسَنِ عَلِیُّ بنُ حَمْزَهَ الکِسَائِیُّ النَّحْوِیُّ المُقْرِیء،و إِمَامُ الفِقْهِ مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ الشَّیْبَانِیُّ صَاحِبُ أَبِی حَنِیفَهَ فی یَوْمٍ وَاحِدٍ،سَنَهَ تِسْعٍ و ثَمَانِینَ و مائَه،و دُفِنَا بهذه القَرْیَهِ ،و کَانَا خَرَجَا معَ الرشیدِ فصلَّی علیهما،و قال (1):الیوْمَ دَفَنْتُ عِلْمَ العَرَبِیَّهِ و الفِقْه.
و ذَاتُ الأَرَانِبِ :ع فی قولِ ابنِ الرِّقَاعِ العَامِلِیِّ :
فَذَرْ ذَا و لَکِنْ هَلْ تَرَی ضَوْءَ بَارِقٍ وَمِیضاً تَرَی منه علی بُعْدِه لَمْعَا
تَصَعَّدَ فِی ذَاتِ الأَرَانِبِ مَوْهِناً إِذَا هَزَّ رَعْدٌ خِلْتَ فِی وَدْقِهِ سَفْعَاً
کذا فی المعجم.
و المَرْنَبُ :قَارهٌ (2)هکذا فی النسخ،و سقط من بعضها، و قَارهٌ هکذا بالقَافِ فی سائرِهَا و هو تصحیفٌ قَبیحٌ ،و صوابُه فَأْرَهٌ بالفَاءِ،و زادَه قُبْحاً أَنْ ذَکره هنا،و حَقُّهُ أَنْ یُذْکَرَ عندَ قوله:جُرَذٌ قَصِیرُ الذَّنَب،و هُوَ هُوَ،فتأَمَّلْ .
رَهِبَ کَعَلِمَ یَرْهَبُ رَهْبَهً و رَهُباً بالضَّمِّ و الفَتْحِ و رَهَباً بالتَّحْرِیکِ أَیْ أَنَّ فیهِ ثَلاَثَ لُغَاتٍ و رُهْبَاناً بالضَّمِّ ، و یُحَرَّکُ الأَخِیرَانِ نَقَلَهُمَا الصّغانیّ أَی خَافَ أَوْ مَعَ تَحَرُّزٍ، کما جَزَمَ به صاحب کَشف الکشَّاف،و رَهِبَهُ رَهَباً :خَافَهُ و الاسْمُ : الرُّهْبُ بالضَّمِّ الرَّهْبَی بالفَتْحِ و یُضَمُّ و یُمَدَّانِ ، و رَهَبُوتَی (3)وَ رَهَبُوتٌ مُحَرَّکَتَیْنِ یقال: رَهَبُوتٌ خَیْرٌ مِن رحمُوتٍ ،أَیْ لأَنْ تُرْهَبَ خَیْرٌ مِنْ أَنْ تُرْحَمَ و مِثْلُهُ : رُهْبَاکَ خَیْرٌ مِنْ رُغْبَاکَ ،قاله المَیْدَانِیُّ ،و قال المْبَرِّدُ رَهَبُوتَی خَیْرٌ مِنْ رَحَمُوتَی،و قال اللیث: الرَّهْبُ -جَزْمٌ -لُغَهٌ فی الرَّهَبِ ، قال:و الرَّهْبَی (4)اسْمٌ مِنَ الرَّهَبِ تقولُ الرَّهْبَی 3مِنَ اللّهِ و الرَّغْبَی (5)إِلَیْهِ و أَرْهَبَهُ و اسْتَرْهَبَه :أَخَافَهُ و فَزَّعَهُ ،و اسْتَرْهَبَهُ :
اسْتَدْعَی رَهْبَتَهُ حَتَّی رَهَبَهُ النَّاسُ ،و بذلک فُسِّرَ قولُه عَزَّ و جَلَّ وَ اِسْتَرْهَبُوهُمْ وَ جاؤُ بِسِحْرٍ عَظِیمٍ (6)أَیْ أَرْهَبُوهُمْ و تَرَهَّبَهُ غَیْرُه إِذا تَوَعَّدَهُ ، و الرَّاهِبَهُ (7):الحَالَهُ التی تُرْهِبُ أَیْ تُفْزِعُ .
و المَرْهُوبُ :الأَسَدُ، کالرَّاهِبِ ،و المَرْهُوبُ : فَرَسُ الجُمَیْحِ بنِ الطَّمَّاحِ الأَسَدِیّ .
و التَّرَهُّبُ :التَّعَبُّدُ و قیل:التَّعَبُّدُ فی صَوْمَعَهٍ ،و قَدْ تَرَهَّبَ الرَّجُلُ إِذا صَارَ رَاهِباً یَخْشَی اللّه تعالَی:
و رَهَّبَ الجَمَلُ نَهَضَ ثُمَّ بَرَکَ مِنْ ضَعْفٍ بِصُلْبِهِ .
و الرَّهْبُ کالرَّهْبَی : النَّاقَهُ المَهْزُولَهُ جِدّاً،قال الشاعر:
و أَلْوَاحُ رَهْبٍ کَأَنَّ النُّسُو عَ أَثْبَتْنَ فِی الدَّفِّ منه سِطَارَا
و قال آخَرُ:
و مِثْلِکِ رَهْبَی قَدْ تَرَکْتُ رَذِیَّهً یُقَلِّبُ عَیْنَیْهَا إِذَا مرَّ طَائِرُ
و قیل: رَهْبَی ها هنا اسمُ ناقَهٍ و إِنَّمَا سَمَّاهَا بذلک، أَو الرَّهْبُ : الجَمَلُ الذی اسْتُعْمِلَ فی السَّفَرِ و کَلَّ ،و قیل:هو الجَمَلُ العَالِی، و الأُنْثی رَهْبَه ، و أَرْهَبَ الرَّجُلُ إِذَا رَکِبَهُ ، و نَاقَهٌ رَهْبٌ :ضَامِر،و قیلَ : الرَّهْبُ :[الجملُ ] (8)العَرِیضُ العِظَامِ المَشْبُوحُ الخَلْقِ ،قال:
رَهْبٌ کَبُنْیَانِ الشَّآمِیِّ أَخْلَقُ
و الرَّهْبُ :السَّهْمُ الرَّقِیقُ ،و قیلَ العَظِیمُ ،و الرَّهْبُ :
النَّصْلُ الرَّقِیق مِنْ نِصَالِ السِّهامِ ج رِهَابٌ کَحِبَالٍ قال أَبو ذُؤَیب:
قَدْ نَالَهُ رَبُّ الکِلاَبِ بِکَفِّهِ بِیضٌ رِهَابٌ رِیشُهُنَّ مُقَزَّعُ (9)
و الرَّهَبُ بِالتَّحْرِیکِ :الکُمّ بِلُغَهِ حِمْیَرَ،قال الزمخشریّ :
هُوَ مِنْ بِدَعِ التَّفَاسِیرِ،و صَرَّح فی الجمهره أَنَّهُ غیرُ ثَبَتٍ ، نقلَه شیخُنَا،و فی لسان العرب:قال أَبُو إِسحاقَ الزجَّاجُ :
قولُه جَلَّ و عَزَّ: وَ اضْمُمْ إِلَیْکَ جَناحَکَ مِنَ اَلرَّهْبِ (10)و الرُّهْب ،إِذَا جَزَمَ الهَاءَ ضَمَّ الرَّاءَ و إِذَا حَرَّکَ الهَاءَ فَتَحَ
ص:41
الرَّاءَ،و مَعْنَاهُمَا واحدٌ،مثل الرُّشْدِ و الرَّشَدِ،قال:و مَعْنَی جَنَاحکَ ها هنا یقالُ :العَضُدُ،و یقالُ :الیَدُ کُلُّهَا جَنَاحٌ ،قال الأَزهریّ :و قال مُقَاتِلٌ فی قوله[تعالی] «مِنَ اَلرَّهْبِ » هُو کُمُّ مِدْرَعَتِهِ ،قال الأَزهریّ :و هو صَحِیحٌ فی العربیهِ ،و الأَشْبَهُ بسِیَاقِ الکَلاَمِ و التفسیر و اللّهُ أَعلمُ بما أَرادَ،و یقال:وَضَعْتُ الشَّیْ ءَ فی رُهْبِی ،بالضَّمِّ ،أَی فی کُمِّی،قال أَبُو عَمْرٍو:
یُقَالُ لِکُمِّ القمِیصِ :القُنُّ و الرُّدْنُ و الرَّهَبُ و الخِلاَفُ .
و الرَّهَابَهُ کالسَّحَابَهِ و یُضَمُّ ،و شَدَّدَ هاءَهُ الحِرْمَازِیُّ أَی مَعَ الفَتْحِ و الضَّمِّ کَمَا یُعْطِیهِ الإِطْلاَقُ : عَظْمٌ و فی غَیْرِه مِن الأُمِّهَاتِ :عُظَیْم (1)،بالتَّصْغِیرِ فِی الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلی البَطْنِ قال الجَوهریُّ و ابنُ فارِسٍ :مثْلُ اللِّسَانِ ،و قال غیرُه (2):
کأَنَّهُ طَرَفُ لسَانِ الکَلْبِ ج رَهَابٌ (3)، کَسَحَابٍ و
16- فی حدیث عَوْفِ بنِ مالِکٍ : «لأَنْ یَمْتَلِئَ مَا بَیْنَ عَانَتِی إِلَی رَهَابَتِی قَیْحاً أَحَبُّ إِلَیَّ مِن أَن یَمْتَلِئَ شِعْراً». الرَّهَابَهُ :غُضْرُوفٌ کاللِّسَانِ مُعَلَّقٌ فی أَسْفَلِ الصَّدْرِ مُشْرِفٌ عَلَی البطْنِ ،قالَ الخَطَّابِیُّ :
و یُرْوَی بِالنُّونِ ،و هو غَلَطٌ ،و
16- فی الحدیث: «فَرَأَیْتُ السَّکَاکِینَ تَدُورُ بَیْنَ رَهَابَتِهِ و مَعِدَتِه». و عن ابن الأَعرابیّ : الرَّهَابَهُ :
طَرَفُ المَعِدَهِ ،و العُلْعُلُ :طَرَفُ الضِّلَعِ الذی یُشْرِفُ عَلَی الرَّهَابَهِ ،و قال ابنُ شُمَیْل:فی قَصِّ الصَّدْرِ: رَهَابَتُه ،قال:
و هو لِسَانُ القَصِّ مِنْ أَسْفَلَ ،قال:و القَصُّ مُشَاشٌ .
و الرَّاهِبُ المُتَعَبِّدُ فی الصَّوْمَعَهِ ، وَاحِدُ (4)رُهْبَانِ النَّصَارَی (5)،و مَصْدَرُه: الرَّهْبَهُ و الرَّهْبَانِیَّهُ ، جَمْعُهُ الرُّهْبَانُ ، و الرَّهَابِنَهُ خَطَأٌ، أَو الرُّهْبَانُ بالضَّمِّ قَدْ یَکُونُ وَاحِداً کَمَا یَکُونُ جَمْعاً،فَمَنْ جَعَلَهُ وَاحِداً جَعَلَهُ عَلَی بِنَاءِ فُعْلاَنٍ ، أَنشد ابن الأَعْرَابیّ :
لَوْ کَلَّمَتْ رُهْبَانَ دَیْرٍ فِی القُلَلْ لانْحَدَرَ الرُّهْبَانُ یَسْعَی فَنَزَلَ
قال:وَ وَجْهُ الکَلاَمِ أَنْ یَکُونَ جَمْعاً بالنُّونِ ،قال و إِن ج أَیْ جَمَعْتَ الرُّهْبَانَ (6)الوَاحدَ رَهَابِین و رَهَابِنَه جَازَ و إِن فلتَ : رَهْبَانُونَ کانَ صواباً،و قال جَرِیرٌ فیمَنْ جَعَلَ رُهْبَان جَمْعاً:
رُهْبَانُ مَدْیَنَ لَوْ رَأَوْکِ تَنَزَّلُوا و العُصْمُ مِنْ شَعَفِ العُقُولِ الفَادِر
یقال:وَعِلٌ عَاقِلٌ :صَعِدَ الجَبَل،و الفَادِرُ:المُسِنُّ مِنَ الوُعُولِ ،و فی التنزیل وَ جَعَلْنا فِی قُلُوبِ الَّذِینَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَهً وَ رَحْمَهً وَ رَهْبانِیَّهً ابْتَدَعُوها ما کَتَبْناها عَلَیْهِمْ (7)قال الفَارِسِیّ : رَهْبانِیَّهً مَنْصُوبٌ بفِعْلٍ مُضْمَرٍ،کَأَنَّهُ قالَ :
و ابْتَدَعُوا رَهْبَانِیَّهً ابْتَدَعُوهَا،وَ لاَ یَکُونُ عَطْفاً علی ما قَبْلَهُ مِنَ المَنْصُوبِ فی الآیَهِ لأَنَّ مَا وُضِعَ فی القَلْبِ لا یُبْتَدَعُ ،قال الفارِسیّ :و أَصْلُ الرَّهْبَانِیَّهِ مِنَ الرَّهْبَهِ ،ثُمَّ صارتِ اسْماً لِمَا فَضَلَ عن المِقْدَارِ و أَفْرَطَ فیه،و قال ابن الأَثیر:و الرَّهْبَانِیَّهُ مَنسُوبَهٌ إِلی الرَّهْبَنَهِ بِزِیَادَهِ الأَلِفِ ،و الرَّهْبَنَهُ فَعْلَنَهٌ مِنَ الرَّهْبَهِ ، أَو فَعْلَلَهٌ عَلَی تَقْدِیرِ أَصْلِیَّهِ النُّونِ ، و
16- فی الحدیث: لاَ رَهْبَانِیَّهَ فِی الإِسْلاَمِ » و الرِّوَایَهُ «لاَ زِمَامَ (8)وَ لاَ خِزَامَ وَ لاَ رَهْبَانِیَّهَ وَ لاَ تَبَتَّلَ وَ لاَ سِیَاحَهَ فی الإِسْلاَمِ ». هِیَ کَالاخْتِصَاءِ و اعْتِنَاقِ السَّلاَسِلِ مِنَ الحَدِیدِ و لُبْسِ المُسُوحِ و تَرْکِ اللَّحْمِ و مُوَاصَلَهِ الصُّومِ و نَحْوهَا مِمَّا کانتِ الرَّهَابِنَهُ تَتَکَلَّفُهُ ،و قَدْ وَضَعَهُ اللّهُ عزَّ و جَلَّ عَنْ أُمَّهِ مُحَمَّدٍ صلّی اللّه علیه و سلّم.قال ابنُ الأَثِیرِ:
کَانُوا یَتَرَهَّبُونَ بالتَّخَلِّی من أَشْغَالِ الدُّنْیَا،و تَرْکِ مَلاَذِّهَا، و الزُّهْدِ فِیهَا و العُزْلَهِ عَن أَهْلِهَا،و تَعَمُّدِ مَشَاقّهَا،و
14- فی الحدیث: «عَلَیْکُم بِالجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِیَّهُ أُمَّتِی» (9).
و عن ابن الأَعرابیّ أَرْهَبَ الرَّجُلُ ،إِذَا طَالَ رَهَبُهُ ،أَیْ کُمُّهُ .
ص:42
و الأَرْهَابُ ،بالفَتْحِ :مَا لاَ یَصِیدُ مِنَ الطَّیْرِ کالبُغَاث.
و الإِرْهَابُ بالکَسْرِ؛ الإِزعاجُ و الإِخَافَهُ ،تقولُ :و یَقْشَعِرُّ الإِهَابُ إِذَا وَقَعَ مِنْهُ الإِرْهَابُ ،و الإِرْهَابُ أَیْضاً: قَدْعُ الإِبِلِ عن الحَوْضِ و ذِیَادُهَا،و قد أَرهب و هو مجازٌ،و من المَجَازِ أَیضاً قَوْلُهُمْ :لَمْ أَرْهبْ بک أَی لَم أَسْتَرِبْ ،کذا فی الأَساس.
و رَهْبَی کَسَکْرَی:ع قال ذو الرُّمَّه:
بِرَهْبَی إِلَی رَوْضِ القِذَافِ إِلَی المِعَی إِلَی وَاحِفٍ تَرْوَادُهَا و مَجَالُهَا
و دَارَهُ رَهْبَی :مَوْضعٌ آخَرُ.
و سَمَّوْا رَاهِباً و مُرْهِباً کَمُحْسِنٍ و مَرْهُوباً و أَبُو البَیَانِ نَبَأُ بنُ سَعْدِ اللّهِ بنِ رَاهِبٍ البَهْرَانِیُّ الحَمَوِیُّ ،و أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بنُ أَبِی عَلِیِّ بنِ أَبِی الفَتْحِ بنِ الآمدیِّ البَغْدَادِیّ الدِّمَشْقِیّ الدَّارِ الرَّسَّامُ ،مُحَدِّثَانِ ،سَمِعَ الأَخِیرُ بِدِمَشْقَ مِنْ أَبِی الحُسَیْنِ بنِ المَوَازِینِیّ و غَیْرِه،ذَکَرَهُمَا أَبُو حَامِدٍ الصَّابُونِیّ فی ذَیْلِ الإِکْمَالِ .
و دَجَاجَهُ بن زُهْوِیّ بنِ عَلْقَمَهَ بنِ مَرْهُوبِ بنِ هاجِرِ بنِ کَعْبِ بنِ بَجَالَه (1):شَاعِرٌ فَارِسٌ .
الرَّاهِبُ :قَرْیَتَانِ بِمِصْرَ،إِحْدَاهُمَا فی المنُوفِیَّهِ و الثَّانِیَهُ فی البُحَیْرَهِ .
و حَوْضُ الرَّاهِبِ :أُخْرَی مِنَ الدَّقَهْلِیَّهِ .
و کَوْمُ الرَّاهِبِ فی البَهْنَسَاوِیَّهِ .
و الرَّاهِبَیْنِ ،بِلَفْظِ التَّثْنِیَهِ ،مِنَ الغَرْبِیَّهِ .
و الرَّهْبُ :النَّاقَهُ التی کَلَّ ظَهْرُهَا،و حُکِیَ عن أَعرابِیٍّ أَنَّه قال: رَهَّبَتِ النَّاقَهُ تَرْهِیباً و یُوجَدُ فی بَعْضِ الأُصُولِ ثُلاَثِیًّا مُجَرَّداً فَقَعَد عَلَیْهَا یُحَایِیهَا من المُحَایَاهِ ،أَی جَهَدَهَا السَّیْرُ فَعَلَفَهَا (2)و أَحْسَنَ إِلَیْهَا حَتَّی ثَابَتْ : رَجَعَتْ إِلَیْهَا نَفْسُهَا، و مثلُه فی لسان العرب.
رَابَ اللَّبَنُ یَرُوبُ رَوْباً ،و رُؤُوباً :خَثُرَ بالتَّثْلِیثِ أَیْ أَدْرَک، و لَبَنٌ رَوْبٌ وَ رَائِبٌ ،أَو هُوَ ما یُمْخَض و یُخْرَج زُبْدُهُ تقول العربُ :ما عِنْدِی شَوْبٌ وَ لاَ رَوْب ، فالرَّوْبُ :اللَّبَن الرَّائِبُ ،و الشَّوْبُ :العَسَلُ المَشُوبُ ،و قیل:
هُمَا اللَّبَنُ و العَسَلُ ،مِنْ غَیْرِ أَنْ یُحَدَّا.
و
16- فی الحدیثِ : «لاَ شَوْبَ وَ لاَ رَوْبَ ». أَیْ لاَ غِشَّ وَ لاَ تَخْلِیطَ (3).
و عن الأَصمعیّ :مِنْ أَمْثَالِهِم فی الذی یُخْطِئُ و یُصِیبُ «هُوَ یَشُوبُ وَ یَرُوبُ » وَ رَوَّبَهُ و أَرَابَه : جَعَلَهُ رَائِباً ،و قیلَ :
الرائبُ یَکُونُ ما مُخِضَ و ما لم یُمْخَضْ ،و قال الأَصمعیّ :
الرَّائِبُ الذی قد مُخِضَ و أُخْرِجَت زُبْدَتُه،و المُرَوَّبُ :الذی لَمْ یُمْخَضْ بَعْدُ و هو فی السِّقَاءِ لم تُؤْخَذْ زُبْدَتُه،قال أَبو عُبیدٍ:إِذا خَثُرَ اللَّبَنُ فهو الرَّائِبُ ،فلا یَزَالُ ذلک اسمَه حتی یُنْزَعَ زُبْدُهُ ،و اسمُه علی حاله بمنزله العُشَرَاءِ من الإِبلِ و هی الحاملُ ثم تَضَعُ و هو اسْمُهَا،و أَنْشد الأَصمعیّ :
سَقَاک أَبُو مَاعِزٍ رَائِباً و مَنْ لَکَ بالرَّائِبِ الخَاثِرِ
یقولُ :إِنَّمَا سَقَاک المَمْخُوضَ ،وَ مَنْ لَک بالذی لم یُمْخَضْ و لم یُنْزَعْ زُبْدُه ؟و إِذا أَدْرَکَ اللبنُ لیُمْخَضَ قِیلَ :قَدْ رَابَ ،و قال أَبو زید: التَّرْوِیبُ :أَنْ تَعْمِدَ إِلی اللَّبَنِ إِذا جعلتَه فی السقاءِ فتُقَلِّبَه لِیُدْرِکَه المَخْضُ ،ثم تَمْخُضَه و لم یَرُبْ حَسَناً.
و المِرْوَبُ کَمِنْبَرٍ: الإِنَاءُ أَوِ السِّقَاءُ الذِی یَرُوبُ کَیَقُولُ و فی بعض النسخ بالتَّشْدِیدِ فیه اللَّبَنُ ،و فی التهذیب:إِنَاءٌ یُرَوَّبُ فیه اللَّبَنُ ،قال:
عُجَیِّزٌ (4)مِنْ عامِرِ بنِ جُنْدَبِ تُبْغِضُ أَنْ تَظْلِمَ ما فی المِرْوَبِ
و سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ کمُعَظَّمٍ : رُوِّبَ فیه اللَّبَنُ و فی المَثَلِ لِلْعَرَبِ «أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقاءٌ مُرَوَّبٌ » و أَصْلُهُ ،السِّقَاءُ یُلَفُّ حتَّی یَبْلُغَ أَوَانَ المَخْضِ ،و المَظْلُومُ :الذی یُظْلَمُ فَیُسْقی، أَو یُشْرَبُ قبلَ أَن تُخْرَجَ زُبْدَتُه.و عن أَبی زید فی باب
ص:43
الرَّجُلِ الذَّلِیلِ المُسْتَضْعَف:«أَهْوَنُ مَظْلُومٍ سِقَاءٌ مُرَوَّبٌ » و ظَلَمْتُ السِّقَاءَ إِذا سَقَیْتَه قبلَ إِدْرَاکِهِ .
و الرَّوْبَهُ ،و تُضَمُّ الفَتْحُ عن کراع: خَمِیرَهٌ تُلْقَی فی اللَّبَنِ من الحامِضِ لِیَرُوبَ ،و هذا أَصلُ معنَی الرَّوْبَه ،و قد ذَکَرَ لها المصنفُ نحو اثْنیْ عشَرَ مَعْنیً ،کما یأْتی بیانُهَا،و هذا أَحَدُهَا،و قیلَ الرَّوْبَه :خَمِیرُ اللَّبَنِ الذی فیه زُبْدُه،و إِذا أُخْرِجَ زُبْدُه فهو رَائِبٌ (1)أَوْ بَقِیَّهُ اللَّبَنِ المُرَوَّبِ ، و من المجاز: الروبَهُ بالضَّمِّ و الفَتْحِ عن اللّحْیَانیّ : جِمَامُ مَاءِ الفَحْلِ ،و قیلَ : هو اجْتِمَاعُه أَو هو مَاؤه فی رَحِمِ الناقَهِ ، و هو أَغْلَظُ مِنَ المَهَاهِ و أَبْعَدُ مَطْرَحاً،و قال الجوهریّ : رُوبَهُ الفَرَسِ مَاؤُهُ فی جِمَامِهِ ،یقال (2):أَعِرْنِی رُوبَهَ فَرَسِکَ ، و رُوبَهَ فَحْلِکَ ،إِذا اسْتَطْرَقْتَهُ إِیَّاهُ ، و من المجاز الرُّوبَهُ الحَاجَهُ ، وَ مَا یَقُومُ فلانٌ برُوبَهِ أَهْلِهِ أَی بشَأْنِهِمْ و صَلاَحِهِمْ ، و قیل أَی بما أَسْنَدُوا إِلیه من حَوَائِجِهِم،و قیلَ :لا یقومُ بقُوتِهِم و مُؤْنَتِهِم،قالَ أَبُو عُبَیْدَهَ المَعْمَرُ بنُ مُثَنًّی:قال لی الفَضْلُ بنُ الرَّبِیعِ ،و قد قَدِمْتُ علیه:أَ لَکَ وَلَدٌ یَا أَبَا عُبَیْدَهَ :
قُلْتُ :نَعَمْ ،قَال:مَالَکَ لَمْ تَقْدَمْ بِهِ مَعَکَ ؟قُلْتُ خَلَّفْتُهُ یَقُومُ بِرُوبَهِ أَهْلِهِ ،قالَ :فَأَعْجَبَتْهُ الکَلِمَهُ ،و قال:اکْتُبُوهَا عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ ،قالَه شیخُنا، و الرُّوبَهُ : قِوَامُ العَیْشِ و الرُّوبَهُ مِنَ الأَمْرِ:جمَاعُهُ بِضَمِّ الجِیمِ ،تقولُ :مَا یَقُومُ بِرُوبَهِ أَمْرِهِ أَیْ بِجِمَاعِ أَمْرِهِ ،کَأَنَّهُ من رُوبَهِ الفَحْلِ ،فهو مجازٌ، و من المجاز: الرُّوبَهُ : القِطْعَه، و فی غیره من الأُمَّهَاتِ :الطَّائِفَهُ مِنَ اللَّیْلِ ،فی لسان العرب: و منه رُوبَهُ بنُ العَجَّاجِ فِیمَنْ لاَ یَهْمِزُ لِأَنَّهُ وُلدَ بَعْدَ طَائِفَهٍ مِنَ اللَّیْلِ و فی التهذیب:
رُؤْبَهُ بنُ العَجَّاجِ مَهْمُوزٌ،و قِیلَ : الرُّوبَهُ سَاعَهٌ مِنَ اللَّیْلِ ، و قیل:مَضَتْ رُوبَهٌ مِن اللیل،أَی ساعَهٌ وَ بَقِیَتْ رُوبَهٌ مِنَ اللَّیْلِ کذلک،یقال:هَرِّقْ (3)عَنَّا مِنْ رُوبَهِ اللَّیْل و الرُّوبَهُ القِطْعَهُ مِنَ اللَّحْمِ یقال:قَطِّعِ اللَّحْمَ رُوبَهً رُوبَهً ،أَی قِطْعَهً قِطْعَهً ، و الرُّوبَهُ : کَلُّوبٌ یُخْرَجُ بِهِ الصَّیْدُ مِنْ جُحْرِهِ و هُوَ المِحْرَشُ ،عَنْ أَبِی العَمَیْثَلِ و الرُّوبَهُ : الفَقْرُ قاله ابنُ السِّیدِو الصاغانیّ (4)، و الرُّوبَهُ : شَجَرَهُ (5)النُّلْکِ بکَسْرِ النُّونِ و ضَمِّهَا،و یأْتِی للمؤلف،و فَسَّرَه ابن السِّیدِ بِشَجَرَهِ الزُّعْرُورِ، و من المجاز الرُّوبَه :التَّخَثُّرُ (6)، الکَسَل مِنْ کَثْرَهِ شُرْبِ اللَّبَنِ و التَّوَانِی،و الرُّوبَه : المَکْرُمَه مِنَ الأَرْضِ الکَثِیرَهُ النَّبَاتِ و الشِّجَرِ،هیَ أَبْقَی الأَرْضِ کَلأً،و هذَا الأَخِیرُ قد نقله الصاغانیّ ،قال:و یُهْمَز،قِیلَ ،و بِهِ سُمِّیَ رُؤبَه بن العَجَّاجِ ،و قال شُرَّاح الفَصِیحِ ،علی ما نَقَلَه شیخنَا:یَجُوز أَنْ یَکونَ منقولاً من هذه المَعَانِی کلِّهَا بِلاَ مَانِعٍ و تَرْجِیحُ هَذَا أَوْ غَیْرِه تَرْجِیحٌ بِلاَ مُرَجِّحٍ ،و هُوَ ظَاهِرٌ إِلاَّ أَنْ یَکونَ هُنَاکَ سَبَبٌ یَسْتَنِدُ إِلیه،انتهی،فهذه اثْنَا عَشَرَ مَعْنیً ،و زَادَ ابن عُدَیْس:و الرُّوبَه :بَقِیَّه اللَّبَنِ المُرَوَّبِ ، و هذا قد ذَکَرَهُ المؤلف بأَوْ لِتَنْوِیعِ الخِلاَفِ ،و فی المَثَلِ «شُبْ شَوْباً لَکَ رُوبَتهُ » کَمَا یُقَال:احْلُبْ حَلَباً لَک شَطْرُهُ ، و زَادَ الجَوْهَرِیّ :و الرُّوبَه مِنَ الرَّجُلِ :عَقْلهُ ،قال ابن الأَعْرَابیّ :تَقول:و هُوَ (7)یُحَدِّثنِی،و أَنَا إِذْ ذَاکَ غُلاَمٌ لَیْسَتْ لِی رُوبَهٌ ،و الرُّوبَه :اللَّبَن الذی فیه زُبْدُه،و الرُّوبَه أَیضاً:
اللَّبَن الذی نُزعَ زُبْدُه،کذا قال أَبُو عُمَرَ المُطَرِّز،و نَقَلَهُ شیخنا.
قلْت:فَهُمَا ضِدٌّ،و الرُّوبَه إِصْلاَح الشَّانِ و الأَمْرِ،عنِ ابنِ الأَعْرَابِیّ ،و قالَ أَبُو عَمْرٍو الشَّیْبَانِیُّ : الرُّوبَه :المَشَارَه،و هی السَّاقِیَه،نَقَلَهُ شیخنا،و الرُّوبَه مِنَ القَدَحِ :مَا یُوصَل بِهِ ، و الجَمْع رُوَبٌ ،کذا فی لسان العرب.
قلْت:و هو قِطْعَهٌ مِنْ خَشَبٍ تُدْخَل فی الإِنَاءِ المُنْکَسِرِ لِیُشْعَبَ بِهَا،حَکَاهَا ابن السِّیدِ،و هی مَهْمُوزَهٌ (8)،و قال أَبو زید:إِنْ کَانَ فی الرَّحْلِ کَسْرٌ و رُقِعَ فَاسْم تِلْکَ الرُّقْعَهِ رُوبَهٌ ،و الرُّوبَه :الدُّرْدِیُّ ،
5- فی حدیثِ البَاقِرِ: «أَ تَجْعَلُونَ فِی النَّبِیذِ الدُّرْدِیَّ ؟قِیلَ :وَ مَا الدُّرْدِیُّ ؟قَالَ : الرُّوبَه . و فی الأَساس:و من المَجَازِ: الرُّوبَه مِنَ الفَرَسِ :بَاقِی القوَّهِ عَلَی الجَرْیِ فهذه عَشَرَهُ مَعَان اسْتَدْرَکْنَاهَا علی المُؤَلِّفِ ، وَ مَنْ طَالَعَ أُمَّهَاتِ اللُّغَهِ وَجَدَ أَکْثَرَ مِنْ ذلکَ .
ص:44
و رَابَ الرَّجُلُ یَرُوبُ رَوْباً و رُؤوباً :تَحَیّرَ و فَتَرَتْ نَفْسُه مِنْ شِبَعٍ أَوْ نُعَاسٍ ،أَوْ قَامَ مِنَ النَّوْمِ خَاثِرَ البَدَنِ و النَّفْسِ ، أَوْ سَکِرَ مِنْ نَوْم،و منَ المَجَازِ رَجُلٌ رَائِبٌ و أَرْوَبُ و رَوْبَانُ و الأُنْثَی رَائِبَهٌ ،عنِ اللِّحْیَانِیّ ،و رأیْت فلاناً رَائِباً أَی مُخْتَلِطاً خَاثِراً،و هو أَرْوَبُ و رَوْبَانُ مِنْ قَوْمٍ رَوْبَی إِذا کانوا کذلکَ ،أَی خُثَرَاءَ النَّفْسِ (1)مُخْتَلِطینَ ،و قال سیبویه:هُم الذینَ أَثْخَنَهُمُ السَّفَرُ و الوَجَعِ فَاسْتَثْقَلوا نَوْماً،و یقال:شَرِبُوا مِنَ الرَّائِبِ فَسَکِرُوا،قال بِشْرٌ:
فَأَمَّا تَمِیمٌ تَمِیمُ بنُ مُرِّ فَأَلْفَاهُمُ القَوْمُ رَوْبَی نِیَامَا
و هو فی الجَمْعِ شَبِیهٌ بهَلْکَی و سَکْرَی،وَاحِدُهُمْ رَوْبَانُ ، و قال الأَصْمعیّ :وَاحِدُهُمْ : رَائِبٌ مِثْل مائقٍ و مَوْقَی،و هَالِکٍ و هَلْکَی.
و رَابَ الرَّجُلُ و رَوَّبَ : أَعْیَا، عن ثعلب.
و رَابَ الرَّجُلُ : کَذَبَ ، عنِ ابنِ الأَعرابیّ ، و قِیلَ :
اخْتَلَطَ عَقْلُهُ و رَأْیُهُ و أَمْرُهُ ،و هو رَائِبٌ ،و عنِ ابن الأَعرابِیّ :
رَابَ :إِذَا أَصْلَحَ ،و رَابَ :سَکَنَ ،و رَابَ اتَّهَمَ ،قال أَبُو مَنْصُورٍ (2):إِذا کَانَ رَابَ بمعْنَی أَصْلَحَ فأَصْله مهموزٌ من رَأَبَ الصَّدْعَ .
و من المجازِ:دَعْهُ فَقَدْ رَابَ دَمُهُ یَرُوبُ رَوْباً أَی حَانَ هَلاَکُه، عن أَبی زید،و قال فی موضعٍ آخر:إِذَا تَعَرَّضَ لِمَا یَسْفِک دَمَهُ (3)،قال:وَ هَذَا مِثْل قَوْلِهِمْ :فلانٌ یَفورُ دَمُه،و فی الأَسَاس (4):شُبِّهَ بِلَبَنٍ خَثُرَ 4و حَانَ أَنْ یُمْخَضَ .
و رُوبٌ کَطُوبَ :ه بِبَلْخٍ قُرْبَ سِمِنْجَانَ و رُوبَی کَطُوبَی:ه بِبَغْدَادَ مِنْ قُرَی دُجَیْلٍ ،و أَبو الحَرَمِ حِرْمِیّ بنُ محمودِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ زیدِ بنِ نِعْمَهَ الرُّوبِیُّ المِصْرِیُّ مُحَدِّث،إِلی جَدِّه رُوبَهَ .
و التَّرْوِیبُ کالرَّوْبِ الإِعْیَاءُ یقال: رَوَّبَتْ مَطِیَّهُ فلان إِذا أَعْیَتْ .
و هَذَا رَابُ کَذَا أَیْ قَدْرُه. و رُوَیْبَهُ أَبُو بَطْنٍ ،و هُوَ رُوَیْبَه بن عامِرِ بنِ العصبه (5)بنِ امْرِئِ القَیْسِ بنِ زَیْدِ مَنَاهَ من بَنِی تَمِیمٍ ،أَعْقَبَ ،مِنْ وَلَدِهِ عَبْدُ اللّه،و سِنَانٌ و عَمْرٌو،و عُمَارَه بنِ رُوَیْبَه (6)،لَهُ صُحْبَهٌ .
الرَّیْبُ :صَرْفُ الدَّهْرِ و حَادِثُه،و رَیْبُ المَنونِ :
حَوَادِثُ الدَّهْرِ،و هو مَجَازٌ،کما فی الأَساس.
و الرَّیْبُ : الحَاجَه قال کعبُ بن مالکٍ الأَنْصَارِیُّ :
قَضَیْنَا مِنْ تِهَامَهَ کلَّ رَیْبٍ و خَیْبَرَ ثمَّ أَجْمَعْنَا السُّیُوفَا
و
14- فی الحدیث: «أَنَّ الیَهُودَ مَرُّوا برسولِ اللّهِ صلّی اللّه علیه و سلّم،فقالَ بعضهُم:سَلوهُ ،و قالَ بعضهُم:مَا رَابُکمْ إِلَیْهِ ». أَیْ مَا أَرَبُکمْ (7)و حَاجَتکمْ إِلی سُؤَالِهِ ،و
16- فی حدیث ابنِ مسعودٍ:
«مَا رَابُکَ إِلی قَطْعِهَا». قال ابن الأَثِیر:قال الخَطَّابِیُّ :هَکَذَا یَرْوُونَه یَعْنِی بِضَمِّ البَاءِ،و إِنَّمَا وَجْهُهُ مَا أَرَبُکَ (8)،أَیْ مَا حَاجَتُکَ ،قال أَبُو مُوسَی:یَحْتَمل أَنْ یَکونَ الصَّوابُ :
مَا رَابَکَ (9)،أَیْ مَا أَقْلَقَکَ و أَلْجَأَکَ إِلَیْهِ ،قال:و هکذا یَرْوِیه بعضهم.
و الرَّیْبُ : الظِّنَّهُ و الشَّکُّ و التُّهَمَه،کالرِّیبَهِ بِالکَسْرِ، و الرَّیْبُ :مَا رَابَکَ مِنْ أَمْرٍ، وَ قَدْ رَابَنِی الأَمْرُ وَ أَرَابَنِی ، فی لسان العرب:اعْلَمْ أَنَّ أَرَابَ قَدْ یَأْتِی مُتَعَدِّیاً و غَیْرَ مُتَعَدٍّ، فَمَنْ عَدَّاهُ جَعَلَهُ بِمَعْنَی رَابَ ،و عَلَیْهِ قَوْلُ خالدٍ الآتِی ذِکْرُه:
کَأَنَّنِی أَرَبْتُه بِرَیْبِ
و عَلَیْهِ قَوْل أَبِی الطَّیِّبِ :
أَ یَدْرِی مَا أَرَابَکَ مَنْ یُرِیبُ
و یُرْوَی قَوْل خَالِدٍ:
کَأَنَّنِی قِدْ رِبْتهُ بِرَیْبِ
فیکون عَلَی هَذَا رَابَنِی و أَرَابَنِی بمَعْنًی واحِدٍ،و أَمَّا أَرَابَ الذی لا یَتَعَدَّی فمعناه:أَتَی برِیبَهٍ ،کما تقول:أَلاَمَ :[إذا]
ص:45
أَتَی بِمَا یُلاَم علیه،و علی هذا یَتَوَجَّهُ البَیْتُ المنْسُوبُ إِلی المُتَلَمِّسِ أَوْ إِلی بَشِّارِ بنِ بُرْدٍ:
أَخوکَ الَّذِی إِنْ رِبْتَهُ قَالَ :إِنَّمَا أَرَبْتَ و إِنْ لاَیَنْتَهُ لاَنَ جَانِبُهْ
و الرِّوَایَهُ الصَّحِیحَه فی هذا البَیْتِ بضَمِّ التاءِ أَی أَنَا صاحِبُ الرِّیبَهِ حتی تُتَوَهَّمَ فیه الرِّیبه ،و مَنْ رَوَاهُ أَرَبْتَ بفتح التاءِ زَعمَ أَنَّ رِبْتَهُ بمَعْنَی أَوْجَبْتَ له الرِّیبَهَ ،فَأَمَّا أَرَبْتُ بالضَّمِّ فمعناهُ أَوْهَمْته الرِّیبَهَ ،و لم تَکنْ وَاجِبَهً مَقْطوعاً بها، و أَرَبْتُهُ :جَعَلْتُ فیه رِیبَهً ،و رِبْتهُ :أَوْصَلْتُها أَیِ الرِّیبَهَ إِلیْهِ و قِیلَ : رَابَنِی :عَلِمْتُ مِنهُ الرِّیبَه ، و أَرابنِی :ظَنَنْتُ ذلکَ بهِ ، و جَعَلَ فِیَّ الرِّیبَهُ الأَخِیرُ حَکَاه سیبویه أَوْ أَرَابَنِی : أَوْهَمَنِی الرِّیبَهَ نقله الصاغانیّ ، أَو رَابَنِی (1)أَمْرُهُ یَرِیبُنِی رَیْباً و رِیبَهً ، بالکَسْرِ قال اللِّحْیَانیّ :هَذَا کَلاَمُ العَرَبِ إِذَا کَنَوْا أَیْ أَوْصَلوا الفِعْلَ بِالکِنَایَهِ ،و هوَ الضَّمِیرُ عندَ الکوفیّینَ أَلْحَقوا، الفِعْلَ الأَلِفَ أَیْ صَیَّرُوهُ رُبَاعِیّاً و إِذَا لَمْ یَکْنُوا لَمْ یُوصِلوا الضَّمِیرَ، قالوا: رَابَ أَلْقَوْهَا،أَوْ یَجُوز فِیمَا یُوقَع أَنْ تُدْخِلَ الأَلفَ فتقول أَرابَنِی الأَمْرُ، قاله اللحیانیّ ،قال خَالِدُ بن زُهَرٍ الهُذَلِیُّ :
یَا قَوْمِ !مَا لِی و أَبَا ذؤَیْبِ کُنْتُ إِذَا أَتَوْتُهُ مِنْ غَیْبِ (2)
یَشَمُّ عِطْفِی و یَبُزُّ ثَوْبِی (3) کَأَنَّنِی أَرَبْتُهُ بِرَیْبِ
و فی التهذیب أَنه لغهٌ رَدِیئَهٌ .
و أَرَابَ الأَمْرُ:صَارَ ذَا رَیْبِ و رِیبَهٍ ،فهو مُرِیبٌ ،حَکَاه سیبویه،و فی لسان العرب عن الأَصمعیّ :أَخْبَرَنِی عِیسَی بن عُمَرَ أَنَّهُ سَمِعَ هُذَیْلاً تقول: أَرَابَنِی أَمْرُه،و أَرَابَ الأَمْرُ:صَارَ ذَا رَیْبِ ،و فی التنزیل العزیز إِنَّهُمْ کانُوا فِی شَکٍّ مُرِیبٍ (4)أَیْ ذِی رَیْبٍ ،قال ابن الأَثِیر:و قد تَکَرَّرَ ذِکْرُ الرَّیْبِ و هو بمَعْنَی الشَّکِّ مَعَ التُّهَمَهِ تقول: رَابَنِی الشَّیْ ءُ (5)و أَرَابَنِی بمَعْنَی شَکَّکَنِی (6)و أَوْهَمَنِی الرِّیبَهَ بِه (7)فإِذا اسْتَیْقَنْتَه قلْتَ : رَابَنِی ،بغَیْرِ أَلِفٍ (8)،و
16- فی الحدیث: «دَعْ مَا یَُرِیبُکَ إِلی ما لاَ یُرِیبُکَ ». یُرْوَی بفَتْحِ الیَاءِ و ضَمِّهَا،أَیْ دَعْ مَا یُشَکُّ فیهِ إِلی مَا لاَ یُشَکُّ فِیهِ .و
17- فی حدیث أَبِی بَکْرٍ فی وَصِیَتِهِ لِعُمَر رضی اللّه عنهما: «علَیْکَ بالرَّائِبِ مِنَ الأُمُورِ وَ إِیَّاکَ و الرَّائِبَ مِنْهَا». المَعْنَی عَلَیْکَ بالذی لاَ شُبْهَهَ فِیهِ کالرَّائِبِ مِن الأَلْبَانِ ،و هو الصّافِی (9)،وَ إِیَّاکَ و الرَّائِبَ مِنْهَا:
أَی الأَمْرَ الذی فیه شُبْهَهٌ و کَدَرٌ،فالأَوَّل مِنْ رَابَ اللَّبنْ یَرُوبُ فهو رَائِبٌ ،و الثَّانِی مِنْ رَابَ یَرِیبُ إِذَا وَقَعَ فی الشَّکِّ (10)،و رَابَنِی فلانٌ یَرِیبُنِی :رَأَیْتَ مِنْه ما یَرِیبُکَ و تَکْرَهُهُ و اسْتَرَابَ بِهِ إِذَا رَأَی مِنْه مَا یَرِیبُه ، قَالَتْهُ هُذَیْلٌ ،و
15,14- فی حدیث فاطمهَ رضی اللّه عنها: « یُرِیبُنِی مَا یُرِیبُهَا ». أَی یَسُوءُنی ما یَسُوءُهَا و یُزْعِجُنِی مَا یُزْعِجُهَا،و
16- فی حدیثِ الظَّبْیِ الحَاقِفِ : «لاَ یَرِیبُهُ أَحَدٌ بِشَیْ ءٍ». أَیْ لاَ یَتَعَرَّض لَهُ و یُزْعِجُهُ و أَمْرٌ رَیَّابٌ ،کَشَدَّادٍ:مُفْزِعٌ .
و ارْتَابَ فیهِ : شَکَّ .
و رَابَنِی الأَمْرُ رَیْباً ،أَیْ نَابَنِی و أَصَابَنِی،و رَابَنِی أَمْرُه یَرِیبُنِی ،أَی أَدْخَلَ عَلَیَّ شَرّاً وَ خَوْفاً.
و ارْتَابَ بِهِ :اتَّهَمَهُ .
و فی التهذیب: أَرَابَ الرَّجُلُ یُرِیبُ إِذَا جَاءَ بِتُهَمَهٍ ، و ارْتَبْت فلاناً:اتَّهَمْتُه،کذا فی التهذیب و الرَّیْبُ شَکٌّ مَعَ التُّهَمَهِ ،و: ع قال ابْنُ أَحْمَرَ:
فَسَارَ بِهِ حَتَّی أَتَی بَیْتَ أُمِّهِ مُقِیماً بِأَعْلَی الرَّیْبِ عِنْدَ الأَفَاکِلِ
و قَدْ حَرَّکَهُ أُنَیْفُ بن حکیم النَّبْهَانِیّ فی أُرْجُوزَتِه:
ص:46
هَلْ تَعْرِف الدَّارَ بِصَحْرَاءِ رَیَبْ
إِذْ أَنْتَ غَیْدَاقُ الصِّبَاجَمُّ الطَّرَبْ
وَ بیْتُ رَیْبٍ :حِصْنٌ بالیَمَنِ و یُعَدُّ مِنْ تَوَابِعِ قَلْعَهِ مَسْوَرِ المُنْتَابِ ،و هی قِلاَعٌ کَثِیرَهٌ یَأْتِی ذِکْرُ بعضِها فی مَحَلِّهَا.
و أَرْیَابُ :قَرْیَهٌ بالیَمَنِ مِنْ مَخَالِیفِ قَیْظَانَ مِنْ أَعْمَالِ ذِی جِبْلَهَ ،قال الأَعشی:
وَ بِالقَصْرِ مِنْ أَرْیَابَ لَوْ بِتَّ لَیْلَهً
لَجَاءَکَ مَثْلوجٌ مِنَ المَاءِ جَامِدُ
کذا فی المعجم.
و رَابٌ :مَوْضِع جاءَ فی الشِّعْرِ.
و الرَّیْبُ بن شَرِیقٍ :صَاحِبُ هَدَّاجٍ :فَرَسٍ لَهُ .ذَکَرَه المُصَنِّف فی«هدج».
و مالِکُ بنُ الرَّیْبِ أَحَدُ الشُّعَرَاءِ.
و رَیْبُ بن رَبِیعَهَ بنِ عَوْفِ بنِ هِلاَل الفَزَارِیّ ،قَیَّدَه الحافظُ .
و یقال الزاء کما سیأْتی فیقید بالمعجمه.
زأَبَ القِرْبَه،کمَنَع یَزْأَبُها زَأْباً : حَمَلَها ثُمَّ أَقْبَلَ بِها سَرِیعاً، کازْْدَأَبَها و الازْدِئَابُ :الاحتِمَالُ .و کلُّ ما حَمَلْته بمَرَّهٍ فقد زَأَبْتَهُ .و زأَبَ الرَّجُلُ و ازْدَأَبَ إِذا حَمَل ما یُطِیقُ و أَسْرَعَ فی المَشْیِ .قال:
و ازْدَأَبَ القِرْبَهَ ثُمَّ شَمَّرَا
و زَأَبْتُ القِرْبَه و زَعَبْتُها،و هو حَمْلُکَها مُحْتَضِناً.و الزَّأْبُ :
أَنْ تَزْأَبَ الشَیْ ءَ (1)فَتَحْتَمِلَه بمَرَّهٍ وَاحِدَه.
و زأَبَ الرجُل.إِذا شَرِبَ شُرْباً شَدِیداً.
و زَأَبَ الإِبِلَ :سَاقَها. و قال الأَصمعِیُّ : زَأَبْت و قَأَبْتُ أَی شَرِبْتُ .و زَأَبْتُ بِه زَأْباً ،و ازْدَأَبْتُه (2)،و زَأَبَ بحِمْله:جَرَّه.
و قَوْلُهُم: الدَّهْرُ ذو زُؤَابٍ کغُرَابٍ أَی انْقِلابٍ ،و قد زَأَبَه ،أو هو تَصْحِیف و صَوَابُه (3)زَوْآت بفتح فسکون جمعزَوْأَه. و قدْ زَاءَ بِهِ الدهرُ یَزُوءُ: انْقَلَب.و قد مَرَّ فی فَصْلِ الهَمْزَه.
الزّآنِبُ :القَوَارِیرُ عن ابن الأَعْرَابیّ ،و أَنْشَد:
و نحن بَنُو عمٍّ علی ذَاکَ بَیْنَنَا زَآنِبُ فِیهَا بِغْضَهٌ و تَنَافُسُ
لا وَاحِدَ لَهَا عَلَی الأَفْصَح،و یقال:واحِدُها زِئْنَابٌ ،أَو مُقَدّر،قَالَه شَیْخُنَا.
الزَّبَبُ ،مُحَرَّکَه و الزّغَبُ و هو فینا مَعْشَر الناسِ : کثرهُ الشَّعَر و طوله، و فی الإِبِل:کَثْرَهُ شَعَرِ الوَجْهِ و العُثْنُونِ ، کذا قاله ابنُ سِیدَه.و قیلَ : الزَّبَبُ فی النّاس:
کَثْرَهُ الشَّعر فی الأُذنَیْن و الحاجِبَیْن،و فی الإِبِل:کَثْرَه شَعَر الأُذُنِ و العَیْنَیْن.و الزَّبَبُ أَیضاً:مصدر الأَزَبّ ،و هو کَثْرَهُ شَعَرِ الذِّراعَیْن و الحاجِبَیْن و العَیْنَیْن،و الجَمْعُ الزُّبُّ .و قَدْ زَبَّ یَزَبُّ زَبِیباً .قال شَیْخُنَا:مُقْتَضَی اصْطِلاَحِهِ أَن یَکُونَ کَضَرَب،و هو غَیْرُ صَوَابٍ فإِنَّه مِنْ بَاب فَرِح بدَلِیلِ تَحْرِیکِ مَصْدَرِهِ و الإِتْیانِ بِوَصْفِهِ علی أَفْعَل و الواجِبُ ضَبْطُهُ ،انْتهی.
فَهُوَ أَزَبُّ و بَعیرٌ أَزَبُّ ،و فی المَثَل: «کُلُّ أَزَبَّ نَفُورٌ» ،قال:
أَزَبُّ القَفَا و المَنْکِبَیْن کأَنَّه من الصَّرْصَرَانِیّاتِ عَوْدٌ مُوَقَّعُ
و لا یکاد یَکُون الأَزَبُّ إِلا نَفُوراً،لأَنه یَنْبُتُ علی حاجِبَیْه شُعَیْرَاتٌ ،فإِذا ضَرَبَتْهُ ،الرِّیحُ نَفَرَ،قال الکُمَیْتُ :
بَلَوْنَاکَ فی هَبَواتِ العَجَاج فَلَمْ تَکُ فِیهَا الأَزَبَّ النَّفُورَا
علی ما رواه ابْنُ بَرِّیّ .
و زَبَّتِ الشَّمْسُ زَبًّا : دَنَتْ للغُرُوب و هو مَجازٌ مأْخُوذٌ من الزَّبَبِ ؛لأَنَّها تَتَوارَی کَمَا یَتَوَارَی لَوْنُ العُضْوِ بالشَّعَر کَأَزَبَّت وَ زَبَّبَتْ .
و قَدْ زَبَّ القِرْبَهَ ،کمدَّ زَبًّا : مَلأَهَا إِلی رأْسِها فازْدَبَّتْ .
و من المَجَازِ: عَامٌ أَزَبُّ :مُخْصِبٌ (4)کَثِیرُ النَّبَاتِ .
و الأَزَبُّ :مِنْ أَسْمَاء الشَّیَاطِین و قد تَقَدَّم ما یَتَعَلَّقُ به فی
ص:47
حَرْفِ الهَمْزَه. و مِنْهُ حَدِیثُ عَبْدِ اللّه بنِ الزُّبَیْر مُخْتَصَراً أَورَدَهُ ابن الأَثِیر فی النِّهَایَه مُطَوَّلاً أَنَّه، بالفَتْح و یجوز الکَسْر علی الابتداءِ. وَجَدَ رَجُلاً طُولُه شِبْرَان،فأَخَذَ السَّوْطَ فأَتَاه،فقال:مَنْ أَنْت ؟فقال: أَزَبُّ ،قال:وَ مَا أَزَبُّ ؟قال:رَجُلٌ من الجِنّ ،فَقَلَب السَّوْطَ فَوَضَعَهُ فی رَأْس أَزَبَّ حَتّی بَاصَ ، أَی اسْتتر و هَرَبَ . و فی حدیث بَیْعَهِ العَقَبَهِ هُوَ شَیْطَانٌ اسْمه أَزَبُّ العَقَبَه، و قیل:هو حَیَّه،کما فی النهایه.و أَبُو نُعَیم محمدُ بنُ عَلِیِّ بْن زَبْزَبٍ الوَاسِطِیُّ ، مُحَدِّثٌ ،سَمِع منه السِّلفِیُّ فی واسِط ،و ذکره فی الأَرْبَعین.
و الزَّبَّاءُ :الاسْتُ بِشَعَرِهَا (1).و امرأَهٌ زَبّاءُ :کَثِیرَه شَعَر الحاجِبَیْن و الذراعین و الیَدَیْن (2).و أُذُنٌ زَبَّاءُ :کَثِیرَهُ الشَّعَرِ.
و الزَّبّاءُ من الدَّواهِی:الشَّدِیدَهُ المُنْکَرَهُ ،و هو أَیْضاً مَجَاز،یقال:داهِیَهٌ زَبَّاءُ ،کما قالوا:شَعْرَاءُ،و منْه المثَل:
«جاءَ بالشَّعْرَاءِ و الزَّبَّاءِ » أَوردَهُ المَیْدَنِیُّ .«و
17- فی حَدِیثِ الشَّعْبیّ : أَنه سُئِلَ عَنْ مَسْأَلهٍ ،فقال: زَبّاءُ ذَاتُ وَبَر أَعْیَت قائِدَها و سائِقَها،لو (3)أُلْقِیَتْ عَلَی أَصْحابِ مُحَمَّد صلّی اللّه علیه و سلّم لأَعْضَلَت بِهِم». أَرَادَ أَنّها صَعْبَه مُشْکِلَه،شَبَّهَها بالنَّاقَهِ النَّفُورِ من کل شیءٍ،کأَنّ الناس لم یأْنَسُوا بهذه المسْأَلَه و لَمْ یَعْرِفُوها.
و الزَّبَّاءُ : د علی شَاطِئِ الفُرَات، نقله الصَّاغَانِیُّ ، سُمَّیَت بالزَّبّاءِ قَاتِلهِ جَذِیمَه.
و الزَّبَّاء : فرسُ الأُصَیْدِف الطائیّ نَقَلَه الصاغَانِیّ .
و مَاءَهٌ لِطُهَیَّهَ نقله الصَّاغَانِیّ ،و هی قَبِیلَه من تَمِیم.وَ مَاءٌ أَیْضاً من مِیَاه أَبی بَکْرِ بنِ کِلاَبٍ فی جَانِبِ ضَرِیَّهَ .
و الزَّبَّاءُ :اسم الملکه الرُّومِیَّهِ ،تُمَدّ و تُقْصَر (4)،و هی مَلِکَهُ الجَزیره،و تُعَدّ من مُلُوک الطَّوائف، لُقِّبَتْ بها لکثْرَه شَعَرها؛لأَنَّها کان لها شَعَر إِذا أَرسلَتْه غَطَّی بَدَنَها کُلَّه، فَقِیلَ لها الزَّبَّاءُ ،کأَنَّه تأْنِیثُ الأَزَبِّ لِلْکَثِیر الشَّعَر،و اختلَفُوا فی اسمها،فقیل:بارِعَهُ ،و قِیلَ :نَابِلَهُ ،و قیل:مَیْسُونُ ،و هی بنتُ عَمْرو بن الظَّرِب أَحدِ أَشْرافِ العرب و حُکَمَائِهم، خدعَه جَذِیمهُ الأَبْرَشُ و أَخذ علیه مُلْکَه و قَتَله،و قامت هی بأَخذ ثَأْرِه،فی قِصَّه مَشْهُورَه مُشْتَمِلَهٍ علی أَمْثَالٍ کَثِیرهٍ لها و لقَصِیرِ بنْ سَعْد،أَورَدَهَا المَیْدَانِیّ و الزَّمَخْشَرِیّ ،کذا قاله شَیْخُنا.
و ماءَهٌ لِبَنِی سَلِیط بْنِ یَرْبُوعٍ ،و فی لسان العَرَب:هی شُعْبَهُ مَاءٍ لبَنِی کُلَیْب.قال غَسَّانٌ السَّلِیطِیُّ یَهْجُو جَرِیراً:
أَمَّا کُلَیْبٌ فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهَا ما سالَ فی حَفْلَهِ الزَّبَّاء وَادِیها (5)
و الزَّبَّاءُ : عَیْنٌ بالْیَمَامَه منها شَرِب الحِضْرِمَهُ و الصَّعْفُوقه.
و الزَّبَّاءُ :أَحدُ لِقَاح رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و سلّم،و هُنَّ عَشْرُ لَقَائحَ أُهْدِینَ إِلیه. و الزُّبُّ بالضم:الذَّکَرُ بلُغَهِ أَهْلِ الیَمَن،أَی مُطْلَقاً.و فی فقه اللغه لأَبی مَنْصُورٍ الثَّعَالِبِیِّ فی تقسیم الذُّکورِ: الزُّبُّ للصَّبیّ (6)، أَو هُوَ خَاصُّ بالإِنْسَان قَالَه ابن دُرَیْد،و قال:إِنَّه عَرَبِیٌّ صَحِیحٌ ،و أَنْشَد:
قَدْ حَلَفَتْ باللّهِ لا أُحِبُّهُ أَنْ طَالَ خُصْیْاهُ و قَصْرَ زُبُّهُ
و فی التَّهْذِیب: الزُّبُّ :ذکر الصَّبیّ بلُغَه الیمن،و فی المِصْباح:تصغِیره زُبَیْب ،عَلَی القِیَاس،و ربّما دَخَلَتْه الهاءُ فَقِیل زُبَیْبَه ،عَلَی مَعْنَی أَنَّه قِطْعَه من البَدَن،فَالْهاءُ للتَّأْنِیثِ .
ج أَزُبُّ و أَزْبَابٌ وَ زَبَبَهٌ محرّکهً و الأَخِیرُ من النوادر.
و الزُّبُّ : اللِّحْیَهُ یَمَانِیه أَو مُقَدَّمُها عند بَعض أَهْل الیَمَن، و مثْله فی کتاب المجرَّد لکُرَاع،و أَنْشد الخَلِیلُ :
فَفاضت دُمُوعُ الحَجْمَتَیْنِ بِعَبْرَهٍ علی الزُّبِّ حتَّی الزُّبُّ فی الماءِ غامِسُ
و مِثْلُه فی شِفاء الغَلِیل.
قال شَمِر: و قِیلَ : الزُّبُّ : الأَنْفُ بِلُغَهِ أَهْلِ الیَمَنِ .
و زُبُّ القاضِی:من عُیُوب المَبِیع،فَسَّره الفُقَهَاءُ بِما یَقَع ثَمَرُهُ سَرِیعاً،قاله شَیْخُنَا.
ص:48
و الزُّبُّ :تَمْرٌ من تُمُورِ (1)البَصْره،ذکره المَیْدَانِیُّ .
و زُبُّ رُبَاحٍ ،ورَدَ فی قَوْل[أَبی]الشَّمَقْمَقِ :
شَفِیعِی إِلی مُوسَی سَمَاحُ یَمِینِه و حَسْبُ امِرِیءٍ من شَافِع بِسَمَاحِ
و شِعْرِیَ شِعْرٌ یَشْتَهِی الناسُ أَکْلَه کَما یُشْتَهَی زُبْدُ بِزُبِّ رُبَاحِ
و قِصَّتُه فی کِتَابِ الأَمثَالِ .
و الزَّبیبُ :ذَاوِی العِنَب أَی یابِسه،مَعْرُوفٌ .واحِدَتُه زَبِیبَه . و قال أَبو حنیفه:و استَعْمَل أَعْرابیُّ مِن أَعْرَاب السَّرَاهِ الزَّبِیبَ فی التِّین، فقال:الفَیْلَحَانِیّ :تین (2)شدیدُ السَّوَادِ جَیِّد للزَّبیب (3)یعنی یَابِسَه.و قد زَبَّبَ التینُ ،عن أَبی حنیفه أَیضاً.و بهذا سقط قَوْلُ شَیْخنا؛لأَنَّ الزَّبِیبَ إِنَّما یُعْرَف من العِنَبِ فَقَط ، و قد أَزَبَّهُ أَی العنبَ و التِّین وَ زَبَّبَه تَزْبِیباً فَتَزَبَّبَ .و من المجاز قَوْلُهُم: تَزَبَّبَ قَبْلَ أَن یَتَحَصْرَم.
و إِلی بَیْعِه أَی الزَّبیب نُسِبَ إِبراهیم بْنُ عَبْدِ اللّهِ العَسْکِریُّ أَبُو الحُسَیْن،یَرْوِی عن مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الأَعْلَی الصَّنْعَانِیّ . و عبْدُ اللّهِ بنُ إِبراهیمَ بْنِ جَعْفَر بنِ بیَّانٍ البَغْدَادِیّ البزَّار،سَمِع الحَسَنَ بْنَ عَلَوَیْهِ و الفِرْیَابِیّ ،و عنه البَرْمَکِیّ .
و أَبُو نُعَیْم الرَّاوِی عن مُحَمّد بْنِ شَرِیک، و عنه سَهْلُ بنُ مُحَمَّد السُّکَّرِیّ و عَلِیُّ بن عُمَرَ السَّمَرْقَنْدِیُّ ،المُحَدِّثُونَ الزَّبِیبِیُّون، الأَخِیرُ عن المُسْتَغْفِریّ .وفَاتَه الحَسَنُ بنُ مُحَمَّد بنِ الفَضْلِ الطَّلْحِیُّ الزَّبِیبِیُّ أَخُو إِسماعیلَ ،سمع ابنَ مَنْدَه،نقله السَّمْعَانِیّ .
و الزّبِیبُ : زَبَدُ المَاءِ. و منه قَوْلُه:
حَتَّی إِذا تَکَشَّف الزَّبِیبُ
و الزَّبیبُ : السُّمُّ فی فم الحیَّه نقله الصّاغَانِیّ .
و من المجاز:خرجَت علی یدِه زَبِیبَهٌ ، بهاءٍ و هی قَرْحَهٌ تخرجُ فی الیَدِ کالعَرْفَه. وَ زَبَدَهٌ تخرج فی فَم (4)مُکْثِرِ الکَلاَم. و من المجاز:غَضِبَ فَثَار له زَبِیبَتَانِ : زَبَدَتان فیشِدْقیه. و قَدْ زَبَّبَ فَمُ الرَّجُل،و تکَلَّم فُلانٌ حَتَّی زَبَّبَ شِدْقاه أَی خرج الزَّبَدُ علیهما.
و الزَّبِیبَهُ ؛اجتماعُ الرِّیقِ فی الصَّامِغَیْنِ ،و زَبَّبَ شِدْقَاهُ :
اجتمع الرِّیق فی صامِغَیْهِما،و اسمُ ذلک الرِّیقِ الزَّبِیبَتَان ، و قَدْ زَبَّبَ فَمُه [عند الغَیْظِ ] (5)إِذا رَأَیْتَ له زَبِیبَتَین عند مُلْتَقَی شَفَتَیْه مما یَلِی اللِّسانَ ،یَعْنِی رِیقاً یابِساً.
و هما أَیضاً أَی الزِّبِیبَتَان نُقْطَتَان سَوْدَاوَان فَوْقَ عَیْنَیِ الحَیَّه، و منه الحَیَّهُ ذو الزَّبِیتَیْن.و فی الحَدِیث«یَجِیءُ کَنْزُ أَحَدِکم (6)یَوْمَ القِیَامَه شُجَاعاً أَقْرَعَ له زَبِیبَتَان »قال أَبو عُبَیْد:و هو أَوْحَشُ ما یکون من الحَیَّاتِ و أَخْبَثُه.قال ابن الأَثِیرِ: الزَّبِیبَهُ :نُکْتَهٌ سوداءُ فوق عَیْنِ الحَیَّه،و[قیل]: (7)
هما نُقْطَتَان تَکْتَنِفَانِ فَاهَا،و قِیل:هما زَبَدَتان فی شِدْقَیْها.
و الزَّبِیبَتَان فوق عَیْنَیِ الکَلْب کَزَنَمَتَیِ البَعِیرِ أَو لَحْمَتَان فی الرَّأْس کالقَرْنَیْنِ ،و قیل:نَابَانِ یَخْرُجَان من الفَم،و قیل غیرُ ذلک کما نَقَلَه أَهْلُ الغَرِیب و أَورده شیخنا فی الحیه.
و التَّزَبُّبُ :التَّزَبُّدُ فی الکلام، و تَزَبَّبَ الرجلُ إِذا امْتَلأَ غَیْظاً،قاله شَمِر.
و رُوِی عن أُمِّ غَیْلانَ ابْنَهِ جَرِیرٍ أَنَّها قالت:رُبَّما أَنشدتُ أَبِی حَتَّی تَزبَّبَ (8)شِدْقایَ ،قال الراجز:
إِنِّی إِذا ما زَبَّبَ الأَشْدَاقُ و کَثُر الضِّجَاجُ و اللَّقْلاَقُ
ثَبْتُ الجَنَانِ مِرْجَمٌ ودَّاقُ
و الزَّبَابُ کسَحَاب:فأْرٌ عَظِیمٌ أَصَمُّ (9)قال الحارثُ بن حِلِّزَهَ :
و هُمُ زَبَابٌ حائِرٌ لا تَسْمَعُ الآذَانُ رَعْدا
أَی لا تسمَعْ آذانُهم صوتَ الرَّعْد؛لأَنَّهُم صُمٌّ طُرْشٌ . أَو هو فأْرٌ أَحْمَرُ حَسَن الشَّعَر أَو هو بِلاَ شَعَر.
ص:49
و العَرَبُ تَضْرِبُ بها المَثَل فتَقُولُ : «أَسْرَقُ مِنْ زَبَابَه » و یُشَبَّه به الجاهل واحِدَتُه، زَبَابَهٌ ،و فِیها طَرَشٌ ،و یُجْمَعُ زَبَاباً و زَبَابَات .و قِیلَ : الزَّبَابُ :ضَرْبُ من الجُرَذِ عِظَامٌ ، و أَنْشدَ:
وَثْبَهَ سُرْعُوبٍ رَأَی زَبَابا
السُّرْعُوبُ :ابنُ عُرْس (1)،أَی رَأَی جُرَذاً ضَخْماً.و
1- فی حدیثِ عَلِیّ -کَرَّم اللّه وَجْهَه: -«أَنَا و اللّهِ إِذاً مِثْلُ الَّذِی (2)أُحِیطَ بها فقیل: زَبَابِ زَبَاب ». کأَنَّهم یُؤنِسُونَها بذلک.
المعنی:لا أَکونُ مثل الضَّبُع تُخَادَعُ عن حَتْفِها.و الزَّبَابُ :
جِنْس من الفَأْرِ لا تَسْمَع (3)،لَعَلّهَا تأْکُلُه کما تأْکُلُ الجُرَذَ (4).
و زَبَابُ بنُ رُمَیْلَهَ الشَّاعِر و هو أَخُو الأَشْهَب، أَبُوهُما ثَوْرٌ،و رُمَیْلَهُ أُمُّهُما.و إِیّاهُ عَنَی الفَرَزْدَقُ بقوله:
دَعَا دَعْوَهَ الحُبْلَی زَبَابٌ و قد رَأَی بَنِی قَطَنٍ هَزُّوا القَنَا فَتَزَعْزَعَا
و ضبطه الحافِظُ کشَدَّادِ.
و زُبَیْب کَزُبَیْرٍ:ابنُ ثَعْلَبَهَ بن عَمْرو صَحَابِیٌّ عَنْبَرِیّ من بنی تَمیم،له وِفَادَهٌ ،کان ینزل بطَرِیق مَکَّهَ ،روی عنه بَنَّوه:
عُبَیْدُ اللّهِ و دُجَیْنٌ و ولَدَاهُما شُعَیْثُ بنُ عُبَیْدِ اللّه و العدون بن دُجَیْن،کذا فی المعجم.
قلت:و أَخذ عن شُعَیْث هذا أَبُو سَلَمَه النَّبُوذَکِیّ و حَفِیدُه سَعِیدُ بن عَمَّار ابنِ شُعَیْث،رَوَی عن آبائه و عنه محمد بن صالح النَّرْسِیّ .
و عبدُ اللّهِ بنُ زُبَیْب کَزُبَیْر تابِعِیٌّ جَنَدِیٌّ . إِلی قَرْیَه بالیمن، روی مَعْمر عن رجل عنه.حدیثُه مُرْسَل،قال الحافظ فی التَّبْصِیرِ:بل مُخْتَلَفٌ فی صُحْبَتِهِ .قلتُ :و لذا ذکره ابن فَهْد فی مُعْجَم الصَّحَابه (5)،قلت:و روی عنه کثیر بن عطاء.
و الزَّبّابُ کشَدّادٍ:بائعُ الزَّبِیب کَالزَّبِیبِیّ ، و قد تقدم. و حُجَیْرُ بنُ زَبَّابٍ نَسَبُه فی بنی عَامِر بن صَعْصَعَهَ ، و حَفِیدَتُه صَفِیَّهُ بنتُ جُنْدَبِ بْنِ حُجَیْر (6)أُمُّ الحَارِث بْنِ عَبْدِ المُطَّلِب بْنِ هَاشِم. و عَلِیُّ بنُ إِبْرَاهِیمَ الزَّبَّابُ :مُحَدِّثٌ عن عمر بن علک المَرْوَزِیّ ،و عنه أَبُو زُرْعه رَوْح بنُ محمد.
و الزَّبِیبِیَّهُ :مَحَلَّهٌ ببَغْدَادَ،منها أَبُو بَکْر عَبْدُ اللّه بْنُ طَالِب، کذا فی النسخ،و الصواب ابن أَبی طالب الزَّبِیبِیُّ البَغْدَادِیّ المحدِّث عن شهده.
وَ زِبِیبَی بکسر الزّای و البَاء الأُولَی:جَدُّ أَبی الفَضْل مُحَمّدِ بْنِ عَلِیِّ بن أَبی طَالِب ابْنِ مُحَمَّد بنِ زِبِیبَی الزِّبِیبِیِّ المُحَدِّثِ سَمع أَبا عَلِیّ الحَسَن بْن عَلِیّ بن المُذهِب التَّمیمیّ القطیعیّ ،تُوُفِّیَ سنه 511 ترجمه أَبُو الفتح البنداریّ ترجمه واسعه فی الذَّیْل علی تاریخ بغداد،و هو عندی،و ولده ذو الشَّرَفَیْن أَبو طالب الحُسَیْن بن محمد (7)مُحَدِّث،رَوَی عن القَاضِی أَبی القَاسِم التَّنُوخِیّ و غیره.
و الزَّبِیبِیُّ بالفَتْح:النَّقِیعُ المُتَّخَذُ مِنَ الزَّبِیبِ نقله الصاغانی.
و الزَّبْزَبُ :دابَّهٌ کالسِّنَّوْر تأْخُذُ الصِّبْیَان من المُهُودِ،نقله الصَّاغَانِیّ ،ذکرهُ ابن الأَثِیرِ فی الکَامِل فی حوادث سنه 304 و هو حَیَوانٌ أَبْلَقُ بسَوَادٍ قَصِیرُ الیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْن،کذا فی حیاه الحیوان.
و الزَّبْزَبُ : ضَرْبٌ من السُّفُن.
وَ زَبْزَبَ إِذا غَضِب،أَو زَبْزَبَ إِذا انْهَزَمَ فی الحَرْب، کِلاَهُما عَن أَبِی عَمْرو.
و المُزَبِّبُ ،کمُحَدِّثٍ :الکَثِیرُ المال، کالمُزِبِّ ،بالضَّمِّ .
و یقال:آلُ فلان مُزِبُّون ،إِذا کثرت أَموالُهم و کَثُروا هم.
و عَبْد الرَّحْمن بْنُ زَبِیبَهَ کحَبِیبَه و فی نسخه شیخنا کجُهَیْنَه،و الأَوَّلُ الصَّوَابُ ،تابِعِیّ ،عن ابن عُمَر.
و الزَّبَّاوَان :رَوْضَتَان لآل عَبْدِ اللّهِ بنِ عامر بن کُرَیْزٍ،
ص:50
و یقال:ابن الحَنْظَلِیَّه:و تلک بمَهَبِّ الشمال من النِّبَاج عن یَمِینِ المُصْعِد إِلی مَکَّهَ من طَرِیق البَصْرَه من مَغِیض أَوْدِیَهِ حِلَّهِ النِّبَاج.
و بَنُو زَبِیبَه :بَطْن.
و زَبّان :اسم،فمن جعل ذلک فَعّالا من زبن صَرَفَه، و مَنْ جَعَلَه فَعْلاَن مِنْ زَبّ لم یَصرِفْه.و یقال: زَبَّ الحِمْلَ و زَأَبَهُ و ازْدَبَّه :حَمَلَه.قال الشَّاعر (1):
هجوتُ زَبّان ثم جِئتُ مُعْتَذِراً من هَجْو زَبّان لم أَهْجُ و لم أَدَعِ (2)
و زَبَّان بن قَسْور الکلفیّ :صحابیّ له حدیث واه،قاله الدَّارقُطْنِیّ ،و ضبطه عبد الغنیّ بن سعید،و یحیی بن الطحان بالراء بدل النون.و زُبَیْبٌ الضِّبابیّ کزُبَیْر:شاعرٌ إِسلامِیّ .و زَبِیبَهُ :أُمُّ عَنْتَرَهِ العَبْسِیِّ و جَدّهُ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ سَمُره.
و زَبّان اسمُ مَوْضِع بالحجاز،کذا فی مُخْتَصَر المَراصِد.
و نِهْیَازُ باب بالضم:ما آنِ لِبَنِی کِلاب.
و دیر الزبیب فی نواحی خُناصره تجاه دیر إِسحاق،نقلته من تاریخ ابن العدیم.
ما سمعتُ له زُجْبَهً ،بالضَّمِ ،أَی کَلِمَهً ، أَهمله الجماعه،و سیَأْتِی له فی زَجَم و زَحَنَ مثلُ ذَلِک.
زَحَبَ إِلَیْهِ کدَفَع. أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ دُرَیْد:أَی دَنَا. یقال: زَحَبْتُ إِلی فُلاَن،و زحَبَ إِلیَّ ،إِذا تَدَانَیْنَا.قال الأَزْهَرِیّ : زَحَبَ بمعنی زَحَفَ ،قال:و لعلها لُغَهٌ ،قال:و لا أَحفَظُها لِغَیْرِه (3).
الزَّخْبَاءُ بالخاء المعجمه،أَهمَلَه الجَوْهَریُّ ،و هی الناقهُ الصُّلْبَهُ عَلَی السَّیْر، رواه ثَعْلَبٌ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،کذا فی اللسان.
الزُّخْزُبُّ ،بالضم (4)و بخاء معجمه،رواه أَبو عُبَیْد فی کِتَابه،و جاءَ به فی حَدِیثٍ مَرْفُوعٍ کما سَیَأْتی، قال:و هذا هو الصحیح،و الحاءُ عندنا تَصْحِیف، و بِزَاءَیْن مُشَدَّدَتَیْن و تَشْدِید البَاء:الغَلِیظُ من أَوْلاَدِ الإِبِل الذی قَدْ غَلُظ جِسْمُه و اشْتَدَّ لَحْمُه،و قیل: القَوِیُّ الشدیدُ اللَّحْمِ .
یقال:صَارَ وَلَدُ النَّاقَهِ زُخْرُبّاً إِذا غَلُظَ جِسْمُه و اشْتَدَّ [لحمه] (5)و
14- فی الحَدِیثِ : أَنَّهُ صلّی اللّه علیه و سلّم سُئِل عن الفَرَع و ذَبْحِه، فقال:«هو حَقٌّ ،و لأَنْ تَتْرُکَه حَتَّی یَکُونَ ابنَ مَخَاضٍ أَو ابنَ لَبُون زُخْزُبّاً خیرٌ منْ أَنْ تُکْفِیءَ إِناءَک و تُوَلِّه ناقَتَک.». الفَرَعُ :
أَولُ ما تَلِده النَّاقَه،کانوا یَذْبَحُونَه لآلِهَتِهم،فکره ذلک، و قال:لأَنْ تَتْرُکَه حَتَّی یَکْبر و یُنْتَفَع بلَحْمِه خیرٌ من أَنَّک تَذْبَحه فیَنْقَطعَ لَبَنُ أُمِّه،فتکُبَّ إِنَاءَک الذی کنت تَحْلُبُ فیه و تجعل نَاقَتَکَ وَالِهَهً بِفَقْدِ وَلَدِهَا.
رَجُلٌ مُزَخْلِبٌ بالخاء المُعْجَمه للفاعِل، أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال ابن دُرَیْد: إِذا کَانَ یَهْزَأُ بالنَّاسِ ، هذا عن أَبی مَالِک،و ذکر أَیضاً عن مَکْوَزَهَ الأَعْرَابِیِّ .
الزِّدْبُ بالکَسْرِ أَهمله الجوهرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسان،و قال الصَّاغَانِیُّ :هو النَّصِیبُ ج الأَزْدَابُ و هی الأَنْصِبَاءُ،و هو غَرِیبٌ .
الزَّذَابِیَهُ کثمَانِیَهٍ أَهمله الجوهریُّ و صَاحِبُ اللِّسان،و قال الصَّاغَانِیُّ :هُمُ أَهلُ بَیْتٍ بالْیَمَامَهِ . قال شیخُنا:هُوَ مِنْ مَادَّهِ ما قَبْلَه کما هو ظاهر،فلا معنی لإِفْرادِه بالتَّرْجَمَه کما لاَ یَخْفَی.
قلت:و هذا بناء علی أَنَّه بالدّال المهمله بَعْدَ الزَّای، و لَیْسَ کَذَلک،بل هو بالذَّال المُعْجَمَه کما فی نُسْخَتِنا و فی غیر نُسَخ،فلا یتَوَجَّه علی المُؤَلِّف ما قاله شَیْخنا کما لاَ یَخْفَی.
الزَّرْبُ :المَدْخَلُ .و مَوْضِعُ الغَنَمِ ،و یُکْسَرُ فی الأَخِیرِ و ج فِیهما زُرُوبٌ . و الزَّرِیبَهُ :حَظِیرهَ للغَنَم من
ص:51
خَشَب،و هو مَجَازٌ،لأَنَّهُ مأْخُوذٌ من الزَّرْب الَّذِی هو المَدْخَلُ .و انْزَرَبَ فی الزَّرْبِ انْزِرَاباً إِذا دَخَلَ فیه. و الزَّرْبُ و الزَّرِیبَهُ :بِئْرُ یَحْتَفِرُهَا الصَّائِدُ یَکْمُن فِیهَا لِلصَّید.و فی الصَّحَاحِ : الزَّرْبُ : قُتْرَهُ الصَّائِدِ، کالزَّرِیبَهِ فیهما. و انْزَرَبَ الصائِدُ فی قُتْرَتِهِ :دَخَلَ .قال ذو الرُّمَّهِ :
و بالشَّمَائِلِ مِنْ جَلاَّنَ مُقْتَنِصٌ رَذْلُ الثِّیابِ خَفِیُّ الشَّخْص مُنْزَرِبُ (1)
و جَلاَّن:قَبِیلَه.
و الزَّرْبُ :قُتْرَهُ الرَّامِی.قَالَ رُؤْبَهُ :
فی الزَّرْبِ لو یَمْضَغُ شَرْیاً ما بَصَق (2)
و الزَّرْبُ : بَناءُ الزَّرِیبَهِ للْغَنَمِ أَی الحظیره مِنْ خَشب، و قد زَرَبْتُ الغَنَم أَزْرُبُها زَرْباً .
و فی بعض النسخ:و بَنَات الزَّرِیبَه :الغَنَم.
فی لسان العرب فی رَجَزِ کَعْب:
تبِیتُ بَیْنَ الزَّرْبِ و الکَنِیفِ
تُکْسَر زَاؤُه و تُفْتَح.و الکَنِیفُ :الموضعُ السَّاتِر،یُرِید أَنها تُعْلَفُ فی الحَظَائِرِ و البُیُوتِ لا بالکَلَإِ و المَرْعَی.
و الزِّرْب بالکَسْرِ:مَسِیلُ المَاءِ.و زَرِبَ الماءُ و سَرِبَ کَسَمِعَ إِذَا سَال.و الزِّرْیَابُ بالکَسْر:الذَّهَبُ قاله ابن الأَعْرَابیّ ، أَو مَاؤُه.
و الزِّرْیَابُ :الأَصْفَرُ (3)مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ،سقَطَ من نُسْخَتِنا، و هو مَوْجُودٌ فی غَیْر نُسَخ،فهو مُعَرَّبٌ من زَرْآب بالفتح، أُبْدِلَتِ الهَمْزَهُ یَاء للتَّعْرِیب.
و عَلِیُّ بنُ نَافِع المُغَنّی المُلَقَّب بزِرْیَاب مَوْلَی المَهْدِیّ ، و مُعَلِّمُ إِبراهیم المَوْصِلِیّ ،قَدِم الأَندلسَ سنه 136 علی عَبْدِ الرحمن الأَوسط ،فرِکبَ بنفسه لتَلَقِّیه،کما حَکاهُ ابنُ خَلْدُون.و نقل شیخنا عن المُقْتَبَس ما نَصُّه: زِرْیَاب :لقَبٌ غَلَب علیهِ بِبلَدِه لِسَواد لونِه مع فَصَاحه لِسانه،شُبِّه بطائِرٍ أَسودَ غَرَّادٍ،و کان شاعِراً مَطْبوعاً،أُستَاذاً فی المُوسیقی.
و عنه أَخَذَ الناسُ ،تَرْجَمه الشّهابُ المَقَّرِیّ فی نَفح الطیب و غیره.و قال العَلاَّمَه عَبْدُ الملک بنُ حَبِیب مع زُهْدِه و علمه فی أَبیات له:
زِرْیَابُ قد أُعْطِیتَها جملهً و حِرْفَتِی أَشرفُ من حِرْفَته
و فی حیاه الحیوان: الزِّرْیَابُ فی کِتاب مَنْطق الطَّیر أَنَّه أَبو زریق (4).
و الزَّرَابِیُّ :النَّمَارِقُ ، کذا فی الصَّحَاح. و البُسُطُ ،أَو کُلُّ ما بُسِطَ و اتُّکِیء علیه ،و مثله قال الزجاج فی تَفْسِیر قَوْلِهِ تَعَالَی: وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَهٌ (5).و قال الفرَّاءُ:هی الطَّنَافِسُ لها خَمْلٌ رقیقٌ . الوَاحِدُ زِرْبِیٌّ ،بالکَسْرِ و یُضَمّ ، هکذا فی النسخ.و الذی فی لسان العرب:الوَاحدُ من کُلِّ ذَلِک زَرْبِیَّهٌ .بفتح الزای و سکون الراء،عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و
16- فی حَدِیثِ بَنِی العَنْبَرِ: «فَأَخَذُوا زِرْبِیّهَ أُمِّی فأَمَرَ بِهَا،فَردَّتْ ». هی الطِّنْفِسَه،و قیل:البِسَاطُ ذُو الخَمْل،و تُکْسَر زَاؤُهَا و تُضَمّ (6).
و الزِّرْبِیَّهُ :القِطْعُ و ما کان علی صَنْعَتِه.
و الزَّرَابِیُّ من النَّبْتِ :ما اصْفَرَّ أَو احْمرّ و فیه خُضْرَهٌ ، و قد ازْرَبَّ البَقْلُ ازْرِبَاباً کا حمر احْمِرَارا،رُوِیَ ذَلِکَ عن المُؤَرّجِ فی قَوْلِه تعالی: وَ زَرابِیُّ مَبْثُوثَهٌ .فلما رَأَوا الْأَلوان فی البُسُط و الفُرُش شَبَّهُوها بزرَابِیِّ النَّبْت،و کذلک العَبْفَرِیُّ من الثِّیَاب و الفُرُشِ .
و
16- فی حدیث أَبی هریره: «وَیْل للعَرَب مِنْ شَرٍّ قَد اقْتَرَب، وَیْلٌ للزِّرْبِیَّهِ ،قیل:و ما الزِّرْبِیَّهُ ؟قال:الذِینَ یَدْخُلُون علی الأُمَرَاء،فإِذا قالُوا شَرّاً أَو قالوا شَیْئاً (7)قَالُوا:صَدَق».
شَبَّهَهُم (8)فی تَلَوُّنِهِم بوَاحِدَهِ الزَّرَابِیِّ و ما کان علی صبغتها
ص:52
و أَلْوانِهَا.أَو شَبَّهَهم بالغَنَمِ المَنْسُوبَه إِلی الزَّرْب ،وَ هُوَ الحَظِیرَهُ التی تَأْوِی إِلَیْهَا فی أَنَّهُم یَنْقَادُونَ لِلْأُمَرَاء و یَمْضُونَ عَلَی مِشْیَتِهم انْقِیَادَ الغَنَم لِرَاعِیهَا.
و یقال للمِیزَاب: المزْرَابُ و المِرْزَابُ هُوَ لُغَهٌ فیه.
و قال ابن السِّکِّیتِ :هُوَ المِئْزَابُ و جَمْعُه مَآزِیبُ .و لا یُقَالُ المِرْزَاب،و کذلک الفَرَّاءُ و أَبُو حَاتِم.
و عینُ زُرْبهَ (1)بالضم أَو زَرْبی کَسَکْرَی،و علی الأَول اقْتَصَر ابنُ العَدِیم فی تَاریخ حَلَب: ثَغْرٌ مشهور قُرْبَ المَصِیصَه من الثُّغُورِ الشَّامِیَّهِ .
نُسِبَ إِلیها أَبُو مُحَمَّد إِسْمَاعِیلُ بْنُ عَلِیّ العَیْنَزَرْبِیّ الشَّاعِر المجید،و حَمْزَهُ بْنُ عَلِیٍّ العَیْنَزَرْبِیّ ،من جَیّد شعره:
یا راکِباً یَقْطَعُ عَرْضَ الفَلاَ بَلِّغْ أَحِبَّایَ الّذی تَسْمَعُ
و قُل لَهُم مَا جَفَّ لِی مَدْمَعٌ و لا هَنَانی بَعْدَکُم مَضْجَعُ
و لا لَقِیتُ الطَّیفَ مُذْغِبْتُمُ و إِنَّمَا یَلْقَاهُ مَنْ یَهْجَعُ
و مِمَّن نُسِبَ له الحُسَیْنُ بْنُ عَبدِ اللّه الخَادِم مَوْلَی الحَسَن بْنِ عَرَفَه،مُحَدِّث،رَابَطَ بها نحواً من نَیِّفٍ و عِشْرِینَ سَنَه روی عن مَوْلاَه.
و ممَّن نُسِبَ إِلَیْه أَبُو عَبْد اللّه الحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّد بْنِ أَحمدَ العَیْنَزَرْبِیُّ خرجَ منها حِینَ اسْتِیلاَء الکُفَّارِ عَلَیْها،تُوُفِّی سنه 392 کذا فی تارِیخ ابْنِ العَدِیم.
و ذَاتُ الزِّرَابِ ،بالکَسْرِ:من مَسَاجِد النبی صلّی اللّه علیه و سلّم: بین مَکَّه و المَدِینَه،شرفهما اللّه تعالی.
و زَرِیبَهُ السَّبُعِ هکذا فی الصَّحَاح بالإِضَافه: مُکْتَنُّه أَی مَوْضِعُه الذی یَکْتَنُّ فِیهِ .و فی غیر الصَّحَاح: الزَّرِیبَهُ :
مَکْمَنُ السَّبُعِ .
و الزَّرِیبَهُ :من قُرَی الشَّرقیّه بمصر.
و یَومُ الزَّرِیبِ :من أَیّامهم (2). و زَرْبَی (3)بالفتح:مُحَدِّث یُرْوَی له مَنَاکِیرُ.
و زَرَبیُّ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ زَیْد الأَنْصَارِیّ من بنی حارثه أَخو عَلاقه،عِداده فی أَهل المدینه:تابعیّ .
و الزَّرَائِبُ :بُلَیْدَهٌ فی أَول الیمن،نَقَله الصَّاغَانِیّ .
و الزَّرابِیُّ :قَرْیَهٌ بالصَّعیدِ بالقُرْبِ من أَبِی تیج،و قد دَخَلْتُها.
و زُرَیْبُ بنُ ثَرْمَلَه،کزُبَیْر:أَحَدُ المُعَمَّرِین،له قِصَّه ذکرها ابنُ أَبِی الدُّنْیَا،و الدّارقُطْنیّ فی غَرَائب مالک، و الباوردیّ فی الصحابه و غیرهما،و تبعهم الحافظ فی الإصابه.
و أَبو المُعْتَمِر عَمَّار بْنُ زَرْبَی ،حَدّثَ عنه أَبُو جَعْفَر محمدُ بْنُ جَعْفَر تمتام.
زَرْدَبَهُ : أَهمله الجوهریّ ،و قال ابن درید:
أَی خَنَقَه، و زَرْدَمَه کذلک،و قیل:دَحْرَجَه،و قیل:رَمَاهُ فی زِرْدَاب ؛و هو ما انْحَدَر من السُّیُولِ ،قَالَهُ شَیْخُنا.
الزَّرْغَبُ ،بالغَیْنِ المُعْجَمَه کجَعْفَرِ، أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هُوَ الکِیْمُخْتُ (4)أَورده هکذا ابنُ مَنْظُورٍ و الصَّاغَانِیُّ .
الزَّرْنَبُ :طِیبٌ ،أَو هو شجَرٌ طَیِّبُ الریح،أَو ضَرْبٌ من النَّبات طَیِّب الرَّائِحَهِ ، و هو فَعْلَل،و هو عَرَبِیُّ صَحِیح کما صَرَّح به أَئِمَّهُ اللُّغَه خلاَفاً لابْنِ الکتبیّ فإِنَّه صَرَّحَ بِتَعْرِیبِه.
و فی حدیث أُمِّ زَرْع:«المَسُّ مَسُّ أَرْنَب و الرِّیحُ رِیحُ زَرْنَبٍ ».قال ابنُ الأَثیرِ فی تَفْسِیرِه:هو الزَّعْفَرَان. و یجوز أَن یُعْنَی طِیبُ رائِحتِه،و یَجُوزُ أَنْ یُعْنَی طِیبُ ثَنَائِه فی النّاسِ .قال الراجِزُ:
وا بِأَبِی ثَغْرُکِ ذَاک الأَشْنَبُ (5) کأَنَّمَا ذُرَّ عَلَیْهِ الزَّرْنَبُ
ص:53
و الزَّرْنَبُ : بَقَرُ الوَحْش (1)نقله الصاغانیّ .
و الزَّرْنَبُ :الحِرُ بالکَسْرِ أَی فَرْجُ المَرْأَهِ ،أَو عَظِیمُه،أَوْ ظَاهِرُه،أَقْوَالٌ .أَو لَحْمَهٌ دَاخِل الزَّرَدَانِ خَلْفَ الکَیْنَهِ ؛وَ هِیَ غُدَدٌ فِیهِ کما یَأْتِی للمُؤَلِّف،و الزَّرْنَبَهُ خَلْفَها لَحْمَهٌ أُخْرَی، عن ابن الأَعرابیّ .
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
زَرْنَبُ بْنُ أَبِی جُرْثُوم:شَاعِرٌ جَاهِلِیّ ،ذَکَرَه المَرْزُبَانِیّ .
زَعَبَ الإِنَاءَ،کَمنَعَ یَزْعَبُه زَعْباً : مَلأَه و زَعَبَ له مِن المَالِ قَلِیلاً:قَطَعَ .و أَصْلُ الزَّعْبِ :الدَّفْعُ و القَسْمُ .یقال:أَعْطَاهُ زِعْباً من مَالِه و زِهْباً مِنْ مَالِه أَی قَطَعَه کازْدَعَبه و ازْدَهَبَه.
و مَطرٌ زَاعِبٌ : یزْعَبُ کُلَّ شَیْ ء أَی یَمْلَؤُه،و أَنشَد یَصِفُ سَیْلاً:
ما جَازَتِ العُفْرُ مِنْ ثُعَالَهَ فالرَّ وحاء منه مَزْعُوبهُ المُسُلِ (2)
أَی مَمْلُوءَه.و زَعَبَ السَّیْلُ الوَادِیَ یَزْعَبُه زَعْباً :مَلأَه.
و زَعَب الوَادِی نَفْسُه: تَمَلَّأَ فدَفَع بعضُه بَعْضاً.و سَیْلٌ زَعُوبٌ : زَاعِبٌ .و جاءَنَا سَیْلٌ یَزْعَبُ زَعْباً أَی یَتَدافَعُ فی الوادِی و یَجْرِی،و إِذا قلت:یَرْعَبُ بالرَّاء تَعْنی یَمْلأُ الوَادِیَ . و زَعَبَ القِرْبَهَ : مَلَأَها احْتَمَلَهَا و هی مُمْتَلِئَهٌ .
یقال:جَاءَ فلانٌ یَزْعَبُها و یَزْأَبُها أَی یَحْمِلُها مَمْلُوءَه.و زَعَبَتِ القِرْبَهُ :دَفَعَتْ مَاءَهَا.و قِرْبَهٌ مَزْعُوبَهٌ و مَمْزُورَهٌ أَی مَمْلُوءَهٌ .
و
16- فی حدیث أَبِی الهَیْثَم: «فلم یَلْبَثْ أَنْ جَاءَ بِقِرْبَهٍ یَزْعَبها ». أَی یَتَدَافَعُ بِهَا و یَحْمِلُها لِثِقَلِها.
و من المَجَازِ: زَعَبَ المَرْأَهَ یَزْعَبُها (3)زَعْباً : جَامَعَها فملأَ فَرْجَهَا بفَرْجِهِ ،أَو مَلأَ ها أَی فَرْجَهَا مَاءً أَی مَنِیًّا، و هَذِه عَنِ ابْنِ دُرَیْد.و قیل:لا یَکُونُ الزَّعْبُ إِلاَّ من ضِخَمٍ .
و زَعَب البَعِیرُ بحِمْلِه إِذا اسْتَقَام،أَو مَرَّ بِهِ مُثْقَلاً، أَو مَرَّ یَزْعَبُ بِهِ أَی مرًّا سرِیعاً، أَو زَعَبَ بِحِمْلِه یَزْعَب : تَدافَع، کَازْدَعَب فِیهِما. یقال: ازْدَعَبْتُ الشیءَ إِذا حَمَلْتَه.یقال:
مر بِهِ فازْدَعَبَه .و زَعَبْتُه عَنِّی زَعْباً :دَفَعْتُه.
و زَعَبَ لَهُ من المَالِ زَعْبَهً ،و یُضَمُّ ،و زِعْباً بالکَسْرِ أَی دفَع لَهُ قِطْعَهً مِنْه. و الزُّعْبَهُ کالزُّهْبَهِ :الدُّفْعَهُ الوَافِرَهُ مِنَ المَالِ ،و قد وَرَدَت هذه اللفظهُ فی حدیثِ عَمْرو بْنِ العَاصِ (4)،و
1- فی حدیثِ عَلِیٍّ کَرَّمَ اللّهُ وَجْهَهُ : «أَنَّهُ کانَ یَزْعَبُ لِقَوْم و یُخَوِّضُ لآخَرِین» (5). الزَّعْبُ :الکَثْرَهُ .و زَعَبَ الرجلُ فی قَیْئِه إِذا أَکْثَر حَتَّی یَدْفَعَ بَعْضُه بَعْضاً.
و زَعَبَ الغُرَابُ زَعِیباً :نَعَب أَی صَوَّتَ .و قد زَعَبَ و نَعَب،و هُمَا بِمَعْنًی.و الزَّعِیبُ :النَّعِیبُ (6).و قال شَمِر فی قَوْله:
زَعَبَ الغُرَابُ و لَیْتَه لَمْ یَزْعَبِ
یکون زَعَبَ بمَعْنَی زَعَمَ ،أَبْدَلَ المیمَ بَاءً مِثْلَ عَجْب الذَّنَبِ و عَجْمِه. و زَاعِب :د. و فی أُخری علامه موضع. أَو رَجُلٌ من الخَزْرَج،کان یَعْمَلُ الأَسِنَّهَ ،قاله المبرد،و مِثْلُه فی الأَسَاس و منه: سِنَانٌ زَاعِبِیٌّ .و یقال: الرِّمَاحُ الزَّاعِبیَّهُ :
الرِّمَاحُ کُلُّها.قَال الطِّرِمَّاحُ (7):
و أَجْوِبَهٌ کالزَّاعِبیّهِ وَخْزُها یُبَادِهُهَا شَیْخُ العِرَاقَیْنِ أَمْرَدَا
أَو هِی الَّتِی إِذَا هُزَّت کَأَن کُعُوبَها یَجْرِی بَعْضُها فی بَعْض لِلِینه،قاله الاصمعیّ ،و هو مَجَازٌ لانه من قَوْلِک:مَرَّ یَزْعَبُ بحِمْله،إِذَا مَرَّ مرًّا سَهْلاً،و أَنشد:
و نَصْلٍ کنَصْلِ الزَّاعِبِیِّ فَنِیقِ (8)
ص:54
أَی کنَصْلِ الرُّمْح الزَّاعِبِیّ .و قال غیرُه: الزَّاعِبِیُّ مِنَ الرِّمَاح:الذِی إِذَا هُزَّ تَدَافَعَ کُلُّه،کأَنَّ آخِرَه یَجْرِی فی مُقَدَّمِه.
و زَعِیبُ النَّحْلِ :دَوِیُّها، و قد زَعَبَ یَزْعَب زَعْباً إِذَا صَوَّتَ .
و زَعَابَهُ کَسَحَابَه:ه بالیَمَامَه. مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدِینَهِ و یُضَمُّ فی الأَخِیر. و زُعَابٌ کغُرَابِ :ع بالمدینه شَرَّفَهَا اللّهُ تَعَالی. أَو الصَّوَابّ بالغَیْن کما سَیْأَتِی.
و زُعَیْبٌ کزُبَیْرٍ:اسم.و زِعْبٌ کجِلْد:أَبُو قَبِیلَهٍ ، و هو زِعْب بْنُ مَالِکِ بْنِ خِفاف (1)بن امریء القَیْس بن بُهْثَهَ بن سُلَیْم. منها مَعْنُ بْنُ یَزِید بْن الأَخْنَس بْنِ حَبِیب بن جروه (2)بن زِعْبِ بْنِ مَالِک و قالوا: لِمَعْن و لأَبِیه یَزید صُحْبَهٌ ، و یقال:شَهِد هو و أَبُوهُ و ابنُه بدراً،و أَنکره أَبو عُمر، و شَهِد مَعْنٌ یوم المرج مع الضحَّاک بن قَیْس الفِهْرِیّ .و فی اللباب:و بنو زِعْب هی التی أَخذت الحاجّ سنه 545 فهلک منهم خَلْقٌ کثیر قَتْلاً و جُوعاً و عَطَشاً،ثم رماهم اللّه بالعِلَّه و الذُّلِّ إِلی الآن،انتهی.
و التَّزَعُّبُ :النَّشَاطُ و السُّرْعَهُ .و التَّغَیُّظُ .و الإِکثارُ.
و تَزَعَّبَ الرجُلُ إِذَا نَشِط و أَسْرَعَ . و تَغَیَّظ .و تَزَعَّبَ فی أَکْلِه و شُرْبِه:أَکْثر.
و تَزَعَّبَ القومُ المالَ : جَعَلُوه زُعْبَهً زُعْبَهً أَی اقْتَسَمُوه.
و أَصل الزَّعْبِ :الدَّفْعُ و القَسْم. و الزُّعْبُوبُ بالضَّمِّ ، و قد سقَطَ من بَعْضِ النُّسَخ هذا الضَّبْط ،و هو اللَّئیمُ القَصِیرُ من الرجال کالأَزْعَبِ قاله ابْنُ السِّکِّیت. ج زُعْبٌ بالضَّمِّ . إِن کان جَمْعاً للأَزْعب فلا شُذُوذ فإِنه کأَحْمَر و حُمْر،و إِن کان لزُعْبُوب کما هو صَرِیحُ قَوْل المُؤَلِّف فهو شَاذٌّ، لأَنه علی غَیْرِ قِیاس.و أَنشد ابن السِّکِّیت:من الزُّعْبِ لم یَضْرِب عَدُوًّا بِسَیْفه.
و بالفَأْسِ ضَرَّابٌ رُءُوسَ الکَرَانِفِ و الأَزْعَبُ :الغَلیظُ . یقال:وَتَرٌ أَزْعَبُ ،و ذَکرٌ أَزْعَبٌ ،أَیْ غَلِیظٌ .
و زُعْبُبٌ کقُنْفُذٍ:اسم.
و زُعْبَهُ ،بالضم: اسم حِمَارٍ معروف.قال جَرِیر:
زُعْبَهَ و الشَّحَّاجَ و القُنَابِلاَ
قلت:و لَعَلَّه مُصَحّف،و قد یَأْتِی فی الغَیْنِ .
و الزَّاعِبُ :الهَادِی و فی بعض النسخ:الدَّاهِی،و هو غَلَط ، السَّیَّاحُ فی الأَرْض، و أَنشد لابن هَرْمَه:
یَکَادُ یَهْلِکُ فِیهَا الزَّاعِبُ الهَادِی (3)
و فی حَوَاشِی بَعْضِ نُسَخِ الصِّحاح المَوْثُوقِ بها.
و زَعْبَانُ :اسمُ رَجُل. و أَبو عُبَیْدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بْنُ نِعْمَهَ بنِ مَحْمُودِ بنِ زَعْبَانَ الأَنْصَارِیّ ،عُرف بالسّقاوِیّ شَیْخ تَدْمُر شَاعِرٌ مُتَأَخِّر قال الذَهَبِیُّ :کَتَبْتُ عَنْه.
و فی لسان العرب:و رَوَی أَبُو تُرَاب عَنْ أَعْرَابِیٍّ أَنَهُ قَالَ :
هذَا البَیْت مُجْتَزِیءٌ بزَعْبِه و زَهْبِه،أَی بِنَفْسِهِ (4).
و الزَّعُوبَهُ هی الرَّاعُوفَهُ :صَخْرَهٌ تکُونُ فی أَسفَلِ البِئْرِ إِذا حُفِرَت،هکذا هُوَ فی اللِّسان،و أَنا أَخشی أَن یکونَ تَصْحِیفَ الرَّاعُوثَهِ (5).
*و مما یستدرک علیه:
الزُّعْرُبُ کقُنْفُذ:القَصِیرُ الدَّاهِیَهُ مِنَ الرِّجَالِ .
الزَّغَبُ ،مُحَرّکه: الشُّعَیْرَاتُ الصُّفْرُ علی ریش الفَرْخ،و قیل:هو صِغَار الشَّعَر و الرِّیشِ و لَیِّنُه و قیل:هو دُقَاقُ الرِّیش الّذی لاَ یَطُولُ و لاَ یَجُودُ.و الزَّغَبُ :ما یَعْلُو رِیشَ الفَرْخِ أَوْ أَوَّلُ مَا یَبْدُو مِنْهُما أَی مِنْ شَعَر الصَّبِیّ و المُهْرِ وَ رِیشِ الفَرْخ،واحِدَتُه زَغَبَهٌ ،قال:
ص:55
کَانَ لَنَا وَ هْوَ فُلُوٌّ نرْبَبُهْ مُجَعْثَنُ الخَلْقِ یَطِیرُ زَغَبُهْ (1)
و الفِرَاخُ زُغْبٌ .قال أَبُو ذُؤیْب:
تَظَلُّ عَلَی الثَّمْرَاءِ منها جَوَارِسٌ مَرَاضِیعُ صُهْبُ الرِّیشِ زُغْبٌ رِقَابُها
و قد زَغَّبَ الفَرْخُ تَزْغِیباً .و رجُلٌ زَغِب الشَّعَرِ،و رَقَبَهٌ زَغْبَاء . و الزَّغَبُ : ما یَبْقَی فِی رَأسِ الشَّیْخ عِنْدَ رِقَّهِ شَعَرِه و الفِعْلُ مِنْ ذلِکَ کُلِّه زَغِبَ کَفَرِح زَغَباً ،فهو زَغِبٌ ، و زَغَّبَ تَزْغِیباً ، و ازْغَاب کاحْمَارَّ.
و یقال: أَخَذَه بِزَغَبِهِ ،مُحَرَّکَهً أَی بحِدْثَانِهِ .
و الزُّغَابَهُ و الزُّغَابَی ،بِضَمِّهما: أَقَلُّ مِنَ الزَّغَبِ ،و قِیلَ :
أَصْغَرُ مِنَ الزَّعَبِ .
و مِنَ المَجَازِ: مَا أَصَبْتُ مِنْهُ زُغَابَهً بالضَّمِّ أَی شَیْئاً (2).
وَ فی لِسَانِ العَرَبِ أَی قَدْرَ ذلِکَ .
و الزُّغْبَهُ بالضمِّ :دُوَیْبَّهٌ کالفَأْر، قاله ابْنُ سِیدَه،کذا فِی حَیَاهِ الحَیَوَانِ . و زُغْبَهُ بلا لام:حِمَارٌ لجَرِیرِ بن الخَطَفَی الشَّاعِرِ قال:
زُغْبَهُ لا یُسْأَلُ إِلاَّ عَاجِلاَ (3) یَحْسَبُ شَکْوَی المُوجَعَاتِ بَاطِلاَ
قَد قَطَعَ الأَمْرَاسَ و السَّلاَسِلاَ
و زُغْبَهُ :ع عَنْ ثَعْلَبٍ ،و أَنْشَدَ:
عَلَیْهِنَّ أَطْرَافٌ من القَوْمِ لَمْ یکُن طَعَامُهُمُ حَبًّا بِزُغْبَهَ أَسْمَرَا
و یفتح فی الأَخیر.
و قد سَمَّت العَرَبُ زُغْبَهَ و زُغَیْباً،قال الدَّمِیرِیّ :أَشار بذلک إِلَی لَقَب عِیسَی بْنِ حَمَّادِ بْنِ مُسلم التُجیبیّ المِصْریّ شَیْخ أَبی الحَجَّاج مُسْلِمٍ و أَبی دَاوُودَ و النَّسَائِیِّ و ابْنِ مَاجَه، روی عن رشد بن سَعْدِ،و عَبْدِ اللّه بْنِ وَهْب،و اللَّیْثِ بْنِ سَعْد،مات سنه 248 ه قال شیخنا:وقع للسَّخَاوِیِّ فی ترجمه مُوسَی بْنِ هَارُون القیسیّ أَنَّ أَحْمَدَ بنَ حَمَّاد التُجِیبِیّ یقال له زُغْبه .قُلْتُ :و أَحْمَد هو أَخُو عیسی،و فی التَّقْرِیب للحافِظِ ابْنِ حَجَر أَنَّهُ لَقَبٌ لهما،و یقال:إِنَّه لَقَبٌ لأَبِیهِما، انتهی. و زُغْبَهُ : جَدُّ والِدِ المُحدِّثِ أَحْمَدَ بْن عِیسَی بْنِ أَحْمَدَ بْنِ خَلَفٍ هکذا فی النُّسَخ،و هُوَ مِنْ قرابَهِ عِیسَی بْنِ حَمَّاد المُتَقَدِّم.
و من المجاز: الأَزْغَبُ :تِینٌ أَکبرُ من الوَحشیّ عَلَیْه زَغَب ،فإِذا جُرِّد مِنْ زَغَبه خَرَجَ أَسْوَدَ،و هو تِینٌ کَبیرٌ غَلِیظٌ حُلْو،و هو دَنِیُّ (4)التِّین،قاله أَبو حنیفه.و من القِثَّاءِ:التی یعلوها مِثْلُ زَغَبِ الوَبَر،فإِذا کَبِرَتِ القِثَّاءَهُ تَسَاقَطَ زَغَبُها و امْلاَسَّت.جَمْعُه زُغْبٌ ،و هی زَغْبَاءُ ،شبه ما علیه من الزَّغَب بصِغَار الرِّیش أَوَّلَ ما یَطْلُعُ .
و ازْدَغَبَ مَا عَلی الخِوَانِ :اجْتَرَفَه کازْدَغَفَه.
و الأَزْغَبُ :الفَرس الأَبْلَقُ .
و الزُّغْبُبُ ،کقُنْفُذٍ:القَصِیرُ البَخیلُ کأَنَّ المُعْجمَه لُغَهٌ فی المُهْمَلَهِ .
و الزُّغَبُ کَصُرَد:ما اخْتَلَطَ بیاضُه بِسَوَادِهِ من الحِبَال، کالأَزْغَبِ .و الزَّغْبَاء تَأْنیث الأزغبِ : جَبَلٌ بِالقِبَلیَّهِ (5)بکَسْرِ القَافِ ،و ضُبِطَ فی بَعْض النُّسَخ مُحَرَّکَه.
و أَبو الزَّغْبَاءِ :سِنَانُ بْنُ سَبعٍ الجُهَنِیّ .و رجل و هو أَبُو عَدِیٍّ الصَّحَابِیُّ رَضِی اللّهُ عَنْه،تُوُفِّی زَمَنَ عُمَرَ رَضِیَ اللّه عَنْه.
و زُغَیْبَهُ کجُهَیْنَهَ :مَاءٌ شَرْقِیَّ سَمُیرَاءَ.
و عَبْد اللّه بْنُ زُغْب الإِیَادیُّ بالضم:صَحَابِیُّ نقله الصاغانیّ و الحَافِظُ .و أَبُو الفَضْلِ نِعْمَهُ بْنُ عَبْدِ العَزِیزِ بْن هِبَهِ اللّهِ العَسْقَلانیُّ التَّاجِرُ،عُرِفَ بِابْنِ زُغَیْبٍ ،مُحَدِّث، سَمِع ابْنَ عَسَاکر،ولد سنه 538 دَخَل بغدادَ،و تُوُفِّیَ بمصرَ سنه 624،قاله الإِمَام أَبُو حَامِدٍ الصَّابُونیُّ .
ص:56
و زُغَابَهُ بالضَّم:ع قُرْبَ المَدِینَهِ شَرَّفَها اللّه تعالی، و ضَبَطُوهُ بالفَتْح فی غَزْوَهِ الخَنْدَقِ ،و ضُبِطَ أَیضاً بإِهمالِ العَیْن،کما أَشَرْنَا إِلَیهِ آنِفاً. وَ أَزْغَبَ الکَرْمُ و ازْغَابَّ ،ظَاهِرُ ضَبْطِ المُؤَلِّف کأَکْرَم،و یُفْهَم من عِبَارَهِ غَیْره من الأَئِمَّه أَنَّه کاحْمَرّ:صَار فی أُبَن الأَغْصان (1)التی تَخْرُج مِنْها العَنَاقِیدُ مِثْل الزَّغَب ،قال:ذَلک إِذَا جَری فیه المَاءُ و بدأَ یُورِقُ (2).
و المُزَغِّبَهُ :من الکَمْأَهِ :بَنَاتُ أَوْبَرَ،قالَه أَبُو عُبَیْدٍ فی المُصَنَّفِ فی بَابِ الکَمْأَهِ ،جعل الزَّغَبِ لِهَذَا النَّوع مِنْها، و استَعْمَلَ مِنْها فِعْلاً.
و الأَزَاغِبُ کأَخَاوِصَ :مَوْضع فی قَوْل الأَخْطَل:
أَتَانِی و أَهْلِی بالأَزَاغِبِ أَنَّه
تَتَابَعَ من آل الصَّرِیخِ ثَمَانِ (3)
و زَغْبَهُ بالفَتْح:مَوْضِعٌ بالشَّأْمِ .
و زُغْبَهُ بالضم:قَبِیلَهٌ من العَرَب فی المَغْرِب.و مُحمدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ الکِلاَبِیُّ الزُّغَیْبِیُّ الفَقِیهُ .روی عنه الأَشِیرِیّ و ضَبَطَه،و أَورَدَهُ المُصَنّف فی«ز غ ن»،و هُوَ وَهَمٌ .
الزَّغْدَبُ ،کجَعْفَرٍ أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الهَدِیرُ الشَّدِیدُ. قال العَجّاج:
یمدُّ زَأْراً و هَدِیراً زَغْدَبَا (4)
و ذَهَبَ ثَعْلَبٌ إِلَی أَنَّ البَاءَ من زَغْدَب زَائِدَهٌ ،و أَخَذَه من زَغْدِ البعِیرِ فی هَدِیرِه.قَالَ ابنُ سیده:وَ هَذَا کَلاَمٌ تَضِیقُ عَنِ احْتمَالِه المَعَاذِیرُ،و أَقوی مَا یُذْهَبُ إِلَیْهِ فِیهِ أَنْ یَکُونَ أَرَادَ أَنَّهُمَا أَصْلاَنِ مُتَقَارِبَان کسَبِطٍ و سِبَطْرٍ.قَالَ ابْن جِنِّی:و إِنْ أَرَادَ ذلِکَ أَیْضاً فإِنَّه قَدْ تَعَجْرَفَ ،کَذَا فی لِسَانِ العَرَب.
و الزَّغْدَبُ :من أَسْمَاءِ الزَّبَد، أَو الزَّبَدُ الکَثِیر، کالزُّغَادِب فیهما بالضَّمِّ ، عن ابن الأَعرابیّ ،قال رَؤبَهُ یَصِف فحلاً:
إِذا رَأَیْن خَلْقَه الخُجَادِبَا
و زَبَداً مِنْ هَدْرِه زُغَادبَا
و الزَّغْدَبُ : الإِهَالَه. أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
و أَتْتْه بِزَغْدَبٍ وَ حَتِیّ
بَعْدَ طِرْمٍ و تَامِک و ثُمَالِ
أَرَادَ:و سَنَامٍ تَامِکٍ .
و الزَّغْدَبَهُ :الغَضَبُ (5). و الإِلْحَافُ فی المسأَله. و قد زَغْدَبَ عَلَی النَّاسِ (6)،و هذا عَنْ مَکْوَزَهَ الأَعْرَابِیّ .
و الزُّغَادِبُ بالضَّمِّ أَیْضاً:الضَّخْم الوَجْهِ السَّمِجُهُ العَظیمُ الشَّفَتَیْنِ ، قاله أَبُو زَیْد،و قِیل:هُوَ العَظِیمُ الجِسْمِ .
الزَّغْرَبُ :المَاءُ الکَثِیرُ.و البَوْلُ الکَثِیرُ، نَقَلَه الجَوْهَرِیُّ عن الأَصْمَعِیِّ .قَالَ الشَّاعِر:
علی اضْطِمَارِ اللَّوْح بَوْلاً زَغْرَبَا
و بَحْرٌ زَغْرَبٌ و زَغْرَبِیٌّ (7)بِیَاء النِّسْبه للمُبَالَغَه کالأَحْوَذِیّ قَالَ سُوَیْدُ بنُ أَبِی کَاهِلٍ الیشْکُرِیُّ :
زَغرَبیٌّ مُسْتَعِزٌّ بَحْرُه
لَیْسَ لِلْمَاهِر فِیه مُطَّلَع
و کذا زَغرَفٌ بالفَاءِ:کَثیرُ الماءِ.قال الکُمَیْت:
و فی الحَکَم بْن الصَّلْت منْکَ مَخیلَهٌ
نَرَاهَا و بَحْرٌ من فَعَالک زَغْرَفُ
و سیَأْتی البحثُ فیه فی زَغْرَفَ . و بئْر زَغْرَبٌ وَ زَغْرَبَهٌ ، و مَاءٌ زَغْرَبٌ ،قال الشاعِرُ:
بَشِّر بَنِی کَعْب بنَوْءِ (8)العَقْرَبِ
مِنْ ذِی الأَهَاضِیبِ بمَاءٍ زَغرَبِ
و عَیْنٌ زَغرَبَهٌ :کَثیرَهُ المَاءِ. و رجُلٌ زَغرَبُ المَعْرُوفِ :
کَثِیرُه عَلَی المَثَل،کَذَا فی التَّهْذِیبِ . و الزَّغْرَبَهُ :الضَّحِکُ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
ص:57
زُغْلُبٌ .قَالَ الأَزْهَرِیُّ :لا یَدْخُلَنَّک مِنْ ذلِک زُغْلُبَهٌ ،أَی لا یَحِیکَنَّ فی صَدْرِک مِنْه شَکٌّ ،و لا هَمّ ،ذکرَهُ ابْنُ مَنْظُور (1)،و قد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ و الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیّ .
زَقَبَهُ فی الجُحْرِ:أَدْخَلَه فزَقَبَ هُوَ، و زَقَبْتُ الجُرَذَ فی الکُوَّهِ فانْزَقَبَ أَی أَدْخَلْتُه فدَخَلَ . و انْزَقَبَ فی جُحْرِه:دَخَل.
و فی التَّهْذِیب و یُقَالُ :انْزَبَقَ و انْزَقَب إِذا دَخَل فی الشَّیءِ.
و الزَّقَبُ مُحَرَّکَهً :الطَّرِیقُ الضَّیِّق، و الزَّقَبُ :الطُّرُقُ الضَّیِّقَهُ ، وَاحِدَتُه (2)زَقَبَه بهاء أَو هِی و الجَمْعُ سَوَاء. و طَرِیقٌ زَقَبٌ :ضَیِّقٌ ،قَالَه اللِّحْیَانِیّ .قال أَبُو ذُؤَیْب:
و مَتْلَفٍ مِثْلِ فَرْقِ الرَّأْسِ تَخْلُجُه
مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْیَالُهَا فِیحُ
أَبْدَلَ زقَباً من مَطَارِبَ .قال أَبُو عُبَیْد:المَطَارِبُ :طُرُقٌ ضَیِّقَهٌ ،واحدتها مَطْرَبَه،و الزَّقَبُ :الضَّیِّقَه.و یروی: زُقُب ، بالضَّم.
و یُقَالُ : رَمَیْتُه مِنْ زَقَبٍ ،مُحَرَّکه:مِنْ قُرْبٍ .
و أَزْقَبَانُ :ع ظَاهِرُه أَنَّه بفَتْح القَافِ ،و مثله مَضْبُوطٌ فی نُسْخَتِنَا،و الصَّوَاب ضَمُّها،کَذَا فی المُعْجَمِ .قَالَ الأَخْطَلُ :
أَزبُّ الحاجِبَیْنِ بعَوْفِ سَوْءٍ
من النَّفَرِ الَّذِینَ بأَزْقُبَانِ (3)
یقال:فُلانٌ بعَوْفِ سَوْءٍ أَی بِحَالِ سَوْءٍ.قال یاقوت:
أَرَادَ أَزْقُبَاذ فَلَمْ یَسْتَقِم لَه البَیْتُ ،فأَبْدَلَ الذَّال نُوناً؛لأَنَّ القَصِیدَهَ نُونِیَّه،فکان یَنْبَغی التَّعَرُّضُ لِذلِکَ . و تَزْقِیبُ المُکَّاء:تَصْویتُه. قال أَبُو زَیْدِ: زَقَّب المُکَّاءُ تَزْقِیباً [إِذا صاح] (4)،و أَنْشَد:
و ما زَقَّبَ المُکَّاءُ فی سَوْره الضُّحَی (5)
بنَوْرٍ من الوَسْمِیّ یَهْتَزُّ مَائِدِ
زِقْلاَبٌ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و صاحبُ اللسان،و قال الصَّاغَانِیّ :هُوَ ابْنُ حَکَمَه بن زبّان کسِرْبَالٍ :هَازِلُ الوَلِید بْنِ عَبْدِ المَلِک بْنِ مَرْوَان،کان یَصْحَبُه و یُضحِکُه.
الزَّکْبُ :إِلْقَاءُ المَرْأَهِ وَلَدَهَا بدَفعَهٍ وَاحِدَه و زَحْرَهِ عن ابن الأَعرابیّ .یُقَالُ : زَکَبَتْ بِهِ ،و أَزْلَجَت، و أَمْصَعَتْ ،و حَطَأَتْ بِهِ :رَمَتْه.قال الجَوْهَرِیّ (6): زَکَبَتِ المَرْأَهُ وَلَدَها:رَمَتْ بِهِ عِنْدَ الوِلاَدَه.
و الزَّکْبُ : النِّکَاحُ ، زَکَبَها یَزْکُبُها .
و الزَّکْبُ : المَلْ ءُ. زَکَبَ الإِنَاءَ یَزکُبُه زَکْباً و زُکُوباً :مَلأَه، و قیلَ :هو زَکَت«بالتاء».
و الزُّکْبَهُ بالضَّمِّ :النُّطْفَهُ . زَکَبَ بنُطْفَته زَکْباً ،و زَکَمَ بِهَا:
رَمَی بِهَا و أَنْفَصَ بِهَا (7).
و الزُّکْبَهُ : الوَلَدُ، لأَنَّه عن النُّطْفَهِ یَکُون.
و قال الصَّاغَانِیّ : الزَّکِیبَهُ :شِبْه الجُوَالق، و هی لُغَهٌ مِصْرِیَّهٌ جَمْعه الزَّکَائبُ .
و المَزکُوبَهُ :المَرْأَه المَلْقُوطَه. و المَزْکُوبَهُ (8)مِنَ الْجَوَارِی:الخِلاَسِیَّهُ فی لَوْنِها عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و یقال:هُوَ و فی نُسْخَهٍ هِیَ أَلْأَمُ زُکْبَهٍ فی الأَرْضِ بالفَتْح و یُضَمُّ أَی أَلْأَمُ شَیْ ءٍ لَقَطَه شَیْ ءٌ (9)، و فی لسان
ص:58
العَرَب:نَفَض بِه شَیْ ءٌ.و زَعَم یَعْقُوب أَنّ البَاءَ هُنَا بَدَلٌ من میم زُکْمَهٍ .
و انْزَکَبَ البَحْرُ: انْقَحَمَ ، و فی نسخه:اقْتَحَم فی وَهْدَهٍ أَوْ سَرَب محرّکَه.
زَلِبَ الصَّبِیُّ بأُمِّه کفَرِح یَزْلَبُ زَلَباً ،أَهْمَلَه الجَوهَرِیّ ،و قال الصَّاغَانِیّ أَی لَزِمَهَا و لم یُفَارِقْها و فی لسان العرب مَا نَصّه:هذِه المَادَّه مَوْجُودَهٌ فی أَصْلٍ من أُصُولِ الصِّحاح مَقُرُوءٍ علی الشَّیخ أَبِی مُحَمَّد بْنِ بَرِّیّ رَحِمَه اللّه تَعَالَی.
و الزَّلاَبِیَهُ :حَلْوَاءُ،م فی شفَاءِ الغَلِیل أَنها مُوَلَّدَهٌ ،و قیل:
إِنَّها عَرَبِیَّه لوُرُودها فی رَجَز قَدیم.
إِنَّ حِرِی حَزَنْبَلٌ حَزَابِیَه
إِذا جَلَسْتُ فوقَه نَبَا بِیَهْ
کالسَّکَبِ المُحْمَرِّ فَوْقَ الرَّابِیَهْ
کَأَنّ فی دَاخِلِه زَلاَبِیَهْ
قال شَیْخُنَا:و فِیه نظر.قُلْتُ :و هی بِلِسَان أَهْلِ خُرَاسَان:بکتاش.
و الزُّلْبَهُ بالضَّمِّ :النَّبْلَهُ ، نَقْلَه الصَّاغَانِیّ .
و زُولاَبٌ بالضَّم:ع بخُرَاسَان، نقله الصَّاغَانِیّ .
و روی الجرشی (1)عن اللَّیْثِ ازدَلَب بمعنی اسْتَلَب، قال:و هی لُغَهٌ رَدِیئَهٌ .
تَزَلْحَبَ عنه، أَهمله الجوهریّ ،و قال ابن دُرَیْد: زَلْحَبَ من قولهم: تَزَلْحَب عَنْه أَی زَلَّ ،و هو زَلْحَبٌ کجَعْفَر.
زَلْدَبَ اللُّقْمَهَ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابن دُرَیْد أَی ابْتَلَعها، قال:و لیس بِثَبَتٍ ،کَذَا فی لسان العرب و التَّکْمِلَه.
ازْلَعَبَّ السَّحَابُ أَهمله الجَوْهَرِیُّ هنا،و قَالَ الأَزْهَرِیُّ أَی کَثُفَ . قال الشَّاعِرُ:
تَبْدُو إِذَا رَفَعَ الضَّبَابُ کُسُورَه
و إِذا ازْلَعَبَّ سَحَابُه لم تَبْدُ لِی
و ازْلَعَبّ السَّیْلُ :کَثُر و تَدَافَعَ .و سیل مُزْلَعِبٌّ : کَثِیرٌ قَمْشُه، هذَا مَوْضِعُه بناءً علی أَن اللام فیه أَصْلِیَّه،و قد جَزَم الشیخُ أَبو حَیَّان بأَن اللاَّمَ فی سیل مُزْلَعِبّ زَائِدَه لا ز ع ب خلافاً لأَبی حیان. وَ وَهِمَ الجوهریّ فذکره فی زَعَبَ و تَبِعَه أَبُو حَیَّان.
و المُزْلَعِبُّ أَیضاً:الفَرْخُ إِذَا طَلَعَ ریشُه،و هو لُغَهٌ فی الغَیْنِ المُعْجَمَه.
ازْلَغَبّ الشَّعَرُ إِذا نَبَتَ بَعْد الحَلْقِ و ازلغَبَّ الشَّعَر،و ذَلِک فی أَوَّل ما یَنْبُت لیِّناً.و ازْلَغَبّ شعر الشیخ کازْغَأَبّ . و ازلَغَبَّ الفَرْخُ :طَلَعَ رِیشُه بِزِیَادَهِ اللاَّمِ .
و ازْلَغَبَّ الطَّائِرُ:شَوّکَ رِیشُه قَبْلَ أَن یَسْوَدَّ.و قال اللَّیْثُ :
ازْلَغَبَّ الطائر و الرِّیشُ ،فی کل یقال إِذَا شَوَّک،و قال:
تُرَبِّبُ جَوْناً مُزْلَغِبّاً تَرَی لَهُ
أَنَابِیبَ مِنْ مُسْتَعْجِلِ الرِّیشِ حَمَّمَا
و المُزْلَغِبّ :الفَرْخُ إِذا طَلَع رِیشُه، هَذَا مَوْضِعُه لا ز غ ب خِلاَفاً لابْنِ القَطَّاع فإِنَّه صَرَّح بأَنَّ اللاَم زَائِده و أَنَّه بِمَعْنَی زَغَب.و قد أَورد الجَوْهَرِیّ هَاتین التَّرجَمَتَین فی «زعب»و«زغب»علی مَا ذَهَب إِلَیْه أَبو حَیَّان و ابْنُ القَطَّاعِ و غَیْرهم،و کَفَی بهم قُدْوَه.
الزَّلْهَبُ کجَعْفَرٍ، أَهْمَلَه الجوهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسان.و قال ابْنُ دُرَیْدِ:هو الخَفِیفُ اللِّحْیَه زَعَمُوا. و قال الصَّاغَانِیّ : الزَّلْهَبُ هو الخَفِیفُ اللَّحْمِ و قیل:هو مَقْلُوب زَهْلَبَ کما سَیَأْتِی.
زَنِبَ کفَرِح یَزْنَب زَنَباً أَهمله الجوهریّ ،و قال أَبو عَمْرو:أَی سَمِن. و الزَّنَبُ .السِّمَنُ . و الأرْنَبُ :
السَّمِینُ ،و به سُمِّیَت المَرْأَه زَیْنَب قاله أَبُو عَمْرو (2)،قال سِیبَوَیْه:هو فَیْعَل و الیَاءُ زَائِدَهٌ .
أَو مِنْ زُنَابَی العَقْرَب و زُنَابَتُها کِلْتَاهُما لزُبَانَاهَا إِبْرَتها التی تَلْدَغ بِهَا کما نَقَلَه ابْنُ دُرَیْد فی بَابِ فَیْعَل.و الزُّنَابَی :شِبهُ
ص:59
المُخَاطِ یَقَع من أُنُوفِ الإِبِل،فُعَالَی،هکَذَا رَوَاه بَعْضُهم، و الصَّوَابُ بالذَّالِ و النُّونِ ،و قد تَقَدَّمَتِ الإِشارَهُ إِلَیه. أَو مِنَ الزَّینَب لشَجَرٍ حَسَنِ المَنْظَر طَیِّبِ الرَّائِحَه، وَاحِدَتُه زَیْنَبَه ، قاله ابْنُ الأَعْرَابِیّ . أَو أَصْلُهَا زَیْنُ أَب، حُذِفَتِ الأَلِفُ لکَثْرهِ الاسْتِعْمَالِ .
وَ زَنْبَهُ و زَیْنَب کِلْتَاهُما امرَأَهٌ . و قال أَبو الفَتْح فی کِتَاب الاشْتِقَاق: زَیْنَبُ عَلَم مُرْتَجَلٌ ،قال:و أَخبرنا أَبو بکر مُحَمَّدُ بنُ الحَسَن عَنِ أَبِی العَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی،قال:
قال فلان:رَحِمَ اللّهُ عَمَّتی زَنْبَه ،ما رَأَیْتُهَا قَطّ تَأْکُلُ إِلاَّ طَیِّباً،ثم قال:فهذه فَعْلَهٌ مِنْ هَذَا،و زَیْنَب فَیْعَل مِنْهُ ، انتهی.و قال العَلَم السَّخَاوِیّ فی سِفْرِ السَّعَاده: زَیْنَب :
اسْمُ امرأَه،و بِنْتُ رَسُولِ اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم. و الزَّیْنَبُ الجَبَانُ نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
و الزِّینَابَه ،بالکَسْرِ:سَمَکَهٌ دَقیقَهٌ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ أَیْضاً.
و أَبو زُنَیْبَهَ کجُهَیْنَه: کُنْیَهٌ من کُنَاهُم. قال:
نَکِدْتَ أَبَا زُنَیْبَهَ إِذْ سَأَلْنَا
بحَاجَتِنا و لَمْ یَنکَدْ ضَبَابُ
و قد یُرَخَّمَ عَلَی الاضْطِرار.قَالَ :
فجُنِّبْتَ الجُیُوشَ أَبَا زُنَیْبٍ
و جَادَ عَلَی مَنَازِلِک السَّحَابُ
و عَمْرُو بْنُ زُنَیْبٍ کزُبَیْر:تَابِعِیّ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِک.
و الزَّأْنَبَی بالهَمز کقَهْقَرَی.مَشْیٌ فی بُطْ ءٍ، نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
14- وَ زَیْنَبُ بِنْتُ أُمِّ سَلَمَه کَانَ رَسُولُ اللّه صلّی اللّه علیه و آله و سلّم یَدْعُوهَا زُنَابَ بالضَّمِّ . هکذا ضَبَطَه الأَمِیر،و یُصَغِّرُهَا العَوَامُّ فیَقُولُونَ : زَنُّوبَه .و من أَمْثَالِهم: «أَسْرَقُ مِنْ زُنَابَهَ » .قال ابن عبد ربه فی العِقْد:هی الفأْرَه و تَقَدم فی«ز ب ب».
و قاضی القُضَاه أَحْمَدُ بْنُ مُحَمّدِّ بْنِ صَاعِدِ الحَنَفِیّ .و أَبُو الفَوَارس طرّاد بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الحَسَن النَّقِیبُ .و أَبو مَنْصور مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی تَمَّامٍ (1).و أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ نَصْرٍ، الزَّیْنَبِیُّونَ ،مُحَدِّثُونَ ،نِسْبَهً إِلَی زیْنَب (2)ابْنَهِ سُلَیْمَانَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ عَبَّاس رَضِی اللّهُ عَنْهُم.
و الزَّیْنَبِیُّون :بَطْنٌ مِنْ وَلَد عَلِیٍّ الزَّیْنَبِیِّ بْنِ عَبْدِ اللّه الْجَوَادِ بْنِ جَعْفَر الطَّیَّارِ نِسْبَهً إِلَی أُمِّه زَیْنَب بِنْتِ سَیِّدنَا عَلِیٍّ رضی اللّه عَنْه،و أُمُّهَا فَاطِمَهُ رَضِی اللّه عَنْهَا.وَ وَلَد علیّ هذَا أَحَد أَرْحَاءِ آلِ أَبِی طَالِبٍ الثَّلاَثَه،أَعْقَبَ مِنْ ابْنِه مُحَمَّدِ، و الحَسَنِ ،و عِیسَی،و یَعْقُوبَ .و أَبو الحَسَن عَلِیُّ ابْنُ طَلْحَهَ بْن عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الزَّیْنَبِیّ ،تَوَلَّی الخَطَابَه و النِّقَابَهَ بَعْدَ أَبِیهِ فی زَمَن المُسْتَنْجِدِ،و تُوُفِّی سَنَه 561.و زیْنَبُ ابْنَهُ الحُسَیْن بْنِ عَلیٍّ أُمُّهَا سُکَیْنَهُ أُمُّ الرَّبَاب،وفَدَت إِلی مِصْر و بِهَا دُفِنَت.و زَیْنَبُ الثَّقَفِیَّه لها صُحْبَه.ثم إِنَّ هذِه المادَّهَ کَتَبَها المُؤَلِّفُ بالحُمرَه؛لأَنَّ الجَوْهَرِیَّ أَسْقَطهَا تَبَعاً للخَلِیل فی کِتَابِ العَیْنِ و ابْنِ فَارِس و الزُّبِیدِیّ و غَیْرهم.و هی فی لسان العرب و غَیْرِهِ مِنْ أُمَّهَاتِ اللُّغَهِ .
الزُّنْجُبُ ،بالضَّم،و الزَّنْجُبَانُ ،بفتح الزای و ضم الجیم أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال أَبو عمرو:هی المِنْطَقَهُ .
و الزُّنْجُبُ :ثَوْبٌ تَلْبَسُه المرأَهُ تَحْتَ ثِیَابِهَا إِذَا حَاضَتْ .
و الزَّنْجَبَهُ :العُظَّامَه الَّتی تُعَظِّم بها المَرْأَهُ عَجِیزَتَها کالزَّنْبَجَهِ .
زُنْقُبٌ بالضَّمِّ (3):أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ ،و هو ماءٌ لِعَبْسٍ کما نَقَلَه الصَّاغَانِیّ فی«ز ق ب»،و قِیلَ :هو ماءٌ بالقُوَارَه لبَنِی سَلِیط بْنِ یَرْبُوع کما نَقَلَه غَیْرُه.
زَاب یَزُوبُ زَوْباً أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال الفَرَّاءُ:أَی انْسَلَّ هَرَباً.و قال ابْن الأَعْرَابِیّ : زَاب المَاءُ إِذَا جَرَی، و سَابَ إِذَا انْسَلّ فی خَفَاء (4)قال شیخنا:و قال بَعْضُ أَهْلِ الاشْتِقَاقِ :و یمکن أَنْ یَکُونَ مِنْهُ المِیزَابُ لما یُجْعَلُ مِنَ الخَشَب و نَحْوِه فی الأَسْطِحَه لِیَسِیلَ مِنْهُ .قال:و فیه
ص:60
بُعْدٌ،إِلاَّ أَنْ یُحْمَل علی القَلْبِ و أَنَّ أَصْلَه مِزْرَاب ثُمَّ مِیزَاب.
و الزَّاب:د بالأَنْدَلُس بالعُدْوَهِ مِمَّا یَلِی الغَرْب، أَو کُورَهٌ مِنْهَا.قال الحَیْصُ :
أَجَأُ و سَلْمَی أَمْ بِلاَدُ الزَّاب
و أَبُو المُظَفَّر أَمْ غَضَنْفَرُ غَابِ
منها مُحَمَّدُ بنُ الحَسَنِ التَمِیمِیُّ : شاعِر مُکْثِر زَمَن المُسْتَنْصِرِ الأُمَوِیّ . و جَعْفَر بْنُ عَبْدِ اللّه الصَّبَّاح،أَوْ هُوَ أَی الأَخیر منْ زَابِ العِرَاق، رَوَی عن مَالِکِ بْنِ خَالِدٍ الأَسَدِیّ ، و عنه أَبُو عَوْن الوَاسِطِیّ ،کذا فی الإِکْمَال.و فی المَرَاصِد:
الزَّابُ :بین تِلِمْسانَ و سِجِلْمَاسَهَ أَی عَلَی طَرِیقهما،و إِلاَّ فسِجْلمَاسه بَعِیدَهٌ من تِلمْسَان،و هی المعروفَهُ الآن بتفلات.
و الزَّابُ : نَهْرٌ بالمَوْصِل، و هو وَادٍ عظِیمٌ مُفْرِغ فی شَرْقِیّ دِجْلَهَ بین المَوْصِل و تِکْرِیت،و یقال فیه الزَّابِی أَیْضاً.
و نَهْرٌ آخر دُونَه بإِرْبِلَ و یُسَمَّی الزَّاب الصَّغِیر. و سُمِّی باسْمه نَهْرٌ آخر بین سُورَاءَ وَ واسِطَ یأْخُذُ من الفُرَات و یَصُبُّ فی دجْلَهَ . و نهرٌ آخَرُ بقُرْبه یُسَمَّی بِهذَا الاسْمِ (1)و علی کُل منهما کُورَهٌ (2)،و هما الزَّابَان ،أَو الأصْل الزَّابِیَان ،و العَامّه تقول: الزَّابَانِ .من أَحدهما عبدُ المُحْسِنِ بْنُ أَحْمَدَ البَزَّازُ المُحَدِّثُ ،و یُجْمَع بِمَا حَوَالَیْهما من الأَنْهَار فیقال:
الزَّوَابِی .
و زَابُ اسم مَلِک للفُرْس، هو زَاب بن بودک بن منُوجهر بن أَبرح بن نمرود (3)حَفَرَها أَی تِلْکَ الأَنْهَارَ جَمِیعَها فسُمِّیَت بِذلِک.
الزُّهْبَهُ بالضَّمِّ ،و الزِّهْبُ بالکَسْر أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال أَبُو تُرَاب أَی القِطْعَهُ مِنَ المَالِ ، قال شیخُنا:و کَثِیرٌ من شُیُوخ اللُّغَه یَقُولُون:إِنّهَا عَامِّیَّه لا تَثْبُتُ عَنِ العَرَب ا ه .روی الأَزهریّ عن الجَعْفَرِیّ :أَعْطَاه زِهْباً مِنْ مَالِه أَی قِطْعَهً . و ازْدَهَبَه إِذَا احْتَمَلَه، عن أَبی تُرَاب،و ازْدَعَبَه مِثْلُه.
زَهْدَبٌ کجَعْفَرٍ أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابن دُرَیْدٍ:هو اسْمٌ (4)نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ .
زَهْلَبٌ کجَعْفَرٍ أَهمله الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیّ ، و قال ابْنُ دُرَیْد:هُو خَفِیفُ اللِّحْیَه زَعَمُوا.هَذَا هُوَ الصَّوَابُ ،و قد أَوْرَدَه المُصَنِّف فی«زَلْهَبَ »و هو مَقْلُوبٌ عَنْه.
الأَزْیَبُ ،کالأَحْمَر، و قال بَعْضُ الأَئِمَّه:إِنَّه کفَعْیل لا أَفْعَل،قال شیخنا:و هو ضَعِیف؛لأَنَّهم قالوا:
لیس فی الکلام فَعْیَل،و مَرْیَم أَعْجَمِیّ ،و ضَهْیَأ فِیه بَحْثٌ کما مَرَّ،انتهی: الجَنُوبُ هُذَلِیَّه،بِهِ جَزَم المُبَرِّدُ فی کَامِله و ابْنُ فَارِسٍ و الطَّرَابُلسیّ ، أَو النَّکْبَاءُ الَّتی تَجْرِی بَیْنَها و بَیْن الصَّبَا، و علیه اقْتَصر الجَوْهَرِیّ ،و ذَکَرَهما مَعاً ابْنُ سِیدَه فی المحکم.و
16- فی الحَدِیث: «إِنَّ للّه تَعَالی رِیحاً یُقَالُ لَهَا الأَزْیَب ،دُونَهَا بَاب مُغْلَق». الحدیث.قال ابنُ الأَثِیرِ:
و أَهْلُ مَکَّه یَسْتَعْمِلُونَ هَذَا الاسْمَ کثیراً و
16- فی روایه: «اسْمُهَا عِنْد اللّهِ الأَزیَبُ وَ هِی فِیکُم الجَنُوبُ ». قال شَمِر:و أَهْلُ الیَمَن و مَنْ یَرْکَبُ البحرَ فیمَا بَیْن جُدَّهَ و عَدَن یُسَمُّون الجَنُوبَ الأَزْیَبَ ،لا یَعْرِفُونَ لَهَا اسْماً غَیْرَه؛و ذلک أَنَّها تَعْصِفُ [الرِّیاحَ ] (5)و تُثیر البَحْرَ حَتَّی تُسَوِّدَه و تَقْلِبَ أَسْفَلَه فَتَجْعَلَه أَعْلاَه.و قال ابن شُمَیْل:کُلُّ رِیحٍ شَدِیدَه ذَات أَزْیَب فإِنَّما زَیَبُها شِدَّتُها،کَذَا فِی لسان العَرَبِ .
و الأَزْیَبُ : العَدَاوَهُ .
و الأَزْیَبُ : القُنْفُذُ عن ابن الأَعرابیّ .
و الأَزْیَبُ :السُّرعَهُ و النَّشَاطُ مُؤَنَّثٌ .یقال:مَرّ فُلاَنٌ و لَهُ أَزْیَبٌ مُنْکَرَهٌ ،إِذَا مَرَّ مرًّا سَرِیعاً من النَّشَاطِ . و الأَزْیَبُ :
النَّشِیطُ فهو مَصْدَرٌ و صِفَهٌ .
و الأَزْیَبُ :الرجلُ المُتَقَارِبُ المَشْی.و یقال للرَّجُل القَصیرِ المُتَقَارِبِ الخَطْوِ أَزْیَبُ ،عن اللَّیْثِ .
و الأَزْیَبُ : اللَّئیمُ نقله الصَّاغَانِیّ . و الدَّعِیُّ نَقَلَه الجَوْهَرِیّ .قال الأَعْشَی یَذْکُرُ رَجُلاً من قَیْس عَیْلاَن کان
ص:61
جَاراً لعَمْرو بْنِ المُنْذِر،و کان اتَّهمَ هَدَّاجاً قَائِد الأَعْشَی بأَنَّه سَرَقَ رَاحِلَهً لَهُ ؛لأَنَّه وجَدَ بَعْضَ لَحْمِها فی بَیْتِه،فأُخِذَ هَدَّاجٌ فضُرِبَ و الأَعْشَی جَالِسٌ ،فقام نَاسٌ مِنْهُم فأَخذوا مِن الأَعْشَی قِیمَهَ الرَّاحِلَهِ ،فَقَال الأَعْشَی:
دَعَا رَهْطَه حَوْلِی فَجَاءُوا لِنَصْرِه
و نادَیْتُ حَیًّا بالمُسَنَّاهِ غُیَّبَا
فأَعْطَوْهُ مِنّی النِّصْفَ أَو أَضْعَفُوا لَه
و ما کُنْتُ قُلاًّ قَبْل ذلِکَ أَزْیَبَا (1)
و قال قَبْلَ ذلِکَ :
و مَنْ یَغْتَرِب عَنْ قَوْمِه لا یَزَلْ یَرَی
مَصَارِعَ مَظْلُومٍ مَجَرًّا و مَسْحَبَا
و تُدْفَنُ مِنْهُ الصَّالِحَاتُ و إِنْ یُسِئْ
یَکُنْ مَا أَسَاءَ النَّارَ فی رَأْسِ کَبْکَبَا
و الأَزْیَبُ : الأَمْرُ المُنْکَرُ؛ عَنِ اللَّیْثِ ،و أَنْشَد:
وَ هی تُبِیتُ زَوْجَها فی أَزْیَب (2)
و الأَزْیَبُ : الشَّیْطَان، عَنِ ابْن الأَعْرَابِیّ . و أَخذه الأَزْیَبُ أَی الفَزَعُ ، قاله أَبو زَیْد.
و الأَزْیَبُ : الدَّاهِیَهُ . و قال أَبُو المَکَارِم: الأَزْیَبُ :البُهْثَهُ ، و هو وَلدُ المُساعاه.و أَنشد غیره:
و ما کنتُ قُلاًّ قَبْلَ ذَلِکَ أَزْیَبَا
و الأَزْیَبُ :المَاءُ الکَثِیرُ،حکاه أَبو عَلِیّ عَنْ أَبِی عَمْرٍ و الشَّیْبَانِیِّ ،و أَنشد:
أَسْقَانِیَ اللّهُ رَوَاءً مَشْرَبُهْ
ببَطنِ کَرٍّ حِینَ فَاضَتْ حِبَبُهْ
عن ثَبَجِ البَحْر یَجیشُ أَزْیَبُهْ
و قَرَأْتُ فی هَامِشِ کتَابِ لِسَانِ العَرَب مَا نَصُّه:قرأْتُ بخَطِّ الشَّیخِ شَرف الدِّین بْنِ أَبِی الفَضْلِ ،قال أَبو عمرو:
یُقَالُ :جَاشَ أَزَبُ البَحْرِ،و هُو کَثْرهُ مَائِه،و أَنْشد:عن ثَبَج البَحْرِ یَجِیشُ أَزَبُه قلت:و قد تَقَدَّم فی أَدَب ما یَتَعَلَّق بِذلِکَ فَرَاجِعْ هُنَاکَ .
و فی نوادر الأَعراب:رَجُلٌ أَزْبَه و قومٌ أَزْبٌ إِذا کان جَلْداً.
و رَکَبٌ إِزْیَبٌّ کقِرْشَبٍّ :عظِیمٌ .و یُقَالُ : إِنَّه لإِزْیَبُّ البَطْشِ أَی شَدِیدُهُ .
و الإِزْیَبَّهُ کقِرْشَبّه: البَخِیلَه المُتَشَدِّدَه.ظَنَّ شَیْخُنَا أَنَّه الإِزْیَبَه ،بتَخْفِیفِ البَاءِ،فقال:لو قال بعد اللئیم:و هِیَ بِهاء،کَفَی.و لَیْسَ کَذَلِک،و ما ضَبطْنَاه علی الصَّواب و مِثْلُه فی التکمله.
و یقال: تَزَیَّبَ لَحمُه و تَزَیَّمَ إِذا تَکَتَّلَ و اجْتَمَعَ .
و الزَّیْبُ :ه،بِسَاحِلِ بَحْرِ الرَّومِ قَرِیبَه من عَکَّا،هکذا قاله السَّمْعَانِیّ .مِنْها القَاضِی الأَجَلّ الحَسَنُ بن الهَیْثَم بْنِ عَلِیّ [سمع] (3)الحَسَنِ بْنِ الفَرَج الغَزّیّ ،رَوَی و حَدَّثَ .
و منهم مَنْ قَالَ إِنَّها بالنُّونِ بَدَلَ التَّحْتِیَّه،و هو خطأٌ و الصّوابُ مَا ذَکْرَنا.
و رجل زَیْبٌ :جَلْدٌ قَوِیٌّ .و فی حاشِیَه الجَلاَلِ السُّیُوطِیّ عَلَی البَیْضَاوِیّ نَقْلاً عن الخَطِیبِ التِّبْرِیزیّ فی شرح الحَمَاسَه:
أَیا ابْنَ زَیَّابَهَ إِنْ تَلْقَنِی
لا تَلْقَنِی فی النَّعَم العَازِبِ
قال:ابنُ زَیَّابَهَ ،اسمه سَلَمَه بْنُ ذُهْل،و زیَّابَهُ :اسْمُ أُمِّه.قال الجَلاَلُ :و وقع فی حَاشِیَه الطِّیبیّ أَن زَیَّابَه اسْمُ أَبِی الشَّاعِر،وَ هُوَ وهمٌ .
سَأَبَه کَمَنَعَه یَسْأَبُه سَأْباً : خَنَقه،أَو سأَبَه :خَنَقَه حَتَّی قَتَلَه، و عِبَارَه الجوهریّ :حَتَّی یَمُوت.و
14- فی حدیث المَبْعَثِ : «فأَخَذَ جِبْرِیلُ بحَلْفِی فسَأَبَنِی حَتَّی أَجْهَشْتُ بِالْبُکَاء». أَرادَ خَنَقَنی.و قَالَ ابن الأَثِیر:الثَّأبُ (4):العَصْرُ
ص:62
فی الحَلْق کالخَنْق،و سَیَأْتی فی سَأَت.
و سَأَبَ مِنَ الشَّرَابِ یَسْأَب سَأْباً : رَوِی کَسَئِب کفَرِح سَأَباً . و سَأَبَ السِّقَاءَ:وَسَّعَه.
و السَّأْبُ :الزِّقُّ أَی زِقُّ الخَمْرِ، أَو العَظِیمُ مِنْهُ ، و قِیلَ :
هو الزِّقُّ أَیًّا کَانَ ، أَو هُوَ وِعَاءٌ من أَدَم یُوضَعُ فِیه الزِّقُّ ، ج سُؤُوبٌ . و قَوْلُه:
إِذا ذُقْتَ فَاهَا قُلْتَ عِلْقٌ مُدَمَّسٌ
أُرِیدَ بِه قَیْلٌ فغُودِرَ فی سَابِ
إِنَّمَا هُوَ«فِی سَأْبِ »فأَبْدَلَ الهَمْزَهَ إِبْدَالاً صَحِیحاً لإِقامَهِ الرِّدْفِ . کالمِسْأَب فی الکُلِّ ،کمِنْبَر قال سَاعِدَهُ بْنُ جُؤَیَّهَ .
مَعَه سِقَاءٌ لا یُفَرِّطُ حَمْلَه
صُفْنٌ و أَخْرَاصٌ یَلُحْنَ و مِسْأَبُ (1)
أَوْ هُوَ سِقَاءُ العَسَلِ کما فی الصّحَاحِ .و قال شَمِر:
المِسْأَبُ أَیْضاً:وِعَاءٌ یُجْعَلُ فِیهِ العَسَلُ . و فی شِعْرِ أَبی ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیِّ یَصِفُ مُشْتَارَ العَسَلِ :
تَأَبَّطَ خَافَهً فِیهَا مِسَابٌ
فأَصْبَحَ یَقْتَرِی مَسَداً بِشِیقِ
مِسَابٌ کَکِتَابٍ . أَرادَ مِسْأَباً فخَفَّفَ الهمزهَ علی قَوْلهم فیما حَکَاه بَعْضُهم (2)،و أَرَادَ شِیقاً بمَسَدِ فَقَلَب.و قَوْلُ شَیْخنا:فکأَنَّه یَقُولُ إِنَّه صَحَّفَه و هو بَعِیدٌ لَیْسَ بِظَاهِرٍ کما لاَ یَخْفَی.
و المِسْأَب کمِنْبَرٍ:الرَّجُلُ الکَثِیر الشُّرْبِ لِلْمَاءِ کما یُقَالُ مِنْ قَئِبَ مِقْأَبٌ .
و یقال: إِنَّهُ لَسُؤْبَانُ مَال بالضَّمِّ أَی إِزَاؤُه أَی فِی حَوَالَیْه.
و المَعْنَی أَیْ حَسَنُ الرِّعْیَهِ و الحِفْظِ لَهُ و القِیَامِ عَلَیْهِ ، کما حَکَاه ابْنُ جِنّی،و قَالَ :هو فُعْلاَن من السَّأْبِ الَّذِی هُوَ الزِّقُّ ؛لأَنَّ الزِّقَّ إِنَّمَا وُضِع لِحفْظِ مَا فِیه.کَذَا فی لِسَان العَرَب.
سَبّه سَبًّا : قَطَعَه. قَالَ ذُو الخِرَقِ الطُّهَوِیّ :
فما کَانَ ذَنْبُ بَنِی مَالِکٍ
بأَنْ سُبَّ مِنْهُم غُلاَمٌ فَسَبّ (3)
عَرَاقِیبُ کُومٍ طِوَالِ الذُّرَی
تَخِرُّ بَوَائکُهَا للرُّکَبْ
بأَبْیَضَ ذِی شُطَبٍ باتِرٍ
یَقُطُّ العِظَامَ و یَبْری العَصَبْ (4)
فی لِسَانِ العَرَب:یُرِید مُعَاقَرَه أَبِی الفَرَزْدَقِ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعهَ لسُحَیْمِ بْنِ وَثِیلٍ الرِّیَاحِیِّ لَمَّا تَعَاقَرَا بصَوْأَرٍ، فعَقَرَ سُحَیْمٌ خَمْساً،ثم بَدَا لَه و عَقَرَ غَالِبٌ مائَه.و فی التَّهْذِیب:أَرَادَ بِقَوْله: سُبّ أَی عُیِّر بالبُخْلِ فَسَبَّ عَرَاقِیبَ إِبِلِه أَنَفَهً مِمَّا عُیِّر بِهِ ،انْتَهَی.و سَیَأْتی فی«ص أَر».
و التَّسَابُّ :التَّقَاطُعُ .
و من المجاز: سَبَّه یَسُبُّه سَبَّا : طَعَنَه فی السَّبَّهِ أَی الاسْتِ . و سَأَل النُّعْمَانُ بْنُ المُنْذِر رَجُلاً (5)فقال:کَیْفَ صَنَعْتَ ؟فَقَالَ :لَقِیتُه (6)فی الکَبَّه طَعَنْته فی السَّبَّه فأَنْفَذْتُها مِنَ اللَّبَّه 6.الکَبَّهُ :الجَمَاعَهُ کما سَیَأْتِی.فقلتُ لأَبِی حَاتِم:کَیْفَ طَعَنَه فی السَّبَّه و هُوَ فَارِسٌ ،فضَحِک و قال:
انْهَزَم فاتَّبَعَه فَلَمَّا رَهِقَه أَکَبَّ لیَأْخُذَ بِمَعْرَفَهِ فَرَسِه فطَعَنَه فی سَبَّتِه .و قَالَ بَعْضُ نِسَاءِ العَرَب لأَبیها و کَانَ مَجْروحاً؛یا أَبَه أَ قَتَلُوک ؟قال:نَعَم أَی بُنیَّهُ و سَبُّونِی .أَی طَعَنُوه فی سَبَّتِه .
و السَّبُّ :الشَّتْمُ .و قَدْ سَبَّه یَسُبُّه : شَتَمَه، سَبًّا و سِبِّیبَی کخِلِّیفَی، کسَبَّبَه ، و هو أَکثرُ مِنْ سَبَّه . و عَقَرَه، و أَنْشَد ابْنُ بَرِّیّ هُنَا بَیْتَ ذی الخِرَق:
بأَنْ سُبَّ مِنْهم غُلاَمٌ فَسَبّ
و
16- فی الحدیث: « سِبَابُ المُسْلِم فُسُوق» (7). و فی الآخر:
ص:63
« المُسْتَبَّانِ شَیْطَانَان».و یقال:المِزاحُ سِبَابُ النَّوْکَی.و
16- فی حَدِیثِ أَبِی هُرَیْرَه: «لا تَمْشِیَنَّ أَمَامَ أَبِیک،و لا تَجْلِسَنَّ قبْلَه،و لا تَدعُه بِاسْمِه و لا تَسْتَسِبَّ له». أَی لا تُعَرِّضْه للسَّبِّ و تَجُرَّه إِلیه،بأَن تَسُبَّ أَبَا غَیْرک فیسُبَّ أَبَاک مجازاهً لک.
و من المجاز:أَشَارَ إِلَیْه بالسَّبَّابه ، السَّبّابَهُ : الإِصْبَعُ الَّتی تَلِی الإِبْهَامَ ؛ وَ هِی بَیْنَها وَ بَیْنَ الوُسْطَی،صِفَهٌ غَالِبه،و هی المُسَبِّحَهُ عِنْد المُصَلِّین.
و تَسَابَّا :تَقَاطَعَا.
و السُّبَّهُ بالضَّمِّ :العَارُ. یُقَالُ :هذِه سُبَّهٌ عَلَیْک و عَلَی عَقبک،أَی عَارٌ تُسَبُّ بِه. و السُّبَّه أَیضاً: مَنْ یُکْثِرُ النَّاسُ سَبَّه . و سَابَّه مُسَابَّهً و سِبَاباً :شَاتَمَه.
و السَّبَّهُ بالکسْر:الإِصْبَع السَّبَّابَه هکذا فی النُّسَخ، و الصَّوَابُ المِسَبَّه بکسرِ المِیمِ (1)کما قَیَّده الصاغَانِیّ .
و سِبَّهُ بلا لام:جَدُّ أَبِی الفَتْح مُحَمَّد بْنِ إسْمَاعِیل القُرشِیّ المُحَدِّث عَنِ أَبی الشَّیْخِ ،و ابْنه أَحمد یروی عن أَبِی عُمَر الهَاشِمِیّ .
و من المَجَازِ:أَصَابَتْنَا سَبَّهٌ ، بالفَتْح،مِنَ الحَرِّ فی الصَّیْفِ ، و سبَّهٌ مِنَ البَرْد فِی الشِّتَاءِ، و سَبَّهٌ مِنَ الصَّحْو، و سَبَّهٌ من الرَّوْح،و ذلک أَن یَدُومَ أَیَّاماً. و قال ابن شُمَیْل:
الدَّهْرُ سَبَّاتٌ أَی أَحْوَالٌ ،حَالٌ کَذَا و حَالٌ کَذَا.
و عن الکَسَائِیّ :عِشْنَا بها سَبَّهً و سَنْبَهً کقَوْلک:بُرْهَهً و حقْبَهً ،یعنی الزَّمن من الدَّهر. و مَضَتْ سَبَّهٌ و سَنْبَهٌ من الدَّهْر أَی مُلاَوَهٌ (2).نُونَ سَنْبَهٍ بَدَلٌ من بَاءِ سَبَّه کإِجَّاص و إِنْجَاص؛لأَنَّه لَیْسَ فِی الْکَلام«س ن ب»کذا فی لسان العرب.
و سَبَّهُ بلا لاَمٍ :ابْنُ ثَوْبَان نَسَبُه فی بَنِی حَضْرَمَوتَ مِن الْیَمَن. و المِسَبُّ کمِکَرٍّ أَی بِکَسْر المِیمِ و تَشْدِیدِ الموحّده هو الرَّجُلُ الکثیرُ السِّبَابِ ، کالسِّبِّ بالکسر،و المَسَبَّهِ بالفَتْح و هَذِه عَنِ الکِسَائِیّ .
و سُبَبَه کهُمَزَهٍ : الَّذِی یَسُبُّ النَّاسَ عَلی القِیَاسِ فی فُعَلَهٍ .
و السِّبُّ ،بالکَسْرِ:الحَبْلُ فی لُغَهِ هُذَیْل.قال أَبُو ذُؤَیْب یِصف مُشْتَارَ العَسَلِ :
تَدَلَّی علیها بَیْنَ سِبٍّ و خَیْطَهٍ
بِجَرْدَاءَ مثلِ الوَکْفِ یَکْبُو غُرَابُها
أَراد أَنَّه تَدَلَّی مِنْ رَأْسِ جَبَل علی خَلِیَّه عَسَل لیَشْتَارَهَا بحبْلٍ شَدَّه فی وَتِدٍ أَثْبَتَه فی رأْسِ الجَبَل.
و السِّبُّ : الخِمَارُ،و العِمَامَهُ . قال المُخَبَّلُ السَّعْدِیّ :
أَ لَمْ تَعْلَمِی یَا أُمَّ عَمْرَهَ أَنَّنِی
تَخَاطَأَنِی رَیْبُ الزَّمَان لأَکْبَرَا
و أَشْهَدُ مِنْ عَوْفٍ حُلُولاً کَثِیرهً
یَحُجُّونَ سِبَّ الزِّبْرِقَانِ المُزَعْفَرَا
یُرِید عِمَامَتَه،و کَانَتْ سَادَهُ العَرَب تَصْبُغُ عَمَائِمهَا بالزَّعْفَرَان.و قِیلَ :یَعْنی اسْتَه و کان مَقْرُوفاً فِیمَا زَعَم قُطْرُبٌ .
و السِّبُّ : الوَتِدُ. أَنشدَ بَعْضُهم قَوْلَ أَبِی ذُؤَیْبٍ المُتَقَدِّم ذِکْرُه هُنَا.
و السِّبُّ : شُقَّه کَتَّانٍ رَقِیقَه کالسَّبِیبَهِ ،ج سُبُوبٌ و سَبَائِبُ (3).قَالَ أَبُو عَمْرو:
السُّبُوبُ :الثِّیَابُ الرِّقَاق،وَاحِدُها سِبّ ،و هی السَّبَائبُ ، وَاحِدُهَا سَبِیبَهٌ (4).و قال شَمِر: السَّبَائِبُ :متاعُ کَتَّان یُجَاءُ بِهَا منْ نَاحیَه النّیل وَ هیَ مَشْهُورَهٌ بالکَرْخ عند التُّجَّار،و منها ما یُعْمَل بِمصْر و طولها ثمانٍ فی سِتٍّ .و
16- فی الحدیث: «لیس
ص:64
فی السُّبُوبِ زَکَاهٌ ». و هِی الثِّیَابُ الرِّقَاق،یعنی إِذَا کَانَت لِغَیْرِ التِّجَارَه،و یروی السُّیُوبُ بالیَاءِ أَی الرِّکَاز (1).و یقال:
السَّبِیبَهُ :شُقَّهٌ مِنَ الثِّیَابِ أَیَّ نَوْعٍ کَانَ ،و قیل:هی من الکَتَّان.و
17- فی الحدیث: «دَخَلْتُ عَلَی خَالد و عَلَیْه سَبِیبَهٌ ».
و فی لسان العرب: السِّبُّ و السَّبِیبَهُ :الشُّقَّهُ ،و خَصَّها بَعْضُهم بالبَیْضَاءِ.و أَمَّا قَوْلُ عَلْقَمَهَ بْنِ عَبَدَه (2):
کأَنَّ إِبْرِیقهَمْ ظَبْیٌ علی شَرَفٍ
مُفَدَّمٌ بسَبَا الکَتَّانِ مَلْثُومُ
إنما أَرَادَ بِسَبائب فحذَفَ .
و سَبیبُکَ و سِبُّکَ ،بالکَسْر:مَنْ یُسَابُّکَ ، و علی الأَخِیرِ اقْتَصَر الجَوْهَرِیّ .قال عبد الرَّحْمن بْنُ حَسَّان یَهْجُو مِسْکِیناً الدَّارمِیَّ :
لا تَسُبَّنَّنِی فَلَسْتَ بِسِبَّی
إِنَّ سِبِّی مِنَ الرِّجَالِ الکَرِیمُ
و من المجازَ قَوْلُهُم: إِبِلُ مُسَبَّبَه کمُعَظَّمَهٍ أَی خِیَارٌ؛ لأَنَّه یُقَالُ لَهَا عِنْدَ الإِعْجَابِ بِهَا:قاتلها اللّه (3)و أَخْزَاهَا إِذا اسْتُجِیدَت.قال الشَّمَّاخُ یَصِفُ حُمُرَ الوَحْش و سِمَنَها و جَوْدَتَها:
مُسَبَّبَهٌ قُبُّ البُطُونِ کَأَنَّها
رِمَاحٌ نَحَاهَا وِجْهَهَ الرِّیحِ رَاکِزُ
یَقُولُ :مَنْ نَظَر إِلَیْها سَبَّها و قَالَ لَهَا:قَاتَلَهَا اللّهُ مَا أَجْوَدَهَا! و یقال: بَیْنَهُم أُسْبُوبَهٌ ،بالضَّمِّ و أَسَابِیبُ یَتَسَابُّون بِهَا أَی شَیءٌ یَتَشَاتَمُونَ بِهِ .و التَّسَابُّ :التَّشَاتُمُ .و تَقُولُ :مَا هِی أَسَالِیبُ إِنَّمَا هِیَ أَسَابِیبُ .
و السَّبَبُ :الحَبْلُ کالسِّبِّ ،و الجَمْعُ کالجَمْعِ و السُّبُوبُ :الحِبَال.و قَوْلُه تَعَالی: فَلْیَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَی السَّماءِ (4)أَی فَلْیَمُت غَیْظاً،أَی فَلْیَمْدُد حَبْلاً فی سَقْفِه، ثُمَّ لْیَقْطَعْ 4أَی لِیَمُدَّ الحَبْلَ حَتَّی یَنْقَطِعَ فَیَموت مُخْتَنِقاًو قال أَبُو عُبَیْدَهَ :کُلُّ حَبْلٍ حَدَرْتَه منْ فَوْق.و قال خَالدُ بْنُ جَنَبَهَ : السَّبَبُ من الحِبَالِ :القَوِیُّ الطَّوِیلُ ،قال:و لا یُدْعَی الحَبْلُ سَبَباً حَتَّی یُصْعَدَ بِهِ و یُنْحَدَرَ بِهِ .و
17- فی حَدِیث عَوْف بْنِ مَالِک: «أَنَّهُ رَأَی[فی المنام] (5)کَأَنَّ سَبَباً دُلِّیَ مِنَ السَّماءِ». أَی حَبْلاً،و قیل:لا یُسَمَّی[الحبلُ سبَباً ] (6)حَتَّی یَکُونَ طَرَفُه مُعَلَّقاً بِالسَّقْفِ أَو نَحْوِه.قَالَ شَیْخُنَا:و فی کَلاَم الرَّاغِبِ أَنَّه مَا یُرْتَقَی (7)بِهِ إِلَی النَّخْلِ ،و قَوْله:
جَبَّتْ نِسَاءَ العَالَمِینَ بالسَّبَب .
یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الحَبْلَ أَو الخَیْطَ قال ابنُ دُرید:هذهِ امْرَأَهٌ قَدَّرَتْ عَجِیزَتَهَا بِخَیْطٍ و هو السَّبَب ،ثم أَلْقَتْه إِلَی النِّسَاءِ لِیَفْعَلْنَ کَمَا فَعَلَت فَغَلَبَتْهُنّ .
و السَّبَبُ :کُلُّ ما یُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَی غَیْرِه. و فی بَعْضِ نُسَخِ الصَّحَاحِ :کُلُّ شَیءٍ 7یُتَوَسَّلُ به إِلَی شَیْ ءٍ غَیْرِه (8).و جَعَلتُ فلاناً لِی سَبَباً إِلَی فُلاَنٍ فی حَاجَتِی،أَی وُصْلَهً و ذَرِیَعَه.
و من المجاز: سَبَّبَ اللّهُ لَکَ سَبَبَ خَیْر.و سَبَّبْتُ للمَاءِ مَجْرًی:سوَّیتُه.و اسْتَسَبَّ (9)له الأَمْرُ،کَذَا فی الأَساس.
قال الأَزهریّ :و تَسَبُّبُ مَالِ الفَیْ ءِ أُخِذَ مِنْ هذَا،لِأَنَّ المُسَبَّبَ علیه المَالُ جُعِلَ سَبَباً لوُصُولِ المَالِ إِلَی من وَجَبَ لَهُ مِنْ أَهْلِ الفَیْ ءِ.
و السَّبَبُ : اعْتِلاَقُ قَرَابَه. وَ
14- فِی الحَدِیثِ : «کُلُّ سَبَبٍ و نَسَبٍ یَنْقَطِعُ إِلاَّ سَبَبِی و نَسَبِی». النَّسَب بِالوِلاَدَه،و السَّبَبُ بِالزَّوَاجِ ،و هو مِنَ السَّببِ و هو الحَبْلِ الَّذِی یُتَوَصَّلُ بِهِ إِلَی المَاءِ،ثم استُعِیر لِکُلّ ما یُتَوَصَّل به إِلَی شَیْ ء (10).
و السَّبَبُ من مُقَطَّعَاتِ الشّعر:حَرْفٌ مُتَحَرِّک و حَرْفٌ سَاکِنٌ ، و هو علی ضَربین: سَبَبَانِ مَقْرِونَانِ ،و سَبَبَانِ مَفْرُوقَان.فالمَقرُونَانِ :ما تَوالَت فِیهما (11)ثَلاَثُ حَرَکَات بعدَها سَاکِن نحو«مُتَفَا»من مُتَفَاعِلُن،و«عَلَتُنْ »من مُفَاعَلَتُن،فحرکَه التَّاء من«مُتَفَا»قد قَرَنَت السَّبَبَیْن ،و کَذَلِک
ص:65
حَرَکَهُ اللاَّم من«عَلَتُن»قد قَرَنَتِ السَّبَبَیْن أَیْضاً،و المَفْرُوقَانِ هُمَا اللَّذَان یَقُومُ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِنَفْسه أَی یَکُونُ حَرْفٌ مُتَحَرِّکٌ و حَرْفٌ سَاکِنٌ و یَتْلُوه حَرْفٌ مُتَحَرِّکٌ نحو«مُسْتَفْ »من مُسْتَفْعِلُنْ ،و نحو«عِیلُن»من مَفَاعِیلُن و هَذِهِ الأَسْبَاب هَیَ الَّتی یَقَعُ فِیهَا الزِّحَافُ علی ما قد أَحْکَمَتْه صِنَاعَهُ العَرْوضِ ،و ذَلک لأَنَّ الجزءَ غَیْرُ مُعْتَمِد علیها (1).
ج أَی فی الکُلِّ أَسْبَابُ .
17- [و قوله تعالی]: وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ اَلْأَسْبابُ أَی الوُصَلُ و المَوَدَّاتُ ، قَالَه ابْنُ عَبَّاس: (2). و قال أَبُو زَیْد: الأَسْبَابُ :
المَنَازِلُ .قَالَ الشَّاعِرُ:
و تَقَطَّعَت أَسْبَابُها و رِمَامُها (3)
فیه الوَجْهَانِ :المَوَدَّهُ و المَنَازِلُ .
و اللّه عَزَّ و جَلَّ مُسَبِّبُ الأَسْبَاب ،و مِنْهُ التَّسْبِیبُ . و أَسْبَابُ السَّمَاءِ:مَرَاقیها. قَالَ زُهَیْر:
وَ مَنْ هَابَ أَسْبَابَ المَنِیَّهِ یَلْقَها
و لَوْ رَامَ أَنْ یرقَی السَّمَاءَ بِسُلَّمِ
أَو نَوَاحِیهَا. قال الأَعْشَی:
لَئن کُنْتَ فی جُبٍّ ثَمَانِینَ قَامَهً
و رُقِّیتَ أَسبابَ السَّمَاء بسُلَّمِ
لیَسْتَدْرِجَنْکَ الأَمرُ حتی تَهُرَّه
و تَعْلَمَ أَنِّی لَسْتُ عَنْکَ بمُحْرِمِ
أَو أَبْوَابُهَا و علیها اقْتَصَرَ ابن السّید فی الفرق.قال عَزَّ و جَلَّ : لَعَلِّی أَبْلُغُ اَلْأَسْبابَ . أَسْبابَ السَّماواتِ (4)قیل:
هِیَ أَبْوَابُها.وَ
16- فِی حَدیث عُقْبَه: «و إِنْ کَانَ رِزْقُه فی الأَسْبَاب ». أَی فی طُرُقِ السَّمَاء و أَبوابِها و قَطَعَ اللّهُ بِهِ السَّبب أَی الحیاه. و السَّبِیبُ ،کأَمِیرٍ،مِنَ الفَرَسِ :شَعَرُ الذَّنَب و العُرْفِ و النَّاصِیَه. و فی الصَّحاحِ : السّبِیبُ :شَعَر النَّاصِیَه و العُرْفِ و الذَّنَب،و لم یَذْکُرِ الْفَرَس.و قال الرِّیَاشیّ :هو شَعَر الذَّنَب.و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :هو شَعَر النّاصِیَه،و أَنْشَد:
بِوَاقِی (5)السَّبِیبِ طَوِیلِ الذَّنَبِ
و فرسٌ ضَافِی السَّبِیبِ .و عَقَدُوا أَسَابِیبَ خَیْلِهِم.و أَقْبَلَتِ الخَیْلُ مُعَقَّدَات السبائب . و السَّبِیبُ : الخُصْلَهُ مِن الشَّعرِ، کالسَّبِیبَه جَمْعُه سَبَائِب .
و من المجاز:امرأَهٌ طوِیلَهُ السَّبائِب :الذَّوَائِبِ .و علیه سَبَائِبُ الدَّم:طَرَائِقُه،کذا فی الأَساس.و
17- فی حدیث اسْتِسْقَاءِ عُمَر-رَضِی اللّه عَنْه: -«رأَیْتُ العَبَّاسَ و قد طَالَ عُمَرَ،و عَیْنَاه تَنْضَمَّان (6)و سَبَائِبُه تَجُولُ عَلَی صَدْرِه». یَعْنی ذَوَائِبَه.قوله:و قد طَالَ عُمَرَ أَی کَانَ أَطوَلَ منه (7).
و السَّبِیبَهُ :العِضَاهُ تکثرُ فی المَکَانِ .
و:ع.و:نَاحِیَهٌ من عَمَل إِفْرِیقِیَّهَ ، و قِیلَ :قَرْیَهٌ فی نَوَاحی قَصْرِ ابن هُبَیْره.
و ذُو الأَسْبَابِ :المِلْطَاطُ بنُ عَمْرو،مَلِکٌ من مُلُوکِ حِمْیَر من الأَذْوَاءِ،مَلَک مِائَهً و عِشرِینَ سَنَه.
و سَبَّی کَحَتّی:مَاءٌ لسُلَیْم. و فی معجم نصر:مَاءٌ فی أَرض فَزَارَه.
و تَسَبْسَبَ المَاءُ:جَرَی و سَالَ .و سَبْسَبَهُ :أَسَالَه (8).
و السَّسْبَبُ :المَفَازَهُ و القَفْرُ أَو الأَرْضُ المُسْتَوِیهُ البَعِیدَهُ .
و عن ابن شُمَیْل: السَّبْسَبُ :الأَرْضُ القَفْر البَعِیدَهُ مَسْتَوِیَهً و غَیْرَ مُسْتَوِیَهٍ وَ غَلِیظَه و غَیْرَ غَلِیظَه لا مَاءَ بها و لا أَنِیسَ .و
17- فی حَدیث قُسٍّ : «فبینا أَجُولُ سَبْسَبَها ». و یروی بَسْبَسَها،و هُمَا بِمَعْنًی.و قال أَبو عُبَیْد: السَّبَاسِبُ و البَسَابِسُ :القِفَارُ.
و حکی اللِّحْیَانِیّ بَلَدٌ سَبْسَبٌ ،و بلد سَبَاسِبُ کأَنهم جَعَلُوا کُلَّ جُزْء منه سَبْسَباً ،ثم جَمَعُوه عَلَی هذَا،و قال أَبو خَیْره:
ص:66
السَّبْسَب :الأَرْضُ الجَدْبَهُ .و منهم من ضَبَطَ سُبَاسِب بالضم،و هو الأَکْثَر؛لأَنّه صِفَهُ مُفْرَد کعُلاَبط ،کذَا قَالَ شَیْخُنَا.و قال أَبو عمرو: سَبْسَبَ إِذَا سَارَ سَیْراً لَیِّناً.و سَبْسَبَ إِذَا قَطَع رَحِمَه.و سَبْسَبَ إِذَا شَتَم شَتْماً قَبِیحاً. و سَبْسَبَ بَوْلَه:أَرْسَلَه.
و السَّبَاسِبُ :أَیَّامُ السَّعَانِین. أَنْبَأَ بِذلِکَ أَبُو العَلاَء.وَ
16- فِی الحدِیث: «إِن اللّه تعالی أبدلکم بیَوْم السَّبَاسِبِ یَوْمَ العید».
یَوْمُ السَّبَاسِب عِیدٌ لِلنَّصَاری و یُسَمُّونَه یَوْمَ السَّعَانِین.قَالَ النَّابغَهُ :
رِقَاقُ النِّعَالِ طَیِّبٌ حُجُزَاتُهمْ
یُحَیّونَ بِالرَّیْحَانِ یَوْمَ السَّبَاسِبِ
یَعْنِی عِیداً لَهُم.
و السَّبْسَبُ کالسَّبَاسِب :شَجَرٌ تُتَّخَذُ مِنْه السِّهَام.و فی کتاب أَبی حَنیفَه:الرِّحَال.قال الشاعِر یَصف قَانِصاً:
ظَلَّ یُصَادِیهَا دُوَیْن المَشْرَبِ
لاطٍ بصَفْرَاءَ کَتُومِ المَذْهَب
و کُلِّ جَشْ ءِ من فُرُوعِ السَّبْسَبِ
و قال رُؤْبَهُ :
رَاحَتْ و رَاحَ کَعَصَا السَّبْسَابْ
و هو لُغَهٌ فی السَّبْسَبِ ،أَو أَنَّ الأَلِفَ للضَّرُورَه،هکَذَا أَورَدَه صَاحِب اللِّسَان هُنَا،و هو وَهَم،و الصَّحِیح:
السَّیْسَبُ ،بالتَّحْتِیَّهِ ،و سَیَأْتِی للمُصَنِّف قَرِیباً.
و من المجاز قَوْلُهم: سَبَّابُ العَرَاقِیب و یَعْنُونَ بِهِ السَّیْف، لأَنَّه یَقْطَعُها.و فی الأَساس:کأَنَّمَا (1)یُعَادِیهَا و یَسُبُّهَا .
و سَبُّوبَهُ :اسْمٌ أَو لَقَبٌ .و مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ سَبُّوبَه المُجَاوِرُ بمَکَّهَ : مُحَدِّثٌ عن عبد الرزَّاقِ ،و اخْتُلِف فِیهِ فَقِیلَ :هکَذا، أَوْ هُوَ بمُعْجَمَه و سَیَأْتِی. وَ سَبُّوبَه :لَقَبُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ عَبْد العَزِیز المُحَدّث شیخ للعبّاس الدُّوریّ .وفاته أَبُو بَکْر مُحَمَّد بْنُ إِسْمَاعِیلَ الصَّائِغُ المُلَقَّبُ بِسَبُّوبَه شَیْخ لوَهْبِ بْنِ بقیَّه.*و مما یستدرک علیه:
سَبَبٌ کجَبَل لقَبُ الحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الحَسَنِ الأَصْبَهَانِیِّ ،روی عَن جَدِّه لأُمّه جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ، و مَاتَ سنه 466 و جاءَ فی رَجَزِ رُؤْبَهَ المُسَبِّی بمَعْنَی المُسَبِّب .قال:
إِن شَاءَ رَبُّ القُدْرَهِ المُسَبِّی
أَمَّا بأَعْنَاقِ المَهَارِیَ الصُّهْبِ
أَراد المُسَبِّب .
*و مما بَقِی عَلَی المُؤَلِّفِ مِمَّا اسْتَدرَکه شَیْخُنا رَحِمَه اللّه تَعَالی و قال إِنَّه مِنَ الوَاجِبات:
سِنْجَاب .قلت:و ذَکَره الدَّمِیریُّ و ابنُ الکُتبیّ و الحکِیمُ دَاوُودُ و غیرُهم.و عباره الدَّمِیریّ :هو حَیَوان علی حَدِّ الیَرْبُوع،أَکبرُ مِن الفَأْر،و شَعَره فی غَایَهِ النُّعومَه،تُتَّخذ من جِلْدِه الفِرَاءُ،و أَحْسَن جُلُودِه الأَمْلَس الأَزرَقُ .قَالَ :
کلما ازرَقَّ لَوْنُ جِلْدِی من البَرْ
دِ تَخَیَّلْتُ أَنَّه سِنْجَابُ
انتهی.و موضِعُ ذِکْرِه من النُّون بَعْد السِّین.
قلت:و سِنْجَابَهُ و هی قَرْیَهٌ قُرْبَ عَسْقَلاَن بِهَا قَبْر جَنْدَره بن حنیشه (2)الصحابیّ أَبو قرصافه،سکن الشأْم، کذا ذکره الحافظ بن ناصر الدین الدمشقیّ .
السَّتْبُ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و ابْنُ مَنْظُور،و قال الصَّاغَانِیّ :هو سَیْرٌ فَوْقَ العَنَق مَقْلُوبُ السَّبْت (3)
سَحَبَه کَمَنَعَه یَسْحَبُه سَحْباً : جَرَّه عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ فَانْسَحَب : انجَرَّ.و السَّحْبُ :جَرُّکَ الشیءَ علی وَجْهِ الأَرْضِ کالثَّوْبِ و غَیْرِه.و المرأَهُ تَسْحَب ذَیْلَها،و الریحُ تَسْحَبُ التُّرَابَ .
و من المجاز: سَحَبت (4)الرِّیحُ أَذْیَالَها،و انْسَحَبَت فِیهَا ذَلاَذِلُ الرِّیح (5)،و اسْحَبْ ذَیْلَک عَلَی مَا کَانَ مِنِّی.
ص:67
و تقول:ما اسْتَبْقَی رَجُلٌ وُدَّ صَاحِبه،بِمِثْلِ ما سَحَبَ الذَّیْلَ عَلَی مَعَایِبِه.
و من المجَازِ أَیْضاً: السَّحْبُ بمَعْنی شِدَّهِ الأَکْلِ و الشُّرْب.یقال: سَحَب یَسْحَبُ إِذَا أَکَلَ و شَرِبَ أَکْلاً و شُرْباً شَدِیداً،فهو أُسْحُوبٌ (1)بالضم أَی أَکُولٌ شَرُوبٌ .و أَسْحَبْتُ من الطَّعَامِ و الشّرَابِ ،و تَسَحَّبْتُ (2):تَکثَّرت؛لأَنَّ شأْن المَنْهُومِ أَن یَجُرَّ (3)المَطَاعِمَ إِلَی نَفْسِه و یَسْتَأْثِرَ بِهَا.
و فی لسان العرب،قال الأَزْهَرِیّ :الَّذِی عَرَفْنَاه و حَصَّلْنَاه:رَجُلٌ أُسْحُوتٌ بالتَّاءِ إِذَا کَانَ أَکُولاً شَرُوباً،و لَعَلَّ الأُسْحُوبَ «بالْبَاءِ»بِهَذَا المَعْنَی جَائِز.
و السَّحَابَهُ :الغَیْم و التی یَکُونُ عَنْهَا المَطَر،سُمِّیَت بِذلِکَ لانْسِحَابِهَا فی الهَوَاءِ أَو لِسَحْبِ بَعْضِهَا بعضاً،أَو لِسَحْبِ الرِّیاح لَهَا.
ج سَحابٌ . و نقل شیخُنا عن کِتَابِ الأَصْمَعِیّ فی أَسْمَاءِ السَّحَابِ .أَنَّ السَّحَابَ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ ،واحده سَحَابَه ، یُذَکَّرَ و یُؤَنَّثُ ،و یُفْرَدُ و یُجْمَع و سُحُبٌ بضمتین،یجوز أَن یکون جَمْعاً لِسَحَابٍ أَو لِسَحَابَه .و فی لسان العرب:خَلِیقٌ أَنْ یَکُونَ سُحُبٌ جمعَ سَحَابٍ الذی هو جَمْعُ سَحَابه فیکون جَمْعَ جَمْع. و سَحَائِبُ جَمْعٌ لِذِی التَّاءِ مُطْلَقاً و للمُجَرَّدِ إِذا حُمِلَ علی التَّأْنِیثِ ،حَقَّقَه شَیْخُنا.
و من المَجَازِ قَوْلُهم:أَقمتُ عِنْدَه سَحَابَهَ نَهَارِی،و ما زِلْتُ أَفْعَلُه سَحَابَهَ یَوْمِی أَی طُولَه فهو ظَرْفٌ مُسْتَعَارٌ.أُطْلِقَ عَلَی المُدَّهِ مَجَازاً،نقلَه ابْنُ دُرَیْد.و فی الأسَاس:قِیلَ ذلِک فِی نَهَار مُغِیمٍ ،ثُمَّ ذَهَبَ مَثَلاً فی کُلِّ نَهَارٍ،قال:
عَشِیَّهَ سَالَ المِرْبَدَانِ کِلاَهُمَا سَحَابَهَ یَوْمٍ بالسُّیُوفِ الصَّوَارِمِ
و السَّحَابُ :سَیْفُ ضِرار بْنِ الخَطَّابِ الفِهْرِیّ ،و فِیه یَقُولُ :
فَمَا السَّحَابُ غَدَاهَ الحَرِّ من أُحُدٍ بِنَاکِلِ الحَدِّ إِذْ عَایَنْتُ غَسَّانا
و رجُلٌ سَحْبَانُ :جُرَافٌ یَجْرُفُ کُلَّ مَا مَرّ بِهِ ،و به سُمِّی سَحْبَان ؛وَ هُو اسْمُ رَجُلٍ مِنْ وَائِل بَلِیغٌ لَسِنٌ یُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ فی البَیَانِ و الفَصَاحَه،فَیُقَالُ : أَفْصَحُ مِنْ سَحْبَانِ وَائِلٍ ،و مِن شِعْرِه:
لقَدْ عَلِم الحَیُّ الیَمَانُونَ أَنَّنِی إِذَا قُلْتُ أَمَّا بَعْدُ أَنِّی خَطِیبُها
أَنشدَهُ ابْنُ بَرِّیّ .
و سَحَابُ (4):اسْمُ امْرَأَه،قال:
أَیَا سَحَابُ بَشِّرِی بِخَیْرِ
و
14- فی الحدِیثِ : «کَانَ اسْمُ عِمَامَتِه السَّحَابَ ». سُمِّیَت بِهِ تَشْبِیهاً بسَحَاب المَطَر لانْسِحَابِه فی الهَوَاءِ.
و السُّحْبَانُ : بالضَّم:فَحْلٌ نقله الصاغانیّ .
و تَسَحَّبَ عَلَیْهِ :أَدَلَّ .و قال الأَزْهَرِیُّ :فُلاَنٌ یَتَسَحَّبُ عَلَیْنَا أَی یَتَدَلَّل،و کذلک یَتَدَکَّل وَ یَتَدَعَّبُ (5).و
16- فی حَدِیث سَعِید و أَرْوَی: «فقَامَتْ فَتَسَحَّبَتْ فی حَقِّه». أَی اغْتَصَبَتْه و أَضَافَتْه إِلَی حَقِّها و أَرْضِها.
و السُّحْبَهُ بالضم:الغِشَاوَهُ .
و فَضْلَهُ مَاءٍ تَبْقَی فی الغَدِیر یقال:مَا بَقِی فی الغَدِیر إِلاَّ سُحَیْبَهٌ منْ مَاءٍ أَی مُوَیْهَه قَلِیلَه. کالسُحابه بالضَّمِّ .
السَّحْتَبُ کجَعْفَرٍ هو بالتَاء المثناه الفوقیه کما فی نُسْخَتِنَا،و الَّذِی فی لِسَان العَرب بالنُّونِ بَدَلَ التَّاءِ (6)، و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ دُرَیْد:هو الجَرِیءُ المُقْدِمُ .و اسْمٌ . و هَذَا مَعْنَاهُ نَقَله الصَّاغَانِیّ .
السَّخَبُ مُحَرَّکَهً :الصَّخَبُ ، و هو الصِّیَاحُ .
السِّین لُغَهٌ فی الصَّاد،و هُمَا فی کُلِّ کَلِمَه فیها خاءٌ جائِز.
ص:68
و
16- فی الحَدِیثِ فی ذِکْرِ المُنَافِقِین: «خُشُبٌ باللَّیْلِ سُخُبٌ بالنَّهَارِ». أَی إِذَا جَنَّ علیهم اللَّیْلُ سَقَطُوا نِیَاماً،فإِذا أَصْبَحُوا تَسَاخَبُوا (1)علی الدُّنْیَا شُحًّا و حِرصاً.
و السِّخَابُ کَکِتَابٍ :قِلاَدَهٌ تُتَّخَذُ من سُکٍّ بالضَّمِ :طِیبٍ مَجْمُوعٍ و قَرَنْفُل و مَحْلَبِ بالکَسْرِ (2)قد تَقَدَّم بِلاَ جَوْهَر، لَیْسَ فِیهَا من اللُّؤلُؤِ و الجَوْهَرِ شَیء،و کذا من الذَّهَب و الفِضَّهِ .و قال الأَزْهَرِیُّ : السِّخَابُ عِنْد العَرَب:کُلُّ قِلاَدَهٍ کَانَتْ ذَات جَوْهَرٍ أَو لم تَکُن.قَالَ الشَّاعِرُ:
و یومُ السِّخَابِ من أَعَاجِیب رَبِّنَا (3) عَلَی أَنَّه من بَلْدَهِ السُّوءِ أَنجَانِی
و
16- فی حَدِیثٍ آخر (4): «فجَعَلَت تُلْقِی القُرطَ و السِّخَابَ .
قال ابن الأَثِیرِ:هو خَیْطٌ یُنْظَم فِیهِ خَرَزٌ،و تَلْبَسُه الصِّبْیَانُ و الجَوَارِی.و
16- فی آخر: «أَنَّ قَوْماً فَقَدُوا سِخَاب فَتَاتِهم فَاتَّهَمُوا بِه امْرَأَهً ». و من المَجازِ:وَجَدتُک مَارِثَ (5)السِّخَابِ أَی کَالصَّبِی لا عِلْمَ لک (6).
ج سُخُبٌ کَکُتُبِ سمی به لصَوْتِ خَرَزِه عِنْد الحرکَه من السَّخَبِ وَ هُو اخْتِلاَط الأَصْوَاتِ ،قَالَهُ شَیْخُنَا.
جَمَلٌ سِنْدَأَبٌ کجِرْدَحْلٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:و أَحْسَبُ أَنِّی سَمِعْتُ :
جَمَلٌ سِنْدَأْبٌ أَی صُلْبٌ شَدِیدٌ. قال الصَّاغَانِیُّ :الهَمْزُ و النُّونُ زَائِدَتَانِ مِثْلُهُما فی سِنْدَأْوٍ،و قِنْدَأْوٍ،و حِنْطَأْوٍ.
السَّذَابُ (7) أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و هو بالذَّالِ المُعْجَمَهِ ،ذکره ابن الکُتْبِیّ و دَاوُودُ الأَکْمَه و غَیْرهما، مُعَرَّب؛لأَنّه لا یَجْتَمِع السِّینُ المُهْمَلَه و الذَّالُ المُعْجَمَه فیکَلِمَهٍ عَربِیَّه.و صرح ابنُ الکُتْبِیّ بتَعْرِیبِها،و هُو خَطَأٌ.
و یوجد فی بَعْضِ کُتُبِ النَّبَات بالدَّالِ المُهْمَلَه و هو الفَیْجَنُ یُونَانِیه و هو بَقْلٌ ،م. و له خَوَاصُّ و طَبَائِعُ مَعْرُوفَه فی کُتُبِ الطِّب.
و عُمَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السَّذَابِیُّ :مُحَدِّثٌ عن العَلاَءِ بْنِ سَالِم، کأَنَّه نُسِبَ إِلی بَیْعِهِ .
و السُّذْبَه بالضم:وِعَاءٌ.
السَّرْبُ : المَالُ الرَّاعِی،أَعْنِی بالمَالِ الإِبلَ .
یقال:أُغِیر (8)علی سَرْبِ القَوْم.و منه قولهم:
اذْهَبْ فلا أَنْدَهُ سَرْبَکَ .أَی لاَ أَرُدُّ إِبِلَک،تذهب (9)حَیْثُ شَاءَت.أَی لاَ حَاجَه لِی فِیکَ .و یقُولُون للمَرْأَهِ عِنْدَ الطَّلاَقِ :اذْهَبِی فَلاَ أَنْدَهُ سَرْبَک ،فتَطْلُق بِهذهِ الکَلِمَه.وَ فِی الصَّحَاح:و کانوا فِی الجَاهِلیَّه یَقُولُون فی الطَّلاَق.فقَیَّدَه بالجَاهِلیَّه،و أَصْلُ النَّدْه الرَّجْز.
و قال ابن الأَعرابیّ : السّرْبُ : المَاشِیَه کُلُّها، حَکَاهُ ابْنُ جِنِّی و نَقَله ابْنُ هِشَام اللَّخْمِیّ .و جَمْعُه سُرُوبٌ ،و قیل أَسْرَابٌ .
و السَّرْبُ : الطَّرِیقُ . قال ذُو الرُّمَّهِ :
خَلَّی لَهَا سَرْبَ أُولاَهَا و هَیَّجَهَا من خَلْفِها لاَحِقُ الصقْلَیْن هِمْهِیمُ
قال شَمر:أَکْثَرُ الرِّوَایَه بالفَتْح.قال الأَزْهَرِیّ :و هکَذَا سَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ :خَلَّی سَرْبَه أَی طَرِیقَه.و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَرَ: «إِذَا مَاتَ المُؤْمِنُ یُخَلَّی لَهُ سَرْبُه یَسْرَحُ حَیْثُ شَاءَ».
أَی طَریقَه و مَذْهَبَه الَّذی یَمُرُّ به،و قالَ أَبو عَمْرو:خَلِّ سِرْبَ الرَّجُلِ ،بالکَسْر،و أَنْشَدَ قَولَ ذی الرُّمَّهِ هذا.
قلت:فالوَاجِب علی المُصَنِّف الإِشَارَهُ إِلَی هذَا القَوْل بقَوْله:و یُکْسَر،و لم یَحْتَج إِلی إِعَادَتِه ثانِیاً.و سیأْتِی الخِلاَفُ فِیه قَرِیباً.
و قال الفَرَّاءُ فی قَوْلِه تَعَالی: فَاتَّخَذَ سَبِیلَهُ فِی الْبَحْرِ
ص:69
سَرَباً (1)،قال:کان الحُوتُ مَالِحاً،فلما حَیِیَ بالمَاءِ الذی أَصَابَه من العَیْنِ فوقَع فی البَحْر جَمَد مَذْهَبُه فی البَحْرِ فَکَانَ کالسَّرَبِ .
و قال أَبُو إِسحاق الزَّجَّاجُ :و سَرَباً مَنْصُوبٌ علی جِهَتَین، علی المَفْعول کقَوْلِکَ :اتَّخَذْتُ طَرِیقِی فی السَّرَب ، و اتَّخَذْتُ طَرِیقی مَکَانَ کَذَا و کَذَا فتکُون مَفْعُولاً ثَانیاً، کقولک:اتَّخَذْتُ زَیْداً وَکِیلاً،قال:و یجوز أَن یکون سَرَباً مَصْدَراً یَدُلّ علیه اتخذ (فَاتَّخَذَ)سَبِیلَهُ فِی الْبَحْرِ ،فَیکُونُ المَعْنَی نَسِیَا حُوتَهُمَا فجعَلَ الحُوتُ طَرِیقَه فی البَحْر،ثم بَیَّن کَیْفَ ذَلِک،فکأَنَّه قَالَ : سَرِب الحوتُ سَرَباً .
و قال المُعْتَرِضُ الظَّفَرِیّ فی السَّرَب و جَعَلَه طَرِیقاً:
تَرَکْنَا الضُّبْعَ سَارِبَهً إِلَیهم تَنُوبُ اللَّحْم فی سَرَبِ المَخِیمِ
السَّرَب :الطَّرِیقُ ،و المَخِیمُ :اسْمُ وادٍ.
و علی هذَا المَعْنی الآیَه: فَاتَّخَذَ سَبِیلَهُ فِی الْبَحْرِ سَرَباً أَی سَبِیلَ الحُوت طَرِیقاً لِنَفْسِه لا یَحِیدُ عَنْه.المَعْنَی اتَّخَذَ الحُوتُ سَبِیلَه الَّذِی سَلَکَه طَرِیقاً طَرَقه (2).و قال أَبُو حَاتِم:اتَّخَذَ طَرِیقَه فی البَحْرِ سَرَباً .قال:أَظُنُّه یُرِیدُ ذَهَاباً.
سَرِب سَرَباً کذَهَب ذَهَاباً.و قال ابن الأَثیر: السَّرَبُ «بالتَّحْرِیکِ »:المَسْلَکُ فی خُفْیَهٍ .
و السَّرْبُ : الوِجْهَهُ . یقال:خَلِّ سَرْبَه «بالفَتْح»أَی طَرِیقَه وَ وَجْهَه. و السَّرْبُ : الصَّدْرُ قاله أَبُو العَبَّاسِ المُبَرِّد.و إِنَّه لَوَاسِعُ السَّرْبِ أَی الصَّدْرِ و الرَّأْیِ و الهَوَی.
و السَّرْبُ : الخَرْزُ (3)، عن کُرَاع.یقال: سَرَبْتُ القِرْبَهَ أَی خَرَزْتُها.و السَّرْبَهُ :الخَرْزَهُ .
و السِّرْب بالکَسْر:القَطِیعُ من الظِّبَاء و النِّساءِ و الطَّیْرِ و غَیْرِها کالبَقَر و الحُمُرِ و الشَّاءِ.و اسْتَعَارَهُ شَاعرٌ من الجِنِّ للقَطَا فقال أَنْشَدَه ثَعْلَبٌ :
رَکِبْتُ المَطَایَا کُلَّهُنَّ فلم أَجِدْ أَلَذَّ و أَشْهَی من جِیاد الثَّعَالِبِ
و من عَضْرَفُوطٍ حَطَّ بِی فَزَجَرْتُه یُبَادِرُ سِرْباً من قَطَاءٍ قَوَارِبِ (4)
و قال ابنُ سِیدَه فی العَوِیصِ : السِّرْبُ :جَمَاعه الطُّیور.
و عَنِ الأَصْمَعِیّ : السِّرْبُ و السِّرْبَهُ (5)مِن القَطَا و الظِّبَاءِ [و الشاء] (6):القَطِیعُ .یقال:مَرَّ بِی سِرْبٌ من قَطاً و ظِبَاءٍ وَ وَحْشٍ وَ نِسَاءٍ،أَی قَطِیعٌ .و
16- فی الحدیث: «کَأَنَّهم سِرْبُ ظِبَاءٍ». السِّرْبُ ،بالکَسْر.
و السَّرِبُ :الذَّاهِبُ المَاضِی،عن ابن الأَعرابیّ .و عنه أَیضاً،قال شَمِر: الأَسْرَابُ مِنَ النَّاسِ :الأَقَاطِیع،وَاحِدُهَا سِرْب ،بالکَسْر.قال:و لم أَسْمَع سِرْبا فی النَّاس إِلا لِلْعَجَّاج (7)و السِّرْبُ : الطَّریقُ . قاله أَبُو عَمْرو و ثَعْلَب، و أَنکَرَهُ المُبَرِّدُ و قال:إِنَّه لا یَعْرِفه إِلاَّ بالفَتْحِ .و قال ابن السّید فی مثلثه: السَّرْبُ :الطَّرِیق،فَتَحه أَبُو زَیْد،و کَسَرُه أَبُو عَمْرو. و إِنه لَوَاسِعُ السِّرْب ،قیل:هو الرَّحِی البَالِ .
و قیل:هو الوَاسعُ الصَّدْرِ البَطِیءُ الغَضَب،و یروی بالفَتح وَاسعُ السَّرْبِ ،و هو المَسْلَکُ و الطَّرِیقُ ،و قد تقدم.قال شیخنا:هکَذَا فی الأُصولِ ،یَعْنِی بالمُوَحَّدَهِ ،و الظَّاهِر أَنَّه بالمیم؛لأَنَّه الوَاقِعَ فی شَرْحِ اللَّفْظِ الوَارِد،و إِنْ وَقَعَ فی الصَّحَاح تَفْسِیرُ وَاسِع السِّربِ برَخِیِّ البَالِ ،فإِنه لا یَقْتَضِی أَنْ یَشْرَحَ السِّربَ بالبَالِ کما لا یَخْفَی،انتهی.
قُلْتُ : السَّرْبُ بمَعْنَی المَالِ إِنَّمَا هو بالفتح لا غَیْر.ففی لِسَانِ العرب، السَّرْبُ بالفتح:المَالُ الرَّاعِی،و قِیلَ :الإِبلُ وَ مَا رَعَی مِنَ المَالِ .و قد تَقَدَّم بَیَانُ شَیْ ءٍ مِنْ ذَلِک، و المُؤَلِّف إِنَّمَا هُو بِصَدَد معنی السِّرْبِ بالکسر،فالصَّوَابُ ما فی أَکْثَرِ الأُصول،لا مَا زَعَمَه شَیْخُنَا کما لا یَخْفَی.ثم إِنِّی رأَیتُ القَزَّاز ذکرَ فی مُثَلَّثِه:و یقولون:فلانٌ آمِنٌ فی سِرْبِه «بالکسر»أَی مَالِه أَی فهو لُغَهٌ فی الفتح،و مثله لابْن
ص:70
عُدَیْس،فَعَلَی هذا یُوَجَّه ما قَالَه شَیْخُنَا.
و السِّرْبُ فی
14- قولِه صلی اللّه علیه و سلم: «مَنْ أَصْبَح آمِناً فی سِرْبه مُعَافیً فی بَدَنِه عِنْدَه قُوتُ یَوْمه فَکَأَنَّما حِیزَت لَهُ الدُّنْیَا بِحَذَافِیرِها». -و یُرْوَی الأَرْضُ - القَلْبُ . یقال:فلان آمِنُ السِّرْب أَی آمِنُ القَلْبِ .و الجمع سِرَابٌ ،عن الهَجَرِیّ .
و أَنشد:
إذَا أَصْبَحْتُ بَیْنَ بَنی سُلَیْمٍ و بینَ هَوَازِنٍ أَمِنَتْ سِرَابِی
و قیل:هو آمِنٌ فی سِرْبِه ،أَی فِی قَوْمِه. و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : السِّربُ فی الحَدِیثِ : النَّفْسُ . و مثْلُه قَوْلُ الثِّقَاتِ مِن أَهْلِ اللُّغَه:فلانٌ آمِنُ السِّرْب :لا یُغْزی مَالُه و نَعَمُه لِعِزِّه.و فلان آمِنٌ فی سِرْبه أَی فِی نَفْسِه،و هو قَوْلُ الأَصْمَعِیّ ،و نَقَل عنه صَاحِبُ الغَرِیبَیْن.و قال ابن بَرِّیّ :
هذا قَوْلُ جَمَاعَهٍ مِنْ أَهْلِ اللُّغَه،و أَنْکَر ابْنُ دَرَسْتَوَیْه قَوْلَ مَنْ قَالَ :فی نَفْسِه،قال:و إنَّمَا المعنی،آمِنٌ فی أَهْلِه و مَالِه وَ وَلَدِه،و لو أَمِنَ علی نَفْسِه وَحْدَهَا دُونَ أَهْلِه وَ مَالِه وَ وَلَده لَم یُقَلْ :هوَ آمِنٌ فی سِرْبه .و إنما السِّرب هَاهُنَا ما لِلرَّجُل من أَهْلٍ و مَالٍ ،و لِذلِکَ سُمِّیَ قَطیعُ البَقَر و الظِّبَاء و القَطَا و النِّسَاءِ سِرْباً ،و کأَن الأَصْلَ فی ذَلک أَن یَکُونَ الرَّاعِی آمِناً فی سِرْبِه ،و الفَحْلُ آمِناً فی سِرْبِه ،ثم اسْتُعْمِل فی غَیْرِ الرُّعَاهِ اسْتِعَارَهً فِیمَا شُبِّهِ بِه،و لذلک کُسِرَتِ السِّینُ .و قیل:هو آمِنٌ فی سِرْبِهِ أَی فی قَوْمِه.و قال القَزَّاز:آمِنٌ فی سِرْبه أَی طَرِیقهِ .و قال الزَّمَخْشَرِیّ فی الفَائِق:مَن أَصْبح آمناً فی سَرْبه أَی فی مُنْقَلَبه و مُنصَرَفهِ ،من قَوْلهم:خَلَّی سَرْبَه أَی طَرِیقهِ ،و رُوِی بالکَسْر أَی فی حِزْبِه و عِیَاله،مُسْتَعارٌ من سِرْبِ الظِّبَاء و البَقَرِ و القَطَا و قال أَبو حَنِیفَه:و یقال:
السِّربُ : جَمَاعَه النَّحْلِ فیما ذَکَر بَعْضُ الرُّوَاه.قال أَبُو الحَسَن:و أَنا أَظُنُّه علی التَّشْبِیهِ .و الجَمْعُ أَسْرَابٌ .و یوجد فی بَعْضِ النُّسَخ النَّحْلُ بالحاءِ المُهْمَلَه،و هو خَطَأٌ و السُّرْبَهُ مِثْلُه کما سَیَأْتِی.
و السَّرَبُ بالتَّحْرِیکِ :جُحْرُ الثَّعْلَبِ و الأَسَدِ و الضَّبُع و الذِّئْبِ .و السَّرَبُ :المَوْضِعُ الَّذِی یَدْخُل (1)فیه الوَحْشِیُّ و الجمع أَسْرَابٌ .و انْسَرَبَ الوَحْشُ فی سَرَبِه ،و الثَّعْلَبُ فی حُجْرِه.
و تَسَرَّبَ :دَخَل:
و السَّرَبُ : الحَفِیرُ، و قیل:بَیْتٌ تَحْتَ الأَرْضِ و سیأْتِی.
و السَّرَبُ : القَنَاهُ الجَوْفَاءُ یَدْخُل مِنْهَا الماءُ الحَائِطَ .
و السَّرَبُ : المَاءُ یُصَبُّ فی القِرْبَهِ الجَدِیدَه أَو المَزَادَه لیبتَلَّ سَیرُها حتی تَنْتَفِخ فَتَنْسَدَّ مَواضِعُ عُیُونِ الخَرْزِ.و قد سَرَّبها تَسْرِیباً فَسَرِبَتْ (2)سَرَبَاً .و یقال: سَرِّبْ قِرْبَتَک،أَی اجْعَلْ فِیهَا مَاءً حتی تَنْتَفِخَ عُیُونُ الخُرَزِ فَتَستَدَّ.
و السَّرَبُ : المَاءُ السَائِلُ . قال ذُو الرُّمَّه:
مَا بَالُ عَیْنِک مِنْهَا المَاءُ یَنْسَکِبُ کأَنَّه مِنْ کُلَی مَفْرِیَّهٍ سَرَبُ
و منهم مَنْ خَصَّ ،فَقَالَ :السَّائِلُ مِن المَزَادَهِ و نَحْوِها.
و أَبُو الفَضْل مَحْمُودُ بنُ عبدِ اللّهِ بْنِ أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِیُّ الزاهِدُ الوَاعِظُ کان فی حدود سنه 470. و أُخْتُه ضَوْءٌ.
و مُبَشِّرُ بْنُ سعدِ بْنِ مَحْمُودِ السَّرَبیّون ،مُحَدِّثون.
و یقال:إنَّه لَقَرِیبُ السُّرْبَه بالضَّمِّ أَی قَرِیبُ المَذْهَب یُسْرعُ فی حاجَتِه،حکاه ثَعْلَبٌ .و یُقَالُ أَیْضاً بَعِید السُّربَه أَی بَعِیدُ المَذْهَب فی الأَرْض.قال الشَّنْفَری،و هو ابنُ أُخْتِ تَأَبَّط شَرّاً:
خَرَجْنَا مِنَ الْوَادِی الَّذِی بین مِشْعَلٍ و بین الجَبَی هَیْهَاتَ أَنْسَأَتُ سُرْبَتِی (3)
أَی ما أَبْعَدَ المَوْضِعَ الَّذِی مِنْهُ ابْتَدَأْتُ مَسِیری.
و السُّرْبَهُ :الطَّائِفَهُ من السِّرْب . و الطّرِیقَه، و کل طریقه سُرْبه . و جَمَاعَهُ الخَیْلِ ما بَیْنَ العِشْرِینَ إلَی الثَّلاَثِین، و قیل:مَا بَیْن العَشَرَهِ إلی العِشْرِین.
و السُّرْبَهُ مِنَ القَطَا و الظِّبَاءِ و الشَّاءِ:القَطِیع.تقول:مَرَّ بِی سُرْبَهٌ «بالضم»أَی قِطْعَهٌ مِنْ قَطاً و خَیْلٍ و حُمُرٍ و ظِبَاءٍ.قال ذُو الرُّمَّه یَصِفُ مَاءً:
ص:71
سِوَی مَا أَصَابَ الذِّئبُ مِنْه و سُرْبَهٌ أَطافَتْ بِهِ من أُمَّهَاتِ الجَوَازِلِ (1)
و السُّرْبَه :القَطِیعُ مِنَ النِّسَاءِ،علی التَّشْبِیهِ بالظِّبَاءِ.
و السُّرْبَهُ :جَمَاعَهٌ من العَسْکَرِ یَنْسَلُّون فیُغِیرُونَ و یَرجِعُونَ ، عَنِ ابن الأَعْرَابِیّ .
و السُّرْبَهُ : الصَّفُّ من الکَرْمِ .و السُّرْبَهُ : الشَّعَر المُسْتَدِقُّ النَّابِتُ وَسَط الصَّدْرِ إِلَی البَطْنِ (2). و فی الصّحَاح الشَّعَرِ المُسْتَدِقّ الَّذِی یَأْخُذُ من الصَّدْرِ إلی السُّرَّهِ .
کَالمَسْرُبَه ، بضم الرَّاءِ و فَتْحِهَا.قال سِیبَوَیْهِ :لَیْسَت المَسْرُبَه عَلَی المَکَانِ وَ لاَ المَصْدَر و إِنما هی اسم للشَّعَر.قال الحَارِثُ بْنُ وَعْلَهَ الذُّهْلِیّ ،قال ابنُ بَرِّیّ :ظنَّه قوم أَنَّه للحَارِث بْنِ وَعْلَهَ الجَرْمِیّ ،و إنَّما هُوَ للذُّهْلِیِّ کما ذَکَرْنَا:
أَلْآنَ لَمَّا ابْیَضَّ مَسْرُبَتِی و عَضَضْتُ مِنْ نَابِی علی جِذْمِ
و حَلَبْتُ هذَا الدَّهْرَ أَشْطُرَه و أَتَیْتُ مَا آتِی عَلَی عِلْمِ
تَرْجُو الأَعَادِی أَنْ أَلِینَ لَهَا هذا تَخَیُّل صَاحِبِ الحُلْمِ .
و مَسَارِبُ الدَّوَابّ :مَرَاقُّ بُطُونِهَا.و عَنْ أَبِی عُبَیْد: مَسْرَبَهُ کُلِّ دَابَّهٍ :أَعَالِیهِ من لَدُن عُنُقِه إِلی عَجْبِه.و مرَاقُّهَا فی بُطُونِهَا و أَرْفَاغِها،و أَنشد:
جَلالٌ أَبُوهُ عَمُّه وَ هْو خَالُه مَسَارِبُهُ حُوُّ و أَقْرَابُه زُهْرُ
و
14- فی حدیثِ صِفهِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم: «کَانَ دَقِیقَ المَسْرُبَه ».و فی رِوَایَهٍ :«کَانَ ذَا مَسْرُبَه » (3).
و فُلاَنٌ مُنْسَاحُ السّربِ (4)،یُرِیدُونَ شَعرَ صَدْرِه.و
16- فی حدیث الاسْتِنْجَاءِ بالحِجَارَه: «یَمْسَح صَفْحَتَیْه بحَجَریْن، و یَمْسَح بالثَّالِثِ المَسْرُبَه ». یُرِیدُ أَعْلَی الحَلْقَه،و هو بِفَتْحالرَّاءِ و ضَمِّها:مَجْرَی الحَدَث من الدُّبُر،و کَأَنَّهَا من السِّرب :المَسْلَک.
و فی بَعْض الأَخْبَارِ«دَخَلَ مَسْرُبَتَه »هی مِثْلُ الصُّفَّه بَیْنَ یَدَیِ الغُرْفَهِ ،و لَیْسَت الَّتی بِالشِّین المُعْجَمَه،فإنّ تِلک الغُرْفَهُ .
و السُّرْبَهُ : جَمَاعَه النَّخْلِ ، و قد تقدَّمَتِ الإشَارَهُ إلَیْه.
و السُّرْبَهُ :القِطْعَهُ مِنَ الخَیْلِ .یقال: سَرَّبَ عَلَیْهِ الخَیْلَ و هو أَنْ یَبْعَثَهَا عَلَیْه سُرْبَهً بعد سُرْبَهٍ .و عن الأَصْمَعِیّ : سَرِّبْ علیَّ الإبِل أَی أَرْسِلْهَا قِطْعَهً قِطْعَهً .
ج سُرْب بضَمَّتَین و بإِسْکَان الثَّانِی.
و السُّرْبَهُ : ع. قال تَأَبَّطَ شرّاً:
فیوما بغَزّاء و یوماً بسُرْبَه و یوماً بِجَسْجاس من الرّجل هَیْصَم (5)
و السَّرْبَهُ بالفتح:الخَرْزَهُ .
و إِنک لَتُرِیدُ سَرْبَه (6)أَی السَّفَر القَرِیب، و السُّبْأَهُ :السَّفَر البَعِیدُ،و قد تقدم عن ابن الأَعرابیّ .
و المَسْرَبَهُ بفَتْح الرَّاءِ: المَرْعَی ج المَسَارِبُ .
و السَّرَابُ : الآلُ ،و قیل: السَّرَابُ : مَا تراه نِصْفَ النهار لاطِئاً بالأَرْض لاَصِقاً بها کأَنَّه مَاءٌ جارٍ.و الآلُ :الَّذِی یَکُونُ بالضُّحَی یَرْفَع الشُّخُوصَ [و یزهاها] (7)کالمَلاَ بَیْن السَّمَاءِ و الأَرْضِ .و قال ابن السِّکِّیت: السَرابُ الَّذی یجری عَلَی وَجْه الأَرْضِ کَأَنَّهُ المَاءُ،و هو یَکُونُ نِصْفُ النَّهار.و قال الأَصْمَعِیُّ : السَّرَابُ و الآلُ وَاحِد.و خَالَفَه غَیْرُه فَقَالَ :الآلُ :
مِنَ الضُّحَی إلی زَوَال الشَّمْس،و السَّرَابُ بَعْد الزَّوال إلَی صَلاَه العَصر،و احتَجُّوا بأنَّ الآلَ یَرْفَعُ کُلَّ شَیْ ء حَتَّی یَصِیرَ آلاً،أی شَخصاً،و أنَّ السرابَ یَخفِضُ کُلَّ شَیء حتی یَصیرَ لازِقاً بالأَرض لا شَخص لَهُ .
و قَال یُونُس:تَقُولُ العَرَبُ :الآلُ مُذ (8)غُدْوَهٍ إلَی ارتِفَاعَ
ص:72
الضُّحَی الأَعلَی،ثم هو سَرَابٌ سَائِر الیَوم.و قال ابن السِّکِّیت:الآلُ :الَّذِی یَرْفَعُ الشُّخُوصَ ،و هو یَکُون بِالضُّحی،و السَّرَابُ (1):الذی یَجرِی علی وَجهِ الأَرض، کأَنَّه المَاءُ وَ هُو نِصْفُ النَّهَار.قال الأزْهَرِیُّ :و هو الَّذِی رَأَیْتُ العَربَ بالبَادِیَه یَقُولُونه.و قال أَبُو الهَیْثَم:سُمِّی السَّرابُ سَرَاباً لأنَّه یَسْرُبُ سُرُوباً (2)أی یَجْرِی جَرْیاً.یُقَالُ :
سَرَبَ المَاءُ یَسْرُبُ سُرُوباً .
و سَرَابُ مَعْرِفَهً أَی عَلَمٌ لا یَدْخُلُه الأَلِفُ و اللاَّمُ ،و یُعْرَبُ إعْرَابَ مَا لاَ یَنْصَرِف.و فی لُغَه مَبْنِیًّا عَلَی الکَسر کقَطَام:
اسْمُ نَاقَه و البَسُوس: لَقَبُها. و منهُ المَثَلُ المشهور:« أَشْأَمُ من سَرَاب » لکونِها سَبَباً فی إقَامَه الحَرب بَین الحَیَّین، و قِصَّتُها مَشهُورَه فی کتب التَّوارِیخ.و ذَکَرَ البَلاذُریّ فی نَسَب عَمرِو بنِ سَعْدِ بْنِ زَیْد مَنَاهَ مَا نَصُّه:«و منهُم البسوس (3)و هِی الَّتِی یُقَال:أَشْأَمُ من البَسُوس صَاحِبه سَرَاب الَّتی وقَعَت الحَربُ بین ابنَی وَائِل بسَبَبِها (4):
و عَنْ أَبِی زَیْد سُرِب الرَّجلُ کعُنِی فهو مَسْرُوبٌ سَرْباً :
دَخَل فی فمه و خیَاشِیمِه و مَنَافِذِه کالدُّبُر و غَیره دُخَانُ الفِضَّه فأَخذه حُصْر فَرُبَّما أَفْرِق و رُبَّمَا مَاتَ (5). و السَّاربُ کالسَّرِب ، عن ابن الأَعْرَابیّ ،و هو الذَّاهِبُ عَلَی وَجْهِهِ فی الأَرْضِ .
قال قَیْسُ بن الخَطیم:
أَنَّی سَرَبْتِ و کُنْتِ غیرَ سَرُوبِ و تُقَرِّبُ الأَحْلاَمُ غیرَ قَرِیبِ
رواه ابنُ دُرَیْد: سَرَبت بالباء،و رَوَی غیره بالیَاءِ.
و سَرَبَ الفَحلُ یَسرُبُ سُرُوباً فهو سَاربٌ إذا تَوَجَّه للمَرعَی، و فی نسخه للرَّعی (6)بکَسرِ الرَّاء،و مَالٌ سَارِبٌ .
قال الأَخْنَسُ بنُ شِهَاب التَّغلَبِیّ :
و کُلُّ أَنَاس قَارَبُوا قَیدَ فَحلِهِم و نَحْنُ حَلَلْنَا قَیْدَه فَهُوَ سَارِبُ
قال ابنُ بَرِّیّ :قال الأَصْمَعِیُّ :هذا مَثَلٌ ،یُرِیدُ أَنَّ النَّاسَ أَقَامُوا فی مَوْضِعٍ وَاحِدٍ،لا یَجتَرِئُون عَلَی النُّقْلَه إلَی غَیْره، و قَارَبُوا قَید فَحلِهم أی حَبَسُوا فَحلَهُم عَن أَن یَتَقدَّمَ فَتَتبَعَهُ إبلُهم خَوفاً أَن یُغَارَ عَلَیْهَا.و نَحنُ أَعِزَّاءُ نَقْتَرِی الأَرْضَ نَذْهَبُ حَیْثُ شِئْنَا،فنَحْنُ قَدْ خَلَعْنَا قَیْدَ فَحْلِنا لیَذْهَبَ حَیْثُ شَاءَ،فحَیْثُمَا نَزَعَ إلَی غَیْثٍ تَبِعْنَاه.
و قال الأَزهریّ : سَرَبَتِ الإبِلُ تَسْرُب ،و سَرَبَ الفَحْلُ سُرُوباً أَی مَضَتْ فی الأَرْض ظَاهِرَهً حَیْثُ شَاءَت.و ظَبْیَهٌ سَارِبَهٌ :ذَاهِبَهٌ فی مَرْعَاهَا.و سَرَبَ سُرُوباً :خَرَجَ .و سَرَبَ فی الأَرْضِ :ذَهَبَ .و فی التَّنْزِیلِ : وَ مَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِاللَّیْلِ وَ سارِبٌ بِالنَّهارِ (7)أَی ظَاهِر بالنَّهارِ فی سِربِهِ .
و یُقَالُ :خَلِّ سِربَه أَی طَرِیقَه،فالمَعْنَی:الظَّاهِرُ فی الطُّرقَاتِ والمُسْتَخْفِی فی الظُّلُمَات،و الجَاهِرُ بِنُطْقِه و المُضْمِر فی نَفْسه،عِلْمُ اللّهِ فِیهم سَوَاءٌ.و رُوِی عَنِ الأَخْفَشِ أَنَّه قَال:مُسْتَخْفٍ باللَّیْلِ أَی ظَاهِرٌ،و السَّارِبُ :
المُتَوَارِی.و قال أبو العَبَّاسِ :المُسْتَخْفِی:المُسْتَتِرُ.قال:
و السَّاربُ :الخَفِیُّ و الظَّاهِرُ عِنْدَهُ وَاحد.و قال قُطْرُب:
سَارِبٌ بالنَّهَار:مُسْتَتِر.کَذَا فِی لِسَانِ العَرَبِ .و قال شَیْخُنَا.
السُّروبُ بِمَعْنَی الظُهُورِ مَجَازٌ.
و قال أبو عبیده: سَرِبت المَزَادَهُ کفَرح إذَا سَالَت فَهِی سَرِبَهٌ ، مَأخُوذٌ من سَرِب المَاءُ سَرَباً إِذَا سَال،فهو سَرِبٌ .
و انْسَرَبَ و أَسْرَبَه هُوَ و سَرَّبَه .قَال ذُو الرُّمَّهِ :
مَا بَالُ عَیْنِکَ مِنْهَا المَاءُ یَنْسَکِبُ کَأَنَّه من کُلَی مَفْرِیَّهٍ سَرَبُ (8)
و قال اللحیانیّ : سَرِبَتِ العَیْنُ [ سَرَباً ] (9)و سَرَبَتْ تَسْرُبُ سُرُوباً ،و تَسَرَّبَتْ :سَالَتْ .
و انْسَرَبَ :دَخَل فی السَّرَبِ ،و الوَحْشِیُّ فی سَرَبِه و کِنَاسِهِ ،و الثَّعْلَبُ فی جُحْرِه.و تَسَرَّبَ إذا دَخَل.
ص:73
و طَرِیقٌ سَرَبٌ محرکه (1)یَتَتَابَعُ النَّاسُ فِیهِ .قال أبو خِراش:
طَرِیقُها سَرَبٌ بالنَّاسِ دُعبُوبُ
و تَسَرَّبوا فِیهِ :تَتَابَعُوا.
و من المَجاز قَوْلُهم: سَرِّبْ عَلَیَّ الإِبِلَ أَی أَرْسِلْها قِطْعَهً قِطْعَهً ، قال الأَصْمَعِیُّ .و یقال: سَرَّبَ عَلَیْه الخَیْلَ و هُو أن یَبْعَثَها عَلَیْهِ سُرْبَهً بَعْدَ سُرْبَه .و
17- فی حَدِیثِ عَائِشه رَضِیَ اللّه عَنْهَا: «فکَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّیَ اللّهُ عَلَ ََْیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم یُسَرِّبُهُنَّ إلَیَّ فَیَلْعَبْنَ مَعِی». أَی یُرْسِلُهُن إلَیَّ .و مِنْه
1- حَدِیثُ عَلیَّ رَضِیَ اللّهُ عَنْه: «إنی لاُسَرِّبُه عَلَیْهِ ». أَی أُرْسِلُه قِطْعَهً قطْعَهً .و
16- فی حَدِیثِ جابِر رَضیَ اللّهُ عَنْه: «فإذا قَصَّر السَّهْمُ قَالَ : سَرَّب شَیئاً». أی أرسِله.یقال: سَرَّبْتُ إلَیْه الشیءَ إذا أَرْسَلْتَه وَاحِداً وَاحِداً، و قیل: سِرْباً سِرْباً ،و هو الأَشْبَه.کذا فی لسان العَرَب.
و عِبَارَهُ الأَساسِ :و سَرَّبْتُ إلیهِ الأَشْیَاءَ:أَعْطَیْتُه إیَّاهَا وَاحِداً بَعْدَ وَاحِد.و هُمَا مُتَقَارِبَانِ .
و سَرَّبَ الحَافِرُ تَسْرِیباً . تَسْرِیبُ الحَافِرِ:أَخْذُه فی الحَفْر یَمْنَهً أَو یَسْرَه و فی بعض النُّسَخِ :و یَسْرَهٌ ،و هُو الصَّوابُ و عن الأَصْمَعِیّ ،یُقَالُ لِلرَّجُل إذا حَفَر.قد سَرَّب (2)،أَی أَخَذَ یَمِیناً و شِمالاً.
و التَّسْرِیبُ فی القِربه:أَنْ یُصَبّ (3)فیها الماء لتَبْتَلَ عُیُونُ الخُرَزِ فتتفَتِخَ فَتَنسَدّ، و یقال:خَرَجَ المَاءُ سَرِباً ،و ذلِکَ إذا خَرَج من عُیُون الخُرَزِ،و قد سَرَّبَهَا فَسَرِبت (4)سَرَباً .و یُقَالُ :
سَرِّبْ قِرْبتَک.
و السِّرِیبهُ :الشَّاهُ الَّتی یُصْدِرُهَا (5)إذا رَویَتِ الغَنَم فتتبَعُهَا.
و سَرْبَی کسَکْرَی و یُمَد أَیْضاً: ع بنَوَاحِی الجَزِیرَه.
و سُورابُ و فی بَعْضِ النُّسخِ سَوَارِبُ : بمازَندرانَ أَو من قُری أستَراباذ،منها عَمْرُوبْنُ أَحْمَد بْنِ الحَسَنِ السُّورَابِیُّ ،شیخٌ لأَبی نُعَیم الأَستَرَابَاذِیّ . و المُنْسَرِبُ من الرِّجَالِ و الشَّعَرِ: الطَّوِیلُ جِدّاً.
و الأُسْرُبُ کَقُنْفُذٍ و (6) أُسْرُبٌّ بالتَّشدید کأُسْقُفٍ ، و رَوَاه شَمِر بتَخْفِیفِ البَاءِ: الآنُکُ بالمَدِّ،هُوَ الرّصَاص،و هو فَارِسیُّ مُعَرَّب،قِیل:کَان أَصْلُه سُرْپ .و قال شیخنا:
أُسرُف،بالفَاء.
و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
تَسَرَّبَ مِنَ المَاءِ و من الشَّرابِ أَی تَمَلأ مِنْهُ ،عَنْ أَبی مَالِک.
فَرَسٌ سُرْحُوبٌ .بالضَّمِّ (7)أی طَوِیلَهٌ عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ ،و قیل:فَرَسٌ سُرْحُوبٌ :سُرُح الیَدَیْنِ بالعَدْوِ.
قال الأْزهَریّ :و أَکْثَر ما یُنْعَتُ بِهِ الخَیْل،و خَصَّ بَعْضُهُم بِهِ الاُنْثَی،و فی الصَّحَاحِ تُوصَفُ بِهِ الإنَاثُ دُونَ الذُّکُورِ:
و قال غَیْرُه: السُّرْحُوبَهُ مِن الإِبِل:السَّرِیعَهُ الطَّوِیلَهُ ،و من الخَیْل:العَتِیق الخَفِیفُ .
و یقال:رَجُلٌ سُرْحُوبٌ أَی طَوِیلٌ حَسَن الجِسْمِ ، و الاُنْثَی سُرْحُوبَهٌ ،و لم یَعْرِفْه الکِلاَبِیُّونَ فی الإنْسِ .
و السُّرْحُوبُ :ابْنُ آوَی، نَقَلَه الأَصْمَعِیُّ عَنْ بَعْضِ العَرَب.
5- و (8)شَیْطَانٌ أَعْمَی یَسْکُن فی البَحْر.و لَقَبُ أَبِی الجَارُود إمام الطَّائِفَه الجَارُودِیَّه (9)من غُلاه الزَّیْدِیَّه،یَتَجَاهَرُون بِسَبّ الشَّیْخَیْنِ ،بَرَّأَهُمَا اللّهُ ممَّا قَالُوا،و هم مَوْجُودُونَ بِصَنْعَاء الیَمَن لقَّبَه بِهِ الإمام أَبُو عبْد اللّه مُحَمَّدٌ الباقِرُ ابنُ الإمام عَلِیّ السّجّاد ابْنِ السِّبطِ الشَّهِید رِضوَان اللّه عَلَیهِم أَجمعین.
و سُرْحُوبْ سُرْحُوبْ بالتَّسْکِین: إشْلاَءُ للنَّعْجَه عِنْد الحَلْب.
و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
السُّرْخَاب بالضَّم أَهْمَلَه الجَمَاعَه،و ذَکَرَه أَحْمَدُ بْنُ عَبْد اللّه البِّیفَاشِیّ فی کِتاب الأَحْجَارِ و قَال:إنَّه طَائِرٌ فی
ص:74
حَجْمِ الإوَزِّ أَحْمَرُ الرِّیش،و یُوجَدُ بِبلاد الصِّین و الفُرْسِ ، و أَهْلُ مصر یُسَمُّونَه البَشْمُور ،و یُعَلِّقون رِیشَه فی المراکب لِلزِّینَه،یُوجَدُ فی عُشِّه حَجَرٌ قَدْرَ البَیْضَهِ أَغْبَرُ اللون،فِیهِ نُکَتٌ بِیضٌ رِخْوُ المَحَکِّ ،فِیهِ خَواصُّ لإنْزَال المَطَر فی غَیْرِ أَوَانِه!
السِّرْدَابُ بالکَسْر: أَهمله الجوهریّ ،و قال الصاغانیٌ : بِناءٌ تَحْتَ الأَرْضِ للصَّیْف (1)کالزَّرْدَابِ .
و الأَوَّلُ عَنِ الأَحْمَر،و الثَّانی تَقَدَّمَ بَیَانُه،و هو مُعَرَّب عَنْ سَرْدآب .
و السِّردابیه :قَوْمٌ من غُلاَهِ الرَّافِضَه یَنْتَظِرُونَ خُرُوجَ المَهْدِیّ من السِّردَابِ الذی بِالرّیِّ ،فیُحْضِرُون لِذَلک فَرَساً مُسْرَجاً مُلْجَماً فی کُلِّ یوم جُمُعَه بعد الصَّلاَهِ قَائِلِین:یا إمَام،باسْم اللّهِ ،ثَلاَثَ مَرَّات.
السُّرْعُوب بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال اللَّیْثُ :هو أسم ابْنُ عُرْس (2)،أنْشَدَ الأَزْهَرِیّ :
وَثْبَهَ سُرْعُوبٍ رأَی زَبَابا أَی رَأَی جُرَذاً ضخماً (3)،و قد تَقَدَّمَ ،و یُجْمَع سَرَاعِیبَ ، و یقال:إنَّه النِّمْس،کذا قَالَه الدَّمِیرِیّ .
سَرَنْدِیبُ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و إنَّمَا أَعْرَاهُ عَنِ الضَّبْطِ لکَوْنِهِ مَشْهُوراً الشُّهْرَهَ التَّامَّهَ ،فلا یَحْتَاجُ حَشْوُ الکِتَابِ بما لا یعنی،و قد لاَمَه شَیْخُنا علی تَرْکِه الضَّبْطَ .
و فی المَراصد،و رِحْلَهِ ابْن بَطُّوطَه (4)،تَهْذِیبِ ابن جُزَیّ الکَلْبِیّ ما حَاصِلُه أَنَّه جَزِیرَه کبِیرَهٌ فی بحر هِرْکَند بأَقْصَی: د،بِالهند،م یُقَال ثَمَانُون فَرْسَخاً فی مِثْلَها فِیهَا الجَبَلُ الذی أُهْبِطَ علیه سَیِّدُنَا آدَمُ عَلَیْهِ السَّلاَم،و هو جَبَلٌ شَاهِقٌ صَعْب المُرْتَقَی لا یمکن الوُصُولُ إِلیه،لأَنَّ فی أَسْفَلِه غیاضٌ (5)عَظِیمَه،و خَنَادِقُ عَمِیقَه،و أَشْجَارٌ شَاهِقَه،و حَیَّات عِظَام،یَرَاه البَحْرِیُّون من مَسَافَه أَیَّام کَثِیرَه،و هو جَبَلُ الرَّاهُون،فِیهِ أَثَرُ أَقْدَام سَیِّدِنا آدَمَ علیه السَّلاَمُ مَغْمُوسَهً فی الحَجَر،مَسَافَتُهَا نحو سَبْعِین ذرَاعا،و یقال:إنَّه خَطا الخُطْوَه الأُخْرَی فی البَحْر،و بینهما مَسِیرهُ یَوْم و لَیْله.قال التّیفاشیّ :و حَجَرُ ذَلِکَ الجَبَل الیَاقُوتُ منه تَحْدُرُه السیولُ إلَی الوَادِی فَیَلْتَقِطُونَه.
و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
السُّرقُوبُ «بالضَّمِّ »:شَیْ ءٌ تَسْتَعْمِله النِّسَاء فَوْقَ البَرَاقِعِ فی البَوَادِی و القُرَی،عَامِّیَّه.
امْرَأَهٌ سَرْهَبَهٌ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و نَقَلَ أَبُو زَیْد عن أَبی الدُّقَیش:امرأَهٌ سَرْهَبَهٌ کالسَّلْهَبَه من الخیل: جَسِیمَهٌ طَویلَه (6).
و السَّرْهَبُ :المَائِقُ .و الأکُول الشَّرُوبُ کالاُسْحُوبِ .
وَ قَدْ تَقَدَّم.
السَّیْسَبَان أَهمله الجوهریّ .و قال أَبو حنیفه فی کِتَابِ النَّبَاتِ :هو شَجَر یَنْبُتُ من حَبِّه و یَطُولُ و لا یَبْقَی عَلَی الشِّتاءِ،له وَرَقٌ نَحْوُ وَرَقِ الدِّفْلَی حَسَن،و النَّاسُ یَزْرَعُونَه فی البساتین یُرِیدُون حُسنَه،و له ثَمرٌ نحوُ خَرَائِطِ السِّمْسِم إِلاَّ أَنَّها أَدَقُّ .و ذکره سِیبَوَیْهِ فی الأَبْنِیَه،و أَنْشَد أَبُو حَنِیفَه یَصِفُ أَنَّه إِذَا جَفَّت خَرَائِط ثَمَره خَشْخَش کالعِشْرِقِ قَالَ :
کَأَنَّ صَوْتَ رَأْلِهَا إِذَا جَفَلْ
ضَرْبُ الرِّیاحِ سَیْسَبَاناً قَدْ ذَبَلْ
کالسَّیْسَبَی عن ثَعْلَب،و عَزَاه الصَّاغَانِیّ للفَرَّاء،و منْه قَوْلُ الرَّاجِزِ:
و قد أُنَاغِی الرَّشَأَ المُرَبَّبَا
یَهْتَزُّ مَتْنَاهَا إِذَا مَا اضْطَرَبَا (7)
کَهَزّ نَشْوَانٍ قَضِیبَ السَّیْسَبَا
ص:75
إنَّمَا أَرَادَ السَیْسَبان فَحَذَفَ .إما أنه لغهٌ أَو للضروره.
و جَعله رؤبَهُ بْن العَجَّاج فی الشِّعْرِ سَیْسَاباً وَ هُو قَوْلُه:
رَاحَت وَرَاحَ کَعِصِیِّ السَّیْسَابْ (1)
مُسْحَنْفِرَ الوِرْد عَنِیفَ الأَقَْرَابْ
یُحْتَمل أَن یَکُونَ لُغَهً فیه أَو زَادَ الأَلِف للقَافِیَه،کما قال الآخر:
أَعُوذُ باللّه من العَقْرَابِ
الشَّائِلاَتِ عُقَدَ الأَذْنَابِ
قال:الشائِلات،فوصف به العَقْرَب و هُوَ وَاحِدٌ لأَنَّه علی الجِنْسِ .و ذکره ابن منظور فی سَبَب بالبَاءَین المُوَحَّدَتَیْن وَ هُوَ وَهَم (2).
و السَّاسَبُ : شجر تتخذ منه السِّهَامُ ،یُذکَّر و یُؤَنَّث یُؤْتَی به من بِلاَد الهِنْد. و ربما قالوا السَّیْسَبُ (3)أَی بالفَتْح، و المَشْهُور علی أَلْسِنَه من سَمِعْتُ مِنْهم بالکَسْر.و منهم من یقلب الباءَ مِیماً،و هو شَجَرٌ شَاهِقٌ یُتَّخَذُ منها القِسِیّ و السَّهَام و أَنشد:
طَلْقٌ و عِتْقٌ مِثْلُ عُودِ السَّیْسَبِ (4)
المَسَاطِبُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قَالَ ابن الأَعْرَابِیّ هِیَ سَنَادِینُ جَمْعُ سِنْدَان الحَدَّادِین.و المَسَاطِبُ :
المِیَاه السُّدْم.
و قال أَبو زَید:هی الدَّکَاکِین یَقْعُد النَّاسُ عَلَیْهَا.جَمْع مَسْطَبَه بفَتْح المیم و یُکْسَرُ (5)قال:و سمعت ذلک من العرب (6).
و الأُسْطُبَّهُ بالضم: مُشَاقَهُ الکَتَّان، و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إلَیْه فی حَرْفِ الهَمْزَه و الصَّادِ فی کُلِّها لُغَهٌ .
السَّعَابِیبُ :التی تُمَدّ و فی نُسْخَه تَمْتد شِبْه الخُیوطِ مِن العَسَل و الخِطْمیّ و نَحوه قال ابن مقبل:یَعْلُونَ بالمَرْدَقُوشِ الوَرْدَ ضَاحِیهً علی سَعَابِیبِ مَاءِ الضَّالَهِ اللَّجِنِ یقول:یَجْعَلْنه ظَاهِراً فوق کُلِّ شَیْ ء یَعْلُون به المُشْطَ .
وَ مَاءُ الضَّالهِ :مَاء الآسِ .شَبَّه خُضْرَتَه بخُضْرَهِ مَاءِ السِّدْرِ.
قال ابن منظور:و هذا البَیْتُ وَقَع فی الصَّحَاح،و أَظُنُّه فی المحکم أَیْضاً مَاءُ الضَّالَه اللَّجز بالزَّای،و فَسَّرَه فَقَال:
اللَّجِز (7):المتلزج.و قال الجوهریّ :أراد (8)اللَّزِج فَقَلَبَه:
و لم یَکْفِه أَن صَحَّفَ إلی أَنْ أَکَّد التَّصْحِیفَ بِهَذَا القَوْل.
قال ابن بَرِّیّ :هذا تَصْحِیفٌ تَبِع فیه الجَوهَرِیُّ ابنَ السِّکِّیت،و إنَّما هُوَ اللَّجِن بالنُّونِ ،من قَصِیدَه نُّونیَّه.
و تَلَجَّن الشیء:تَلَزَّجَ و قبله:
من نِسْوَهٍ شُمُسٍ لا (9)مَکْرَهٍ عُنُفٍ
و لا فَوَاحِشَ فِی سِرٍّ و لا عَلَنِ 8
و أَشارَ إلیه شَیْخُنا باخْتِصَارِ و قال:أَغْفَلَه المُصَنِّف مَعَ أَنَّه من أَغرَاضه.و قال الصَّاغَانِیُّ بعد قَوله:و هذا تَصْحِیف قَبِیح مِثلُ قَوْلِ ابْنِ بَرِّیّ الذی تَقَدَّم ما نَصُّه و هذا موضِعُ المثل رُبَّ کَلمَه تَقُولُ دَعْنی،و الرِّوَایَه اللَّجِن«بالنُّون»، و القَصِیدَه نُونِیَّه،و أَوَّلُهَا:
قد فَرَّق الدهرُ بَیْن الحَیِّ بالظّعَنِ
و بین أَهْوَاءِ شَرْب یَوم ذِی یَقن
و قبله:
یَرْفُلْنَ فی الرَّیْط لم تُنْقَبْ دَوابِرُه
مَشْیَ النِّعَاج بحِقْفِ الرَّمْله الحُرُنِ
یَثْنِین أَعناقَ أُدْمٍ یَخْتَلِین بِها
حَبَّ الأَراک و حَبَّ الضَّالِ من دَنَنِ
یعلون...الخ و اللَّجِن:المُتَلَجِّن یَصِیر مِثْلَ الخِطْمِیِّ إذا أَوْخَفَ بِالْمَاء.قلت:و سیأْتی فی«ل ج ز»و فی «ل ج ن»إن شَاءَ اللّهُ تعالی.
و یقال: سَالَ فَمُه سَعَابِیبِ و ثَعَابِیبَ أَی امتدَّ لُعَابُه
ص:76
کالخُیُوط ، و قیل:جَرَی منه مَاءٌ صَافٍ فیه تَمَدُّد،وَاحِدُها سُعْبُوبُ .و قال ابن شُمَیْل: السَّعَابِیبُ :ما أَتْبَعَ یَدَکَ [من اللبن] (1)عند الحَلْب مثل النُّخَاعهِ یَتَمَطَّط ،و الواحد سُعْبُوبَهٌ .
و تَسَعَّبَ الشیءُ: تَمَطَّطَ و کذلک تَسَعْبَبَ ،عَنِ الصَّاغَانِیّ .
و السَّعْبُ :کُلّ ما تَسَعَّبَ (2)من شَرَابٍ و غَیْرِه و فی نسخه:
أَو غیره.
و انْسَعَبَ الماءُ و انثعب إذا سَالَ .
و فی نَوَادِرِ الأَعْرَاب: هو مُسَعَّبٌ له کَذَا و کذا و مُسَغَّب و مُسَوَّغ و مُزَعَّبٌ (3)کل ذلک بمَعْنًی واحِد.
سَغِبَ الرجلُ کفَرِحَ یَسْغَبُ و سَغَب مِثْلُ نَصَر (4)یَسْغُب سَغْباً و سَغَباً المضبوط عندنا مَصْدَرُ الثَّانی أَولا و الأَوَّل ثَانِیا،فَفِیهِ لَفُّ و نَشْرٌ غیرُ مُرَتَّب و سَغَابَهً و سُغُوباً بالضم فی الأَخیر عَنِ الصَّاغَانِیّ و مَسْغَبَهً :جَاعَ . و السَّغْبَهُ :
الجُوعُ أَو لا یکُونُ ذلِک إلا مَعَ تَعَب نقله ابن دُرَیْد عن بَعْضِ أَهْلِ اللُّغَه، فهو سَاغبٌ لاَغبٌ ذُو مَسْغَبَه و سَغْبَانُ لَغْبَانُ و سَغِبٌ کَکَتِفٍ أَی جَوْعَانُ أَو عَطْشَان، وَ هِی أَی الأُنثی سَغْبَی و جَمْعُهَا سِغَابٌ .
و قال الفَرَّاءُ فی قَوْلِهِ تَعَالَی: فِی یَوْمٍ ذِی مَسْغَبَهٍ (5)أَی مَجَاعَهٍ .
و السَّغَبُ مُحَرّکَهً أَیْضاً: العَطَشُ رُبَّما سُمِّی بِذَلک و لَیْسَ بمُسْتَعْمَلٍ قَالَه ابنُ دُرَیْد.
و أَسْغَبَ الرجلُ فهو مُسْغِبٌ إِذا دَخَلَ فی المَجَاعَه کما تقول:أَقْحَطَ إِذا دَخَل فی القَحْطِ .و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّهُ قَدِم خَیْبَر (6)و هم مُسْغِبُون ». أَی جِیَاعٌ ،هکذا فُسِّر.
وَ هُوَ مُسَغَّبٌ لَهُ کَذَا و مُسَعَّبٌ أَی مُسَوَّغٌ ، و قد تَقَدَّمَ النَّقْلُ عن النوادر آنِفاً (7).
السَّقْبُ :وَلَد النَّاقَه أَو سَاعَهَ ما یُولَدُ أَوْ خاصُّ بالذَّکَر بالسِّین لا غَیْر.
قال الأَصْمَعِیّ :إذَا وَضَعَتِ النَّاقَهُ ولدَها،فَوَلدُها سَاعَهَ تضعُه سَلِیلٌ قَبْل أَن یُعْلَم أَذکرٌ هُوَ أَم أَنثی.فإذا عُلِمَ فإن کَانَ ذَکَرَاً فهو سَقْبٌ .قال الجوهَرِیّ : و لا یُقَالُ لَهَا أَی الأُنْثَی سَقْبَهٌ و لکن حَائِل أَو یُقَال سَقْبَه .و قد رَدَّه غیرُ وَاحِدٍ من اللُّغَوِیِّین. ج أَسْقُبٌ و سِقَابٌ و سُقُوبٌ و سُقْبَانٌ بالضَّمِّ فی الأَخِیرَیْن.
و فی الأَمْثَالِ :
«أَذَلُّ من السُّقْبَانِ بین الحَلاَئب» .
و أُمُّها مِسْقَبٌ ،و مِسْقَابٌ بالکَسْر فیهما.و ناقَهٌ مِسْقَابٌ إذَا کان عَادَتُها أَنْ تَلِد الذُّکُورَ،و قد أَسْقَبَتِ النَّاقَهُ إذَا وَضَعَت أَکثَر ما (8)تَضَع الذُّکُورَ.قال رُؤْبَهُ یَصِف أَبَوی رَجُل مُمْدُوح:
و کَانَتِ العِرْسُ الَّتی تَنَخَّبَا
غَرَّاءَ مِسْقَاباً لِفَحْلٍ أَسْقَبَا
أَسْقَبَا فِعْلٌ مَاضٍ لا نَعْتٌ لِفَحْل.
و السَّقْبُ : الطَّوِیلُ من کُلِّ شَیْ ءٍ مَعَ تَرَارَه.
و السَّوْقَبُ کَجَوْهَرٍ:الطویلُ من الرِّجَالِ مَعَ الرقّه!ذکرَه السُّهَیْلیّ .
و قال الأَزْهَرِیّ فی ترجمه«صَقَبَ »:یقال للغُصْنِ الرَّیَّان الغَلِیظِ الطَّوِیل سَقْب .
قال ذو الرُّمَّه:
سَقْبَانِ لم یَتَقَشَّر (9)عنهما النَّجَبُ
قال:و سُئل أَبو الدُّقَیْش عنه فقال:هُوَ الَّذِی قد امْتَلأَ و تَمَّ ،عَامُّ فی کُلِّ شَیْ ء من نحوه (10).
و عن شَمِر فی عقوْل الشَّاعِر،و قد أَنْشَدَه سِیبَوَیْه:
ص:77
و ساقِیَیْنِ مثْلِ زَیْدٍ و جُعَلْ
سَقْبَانِ مَمْشُوقَان مُکْنُوزَا العَضَلْ (1)
أَی طَوِیلاَن،و یقال:صَقْبان.و حَمَلَه فی لِسَانِ العَرَب علی قَوْلهم:مَرَرْتُ بأَسَدٍ شِدَّهً (2).أَی مِثْل سَقْبَیْن .
و السَّقْبُ والصَّقْبُ والسَّقِیبَهُ : عَمُودُ الخِبَاءِ.
ج سِقْبَانٌ کغِرْبَانٍ .
و سَقْبَا : ع أَو قَرْیه بغُوطهِ دِمَشْق، کذا قاله الإمَامُ أَبُو حَامِد الصَّابونِیّ فی التکمله.و فی سیاق المُصَنِّف نَظَرٌ مِنْ وَجْهَیْن.
مِنْه الإمَامُ أَبُو جَعْفَر أَحْمَدُ بْنُ عُبَیْدِ بْنِ أَحْمَد بْنِ سَیْف السلامیُّ القُضَاعیُّ السُّقْبَانِیُّ المحدِّثُ . ذکره الحافظُ أَبو القاسِمِ بنُ عَسَاکِر فی تَارِیخه.مَاتَ بِدِمَشْقَ سنه 321 کَتَب عنه أَبو الحسین الرَّازیّ ،کذا ذکره ابنُ نُقْطَه.وفات المؤَلِّف ذکرُ جَمَاعه من سَقْبا القَرْیَه المذکوره مِمَّن سَمِعوا من الحَافِظ أَبی القَاسم بنِ عَسَاکر و رَوَوْا عَنْه،منهم الأَخَوَانِ أَبُو عَبْد اللّه مُحَمَّد و سَیْف ابْنَا رُومِیّ بْن مُحَمَّد بْنِ هِلاَل،و أَبُو الحَسَن عَلِیُّ بْنُ عَطَاء.و أَبُو یُونُس مَنْصُورُ بْنُ إبراهیم بْنِ مَعَالی وَ وَلَده یُونُس المَکْنِیُّ بأَبِی بَکْر،و ذَاکِرُ بْنُ عَبْد الوَهَّاب بْن عَبْد الکَریم بْنِ متوَّج أَبُو الفَضْل السَّقْبَانِیّون.
و السَّقَبُ بالتَّحْرِیک بالسِّین و الصَّادِ فی الأَصْلِ : الْقُرْبُ .
یُقَالُ : سَقِبَتْ (3)الدَّارُ بالکَسْرِ سُقُوباً بالضَّمِّ أَی قَرُبَت، و أَسْقَبَتْ ،و أَبْیَاتُهُم مُتَسَاقِبَهٌ أَی مُتَدَانِیَهٌ مُتَقَارِبَهٌ .و أَسْقَبَهُ :
قَرَّبهُ . و مِنْهُ
16- الحَدِیثُ : «الجَارُ أَحَقُّ بسَقَبِهِ ». قال ابن الأثیر:
و یَحْتَجُّ بِهذَا الحَدِیث مَنْ أَوْجَبَ الشُّفْعَهَ لِلْجَارِ و إنْ لَمْ یَکُنْ مُقَاسِماً.أَی أَنَّ الجَارَ أَحَقُّ بالشُّفْعَه مِنَ الَّذِی لَیْسَ بِجَار.
و من لم یُثْبِتْهَا لِلْجَارِ تَأَوَّلَ الجَارَ عَلَی الشَّرِیک،فإنَّ الشَّرِیکَ یُسَمَّی جَاراً.و یُحْتَمَل أَن یَکُونَ أَرَادَ أَنَّه أَحَقُّ بالبِرِّ و المَعُونَهِ بِسَبَبِ قُرْبِه مِنْ جَارِه،کَذَا فی لِسَانِ العَرَب.
و مَنْزِلٌ سَقَبٌ مُحَرَّکَهً ،و مُسْقِبٌ کمُحْسِنٍ أَی قَرِیبٌ . و السَّاقِبُ :القَرِیبُ ،و البَعِیدُ،ضِدُّ. قال شیخُنَا:الأَوَّلُ مَشْهُورٌ،و الثَّانِی نَقَلَه فی المُجْمَل و احْتَجُّوا لَهُ (4):
تَرَکْتَ أَبَاکَ بأَرْضِ الحِجَاز
و رُحْتَ إلی بَلَدٍ سَاقِبِ
و السَّقْبَهُ عندهم هی الجَحْشَهُ . قال الأعْشَی یَصِف حِمَاراً وَحْشِیًّا:
تَلا سَقْبَهً قَوْدَاءَ مَهْضُومَهَ الحَشَی
متی ما تُخَالِفْه عَنِ القَصْدِ یَعْذِمِ (5)
و سُقُوبُ الإِبِل:أَرْجُلُهَا، عن ابن الأَعْرَبیّ ،و أَنشد:
لها عَجُزٌ رَیَّا و سَاقٌ مُشِیحَهٌ (6)
علی البِیدِ تَنبُو بالمَرَادِی سُقُوبُها
و السِّقَابُ ککِتَابٍ قال الأَزْهَرِیّ :هی قُطْنَهٌ کانت المُصَابَهُ بمَوْتِ زَوْجِهَا فی الجَاهِلِیَّه تَحْلِقُ رأْسَهَا و تَخْمِشُ وَجْهَهَا، و تُحَمِّرُهَا أَی تِلْکَ القُطْنَه بِدَمِها أَی دَمِ نَفْسِها فَتَضَعُها عَلَی رَأْسها،و تُخْرِجُ طَرَفِها مِنْ خَرْق قِنَاعِها،لیعْلَمَ الناسُ أَنَّها مُصَابَهٌ . و منه قَوْلُ الخَنْسَاء:
لَمَّا اسْتَبَانَتْ أَنَّ صَاحِبَهَا ثَوَی
حَلَقَتْ و عَلَّت رَأْسَهَا بِسِقَابِ
قال الصَّاغَانِیّ :هَکَذَا أَنْشَدَه لَهَا الأَزْهَرِیّ ،و لَم أَجِدْه فی شِعْرِها.
و أُسقُب :بلدهٌ من عَمَل بَرْقَهَ یُنْسَبُ إلَیْها أَبُو الحَسَن یَحْیَی بْنُ عَبْد اللّه بْنِ عَلِیّ اللَّخْمِیّ الرَّاشِدِیّ الأُسقُبِیّ ، کَتَب عنه السِّلَفِیّ حِکَایَاتٍ و أَخْبَاراً عن أَبی الفَضْلِ عَبْدِ اللّه بْنِ الحُسَیْنِ [بن بِشر] (7)الوَاعِظِ الجوهریِّ و غَیْرِه، و قال:مَاتَ فی رَمَضَانَ سنه 535 عن ثَمَانِین سَنَهً ،کذَا فی المُعْجَم.
[و مما لَم یَذْکُرْه المُؤلِّف و الجَوْهَرِیّ و أُغْفِلَ عَنْه شَیْخنا.
ص:78
السَّقْعَبُ ،و هُو الطَّوِیلُ من الرِّجَال بالسِّین [و الصَّادِ] (1).
السَّقْلَبَهُ أَهْمَلَه الجوهریّ .و قال ابنْ دُرَیْد:
هو مَصْدَر سَقْلَبَه إذا صَرَعَه.
و السَّقْلَبَ :اسْمٌ .وجِیلٌ من النَّاس،و هو سَقْلَبِیٌّ ، ج سَقَالِبَهٌ و المشهورُ علی الأَلْسِنَه فی الجِیلِ بالصَّاد.
و سِقْلاَبٌ :والد المُوَفَّق یَعْقُوبَ النَّصْرَانِیِّ الطَّبِیب،وجَدّ السَّدِید أَبی مَنْصور.و لَقَب أَبی بکر مُحمَّدِ بْنِ یُوسفَ بنِ دیرویه بن سبخت الدینوریّ .
سَکَبَ المَاءَ و الدَّمْعَ و نَحْوَهَما یَسْکُبُه سَکْباً و تَسْکاباً بالفَتح فسَکَبَ هُوَ کنَصَر سُکُوباً .و انْسَکَبَ :صَبَّه فَانْصَبَّ . و سَکَبَ المَاءُ بِنَفْسِه سُکُوباً و تَسْکَاباً و انْسَکَب بِمَعْنًی.و أَهْلُ المَدِینَهِ یَقُولُون: اسْکُبْ عَلَی یَدی. و مَاءٌ سَکْبٌ و سَاکِبٌ و سَکُوبٌ و سَیْکَبٌ و أُسْکُوبٌ بالضّمّ :
مُنْسَکِبٌ أَو مَسْکُوبٌ یَجْرِی عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ من غَیرِ حَفْر.و دَمْعٌ سَاکِبٌ .و مَاءٌ سَکْبٌ ،وصف بالمصدر، کقَوْلِهِم:مَاءٌ صَبٌّ و ماءٌ غَوْرٌ،و أَنْشَد (2):
بَرْقٌ یُضِیءُ أَمَامَ البَیْتِ أُسْکوبُ
کأن هَذَا البَرْقَ یَسْکُبُ المَطَر.
و طَعْنَهٌ أُسْکُوبٌ کَذلِکَ .و سَحَابٌ أُسْکُوبٌ .و مَاءٌ أُسْکُوبٌ :جَارٍ. و السَّکْبُ لغه فی السَّقْبِ : الطَوِیلُ من الرِّجَالِ .
و عن اللِّحْیانیّ : السَّکْبُ : الهَطَلاَنُ الدَّائِمُ کالأُسْکُوب .
قَالَتْ جَنوبُ أُخْتُ عَمْرٍو ذِی الکَلْب تَرْثیهِ :
و الطَّاعِنُ الطَّعْنَهَ النَّجْلاَءَ یَتْبَعُها
مُثْعَنْجِرٌ من دَمِ الأَجْوَافِ أُسْکُوبُ (3)
و یروی:من نَجِیعِ الجَوْفِ أَثْعُوبُ (4).
و فی التهذیب: السَّکْبُ : ضَرْبٌ من الثِّیَاب رَقِیقٌ ،کأَنَّه غُبَارٌ مِنْ رِقَّته،و کأنه سَکْبُ مَاءٍ من الرِّقَّه،و یُحَرَّک،عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و السَّکْبُ من الخَیْلِ :الجَوادُ کَثِیرُ العَدْوِ أَو الذَّریعُ .
قال شَیْخُنَا:قال الثَّعْلَبِیّ :إذا کان الفَرَسُ شَدِیدَ الجَرْی فهو فَیْضٌ و سَکْبٌ تَشْبِیهاً بفِیضِ الماء و انْسِکَابِه.و فی الأَساس:
و من المجاز:فَرَسٌ سَکْب و أُسْکُوبٌ :ذَرِیعٌ أَو خَفِیفٌ أَو جَوَادٌ (5).
و السَّکْبُ من النَّاسِ و الخَیْل: الخَفیف الرُّوح.
و النَّشِیطُ فی العَمل.و فَرَسٌ فَیْضٌ و بَحْر و غَمْر،و غُلاَمٌ سَکْبٌ .
و من المجاز: السَّکْبُ : الأمْرُ اللاَّزِمُ . و قال لَقِیطُ بْنُ زُرَارَهَ لِأَخِیهِ مَعْبَد لَمَّا طَلَبَ إلیه أَن یَفْدِیَه بِمِائَتَیْن مِنَ الإبِل و کان أَسِیراً:ما أَنَا بِمُنْطٍ عَنْکَ شَیْئاً یَکُونُ عَلَی أَهْلِ بَیْتِک سُنَّهً سَکْباً » (6)أَی حَتْماً 6.و یقال:هذَا أَمْرٌ سَکْبٌ أَی لاَزِمٌ .
14- و السَّکْبُ : أَولُ فَرَسٍ مَلَکه النَّبِیُّ صَلَی اللّه تَعَالَی عَلَیْه و سَلَّم، سُمِّی بالسِّکْب من الخَیْل کالبَحْر و الغَمْر و الفَیْض، اشْتَرَاه بعَشْرَهِ أَوَاقٍ ،و أَوَّلُ غَزْوَه غَزَاهَا عَلَیْه غَزْوَهُ أُحُد و لم یَکُن للمُسْلِمَین یُوْمَئذ فَرَسٌ :ثم ذَکَر أَوصافَه الدَّالَّه علی یُمْنِه و بَرَکَته بقَوْله: و کان کُمَیْتا أَغَرَّ مُحَجَّلا مُطْلَقَ الیُمْنَی. .
و
14- أَخْرَج الطَبَرانِیُّ عن ابْنِ عَبَّاس رَضِی اللّهُ عَنْهُما قَالَ : .
«کَانَ لِرَسُولِ اللّه صَلَّیَ اللّهُ عَلََْیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم فرسٌ أُدهمُ یُسَمَّی السَّکْبَ » (7).
و الکُمْتَهُ و الدُّهْمهُ مُتَقَارِبان، و یُحَرَّک. صَرّح به فی شرح سِیرَه ابن الجَزَرِیّ و التکمله للصَّاغَانِیّ و السَّکْب أَیضا:
فَرَس شَبِیبِ بْنِ مُعَاوِیه بْنِ حُذَیْفه بْن بَدْر.
و السَّکْبُ : النُّحَاسُ ، عَنِ ابْن الأَعْرَابِیّ أَو الرَّصَاصُ ، عَنْه أَیضاً و یُحَرَّک فی الأخیر أو فیهِما أَو فی الکُلِّ .
ص:79
و السَّکْبُ :لَقب زُهَیْرِ بْنِ عُرْوَه بْنِ جُلْهُمه (1)المَازِنِیّ لقَوْلِه:
بَرْق یُضِیء خِلاَلِ البَیْتِ أُسْکُوبُ
کذا فی شرح نوادر القالیّ ،استدرکه شیخنا.قلت:
أنشدَه سِیبَویه لکنه قَالَ بَدَل«خِلاَل»«أمَام».
و السَّکَبُ بالتَّحْرِیکِ :شَجَرٌ طَیِّب الرِّیح کأَنَّ رِیحَه رِیحُ الخَلُوق،یَنْبُتُ مُسْتَقِلاًّ علی عِرْقٍ وَاحِدٍ،له زَغَبٌ وَ وَرَقٌ مِثْلُ الصَّعْتَر إلاَّ أَنَّه أَشَدُّ خُضْرهً ،یَنْبُتُ فی القِیعَانِ و الأَوْدِیَهِ ، و یِبِیسُه لا یَنْفَعُ أَحَداً،و له جَنًی یُؤْکَلُ و یَصْنَعُه أَهْلُ الحِجَاز نَبِیذاً،و لا یَنْبُت جَنَاه فی عامِ حَیاً إنما یَنْبُت فی أعْوَام السِّنینَ .
و قال أبو حَنِیفَهَ : السَّکَبُ :عُشْب یَرْتَفِع قَدْرَ الذِّرَاع،و لَهُ وَرَقٌ أَغْبَر شَبِیهٌ بوَرَق الهِنْدِباءِ و له نَوْرٌ أَبْیَضُ شَدِیدُ البَیَاضِ فی خِلْقَه نَوْرِ الفِرسِک (2).قال الکُمَیْتُ یَصِفُ ثَوْراً وَحْشِیًّا:
کأَنَّه مِنْ نَدَی العَرَارِ مع ال -
قُرَّاص أَو ما یُنَفِّضُ السَّکَبُ
الوَاحده سَکَبَه .و عن الأصْمَعِیّ :من نَبَاتِ السهلِ السَّکَبُ . و قال غیرُه: السَّکَبُ :بَقْلَهٌ طَیِّبَهُ الرّیحِ لها زَهْرَهٌ صَفْرَاءُ،و هی شَقَائِقُ النُّعْمَان و هی شَجَرِ القَیْظِ .قَالَتِ امْرَأَهٌ تُرقِّص هَنَها:
إنَّ حِرِی حَزَنْبَلٌ حَزَابِیهْ
کالسَّکَبِ المُحْمَرِّ فَوقَ الرَّابِیَه
و من المجاز: السَّکْبَهُ بالفَتْح و هی الخِرْقَهُ التی تُقَوَّرُ للَّرأْسِ کالشَّبَکَه یُسَمِّیها الفُرْسُ السُّسْتَقَه (3).
السَّکْبَهُ : الغِرْسُ الذی یَخْرُجُ علی الوَلَد و هُوَ أَیْضاً مَجَازٌ.
و السَّکَبَهُ بالتَّحْرِیکِ :الهِبْرِیَهُ التی تَسْقُطُ مِنَ الرَأْسِ و هی الحَزاز. و سَکَبَه بْنُ الحَارِث الأسْلَمیّ صَحَابِیُّ و کان یُطیلُ الصلاهَ ،لا رِوَایَهَ لَه.
و الأُسْکُوبُ ، بالضَّمّ : الإسْکَافُ بالفَاءِ کالإسْکَابِ و هُو لُغَهٌ فِیه. أَو القَیْنُ و هو الحَدَّادُ.
و الأُسْکُوبُ من البَرْقِ :الذی یَمْتَدُّ إلی جِهَهِ الأَرضِ ، و قد مَرَّ شَاهِدُه فی قَوْلِ زُهَیْرٍ المَازِنِیّ .
و عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ : السِّکَّهُ من النَّخْل أُسْکُوبٌ و أُسْلُوبٌ ،فإذا کَان ذلِک من غَیر النَّخْلِ قیل له أنْبُوبٌ و مِدَادٌ.
و أُسْکُبَّهُ البَابِ بالضَّمِّ فی أَوَّلِه و ثَالِثِه و تَشْدِیدِ المُوَحَّدَه:
أُسْکُفَّتُه.
و الإسْکَابَهُ :الفَلْکَهُ بسکون اللام التی تُوضَعُ فی قِمَع بالکَسْرِ و بِالفَتْح و کعِنَب:ما یوضَع فی فَمِ الإناء فیُصَبُّ فیه الدُّهْن و نَحْوه، و قیل:هی الفَلْکَه التی یُشْعَبُ بها خَرقُ القِرْبَهِ . أَو الإسْکَابَهُ :خَشَبَهٌ عَلی قَدْرِ الفَلْس،إذا انْشَقَّ السِّقَاءُ جَعَلُوهَا عَلَیْه،ثم صَرُّوا علیها بسَیْرٍ حَتّی (4)یَخْرِزُوه مَعَه.یقال:اجْعَلْ لی إسْکَابَهً ،فیُتَّخَذُ ذلِک.و قیل:
الإسْکَابَهُ قِطْعَهٌ من خَشَب تُدخَل فی خَرْق الزِّقِّ و یُشَدُّ عَلَیْه بِهَا لئلاّ یَخْرُجَ منه شَیْ ءٌ کالأُسْکُوبَه و الإسْکَابَه عن الفرَّاءِ.
و به فُسِّر قَوْلُ ابْنِ مُقْبِل.
یَمُجُّها أَکْلَفُ الإسْکَابِ وَافَقَهُ
أَیْدی الهَبَانِیق بالمَثْنَاهِ مَعْکُومُ
و قد صَحَّفه ابنُ عبَّاد بالفاءِ کما سیأْتی فی«س ک ف».
و سَکَابٌ کَسَحاب:فَرَسُ الأجْدَع بنِ مالِکٍ الهَمْدَانِیِّ .
و سَکَاب کَقَطَامِ و حَذَامِ :فَرَسٌ آخَرُ لِتَمِیمِیٍّ ، و به جَزَم شَرَّاحُ المقَامَات الحَرِیرِیَّه،و فِیهَا یَقُول:
أَبَیْتَ اللَّعنَ إنَّ سَکَابِ عِلْقٌ
نَفِیسٌ لا یُعَارُ و لا یُبَاعُ
أَو لِکَلْبِیٍّ ،أَو أَنَّهَا فَرَسٌ لعُبَیْدَهَ بْنِ رَبِیعَهَ بْنِ قَحْطَانَ ، و فی نسخه قَحْفَان.
و سَکَّابٌ کَکَتَّان: فرسٌ آخَرُ.
ص:80
و أسْکِبُون بالفَتْح ثُمَّ السُّکُون و کَسْرِ الکَافِ و البَاءِ مُوَحَّدَه:إحْدَی قِلاَع فَارِس المَنیعَه[من رستاق مائین] (1)صَعْبَهُ المُرْتَقَی جِدًّا،لیسَت مِمَّا یُمْکن فَتْحُها عَنْوَهً ،و بها عَیْنٌ من المَاءِ حَارَّه،کذا فی المعجم.
سَلَبَه الشیءَ یَسْلُبُه سَلْباً :اخْتَلَسه، کاسْتَلَبَه إیَّاهُ .و مِنَ المَجَازِ: سَلَبه فُؤَادَه و عَقْلَه و أَسْلَبَه .
و رَجُلٌ و امرأَهٌ سَلَبُوتٌ محرّکَهً عَلَی فَعَلُوت،مِنْهُ .
و کِذلِک رَجُلٌ سَلاَّبَهٌ بالهَاءِ و الأُنْثَی سَلاَّبَهٌ أَیْضاً (2).
و من المَجَازِ: السَّلِیبُ : المَسْلُوبُ کالسَّلَبِ .و المُسْتَلَبُ العَقْلِ ج سَلْبَی .
و ناقَهٌ و امرأَهٌ سالِبٌ ،و سَلُوبٌ ،و سَلِیبٌ و مُسَلِّبٌ مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا.کمحَدِّث،وَ هُو الصَّوَابُ و سُلُبٌ بضَم الأَوَّل و الثَّانِی، إِذَا مَاتَ وَلَدُهَا أَو أَلْقَتْه لِغَیْرِ تَمَامٍ .
و قال اللِّحْیَانِیُّ :امرأَهٌ سَلُوبٌ و سَلِیبٌ و مُسَلِّبٌ ،و هی التی یَمُوتُ زَوجُها أَو حَمِیمُها فَتَسَلَّبُ علیه ج سُلُبٌ کَکُتُبٍ و سَلاَئِبُ . و فی لسان العرب:و رُبَّمَا قَالوا امْرَأَهٌ سُلُب .
قال الرَّاجِزُ:
مَا بَالُ أَصْحَابِکَ یُنْذِرُونَکَا
أَ أَنْ رَأَوْکَ سُلُباً یَرْمُونَکَا
و هذا کَقَوْلِهم:نَاقَهٌ عُلُطٌ :بلا خِطَامٍ ،و فَرَسٌ فُرُطٌ :
مُتَقَدِّمَه،و قد عَمِل أَبو عُبَیْد فی هذا بَاباً فأَکْثَرَ فیه مِنْ فُعُل بِغَیْرِ هَاءِ للمُؤَنَّثِ .
و السَّلُوبُ من النُّوقِ :الَّتِی تَرْمی وَلَدَهَا (3)،و هو مَجَازٌ، وَ قَدْ أَسْلَبَت الناقهُ فهی مُسْلِبٌ : ألْقَتْ وَلَدَهَا من غَیْرِ أَنْ یَتِمَّ ،و الجَمْعُ السَّلاَئِب.
و قیل: أَسْلَبَتْ : سُلِبَتْ وَلَدَها بمَوْتٍ أَو غَیْرِ ذَلِکَ .
و ظَبْیَهٌ سَلُوبٌ و سَالِبٌ : سُلِبَتْ وَلَدَها.
و من المَجَازِ شَجَرَهٌ سَلِیبٌ : سُلِبَتْ وَرَقَهَا و أَغْصَانَهَا (4)جَمْعُه سُلُبٌ .و عن الأَزهَرِیّ :شَجَرَهٌ سُلُبٌ إذَا تَنَاثَر وَرَقُهَا، و النَّخْلُ سُلُبٌ أَی لا حَمْل عَلَیْهَا.
و فَرَسٌ سَلْبُ (5)القَوائِم أَی خَفِیفُها فی النَّقْلِ .وَ قِیل:
فَرسٌ سَلِبُ القَوَائِم کَکَتِفٍ أَی طَوِیلُها.قال الأَزْهَرِیّ :وَ هَذَا صَحِیح.
و السَّلْبُ :السَّیْرُ الخَفِیفُ السَّرِیعُ . قَالَ رُؤْبَهُ .
قد قَدَحَتْ مِنْ سَلْبِهِنّ سَلْبَا
قَارُورَهُ العَیْن فَصَارَت وَقْبَا
و السِّلْبُ بالکَسْر:أَطْوَلُ أَدَاهِ الفَدَّان قاله أَبُو حَنِیفَه، و أَنشد:
یا لَیْتَ شِعْرِی هَلْ أَتَی الحِسَانَا
أَنَّی اتَّخَذْتُ الیَفَنَیْنِ شَانَا
السِّلْبَ واللُّؤمَهَ و العِیَانَا
أَو السِّلْبُ : خَشَبهٌ تُجْمَعُ إلَی و فی نُسْخَهٍ عَلَی أَصْلِ اللُّؤَمَهِ ،طرفُها فی ثَقْبِ اللُّؤمَهِ .
و السَّلِبُ کَکَتِفٍ :الطَّوِیلُ . قال ذو الرُّمَّه یَصِفُ فِرَاخَ النَّعَامَه:
کأَنَّ أَعْنَاقَها کُرَّاتُ سَائِفَهٍ
طَارَتْ لَفَائِفُه أَو هَیْشَرٌ سَلِبُ (6)
و یروی سُلُب بالضَّمِّ ،و قد تَقَدَّم.
و یقال:رُمْخٌ سَلِبٌ أَی طَوِیلٌ ،و کَذلِکَ الرَّجُلُ ،و الجمعُ سُلُبٌ .قال:
وَ مَنْ رَبَطَ الجِحَاشَ فإنَّ فِینَا
قَناً سُلُباً و أفْرَاساً حِسَانَا
و السَّلِبُ أیضاً: الخَفِیفُ السَّریعُ .یقال:ثَوْرٌ سَلِبُ الطَّعْنِ بالقَرْن.و رجل سَلِبُ الیَدَیْنِ بالضَّرْبِ و الطَّعْنِ :
خَفِیِفُهُما.
و السَّلَبُ بالتَّحْرِیکِ :ما یُسْلَبُ أَی الشیءُ الَّذِی یَسْلُبُه
ص:81
الإنْسَانُ من الغَنَائِم،و یَتَوَلَّی علیه.و فی التَّهْذِیبِ :ما یُسْلَبُ به، ج أسْلاَبٌ .
و کل شَیءٍ علی الإنسان من اللِّبَاسِ فَهُو سَلَبٌ .و
16- فی الحدیث: «مَنْ قَتَلَ قَتَیلاً فَلَه سَلَبُه ». و هو ما یأْخُذُه أَحَدُ القِرْنَیْن فی الحَرْب مِنْ قِرْنِه مِمَّا یَکُون عَلَیْهِ و مَعَهُ مِنْ ثِیَابٍ و سِلاَحٍ و دَابّهٍ ،و هو فَعَلٌ بمعنی مَفْعُولٍ أَی مَسْلُوب .
و أَنشدنا شَیْخُنَا أَبُو عَبْدِاللّهِ قَالَ :أَنْشَدَنَا العَلاَّمَه مُحَمَّدُ بْنُ الشَّاذِلِیّ :
إن الأُسُودَ أُسُودَ الغَابِ هِمَّتُهَا
یَوْمَ الکَرِیهَهِ فی المَسْلُوب لاَ السَّلَب
و السَّلَبُ : شَجَرٌ طَوِیلٌ یَنْبُتُ مُتَنَاسِقاً،یُؤخَذ و یُمَدُّ (1)ثُمَّ یُشَقَّقُ ،فیَخْرُجُ (2)مِنْهُ مُشاقَهٌ بَیْضَاءُ کَاللِّیف،وَاحِدَتُه سَلَبَهٌ ، و هو مِنْ أَجْوَدِ مَا تُتَّخَذ (3)مِنْه الحِبَال.
و قال أَبُو حَنِیفَه: السَّلَبُ : نَبَاتٌ ینبت أَمْثَالَ الشَّمَع الذی یُسْتَصْبَح بِهِ فی خِلْقَتِهِ إلاَّ أَنه أَعظَمُ و أَطْوَلُ ،تُتَّخَذُ 3مِنْه الحِبَال عَلی کُلِّ ضَرْب.
و السَّلَبُ من الذَّبِیحَهِ :إهابُها و أَکْرُعُها و فی نُسخَه أَکْرَاعُها و بَطْنُها.
و السَّلَبُ من القَصَبَه و الشَّجَرَه: قِشْرُها. یُقَالُ : اسلُبْ هذِه القَصَبَه أَی اقْشِرْها (4).و
16- فی حدیث صِفَهِ مَکَّه،زِیدَتْ شَرَفاً: «و أسْلَبَ ثُمَامُهَا». أَی أَخْرجَ خُوصَهُ .
و قال شَمر:هَیْشَر سُلُب (5)،أَی لا قِشْر عَلَیْه.
و قیل السَّلَبُ : لِیفُ المُقْلِ یُؤْتَی بِهِ مِن مَکَّه.و عن اللَّیثِ : السَّلَبُ :لِیفُ المُقْلِ و هو أبْیَضُ .قال الأزهریّ .
غَلِطَ اللَّیْثُ فِیهِ .
و السَّلَبُ : لِحَاءُ شَجَرٍ مَعْرُوفٍ بالیَمَنِ تُعْمَلُ مِنْهُ الحبَال و هو أجْفَی مِنْ لِیفِ المُقْل و أَصْلَبُ ،و علی هَذَا یخرج قَوْلُ العَامَّه للحَبْلِ المَعْرُوفِ سَلَبَه .و
17- فی حدیثِ ابْنِ عُمَرَ: أَنَّ سَعِیدَ بْنَ جُبَیْر دَخَلَ عَلَیْه و هو [مفترش برذعه رحله] (6)مُتَوَسِّدٌ مِرْفَقَهَ أَدَم.حَشْوُها لِیفٌ أَو سَلَبٌ . بالتحریک.قال أبو عُبَیْد:سأَلْتُ عَنِ السَّلَب ، فقیل:لَیْسَ بلِیفِ المُقْل،و لکنه شَجَرٌ معْرُوفٌ بالیَمَن، تُعْمَلُ مِنْهُ الحِبَالُ ،و قِیلَ :هو خُوصُ الثُّمَام.قلت:وَ هَذَا المَشْهُور عِنْدَنَا فی الیَمَن.و قال شَمِر: السَّلَبُ :قِشْرٌ من قُشُور الشَّجَر تُعْمَلُ مِنْه السِّلاَلُ ،یقال لسُوقِهِ سُوقُ السَلاَّبِینَ . و مِنْه سُوق السَّلاَّبین بالمَدِینَه الشَّرِیفَهِ ،م و بمَکَهَ أَیْضاً قاله شَمر،زَادَهُما اللّه شَرَفاً.
و من المجاز: أَسْلَبَ الشَّجَرُ:ذَهَبَ حَمْلُها و سَقَطَ وَرَقُها فهو مُنْسلِبٌ ،و قد تَقَدَّمَ الکَلاَم علیه. و الأُسْلُوب السَّطْرُ من النَّخِیل.و الطَّرِیقُ یَأْخُذُ فِیه.و کُلُّ طَرِیقٍ مُمْتَدٍّ فَهُوَ أُسْلُوبٌ .و الأُسْلُوبُ :الوَجْهُ و المَذْهَبُ .یقال:هُمْ فی أُسْلُوب سُوْءٍ.و یُجْمَعُ عَلَی أَسَالِیب .و قد سَلَکَ أُسْلُوبَه :
طَرِیقَتَه.و کلامُه عَلَی أَسَالِیبَ حَسَنه.
و الأُسْلُوبُ ،بالضم:الفَنُّ .یقال:أَخَذَ فُلاَنٌ فی أَسَالِیبَ من القَوْل،أَی أَفَانِین (7)منه. و الأُسْلُوبُ : عُنُقُ الأسَد، لأَنَّها لا تُثْنَی.
و من المجاز: الأُسْلُوبُ : الشُّمُوخُ فی الأَنْفِ . و إنَّ أَنْفَه لَفِی أُسْلُوبٍ ،إذَا کَانَ مُتَکَبِّرا لا یَلْتَفِت یَمْنَهً و لا یَسْرَهً .قال الأَعشَی:
أَ لَمْ تَرَوْا للعَجَبِ العَجیب
أَنَّ بَنِی قَلاَّبَهِ القُلُوبِ
أُنُوفُهُم مِلْفَخْرِ فِی أُسُلُوبِ
و شَعَرُ الأَسْتَاهِ بِالجَبُوبِ (8)
یقول:یَتَکَبَّرُونَ وَ هُمْ أَخِسَّاءُ،کما یُقَالُ :أَنْفٌ فی السَّمَاءِ و اسْتٌ فی المَاءِ.و قوله:أُنُوفُهُم مِلْفَخْرَ علی لُغَهِ الیَمَن.
و انْسَلَبَ :أسْرَعَ فی السَّیْرِ جِدَّا حتی کَأنَّه یَخْرُج مِنْ جِلْدِه، و غَالبُ استعْمِاله فی النَّاقَهِ . و تَسَلَّبَت المرأهُ إذا أحدَّتْ قِیلَ علی زَوْجِها، لأن التَّسَلُّبَ قَدْ یَکُونُ عَلَی غَیْرِ زَوْج.و فی
ص:82
الحَدِیثِ
14- عَنْ أَسْماءَ بِنْتِ عُمَیْس أَنَّها قَالَتْ : «لمَّا أُصِیبَ جَعْفَرٌ أَمَرَنی رَسُولُ اللّهِ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّم فَقَالَ : تَسَلَّبی ثَلاثَاً،ثم اصْنَعِی بَعْدُ ما شِئْتِ ». أی الْبَسِی ثِیَابَ الحِدَادِ السُّودَ.
وَ تَسَلَّبَت المرأَهُ إذا لَبِسَتْه (1).و
17- فی حَدِیثِ أُمِّ سَلَمهَ : «أَنَّها بَکَت علی حَمْزَهَ ثَلاَثَه أَیَّامٍ و تَسَلَّبَت ».
و قال اللِّحْیَانِیّ : المُسَلِّبُ و السَّلِیب و السَّلُوبُ :التی یَمُوتُ زَوْجُهَا أَو حَمیمُها فَتَسَلَّبُ عَلَیْه. و قال ابن الأَعْرَابِیّ السُّلْبَهُ بالضمّ :الجُرْدَهُ أَی التَّجَرُّدُ عَن الثِّیَاب.
تَقُولُ : ما أحْسَنَ سُلْبَتَها و جُرْدَتَها.
و مُسَلَّبٌ کمُعَظَّمٍ :ع،قُرْبَ زَبِیدَ المَحْرُوسَهِ مِن الیَمَنِ ،و هی قَرْیَهٌ صَغِیرَهٌ عَلَی أَرْبَعَهِ فَرَاسِخ من زَبِید تَقْدِیراً،و قد دَخَلْتها.
و فی لِسَانِ العَرَب عن أَبِی زَیْد،یقال:مَا لِی أَرَاکَ مُسْلَباً ،و ذَلِکَ إِذَا لَمْ یَأْلَفْ أَحَداً،و لا یَسْکُنُ إلَیْهِ [أحد] (2).
و إنَّمَا شُبِّه بالوَحْشِ .و یقال:إنه لَوَحْشِیّ مُسْلَبٌ ،أَی لا یَأْلف و لا تَسْکُنُ (3)نفْسُه.
و سَلِبَ کَفِرح:لَبِس السِّلاَبَ ،وَ هِیَ الثِّیَابُ السُّودُ تَلْبَسُهَا النَسَاءُ فی المَأْتَم ج سُلُبٌ ککُتُب.
قال شیخنا:تَفْسِیرُ السِّلاَب بالثِّیَابِ یَقْتَضِی أَن یَکُونَ جَمْعاً،و جمعُه علی سُلُب یَقْتَضِی أَن یَکُونَ مُفْرَداً کما هُو ظَاهِر.و الَّذِی فی التَّهْذِیبِ : السِّلاَب :ثَوْبٌ أَسْوَد تُغَطِّی به المُحِدُّ رأْسَها.و فی الرَّوضِ الأُنُف: السِّلاَبُ :خَرْقَهٌ سَوْدَاء تَلْبَسُها الثُّکْلَی.
*و ممَّا أُغْفِل عَنْه المُصَنِّف:
السَّلَبَهُ (4):خَیْطٌ یُشَدُّ علی خَطْمِ البَعِیرِ دُونَ الخِطَامِ .
و السَّلَبَهُ 4:عَقَبهٌ تُشَدُّ عَلَی السَّهْم.
و الأُسْلُوبَهُ :لُعْبَهٌ للأَعْرَاب أَو فَعْلَهٌ یَفْعَلُونَها بَیْنَهم،حَکَاهَا اللِّحْیَانِیّ و قال:بَیْنَهُم أُسْلُوبَه . و المُسْتَلِبُ :سَیْفُ عَمْرو بْنِ کُلْثُوم التَّغْلبِیّ . و سَیْف آخرُ لأَبِی دَهْبَلٍ الجُمَحِیِّ .
المُسْلَئِبُّ کمُشْمَعِلِّ أَهْمَلَه الجوهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَان،و هو المَطَرُ الکَثِیر.
المُسْلَحِبُّ :المُسْتَقِیمُ مِثْلُ المُتْلَئِبّ .
و المُسْلَحِبُّ :المُنْبَطح. و المُسْلَحِبُّ : الطریقُ البَیِّنُ المُمْتَدُّ. و طَریق مُسْلَحِبُّ :مُمْتَدّ.
و فی لِسَان العرب:و قال خَلِیفَه الحُصَیْنِیّ (5):
المُسْلَحِبُّ :المُطلَحبُّ المُمْتَدُّ.و سَمِعْتُ غَیْرَ وَاحِدٍ یَقُولُ :
سِرْنَا مِنْ مَوْضِعِ کَذَا غُدْوَهً ،و ظَلَّ یَوْمُنَا مُسْلَحِبًّا ،أَی مُمْتَدًّا سَیْرُه. و قد اسْلَحَبَّ اسْلِحْبَاباً .قال جِرَانُ العَوْدِ:
فَخَرَّ جِرَانٌ مُسْلَحِبَّا کأَنَّه
عَلَی الدَّفِّ ضِبْعَانٌ تَقَطَّرَ أَمْلَحُ (6)
و السُّلْحُوبُ مِن النِّسَاءِ:المَاجِنَه.قال ذَلِکَ أَبُو عَمْرٍو، و قد أَغْفَلَه المُؤَلِّف.
السَّلْخَبُ کَجَعْفَر: أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَال ابْنُ دُرَیْد:هو الفَدْمُ . و قَالَ غَیْره:هو الغَلِیظُ .
أَو هو بالمُعْجَمَهِ فی أَوَّله،قَالَ الصَّاغَانِیُّ :وَ هُوَ أَصَحُّ ، و سَیَأْتِی.
سَلْقَبٌ کجَعْفَرٍ:اسْم ذَکَرَه ابْنُ مَنْظُور، و أَهْمَلَه المُؤَلِّفُ و الصَّاغَانیُّ .
السَّلْهَبُ :الطَّوِیلُ عَامَّهً (7)،و قد یُقَالُ بالصَّادِ أَیْضاً،ذکرهُ ابنُ السّید فی الفرق.و اختُلِف فی هذه المَادَّهِ فقِیلَ إِنَّها رُبَاعِیّه،و قیل:الهَاءُ زَائِدَه،و إلیه مَالَ المُؤَلِّفُ و هو رَأَی ابنِ القَطَّاع و لذا قَدَّمَهَا علی اسْلَغَبَّ کما لا
ص:83
یَخْفَی،أَشَار لَهُ شَیْخُنَا. أَو الطَّوِیلُ منَ الرِّجَال عن الأَصْمَعِیّ ج سَلاَهِبَهٌ .
و سَلْهَبٌ :اسمْ کَلْب و السَّلْهَبُ من الخَیْلِ :ما عَظُم وَ طَالَ و طَالَتْ عِظَامُه.
و فَرَسٌ سَلْهَبٌ کالسَّلْهَبَه للذَّکَرِ.
و فَرَسٌ مُسْلَهِبٌّ :مَاضٍ .و منه قولُ الأَعْرَابِیِّ فی صِفَهِ الفَرس:«و إذَا عَدَا اسْلَهَبَّ ،و إذَا قُیِّدَ (1)اجْلَعَبَّ ،و إذَا انْتَصَب اتلأَبَّ ».
و عِبَارَهُ الجَوْهَرِیّ :و السَّلْهَبُ من الخَیْلِ :الطَّوِیلُ عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ و ربما،جَاءَ بِالصَادِ. و هی أَی السَّلْهَبَهُ :
الجَسِیمَه و لَیْسَت بِمدْحَهٍ .
و السِّلْهَابَهُ :الجَرِیئه، کالسِّلْهَاب بِکَسْرِهِمَا.
اسْلَغَبَّ الطَّائِرُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَان،و قال اللَّیْثُ :إذا شَوَّک رِیشُه قَبْلَ أَن یَسوَدّ کازْلَعَبّ .
السَّنْبَهُ :الدَّهْرُ و الحِقْبَهُ . یقال:عِشْنَا بِذلِک سَنْبَهً ،أی حِقْبَه کَالسَّنْبَتَه التاءُ فیها مُلْحَقَهٌ علی قول سِیبَوَیْه، و یدل علی زِیَادتِها أَنَّکَ تَقُولُ : سَنْبَهٌ ،و هذِه التَّاء تَثْبُتُ فی التَّصْغِیر.تَقُولُ : سُنَیْبِتَهٌ لقَوْلهم فی الجمع سَنَابِتُ .و یقال:
مَضَی سَنْبٌ من الدَّهْرِ،أَو سَنْبَه أَی بُرْهَهٌ ،و أنْشَد شَمِر:
مَاءَ (2)الشَّبَابِ عُنْفُوَانَ سَنْبَتِه
و السَّنْبَهُ : سُوءُ الخُلُق فی (3)سُرْعَهِ الغَضَبِ کالسَّنْبَاتِ بالفتح عن ابن الأَعرابیّ ،و أَنشد:
قد شِبْتُ قبلَ الشَّیْبِ من لِدَاتی
و ذَاکَ ما أَلْقَی من الأَذَاهِ
من زَوجَهٍ کثیرهِ السَّنْبَاتِ
أراد السَّنَبَاتِ فَخَفَّف للضَّرُورَه.کذا فی لِسَانِ العَرَبِ و یُکْسَرَانِ .
و یقال: رَجُلٌ سَنُوبٌ کَصَبُورٍ، و سَنَبُوتٌ أَی مُتَغَضِّب. و السَّنُوبِّ : الرَّجُلُ الکَذَّابُ المُغْتَابُ ،عَنِ ابنِ الأَعْرَابیّ .
و السَّنُوبُ : ع.
و السِّنْبَاتُ بالکَسْر و آخِرُه تَاءٌ مُثَنَّاهٌ ،وَ فی بَعْضِ النُّسَخ بالبَاءِ المُوَحَّدَه:الرَّجُلُ الکَثِیرُ الشَّرِّ.و السِّنْباتُ بالفتح:
الاسْتُ کالسَّنْبَاءِ الأَخِیرُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و سَنَابٌ کسَحَابٍ :الشَّرُّ الشَّدِیدُ.
و عَنِ ابن الأَعْرَابیّ : السِّنَابُ بالکَسر:الطَّوِیلُ الظَّهْرِ و البَطْنِ کالسِّنَابَه بالکَسْرِ و الصَّادُ فیه لُغَهٌ کما سَیَأتی.
و المَسْنَبَهُ :الشِّرَّهُ قَالَه أَبُو عَمْرو.
و فَرَسُ سَنِبٌ کَکَتِفٍ أَی الکَثِیرُ الجَرْیِ و الجَمْعُ سُنُوبٌ .
و قال الأَصْمَعِیُّ :فرس سَنِبٌ إذا کَانَ کثِیرَ العَدْوِ.
السَّنْتَبَهُ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال أَبُو عَمْرو:هِی الغِیْبَهُ بکسر الغَیْن المُعْجَمَه،و فی نُسْخَهٍ بإهْمَالِ العَیْن و فَتْحِهَا،و هُو غَلَط المُحْکَمَه.
و السُّنْتُبُ کَقُنْفُذ:السَّیِّ ءُ الخُلُق قال ابنُ الأَعْرَابِیّ (4).
جَمَلٌ سِنْدَأْبٌ :صُلْبٌ و شَکَّ فِیه ابْنُ دُرَیْد و قَدْ تَقَدَّم بَیَانُه،و هنا ذَکَرَهُ ابْنُ مَنْظُور.قال شَیْخُنا:یُنْظَر مَا فَائِدَه إِعَادتِه فهَبْه جفَاء.قُلْتُ :ذَکَرَه أَوَّلاً بنَاءً علی أَنَّ النون زَائدَهٌ و أَنَّ أَصْلَ المَادَّه ثُلاَثِیَّه،و أَعَادَهُ ثَانیَهً لبَیَانِ أَنَّ النُّونَ هُنَا أَصْلِیَّهٌ علی قَوْلِ بَعْضٍ کَمَا هُوَ ظَاهِر.
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :
سُنْدُوبٌ بالضّمِّ :قریهٌ بمصر من أَعْمَالِ الدَّقَهلِیَّه، و العَامه تَفْتَحُه،و قد دَخَلْتُهَا.
السَّنْطَبَهُ :طُولٌ مُضْطَرِبٌ قَالَه ابْنُ دَرَید،و قَدْ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .
و فی التهذیب السِّنْطَابُ بالکَسْر:مِطْرَقَهُ الحَدَّاد.
السُّنْعُبَهُ بالضَّم أَهْمَلَه الجَوهَرِیُّ .و قَال ابْنُ دُرَیْدٍ:هو ابْنُ عُرْسٍ فی بَعْضِ اللُّغَاتِ .
ص:84
قال: و سَمِعْتُ أَبَا عِمْرَانَ الکِلاَبِیّ یَقُولُ : السُّنْعُبَهُ :
اللَّحْمَه النَّاتِئه فی وَسَطِ الشَّفَهِ العُلْیَا و لا أدْرِی مَا صِحَّتُه.
سَنْهَبٌ کجَعفَرٍ:اسْمٌ و قد أَهْمَلَه الجمَاعَهُ .
السُّوبَهُ بالضم:السَّفرُ البَعِیدُ کالسُّبْأَه بالهَمْزِ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و قد تقَدَّمَ فهو لغه فیه.و السَّرْبَهُ :السَّفَرُ القَرِیبُ ،و تقدّم أَیْضاً.
و سُوبانُ کَطُوفَانٍ :وَادٍ ذَکَره غَیْرُ وَاحِدٍ من الأَئِمَّه. أَو جَبَلٌ أَو أَرْض. و یومٌ مَعْرُوفٌ (1).قال أَوْسُ بنُ حَجَر یُعَیِّر طُفَیْلَ بْنَ مَالِکِ بْنِ جَعْفَرٍ و قد خَذَلَه یَوْمَ السُّوبَانِ :
لعَمْرُک ما آسَی طُفَیْلُ بْنُ مَالِکٍ
بَنِی أُمِّهِ إِذْ ثَابَتِ الْخَیْلِ تَدَّعی 1
کذا فی المُسْتَقْصَی.
*و مما أَهْمَلَه المؤلف:
ذکر السُّوبِیَه فقد جاءَ ذِکْرُها فی النِّهایه فی حَدِیث ابْن عُمَرَ،و ذکره ابْن الکُتْبِیّ فیما لا یَسَعُ ،و الحکیم دَاوُد، و غَیْرُهُمَا،و أَطَالُوا فی خَوَاصِّها.
و الذی فی لِسَان العَرَب أَنَّهَا بضَم السِّین المُهْمَلَه و کَسْرِ البَاءِ المُوَحَّدَه و بعدها یاء تحتها نُقْطَتَانِ :نَبِیذٌ مَعْرُوفٌ یُتَّخَذُ من الحِنطَه،و کثیراً ما یَشْرَبُه أَهْلُ مصر،انْتَهَی.أی فی أَعْیَادِهِم.
قال شیخُنا:و قد یَسْتَعْمِلُونَه من الأُرزِ کما هُو مُتَعَارَفٌ .
قلت:و قد أَلَّفْت فیها و فی خَوَاصِّها رِسَالَهً صَغِیرَهً .
السَّهْبُ :الفَلاَهُ جمعه سهب و قال الفَضْلُ بنُ العَبَّاس اللَّهَبِیُّ :
و نَحلُلْ من تِهَامَهَ کُلَّ سَهْبٍ
نَقِیِّ التُّرْبِ أَوْدِیَهً رِحَابا
أَبَاطِحَ مِن أَبَاهِرَ غَیْرَ قَطْع
وَ شَائِظ لم یُفَارِقن الذُّبَابا
و السَّهْبُ : الفَرَسُ الوَاسِعُ الجَرْی. و أَسْهَبَ الفرسُ :
اتَّسَعَ فی الجَرْی و سَبَق.
و السَّهْبُ : الشَّدِیدُ الجَرْی البَطِیءُ العَرَقِ من الخَیْلِ .
قال أَبو دُوَاد:
و قَدْ أَغْدُو بِطِرْفٍ هَیکلٍ ذِی مَیْعَهٍ سَهْبٍ کالمُسْهَبِ بالفَتْح و تُکْسر (2)هَاؤُه یقال:الفَصِیحُ فی الجَوَادِ الکَسْرُ خَاصَّه،کما اعتمد عَلَیْه أَبو الحَجَّاج الشَّنْتَمریّ المَعْرُوفُ بالأَعْلَم.
و السَّهْبُ (3):ما بَعُدَ من الأَرْضِ و اسْتَوَی فی طُمَأْنِینَه، و هی أَجْوَافُ الأَرْض و طُمأنِینَتُهَا:الشِّیءَ القَلِیل یَقُودُ (4)الیومَ و اللَّیْلَه و نحو ذلک،و هُوَ بُطُونُ الأَرْضِ تَکُونُ فی الصَّحَارِی و المُتُونِ و ربَما تَسِیلُ و ربَما لا تَسِیل لأَنَّ فِیهِ (5)غِلَظاً و سُهُولاً تُنبت نباتا کثیراً،و فیها خَطَرَاتٌ مِنْ شَجَر أَی أَمَاکِنُ فِیهَا شَجَر و أَمَاکن لا[شجر فیها] (6)کذا فی لسان العرب.
و السَّهْبُ : الأَخْذُ. و مضَی سَهْبٌ من اللیل،أَی وَقْتٌ .
و السَّهْبُ : سَبَخَهٌ ،م و هی بَیْنَ الحَمَّتَیْن فَالمِضْیَاعَه.
و السُّهْبُ بالضَّمِّ :المُسْتَوِی مِنَ الأَرْض فی سُهُولَه ج سُهُوبَ .
و قیل: السُّهُوبُ :المسْتَوِیَهُ البَعِیِدهُ .
و قَالَ أَبو عَمْرو: السُّهُوبُ :الوَاسِعَهُ مِن الأَرض.قال الکُمَیْتُ :
أَبَارِقُ إنْ یَضْغَمْکُمُ اللَّیْثُ ضَغْمَهً
یَدَعْ بَارِقاً مِثْلَ الیَبَابِ من السُّهْبِ (7)
أَو سُهُوبُ الفَلاَهِ :نَوَاحِیها الَّتی لاَ مَسْلَکَ فِیهَا.
و أَسْهَبَ الرَّجُلُ : أَکْثَرَ مِنَ الکْلامَ فهُو مسهب بالکَسر و مُسْهَبٌ بالفَتْح.قال الجَعْدِیُّ :
ص:85
غَیْرُ عَیِیَّ و لا مُسْهِبٍ و یُرْوَی مُسْهَب .
و قد اخْتُلِفَ فی هذِه الکَلِمَهِ ،فَقَالَ أَبُو زَیْد: المُسْهَبُ :
الکَثِیرُ الکَلاَمِ أَی بالفَتْحِ خَاصَّهً ،و مِثْلُه فی أَدَبِ الکَاتِبِ لابْنِ قُتَیْبَهَ و مُخْتَصَرِ العَیْن للزُّبَیْدِیّ .و قال ابْنُ الأَعْرابِیّ :
أَسْهَبَ الرجلُ :أَکْثَرَ من الکَلاَم فهو مُسْهَبٌ بفتح الهاء و لا یقال بِکَسْرِها،وَ هُو نَادرٌ.و قال ابن بَرِّیّ :قال أَبُو عَلِیِّ البَغْدَادِیُّ :رَجُلٌ مُسْهَبٌ بالفتح إذا أَکْثَرَ الکلام فی الخَطإ، فإن کَانَ ذَلِک فی صَوَاب فهو مُسْهِبٌ بالکسر لا غیر.أَی البَلِیغ المُکْثِرُ مِنَ الصَّواب بالکَسْر،و به أَجَابَ أَبُو الحَجَّاج الأَعْلَمُ فی کِتَاب ابْنِ عَبَّادٍ مَلِکِ الأَنْدَلُس و نسبَه إلَی البَارعَ لأَبی عَلِیِّ ،ثم نَقل عَنْ أَبِی عُبَیْدَه: أَسْهَب فهو مُسْهَبٌ بالفتح إذَا أَکْثَرَ فی خَرَف و تَلَف ذِهْن.و عَن الأَصْمَعِیّ :
أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ،إذا خَرِف و أُهْتِر،فإن أَکْثَرَ من الخطأ قیل:أَفْنَد،فهو مُفْنَد.ثم قال فی آخِرِ الجَوَاب:فَرَأیُ مَملُوکک-أَیَّدَک اللّه-و اعْتِقَادُه أَنَّ المُسْهَب بالفَتْح لا یُوصَف بِهِ البَلِیغ المُحسِن،و لا المُکْثِرُ المُصِیبُ ،أَلا تَرَی إلی قَوْلِ مَکِّیِّ بنِ سَوَادَهَ :
حَصِرٌ مُسْهَبٌ جَرِیءٌ جَبَانٌ
خَیْرُ عِیِّ الرِّجال عِیُّ السُّکُوتِ
أَنَّه قَرَن فِیهِ المُسْهَب بالحَصِر و رَدَفه بالِّصفَتَینِ ،و جَعَل المُسْهَبَ أَحَقَّ بالعیَّ من السَّاکِتِ و الحَصرِ فقال.
خیُر عِیَّ الرِّجَال عِیٌ السٌکُوتِ
و الدَّلِیلُ علی أَن المُسْهِب بالکسر یقال لِلْبَلِیغ المُکْثِرِ من الصَّوَاب أَنَّهم یَقُولُون لِلْجَوَادِ مِنَ الْخَیْلِ : مُسْهِب بالکَسْرِ خَاصَّه،لأَنَّهُما بمَعْنَی الإجَادَهِ و الإحْسَان.و لَیْسَ قَوْلُ ابْنِ قُتَیْبَهَ و الزُّبَیْدِیّ فی المُسْهَب بالفَتْح هو المُکْثِرُ من الکَلاَمِ بمُوجِب أَن المُکْثِرَ هُوَ البَلِیغُ المُصِیب،لأَنَّ الإکْثَارَ من الکَلاَم دَاخِلٌ فی معنی الذَّمِّ .انتهی کَلامُ الأَعْلَم حَسْبَمَا نَقَلَه شَیْخُنا.
و فی لسان العرب:و مما جَاءَ فِیهِ أَفْعَل فهو مُفْعَلٌ أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ ،و أَلْفَجَ فهو مُلْفَجٌ [إذا أفلس] (1)،و أَحْصَنَ فهومُحْصَنٌ ،فهذه الثّلاَثَه جَاءَت بالفَتْح.حَکَاه القَاضِی أَبُو بَکْربْنُ العَرَبِیّ فی تَرْتیب الرِّحْله،و ابنُ درید فی الجَمْهَرَه، و ابنُ الأَعْرَابِیّ فی النَّوَادِر و مثله فِی کتَاب لَیْس لاِبْنِ خَالَوَیْه،إلاَّ أَنَّه قَالَ :و أَسْهَبَ فهو مُسْهَبٌ :بَالَغَ .هذَا قَوْلُ ابْنِ دُرَیْد.و قال ثعْلَب: أَسْهَب فَهُو مُسْهَب فی الکلاَم.
قال:و وجدتُ بعد سَبعِین سَنَهً حَرْفَاً رَابِعاً وَ هُوَ:أَجْرَشَتِ الإِبلُ سَمِنَت فهی مُجْرَشَهٌ .
قُلت:و اسْتَدْرَکُوا أَیْضاً:أَهْتَر فَهُوَ مُهْتَر،و نَقَلَه عبد البَاسِطِ البُلْقِنیّ ،و یَاتی للمُصَنِّف.و رأَیْتُ فی نَفْح الطِّیبِ للشِّهَابِ المَقَّرِیّ ما نَصُّه:«رأَیتُ فی بَعْضِ الحَوَاشِی الأَنْدَلُسِیَّه أَی کِتَاب التَّوْسِعَه کما حَقَّقَه شَیْخُنَا أَنَّ ابْنَ السِّکِّیت ذَکَر فی بَعْضِ کُتُبه فِیمَا جَعَلَه بَعْضُ العَرَب فَاعِلاً و بعضُهُم مَفْعُولاً:رَجُلٌ مُسْهَبٌ و مُسْهِب للکَثِیرِ الکَلاَمِ ،و هذا یَدُّلُّ عَلَی أَنَّهُما،وَاحِدٌ».انْتَهَی و هو رَأْی المُصَنِّف أَی عَدَمُ التَّفْرِقَهِ .
و فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَرَ،قِیلَ له:ادْعُ اللّه لَنَا،فَقَالَ :
«أَکْرَهُ أَنْ أَکُونَ مِنَ المُسْهَبین »بفَتْحِ الهاءِ أَی الکَثِیری الکَلاَمِ ،و أَصْلُه من السَّهْب ،وَ هُوَ (2)الأَرضُ الوَاسِعَهُ .
قلت:و سَیَأْتِی للمُصَنِّف فی جَذَع:أجْذَعَ فَهُو مُجْذَعٌ لِمَا لا أَصْلَ لَهُ و لا ثَبَات،نَقْلَه الصَّاغَانِیُّ عن ابن عَبَّادٍ،و لَمْ أرَ أَحَداً أَلْحَقَه بِنَظَائِرِه فَتَأَمَّلْ ذَلِکَ .
أَو أَسْهَب : شَرِهَ و طَمِعَ ، و فی نُسْخَهٍ أَو طَمِعَ حَتَّی لا تَنْتَهِیَ نَفْسُه عَنْ شَیْ ءٍ فهو مُسْهِب و مُسْهَب ،بالکَسرِ و الفَتْح.و أسْهَبَ فهو مُسْهَب ،بفَتْحِ الهَاءِ إذا أَمْعَن فی الشَّیء و أطَالَ ،و منه
16- حدیث الرؤیا: «کلوا واشربوا و أَسهبُوا و أَمْعِنُوا». و
16- فی آخر: «أنَّه بعَث خیلاً فأسْهَبَتْ شَهْراً». أَی أَمْنَعَتْ فی سَیرها.
و أُسْهِبَ بالضَّمِّ علی ما لم یُسَمَّ فاعِلُه،فهو مُسْهَبٌ بالفتح: ذَهَبَ عَقْلُه. وَ قِیل: المُسْهَب :الذَّاهِبُ العَقْل مِنْ لَدْغٍ الحَیَّه أَو العَقْرَب،و قِیلَ :هُوَ الَّذِی یَهْذِی مِنْ خَرَف.
و التَّسْهِیبُ :ذَهَابُ العَقْل،و الفِعْلُ مِنْه مُمَاتٌ .قال ابْنُ هَرْمَهِ :
ص:86
أَم لاَ تَذَکَّرُ سَلْمَی و هی نَازِحَهٌ
إلاَّ اعْتَرَاکَ جَوَی سُقْمٍ و تَسْهِیبِ
وَ
1- فی حَدِیثِ عَلِیِّ رَضِیَ اللّه عَنْه: «و ضُرِبَ عَلَی قَلْبِهِ بالإسْهَابِ ». قیل:هو ذَهَابُ العَقْلِ .
أَو أُسْهِبَ الرَّجُلُ فهو مُسْهَبٌ ،إذَا تَغَیَّر لونُه من حُبِّ أَو فَزَع أَو مَرَضٍ و رجل مُسْهَبُ الجِسمِ ،إذَا ذَهَب جِسْمُه مِنْ حُبٍّ ،عَنْ یَعْقُوب.و حَکَی اللِّحْیَانِیّ :رَجُلٌ مُسْهِب (1)العَقْلِ بالکَسْرِ و مُسْهِمٌ ،عَلی البَدَل،قَالَ :و کَذلک الجِسْم إذَا ذَهَب مِنْ شِدَّهِ الحُبِّ .قال أَبُو حَاتِم: أُسْهِبَ السَّلِیمُ إسْهَاباً فهو مُسْهَبٌ ،إذَا ذَهَب عَقْلُه و طَاش (2)،و أنْشَد:
فَبَاتَ شَبْعَانَ وَ بَاتَ مُسْهَبَا
و بِئرٌ سَهْبَهٌ :بَعِیدَهُ القَعْرِ یَخْرُجُ مِنْهَا الرِّیحُ و مُسْهَبهٌ أَیضاً بفَتح الهَاءِ إذا غَلَبَتکَ سِهْبَتُها بالکَسْرِ حتی لا تَقْدرَ علی المَاءِ قال شَمِر: المُسْهَبَهُ مِن الرِّکَایا:الَّتِی یَحْفِرُونَهَا حَتَّی یَبْلُغُوا تُرَاباً مَائِقاً فَیغلِبُهم تَهیُّلاً فیَدعُونَها.و عَن الکسائیّ :
بِئرٌ مُسْهَبَهٌ :التی لا یُدْرَکُ قَعْرُها و مَاؤُهَا.
و أَسْهَبُوا :حَفَرُوا فهَجَمُوا عَلَی الرَّمْل أَو الرِّیحِ .
قال الأَزْهَرِیُّ :و إذا حَفَر القَوْمُ فهَجَمُوا عَلَی الرِّیحِ و أَخْلَفَهم المَاءُ یُقَالُ : أَسْهَبُوا .و أَنْشَدَ فِی وَصْفِ بِئرٍ کَثِیرَهِ المَاءِ:
حَوْضٌ طَوِیٌّ نِیلَ مِنْ إسْهَابِها
یَعْتَلِجُ الآذِیُّ مِنْ حَبَابِها
قال:هی المُسْهَبَه حُفِرَت حَتَّی بَلَغَتْ غَیْلَمَ (3)المَاءِ ألا تَرَی أَنَّه قَالَ :نِیلَ مِنْ أَعْمَقِ قَعْرِها،و إذَا بَلَغَ حَافِرُ البِئرِ إلَی الرَّمْلِ قِیلَ : أَسْهَبَ .
أَو أَسْهَبُوا ،إذا حَفَرُوا حَتَّی بَلَغُوا الرَّمْلَ و لم یَخْرُج المَاء فَلَم یُصِیبُوا خَیْرا، وَ هَذِه عن اللِّحْیَانِیّ .و عَنْ ثَعْلَب: أَسْهَبَ فَهُو مُسْهِب ،إذا حفر بِئراً فبلَغ المَاءَ.
و أسْهَبُوا الدَّابَّهَ إسْهَاباً ،إذا أَهْمَلُوها تَرْعَی فَهِیَ مُسْهَبَهٌ .
قال طُفَیْلٌ الغَنَوِیُّ .
نزَائِعَ مَقْذُوفاً عَلَی سَرَوَاتِها
بما لم تُخَالِسْهَا الغُزَاهُ و تُسْهَب
أَی قَدْ أُعْفِیَت حتی حَمَلَتِ الشَّحْمَ عَلَی سَرَوَاتِها،کَذا فی التَّکْمِلَه.
قال بَعْضُهُمُ :و مِنْ هَذَا قِیل للمکْثَارِ مُسْهَبٌ کَأَنَّه تُرِکَ و الکَلام یَتَکَلَم بِمَا شَاءَ،کَأَنَّه تُرِکَ وُسِّع عَلَیْهِ أَن یَقُول مَا شَاءَ.
و أَسْهَبَ الشاهَ مَنْصُوب وَلَدُهَا مَرْفُوعٌ ،إذَا رَغَثَها:
لَحَسَها.
و أَسْهَبَ الرَّجُلُ کَلاَمَه (4):أَطَالَه.و فی کَلامه إسهَابٌ و إطنَابٌ ،و أَسهَبَ إذا أَکثر من العطاءِ کاستَهَبَ .
و المُسْتَهَبُ :الجَوَادُ،قَالَه اللَّیْثُ .
و مکان مُسْهَب (5)بالفَتْح:لا یَمْنَعُ المَاءَ و لا یُمْسِکُه.
و المُسْهِبُ «بالکَسرِ»:الغَالِبُ المُکْثِرُ فی عَطَائِهِ .
و السَّهْبی :مَفَازَه قال جَرِیر:
سَارُوا إلیْکَ مِنَ السَّهْبَی و دُونَهُمُ
فَیْحَانُ فالحَزْنُ فَالصَّمَّانُ فالوَکَفُ
الوَکَفُ لِبَنِی یَرْبُوع.
و المُسْهَبُ :فَرَسُ جُبَیْر بْنِ مَرِیض،و کانَ صَاحِبَ الخَیْلِ ،وَ فِیه یَقُولُ :
لَئن لَمْ یَکُنْ فِیکُنّ مَا أَتَّقِی بِهِ
غَدَاهَ الرّهانُ مُسْهَبُ ابْنِ مَریض
لَیقضینْ حَدُّ الرَّبِیعِ و بَیْنَنَا
من البَحْرِ لُجٌّ لا یُخَاضُ عریض
کذا فی کتاب البَلاَذُرِیّ .
و السَّهْبَاءُ بالمَدِّ:بِئرٌ لبنِی سَعْد. و هی أَیضاً رَوْضَه مَعْرُوفَهٌ مَخْصُوصَهٌ بهذا الاسم.قَالَ الأَزْهَرِیّ :وَ رَوْضَهٌ بِالصَّمَّان تُسْمَی السَّهْبَاءَ .
وَ رَاشِدُ بنُ سِهَابِ بْنِ عَبْدَهَ کَذَا فی التکمله،و الصواب
ص:87
أنه ابن جهبل ابن عبده بن عصر کَکِتابٍ :شَاعِرٌ هکذا ضبطه المفجّع البصریّ و قال:من قاله بالمعجمه فقد أَخطأ. و لَیْسَ لَهُم سِهَابٌ بالمُهْمَلَهِ غَیْرُه و هو أَخُو أَوْسِ بْنِ سِهَاب .
و السَّهْبُ :مُوْضِعٌ بالیَمَن.مِنْه أَبو حُذَافَه إسماعِیلُ بْنُ أَحْمَدَ بْن سنبه.
و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :
سُهْربٌ بالضم:جَدُّ أَبی علی الحَسَن بْن حَمْدُون بْن الوَلِید بْن غَسَّان النَّیْسَابُورِیّ الأَدِیب،مَولَی عَبْدِ القَیْس رَوَی و حَدَّث.
السَّیْبُ :العَطَاءُ،و العُرْفُ . و النَّافِلَهُ .و
16- فی حَدِیثِ الاسْتِسْقَاءِ: «و اجْعَلْه سَیْباً نافِعاً». أَی عَطَاءً،و یَجُوزُ أَنْ یُرِیدَ مَطَراً سَائِباً أَی جَارِیاً.و من المجاز:فَاضَ سَیْبُهُ عَلی النَّاسِ أَی عطاؤه،کَذَا فی الأَسَاس.
و السَّیْبُ : مُرْدِیُّ السَّفِینَه.
و السَّیْبُ : شَعَرُ ذَنَبِ الفَرَسِ و السَّیْبُ : مَصْدَرُ سَاب المَاءُ یَسِیبُ سَیْباً . جَرَی.
و ساب یَسِیب : مَشَی مُسْرِعاً. و من المَجَازِ: سَابَتِ الحیَّه تَنْسَابُ و تَسِیبُ (1)إذَا مَضَت مُسْرِعَهً .أَنشد ثعلب:
أَ تَذْهَبُ سَلْمَی فی اللِّمَامِ فَلاَ تُرَی
و باللَّیْلِ أَیْمٌ حَیْثَ شَاءَ یَسِیبُ
و کَذلِکَ انْسَابَتْ [ تنسابُ ] (2).و سَابَ الأَفْعَی و انْسَابَ إذَا خَرَجَ مِنْ مَکْمَنِه.و
16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ رَجُلاً شَرِبَ من سِقَاءٍ فانْسَابَتْ فی بَطْنِه حَیَّه،فَنُهِیَ عن الشُّرْبِ مِنْ فَمِ السِّقَاءِ».
أَی دَخَلَتْ و جَرَت مَعَ جَرَیَانِ المَاء.یقال: سَابَ المَاءُ إذا جَرَی. کانْسَابَ .
و انْسَابَ فُلاَن نَحْوَکُم:رَجَع.و فی قَوْلِ الحَرِیریّ فی الصَّنْعَانِیَّهِ « فَانْسَابَ فِیَها غِرَاره»أَی دخل فیها دخول الحَیَّه فی مکمنها. و
14- فی کِتَابِه صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ لِوَائِلِ بْنِ حُجْرٍ: «وَ فِی السُّیُوب الخُمُسُ ». قال أَبو عُبَیْد:هِیَ الرِّکاز و هو مَجَازٌ.قال:و لا أَرَاه أُخِذَ إلاَّ مِنَ السَّیْبِ ،وَ هُوَ العَطِیَّه.و أَنشد:
فما أَنَا مِنْ رَیْبِ المَنُونِ بجُبَّإ
وَ مَا أَنَا من سَیْبِ الإلَه بآیِس
و فی لِسَانِ العَرَبِ : السُّیُوبُ :الرِّکَازُ لأَنَّهَا من سَیْبِ اللّهِ وَ عَطَائِه.و قَالَ ثَعْلَبٌ :هِیَ المَعَادنُ .و قال أَبُو سَعِید:
السُّیُوبُ :عُرُوقٌ مِنَ الذَّهَبِ و الفِضَّه تَسِیبُ فی المَعْدِن،أَی تَتَکَوَّنَ فِیهِ (3)و تَظْهَر،سُمِّیَتْ سُیُوباً لانْسیَابِها فی الأَرْض.
قال الزَّمَخْشَرِیُّ : السُّیُوبُ [الرکاز] (4)جمع سَیْبٍ یُرِیدُ بِهِ المَالَ المَدْفُونَ فی الجَاهِلیَّه أَوِ المَعْدِن[و هو العطاء] 4، لأَنَّه مِنْ فَضْلِ اللّهِ وَ عَطَائِه لمَن أَصَابَه.و یُوجَد هُنَا فی بَعْضِ النُّسَخ: السِّیَاب ،و هو خَطَأٌ.
و ذَاتُ السَّیْب :رَحَبَه لإضم. و فی التکمله:مِنْ رِحَاب إضَم.
و السِّیبُ بالکَسْرِ:مَجْرَی الماءِ جَمْعه سُیُوبٌ .
و نَهْرٌ بخُوارَزْم (5).و نهر بالبَصْرَه (6)علیه قَرْیَهٌ کَبِیرَهٌ .
و آخَرُ فی ذُنَابَهِ الفُرَاتِ بقُرْب الحِلَّه و علیه بَلَدٌ.منه صَبَاحُ بْنُ هَارُونَ ،و یَحْیَی بْن أَحْمَدَ المُقْری صاحب الحمامیّ ، و هِبَهُ اللّه بنُ عَبْدِ اللّه مُؤَدِّبُ أَمِیر المؤمنین المُقْتَدِر هَکَذَا فی النُّسَخ.و فی التَّبْصِیر مُؤدِّب المُقْتَدِی،سمع أَبَا الحُسَیْن بْن بشران،و عنه ابْن السَّمْرَقَنْدِیّ .و أَبو البرکات أَحمدُ بنُ عَبْدِ الوَهَّابِ السِّیبِیّ عن الصریفینیّ و هو مُؤَدِّبُ أَمِیرِ المؤمنین المُقْتَفِی لأَمرِ اللّهِ العَبَّاسِیّ ،و عنه أَخذ، لا أَبُوهُ أَی وَهِم مَنْ جَعَلَ شیخَ المُقْتَفِی عَبْدَ الوَهَاب یَعْنِی بِذَلک أَبَا سَعْد بْن السمعانیّ .
قلت:و أَخُوه عَلِیّ بْنُ عَبْدِ الوَهَاب حَدَّث عَن أَبِی الحَسَن العلاَّف،و أَبُوهُمَا عبد الوَهَّابِ سَمِعَ أَبَاه و عَنْه أَبُو الفَضْلِ الطُّوسِیُّ و حَفِیدُه أَحمَدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ حَدَّثَ ،
ص:88
و محَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الوَهَّابِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الوَهَّاب السِّیبیّ حَدَّثَ عَنْ أَبِی الوقت،و إسْمَاعِیلُ بْنُ إبْرَاهِیمَ بْنِ فَارِسِ بْنِ السِّیبِیّ عَنْ أَبِی الفَضْلِ الأَرْمَوِیّ ،و ابْنُ نَاصِر مات بِدِنِیسر سنه 614 و أَخُوه عُثْمَان سَمِع مَعَهُ وَ مَاتَ قَبْلَهُ سنه 610 و المُبَارَکُ بْنُ إبْرَاهیمِ بْنِ مُخْتَارٍ الدَّقَاق بْنِ السِّیبِیّ عَن أَبِی القَاسِم بْن الحُصَینِ ،و ابنُه عُبیدُ اللّه بْنُ المُبَارَکِ عَن أََبی الفَتْح بْنِ البَطِّی.قال ابْن نُقْطَهَ :سَمِعْتُ مِنْه،و فِیه مَقَالٌ .
مَاتَ سَنَهَ 619.و ابْنُه المُظَفَّر سَمِعَ مِنْ أَصْحَابِ ابْنِ بیان.
و أَبُو مَنْصُور مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السِّیبِیّ رَوَی عنه نِظَامُ المُلکِ .و أَحمَدُ بْنُ أَحمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ علیّ القصْرِیّ السِّیبِیّ ،حَدَّثَ عَنِ ابْن ماس و غَیرِه.ذکره الذَهَبِیّ ،تُوُفِّی سَنَه 439.و أَبُو القَاسِم عَبد الرَّحْمَن بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حُسینٍ السِّیبِیُّ ،سَمِعَ منه أَبو المَیْمُونِ عَبْدُ الوَهابِ بْنُ عتِیق بْنِ وَرْدَان مُقْرِیء مصر،ذکره المُنْذِرِیّ فی التَّکْمِلَهِ .
و السِّیب بالکَسْرِ: التُّفَّاحُ فَارِسیُّ . قال أَبُو العَلاَء: وَ مِنْه سِیبَوَیْه أَی سِیبُ :تُفَّاحٌ ،وَ وَیْه: رَائِحَتُه فکأَنه رَائِحَهُ تُفَّاح، قَالَه السِّیرَافِیُّ .و أَصْلُ التَّرْکیب تُفَّاح رَائِحَه،لأَنَّ الفُرْسَ و غَیْرهم عَادَتُهم تَقْدِیمُ المُضَافِ عَلَی المُضَافِ إلَیْه غَالِباً (1).
و قال شَیْخُنا:وَ فِی طَبَقَاتِ الزُّبیدِیّ .حَدَّثَنِی أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّد بن طَاهِرٍ العَسْکَرِیّ قال: سِیبَوَیه :اسمٌ فَارِسِیٌّ ، و السِّی:ثَلاَثون،و بوَیْه :رَائِحَه،فکأَنَّه فی المَعْنی ثَلاثُونَ رَائِحه أَی الَّذی ضُوعِفَ طِیب رَائِحتِه ثَلاثِین،و کَانَ فِیمَا یُقالُ حَسَنَ الوَجه طَیِّبَ رَائِحه،انْتَهَی.و قال جَمَاعه:
سِیبَوَیه بالکَسْرِ،و ویه:اسْم صَوتٍ بُنِی عَلَی الکَسْرِ،و کَرِه المحدِّثُون النُّطقَ بِهِ کأَضْرَابِه فَقَالُوا: سِیبُویَه ،فضموا المُوَحَّدَه،و سَکَّنوا الوَاوَ،و فَتَحُوا التَّحْتِیَّهَ ،و أَبْدَلُوا الهَاءَ فَوْقِیَّه یُوقَفُ عَلَیْها،و هَذَا قَوْلُ الکُوفِیِّینَ .و هو لَقَبُ أَبِی بِشْر عَمْرو بْنِ عُثْمَانَ بْنِ قَنْبرٍ الشِّیرازِیّ کَانَ مَوْلًی لِبَنِی الحَارِث بْنِ کَعْبٍ ،وُلِد بِالبَیْضَاءِ من قُرَی شِیرَاز،ثم قَدِم البَصْرَهَ لِرِوَایَه الحَدِیثِ ،و لاَزَم الخَلِیلَ بْنَ أَحْمَدَ،و قَضَایَاهُ مَعَ الکِسَائِیّ مَشْهُورَهٌ ،و هو إمَامُ النُّحَاه بلا نِزَاعٍ ،و کِتَابه الإمَامُ فی الفَنِّ ،تُوفی بالأَهْوازِ سَنَهَ ثَمَانِینَ وَ مَائَهٍ عَن اثْنَیْنو ثَلاَثِین،قَالَه الخَطِیبُ ،و قیل غَیْر ذلِکَ . و سِیبَوَیْهِ أَیْضاً:
لَقَبُ أَبِی بَکْر مُحَمَّد بْن مُوسَی بْنِ عَبْدِ العَزِیز الکِنْدِیّ الفَقِیهِ المِصْرِیّ عُرِفَ بابْن الحَبَی،سَمِعَ من النّسَائِیّ و المُبَارَکِ بْنِ مُحَمَّدٍ السُّلمیّ الجبیّ و الطَّحَاوِیِّ .و غیرهم، ذَکَرَهُ الذَّهَبِیّ .مَاتَ فی صفر سنه 358 ه -.
قُلْتُ :و قد جَمَعَ له ابنُ زولاق ترجمه فی مُجَلَّد لَطِیف، و هُوَ أَیْضاً لَقَبُ عَبْد الرَّحْمَن بن مادر المَدَائِنِیّ ،ذکره الخَطِیبُ فی تَارِیخه.و أَیْضاً لَقَبُ أَبی نَصْر مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ العَزِیز بْنِ مُحَمَّد بْن مَحْمُودِ بْنِ سَهْلٍ التَّیمیّ الأَصبهانِیّ النَّحْوِیّ ،کما فی طَبقاتِ النحاهِ للسُّیُوطِیِّ .
و مِنَ المَجَاز: سَابَتِ الدَّابَّه:أُهْمِلَت،و سَیَّبْتُها .و سَیَّبْتُ الشیءَ:ترکْتُه یَسِیبُ حَیْث شَاءَ. و السائِبَهُ :المُهْمَلَهُ ، و دَوَابُّهم سَوَائِبُ و سُیِّبٌ .و عِنْدَه سَائِبهٌ منَ السَّوائِب .
و السَّائِبَهُ : العَبْدُ یُعْتَقُ علی أَن لاَ وَلاَءَ له أَی عَلَیْه.
و قال الشَّافِعِیُّ :إذَا أَعْتقَ عَبْدَهُ سَائِبَهً ،فماتَ العَبْدُ و خَلَّفَ مَالاً و لم یَدَعْ وَارِثاً غَیْر مَوْلاَهُ الَّذِی أَعْتَقَه،فمِیراثُه لمُعْتِقِه،
14- لأَنَّ النبیَّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ جَعَلَ الوَلاَءَ لُحْمَهً کلُحْمَهِ النَّسَبِ .
[فکما أَن لُحمهَ النّسبِ ] (2)لا تَنْقَطِع کَذلِکَ الوَلاَءُ.
و
14- قَال صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ : «الوَلاَءُ لِمَنْ أَعْتَق». و
17- رُوی عَنْ عُمَرَ رَضِی اللّهُ عَنْه أَنَّه قَالَ : « السَّائِبَهُ و الصَّدَقَهِ لیَوْمِهما» (3). قال أَبُو عُبَیْدَه (4)أَی یَوْم القیَامه (5)فلا یُرجَعُ إلَی الانتِفَاع بِشَیْ ءٍ منهما (6)بعد ذَلِکَ فی الدُّنْیَا،و ذلِکَ کالرَّجل یُعْتِقُ عبده سَائِبَهً فَیَمُوتُ العَبْد (7)وَ یَتْرُکَ مَالاً و لا وَارِثَ لَه،فلا یَنْبَغِی لمُعْتِقَه أَن یَرْزَأَ مِنْ مِیرَاثِه شَیْئاً إلا أَنْ یَجْعَلَه فی مِثْله.وَ
17- فِی حَدِیثِ عَبْدِ اللّه: « السَّائِبَه یَضَعُ مَالَه حَیْثُ شَاءَ». أَی العَبْدُ الَّذِی یُعْتَقُ سَائِبَهً و لا یَکُونُ وَلاَؤُه لِمُعْتِقِه و لا وَارِثَ لَهُ فیضَعُ مَالَه حَیْثُ شَاءَ،و هُوَ الذی وَرَدَ النَّهْیُ عَنْهُ .
ص:89
و السّائِبَهُ : البَعِیرُ یُدْرِکُ نِتَاجَ نِتَاجه، فیُسَیَّبُ ،أَی یُتْرَکُ و لا یُرْکَبُ و لا یُحْمَلُ عَلَیْهِ . و السَّائِبَهُ الَّتِی فی القُرآنِ العَزیزِ فی قَوْلِهِ تَعَالی: ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِیرَهٍ وَ لا سائِبَهٍ (1).
النَّاقَهُ التی کَانَتْ تُسَیَّبُ فی الجَاهِلیَّهِ لنَذْرٍ و نَحْوِه کَذَا فی الصِّحَاح. أو أَنَّهَا هِیَ أُمُّ البَحِیرَهِ کَانَت النَاقَهُ إذا وَلَدَت عَشَرَهَ أَبْطُن کُلّهُن إنَاثٌ سُیِّبَتْ فلم تُرْکَبْ و لم یَشرب لَبَنَها إلا وَلَدُها أَو الضَّیْفُ حَتَّی تَمُوتَ ،فإذا مَاتَت أَکَلَهَا الرِّجَالُ و النِّسَاءُ جَمِیعاً،و بُحِرَت أُذُن بِنْتِهَا الأَخِیرَه فتُسَمَّی البَحِیرَهَ ، وَ هِی بِمَنْزِلَهِ أُمِّهَا فی أَنَّها سَائِبَهٌ ،و الجَمْعُ سُیَّبٌ مِثْل نَائِمَهٍ (2)و نُوِّمٍ ،و نائِحَه و نُوَّحٍ .
أَو السَّائِبَهُ -علی ما قَالَ ابْنُ الأَثِیرِ: کَانَ الرَّجُلُ إذَا قَدَمَ مِنْ سَفَرٍ بَعِیدٍ أَو بَرِیءَ مِنْ عِلَّه (3)، أَوْ نَجَتْ و فی لِسَانِ العَرَب نَجَّتْه دَابَّتُه مِن مَشَقه أو حَرْبٍ قَالَ :هِی أَی نَاقَتی سائِبَهٌ أَی تُسَیَّبُ ،فلا یُنْتَفَعُ بِظَهْرِهَا،و لا تُحَلاَّءُ عَنْ مَاءٍ، و لا تُمْنَعُ مِنْ کَلا،و لا تُرْکَب. أَو کان یَنْزَعُ من ظَهْرِها فقَارَه أَو عَظْماً فتُعْرَفُ بِذَلِکَ وَ کَانت لا تُمْنَع عَنْ مَاءٍ و لا کَلاٍ و لا تُرْکَب و لا تُحْلَبُ ،فأغِیر عَلَی رَجُلٍ من العَرَب فلم یَجِدْ دَابَّهً یَرْکَبُهَا فرکِبَ سَائِبَهً ،فقِیلَ :أَ تَرْکَبُ حَرَاماً؟فَقَال:
«یَرْکَبُ الحرامَ مَنْ لا حَلاَلَ له»فذَهَبَتْ مَثَلاً.و
16- فی الحَدِیث: «رَأَیْتُ عَمْرَو بْنَ لُحَیِّ یَجُرّ قُصْبَه فِی النَّارِ». و کان أَوَّل مَنْ سَیَّب السَّوَائب .و هی الَّتی نَهَی اللّهُ عَنْهَا بقَوْلِه:
ما جَعَلَ اللّهُ مِنْ بَحِیرَهٍ وَ لا سائِبَهٍ . فالسَّائِبَهُ :بِنْتُ (4)البَحِیرَه.
14- و السَّائِبَتَان :بَدَنَتَان أَهْدَاهُما النَّبِیُّ صَلَّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ إلَی البَیْتِ ، فأَخَذَهُما وَاحِدٌ (5)من المُشْرِکین فَذَهَب بِهِمَا،سَمَّاهُمَا سَائِبَتَیْن ،لأَنَّه سیَّبَهما للّهِ تَعَالی. و
14- قَدْ جَاءَ فی الحدیث:
«عُرِضَت عَلَیَّ النَّارُ فَرَأَیتُ صَاحبَ السَائِبَتَیْن یُدْفَعُ بِعَصاً».
*و مما بَقِی عَلَی المُؤلِّف مِنَ المَجَازِ: سَابَ الرَّجُلُ فی مَنْطِقِه إذَا ذَهَبَ فِیه بِکُلِّ مَذْهَبٍ .و عِبَارَهُ الأَسَاسِ :أَفَاضَ فیهِ بِغَیْرِ (6)رَوِیَّه،و
16- فی حدیث عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ عَوْف: «أَنَّ الحیلهَ بِالمَنْطِق أَبْلَغُ منَ السُّیُوبِ فی الکَلِم». السُّیُوبُ :ما سُیِّبَ و خُلِّیَ .[ فسابَ ،أَی ذهب] (7)سَابَ فی الکَلام:
خَاضَ فِیه بهَذْرٍ.أَی التَّلَطُّفُ و التَّقَلُّلُ منه أَبْلَغُ من الإکْثَار، کَذَا فِی لِسَانِ العَرَب.
و السَّیَابُ کسَحَاب و یُشَدَّدُ مَعَ الفتح. و السُّیَّابُ کَرُمَّان إذا فُتِحَ خُفِّفَ ،و إذا شَدَّدْتُه ضَمَمْتَه-وَ وَهِمَ شَیْخُنَا فی الاقْتِصَارِ علی الفَتْح- البَلَحُ أَو البُسْرُ الأَخْضَرُ،قالَه أَبو حَنِیفه،وَاحِدَتُه سَیَابَه و سَیَّابَه ،و بِهَا سُمِّی الرَّجُلُ .قال أُحَیْحَهُ :أَقْسَمْتُ لاَ أُعْطِیکَ فی کَعْبٍ و مَقْتَلِه سَیَابَهْ .
و قال أَبو زُبید:
أَیَّامَ تَجْلُو لَنَا عَن بَارِدٍ رَتل (8)
تَخَال نَکْهَتَهَا باللَّیْلِ سُیَّابا
أراد نَکْهَهَ سُیَّابٍ .
و عن الأصْمَعِیّ :إذَا تَعَقَّد الطَّلْعُ حَتَّی یَصِیرَ بَلَحاً فهو السَّیَابُ مُخَفَّف،وَاحدَته سَیَابَهٌ .و قال شَمِر:هُوَ السَّدَاءُ (9)مَمْدُودٌ بِلُغَهِ أَهْلِ المَدِینَه،و هَیِ السَّیَابَه بلُغهِ وَادِی القُرَی.
و أَنْشَدَ لِلَبِیدٍ:
سَیَابَهٌ مَا بِهَا عَیْبٌ وَ لاَ أَثَرُ
قال:و سَمِعْتُ البَحْرَانِیِّین تَقُولُ : سُیَّابٌ و سُیَّابَهٌ .و
16- فی حَدِیث أُسَیْدِ بْنِ خُضَیْر: «لو سَأَلْتَنَا سَیَابَهً ما أَعْطَیْنَاکَهَا». هِیَ مُخَفَّفَهٌ (10)و سَیَابَهٌ کَسَحَابَهٍ :الخَمْرُ.و سَیْبَانُ بْنُ الغَوْثِ بْنِ سَعْدِ بْنِ عَوْف بْنِ عَدِیِّ بْنِ مَالِکِ بْنِ زَیْد بن شَدد بن زُرْعه، و هو حمْیَرُ الأَصْغَرُ،و هو بالفَتحِ و الکَسْرُ قَلِیلٌ :أَبْو قَبِیلَهٍ مِنْ حِمْیَر: منها (11)أبُو العَجْمَاءِ کذا فی النُّسَخ،و صَوَابُه أَبو
ص:90
العَجْفَاءِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ اللّه الدَّیْلمیُّ عن عَوفِ بْنِ مَالِک.
و أَبُو زُرْعَهَ یَحْیَی بْنُ أَبِی عَمْرو. قَال أَبو حَاتمِ :ثِقَهٌ .
و أَیُّوبُ بْنُ سُوَیْد الرَّمْلِیُّ قُلْتُ :و یروی أَبو العَجْفَاءِ أَیْضاً عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْن عُمَر،نَقَله الفَرَضِیّ عن الحَازِمِیّ .و کَتَب الفَرَضِیُّ مِیماً عَلَی عَبْد اللّه،و أَجْرَی عَلَی عَمْرو مَکَانَه هُوَ عَمْرو بْنُ عَبْدِ اللّهِ المُتَقَدّمُ بِذِکْرِه (1).و أَبُو عَمْرو وَالدُ یَحیَی حَدَّثَ أَیْضاً،و مات ابْنُه یَحْیَی سنه 148 قَالَه ابن الأَثِیر.
و ذَکَر الذّهَبِیّ أَنَّ الفرضیّ ضَبَطَ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللّهِ السِّیبَانِیّ المُتَقَدِّم بِذِکْره 1«بکسر السین»و المَشْهُور،بفَتحها.و ضَبَطَه الرَّضِیّ الشَّاطِبِیّ أَیْضاً«بالکسْر»کالهَمْدَانِیّ النَّسَّابهُ .و هم یَنْتَسِبُون إلی سَیْبَانَ بْنِ أَسْلَمَ بْنِ زَیْدِ بْنِ الْغَوْث.و أَسْقَطَ ابنُ حَبِیبٍ أَسْلَم و زَیْداً مِنْ نَسَبه فَقَال:هو سَیْبَانُ بْنُ الغَوْثِ کما تَقَدَّم فاعْرِفْ ذَلِکَ .
و سَیْبَان بالفَتْح وَحْدَه: جَبَل وَرَاءَ وَادِی القُرَی.
و دَیْرُ السَّابانِ والذی ذَکَره ابْنُ العَدِیم: سَابَان بِلاَ لاَم : ع بین حَلَب و أَنْطَاکِیَهَ قَرِیبَان من دَیْر عَمَان یُعَدَّان من أَعْمَال حَلَب،و هما خَرِبَان الآن،و فِیهمَا بِنَاءٌ عَجِیبٌ و قُصُورٌ مُشرِفَه.وَ بَیْنَهُمَا قَرْیَهُ أَحدِ الدیرین مِنْ قِبَلِ القَرْیَه، و الآخَرُ من شَمَالِّیَها،وَ فِیهما یَقُول حَمْدَان الأَثَارِبِیّ :
دَیْرُ عَمَان و دَیْر سَابَانِ
هِجْن غَرَامی و زدْنَ أَشْجَائِی
إذَا تذَکَّرتُ فِیهما زَمَنا (2)
قَضَّیْتُه فی عُرام رَیْعَانِی
یا لَهْفَ نَفْسی مِمَّا أُکَابِدُه
إن لاَح بَرقٌ من دَیْر حَشْیَانِ (3)
وَ مَعْنَی دَیْر سَابَان بالسُّریَانِیَّه:دَیْر الجَمَاعَه،و مَعْنَی دیر عَمَان دَیْر الشَّیْخ (4)،کذا فی تَارِیخ حَلَبَ لابْنِ العَدِیم.
و المَسِیبُ کَمَسِیلٍ :وَادٍ و المُسَیَّبُ کمُعَظَّم:ابنُ عَلَسٍ مُحَرّکَه الشَّاعِر و المُسَیَّبُ بن رَافِع و هو کمُحمَّد بلا خِلاَف.و طیّ ابن المُسَیَّب بن فَضَالَه العَبْدِیِّ مِن رِجَالِ عَبْدِ القَیْس.
و سَیَابَهُ بنُ عَاصِم بْنِ شَیْبان السُّلمیّ صَحَابِیُّ فَرْدٌ لَهُ وِفَادَه، رَوَی حَدِیثَه عَمْرُو بْنُ سَعِید قوله:«أَنَا ابْنُ العَوَاتِک»کذا فی المعجم.
و جَعفَر بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیّ بن بیان بْنِ زَیْدِ بْنِ سَیَابَه الغَافِقِیّ المِصْرِیّ مُحَدِّث،قَالَ الدَّارَقُطْنِیّ :لا یُسَاوِی شَیْئاً.
و سَیَابَهُ :تابِعِیَّهٌ عَنْ عَائِشَه،و عَنْهَا نَافِع،و یُقَال:هِیَ سَائِبَهُ .
و السَائِبُ :اسْمٌ من سَابَ یَسِیب إذَا مَشَی مُسْرِعاً أَو مِنْ سَابَ المَاءُ إذَا جَرَی.
و السَائِبُ :ثَلاَثَهٌ و عِشْرُونَ صَحَابِیّاً (5)،انظر تَفْصِیلهم فی الإِصَابه،و فی مُعْجَم الحَافِظ تَقِیِّ الدِّین بْنِ فَهْدٍ الهَاشِمیّ .
14- و أَبو السَّائِب :صَیْفیُّ بْن عَائِذٍ من بَنی مَخْزُومٍ ،قِیلَ :
کَانَ شَرِیکاً للنبیّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ قَبْلَ مبْعَثِه. و السَّائِبُ بن عُبَیْد أَبُو شَافع المُطَّلبِیّ (6)جَدّ الإمَام الشَّافِعِیّ رَضِیَ اللّه عَنْهُ ،قیلّ لَهُ صُحْبَهٌ .
و السُّوبان :اسم وَادٍ،و قد تَقَدَّمَ فی السُّوبَه.
و المُسَیِّبُ بن حَزْن بن أَبِی وَهْب المَخْزُومِیّ کمحَدِّث:
وَالِد الإمام التَّابِعِیّ الجَلِیل سَعِید له صُحْبَهٌ ،رَوَی عنهُ ابنُه و یُفْتَح قال بَعْضُ المُحدِّثین:أَهْل العِرَاق یَفْتَحُون،و أَهْل المَدِینَه یَکْسِرُون،و یَحْکُون عَنْه أَنه کَانَ یَقُول: سَیَّب اللّهُ مَنُ سَیَّبَ أَبِی،و الکَسْر حَکَاهُ عِیَاض و ابْن المَدِینی،قاله شیخنا.
و مما بقی علیه المُسَیَّبُ بْنُ أَبِی السَّائِبِ بْنِ عَبْدِ اللّه المَخْزُومِیّ أَخُو السَّائِبِ ،أَسْلَم بَعْدَ خَیْبَر.و المُسَیَّبُ ابنُ عَمْرو أُمِّر عَلَی سَرِیَّه (7)،یُرْوَی ذلِکَ عن مُقاتِل بْنِ سُلَیْمَان،
ص:91
کَذَا قَالَه ابْنُ فَهْد.و سَیَابَهُ أُمُّ یَعْلی بْنِ مُرَّه بْنِ وَهْبٍ الثَّقَفِیّ ، و بِهَا یُعْرَفُ و یُکْنَی أَبا المَرَازِم.
الشُؤْبُوب «بالضَّمِّ ».لما تقَرَّرَ أَنَّه لَیْسَ فی کَلاَمِهِم فَعْلُولٌ «بالفتح»: الدُّفْعَهُ من المطر و غَیْرِه.أَوْ لاَ یُقَال للمَطَر شُؤْبُوبٌ إلاَّ وَ فِیه بَرَدٌ،قَالَه ابْنُ سِیدَه.
و شُؤْبُوب العَدْوِ مِثْلُه،و
1- فی حَدِیثِ عَلِیِّ رَضِیَ اللّهُ عَنْه:
«تَمْرِیهِ الجَنُوبِ دِرَرَ أَهَاضِیبه وَ دُفَعَ شَآبِیبِه ». و عن أَبی زید:
الشُّؤْبُوبُ :المَطَر یُصِیبُ المَکَانَ و یُخْطِیءُ الآخَر،و مِثْلُه النَّجْوُ و النَّجَاءُ.
و الشُّؤْبُوبُ حَدُّ کُلِّ شیء.
و شُؤْبُوبُه شِدَّهُ دُفْعَتهُ (1). قال کَعْبُ بْنُ زُهَیْر یَذْکُرُ الحِمَارَ و الأُتُنَ :
إذَا ما انْتَحَاهُنّ شُؤْبُوبُه
رأَیتَ لِجَاعِرَتَیْه غُضُونا
أَی إذَا عَدَا و اشتَدَّ عَدْوُه رَأَیْتَ لِجَاعِرَتَیْه تَکَسُّراً.
و الشُّؤْبُوبُ : أَوَّلُ ما یَظْهَرُ من الحُسْنِ فی عَیْنِ النَّاظِرِ.
یُقَالُ لِلْجَارِیَه:
إنَّهَا لحَسَنَهُ شآبِیبِ الوَجهِ .
و الشُّؤْبُوب : شِدَّهُ حَرِّ الشَّمْسِ .و طَرِیقَتُها إذَا طَلَعَت.
و حَاصِلُ کَلاَم شَیخِنَا أَنّ الشِّدَّهَ مَأْخُوذَهٌ فی مَعَانی هَذِه المَاده کُلِّهَا و إن ترکه فی المَعْنَی الأَول. ج أَی فی الکُلِّ شَآبِیبُ .
و فی لِسَان العَرَب عَنِ التَّهْذِیبِ فی«غ ف ر»قَالَت الغَنَوِیَّه:مَا سَال مِنَ المُغْفُر فَبقِیَ شِبْهَ الخُیُوطِ بَیْن الشَّجَر و الأَرْضِ .یقال:[له] (2)شَآبِیبُ الصَّمْغ و أنشدت:
کأنَّ سَیْلَ مَرْغه المُلَعْلَع
شُؤْبُوبُ صَمْغٍ و طَلْحُه لَمْ یُقْطَعِ
الشَّبَابُ :الفَتَاءُ و الحَدَاثَهُ کالشَّبِیبَه .و قد شَبَّ الغُلامُ یَشِبُّ شَبَاباً ،و شُبُوباً ،و شَبِیباً ،و أَشَبَّهُ اللّهُ ،و أَشَبَّ اللّه قَرْنَه بمَعْنیً ،و الأَخِیرُ مَجَازٌ،و القَرْنُ زِیَادَهٌ فی الکَلاَمِ .
و قال مُحَمَّد بنُ حَبِیب:زَمَنُ الغُلُومِیَّه سَبْعَ عَشَرَهَ سَنَهً مُنْذُ یُولَدُ إلی أن یَسْتَکْمِلَها،ثم زَمَنُ الشَّبَابِیَّه مِنْهَا إلَی أَنْ یَسْتَکْمِلَ إحْدَی و خَمْسِینَ سنه،ثم هُوَ شَیْخٌ إلَی أَنْ یَمُوتَ .
و قیل: الشَّابُّ :البَالِغُ إلَی أَنْ یُکَمِّل ثَلاَثِین.و قیل:ابنُ سِتَّ عَشَرَهَ إلی اثْنَتَیْن و ثَلاَثِین،ثُمَّ هُوَ کَهْلٌ .انتهی.
و الشَّبَاب جمع شَابّ ، قَالُوا:و لا نَظِیر لَه کالشُّبَّان بالضَّمِّ کفَارِس و فُرْسَانِ .و قال سِیبَوَیْه:أُجْرِی مُجْرَی الاسْم نحو حَاجِر و حُجْرَان.و الشَّبَابُ :اسمٌ للجَمْع.قال:
و لقد غَدَوْتُ بسَابِح مَرِحٍ
وَ مَعِی شَبَابٌ کُلُّهمْ أَخْیَلْ
و زَعَم الخَلِیلُ أَنَّه سَمِعَ أَعْرَابِیًّا فَصِیحاً یَقُولُ :إذَا بَلَغ الرجلُ سِتِّین فإیّاه و إیَّا الشَّوَابِّ (3).و من جُمُوعِه شَبَبَهٌ ککَتَبَهٍ .
تَقُولُ :مررْتُ بِرِجَالٍ شَبَبَه أَی شُبَّان .و
16- فی حَدِیث بَدْرٍ:
«لَمَّا بَرَزَ عُتْبَهُ و شَیْبَهُ و الوَلِیدُ بَرَزَ إلَیْهِم شَبَبَهٌ (4)من الأنْصَارِ».
أَی شُبَّانٌ وَاحِدُهم شَابٌ ..و
17- فی حَدِیثِ ابنِ عُمَرَ: «کُنْتُ أَنَا و ابْنُ الزُّبَیْرِ فی شَبَبَهٍ مَعَنَا».
و الشَّبَابُ و الشَّبِیبَهُ : أَوَّلُ الشیءِ. یقال:فَعَلَ ذَلِکَ فی شَبِیبَهِ .و سَقَی اللّهُ عَصْرَ الشَّبِیبَه و عُصُورَ الشَّبَائِبِ .و منَ المَجَاز:لَقِیتُ فُلاَناً فی شَبَابِ النَّهَار (5)،و قَدِم فی شَبَاب الشَّهْر،أَی فی أَوَّلِه.و جِئتُک فی شَبَابِ النَّهَارِ و بِشَبَاب نَهَارِ،عَنِ اللِّحْیِانِیّ .أَی أَوَّلِهِ .
و الشِّبَابُ بالکَسْرِ:ما شُبَّ بِهِ أَی أُوقد، کالشَّبُوبِ بالفَتْح.
قَالَ الجَوْهَرِیُّ : الشَّبُوب «بالفتح»:ما یُوقَدُ به النَّارُ و شَبَّ النَّارَ و الحَرْبَ :أَوقدها یَشُبُّها شَبًّا و شُبُوباً .و شَبَیْتُها.
ص:92
و شَبَّهُ النَّار:اشْتِعَالها.و مِنَ المَجَازِ و الکِنَایَه شَبَّتِ (1)الحَرْبُ بَیْنَهُم.و تَقُولُ -عِنْدَ إحْیَاءِ النَّار-:
تَشَبَّبی تَشَبُّبَ النَّمِیمَه
جَاءَتْ بها تَمْراً إلَی تَمِیمَه (2)
و هو کَقَوْلهم:أَوقَدَ بِالنَمِیمَه نَاراً.و قال أبُو حَنِیفَه:حُکِی عَنْ أَبی عَمْرو بْنِ العَلاَءِ أَنَّه قَالَ : شَبَّت النارُ و شُبَّتْ (3)هی نَفْسُها شَبًّا و شُبُوباً ،لازَمٌ و مُتَعَدٌ. و المَصْدَرُ الأَوَّل للمُتَعدِّی و الثَّانِی لِلاَّزِم.قَالَ : و لا یُقَالُ شَابَّه بَلْ (4)مَشْبُوبَه .
و شَبَّ الفَرَسُ یَشِبُّ بالکَسْرِ و یَشُبُّ بالضَّمِّ شِبَاباً بالکَسر و شَبِیباً و شُبُوباً بالضم: رَفَعَ یَدَیْهِ جَمیعاً کأَنَّها (5)تَنْزُو نَزَوَانا، و لَعِبَ و قَمَّصَ ،و کَذَلک إذا حَرَن.تقول:بَرِئْتُ إلَیْک مِنْ شِبَابه و شَبِیبِه و عِضَاضِه و عَضِیضه قال ذو الرُّمَّه:
بِذِی لَجَبٍ تُعَارِضُهُ بُرُوقٌ
شُبُوبَ البُلْق تَشْتَعِلُ اشْتِعَالاً (6)
بذی لجب یَعْنی الرَّعْد،أَی کما تَشِبُّ الخَیْلُ فیَسْتَبِینُ بَیَاضُ بَطْنِهَا.
و من المجاز: شَبَّ الخِمَارُ و الشَّعَرُ لونَها أَی زَادَا فی حُسْنِها و بَصِیصِها أَظْهَرَا جَمَالَهَا. و یقال: شَبَّ لونَ المَرأَه خِمَارٌ أَسْوَهُ لَبِسَتْه أَی زَادَ فی بیاضِها و لَوْنِهَا فحَسَّنَها لأَن الضِّدَّ یَزِیدُ فی ضِدِّه و یُبْدِی ما خَفِی مِنْه،و لِذلِک قَالُوا:
و بِضِدّهَا تَتَمَیَّز الأَشْیَاءُ و قال رَجُلٌ جَاهِلِیٌّ مِنْ طَیِّیء:
مُعْلَنْکِسٌ شَبَّ لَهَا لَوْنَها
کما یَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلام
یقُول:کما یَظْهَرُ لَوْنُ البَدْرِ فی اللَّیلَهِ المُظْلِمَه.
و مِنَ المَجَازِ: أَشَبَّ الرجلُ بَنِینَ إذَا شَبَّ وَلَدُه (7)و یُقَالُ : أَشَبَّتْ فُلانَهُ أَوْلادَاً إذا شَبَّ لهَا أَوْْلاَدٌ.
و من المَجَازِ: الشَّبُوبُ بالفَتْح المُحَسِّن للشَّیْ ءِ. یُقَالُ :
هذا شَبُوبٌ لِهذَا أَی یَزِیدُ فِیهِ و یُحَسِّنُه.و
14- فی الحِدِیث: «أَنَّ النبیَّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ ائْتَزَرَ بِبُرْدَهٍ سَوْدَاء،فجعل سَوَادُهَا یَشَبُّ بَیاضَه، و جَعَلَ بیاضُه یَشُبُّ سَوَادَهَا». قال شَمر: یَشُبّ أَیْ یَزْهَاه و یُحَسِّنُه و یُوقِدُه.
و
14- فی روایه: أَنَّه لَبِسَ مِدْرَعَهً سَوْدَاء،فقالت عَائِشَهُ :«ما أحْسَنَهَا عَلَیْکَ ، یَشُبُّ سَوَادُهَا بَیَاضَک،و بَیَاضُک سَوَادَهَا».
أَی تُحَسِّنُه و یُحَسِّنُها.
و
14- فی حَدِیثِ أُمِّ سَلَمَهَ : (8)«إنَّه یَشُبُّ الوَجْهَ ». أَی یُلونَّه و یُحَسِّنُه،أَی الصَّبِر.
و
17- فی حَدِیثِ عُمَر-رضی اللّه عَنْه-فی الجَوَاهِر الَّتی جَاءَته مِن فَتْح نَهَاوَنْد: « یَشُبّ بَعْضُهَا بَعْضاً».
و الشَّبُوبُ : الفرسُ تَجُوزُ رِجلاه یَدَیْه، و هو عَیْبٌ .و قال ثعلب:هو الشَّبِیبُ .
و الشَّبُوبُ : ما تُوقَدُ بِهِ النَّارُ و قد تَقَدَّم هذا،فهو تکرار.
و الشَّابُّ من الثِّیرَانِ و الغَنَم کالمِشَبِّ .قَالَ الشَّاعِرُ:
بمَوْرِکَتَیْن من صَلَوَیْ مِشَبَّ
مِنَ الثیرَانِ عَقْدُهُمَا جَمِیلُ 1
أَو الشَّابُّ : المُسِنُّ ، کالشَّبَب مُحَرَّکَهً .و عِبَارَه الجوهریّ : الشَّبَبُ :المُسِنُّ من ثیرانِ الوَحشِ الَّذی انْتَهی أَسْنَانُه.و قال أَبُو عُبَیْدَه: الشَّبَبُ :الثَّورُ الَّذی انْتَهَی شَبَاباً ، وَ قِیلَ :هُوَ الَّذی انْتَهی تَمَامُه و ذَکَاؤُه مِنْهَا،و کَذَلک الشَّبُوبُ ، و الأُنْثَی شَبُوبٌ أَیْضاً و المشَبُّ بالکَسْرِ ربما قَالُوا بِه.و قَال أَبُو عَمْرو:القَرْهَبُ :المُسِنُّ مِن الثِّیرَان،و الشَّبُوبُ :
الشَّابُّ .قَالَ أَبُو حَاتم و ابن شُمَیْلٍ :إذَا أَحَالَ و فُصِلَ فهو
ص:93
دَبَبٌ ،و الأُنْثَی دَبَبَهٌ [و الجمع دِبَابٌ ] (1)،ثم شَبَبٌ و الأُنْثَی شَبَبَهٌ .
و الشَّبُّ :الإیقَادُ کالشُّبُوبِ بالضَّمّ شَبَّ النَّارَ و الحَرْبَ .
و قَدْ تَقَدَّم.
و الشَّبُّ : ارْتفَاعُ کُلِّ شَیْ ء. یُقَالُ : شَبَّ ،إذا رَفَعَ (2)، و شَبَّ ،إذا أَلْهَبَ ،حَکَاهُ أَبُو عَمْرو.
و الشَّبُّ : حِجَارَهٌ یُتَّخَذ مِنْهَا الزَّاجُ و ما أَشْبَهَه.و أجْوَدُه ما جُلِبَ مِنَ الیَمَنِ ،و هو شَبٌّ أبْیَضُ له بَصِیصٌ شَدِیدٌ (3).قَالَ :
أَلاَ لَیْتَ عَمِّی یَوْمَ فُرِّقَ بَیْنَنَا
سُقَی السَّمّ مَمْزُوجاً بِشَبِّ یَمَانِی (4)
و یروی بِشَبِّ (5)یَمَانی.
و قیل الشَّبُّ : دَوَاءٌم. و یُوجَدُ فی بَعْضِ النُّسَخ دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَ هُو خَطَأٌ.«
17- و فی حِدِیث أَسْمَاءَ: أَنَّها دَعَتْ بِمِرْکَن و شَبِّ یَمَانٍ . ». الشَّبُّ :حَجَر مَعْرُوفٌ یُشْبِه الزَّاجَ یُدْبَغُ بِهِ .
الجُلُودُ.
و شَبُّ : ع بالیَمَن و هو شَقُّ فی أَعْلَی جَبَل جُهَیْنَه بَها، قَاله الصَّاغَانِیَّ .
و محمدُ بنُ هِلاَلِ بْنِ بِلالٍ ثقَهٌ عَنْ أَبِی قُمَامَه جَبَلَه بن مُحَمَّد أَورَدَه عَبد الغَنِیّ . و أَحْمَدُ بن القاسِم عن الحَارِثِ بْنِ أَبِی أُسامه (6)و عَنْه المُعَافی بْنِ زَکَرِیَّا الجَرِیرِیّ . و الحَسَنُ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ أَبی ذَرَّ البَصری عن مسبح بن حاتِم الشَّبِّیُّون :
مُحَدِّثُونَ .
و حَکَی ابنُ الأَعْرَابِیّ :رَجُلٌ شَبٌّ و امرأَه شَبَّهٌ أَی شَابَّهٌ .
و من المجاز: أُشِبّ لی (7)الرجلُ إشْبَاباً ،إذَا رَفَعْتَ طَرْفَک فَرَأَیْتَهُ من غَیْر أَنْ تَرْجُوهَ أَو تَحْتَسِبَه.قاله أَبو زَیْد.و قال المَیْدَانیّ :أَصْلُه مِن شَبَّ الغُلاَمُ إذَا تَرَعْرَع.قال الهُذَلِیُّ :
حَتّی أُشِبَّ لَهَا رَامٍ بمُحْدَلَهٍ
نَبْعٍ وَ بِیضٍ نَوَاحِیهنّ کالسَّجم (8)
و من المَجَازِ أَیضاً: أُشِبَّ لِی کَذَا أُتِیح لِی کشُبّ بالضَّمِّ أی عَلَی مَا لَمْ یُسَمَّ فَاعِلُه فِیهما أَی فی المَعْنَیَیْن.
و فی المَثَل: «أَعْیَیْتنِی من شُبَّ إلی دُبَّ » بضَمِّهما و یُنَوَّنَان،أَی مِنْ أَنْ شَبَبْتُ إلَی أَنْ دَبَبْتُ عَلَی العَصَا.
یَجْعَل (9)ذَلِک بمَنْزِلَهِ الاسْمِ بإدْخَالِ مِنْ عَلَیْهِ و إن کَان فی الأصل فِعلاً.یُقَالُ ذلِکَ للرَّجُل و المَرْأَه کَمَا قِیل:
14- نَهَی النَّبِی صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ عن قِیلَ و قَالَ .و مَا زَال علی خُلُق وَاحِدٍ من شُبٍّ إلَی دُبٍّ . قَالَ :
قَالَتْ لَهَا أُخْتٌ لها نَصَحت:
رُدِّی فُؤادَ الهائِم الصَّبِّ
قَالَتْ :و لِم ؟قَالَت:أَذَاکَ وَ قَد
عُلِّقْتُکُم شُبًّا إلَی دُبِّ
و قد تَقَدَّم ما یَتَعَلَّقُ بِهِ فی د ب ب.
و من المَجَازِ: التَّشْبِیبُ و هُوَ فی الأَصْلِ ذِکْرُ أَیَّام الشَّبابِ و اللَّهْوِ و الغَزَل وَ یَکُونُ فی ابتداء القَصَائد،سُمِّی ابتداؤُها (10)مُطْلَقاً و إن لَمْ یَکُن فِیه ذکرُ الشَّبَاب .
و فی لسان العرب: تَشْبِیبُ الشِّعْر:تَرْقِیقُ أَوله بِذکْر النِّسَاءِ و هو من تَشْبِیبِ النَّار و تأرِیثِها.و شَبَّب بالمَرأَه:قَالَ فِیهَا الغَزَلَ و النَّسِیبَ .و یَتَشَبَّبُ بِهَا:یَنْسُبُ بِهَا.
و التَّشْبِیبُ : النَّسِیبُ بالنِّسَاء أَی بِذِکْرِهِن.و
17- فی حَدِیثِ عبْدِ الرحمن (11)بْنِ أبِی بَکْر: «أنَّه کَانَ یُشَبِّبُ بِلَیْلَی بِنتِ الجُودیِّ فی شِعْرِهِ ».
و فی الأساس فی بَاب المَجَاز:قَصِیدهٌ حَسَنه الشَّبابِ أَی التَّشبِیب (12).و کان جریرٌ أَرَقَّ الناس شَبَابا .قال الأَخْفَش:
ص:94
الشَّبَابُ :قَطِیعَهٌ لِجَرِیر دونَ الشُّعَرَاء.و شَبَّب قصیدتَه بِفُلاَنَهَ (1)انْتَهی.و
16- فی حَدِیث أمِّ مَعبد: «فَلَمَّا سَمِع حَسّان شِعْرَ الهَاتِف شَبَّبَ یُجَاوِبه». أَی ابتدأ فی جَوَابِه،من تَشْبِیب الکُتُب،وَ هُو الابْتِدَاء بها و الأَخْذُ فِیهَا و لَیْسَ من تَشْبِیبٍ بالنِّسَاءِ فی الشّعْرِ.
و الشِّبَابُ بالکسر:النِّشَاط أَی نَشَاطُ الفَرَسِ و رَفْعُ الیَدیْنِ منه جمیعاً. و أشْبَبْتُه أَنَا أَی الفرس إذا هیَّجْتُه.
و أَشبّ الثورُ:أَسَنَّ ،فهو مُشِبُّ بالضم،و مثله فی التهذیب. و رُبَّمَا قَالُوا:إنه مِشَبُّ بکَسْرِ المِیم،و هذَا هُوَ الصَّوَابُ ...و ضُبِط فی بَعْضِ النُّسَخ بِضَمِّ .و ناقَهٌ مُشِبَّه ، و قد أَشَبَّت .و قال أسَامَهُ الهُذَلِیّ :
أَقَامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها
بَوَاذِخَ یَقْتَسِرُونَ الصِّعَابَا
أَی أَقَامُوا هذِه الإبِل علی القَصْدِ. و المُشِبّ بالضَّم:
الأَسَدُ الکَبِیرُ. و نِسْوَهٌ شَوَابُّ .و قال أبُو زَیْدٍ:نِسْوَهٌ شبائِبُ فی معنی شَوَابَّ . و أنشد:
عَجَائِزاً یَطْلُبْنَ شَیْئاً ذَاهِبا
یَخْضِبْنَ بالحِنَّاءِ شَیْباً شَائِبَا
یَقُلْنَ کُنَّا مَرَّه شَبَائِبَا
و قال الأَزْهَرِیّ : شَبَائِبُ جَمْعُ شَبَّه لا جَمْعُ شَابَّه مثل ضَرّه و ضَرَائِر.
و عن أَبی عمرو: شَبْشَبَ الرجلُ إذا تَمَّمَ .
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : الشَّوْشَبُ من أَسْمَاءِ العَقْرَب و سَیَأْتی. و الشَّوْشَبُ : القَمْلُ و الأُنْثَی شَوْشَبَه .
و شَبَّذَا زَیْد أَی حَبَّذَا،حکاه ثَعْلَب.
و شبَّان کَرُمَّان سَیَأْتی ذِکْرُهُ فی ش ب ن بِنَاءً علی أَنَّ نُونَه أَصْلِیّه و هو لَقَبُ جَعْفَرِ بن حسن (2)بن فَرْقَد،هکذا فیالنسخ،و الصَّوَاب جَعفَر بْن جِسْرِ بْنِ فَرْقَد البَصْرِیّ ،سمِعَ أَبَاه.وفَاتَه أَبُو جَعْفَر أحْمَدُ بْنُ الحُسَیْنِ البَغْدَادِیّ المُؤَذِّن، یُعْرَف بِشُبَّان ،شَیْخٌ لمُخَلد الباقرجیّ ،هکذا ضَبَطَه الحَافِظ . و الشَّبَّانُ بِالفَتْح لَقَبُ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن المُؤْمِن،و یُعْرَفُ بابْنِ شَبَّان العَطَّار، رَوَی عن النجّاد. و شَبَّهُ ،و شَبَّابٌ کَکَتَّانٍ و شَبِیبٌ کأَمِیرٍ: أَسْمَاءُ رِجَال. و شَبَابَهٌ بنُ المُعْتَمِر: شَیْخٌ کُوفِیٌ عن قَتَادَه.
و شَبابَهُ بْنُ سَوَّار،م معروف من رِجَالِ الصَّحِیحَیْن.
و شَبَابَهٌ :بطْنٌ من بنی فَهْم بْنِ مَالِک نَزَلُوا السَّرَاهَ أَو الطَّائِفَ سَمَّاهم أَبُو حَنِیفه فی کِتَابِ النَّبات.و فی الصَّحاح:بَنُو شَبَابَه :قَوْمٌ بالطَّائِف.قُلْتُ :و مِنْهُم هَانِیء بنُ المُتَوَکَّل مَوْلَی ابْنِ شَبَابه و غَیْره.
و من سَجَعَات الأَسَاس:«کَانَ عَصْرُ شَبَابِی أَحْلَی مِنَ العَسَلِ الشَّبَابِی .نِسْبَهً إلَی شَبَابَهَ (3)مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ .
و شَبَابٌ کَسَحابٍ :لقبُ خَلِیفَهَ بْنِ الخَیَّاط الحَافِظِ العُصْفُرِیّ حَدَّث عَنِ الحُسِینِ العَطَّار المَصِیصِیّ و غیره.
و ابْنُ شَبَابٍ :جَمَاعَهً منهم الحَارِثُ بْنُ شَبَاب جَدُّ ذِی الإصْبَع حُرْثَان بن مُحَرِّثٍ العَدْوَانِیّ الشَّاعر. و شَبُّوبَهُ :اسم جَمَاعَه.و مُحَمَّد (4)بن عمر بن شَبُّوبَه الشَّبُّوبیّ نِسْبَه إلی الجَدِّ،و هو رَاوِی الجَامع الصَّحِیح عَن الإمَام مُحَمَّد بْنِ مَطَر (5)الفرَبْرِیّ ، و عنه سَعِید بْنِ أَبِی سَعِید الصُّوفِیّ و غَیْره.
و فَاتَه عبد الخَالق بْنُ أَبِی القَاسِم بْنِ مُحَمَّد بْن شَبُّوبَه الشَّبُّوبِیّ من شُیُوخ ابن السَّمْعَانیّ . و مُعَلَّی بْنُ سَعید الشَّبِیبیّ :مُحَدِّث، و هو رَاوی حکایه الهِمْیان.
و شُبیْب کزُبَیْرٍ بْنُ الحَکَم بْنِ مینَاءَ،فَرْدٌ. قُلْتُ :و هو خَطَأُ،و الصواب شُبَیْبٌ آخره ثاءُ مُثَلَّثَه،و قد ذَکَرَه علی الصَّوَاب فی الثَّاءِ المُثَلَّثَه کما سَیَأْتِی.و لَیْتَ شِعْرِی إذَا کان بِالمُوَحَّده کَما وَهِم کیف یَکُونُ فَرْداً فاعْرِفْ ذَلِکَ .
و شَبُّ بلا لام: ع،بالیمن و قد تَقَدَّم،فهو تکرار مَعَ مَا قَبْلَه.
ص:95
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
مَا جَاءَ
17- فی حَدِیث شُرَیْح: «تَجُوزُ شهَادَهُ الصِّبْیَان عَلَی الکِبَار یُستشبُّون ». أَی یُسْتَشْهَدُ من شَبَّ و کبِرَ منهم إذا بَلَغَ .
کأَنَّه یَقُولُ :إذَا تَحَمَّلُوهَا فی الصِّبَا و أَدَّوْها فی الکِبَرِ جَازَ.
و من المَجَازِ:رَجُلٌ مَشْبُوبٌ :جَمِیلٌ حَسَنُ الوَجْه کَأَنَّه أَوقِدَ.قَال ذُو الرُّمَّه:
إذا الأَرْوَعُ المَشْبُوبُ أَضْحَی کَأَنَّه
علی الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السیرُ أَحْمَقُ
و قال العَجَّاج:
و مِنْ قُرَیْشٍ کُلُّ مَشْبُوبٍ أَغَرُّ
و رجل مَشْبُوبٌ :إذَا کَانَ ذَکِیَّ الفُؤَادِ شَهْماً.
و من المجاز:طَلَعَت المَشْبُوبَتَان :الزُّهَرَتَان،و هما الزُّهَرَهُ و المُشْتَرِی لحُسْنِهما و إشْرَاقهما،أَنْشَد ثَعْلَب:
و عَنْسٍ کألْوَاح الإرَانِ نَسَأْتُهَا
إذَا قِیلَ للمَشْبُوبَتَیْنِ هُمَا هُمَا
و
14- فی کِتَابِه صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهَ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ لِوَائِل بْن حُجْر: «إلَی الأَقْیَالِ العَبَاهِلَه و الأَرْوَاعِ المَشَابِیب » (1). أَی السَّادَه الرُّءُوسِ الزُّهْرِ الأَلْوَان، الحِسَانِ المَنَاظِر،وَاحِدُهُم مَشْبُوبٌ ،کأَنَّمَا أُوقِدَتْ أَلْوَانُهم بِالنَّارِ (2).و
16- فی حَدِیثِ سُرَاقَه: « اسْتَشِبُّوا عَلَی أَسْوُقِکِم فی البَوْل». یَقُول:استَوْفِزُوا عَلَیْهَا،و لا تُسِفُّوا من الأَرض،أَی و لا تَسْتَقِرُّوا بِجَمَیع أَبْدَانِکم و تَدْنوا منها.هُوَ مِنْ شَبَّ الفَرَسُ إِذَا رَفَع یَدَیْهِ جَمیعاً من الأرضِ .
و فی الأساس،مِنَ المَجَازِ:و هُوَ مُشَبَّب (3)الأظَافِر:
مُحَدَّدُها کَأَنَّها تَلْتَهِب لحِدَّتِها.
و عبدُ اللّهِ بْنُ الشَّبَّاب ،ککَتَّان:صَحَابِیُّ .و کغُرَاب أَبو شُباب خَدِیجُ بنُ سلامه عَقَبِیّ ،و ابنه شُبَاب وُلِد لَیْلَهالعَقَبَه،و أُمُّه أُمُّ شُبَاب لَهَا صُحْبَهٌ أَیْضاً.و عُمَرُ (4)بْنُ شَبَّه بْنِ عُبَیْدَهَ النُّمیریّ :مُحَدِّثٌ أَخْبَارِیُّ مَشْهُور.و شَبَابَهُ أَیضاً:بَطْنٌ مِنْ قَیْسٍ .
شَجَبَ کَنَصَر یَشْجُب و شَجِب مِثْلُ فَرِحَ یَشْجَب شُجُوباً و شَجَباً ،فَهُوَ شَاجِبٌ و شَجِبٌ کفَرِح،وَ هُمَا عَلی اللَّفِّ و النَّشْرِ المُرَتَّب کَمَا هُوَ ظَاهِر فلا تَخْلِیطَ فی کَلاَمِ المُؤَلِّف کما زَعَمَه شَیْخُنَا.قال أَبو عُبَید: شَجَبَ الرجلُ یَشْجُب شُجُوباً إذَا عَطِب و هَلَک فی دِین أَوْ دُنْیا.
و فی لُغَهٍ : شَجِبَ یَشْجَب شَجَباً .و هو أَجْوَدُ اللُّغَتَیْن،قَالَه الکِسَائِیُّ .و شَجَب الشیءُ یَشْجُب شَجْباً و شُجُباً ذَهَبَ .
و الشَّجْبُ مِنَ الإنْسَان (5): الحَاجَهُ و الهَمُّ جَمْعَه شُجُوبٌ ، قاله ابن شُمَیْل.و قَالَ الکُمَیْتُ :
لَیْلَک ذَا لَیْلَکَ الطویلَ کَما
عَالَج تَبْرِیحَ غُلِّه الشَّجِبُ
و الشَّجْبُ : عَمُودٌ مِن عُمُد البَیْتِ جَمْعُه شُجُوبٌ .قَال أَبُو وِعاسٍ (6)الهُذَلِیّ یَصِفُ الرِّمَاحَ ،و نَسَبَه ابنُ بَرِّیّ لأُسَامَهَ بنِ الحَارِث الهُذَلِیّ :
کأَنَّ رِمَاحَهم قَصْبَاءُ غِیلٍ
تَهَزْهَزُ من شَمَالٍ أَوْ جَنُوبِ
یسومونَ الهِدَانَه مِنْ قَرِیب
و هُنَّ مَعاً قِیَامٌ کَالشُّجُوبِ
و الشَّجْبُ : سِقَاءٌ یَابِسٌ یُحرَّک فِیهِ حَصیً . و عِبَارَهُ لِسَانِ العَرَبِ :سِقَاءٌ یَابِسٌ یُجْعَلُ فِیهِ حَصیً ثم یُحَرَّکُ تُذْعَرُ بذَلِک الإِبِلْ . و سِقَاءٌ شَاجِبٌ :یَابِسٌ .قال الرَّاجِزُ:
لو أَن سَلْمَی سَاوَقَتْ رَکَائِبِی
و شَرِبت مِنْ ماءِ شَنٍّ شَاجِب
و
14- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبّاسٍ رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا: «أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ خَالَتهِ مَیْمُونَهَ رَضِیَ اللّهُ عَنْهَا،قَالَ :فَقَامَ النبیُّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إلی
ص:96
شَجْبٍ فاصْطَبَّ مِنْهَا (1)المَاءَ و تَوَضَّأَ». الشَّجْبُ بالسُّکُونِ :
السِّقَاءُ الذی أخْلَق و بَلِیَ (2)و صَارَ شَنّاً،و هو من الشَّجْبِ :
الهَلاَکِ .
قال الأَزْهَرِیّ :و سَمِعْتُ أَعْرَابِیّاً مِنْ بَنِی سُلَیْم یَقُولُ :
الشَّجْبُ من الأَسَاقِی:ما اسْتَشَنَّ (3)و أَخْلَقَ قال:و رُبَّمَا قُطِعَ فَمُ الشَّجْبِ و جُعِلَ فِیه الرُّطَبُ .و
14- فی حَدِیثِ جَابِرً: «کَانَ رَجُلٌ من الأَنْصَارِ یُبَرِّد لِرَسُولِ اللّهِ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ المَاءَ فی أَشجابِه ».
و الشَّجْب : أبُو قَبِیله مِنْ کَلْب،و هو عَوْفُ بنُ عَبْدوُدِّ بْنِ عَوْفِ بْنِ کِنَانَه،کَذَا فِی کِتَابِ الإینَاسِ للْوَزِیرِ أَبِی القَاسِم المَغْرِبِیّ .و قَالَ الأَخْطَلُ :
و یا مَنَّ عَنْ نَجْدِ العُقَابِ و یَا سَرَتْ
بِنَا العِیسُ عن عذراءَ دَارِ بَنِی الشَّجْبِ
و الشَّجْبُ : الطَّوِیلُ .و الشَّجْبُ : سِقَاءُ یُقْطَعُ نِصْفُه فیُتَّخَذُ أَسْفَلُه دَلْواً. و
17- قَدْ وَرَدَ فی حَدِیثِ السَّیِّدَهِ عَائِشَهَ رَضِیَ اللّه عَنْهَا: «فاسْتَقَوْا مِنْ کُلِّ بِئرٍ ثَلاثَهَ شُجُبٍ ». و فسر بما ذکره المؤلف.
و الشَّجَبُ بالتحریک:الحُزْن و الهَمّ ،و الأَعْرَفُ فیه النون،کما سیأْتی.
و الشَّجَبُ : العَنَتُ یُصِیبُ الإنسانَ من مَرَض أَو قِتَالٍ .
و الشُّجُبُ بضمتین:الخَشَبَاتُ الثَلاَثُ التی یُعَلِّق علیها الرَّاعِی دَلْوَه و سقاءَه.
و الشِّجَابُ ککِتَاب:خَشَبَاتٌ مُوَثَّقَهٌ مَنْصُوبَهٌ توضع (4)علیها الثِّیَابُ و تُنْشَرُ.و الجَمْعُ شُجُبٌ کَکُتُبٍ . کالمِشْجَبِ بالکَسْرِ.و تَرَک ضَبْطَه لشُهْرَتِه.و
16- فی حَدِیثِ جَابِرٍ: «و ثَوْبُه علی المِشْجَب ». وَ هُو عِیدَانٌ تُضَمُّ (5)رُؤُسُها و یُفَرَّجُ بَیْن قَوائِمها و تُوضَعُ عَلَیْهَا الثِّیَابُ ،و قد تُعَلَّق عَلَیْهَا الأَسْقِیَهُ لتَبْرِیدِ المَاءِ.کَذَا فِی النِّهَایَهِ .
و قال شَیْخُنَا:و کَانُوا یُسَمُّونَ القِرْبَهَ شَجْبَاءَ ،و کانوا لا یُمْسِکُون القِرْبَهَ إلاَّ مُعَلَّقَه،فالعُودُ الَّذِی تُعَلَّق فِیهِ هو المِشْجَب حَقِیقَه،ثم اتَّسَعُوا فَسَمَّوْا ما تُعَلَّق فیه الثِّیَابُ مشْجباً تَشْبِیهاً بِهِ ،قاله السُّهَیْلیّ فی الرَّوْض.
و شجَبَه یَشْجُبُه شَجْباً أَی أَهْلَکَه یَتَعَدَّی و لا یَتَعَدَّی، یُقَالُ :مَالَه شَجَبَه اللّهُ . و شَجَبَه أیْضاً: حَزَنه.و شَجَبَه :
شَغَلَه. و أشْجَبَه الأَمْرُ فَشَجِب لَهُ شَجَباً :حَزِنَ .و قد أَشْجَبَک الأَمْرُ فَشَجِبْتَ شَجَباً . و شَجَبَه : جَذَبَه. قال الأَصمعیّ :
یُقَالُ :إنَّکَ لَتَشْجُبُنِی عن حَاجَتِی أی تَجْذِبُنِی عَنْهَا.و منه یُقَالُ :فَرَسٌ یَشْجُب اللِّجَامَ أَی یَجْذِبُه.و شَجَبَه الفَارِسُ :
جَذَبَه. و شَجَبَ الظَّبْیَ :رَمَاه بالسَّهْم أَو غَیْرِه فأَصَابَه فأَبَانَ بَعْضَ قَوائِمِه فَلَمْ یَسْتَطِع أَن یََبْرَح.
و تَشَاجَبَ الأَمْرُ إذا اخْتَلَطَ و مِثْلُه فی النِّهَایه. و عَن ابْنِ دُرَیْدٍ: الشَّجْبُ :تَدَاخُلُ الشیء بَعْضِه فی بَعْض،و مِنْهُ شَجَب و تَشَاجب إذَا دَخَل بَعْضُه فی بَعْض.
و یُقَالُ : امرأَهٌ شَجُوبٌ علی فَعُول:ذاتُ هَمِّ قَلبُهَا مُتَعَلِّقٌ به.
و تَشَجَّبَ الرجُلُ إذَا تَحَزَّنَ . قال العَجَّاجُ :
ذَکَّرْنَ أَشْجَاناً لمن تَشَجَّبَا (6)
و هِجْن أَعْجَاباً لِمَن تَعَجَّبَا
و یَشْجُبُ کیَنْصُر: حیٌّ ،و هو یَشْجُبُ بْنُ یَعْرُبَ بْنِ قَحْطان.
و الشِّجَابُ ککِتَابٍ :السِّدَادُ یُقَالُ : شَجَبَه بِشِجَابٍ أَی سَدَّهُ بِسِدَادٍ.
وَ شَاجِبٌ بِلاَ لاَم:مَوْضِعٌ فی دِیَار بَکْر،قاله البَکْرِیّ .
و قِیل: وادٍ بالعَرَمَه مُحَرّکَهً (7)،کذا فی المَرَاصدِ و التَّکْمِلَه.
و العَرَمَهُ :أَرْضُ صُلْبَهٌ إلی جَنْبِ الدَّهْنَاءِ.
و هُوَ أَی الشَّاجِبُ باللاَّمِ : الهَذَّاءُ (8):المِکْثَارُ. و
16- فی الحَدیث: «النَّاسُ ثَلاَثَهٌ (9): شَاجبٌ و غَانِمٌ و سَالِمٌ .
ص:97
فالشَّاجِبُ :الذی یَتَکَلَّم بالرَّدِیءِ،و قِیلَ :النَّاطِقَ بالخَنَا، المُعِینُ عَلَی الظُلْمِ ،و الغَانِمُ :الَّذِی یَتَکَلَّم بالخَیْرِ و یَأْمُرُ بِهِ و یَنْهَی عَنِ المنکر فیغْنَمُ ،و السَّالِمُ :السَّاکِتُ .
و فی التهذیب،قَالَ أَبُو عُبَیْد: الشَّاجِبُ :الهالِکُ الآثِمُ .
و الشَّاجِبُ مِنَ الغِرْبَان:الشَّدِیدُ النَّعِیق، بالمُهَمَلَه و المُعْجَمه،الَّذِی یَتَفَجَّعُ من غِرْبَان البَیْن،یقال شَجَبَ الغُرَابُ یَشْجُبُ شَجِیباً (1):نَعَقَ بالبَیْن.و غُرَابٌ شَاجِبٌ یَشْجُبُ .
شحب بالحَاءِ المُهْمَلَهِ لَوْنُه و جِسْمُه کجَمع و نَصَرَ و کَرُم و عُنِی یَشْحَب و یَشْحُبُ شُحُوباً و شُحُوبَهً الأَخِیرُ من الثَّالِثِ ،و علی الأَوَّل اقْتَصر عِیَاضٌ فی المَشَارِق،و ابْنُ جِنِّی فی شَرْحِ دِیوَانِ المُتَنَبِّی وَ هُوَ القِیَاسُ و الثَّانِیَهُ أَشْهَرُ مِن الأُولی،حَکَاهَا الجَوْهَرِیّ ،و ابْنُ القَطَّاعِ ،و ابْنُ سِیدَه، و ابْنُ جِنّی تَبَعاً لأَبِی العَبَّاس ثَعْلَب فی الفَصِیح،والثَّالِثَهُ حَکَاهَا الفَرَّاءُ،و نَقَلَهَا الجَوْهَرِیّ و ابْنُ القَطَّاع و ابْنُ القُوطِیّه وابْنُ سِیدَه و ابنُ جِنِّی و ابْنُ السِّکّیت فی إصْلاح المَنْطِق و أَبُو حَاتِم و صَاحِبُ الوَاعِی،و أَنْکَرَها أَبُو زَیْد و تَبِعَه القَاضی عِیَاض،و الرَّابِعَهُ حَکَاهَا ابْنُ سِیدَه و أَغْفَلَهَا الجَمَاهِیرُ،کَذَا حَقَّقَه شَیْخُنَا.قُلْتُ :وَ حَکَی الرَّابِعَه أَیْضاً الصَّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَه:إذَا تَغَیَّر کَذَا فی الصَّحَاح و لَم یُقَیِّد سَبَبَ التَّغْیِیر (2)،و مِثْلُه لأَبِی حَاتِم فی تَقْوِیم المُفْسد،و أَنْشَدَ لِلنَّمِرِّ ابنِ تَوْلب:
و فی جِسْمِ رَاعِیهَا شُحُوبٌ کَأَنَّه
هُزَالٌ وَ مَا مِنْ قِلَّه الطُّعْم یُهْزَلُ
و قال صَاحِبُ الوَاعِی: الشُّحُوبُ هُوَ الهُزَالُ بِعَیْنِه،و جَعْلَه فی الأَسَاس مِنْ لُغَهِ بَنِی کِلاَب.و مِنْهُم مَنْ قَیَّد السَّبَبَ فَقَالَ :إذَا تَغَیَّر مِنْ هُزَالٍ أَو عَمَلِ أو جُوعٍ أَوْ سَفَرٍ أَو مَرَضٍ أَو جَزَع أَو جُهْدٍ.قَالَ لَبِید:رأَتْنِی (3)قد شَحَبْتُ و سَلَّ جِسْمِی طِلاَبُ النَّازِحَاتِ مِن الْهُمُومِ و الشَّاحِبُ :السَّیْفُ یَتَغَیَّر لَوْنُه بِمَا یَبِسَ عَلَیْهِ من الدَّمِ .
قَالَ تَأَبَّطَّ شَرًّا:
و لکِنَّنِی أُرْوِی من الخَمْر هَامَتِی
و أَنْضُو المَلاَ بِالشَّاحِبِ المُتَشَلْشِلِ
المُتَشَلْشِلُ :الَّذِی یَتَشَلْشَلُ بالدَّم.و أَنْضُو:أَنْزِعُ و أَکْشِفُ .
و الشَّاحِبُ :المَهْزُولُ .قَالَ :
و قد یَجْمَعُ المَالَ الفَتَی وَهْوَ شَاحِبٌ
و قد یُدْرِکُ الموتُ السِّمِینَ البَلَنْدَحَا
و
14- فی الحَدِیثِ : «مَنْ سَرّه أَنْ یَنْظُر إلیّ فَلْیَنْظُر إلَی [أشْعَثَ ] (4)شَاحِب ». و الشَّاحِبُ :المُتَغَیِّر اللَّوْنِ [و الجسم] 4لِعَارِض من مَرَضٍ أَو سَفَرٍ و نَحْوِهِما.و مِنْهُ
14- حَدِیث ابْنِ الأَکْوَع: «رَآنِی رَسُولُ اللّه صَلَّی اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ شَاحِباً شَاکِیاً».
و
16- حَدِیثُ ابْنِ مَسْعُود: «یَلْقَی شَیْطَانُ الکافِرِ شَیْطَانَ المُؤْمِن شاحِباً ». و
16- حَدِیث الحَسَن: «لا تَلْقَی المُوْمِنَ إلاَّ شَاحِباً ». لأَنَّ الشُّحُوبَ من آثَار الخَوْفِ و قِلَّه المَأْکَلِ و التَنَعُّمِ .
و شَحَبَ وَجْهَ الأَرْض کَمَنَع یَشْحَبُهَا (5)شَحْباً : قَشَرَهَا (6)بمِسْحَاهٍ أَو غَیْرِهَا،یَمَانِیه،نَقَلَه ابْنُ دُرَیْدِ.
قال شیخُنَا:بَقِی عَلَیْهِ شَحْبُ بْنُ مُرَّهَ ،فی نَهْدٍ، و شَحْبُ بنُ غَالِب فی الهُون،ذکرهما الوزیر و الأمیر و غیرهما،و أغفلهما المصنف مع شُهْرَتِهما.قُلْتُ :و مِنْ وَلَدِ الأَوَّل قَیْسُ بْنُ رِفَاعَه بْنِ عَبْدِ نُهْم بن مُرَّه بْنِ شَحْب ،شَاعِرٌ فَارِسٌ .
الشَّخْبُ بالفتح و یُضَمُّ :مَا خَرَج من الضَّرْع من اللَّبَنِ إذَا احْتُلِبَ . و الشَّخْبُ بالفَتْحِ المَصْدَرُ وَ هُوَ الدَّمُ .
و شَخَبٌ بالتَّحْرِیک:حِصْنٌ بالیَمَن علی نَقِیل صَید (7).
و الشِّخَابُ کِکتَاب:اللَّبَنُ إذا احتُلِبَ ، یَمَانِیه.
ص:98
و الشُّخْبَهُ بالضَّمِّ :الدُّفْعَهُ مِنْه: تَقُولُ : شَخَبْتُ اللِّقَاح و شَخَبْتُ اللَّبَنَ :حَلَبْتُه. ج شِخَابٌ کَکِتَابٍ .
الشُّخْبُ بالضَّمِّ مِنَ اللَّبَن: ما امْتَدَّ مِنْه حِینَ یُحْلَب من الضَّرْعِ إلی الإنَاءِ مُتَصلاً بَیْنَ الإِنَاءِ و الطُّبْیِ . و شخب اللَّبن شَخْباً کمنع و نَصَرَ یَشخَبُه و یَشْخُبُه فانْشَخَبَ انْشِخَاباً .و قیل الشَّخْبُ :صَوْتُ اللَّبَن عِنْدَ الحَلَب.قال الکُمَیْتُ :
وَ وَحْوَحَ فی حِضْنِ الفَتَاهِ ضَجِیعُها
و لَمْ یَکُ فی النُّکْد المَقَالِیتِ مَشْخَب (1)
و فی المَثَل: « شُخُبٌ فی الإِنَاءِ و شُخْبٌ فی الأَرْضِ » أَی یُصِیبُ مَرَّهً و یُخْطِیء أُخْرَی.ذَکَرَه الزَّمَخْشَرِیّ فی المُسْتَقْصَی و کُلُّ مَا سَالَ فَقَد شَخَب .و
16- فی حدیثِ الحَوْض: « یَشْخُب فِیه مِیزَابَانِ مِن الجَنَّه». و من المَجَاز:
أَوْدَاجُه تَشْخب (2)دَماً کأَنَّهَا تَحْلُبُه.و شَخَب أَوْدَاجَه دَماً:
قَطَعَها فَسَالَت.
الأُشْخُوبُ :صَوْتُ دِرَّتِه أَی اللَّبن.یُقَالُ :إنَّها لأُشْخُوبُ الأَحالِیل (3).
وَ وَدَجٌ شَخِیبٌ :قُطِعَ فَانْشَخَب دَمُه.
قال الأَخْطَلُ :
جَادَ القِلاَلُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَهٍ
حَمْرَاءَ مِثْل شَخِیبَهِ الأَوْدَاجِ
و انْشَخَبَ عِرْقُه دَماً: سَالَ و انفجر و عُرُوقُه تَنْشَخِبُ دَماً أَی تَنْفَجِر.و
16- فِی الحَدِیثِ : «یُبْعَثُ الشَّهِیدُ یَوْمَ القِیَامَه و جُرْحُه یَشْخُبُ دَماً». الشَّخْبُ :السَّیَلاَنُ .و أَصْلُ الشَّخْبِ :
ما خَرَجَ من تَحْتِ یَدِ الحَالِب عِنْد کُلِّ غَمْزَهٍ و عَصْرَهٍ لِضَرْعِ الشَّاهِ .وَ
16- فِی الحَدِیث: «فأَخَذَ مَشَاقِصَ فَقَطَع بَرَاجِمَه فَشَخَبَت یَدَاهُ حَتَّی مَات». وَ فِی الفَائِقِ :مَرَّ یَشْخُب فی الأرْض شَخَبَاناً أَی جَرَی جَرْیاً سَرِیعاً. و الشُّنْخُوبُ : فرْعُ الکَاهِل. و الشُّنْخُوبَهُ و الشُّنْخُوبُ و الشِّنْخَابُ : رأْسُ الجَبَل و أَعْلاَه،النُّونُ زَائِدَه ج أَی شُنْخُوبَه (4)شَنَاخِیبُ . و شَنَاخِیبٌ الجِبَال:رُؤُسُها،وَ ذَکَرَه ابْنُ مَنْظُور فی شَنْخَب .و قال الجوهریّ الشُّنْخُوبَهُ و الشُّنْخُوبُ وَاحِدُ شَنَاخِیب الجِبَالِ ، وَ هِی رُؤُوسُها.و
1- فی حَدِیث علیِّ کرَّم اللّهُ وَجْهَه: «ذَوَاتُ الشَّنَاخِیب الصُّمِّ ». هِیَ رُؤُسُ الجِبَال العَالِیَه،و النُونُ زَائِدَهٌ ،و قد أَعَادَه المُؤَلِّف فی« شَنْخَبَ »و سَیَأْتِی هُنَاک ما یَتَعَلَّق بِه.
الشُّخْدُب کقُنْفُذٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و قال ابْنُ دُرَیْد:هِیَ دُوَیْبَهٌ مخفقه و تُروَی بالتشدید أَیضاً مِن أَحْنَاشِ (5)الأَرْضِ نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
الشَّخْرَبُ کجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،وَ هُوَ هکَذَا فی النُّسَخ بالرَّاءِ.و قال ابْنُ دُرَیْد: الشَّخْزَب «بالزّای».و مِنْهم مَنْ ضَبَطَه کقُنْفُذٍ. و الشُّخَارِبُ مِثْلُ عُلاَبِطٍ :الغَلِیظُ الشَّدِیدُ، هکذا هو فی التکْمِلَه بالزَّایِ مُصَحَّحاً مَضْبُوطاً.
المَشْخَلَبَهُ بفَتْحِ المِیمِ و سُکُونِ الشِّین و فَتْحِ الخَاءِ المُعَجَمَتَیْن و اللاَّم و الْبَاءِ و آخِرُه هَاءٌ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .قَالَ اللَّیْثُ :هِیَ کَلِمَهٌ عِرَاقِیَّه أَی اسْتَعْمَلَهَا العِرَاقِیُّون فِی لِسانهم.قَال المُتَنَبِّی:
بَیَاضُ وَجْهٍ یُرِیکَ الشمسَ حَالِکَه
و دُرُّ لُفْظٍ یُرِیک الدُّرَ مَخْشَلَبَا
و هی خَرزٌ بِیضٌ یُشاکِل اللُّؤْلُؤَ یَخْرُجُ من البَحْرِ،وَ هُوَ أَقَلُّ قِیمَهً .و قَال الوَاحِدِیُّ فی شَرْحِ الدِّیوَان:هُوَ خَرَزٌ و لَیْسَت بِعَرَبِیَّه و لکنَّه اسْتَعْمَلَهَا عَلَی مَا جَرَت بِهِ ،و یُرْوی:
مَشْخَلَبَا ،و هما لُغَتَان للنَّبَطِ فِیمَا یُشْبِه الدُّرَّ مِن حِجَارَه البَحْر و لَیْسَ بِدُرّ،و العَرَب تَقُولُ :الخَضَض.قلت:و قَرِیبٌ منه قوْلُ الخَفَاجیّ فِی شِفَاءِ الغَلِیل. أَو الحُلِیّ (6)یُتَّخَذُ مِنَ اللِّیفِ و الخَرَزِ.و قال قد تُسَمَّی الجَارِیَهُ مَشْخَلَبَهً بِمَا (7)عَلَیْهَا من الخَرَزِ کالحُلِیّ .قَالَ :و هَذَا حَدِیثٌ فَاشٍ بین (8)النَّاسِ :
«یا مَشْخَلَبَهْ ،مَا ذَا الجَلَبهْ ،تَزَوَّجَ حَرْمَلَهْ ،بعَجُوزٍ أَرْمَلَهْ »
ص:99
و لَیْسَ علی بِنَائِها شَیْ ءٌ من العَرَبِیَّه.هذا آخر مَا قَالَه اللَّیْثُ ، کَذَا فی اللِّسَانِ و التَّکْمِلَهِ .
الشَّذَبُ محرکه:قِطعُ الشَّجَرِ، الوِاحِدَهُ شَذَبَه ،حَکَاه أَبُو عُبَیْد عن الأَصْمَعِیّ أَو قِشْرُه و الشَّذْبُ :
المَصْدَرُ و الفعل یَشْذِبُ (1)و هو القَطْعُ عن الشَّجَرِ.
و یقال: الشَّذَبُ : المُسَنَّاه.و الشَّذَبُ أَیضاً: بَقِیَّهُ الکَلإ و غَیْرِه،وَ هُوَ المَأْکُولُ و هو مَجَازٌ.تَقُولُ (2):و فی الأرْضِ شَذَبٌ من کَلإ:بَقِیبهٌ مِنْه.و بَقِی عِنْدَه شَذَبٌ مِنْ مَالٍ .و ما بَقِیَ له إلاَّ شَذَبٌ من العَسْکَرِ 2.قال ذُو الرُّمَّه:
فأَصْبَحَ البَکْرُ فَرْداً من ألائِفِه
یَرْتَادُ أَحْلِیَهً أَعْجَازُهَا شَذَبُ (3)
و قال أَبو عُبَیْد: الشَّذَبُ مَتَاعُ البَیْتِ من القُمَاشِ و غَیْرِهِ .و الشِّذَبُ القُشُورُ و العِیدَانُ المُتَفَرِّقَهُ . و کُلُّ شَیْ ء یَتفرَّق شَذَبٌ .قاله القُتَیْبِیّ ج أَی الثَّلاثَه أَشْذَابٌ .و قَدْ شَذَبَ اللِّحاءَ یَشذُبُه بالضِّمِّ و یَشْذِبُه بالکَسْرِ: قَشَرَه کَشَذُبَهُ تَشْذِیباً .و قال شَمِر: شَذَبْتُه أَشْذبُه شَذْباً ،و شَلَلْتُه شَلاًّ، و شَذَّبتُه تَشْذِیباً بمَعْنیً وَاحِد.و قال بُرَیْقٌ الهُذَلِیُّ :
یُشَذِّبُ بالسَّیْفِ أَقْرَانَه
إذا قَرَّ ذو اللِّمَّهِ الغَیْلَمُ (4)
و شَذَبَ الشَّجَرَ یَشْذُبُه شَذْباً : أَلْقَی ما علیه مِنَ الأَغْصَانِ حتّی یَبْدُوَ، و کذلک کل شَیْ ءٍ نُحِّیَ عن شَیءٍ فقد شُذِبَ عَنْه.
و الشَّذَبَهُ بالتَّحْرِیک:ما یُقْطَعُ ممَّا تَفَرَّقَ مِنْ أَغْصَانِ الشَّجَر و لَم یَکُنْ فِی لُبَّه.و الجمع الشَّذَبُ .قال الکُمیْتُ :
بل أَنْتَ فی ضِئْضِیء النُّضَارِ مِنَ ال -
نَّبْعَه إِذْ حظَّ غَیْرِک الشَّذَبُ (5)
و شَذَبَ عَنْه:ذَبَّ و دَفَعَ .قَالَ :
و تَشْذِبُ عَنْ خِنْدِفَ حَتَّی تَرْضَی (6)
أَی تَذُبَّ وَ تَدْفَعُ عَنْهَا العِدَا.
و
1- فی حَدِیثِ عَلِیِّ کَرَّمَ اللّهُ وَجْهَه:
« شَذَّبَهم عَنَّا تَخَرُّمُ الآجال».
و شَذَبَ الشَیءَ:قَطَعَه یقال: شَذَبَ النخلهَ إذَا قَطَع عَنْهَا شَذَبها أَی جَرِیدَها.
و التَّشْذِیبُ عَنِ الشَّیْ ء: الطَّرْدُ. قال رُؤْبَهُ :
یَشْذِبُ أُولاَهُنَّ عن ذَات النَّهَقْ
أَی یَطْرد.
و قال غیره:
أَنَا أَبُو لَیْلَی و سَیْفِی المَعْلُوبْ
هَل یُخْرِجَنْ ذَوْدَکَ ضَرْبٌ تَشْذِیبْ
أَراد:ضرْب ذو تَشْذِیب .
و التَّشْذِیبُ : إصْلاحُ الجِذْع. یُقَالُ : شَذَّب الجِذْعَ ،إذَا أَلْقَی مَا عَلَیْهِ من الکرَب.
و التَّشْذِیبُ العَمَلُ الأَوّل فی القِدْحِ ، و التهذِیبُ ، العَملُ الثَّانِی،قَالَه أَبُو حَنِیفَه،و سَیَأْتِی فی«هذب»و أَخطَأَ شَیْخُنَا فَقَالَ فِی التَّهْذِیبِ :إنه العمل الثانی،فظن التهذیب اسم الکتاب،و هو منه عجیب،عفا اللّه عنه و رحمه.
و التَّشْذِیبُ التَّفْرِیقُ و التَّمْزِیق فی المال و نحوه.قال القُتَیْبِیّ : شَذّبتُ المالَ إِذا فرقتَه. و التَّشْذِیبُ التَّقْشِیر. شَذَبَه شَذْباً ،و شَذَّبَه تَشْذِیباً بمَعْنَیً وَاحِد،و قد تَقَدَّم. و المِشْذَبُ کمِنْبرٍ: المِنْجَلُ الذی یُشَذَّبُ بِهِ .
و المُشَذَّبُ کمُعَظَّم: الجِذْعُ الَّذِی قُشِر مَا عَلَیْهِ مِنَ
ص:100
الشَّوْک. الطَّوِیل الحَسَنُ الخَلْقِ . قال القُتَیْبِیّ -بعد أن قَال: شَذَّبْتُ المَالَ إذَا فَرَّقْتَه-:و کأن المُفَرِطَ فی الطُّول فُرِّق (1)خَلْقُه و لم یُجْمَع و لِذَلِکَ قِیلَ لَهُ مِشَذَّب .و کُلُّ شَیءٍ یَتَفَرَّق (2)شُذِّب .
قال ابنُ الأَنْبَارِیّ :غَلِطَ القُتَیْبِیّ فی المُشَذَّب أَنّه الطوِیلُ البَائِنُ الطُّولِ و أَنَّ أَصْلَه من النَّخْلَهِ الَّتِی شُذِّب عَنْها جَرِیدُهَا أَی قُطِّع و فُرِّقَ (3).و قال شَیْخُنَا:و زَادَ فی الفَائِقِ :لأنَّها بِذَلکَ تَطُولُ و یَزِیدُ شَطَاطُهَا.
قال ابنُ الأَنْبَاریّ :و لا یُقَالُ للبَائِن الطُّولِ إذَا کَان کَثِیرَ اللَّحْم مُشَذَّب حَتَّی یَکُون فی لَحْمه بَعْضُ النُّقْصَان.یقال:
فَرَسٌ مُشَذَّبٌ إِذَا کَانَ طَوِیلاً لَیْسَ بِکَثِیرِ اللَّحْم.
و فی الأَسَاس:و من المَجَاز:فَرسٌ مُشَذَّبٌ أََی طَوِیلٌ .
الستُعِیر من الجِذع المُشَذَّب (4).قُلْتُ :و یُفهم مِن کَلاَم ابنِ الأَنْبَارِیّ أََن:رَجُلٌ مُشَذَّبٌ أََیْضاً من المَجَازِ کما هُو ظَاهِر.و أََنْشَدَ ثَعْلَب:
دَلْوٌ تَمَأّی دُبِغَتْ بالحُلَّبِ
بُلَّتْ بِکَفَّیْ عَزَبٍ (5)مُشَذَّبِ
کالشَّوْذَب ، و هو من الرِّجَالِ الطَّوِیلُ الحَسَنُ الخَلْق.
14- «و فی صِفَهِ النَّبِیّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ أَنَّه کَانَ أََطْوَلَ من المَرْبُوعِ و أََقْصَرَ من المُشَذَّب ». قال أََبُو عُبَیْد: المُشَذَّبُ :المُفْرِطُ فی الطُّول.
و کذلک هُوَ مِنْ کُلِّ شَیْ ء.قَالَ جَرِیرٌ:
أََلْوَی بِهَا شَذْبُ العُرُوق مُشَذَّبٌ
فکأَنَّها وَ کَنَتْ علی طِرْبَالِ
رواه شَمِر:
أَلْوَی بِهَا شَنِقُ العُرُوقِ مُشَذَّبٌ و الشّوْذَب :الطَّوِیلُ النَّجِیبُ مِنْ کُل شَیْ ءٍ.و أَنْشَد شَمِر قَوْلَ ابْنِ مُقْبِل:
تَذُبُّ عَنْه بِلِیفٍ شَوْذَب شَمِل
یَحْمِی أَسِرَّهَ بَیْن الزَّوْرِ و الثَّفَنِ
بِلِیفٍ أَی بِذَنَبٍ .و الشَّمِلُ :الرَّقِیقُ .و الأَسِرَّهُ :الخُطُوطُ .
و من المَجَازِ: الشَّاذِبُ بِمَعْنی المُتَنَحِّی عَنْ وَطَنِه.
و الشَّاذِبُ (6): المُفْرَدُ المأْیُوسُ من فَلاَحه کأَنَّه عَرِی من الخَیْر.شُبِّه بالشَّذَبِ و هُوَ مَا یُلْقَی من النَّخْلَه من الکَرَانِیف و غَیْرِ ذلِکَ .
و الشَّوْذَب :اسم.و ذو الشَّوْذَب :مَلِک من مُلُوکُ حِمْیر.و أَبُو مُحَمَّد عَبْدُ اللّه بنُ عُمَر (7)بْنِ أَحْمَد بْنِ عَلِیِّ بنِ شَوْذَبٍ المقری الوَاسِطیّ مُحَدِّثٌ .و شَوْذب المَدَنِیّ مَوْلَی زَیْدر بْنِ ثَابِتٍ .و شَوْذَبٌ أَبُو مُعَاذ و یقال أَبُو عُثمَان تابِعِیَّان.
و خَالِدُ بْنُ شَوذَبٍ الجُشمِیّ مِن أَتبَاع التَّابِعِین.و شوذَبٌ لَقَب بِسطَام بن مُری الیشکُری.
و من المَجَازِ أَیضاً: تَشَذَّبُوا إِذا تَفَرَّقُوا.
و یقال: رَجُلٌ شَذِبُ (8)العُرُوق أَی ظَاهِرُها.
شَرِبَ الماءَ و غیره کَسمِع یَشْرَبُ شَرْباً مَضْبُوطٌ عندَنَا بالرَّفْع،و ضَبَطَه شَیْخُنا بالفَتْح و قَالَ :إِنَّه عَلَی القِیَاس،و نَقَلَ أَیْضاً أَنَّ الفَتْحَ أَفْصَحُ و أَقْیَسُ .قُلْتُ :و سَیَأتِی مَا یُنَافِیه. و یُثَلَّثُ ، و منه قَوْلُه تَعَالَی: ( فَشارِبُونَ شُرْبَ الْهِیمِ ) (9)بالوُجُوهِ الثَّلاَثَهِ .
6- قال یَحْیَی (10)بْنُ سَعِیدٍ الأُمَوِیُّ :
سَمَعْتُ ابْنَ جُرَیْجٍ یقرأُ: « فَشَارِبُونَ شَرْبَ الهِیمِ » فذَکَرْتُ ذَلِکَ لجَعْفَر بْنِ مُحَمَّدٍ،فَقَالَ :و لَیْسَتْ کَذلِک،إِنَّمَا هِیَ شُرْبَ الْهِیمِ . قَالَ الفَرَّاءُ:و سَائِر القُرّاء یَرْفَعُون الشِّینَ .
«و
16- فی حَدِیثِ أَیَّام التَّشْرِیقِ : «أَنَّهَا أَیَّامُ أَکْل و شُرَبَ ». یُرْوَی بالضَّمِّ و الفَتْح،و هُمَا بمَعْنَیً ،و الفَتْحُ أَقَلُّ اللُّغَتَیْن وَ بِهَا قَرَأَ أَبو عَمْرو،کذا فی لِسَانِ العَرَب.
و مَشْرَبا بالفَتْح یَکُونُ مَوْضِعاً و یَکُونُ مَصْدَراً،و أَنْشَد:
و یُدْعَی ابنُ مَنْجُوفٍ أَمَامِی کَأَنَّه
خصِیُّ أَتَی لِلمَاءِ مِنْ غَیْرِ مَشْرَبِ (11)
ص:101
أَی مِنْ غَیْرِ وَجْهِ الشُّرْبِ و سَیَأْتِی. و تَشْرَاباً بالفَتْح عَلَی تَفْعَال یُبَنَی عِنْدِ إِرَادَه التَّکْثِیرِ: جَرَعَ وَ مِثْلُه فی الأَسَاس، وَ فی قَوْلِ أَبِی ذُؤیْبٍ فی وَصْف سَحَاب:
شَرِبْنَ بِمَاءِ البَحْرِ ثُمَّ تَرَفَّعتَ البَاءُ زَائِدَهٌ (1).و قیل:إِنَّهُ لَمَّا کَانَ شَرِبْنَ بِمَعْنی رَوِیْنَ و کَانَ رَوِینَ مِمَّا یَتَعَدَّی بالْبَاء عَدَّی شَرِبْن بالبَاءِ.
و
14- فی حدیثِ الإِفْکِ : «لَقَد سَمِعْتُموه و أُشْرِبَتْه قُلُوبُکم».
أَی سُقِیتْه کما یُسْقَی العَطْشَانُ المَاءَ.یُقَالُ : شَرِبْتُ المَاءَ و أُشْرِبْتُه (2)أَنَا إِذَا سُقِیتُه أَوِ الشَّرْبُ بالفَتحِ بأَوِ المُنَوِّعَهِ لِلْخِلاَف عَلَی الصَّوَاب.و سَقَط من نُسْخَه شَیْخنا مَصْدَرٌ کالأَکْلِ و الضَّرْب. و بِالضَّم و الکَسْرِ:اسْمَان من شَرِبْتُ لا مَصْدَرَان،نص علیه أَبُو عُبَیْدَهَ ،و الاسْم الشِّرْبَهُ ،بالکسر، عن اللِّحْیانیّ . و الشَّرْب بالفَتْح:القَومُ یَشْرَبُون و یُجْمِعُون (3)عَلَی الشَّرَاب .قال ابْنُ سِیده:فَأَمَّا الشَّرْبُ فَاسْمٌ لجَمْعِ شَارِبٍ کرَکْبٍ وَ رَجْلٍ ،و قیل هو جَمْعٌ کالشُّرُوب بالضَّمِّ .
قال ابن سیده:أَمَّا الشُّرُوب عِنْدِی فجَمْعُ شَارِبٍ کَشَاهِدٍ و شُهُودٍ،و جَعَلَه ابن الأَعْرَابِیّ جمع شَرْب ،قَالَ :وَ هُوَ خَطَأٌ، قال:و هَذَا مِمَّا یَضِیقُ عَنْه عِلْمُه لجَهْلِه بالنَّحْوِ.
قال الأَعْشَی:
و قوله أَنْشَدَه ثَعْلَب:
یَحْسِبُ أَطْمَارِی عَلَیَّ جُلُبَا (4)
مِثْلَ المَنَادِیل تُعَاطَی الأَشْرُبَا
یکون جَمْعَ شَرْب ،و شَرْب جَمْعُ شَارِب وَ هُوَ نَادِرٌ لأَنَّ سِیبَوَیْه لَم یَذْکُر أَنَّ فَاعِلاً قَدْ یُکَسَّرُ عَلَی أَفْعُلٍ ،کَذَا فِی لِسَانِ العَرَب،و نَقَلَه شَیْخُنَا فأَجْحَفَ فی نَقْله،وَ فِیه
1- فیحَدِیثِ عَلِیٍّ وَ حَمْزَهَ رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا: «وَ هُو فی هَذَا البَیْت فی شَرْبٍ من الأَنْصَارِ».
و قیل: الشَّرْبُ بالفَتْح المَصْدَر.و الشِّرْبُ بالکَسْر:
الاسْمُ ،و قیلَ هو الماءُ بِعَیْنِه یُشْرَب و الجَمْعُ أَشْرَابٌ کالمَشْرب بالکَسْر (5)،و هو المَاءُ الَّذِی یُشْرَب ،قَالَهُ أَبُو زَیْد.
و الشِّرْبُ بالکسر أَیْضاً: الحَظُّ منه أَی المَاء.یُقَالُ :لَهُ شِرْبٌ مِنْ مَاءٍ أَی نَصِیبٌ منه،ذکرَهُمَا ابْنُ السِّکِّیتُ کَذَا فی التَّهذیب. و الشِرْبُ بالکَسْر: المَوْرِدُ قَالَه أَبُو زَیْدٍ.جَمْعُه أَشْرَاب . و قیل: الشِّرْبُ هُوَ وَقْتُ الشُّرْب ، قَالَ شَیْخُنَا:
قَالُوا إِنَّما یَدُلُّ عَلَی الوَقْتِ بِضَرْبٍ من المَجَازِ،و اخْتَلَفُوا فی عَلاَقَتِه،فتَأَمَّل.
و الشَّرَابُ :ما شُرِبَ ، و فی نُسْخَه مَا یُشْرَب ،مِنْ أَیِّ نَوع کَانَ و عَلَی أَیِّ حَالٍ کَانَ ،و جَمْعُه أَشْرِبَهٌ .و قیل:
الشَّرَابُ و العَذَابُ لا یُجْمَعَان کما یَأْتی للمُصَنِّفِ فی «ن ه -ر».
و قال أَبو حنیفه: الشَّرَابُ کالشَّرِیب و الشُّرُوبِ یرفَعُ ذَلِکَ إِلی أَبِی زَیْد.
و فی لِسَانِ العَرَبِ : الشَّرَابُ :اسمٌ لِمَا یُشْرَبُ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ لا مَضْغَ (6)فیه فإنه یقال فیه: یُشْرَب .و الشَّرُوبُ :ما شُرِب . أَو هُمَا أَی الشَّرُوب و الشَّرِیبُ : المَاءُ بین العَذْب و المِلْح.و قیل: الشَّرُوبُ :الذی فیه شَیءٌ من العُذُوبَه (7)، و قد یَشْرَبُه النَّاسُ علی مَا فِیه.و الشَّرِیبُ : دون العَذْب (8)و لَیْسَ یَشْرَبُهُ النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَه،و قد تَشْرَبُه :البَهَائِم، ذَکَرَ هَذَا الفَرْقَ ابنُ قُتَیْبَه و نَسَبَه الصَّاغَانِیّ إِلَی أَبِی زَیْد، قلت:فَلَه قَوْلاَنِ فِیه،و قیل: الشَّرِیب العَذْب،و قیل:المَاءُ الشَّرُوب الذی یُشْرَب .و المَأْجُ :المِلْحُ .قال ابْنُ هُرْمَه:
فإنَّکَ بالقَرِیحَهِ عَامَ تُمْهَی
شَرُوبُ المَاءِ ثُمَّ تَعُودُ مَأْجَا
هکذا أَنْشَدَهُ أَبُو عُبَیْد«بالقَرِیحَه»،و الصَّوَابُ «کَالقَرِیحَه».
ص:102
و فی التهذیب عن أَبی زید:الماءُ الشَّرِیبُ :الذی لَیْسَ فِیه عُذُوبَهٌ ،و قد یَشْرَبُه النَّاسُ عَلَی مَا فِیه.و الشَّرُوب :دُونَه فی العُذُوبَه و لَیْسَ یَشْرَبُه النَّاسُ إِلاَّ عِنْدَ الضَّرُورَهِ ،و مِثْلُه حَکَاه صَاحِب کتاب المَعَالِم و ابْنُ سِیدَه فی المُخصّص و المُحْکَم.و قال اللیث:مَاءُ شَرِیبٌ و شَرُوبٌ (1):فیه مَرَارَهٌ و مُلُوحَهٌ و لم یَمْتَنِع من الشُّرْبِ ،و مِثْلُه قَالَ صَاحِبُ الوَاعِی.
و مَاءٌ شَرُوبٌ و[ماءٌ] (2)طَعِیمٌ بِمَعْنیً وَاحد.و
16- فی حدیث الشوری: «جُرْعَهٌ شرُوبٌ أَنْفَعُ مِنْ عَذْبٍ موبٍ ». یَسْتَوِی فِیهِ المذَکَّرُ و المُؤَنَّثُ ،وَ لِهَذا وُصِفَ به الجُرْعَه.ضُرب الحَدِیثُ مَثَلاً لِرَجُلَیْن أَحَدُهُما أَدْوَنُ و أَنْفَعُ ،و الآخَر أَضَرُّ و أَرْفَعُ (3)، کذا فی لِسَانِ العَرَب.
و عن ابْنِ دُرَیْدِ:مَاءٌ شَرُوبٌ ،و مِیَاهٌ شَرُوبٌ ،و مَاءٌ مَشْرَبٌ کَشَرُوب عن الأَصمعی. و أَشْرَب الرجلُ : سَقَی إِبِلَه.
و أَشْرَبَ : عَطِش بِنَفْسِه.یُقَالُ : أَشْرَبْنَا أَی عَطِشْنَا.قَالَ :
اسْقِنِی فإنَّنی مُشْرِب .
رَوَاهُ ابْنُ الأَعْرَابِیّ وَ فَسَّرهُ بأَنَّ مَعْناه عَطْشَان یَعْنِی نَفْسَه أَوْ إِبْلَه. و قال غیرُه: أَشْرَبَ : رَوِیتْ إِبله.و عَطِشَت رَجُلٌ مُشْرِبٌ :قَدْ شَرِبَتِ إِبِلُه،و مُشْرِبٌ عَطِشَت إِبِلُه،و هما عِنْدَه ضِدُّ و نَسَبَه الصَّاغَانِیُّ إِلَی اللَّیْثِ .و أَشْرَبَ الإِبِلَ فَشِرِبَت ، و أَشْرَب الإِبِل حَتَّی شَرِبَت .و أَشْرَبْنَا نَحْنُ :رَوِیَتْ إِبِلُنَا.
و أَشْرَبْنَا :[عَطِشْنا أَو] (4)عَطِشَت إِبِلُنَا. و أَشْرَب (5)الرَّجُلُ :
حَانَ لإِبِلِه أَنْ تَشْرَبَ .
و من المجازِ: أَشْرَبَ اللَّونَ :أَشْبَعَه، و کلُّ لَوْنٍ خَالَطَ لوناً آخر فقد أُشْرِبَه ،و قد اشرابّ علی مِثَالِ اشْهابّ (6).
و الإِشْرَابُ :لَوْنٌ قد أُشْرِبَ مِنْ لَوْن[آخر] (7).یقال: أُشْرِبَ الأَبْیَضُ حُمْرَهً ،أَی عَلاَه ذلِکَ .و فیه شُرْبَهٌ من حُمَرَه أَی إِشرَابٌ .و رَجُلٌ مُشْرَبٌ حُمُرَهً ،مُخَفَفَّا،و إِذَا شُدِّد کان للتَکْثِیرِ و المُبَالَغَه. و الشَّرِیبُ :مَنْ یَسْتَقِی أَو یُسْقَی مَعَک. وَ بِه فَسَّر ابْن الأَعْرَابِی قَوْلَ الرَّاجز:
رُبَّ شَرِیبٍ لَکَ ذِی حُسَاسِ 7
شِرَابُه کالحَزِّ بالمَواسِی
الحُساس:الشُّؤم و القَتْل.یَقُولُ :انْتِظَارُک إِیَّاه عَلی الحَوْضِ قَتْلٌ لَکَ و لإبِلک.
و الشَّرِیبُ : مَنُ یُشَارِبُکَ و یِورِدُ إِبِلَه مَعَک. شَارَبَ الرَجلَ مُشَارَبَهً و شِرَاباً . شَرِبَ معه،و هو شَرِیبِی .
قال الراجز:
إِذَا الشَّرِیبُ أَخَذَتْهُ أَکَّهْ
فخَلِّه حَتَّی یَبُکَّ بَکَّهْ
و الشِّرِّیبِ کِسِکِّیت:المولَعُ بالشَّراب ، و مِثْلُه فی التَّهْذِیب.و رجل شَارِبٌ و شَرُوبٌ و شِرِّیبٌ و شَرَّابٌ :مُولَعٌ بالشَّرَاب .و رَجُلٌ شَرُوبٌ :شَدِیدُ الشُّرْب .
و الشَّارِبَهُ :القَومُ یَسْکُنُون علی ضِفَّه، و فی نُسْخَهٍ ضَفّه بفَتْحِ الضَّادِ المُعْجَمَه النَّهْرِ (8)، وَ هُم الَّذِین لَهُم مَاءُ ذلِکَ النَّهْر.
و الشَّرْبَهُ :النَّخْلَهُ الَتی تَنْبُتُ من النَّوی جَمْعُه شَرَبَاتٌ .
و الشُّرْبَهُ . بالضَّمِّ :حُمْرَهٌ فی الوَجْه. یقال: أُشْرِبَ الأَبْیَضُ حُمْرَهً :عَلاَه ذَلِک.و فیه شُرْبَهٌ من حُمْرَهٍ .و رجُلٌ مُشْرَبٌ حُمْرَه،و إِنَّه لمَسْقِیُّ الدَّمِ ،مِثْلُه.
14- و فی صِفَتِه صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ :
«أَبْیَضُ مُشْرَبٌ حُمْرَهً ». و سَیَأْتِی بَیَانُه.
و الشُّرْبَهُ : ع و یُفْتَح فی المَوْضِع،و جاءَ ذلِک فی شِعْرِ امْرِیء القَیْسِ ،و الصَّحِیحُ أَنَّه الشَّرَبَّهُ بتشدید الموحده، و إِنَّما غَیَّرهَا لِلضَّرُورَهِ .
و الشُّرْبَهُ : مِقْدَارُ الرِّیِّ مِنَ الْمَاءِ کالحُسْوَه و الغُرْفَهِ و اللُقْمَه.
و الشُّرَبَهُ کهُمَزَه:الکَثِیرُ الشُّرْبِ . یُقَالُ :رَجُلٌ أُکَلَه
ص:103
شُرَبَهٌ (1):کَثِیرُ الأَکْلِ و الشُّرْبِ عن ابْنِ السِّکِّیت. کالشَّرُوبِ و الشَّرَّاب کَکَتَّانٍ .و رَجُلٌ شَرُوبٌ :شَدِیدُ الشُّرْبِ ،کما تَقَدَّم.
و الشَّرَبَه بالتحریک:کَثْرَهُ الشُّرْبِ و جَمْعُ شَارِب کَکَتَبَه جَمْع کَاتِب،نَقَلَه الفَیُّومِی فی المِصْبَاحِ .قال أَبو حَنِیفَه:
قَالَ أَبُو عَمْرو:إِنَّه لَذو شَرَبَهٍ إِذَا کَانَ کَثِیرَ الشُّرْب .
و الشَّرَبَهُ مِثْلُ الحُوَیْضِ یُحْفَر حَوْلَ النَّخْلَه و الشَّجَره یُمْلأُ مَاءً یَسَعُ (2)رِیَّها فتترَوَّی منه.و الجَمع شَرَبٌ و شَرَبَاتٌ .قال زُهَیْرٌ:
یَخْرُجْنَ مِنْ شَرَبَاتٍ مَاؤُهَا طَحِلٌ
عَلَی الجُذُوعِ یَخَفْنَ الغَمَّ و الغَرَقَا
و أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
مِثْل النَّخِیل یُرَوِّی فَرْعَها الشَّرَبُ
و
17- فی حَدِیث عُمَرَ رَضِی اللّه عنه: -«اذْهَبْ إِلَی شَرَبَهٍ من الشَّرَبَات فادلُک رَأْسَک حتی تُنَقِّیَه». و
14- فی حَدِیثِ جَابِر: «أَتَانَا رَسُولُ اللّهِ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ فَعَدَلَ إِلَی الرَّبیعِ فَتطَهَّر و أَقْبل إِلی الشَّرَبَّه ».
الرَّبِیعُ :النهر.
و الشَّرَبَهُ : کُرْدُ الدَّبْرَه، و هی المِسْقَاهُ .و الجَمْعُ مِن ذلِک کُلِّه شَرَبَاتٌ و شَرَبٌ .
و الشَّرَبَهُ : العَطَشُ . و لم تَزَلْ بِهِ شَرَبَهٌ [هذا] (3)الیومَ أَیْ عَطَشٌ ،قاله اللِّحْیَانیّ .و فی التهذیب:جَاءَتِ الإبِلُ و بِهَا شَرَبَهٌ أَی عَطَشٌ .و قد اشْتَدَّت شَرَبَتُها .
و طَعَامٌ مَشْرَبَهٌ : یُشْرَبُ عَلَیْهِ الماءُ کَثِیراً.و طَعَامٌ ذُو شَرَبَه :إِذَا کَانَ لا یُرْوَی فِیه من الماءِ.
و فی لسان العرب: الشَّرَبَهُ :عَطَشُ المَالِ بَعْدَ الجَزْءِ، لأَنَّ ذلِک یَدْعُوهَا إِلَی الشُّرْب .
و الشَّرَبَهُ : شِدَّهُ الحَرِّ. یقال:یَوْمٌ ذو شَرَبَهٍ أَی شَدِیدُ الحَرِّ یُشْرَبُ فِیهِ المَاءُ أَکْثر مِمّا یُشْرَبُ فی غیره. و الشَّوَارِبُ :عُرُوقٌ فی الحَلْقِ تَشْرَبُ المَاءَ،و هی مَجَارِیه،و قیل:هِی عُرُوقٌ لازِقَهٌ (4)بالحُلْقُومِ و أَسْفَلُهَا بالرِّئَه،قَالَه ابْنُ دُرَیْدِ.و یقال:بَلْ مُؤَخَّرُهَا إِلَی الوَتِین،و لَهَا قَصَب منه یَخْرُجُ الصَّوْت.
و قیل:هی مَجَارِی الماءِ فی العُنُقِ وَ هِیَ الَّتی یَقَعُ فِیهَا الشَّرَقُ و مِنْهَا یَخْرُج الرِّیقُ (5)،و قیل: شَوَارِبُ الفَرَسِ :
نَاحِیَهُ أَوْدَاجه حَیْثُ یُوَدِّجُ البَیْطَارُ،وَاحِدُهَا فی التَّقْدِیرِ شَارِبٌ .و حِمَارٌ صَخبُ الشَّوَارِبِ ،مِنْ هَذَا،أَی شَدِیدُ النَّهِیقِ .
و فی الأَسَاس،و مِن المَجَازِ:یُقَال للمُنْکَرِ الصَّوْتِ :
صَخِبُ الشَّوَارِبِ ،یُشَبَّه بالحِمَارِ،انتهی.
و فی لِسَانِ العَرَبَ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ :؛ الشَّوَارِبُ :مَجَارِی المَاءِ فی العَیْنِ .قال أَبُو مَنْصُور:أَحْسَبُه[أَراد] (6)مَجَارِیَ المَاءِ فی العینِ الَّتِی تَفُورُ فی الأَرْضِ لا مَجَارِیَ مَاءِ عَیْنِ الرَّأَْسِ .
و الشَّوَارِبُ : مَا سَالَ علی الفَمِ من الشَّعَر. قال اللِّحْیَانِیُّ :و قَالُوا:إِنَّه لَعَظِیمُ الشَّوَارِبِ ،قال:وَ هُوَ من الوَاحِدِ[الذی] (7)فُرِّقَ فَجُعِلَ کُلُّ جُزْءٍ منه شَارِباً ،ثم جُمِعْ عَلَی هَذَا.و قد طَرَّ شَارِب الغُلاَمِ ،و هُمَا شَارِبَانِ ،انْتَهَی.
و قیل:إِنَّمَا هُو الشَّارِبُ و التَّثْنِیَه خَطَأٌ.و قال أَبُو علِیّ الفَارِسیّ :لا یَکَاد الشَّارِب یُثَنَّی،و مثلُه قَوْلُ أَبِی حَاتِم.
و قال أَبُو عُبَیْدَهَ :قالَ الکِلاَبِیُّون: شَارِبَانِ باعْتِبَارِ الطَّرَفَیْن و الجَمْعُ شَوَارِب ،نَقَلَه شَیْخُنا (8).و أَنْشَدَنِی الأَدِیبُ المَاهِر حَسَن بْنُ مُحَمَّد المَنْصُورِیّ بدَجْوَه مِنْ لَطَائِف ابْنِ نُبَاتَه:
لقد کنْتَ لی وَحْدِی وَ وَجْهُک جَنَّتی
و کُنَّا و کَانَت لِلزَّمَانِ مَوَاهِبُ
فَعَارَضَنِی فی رَوْض خَدِّک عَارضٌ
و زَاحَمَنی فی وِرْدِ رِیقِک شَارِبُ
ص:104
و الشَّارِبَان عَلَی مَا فِی التَّهْذِیب و غَیْرِه: ما طَالَ مِنْ نَاحِیَهِ السَّبَلَهِ ،أَو السَّبَلَهُ کُلّهَا شَارِب واحد.قَالَه بَعْضُهُم،و لَیْسَ بِصَوَابٍ .
و من المَجَازِ: أُشْرِبَ فلانٌ حُبَّ فُلاَنٍ کذَا فی النُّسَخ.
و فی غیر وَاحِدٍ من الأُمَّهَاتِ «فُلاَنَهَ »أَی خَالَطَ قَلْبَه. و أُشْرِبَ قَلْبُه مَحَبَّهَ هذَا،أَیْ حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ .و فی التَّنْزِیلِ :
وَ أُشْرِبُوا فِی قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ (1)أَی حُبَّ العِجْل، فَحُذِفَ المُضَافُ و أُقِیم المُضَافُ إِلَیْه مُقَامه،و لا یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ العِجْلُ هو المُشْرَب ،لأَنَّ العِجْلَ لا یُشْرَبُه القَلْبُ .
و قال الزَّجَّاج:معناه أَی سُقُوا حُبَّ العِجْلِ ،فَحُذِفَ حُبّ و أُقِیم العِجْل مُقَامَه،کما قَالَ الشَّاعِر:
و کَیْفَ تُوَاصِلُ مَنْ أَصْبَحَتْ
خَلاَلَتُه کَأَبِی مَرْحَبِ
أَی کخَلاَلهِ أَبِی مَرْْحَبٍ .
و أُشْرِبَ قَلْبُه کَذَا أَی حَلَّ مَحَلَّ الشَّرَابِ أَوِ اخْتَلَطَ بِه کما یَخْتَلِط الصِّبْغُ بالثَّوْبِ .و
17- فی حدیث أَبی بکر: «و أُشْرِب قلبُه الإِشْفَاقَ ». کذا فی لسان العرب.
و فی الأَسَاسِ ،و مِن المَجَازِ قَوْلُهم:رَفَع یَدَه فَأَشْرَبَهَا الهَوَاءَ ثم قَالَ بها علی قَذَالی.
و من المَجَازِ تَشَرَّبَ الصِّبْغُ فی الثَّوْب: سَرَی، و الصِّبْغُ یَتَشَرَّبُ الثَّوْبَ . و تَشَرَّبَ الثوبُ العَرَقَ :نِشْفَهُ ، هکَذَا فی نُسْخَتِنَا.
و الَّذِی فی الأَسَاسِ و لِسَانِ العَرَب:الثَّوْبُ یَتَشَرّب الصِّبْغ أَی یَتَنَشَّفُه (2)،و الثوبُ یَشْرَبُ الصِّبْغَ یَنْشَفُه (3).
و اسْتَشْرَبَ لَوْنُه:اشْتَدَّ. یقال: اسْتَشْرَبَتِ القوسُ حُمْرَهً أَی اشْتَدَّت حُمْرَتُها،و ذلک إِذَا کَانَت مِنَ الشِّرْیانِ ،حکاه أَبو حنیفه.
و المَشْرَبَهُ بالفتح فی الأَوَّل و الثَّالِثِ ، و تُضَمُّ الرَّاء:أَرْضٌ لَیِّنَهٌ دَائِمَهُ النَّبَاتِ أَی لا یزال فِیهَا نَبْتٌ أَخْضَرُ رَیَّانُ . و المَشْرَبَهُ ،بالوَجْهَیْنِ : الغُرْفَهُ ، قال فی الأَسَاس:لأَنَّهم یَشْرَبُون فِیهَا.و عن سیبویه:جَعَلُوه اسْماً کالغُرْفَه.و
14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ النَّبِیَّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ کَانَ فی مَشْرُبَه لَه». أَی کَان فی غُرْفَه و جَمْعُها مَشْرَبَاتٌ و مَشَارِبُ . و المَشْرَبَهُ : العِلِّیَّهُ . قال شیخنا:هی کَعطْفِ التَّفْسِیر علی الغُرْفَه،و هی أَشْهَرُ من العِلِّیَّه،و علیه اقْتَصَر الفَیُّومیّ ،انتهی.و المَشَارِبُ :العَلاَلِیّ فی شِعْر الأَعْشَی (4). و المَشْرِبَهُ : الصُّفَهُ ، و قِیلَ :هی کالصُّفَّهِ بَیْن یَدَیِ الغُرْفَه. و المَشْرَبَهُ : المَشْرَعَهُ . و
16- فی الحدیث: «مَلْعُونٌ مَلْعُونٌ مَنْ أَحَاطَ علی مَشْرَبَه ». هی بفَتْح [الراء] (5)من غیر ضَمِّ :المَوْضِعُ الذی یُشْرَبُ مِنْه کالمَشْرَعَه،و یُرِیدُ بالإحَاطه تَمَلُّکَه و منْعَ غیره[منه] 5.کذا فی لسان العرب.و یوجد هنا فی بعض النسخ بدل المشرعه المِشْرَبه ،کأَنَّه یقول:و المَشْرَبه بالفَتْح و کمکْنَسَه أَی بالکسر،و هو خطأٌ لما عَرَفت.
و قد یُرَدُّ علی المُصَنِّف بوَجْهَیْن:أَوَّلاً أَنَّ المَشْرَبَه بالوَجْهَین إِنَّما هُوَ فی مَعْنَی الغُرْفَه فقط ،و بمعنی أَرْض لَیِّنه وَجهٌ وَاحِد و هو الفَتْح،صَرَّحَ به غَیْرُ وَاحِدٍ.و ثانِیاً أَن المَشْرَبَه بالمَعْنَیَیْن الأَخِیرین إِنَّمَا هو کالصُّفَّه و کالمَشْرَعَه لا هما بِنَفْسِهما کَمَا أَشَرْنَا إِلَی ذلِکَ ،و قد أُغْفِل عن ذلک شَیْخُنا.
و المِشْرَبَهُ کمِکْنَسَه و جوَّز شیخُنا فیه الفَتح،و نَقْلَه عن الفَیُّومیّ : الإِنَاءُ یُشْرَبُ فیه.
و الشَّروبُ الَّتی تَشْتَهِی الفَحْلَ . یقال:ضَبَّهٌ شَرُوبٌ إِذا کَانَت کَذِلکَ .
و عن أَبی عبید: شَرَّبَ تَشْرِیباً . تَشْرِیبُ القِرْبَهِ :تَطْییبُهَا بالطِّین و ذَلکَ إِذَا کانت جَدِیدَهً ،فجَعَلَ فِیهَا طِیناً و ماءٌ (6)لیَطِیبَ طَعْمُها،و فی نسخه تَطْیِینُها بالنُّونِ ،و هو خطأُ.
ص:105
و شَرِب به أَی الرَّجُلِ کَسَمِعَ و أَشْرَبَ به أَیْضاً: کَذَبَ عَلَیْهِ .
و من المَجَازِ: أَشْرَبَ إِبِلَه إِذَا جَعَلَ لِکُلِّ جَمَلٍ قَرِیناً، فَیَقُولُ أَحَدُهُم لِنَاقَتِه: لأُشْرِبَنَّکِ الحِبَالَ و النُّسوعَ أَی لأَقْرُنَنَّکِ بِهَا. و أَشْرَبَ الخَیْلَ :جَعَلَ الحِبَالَ فی أَعْنَاقها.
و أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
و أَشْرَبْتُهَا الأَقْرَانَ حتی أَنَخْتُهَا
بِقُرْحَ و قد أَلْقَیْنَ کُلَّ جَنِینِ
و أَشْرَب فُلاناً و کذا البَعِیرَ و الدَّابَّه الحَبْلَ :جَعَلَه أَی وَضَعَه فی عُنُقِه.
و من المَجَازِ: اشْرَأَبَّ إِلیه و لَهُ اشْرِئْبَاباً : مَدَّ عُنُقَه لیَنْظُرَ، أَو هُوَ إِذَا ارْتَفَع و عَلاَ،و کُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبُّ ،قَالَه أَبُو عُبَیْد. و الاسم الشُّرَابِیبَهُ بالضَّمِّ کالطُّمَأْنِیَنَه. و
17- قَالَتْ عَائِشَهُ رَضِیَ اللّهُ عَنْهَا: « اشرأَبَّ النِّفَاقُ ،و ارْتَدَّتِ العَرَبُ ». أَی ارْتَفَع وَ عَلاَ،و
16- فی حَدِیث: «یُنَادِی یَوْمَ القِیَامَه مُنَاد،یا أَهْلَ الجَنَّه،و یا أَهْلَ النَّار فیَشْرَئِبُّونَ لِصَوْتِه». أَی یَرْفَعُونَ رُؤُوسَهم لیَنْظُرُوا إِلَیْه.و کُلُّ رَافِعٍ رَأْسَه مُشْرَئِبٌّ .و أَنْشدَ لذی الرُّمَّهِ یَصِفُ الظَّبْیَهَ و رَفْعَها رَأْسَهَا:
ذَکَرْتُکِ أَنْ مَرَّت بِنَا أُمُّ شَادِنٍ
أَمَامَ المَطَایَا تَشْرَئِبُّ و تَسْنَحُ
قال: اشْرَأَبَّ مَأْخُوذٌ من المَشْرَبَه ،وَ هی الغُرْفَهُ ،کذا فی لسان العرب.
و الشَّرَبَّهُ کجَرَبَّه قال شَیْخُنَا:و فی بَعْضِ النُّسَخ کخِدَبَّه، بکسْرِ الخَاءِ المُعْجَمَهِ ،و فی أُخْرَی بالجیم بَدَل الخَاءِ، و کِلاَهُمَا علی غَیْرِ صَوَاب،و عن کُرَاع:لَیْسَ فی الکلام «فَعَلَّه»إِلاَّ هذَا أَی الشَّرَبَّه ،و زِید علیه قَوْلُهُم:جَرَبَّه،و قد ذُکِرَ فی مَوْضِعِهِ و لا ثَالِثَ لَهُمَا بالاستِقْرَاءِ (1)،وَ هِیَ الأَرْضُ اللّیِّنَهُ المُعْشِبَهُ أَی تُنْبِتُ العُشْب لا شَجَرَ بها. قَالَ زُهَیْرٌ:
و إِلاَّ فإِنَّا بِالشَّرَبَّه فالِّلوَی
نُعَقِّرُ أُمَّاتِ الرِّبَاعِ و نَیْسِرُ (2)
و شَرَبَّه بتَشْدِیدِ البَاءِ بِغَیْر تَعْرِیفٍ : ع قال سَاعِدَهُ بْنُ جُؤَیَّهَ :
بِشَرَبَّهٍ دَمِثِ الکَثِیبِ بِدُورِه
أَرْطَی یَعُوذُ بِهِ إِذَا ما یُرْطَبُ
یُرْطَبُ أَی یُبَلُّ .و قال:دَمِثُ الکَثِیب،لأَنَّ الشَّرَبَّهَ مَوْضِعٌ أَو مَکَانٌ ،قال ابنُ سِیدَه فی المُحْکَم.
و قال الأَصْمَعِیُّ : الشَّرَبَّهُ بِنَجْد.و فی مَرَاصِدِ الاطَّلاَع:
الشَّرَبَّهُ :مَوْضِع بَیْنَ السَّلِیلَهِ و الرَّبَذَهِ و هو بین الخَطِّ وَ الرُّمَّهِ و خَطّ الجُرَیْب حتی یَلْتَقِیَا،و الخَطُّ :مَجَْرَی سَیْلِهِمَا،فَإِذَا الْتَقیَا انقطعت الشَّرَبَّه ،و یَنْتَهِی أَعْلاَهَا مِن القِبْلَهِ إِلی حَزْن مُحَارِب (3)،و قیل:هِیَ فِیمَا بَیْن الزَّبَّاءِ و النَّطُوفِ و فیها هَرْشَی،و هی هَضْبَه دُون المَدینه،و هی مُرْتَفِعَهٌ کَادَت تَکُونُ فیما (4)بین هَضْبِ القَلِیبِ إِلَی الرَّبَذَه،و قیل:إِذا جاوزْتَ النَّقْرَهَ و مَاوَانَ تُرِیدُ مَکَّه وَقَعْتَ فی الشَّرَبَّه ،و هی أَشَدُّ بِلاَدِ نَجْدٍ قُرّاً،و منها الرَّبَذَهُ و تَنْقَطِعُ عِنْدُ أَعْلَی الجُرَیْب،و هی مِنْ بَلاَدِ غَطَفَان،و قیل:هی فِیما بَیْن نَخْل و مَعْدِن بَنِی سُلَیْم.قال:وَ هَذِه الأَقَاوِیلُ مُتَقَارِبَهٌ .
قلت:و کونه فِی دِیَار غَطَفَان هُوَ المَفْهُومُ مِنْ کَلاَمِ یَاقُوت فی«أُقُرٍ»قال:
و إِلَی الأَمِیرِ من الشَّرَبَّهِ و الِّلوَی
عَنَّیْتُ کُلَّ نَجِیبَهٍ مِحْلاَلِ
و الشَّرَبَّهُ : الطَّرِیقَهُ کالمَشْرَب یقال:ما زَالَ فُلاَنٌ علی شَرَبَّهٍ وَاحِدَهٍ أَی علی أَمْرٍ وَاحِدٍ.
و من المَجَاز عَنْ أَبِی عَمْرو: الشَّرْبُ :الفَهْمُ .یُقَالُ :
شَرَب کنَصَرَ یَشْرُب شَرْباً إِذَا فَهِمَ و شَرَب مَا أُلْقِی إِلَیْهِ :
فَهِمَه.و یقال للبَلید:احْلُب ثم اشْرُب (5).أَی ابْرُک ثم افهم (6).و حَلَبَ إِذَا بَرَکَ کما تَقَدَّم. و شَرِبَ کَفَرِحَ إِذَا عَطِشَ . و شَرِبَ إِذَا رَوِیَ ،ضدّ.
و شَرِبَ أَیْضاً إِذا ضَعُفَ بَعِیرُه.و شَرِبَ و فی نُسْخَهٍ :أَو
ص:106
عَطِشَت إِبلُه و رَوِیَتْ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ ،وَ هُو ضِدُّ، و قد تَقَدَّمَ فی أَشْرَب .
و شِرْبٌ بالکَسْر:ع (1).
و شَرْبٌ (2) بالفَتْح:ع آخَرُ بقُرْب مَکَّهَ حرَسَها اللّهُ تَعَالَی، و فیه کَانَتْ وَقْعَهُ الفِجَارِ.
وَ شَرِیبٌ کأَمِیرٍ (3):مَوْضعٌ و د بَیْنَ مکّهَ و البَحْرَیْن.
و شرِیبٌ أَیْضاً: جَبَلٌ نَجْدِیٌّ فی دِیَارِ بَنِی کِلاَب.
و شُوْرَبَانُ بالضَّمِّ :ه بِکَسّ (4)بفتح الکاف و کَسْرِهَا مَعَ إِهْمَال السِّین کما یَأْتِی.
و شَرِبٌ کَکَتِفٍ : موضعٌ قربَ مَکَّهَ المُشَرَّفَه (5).
و شُرَیْبٌ مصغراً و شَرْبُبٌ کقُنْفُذٍ:اسْمُ وَادٍ بعَیْنِه، و هو فی شِعْر لَبِید شُرْبُبَه بالهاء:
هل تَعْرِف الدَّارَ بسَفْحِ الشُّرْبُبَهْ
قال الصَّاغَانِیُّ :و لَیْسَ لِلَبِیدٍ علی هَذَا الرَّوِیِّ شَیْ ءٌ.
و شُرْبُوبٌ و شُرْبَهٌ بضَمِّهِنّ و قد تقدّم ضَبْطُ الأَخِیر بالفَتْح أَیْضاً،و شَرْبَانُ «بالفَتْح» مَوَاضِعُ قد بَیَّنَّا بَعْضَهَا.و نُحِیل البَقِیَّهَ علی مُعْجَم یَاقُوت و مَرَاصِدِ الاطِّلاَعِ فإِنَّهُمَا قد اسْتَوْفَیا بیَانَها.
و الشَّارِبُ : الضَّعِیفُ من جَمِیع الحَیَوانِ .یقال:فی بَعِیرِک شَارِبٌ ،و هو الخَوَرُ و الضَّعْفُ فی الحَیَوانِ . و قد شَرِبَ کَسَمِع إِذا ضَعُفَ بَعِیرُه.و یقال:نِعْم هَذَا البَعِیرُ لَوْ لاَ أَنَّ فِیهِ شَارِبَ خَوَر أَی عِرْقَ خَوَرٍ.
و من المجاز الشَّارِبانِ و هما أَنْفَانِ طَوِیلاَنِ فی أَسْفَلِ قَائِم السَّیْف أَحَدُهُما مِنْ هذَا الجَانِب و الآخَرُ من هَذَا الجانب،و الغاشِیَهُ :ما تَحْت الشَّارِبَیْنِ ،قَالَه ابْنُ شُمَیْلٍ .و فی التَّهْذِیبِ : الشَّارِبَانِ :مَا طَالَ مِنْ نَاحیَه السَّبَلَهِ ، و بِذلِکَ سُمِّیَ شَارِبَا السَّیْفِ :ما اکْتَنَفَ الشَّفْرَه،وَ هُوَ مِنْ ذلِکَ .
و من المجَازِ أَشْرَبْتَنِی بِتَاءِ الخِطَابِ ما لم أَشْرَب أَی ادّعَیْتَ عَلَیّ مَا لَمْ أَفْعَلْ و هو مَثَلٌ ذکرَه الجَوْهَرِیُّ و المَیْدَانِیّ و الزَّمَخْشَرِیّ و ابْنُ سِیدَه و ابْنُ فَارِس.
و ذُو الشُّوَیْرِب :شَاعِرٌ اسْمُه عَبْد الرَّحْمن أَخُو بَنی أَبِی بَکْرِ بْنِ کِلاَبٍ ،کَان فی زَمَن عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ.
و الشُّرْبُبُ کقُنْفُذٍ:الغَمْلِیُّ من النَّبَاتِ ، و هو (6)ما الْتَفَّ بعضُه علی بَعْضٍ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
قَوْلُهُم فی المَثَل: «آخِرُهَا أَقَلُّها شُرْباً » .و أَصْلُه فی سَقْیِ الإِبِل،لأَنَّ آخِرَهَا یَرِد و قَد نُزِف الحَوْضُ .
و الشَّرِیبَهُ من الغَنَم:التی تُصْدِرُهَا إِذَا رَوِیَتْ فتَتْبِعُهَا الغَنَمُ ،هذه فی الصَّحَاح.و فی بعض النسخ حَاشِیَه:
الصَّوَابُ السَّرِیبَهُ ،بالسِّینِ المُهْمَلَه.
و المَشْرَبُ :الوَجْهُ الَّذِی یُشْرَبُ مِنْهُ .و المَشْرَبُ :شَرِیعَهُ النَّهْرِ.
و یقال فی صِفَه بَعِیرٍ:نِعْمَ مُعَلَّقُ الشَّرْبهِ هذَا (7)یَقُولُ :
یَکْتفِی إِلَی مَنْزِلِه الَّذِی یُرِیدُ بِشَرْبَهٍ وَاحِدَهٍ لا یَحْتَاجُ إِلَی أُخْرَی.
و تقول: شَرَّبَ مَالِی و أَکَّلَه أَی أَطْعَمَهُ النَّاسَ و سَقَاهُم [به] (8)و ظَلَّ مَالی یُؤَکَّل و یُشَرَّب أَی یَرْعَی کَیْفَ شَاءَ،و هو مَجَازٌ.
و شَرَّبَ الأَرْضَ و النَّخْلَ :جَعَلَ لَهَا شَرَاباً (9).و أَنْشَدَ أَبُو حَنِیفَهَ فی صِفَه نَخْل:
مِن الغُلْبِ مِنْ عِضْدَانِ هَامَهَ شُرِّبَتْ
لِسَقْیٍ و جُمَّتْ للنَّواضِحِ بِئْرُهَا
ص:107
و کُلّ ذَلِکَ من الشُّرْبِ .
و قال بعض النَّحْوِیّینَ :من المُشْرَبَهِ حُرُوفٌ یَخْرُجُ مَعَهَا عِنْد الوُقُوف عَلَیْها نَحْوُ النَّفْخ إِلاَّ أَنَّهَا لم تُضْغَط ضَغْطَ المَحْقُورَه،و هی الزَّایُ و الظَّاءُ و الذَّالُ و الضَّادُ.قال سِیبویه:
و بَعْضُ العَرَب أَشَدُّ تَصْویباً (1)من بَعْض.
و شُرْبهُ (2)،بالضم:مَوْضِعٌ .قال امْرُؤُ القَیْس:
کأَنِّی وَ رَحْلِی فَوْقَ أَحْقَبَ قَارِحٍ
بشُرْبَهَ أَو طَاوٍ بعِرْنَانَ مُوجِسِ
و یُروی بسُرَبه،و یروی بحربه،و قد أَشَرْنَا لَهُ فی السِّینِ ، و المُصَنِّفُ أَهْمَلَه فی المَوْضِعِین.
و أَبُو عَمْرو أَحْمَدُ بنُ الحَسَن الشُّورَابِیّ ،بالضم، الأَسْتَرَ ابَاذِیّ ،رَوَی عَنْ عَمَّارِ بْنِ رَجَاء،و عَنْه ابنه أَبُو أَحْمَد عَمْرٌو و عن عمرو هذا أَبُو سَعْدٍ الإِدْرِیسِیّ .و أَبُو بَکْر عَبْدُ الرَحْمَن ابْنُ مَحْمُود الشَّوْرَابِیّ ،بالفَتْح،مُحَدِّثٌ .
و من المجاز: أُشْرِبَ الزَّرْعُ :جَرَی فِیهِ الدَّقِیقُ ،و کذلک أُشْرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِیقَ ،غذاه (3).و یقال للزرعِ إِذَا خَرَجَ قَصَبُه:قد شَرِبَ الزَّرْعُ فی القَصَب،و شَرَّبَ قَصَبُ الزَّرْع إِذَا صَارَ المَاءُ فِیهِ .و
16- فی حدیث أُحُدٍ: «أَنَّ المُشْرِکِینَ نَزَلُوا عَلَی زَرْعِ أَهْلِ المَدِینَه و خَلُّوا فِیه ظُهُورهم (4)و قد شُرِّبَ الزَّرْعُ الدَّقِیقَ ».و فی روایه« شَرِبَ الزَّرْعُ الدَّقِیقَ ». و هو کِنَایَهٌ عَنِ اشْتِدَادِ حَبِّ الزَّرْعِ و قُرْبِ إِدرَاکِه.یقال:
شَرِبَ (5)السُّنْبُلُ الدقیقَ إِذَا صَارَ فِیه طُعْمٌ ،و الشُّرْبُ فیه مُسْتَعَارٌ،کأَنَّ الدَّقِیقَ کان مَاءً فَشِربَه .و تَقُولُ للسُّنْبُل حِینَئذٍ:
شَارِبُ قَمْحٍ ،بالإِضافه.کَذَا فی الأَسَاسِ .
و الشِّرَابُ بالکَسْر:مَصْدَرُ المُشَارَبَه و الشِّرْب ،بالکَسْر (6):
وَقْتُ الشُرْب .و قال اللِّحْیَانِیّ :یُقَالُ :طَعَامٌ مَشْرَبَهٌ إِذَا کَانَ یُشْرَبُ عَلَیْه المَاءُ[کثیراً] (7)،کما قَالُوا: شَرَابٌ مَسْفَهَهٌ من سَفَهْتُ المَاءَ إِذَا أَکثرتَ مِنْه فَلَمْ تَرْوَ.
*و مِمَّا اسْتَدْرَکَه شَیْخُنَا:
شَرْبَهُ أَبِی الجَهْم.یُقَالُ للشَّیْ ءِ اللَّذِیذِ الوَخِیمِ عَاقِبَتُه، و ذَکَرَ لها قِصَّهً مَع المَنْصُورِ العَبَّاسِیّ نَقْلاً من المُضَافِ و المَنْسُوبِ لِلثَعَالِبِیّ ،و أَنْشَدَ:
تَجَنَّبْ سَوِیقَ الِّلْوزِ لا تَشربَنَّه
فَشُرْبُ سَوِیقِ اللِّوْزِ أَوْدَی أَبا الجَهْمِ
الشَّرْجَب من الرِّجَالِ : الطَّوِیل کذا فی التَّهْذِیبِ ،و منه
17- حَدِیثُ خالدٍ: «فَعَارَضَنَا رَجُلٌ شَرْجَبٌ ».
و قِیلَ :هُوَ الطَّوِیلُ القَوَائِمِ العَارِی أَعَالِی العِظَامِ .
و الشَّرْجَبُ :نَعْتُ الفَرْسِ الجَوَاد.و قیل: الشَّرْجَبُ :
الفَرَسُ الکَرِیمُ .
و الشَّرْجَبَانُ بالفَتْح عن أَبِی حَنِیفَه و یُضَمُّ عَنِ ابْنِ دُرَیْد و ابْن الأَعْرَابِیّ ،قَالَ ابْنُ دُرَیْد:ثَمَرُ نَبْتٍ شَبِیهٌ بالحَنْظَل مُرٌّ لا یُؤْکَلُ .و قال غَیْرُه: شَجَرَهٌ .[م] (8)و قال أَبُو حَنِیفَه:شُجَیْرَهٌ کَالبَاذِنْجَان نِبْتَهً بالکَسْرِ و ثَمَرهً (9)غیرَ أَنَّه أَبْیَضُ وَ لا یُؤْکَلُ یُدْبَغُ بها، و ربما خُلِطَتْ بالغَلْقَهِ فدُبِغَ بِهَا.و قَال ابن الأَعْرَابِیّ :
الشُّرْجُبَانَهُ (10):شجره مُشْعَانَّهٌ طَوِیلَه یَتَحَلَّبُ مِنها السَّمُّ (11)،و لهَا أَغْصَانٌ .قَالَ الدِّینَوَرِیّ :هُوَ کَثِیرُ الشَّوْکِ وَرَقُه و قُصْبَانُه.
الشَّرْحَبُ بالحَاءِ المُهْمَلَه لُغَهٌ فی الجِیمِ ، قَالَ الصَّاغَانِیّ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .قُلْتُ :و هو مَوْجُودٌ فی نُسَخ الصَّحَاحِ (12)فالصَّوَاب کَتبه بالمِدَادِ الأَسْوَد وَ هُوَ الطّوِیل، قَالَه ابْنُ دُرَیْدِ. و شَرْحَبٌ : اسْمٌ .
الشُّرْخُوبُ کعُصْفَورٍ: أَهْمَلَهُ الجَمَاعَه،وَ هُوَ عَظْمُ الفَقَارِ فکُلُّ من المَوَادِّ الثَّلاَثَه علی التَّرْتِیبِ :الجِیم، ثُمَّ الحَاء الخَاء.
ص:108
الشَّرْعَبُ :الطَّوِیلُ . و شَرْعَبَ الشَّیءَ:طوَّله.
قَالَ طُفَیْلٌ :
أَسِیلَهُ مَجْرَی الدَّمْع خُمْصَانَهُ الحَشَی
بَرُودُ الثَّنَایَا ذَاتُ خَلْقٍ مُشَرْعَبِ
و الشَّرْعَبَهُ :شَقُّ اللَّحْمِ و الأَدِیم طُولاً.یُقَالُ شَرْعَبَ الأَدِیمَ أَی قَطَعَه طُولاً. و الشَّرْعَبَهُ :القِطْعَهُ منه.
و الشَّرْعَبِیُّ و الشَّرْعَبِیَّهُ ضَرْبٌ من البُرُودِ. أَنْشَدَ الأَزْهَرِیّ :
کالبُسْتَانِ و الشَّرْعَبِیَّ ذَا الأَذْیَال (1)
و الشَّرْعَبیُّ الطَّوِیلُ الحَسَنُ الجِسْمِ ، و فی نُسْخَهٍ :
الخِیمِ .و رجل شَرْعَبٌ :طَوِیلٌ خَفِیفُ الجِسْمِ ،و الأُنْثَی بالهاء،کَذَا فی لِسَان العَرَب.
و الشَّرْعَبِیُّ عُبَیْدَهُ بنُ شُرَحْبِیلَ التابِعِیُّ حِمْصِیُّ مِنْ أَصْحَاب مُعَاذِ بْنِ جَبَل رَضِی اللّهُ عَنْه.
و الشَّرْعُوبُ :نَبْتٌ أَو ثَمَرَه قاله الصاغَانیّ :
و الشَّرْعَبِیَّهُ :ع من بلاد تَغلِب،و کَانَ یَوْمُ الشَّرْعَبِیَّه لتَغْلبَ علی قَیْسٍ .قال الأَخطل:
و لَقَد بَکَی الجَحَّافُ لَمَّا أَوقَعَتْ
بالشَّرْعَبِیَّه إِذْ رَأَی الأَهْوَالاَ (2)
و الشَّرْعَبِیَّهُ أَیْضاً مَوْضِع بناحیه مَنْبج،فبَعْضُهُم یَقُولُ :إِنَّ الوَاقِعَه السَّابِقَه کَانَتْ بِنَاحِیَه مَنبج و هو غَلَط ،کذَا فی أَنْسَاب البَلاَذُرِیّ .
*و مما فَاتَ المُصَنِّف:
شَرْعَب :حِصْن بالیَمَن،و قد نُسِبَ إِلیه جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثِین.و فی تحفَه الأَصْحَابِ أَن شَرْعَب اسْمُ رَجُل، و به سُمِّیَتِ الْبَلَد،و هُم الشَّرَاعِبُ من أَوْلاَدِ عَبْدِ شَمْسِ الملک.
شُرْنُوبٌ :«بالضم»:قریه من قُرَی مِصْر بإِقْلِیم البُحَیْره،و قد نُسِب إِلیها جَمَاعَهٌ من المُتَأَخِّرین.
الشَّازِبُ :الخَشِنُ .و الضَّامِرُ الیَابِسُ النَّاسِ و غَیْرِهم،و أَکْثَرُ مَا یُسْتَعْمَل فی الخَیْلِ و النَّاسِ .
و یقال:مَکَانٌ شَازِبٌ أَی خَشِنٌ .و قال الأَصْمَعِیُّ : الشَّازِبُ :
الَّذِی فِیهِ ضُمُورٌ و إِنْ لَم یَکُنْ مَهْزُولاً. ج شُزَّبٌ کَرُکَّعٍ و شَوَازِبُ .و قد شزَبَ الفَرَسُ کنصَر و شَزُب مِثْلُ کَرُم.
یَشْزُبُ شَزْباً (3)و شُزُوباً لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ ،و خَیْلٌ شُزَّبٌ :
ضَوَامِرُ.و
14- فِی حَدِیثِ عُمَر یَرْثِی عُرْوَهَ بْنَ مَسْعُودٍ الثَّقَفِیَّ :
بالخَیْلِ عَابِسَهً زُوراً مَنَاکِبُها
تَعْدُو شَوَازِبَ بالشُّعُثِ الصَّنَادِیدِ.
الشَّوَازِبُ :المُضَمَّرَاتُ .
و الشَّزِیبُ :القَضِیبُ من الشَّجَر قَبْلُ أَنْ یُصْلَح، ج شُزُوب حَکَاهُ أَبُو حَنِیفه و الشَّزِیبُ :من أَسْمَاءِ القَوْسِ و هی لَیْسَت بجَدِیدٍ و لا خَلَقٍ (4)مُحَرَّکَه،کأَنها التی شَزَبَ قَضِیبُها أَی ذَبَل کالشَّنْزَبَه کَذَا فی النُّسَخِ بزِیَادَهِ النُّون، و الصَّوَابُ کالشَزْبَهِ ، و مثله فی لسان العرب و غیره من الأُمهات.و
16- فی بعضِ الحَدِیثِ : «و قد تَوَشَّح بشَزْبَهٍ (5)کَانَتْ مَعَه».
و الشَّنْزَبَهُ کَذَا فی النُّسَخِ بِزِیَادَه النُّون،و الصَّوَابُ و الشَّزْبَهُ من الأُتُنِ :الضَّامِرُ المَهْزُولُ .یقال:أَتَانٌ شَزْبَهٌ .
و الشُّزْبَهُ بالضّمِّ مِثْلُ الفُرْصَهِ عَن الفَرَّاء،قَالَه الصَّاغَانِیّ .
و فی التَّهْذیب الشَّوْزَبُ و المَئِنَّهُ : العَلاَمَهُ . و أَنْشد:
غُلاَمٌ بَیْنَ عَیْنَیْه شَوْزَبُ
و شَزَّبَهُ تَشْزِیباً :ذَبَّلَهُ و ضَمَّرَه.
و یقال: هُم مُتَشَازِبُونَ أَیْ لِکُلِّ وَاحِدٍ مِنْهم حَظُّ یَنْتَظِرُه.
و ظِبَاءُ شَوَازِبُ إِذَا أَتَتْ مِنْ بُعْدٍ فهی شَازِبَه أَی ضَامِرَه لبُعْدِ المَسَافَه.
ص:109
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
شَزْهَبٌ کجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَمَاعَه،و هو وَادٍ من أَوْدِیَهَ الیَمَن ذُو أَشْجَار و أَنْهَار.
الشَّاسِبُ :الیَابِسُ ضُمْراً أَو الْیَابِسُ من الضُّمْر الَّذِی یَبِسَ جِلْدُهُ عَلَیْهِ .قال لَبِید:
تَتَّقِی الأَرْضَ بِدَفٍّ شَاسِبٍ
و ضُلُوعٍ تَحْت زَوْرٍ قَدْ نَحَلْ
و هُوَ المَهْزُول مِثْلُ الشَّاسِف و لَیْسَ مِثْلَ الشَّازِب.قال الوَقَّافُ العُقَیْلِیّ :
فَقُلْتُ لَهُ حَانَ الرَّوَاحُ ورُعْتُهُ
بأَسْمَرَ مَلْوِیِّ من القِدِّ شَاسِبِ
هکذا نَسَبَه الجَوْهَرِیُّ للوَقَّاف.و قَالَ الصَّاغَانِیّ :و لیس البَیْتُ له بَلْ هُوَ لمُزَاحم العُقَیْلیّ . أو الشَّاسِبُ لُغَهٌ فی الشَّازِب عَلَی قَوْل،و هو النَّحِیفُ الیَابِسُ ج شُسْبٌ کذا فی النُّسَخ و الظَّاهِر أَنَّه کَکُتُبٍ (1).
و قال الأَصْمَعِیُّ :الشَّازِب:الَّذِی فِیهِ ضُمُورٌ و إِن لم یَکُن مَهْزُولاً.و الشَّاسِفُ و الشَّاسِبُ :الذی قد یَبِس.قال:
و سَمِعْت أَعْرَابِیّاً یَقُولُ :ما قَالَ الحُطَیْئه:أَیْنُقاً شُزُباً،إِنما قال:أَعْنُقاً (2)شُسُباً ،و لَیْسَتِ الزَّایُ و لا السِّینُ بَدَلاً (3)إِحْدَاهُمَا من الأُخْرَی لتَصَرُّفِ الفِعْلَیْنِ جَمِیعاً،انتهی.و قَال لَبِیدٌ:
أَتِیکَ أَم سَمْحَجٌ تَخَیَّرهَا
عِلْجٌ تَسَرَّی نَحائِصاً شُسُباً
و قد شَسِبَ کعَلِم و شَسُب مثل حَسُن شُسُوباً ،و فی غیْرِه من الأُمَّهات شَسَبَ کَنَصَر.
و الشَّسِیبُ کأَمِیر،و یُوجَدُ فی بَعْضِ النُّسخ کحَیْدَر:
قَوْسٌ شَسُبَ قَضِیبُها أَی ضَمُر حَتّی ذَبَلَ کالشِّسْب بالکَسْرِ.
و الشَّسِیبُ کأَمِیرٍ: الناقَهُ تُرْضِعُ وَلَدَهَا،فإِذَا صَارَت شَائِلَهً هَلَکَ وَلَدُها. و الشَّسُوب کَصَبُور:النَّاقه الَّتِی یَمُوتُ وَلَدُهَا فِی الشِّتَاءِ ثم لا تُحْلَب.
الشَّوْشَبُ ککَوْکَب: العَقْرَبُ .و القَمْلُ .و قد تقدّم فی شَبَّ ، و تَقَدَّم عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ما یَتَعَلَّق بِهِ هُنَاکَ ، و کأَنَّه أَعاده ثَانِیاً لاخْتِلاَفِهِم فِیهِ .
الشِّصْبُ بالکَسْر:الشِّدَّهُ و الجَدْب ج أَشْصَابٌ کالشَّصِیبَه و کَسَّر کُرَاعٌ الشَّصِیبَه الشِّدَّه علی أَشْصَابٍ فی أَدْنَی العَدَدِ،قال:و لِلْکَثِیر (4)شَصَائِب .قال ابنُ سِیدَه:و هذا منه خَطَأٌ و اخْتِلاَطٌ .و شَصِبَ الأَمْرُ، بالکسر:اشْتَدَّ.
و عن ابن هانیء:إنه لَشَصِبٌ نَصِبٌ (5)وَصِبٌ إِذا أُکِّدَ النَّصِب.
و الشِّصْبُ : النَّصِیبُ و الحَظُّ کالشَّصِیب کالشِّقْص و الشَّقِیص.
و الشَّصْبُ بالفتح:السَّمْطُ و السَّلْخُ . یقال: شَصَبَ الشَّاهَ :سَلَخَهَا.و قال أَبُو العَبَّاسِ : المَشْصُوبَهُ :الشَّاهُ المَسْمُوطَه.
و الشَّصْبُ : الیُبْسُ ،و یُحَرّک ذکرهما الصَّاغانِیّ .
و الشَّصَّابُ :القَصَّابُ ، و هو الجَزَّار.
و الشُّصُبُ کعُنُق:الشَّاهُ المَسْلُوخَهُ .
و عیْشٌ شاصِبٌ :شَاقٌّ .و قَدْ شَصِبَ عَیْشُه شَصَباً و شَصْباً ،و شَصَبَ کنَصَرَ یَشْصُبُ شُصُوباً فَهُوَ شَصِبٌ کفَرِح و شَاصِبٌ . و أَشْصَبَه اللّهُ و أَشْصَبَ اللّهُ عَیْشَه. قال جَرِیرٌ:
کِرَامٌ یَأْمَنُ الجِیرَانُ فِیهِم
إِذَا شَصَبَتْ بِهِم إِحْدَی اللِّیَالِی
و شَصَبَت النَّاقَهُ بالفَتْح علَی الفَحْل:کَثُر (6)ضِرابُهَا و لم تَلْقَحْ لَهُ .
و الشَّصِیبُ کأَمیر: الغریب.
ص:110
و الشَّصِیبَهُ بهاء:قَعْرُ البئر. قال الفرّاءُ:یقال بئرٌ بعیدهُ الشَّصِیبَه إِذا اشْتَدَ عَمَلُهَا و بَعُد قَعْرها.
و عن اللیث: الشَّیْصَبانُ بفتح الأول و الثالث: ذَکَرُ النمل أَو جُحْرُه.
و الشَّیْصَبَان : قَبِیلَهٌ من الجِنّ .
فی لسان العرب ما نصه،قال حَسَّانُ بْنُ ثَابِت[و] کَانَت السِّعْلاَه لَقِیَتْه فی بَعْضِ أَزِقَّهِ المَدِینَه فصَرَعَتْه و قَعَدَت عَلَی صَدْرِه،و قالَت لَهُ :أَنْتَ الذی یُؤَمِّل (1)قومُک أَن تَکُونَ شَاعِرهم ؟فقال:نعم،قالت:و اللّه لا یُنْجِیکَ مِنِّی إلا أَنْ تَقُولَ ثَلاَثَهَ أَبْیَاتٍ علی رَوِیٍّ وَاحِد،فقال حَسّان:
إِذَا ما تَرَعْرَعَ فِینَا الغُلاَم
فَمَا إِنْ یقالُ لَهُ :مَنْ هُوَه
فقالت له:ثَنِّه.فقال:
إِذا لم یَسُد قَبْلَ شَدِّ الإِزَارِ
فذَلِکَ فِینَا الذی لاهُوَهُ
فَقَالَتْ :ثَلِّثْه.فقال:
و لی صَاحِبٌ من بَنی الشَّیْصَبَانِ
فَطَوْراً أَقُولُ وَ طَوْراً هُوَه
هذا قولُ ابْن الکَلْبِیّ .و حکی الأثْرَمُ فَقَالَ :أَخْبَرَنِی عُلَمَاءُ الأَنْصَار أَنّ حَسَّانَ بن ثَابِت بعد ما ضُرَّ بَصَرُه مَرَّ بابن الزِّبَعْرَی و عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِی طَلْحَهَ بْنِ سَهْل بْنِ الأَسْوَدِ بْنِ حَرَام،و معه وَلَدُه یَقُودُه،فصَاحَ به ابْنُ الزِّبَعْرَی بَعْد ما وَلِّی:یَا أَبَا الوَلِید،مَنْ هذا الغُلاَم ؟فقال حَسّان بن ثَابِت الأَبیات،انْتَهَی. و الشَّیْصَبَانُ ، اسْمُ الشَّیْطَان و کذا البلْأَز و الجَلْأَز (2)و القَازُّ و الخَیْتَعُور کُلُّهَا مِنْ أَسْمَاءِ الشَّیْطَان.
و حَکی الفَرَّاءُ عن الدُّبَیْریِّینَ :أَنَّه هُوَ الشَّیْطَان الرَّجیمُ .
و الشَّصَائِبُ :عِیدَانُ الرَّحْلِ ،و لم یُسْمَع لها بِوَاحِدٍ.قال أَبو زُبید:
وَذَا شَصَائِبَ فی أَحْنَائِهِ شَمَمٌ
رِخْوَ المِلاطِ رَبِیطاً فَوْقَ صُرْصُورِ
الشَّصْلَبُ کَجَعْفَرٍ،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و الصَّاغَانِیّ .
و فی اللِّسَانِ :هو القَوِیُّ الشَّدِیدُ. و الشَّصَائِبُ :
الشَّدَائِدُ (3).
الشَّطْبُ من الرِّجَالِ و الخَیْلِ : الطَّوِیلُ الحَسَنُ الخَلْقِ ، و هو مَجَازٌ.
و الشَّطْبُ :السَّعَفُ الأَخْضَر الرَّطْبُ من جَرِید النَّخْل، واحدته شَطْبَهٌ . وَ کَکَتِفٍ :جَبَلٌ کما سیَأْتی.
و فی حدیث أُمِّ زَرْع:«کَمَسَلِّ شَطْبَه ».قال أَبو عبید:
الشَّطْبَهُ : ما شُطِبَ من جَرِید النَّخْل،و هو السَّعَفَهُ الخَضْرَاءُ، شبَّهَتْهُ بِتِلک الشَّطْبَه لنَعْمَتِه و اعْتِدَالِ شَبَابِهِ ، و قیل:أَرادَت أَنه مَهْزولٌ کأَنَّه سَعَفَهٌ فی دِقَّتِها،أَرادت أَنه قلیل اللَّحْم دَقِیقُ الخَضْرِ فَشَبَّهَتْه بالشَّطْبَه ،أَی مَوْضِعُ نَوْمِه دَقِیقٌ لِنَحَافَتِه،و قِیلَ :أَرَادَتْ سیْفاً سُلَّ من غِمِدْهِ .
و المَسَلُّ :مَصْدَرٌ بِمَعْنَی السَّلِّ أُقِیمَ مُقَام المَفْعُولِ أَی کمَسْلُول الشَّطْبَه یَعْنِی ما سُلَّ من قِشْرِه أَو غمده. و قال أَبو سَعِید: الشَّطْبَهُ : السَّیْفُ ، أَرادت أَنه کالسَّیْفِ یُسلُّ من غِمدِه،کما قال العُجَیْرُ السَّلُولِیُّ یَرْثِی أَبَا الحَجْنَاء:
فَتًی قُدَّ قَدَّ السَّیْفِ لا مُتَآزِفٌ
و لا رَهِلٌ لَبَّاتُه و أَبَاجِلُه (4)
و الشِّطْبَهُ بالفَتْح و بالکَسْرِ:الجَارِیَهُ الحَسَنَهُ التَّارَّهُ الغَضَّهُ ، و قیل:هی الطَّوِیلَهُ ، و الکَسْر عن ابن جِنِّی،قال:
و الفَتْحُ أَعْلَی.
و غُلاَمٌ شَطْب :حَسَنُ الخَلْق،لَیْسَ بِطَوِیلٍ و لا قَصِیرٍ.
و رجُلٌ مَشْطُوبٌ و مُشَطَّبٌ إِذَا کَانَ طوِیلاً.
و الفَرَسُ الشَّطْبَهُ :هی السَّبطَهُ اللَّحْمِ بسکون الموحده و کفَرِحَه،و قیل:هی الطَّویلَهُ و یُفْتَح، و الکَسْرُ لغه و لا یُوصَفُ بِهِ المذکر.
و الشِّطْبَهُ بالکَسْرِ: طَرِیقُ السَّیْفِ فی مَتْنِه کالشُّطْبَه بالضَّمِّ و الشَّطْبَه بالفتْح.
ص:111
و شُطَبَه کهُمَزَه و هو نَادِر،و قیل:هو جَمْع کَرُطَب وَ رُطَبَه.
ج شُطُوبٌ و شُطَبٌ کغُرَف و کُتُب.
قال شَیْخُنا نَقْلاً عن شُرُوحِ الفَصِیح:ظَاهِرُه أَنهما جَمْعَانِ لمُفْردٍ وَاحِدٍ.و قال الفَرَّاءُ:إِنَّهُمَا لُغَتَان، فالشُّطُب کأَنَّه وَاحِدٌ کالحُلُم،و الشُّطَبُ کأَنه جَمْعُ شُطْبَه کغُرْفَهٍ و غُرَفٍ .و صَرِیحُ کَلاَمِ ابْنِ هِشَامٍ اللَّخْمِیِّ أَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ منهما جَمْعٌ لمُفْردٍ لَفْظُه غَیْرُ لَفْظِ الآخر، فالشُّطُب ، بضمتین،جَمْعُ شَطِیبَه کصَحِیفَه و صُحُفٍ .و أَما الشُّطَب ، بفتح الطاء،فجَمْعُ الشُّطْبَه فانْظُرْه مَعَ کَلاَمِ المُصَنِّفِ .
و سَیْفٌ مُشَطَّبٌ کمُعَظَّم و مَشْطُوبٌ :فِیهِ شُطَبٌ أَی طَرَائِقُ فی مَتْنِه،و رُبَّمَا کَانَتْ مُرْتَفِعَهً و مُنْحَدِرَهً .و یقال إِنَّه مَجَازٌ، لأَنَّه شُبِّه بما یُقَدُّ من السِّنِام طُولاً.عن ابن شُمَیْل: شُطْبَهُ السَّیفِ :عَمُودُه النَّاشِزُ فی مَتْنِه.و ثَوْبٌ مُشَطَّبٌ :فِیهِ طَرَائِقُ .
و الشِّطْبَهُ بالکَسْر (1): القِطْعَهُ من سَنَامِ البَعِیرِ تُقْطَعُ طُولاً لِئَلاَّ تَنْشَدِخَ کالشَّطِیبَه و کلّ قِطْعَهٍ مِنْ ذلِکَ أَیْضاً تُسَمَّی شَطِیبَهً .و قِیلَ : شَطِیبَهُ اللَّحْمِ :الشَّرِیحَهُ مِنْه.و شَطَّبَه :
شَرَّحه.و یُقَالُ شَطَبْتُ السَّنَامَ و الأَدِیمَ أَشْطُبُه شَطباً .و قال أَبو زید: شُطَبُ السنَّامِ :أَن تُقَطِّعَه قِدَداً و لا تُفَصِّلَهَا،وَاحِدُهَا شُطْبَهٌ ،و قالوا أَیْضاً: شَطِیبَه و جَمْعُها شَطَائِب .و کُلُّ قِطْعَهِ أَدِیمٍ تُقَدُّ طُولاً شَطِیبَه .
و شَطَبَ السَّنَامَ و الأَدِیمَ یَشْطُبُهما شَطْباً : قَطَعَ (2)، و شَطِیبَهٌ من نَبْعٍ یُتَّخَذُ مِنْهَا القَوْسُ .
و شَطَبَ : مَالَ . و طَرِیقٌ شَاطِبٌ :مَائِلٌ . و شَطَبَ عَنْهُ :
عَدَلَ و بَعُدَ. یقال: شَطَبَت الدَّارُ.و عن الأَصْمَعِیّ :شَطَفَ و شَطَبَ ،إِذَا ذَهَبَ و تَبَاعَدَ.
و فی النَّوَادِرِ:رَمْیَهٌ شَاطِفَهٌ و شَاطِبَهٌ و صائِفَهٌ إِذَا زَلَّت عن المَقْتَل.و
17- فی الحَدِیث: «فحَمَلَ عَامِرُ بْنُ رَبِیعَهَ عَلَی عَامِر بْنِ الطُّفَیْل فطَعَنَه فشَطَب الرُّمْحُ عَنْ مَقْتَلِه (3). هو من شَطَب بمَعْنَی بَعُدَ.قال إِبْرَاهِیمُ الحَرْبِیُّ : شَطَبَ الرُّمْحُ عن مَقْتَلِه أَی لم یَبْلُغْه.و رُوِی عن الأَصْمَعِیّ :شَطَفَ و شَطَب إذا عَدَلَ و مَالَ .
و الشَّطَائِبُ دُونَ الکَرَانیفِ ،و الواحِدَهُ شَطِیبَه .و الشَّطْبُ دُونَ الشَّطَائِب حَکَاه ابن الأَعْرَابِیّ .و الشَّطَائِب من النَّاسِ و غَیْرِهم: الفِرَقُ و الضُّرُوب المُخْتَلِفَهُ . قال الرَّاعی:
فَهَاجَ بِهِ لَمَّا تَرَجَّلَتِ الضُّحَی
شَطائِبُ شَتَّی من کِلابٍ و نَابِلِ
و ناقَهٌ شَطِیبَهٌ :یَابِسَهٌ .
و شَاطِبَهُ :د بالمَغْرِب بالأَنْدَلسُ .مِنْهَا أَبُو القَاسِم بْنُ فِیرُّهْ صاحِب حِرْزِ الأَمَانِی.و القاضی أَبو بکْر بْنُ العَربِیّ .و الإِمَامُ النَّظَّار أَبُو إسْحَاق و غَیْرُهم،و فِیهَا قِیلَ .
نِعْم مَلْقَی الرَّحْل شَاطِبَهٌ
لِفَتًی طَالَت بِهِ الرِّحَلُ
بلْدَهٌ أَوْقَاتُها سَحَرٌ
و صَباً فی ذَیْلِهِ بَلَلٌ
و نَسِیمٌ عَرْفُه أَرِجٌ
و رِیَاضٌ غُصْنُها ثَمِلُ
و وُجُوهٌ کُلُّها غُرَرٌ
و کَلاَمٌ کُلُّه مَثَلُ
و قد تعرض لذکرها الإمَامُ أَبُو العَبَّاسِ أَحمدُ المَقَّریّ فی نَفْح الطِّیبِ فَرَاجِعْه.
و فی الصَّحاح شَطِیبٌ کأَمِیرٍ:اسم جَبَل.
و قال ابن منظور:رأَیت فی حَوَاشِی نُسْخَهٍ مَوْثوقٍ بها هکذا وَقع فی النّسخ.و الذی أَورده الفارابیّ فی دِیوَانِ الأَدَب،و الذِی رَوَاه ابْنُ دُرَیْد و ابْنُ فَارِس: شَطِب کَکَتِف و هو جَبَلٌ آخرَ مَعْرُوف.قال عَبِیدُ بْنُ الأَبْرَص،و یُرْوَی لأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ أَیْضاً:
کأَنَّ أَقرابَهُ لمَّا عَلاَ شَطِباً
أَقرابُ أَبْلَقَ یَنْفِی الخَیْلَ رَمَّاحِ (4)
ص:112
و قال امرؤُ القَیْس.
عَفَا شَطِبٌ مِنْ أَهْلِهِ فَغُرُورُ
فَمَوْبُولَهٌ إِن الدیارَ تَدُورُ
و الشَّطِیبِیَّهُ :مَاءٌ بأَجَإِ لِبَنِی طَیِّئ (1).
و من المَجَازِ: أَرضٌ مُشَطَّبَهٌ کمُعَظَّمَهٍ :خَطَّ فِیهَا السَّیْلُ قَلِیلاً لَیْسَ بالکَثِیرِ.
و الشَّطِیبِیَّهُ من البَرَاذِع:المُضَرَّبَه و شِطَابُها بالکَسْرِ: ما تُضَرَّبُ بِهِ .
و عن أَبی الفَرَجِ : الشَّطَائِبُ :الشَّدَائِدُ کالشَّصَائِبِ سواء.
و شُطَابٌ کغُرَابٍ :نَخلٌ لِبَنِی یَشْکُرَ بالْیَمَامَه.
و الشَّطْبَتَان :من أَوْدِیَهِ الْیَمَامَه.
و فَرَسٌ مَشْطُوبُ المَتْنِ و الکَفَلِ :انْتَبَر أَی انْتَفَخَ مَتْنَاهُ سِمَناً و تَبَایَنَت غُرُورُه (2).و قال الجَعْدِیُّ :
مِثْلُ هِمْیَانِ العَذَارَی بَطْنُه
أَبْلَقُ الحَقْوَیْنِ مَشْطُوب الکَفَلْ
و انْشَطَبَ المَاءُ و غَیْرُه:سَالَ . و الانْشِطَابُ :السَّیَلاَنُ .
و المُنْشَطِبُ :السَّائِلُ من المَالِ و غَیْرِه.
وَ رَجُلٌ شَاطِبُ المَحَلِّ مثل شَاطِن.و المُنْشَطِبُ (3):
السَّائِلُ .
و الشَّوَاطِبُ من النساء: اللاَّتِی یَقْدُدْن الأَدِیمَ بَعْدَ مَا یَحْلِقْنَه (4)و فی نسخه یَخْلُقْنَه،والَّلائِی یَشْقُقْنَ الخُوصَ (5)و یَقْشِرْنَ العَسِیب (6)لیَتَّخِذْنَ منْه الحُصْرَ ثم یُلْقِینَها إِلی المُنَقِّیَاتِ قال قَیْسُ بن الخطیم:
تَرَی قِصَدَ المُرَّان تُلْقَی کأَنَّها
تَذَرُّعُ خِرْصَانٍ بأَیْدِی الشَّوَاطِبِ
تقول مِنْه: شَطَبَتِ المرأَهُ الجَرِیدَه (7)شَطْباً :شقَّتْه فهی شَاطِبه لتَعْمَل منه الحَصِیرَ.و عن الأَصمعی: الشَّاطِبَهُ :التی تَقْشُر (8)العَسِیبَ ،ثم تُلْقِیه إِلی المُنَقِّیَهِ فتأْخُذُ کُلِّ شَیءٍ عَلَیْهِ بِسِکِّینَها حتی تترکه رَقِیقاً،ثم تُلقِیه المُنَقِّیَهُ إِلی الشَّاطِبَه ثَانِیه.و عن ابن السِّکّیت: الشَّاطِبَهُ :التی تَعْمَلُ الحَصِیرَ من الشَّطْبِ .و الشُّطُوب :أَن یُؤْخَذَ قِشْرُه الأَعْلَی،قال:
و تَشْطُب و تِلْحَی وَاحِدٌ،و سیأْتی ذلک فی خرص و فی ذرع إِن شَاءَ اللّهُ تَعَالی.
و الشُّطْب بالضم:قَرْیَهٌ بالصَّعِیدِ الأَدْنَی.
*و مما یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
شَطَبٌ :موضِعٌ بالیَمَن بالقُرْب من صَنْعاء،و تُضَاف إِلَیْه سَوْدَه،و هی قَرْیَهٌ عَامِرَه،و قد نُسِب إِلَیْهَا جَمَاعَه من العلمَاء و المُحَدِّثِین و الصُّوفِیَّه.
الشَّعْبُ کالمَنْع:الجَمْعُ .و التَّفْرِیقُ .
و الإِصْلاَحُ .و الإِفْسَادُ، ضِدُّ.صَرَّح به أَبُو عُبَیْد و أَبُو زِیَادٍ.
و قال ابْنُ دُرَیْد:هذَا لَیْسَ من الأَضْدَادِ بَلْ کُلُّ من المَعْنَییْنِ لُغَهٌ لِقَوْم دُونَ قَوْمٍ .و
17- فی حَدِیثِ ابن عُمَر (9): « شَعْبٌ صَغِیر من شَعْبٍ کَبِیرٍ». أَی صَلاحٌ قَلِیلٌ مِن فَسَادٍ کَبِیرٍ (10). شَعَبَه یَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب .و شَعَّبَه فَتَشَعَّبَ .و أَنْشَدَ أَبُو عُبَیْد لِعَلِیّ ابن الغَدِیرِ (11)الغَنَوِیِّ فی الشَّعْبِ بمعنی التَّفْرِیقِ :
و إِذَا رَأَیْتَ المرءَ یَشْعَبُ أَمْرَه
شَعْبَ العَصَا و یَلِجُّ فی العِصْیَان (12)
قال:مُرَادُه یُفرِّق أَمْرَهُ .
قال الأَصْمَعِیُّ : شَعَبَ الرجلُ أَمْرَه إِذَا شَتَّتَه و فَرَّقَه.و قَال
ص:113
ابنُ السِّکِّیت:فی الشَّعْبِ :یَکُونُ بِمَعْنَیَیْن،یَکُون إِصْلاَحاً و یکون تَفْرِیقاً. و الشَّعْبُ : الصَّدْعُ الذی یَشْعَبُه الشَّعَّابُ ، و إِصْلاَحُه أَیْضاً الشَّعْبُ ،قاله ابن السِّکِّیت.و
16- فی الحَدِیثِ :
«اتَّخَذَ مَکَانَ الشَّعْبِ سِلْسِلَهً ». أَی مَکَان الصَّدْعِ و الشّقَ الَّذِی فیه.و الشَّعَّابُ :المُلَئِّم و حِرْفَتُه: الشِّعَابَه . و الشَّعْبُ :
التَّفَرُّقُ (1)فی الشَّیءِ و الجَمْعُ شُعُوبٌ و
17- فی حدیثِ عَائِشَه رَضِیَ اللّهُ عَنْهَا-وَ وَصَفَتْ أَبَاهَا: «یَرْأَبُ شَعْبَهَا ». أَی یَجْمَعُ مُتَفرِّقَ أَمْرِ الأُمَّهِ و کَلِمَتَهَا.
و الشَّعْبُ : القَبِیلَهُ العَظِیمَهُ ، و قِیلَ :الحَیُّ العَظِیمُ یَتَشَعَّبُ من القَبِیلَه،و قِیلَ :هُو القَبِیلَه نَفْسُها و الجمع شُعُوب .
و الشَّعْبُ :أَبو القَبَائِل الَّذِی یَنْتَسِبون إِلَیْهِ أَی یَجْمَعُهُم و یَضُمُّهم،وَ فِی التَّنُزِیلِ : وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا (2).
17- قال ابنُ عَبَّاسٍ فی ذلک: الشُّعُوبُ :
الجُمَّاعُ .والقَبَائِلُ البُطُونُ ،بُطُونُ العَرَب.
و نَقَلَ شَیْخُنَا عَنْ أَبِی عُبَیْدٍ البَکْرِیِّ فی شَرْحِ نَوَادِرِ أَبِی عَلِیّ الْقَالِیّ :کُلُّ النَّاسِ حَکَی الشَّعْبَ فی القَبِیلَهِ ،بالفتح.
و فی الجَبَل«بالکَسْرِ»إِلا بُنْدَار فإِنَّه رَوَاه عَنْ أَبِی عُبَیْدَه بالعَکْسِ ،انْتَهی.
و حَکَی أَبُو عُبَیْد عَنِ ابْنِ الکَلْبِیّ عَنْ أَبِیهِ ، الشَّعْبُ :أَکْبَرُ مِن القَبِیلَه ثم الفَصِیلَهُ ثم العِمَارَهُ ثُمَّ البَطْنُ ثُم الفَخِذُ.
قال الشَّیْخُ ابْنُ بَرِّیّ :الصَّحِیحُ فی هَذا ما رَتَّبَه الزُّبَیْر بْنُ بَکَّار،و هو الشَّعْبُ ثُمَّ القَبِیلَهُ ثُمَّ العِمَارَهُ ثم البَطْنُ ثم الفَخِذُ ثُمَّ الفَصِیلَه.و قد نَظَمَه الزَّیْنُ العِرَاقِیّ ،و ذَکَرَه ابْن رَشِیقٍ فی العُمدَهِ .
قال أَبو أُسَامَه:هذِه الطَّبَقَات علی تَرْتِیبِ خَلْقِ الإِنْسَان، فالشَّعْبُ أَعْظَمُهَا مُشْتَقُّ من شَعْبِ الرَّأْسِ ،ثم القَبِیلَهُ مِنْ قَبِیلَه الرَّأْسِ لاجْتِمَاعِهَا (3)،ثم العِمَارَهُ ،وَ هِیَ الصَّدْرُ،ثم البَطْنُ ،ثم الفَخِذ،ثُمَّ الفَصِیلَه (4)،و هِی السَّاقُ .قلت:و قال شیخنا:و زاد بعضهم العشیره فقال:
اقْصِد الشَّعْبَ فَهْوَ أَکثر حَیٍّ
عَدَدَاً فی الحِواء ثم القَبِیلَهْ
ثم یَتْلُوهُمَا العِمَارَهُ ثُمَّ الْ -
بطْنُ و الفَخْذ بَعْدَها و الفَصیلهْ
ثم من بعدها العَشِیرَه لکِنْ
هی فی جَنْبِ ما ذَکَرْنَا قَلِیلَه
قال:و نَظَمَهَا الشَّاذِلِیّ مع زِیَادَه ضَبْطِهَا فَقَال:
شَعْبٌ بفَتْح الشِّینِ و القَبِیلَهْ
مِنْ بَعْدِهَا عِمَارَهٌ أَصِیلَهْ
وهْی بِکَسْرِ العَیْنِ تُرْوَی ثُمَّ قُلْ
بَطْنٌ و فَخْذ بَعْدَها و لا تَحُلْ
و سَادِسٌ فَصِیلَهٌ تَرْوِیهِ
وَهْیَ الْعَشِیرهُ الَّتِی تَلِیه
و قرأْتُ فی نَفْحِ الطِّیب لأَبِی العَبَّاسِ أَحْمَد المَقَّرِیّ مَا نَصُّه:و قَالَ العَلاَّمَهُ مُحَمَّد بنُ عَبْدُ الرَّحْمن الغَرْنَاطِیّ :
الشَّعْبُ ثم قَبِیلَهٌ و عِمَارَه
بَطْنٌ و فخْذٌ فالفَصِیلَه تَابِعَهْ
فالشَّعْب مُجْتَمَعُ القَبِیلَهِ کُلّهَا
ثُمَّ القَبِیلَه لِلْعِمَارَهِ جَامِعَهْ
و البَطْنُ تَجْمَعُه العَمَائِرُ فاعْلَمَنْ
و الفَخْذُ تَجْمَعُه البُطُونُ الوَاسِعَهْ
و الفَخْذُ یَجْمَع لِلْفَصَائِل هَاکَها
جَاءت عَلَی نَسَق لَهَا مُتَتَابَعهْ
فخُزَیْمَهٌ شَعْبٌ و إِنَّ کِنَانَهً
لَقَبِیلَهٌ مِنْهَا الفَضَائِلُ نَابِعَهْ
و قُریْشُها تُسْمَی العِمَارَهَ یا فَتی
و قُصَیُّ بَطْنٌ للأَعَادِی قَامِعَهْ
ذَا هَاشِمُ فَخِذٌ وَذَا عَبَّاسُهَا
کَنْزُ الفَصِیلَهِ لا تُنَاطُ بِسَابِعَه
قلت:و مِثْلُه فی المِصْبَاح و غَیْرِه مِنْ أُمَّهَاتِ اللُّغَه.
و الشَّعْبُ : الجَبَلُ هَکَذَا فی النُّسَخِ ،وَ صَوَابُه الجِیلُ «بِکَسْرِ الجِیمِ و الیَاءِ التَّحْتِیَّه السَّاکِنَه»کَما فی غِیْرِ وَاحِدَهٍ من الأُمَّهَاتِ .
ص:114
قال ابْنُ مَنْظُور:و الشَّعْبُ ما تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِلِ العَرَب و العَجَم،و کُلُّ جِیلٍ شَعْبٌ .قال ذُو الرُّمَّه:
لا أَحْسَبُ الدَّهْرَ یُبْلِی جِدَّهً أَبداً
و لا تَقَسَّمُ شَعْباً وَاحِداً شُعَبُ
و الجَمْعُ کالجَمْعِ .و نَسَبَ الأَزْهَرِیّ الاسْتِشْهَادَ بهذَا البَیْتِ إِلی اللَّیْثِ .
و سَیَأْتِی ذِکْرُ الشَّعْبِ و اخْتِلاَفَهم فِیه.و قَدْ غَلَبَت الشُّعُوبُ بِلَفْظِ الجَمْع عَلَی جِیلِ العَجَم کما سَیَأْتِی أَیْضاً فَاتَّضَح بِذَلِکَ أَن نُسْخَهَ الجَبَل خَطَأُ.
و الشَّعْبُ : مَوْصِلُ قَبَائِل الرَّأْس، و هو شَأْنُه الَّذِی یَضُمُّ قَبَائِلَه.و فی الرَّأْسِ ،أَرْبَعُ قَبَائِل،و أَنشد:
فإن أَوْدَی مُعَاوِیَهُ بن صَخْر
فَبَشِّرْ شَعْبَ رَأْسِکَ بانْصِدَاعٍ
و الشَّعْبُ : البَّعْدُ. یقال: شَعْبُ الدَّارِ أَی بُعْدُهَا.قال قَیْسُ بْنُ ذَرِیحٍ :
و أَعْجَلُ بالإِشْفَاقِ حَتَّی یَشِفَّنِی
مَخَافَه شَعْبِ الدَّارِ و الشَّمْلُ جَامِعُ
و الشَّعْبُ : البَعِیدُ یقال:
مَاءُ شَعْبٌ أَی بَعِیدٌ و الجَمْعُ شُعُوبٌ و انْشَعَبَ عَنِّی فُلاَنٌ :تَبَاعَدَ.
و شَاعَبَ صاحِبَه:باعَدَه.قَالَ :
و سِرْتُ و فی نَجْرَانَ قَلْبِی مُخَلَّفٌ
و جِسْمِی بِبَغْدَادِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ
و الشَّعْبُ : بَطْنٌ من هَمْدَانَ . و قال الفَرَّاء:حَیٌّ مِنَ الیَمَنِ ،و إِلَیْهِ نُسِبَ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِیلَ الفقیهُ المَشْهُورُ،قاله ابْنُ فَارِس و الأَزْهَرِیّ و الفَارَابِیّ ،و سَیَأْتِی بَیَانُ کَلاَمِ الجَوْهَرِیّ .و قیل: شَعْبٌ :جَبَلٌ بالیَمَن،و هو ذُو شَعْبَیْن (1)نَزَلَهُ حَسَّانُ بْنُ عَمْرو الحِمْیَرِیُّ (2)وَ وَلَدَهُ فنُسِبُوا إلَیْه،فَمَنْ کَانَ مِنْهُم بالکُوفَهِ یُقَالُ لَهُم شَعْبِیُّون ،مِنْهُم عَامِرٌ الشَّعْبِیّ و عِدَادُه فی هَمْدَان،و مَن کَان منهم بالشَّامِ یُقَالُ لَهُم الشَّعْبَانِیُّون ، و مَنْ کَانَ مِنْهُم بالیَمَن یُقَالُ لَهُم آلُ ذِی شَعْبَیْن ،و مَنْ کان مِنْهُم بِمِصْرَ و المَغْرِبِ یُقَالُ لَهُم الأُشْعُوبُ .کذا فی لِسَانِ العَرَب.
و الشَّعْبُ بالکَسْرِ:الطَّرِیقُ فی الجَبَل، قد أَنْکَرَه شَیْخُنَا، وَ هُوَ فِی لِسَانِ العَرَب و غَیْرِه من الأُمَّهَاتِ .
و قال ابن شُمَیْلٍ : الشِّعْبُ : مَسِیلُ المَاءِ فی بَطْنِ أَرْضٍ لَهُ حَرْفَان مُشْرِفَان،و عَرْضُه بَطْحَهُ رَجُل إِذَا انْبَطَح،و قد یَکُون بَیْن سَنَدَیْ جَبَلَیْنِ . أَو الشِّعْبُ هُوَ ما انْفَرَجَ بَیْنَ الجَبَلَیْن.
و الشِّعْب : سِمَهٌ لِلإِبِل لبَنِی مِنْقَرٍ کَهَیْئهِ المِحْجَنِ ،قاله الجَوْهَرِیّ .
و عن ابن شُمَیْل: الشِّعَابُ :سِمَهٌ فی الفَخِذ فی طُولِهَا خَطَّانِ یُلاَقَی بین طَرَفَیْهِمَا (3)الأَعْلَیَیْنِ ،و الأَسْفَلان مُتَفَرِّقَان.
و أَنشد:
نَارٌ عَلَیْهَا سِمَهُ الغَوَاضِرْ
الحَلْقَتَانِ و الشِّعَابُ الفَاجِرْ
و قال أَبو عَلِیٍّ فی التَّذْکِرَهِ : الشَّعْبُ :وَسْمٌ مُجْتَمِعٌ أَسْفَلُه مُتَفَرِّقٌ (4)و قال السُّهَیْلِیّ فی الرَّوْض:هو سِمَهٌ فی العُنُق کالمِحْجَنِ ،نَقَله شیخنا.
و رأَیْتُ فی هَامِش نُسْخَه لِسَانِ العَرَب، الشّعَبْ :سِمَهٌ ، بکَسْر الشِّین و فَتْحِها.
وَ هُوَ أَی الجَمَلُ مَشْعُوبٌ . و إِبِلٌ مُشَعَّبَهٌ :مَوْسُومٌ بها.
و الشِّعْبُ : ع.
و الشَّعَبُ بالتَّحْرِیکِ :بُعْدُ ما بَیْنَ المَنْکِبَیْن و الفِعْلُ کالفِعُل.
ص:115
و الشَّعَبُ :تَبَاعُدُ مَا بَیْنَ القَرْنَیْن، و قَدْ شَعِبَ کَفرِح شَعَباً و هُوَ أَشْعَبُ .و ظَبْیٌ أَشْعَبُ بَیِّنُ الشَّعَبِ إِذا تَفَرَّقَ قَرْنَاه فَتَبَایَنَا بَیْنُونَهً شَدِیدَهً و کَانَ مَا بَیْنَ قَرْنَیْه بَعِیداً جِدّاً،و الجَمْعُ شُعْبٌ .
و تَیْسٌ أَشْعَبُ ،و عَنْزٌ شَعْبَاءُ .
و الشَّاعِبَان :المَنْکِبَان لتَبَاعُدِهِمَا،یمانیه.
و من المَجَاز: الشُّعَبُ کَصُرَدٍ:الأَصابعُ . یقال:قَبَضَ عَلَیْهِ بِشُعَبِ یَدِه:أَصَابِعِه.و اغْرِزِ اللحْمَ فی شُعَب السَّفُّودِ، کَذَا فی الأَسَاس.
و الشَّعِیبُ کأَمِیرٍ: المَزَادَهُ المَشْعُوبَهُ أَو هِیَ الَّتِی من أَدِیمَیْن و قِیلَ :مِنْ أَدِیمن یُقَابَلاَن لَیْسَ فِیهِمَا فِئامٌ فِی زَوَایَاهُمَا.و الفِئَامُ فی الْمَزَایِدِ:أَن یُؤْخَذَ الأَدِیمُ فیُثْنَی.ثم یُزَادَ فی جَوَانِبِها ما یُوَسِّعُها.قال الرَّاعِی یَصِفُ إِبِلاً تَرْعَی فی العَزِیبِ (1):
إِذا لَمْ تُرَحْ أَدَّی إِلَیْهَا مُعَجِّلٌ
شَعِیبَ أَدِیم ذَا فِرَاغَیْنِ مُتْرَعا
یعنی ذا أَدِیمَیْن قُوبِلَ بینهما.
و قیل:التی تُفأَمُ بِجِلْدٍ ثَالِثٍ بَیْنَ الجِلْدَیْن لتَتَّسِعَ .
و قِیلَ :هِیَ التی من قِطْعَتَنِ شُعِبَتْ إِحْدَاهُمَا إِلَی الأُخْرَی أَی ضُمَّت. أَو هِیَ المَخْرُوزَهُ مِنْ وَجْهَیْن و کُلُّ ذلِک من الجَمْع. و الشَّعِیبُ أَیضاً: السِّقَاءُ البَالِی لأَنَّهُ یُشْعَبُ .
ج أَی جَمْعُ کُلّ ذَلِک شُعُب کَکُتُبٍ .
و فی لِسَانِ العَرَب: الشَّعِیبُ و المَزَادَهُ و الرَّاوِیَه و السَّطِیحَهُ شَیْ ء واحد،سُمِّی بِذلک لأَنَّه ضُمَّ بَعْضُه إِلَی بَعْض.و فی قَوْلِ المَرَّارِ یَصِفُ نَاقَهً :
إِذا هِیَ خَرَّتْ خَرَّ مِنْ عَنْ یَمِینِهَا
شَعِیبٌ بِهِ إِجْمَامُهَا و لُغُوبُهَا (2)
یَعْنِی الرَّحْلَ ،لأَنَّه مَشْعُوبٌ بَعْضُهُ إِلَی بَعْضٍ أَی مَضْمومٌ .
و الشُّعْبَهُ بالضَّمِّ :ما بَیْنَ القَرْنَیْن لتَفْرِیقِهما (3)بَیْنَهُمَا و ما بَیْن الغُصْنَیْن و مثله فی الأَساس. و الشُّعْبَهُ :الفِرْقَهُ و الطَّائِفَهُ من الشَّیءِ. و فی یَدِه شُعْبَهُ خَیْرٍ مَثَلٌ بِذَلِکَ .و یقال: اشْعَبْ لِی شُعْبَهً مِنَ الْمَالِ أَی أَعْطِنِی قِطْعَهً مِنْ مَالِک.و فی یَدِی شُعْبَهٌ مِنْ مَالٍ .و
16- فی الحدیث: «الحَیَاءُ شُعْبَهٌ مِن الإِیمان». أَی طَائِفَهٌ مِنْه و قِطْعَه (4).وَ
16- فی حَدِیثِ ابْنِ مَسْعُود: «الشَّبَابُ شُعْبَهٌ من الجُنُونِ » (5). و قَوْلُه تَعَالَی: إِلی ظِلٍّ ذِی ثَلاثِ شُعَبٍ (6).
قال ثَعْلَب:یقال:إِنَّ النارَ یَوْمَ القِیَامه تنفَرِق (7)ثَلاثَ فِرَق فکُلَّمَا ذَهَبُوا أَنْ یَخْرُجُوا إِلی مَوْضِعِ رَدَّتْهُم.و معنی الظِّلِّ هُنَا أَنَّ النَّارَ أَظَلَّتْه لِأَنَّه لَیْسَ هنَاک (8)ظِلّ ،کذا فی لسان العَرَب.
و الشُّعْبَهُ من الشَّجَرِ:ما تَفَرَّقَ مِنْ أَغْصَانِهَا.قَالَ لَبِیدٌ:
تَسْلُبُ الکَانِسَ لم یُؤْرَ بها (9)
شُعْبهَ السَّاقِ إِذا الظِّلُّ عَقَلْ
و تَشَعَّبَت أَغْصَانُ الشَّجَرَه و انْشَعَبَت :انْتَشَرت و تَفَرَّقَتْ .
و شُعْبَه (10):غُصْن من أَغْصَانِها و قیل: الشُّعْبَهُ : طَرَفُ الغُصْنِ ، وَ هُوَ مَجَاز.و شُعَبُهُ :أَطْرَافُه المُتَفَرِّقَهُ ،و کُلُّه رَاجِع إلی مَعْنَی الافْتِرَاقِ ،و قِیلَ :مَا بَیْنَ کُلِّ غُصْنَیْن شُعْبَه .
و یُقَالُ :هَذِه عَصا فِی رَأْسِهَا شُعْبَتَان .قال الأَزْهَرِیّ :
و سَمَاعِی مِن الْعَرَبِ عَصاً فی رَأْسِها شُعْبَانِ ،بِغَیْرتَاءٍ،کَذَا قَالَه ابْنُ مَنْظُور.
و فی الأَسَاسِ ،و مِنَ المَجَازِ:أَنَا شُعْبَهٌ مِنْ دَوْحَتِکَ و غُصْنٌ مِنْ سَرْحَتِک.
و الشُّعْبَهُ : المَسِیلُ فی ارْتِفَاع قَرَارَه الرَّمْلِ . و الشُّعْبَهُ :
المَسِیلُ الصَّغِیرُ.یقال: شُعْبَهٌ حافِلٌ أَی مُمْتَلِئَهٌ سَیْلاً.
ص:116
و الشُعْبَهُ : مَا صَغُرَ مِنَ و فی نسخه عَنِ التَّلْعَهِ .و قِیلَ :
ما عَظُمَ من سَوَاقِی الأَوْدِیَه. و قِیلَ : الشُّعْبَهُ :ما انْشَعَبَ من التَّلْعَهِ و الوَادِی أَی عَدَلَ عَنْه و أَخَذَ فی طَرِیقٍ غَیْرِ طَرِیقِه فتِلْکَ الشُّعْبَهُ . و الشُعْبَهُ : صَدْعٌ فی الجَبَلِ یَأْوِی إِلیه المَطَرُ، کذا فی النُّسَخِ و صَوَابُه الطَّیْرُ،کَذَا فی لِسَانِ العَرَب و زَادَ وَ هُوَ مِنْهُ . ج أَی جَمْعُ الکُلِّ شُعَبٌ و شِعَابٌ و الشُّعبَه :دون الشِّعْبِ و من المَجَاز: شُعَبُ الفَرَسِ و أَقْطَارُه: نَوَاحِیهِ کُلُّهَا. قال دُکَیْنُ بْنُ رَجَاءٍ.
أَشَمُّ خِنْذِیذٌ مُنِیفٌ شُعَبُهْ
یَقْتَحِمُ الفَارِسَ لولا قَیْقَبُهْ (1)
أَو الشُّعَبُ : ما أَشْرَفَ مِنْهَا أَی نَوَاحِیه.و فی بَعْضِ النُّسَخ مِنْهُ ،فالضَّمیرُ للْفَرَس،و المُرَادُ بما أَشْرَفَ مِنْه کالعُنُق و المَنْسِج و الحَجَبَات.و شُعَبُ الدَّهْرِ:حَالاَتُه،قَالُه اللَّیْث.
و أَنْشَدَ قَوْلَ ذِی الرُّمَّه المُتَقَدِّم الَّذِی هُوَ:
و لا تَقَسَّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
و فَسَّرَهُ فَقَال:أَی ظَنَنْتُ أَن لا یَنْقَسِم الأَمْرُ الوَاحِدُ إِلَی أُمُورٍ کَثِیرَه.قال الأَزْهَرِیُّ :و لم یجوِّد اللیثُ فی تَفْسِیره البَیْتِ ،و مَعْنَاهُ أَنَّه وَصَفَ أَحْیَاءً کانوا مُجَتَمِعِین فی الرِّبِیعِ ، فلما قَصَدُوا المحَاضِرَ تَقَسَّمَتْهُم المِیَاهُ .و شُعَبُ القَوْمِ :
نِیَّاتُهُم فی هَذَا البَیْت،و کانت لِکُلِّ فِرْقَهٍ مِنْهُم نِیَّهٌ غیرُ نِیَّهِ الآخَرِین فَقَالَ :ما کنتُ أظُنُّ أنَّ نِیَّاتٍ مُخْتَلِفهً تُفَرِّقُ نِیَّهً مُجْتَمِعَه،و ذَلِکَ أَنَّهم کَانُوا فی مُنتَوَاهُم (2)و مُنتَجَعِهم مُجتَمِعِین عَلَی نِیَّهٍ وَاحِدَه،فلما هَاجَ العُشْبُ و نَشَّتِ الغُدْرَانُ تَوَزَّعَتْهم المَحَاضِرُ و أَعْدَادُ المِیَاهِ ،فهذا مَعْنَی قَوْله
و لا تَقَسَّمُ شَعْباً واحِداً شُعَبُ
انْتَهَی من لِسَانِ العَرب.
و من المجاز:[ترادفت علیه] (3)نُوَبُ الزَّمَانِ و شُعَبُه :
حَالاتُه،کَذَا فِی الأَسَاسِ .
وَ شَعُوبُ :قَبِیلَهٌ . قال أَبو خِرَاش:
مَنَعْنَا من عَدِیِّ بنی حُنَیْفٍ
صِحَابَ مُضَرِّسٍ و ابْنَیْ شَعُوباً
فأَثْنُوا یا بَنِی شِجْعٍ عَلَیْنَا
و حَقُّ ابْنَیْ شَعُوبٍ أَن یُثِیبَا
قال ابنُ سِیدَه:کَذَا وَجَدْنَا شَعُوبٍ مَصْرُوفاً فی البَیْتِ الأَخِیر.و لو لمْ یُصْرَف لاحْتَمَل الزِّحَافَ .
و شَعُوبٌ :اسْمُ المَنِیَّهِ ، ذَکَرَهُ غَیْرُ وَاحِدٍ بغَیْرِ أَلِفٍ و لاَمٍ کالشَّعوب مَعْرِفهً ،و قد أَنْکَرَه جَمَاعَهٌ و عَدُّوه مِنَ اللَّحْنِ .
و فی الصِّحَاح: الشُّعْبَهُ :الفُرْقَهُ .تقُولُ : شَعَبَتْهُم المَنِیَّهُ أَی فَرَّقَتْهُم،و مِنْه:سُمِّیَتِ المَنِیَّهُ شَعُوبَ [لأنها تُفرقُ ] (4)، و هی مَعْرِفَهٌ لا تَنْصَرِفُ و لا یَدْخُلُهَا (5)الأَلِفُ و الَّلامُ .
و فی لِسَانِ العَرَبِ :و قِیلَ : شَعُوبُ و الشَّعُوبُ کِلْتَاهُمَا المَنِیَّه لأَنَّها تُفَرِّقُ .أَما قَوْلُهم فیها شَعُوبُ ،بغیر لام، و الشَّعُوبُ ،باللام،فقد یُمْکِن أَنْ یَکُونَ فی الأَصْل صِفَهً ، لأَنَّه-من أَمْثِلَه الصِّفَاتِ -بِمَنْزِلَه قَتُول و ضَرُوب،و إِذَا کَانَ کَذَلِک فَالَّلام فِیه بمَنْزِلَتها فی العبَّاسِ و الْحَسَن و الحَارِث.
و یُؤَکِّد هَذَا عِنْدَک أَنَّهم قَالُوا فی اشْتِقَاقِها إِنَّمَا (6)سُمِّیت شَعُوب ،لأَنَّها تَشْعَبُ ،أَی تُفَرِّقُ و هذا المَعْنَی یُؤَکِّد الوَصْفِیَّه فِیها،و هَذَا أَقْوَی من أَن تُجْعَلَ الَّلامُ زَائِدَهً .و من قَالَ شَعُوبُ ،بِلاَ لاَمٍ ،خَلَصَتْ عِنْدَه اسْماً صَرِیحاً،و أَعْرَاهَا فی اللِّفْظِ من مَذْهَبِ الصِّفَه،فلِذَلِکَ لم یُلْزِمْهَا (7)الَّلام کما فَعَلَ ذَلِکَ مَنْ قَالَ :عَبَّاس و حَارِث إِلاَّ أَنَّ رَوَائِح الصِّفَهِ فِیهِ عَلَی کُلِّ حَالٍ و إِنْ لم تَکُنْ فیه لاَمٌ .أَلاَ تَرَی أَنَّ أَبَا زَیْد حَکَی أَنهم یُسَمُّونَ الخُبْزَ جَابِرَ بْنَ حَبَّهَ ،و إِنَّما سَمَّوْه بِذَلِک لأَنه یَجْبُر الجَائِع،فَقَدْ تَرَی مَعْنَی الصِّفَه فِیه و إِنْ لَمْ تَدْخُلْه الِّلامُ .و مِنْ ذَلِکَ قَوْلُهم:وَاسِطٌ .قال سِیبَوَیْهِ :سَمَّوْهُ واسِطاً،لأَنَّه وَسَطَ (8)بَیْنَ العِرَاقِ و البَصْرَهِ ،فمَعْنَی الصِّفَهِ فِیهِ و إِنْ لَمْ یَکُن فی لَفْظِه لاَمٌ ،انْتَهَی.
و یُقَالُ :أَقَصَّتْه شَعُوبُ إقْصَاصاً إِذَا أَشْرَف علی المَنِیَّه ثم
ص:117
نَجَا.و
17- فی حَدِیثِ طَلْحَهَ : «فما زِلْتُ وَاضِعاً رِجْلِی عَلَی خَدِّه حَتَّی أَزَرْتُه شَعُوبَ ». أَی المَنِیَّه.و أَزَرْتُه مِنَ الزِّیَارَه.
و قَال نَافِعُ بنُ لَقِیطٍ الأَسَدِیُّ :
ذَهَبَتْ شَعُوبُ بأَهْلِه و بِمَالِه
إنَّ المَنَایا لِلرِّجَالِ شَعُوبُ
و شَعُوبُ : عَ بالیَمَن. و فی التکمله قَصْرٌ بالیَمَن (1).
و شَعَبَ کمنَعَ :ظَهَرَ، و مِنْه سُمِّیَ الشَّهْرُ کَمَا سَیَأْتِی.
و شَعَبَ البَعِیرُ: یَشْعَب شَعْباً : اهْتَضَم الشجَر مِنْ أَعْلاَهُ .
قال ثَعْلَبٌ :قَالَ النَّضْر بنُ شُمَیْل:سَمِعْتُ أَعْرَابِیًّا حِجَازِیّاً بَاعَ بَعِیراً لَهُ یَقُولُ :أَبِیعُک هو یَشْبَعُ عَرْضاً و شَعْباً .العَرْضُ :
أَنْ یَتَنَاوَلَ الشَّجَر منْ أَعْرَاضِهِ .
و شَعَبَ فُلاَناً:شَغَلَه. یقال:ما شَعَبَکَ عَنِّی،أَی مَا شَغَلَک.
و شَعَبَ الأَمِیرُ رَسُولاً إلَیْه:أَرْسَلَه.
و شَعَبَ اللِّجَامُ الْفَرَسَ إذَا کَفَّه عَنْ جِهَهِ قَصْدِهِ و لم یَدَعْه یَمْضِی عَلَی جِهَتِه.قال دُکَین:
شَاحِیَ فِیهِ و اللِّجَامُ یَشْعَبُه
و فی الشِّمَالِ سَوْطُه و مِخْلَبُه
و شَعَبَه یَشْعَبُه شَعْباً إِذَا صَرَفَه.
و شَعَبَ إِلَیْهِم فی عَدَدِ کَذَا: نَزَعَ و فَارَق صَحْبَه.
و شَعْبَانُ :قَبِیلَه.و:ع بالشّامِ .
فی لسان العرب: شَعْبَان :بَطْنٌ من هَمْدَان تَشَعَّب مِن الْیَمَن.إِلَیْهم یُنْسَبُ عَامِرٌ الشَّعْبِی علی طَرْحِ الزَائِد.و قد تَقَدَّم أَنَّ مَنْ نَزَلَ الشَّأَم مِنْ وَلَدِ حَسَّانَ بْنِ عَمْرو الحِمْیَرِیِّ یُقَال لهم: الشَّعْبَانِیُّون .
و شَعْبَان : شَهْرٌ م بَیْنَ رَجَب و رَمَضَان. ج شَعْبَانَاتٌ و شَعَابِینٌ کرمَضَانَ و رَمَاضِین.قَالَه یُونُس.ثم ذَکَر وَجْه التَّسْمِیَه فَقَال. مِنْ تَشَعَّبَ إِذَا تَفَرَّقَ کَانُوا یَتَشَعَّبُون فِیه فیطَلَبِ المِیَاه،و قِیلَ فی الغَارَاتِ .و قَالَ ثَعْلَبٌ :قال بَعْضُهُم:
إنَّما سُمِّی شَعْبَانُ شَعْبَاناً لأَنَّه شَعَبَ أَی ظَهَرَ بَیْنَ شَهْرَیْ (2)رَمَضَان و رَجَب. کانْشَعَبَ الطَّرِیقُ إِذَا تَفَرَّقَ ،و کَذَلِک أَغصانُ الشجره.و انْشَعَبَ النهرُ و تَشَعَّبَ :تَفَرَّقَتْ مِنْه أَنْهَارٌ.
و الزرعُ یَکُونُ عَلَی وَرَقِه ثُمَّ یُشَعِّبُ .و شَعَّبَ الزَّرْعُ و تَشَعَّب : صَارَ ذَا شُعَبٍ أَی فِرَقٍ .
و أَشْعَبَ الرجلُ إذا مَاتَ کانْشَعَب أَ و فَارَق فِرَاقاً لا یَرْجِعُ و قد شَعَبَتْه شَعُوبُ تَشْعَبُه فأَشْعَبَ کشَعَّبَ مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا فی النّسخ،بالتَّشْدِیدِ.و فی بَعض کمَنَع،و مِثْلُه فی لسان العرب.قَالَ النَّابِغَهُ الجَعْدِیّ :
أَقَامَتْ بِهِ مَا کَانَ فی الدَّارِ أَهْلُهَا
وَ کَانُوا أُنَاساً مِنْ شَعُوبَ فَأَشْعَبُوا
تَحَمَّلَ مَنْ أَمْسَی بِهَا فَتَفَرَّقُوا
فَرِیقَیْن مِنْهُم مُصْعِدٌ و مُصَوِّبٌ
قال ابن بَرِّیّ :صَوَابٌ إِنْشَادِه علی مَا رُوِی فی شِعْرِه:
وَ کَانُوا شُعُوباً مِنْ أُنَاسٍ أَی مِمَّن تَلْحَقهُ شَعُوبُ ،و یُرْوَی مِنْ شُعُوبٍ أَی کَانُوا مِنَ النَّاسِ الَّذِینَ یَهْلِکُونَ فَهَلَکُوا،انتهی.
و یقال للمَیِّت:قَدِ انْشَعَبَ .قال سَهْمٌ الغَنَوِیّ .
حَتَّی یُصَادِف مَالاً أَو یُقَالَ فَتًی
لاَقَی الذی تَشْعَبُ الفِتْیَان فَانْشَعَبَا (3)
و نَسَبَهُ الصَّاغَانِی إلی یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَهَ .
و المَشْعَبُ :الطَّرِیقُ .و المِشْعَبُ کمِنْبَر:المِثْقَبُ یُشْعَبُ به الإِنَاءُ أَی یُصْلَحُ .و الشعَابُ :المُلَئِّمُ ،و حِرْفَتُه الشِّعَابَهُ .
وَ شَاعَبَهُ و شَاعَبَ صاحِبَهُ إِذَا بَاعَدَه. قَالَ :
و سِرْتُ وَ فِی نَجْرَانَ قَلْبِی مُخَلِّفٌ
و جِسْمِی بِبَغْدَادِ العِرَاقِ مُشَاعِبُ
و شَاعَبَ فلانٌ الْحَیَاهَ ،و شَاعَبَتْ نَفْسُه:مَاتَ أَی زایَلَتِ الْحَیَاه و ذَهَبَتْ .قال النَّابِغَهُ الجَعْدِیّ :
ص:118
و یبْتَزُّ فِیهِ المَرْءُ بَزَّ ابْنِ عَمَّه (1)
رَهِیناً بکَفَّیْ غَیْرِه فَیُشَاعِبُ
یُشَاعِبُ :یُفَارِق أَی یُفَارِقُهُ ابْنُ عَمّه-فَبَزُّ ابْنِ عَمِّه:
سِلاَحُه.یَبْتَزُّه:یأْخُذُه.
کانْشَعَبَ و قد تَقَدَّم. و انْشَعَبَ عَنِّی فُلاَنٌ : تَبَاعَدَ.
و شَعَبَه یَشْعَبُه شَعْباً فانْشَعَب : انْصَلَح. و یُقَالُ : أَشْعَبَه فِیمَا یَنْشَعِب أَی یَلْتَئمُ ،و یُسَمَّی الرحْلُ شَعِیباً کما یأْتی.
و انْشَعَبَ أَیْضاً إِذَا تَفَرَقَ (2)کَتَشَعَّبَ فی الکُلِّ مِمَّا ذکر.
و الشَّعُوبِیُّ بالفَتْح: ه بالیَمَنِ . و قال أَبُو عُبَیْد:قَصْرٌ بالیَمَن،و قِیلَ :بَسَاتِینُ بظَاهِرِ صَنْعَاءَ.و قَال الصَّاغَانِیُّ بئر الشَّعُوبیّ :قَرْیَهٌ من مِخْلاَفِ سِنْجان (3)و بالضَّمِّ :مُحْتَقِرُ أَمْرِ العَرَب. قال ابنُ مَنْظُور:و قد غَلَبت الشَّعُوبُ بلَفْظِ الجَمْع علی جِیلِ العَجَم حَتَّی قِیلَ لمُحْتَقِر أَمْرِ العَرَب شُعُوبِیُّ ، أَضَافُوا إِلَی الجَمْع لغَلَبَتِهِ علی الجِیلِ الوَاحِدِ کقَوْلِهم:
أَنْصَارِیٌّ . و هم الشُّعُوبِیَّهُ ، و هم (4)فِرقَه لا تُفَضِّل العَرَبَ عَلَی العَجَم،و لا (5)تَرَی لَهُم فَضْلاً عَلَی غَیْرِهِم.و أَمَّا الَّذِی
17- فی حَدِیثِ مَسْرُوقٍ : «أَنَّ رَجُلاً مِنَ الشُّعُوبِ أَسْلَمَ ،فکَانَت تُؤْخَذُ مِنه الجِزْیَهُ ،فأَمَر عُمَرُ أَنْ لاَ تُؤْخَذَ مِنْه». قال ابْنُ الأَثِیرِ: الشُّعُوبُ هَاهُنَا العَجَم،وَ وَجْهُهُ أَنَّ الشَّعْبَ ما تَشَعَّبَ مِنْ قَبَائِل العَرَبِ أَو العَجَم فخُصَّ بأَحَدِهما،و یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ جَمعَ الشُّعُوبِیّ کقَوْلِهِم:الیَهُودُ و المَجُوسُ فی جَمْعِ الیَهُودِیِّ و المَجُوسِیّ .
و شِعْبَانِ بالکَسْر بِصِیغَهِ التَّثْنِیَه: مَاءٌ لِبَنِی أَبِی بَکْر بْنِ کِلاَب و شُعْبٌ کَقُفْلٍ :وَادٍ بین الحَرَمَیْن الشَّریفَیْن یَصُبُّ فی وادِی الصَّفْرَاء. و ذَاتُ الشَّعْبَیْن بالفَتْح: ه بالیَمَامَه و ذو شَعْبَیْن :جَلَلٌ بالَیَمَن و قد تَقَدَّم. و شُعْبَهُ بالضَمِّ : ع و
14- فی حدیث المَغَازی: «خَرَجَ رَسُولُ اللّهِ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ یُرِیدُ قُرَیْشاً،و سَلَکَ شُعْبَهَ ». و هُوَ مَوْضِع قُرْبَ یَلْیَل بوَزْنِ جَعْفَر،کَذَا هُوَ مَضْبُوطُ فی نُسْخَتِنَا و مِثْلُه فی المَرَاصِدِ و غَیْرِه أَو بِوَزْنِ أَمِیر کما یَأْتی للمُصَنِّف،و هو مَوْضِعٌ قُرْبَ الصَّفْرَاءِ فِیهِ عَیْنٌ غَزِیرَهٌ .
و فی لِسَانِ العَرَب،یُقَالُ لِهَذَا المَوْضِع شُعْبَهُ ابْنِ عَبْدِ اللّهِ (6).قلتُ :و شُعْبَه :مَوْضِعٌ علی فَرْسَخَیْن من زَبِیدَ بِهَا نَخِیلٌ و مَنَازِلٌ . و الشَّعْبَتَان بالضّمِّ : أَکَمَهٌ لها قَرْنَانِ نَاتِئَان.
و فی المَثَل: لا تَکُن أَشْعَبَ فَتَتْعَبَ .هُوَ أَشْعَبُ بْنُ جُبَیْر مَوْلَی عَبْدِ اللّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ مِنْ أَهل المَدِینه،کُنْیَتُه أَبُو العَلاَءِ طَمَّاعٌ م یُضْرَبُ بِهِ المَثَلُ : أَطْمَعُ مِنْ أَشْعَب .و له حِکَایَات و نَوَادِرُ غَرِیبَه أُلّفَت فی رِسَالَه.
و
14- أَخْرَجَ البُخَارِیُّ فی صَحِیحه.و غَیْرِه قَوْلَه صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ : «إِذَا جَلس (7)الرجل بَیْنَ شُعَبِهَا الأَرْبَعِ و جَهَدَهَا فَقَدْ وَجَبَ الغُسْلُ ». هِی یَدَاهَا و رِجُلاَهَا. کنی به عن الإیلاج أَو رِجْلاَها و شَفْرَا فَرْجِها و هُوَ مَجَاز. کَنَی بِذَلِکَ عنْ تَغْیِیبِ الحَشَفَه فی فَرْجِها.
و الشُّعَیْبَهُ کَجُهَیْنَه: مَرْسَی السُّفُن مِن سَاحِل بَحْر الحِجَاز،کَانَ مَرْسَی سُفُنِ مَکَّهَ قَبْل جُدَّه.قاله السُّهَیْلِیّ فی الرَّوْض،و نَقَلَه عَنْه شَیْخُنا.و اسْمُ وَادٍ (8).
و غَزَالُ شَعْبَان :دُوَیْبَّه، و هُوَ ضَرْب من الجَنَادِب أَو الجَخَادب.
و شُعَیْبٌ :اسْمٌ .و سَیِّدُنَا شُعَیْب :مِنَ الأَنْبِیَاءِ علَیْهم الصَّلاَهُ و السَّلاَمُ .قال الصَّاغَانِیُّ :و هو اسْمٌ عَرَبِیُّ یُمکِنُ أَنْ یَکُونَ تَصْغِیرَ شَعْب أَو أَشْعَب کما قالوا فی تَصْغِیرِ أَسْوَد سُوَیْد،و هو تَصْغِیر التَّرْخِیم.
و شُعَیْبٌ : ع.
و أَبُو أَحْمَد مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ شُعَیْبِ بْنِ هَارُونَ عَن أَبِی عَبْدِ اللّه البُوشَنْجِیّ .مات سنه 357. و جَعْفَر بْنُ مُحَمَّدِ بْن إِبْرَاهِیمَ بْنِ شُعَیْب البُوشَنْجِیّ عن حامد الرّفّاء.
و أَبو العَلاءِ صَاعِدُ بْنُ أَبِی الفَضْلِ ابْنِ أَبِی عُثْمَان
ص:119
المَالِینیّ عن بَیْبَی الهَرْثَمِیَّه،و عنه أَبو القَاسِم بنَ عَسَاکِر الدِّمَشْقِیّ .و قد وقع لنا حدیثه عالیاً فی معجم البلدان لا مات سنه 551 و أَبو الوقت عبد الأوّل بن (1)عیسی بن شُعیب السَّجَزیّ الهرویّ الشُّعَیْبِیُّون مُحَدِّثون نُسِبُوا إِلَی جَدِّهم.و محمد بْن شُعیب بْن سابور:و أَبو بکر شُعَیْب بنُ أَیُّوب الصَّرِیفِینیّ .و أَبُو عَلِیّ محمدُ بنُ هَارون بن شُعیب .
و شُعَیبُ بنُ عمر بن عِیسَی الإقْلِیشیّ الأَنْدَلُسیّ فاتح إِقْرِیطِش.و شُعَیْبُ بنُ الأَسود الجُبَّائِیّ من أَقْرَان طاوُوس، قاله ابنُ الأَثِیر.و أَبو سَعِید إسماعیلُ بنُ سَعِید بْنِ مُحَمَّد بنِ أَحمدَ بْنِ جَعْفَر بن شُعَیْب الشُّعَیْبِیّ مُحَدِّثٌ ابْنُ مُحَدِّثٍ .
و أَبو جَعْفَر (2)مُحَمَّد بْن أَحْمَد الشُّعَیْبِیُّ ،حدَّث بمصر، مُحَدِّثُون.و من المُتَأخِّرِین الشمسُ محمدُ بْنُ شُعَیب بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحمَد بْنِ علِیّ الشُّعَیْبِیّ الأَبْشِیهِیّ الزَّائِر ممَّن لَبِسَ من الشعراویّ و شیخ الإسلام.
و شَعَبْعَبٌ کسَفَرْجَلٍ : ع (3)قال الصِّمَّهُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ القُشَیْرِیُّ (4):
یَا لَیْتَ شِعْرِی و الأَقْدَارُ غَالِبَهٌ (5)
و العَیْنُ تَذْرِفُ أَحْیَاناً من الحَزَنِ
هَلْ أَجْعَلَنَّ یَدِی للخَلدِّ مِرْفَفَهً
عَلَی شَعَبْعَبَ بَینَ الحَوْضِ و العَطَن (6)
و شُعَبَی بالضم ثم الفتح مَقْصُور کَأُرَبَی:ع فی جَبَل طَیِّیء.قال جَرِیرٌ یَهْجُو العَبَّاسَ بْنَ یَزِید الکِنْدِیَّ :
أَعَبْداً حَلَّ فی شُعَبَی غَرِیباً
أَلُؤْماً لا أَبَالَکَ و اغْتِرَابَا (7)
و قرأْت فی المعجم ما نَصُّه:و لَیْسَ فی کَلاَمهم فُعَلی إلاأُدَمی (8)و شُعَبَی موضعان.و أُرَبَی اسْمٌ للدَّاهیه،و قد تَقَدَّمَ .
و الأَشْعَبُ :ه بالْیَمَامَه. قال النَّابِغَهُ الجَعْدِیُّ :
فَلَیْتَ رَسُولاً لَهُ حَاجَهٌ
إلی الفَلَج العَوْد فالأَشْعَبِ
و شَعْبُ النَّیْرَبِ الأَعْلَی هِیَ الرَّبْوَهُ .هو ما بَیْن الجَبَلَیْن أَعْلَی النَّیْرَب،کذا قاله ابْن نَاصِرٍ الدِّمَشْقِیّ .
و مَشْعَبُ الحَقِّ :طَرِیقُه الفَارِقُ بَیْنَهُ و بَیْنَ البَاطِلِ . قَالَ الکُمَیْتُ :
و مَا لِیَ إِلاَّ آلَ أَحْمَدَ شِیعَهٌ
وَ مَالِیَ إِلاَّ مَشْعَب الحَق مَشْعَبُ
و الشُّعْبَتَان :أَکَمَهٌ لَهَا قَرْنَان نَاتِئَانِ مُرْتَفِعَان.قال شَیْخُنَا:
و ذَکَرَ ابْنُ السِّکِّیت أَنَّهَا جُبَیْلاَتٌ بِشُعْبَه .قُلْت:و هو تکرَارٌ مَعَ مَا قَبْلَه.
و الفَقِیهُ التَّابِعِیّ الجَلِیلُ المَشْهُورُ عَامِرُ بْنُ شَرَاحِیل الشَّعْبِیُّ مِنْ شَعْبِ هَمْدَانَ . و قال الجَوْهَرِیُّ :إِلَی شَعْبِ ، و هو جَبَل ذِی شَعْبَیْن ،نَزَلَه حَسَّانُ بْن عَمْرو الحِمْیَرِیّ وَ وَلَدُه و قد تقدم..و قال ابن دَرَسْتَوَیْه:إِنَّه إِلی شَعْبان حَیّ (9)من الیَمَن،لأَنهم انْقَطَعُوا عن حَیِّهم. و بالضم مُعَاوِیَهُ بْنُ حَفْصٍ الشُّعْبِیُّ ،نِسْبَهٌ إِلی جَدِّه شُعْبه . و بالکَسْرِ أبو مَنْصُور عَبْدُ اللّه بن المُظَفَّرِ الشِّعْبِیُّ إلی الشِّعب ،و هو مَوْضع،عَن أَحْمَدَ بْنِ الحُسَیْنِ النَّهَاوَنْدِیّ ،و عنه عُمرُ بْنُ مَکّیّ النَّهَاوَنْدِیّ مُحَدِّثُون.
و
17- فی الحَدِیث: «ما هَذِه الفُتْیا الَّتِی شَعَبْتَ (10)بها النَاسَ ».
أَی فَرَّقْتَهُم.و المُخَاطَبُ بِهَذَا القَوْل ابنُ عَبَّاس فی تَحلیلِ المُتْعَه.و المُخَاطِبُ لَهُ بذَلِک رَجُلٌ مِنْ بَلْهُجَیْم.
و الشُّعْبَهُ :الرُّؤبَهُ (11)،و هی قِطْعَهٌ یُشْعَبُ بِهَا الإِنَاءُ.یقال:
قَصْعَهٌ مُشَعَّبَهٌ أَی شُعِبَتْ فی مَوَاضِعَ مِنْها،شُدِّد لِلْکَثْرَه.
ص:120
و فی المَثَل: «شَغَلَتْ شِعَابِی جَدْوَای» أَی شَغَلَت کثرهُ المَئونَهِ عَطَائِی عَنِ النَّاسِ .
و العَرَب تَقُولُ :أَبی لَکَ و شَعْبِی لک (1)مَعْنَاه فَدَیْتُک.
قال:
قَالَتْ (2)رأَیتُ رَجُلاً- شَعْبِی لَکْ
مُرَجَّلاً حَسُبْتُه تَرْجِیلَکْ
معناه:رأَیْتُ رَجُلاً-فَدَیْتُک-شَبَّهْتُه إِیَّاک.
الشَّعْصَبُ کجَعْفَرٍ:العَاسِی.و قد شَعْصَبَ الشَّیْخُ إِذَا عَسَا و ذلک إِذَا کَبِر و یَبِسَتْ أَعْضَاؤه.
الشَّعْنَبَهُ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال النَّضْر بْنُ شُمَیْل:هُوَ أَن یَسْتَقِیمَ قَرْنُ الکَبْشِ ثم یَلْتَوِیَ علی رَأْسِهِ قِبَل بکَسْرٍ فَفَتْح أُذُنِه. قَالَ : و یُقَالُ : إِنَّهُ أَی التَّیْس لمُشَعْنَبُ القَرْنِ أَی لَمُلْتَوِیه حَتَّی یَصِیرَ کَأنَّه حَلقَه (3)و مثله:إِنه مُعَنْکَبُ القَرْن:قاله الأَزْهَرِی.و المُشَعنِب أَیْضاً:
المُسْتَقِیمُ . و قال النَّضْرُ فی مُشَعْنِبِ القَرْن:بالعَیْنِ و الغَیْن.
تُکْسَرُ نُونُه و تُفْتَح.
الشَّغْبُ بالتَّسْکین و یُحَرَّک و هو لُغَهٌ و قِیل:لاَ و نَسَبها ابن الأَثِیر للعَامَّه.و قال الحَرِیریّ فی دُرَّهِ الغَوَّاصِ .
و یَقُولُون فِیهِ شَغَب ،بفتح الغَیْن،فیوهَمُون فِیهِ کما وَهِمَ بعضُ المُحْدَثِین فی قوله:
شَغَبْتَ کَیْمَا تُغَطِّی الذَّنْبَ بالشَّغَبِ
و الصَواب فیه شَغْب بإِسْکَانِ الغَیْن.و اعترضَ عَلَیْه ابنُ بَرِّیّ فی حَوَاشِی الدُّرَّهِ و قال:إِن قولَهم شَغَبٌ بفتح الغین، صَحِیح وَارِد،نَقَلَه ابنُ دُرَیْد.قال شیخنا:و حکاه ابنُ جِنِّی فی المُحْتَسب و الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَسَاس،و هو تَهْیِیج الشَّرِّ و الفِتْنَهِ و الخِصَامِ و الشَّغْبُ :الخِلاَف قاله الباهِلِیّ کالتَّشْغِیبِ .
و شَغْبٌ علی مَا فِی الوَفَیَات لابْن خِلِّکان.و فیالمَرَاصِدِ: شَغْبٌ : (4)ع بِبِلاَد عُذْرَه،و قیل:قریه بها مِنْبَرٌ و سُوقٌ ،و قیل:بَیْن المَدِینه و أَیْلَه.و قیل: (5)هی قَرْیَه خَلْفَ وَادِی القُرَی.
و قال ابن منظور: شَغْب :بَیْن المَدِینَه و الشَّام.و
17- فی حَدِیث الزُّهْرِیّ : «أَنَّه کَانَ لَهُ مَالٌ بِشَغْبٍ و بَدَا». هما مَوْضِعَان فی الشَّام، (6)و بِهِ کَانَ مُقَام عِلیّ بْنِ عبداللّه بْن عَبَّاسٍ و أَوْلاَدِه إِلَی أَنْ وَصَلَت إِلَیْهِم الخِلاَفَه و هو بِسُکُونِ الغَیْن،انْتَهَی و قیلَ :هُمَا وَادِیَان،و اسْتَدَلَّ بقَوْل کُثَیِّر:
و أَنْتِ الَّتِی حَبَّبْتِ شَغْباً إِلی بَدَا (7)
إِلیَّ و أَوْطَانِی بِلاَدٌ سِواهُمَا
إِذا ذَرَفَتْ عَیْنَای أَعْتَلُّ بالقَذَی
و عَزَّهُ لَوْ یَدْرِی الطَّبِیبُ قَذَاهُمَا
حَلَلْتِ (8)بِهَذَا حَلَّهً ثم حَلَّهً
بِهَذَا فَطَابَ الوَادِیَانِ کِلاَهُمَا
و به قال الزُّهْرِیّ هَکَذا فی سَائِر النُّسَخ،و لم یَتَعَرَّض له شَیْخُنا،و لم أَجِد مَنْ شَرَحَ هَذَا المَوْضِع،و هو تَصْحِیف مُنْکَر وَقَعَ من النُّسَّاخ.و الصَّوَابُ :و بِه مَالَ أَوْ مَاتَ الزُّهْرِیّ ،و هو أَبُو بَکْر مُحَمَّد بن مُسْلِم بْنَ عُبَیْدِ اللّه بُنِ عَبْدِ اللّه بْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیُّ المَدَنِیُّ مَاتَ سَنَهَ أَرْبَعٍ و عِشْرِینَ و مائَه بِشَغب فی أَمْوِالِه بِهَا.قال ابنُ سَعْد عن الحُسَیْن بْنِ أَبِی السَّرِیّ العَسْقَلاَنِیّ :رَأَیْتُ قَبْر الزُّهْرِیّ بأَدَامَی (9)،و هی خَلْف شَغْب وَ بَدَا،و هی أَوَّلُ عَمَل فِلَسْطِین و آخرُ عَمَل الحِجَاز،و بها ضَیْعَهُ الزُّهْرِیّ الَّتی کَانَ فِیهَا،و رأَیت قَبْرَه مُسَنَّماً مُجَصَّصاً أَبْیَضَ ،قَالَه الهَکَّارِیُّ فی رِجَال الصّحِیحَیْن.
و قد شَغَبَهم یَشْغَب شَغْباً ، و شَغَبَ بِهِم.و شَغَبَ فیهم،و شَغَبَ عَلَیْهِم کله بمعنی کمَنع و فَرِحَ . یقال:
ص:121
شَغِبْتُ عَلَیْهم بالکَسْر، أَشْغَبُ شَغَباً ،و الکسرُ لُغَهٌ ضَعِیفَهً أَی هَیَّجَ الشَّرَّ عَلَیْهِم. و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاس: «ما هَذِه الفُتْیَا الَّتی شَغَبَتْ فی النَّاسِ ». قَالَه ابن الأَثِیر.قُلْتُ :و قد تَقَدَّم فی حَرْفِ العَیْنِ المُهْمَلَه (1).و
16- فی الحَدِیثِ : «نَهَی عَنِ المُشَاغَبَه ». أَی المُخَاصَمه و المُفَاتَنَه. و هو شَغْبُ الجُنْد و طَوِیلُ الشَّغْبِ . شَغِبُ کفَرِحٍ و مِشْغَبٌ کمِنْبَرٍ. أَنشد اللَّیْثُ :
و إنِّی علی مَا نَالَ مِنِّی بِصَرْفِه
عَلَی الشَّاغِبِینَ التَّارِکی الحَقِّ مِشْغَبُ
و شَغَّابٌ بالتَّشْدِیدِ للمبالغه و شِغَبٌّ کهِجَفٍّ . قال هِمْیَان:
نَدْفَعُ عنها المُتْرَفَ الغُضُبَّا
ذَا الخُنْزُوَانِ العَرِکَ الشِّغَبَّا .
و مُشَاغِبٌ کمُقَاتِل. و ذُو مَشَاغِبَ کمَسَاجِدَ.
و شَغَبَ فُلاَنٌ عَنِ الطریق کمَنَعَ یَشْغَبُ شَغْباً : مَالَ ، قاله شَمِرٌ.قال لَبِیدٌ:
و یُعَابُ قَائِلُهم و إن لم یَشْغَبِ (2).أَی و إن لم یَجُرْ عَن الطَّرِیقِ و القَصْدِ.
و فلان مِشْغَبٌ إذا کان عائِداً (3)عن الحَقِّ .و قال الفَرَزْدَقُ :
یَرُدُّون الحُلُومَ إلی جِبَال
و إِنْ شَاغَبْتَهم وَجَدُوا شِغَابا
أَی و إن خالَفْتَهم عن الحکم إلی الجَوْر و تَرْکِ القَصْد إلی العُنُودِ.
و شَاغَبَه فَهُوَ شَغَّاب : شَارَّهُ مُشَاوَرَهً 4و خَالَفَه.
و فی لسَان العرب:و یُقَالُ للأَتَانِ إِذَا وَجِمَتْ 5و اسْتَصْعَبَتْ علی الفَحْل إِنَّهَا ذَاتُ شَغْبٍ و ضِغْنٍ ، 6و هو مجاز.قال أَبو زُبَیْدٍ یرثی ابن أُخْته 7:
کَانَ عَنِّی یَرُدّ دَرْؤُک بَعْدَ الْ -
لَهِ شَغْبَ المُسْتَصْعِبِ المِرِّیدِ
و أَنشد الباهلیّ قول العَجَّاج:
کأَنَّ تَحْتِی ذَاتَ شَغْبٍ سَمْحَجَا
قَوْدَاءَ لا تَحْمِلُ إِلاَّ مُخْدَجَا
قال: الشَّغْبُ :الخِلاَفُ أَی لا تُوَاتِیهِ .و تَشَغَّب عَلَیْه، یَعْنِی أَتَاناً سَمْحَجاً طَوِیلَه عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ .قَوْدَاء:طَوِیلَه العُنُق.
و قال عَمْرُو بْنُ قَمِیئَهَ 8:
فإنْ تَشْغَبِی فالشَّغْبُ مِنِّی سَجِیَّهٌ
أَی تُخَالِفِینِی و تَفْعَلِی مَا لاَ یُوَافِقُنی.
و فی الأَسَاسِ ،و مِنَ المَجَاز:ناقَهٌ شَغَّابَه :لم تَعْتَدِل فی المَشْیِ و تَحَیَّدَت.و طلبتُ مِنْهُ کذا فَتَشَاغَبَ و امْتَنَع،إِذَا تَعَاصَی.
و عبْد المَلِکِ بْنُ عَلِیّ بن خَلف بن شَغَبَه الشَّغَبیُّ محرکهً نسبه إلی جدّه،و هو مُحَدِّثٌ بَصْرِیُّ .
و شَغَبُ مُحَرَّکَهً مَمْنُوعَهً من الصَّرْف فی المَعْرِفَه: امْرَأَهٌ .
و أَبو الشغْب العَبْسِیّ ،و اسْمُه عِکْرشَهُ بْنُ أَرْبَدَ بْنِ عُرْوَهَ بْنِ مِسْحَلِ بْنِ شَیْطَانَ بْنِ جَذِیم بْنِ جَذِیمهَ شَاعِرٌ.قرأْت شعره فی الحَمَاسَه فی المَراثی.
و شَغبٌ بالفتح ذِکْرُ الفَتْح مُسْتَدْرَک،و حَکَی الرّشَاطِیُّ فیه التَّحْرِیکَ ،قال:و لم یُقَیِّده عبد الغنیّ .و الصَّواب أَنَّه بتَسْکِین الغَیْن کَمَا قَیَّدَه ابنُ مَاکُولاَ: مَنْهَلٌ بَیْنَ مِصْرَ و الشَّأم،منه زَکَرِیّا بن عیسَی الشَّغْبِیُّ المحدّثُ عن الزُّهْرِیّ ،و عنه ابنُ أخِیه إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُوسَی بْنِ عِیسَی الشَّغْبِیّ .و عمرُ بن أَبی بکر المُؤَمّلیُّ و غیرهما،و حَدِیثُه فی الأَوْسَط للطَّبَرَانِیّ .
ص:122
الشَّغْرَبِیَّهُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال أَبو سَعِید:
الشَّغْرَبِیَّهُ ،بالراء،و الشَّغْرَبِیُّ : اعْتِقَال المُصَارع رِجْلَه بِرِجْلِ آخَرَ و إِلْقَاؤُهُ إِیَّاه شَزْراً و صَرْعُه إِیَّاهُ صَرْعاَ.
کَالشَّغْزَبِیَّهِ بالزای،و هو الأَفْصَحُ . و الشَّغْزَبِیِّ و هو ضَرْبٌ منِ الحِیلَهِ فی الصِّرَاع.
و منه حَدِیثُ ابنِ مَعْمَرٍ أَخَذَ رَجُلاً بِیَدِه الشَّغْزَبِیَّهَ . و شَغْزَبَه شَغْزَبَهً :صَرَعَهُ کذلک أَی أَخَذَه بالشَّغْزَبِیَّه .قال ذو الرُّمَّه:
و لَبَّس (1)بین أَقْوَامٍ فَکُلٌّ
أَعَدَّ لَهُ الشَّغَازِبَ و المِحَالا
و قال آخَرُ:
عَلَّمَنَا أَخْوَالُنَا بنُو عِجِلْ
الشَّغْزَبِیَّ و اعْتِقَالاً بالرِّجِلْ
و تقول:صَرَعْتُه صَرْعَهً شَغْزَبِیَّهً .و عَنْ أَبِی زَیْد: شَغْزَبَ الرجلُ الرجلَ و شَغْرَبَه بِمَعْنیً وَاحِدٍ،وَ هُوَ إِذَا أَخَذَه العُقَیْلَی.
و أَنْشَد أَبو سَعِیدٍ للعَجَّاج:
بَیْنَا الفَتَی یَسْعَی إِلی أُمْنِیَّهْ
یَحْسِبُ أَنَّ الدَهرَ سُرْجُوجِیَّهْ
عَنَّتْ له دَاهِیَهٌ دُهْوِیَّهْ
فاعْتَقَلَتْه عُقْلَهً شَزْرِیَّهْ
لَفْتَاءَ عن هَوَاهُ شَغْزَبِیَّهْ
و شَغْزَبَه شَغْزَبَهً : أَخَذَهُ بالعُنْفِ و الشَّغْزَبِیُّ :الصَّعْبُ .
قال ابْنُ الأَثِیر:و أَصْل الشَّغْزَبَه (2)الإِلْتِوَاءُ و المَکْرُ.و کل أَمْر مُسْتَصْعَبٍ شَغْزَبِیٌّ .
و الشَّغْزَبِیُّ :ابن آوَی،قَالَه ابنُ الأَثِیر (3).
و الشَّغْزَبِیُّ مِن المَنَاهِل:المُلْتَوِی الحَائِدُ عن الطَّرِیقِ ، عن اللَّیث.و قال العَجَّاجُ یَصِفُ مَنْهَلاً:
مُنْجَرِدٌ أَزْوَرُ شَغْزَبِیُّ
و تَشَغْزَبَت الریحُ :الْتَوَتْ فی هُبُوبها. و
16- فی سُنَنِ أَبی دَاوُود فی باب العَقِیقَهِ و العَتِیرَه حَدِیثُ (4): «حتی تکون شُغْزُبّاً ». قال ابنُ الأَثِیر:هَکَذَا رَوَاه أَبُو دَاوُود.قال الحَرْبِیُّ :و الذی عِنْدِی أَنَّه زُخْزُبًّا،و هو الَّذِی اشْتَدَّ لَحْمُه و غَلُظَ ،و قد تَقَدَّمَ فی الزّای.قال الخَطّابیّ :و یُحْتَمَلُ أَن تکون الزَّایُ سِینا (5)،و الخَاءُ غَیْناً تَصْحِیفاً.و هذا من غَرَائِبِ الإِبْدَال،کذا فی لسان العرب،و أَشار له شیخنا أَیضاً.
الشُّغْنُوبُ بالضّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قَالَ الأَزْهَرِیّ : الشُّغْنُوب کالشُّنْغُوبِ :أَعَالی الأَغْصَان.
و الغُصْنُ النَّاعِمُ الرَّطْبُ ، کالشُّغْنُبِ و الشُّنْغُب.
و شُغْنُوبٌ : اسم.و ابْن شَغْنَبٍ کجَعفَرٍ: شَاعِرٌ م ذکره الأَمِیرُ.و شَغْنَبٌ البهْرِیُّ :فَارِسٌ ذَکَرَه أَبُو عَلِیّ الهَجَرِیُّ فی نَوَادِرِه.
و ذکره الأَزْهَرِیُّ فی شعنب.
و یقال: تَیْسٌ مُشَغْنَب القَرْن بالفتح و تکْسَرنُونُه أَی مشَعْنِب بمعناه و بِکَسْرِ النُّونِ (6)و فتحها.
الشَّقْبُ بالفَتْح و یُکْسَرُ:مَهْوَاهُ مَا بَیْن کُلِّ جَبَلَیْن.أَو هو صَدْعٌ یَکُونُ فی کُهُوف (7)الجِبَالِ و لُصُوبِ الأَوْدِیَه دُونَ الکَهْفِ یُوکِرُ فِیهِ الطَّیْرُ و قیلَ :هو کالغَارِ أَو کالشَّقِّ فی الجَبَل،و قیل:هُوَ مَکَان مُطْمَئنّ إِذَا أَشْرَفْتَ علیه ذَهَبَ فی الأَرْض.و عن الأَصمعیّ . الشِّقْبُ کالشَّقِّ یکون فی الجِبَال.و اللِّهْبُ (8):مَهْوَاهُ مَا بَیْنَ کُلِّ جَبَلَیْن.
و اللِّصْبُ :الشِّعْبُ الصَّغِیرُ فی الجَبَل.
و فی التَّهْذِیبِ عَنِ اللَّیْثِ : الشِّقْبُ :مَوَاضِعُ دُونَ الغِیرَانِ تَکُونُ فی کُهُوفِ (9)الجِبَال و لُصُوبِ الأَوْدِیَه یُوکِرُ فیها الطَّیْر.
ص:123
ج شِقَابٌ و شُقُوبٌ و شِقَبَهٌ . کعِنَبَه عَنِ الأَصْمَعِیّ .و أَنْشَد اللَّیْثُ :
فَصَبَّحَتْ و الطَّیْرُ فی شِقَابِهَا
جُمَّهَ تَیَّارٍ إِذا ظَمَا بِهَا
و الشَّقَبُ بالتحریک أَو بالکَسْر أَیضاً و کلاهما مَسْموعَان:
شَجَرٌ یَنْبُت کنِبْتَهِ الرُّمَّان و وَرَقُه کوَرَق السِّدْرِ،و جَنَاهُ کالنَّبِق وَ فِیهِ نَویً ، وَاحِدَتُه شَقَبَه (1)بهاء و قال أَبُو حَنِیفَهَ :هو شَجَرٌ من شَجَر الجِبَالِ یَنْبُتُ فِیمَا زَعَمُوا فی شَقَبَتها .قلت:
و قد رَأَیْتُه فی جِبَالِ الیَمَن عَلَی أَفْوَاهِ الأَوْدِیَه.و هم یَقُولُون:
شِقْب «بالکسر».و قال أَبُو حَنِیفه مَرَّه:هو من عُتْقِ العِیدَانِ .
و الشَّوْقَبُ کجَوْهَرٍ: الرجُلُ الطَّوِیلُ و کَذَا مِنَ النَّعَامِ و الإِبِل کما فی لِسَان العرب. و الوَاسِعُ من الحَوَافِرِ. یُقَالُ :
حافِرٌ شَوْقَبٌ :وَاسِعٌ ،عن کُرَاع.
و الشَّوْقَبَانِ : خَشَبَتَا القَتَبِ اللَّتَانِ تُعَلِّق فِیهِما و فی نسخه بِهِما الحِبَالُ .
و الشَّقَبَانُ مُحَرَّکَهً :طَائِرٌ نَبَطِیٌّ .
و شَقُوبِیَه:مدینه بالأنْدَلُس،و منها الشَّقُوبِیَّه :طَائِفَهٌ بِفَاس،استدرکه شیخنا.
و الشُّقْبَانُ کَعُثْمَان:الشُّکْبَان لُغَهٌ فِیهِ و یأْتِی قَرِیبا.
و شَقَبَان ،مُحَرَّکَهً :ه نَقَلَه الصَّاغانِیّ (2).
و الأَشْقَابُ بالفَتْح ثُمَّ السُّکون و قَاف و أَلِف و بَاء و ذکر الفتح مستدرک: ع قُرْبَ مَکَّه شرفها اللّه تعالی.قال اللَّهَبیّ :
فَالْهَاوَتَانِ فَکَبْکَبٌ فَجُتَاوِبٌ
فالبَوْصُ فالأَفْرَاعُ من أَشقَابِ (3)
کذا فی المعجم.
شَقْحبٌ کجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَمَاعَه،وَ هُوَ:
ع قُرْبَ دمَشق نُسِبَ إِلَیْهِ جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثِین.
الشَّقَحْطَبُ کسَفَرْجَلٍ :الکَبْشُ له قَرْنَانِ مُنْکَرَان أَوْ أَرْبَعَه قالَه أَبُو عَمْرو،کما رَوَاه أَبو العَبَّاس عن عَمْروٍ (4)عن أبیه،هذا و زاد کل منها کَشِقِّ حَطَبٍ ج شَقَاحِطُ و شَقَاطِبُ و مثله فی حَیَاه الحیوان.
و قال الأَزْهَرِیّ :و هذا حَرْفٌ صَحِیح.قُلْتُ :و رَوی یَاقُوتٌ فی مُعْجَم الأُدَبَاء فی ترجمه الظَّهِیرِ النُّعْمَانِیّ اللُّغَوِیّ ما نَصُّه:و کان عُثْمَانُ بْن عِیسَی النَّحْوِیُّ البَلَطِیُّ شیخُ الدیار المصریّه،یَسْأَله سؤالَ مُسْتَفِیدٍ عن حُروفٍ من حُوشِیِّ اللُّغَه.سأَله یوماً عَمَّا وقع فی کلام العَرَب علی مِثَال شَقَحْطَب فقال:هَذَا یُسَمَّی فی کلام العرب المَنْحُوت (5).
و معناه أَنَّ الکلِمَهَ مَنْحوتَهٌ من کَلِمَتین کما یَنْحَت النَّجَّارُ الخشبَتَیْن و یجعلهما خشَبَهً واحده. فَشَقَحْطَب مَنْحوتٌ من شِقٍّ و حَطَبٍ فسأَله البَلَطِیّ أَن یُثْبِتَ له ما وقَع من هذا المِثَالِ ،لیعوِّل فی معرفتها علیه فأَمْلاَها علیه فی نحو عِشرِینَ ورقه من حِفْظِه و سمَّاها کِتَابَ تَنْبِیهِ البَارِعِین علی المَنْحُوت من کلام العَرب،انتهی.
الشُّکْبُ بالضَّمِّ : أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هو لُغَهٌ فی الشُّکْمِ وَ هُوَ العَطَاءُ.و قیل: الجَزَاءُ.
و الشُّکْبَانُ بالضَّمِّ و فی شِعْرِ أَبِی سُلَیْمَان الفَقْعَسِیِّ :
لمّا رأَیْتُ جَفْوَهَ الأَقَارِبِ
تُقَلِّبُ الشُّقْبَانَ وَ هْو رَاکِبِی (6)
و هُو لُغَهٌ فی الکَافِ .
و قال اللِّحْیَانِیّ فی نَوَادِرِه:و سَمَاعِی من الأَعْرَابِ الشُّکْبَانُ وَ هُوَ شِبَاکٌ للحَشَّاشِین فی البَادِیَهِ من اللِّیفِ و الخُوصِ تُجْعَلُ لَهَا عُریً [واسعه] (7)یَتَقَلَّدُهَا الحَشَّاشُون یَحْتَشُّون فیه.
ص:124
قال الأَزْهَرِیُّ :و النُّونُ فِیهِ نُونُ جَمْع کَأَنَّه (1)فی الأَصْلِ شُبْکان فقُلِبت[إلی] الشُّکْبَان .
و فی نَوَادِرِ الأَعْرَاب: الشُّکْبَان :ثَوْبٌ یُعْقَدُ طَرَفَاه مِنْ وَرَاءِ الحِقْوَیْن و الطَّرَفَانِ فی الرَّأْسِ ،یَحُشُّ فیهِ الحَشَّاشُ علی الظَّهْرِ،و یُسَمَّی الحَالَ .
قُلْتُ :و شُکَیْبَانٌ مُصَغَّرا:اسْمٌ .و الشُّکُوبُ فی قَوْلِ أَبِی سَهْم الهُذَلیِّ :
فسامُونَا الهِدَانَه مِنْ قَرِیبٍ
و هُنَّ مَعاً قِیَامٌ کالشُّکُوبِ
الکَرَاکِیُّ .و رَوَاهُ الأَصْمَعِیّ کالشُّجُوبِ ،و هی عَمَد من أَعْمِدَه البَیْتِ ،و قد تَقَدَّم.کَذَا فی التَّهْذِیبِ .
و الإِمامُ المُحدِّثُ أَحْمَدُ یُقَالُ :هو ابنُ مَعْمَر،و قیلَ :
عَبْدُ اللّه بنُ إِشْکَاب قِیلَ اسْمُه مُجمِّع الحَضْرَمِیُّ الکُوفِی الصَّفَّارُ بالکَسْرِ مَمْنُوعاً من الصَّرْفِ مُحَدِّثٌ حدَّثَ عن مُحَمَّدِ بْنِ فُضَیْلٍ و غَیْرِه و عنه الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیل البُخَارِیُّ فی آخِرِ صَحِیحَه.و أَبُو عُثْمَان سَعِیدُ بْنُ أَحْمَد ابْنِ مُحَمَّدِ بْنِ نُعیم بن إشْکَاب العیّار الصُوفِیُّ ،مُحَدِّثٌ رَوَی عن أَبِی عَلِیّ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ شبویه،و عنه أَبُو عَبْدِ اللّه الفَرادیّ عَاشَ مائَهً و ثَلاَثَ عَشْرَهَ سَنَهَ ،تُوُفِّی سَنَه 455 (2).و عَلِیُّ بْنُ إِشْکَاب الحُسَیْن بْنُ إِبْرَاهِیم بْنِ الحَسَن (3)بْنِ زَعْلاَن العَامِریّ شَیْخ أَبِی بَکْر بن أَبی الدُّنْیَا أَخُو محمد،هما کأَبِیهِمَا مُحَدِّثُون.و إِشْکَاب لَقَبُ وَالِدِهما،رَوَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمن بْنِ أَبی الزّناد و حَمَّاد بْنِ زَیْد و شَرِیک،و عنه ابْنُه مُحَمَّد و غَیْرُه.تُوُفِّیَ سنه261 (4).
قلت:و محمدُ بْنُ إِشْکاب هذَا أَخْرَجَ حَدِیثَه البُخَارِیّ فی المَنَاقِب،کذا فی أَطراف المزّیّ .
إشْکَرْبُ کإصْطَخْرَ أَهْمَلَه الجَمَاعَه،و هو:د فی شَرْقِیّ الأَنْدَلُس یُنْسَبُ إلَیْه أَبُو العَباس (5)یُوسُفُ ابْنُ مُحَمَّد بن فارو (6)الإِشْکَرْبِیّ .ولد بِإِشْکَرْب ،و نَشَأَ بجَیَّان،و سَافَر إِلَی خُرَاسَانَ و أَقَامَ بِبَلْخِ إِلی أَنْ مَاتَ بِهَا سَنَه548.کَذَا فی المُعْجَمِ .
شِلْبٌ بالکَسْر أَهْمَلَه الجَمَاعَه و هو: دغَرْبِیَّ الأَنْدَلُس و هِی مَدینَه مُعْتَبَرَهٌ بِقُرْب أَشْبِیلِیه،و تُسَمَّی أَعْمَالُ شِلْب کُورَهَ أَشْکُونِیَه.و أَشْکُونِیَه:قاعِدَهٌ جَلِیلَه لها مُدُنٌ ، و مَعَاقِل و دار ملکها قاعده شِلْب ،و بینها و بین قُرْطُبه سَبْعَهُ أَیَّام (7).و لما صارَت لِبَنِی عَبْد المُؤْمِن مُلُوک مَرَّاکُش أَضَافُوهَا إِلَی کُورَه أَشْبِیلِیّه،و تَفْتَخِر بکَوْنِ ذِی الوِزَارَتَیْن ابْنِ عَمَّارِ مِنْهَا،و منها ابن السید،و ابن بَدْرُون،و الکَاتِب أَبو عُمَر وَ هُوَ القَائِل:
أَنا لَوْلاَ النَّسِیمُ و البَرْقُ و الوُرْ
قُ و صَوْبُ الغمام ما کُنْتُ أَصْبُو
ذَکَّرَتْنِی شِلْباً و هَیْهَاتَ مِنّی
بَعْدَمَا اسْتَحْکَمَ التَّبَاعُدُ شِلْبُ
هکذا نقله شیخنا.
رَجُلٌ شَلْحَبٌ کجَعْفَرٍ:فَدْمٌ أَی جَاهِلٌ بالأُمُور کَشَلْخَبٍ بالخاءِ المعجمه و هذا أَصَحُّ .
و قد أَهْمَلَها الجَوْهَرِیُّ .و اقتصر الصَّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَان علی الأَخِیرِ عَن ابْنِ دُرَیْد.و قال الصَّاغَانِیُّ :و وقَع فی بعض نُسَخ الجَمْهَرَه بالإِهمال،و الإِعْجَام أَصَحُّ فَظَنَّ المُصَنِّفُ أَنَّ المُرَادَ بالإِهْمَال إِهمالُ الحَاءِ و لَیْسَ کَمَا ظَنَّه، و إِنما یَعْنِی بِهِ إِهْمَالَ السِّینِ و إِعْجَامَهَا.و أَمَّا الخَاءُ فإِنَّهَا مُعْجَمَهٌ عَلَی الحَالَیْن فافْهَم فإِن المُصَنِّفَ وَقَع فی غَلَط قَبِیح فَنَسَب لِلْعَرَبِ لُغَهً لم یَعْرِفُوهَا.و اللّه أَعْلَم.
الشَّنَبُ .مُحَرَّکَهً :مَاءٌ و رِقَّهٌ تَجْرِی عَلَی الثَّغْرِ.
و قیل:مَاءٌ (8)و رِقَّهٌ و بَرْدٌ و عُذُوبَهٌ فی الفَمِ .قاله الأَصْمَعِیّ ،و قِیلَ :فی الأَسْنَانِ و قیل:حَدٌّ (9)فی الأَسْنَان.
أَو الشَّنَبُ : نُقَطٌ بِیضٌ فِیهَا أَی الأَسْنَان أَو هُوَ حِدَّهُ الأَنْیَابِ ، کالغَرْبِ ،تَرَاها کالمِنْشَار (10).
ص:125
و قال ابن شُمَیْلٍ : الشَّنَبُ فِی الأَسْنَان:أَنْ تَرَاهَا مُسْتَشْرِبَهً شَیْئاً من سَوَادٍ کما تَرَی الشَّیْ ءَ من السَّوَادِ فی البَرَد.و الغَربُ (1)مَاءُ الأَسْنَان.و الظَّلْمُ :بَیَاضُهَا کَأنَّه یَعْلُوه سَوَاد.
و فی لِسَانِ العَرَب:قَال الجَرْمِیّ :سَمِعْتُ الأَصْمَعِیَّ یَقُولُ : الشَّنَبُ :بَرْدُ الفَمِ و الأَسْنَان،فَقُلْتُ :إِنَّ أَصْحَابَنَا یَقُولُونَ :هُوَ حِدَّتُهَا حِینَ تَطْلُع،فیُرَادُ بِذلِک حَدَاثَتُهَا و طَرَاءَتُهَا،لأَنَّهَا إِذَا أَتَت علیها السِّنُونَ احْتَکَّت فقال:مَا هُو إِلاَّ بَرْدُهَا.و قَوْلُ ذِی الرُّمَّه:
لمْیَاءُ فی شَفَتَیْهَا حُوَّهٌ لَعَسٌ
و فی اللِّثَات و فی أَنْیَابِهَا شَنَبُ
یُؤَیِّدُ قَوْلَ الأَصْمَعِیّ ،لأَن اللِّثَهَ (2)لاَ تَکُونُ فِیهَا حِدَّه.
قال أَبو العَبَّاس:اخْتَلَفُوا فی الشَّنَب فَقَالَت طَائِفَهٌ هو تَحْزِیزُ[أطراف] (3)الأَسْنَانِ ،و قِیلَ :صَفَاؤُها و نَقَاؤُهَا،و قیل:
هو تَفْلِیجُهَا،و قیلَ :هو طِیبُ نَکْهَتِهَا.
و فی المُزْهِر:رُوی عَنِ الأَصْمَعِیّ أَنَّه قَالَ :سَأَلْتُ رُؤبَهَ عَنِ الشَّنَب فأَخَذَ حَبَّهَ رُمَّان و أَوْمَأَ إِلَی بَصِیصِهَا. شَنِبَ کفرِح شَنَباً فَهُوَ شَانِبٌ أَی عَلَی غَیْرِ قِیَاس و شَنِیبٌ و أَشْنَبُ و هو الأَکْثَر فی السَّمَاع و الاسْتعْمَال و
14- فی صِفَتِه صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ : «ضَلِیعُ الفَمِ أَشْنَب ». و هِی شَنْبَاءُ بَیِّنَهُ الشَّنَبِ و شَمْبَاءُ عَنْ سِیبَویْهِ و شُمْب علی بَدل النُّونِ مِیماً لِمَا یُتَوَقَّع مِنْ مَجِیء البَاءِ من بعدِها.
و الشَّنْبَاءُ من الرُّمَّانِ :الإِمْلِیسِیَّهُ الَّتی لَیْسَ لَهَا حَبٌّ ،إنَّمَا هِیَ مَاءٌ فی قِشْرٍ علی خِلْقَهِ الحَبِّ من غَیْر عجَمٍ ،قَالَه اللَّیْثُ .
و شَنِبَ یَوْمُنا کَفَرِح:بَرُدَ،فهو شَنِبٌ کفَرِحٍ عَلَی القِیَاس و شَانبٌ علی الاسْتِعْمَالِ . و الاسم الشُّنْبَهُ بالضَّمِّ .
قال بَعْضُهُم یَصِفُ الأَسْنَانَ :
مُنَصَّبُها حَمْشٌ أَحَمُّ یَزِینُه
عَوَارِضُ فِیهَا شُنْبَهٌ و غُرُوبُ
و المَشَانِبُ :الأَفْوَاهُ الطَّیِّبَهُ .
و عن ابن الأَعْرَابِیِّ : المِشْنَبُ :الغُلاَمُ الحَدَثُ المُحَزَّزُ الأَسْنَانِ المُؤَشَّرُهَا فَتَاءً و حَدَاثَهً .
و شَنْبَوَیْهِ کعَمْرَوَیْهِ حَدَّثَ عن حَجَّاجِ بْنِ أَرْطَاهَ و غَیْرِه، و هو من قُدَمَاءِ المُحدِّثِینَ . و محمدُ بْنُ حُسَیْنِ بْنِ یُوسُفَ ابْنِ شَنْبَوَیْه (4)بْنِ أَبَانَ بْنِ مَهْرَان الأَصْبَهَانِیُّ نَزِیلُ صَنْعَاءَ، سمعَ مُحمَّدُ بْنَ أَحْمَد النقویّ . و أَبُو جَعْفَرِ مُحَمَّدُ بْنُ شَنْبُویهَ العَطَّارُ عن یَحْیَی بْنِ المُغِیرَه المَخْزُومِیِّ ،و عنه أَحْمَدُ بْنُ عِیسی الخُفَاف. و عَلِیُّ بنُ قَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ شَنْبُویهَ أَبُو الحَسَن عَنِ ابْنِ المَقَّرِیّ و عَنْه سَعِیدُ بْنُ أَبی الرَّجَاءِ. و مُحَمَّدُ ابْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ نَصْرِ بْنِ شَنْبُویهَ أَبُو الحَسَن صَاحِبُ تِلْکَ الأَرْبَعِین رَوَی عن أَبِی الشَّیْخِ الأَصْبَهَانِیِّ . و شُنْبُویَه بالضَّمِّ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن بْنِ شَنْبُویَه عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ ثَابِتٍ المَرْوَزِیُّ عَنْ عُبَیْدِ اللّهِ بْن مُوسَی مُحَدِّثُون.
و فاتَه أَحمدُ بْن أَبِی عَبْدِ اللّهِ بْنِ شُنْبُویَه عَنْ مُحَمَّد ابْنِ إِسْمَاعِیلَ الصَّائغ،ذکره ابْنُ نُقْطَهَ .و أَبُو نُعیم إِسماعیلُ ابنُ القَاسِم بن عَلِیّ بن شُنْبُویَه المَقَّریّ عن أَبِی بَکر بن رَیده و عنه السِّلَفی.و یَعْقُوبُ بنُ إسحَاقَ بْنِ شَنَبَه محرکه الأَصْبَهَانیّ عن أَحْمَد بْنِ الفُرات.و عَبْدُ اللّه بنُ محمد بن شَنَبَه القَاضِی،روی عَنْه ابْنُ مَنْجویه،و قیل:هذا بسُکُون النُّون.و إبراهیمُ بنُ عمر بْنِ عَبْدِ اللّه بن شَنَبَه التَّمّار المَدِینیّ عن ابن شهدک.و أَبو نَصْر محمَّدُ بْنُ عُمَر بْنِ مَمْشَاد بن شَنبه الإِصْطَخْرِیّ عن أَبی بکر الحِیرِیّ و غیره.
الشُّنْخُوبُ بالضَّمِّ قال الصَّاغَانِیُّ :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ مع أنَّه ذَکَره فی«شخب»لأَنَّ النُّونَ زَائِدَه،:
أَعْلَی الجَبَل کالشُّنْخُوبَهِ و الشِّنْخَابِ بالکَسْر. و شَنَاخِیبُ الجِبَالِ :رُءُوسُها.
و فی الصَّحَاحِ : الشُّنْخُوبَه و الشُّنْخُوب :وَاحِدُ شَنَاخِیبِ الجَبَل،وَ هِی رُءُوسُه.و
1- فی حدیث عَلِیٍّ کرَّم اللّهُ وَجْهَه:
«ذَوَاتُ الشَّنَاخِیب الصُّمِّ ». هِیَ رُءُوسُ الجِبَال العَالِیَهِ ،و النُونُ زَائِدَهٌ (5)،و قد ذکره المُؤَلِّف فی«شخب»و أَعَادَه هُنَا تَبَعاً لابْنِ مَنْظُورٍ و الصَّاغَانِیّ .
ص:126
و الشُّنْخُوبُ : فَرْعُ الکَاهِلِ و فِقْرَهُ الظَّهْرِ من البَعِیرِ.
قال ابن دُرَیْد: و الشَّنْخَبُ :الطَّویلُ من الرِّجَالِ .
الشَّنْزَبُ کَجَعْفَرٍ أَهمله الجوهریّ .و قال ابنُ دُرَیْد:هُوَ الصُّلْبُ الشَّدِیدُ.
و شُنْزُوبٌ کعُصْفُورٍ: ع نَقَله الصَّاغَانِیُّ (1).
الشُّنْظُبُ بالظَّاءِ المعجمه و هی المُشَالَهُ .
و بالضَمِّ ،کقُنْفُذٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قَالَ اللَّیْثُ :هُوَ:
ع بالبَادِیَهِ . قال ذُو الرُّمَّه.
دَعَاهَا من الأَصْلاَبِ أَصْلاَبِ شُنْظُبٍ
أَخَادِیدُ عَهْدٍ مُسْتَحِیلِ المَوَاقِعِ
و الشُّنْظُبُ : الطَّوِیلُ الحَسَنُ الخَلْقِ عن أَبِی زَیْد.
و الشُّنْطُبُ :جُرُفٌ فیه مَاءٌ.و فی التَّهْذِیب: کُلُّ جُرُفٍ فِیهِ مَاءٌ. و نَقَله الصَّاغَانِیُّ أَیْضاً.
شَنْعَبٌ بالعَیْنِ المُهْمَلَه کجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْد:هُوَ اسْمُ رَجُل.
و الشِّنْعَابُ بالکَسْرِ:الرَّجُلُ الطَّوِیلُ العَاجِز کالشِّنْعَافِ بالفَاءِ فی آخِرِه.
و الشِّنْعَابُ أَیْضَاً:رَأْسُ الجَبَل کالشِّنْغَاب بالمُعْجَمَه وَ هُوَ من الرِّجَالِ :العَاجِزُ الرِّخْوُ.و قد أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ أَیْضاً نَقَلَه ابنُ درَید.
و هُوَ أَیْضَاً الطَّوِیلُ الدَّقِیقُ من الأَرْشِیَه و هِی الحِبَالُ و الأَغْصَان و نَحْوها کالشُّنْغُبِ و الشُّنْعُوبِ بِضَمِّهِما.
و الشُّنْغُوبُ :أَعَالی الأَغْصَان.
قال الأَزْهریّ :و رأَیْتُ فی البَادِیَه رَجُلاً یُسَمَّی شُنْغُوباً، فسأَلْتُ غُلاَماً مِن بَنِی کُلَیْبٍ عن مَعْنی اسْمِهِ فقال:
الشُّنْغُوبُ :الغُصْنُ النَّاعِم الرَّطْبُ و نَحْوُ ذَلِکَ . أَو الشُّنْغُبُ بالضَّمِّ :الطَّوِیل مِنْ جَمِیع الحَیَوَانِ قاله ابْنُ الأَعْرَابِیّ .
و الشُّنْغُوبُ :عِرْقٌ طَوِیلٌ من الأَرْضِ دَقِیقٌ . نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
الشُّنْقب کقُنْفُذٍ أهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَانِ هُنَا و أَوْرَدَه فی«شقب» (2).قال الصَّاغَانِیّ :هو و الشِّنْقَابُ مِثْلُ قِنْطَار:ضَرْبٌ مِنَ الطَّیْرِ، و عَلَی الأَوَّل اقتصر الدَّمِیرِیّ و قَالَ :إِنَّه حَیَوَانٌ مَعْرُوفٌ ،و الثَّانِی رَوَاه أَبُو مَالِک و لم یَجِیءْ بِهِ غیْرُه.قَالَ الصَّاغَانِیُّ :فإنْ کَانَ هَذَا صَحِیحاً فإنَّ اشتقَاقَه من الشَّقْبِ ،و النُّونُ و الأَلِفُ زَائِدَتَانِ .
الشَّوْب :الخَلْطُ . شَابَ الشیءَ شَوْباً :خَلَطَه.
و شُبْتُه أشُوبُه :خَلَطْتُه فَهُوَ مَشُوبٌ کالشِّیَابِ بالکَسْرِ.قال أَبُو ذُؤَیْب:
و أَطْیِبْ بِرَاحِ الشام جَاءَتْ سَبِیئَهً
مُعَتَّقَهً صِرْفاً و تِلْکَ شیَابُها
هکذا أَنْشَدَه أَبُو حَنِیفَه.
و قال تَعَالَی: ثُمَّ إِنَّ لَهُمْ عَلَیْها لَشَوْباً مِنْ حَمِیمٍ (3)أَی لَخَلْطاً و مِزَاجاً.یقال للمُخَلِّط فی القَوْلِ أَو العَمَل:هو یَشُوبُ و یَرُوبُ .و الشِّیَابُ أَیْضاً:اسْمُ ما یُمْزَجُ .و قِیلَ :
یَشُوبُ وَ یَرُوبُ أَی یُدَافِعُ مُدَافَعَهً غَیْرَ مُبَالَغٍ فیها.و قال شَیْخُنَا:وَقَع فی الحَدِیث الأَشْوَابُ .قال أَهْلُ الغَرِیب:هُم الأَخْلاطُ مِنْ أَنْوَاعٍ شَتَّی.قَالُوا:و الأَوْبَاشُ :الأَخْلاط من السِّفله فهو أَخص.
و قَوْلُهُم مَالَه (4)شَوْبٌ و لا رَوْبٌ أَی لا مَرَقٌ و لا لَبَنٌ .
و قَالَ ابن الأَعْرَابِیّ :و
16- فی الخَبَر: «لا شَوْبَ و لا رَوْبَ ». أَی لا غِشَّ و لا تَخْلِیطَ فی شِرَاء أَو بَیْعٍ ،و قیل:مَعْنَاه أَنَّکَ بَرِیءٌ مِنْ هذِه السِّلْعَهِ .و رُوِی عَنْه (5)أَنَّه قَالَ :إِنَّک بَرِیءٌ مِنْ عَیْبِها.
و الشَّوْبُ : القطْعَهُ من العَجِین و یُقَالُ :هی الفَرَزْدَقَهُ ، وَ هِی الخُبْزَهُ الغَلِیظَهُ .
و سَقَاهُ الذَّوْبَ بالشَّوْبِ .الذَّوْبُ :العَسَل و الشَّوْبُ : ما شُبْتَه (6)مِنْ مَاءٍ أَو لَبَنٍ فِهُو مَشُوبٌ و مَشِیبٌ .
ص:127
و حکی ابن الأَعْرَابِیّ :مَا عِنْدِی شَوْبٌ و لا رَوْبٌ .
فالشَّوْبُ : العَسَلُ المَشُوبُ .و الرَّوْبُ :اللَّبَنُ الرَّائِبُ .و قِیلَ :
الشَّوْبُ :العَسَلُ .و الرَّوْب:اللَّبَنُ ،من غَیْرِ أَن یُحَدَّا.
و یقال:سَقَاهُ الشَّوْبَ بالذَّوْب. فالشَّوبُ :اللَّبَنُ ،و الذَّوْبُ :
العَسَل.قَالَه ابْنُ دُرَیْد.
و اشْتَابَ هُوَ و انْشَابَ :اخْتَلَط . قال أَبُو زُبَیْدٍ الطَّائِیّ :
جَادَتْ مَنَاصِبَه شَفَّانُ غَادِیَهٍ
بسُکَّرٍ و رَحِیقٍ شِیبَ فَاشْتَابَا
و یروی فانْشَابَا ،و هو أَذْهَبُ فی بَابٍ المُطَاوَعَه.
و المُشاوَبُ بالضَّمِّ و فَتْحِ الوَاوِ:غِلاَفُ القَارُورَهِ (1)لأَنَّه مَشُوبٌ بحُمْرَه و صُفْرَهٍ و خُضْرَه،رَوَاهُ أَبو حَاتِمٍ عن الأَصْمَعِیّ و بِکَسْرِها أَی الوَاو و فَتْحِ المِیم جَمْعُه أَی جَمْع المُشَاوَب .نُقِلَ ذلک عن أَبی حَاتِمٍ أَیْضاً.
و فی فلان شَوْبَهٌ . الشَّوْبَهُ :الخَدِیعَهُ کما یُقَالُ :فی فُلاَنٍ ذِوْبَهٌ أَی حَمْقَهٌ ظَاهِرَهٌ .و استَعْمَل بعضُ النَّحْوِیِّین الشَّوبَ فی الحَرَکَاتِ فَقَالَ :أَمَّا الفَتْحَه المَشُوبَهُ بالکَسْرَه،فالفَتْحه الَّتِی قَبْلَ الإِمَالَه نَحْوُ فَتْحَه عَیْن عَابد و عَارِف.قَالَ :و ذَلِکَ أَنَّ الإِمَالَه إِنَّمَا هِیَ أَنْ تَنْحُوَ بالفَتْحَهِ نَحْو الکَسْرَه فتُمیلَ الأَلِفَ (2)التی بَعْدَهَا لیست أَلفاً مَحْضَهً ،و هذا هو القیاس، لأَن الأَلِفَ تَابِعَهٌ للفَتْحَه،فکمَا أَنّ الفَتْحَهَ مَشوبَهٌ فکَذَلِک الأَلِفُ اللاَّحِقَهُ لهَا،کَذَا فی لِسَانِ العَرَبِ .
و عن الفَرَّاءِ: شَابَ إِذَا خَانَ ،و بَاشَ إِذَا خَلط .و عن الأَصْمَعِیّ فی باب إِصَابَهِ الرَّجُلِ فی مَنْطِقه مَرَّهً و إِخْطَائِه أُخْرَی:هُو یَشُوبُ و یَرُوبُ .
و عن أَبی سَعِید،یُقَالُ لِلرَّجُل إِذَا نَضَحَ عَنِ الرَّجُل قَدْ شَابَ عَنْه، وَ رابَ إِذَ کَسِلَ . و شَوَّبَ إِذا دَافَع مُدَافَعَهً و نَضَح عَنْه فَلَمْ یُبَالِغْ فِیهما أَی یُدَافِعُ مَرَّه وَ یَکْسَلُ مَرَّه فلا یُدَافع الْبَتَّهَ .و قال أَبُو سَعِید: التَّشْوِیب :أَن یَنْضَحَ نَضْحاً غَیْرَ مُبَالَغٍ فیه.و قال أَیْضاً:العَرَب تَقُولُ :لَقِیتُ (3)فُلاَناً الیومَ یَشُوبُ عَنْ أَصْحَابِه،إِذَا دَافَع عَنْهم شَیئاً من دِفَاعٍ ،قال:
و لَیْسَ قَوْلُهم:هُوَ یَشُوبُ وَ یُرُوبُ من اللِّبَن،و لکنْ (4)مَعْنَاه رَجُلٌ یرُوبُ أَحْیَاناً فلا یَتَحرَّکُ و لا یَنْبَعِثُ ،و أَحْیَاناً یَنْبَعِث فیَشُوبُ عن نَفْسِه غَیْرَ مُبَالغٍ فِیهِ .
و عن ابْن الأَعْرَابِیّ : شَابَ إِذَا کَذَب و شَابَ إِذَا خَدَعَ فی بَیْعٍ أَو شِرَاءٍ.و شَاب شَوْباً إِذَا غَشَّ .و
16- فی الحدیث: «یَشْهَدُ بَیْعَکُم الحَلْفُ و اللَّغْوُ فَشَوِّبُوه بالصَّدَقَه».
و قَوْلُ السُّلَیْکِ بْنِ السُّلَکَه السَّعْدِیّ :
سَیَکْفِیکَ صَرْبَ القَوْمِ لَحْمٌ مُعُرَّصٌ (5)
و ماءُ قُدُورٍ فی القِصَاع مَشِیبُ
إِنما بَنَاهُ عَلَی شِیبَ الَّذی لم یُسَمَّ فَاعِلُه أَی مَخْلُوطٌ بالتَّوَابِل و الصِّبَاغ.
و الصَّرْبُ :اللَّبَن الحَامِضُ ،و مُعَرَّصٌ :مُلْقًی فی العَرْصَهِ لیَجِفَّ .و یروی مُغَرَّضٌ أَی طَرِیٌّ ،و یروی مُغَرَّضٌ أَی لم یَنْضَجْ بَعْدُ و هُو الْمُلَهْوَجُ .
و شَابَهُ : قَرْیَهٌ بالفَیُّوم. و جَبَلٌ بمَکَّه أَو بِنَجْدٍ، و قِیلَ :
موضع بنجد کما لابْنِ سِیَده،و سیذکر فی«ش ی ب»لأَنَّ الأَلِفَ تَکُونُ مُنْقَلِبهً عن وَاوٍ و عَنْ یَاء،لأَنَّ فی الکَلاَم ش و ب و فیه ش ی ب،و لو جُهِلَ انْقِلاَبُ هذِه الأَلِف لحُمِلَت عَلَی الوَاوِ،لأَنَّ الأَلِفَ هُنَا عَیْن و انْقِلاَبُ الأَلِف إِذَا کَانَتْ عَیْناً عن الوَاوِ أَکْثَرُ من انْقِلاَبِها عَنْ ِ الیَاءِ.قَالَ :
و ضَرْب الجَمَاجِمِ ضَرْبَ الأَصَمّ
حَنْظَلَ شَابَهَ یَجْنِی هَبِیدَا
کذا فی لِسَانِ العَرَب.و مِثْلُه فی المُحْکَم،و مِنْهُم مَنْ قَالَ :إِنَّه شَامَه بالمِیمِ ،و الصَّوَابُ أَنَّهُمَا مَوْضِعَان أَو جَبَلاَن.و قال البَکْرِیّ :إِن شَابَه جَبَلٌ فی الحِجَاز فی دِیَار غَطَفَان،و قِیلَ بنَجد (6)،و عَلَیْه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و ابنُ مَنْظُور.و به صَدَّرَ فی المَرَاصِدِ و المُعْجَمِ .و سَیَأْتِی قَولُ أَبِی ذُؤَیْبٍ الهُذَلِیِّ الَّذِی اسْتَدلَّ بِهِ الجَوْهَرِیّ فی«ش ی ب».
و بَنُو شَیْبَان :قَبِیلَهٌ مِن الْعَرَب،قِیلَ یَاؤُه بَدَلٌ من الوَاوِ
ص:128
لقَوْلِهم الشَّوابِنَه ،و سیأْتی فی«ش.ی ب»و المُؤَلِّفُ تَبِع ابْنَ سَیِدَه حَیْثُ أَوْرَدَهَا فی المَوْضِعَین.و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و ابن مَنْظُور عَلَی إِیرَادِهَا فی الیَاءِ التَّحْتِیَّه.و اخْتَار ابْنُ جِنّی أَنَّهَا وَاوِیَّهُ العَیْنِ ،و أَنّ أَصْلَه شَیْوَبَان علی فَیْعَلاَنَ فأَدْغَم و خَفَّفَ کما قِیلَ فی رَیْحَان و إِلاَّ لَقِیل شَوْبَان کَخَوْلاَن،و نَقَل الوَجْهَیْن العَلاَّمَهُ أَحْمَدُ بْنُ یُوسُفَ المَالِکِیُّ فی اقْتِطَافِ الأَزَاهِر و الْتِقَاطِ الْجَوَاهِر،و قال:طَرِیقَهُ ابْنِ جِنِّی تَدْرِیجٌ حَسَنٌ ،قَالَه شَیْخُنَا.
و قَوْلُهُم: بَاتَت أَی البِکْرُ بَلْیَلَهِ شَیْبَاءَ بالإِضَافَه. قال عُرْوَهُ ابْنُ الوَرْدِ.
کَلَیْلَهِ شَیْبَاءَ التی لَسْتُ نَاسِیاً
و لَیْلَتِنَا إذْ مَنَّ ما مَنَّ قَرْمَلُ (1)
أَو بِلَیْلَهِ الشَّیْبَاءِ مُعَرَّفاً.قال عُرْوَهُ أَیْضاً:
فکُنْتَ کَلَیْلهِ الشَّیْبَاءِ هَمَّت
بمَنْع الشَکْرِ أَتْأَمَهَا القَبِیلُ (2)
إِذَا غُلِبَت بالبِنَاءِ لِلْمَجْهُولِ عَلَی نَفْسِهَا أَی غَلَبها زَوْجُها فافْتَضَّها و أَزَال بَکَارَتها لَیْلَهَ هِدَائِهَا بالکسر من إهْدَاءِ المَاشِطَه العَرُوسَ لِزَوْجِهَا لَیْلَهَ الزّفَافِ ،فإذا دخل بها و لم یَفْتَرِعْهَا قیل:باتت بلَیْله حُرَّهٍ .و نقل شَیْخُنَا عَنْ ابْنِ أَبِی الحَدِیدِ فی شَرْحِ نَهْجَ البَلاَغَهِ :أَنَّ الشَّیْبَاءَ المرْأَهُ البِکْرُ لَیْلَهَ افْتِضَاضِها لاَ تَنْسَی بَعْلَهَا الَّذی افْتَرَعَهَا أَبَداً،و لا تَنْسَی قاتِلَ بِکْرِها أَبَداً،و هو أَوَّلُ وَلَدِهَا،انتهی.ذکره الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَسَاس فی«ش ی ب»و جَعَلَه مِن الْمَجَازِ،و قَالَ :«کَأَنَّهَا دُهِیَت بأَمْرٍ شَدِیدٍ تَشِیبُ منه الذَّوَائِبُ .و مِثْلُه فی لِسَانِ العَرَبِ غَیْرَ أَنَّه قَالَ :و قِیلَ یَاء شَیْبَاءَ بَدَلٌ مِنْ وَاوٍ،لأَنَّ مَاءَ الرَّجُلِ شَابَ [ماءَ] (3)المَرْأَهَ غَیْرَ أَنَّا لَم نَسْمَعْهُم قَالُوا بِلَیْلَه شَوْبَاءَ،جَعَلُوا هَذَا بَدَلاً لاَزِماً کعِیدٍ و أَعْیَاد.و أَورَدَه ابْنُ سِیدَه فی المُحْکَمِ فی الوَاوِ و الیَاءِ،و قَالَ :بَاتَتِ المرأَهُ بلَیْلَهِ شَیْبَاءَ .قیل:إِنَّ الیَاءَ فیها مُعَاقِبَه،و إِنَّمَا هُوَ مِنَ الْوَاوِ.
و اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ علی ذِکْرِهَا فی التَّحْتِیَّه کالزَّمَخْشَرِیِّ و ابْنِ مَنْظُور (4)و غَیْرِهم. و الشَّائِبَه :وَاحِدَه الشَّوَائِبِ وَ هِیَ الأَقْذَارُ و الأَدْنَاسُ جَمْعُ قَذَر و دَنَس.
الشَّهَبُ مُحَرَّکَهً : لَوْنُ بَیَاضٍ یَصْدَعُه سَوَادٌ فی خِلاَلِه کالشُّهْبَه بالضَّمِّ لا البَیَاضُ الصّافی کما وَهِم فِیهِ بَعْض،و أَنْشَدَ:
و عَلاَ المَفَارِقَ رَبْعُ شَیْبٍ أَشْهَبِ
و قیل: الشَّهَبُ و الشُّهْبَهُ :البَیَاضُ الَّذِی غَلَب علی السَّوَادِ. و قد شَهُبَ و شَهِبَ کَکَرُمَ و سَمِع شُهْبَهً و اشْهَبّ کاحْمَرَّ، و هو أَشْهَبُ .و جاءَ فی شِعْر هُذَیْل شَاهِبٌ . قال:
فعُجِّلْتُ رَیْحَانَ الحِنَانِ و عُجِّلُوا
زَمَازِیمَ فَوَّارٍ مِن النَّارِ شَاهِبِ
و فَرَسٌ أَشْهَبُ .و قد اشْهَبَّ اشهباباً .و اشْهَابَّ اشهِیبَاباً مِثْلُه.
و من المَجَازِ: سَنَهٌ شَهْبَاءُ إِذَا کَانَت مُجْدِبَهً بَیْضَاءَ من الجَدْبِ لا خُضْرَهَ تُرَی فِیهَا.أَوِ الَّتِی لاَ مَطَرَ فِیهَا،ثم البَیْضَاء،ثُم الحَمْرَاء.و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیّ (5)و غَیْرُه لزُهَیْر بْنِ أَبِی سُلْمَی:
إِذَا السَّنَهُ الشَّهْبَاءُ بالنَّاسِ أجْحَفَتْ
وَ نَالَ کِرَامَ المال فی الجَحْرَهِ الأَکْلُ
و قال ابْنُ بَرِّیّ : الشَّهْبَاءُ :البَیْضَاءُ أَی هی بَیْضَاء لکَثْرَه الثِّلْج و عَدَمِ النَّبَات.و أجْحَفَت:أَضَرَّتْ بهم و أَهْلَکَت أَمْوَالَهم.و نال (6)کِرَام المَالِ أَی کَرَائم الإِبِل یَعْنِی أَنَّهَا تُنْحَر و تُؤَکل لأَنَّهم لا یَجِدُون لَبَناً یُغْنِیهم عن أَکْلِهَا.و الجَحْرَهُ :
السَّنَهُ الشَّدِیدهُ الَّتِی تَجْحَرُ النَّاسَ فی البُیُوتِ .
و یوم أَشْهَبُ ،و سَنَهٌ شَهْبَاءُ ،و جَیْشٌ أَشْهَبُ أَی قَوِیٌّ شَدِیدٌ.و أَکْثر ما یُسْتَعْمَل فی الشِّدَّهِ و الکَرَاهَه.و
16- فی حَدِیث حَلِیمَه: «خَرَجْتُ فی سَنَهٍ شَهْبَاءَ ». أَی ذاتِ قَحْطٍ و جَدْبٍ .
و فِی لِسَان العَرَب:و سَنَهٌ شَهْباءُ (7)کَثِیرَهُ الثَّلْج[جَدْبَهٌ ] (8).
و الشَّهْبَاءُ أَمْثَلُ من البَیْضَاء،و الحَمْرَاءُ أَشَدُّ من البَیْضَاءِ،
ص:129
و الغَبْرَاء الَّتِی لا مَطَرَ فِیهَا.و الشَّهْبَاءُ أَیْضاً:الأَرْضُ الَّتِی لا خُضْرَه فِیهَا لِقِلَّه المَطَرِ من الشُّهْبَهِ ،و هِی البَیَاضُ فسُمِّیَت سَنَهُ الجَدْبِ بِهَا.
و من المَجَازِ: سَقَاهُ الشَّهَابِ (1)و هو بالفَتْح:اللَّبَنُ الضّیَاح أو الَّذِی ثُلُثَاه مَاء و ثُلُثُه لَبَن کالشّهَابَه بالضَّمِّ عن کُرَاع،و ذلک لتَغَیُّر لَوْنِه.قال الأَزْهَرِیّ :و سَمِعْت غَیْرَ وَاحِدٍ من العَرَب یقول لِلَّبن المَمْزُوجِ بِالْمَاءِ شَهَابٌ کما تری بفَتْح الشِّین.قال أَبُو حَاتِم:هو الشُّهَابَه و هو الفَضِیخُ (2)و الخَضَارُ،و الشَّهَابُ و السَّجَاجُ (3)و السجَارُ و الضَّیَاحُ و السَّمارُ کُلُّه وَاحِدٌ.
و شِهَابٌ کَکِتَابٍ :شُعْلَهٌ من نَارِ سَاطِعَه و رَوَی الأَزْهَرِیّ عَنْ ِ ابْنِ السِّکِّیت قَالَ : الشِّهَابُ :العُودُ الَّذِی فِیه نَار.قال:
و قال أَبو الهَیْثَم: الشِّهَابُ :أَصْل خَشَبهٍ أَو عُودٍ فیها نَارٌ سَاطِعَهٌ .و یقال للکَوْکَبِ الذی یَنْقَضُّ عَلَی أَثَر الشَّیْطَان باللَّیلِ شِهَابٌ .قال اللّه تعالی: فَأَتْبَعَهُ شِهابٌ ثاقِبٌ (4).
وَ
16- فِی حَدِیثِ اسْتِرَاقِ السَّمْع: «فَرُبَّما أَدْرَکَه الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ یُلْقِیَهَا». یَعْنِی الکَلِمَه المُسْتَرَقَه،و أَرَادَ بالشِّهَاب الذی یَنْقَضُّ باللَّیْل،شِبْه الکَوْکَبِ (5)و هو فی الأَصْلِ الشُّعْلَهُ مِنَ النَّارِ.
وَ فِی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: أَوْ آتِیکُمْ بِشِهابٍ قَبَسٍ (6).قال الفَرَّاءُ:نَوَّن عَاصَمٌ و الأَعْمَشُ فِیهِمَا،قَالَ و أَضَافَه أَهْلُ المَدِینَه « بشِهَاب قَبَسٍ » ،قال وَ هَذَا مِنْ إِضَافه الشَّیءِ إِلی نَفْسِه کما قالُوا،حَبَّهُ الخَضْرَاءِ و مَسْجِدُ الجَامِعِ ،یُضَافُ الشیءُ إِلَی نَفْسهِ و یُضَافُ أَوَائِلُهَا إِلَی ثَوَانِیهَا،وَ هِی هِیَ فی المَعْنی،کَذَا فِی لِسَانِ العَرَب.
و من المجاز، الشهابُ : المَاضِی فی الأَمْرِ. یُقَالُ للرَّجُل المَاضِی فی الحَرْب شِهَابُ حَرْب أَی مَاضٍ فیها، علی التَّشْبِیهِ بالکَوْکَبِ (7)فی مُضِیِّهِ ج شُهُب کَکُتُب.و جَوَّز بَعْضٌ فِیهِ التَّسْکِینَ تَخْفِیفاً و شُهْبَانٌ بالضم حَکَاهُ الجَوْهَرِیُّ عن الأَخْفَش و شِهْبَان بالکَسْرِ و هو غرِیبٌ و أشْهُبٌ بضَمِّ الهَاءِ (8).قال ابْنُ مَنْظُور:و أَظُنّه اسْماً للجَمْع.قال:
تُرِکْنَا و خَلَّی ذُو الهَوَادَهِ بَیْنَنا
بأَشْهُب نَارَیْنَا لَدَی القَوْمِ نَرْتَمِی
و الشُّهْبَانُ بالضَّم:بَنُو عَمْرو بْنِ تَمِیمٍ .قال ذو الرُّمَّه.
إذَا عَمَّ دَاعِیهَا أَتَتْه بِمَالِکِ
و شُهْبَانِ عَمْرٍ و کُلُّ شَوْهَاءَ صِلْدِمِ
عَمَّ دَاعِیها أَیْ دَعَا الأَبَ الأَکْبَر.
و من المَجَاز:هَؤْلاَء شُهْبانُ الجَیْش.
و یَوْمٌ أَشْهَبُ :بَارِدٌ و هو مَجَاز.و فی لسان العرب أی ذُو رِیحٍ بَارِدَهٍ .قال:أَرَاهُ لِمَا فِیهِ من الثَّلْجِ و الصَّقِیع و البَرْدِ.
و لَیْلَهٌ شَهْبَاءُ کَذَلک.و قَال الأَزْهَرِیُّ :یَوْمٌ أَشْهَبُ :ذو حَلِیتٍ و أَزِیزٍ.و قَوْلُه أَنْشَدَه سِیبَویْه:
فِدًی لِبَنِی ذُهْلِ بْنِ شَیْبَانَ نَاقَتِی
إِذَا کَانَ یَوْمٌ ذُو کَوَاکِبَ أَشْهَبُ
یجوز أَنْ یکُونَ أَشْهبَ لِبَیَاض السِّلاَح و أَنْ یَکُونَ أَشْهَبَ لَمَکَان الغُبَارِ.
و الشُّهُبُ کَکُتُب: النُّجُومُ السَّبْعَهُ المَعْرُوفَهُ ،وَ هِیَ الدَّرَاریُّ .و الشُّهُبُ أَیْضاً: ثَلاَثُ لَیَالٍ من الشَّهْرِ لِتَغَیُّر لَوْنِها.
و الشَّهْبُ بالفَتْح هو الجَبَلُ الَّذِی عَلاَهُ الثَّلْجُ .
و الشُّهْبُ بالضَّمِّ :ع نَقَلَه الصَّاغَانِیّ (9).
و الأَشْهَبُ :الأَسَدُ. ذَکَرَه الصَّاغَانِیّ . و الأَمْرُ الصَّعْبُ الکَرِیهُ
17- فی حَدِیثِ العَبَّاسِ : قال یوم الفتح:«یا أَهلَ مَکّه.
أَسْلِمُوا تَسْلَمُوا فَقَد اسْتَبْطَنْتُم بأَشْهَبَ بَازِل». أَی رُمِیتُم بأَمْرٍ صَعْبٍ لا طَاقَهَ لکُم به،و جَعَلَه بَازِلاً،لأَنَّ بُزُولَ البَعِیرِ نِهَایَتُه فی القُوَّه.
و الأَشْهَبُ : اسْم رَجُل،وَ هُوَ أَشْهَبُ بْنُ عَبْدِ العَزِیزِ بْنِ
ص:130
دَاوُودَ القَیْسِیّ أَبُو مُحَمَّد المِصْریُّ الفَقِیهُ یقال اسْمُه مِسْکِین،مَاتَ سَنَهَ أَرْبَعٍ بَعْد المِائَتَیْن.
و الأَشْهَبُ من العَنْبَرِ: الجَیِّدُ لَوْنُه،و هو الضَّارِبُ إلی البیاض.و أَنْشَدَ المَازِنِیّ .
و ما أَخَذَا الدِّیوَانَ حتی تَصَعْلَکَا
زَمَاناً و حَثَّ الأَشْهَبَان غِنَاهُمَا
هما عامَانِ أَبْیَضَان مَا بَیْنَهُمَا خُضْرَهٌ (1)من النَّبَاتِ .
و الشَّهْبَاءُ من المَعَز:کالمَلْحَاءِ مِن الضَّأْنِ .و الشَّهْبَاءُ من الکَتَائِب:العَظِیمَهُ الکَثِیرَهُ السِّلاَح. یقال:کَتِیبَهٌ شَهْبَاء لمَا فِیهَا مِنْ بَیَاضِ السِّلاَحِ و الْحَدِیدِ فی حَالِ السَّوَاد،و قیل:
هِیَ البَیْضَاءُ الصَّافیَهُ الحَدِید.
و فی التَّهذِیبِ :کتبیه شهابه ؟و قیل:کَتِیبَهٌ شَهْبَاءُ إِذَا کَانَت عِلْیَتهَا بَیَاضُ الحدِیدِ.
و الشَّهْبَاءُ : فَرَسٌ للقَتَّال البَجَلِیّ ، و هو قَیْسُ بْنُ الحَارِث.
و غُرَّهٌ شَهْبَاءُ ،و هو أَنْ یَکُونَ فی غُرَّهِ الفَرَس شَعَر یُخَالِفُ البَیَاضَ ،کذا فی لسَان العرب.
و الأَشاهِبُ :بَنُو المُنْذِر،لِجَمالِهم. قال الأَعْشَی:
و بَنِی (2)المُنُذِرِ الأَشَاهِب بالحِی
رَهِ یَمْشُون غُدْوَهً کالسُّیُوفِ
قلت:و هم إحْدی کَتَائِبِ النُّعْمَان بْنِ المُنْذِر،و هُمْ بَنُو عَمِّه و أَخوَاتِه و أَخَوَاتِهم،سُمُّوا بِذَلِکَ لبَیَاض وُجُوهِهِم کذا فی المُسْتَقْصَی.
و الشَّهَبَان مُحَرَّکَهً کالشَّبَهَان: شَجَرٌ مَعْرُوفٌ کالثُّمَامِ بالضَّمِّ (3).
و الشَّوْهَبُ کجَوْهَرٍ: القُنْفُذُ.
و یُقَالُ : شَهَبَهُ الحرُّ و البَرْدُ کمَنَعَهُ :لَوَّحَه و غَیَّر لَوْنَه کَشَهَّبَه مُشَدَّداً عَنْ ِ الفَرَّاءِ.قال أَبو عبید: شَهَبَ البردُ الشَجَرَ إِذَا غَیَّر أَلْوَانَهَا.و شَهَبَ (4)النَّاسَ البَرْدُ.و من المجاز:نَصْلٌ أَشْهَب :بُرِدَ بَرْداً خَفِیفاً فلم یَذْهَب سَوَادُه کُلُّه،حَکَاه أَبُو حَنِیفَه،و أَنشد:
و فی الیَدِ الیُمْنَی لمُسْتَعِیرها
شَهْبَاءُ تُرْوِی الرِّیشَ مِنْ بَصِیرِهَا (5)
یَعْنِی أَنَّهَا تَغِلُّ (6)فی الرَّمِیَّه حَتَّی یَشْرَبَ رِیشُ السَّهْمِ الدَّمَ .
و فی الصَّحَاح:النَّصْلُ الأشْهَبُ :الَّذِی بُرِدَ فَذَهَب سَوَادُه.
و أَشْهَبَ الفَحْلُ إِذَا وُلِدَ لَه الشُّهْبُ نقله الزَّجَّاج.و عباره ابن منظور:و أشْهَبَ الرَّجُلُ إِذَا کَانَ نَسْلُ خَیْلِه شُهْباً ،هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَه،إِلاَّ أَنَّ ابْن الأَعْرابِیّ قَالَ :لَیْسَ فی الخَیل شُهْبٌ .و قال أَبُو عُبَیْد (7): الشُّهْبَهُ فی أَلْوَان الخَیْلِ :أَن تَشُقَّ مُعْظَمَ لَوْنِه شَعْرَهٌ أَو شَعَراتٌ بِیضٌ کُمَیْتاً کَانَ أَو أَشْقَر أَوْ أَدْهَم.
و اشْهَابَّ رَأْسُه و اشْتَهَبَ :غَلَبَ بَیَاضُه سَوَادَه.قال امْرُؤُ القَیْس:
قَالَتِ الخَنْسَاءُ (8)لمّا جِئْتُها:
شَابَ بَعْدِی رَأْسُ هَذَا و اشْتَهَب
و أَشْهَبَتِ السَّنَهُ القومَ :جَرَّدَتْ أَمْوَالَهم و کَذَلِک شَهَبَتْهُم،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
و من المَجَاز: اشْهَابَّ الزرعُ :قَارَب المَنْح فَابْیَضَّ و هَاج (9)و فی خِلاله خُضْرَهٌ قَلِیلَهٌ .و یقال: اشْهَابَّتْ مَشَافِرُه.
کذا فی لسان العرب.
و شِقَاب:اسم شَیْطَان کما وَرَد فی الحدِیث،و لذا غَیَّرَ النبیُّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ اسْمَ رَجُلٍ سُمِّیَ شِهَاباً .و أَشْهَبَان :اسْمُ مَوْضع فی دِیَارِ العَرَب.أَوْرَدَه السُّهَیْلیّ .
ص:131
و مُحَمَّد بنُ شِهَابٍ الزُّهْرِیّ من أَتباع التَّابعین.و الأَخْنَسُ ابْنُ شهاب :شَاعر.و ابنُ شُهیب :صُوفِیُّ .و ابْن قَاضِی شُهْبَهَ بالضَّمِّ :فَقِیهٌ مُؤَرِّخٌ .
الشَّهْجَبَهُ أَهمله الجوهریّ .و قال ابن درید:
هو اخْتِلاَطُ الأَمْر.
و تَشَهْجبَ الأَمْرُ:دَخَلَ بعضُه فی بعض. نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
الشَّهْرَبَهُ و الشَّهْبَرَهُ : العَجُوزُ الکَبِیرَهُ . قال:
أُمُّ الحُلَیْس لَعَجُوزٌ شَهْرَبَهْ
تَرْضَی مِنَ الشَّاهِ بِعَظْمِ الرَّقَبَهْ
فی لسان العرب اللاَّم مُقْحَمَهٌ فی لَعَجُوز،و أَدْخَلَ الَّلامَ فی غَیْرِ خَبَر إِنَّ ضَرُورَهً و لا یُقَاسُ عَلَیْهِ .و الوَجْهُ أَن یُقَال:
لأُمّ الحُلَیْسِ عَجُوزٌ شَهْرَبه کما یقال:لَزَیْد قَائِمٌ ،و مثله قَوْلُ الآخر:
خَالِی لأَنْتَ !و مَنْ جَرِیرٌ خَالُه
یَنَلِ العَلاَءَ و یُکْرِمِ الأَخْوَالاَ (1)
و الشَّیْخُ شَهْرَبٌ و شَهْبَرٌ،عن یَعْقُوب.
و فی التَّهْذِیب فِی الرُّبَاعِیّ عَنْ أَبِی عَمْرو: الشَّهْرَبَهُ :
الحُوَیْض یَکُونُ أَسْفَلَ النَّخْلَه، و هی الشَّرَبَهُ ،فزِیَدتِ الْهَاءُ.
و هذا قَوْلُ أَبِی خَیْرَه و مثَّلُه بِقَوْلِهِم:تَهَرْشَفَ أَی تَحَسَّی قَلِیلاً قَلِیلاً،و الأَصْلُ تَرَشَّفَ فزِیدَتِ الْهَاء.
و شَهْرَبَانُ و فی نُسْخَهٍ شَهْرابَانُ وَ هُوَ الصَّحِیحُ : ه بنَوَاحِی الخَالِصِ . منها أَبو عَلِیّ الحَسَن بْنُ سَیْفِ بْنِ عَلِیٍّ المُحدَثِ .سکَن بَغْدَادَ و تُوُفِّی سنه 582 ترجمه الصَّفَدِیُّ ، و الکَمَالُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ وَضَّاحٍ الفَقِیهُ الحَنْبَلیُّ المحدِّثُ ،رَوَی عن عَلِیِّ بْنِ إِدْرِیس الزَّاهِدِ و توفی بِبَغْدَاد،تَرجَمَه الذَّهَبِیُّ .و شَهْرَبَانُو (2):بنتُ یَزْدَجِرْد مَلِک الفُرْسِ أُمّ أَوْلادِ الحُسَیْنِ رَضِیَ اللّهُ عَنْه.
الشَّیْبُ معروف قَلِیلُه وَ کَثِیرُهُ ،و رُبَّمَا سُمِّی الشَّعَر نَفْسُه شَیْباً ،أَ و بَیَاضُه أَی الشَّعَر،و هَذَا هُوَ الَّذِی صَدَّرَ بِهِ ابْنُ منْظُور و الجَوْهَرِیُّ و غَیْرهُمَا کالمَشِیب رَاجعٌ إِلی القَوْل الأَخِیرِ،و منه قَوْلُه:
مَسْأَلَهُ الدَّوْرِ جَرَت
بَیْنِی و بَیْن مَن أُحِبّ
لَوْلاَ مَشِیبِی مَا جَفا
لَوْلاَ جَفَاهُ لَمْ أَشِبْ
و قیل: الشَّیْبُ :بَیَاضُ الشَّعَر.و یقال:عَلاَه الشَّیْبُ .
و المَشِیبُ :دُخُولُ الرَّجُلِ فی حَدِّ الشِّیْبِ من الرِّجَالِ .
قال ابنُ السِّکَّیتِ فی قَوْلِ عَدِیٍّ :
تَصْبُو وَ أَنَّی لَکَ التَّصَابِی ؟
و الرَّأْسُ قد شَابَهُ المَشِیبُ
یَعْنِی بَیَّضَهُ المَشِیبُ ،و لَیْسَ مَعْنَاه خَالَطَه.قال ابْنُ بَرِّیّ :هَذَا البَیْتُ زَعَمَ الجوهَرِیُّ أَنَّه لعَدِیٍّ وَ هُوَ لِعَبِیدِ بْنِ الأَبْرص.
[و أَنشد]: (3)
قدْ رَابَهُ و لمِثْلِ ذَلِکَ رَابَهُ
وَقَعَ المَشِیبُ عَلَی السَّوادِ فَشَابَه
أَی بَیَّضَ مُسْوَدَّه.و یقال: شَابَ یَشِیبُ شَیْباً وَ مشِیباً و شَیْبَهً . و هو أَشْیَبُ علی غیر قِیَاس،لأَنَّ هَذَا النَّعْتَ إِنَّمَا یَکُونُ من (4)فَعِل کفَرِح،و شَرْطُه الدَّلاَلَهُ عَلَی العُیُوبِ أَو الأَلْوَان کَمَا قَالَه شَیْخُنَا.و الأَشْیَبُ :المُبْیَضُّ الرَّأْسِ .و قال شَیْخُنَا:رَأَیْتُ بخَطِّ شَیْخِ شُیُوخِنَا الشِّهَابِ الخَفَاجِیّ رَحمَه اللّهُ تَعَالَی: الأَشْیَبُ لاَ عَلَی القِیَاس بَلْ عَلَی وَزْنِ الْوَصْفِ مِنَ المَعَایِب الخِلْقِیه کأَعْمَی و أَعْرَج فعَدُّوه من العُیُوب،کما قَال أَبُو الحَسَن بْنُ أَبِی عَلِیٍّ الزَّوْزَنِیُّ :
کَفَی الشیبُ عَیْباً أَنَّ صَاحِبَه إِذَا
أَردتَ بِهِ وَصْفاً لَه قُلْتَ أَشْیَبُ
و کَانَ قِیَاسُ الأَصْلِ لو قُلْتَ شَائِباً
و لکِنَّه فی جُمْلَهِ العَیْبِ یُحْسَبُ
ص:132
فشَائِبٌ خَطَأٌ لم یُسْتَعْمل،انْتَهَی و لا فَعْلاَءَ لَهُ أی أَهْمَلُوه،و لَمْ یَرِدْ فی کَلاَم مَنْ بَعْدَهُم،لأَنَّ العَرَبَ لم تَضَع لَهُ وَصْفاً تَابِعاً لأَفْعَلَ و هو فَعْلاَءُ و إِنْ کَانَ غَیْرَ مَقِیسٍ و لا علی غَیره،کما أَن لهم فَعْلاَءَ لا أَفْعَلَ لَهُ :
و فی لسان العرب:و یُقَالُ :رَجُلٌ أَشْیَبُ ،و لا یقال:امرأَه شَیْبَاء ،لا یُنْعَتُ (1)بِهِ المرأَه،اکْتَفَوْا بالشَّمْطَاءِ عن الشَّیْبَاءِ ، و قد یُقَالُ : شَابَ رَأْسُها.
و شَیَّبَه الحُزْنُ .و شَیَّبَ الحُزْنُ رَأْسه و شَیَّبَ الحُزْنُ بِرَأْسِهِ وَ هُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَه لجَمْعِه بَیْن أَدَاتَیِ التَّعْدِیَه.قال شیخنا:و مِثْلُه فی المُحْکَم و لِسَانِ العَرَبِ و المِصْبَاحِ .
کأَشَابَ (2) رَأْسَه و أَشَاب بِرَأْسِهِ .
و قَوْمٌ شِیبٌ بالکَسْرِ کَبِیضٍ و أَبْیَض، و شُیَّبٌ کَسُکَّر، و شُیُب بِضَمَّتَیْنِ قال ابْنُ مَنْظُور:و یجوز شُیُبٌ فی الشِّعْر عَلَی التَّمَام،هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَهِ .قالَ ابْنُ سِیدَه:و عِنْدِی أَنَّ شُیُباً إِنَّمَا هُو جَمْع شَائِبٍ کَمَا قَالُوا بَازِلٌ و بُزُلٌ أَو جَمْعُ شَیُوبٍ علی لُغَهِ الحِجَازِیِّین کما قَالُوا:دَجَاجَهٌ بَیُوضٌ ، و دَجَاجٌ بُیُضٌ .و قَوْل الرَّائِدِ:[وجدتُ ] (3)عُشْباً و تَعَاشِیبْ ، و کَمْأَهً شِیبْ .إِنما یعنی به البِیضَ الکِبَار.
و لَیْلَهُ الشَّیْبَاءِ مَرَّ ذِکْرُهَا فی شوب. و اقْتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ و الزَّمَخْشَریّ عَلَی ذِکْرها هُنَا فی« شیب » وَ هِیَ أَی لَیْلَهٌ شَیْبَاءُ أَیْضاً آخِرُ لَیْلَهٍ مِنْ الشَّهْرِ.
و یقال: یَوْمٌ أَشْیَبُ و شَیْبَانُ بالفتح: فیه بَرْدٌ و غَیْمٌ و صُرَّادٌ و یَأْتِی ذِکْرُ صُرّاد فی مَحَلِّه (4).
و من المَجَازِ:ذَهَبَ شَیْبَانُ بالفَتح و قد یُکْسَر،و مِلْحانُ بالکَسْر و قد یُفْتَح،لشَهْرَیِ الشِّتَاءِ.و هما شَهْرَا قُمَاح ککِتَابٍ و غُرَاب و هما أَشَدُّ الشُّهُورِ بَرْداً و هُمَا اللَّذَانِ یِقُولُ مَنْ لاَ یَعْرفُهما:کَانُونٌ و کَانُونُ .قال الکُمَیْت:
إِذا أَمستِ الآفَاقُ غُبْراً جُنُوبُها
بشِیبَانَ أَو مِلْحَانَ و الیَوْمُ أَشْیَبُ
أَی من الثَّلْج.و رَوَی ابنُ سَلَمَهَ بکَسْرِ الشِّینِ و المِیمِ ، و إِنَّما سُمِّیَا بِذَلِک لابْیِضَاضِ الأَرضِ بِمَا عَلَیْها من الثَّلْجِ و الصَّقِیعِ ،وَ هُمَا عِنْدَ طُلُوعِ العَقْرَب و النَّسْرِ.
و فی الأَساس:و من المجاز: شَابَت رُؤُوسُ الآکَامِ ، و رأَیْتُ الجِبَالَ شِیباً ،یُرِیدُ بَیاضَ الثَّلجِ و الصَّقِیعِ ،انْتَهی.
و فی لِسَانِ العَرَب قَوْلُه تَعَالی: وَ اشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْباً (5)نَصْبٌ عَلَی التَّمْیِیزِ،و قِیلَ عَلَی المَصْدَر،لأَنَّه حِینَ قَالَ :
اِشْتَعَلَ کأَنَّه قَال: شَابَ فقال: شَیْباً .
و شَیْبَانُ حَیُّ مِنْ بَکْر،وَ هُم الشَّیابِنَه (6)،وَ هُمَا شَیْبَانانِ ، أَحَدُهُما شَیْبَانُ بْنُ ثَعْلَبَهَ بْنِ عُکَابَهَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَکْرِ ابْنِ وَائِل. و الآخَرُ شَیْبَانُ بْنُ ذُهْلِ بْنِ ثَعْلَبَه بْنِ عُکَابَهَ ، و هما قَبِیلَتَان عَظِیمَتَان تَشْتَمِلان (7)علی بُطُونٍ و أَفْخَاذٍ کما صَرَّحْنا بِه فی کتابِ أَنْسَاب الْعَرَب.و إِلی الثَّانِیَه نُسِبَ إِمَام المَذْهَبِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِیَ اللّهُ عَنْه.و الإِمَامُ مُحَمَّدُ ابْنُ الحَسَنِ صَاحِبُ الإِمَام أَبِی حَنِیفَهَ ،رَضِی اللّهُ عَنْهُمَا.
وَ عبْد اللّهِ بْنُ الشَّیَّابِ کَشَدَّاد صَحَابیٌّ جمْصیٌّ .رَوَی خَالِدُ ابْنُ مَعْدَانَ عن ابن بِلالٍ عَنْهُ حَدِیثاً.و یقال فیه أَیْضاً ابْنُ أَبِی الشُّیَّابِ ککَتّان و رُمَّانٍ کما نَقَله الصَّاغَانِیُّ .
و الشِّیبُ بالکَسْرِ:سَیْرٌ فی رأْسِ السَّوْط مَعْرُوفٌ عَرَبِیٌّ صَحِیح،و هما شِیبَانِ .
و الشِّیبُ : جَبَلٌ ذکره الکُمَیْتُ فقال:
وَ مَا فُدْرٌ عَوَاقِلُ أَحْرَزَتْهَا
عَمَایهُ أَو تَضَمَّنُهنّ شِیبُ (8)
و الشِّیبُ و شَابَهُ :جَبَلان مَعْرُوفَان.قال أَبو ذُؤَیْب:
کأَنَّ ثِقَال المُزْنِ بین تُضَارِعٍ
و شَابَهَ بَرْکٌ مِنْ جُذَامَ لَبِیجُ
کذا فی لِسَان العَرَب و المحکم،و تُضَارع:جَبَلٌ بنَجْد
ص:133
کَشَابَه .و البَرْکُ بالفَتْح:الإِبَل الکَثِیرَه.و لَبِیج بالموحَّدَه و الجِیمِ ،هی إِبِل الحَیّ کُلِّهم إِذا أَقَامَت حَوْلَ البُیُوتِ بَارِکَهً کَالمغْرُوزِ بالأَرْضِ .و فی الصَّحَاحِ : شَابَهُ فی شِعْرِ أَبی ذُؤَیْب:اسْمُ جَبَل بِنَجْد.و فی التَّهْذِیب:اسْمُ جَبَل بنَاحِیَهِ الحِجَازِ.
و شَابَهُ أَیْضاً:قَرْیَهٌ بالفَیُّوم،و قد تَقَدَّم.و الشَّابِی أُخْرَی بالبُحَیْره.
و الشِّیبُ أَیضاً: حِکَایَه أَصْوَاتِ مَشَافِر الإِبِل عِنْد الشُّرْب (1).قال ذو الرُّمَّه وَ وَصَف إِبِلاً تَشْرَب فی حَوْضٍ مُتَثَلّم و أَصْوَاتُ مَشَافِرها شِیْب شِیبْ :
تَدَاعَیْن باسْم الشِّیبِ فی مُتَثَلِّمٍ
جَوَانِبُه من بَصْرَهٍ و سِلاَمِ
و فی لِسَان العَرَب: الشِّیبُ :الجِبَالُ یَسْقُطُ عَلَیْهَا الثَّلْجُ فَتَشِیبُ بِهِ .و قَوْلُ عَدِیِّ بْنِ زَیْد:
أَرِقْتُ لمُکْفَهِرٍّ باتَ فِیه
بَوَارِقُ یَرْتَقِین رُءُوسَ شِیبِ
قال بعضهم: الشِّیبُ هُنَا سَحَائِبُ بِیضٌ ،وَاحِدُهَا أَشْیَبُ .و قِیلَ :هِیَ جِبَالٌ مُبْیَضَّهٌ من الثَّلْجِ أَو من الغُبَار.
و شیبَه بهَاء مَعَ الکَسْرِ: جَبَلَ بالأَنْدَلُس (2).و شِیبِینُ بالکَسْرِ فی الأَوَّلِ و الثَّالث: ه قُرْبَ القَاهِرَه. و فی المَرَاصِد:هِیَ مِنْ قُرَی الحَوْفِ بَیْن بِلْبِیس و القَاهِرَه.
قلت:و تُعَدُّ من الضَّوَاحِی،و هی المَعْرُوفَه بِشیبِین القَصْر.و فَاتَه ذِکْرُ شِیبِین الکَوْمِ ،و هی شِیبِینُ الشَّرَی:قَرْیَهٌ مِنَ المُنُوفِیَّه.
14- و شَیْبَهُ بْنُ عُثْمَان بْنِ طَلْحَهَ بْنِ عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَیِّ الحَجَبِیُّ محرّکهً نسْبَهٌ إِلَی حِجَابَهِ البَیْتِ مفْتَاحُ الکَعْبَه مُسَلّمٌ إِلَی أَوْلاَدِهِ بإِذْنِ النَّبِیِّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ .
وَ جَبَلُ شَیْبَهَ :مُطِلٌّ علی المَرْوهِ .
و شَیْبَهُ الحَمْدِ:لَقَبُ عَبْد المُطَّلِبِ أَحَد أَجْدَادِه صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ .
و اخْتُلِفَ فی سَبَب تَلْقِیبِه،و مَحَلُّه فی کُتُب السِّیَر.قال:
بِشَیْبَهِ الحَمْدِ أَسْقَی اللّهُ بَلدَتَنَا
و قد عَدِمْنَا الحَیَا و اجلَوَّذَ المَطَرُ
و شَیْبه قش،و شَیبه سَقَّاره:قریتان من شرقیه بُلْبَیس.
و الأُولی هی شیبه الحوله.
و شَیْبٌ شَائِبٌ أَرَادُوا به المُبَالَغَه علی حَدِّ قَوْلِهم:شِعْرٌ شَاعِرٌ،و لا فِعْلَ لَه.
و أَشَابَ الرَّجلُ : شَابَ وَلَدُه.و تُطْلَق الشَّیْبَهُ عَلَی اللِّحْیَه الشَّائِبَه .قال شیخنا:و هذه عرفیه مولده لا تعرفها العرب.
و قَوْلُ سَاعِدَه:
شَابَ الغُرَابُ و لا فُؤَادُک تَارِکٌ
ذِکْرَ الغَضُوبِ و لا عتَابُک یُعْتَبُ
و أَبُو شَیْبَهَ الخُدْرِیّ إِلی خُدْرهَ :بَطْنٍ من الأَنْصَارِ صَحَابِیٌّ . و أَبُو بَکْر بْنُ أَبِی شَیْبَه مُحَدِّث و أَبُو بَکْر بنُ الشَّائِب الدِّمَشْقِیُّ محدِّث مُتَأَخِّر،روی عن أَبی المُظَفَّر سِبْطِ ابْنِ الجَوْزِیّ ، رَوَیْنَا عَنْ أَصْحَابِه.
و جَبَلُ شَیْبَهَ بمَکَّه حَرَسَهَا اللّهُ تَعَالَی مُتَّصِلٌ بجَبَل دَیْلَمِیّ (3).و الشَّیْبَانِیَّهُ :قَرْیَهٌ قُرْبَ قِرْقِیسَیاء (4)و تُجْمَعُ الشَّیْبَهُ شِیَباً «بالکسر»عن الفَرَّاء.و شَیْبَهُ بْنُ نِصَاح:مُقْرِیءٌ مَشْهُورٌ،و یذکر فی«ن ص ح».
المهمله (5)
صَئِبَ من الشَّرَابِ کَفَرِح صَأَباً رَوِیَ و امْتَلأَ و أَکْثَرَ مِنْ شُرْبِ المَاءِ. فهو رَجُلٌ مِصْأَبٌ کمِنْبَرٍ.
و الصُّؤَابُ و الصُّؤَابَه کغُرَابه بالهَمْزِ بَیْضَهُ القَمْلِ و البُرْغُوثِ . قال شَیْخُنا:و هَکَذَا فی المُحْکَم و نَقَله ابنُ هِشَامٍ اللَّخْمِیُّ و التَّدمُرِیّ فی شَرْحَیْهما عَلَی الفَصِیحِ عن
ص:134
کِتَابِ العَیْنِ ،و زعم طائِفَهٌ أَنَّهُ خَاصُّ بِبَیْض القَمْل،لا یُطْلَقُ علی غَیْره إِلاَّ مَجَازاً و هو ظَاهِرُ کَلاَمر الجَوْهَرِیّ و القَزَّار، و نقله اللبلیّ فی شرح الفَصِیح عن أَبِی زَیْد.و قال ابْنُ دَرَسْتَوَیْه:هِیَ صِغَارُ القَمْلِ .
ج صُؤَابٌ و صِئْبَانٌ الأَوَّلُ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ ،لأَنَّ بَیْنَه و بَیْنَ مُفْرَدِه سُقُوطَ الهَاءِ.و الثَّانِی جَمْع تَکْسِیر.
و فی الأَسَاسِ :و تَقُولُ :مَعَه صِبْیَانٌ کأَنَّهم صِئبَانٌ .و قال جَرِیرٌ:
کَثِیرَهٌ صِئْبَانِ النِّطَاقِ کَأَنَّهَا
إِذَا رَشَحَت منها المَغَابِنُ کِیرُ
و فی الصَّحَاحِ : الصُّؤَابَهُ بالهَمْزِ:بَیْضَهُ القَمْلَه،و الجَمْع الصُّؤَابِ و الصِّئْبَان .و قد غَلِط یَعْقُوبُ فی قوله:و لا تَقُل صِئْبَان ..
و فی لِسَان العَرَب:و قَوْلُه،أَی ابْنِ سِیده،أَنْشَدَه ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
یَا رَبِّ أَوجِدْنِی صُؤَاباً حَیّا
فمَا أَرَی الطَّیَّارَ یُغْنِی شَیَّا
أَی أَوْجِدْنِی کالصُّؤَابِ من الذَّهَب و عَنَی بالحَیِّ الصَّحِیحَ الذی لیس بمُرْفَتٍّ و لا مُنْفَتٍّ .و الطَّیَّارُ:ما طارَتْ بِه الرِّیحُ مِنْ دَقِیقِ الذَّهَبِ ،انتهی.
و قال ابن دَرَسْتَوَیْهِ ،و نَقَلَه الفِهْرِیُّ و غَیْرُه:و قد تُسمَّی صغارُ الذهب التی تُستخرج من تراب المعدن صُؤَابهً علی فُعَالَه.قالوا:و العامّه لا تَهمز الصئبان و لا الصُّؤابه .نقله شیخنا.و نقل ابن منظور عن أَبِی عُبَیْد: الصِّئْبان :ما یَتَحَبَّبُ من الجَلِیدِ کاللُّؤلُؤِ الصِّغَارِ،و أَنْشَدَ:
فأَضْحَی و صِئْبَانُ الصَّقِیعِ کأَنَّه
جُمَانٌ بِضَاحِی مَتْنِهِ یَتَحَدَّرُ
و هذا قد غَفَل عَنْهُ شَیْخُنَا.
و قد صَئِبَ رَأْسُه کَفَرِح و أَصْأَب أَیْضاً إِذا کَثُر صُؤَابُه و فی نُسْخَهٍ صِئْبَانُه .
و الصُّؤْبَه بالهَمْزِ: أَنْبارُ الطَّعَام، عَنْ الفرَّاءِ مثلُها غیر مَهْمُوزَه. و نُبَیْهُ بْنُ صُؤَابِ کغُرَابٍ تَابِعِیٌّ أَبو عَبْد الرَّحْمن المَهْرِیّ عن عُمَر و عَنْه یَزِیدُ بْنُ أَبِی حَبِیب.
صَبَّهُ أَی المَاءَ و نَحْوَه: أَرَاقَه یَصُبُّه صَبَّاً فَصَبَّ أَی فَهُو مِمَّا اسْتُعْمِل مُتَعَدِّیاً و لاَزِماً إِلا أَنَّ المُتَعَدِّیَ کَنَصَر و اللاِّزِم کَضَرَب،و کان حَقُّه التَّنْبِیهَ عَلَی ذَلِک،أَشَار لَهُ شَیْخُنا،و هَکَذَا ضَبَطَه الفَیُّومِیُّ فی المِصْبَاح و انْصَبَّ علی انْفَعَل وَ هُوَ کَثِیر و اصْطَبَّ علی افْتَعَل مِنْ أَنْوَاع المُطَاوع و تَصَبَّب علی تَفَعَّل،لکن الأَکْثَر فیه أَنْ یَکُونَ مُطَاوِعاً لِفِعْل المُضَاعَف کعَلَّمته فَتَعَلَّم.و اسْتِعْمَالُه فی الثُّلاَثِیّ المُجَرَّد کَهَذَا قَلِیل،قَالَه شَیْخُنَا.
و صَبَبْتُ المَاءَ:سَکَبْتُه.و یُقَالُ : صَبَبْتُ لِفُلاَنٍ مَاءً فی القَدَح لِیَشْرَبَه.و اصْطَبَبْتُ لِنَفْسی مَاءٌ من القِرْبَه لأَشْرَبَه، و اصْطَبَبْت لنَفْسِی قَدَحاً.و
16- فی الحَدِیثِ : «فَقَامَ إِلَی شَجْبٍ فَاصْطَبَّ مِنْهُ المَاءَ». هُو افْتَعَل من الصَّبِّ أَی أَخَذَه لِنَفْسِه، و تَاءُ الافْتِعَال مَعَ الصَّادِ تُقْلَبُ طَاءً لِیَسْهُل النُّطْقُ بِهَا،و هما من حُرُوفِ الإِطْبَاق.و قَالَ أَعْرَابِیٌّ : اصْطَبَبْتُ مِنَ الْمَزَادَه مَاءً أَی أَخَذْتُه لِنَفْسِی،و قد صَبَبْتُ المَاءَ فَاصْطَبَّ بِمَعْنَی انْصَبَّ ،و أَنْشَد ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
لَیْتَ بُنَیَّ قَدْ سَعَی و شَبَّا
و مَنَع القِرْبَهَ أَنْ تَصْطَبَّا (1)
و فی لِسَان العرب: اصْطَبَّ الماءَ:اتَّخَذَه لِنَفْسه،علی مَا یجِیءُ عَلَیْه عَامَّه هَذَا النَّحو حَکَاه سِیبَویْهِ .و الماءُ یَنْصَبُّ من الجَبَل،و یَتَصَبَّبُ من الجَبَل أَی یَتَحَدَّر.و مِنْ کَلاَمِهِم:
تَصَبَّبْتُ عَرَقاً أَی تَصَبَّبَ عَرَقِی فنقَل الفِعْل فَصَارَ فی اللَّفْظِ لِی فخَرج الفَاعِلُ فی الأَصْل مُمَیِّزاً،و لا یجوز عَرَقَاً تَصَبَّبَ ، لأَنَّ هَذَا المُمَیِّزَ هُوَ الفَاعِلُ فی المَعْنَی،فکَمَا لا یَجُوزُ تَقْدِیمُ الفَاعِل علی الفِعْل،کذلک لا یجوز تَقْدِیمُ المُمَیِّز إِذَا کَانَ هُوَ الفَاعِلَ فی المَعْنی علی الفِعل،هَذَا قَوْلُ ابْنِ جِنِّی.
ص:135
و صَبَّ فی الوَادِی:انْحَدَر و
14- فی حدیثِ الطَّوَافِ :
«حَتَّی إِذَا انْصَبَّت قَدَمَاه فی بَطْنِ الْوَادِی». أَی انْحَدَرَت (1)فی السَّعْی.و
14- فی حَدِیثِ مَسِیرِهِ إِلَی بَدْر: «أَنَّه صَبَّ فی ذَفِرَانَ ». أَی مَضَی فِیهِ مُنْحَدِراً وَ دَافِعاً،و هو مَوْضِعٌ عِنْدَ بَدْر.
و الصُّبَّهُ بالضَّمِّ :مَا صُبَّ مِنْ طَعَامٍ و غَیْرِهِ مُجْتَمِعاً کالصُّبِّ بغَیْر هَاء،و رُبَّمَا سُمِّی بِهِ .و الصُّبَّهُ :بغَیر هَاءِ، و رُبَّما سُمِّی بِهِ . و الصُّبَّهُ : السُّفْرَهُ لأَنَّ الطَّعَامَ یُصَبُّ فِیهَا أَو شِبْهُهَا. و
17- فی حَدِیث واثِلَهَ بْنِ الأَسْقَع فی غَزْوه تَبُوک:
«فخرجْتُ مَعَ خَیْر صَاحِب،زَادِی فی صُبَّتی ». و رُوِیَت «صِنَّتی»بالنُّونِ .وَ هُمَا سَوَاء (2).
و الصُّبَّهُ : السُّرْبَهُ أَی القِطْعَهُ من الخَیْل و فی بَعْض النُّسَخ السَّرِیَّه،وَ هُوَ خَطَأٌ.قال:
صُبَّهٌ کالیَمَامِ تَهْوِی سِرَاعاً
و عَدِیٌّ کَمِثْلِ سیل المَضِیقِ
و الأَسْیَقُ (3)« صُبَبٌ کالیَمَام»کَمَا فی لِسَانِ العَرَبِ .
و الصُّبَّهُ :الصِّرْمَهُ مِنَ الإِبِل.و الصُّبَّهُ :القِطْعَهُ :القِطْعَهُ مِنَ الغَنم.
أَو الصُّبَّهُ من الإِبِل و الغَنَم:ما بَیْنِ العِشْرِینَ إِلَی الثَّلاَثِین و الأَرْبَعِین.و قیل: مَا بَیْن العَشَرهِ إِلَی الأَرْبَعین.
و فی الصَّحَاحِ عَنْ أَبِی زَیْد: الصُّبَّهُ من المَعِز:ما بَیْن العَشَرَهِ إِلَی الأَرْبَعِین. أَو هِیَ مِنَ الإِبِل:مَا دُونَ المائَه کالفِرْقِ مِنْ الْغَنَم فی قَوْل مَنْ جَعَل الفِرْقَ مَا دُونَ المائَه.
و الفِزْرُ مِنَ الضَّأْنِ مِثْلُ الصُّبَّهِ من المِعْزَی.و الصَّدْعَهُ نَحْوُهَا.و قَدْ یُقَالُ فی الإِبِل. و الصُّبَّهُ : الجَمَاعَهُ من النَّاس وَ هُوَ أَصْلُ مَعْنَاها.و استِعْمَالُهَا فی الإِبِل و الغَنَم و نَحْوِهِمَا مَجَازٌ. و کذا قَوْلُهم:عِنْدِی مِنَ الْمَال (4)صُبَّهٌ أَی القَلِیلُ من المَال کَذَا فی الأَسَاسِ .و مَضَتْ صُبَّهٌ مِنَ اللَّیْل أَی طَائِفَهٌ .و
17- فی حَدِیثِ شَقِیق: قَال لإِبْرَاهِیمَ التَّیْمِیِّ «أَ لَمْ أُنَبَّأْ أَنَّکُم صُبَّتَانِ صُبَّتَان ». أَی جَمَاعَتَانِ جَمَاعَتَان.و
16- فی الحَدِیثِ : «[أَلاَ هَلّ ] (5)أَحَدٌ مِنْکُمْ أَن یَتَّخِذَ الصُّبَّهَ من الغَنَم». أَی جَمَاعَهً مِنْهَا،تشْبِیهاً بجَمَاعَه النَّاسِ .قال ابن الأَثیر:و قد اخْتُلِفَ فی عَدَدِهَا،فقِیلَ :مَا بَیْن العِشْرِینَ إِلَی الأَرْبَعِین من الضَّأْنِ و المَعِز،و قیل:من المَعِز خَاصَّه،و قِیلَ :من المَعِز خَاصه،نَحْوُ الخَمْسِین، و قِیل:ما بَیْن السِّتِّین إِلَی السَّبْعِین.قال:و الصُّبَّهُ من الإِبِل نحوُ خَمسٍ أَو سِتٍّ .و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَر: «اشْتَریتُ صُبَّهً من غَنَم».
و الصُّبَّهُ : البَقِیَّهُ من المَاءِ و اللَّبَن و غَیْرِهِما تَبْقَی فی الإِنَاءِ و السِّقَاءِ و عن الفَرَّاءِ: الصُّبَّهُ ،و الشَّوْلُ ،و الغَرَضُ (6):المَاءُ القَلِیلُ کالصُّبَابَه بالضَّمِّ أَی فی المعنی الأَخیر.قال الأَخطل فی الصُّبَابَه :
جَادَ القِلاَلُ لَهُ بِذَاتِ صُبَابَه
حَمْرَاءَ مِثْلِ شَخِیبَهِ الأَوْدَاجِ (7)
و
17- فی حَدِیثِ عُتْبَه بْنِ غَزْوَان: أَنَّه خَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ :«أَلاَ إنَّ الدُّنْیَا قَد آذَنَت بصَرْم و وَلَّت حَذَّاءَ (8)فلم یَبْقَ مِنْها إِلاَّ صُبَابَهٌ کَصُبَابَهِ الإِنَاءِ». حَذَّاءُ (9)أَی مُسْرِعَه.
و قال أَبُو عُبَیْد: الصُّبَابَهُ :البَقِیَّهُ الیَسِیرَهُ تَبْقَی فی الإِنَاءِ مِنْ الشَّرَاب و إِذَا شَرِبَها الرَّجُلُ قال: تَصَابَبْتُ المَاءَ أَی شَرِبْتُ صَبَابَته أَی بَقِیَّتَه.و أَنْشَدَنَا شَیْخُنا العَلاّمَهُ سُلَیْمَانُ بْنُ یَحْیَی بْنِ عُمَر الحُسَیْنِیّ فی کدف البِطَاح من قُرَی زَبِید لأَبی القَاسِم الحَرِیرِیّ :
تَبًّا لِطَالِب دُنْیا
ثَنَی إِلَیْها انْصِبَابه
ما یَسْتَفِیق غَرَاماً
بِهَا و فَرْطَ صَبَابَه
ص:136
و لو دَرَی لَکَفَاه
مما یَروم صُبَابَهُ
و فی لسان العرب:فأَمّا ما أَنْشده ابن الأَعْرَابِیّ من قول الشاعر:
وَ لَیْلٍ هَدَیْتُ بِهِ فِتْیَهً
سُقُوا بِصُبَابِ الکَرَی الأَغْیَدِ
قال:قَدْ یَجُوزُ أَنَّه أَرَادَ بصُبَابَهِ الکَرَی فحذَفَ الهَاءَ أَو جَمَع صُبَابَه ،فیکون من الجَمْع الذی لا یُفَارِق وَاحِدَه إِلاَّ بالْهَاءِ کشَعِیرَه و شَعِیر.و لَمَّا اسْتَعَارَ السَّقْی لِلْکَرَی اسْتَعَارَ الصُّبَابَهَ لَهُ أَیْضاً،و کل ذلک علی المَثَل.
و من المَجَازِ:لم أُدْرِک من العَیْش إِلا صُبَابَهً و إِلا صُبَابَاتٍ .و یُقَالُ :قد تَصَابَّ فُلاَنٌ المَعِیشَهَ بَعْدَ فُلاَنٍ أَی عَاشَ .و قد تَصَابَبْتُهم أَجْمَعِین إِلاَّ وَاحِداً.
و فی لسان العرب: تَصَابَّ المَاءَ (1).و اصْطَبَّهَا و تَصَبَّبها و تَصَابَّهَا بِمَعْنًی.قال الأَخْطَلُ و نَسَبَه الأَزْهَرِیّ للشَّمَّاخ:
لقَوْمٌ تَصَابَبْتُ المَعِیشَهَ بَعْدَهُمْ
أَعزُّ عَلَیْنَا من غِفَاءٍ تَغَیَّرَا 1
جعل لِلْمَعِیشَهِ صُبَاباً ،و هو عَلَی المَثَل،أَی فَقْدُ مَنْ کُنتُ مَعَه أَشَدّ علیّ من ابْیِضَاضِ شَعرِی.قال الأَزهریّ :
شَبَّه ما بَقِی من العَیْشِ بِبَقِیَّهِ الشَّرَاب یَتَمَزَّزُه وَ یَتَصَابُّه .
و من أَمْثَالِ المَیْدَانِیّ : « صُبَابتی تُرْوِی و لیْسَتْ غَیْلاً» .
الغَیْلُ :المَاءُ یَجْرِی عَلَی وَجْهِ الأَرْضِ .یُضْربُ لمَنْ یَنْتَفع بِمَا یبذُل وَ إِنْ لَم یَدْخُل فی حَدِّ الکَثْرَه.
و الصَّبَبُ مُحَرَّکَهً : تَصَبُّبُ هَکَذا فی النُّسَخ،و صَوَابُه «تَصَوُّبُ »کَمَا فی المحْکَم و لِسَانِ العَرَب نَهْر أَو طَرِیق یَکُونَ فی حَدُور «
14- و فی صِفَهِ النَّبِیِّ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ : أَنَّه کَانَ إِذَا مَشَی کأَنَّه یَنْحَطُّ فی صَبَب » (2). أَی فی موضع مُنْحَدِرٍ.و قال ابْنُ عَبَّاس:أَرَادَ بِهِ أَنَّه قَوِیُّ البَدَنِ ،فإِذا مَشَی فکأَنَّهُ یَمْشِی علی صَدْرِ قَدَمَیْه من القُوَّه.و أَنْشَدَ:
الوَاطِئینَ عَلَی صُدُورِ نِعَالِهِمْ
یَمْشُونَ فی الدَّفْئِیّ و الأَبْرَادِ
و
14- فی رِوَایَه: «کأَنَّمَا یَهْوِی من صَبَب ». کالصّبُوبِ «بالفَتْح والضَّمِّ ».و قیل بالْفَتْح:اسْمٌ لِمَا یُصَبُّ عَلی الإِنْسَانِ من مَاءٍ و غَیْرِه کالطَّهُورِ و الغَسُول،والضَّم جَمْعُ صَبَب .
و الصَّبَبُ : ما انْصَبَّ مِنَ الرَّمْل.وَ مَا انْحَدَرَ من الأَرْضِ .و القومُ أَصَبُّوا أَی أَخَذُوا فِیهِ أَی الصَّبَب ج أَصْبَابٌ . قَالَ رُؤْبَهُ :
بَلْ بَلَد ذِی صُعُدٍ و أَصْبَابْ (3)
و الصَّبوب :ما انْصببْت فیه.و الجمع صُبُبٌ و صَبَبٌ .
و قال أَبو زید:سمعت العرب تقول للحَدور الصَّبوب .
و جمعها صُبُبٌ .و هی الصَّبِیبُ و جَمْعُه أَصْبَابٌ .و قَوْلُ عَلْقَمَه بْنِ عَبَدَه:
فأَوْرَدْتُهَا (4)مَاءٌ کَأَنَّ جِمَامَه
من الأَجْنِ حِنَّاءٌ مَعاً و صَبِیبُ
قیل:هی عُصَارَه وَرَقُ الحِنَّاء و العُصْفِر.و قیل:هو العُصْفُر المخلَص.و أَنشَدَ:
یَبْکُونَ مِنْ بَعْدِ الدُّمُوعِ الغُزَّرِ
دَماً سِجَالاً کَصَبِیبِ العُصْفُرِ
و عن أَبی عمرو: الصَّبِیبُ : الجَلِید و أَنْشَد فی صِفَه السَّماءِ (5).
و لا کَلْبَ إلاَّ وَالِجٌ أَنْفَه اسْتَه
و لَیْسَ بِهَا إلا صَباً و صَبِیبُها
و قیل:هو الدَّمُ .و هو أَیْضاً العَرَقُ . و أَنْشَدَ:
هَوَاجِرٌ تَجْتَلِب الصَّبِیبَا (6)
و شَجَرٌ کالسَّذَابِ یُخْتَضَبُ بِهِ و الصَّبِیبُ : السَّنَاءُ الذی یُخْضَبُ بِهِ اللِّحَی کالحِنَّاءِ.و یوجد فی النُّسَخ هُنَا«السِّنَاءِ»
ص:137
مَضْبُوطاً بالکَسْر،و صَوَابُه بالفتح (1)کَمَا شَرَحْنَا.
و الصَّبِیبُ : مَاءُ شَجَر السِّمْسِمِ . و
16- فی حدیثِ عُقْبَهَ بْنِ عَامِر: «أَنَّه کَانَ یَخْتَضِبُ بالصَّبِیب ». قال أَبُو عُبَیْده (2):یُقَالُ :
إِنَّه مَاءُ وَرَقِ السِّمْسِمِ أَوْ غَیْره مِنْ نَبَاتِ الأَرْض (3).قال:
و قَدْ وُصِفَ لِی بِمِصر،و لَوْنُ مَائِه أَحْمَر یَعْلُوه سَوَادٌ.و أَنْشَدَ قَوْلَ عَلْقَمَه بْنِ عَبَدَه السَّابق ذِکْره.
و للّه الصَّبِیبُ : شَیْ ءٌ کالوَسْمَهِ یُخْضَبُ به اللِّحَی. و قِیل:
هو عُصَارَهَ العَندَم.و قیلَ هُوَ صِبْغٌ أَحْمَر. و الصَّبِیبُ أَیْضاً:
المَاءُ المَصْبُوبُ . و هَذِه الأَقْوالُ کُلُّهَا بهذا التَّفْصِیلِ فی المحکَمِ و لِسَان العَرَب و غَیْرِهِمَا مِنْ کُتُبِ الفَنِّ .
و الصَّبِیبُ : العَسَلُ الجَیِّد نَقَلَه الصَّاغَانِیّ ، و طَرَفُ السَّیْفِ ، فی قَتْل أَبِی رَافِعٍ الیَهُودِیّ :«فوضَعْت صَبیبَ السَّیْفِ فی بَطْنِه»أَی طَرَفَه و آخرَ ما یَبْلغ سِیلانُهُ حِینَ ضرب،و قیل هو سِیلاَنُهُ مُطْلَقاً (4).
و صَبِیبٌ : ع بَلْ هُوَ جَبَل.و به فُسِّر
16- الحَدِیث: «أَنَّه (5)خَیْرٌ من صَبِیبٍ ذَهَباً». کما جَاءَ فی روایه أُخْرَی مِنْ صَبِیرٍ ذَهَباً. أَوْ هُوَ صُبَیْبٌ کزُبَیْرٍ. و قِیلَ : صَبِیبٌ فی الحدیث فَعیلٌ بِمَعْنَی مَفْعُول أَی ذَهَبٌ کَثِیر مَصْبُوبٌ غَیْرُ مَعْدُود.
و الصَّبَابَه :الشَّوْقُ أَوْ رِقَّتُه و حَرَارَتُه أَو رِقَّهُ الْهَوَی.
صَبِبْتَ یا رَجُلُ إِلیه بالکَسْرِ صَبَابَهً کَقَنِعْتَ قناعَهً (6)فأَنْتَ صَبٌّ أَی عَاشِقٌ مُشْتَاق و هِی صَبَّه و مُقْتَضَی قَاعِدَتِه أَن یَقُولَ وَ هِیَ بِهَاء کما تَقَدَّم غَیْر مَرَّه.و هذَا الَّذِی ذَکَره المُؤَلِّف هو لَفْظ سِیبَوَیْه کما نَقَلَ عَنْه ابْنُ سِیدَه فی المُحْکَم و الجَوْهَرِیّ فی الصَّحَاح و لاَ إِجْحَافَ فی عِبَارَه المؤَلِّف أَصْلاً کما زَعَمَه شَیْخُنَا فانْظُر بالتَّأَمّل.و فی لسان العرب:و حَکَی اللِّحْیَانِیّ فِیمَا یَقُولُه نِسَاءُ الأَعْرَابِ عِنْدَ التَّأْخِیذِ بالأُخَذِ: صَبٌّ فاصْبَبْ إِلَیْه،أَرِقٌ فَارْقَ إِلَیْه.قال الکُمَیْتُ :
و لَسْتَ تَصَبُّ إِلَی الظَّاعِنِینَ
إِذَا ما صَدِیقُک لم یَصْبَبِ
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : صَبَّ الرجلُ إِذا عَشِق یَصَبُّ صَبَابَهً ،و رَجُلٌ صَبٌّ ،و رَجُلاَن صَبَّان ،و رجال صَبُّون .
و امرَأَتَان صَبَّتَان ،و نِسَاءٌ صَبَّاتٌ علی مَذْهَب مَنْ قَالَ :رَجُلٌ صَبٌّ بِمَنْزِلَه قَوْلک:رجل فَهِمٌ و حذِرٌ و أَصله صَبِبٌ فاستَثْقَلوا الجَمْعَ بَیْنَ بَاءَیْن مُتَحَرِّکَتَیْن فأَسْقَطُوا حَرَکَه البَاء الأُولَی و أَدْغَمُوهَا فی الثانیه.
و الصُّبَیْبُ کَزُبَیْر:فَرَسٌ من خَیْل العَرَب مَعْرُوفٌ ،عَنِ ابْنِ دُرَیْد (7).
و صَبَّابٌ کخَبَّاب:جَفْرٌ (8)لبَنِی کِلاَبٍ نَقَله الصَّاغَانِیُّ و زَادَ غَیْره:کَثیرُ النَّخْلِ .
و صَبْصَبَهُ :فَرَّقَه و مَحَقَه و أَذْهَبَه فَتَصَبْصَبَ و صَبْصَبَ الشیءُ (9):امَّحَقَ و ذَهَبَ .
و عن أَبی عَمْرو: صَبْصَب الرَّجُلُ إِذَا فَرَّق جَیْشاً أَو مَالاً.و صُبَّ الرَّجُلُ و الشیءُ مَبْنِیّاً لِلْمَجْهُول إِذا مُحِقَ و هَذَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و التَّصَبْصُبُ :ذَهَابُ أَکْثَرِ اللَّیْل. یقال: تَصَبْصَبَ اللیلُ و کذا النهارُ تَصَبْصُباً :ذَهَبَ إِلا قَلِیلاً.و أَنْشَدَ:
حَتَّی إِذَا مَا یَوْمُهَا تَصَبْصَبَا
و عن أَبی عمرو: المُتَصَبْصِبُ :الذاهِبُ المُمَّحِق.
و التَّصَبْصُبُ : شِدَّهُ الجُرْأَهِ و الخِلاَفِ . یُقَالُ : تَصَبْصَبَ عَلَیْنَا فُلاَنٌ .
و التَّصَبْصُبُ : اشْتِدَادُ الحَرِّ.
قال العَجَّاجُ :
حَتَّی إِذا مَا یَوْمُهَا تَصَبْصَبَا
مِنْ صَادِرٍ أَو وَارِدٍ أَیْدِی سَبَا
قال أَبُو زَیْد أَی ذَهَب إِلاَّ قَلِیلاً،و قیل أَی اشتد عَلَیَّ
ص:138
الجمر (1)ذلک الیوم.قال الأَزْهَرِیُّ :و قَوْلُ أَبی زَیْدٍ أَحَبُّ إِلَیّ .
و یقال: تَصَبْصَبَ أَی مَضَی و ذَهَب.و تَصَبْصَبَ القَوْمُ إِذَا تَفَرَّقُوا.و قال الفَرَّاءُ: تَصَبْصَبَ مَا فِی سِقَائِکَ أَی قَلَّ .
و الصَّبْصَابُ بالفَتْح: الغَلِیظُ الشَّدِیدُ، کالصَّبْصَبِ کجَعْفَرٍ.
و الصُّبَاصِبِ کعُلاَبِطٍ .یُقَالُ :بَعِیرٌ صَبْصَبٌ و صُباصِبٌ (2).
قال:
أَعْیَسُ مَضْبُورُ القَرا صُبَاصِبُ
و الصَّبْصَابُ : ما بَقِیَ مِن الشَّیْ ءِ. و قال المرَّار:
تَظَلُّ نِسَاءُ بَنِی عَامِرٍ
تَتَبَّعُ صَبْصَابَه کُلَّ عَام
أَو ما صُبَّ مِنْهُ ، الضَّمِیر رَاجِعٌ للشَّیْ ءِ و المُرَادُ بِهِ السِّقاءُ کَمَا هُوَ فی المحکَمِ و غَیْرِه.
و قَرَبٌ صَبْصَابٌ :شَدِیدٌ و خِمسٌ بالکَسْرِ صَبْصَابٌ مِثْل بَصْبَاص. و عن الأَصْمَعِیّ :خِمْسٌ صَبْصَابٌ و بَصْبَاصٌ و حَصْحَاص کُلُّ هَذَا:الشَّیْرُ الذی لیست فیه وَتِیرهٌ 2و لا فُتُور.و قد أَحَالَ المُؤَلِّفُ عَلَی الصَّادِ المُهْمَلَه و لا قُصُورَ فی کَلاَمه کَمَا تَری کَمَا زَعَمه شَیْخُنا.
و مِمَّا بَقِی عَلَی المُؤَلِّف مِنْ ضَرُورِیَّات المَادَّه.
قَوْلُهم مِنَ الْمَجَاز: صُبَّ رِجْلا فُلاَن فی القَیْدِ،إِذَا قُیِّدَ.
قال الفَرَزْدَقُ :
و مَا صَبَّ رِجْلِی فی حدِیدِ مُجَاشع
مع القَدْرِ إِلاَّ حَاجَهٌ لی أُرِیدُها
ذکَرَه ابْنُ مَنْظُورِ و الزَّمَخْشَرِیّ .
و من المَجَازِ أَیْضاً: صَبَّ ذُؤَالَهُ عَلَی غَنَم فُلاَنٍ .إِذَا عَاثَ فیها.و صَبَّ اللّهُ عَلَیْهم سَوْطَ عَذَاب (3)إِذَا عَذّبهم.و کَذَا صَبّ اللّهُ عَلَیْه صَاعِقَهً .و من المَجَازِ أَیْضاً:ضَرَبَه مائَهً فَصَبّاً ،مُنَوَّن،أَیْ فَدُونَ ذَلِکَ و مائَهً فَصَاعِداً أَی مَا فَوْقَ ذَلِک.و قِیلَ صَبّاً مثْل صَاعِداً.یُقَالُ : صُبَّ عَلَیْه البَلاَءُ مِنْ صَبِّ أَی مِنْ فَوْق، کَذَا فی الأَسَاسِ .
و فی لسان العرب عن ابن الأَعْرَابِیّ :ضَرَبه ضَرْباً صَبّاً و حَدْراً،إذا ضَرَبَه بحَدِّ السَّیْفِ .
و من المجاز أَیْضاً: صببت (4)الحیه علی الملدوغ،إذا ارتفعت فانْصَبَّت عَلَیْه من فَوْق.و هو یصَبُّ إلی الخَیْر.
و صَبَّ [علیه] (5)دِرْعَه:لَبِسَها.و انْصَبَّ البَازِی عَلَی الصَّیْد.
و تَحَسَّوْا (6)صُبَابَاتِ الْکَرَی.کُلُّ ذَلِکَ فی الأَسَاس،و بَعْضُه فی لِسَانِ العَرَب.
و فی التَّهْذِیبِ فی حَدِیثِ الصَّلاه:«لم یَصُبَّ رَأْسَه»أَی یُمِلْهُ (7)إِلَی أَسْفَل.و
14- فی حَدِیث أُسَامَه: «فجعل یَرْفَعُ یَدَه إِلَی السَّمَاءِ ثم یَصُبُّها (8)عَلَیَّ ،أَعْرِف أَنَّه یَدْعُو لِی».
و فِی لِسَانِ العَرَب عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ :و قَد یَکُونُ الصَّبُّ جمع صَبُوبٍ أَوْ صَابٍّ (9).قال الأَزْهَرِیّ ،و قَالَ غَیْرُه:
لا یَکُون صَبٌّ جَمْعاً لصَابّ أَو صَبُوب إِنَّمَا جَمْعُ صَابٍّ أَوْ صَبُوبٍ صُبُبٌ ،کَمَا یُقَالُ :شَاهٌ عَزُوزٌ و عزُزٌ وَ جَدُودٌ و جُدُدٌ.
و فِیهِ أَیْضاً
17- فی حَدِیثِ بَرِیرَهَ [قالت لها عائشه رضی اللّه عنهما] (10): «إنْ أَحَبَ أَهْلُک أَنْ أَصُبَّ لَهُم ثَمَنَک صَبَّهً وَاحِدَهً ». أَی دَفْعَهً وَاحِدَهً من صَب السَاءَ یَصُبُّه صَبّاً إِذا أَفْرَغَه.وَ مِنْهُ
1- صِفَهُ عَلِیٍّ لأَبِی بَکْرٍ رَضِیَ اللّه عَنْهُمَا حِینَ مات: «کُنْتَ عَلَی الکَافِرِینَ عَذَاباً صَبّاً ». هو مَصْدَر بمَعْنَی الفَاعِل أَوِ المَفْعُول.
و ماءٌ صَبٌّ کَقَوْلک:مَاء سَکْبٌ ،و مَاءٌ غَوْرٌ.قال دُکَیْنُ بْنُ رَجَاء:
ص:139
تَنْضَحُ ذِفْرَاهُ بمَاءٍ صَبِّ
مِثْلِ الکُحَیْلِ أَو عَقِیدِ الرُّبِّ
الکُحَیْلُ :هُوَ النِّفْطُ الَّذِی یُطْلَی به الإِبلُ الجَرْبَی.
وَ فِیهِ
16- فی الحَدِیث أَنَّهُ ذَکَر فِتَناً فقَالَ : «لَتَعودُنَّ فِیهَا أَسَاوِدَ صُبّاً ،یَضْرِبُ بَعْضُکُم رِقَابَ بَعْض». و الأَسَاودُ:الحَیَّاتُ .
و قَوْلُه: صُبّاً .قالَ الزُّهْرِیُّ وَ هُوَ رَاوِی الحَدِیث:هُوَ من الصَّبِّ ،قَالَ :و الحَیَّهُ إِذَا أَرَادَ (1)النَّهْس ارتَفَع ثُم صَبَّ عَلَی المَلْدوغِ ،و یُرْوَی صُبَّی بِوَزْنِ حُبْلَی.قال الأَزْهَرِیّ (2):قَوْلُه أَسَاوِدَ صُبّاً جَمْعُ صَبُوبٍ و صَبِبٍ ،فحذَفُوا حَرَکَهَ البَاءِ الأُولَی و أَدْغَمُوهَا فی البَاءِ الثَّانِیَه فقِیلَ صَبٌّ کما قَالُوا:رجل صَبٌّ و الأَصْلُ صَبِبٌ فأَسْقُطُوا حَرَکَهَ البَاءِ و أَدْغَمُوهَا.فقِیلَ صَبٌّ قَالَ :قَالَهُ ابنُ الأَنْبَارِیّ ،قَالَ :وَ هَذَا هُوَ القَوْلُ فی تَفْسِیرِ الحَدِیثِ ،و قَدْ قَالَه الزُّهْرِیّ و صَحَّ عَنْ أَبِی عُبَیْد و ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و عَلَیْهِ العَمَلُ .و رُوِیَ عَنْ ثَعْلَبٍ فی کِتَابِ الفَاخِر فقالَ :سُئِل أَبُو العَبَّاسِ عَنْ قَوْله:أَسَاوِد صُبّاً فحدّث عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ أَنَّه کَانَ یَقُولُ :أَسَاوِدَ یُرِیدُ[به]جَمَاعَات، سَوَاد و أَسْوِدَه و أَسَاوِد.و صُبّاً : یَنْصَبُّ بَعْضُکُم عَلَی بَعْضٍ بالقَتْل.و قِیلَ :هُوَ مِنْ صَبَا یَصْبُو إِذَا مَالَ إلی الدُّنْیَا کما یُقَال:غَازٍ و غُزّاً (3).أَرَادَ لَتَعُودُنَّ فِیهَا أَسَاوِدَ أَیْ جَمَاعَات مُخْتَلِفِین و طَوَائِفَ مُتَنَابِذِین صَابِئین إِلی الفِتْنَه مَائِلِین إِلی الدُّنْیَا و زُخْرُفِها.قالَ :و لا أَدْرِی مَنْ روی عنه.و کَانَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ یَقُولُ :أَصْلُه صَبَأَ علی فَعَل بالهَمْز مِثْل صَابِیء.
مِن صَبَأَ عَلَیْه إِذَا دَرَأَ (4)عَلَیْهِ مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبه ثم خَفَّفَ هَمْزَه و نَوَّن فَقیل صُبًّی بوَزْنِ غُزًّی،هَذَا نَصُّ لِسَان العَرَبِ .
و قد أُغْفِلَ شَیْخُنا رَحِمَه اللّهُ تَعَالی عن ذَلِکَ کُلِّه مَعَ کَثْرَهِ تَبَجُّحَاتِهِ فی أَکْثَرِ المَوَادِّ.
و عَبْد الرَّحْمن بْنْ صُبَابٍ کغُرَاب:تَابِعِیٌّ تَابِعِیٌّ عَنْ أَبِی هُرَیْرَهَ .
صَحِبَه کَسَمِعَه یَصْحَبُه صَحَابَهً بالفَتْح و یُکْسَر و صُحْبَهً بالضَّمِّ کصَاحَبَه : عَاشَرَهُ . و الصَّاحِبُ :المُعَاشِرُ،لا یَتَعَدَّی تَعَدِّیَ الفِعْل یَعْنِی أَنَّکَ لاَ تَقُول:زَیْدٌ صَاحبٌ عَمْراً لأَنَّهم إِنَّمَا اسْتَعْمَلُوه اسْتِعْمَال الأَسْمَاءِ،نَحْو غُلام زَیْدٍ.و لو اسْتَعْمَلُوه اسْتِعْمال الصِّفَه لَقَالُوا:زَیْدٌ صَاحِبٌ عَمْراً،و زَیْدٌ صَاحبُ عَمْرٍ و عَلَی إِرَادَه التَّنْوِینِ (5)،کما تَقُولُ :زَیْدٌ ضَارِبٌ عَمْراً،و زَیْدٌ ضَارِبُ عَمْرٍو.تُرِیدُ بغَیْرِ التَّنْوِین مَا تُرِید بالتَّنْوِینِ .
وَ هُمْ أَصْحَابٌ و أَصَاحِیبُ و صُحْبَانٌ بالضَّمِّ فی الأَخِیر مِثْلُ شَابٍّ و شُبَّان و صِحَابٌ بالکَسْرِ مِثْلُ جَائِعٍ و جِیَاعٍ و صَحَابَهٌ بالفَتْحِ و صِحَابَهٌ بالکَسْر و صَحْبٌ . حَکَاها جَمِیعاً الأَخْفَشُ .و أَکْثَرُ النَّاسِ عَلَی الکَسْرِ دُونَ الهَاءِ و عَلَی الفَتْحِ مَعَهَا و عَلَی الکَسْر مَعَهَا عَنِ الفَرَّاء خَاصَّهً .و لا یَمْتَنِعُ أَنْ تَکُونَ الهَاءُ مَعَ الکَسْرِ مِنْ جِهَهِ القِیَاسِ عَلَی أَنْ تُزَادَ الهَاءُ لتَأْنِیث الجَمْع.و
14- فی حَدِیث قَیْلَه: «خَرَجْتُ أَبْتَغی الصَّحَابَه إِلَی رَسُولِ اللّهِ صَلَّیَ اللّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمْ ». هو بالفَتْح جَمْع صَاحِب .و لم یُجْمَع فَاعِل عَلَی فَعَالَهٍ إِلاَّ هَذَا،کَذَا فی لِسَان العَرَب.
و قال الجوهریّ : الصَّحَابَهُ بالفَتْح: الأَصْحَابُ ،و هو فی الأَصْلِ مَصْدرٌ.و جَمْعُ (6)الأَصْحَاب أَصَاحِیبُ و أَما الصُّحْبَهُ و الصَّحْبُ فاسْمَانِ للجَمْع.و قَالَ الأَخْفَشُ : الصَّحْبُ جَمْعٌ ، خِلاَفاً لمَذْهَبِ سِیبَوَیْه.و یُقَالُ : صَاحِبٌ و أَصْحَابٌ ،کما یُقَالُ :شَاهِدٌ و أَشْهَادٌ،و نَاصِرٌ و أَنْصَارٌ.[قال الأزهری] (7)وَ مَنْ قَالَ : صَاحِبٌ و صُحْبَه فهو کَقَوْلِکَ :فَارِهٌ و فُرْهَه.و غُلاَمٌ رَائِقٌ و الجمع رُوقَه.
و الصُّحْبَهُ مَصْدَرُ قَوْلِکَ : صَحِبَ یَصْحَب صُحْبَهً .و قالوا فی النِّساءِ:هُنَّ صَوَاحِبُ یُوسُف.و حَکی الفَارِسِیُّ عَنْ أَبِی الحَسَن:هُنَّ ضَوَاحِبَاتُ .یُوسُف.جَمَعُوا صَوَاحِبَ جَمْعَ السَّلاَمَه.و الصِّحَابه بالکَسْرِ:مَصْدَرُ قَوْلک صَاحَبَک اللّه و أَحْسَنَ صِحَابَتَک ،وَ هُو مَجَازٌ.
و اسْتَصْحَبَه :دَعَاهُ إِلَی الصُّحْبَه .و لاَزَمَه، و کُلُّ ما لاَزَم شَیْئاً فَقَد اسْتَصْحَبَه .قال:
إِنَّ لَکَ الفَضْلَ عَلَی صُحْبَتِی
و المِسْکُ قَدْ یَسْتَصْحِبُ الرَّامِکَا
ص:140
الرَّامِکُ :نَوْقع من الطِّیبِ رَدِیءٌ خَسِیسٌ .و من المَجَاز:
استَصْعَب ثم اسْتَصْحَبَ .و کذا استَصْحَبْتُه الکِتَابَ و غَیْرَه، و اسْتَصْحَبْتُ کِتَاباً لی،کَذَا فی الأَسَاسِ و لِسَانِ العَرَب.
و أَصْحَبَ البَعِیرُ و الدَّابَّهُ :انْقَادَا،وَ مِنْهُم مَنْ عَمّ فَقَالَ :
و أَصْحَبَ :ذَلَّ و انْقَادَ.و المُصْحِبُ کَمُحْسِنٍ وَ هُوَ الذَّلِیلُ المُنْقَادُ بَعْدَ صُعُوبَه. قال امرؤُ القَیْس:
و لَسْتُ بِذِی رَثْیَهٍ إِمَّرٍ
إِذَا قِیدَ مُسْتَکْرَهاً أَصْحَبَا
الإمَّرُ:الَّذِی یَأْتَمِر لکُلِّ أَحَد لضَعْفِه.و الرَّثْیَهُ :وَجَعُ المَفَاصِل.
و فی الحدیث:« فأَصْحَبَت النَّاقَهُ »أَی انْقَادَت و اسْتَرْسَلَت و تَبِعَت صَاحِبَها (1).قال أَبُو عبید: صَحِبْتُ الرَّجُلَ من الصُّحْبَهِ .و أَصْحَبْتُ أَی انْقَدْتُ لَهُ . کالمُصَاحِبِ أَی المُنْقَادِ،من الإِصْحَابِ .قال ابْن الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ:
یَا ابْنَ شَهَابٍ لَسْتَ لِی بِصَاحِب
مع المُمَارِی و مَعَ المُصَاحِبِ (2)
و کالمُسْتَصْحِب کما قاله الزَّمَخْشَرِیّ و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه قَرِیباً، و المُصْحِبُ : المُسْتَقِیمُ الذَّاهِبُ لاَ یَتَلَبَّثُ .
و من المَجَاز: أَصْحَبَ المَاءُ إِذا عَلاَهُ الطُّحْلُبُ و العَرْمَضُ ،فهو مَاءٌ مُصْحِبٌ .
و من المجاز: أَصْحَبَ الرَّجُلُ إِذا بَلَغَ ابْنُه مَبْلَغَ الرِّجَال فَصَارَ مِثْلَه فکأَنَّه صَاحَبَه (3).
و من المجاز عَنْ الفَرَّاء: المُصْحِبُ :الرَّجُلُ الذی یُحَدِّثُ نَفْسَه،و قد تُفْتَح حَاؤُه.و المُصْحَبُ (4)بفتح الحاء:
المَجْنُونُ . یقال:رَجُلٌ مُصْحَبٌ .و المُصْحَبُ :العُودُ الَّذی لم یُقْشَر،و هو مَجَازٌ. و المُصْحَبُ (5): أَدِیمٌ بَقِی علیه صُوفُه أَ و شَعَره أَ و وَبَرهُ .
و منه قِرْبَهٌ مُصْحَبَهٌ : (6)بَقِی فیها من صُوفِها شیْ ءٌ و لم تُعْطَنْه.
و الحَمِیتَ :ما لَیْسَ علیْه شَعَر.
و صَحَبَ المَذْبُوحَ ،کَمَنَعَ :سَلَخَه فی بَعْضِ اللُّغَاتِ .
و من المَجَاز: أَصْحَبْتُه الشیءَ أَی جَعَلْتُه لَهُ صَاحِباً و کذلک اسْتَصْحَبْتُه ،و قد تَقَدَّم.
و أَصْحَبَ فُلاَناً:حَفِظَه، کاصْطَحَبَه . و
16- فی الحدِیث:
«اللّهُمّ اصْحَبْنا بصُحْبَه و اقْلِبْنَا بِذِمَّه». أَی احْفَظْنا بحِفْظِکَ فی سَفَرِنا،و ارْجِعْنا بأَمَانَتِک و عَهْدِک إِلَی بَلَدِنا.
و فی الأَسَاس،و مِن المَجَازِ:امْضِ مَصْحُوباً و مُصَاحَباً :
مُسَلَّماً و مُعافیً .و تَقُولُ عِنْد التَّوْدِیع:مُعَاناً مُصَاحَباً .
و أَصْحَبَ فُلاَناً: مَنَعَه، و مِنْه فی التَّنْزِیل: «وَ لا هُمْ مِنّا یُصْحَبُونَ » (7).قال الزَّجَّاج یَعْنِی الآلِهَه لا تَمْنَعُ أَنْفُسَها. وَ لا هُمْ مِنّا یُصْحَبُونَ :یُجَارُون أَی الکُفَّار.أَلاَ تَرَی أَنَّ العَرَب تقول:أَنا جَارٌ لک و معناه أُجِیرُک و أَمْنَعُک،فَقَالَ یُصْحَبُون بالإِجَارَه.و قَال قَتَادَهُ :لا یُصْحَبُون من اللّهِ بِخَیْر.و قال أَبُو عُثْمَان المَازِنیّ : أَصْحَبْتُ الرَّجُلَ أَی مَنَعْتُه.و أَنْشَد قَوْلَ الهُذَلِیّ :
یَرْعَی بِرَوْضِ الحَزْن من أَبِّه
قُریَانَه فی عانهٍ تُصْحَبُ (8)
أَی یُمْنَعُ و یُحْفَظُ .و قَال غَیْرُه:هو من قَوْله: صَحِبَک اللّهُ أَی حَفِظک و کَانَ لَکَ جَاراً.و قَال:
جَارِی وَ مَوْلاَیَ لا یَزْنِی (9)حَرِیمُهُما
و صَاحِبِی مِنْ دَوَاعِی السُّوءِ مُصْطَحَبُ
و من المَجَازِ: أَصْحَبَ الرَّجُلُ :صَارَ ذَا صَاحِب وَ کَانَ ذَا أَصْحَاب ،و کَذَا أَصْحَبَه :فَعَل بِهِ ما صَیَّره صَاحِباً لَهُ .
و صَحْبُ بْنُ سَعْدٍ بالفَتْح ابْنِ عَبْدِ بْنِ غَنْم: قَبِیلَهٌ مِنْ
ص:141
بَاهِلَهَ ، مِنْهَا الأَشْعَثُ بنُ یَزِیدَ البَاهِلِیُّ الصَّحْبِیُّ الشَّاعِرُ. قال ابْنُ دُرَیْد: و بَنُو صُحْب بالضّم:بَطْنَان وَاحِدٌ فی بَاهِلَهَ و الآخَرُ فی کَلْب.و قَال غَیْره: صُحْبُ ابْنُ المُخَبَّل، و صُحْبُ بنُ ثَوْر بْنِ کَلْبِ بْنِ وَبَرَهَ ،کلاهما بالضم.و فی باهِلَهَ صَحْب بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ بْنِ غَنْمِ ،و قد ذکر قریباً.
قلت:و من بَنِی صُحْب بْنِ ثَوْر عَرَابَهُ بْنُ مَالکٍ الشَّاعِرُ،قاله ابنُ حَبِیب. و صَحْبَانُ اسمُ رَجُلٌ .
و الأَصْحَبُ هو الأَصْحَرُ یُقَالُ :حِمَارٌ أَصْحَبُ أَی أَصْحَر،یَضْرِبُ لَوْنُه إلی الحُمْرَه.و فُلاَن صاحِبُ صِدْقٍ .
و من المَجَازِ:هو صاحب عِلْم و مَال،و صَاحِبُ کُلِّ شَیْ ء:ذُوهُ .و خَرَجَ و صَاحِبَاه :السَّیْفُ و الرُّمْح.و اصْطَحَبَ الرَّجُلاَنِ : تَصَاحَبَا .
و القَوْمُ : اصْطَحَبُوا ، صَحِبَ بَعْضُهُم بَعْضاً. و أَصْلُه اصْتَحَب لأَنَّ تَاءَ الافْتعَال تَتَغَیَّر عنْد الصَّاد مثْل هذا،و عِنْد الضَّاد مِثْل اضْطَرَب،و عِنْد الطَّاءِ مِثْلَ اطَّلَبَ ،و عِنْد الظَّاء مثل اظَّلَم،و عِنْد الدَّال مثل ادَّعَی،و عِنْد الذَّال مثل اذَّخَر، و عِنْد الزّای مثل ازَّجَرَ (1)،لأَنَّ التَاءَ لانَ مَخْرَجُها فلم تُوَافق هَذِه الحروفَ لِشدَّه مَخَارِجِهَا،فأُبْدِل مِنْهَا ما یُوَافِقها لِتَخِفَّ علی اللسان و یَعْذُبَ اللَّفْظُ بِهِ ،کَذَا فی لِسَانِ العَرَب.
و قال ابن بُزُرْج:فُلاَنٌ یَتَصَحَّبُ مِنَّا أَی مِنْ مُجَالَسَتِنَا:
یَسْتَحْیِی مِنْهَا.و إِذَا قیل:فُلاَنٌ یَتَسحَّب علینا،بالسِّین المُهْمَلَه،فمَعْنَاه:أَنَّهُ یَتَمَادَحُ وَ یَتَدَلَّل.
و الصَّاحِبُ :فَرَسٌ لِغَنِیّ مِنْ نسْلِ الحَرُونِ .
و المَصْحَبِیَّهُ :مَاءٌ لِقُشَیْرٍ نَقَله الصَّاغَانِیّ .
و یُقَالُ : هو مِصحَابٌ لَنَا بما نُحِبُّ [بالکسر] (2)کمِحْرَابِ أَی مُنْقَادٌ.و قَالَ الأَعْشی.
إِن تَصْرِمی الحَبْلَ یا سُعْدَی و تَعْتَزِمی
فَقَدْ أَرَاک لَنَا بالوُدِّ مِصْحَابا
و فی لِسَانِ العَرَب:قَوْلُهم فی النِّدَاء:یا صَاحِ ،مَعْنَاه یا صَاحِبِی ،و لا یَجُوز تَرْخِیمُ المُضَافِ إِلاَّ فی هَذَا وَحْدَه سُمعَ من العَرَبِ مُرَخَّماً.
. الصَّخَبُ مُحَرَّکَهً الصِّیَاحُ و الْجَلَبَهُ شِدَّهُ الصَّوْتِ و اخْتِلاَطُه.و مِنْهُم مَنْ قَیَّدَه لِلْخِصَامِ کالسَّخَبِ ، بالسِّینِ المُهْمَلَه،وَ هِیَ لُغَهٌ رَبَعِیَّهٌ قَبِیحَهٌ .و قد صَخِبَ کفَرِح یَصْخَبُ صَخَباً فهو صَخَّابٌ کشَدَّاد و صَخِبٌ و صَخُوبٌ کصَبُورٍ و صَخْبَانُ بالفَتْح.کُلُّ ذَلِک بمَعْنَی شَدِیدِ الصَّخب کَثِیره.و
14- فی حَدِیثِ کَعْب[قال:]: (3)فی التَّوْرَاهِ :«مُحَمَّد عَبْدِی لَیْسَ بفَظٍّ و لا غَلِیظِ و لا صَخُوبِ فی الأَسْوَاق»و فی رِوَایه:و لا صَخَّابٍ . و فَعُولٌ و فَعَّالٌ لِلْمُبَالَغَه.و
14- فی حَدِیثِ خَدِیجَهَ : «لا صَخَبَ فِیهِ و لاَ نَصَبَ ». و
16- فی حَدِیثِ أُمِّ أَیْمن:
«وَ هِی تَصْخَب و تَذْمُر عَلَیْه». و جَمْعُ الأَخِیرِ صُخْبَانٌ بالضم عن کُرَاع. و هی أَی الأُنْثَی صَخِبَه کفَرِحه و صَخَّابَهٌ و صُخُبَّهٌ کعُتُلَّه و صَخُوبٌ . قال:
فعَلَّک لَوْ تُبَدِّلُنَا صَخُوباً
تَرُدُّ الأَمْرَدَ المُخْتَارَ کَهْلاَ (4)
و قول أَسَامَهَ الهُذَلِیّ :
إِذَا اضْطَرَبَ المُمَرُّ بِجَانِبَیْهَا
تَرَنَّمُ قَینَهٌ صَخِبٌ طَرُوبُ (5)
حَمَلَه عَلَی الشَّخْصِ فذَکَّر،إِذْ لا یُعْرَفُ فی الکَلاَم امرَأَهٌ فَعِل بِلاَ هَاء،کَذَا فِی لسَان الْعَرَبِ .
و من المَجَازِ: عَیْنٌ صَخْبَهٌ بسُکُون الخَاءِ: مُصْطَفِقَهٌ عند الجَیَشَان، محرکهً :الغلیانِ وَ مَاءٌ صَخِبُ الآذِیّ کفَرِح و مُصْطَخِبُه کَذَلِکَ إِذَا تَلاَطَمَتْ أَمْواجه أَی لَه صَوْتٌ .قال:
...مُفْعَوعِمٌ صَخِبُ الآذِیِّ مِنْبَعِق
و الصَّخْبَهُ بفَتْح فَسُکُونٍ :العَطْفَهُ أَو خَرَزَهٌ تُسْتَعْمَلُ فی الحُبِّ و البُغْض و المسافره و الصخب .
و یقال: اصْطَخَبَ القَوْمُ و تَصَاخَبُوا إِذَا تَصَایَحُوا و تَضَارَبُوا و
16- فی حَدِیث المُنَافِقِین: « صُخُبٌ بالنَّهَارِ و خُشُبٌ باللیل». أَی صَیَّاحُونَ فِیهِ مُتَجَادِلُون. و اصْطِخَابُ الطّیْرِ:
اخْتِلاَطُ أَصْوَاتها.
ص:142
و حِمَارٌ صَخِبٌ الشَّوَارِب کفَرِح: یُرَدِّدُ نُهاقَه بالضَّمِّ فی شَوَارِبِه. و الشَّوَارِبُ :مَجَارِی المَاءِ فی الحَلْقِ .قَالَ :
صَخِبُ الشَّوَارِبِ لاَ یَزَالُ کأَنَّهُ
عَبْدٌ لآل أَبِی رَبِیعَهَ مُسْبَعُ
و فی الأَسَاس،و مِنَ المَجَازِ:عُودٌ صَخِبُ الأَوْتَارِ.
الصَّرْبُ و یُحَرَّک هو اللَّبَنُ الحَقِینُ الحَامِضُ .
و قیل:هُوَ الَّذِی قد حُقِن أَیَّاماً فی السِّقَاءِ حَتَّی اشتَدَّ حَمَضُه،وَاحِدته صَرْبَهٌ و صَرَبَهٌ .یقال.جَاءَنَا بصَرْبَهِ تَزْوِی الوَجْهَ .و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ الزُّبَیْر: «فَیَأْتِی بالصَّرْبَهِ مِن اللِّبَن».
هو اللَّبَنُ الحَامِضُ .و صَرَبَه یَصْرُبُه صَرْباً ،فَهُوَ مَصْرُوبٌ و صَرِیبٌ .و صَرَبَه :حَلَب بَعْضَه عَلَی بَعْضِ وَ تَرَکَه یَحْمَضُ .
و قیل: صَرَبَ اللَّبَنَ و السَّمْنَ فی النِّحْیِ .و قَالَ الأَصْمَعِیّ :
إِذَا حُقِنَ اللَّبَنُ أَیاماً فی السِّقَاءِ حَتَّی اشْتَدَّ حَمَضُه فَهُو الصَّرْبُ و الصَّرَبُ .قال الأَزْهَرِیُّ :و الصِّرْمُ مِثْلُ الصِّرْبِ ، قَالَ :و هو بالمِیمِ أَعْرفُ (1).و یُقَالُ :کَرَصَ فُلاَنٌ فِی مِکْرَصِهِ ،و صَرَبَ فی مِصْرَبِه ،و قَرَعَ فی مِقْرَعِه،کُلُّه السّقاءُ یُحْقَنُ فِیهِ اللَّبَنُ .
و من المَجَازِ: الصَّرْبَهُ :المَاءُ المُجْتَمعُ فی الظَّهْرِ، تَشْبِیهاً له باللَّبَنِ المُجْتَمع فی السِّقَاءِ.و تَقُولُ : صَرَبْت اللَّبن فی الوَطْبِ .و اصْطَرَبْتُه إِذَا جَمَعْتَه فِیهِ شَیْئاً بَعْدَ شَیْ ء و ترکتَه لِیَحْمَض.
و الصَّرْبُ و الصَّرَبُ : الصِّبْغُ کذا فی النُّسَخ،و الصَّوَابُ علی مَا فِی التَّهْذِیب و المُحْکَم و لسَان الْعَرَب الصَّمْغُ الأَحْمَرُ. قال الشَّاعِرُ یَذْکُرُ البَادِیَهَ :
أَرْضٌ عَنِ الخَیْرِ و السّلْطَانِ نَائِیَهٌ
فالأَطْیَبَان بِها الطُّرْثُوثُ و الصَّرَبُ
واحدته صَرْبَهٌ ،و قد یُجْمَعَ علی صِرَاب .و قِیلَ :هو صَمْغُ الطَّلْح و العُرْفُط ،وَ هِی حُمْرٌ کأَنَّهَا سَبَائک تُکْسَرُ بِالحِجَارَه.و قال الأَزْهَریُّ : الصَّرْبُ :الصَّمْغُ الأَحْمَرُ، صَمْغُ الطَّلْح.و الأَصْمَعِیُّ أَنْشَد البَیْتَ المُتَقَدِّم و فَسَّر الصَّرَبَ بِالَّلبَن الحَامضِ فغَلَّطَه أَبُو حَاتِم،قَالَ :و قُلْتُ لَهُ : الصَّرَبُ :الصَّمْغُ ،و الصَّرْبُ (2):اللَّبَنُ فعَرَفَه،و قَالَ کَذَلِکَ .
کَذَا فی لِسَانِ العَرَب.
و الصَّرْبُ : مَا یُزَوَّدُ مَنَ اللَّبَنِ فی السِّقَاءِ حَلِیباً کَانَ أَو حَازرا (3).و قد اصْطَرَبَ صَرْبَه .
و الصِّرْبُ : بالکسر کالصِّرم البُیُوتُ القَلِیلَهُ من ضَعفَی الأعرَاب قاله ابنُ الأعرابِیّ و الصُّرْب بالضَّمِّ :الأَلْبَانُ الحَامِضَهُ .و الوَاحِدُ صَرِیبٌ کأَمِیر الضَّرِیب لا الصَّرِیب أَی الخَاثِرُ من عِدَّهِ لِقَاح ضُرِبَ بَعْضُه بِبَعْضٍ لا[الحَقِینُ ] (4)الحَامض.
و صَرَبَ بمعنی صَرَمَ بالمِیمِ أَی قَطَعَ ،کما یُقَال:ضَرْبهُ لاَزِبٍ و لازِم،و بِهِ أُخِذَ الصَّرْبَی (5).قال الأَزْهَرِیُّ :و کَأَنَّه أَصَحُّ التَّفْسِیرَین کما سَیَأْتی تَفْصِیلُه قَرِیباً. و صَرَبَ إِذَا کَسَب.و عَمِل الصَّرْبَ أَی اللَّبَن الْحَامِضَ . و صَرَبَ یَصْرُب صَرْباً إِذا حَقَنَ البَوْلَ و ذَلِکَ إِذَا طَالَ حَبْسُه،و خَصَّ بَعْضُهُم به الفَحْلَ من الإِبِل،و مِنْهُ الصَّرْبَی کما سَیَأْتِی. و صَرَبَ الصَّبِیُّ مَکَثَ أیَّاماً لا یُحدِث.و صَرَبَ : عَقَدَ بطنَ الصِّبیِّ لیَسْمَنَ و هو إِذَا احْتَبَسَ ذُو بَطْنِهِ (6)فیَمْکُثُ یَوماً لا یُحْدِث،و ذلک إِذا أَرَادَ أَنْ یَسْمَنَ .
و الصَّرَبَهُ مُحَرَّکَهً :ما یُتَخَیَّر من العُشْبِ و الشَّجَرِ بَعْدَ الْیَابِس (7)،و الجَمع صَرَب . و قدْ صَرَبَتِ (8)الأَرْضُ .و ربما کَانَت الصَّرَبَهُ شیءٌ کَرَاسِ السِّنَّوْرِ فِیه أَی فی جَوْفِه شَیْ ءٌ کالدِّبْس و الغِرَاءِ یُمَصُّ و یُؤْکَلُ .
و اصْرَأَبَّ الشَّیْ ءُ:امْلاَسَّ و صَفَا.و مَنْ رَوَی بَیْتَ امْرِیءِ القَیْسِ :
کأَنّ علی الکِتْفَیْنِ مِنْهُ إِذَا انْتَحَی
مَدَاکَ عَرْوسٍ أَو صَرَابَهَ حَنْظَلِ
ص:143
أرَادَ الصَّفَاءَ و المُلُوسَه،و مَنْ رَوی صَرَایَه (1)أَرَادَ نَقِیعَ مَاءِ الحَنْظَلِ ،وَ هُوَ أَحْمَرُ صَافٍ .
و التَّصْرِیبُ :أَکْلُ الصَّرَبِ ،و هُوَ الصَّمْغ، و قد تَقَدَّمَ بَیَانُه. و هُوَ أَیْضاً شُرْبُ الصَّرْبِ وَ هُوَ اللَّبَنُ الحَامِضُ و قد تَقَدَّمَ أَیْضاً،و هو لُغَهٌ یَمَانِیهٌ .و ضَبَطَه الشَّرِیفُ أَبُو القَاسِم الأَهْدَل صاحِب المحیط فی شَرْحِ الشَّمَائل بالثَّاءِ المُثَلَّثَه بَدَلَ الصَّادِ عَلَی مَا هُو المَشْهُور عَلَی الأَلْسِنه وَ هُو خَطَأٌ.
و المِصْرَبُ کمِنْبَرٍ:إِنَاءٌ یُصْرَبُ فِیهِ اللَّبَنُ أَی یُحْقَنُ .و جَمْعُه المَصَارِبُ .
و الصَّرْبَی کَسَکْرَی قال سَعِید بْنُ المُسَیِّبِ هِیَ البَحِیرَهُ ، وَ هِی الَّتی یُمْنَع دَرُّها لِلطَّوَاغِیتِ فَلاَ یَحْلُبها أَحَدٌ مِن النَّاسِ .و قِیلَ : لأنَّهم کَانُوا لا یَحْلبُونَها إِلاَّ للضَّیْف فیجْتَمع لَبَنُها فی ضَرْعِهَا.
و
16- فی حدیث أَبی الأَحْوَصِ الجُشَمِیّ عَنْ أَبِیهِ قال: «هَلْ تُنْتَجُ إِبِلُک وَافِیَهً أَعْیُنُهَا و آذَانُهَا فتَجْدَعُها (2)و تَقُولُ صَرْبَی ».
قال القُتَیْبِیُّ :هِیَ مِنْ صَرَبْتُ اللَّبَنَ فی الضَّرع إِذَا جَمَعْتَه و لم تَحْلبْه و کَانُوا إِذَا جَدَعُوها أَعْفَوْهَا مِنَ الحَلب.و قَالَ بَعْضُهُمْ :تَجْعَلُ الصَّرْبَی مِن الصَّرْم و هو القَطْعُ بجَعْلِ البَاءِ مُبْدَلَهً مِن المِیمِ ،کَمَا یُقَالُ :ضَرْبَهُ لاَزِمٍ و لاَزِبٍ ،قال:
و کَأَنَّه أَصَحُّ التَّفْسِیرَیْن لِقَوْله:فَتَجْدَع هَذِه فَتَقُول: صَرْبَی .
و قال ابن الأَعْرَابِیّ : الصَّرْبُ (3)جَمْعُ صَرْبَی ،وَ هِیَ المَشْقُوقَهُ الأُذُن مِن الإِبِل مِثْل البَحِیرَهِ أَو المَقْطُوعَهِ .
و
14- فی رِوَایَهِ أُخرَی عن أَبِی الأَحْوَصِ أَیْضاً عَنْ أبِیه قَالَ :
«أَتَیْتُ رَسُولَ اللّهِ صلّی اللّه علیه و آله و أَنا قَشِفُ الهَیْئَهِ فقَالَ :هل تُنْتَجُ إِبِلُک صِحَاحاً آذَانُهَا فَتَعْمِدَ إِلَی المُوسَی فَتَقْطَعَ آذَانَهَا،فتَقُول:
هذه بحیره (4)و تَشُقَّها فتَقُول:هذه صَرْمٌ فتُحرِّمها (5)عَلَیْک و عَلَی أَهْلِکَ ؟قَالَ :نَعَم.قَالَ :فما آتَاکَ اللّه لَکَ حِلُّ ، و سَاعِدُ اللّهِ أَشَدُّ،و مُوسَاه أَحَدُّ». قال:فَقَد بَیَّن بِقَوْله:صَرْمما قَالَ ابْنُ الأَعْرَابیّ فی الصَّرْب أن البَاءَ مُبْدَلَهٌ من المِیمِ ، کَذَا فی لِسَان العَرَب.
و أَصْرَبَ الرَّجُلُ : أَعْطَی.
و الصِّرَاب کَکِتاب من الزَّرْع:ما یُزْرَعُ بَعْد ما یُرْفَعُ فی الخَرِیف نَقلَه الصَّاغَانِیّ .
و صَرِبَ اللَّبَنُ کَفرِح إِذَا اجْتَمَعَ فی الضَّرْعِ .و مِنْهُ أُخِذَ صَرْبَی عَلَی أَحَد قَوْلَیِ القُتَیْبِیّ ،و قد تَقَدَّم.
*و مما یُسْتَدْرَک عَلَیْه:
الصَّرْبَهُ ،بالفَتْح:مَوْضِعٌ جَاءَ ذِکْرُه فی شِعْر.
الصَّرْخَبَهُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَان.و قال ابْنُ دُرَیْد:هُوَ الخِفَّهُ و النَّزَقُ کالصَّرْبَخَهِ .
الأُصْطُبَّهُ بالضَّمِّ و شَدِّ البَاءِ:مُشَاقَهُ الکَتَّان.
و
17- فی الحَدِیثِ : «رأَیْتُ أَبَا هُرَیْرَهَ رَضِی اللّه عَنْه عَلَیْه إِزَارٌ فیه عَلَقٌ قد خَیَّطَه بالأُصْطُبَّه » حَکَاه الهَرَوِیّ فی الغَرِیبَیْن .
و فی التهذیب عن ابن الأَعْرَابِیّ : المِصْطَبُ :سَنْدانُ الحَدَّادِ.
و المِصْطَبَّهُ بِکَسْرِ المِیم و تَشْدِیدِ الْبَاء المُوَحَّدَه قَالَ أَبُو الهَیْثَم (6):هِیَ مُجْتَمَع النَّاس کالدُّکَّانِ للجُلُوس عَلَیْه.
و
17- رُوِی[عن] (7)ابْنِ سِیرِین أَنَّه قَالَ : إِنی کنتُ لا أَجَالِسُکم مَخَافَه الشُّهْرَه حتی لم یَزَلْ بی البَلاَءُ[حَتَّی] (8)أُخذ بِلِحْیَتی و أُقمْتُ علی مِصْطَبّه بالبَصْرَهِ .
و قال الأَزهریّ :«سَمِعْتُ أَعْرَابِیَّا من بنی فَزَارَهَ یقول لخَادِم له:«أَلاَ وَ ارْفَع لی عَن صَعیدِ الأَرْضِ مصْطَبَّهً أَبِیتُ عَلَیْهَا باللَّیْل»فرفع له من السَّهْلَه شِبْهَ دُکَّان مُرَبَّع قَدْرَ ذِرَاعٍ من الأَرْضِ یَتَّقِی بِها من الهَوَامِّ باللَّیْل.
الصَّعْبُ :العَسِرُ و هو خَلاَفُ السَّهْل کالصَّعْبُوبِ بالضَّمِّ ،و إِنَّمَا أَطلَقَه لشُهْرَته.و
16- فی حَدِیثِ خَیْفَان (9): « صَعَابِیبُ ،وَ هُم أَهْلُ الأَنَابِیب». و فَسَّرُوه بالصِّعَابِ أَی الشَّدَائِد.جمع صُعْبُوب کَذَا فی التهذِیب.
ص:144
و الصَّعْبُ : الأَبِیُّ المُمْتَنِعُ .و من الدَّوَابِّ :نَقِیضُ الذَّلُول،و الأُنْثَی صَعْبَه ،بالْهَاءِ.و جَمْعُهَا صِعَابٌ ،و نِسَاء صَعْباتٌ بالتَّسْکِین،لأَنَّه صِفَه.
و الصَّعْبُ : الأَسَدُ، لامْتِنَاعِه.
و صَعْبٌ :اسْمُ رَجُلٍ غَلَبَ علی الحَیِّ . و الصَّعْبُ :
لَقَبُ ذِی الْقَرْنَیْن المُنْذِرِ بنِ مَاءِ السَّمَاءِ.
قال لبید:
و الصَّعْبُ ذو القَرْنَیْن أَصْبَح ثَاوِیاً بالحِنْو فی جَدَثٍ ،أَمِیْمَ ،مُقِیمُ
کذا فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیّ . و الصَّعْب بن جَثَّامَهَ بْنِ قَیْسٍ اللَّیْثِیُّ الوَدَّانِیُّ الصَّحَابِیُّ مَعْرُوفٌ ،رَضِی اللّهُ عَنْهٌ .
و أَبو العیوف صَعب العَنَزِیّ ،و یقال فیه صُعَیْب ،تابِعِیّ ، کذا فی تاریخ ابن حِبَّان.
و الصَّعبُ : عن بالیمن بَلْ هُوَ مِخْلاَفٌ .
و اسْتَصْعَبَ عَلَیه الأَمْرُ اسْتِصْعَاباً أَی صَارَ صَعْباً کأَصْعَبَ إِصْعَاباً عن ابْنِ الأَعرابِیّ . و صَعُب کَکَرُمَ یَصْعُب صُعُوبَهً وَ هَذِه عَن الْفَرَّاء. و اسْتَصْعَبَ الشیءَ:وَجَدَهُ أَوْ رَآه صَعْباً ، لاَزمٌ مُتَعَدِّ کأَصْعَبَه و صَعَّبَه تصْعِیباً : جَعَلَه صَعْباً ، کتَصَعَّبَه .
و أَصْعَبَ الأَمْرَ:وَافَقَه صَعْباً .قال أَعْشَی بَاهلَه:
لا یُصْعِبُ الأَمْرَ إِلاَّ رَیْثَ (1)یَرْکَبُه و کُلُّ أَمْرٍ سِوَی الفَحْشَاءِ یَأْتَمِرُ
و المُصْعَبُ کمُکْرَمٍ قال ابنُ السِّکِّیتِ : الفَحْلُ الَّذِی یُودَعُ و یُعْفَی مِن الرُّکُوب (2)،و الذِی لَمْ یَمْسَسْه حَبْلٌ و لَمْ یُرْکَب.و القَرْمُ :الفَحْلُ الَّذِی یُقْرَم أَی یُودَعُ و یُعْفَی مِن الرُّکُوبِ ،و هو المُقْرَمُ و القَرِیعُ و الفَنیقُ .و الجمع مَصَاعِبُ و مَصَاعِیبُ .قِیلَ :و بِه سُمِّیَ الرَّجُلُ مُصْعَباً .و رَجُلٌ مُصْعَبٌ :مُسَوَّدٌ.
و المُصْعَبَانِ : مُصْعَبُ بْنُ الزُّبَیْر و ابْنُه عِیسَی بْنُ مُصْعَبٍ أَوْ مُصْعَبُ بن الزُّبَیْر و أَخُوهُ عَبْدُ اللّهِ بنُ الزُّبَیْرِ، عَلَی التَغلِیب. و أَصْعَبَ الجَمَلَ :تَرَکَه صاحِبُهُ و أَعْفَاهُ فلم یَرْکَبْه و زَادَ فی الصَّحَاح و لَمْ یمْسَسْه حَبْلٌ حَتَّی صَارَ صَعْباً فأَصْعَبَ (3)هُوَ بِنَفْسِه صَارَ صَعْباً . و أُصْعِبَ الجَمَلُ :لم یُرکَب قَطُّ .و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
سَنَامُه فی صُورَهٍ من ضُمْرِهِ
أَصَعَبَه ذو جِدَهٍ فی دَثْرِهِ
قال ثَعْلَبٌ :مَعْنَاهُ فی صُورَهٍ حَسَنَهٍ من ضُمْرِه أَی لم یَضَعْه (4)أَنْ کَانَ ضَامِراً.
و
16- فی حَدِیثِ جُبَیْر: «مَنْ کان مُصْعِباً فلْیَرْجِعْ ». أَی مَنْ کَانَ بَعِیرُه صَعْباً غیرَ مُنْقَاد و لا ذَلُول.یُقَالُ : أَصْعَبَ الرَّجُلُ فهو مُصْعِبٌ .و جَمَلٌ مُصْعَبٌ .إِذَا لم یکن مُنَوَّقاً،و کَانَ مُحَرَّم الظَّهْرِ،کَذَا فی لِسَانِ الْعَرَب.
و الصَّعْبَهُ بِنْتُ جَبَل:أُخْتُ سَیِّدِنا مُعَاذٍ (5)الصَّحَابِیِّ ، بَایَعَت. و کذا الصَّعْبَهُ بِنْتُ سَهْلٍ الأَشْهَلِیَّهُ صَحَابِیَّتَان و کَذَا الصَّعْبَهُ بِنْتُ الحَضْرَمِیّ أُخْتُ العَلاَء و أُمُّ طَلْحَه أَحَدِ العَشَرَه،لَهَا صُحْبَهٌ أَیْضاً. و صَعْبَهُ و صُعَیْبَهُ :امرأَتَانِ .
و الصَّاعِبُ من الأَرَضِین:هی الأَرْضُ ذَاتُ النَّقَلِ و الحِجَارَهِ تُحْرَثُ .
و الصَّعْبَیَّهُ :مَاءٌ لبَنِی خُفَافِ بْن نَدْبَهَ مِنْ بَنِی سُلَیْم.
و الصِّعَابُ ککِتَاب:جَبَلٌ بَیْنَ الیَمَامَهِ و البَحْرَین.و یَوْمُ الصِّعَابِ : یَوْمٌ م مِنْ أَیَّامِهِم (6).و عَقَبَهٌ صَعْبَهٌ إِذَا کَانَتْ شَاقَّهً .
و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ عَبَّاس: «فلما رَکِبَ الناسُ الصَّعْبَهَ و الذَّلُولَ لم نَأْخُذْ مِنَ النَّاسِ إِلاَّ مَا نَعْرِف». أَی شَدَائِدَ الأُمُورِ و سُهُولَهَا.و المُرَاد تَرْکُ المُبَالاَه بالأَشْیَاءِ و الاحْتِرَازُ فی القَوْل و العَمَل،کذا فی لسان العرب.
و أَمِینُ الدِّین أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ القَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّعْبِیُّ :
فَقِیهٌ مُحَدِّثٌ سَمِع أَبا الفَرَج الحَرَّانِیَّ و غیْره.
الصُّعْرُوب کعُصْفُور أَیْ بِضَمِّ أَوَّلِه،لنُدْرَهِ فَعْلُول،بالفتح،فی کَلاَمِهِم أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ
ص:145
دُرَیْد: الصَّغِیرُ الرأْسِ من النَّاسِ و غَیْرِهِم کالصُّعْبُورِ.
کالصَّعْنَبِ (1)کجَعْفَرٍ.و یُقَالُ :إِنَّهُ لمُصَعْنَبُ الرَّأْسِ أی (2)مُحدَّده.
و صَعْنَبَ الثَّرِیدَهَ : ضَمَّ جَوَانِبَها و کَوَّمَ صَوْمَعَتَها،قالَه شَمِرٌ،و رَفَع رَأْسَها،و قِیلَ : جَمَع و قِیلَ :رَفَعَ وَسَطَهَا و قَوَّرَ رَأْسَها. وَ فی الْحَدِیثِ «أَنَّ النَّبِیَّ صلّی اللّه علیه و آله سَوَّی ثَرِیدَهً فَلَبَّقهَا بسَمْنٍ ثم صَعْنَبَهَا ».قال أَبُو عُبَیْدَه یَعْنِی رَفَع رَأْسَها.و قَالَ ابْنُ المُبَارَک:یَعْنِی جَعَلَ لَهَا ذِرْوَه.
و فی المُحْکَم: الصَّعْنَبَهُ :الانْقِبَاضُ فَعَمَّ ،و خَصَّه بَعْضُهم بانْقِبَاض البَخِیلِ عِنْدَ المَسْأَلَه.
و صَعْنَبَی :ع و قال ابْنُ سِیدَه:أَرْضٌ .قال الأَعْشَی:
و ما فَلَجٌ یَسْقِی جَدَاوِلَ صَعْنَبَی له شَرَعٌ سَهْلٌ علی کُلِّ مَوْرِدِ (3)
و صَعْنَبَی :قَرْیَهٌ بالیَمَامَهِ . و قال أَبُو حَیَّان:هی بالکُوفَهِ ، و جَزَم بأَنَّ نُونَهَا زَائِدَهٌ .قاله شَیْخُنَا.
الصُّغَابُ بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال أَبُو تُرَاب:سَمِعْتُ البَاهِلیَّ یَقُولُ هُو بَیْضُ القَمْلَهِ کالصُّؤَاب.
و المَصْغَبَهُ لُغَهٌ فِی الْمَسْغَبَهِ بالسِّینِ ،و قد تَقَدَّم.
الصَّقْبُ و یُحَرَّک: الطَّوِیلُ التَّارُّ من کُلِّ شَیْ ءٍ.
و یقال للغُصْنِ الرَّیّان الغَلِیظِ الطَّوِیلِ : صَقْب .
و الصَّقْبُ النَّاقَه:وَلَدُهَا. و قال شَیْخُنَا:السِّینُ أَفْصَحُ فیه،بَل أَنکَرَ بَعْضُهُم کَوْنَه بالصَّادِ،و لِذَلِکَ لَمْ یَذْکُرْه أَهْلُ صَحِیحِ اللُّغَهِ کالجَوْهَرِیّ و ابْنِ فَارِس فی المُجْمَل و غَیْرِ وَاحِدٍ،انتهی.
قلت:هُوَ بالصَّادِ فیه،ذکَرَه ابنُ سِیدَه فی المُحْکَم، و نَقْلَه ابْنُ مَنْظُورٍ فی لِسَان العَرَب،و کَفَی بهما قُدْوَهً .
و حَکَی ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :و صُقُوبُ الإِبِل:أَرْجُلُها لُغَهٌ فی سُقُوبِهَا.قال و أَرَی ذَلِکَ لِمَکَان القَافِ ،وَضَعُوا مَکَانَ السِّینِ صَاداً،لأَنَّهَا أَفْشَی مِن السِّینِ ،وَ هِی مُوافِقَهٌ لِلْقَافِ فی الإِطْبَاق لیَکُون العَمَلُ من وَجْهٍ وَاحِدٍ،قال:و هَذَا تَعْلِیلُ سِیبَوَیْهِ فی هَذَا الضَّرْب من المُضَارَعَه،فظَهَر بِذَلِک سُقُوطُ مَا قَالَهُ شَیْخُنَا. ج صِقَابٌ بالکسر و صُقْبَانٌ بالضَّمِّ .و أَصْقُبٌ کأَفْلُسِ ،و قد تَقَدَّمَ الإِنشاد:
أَذَلُّ من السُّقْبَانِ بَیْنَ الحَلاَئِبِ
فی السِّینِ .
و الصَّقْبُ : عَمُودٌ لِلْبَیْتِ یُعْمَدُ بِهِ أَو هُوَ العَمُودُ الأَطْوَلُ فی وَسَطِهِ أَی البَیْت. ج صُقُوبٌ بالضَّمِّ .
و الصَّقَبُ بالتَّحْرِیکِ :القَرِیبُ (4)یُقَالُ :مَکَانٌ صَقَبٌ أَی قَرِیب. و قال سیبَوَیْهِ فی الظّرُوفِ الَّتِی عَزَلَهَا مِمَّا قَبْلَهَا لیُفَسِّر مَعَانِیَهَا لأَنَّهَا غَرَائِبُ :هو صَقَبُک و مَعْنَاه القُرْبُ .
و الصّقَبُ أَیْضاً: البُعْد،ضِدٌّ. و أَنْشَدَ ابنُ الأَنْبَارِیِّ لابْنِ الرُّقَیَّات:
کُوفِیَّهٌ نَازِحٌ مَحَلَّتُها لاَ أَمَمٌ دَارُهَا و لا صَقَبُ
و یقال:دَارِی مِنْ دَارِهِ بِسَقَبٍ و صَقَبٍ و زَمَمٍ (5)و أَمَمٍ و صَدَدٍ أَی قَرِیبٌ .و یُقَالُ :هُوَ جَارِی مُصَاقِبِی و مُطَانِبِی و مُوَاصِرِی أَی صَقْبُ دَارِه و إِصَارُه و طُنُبُه (6)بِحِذَاء صَقْبِ بَیْتِی و إِصَارِی 3.و صَقِبَ کَفَرِح قَرُب.
و تَقُولُ : أَصْقَبْتُه فصَقِبَ أَی قَرَّبْتُه فَقَرُبَ . و أَصْقَبَتْ دَارُهم و صَقِبَت بالکَسْر و أَسْقَبَتْ بالسین دَنَت و قَرُبت.
و أَصْقَبَ اللّه دَارَه:أَدْنَاهَا.و وَجَدْت فی هَامِشِ لِسان الْعَرَب ما نَصُّه و فی نُسْخَهٍ مِنَ التَّهْذِیبِ :و أَصْقَبَ دَارَه فصَقِبَتْ أَی قَرَّبها فَقَرُبَتْ .
و صَاقَبَهم مُصَاقَبَهً و صِقَاباً : قارَبَهم.و لَقِیَهم مُصَاقَبَهً و صِقَاباً و صِفَاحاً: واجَهَهُم.
ص:146
و الصِّقَابُ بالصَّادِ لُغَهٌ فی السِّقَاب بالسِّینِ ،و قَد تَقَدَّم.
و الصَّقْبُ :الجَمْعُ .یقال: صَقَبَه ، و صَقَبَ قَفَاه: ضَرَبَه بصَقْبِه أَی بِجُمْعِ کَفِّه. و الصَّقْبُ :الضَّرْبُ علی کُلِّ شَیْ ءٍ مُصْمَتٍ یَابِسٍ . و صَقَبَ البِنَاءَ و غَیره:رَفَعَه.و صَقَبَ الشیءَ:جَمَعَه، و قد أَشَرْنَا إِلَیْه. و صَقَب الطَّائِرُ:صَوَّتَ عن کُرَاع.
و الصَّیْقَبَانِیُّ :العَطَّار لأَنَّه یَجْمَع مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ،و هذا لم یَذْکُرْه الجَوْهَرِیُّ .
و قیل: أصْقَبَک الصَّیْدُ فارْمِه أَی دَنَا مِنْکَ و أَمْکَنَک رَمْیُه.
و فی الحَدِیث: الجَارُ أَحَقُّ بِصَقَبِه قال ابْنُ الأَنْبَارِیّ :أَرَادَ بِالصَّقَب المُلاَصَقَه و القُرْبَ ،و المُرَادُ بِهِ الشُّفْعَهُ أَی بما یَلیه و یَقْرُبُ مِنْه و مِثْلُه رُوِی عن أَبی عُبَیْد (1).و منْهُ
1- حَدِیثُ عَلِیِّ رَضِی اللّه عَنْه: «أَنَّه کَانَ إِذَا أُتِیَ بالقَتِیلِ قَدْ وُجِدَ بَیْنَ القَرْیَتَیْن حُمِلَ عَلَی أَصْقَبِ القَرْیَتَیْن إِلَیْه». أَی أَقربهما، و یُرْوَی بِالسِّین،کذا فی لِسَانِ العَرَب و الأَسَاسِ و قال بَعْضُهم:أَرَادَ الشَّرِیکَ و قَالَ بَعْضُهم:أَرَادَ المُلاَصِقَ .
و الصَّاقِبُ :جَبَلٌ مَعْروفٌ ،زَادَ ابْنُ بَرِّیّ :فی بِلاَدِ بَنِی عَامِر.قال:
رُمِیَتْ بأَثْقَلَ مِنْ جِبَال الصَّاقِبِ
و قَال (2)غَیْرُه:
علی السَّیِّد الصَّعْبِ لَوْ أَنَّه یَقُومُ عَلَی ذِرْوَهِ الصَّاقِبِ (3)
و السِّینُ فی کُلِّ ذَلِکَ لُغَهٌ ،کَذَا فی لِسَان العَرَبِ .
الصَّقْعَبُ :الطویلُ مُطْلَقاً،کذا فی الصَّحاح،و قَیَّدَه بَعْضُهم«مِنَ الرِّجَال»و یُرْوَی بالسِّینِ أَیْضاً.
و صَقْعَبٌ :اسم رَجُل و هو صَقْعَبُ بْنُ زُهَیْرِ بْنِ عَبْدِاللّه بْنِ زُهَیْرِ بْنِ سُلیم و خال أَبی مِخْنف (4)رَوَی عَنْ زیْدِ بْنِ أَسْلَم و عَطَاءِ بْنِ رَبَاح،ذَکَرَه ابن حِبَّانِ فی الثِّقَات.
و الصَّقْعَبُ المُصَوِّتُ من الأَنْیَاب أَو الأَبْوَاب.
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
أَبُو الصَّقْعَب کجَعْفَرٍ:کُنْیَهُ جُخْدُب ابنِ جُرْعُب النَّسِّابَه، و قد ذکره المصنف اسْتِطْرَاداً فی جخدب.
صَقْلَبٌ کجَعْفَر: أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَال الصَّاغَانِیّ :هُوَ د بِصِقِلِّیَهَ بالکَسْرِ و تَشْدِید الَّلامِ :جَزِیرَهٌ فی بَحْرِ المَغْرِب مِمَّا یُحَاذِی تُونُسَ . و الصِّقْلاَبُ بالکَسْرِ:
البَعِیرُ الأَکُولُ .
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : الصِّقْلاَبُ من الرِّجَالِ :هُوَ الأَبْیَضُ .و قال أَبُو عَمْرو:هو الأَحْمَرُ، و أَنْشَد:
بَیْن مَقَذَّیْ رَأْسِه الصِّقْلاَبِ (5)
و الصِّقْلاَبُ : الشَّدِیدُ من الرُّؤوسِ .و من الجِمَال:
الشَّدِیدُ الأَکْلِ . لا یَخْفَی أَنَّ قَوْلَه آنِفاً الأَکُول یَشْمَلُ مَا قَالَه ثَانِیاً،لأَنَّه صِیغَهُ مُبَالَغَه کما أَشَرْنَا إِلَیْه.
و قال أَبُو مَنْصُور: الصَّقَالِبَهُ :جِیلٌ حُمْرُ الأَلْوَان صُهْبُ الشُّعُور تَتَاخِم بِلاَدُهُم بِلاَد الخَزَرِ و بَعْضَ بِلاَدِ الرُّوم 2بینِ بُلْغَرَ و قُسْطَنْطِینِیَّهَ . و قِیلَ للرَّجُل الأَحْمَرِ صِقْلاَب تَشْبِیهاً بهم (6).
و صِقْلاَبٌ :قَائِد بُخْتَنَصَّر فَاتِح هَمَذَان.
الصُّلْبُ بالضَّمِّ .و الصُّلَّبُ کَسُکَّر.و الصَّلِیبُ مِثْلُ أَمِیرِ هُوَ الشَّدِیدُ. یقال:رَجُلٌ صُلَّبٌ مِثْلُ الْقُلَّبِ و الحُوَّلِ .و رَجُلٌ صُلْبٌ و صَلِیبٌ ذُو صَلاَبَه.
و من المجاز:هو صُلْبٌ فی دِینِه و صُلَّبٌ ،و هو صُلْب
ص:147
المَعَاجِم و صَلِیب (1)العُودِ.و
17- فی حَدِیثِ الْعَبَّاس: «إن المُغَالِبَ صُلْبَ اللّهِ مَغْلُوبٌ ». أَی قُوَّه اللّهِ .و تَقُولُ : صُلْبُ اللّه لا یُغَالَب.
و قد صَلُبَ الشیءُ کَکَرُم ،عَلَیْه اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ و ابْنُ سِیدَه و الفَیّومِیُّ و ابْنُ فَارِس و صَلِبَ مثل سَمع حَکَاها ابْنُ القَطَّاع و الصَّاغانیُّ عنِ ابْنِ الأعْرَابِیّ صَلاَبهٍ و هو ضِدُّ اللِّین.
و من المَجَازِ:قد تَصَلَّبَ فُلاَنٌ ،أَی تَشَدَّدَ.و قَوْلُهم فی الرَّاعِی: صُلْبُ العَصَا و صَلِیبُ العَصَا،إنَّمَا یَرَوْنَ أَنَّه یَعْنُفُ بالإِبِل.قَالَ الرَّاعِی:
صَلِیبُ العَصَا بَادِی العُرُوقِ تَرَی لَهُ
عَلَیْهَا إذَا مَا أَجْدَبَ النَّاسُ إِصْبَعَا
کذا فی المحکم،و قَوْله:
فأَشْهَدُ لا آتِیکِ مَا دَام تَنْضُبٌ
بأَرْضِکِ أَو صُلْبُ العَصَا مِنْ رِجَالِکِ
و صَلَّبَ تَصْلِیباً :جَعَلَه صُلْباً و قَوّاه و شَدَّه و صَلَّبْتُه أَنَا. قال الأَعْشَی[یصف ناقته] (2).
مِنْ سَرَاهِ الهِجَانِ صَلَّبَهَا العُضُّ
و رَعْیُ الحِمَی و طُولُ الحِیَالِ (3)
أَی شَدَّهَا.و العُضُّ :عَلَفُ الأَمْصَارِ مِثْلُ القَتِّ و النَّوَی.
و یُرید بالحِمَی حِمَی ضَرِیَّه؛و هُوَ مَرْعی إِبِلِ المُلُوکِ ،و دُونَه حِمَی الرَّبَذَه.و الحِیَال:مَصْدَر حَالَت النَّاقَه إِذَا لَمْ تَحْمِل.
و الصُّلْبُ بالضَّمِّ زَادَ فی المِصْبَاح و تُضَمُّ اللاَّمُ إِتْبَاعاً وَ هُوَ الصَّوَابُ ،و قَوْلُ بَعْضهم إِنَّه بِضَمَّتَیْن لغَهٌ ،غَیْرُ ثَابِتِ .قَالَه شَیْخُنَا، و الصلب بالتَّحْرِیک:عَظْمٌ من لَدُنِ الْکَاهلِ إِلی العَجْبِ و مِثْلُه فی المُحکَم و الکِفَایَهِ .و قَال الفَیُّومِیُّ :
الصُّلْبُ (4)من الظَّهْر و کُلِّ شَیْ ءٍ من الظَّهْرِ فِیه فَقَارٌ فَذَلِک الصُّلْبُ ،و الصَّلَب بالتَّحْرِیکِ لُغَهٌ فِیهِ حَکَاه اللِّحْیَانیّ ، و أَنْشَدَ للعَجَّاج یَصِفُ امرأَهً :
رَیَّا العِظَامِ فَخْمَهُ المُخَدَّمِ
فی صَلَبٍ مِثْلِ العِنَان المُؤْدَمِ
إِلی سَوَاءِ قَطَنٍ مَؤَکَّمِ (5)
و
17- فی حَدِیثِ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ: «فی الصُّلْب الدِّیَهُ » (6).
و یُسَمَّی الجِمَاعُ صُلْباً لأَنَّ المَنِیَّ یَخْرُج مِنْهُ کالصَّالِب (7).
14- قال العَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ المُطَّلِب رَضِیَ اللّه عَنْه یَمْدَحُ النَّبِیَّ صَلَی اللّهُ عَلَیْه و سَلَّم.
تُنْقَلُ من صَالِبٍ إِلی رَحِم
إِذَا مَضَی عَالَمٌ بَدَا طَبَقُ .
قیل:أَرَادَ بالصّالِب (8)الصُّلْبَ و هو قَلِیلُ الاسْتِعْمَال،قَالَه ابنُ الأَثِیرِ.قال شَیْخَنَا:قُلْتُ زَعَم غَیْرُ وَاحِدِ أَنَّه لم یُسْمَع فی غَیْرِ هَذَا الشِّعْر،انْتَهی.قلت:بَلْ قَدْ وَرَدَ فی شِعْرٍ غَیْرِه:
بَیْنَ الحَیَازِیمِ إِلی الصَّالِبِ
انْظُرْهُ فی لِسَانِ العَرَبِ .
ج أَصْلُبٌ . أَنْشَدَ اللَّیْث:
أَمَا تَرَیْنِی الیَوْمَ شَیْخاً أَشْیَبَا
إذَا نَهَضْتُ أَتَشَکَّی الأَصْلُبَا
جَمَعَ لأَنَّه جَعَلَ کُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً و أَصْلاَبٌ . قال حُمَیْدٌ:
و انْتَسَفَ الجالبَ من أَنْدَابِهِ (9)
إِغْبَاطُنا المَیْسَ عَلَی أَصْلاَبه
کأَنَّه جَعَل کُلَّ جُزْءٍ من صُلْبِه صُلْباً .
ص:148
و صِلَبَه کعِنَبَه.حکَی اللِّحْیَانیُّ عن العَرَب:هَؤلاَء أَبْنَاءُ صِلَبَتِهم ،کُلُّ ذَلِک نَصُّ ابْنِ سِیدَه فی المحکم.وَ زَادَ صِلْبه ،بالکَسْر.قال:وَ مَا إِخَاله بثَبَتٍ إِلاَّ أَنْ یَکُون مُخَفَّفاً من صِلَبَه کعِنَبهَ .
و الصُلْبُ و الصَّلَبُ من الأَرْض: المَکَان الغَلِیظُ المُحَجَّرُ المُنْقَادِ.و مَکَان صُلْب و صَلَب :غَلِیظٌ حَجِرٌ،و فی نسْخَه المَحْجَرُ علی وِزَان مَفْعَل. ج صِلَبَهٌ کعِنَبَهٍ .
و الصَّلَبُ مُحَرَّکَه أَیْضاً؛ما صَلُب من الأَرْضِ .و عن شَمِرٍ: الصَّلَبُ :نحْوٌ من الحَزِیزِ (1)الغِلیظِ المُنْقَادِ.
و قال غیره: الصَّلَبُ من الأَرْضِ :أَسْنَادُ الآکَام و الرَّوَابِی و جَمعُه أَصْلاَبٌ .قال رُؤَبَهُ :
نَغْشَی قَرَی عَارِیَهٍ أَقْرَاؤُه
تَحْبُو إِلی أَصْلاَبِه أَمْعَاؤُه
قال الأَصْمَعِیُّ : الأَصْلاَبُ هِیَ من الأَرْضِ الصَّلَبُ الشَّدِیدُ المُنْقَادُ،و الأَمْعَاءُ:مَسَایِلُ صِغَار.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الأَصْلاَبُ :مَا صَلُبَ من الأَرْضِ و ارْتَفَع،و أَمْعَاؤُه:مَا لاَنَ و انْخَفَضَ .
و فی الأَسَاس،فی المَجَازِ:و مَشَی فی صَلاَبَه مِنَ الأَرْضِ .و یُقَالُ للأَرْضِ (2)الَّتی لَمْ تُزْرَع زَمَناً (3):إِنَّها أَصْلاَبٌ مُنْذُ أَعْوَامٍ ،و صَلُبَتْ مُنْذُ أَعْوَامٍ .
و الصُّلْبُ بالضَّمِّ :الحَسَبُ و القُوَّهُ . قال عَدِیُّ بْنُ زَیْد:
إِجْلَ أَنَّ اللّهَ قد فَضَّلَکُم
فَوْقَ مَا أَحْکَی بصُلْبٍ و إِزَارْ
فسِّرِ بِهِمَا جَمِیعاً،و الإِزَارُ:العَفَافُ .و یُرْوَی:
فَوْقَ مَنْ أَحْکَأَ صُلْباً بإِزَارْ
أَی شَدَّ صُلْباً ،یَعْنِی الظَّهْر بإِزَارٍ،یَعْنِی الَّذِی یُؤْتَزِرُ بِهِ کَذَا فی المحکَم،و قد سَبَق فی حَکَأَ.
و عن أَبِی عَمْرو: الصُّلْبُ :الحَسَبُ ،و الإِزَارُ:العَفَافُ . و الصُّلْبُ : ع بالصَّمَّان کَشَدَّادٍ،أَرضُه حِجَارَهٌ ،من ذلک،غَلَبَت عَلَیْه الصِّفَه.و بین ظَهْرَانَیِ الصُّلْب و قِفَافِه رِیَاضٌ و قِیعَانُ عَذْبَهُ المَنَابِت (4)کَثِیرَهُ العُشْبِ ،و رُبَّمَا قَالُوا:
الصُّلْبَانُ .
و قوله أَی ابْنِ الأَعْرَابِیّ :
سُقْنَا بِهِ الصُّلْبَیْنِ و الصَّمَّانا 4
إِمَّا تَثْنیَهٌ أَی أَنَّ المُرَادَ بِه الصُّلْبَ ،و إِنَّمَا ثَنَّی للضَّرُورَهِ کَرَامَتَیْنِ فی رَامَهٍ أَی إِنَّمَا هِیَ رَامَهٌ وَاحَدِهٌ و إِما هُمَا مَوْضِعَانِ تَغْلِبُ علیهما هَذِه الصِّفَه فیُسَمَّیان بِهَا.و هَذَا بِعَیْنِه عِبَارَهُ المُحْکَم،و نَقَلَه ابنُ مَنْظُورٍ فی لِسَان العَرَب.و الصُّلْبُ أَیْضاً:اسْمُ أَرْض.قال ذو الرُّمَّه:
کأَنَّه کُلَّمَا ارْفَضَّت حَزِیقَتُهَا
بالصُّلْبِ من نَهْسِهِ أَکفَالَها کَلِبُ (5)
و فی المِصْبَاح: صَلَبَه أَی الْقَاتلَ کضَرَبَه صَلْباً : جَعَلَه مَصْلُوباً .
و فی لِسَان العَرَب:و الصَّلْبُ هَذِه القِتْلَه المَعْرُوفَهُ .
و أَصْلُه من الصَّلِیبِ ،وَ هُوَ الوَدَکُ ،و سَیَأْتِی قَرِیباً.و قد صَلَبَه کَصَلَّبَهُ تَصْلِیباً شُدِّدَ للکَثْرَه.و فی التَّنْزِیلِ : وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لکِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (6)وَ فِیه: وَ لَأُصَلِّبَنَّکُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ (7).
و قد صَلَبَتْ حُمَّاهُ عَلَیْه من بَاب ضَرَب تَصْلِبُ أَی دَامَتْ و اشْتَدَّت فهو مَصْلُوبٌ عَلَیْه،و إِذَا کَانَتِ الحُمَّی صَالِباً قِیلَ :
صَلَبَتْ عَلَیْه. و صَلَبَ اللَحْمَ :شَوَاه فأَسَالَه أَی الوَدَکَ منه.
و صَلَبَ العِظَامَ یَصْلُبها صَلْباً :جمعَها وَ طَبخَهَا و اسْتَخْرَجَ وَدَکَها لِیُؤْتَدَمَ به کاصْطَلَبَها . قال الکُمَیْتُ الأَسَدِیُّ :
و احْتَلَّ بَرْکُ الشِّتَاءِ مَنْزِلَه
و بَاتَ شَیْخُ العِیَالِ یَصْطَلِبُ (8)
ص:149
و فی المِصْبَاحِ : اصْطَلَب الرجلُ إِذَا جَمَعَ العِظَامَ و اسْتَخْرَجَ صَلِیبَها .و هو الوَدَکُ لیَأْتَدِمَ بِهِ .
و عن شَمِر،یقال: صَلَبَه الحَرُّ أَی أَحْرَقَه یَصْلِبه بالکَسْر و یَصْلُبُه بالضَّم صَلْباً .و صَلَبَتْه الشمسُ ،فهو مَصْلُوبٌ :
مُحْرَقٌ .قال أَبُو ذُؤیْب:
مُسْتَوْقِدٌ فی حَصَاهُ (1)الشّمسُ تصْلبُهُ
کأَنَّه عَجَمٌ بالبِیدِ مَرْضُوخُ
و صَلَب الدَّلْوَ و صَلَّبَها إِذا جَعَلَ عَلَیْها و فی نُسْخَه لَهَا و الأُولَی الصَّوَاب صَلِیبَیْن و هما الخَشَبَتَانِ اللَّتَانِ تُعَرَّضَانِ عَلَی الدَّلْوِ کالعَرْقُوَتَیْنِ ،کذا فی لِسَانِ الْعَرَب.
و الصَّلِیبُ :الوَدَکُ ،و فی الصَّحَاحِ وَدَکُ العِظَام.قال أَبُو خِرَاشٍ الهُذَلِیّ یذکُرُ عُقَاباً شَبَّه فَرَسَهُ بها.
جَرِیمَهَ نَاهِضٍ فی رأْسِ نِیقٍ
تَرَی لِعِظَامِ مَا جَمَعَتْ صَلِیبَا
أَی وَدَکاً.
و
1- فی حَدِیثِ [عَلیّ ] (2): «أَنَّه اسْتُفْتِیَ فی اسْتِعْمَالِ صَلِیبِ المَوْتَی فی الدِّلاَءِ و السُّفُن فأَبَی عَلَیْهم». و به سُمِّیَ المَصْلُوبُ لِمَا یَسِیلُ مِنْ وَدَکِه.
و الصَّلْبُ هَذِه القِتْلَه المَعْرُوفَهُ مُشْتَقٌّ مِنْ ذَلِک لأَنَّ وَدَکَه و صَدیدَه یَسِیلُ . کالصَّلَبِ مُحَرَّکَه و المَصْلُوب ج صُلُبٌ ککُتب.و مِنْهُ الحَدِیثُ
14- أَنَّه صلی اللّه علیه و سلم لَمَّا قَدِم مَکَّه زِیدَتْ شَرَفاً أتَاهُ أَصْحَابُ الصُّلْب . قیلَ : أَی الذین یَجْمَعُونَ العِظَامَ إِذا لُحِبَ عَنْهَا لُحْمَانُها (3)فیَطْبُخُونَهَا بِالْمَاءِ، و یَسْتَخْرِجون وَدَکها و یأْتَدِمُونَ بِه.
و الصَّلِیبُ : العَلَمُ بفَتْح العَیْن و اللاَّمِ .قال النَّابِغَهُ :
ظَلَّت أَقاطِیع أَنْعَامٍ مُؤَبّلَهٍ
لَدَی صَلِیبٍ علی الزَّوْرَاءِ مَنْصُوبِ
و الزَّوْرَاءُ:المَفَازَهُ المَائِلَهُ عن القَصْدِ و السَّمْتِ .و قال الأَصْمَعیّ :الزَّوْرَاءُ هی الرُّصَافَه،رُصَافَهُ هِشَام،و کانتللنُعمان وَ کَان والِیهَا.و قِیلَ :سَمَّی النَّابغهُ العَلَم صَلِیباً لأَنَّه کَان عَلَیْه صَلِیب ،لأَنَّه کَانَ نَصْرَانِیَّا (4).
و الصَّلِیبُ : الأَنْجُمُ الأَرْبَعَهُ خَلْفَ (5)النَّسْرِ الطَّائِرِ.و قَوْلُ الجَوْهَرِیّ خَلْفَ الوَاقِع سَهْو کَذَا وجد بخَطِّ الشَّیْخ ابْنِ الصَّلاَح المُحَدِّث فی هَامِشِ بَعْضِ النُّسَخِ .قَالَ :و هَذَا مما وَهِمَ فِیهِ الجَوْهَرِیّ ؛کذا فی لِسَان الْعَرَبِ .
و الصَّلِیبُ : الَّذِی للنَّصَارَی جَمْعُه صُلْبَانٌ .و قَال اللَّیْثُ :
الصَّلِیبُ :ما یَتَّخِذُه النَّصَارَی قِبْلَهً ،جمعه صُلُبٌ .قال جریر:
لقد وَلَدَ الأُخَیْطلَ أُمُّ سَوْءٍ
علی بَاب اسْتِها صُلُبٌ و شَامُ
و الرُّهْبَانُ قْدَ صَلَّبُوا :اتَّخَذُوا فی بِیعَتِهِم صَلِیباً .
و فی المِصْبَاح:ثَوْبٌ مُصْلَّبٌ أَیْ فِیه (6)نَقْشٌ کالصَّلیبِ .
و
14- فی حَدِیثِ عَائِشَهَ : «أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم کَانَ إِذَا رأَی التَّصْلِیبَ فی ثَوْبٍ قَضَبه». أَی قَطَع مَوْضِعَ التَّصْلِیب مِنْه.و
14- فی الحدیثِ :
«نَهَی عَنِ الصَّلاَهِ فی الثَّوْبِ المُصْلَّب ». وَ هُو الَّذِی فِیهِ نقْشٌ أَمْثَالُ الصُّلْبَان .و
17- فی حَدِیثِ عَائِشَهَ أَیْضاً: «فنَاوَلْتُهَا عِطَافاً فرَأَتْ فِیهِ تَصلِیباً ،فقالت:نَحِّیه عَنِّی». و
17- فی حَدِیثِ أُمِّ سَلَمَه: «أَنَّهَا کَانَتْ تَکْرَهُ الثِّیَابَ المُصَلَّبَه ». و
17- فی حَدِیثِ جَرِیرُ:
«رأَیْتُ عَلَی الحَسَنِ ثَوْباً مُصَلَّبا ». و کُلُّ ذلِک فی التَّهْذِیبِ .
و الصَّلِیبُ : سِمَهٌ للإِبِل. و فی المُحکَم ضَرْبٌ مِنْ سِمَاتِ الإِبِل.قَال أَبُو عَلِیٍّ فی التَّذْکِرَهَ : الصَّلِیبُ قد یَکُونُ کَبِیراً و صَغِیراً وَ یَکُونُ فی الخَدَّیْن و العُنُقِ و الفَخِذَین.و قِیلَ :
الصَّلِیبُ :مِیسَمُ فی الصُّدْغِ ،و قِیلَ فی العُنُقِ ،خَطَّان أَحَدُهُما عَلَی الآخر.
و بَعِیرٌ مُصَلَّبٌ و مَصْلُوبٌ :سِمَتُه الصَّلِیبُ .و نَاقَهٌ مَصْلُوبَهٌ کذلک.أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
سَیَکْفِی عَقِیلاً رِجْلُ ظَبْیٍ و عُلْبَهٌ
تَمَطَّتْ بِهِ مَصْلُوبَهٌ لم تُحَارِدِ
و إِبِل مُصَلَّبَهٌ .
ص:150
و فی الأَسَاسِ :و حَبَشِیٌّ مُصَلَّبٌ :فی وَجْهِهِ سِمَتُه.
و یقال:أَخَذَتْه الحُمَّی بصَالِبٍ ،و أَخَذَتْه حُمّی صَالِبٌ و الأَوَّلُ أَفْصَح،و لا یَکَادُونَ یُضِیفُون.و فی الصَّحَاح و المُحکَم و المشرق: الصَّالِبُ من الحُمَّی:الحَارَّهُ خِلاَفُ النَّافِضِ ،و زَادَ فی الأَخِیرَیْن:تُذَکَّرُ و تُؤَنَّثُ .و حکی الفَرَّاءُ:
حُمَّی صَالِبُ ،بِغَیْرِ إِضَافَه،و حُمَّی صَالِبٍ ،بالإِضَافَه.
و صَالِبٌ :حُمَّی.نَقَلَه شَیْخُنا فی لِسَان الْعَرَب.قال ابنُ بُزُرْج:العَرَبُ تَجْعَلُ الصَّالِبَ من الصُّدَاعِ ،أَنْشَدَ:
یَروعُکَ حُمَّی من مُلاَلٍ و صَالِبِ
و قال غیره: الصَّالِبُ :الَّتِی مَعَها حَرٌّ شَدِیدٌ،و لَیْسَ مَعَهَا بَرد.و قِیلَ :هِیَ الَّتی فِیها رِعْدَهٌ (1)و قُشَعْرِیرَه.أَنشد ثعلب:
عُقَاراً غَذَاها البَحْرُ من خَمْرِ عَانَهٍ
لَهَا سَوْرَهٌ فی رَأْسِه ذَاتُ صَالِبِ
و الصُّلَیْب کَزُبَیْر:ع کذا فی المحکم و أَنْشَدَ لِسَلاَمَه بْنِ جَنْدَل:
لِمَنْ طَلَلٌ مِثْلُ الکِتَاب المُنَمَّقِ
عَفَا عَهْدُه بَین الصُّلَیْبِ و مُطْرِقِ
و الذی فی المَرَاصِدِ و التَّکْمِلَه أَنَّهُ جَبَل عند کَاظِمَه به وقْعَهٌ لِلْعَرَب (2)،و هکذا قاله البکریّ .
و صُلَبٌ کَصُرَدٍ:طَائِرٌ یُشْبِهُ الصَّقْر و لا یَصِیدُ،و هو شَدِیدُ الصِّیَاح،کذا فی العُبَاب،و نقل عنه الدَّمِیرِیّ فی حَیَاهِ الْحَیَوَانِ .قلت:و هو قَوْلُ أَبی عَمْرو.
و عن اللیث: الصَّوْلَبُ کجَوْهَر و الصَّوْلِیبُ بزیاده الیاء و فی بعض الأُمهات الصَّیْلِیبُ بالیاء محل الواو و هو البَذْرُ الذی یُنْثَر علی الأَرْض ثم یُکْرَبُ عَلَیْه. قال الأَزهریّ :و ما أَراه عربیًّا. و ذُو الصَّلِیبِ لقب الأَخْطَل التَّغْلِبیّ الشَّاعِر.
و الصُّلْبُوب کعُصْفُور: الْمِزْمَارُ و قیل:القَصَبَه الَّتِی فی رَأْسِ المِزْمَارِ.
و التَّصْلِیبُ :خِمْرَهٌ للمَرأَه هی بکَسْرِ الخَاء المُعْجَمَهِ ،کذا هو مَضْبُوطٌ عندنا،و مثله فی المُحْکم بخط ابن سیده، و یُوجَدُ فی بَعْضِ النسَخ بِضَمِّها و هو خَطَأٌ،لأَنَّ المقصود منها هَیْئَهٌ مَعْرُوفَه.و یکره للرجل أَن یُصَلِّیَ فی تَصْلِیبِ العِمَامَه حَتَّی یجعَلَه کَوْراً بَعْضَهُ فوق بَعْضٍ .یُقَال خِمَارٌ مُصَلَّب .و قد صَلَّبَتِ المرأَهُ خِمَارَهَا،و هی لِبْسَهٌ مَعْرُوفَهٌ عِنْد النِّسَاءِ.
و دَیْرُ صَلِیبَا بِدِمَشْق مُقَابِل بَابِ الفِرْدَوْس. وَ دَیْرُ صَلُوبا :ه بالموصل،و الصَّلُوبُ کَصَبُور: ع.
و تَصْلَبُ کتَمْنَع ،هکذا فی النُّسَخ.و قد سَقَطَ من نُسْخَهِ شَیْخِنا فَقالَ :أَورَده المُصَنِّفُ غَیْرَ مَضْبُوط ،و نَقَله عَنِ الْمَرَاصِدِ بضَمٍّ فسُکُون غَیْر مَضْبُط ،و صَوَابُه کتَنْصُر کما قَیَّده الصَّاغَانیّ (3): مَاءَهٌ بنَجْد قیل:لِبَنِی فَزَارَه،کذا فی المَراصِد،و قیل:لِبَنِی جُشَم (4)،کذا فی المشرق.
و عن أَبی عمرو: أَصْلَبَت النَّاقَهُ إِصْلاَباً ،إِذا قَامَتْ و مَدَّت عُنُقَهَا نَحو السَّمَاءِ لِتَدِرَّ لِوَلَدِهَا جَهْدَهَا إِذَا رَضَعَهَا، و رُبَّما صَرَمَها (5)ذَلِکَ أَی قَطَعَ لَبَنَهَا.
و الصُّلَّبُ کَسُکَّر و الصُّلَّبَهُ بزیاده الهاء و الصُّلَّبِیَّه و الصُّلَّبِیُّ کلُّ ذَلِکَ بتَشْدِیدِ اللاَّمِ و یَاءِ النِّسْبَهِ فی الأَخِیرَیْن: حِجَارَهُ المِسَنِّ . قال الشَّمَّاخُ :
و کَأَنَّ شَفْرَهَ خَطْمِهِ و جَنِینِهِ (6)
لَمَّا تَشَرَّفَ صُلَّبٌ مَفْلُوقُ
و الصُّلَّبُ :الشَّدِیدُ من الحِجَارَهِ أَشَدُّهَا صَلاَبَهً .
و الصُّلَّبِیُّ بضَمٍّ فتَشْدِید وَ یاءِ النِّسْبَه: ما جُلِی و شُحِذَ بِهَا أَی حِجَاره المِسَنِّ .و رُمْحٌ مُصَلَّب :مَشْحُوذٌ بالصُّلَّبِیِّ .
و تَقُولُ :سِنَانٌ صُلَّبِیّ و صُلَّبٌ أَیضاً أَی مَسْنُونٌ .
و تَقُولُ : صَلَّبَ الرُّطَبُ (7)إِذَا بَلَغَ الیَبِیسَ فهو مُصَلِّب ، بالکَسْرِ فإِذا صُبَّ عَلَیْه الدِّبْسُ لِیَلِین (8)فهو مُصَقِّر.و قَال أَبو
ص:151
عمرو:إِذَا بلغ الرُّطَبُ الیَبِیس فذلک التَّصْلِیب ،و قد صَلَّب .و فی لسان العرب: صَلَّبَتِ التَّمرَهُ :بَلَغَتِ الْیَبِیسَ (1).
و قال أَبُو حَنِیفه:قَالَ شَیْخٌ من العَرَبِ :أَطْیَبُ مُضْغَهٍ أَکَلَها النَّاس صَیْحَانِیَّه مُصَلِّبَهٌ .بالهاء،و هَکَذَا فی المحکم.
و
16- فی حدیث أَبِی عُبَیْدَهَ : «تَمْرُ ذَخِیرَهَ مصَلِّبَهٌ ». أَی صُلْبَهٌ ، و تَمْرُ المَدِینَهِ صُلْبٌ .
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَی المُؤَلِّف من الفَوَائِد الزَّوَائِدِ الَّتِی لم نُشِرْ إِلَیْهَا فی أَثْنَاءِ المَادّه:
فی لِسَان الْعَرَب:قَوْلُهم: صَوْتٌ صَلِیبٌ ،و جَرْیٌ صَلِیبٌ علی المَثَل.و صَلُب علی المال صَلاَبَهً :شَحَّ به.أَنْشَدَ ابن الأَعْرَابِیّ :
فإِنْ کُنْتَ ذَا لُبٍّ یَزِدْکَ صَلاَبَهً
عَلَی المَالِ مَنْزُورُ العَطَاءِ مُثَرِّبُ
کذا فی المحکم.و قَالَ اللَّیْثُ : الصُّلْبُ من الجَرْیِ ، و مِنَ الصَّهِیلِ :الشَّدِیدُ.
و المَصْلُوب :لَقَبُ مُحَمَّد بْنِ سعید الأَزْدِیّ مُحَدِّثٌ مَشْهُورٌ،وَ لهُ عِدَّهُ أَلْقَاب یُدَلِّسُ بها،ذکره ذُو النَّسَبَیْن فی العلم المشهور.و
17- فی مَقْتَل عُمَرَ رضِی اللّه عَنْه: «خَرَجَ ابْنُه عَبید اللّه (2)فضَرَب جُفَیْنَهَ (3)الأَعْجَمِیّ فصَلَّبَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ أَی ضَرَبَه حتی صَارَتِ الضَّرْبَه کالصَّلِیبِ . و
14- فی بَعْضِ الحَدِیث: «صَلَّیْتُ إِلَی جَنْبِ عُمَرَ رَضِی اللّه عَنْه،فوضَعْتُ یَدِی علی خَاصِرتی فلما صَلَّی قَالَ :هذا الصَّلْبُ فی الصَّلاَهِ کان النبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم یَنْهَی عَنْه». أَی أَنه یُشْبِه الصَّلْبَ ، لأَن الرجلَ إِذَا صُلِب مُدَّ یَدُه و باعُه علی الجِذْعِ .و هَیْئَهُ الصَّلْبِ فی الصَّلاَه أَن یَضَعَ یَدَیْه علی خَاصِرَتَیْه و یُجَافِیَ بَیْنَ عَضُدَیْه فِی القِیَامِ .
و یُقَالُ :مَطَر مُصَلِّبٌ «بکسر اللام»أَی شَدِیدٌ یَابِس،کذا فی لِسَان العَرَب.
و فی الأَمْثَال للمَیْدَانِیّ : « صَالِبی أَشَدُّ من نَافِضِک» وَ هُمَانَوْعَان من الحُمَّی،و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه.و فی الأَسَاس،و مِن الْمَجَازِ:عَرَبِیٌّ صَلِیبٌ :خَالِصُ النَّسَب (4).
و امرأَهٌ صَلِیبَهٌ :کَرِیمَهُ المَنْصِب عَرِیقَه.وَ مَآءٌ صَلِیبٌ :یُسْمَنُ [علیه] (5)و تَقْوَی عَلَیْه المَاشِیَه و تَصْلُبُ ،انتهی.
و الصَّلِیبَهُ :محله بمصر.و الصَّلِیبِیّ :اسْمان.و الصُّلْبُ ، بالضم:قَرْیَهٌ أَسْفَلَ وادِی زَبید،کان بها مَسْکن مُوسَی بْنِ عَلِیّ [بن]مهدیّ ملک الیمن.
و محمد بن صَلاَبَه کسَحَابه مُحَدِّث حَکَی عَنْ دَاوُود.
و بالضَّم الصُّلْبُ بنُ مَطَر الکُوفِیُّ :شیخ لأَبی فُضَیْل.
و الصُّلْبُ بنُ حَکِیم عن أَبِیه عن جَدِّه.و أَبُو حَازِم أَحمدُ بن مُحَمَّد بن الصُّلْب الدَّلاَّل شیخٌ لأَبی الزَّرْب.و الصُّلْب بنُ عَبْدِ اللّه بْنِ وَهْب فی بنی سَامَه بْنِ لُؤَیّ .و الصُّلْبُ بْنُ قَیْس بن شَرَاحِیل فی نسب مَعْنِ بْن زَائِدَه الشَّیبَانِیّ .
الصِّلْقَابُ بالکَسْر :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و صَاحِبُ اللّسَان.و قَال الصَّاغَانِیّ :هو الذی یَسُنُّ أَی یَصُکُّ بَعْضَ أَسْنَانِهِ بِبَعْضٍ قال رُؤْبَهُ :
یَعْدِلُ عن رَاوُولِ أَشْغَی صِلْقَابْ (6)
لِسَانَ مِشْفَآءٍ (7)طَوِیلِ الأَشْصَابْ
و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
: صَلْخَبٌ کَجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَمَاعَه،و هو اسْمٌ .و عُماره بنُ صَلْخَبٍ قُتِل بالکُوفَهِ ،و کان مِمَّن أَراد نُصْرَهَ مُسْلِم بْنِ عَقِیل،کذا فی أَنْسَاب البَلاَذُرِیّ .
الصَّلْهَبُ :الرَّجُلُ الطَّوِیلُ ،عن الأَصْمَعِی، و کذلک السَّلْهَب بالسِّین،قِیلَ :الصَّاد أَصْلٌ ،و قِیلَ :
السِّین،لأَکْثَریّه التَّصَرُف،ذکرهُمَا ابْنُ جِنّی،قاله شیخنا کالمُصَلْهَبِ .
و هو أَیْضاً البَیْتُ الکَبِیرُ. قال رُؤْبَهُ :
ص:152
و شَادَ عَمْرٌو لَکَ بَیْتاً صَلْهَبَا
واسِعَهً أَظْلاَلُه مُقَبَّبَا
هکذا فی اللسان،و الرِّوَایَهُ :مَدَّ عَمْرٌو لَکَ .
و الصَّلْهَبُ : الشَّدِیدُ من الإِبل کالصَّلْهَبَی و الیَاءُ للإِلْحَاق،و کذلک الصَّلَخْدَی، و هی صَلْهَبَهٌ ،و صَلْهَبَاهٌ (1).
قال شَیْخُنَا:و هذا مُخَالِفٌ لِمَا الْتَزَمه مِنْ قَاعِدَته من إِتْبَاع الأُنْثَی بالمذکر بِقَوْله:وَ هِی بِهَاء،انتهی:قال أَبو عمرو:
و الصَّلاَهِبُ مِنَ الإِبِل:الشِّدَادُ.و حجر صَلْهَبٌ و صُلاَهِبٌ :
شَدِیدٌ صُلْبٌ .
و اصْلَهَبَّتِ الأَشیاءُ:امْتَدَّت علی جِهَتِهَا ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
الصِّنَابُ کَکِتَابِ :الطَّوِیلُ الظهر و البَطْن کالصِّنَابَهِ عن ابن الأَعْرَابیّ ،و یُقَالُ فِیهَما بالسِّین أَیضاً.
و الصِّنَابُ : صِبَاغٌ یُتَّخَذُ من الخَرْدَل و الزَّبِیبِ . و مِنْه قِیلَ للبِرْذَوْن صِنَابِیٌّ ،شُبِّه لَوْنُه بذلک.
قَال جَرِیر:
تُکَلِّفُنِی مَعِیشَهَ آلِ زَیْدٍ
و مَنْ لِی بالصَّلاَئِقِ و الصِّنَابِ
و المِصْنَبُ کمِنْبَرٍ:المُولَعُ بأَکْلِهِ أَی الصِّنَاب عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و
16- فی الحَدِیثِ : «أَتاه أَعْرَابِیٌّ بأَرْنَب قد شَوَاهَا و جَاءَ مَعَهَا بِصِنَابِهَا ». أَی بصِبَاغِها؛و هو الخَرْدَلُ المَعْمُولُ بالزَّبِیبِ ،و هو صِبَاغٌ یُؤْتَدَمُ به. و الصِّنَابِیُّ بالکَسْر من الإِبِل و الدّوَابِّ الذی لونُه بین (2)الحُمْرَه و الصُّفْرَه مَعَ کَثْره الشَّعَرَ و الوَبَر،و قیل: الصِّنَابِیُّ هو الکُمَیْتُ أَو الأشْقَرُ إِذا خَالَطَ شُقْرَتَه شَعْرَهٌ بَیْضَاءُ،یُنْسَبُ إِلَی الصِّنَاب .
و الصُّنَیْبُ کزُبَیْرٍ:فَرَسُ شَیْبَان النَّهْدِیِّ نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه:
صِنَابٌ کَکِتَابٍ :مَدِینَهٌ بالرُّوم.
الصِّنْخَابُ بالکَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قالابْنُ الأعْرَابِیّ هُوَ الجَمَلُ الضَّخْمُ ،کذا فی لِسَان العَرَب و التکمله.
الصَّنْعَبَهُ بالعَیْنِ المُهْمَلَه بعد النون أَهْمَلَه الجَوْهَرِی.و قال أَبُو عَمْرو:هی النَّاقَهُ الصُّلْبَهُ الشَّدِیدَهُ .
الصَّوْبُ :الانْصِبَابُ من صَبَّه إِذَا أَراقَه فانْصَبّ کالانْصِیَاب. یقَالُ : صَابَ المَطَرُ صَوْباً ،و انْصَابَ کِلاَهُمَا بمَعْنَی انْصَبَّ . و الصَّوْبُ : الصَّیِّبُ کَسَیِّدٍ.یُقَالُ :
مَطَر صَوْبٌ و صَیِّبٌ کالصَّیُّوبِ وَ هُوَ شَاذٌّ،خَصَّه أَکْثَرُ مَنْ نَقَلَه بالضَّرُورَهِ ،قَالَه شَیْخُنَا.
قلتُ :و هَذَا نَقَلَه ابنُ دُرَیْد،فقال مَطَرٌ صَیُّوبٌ ،مِثَالُ تَنُّور،فَیَعْوُل من الصَّوْب أَی کَثِیر الانْسِکاب.
قال تعالی: أَوْ کَصَیِّبٍ مِنَ السَّماءِ (3).
قال أَبُو إِسْحَاق: الصَّیِّبُ هُنَا المَطَر.و
16- فی حَدِیثِ الاسْتِسْقَاء: «اللهم اسقِنَا غَیْثاً صَیِّباً ». أَی مُنْهَمِراً مُتَدَفِّقاً.
و فی لسان العرب: الصَّیِّبُ :الصَّحَابُ ذو الصَّوْب.
و الصَّوْبُ : ضِدُّ الخَطَإِ، کالصَّوَاب . قَوْلٌ صَوْبُ و صَوَابٌ .و قَوْلُهم:دَعْنِی و عَلَیّ خَطَئی و صَوْبِی ،أَی صَوَابِی.و أَنْشَدَ الجَوْهَرِیُّ و ابْنُ هِشَام فی شَرْح الکَعْبِیَّه لأَوْسِ بْنِ غَلْفَاءَ:
أَلا قالت أُمَامَهُ یومَ غُولٍ
تَقْطَّع بابْنِ غَلْفَاءَ الحِبالُ
دَعِینِی إنَمَا خَطَئِی و صَوْبِی
علَیَّ و إِنَّ مَا أَهْلَکْتُ مَالُ
فی لسان العرب:و إِنَّ «مَا»کَذَا مُنْفَصِله.قوله:مالُ بالرَّفْع أَی و إِنَّ الذی أَهلکتُ إِنَّمَا هو مَالٌ .
و الصَّوْبُ : القَصْدُ، کالإِصَابَه . قال الأَصْمَعِیّ :یُقَالُ :
أَصَابَ فُلاَنٌ الصَّوَابَ فأَخْطَأَ الجَوَابَ ،مَعْنَاهُ أَنَّه قَصَدَ الصَّوَابَ و أَرادَه فأَخْطَأَ مُرَادَه و لم یَعْمِدِ الخطأَ و لم یُصِبْ .
انتهی.و یقال: صَابَ السهمُ نَحْوَ الرَّمِیَّه یَصُوبُ صَوْباً و صَیْبُوبَهً و أَصَابَ ،إِذَا قَصَدَ و لم یَجُرْ (4).و صَاب السَّهْمُ
ص:153
القِرْطَاسَ صَیْباً لُغَهٌ فی أَصَابَه .و إِنَّه لَسَهْمٌ صَائِبٌ أَی قَاصِدٌ.و العربُ تقُولُ للسَّائِر فی فَلاَهٍ یَقْطَع بالحَدْسِ إِذا زَاغَ عن القَصْد:أَقِمْ صَوْبَکَ ،أَی قَصْدَک.و فُلاَنٌ مُسْتَقِیمُ الصَّوْب إِذا لم یَزِغْ عن قَصْدِه یَمِیناً و شِمَالاً فی مَسِیرهِ .و فی المَثَلِ : «مَع الخَوَاطِیءِ سَهْمٌ صَائِب » .
و الصَّوْبُ : المَجیءُ من مکان علٍ ،و قَدْ صَابَ .و کُلُّ نَازِلٍ من عُلُوٍّ إِلَی (1)استِفَال فهو صَابَ یَصُوبُ ،و أَنشد:
فَلَسْتَ لإِنْسِیٍّ و لکِنْ لمَلْأَکٍ
تَنَزَّلَ مِنْ جَوِّ السَّمَاءِ یَصُوبُ
قال ابن بَرِّیّ :البَیْتُ لِرَجُلٍ من عَبْدِ القَیْسِ یَمْدَحُ النُّعْمَانَ ،و قِیلَ :هُوَ لأَبِی وَجْزَهَ (2)یَمْدَحُ عَبْد اللّهِ بْن الزُّبَیْرِ، و قِیلَ :هو لعَلْقَمَه بْن عَبَده.
کالتَّصَوُّب ،و هو حَدَبٌ فی حُدُورٍ.و التَّصَوُّبُ أَیْضاً:
الانْحِدَارُ.
و الصَّوْبُ :لَقَبُ رَجُل من العَرَبِ ،و هو أَبُو قَبِیلَه مِنْ بَکْرِ بْنِ وَائِل.قال رَجُلٌ مِنْهُم فی کَلاَمِه،کأَنَّه یُخَاطِبُ بَعِیرَه:حَوْب حَوْب،إِنَّه یومُ دَعْقٍ و شَوْب،لالَعاً لِبَنِی الصَّوْبِ .
و الصَّوْبُ : الإِرَاقَهُ . یُقَالُ : صَابَ المَاءَ و صَوَّبَهُ :صَبَّه و أَرَاقَه.أَنْشَد ثَعْلَبٌ فی صفه سَاقِیَیْن:
و حَبَشِیَّیْن إِذَا تَحَلَّبا
قَالاَ نَعَمْ قَالاَ نَعَمْ و صَوَّبا
و الصَّوْبُ : مَجِئُ السَّمَاءِ بالمَطَرِ. و قال اللَّیْثُ :
الصَّوْبُ :المَطَرُ.و صَابَ الغَیْثُ بمکان کَذَا و کَذَا.و صَابَتِ السَماءُ الأَرْضَ :جَادَتْهَا.و صَابَ أَی نَزَل.قَالَه ابن السید فی الفرق.و صَابَه المَطَر أَی مُطِرَ.و فی قول الشاعر:
فسَقَی دِیَارَک غَیْرَ مُفْسِدِهَا
صَوْبُ الرَّبِیعِ وَدِیمَهٌ تَهْمِی
قال شَیْخُنا:جَوَّزَ ابْنُ هِشَامٍ کَوْنَ الصَّوْبِ بمَعْنَی النُّزُول مِنْ صَابَ ،و کَوْنَه بمَعْنَی المَطَر.و عَلَی الأَوَّلِ فالرَّبِیعُ مَعْنَاه المَطَر.و عَلَی الثَّانِی مَعْنَاه الفَضْل.و الصَّوْبُ أَیضاً بمَعْنَی الناحِیَه و الجِهَه،و قَد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ ،و جَعَلَه بعضُهم استِعَارَهً مِن الصَّوْبِ بمَعْنَی المَطَر.و الصَّحِیحُ أَنه حَقِیقَهٌ فی الجَانِبِ و الجِهَهِ ،عَلَی مَا فِی التَّهْذِیبِ و المِصْبَاح،و ذکره الخَفَاجِیُّ فی العِنَایَه و ابْنُ هِشَام فی شَرْحِ الکَعْبِیَّه،کما ذَکَرَه شَیْخُنَا.
و الإِصَابَهُ :خِلاَفُ الإِصْعَاد ،و قَد أَصَابَ الرَّجُلُ .قال کُثَیِّر عَزّه:
و یَصْدُرُ (3)شَتَّی من مُصِیبٍ و مُصْعِدٍ
إِذَا مَا خَلَت مِمَّن یَحِلُّ المَنَازِلُ
و الإِصَابَهُ : الإِتْیَانُ بالصَّوَاب . و أَصَابَ .جَاءَ بالصَّوَابِ .
و الإِصَابَهُ أَیضاً إِرَادَتُه أَی الصَّوَاب .و أَصَابَ فی قَوْلِه، و أَصَابَ القِرْطَاسَ ،و أَصَاب فی القِرطَاس،إِذا لم یُخْطِیء.
و الإِصَابَهُ : الوجْدَانُ . یُقَالُ : أَصَابَهُ :رَآه صَوَابا ،وَ وَجَدَه صَوَاباً .و
16- فی حَدِیثِ أَبِی وَائِل: «کان یُسْأَلُ عن التَّفْسِیرِ فَیَقُولَ : أَصَابَ اللّهُ الَّذِی أَرَادَ». یَعْنِی أَرَادَ اللّهُ الذِی أَرَادَ، و أَصْلُه من الصَّوَابِ .
و قَوْلُهُم للشِّدَّهِ إِذَا نَزَلَت: صَابَت بِقُرٍّ،أَیْ صَارَتِ الشِّدَّهُ فی قَرَارِهَا.
و فی الأَسَاسِ (4)،و من المَجَاز: أَصَابَ الشیءَ:وَجَدَه.
و أَصَابَه أَیْضَاً:أَرادَه.قلْتُ :و بِه فَسَّرَ أَبُو بَکْر قَوْلَه تَعَالی:
تَجْرِی بِأَمْرِهِ رُخاءً حَیْثُ أَصابَ (5)قال:أَرَادَ:حَیْثُ أَرَادَ.و أَنشد:
و غَیَّرَهَا مَا غَیَّر النَّاسَ قَبْلَهَا
فَنَاءَتْ و حَاجَاتُ النُّفُوسِ تُصِیبُهَا
أَراد تُرِیدُهَا،و لا یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ أَصَابَ مِن الصَّوَابِ الَّذِی هُوَ ضِدُّ الخَطَإِ؛لأَنَّه لاَ یَکُونُ مُصِیباً و مُخْطِئاً فی حال واحده (6)،کذا فی لِسَان العَرَب،و راجع شَرْحَ المَقَامَات للشّرِیشِیّ ،و قَوْل رُؤْبَه فِیهِ :
ص:154
...أَین تُصِیبَان
و أَصَابَ الإِنسانُ من المَالِ و غَیْرِهِ أَیْ أَخَذَ و تَنَاوَلَ .و
16- فی الحدِیث: « یُصِیبُونَ مَا أَصَابَ النَّاسُ ». أَی ینالون مَا نَالُوا.
و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّه کَانَ یُصِیبُ من رَأْسِ بَعْض نِسَائِه وَ هُوَ صَائِمٌ ». أَرَادَ التَّقْبِیلَ .
و الإِصَابَهُ : الاحْتِیَاحُ و أَصَابَه أَحْوَجَه. و الإِصَابَهُ :
التَّفْجِیعُ أَصَابَه بکذا:فَجَعَه بِهِ .و أَصَابَهم (1)الدَّهْرُ بِنُفُوسِهِم و أَمْوَالهم:جَاحَهُم فیها فَفَجُعَهُم کالمُصَابَهِ و المُصَابِ .قال الحَارِثُ بْنُ خَالِدٍ المَخْزُومِیُّ :
أَسُلَیْمَ إِنّ مُصَابَکُم رَجُلاً
أَهْدَی السَّلاَمَ تَحِیَّهً ظُلْمُ
أَقْصدْتِه و أَرَادَ سِلْمَکُمُ
إِذ جَاءَکم فَلْیَنْفَعِ السِّلْمُ (2)
قال ابن بَرّیّ :هذا البَیْتُ لَیْسَ للعَرْجِیّ کما ظَنَّه الحَرِیرِیّ ،فقال فی دُرَّهِ الغَوَّاصِ :هو للعَرْجِیِّ ،و صَوَابُه :
أَظُلَیْم تَرْخِیم ظُلَیْمَه،و ظُلَیْمَه تَصْغِیر ظَلُوم تَصْغِیر التَّرْخِیم.
و یروی:أَ ظَلُوم إِنَّ مُصَابَکم .و ظُلَیْم هی أُمُّ عِمْرَان زوْجَهُ عَبْد اللّه بْنِ مُطِیع،وَ کَانَ الحَارِثُ یَنْسِبُ بِهَا،و لَمَّا مات زَوْجُهَا تَزَوَّجَهَا،وَ رَجُلاً مَنْصُوب بمُصَابٍ .یعنی إِنَّ إِصَابَتَکُم رَجُلاً،و ظُلْم خَبَر إِنّ ،کَذَا فِی لِسَانِ العَرب.
و عن ابن الأَعرابیّ :ما کنتُ مُصَاباً و لقد أُصِبْتُ .و إِذا قال الرَّجُلُ لآخَر:أَنْتَ مُصَابٌ ،قال:أَنْتَ أَصْوَبُ مِنِّی حَکَاه ابنُ الأَعْرَابِیّ .و أَصَابَتْه مُصِیبَهٌ فهو مُصَابٌ .
و الصَّابَهُ : المُصِیبَهُ مَا أَصَابَکَ من الدَّهْرِ کالمُصَابَهِ و المَصُوبَه بضَمِّ الصَّاد،و التَّاء،للتَّأنِیث (3)أَو للمُبَالَغَه، و الجَمْعُ مَصَاوِبُ و مَصَائِبُ ،الأَخِیرَهُ عَلَی غَیْرِ قِیَاسٍ .
و فی التهذیب:قال الزّجّاج:أَجْمَعَ النَّحْوِیُّونَ علی أَنْ حَکَوا مَصَائِب فی جمع مُصِیبَه بالهَمْزِ،و أَجْمَعُوا أَنَّ الاخْتِیَار مَصَاوِب ،و إِنَّمَا مَصَائِب عِنْدَهُم بالهَمْزِ مِنَ الشَّاذِّ.قَالَ :وَ هَذَا عِنْدِی إِنَّمَا هُوَ بَدَل من الوَاوِ و المَکْسُورَه کما قَالُوا:
وِسَادَه و إِسَادَهٌ .و زَعَم الأَخْفَشُ أَنَّ مَصَائِبَ إِنَّمَا وَقعت الهَمْزَه فیها بَدَلاً مِن الوَاوِ،لأَنَّهَا أَغْلَبُ (4)فی مُصِیبَه .قَالَ الزَّجَّاجُ :وَ هَذَا رَدِیء؛لأَنَّه یَلْزمُ أَنْ یُقَالَ فی مَقَام مَقَائم، و فی مَعُونَه مَعَائِن.و قال أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی: مُصِیبَهٌ کَانَتْ فی الأَصْلِ مُصْوِبَه أَلْقَوْا حَرَکَهَ الْوَاوِ عَلَی الصَّادِ فانْکَسَرَتْ ، وَ قَلَبُوا الوَاوَ یَاءً لِکَسْرَهِ الصَّادِ.
و قَال ابنُ بُزُرْج:تَرَکتُ النَّاسَ علی مُصَابَاتِهِم أَی علی طَبَقَاتِهم وَ مَنَازِلِهِم.و
16- فی الحدیث: «مَنْ یُرِد اللّه بِهِ خَیْراً یُصِبْ مِنْه». أَی ابْتَلاَهُ بالمَصَائِبِ لِیُثیبَه عَلَیْهَا،و هو الأَمْرُ المَکْرُوهُ یَنْزِل بالإِنْسَان.و نَقَلَ شیخُنَا فی التَّوْشِیح أَنَّ أَصْلَ المُصِیبَهِ الرَّمْیَهُ بالسَّهْمِ ،ثم اسْتُعْمِلَت فی کل نَازِلَهٍ .
و الصَّابَهُ : الضَّعْفُ فی العَقْلِ یقال:رَجُلٌ مُصَابٌ .
و فی عَقْل فلانٍ صَابَهٌ أَی فَتْرَهٌ و ضَعْفٌ و طَرَفٌ من الجُنُون.
و فی التهذیب:کأَنَّه مَجْنُون.و یُقَال للمَجْنُون مُصَابٌ .
و المُصَابُ :قَصَبُ السُّکَّرِ،کذا فی لسَان العَرَب.
و الصَّابَهُ : شَجَرٌ مُرٌّ. و فی التَّهْذِیبِ عَن الأَصْمَعِیّ :
الصَّابُ و السُّلَع:ضَرْبَانِ من الشَّجَرِ مُرَّان ج: صَابٌ .
وَ وَهِمَ الجَوْهریّ فی قَوْله عُصَارَه شَجَر مُرٍّ.قال[أَبو ذؤیب] (5)الهُذَلی:
إِنی أَرِقْتُ فَبِتُّ اللَّیْلَ مُشْتَجِراً (6)
کأَنَّ عَیْنِیَ فِیهَا الصَّابُ مَذْبُوحُ
قَال الصَّاغَانِیّ :و إِنما أَخَذَه من کِتَاب اللَّیْثِ .أَ لَیْسَ أَنَّه یُقَالُ فِیهَا الصَّابُ مَذْبُوح أَی مَشْقُوقٌ ،و العُصارَه لا تُذْبَح، و إِنما تُذْبَح الشَّجَرَهُ فَتَخْرج منْهَا العُصَارَه.و الرِّوَایَهُ فی البَیْتِ .
«نَامَ الخَلِیُّ و بِتُّ اللَّیْلَ ».قلت:و ذَکَر ابنُ سِیدَه الوَجْهَیْن،فَفِی المحکم: الصَّابُ :عُصَارَه شَجَرِ مُرٍّ، و قیل:هو عُصَارَه الصَّبِر،و قیل:هُوَ شَجَرٌ إِذا اعْتُصِر خَرَجَ منه کَهَیْئَهِ اللَّبَنِ فربما نَزَتْ مِنه نَزیَّهٌ أَی قَطْرهٌ فتَقَع فی العَیْنِ
ص:155
فکأَنَّهَا شِهَابُ نَارٍ،و ربما أَضْعَفَ البَصَرَ،و أَنْشَدَ قَوْلَ أَبِی ذُؤَیْب السَّابِقِ .قال:و المُشْتَجِر:الَّذِی یَضعُ یَدَه تَحْتَ حَنَکِه مُذَّکِّراً لِشِدَّهِ هَمِّه.ثم قَال:و قَال ابْنُ جِنِّی:عَیْنُ الصَّابِ واوا قِیَاساً و اشْتِقَاقاً.أَمَّا القِیَاسُ فلأَنَّهَا عَیْن،و الأَکْثَرُ أَنْ تکُونَ وَاواً.و أَمَّا الاشْتِقاقُ فلأَنَّ الصَّابَ شَجَرٌ إِذَا أَصَابَ العَیْنَ حَلَبَهَا.و هو أَیضاً شَجَرٌ إِذَا شُقَّ سَالَ منه (1)المَاءُ، و کِلاَهُمَا مِنْ مَعْنَی صَابَ یَصُوبُ إِذَا انْحَدَرَ.
و السَّهْمُ الصَّیُوبُ کَصَبُورٍ فی مَعْنی الصَّائِبِ .
و من المَجَازِ:رَأْیٌ مُصِیبٌ و صَائب . کالصَّوِیب بمَعْنَی صَائب .
و فی لسان العرب:قال ابنُ جنِّی:لم نَعْلَم فی اللُغَه صِفَهً علی فَعِیل مِمَّا صَحَّتْ فَاؤُه و لاَمُه،و عَیْنه وَاوٌ،إِلا قَوْلَهم طَوِیلٌ و قَوِیمٌ و صَوِیبٌ .قال:فأَمَّا العَوِیص فصِفَهٌ غَالِبَهٌ تَجْرِی مَجْرَی الاسْمِ ،وَ هَذَا فی المُحْکَم.قال شَیْخُنَا:و هو فی مُهمّاتِ النَّظَائِرِ و الأَشْبَاهِ .
و یقال:هو فی صَوَّابَه (2)القَوْمِ أَی فی لُبَابِهِم.
و صَوَّابَهُ 2القَوْم:جَمَاعَتهم کَصُیَّابَتِهِم و صُیَّابهم تُذْکَرُ فی الیاءِ،لأَنَّها یَائِیَّهٌ و وَاوِیَّهٌ (3).
و من المَجَازِ: اسْتَصَابَه أَی الرَّأْیَ بمَعْنَی اسْتَصْوَبَه .
و قَالَ ثَعْلَبٌ : اسْتَصَبْتُه قیَاسٌ .و العَرَبُ تَقُولُ : استَصْوَبْتُ رَأْیَک.
و صَوَّبَهُ :قَالَ لَهُ أَصَبْتَ . و تَقُولُ :إِنْ أَخْطَأْتُ فَخَطِّئِنی، و إِنْ أَصَبْتُ فصَوِّبْنِی .
و من المجَاز: صَوَّبَ اللّهُ رَأْسَه:خَفَضَه. و التَّصْوِیبُ :
خِلافُ التَّصعِیدِ.
و فی التَّهْذِیبِ : صَوّبتُ الإِنَاءَ وَ رَأْسَ الخَشَبَه[ تصویباً ] (4)إِذا خَفَضْتَه.و کُرِهَ تَصْوِیبُ الرَّأْسِ فی الصَّلاَهِ .
و
16- فی الحَدِیثِ : «مَنْ قَطَع سِدْرَهً صَوَّبَ اللّه رَأْسَهُ فی النَّارِ». سُئلَ أَبُو دَاوود السِّجِسْتَانِیّ عَن هَذَا الحَدِیث فقال:هو مُخْتَصر،و مَعْنَاه:مَنْ قَطَع سِدْرَهً فی فَلاَه یَسْتَظِلُّ بها ابْنُ السَّبِیل (5)بِغَیْرِ حَقٍّ یکون له فِیها صَوَّبَ اللّه رَأْسَه أَی نَکَّسَه.
و منه
16- الحَدِیثُ : «و صَوَّبَ یَدَهُ ». أَی خَفَضَهَا،کذا فی لِسَانِ العَرَبِ .
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : المِصْوَبُ أَی کمِنْبَر: المِغْرَفَه عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .
و الصُّوبَهُ بالضَّمِّ : کُلُّ مُجْتَمِع عن کُرَاع أَو الصُّوبَهُ :
الجَمَاعَه مِنَ الطَّعَام ،و الصُّوبَهُ :الکُدْسَهُ من الحِنْطَه و التَّمْرِ و غَیْرِهِما.و الصُّوبَهُ :الکَبْشَه (6)من تُرَابٍ أَو غَیْرِه.و عن ابن السکّیت: الصُّوبَهُ :الجَرِینُ أی مَوْضِعُ التَّمْرِ (7).و حکی اللِّحْیَانیّ عن أَبِی الدِّینَارِ الأَعْرَابِیّ :«دخلتُ عَلَی فلان فإِذَا الدَّنَانِیر صُوبَهٌ بَیْن یَدَیْه»أَی کُدْسٌ مَهِیلَهٌ .و من رَوَاه«فإِذَا الدِّینَار»ذَهَبَ بالدِّینَارِ إِلَی مَعْنَی الجِنْسِ ،لأَنَّ الدِّینَارَ الوَاحدَ لاَ یَکُون صُوبَهً ،هکَذَا فی لِسَانِ الْعَرَب.غَیْر أَنِّی رَأَیْتُ فی الأَسَاسِ قَوْلَهُم:و الدَّنَانِیر صُوبهٌ بَیْن یَدَیْهِ مهانه (8)فلیُنْظَرْ.
و صَوْبَه بالفتح بلا لام: فَرَسَانِ لحسان (9)بن مُرَّه بْنِ جَنْدَلَه مِنْ بَنِی سَدُوس و فرس العَبَّاس بْنِ مِرْدَاسِ السُّلَمِیّ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْه: صَوَّبتُ الفَرَسَ إِذَا أَرْسَلْتَه فی الجَرْی.قال امْرُؤُ القَیْس:
فَصَوَّبْتُهُ کأَنَّهُ صَوْبُ غَبْیَهٍ (10)
عَلَی الأَمْعَزِ الضَّاحِی إِذَا سِیطَ أَحْضَرَا
و الصِّیَابُ (11)جَمْع صَائِب کَصَاحِب و صِحَاب،و أَعَلَّ
ص:156
العَیْنَ فی الجَمْع کما أَعَلَّهَا فی الوَاحِد کَصَائِم و صِیزام، و قَائِم و قِیَام.هَذَا إِذَا کَانَ صِیَابٌ من الوَاوِ و من الصَّوَاب فی الرَّمْی.و إِنْ کَانَ مِنْ صَابَ السَهْمُ الهَدفَ یَصِیبُه فالیَاء فیه أَصْل،و أَمَّا مَا أَنْشَدَه ابن الأَعْرَابِیّ :
فکَیْفَ تُرَجِّی العَاذِلاَتُ تَجَلُّدِی
و صَبْرِی إِذَا ما النَّفْسُ صِیَب حَمِیمُهَا
فإِنَّه کَقَوْلِکَ :قُصِدَ.قال:و یَکُونُ عَلَی لُغَهِ مَنْ قَالَ :
صَابَ السَّهْمُ .قَالَ :و لا أَدْرِی کَیْفَ هَذَا لأَنَّ صَابَ السَّهمُ غَیْرُ مُتَعَدّ.قَالَ :و عِنْدِی أَنَّ صِیبَ هُنَا مِنْ قَوْلهم: صَابَتِ السَّمَاءُ الأَرْضَ : أَصَابتها تَصُوبُ (1)فکَأَنَّ المَنیَّه صَابَت الحَمِیمَ فأَصَابَتْه بصَوْبِهَا (2)،کَذَا فی لِسَان العَرَبِ .
و صَابُوا بِهِم:وقَعُوا بِهِم،و بِه فُسِّر قَوْلُ الهُذَلِیّ :
صَابُوا بِسِتَّهِ أَبْیَاتٍ و أَرْبَعَه
حَتَّی کَأَنَّ عَلَیْهِم جَابِئاً لُبَداً
الجَابئ:الجَرَادُ.و اللُّبَدُ:الکَثِیرُ،و قد سَمَّوْا صَوَاباً کَسَحَابٍ .
الصَّهَبُ محرکه :لَوْنُ حُمْرَهٍ أَو شُقْرَهٍ فی الشَّعَر أَی شَعَرِ الرَّأْسِ کالصُّهْبَه ،بالضَّمِّ و هی الصُّهُوبَهُ أَیْضاً.
و الأَصْهَبُ :بَعِیرٌ لَیْسَ بِشَدِیدِ البَیَاضِ و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :العَرَبُ تَقُولُ :قُرَیْشُ الإِبِلِ صُهْبُهَا و أُدْمُهَا، یَذْهَبُون فی ذَلِک إِلَی تَشْرِیفها عَلَی سَائِرِ الإِبِل.و قد أَوْضَحُوا ذَلِکَ بِقَوْلِهِمِ :خَیْرُ الإِبِل صُهْبُهَا و حُمْرُهَا فجعَلُوهَا خیْرَ الإِبِل،کَمَا أَنَّ قُرَیْشاً خَیْرُ النَّاسِ عِنْدَهُم.و قیل:
الأَصْهَبُ من الإِبِل:الَّذِی یُخَالِطُ بیاضَه حُمْرَهٌ وَ هُوَ أَنْ یَحْمَرَّ أَعْلَی الوَبَرِ و تَبْیَضَّ (3)أَجْوَافُه.
و فی التَّهْذِیبِ :و لَیْسَت أَجْوَافُه بالشَّدِیدَهِ البَیَاضِ ، و أَقْرَابُه (4)و دُفُوفُه فِیهَا تَوْضِیحٌ ،أَی بَیَاضٌ .قال:و الأَصْهَبُ :
أَقَلُّ بَیَاضاً من الآدَمِ ،فی أَعَالیه کُدْرَهٌ ،و فی أَسَافِلِه بَیَاضٌ .و عن ابن الأعْرَابِیِّ : الأَصْهَبُ من الإِبِلِ :الأَبْیَضُ .
و عن الأَصْمعیّ :الآدمُ مِن الإِبِل:الأَبْیَضُ ،فإِن خَالَطَتْه حُمْرَهٌ فَهُوَ الأَصْهَبُ .
قال ابن الأَعْرَابیّ :قال حُنَیْفُ الحَنَاتِمِ و کَانَ آبَلَ النَّاسِ :الرَّمْکَاءُ بُهْیَا،و الحَمْرَآءُ صُبْرَی،و الخَوَّارَهُ غُزْرَی، و الَّصْهَباءُ سُرْعَی.قَالَ :و الصُّهْبَهُ :أَشْهَرُ الأَلْوَانِ و أَحْسَنُهَا حِینَ تَنْظُر إِلَیْهَا.و رأَیْتُ فی حَاشِیه:البُهَا تَأْنِیثُ البَهِیَّه، و هی الرائعه (5)،کذا فی لسان العرب و المحکم و التَّهْذِیبِ و الأَسَاسِ و المِصْبَاحِ .
کالصُّهَابِیّ بالضَّمِّ .یقال:جَمَلٌ صُهَابِیٌّ أَی أَصْهَبُ اللَّوْنِ ،و سَیَأتِی الاخْتِلاَفُ فِیه.
و الأَصْهَبُ : الأَسَدُ لِصُهْبَهِ لَوْنِه.
و الأَصْهَبُ : عَیْنٌ بالبَحْرَیْن هو عَیْنُ الأَصْهَب الَّذِی بَیْنَ البَصْرَه و البَحْرَیْنِ علی الصَّواب علی مَا فِی لِسَانِ الْعَرَب،و قد جَعَلَه المُصَنِّفُ مَوْضِعَیْن. و هُوَ الَّذِی جَمَعَه ذو الرُّمَّهِ فی شِعْرِه علی الأَصْهَبِیَّات ،وَ هُوَ قَوْلُه:
دَعَاهُنَّ مِنْ ثَأْج فأَزْمَعْنَ وِرْدَه
أَو الأَصْهَبِیَّاتِ العُیُونُ السَّوَائِحُ
و فی المُعْجَم:فأَزْمَعَ وِرْدَهُ (6).
14- و الأُصَیْهِبُ بِلَفْظِ تَصْغِیرِ الأَصْهَبِ و هو الأَشْقَرُ:مَاءٌ قُرْبَ المَرُّوتِ (7)فی دِیَارِ بَنِی تَمِیم،ثم لِبَنِی حِمَّان،أَقْطَعَه النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم حُصَیْنَ بْنَ مُشَمِّت لَمَّا وفد عَلَیْه مُسَلِّماً،مع مِیَاهٍ أُخَر (8).
و من المجاز: الأَصْهَبُ : الیَوْمُ البَارِدُ. یُقَالٌ :یومٌ أَصْهَبُ :شَدِیدُ البَرْدِ:کَذَا فی الأَسَاس.
و قیل الأَصْهَبُ : شَعَرٌ یُخَالِطُ بَیَاضَه حُمْرَهٌ . و
16- فی حَدِیثِ اللِّعَان: «إِنْ جَاءَتْ بِهِ أُصَیْهَبَ (9)فهو لِفُلاَنٍ ». هو الذی یَعْلُو
ص:157
لَوْنَه صُهْبَهٌ ،و هی کالشُّقْرَه،قَالَه الخَطَّابِیّ .و المَعْرُوفُ أَن الصُّهْبَهَ مُخْتَصَّهٌ بالشَّعَرِ،وَ هِیَ حُمْرَهٌ یَعْلُوهَا سَوَادٌ.
و فی التَّهْذِیبِ : الأَصْهَبُ (1)و الصُّهْبَهُ :لَوْنُ حُمْرَه فی شَعَر الرَأْسِ و اللِّحْیَهِ إِذَا کَانَ فی الظَّاهِرِ حُمْرَهٌ و فی الباطن اسْوِدَادٌ.و عَنِ الأَصْمَعِیّ : الأَصْهَبُ قرِیبٌ من الأَصْبَح.
و الصَّهَبُ و الصُّهْبَهُ أَن تَعْلُوَ (2)الشعرَ حُمْرَهٌ و أُصُولُه سُودٌ،فإِذا دُهِنَ خُیِّلَ إِلَیْکَ أَنَّه أَسْوَدُ،و قیل:هو أَن یَحْمَرَّ الشَّعَرُ کُلُّه.
صَهِبَ صَهَباً ،و اصْهَابَّ ،وَ هُوَ أَصْهَب ،کَذَا فِی المِصْبَاح و لِسَانِ الْعَرَب.
و من المَجَازِ: الأَعْدَاءُ صُهْبُ السِّبَالِ و سُودُ الأَکْبَادِ و إِنْ لَمْ یکونُوا کَذَلِکَ أَی صُهْبَ السِّبَالِ ،فکذَلِک یُقَال لهم.
قال:
جَاءُوا یَجُرُّونَ الحَدِیدَ جَرَّا
صُهْبَ السِّبَال یَبْتَغُونَ الشَّرَّا
و إِنَّمَا یُرِیدُون أَنَّ عَدَاوَتَهم لَنَا کَعَدَاوَهِ الرُّومِ ،و الرُّومُ صُهْبُ السِّبَال و الشَّعَرِ (3)،و إِلا فَهُم عَرَبٌ ،و أَلْوَانُهم الأُدْمَهُ و السُّمْرَهُ و السَّوَادُ.و قال ابْنُ قَیْسِ الرُّقَیَّات:
فظِلاَلُ السُّیُوفِ شَیَّبْن رَأْسِی
و اعْتِنَاقِی فی القَوْم صُهْبَ السِّبَالِ
و یقال:أَصْلُه لِلرُّومِ ؛لأَنَّ الصُّهُوبَهَ فِیهِم وَ هُمْ أَعْدَاءٌ لَنَا،کَذَا فی لسان العرب،و نَقَلَه الجوْهَرِیّ عن الأَصْمَعِیّ .
و الصَّهْبَاءُ :الناقَه الصُّهَابِیَّهُ .و
16- فی الحَدِیثِ : «کَانَ یَرْمِی الجِمَارَ علی ناقَهٍ [له] (4)صَهْبَاء ».
و الصَّهْبَاءُ : الخَمْر ،سُمِّیَتْ بِذَلِکَ لِلَوْنِهَا أَو المَعْصُورَهُ من عِنَبٍ أَبْیَض و قال أَبُو حَنِیفَه: الصَّهْبَاءُ : اسْمٌ لَهَا کالْعَلَم ،و قد جَاءَ بِغیْرِ أَلِفٍ و لاَم؛لأَنَّهَا فی الأَصْل صِفَهٌ قال الأَعْشَی:
و صَهْبَاءَ طَافَ یَهُودِیُّها
و أَبْرَزَهَا و عَلَیْهَا خَتَمْ
و الصَّهْبَاءُ : ع قرب خَیْبَر علی مَرْحَلَهٍ أَو مَرْحَلَتینِ ،قَالَه شَیْخُنَا.قُلْتُ :و قد جاء ذکره فی الحَدِیثِ ،و هو عَلَی رَوْحَهٍ مِنْ خَیْبَر.
و الصُّهَابِیّ کغُرَابِیّ :الوَافِرُ الَّذِی لم یَنْقُص.و الصُّهَابِیُّ :
الرَّجُلُ الَّذِی لاَ دِیوَانَ لَهُ .
و الصُّهَابِیُّ : النَّعَمُ الَّذِی لم تُؤْخَذْ صَدَقَتُه بَلْ هی مُوَفَّرَهٌ .
و الصُّهَابیّ : الشَّدِیدُ.و منه من المجاز قولُهُم: مَوْتٌ صُهَابِیٌّ أَی شَدِیدٌ کالمَوْتِ الأَحْمَرِ.قال الجَعْدِیُّ :
فجِئنَا إِلَی المَوْتِ الصُّهَابِیِّ بَعْدَ مَا
تَجَرَّدَ عُرْیَانٌ مِن الشَّرِّ أَحْدَبُ
و فی لسان العرب:و قول هِمْیانَ :
یُطِیرُ عَنْهَا الوَبَرَ الصُّهَابِجَا أَراد الصُّهَابِیَّ ،فخفَّفَ و أَبْدَلَ .
و قول العَجَّاج:
بشَعْشَعَانِیٍّ صُهَابِیٍّ هَدِلْ
إِنما عَنَی بِه المِشْفَرَ وَحْدَه،وَصَفَه بِمَا تُوصَفُ بِهِ الجُمْلَهُ .
و الصَّیْهَبُ کَصَیْقَل:شِدَّهُ الحَرِّ عن ابن الأَعْرَابِیّ وحده، و لم یَحْکِه غیرُه إِلا وَصْفا.
و الصَّیْهَب : الیومُ الحَارُّ. یوم (5)صَهْد و صَیْهَدٌ:شَدِیدُ الحَرِّ.
و الصَّیْهَبُ : الرَّجُلُ الطَّوِیلُ .
و الصَّیْهَبُ : الصَّخْرَهُ الصُّلْبَهُ . قال شَمِر: و یُقَالُ :
الصَّیْهَبُ : المَوْضِعُ الشَّدِیدِ جَمْعُه صَیَاهِبُ .قال کُثَیِّر:
تُوَاهِقُ (6)واحْتَثَّ الحُدَاهُ بِطَاءَهَا
عَلَی لاَحِبٍ (7)یَعْلُو الصَّیَاهِبَ مَهْیَعِ
ص:158
قال شَمِر: و قال بَعْضُهُم: الصَّیْهَبُ الأَرْضُ المُسْتَوِیَهُ .
قال القُطَامِیُّ :
حَدَا فی صَحَاری ذِی حِمَاسٍ وَ عَرْعَرٍ (1)
لِقَاحاً یُغَشِّیهَا رُءُوسَ الصَّیَاهِبِ
و الصَّیْهَبُ : الحجارَهُ .
و فی التَّهْذِیبِ :جَمَلٌ صَیْهَبٌ .و نَاقَهٌ صَیْهَبَهٌ إِذا کَانَا شَدِیدَیْن،شُبِّهَا بالصَّیْهَبِ :الحِجَارَهِ .
قال هِمْیَانُ :
حَتَّی إِذَا ظَلْمَاؤُهَا تَکَشَّفَتْ
عَنِّی و عَنْ صَیْهَبَهٍ قد شَدِفَتْ
أَی عن نَاقَهٍ صُلْبَهٍ قد تَحَنَّتْ .
و کُلُّ مَوْضِع من الجَبَل أَوقُفٍّ أَو حَزْن تَحْمَی علیه الشَّمْسُ حَتَّی یَنْشَوِیَ اللَّحْمُ عَلَیْه فَهو صَیْهَبٌ .قال:
وَغْر تَجِیشُ قُدُورُه بِصَیاهِبِ (2)
قال الأَزْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هُوَ بالضَّادِ معجمه (3)و صُهَابٌ کَغُرَاب:ع جعلوه اسماً للبُقْعَهِ .أَنْشَد الأَصْمَعِیّ :
و أَبِی (4)الَّذِی تَرَکَ المُلُوکَ و جَمْعَهُم
بصُهَابَ هَامِدهً کأَمْسِ الدَّابِرِ
أَو فحل فی شقّ الیَمَن یُنْسَبُ إِلَیْه الجَمَلُ الصُّهَابِیّ . فی التهذیب:و إِبِلٌ صُهَابِیَّهٌ :مَنْسُوبَهٌ إِلی فَحْل اسْمُه صُهَابٌ .
قَالَ :و إِذَا لم یُضِیفُوا الصُّهَابِیَّه فهی من أَوْلاَدِ صُهَاب و ناقه صَهْبَاءُ [و] صُهَابِیَّه .قال طرفه:
صُهَابِیَّهُ العُثْنُونِ مُؤْجَدَهُ (5)القَرَا
بَعِیدهُ وَخْدِ الرِّجْلِ مَوَّارَهُ الیَدِ
و فی لسان العَرَب فی آخر المَاده ما نَصه: و المُصَهَّبُ أَی کَمُعظَّم:صَفِیفُ (6)الشِّواء.
و الوَحْشُ المُخْتَلِطُ و هکذا هو فی التَّکْمِلَهِ ،و قَیّد الوَحْشَ مَجْرُوراً بالإِضَافَه،و المُخْتَلِط مَرْفُوعاً بالنَّعْتِ .
و فی الأَسَاسِ :مِنَ المَجَازِ:و المُصَهَّبُ (7):لَحْمٌ مُخْتَلِط بشَحْم.
و أَصْهَبَ الفَحْلُ ،هَکَذَا فی النُّسَخ،و هو نَصُّ الزَّجَّاجِ .
و الَّذِی فی المحکم و لِسَانِ العَرَبِ :و أَصْهَبَ الرَّجُلُ : وُلِدَ لَهُ الصُّهْبُ من الأَوْلاَدِ.
و یقال: أَصْهَبَ صَاهِبْ :دُعَاءٌ للضَّأْنِ عند (8)الحَلْب ، و هُو اسْمٌ لَهَا،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ و فی نسخه دُعَاءٌ للفَحْلِ عِنْدَ الضِّرَابِ .
و عَیْنُ الأَصْهَبِ :بَیْنَ البَصْرَهِ و البَحْرَین ،قد تَقَدَّمَ مَا فِیهِ فَهُوَ کالمکَرَّرِ مَعَ مَا قَبْلَه،و لم یُنَبّه علی ذَلک شَیْخُنَا علی عَادَتِه فی عَدِّ سَیِّآتِه.
*و مما اسْتَدْرَکَه شَیْخُنا علی المَؤَلِّف: صُهَیْبُ بنُ سِنَانٍ مَوْلَی عَبْدِ اللّهِ بْنِ جُدْعَان التَّیْمِیّ صَحَابِیٌّ من وَلَد النَّمِر بْنِ قَاسِطٍ ،سَبَتْه الرومُ لمَّا غزَتْ فَارِسَ ،فقیل له الرُّومِیُّ ، انتهی.قلت:
17- و هُو الذِی قَال لَه أَبو بکرٍ الصِّدِّیق رَضِی اللّه عنه:رَبحَ البَیْعُ یا صُهَیْب ،فقَال له:و أَنتَ رَبح بیعُک یا أَبَا بَکر،و تلا قولَه: وَ مِنَ النّاسِ مَنْ یَشْرِی نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللّهِ ..الآیه (9). و قد ذکره ابنُ مَنْظُورٍ و غَیْرُه.و هُو فی مُعْجَم ابْنِ فَهْد.و أَبُو بَکْر محمدُ بْن نَصْرِ بْنِ صُهَیْب ، کَزُبَیْر،مَوْلَی المَهْدِیّ مُحَدِّثٌ ،أَورده البنْدَارِیّ فی الذَّیْل.
و الأَصْهَبُ بنُ یَزِیدَ بْنِ حَلاَوه الذُّعَافِر (10)من بنی الصَّعْب بن سَعْدِ العَشِیره،و هو الجَدُّ الأَعْلَی لعَبْدِ اللّهِ بن إِدْرِیسَ المُحَدِّث (11)،أَوْرَدَهُ الخَطِیبُ فی تَارِیخه.
ص:159
و فی لسان العرب:یُقَالُ لِلظَّلِیمِ أَصْهَبُ .
و صُهْبَی :اسمُ فَرَسِ النَّمِرِ بْنِ تَوْلَب،و إِیَّاهَا عَنَی بِقَوْلِه:
لقد غَدَوْتُ بصُهْبَی وَهْیَ مُلْهِبَهٌ
إِلْهَابُهَا کضِرَام النَّارِ فی الشِّیحِ
قال:و لا أَدْری،أَ مُشْتَقَّهٌ مِن الصَّهَبِ الَّذِی هُوَ اللَّوْنُ أَم ارْتَجَلَه عَلَماً.
و عَلِیّ بْنُ عَاصِم بْنِ صُهَیْب أَبُو الحَسَن الوَاسِطِیّ مَوْلَی قُرَیْبَهَ بِنْتِ أَبِی بَکْرٍ الصِّدِّیقِ رَضِیَ اللّهُ عَنْه،توفی سنه 201.
الصُّیَّابُ و الصُّیَّابَهُ بِضَمِّهِما و یُخَفَّفَانِ :
الخَالِصُ منْ کُلِّ شَیْ ء.أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
إِنِّی وَسَطْتُ مَالِکاً و حَنْظَلاَ
صُیَّابَهَا و العَدَدَ المُحَجَّلاَ
و الصُّیَّابَهُ و الصُّیَابَهُ الصَّمِیمُ . قال الفَرَّاءُ:هو فی صُیَّابَه قَوْمه و صُوَّابَهِ قَوْمه أَی فی صَمِیمِ قَوْمِه.و الصُّیَّابُ و الصُّیَّابَهُ : الأَصْلُ . یقال:هو فی صُیَّابَهِ قَوْمِه و صُیَّابِهِم أَیْ أَصْلِهم.و مِثْلُه فی الأَسَاسِ . و الصُّیَّابَهُ : الخِیَارُ مِنَ الشَّیْ ءِ أَی مِنْ کُلِّ شَیْ ء.قال ذُو الرُّمَّه:
و مُسْتَشْحِجَاتٍ بِالْفِرَاقِ کَأَنَّهَا
مَثَاکِیلُ مِنْ صُیَّابَهِ النُّوبِ نُوَّحُ
المُسْتَشْحِجَاتُ :الغِرْبَانُ ،شَبَّهَهَا بالنُّوبَهِ فی سَوَادِهَا.
و فُلاَنٌ من صُیَّابَهِ قَوْمه و صُوَّابَهِ قَوْمِه أَی مِنْ مُصَاصِهِم و أَخْلَصِهِم نَسَباً.و
14- فی الحَدِیثِ : «یُولَدُ فی صُیَّابَهِ قَوْمِه». یُرِیدُ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم أَی صَمِیمِهم و خَالِصِهِم و خِیَارِهِم.
و یقال:صُوَّابَهُ القَوْمِ و صُیَّابَتُهم ،بالضَّمِّ و التَّشْدِیدِ فِیهِما،وَاوِیَّهٌ و یَائِیَّهٌ (1)کما قاله ابنُ سِیدَه و غیره.و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه.و قَوْمٌ صُیَّاب أَی خِیَارٌ.
و الصُّیَّابَهُ :السَّیِّدُ. قَال جَنْدَلُ بْنُ عُبَیْدِ بْنِ حُصَیْنٍ ، و یُقَالُ هُو لأَبِیهِ عُبَیْدٍ الرَّاعِی یَهْجُو ابْنَ الرِّقَاعِ :
جُنَادِفٌ لاَحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْکِبُهُ
کأَنه کَوْدَنٌ یُوشَی بکُلاَّبِ
من معْشَرٍ کُحِلَتْ باللُّؤْمِ أَعْیُنُهمْ
قُفْدِ الأَکُفِّ لِئَامٍ غَیْرِ صُیَّابِ
جُنَادِفٌ أَی قَصِیرٌ،أَرادَ أَنَّه أَوْقَصُ .و الکَوْدَنُ :البِرْذَوْنُ .
و یُوشَی:یُسْتَحَثُّ و یُسْتَخْرَجُ مَا عِنْدَه،و الأَقْفَد الکَفِّ :
المَائِلُهَا.
و صَابَ السَّهْمُ یَصِیبُ صَیْباً کیَصُوبُ صَوْبا: أَصَارَ و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه. و سَهْمٌ صَیُوب کَغَیُورٍ : صَائِبٌ ج صُیُبٌ کَکُتُب. قال الکُمَیْتُ :
أَسْهُمُها الصَّائِدَاتُ و الصُّیُبُ
قال شیخنا:و یجمع أَیضاً علی فِعَال«بالکَسْر»کجِبَال.
قال مُضَاضُ بن عَمْرٍو الجرهُمِیُّ :
فأَصَابَ الرَّدَی بَنَاتِ فُؤَادِی
بِسهَامٍ من المَنَایَا صِیَابِ
الضِّئْبُ بالکَسْرِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و هو من دَوَابِّ البَرِّ علی خِلْقَهِ الکَلْب،نَسَبَه الدَّمِیریُّ إِلَی ابْنِ سِیدَه.و قال اللَّیْثُ :بَلَغَنی أَن الضِّئْبَ شَیْ ء من دَوَابِّ البَحْرِ ،قَالَ :و لسْتُ مِنْه عَلَی یَقِین.
أَوحَبُّ اللُّؤْلُؤ. قال ابن مَنْظُور:قال أَبُو الفَرَج:سَمِعْتُ أَبَا الهَمَیْسَع یُنشِد (2):
إِن تَمْنَعِی صَوْبَک صَوْبَ المَدْمَعِ
یَجْرِی عَلَی الخَدِّ کَضِئْب الثَّعْثَعِ
قال أَبو منصور:الثَّعْثعُ :الصَّدَفُ (3)و ضِئْبُه :ما فیه من حَبِّ اللُّؤْلُؤِ.شبَّه قَطَراتِ الدَّمْعِ به.
و فی لِسَانِ العَرَبِ ،و فی بعض نُسَخ الصّحَاحِ :
الضُّؤْبَان أَی بالهَمْز کقُرْبان:السَّمِینُ الشَدِیدُ مِن الجِمَال قاله أَبو زید،قِیلَ :و مِن الرِّجَالِ أَیْضاً.قال زِیَادٌ المِلْقَطِیُّ :
ص:160
عَلَی کُلِّ ضُؤْبَانٍ کَأَنَّ صَرِیفَه
بِنَابَیْه صَوْتُ الأَخْطَبِ المُتَغَرِّدِ (1)
هکذا أَنشده.و قول الشاعر:
لمّا رأَیْتُ الهَمَّ قَدْ أَجْفَانِی
قَرَّبتُ للرحْلِ و لِلظِّعَانِ
کُلَّ نِیَافِیِّ القَرَی ذُؤْبَانِ
أَنشده أَبو زید ضُؤْبَان بالهمزِ و الضَّاد.
و الضَّیْأَبُ کَصَیْقَل: الذی یَتَقَحَّمُ فی الأُمُور عَن کراع أَو هو تَصْحِیفُ ضَیْأَز بالزَّای المعجمه فی آخره.و فی بعض النُّسَخِ بالنُّونِ فی آخِرِه.قال شیخنا:هو الذی جَزَمَ بِهِ أَکْثَرُ أَئِمَّهِ الصَّرْفِ و لم یَعْتَدُّوا بِغَیْرِهِ .
قلت:و الصحِیحُ أَنَّه لُغُهٌ فیه لا تَصْحِیف،کما زعمه المُصَنِّفُ .انظره فی لِسَانِ الْعَرب (2).
الضَّبُّ :دُوَیْبّهٌ من الحَشَرَات م ،و هو یُشْبِه (3)الوَرَلَ .و قَالَ عبد الْقَاهر:هِیَ عَلَی حَدِّ فَرْخِ التِّمْسَاح الصغیر،و ذَنَبُه کَذَنَبِه،و هو یَتَلَوَّن أَلْوَاناً نحو (4)الشَّمْسِ کما تَتَلَوَّن الحِرْبَاءُ،و یَعِیشُ سَبْعَمِائَه عَام و لا یَشْرَبُ المَاءَ،بل یکتفی بالنَّسِیمِ ،و یَبُولُ فی کل أَرْبَعِین یَوْماً قَطْرَه،و أَسنانُه قِطْعَهٌ وَاحِدَه مُعْوَجَّه،و إِذا فَارَق جُحْرَه لم یَعْرِفه،و یَبِیضُ کالطَّیْرِ،کما قاله ابنُ خَالَوَیْهِ وَ غَیْرُهُ و اسْتَوْفَاهُ الدَّمِیرِیُّ فی حَیَاهِ الْحَیَوَانِ .
و قال أَبو مَنْصُور:الورَلُ :سَبْطُ الخَلْق،طَوِیلُ الذَّنَبِ کأَنَّ ذَنَبه ذَنَبُ حَیَّه،و رُبَّ ورَلٍ یُرْبِی (5)طُولُه علی ذِراعَیْن، و ذَنَبُ الضَّبِّ ذُو عُقَدٍ،و أَطْوَلُه (6)یکُونُ قَدْرَ شِبْر.و العرب تَسْتَخْبِثُ الوَرَلَ و تَستَقذِرُه و لا تَأْکُلُه.و أَما الضَّبُّ فإِنَّهم یُحَرِّضُون (7)علی صَیْدِه و أَکْلِه،و الضَّبُّ أَحْرَشُ الذَّنَبِ خَشنُه مُفَقَّرُهُ ،و لَونُه إِلی الصُّحْمَهِ ،و هی غُبْرَهٌ مُشْرَبَهٌ سواداً،و إِذَاسَمِنَ اصفرّ صَدْرُه،و لا یأْکُلُ إِلاَّ الجَنَادِبَ و الدَّبَی و العُشْبَ ،و لا یَأْکُلُ الهَوَامَّ .و أَمَّا الوَرَلُ فإِنَّه یأْکُلُ العَقَارِبَ و الحَیَّات و الحَرَابِیَّ و الخَنَافِسَ ،و لحمه دُرْیَاقٌ و النِّسَاء یَتَسمَّنَّ بلَحْمِه،کذَا فی لسان العرب.
ج أَضُبٌّ مِثْلُ کَفٍّ و أَکُفٍّ و ضِبَابٌ و ضُبَّانٌ الأَخِیرَهُ عن اللِّحْیَانِیّ .قَالَ :و ذَلِکَ إِذَا کَثُرَت جِدًّا.قال ابنُ سِیدَه:
وَ لاَ أَدْرِی ما هَذَا الْفَرْق،لِأَنَّ فِعَالاً و فُعْلاَناً سَوَاء فی أَنَّهُمَا بِنَاءَانِ من أَبْنِیه التَّکثیر (8)و مَضَبَّهٌ ،فی لِسَانِ الْعَرَب:
قال الأَصْمَعِیُّ :سَمِعْتُ غَیْرَ وَاحِدٍ من العرب یَقُولُ :
خرجْنَا نَصْطَادُ المَضَبَّه ،أَی نَصِیدُ الضِّبَابَ ،جَمَعُوهَا علی مَفْعَلَه،کما تَقُولُ للشُّیُوخ مَشْیَخَهً و لِلسُّیُوفٍ مَسْیَفَهً .
و هی ضَبَّه بِهَاء.و أَرْضٌ مَضَبَّهٌ وَ ضَبِبَهٌ الأَخِیرَه کفَرِحَه:
کَثیرَتُه. فی التّهْذِیبِ :أَرْضٌ ضَبِبَه أَحَدُ ما جَاءَ علی أَصْلِه و قد ضَبُبَتْ کفَرِحَ و کَرُم هَکَذَا فی النُّسَخِ المُعْتَمَدَه،و قد سَقَطِ من نُسْخَهِ شَیْخِنَا«و کَرُم» و أَضَبَّتْ ،أَی کَثُرَت ضِبَابُهَا ، و هو أَحدُ مَا جَاءَ عَلَی الأَصْلِ من هَذَا الضَّرْب.و أَرْض مُضِبَّهٌ و مُرْبِعَهٌ :ذاتُ ضِبَابٍ وَ یَرَابِیعَ .
و قال ابن السِّکِّیت: ضَبِبَ البَلَدُ:کَثر (9)ضِبَابُه ،ذکَرَه فی حُرُوفٍ أَظْهَرَ فِیهَا التّضْعِیفَ ،و هی مُتَحَرِّکَه مثل قَطِطَ شَعْرُه و مَشِشَتِ الدَّابَه.و
14- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ أَعْرَابِیًّا أَتَی رسولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلم،فَقَالَ :إِنّی فی غَائِطٍ مُضِبّه ».
قال ابن الأَثیر:هکذا جَاءَ فی الرِّوَایَه«بِضَمِّ المِیمِ و کَسْرِ الضاد»و المَعْرُوفُ بِفَتْحِهَما (10)و هی أَرْضٌ مَضَبَّهٌ مِثْلُ مَأْسَدَهٍ و مَذْأَبَهٍ و مَرْبَعَه أَی ذَاتُ أُسُودٍ و ذِئَابٍ وَ یَرَابِیعَ .و جمع المَضَبَّه مَضَابُّ .فأَمَّا مُضِبَّهٌ فهو اسْمُ الفَاعِلِ من أَضَبَّتْ کأَغَدَّت فَهِیَ مُغِدَّه،فإِنْ صَحَّتِ الرِّوَایَه فهی بمَعْنَاهَا.
وَ وَقَعْنَا فی مَضَابَّ مُنْکَرَه،و هی قِطَعٌ من الأَرْضِ کثیرهُ الضِّبَاب .
و المُضَبِّبُ :الحَارِشُ لَهُ ؛و هو الَّذِی یَصُبُّ المَاءَ فی جُحْره حتی یَخْرُجَ لیَأْخُذَه.و المُضَبِّبُ :الَّذِی یُؤَتِّی المَاءَ
ص:161
إِلی جِحَرَهِ الضِّبَاب حَتَّی یُذْلِقَهَا (1)فتَبْرُزَ فَیصِیدَها.قال الکُمَیْتُ :
بِغَبْیَهِ صَیْفٍ لا یُؤَتِّی نِطَافَهَا (2)
لِیَبْلُغَهَا ما أَخْطَأَتْه المُضَبِّبُ
یقول:لا یَحْتَاجُ المُضَبِّبُ أَنْ یُؤَتِّیَ المَاءَ إِلی جِحَرتَها (3)حتی یَسْتَخْرِجَ الضِّبَابَ وَ یَصِیدَهَا،لأَنَّ المَاءَ قد کَثُرَ و السیلُ عَلاَ الزُّبَی فکَفَاه ذَلِکَ .
و ضَبَّبَ علی الضَّبِّ إِذَا حَرَّشَه لیَخْرُجَ مُذَنِّباً فیَأْخُذَ بِذَنَبِه.
و الضَّبُّ کالبَضِّ : السَّیَلاَنُ . ضَبَّ الشَّیءُ ضَبّاً إِذا سَالَ کبَضَّ .و قیل: الضَّبُّ :دُونَ السَّیَلاَن الشَّدِید.و به فُسِّر
17- حدِیثُ ابْنِ عُمَر: «أَنَّه کان یُفْضِی بِیَدَیْه (4)إِلَی الأَرْضِ إِذَا سَجَدَ وَ هُمَا تَصِبَّان دَماً». أَی تَسِیلاَن.
قال:و الضَّبُّ :دُونَ السَّیَلاَن.یَعْنِی أَنَّه لم یَرَ الدَّمَ القَاطِر نَاقِضاً للوُضُوءِ.یقال: ضَبَّتْ لِثَاتُه دَماً أَی قَطَرتْ . أَو الضَّبُّ : سَیَلاَنُ الدَّمِ من الشَّفَهِ من وَرَمٍ أَو غَیْرِه.قاله ابنُ السّید فی کتاب الفرق.و ضَبَّتِ شَفَتُه تَضِبٌّ ضَبّاً و ضُبُوباً :
سَالَ منها الدَّمُ .و تَرکْتُ لِثَتَه تَضِبُّ ضَبِیباً من الدَّمِ إِذَا سَالَت.و
16- فی الحَدِیثِ : «مَا زَالَ مُضِبّاً مُذِ الْیَوم». أَی إِذَا تکلم ضَبَّتْ لِثَتُه (5)دَماً. و الضَّبُّ :سَیلاَنُ الرِّیقِ فی الفَم و قد ضَبَّ فَمُه یَضِبُّ بالکَسْر ضَبّاً :سَالَ رِیقُه.و ضَبَّ المَاءُ و الدَّمُ یَضِبُّ ضَبِیباً :سَالَ .و أَضْبَبْتُه أَنَا.و ضَبَّت لِثَتُه تَضِبّ ضَبّاً :انْحَلَب ریقُهَا.قَالَ :
أَبَیْنَا أَبَیْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُکُمْ
علی خُرَّدٍ مِثْلِ الظِّبَاءِ و جَامِلِ
و من المَجَازِ:جاءَ تَضِبُّ لِثَتُه،بالکَسْرِ،یُضْرَبُ ذَلِکَ مَثَلاً للحَرِیص عَلَی الأَمْرِ.و قَال بِشْر بنُ أَبِی خَازِم (6):
و بَنِی تَمِیمٍ (7)قد لَقِینَا مِنْهُمُ
خَیْلاً تَضِبُّ لِثَاتُهَا للمَغْنَمِ
و قَال أَبُو عُبَیْدَهَ :هُوَ قَلْبُ تَبِضُّ أَی تَسیلُ و تَقْطُر.
و فی لِسَانِ العَرَب:جَاءَنَا فلانٌ تَضِبّ لِثَتُه إِذَا وُصِفَ بِشِدَّهِ النَّهَم لِلْأَکْلِ و الشَّبَقِ للغُلْمَه أَوِ الحِرْص علی حَاجَتِه و قَضَائِهَا.قال الشاعر:
أَبَیْنَا أَبَیْنَا أَنْ تَضِبَّ لِثَاتُکم
عَلَی مُرْشِقَاتٍ کالظِّبَاءِ عَوَاطِیا
یُضْرَبُ هَذَا مَثَلاً للحَرِیص النَّهِم.
و فی الأَسَاسِ ،فی المجاز:و یَضِبُّ فُوهُ :إِذَا اشْتَدَّ حِرْصُه عَلَیْه،کقَوْلِهِم:یَتَحَلَّبُ فُوهُ :للرَّجُلِ یَشْتَهِی الحُمُوضَهَ فیتَحَلَّبُ لَه فُوهُ ،انتهی.
و الضَّبُّ : دَاءٌ فی مِرْفَقِ البَعِیرِ ،قِیلَ :هُوَ أَن یَحُزَّ مِرْفَقُ البَعِیرِ فی جِلْدِه،و قیل:هو أَن یَنْحَرِفَ المِرْفَقُ حَتَّی یَقَعَ فی الجَنْبِ فَیَخْرِقَه (8).قال:
لَیْسَ بِذی عَرْکٍ وَ لاَ ذِی ضَبِّ
و الضَّبُّ أَیْضاً: وَرَمٌ فی صَدْرِه فإِذَا أَصَابَ ذَلِکَ البَعِیرَ فالبَعِیرُ أَسَرُّ،و النَّاقَهُ سَرَّاءُ.قالَ الشَّاعِرُ:
و أَبِیتُ کالسَّرَّاءِ یَرْبُو ضَبُّهَا
فإِذا تحَزحَز عن عِدَاءٍ ضَجَّتِ
عن ابن درید. و الضَّبُّ :وَرَم آخَر فی خُفِّه ،و قیل فی فِرْسِنِه.تقول منه ضَبَّ یَضَبُّ بالفَتْح من بَابِ فَرِحِ و هو أَی البَعِیر أَضبُّ ،وَ هِی أَی النَّاقَه ضَبَّاءُ بَیِّنَهُ الضَّبَبِ .
و هو وَجَع یَأْخُذُ فی الفِرْسِنِ ،قَالَه الأُمَوِیُّ ،کَذَا فی لِسَانِ الْعَرَب.
و الضَّبُّ (9)أَیْضاً:انفِتَاقٌ مِن الإِبِط و کَثْرَهٌ من اللَّحْم.
تقول: تَضَبَّبَ الصَّبِیُّ أَی سَمِن و انْفَتَقَت آبَاطُه و قَصُر عُنُقُه.
و قال العَدَبَّسُ الکِنَانِیُّ :الضَّاغِطُ و الضَّبُ شِیْ ءٌ وَاحِد، و هما انفِتَاقٌ من الإِبط و کثْرَ مِن اللَّحْم.و التَّضَبُّبُ :السِّمَنُ
ص:162
حِینَ یُقْبِلُ .قال أَبُو حَنِیفَه:یَکُونُ فی البَعِیرِ و الإِنْسَان.
و ضَبَّبَ الغُلاَمُ :شَبَّ .
و فی الأَسَاسِ :...فی المجاز: تَضَبَّب الصَّبِیُّ و تَحَلَّم:أَخَذَ فیه (1)السِّمنَ .و أَخْدَمْتُ صِبْیَانِی (2)خادِماً فَحَضَنَتْهُم 2حَتَی تَضَبَّبُوا .
و الضَّبُّ :مَصْدَر ضَبَّ النَّاقَهَ یَضُبُّها إِذَا حَلَبها بخَمْسِ أَصَابِع.و قِیلَ : الضَّبُّ :هُوَ الحَلْبُ بالکَفِّ کُلّها أَوْ أَنَّ هَذَا هُوَ الضَّفُّ .فأَمَّا الضَّبُّ هو (3)أَن تَجْعَلَ إِبهامَک علی الخِلْفِ بالکَسْر فَتَرُدَّ (4)أَصابِعَک علی الإِبْهَام و الخِلْفِ جَمِیعاً.هَذَا إِذَا طَال الخِلْف،فإِن کَانَ وَسَطاً فالبَزْمُ بمَفْصِل السَّبَّابه و طَرَف الإِبهام،فإِن کان قَصِیراً فالفَطْرُ بطَرف السّبّابه و الإِبهام أَو الضَّبَّه :الحَلْب بِشِدَّه العَصْر.
و الضَّبُّ : جَمْعُ الخِلْفَیْن فی الکَفِّ للحَلْبِ . قال الشاعر:
جَمَعْتُ له کَفَّیَّ بالرُّمْحِ طَاعِناً
کما جَمَع الخِلْفَیْنِ فی الضَّبِّ حَالِبُ (5)
أَو هو أَن تَضُمَّ یَدَک علی الضَّرْع و تُصَیِّرَ إِبْهَامَکَ فی وَسَطِ راحَتِک،کُلُّ ذَلِکَ فی لِسَانِ العرب.
و الضَّبُّ : السُّکُوتُ ضَبَّ ضَبّاً ، کالإِضْبَاب . یقال:
أَضَبَّ إِذَا سَکَت،مِثْل أَضْبَأَ.
و أَضَبَّ علی الشَّیْ ءِ و ضَبَّ :سَکَتَ عَلَیْه.و
17- فی حَدِیثِ عَائِشَه رَضِیَ اللّهُ عَنْهَا: «فغَضِب القَاسِمُ و أَضَبَّ علیها».
و أَضَبَّ فلانٌ عَلَی مَا فِی نَفْسِه أَی سَکَت و قال أَبو حَاتِم:
أَضَبَّ القومُ إِذَا سَکَتُوا و أَمْسَکُوا عَنِ الْحَدِیثِ .
و الضَّبُّ : الاحْتِوَاءُ عَلَی الشَّیْ ءِ و شِدَّهُ القَبْضِ کَیْلاَ یَنْفَلِتَ مِنْ یَدِه کالتَّضْبِیبِ و هذه عن ابن شُمَیْل و الإِضْبَاب .
یُقَالُ : ضَبَّ عَلَی[الشیء] 2و أَضَبَّ و ضَبَّبَ :احْتَوَاه.
و أَضَبَّ الشیءَ:أَخْفَاه،و أَضَبَّ علی مَا فِی یَدَیْه:أَمْسَکَه. و ضَبٌّ :اسمُ جَبَلٌ الذی بِلَحْفِهِ أَی أَصْله مَسْجِدُ الخَیْفِ بمِنًی.
و ضَبٌّ :اسم رَجُلٌ . و أَبو ضَبٍّ :شَاعِرٌ من هُذَیْل.
و الضَّبُّ : الغَیْظُ و الحِقْدُ الکامِنُ فی الصَّدْرِ کَذَا فی الفرق لابن السّید،و قیل:هُوَ الضِّغن و العَدَاوَهُ . و یُکْسَرُ ، و جمعه ضِبَابٌ .قال الشاعر:
فَمَا زَالَتْ رُقَاکَ تَسُلُّ ضِغْنِی
و تُخْرِجُ مِن مَکَامِنِها ضِبَابِی
و ذکره الزَّمَخْشَرِیّ فی الأَسَاس فی بَابِ المَجَازِ (6).
و قال آخر (7):
و لا تَک ذَا وَجْهَیْن یُبْدِی بَشَاشَهً
و فی قَلْبِه ضَبٌّ من الغِلِّ کَامِنُ
و رجل خَبٌّ ضَبٌّ :مُنْکَرٌ مُرَاوِغٌ حَرِبٌ .و تَقُولُ : أَضَبَّ فلان علی غِلٍّ فی قَلْبِه أَی أَضْمَرَه.و
1- فی حدیث عَلیٍّ رضی اللّه عنه: «کُلٌّ مِنْهُمَا حَامِلُ ضَبٍّ (8)لصَاحِبِه».
و فی الأَسَاسِ ،مِنَ المَجَازِ:و رجل خَبٌّ ضَبٌّ :یُشْبِه الضَّبَّ فی خِدْعتِه (9).یقال:أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ .و امْرأَه خَبَّهٌ ضَبَّهٌ .قُلْتُ :و هذا المَثَلُ فی حَیَاهِ الحَیَوَانِ و المُسْتَقْصَی.
و الضَّبُّ : داءٌ یَأْخُذُ فی الشَّفَهِ فَتَرِمُ (10)و تَجْسُو و تَسِیلُ دَماً و یقال:تَجَسّی بمَعْنَی تَیَبَّس و تَصَلَّب. و قد ضَبَّتِ الشَّفَهُ تَضِبُّ بالکَسْرِ ضَبّاً و ضُبُوباً .و أَصْلُ الضَّبِّ : اللُّصُوقُ بالأَرْضِ ضَبّ یَضِب بالکَسْرِ فی الکُلِّ . قال شَیْخُنَا:و ذکر الکسر مُسْتَدْرَک،فإِنَّ إِتْبَاعَ المَاضِی بالمضَارِعِ نَصُّ فی الکَسْرِ.
و الضَّبَّهُ و الضَّبُّ : الطَّلْعَهُ قَبْلَ أَن تَنْفَلِقَ عن الغَریضِ .
و الجَمْع ضِبَابٌ .قال:
ص:163
یُطِفْنَ بِفُحَّالٍ کأَنَّ ضِبَابَهُ
بُطُونُ المَوَالِی یَوْمَ عِیدٍ تَغَدَّت
یقول:طَلْعُهَا ضَخْمٌ کأَنَّه بُطُونُ مَوَالٍ تَغَدَّوْا فتَضَلَّعُوا.
و الضَّبَّهُ مَسْکُ بالفَتْح الضَّبِّ یُدْبَغُ للسَّمْنِ أَی لیُجْعَل فیه.
و الضَّبَّهُ حَدِیدَهٌ عَرِیضَهٌ یُضَبَّبُ بِهَا البابُ و الخَشَب.
و الجَمْعُ ضِبَابٌ .یقال: ضَبَبْتُ الخَشَبَ و نَحْوَهُ :أَلْبَسْتُه الحَدِیدَ.و قال أَبُو مَنْصُور:یُقَالُ لَهَا الضَّبَّهُ و الکَتِیفَهُ ؛لأَنَّهَا عَرِیضَهٌ کهَیْئه خَلْق الضَّبِّ ؛و سُمِّیَت کتیفَهً لأَنَّهَا عُرِّضَتْ علی هَیْئَه الکَتِف.
و فی الأَسَاس:من المجاز:و علی بَابِه ضَبَّهٌ و ضَبَّاتٌ و ضِبَابٌ .و باب مُضَبَّبٌ ،و لِسِکِّینه ضَبَّهٌ :و هی الجُزْأَه لأَنَّها تَشُدُّ النِّصَاب،انْتَهَی.و هَذَا قَدْ أَغْفَلَه المُؤَلِّف.
و ضَبَّه : ه بِتهامَه بِسَاحِل البَحْر مِمَّا یَلِی طَرِیقَ الشَّأْم.
و ضَبَّه : نَاقَهُ الأَحْبَشِ (1)بن قَلَعٍ الشَّاعِرِ العَنْبَرِیّ التَّمِیمِیّ .
و ضَبَّهُ :حیٌّ من العَرَبِ .و ضَبَّهُ بْنُ أُدٍّ:عَمُّ تَمِیمِ بْنِ مُرِّ بْنِ أُدِّ بْنِ طَابِخَهَ بْنِ الْیَاس بْنِ مُضَر.و أَبْنَاءُ ضَبَّه ثَلاَثَهٌ :
سَعْدٌ و سُعَیْد،مُصَغَّراً،و باسِلٌ .الأخِیرُ أَبُو الدَّیْلم،و الَّذی قبله لا عَقِبَ لَهُ فَانْحَصَر جِمَاعُ ضَبَّهَ فی سَعْدِ بْنِ ضَبَّه ،و هُم جَمْرَهٌ من جَمَرَات الْعَرَب،و منهم الرِّبَابُ .
و الضَّبُّ أَیْضاً:القَبْضُ علی الشَّیْ ءِ بالکَفِّ .و عن ابْنِ شُمَیْل: التَّضْبِیبُ :شِدَّهُ القَبْضِ علی الشیء کَیْلاَ یَنْفَلِتَ مِنْ یَدِه.یقال: ضَبَّبَ علیه تَضْبِیباً .
و أَضَبَّ :صَاحَ و جَلَّبَ . و قیلَ : تَکَلَّم ،عن أَبِی زَیْد، و قیل:إِذَا تَکَلّم مُتَتَابِعاً.أَو أَضَبَّ القَوْمُ :کَلَّم بعضُهُم بَعْضاً.و عَنْ أَبِی حَاتِم: أَضَبَّ القَومُ إِذا تَکَلَّمُوا و أَفَاضُوا فی الحَدِیثِ .
و أَضَبَّ فی الغَارَهِ :نَهَدَ و اسْتَغَارَ و أَضَبُّوا عَلَیْه إِذا أَکْثَرُوا عَلَیْه.و
16- فی الحدیث: «فَلَمَّا أَضَبُّوا عَلَیْه». أَی أَکْثَرُوا.
و أَضَبَّ الشیءَ أَخْفَی إِیَّاهُ . و أَضَبَّ النَّعَمُ :أَقْبَلَ وَ فِیه تَفَرُّقٌ . و الضَّبَبُ و التَّضْبِیبُ :
تَغْطِیَهُ الشَّیْ ء و دُخُولُ بَعْضِه فی بَعْض.
و أَضَبَّ الشَّعَرُ:کَثُرَ.و أَضَبَّتِ الأَرْضُ :کَثُرَ نَبَاتُها.
و عن ابن بُزُرْج: أَضَبَّت الأَرضُ بالنَّبَاتِ :طَلَعَ نَبَاتُها جَمِیعاً.
و أَضَبَّ فُلاَناً أَو عَلَی الشَّیْ ءِ: لَزِمَه فَلَمْ یُفَارِقْه. و أَصْل الضَّبِّ :اللُّصُوقُ فی الأَرْض (2)و قد تَقَدَّم. و أَضَبَّ عَلَیْهِ :
أَمْسَکَه عَنْ أَبِی زَیْد.و قَال أَبُو حَاتِم: أَضَبَّ القَوْمُ :سَکَتُوا و أَمْسَکُوا عَنِ الْحَدِیث.
و أَضَبَّ عَلَی المَطْلُوبِ :أَشْرَفَ عَلَیْه أَن یَظْفَرَ بِه. قال أَبُو مَنْصُور:و هَذَا من ضَبَأَ یَضْبَأُ،و لَیْسَ مِنْ بَابِ المُضَاعَف.و قَدْ جَاءَ بِهِ اللَّیْثُ فی بَابِ المُضَاعَف،قَالَ :
و الصَّوَابُ الأَوَّلُ و هو مَرْوِیٌّ عنِ الکِسَائِیّ ،کَذَا فی لِسَانِ الْعَرَب.
و أَضَبَّ السِّقَاءُ:هُرِیقَ مَاؤُه من خُرْزَهٍ فیه أَوْ وَهْیَهٍ (3).
و أَضَبَّ الیَوْمُ أَی صَارَ ذَا ضَبَابِ ،بالفَتْح،أَی نَدًی کالغَیْم وَ قِیلَ کالغُبَار یَغْشَی الأَرْضَ بالغَدَوَاتِ أَو سَحَاب رَقِیق ،سُمِّی بِذَلِکَ لتَغْطِیَته الأُفُق،وَاحِدته ضَبابه .و قد أَضَبَّتِ السماءُ إِذا کان لها ضَبَاب .و أَضَبَّ الغَیْمُ :أَطْبَقَ .
و قیل: الضَّبَابَهُ :سَحَابَه تُغَشِّی الأَرْضَ کالدُّخَانِ . و الجَمْع الضَّبَابُ .و
14- فی الحدیث: «کنتُ مع النبیّ صلّی اللّه علیه و سلّم فی طریق مکَّه فأَتَتْنَا (4)ضَبَابَهٌ فَرَّقَتْ بَیْنَ النَّاسِ ». هی البُخَارُ المُتَصَاعِد من الأَرْضِ فی یَوْمِ الدَّجْن یَصِیرُ کالظُّلَّهِ یَحْجُبُ (5)الأَبْصَار لظُلْمَتِهَا.
و أَضَبَّ فُلاَنٌ علی مَا فِی نَفْسِهِ أَی سَکَت. و قال الأَصْمَعِی: أَضَبَّ فُلانٌ ما فی نَفْسِه أَی أَخْرَجَه.و قال أَبُو حَاتم: أَضَبَّ القَومُ إِذا سَکَتُوا و أَمْسَکُوا عَنِ الحدِیث.
و أَضَبُّوا إِذا تَکَلَّمُوا و أَفَاضُوا فی الْحَدِیثِ ضِدٌّ أَی زَعَمُوا أَنَّه من الأَضْدَادِ.
و أَضَبَّ القَوْمُ :نَهَضُوا فی الأَمْرِ جَمِیعاً.
ص:164
و فی التَّهْذِیب فی آخِرِ العَیْنِ مَعَ الجِیمِ ،قَال مُدْرِکٌ الجَعْفَرِیُّ :یقَال (1): أَضَبُّوا لِفُلاَنٍ أَی تَفَرَّقُوا فی طَلَبِه.و قد أَضَبَّ القوْمُ فی بُغْیَتِهِم أَی فی ضَالَّتِهِم أَی تَفَرَّقُوا فی طَلَبَها.
و الضَّبِیبَهُ :سَمْنٌ و رُبُّ یُجْعَلُ للصَّبِیّ فی عُکَّهٍ یُطْعَمُه.
و یقال: ضَبَّبَهُ :أَطْعَمَه إِیَّاه و ضَبِّبُوا لصَبِیِّکم.
و الضَّبُوبُ کَصَبُورٍ: الدَّابَّهُ الَّتِی تَبُولُ و هی تَعْدُو. و قال الأَعْشَی:
مَتی تَأْتِنا تَعْدُو بسَرْجِکَ لَقْوَهٌ
ضَبُوبٌ تُحَیِّینَا و رَأْسُک مَائِلُ
و أَهْلُ الفِراسَه یَجْعَلُونَه من العُیُوب.و قد ضَبَّت تَضِبُّ ضُبُوباً .
و
16- فی حدیث مُوسَی و شُعَیْب عَلَیْهِما السَّلاَمُ : «لَیْسَ فِیهَا ضَبُوبٌ و لا ثَعُولٌ » (2). الضَّبُوبُ : الشَّاهُ الضَّیِّقَهُ ثَقْبِ الإِحْلِیلِ .
و فی نُسْخَه«النَّاقَه»بَدَل«الشَّاهِ »،و الأُولی هِیَ الصَّوَابُ .
و الضَّبُوبُ : فَرَسُ جُمَانَهَ بْنِ رَبِیعَهَ الحَارِثِیّ .
و الضُّبَیْبُ کَزُبَیْر:فَرَسَانِ (3)لحَسَّانَ بْنِ حَنْظَلَهَ الطَّائِیِّ و حضرَمِیّ بْنِ عَامِرٍ الأَسَدِیّ ،و لأَحَدِهما حَدِیثٌ .
و ضُبَیْبٌ : مَاء.و وَادٍ.
و الضِّبْضِبُ بالکَسْرِ:السَّمِینُ . یقال:امْرَأَهٌ ضِبْضِبٌ أَی سَمِینَهٌ . و الفَحَّاشُ الجَرِیءُ قال أَبو زید:رَجُلٌ ضِبْضِبٌ ، و امرَأَهٌ ضِبْضِبَهٌ و هُوَ الجَرِیءُ عَلَی مَا أَتَی،و هُوَ الأَبْلَخُ أَیضاً،و امرأَهٌ بَلْخَاءُ،و هی الجَرِیئَهُ التی تَفْخَر عَلَی جِیرَانِهَا کالضُّبَاضِبِ کَعُلاَبِط .
و ضَبِیبُ السَّیْفِ کأَمِیر: حَدُّه ،و مثْلُه فی التَّوْشِیح،و کَذَا ضَبَّهُ السَّیْف،قالَه الخَطَّابِیّ و لمْ یَذْکُرْه ابنُ الأَثِیر.
و مَضَبٌّ بالفَتْح: ع.
وَ رَجُلٌ ضُبَاضِبٌ بالضَّمِّ : قَوِیٌّ مِثْل بُضَابِضٍ ،عَنِ ابْنِ دُرَیْد،و قِیلَ غَلِیظٌ سَمِینٌ أَو قَصِیرٌ فَحَّاشٌ جَرِیءٌ أَو جَلْدٌ شدِیدٌ. و رُبَّمَا استُعْمِلَ فی البَعِیرِ.
و سَمَّوْا ضَبَّا و ضَبَّاباً و ضِبَاباً و مُضِبًّا کشَدَّادٍ و کِتابٍ و مُحِبٍّ و الضِّبابُ بالکَسْرِ:اسْم رجل،و هُو أَبُو بَطْن سُمِّیَ بجَمْع الضَّبِّ .قال:
لَعَمْرِی لَقَدْ بَرَّ الضِّبَابَ بَنُوهُ
و بَعْضُ البَنِینَ غُصَّهٌ و سُعَالُ
و النَّسَبُ إِلَیْهِ ضِبَابِیٌّ ،و لا یُرَدُّ فی النَّسَبِ إِلَی وَاحِدِه، لأَنَّه قَدْ جُعِلَ اسْماً لِلْوَاحِدِ،کَمَا تَقُولُ فی النَّسَبِ إِلَی کِلاب کِلاَبیّ .
و الضَّبَابُ :اسْمُ رَجُل أَیضاً و الأَوَّلُ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ ، و أَنْشَدَ.
نَکِدْتَ أَبَا زُبَیْبَهَ إِذْ سَأَلْنا
بحَاجَتِنَا و لَمْ یَنْکَدْ ضَبَابُ (4)
و رُوِیَ بَیْتُ امْرِئِ القَیْس:
و عَلَیْکِ سَعْدَ بْنِ الضَّبَابِ فَسمِّحِی
سَیْراً إِلَی سَعْدٍ عَلَیْکِ بِسَعْدِ
قال ابْنُ سِیدَه:هَکَذَا أَنْشَدَه ابْن جِنِّی بفتح الضاد،کذا فی لسان العرب.
و بنو ضُبَیْب کزُبَیْر،و قیل کَأَمِیر،و قِیلَ إِنه مُصَغَّر و آخِرُه نُونٌ :بَطْنٌ من جُذَام،و هم بَنُو ضُبَیْبِ بْن زَیْد.مِنْهُم رِفَاعَهُ بْنُ زَیْدٍ الصَّحَابِیُّ رَضِی اللّه عَنْه.
و قَلْعَهُ الضِّبَاب کَکِتَاب :محله بالکُوفَه. مِنْهَا شَیْخُ
ص:165
الزَّیْدِیَّه أَبُو البَرکات عُمرُ بْن إِبْرَاهِیمِ الحُسَیْنیّ .
*و مِمَّا لَمْ یَذْکُرْه المُؤَلِّف:
قَوْلُهم فی المَثَلِ : «أَعَقُّ مِنْ ضَبٍّ » لأَنَّه رُبَّما أَکَلَ حُسُولَه.
و قَوْلُهُم:«لاَ أَفْعَله حَتَّی یَرِدَ الضَّبُّ المَاءَ»لأَنَّ الضَّبَّ لا یَشْرَبُ مَاءً (1).
و مِنْ کَلاَمِهِم الَّذِی یَضَعُونَه عَلَی أَلْسِنَهِ الْبَهَائِم قَالَتِ السَّمَکَه:وِرْداً یَا ضَبُّ ،فقال:
أَصْبَحَ قَلْبِی صَرِدَا لا یَشْتَهِی أَنْ یَرَدَا
إِلاَّ عَرَاداً عَرَدَا (2) و صِلِّیَاناً بَرِدا (3)
و عَنْکَثاً مُلْتَبِدَا (4)
و الضَّبُّ یُکْنَی أَبَا حِسْل.
و العَرَبُ تُشَبِّه کَفَّ البَخِیل إِذَا قَصَّر عَنِ الْعَطَاءِ بکَفِّ الضَّبِّ ،و مِنْه قَوْلُ الشَّاعر:
مَنَاتِینُ أَبْرَامٌ کَأَنَّ أَکُفَّهم
أَکُفُّ ضِبَابٍ أُنْشِقَتْ فی الحَبَائِل
و فی الأَسَاسِ ،فی المجاز:یُقَالُ :فُلاَنٌ کَفُّ الضَّبِّ ، أَی بَخِیلٌ .و کَفُّ الضَّب مَثَلٌ فی القِصَر و الصِّغَر،انتهَی.
و
16- فی حَدِیثِ أَنَس: «إِنَّ الضَّبَّ لیَمُوتُ هُزَالاً (5)فی جُحْرِه بذَنْبِ ابْنِ آدَم». أَی یَحْتَبِسُ (6)المَطَر عَنْه بشُؤْم ذُنُوبِهِم، و إِنَّمَا خَصَّ الضَّبَّ لأَنَّه أَطْوَلُ الْحَیَوَانِ نَفْساً و أَصْبَرُها عَلَی الجُوعِ .و یُرْوَی«إِنَّ الحَبَارَی»بدل« الضَّبِّ »؛لأنَّهَا أَبْعَدُ الطَّیْرِ نَجْعَهً .
و عن أَبی عمرو: ضَبْضَبَ إِذَا حَقَدَ.و
16- فی الحَدِیثِ : «إِنَّما بَقِیَت مِنَ الدُّنْیَا مِثْلُ ضَبَابَهٍ ». یَعْنِی فی القِلَّهِ و سُرْعَهِ الذَّهَابِ .قَال أَبُو مَنْصُور:
الذی
16- جَاءَ فی الحَدِیث: «إِنَّمَا بَقِیَت مِنَ الدُّنْیَا صُبَابَهٌ کصُبابه الإِنَاء». بالصَّادِ المُهْمَلَه،هکذا رواه أَبو عُبَیْد (7)و غَیْره.و
16- فی حَدِیثٍ آخر: «ما زَال مُضِبًّا مُذِ الیَوْمِ ». أَی إِذَا تَکَلَّم ضَبَّتْ لِثَاتُه دَماً.و فی المَثَل: «أَ تُعَلِّمُنِی بِضَبٍّ أَنَا حَرَشْتُه» إِذَا أَخْبَره بأَمْر هُو صَاحِبُه و مُتَوَلِّیه،و هو مجاز کما فی الأَسَاسِ .
ضَرَبَه یَضْرِبُه ضَرْباً ،و الضَّرْب مَعْرُوفٌ و ضَرَّبَه مُشَدَّداً و هو ضَارِبٌ و ضَرِیبٌ کأَمیرٍ و ضَرُوبٌ کَصَبُور و ضَرِبٌ کَکَتِفٍ و مِضْرَبٌ بکسر المیم کَثِیرُه أَی الضَّرْب أَو شَدِیدُه و مَضْرُوبٌ و ضَرِیبٌ کِلاَهُمَا بِمَعْنًی.و قَدْ جَمعَ المُؤَلِّفُ بَیْنَ هَذِه الصِّفَاتِ دُونَ تَمْیِیز بَیْنَ فَاعِل أَو مَفْعُولٍ أَو صِفَهٍ مُشَبَّهَه أَوْ أَسمَاءِ مُبَالَغَهٍ ،فی نَمَطٍ وَاحِدٍ،و هو نَوْعٌ من التَّخْلِیطِ یَنْبَغِی التَّنْبِیهْ لَهُ ،کَذَا قَالَه شَیْخُنَا.
و المِضْرَبُ و المِضْرَابُ بکَسْرِهِما جَمِیعاً ما ضُرِبَ بِهِ .
و ضَرُبَتْ یَدُه کَکَرُمَ :جَادَ ضَرْبُها .
و مِنَ المَجَازِ: ضَرَبَتِ الطیرُ تَضْرِبُ :ذَهَبَت و الطَّیْرُ الضَّوَارِبُ التی تَبْتَغِی أَی تَطْلُب الرِّزْقَ . و فی لسان العرب:
هی المُخْتَرِقَاتُ فی الأَرْض الطَّالِبَاتُ أَرزَاقَها.
و من المَجَازِ: ضَرَبَ عَلی یَدَیْه:أَمْسَکَ ،و ضَرَبَ بِیَدِه إِلَی کَذَا:أَهْوَی.و ضَرَبَ عَلَی یَده:کَفَّه عَن الشَّیْ ء.
و ضَرَبَ علی یَدِ فُلاَنٍ إِذَا حَجَر عَلَیْه.و عن اللَّیْثِ : ضَرَبَ یَدَهُ إِلَی عَمَل کَذَا،و ضَرَب علی یَدِ فُلاَنٍ إِذَا مَنَعَه مِنْ أَمْرٍ أَخَذَ فِیه کقَوْلِک:حَجَر عَلَیْه.و
17- فی حَدیث ابْن عُمَر:
«و أَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَی یَدِه». أَی أَعْقِدَ مَعه البَیْعَ ؛لأَنَّ مِنْ عَادَهِ المُتَبَایِعَین أَن یَضَع[أَحَدُهما] (8)یَدَه فی یَد الآخر عند عَقْدِ التَّبَایُع.
قلت:و فی الأَسَاس فی بَابِ المَجَاز: ضَرَبَ عَلَی یَدِه:
أَفْسَدَ عَلَیْه مَا هُو فِیهِ (9).و ضَرَبَ القَاضِی علی یَدِه:حَجَرَه
ص:166
و من المَجَازِ: ضَرَبَ فی الأَرْضِ و فی سبیلِ اللّهِ ،کما فی الأَسَاسِ ، یَضْرِب ضَرْباً و ضَرَبَاناً مُحَرّکَهً و مَضْرَباً بالفتح:
خَرَجَ فِیهَا تَاجِراً أَو غَازِیا،أَو ضَرَبَ فیها إِذَا نَهَضَ و أَسْرَعَ فی السَّیْرِ أَو ضَرَبَ : ذَهَبَ یَضْرِبُ الغَائِطَ و الخَلاَءَ و الأَرْضَ إِذَا ذَهَب لقضاءِ الحَاجَه.و مِنْهُ
16- الحَدِیثُ : «لا یَذْهَبُ الرَّجُلاَنِ یَضْرِبَانِ الغَائِطَ یَتَحَدّثَان». و
14- فی حَدِیثِ المُغِیرَهِ : «أَنَّ النَّبی صلی اللّه علیه و سلم انْطَلَق حتی تَوَارَی عَنِّی فضَرَبَ الخَلاَءَ ثم جَاءَ».
و یُقَالُ : ضَرَبَ فُلان الغَائِطَ إِذَا مَضَی إِلَی مَوْضع یَقْضِی فِیه حَاجَتَه،و هو مَجَازٌ.و قیل: ضَرَبَ :سَارَ فی ابتغاء الرِّزْقِ .
و
16- فی الحَدِیث: «لا تُضْرَبُ أَکْبَادُ الإِبِل إِلاّ إِلی ثلاثَهِ مَسَاجِد». أَی لا تُرْکَبُ فلا (1)یُسَارُ عَلَیْهَا،یقال: ضَرَبْتُ فی الأَرْضِ إِذَا سَافَرْتَ تَبْتَغِی الرِّزْقَ .یقال:إِنَّ لی فی أَلْفِ دِرْهَم لمَضْرَباً أَی ضَرْباً .و ضربتُ فی الأَرْضِ أَبْتَغِی الخیرَ مِن الرِّزْقِ .قال اللّه عز و جل: وَ إِذا ضَرَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ (2)أَی سَافَرْتُم.و قوله: لا یَسْتَطِیعُونَ ضَرْباً فِی الْأَرْضِ (3)إِذَا سَارَ فِیهَا مُسَافِراً،فهو ضَارِبٌ (4).
و الضَّرْب یَقَع علی جَمِیعِ الأَعْمَال إِلاَّ قَلِیلاً، ضَرَبَ فی التِّجَاره وَ فِی الأَرْضِ و فی سَبِیلِ اللّهِ .و
1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ قَالَ : «إِذَا کَانَ کَذَا و کَذَا،و ذَکَر فِتْنَه، ضَرَبَ یَعْسُوبُ الدِّینِ بِذَنَبِه». قال أَبُو مَنْصُور أَی أَسْرَعَ الذَّهَابَ فی الأَرْضِ فِرَاراً من الفِتن،و قِیلَ :أَسْرَع الذَّهَابِ فی الأَرْضِ بأَتْبَاعِه.
و فی تَهْذِیب ابْن القَطَّاع:و ضَرَبَ فی سَبِیلِ اللّهِ و فی الأَرْضِ لِلتِّجَارَهِ ضَرْباً :قَصَدَ.
و ضَرَبَ بِنَفْسِه الأَرْضَ ضَرْباً : أَقَامَ ،و
16- فی الحَدِیثِ :
«حَتَّی ضَرَبَ النّاسُ بِعَطَن». أَی رَوِیتْ إِبِلُهم حَتَّی بَرَکَت و أَقَامَتْ مَکَانَها کَأَضْرَب یُقَالُ : أَضْرَبَ الرَّجُلُ فی البیت:
أَقَامَ .
قال ابن السِّکِّیت:سَمِعْتُهَا من جَمَاعَهٍ من الأَعْرَاب.و مَا زَال مُضْرِباً فِیهِ أَی لَمْ یَبْرَح فهو ضِدٌّ. و ضَرَب الفَحْلُ الناقَهَ یَضْرِبُها ضِرَاباً بالکَسْرِ:نَزَا عَلَیْهَا أَی نَکَح. و أَضْرَبَ فُلاَنٌ [ناقَتَه] (5)أَی أَنْزَی الفَحْلَ عَلَیْهَا.
ضَرَبَها و أَضْرَبْتُها إِیَّاهُ ،الأَخِیرَهُ علی السَّعَه.و قد أَضْرَبَ الفحلُ النَّاقَهَ یُضْرِبُهَا إِضْرَاباً فَضَرَبها الفَحْلُ یَضْرِبُهَا ضَرْباً و ضِرَاباً ،و قد أَغفَله المصنف،کما أَغْفَل شیخُنَا أَضْرَبْتُهَا إِیَّاه مع تَبَجُّحَاتِه.قال سِیبَوَیْه: ضَرَبَهَا الفحلُ ضِرَاباً کالنِّکَاح،قال:و القِیَاس ضَرْباً ،وَ لاَ یَقُولُونَه،کما لاَ یَقُولُون:نَکْحاً،و هو القِیَاسُ .قُلْت:و مِثْلُه قولُ الأَخْفَشِ خِلاَفاً للفَرَّاءِ فإِنَّه جَوَّزَه قِیَاساً.و
16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه نَهَی عَن ضِرَابِ الجَمَل». هو نَزْوُه عَلَی الأُنْثَی،و المُرَادُ بالنَّهْیِ مَا یُؤْخَذُ عَلَیْه من الأُجْرَهِ لا عَن نَفْسِ الضِّرَابِ ،و تَقْدیرُه:
نَهَی عَنْ ثَمَنِ ضِرَابِ الْجَمَل کنَهْیه عَنْ عَسِیبِ الفَحْل أَی ثمنه.و منه
16- الحَدِیثُ الآخر: « ضِرَابُ الفَحْلِ من السُّحْتِ ».
أَی أَنَّه حَرَامٌ ،وَ هَذَا عَامٌّ فی کُلِّ فَحْل.و یقال:أَتَتِ النَّاقَهُ عَلَی مَضْرِبِهَا ،بالکَسْر،أَی علی زَمَنِ ضِرَابِها و الوَقْتِ الَّذِی ضَرَبَهَا الفَحْلُ فِیهِ ،جَعَلُوا الزَّمَانَ کالمَکَانِ .
و من المَجَاز: ضَرَبَت النَّاقَهُ و فی غیرِ القَامُوسِ «المَخَاضُ » شَالَتْ بِذَنَبِهَا. قال شیخنا:و فی نُسْخَه صَحِیحَه بأَذْنَابِهَا،بصِیغَه الجَمْعِ فیَکُونُ من إِطْلاَقِ الجَمْعِ عَلَی المُفْرَد أَو تَسْمِیَهِ کُلِّ جُزْءٍ باسْمِ الکُلّ .قلت:و مِثْلُهُ فی المُحْکَم و لِسَانِ الْعَرَب.و الَّذِی فی تَهْذِیبِ ابْنِ القَطَّاع:
و النُوق ضَرْبا :شَالَتْ بأَذْنَابِهَا فَضَرَبَتْ بِهِ أَو بِهَا فَرْجَهَا ،و فی نُسْخَه فُرُوجَهَا،و مِثْلُه فی الأَسَاس و غَیْره فَمَشَتْ ،وَ هِی ضَوَارِبُ .و نَاقَهٌ ضَارِبٌ علی النَّسَب و ضَارِبَهٌ علی الفِعْلِ ، و نَاقَهٌ ضَارِبٌ ، کتَضْرَابِ .و قال اللِّحْیَانیّ :هی الَّتِی ضُرِبَت فَلَمْ یُدْرَ أَ لاَقِحٌ هِیَ أَمْ غَیْرُ لاَقِح.
و مِنَ المَجَازِ: ضَرَبَ الشیءَ بالشَّیْ ءِ:خَلَطَه. و نَقَلَ شَیْخُنَا عَن بَعْضِهِم تَقْیِیدَه باللَّبَنِ ،و لَمْ أَجِدْه فی دِیوَان.
و الذی فی لِسَانِ الْعَرَب و غَیْرِه:و ضَرَبْتُ بَیْنَهُم فی الشَّرِّ:
خَلَطْتُ کَضَرَّبَه تَضْریباً.
و التَّضْرِیبُ بین القَوْمِ :الإِغْرَاءُ.و التَّضْریبُ أَیْضاً:
تَحْرِیضُ الشُّجَاعِ فی الحَرْبِ .یُقَالُ : ضَرَّبَه و حَرَّضَهُ .
ص:167
و فی لِسَان العَرَب: ضُرِبَت الشَّاهُ بِلَوْنِ کَذَا أَی خُولِطَت؛ و لِذَلِکَ قَالَ اللُّغَوِیُّونَ :الجَوزَاءُ مِنَ الغَنَم:الَّتِی ضُرِبَ وَسَطُها بِبَیَاضٍ مِنْ أَعْلاَهَا إِلَی أَسْفَلِهَا.
و ضَرَبَ فی المَاءِ:سَبَحَ . و الضَّارِبُ :السَّابِحُ فی المَاءِ...قال ذو الرُّمَّهِ :
لَیَالِیَ اللَّهْو تُطْبِینِی (1)فَأَتبَعُه
کَأَنَّنِی ضَارِبٌ فی غَمْرَهِ لَعِبُ
و من المجاز: ضَرَبَ العُقْرُبان إِذَا لَدَغَ . یقال: ضَربَت العَقْرَبُ تَضْرِب ضَرْباً :لَدَغَتْ .
و من المَجَازِ: ضَرَبَ العِرْقُ ضَرْباً و ضَرَبَاناً :نَبَضَ و خَفَقَ ،و ضرَبَ العِرْقُ ضَرَبَانا إِذَا آلَمَه تَحرَّک بقُوَّهٍ .
و الضَّارِبُ :المُتَحَرِّکُ .
و المَوْجُ یَضْطَربُ أَی یَضْرِبُ بَعْضُه بَعْضاً.و الاضْطرَابُ :
الحَرَکَه.و اضْطَرَبَ البَرْقُ فی السحَاب:تَحَرَّکَ .
و ضَرَبَ اللیلُ عَلَیْهِم: طَالَ . قال:
ضَرَبَ اللَّیْلُ عَلَیْهِم فرَکَدْ
و الضَّارِبُ :الطَّوِیلُ من کُلِّ شَیْ ءٍ،و مِنْه قَوْلُه:
وَ رَابَعَتْنِی تَحْتَ لَیْلٍ ضَارِب
بِسَاعِدٍ فَعْمٍ (2)و کَفٍّ خَاضِبِ
و ضَرَبَ عن الشیء:کَفَّ و أَعْرَضَ . و ضَرَبَ عَنْه الذِّکْرَ،و أَضْرَبَ عَنْه:صَرَفَه.و أَضْرَب عَنه أَعْرَضَ .قال عَزَّ و جَلَّ : أَ فَنَضْرِبُ عَنْکُمُ الذِّکْرَ صَفْحاً (3)أَی نُهْمِلُکُم فَلاَ نُعَرِّفکم ما یَجِبُ عَلَیْکُم لأَنْ کُنْتُمْ قَوْماً مُسْرِفِینَ ،[أی لأنْ أسرفتم] 3و الأَصْلُ فی قَوْلِه: ضَرَبْتُ عَنه الذِّکْر أَنَّ الرَّاکِبَ إِذَا رَکِبَ دَابَّهً فَأَرَادَ أَنْ یَصْرِفَه عَنْ جِهَتِه ضَرَبَه بعَصَاه لیَعْدِلَه عَن الْجِهَهِ الَّتِی یُرِیدُهَا فوُضِعَ الضَّرْبُ مَوْضِعَ الصَّرْفِ و العَدْلِ .یُقَالُ : ضَرَبْتُ عَنْه و أَضْرَبْتُ ،و قِیل[فی] (4)قوْله [تعالی]: أَ فَنَضْرِبُ عَنْکُمُ الذِّکْرَ صَفْحاً أَنَّ مَعْنَاهُ أَ فَنَضْرِب (5)القرآن عَنْکُم و لا نَدْعُوکُم بِهِ إِلَ الإِیمان صَفْحاً أَی مُعْرِضِین عَنْکُم.أَقَامَ صَفْحاً و هو مَصْدَرٌ مُقَامَ صَافِحِین، و هذَا تَقْرِیعٌ لَهُم و إِیجَابٌ للحُجَّه عَلَیْهِم و إِنْ کَانَ لَفْظُه لَفْظَ اسْتِفْهَام.
و یقال: ضَرَبتُ فُلاَناً عَنْ فُلاَن،أَی کَفَفْتُه عَنْهُ فأَضْرَبَ عَنْهُ إِضْرَاباً ،إِذَا کَفَّ .و أَضْرَبَ فُلاَنٌ عن الأَمْرِ فهُو مُضْربٌ إِذَا کَفَّ .و أَنْشَدَ:
أَصْبَحتُ عَنْ طَلَبِ المَعِیشَه مُضْرِباً
لَمَّا وَثِقْتُ بأَنَّ مَالَکَ مَالی
و ضَرَبَ بِیَدِه إِلی الشَّیْ ءِ: أَشَار.
و مِنَ المَجَازِ: ضَرَبَ الدَّهْرُ بَیْنَنَا إِذَا بَعَّدَ ما بَیْنَنَا و فَرّق، قَالَه أَبُو عُبَیْدَه،و أَنْشَد لِذِی الرُّمَّه:
فإِنْ تَضْرِبِ الأَیَّامُ یامَیَّ بَیْنَنَا
فلا ناشِرٌ سِرّاً و لا مُتَغَیِّرُ
و من المجاز أَیضاً: ضرَب بذَقَنِهِ الأَرْضَ إِذَا جَبُنَ و خَافَ شَیْئاً فخرِقَ بالأَرض (6)،و زاد فی الأَسَاس أَو استحیا (7).قال الرَّاعِی یَصِفُ غِرْبَاناً خَافَتْ صَقْراً:
ضَوَارِبُ بالأَذْقَان من ذی شَکِیمَه
إِذَا ما هَوَی کالنَّیْزَکِ المُتَوَقِّدِ (8)
و من المجاز
16- فی الحَدِیثِ : « فضَرَبَ الدَّهْرُ (9)من ضَرَبَانِه ».و یُرْوَی«مِنْ ضَرْبِه ». أَی مَرَّ من مُروره و مضی بعضُه و ذهب.
و فی لسان العرب:و قَوْلُهُم: فضَرَبَ الدَّهْرُ ضَرَبَانه کقَوْلِهِم:فقَضَی مِنَ الْقَضَاء،و ضَرَبَ الدَهرُ مِن ضَرَبَانِه أَنْ کَانَ کَذَا و کَذَا.
و فی التَّهْذِیب لابْنِ القَطَّاع:و ضَرَبَ الدَهْرُ ضَرَبَانه :
أَحْدَثَ حَوَادِثَه.
ص:168
و من المجاز: الضَّرْبُ بالفَتْح،و رُوِیَ عَنِ الزَّمَخْشَرِیّ بالکَسْرِ أَیضاً کالطَّحنِ هُوَ المِثْلُ و الشَّبِیهُ .قاله ابنُ سِیدَه.
و جَمْعُه ضُرُوبٌ .و قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِی: الضَّرْبُ (1):الشَّکْلُ فی القَدِّ و الخَلْق.و قوله عَزّ و جلّ : کَذلِکَ یَضْرِبُ اللّهُ الْحَقَّ وَ الْباطِلَ (2)أَی یُمَثِّلُه حَیْثُ ضَرَبَ مَثَلاً للحَقِّ و البَاطِلِ ،و الکَافِرِ و المُؤْمِنِ فی هَذِه الآیَه.و مَعْنَی قَوْله عَزَّ و جَلَّ : وَ اِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً (3)أَی اذکُرْ لَهُم و مَثِّل لَهُم.
یُقَالُ :عِنْدِی مِنْ هَذَا الضَّرْبِ شَیءٌ کَثِیرٌ أَی مِنْ هَذَا المِثَالِ .وَ هَذِه الأَشْیَاءُ عَلَی ضَرْبٍ وَاحِدٍ أَی عَلَی مِثَال.
قال ابن عَرَفَه: ضَرْبُ الأَمْثَالِ :اعْتِبَارُ الشَّیْ ءِ بِغَیْرِه.قال شَیْخُنَا:وَ فِی شَرْح نَظْمِ الفَصِیح: ضَرْبُ المَثَلِ :إِیرادُه لیُتَمَثَّل بِهِ وَ یُتَصَوَّر ما أَرَادَ المُتَکَلِّمُ بَیَانَه لِلْمُخَاطَب.یُقَالُ :
ضَرَب الشَّیْ ءَ مَثَلاً،و ضَرَبَ بِهِ .و تَمَثَّلَه و تَمَثَّلَ به.ثُمَّ قَالَ :
و هذا مَعْنَی قَوْلِ بَعْضِهِم: ضَرْبُ المَثَلِ :اعْتِبَارُ الشَّیْ ءِ بِالشَّیْ ءِ و تَمْثِیلُه بِهِ .انْتَهَی،و قَوْلُه تَعَالَی: وَ اِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحابَ الْقَرْیَهِ (4).قال أَبْو إِسْحَاق:مَعْنَاه اذکُرْ لَهُم مَثَلاً.و هذِه الأَشْیَاءُ عَلَی هَذَا الضَّرْبِ أَی عَلی هَذَا المِثَال،فمَعْنَی اِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً :مَثِّل لُهم مَثَلاً.قال:
و مَثَلاً مَنْصُوبٌ لأَنَّه مَفْعُولٌ بِهِ ،و نَصبَ قَوْلَه: أَصْحابَ الْقَرْیَهِ لأَنَّهُ بَدلٌ مِنْ قَوْله مَثَلاً ،کأَنَّه قال:اذکُر لَهُم أَصْحَابَ القَرْیَه أَی خَبَرَ أَصْحَابِ القَرْیَهِ .قُلْت:و یَجُوزُ أَنْ یَکُون مَنْصُوباً علی أَنه مَفْعُولٌ ثَانٍ کما هو رأْیُ ابْنِ مَالِک.
و فی الکَشَّافِ : ضَرْبُ المَثَلِ :اعْتِبَارُه و صُنْعُه.
و قَال الرَّاغِبُ : الضَّرْبُ :إِیقَاعُ شَیْ ءٍ علی شیْ ءٍ.قُلْت:
و قَیَّدَه بَعْضُهُم بأَنَّه إِیقَاعٌ بِشِدَّه،و بِتَصَوُّرِ اخْتِلاَف الضَّرْبِ خُولِفَ بَیْن تَفَاسِیرِه.
و قال شَیْخُنَا:قَالُوا:و یَرِد ضَرَب بمَعْنَی وَصَفَ ،و بَیَّنَ ، و جَعَل،و ضَرَبَ له وَقْتاً:عَیَّنَه،و إِلَیْه:مَالَ .و ضَرب مَثَلاً:
ذکره،فیَتَعَدَّی لمَفْعُولٍ وَاحِدٍ،أَو صَیَّر،فلمَفْعُولَیْنِ ،و إِلَیْه مالَ ابْنُ مَالِکٍ .و عِبَارَهُ الجَوْهَرِیّ : ضَرَبَ اللّه مَثَلاً أَیوَصَفَ و بَیَّنَ ،ثم إِنه اخْتُلِفَ فی أَنَّ ضَرْبَ المَثَل مَأْخُوذٌ مِمَّاذَا؟ فقِیل:من ضَرْبِ الدِّرْهَم صَوْغُه لإِیقَاعِ المَطَارِق،سُمِّیَ به لتَأْثِیرِه فی النُّفُوسِ .و قِیلَ :إِنَّه مأْخُوذٌ من الضَّرِیبِ أَی المَثِیلِ .تَقُولُ :هو ضَرِیبُه ،و هُمَا مِنْ ضَرِیبٍ وَاحِد؛لأَنَّه یَجْعَلُ الأَوَّلَ مِثْلَ الثَّانی.و قیل:مِنْ ضَرْبِ الطِّینِ عَلَی الجِدَارِ.و قِیلَ :مِنْ ضَرْبِ الخَاتَم و نَحْوِه؛لأَن التَّطْبِیقَ وَاقعٌ بَیْن المَثَلِ و بَیْنَ مَضْرِبه کما فی الخَاتَم علی الطَّابِع کما حَقَّقَه شَیْخُنَا و مثْلُه مُفَرَّقاً فی لسَان الْعَرَب و المُحْکَمِ و غَیْرِهِمَا مِنْ دَوَاوِین اللُّغَهِ .
و الضَّرْبُ : الرَّجُلُ المَاضِی النَّدْبُ الذی لَیْسَ بِرَهْل.
قال طَرَفَهُ :
أَنَا الرَّجُلُ الضَّرْبُ الَّذِی تَعْرِفُونَه
خَشَاشٌ (5)کَرَأْسِ الحَیَّهِ المُتَوَقِّدِ
و
16- فی صفه مُوسَی عَلَیْهِ السَّلام: «أَنَّه ضَرْبٌ مِنَ الرِّجَالِ ».
و هو الخَفِیفُ اللَّحْمِ الممشوقُه المُسْتَدِقّ .و
16- فی روایه: «فإِذا رَجُلٌ مُضْطَرِبٌ رَجْلُ الرَّأْسِ ». و هو مُفْتَعِلٌ من الضَّرْبِ ، و الطَّاءُ (6)بَدَلٌ من تَاءِ الافْتِعَالِ .و
16- فی صفَهِ الدجّال: «طُوَالٌ ضَرْبُ من الرِّجَالِ ». و جَمْعُه ضُرُب ،بِضَمَّتَیْن.قال أَبُو العِیَالِ :
صُلاَهُ الحرب لم تُخْشِعْ
هُمُ و مَصَالِتٌ ضُرُب
قاله ابْنُ جِنِّی.و قَدْ یَجُوزُ أَنْ یَکُون جمع ضَرُوب ،کَذَا فی لِسَانِ الْعَرَب.
و الضَّرْبُ :الصِّفَهُ .و الضَّرْبُ : الصِّنْفُ بالکَسْرِ من الشَّیْ ءِ و فی نُسْخَهٍ :مِنَ الأَشْیَاءِ.
یقَال:هَذَا مِنْ ضَرْب ذَلِکَ أَیْ مِنْ نَحْوِه و صِنْفِه، و الجَمْعُ ضُرُوبٌ .أَنْشَدَ ثَعْلَبٌ :
أَرَاکَ مِنَ الضَّرْب الّذِی یَجْمَعُ الهَوَی
و حَوْلَکَ نِسْوَانٌ لهُنُّ ضُرُوبُ
ص:169
کالضَّرِیب .و الضَّرْبُ أَیضاً:مصدر بمعنی المَضْرُوب و هو مَعْطُوفٌ علی قوله:و الصِّنْف،و ضُبِطَ فی بَعْضِ النُّسَخ مَخْفُوضاً علی أَنَّه مَعْطُوفٌ علی قَوْله کالضَّرْب ،و هو خطأٌ.
و الَّذِی فی لِسَانِ الْعَرَب ما نَصُّه و الضَّرِیبُ : المَضْرُوبُ .
و من المجاز: الضَّرْبُ : المَطَرُ الخَفِیفُ . قال الأَصْمَعِیُّ :الدِّیمَهُ :مَطَرٌ یَدُومُ مَعَ سُکُون.و الضَّرْبُ فَوْقَ ذَلِکَ قَلِیلاً.و الضَّرْبَهُ :الدّفْعه من المطر الخفیف.و قد ضَربتْهم السماء.
و الضَّرَبُ : العَسَلُ الأَبْیَضُ الغَلیظُ یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ .قال أَبُو ذُؤَیْب الهُذَلِیّ فی تأْنِیثه:
و ما ضَرَبٌ بَیْضَاءُ یَأْوِی مَلِیکُها
إِلی طُنُفٍ أَعْیَا بِرَاقٍ و نَازِلِ
بأَطْیَبَ مِنْ فِیهَا إِذا جِئْتَ طَارِقاً
و أَشْهَی إِذَا نَامَت کِلاَبُ الأَسَافِل (1)
ملیکها:یَعْسُوبُها.و الطُّنُفُ :حَیَدٌ یَنْدُرُ من الجَبَل قد أَعْیَا بمَنُ یَرْقَی و من یَنْزِل.
و قیل: الضَّرْبُ :عَسَلُ البَرِّ.قال الشَّمَّاخُ :
کَأَنَّ عُیُونَ النَّاظِرِینَ یَشُوقُها (2)
بهَا ضَرَبٌ طابَتْ یَدَا مَنْ یَشُورُهَا
و هو بالتَّسْکِین لُغَهٌ فِیهِ ،حَکَاهُ أَبو حَنِیفَه،قَالَ :وَ ذَلِکَ قَلِیلٌ و بالتَّحْرِیکِ أَشْهَرٌ. و الضَّرَبَه : الضَّرَبُ ،و قِیلَ :هِیَ الطَّائِفَه مِنْه.و قَالَ الشَّاعرُ:
...کأَنَّما
رِیقَتُه مسْکٌ عَلَیْه ضَرَبْ (3)
و
17- فی حَدِیثِ الحَجَّاجِ : «لأَجْزُرَنَّکَ جَزْرَ الضَّرَبِ ». هو، بفَتْح الرَّاءِ،العَسَلُ الأَبْیَضُ الغَلِیظُ ،و یروی بالصَّادِ،و هو العَسَلُ الأَحْمَر،و قد أَغْفَلَه المُؤَلِّف فی مَحَلِّه کما أَغْفَلَ الضَّرِیبَ هُنَا،و هو الشَّهْدُ،و قد ذَکَره بِنَفْسِه فی«تَرْقِیقِ الأَسَل»،و هو فی نُسْخَه مُصَحَّحه من کِفَایَه المُتَحَفِّظ أَیْضاً، أَشَار لِذَلِکَ شَیْخُنَا،و أَنْشَدَ فی لِسَان الْعَرَب قَوْلَ الجُمَیْح:
یَدِبُّ حُمَیَّا الکَأْس فِیهم إِذَا انْتَشَوْا
دَبِیبَ الدُّجَی وَسْطَ الضَّرِیبِ المُعَسَّلِ (4)
و مثلُه فی التَّکْمِلَهِ .
و الضَّرْبُ مِنْ بَیْتِ الشِّعْرِ:آخِرُه کقَوْلِه:فَحَوْمل،مِنْ قَوْله:
بِسِقْط اللِّوَی بَیْنَ الدَّخُولِ فَحَوْمَلِ
و الجَمْعُ أَضْرُبٌ و ضُرُوبٌ .
و الضَّرِیبُ :الرَّأْسُ سُمِّی بِذَلِکَ لکَثْرَه اضْطِرَابِهِ .
و الضَّرِیبُ : المُوَکَّلُ بالقِدَاحِ و أَنْشَدَ لِلْکُمَیْتِ :
أَو الَّذِی یَضْرِب بِهَا أَی القِدَاح.قال سِیبَوَیْهِ :هو فَعِیل بمَعْنی فَاعِل،و هو ضَرِیبُ قِدَاح،قال:و مِثْلُه قَوْلُ طَرِیفِ ابْنِ مَالِک العَنْبَرِیّ :
أَ وَ کُلَّمَا وَرَدَتْ عُکَاظَ قَبِیلَهٌ
بَعَثُوا إِلیَّ عَرِیفَهُم یَتوسَّمُّ
إِنَّمَا یُرِیدُ عَارِفَهم.
و جَمْعُ الضَّرِیب ضُرَبَاء .قَالَ أَبو ذُؤَیْب:
فَوَرَدْنَ و العَیُّوقُ مَقْعَدُ رَابِیء ال
ضُّرَبَاءِ خَلْفَ النَّجْم لا یَتَتَلَّعُ (5)
کالضَّارِب .
و فی الأَسَاسِ ،و مِنَ المَجَازِ:و ضَرَب القِدَاحَ ،و هو ضَرِیبِی:لِمَنْ یَضْرِبُهَا مَعَکَ [و هم ضُرَبائی] (6).
و الضَّرِیبُ : القِدْحُ الثَّالِثُ من قِدَاح المَیْسِرِ.و ذَکر اللِّحْیَانِیُّ أَسْمَاءَ قِدَاحِ المَیْسِر الأَوَّل و الثَّانی ثم قَالَ :
ص:170
و الثَّالِثُ :الرَّقِیبُ ،و بعضُهم یُسَمِّیه الضَّرِیبَ ،و فِیه ثَلاَثَهُ فُرُوض،و له غُنْمُ ثَلاَثَهٍ أَیْضاً (1)إِنْ فَازَ،و عَلَیْه غُرْم ثَلاَثَهٍ أَیْضاً 1إِنْ لَمْ یَفُز،کَذَا فِی لِسَان العَرَبِ .
و ضَرِیبُ الشَّوْلِ : اللَّبَنُ یُحْلَبُ بعضُه عَلَی بَعْضٍ ،عَنْ أَبِی نَصْر،و مِثْلُه فی الصَّحَاحِ .و قَالَ الأَصْمَعِیُّ :إِذَا صُبَّ بَعْضُ اللَّبَنِ علی بَعْضٍ فهو الضَّرِیبُ .و عَنِ ابْنِ سِیدَه:
الضَّرِیبُ من اللبن:الذی یُحْلَبُ منْ عدَّه لِقَاحٍ فی إِنَاءٍ وَاحِدٍ فیُضْرَبُ بَعْضُه بِبَعْضٍ ،و لا یُقَالُ ضَرِیبٌ لأَقَلٌّ مِنْ لَبَن.
ثَلاَثِ أَیْنُق (2).قال بَعْضُ أَهْلِ البَادِیَه:لاَ یَکُونُ ضَرِیباً إِلاَّ مِنْ عدَّه مِنَ الإِبِل (3)،فمِنْهُ ما یکون رَقِیقاً،و مِنْه مَا یَکُون خَاثِراً.قال ابْنُ أَحْمَر:
و ما کُنْتُ أَخْشَی أَنْ تَکُونَ مَنِیَّتِی
ضَرِیبَ جِلاَدِ الشَّوْلِ خمْطاً و صَافِیَا
أَی سَبَب مَنِیَّتی،فَحذَفَ .
و قِیلَ :هُوَ ضَرِیب إِذَا حُلِبَ عَلَیْه من اللَّیْل،ثم حُلِبَ عَلَیْه من الغَدِ فضُرِبَ بِهِ .
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ :و یُقَالُ :فُلاَنٌ ضَرِیبُ فُلاَنٍ أَی نَظِیرُه.و ضَریبُ الشَّیْ ءِ:مِثْلُه و شَکْلُه،و مثلُه عَنِ ابْنِ سِیدَه فی المحکم (4)،و قد تَقَدَّمَ ،و جَمْعُه ضُرَبَاء .و
17- فی حَدِیثِ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ: «إِذَا ذَهَبَ هذَا و ضُرَبَاؤُه ». هُمُ الأَمْثَالُ و النُّظَرَاءُ.
و الضَّرِیبُ : النَّصِیبُ .
و الضَّرِیبُ : البَطِینُ من النَّاسِ و غَیْرِهِم.
و الضَّرِیبُ : الثَّلْجُ و الجَلِیدُ و الصَّقِیعُ الَّذِی یَقَع بالأَرْضِ .وَ
16- فِی الحَدِیثِ : «ذَاکرُ اللّهِ فی الغَافِلِین مثلُ الشَّجَرَهِ الخَضْرَاءِ وَسَطَ الشَّجَر الذِی تَحَاتَّ مِنَ الضَّرِیبِ ».
أَی البَرْد و الجَلِید (5). و الضَّرِیبُ : رَدِیءُ الحَمْضِ .أَو هُوَ مَا تَکَسَّر مِنْه أَی مِنَ الحَمْضِ .
و کَزُبَیْر أَبُو السُّلَیْل ضُرَیْبُ بن نُقَیْر بن شَمِیر القَیْسیّ الجَرِیریّ من أَهْل البصره،سیأْتی ذکره فی ن ق ر.
و المِضْرَب أَی کمِنْبَر کما هو مَضْبُوطٌ عِنْدَنَا،و ضَبَطَه شیخُنَا کمَجْلِس،و العَامَّهُ یَنْطِقُونه کمَقْعَد،و کل ذلک عَلَی غیر صَوَاب،و إِنما لم یُقیِّد مع أَنَّ الإِطلاَقَ یقتضی الفَتْح علی مَا هُوَ قَاعِدَته،و به اشْتَبَه علی کَثِیرٍ من الشُّرَّاح لِقَرِینَهِ مَا بَعْده،و هو قوله:«و بفَتْحِ المِیمِ » الفُسْطَاطُ العَظِیمُ و هو فُسْطَاط المَلِک.جَمْعُه مَضَارِبُ .
و بِفَتْح المِیمِ و الرَّاءِ أَیْضاً: العَظْمُ الَّذِی فِیهِ المُخُّ . و مِنَ الْمَجَاز:تَقُولُ لِلشَّاهِ إِذَا کَانَت مَهْزُولَهً :مَا یُرِمّ منها مَضْرَب .
أَیْ إِذَا کُسِر عَظْمٌ من عِظَامِها أَو قَصَبها لم یُصَبْ فِیها مُخُّ .
و اضْطَرَبَ الشیءُ: تَحَرَّک و مَاجَ کَتَضَرَّبَ . و الاضْطِرَابُ :
تَضَرُّبُ الوَلَدِ فی البطن.
و اضْطَرَب البَرْقُ فی السَّحَابِ :تَحَرَّک. و اضْطَرَب الرَّجُلُ : طَالَ مَعَ رَخَاوَهٍ . و رجُلٌ مُضْطَرِبُ الخَلْقِ :طَوِیلٌ غَیْرُ شَدِید الأَسْرِ. و اضْطَرَب أَمْرُهُ : اخْتَلَّ . یُقَالُ :حَدِیثٌ مُضْطَرِبُ السَّنَدِ،و أَمْرٌ مُضْطَرِبٌ .
و اضْطَرَبَ : اکْتَسَبَ . قال الکُمَیْتُ .
رَحْبُ الفِنَاءِ اضْطِرَابُ المَجْدِ رَغْبَتُه
و المَجْدُ أَنْفَعُ مَضْروبٍ لمُضْطرِبِ
قال الصَّاغَانیّ :و الرِّوَایَه الصَّحیحَهُ مَصْرُوب لمُصْطَرِب، بالصَّادِ المهمله،أَی أَنْفَع مَجْمُوع لجَامع.
و اضْطَرَبَ :جَاءَ بمَا سَأَلَ أَنْ یُضْرَبَ لَهُ . «و
14- فی الحَدِیث:
أَنَّه صَلَّی اللّه علیه و سلم اضْطَرَبَ خَاتَماً من حَدِیدٍ» (6). أَی سَأَل أَن یُضْرَبَ لَهُ و یُصَاغَ ،و هو افْتَعَل من الضَّرْب بمَعْنَی الصِّیَاغَه،و الطَّاءُ بَدَلٌ من التَّاء.
و ضَارَبَهُ أَی جَالَدَه،و القَوْمُ ضَارَبُوا کَتَضَارَبُوا و اضْطَرَبُوا بِمَعْنی.
ص:171
و یُقَالُ : اضْطَرَب حَبْلُهُم و اضْطَرَبَ الحَبْلُ بَیْنَ القَوْمِ ، و فی نُسْخَهِ الکفوی«خَیْلهُم»و هو خَطَأ،إِذَا اخْتَلَفَت کَلِمَتُهم.
و فی الأَسَاسِ ،و مِن المَجَازِ:فی رأْیِه اضْطِرَابٌ مِنْه أَی ضَجَر (1)،انتهی.
و من المجاز: الضَّرِیبَهُ :الطَّبِیعَهُ و السَّجِیَّهُ .یُقَالُ :هَذِه ضَرِیبَتُه الَّتِی ضُرِبَ عَلَیْهَا و ضُرِبَها ،و ضُرِبَ عَنِ اللِّحْیَانِی و لم یَزُدْ عَلَی ذَلِک شَیْئاً،أَی طُبِعَ .و
16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ المُسْلِم المُسَدِّدَ لَیُدْرِکُ دَرَجَهَ الصُّوَّامِ بحُسْنِ ضَرِیبَتِه ». أَی سَجِیَّتِه و طَبِعَتِه.تَقُولُ :فلانٌ کَریمٌ الضَّرِیبَهِ و لَئیم الضَّرِیبَهِ .
و کذلک تقُول فی النَّحِیتَه و السَّلِیقَهِ و النَّحِیزَه[و التُّوسِ ] (2)و السُّوس و الغَرِیزه و النِّحَاس و الخیم.
و الضَّریبهُ :الخَلِیقَهُ .یُقَالُ :خُلِق النَّاسُ عَلَی ضَرَائِبَ شَتَّی.و یُقَالُ :إِنه لکَرِیمُ الضَّرَائب . و قَالَ ابْنُ سِیدَه:رُبَّمَا سُمِّی السیَّفُ نَفْسُه ضَرِیبَه .قال جَرِیرٌ.
و إِذَا هَزَزْتَ ضَرِیبَهً قَطَّعْتَهَا
فَمَضَیْتَ لا کَزِماً (3)و لا مَبْهُورَا
و الذی صَرَّحَ بِهِ غَیْرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّهِ اللُّغَهِ أَنَّ ضَرِیبَه السَّیْفِ حَدُّه ،و قِیلَ :هو دُونَ الظُّبَه،و قیل:هو نَحْوٌ مِنْ شِبْرٍ فی طَرَفِهِ کالمَضْرَبِ و المَضْرَبَهِ بفَتْح المِیمِ و تُکْسَرُ رَاؤُهُمَا و تُضَمُّ أَی الرَّاءُ فی الأَخِیرِ،حَکَاهَ سِیبَوَیْه و قَال:
جَعَلُوه اسْماً کالحَدِیدَه یَعْنِی أَنَّهُمَا لَیْسَتَا عَلَی الفِعْل.
و الضَّرِیبَهُ :الصُّوفُ أَو الشَّعَر یُنْفَشُ ثم یُدْرَجُ و یُشَدّ بخَیْطٍ لیُغْزَلَ فهی ضَرَائِبُ .و الضَّرِیبَهُ :الصوفُ یُضْرَبُ بالمِطْرَقِ ،و قِیلَ : الضَّرِیبَهُ : القِطْعَهُ من القُطْنِ و قیل:مِنْهُ و من الصُّوفِ .
و الضَّرِیبَهُ : الرَّجُلُ المَضْرُوبُ بالسَّیْفِ ،و إِنَّمَا دَخَلَتْه الهَاءُ و إِنْ کَانَ بمَعْنَی مَفْعُول لأَنَّه صَارَ فی عِدَادِ الأَسْمَاءِ کالنَّطِیحَه و الأَکِیلَهِ .و فی التَّهْذِیب: الضَّرِیبَهُ :کُلُّ شَیْ ءٍ ضَرَبْتَهُ بِسَیْفکِ مِنْ حَیٍّ أَو مَیِّت.
و الضَّرِیبَهُ : وَادٍ حِجَازِیٌّ یَدْفَعُ سَیْلهُ فی ذَاتِ عِرْقٍ .
و من المجاز: الضَّرِیبَهُ وَاحِدَهُ الضَّرَائِبِ وَ هِیَ التی تُؤْخَذُ فی الأَرْصَادِ و الجزْیهِ و نَحْوِها.
و مِنْه ضَرِیبَهُ العَبْدِ أَی غَلَّهُ العَبْدِ. و
16- فی حَدِیثِ الحَجَّامِ :
«کم ضَرِیبَتُکَ »؟ وَ هِیَ ما یُؤَدِّی العَبْدُ إِلی سَیِّدِه من الخَرَاجِ المُقَرَّر عَلَیْه[و هی] (4)،فَعیله بمَعْنَی مَفْعُولَه،و تُجْمَعُ عَلَی ضَرَائِب .و منه حَدِیثُ الإِمَاءِ الَّلاتِی کانَتْ (5)عَلَیْهِن لَمَوالِیهِن ضَرَائبُ .یُقَالُ :کم ضَرِیبَهُ عَبْدِک فی کُلِّ شَهْر.
و الضَّرَائِبُ : ضَرَائِبُ الأَرَضِین،وَ هیَ وَظَائِفُ الخراج عَلَیْهَا.
و ضَرَبَ عَلَی العبد الإِتَاوَهَ ضَرْباً :أَوْجَبَهَا عَلَیْه بالتّأْجِیلِ .
و قال أَبُو حَنِیفَه: ضَرِبَ النَّبَاتُ کفَرِح ضَرَباً ،فهو ضَرِبٌ ضَرَبَه البَرْدُ زَادَ ابْنُ القَطَّاعِ فی التَّهْذِیبِ و الرِّیحُ فأَضَرَّ بِه.
و عن أَبِی زَیْد:الأَرْضُ ضَرِبَهً إِذَا أَصَابَهَا الجَلِیدُ واحْتَرَقَ (6)نَبَاتُهَا،و قد ضَرِبَتِ الأَرْضُ ضَرَباً ،و أَضْرَبَهَا الضَّرِیبُ إِضْرَابا .و قال غیرُه:و أَضْرَبَ البَرْدُ و الرِّیحُ النَّبَات حتی ضَرِبَ ضَرَباً فهو ضَرِبٌ إِذَا اشْتَدَّ عَلَیْه القُرُّ.و ضَرَبَهُ البَرْدُ حَنَّی یَبِسَ .و ضُرِبَتِ الأَرْضُ ،و أَضْرَبْنَا (7)،و ضُرِبَ البَقْلُ و جُلِدَ و صُقِعَ .و أَصْبَحَتِ الأَرْضُ ضَرِبَهً و صَقِعَهً ،و یُقَالُ للنَّبَاتِ ضَرِبٌ و مَضْرِب .
و الضَّارِبُ :المَکَانُ ذُو الشَّجَر،و الضَّارِبُ :الوَادِی یَکُونُ فِیهِ شَجَر،یقال:عَلَیْکَ بِذَلِک الضَّارِب فانْزِلْهُ ،و أَنْشَد:
لَعَمْرکَ إِنَّ البَیْتَ بالضَّارِبِ الَّذِی
رأَیْتَ و إِنْ لَمْ آتِهِ لِیَ شَائِق
و قیل: الضَّارِبُ :المَکَانُ المُطْمَئنُّ من الأَرْضِ بِه شَجَرٌ.و قیل: الضَّارِبُ : القِطْعَهُ من الأَرْض الغَلِیظَهُ
ص:172
تَسْتَطِیلُ فی السَّهْلِ ،[و] (1)قِیلَ :هو مُتَّسَعُ الوَادِی،و الکُلّ مُتَقَارِب.
و الضَّارِبُ : اللَّیْلُ المُظْلِمُ ،وَ هُوَ الَّذِی ذَهَبَتْ ظُلْمَتُه یَمِیناً و شِمالاً و مَلأَتِ الدُّنْیَا.و ضَرَبَ اللَّیْلُ بأَرْوَاقِه:أَقْبَلَ .قال حُمَیْدٌ:
سَرَی مِثْلَ نَبْضِ العِرْقِ و اللَّیْلُ ضَارِبٌ
بأَرْوَاقِه و الصُّبْحُ قَدْ کَادَ یَسْطَعُ
و الضَّارِبُ : النَّاقَهُ تَکُونُ ذَلُولاً فإِذَا لَقِحَت تَضْرِبُ حَالِبَهَا مِنْ قُدَّامِها.و قیل: الضَّوَارِبُ من الإِبِل:الَّتی تَمْتَنِع بَعْدَ اللِّقَاح فتُعِزُّ أَنْفُسَهَا فلا یُقْدَرُ عَلَی حَلْبِهَا،و قد تَقَدَّم.
و الضَّارِبُ : شِبْهُ الرَّحَبَه فی الوَادِی،ج ضَوَارِبُ . قال ذُو الرُّمَّه:
قد اکْتَفَلَتْ بالحَزْن و اعْوَجَّ دُونَها
ضَوَارِبُ من غَسَّان مُعْوَجَّهٌ سَدْرَا (2)
و یقال: هو یَضْرِبُ المَجْدَ أَی یَکْتَسِبُه ،و قد تَقَدَّم الإِنْشَاد (3)و یَضْرِبُ لَهُ الأَرْضَ کُلَّهَا أَی یَطْلُبُه فی کُلِّ الأَرْضِ ،عَنْ أَبِی زَیْد.
و اسْتَضْرَبَ العَسَلُ :ابْیَضَّ و غَلُظَ و صَار ضَرَباً ،کَقَوْلهِم:
اسْتَنْوَقَ الجَمَلُ ،و استَتْیَسَ العَنْزُ بمَعْنَی التَّحَوُّل مِنْ حَال إِلَی حَال.و عَسَلٌ ضَرِیبٌ : مُسْتَضْرِبٌ .
و اسْتَضْرَبَت النَّاقَهُ :اشْتَهَتِ الفَحْلَ لِلضِّرَابِ .
و ضَرَابِیَهُ کقُرَاسِیَهٍ ،بالضَّمِّ ، کُورَهٌ وَاسعَهٌ بمصْر من الحَوْفِ فی الشَّرْقِیَّه.
و من المجَازِ: ضَارَبَه و ضَارَبَ له إِذا اتَّجَرَ فی مَالِه، وَ هِیَ القِرَاضُ .
و المُضَارَبَهُ :أَن تُعْطِیَ إِنْساناً مِن مَالِکَ مَا یَتَّجِرُ فِیه علی أَنْ یَکُونَ الرِّبْحُ بَیْنَکُمَا،أَو یَکُونَ لَهُ سَهْم مَعْلُومٌ من الرِّبْح،و کأَنَّه مأْخُوذٌ من الضَّرْبِ فی الأَرْضِ لطَلَب الرِّزْقِ .قال اللّهُ تَعَالَی: وَ آخَرُونَ یَضْرِبُونَ فِی الْأَرْضِ یَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللّهِ (4).
قال الأَزهریّ :و علی قِیَاسِ هَذَا المَعْنَی یُقَالُ للعَامِل:
ضَارِبٌ ،لأَنَّه هُوَ الَّذِی یَضْرِب فی الأَرْض.قَالَ :وَ جَائِز أَن یَکُونَ کُلُّ وَاحِد مِن رَبِّ المَالِ و مِنَ الْعَامِل یُسَمَّی مُضَارِباً ؛ لأَنَّ کُلَّ وَاحِد مِنْهُمَا یُضَارِبُ صَاحِبَه و کذَلِکَ المُقَارِض.
و قال النَّضْرُ: المُضَارِبُ :صَاحِبُ المَالِ ،و الَّذِی یَأْخُذُ المَالَ ،کِلاَهُمَا مُضَارِب ،هَذَا یُضَارِبُه و ذَاکَ یُضَارِبُه .و
17- فی حَدِیث الزُّهْرِیّ : «لا تَصْلُح (5)مُضَارَبَهُ مَنْ طُعْمَتُه حَرَامٌ ».
و (6)من المَجَازِ قَوْلُهم:فُلانٌ مَا یُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلَهٍ بفَتْح المِیمِ و کَسْرِ الرَّاءِ و لا مَنْبِض عَسَلَه أَی مِنَ النَّسَبِ و المَالِ ،یقال ذَلِک إِذَا لَم یَکُن له نَسَبٌ مَعْرُوفٌ و لا یُعْرف إِعْرَاقُه فی نَسَبِه.
و فی المحکم:ما یُعْرَفُ له مَضْرِبُ عَسَلَهٍ أَی أَصْلٌ و لا قَوْمٌ و لا أَبٌ و لا شَرَفٌ . کما یُقَالُ :إِنَّه لکَرِیمُ المَضْرِب شَرِیفُ المَنْصِبَ . و فی التَّنْزِیلِ العَزِیزِ: فَضَرَبْنا عَلَی آذانِهِمْ فِی الْکَهْفِ سِنِینَ عَدَداً (7).قال الزَّجَّاج: مَنَعْنَاهم السَّمْعَ أَنْ یَسْمَعُوا. و المَعْنَی:أَنَمْنَاهم و مَنَعْنَاهم أَن یَسْمَعُوا،لأَن النَّائِمَ إِذَا سَمِعَ انْتَبَه.و الأَصْلُ فی ذلک:أَنَّ النَّائِمَ لاَ یَسْمَعُ إِذَا نَامَ .و
16- فی الحدیث: « فَضَرَبَ اللّهُ علی أَصْمِخَتِهِم». أَی نَامُوا فلم یَنْتَبِهُوا.و الصِّمَاخ:ثقْبُ الأُذُن.
و
16- فی الحَدِیثِ : « فَضَرَبَ عَلَی آذَانِهِم». هو کنایَه عن النَّوْمِ .
مَعْنَاهُ حَجَبَ الصَوتَ و الحِسَّ أَنْ یَلِجَا آذَانَهم فَیَنْتَبِهُوا، فکَأَنَّهَا قد ضُرِبَ عَلَیْهَا حِجَابٌ .و منه
16- حَدِیثُ أَبِی ذَرٍّ:
« ضُرِبَ عَلَی أَصْمِخَتِهِم فما یَطُوفُ بالبَیْتِ أَحَدٌ». کَذَا فی لسان العرب.
و یقال: جَاءَ مُضْطَرِبَ العِنَانِ أَی مُنْهَزِماً مُنْفَرِداً.
و ضَرَّب الشُّجَاعَ فی الحَرْب تَضْرِیباً :حَرَّضَهُ و أَغْرَاهُ .
ص:173
و ضَرَّب النَّجَّادُ المُضَرَّبَهَ تَضْرِیباً إِذَا خَاطَهَا.و بِسَاطٌ مُضَرَّبٌ إِذَا کَان مَخِیطاً.
و ضَرَّبَ إِذَا تَعَرَّضَ للثَّلْج ،و هو الضَّرِیبُ .
و ضَرَّب أَیضاً إِذَا شَرِبَ الضَّرِیبَ و هو الشَّهْد،و قد أَغْفله المصنف فی محله و أَطلقه هنا،و قد تقَدَّمَت الإِشَارَهُ إِلیه.
و ضَرَّبَتْ عَیْنهُ إِذَا غَارَت ،نقله الصاغانیّ ،کحَجَّلَت (1).
و أَضْرَبَ القومُ إِضْرَاباً کأَجْلَدُوا و أَصْقَعُوا: وَقَعَ عَلَیْهِم الضَّرِیبُ ،و هو الصَّقِیعُ و الجَلِیدُ الَّذِی یَقَعُ بالأَرْضِ ،و قَدْ تَقَدَّم.
و أَضْرَبَتِ السَّمُومُ المَاءَ:أَنْشَفَتْه (2)حَتَّی تُسْقِیَه الأَرْضَ .
قَالَه اللَّیْثُ .
و أَضْرَب الخُبْزُ أَی خُبْزُ المَلَّه،فَهُوَ مُضْرِبٌ إِذَا نَضَجَ و آنَ لَهُ أَنْ یُضْرَبَ بالعَصَا أَو یُنْفَضَ (3)عنه رَمَادُه و تُرَابُه.
و خَبْزٌ مُضْرِبٌ وَ مَضْرُوبٌ قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِفُ خُبْزَهً :
و مَضْرُوبَهٍ فی غَیْر ذَنْبٍ بَرِیئهٍ
کَسَرْتُ لأَصْحَابی علی عَجَلٍ کَسْرَا
و ضَاربْت الرجلَ مُضَارَبَهً و ضِرَاباً ،و تَضارب القَومُ و اضْطَرَبُوا : ضَرَبَ بَعْضُهُم بَعْضاً.و ضَارَبَه فَضَرَبَهُ یَضْرُبُه کنَصَرَه:غَلَبَهُ فی الضَّرْب أَی کَانَ أَشَدَّ ضَرْباً مِنْه.و فِیهِ إِشَارَهٌ إِلَی ما قالوا:إِن أَفْعَالَ المُغَالَبَه کُلَّهَا مِنْ بَابِ نَصَر، و لو کَانَ أَصْلُهَا من غَیْر بَابِه کَهَذَا.و فارَصْتُه فَفَرَصْتُه و نحو ذلک إِلا خَاصَمْتُه فَخَصَمْتُه فأَنا أَخْصِمُه فإِن مُضَارِعَه جَاءَ بالکَسْرِ عَلَی غَیْرِ قِیَاسٍ ،و هو شَاذٌّ،قالَهُ شَیْخُنَا.
*و مما أَغْفَلَه المُصَنِّفُ و اسْتُدْرِکَ عَلَیْهِ قَوْلُهم:
ضَرَبَ الوَتِدَ یَضْرِبه ضَرْباً :دَقَّه حَتَّی رَسَبَ فی الأَرْضِ .وَتِدٌ ضَرِیبٌ : مَضْرُوبٌ ،هذه عن اللِّحْیَانی.
و
16- فی الحَدِیث: « یَضْطَرِبُ بِنَاءً فی المَسْجِد». أَی یَنْصِبُه و یُقِیمُه علی أَوْتَادٍ مَضْرُوبَهٍ فی الأَرْضِ .
و من المجاز: ضَرَبَ الدِّرْهَمَ یَضْرِبْه ضَرْباً :طَبَعَه،و هذادِرْهَمٌ ضَرْبُ الأَمِیر.و درهمٌ ضَرْبٌ ،وَصَفُوه بالمَصْدَرِ وَ وَضَعُوه مَوْضِعَ الصِّفَهِ کقَوْلِهِم:ماءٌ سَکْبٌ و غَوْرٌ،و إِنْ شِئْتَ نَصَبْتَ علی نِیَّه المَصْدَرِ و هو الأَکْثَر؛لأَنَّه لَیْسَ مِن اسْمِ ما قَبْله و لا هُوَ هُوَ،کَذَا فی لِسَانِ الْعَرَبِ .
و من الأَسَاس فی المجاز:و ضَرَبَ عَلَی المَکْتُوب أَی خَتَم (4).و ضَرَب الجُرْحُ و الضِّرْسُ :اشْتَدَّ وَجَعُه.و فی لِسَانِ العَرب: ضُرِبَ بِبَلِیَّهِ :رُمِیَ بِهَا لأَنّ ذَلِکَ ضَرْب .
و من المجاز: ضَرَبَ البَعِیرُ فی جَهَازِه أَی نَفَر فلَم یَزَل یَلْتَبِطُ و یَنْزُو حَتَّی طَرَحَ (5)عَنْه کُلَّ مَا عَلَیْهِ مِنْ أَدَاتِه و حِمْلِه.
و من المجاز أَیضاً قَوْلُهم: ضَرَبَتْ فِیهِ فُلاَنَهُ بعِرْقٍ ذِی أَشَبٍ ،أَی الْتِبَاسٍ أَی أَفْسَدَت نَسَبَهم بِوِلاَدَتِهَا فِیهِم، و قِیل:عَرَّقَتْ فِیهِم عِرْقَ سَوْء.
وَ من المجاز أَیضاً: أَضْرَبَ أَی أَطْرَقَ ،تَقُولُ :حَیَّهٌ مُضْرِبَهٌ وَ مُضْرِبٌ .و رأَیْت حَیَّهً مُضْرِباً إِذا کانت ساکِنَه لا تَتَحرَّک.
و المَضْرُوبُ (6):المُقِیمُ فی البَیْت.
و لَقَب نُوحِ بْنِ مَیْمُون بْنِ أَبِی الرِّجَالِ العِجْلیّ ،تَرْجَمَه البنداریّ فی ذَیْله علی تَارِیخ بغداد.و المُضَرِّب ،کمُحدِّث و مُعَظَّم،لقبُ عُقْبَهَ بْنِ کَعْبِ بْنِ زُهَیْرِ بْنِ أَبی سُلْمَی الشَّاعر.و بِالوَجْهَیْن ضُبِطَ فی نُسْخَه الصَّحَاح فی بَاب «ل ب ب»فلیُرَاجَعْ .
و الضَّرَّابُ :لَقَب أَبِی عَلیٍّ عَرفه بْن مُحَمّد المِصْرِیّ ثِقَه،تُوُفِّی سنه 340 و أَبُو القَاسِم عَبْدُ العَزِیز بن أَبی محمد الحَسَن بْنِ إِسْمَاعِیل بْنِ مُحَمَّد الغَسَّانِیّ الضَّرَّاب مُحَدِّثٌ ، رَوَی عن أَبِیهِ کِتَابَ الْحَمَاسَه.
و
16- فی الحدیث: «الصُّدَاع ضَرَبَانٌ فی الصُّدْغَیْن». أَی حَرَکَهٌ بقُوَّه.و
16- فی الحَدِیث: «نَهَی عَنْ ضَرْبَه الغَائِصِ ». و هو أَن یقول الغَائِصُ فی البحْر للتَّاجِر:أَغُوصُ غَوْصَهً فما أَخْرَجْتُ فهو لَکَ بِکَذَا،فیتَّفِقَان عَلَی ذَلِکَ ،و نُهِی عنه لأَنه غَرَرٌ.
ص:174
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : المَضَارِبُ :الحِیَلُ فی الحُرُوب.
و من المجاز: ضُرِبَت عَلَیْه الذِّلَّه.و ضَرَب خَاتَماً، و أَضْرَبَه (1)لِنَفْسِه،و أَضْرَبَ عن الأَمْر:عَزَفَ عَنْه (2).و طَرِیقُ مَکَّهَ ما ضَرَبَهَا العَامَ قَطْرَهٌ .و أَضْرَبَ جَأْشاً لأَمْرِ کذا:وَطَّنَ نَفْسَه عَلَیْه.و ضَرَبَ الفَخَّ عَلَی الطَّائِرِ،و هو الضَّارُوبُ ،کَمَا فِی الأَسَاسِ .
و الضَّرِیبَهُ :اسْمُ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَب.
و قال أَبو زَیْد:یُقَالُ : ضَرَبْتُ له الأَرْضَ کُلَّهَا أَی طَلَبْتُه فی کُلِّ الأَرْض.و قال غیره:یقال:فُلاَنٌ أَعْزَبُ عَقْلاً مِنْ ضَارِبٍ ،یَعْنُونَ مَاضِیاً إِلی غَائِط .
و ضَارِبُ السَّلَم:مَوْضِعٌ بالیَمَامَهِ (3).
الضَّاغِبُ :الرَّجُلُ الَّذِی یَخْتَبِئُ فی الخَمَر فیُفَزِّعُ الإِنْسَانَ بِصَوْتٍ کَصَوْتِ الضَّبُعِ أَو الأَسَد أَو الوَحْشِ . حکاهُ أَبُو عَمْرو و أَبُو حَنِیفَه،و أَنْشَد:
یا أَیُّهَا الضَّاغِبُ بالغُمْلُولْ
إِنَّکَ غُولٌ وَلَدَتْکَ غُولْ
هکذا أَنْشَدَه بالإِسْکَانِ ،و الصَّحِیحُ بالإِطْلاَق و إِنْ کَانَ فِیهِ حِینَئذٍ الإِقْوَاء،و قد ضَغَبَ فهو ضاغِبٌ . و الضَّغِیبُ :صَوْتُ الأَرْنَبِ و الذِّئْبِ ، کالضُّغَابِ بالضَّمِّ . ضَغَب یَضْغَبُ ضَغِیباً .
و قیل:هو تَضَوُّرُ الأَرْنَبِ عنْدَ أَخْذِها،و اسْتعاره بعضُ الشُّعَرَاء للَّبَنِ فقال،أَنْشَدَهُ ثَعْلَب:
کَأَنَّ ضَغِیبَ المَحْضِ فی حَاوِیَائِه
مع التَّمْرِ أَحْیَاناً ضَغِیبُ الأَرَانِب
و الضَّغِیبُ : صَوْتُ تَقَلْقُلِ الجُرْدَان فی قُنْبِ بالضَّمِّ الفَرِس و لیس له فِعْلٌ .و القُنْبُ :جِرَاب قَضِیبِ کُلِّ ذِی حَافِرٍ،کما یَأْتِی له.
و قال أَبو حَنِیفَه: أَرْضٌ مَضْغَبَهٌ (4): کَثِیرَهٌ الضَّغَابِیسِ .
و هی صِغَارُ القِثّاء. وَ رَجُلٌ ضَغْبٌ بالفَتْح (5)،و هی بِهَاء:مُشْتَهٍ للضَّغَابِیسِ أَو مُولَعٌ بِحُبِّهَا. أُسقِطَت السِّینُ مِنْهُ لأَنَّهَا آخرُ خُرُوفِ الاسْمِ ، کما قِیلَ فی تَصْغِیرِ فَرَزْدَق فُرَیْزِدٌ،و جمعه فَرَازِدُ فَعَلَی هَذا کَانَ الأَوْلَی ذکرُه هنا للتَّنْبِیهِ عَلَیْه أَو أَصَالَه کما هو رَأْیُ الجَوْهَرِیّ و غَیْرِه فی زِیَادَهِ السِّینِ کما قَالَهُ شیخنا.
و فی لسان العرب:و مِنْ کَلاَمِ امرَأَه من العَرَبِ :و إِنْ ذَکَرْتِ الضَّغَابِیسَ فإِنِّی ضَغِبَهٌ »و لَیْسَت الضَّغِبَهُ من لفظ الضُّغْبُوسِ (6)،لأَنَّ الضَّغِبَهَ ثُلاَثِیٌّ ،و ضُغْبُوسٌ رُبَاعِیّ فَهُوَ إِذاً مِنْ بَابِ لآلٍ (7)،انتَهَی،و سَیَأْتِی طَرَفٌ مِنْ ذَلِکَ فی ضَغْبَسَ .
و ضَغَبَ کَمَنَع یَضْغَبُ ضَغِیباً : صَوَّتَ کالأَرَانِبِ و الذِّئَابٍ .و فَزَّعَ .
و ضَغَبَ المرأَه:نَکَحَهَا. و هذه نَقَلَهَا الصَّاغَانِیّ .
ضَنَبَ بِهِ الأَرْضَ یَضْنِبُ بالکَسْرِ ضَنْباً : ضَرَبَ بِهِ . و ضَنَبَ بالشَّیْ ءِ ضَنْباً : قَبَضَ علیهِ (8)،کِلاَهُمَا عَنْ کُرَاع.
الضَّوْبَانُ بالفَتْحِ و یُضم (9)لُغَتَان فی الضُّؤْبَان بالهَمْزِ و هو الجَمَلُ المُسِنُّ القَوِیُّ الضَّخْم و قد تقدم، واحده کجَمْعِه سَوَاءٌ.و ذکره الأَزْهَرِیّ فی«ضَبَن»و قال:من قال ضَوْبان جعله من ضَابَ . یَضُوب .و قَوْلُ شَیْخِنا:إِنَّه سَبَق فی مَادَه الهَمْزِ و أَنَّه تَصَحَّفَ عند الأَکْثَر،و لذلک لم یَذْکُرْه الجَوْهَرِیّ هُنَاک،لَیْسَ بِسَدِید،فقد ذَکَرَه أَبُو زَیْد و غَیْرُه من أَئِمَّهِ اللُّغَه فی الهَمْزَه و أَنْشَدُوا:
لَمَّا رأَیْتُ الهَمَّ قَدْ أَجْفَانِی (10)
ص:175
إِلی آخره،کما تَقَدَّم،و لَعَلَّه اشْتَبَه عَلَیْه بضَیْأَب الذی هو تَصْحِیف ضَیْأَن.
و الضُّوبَانُ (1) بالضَّمِّ :کَاهِلُ البَعِیرِ.
و عن الفرَّاء: ضَابَ الرَّجُلُ إِذَا اسْتَخْفَی. و عن ابن الأَعْرَابِیّ : ضَابَ إِذَا خَتَلَ عَدُوّاً ،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
ضَهَبَه بالنَّار کمَنَعَه :لَوَّحَهُ و غَیَّرَه.و ضَهَبَ الرَّجُلُ یَضْهَبُ ضُهُوباً :أَخْلَفَ و ضَعُفَ و لم یُشْبِهه الرِّجَال ، و هو مَجَازٌ،لِشَبَهِهِ باللَّحْم الَّذِی لم یَنْضَج.
و ضَهْبُ القَوْمِ بالفَتْح فالسُّکُون: اختِلاطُهُم (2).
و فی التهذیب فی ترجمه«هَضَبَ ».و فی النّوَادِر:هَضَبَ القَومُ و ضَهَبُوا و هَلَبُوا و أَلَبُوا و حَطَبُوا کله للإِکْثَارِ (3)و الإِسراع.
و ضَهَّبَه أَی اللَّحْمَ تَضْهِیباً :شَوَاه عَلَی حِجَارَه مُحْمَاهٍ فهو مُهَضهَّب أَو (4)ضَهَّبَه : شَوَاهُ و لَمْ یُبَالِغْ فی نُضْجِه. قال امرؤُ القَیْسِ :
نَمُشُّ بأَعْرَافِ الجِیَادِ أَکُفَّنَا
إِذا نَحْنُ قُمْنا عن شِواءٍ مُضَهَّب
و قال أَبُو عَمْرٍو:إِذَا أَدْخَلْت اللحمَ النَارَ و لم تُبَالغْ فی نُضْجِه قلتَ : ضَهَّبْتُه فهو مُضَهَّب ،و الأَوّل قَوْلُ اللَّیْث.
و ضَهَّبَ القَوْسَ :عَرَضَهَا علی النَّارِ للتَّثْقِیفِ و کَذَلِکَ الرُّمْح.
و الضَّهْبَاءُ :القَوْسُ الَّتِی عَمِلَتْ فِیهَا النَّارُ و الضَّبْحَاءُ مِثْلُهَا.
و فی الأَسَاسِ :و امْرَأَهٌ ضَهْبَاءُ :لا تَحِیضُ (5).قُلْتُ :و هو تَصْحِیف.و الصَّوَابُ ضَهْیَاء (6)بالتَّحْتِیَّه و قد تَقَدَّمَ .
و الضَّیْهَبُ کصَیْقَل:کُلُّ قُفٍّ أَو حَزْنٍ أَو مَوْضِعٍ مِنَ الجَبَل تَحْمَی علیه الشَّمْسُ حتی یَنْشَوِیَ عَلَیْه اللَّحْمُ ،قَالَهُ اللَّیْثُ ،و أَنشد:
وَغْر تَجِیُشُ قُدُورُه بِضَیَاهِبِ
قال أَبو مَنْصُور:الَّذِی أَرَادَ اللَّیْثُ إِنَّما هُوَ الصَّیْهَبُ بالصَّادِ المُهْمَلَه و قد تَقَدَّم بَیَانُه،و کَذَلِکَ هُوَ فی البَیْت «تَجِیشُ قُدُورُه بِصَیَاهِب».جَمْعُ صَیْهَب،و هو الیَوْمُ الشَّدِیدُ الحَرِّ،و قد تَقَدَّم.فَعَلَی هَذَا قَوْلُ المُصَنِّفِ لِمَشْوِیِّ (7)اللَّحْم کَذَا فی النُّسخَ لَیْسَ بِسدِید،و سَکَتَ عنه شَیْخُنَا مَع سعه اطِّلاَعه.
و یقال: لَحْمٌ مُضَهَّبٌ کمُعظَّمٍ أَی مُقَطَّعٌ نَقَلَه الصاغانیّ عن المُفَضّل.
و یقال ضَهَبَ (8)النَّارَ إِذَا جَمَعَها.
و المُضَاهَبَهُ :المُقَابَحَهُ و هی المُکَاشَفَهُ بالقَبِیح کما نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
الضَّیْبُ بالفَتْحِ لُغهٌ فی الضِّئْبِ بالکَسْرِ مَهمُوزاً و قد تقدم ما یتعَلَّق بمعْنَاه.
الطِّبُّ مُثَلَّثَه الطَّاءِ هُوَ عِلاَجُ الجِسْم و النَّفْس و اقْتَصَر علی الکَسْرِ فی الاسْتِعْمال.و الفَتْح و الضّمَّ لغتان فِیهِ .و قد طَبَّ یَطُبُّ بالضَّمِّ علی القِیَاسِ فی المُضَاعَف المُتَعَدِّی و یَطِبُّ بالکَسْر علی الشُّذُوذ طَبّاً فهو مِمَّا جَاءَ بالوَجْهَیْن کعَلَّه یَعُلُّه و أَخَوَاته و إِنْ لم یَذْکُروه فِیهَا،و لیس هذا من زِیَادَات المُؤَلِّف کما زعمه شیخُنَا،بل سَبَقَه فی المحکم و لِسَان العَرَب و غَیْرهما.
و من المجاز: الطِّبُّ بمَعْنَی الرِّفْق. و الطَّبِیبُ الرَّفِیقُ ، قیل:و منه فَحْلٌ طَبٌّ أَی رَفِیقٌ بالفَحْلَه،لا یَضُرُّ الطَّرُوقَهَ (9)، کَمَا فی الأَسَاسِ .قال المَرَّارُ بْنُ سَعِید الفَقْعَسِیّ یَصِفُ جَمَلاً،و لَیْس للمَرَّار الحَنْظَلِیّ :
یَدِینُ لمَزْرُور إِلَی جَنْبِ حَلْقَه
من الشِّبْهِ سَوَّاها بِرِفْقٍ طَبِیبُهَا
ص:176
یَدِینُ :یُطِیعُ .و المَزْرُورُ:الزِّمامُ المَرْبُوطُ بالبُرَهِ ،و هو مَعْنَی قَوْلِه:حَلْقَه مِن الشِّبْهِ ،و هو الصُغْرُ،أَی یَطِیع هَذِه النَّاقَه زِمَامُهَا إِلَی بُرَهِ أَنْفِها،کذا فی لسان العرب.
و من المَجَازِ: الطُّبُّ بمعنی السِّحْر. قال ابنُ الأَسْلَتِ :
أَلاَ مَنْ مُبْلِغٌ حَسَّانَ عَنِّی
أَطُبٌّ کَانَ دَاؤُکَ أَم جُنُونُ
و رواه سیبویه:أَ سِحْرٌ کَانَ طُبُّکَ .
و قد طُبَّ الرَّجُلُ .و المَطْبُوبُ :المَسْحُورُ.قالَ أَبُو عُبَیْدَه:إِنما سُمِّی السِّحْرُ طُبّاً علی التفاؤل بالبُرْءِ.و مِثْلُه فی النِّهَایَه،و بِه
14- فُسِّر الحَدِیثُ أَنَّ النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلم: «احْتَجَمَ بقَرْنٍ حینَ طُبَّ » (1). وَ یَری أَبُو عُبَیْد أَنه إِنَّمَا قِیلَ لَهُ مَطْبُوبٌ ؛لأَنَّه کَنی (2)بالطّب عن السِّحْر،کَمَا کَنَوْا عن اللَّدِیغ فَقَالُوا:
سَلِیم،و عن المَفَازَه و هی مَهْلَکَه (3)فَقَالُوا:مَفَازَه تَفَاؤُلاً (4)بالفَوْزِ و السَّلاَمَهِ .و
16- فی الحَدِیث: «فَلَعَلَّ طَبّاً أَصَابَه» (5). و فی [حَدِیث]آخر:أَنَّه مَطْبُوبٌ .
و الطِّبُّ بالکَسْرِ الطَّوِیَّه (6)و الشَّهْوَهُ و الإِرادَهُ . قال:
إِن یَکُنْ طِبُّکِ الفِرَاقَ فإِن ال
بَیْنَ أَن تَعْطِفِی صُدُورَ الجِمَالِ
و من المَجَازِ: الطِّبُّ :الدَّأْبُ و الشَّأْنُ و العَادَهُ و الدَّهْرُ.
یقَال:ما ذَاکَ بطِبِّی أَی بِدَهْرِی و عَادَتِی و شَأْنِی.
فی لسان العرب:و قول فَرْوَه بْنِ مُسَیْکٍ المُرَادِیّ (7):
فَإِنْ نَغْلِبْ فَغَلاَّبُون قِدْماً
و إِن نُغْلَبْ فَغَیْرُ مُغَلَّبِینَا
فما إِنْ طِبُّنَا جُبْنٌ و لکِنْ
مَنَایَانَا وَ دَوْلَهُ آخَرِینا
کَذَاکَ الدَّهْرُ دَوْلَتُه سِجَالٌ
تَکُرُّ صُرُوفُه حِیناً فَحینَا
یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مَعْنَاه:مَا دَهْرُنَا و شَأْنُنا و عَادَتُنَا،و أَنْ یَکُونَ مَعْنَاه شَهْوَتَنَا.و مَعْنَی هَذَا الشعر:إِن کانَت هَمْدَانُ ظَهَرَتْ عَلَیْنَا فی یَوْم الرَّدْمِ (8)فغَلَبَتْنَا فَغَیْر مُغَلَّبِین.
و المُغَلَّبُ :الَّذِی یُغْلَبُ مِرَاراً أَیْ لَمْ نُغْلَبْ إِلاَّ مَرَّهً وَاحِدَهً .
و الطَّبُّ بالفَتْحِ و حکی،التَّثْلِیثَ إِمَّا أَصَالَه أَو عَلَی الوَصْفِ بالمَصْدَر وَ هُوَ الظَّاهِرُ،قاله شَیْخنا،و هُو العَالِم، قاله أَبُو حَیَّان و الطَّبُّ : المَاهِرُ الحَاذِقُ الرَّفِیقُ کما فِی النِّهَایَه.
و قَال ابْنُ سِیدَه فی تَفْسِیر شِعْرِ ابْنِ الأَسْلَت المُتَقَدِّم ذِکْرُه:و الَّذِی عِنْدِی أَنَّه الحِذْقُ ،و مثله قال المَیْدَانِیّ .
و فی لسان العرب: الطَّبُّ :الحَاذِقُ من الرِّجَالِ المَاهِر بعِلْمِه (9)، کالطَّبِیبِ أَنْشَدَ ثَعْلَب فی صفَه غِرَاسَهِ نَخْل:جَاءَتْ علی غَرْسِ طَبِیبٍ ماهِرِ و قد قِیلَ :إِنَّ اشْتِقَاقَ الطَّبِیبِ مِنْهُ ، و لَیْسَ بِقَوِیّ ،و کُلُّ حَاذِقٍ بِعِلْمِهِ (10)طَبِیبٌ عِنْد العَرَب.و یقَال:
فُلاَنٌ طَبٌّ بِکَذَا أَی عَالِمٌ بِهِ .
و فی المحکم:و سَمِعْتُ الکِلاَبِیَّ یَقُولُ :اعمَلْ فی هَذَا عَمَل مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ .
و عَن الأَحْمَر:و من أَمْثَالِهم فی التّنَوُّق فی الحَاجَه و تَحْسِینِها (11): «اصنَعْه صَنْعَه مَنْ طَبَّ لِمَنْ حَبَّ » أَیْ صَنْعَه حَاذِقٍ لِمَنْ یُحِبُّه.
14- و جَاءَ رَجُلٌ إِلَی النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم فرَأَی بَیْنَ کَتِفَیْهِ خَاتمَ النُّبُوَّه،فقال:إِنْ أَذِنْتَ لِی عالجْتُهَا فإِنِّی طَبِیبٌ ،فقال له النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم:« طَبِیبُهَا الَّذِی خَلَقَهَا لا أَنْتَ » (12). و
17- فی حَدِیثِ سَلْمَانَ و أَبِی الدَّرْدَاء: «بَلَغَنِی أَنَّکَ جَعَلْتَ طَبِیباً ». الطَّبِیبُ فی
ص:177
الأَصْلِ :الحَاذِقُ بالأُمُورِ العَارِفُ بِهَا،و بِهِ سُمِّیَ الطَّبِیبُ الَّذِی یُعَالجُ المَرْضَی،و کُنِی بِه هَاهُنَا عن القَضَاء و الحُکْم بَیْن الخُصُوم،لأَنَّ مَنْزِلَهَ القَاضِی من الخُصُوم بمَنْزِلَه الطَّبِیبِ مِنْ إِصْلاَح البَدَنِ .
و فی التَّهْذِیب:أَصْلُ الطَّبِّ الحِذْقُ بالأَشْیَاء و المَهَارَهُ بها.یقال:رجل طَبٌّ و طَبِیبٌ إِذَا کَانَ کذلک،و إِنْ کَانَ فی غَیْر عِلاَج المَرَضِ .قال عَنْتَرَهُ :
إِن تُغْدِفِی (1)دُونِی القِنَاعَ فإِنَّنِی
طَبٌّ بأَخْذِ الفَارِسِ المُسْتَلْئِمِ
و قال عَلْقَمَهُ :
فإِن تَسْأَلُونِی عن نِسَاء فإِنَّنِی
بَصِیرٌ بأَدْوَاء النِّسَاء طَبِیبُ
و الطَّبُّ : البَعِیرُ یَتَعَاهَد مَوْضِع خُفِّه أَیْنَ یَطَأُ به.
و الطَّبُّ : الفَحْلُ الحاذِقُ المَاهِرُ بالضِّرَاب یَعْرف اللاَّقِحَ مِنَ الحَائِل،و الضَّبْعَهَ من المَبْسُورَهِ (2)،و یَعْرِفُ نَقْضَ الوَلَد فی الرَّحِمِ و یَکْرُفُ ثُمَّ یَعُودُ و یَضْرِبُ .و
17- فی حَدِیْثِ الشَّعْبِیّ :
وَ وَصَفَ مُعاوِیَهَ فَقَالَ :«کَانَ کَالجَمَل الطَّبِّ ». یَعْنی الحاذِق بالضِّرَابِ .و قیل:مِنَ الإِبل الَّذِی لا یَضَعُ خُفَّه إِلاَّ حَیْثُ یُبْصِر،فاسْتَعَارَ أَحَدَ هَذَیْن المَعْنَیَیْن لأَفْعَالِه و خِلاَلِه.
و الطَّبُّ . تَغْطِیَهُ الخُرَزِ بِالطِّبَابَهِ . و قد طَبَّ الخَرْزَ یَطُبُّه طَبًّا ،کذلک طَبَّ السِّقَاءَ و طَبَّبَه . کالتَّطبِیبِ شُدِّدَ لِلْکَثْرَه.
و الطُّبُّ بالضَّمِّ :ع.
و الطِّبَّه و الطِّبَابَهُ بِکَسرِهما و الطَّبِیبَه کَحَبِیبَه:القِطْعَهُ المُسْتَطِیلَهُ الضَّیِّقَهُ من الأَرْضِ الکَثِیرَهُ النَّبَاتِ قَالَه أَبُو حَنِیفَه.
و الطِّبَّهُ و الطَّبِیبَهُ و الطِّبَابَهُ :الطَّرِیقَهُ المُسْتَطِیلَهُ مِنَ الثَّوْبِ و الرَّمْلِ و السَّحَاب و شُعَاع الشَّمْسِ و الجِلْدِ. و قیل: الطِّبَّهُ :
الشُّقَّهُ المُسْتَطِیلَهُ من الثَّوْبِ و الجِلْدِ أَو المُرَبَّعَه،من الأَخِیرِ، أَو المُسْتَدِیرَه فی المَزَادَه و السُّفْرَهِ و نحْوِهَا.
و قال الأَصْمعیّ :الخِبَّهُ و الطِّبَّه و الخَبِیبَهُ و الطِّبَابَهُ کُلُّ هَذَاطَرَائِقُ فی رَمْلٍ و سَحَاب،و کذلک طِبَبُ شُعَاع الشَّمْسِ ، وَ هِیَ الطَّرَائِق التی تُرَی فِیهَا إِذَا طَلَعَت،و هی الطِّبَابُ أَیْضاً.
ج طِبَابٌ بالکَسْر و طِبَبٌ علی وزن عِنَب.
و فی الأَسَاس فِی المَجَازِ:و امْتَدَّت طِبَبُ الشَّمْس و طِبَابُها أَی حِبَالُهَا.و أَخَذْنَا فی طِبّهٍ [من الأَرضِ ] (3):قطعه مُسْتَطِیلَه دَقِیقَه (4)کَثِیرَه النَّبْتِ (5).و مَشْینا فی طِبَابَهٍ [من الأرض] 3و طَرِیدهٍ [و لو طبابه حسنه] 3و هی دیار مُتَساطِرَهٌ (6).
و الطُّبَّهُ بالضَّمِّ و الطِّبَابَهُ بالکَسْرِ:السَّیْرُ یَکُونُ فی أَسْفَلِ القِرْبَه بَیْنَ الخُرْزَتَیْن قاله اللیث،و نَصُّ کَلاَمِه: الطِّبَابَهُ من الخُرزِ:السَّیْرُ بین الخُرْزَتَیْن،و الطُّبِّهُ :السَّیْرُ الَّذِی یَکُونُ فی أَسْفَلِ القِرْبَه،و هو یُقَارِبُ (7)الخُرَزَ،فالمُؤَلِّفُ خَلَطَهُمَا عَلَی عَادَتِه فی الاخْتِصَارِ،و لو تَنَبَّه لَه شَیْخُنَا فی هَذَا لجَلَب عَلَیْه خَیْل سِنَانه و رَجِلَ مَلاَمِه و لَمْ یَرَ لَهُ وَجْه الاعْتِذَارِ.
و فی المحکم: الطِّبَابَهُ :سَیْرٌ عَرِیضٌ تَقَعُ (8)الکُتَبُ و الخُرَزُ فیه،و الجَمْعُ طِبَابٌ .قال جَرِیر:
بَکَی فارْفَضَّ دَمْعُکَ غَیْرَ نَزْرٍ
کَمَا عَیَّنْتَ بالسَّرَبِ الطِّبَابَا
و فی المحکم أَیضاً:و ربَّمَا سُمِّیَت القِطْعَهُ الَّتی تُخْرَزُ عَلَی حَرْفِ الدَّلْوِ أَوْ حَاشِیَه السُّفْرَه طُبَّه .و الجمع طُبَبٌ و طِبَابٌ .
و فی غیره: الطِّبَابَهُ و الطِّبَابُ :الجلْدَهُ الَّتِی تُجْعَلُ علی طَرَفَیِ الجِلْدِ فی القِرْبَه و السِّقَاءِ و الإِدَاوَه إِذَا سُوِّی ثم خُرِزَ غَیْرَ مَثْنِیّ .
و فی الصَّحَاحِ :الجِلْدَهُ التی یُغَطَّی (9)بِهَا الخُرَز و هی مُعْتَرِضَهٌ کالإِصْبَع مَثْنِیَّه علی مَوْضِعِ الخَرْزِ.
ص:178
و قال الأَصْمَعِیُّ : الطِّبَابَهُ :الَّتِی تُجْعَلُ عَلی مُلْتَقَی طَرَفَیِ الجِلْدِ إِذَا خُرِزَ فی أَسْفَلِ القِرْبَهِ و السِّقَاءِ و الإِدَاوَه.و عَنْ أَبِی زَیْد:فإِذَا کَانَ الجِلْدُ فی أَسَافِلِ هَذِه الأَشْیَاءِ مَثْنِیًّا ثم خُرِزَ عَلَیْه فهو عِرَاقٌ ،و إِذَا سُوِّیَ ثُمَّ خُرِزَ غَیْرَ مَثْنِیّ فهو طِبَابٌ .
و طَبِیبٌ السِّقَاء:رُقْعَتُه (1).
و رَجُلٌ طَبٌّ و طَبِیبٌ :عَالِم بالطِّبِّ .تَقُولُ : مَا کُنْتَ طَبِیباً ،و لَقَد طَبِبْتَ بالکَسْرِ ،و عَلیه اقتصر فی لسان العرب و الفَتْح.ج فی القَلِیلِ أَطِبَّهٌ .و فی الکَثِیرِ أَطِبَّاء . و بِمَا شَرَحْناه اتّضَحَ أَن کَلاَمَ المُؤَلِّف فی غَایَهٍ من الاسْتِقَامَهِ و الوُضُوح،لا کَمَا زَعَمَه شَیْخُنا أَنَّه لاَ یَخْلُو من تَنَافُرٍ و قَلَق.
و المُتَطَبِّبُ :مُتَعَاطِی عِلْمِ الطِّبِّ و قَد تَطَبَّبَ .و قَالُوا:
تَطَبَّبَ لَهُ :سَأل لَهُ الأطِبَّاءَ .
و الَّذِی فی النِّهَایَه: المُتَطَبِّبُ :الَّذِی یَعَانِی عِلْمَ الطِّبِّ (2)و لا یَعْرِفُه مَعرِفَهً جَیِّدَهً .
قلتُ :أَی لِکَوْنِه من بَابِ التَّفَعُّلِ و هو لِلتَّکَلُّف غَالِباً.
و قالوا: إِنْ کُنْتَ ذا طِبٍّ و طُبٍّ و طَبٍّ فَطِبَّ لِعَیْنِک بِالإِفْرَادِ،کذا فی نُسْخَتِنَا،و فی أُخْرَی بالتَّثْنِیَه،و مِثْلُه فی لِسَان الْعَرَب مُثَلّثه الطاءِ فِیهِمَا ،و علی الأَوَّل اقْتَصَرَ فی المُحْکَمِ .
و قال ابن السِّکِّیت:إِن کُنْتَ ذَا طِبٍّ فطِبَّ لِنَفْسِکَ أَی ابْدَأْ أَوَّلاً بإِصلاحِ نَفْسِکَ .
و کذا قَوْلُهم: مَنْ أَحَبَّ طَبَّ و احْتَالَ لِمَا یُحِبُّ أَیْ تَأَتَّی (3)للأُمُورِ وَ تَلَطَّفَ .
و هُو یَسْتَطِبُّ لِوَجَعِه أَی یَسْتَوْصِفُ الدَّوَاءَ أَیُّهَا یَصْلُح لِدَائِهِ .
و طِبَابَهُ السَّمَاءِ وَ طِبَابُها :طُرَّتُها المُسْتَطِیلَهُ . قال مَالِکُ بْنُ خَالِد الهُذَلِیُّ :
أَرَتْهُ من الجَرْبَاءِ فی کُلِّ مَوْطِنٍ
طِبَاباً فمَثْوَاهُ النَّهَارَ المَرَاکِدُ
یصفُ حِمَارَ وحْشٍ خَافَ الطِّرَادَ (4)فَلجَأَ إِلَی جَبَل فصَارَ فی بَعْضِ شِعَابِه،فَهُوَ یَرَی أُفُقَ السَّمَاءِ مُسْتَطِیلاً.قال الأَزْهَرِیّ :و ذَلِکَ أَنَّ الأُتُنَ أَلْجَأَتِ المِسْحَلَ إِلَی مَضِیقٍ فی الجَبَل لا یَرَی فیه إِلا طُرَّهً من السَّمَاءِ.
و الطِّبَابُ (5)مِنَ السَّمَاء:طَرِیقُه و طُرَّتُه (6).و قَالَ الآخَرُ:
و سَدَّ السَّمَاءَ السِّجْنُ إِلاَّ طِبَابَهً
کتُرْسِ المُرَامِی مُسْتَکِنًّا جُنُوبُهَا (7)
فالحِمَارُ رَأَی السَّمَاءَ مُسْتَطِیلَه لأَنَّه فی شِعْب،و الرَّجُلُ رَآهَا مُسْتَدِیرَه لأَنَّه فی السجن.
و الطَّبْطَبَهُ :صَوْتُ المَاءِ إِذَا اضْطَرَب و اصْطَکَّ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و أَنشد:
کأَنَّ صَوْتَ المَاءِ فی أَمْعَائِها
طَبْطَبَهُ المِیثِ إِلَی جِوَائِهَا
عدّاه بإِلَی لأَنَّ فیهِ مَعْنَی تَشَکِّی المِیث.
و الطَّبْطَبَهُ : صَوْتُ تَلاَطُم و فی بعضُ النُّسَخ تَلاَطُع السَّیْل. و طَبْطَبَ المَاءَ إِذَا حَرَّکه.و عن اللیث: طَبْطَبَ الوَادِی طَبْطَبَه إِذَا سَالَ بالمَاءِ.و سَمِعْتُ لِصَوْتِه طَبَاطِبَ .
و قَد تَطَبْطَبَ الماءُ و الثَّدْیُ .قال:
تَطَبْطَبَ ثَدْیَاهَا فَطَار طَحِینُها
و الطَّبْطَبَهُ :شیءٌ عَرِیضٌ یُضْرَبُ بَعْضُهِ ببَعْضٍ .
و الطَّبْطَابَهُ :خَشَبَهٌ عَرِیضَهٌ یُلْعَبُ بِهَا بالْکُرَه و فی التَّهْذِیبِ :یَلْعَبُ الفَارِسُ بِهَا بالکُرَه.و قَال ابنُ دُرَید:
الطَّبْطَابُ :الذی یُلْعَبُ بِهِ لَیْسَ بِعَرَبِیّ .
و عنْ ابْنِ هَانِئ:یُقَالُ : «قَرُبَ طِبٌّ » .و هَذَا مَثَلٌ یُقَالُ للرَّجُلِ یَسْأَلُ عَنِ الأَمْرِ الَّذِی قد قَرُبَ مِنْهُ ،و ذَلِکَ أَنَّهُ تَزَوَّجَ رَجُلٌ امرأَهً فَهُدِیَتْ إلَیْه أَی زُفَّت فلما قَعَدَ منها مَقْعَدَهُ من النِّسَاءِ أَی بَیْنَ رِجْلَیْهَا قَال لَهَا:أَ بِکْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَیِّبٌّ ،
ص:179
فَقَالَت لَهُ قَرُبَ کَکَرُمَ طِبٌّ فَاعِلُه و یُرْوَی طِبًّا بالنَّصْبِ علی التَّمْیِیزِ،کقَوْلِکَ :نِعْمَ رَجُلاً فَذَهَبَتْ مَثَلاً. قال شَیْخُنَا و یُقَالُ فی هَذَا المَعْنَی:أَنْتَ علی المُجَرَّب.
و من المَجَازِ: المُطَابَّهُ مُفَاعَلَه بِمَعْنَی المُدَاورَه و أَنَا أُطَابُّ هَذَا الأَمْرَ مُنْذُ حِین کَیْ أُبَلِّغَه کما فی الأَسَاسِ .
و التَّطْبِیبُ أَن تُعَلِّقَ السِّقَاءَ من عُودٍ کَذَا فی نُسْخَتِنَا، و صَوَابُه فی عَمُود أَی مِنَ الْبَیْتِ تَمْخُضَه قال الأَزْهَرِیّ :
و لم أَسْمَع التَّطْبِیبَ بهذا المعنی لغَیْرِ اللَّیْثِ ،و أَحْسِبُه التَّطْنِیبَ کما یُطَنَّبُ البَیْتُ .
و التَّطْبِیبُ : أَن تُدْخِلَ فی الدِّیبَاج بَنِیقَهً تُوَسِّعُه بها و عباره الأَسَاس:و طَبَّبَ الخَیَّاطُ الثَّوْبَ :زَادَ فِیه (1)بَنِیقَهً لِیَتَّسعَ .
و الطَّبْطَبیَّهُ :الدِّرَّهُ لأَنَّ صَوْتَ وَقْعِهَا طَبْ طَبْ ،و مِنْهُ الحَدِیثَ
14- قَالت مَیْمُونَهُ بِنْتُ کَرْدَم: «رأَیْتُ رسُول اللّه صلی اللّه علیه و سلم فی حَجَّه الوَدَاع و هو عَلَی نَاقَه مَعَه دِرَّهُ کدِرَّه الکُتَّابِ ،فسمعتُ الأَعْرابَ و النّاسَ یَقُولُون: الطَّبْطَبِیَّه الطَّبْطَبِیَّهَ ». أَی الدِّرَّهَ الدِّرَّهَ نَصْباً علی التَّحْذِیرِ (2).
و طَبْطَبَ الیَعْقُوبُ : صَوَّت نقله الصاغَانیّ .
و الطَّبَاطِبُ :العَجَمُ ،کذا فی لسان العرب. و طَبَاطَبَا لَقَبُ الشَّرِیف إِسْمَاعِیل الدِّیبَاج بن إِبراهیم الغمر بنِ الحَسَنِ المُثَنَّی بن الحَسَنِ السِّبْط بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبی طَالِب کرَّم اللّهُ وَجْهَه و رَضِی عَنْهُم.و الذی صَرّحَ به النسابه أَنه لَقَبُ ابْنِه إِبْرَاهِیم بْنِ إِسْمَاعِیلَ ،و هو الصَّوَابُ .و إِنما لُقِّب به لأَنّه کَانَ یُبْدِلُ القَافَ طَاءً للثْغَه فی لِسَانِه أَو لأَنَّه أُعْطِیَ قَبَاءً فَقَالَ : طَبَاطَبَا و هو یُرِیدُ قَبَاقَبَا و لا مُنَافَاه بین الوَجْهَیْن کَمَا هُو ظَاهِر.
و فی کِتَاب النَّسَب للإِمَامِ النَّاصِر للْحَقِّ ،یقال:إِنَّ أَهْلَ السَّوَاد لَقَّبُوه بِذَلِکَ .و طَبَاطَبَا بِلِسَان النَّبَطِیَّه:سَیِّدُ السَّادَات،نقل ذلک أَبُو نَصْر البُخَارِیّ عنه،و قیل:لأَنَّ أَبَاه أَرَادَ أَنْ یَقْطَع له ثَوْباً و هو طِفْل فَخَیَّرَه بَیْن قَمِیص و قَبَاءٍ فَقَالَ : طَبَاطَبَا یعنی قَبَاقَبَا.قُلتُ :و هم بَیْتٌ مَشْهُورٌ بالحَدِیثِ و الفِقْهِ و النَّسَبِ .و النِّسْبَه إِلیه طَبَاطَبِیّ .
و مَشْهَد الطَّبَاطِبَه بقَرَافَهِ مصر،منهم أَبُو الحَسَن عَلِیُّ بنُ الحَسَن بن إِبراهیم طَبَاطَبَا ،و حَفِیدُه شَیْخُ الأَهْل مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بْنِ عَلِیٍّ ،لوَلَدِه رِیَاسَه.و أَبُو عَلِیّ محمَّدُ بْنُ طَاهِرِ بْن عَلِیِّ بن مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ إِبرَاهِیم طَبَاطَبَا وَلَدُه سَادَهٌ مُحَدِّثُون.و أَبُو عَبْدِ اللّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ القَاسِم بْنِ إِبْرَاهِیمَ طَبَاطَبَا ،وَلَدُهُ نُقَبَاءُ بِمصْر.
و المُسْتَنْجِد حَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّد بْنِ القَاسِمِ بْنِ طَبَاطَبَا ،و له ذُرِّیَّهٌ یُعْرَفُونَ بِهِ ،و هذا البَیْتُ عَظِیمٌ فی الطَّالِبِیِّین.
و الطَّبْطَابُ أَی بالفَتْح کما هو قَاعِدَهُ إِطْلاَقِه: طَائِرُ له أُذُنَانِ کَبَیرَتَان نَقَلَه الصَّاغَانِیّ ،و هکذا فی حَیَاهِ الحیوان.
*و مِمَّا بَقیَ عَلَی المُؤلِّفِ :
فی الأَسَاسِ :و ذَا طِبَابُ هَذِه العِلَّه،أَی ما یُطَبّ بِهِ .
و من المَجَازِ:و له طِبَابَهٌ حَسَنَهٌ .
و الطِّبَّهُ :النَّاحِیَه.
و إِنَّکَ لتَلْقَی فُلاَناً علی طِبَبٍ مُخْتَلِفَه أَی عَلَی أَلْوَانٍ ، انتهی.
و فی المَثَل: «أَرْسِلْه طَبّاً » .و یُرْوَی طَابّاً.و یا طَبِیبُ طبَّ لنَفْسِک.لمَنْ یَدَّعی مَا لاَ یُحْسِنه،القَوْمُ طِبُّونَ .و غیر ذلک انظر فی المُسْتَقصَی و مَجْمَع الأَمْثَالِ و غَیْرِهِما.
و طَبَبٌ مُحَرَّکَه:جَبَلٌ نَجْدیّ .
طِحَابٌ کَکِتَاب أَهْمَلَه الجَوْهَرِی.و قَالَ الصَّاغَانِیّ هُوَ: ع،و لَهُ یَوْمٌ م أَی مَعْرُوفٌ .
مِنْهُم طُحْرُبَه ». بضَمِّهِمَا أَی الطَّاء و الرَّاء،و یُرْوَی بالحَاءِ و الخَاءِ.و قَال شَمِر:و سَمِعْت طَحْرَبَهً و طَحْمَرَهً ،و کُلُّهَا لُغَاتٌ .و نَقَلَ شَیْخُنَا عن أَبِی حَیَّان طِحْرَبَه بکَسْر الطَّاءِ و فَتْحِ الراءِ أَی علی وزن دِرْهَم و جَوَّز کونَ فَتْحِ الطَّاءِ مُخَفَّفاً عن الکَسْرِ أَی لِندُورِ بَابِ دِرْهَم،و حَصْرِه فی أَلْفَاظٍ مَعْلُومَهٍ ، فصَارَت اللُّغَاتُ تسْعَهً ،وَ هُوَ القِطْعَهُ من السَّحَابِ أَو لَطْخَهٌ من الغَیْم.
و قیل؛الخِرْقَهُ من الثَّوْبِ ،و قِیلَ خَاصُّ بالجَحْدِ خَصَّه أَبُو عُبَیْد و ابْنُ السِّکّیت،و أَکْثَرُ ما یُسْتَعْمَلُ فی النَّفْیِ .
یُقَالُ : مَا عَلَیْه طَحْرَبَه بالفَتْح یَعْنِی من اللِّبَاسِ .و مَا فِی السَّمَاءِ طَحْرَبَهٌ و طِحْرِبَهٌ أَی قِطْعَهٌ من السَّحاب أَو لَطْخَهٌ من غَیْم،و اسْتَعْمَلَهَا بَعْضُهُم فی النَّفْیِ و الإِیجَاب.
و الطِّحْرِبُ کزِبْرِجٍ :الغُثَاءُ. قال:
سَرَی فی سَوَادِ اللَّیْلِ یَنزل خَلْفَه
مَوَاکِفُ لم یَعْکُفْ علیهن طِحْرِبُ (1)
و طَحْرَبَ القِرْبَهَ :مَلأَهَا ،عن أَبِی عَمْرُو. و طَحْرَبَ إِذَا قَصَّعَ .و طَحْرَبَ إِذَا عَدَا فَارّاً کِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ ، هَکَذَا فی النُّسَخ.و فی لِسَانِ العَرَبِ :فإِذّاً (2)بِالذال المعجمه.
و طَحْرَبَ طَحْرَبَهً إِذَا فَسَا نَقَلَه اللَّیْثُ ،و هی الطَّحرِبَهُ .
قال:
و حَاصَ مِنّا فَرِقاً و طَحْرَبَا
و طُحْرُب :شَیْخٌ یروی عن الحسن بن عَلیّ ،و عنه مَجَالد بْنُ سَعِید،کذا نقلته من کتاب الثِّقَات لابن حِبَّان.
قلت:و هو طُحرب العِجْلیّ ،له ذکر فی تَارِیخ الخَطِیبِ فی تَرْجَمَه الحُسَیْن بْنِ الفَرَج.
. الطُّحْلُب بِضَّم الطَّاء و اللاَّم و فَتْحهَا أَی اللاَّم. و فی المُحْکَم:و أَرَی اللِّحْیَانِیّ قد حَکَی الطِّحْلِب (3)أَی کزِبْرِجٍ فی الطُّحْلُب أَی بالضَّمِّ : خُضْرَهٌ تَعْلُو المَاءَالمُزْمِنَ و قِیلَ :هُوَ الَّذِی یَکُون عَلَی الْمَاءِ کَأَنَّه نَسْجٌ العَنْکَبُوت،و القِطْعَهُ مِنْهُ طُحْلُبَه . و قد طَحْلَبَ الماءُ :عَلاَه الطُّحْلُبُ فهو مُطَحْلِبٌ بکسر اللاَّمِ عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ و عِنْدَ غَیْرِه تُفْتَحُ لاَمُه شُذُوذاً أَی فَیَکُونُ مِنْ إِطْلاَقِ المَفْعُولِ عَلَی الفَاعِلِ ،و قد مَرَّ فی مُسْهَب،أَو عَلَی تَوَهُّم طَحْلَب مُتَعَدّیاً کما قَالَه شَیْخُنَا،و عَیْنٌ مُطَحْلَبَهٌ و مَاءٌ مُطَحْلَبٌ : کَثُر طُحْلُبُه وَ قَوْلُ ذِی الرُّمَّهِ :
عَیْناً مُطَحْلَبَهَ (4)الأَرْجَآءِ طَامِیَهً
فیها الضَّفَادِعُ و الحِیتَانُ تَصْطَخِبُ
یُرْوَی بالوَجْهَیْنِ جَمِیعاً،کذَا فی لسان العرب:
و طَحْلَبَ الإِبِلَ :جَزَّهَا.
و الطَّحْلَبَهُ :القَتْلُ .یقال: طَحْلَبَ فُلاَناً إِذَا قَتَلَه عن أَبِی عَمْرو.
و طَحْلَبَتِ الأَرْضُ :اخْضَرَّت أَوْ أَوَّل مَا تَخْضَرُّ بالنَّبَات عن أَبِی عُبَیْدَه.و طَحْلَبَ الغَدِیرُ.
و جَاءَ و ما علیه طِحْلِبَهٌ ،بالکَسْرِ فی الأَوَّلِ و الثَّالِثِ .کما هُو قَاعِدَته أَی شَعْرَهٌ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
مَا عَلَیْهِ طَخْرَبَهٌ أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .و قال الصَّاغَانِیّ أَی لَیْسَ عَلَیْهِ خرقه کما تَقَدَّمَ فی الحَاءِ المهمله آنفاً فهی لُغَهٌ فِیها.و
16- فی حدیث سلمان: «و لَیْسَ لأَحَدٍ مِنْهُم طَخْرَبَه ». و قد شَرَحْنَاه فی«طَحْرَبَ ».
و زَادُوا هَا هُنَا طُخْرُبِیّهُ ،بالضَّم فی الأَوَّلِ و الثَّالِثِ و یَاء مُشَدَّدَه و آخِرُهَا هَاءٌ فهی لُغَهٌ عَاشِرَه.و قد أَنکرها بَعْضُ اللُّغَوِیِّین و قال:إِنَّهَا تَصْحِیف،و لذلک تَرَکها الجَوْهَرِیّ ، قَالَه شَیْخُنَا.
الطَّرَبُ مُحَرَّکَه:الفَرَحُ .و الحُزْنُ عَنْ ثَعْلَب، وَ هُوَ ضِدٌّ.أَو هُوَ خِفَّه تَلْحَقُک سواء تَسُرُّک أَوْ تَحْزُنُک ،فهِیَ تَعْتَرِی عِنْدَ شدّهِ الفَرَح أَو الحُزْنِ ،أَو الغَمِّ (5)،و قیل:
الطَّرَبُ :حُلُولُ الفَرَحِ و ذَهَاب الحُزْن،کذا فی المُحْکَمِ و تَخْصیصُه بالفَرَح وَهَم. قال النَّابِغَهُ الجَعْدِیّ فی الهَمِّ :
ص:181
سَأَلَتْنِی أَمَتِی عن جَارَتِی
و إِذَا ما عَیَّ ذو اللُّبِّ سَأَلْ
سَأَلَتْنِی عن أُنَاسٍ هَلَکُوا
شَرِبَ الدهرُ عَلَیْهم و أَکَلْ
و أَرَانی طَرباً فی إِثْرِهِمُ
طَرَبَ الوَالِهِ أَو کالمُخْتَبَلْ
الوَالِهُ :الثَّاکِلُ .و المُخْتَبَلُ :مَنْ جُنَّ عَقْلُه.
و فی المحکم،و قَالَ ثَعْلَب: الطَّرَبُ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَرَکَه فکَأَنَّ الطَّرَبَ عِنْدَه هُوَ الحَرَکَه (1)،و لا أَعْرِف ذَلِکَ ،انْتَهَی.
و الطَّرَبُ : الشَّوْقُ ،و الجَمْعُ مِنْ ذلِک أَطْرَاب .قَالَ ذو الرُّمَّه:
إستحدثَ الرکبُ عَنْ أَشْیَاعِهِم خَبَراً
أَمْ رَاجَعَ القلْبَ مِنْ أَطْرَابِه طَرَبُ
و قد طَرِبَ طَرَباً فهو طَرِبٌ من قَوْم طِرَابٍ ،و قَوْلُ الهُذَلِیّ :
حَتَّی شَآها کَلِیلٌ مَوْهِناً عَمِلٌ
باتَتْ طِرَاباً و بَاتَ اللَیْلَ لَمْ یَنَم
یقول:بَاتَتْ هَذِه البَقَر العِطَاشُ طَرَابً (2)لِمَا رَأَتْه مِنَ الْبَرْق فَرَجَتْه مِنَ الْمَاءِ.
و رَجُلٌ مِطرَابٌ و مِطرَابَه (3)و هذه عن اللِّحْیَانیّ و طَرُوبٌ أَی کَثِیرُ الطَّرَب .
و اسْتَطْرَب القَوْمُ :اشْتَد طَرَبُهُم .و اسْتَطْرَبْتُه :سَأَلْتُه أَنْ یُطَرِّبَ و یُغَنِّیَ .و اسْتَطْرَبَ طَلَبَ الطَّرَب . و اللَّهْوَ.
و اسْتَطْرَبَ الإِبلَ :حَرَّکَهَا بالحُدَاءِ. و إِبِلٌ طِرَابٌ (4):تَنْزِعُ إِلی أَوْطَانها،و قیل:إِذَا طَرِبَت لحُدَاتِهَا.و طَرِبَت الإِبِلُ للحُدَاءِ.و إِبِلٌ مَطَارِیبُ .و حَمَامَهٌ مِطْرَاب (5).و اسْتَطْرَبَ الحُدَاهُ الإِبِلَ إِذَا خَفَّت فی سَیْرِهَا من أَجْل حُدَاتِها.و قال الطِّرِمَّاحُ :
و اسْتَطْرَبَتْ ظُعْنُهم لَمَّا احْزَأَلَّ بِهِم
آلُ الضُّحَی ناشِطاً من دَاعیَاتِ دَدِ
یقول:حَمَلَهم علی الطَّرَبِ شَوْقٌ نَازِع.
و التَّطْرِیبُ : الإِطْرَابُ أَطْرَبَه هُو و تَطَرَّبَه .قال الکُمَیْتُ :
و لم تُلْهِنِی دَارٌ و لا رَسْمُ مَنْزِل (6)
و لم یَتَطرَّبْنِی بَنَانٌ مَخَضَّبُ
کالتَّطَرُّبِ .و التَّطْرِیبُ : التَّغَنِّی. طرَّبَه هو،و طَرِّبَ :
تَغَنَّی.قال امْرُؤُ القَیْسِ :
یُغَرّدُ بالأَسْحَارِ فی کل سُدْفَه
تَغَرُّدَ مَیَّاحِ النَّدامَی المُطَرِّبِ
و یقال: طَرَّبَ فُلاَنٌ فی غِنَائه تَطْرِیباً إِذَا رَجَّعَ صَوْتَه و زَیَّنَه.قال امرؤُ القَیْس:
إِذا طَرَّب الطَّائِرُ المُسْتَحِرْ
أَی رَجَّعَ (7).
و التَّطْرِیب فی الصَّوْت:مَدُّهُ و تَحْسِینُه.و طَرَّبَ فی قِراءَته:مَدَّ و رجَّعَ ،و طرَّبَ الطَّائِرُ فی صَوْتِه کَذَلِکَ ،و خَصَّ بَعْضُهُم بِهِ المُکَّاءَ.و فُلاَنٌ :قَرأَ بِالتَّطْرِیب ،و تَقُولُ :إِذَا خَفَقَت المَضَارِیبُ خَفَّت المَطَارِیب .
و قال اللَّیْثُ : الأَطْرَابُ بالفَتْح نُقَاوَهُ الرَّیَاحِینِ . و قِیلَ :
الأطْرَابُ :الرَّیَاحِینُ و إِذکاؤها.
و المَطْرَبُ و المَطْرَبَهُ بفَتْحِهمَا:الطَّرِیقُ الضَّیِّقُ ،و لا فِعْلَ له،و الجَمْعُ المَطَارِبُ .قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
وَ مَتْلَفٍ مِثْلِ فَرْقِ الرَأْسِ تَخْلِجُه
مَطَارِبٌ زَقَبٌ أَمْیَالُهَا فیحُ (8)
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : المَطْرَبُ و المَقْرَبُ :الطَّرِیقُ الوَاضِحُ .و المَتْلَفُ :القَفْزُ (9).و الزَّقَبُ :الضَّیِّقَهُ .و مثل فَرْق الرَّأْس أَی فی ضِیقِه.و تَخْلِجُه أَی تَجْذِبه مَطَارِب ،أَیْ هذِه الطُرقُ إِلَی هذِه،و هذِه إِلَی هذِه.
ص:182
و
16- فی الحدِیث: «لَعَن اللّهُ من غَیَّر المَطْرَبَه و المَقْرَبَه». و هی طُرُقٌ صِغَارٌ تَنْفُذُ إِلَی الطُّرُق الکِبَارِ،و قِیلَ :هی الطُّرُقُ الضَّیِّقَهُ المُنْفَرِدَه.یُقَالُ : طَرَّبتُ عَنِ الطَّرِیقِ :عَدَلْتُ عَنْه.
14- و الطَّرِبُ کَکَتِفٍ :اسْمُ فَرَس النبیّ صلی اللّه علیه و سلم . و مِثْلُه فی لِسَان العَرَب و السیره الجَزریّه.
قال شَیْخُنَا:و لم یَتَعَرَّض لَهُ غَیْرُه منْ أَرْبَابِ السِّیرَ الوَاسِعَه،بَلْ لَمْ أَقِف عَلَیْهِ لغَیْرِه و غَیْرِ المُصَنِّف.
و المَعْرُوفُ المَشْهُورُ الظَّرِبُ بالمُعَجَمَه،کما سَیَأْتی قُلْتُ :
و قد أَسْبَقْنَا النَّقْلَ عَنِ لِسَانِ الْعَرَب و کَفَی بِهِ عُمْدَهً (1).
و المَطَارِبُ :مِخْلاَفٌ بِالْیَمَنِ ذُو طُرُق ضَیِّقَه و شُعَبٍ کَثِیرَه.
و طَیْرُوبٌ کقَیْصُومٍ : اسم رَجُل.
وَ طَارَابُ :ه بِبُخَارَی وَ هُم یَقُولُونَهَا تَارَاب،بالتاء.مِنْهَا مَهْدِیّ بْنُ إِسْکاب المحدِّث[مات سنه 265] (2).
وَ طَرَابیَه کَقَرَاسِیَه:کُورَهٌ بِمِصْر أَو هِی ضُرَابِیه وَ هُوَ الصَّحِیح.ذَکَره البَکْرِیّ و یَاقُوت و الحَنْبَلِیّ ،و قد تقدم.و أَما بالطَّاءِ فتَصْحِیف.
*و مِمَّا بَقی عَلَی المُصَنِّف مِمَّا لَم یَذْکُرْه:
قال السُّکَّرِیّ : طَرَّبُوا :صَاحُوا سَاعَهً بَعْدَ سَاعَه.قَال سَلْمَی بْن المُقْعَدِ:
لَمَّا رَأَی أَنْ طَرَّبُوا مِنْ سَاعَهٍ
أَلْوَی برَیْعَانِ العَدِیّ و أَجْزَمَا (3)
و الطَّرِبُ کَکَتِف:الرَّأْسُ .قَال الکُمَیْتُ :
یُرِیدُ أَهْزَعَ حَنَّاناً یُعَلِّلُه
عِنْدَ الإِدَامَه حَتَّی یَرْنَأَ الطَّرِبُ
سَمَّاهُ طَرِباً لِتَصْوِیِته إِذَا دُوِّمَ أَی فُتِلَ بالأَصَابِعِ ،کذا فی لسان العرب (4).
و أَطْرَابُونُ :البِطْرِیق،کذَا فی شَرْح أَمَالِی الْقَالِی،و حکی ابْنُ قُتَیْبَه أَنَّه رَجُلٌ رُومِیٌّ ،و ذَکَرَه الجَوَالِیقِی.و قَالَ ابن سیده:هو الرَّئِیسُ من الرُّوم.و قال ابْنُ جِنِّی فی حَاشِیَته:هی خُمَاسِیه کعَضْرَفُوط ،فَعَلَی هَذَا مَوْضِعُه النُّونُ و الهَمْزَهُ و الصَّوَابُ أَنَّ وَزْنَه أَفْعَلُون من الطَّرَب ،وَ هَذَا مَوْضِع ذِکْرِه،اسْتَدْرَکَه شَیْخُنَا.
و قال أَیضاً فی أَول الترجَمه مَا نصّه:زَعَمَ بَعْضُ من ادَّعَی النَّظَر فی القَامُوس و مَعْرِفَه اصطِلاَحه أَنَّ الفعل من طَرَبَ ککَتَب لِقَوْله فی الخُطْبَه.
«و إِذَا ذکرتُ المصدَر مُطْلقاً فَالفِعْلُ علی مِثَال کَتَب،و هو من العَجَائِب،فإِنَّه هُنَاکَ قَیَّدَ بقَوْله:«و لا مَانِع».
و المَانِع هنا کَوْنُه مُحَرَّکاً،فإِن وُرُودَ المَصْدَر مُحَرَّکاً إِنَّما یُقَاسُ فی فَعِلَ مَکْسُور العَیْن الَّلازِم کَفَرِح،و وروده علی خِلاَفِ ذَلِکَ فی غَیْره نادِر کالطَّلَب و نَحْوِه،ثم شُرُوطُه کُلُّهَا مُقَیَّدَهٌ بعدَمِ الشُّهْرَه،کما فِی الفَتْح.و أَمَّا إِذَا أَطْلَقَ المَشَاهِیرَ فلا یُعْتَدُّ بإِطْلاَقِه فِیهَا،بل تَجْرِی عَلَی قَوَاعِد الصَّرْفِ المَشْهُورَه و یُعْمَلُ فِیهَا بالاشتهار الرَّافِع للنِّزَاع کما هُنَا؛فإِنَّ الفِعْلَ من الطَّرَبِ أَجْمَعُوا عَلَی کَسْرِه عَلَی القِیَاسِ ،فَلاَ اعْتِدَادَ بالإِطْلاَقِ ،و لا بِغَیْرِه مِمَّا یُخَالِفُه المَشْهُور،انْتَهَی.و هو مُهِمٌّ جِدًّا.
و أَطْرَبُ ،أَفْعَلُ من الطَّرَب :مَوْضِع قرْبَ حُنَیْنٍ .قال سَلَمَهُ بن دُرَیْد بن الصِّمَّه و هو یَسُوقُ ظَعِینَه:
أَ نَسِیتِنِی ما کنتِ غیرَ مُصابه
و لقد عرفتِ غداه نَعْفِ الأَطْرَب
أَنی مَنَعْتُک و الرکُوبُ مُجَنَّبٌ (5)
و مَشَیْتُ خَلْفَک غَیْرَ مَشْیِ الأَنْکَبِ
کذا فی المعجم.
القَطَّاعِ . و الطَّرْطَبَهُ : إِشْلاَءُ الغَنَم و قیل: الطَّرْطَبَهُ بِالشَّفَتَیْن.
و عن أَبی زید: طَرْطَبَ بالنَّعْجَه طَرْطَبَهً :دَعَاهَا.و طَرْطَب الحَالِبُ بالمِعْزَی إِذَا دَعَاها.
و قال الأَزهریّ فی ترجمه«قَرْطَبَ ».قال الشاعِر:
إِذَا رَآنِی قد أتیتُ (1)قَرْطَبَا
و جَالَ 1فی جِحَاشِه و طَرْطَبَا (2)
قال: الطَّرْطَبَهُ :دُعَاءُ الحُمُر.و قَالَ غیره: الطَّرْطَبَهُ :
الصَّفِیرُ بالشَّفَتَیْن للضَّأْنِ .و
17- فی حَدِیثِ الحَسَن: و قَدْ خَرَجَ مِنْ عِنْدِ الحَجَّاجِ فَقَالَ :«دَخَلْتُ علی أُحَیْوِلٍ یُطَرْطِبُ شُعَیْرَاتٍ لَهُ ». یرید یَنْفُخُ بِشَفَتْیِه فی شَارِبِه غَیْظاً و کِبْراً (3).
و الطُّرْطُبُ کقُنْفُذٍ.و الطُّرْطُبُّ ک أُسْقُفٍّ :الثَّدْیُ الضَّخْمُ المُسْتَرْخِی الطَّوِیلُ .یقال:أَخَزَی اللّهُ طُرْطُبَّیها .و
17- فی حدیث الأشْتَر فی صِفَهِ امرأَه أَرَادَهَا: «ضَمْعَجاً طُرْطُباً » (4).
الطُّرْطُبُ :العَظِیمَهُ الثَّدْیَیْنِ . و یُقَالَ للوَاحِد طُرْطُبَی ،فِیمَنْ یُؤَنِّثُ الثَّدْیَ و الطُّرْطُبَّهُ :الطَّوِیلَهُ الثَّدْیَیْنِ .قَال الشاعر:
لَیْسَتْ بَقَتَّاتَه سَبَهْلَلَهٍ
و لا بِطُرْطُبَّهٍ لَهَا هُلبُ
و امْرأَهٌ طُرْطُبَّه :مُسْتَرْخِیَهُ الثَّدْیَیْنِ ،و أَنْشَدَ:
أُفٍّ لِتِلْکَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ
العَنْقَفِیرِ الجَلْبَحِ الطُّرْطُبَّهْ
و الطُّرْطُبُّ کأُسْقُفّ : الذَّکَرُ نَقَلَهُ الصَّاغَانیّ .
و الطُّرْطُبَانِیَّهُ بضَمِّ الأَوَّلِ و الثَّالِثِ مِنَ المَعِزِ: الطَّوِیلَهُ شَطْریِ الضَّرْع کالطَّرْطُبَهَ (5)بتخفیف الباء کذا هو مَضْبُوطٌ ، وَ هُوَ الضَّرْعُ الطَّوِیلُ ،یَمَانِیه،عن کُرَاع.
و عن أَبی زید فی نَوَادِرِهِ یُقَالُ لِمَن یُهْزَأُ مِنْهُ دُهْدُرَّیْنِ و طُرْطُبَّیْنِ بالضَّمِّ فی الأَوَّلِ و الثَّالِثِ مَعَ التّشْدِید فیهما.
ثم الَّذِی یُتَنَبَّه لَهُ أَنَّ هَذِه التَّرْجَمَه فی الأَسَاسِ فی مَاده طرب.و الذی رأَیْتُ فی آخِرِ هذه التَّرْجَمَهَ فی لِسَانِ العَرَبِ ما نَصُّه:رأَیْتُ فی (6)نُسْخَهٍ من الصَّحَاحِ یُوثَق بِهَا قال عُثْمَانُ بْنُ عَبْد الرَّحْمن: طَرْطَبَ غیر ذِی تَرْجَمَه فی الأُصُول،و الَّذِی یَنْبَغِی إِفْرَادُهَا فی تَرْجَمَه؛إِذْ هِیَ لَیْسَت من فَصْلِ طرب،و هو من کتب اللغَه فی الرُّبَاعِیّ ،انْتَهی الطَّرْطَبَهُ :الفِرَارُ،عَنِ ابْنِ القَطّاع.
الطَّرْعَبُ کجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوهریّ و صَاحِبُ اللِّسَان.و قَال ابْنُ دُرَیْد:هو الطَّوِیلُ القَبِیح فی الطُّولِ .
المَطَاسِبُ :أَهمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَان (7).و قال ابْنِ الأَعْرَابِیّ :هِیَ المِیَاهُ السُّدُم بضمتین، نقله الصاغانیّ .
مَا بِهِ من الطَّعْبِ بِسُکُونِ العَیْنِ ،أَهْمله الجوهَرِیّ و صَاحِب اللِّسَان (8).و قَال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :أَی شیْ ءٌ (9)منَ اللَّذَّهِ و الطِّیب نقلَه الصَّاغَانِیُّ .
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :
الطَّعْرَبَهُ بالرَّاء بَعْدَ العَیْنِ المُهْمَلَه،و هِی بمَعْنَی الطَّعْسَبَه،ذکرَهَا ابْنُ القَطَّاعِ فی«طعسب»،و أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .
الطَّعْزَبَهُ بالزَّای بعد العین أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ، و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هُوَ الهُزْءُ و السُّخْرِیَهُ قَالَ (10):و لا أَدْرِی مَا حَقِیقَتُه.
الطَّعْسَبَهُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ ،و قَال ابْنُ دُرَیْد هُوَ عَدْوٌ فی تَعَسُّف. یُقَالُ : طَعْسَبَ إِذَا عَدَا مُتَعَسِّفاً.
طَعْشَبٌ کجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَمَاعَه کُلُّهم (11)و قَالَ ابْنُ دُرَیْد:هُوَ اسْمُ رَجُل قَالَ :و لَیْسَ بِثَبْت.
طُوغَابٌ بالضم أَهْمَلَه الجَمَاعَهُ .و قال الصَّاغَانِیُّ :هُوَ: د بأَرْزَنِ الرُّومِ مِنْ نَوَاحِی إِرِمْینِیَه 12.
ص:184
طَلَبَه یَطْلُبُهُ طَلَباً مُحَرَّکَهً و تَطْلاَباً کتَذْکَارٍ و تَطلَّبَه و اطَّلَبَه ،کافْتَعَلَه أَی حَاوَلَ وُجُودَهَ و أَخْذَهُ . و الطَّلَبُ :مُحَاوَلَه وِجْدَانِ الشَّیْ ءِ و أَخْذِه. و طَلَب إِلَیَّ طَلَباً : رَغِبَ و قَالُوا:
طَلَبَ إِلَیْهِ :سَأَلَه.و قِیلَ : طَلَبَه رَاغِباً إِلیه؛لأَنَّ الجُمْهُورَ عَلَی أَنَّ طَلَبَ لا یَتَعَدَّی بالحَرْفِ فَخَرَّجُوا مِثْلَه عَلی التَّضْمِینِ ،کَذَا قَالَ شَیْخُنَا. و هو طالِبٌ للشَّیْ ءِ مُحَاوِلٌ أَخْذَهُ ج طُلَّبٌ عَلی مِثَال سُکَّر و طُلاَّبٌ و طَلَبَهٌ کَکَتَبَه و طَلَبٌ مُحَرَّکَه،فی المحکم.الأَخِیرَه اسْمٌ للجَمْعِ .و فی حَدِیث الهِجْرَه قَالَ سُرَاقَهُ :«فاللّه لَکُمَا 1أَن أَرُدَّ عَنْکُمَا الطَّلَبَ ».
قال ابن الأَثیر:هو جَمْعُ طَالِب أَو مَصْدَرٌ أُقِیمَ مُقَامَه،أَو عَلَی حَذْفِ المُضَافِ أَی أَهْلَ الطَّلَبِ .و
14- فی حَدِیثِ أَبی بَکْرٍ فی الهِجْرَهِ : «قَالَ له:أَمْشِی خَلْفَک أَخْشَی الطَّلَبَ ».
و هو طَلُوبٌ و هو مِن أَبْنِیَهِ المُبَالَغه ج طُلُبٌ کَکُتُب و بِسُکُونِ الثَّانی لغه،کَذَا فِی المِصْبَاح. و هو طَلاَّبٌ کَشَدَّاد أَیضاً من أَبْنِیَهِ المُبَالَغَهِ ج طَلاَّبُون .و هو طَلِیبٌ کأَمِیرٍ کأَخَوَاتِه ج طُلَبَاءُ وَ هَذِه الأَبْنِیَه مَعَ جُمُوعِهَا مِمَّا یَقْتَضِیها القِیَاسُ ،و هَکَذَا نَصُّ المحکَم فی سَرْدِ الأَبْنِیَه.قال مُلَیْحٌ الهُذَلِیُّ :
فلم تَنْظُرِی دَیْناً وَلِیتِ اقْتَضَاءَه
و لم یَنْقَلِب منکم طَلِیبٌ بطَائِلِ
و طَلَبَ الشَّیءَ و تَطَلَّبَه و طَلَّبَهُ تَطْلِیباً إِذَا طَلَبَه فی مُهْلَه مِنْ مَوَاضِعَ ،علی مَا یَجِیءُ علی هذَا النَّحْوِ الأَغْلَب 2.
و الَّذِی فی التکْمِلَه: التَّطَلُّبُ : طَلَبٌ فی مُهْلَه مِنْ مَوَاضِع،فتَأَمَّل.
و طَالَبَه بِکَذَا مُطَالَبَهً و طِلاَباً بالکسْرِ: طَلَبَه بِحَقّ .و الاسْمُ مِنْه الطَّلَبُ مُحَرَّکَهً ،و الطَّلِبَهُ 3بالکَسْرِ.
و أَطْلَبَه :أَعْطَاهُ ما طَلَبَه .و أَطْلَبَه أَیْضاً أَلْجَأَهُ إِلَی الطَّلَبِ و هو ضِدٌّ.
و یقَال: طَلَبَ إِلَیَّ فأَطْلَبْتُه أَی أَسْعَفْتُه بِمَا طَلَب .و فی حَدِیثِ الدُّعَاءِ:«لَیْسَ لی مُطْلِبٌ سِوَاک»و أَطْلَبَه الشیءَ:أَعَانَه علی طَلَبِه .و قَال اللِّحْیَانیّ : اطلُبْ لِی شَیْئاً:ابْغِهِ لِی.و أَطْلِبْنِی :أَعِنِّی علی الطَّلَب .
و کَلأٌ مُطْلِبٌ کمُحْسِن:بَعِید المَطْلَب یُکَلِّفُ أَنْ یُطْلَبَ وَ مَاءٌ مُطْلِبٌ کَذَلِک.و کَذَلک غیر المَاءِ و الکَلإ أَیْضاً.قَال الشاعر:
أَ هَاجَکَ بَرْقٌ آخِرَ اللَّیْلِ مُطْلِبُ
و قِیل:مَاءٌ مُطْلِبٌ : بَعِیدٌ عَن 4الْکَلَإِ. قَال ذُو الرُّمَّه:
أَضَلَّهُ رَاعِیَا کَلْبِیَّهٍ صَدَرَا
عن مُطْلِبٍ قَارِبٍ وُرَّادُه عُصُبُ
و یُروَی:
«عَنْ مُطْلِبٍ و طُلَی الأَعْنَاقِ تَضْطرِبُ ».
یقُول:بَعُد المَاءُ عَنْهُم حَتَّی أَلْجَأَهم إِلی طَلَبه .وَ رَاعِیا کَلْبِیَّهٍ یَعْنِی إِبِلاً سُوداً من إِبِل کَلْب.
و قال ابن الأَعْرَابِیّ :ماءٌ قَاصِدٌ:کَلَؤُه قَرِیبٌ .و مَاءٌ مُطْلِبٌ :کَلَؤُهُ بَعِیدٌ أَو بَیْنَهُمَا مِیلاَنِ أَو ثَلاَثَه.و المِیلُ :
المَسَافَه من العَلَم إِلی العَلَم أَو یَوْمٌ أَو یَوْمَان أَی مَسِیرَتُهما.
و علی الثانی فهو مُطْلِبُ إِبِل،هَذَا قَوْلُ أَبِی حَنِیفَه.و قَال غَیْرُه: أَطْلَبَ المَاءُ إِذا بَعُد فلم یُنَلْ إِلاَّ بِطَلَب .
و عَلِیُّ بنُ مُطْلِبٍ البَرْقِیُّ کمُحْسن:مُحَدِّث حَدَّث عنه أَبُو إبِرَاهیم الرشدینیّ .
هو طِلْبُ نِسَاءٍ،بالکَسْرِ أَی طَالِبُهُنَّ ،ج أَطْلاَبٌ و طِلَبَهٌ بکَسْر ففَتْح و هی طِلْبُه و طِلْبَتُه الأَخِیرَه عن اللِّحْیَانیّ إِذَا کَانَ یَطْلُبها وَ یَهْوَاهَا.
و الطَّلِبَهُ بِکَسْرِ اللام و فَتْح الطَّاء: مَا طَلَبْتَه . و
14- فی حَدِیث نُقَادَهَ الأَسَدِی: «قُلْتُ :بَا رَسُولَ اللّه اطْلُبْ إِلَیَّ طَلِبَهً فإِنِّی أُحِبُّ أَن أُطْلِبَکها ». الطَّلِبَهُ :الحَاجَهُ .و الإِطْلاَبُ :إِنْجَازُها و قَضَاؤُها.
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : الطَّلَبَهُ :الجَمَاعَهُ مِنَ النَّاسِ .
الطُّلبهُ بالضّمِّ :السَّفْرَهُ البَعِیدَهُ نقله الصَّاغَانِیُّ .و طَلِبَ إِذَا اتَّبَعَ . و طَلِبَ کفَرِحَ إِذَا تَبَاعَدَ نقله الصاغَانیّ . و أُمُّ طِلْبَهَ
ص:185
بالکَسْرِ مِنْ کُنَی العُقَابُ نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
و بِئْرُ مُطَّلِبٍ :مَنْسُوبَهٌ إِلی المُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ حَنْطَب المَخْزُومِیّ بِطَرِیقِ العِرَاقٍ .
و عَبْدُ المُطَّلِبِ بْنُ هَاشِم :جَدُّ النَّبِیِّ صَلَّی اللّهُ عَلَیْه و سَلَّم.و المُطَّلِب :اسم أَصْلُه مُتْطَلِب أُدْغِمَت التَّاءُ فی الطَّاءِ و شُدِّدَتْ فَقِیل مُطَّلِب . و اسْمُه عَامِر. و آل مَطْلَبٍ کمَقْعَدٍ:قَبِیله مِنْ بِنَی الحُسَیْن بالبَحْریْن.
و بئرٌ طَلُوبٌ :بَعِیدَهُ المَاءِ.و آبَارٌ طُلُبٌ .قال أَبُو وَجْزَهَ (1):
و إِذَا تَکَلَّفْتُ المدیحَ لِغَیْرِه
عَالَجْتُهَا طُلُباً هُنَاکَ نِزَاحاً
و طَلُوبُ :بئرٌ قُرْبَ سَمِیرَاءَ عن یَمِینِهَا،سُمِّیَت لبُعْدِها مَاءً.
و طَلُوبَهُ :جَبَلٌ عَالٍ .
و مَطْلُوبٌ :ع. قَالَ الأَعْشَی:
یا رَخْماً قَاظَ علی مَطْلُوب
و قد سَمّوْا طُلَیْباً مُصَغَّراً و طَالِباً و طَلاَّباً کشَدَّادٍ و مُطَّلِباً مُشَدَّدَ الطاءِ و طَلَبَهَ مُحَرّکَهً و مَطْلَباً کمَقْعَد.و أَبُو طَالِب بْنُ عَبْدِ المُطَّلِب بْنِ هَاشِمِ بنِ عبد مَنَاف (2)وَالِدُ عَلِیٍّ رَضی اللّه عنه،و عَمُّ النَّبِی صلی اللّه علیه و سلم،قیل إنَّه اسْمُه،و لذَا یُوجَد فی الخُطُوطِ القَدِیمَه غیر مُتَغیر عند اخْتِلاَفِ العَوَامِل،و قیل:
کُنْیَتُه و أَنَّه کَانَ له وَلَدٌ اسمُه طَالِبٌ غرِق فی البَحْر عند خُرُوج المُشْرِکین إِلَی بدر.
و الطَّالِبِیُّونَ هُم أَوْلاَد عَلِیٍّ الخَمْسَهُ و جَعْفَرٌ و عَقِیلٌ ،فکُلُّ طَالِبِیٍّ هَاشِمِیٌّ و لَیْس کُلُّ هَاشِمِیّ طَالِبیًّا .
و أَبُو أَحْمَد طَالِبُ بْنُ عُثْمَان بِنِ مُحَمَّدٍ الأَزْدِیُّ النَّحْوِیُّ المُقْرِئ مُحَدِّث تُوُفّی سنه 399 کذا فی تَارِیخ الخَطِیب.
و طَالِبٌ جَدُّ أَبِی الفَضْلِ محَمَّدِ بْنِ عَلِیّ المَعْرُوفُ بابْنِ زِبِیبَی.و قد تَقَدَّم فی«ز ب».و الطَّالِبِیَّه :قَرْیه بِجِیزَهِ مِصْر،منها الإِمَام المُقْرِئ أَبو الفَتْح بنُ أَبِی سَعْدٍ الطالِبِیُّ .
و المُطَّلِبُ :جَدُّ أَبِی عَبْد اللّهِ مُحَمَّد بْنِ هِبَهِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ من بَیْت الوِزَارَه و الشَّرَفِ و الحَدِیثِ ،ترجمه البنْدَارِی فی الذَّیْلِ .و آبَاءُ طَالِبٍ ،عَبْدُ اللّه بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الغَنَائِم المُعَمّر العلَویّ الحَسَنیّ ،وَالِدُ أَبِی الفَضْلِ مُحَمَّد و أَبی الحُسَیْن عَلِیٍّ ،و هم من بَیْتِ النِّقَابَهِ و الْحَدِیثِ .و الحَسَنُ بْنُ عُبَیْدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللّه بن عَلِیِّ بْنِ الحُسَیْنِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ عُبَیْدِ اللّهِ الأَعْرَجُ الحُسَیْنیُّ ، سَمِعَ و حَدَّث،وَ هُوَ جَدّ السَّادَه بِبَلْخٍ ،و محمدُ بنُ عَلِیِّ بنِ إِبْرَاهِیمَ البَیْضَاوِیّ ،و مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْن الفَتْحِ بْنِ مُحَمَّد، و مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیم بْن غَیْلاَن البَزَّارُ الهَمْدَانِیُّ ،و مُحَمَّد بنُ مُحَمَّد بْنِ عَبْدِ الْوَاحِد الصَّبَّاغُ أَخُو أَبِی نَصْرٍ عَبْدِ السَّیِّد صَاحِب الشَّامِلِ ،و مُحَمَّدُ بنُ مُحَمَّد بْنِ هِبَهِ اللّهِ الضَّرِیرُ الوَاعِظُ ،و عَبْدُ القَادِر بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ یُوسُف النَّیْسابُوریُّ ،و مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی القَاسِم التِّککیّ ،مُحَدِّثون.
المُطْلَحِبُّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قَال خَلِیفَه الحُصَیْنیّ :هُو المُمْتَدُّ کالمُسْلَحِبّ و المُتْلَئبّ و المُسْلَئِبّ .
و قد ذُکر کُلٌّ مِنْهَا فی مَحَلِّه.
الطُّنُبُ بضَمَّتَیْن:حَبْلٌ طَوِیلٌ یُشَدُّ بِهِ سُرَادِقُ البَیْتِ ،و عِبَارَهُ المُحْکَم (3)یُشَدُّ بِهِ البَیْتُ و السُّرَادِقُ بَیْن الأَرْضِ و الطَّرَائِق.قُلْتُ :وَ فِی لِسَان الْعَرَب: الطُّنُبُ و الطُّنْبُ أَی کعُنُق و قُفْل:[حَبْلُ ] (4)الخِباءِ و السُّرَادِقِ و نَحْوِهِمَا أَو الطُّنُبُ الوَتِدُ و مثْلُه فی المُحْکَم،و أَخْطَأَ مَنْ جَعَلَه مَعْطُوفاً علی السُّرَادِق. ج أَطْنَابٌ و طِنَبَهٌ علی مِثَالِ عِنَبَه.
و الأَطْنَابُ هی الأَوَاخِیّ ،و هی الطِّوَالُ مِنْ حِبَالِ الأَخْبِیَه.و الأُصُرُ:القِصَارُ،وَاحِدها إِصَارٌ.و الأَطْنَابُ :ما شَدُّوا به (5)البَیْتَ من الحِبَالِ بَیْن الأَرْضِ و الطَّرَائِقِ .
و مِن المَجَازِ،
16- فی الحَدِیثِ : «مَا بَیْنَ طُنْبَیِ المَدِینَهِ
ص:186
أَحْوَجُ مِنِّی إِلَیْهَا». أَی مَا بَیْنَ طَرَفَیْهَا.و الطُّنُبُ :وَاحِدُ أَطْنَابِ الخَیْمَهِ فاسْتَعَارَه للطَّرَفِ و النَّاحِیَه.قَالَ شَیْخُنَا:و زَعَم بَعْضُ اللُّغَوِیِّین أَنَّه استُعْمِلَ مُفْرَداً فیکون کَعُنُق و جَمْعاً أَیضاً فَیَکُونُ کَکُتُبٍ .
و قال ابن السَّرَّاج فی مَوْضِعٍ من کِتَابِه: طُنُبٌ و أَطْنَابٌ کَعُنُقٍ و أَعْنَاقٍ ،و لا یُجْمَعُ عَلَی غَیْرِ ذَلِکَ .
و قال فی مَوضِع آخَر یُقَالُ :عُنُقٌ و أَعْنَاقٌ و طُنُبٌ و أَطْنَابٌ فِیمَن جَمَع الطُّنُب .فأَفْهَم خلاَفاً فی جَوَازِ الجَمْع و أَنَّه یُسْتَعْمَل بلَفْظٍ وَاحِدٍ للمُفْرَدِ و الجَمْعِ ،و عَلَیْهِ قَوْلُه:
إِذَا أَرَادَ انْکِرَاساً فِیهِ عَنَّ له (1)
دُونَ الأَرُومَهِ من أَطْنَابِهَا طُنُبُ
فجَمَعَ بَیْنَ اللُّغَتَیْن فاسْتَعْمَلَه مَجْمُوعاً و مُفْرَداً بِنِیَّهِ الجَمْع.
و الطُّنُب : سَیْرٌ یُوصَلُ بِوَتَرِ القَوْسِ العَرَبِیَّهِ ثُم یُدَار علی کُظْرهَا بالضَّم،و هو مَحَزُّ القَوْس یَقَعُ فِیه حَلْقَهُ الوَتَر،کما یَأْتِی لَه کالإِطْنَابَه . و قیل: إِطْنَابَهُ القَوْسِ :سَیْرُهَا الذی فی رِجْلِهَا یُشَدُّ من الوَتَرِ علی فُرْضَتِهَا و قَد طَنَّبْتُها .و عَن الأَصْمَعیّ : الإِطْنَابَهُ :السَّیْرُ الَّذِی عَلَی رَأْسِ الوَتَر مِن الْقَوْسِ .
و قوسُ مُطَنَّبَه .و الإِطْنَابَهُ :سَیْرٌ یُشَدُّ فی طَرَفِ الحِزَامِ لِیَکُونَ عَوْناً لسیرِه إِذَا قَلِقَ .قَال النَابِغه یصف خیلا:
فهُنَّ مُسْتَبْطِنَاتٌ بَطْنَ ذِی أُرُلٍ
یَرْکُضْن قد قَلِقَت عَقْدُ الأَطَانِیبِ
و الإِطْنَابَهُ :سَیْرُ الحِزَامِ المَعْقُود إِلی الإِبْزیم و جَمْعُه الأَطَانِیب .و قال سلاَمه:
حَتَّی استَغَثْن بأَهْلِ المِلْح ضَاحِیَهً
یَرْکُضْن قد قَلِقَتْ عَقْدُ الأَطَانِیبِ
و قیل:عَقْدُ الأَطَانِیبِ :الأَلْبَابُ و الحُزُمُ إِذا اسْتَرْخَت.
و الطُّنُبُ : عصَبَهٌ فی النَّحْرِ. فی لسان العرب: الطُّنْبَانِ :
عَصَبَتَان مَکْتَنِفَتَانِ ثَغْرَهَ (2)النّحر تَمْتَدَّان إِذا تَلَفَّت الإِنْسَان. و طُنُبٌ : ع بین مَاوِیَّهَ و ذَات العُشَر.
و طَنُوبُ :قَرْیهٌ بِجَزِیرَه بَنِی نَصْر.
و الطُّنُبُ (3): عِرْقُ الشّجَر جَمْعُه. أَطْنَاب ،وَ هِی عُرُوقٌ تَنْشَعِب (4)من أُرُومَتِهَا.
و الطُّنُبُ 3: عَصَبُ الجَسَدِ جَمْعُه أَطْنَاب .قَالَ ابْنُ سِیدَه: أَطْنَابُ الجَسَدِ:عَصَبُه التی تَتَّصِل بِها المَفَاصِلُ و العِظَامُ و تَشُدُّها.
و من المَجَازِ: أَطْنَابُ الشَّمْسِ :أَشِعَّتُهَا الَّتی تَمْتَدّ کأَنَّهَا القَصَب (5)،و ذَلکَ عنْدَ طُلُوعِهَا.
و الطَّنَبُ بفتحتین:اعْوِجَاجٌ فی الرُّمْح.و طُولٌ فی الرِّجْلَیْن فی أَیٍّ مع اسْتِرْخَاءٍ و طُولٌ فی الظَّهْرِ.
و فرسٌ فی ظَهْره طَنَب أَی طُولٌ و هو عَیْبٌ فی الذُّکُورِ دُونَ الإِناث کَما عُرِف فی الفِراسَه و النعتُ أَطْنَبُ للمذکر.
و هی طَنْبَاءُ . یقال:فَرَسٌ أَطْنَبُ إِذَا کان طویل القَرَی.قال النَّابِغَهُ :
لقد لَحِقْتُ بِأُوْلَی الخَیْلِ تَحْمِلُنِی
کَبْدَائذ لا شَنَجٌ فِیهَا و لا طَنَبُ
و طَنَّبَه أَی الخِبَاءَ تَطْنِیباً إِذَا مَدّه بأَطْنَابِهِ و شَدَّه ،و خِبَاءٌ مُطَنَّبٌ ،و رِوَاقٌ مُطَنَّب ،أَی مَشْدُودٌ بالأَطْنَاب و
14- فی الحَدِیثِ :
«ما أُحِبُّ أَنَّ بَیْتِی مُطَنَّب بِبَیْت محمد صلی اللّه علیه و سلم،إِنِّی أَحْتَسِبُ خُطَای» (6). و طَنَّبَ الذِّئْبُ :عَوَی.و طَنَّبَ بالمَکان:أَقَامَ بِهِ .
و الإِطْنَابَهُ :المِظَلَّهُ بالکَسْرِ. و امرأَهٌ مِنْ بَنِی کِنَانَه بْنِ القَیْسِ بْنِ جَسْرِ بن قُضَاعَه و عَمْرٌو ابْنُها شَاعِر مَشْهُورٌ، و اسْمُ أَبِیهِ زَیْدُ مَنَاهَ .
و أَطْنَبَتِ الرِّیحُ :اشتدَّت فی غُبَار (7)و أَطْنَبَتِ الإِبِلُ :اتَّبَعَ
ص:187
بَعْضُها بَعْضاً فی السَّیْرِ.و أَطْنَبَ النهرُ:بَعُد ذَهَابُه. قال النَّمِرُ بْنُ تَوْلَب:
کَأَنَّ امرَأً فی النَّاسِ کنتَ ابْنَ أُمِّه
علی فَلَجٍ من بَطْنِ دِجْلَهَ مُطْنِبِ
و أَطْنَبَ الرَّجُلُ فی الکَلاَم: أَتَی بالبَلاَغَهِ فی الوَصْفِ مَدْحاً کَان أَوْ ذَمًّا. و الإِطْنَابُ :البَلاَغَهُ فی المَنْطِق و الوَصْفِ المُبَالَغَهُ فی مَدْح أَو ذَمٍّ و الإِکَثْارُ فِیه.و المُطْنِبُ :المدَّاحُ لِکُلِّ أَحَد.
و قال ابن الأَنْبَارِیّ : أَطْنَبَ فی الوَصْفِ إِذَا بَالَغَ و اجْتَهَدَ.
و أَطْنَبَ فی عَدْوِه إِذَا مَضَی فیه باجْتِهَاد و مُبَالَغَه.
و المَطْنَبُ کمَقْعَدٍ و کمِنْبَر أَیْضاً،کَذَا وَجَدْت فی هَامِشِ نُسْخَهِ لِسَان الْعَرَب: المَنْکِبُ .و العَاتِقُ قَال امْرُؤُ القَیْس:
و إِذْ هِیَ سَوْدَاءُ مِثْلُ الفَحِیم (1)
تُغَشِّی المَطَانِبَ و المَنْکِبَا
و المَطْنَبُ :حَبْلُ العَاتِقِ و جَمْعُه المَطَانِبُ .
و عَسْکَر مُطَنِّبٌ :لا یُرَی أَقْصَاهُ مِنْ کَثْرَته. و جیْشٌ مِطْنَابٌ :عَظِیم أَی بَعِیدُ مَا بَیْن الطَرفین لا یَکَاد یَنْقَطع.قال الطِّرِمَّاحُ :
عَمِّی الذی صَبَحَ الحَلاَئبَ غُدْوَهً
فی نَهْرُوَانَ بِجَحْفَلٍ مِطْنَاب
و تَطْنِیبُ السِّقَاءِ:تَطْبِیبُه و هو أَنْ تُعَلِّق السِّقَاءَ مِن عَمُودِ البَیْتِ ثم تَمْخَضه،عَنْ أَبِی عَمْرو.و قَد تَقَدَّم فی طَبَّ وَ مَا یَتَعَلَّق بِهِ .
و قَوْلُهُم:جَارِی مُطَانِبِی أَی طُنُبُ بَیْتِهِ إِلی طُنُب بَیْتِی و کَذَلِک الطَّنِیب و جَمْعُه الطَّنَائب .و من المَجَازِ مَا وَرَد
17- فی حَدِیثِ عُمَرَ رَضِی اللّه عنه: «أَنَّ الأَشْعَثَ بنَ قَیْس لَمَّا تزوَّج مُلَیْکَهَ بنْتَ زُرَارَهَ عَلَی حُکْمِهَا فحَکَمَت بِمائَه أَلْفِ دِرْهَم فرَدَّهَا عُمَر إِلی أَطْنَاب بَیْتها». یَعْنی رَدَّها إِلی مَهْرِ مِثْلها مِنْ نِسَائِهَا،یُرِیدُ إِلی ما بُنِی عَلَیْه أَمرُ أَهْلِهَا.و امتَدَّت عَلَیْه أَطْنَابُ بُیُوتِهم.وَ هُوَ فی النِّهَایَه و المِصْبَاح و لِسَانِ الْعَرب.و یقال:رَأَیْتُ إِطْنَابَهً مِنْ خَیْلٍ و مِنْ طَیْرٍ.و خَیْلٌ أَطَانِیبُ :
یَتْبَعُ بَعْضُها بَعْضاً و منه قَوْلُ الفَرزْدَقِ :
و قد رَأَی مُصْعَبٌ فی سَاطِع سَبِطٍ
منها سَوَابِقَ غَارَاتٍ أَطَانِیبِ
و اسْتَدْرَکَ هنا شَیْخُنا علی المُؤَلِّف.
أَطْنَابُ الجَسَد.و طُنُبَا النَّحْرِ و هو عَجِیبٌ ،و لعلهما سَقَطَا من نُسْخَته و اللّهُ أَعْلَمُ .
الطَّهَبُ مُحَرَّکَهً :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و صَاحِب اللِّسَان.و قال الصَّاغَانِیُّ :هُوَ من أَسْمَاءِ الأَشْجَارِ الصّغَار.
الطَّهْلَبَهُ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ وَ هُوَ الذَّهَابُ فی الأَرْض کالطَّهْبَلَه کما سَیَأْتِی لَهُ .
بَعِیرٌ طَهْنَبَی مَقْصُوراً (2)،أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ .
و قَال الصَّاغَانِیُّ أَیْ شَدِیدٌ.
طَابَ الشیءُ یَطِیبُ طَاباً و طِیباً بالکَسْرِ و طِیبَهً بِزِیَادَهِ الهَاءِ و تَطْیَاباً بالفَتْح لِکَوْنِه مُعْتَلاًّ و أَما مِنَ الصَّحِیح فبِالکَسْر کتِذْکَار و تِطْلاَبٍ و تِضْرَاب و نَحْوِهَا،صَرَّحَ بِهِ أَئِمَّهُ الصَّرْفِ : لذَّ و زَکَا.و طَابَتِ الأَرْضُ طِیباً :أَخْصَبَت و أَکْلأَت.
و الطَّابُ : الطّیِّبُ . قال ابنُ سِیدَه:شَیْ ءٌ طَابٌ أَی طَیِّب .إِمَّا أَنْ یَکُونَ فَاعِلاً ذَهَبَتْ عَیْنُه،و إِمَّا أَنْ یَکُونَ فِعْلاً، انتهی.
14- و من أَسْمَائِه صلی اللّه علیه و سلم فی الإِنْجِیل: طَاب طَاب . و هو تَفْسِیرُ مأْذ مأْذ و الثَّانی تَأْکِیدٌ و مُبَالَغَهٌ کالطُّیَّابِ کَزُنَّارٍ. یقال:
مَاءٌ طُیَّابٌ أَی طَیِّبٌ و شَیْ ءٌ طُیَّابٌ ،بالضم،أَی طَیِّبٌ جِدًّا.
قَالَ الشَّاعِر:
نَحْنُ أَجَدْنَا دُونَها الضِّرَابَا
إِنا وَجَدْنَا مَاءَهَا طُیَّابا
و طَاب : ه بِالبَحْرین (3).و کَفَرْطَابُ (4):مَوْضِعٌ بِدِمَشْق.
و طاب : نَهْرٌ بفَارِسَ .
ص:188
و الطُّوبَی بالضَّمِّ : الطَّیِّبُ ،عَن السِّیرَافِی. و جَمْعُ الطَّیِّبَهِ عن کُرَاع.قال:و لا نَظِیر لَهُ إِلا الکُوسَی فی جمع کَیِّسَه.
و الضُّوقَی فی جمع ضَیِّقه.
و قال ابنُ سیدَه:عِنْدِی فی کُلِّ ذَلِکَ أَنَّهُ تَأْنِیثُ الأَطْیَب و الأَضْیَق و الأَکْیَس؛لأَنَّ فُعْلَی لَیْسَت من أَبْنیَه الجُمُوع.
و قَال کُرَاعٌ :و لم یَقُولُوا الطِّیبی کَمَا قَالُوا:الکِیسَی و الضِّیقَی فی الکُوسَی و الضُّوقَی.ثم إِنَّ طُوبَی علی قَوْلِ مَنْ قَالَ إِنَّه فُعْلَی من الطِّیب کَان فی أَصْله طِیبَی (1)فقَلُبوا الیَاءَ وَاواً للضَّمَّه قَبْلَهَا.و حَکَی أَبُو حَاتم سَهْلُ بنُ مُحَمَّد السّجِسْتَانِیّ فی کِتَابه الکَبِیرِ فی القراآت قال:قَرَأَ عَلیَّ أَعْرَابِی بالحَرَم:
طِیبَی لَهُم،فأَعَدْتُ فقُلْت طُوبَی ،فقال: طِیبَی ،فأَعدتُ فقلتُ : طُوبَی فقال: طِیبَی ،فلما طَالَ عَلَیّ ،قلت:طُوطُو، فَقَالَ :طِی طِی. و فی التنزیل العزیز طُوبی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ (2)أَی الحُسْنَی لَهُم،قاله عکْرِمَه. و قیل الخَیْر.و قیل:
الخِیرَهَ .و
14- جَاءَ عن النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلم: أَن طُوبَی شَجَرَهٌ فی الجَنَّهِ . .
قال شَیْخَنا.و هو عَلَم عَلَیْهَا لا تَدْخُلها الأَلِفُ و اللاَّمُ ،و مِثله فی المحکم و غیره.و قال أَبُو إِسْحَاق الزّجّاج:و طُوبَی فُعْلَی من الطِّیبِ ،و المَعْنَی العَیْشُ الدائِم (3)لَهُم.ثم قال:و کُلُّ ما قِیلَ فی التَّفْسِیر یُسَدِّدُ (4)قَوْلَ النَّحْوِیِّین أَنَّهَا فُعْلَی من الطِّیب . أَو طُوبَی اسم الجَنَّه بالهنْدِیَّه مُعَرَّب عن تُوبَی (5).
و
17- رُوِی عن سَعِید بْنِ جُبَیْر: أَنَ طُوبَی :اسمُ الجَنَّه بالحَبَشِیَّه.
کطِیبَی بالکَسْرِ.و قد تَقَدَّمَ النقلُ عن أَبی حَاتِم السِّجِسْتَانِیّ .
و ذَهَبَ سِیبَوَیْه بالآیَه مَذْهَبَ الدُّعَاء،قَال:هِیَ فی مَوْضِع رَفْع،یَدُلُّکَ عَلَی رفعه رَفْعُ «وَ حُسْنُ مَآبٍ » .قال ثعلب:
و قُرِئ: و طُوبَی لهم و حُسْنَ مآبٍ فَجَعَل طُوبی مَصْدَراً کقولک:سَقْیاً لَه،و نَظِیرُه من المَصَادِر الرُّجْعَی.و استدَلَّ علی أَن مَوْضِعَه نَصْبٌ بقوله: وَ حُسْنُ مَآبٍ (6)،و نَقَلَ شیخُنَاهَذَا الکلاَمَ و نَظَّر فیه،و قال فی آخِرِه:و الظَّاهِرُ أَنَّ من نَوَّنَ طُوبًی جَعَلَه مَصْدَراً بغیرِ أَلف،و لا یُعْرَف تَنْوِینُ الرُّجْعَی عَنْ أَحَدٍ مِن أَئِمَّه العَرَبِیَّه حَتَّی یُقَاسَ عَلَیْه طُوبَی ،فتَأَمَّل، انتهی.و فی لسان العرب:و قال قَتَادَهُ : طُوبی لَهُمْ :کَلِمَهٌ عَرَبِیَّهٌ .یقول العَربُ . طُوبَی لَکَ إِنْ فَعَلْتَ کَذَا و کَذَا،و أَنْشَد:
طُوبَی لمَنْ یَسْتَبْدِلُ الطَّوْدَ بالقُرَی
و رِسْلاً بیَقْطِینِ العِرَاقِ و فُومِها
الرِّسْلُ :الَّلبَنُ .و الطَّوْدُ:الجَبل.و الفُومُ :الخُبْزُ و الحِنْطَهُ .
و
14- فی الحدِیث: «إِنَّ الإِسلام بَدَا غَرِیباً،و سَیَعُود غَرِیباً [کما بدأ] (7)، فطُوبَی لِلْغُرَبَاء». طُوبَی :اسْم الجَنَّهِ ،و قیل:
شَجَرَهٌ فیها.و
16- فی حَدِیث آخر: « طُوبَی للشَّأْم». المَراد هَاهُنَا فُعْلَی من الطِّیب ،لا الجَنَّه و لا الشَّجَرَه،انْتَهَی.
و یقال: طُوبَی لَکَ و طُوبَاک [لُغَتانِ ] (8)بالإِضَافَه.قال یَعْقُوب:و لا تَقُل طُوبِیک ،بالْیَاء.و قد اسْتَعْمَلَ ابن المُعْتَزّ طُوبَاکَ فی شِعْره:
مرَّت بِنَا سَحَراً طیرٌ فَقُلْتُ له
طُوبَاکَ یا لَیْتَنَا إِیَّاکَ طُوبَاکَ
أَوْ طُوبَاکَ لَحْن. فی التَّهْذِیب:و العَرب تقول: طُوبَی لَکَ و لا تَقُول طُوبَاک .و هذا قَوْلُ أَکْثَر النحویین إِلاّ الأَخْفَش فإِنَّه قَالَ :من العَرب مَنْ یُضِیفُهَا فیقول: طُوبَاکَ .و قال أَبُو بَکْر:
طُوبَاکَ إِنْ فَعَلْتَ کذا.قال:هذَا مِمَّا یَلْحَن فیه العَوَامّ ، و الصَواب: طُوبَی لَکَ إِنْ فَعَلْتَ کَذَا و کَذا.و قَد أَورد الشَّهَاب الخَفَاجِیّ علی هَذَا فی رَیْحَانَتِه بِمَا حَاصِلُه:أَنَّ اللامَ هُنَا مُقَدَّرَهٌ ،و المقدَّرُ فی حُکْمِ المَلْفُوظِ ،فکَیْفَ یُعَدُّ خَطَأً،و قد ردَّه شَیْخُنَا بأَحْسَن جَوَاب،رَاجِعه فی الحَاشِیَه.
وَ طَابَهُ أَی الثوبَ ثُلاَثِیّاً: طَیَّبَه عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،کَذَا فی المحکم.قَال:
فکَأَنَّهَا تُفَّاحَهٌ مَطْیُوبَهٌ
جاءَت علی الأَصْلِ کمَخْیوط وَ هَذَا مُطَّرِدٌ،أَی فَعَلی هَذَا لا اعْتِدَادَ بمَنْ أَنکَرَهُ .
و أَطَابَه أَی الشیءَ بالإِبْدَال،و طَیَّبَهُ کاسْتَطْیَبَه ،أَی وَجَدَهُ طَیِّباً ،و یأْتِی قَرِیباً.
ص:189
و الطِّیبُ م أَی ما یُتَطَیَّبُ به،و قَدْ تَطَیَّبَ بالشَّیْ ءِ.و طَیَّبَ فُلاَنٌ فُلاناً بالطِّیبِ ،و طَیَّبَ صَبِیَّهُ (1)إِذَا قَارَبَه و نَاغَاه بکَلاَم یُوَافِقُه. و الطِّیبُ : الحِلُّ کالطِّیبَهِ . و منه
17- قولُ أَبِی هُرَیْرَهَ حِینَ دَخَل علی عُثْمَانَ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا،و هو محْصُور:«الآن طَابَ الضِّرَابُ ». أَی حَلّ القِتَال،و فی روَایَه:«الآن طَابَ امْضَرْبُ »یُرِیدَ طَابَ الضَّرْب،و هی لُغَهٌ حِمْیَریَّهٌ (2).
و فی لسان العرب:وَ فَعَلْتُ ذَلِک بِطِیبَهِ نَفْسی،إِذَا لم یُکْرِهْک أَحَدٌ عَلَیْهِ .و تَقُولُ :مَا بِهِ مِنَ الطِّیب ،و لا تَقُل:من الطِّیبَه .
و الطِّیبُ : الأَفْضَلُ من کُل شیء. و الطَّیِّبَاتُ من الکَلامِ :
أَفْضَلُه،و
16- یُرْوَی: أَنَّ عِیسَی علیه السلام کَانَ یَأْکُلُ من غَزْلِ أُمِّه. و أَطْیَبُ الطَّیِّبَاتِ الغَنَائِم.
و الطِّیب : د بَیْنَ وَاسِط و تُسْتَرَ. و قال الصَّاغَانِیّ :بَیْنَ وَاسِط و خُوزِسْتَان.و من سَجَعَات الحَرِیرِیّ :«وبِتُّ أَسْرِی إِلی الطِّیبِ ،و أَحْتَسِبُ باللّهِ عَلَی الخَطِیب.مِنْهَا أَبو حَفْص عُمر بن حُسَین بن خَلیلِ المحدّث،کَذَا فی البَهُجَه.و أَبُو حَفْص عُمَرُ بنُ إِبَراهِیم الطِّیبِیُّ الجَمَزِیُّ إِلَی بَنِی جَمَزَهَ بْن شَدَّاد بْنِ تَمِیم کما سَیَأْتِی.و إِلَیْهِم نُسِبَت المحلهِ بِبَغْدَاد.
سَمعَ ابن خَیْرون و ابنَ البطر بِبَغْدَادَ و حَدَّث،و بِنْتُه الشَّیْخَهُ المُحَدِّثَه تمنی.ترجمهما المُنْذِرِیُّ فی الذَّیْلِ .تُوُفِّیَت بِبَغْدَادَ سَنَه 594.
و سَبْیٌ طِیَبَهٌ کعِنَبَه أَی طَیِّب حِلُّ السِّباء (3)،و هو سَبْیُ مَنْ یَجُوزُ حَرْبُه غَدْرٍ و لا نَقْضِ عَهْد. و عن الأَصْمَعِیّ :
سَبُیٌ طِیَبَهٌ أَی سَبْیٌ طَیِّبٌ یَحِلُّ سَبْیُه،لم یُسْبُوْا و لهم عَهْدٌ أَو ذِمَّهٌ ،و هو فِعَلَهٌ من الطِّیب بوَزن خیَرَه و تِوَلَه و قَد وَرَدَ فی الحَدِیثِ کَذَلک.قال أَئمَّهُ الصَّرْف:قِیلَ :لم یَرِدْ فی الأَسْمَاء فِعَلَهٌ «بِکَسْرٍ فَفَتْح»إِلا طِیَبَهٌ بِمَعْنَی طَیِّب .قال شَیْخُنا:لَعَلَّه مَعَ الاقْتِصَار عَلَی فَتْح العَیْنِ و إِلاَّ فَقَد قَالُوا:
قَومٌ خِیَرَه کعِنَبَه و خِیَره أَیضاً بسُکُون التَّحْتِیه،فالأَوَّل من هَذِا القَبِیل،ثم قال:و قَوْلُهم:«فی الأَسْمَاء»الظَّاهِرُ أَنَّه فی الصِّفَاتِ ،انتهی. و الأَطْیَبَان :الأَکْلُ و النِّکَاح (4)،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،و بِه فُسِّر قَوْلُهم:وَ ذَهَبَ أَطْیَبَاه ،و قِیلَ :هُمَا النَّوْمُ و النِّکَاحُ ،قالَه ابْن السِّکِّیْت و نَقَلَه فی المُزْهِر أَو هما الفَمُ و الفَرْجُ ،أَو الشَّحْمُ و الشَّبَاب ،و قیلَ :هما الرُّطَبُ و الخَزِیر،و قِیلَ :
اللَّبَنُ و التَّمْر،و الأَخِیرَانِ عَنْ شَرْحِ المَوَاهِبِ ،نَقَلَه شَیْخُنَا.
و المَطَایِبُ :الخِیَارُ من الشَّیْ ءِ و أَطْیَبُه کاللحْم و غَیْرِه لا یُفْرَدُ و لا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا کالأَطَایب وَ هُوَ مِنْ بَابِ مَحَاسِنَ و مَلاَمِح،ذَکَرَهُمَا الأَصْمَعِیّ . أَو هِیَ مَطَایِبُ الرُّطَبِ و أَطَایِبُ الجَزُور عن ابن الأَعْرَابِیّ .و قال یَعْقُوب:
أَطْعَمَنَا مِنْ مَطَایِبِ الجزُورِ،و لا یُقالُ :مِنْ أَطَایِبَ .و فی الصحاح:أَطْعَمَنَا فُلاَنٌ من أَطَایِبِ الجَزُور،جَمْعُ أَطْیبَ ، و لا تَقُل مِن مَطَایِبِ الجَزُورِ،وَ هَذَا عَکْسُ مَا فِی المحکم.
أَو وَاحِدُهَا مَطْیَبٌ . قَالَه الکِسَائِیُّ .و حَکَی السِّیرَافِیُّ أَنَّه سأَلَ بعضَ العَرَب عن مَطَایِب الجَزُور ما واحِدُها؟فقال:
مَطْیَبٌ ،و ضَحِکَ الأَعْرَابِیّ مِن نَفْسه،کَیْفَ تَکَلَّف لَهُمْ ذَلِکَ مِن کَلاَمِه أَو مَطَابٌ و مَطَابَهٌ بفَتْحِهَا،کَذَا فی المحکم، و نَقَلَه ابنُ بَرِّیّ عَن الجَرْمِیّ فی کِتَابِهِ المَعْرُوفِ بالفَرْقِ (5)فی بَابِ مَا جَاءَ جَمْعُه علی غَیْرِ وَاحِدِه المستعمل،أَنَّه یُقَالُ :
مَطَایِبُ و أَطَایِبُ ،فمن قَال مَطَایِبُ فهو عَلَی غَیْر وَاحِدِه المُسْتَعْمَل،و من قال أَطَایِبُ أَجْرَاه علی وَاحِدِه المُسْتَعْمَل، انْتَهَی.و استَعَار أَبُو حَنِیفَه الأَطَایِبَ لِلْکَلَإِ فَقَالَ :و إِذَا رَعَتِ السَّائِمَهُ أَطَایِبَ الکَلإِ رَعْیاً خَفِیفاً..
و من المجاز اسْتَطَابَ نَفْسَه فَهُو مُسْتَطِیب أَی اسْتَنْجَی و أَزَالَ الأَذَی کأَطَابَ نَفْسَه فهو مُطِیبٌ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ .
قال الأَعْشَی:
یا رَخَماً قَاظ علی مَطْلُوبِ
یُعْجِلُ کَفَّ الخَارِئ المُطِیبِ
و المُطِیبُ و المُسْتَطیبُ :المُسْتَنْجِی مُشْتَقٌّ من الطِّیب ، سُمِّی استطَابَهً لأَنَّه یُطِیبُ جَسَدَه بذلک مِمّا عَلَیْه من الخَبَث.وَ
16- وَرَدَ فی الحدِیث: «نَهَی أَن یَسْتَطِیبَ الرجلُ بِیَمینِه». الاستِطَابَهُ و الإِطَابَهُ کِنَایَهٌ عن الاستِنْجَاءِ (6).
ص:190
و
16- فی حدیث آخر: «ابْغِنی حَدِیدَهً أَسْتَطِیبُ بها» (1). یُریدُ حَلْقَ العَانَه ،لأَنَّه تَنْظِیف و إِزَالَهُ أَذًی.
و اسْتَطَابَ الشَّیْ ءَ و أَطَابَه و طَابَهُ ،و قد تَقَدَّم وَجَدَه طَیِّباً کأَطْیَبَه بدُون الإِعْلال و طَیِّبَه ،قد تَقَدَّم أَیْضاً و اسْتَطْیَبَه ، بِدُونِ الإِعْلاَل،و الأَخِیرُ حَکَاه سِیبَوَیْه،و قال:جَاءَ علی الأَصْلِ کَمَا جَاءَ اسْتَحْوَذَ،و کَأَنَّ فِعْلَهُمَا قَبْلَ الزِّیَادَه کَانَ صَحِیحاً و إِنْ لم یُلْفَظ به قبلها إِلا مُعْتَلاًّ.و قولهم:ما أَطْیَبَه و مَا أَیْطَبَه ،مَقْلُوبٌ مِنْه،و أَطْیِبْ به و أَیْطِبْ بِهِ ،کُلُّه جَائِز.
و اسْتَطَابَ القَوْمَ :سأَلهم مَاءً عَذْباً. قال:
فَلَمَّا اسْتَطَابُوا صَبَّ فی الصَّحْنِ نِصْفَه
فَسَّرَه بذلک ابْنُ الأَعْرَابِیّ .
و الطَّابَهُ :الخَمْرُ. قال أَبو مَنْصُور:کأَنَّها بِمَعْنَی طَیِّبَه و الأَصلُ طَیِّبَه (2).و
17- فی حَدِیثِ طَاوُوسَ : «سُئِلَ عن الطَّابَه تُطْبَخُ علی النِّصْفِ ». الطَّابَهُ :العَصِیرُ،سُمِّیَ بِه لِطِیبهِ ، و إِصْلاَحُه علی النِّصْف:هو أَن یُغْلَی حتی یَذْهَبَ نِصْفُه.
و اسْتَطَاب الرجُلُ :شَرِبَ الطَّابَه ،نَقَلَه ابْنُ سِیدَه فی المحکم،و بِهِ فُسِّر:
فَلَمَّا اسْتَطَابُوا صَبَّ فی الصَّحْنِ نِصْفَه علی قَوْل.
و طِیبَتُهَا بالکَسْرِ،و الضَّمِیر إِلَی أَقْرَب مَذْکُور،و هو الطَّابَهُ : أَصْفَاها و أَجَمُّهَا،کَمَا أَنَّ طِیبَه الکلإِ أَخْصَبُه،و فی نُسْخَه إِصْفَاؤُها،بالکَسْرِ،علی صیغَه المَصْدَرِ،وَ هُوَ خَطَأٌ.
و طَیْبَهُ :عَلَمٌ علی المَدِینَه النَّبَویّهِ علی سَاکِنِها أَفْضَلُ الصَّلاَه و أَتَمُّ السَّلاَم،وَ عَلَیْهِ اقْتَصَر الجَوْهَرِیُّ .
14- قال ابن بَرِّیّ : و قد سَمَّاهَا النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلم بِعِدَّه أَسْمَاء کَطَابَهَ و الطَّیِّبَهِ و المُطَیَّبَه و الجَابِرَه و المَجْبُورَه و الحَبِیبَه و المَحْبُوبَه (3)و المُوفِیَه و المِسْکِینَه. و غَیْرِهَا مِمَّا سَرَدْنَاهَا فی غیر هذا المحل.و
14- فی الحَدِیث: أَنَّه أَمَرَ أَنْ تُسَمَّی المَدِینَه طَیْبَهَ و طَابَه . و هما تَأْنِیثُ طَیْبٍ و طَاب بمَعْنَی الطِّیبِ ،لأَن المَدِینَهَ کانَ اسمُهَا یَثْرِبَ ،و الثَّرْبُ (4):الفَسَادُ،فنَهَی أَن یُسَمَّی (5).
بِهَا،و سَمَّاها طَابَهَ و طَیْبَهَ ،و قِیلَ :هُوَ مِنَ الطَّیِّب الطَّاهِرِلخُلُوصِهَا من الشِّرْکِ و تَطْهِیرِها مِنْهُ ،و
14- مِنْه: «جُعِلَت لِی الأَرْضُ طَیِّبَهً طَهُوراً». أَی نَظِیفَهً غیر خَبِیثَه.«و المُطَیَّبَهُ »فی قَول المُصَنّفِ مَضْبُوطٌ بِصِیغَه المَفْعُولِ ،وَ هُو ظَاهِرٌ، و یُحْتَمَلُ بِصِیغَهِ الفَاعِل،أَی المُطَهِّرَهُ المُمَحِّصَهُ لذُنُوبِ نَازِلِیهَا.
و عِذْقُ ابن طَابٍ :نَخْلٌ بها أَی بالمَدِینَه المُشرَّفَه أَو (6)ابْنُ طَابٍ :ضَرْبٌ مِنَ الرُّطَب هناک.و فی الصَّحَاح:و تَمْرٌ بالمَدِینَه یُقَالُ لَهُ عِذْقُ ابْن طَابٍ ،و رُطَبُ ابْنِ طَابٍ .قال:
و عِذْقُ ابن طَابٍ ،و عذْقُ ابن زَیْدٍ:ضَرْبَان من التَّمْرِ.و
16- فی حَدِیثِ الرُّؤیَا: «کَأَنَّنا فی دَارِ ابْنِ زَیْد و أُتِینَا برُطَبِ ابْنِ طَابٍ ». قال ابن الأَثِیر:هو نَوْعٌ من تَمْرِ المَدِینَه مَنْسُوبٌ إِلی ابْنِ طَاب رَجُل مِنْ أَهْلِهَا.و
16- فی حَدِیثِ جَابِر: «و فی یَدِه عُرْجُونُ ابْن طَابٍ ».
و الطِّیَابُ کَکِتَابِ :نَخْلٌ بالبَصْرَه إِذا أَرْطَبَ فیُؤَخَّر عَنِ اخْتِرَافه تَسَاقَطَ عن نَوَاه فَبَقِیَت الکِبَاسه لیْسَ فِیهَا إِلا نَوًی مُعَلَّقٌ بالثَّفَارِیق (7)،و هُوَ مَع ذلک کِبَارٌ،قَال:و کذلک (8)النَّخْلَهُ إِذَا اخْتُرِفَت،و هی مُنْسَبِتَهٌ لمْ تَتْبَع النَّواهُ اللِّحَاءَ.کذَا فی لِسَان العَرَب.
و الطَّیِّبُ :الحَلاَلُ . و فی التَّنْزِیل العَزِیزِ: یا أَیُّهَا الرُّسُلُ کُلُوا مِنَ اَلطَّیِّباتِ (9)أَی کُلُوا من الحَلاَل.و کُلُّ مَأْکُولٍ حَلاَلٍ مُسْتَطَابٌ ،فهُو داخِلٌ فی هَذَا.و
16- فی حَدِیثِ هَوَازِن:
«مَنْ أَحَبَّ أَن یُطَیِّب ذَلِکَ مِنْکُم». أَی یُحَلِّلَه و یُبِیحَه.و الکَلِم الطَّیِّب هُوَ قَوْلُ :لا إِلَه إِلاَّ اللّه.و فلانٌ فی بَیْتٍ طَیِّبٍ ، یُکْنَی بِهِ عَنْ شَرَفِه (10).و مَاءٌ طَیِّب إِذَا کَانَ عَذْباً أَو طَاهِراً.
و طَعَامٌ طَیِّبٌ إِذَا کَانَ سَائِغاً فی الحَلْق.و فُلانٌ طَیِّبُ الأَخْلاَقِ إِذَا کَان سَهْلَ المُعَاشَرَه و بَلَدٌ طَیِّب :لا سِبَاخَ فیهِ .
و أَبُو مُحَمَّدٍ الطَّیِّبُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی التُّرَابِ الذُّهْلِیُّ ،رَوَی القرآنَ عنِ الکِسَائِیّ ،و الحَدِیثَ عن سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَه،تَرْجَمَه الخَطِیبُ فی التَّاریخ.
ص:191
و الطَّیِّبَهُ بهاء:قَرْیَتَانِ بِمِصْرَ إِحْدَاهُمَا فی إِقْلیم أَشْمُونِینَ ،و إِلَیْهَا نُسِبَ الخَطِیب المُحدِّثُ أَبُو الجُود.
و الثَّانِیَه فی الشَّرْقِیَّه،و تُعْرَفُ بأُمِّ رَمَاد.و النِّسْبَهُ إِلَیْهِمَا الطَّیِّبِیُّ و الطَّیِّبَانِیُّ ،الأَخِیرَهُ عَلی غَیْرِ قِیَاس و هکذَا کَانَ یَنْتَسِبُ صَاحِبُنا المفید حَسَنُ بْنُ سَلاَمَه ابنُ سَلاَمَه المالکیّ الرشِیدیّ .
و الاسم الطَّیِّب :قَرْیَهٌ بالبُحیرَه.
و أَطَابَ الرَّجُلُ إِذَا تَکَلَّم بکَلاَم طَیِّب .و أَطَابَ : قَدّمَ طَعَاماً طَیِّباً .و أَطَابَ : وَلَدَ بَنِینَ طَیِّبِینَ .و أَطَابَ : تَزَوَّجَ حَلاَلاً. و أَنْشَدَت امرأَه:
لَمَا ضَمِنَ الأَحْشَاءُ منک عَلاَقَهٌ
و لاَ زُرْتَنَا إِلاّ و أَنْتَ مُطِیبُ
أَی مُتَزَوَّج.و هَذَا قالته امرأَه لخِدْنِها قال:و الحِرَام عند العُشَّاق أَطیبُ ،و لذلک قَالَت:
و لا زُرْتَنَا إِلاَّ و أَنْتَ مُطِیب
و أَبُو طَیْبَه (1):کُنْیَهُ حَاجِمِ النبیّ صلی اللّه علیه و سلم مَوْلَی بَنِی حَارِثَه ثم مَوْلَی مُحَیْصَهَ بْنِ مَسْعُود اسمه دِینَار،و قِیل:مَیْسَره،و قِیل:
قَانِع،رَوَی عَنْه ابْنُ عَبَّاسٍ و أَنَسٌ وَ جَابِرٌ.
وَ طَابَانُ :ه بالخَابُور.
و أَیْطُبَّهُ العَنْز و یُخَفَّف:استِحْرَامُها عَن أَبی زَیْد.
و طِیبَهُ بالکَسْرِ:اسْمُ بِئْرِ زَمْزَم. و قَد ذُکِرَ لَهَا عِدَّهُ أَسْمَاءٍ (2)جَمَعْتُهَا فی نُبْذَهٍ صَغِیرَه. و طِیبَه : ه عند زَرُودٍ.
و شرَاب مَطْیَبَهٌ للنَّفْسِ أَی تَطِیبُ النفْسُ إِذَا شَربَتْه.
و طَعَامٌ مَطْیَبَهٌ للنَّفْسِ أَی تَطِیبُ عَلَیْهِ و بِه.و قَوْلُهم: طِبْتُ به نَفْساً أَی طَابَتْ بِهِ نَفْسِی و طَابَتْ نَفْسُه بالشَّیْ ءِ إِذَا سَمَحَتْ بِه من غیر کَرَاهَه،و لا غَضَب.و قَد طَابَتْ نَفْسِی عَنْ ذَلِکَ تَرْکاً،و طَابَتْ عَلَیْهِ إِذَا وَافَقَهَا.و طِبْتُ نَفْساً عنْهُ و عَلَیْه وَ بِهِ .
و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: فَإِنْ طِبْنَ لَکُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْهُ نَفْساً (3). و الطُّوب بالضَّمّ :الآجُرُّ. أَطْلَقَه المُصَنِّفُ کالأَزْهَرِیّ فی التَّهْذِیبِ فیُظَنّ بِذَلِکَ أَنَّه عَرَبِیّ .و الذی قاله الجَوْهَرِیّ إِنَّهُ لُغَهٌ مِصْرِیّه،و ابْن دُرَیْدِ قال:هِیَ لُغَهٌ شَامِیَّه و أَظُنُّها رُومِیَّه و جَمَعَ بَیْنَهُمَا ابْنُ سِیدَه (4).
و الطَّیِّبُ و المُطَیَّبُ :ابْنَا النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم وَ رَضِیَ عَنْهُما و عَنْ أَخِیهِما و أُمِّهِمَا السَّیِّدَهِ خَدِیجَه الکُبْرَی رَضِیَ اللّهُ عَنْهَا، و قِیلَ :إِنَّهُمَا لَقَبَان لِلْقَاسِم،و مَحَلُّه فی کُتُبِ السِّیَرِ.
وَ طَایَبَه إِذَا مَازَحَهُ .
و
16- فی الحَدِیث: «شَهِدْتُ غُلاَماً مع عُمُومَتِی. حِلْفَ بالکَسْرِ و هُو التَّعَاقُد المُطَیَّبِین جمع مُطَیَّب بصِیغه اسم المَفْعُول سُمُّوا به. و هُم خَمْسُ قَبَائِل بَنُو عَبْدِ مَنَاف،وَ بَنُو أَسَد بْنِ عَبْد العُزَّی (5)و بَنُو تَیْم[بن مره بن کعب] (6)،و بَنُو زُهْرَه[بن کلاب] 6،و بَنُو الحَارِثِ بْنِ فِهْر و ذَلِکَ لَمَّا أَرَادَت بَنُو عَبْدِ مَنَاف و هُم بَنُو هَاشِم أَخْذَ مَا فِی أَیْدِی بنی عَبْدِ الدَّارِ من الحِجَابَه و الرِّفَادَه و اللِّوَاء و السِّقَایَه،و أَبَتْ بنو عبد الدار تَسْلِیمَهَا إِیَّاهم اجْتَمَعَ المَذْکُورون فی دَارِ[عبد اللّه]بْنِ جُدْعَان فی الجَاهِلِیَّه،و عَقَدَ کُلُّ قَوْمٍ عَلَی أَمْرِهم حِلْفاً مُؤَکَّداً عَلَی التَّنَاصُر و أَن لاَ یَتَخَاذَلُوا ثُمَّ أَخْرَجَ لهُم بَنُو عَبْد مَنَاف (7)جَفْنَهً ،ثم خَلَطُوا فیهَا أَطْیَاباً و غَمَسُوا أَیْدِیَهم فیهَا و تَعَاقَدُوا،ثمَّ مَسَحُوا الکَعْبَهَ بأَیْدِیهِم تَوْکِیداً أَی زیَادَهً فی التأْکِید فَسُمُّوا المُطَیَّبِینَ ،و تَعَاقَدَت بَنُو عبْد الدَّار و حُلَفَاؤُهَا و هم سِتّ قَبَائِل:عَبْدُ الدَارِ،و جُمَحُ ،و مَخْزُوم، و عَدِیّ ،و کَعْب (8)،و سَهْم حِلْفاً آخرَ مُؤَکَّداً فَسُمُّوا ،بِذَلِکَ الأَحْلاَفَ . هَذَا الذِی ذکره المصنف هو المَعْرُوفُ المَشْهُور،و هُو الذی فی النّهَایَه و الصِّحَاح و غَیْرِ دیوَان.
و قِیلَ :بَلْ قَدِمَ رجلٌ من بَنِی زَیْدٍ لمکه مُعْتَمِراً و معه تِجَارَه
ص:192
اشْتَرَاهَا مِنْه رَجُل سَهْمِیّ ،فأَبَی أَن یَقْضِیَه حَقَّه فَنَادَاهم مِنْ أَعْلَی أَبِی قُبَیْسٍ فقَامُوا و تَحَالَفُوا علی إِنْصَافِه (1)کما فی المُضَافِ و المَنْسُوبِ للثَّعَالِبیّ مَبْسُوطاً،قالهُ شیخُنا.و فی لسَان العرب إِشَارَه لهذَا: و کَانَ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم من المُطَیَّبِینَ لحُضُورِه فِیه،و هو ابنُ خَمْس و عشْرِین سَنَه،و کَذَلکَ أَبو بَکْر الصِّدِّیق حَضَر فِیه،و کَانَ عُمَرُ رَضِیَ اللّه عَنْهُ أَحْلاَفِیّاً لحُضُورِه مَعَهُم.
*و مما بَقِی مِنْ هَذه المَادّه:
طَیَّابٌ السَّقَّاءُ:شَاعرٌ و لَهُ مَقَاطِیعُ مَشْهُورَهٌ فی حمَارِه القَدِیم الصُّحْبَه الشَّدِیدِ الهُزَال،أَوْرَدَهَا الثَّعَالِبیُّ فی المُضَاف و المَنْسُوب،اسْتَدْرَکَه شَیْخُنَا.
و طَابَهُ :قَرْیَهٌ من أَعْمَالِ قُوص.
و بَلَدٌ طَیِّبٌ :لا سِبَاخَ فیهِ .
و عَبْدُ الوَاسِع بْنُ أَبِی طَیْبَه الجُرْجَانِیُّ الطَّیْبِیُّ ،حَدَّثَ عن أَبِیه.و أَخُوهُ أَحمدُ بْنُ أَبِی طَیْبه کان قَاضِیَ جُرْجَان،و حفید الأَول عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الواسع،شَیخ لابْن عَدِیّ .و بالتَّثْقِیلِ الحَسَنُ بْنُ حَبْتَرٍ الطَّیِّبِیُّ ،رَوَی عنه الخَلِیلُ فی تَارِیخه و ابْنُه أَبو الفَرَج محمدُ بْنُ الحُسیْنِ الطَّیِّبِیّ عن مُحَمَّد بْنِ إِسْحَاقَ الکسَائیّ ،و عَنْه إِسْمَاعِیلُ القَزْوِینیّ .
وَ رَبَاح بن طَیْبَان«بالفَتْح»من شیوخ عَبْد الغَنِیّ .
و أَحْمَدُ بن الحکم بن طَیْبَان عن أَبی حُذَیْفَه.و محمدُ بنُ عَلِیِّ بْنِ طَیْبَان ،سمع منه خَلَفٌ الخَیَّام بِبُخَارَی و أَبُو البَرَکَاتِ مُحَمَّدُ بن المُنْذرِ بْنِ طَیْبَان من شیوخ السِّلَفِیّ .
و الطَّیَابُ کَسَحَاب:رِیحُ الشَّمَال.
و شَیْخُنَا المرحُومُ أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّد بْن الطَّیِّب بْنِ مُحَمَّد بْنِ مُوسَی الفَاسِیُّ صَاحبُ الحَاشِیَهِ عَلَی هَذَا الکتَابِ إِمَام اللُّغَهِ و الحَدِیث،وُلِدَ بِفَاس سنه 1110 و سَمعَ الکَثِیرَ عَنْ شُیُوخ المَغْرِبِ و المَشْرِق،و استجَازه و أَبُوهُ من أَبِی الأَسْرَارِ العُجَیْمِیّ ،وَ مَاتَ بالمدینه المنوره سنه 1170 رَحِمَهُ اللّهُ تَعَالی وَ أَرْضَاهُ .
الظَّأْب کالمَنْع:الزَّجَلُ ،محرکه. و الصَّوْتُ .
و التَّزَوُّجُ .و الکَلاَمُ ،و هُنَا أَثْبَتَه الجَوْهَرِیّ و لم یَذْکُره فی المُعْتَلِّ ،و سَیَأْتی کَلاَمُ ابْنِ سِیدَه هُنَاک. و الجَلَبَهُ [و الظلم] (2)مُحَرَّکه،کِلاَهُمَا عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ . و صِیَاحُ التَّیْسِ عِنْدَ الهِیَاج،و سیَأْتِی فی المُعْتَلّ . و الَّظَأْبُ و الظَّأْمُ مَهْمُوزَان (3):
سِلْفُ الرَّجُل بالکسرِ ج أَظْؤُبٌ و ظُؤُوبٌ . و قد ظَاءَبَه و ظَاءَمَه و تَظَاءَبَا و تَظَاءَمَا (4).
و المُظَاءَبَهُ :أَن یَتَزَوَّجَ إِنْسَانٌ امرأَهً ،و یَتَزَوَّجَ آخَرُ أُخْتَهَا.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
ظَأَب إِذَا ظَلم،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
: الظَّبُظَابُ بالفتح القَلَبَهُ مُحَرَّکَه،هَکَذَا فی النُّسَخ. و الوَجَعُ و العَیْبُ .و بَثْرٌ فی جَفْنِ العَیْن.
و بَثْر فی وُجُوه المِلاَح ،وَ هذِهِ عن ابن الأَعْرَابِیّ .
و الظَّبْظَابُ : الصِّیَاحُ و الجَلَبَهُ قَال الجَوْهَرِیُّ :قال رُؤْبَهُ :
کأَنَّ بِی سُلاًّ وَ مَا بِی ظَبْظَابْ
قُلْتُ و الرِّوَایَهُ :
...«و ما مِنْ ظَبْظَابْ ».
و آخره.
بِی و البِلَی أَنْکَرُ تِیکَ الأَوْصَابْ
و لا یَتِمُّ المَعْنَی إِلاّ بِالَّذِی فِی الِّروَایَه. و کَلاَمُ المُوعِد بِشَرٍّ و قد ظَبْظَبَ ،عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَد:
مُوَاغِدٌ جَاءَ لَهُ ظَبْظَابُ
قال:و المُوَاغِد«بالغین»:المُبَادِر المُتَهَدِّدُ.
و الظَّبْظَابُ :اسْمُ مَلِک للْیَمَن.
و قَدْ ظُبْظِبَ الرَّجُلُ بالضَّمِّ أَی مَبْنِیّاً للمَفْعُولِ أَیْ حُمَّ ، نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
ص:193
و تَظَبْظَبَ الشَّیْ ءُ إِذا کَانَ لَهُ وَقْعٌ یَسِیرٌ نَقلَه الصَّاغَانِیّ .
الظَّرِبُ کَکَتِف:ما نَتَأَ من الحِجَارَه و حُدَّ طَرَفُه ،هَکَذَا ذَکَرَه ابن السِّید فی الفرق. أَو الجَبَلُ المُنْبَسِطُ لَیْسَ بالعَالِی،کَذَا قَیَّدَه بَعْضُهُم أَو الصَّغِیرُ. و الظَّرِبُ :
الرَّابِیَهُ الصَّغِیرَهُ . ج ظِرَابٌ کَکِتَاب،و زَادَ فی النِّهَایَه:
و أَظْرُبٌ کأَفْلُسٍ (1).
و فی المِصْبَاحِ عن ابْنِ السَّرَّاجِ أَنَّ قِیَاسَه أَفْعَال،و کَأَنَّهُم تَوَهَّمُوه مُخَفَّفاً کَسَهْم و سِهَام،وَ هُو ظَاهِر،لأَنَّهم لمْ یَذْکُرُوا فی مُفْرَدَات فِعَال بِالکَسْرِ کَکَتِف،علی کثره مُفْرَدَاتِه،قَالَه شَیْخُنَا.و
16- فی حَدِیث الاسْتِسْقَاء: «اللَّهُمَّ عَلَی الظَّرَابِ و الآکَامِ ». فَسَّرهَا أَهْلُ الغَرِیب بالمَعْنَی الثَّانِی،و هکذا فی النهایَه و الفَائِق و ابن السید،بالأَوّل.و قال الشاعر:
إِنَّ جَنْبِی عنِ الفِرَاشِ لَنَابِی
کَتَجَافِی الأَسَرِّ فَوْقَ الظِّرَابِ
من حَدِیثٍ نَمَی إِلیّ فما تَرْ
قَأُ عَیْنِی و لا أُسِیغُ شَرَابی
من شُرَحْبِیلَ إِذ تَعَاوَرَهُ الأَرْ
مَاحُ فی حَالِ صَبْوَهٍ و شَبَابِ
و الأَسَرُّ:البَعِیرُ الذِی فی کِرْکِرَتِه دَبْرَهٌ .
و الظَّرِبُ :اسم رَجُل ،و هُو الظَّرِبُ (2)بنُ الحَارِثْ بْنِ فِهْرٍ القُرَشِیُّ ،وَالِدُ عَامِر (3)أَحَد حکام العرب و حکمائهم.
و الظَّرِبُ : فَرَسٌ للنبیّ صلی اللّه علیه و سلم و رُوی بفَتْح فَسُکُون،علی النَّقْلِ و التّخْفِیفِ .و أَمَّا الذی فی نُورِ النِّبْرَاس أَنه کَکِتَاب فَهُو وَهَم و تَصْحِیف،کما قَالَه شَیْخُنَا،و هو مِنْ أَشْهر خَیْله صلی اللّه علیه و سلم و أَعْرَفِهَا،سمِّیَ بذلک لِکِبرِهِ أَو لِسِمَنه أَو لِقُوَّته و صَلاَبَته أَی تَشْبِیهاً له بالجُبَیْل.قَالُوا:أَهْدَاه له صلی اللّه علیه و سلم فَرْوَهُ بنُ عَمْرو الجُذَامِیّ أَو رَبِیعَهُ بن أَبِی البَرَاء أَو جُنَادَهُ بْنُ المُعَلَّی، وَ کَانَ حَاضِراً فی غَزْوَهِ المُرَیْسِیع مَعَه،صلی اللّه علیه و سلم.
و الظَّرِبُ : بِرْکَهٌ بین القَرْعَاءِ وَ وَاقِصَه.و ظَرِبُ لُبْنٍ بضم فسکون: ع (4).
و الظُّرُبُّ کالعُتُلِّ :القَصیرُ الغَلیظ اللَّحِیمُ ،عن اللِّحْیَانیّ ،و أَنْشَدَ:
یا أُمَّ عَبْدِ اللّهِ أُمَّ العَبْدِ
یا أَحْسَنَ النَّاسِ مَنَاطَ العقْدِ
لا تَعْدِلِینِی بِظُرُبّ جَعْد
و الظَّرِبَانُ کَالْقَطِران. و فی المصباح:و الظِّرْبَان علی صیغَه المُثَنَّی و التَّخْفیف،بِکَسْر الظّاءِ و سکون الرَّاءِ،لغه.
قلت:روَاه أَبو عمرو،و رواه أَیضاً شَمِر عَن أَبی زید، و زاد:و هِی الظَّرَابِیُّ ،بغیر نون،و نَقَل شیخُنَا عن ابْنِ جِنِّی فی المحتسب سُکُونَ الرَّاءِ مَعَ فَتْح الرَّاءِ أَیْضاً: دُوَیْبَّهٌ کالهِرَّه و نَحْوِهَا،قاله أَبُو زَیْد و قیل:شَبِیهٌ بالقِرْد،قاله أَبو عَمرو و ابْنُ سِیدَه،و قیل بالکَلْبِ الصِنیِّ القَصِیر،کذا فی المصبَاح. مُنْتِنَهُ الرَّائِحَهِ ،کَثِیرَهُ الفَسْوِ،و قِیل:هُو فَوْقَ جَرْوِ الکَلْب،کذا فی المُسْتَقْصَی.و قَال الأَزْهَرِیّ :قَرأْتُ بخط أَبی الهَیْثَم قال: الظِّرْبَانُ :دَابّهٌ صَغِیر القَوَائِم،یکون طُولُ قَوَائِمه قدرَ نِصْف إِصْبَع،و هو عَرِیضٌ یکونُ عَرْضُه شِبْراً أَو فِتْراً،و طُولُه مقْدَارُ ذِرَاع و هُو مُکَرْبَسُ الرَّأْس أَی مُجْتَمِعُه، قال:و أُذُنَاه کأُذُنَیِ السِّنَّوْر کالظَّرِبَّاء علی فَعِلاَّء (5)،بکسْر العین؛عن أَبِی زَیْدِ.و قال أَبو الهَیْثَمِ :هو مَقْصُور عَلَی هَذَا المِثَال،قیل:هِیَ دَابَّه شِبْهُ القِرْد أَصَمُّ الأُذُنَیْن، صمَاخَاه یَهْوِیَان،طَوِیلُ الخُرْطُوم،أَسْوَدُ السَّرَاه،أَبْیَضُ البَطْنِ ،و یقَال:إِنَّ ظَهْرَه عَظْمٌ وَاحد بلا قَفَصٍ ،لا یَعْمَل فیه السَّیْفُ لصَلاَبَه جِلْده إِلا أَن یُصیبَ أَنْفَه ج ظَرَابِینُ قَال أَبو زید:و الأُنثَی ظَرِبَانَه و قد تحذف النون من الجمع.قال البَعِیث:
سَوَاسِیَهٌ سُودُ الوُجُوهِ کَأَنَّهُم
ظَرَابِیُّ غِرْبَانٍ بِمَجْرُودَه مَحْلِ
ص:194
و قد تَقَدَّم أَنَّه مِنْ رِوَایَه شَمِر عَنْ أَبِی زَیْد.
و رُوِیَ أَیْضاً ظِرْبَی ،الرَّاء جَزْمٌ و رُویَ أَیضاً ظِرْبَاء ، بکسرهما عَلی فِعْلاء مَمْدُود.و قَال أَبو الهیثم:
هو الظَّرِبَی مَقْصُورٌ،و الظَّرِبَاء مَمْدُودٌ لَحْنٌ ،و أَنْشَدَ قَوْلَ الفَرَزْدَق:
فَکَیْفَ تُکَلِّمُ الظَّرِبَی علیها
فِرَاءُ اللُّؤْمِ أَرْبَاباً غِضَابا
قال:و الظَّرِبَی [جمعٌ ] (1)علی غیرِ مَعْنَی التَّوْحِید.قال أَبو منصور:و قال اللیث:هو الظَّرِبَی مقصور کما قَال أَبو الهَیْثَمِ ،و هو الصَّوَاب: اسمان للجَمْع و قال عَبْد اللّه بنُ حَجَّاج الزُّبَیْدیُّ التَّغْلَبِیّ :
أَلاَ أَبْلِغَا قَیْساً و خِنْدِفَ أَنَّنِی
ضَرَبْتُ کَثِیراً مَضْرِبَ الظَّرِبَانِ
یَعْنِی کَثِیرَ بْنَ شِهَابٍ المَذْحِجیَّ .و قوله:مَضْرِبَ الظَّرِبَان أَی ضَرَبْتُه فی وجهه،و ذلک أَن للظَّرِبَان خَطًّا فی وجهه، فَشَبَّه ضَرْبته فی وَجْهِه (2)بالخَطِّ الذی فی وَجْهِ الظَّربان ، و من رواه:ضَرَبْتُ عُبَیْدا،فلَیْسَ هُوَ لِعَبْدِ اللّه بْن حَجَّاج، و إِنما هو لأَسَدِ بْنِ نَاعِصَهَ ،و هو الَّذِی قَتَل عُبَیْداً (3)بأَمْرِ النُّعْمَان و البیتُ :
أَلاَ أَبْلِغَا فِتْیَانَ دُودَانَ أَنَّنِی
ضَرَبْتُ عُبَیْداً مَضْرِبَ الظَّرِبَانِ
غَدَاهَ تَوَخَّی المُلْکَ یَلْتَمِسُ الحِبَا
فَصَادَفَ نَحْساً کان کالدَّبَرَانِ
و قال الأَزهریّ :جمْع الظِّرْبَانِ الظِّرْبَی ،و قیل: الظِّرْبَی (4)الوَاحدُ،و جمعه ظِرْبَان أَی بکسر فسکون.و عن ابن سیده:
و الجمع ظَرَابِین و ظَرَابِیُّ الیَاءُ[الأولی] (5)بَدَلٌ من الأَلف، و الثَّانِیَه بَدَلٌ من النُّون،و القَوْلُ فِیه کالقَوْل فی إِنْسَان،و سیأْتی ذِکْرُه.و قال الجَوْهَرِیّ : الظِّرْبَی ،علی فِعْلَی،جمع مثل حِجْلی جمع حَجَلٍ (6)،و قال الفرزدق:
و مَا جَعَل الظِّرْبَی القِصَارُ أُنُوفُها
إِلی الطِّمِّ من مَوْجِ البحَارِ الخَضَارِمِ
و ربما جُمِعَ عَلی ظَرَابِیّ کأَنَّه جَمْعُ ظِرْبَاء (7)،و قال:
و هَلْ أَنْتُمُ إِلاَّ ظَرَابِیُّ مَذْحِجٍ
تَفَاسَی و تَسْتَنْشِی بآنُفِهَا الطُّخْمِ
و یُشْتَمُ بِه الرَّجُلُ فیُقَالُ :یا ظَرِبَانُ .و نَقَل شَیْخُنَا عن أَبِی حَیّان:لَیْسَ لَنَا جَمْعٌ علی فِعْلَی،بِالکَسْرِ،غیرَ هذَیْن اللَّفْظَیْن (8).
و یقَال:إِن أَبَا الطَّیِّب المُتَنَبِّی لَقِی أَبا عَلِیّ الفَارِسِیّ فَقَالَ له:کَمْ لَنَا من الجُمُوع علی فِعْلَی،بالکَسر،فَقَالَ أَبو الطَّیّب بَدِیهَهً :حِجْلَی و ظِرْبَی ،لا ثَالِثَ لَهُمَا.فَمَا زَال أَبُو عَلِیّ یَبْحَث:هل یَسْتَدْرِکُ عَلَیْهِ ثَالِثاً،و کان رَمِداً فلم یُمْکِنْ لَهُ ذَلِکَ حَتَّی قِیلَ :إِنَّه مع کَثْرَه المُرَاجَعَه و رَمَد عَیْنَیْه آلَ بِه الأَمْرُ إِلَی ضَعْفِ بَصَرِه،و یقال:إِنَّه عَمِیَ بِسَبَبِ ذَلِکَ .و اللّه أَعلم.ثم قَالَ ،وَ هِیَ من الْغَرَائِبِ الدَّالَّهِ عَلَی مَعْرفَهِ أَبِی الطَّیِّب و سَعَهِ اطِّلاَعه،رَحِم اللّهُ الجَمِیع.
و یُقَالُ : فَسَا بَیْنَهُم الظَّرِبَانُ ،أَی تَقَاطَعُوا (9)قاله الجَوْهَرِیُّ .و یقال أَیْضاً تَشَاتَمَا فکأَنما جَزَرَا بَیْنَهُمَا ظَرِبَاناً .
شَبَّهُوا فُحْشَ تَشَاتُمِهِما بنَتْن الظَّرِبَانِ .و قَالُوا:هُمَا یَتَنَازَعَان جِلْدَ الظَّرِبَانِ أَی یَتَسابّان،فکأَنَّ بَیْنَهما جِلْدَ ظَرِبانٍ یَتَنَاوَلاَنِه وَ یَتَجَاذَبَانه.و عَنْ ابْنِ الأَعْرَابیّ و هما یَتَمَاشَنَانِ جِلْدَ الظَّرِبَان ،أَی یَتَشَاتَمَان.و المَشْنُ :مَسْحُ الیَدَیْنِ بالشَّیءِ الخَشِن.
و من أَمثالهم المَشْهُورَه: «أَفْسَی من الظَّرِبان » .ذکره المَیْدَانِیّ فی مَجْمَع الأَمْثَال،و الزَّمَخْشَرِیّ فی المُسْتَقْصَی، و غَیْرُهما،قَالُوا لأَنَّهَا إِذَا فَسَتْ فی ثَوْب لاَ تَذْهَبُ رَائِحَتُه حتی یَبْلَی الثَّوْبُ ،کذَا زَعَم الأَعْرَابُ .
ص:195
و یقال: إِنَّها تَفْسُو فی أَی علی بَاب جُحْرِ الضَّبِّ فیَسْدَرُ أَی یَدُوخُ من خُبْثِ رَائِحَتِه فیُصَاد فتَأْکُلُه قاله أَبو الهَیْثَم.
و قَال المَیْدَانیّ :قد عَرَفَ الظَّرِبَانُ کثره الفُساء من نَفْسِه، و جعله من أَحَدِّ سِلاَحِه،یَقْصد جُحْرَ الضَّبِّ و فیه حُسُوله و بَیضه فیأْتی أَضْیَقَ مَوْضِع فِیهِ فیَسُدُّه بِبَدِنِه،و یُروی:بِذَنَبِه، و یُحَوِّلُ دُبُرَه إِلَیْه فلا یَفْسُو ثَلاَثَ فَسَوَات حتی یَخِرَّ الضَّبُّ مَغْشِیًّا علیه،ثم یُقِیم فی جُحره حتی یَأْتِیَ عَلَی آخِرِ حُسُولِهِ .و الضَّبُّ إِنما یَخْدَعُ فی جُحْرِهِ حَتَّی یُضْرَبَ به المَثَلُ :أَخْدَعُ مِنْ ضَبٍّ ،و یُوغِل فی سَرَبِه لِشِدَّهِ طَلَب الظَّرِبَان لَهُ ،نَقَلَه شَیْخُنَا.
و ظُرِّبَت الحَوَافِرُ أَی حَوَافِرُ الدَّابَه بالضَّمِّ أَی مَبْنِیًّا للمَفْعُول تَظْرِیباً فهی مُظَرَّبَهٌ إِذا صَلُبَتْ و اشْتَدَّت. و قال المُفَضَّل: المُظَرَّبُ ،أَی کمُعَظَّم،الذِی قد لَوَّحَتْه الظِّرَابُ .
و الأَظْرَاب :أَرْبَعُ أَسْنَانٍ خَلْفَ النَّوَاجِذِ و أَظْرَاب اللِّجَامِ :العُقَد الَّتی فی أَطْرَاف الحَدِیدِ (1).
و (2) الأَظْرَابُ أَیْضاً: أَسْنَاخُ الأَسْنَان ،قاله الجَوْهَرِیّ ، و أَنْشَدَ لعَامِرِ بْنِ الطُّفَیْل:
و مُقَطِّعٍ حَلَقَ الرِّحَالَه سَابِحٍ
بادٍ نوَاجِذُه من الأَظْرَابِ
قال ابن بَرِّیّ :البَیْتُ لِلَبِید یَصِفُ فَرَساً،و لیس لِعَامِر بْنِ الطُّفَیْل.و کذلک أَوْرَدَه الأَزْهَرِیّ أَیْضاً لِلَبِیدِ (3).
و یقال:یُقَطِّع حَلَق الرِّحَالَهِ بُوثُوبِهِ ،و تَبْدُو نَوَاجِذُه إِذا وَطِئ علی الظِّرَابِ [أَی] (4)کَلَحَ .یقول:هو هکذا و هذه قُوَّتُه.قال:و صَوَابُه و مُقَطِّعٌ بالرَّفْع لأَنَّ قَبْلَه:
تَهْدِی أَوائِلَهُنَّ کُلُّ طِمِرَّهِ
جَرْدَاء مِثْل هِرَاوَهِ الأَعْزَابِ (5)
و النَّوَاجِذُ هَا هُنَا:الضَّوَاحِک و هو الَّذِی اخْتَارَه الهَرَوِیُّ .
و ظَرِیبٌ کأَمِیرٍ: ع کان منْزِل بَنِی طَیِّئ قبل نُزُولهم الجَبَلَینِ .قال أُسَامَهُ بنُ لُؤَیِّ بْنِ الغَوْثِ بْن طَیِّئ:
اجْعَلْ ظَرِیبا کحَبِیبٍ یُنْسَی
لکُلِّ قَومٍ مُصْبَحٌ و مُمْسَی
کذا فی معجم یاقوت عند ذکر طیئ نزُول الجبلین.
و یُقَالُ : ظَرِبَ به کفَرِح إِذَا لَصِقَ .
و ظُرَیْبَه کجُهَیْنَه:ع (6)نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
الظِّنْبُ بالکَسْر:أَصْلُ الشَّجَرَه عن ابن الأَعْرَابِیّ .قال جُبَیْهَاءُ الأَسَدِیّ یَصفُ مِعْزَی بحُسْن القَبُولِ و قِلَّه الأَکْلِ :
فلَوْ أَنَّهَا طَافَتْ بظِنْبٍ مُعْجَّمٍ
نَفَی الرِّقَّ عنه جَدْبُه فهو کالِحُ
لَجَاءَتْ کأَنَّ القَسْورَ الجَوْنَ بَجَّهَا
عَسَالِیجُه و الثامِرُ المُتَنَاوِحُ
المُعَجَّم:الذی قد أُکِلَ و لم یَبْقَ منه إِلاَّ القَلِیلُ .و الرِّقُّ :
وَرَقُ الشَّجَرِ.و الکالحُ :المُقَشَّرُ (7)من الجَدْبَ .و القَسْوَرُ:
ضَرْبٌ من الشَّجَرِ.
و الظُّنْبَهُ بالضَّمِّ :عَقَبَهٌ ،محرکه کما یأْتی، تُلَفُّ علی أَطْرَاف الرِّیشِ مِمَّا یَلِی الفُوقَ عَن أَبی حنیفَه.
و الظُّنْبُوبُ أَی بالضَّمِّ ،و إِنما أَطْلَقَه للشُّهْرَه لعدَم مَجِیء فَعْلُولٍ بالفَتْح: حَرْفُ الساق الْیَابِسِ من قُدُمٍ بضمتین أَو هو ظاهِرُ السَّاقِ أَو عَظْمُه أَو حَرْف عَظْمِه. قال یصف ظَلِیماً:
عَارِی الظَّنَابِیبِ مُنْحَصُّ قَوَادِمُه
یَرْمَدُّ حتی یَرَی فی رَأْسِهِ صَتَعَا (8)
أَی التواء.و
16- فی حَدِیثِ المُغِیرَهِ : «عَارِیَهُ الظَّنَابِیبِ » (9). هو حَرْفُ العَظْمِ الیَابِس مِنَ السَّاقِ أَی عَرِی عَظْمُ سَاقِهَا من
ص:196
اللَّحْم لِهُزَالِهَا. و الظُّنْبُوبُ : مِسْمَارٌ یَکُونُ فی جُبَّهِ السِّنَان حَیْثُ یُرَکَّبُ فی عَالِیَهِ الرُّمْحِ ،و قد فُسِّر به بَیْتُ سَلاَمَهَ بْنِ جَنْدَل:
کُنَّا إِذَا ما أَتَانَا صَارِخٌ فَزِعٌ
کان الصُّرَاخُ له قَرْعَ الظَّنَابِیبِ
و یُقَالَ : قَرَع لِذلِکَ الأَمْر ظُنْبُوبَهُ :تَهَیَّأَ له.و قِیلَ :بهِ فُسِّر بَیْتُ سَلاَمَه.و یُقَالُ :عَنَی بذلک سُرْعَه الإِجَابَه،و جَعَل قَرْعَ السَّوْطِ علی سَاق الخُفِّ فی زَجْرِ الفَرَسِ قَرْعاً للظُّنْبُوب .و قَرعَ ظَنَابِیبَ الأَمْرِ:ذَلَّلَه. أَنْشَد ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :
قَرَعْتُ ظَنَابِیبَ الهَوَی یوم عَالِجٍ
و یَوْمَ اللِّوَی حَتَّی قَسَرْتُ الهَوَی قَسْرَا (1)
فإِن خِفْتَ یَوْماً أَنْ یَلِجَّ بِکَ الهَوَی
فإِنَّ الهَوی یَکْفِیکَه مِثْلُه صَبْرَا
یَقُولُ :ذَلَّلْتُ الهَوَی بقَرْعِی ظُنْبُوبَه کما تَقْرَعُ (2)ظُنْبُوب البَعِیر لِیَتَنَوَّخَ لک فَترکبَه،و کُلُّ ذَلِکَ عَلی المَثَل،فإِنَّ (3)الهَوَی و غَیْرَه من الأَعْرَاضِ لا ظُنْبُوبَ لَهُ .و قِیلَ :قَرْعُ الظُّنْبوبِ أَن یَقْرَعَ الرجُل ظُنْبُوبَ رَاحِلَته بَعَصَاه إِذَا أَناخَها لیَرْکَبَها رُکوبَ المُسْرِع إِلی الشیءِ،و قیل:أَنْ یَضْرِبَ ظُنْبُوبَ دابَّتِه بسَوْطِه لیُنْزِقَهُ إِذَا أَرَاد رُکُوبَه.
و من أَمثالهم: «قَرَعَ فُلاَنٌ لأَمْرِهِ ظُنْبُوبَه » إِذا جَدَّ فیه،کذا فی لسان العرب و صَرَّح به ابنُ أَبی الحدید فی شرح نهج البلاغه.
و قال أَبُو زَیْدِ:لا یُقَالُ لِذَوَاتِ الأَوْظفَه ظُنْبُوبٌ .
الظَّابُ :الکَلاَمُ و الجَلَبَهُ قال شَیْخُنَا:عَدَّه جَمَاعَهٌ مُخَفَّفاً مِنَ المَهْمُوزِ فلم یَذْکُرُوه و لم یُثْبِتُوه مُعْتَلاً، و لذَلک لم یَذْکُرْه الجَوْهَرِیّ لأَنَّه لم یَصِحَّ عِنْدَه،لأَنَّ مَعَانِیهَ مَحْصُورَهٌ عِنْدَه فِیمَا ذُکِر فی المَهْمُوزِ،انتهی.و لکِنْ فی المحکم:و إِنما حَمَلْناه عَلَی الْوَاوِ لأَنَّا لا نعرف له مَادَّهً ، فإِذَا لم تُوجَدْ لَهُ مَادَّه و کان انْقِلاَبُ الأَلِف عَنِ الوَاوِ عینا أَکْثر کان حَمْلُه عَلَی الوَاوِ أَوْلَی و صِیَاحُ التَّیْسِ عِنْدَالهیَاج. و قد تقدمت هذه المعانی فی المَهْمُوزِ،و أَعَادَها هنا للتَّنْبِیه علیه.و قال ابن منظور:و قَد یُسْتَعْمَل الظَّابُ فی الإِنسان.قالَ أَوْسُ بْنُ حَجَر:
یَصُوعُ (4)عُنُوقَهَا أَحْوَی زَنِیمٌ
لَهُ ظَابٌ کما صَخِبَ الغَرِیمُ
العَبُّ :شُرْبُ المَاء من غَیْر مَصٍّ .و قیل:أَنْ یَشْرَبَ المَاءَ و لاَ یتنفس.و مِنْه.
16- الحَدِیثُ : «الکُبَادُ مِنَ العَبِّ ». و هو دَاءٌ یَعْرِضُ للکَبِد. أَو الجَرْعُ أَو تَتَابُعُهُ أَی الجَرْع.و قیل، العَبّ :أَن یَشْرَبَ المَاءَ دَغْرَقَهً بلاَ غَنَثٍ (5).
الدَّغْرَقَهُ :أَنْ یَصُبَّ المَاءَ مَرَّهً وَاحِدَهً و الغَنَثُ (6)أَنْ یَقْطَعَ الجَرْعَ . و الکَرْعُ . یُقَال: عَبَّ فی المَاءِ أَو الإِنَاءِ عبَّا إِذَا کَرَعَ ،قَالَ :
یَکْرَعُ فِیهَا فَیعُبُّ عَبَّا
مُحَبَّباً (7)فی مَائِها مُنْکَبَّا
و یقال فی الطَّائِرِ: عَبَّ ،و لا یُقَالُ :شَرِب.و
16- فی الحدیث: «مُصُّوا المَاءَ مَصًّا و لا تَعُبُّوهُ عَبًّا ». و
16- فی حَدِیثِ الحَوْضِ : « یَعُبُّ فِیهِ مِیزَابَانِ ». أَی یَصُبَّانِ [فیه] (8)«فلا (9)یَنْقَطِعُ انْصِبَابُهما.هَکَذَا جَاءَ فِی رِوَایَه.و المَعْرُوفُ بالغَیْنِ المُعْجَمَه و التَّاءِ المُثَنَّاهِ فَوْقَها.کَذَا فی لِسَانِ الْعَرَبِ وَ سَیَأْتِی.و الْحَمَامُ یَشْرَب المَاءَ عَبًّا ،کَمَا تَعُبُّ الدَّوَابُّ .قال الشَّافِعِیُّ رَضِیَ اللّهُ عَنْه:الحَمَامُ مِنَ الطَّیْرِ:ما عَبَّ و هَدَرَ؛ وَ ذَلِکَ أَنَّ الحَمَام یَعُبُّ المَاءَ عَبًّا و لا یَشْرَبُ کَمَا یَشْرَبُ الطَّیْرُ شَیْئاً شَیْئاً.وَ هَذَا أَشَارَ إِلَیْهِ شَیْخُنا فی«ش ر ب»و هَذَا مَحَلُّ ذکْرِهِ .
و العُبُّ بالضَّمِّ :الرُّدْنُ . قال شَیْخُنَا:هی لُغَهٌ عَامِّیَّهٌ لاَ تَعْرِفُهَا العَرَب.قُلْتُ :کَیْفَ یَکُونُ ذلِکَ وَ قَدْ نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ (10).
ص:197
و العُبَابُ کغُرَابٍ :الخُوصَهُ . قال المَرَّارُ:
رَوَافِعَ لِلْحِمَی مُتَصَفِّفَاتٍ
إِذَا أَمْسَی لِصَیِّفِه عُبَابُ (1)
و فی التَّهْذِیبِ : العُبَابُ : مُعْظَمُ السَّیْلِ ،و قِیلَ : عُبَابُ السَّیْلِ : ارْتِفَاعُه وَ کثْرَتُه أَو عُبَابُه مَوْجُه.و العُبَابُ أَوَّلُ الشَّیْ ءِ وَ
16- فِی الحَدِیث: «إِنَّا حَیٌّ منْ مَذْحِج، عُبَابُ سَلَفِها و لُبَابُ شَرَفِهَا» (2). عُبَابُ المَاءِ:أَوَّلُه و مُعْظَمُه (3).و یقال:
جَاءُوا بعُبابِهِم أَی جَاءُوا بأَجْمَعِهِم،و أَرَادَ بسَلَفِهم مَنْ سَلَفَ مِنْ آبَائِهِم،أَوْ مَا سَلَف مِنْ عَزِّهِم و مَجْدِهِم.وَ
1- فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ یَصِفُ أَبَا بَکْر رَضِیَ اللّهُ عَنْهُمَا: «طِرْتَ بعُبَابِهَا و فُزْتَ بحَبَابِهَا». أَی سَبَقتَ إِلَی جُمَّهِ الإِسْلاَمِ و أَدْرَکْتَ أَوَائِلَه و شَرِبْتَ صَفْوَه وَ حَوَیْتَ فَضَائِلَه.قَال ابْنُ الأَثِیرِ:هَکَذَا أَخْرَجَ الحَدِیثَ الهَرَوِیُّ و الخَطَّابِیُّ و غَیْرُهُمَا من أَصْحَابِ الغَرِیبِ ،و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْهِ فی«ح ب ب»و قیل فِیه غَیْرُ ذَلِکَ ،انظُره فی لِسَانِ الْعَرَبِ .
و عُبَابٌ : فَرسٌ لِمَالِکِ بْنِ نُوَیْره الیَربُوعِیّ نَقَلَه الصَّاغَانِیّ أَو صَوَابه عُنَابٌ بالنُّونِ کما یَأْتِی لَهُ فی«ع ن ب»و اقْتِصَارُه عَلَیْه.
و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ العُنْبَبُ کجُنْدَبٍ :کَثْرَهُ المَاءِ و أَنْشَد:
فَصَبَّحَتْ و الشمْسُ لم تُقَضِّبِ
عَیْناً بغَضْیَان ثَجُوجَ العُنْبَبِ
و یُروی نَجُوج.قال أَبو منصور:جَعَلَ العُنْبَبَ الفُنْعَل من العَبِّ .و النُّونُ لَیْسَت أَصْلِیَّه وَ هِیَ کَنُونِ العُنْصَلِ .
و العَنْبَبُ و عُنْبَبٌ (4)کِلاَهُمَا وَادٍ نَقَلَ اللُّغَتَیْن الصَّاغَانِیُّ ؛ سُمِّی بِذَلِکَ لأَنَّه یَعُبُّ المَاءَ،و هو ثُلاَثِیٌّ عِنْدَ سِیَبویْه، و سَیَأْتِی ذِکْرُه.قال نُصَیْبٌ :
أَلاَ أَیُّهَا الرَّبْعُ الخَلاَءُ بِعُنْبَبِ
سَقَتْکَ الغَوَادِی مِن مُراحٍ و مُعْزَبِ
و نَبَاتٌ .وَ بَنُو العَبَّابِ کَکَتَّان :قَوْمٌ مِنَ الْعَرَبِ ؛سُمُّوا بِذَلِکَ لأَنَّهُم خَالَطُوا فَارِسَ حَتَّی عَبَّتْ أَی شَرِبتْ خَیْلُهُم فی نَهْرِ الفُرَاتِ .
و الیَعْبُوبُ کیَعْفُورٍ: الفَرَسُ السَّرِیُع فی جَرْیِه و قِیلَ :هُوَ الطَّوِیلُ ،أَو الْجَوَادُ السَّهْلُ فی عَدْوِه،أَوِ الْجَوَاد البَعِیدُ القَدْر ،أَوِ الشَّدِیدُ الکَثِیرُ فی الجَرْی وَ هَذَا الأَخِیرُ أَصَحُّ ؛ لأَنَّه مَأْخُوذٌ مِنْ عُبَابِ الْمَاءِ،و هُوَ شِدَّهُ جَرْیِه،
14- وَ قَدْ کَانَ لَهُ صَلَّی اللّه عَلَیْهِ و سَلَّم فَرَسٌ اسمُه السَّکْبُ . وَ هُو منْ سَکَبْتُ المَاءَ،کَذَا فی الرَّوْضِ الأُنُفِ للسُّهَیْلِیّ ،و هذا الذی اقْتَصَرَ علیه الجَوْهَرِیّ وَ صَوَّبَه غیرُ وَاحِدٍ،و حَینَئذٍ یَکُونُ مَجَازاً.
و الیَعْبُوبُ : الجَدْوَلُ الکَثِیرُ المَاءِ الشَّدِیدُ الجَرْیَهِ .و بِه شُبِّه الفَرَسُ الطَّوِیلُ .و قَال قَیْسٌ [ابن الحطیم] (5).
غَدِقٌ بِسَاحَهِ حَائِرٍ یَعْبُوبِ 5
الحَائِر:المَکَانُ المُطْمَئنُّ الوَسَطِ المُرْتَفِعُ الحُرُوفِ یَکُونُ فِیهِ الماءُ،و جَمْعُه حُورَانٌ .و الیَعْبُوبُ :الطَّوِیلُ ،جَعَلَ یَعْبُوباً من نَعْتِ حَائِر.
و الیَعْبُوبُ : السَّحَابُ .
و یَعْبُوبٌ : أَفْرَاسٌ للرَّبِیع بْن زِیَاد العَبْسِیّ و النُّعْمَانِ بْنِ المُنْذِر صَاحِب الحِیرَه و الأَجْلَحِ بْنِ قَاسِط الضِّبَابِیّ ،صِفَهٌ غَالِبَهٌ .
و العَبِیبَهُ کَسَفِینَهٍ : طَعَامٌ أَو ضَرْبٌ منه. و شَرَابٌ یُتَّخَذُ من العُرْفُطِ حُلوٌ،أَوْ هِیَ عِرْقُ الصَّمْغِ ،و هو حُلْوٌ یُضرَبُ بمِجْدَحٍ حَتی یَنضَجَ ثُمَّ یُشرَب.و قِیلَ :هی الَّتی تَقْطُر من مَغَافِیرِ العُرْفُطِ قَالَهُ الجَوْهَرِیّ .
و عَنِ ابْنِ السِّکِّیت: عَبِیبَهُ اللَّثَی:غُسَالَتُهُ .و الَّلثَی هو شَیءٌ یَنْضَحُه (6)الثُمَامُ حُلوٌ کالناطِفِ ،فإِذَا سَالَ مِنْه شَیْ ءٌ فی الأَرْض أُخِذَ ثُمَّ جُعِلَ فی إِنَاءٍ،و رُبَّمَا صُبَّ عَلَیْهِ مَاءٌ فشُرِبَ حُلْواً،و رُبَّمَا أُعْقِدَ.قالَ أَبُو مَنصُور:رَأَیْتُ فی البَادِیهِ جِنساً من الثُّمَامِ یَلْثَی صَمْغاً حُلْواً یُجْنَی مِنْ أَغْصَانِه
ص:198
و یُؤْکَلُ یُقال لَهُ :لَثَی الثُّمَامِ فإِنْ أَتَی عَلَیْه الزَّمَان تَنَاثَر فی أَصْلِ الثُّمَام فیُؤْخَذُ بِتُرَابهِ و یُجْعَلُ فی ثَوْبٍ و یُصَبُّ عَلَیْهِ المَاءُ و یُشْخَلُ (1)،به ثم یُغْلی بالنَّارِ حَتَّی یَخثر ثُمَّ یُؤْکَلُ .وَ مَا سَالَ منه فَهُوَ العَبِیبَهُ .و قد تَعَبَّبْتُهَا أَی شَرِبْتُهَا.هذا نَص لِسَانِ الْعَرَبِ .
و العَبِیبَهُ : الرِّمْثُ ،بالکَسْر و المُثَلَّثَهِ :مَرْعًی للإِبِل کَمَا یَأْتِی لَهُ إِذَا کَانَ فی وَطَاءٍ مِنَ الأَرْضِ .
و العُبِّیَّهُ بالضَّمِّ و بالْکَسْرِ فَهُمَا لُغَتَانِ ذَکَرَهما غَیْرُ وَاحِد مِنَ اللُّغَوِیِّین و یُوهِمُ إِطْلاَقُ المُؤَلِّف لُغَهِ الفَتْح وَ لاَ قَائِلَ بِهَا أَحَدٌ مِنَ الأَئِمَهِ :فَلَوْ قَالَ بالضَّمِّ و یُکْسَر لَسَلِمَ من ذَلکَ .
و فی کلامِ شَیْخِنا إِشَارَهٌ إِلی ذَلِک بِتَأَمُّلٍ الکِبْرُ و الفَخرُ و النَّخْوَهُ حَکَی اللِّحْیَانِیُّ :هَذِه عُبِّیَّهُ قُرَیْشٍ و عِبِّیَّهُ .و رَجُلٌ فیه عُبِّیَّهٌ و عِبِّیَهٌ أَی کِبْر و تَجَبر (2).و عُبِّیَّهُ الجَاهِلیه:نَخْوَتُها.
و
16- فی الحدیث: «إِنَّ اللّهَ وَضَعَ عَنکُم عُبِّیَّهَ الجَاهِلیَّه». یَعْنِی الکِبْر،وَ هِی فعُّولَه أَو فُعِّیلَه فإِنْ کَانَت فُعُّولَه فَهِی من التَّعْبِیَهِ ،لأَنَّ المُتَکَبِّر ذُو تَکَلُّفٍ و تَعْبِیَهٍ خِلاَفُ المُسْتَرْسِلِ عَلَی سَجِیَّتِه.و إِنْ کَانَتْ فُعِّیلَه فَهِی مِنْ عُبَابِ المَاءِ و هو أَوَّلُه و ارْتِفَاعُه (3)،کَذَا فی التَّهْذِیبِ و لِسَانِ الْعَرَبِ .و فی الفَائِقِ أَبْسَطُ مِمَّا ذَکَرَا.
و العَبْعَبُ کجَعْفَرٍ: نَعْمَهُ الشَّبَابِ ،و الشَّابُّ المُمْتَلِئُ الشَّبَاب.وَ شَبَابٌ عَبْعَبٌ :تَامٌّ .قال العَجَّاجُ :
بَعْدَ الجَمَالِ و الشَّبَابِ العَبْعَبِ (4)
و العَبْعَبُ : ثَوْبٌ وَاسِعٌ ،نقله الصَّاغَانِیُّ و العَبْعَبُ :
کِسَاءٌ غَلِیظٌ کَثِیرٌ الغَزْلِ نَاعِمٌ یُعْمَلُ مِن وَبَرِ الإِبِلِ و قَالَ اللَّیْثُ : العَبْعَبُ مِنَ الأَکْسِیَهِ :النَّاعِمُ الرَّقِیقُ .قَالَ الشَّاعِرُ:
بُدِّلْتِ بَعْدَ العُرْیِ و التَّذَعْلُبِ
و لُبْسِکِ العَبْعَبَ بَعْدَ العَبْعَبِ
نَمَارِقَ الخَزِّ فجُرِّی وَ اسْحَبِی
و قیل:کَسَاءٌ مُخَطَّطٌ .و أَنْشَدَ ابْن الأَعْرَابِیّ :
تَخَلُّجَ المَجْنُونِ جَرَّ العَبْعَبَا
و قِیلَ :هُو کِسَاءٌ مِنْ صُوفٍ .
و العَبْعَبُ : صَنمٌ لقُضَاعَهَ و مَنْ دَانَاهُم،و قد یُقَال بَالغَیْنِ المُعْجَمَه کمَا سَیَأْتِی. و عَبْعَبٌ اسْمٌ رَجُل و رُبَّمَا سُمّیَ العَبْعَب مَوْضِع الصَّنَم و العَبْعَبُ :التَّیْسُ مِنَ الظِّبَاءِ و العَبْعَبُ : الرَّجُلُ الطَّوِیلُ ، کالْعَبْعَابِ بالفَتْح.
و الأَعَبُّ :الفَقِیرُ.و الغَلِیظُ الأَنْفِ أَیْضاً،نَقَلَهُمَا الصَّاغَانِیُّ .
و فی النَّوَادِرِ: العَبْعَابُ ،کالقَبْقَابِ :الرَّجُلُ الوَاسِعُ الحَلْق و الجَوْفِ الجَلِیلُ الْکَلامِ ، و العَبْعَابُ :الشَّابُّ التَّامُّ الحَسَنِ الخَلْقِ بفَتْح الخَاءِ:و أَنْشَدَ شَمِرٌ:
بعد شَبَابٍ عَبْعَبِ التَّصْوِیرِ
أَی ضَخْم الصُّورَهِ .
وَ عبُّ الشَّمْسِ بالتَّشْدِیدِ عَلی قَوْلِ بَعْض و یُخَفَّفُ و هُو المَعْرُوفُ المَشْهُورُ ضَوْؤُهَا أَی الشَّمْس،و قَالَ الأَزْهَرِیُّ :
عَبُّ الشَّمْسِ :ضَوْءُ الصُّبْحِ وَ عَلَی التَّخْفِیفِ قَالَ الشَّاعِر:
و رَأْسُ عَبِ الشَّمْسِ المَخُوفُ ذِمَاؤُهَا
و قَال الأَزْهَرِیّ فی عَبْقَر عِنْدَ إِنْشَادِه:
کَأَنَّ فَاهَا عَبُّ فُرٍّ بَارِدِ
قال:و بِهِ سُمِّیَ عَبْشَمْسٌ .
و فِی لِسَانِ الْعَرَبِ :وَ قَوْلُهُم: عَبُّ شَمْس أَرَادُوا عَبْدَ شَمْسٍ .قال ابن شُمَیْل:و فی سَعْدٍ بَنُو عَبِّ الشَّمْسِ ،و فی قُرَیْشٍ بَنُو عَبْدِ الشمْسِ .
و ذُو عُبَبٍ کصُرَد:وَادٍ.
و العُبَبُ :حَبُّ الکَاکَنْج ،و إِنَّمَا لم یَضْبطْه اعْتِمَاداً عَلَی ضَبْطِ مَا قَبْلَه.و أَخْطَأَ مَنْ رَأَی ظَاهِرَ الإِطْلاَق فَضَبَطَه مُحَرِّکَهً ،ثم إِن الکَاکَنْج،عَلی مَا قَالَه غَیرُ وَاحِدٍ مِن الأَئِمَّه:
ص:199
شَجَرٌ،و العَبَبُ حَبُّه (1)،و یَأْتِی فی کَلاَمِ المُؤَلِّف أَنَّه صَمْغٌ ، فَتَأَمَّل.أَشَارَ لِذَلِکَ شَیْخُنَا، أَو عِنَبُ الثَّعْلَبِ قَالَهُ ابْنُ الأَعْرَابیّ :قال ابنُ حَبِیب:هُوَ العُبَبُ و مَنْ قَالَ :عِنَبُ الثَّعْلَب فَقَدْ أَخَطَأَ.قالَ أَبُو مَنْصُور عنَبُ الثَّعْلَبِ صَحِیحٌ و لَیْسَ بِخَطَإِ.و وجَدْتُ بَیْتَاً لأَبِی وَجْزَهَ یَدُلُّ عَلَی مَا قَالَه ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
إِذَا تَرَبَّعْتَ مَا بَیْنَ الشُّرَیْقِ إِلَی
رَوْضِ الفِلاَج أُولاَت السَّرْح و العُبَبِ (2)
أَو شَجَرَهٌ یُقَالُ لَهَا الرَّاءُ مَمْدُوداً (3)،قَالَهُ ابْنُ الأَعْرَابِیّ ، أَو ضَرْبٌ من النَّبَات،و زَعَمَ أَبُو حَنِیفه أَنه شَجَرَهٌ مِنَ الأَغْلاَثِ تُشْبِهُ الحَرْمَل إِلاَّ أَنَّهَا أَطولُ فی السَّماءِ تَخْرُج خِیطَاناً و لها سِنَفَهٌ مِثْلُ سِنَفَهِ الحَرْمَلِ و قد تَقْضَمُ المِعْزَی مِنْ وَرَقِهَا و من سِنَفَتِهَا إِذَا یَبِسَت.
و العُبُبُ بِضَمَّتَیْن:المِیَاهُ المُتْدَفِقَهُ و فی نُسْخَه المُنَدَفِّقَهُ ، قَاله ابنُ الأَعْرَابِیّ .
و عَبْعَبَ إِذَا انْهَزَم. وَعَبَّ إِذَا حَسُنَ وَجْهُه بَعْدَ تَغَیُّر.
وَ عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : عُبْ عُبْ إِذَا أَمرْتَه أَنْ یَسْتَتِر.
و فی النَّوَادِر یُقَال: تَعَبْعَبْتُه أَی الشَّیءَ و تَوَعَّبْتُه و اسْتَوْعَبْتُه و تَقَمْقَمْتُه و تَضَمَّمْتُه (4)أَی أَتَیْتُ عَلَیْهِ کُلِّه.و عُبَاعِبُ بالضَّم:
مَاءٌ لِقَیْس بْن ثَعْلَبَه و فی لِسَان الْعَرَبِ :مَوْضِعٌ ،قَالَ الأَعْشَی:
صَدَدْتَ عَنِ الأَعْدَاءِ یَوْمَ عُبَاعِبٍ
صُدُودَ المَذَاکِی أَفْرَعَتْهَا المَسَاحِلُ (5)
و العُبَّی ،کَرُبَّی ،عَنْ کُرَاع: المَرْأَهُ الَّتِی لاَ یَکَادُ یَمُوتُ لَهَا وَلَدٌ.
وَ عَبَّتِ الدَّلْوُ إِذَا صَوَّتَتْ عنْدَ غَرْفِ المَاءِ.
و تَعَبَّبَ النَّبِیذَ إِذَا أَلَحَّ فی شُرْبِه ،عَنِ اللِّحْیَانِیّ ،و یُقَالُ :
هو یُتَعَبَّبُ النَّبِیذَ أَی یَتَجَرَّعُه و حَکَی ابْنُ الأَعْرَابِیّ قَوْلُهُم:
إِذَا أَصَابَتِ الظِّبَاءُ المَاءَ فَلاَ عَبابِ و إِنْ لَمْ تُصِبْه فَلاَ أَبَاب کحَذَام فِیهمَا أَی إِنْ وَجَدَتْه لَمْ تَعُبَّ و إِنْ لَمْ تَجِدْه لَمْ تَأْتَبّ أَیْ لَمْ تَتَهَیَّأُ لِطَلَبِه و لاَ لِشُرْبِهِ مِنْ قَوْلِک أَبّ لِلْأَمْرِ و ائْتَبَّ لَه:تَهَیَّأَ.وَ قَوْلُهُم:لاَ عَباب أَی لاَ تَعُبّ فی المَاءِ.و قال شَیْخُنَا:کَثُر اسْتِعْمَالُه فی کَلاَمِ الْعَرَب مُخْتَصَراً فَأَوْرَدَه أَهْلُ الأَمْثَالِ کالمَیْذَانِیّ و غَیْرِهِ لاَ عَبَابِ و لا أَبَابِ .
و العَبْعَبَهُ :الصُّوفَهُ الحَمْرَاءُ.
و عَبْعَبَهُ : وَالِدَهُ دُرْنَی بالضَّمِّ و الأَلِفِ المَقْصُورَهِ فِی آخِرِهَا الشَّاعِرَهُ .
وَ وَجدْتُ فی هَامِشِ لِسَانِ العَرَب مَا نَصُّهُ :قَالِ أَبُو عُبَیْد: العَبِیبَهُ :الرَّائِبُ منَ الأَلْبَان.قَالَ أَبُو مَنْصُور:هَذا تَصْحِیف مُنْکَر و الَّذِی أَقْرَأَنِی الإِیَادِیّ عَنْ شَمِر لأَبِی عُبَیْد:
الغَبِیبَه،بالغَیْن مُعْجَمَهً :الرَّائِبُ مِنَ اللَّبَن.قَال:و سَمِعْتُ العَرَبَ تَقُولُ لِلَّبن البَیُّوتِ فی السِّقَاءِ إِذَا رَاب مِنَ الغَدِ غَبِیبَه.و العَبِیبَهُ بالعَیْنِ بِهَذَا المَعْنَی تَصْحِیف فَاضِحٌ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ عَلَیْهِ :
عَبَّابُ بْنُ رَبیعَهَ ،کَشَدَّادٍ،فی بَنِی ضَبَّه،و قِیلَ :فی بَنِی عِجْل و قَیْسُ بْنُ عَبّاب شَهِدَ القَادِسیَّه و مَعْرُوفُ بْنُ عَبّاب العِجْلِیّ .و عَبَّاب بْنُ جُبَیْل بْنِ بَجاله بن ذُهْل الضَّبِّیّ ،کمَا قَیَّده الحَافِظ .
العَبْرَبُ کَجَعْفَرٍ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ وَ قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ : العَبْرَبُ و العَرَبْرِبُ :السُّمَّاقُ قال: و قِدْرٌ عَبْرَبِیَّهٌ و عرَبْرَبِیَّهٌ أَی سُمَّاقِیَّهٌ .
و
17- فی النِّهَایَهِ فی حَدِیثِ الحَجَّاج: قَالَ لطَبَّاخِه:«اتَّخِذْ لَنَا عَبْرَبِیَّه و أَکْثِر فَیْجَنَهَا». الفَیْجَنُ :السَّذَابُ ،وَ هکَذَا فِی لِسَانِ الْعَرَبِ .
العَتَبَهُ مُحَرَّکَهً کَذَا فی نُسْخَتِنَا و سَقَطَ مِنْ نُسْخَهِ شَیْخِنَا: أُسْکُفَّه البَابِ الَّتِی تُوطَأُ، أَو العَتَبَهُ العُلْیَا مِنْهُمَا ،
ص:200
و الخَشَبَهُ الَّتِی فَوْقَ الأَعْلَی:الحَاجِبُ ،و الأُسْکُفَّهُ السُّفْلَی، و العَارِضَتَان العُضَادَتَانِ ،و قَد تقدمت الإِشَارَهُ إِلَیْه فی «ح ج ب»و الجَمْعُ عَتَبٌ و عَتَبَاتٌ .و العَتَبُ أَیْضاً الدَّرَجُ ، وَ عَتَّب عَتَبَهً :اتَّخَذَهَا.وَ عَتَبُ الدَّرَجِ .مَرَاقِیهَا إِذَا کَانَت مِنْ خَشَبٍ ،و کُلُّ مِرْقَاهِ منْها عَتَبَهٌ .و
17- فی حَدِیثِ ابن النَّحَّام: قَالَ لِکْعَب بن مُرَّهَ وَ هُوَ یُحَدِّثُ بِدَرَجَاتِ المُجَاهِدِین (1):ما الدَّرَجَهُ ؟:فَقَال:أَمَا أَنَّهَا لَیْسَتْ کَعَتَبَهِ (2)أُمِّک. أَیْ أَنَّهَا لَیْسَت بِالدَّرَجَه الَّتِی تَعْرِفُهَا فِی بَیْتِ أُمِّکَ ،فَقَدْ
16- رُوِی: «أَنَّ مَا بَیْنَ الدَّرَجَتَیْن کَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ و الأَرْضِ ».
و تَقُولُ : عَتِّب لِی عَتَبَهً فِی هَذَا المَوْضِعِ إِذَا أَردْتَ أَنْ تَرْقَی بِهِ إِلَی مَوْضِعٍ تَصْعَدُ فیه.
و العَتَبَهُ : الشِّدَّهُ و الأَمْرُ الکَرِیهُ ، کالعَتَب محرکه أَی فِیهِمَا.و حُمِلَ عَلَی عَتَبٍ من الشَّرِّ وَ عَتَبَه ،أَی شِدَّه..
و یُقَالُ :مَا فِی هَذَا الأَمْرِ رَتَبٌ و لا عَتَبٌ ،أَی شِدَّهٌ .و
17- فی حَدیثِ عَائِشَه: «إِنَّ عَتَبَاتِ المَوْتِ تَأْخُذُها». أَی شَدَائِده.
و حُمِل فُلاَنٌ علی عَتَبَهِ کَرِیهَهٍ و علی عَتَبٍ کَرِیهٍ منَ البَلاَءِ و الشَّرِّ.قَال الشَّاعِر:
یُعْلَی عَلَی العَتَبِ الکَرِیه و یُوبَسُ (3)
و العَرَبُ تَکْنِی عَنِ المَرْأَه بالعَتَبَه ،و النَّعْلِ ،و القَارُورَهِ ، و البَیْتِ و الدُّمْیَهِ ،و الغُلِّ ،و القَیْدِ،و الرَّیْحَانَهِ ،و القَوْصَرَّهِ ، و الشَّاهِ ،و النَّعْجَهِ .و مِنْه حَدِیثُ إِبرَاهِیمَ الخلیل عَلَیْهِ السَّلاَم:«غَیِّر عَتَبَه بَابِک».
و العَتَبْ أَی مُحَرَّکَهً أَطْلقَه لاسْتِغْنَائِه عَنْ ضَبْطِهِ بِمَا قَبْلَه کَمَا هُوَ عَادتُه: مَا بَیْنَ السَّبَّابَهِ و الوُسْطَی أَوْ مَا بَیْنَ الوُسْطَی و البِنْصرِ. و العَتَبُ :ما بَیْنَ الجَبَلَیْنِ :و عَتَبَهُ الوَادِی:جَانِبُه الأَقْصَی الَّذِی یَلِی الجَبَلَ .
و العَتَب :ما دَخَلَ فی الأَمْرِ مِن الفَسَادِ. و العَتَبُ فی العَظْم:النَّقْصُ وَ هُوَ إِذَا لم یُحْسَنْ جَبْرُه وَ بَقِیَ فِیهِ وَرَمٌ لاَزِم أَو عَرَجٌ .و بِهِ فُسِّر
16- حَدِیثُ ابْنِ المُسَیِّب: «کُلُّ عَظْمٍ کُسِرَ ثُمَّ جُبِر غَیْرَ مَنْقُوصٍ وَ لاَ مُعْتَبٍ فَلَیْسَ فِیهِ إِلاَّ إِعْطَاء المُدَاوِی، فإِنْ جُبِرَ و بِهِ عَتَبٌ فإِنَّهُ یُقَدَّر عَتَبُه بِقیمَهِ أَهْلِ البَصَرِ». قَالَ :
فَمَا فِی حُسْنِ طَاعَتِنَا
وَ لاَ فِی سَمْعِنَا عَتَبُ
وَ عَتَبُ السَّیْفِ :الْتِوَاؤُه عِنْدَ الضَّرِیبَه و نَبْوَتُه قَالَ :
أَعْدَدْتُ للحَرْبِ صَارماً ذَکَراً
مُجَرَّبَ الوَقْعِ غَیْرَ ذِی عَتبِ
و یُقَالُ :مَا فِی طَاعَهِ فُلاَنٍ عَتَبٌ ،أَی الْتِوَاءٌ و لا نَبْوَهٌ .وَ مَا فِی مَوَدَّتِه عَتَبٌ ،إِذَا کانَتْ خَالِصَهً لا یَشُوبُها فَسَاد.
و العَتَبُ :العَیْبُ :قَالَ عَلْقَمَهُ [بنُ عَبَدَه]:
لاَ فِی شَطَاهَا و لا أَرْسَاغِهَا عَتَبٌ (4)
أَی عَیْبٌ و هو مِنْ قَوْلِکَ لا یُتَعَتَّبُ عَلَیْه فِی شَیْ ء،قَالَهُ ابنُ السِّکِّیت.
و عَتَبُ العُودِ:مَا عَلَیْه أَطْرَافُ الأَوْتَارِ مِنْ مُقَدَّمِهِ ،عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ و أَنْشَدَ قَوْلَ الأَعْشَی:
و ثَنَی الکَفَّ عَلَی ذِی عَتَبٍ
یَصِلُ (5)الصَّوْتَ بِذی زِیرٍ أَبحّ
العَتَبُ :الدَّسْتَانَاتُ ،قَالَه أَبُو سَعِید.و قیل: العَتَبُ :
العِیدَانُ المَعْرُوضَهُ عَلَی وَجْهِ العُودِ،مِنْهَا تُمَدُّ الأَوْتَارُ إِلَی طَرَفِ العُودِ.
و العَتَب : الغَلیظُ (6)مِنَ الأَرْضِ وَ عَتَبُ الجِبَالِ و الحُزُونِ :مَرَاقِیها و العَتَبُ جَمْعُ العَتَبَه أَی عَتَبَهِ البَابِ ، کالعَتَبَاتِ ،و قد تَقَدَّم.
و العَتْبُ أَی بفَتْح فَسُکُونٍ : المَوْجِدَهُ بِکَسْرِ الجِیمِ ،و هو الغَضَب الَّذِی یَحْصُل مِنْ صَدِیق کالعَتَبَانِ ،مُحَرَّکَه،هَکَذَا فی نُسْخَتِنَا،و ضَبَطَه شَیْخُنَا بالضَّمِّ ،وَ هُوَ فی بَعْضِ الأَمَّهَاتِ بالکَسْرِ. و المَعْتَبُ کمَقْعَدٍ، و المَعْتَبَهُ بِزِیَادَهِ الهَاء، و المَعْتِبهُ بکَسْرِ التَّاءِ المُثَنَّاهِ لا المِیم کَمَا وَهِم فِیهِ بَعْضُهُم، و بِهِمَا
16- رُوِی فی الحَدِیثِ : «کَانَ یَقُولُ لأَحَدِنَا عِنْدَ المَعْتِبَه :
مَا لَه تَرِبَتْ یَمِینُه». یقال: عَتَبَ عَلَیْهِ إِذَا وَجَدَ عَلَیْهِ ،قَالَ
ص:201
الغَطَمَّشُ الضَّبِّیُّ و هُوَ مِنْ بَنِی شَقِرَه (1)بْنِ کَعْبِ بْنِ ثَعْلَبَهَ بْنِ ضَبَّهَ :
أَقُولُ وَ قَدْ فَاضَتْ لعَیْنِیَ عَبْرَهٌ
أَرَی الدَّهْرَ یَبْقَی و الأَخِلاَّءُ تَذْهَبُ
أَخِلاَّیَ (2)لَوْ غَیْرُ الحِمَامِ أَصَابَکُم
عَتَبْتُ وَ لکِنْ مَا عَلَی الدَّهْرِ مَعْتَبُ
عَتَبْتُ أَی سَخِطْتُ ،أَی لو أُصِبْتُم فی حَرْبٍ لأَدْرَکْنَا بثَأْرکمْ و انْتَصَرْنَا،و لَکِنّ الدَّهْرَ لا یُنْتَصَرُ مِنْهُ .
و العَتْبُ : المَلاَمَه، کالعِتَابِ و المُعَاتَبَه . عَاتبَه مُعَاتَبَه و عِتَاباً :لامَهُ .قَالَ :
أُعَاتِبُ ذَا المَوَدَّهِ مِنْ صَدِیقٍ
إِذَا مَا رَابَنِی مِنْهُ اجْتِنَابُ
إِذَا ذَهَب العِتَابُ فَلَیْسَ وُدٌّ
وَ یَبْقَی الوُدُّ مَا بَقِی العِتَابُ
و العِتِّیبَی بالکَسْر کخِلِّیفی.و یُقَالُ :مَا وَجَدْتُ فی قَوْله عُتْبَاناً ،و ذَلِکَ إِذَا ذَکَر أَنَّه أَعْتَبَک و لم تَرَ لِذلک بَیَاناً.و قَال بَعْضُهم:ما وَجَدْتُ عِنْدَه عَتْباً و لا عِتَاباً .قَالَ الأَزْهَرِیُّ :لَمْ أَسْمَع العَتْبَ و العُتْبَانَ و العِتَابَ بِمَعْنَی الإِعْتَابِ ،إِنَّمَا العَتْبُ و العُتْبَانُ :لَوْمُکَ الرَّجلَ عَلَی إِسَاءَهٍ کَانَتْ لَهُ إِلَیْکَ فاسْتَعْتَبْتَه مِنْهَا،و کُلُّ وَاحِدٍ مِنَ اللَّفْظَیْنِ یَخْلُص للعَاتِب ،فإِذَا اشْتَرَکَا فِی ذَلِک و ذَکَّر کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَه مَا فَرَط مِنْهُ إِلَیْه من الإِسَاءَه فَهُوَ العِتَابُ و المُعَاتَبَهُ .و سَیَأْتِی مَعْنَی الإِعْتَابِ و الاسْتِعْتَاب .
و العَتْبُ فی الفَحْلِ : الظَّلَعُ العَقْلُ أَو العُقْرُ. و العَتْبُ فِیهُ أَیْضاً: المَشْیُ علی ثَلاَثِ قَوَائِمَ مِنَ العُقْرِ أَو العَقْل، کأَنه یَقْفِز قَفْزاً. و العَتْب فِیکَ : أَنْ تَثِبَ بِرِجْلٍ وَاحِدَه و تَرْفَعَ الأُخْرَی و کَذَلِکَ الأَقْطَعُ إِذَا مَشَی عَلَی خَشَبَه،وَ هَذَا کُلُّه تَشْبِیهٌ ،کأَنَّه یَمْشِی عَلَی عَتَبِ دَرَجٍ أَوْ جَبَلٍ أَو حَزْنٍ فَیَنْزُو مِنْ عَتَبَهٍ إِلَی أُخْرَی.وَ
17- فِی حَدِیثِ الزُّهْرِیِّ : فی رَجُلٍ أَنْعَلَ دَابَّه رَجُلٍ فَعَتِبَتْ . أَی غَمَزَتْ و یُرْوَی«عَنِتَتْ »بالنُّونِ ، و سَیَأْتِی فی مَوْضِعِه کالعَتَبَانِ مُحَرَّکه ،وَ هُوَ عَرَجُ الرِّجْلِ .
و التَّعْتَابُ أَی بالفَتْح کتَذْکَار وَ هُوَ أَیْضاً إِعْتَابُ العَظْم بَعْدَ الجَبْرِ کما سَیَأْتی.
و عَتَبَ البَرْقُ عَتَبَاناً مُحَرَّکهً إِذَا بَرَقَ بَرْقاً وِلاَءً یَعْتُبُ و یَعْتِبُ بالضَّمِّ و الکَسْرِ فی الکُلِّ ،أَی فِی کُلّ مِمَّا ذُکِرَ مِنْ مَعْنَی العَتَبَه ،و العَرَجِ ،و المَوْجِدَه،و الظَّلَع،و الوُثُوبِ ، و البَرْقِ ،و إِن أُغْفِل عَنِ الأَخِیرِ،وَ فِی عَتَبَ مِنْ مَکَانٍ إِلَی مَکَانٍ و من قَوْلٍ إِلَی قَوْل إِذَا اجْتَازَ،فالمَنْصُوصُ فی مُضَارِعه الکَسْرُ و هَذَا أَیْضاً مِمَّا أَغْفَلَهُ .
و التَّعَتُّبُ :التَّجَنِّی. تَعَتَّب عَلَیْه و تَجَنَّی عَلَیْه بِمَعْنًی واحِدٍ.و تَعَتَّب عَلَیْه:وَجَدَ عَلَیْهِ . و التَّعَاتُبُ و المُعَاتَبَهُ و کَذَلِک التَّعَتُّبُ :الثَّلاَثَهُ بِمَعْنَی تَوَاصُف المَوْجِدَهِ أَی مُذَاکَرَتَها.
و قال الأَزْهَرِیّ : التَّعَتُّبُ و المُعَاتَبَهُ و العِتَابُ کُلُّ ذَلِکَ مُخَاطَبَهُ الإِدْلاَلِ ،وَ کَلاَمُ المُدِلِّینَ أَخِلاَّءَهم طَالِبِینَ حُسْنَ مُرَاجَعَتِهِمِ و مذاکره (3)بَعْضِهِم بَعْضاً ما کَرِهُوه مِمَّا کَسَبَهُم (4)المَوْجِدَهَ .قُلْتُ :وَ هُوَ کَلاَمُ الخَلِیل،و کذَا فی الصِّحَاح و المِصْبَاح و الاقْتِطَافِ .
و العِتْبُ بالکَسْرِ المُعَاتِبُ :صَاحِبَه أَوْ صَدِیقَه کَثِیراً فی کُلِّ شَیْ ءٍ إِشْفَاقاً علیه و نَصِیحَهً لَه.
و الأُعْتُوبَهُ بالضّم: مَا تُعُوتِبَ بِه. یُقَالُ :بَیْنَهُم أُعْتُوبَهٌ یَتَعَاتَبُونَ بِهَا،و ذَلِکَ (5)إِذَا تَعَاتَبُوا أَصْلَحَ مَا بَیْنَهُم العِتَابُ .
و المُعَاتَبَهُ :التّأْدِیبُ و التَّرْوِیضُ .و مِنْهُ
16- الحَدِیثُ : « عَاتِبُوا الخَیْلَ فإِنَّهَا تُعْتِبُ ». أَی أَدِّبُوهَا وَ رَوّضُوهَا لِلْحَرْبِ و الرُّکُوبِ ،فإِنَّهَا تَتَأَدَّبُ و تَقْبَلُ العِتابَ .
و العُتْبَی بالضَّمِّ :الرِّضَا (6)یُوضَع مَوْضِعَ الإِعْتَابِ ،وَ هُوَ الرُّجُوعُ عَنِ الإِسَاءَه إِلَی ما یُرْضِی العَاتِبَ .
ص:202
و استَعْتَبَه :أَعْطَاهُ العُتْبَی کأَعْتَبه ،یقال: أَعْتَبَه :أَعْطَاه العُتْبَی و رَجَع إِلی مَسَرَّتِهِ .قَالَ سَاعدَهُ بْنُ جُؤَیَّهَ :
شَابَ الغُرَابُ و لا فُؤَادُکَ تَارِکٌ
ذِکْرَ الغَضُوبِ و لا عِتَابُک یُعْتَبُ
أَی لا یُسْتَقْبَل بِعُتْبَی.
وَ تَقُولُ :قد أَعْتَبَنِی فُلاَنٌ أَی تَرَکَ ما کُنْتُ أَجِدُ عَلَیْهِ من أَجْلِه وَ رَجَع إِلَی ما أَرْضَانِی عَنْهُ بَعْد إِسْخَاطِه إِیَّایَ عَلَیْه.
و
17- رُوِی عَنْ أَبِی الدَّرْدَاءِ[أنه] (1)قَالَ : « مُعَاتَبَهُ الأَخِ خَیْرٌ مِنْ فَقْدِهِ ». قال:فإِنِ استُعْتِبَ الأَخُ فلم یُعْتِب فإِنَّ مَثَلَهُم فِیهِ کَقَوْلِهِم (2):لک العُتْبَی بأَنْ لاَ رَضِیتَ .قال الجوهریّ :هَذَا إِذَا لَمْ تُردِ (3)الإِعْتَابَ قال:و هَذَا فِعْلٌ مُحَوَّلٌ عن مَوْضِعِه، لأَنَّ أَصْلَ العُتْبَی رُجُوعُ المُسْتَعْتِبِ (4)إِلَی مَحَبَّهِ صَاحِبِه، وَ هَذَا عَلَی ضِدِّه.و مِنْهُ قَوْلُ بِشْرِ بْنِ أَبِی خَازِم:
غَضِبَتْ تَمِیمٌ أَنْ تُقَتَّلَ (5)عَامِرٌ
یومَ النِّسَارِ فأُعتِبُوا بالصَّیْلَمِ
أَی أَعتَبْنَاهم بالسَّیْفِ ،یَعْنِی أَرْضَیْنَاهم بالقَتْل.و قَالَ شَاعِرٌ:
فدَعِ العتَابَ فَرُبَّ شَرٍّ
هَاجَ أَوَّلُه العتَابُ
و
16- فی الحَدِیث: «لا یُعَاتَبُونَ فی أَنْفُسِهم». یَعْنِی لعِظَم ذُنُوبِهم و إِصْرَارِهم عَلَیْهَا و إِنَّمَا یُعَاتَبُ مَنْ تُرْجَی عِنْدَه العُتْبَی ،أَی الرُّجُوعُ عَنِ الذَّنْبِ و الإِسَاءَه،وَ فِی المَثَلِ «ما مُسِیءٌ مَنْ أَعْتَبَ » .
و استَعْتَبَه : طَلَب إِلَیْه العُتْبَی أَوْ طَلَب مِنْه.تَقُولُ :
استَعْتَبْتُه فأَعْتَبَنِی أَی استَرْضَیْتُه فأَرْضَانِی و اسْتَعْتَبْتُه فَمَا أَعْتَبَنِی کَقَوْلِک:استَقَلْتُه فَمَا أَقَالِنِی.و الاستِعْتَابُ :الاستِقَالَه.و استَعْتَبَ فُلاَنٌ إِذَا طَلَب أَنْ یُعْتَبَ أَی یُرْضَی (6).
و المُعْتَبُ :المُرْضَی ضِدّ ،وَ
16- فِی الحَدِیثِ : «و لا بَعْدَ المَوْتِ مِنْ مُسْتَعْتَبٍ ». أَی اسْتِرْضَاءٍ؛لأَنَّ الأَعْمَالَ بَطَلَت و انْقَضَی زمَانُهَا و مَا بَعْدَ المَوْتِ دَارُ جَزَاءٍ لا دَارُ عَمَل.و الاستِعْتَابُ :
الرُّجُوعُ عَن الإِسَاءَه و تَطَلُّبُ الرِّضَا (7).و بِالوَجْهَیْن فُسِّر قَوْلُ أَبِی الأَسْوَد:
فأَلفَیْتُه غَیْرَ مُسْتَعْتِبٍ
و لا ذَاکِرَ اللّه إِلاَّ قَلِیلاَ
و أَعْتَبَ عَنِ الشَّیْ ءَ: انْصَرَفَ کاعْتَتَب . قَال الفَرَّاءُ:
اعتَتَبَ فُلاَنٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ کَانَ فِیهِ إِلَی غَیْره،منْ قَوْلِهم:
لَکَ العُتْبَی أَی الرُّجُوعُ ممَّا تَکْرَهُ إِلی ما تُحِبّ .و یُقَالُ فی العَظْمِ المجْبُور: أُعْتِبَ فهو مُعْتَب کأُعْنتَ (8)و هو التَّعْتَابُ ، و أَصْلُ العَتْبِ الشِّدِّهُ ،کَمَا تَقَدَّمَ .
و العِتْبَانُ أَی بِالکَسْرِ:الذَّکَرُ مِنَ الضِّبَاعِ ،عَنْ کُرَاع.
أُمُّ عِتَاب کَکِتَابِ (9)و أُمُّ عِتْبَان بالکَسْرِ کِلْتَاهُمَا الضَّبُعُ و قیل إِنَّمَا سُمِّیَت بِذَلِک لعَرَجِهَا.و قَال ابنُ سِیدَه:و لا أَحُقُّه.
و عَتِیبٌ کأَمِیر: قَبِیلَه ،و فی أَنْسَابِ ابْنِ الکَلبِیّ حَیٌّ مِنَ الیَمَن،و لا مُنَافَاهَ ،وَ هُوَ عَتِیبُ بْنُ أَسْلَمَ بْن مَالِک بْنِ شَنُوءَه (10)بنِ تَدِیل و هم حَیٌّ کَانُوا فی دِین مَالِکٍ ؛ أَغَارَ عَلَیْهِم مَلکٌ مِنَ المُلُوک (11)فَسَبَی الرِّجَالَ و أَسَرَهُم و استعْبَدَهم ف کَانُوا یَقُولُون إِذَا کَبِر ،کفَرِح، صِبْیَانُنَا لَم یَتْرکُونَا حَتَّی یَفْتَکُّونَا أَی یُخَلِّصُونَا من الأَسْرِ فلم یَزَالُوا عِنْدَه کَذَلِک حَتَّی هَلَکُوا و ضُرِبَ بِهِم المَثَلُ لِمَنْ مَاتَ وَ هُوَ مَغْلُوب فَقِیلَ :
أَوْدَی عَتِیبٌ ،و هَکَذَا فی المُسْتَقْصَی و مَجْمَعِ الأَمْثَالِ و مِنْهُ قَوْلُ عَدِیِّ بْنِ زَیْد:
تُرَجِّیها و قد وَقَعَتْ بِقُرٍّ
کَمَا تَرْجُو أَصَاغِرَها عَتِیبُ
ص:203
و عِتْبَانُ بالکَسْر و مُعَتِّبٌ کمُحَدِّث و عُتْبَهُ بالضَّمّ و عُتَیْبَه کجُهَیْنَه و عَتَّابٌ کشَدَّادٍ أَسْمَاءٌ للصَّحَابَهِ و التَّابِعِین و الشُّعَرَاء وَ مَنْ بَعْدَهم.فَمِنَ الصَّحَابَهِ عَتَّابُ بْنُ أَسید الأُمَوِیّ ، و عَتَّاب بْنُ سُلیم القُرَشِیّ ،وَ عَتّاب بن شُمیر (1)الضَّبیّ ، و عِتْبَانُ بْنُ مَالِکِ السَّالِمِی (2).و أَبُو نُصَیْر (3)عُتْبَهُ الثَّقَفِیّ ، و عُتْبَهُ بْنُ رَبِیعَه،و عُتْبَهُ بْنُ سَاعِدَه،و عُتْبَهُ بْنُ سَالم[بن حرمله العدوی]،و عُتْبَهُ بْنُ طُوَیْع (4)المَازِنیّ ،و عُتْبَهُ بنُ عَائِذ،و عُتْبَهُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الخَرْرَجیّ ،و عُتْبَه بْنُ عَبْدٍ الثُّمَالِیّ ، و عُتْبَهُ بْنُ عَمْرو الأَنْصَارِیّ ،و عُتْبَه بن عَمُرِو الرُّعَیْنِیّ ، و عُتْبَهُ بنُ غَزْوَان،و عُتْبَه بْنُ فَرْقَد،و عُتْبه و مُعَتِّب ابْنَا أَبِی لَهَب،و عُتْبَه بْنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِیّ ،و عُتْبَه بْنُ النُّدَّر السُّلَمِیّ (5)،و عُتْبَهُ بْنُ نِیَار.و عُتَبَهُ بْنُ أَبِی وَقَّاص،و عُتَیْبَهُ البَلَوِیّ حَلِیفُ الأَنْصَارِ.و مُعَتِّبٌ کمُحَدِّث و قیل کمُکْرَم أَبُو مَرْوَان الأَسْلَمِیّ ،و مُعَتِّبُ بْنُ الحَمْرَاءِ و مُعَتِّبُ بْنُ عُبَیْد البَلَوِیّ ،و مُعَتِّبُ بْنُ قُشَیْر،فَهؤُلاَءِ صَحَابِیُّون.وَ عُتَیْبَهُ کجُهَیْنَه بْنُ الحَارِث بْنِ شِهَابٍ المُلَقَّبُ بسُمِّ الفُرْسَانِ ، فَارِسُ بَنِی تَمیم و یُلَقَّبُ أَیْضَاً بصَیَّادِ الفَوَارِسِ .و یَقُولُ العَرَبُ :لو أَنَّ القَمَرَ سَقَطَ مِنَ السَّمَاءِ ما الْتَقَفَه غَیْرُ عُتَیْبَهَ ، لثَقَافَتِه.و قَالَ ذو الغَلْصَمَه العِجْلیّ (6)یَرْثِیه:
عُتَیْبَهُ صَیَّادُ الفَوَارِسِ عُرِّیَتْ
ظُهُورُ جِیَادٍ بَعْدَه و رِکَابِ
أَلاَ أَیُّهَا الحَیُّ المُؤَمِّل عَیْشَه
أَلاَ کُلُّ حَیٍّ بَعْدَهُ لِذَهَاب
و فیه یَقُولُ العَرَبُ :«أَفْرَسُ مِنْ سُمِّ الفُرْسَانِ »و أَغْدَرُ من عُتَیْبَهَ و ذَلِکَ أَنَّه نَزَلَ بِهِ أَنَسُ بْنُ مِرْدَاس السُّلَمِیّ فی صِرْم مِنْ بَنِی سُلَیْم فشَدَّ عَلَی أَمْوَالِهِم و رَبَطَهُم حَتَّی افْتَدَوْا بالفِدَاءِ الغَالِی.قال العَبّاس بْنُ مِرْدَاسٍ السُّلَمِیّ :
کَثُرَ الخَنَاءُ فَمَا سَمِعْتُ بغَادِرٍ
کعُتَیْبَهَ بْنِ الحارث بْنِ شِهَابِ
جَلَّلْتَ حَنْظَلَهَ الدنَاءَهَ کُلَّهَا
و دَنَسْت آخر هذه الأَحْقَابِ
کُلُّ ذَلِکَ فی المُسْتَقْصَی للزَّمْخَشَرِیّ .
و عُتْبَهُ بالضم وَالِدُ عُرْوه الرَّحَال الکِلاَبِیّ الوَفَّاد عَلَی المُلُوک و هو الذی أَجَازَ لَطِیمَهَ المَلِک النُّعْمَان إِلَی عُکَاظَ و تَبعه البَرَّاض بنُ قَیْسٍ الکِنانِیّ فَفَتکَ به و استَاق العِیرَ، و بسببه هَاجَت حرْبُ الفِجار.
و عَتَّابٌ کشَدَّادٍ جَدُّ عَمْرُو بْنِ کُلْثُوم الشَّاعر صَاحِبُ الفَتْکَه بعَمْرِو بْنِ هِنْد.
و أَبْو العَبَّاس عُتْبَهُ بنُ حَکِیم الهَمْدَانِیُّ الأُردنیُّ ثم الطَّبَرَانِیُّ ،سَمِعَ مَکْحُولاً و ابنَ أَبی لَیْلَی.قال أَبو زُرْعَه:ثِقَه توفی سنه 447 (7)کذا فی معجم یاقوت.
و أَبُو عَلیٍّ الحَسَنُ بْنُ سَعِید بْنِ أَحْمَد العُتْبِیّ القُرَشِیّ ، إِلَی عُتْبَه بْنِ أَبِی سُفْیَانَ ،مُحَدِّثٌ توفی سنه 544.و عُتَیْبَهُ ابْنُ مِرْدَاسٍ أَحَدُ بَنِی کَعْبِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِیم،عُرِفَ بابْنِ فَسْوَهَ ،شَاعِرٌ مُقِلٌّ ،تَرْجَمَه صَاحِبُ الأَغَانِی و غَیْرُه.
و جُفْرَهُ عَتِیبٍ کأَمِیرٍ: مَحَلَّه بالبَصْرَه ،مَنْسُوبَهٌ إِلَی عَتِیبِ بْن عَمْروٍ أَحَد بَنِی قَاسِطِ بْنِ هِنْب،و عِدَادُه فی بَنِی شَیْبَانَ ،و له عَدَدٌ بالبَصْرَه و العَتُوبُ کَصَبُورٍ: مَنْ لاَ یَعْمَلُ فِیهِ العِتابُ .و العَتُوبُ :
الطَّرِیقُ .و یقال: قَریَهٌ عَتِیبَهٌ کسَفِینَهٍ إِذَا کَانَتْ قَلِیلَهَ الخَیْرِ.
و قال الفراء: اعْتَتَبَ فلانٌ إِذَا رَجَعَ عَنْ أَمْرٍ کان فِیهِ إِلَی غَیْرِه ،مِنْ قَوْلِهم:لَکَ العُتْبَی ،أَی الرُّجُوع ممَّا تَکْرَهُ إِلی مَا تُحِبُّ .قال الکُمَیْتُ :
فاعْتَتَبَ الشَّوْقُ مِنْ فُؤَادِیَ و ال
شِّعْرُ إِلَی مَنْ إِلَیْه مُعْتَتَبُ
و قال الحُطَیْئَهُ :
إِذَا مَخَارِمُ أَحْنَاءٍ (8)عَرَضْنَ لَهُ
لم یَنْبُ عَنْهَا و خَافَ الجَوْرَ فاعْتَتَبا
ص:204
مَعْنَاه: اعْتَتَبَ من الجَبَلِ أَی رَکِبَه و لَمْ یَنْبُ عَنْه.
یَقُولُ :لم یَنْبُ عَنْهَا و لَمَّا یَخَفِ الجَوْرَ.و یُقَالُ للرَّجُلِ إِذَا مَضَی سَاعَهً ثم رَجَعَ :قدِ اعْتَتَبَ فی طَرِیقِه اعْتِتَاباً ،کأَنَّه عَرَض عَتَبٌ فَتَراجَعَ .
و اعتَتَبَ الطَّرِیقَ :تَرَکَ سَهْلَه و أَخَذَ فی وَعْرِهِ ،و اعْتَتَبَ :
قَصَدَ فِی الأَمْرِ.
و عَن ابْن الأَثِیرِ: التَّعْتِیبُ :أَن تَجْمع الحُجْزَهَ بالضَّمِّ و تَطْوِیَهَا (1)مِنْ قُدَّام. و عَن ابْنِ الأَعْرَابِیّ :الثُّبْنَهُ :ما عَتَّبْتَه من قُدَّامِ السَّرَاوِیلِ .و
17- فی حَدِیثِ سَلْمَان (2): «أَنَّه عَتَّبَ سَرَاوِیلَه فتَشَمَّرَ».
و تَعْتِیبُ الْبَابِ : أَنْ تَتَّخِذَ لَهُ عَتَبَهً .
وَ عتَّبَ الرجلُ :أَبْطَأَ.قال ابْنُ سِیدَه:و أَرَی البَاءَ بَدَلاً مِنْ مِیمِ عَتَّمَ .
و فُلاَنٌ لاَ یَتَعَتَّبُ بِشَیْ ءٍ ،و نَصُّ التَّکْمِلَه:لا یُتَعَتَّبُ عَلَیْه فی شَیْ ء أَی لاَ یُعَابُ کَأَنَّهُ یعنی لا یُعَاتَبُ و لا یُلاَمُ . و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: إِنْ یَسْتَعْتِبُوا فَما هُمْ مِنَ اَلْمُعْتَبِینَ (3).
مَعْنَاهُ إِنْ أَقَالَهُم اللّه و ردَّهُم إِلَی الدُّنْیَا لم یُعْتِبُوا .یَقُولُ :لَمْ یَعْمَلُوا بِطَاعَهِ اللّه لِمَا سَبَقَ لَهُمْ فی عِلْم اللّه مِنَ الشَّقَاءِ،وَ هُوَ قَوْلُه تَعَالَی: وَ لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَکاذِبُونَ (4)و من قَرَأَ بالمَبْنِیِّ للمَعْلُوم فمَعْنَاه أَی إِنْ یَسْتَقِیْلُوا رَبَّهم لَمْ یُقِلْهم،أَیْ لَمْ یَرُدَّهُم إِلَی الدُّنَیَا ؛لأَنَّهُ سَبَقَ فی عِلْم اللّهِ أَنَّهُم لَوْ رُدُّوا لَعادُوا لِما نُهُوا عَنْهُ .
و عُتَیْبَهُ و عَتَّابَهُ :مِنْ أَسْمَائِهن أَیِ النِّسَاءِ.
و یُقَالُ : ما عَتَبْتُ بَابَه و لا سَکَفْتُه أَی لَمْ أَطَأْ عَتَبَتَه ، و کَذَلک مَا تَسَکَّفْته و لا تَعَتَّبْتُه .و یُقَال: تَعَتَّبَ :لَزِمَ عتبَهَ الْبَاب.
و العِتَابُ :مَاءٌ لِبَنِی أَسَد فی طَرِیق المَدِینَهِ .قال الأَفْوَهُ :
فأَبْلِغْ بالجَنَابَهِ (5)جَمْعَ قَوْمِی
و مَنْ حَلَّ الهِضَابَ عَلَی العِتَابِ
و العَتَبَانِ الدَّاخِلَهُ و الخَارِجَهُ مِن أَشْکَالِ الرَّمْلِ مَعْرُوفتان.
و بَنْو عُتَیْبَهَ کَجُهَیْنَه:قَبِیلَهٌ مِنَ الْعَرَب.
وَ جَزِیرَه العَتَّابِ کَکَتَّانٍ مِنَ الدَّقَهْلِیَّه.وَ عَتَبَهُ ،محرکهً :
لَقَبُ عُبَیْد بْنِ صَالِح،حَدَّثَ عَنْه ابْنُ أَخِیهِ أَحْمَدُ بْنُ علیِّ بنِ صَالِح.و عُتَیْبَهُ بالتصغیر:مُحَدِّث یروی عن یَزِیدَ بْنِ أَصْرَمَ ،و عَنْهُ جَعْفَر بْن سُلَیْمانَ ،و عُمَر بْن عُتَیْبَه الضِّبِّیّ ، شَیْخ لشَیْخ الإِسْلاَم الأَنْصَارِیّ ،و مُحَمَّد بْنُ مُحَمَّد بْن عُتَیْبَه الدِّمَشْقِیّ ،أَدْرَکَه الحَافِظُ عَبْدُ الغَنِیّ .
العُتْرُبُ بالضَّمِّ و بالتَّاءِ المُثَنَّاه الفَوْقِیَّه و الرَّاءِ المُهْمَلَهِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قَالَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ هو السُّمَّاقُ و لَیْسَ تَصْحِیفَ عَنْزَبٍ ضُبِط عنْدَنَا کجَعْفَرٍ،و صَوَابُه بالضَّمِّ کَمَا یَأْتِی وَ لاَ تَصْحِیفَ عَبْرَبٍ کَجَعْفَرٍ،کما تَقَدَّم، البَتَّهَ .
سَیَأْتِی تَحْقِیقُه فی مَوْضِعهِ لَکنَّ الکُلّ مِمّا ذُکر،و سَیُذْکَر بمَعْنیً وَاحِدٍ،کما حَقَّقهُ الصَّاغَانِیُّ .
المُعَتْلَبُ ،بالتَّاء المُثَنَّاهِ الفَوْقِیَّهِ کمُعَصْفَرٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ .وَ قَالَ صَاحبُ اللِّسَانِ :هُوَ الرِّخْوُ.یُقَالُ :جَبَلٌ مُعَتْلَبٌ أَی رِخْوٌ.قَال الرَّاجِزُ:
مُلاَحِمُ القَارَهِ لَمْ یُعْتَلَبِ
هذه الماده أَسْقَطَهَا المُؤَلِّف و الصَّاغَانِیّ ،وَ قَدْ جَاءَ مِنْهَا عَوْثَبَانُ اسْمُ رَجُل کَذا فِی لِسَان العَرَب.
قُلْتُ :و هُوَ تَصْحِیفٌ صَوَابه عَوْبَثَان بِتَقْدِیم المُوَحَّدَه عَلَی المُثَلَّثَهِ کما سَیَأْتِی.
العُثْرُبُ بالضَّمِّ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ .و قَالَ أَبُو حَنِیفَه:هُوَ شَجَرٌ کشَجَرِ الرُّمَّانِ فِی القَدْر. وَ وَرَقَهُ أَحْمَرُ مِثْلُ وَرَقِ الحُمَّاضِ ،تَرِقُّ عَلَیْهِ بُطُونُ المَاشِیَهِ أَوَّلَ شَیْ ءٍ،ثم تَعْقِدُ عَلَیْهِ الشَّحْمَ بَعْدَ ذَلِکَ ،وَ لَهُ حَبٌّ کَحَبِّ الحُمَّاضِ و عَسَالِیجُ حُمْرٌ کالرِّیبَاسِ تُقْشَرُ و تُؤْکَلُ .وَاحِدَتُه عُثْرَبَهً .
و قَد خَالَفَ قَاعِدَتَه«وَ هِیَ بِهاءٍ»،و المُصَنِّفُ أَحْیَاناً یَفْعَلُ ذَلِکَ .
ص:205
عَثْلَبٌ کَجَعْفَرٍ :اسْمُ مَاءٍ فی دِیَارِ غَطَفَانَ .قَالَ الشَّمَاخُ :
وَ صَدَّتْ صُدُوداً عن شَرِیعَهِ عَثْلَبٍ
و لابْنَیْ عِیَاذٍ فی الصُّدُورِ حزَائِزُ (1)
و عَثْلَبَ زَنْدَهُ إِذَا أَخَذَه مِن شَجَرٍ لا یَدْرِی أَ یُورِی أَمْ یُصْلِد،أَی لاَ یُورِی.
و عَثْلَبَ الطَّعَامَ :رَمَّدَهُ فِی الرَّمِّادِ،أَو طَحَنَه فجَشَّه أَی جَشَّ (2)طَحْنَه لِضَرُورَهٍ عَرَضَت کَطُرُوقِ ضَیْفٍ أَوْ إِرَادَه ظَعْنٍ أَو غِشْیَانِ حَقٍّ .نَقَلَه ابْنُ السِّکِّیت.
و عَثْلَبَ المَاءَ:جَرَعَه جَرْعاً شَدِیداً.
وَ عَثْلَبَ الحَوْضَ و الجِدَارِ وَ نَحْوَه:کَسَرَه و هَدَمَهُ ،و عَلَی الأَخِیرِ اقْتَصَرَ ابْنُ القَطَّاع فی التَّهْذِیب.
و أَمْرٌ مُعَثْلِبٌ ،بالکَسْر علی بِناء الفَاعِلِ أَی غَیْرُ مُحْکَمٍ و عَثْلَبَ عَمَلَه:أَفْسَدَه و قَالَ النَّابِغَهُ :
و سُفْعٌ علی آسٍ نُؤْیٌ بالضَّمِّ مُعَثْلِبُ (3).
أَی مَهْدُومٌ . و رُمْحٌ مُعَثْلِبٌ مَکْسُورٌ و قیل: المُعَثِلبُ :
المَکْسُورُ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ: وَ شَیْخٌ مُعَثْلَبٌ (4).بفتح اللام إِذا أَدْبَرَ کِبَراً و ضَعْفاً.
و یُقَالُ : تَعَثْلَبَ الرَّجُلُ إِذَا سَاءَت حَالُه وَ هُزِلَ ،بالبِنَاء لِلْمَعْلُومِ و المَجْهُولِ مَعاً،و نَصُّ الصَّاغَانِیّ :و هُزِلَتْ .
و العَثْلَبَهُ :البَحْثَرَهُ ،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
العَجْبُ ،بالفَتْح و بِالضَّمِّ (5)،مِنْ کُلِّ دَابَّه:مَا انْضَمَّ عَلَیْهِ الوَرِکُ (6)مِنْ أَصْل الذَّنَبِ المَغْرُوزِ فی مُؤَخَّرِ العَجُزِ،و قِیل هو أَصْلُ الذَّنَب کُلِّه (7).و قال اللِّحْیانِیّ :هوأَصْلُ الذَّنَب وَ عَظمهُ ؛و هو العُصْعُصُ ،أَوْ هُوَ رَأْسُ العُصْعُصِ و
16- فی الحدِیثِ : «کُلُّ ابْنِ آدَمَ یَبْلَی إِلاَّ العَجْبَ ».
و
16- فی رِوَایَهَ : «إِلاّ عَجْبَ الذَّنَبِ ». و هُو العَظْمُ الَّذِی فی أَسْفَلِ الصُّلْبِ عِنْدَ العَجُزِ؛وَ هُوَ العَسِیبُ مِنَ الدَّوَابِّ .و یُقَالُ :هو کَحَبِّ الخَرْدَلِ .و عبارَه الزَّمَخْشَرِیّ فی الفَائِقِ :أَنَّه عَظْمٌ بَیْن الأَلْیَتَیْنِ .و نَقَل شَیْخُنَا عَنْ عِنایَه الخَفَاجِیِّ أَنهُ یُقَالُ فِیهِ :
العَجْمُ أَی بِقَلْبِ البَاء مِیماً،و یُثَلَّث،أَی حِینئذٍ،و شَیْخُنَا صَرفَ تَثْلِیثَه حَالَهَ کَوْنِه بالبَاء،وَ لاَ قَائِلَ بِهِ .فتَأَمَّل تَرْشُد.
قُلت:و کَوْنُ العَجْبِ بالمیم رَوَاهُ اللَّحْیَانِیّ فی نَوَادِرِه.
و قِیلَ : العَجْبُ : مُؤَخَّر کُلِّ شَیْ ء ،و منه عَجْبُ الکَثِیبِ و هو آخِره المُسْتَدِقُّ مِنْهُ ،و الجَمْعُ عُجُوبٌ ،بالضَّمِّ ،و هو مَجَازٌ، کَمَا فِی الأَسَاسِ .قال لَبِیدٌ یَصِفُ المَطَرَ:
یَجْتَابُ (8)أَصْلاً قَالِصاً مُتَنَبِّذاً
بعُجُوبِ أَنْقَاءٍ یَمِیلُ هَیَامُهَا
و بَنُو عَجْبٍ : قَبِیلَهٌ فی قَیْسٍ ،وَ هُوَ عَجْبُ بْنُ ثَعْلَبَه بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْیَانَ ،منْ ذُرِّیَّتِه قُطْبَهُ بنُ مَالِکٍ الصَّحَابِیُّ و ابْنُ أَخِیهِ زیَادُ بْنُ عَلاَقَه.و لَقِیطُ بنُ شَیْبَانَ بْنِ جَذِیمَهَ بْنِ جَعْدَهَ بْنِ العَجْلاَن بْنِ سَعْدِ بْنِ جَشْوَرَه بْنِ عَجْبٍ ،هَذَا شَاعِرٌ.
و عَجَبٌ مُحَرَّکَهً :بَطْنٌ آخر فی جُهَیْنَهَ ،و هو عَجَبُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِکِ بْنِ غَطَفَانَ بْنِ قَیْسِ بْنِ جُهَیْنَهَ .
و أَعْجَبُ ،کَأَفْعَلُ ،فی قُضَاعَهَ ،وَ هُوَ أَعْجَبُ بْنُ قُدَامَهَ بْنِ جَرْمِ بن رَبَّان،الثلاثه ذَکَرَهُم الوَزِیرُ أَبُو القَاسُم المَغْرِبِیّ فی الإِینَاس،نَقَلَه شَیْخُنا و لم یَضْبُط الثَّانِیَه:
و العُجْبُ بالضَّمِّ :الزَّهْوُ و الکِبْرُ. و رَجُلٌ مُعْجَبٌ :مَزْهُوٌّ بِمَا یَکُونُ مِنْهُ حَسَناً أَو قَبِیحاً.
و قیل: المُعْجَبُ ،الإِنْسَانُ المُعْجَب بِنَفْسِه أَوْ بِالشَّیْ ءِ.
و قد أُعْجِبَ فُلاَنٌ بِنَفْسِه فَهو مُعْجَبٌ بِرَأْیِهِ و بِنَفْسِه.و الاسْمُ العُجْبُ ،وَ قِیلَ : العُجْبُ :فَضْلَهٌ من الحُمْقِ صَرَفْتَهَا إِلَی العُجْب .و نَقَل شَیْخُنا عن الرَّاغِبِ فی الفَرْقِ بَیْن المُعْجَبِ و التَّائِهِ ،فَقَالَ : المُعْجَبُ یُصَدِّقُ نَفْسَه فِیمَا یَظُنُّ بِهَا وَهْماً.
و التَّائِهُ یُصَدِّقُها قَطْعاً.
ص:206
و العُجْبُ : الرَّجُلُ یُحِبُّ مُحَادَثَهَ النِّسَاءِ و لا یَأْتِی الرِّیبَه، و قِیلَ :الذِی یُعْجِبُه القُعُودُ مَعَ النِّسَاءِ و مَحَادَثَتَهُن و لا یَأْتِی الرِّیبه أَو تُعْجَبُ النِّسَاءُ به،و یُثَلَّثُ ،نَقَلَهُ الصَّاغَانِیُّ ،و لا اعْتِدَادَ بِمَا نَقَلَه شَیْخُنا الإِنْکَارَ عَنِ الْبَعْضِ .
و العُجْبُ : إِنْکَارُ مَا یَرِدُ عَلَیْکَ لِقِلّه اعْتِیَادِه کالعَجَبِ مُحَرَّکَهً و عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِیّ : العُجْبُ (1):النَّظَرُ إِلَی شَیْ ءٍ غَیْرِ مَأْلُوفٍ و لا مُعْتَاد، و جَمْعُهَا ،هَکَذَا فی نُسْخَتِنَا،و لَعَلَّه المُرَادُ بِهِ جَمْعُ الثَّلاَثَه و هو عَجْبُ الذَّنَب و العُجْب بلُغَتَیْهِ أَعْجَابٌ ، أَو الصَّوَابُ تَذْکِیرُ الضَّمِیرِ،کَمَا فِی غَیْرِ کِتَاب (2)،قال:
یا عَجَباً للدَّهْرِ ذِی الأَعْجَابِ
الأَحْدَبِ البُرْغُوثِ (3)ذِی الأَنْیَابِ
و یُقَال جَمْعُ عَجیبٍ عَجَائِبُ مِثْلُ أَفِیلٍ و أَفَائِلَ ،و تَبِیعٍ و تَبَائعَ . أَوْ لاَ یُجْمَعَانِ ،قَالَهُ الجَوْهَرِیّ .فَقَوْلُ شَیْخِنا:و لم یَذْکُر عَدَمَ جَمْعِیَّتِهِ -أَی عَجِیبٍ -غیرُ المُصَنِّف،غَیْرُ سَدِیدٍ،بل مُعَارَضَه سَمَاع بعقل،و العَجَبُ أَنَّه نَقَلَ کَلاَم الجَوْهَرِیِّ فِیمَا بَعْد عِنْدَ مَا رَدَّ عَلَی صَاحِبِ النَّامُوسِ و لَمْ یَتَنَبَّه لَهُ و سَدَّدَ سَهْم المَلاَمِ عَلَی المُؤَلِّف وَجَدَ لَهُ .
و قد عَجِبَ منْه یَعْجَبُ عَجَباً و الاسْمُ العَجِیبَهُ و الأُعْجُوبَهُ بالضَّمِّ و تَعَجَّبْتُ مِنْهُ و اسْتَعْجَبْتُ مِنْه کعَجِبْتُ مِنْه أَی ثُلاَثِیًّا.
فی لِسَانِ العَرَبِ : التَّعَجُّب مِمّا (4)خَفِیَ سَبَبُه و لم یُعْلَم.
و قَالَ أَیْضاً: التَّعَجُّب :أَنْ تَرَی الشیءَ یُعْجِبُک تَظُنُّ أَنَّکَ لَمْ تَرَ مِثْلَه.و نَقَل شَیْخُنَا مِنْ حَوَاشِی القَامُوسِ القَدِیمَه حَاصِل ما ذَکَرَه أَهْلُ اللُّغَهِ فی هَذَا المعْنَی:أَنَّ التَّعَجُّبَ (5)حَیْرَهٌ تَعْرِض لِلإِنْسَانِ عِنْد سَبَبِ جَهْلِ الشَّیْ ء،و لَیْسَ هُوَ سَبَباً لَه فی ذَاتِه،بَلْ هُوَ حَالَه بحَسَبِ الإِضَافَه إِلَی مَنْ یَعْرِف السَّبَبَ وَ مَنْ لا یَعْرفُه،و لِهَذَا قَالَ قَومٌ :کُلُّ شَیْ ءٍ عَجَبٌ .
و قَال قَوْمٌ :لاَ شَیْ ءَ عَجَبٌ ،قَالَه الرَّاغِبُ :وَ بَعْضُهُم خَصَّ التَّعَجُّبَ بالحَسَنِ فَقَط و قَال بَعْضُ أَهْلِ اللُّغَه:یُقَالُ أُعْجِبَ (6)فلانٌ بنَفْسِه و بِرَأْیِه فهو مُعْجَبٌ بِهِمَا،و الاسْمُ العَجَبُ (7)،و لا یَکُونُ إِلاّ فی المُسْتَحْسَن،و تَعَجَّبَ مِنْ کَذَا،و الاسْمُ العَجَب وَ لاَ یَکُونُ إِلاَّ فِی المُسْتَحْسَنِ .
و اسْتَعْجَبَ مِنْ کَذَا،و الاسْمُ العَجَبُ مُحَرَّکَه وَ یَکُونُ فی الحَسَنِ و غَیْرِه.
قُلْتُ :هَذَا التَّفْصِیلُ حَسَنٌ إِلاَّ أَنَّ العُجْبَ بالضَّمِّ الَّذِی فی الوَجْهِ الأَوّلِ إِنَّمَا هُوَ بمَعْنَی الزَّهْوِ و التَّکَبُّرِ،وَ هُوَ غَیْرُ مُسْتَحْسَنٍ فی نَفْسِه،کما عَرّفْنَاه آنفاً.و نَقَلَ شَیْخُنَا أَیضاً عَن بَعْضِ أَئِمَّهِ النُّحَاهِ : التَّعَجُّب :انْفِعَالُ النَّفْسِ لزِیَادَه وَصْفٍ فی المُتَعَجَّبِ مِنْه،نَحْو:ما أَشْجَعَه.قال:و ما وَرَدَ فی القرآن،مِنْ ذَلِک نَحْو أَسْمِعْ بِهِمْ وَ أَبْصِرْ (8)فإِنَّمَا هُوَ بالنَّظَر إِلَی السَّامِع،و المَعْنَی:لو شَاهَدْتَهم لَقُلْتَ ذلک مُتَعَجِّباً مِنْهم.انتهی (9).
وَ عَجَّبْتُه بالشَّیْ ءِ تَعْجِیباً أَی نَبّهْتُه عَلَی التَّعَجُّبِ منه.
و الاسْتِعْجَاب :شِدَّهُ التَّعَجُّبِ ،کذا فی الأَسَاسِ (10)و لِسَان العَرَبِ ،قال:
و مُسْتَعْجِبٍ مِمَّا یَرَی مِنْ أَنَاتِنَا (11)
و لو زَبَنَتْهُ الحَرْبُ لم یَتَرَمْرَمِ
و قولهم: مَا أَعْجَبَه بِرَأْیِه،شَاذٌّ لا یُقَاسُ عَلَیْه،أَی لِبِنَائِه مِنَ المَجْهُول کَمَا أَزْهَاهُ و ما أَشْغَلَه،و الأَصْلُ فی التَّعَجُّب أَن لا یُبْنَی إِلاَّ مِنَ المَعْلُومِ .
و التَّعَاجِیبُ : العَجَائِبُ لا وَاحِدَ لَهَا من لَفْظِهَا.و فی النَّاموس:الأَظْهَرُ أَنَّهَا الأَعَاجِیبُ ،وَ هَذَا یَدُلُّ علی قِلَّه اطِّلاعِه علی النَّقْل،قد أَسْبَقْنَا فی المَطَایِب ما یُفْضِی إِلَی العَجَائِب ،و قد نَبَّه عَلَی ذَلِکَ شَیْخُنَا فی حَاشِیَته و کَفَانا مَؤونَهَ الرَّدِّ عَلیْهِ ،عَفَا اللّهُ عَنْهُمَا،و أَنْشَدَ فی الصَّحَاحِ و غَیْره:
وَ مِنْ تَعَاجِبِ خَلْقِ اللّهِ غَاطِیَهٌ
یُعْصَرُ مِنْهَا مُلاَحِیٌّ و غِرْبِیبُ
ص:207
الغَاطِیَه:الکَرْمُ .
و أَعْجَبَه الأَمْرُ: حَمَلَه عَلَی العَجَبِ مِنْهُ أَنْشَدَ ثَعْلَب:
یَا رُبَّ بَیْضَاءَ عَلَی مُهَشَّمَهْ
أَعجبهَا أَکْلُ البَعِیرِ الیَنَمَهْ (1)
هذه امرأَهٌ رَأَتِ الإِبِلَ تَأْکُلُ فأَعْجَبَهَا ذَلِکَ أَی کَسَبَهَا عَجَباً .و کَذَلِکَ قَوْلُ ابْنِ قَیْسِ الرُّقَیَّات (2):
رَأَتْ فِی الرَّأْسِ مِنِّی شَیْ
بَهً لَسْتُ أُغَیِّبُهَا
فَقَالَت لِی:ابْنُ قَیْسٍ ذَا!
و بَعْضُ الشَّیْب یُعْجِبُها
أَی یَکْسبُهَا التَّعَجُّب .
و أُعْجِبَ بِهِ ،مَبْنِیًّا للمَفْعُول: عَجبَ و سُرَّ بِالضَّمِّ من السُّرور کأَعْجَبَه الأَمْرُ إِذَا سَرَّه. و یُقَالُ : أَمْرٌ عَجِبٌ ،مُحَرَّکَهً و عَجِیبٌ کَأَمیر و عُجَابٌ کغُرَابٍ و عُجَّابٌ کرُمَّانٍ ،أَی یُتَعَجَّبُ مِنْه،و أَمْرٌ عَجِیبٌ أَی مُعْجِب ،و فی التَّنْزِیل: إِنَّ هذا لَشَیْ ءٌ عُجابٌ (3)و قَرَأَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَن السُّلَمِی «إِنَّ هَذَا لَشَیْ ءٌ عُجَّابٌ » بالتَّشْدِیدِ.قال الفَرَّاءُ:هو مِثْلُ قَوْلِهِم:رَجُلٌ کَرِیمٌ و کُرَامٌ و کُرَّامٌ ،و کَبِیرٌ و کُبَارٌ و کُبَّارٌ.و عُجَّابٌ بالتَّشْدِیدِ أَکْثَرُ مِنْ عُجَابٍ .
و قَوْلُهُم: عَجَبٌ عَاجِبٌ کَلیْلٍ لاَئِلٍ و عَجَبٌ عُجَابٌ (4)، علی المُبَالَغَهِ ،کلاَهُمَا یُؤَکَّدُ بِهِمَا أَو العَجِیبُ کالعَجَبِ أَی یَکُونُ مِثْلَه و أَمَّا العُجَاب فَإِنَّه مَا جَاوَزَ ،کَذَا فی نُسْخَه العَیْنِ ،و یُوجَدُ فی بَعْض نُسَخ الکِتَاب،ما تَجَاوَزَ حَدَّ العَجَب ،و هَذَا الفَرْقُ نَصُّ کتَابِ العَیْنِ (5).
و العَجْبَاءُ :الَّتِی یُتَعَجَبُ مِنْ حُسْنهَا و الّتی یُتَعَجَّبُ من قُبْحهَا نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .قالَ شَیْخُنَا:و إِذَا کَانَ مُتَعَلَّقُ التَّعَجُّبِ فی حالَتَیِ الحُسْنِ و القُبْحِ وَاحداً وَ هُوَ بُلُوغُ النِّهَایَه فی کلْتَاالحَالَتَیْن فَقَوْلُ المُؤَلِّف و هو ضدٌّ مَحَلُّ تَأَمُّل.و یَدُلُّ عَلَی العُمُوم مَا نَقَلَه سَابِقاً إِنْکَارُ ما یَرِدُ عَلَیْکَ ،کَمَا هُوَ ظَاهر.
و اقْتَصَر فی لسَان الْعَرَب عَلَی أَنَّ العَجْبَاءَ هِیَ النَّاقَهُ الَّتِی دَقَّ أَعْلَی مُؤَخَّرِهَا و أَشْرَفَ ،کَذَا فی النُّسَخِ و صَوَابُه أَشْرَفَت جَاعِرَتَاهَا ،و هِی خِلْقَهٌ قَبِیحَهٌ فِیمَن کَانَت.،و یُقَال:
لَشَدَّ (6)مَا عَجُبَتِ النَّاقَهُ ،إِذَا کَانَتْ کَذَلکَ و قَد عَجِبَتْ عَجَباً .
و نَاقَهٌ عَجْبَاءُ :بَیِّنَهُ العَجَبِ أَی الغَلِیظه عَجْبِ الذَّنَب و جَمَلٌ أَعْجَبُ (7)إِذَا کَانَ غَلِیظاً.
و یُقَالُ : رَجُلٌ تِعْجَابَه بالکَسْر أَی ذُو أَعَاجِیبَ وَ هِیَ جَمْعُ أُعْجُوبَه ،و قَدْ تَقَدَّم و فی التنزیل بَلْ عَجِبْتَ وَ یَسْخَرُونَ (8)قَرَأَ حَمْزَهُ و الکِسَائِیُّ بضَمِّ التَّاءِ وَ کَذَا قِرَاءَه عَلِیّ بْنِ أَبِی طَالِب و ابْنِ عَبَّاس،و قَرَأَ ابْنُ کَثِیر و نَافِعٍ و ابْنُ عَامِر و عَاصِم و أَبُو عَمْرو بنَصْب التَّاءِ.و العَجَبُ و إِنْ أُسْنِدَ إِلَی اللّهِ تَعَالَی فلَیْسَ مَعْنَاه مِنَ اللّهِ کمَعْناه مِنَ العِبَاد (9).
و قَال الزَّجَّاجُ :و أَصْلُ العَجَب فی اللُّغَه أَنَّ الإِنْسَانَ إِذَا رَأَی مَا یُنْکِرهُ و یَقِلُّ مِثْلُه قَالَ :قَدْ عَجِبْتُ مِنْ کَذَا (10)و علی هَذَا[مَعْنَی] (11)قِرَاءَهِ مَنْ قَرَأَ بضَمِّ التَّاءِ،لأَن الآدَمِیَّ إِذَا فَعَل مَا یُنْکِرُه اللّهُ تَعَالَی جَاز أَنْ یَقُولَ فِیهِ : عَجِبْتُ ،و اللّه عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ عَلِمَ ما أَنْکَرَه قَبْلَ کَوْنِه،و لکنَّ الإِنْکار و العَجَبَ الَّذِی تَلْزَم بِهِ الحُجَّه عِنْدَ وُقُوعِ الشَّیْ ء.و قَالَ ابْنُ الأَنْبَارِیِّ :أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِه بالعَجَب وَ هُوَ یُرِیدُ:بل جَازَیْتُهُم علی عَجَبِهِم مِنَ الحَقّ ،فَسَمَّی فِعْلَه باسْم فِعْلِهم.و قیل:بَلْ عَجِبْتَ مَعْنَاه بل عَظُم فِعْلُهم عِنْدَکَ (12).
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ فی قَوْله تَعَالَی وَ إِنْ تَعْجَبْ فَعَجَبٌ (13)الخِطَابُ للنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم،أَی هَذَا مَوْضِعُ عَجَبٍ حَیْثُ أَنْکَرُوا البَعْثَ ،و قَدْ تَبَیَّن لَهُم مِنْ خَلْقِ السَّموَاتِ
ص:208
و الأَرْضِ ما دَلَّهُم عَلَی البَعْثِ ،و البَعْثُ أَسْهَلُ فی القُدْرَهِ مِمَّا قَدْ تَبَیَّنُوا.
و فی النِّهَایَه،وَ
16- فِی الحَدِیثِ : « عَجِبَ رَبُّکَ مِنْ قَوْمٍ یُقَادُون (1)إِلَی الجَنَّه فی السَّلاَسِلِ ». أَی عَظُم ذَلِک عِنْدَه و کَبُر لَدَیْه،أَعْلَم اللّهُ أَنّهُ إِنَّمَا یتَعَجَّبُ الآدَمِیُّ من الشَّیْ ءِ إِذَا عَظُم مَوْقِعُه عِنْدَه وَ خفِیَ عَلَیْه سَبَبُه،فأَخْبَرَهم بِمَا یَعْرِفُون لیَعْلَمُوا مَوْقَع هَذِه الأَشْیَاءِ عِنْدَه.و قِیلَ العَجَبُ من اللّهِ :الرِّضَا فمَعْنَاه أَی عَجِبَ رَبُّک و أَثَابَ ،فسَمَّاه عَجَباً مَجَازاً،و لیس بِعَجَبٍ فی الحَقِیقَه.و الأَوّل الوَجْهُ ،کَمَا قَالَ : وَ یَمْکُرُونَ وَ یَمْکُرُ اللّهُ (2)مَعْنَاه و یُجَازِیهم اللّهُ عَلَی مَکْرِهِم.و
16- فی الحَدِیثِ : « عَجِبَ رَبُّکَ مِنْ شَابٍّ لَیْسَت لَهُ صَبْوَهٌ ». و
16- فی آخرَ: « عَجِب رَبُّکُم مِنْ إِلِّکم و قُنُوطِکم». قَال ابْنُ الأَثِیر:
إِطْلاَقُ العَجَبِ عَلَی اللّهِ تَعَالَی مَجَاز،لأَنه لا یَخْفَی عَلَیْه أَسْبَابُ الأَشْیَاءِ.کُلُّ ذلِک فِی لِسَان الْعَرَبِ .
و عَجَبٌ ،مُحَرَّکه،أَخُو القَاضِی شُرَیْح،و فیه المَثَل:
«أَعْذِرْ من عَجَب » فی المُعْتَذِر عندَ وضُوح عُذْرِه کَذَا فی المُسْتَقْصَی (3).
و أَحْمَدُ بْنُ سَعِیدٍ البَکْرِیُّ شُهِرَ بابْن عَجَبٍ ،وَ سَعِیدُ بْنُ عَجَبٍ ،مُحَرَّکَتَیْنِ مُحَدِّثَانِ ،هکَذَا فی سَائِرِ النُّسَخ،و مِثْلُه للصَّاغانِیّ وَ هُوَ غَلَظٌ قَلَّدَ فِیهِ الصَّاغَانِیّ و الصَّوَابُ أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ سَعِید الَّذِی ذَکَرَه وَالِدُه هُوَ سَعِیدُ بْنُ عَجَبٍ الَّذِی تَلاَهُ فِیمَا بَعْد.و تَحْقِیقُ المَقَام أَنَّ سَعِیدَ بْنَ عَجَبٍ ، مُحَرَّکَه،لَهُ ذِکْرٌ فی المَغَارِبَه،و ابْنُه أَحْمَدُ تَفَقَّه عَلَی أَبِی بَکْرِ بْنِ ذَرْب،و ابنُه عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَحْمَد بْنِ سَعِید بْنِ عَجَبٍ ،ذَکَرَه ابْنُ بَشْکَوَال،فَتَأَمَّل.
و مُنْیَهُ بالضَّم عَجَبٍ مُحَرَّکَهً : د بالمَغْرِبِ الأَقْصَی وَ هِی جِهَهٌ بالأَنْدَلُسِ .
و فی النَّوَادِرِ: تَعَجَّبَنِی فُلانٌ وَ تَفَتَّنَنِی،أَی تَصَبَّانِی.
و عُجَیْبَهُ ، کَجُهَیْنَهَ :رَجُلٌ و هو عُجَیْبَهُ بْنُ عَبْدِ الحَمِید، مِنْ أَهْلِ الیَمَامه.و حَکِیمُ بْنُ عُجَیْبَه ،کُوفِیٌّ ضَعِیفٌ غَالٍ فی التَّشَیُّع،قَالَه العِجْلِیّ . و أَعْجَبَ جَاهِلاً:لَقَبُ رَجُل کتَأَبَّطَ شَرّاً.و هو شَیْ ءٌ مُعْجِبٌ إِذَا کَانَ حَسَنا جِدّاً.وَ قَوْلُهم:
للّهِ زَیْدٌ،کأَنَّه جَاءَ بِهِ اللّهُ مِنْ أَمْر عَجِیبٍ ،و کَذلِکَ قَوْلُهُم:
للّهِ دَرُّه أَی جَاءَ اللّهُ بِدَرِّه مِنْ أَمْرٍ عَجِیب لِکَثْرَتِه.
و فی الأَسَاسِ :أَبُو العَجَب :الشَّعْوَذِیُّ ،و کُلُّ مَنْ یَأْتِی بالأَعَاجِیبِ .وَ مَا فُلاَنٌ إِلاَ عَجَبَهٌ مِنَ العَجَب .
قُلْتُ :و أَبُو العَجَب مِنْ کُنَی الدَّهْرِ،رَاجِعْه فی شَرْحِ المَقَامَات.
و عَجِبَ إِلَیْه:أَحَبَّه.أَنْشَدَ ثَعْلَب:
و ما البُخْلُ یَنْهَانِی وَ لاَ الجُودُ قَادَنِی
وَ لَکنَّها ضَرْبٌ إِلَیَّ عَجِیبُ
أَی حَبِیبٌ و أَرَادَ یَنْهانی وَ یقُودُنی،کَذَا فِی لِسَان العَرَبِ .
و أَبُو عَجِیبَه :کُنْیَهُ الحَسَنِ بْنِ مُوسَی الحَضْرَمِیّ ،رَوَی عَنْه عَبْدُ الوَهَّاب بْنُ سَعِیدِ بْن عُثْمَان الحَمْرَاوِیُّ ،کذا فی کِتَابِ النُّورِ المَاحِی لِلظَّلاَم،لأَبِی مُحَمَّد جَبْرِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ جَبْرِ بْنِ هشَامٍ القُرْطُبِیّ ،قُدِّسَ سِرُّه،و ضَبَطَه الحَافظُ بالنُّون بَدَلَ المُوَحَّدَه و سَیَأْتِی.
و بَنُو عَجِیب کأَمِیرٍ:بَطْنٌ مِنَ العَرَبِ (4).
العَجَرْقَبُ کسَفَرْجَلِ أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحبُ اللِّسَان.و قَالَ الصَّاغَانِیّ :هُوَ مِنْ نَعْتِ المُریبُ الخَبِیثُ ،کَذَا فی التَّکْمِلَهِ .
العَدَابُ ،کَسَحَابٍ بالعَیْنِ و الدَّال المُهْمَلَتَیْنِ ، مِنَ الرَّمْلِ :کالأَوعَسِ ،و قِیل هُوَ مَا اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمْل حَیْثُ یَذْهَبُ مُعْظَمُه وَ یَبْقَی شَیْ ءٌ من لَیْنِه قَبْلَ أَنْ یَنْقَطِعَ .
و قَوْلُه«ما اسْتَرَقَّ »بالرَّاءِ فی نُسْخَتِنَا و غَیْرِها مِنَ النُّسَخ، و نَقَل شَیْخُنَا عن الکفَایَهِ و المُحْکَم بالدَّالِ أَو هو کَذَا فی نُسْخَتنَا.و الَّذِی فی لِسَان العَرَبِ وَ هُوَ جَانبُه أَی الرَّمْل الَّذِی یَرِقُّ منْ أَسْفَل الرَّمْلَه وَیلی الجَدَدَ ،مُحَرَّکَه، منَ الأَرْضِ ، للْوَاحد و الجَمْعِ سَوَاء.قَالَ ابْنُ أَحْمَرَ:
کَثَوْرِ العَدَابِ الفَرْدِ یَضْرِبُه النَّدَی
تَعَلَّی النَّدَی فی مَتْنه و تَحَدَّرَا
ص:209
هکَذَا فی المُحْکَم و الصَّحاح.و سَمع شَیْخُنَا عَن شَیْخِه، «لَبَّدَهُ النَّدَی»بَدَل«یَضْرِبُه النَّدَی»،و النَّدَی الأَول:المَطَرُ الخَفیفُ :و الثَّانِی بِمَعْنَی الشَّحْم،و أَنْشَدَ الأَزْهَرِیّ :
و أَقْفَرَ المُودِسُ مِنْ عَدَابِهَا
یَعْنِی الأَرْضَ الَّتِی قد أَنْبَتَتْ أَوَّل نَبْت ثُمَّ أَیْسَرَت.
و عَدَابٌ : ع.
و العَدَابَهُ ،کسَحَابَهٍ : الرَّحِمُ ،قال الفَرَزْدَقُ :
و کُنْتُ کَذَاتِ العَرْکِ (1)لَمْ تُبْقِ مَاءَهَا
و لا هِیَ مِنْ مَاءِ العَدَابَهِ طَاهِرُ
و قد رُوِیت العَذَابَه بالذَّالِ المُعْجَمَه و هَذَا البَیْتُ أَوْرَدَه الجَوْهَرِیّ :
وَ لاَ هیَ ممَّا بِالْعَدَابَهِ طَاهِرُ.
قال ابن مُکَرَّم:و کَذِلِکَ وَجَدْتُه فِی عِدِّه نُسَخٍ .قُلْتُ :
وَجَدْتُ أَیْضاً فی هَامِش نُسْخَتِی مِنْ لِسَانِ الْعَرَب:
و العَدَابَه :مَاءُ الرَّحِم، و العَدَابَهُ : الرَّکَبُ ،مُحَرَّکَهً :مَنْبِتُ الْعَانَهِ ،و قَدْ تَقَدَّمَ ،و لَمْ یَذْکُره غَیْرُ المُؤَلِّف.قُلْتُ :و یُمْکِنُ أَنْ یُفَسَّر بِهِ البَیْتُ السَّابِقُ عَلَی رِوَایَهِ الجَوْهرِیّ .
و العَدُوبُ ،کَصَبُور: الرَّمْلُ الکَثِیرُ.
و قَالَ الأَزْهَرِیُّ : العُدَبِیُّ کعُرَنِیٍّ مِنَ الرِّجَالِ : الکَرِیمُ الأَخْلاَقِ أَوْ مَن لاَ عَیْبَ فِیهِ ،قال کَثِیرُ بْنُ جَابِرٍ المُحَارِبِیُّ لَیْسَ کُثَیِّر عَزَّهَ :
سَرَتْ مَا سَرَت (2)فِی لَیْلِهَا ثُمَّ عَرَّسَتْ
إِلَی عُدَبِیّ ذِی غَنَاءٍ و ذِی فَضْلِ
قَالَ ابْنُ مَنْظُور:و هَذَا الحَرْفُ ذَکَرَه الأَزْهَرِیّ فی تَهْذِیبِه هُنَا فی هَذِه التَّرْجَمَه و ذَکَرهُ الجَوْهَرِیُّ فی صَحَاحِه فی تَرْجَمَه عَذَب،بِالذَّال المعجمه (3).
العَذْبُ مِنَ الطَّعَامِ و الشَّرَابِ ،و فی بَعْضِ النُّسَخ تقدیمُ الشَّرَابِ عَلَی الطَّعَام: کُلُّ مُسْتَسَاغٍ .
و العَذْبُ :المَاءُ الطَّیِّبُ .مَاءَهٌ (4)عَذْبَهٌ و رَکِیَّهٌ عَذْبَهٌ .و فیالقُرْآنِ : هذا عَذْبٌ فُراتٌ (5)و عَذُبَ المَاءُ یَعْذُبُ عُذُوبَه فهو عَذْبٌ ،طَیِّبٌ و الجَمْعُ عِذَابُ ،بالکَسْرِ و عُذُوبٌ ، بالضَّمِّ .قَالَ أَبُو حَیَّه النُّمَیْرِیّ :
فَبَیَّتْنَ مَاءً صَافِیاً ذَا شَرِیعَهٍ
لَهُ غَلَلٌ بَیْنَ الإِجَامِ عُذُوبُ
قال ابْنُ مَنْظُور:أَرَادَ بِغَلَلٍ الجنْسَ ،فَلِذَلک جَمَعَ الصِّفَهَ .وَ فِی حَدِیث الحجَّاجِ «مَاءٌ عِذَابٌ ».یُقَالُ مَاءَهٌ عَذْبَهٌ ،وَ مَاءٌ عِذَابٌ ،عَلَی الجَمْعِ ؛لأَنَّ المَاءَ جِنْسٌ لِلْمَاءَهِ .
و العَذْبُ و العُذُوبُ ،بالضَّمِّ : تَرْکُ الرَّجُلِ و الحِمَارِ و الْفَرَسِ الأَکْل مِنْ شِدَهِ العَطَشِ فهو لاَ صَائِمٌ و لا مُفْطر، و هو عَاذِبٌ ،و الجَمْعُ عُذُوبٌ بالضَّمّ ، و عَذُوبٌ ،کَصَبُور، و الجَمْع عُذُبٌ ،بِضَمَّتَیْنِ .و یُقَالُ لِلْفَرسِ و غَیْرِه:بَاتَ عَذُوباً ،إِذَا لَمْ یَأْکُلْ شیئاً و لم یَشْرَبْ ،قَالَ الأَزْهَرِیُّ :القَوْلُ فی العَذُوبِ و العَاذِبِ أَنه الذِی لاَ یَأْکُلُ و لا یَشْرَبُ أَصْوَبُ مِنَ القَوْلِ فی العَذُوفِ (6)أَنَّه الَّذِی یَمْتَنِع عَنِ الأَکْلِ لِعَطَشِه.
و أَمَّا قَوْلُ أَبِی عُبَیْد:و جَمْعُ العَذُوبِ عُذُوبٌ فخَطَأٌ،لأَنَّ فَعُولاً لا یُکَسَّر (7)عَلَی فُعُولِ .قُلْتُ :هُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَهِ و فَوَائِد الأَشْبَاهِ و النَّظَائِر وَ مَنْ حَفِظَ حُجَّهٌ علی مَن لم یَحْفَظ .
ثُم قَالَ :و العَاذِبُ مِنْ جَمِیع الْحَیَوانِ :الَّذِی لاَ یَطْعَمُ شَیْئَاً،و قد غَلَب عَلَی الخَیْلِ و الإِبِلِ ،و الجَمْع عُذُوبٌ کَسَاجِدٍ و سُجُود.و قَالَ ثَعْلَب: العَذُوبُ مِنَ الدَّوَابِّ و غَیْرِهَا:
القَائِمُ الَّذِی یَرْفَعُ رَأْسَه فلا یَأْکُلُ و لا یَشْرَبُ ،و کذَلِکَ العَاذِبُ و الجَمْع عُذُبٌ .و العَاذِبُ :الذِی یَبِیتُ لَیْلَه (8)لاَ یَطْعَمُ شَیْئاً.
و العَذْبُ : المَنْعُ ، کالإِعْذَابِ و التَّعْذِیبِ ، عَذَبَه عَنْه عَذْباً ،و أَعْذَبَه إِعْذَاباً ،و عَذَّبَه تَعْذِیباً :مَنَعَه و فَطَمَه عَنِ الأَمْرِ،و کُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَیْئاً فَقَد أَعْذَبْتَه و عَذَّبْتَه . و العَذْبُ :
ص:210
الکَفُّ ،یُقَالُ : عَذَبه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا کَفَّه، و التَّرْکُ ، کالإِعْذَابِ و الاسْتِعْذَابِ ،یُقَال: أَعْذَبَه عَنِ الطَّعَامِ إِذَا مَنَعَه و کَفَّه،و اسْتَعْذَبَ عَنِ الشَّیْ ءِ:انْتَهَی.و عَذَبَ عَن الشَّیْ ءِ و أَعْذَبَ و اسْتَعْذَبَ کُلُّه:کَفَّ و أَضْرَبَ .و أَعْذَبَه عَنْه:منَعَه.
و یُقَالُ : أَعْذِب نَفْسَکَ عَنْ کَذَا،أَی اظْلِفْهَا عَنْهُ .وَ
1- فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ کَرَّمَ اللّهُ وَجْهَه: «أَنَّهُ شَیَّعَ سَرِیَّهً فَقَالَ : أَعْذِبُوا عَنْ ذِکْرِ النِّسَاءِ أَنْفُسَکم فَإِنَّ ذَلِکَ (1)یَکْسِرُکُم عَنِ الغَزْوِ». أی امْنَعُوهَا عَنْ ذِکْرِ النِّسَاءِ و شَغْلِ القُلُوبِ بِهِنّ .و کُلُّ مَنْ مَنَعْتَه شَیئاً فقد أَعْذَبْتَه .و أَعْذَبَ لاَزِمٌ و مُتَعَدٍّ.
و فی التَّهْذِیبِ : أَعْذَبَ عَنِ الشَّیْ ءِ:امْتَنَعَ .و أَعْذَبَ غَیْرَه:مَنَعَه،فَیَکُونُ لاَزِماً وَ وَاقِعاً،مِثْلَ أَمْلَقَ إِذَا افتَقَر و أَملَقَ غَیْرَه.
و فی الأَسَاس:یُقَالُ : أَعْذَبَ عَن الشَّیْ ءِ و اسْتَعْذَبَ [عنه] (2):امْتَنَع.و یُقَالُ : أَعْذِبُوا عَنِ الآمَالِ أَشَدَّ الإِعْذَابِ (3)فإِنَّهَا تُورِثُ الغَفْلَه و تُعْقِبُ الحَسْرَه. یَعْذِبُ کیَضْرِب فی الکُلِّ مِمَّا ذُکِرَ غَیْر عَذَبَ المَاءُ و الطَّعَامُ فإِنَّ مُضَارِعَهُمَا یَعْذُب بالضَّمِّ .
و العَذَبُ بالتَّحْرِیک:القَذَی یَعْلُو المَاءَ و مَا یَخْرُجُ فی ، وَ فی نُسْخَه عَلَی أَثَرِ الوَلَدِ مِنَ الرَّحِم.
و العَذَبُ : شَجَرٌ مِنَ الدِّقِّ ،قَالَهُ أَبُو حَنِیفَه و أَنْشَد:
مُنْهَتِکُ الشَّعْرَانِ نَضَّاخُ العَذَبْ
و العَذَبُ : مآلِی بالمَدِّ النَّوَائِح، کالمَعَاذب (4)،أَی فی الأَخیرِ وَاحِدَتُهَا معْذَبَهٌ .و یُقَالُ لِخِرْقَهِ النَّائِحَه عَذَبَهٌ و مِعْوَزٌ، و جَمْعُ العَذَبَه مَعَاذِبُ ،علی غَیْرِ قِیَاسِ قَالَه أَبُو عَمْرو.
و العَذَبُ (5): الخَیْطُ الَّذِی یُرْفَع بِهِ المِیزَانُ .
و العَذَبُ : طَرَفُ کُلِّ شَیْ ءٍ.
و منَ البَعِیرِ:طَرَفُ قَضِیبه ،قَالَهُمَا ابن سیدَه.و قال غَیْره:هو أَسَلَتُه المُسْتَدقُّ فی مُقَدَّمه. و العَذَبُ : الجِلْدَهُ المُعَلَّقَه خَلْفَ مُؤَخَّرَهِ الرَّحْلِ منْ أَعْلاَه.
و مِنَ الرُّمْح:خرْقه تُشَدُّ عَلَی رَأْسِه،و منه یُقَالُ :خَفَقَتْ عَلَی رَأْسِه العَذَبُ ،کَمَا فی الأَسَاسِ .
و مِنَ النَّعْلِ :المُرْسَلَهُ مِنَ الشِّرَاکِ (6).
و منَ العمَامَه:ما سُدلَ بَیْنَ الکَتِفَیْنِ منْهَا.
و مِنَ السَّوْط :علاَقَتُهُ و طَرَفُه.
و مِنَ اللِّسَانِ :طَرَفُه الدَّقِیقُ .
و العَذَبُ :أَطرافُ السُّیُور؛و هی العَذَبَاتُ .قال ذو الرُّمَّه:
غُضْفٌ مُهَرَّتَهُ الأَشْدَاقِ ضَارِیَهٌ
مِثْلُ السَّرَاحِینِ فی أَعنَاقهَا العَذَبُ
یَعْنِی أَطْرَافَ السُّیورِ.
وَ عَذَّبْتُ السَّوْطَ فهو مُعَذَّبٌ إِذَا جَعَلْتَ له علاَقَهً .و الَّذِی فی الأَسَاس:و عذَّب سَوْطَه و هَدَّبَه جَعَلَ لَهُ علاقَهً .
و العَذَبُ (7)مِنَ الشَّجَرِ:غُصْنُه، الوَاحدَه بِهَاءٍ فی الکُلِّ ممَّا ذُکِرَ.
و اسْتَعْذَبَ الرَّجُلُ مَاءَه: اسْتَقَی عَذْباً . و اسْتَعْذَبَه :عَدَّه عَذْباً .و اسْتَعْذَبَه :شَرِبَه عَذْباً .و اسْتَعْذَبَ لِأَهْله:طَلَب لَهُم مَاءً عَذْبَاً ،و یَسْتَعْذب لِفُلاَنٍ مِنْ بِئْرِ کَذَا أَی یَسْتَقِی لَهُ .وَ
16- فِی الحَدِیثِ : «أَنَّه کَانَ یُسْتَعْذَب لَهُ المَاءُ مِنْ بُیُوتِ السُّقْیَا». أَی یُحْضَر لَهُ مِنْهَا المَاءُ العَذبُ .وَ هُوَ الطَّیِّبُ الَّذِی لا مُلُوحَهَ فیه.و
16- فی حَدِیثِ أَبی (8)التَّیِّهَانِ : أَنَّه خَرَجَ یَسْتَعْذبُ المَاءَ». أَی یَطْلُبُ المَاءَ العَذْبَ .
و العَذُوبُ و العَاذبُ :الَّذِی لَیْسَ بَیْنَه و بَیْنَ السَّمَاءِ ستْرٌ ، و فی نُسْخَه:«سُتْرَه»أَوْرَدَه ابْنُ السیِّد فی الفَرقْ .و قَالَ الجَعْدِیُّ یَصفُ ثَوْراً وَحْشِیّاً بَات فَرْداً لاَ یَذُوقُ شَیْئاً:
فَبَاتَ عَذوباً لِلسَّمَاءِ کَأَنَّهُ
سُهَیْلٌ إِذَا مَا أَفْردَتْهُ الکَوَاکبُ
ص:211
و شَاهدُ العَاذِب انْظُره فِی الفَرْق.
و العذْبَهُ بِالفَتْحِ و العَذَبَهُ بالتَّحْرِیکِ و العَذِبَهُ بکَسْرِ الثَّانِیَه ،الأَوْجُه الثَّلاَثَهُ فی لِسَانِ العَرَب و نُقل عنِ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ الوَجْهُ الأَوَّلُ (1)و قَالَ :هِیَ الکُدْرَهُ مِنَ الطُّحْلُب و العَرْمَض و نَحْوِهِمَا،و قِیلَ (2):هی الطُّحْلُب نَفْسُه و الدِّمْن یَعْلُو المَاءَ. و یُقَالُ مِنْه: مَاءٌ عَذِبٌ کَکَتِف و ذُو عَذَب أَی مُطَحْلِبٌ أَی کَثِیرُ القَذَی و الطُّحْلُبِ .قَالَ ابْن سِیدَه:أُرَاهُ عَلَی النَّسَبِ ،لأَنِّی لَمْ أَجِد لَهْ فِعْلاً.
و أَعْذَبَه أَی الحَوْضَ نَزَعَ طُحْلُبَه و مَا فِیهِ مِنَ القَذَی و کَشَفَه عَنْهُ .و الأَمْرُ مِنْهُ : أَعْذِبْ حَوْضَک.و یُقَال:اضْربْ عَذَبَهَ الحَوْضِ حَتَّی یَظْهَرَ المَاءُ،أَی اضْرِب عَرْمَضَه.
و أَعْذَبَ القَوْمُ عَذُبَ مَاؤُهُم.
و العَذِبَهُ بِکَسْرِ الذَّالِ المُعْجَمَه عَن اللِّحْیَانِیّ ،وَ هُوَ أَرْدَأُ مَا یَخْرُجُ مِن الطَّعَامِ فَیُرْمَی بِهِ . و العَذِبَه و العَذْبَهُ (3)بالوَجْهَین: القَذَاهُ ،و قِیلَ :هی القَذَاه تَعْلُو المَاءَ،و یُقَالُ :
مَاءٌ لا عَذِبَهَ فِیهِ ،أَی لا رِعْیَ فِیهِ وَ لاَ کَلأَ.و کُلُّ غُصْنٍ (4)عَذَبهٌ و عَذِبَهٌ .
و العَذِبَهُ : ما أَحَاطَ مِنَ الدِّرَّهِ بِکَسْرِ الدَّالِ المُهْمَلَهِ و تَشْدِیدِ الرَّاءِ،هکَذَا فی نُسْخَتِنا.و فی أُخْرَی:مَا أَحَاطَ بالدَّبْرَهِ ،بفَتْح فَسُکُون،و هکَذَا فی المُحْکَمِ و غَیْرِهِمَا.
و العَذَبَهُ :أَحَدُ عَذَبَتِی السَّوْطِ .
و یقال:فُلاَنٌ مَفْتونٌ بالأَعْذَبَیْنِ ، الأَعْذَبَان :الطَّعَامُ و النِّکَاحُ أَوِ الرِّیقُ و فی الأَسَاسِ :الرُّضَابُ و الخَمْرُ ،قال ابْنُ مَنْظُور:و ذلِکَ لِعُذُوبَتِهَما .
و العَذَابُ :النَّکَالُ و العُقُوبَه.و قولهُ تَعَالَی: وَ لَقَدْ أَخَذْناهُمْ بِالْعَذابِ (5)قَالَ الزَّجَّاجُ :الَّذِی أُخِذُوا بِهِ الجُوعُ .
و قَالَ شَیْخُنَا نَقْلاً عَنْ أَهْلِ الاشْتِقَاق:إِنَّ العَذَابَ فی کَلاَمِ العَرَب مِنَ العَذْب وَ هُوَ المَنْع،یقال: عَذَبْتُه عَنْه أَی مَنَعْتُه، و عَذَب عُذُوباً أَی امْتَنَعَ ،و سُمِّیَ المَاءُ الحُلْوُ عَذْباً لمَنْعِهالعَطَش،و العَذَابُ عَذَاباً لمَنْعِهِ المُعَاقَبَ من عَوْدِهِ لِمِثْلِ جُرْمِه،و مَنْعِه غَیْرَه مِنْ مِثْلِ فِعْلِه.قلت:و هو کَلاَم حَسَنٌ (6)ج أَعْذِبَهٌ ،هَذَا قَوْلُ الزَّجَّاجِ و سَیَأْتِی للمُصَنِّف فی«ن ه ز» أَنَّ العَذَابَ لا یُجْمع بالکُلِّیَّه و إِن قَالَ بَعْضٌ :إِنَّ جَمْعَه کذلِک قِیَاسِیٌّ ،کَطَعَام و أَطْعِمَه،لا یَتَوَقَّف عَلَی سَمَاع،فَفِیهِ نَظَرٌ ظَاهِر،لأَنَّ الطَّعَامَ أَصْلُه مَصْدَر،و صَارَ اسْماً لِمَا یُؤْکَلُ ،و لَیْسَ العَذَابُ کَذلِک،قَالَهُ شَیْخُنَا.قلتُ :و إِذَا کَانَ العَذَابُ اسْماً لِمَا یُعَذَّب بِهِ ،کَالْجُوعِ ،عَلَی مَا قَدَّمْنَا عَن الزَّجَّاج،فلا مَانعَ عَنْ أَنْ یُجْمَعَ عَلَی أَعْذِبَهٍ ،فَتَأَمَّل.قال الزَّجَّاجُ فی قَوْلِهِ تَعَالَی: یُضاعَفْ لَهَا اَلْعَذابُ ضِعْفَیْنِ (7) قَالَ أَبُو عُبَیْدَهَ : تُعَذَّبُ ثَلاَثَهَ أَعْذِبَهٍ .قَالَ ابْنُ سِیدَه.فلا أَدْرِی أَ هَذَا نَصُّ قَوْلِ أَبِی عُبَیْدَهَ أَم الزَّجَّاج استَعْمَلَه و قد عَذَّبَه تَعْذِیباً و لم یُسْتَعْمَل غَیْر مَزِیدٍ.قَالَ ابْنُ مَنْظُورٍ:
و اسْتَعَارَ الشَّاعِر التَّعْذِیب فِیمَا لاَ حِسَّ لَهُ فَقَالَ :
لَیْسَتْ بِسَودَاءَ مِن مَیْثَاءَ مُظْلِمَهٍ
و لم تُعَذَّبْ بإِدْنَاءٍ مِنَ النَّارِ
وَ
16- فِی الحَدِیثِ : «أَنَّ المَیِّتَ یُعَذَّبُ بِبُکَاءِ أَهْلِه عَلَیْهَ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:یُشْبه أَنْ یَکُونَ هَذَا مِن حَیْثُ إِنَّ العَرَب کَانُوا یُوصُون أَهْلَهم بالبُکَاءِ و النَّوْح عَلَیْهم و إِشَاعَه النَّعْیِ فی الأَحْیَاء،و کَانَ ذلِکَ مَشْهُوراً مِنْ مَذَاهِبهم،فالمَیِّتُ تَلْزَمُهُ العُقُوبَهُ فی ذلِکَ ،بِمَا تَقَدَّمَ مِنْ أَمْرِهِ بِه.و قال ابن بُزُرْج:
عَذَّبْتُه عَذَابَ عِذَبِینَ .
و أَصَابَه مِنِّی عَذَابُ عِذَبِینَ کبِلَغِینَ أَی بِکَسْرِ فَفَتْح فَکَسْر،و کَذلِک أَصَابَه العَذَبُوب (7)أَی لا یُرْفَع عَنْه العَذَابُ .
و العَذَّابُ کَکَتَّان:فَرَسُ البَدَّاء بْنِ قَیْس ،و فی نُسْخَهٍ البَرَاء بِالرَّاءِ و الأُولَی الصَّوَابُ .
ص:212
و العُذَیْبُ و العُذَیْبَهُ مُصَغَّرَیْنِ ماءانِ (1)الأَخِیرُ بالقُرْبِ مِنْ یَنْبُعَ (2).و قَالَ الأَزْهَرِیَّ : العُذَیْبُ :مَاءٌ مَعْرُوفٌ بَیْنَ القَادِسِیَّه و مُغِیثَهَ .وَ فِی الحَدِیثِ ذِکْرُ العُذَیْب وَ هُوَ مَاءٌ لِبَنِی تَمِیم عَلَی مَرْحَلَهٍ مِنَ الکُوفَهِ ،مُسَمًّی بِتصْغِیرِ العَذْبِ ،و قِیل سُمِّی بِهِ لأَنَّه طَرَفُ أَرْضِ العَرَب،من العَذَبه ،وَ هِی طَرَفُ الشَّیْ ء.
و قَال کُثَیِّر:
لعَمْرِی لَئِنْ أُمُّ الحَکِیمِ تَرَحَّلَت (3)
و أَخْلَتْ لخَیْمَاتِ العُذَیْبِ ظِلاَلَهَا
قال ابْنُ جِنِّی:أَرَادَ العُذَیْبَهَ ،فَحَذَف الهَاءَ.
و عَیْذَابُ [کمِیدَانٍ ] (4)بالفَتْح: د بالصَّعِید و نُسِبَت إِلَیْهَا الصَّحْرَاءُ،دُفِنَ فِیهزا السَّیِّدُ القُطْبُ الرَّبَّانِیُّ الإِمَامُ أَبُو الحَسَن الشَّاذِلِیُّ قُدِّسَ سِرُّهُ .
و العَذْبُ :شَجَرٌ و قد تَقَدَّمَ فی العَذَب المُتَحَرِّک،وَ هُمَا وَاحِدٌ،فَهُوَ کالتَّکْرَارِ لِمَا قَبْلَه.و بالتَّحْرِیکِ قَیَّدَهُ أَبُو حَنِیفَه فی کِتَاب النَّبَاتِ .
و العَذَابَه کَسَحَابَه هی العَدَابَهُ وَ هِیَ الرَّحِمُ ،رَوَاهُ أَبُو الهَیْثَمِ ،و أَنْشَدَ البَیْتَ السابِقَ الذِّکْر فی المُهْمَلَه هُنَا (5).
و فی الصَّحَاح: العُذَبِیُّ :الکَرِیمُ الأَخْلاَق،بالذَّالِ المُعْجَمَه و أَنْشَدَ البَیْتَ الَّذِی سَبَقَ فی المُهْمَلَه 4،أَی کالعُدَبِیِّ (6).و هَذَا الحَرْفُ فی التَّهْذِیبِ فی تَرْجَمَه عَدَبَ بالدَّالِ المَهْمَلَه و قالَ :هُوَ العُذَبِیّ ،و ضَبَطَه کَذلِکَ ،و قد تَقَدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه.
و العَذْبَهُ بِفَتْحِ فَسُکُونٍ : شَجَرَهٌ تُمَوِّتُ البُعْرَانَ ،بالضَّمِّ ، جَمْع بَعِیر،أَی إِذَا أَکَلَت مِنها،نَقَلَه الصَّاغَانِیّ . و دَوَاءٌ م أَی مَعْرُوفٌ .
و ذَاتُ العَذْبَهِ :ع.
و عَاذِبٌ :اسْمُ مَوْضِعٍ آخَر.قَالَ النَّابِغَهُ الجَعْدِیُّ .
تَأَبَّدَ مِنْ لَیْلَی رُماحٌ فَعَاذِبُ
فأَقْفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَّنَاضِبُ
کَذا فی لِسَانِ العَرَب.
و الاعْتِذَابُ :أَن تُسْبِلَ لِلْعِمَامَه عَذَبَتَیْنِ ،مُحَرَّکَهً ، مِنْ خَلْفِهَا ،وَ هُمَا طَرَفَا الْعِمَامَه،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
العَذَبَات ،مُحَرَّکَهً : أَطْرَافُ السُّیُورِ.و الحَقُّ عَلَی عَذَبَاتِ أَلْسِنَتَهِم،جَمْعُ عَذَبَه .و عَذَبَاتُ الناقهِ :قَوَائِمُهَا.
و فَرَسُ یَزِیدَ بْنِ سُبَیْع.و یَوْمُ العَذَبَاتِ :مِنْ أَیَّامِهِم.
و فی الأَسَاس:و فلان لا یَشْرَب المُعَذَّبَهَ ،أَی الخَمْرَ المَمْزُوجَهَ .
*و اسْتدرَکَ شَیخُنَا علی المُؤَلِّف:أَنَّه یقال: اعذَوْذَبَ المَاءُ،کاحْلَوْلَی،إِذَا صَارَ عَذْباً ،ذکره جماعَهٌ ،و أَغْفَلَه الجَمَاهِیرُ کالمُصَنِّف.قلت:و هو وَارِدٌ
1- فی کلامِ سَیِّدنِا علِیٍّ رضی اللّه عَنْه یَذُمُّ الدُّنیا: « اعْذَوْذَبَ جَانِب مِنْهَا و احْلَوْلَی».
قال ابْنُ مَنْظُور:هُمَا افْعَوْعَلَ ،من العُذُوبَه و الحَلاَوَه،و هو مِن أَبْنِیَه المُبَالَغَه،و قد ذکره غیرُ وَاحِدٍ من أَئِمَّه اللُّغَه، و ذکره اللَّبلِیُّ مع أَخَوَاتِه فی بُغْیَهِ الآمال،فلا أَدْرِی مَاذَا أَرْاد بالجَمَاهِیر.
*و مما یُسْتَدْرَکُ عَلی المؤلف:
امرَأَهٌ مِعْذَابُ الرِّیقِ :سَائِغَتُه حُلْوَتُه.قال أَبو زُبَیْد.
إِذَا تَطَیَّبْت (7)بَعْدَ النَّوْم عِلَّتَها
نَبَّهْتَ طَیِّبَهَ العِلاَّت مِعْذَابَا
و یُقَالُ :إِنَّه لَعَذْبُ اللِّسَان،عَنِ اللِّحْیَانِیّ .قال:شُبِّه بالعَذْبِ مِن المَاءِ.و یقال:مررتُ بمَاءٍ مَا بِه عَذِبَهٌ (8)کفَرِحَه،أَی لا رِعْیَ فِیهِ و لا کَلأَ.و أَبُو عَذَبَه ،مُحَرَّکهً ، تَابِعِیٌّ ،عن عمرو،عنه شِریح بن عُبید.
العُرْبُ بالضَّمِّ کقُفْل و بالتَّحْرِیکِ کجَبَلٍ :جِیلٌ من النَّاسِ معروف خِلاَفُ العَجَم ،و هما وَاحِد مثلُ العُجْم و العَجَم مُؤَنَّثٌ ،و تَصْغِیرُه بغَیْر هَاءٍ نَادِرٌ.قال أَبُو الهِنْدِیّ و اسمُه عَبْدُ المُؤْمِن بْنُ عَبْدِ القُدُّوسِ :
ص:213
وَ مَکْنُ الضِّبَابِ (1)طَعَامُ العُرَیْ
بِ لاَ تَشْتَهِیه نفوسُ العَجَمْ
صَغَّرهم تَعْظِیماً،کما قَالَ :أَنَا جُذَیْلُهَا المُحَکَّک و عُذَیْقُهَا المُرَجَّبُ وَ هُمْ سُکَّانُ الأَمْصَار أَو عَامٌّ کما فی التَّهْذِیب.
و الأَعْرَابُ مِنْهم أَی بالفَتْح هم سُکَّانُ البَادِیَهِ خَاصَّه، و النِّسبَهُ إِلیه أَعْرَابِیٌّ ؛لأَنَّه لاَ وَاحِدَ لَهُ کما فی الصَّحَاح، و هو نَصُّ کَلاَمِ سِیبَوَیْهِ .و الأَعْرَابِیُّ :البَدَوِیّ ،و هم الأَعْرَابُ . و یُجْمَعُ علی أَعَارِیبَ ،و قد جَاءَ فی الشِّعْر الفَصِیحِ ،و قِیل:لیس الأَعْرَابُ جمعا لعَرَب کما کان الأَنباطُ جمعاً لنَبَطٍ و إِنَّما العَرَبُ اسمُ جنس. و العَرَبُ العَارِبَه هم الخُلَّص منهم،و أُخِذَ من لَفْظِه فأُکِّد بِهِ کَقَوْلک لیلٌ لاَئِلٌ .تَقُول: عَرَبٌ عَارِبَهٌ و عَرْبَاءُ و عَرِبَهٌ ،الأَخِیرُ کَفَرِحَهٍ ،أَی صُرَحَاءُ ،جمعُ صَرِیحٍ و هو الخَالِص و عَرَبٌ مُتَعَرِّبَهٌ و مُسْتَعْرِبَهٌ :دُخَلاَءُ لیسُوا بخُلَّصِ .
قال أَبُو الخَطَّابِ بْنُ دِحْیَهَ المعروفُ بِذِی النَّسَبَیْنِ :
العربُ أَقْسَامٌ :
الأَوَّلُ عَارِبَه و عَربَاءُ و هم الخُلَّصُ ،و هم تسْع قَبَائِل من وَلَد إِرمَ بْنِ سَامِ بْنِ نُوح،و هی عَادٌ و ثمودُ و أُمیم و عَبِیل و طَسْم و جَدِیس و عِمْلِیق و جُرْهُم وَ وَبار،و منهم تَعَلَّم إِسماعِیلُ عَلیه السلام العربیهَ .
و القِسْمُ الثَّانِی المُتَعَرِّبَه ؛و هم بَنُو إِسْمَاعِیل.وَلَدُ مَعَدّ بْنِ عَدْنَان بْنِ أُدَد.
و قال ابن دُرَیْد فی الجَمْهَرَه: العرب العَارِبَه سبعُ قَبَائِل:
عَادٌ،و ثَمُودٌ،و عِمْلِیق،و طَسْم،و جَدِیس،و أُمیم،و جَاسِم.
و قد انْقَضَی الأَکْثَرُ إِلاّ بقایا مُتَفَرّقِین فی القَبَائِل (2).نظُر فی تَاریخ ابْنِ کَثِیر و المُزْهِرِ.
وَ عَرَبِیٌّ بَیِّنُ العُرُوبَهِ و العُرُوبِیَّه بضَمِّهما،و هُمَا من المَصَادر التِی لا أَفْعَالَ لَهَا،و حکی الأَزْهَرِیّ :رجلٌ عَرَبِیٌّ إِذَا کَانَ نسبُه فی العَرَب ثَابتاً و إِن لم یَکُن فَصِیحاً،و جمعه العَرَبُ ،أَی بحَذْفِ الیَاءِ (3).و رجُلٌ مُعْرِبٌ إِذَا کَانَ فَصِیحاً و إِن کان عَجَمِیَّ النَّسبِ .و رجلٌ أَعْرَابِیٌّ بالأَلف إِذَا کان بَدَوِیًّا صاحِبَ نُجْعَهٍ و انْتِوَاءٍ و ارتِیَادٍ لِلْکَلإِ و تَتَبُّعِ مَسَاقِطِ (4)الغَیْثِ ،و سَواءٌ کَانَ من العَرَبِ أَو مِن مَوَالِیهِم،و یُجْمَعُ الأَعْرَابِیُّ علی الأَعْرَابِ و الأَعَارِیبِ .
و الأَعْرَابِیُّ إِذَا قِیلَ له یا عَرَبِیُّ فَرِح بذلِک و هَشَّ .
و العَرَبِیُّ إِذَا قیل له یا أَعْرَابِیُّ غَضِبَ .فمَنْ نزل البادِیَهَ أَو جَاوَرَ البَادِین فظَعَن (5)بظَعْنِهم و انْتَوَی بانْتِوَائِهم فَهُمْ أَعرابٌ ، و مَنْ نَزَل بلاد الرِّیفِ و استَوطَن المُدُن و القُرَی العَرَبِیَّهَ و غیرَها مما (6)یَنْتَمِی إِلَی العَرَب فهم عَرَبٌ و إِنْ لم یَکُونُوا فُصَحَاء.
و قولُ اللّه عَزَّ وَ جَلّ : قالَتِ اَلْأَعْرابُ آمَنّا (7)هَؤُلاَء قَوْمٌ مِن بَوَادِی العَرَب قَدِمُوا علی النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم المدینهَ طمعاً فی الصَّدَقَات لا رغبَهً فی الإِسْلاَم فسَمَّاهم اللّهُ الأَعْرَابَ فقال:
اَلْأَعْرابُ أَشَدُّ کُفْراً وَ نِفاقاً (8)الآیه.
قال الأَزْهَرِیّ :و الذِی لا یُفَرِّق بین العَرَب و الأَعْرَاب و العَرَبِیِّ و الأَعْرَابِیّ رُبَّما تَحَامَلَ عَلَی العَرَب بما یَتَأَوَّلُه فی هَذِه الآیَه و هو لا یُمَیِّز بَیْنَ العَرَب و الأَعْرَابِ ،و لا یَجُوزُ أَن یُقَال للمُهَاجِرِین و الأَنْصَارِ أَعْرَابٌ إِنّما هم عَرَبٌ لَأَنَّهم استَوْطَنُوا القُرَی العَرَبِیَّه و سَکَنُوا المُدُنَ سواءٌ منهم النَّاشِیءُ (9)بالبَدْوِ،ثمَّ استَوْطَنَ القُرَی،و النَّاشِیءُ بمَکَّه ثم هَاجَرَ إِلی المَدِینَه.فإِنْ لَحِقَت طائِفَهٌ منهم بأَهْلِ البَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهم و اقْتَنَوْا نَعَماً وَ رَعَوْا مَسَاقِطَ الغَیْثِ بعد مَا کَانُوا حَاضِرَهً أَو مُهَاجِرَهً ،قِیلَ :قَدْ تَعَرَّبُوا ،أَی صَارُوا أَعراباً بَعْدَ مَا کَانُوا عَرَباً .و
16- فی الحَدِیثِ : .«تَمَثَّلَ فی خُطْبَتِهِ :
ص:214
مُهَاجِرٌ لَیْسَ بأَعْرَابِیّ (1).
جَعَلَ المُهَاجِرَ ضِدَّ الأَعْرَابِیّ .قال:و الأَعْرَابُ سَاکِنو البادِیَه من العَرَب الّذِینَ لا یُقِیمُونَ فی الأَمْصَار و لا یَدْخُلُونها إِلا لِحَاجَه.و قال أَیْضاً: المُسْتَعْرِبَهُ عندی:قَوْمٌ مِن العَجَم دَخَلُوا فی العَرَب فتَکَلَّموا بِلِسَانهم و حَکوْا هَیْآتِهِم و لَیْسُوا بصُرَحَاءَ فِیهِم.وَ تَعَرَّبوا (2)مِثْل اسْتَعْرَبُوا .
و العَرَبِیُّ :شَعِیرٌ أَبیضُ و سُنْبُلُه حَرْفَانِ ،عَرِیضٌ ،و حَبُّه کِبَارٌ أَکبرُ من شَعیر العِرَاقِ ،و هو أَجودُ الشَّعِیر.
و الإِعْرَابُ بالکَسْر: الإِبَانَهُ و الإِفْصاحُ عَن الشَّیء. و منه
16- الحَدِیثُ : «الثّیِّبُ تُعْرِبُ عن نَفْسِهَا». أی تُفْصِح،و فی رِوَایهٍ مُشَدَّدَه (3)،و الأَوّلُ حَکَاه ابنُ الأَثِیر عن ابن قُتَیْبَه علی الصَّوَاب،و یقال للعَرَبِیّ : أَعْرِبْ (4)لی أَی أَبِنْ لی کلامَکَ .
و أَعْربَ الکَلاَمَ و أَعرَب به:بَیَّنَه.أَنشد أَبُو زِیَاد:
وَ إِنِّی لأَکْنِی عَنْ قَذُورَ بِغَیْرِهَا
و أُعْرِبُ أَحْیَاناً بِهَا فأُصَارِحُ
و أَعْربَ بحُجَّتِه،أَی أَفْصَح بِهَا و لم یَتَّق أَحَداً.
و الإِعْرَابُ الَّذِی هُوَ النَّحْوُ إِنَّمَا هُو الإِبَانَهُ عن المعَانِی و الأَلْفَاظ .
و أَعْرَبَ الأَغتمُ وَ عَرُبَ لِسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَهً ،أَی صَارَ عَرَبِیًّا .و تَعَرَّب و اسْتَعْرَبَ :أَفْصَحَ .قال الشَّاعر:
مَاذَا لَقِینَا مِنَ المُسْتَعْرِبِین و مِنْ
قِیَاسِ نَحْوِهِمْ هَذَا الَّذِی ابْتدَعُوا
و
16- فی حَدِیث السَّقِیفَه: « أَعْرَبهُم أَحْسَاباً». أَی أَبینُهم و أَوضَحُهم.و یقَال: أَعْرِب عَمَّا فی ضَمِیرِک،أَی أَبِنْ .و مِنْ هَذَا یُقَال للرَّجُل إِذَا (5)أَفصحَ بالکلام: أَعْرَبَ .و قالَ أَبُو زَیْدٍ الأَنْصَارِیُّ :یقال: أَعرَبَ الأَعْجَمِیُّ إِعراباً ، و تَعَرَّب تَعرُّباً ،و استعربَ استِعْرَاباً ،کُلُّ ذَلِکَ للأَغتمِ دُونَ الفَصِیح (6).قال:و أَفصحَ الصَّبِیُّ فی مَنْطِقِهِ إِذَا فهمتَ ما یَقُولُ أَولَ ما یَتَکَلَّم،و أَفصحَ الأَغْتَمُ إِفْصَاحاً،مِثْلُه.
و الإِعْرَابُ : إِجْرَاءُ الفَرَسِ و إِحْضَاره.یقال: أَعرَبَ عَلَی فَرَسِه إِذَا أَجْرَاه،عن الفرَّاء و الإِعْرَابُ : مَعْرِفَتُکَ بالفَرَسِ العَرَبِیِّ مِنَ الهَجِینِ إِذَا صَهَلَ ،و هو أَیضاً أَنْ یَصْهَلَ (7)فیُعْرَفَ بصَهِیلِهِ عَربِیَّتُه و هو عِتْقُه ،بالکَسْر و یُضَمّ ، أَی أَصالته و سَلاَمَتُه مِنَ الهُجْنَهِ ،و یقال: هَذِهِ خَیْلٌ عِرَابٌ ، بالکسْر،و
16- فی حَدِیث سَطِیح: «تَقُود خَیْلا عِرَاباً ». أَی عَربِیَّه منْسُوبَه إِلی العَرَب .و فَرَّقُوا بَیْنَ الخَیْل و النَّاسِ فَقَالُوا فی النَّاسِ : عَرَبٌ و أَعْرَابٌ .و فی الخَیْلِ : عِرَابٌ و قد قَالُوا أَعْرُبٌ أَی کأَنْجُمٍ قال:
ما کَانَ إِلاّ طَلَقُ الإِهْمَادِ
و کَرُّنَا بالأَعرُبِ الجِیَادِ
حتَّی تحاجَزْن عَنِ الرُّوَّاد
تَحاجُزَ الرِّیِّ و لم تَکادِ (8)
و قال الکِسَائِیّ :و المُعْرِبُ من الخیْلِ :الذِی لیسَ فیهِ عرْقٌ هَجِین و الأُنْثَی مُعْرِبَه .و یُقَال: إِبِلٌ عِرَابٌ . و أَعْرُبٌ .
و الإِبِل العِرَابُ و الخَیْلُ العِرَابُ خِلاَفُ البَخَاتِیِّ و البَرَاذِین.
و أَعْرَبَ الرَّجُلُ :مَلَک خَیْلاً عِرَاباً أَو إِبلاً عِرَاباً أَوْ اکْتَسَبَها، فهو مُعْرِب قَال الجَعْدِیّ :
و یَصْهَلُ فی مِثْل جَوْفِ الطَّوِیّ
صَهِیلاً تَبَیَّن للمُعْرِبِ
یقول:إِذَا سَمِعَ صَهِیلَه مَنْ له خَیْلٌ عِرَابٌ عَرَف أَنَّه عَرَبِیّ .
و رجل مُعْرِبٌ :معه فَرَسٌ عَرَبِیٌّ و فرسٌ مُعْرِبٌ :خَلَصَت عَرَبِیَّتُه .
و الإِعْرَابُ : أَنْ لا تَلْحَنَ فِی الکَلاَمِ . و أَعْرَب کلاَمَه إِذَا
ص:215
لَمْ یَلْحَن فی الإِعْرَاب .و الرجلُ إِذا أَفْصَح فی الکَلام یُقال له:قَد أَعْرَبَ .و أَعْرَبَ عن الرَّجُلِ :بَیَّن عنه.و أَعْرَب (1)عَنْه،أَی تَکَلَّم بحُجَّتِه.
و الإِعْرَابُ : أَنْ یُولَدَ لَکَ ولدٌ عَرَبِیُّ اللَّوْنِ .
و الإِعْرَابُ : الفُحْشُ . و أَعْربَ الرجلُ :تَکَلَّم بالفُحْشِ .
و
17- فی حَدِیث عَطَاء: «أَنَّه کَرِهَ الإِعْرَابَ للمُحْرِم». هُو الإِفحاشُ فی القَوْلِ و الرَّفَثُ .و یقَال:أَرادَ بِهِ الإِیضاحَ و التَصریحَ بالهُجْر و قَبِیح الکَلاَمِ کالتّعْرِیبِ و العَرَابَهِ و العِرَابَهِ بالفَتْح و الکَسْر وَ هَذِه الثَّلاَثَه بمعْنَی ما قَبُحَ من الکَلام.و
17- قَال ابنُ عَبَّاس: فی قَوْلِه تعالی: فَلا رَفَثَ وَ لا فُسُوقَ (2)قال:و هو العِرَابَه فی کَلاَم العَرَب .قَال:و العِرَابَه کأَنَّه اسمٌ مَوضُوعٌ من التَّعْرِیب ،یقال منه عَرّبتُ و أَعْرَبْتُ . و
17- فی حدیث ابْنِ الزُّبَیْر: «لا تَحِلُّ العِرَابَهُ للمُحْرِم». و الاسْتِعْرَاب . و الإفْحَاشُ فی القَوْلِ ،فهو مِثْل الإعْرَاب بالمَعْنَی الأَوَّل،و التَّعْرِیب و ما بَعْده کالإِعْرَاب بالمَعْنَی الثَّانِی،فَفِی کلام المُؤَلِّف لَفٌّ و نَشْر.
17- روی الحدِیث: «أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِکین کان یَسُبُّ النبیَّ صلی اللّه علیه و سلم،فَقَال له رَجُل من المُسْلمین:و اللّه لَتَکُفَّنَّ عَن شَتْمه أَو لأُرَحِّلَنَّکَ بسَیْفِی (3)هَذَا،فلم یَزْدَدْ إِلاَّ اسْتِعْرَاباً فحَمَل علیه فَضَرَبَه،و تَعَاوَی (4)علیه المُشْرِکُون فَقَتَلُوه».
و العَرَبُ (5)مِثْلُ الإِعْرَاب من الفُحْشِ فی الکَلاَمِ .
و الإِعْرَابُ : الرَّدُّ أَی رَدُّکَ الرَّجُلَ عَنِ القبِیحِ ،وَ هُوَ ضِدٌّ.
و الإِعْرَابُ کالعِرَابَه : الجِمَاعُ (6)قال رُؤْبَهُ یَصِفُ نِسَاءً جمَعْنَ العَفَافَ عند الغُرَبَاء و الإِعْرَاب عَنْدَ الأَزْوَاج،و هو ما یُسْتَفْحَشُ من أَلْفَاظ النِّکَاح و الجِمَاعِ فقال:
و العُرْبُ فی عَفَافَه و إِعْرَاب
و هذا کقولهم:خَیْرُ النِّسَاءِ المُتَبَذِّله (7)لزَوْجِهَا الخَفِرَه فی قَوْمِهَا أَوِ الإِعْرَابُ : التَّعْرِیضُ بِهِ أَی النِّکَاح. و الإِعْرَاب : إِعْطَاءُ العَرَبُون ، کالتَّعْرِیب . قال الفَرّاءُ:
أَعرَبْتُ إِعرَاباً ،و عَرَّبْتُ تَعْریباً ،و عَرْبَنْتُ إِذَا أَعْطَیْتَ العُرْبَانَ (8).و
17- رُوی عن عَطَاءٍ: أَنَّه کان یَنْهَی عن الإِعْرَاب فی البَیْع. قال شَمِر: الإِعْرَابُ فی البَیْع:أَن یَقُولَ الرَّجُلُ للرَّجُلِ :إِنْ لم آخُذْ هَذَا البَیْعَ بکَذَا فَلکَ کَذَا و کَذَا مِنْ مَالِی،و سَیَأْتِی فی کَلاَمِ المُؤَلِّف قَرِیباً و نذکُر هنَاکَ ما یَتَعَلَّق به.
و الإِعْرَابُ : التَّزَوُّجُ بالعَرُوبِ کَصَبُور اسم للمَرْأَهِ المُتَحَبِّبَهِ إِلَی زَوْجِهَا المُطِیعَهِ له وَ هِی العَرُوبَهُ أَیضاً و (9)العَرُوبَه أَیضاً کالعَرُوبِ : العَاصِیَهُ له الخَائِنَهُ بفَرْجِهَا، الفاسدَهُ فی نفسِهَا.و کلاهُمَا قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِیِّ .و أَنشد فی الأَخِیرِ:
فما خَلَفٌ مِنْ أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفعٌ
مِن السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُ
العِنَانُ من المُعَانَّهِ وَ هِیَ المُعَارَضَهُ .
أَو العَرُوب : العَاشِقَه له أَو المُتَحَبِّبَه إِلَیه المُظْهِرَه لَهُ ذلِکَ و به فُسِّر قَوْله[تعالی] عُرُباً أَتْراباً (10)أَو أَنْشَد ثَعْلَب:
فما خَلَفٌ من أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفَعٌ
من السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُ
قال ابنُ سِیدَه:هکَذَا أَنْشَدَه و لم یُفَسِّره،قال:و عِنْدِی أَنَّ عَرُوب فی هَذَا البَیْتِ هِی الضَّحَّاکَهُ و هُم مِمَّا یَعِیبُونَ النساءَ بالضَّحِک الکَثِیرِ ج عُرُبٌ بضَمِّ فسُکُون و بضَمَّتَیْن کالعَرُوبَهِ و العَرِبَهِ الأَخیرَه کفَرِحَه و
17- فی حدیث عَائِشه:
«فاقدُرُوا له قَدْرَ الجَارِیَه العَرِبَه ». قال ابنُ الأَثِیر:هی الحَرِیصَهُ علی اللَّهْو،فأَما العُرُب فجمعُ عَروب (11)و هی المَرْأَهُ الحَسْنَاءُ المتحَبِّبَه إِلَی زوجِها،و قیل العُرُبُ :
الغَنِجَات،و قیل:المُغْتَلِمَات،و قیل:العَوَاشِق،و قیل:هُنَّ الشَّکِلاَتُ بلُغَه أَهلِ مکهَ ،و المَغْنُوجَات بلُغَهِ أَهلِ المدینه.
و قَال اللحیانیّ : العَرِبَهُ :العَاشِقُ الغَلِمَهُ ،و هی العَرُوبُ أَیْضاً ج عَربَاتٌ کَفَرِحَات قال:
ص:216
أَعْدَی بِهَا العَرِبَاتُ البُدَّنُ العُرُبُ
و العَرْبُ بفتح فسُکُون:الإِفْصَاح کالإِعْرَاب ،و النَّشَاطُ و الأَرَنُ ،و عَرِبَ عَرَابَهً :نشِطَ ، و یُحَرَّکُ . و علی الأَوَّل (1)یُنْشَد بیتُ النابِغَهِ .
و الخیل (2)تَنْزِعُ عَرْباً فی أَعِنَّتِهَا
کالطَّیْرِ یَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذِی البَرَدِ
و شَاهِدُ التَّحْرِیکِ قولُ الرّاجِزِ:
کُلُّ طِمِرٍّ غَذَوَانٍ عَرَبُه
و العِرْبُ بالکَسْرِ:یَبِیسُ البُهْمَی خَاصّه،و قیلَ :یَبِیسُ کُلِّ بَقْلٍ ،الوَاحِده عِرْبَه .و قیلَ : عِرْبُ البُهْمَی (3):شَوْکُهَا.
و العَرَبُ بالتَّحْرِیکِ :فَسَادُ المَعِدَهِ مثْلُ الذَّرَبِ و سَیَأْتی.
و العَرَب : المَاءُ الکَثِیرُ الصَّافی،و یُکْسَر رَاؤُه و هو الأَکْثَر،و الوَجْهَانِ ذکرَهُما الصَّاغَانِیّ .یقال:ماءٌ عَرِبٌ :
کَثِیر.و نهر عَرِبٌ :غَمْر.و بئرٌ عَرِبه :کثیرهُ المَاءِ،و سیأْتِی، کالعُرْبُبِ کقُنْفُذ.
و العَرَب : نَاحِیَهٌ بالمَدِینَه ،نقله الصَّاغَانِیّ .
و العَرَب : بَقَاءُ أَثَرِ الجُرْحِ بَعْد البُرْءِ.
و التَّعْرِیبُ :تَهْذِیبُ المَنْطِق مِنَ اللَّحْنِ ،و یقال: عَرَّبتُ له الکلام تَعْرِیباً ،و أَعْربتُ له إِعرَاباً إِذَا بَیَّنْتَه له حتی لا یَکَونَ فِیه حَضْرَمَهً .و قیل: التّعْرِیب :التَّبیِینُ و الإِیضاحُ ، و
16- فی الحَدِیثِ : «الثَّیِّبُ تُعْرِبُ عن نَفْسِها». قال الفرَّاءُ:إِنما هو تُعرِّب بالتَّشدید،و قیل:إِنَّ أَعربَ بمعنَی عَرَّبَ .و قال الأَزْهَرِیُّ : الإِعْرَابُ و التَّعْرِیبُ معنَاهُمَا وَاحِدٌ،و هو الإِبَانَهُ .
یقال: أَعربَ عنه لسانُه و عَرَّبَ أَی أَبانَ و أَفصحَ ،و تقَّدم عن ابْنِ قُتَیْبَهَ التَّخْفِیفُ عَلَی الصَّوَابِ ،قال الأَزْهَرِیُّ :وکِلاَالقَوْلَیْن لُغَتَان مُتَساوِیتَان بمَعْنَی الإِبانَهِ و الإِیضاح.و منه
16- الحَدِیثُ الآخَرُ: «فإِنَّما کانَ یُعْرِب عَمَّا فی قَلْبِهِ لِسَانُه». و منه
16- حَدِیثُ التَّیمِیِّ : «کَانُوا یَسْتَحبُّون أَن یُلَقِّنوا الصَّبِیَّ حِینَ یُعَرِّبُ أَن یَقُولَ :لا إِله إلاَّ اللّهُ .سَبْعَ مَرَّات». أَی حِینَ یَنْطِق وَ یَتَکَلَّم.و قال الکُمَیْت:
وجَدْنَا لَکُم فی آلِ حَامِیمَ آیَهً
تأَوَّلَهَا منا تَقِیٌّ مُعَرِّبُ
هکَذَا أَنشَدَه سِیبَوَیْه کمُکَلِّم.و أَورَد الأَزْهَرِیّ هَذَا البَیْتَ تَقِیٌّ و مُعْرِبُ .و قَالَ :تَقِیٌّ :یَتَوَقَّی إِظهارَه حَذَرَ (4)أَن یَنَالَه مَکْرُوهٌ من أَعدائکم.و مُعْرِبٌ أَی مُفْصِحٌ بالحق لا یَتَوقَّاهم.
و قال الجوهَرِیّ : مُعرِبٌ :مُفْصِح بالتَّفْصِیل (5)،و تَقِیٌّ :
ساکِتٌ عنه للتَّقِیَّه.قال الأَزْهَرِیُّ :و الخِطَابُ فی هَذَا لِبَنِی هَاشِم حِینَ ظَهَرَ علیهم (6)بَنُو أُمَیَّه و الآیَهُ قولُه عز و جل: قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِی الْقُرْبی (7)و قال الصاغَانِیّ :و الروایَهُ «مِنْکُم»،و لا یَسْتَقِیمُ المَعْنَی إِلاَّ إِذَا رُوِیَ علی مَا وَرَدَت بِهِ الرِّوَایَه،و وقع فی کِتَاب سِیبَوَیْهِ أَیْضاً «مِنَّا»فتَأَمَّل.
و التَّعْرِیبُ : قَطْعُ سَعَفِ النَّخْلِ و هو التَّشْذِیب،و قد تَقَدَّم.
و التَّعْرِیب :تَعْلِیم العَرَبِیَّه .و
17- فی حدیث الحَسَن: «أَنَّه قَالَ لَهُ البَتِّیُّ :ما تَقُولُ فی رجل رُعِف فی الصَّلاَه ؟فقال الحَسَن:إِنَّ هَذَا یُعَرِّبُ الناسَ ،و هو یَقُولُ رُعِف». أَی یُعَلِّمهم العَرَبِیَّهَ و یلْحَن.
و تَعْرِیبُ الاسْمِ الأَعْجَمِیّ :أَنْ یَتَفَوَّه (8)بِهِ العَرَبُ علی مِنْهَاجِها.
و التَّعْرِیبُ :أَن تَتَّخِذَ فرساً عَرَبیًّا .
وَ التعریبُ أَنْ تَبْزُغَ (9)بالبَاء الموَحَّدَه و الزَّای و آخره العین
ص:217
المُهْمَلَه (1)من بَاب نَصَر عَلَی أَشَاعِرِ الدَّابَّه ثُمَّ تَکْوِیهَا ،و قد عَرَّبها ،إِذَا فَعَلَ ذَلک.
و فی لِسَانِ العَرَب :وَ عَرَّبَ الفَرَس بَزَّغَه و ذَلِکَ أَن یُنْتِفَ (2)أَسفلُ حَافِرِه،و معناه أَنَّه قد بَانَ بِذلِکَ ما کَانَ خَفِیًّا من أَمرِه لِظُهُورِه إِلی مَرْآه العَیْن بعدَ ما کان مَسْتُوراً،و بذلک تُعرفُ حالُه أَصُلْب هو أَمْ رِخْو و أَصَحِیحٌ هو أَم سَقِیم.و قال الأَزْهَرِیُّ : التَّعْرِیب : تَعْرِیبُ الفَرَس و هو أَن یُکْوَی عَلَی أَشَاعِر حَافِره فی مَوَاضِع ثم تُبْزَغ (3)بِمِبْزَغ بَزْغاً رَفِیقاً لا یُؤَثِّر فی عَصَبه لیَشْتَدّ أَشْعَرُه.
و التَّعْرِیبُ : تَقْبِیحُ قَوْل القَائِل «فِعْلِه.و عَرَّبَ عَلَیْهِ :قَبَّح قوْلَهُ و فِعْلَهُ و غَیَّرَه (4)عَلَیْه.
و الإِعْرَابُ کالتَّعْرِیبِ و هو الرَّدُّ عَلَیْهِ و الرّدّ عن القَبِیح.
وَ عَرَّب علَیْه:مَنَعَه.و أَمَّا
17- حَدِیث عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رَضِیَ اللّهُ عَنْه: «مَا لَکُم (5)إِذَا رَأَیْتُم الرَّجُلَ یُحَرِّقُ (6)أَعرَاضَ النَّاسِ أَن لا تُعَرِّبُوا عَلَیْهِ ». فإِنَّه من قَوْلِکَ : عَرَّبْتُ عَلَی الرجلِ قولَه إِذَا قَبَّحْتَه عَلَیْه.و قَال الأَصْمَعِیُّ و أَبُو زَیْدٍ فی قَوْلِه أَن لا تُعَرِّبُوا عَلَیْهِ معنَاه أَن (7)لا تُفْسِدُوا عَلَیْه کلاَمَه و تُقَبِّحُوه.و قیل:
التَّعْرِیبُ :المَنْعُ ،و الإِنْکَارُ فی قَوْلِه أَن لا تُعَرِّبُوا أَی لاَ تَمْنَعُوا.و قیل:الفُحْشُ و التَّقْبِیح.و قَال شَمِر: التَّعرِیبُ :
أَنْ یَتَکَلَّم الرجلُ بالکَلِمَهِ فیُفْحِشَ فِیهَا أَو یُخْطِیء فَیَقُول له الآخَرُ:لَیْسَ کَذَا وَ لَکِنَّه کذَا،للذی هو أَصْوَبُ .أَرَادَ مَعْنَی حَدِیث عُمر أَن لا تُعَرِّبُوا .
و التَّعْرِیبُ : التَّکَلُّم عن القَوْمِ و یقال: عَرَّبَ عنه إِذَا تَکَلَّم بحُجَّته،و عَرَّبه کأَعْرَبَه و أَعْرَبَ بِحُجَّته أَی أَفْصَحَ بها و لم یتّق (8)أَحَداً،و قَدْ تقدَّم.و قَال الفَرَّاءُ: عَرَّبتُ عن القَوْم إِذَا تَکَلَّمتَ عَنْهُم و احْتَجَجْتَ لَهُم. و التَّعْرِیبُ : الإِکْثَارُ مِنْ شُرْب العَرَب ،و هو الکَثِیرُ مِنَ المَاءِ الصَّافِی نقله الصَّاغَانِیّ . و التَّعْرِیب : اتِّخَاذُ قَوْسٍ عَرَبِیٍّ .و التّعْرِیبُ : تَمْرِیضُ العَرِبِ ،کفَرِحٍ أَی الذَّرِبِ المَعِدَهِ قال الأَزْهَرِیّ :و یُحْتَمل أَن یکونَ التّعرِیبُ عَلَی مَنْ یقول بلِسَانه المُنْکَر مِن هذا؛لأَنَّه یُفْسِد علیه کلامَهَ کما فَسَدت مَعِدَتُه.و قال أَبُو زَیْد الأَنْصَارِیّ :فعلتُ کَذَا و کَذَا فما عرَّبَ علیَّ أَحَدٌ،أَی ما غیَّرَ (9)علیَّ أَحَدٌ.
وَ عَرُوبَهُ بلا لام و بِاللاَّمِ کِلْتَاهما: یومُ الجُمُعَهِ . و فی الصَّحَاح:یَوْمُ العَرُوبَهِ ،بالإِضَافَه،و هو من أَسْمَائِهِم القَدِیمَه،قَالَ :
أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِیشَ و أَنَّ یَوْمِی
بِأَوَّلَ أَو بِأَهْوَنَ أَوْ جُبَارِ
أَو التَّالِی دُبَارِ فإِنْ أَفُتْه
فمُؤْنِسَ أَو عَرُوبَهَ أَو شِیَارِ
وَ قَدْ تَرَک صَرْفُ ما لا یَنْصَرِف (10)لجَوَازِه فی کَلاَمِهِم فکَیْفَ فی الشِّعْرِ،هذا قَوْلُ أَبِی العَبَّاس (11).و
16- فی حَدِیثِ الجُمُعَه: «کانتْ تُسَمَّی عَرُوبَهَ ». و هو اسم قَدِیمٌ لَهَا،و کَأَنَّه لیسَ بعربیّ .یقال یومُ عَرُوبَهٍ و یَوْمُ العَرُوبَهِ ،و الأَفْصَحُ أَن لا یَدْخُلَهَا الأَلِفُ و اللاَّمُ .و نَقَل.شیخُنَا عن بعض أَئِمَّه اللُّغَه أَنَّ أَلْ فی العَرُوبَه لازِمَهٌ .قال ابن النَّحَّاس:لا یَعْرِفُه أَهْلُ اللُّغَه إِلا بالأَلف و الَّلام إِلاَّ شَاذّاً،قال:و معناه المُعَظَّم من أَعْرب إِذَا بَیَّن،و لم یَزَل یومُ الجُمُعَه مُعْظَّماً عند أَهْل کل مِلّه.و قال أَبو موسی فی ذَیْل الغَرِیبَیْن:الأَفْصَح أَن لا تَدْخُلَ أَل،و کأَنَّه لیس بعَرَبِیٍّ و هو اسْمُ یَوْمِ الجُمُعَه فی الجَاهلیَّه اتّفَاقاً،و اخْتُلف فی أَن کَعْباً (12)سمَّاه الجُمُعَه؛ لاجْتِمَاعِ النَّاسِ إِلیه فِیهِ ،و به جَزَم الفَرَّاء و ثَعْلَبٌ و غیرُهما، و صحّح أَو إِنَّمَا سُمِّیَ بعدَ الإِسْلاَم،و صَحَّحَه ابنُ حَزْم.
و قِیلَ :أَوّلُ مَنْ سَمّاه الجُمُعه أَهلُ المَدِینَه،لصَلاَتهم الجُمُعَه قبل قُدُومه صلی اللّه علیه و سلم مع أَسْعَد بن زُراره.أَخرجه عَبْدُ بْنُ
ص:218
حُمَیْد عَنِ ابْنِ سِیرِین،و قیل غیرُ ذَلِک،کما فی شَرْح المَوَاهِب.و فی الرَّوْضِ الأُنُف:مَعْنَی العَرُوبَهِ الرَّحْمَه، فیمَا بَلَغَنی عن بعض أَهل العلم،انتهی ما نقلناه من حاشیه شیخنا.قلت:
14- و الذی نص السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْضِ الأُنْف:
کعبُ بنُ لُؤَیّ جَدُّ سَیِّدنَا رَسُولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم أَوّلُ من جَمَّع یوم العَرُوبَه ،و لم تُسَمَّ العَرُوبَهَ إِلاّ مُذْ جَاءَ الإِسْلاَمُ ،و هو أَوّلُ من سَمّاهَا الجُمُعَه،فکَانَتْ قُرَیشٌ تَجْتَمِع إِلیه فی هَذَا الیَوْم فیَخْطُبُهم و یُذَکِّرُهُم بمَبْعَثِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم و یُعْلِمُهُم أَنَّه مِن وَلَده، و یَأْمرُهم باتِّبَاعه و الإِیمانِ بِه و یُنْشِد فی هَذَا أَبْیَاتاً مِنْهَا:
یَا لَیْتَنِی شَاهِدٌ فَحواءَ دَعْوَتِهِ
إِذَا قُرَیْشٌ تَبغّی الخَلْقَ خِذْلاَنَا.
و ابْنُ العَرُوبَه :رَجُلٌ مَعْرُوف.
و فی الصَّحَاح ابْنُ أَبِی العَروبَهِ بِالَّلام و تَرْکُهَا أَی الأَلف و اللاَّم لَحْنٌ أَو قَلِیلٌ قال شیخُنا:و ذَهَب بعضٌ إِلی خلافِه و أَنَّ إِثْبَاتَهَا هُوَ اللَّحْن لأَنَّ الاسمَ وُضِع مُجَرَّداً.
و عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِی العَرَابَات مُخَفَّفَهً وَاحِدَتُهَا عَرَابَهٌ و هی شُمُلُ ،بضمتین، ضُرُوعِ الغَنم،و عَامِلُهَا عَرَّابٌ ،کشدَّاد.
و عَرِبَ ،کفَرِحَ ،الرجلُ عَرَباً و عَرَابَهً إِذَا نَشِط .و عَرِب السَّنَامُ عَرَباً إِذَا وَرِم وَ تَقَیَّحَ .
و عَرِب الجُرْحُ عَرَباً و حَبِطَ حَبَطاً: بَقِیَ أَثَرُه فیه (1)بَعْدَ البُرْءِ و نُکْسٌ و غُفْر.و عَرِبَ الجُرْحُ أَیضاً إِذَا فَسَدَ.قِیل:
و منه الإِعْرابُ بمَعْنی الفُحْشِ و التَّقْبِیح.و منه
16- الحَدِیثُ : «أَنَّ رَجُلاً أَتَاه فقال:إِنَّ ابْنَ أَخِی عَرِبَ بَطْنُه أَی فَسَد.فقال:
اسْقِه عَسَلاً». و العَرَب (2)مِثْلُ الإِعْرَاب ،من الفُحْشِ فی الکَلاَم و عَرِب الرجلُ عَرَباً فهو عَرِبٌ إِذَا اتَّخَمَ ،و عَرِبت مَعِدَتُه عَرَباً : فَسَدَت و قیل:فسَدَت مما یَحْمل عَلَیْها،مثل ذَرِبَت ذَرَباً،فهی عَرِبَهٌ و ذَرِبَهٌ .
و عَرِب النَّهرُ:غَمَر فهو عَارِبٌ و عَارِبَهٌ و عَرِبت البِئْرُ:
کَثُر مَاؤُهَا فَهِی عَرِبَهٌ کفَرِحَه.
و عَرَب کَضَرَب:أَکَلَ نقله الصّاغانِیّ . و العَرَبَهُ مُحَرَّکَه ،هکذا فی النُّسَخ،و مثله فی لِسَان العَرَب و المُحْکَم و غَیْرهما،إِلا أَنَّ شیخَنا نَقَل عن الجَوْهرِیّ أَنّه العَرَب محرَّکهً ،بإِسقَاطِ الهَاءِ،و لعَلّه سَقَطَتْ من نُسْخَته التی نَقَل منها (3): النَّهْرُ الشَّدِیدُ الجَرْی (4).و العَرَبَه أَیضاً:
النَّفْسُ . قال ابن مَیَّادَه یمدَح الوَلِیدَ بْنَ یَزِید:
لَمَّا أَتَیْتُکَ أَرْجُو فضَلَ نَائِلِکُمْ
نَفَحْتَنِی نَفْحَهً طَابَت لهَا العَرَبُ
هکذا أَنشده الجوهَرِیّ ،قال الصَّاغَانیّ :و البَیْتُ و الرِّوَایَهُ :
لَمَّا أَتیتُک مِن نَجْدٍ و سَاکِنه
نَفَحْتَ لِی نَفْحَهً طَارَتْ بِهَا العَرَبُ
و عَرَبَه : نَاحِیَهٌ قُربَ المَدینَه و هی خِلاَف عَرَب ،من غَیْر هَاء کمَا تَقَدَّم فی کلام المُؤَلِّف،و الظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِد، و عَرَبَه :قریهٌ فی أَوّلِ وَادِی نَخْلَه من جِهَه مَکَّه،و أُخْرَی فی بلاد فِلَسْطِین،کذَا فی المَرَاصِد (5).
و العَرَبِیَّه هی هَذِه اللُّغَهُ الشرِیفَهُ رَفَعَ اللّهُ شأْنَهَا.قال قَتَادَه:کَانتْ قریشٌ تَجْتَبِی أَی تَخْتَار أَفضلَ لُغَات العَرَب ، حَتَّی صار أَفضلُ لُغَاتِهَا لُغَتَهَا،فنزَلَ القرآن بِهَا،و اختُلِف فی سَبَب تَسْمِیَه العَرَب ،فقِیل لإِعْرَاب لِسَانِهِم أَی إِیضاحِه وَ بَیَانِه؛لأَنَّه أَشرَفُ الأَلْسُن و أَوضَحُهَا و أَعربُهَا عَن المُرَاد بوُجُوهِ من الاختِصار و الإِیجَاز و الإِطناب و المُسَاوَاه و غَیْرِ ذَلِکَ .و قد مَالَ إِلَیْه جَمَاعَهٌ و رجَّحُوه من وُجُوه،و قیل:لأَنّ أَولاَد إِسماعیل صلی اللّه علیه و سلم نَشَأوا بعَرَبَه ،و هو من تِهامَه،فنُسِبوا إِلی بَلَدِهم.و
14- رُوِی عن النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم أَنَّه قال: «خمسهُ أَنْبِیَاء من العَرَب هُمْ مُحَمَّدٌ و إِسْمَاعِیلُ و شُعَیْبٌ و صَالِحٌ و هُودٌ».
صلوَات اللّه علیهم.و هذا یَدُلّ علی أَنّ لسانَ العَرَب قَدِیم،
ص:219
و هؤُلاء الأَنْبِیَاءُ کُلُّهم کانُوا یَسُکُنُون بلاَدَ عَرَبَه ،فکان شُعَیْبٌ و قومُه بأَرْضِ مَدْیَن،و کان صَالِح و قومُه بأَرْضِ ثَمُودَ، ینزِلون بناحِیَه الحِجْر،و کانَ هُودٌ و قومُه عادٌ یَنْزِلُون الأَحْقَافَ مِنَ رِمَال الیَمَن،و کَانَ إِسمَاعِیلُ بْنُ إِبراهِیمَ و النَّبِیّ المُصْطَفَی صَلَّی اللّه علیهما من سُکَّان الحَرَم.و کُلّ من سَکَن بلادَ العَرَب و جَزِیرَتَهَا و نَطَق بلِسَان أَهْلِهَا فهم عَرَبٌ ، یَمَنُهم وَ مَعَدُّهم.
قال الأَزْهَرِیّ : وَ أَقَامَتْ قُرَیْشٌ بِعَرَبَه فتَنَّخَتْ بِهَا،و انْتَشَرَ سَائِرُ العَرَب فی جَزِیرَتها فنُسِبَتِ العَرَبُ کُلُّهم إِلَیْهَا ،لأَنَّ أَبَاهم إِسْمَاعِیل،صلی اللّه علیه و سلم،بها نَشَأَ و رَبَلَ أَولاَدُه فِیهَا فَکَثروا، فَلَمَّا لم تَحْتَمِلْهم البِلاَد انْتَشَرُوا،فأَقَامت قُرَیْشٌ بِهَا.و
17- رُوِیَ عن أَبِی بَکْر الصِّدِّیق رَضِیَ اللّهُ عَنْه قَال: قُرَیْشٌ هم أَوْسَطُ العَرَب فی العَرَب داراً و أَحْسَنُه جِوَاراً،و أَعْرَبُه أَلْسِنَهً . و قد تَعَقَّب شَیْخُنَا هَاهُنَا المُؤَلِّفَ بأُمُورٍ:
الأَوَّلُ المَعْرُوفُ فی أَسْمَاءِ الأَرَضینَ أَنّها تُنْقَل من أَسْمَاءِ سَاکِنیهَا أَو بَانِیها أَو مِن صِفَه فِیهَا أَو غَیْرِ ذلک.و أَما تَسْمِیَهُ النَّاسِ بالأَرْضِ و نَقْلُ اسْمِهَا إِلَی مَنْ سَکَنَهَا أَو نَزَلَهَا دون نِسْبَه فَغَیْرُ معروفٍ و إِنْ وَقَع فی بَعْضِ الأَفْرَاد کَمَذْحِج، عَلَی رأْی.
و الثَّانِی أَنَّ قولَهم سُمِّیَت العَرَبُ باسْمِها لنُزُولِهِم بِهَا صَرِیحٌ بأَنَّها کانَتْ مُسمَّاهً بذلک قَبْل وُجُودِ العَرب وَ حُلُولِهم الحِجَازَ و ما وَالاَه مِن جَزِیرَه العَرَب ،و المعروفُ فی أَراضِی العَرَبِ أَنَّهم هُمُ الَّذِین سَمَّوْهَا و لَقَّبُوا بُلدانَها و مِیَاهَا و قُرَاهَا و أَمْصَارَهَا و بَادِیَتَهَا و حَاضِرَتَها بِسَبَبٍ مِنَ الأَسْباب،کَمَا هُوَ الأَکْثَر،و قد یَرْتَجِلُون الأَسْمَاءَ و لا یَنْظُرُون لِسَبَب.
و الثَّالِثُ أَنَّ ما ذُکِر یَقْتَضِی أَنَّ العَرَب إِنَّما سُمِّیَت بِذَلِکَ بَعْدَ نُزُولِهَا فِی هَذِه القَرْیَه و المَعْرُوفُ تَسْمِیَتُهُم بِذلِک فی الکُتُب السَّالِفَه،کالتَّوْرَاهِ و الإِنْجِیلِ و غَیْرِهِما،فکَیْفَ یُقَالُ إِنهُم إِنَّمَا سُمُّوا بَعْدَ نُزُولهم هَذِه القَرْیَه.
و الرَّابِعُ أَنَّهُم ذُکِرُوا مَع بَقَایَا أَنْوَاع الخَلْق،کالفُرْسِ و الرُّومِ و التُّرْک و غَیْرِهِم،و لم یَقُل فیهم أَحَدٌ إِنهم سُمُّوا بأَرْضٍ أَو غَیْرِهَا،بَلْ سُمُّوا ارتِجَالاً،لا لِصَفَهٍ أَو هَیْئه أَو غَیْرِ ذلِک، فالعَرَب کذلک.
و الخَامِسُ أَنَّ المعروفَ فی المَنْقُولِ أَنْ یَبْقَی علی نَقْلِه علی التَّسْمِیَه،و إِذا غُیِّر إِنَّمَا یُغَیَّر تَغْیِیراً جُزْئِیّاً للتَّمْیِیزِ بَیْنَ المَنْقُول و المَنْقُولِ عَنْه فِی الجُمْلَه،و المَنْقُولُ هنا أَوْسَعُ دائِرَهً مِن المنقول عَنْه من جِهَاتٍ ظَاهِرَه،ککَوْنِ أَصْلِ المَنْقُول عَنْه سَرَبَهً بالهَاءِ،و لا یُقَال ذلِکَ فی المَنْقُولِ ، و کَکَوْنِهِم تَصَرَّفُوا فیه بلُغَات لا تُعْرَف و لا تُسْمَع فی المَنْقُولِ ، عنه،فقَالُوا عَرَبٌ ،مُحَرَّکَه،و عُرْب ،بالضَّم،و عُرُبٌ ، بضَمَّتَیْن،و أَعْرَابٌ و أَعْرَابِیٌّ ،و غَیْرُ ذلک.
و السَّادِسُ أَنَّ العَرَب أَنْوَاعٌ و أَجْنَاسٌ و شُعُوبٌ و قَبَائِلُ مُتَفَرّقُونَ فی الأَرْضِ ،لاَ یَکَادُ یَأْتِی علیهم الحَصْرُ، و لا یُتَصَوَّر سُکْنَاهم کُلِّهم فی هَذِه القَرْیَه أَو حُلُولُهم فِیهَا، فکَانَ الأَوْلَی أَن یُقْتَصَرَ بالتَّسْمِیه علی مَنْ سَکَنَها دُونَ غَیْرِه.
ثم أَجَابَ بِمَا حَاصِلُه:أَنَّ إِطْلاَقَ العَرَب عَلَی الجِیلِ المَعْرُوف لا إِشْکَالَ أَنَّه قَدِیم کغیره من أَسْمَاءِ بَاقِی أَجْنَاسِ الناس و أَنْوَاعهم،وَ هُو اسْمٌ شَامِل لِجَمِیع القَبَائِل و الشُّعُوبِ ،ثم إِنَّهم لَمَّا تَفَرَّقُوا فی الأَرَضِین و تَنَوَّعت لَهُم أَلقابٌ و أَسماءٌ خَاصّه باخْتِلاف ما عرضت من الآباءِ و الأُمهات و الحالات التی اخْتَصَّت بِهَا کقُرَیْشٍ مَثَلاً و ثَقیفٍ و رَبِیعَهَ و مُضَر و کِنَانه و نِزَار و خُزَاعه و قُضَاعَه و فَزَاره و لِحْیَان و شَیْبَان و هَمْدان و غَسَّان و غَطَفَان و سَلْمَان و تَمِیم و کَلْب و نُمیر و إِیَاد وَ وَداعَه و بَجِیلَه و أَسْلَم و یَسْلَم و هُذَیْل و مُزَیْنَه و جُهَیْنه و عَامِلَه و بَاهِلَه و خَثْعَم و طَیِّئ و الأَزْد و تَغْلِب و قَیْس و مَذْحِج و أَسد و عَنْبس و عَنْس وَ عَنَزَه و نَهْد و بَکْر و ذُؤَیْب و ذُبْیَان و کِنْدَه و لَحمْ و جُذَام و ضَبَّه و ضِنَّه و سَدُوس و السَّکُون وَ تَیْم و أَحْمَسَ و غَیْرِ ذلک،فأَوْجَب ذلِک تمییز کُلِّ قَبِیلَه باسْمِهَا الخَاصّ ، و تُنُوسِیَ الاسْمُ الّذِی هو العَرَب ،و لم یَبْقَ له تَدَاوُلٌ بینهم و لا تَعَارُفٌ ،و استَغْنَت کُلُّ قَبِیلَه باسْمِهَا الخَاصّ ،مع تَفَرُّق فی القَبَائل وَ تَبَاعُد الشُّعُوب فی الأَرْضِینَ .ثم لَمَّا نَزَلَت العَرَبُ بِهذِه القَرْیَه،فی قَوْل،أَو قُرَیْشٌ بالخُصُوص،فی قَوْل المُصَنّف،رَاجَعُوا الاسْمَ القَدِیم و تَذَاکَروه و تَسَمَّوْا بِه، رُجُوعاً للأَصْل،فمَنْ عَلَّل التَّسْمِیَه بما نَقَلَه البَکْرِیُّ وَ غَیْرُه نَظَر إِلَی الوَضْع الأَوّل المُوَافِق للنَّظَرِ من أَسْماءِ أَجْنَاسِ النَّاسِ .و مَنْ عَلَّل بِمَا ذَکَرَه المُصَنِّف و غیرُه مِنْ نُزُول عَربَه نَظَرَ إِلی ما أَشَرْنَا إِلیه.
ص:220
و یَدُلُّ علی أَنّه رُجُوعٌ للأَصْل و تَذَکُّرٌ بَعْدَ النِّسْیَان أَنَّهُم جَرَّدُوهُ من الهَاءِ المَوْجُودَهِ فی اسم القَرْیَه و ذَکّرُوه علی أَصْلِه المَوْضُوعِ القَدِیم.هَذَا نَصُّ جَوَابه.و قد عَرَضَه علی شَیْخَیْهِ سَیِّدِنا الإِمام مُحَمَّدِ بْنِ الشَّاذِلِیِّ وَ سَیِّدِنَا الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ المسنَّاوِیّ تَغَمَّدَهُما اللّه تعالی بغُفْرَانِه فارْتضَیَاه و سَلَّما له بالقَبُول و أَجْرَیاه مُجْرَی الرَّأْی المَقْبُول و أَیَّدَه الثَّانِی بقَوْله:
إِنَّه ینظُر إِلی ما اسْتَنْبَطُوه فی الجَوَاب عن بَعْضِ الأَدلَّه التی تَتَعَارض أَحْیَاناً فتَتَخَرَّج علی النّسبِیَّات و الحَقِیقِیَّات.
و ذکر شیخُنَا بعد ذلک أَوَّلِیَّهَ بناءِ المَسْجِدِ الحَرَام و المَسْجِدِ الأَقْصَی لإِبْرَاهِیمَ و سلیمان عَلَیْهِمَا السَّلاَمَ مَع أَنَّ الأَوَّلَ مِنْ بناءِ جِبْرِیل عَلَیْهِ السَّلاَم مع المَلاَئِکَهِ .و الثَّانی من بِناءِ آدَم عَلَیْه السَّلاَمُ ،فَقَالُوا اتُنُوسِی بِنَاءُ هؤُلاءِ بمُرُور الأَزْمَان،و تَقَادُم العَهْد فَصَار مَنْسُوباً لسَیِّدِنا إِبْرَاهِیم وَ سَیِّدِنا سُلَیْمَان،فَهُوَ الأَوْلَی بهذَا الاعْتِبَار،إِلَی آخِرِ ما ذکر.
قلت:و قد یُقَالُ إِنَّ رَبِیعَهَ و مُضَرَ و کِنَانَه و نِزَاراً و خُزَاعَه و قَیْساً و ضَبَّه و غَیْرَهم مِنْ بَنِی إِسْمَاعِیلَ عَلَیْهِ السَّلام مِمّن ذکر آنِفا.و لم یَذْکُر من العَرب المستَعْربه و هم سکان هذه الجزیره و مجاور و سَاحَات مَکَّهَ و أَوْدِیَتِها،و قد تَوَارَثُوها من العَرَب العَارِبه المُتَقَدِّم ذِکْرُهم و إِن تَشَتَّت منهم فی غَیْرِها فَقَلِیل من کَثِیر،کیف تُنُوسِی بَیْنَهم هَذا الاسْم ثم تُذُوکِرُوا به فِیمَا بَعْد،و هَذا لا یَکُون إِلا إِذَا فُرِض و قُدِّر أَنه لم یَبْق بِتِهامَهَ من أَولادِ إِسْمَاعِیل أَحَدٌ و هَذَا لاَ قَائِل به.و قوله:ثم لَمَّا نَزَلَت العربُ ،لیتَ شِعْری أَیّ العَرَب یَعْنِی ؟أَمِن العَرَب العَارِبَه فإِنهم انْقَرَضُوا بِهَا و لم یُفَارِقُوها أَو من المُسْتَعْرِبَه وَ هُم أَولادُ إِسْمَایَلِ ،و اخْتَصَّ مِنْهم قُرَیش فَصَار القَوْلاَنِ قَوْلاً وَاحِدا..
ثم الجَوَاب عما أَورده.أَمَّا عن الأَوَّل فَلِمَ لا یَکُون هَذَا من جُمْلَه الأَفْرَاد التی ذکرها کمَذْحِج و غَیْرِه،و منْهَا نَاعِط و شَبَام قَبِیلَتَان من حِمْیَر؛سُمِّیتَا باسْمِ جَبَلَیْن نَزَلاَهُمَا، و کَذَلک بنو شُکْر بالضَّم سُمُّوا باسْمِ المَوْضِع،و فی مُعْجَمِ البَکْرِیّ :سُمی جُدَّه بن جرم بْنِ رَیّان (1)بْنِ حُلْوان بْنِ الحَافِ (2)بْنِ قُضَاعَه بالموضع المعروف من مکه لولادتهبِهَا،و هذا قد نَقَلَه شیخُنَا فی شَرْحِ الکِتَاب فی ج د د کما سیأْتی.
و فی معجم یاقوت:مَلَکَانُ بْنُ عَدِیّ بْنِ عَبْدِ مَنَاهَ بْنِ أُدٍّ؛ سُمِّی باسْم الوَادِی و هو مَلِک (3)من أَوْدِیَه مَکَّه لوِلاَدَتِهِ فیه.
و قرأْت فی إِتحافِ البَشَر للنَّاشِریّ ما نَصُّه:فَرَسَانُ مُحَرَّکَه:
جَبَلٌ بالشَّام سُمِّیَ به عِمْرَانْ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَغْلِب،لاجتیازه فیه،و به یُعْرَف ولدُه.و رأَیْت فی تاریخ ابن خِلِّکَان مَا نَصّه:کاتم و التُّکرور:جِنْسَانِ من الأُمم سُمِّیا باسْم أَرْضِهِما،و مثلُه کَثِیر یعرفه المُمَارِس فی هَذا الفن.
و عند التأَمل فیما ذکرنا یَنْحَلُّ الإیرادُ الثَّانِی أَیضاً.
و أَما عن الثَّالِث فنقول:ما المَرادُ بالعَرَب الذینَ تَذْکرُهم ؟أَ هُمُ القَبَائِلُ الموجودهُ بالکثره التی تَفَرَّعت قریباً، أَم هُمْ أَولادُ إِرَم بْنِ سَام البطونُ المُتَقَدِّمَه بعد الطُّوفَان ؟فإِن کان الأَوّل فإِنهم ما نَزَلُوا عَرَبَه و لا سَکَنُوهَا،و إِن کَان الثَّانِی فلا رَیْبَ أَنَّ التوراه و الإِنْجِیلَ و غَیْرهما من الکُتُب مَا نَزَلَت إِلاَّ بَعْدَهم بکَثِیر،و کَان مَعَدُّ بْنُ عَدْنَان فی زَمَن سَیِّدِنا مُوسَی علیه السلام،کما یَعْرِفُه مَنْ مارس عِلْمَ التَّوَارِیخ و الأَنْسَاب.و أَمَّا ما وَرَد فی حَدِیثِ المَوْلد من إِطْلاَق لَفْظِ العَرَب قَبْلَ خَلْق السموات و الأَرْض فهو إِخْبَار غَیْبِیٌّ بما سَیَکُون،فهو کَغَیْرِه مِن المُغَیَّبَات.
و أَمَّا عن الرَّابع فإِنه إِذا کَان بعضُ الأَسْماءِ مُرْتَجَلَهً و بَعْضُهَا مَنْقولَهً لاَ یُقَالُ فیها:لمَ لم تَکُن مُرْتَجَلات کُلُّها أَو مَنْقُولاَتٍ کُلّهَا حَتَّی یلزم ما ذکر لاختلافِ الأَسْبَاب و الأَزمنه.
و أَما عَن الخَامِس فنقول:أَ لَیسَ التعریبُ فی الکلام هو النَّقْلَ من لِسَان إِلی لِسَان. فالمُعرَّب و المعرَّب مِنْه هو المَنْقُول و المَنْقُولُ مِنْه.و هذا لَفْظ العرَبُون فی هذه الماده سیأْتی عن قریب و هو عَجَمِیّ .کیف تَصَرَّفُوا فیه مِن ثَلاَثَهِ أَبْوَابٍ أَعْرَبَ و عَرَّب و عَرْبَن و اشتَقُّوا منها أَلفَاظا أُخَر غیر ذلک،کما سیأْتِی،فیُجْعَل هذَا مِنْ ذَاک.و هذَا لَفْظُ العَجَم تصرفوا فِیهِ کما تَصَرَّفوا فی لفظ العَرَب .
و أَما عَنِ السَّادِس فأَنْ یُقَالُ :إِن کان المُرَادُ بعَرَبَه الَّتی
ص:221
نُسِبَت العرَب إِلیهَا هِی جَزِیره العرَب ،عَلَی ما فی المَرَاصِد و غیره،و بِالعَرَب هم أُصُولُ القَبَائِل،فلا إِشکالَ ،إِذْ هم لم یَخْرُجُوا مِنَ الجَزِیرَهِ ،و الذی خَرَجَ من عَمَائِرهم إِنَّمَا خرَج فی العَهْد القَرِیب و هم قَلیل،و غَالِبُهم فی مواطنهم فیها، و أَمَّا الشُّعوبُ و القَبَائِلُ التی تفرَّعَتْ فِیمَا بَعْد فهم خَارِجون عَن البَحْثِ ،و کذلک إِن کان المرادُ بها مَکّه و سَاحَاتِهَا،فإِنّ طسمَ و جَدِیسَ و عِمْلِیقَ و جُرْهُمَ سَکَنُوا الحَرَم وَ هُم العَرَبُ العَارِبَه ،و منهم تَعَلَّم سیدُنا إِسماعِیل علیه السلام اللسانَ العَرَبِیَّ .و عادٌ و ثمودُ و أُمیم و عَبیل وَ وَبار،و هم العرب العاربه ،نزلوا الأَحقَافَ وَ مَا جَاورَها و هی تِهَامَهُ علی قَوْل من فَسَّر عربَه بِتهَامَه،فَهؤلاء أُصُولُ قَبَائِل العرَبِ العَارِبَهِ التی أَخذَت المُسْتَعُرِبَهُ مِنْهم اللِّسَانَ قَد نَزَلُوا ساحَاتِ الحَرَم، و منهم تَفَرَّعَت القَبَائلُ فیما بعد و تَشَتَّتَتْ ،فبقی هذا اللفظُ عَلَمَاً علیهم لسُکْنی آبَائِهم و جُدُودهِم فیها و إِن لم یَسْکُنُوا هم،و قد أَسلفْنَا کلامَ الأَزْهَرِیّ و غَیْرِه و هو یُؤَیِّد ما ذکرنَاه، ثم إِن قول المصنف:أَقامت قریش إِلی آخره.و فی التهذیب و غیره:أَقامت بَنُو إِسماعیل،و علی القَوْلین تَخْصِیصُهما دُون القَبَائل إِنما هو لشرفِهِما و رِیاسَتِهِما علی سَائِر العرب فصارَ الغَیْرُ کالتَّبَع لهما،فلا یقال:کان الظاهر أَن تُسَمَّی بها قریش فقط ،و یدُلّ لمَا قُلنا أَیضاً ما قَدَّمْنا أَنَّه یُقَال رَجُل عَرَبیّ إِذا کان نسبُه فی العَرَب ثابِتاً و إِن لم یَکُن فَصیحاً،و مَنْ نَزَلَ بلاد الرِّیف و استوطَن المُدُن و القُرَی العَربِیَّه و غیرَهمَا مِمَّا یَنْتَمِی إِلی العَرَب فَهُم عَرَب و إِن لم یکُونُوا فُصَحَاءَ،و کَذَا ما قَدَّمنا أَنّ کلَّ مَنْ سکن بلاد العَرَب و جَزِیرَتَهَا و نَطَق بِلِسَانِ أَهلِها فَهُم عَرب ،یَمَنُهم وَ مَعَدُّهُم.
و عرَبَهُ التی نُسِبَت إِلیها العربُ اختُلفَ فیها،فقال إِسحاقُ بنُ الفَرَج: هِیَ بَاحَهُ العَرَبِ أَی ساحتهم و بَاحَهُ دَارِ أَبِی الفَصَاحَه سیدنا إِسْمَاعِیل عَلَیْه السَّلاَم و المرادُ بذلک مَکَّه و سَاحَاتُهَا.و قَال بعضهم:هِیَ تِهَامه و قد تَقدَّمت الإِشَارَه إِلیه.و فی مراصِد الاطّلاعِ :إنّها اسمُ جَزِیرَه العَرَب و اضطُرَّ الشَّاعِرُ إِلَی تَسْکِین رَائِها أَی من عَرَبَه فَقَالَ مُشِیراً إِلی أَنَّ عربَه هی مَکَّهُ و سَاحاتُها:
یَعْنِی الشاعِرُ باللَّوذعیِّ الحُلاَحِل النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم فإِنَّه أُحِلّت له مکهُ ساعه من نهار ثم هِیَ حَرَامٌ إِلی یوم القیامه.
و العَرَبَاتُ مُحَرَّکه:بِلادُ العرب ،کما فی المراصد، و وجدت له شاهداً فی لسان العرب :
و رُجَّتْ (1)باحَهُ العَرَبَات رَجّاً
تَرَقْرَقُ فی مَنَاکِبِها الدِّمَاءُ
و یَدُلُّ له قولُ الأَزْهَرِیّ ما نَصُّه و الأَقْرَبُ عِنْدِی أَنَّهُم سُمُّوا عرباً باسْمِ بَلَدِهِم العَرَبَات ،و قد أَغفَلَه المصنف.
و العَرَبَاتُ أَیضاً: طَرِیقٌ فی جَبَل بِطَرِیقِ مِصْرَ نَقَلَه الصّاغانیّ .
و العَرَبَات : سُفُنٌ رواکِدُ کَانَتْ فی دجْلَهَ (2)النَّهْرِ المعْرُوف،وَاحِدتها عَرَبَه .
و قولهم: مَابِهَا أَی بالدَّارِ عَرِیبٌ و مُعْرِبٌ أَی أَحَدٌ ، الذکَرُ و الأُنثی فیه سواءٌ،و لا یُقَال فی غَیْرِه النَّفْیِ .
و العُرْبَانُ کعُثْمان و العُرْبُونُ بضَمِّهِما و العَرَبُونُ ،مُحَرَّکَهً و قَد تُبْدَلُ عَیْنُهُنَّ هَمْزَهً علی الأَصْل المَنْقُول منه،نَقَلَه الفِهْرِیّ فی شَرْح الفَصِیح عن أَبِی عُبَیْد فی الغَرِیب و نقله أَیضاً عن ابْنِ خَالَوَیْهِ ،و قد تُحذَف الهَمْزهُ فیُقَال فیه الرَّبُون کأَنَّه من رَبَن،حَکاهُ ابْنُ خَالَوَیْه و أَوْرَده المُصَنِّف هناک، فهِی سَبْعُ لُغَات،و نقل شیخُنَا عن أَبِی حَیَّان لُغَهً ثَامِنَه و هی العَرْبُون ،بفتح فسکون فضم.قلت:و هی لُغَهٌ عَامِّیَّه،و قد صرح أَبو جَعْفَر اللَّبْلِیّ بمَنْعِهَا فی شَرْح الفَصِیح مما نَقَله عن خَطّ ابنِ هشَام،و صَرّح الکَمَالُ الدِّمِیرِیّ فی شَرْح المِنْهَاج بأَنَّه لفظٌ مُعَرَّب لیسَ بعربیّ ،و نَقلَه عن الأَصمَعِیّ القَاضی عِیاضٌ و الفَیُّومِیُّ و غیرهُمَا،و أَورَدَه الخَفَاجیُّ فی شِفَاءَ الغَلِیل فیمَا فی لغه العَرَب من الدَّخِیل،و حَکَی ابنُ عُدَیْس لُغَهً تَاسِعَهً قال:نقلتُ من خَطّ ابن السّید،قال:
أَهلُ الحِجَاز یقولون:أُخِذَ مِنّی عُرُبَّان بضمَّتَیْنِ و تَشْدِید الموحَّده،نقَله بعضُ شُرَّاح الفَصِیح،قاله شیخُنَا،و نَقَل أَیضاً عن بعض شُرُوح الفَصیح أَنه مشْتَقٌّ من التَّعْرِیب الذی هُوَ البَیَان؛لأَنَّه بَیَان للبَیْع.
ص:222
و الأَرَبُونُ مشتَقٌّ من الأُرْبَهِ و هو العُقْدَه؛لأَنَّه به یَکُون انْعِقَادُ البَیْع،و سَیَأْتِی.و هو ما عُقِدَ بِهِ المُبَایَعَهُ ،و فی بَعْضِ (1)البیعه مِنَ الثَّمَنِ ،أَعجمیّ عُرِّب .و
16- فی الحدیث:
«أَنَّه نَهَی عَنْ بَیْعِ العُرْبَانِ ». و هو أَن یَشْتَرِیَ السِّلْعَهَ و یَدْفَع إِلی صَاحِبها شیئاً علی أَنَّه إِن أَمْضَی البَیْعَ حُسِب من الثَّمَن،و إن لم یُمْضِ البَیْعَ کان لِصَاحِبِ السِّلْعَه،و لم یَرْتَجِعْه المُشْتَرِی.یقال: أَعْرَبَ فی کَذَا وَ عَرَّبَ و عَرْبَنَ و هو عُرْبَانٌ و عُرْبُون (2).
و فی المصباح:و هو القَلِیلُ من الثَّمَن أَو الأُجْرَه یُقَدِّمُه الرجلُ إِلی الصانع أَو التاجرِ لیَرتَبِطَ العقْدُ بینَهما حتی یَتَوَافَیا بعد ذَلِک (3)،و مِثْلُه فی شُرُوح الفَصِیح فکَمَا أَنَّه یکونُ فی البیع یکون فی الإِجَارَه،و کَأَنَّه لمَّا کان الغَالِبُ إِطلاقَه فی البیع اقتَصَروا علیه فیه،قاله شیخُنَا.
و فی لسان العرب :سُمِّیَ بذلکَ لأَنَّ فیه إِعْرَاباً لعَقْد البیع،أَی إِصلاحاً و إِزَاله فَسَادٍ؛لئلا یَمْلِکَه غیرُه باشتِرائِه، و هو بَیْعٌ باطلٌ عند الفُقَهَاء،لِمَا فِیهِ من الشَّرْط و الغَرَر، و أَجازه أَحْمَدُ.و رُوِیَ عن ابْنِ عُمَرَ إِجَازَتُه.قال ابنُ الأَثیر:
و حَدِیثُ النَّهْی مُنْقَطِع و
17- فی حَدِیثِ عُمَر: «أَنَّ عَامِلَه[بمکه] (4)اشتَرَی دَاراً للسِّجْنِ بأَرْبَعَهِ آلاَف،و أَعْرَبُوا فِیهَا أَربَعمِائه».
أَی أَسْلَفُوا،هذه عِبَارَه لِسَانِ العَرَب بعَیْنِها،فلا اعْتِدَادَ بما قَالَه شیخُنَا و نَسَبَ ابْن مَنْظُور إِلی القُصُور.
و عَرَبَانُ مُحَرَّکَهً :د بالخَابُورِ.و کَسَحَابه:
14- عَرَابَهُ بْنُ أَوْسِ بن قَیظِیّ بْنِ عَمْرو بْنِ زَیْد بن جُشَم بنِ حَارِثه من بَنِی مَالِکِ بْنِ الأَوْس ثم مِن بَنِی حَارِثَه منهم.قال ابنُ حِبّان:له صُحْبَه.و قال ابنُ إِسْحاق:استَصْغَرَه النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم و البراءَ بْنَ عَازِب و غیرَ وَاحِد فَردَّهم یومَ أُحُد، أَخرجه البُخَارِیّ فی تَارِیخه من طَرِیق ابْنِ إِسحاق.حدَّثنی الزُّهْرِیّ عن عُروه بْنِ الزُّبَیْرِ بِذَلِک،کذا فی الإِصَابه . کَرِیمٌ م أَی معروف قاله ابنُ سَعْد.و فیه یقولُ الشَّمَّاخُ بنُ ضِرارٍ المُرِّیُّ ،کذَا فی الإِصَابَه و الکَامِلِ للمُبرِّد،و الَّذِی فی الصَّحَاح أَنَّه للحُطَیْئه:
إِذَا مَا رَایَهٌ رُفِعَت لمَجْدٍ
تَلَقَّاهَا عَرَابَهُ بالیَمِینِ (5)
و یَعْرُبُ کیَنْصُر بْنُ قَحْطَانَ :أَبُو قَبَائِلِ الیَمَنِ کُلَّهَا. قِیلَ :
هو أَوَّلُ مَنْ تکلَّم بالعَرَبِیَّه وَ بَنُوه العَرَبُ العَارِبَه ،قیل:و بهِ سُمِّی العربُ عَرَباً ،و نقل شیخُنَا عن ابْنِ دُرَیْد فی الجَمْهَرَهِ سُمِّیَ یَعْرُبَ بْنَ قَحْطَان؛لأَنَّه أَوَّلُ من انْعَدَل لِسَانُه عن السرْیَانِیَّهِ إِلَی العَرَبِیَّه .و قال مُحَمَّدُ بْن سَلاَّم الجُمَحِیّ فی الطَّبَقَات:
16- قال یُونُس بْنُ حَبِیب: أَوَّل مَنْ تَکَلَّم بالعَرَبِیَّه إِسمَاعِیلُ علیهِ السَّلام. ثُمَّ
5- قَال مُحَمَّدْ بْنُ سَلاَّم:أَخبَرنِی مِسْمَعُ بْنُ عَبْدِ المَلِک أَنَّه سَمِعَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیّ یقول: أَوَّلُ من تَکَلَّم بالعربیه و نَسِی لِسَان أَبِیه إِسماعِیلُ علیه السَّلامُ .
و
14- أَخرَجَ الحاکِم فی المُسْتَدْرَک و صَحَّحه و البَیْهَقِیُّ فی شعب الإِیمان من طَرِیق سُفَیَان الثَّوْرِیّ عن جَعْفَر بْنِ مُحَمَّد عن أَبِیه عن جَابِر: «أَنَّ رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم تَلاَ قُرْآناً عَرَبِیًّا لِقَوْمٍ یَعْلَمُونَ (6)ثم قَالَ :أُلْهِمَ إِسمَاعِیلُ هَذَا اللِّسَان العَرَبِیّ إِلْهَاماً. و
16- قال الشِّیرَازیُّ فی الأَلْقَاب: أَولُ من فُتقَ لِسَانُه بالعَرَبِیَّه المُبِینَه إِسْمَاعِیلُ علیه السَّلاَم و هُوَ ابنُ أَربَعَ عَشْرَهَ سَنَه. قال شَیْخُنَا:و لهم کَلاَمٌ طَوِیل،الأَشهَرُ منه القَوْلاَنِ المَذْکُورَان.و وُفِّق بینَهُما بأَنَّ یَعْرُبَ أَوّلُ مَنْ نَطَق بمَنْطق العَرَبِیَّه ،و إِسْمَاعیل هو أَوّلُ مَنْ نَطق بالعَرَبِیَّه الخَالصَه الحِجَازِیَّه التی أُنْزِلَ عَلَیْهَا القُرآنُ ،انتهی.
و بَشِیرُ بْنُ جَابِرِ بْنِ عُرَاب بن عَوْفٍ کغُرَاب:صَحَابِیٌّ شَهِدَ فتح مصر. و عُرَابِیُّ بْنُ مُعَاوِیَه بن عُرَابِیٍّ بالضَّمِّ الحَضْرَمِیُّ : من أَتْبَاعِ التَّابِعِینَ کُنْیَتُه أَبو زَمْعَه و قیل:أَبو
ص:223
رَبِیعَه،رَوَی عن سُلَیْمَانَ بْنِ زِیَاد الحَضْرَمِیِّ و عَبْدِ اللّه ابن هُبَیْرَهَ الیَمَانِیِّ ،و ذَکَرَه البُخَارِیُّ فی تَارِیخِه بالغَیْنِ المُعْجَمه،و هو تَصْحِیف نَبَّه علیه الدَّارَقُطْنِیّ .و قال:هو معرُوفٌ فی مصر بعَیْنٍ مُهْمَلَه: و عَرَابِیٌّ بالفَتْح لَقب محمد بْنِ الحُسَیْن بْنِ المُبَارَکِ المُحدِّث،روی عن یُونُسَ بْنِ مُحَمَّد المُؤَدِّب: و عَریبٌ کغَرِیب :اسم رَجُلٌ و فَرَس. أَما الرَّجُلُ فعَرِیبُ بن حُمَیْد،عن عَمَّار،و عنه السَّبیعی،و عَرِیبُ بْنُ سَعْد،عن عُمَر،و عَرِیبُ بْنُ کُلَیْبٍ الحَضْرَمِیُّ ،و نَمر بن عَرِیبُ و آخرُون.و أَما الفَرسُ فهِی لثَعْلَبَه بْنِ أُمِّ خَزْنَهَ (1)العَبْدِیّ ،کما نَقَله الصَّاغَانیّ .
و العَرَابُ کَسَحَاب:حَمْلُ الخَزَم بالخَاءِ المعجَمَه و الزای مُحرَّکه:اسم لشَجرٍ یُفْتَلُ منْ لِحَائه الحبَالُ الواحِدَه عَرَابَه ، تأْکُلُه القُرُودُ،و رُبَّمَا أَکلَه الناسُ فی المَجَاعَه.
و یُقَالُ : أَلْقَی فلانٌ عَرَبُونَه ،مُحَرَّکه،لعدَم مَجِیء فَعْلُول،و قد تقدَّمَت الإِشَارَه إِلَیْهِ ،أی ذَا بَطْنِه أَی أَحْدَثَ .
و اسْتَعْرَبَتِ البَقَرَهُ :اشتَهَت الفَحْل.و عَرَّبَها الثَّوْرُ:
شَهَّاهَا. و
16- فی الحدیث: لاَ تَنْقُشُوا فی خَوَاتِیمِکم عَرَبِیًّا و فی بعض الروایاتِ : العَرَبِیَّه . أَی لا تَنْقُشُوا فیها مَحَمَّدٌ رسوُل اللّه لأَنَّه کان نقْشَ خاتِمه صلی اللّه علیه و سلم کَأَنَّه قَالَ :نَبِیًّا عَرَبِیًّا ،یَعْنِی نفسَه صلی اللّه علیه و سلم. و منه
17- حَدِیثُ عُمَرَ رضی اللّه عنه: «لا تَنْقُشُوا فی خَوَاتِیمِکم العَرَبِیَّهَ ». و
17- کان ابنُ عُمرَ یکرَهُ أَن یُنْقَشَ فی الخَاتَمِ القرآن.
و تَعَرَّبَ :أَقَامَ بالبَادِیَه و منه قَولُ الشّاعِرِ:
تَعَرَّبَ آبائِی فَهلاَّ وقَاهُمُ
من الموْتِ رَمْلاً عَالِجٍ و زَرُودِ
یقول:أَقَامَ آبَائِی فی البَادِیَه و لم یَحْضُرُوا القُرَی.
و قَال الأَزْهَرِیّ : تعرَّب مِثل استَعْرَب .و تعرَّبَ :رجَعَ إِلی البادِیَه بعدَ مَا کَانَ مُقِیماً بالحَضَر فلَحِق بالأَعْرَاب .و قَال غیره: تعرَّب أَی تشَبَّه بالعَرَب .و تعرَّب بعد هِجْرته،أَی صارَ أَعْرَابِیًّا .و
16- فی الحَدِیث: «ثلاثٌ من الکَبَائِر.مِنْها التَّعَرُّبُ بعدَ الهِجْرَه». و هو أَن یَعُود إِلی البَادِیَه و یُقِیمَ مع الأَعْرَابِ بعد أَنْ کَانَ مُهَاجِراً.و کَان مَنْ رَجَع بعد الهِجْرَه إِلی مَوْضِعِه من غَیْرِ عُذْر یَعُدُّونه کالمُرتَدّ.و منه
17- حَدِیثُ ابنِ الأَکوَعِ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ خَرَج إِلَی الرَّبَذَه و أَقَامَ بِهَا،ثم إِنَّه دَخَل علی الحَجَّاج یَوْماً فقال له:یا ابْنَ الأَکْوَع ارتدَدْتَ علی عَقِبَیک و تعرَّبْتَ . و یُرْوَی بالزَّای و سیُذْکَر فی مَوْضِعه.
و عَرُوبَاءُ أَی کَجَلُولاَءَ،و قد وُجدَ کذلک فی بَعْضِ النُّسَخ: اسْمُ السَّماءِ السَّابِعَه قالَه ابْنُ الأَثِیر (2)و الّذِی فی الأَعْلاَم للسُّهَیْلِیّ أَنَّه عِرْبِیَاءُ کما أَن جِرْبِیَاءَ اسمٌ للأَرْضِ السَّابِعَه،و أَوردَهُ ابنُ التِّلِمْسَانیّ نقلاً عنه،قاله شَیْخُنا.
*و مما یُسْتَدْرَک عَلَیْه: عَرُبَ الرَّجُلُ یَعْرُبُ عُرْباً و عُرُوباً عن ثَعْلَب و عُرْبَهً (3)و عَرَابَهً و عُرُوبِیَّه کفَصُحَ (4):أَفْصَحَ بَعْد لُکْنَه فی لِسَانِه (5).و رجُلُ عَرِیبٌ : مُعْرِبٌ .وَ عَرَّبَتْهُ العَرَب ، و أَعْرَبَتْهُ إِذَا تَفوَّه بِه العَرَب علی مِنْهَاجِها و قد ذکرناه.و عَرُبَ لِسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَهً أَی صَارَ عَرَبِیًّا .و تَعَرَّبَ و اسْتَعْرَبَ :
أَفْصَحَ .
و التَّعْرِیبُ (6)مِثْلُ الإِعْرَابِ ،مِن الفُحْشِ فی الکَلاَمِ .
و
16- فی حَدِیثِ بَعْضِهِم: «ما أُوتِیَ أَحَدٌ من مُعَارَبَهِ النِّساءِ ما أُوتِیتُه أَنَا». کَأَنَّه أَرَادَ أَسبابَ الجِمَاع و مُقَدّماته.
و أَعْربَ سَقْیُ القَوْم إِذَا کَان مَرَّهً غِبًّا و مَرّهً خِمْساً ثم قَامَ علی وَجْهٍ وَاحِد.
و العَرَبْرَبُ :السُّمَّاقُ قد ذکره غَیْرُ وَاحِدٍ هنا.
و عُرَیْبٌ مُصغَّرا:حَیٌّ مِنَ الیَمَن.
و فی الأَسَاس: تعرَّبَتْ لِزَوْجِها:تغَزَّلَت و تَحبَّبتْ 5.
و ابْنُ العَرَبِیّ بالأَلِف و اللاَّم هو القَاضی أَبُو بَکْرٍ المَالِکِیُّ عَالِمُ الأَنْدَلُس صاحب بُغْیَهِ الأَحْوَذِیِّ و غَیْرِه. و ابنُ عَرَبِیٍّ بلا لاَمٍ محرکه هو العَارِفُ المُحَقِّق مُحْیی الدِّین مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللّه الحاتمِیُّ الطَّائِیُّ نَزِیلُ دِمَشْق و المدفونُ بِهَا.وُلِدَ لیلَه
ص:224
الاثْنَیْن أَو الجُمُعه 27 رمضان سنه 560 بمَرْسِیَهَ و تُوُفّیَ لیلهَ الجُمُعَه 27 ربیع الآخر (1)سنه 638 بِدِمَشْق،فمُدَّه حَیَاته سَبْعٌ و سَبْعُون سنه و سته أَشْهُر و خَمْسٌ و عشْرُون یوماً.
و یقال:إِنَّ المَوْلِدَ و الوَفَاهَ کلاَهُمَا فی 27 رمضان و قد وَهِم المُصَنِّف فی إِیرَاده هکذا.و الصَّوَابُ أَنَّ القَاضِیَ أَبَا بَکْر هو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْد اللّه.و الحَاتمیّ هو مُحَمَّدُ بنُ عَلیّ کَمَا حَقَّقَه الحَافظُ فِی التَّبْصِیرِ،و هذا الفَرْقُ الذِی ذَکَره هو الذی سَمِعْنِاه مِنْ أَفْوَاهِ الثِّقَات،غیرَ أَنِّی رأیتُ فی جُزْء من أَجْزَاءِ الحَدِیثِ علی هَامشه طباق فیه سَمَاعٌ لابن عَرَبِیٍّ بخَطِّه و قد ذکر فیه آخر السّماع،و کتبه مُحمَّدُ بنُ عَلِیّ بْنِ مُحَمَّد بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ العَرَبِیِّ ،الطَّائِیُّ ،هکذا بالأَلف و اللاَّم و کذا فی نُسَخِ من فُتُوحَاتِه،علی ما نَقَلَه شیخُنا ثم قَال:و هذا اصْطَلَح علیه النَّاسُ و تَدَاوَلُوه.
قلتُ :و فی التَّبْصِیرِ کلاَهُما ابْنُ عَرَبِیٍّ من غَیْرِ اللاّم.
و مُنْیَه أَبِی عَرَبِیّ قریَه بالشَرْقیّه.و حَوض الْعَرَب :أُخْرَی بالدَّقَهْلِیه.و بِرَک العَرب :أُخرَی بالغَربیه.و بَنُو العَرَب بالمنوفِیّه کذَا فی القَوَانِین.
و صالحُ بنُ أَبِی عَرِیب ،کأَمِیر:محدِّث.و یَحْیَی بنُ حَبِیب بنِ عَرَبِیّ :شَیْخُ مسلم.و عثمانُ بنُ محمد بنِ نَصْر بْنِ العِرْب ،بالکسر،مُحدِّث،و أُخْته حَبِیبَه حَدَّثت عن أَبِی مُوسَی المَدینیّ ،و أَبُو العَرَبِ القَیْرَوَانِیّ المُؤَرِّخ، بالتَّحْرِیک،و اسمُه مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَد بنِ تَمِیم،نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .و أَبو القَاسم عَلِیُّ بْنُ الحُسَیْن بْنِ عَبْدِ اللّه بْنِ عُرَیْبَهَ کجُهَیْنَه الرَّبَعیّ شَیْخُ السِّلَفِیِّ مات سنه 502 و أَبُوه حَدَّث أَیضاً و مات سنه 475 و قال محمّدُ بْنِ بشْر:حدَّثَنا أَبَانٌ البَجَلِیُّ عن أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ و کَانَ عَرَبَانِیًّا ،بالفتح،عن عکْرِمَه،فذَکَرَ حَدِیثاً.قال الرُّشَاطِیّ :إِنَّه عارِفٌ بِلِسَان العَرَب ،و قَاله بالأَلِف و النُّون لیُفرِّقَ بینَه وَ بَیْن العَرَبِیّ النَّسَب،کذَا قَالَه الحَافِظ .
قلْتُ :و فی التَّوشِیحِ :رجلٌ عَربَانٌ ،أَی فَصِیحُ اللِّسَان.
و خَلَفُ بنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَف یُعرَف بابْنِ العُرَیْبِی ،بالضَّمِّ ، ذکره ابن الجَزرِیّ فی طبقات القُرَّاء.و الأَعْرَابِیُّ :فرسُ عَبَّادِ بْنِ زِیَاد ابْن أَبِیهِ ،و کَان مُقْتَضَباً لا یُعْرف لَه أَبٌ ،و کَانَ مِنْ خُیُول أَهْل العَالِیَه،نقله الصَّاغَانِیّ .قلت:و ذکره ابنُ الکَلْبِیِّ فی أَنْسَابِ الخَیْلِ ، قال:و کَان من سَوابِق خَیْل أَهْلِ الشَّام کالقَطِرَانِیِّ له أَیضاً، و قد یُذْکَر فی«ق ط ر».
العَرْتَبَهُ :الأَنْفُ ،أَو ما لاَنَ مِنْه،أَو الدَّائِرَه تَحْتَه فی وَسَط الشَّفَهِ العُلْیَا عِنْدَ الأَنْف،و هی العَرْتَمَه، و البَاءُ لُغَهٌ فِیهَا،قاله الأَزْهَرِیُّ . أَو طَرَف وَترَهِ ،مُحَرَّکَه، الأَنْفِ ،قال الجَوْهَرِیّ :سأَلْتُ عَنْهَا (2)أَعْرَابِیًّا مِنْ بَنِی أَسَد فوضَعَ إِصْبَعَهُ علی طَرَف وَتَرَهِ أَنْفه.
العَرْزَبُ ،کجَعْفَرٍ ،أَهمَلَه الجَوْهَریُّ ،و قال ابنُ دُرَیْد: العَرْزَبُ و مِثْلُ إِرْدَبٍّ أَی بالکَسر و فتح الثَّالث مع تشْدِیدِ المُوَحَّدَه: الصُّلْبُ الشَّدیدُ الغَلِیظُ ،و اقتَصَر ابنُ دُرَیْد علی ضَبْطِه کجَعْفَر،و لم یَذْکُر الغَلِیظ .و اللُّغَهُ الثَّانِیَه نَقَلها الصَّاغَانِیُّ .
و الضَّحَّاکُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْن عَرْزَبٍ کجَعْفَرٍ،تَابِعِیٌّ نَسَبَه إِلَی جَدّه.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه: العَرْزَبُ :المُخْتَلِطُ الشَّدِیدُ.
العَرْطَبَهُ :العُودُ :عُودُ اللَّهْوِ.و
16- فی الحَدِیث:
«إِنَّ اللّه یغفِرُ لکُل مُذْنِب إِلاَّ لصاحِب (3)عَرْطَبَه أَو کُوبَه» أَو الطُّنْبُور . بالضَّم و هذا عن أَبی عَمْرو، أَو الطَّبْلُ مطلقاً، أَو طَبْلُ الحَبَشَه خَاصَّه. و یُضَمُّ فی الأَوَّلَیْنِ .
العُرْقُوبُ بالضَّمِّ ،و إِنَّمَا أَطلقَه لشُهْرَته و لعَدَم مَجِیء فَعْلُول: عَصَبٌ غَلِیظ مُوَتَّر فَوْقَ عَقِبِ الإِنْسَان.و مِنَ الدَّابَّه فی رِجْلِها بمنزله الرُّکْبَهِ فی یَدِهَا. قال أَبو دُوَاد:
حَدِیدُ الطَّرْفِ و المَنْکِ
ب و العُرْقُوبِ و القَلْبِ
قال الأَصْمَعِیُّ :و کُلُّ ذِی أَرْبعٍ عُرْقُوبَاه فی رِجْلَیْه، و رُکْبتَاه فی یَدَیْهِ ،و العُرْقُوبانِ مِنَ الفَرَس:ما ضَمَّ مُلْتَقَی الوَظِیفَیْنِ و السَّاقَیْن من مآخِرِهِما من العَصَب.و هو من الإِنْسَان:ما ضَمَّ أَسفَلَ السَّاقِ و القَدَم.و قال الأَزْهَرِیُّ :
ص:225
العُرْقُوبُ :عَصَبٌ مُوَتَّر خَلْفَ الکَعْبَیْنِ .و مِنْه
14- قولُ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم:
«وَیْلٌ للعَرَاقیبِ من النَّارِ». یعنی فی الوُضُوءِ.و
16- فی حَدِیث القَاسِم: «کان یَقُولُ للجزَّارِ لا تُعَرْقِبْهَا ». أَی لا تَقْطَع عُرْقُوبَهَا ، و هو الوَتَر الذی خَلْفَ الکَعْبین بَیْن (1)مَفْصِل القَدم و السَّاقِ من ذَوَات الأَرْبَعِ ،و هو مِنَ الإِنْسَان فُوَیْقَ العَقِب.
و العُرْقُوبُ : ما انْحَنَی مِن الوَادِی و الْتَوی شَدیداً و العُرْقُوبُ من القَطَا:سَاقُهَا (2)،وَ هُو مما یُبَالَغُ بِهِ فِی القِصَر،فیُقَالُ :یومٌ أَقْصَرُ من عُرْقُوبِ القَطَا (3).قال الفِنْدُ الزِّمَّانیُّ :
و نَبْلِی و فُقَاهَا کَ
عَرَاقِیب قَطاً طُحْلِ
قال ابن بَرِّیّ :قد ذَکر أَبو سَعِیدِ السِّیرَافِیُّ فی أَخْبَار النَّحْوِیِّین أَنَّ هَذَا البَیْتَ لامرِیءِ القَیْس بْنِ عَابِسٍ ،و ذَکَر قَبْلَه أَبْیَاتاً،و هی:
أَیَا تَمْلِکُ یا تَمْلِی
ذَرِینی و ذَرِی عَذْلی
ذَرِینی و سلاَحی ث
مّ شُدِّی (4)الکَفّ بالعُزْلِ
وَ ثَوْبَایَ جَدیدَان
و أُرْخِی شَرَکَ النَّعْلِ
و مِنِّی نظرَهٌ خَلْفی
و منِّی نَظْرَهٌ قَبْلِی
فإِمَّا متُّ یا تَمْلی
فمُوتِی حُرَّهً مثْلی
کذا فی لسان العرب.
و العُرْقُوبُ :جَبَلٌ مُکلَّل بالسحاب أَبداً لا یُمْطِر،و هو أَیضاً طَرِیقٌ فی الجَبَل ضَیِّق،أَو یکون فی الوَادی القَعِیرِ البَعِیدِ لا یَمْشی فیه إِلاَّ وَاحِدٌ. و العُرْقوب : الحِیلَهُ وَ سَیَأْتی قریباً، و العُرْقوب : عِرْفَانُ الحُجَّه ،نقله الصَّاغَانِیّ .
و عُرقُوبٌ : فَرَسٌ لزیدِ الفَوَارِسِ الضَّبِّیِّ .و أُمُّ عُرْقُوب و أُمُّ العَرَاقِیبِ :أَفْرَاس.
و عُرْقوبُ بنُ صَخْرٍ أَو هو عُرقوبُ بنْ مَعْبَد کذا فی النسخ کمَقْعَد و ضَبطَه ابنُ دُرَیْد کمُفید أیضاً ابْنِ أَسَد (5):
رَجُلٌ من العَمَالِقَه ،علی القول الأَوَّل قاله ابنُ الکَلْبِیّ ، و علیه اقْتَصَر الجوهَرِیّ .و علی القَوْلِ الثَّانِی فهو رَجُل من بَنِی عَبْدِ شَمْسِ ابْنِ سَعْد (6)،کذا فی الإِیناس للوَزِیر أَبِی القَاسم المَغْربِیِّ و الجَمْهَرَه لابْنِ دُرَیْد،و زاد الثَّانِی:و قیل إِنَّه من الأَوْس،کَان أَکْذبَ أَهْلِ زَمَانِه. ضَربَت به العَرَبُ المَثَل فی الخُلْفِ فقالوا «مَواعِیدُ عُرْقُوب » و ذلک أَنَّه أَتَاه سَائِلٌ و هو أَخٌ له یسأَله شیئاً فَقَالَ له عُرْقُوب : إِذَا أَطْلَعَ نَخْلِی و فی روایه إِذَا أَطْلَعَت هَذه النخلهُ فَلمَّا أَطْلَع أَتَاهُ عَلی العدَه (7)قال:إِذا أَبْلَحَ ،و فی أُخْرَی:دَعْها حتی تَصِیرَ بَلَحاً فَلَمَّا أَبْلَحَ أَتَاهُ قَال:إِذَا أَزْهَی،فلَمَّا أَزْهَی أَتَاه قال:إِذَا أَرْطَبَ و فی بعض الرِّوَایَات زیادَه:إِذا أَبْسَر بین أَزْهَی و أَرطَب فَلمَّا أَرْطَبَ أَتاه قَال:إِذَا أَتْمَرَ (8)،فلما أَتْمَر عَمَد إِلیه عُرقوبٌ و جَدَّه لَیْلاً أَی قَطَعه. و لم یُعْطه منه شَیْئاً ، فصارَت مَثَلاً فی إِخْلافِ الوَعْدِ. و فیه قال جُبَیْهَاءُ الأَشْجَعِیّ :
وَعَدْتَ و کَانَ الخُلْفُ مِنْکَ سَجِیّهً أَی طَبِیعَهً لازمه مثْل.
مَوَاعَید عُرْقُوب أَخاه بیَتْرَبِ بالتَّاء،و هی بالیَمَامَه،و یروی بالمُثَلَّثَه،و هی المَدِینه بنَفْسِها.و یقال:هو أَرض بنی سَعْد،و الأَوّلُ أَصحُّ .و به فُسِّر قولُ کعبِ بْنِ زُهَیْر:
کانت مواعِیدُ عُرْقوبٍ لَهَا مَثَلاً
و ما مَوَاعِیدُهَا إِلاَّ الأَبَاطِیلُ
ص:226
و فی الأَسَاس،و من المجاز:هو أَکذَبُ من عُرْقُوب یَثْرَب (1).و تقول:فلانٌ إِذا مَطَل تَعقْرَب،و إِذَا وَعَد تَعرْقَب ، و أَنشد المیدانیّ :
و أَکْذَبُ من عُرقوبِ یَتْرَبَ لهْجَهً
و أَبین شُؤماً فی الحَوَائِجِ من زُحَلْ
و من أَمثالهم: «الشَّرُّ أَلجَأَه إِلی مُخِّ عُرْقُوب » (2)،و شَرٌّ ما أَجَاءَکَ أَی ما أَلْجَأَکَ إِلَی مُخَّهِ عُرْقُوب ،أَی عُرْقُوبِ الرَّجُلِ ،لأَنَّه لا مُخَّ له. یُضْرَبُ هذا عِنْدَ طَلَبِک مِنَ (3)اللّئِیم أَعطاک أَو مَنَعک،و هو لُغَه بنی تمیم.یُقَال:أَجَأْتُه إِلَی کَذَا أَی أَلجأْتُه.و المَعْنَی ما أَلجأَک إِلَیْهَا إِلاّ شَرٌّ،أَی فَقْرٌ و فاقهٌ شَدیدهٌ .
و من المستعار:ما أَکثَر عرَاقِیبَ هذَا الجَبَل (4).
العَرَاقِیب کالعُرْقُوب : خَیَاشِیمُ الجِبَال و أَطرافُهَا،و هی أَبعدُ الطُّرُقِ ،لأَنَّکَ تَتَّبع أَسهلَه (5)أَینَ کان،قاله أَبو خَیْره: أَو هی الطُّرقُ الضّیِّقَه فی مُتُونِهَا أَی الجِبَال قاله الفَرَّاءُ.قال الشَّاعر:
و مَخُوف من المَنَاهِل وَحْشٍ
ذی عَرَاقِیبَ آجِنٍ مِدْفَانِ
و تَعَرْقَبَ الرَّجُلُ : سَلَکَهَا ،أَی أَخذَ فی تِلک الطُّرقِ .
و یقال: تَعَرْقَبَ لخَصْمِه إِذَا أَخذَ فی طَرِیق تَخْفَی علیه، و أَنْشَد:
إِذَا مَنْطقٌ زَلَّ (6)عن صَاحِبِی
تَعَرْقَبْتُ آخَرَ ذا مُعْتَقَبْ
أَی أَخذتُ فی مَنْطِق آخرَ أَسهلَ منه،و یُرْوَی:تَعَقَّبْتُ .
و عَصَاوِیدُهَا.
و العَرَاقِیبُ مِنَ الأُمُور کالعَرَاقِیل:عِظَامُهَا و صِعَابُها و عَصَاوِیدُهَا.
و عَرَاقِیبُ : ه ضَخْمه قُرْبَ حِمَی ضَرِیَّهَ للضِّباب. و طَیْرُ العَرَاقِیبِ :الشِّقِرَّاقُ ،بکَسر الشِّین و القَاف و تَشْدِیدِ الرَّاءِ، و هم یَتَشَاءَمون به،و منه قَوْلُ الشّاعر:
إِذَا قَطَناً بلَّغْتِنِیهِ ابنَ مُدْرِک
فلاقَیْتِ من طَیْرِ العَراقِیبِ أَخْیَلاَ
و تقُول العرَب:إِذَا وَقَع الأَخْیَلُ علَی البَعِیر لَیُکْسَفَنَّ (7)عُرقُوباه .و قَال المَیْدانِیّ :کُلُّ طَائِر یُتَطَیَّر منه للإِبل فَهُوَ طَیْرُ عُرْقُوب ؛لأَنَّه یُعرقِبُهَا ،و مِثله فی المُستقصَی.و المُصَنِّف خَصَّه بطیرٍ مُعَیّن،و قَصَره علی الجَمْع،ففیه نَظَرٌ من وَجْهَیْن،قاله شیخنا.
و عَرْقَبَه :قَطَع عُرْقُوبَه و به فُسِّر حَدیثُ القاسم المُتَقَدّم.
و عرقَبَه رَفَعَ بعُرْقُوبَیْه ،مُثَنًّی، لِیَقُومَ ،ضِدٌّ. و فی النَّوادر:
عَرْقَبْتُ البَعِیرَ (8)و عَلَّیْتُ له،إِذا أَعَنْتَه برَفْعٍ .و یقال: عَرْقبْ لبَعِیرِک أَی ارفَعْ بعُرْقُوبه حتی یَقُومَ .
و عَرْقَبَ الرجُلُ :احتالَ . قال أَبو عَمْرٍو:تقول:إِذَا أَعیاک غَریمُک فعَرْقبْ أَی احْتَلْ .و منه قولُ الشاعر:
و لا یُعْیِیکَ عُرقوبٌ لِوَأْیٍ
إِذَا لم یُعْطِکَ النَّصَفَ الخَصیمُ
و مثله فی المشرق المعلم.
و تَعَرْقَبَ عَن الأَمْرِ عَدَلَ . و تَعَرْقَبَ الدَابَّهَ :رکبَهَا مِنْ خَلْفها نقله الصّاغَانِیّ .و یومُ العُرْقُوب :من أَیَّامهم (9).
العَزَبُ مُحَرَّکَه:مَنْ لا أَهْلَ له کالمِعْزَابَهٍ بالکَسْر،و نَظِیرُه مِطْرَابَه و مِطْوَاعَه و مِجْذَامه و مِقْدَامَه.
و العَزِیبٍ و لا تُقَلْ أَعْزَبُ بالأَلف علی أَفْعَل،کما صرَّح به الجوهَرِیُّ و ثعلبٌ و الفَیُّومِیُّ ،و هو قولُ أَبی حَاتِم،أَی لکَوْنه
ص:227
غیرَ وَارِدٍ و لا مَسْمُوع، أَو قَلِیلٌ أَجَازَه غیرُه و استدَلَّ
16- بحَدِیث:
«ما فی الجَنَّهِ أَعْزَبُ ». و رجلان عَزَبان ج أَعْزَابٌ کسَبَبٍ و أَسبابٍ ، وَ هِیَ أَی الأُنْثی عَزَبَهٌ و عَزَبٌ ،محرَّکَه فیهما،أَی لا زوجَ لها،نقله القَزَّاز فی جامعِ اللّغَه.
و قال الزَّجَّاج: العَزَبه بالهَاء غَلَطٌ من أَبی العَبَّاس،و إِنما یقال:رجل عزَبٌ و امرأَه عزَب ،لا یُثَنَّی و لا یُجْمَع و لا یُؤَنَّث،لأَنَّه مصدر،کما تَقُولُ :رجل خَصْم و امرأَه خَصْم، قال الشاعِرُ فی صِفَه امرأَهٍ :
إِذَا العَزَب الهوجَاءُ بالعِطْر نَافَحَتْ
بَدتْ شمْسُ دَجْن طَلَّهً مَا تَعَطَّرُ
و قال الراجز:
یا مَنْ یَدُلُّ عزَباً علی عَزَبْ
علی ابْنَهِ الحُمَارِسِ الشَّیْخ الأَزَبّ (1)
و فی رِوَایَه:
علی فَتِیتِ مِثلِ نِبْرَاسِ الذّهبْ
و أَشَار لمِثْلِ ما ذَکَره الزَّجَاج ابنُ دَرَسْتَوَیه،و نَقله ابنُ هِشَام اللَّخْمِیّ و أَبُو جَعْفَر اللَّبْلِیّ .قال شیخُنا فی شرح نظم الفَصِیح:إِنَّ کلامَ الزّجّاج و مَنْ تَبِعَه فیه نَظَر ظَاهِر.أَمَّا أَوّلا فإنّه لم یَرِد کونُ العَزَب ،مَصْدَراً فی کِتابٍ ،و لا دَلَّ علیه شیءٌ مِن کلامِ العَرَب،و إِنَّمَا قالوا فی المصدَر: العُزْبَهِ و العُزُوبَه ،بالضَّم فِیهِمَا،و أَمَّا ثَانِیا فإِنَّ الظاهِرَ فیه أَنَّه صِفَهٌ لا مصدَرٌ؛لأَن فَعَلاً کما یَکُون مَصْدَراً عِنْدَ الصَّرْفِّیین لفَعِل المکسور اللاَّزِم کالفَرَح و الجَذَلِ (2)یَکُون صِفَهً ،کالحَسَن و البَطَل،و لَیْسَ خَاصًّا بأَوزانِ المَصْدر،و کونُه وَصْفاً هو الَّذِی تَدُلّ له قُوَّهُ کلامهم،و یُؤَیِّدُه کونُهم أَنَّثُوه بالهَاءِ،و هو الَّذِی اقتصرَ علیه الجَوْهَرِیُّ نقلاً عن الکِسَائِیِّ ،و التَّفْرِقَهُ فی کلامِهِم دَالَّهٌ علیه،و لو کَانَ مَصْدراً لذَکَرُوه مع المَصَادر عند عِدَادِها.
و أَمَّا ثالِثاً فإِنّ البیتَ الذی استَدلُّوا به لیس بِنَصٍّ فی المُؤَنَّث،لاحْتِمال کَوْنه ضرورَهً و کونِ علی بمعنی مع،ثمقَالَ :و علی تَقْدِیر ثُبُوتِه مُجَرَّداً من الهاء،کما حکاه المُصَنِّف و القَزَّاز و غیرُهما،یکون من الأَوْصَاف التی لم تَلْحَقْهَا الهاءُ شُذُوذاً،کرَجُل عَانس و امرأَه عَانِسٍ انتهی.
و الاسم العُزْبَهُ و العُزُوبَهُ ،مَضْمُومَتَیْن و یقال:إِنَّه لعَزَبٌ لَزَبٌ و إِنَّهَا لعَزَبَه لَزَبه و الفِعْلُ منه کَنَصَرَ عَزَب یَعْزُب عُزُوبَهً فهو عَازِب و جمعه عُزَّابٌ . و تَعَزَّبَ بعد التَّأَهُّل،و تعزّب فلانٌ زماناً ثم تَأَهَّل،و تَعزَّب الرجُلُ : تَرکَ النَکَاح و کَذَلک المَرْأَه.
و العُزُوبُ :الغَیْبَهُ . قال تعالی: عالِمِ الْغَیْبِ لا یَعْزُبُ (3)أَی لا یَغِیب عن عِلْمِه شیءٌ،و فیه لغتان عَزَب یَعْزُب کیَنْصُرُ و یَعْزِب کیَضْرِب إِذَا غَابَ .
و العُزُوب : الذَّهَابُ یقالُ : عَزَب عنه یعزُب عُزُوباً ،إِذَا ذَهَب،و أَعزَبَه اللّهُ :أَذْهَبَه.
و المِعْزَابَهُ :مَنْ طَالَت عُزُوبَتُه حَتَّی مالَهُ فِی الأَهْلِ مِنْ حَاجَهٍ وَ مَنْ یَعزُب بِمَاشِیَته. قال الأَزهریّ :و لیس فی الصِّفَاتِ مِفْعَاله غَیْر هَذِه الکَلِمَه.قال الفَرَّاءُ:ما کَان من مِفْعَال کانَ مُؤَنَثُه بغیر هَاءٍ؛لأَنه انْعَدَلَ عن النُّعوتِ انْعِدَالاً أَشَدَّ من صَبُور و شَکُور و ما أَشبهَهُما مما لا یُؤَنَّث،و لأَنَّه شُبِّه بالمَصَادِر لِدخُول الهَاءِ فیه.یقال:امرأَهٌ مِحْمَاقٌ و مِذْکَارٌ و مِعْطَارٌ.قال الأَزْهَرِیّ :و قد قِیلَ مِجْذَامَه إِذَا کَانَ قَاطِعاً للأُمور،جَاءَ علی غَیْرِ قِیَاس و إِنَّمَا زَادُوا فیه الهَاءَ لأَنَّ العرب تُدْخِل الهاءَ فی المُذَکَّرِ علی جِهَتَیْن:إِحدَاهُمَا المَدْحُ ،و الأُخْرَی الذَّمّ إِذَا بُولغَ فی الوَصْفِ .و المِعْزَابَه دخَلَتْهَا الهَاءُ للمُبَالَغه،و هو عِنْدِی الرَجُلُ [الذی] (4)یُکْثِر النهوضَ فی مَالِه العَزِیب یَتَتَبَّع مَساقِطَ الغَیْث،و أُنُفَ الکلإِ، و هو مَدْح بالِغٌ علی هَذَا المَعْنَی کالمِعْزَاب بإِسقاط الهَاء.
یقال عَزَب الرجُلُ بإِبلِه إِذَا رَعَاهَا بَعِیداً من الدار التی حَلَّ بِهَا الحَیُّ لا یَأْوِی إِلَیهم،فهو معْزابٌ و مِعْزَابَه ،و کُلُّ مُنْفَرِدٍ عَزَبٌ ،و المِعْزَابُ من الرجال أَیضاً:الذی تَعَزَّب عن أَهْلِه فی مَالِه.قال أَبُو ذُؤَیب:
إِذا الهَدَفُ المِعْزَابُ صَوَّبَ رَأْسَه
و أَعْجَبَه ضَفْوٌ من الثَّلَّهِ الخُطْلِ
ص:228
و فی الأَسَاس،من المَجَازِ: المعْزَابُ :مَنْ طَالَت عُزُوبَتُه (1).
و العَزِیبُ :الرجُلُ تَعَزَّبَ ،عَلَی مثال تَفَعَّل.و ضُبط فی بعض النُّسَخ یَعْزُب علی مثال یَنْصُر، عَنْ أَهْلِه و مَالِه ،و قد تقدَّم فی أَوّلِ المَادّه أَنَّه مَنْ لا أَهْلَ له فقط .و الذی قالَهُ الأَزْهَرِیّ :إِنَّ العَزِیب هو المَالُ العازِبُ عن الحَیِّ .قال:
هکَذَا سمعتُه من العَرَب. و العَزِیبُ مِنَ الإِبِل و الشَّاءِ:الَّتِی تَعْزُب عن أَهْلِهَا فی المَرْعَی قال:
و ما أَهلُ العَمُودِ لنا بأَهْلٍ
و لا النَّعَمُ العَزِیبُ لَنَا بِمَالِ
و إِبِلٌ عَزِیبٌ :لاَ تَرُوحُ علی الحَیِّ و هو جَمْع عَازِب کغَزِیّ فی جمع غَازٍ.
و أُعْزَبَ الرجُل: بَعُدَ ،لاَزِم. و أَعْزَبَ : أَبْعَدَ ،مُتَعَدٍّ، مثل أَمْلَق الرجلُ إِذا أَعْدَم،و أَمْلَقَ مالَه الحَوَادِثُ ،و عَزَب عَنِّی فلانٌ یَعزُبَ عُزُوباً :غَابَ و بَعُد.و یقال (2):رجل عَزَبٌ للّذِی یَعْزُب فی الأَرْض.و عَزَب یعزُب :أَبعَدَ.و
17- فی حَدِیثِ أَبی ذَرٍّ: «کنت أَعزُب عَنِ المَاءِ». أَی أُبْعِدُ.و
17- فی حَدِیث عَاتِکَهَ :
فهُنَّ هواءٌ و الحُلومُ عَوَازِبُ .
جمع عَازِب أَی أَنَّها خَالِیه بعیدَهُ العُقُولِ ،کذا فی لسان العرب.
و العَازِبُ :البَعِید.و عَزَبتِ الإِبلُ :أَبْعَدَت فی المَرْعی لا تَرُوح،و أَعْزَبَها صاحِبُهَا،و عَزَّبَ إِبلَه و أَعْزَبَها :بَیَّتَهَا فی المَرْعَی و لم یُرِحْها.و
17- فی حدِیثِ أَبِی بَکْر: «کَانَ له غَنَم فأَمَر عامرَ بنَ فُهَیْرَهَ أَن یَعْزُبَ بها». أَی یُبْعِد بها،و یروی یُعَزِّب ، بالتَّشْدید،أَی یَذْهَبَ بها إِلی عَازِب من الکَلَإِ.و تَعَزَّب هو:
بَاتَ مَعَها. و أَعْزَبَ القومُ فهم مُعْزِبُون أَی عَزَبَت إِبِلُهم أَی أَبْعَدَت فی المَرْعَی لاَ تَرُوحُ .
و المِعْزَبَهُ کالمِغْرَفَهِ :الأَمَهُ ،و الجَمْعُ المَعَازِب (3)،عنابْنِ حَبِیب.قال:و أَشبَع أَبو خِرَاش الکَسْرَهَ فولَّدَ یَاءً حیثُ یَقُولُ :
بصاحِبٍ لا تُنَالُ الدَّهْرَ غِرَّتُه
إِذَا افْتَلَی الهَدَفَ القِنَّ المَعَازِیبُ (4)
افْتَلَی:اقتطَع.
قالَ ثَعْلَب:و لا تکون المُعَزِّبَهُ إِلاَّ غَرِیبَهً (5).
و المِعْزَبَه أَیضاً: امْرَأَهُ الرَّجُل یأْوِی إِلیها فَتَقُوم بإِصْلاَح طَعَامِه و حِفْظ أَدَاته،و هو مَجَاز کالعازِبَه و المُعَزّبَهِ بالتَّشْدِیدِ و هی المُحَصِّنَه (6)و الحَاضِنه[و الرُّبضُ و الحاصِنه] (7)و القَابِله و اللِّحَاف و یقال:ما لِفُلاَن مُعَزِّبَه تُقَعِّدُه.و یقال لیس لِفُلاَن امرأَهٌ تعزِّبُه أَی تُذْهِب عُزُوبَتَه بالنِّکاح،مِثْل قَوْلِک:هی تُمَرِّضُه،أَی تَقُوم عَلَیْه فی مَرَضِه،قاله أَبُو سَعِید الضَّرِیر.
و فی نَوَادِرِ الأَعْرَاب:فلان یُعزِّبُ فُلاَناً و یُرْبِضُه:یَکُونُ له مِثْلَ الخَازِن.
و العَازِبُ من الکَلإِ:البَعِیدُ المَطْلَبِ ،و أَنْشَد (8):
و عَازبٍ نَوَّر فی خَلاَئِهِ
و کلأٌ عازِبٌ :لم یُرْعَ قَطّ و لا وُطِئَ .و أَعْزَبَ القَوْمُ :
أَصابُوا کلأً عَازِباً .و
14- فی حَدیث أُمِّ مَعْبَد: «و الشّاءُ عازِبٌ حِیَالٌ ». أَی بَعِیدهُ المَرْعَی لاَ تَأْوِی إِلی المَنْزِل فی اللَّیْل، و الحِیَال جمع حَائِل،و هِیَ التی لم تَحْمِل.
و فی الأَسَاس:و روضٌ عازِبٌ و عَزِیبٌ وَ مَالٌ عَزَبٌ [و جَشَرٌ] (9)،و لا یَکُونُ الکَلأُ العَازِبُ إِلا بفَلاَهٍ حیثُ لا زَرْعَ .
و عَازبٌ : جبلٌ .و یقال:سَوَامٌ مُعَزَّبٌ . المُعَزَّبُ کمُعَظّم:الَّذِی عُزِبَ (10)بِه أَی أُبْعِد به عَنِ الدَّارِ.و یقال:
عَزَبَ طُهْرُ المَرأَه إِذَا غَابَ عَنْهَا زَوْجُهَا قَال النَّابِغَه الذُّبْیَانِیّ :
ص:229
شُعَبُ العِلاَفِیَّات بَیْن فُرُوجِهِمْ
و المُحْصَنَاتُ عَوَازِبُ الأَطْهَارِ
العِلاَفِیَّات:رِحَالٌ منسوبَهٌ إِلَی عِلاَفٍ ؛رجُلٍ من قُضَاعهَ کان یَصْنَعُهَا.و الفُرُوجُ جَمْعُ فَرْج؛و هو ما بَیْن الرِّجْلَیْن یُرِید أَنَّهم آثروا الغَزْوَ علی أَطًّهَارِ نِسَائِهم.
و عَزَبَتِ الأَرْضُ إِذا لم یَکُن بِهَا أَحَدٌ،مُخْصِبَهً کَانَت أَو ،و فی نسخه أَم مُجْدِبَهً .و العَزُوبَهُ الهاءُ فیها للمُبَالغَه مِثْلُها فی فَرْوقَه و مَلُولَه: الأَرْضُ البَعِیدَهُ المَضْرِبِ إِلَی الکَلإِ قَلِیلَتُه (1).و منه
16- الحدِیث: «أَنَّه بَعَثَ بَعْثاً فأَصْبَحَوا بأَرْضٍ عَزُوبَهٍ بَجْرَاءَ» (2). [أَی بأَرضٍ بعیده المرعی] (3).
و العَوْزَبُ کجَوْهَرٍ: العَجُوزُ ،لبُعْدِ عَهْدِها عن النِّکَاح.
و من أَمثَالِهِم: «إِنَّمَا اشْتَرَیتُ الغنَمَ حِذَارَ العازِبَه » العَازِبَهُ :الإِبِلُ .و قِصَّتُه أَنّه کان لِرَجُلٍ إِبِلٌ فَبَاعَها و اشْتَرَی غَنَما لِئلاَّ تَعْزُب (4)، فعَزَبت غَنَمُه فعَاتَبَ (5)عَلَی عُزُوبِهَا ، فَقَالَ :إِنَّمَا اشْتَرَیْتُ الغَنَم حِذَارَ العَازِبَه .فذَهَبَت مَثَلاً فیمَن ترفقَ أَهْونَ الامور موونهً فلزِمه فیه مشقَّهٌ لم یَحْتَسِبْها.
و هِرَاوَهُ الأَعْزَابِ هِرَاوَهُ الَّذین یُبْعِدُون بإِبْلِهم فی المَرْعی،و یُشَبَّه بهَا الفرَسُ .و وجدتُ فی هَامِش لسان العَرَب حاشِیَهً نُقِلت من حَاشِیَه فی نُسْخَهِ ابْنِ الصلاح المُحَدِّث ما نَصّه: الأَعْزَاب :الرِّعَاءُ یَعْزُبُون فی إِبلهم.
و قَال لَبِید یُشَبِّهُ الفرسَ بعَصَا الرَّاعِی فی انْدِمَاجِها و امِّلاسِها؛لأَنَّهَا سلاحهُ فهو یُصْلِحها و یُمَلِّسُها،و قِیلَ هُو لعَامِر بْنِ الطُّفَیْل:
تَهْدِی أَوَائِلهُنَّ کُلُّ طِمِرَّهٍ
جَرْدَاءَ مثلِ هِرَاوَهِ الأَعْزَابِ
و قیل:هی فَرَسٌ للرَّیَّان بنِ خُوَیْص (6)العَبْدِیّ ،اسم لها مَشْهُورَهٌ نقله أَبو أَحْمَد العُکبریّ عن أَبی الحَسَن النَّسَّابه،و مثله قال أَبُو سَعِید البَرْقِیّ ،و کَانَت لا تُدْرَک،جَعَلَها مَوْقُوفَهً علی الأَعْزَاب من قَوْمه،فکان العَزَبُ منهم یَغْزُونَ عَلَیْهَا و یَسْتَفِیدُونَ المَالَ لیَتَزَوَّجُوا ،فإِذا اسْتَفَاد وَاحِدٌ منهم مَالاً و أَهْلا دَفَعها إِلی آخرَ منهم،فکَانُوا یَتَدَاوَلُونَها کذلک، فضُرِبَت مَثَلاً فقِیل:أَعزُّ من هِرَاوه الأَعْزَاب .
*و مما یُستدرک علی المُؤَلِّفِ مِمَّا لم یَذْکُرْه:
العُزَّابُ هم الَّذِین لا أَزواج لَهُم من الرِّجَالِ و النِّسَاءِ.
و العَزَب :اسم للجَمْع کخَادِم و خَدَم،و کذلک العَزِیب اسم للجمع کالغَزِیِّ .
و المُعْزب کمُحْسِن:طالب الکَلَإِ العَازِب .و منه
14- الحَدِیث:
«أَنَّهُم کَانُوا فی سَفَر مع النبیّ صلی اللّه علیه و سلم فسمعَ مُنَادِیاً فقال:
انظُروا (7)ستَجِدُوه (8)مُعزِباً أَو مُکْلِئاً». قال الأَزْهَرِیّ :هو الذی عَزَب عن أَهله فی إِبلِه،أَی غَاب.
و
14- فی حَدِیثِ ابنِ الأَکْوَعِ : لما أَقَامَ بالرَّبَذَه قال له الحَجَّاج:«ارتدَدْتَ علی عَقِیبَیْکِ ، تعَزَّبْتَ ؟قال:لا و لکِنَّ رَسُولَ اللّه صلی اللّه علیه و سلم أَذِن لِی فی البَدْوِ». أَرادَ:بَعُدْتَ عن الجَمَاعَات و الجُمُعاتِ بسُکْنَی البَادِیَه و یروی بالرَّاءِ،و قد تَقَدَّم.
و فی الأَسَاس،وَ من المُسْتَعارِ
16- فی الحَدِیثِ : «من قرأَ القُرآنَ فی أَرْبَعِین لیلهً فقد عَزَّبَ » (9). أَی بَعُدَ عَهْدُه بما ابْتَدَأَه (10)منه و أَبْطَأَ فی تلاَوتِه (11).
و من المجاز أَیضاً قولُ الشاعر:
و صَدْرٍ أَرَاحَ اللیلُ عازبَ هَمِّه
تضاعَفَ فیه الحُزْنُ من کُلِّ جَانِبِ
و العِزْبَه بالکسر:اسمٌ لِعدَّه مواضع بثَغْر دُمْیَاط ،و من أَحَدِها شیخ مَشَایِخَنا الشِّهَابُ أَحمدُ بن محمد بن عبد الغَنِیّ الدُّمْیَاطیّ العِزْبِیّ المُقْرِئُ ،روی عن الشَّمْسِ البَابِلیّ
ص:230
و غَیْرِه،و أَلَّف«الإِتحافَ فی قِرَاءَه الأَرْبَعَه عَشَرَ»،و دَخَل الیمَنَ و مَات بالمَدِینَه المنوره سنه 1116.
العَزْلَبَهُ :أَهملَه الجَوْهَرِیّ و قال ابن دُرَیْد:هو النِّکَاح ،قال:و لا أَحُقُّه.و قرأْتُ فی تَهْذِیبِ الأَفْعَال لابْنِ القَطَّاع ما نَصُّه: العَزْلَبَه :کِنایه عن النِّکَاح.
العَسْبُ :ضِرَابُ الفَحْل و طَرْقُه.و یقال:إِنه لشَدِید العَسْبِ ،و قد یُسْتَعَار للناس.قال زُهَیْرٌ فی عبدٍ له یُدعَی یَسَاراً أَسَرَه قومٌ فَهَجَاهُم:
و لولا عَسْبُه لرَدَدْتُمُوهُ
و شَرُّ مَنِیحَهٍ أَیرٌ یُعَارُ (1)
أَو العَسْبُ : مَاؤُه أَی الفَحْل،فرساً کان أو بَعِیراً،و لا یتصرف منه فعل، أَو نَسْلُه. یقال قَطَعَ اللّه عَسْبَه أَی مَاءَه و نسْلَه، و یقال العَسْبُ : الوَلَدُ ،قال بعضُهم:مجازا.قال کُثَیِّر یَصِف خَیْلاً أَزلَقَت مَا فِی بَطْنِها من أَوْلاَدِهَا من التَّعَب:
یُغَادِرْنَ عَسْبَ الوَالِقِیّ و ناصِحٍ
تخُصُّ به أُمُّ الطریقِ عِیالَهَا (2)
یَعْنِی أَنّ هذه الخیل تَرمِی بأَجِنَّتِها من هذَیْن الفَحْلَیْن فتأْکُلُها الطیرُ و السباعُ .و أُمُّ الطَّریق هنا الضَّبُعُ .
و العَسْبُ : إِعْطَاءُ الکِرَاءِ عَلَی الضِّرَابِ ،و هو أَیضاً اسمٌ للکِرَاء الذی یُؤْخَذُ علی ضَرْب الفَحْل، و الفِعْلُ منهما کَضَرَب. یقال: عَسَب الفحلُ الناقَهَ یَعْسِبها عَسْباً ،إِذَا طَرَقها،و عَسَب فحْلَه یَعْسِبه إِذا أَکْرَاه.و هو مَنْهِیّ عنه فی الحَدِیث (3).و أَما إِعَارَتُه فمندُوبٌ إِلَیْهِ ،أَو أَنَّ الَّذِی فی الحدِیث بِحَذْفِ مُضَافٍ تقدِیرُه نَهَی عن کِرَاءِ عَسْبِ الفحل،و هو کثیر.و إِنَّمَا نَهَی عنه للجَهَاله الَّتی فیه،و لا بُدّ فی الإِجَاره من تَعْیِین العَمَل و مَعْرِفَهِ مِقْدَارِه.و
17- فی حَدِیث أَبی مُعاذ: «کنتُ تَیَّاساً،فقال لی البَرَاءُ بنُ عَازِب:لا یَحِلُّ لَکَ عَسْبُ الفَحْل». و قال أَبو عُبَیْد:معنی العسْب فیالحَدِیث الکِرَاءُ.و الأَصْلُ فیه الضِّرَابُ .و العَرَب تُسَمِّی الشیءَ باسْمِ غَیْرِه إِذَا کان مَعَه أَو من سَبَبَه،کما قَالُوا للمَزَادَه رَاوِیَه،و إِنَّمَا الرَّاوِیَه البَعِیرُ الذی یُسْتَقَی علیه (4).
و العَسِیبُ :عَظْمُ الذَّنَب، کالعَسِیبَه ،و قیل:مُسْتَدَقُّه، أَو مَنْبِتُ الشَّعَر مِنْه أَی من الذَّنَب،و قیل: عَسِیبُ الذَّنَب:
مَنْبِتُه من الجِلد و العظْم. و العَسِیبُ : ظاهِرُ القَدَم.
و العَسِیب : الرِّیشُ ظَاهِرُهُ طُولاً فِیهِما. و العَسِیبُ : جَرِیدهٌ من النَّخْل مُسْتَقِیمَهٌ دَقِیقَهٌ یُکْشَطُ خُوصُها. أَنشد أَبو حنیفه:
و قَلَّ لَهَا مِنی علی بعْدِ دَارِهَا
قَنَا النَّخْلِ أَو یُهْدَی إِلَیْکِ عَسِیبُ
قال:إِنَّمَا استَهْدَتْه عَسِیباً ،و هو القَنَا لتَتَّخِذَ منه نِیرَهً و حَفَّهً .
جَمْعُه أَعْسِبَهٌ و عُسُبٌ ،بضَمَّتَیْن،و عُسُوبٌ ،عن أَبی حنیفه،و عُسْبَانٌ و عِسْبَانٌ ،بالضم و الکسر.
و فی التَّهْذِیبِ : العَسِیبُ :جَرِیدُ النَّخْل إِذا نُحِّیَ عنه خُوصُهُ . و العَسِیبُ :فُوَیْق الکَرَب الَّذِی لم یَنْبُت عَلَیْهِ الخُوصُ من السَّعَفِ ،و ما نَبَتَ علیه الخوصُ فهو السّعَف.
و
16- فی الحَدیث: «أَنَّه خَرَج و بیَدِه عَسِیبٌ ». قال ابنُ الأَثیرِ:أَی جَرِیدَه من النَّخْل،و هی السَّعَفَه مما لاَ یَنْبُتُ علیه الخُوصُ .
و منه
16- حدیث قَیْلَهَ : «و بیَدِهِ عُسَیِّبُ نَخْلَه». کذا یُرْوَی مُصَغَّرا، و جَمْعُه عُسُب ،بضَمَّتَین.و منه
17- حَدِیث زَیْدِ بْنِ ثابِت:
«فجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ القرآنَ من العُسُبِ (5)و اللِّخَاف». و منه
14- حَدِیثُ الزُّهْرِیّ : «قُبِضَ رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم و القُرْآنُ فی العُسُب و القُضُم». و العَسِیب : شَقٌّ فی الجَبَل، کالعَسْبَه ،بفَتْح فَسُکُون (6).قال المُسَیَّبُ بْنُ عَلَس و ذَکَر العَاسِل،و أَنه صَبَّ العَسَلَ فی طَرَفِ هَذَا العَسیب إِلَی صَاحِبٍ له دُونَه فَتَقَبَّلَه منه:
فهَرَاقَ من طَرَفِ العَسِیبِ إِلَی
مُتَقَبِّلٍ لنَوَاطِفٍ صُفْرِ
ص:231
و عَسِیبٌ : جَبَلٌ بعَالِیَه نَجْد مَعْرُوفٌ .قاله الأَزْهَرِیّ :
یقال:لا أَفْعَلُ کَذَا ما أَقَام عَسِیبٌ .قال امرؤُ القیسِ :
أَجارَتَنا إِنَّ الخُطوبَ تَنُوبُ (1)
و إِنِّی مُقِیمٌ ما أَقَامَ عَسِیبُ
و الیَعْسُوبُ :أَمیرُ النَّحْل و ذَکَرُهَا،و استُعمِل بعد ذَلِکَ فی الرَّئِیس الکَبِیرِ و السید و المُقَدَّم،و أَصلُه فَحْلُ النَّحْلِ ، کالعَسُوبِ کصَبُورٍ،و هذه عن الصّاغَانیّ ،و الیاءُ زَائِدَه؛لأَنَّه لَیْسَ فی الکلامِ فعْلُول غیر صَعْفُوقٍ .جَمْعُه یَعَاسِیبُ .و
1- فی حَدِیثِ علِیٍّ : «أَنا یَعْسُوبُ المُؤْمِنین،و المَالُ یَعْسُوبُ الکُفَّار».و فی روایه «المُنَافِقِین». أَی یلُوذُ بی المُؤْمِنُون و یَلُوذُ بالمال الکُفَّارُ أَو المُنَافِقُون کما یَلُوذُ النَّحْل بیَعْسُوبِها و هو مُقدَّمُها و سَیِّدُها.
و الیَعْسُوبُ :الذهَبُ ،علی المثل،کما مَرَّ فی الحَدِیثِ ، لقِوَام الأَمْرِ به.و
1- فی حَدِیثِ عَلِیٍّ رضی اللّه عنه أَنَّهُ ذکر فِتْنَهً فقال: «إِذَا کَانَ ذلِکَ ،ضَربَ یَعْسُوبُ الدِّین بذَنَبِه فیجْتَمعُون إِلیه کما یَجْتمع قَزَعُ الخَرِیف». قال الأَصْمَعِیُّ :
أَراد سَیِّدَ النَّاس فی الدِّین یَوْمَئذ.و قیل:ضرَبَ یَعْسُوبُ الدِّین بذَنَبِه،أَی فَارَقَ الفِتْنَهَ و أَهلَهَا[و ضَرَبَ فی الأَرْض ذاهباً] (2)فی أَهْل دینه.و ذَنَبُه:أَتباعُه.و ضَرَب،أَی ذَهَب فی الأَرْض مُسَافِراً أَو مُجَاهِداً.و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :الضرْبُ بالذَّنَبِ هنا مَثَلٌ للإِقَامَه و الثَّبَاتِ ،یَعْنِی أَنَّه یَثْبُتُ هو و مَن یَتْبَعُهُ (3)عَلَی الدِّین:و قال أَبو سعید:و ضَرْبُه بِذَنَبه:أَن یَغْرِزَه فی الأَرض إِذَا بَاضَ کما تَسْرَأُ الجَرَاد،فمعنَاه أَنَّ القائمَ یَوْمَئذٍ یَثْبُتُ حتی یَثُوبَ الناسُ إِلَیْهِ و حتی یَظْهَرَ الدینُ و یَفْشُوَ.
و الیَعْسُوبُ : ضَرْبٌ ،أَی نَوْع من الحِجْلانِ بالکَسْر جَمْع حَجَل،للطائر المعروف.
و طَائِرٌ أَصْغَرُ مِنَ الجَرَادَه ،عن أَبِی عُبَیْد.و نَقَله یاقُوتٌ عن الأَصْمَعِیّ أَو أَعْظَمُ مِنْهَا،طَوِیلُ الذَّنَبِ لا یَضُمّ جناحَیْهِ (4)إِذَا وَقَعَ ،تُشبَّهُ به الخَیْلُ فی الضُّمْرِ.قال بِشْر:
أَبو صِبْیَهٍ شُعْثٍ یُطِیفُ (5)بشَخْصه
کَوَالِحُ أَمْثَالُ الیَعَاسِیبِ ضُمَّرُ
و
16- فی حَدِیث مِعْضَدٍ: «لَولاَ ظَمَأُ الهَوَاجِر ما بالَیْتُ أَنْ أَکُونَ یَعْسُوباً ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو هنا فَرَشَهٌ مُخْضَرَّهٌ تَطِیرُ فی الَّربِیع،و قیل:إِنَّه طائِرٌ أَعظَمُ مِن الجَرَادِ،قال:و لو قِیلَ :
إِنَّه النَّحْلَهُ لجَازَ.
و الیَعْسُوبُ : غُرَّهٌ فی وَجْهِ الفَرَس مُسْتَطِیلَه تَنْقَطِع قبلَ أَن تُساوِیَ أَعلی المُنْخُرَیْنِ ،و إِن ارتَفَعَ أَیضاً علی قَصبَهِ الأَنفِ و عَرُضَ و اعتدلَ حَتَّی یبلُغَ أَسفَلَ الخُلَیْقَاءِ (6)فهو یَعْسُوبٌ أَیضاً،قَلَّ أَو کَثُر،مَا لَمْ یَبْلُغِ العیْنَیْنِ . و الیَعْسُوبُ : دَائِرَهٌ فی مَرْکَضِها حیث یَرْکُضُها الفَارِس برِجْلِه من جَنْبِها،قاله اللَّیْث.قال الأَزْهَرِیّ :هذا غَلَطٌ . الیَعْسُوبُ عند أَبِی عُبَیْد (7)و غَیْرِه:خَطٌّ مِنْ بَیاضِ الغُرَّه یَنْحدِرُ حتی یَمَسَّ خَطْمَ الدَّابَهِ ثم یَنْقَطع.
و یَعْسُوبٌ : فَرَسٌ للنَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم،و أُخْرَی للزُّبَیْرِ بْنِ العَوَّام رضِیَ اللّهُ عَنْه،و أُخْرَی لآخَرَ و هو أَبو طَارِق الأَحْمَسِیّ کما نَصَّ عَلَیْه الصَّاغَانِیّ .
و یَعْسُوبٌ : جَبَل. قال:حَتَّی إِذا کنا فویق یَعْسُوبْ و اسْتَعْسَبَ مِنْه:کَرِهَه. و أَعْسَبَه جَمَلَه:أَعَارَه إِیَّاه،عن اللِّحْیَانِیّ .و اسْتَعْسَبَه إِیَّاه،استعَارَه مِنْه.
و أَعْسَبَ الذِّئْبُ :عَدَا وَفَرَّ ،نقله الصاغَانِیُّ .
و استَعْسَبَت الْفرَسُ إِذا استَوْدَقَت.و العرب تَقُولُ :
استعْسَب فلانٌ استِعْسَابَ الکَلْبِ ،و ذَلِک إِذَا مَا هاجَ و اغْتَلَم،و کلْب مُسْتَعْسِبٌ بالکَسْر.
و رأْسٌ عَسِبٌ ،کَکَتِفِ ،و ضَبَطَه الصَّاغَانِیُّ کأَمِیرٍ: بَعِیدُ العَهْدِ بالتَّرْجِیلِ ،أَی استِعْمَال المُشْطِ و الدُّهْنِ .
و عِسَابٌ ککِتابٍ :ع قُرْبَ مَکَّهَ حَرَسَها اللّه تَعَالی (8).
و الکَلْبُ یَعْسِبُ أَی یَطْرُد الکِلاَب للسِّفَادِ.
و أَبُو عَسِیبٍ کأَمِیر اسمه أَحمرُ،صَحَابِیٌّ (9).
ص:232
العَسْرَبُ بالسِّین المُهْمَلَه قَبْلَ الراءِ کجَعْفَر :
أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قَالَ الصَّاغَانِیُّ :هو الأَسَدُ.
العَسْقَبَهُ :أَهمَلُه الجوهریّ ،و قَال أَبو عَمْرو:هُوَ جُمُودُ العَیْنِ فی وَقْت البُکَاءِ. قال الأَزْهَرِیُّ :
جَعَلَه اللیثُ العَسْقَفَه:بالفَاءِ،و البَاءُ عِنْدِی أَصْوبُ .
بالکسر:عُنَیْقیدٌ صَغِیرٌ مُنْفَرِدٌ مُلتَزِق (1)بأَصْلِ العُنْقُودِ الکَبِیرِ الضَّخْم. ج عِسْقِبٌ ،بالکَسْرِ أَیضاً،و هو جِنْسٌ جَمْعِیٌّ کتَمْر و تَمْرَه،لا جمْعٌ حَقِیقیٌّ ،قاله شیخُنَا.قلت:
و لذلک لَمْ یَعُدَّ ابنُ منْظُور فی الجُمُوع،بل ذَکَرَه مع المُفْرَد و عَسَاقِبُ جَمْعٌ حَقِیقِیٌّ ،و اقتصر علیه ابن مَنْظُور،و جمَعَ بیْنَهما الصَّاغَانِیُّ .
العِسْکِبَهُ ،بالکَسْرِ أَهمله الجَمَاعَه، و الکَافُ لُغَهٌ فی القَافِ هی العِسْقِبَهُ کما تقدم و یکونُ فیه عَشْرُ حَبَّاتٍ و هذا قَیْدٌ غَرِیب.
عَسْلب .هذه الماده أَهْمَلَها المُصَنِّفُ و الجَوْهَرِیُّ و ابنُ مَنْظُور هُنَا.و فی التَّهْذِیب لابْنِ القَطَّاع ما نَصُّه: العَسْلَبَهُ :انتزَاعُکَ الشَیءَ من یَدِ الإِنْسَان.
و کذا عسْنَبْتُ المَاءَ:ثَوَّرتُه.
هُنَا ذَکَرَهُمَا ابْنُ القَطَّاع أَی فی حَرْفِ العَیْن المُهْمَلَه، وَ سَیَأْتِی للمُصَنِّف،ذِکْرُهُما فی الغَیْن المُعْجَمَه.
العُشْبُ ،بالضَّمِّ :الکَلأُ الرَّطْبُ ،واحِدَتُه عُشْبه ،و هو سَرَعان الکَلإِ فی الرَّبِیع یَهِیجُ و لا یَبْقَی.و جَمْعُ العُشْبِ أَعْشَابٌ .و الکَلأُ عند العرَب یَقَع علی العُشْبِ و غَیْرِه.و العُشْبُ :الرَّطْبُ من البُقُول البَرِّیَّهِ ینْبُتُ فی الرَّبِیع.و یُقَال:روضٌ عاشِبٌ :ذُو عُشْب .و رَوْضٌ مُعْشِب .و یَدْخُلُ فی العُشْبِ أَحْرَارُ البُقُول و ذُکورُها.
فأَحْرَارُها:مَا رَقَّ منْها و کان نَاعِماً.و ذُکُورُها:مَا صَلُبَ و غَلُظَ منْهَا.قال أَبو حَنِیفَهَ : العُشْب :کُلُّ ما أَبادَه الشِّتَاءُ و کان نَبَاتُه ثَانِیَهً من أَرُومَهٍ أَو بَذْرٍ.
و أَرْضٌ عَاشِبَهٌ وَ عَشِبَهٌ کفَرِحَه و عَشِیبَهٌ و مُعْشِبهٌ بَیِّنَهُ العَشَابهِ بالفَتْح أَی کَثِیرَهُ العُشْبِ . و مکان عَشِیبٌ بَیِّنُ العَشَابَهِ ،و لایُقَالُ : عشَبَت الأَرْضُ ،و هو قِیاسٌ إِنْ قِیل،و أَنشد لأَبِی النَّجْم:
یَقُلْن (2)للرَّائِدِ أَعْشَبْتَ انْزِلِ
و أَرْضٌ مِعْشَابٌ کمِحْرَابٍ (3)، و أَرَضُونَ مَعَاشیبُ :کَرِیمَهٌ مَنَابِیتُ فإِمَّا أَنْ یَکُونَ جَمْعَ مِعْشَابٍ ،و إِمَّا أَن یَکُونَ من الجَمْعِ الَّذِی لا وَاحِدَ لَهُ .
و یقال:أَرْضٌ فِیهَا تَعَاشِیبُ إِذَا کَانَ فیها أَلوانُ العُشْبِ .
و التَّعَاشِیبُ : العُشْبُ النَّبْذُ المُتَفَرِّقُ ،لا وَاحِدَ لَهُ .
قال ثَعْلَب فی قول الرَّائد:« عُشْباً و تَعَاشِیب ،و کَمْأَهً شِیبْ ،تُثیرُها بأَخْفَافِهَا النِّیبْ »:إِنَّ العُشْب ما قَدْ أَدْرَکَ ، و التَّعَاشِیب ما لَمْ یُدْرِک.و یعنی بالکَمْأَهِ الشِّیب البِیضَ ، و قیل:البیضُ الکِبَارُ،و النِّیبُ :الإِبِلُ المَسَانُّ الإِنَاثُ ، وَاحِدُهَا نَابٌ و نَیُوبٌ .و قال أَبو حَنیفَه:فی الأَرْض تعاشِیبُ ؛ و هی القِطَعُ المُتَفَرِّقَهُ منْه أَی من النّبُتِ ،و قال أَیضاً:
التّعَاشِیبُ :الضُّرُوبُ من النَّبْتِ .و قال فی قَوْل الرَائِد: عُشْباً و تَعَاشِیب الخ: العُشب :المُتَّصِلُ ،و التَّعاشِیبُ :المُتَفَرِّق.
و أَعْشَبَتِ الأَرْضُ :أَنْبَتَتْه، کَعَشَّبَتْ بالتّشْدِید کَذَا هو مضبوط عندنا،و فی أُخْرَی:کفَرِحت.
و کذا اعْشَوْشَبَت أَی إِذَا کَثُر عُشبُها .و
د1- فی حدِیثِ خُزَیْمَه (4): «و اعْشَوْشَبَ ما حَوْلَهَا». أَی نَبَت فیه العُشْبُ الکَثِیرُ،و افْعَوْعَلَ مِن أَبْنِیَهِ المُبَالَغَه،کأَنَّه یَذْهَب بِذَلِک إِلَی الکَثْرَه و المُبَالَغَه و العُمُوم،علی ما ذَهَب إِلَیْهِ سِیبَوَیْه فی هَذَا النَّحْو،کَقَوْلک:خَشُن و اخْشَوْشَنَ ،و لا یُقَال له حَشِیش حتی یَهِیجَ .تَقُول منه:بَلَدٌ عاشِبٌ ،و قد أَعْشَب ،و لا یُقَال فی مَاضِیه إِلاَّ أَعْشَبَتِ الأَرْضُ ،إِذَا أَنْبَتَت العُشْبَ .
و أَعْشَبَ القَوْمُ :أَصَابُوا عُشْباً ، کاعْشَوْشَبُوا ،و بَعِیرٌ عَاشِب ،و إِبِلٌ عَاشِبَه :تَرْعَی العُشْب و تَعَشَّبَتِ الإِبلُ .رَعَتْه أَی العُشْبَ قال:
تَعَشَّبَتْ منْ أَوَّلِ التَعَشُّبِ
بَیْنَ رِمَاح القَیْنِ و ابْنَیْ تَغْلِبِ
ص:233
و تَعَشَّبَت الإِبلُ : سَمِنَت من العُشْب ، کأَعْشَبَت ،هَکَذَا عندَنا فی النُّسَخ،من بَاب الإِفْعَال،و هو خَطَأٌ و الصَّوَاب کاعْتَشَبَت ،من باب الافْتِعَال،و مثلُه فی الأُصول من الأُمَّهَات (1).
و العَشَبَهُ مُحَرَّکَهً ،کالعَشَمَه،بالمیم: النَّابُ الکَبِیرَهُ یقال:شَیخٌ عَشَبَه وَ عَشَمَه،بالمِیم و البَاءِ. و العَشَبَهُ أَیضاً:
الرَّجُلُ القَصِیرُ الدَّمِیمُ (2)کالعَشِیبِ .و المَرْأَه القصِیرَه فی دَمَامهٍ و حَقَارَه،و لَوْ قَال و الأُنْثَی بالهَاءِ لکان کَافیاً بالمَقْصُود، فإِنَّ الدمامَهَ مُعْتَبَرَهٌ مع القِصَر فیهما،کما لا یَخْفَی.
و العَشَبَهُ : الشَّیْخُ المُنْحَنِی کِبَراً. و فی لِسَان العَرَب:و رجُلٌ عَشَبَه :قد انْحَنَی و ضَمَر و کَبِر.و عَجُوزٌ عَشَبَه ،کذَلِکَ ،عن اللِّحْیانِیّ .
و العَشَبَهُ أَیضاً: النَّعْجَهُ الکَبِیرَهُ المُسِنَّهُ .
و یُقَال: أَعْشَبَهُ :أَعْطَاهُ عَشَبَهً ،أَی نَاقَهً مُسنَّهً . و یقال:
سأَلتُه فأَعْشَبَنِی ،بِهَذَا المَعْنَی.
و عَشِب الخُبْزُ کَفَرِح:یَبِسَ ،عن یَعْقُوب.
و عنه أَیضاً:رجل عَشَبَه (3):یابِسٌ من الهُزَالِ ،و أَنْشَد:
جَهِیزَ یا بِنْتَ الکرَام أَسْجِحِی
و أَعْتقی عَشَبَهً ذا وَذَح (4)
و قد عَشُب عَشَابَهً و عُشُوبَهً . و عِیَالٌ عَشَبٌ مُحَرَّکه: لَیْسَ فِیهِم صَغِیرُ قال:
جَمَعْتُ منهم عَشَباً شَهَابِرَا
*و مما یُسْتَدْرَک علی المُصَنِّف: عُشْبَهُ الدَّارِ،و هی التی تَنْبُتُ فی دِمْنتها و حولها عُشْبٌ فی بیاض من الأَرْضِ و التُّرَابِ الطَّیِّب.و عُشْبَهُ الدَّارِ:الهَجِینَهُ مثَلٌ بِذَلِک، کقولهم:خضراءُ الدِّمَنِ :و فی بعض الوَصِیَّاتِ (5):«یا بُنَیَّ لا تَتَّخِذْهَا حَنَّانَهً و لا مَنَّانَه و لا عُشْبَهَ الدَّارِ و لاَ کَبّهَ القَفَا».
العَشْجَبُ کجَعْفَر :أَهْمَلَه الجَوْهَرِیُّ و صَاحِبُ الِّلسَان،و قَالَ ابنُ دُرَیْد:هو الرَّجُلُ المُسْتَرْخِی ، نقله الصَّاغَانِیُّ .
العَشْرَبُ ،کجَعْفَرٍ و هَمَلَّعٍ أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ، و قَال الأَزْهَرِیُّ :هو کالعَشْرَمِ بالمیم: الشَّهْمُ (6)بالشِّین المُعْجَمَه،و فی نُسْخَه بالمُهْمَلَه،و هو نَصُّ التَّهْذِیب المَاضِی ،و اقْتَصَر فی الضَّبْط علی الأَخِیر،و العَشْرَبُ :
الخَشِن،و العَشْرَبُ : الأَسَدُ، کالعُشَارِبِ بالضَّمِّ ،یقال:
أَسَدٌ عَشْرَبٌ ،کعَشْزَبٍ ،و رجُلٌ عُشَارِبٌ :جَرِیءٌ مَاضٍ .
و العَشْرَبُ : الشَّدِیدُ الجَرْی بالإِضافَه أَو الجَریءُ،علی مثال فَعِیل،کما فی نُسْخَهٍ أُخْرَی.
العَشْزَبُ و العَشَزَّبُ :کجَعْفرٍ و هَمَلَّع، أَهملَه الجَوْهَرِیّ ،و هما لُغَتَان فی المُهْمَلَه بمعْنَی الشّدِید و زاد أَبو عُبَیْدٍ البَکْریّ فی شَرْح أَمَالی القَالِیّ :الغَلِیظ ،کما نقَلَه شیخُنَا، من الأُسُود. یقال:أَسَدٌ عَشْزَبٌ أَی شدید.
و أَشار له ابنُ مَنْظُور فی المُهْمَلَه (7).
العَصَبُ مُحَرَّکَهً عَصَبُ الإِنْسَانِ و الدّابّه.
و الأَعْصَابُ : أَطْنَابُ المَفَاصِل التی تُلائِمُ بَینها (8)و تَشُدُّها، و لیس بالعَقَب،یَکُونُ ذلکَ للإِنْسَان و غَیْره،کالبَقَر و الغَنَم و النَّعَم (9)و الظِّباء و الشَّاء،حکاه أَبو حنیفه،الواحده عَصَبه ، و سیأْتی ذکرُ الفَرْق بین العَصَبِ و العَقَب.
و العَصَبُ : شَجَرٌ یلْتَوِی علی الشَّجَر،و له وَرَقٌ ضَعیف.و قالَ شَمر:هو نَبَاتٌ یَتَلَوَّی (10)علی الشَّجَر،و هو الَّلبْلاَبِ ، کالعَصْب بفَتْح فَسُکُون،عن أَبی عمرو، و یُضَمّ ، و الوَاحِدَه العَصْبَه و العَصَبَه محرّکه و العُصْبَه ،بالضَّمِّ ، الأَخِیره عن أَبی حَنِیفَه،حَکَاها عن الأَزْدِیّ قال:
إِنّ سُلَیْمی عَلِقَت فُؤَادِی
تَشَبُّثَ العَصْبِ فُروعَ الوَادِی
و سیأْتِی مزیداً علی ذلک قریباً.
ص:234
و العَصَب مُحَرَّکَه: خِیَارُ القَوْم،و عَصِبَ اللَّحْمُ کفَرِح أَی کَثُرَ عَصَبُه ،و لحم عَصِبٌ :صُلْبٌ شَدِیدٌ کَثیرُ العَصَب .
و العَصْبُ :الطَّیُّ الشَّدیدُ و اللَّیُّ عَصَبَه یَعْصِبُه عَصْباً :
طَوَاه و لَوَاه.
و قِیلَ :هو الشَّدُّ.و العَصْبُ : ضَمُّ ما تَفَرَّقَ مِنَ الشَّجَر بحَبْل و خَبْطُه لِیَسْقُطَ وَرقُه،و
17- رُوِیَ عن الحَجَّاج: أَنَّه خَطَب الناسَ بالکُوفَه.فقال:« لأَعْصِبنَّکُم عَصْبَ السَّلَمَه».
السَّلَمَه:شَجَرَهٌ من العِضاه ذاتُ شَوْک و ورَقُها القَرَظُ الذی یُدبَغُ به الأَدَمُ و یَعْسُر خَرْطُ وَرَقِها لکَثْرَهِ شَوْکِها، فتُعْصَبُ أَغصانُها بأَن تُجْمَع،و یُشَدّ بَعْضُها إِلَی بَعْض بِحَبْلٍ شَدّاً شَدِیداً،ثم یَهْصُرُها الخَابِط إِلَیْه و یَخبِطُها بعَصاه فَیَتَنَاثَر ورَقُها للمَاشِیَه،و المَنْ أَرادَ جَمْعَه.و قیل:إِنَّما یُفْعَل بِهَا ذَلِکَ إِذَا أَرَادُوا قَطْعَها حتی یُمْکنَهم الوُصُولُ إِلَی أَصْلِهَا و أَصْلُ العَصْب :اللَّیُّ .و منه شَدّ خُصْیَیِ مُثَنَّی، التَّیْسِ و الکَبْش و غَیْرهما من البَهَائم شَدّاً شَدیداً حتی یَسْقُطا ،و فی بعض الأُمَّهات یَنْدُرَا (1)بدل یَسْقُطَا من غیْر نَزْعٍ أَو سَلّ (2).
یقال: عَصَبْتُ التیسَ أَعْصِبُه فهو مَعْصُوبٌ .
و من أَمْثَالِ العَرَب: «فلانٌ لا تُعْصَبُ سَلَماتُه» یضرب مَثَلاً للرَّجُلِ الشَّدِید العَزِیز الَّذِی لا یُقْهَر و لا یُسْتَذَلُّ .
و منه قولُ الشَّاعر:
و لا سَمُراتی یبتغیهن عاضدُ (3)
و لا سَلَماتِی فی بَجِیلَه تُعْصَبُ
کذا فی الأَسَاس و المُسْتَقْصَی و لِسَان الْعَرَب.
و فی الأَسَاس:علَیْهِم أَردِیَهُ العَصْب ؛و هو ضَرْبٌ من البُرُودِ الیَمَنیَّه یُعْصَب غَزْلُه،أَی یُدْرَج[ثم یُصبغ] (4)ثم یُحَاک،و لیس من بُرُودِ الرَّقْم،و لا یُجْمَع،إِنَّمَا یقال:بُرْدُ عَصْبٍ و بُرُودُ عَصْبٍ ،أَی بالتَنوین و الإِضافه کما فی النِّهَایَهِ ؛لأَنَّه مُضَافٌ إِلی الفعل،و ربَّما اکتَفَوْا بأَنْ یَقُولُوا:
علیه العَصْب لأَن البُرْدَ عُرِفَ بِذَلِک الاسْم قال:
یَبْتَذِلْنَ العَصْبَ و الخَزَّ
معاً و الحَبِرَات
و منه قِیلَ للسَّحَاب کاللَّطْخِ : عَصْبٌ .و
16- فی الحدِیث:
«المُعْتَدَّه لاَ تَلْبَسُ المُصَبَّغَهَ إِلاّ ثوبَ عَصْبٍ ». العَصْبُ :
برودٌ یَمَنِیَّه یُعصَب غَزلُهَا أَی یُجْمَعُ و یُشَدُّ ثم یُصْبَغُ و یُنسَجُ فیَأْتِی مَوْشِیًّا لِبَقَاء ما عُصِب فیه (5)أَبیضَ لم یَأْخُذْه صِبْغٌ .
و قیل:هی بُرُودٌ مُخَطَّطَهٌ ،فیکونُ النَّهْیُ للمُعْتَدَّه عمَّا صُبِغ بَعْد النَّسْج،و
17- فی حدیث عُمَرَ رَضِی اللّهُ عَنْه: «أَنَّه أَراد أَن یَنْهَی عن عَصْبِ الیَمَن و قَالَ :«نُبِّئْتُ أَنَّه یُصبَغُ بالبَوْل،ثم قال:نُهِینَا عن التَّعَمُّق». کذا فی لِسَان العَرَب،و بَعْضُها فی الأَسَاسِ و الفَائِقِ و فَتْح البارِی و المَشَارِقِ و المَطَالِع و المِصْبَاح و المُجْمَلِ .
و نقل شیخُنَا عن الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیّ أَن العَصْبَ بُرودُ الیَمَن؛لأَنَّهَا تُصْبَغ بالعَصْب و لا یَنْبُتُ العَصْبُ و الوَرْسُ و اللُّبَانُ إِلاّ فی الیَمَن،قاله أَبو حَنیفَه الدِّینَورِیّ فی کتاب النَّبات،و قد قلَّدَه السُّهَیْلیّ فِی ذلِک،و خالف الجُمْهُورَ حیث إِنَّهم أَجمَعُوا علی أَنّه من العَصْب ،و هو الشَّدّ،لئلا یَعُمّ الصِّبغ للبُردِ کلّه،کما تَقَدَّم.
و فی لسان العرب ما نَصُّه:و
15,14- فی الحَدِیث: أَنَّه قال لثَوْبَانَ :
«اشتَرِ لِفَاطِمَهَ قِلادَهً من عَصْبٍ و سِوَارَیْنِ من عَاج». قال الخَطَّابیّ فی المَعَالم:إِن لَم تَکُن الثِّیَابَ الیَمَنِیه (6)فلا أَدری ما هُو (7)،و ما أَدْرِی (8)أَن القلاده تَکُون مِنهَا.و قال أَبو موسی:یَحْتَمِل عِنْدِی أَنَّهَا هی العَصَب بفتح الصَّادِ،وَ هِی أَطْنَاب المَفَاصِل (9)و هو شیءٌ مُدوَّر فیُحتَمَل أَنَّهم کانُوا یَأْخذُون عَصَب بَعْضِ الحَیَوانَات الطَّاهِرَه فیَقْطَعُونَه و یَجْعَلُونَه شِبْهَ الخَرَز،فإِذا یَبِسَ یَتَّخذُون منه القَلاَئِد،فإِذا جَازَ و أَمْکَنَ أَن یُتّخَذَ من عِظَامِ السُّلَحْفَاهِ وَ غَیْرِها الأَسْوِرَهُ جَازَ و أَمْکَنَ أَن یُتَّخَذَ من عَصَب أَشْبَاهِها خَرَزٌ یُنظَم مِنْهَا (10)القَلاَئِدُ.قَال:ثم ذَکَر لی بعضُ أَهْلِ الیَمَن أَنَّ العَصْب
ص:235
سِنُّ (1)دابَّه بحرِیَّهٍ تُسَمَّی فرسَ فِرْعونَ ،یُتَّخَذُ منها الخَرَزُ و غیرُ الخَرَز من نصابِ سِکِّینٍ و غَیْرِه،و یکون أَبیضَ ، انتهی.
و العَصْبُ : غَیْمٌ أَحْمَر تراه فی الأُفُق الغَربِیّ یَکُونُ أَی یَظْهر فِی سِنِی الجَدْبِ أَی القَحْطُ ،قال الفَرَزْدَقُ :
إِذَا العَصْبُ أَمْسَی فی السَّمَاءِ کأَنَّه (2)
سَدَی أُرجُوَانٍ و استَقَلَّت عَبُورُهَا
کالعِصَابه ،بِالکَسْر قال أَبو ذُؤَیب:
أَ عَیْنَیَّ لاَ یَبْقَی علی الدَّهْرِ فَادِرٌ (3)
بتَیْهُورَهٍ تَحْتَ الطِّخَافِ العَصَائِبِ
و قد عَصَبَ الأُفُقُ یَعْصِب أَی احْمَرَّ.
و العَصْبُ : شَدُّ فَخِذَی النَّاقَه أَو أَدْنَی مُنْخُرَیْهَا بحَبْل لِتَدِرَّ اللبنَ کالعِصَابِ .و قد عَصَبَهَا یَعْصِبُها ،و سَیَأْتی.
و فی الأَسَاسِ :و مِثْلِی لا یَدِرُّ بالعِصَابِ أَی لا یُعْطِی بالقَهْرِ و الغَلَبَه.قلت:وَ یَأْتِی المَزِیدُ علی ذَلِکَ قَرِیباً.
و العَصْبُ : اتِّسَاخُ الأَسْنَان من غُبَار و نَحْوه کشِدَّه عَطَشٍ أَو خَوْفٍ کالعُصُوبَ بالضم،و قد عَصَبَ الفَمُ یَعْصَبُ عَصْباً و عُصُوباً .
و العَصْبُ : الغَزْلُ و الفَتْلُ .و العَصَّاب :الغَزَّال (4).قال رُؤْبَهُ :
طَیَّ القَسَامِیّ بُرودَ العَصَّابْ
القَسَامِیُّ :الذِی یَطْوِی الثِّیابَ فی أَوّل طَیِّهَا حَتَّی یَکسر (5)علی طیِّها.
و العَصْبُ : القَبْضُ و عَصَب الشیءَ و عَصَب عَلَی الشَّیْ ءِ :قَبَضَ عَلَیْهِ کالعِصَابِ بالکَسْرِ،أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
و کُنَّا یا قُرَیْشُ إِذَا عَصَبْنَا
یَجیء عِصَابُنَا بِدَمٍ عَبِیطِ
عِصَابُنا أَی قَبْضُنَا علی مَنْ یُغادی (6)بالسُّیُوف.
و العَصْب : جَفَافُ الرِّیق أَی یُبْسُه فی الفَمِ . و فوه عَاصِبٌ .و عَصَبَ الرِّیقُ بِفِیه بالفَتْحِ یَعْصِب عَصْباً ،و عَصِبَ کَفَرِح:جَفَّ و یَبِسَ عَلَیْهِ .قال ابنُ أَحْمَرَ:
یُصَلِّی عَلی مَنْ مَاتَ مِنَّا عَرِیفُنَا (7)
و یَقرأُ حَتَّی یَعْصِبَ الریقُ بالفَمِ
و رجل عَاصِبٌ : عصَب الرِّیقُ بِفِیه.قال أَشْرَسُ بْنُ بَشَّامَه الحَنْظَلِیُّ :
وَ إِنْ لَقِحَت أَیْدِی الخُصُومِ وَجَدْتَنی
نَصُوراً إِذَا ما اسْتَیْبَسَ الریقَ عَاصِبُهْ
لَقِحَت:ارتَفَعَت.شبَّه الأَیْدِیَ بأَذْنَاب اللَّوَاقِح مِنَ الإِبِل.
وَ عَصَبَ الریقُ فَاهُ یَعْصِبُه عَصْباً :أَیْبَسَه.قال أَبُو مُحَمّد الفَقْعَسِیّ :
یَعْصِبُ فَاهُ الرِّیقُ أَیَّ عَصْبِ
عَصْبَ الجُبَاب بشِفَاهِ الوَطْبِ
الجُباب (8):شِبْه الزُّبْدِ فی أَلبَانِ الإِبِلِ .
و
14- فی حَدِیث بَدْر: «لَمَّا فَرَغَ مِنْهَا أَتَاهُ جِبْرِیل و قد عَصَب رأَسَه الغُبَارُ». أَی رَکِبهَ و عَلِقَ بِهِ ،مِن عَصَب الرِّیقُ فَاه إِذَا لَصِق بِهِ ،و
16- رَوَی بعضُ المُحَدِّثِین: «أَنَّ جِبْرِیل جَاءَ یومَ بَدر علی فَرَسٍ أُنْثَی و قد عَصَم ثَنِیَّتیه (9)الغُبَار». فإِن لم یکن غَلَطاً من المُحَدِّث فهی لُغَهٌ فی عَصَبَ و البَاء و المیم یتعاقبان فی حُرُوف کَثِیرَه لقُرْب مَخْرَجَیْهما.یقال:ضَرْبهُ لازِبٍ و لازِمٍ ،و سَبَّدَ رَأْسَه و سَمَّده.کذا فی لسان العرب.
و العَصْبُ : لُزُومُ الشیءِ یقال عَصَبَ الماءَ:لزِمَه.و هذا عَنِ ابْن الأَعْرَابِیّ و أَنْشَد:
و عَصَبَ (10)المَاءَ طِوَالٌ کُبْدُ
ص:236
و یقَال: عَصَبَ الرجُلُ بیتَه أَی أَقَام فی بَیْته لا یَبْرَحُه لاَزماً لَه. و العَصْب : الإِطَافَهُ بالشَّیْ ءِ قال ابنُ أَحْمَرَ:
یا قومِ ما قَوْمِی علی نَأْیِهِمْ
إِذْ عَصَبَ النَّاسَ شَمَالٌ و قُرّ (1)
یَعْجَب مِن کَرَمِهم وَ قَالَ :نِعْمَ القومُ [هم] (2)فی المَجَاعَه إِذْ عَصَبَ الناسَ شَمالٌ و قُرٌّ،أَی أَطَاف بِهِم و شَمِلَهم بَرْدُهَا.
و یقال: عَصَبَ الغُبَارُ بالجَبَل و غَیْرِه:أَطَافَ ،کذا فی لِسَان الْعَرَب.
و فی الأَسَاسِ :و عَصَبوا بِهِ (3)،أَی أَحَاطُوا.وَ وجَدْتُهم عَاصِبِین به.و منه العَصَبَه .
و العَصْبُ : إِسْکَانُ لاَمِ مُفَاعلَتُنْ فی عرُوضِ الوَافِر ورَدُّ الجُزْءِ بِذلِک إِلَی مَفَاعِیلُنْ و إِنَّمَا سُمِّی عَصْباً لأَنَّه عُصِب أَن یَتَحرَّک أَی قُبِضَ ، و فِعْلُ الکُلِّ مما تَقَدَّم کضَرَب إِلا العَصْب بمعْنَی جَفَافِ الرِّیق،فإِنَّ مَاضِیَه رُوِی بالوَجْهَیْن الفتح و الکَسْر،کما أَشَرْنَا إِلَیْه.
و العِصَابَهُ بالکَسْر:ما عُصِب بِه، کالعِصابِ ،بالکَسْر أَیْضاً،و العصب (4)قالَه ابنُ مَنْظُور.و عَصَّبَهُ تَعْصِیباً :شَدَّه، و اسمُ ما شُدَّ بِهِ العِصَابَهُ .
و فی الأَسَاس،و یقال:شَدَّ راسه بعِصَابه ،و غَیْره:
بِعِصابٍ و العِصَابَهُ أَیضاً:التَّاجُ و العِمَامَهُ . و العَمَائِمُ یُقال لها العَصَائِب .قال الفَرَزْدَق:
و رکْبٍ کأَنَّ الریحَ تَطْلُبُ مِنْهُمُ
لها سَلَباً من جَذْبِها (5)بالعَصَائِبِ
أَی تَنفُض لَیَّ عَمَائِمهم مِنْ شِدَّتها فکأَنَّها تَسْلُبهم إِیَّاها.
و نقل شیخُنَا عن عِنَایَه الشِّهَاب فی البَقَرَه:أَنَّ العِصَابَهَ ما یُسْتَرُ بِه الرأْسُ و یُدارُ عَلَیْه قَلِیلاً،فإِن زَادَ فعِمَامه.فَفَرَّقَ بین العِصَابَه و العِمَامَه،و ظَاهِر المُصَنِّف أَنّها تُطْلَق علی ما ذَکَره و علی العِمَامه أَیْضاً،کأَنَّه مُشْتَرَک،وَ هو الَّذِی صَرَّح به فی النِّهَایَهِ ،انْتَهَی.و فی لسان العرب: العِصْبَهُ :هَیْئه الاعْتِصَابِ ،و کل ما عُصِبَ به کَسْرٌ أَو قَرْحٌ من خِرْقَهٍ أَو خَبِیبَهٍ (6)فهو عِصَابٌ [له] (7)و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّه رَخَّص فِی المَسْحِ علی العَصَائِبِ و النَّسَاخِینِ ». و هی کُلُّ ما عَصَبْتَ بِهِ رأْسَک من عِمَامَه أَو مِنْدِیلٍ أَو خِرْقَهٍ ،و الذِی
16- وَرَدَ فی حَدِیث بَدْر قَال عُتْبَهُ بْنُ رَبِیعَه: «ارْجِعُوا و لا تُقَاتِلُوا و اعْصِبُوهَا بِرَأْسِی». قال ابنُ الأَثِیر:
یُرِید السُّبَّه التی تَلْحَقُهُم بِتَرْکِ الحَرْب و الجُنُوح إِلی السِّلْم، فأَضْمَرَها اعْتِمَادَاً علی مَعْرِفَهِ المُخَاطَبِین،أَی اقْرُنُوا هَذه الحَالَ بِی و انْسُبُوها إِلیَّ و إِن کانَتْ ذَمِیمَهً .
و المَعْصُوبُ :الجَائِعُ جِدّاً و هو الَّذِی کادَتْ أَمعاؤُه تَیْبَسُ جُوعاً،و خَصَّ الجَوْهَرِیُّ هُذَیْلاً بهذه اللُّغَه.و قد عَصَبَ کَضَرَب یَعْصِب عُصُوباً ،و قیل:سُمِّیَ مَعْصُوباً لأَنه عَصَب بطْنَه بحَجَرٍ من الجُوع.و
16- فی حَدِیثِ المُغِیرَه: «فإِذا هو مَعْصُوبُ الصَّدْرِ». قیل:کَان مِنْ عَادَتِهِم إِذَا جَاعَ أَحدُهم أَن یَشُدَّ جوفَه بعِصَابه ،و رُبّمَا جَعَلَ تَحْتَها حجَراً.
و المَعْصُوبُ : السَّیْفُ اللَّطِیفُ و قال البَدْرُ القَرَافِیّ :هو من أَسْیَاف رَسُولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم،فهو مُسْتَدْرَک لِأَنَّه لم یُذْکَر مع أَسْیَافِ رَسُولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم فی کُتُب السِّیَر،و قد بَسَط ذَلِک شیخُنَا فی هَذِه الماده و فی«ر س ب».
و تَعَصَّبَ أَی شَدَّ العِصَابَهَ .و تَعَصَّب : أَتَی بالعَصَبِیَّه ، مُحَرَّکَه،و هو أَنْ یَدْعُوَ الرّجلُ إِلی نُصْرَهِ عَصَبَته و التَّأَلُّبِ مَعَهم علی من یُنَاوِئهم ظَالِمین کَانُوا أَوْ مَظْلُومِین،و قد تَعَصَّبُوا عَلَیْهُم إِذا تَجَمَّعُوا،و
16- فی الحَدِیثِ : « العَصَبِیُّ مَنْ یُعِین قومَه علی الظُّلْم». و قیل: العَصَبِیُّ هُو الَّذِی یَغْضَب لعَصَبَته و یُحَامِی عَنْهم.و التَّعَصُّبُ :المُحَامَاهُ و المُدَافَعَه و تَعَصَّبْنَا له و مَعَه:نَصْرْنَاه.
و تَعَصَّبَ : تَقَنَّعَ بالشَّیْ ءِ و رَضِیَ بِهِ ، کاعْتَصَبَ بِهِ .
و یقال: عَصَّبَهُ تَعْصِیباً إِذَا جَوَّعَه و عَصَّبَتْهُم السِّنونَ تَعْصِیباً :أَجاعَتْهُم،فهو مُعَصَّب ،أَی أَکلت مالَه السِّنُونَ (8)و عَصَّبَ الدهرُ مالَه: أَهْلَکُه.
ص:237
و العَصَبَهُ مُحَرَّکَهً :هم الَّذِینَ یَرِثُونَ الرَّجُلَ عن کَلاَلَهٍ من غَیْرِ وَالِدٍ وَ لاَ وَلَدٍ. و عَصَبَهُ الرَّجُلِ :بَنُوه و قَرَابَتُه لأَبِیه.
و فی التهذِیبِ :و لم أَسْمَعْ للعَصَبَهِ بِوَاحِد،و القِیَاسُ أَن یکُون عَاصِباً ،مثلَ طَالِبٍ و طَلَبَه،و ظَالِم و ظَلَمَه فَأَمَّا فِی الفَرَائِضِ فکُلُّ مَنْ لَمْ یَکُن لَه فَرِیضَهٌ مُسَمَّاهٌ فهو عَصَبَهٌ إِنْ بَقِیَ شَیْ ءٌ بَعْدَ الفَرَائِض أَخَذَ ،هذَا رَأْیُ أَهْلِ الفَرَائِض و الفُقَهَاء وَ عند أَئمه اللغه: العَصَبَه : قَوْمُ الرَّجُلِ الَّذِین یَتَعَصَّبُون لَه ،کأَنّه علی حَذْفِ الزَّائد،و قِیل: العَصَبَه :
الأَقَارِبُ مِن جِهَه الأَب؛لأَنهم یَعْصِبُونَه و یَعْتَصِب بِهِم أَی یُحِیطون به و یَشْتَدُّ بهم.و قال الأَزْهَرِیّ : عَصَبَهُ الرَّجُلِ :
أَولیاؤُه الذُّکُوره من وَرَثَتِهِ ،سُمُّوا عَصَبهً لأَنَّهُم عَصَبُوا بِنَسَبِه أَی استَکَفُّوا بِهِ ،فالأَب طَرَفٌ ،و الابْنُ طَرَفٌ ،و العَمُّ جَانِبٌ ،و الأَخُ جَانبٌ ،و الجَمْعُ العَصَبَاتُ .و العَرَبُ تُسَمِّی قَرَابَاتِ الرَّجُلِ أَطرافَه،و لمّا أَحاطَتْ به هَذه القراباتُ و عَصَبت بنَسَبه سُمُّوا عَصَبَهً ،و کُلُّ شیء استدَارَ بِشَیْ ء فَقَد عَصَبَ [بِه] (1)،و العمائمُ یقال لها العَصَائِب مِنْ هَذَا.ثم قال:و یقال: عَصَبَ القومُ بِفُلاَن أَی استَکفُّوا حَوْلَه و عَصَبَت الإِبِلُ بعَطَنِهَا إِذا استَکَفَّت بِهِ ،قَال أَبو النَّجْمِ :
إِذْ عَصَبَتْ بالعَطَنِ المُغَرْبِلِ
یَعْنِی المُدقَّقَ تُرَابُه.
و العُصْبَه بالضَّمِّ مِنَ الرِّجَالِ و الخَیْلِ بفُرْسَانِهَا وَ جَمَاعَهِ الطَّیْرِ و غیرِها (2): مَا بَیْنَ الثَّلاَثَه إِلَی العَشَرَه،و قیل:ما بَیْنَ العَشَرَهِ إِلَی الأَرْبَعِین ،و قیل: العُصْبَه :أَرْبَعُون،و قِیل:
سَبْعُون.و قد یُقَالُ :أَصْلُ مَعْنَاهَا الجَمَاعَه مُطْلَقاً،ثم خُصَّتْ فی العُرْفِ ،ثم اختُلفَ فِیه،أَو الاخْتِلافُ بحَسَبِ الوَارِد،حَقَّقَه شیخُنَا کالعِصَابَه ،بالکَسْر ،فی کُلٍّ مِمَّا ذُکِر.
قال النَّابِغَه:
عِصَابَه طَیْرٍ تَهْتَدِی بعَصَائِب (3)
و
1- فی حَدِیث عَلِیٍّ رَضی اللّهُ عَنْه: «الأَبْدَالُ بالشَّامِ ،و النُّجَبَاءُ بمِصْر،و العَصَائِبُ بالعِرَاقِ ». أَرادَ أَن التَّجَمُّعَ للحُرُوبِ یکونُ بالعِرَاق،و قیل:أَرادَ جَمَاعَهً من الزُّهَّادِ، سَمَّاهم بالعَصَائِبِ ؛لأَنَّه قرنَهم بالأَبْدالِ و النُّجَبَاءِ.
و فی لِسَان العَرَبِ :فی التَّنْزِیل وَ نَحْنُ عُصْبَهٌ (4)قال الأَخْفَشُ : العُصْبَه و العِصَابَهُ :جَمَاعَهٌ لیسَ لها وَاحِدٌ.قال الأَزْهَریُّ :و
16- ذَکَر ابْنُ المُظَفَّر فی کتابه حَدیثاً: «أَنَّه یَکُون فی آخِرِ الزَّمان رَجُلٌ یقال له أَمِیرُ العُصَب ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو جمع عُصْبَه ،أَی کغُرْفَه و غُرَف،فیکُونُ مَقِیساً، کالعَصَائِب . و
17- فی حَدِیثِ الزُّبَیْرِ بْنِ العَوَّام: لَمَّا أَقبلَ نَحْوَ البَصْرَه و سُئل عن وَجْهِه،فقال:
عَلِقْتُهمْ إِنّی خُلِقْتُ عُصْبَهْ
قَتَادَهً تَعَلَّقَت بِنُشْبَهْ .
قال شَمِرٌ:و بَلَغَنی أَنّ بعضَ العَرَب قال:
غَلَبْتُهم إِنّی خُلِقْتُ عُصْبَهْ
قَتَادَهً مَلْوِیَّهً بنُشْبَهْ (5)
قال:و العُصْبَهُ :نباتٌ یَلْتَوِی (6)علی الشَّجَر،و هُوَ اللَّبْلاَب.و النُشْبَهُ من الرِّجَال:الَّذِی إِذَا عَبِثَ (7)بشیء لم یَکَد یُفارِقُه.
و یقال للرَّجُلِ الشَّدِیدِ المِرَاس:«قَتَادَهٌ لُویَتْ بَعُصْبَه »، و المَعْنَی:خُلِقْتُ عُلْقَه لخُصُومِی،فوَضَعَ العُصْبَه مَوْضع العُلْقَه،ثم شَبَّه نفسَه فی فَرْطِ تَعَلُّقه و تَشَبُّثه بهِم بالقَتَادَه إِذَا استَظْهَرَت فی تَعَلُّقِها و اسْتَمْسَکَت بنُشْبَه،أَی بشیء شَدِیدِ النُّشوب،و الباءُ التی فی قَوْله بُنْشَبهٍ للاستِعَانَه کالَّتی فی:
کتبتُ بالقَلَم.
و أَما قولُ کُثَیِّر:
بادِیَ الرَّبْعِ و المَعَارِفِ منهَا
غیرَ رَسْمٍ کعُصْبَهِ الأَغْیَالِ
فقد رُوِیَ عن ابن الجَرَّاحِ أَنه قال: العُصْبه : هَنَهٌ تَلْتَفُّ علی القَتَادَهِ ،هکَذَا فی النُّسخ الکَثِیرَه،و هو الصَّوَابُ ،
ص:238
و فی بَعْضِها علی الفَتَاهِ ،بالفَاءِ و الفَوْقِیَّه،مُؤَنَّث الفَتَی،و فی أُخْرَی بالقَافِ و النُّون،و کلاهُما تَحْرِیف،و إِن صَحَّحَ بعضُّهم الثَّانیه،علی ما قاله شیخُنَا لا تُنْزَعُ عَنْهَا إِلاَّ بِجَهْد.
و فی بعض أُمَّهَاتِ اللغه بَعْدَ جَهْد،و أَنْشَد ابنُ الجَرَّاح:
تَلبَّسَ حُبُّهَا بدَمِی و لَحْمِی
تَلَبُّسَ عُصْبَهٍ ؟؟؟لفُرُوعٍ ضَالِ
و اعْتَصَبُوا :صَارُوا عُصْبَهً هکذا بالتَّکْرَار فی نُسْخَتِنا، و علیها عَلاَمه الصِّحَّه،و الَّذِی فی لسان العرب و المُحْکَم الاقْتِصارُ عَلی وَاحِد (1).قال أَبو ذُؤَیْب:
هَبَطْن بَطْنَ رُهَاطٍ و اعْتَصَبْنَ کَمَا
یَسْقِی الجُذُوعَ خِلاَلَ الدُّورِ نَضَّاحُ
و عَصَب النَّاقهَ :شدَّ فَخِذَیْهَا لِتَدِرَّ أَی تُرْسِل الدَّرَّ و هو اللَّبَنُ و نَاقَهٌ عَصُوبٌ :لا تَدِرُّ إِلاَّ کَذلِک و فی بَعْضِ الأُمَّهَات:إِلا عَلی ذلک،قال الشَّاعر:
و إِن صَعُبَت عَلَیْکم فاعْصِبُوهَا
عِصَاباً تُسْتَدَرُّ بِهِ شَدِیدَا
و قال أَبو زید: العَصُوبُ :الناقه الَّتی لا تَدِرّ حتی تُعْصَبَ أَدانِی مُنْخُرَیْهَا بخَیْط ثم تُثَوَّر و لا تُحَلُّ حتی تُحْلب.و
17- فی حدیث عمرو (2)و مُعَاوِیَه: «أن العَصُوبَ یَرْفُقُ بها حَالِبُهَا فتَحْلُبُ العُلْبهَ ». قال: العَصُوبُ :النَّاقَه التی لا تَدِرُّ حَتَّی یُعْصَب فَخِذَاها أَی تُشَدَّا (3)بالعِصَابه .و العِصَابُ :ما عَصَبها بِهِ .و أَعْطَی علی العصْبِ أَی علی القَهْر مَثَلٌ بِذلِک.قال الحُطَیْئَهُ :
تَدِرُّونَ إِنْ شُدَّ العِصَابُ عَلَیْکُمُ
و نَأْبَی إِذَا شُدَّ العِصَابُ فلا نَدِرّ
قال:شیخُنَا:و هِی من الصِّفَات المَذْمُومَه فی النُّوق.
و عَصِبُوا بِهِ کسَمِعَ و ضَرَبَ :اجْتَمَعُوا حَوْله.قال سَاعِدَهُ :
و لکِنْ رأَیْتُ القَوْمَ قد عَصَبُوا بِهِ
فلا شَکَّ أَنْ قَدْ کَانَ ثَمَّ لَحِیمُ (4)
و فی الأَسَاس: عَصَبُوا بِهِ (5):أَحَاطُوا.و وجَدْتُهُم عَاصِبِینَ بِهِ و قَدْ تَقَدَّم.
و العَصُوبُ من النساءِ: المَرْأَهُ الرَّسْحَاءُ أَوِ (6)الزَّلاَّءُ ، و کلاهما عن کُرَاع.و قال أَبو عُبَیْدَه: العَصُوبُ :الرَّسْحَاءُ (7)و المَسْحَاءُ و الرَّصْعَاءُ و المَصْوَاءُ و المِزْلاَقُ و المِزْلاَجُ و المِنْدَاصُ .
و اعْصَوْصَبَتِ الأَبلُ :جَدَّت فی السَّیْرِ کأَعْصَبَت ، و اعْصَوْصَبَ القومُ إِذَا اجتَمَعُوا،فإِذا تَجَمَّعُوا علی فَرِیقٍ آخَرینَ قیل: تَعَصَّبُوا .و اعْصَوْصَبُوا :استَجْمَعُوا و صَارُوا عِصَابَه و عَصَائِبَ ،و کَذَلِک إِذَا جَدُّوا فی السَّیْر و اعْصَوْصَبَتِ الأَبِلُ و عَصبَت و عَصِبَت : اجْتَمَعَتْ . و
16- فی الحَدِیث: «أَنَّه کان فی مَسِیرٍ فرَفَع صوتَه،فلما سَمعوا صَوْتَه اعْصوْصبُوا ». أَی اجْتَمَعُوا و صَارُوا عِصَابَهً واحِدَهً وجَدُّوا فی السَّیْر و اعْصَوْصَبَ الیوم و الشَّرُّ (8):اشْتَدَّ و تجَمَّع،کأَنَّه من الأَمْرِ العَصِیبِ أی الشَّدِید و فی التَّنْزِیلِ : هذا یَوْمٌ عَصِیبٌ (9)،قال الفرَّاءُ یومٌ عَصَبْصَبٌ و عَصِیبٌ :شَدیدٌ الحَرِّ أَو شَدِیدٌ. و لیلهٌ عَصِیبٌ ،کَذَلک،و لم یَقُولُوا عصیبه (10)قال کُرَاع:هُو مُشْتَقٌّ من قَوْلک: عَصَبْتُ الشیءَ إِذَا شَدَدْتَه، و لیسَ ذَلِک بمَعْرُوف.أَنشد ثَعْلَب فی صفه إِبلٍ سُقِیَت:
یا رُبَّ یَوْم لَکَ مِنْ أَیَّامِهَا
عَصَبْصَب الشَّمْس إِلَی ظَلامِها
و قال الأَزْهَرِیّ :هو مأْخُوذٌ مِن قَوْلِک عَصَبَ القومَ أَمرٌ یَعْصِبُهُم عَصْباً إِذَا ضَمَّهُم و اشْتَدَّ عَلَیْهِم.و قَال أَبُو العَلاء:
یوم عَصَبْصَبٌ :بَارِدٌ ذو سَحَابٍ کَثِیر،لا یَظْهَرُ فِیه مِن السَّمَاء شَیءٌ،کذا فی لسان العرب.
و العَصِیبُ من أَمْعَاءِ الشَّاءِ:ما لُوِی مِنْهَا:و العَصیبُ :
الرِّئَهُ تُعَصَّبُ بالأَمْعَاءِ فتُشْوَی و الجَمْعُ أَعْصِبَهٌ و عُصُبٌ . قال حُمَیْدُ بْنُ ثَوْر و قِیلَ هو للصِّمَّهِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ القُشَیْرِیّ :
ص:239
أُولئک لم یَدْرِینَ ما سَمَکُ القُرَی
و لا عُصُبٌ فِیهَا رِئَاتُ العَمَارِسِ
و فی لسان العرب:و یُقَالُ لأَمْعَاءِ الشَّاهِ إِذَا طُوِیَت و جُمِعَت ثم جُعِلَت فی حَوِیَّه من حَوَایَا بَطْنِها: عُصُبٌ ، واحِدُها عَصِیبٌ .
و التَّعْصِیبُ :التَّسْوِیدُ ،من سَوَّدَه قَوْمُه إِذَا صَیَّروهُ سَیِّداً.
و فی الأَسَاس:و کَانُوا إِذَا سَوَّدُوه عَصَّبُوه ،فجری التَّعْصیبُ مَجْرَی التَّسْوِید. و المُعَصِّبُ ،کمُحَدِّث:السَّیِّدُ المُطَاع.و الذی فی التَّوْشِیح و ظاهر عِبَارَه لِسَان العَرَب ضَبْطُه کمُعَظَّم،کما سنَذْکُره.قال ابن مَنْظُور:و یقال للرَّجُل الذی سَوَّدَه قومُه:قد عَصَّبُوه فهو مُعَصَّب ،و قد تَعَصَّبَ .و منه قول المُخَبَّل فی الزِّبْرِقَان:
رأَیتُکَ هَرَّیتَ العِمَامَهَ بَعْدَ مَا
أَراکَ زماناً حاسِراً لم تَعَصَّبِ
و هو مَأْخُوذٌ مِن العصَابَه ،و هی العِمَامَه و کانَت التِّیجَانُ للمُلُوک،و العَمَائِمُ الحُمْرُ للسَّادَه من العربِ ،قال الأَزْهَرِیّ :و کان یُحْمَلُ إِلی البادیَه من هَرَاهَ عَمَائِمُ حُمْرٌ یَلْبَسُهَا أَشْرَافُهُم.
و رجُلٌ مُعَصَّبٌ و مُعَمَّم أَی مُسَوَّد.قال عَمْرُو بْنُ کُلْثُوم:
وَ سیِّدِ مَعْشَرٍ قد عَصَّبُوه
بتَاجِ المُلْکِ یَحْمِی المُحْجَرِینَا
فجعل المَلِکَ مُعَصَّباً أَیضاً لأَنَّ التَاجَ أَحَاطَ برَأْسه کالعِصَابَه التی عَصَبَت برَأْس لابِسِهَا.
و یقال: اعْتَصَبَ التَاجُ علی رَأْسه إِذا استکَفَّ بِه.و مِنْهُ قولُ ابْنِ قَیْسِ الرُّقَیَّات (1):
یَعْتَصِبُ التاجُ فوقَ (2)مَفْرِقِه
علی جَبِینٍ کأَنَّه الذَّهَب
و کانُوا یُسَمُّون السَّیِّدَ المُطاعَ مُعَصَّبا ؛لأَنه یُعَصَّب بالتَّاج أَو تُعَصَّب به أُمُورُ النَّاس،أَی تُرَدُّ إِلیه و تُدَارُ بِهِ ،و العَمَائِمُ تِیجَانُ العَرَب.و فی الأَسَاس:المَلِکُ المُعْتَصِبُ و المُعَصَّب أَی المُتَوَّج.
و عَصَّبَه بالسَّیْف تَعْصِیباً :عَمَّمه بِه. و المُعَصِّب بضَبْطِ المُؤلف کمُحَدِّث و بِضَبْطِ غَیْرِه (3)کمُعَظَّم: الَّذِی یَتَعَصَّبُ بالخِرَقِ جُوعاً. و الذِی عَصَبَتْه السِّنُونَ أَی أَکَلَت مَالَه.
و الجَائِع الذی یَشْتَدُّ علیه سَخْفَهُ الجُوعِ فیُعَصِّبُ بطنَهُ بحَجَرٍ.و منه قوله:
ففی هذا فنَحْنُ لُیُوثُ حَرْبٍ
و فی هَذَا غُیُوثُ مُعَصَّبِینا
و المُعَصَّبُ : الرَّجُلُ الفَقیرُ. و عَصَبَهُم الجَهْدُ و هو من قولهم (4):یوم عَصِیبٌ و انْعَصَبَ :اشْتَدَّ.
و عُصَیْبٌ کزُبَیْر:ع بِبِلاَدِ مُزَیْنَهَ .
و الحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ العَصَّابُ کشَدَّادٍ:مُحَدِّثٌ عن شافع.وفاته مُحمّدُ بنُ إِسْحاقَ العَصَّابُ عن سَلَمَه بْنِ العَوَّام بْنِ حَوْشَب،و عنه الحَسنُ بنُ الحُسَیْن العَطَّار.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
یقال للرَّجل إِذَا کان شَدِیدَ أَسْرِ الخَلْق غیرَ مُسْتَرْخِی اللَّحْمِ :إِنَّه لمَعْصُوبٌ ما حُفْضِج (5).و رجل مَعْصُوبُ الخَلْق:شَدِیدُ اکْتِنَازِ اللَّحْم عُصِب عَصْباً .قال حَسَّان:
دَعُوا التَّخَاجُؤَ و امْشُوا مِشْیَهً سُجُحاً
إِنَّ الرجَالَ ذَوُو عَصْبٍ و تَذْکِیرِ
و جارِیهٌ مَعْصُوبَهٌ :حَسَنَهُ العَصْب أَی الَّلیِّ مجدولَهُ الخَلْق.و رجل مَعْصوب (6):شَدِیدٌ.و عَصَّب الرجلَ تَعْصِیباً :دَعَاه مُعَصَّباً ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنْشَدَ:
یُدْعَی المُعَصَّبَ مَنْ قَلَّت حَلوبَتُه
و هل یُعَصَّبُ مَاضی الهَمِّ مِقْدَامُ
و یقال: عَصَب القَیْنُ صَدْعَ الزُّجَاجَهِ بِضَبَّه من فِضّه إِذا لأَمَهَا[محیطهً ] (7)بِه.و الضَّبَّهُ : عِصَابُ الصَّدْعِ ،نقله
ص:240
الصَّاغَانیّ .و
1- فی حَدِیث عَلِیٍّ کَرَّم اللّه وَجْهَه: «فِرُّوا إِلَی اللّهِ و قُومُوا بما عَصَبَهُ بکم». أَی بما افْتَرَضَه علیکم و قَرنَه بکم من أَوامِرِه و نَوَاهیه.و
16- فی حَدیث المهاجِرِین من المَدِینَه: «فنزلُوا العُصْبَه ». هو مَوْضِعٌ بالمَدینه عند قُبَاءَ،و ضبطه بعضهم بفَتْحِ العَیْنِ و الصَّادِ،هذا من لِسَانِ العَرَب.
و فی الأَسَاسِ :و مِثْلِی لا یَدِرُّ بالعِصَاب ،أَی لا یُعْطِی بالقَهْرِ و الغَلَبَه،من النَّاقَهِ العَصوب .و فلان خِوَانُه مَنْصُوبٌ و جَارُهُ مَعْصُوبٌ (1)،و یقال فیه (2): عاصب .
و ورد علیَّ مَعْصُوبٌ أَی کِتَابٌ ،لأَنَّه یُعْصَب بخَیْطٍ .
و الأُمُور تَعْصِبُ بِرَأْسه انتهی.
و علیُّ بنُ الفَتْح بْنِ العَصَب الملحیّ ،محرکه،عن البَاغَنْدِیّ .و ملکهُ بنتُ عَصْبِ بْنِ عَمْرو،بالفَتْح فالسکون، والِدَهُ زَائِدَهَ بنِ الحَارثِ بْنِ سَامَه بن لُؤَیّ و إِخْوَتِه.
و عن ابن الأَعْرَابیّ :غُلامٌ عَصْبٌ و عَضْبٌ و عَکْبٌ إِذا کان خَفِیفاً نَشِیطاً فی عَمَلِه.
العُصْلُبُ بالضَّمِ و بالفَتْحِ (3)و العُصْلُبیُّ منْسُوبهً مَضْمُومَهً و العُصْلُوبُ بالضّم أَیضاً،و إِنما أَطلَقَه هنا اعْتماداً علی ما هُو مَعْرُوف عِنْدَهم،و هو نُدْرَه مَجِیء فَعْلُول بالفتح،کل ذَلِکَ بمعنی القَوِیّ ،و الَّذِی فی الصِّحاحِ و لِسانِ العَرَب: الشَّدِیدُ الخَلْق العَظِیمُ ،زاد الجَوْهَرِیّ :من الرِّجَالِ ،قَال:
قد حَشَّهَا اللَّیْلُ بعُصْلُبِیِّ
أَروعَ خَرَّاجٍ من الدَّادِیِّ (4)
مُهاجرٍ لَیْسَ بأَعْرَابِیِّ (5)
قال ابنُ مُنْظُور:و الَّذِی فی خُطْبه الحَجّاج:
قد لَفَّها اللیلُ بعَصْلَبیّ
و الضمیر فی لَفَّها للإِبِل،أَی جَمَعهَا اللیلُ بسائِقٍ شَدِید،فَضَربَه مَثَلاً لِنَفْسه و رَعِیَّته.و عن اللیثِ : العُصْلُبِیّ (6):
الشَّدِیدُ البَاقِی علی المَشْیِ و العَمَل.
و کقُنْفُذٍ فَقَط هو: الطَّوِیلُ . و قال اللَّیْثُ :هو المُضْطَرِبُ من الرِّجَالِ ،و اقْتَصَر علَیْه.
و العَصْلَبهُ :شِدَّهُ الغَضَبِ ،قَالَه اللَّیْثُ أَیْضاً،و هو هکَذَا بالغَیْنِ و الضَّادِ المُعْجَمَتَیْنِ فی سائِر النُّسخ.و الذِی فی التَّکْمِلَه:شِدَّه العَصْب،بالعَیْن و الصَّادِ المُهْملَتَین،و هو الصَّوَاب (7).ثم إِنّ هَذِه الترجمه ذکرها الجَوْهَرِیّ فی آخر ماده عَصَب،مُشِیراً إِلی زِیَادَهِ اللاَّم:و ظَاهِرُ صَنِیع المْؤَلِّف أَنَّه من زِیَادَاتِه،فَفِیه تَأَمُّل.و قد أَشَارَ لذلک شیخُنا،و ذکر أَیضاً أَنَّ الأَبْیَاتَ المذکورهَ ذَکَرها المُبَرِّد فی الکَامِل.
العَضْبُ :القَطْعُ عَضَبه یَعْضِبُه عَضْباً :قَطعَه، و تَدْعُو العَربُ علی الرَّجُل[فتقول] (8):ما لَه عَضَبَه اللّه.
یَدعُون علیه بقَطْع یَدَیْه و رِجْلَیْهِ . و العَضْب : الشَّتْمُ و التَّنَاوُلُ ، یقال: عَضَبَه بلسانِه:تَنَاولَه و شَتمه.و رجل عَضَّاب کشَدَّادٍ:
شَتَّام. و العَضْبُ : الضَّرْبُ یقال: عَضَبْتُه بالعَصَا إِذَا ضَرَبْتَه بها (9)أَعْضِبُه عَضْباً .
و العَضْبُ : الرُجُوعُ (10)یقال عَضَبَ عَلَیْه أَی رَجَع عَلَیْه.
و العَضْبُ : الإِزْمَانُ یقال: عَضَبَتْه الزَّمانَه تَعْضِبه عَضْباً إِذَا أَقْعدَتْه عن الحَرَکه و أَزْمَنَتْه.و قال أَبُو الهَیْثَم:
العَضْب (11):الشَّلَلُ ،و الخَبَلُ و العَرَج،و الخَبَلُ (12)،و یقال:لا یعْضِبُک اللّه و لا یَعْضِب اللّه فُلاناً أَی لا یَخْبِلُه اللّه.
و العَضْبُ : جَعْلُ النَّاقَه و الشَّاهِ عَضْبَاءَ ، کالإِعْضَابِ ، و هذه عن الفَرَّاء. فِعْلُ الکُلِّ کَضَرَبَ ،کَمَا أَسلَفْنَا بیانَه.
و العَضْبُ : السَّیْفُ ،و قَیَّدَه الجَوْهَرِیُّ بِالقَاطع،یقال:
سَیْفٌ عَضْبٌ أَی قَاطِع،وَصْفٌ بالمَصْدَر.
و العَضْبُ : الرجُلُ الحَدِیدُ الکَلامِ ،و قد عَضُب لِسَانُه
ص:241
کَکَرُم عُضُوباً و عُضُوبَهً :صَار عَضْباً أَی حَدِیداً فی الکَلاَم.
و من المَجَازِ:لِسَانٌ عَضْبٌ ،أَی ذَلِیقٌ مِثلُ سیف عَضْب .
و یقال:إِنَّه لمَعْضُوبُ اللِّسَان،إِذا کان مَقْطُوعاً عَیِیًّا فَدْماً.
و عن ابْن الأَعْرَابِیّ : العَضْبُ : الغُلاَمُ الخَفِیفُ الجِسْمِ الحَادُّ (1)الرَّأْس ، عَضْبٌ و نَدْبٌ و شَطْبٌ ،و شَهْبٌ و عَصْبٌ و عَکْبٌ و سَکْبٌ ،و قد سَبَق البعضُ و یَأْتِی البعضُ فی مَحَلّه.
و عن الأَصْمَعِیِّ : العَضْبُ : وَلَدُ البَقَرَهِ إِذَا طَلَعَ قَرْنُه و ذلک بَعْد ما یَأْتِی علیه حَوْلٌ ،و ذلک قبل إِجْذَاعِه.و قال الطَّائِفیُّ :إِذَا قُبِضَ علی قَرْنِه فهو عَضْب ،و الأُنْثَی عَضْبَهٌ ، ثم جَذَع،ثم ثَنِیٌّ ثم رَبَاعٌ ثم سَدَسٌ ثم التَّمَمُ و التَّمَمَهُ ،فإِذا اسْتَجْمَعَت أَسْنَانُه فهو عَمَمٌ ،کذا فی لِسَان العَرَب.
و العَضْباءُ :النَّاقَه المَشْقُوقَهُ الأُذُنِ و کذلِک الشَّاهُ ،و جَمَلٌ أَعْضَبُ کذلِک. و العَضْبَاءُ مِنْ آذَانِ الخَیْلِ :الَّتِی جَاوَزَ (2)القَطْعُ رُبْعَهَا.و
14- العَضْبَاءُ : لَقَب نَاقَهِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم . اسْمٌ لها عَلَمٌ و لم تَکُن عَضْبَاءَ أَی من العَضَب الَّذِی هو الشَّقُّ فی الأُذُنِ ،إِنَّما هو اسْمٌ لَهَا سُمِّیَت به،لِنَجَابَتِهَا و مُضِیِّهَا فی وَجْهِهَا،کما فی المِصْبَاحِ و غَیْرِه.و قال الجوهَرِیُّ :هو لَقَبُهَا.قال ابنُ الأَثِیر:لم تکن مَشْقوقَهَ الأُذُن.قال:و قال بعضُهم:إِنّهَا کانت مشْقُوقَهَ الأُذُنِ ،و الأَوّلُ أَکْثَرُ.و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :هو مَنْقُولٌ من قَوْلهم:ناقه عَضْبَاءُ ،و هی القَصِیرَهُ الیَدِ.و فی التَّوشِیحِ :و هل هِیَ القُصْوَی أَو غَیْرُهَا، قَوْلاَن:قال شَیْخُنا:وَ وَقَع الخِلافُ ،هل نُوقُه صلی اللّه علیه و سلم تَسْلیما العَضْبَاءُ و القُصْوَی و الجَدْعَاءُ (3)ثَلاَثَه أَو وَاحِدَه لَهَا أَلقَابٌ ثَلاَثَه،کما جزَم به المُصَنِّفُ فی«ج د ع»أَقْوالٌ .
و فی الصِّحَاحِ : العَضْبَاءُ : الشاهُ المَکْسُورَهُ القَرْنِ الدَّاخِل و هو المُشَاشُ ،و یقال:هی التی انکَسَر أَحدُ قَرْنَیْهَا. و کَبْشٌ أَعْضَبُ بَیِّنُ العَضَب ،محرکه، و قَد عَضِبَ کفَرِح عَضَباً ،و أَعْضَبَهَا هُوَ.و عَضَب القَرْنَ فانْعَضَبَ قَطَعَه فانْقَطَع.قال الأَخْطَل:
إِنَّ السُّیُوفَ غُدُوَّهَا وَ رَوَاحَهَا
تَرَکَتْ هَوَازِنَ مثل قَرْنِ الأَعْضَبِ
و
14- فی الحدیث عن النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم: «أَنَّه نَهَی أَن یُضَحَّی بالأَعْضَبِ القَرْنِ و الأُذُن». قال أَبو عُبَیْد: الأَعْضَبُ :المَکْسُورُ القَرْنِ الدَّاخِلِ (4)،قال:و قد یَکُونُ العَضَب فی الأُذُنِ أَیضاً.فأَمَّا المعروفُ ففی القَرْن،و هُو فیه أَکثَرُ.و قد نَقَل شیخُنَا عن الشّهاب فی العِنَایَه الوَجْهَیْنِ ،و عَزَا الثانیَ إِلَی المِصْبَاح و أَنَّه اقْتَصَر علیه.
و المَعْضُوبُ :الضَّعِیفُ . تَقُولُ منه: عَضَبه .و قال الإِمَامُ الشافِعِیُّ فی المَنَاسِکِ :و إِذَا کان الرجُلُ مَعْضوباً لاَ یَسْتَمْسِک علی الرَّاحِلَه فحَجَّ عنه رَجُلٌ فی تِلْک الحالَه فإِنه یُجْزِئه.قال الأَزْهَرِیّ : و المَعْضُوبُ فی کلام العرب:
المَخْبُولُ الزَّمِنُ الذی لا حَرَاکَ به. و قد عَضَبَتْه الزَّمانَهُ إِذَا أَقعدَتْه عن الحرَکهِ ،و تَقدَّم قولُ أَبِی الهَیْثَم.
و الأَعضَبُ من الرِّجال: مَنْ لا ناصِرَ لَه،و من الجِمَال:
القَصِیرُ الیَدِ ،مأْخوذٌ من قول الزَّمَخْشَرِیّ المُتَقَدِّم فی العَضْبَاءِ . و الَّذِی مَات أخوهُ ،أَو مَنْ لَیْسَ له أَخٌ و لا أَحَدٌ ، کُلُّ ذلک أَقْوالٌ ،و الأَخِیرُ هو الأَوّلُ فی لسان العرب.
و العَضْبُ :أَن یکونَ البیتُ من الوَافِر أَخرمَ (5).
و الأَعْضَبُ فی عَروضِ الوَافِرِ :الجُزْءُ الّذِی لَحقه العَضْب و هو مُفْتَعِلُن مَخْرُوماً (6)بالخَاءِ و الزَّای المُعْجَمَتَیْن من مُفَاعَلَتُن فیُنْقَلُ إِلَی مُفْتَعِلن.وَ بَیْتُه قولُ الحُطَیْئه:
إِن نَزَلَ الشتاءُ بِدَارِ قَوْمٍ
تَجَنَّبَ جَارَ بَیْتِهِمُ الشِّتاءُ
و هو یُعَاضِبنی:یُرَادُّنِی و هو یُعاضِبُ فُلاناً أَی یُرَادُّه.
*و مما لم یَذْکُره المُؤَلِّف من ضَرُورِیَّات المَادَّه:
14- العَضْبُ :اسمُ سَیْفِ رَسُولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم، کما ذکره عبدُ البَاسِط البلقینیّ و غَیْرُه من أَهْلِ السِّیَر .
14- قال شَیخُنَا:و یقال:
إِنَّه هو الَّذِی أَرسلَ إِلیه النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم سَعْدَ بنَ عُبَادَه حینَ سَارَ إِلی بَدْر. و لَیْسَ هو ذَا الفقار،علی الأَصَحّ ،انتهی.و فی المَثَل «إِنَّ الحاجَهَ لیَعْضِبُهَا طَلَبُهَا قَبْل وَقْتِها» یَقُولُ :یَقْطَعُهَا و یُفْسِدُهَا و یقال:إِنَّک لتَعْضِبُنی عن حاجَتی،أَی تَقْطَعُنی
ص:242
[عنها] (1)و العَضَب فی الرُّمْحِ ،أَی محرکه:الکَسْر.و یقال:
عَضَبْتُه بالرُّمْحِ أَیضاً،و هو أَن تَشْغَلَه عَنْه.
و عَضْب الدَّوله اتق من أُمَرَاءِ دِمَشْق مَدَحَه الخَیَّاط الشَّاعر بَعْدَ الخَمْسِمائه،نَقَله الحَافِظ .
العُطْبُ بالضَّمِّ و بِضَمَّتَیْن:القُطْنُ مثل عُسْر و عُسُر.قاله ابنُ الأَعْرَابِیّ .و
17- فی حَدِیث طَاوُوس أَو عِکْرِمَهَ :
«لَیْسَ فی العُطْبِ زَکَاهٌ ». هو القُطْنُ .قال الشاعرُ:
کأَنَّه فی ذُرَی عَمَائِمهمْ
مُوَضَّعٌ من مَنَادِفِ العُطُبِ
و العَطْبُ بالفَتْح من القُطْن و الصُّوفِ : لِینُه و نُعُومَتُه، کالعُطُوب بالضم.و الَّذِی فی التَّهْذِیبِ العَطْبُ :لِینُ القُطْنِ و الصُّوفِ (2)،واحِدَتُه عَطْبه .و قد وجدتُه مضبوطاً بالضَّمِّ ،ثم ظَاهِرُ عِبَارَتِه أَنَّه لَیِّن کسَیّد،فإِن کَان کَذلِکَ ففِی عِبَارَهِ المُؤَلِّف نوعُ تَسَامُح:یقال: عَطَب کَنَصَرَ یَعْطُب عَطْباً و عُطُوباً : لان ،و هذا الکَبْشُ أَعطَبُ مِنْ هَذَا،أَی أَلْیَنُ .
و عَطبَ کَفرِح عَطَباً : هَلَک یکُونُ فی النَّاسِ و غَیْرِهِم و عَطِب البَعِیرُ و الفَرَسُ :انْکَسَر أَو قَامَ عَلَی صَاحِبِه.
و أَعْطَبَه غَیْرُه إِذا أَهْلَکه.و المَعَاطِبُ :المَهَالِکُ ،واحَدُها مَعْطَب .و فی الحَدِیثِ ذِکرُ عَطَب الهَدْیِ ،و هو هَلاَکُه، و قد یُعَبَّر به عن آفَهٍ تَعْتَرِیه تَمْنَعُه عن السَّیْرِ فیُنْحَرُ،و اسْتَعْمَل أَبو عُبَیْدٍ العَطَبَ فِی الزَّرْعِ فقال:فَنرَی أَنَّ نَهْیَ النَّبِیِّ صلَّی اللّه تعالی علیه و سلم عن المُزارَعَه إِنَّمَا کان لِهذِه الشُّرُوطِ ، لأَنَّهَا مَجْهُولَهٌ لا یُدرَی أَ تَسْلَمُ أَم تَعْطَبُ (3).
و عَطِبَ عَلَیْه:غَضِبَ أَشَدَّ الغَضَب.
و العُطْبَهُ بالضَّمِّ :قِطْعَهٌ من قُطْنٍ أَو صُوفٍ .و خِرْقَه تُؤْخَذُ بِهَا النَّارُ قال الکُمَیْتُ :
ناراً من الحَرْبِ لا بالمَرْخِ ثَقَّبَهَا
قَدْحُ الأَکُفِّ و لمْ تُنْفَخْ بِهَا العُطَبُ (4)
و اعْتَطَبَ بِهَا،أَخَذَ النَّارَ فِیهَا و یقال:أَجِدُ ریحَ عُطْبَه أَی قُطْنَهٍ أَو خِرْقَه محترِقهٍ .
و العَوْطَبُ کجَوْهَر: الدَّاهِیَهُ .و العَوْطَبُ : لُجَّهُ البَحْرِ قال الأَصْمَعِیُّ :هُمَا من العَطَب ،و قال ابنُ الأَعرابِیّ :
العَوْطَبُ :أَعمقُ موضِعٍ فی البَحْرِ، أَو المُطْمَئنُّ بَیْنَ المَوْجَتَیْنِ ،و هو قولُ ابُنِ الأَعْرَابِیّ أَیْضاً. و عَوْطَبٌ شَجَرٌ.
و المُعْطِبُ کمُحْسِن: المُقْتِرُ.
و التَّعْطِیبُ :عِلاَجُ الشَّرَابِ لیَطِیبَ رَیحُه ،عن أَبی سَعِید.یقال: عَطَّبَ الشرابَ تَعْطِیباً .و أَنشد بیتَ لَبِید:
إِذَا أَرسلَتْ کَفُّ الوَلِیدِ عِصَامَهُ
یَمُجُّ سُلاَفاً مِن رَحِیقٍ مُعَطَّبِ
و قال غیره:مِن رَحِیقٍ مُقَطَّب.قَال الأَزْهَرِیّ :و هو المَمْزُوجُ ،و لا أَدْرِی ما مُعَطَّب .
و التَّعْطِیب : فی الکَرْمِ :بُدُوُّ أَی ظُهُورُ زَمَعَاتِه.
و من سَجَعَات الأَسَاسِ :لا تنسَ ما نَقَم اللّهُ من حَاطِب و ما کَادَ یَقَع فیه من المَعَاطِب .و تَقُولُ :رُبَّ أَکْلَهٍ مِنْ رُطَب، کانَتْ سَبَباً فی عَطَب .
عَظَب الطَّائِرُ یَعْظِب عظباً أَهملَه الجَوْهَرِیّ .
و قال اللیث:أَی حَرَّکَ زِمکَّاه ،بکَسْرِ الزَّایِ و المِیم و فَتْح الکَافِ المُشَدَّدَهِ مقصوراً،أَصْل الذَّنَبِ ، بِسُرْعَه و حَظَبَ عَلَی الشَّیءِ و عَظَب عَلَیْهِ یَعْظِب عَظْباً و عُظُوباً :لزِمَه و صَبَر علیه ،عن الأَصْمَعِیّ کَعَظِب عَلَیْهِ بالکَسْرِ و إِنّه لحَسَنُ العُظُوبِ علی المُصِیبَه،إِذا نَزَلَت به،یَعْنِی أَنّه حَسَنُ التَّصَبُّر جَمِیلُ العَزاءِ. و قال مُبْتَکَرٌ الأَعْرَابِیّ : عَظَب فلان عَلَی مالِه:أَقَامَ عَلَیْه و هو عَاظِبٌ :إِذا کَانَ قَائِماً عَلَیْه،و قد حَسُن عُظُوبُه عَلَیْه و عَظَب جِلْدُه إِذَا یَبِس و عَظَبَت یَدُه إِذَا غَلُظَت علی العَمَل و عَظِب کفَرِح یَعْظَب إِذا سَمِن.
و العَظُوبُ :السَّمِینُ ،عَنِ ابْن الأَعْرَابِیّ .
و فی النَّوَادِر:کُنتُ العامَ عَظِباً و عاظِباً وَ عَذِباً و شَطِفاً و صَامِلاً و شَذِباً (5)العَظِبُ و العَاظِبُ و ما بَعْدَهُمَا: النَّازِلُ الفَلاَه، مواضعَ الیُبْسِ .و التَّعْظِیبُ :التَّسْوِیف. یقال:
عَظَّبَه عن بُغْیَتِه إِذا سَوَّفَه عنها.
ص:243
و یقال:رجل عِظْیَبُّ الخَلْقِ بفتح الخَاءِ المُعْجَمَه و سُکُونِ اللاَّمِ ،أَی الذَّات و الصُّورَه الظَّاهِرَه کإرْدَبّ أَی بالکَسْر فسُکُونٍ ففَتْح فتشدِید: عَظِیمُه.و عِظْیَبُّ الخُلُقِ بالضَّمِّ : سَیِّئُه.
و العُنْظُبُ کقُنْفُذٍ و جُنْدَبِ أَی بفَتْح الثَّالث و هو لُغَه، و عِنْظَابٌ مثل قِنْطار عن اللِّحْیَانِیّ و قُسْطَاسِ و عُنْظُوب مثلُ زُنْبُورٍ کُلُّه: الجَرادُ الضخْمُ أَو الذَّکَر مِنْه،و الأُنْثَی، عُنْظُوبَه ،و الجَمْعُ عَنَاظِبُ .قال الشّاعِر:
غَدَا کالعَمَلَّسِ فی خَافَهِ
رؤوسُ العَنَاظِبِ کالعُنْجُدِ
العَمَلَّسُ :الذِّئبُ .و الخَافَهُ :خَریطَهٌ من أَدَم.و العُنْجُدُ:
الزَّبِیبُ .
و قال اللِّحْیَانِیّ :هو الذَّکَر الأَصْفَرُ مِنه أَی الجَرَادِ کالعُنْظُبَانِ بضَمِّ الأَوَّل و الثَّالِث.قال أَبو حَنیفه:هو ذَکَر الجَرَادِ و العُنْظَابَه و العُنْظُبَاءِ و هما الجَرَادُ الضَّخْمُ .
و عُنْظُبَه ،کقُنْفُذَهٍ :ع قال لَبِید:
هل تَعْرِفُ الدَّارَ بسَفْح الشُّربُبَه (1)
من قُلَل الشِّحْرِ فذَاتِ العُنْظُبَهْ
جَرَّت عَلَیْهَا أَن خَوَتْ مِن أَهْلَها
أَذیَالَهَا کُلُّ عَصُوفٍ حَصِبَهْ
هَکَذَا أَنْشدَه الجَوْهَرِیّ ،و قال الصّاغَانِیّ :لیس لِلبِید علی هذا الرَّوِیّ شَیْ ء.و العَصُوفُ (2):الرِّیحُ العَاصفَه.
و الحَصِبَهُ :ذات الحَصْبَاءِ.
بَقِی أَنّ شیخَنا نَقَل عن أَبِی حَیّان أَن نُونَ العُنْظَب زَائِدَه.قلت:و هو صَنِیعُ المُصَنِّف.و نقل عن غَیْرِه أَیضاً تَفْسِیره بذَکَر الخَنَافِس کالحُنْظُبِ ،و قد تَقَدَّمَ .
و فی لسان العرب: المُعَظَّبُ (3)المُعَوَّدُ للرِّعْیَهِ و القیامِ علی الإِبِل الملازمُ لعَمَلِه القَوِیُّ عَلَیْهِ .و قیل:المُلاَزِم لکُلّ صَنْعَه.
العِظْرِبُ ،بالکَسْر و الظَّاءِ المُشَالَه کزِبْرِجٍ ، أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و صَاحِبُ اللّسَان و قال الصَّاغَانیّ :هی الأَفْعَی الصَّغِیرَهُ
العَقْبُ بفَتْح فَسُکُون: الجَرْیُ یجیءُ بَعْدَ الجَرْیِ الأَوّل.
و فی الأَسَاسِ :و یُقَال للفَرَس الجَوَاد هو ذُو عَفْوٍ و عَقْبٍ (4)،فعَفْوُه:أَوَّل عَدْوِه،و عَقْبُه :أَن یُعْقِب مُحْضِراً (5)أَشَدَّ من الأَوَّل،و منه قولهم لمِقْطَاع الکَلاَم:لو کان له عَقْبٌ لتَکَلَّم،أَی جَوَابٌ ،و مثله فی لِسَان العَرَب.
و العَقْب : الوَلَدُ.و ولَدُ الوَلَد من الرَّجُلِ :البَاقُون بعدَه، کالعَقِبِ ککَتِفٍ ،فی المَعْنَیَیْنِ .تقول:لِهذَا الفَرَسِ عَقْبٌ حَسَنٌ ،و فَرَسٌ ذو عَقْب أَی لَهُ جَرْیٌ بعد جَرْیٍ .قال امرؤ القَیْسِ :
علی العَقْبِ جَیَّاش کَأَنَّ اهتِزَامَهُ
إِذا جَاشَ فیه حَمْیُه (6)غَلْیُ مِرْجَلِ
قال ابن منْظُور:و قالوا: عِقَاباً ،أَی جَرْیاً بَعْدَ جَرْیٍ .
و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
یَمْلأُ عَیْنَیْکَ بالفِنَاءِ ویُرْ
ضِیکَ عِقَاباً إِنْ شِئتَ أَو نَزَقَا
و قول العرَب:لا عَقِبَ له،أَی لم یَبْق له وَلَد ذَکَر، و الجَمْع أَعْقَابٌ .
و العُقْبُ بالضَّمِّ و العُقُب بضمَّتَیْنِ مثل عُسْر و عُسُر:
العَاقِبَهُ . و منه قَوْلُه تَعَالی: هُوَ خَیْرٌ ثَواباً وَ خَیْرٌ عُقْباً (7).
أَی عَاقِبَه .
و العَقْب بالتَّسْکِین و کَکتِفٍ :مُؤَخَّرُ القَدَمِ ،مُؤَنَّثَه،منه، کالعَقِیبِ کأَمِیر.و نَقَل شیخُنَا فی هَذَا أَنه لُغَیَّه رَدِیئه، و المَشْهُورُ فیه الأَوّلُ .
و فی المصباح:أَنّ عَقِیباً بالیاءِ صِفَه و أَن استعمالَ الفُقَهَاءِ و الأُصُولِیِّین لاَ یَتِمّ إِلا بِحذْفِ مُضَاف،و سَیَأْتِی.و
16- فی
ص:244
الحدیث: «أَنه بَعَثَ أُمَّ سُلَیم لتَنْظُر لَهُ امرأَهً فقال:انْظُرِی إِلَی عَقِبَیْهَا أَو عُرْقُوبَیْهَا». قیل (1)لأَنَّه إِذا اسوَدَّ عَقِباهَا اسوَدَّ سَائِر جَسَدِها.و
16- فی الحَدِیثِ : «نَهَی عن عَقِب الشَّیْطان فِی الصَّلاَه». و هو أَن یَضَع أَلْیَتَیْه علی عَقِبَیْهِ بَیْنَ السَّجْدَتَین (2).
و
1,14- فی حَدِیث عَلِیّ قَالَ :قَالَ رَسُولُ اللّهُ صَلِّی اللّه تَعَالَی عَلَیْه و سَلّم: «یَا عَلِیُّ إِنّی أُحِبّ لَکَ ما أُحِبّ لنَفْسِی،و أَکْرَه لَکَ ما أَکْرهُ لنَفْسِی،لا تَقْرَأْ و أَنْتَ رَاکِعٌ ،و لا تُصَلِّ عَاقِصاً شَعْرَک،و لا تُقْعِ علی عَقِبَیْک فی الصَّلاه فإِنها عَقِب الشَّیْطَانِ ،و لا تَعْبَث بالحَصی و أَنتَ فی الصّلاه،و لا تَفْتَح علی الإمام». و
16- فی الحدیث: «ویلٌ للعَقِبِ من النَّار،وَ وَیْلٌ للأَعْقَابِ من النَّارِ». قال ابن الأَثِیرِ:و إِنْمَا خَصَّ العَقِبَ بالعَذَابِ ؛لأَنَّه العُضْوُ الذی لم یُغْسَل.و قیل:أَرادَ صَاحِب العَقِب ،فحذَفَ المُضَاف؛[و إِنما قال ذلک لأَنهم کانوا لا یستقْصُونَ غَسْلَ أَرجُلِهم فی الوضوءِ] (3)وَ جَمْعُها أَعْقَابٌ أعْقُبٌ .أَنْشَد ابْنُ الأَعْرَابیِّ :
فُرُقَ المَقَادِیم قِصَارَ الأَعْقُبِ
و العَقَب : بالتَّحْرِیک:العَصَبُ الَّذِی تُعْمَلُ منه الأَوْتَارُ الواحِدَه عَقَبَه .و
16- فی الحَدِیثِ : «أَنّه مَضَغَ عَقَباً و هو صَائِم».
قال ابنُ الأَثِیرِ:هو بفَتْح القَافِ :العَصَبُ .و العَقَبُ من کُلِّ شیءٍ:عَصَبُ المَتْنَیْن و السَّاقَیْن الوَظِیفَیْن یَخْتَلِط باللَّحْم یُمْشَق منه مَشْقاً و یُهذَّبُ و یُنَفَّی من اللَّحْم و یُسَوَّی منه الوَتَر.
و قد یکون فی جَنْبَیِ البَعِیر.و العَصَبُ :العِلْبَاءُ الغَلِیظ و لا خَیْرَ فِیهِ .و أَما العَقْب (4)مُؤَخَّر القدم فَهُو مِنَ العَصَب لا مِنَ العَقَب .و فرق ما بَین العَصَب و العَقَب أَن العَصَب یَضْربُ إِلی الصُّفْرَه،و العَقَب یَضْرِب إِلی البَیَاضِ و هو أَصلَبُهما و أَمْتَنُهُمَا (5)،و قال أَبو حنیفه:قال أَبو زیاد: العَقَبُ : عَقَبُ المَتْنَیْن من الشَّاهه و البَعِیرِ و النَّاقَهِ و البَقَرهِ .
و عَقَبَ الشیءَ یَعْقِبُه و یَعْقُبُه عَقْباً ،و عَقَّبَه :شَدَّه بعَقَبٍ .
و عَقَب الخَوْقَ و هو حَلْقَهُ القُرْطِ یَعْقُبه عَقْباً :خَاف أَن یَزِیغَ فشَدَّه بِعَقَب (6)و عَقَب السهمَ و القِدْحَ و القَوْسَ عَقْباً إِذا لَوَی شَیْئاً مِنْهَا عَلَیْهَا (7)،قال دُرَیْدُ بْنُ الصِّمَّه:
و أَسمَرَ مِنْ قِدَاحِ النَّبُعِ فَرْعٍ
به عَلَمَانِ من عَقَبٍ و ضَرْسِ
فی لِسَانِ العَرَب قال ابنُ بَرِّیّ :صوابُ هَذَا البَیْت:
و أَصْفَرَ من قِدَاحِ النَّبْع،لأَنَّ سهامَ المَیْسِر تُوصَفُ بالصُّفره، کقَوْل طَرَفَهَ :
و أَصفرَ مَضْبُوح نظرتُ حُوَارَه
علی النارِ و استَوْدَعْتُه کَفَّ مُجْمِدِ
ثم قال:و عَقَبَ قِدْحَه (8)یَعْقُبه عَقْباً :انْکَسَرَ فشَدَّه بعَقَبٍ .
و العَاقِبَهُ :مصدر عَقَب مکانَ أَبیه یَعْقُب ، و الوَلَدُ. یقال:
لیست لفلان عاقبَهٌ ،أَی لیسَ له وَلَدٌ،فهو کالعَقْب و العَقِب الماضی ذِکرُهما،و الجَمْع أَعْقَاب .و کُلُّ من خَلَفَ بَعدَ شیْ ء فهو عاقِبَهٌ و عَاقِب له،و هو اسم جاءَ بَمَعْنَی المَصْدِ کقوله تعالی لَیْسَ لِوَقْعَتِها کاذِبَهٌ (9)و العَقْبُ و العَاقِب و العَاقِبَه و العُقْبَه بالضم و العُقْبَی و العَقِب کَکَتِف و العُقْبَان بالضم: آخر کُلِّ شَیْ ءٍ. قال خالدُ بنُ زُهَیرْ:
فإِن کُنْتَ تَشْکُو من خَلِیلٍ مَخَافَهً
فتِلْکَ الجَوَازِی عَقْبُها و نُصُورُهَا (10)
یقول:حَدِّثْنَا بما فعلْتَ بِابْن (11)عُوَیْمِر،و الجمع العَوَاقِب و العُقُب و العُقْبَان و العُقْبَی بضَمِّهما کالعَاقبَه .و قالوا: العُقْبَی لَکَ فی الخَیْر،أَی العَاقبَه .و فی التَّنْزِیل وَ لا یَخافُ عُقْباها (12)قال ثَعْلَب:معناه لا یَخَافُ اللّهُ عَزّ وَ جَلَّ عاقِبَهَ ما فَعل (13)أَی أَن یُرْجع علیه فی العَاقِبَه کما نَخَافُ نَحْنُ .
و فی لسان العرب:جِئتُک فی عَقِب الشَّهْرِ،أَی کَکَتِف،
ص:245
و عَقْبِه بِفَتْح فَسُکُون و علی عَقِبه ،أَی لأَیَّامٍ بَقِیَت منه عشَرَهٍ أَو أَقَلَّ .و جِئتُ فی عُقْبِ الشَّهْر و علی عُقْبِه ،بالضم و التَّسْکِین فِیهِما،و عُقُبه ،بضَمَّتَیْن،و عُقْبَانِه (1)بالضم،أَی بعد مُضِیِّه کُلِّه.و حَکَی اللِّحْیَانیّ :جِئتُک عُقُب رَمَضَان بالضَّمّ أَی آخِرَه،و جِئتُ فلانا علی عُقْبِ مَمَرّه،بالضَّمِّ ، و عُقُبِه ،بضَمَّتَیْنِ ،و عَقِبِه کَکَتِف،و عُقْبَانِه ،بالضَّمِّ ،أَی بَعْدَ مُرُورِه.و فی حدِیث عُمَرَ:«أَنَّه سافَر فی عَقْب (2)رَمَضَان» بالتّسْکین أَی فی آخِره و قد بَقِیَتْ منه بَقِیَّهٌ .و قال اللِّحْیَانِیّ .
أَتیتُک علی عُقُب ذَاکَ ،بضَمَّتَیْن،و عُقْب ذَاکَ ،بضَّمٍّ فَسُکُون،و عَقِبِ ذَاکَ ،کَکتِفٍ ،و عَقْبِ ذَاکَ ،بالتَّسْکِین، و عُقْبَانِ ذَاکَ ،بالضَّمِّ ،و جئتُه 2عُقْبَ قُدُومِه،بالضَّمِّ ،أَی بَعْدَه.قلت:و فی الفَصِیح نَحْوٌ مِمَّا ذُکِرَ.
و فی المُزْهِرِ:فی عقِب ذِی الحِجَّه،یقال بالفَتْح و الکَسْر لِمَا قَرُب من التَّکْمِلَه،و بِضَمٍّ فسُکُونٍ لِمَا بَعْدَهَا.و نقل شیخُنا،جِئتُک علی عُقْبِه و عُقْبَانِه ،أَی بالضَّم و عَاقِبِه و عَقِبِه .قال أَبو جعْفَر:قال ابنُ عُدَیْس:و زاد أَبُو مِسْحَل:
و عِقْبَانِه ،أَی بالکَسْرِ.
و فی لسان العرب:و یقال:فلان عُقْبَهُ بَنِی فُلاَنٍ ،أَی آخِرُ مَنْ بَقِیَ مِنْهُم.و حکی اللِّحْیَانِیّ :صَلَّینَا عُقُبَ الظُّهْر، و صلَّیْنَا أَعْقَاب الفَرِیضَه تَطَوُّعا،أَی بَعْدَها.
و العَاقِبُ من کل شیء:آخِرُه.
و العَاقِبُ :السَّیِّد.و قیل:الذَّی دُونَ السَّیّد،و قیل: الَّذِی یَخْلُف السَّیِّدَ بعدَه.و
14- فی الحدیث: «قَدِم علی النبیّ صلی اللّه علیه و سلم نَصَاری نَجْرَان،السَّیِّدُ و العَاقِب . و العاقِبُ : الَّذِی یَخْلُف مَنْ کَانَ قَبْلَه فیّ الخَیْر کالعَقُوب ،کصَبُور،و قیل:السَّیِّدُ و العاقِب هُمَا من رُؤَسَائِهِم و أَصْحَاب مَرَاتِبِهِم.و
14- قال النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم: «لی خَمْسَهُ أَسْمَاءٍ:مُحَمَّد.و أَحْمَدُ،و المَاحِی یَمْحُو اللّهُ بِی الکُفْرَ،و الحَاشِرُ أَحشُر الناسَ علی قَدَمِی، و العَاقِبُ ». قال أَبو عُبَیْد: العَاقب :آخرُ الأَنْبِیَاء.و فی المُحْکَم:آخِرُ الرُّسُل.
و عَقَبَهُ یَعْقُبُه : ضَرَبَ عَقِبَه أَی مُؤَخَّرَ القَدَم. و یقال: عَقَبَه یعقُبه عقْباً و عُقُوباً إِذا خَلَفَه. و کُلُّ ما خَلَف شَیْئاً فقد عَقَبَه و عَقَّبه کأَعْقَبه . و أَعْقَبَ الرَّجُلُ إِذَا مَاتَ و تَرَکَ عَقِباً أَی وَلَداً.یقال:کان لَهُ ثَلاَثَهٌ من الأَوْلادِ فأَعْقَب مِنْهُم رَجُلاَن أَی تَرَکَا عَقِباً و دَرَجَ وَاحِدٌ.و قول طُفَیْل الغَنَوِیّ :
کریمَهُ حُرِّ الوَجْهِ لم تَدْعُ هَالِکاً
من القَوْمِ هُلْکاً فی غَدٍ غَیْرَ مُعْقِب
یعنی أَنَّه إِذا هَلَک مِن قَوْمِهَا سَیِّدٌ جاءَ سَیِّدٌ،فهی لم تَنْدُب سَیِّداً وَاحَداً لا نظیرَ لَهُ ،أَی أَنّ له نُظَراءَ من قَوْمه.
و ذَهَبَ فلانٌ فأَعْقَبَه ابنُه إِذَا خَلَفه،و هو مثل عَقَبه .و عَقَب مکانَ أَبِیهِ یَعقُب عَقْباً و عاقِبهً .و عَقَّبَ إِذا خَلَف.وَ عَقَبُوا من خَلْفِنا و عَقَّبُونَا :أَتَوْا.وَ عَقَبْونَا مِنْ خَلْفنا وَ عَقَّبُونَا أَی نَزَلُوا بَعْدَ مَا ارتَحَلْنَا.و أَعْقَبَ هذَا هَذَا،إِذَا ذَهَب الأَوَّلُ فلم یَبْقَ منه شَیْ ءٌ و صارَ الآخَرُ مَکَانَه. و عَقَبَ الرَّجُلَ فی أَهْلِه: بَغَاهُ بِشَرٍّ وَ خَلَفَه.و عَقَب فی أَثَرِ الرَّجُل بما یَکْرَه یَعْقُب عَقْباً :
تناوَلَه بما یَکْره وَ وَقَع فیه.
و العُقْبَهُ ،بالضَّمِّ :قدرُ فَرْسخَیْنِ ،و العُقْبَه أَیضاً:قَدْرُ ما تَسِیرُه،و الجَمْع عُقَبٌ :قال:
خَوْداً ضِنَاکاً لا تَسِیرُ العُقَبَا
أَی أَنها لا تَسِیرُ مَع الرِّجَال؛لأَنَّهَا لا تَحْتَمِل ذَلِکَ لِنَعْمَتِهَا و تَرَفِهَا.و العُقْبَهُ : النَّوْبَهُ . تقول:تَمّت عُقْبَتُک .
و العُقْبَهُ : البَدَلُ و الدُّولَه.و العُقْبَهُ أَیضاً:الإِبلُ یَرْعَاهَا الرَّجُل و یَسْقِیها عُقْبَتَه أَی دُولَته،کأَنّ الإِبلَ سُمِّیَت باسم الدُّولَه، أَنْشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
إِنَّ عَلَیَّ عُقْبَهً أَقْضِیها
لَستُ بِنَاسِیها و لا مُنْسِیها
أَی أَنَا أَسُوقُ عُقْبَتِی و أُحْسِنُ رَعْیَها.و قولُه:لستُ بِنَاسِیها و لا مُنْسِیها،یقول:لستُ بتَارکها عَجْزاً و لا بمُؤَخِّرها،فَعَلَی هَذَا إِنَّما أَرادَ و لا مُنْسِئِها،فأَبدَل الهمزَهَ یَاءً لإِقَامَهِ الرِّدْف.
و العُقْبَه :الموضِع الذی یُرْکَب فیه.و تَعاقَب المُسَافرانِ علی الدَّابَّه:رکِب کُلُّ واحِدٍ منهُما عُقبَهً .و
16- فی الحَدیث:
«فکان الناضِحُ یعتَقِبُه منا الخَمْسَهُ ». أَی یَتَعاقَبُونَه فی الرُّکُوب وَاحِداً بعد وَاحِدٍ.یقال:دارت (3)عُقْبَهُ فلانٍ أَی
ص:246
جاءَت نَوْبَتُه و وقتُ رُکُوبِه.و
16- فی الحدِیثِ : «مَنْ مَشَی عَنْ دَابَّتِه عُقْبَهً فَلَهُ کَذَا». أَی شَوْطاً.و یقال: عاقبتُ الرجلَ ،من العُقْبَه ،إِذا رَاوَحْتَه فی عَمَلٍ ،فکانَت لَه عُقْبَهٌ و لک عُقْبَهٌ ، و کذلک أَعْقَبْتُه .و یَقُولُ الرجلُ لزَمِیلِهِ : أَعقِب (1)أَی انْزِل حَتَّی أَرکبَ عُقْبَتِی ،و کذَلک کُلّ عَمَل،و لمّا تَحَوَّلَتِ الخِلاَفَهُ إِلَی الهَاشِمِیّین عن بَنِی أُمَیَّه،قال سُدَیْفٌ شاعِرُ بَنِی العَبَّاسِ لِبَنِی هَاشِم (2):
أَعْقِبی آلَ هَاشِم یامَیَّا (3)
یقول:انْزِلی عَنِ الخِلاَفَه حتی یَرْکَبَهَا بَنُو هَاشِمٍ فتَکُونَ لهم العُقْبَهُ [علیکم] (4).
و اعتَقَبتُ فلاناً من الرُّکُوب أَی أَنزَلْتُه فرکِبْتُ (5)و أَعقبتُ الرجلَ و عاقَبتُه فی الراحِلَه إِذا رکِبَ عُقْبَهً وَ رَکِبْتَ عُقْبَهً ،مثل المُعَاقَبَهِ .و نَقَل شیخُنا عن الجَوْهَرِیّ تقول:أَخذتُ من أَسِیرِی عُقْبَهً ،أَی بَدَلاً.
و فی لِسَانِ العَرَبِ :و
16- فی الحَدِیثِ : «سأُعْطِیک منها عُقْبی ». أَی بَدَلاً عن الإِبقاءِ و الإِطْلاقِ .
و فی النَّهَایَهِ :و
16- فی حَدِیث الضِّیَافَهِ : «فإِنْ لَمْ یَقْروه فلَه أَن یُعْقِبَهم بمثل قِرَاه». أَی یَأْخذ مِنْهُم عِوَضاً عَمَّا حَرَمُوه من القِرَی 5:یُقالُ : عَقَبَهم ،مُخَفَّفاً و مُشَدَّداً،و أَعْقَبَهُم ،إِذا أَخذَ منهم عُقْبَی و عُقْبَهً ،و هو أَن یأْخُذَ منهم بَدَلاً عَمًّا فَاتَه.
و قال فی مَحَلٍّ آخَرَ: العُقْبَی :شِبْهُ العِوَض،و اسْتَعْقَبَ منه خَیْراً أَو شَرًّا:اعْتَاضَه، فأَعْقَبَه خَیْرا،أَی عَوَّضَه و أَبدَلَه، و هو بمَعْنی قَوْلِهِ :
و مَنْ أَطاعَ فأَعْقِبْه بطَاعَتِه
کما أَطاعَکَ و ادْلُلْه عَلَی الرَّشَدِ
و سَیَأْتِی.
و العُقْبَهُ : اللّیْلُ و النَّهَارُ لأَنَّهُمَا یَتَعَاقَبَان . و العَقِیبُ کأَمِیر:کُلُّ شَیْ ءٍ أَعقَبَ شَیْئاً،و هما یَتَعَاقَبان و یَعْتَقِبَان إِذَا جاءَ هَذَا و ذَهَب هَذَا،کاللَّیْل و النَّهَار،و هما عَقِیبَان ،کُلُّ وَاحِد مِنْهُمَا عَقِیبُ صاحِبِه.و عَقِیبُک :الّذی یُعَاقِبُک فی العَمَل،یعمَلُ مره و تَعمَلُ أَنتَ مَرَّه.و عَقَب اللیلُ النهارَ:جَاءَ بعدَه، و عاقَبَه :جاءَ بِعَقِبه ،فهو مُعَاقِبٌ و عَقِیبٌ أَیْضاً.
و العُقْبَهُ من الطّائر:مسافَهُ ما بَیْنَ ارْتِفَاعِهِ و انْحِطَاطِه.
و یقال:رأَیت عاقِبَهً من طَیْر إِذَا رأَیتَ طیراً یعقُب بَعْضُهَا بَعْضاً،تقَع هذِه فتطِیرُ،ثم تَقَع هَذه مَوقِعَ الأُولی.
و عُقْبَهُ القِدْرِ:قَرَارَتُه،و هو ما الْتَزَق بأَسْفَلِهَا من تَابَلٍ و غَیْرِه. و العُقْبَهُ أَیضاً: شَیْ ءٌ من المَرَقِ یَرُدُّهُ مُسْتَعِیرُ القِدْرِ إِذا رَدَّهَا أَی القِدْرَ.و أَحسن من هذا قَولُ ابنِ مَنْظور:مَرَقَهً تُرَدُّ فی القِدْر المُسْتَعَاره،ثم قَالَ :و أَعْقَبَ الرجُلُ :رَدَّ إِلیْه ذلکَ .قال الکُمَیت:
وَ حَارَدَتِ النُّکْدُ الجِلاَدُ و لم یَکُن
لعُقْبهِ قدْرِ المُسْتَعِیرِین مُعْقِبُ
و کان الفَرَّاء یُجِیزُهَا (6)بالکَسْر بمَعْنَی البَقِیّه.
و العُقْبَهُ و العُقْبُ من الجَمَال و السَّرْوِ و الکَرَم أَثَرُه. قال اللِّحْیَانِیّ ،أَی سِیمَاه و عَلاَمَتُه و هَیْئَتُه و یُکْسَر قال اللّحْیَانیّ :
و هُو أَجْوَدُ.
و فی لسان العرب:و عُقْبَهُ الماشیهِ فی المَرْعَی:أَن تَرْعَی الخُلَّه عُقْبَهً ثم تُحَوَّل إِلی الحَمْض،فالحَمْضُ عُقبَتُها و کَذَلِکَ إِذا تَحَوَّلَت (7)من الحَمْض إِلی الخُلّه فالخُلَّه عُقْبَتُها ،و هذا المَعْنَی أَرادَهُ ذُو الرُّمَّه بقَوْلِه یَصِفُ الظَّلِیم:
أَلهَاهُ آءٌ و تَنُّومٌ و عُقْبَتُه
مِن لائِحِ المَرْوِ و المَرْعَی له عُقَبُ
و قال أَبو عَمْرٍو:النَّعَامَهُ تَعقُب فی مَرْعًی بَعْدَ مَرْعًی، فمَرَّه تَأْکُلُ الآءَ وَ مَرَّه التَّنُّومَ و تَعْقُب بعد ذلک فی حِجَارَه المَرْوِ و هی عُقْبَتُه و لا یَغِثُّ علیها شَیْ ءٌ من المَرْتَع.و فیه أَیضاً عِقْبَه القَمَرِ:عودَتُه،بالکَسْر.و یقال عَقْبَه بالفَتْح و ذلک إِذَا غَابَ ثُم طَلَع.و قال ابن الأَعْرَابِیّ : عُقْبَهُ القَمَر، بالضَّمِ :نجمٌ .یُقَارِنُ القمرَ فی السَّنَهِ مَرَّهً .قال:
ص:247
لا تَطْعَمُ المِسْکَ و الکَافُورَ لِمَّتُه
و لا الذَّرِیرَهَ إِلاَّ عُقْبَهَ القَمَرِ
هو لبَعْضِ بَنِی عَامر.یقول:یَفْعَلُ ذلِکَ فی الحَوْلِ مَرَّهً ،و روایه اللِّحْیَانِیّ عِقْبَه ،بالکَسْر،و هذا مَوْضِع نَظَرٍ؛ لأَنَّ القَمَر یَقْطَع الفَلَک فی کُلِّ شَهْر مَرَّه،و ما أَعْلَم ما مَعْنَی قَوْله:یُقَارن القَمرَ فی کُلِّ سنَهٍ مَرَّهً .و فی الصِّحَاح یقال:ما یَفْعَلُ ذَلِکَ إِلاَّ عُقْبَهَ القَمَرِ،إِذَا کان یَفْعَلُه فی کُلِّ شهرٍ مَرّه، انتهی.
قال شیخُنا:قلتُ :لَعَلَّ مَعْنَاه أَنَّه و إِن کان فی کُلِّ شَهْر یَقْطَعُ الفَلَک مَرَّه إِلا أَنّه یَمُرُّ بَعِیداً عن ذلک النَّجْم إِلاّ فی یوم مِن الحَوْل فیُجامِعُه،و هذا لیس بَعِیداً لِجَوَازِ اختلافِ مَمَرِّه فی کُلِّ شهر لِمَمَرِّه فی الشَّهْر الآخَرِ،کَمَا أَوْمَأَ إِلیه المَقْدِسیُّ وَ غَیْرُه،انتهی.
و العَقَبَه بالتَّحْرِیک:مرقًی صَعْبٌ من الجبَالِ ،أَو الجَبَلُ الطَّوِیلُ یعرِضُ للطَّرِیقِ فیأْخُذُ فِیهِ و هو طَوِیل صَعْبٌ شَدِیدٌ و إِن کَانَت خُرِمَت (1)بَعْدَ أَن تَسْنَد (2)و تَطُولَ فی السّماءِ فی صُعُود و هُبُوط [أَطولُ من النَّقْبِ و] (3)أَصْعَبُ مُرتَقًی،و قد یکون طُولُهما (4)واحِداً.سَنَدُ النَّقْبِ فیه شیءٌ من اسلِنْقاءٍ، و سَنَدُ العَقَبه [مُسْتَوٍ] (5)کهَیْئه الجِدَارِ.
قال الأَزْهَرِیُّ : ج العَقَبَه عِقَابٌ وَ عَقَبَاتٌ .قلت:و ما أَلْطَفَ قَوْلَ الحافِظِ بْنِ حَجَرٍ حِینَ زَار بَیْتَ المَقْدِسِ :
قَطَعْنَا فی مَحَبَّتِه عِقَاباً
و ما بَعْدَ العِقَابِ سِوَی النَّعِیم
و یَعْقُوب اسْمُه إِسْرَائِیل أَبو یُوسُفَ الصِّدِّیقِ عَلَیْهِمَا السَّلاَم،لا یَنْصَرِف فی المَعْرِفه للعُجْمَه و التَّعْرِیفِ ؛لأَنَّه غُیِّر عن جِهَتِه فوَقَع فی کَلامِ العَرَب غیرَ مَعْرُوفِ المَذْهَب (6)،کذا قالَه الجَوْهَرِیّ ،و سُمِّی یَعْقُوبُ بهذا الاسملأَنه وُلِدَ مع عِیصُو فی بَطْنٍ وَاحِد ،وُلِدَ عِیصُو قَبْلَه وَ کَانَ یعقوبُ مُتَعَلِّقاً بعَقِبِهِ خَرجَا معاً،فعِیصو أَبُو الرُّوم.
و فی لسان العرب:قال اللّهُ تَعَالَی فی قِصَّه إِبراهِیمِ عَلَیْهِ السَّلاَم: وَ امْرَأَتُهُ قائِمَهٌ فَضَحِکَتْ فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یَعْقُوبَ (7)زعم أَبو زَیْد و الأَخْفَشُ أَنه منصوبٌ و هو فی مَوْضِع الخَفْضِ ،عَطْفاً علی قوله فَبَشَّرْناها بِإِسْحاقَ ،وَ مِنْ وَراءِ إِسْحاقَ یَعْقُوبَ .قال الأَزْهَرِیُّ :و هذا غیرُ جَائِز عند حُذَّاقِ النَحْوِیِّین من البَصْرِیّین و الکُوفِیِّین.و أَما أَبو العَبَّاس أَحمد بْنُ یَحْیَی فإِنّه قال:نُصِب یَعْقُوبَ بإِضمَار فِعْل آخَرَ کأَنه قال:فبَشَّرنَاها بإِسحاقَ وَ وَهَبْنا لها من وَرَاءِ إِسْحَاق یَعْقُوبَ ،و یعقوبُ عنده فی مَوْضِع النَّصب لا فی مَوْضِع الخَفْض،بالفعل المُضْمَر،و مثله قَوْلُ الزَّجَّاج، و ابْنُ الأَنْبارِیّ قال:و قَولُ الأَخفش و أَبِی زیْد عِنْدَهم خَطَأٌ.
و الیَعْقُوبُ باللام،قال شیخُنَا:هو مَصْروفٌ ،لأَنّه عَرَبِیٌّ لم یُغَیَّر و إِن کان مَزِیداً فی أَوَّلِه فلَیْس علی وَزْنِ الفعْل و هو الذَّکَر من الحَجَل و القَطا،قال الشاعر:
عَال یُقَصِّرُ دُونَه الیَعْقُوبُ
و الجَمْعُ الیَعاقِیبُ .قال ابن بَرِّیّ :هذا البیتُ ذکرَه الجَوْهَرِیّ علی أَنَّه شَاهِدٌ علی الیعْقُوب لذَکَرِ الحَجَل، و الظاهِرُ فی الیَعْقُوب هَذَا أَنَّه ذَکرُ العُقَابِ ،مثل الیَرْخُوم ذَکَر الرَّخَم،و الیَحْبُور ذَکَر الحُبَارَی؛لأَن الحَجَل لا یُعرَفُ لها مثْلُ هَذَا العُلُوِّ فی الطّیَرَانِ ،و یَشْهَدُ بِصِحه هذَا القَوْلِ قولُ الفَرَزْدَق:
یوماً تَرکْن لإِبْرَاهِیم عافِیَهً
من النُّسُور عَلَیْه و الیَعَاقِیبِ
فذَکَر اجتماعَ الطَّیْر علی هَذَا القَتیل من النُّسُور و الیَعَاقِیب ،و مَعْلُومٌ أَن الحَجَل لا یَأْکُلُ القَتْلَی.
و قال اللِّحْیَانِیُّ : الیَعْقُوبُ :ذَکَر القَبْجِ ،قَالَ ابنُ سِیدَه:
فلا أَدْرِی ما عَنَی بالقَبْجِ ،أَلْحَجَلَ أَم القَطَا أَم الکِرْوَانَ (8).
و الأَعرفُ أَنَّ القَبْجَ الحَجَلُ ،و قیلَ الیَعَاقِیبُ [من] (9)الخَیْل
ص:248
سُمِّیت بذَلِکَ تَشْبِیهاً بیعَاقِیبِ الحَجَل لسُرْعَتِهَا.و قولُ (1)سَلامهَ بْنِ جَنْدَلٍ :
وَلَّی حَثِیثاً و هَذَا الشَّیْبُ یَتْبَعَهُ
لو کَانَ یُدرِکُه رکْضُ الیَعَاقِیبِ
قیل:یَعْنِی الیَعَاقِیبَ من الخَیْل،و قیل:ذُکُور الحَجَل، و قد تعرَّضَ له ابنُ هشام فی شَرْح الکَعبیَّه،و اسْتَغْرَبَ أَن یَکُونَ بمَعْنَی العُقَاب .
و فی لسان العرب:و یقال:فَرسٌ یَعْقُوبٌ :ذو عَقْب ، و قد عَقَب یَعْقِبُ عَقْباً .و زَعَم الدَّمِیرِیُّ أَنَّ المُرَاد بالیَعَاقِیب الحَجَل،لقَوْلِ الرَّافِعِیّ :یجبُ الجزاءُ بقَتْل المُتَوَلِّد بین الیَعْقُوبِ و الدَّجَاج،قال:و هذا یَردّ قولَ من قال:إِنَّ المُرادَ فی البَیْتَیْن الأَوّلَیْن هو العُقَابُ ،فإِنَّ التَّنَاسُلَ لا یقع بین الدّجَاج و العُقَابِ ،و إِنَّما یقعُ بَیْنَ حَیَوَانَیْنِ بَیْنَهُمَا تَشَاکُلٌ و تَقَارُبٌ فی الخَلْق،کالحِمَار الوَحْشِیّ و الأَهْلِیّ .قال شیخُنَا:و لا ینهض له ما ادَّعَی إِلاَّ إِذَا قیلَ إِنَّ الیَعْقُوبَ إِنما یُطْلَق علی العُقَاب ،و أَمَّا مع الإِطْلاَق و الاشْتِرَاک فلا،کما لا یخفی علی المُتَأَمِّل.
و یَعْقُوبُ أَربعه من الصَّحَابَه انظر فی الإِصابه.
و یَعْقُوبُ ،و فی نسخه یحیی بْنُ سَعِید،و عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ مُحَمّدِ بْنِ عَلِیٍّ .و محمدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ مُحَمَّد بْن یَعْقُوب .و أَبو مَنْصُور مُحمَّدُ بنُ إِسْمَاعیلَ بْنِ سَعِید بن علیّ البُوشَنْجَیّ الواعِظ ،حَدَّثَ عن أَبی مَنْصُور البُوشَنْجِیّ و غیرِه،و عَنْه ابْن عساکر فی شاومانه إِحْدَی قُرَی هَرَاه،وقع لنا حَدِیثُه عالِیاً فی مُعْجَمه.و أَبو نَصْر أَسعدُ بْنُ المُوَفَّق ابْنِ أَحمَد القاینیّ الحنَفِیّ من شُیُوخِ ابْنِ عَسَاکر،حَدِیثُه فی المُعْجَم،و ذَکَر ابنُ الأَثِیرِ أَبا مَنْصُور (2)مُحَمَّد بنَ إِسماعِیل بْنِ یُوسُفَ (3)بْنِ إِسْحَاق بْنِ إِبْرَاهِیم النَّسَفِیّ ،رَوی عن جَدِّه (4)و عن أَبِی عُثْمَان سَعِیدِ 4بْنِ إِبرَاهِیمَ بْنِ مَعْقِل و أَبی یَعْلَی عَبْدِ المُؤْمِن بْن خَلَف.و سَمِعَ منه أَهلُ بُخَارَی جامِعَ التِّرْمِذِیّ ستّ مَرَّات،و عنه أَبو العَبَّاس المُسْتَغْفِریّ ،و مات سنه 389 فی شَهْرِ رَمَضَان،کذَا فی أَنْسَابِ البُلْبَیسیّ ، الیَعْقُوبِیُّون :مُحَدِّثُونَ نسبه کلهم إِلی جَدِّهم الأَعْلَی.و أَما أَبُو العَبَّاس أَحمدُ بْنُ أَبِی یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَر بْنِ وَاهبِ بن وَاضِحٍ الیَعْقُوبِیّ الکَاتب المِصْرِیّ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ المَنْصُور صَاحِبُ التاریخ فنِسْبَتُه إِلَی وَالِدِه،ذَکرَه الرُّشَاطِی.و أَبو یَعْقُوب یُوسُف بن مَعْرُوف الدستیخنیّ و أَبو یَعْقُوب الأَذْرُعِیّ ،و أَبو یَعْقُوب إِسْرَائِیلُ بن عَبْدِ المُقْتَدر بْنِ أَحْمَدَ الحَمِیدِیّ الإِربَلِیّ السّائِح.و أَبُو الصَّبْرِ یَعْقُوبُ بنُ أَحْمَد بْنِ عَلِیٍّ الحُمَیدِیّ الإِرْبَلِی،و أَبُو الفَضْل صَالحُ بْنُ یَعْقُوبَ بْنِ حَمْدُون التَّمِیمِیّ .و أَبو الرَّجَاء یَعْقُوبُ بنُ أَیُّوب بنِ عَلِیٍّ الهَاشِمِیّ الفارقیّ ،حَدَّث عن أَبِی عَلِیٍّ الخَبَّاز و غَیْرِه.و أَبو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوب بْنِ إِسْحَاقَ شیخُ ابْن شَاهِین،و قد تَقَدَّم فی«خ ض ب»و یعقوبُ بنُ یُوسف (5)بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیّ بْنِ أَحْمَدَ اللُّؤْلُؤِیّ النَّخْذِیّ ، تَفَقَّه ببُخَارَی،و روی عن أَبِی حَفْص عُمَرَ بْنِ مَنْصُور بن جَنْبٍ البَزَّاز (6)مات ببلده أَندَخود بین بَلْخ و مَرْو (7).
محدثون.
و إِبِلٌ مُعَاقِبَهٌ :تَرْعَی مَرَّهً مِن،و فی نُسْخَه فی حَمْضٍ بالفَتْح فالسّکُون و مَرَّه فی و فی نسخه«و من» خُلَّهٍ بالضَّم و هما نَبْتَان، و أَمَّا الَّتی تَشْرَبُ الماءَ ثُمَّ تَعُودُ إِلَی المَعْطِن ثُمّ تَعُودُ إِلَی المَاءِ،فَهِی العَوَاقبُ . و عن (8)ابن الأَعْرَابِیّ :
و عَقَبَت الإِبِلُ من مَکَانٍ إِلی مَکَان تَعْقُب عَقْباً و أَعْقَبَت ، کِلاَهُمَا تحَوَّلَت مِنْه إِلَیْهِ تَرْعَی.و قال أَیضا:إِبل عَاقِبَهٌ :
تَعْقُب فی مَرْتَعٍ بَعْد الحَمْض و لا تکونُ عَاقِبَهً إِلا فی سَنَه شَدِیدَه (9)تَأْکُلُ الشَّجَرَ ثمّ الحَمْضَ قال:و لا تکون عَاقِبَهً فی العُشْب.و قال غیرُه:و یقال:نَخْلَهٌ مُعَاقِبَه :تَحمل عاماً و تُخْلِفُ آخَر.
و أَعْقَبَ زَیْدٌ عَمْراً فی الرَّاحِلَه و عَاقَبَه إِذا رَکِبَا بالنَّوبَهِ ، هذا عُقْبَه ،و هذا عُقْبَه ،و قد تَقَدَّم أَیضاً.
و عَقَبَ اللیلُ النهارَ:جَاءَ بَعْدَه،و عَاقَبَه ،و عَقَّبَه تَعْقیباً :
ص:249
جَاءَ بعَقِبِه فهو مُعَاقِب و عَقیبٌ أَیضاً.و التَّعْقیبُ مِثْلُه،و ذَهَبَ فلانٌ و عَقَبَه (1)فُلاَنٌ بَعْدُ،و اعْتَقَبَه أَی خَلَفَه،و هما یُعَقِّبَانه و یَعْتَقِبانِ عَلَیْه و یَتَعَاقَبَان :یَتَعَاوَنَان.
و المُعَقِّبَاتُ :الحَفَظَه فی قوله عزّ و جلّ : لَهُ مُعَقِّباتٌ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ (2)و المُعَقِّباتُ : مَلاَئِکَهُ اللَّیْلِ و النَّهَارِ لأَنَّهم یَتَعاقَبُونَ ،و إِنَّمَا أَنَّثَ لکَثْره ذلِکَ مِنْهُم،نحو نَسّابَه و عَلاَّمه و قَرَأَ بَعْضُ الأَعْرَاب: «لَهُ مَعَاقیبُ » .و قال الفَرّاء:
المُعَقِّبَاتُ :المَلاَئِکَه،ملائِکَه اللَّیْلِ تَعقُب ملاَئِکَهَ النَّهَارِ.
قال الأَزْهَرِیُّ :جَعَلَ الفَرَّاءُ عَقَّب بمعْنی عَاقَب ،کما یُقَالُ :
عَاقَدَ و عَقَّدَ،و ضَاعَفَ و ضَعَّفَ ،فکأَنَّ ملائکَهُ النهارِ تحفَظُ العِبَادَ،فإِذَا جَاءَ اللیلُ جَاءَ معه مَلاَئِکَهُ اللَّیْلِ ،و صَعِدَ ملائِکَهُ النَّهارِ،فإِذا أَقبَلَ النّهارُ عاد من صَعِد و صَعِد ملائِکَهُ اللَّیْل،کأَنَّهم جَعَلُوا حِفْظَهم عُقَباً أَی نُوَباً،و کُلُّ من عَمِل عَمَلاً ثم عادَ إِلیه فقد عقَّب .و ملائکهٌ مُعَقِّبَه ،و مُعَقِّباتٌ جَمْعُ الجَمْع. و
14- قولُ النَّبِیِّ صَلَّی اللّهُ عَلَیْه و سَلَّم (3):
« مُعْقِّباتٌ لا یَخِیبُ قَائِلُهُنّ ». و هو أَن یُسَبِّح فی دُبُرِ صَلاته ثلاثاً وَ ثَلاَثِین تَسْبِیحَهً ،و یَحْمَده ثَلاَثاً و ثَلاَثِین تَحْمِیدَهً ، و یکَبِّره أَربعاً و ثَلاثین تَکْبِیرَهً .و هی التَّسْبِیحَاتُ . سُمِّیت [ مُعقِّبات ] (4)لأَنَّهَا یَخْلُف بَعْضُهَا بَعْضاً أَو لأَنَّها عادَتْ مَرَّه بعد مَرَّه،أَو لأَنها تُقَالُ عَقِیبَ الصَّلاهِ .و قال شَمِر:أَراد بقَوْله مُعَقِّبَاتٌ تَسْبِیحَات تَخْلُف بأَعْقَابِ النَّاس.قال:
و المُعَقِّب من کُلِّ شَیء مَا (5)خَلَف بِعَقَبِ ما قَبْلَه.و أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ للنَّمِر بْنِ تَوْلَبٍ :
و لستُ بشَیْخٍ قد تَوَجَّهَ دَالِفٍ
و لکنْ فَتًی من صالِح الناسِ عَقَّبَا
یَقُولُ :عُمِّر بَعْدَهم وَ بقِیَ .
و المُعَقِّبَاتُ : اللَّوَاتِی یَقُمْنَ عِنْدَ أَعْجَازِ الإِبِلِ المُعْتَرِکَاتِ علی الحَوْضِ ،فإِذَا انْصَرَفَت ناقَهٌ دَخَلَتْ مَکَانَها أُخْرَی و هی النّاظرَات العُقَبِ .و العُقَبُ :نُوَبُ الوَارِدَه،تَرِد قِطْعَهٌ فتَشْرَبُ ،فإِذا وردت قِطْعَهٌ بعدها فشَرِبَت فذلک عُقْبَتُهَا ، و قد تَقَدَّم الإِشَارَهُ إِلیه.
و التَّعْقِیبُ :اصْفِرَارُ ثَمَرَهِ العَرْفَج و حَیْنُونَهُ یُبْسِهِ مِن:
عَقَبَ النبتُ یعقبُ عَقْباً إِذا دَقَّ عُودُه و اصْفَرَّ وَرَقُه،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و التَّعْقِیبُ : أَن تَغْزُوَ ثم تُثَنِّیَ أَی تَرْجع ثانِیاً مِنْ سَنَتِک.
و المُعَقِّب :الذی یَغْزُو غَزْوَهً بَعْدَ غَزْوَهٍ و یَسیر سَیْراً بَعْد سَیْر، و لا یُقِیم فی أَهْلِه بعد القُفُول.و عَقَّب بِصَلاهٍ بَعْد صلاه و غَزَاه بعد غزاه:وَالَی.و
14- فی الحَدِیث: «و إِنَّ کُلَّ غَازِیَهٍ غَزَتْ یَعقُب بعضُهَا بَعْضاً». أَی یکون الغزوُ بینَهُم نُوَباً،فإِذَا خرجَت طَائِفَهٌ ثم عادَت لم تُکَلَّفْ أَن تَعُودَ ثانِیَهً حتی تَعْقُبَهَا أُخْرَی غیرها.و منه
17- حَدِیثُ عمرَ: «أَنَّه کَانَ کُلَّ عام یُعَقِّبُ الجیوشَ ». قال شَمِر:و معنَاه أَنه یَرُدُّ قوماً و یَبْعَث آخَرین یُعَاقِبونَهُم .یقال: عَقَّب (6)الغَازِیهَ بأَمْثالِهِم و أَعْقَبُوا إِذَا وَجَّه 6مَکانَهم غَیْرَهُم. و التَّعْقِیبُ : التَّرَدُّدُ فی طَلَب المَجْدِ ،هکذا فی نُسْخَتِنَا و هو غَلط ،و صوابُه التَّردُّدُ فی طَلَب مُجِدًّا کما فی لِسَانِ العَرَب و الصّحَاح و غَیْرِهَما.و یدل لذلک قولُه أَیضاً:و المُعَقِّب :المُتَّبع حَقّا له لیَسْتَرِدَّه.و قال غیرُه:الَّذِی یَتْبَع عَقِب الإنْسَانِ فی حَقٍّ .قال لَبِیدٌ یَصِف حِمَاراً و أَتانَه:
حتی تَهَجَّرَ فی الرَّواحِ و هَاجَه
طَلَبُ المُعَقِّبِ حَقَّه المَظْلومُ
قال ابن مَنْظُور:و اسْتَشْهَد به الجَوْهَرِیُّ علی قولِه:
و عقَّب فی الأَمْرِ إِذَا تَرَدَّد فی طَلَبِه مُجِدًّا،و أَنْشَدَه:
و قال:رفع المظلوم و هو نَعْتٌ للمُعَقِّب علی المَعْنَی، و المُعَقِّب خَفْض فی اللَّفْظِ و معنَاه أَنَّه فَاعِل.و یُقَالُ أَیضاً:
المُعَقِّب :الغَرِیمُ المُمَاطِلُ . عَقَّبَنِی حَقّی أَی مَطَلَنی فَیَکُون المَظْلُوم فَاعِلاً و المُعَقِّب مَفْعُولاً.
و قال غیرُه: المُعَقِّب :الَّذِی یَتَقَاضَی الدَّیْنَ فیعود إِلی غَرِیمه فی تَقاضِیهِ .
و التَّعْقِیبُ : الجُلُوسُ بَعْدَ أَن یَقْضِیَ الصَّلاَه لدُعَاء أَو مَسْأَله.و
16- فی الحَدِیثِ : «مَنْ عَقَّب فی صَلاَهٍ فهو فی
ص:250
الصَّلاه». و
14- فی حَدِیثِ أَنَسِ بْنِ مَالِک: «أَنَّه سُئل عن التَّعْقیب فی رَمَضَانَ فأَمرَهُم أَن یُصلُّوا فی البُیُوت». قال ابنُ الأَثِیرِ: التَّعْقِیبُ :هو أَن تَعْمَل عَمَلاً ثم تَعُودَ فیه.و أَراد به هَاهُنَا الصَّلاَه النَّافِلَه بَعْدَ التَّرَاوِیحِ فکَرِه أَن یُصَلُّوا فی المَسْجِد و أَحَبَّ أَن یکونَ ذلک فی البُیوتِ .قلتُ :و هو رَأْی إِسْحَاقَ بْن رَهَوَیه و سَعِید بْنِ جُبَیْر.و قال شَمِر: التعقِیبُ :
أَن یَعْمل عَمَلاً من صَلاَهٍ أَو غیرِهَا ثم یعود فیه من یَوْمِهِ .
[یقال: عقّب بصلاهٍ بعد صلاهٍ ،و غزوهٍ بعد غزوهٍ ] (1)قال:
و سمِعتُ ابنَ الأَعْرَابیّ یقول:هو الّذِی یَفْعَلُ الشیءَ ثم یعودُ ثانِیَهً ،یقال:صَلَّی من اللّیلِ ثم عَقَّبَ ،أَی عَادَ فی تِلْک الصَّلاه.
و التَّعْقِیبُ : المُکْثُ و الانْتِظَار،یقال: عَقَّب فُلانٌ فی الصّلاهِ تَعْقیباً إِذا صلَّی فأَقَامَ فی مَوْضِعه یَنْتَظِر صلاهً أُخْرَی.و
16- فی الحَدیث: «مَنْ عَقَّب فی صَلاَه فَهُو فی صَلاَه» (2). أَی أَقَامَ فی مُصَلاَّهُ بعدما یَفْرُغُ من الصَّلاهِ .
و یقال:صَلَّی القومُ و عَقَّب فلانٌ .[و
16- فی الحدیث] (3):
و التَّعقِیبُ فی المَسَاجِد:انتظارُ الصَّلَوَاتِ بَعْد الصَّلَوَات (4).
و التَّعْقِیبُ : الالْتِفَاتُ . و قَوْلُه تَعَالَی: وَلّی مُدْبِراً وَ لَمْ یُعَقِّبْ (5)قیل أَی لم یَعْطِف و لم یَنْتَظِر،و قیل:لم یَمْکُث، و هو قولُ سفیانَ .و قیل:لم یَلْتِفت،وَ هُو قولُ قَتَادَه.و قیل:
لم یَرْجِع،و هو قولُ مُجَاهِد.[قال شمر] (6):و کلُّ رَاجِعٍ مُعَقِّبٌ .قال العَجّاج:
و إِن تَوَنَّی التَّالِیَاتُ عَقْبَا
و العُقْبَی :المَرْجِع،و عَقِبُ کُلِّ شَیْ ءٍ و عُقْبَاه و عُقْبَانُه و عَاقِبَتُه :خَاتِمَتُهُ .
و یقال:إِنَّه لعالِم بعُقْمَی الکَلامِ و عُقْبَی الکَلامِ و هو غامِضُ الکلام الذی لا یَعْرِفه الناسُ و هو مِثْل النّوَادِر.و العُقْبَی أَیضاً: جَزَاءُ الأَمْرِ یقال: العُقْبَی لَکَ فی الخَیْر،أَی العَاقِبَه . و أَعْقَبَه بِطاعَتِه،و أَعْقَبَه علی ما صَنَع أَی جازَاهُ .و أَعْقَب الرَّجُلُ إِذا مَاتَ و خَلَّف ،أَی تَرَک عَقِباً أَی وَلَداً.یقال:کان له ثلاثَهُ أَولادٍ فأَعْقَبَ منهم اثْنان أَی تَرکا عَقباً و دَرَجَ وَاحِدٌ.و قد تقدم إِنشادُ قول طُفَیْلٍ الغَنَوِیّ .و یقال: أَعقَبَ هذَا هذَا،إِذَا ذَهَب الأَولُ فلم یَبْقَ منه شَیْ ءٌ و صارَ الآخرُ مکانَه. و أَعْقَبَ مُسْتَعِیرُ القِدْرِ:رَدَّهَا إِلیه و فیها العُقْبَهُ بالضّم،و هی قَرارهُ القِدْر أَو هی مَرَقَهٌ تُرَدُّ فی القِدْر المُسْتَعَارَهِ .قال الکُمَیْتُ :
و حَاردَتِ النُّکْدُ الجِلاَدُ و لم یَکُن
لعُقْبَهِ قِدْرِ المُسْتَعِیرِینَ مُعَقبُ
و قد تَقَدَّم.
و تعقَّب الخَبَرَ؛تَتَبَّعَه،و یقال تَعَقَّبْتُ (7)الأَمْرَ إِذَا تَدَبَّرْتَه، و التَّعقُّبُ :التّدبُّر و النَّظرُ ثانیه،قال طُفَیْلٌ الغَنَوِیُّ :
فلَمْ یَجِدِ الأَقْوَامُ فِینَا مَسَبَّهً
إِذَا اسْتُدْبِرَتْ أَیَّامُنَا بالتَّعَقُّب
یقول:إِذا تَعَقَّبُوا أَیَامَنا لم یَجِدُوا فِینَا مَسَبَّهً .
و یقال:لم أَجِدْ عن قَوْلِکِ مُتَعَقَّباً أَی رُجُوعاً أَنْظُر فِیهِ ، أَی لَمْ أُرَخِّص لنَفْسِی التَّعَقُّبَ فیه لأَنْظُرَ آتِیه أَم أَدَعُه.و قولهُ [تعالی]: لا مُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ (8)أَی لا رَادَّ لقَضَائِه.و عَاقَبه بذَنْبِه مُعاقَبَه و عِقَاباً :أَخذَه بِهِ و تعقَّبَه :أَخَذَه بذَنْبٍ کَانَ مِنْه.و تَعَقَّبَ عَن الخَبَر إِذا شَکَّ فِیهِ و عَاد للسُّؤَال عَنْه قال طُفَیْلٌ :
تَأْوَّبَنِی هَمٌّ مع اللَّیْل مُنْصبُ
و جَاءَ من الأَخْبَارِ ما لا أُکَذِّبُ
تَتَابعْنَ حتَّی لم تَکُن لِیَ رِیبَهٌ
و لم یَکُ عَمَّا خَبَّرُوا مُتَعَقَّبُ
و فی لسان العرب:و تَعَقَّب فلانٌ رأْیَه إِذَا وَجَدَ عَاقِبَتَه إِلی خَیْرٍ (9)،و تَعقَّب من أَمْره:نَدِمَ ،و یقال: تعقَّبْتُ الخَبَر إِذَا سأَلتَ غیرَ مَنْ کنتَ سأَلْتَه أَوَّلَ مَرَّه،و یقال:أَتَی فلانٌ إِلیّ خَیْراً فعَقَبَ بخَیْرِ منه.
ص:251
و الاعتقاب :الحَبْسُ و المَنْعُ و التَّنَاوُبُ .و اعْتقَب الشیءَ:
حَبَسَه عندَه. و اعْتَقَبَ البائعُ السِّلْعَهَ أَی حَبَسَها عنِ المُشْتَرِی حَتَّی یَقْبِضَ الثَّمَنَ و منه
17- قَولُ إِبْرَاهِیمَ النَّخَعِیّ :
« المُعْتَقِب ضامِنٌ لِمَا اعْتَقَب ». یرید أَن البائع إِذَا بَاع شیئاً ثم مَنَعه من المُشْتَرِی حتی یَتْلَفَ عند البائعِ فقد ضَمِنَ (1).
و عباره الأَزْهَرِیّ :[حتی تلِفَ عند البائع] (2)هَلَکَ من مَاله و ضَمَانُه مِنْه.و عن ابن شُمَیْل:یُقَالُ :باعَنی فلانٌ سِلْعَهً و علیه تَعقِبَهٌ إِن کانت فیها.و قد أَدْرَکَتْنی فی السِّلعه تَعْقِبَهٌ ، و یقال:ما عَقَّب فیها فعَلَیْکَ مِن مَالک أَی ما أَدرَکَنِی فیها من دَرَکٍ فعَلَیْک ضمانُه.و
14- قولُه عَلَیْه السَّلاَم: «لَیُّ الواجِدِ یُحِلّ عُقُوبَتَه و عِرْضَه». عقوبَتُه :حَبْسُه.و عِرْضُه:شِکَایَتُه.حکَاهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ و فسرّه بما ذَکَرْنَاه.و اعْتَقَبْتُ الرّجلَ :حَبَسْتُه، کذا فی لِسَان الْعرَبِ و بَعْضُه فی المِصْبَاح و الأَسَاسِ .
و یقال:ذَهَبَ فلانٌ و اعْتَقَب فلانٌ بَعْدُ أَی خَلَفَه،و هما یُعَقِّبَانِه و یَعْتَقِبَان علیه وَ یَتَعَاقَبان أَی یَتَعَاوَنَان،کذا فی الأَسَاسِ (3).
و الاعْتِقَابُ :التَّدَاوُلُ ، کالتَّعَاقُب ،و هُمَا یَتَعَاقَبَانِ و یَعْتَقِبَان ،أَی إِذا جَاءَ هذَا ذَهَب هذَا.
و العُقَابُ بالضَّمِّ :طائِرٌ من العِتَاقِ .و عباره المِصْبَاحِ :
من الجَوَارِح م أَی مَعْرُوف،یقَعُ علی الذَّکَرِ و الأُنْثَی إِلاَّ أَن یَقُولُوا:هذا عُقَابٌ ذکَرٌ.قال شیخُنَا:و قالوا لاَ یَکُونُ العُقَاب إِلاَّ أُنْثَی و نَاکِحُه طَیْرٌ آخَرُ من غیر جِنْسِه.و قال ابن عُنَیْن یَهْجُو شَخْصاً یقالُ له ابنُ سَیِّدَهٍ :
قلْ لابن سَیدَه و إِنْ أَضْحَتْ له
خَوَلٌ تُدِلُ بکثْرهٍ و خُیُولِ
ما أَنْتَ إِلاَّ کالعُقَابِ فأُمُّه
مَعْرُوفَهٌ و له أَبٌ مَجْهُولُ (4)
ج أَعْقُبٌ أَی فی القِلَّه،لأَنَّها مُؤَنَّثَه کَمَا مَرّ و أَفْعُلٌ (5)یختَصُّ به جمعُ الإِناثِ ،کأَذْرُعٍ فی ذِرَاع،و أَعْنُقٍ فی عَنَاقٍ ،و هو کَثِیر،قاله شَیْخُنَا.و حَکَاه فی لِسَانِ العَرَب أَیضاً بصِیغَه التَّمْرِیض و عِقْبَانٌ بالکَسْر جمع الکَثْرَه و أَعْقِبَهٌ ،عن کُرَاع،و عَقَابِینُ جمعُ الجَمْعِ قال:
عَقَابِین یَوْمَ الدَّجْنِ تَعْلُو و تَسْفُلُ
قال شیخُنا،و حَکَی أَبو حَیَّان فی شَرْح التَّسْهِیل أَنه جُمِعَ علی عَقَائب ،و استبعَدَه الدَّمامِینِیّ ،انتهی.و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :عِتاقُ الطیرِ: العِقْبَانُ ،و سِبَاعُ الطَّیْرِ:التی تَصِیدُ،و الَّذِی لم یَصِدِ:الخَشاشُ .و قال أَبو حَنیفَه:من العِقْبَان عِقْبَانٌ تُسَمَّی عِقْبَانَ الجِرْذَانِ ،لَیْسَت بِسُودٍ و لکنَّهَا کُهْبٌ و لا یُنْتَفَع بِرِیشِهَا إِلا أَن یَرْتاشَ بها (6)الصبیانُ الجَمَامِیحَ .
و العُقَابُ : حَجَرٌ نَاتیءٌ و عبَارَهُ لِسَانِ العَرَبِ :صَخْرَه نَاتِئَهٌ ناشزَهٌ فی جَوْفِ البِئرِ یَخْرِقُ الدَّلْوَ ،و رُبّمَا کانَت من قِبَل الطَّیِّ ،و ذلک أَن تَزُول الصخرُه عن مَوْضِعها،و رُبَّمَا قَامَ علیهَا المُسْتَقِی،أُنْثَی،و الجَمْعُ کالجَمْع،و قد عَقَّبها تَعقیباً :سَوَّاها.و الرجُلُ الذِی یَنْزِل فی البِئر فَیَرْفَعُهَا یُقَال له المُعَقِّبُ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :القَبیلَهُ صَخرهٌ علی رَأْسِ البِئر.و العُقابَانِ من جَنَبَتَیْها یَعْضُدَانهَا. و قیل العُقَابُ :
صَخْرَهٌ نَاتِئهٌ فی عُرْضِ جَبَلٍ کمِرْقَاهٍ و قیل هو مَرْقًی فی عُرضِ الجَبَل.
و العُقَابُ : شِبْهُ لَوْزَهٍ تَخْرُجُ فِی إِحْدَی قَوَائِمِ الدَّابَّه ، نقله الصَّاغَانِیُّ .
و العُقَابُ فیمَا یُقَال: خَیْطٌ صَغِیرٌ یَدْخُلُ فی خُرْتَیْ تَثْنِیَه خُرْت بضم الخَاءِ و سُکُونِ الرَّاءِ و المُثَنَّاه الفَوْقِیَّهِ آخره،و هو ثَقْبُ الأُذُنِ حَلْقَهِ القُرْطِ یُشَدُّ بِهِ ،و عَقَب القُرطَ :شَدَّه بِهِ (7).
قال سَیَّارٌ الأَبانِیّ :
کأَنَّ خَوْقَ قُرْطِهَا المَعْقُوبِ
عَلَی دَباهِ أَو عَلی یَعْسُوبِ
جَعَلَ قُرطَهَا کأَنَّه عَلی دَباهٍ لِقِصَر عُنُقِ الدَّبَاهِ ،فوصَفَها
ص:252
بالوَقْص.و الخَوْقُ :الحَلْقَه.و الدّباهُ :نوعٌ من الجَرَاد.
و الیَعْسُوب:ذَکَرُ النَّحْل.
و قال الأَزْهَرِیّ : العُقابُ :الخیْطُ الَّذی یَشُدُّ طرَفَیّ حَلْقَهِ القُرْط .
و العُقَابُ : مَسِیلُ المَاءِ إِلی الحَوْضِ قال[الراجز].
کأَنَّ صَوتَ غَرْبِهَا إِذا انْثَعَبْ
سَیْلٌ علی مَتْنِ عُقَاب ذِی حَدَبْ (1)
و العُقَابُ : الحَجَرُ یَقُومُ عَلَیْهِ السَّاقِی بَیْنَ الحَجَرَیْنِ یَعْمِدَانِهِ .
و العُقَابُ :اسم أَفْرَاس لَهُم منها فرسُ حُمَیْضَهَ بْنِ سَیَّارٍ الفَزَارِیّ ،و فَرسُ الحَارِث بْنِ جَوْنٍ العَنْبَرِیّ و فرسُ مِرْدَاسِ بْنِ جَعْوَنَهَ السَّدُوسیّ .و العُقَابُ :الغَایَهُ .قال أَبو ذُؤیْب:
و لا الراحُ رَاحُ الشَّامِ جاءَتْ سَبِیئهً
لها غایهٌ تَهْدِی الکِرَامَ عُقَابُهَا
أَرادَ غَایَتَهَا.و حَسُنَ تَکرَارُه لاخْتِلاف اللَّفْظَین،و جمعها عِقْبَانٌ .
و العُقَابُ :الحَرْبُ (2)عن کُرَاع و
14- العُقَابُ :عَلَمٌ ضَخْمٌ ، و اسْمُ رَایَه للنّبیِّ صلی اللّه علیه و سلم ، کما وَرَد فی الحَدِیث .
و فی لِسَانِ العَرَبِ : العُقَابُ :الذی یُعْقَدُ للوُلاه،شُبِّه بالعُقاب الطَّائر،و هی مُؤَنَّثَه و العُقَابُ : الرَّابِیَهُ ،و کُلُّ مُرْتَفِعٍ لم یَطُلْ جِدًّا.
و عُقَابُ : کَلْبَهٌ و عُقابُ : امْرَأَهٌ و هی أُمُّ جَعْفَر بْنِ عَبْدِ اللّه الآتی ذِکْرهُ .
و عُقَاب :موضِعٌ بالأَنْدَلس،کانت به وَقْعَهُ المُوَحِّدِینَ مَشْهُوره،استدْرَکَه شَیْخُنا.
و فی لِسَانِ العَرَب: العُقابَان :خَشَبَتَان یَشْبَحُ الرجُلُ بَیْنَهُمَا الْجِلْدَ (3)،و العربُ تُسمِّی الناقهَ السوداءَ عُقَاباً علی التَّشْبِیهِ . و عُقَیْبٌ ، کزُبَیْرٍ :ابنُ رُقَیْبَهَ صَحَابِیُّ رُقَیْبَه بنُ عُقَیْب .
قال الحافِظُ تَقِیُّ الدَّین بن فَهْد فی مُعجَمِه:رُقَیْبَهُ بْنُ عُقْبَه أَو عُقَیْبُ بْنُ رُقَیْبَه مجهول،و له حَدیثٌ عجِیب.قُلتُ :أَو مرادُ المُصَنِّفِ عُقَیْبُ بُن عَمْرِو بْنِ عَدِیٍّ ،فإِنَّه صحابِیٌّ أَیضاً،شَهِدَ أُحُداً و لابنهِ سَعْد صُحْبَه أَیضاً.و:مَوْضِعٌ .
و مُعَیْقِیب أَیْضاً صحابیٌّ ،استدرَکَه شیخُنا.قلت:و هما اثْنَانِ ،أَحدهُما مُعَیْقیبُ بنُ أَبِی فاطِمَه الدَّوْسیّ حَلِیفُ بنی أُمیَّه من مُهَاجِرَهِ الحَبَشَه،و هو الَّذِی عُنِی به شیخُنا.
و ثَانِیهما مُعَیْقِیبُ بنُ معرض (4)الیَمامیّ تفرّد بذکره شاصویْه (5)بن عبید و هو یَعْلُو عند الجَوْهَرِیّ ،کَذَا فی المُعْجَم.
و کالقُبَّیْطِ :طائِرٌ ،لا یُسْتَعْمَل إِلاّ مُصَغَّراً.
و:ع ضَبَطَه الصَّاغَانِیُّ مُصَغَّرا مع تَشْدِیدِ الیَاء المَکْسُورَهِ ،عن ابْنِ دُرَیْد.قلتُ :و لعلَّه من مضافات دِمَشْق،و قد نُسِب إِلیهَا أَبُو إِسحاقَ إِبراهیمُ بْنُ محمود بْنِ جَوْهَر البَعْلَبَکِّیّ ثم الدِّمَشْقِیّ المقرِئ الحَنْبَلِیّ عُرِف بالبَطَائِحِیّ ،حَدَّث بدمشق و غَیْرِهَا.روی عنه أَبُو مُحَمَّد الحسنُ بنُ أَبِی عِمْرَان المَخْزُومِیّ بدمشق و مُحَمَّدُ بن عَلِیِّ بْن عَبْدِ اللّهِ بْنِ عِیسَی الیُونینِیُّ البَعْلَبَکِّیُّ .و أَبو یُونُس الأَرمَنیّ .و محمدُ بنُ عُبادَهَ بْنِ محمد الأَنْصاریُّ الحَلَبِیُّ ، الثَّلاثَهُ بالعُقَّیْبَه .
و المِعْقَبُ : کمِنْبَر (6):الخِمَارُ لِلمَرْأَهِ ،عن ابن الأَعْرَابِیّ ،لأَنّه یَعْقُبُ المُلاءَه وَ یَکُونُ خَلَفاً مِنْها.قال امرؤُ القَیْسِ :
و حَارَ بَعْد سَوَادٍ بَعْد جِدَّتِه
کمعْقَبِ الثوبِ إِذْ نَشَّرْتَ هُدَّابَهْ
و المعْقبُ : القُرْطُ نقله الصاغانیّ .
و المِعْقبُ : السائقُ الحاذِقُ بالسَّوْقِ ،و المِعْقَبُ :بَعِیرُ العُقَبِ .
و المِعْقَبُ : الذِی یُرَشَّحِ (7)مَبْنِیًّا للمَجْهُول و فی نُسْخَه بصیغَه الفِعْلِ المَاضِی للخِلاَفَهِ بَعْد الإِمام أَی یُهَیَّأُ لها.
ص:253
و المُعَقَّبُ کمُعَظَّم:مَنْ یَخْرُج (1)من حَانَهِ الخَمَّارِ إِذَا دَخَلَها مَنْ هُوَ أَعْظَمُ قدراً مِنْه. قال طَرَفَه:
و إِنْ تَبْغِنی فی حلْقَهِ القَوْمِ تَلْقَنِی
و إِنْ تَلْتَمِسْنِی فی الحَوَانِیتِ تَصْطَدِ
أَی لا أَکُونُ مُعَقَّباً .
و المُعَقِّبُ کمُحَدِّثِ :المُتَّبِع حقاً لَهُ یَسْتَرِدُّه.و الذی أُغِیر علیه فَحَرِب فأَغَارَ علی الَّذِی أَغَارَ علیه فاستَرَدَّ مَالَه.
و المِعْقَابُ :البیتُ یُجْعَلُ فیه الزَّبِیبُ . و المِعْقَابُ :المَرْأَهُ التی من عادَتِهَا أَن تَلِدَ ذَکَراً ثم أُنْثَی.
و أَعْقَبَ الرجَلُ إِعْقَاباً إِذا رَجَعَ مِنْ شَرٍّ إِلَی خَیْر.
و استَعْقَبَه و تَعَقَّبَه إِذا طَلَب عَوْرَتَه أَو عَثْرَتَهُ ،و أَصْلُ التَّعَقُّب التَّتبُّع:و استَعْقَبَ منه خَیْراً أَو شَراً:اعتَاضَه فأَعْقَبَه خَیْراً أَی عَوَّضَه و بَدَّلَه.
و عَقِبٌ ،ککَتِفٍ :
موضع.أَنشد أَبو حَنِیفَه لعُکَّاشَهَ بْنِ أَبی مَسْعَدَه:
حَوَّزَهَا من عَقِبٍ إِلَی ضَبُعْ
فی ذَنَبانٍ و یَبِیسٍ مُنْقَفِعْ
و کَفْرُ تِعْقَاب بالکَسْرِ و کَفْرُ عَاقِب : ع،و یَعْقُوبَا ،الموجود عندنا فی النُّسَخِ بالمُثَنَّاه التَحْتِیَّه،و صوابُه بالمُوَحَّدَه: ه کَبِیرَ ببَغْدَاد علی عشره فَرَاسِخ منها علی طَرِیقِ خُرَاسَان.
و الیَعْقُوبِیُّون کذلک صَوابُه بالباءِ: جَمَاعَهٌ مُحَدِّثُونَ ، منهم أَبُو الحَسَن مُحَمَّد بنُ الحُسَین بنِ عَلِیّ بن حَمْدون قاضیها،رَوَی عنه أَبُو بَکْر الخَطیب توفی سنه 430 ذکره البُلْبَیسِیّ فی أَنْسَابِهِ .و من بَهْجَه الأَسْرَار:أَبو بَکْر الخَطیب توفی سنه 430 ذکره البُلْبَیسِیّ فی أَنْسَابِهِ .و من بَهْجَه الأَسْرَار:أَبو مُحَمَّد عَلِیُّ بنُ أَبِی بَکْر بن إِدْرِیسَ الیَعْقُوبِیُّ ، حدَّث بها سنه 616 و أَبُو عَبْدِ اللّه مُحَمَّدُ بن أَبِی المَکَارِم الفضلُ بن بُخْتیار بن أَبی نَصْر الیَعْقُوبِیّ الوَاعِظ الخَطِیب.
و أَبو الفَضْل صَالِحُ بنُ یَعْقُوب بن حَمْدُون اللَّخْمیّ الیَعْقُوبِیّ . و ثَنِیَّهُ العُقَابِ بضَمِّ العَیْن و کسْرهَا بِدمَشْقَ .وَنِیقُ ، بالکَسْرِ، العُقَابِ . بالضَّم و الکَسْر:موضع بالجُحْفَهِ .
و تِعْقَابٌ بالکَسْر:رَجُلٌ و إِلیه نُسِب الکَفْر،کما نَقَله الصَّاغَانیّ .
و العِقْبَه بالفتح فالسُّکُون و یُکْسَرُ :الوَشْیُ کالعِقْمَهِ ،و زعم یَعْقوب أَنَّ الباء بدلٌ من المِیمِ .و قال اللِّحْیَانِیّ : العِقْبَهُ بالکَسر: ضَرْبٌ من ثِیابِ الهَوْدَجِ مَوْشِیٌّ کالعِقْمَه.
و عُقَابٌ عَقَنْبَاهٌ و عَبَنْقَاهٌ بتقدیم البَاءِ علی النُّون وَ بَعَنْقَاهٌ و قَعَنْبَاهٌ ،علی القَلْب: ذاتُ مَخَالبَ حِدَادٍ. و فی التَّهْذِیب فی الرُّبَاعِیّ :هی ذاتُ المَخَالب المُنْکَرَه الخَبِیثَه.قال الطِّرِمَّاحُ ،و قیل:هو لِجِرَان العَوْدِ:
عُقَابٌ عَقَنْبَاهٌ کأَنَّ وظِیفَها
و خُرْطُومَها الأَعْلَی بِنار مُلَوَّحُ (2)
و قیل:هی السَرِیعَهُ الخَطْفِ المُنْکَرَهُ .و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :ذلِک علی المُبَالَغَه کما قَالُوا:أَسَدٌ أَسِدٌ و کَلبٌ کَلِبٌ .و قَال اللَّیثُ : العَقْنْبَاهُ :الدَاهِیَهُ من العِقْبانِ ،و جَمْعُه عَقَنْبَیاتٌ (3).
و أَبُو عُقابِ ،کغُرَابٍ :تابِعِیٌّ یُقال اسمُه سُلَیْمَان،رَوَی عن عَائِشَه و لم یُدْرِکْها،و عنه أَبو عَوَانَه،قاله الحَافِظُ . و ابن عُقَابَ الشَّاعِرُ اسمُه جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ اللّه بن قَبِیصَه. و عُقَابُ اسم فلا یُصرَف للعَلَمیَّه و التَّأْنِیث.
و المُعْقِبُ کمُکْرِم: نَجْمٌ یَعقُب نَجْماً،أَی یَطْلُع بَعْدَه فیَرْکَبُ بطُلُوعه الزَّمِیلُ المُعَاقِبُ .و منه قولُ الراجِزِ:
کَأَنَّهَا بَیْنَ السُّجُوفِ مُعْقِبُ (4)
و قال أَبو عُبَیْدَه: المُعْقِبُ 4:نَجْمٌ یتعاقَب فِیهِ (5)الزَّمِیلاَنِ فی السَّفَرِ،إِذَا غَابَ نَجْمٌ و طَلَع آخَر رَکِبَ الَّذی کان یَمْشِی.
ص:254
و عَبْدُ المَلِک بُن عَقَّابٍ ککَتَّان:مُحَدِّثٌ مَوْصِلِیّ ،رَوَی عن حَمَّاد بْنِ أَبی سُلَیْمَان،و عنه أَبُو عَوَانَه و غَیْرُه.
*و مما یُستَدْرَک علیه:
16- فی الحَدیثِ : «نَهَی عن عُقْبَهِ الشَّیْطَان». بالضَّمِّ ،و هو الإِقْعَاءُ،و قد تقدم.
و عَقبُ النَّعْلِ :مُؤخَّرُهَا أُنْثَی.و وطِئوا عَقِبَ فلانٍ :مَشَوْا فی أَثَره.و
16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّ نَعلَه کانت مُعقَّبهً مُخَصَّرهً ».
المُعَقَّبَه :التی لها عَقَبٌ .و ولَّی عَلَی عَقِبه و عَقِبَیْه ،إِذا أَخَذَ فی وَجْه ثم انْثَنَی.
و التّعقِیبُ :أَن یَنْصَرِف من أَمرٍ أَرادَه.و
16- فی الحدیث: «لاَ تَرُدَّهم علی أَعْقَابهم ». أَی إِلی حَالَتِهم الأُولَی من تَرْک الهِجْرَه.و
16- فی الحَدِیثِ : «مَا زَالُوا مُرتَدِّین علی أَعقابِهِم ». أَی راجِعِین إِلی الکُفْر کأَنَّهم رَجَعُوا إِلی وَرَائِهم.و جَاءَ مُعَقِّباً أَی فی آخر النَّهَار.و عَقَب فلانٌ علی فلانَهَ ،إِذا تَزَوَّجَهَا بعد زَوْجِهَا الأَوّل،فهو عاقِبٌ لها أَی آخِرُ أَزواجِهَا،و أَنْشَد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
یَمْلأُ عَیْنَیْک بالفِناء ویُر
ضِیک عقَاباً إِنْ شئتَ أَوْ نَزَقَا
قال: عِقَاباً یُعقِّبُ عَلیه صاحِبُه،أَی یَغْزُو مَرَّهً بعد أُخْرَی،و قیل غیر ذلک.و قد تقدمت الإِشاره إِلیه.
و کُلُّ شَیْ ءٍ خَلَف شَیْئاً فهو عَقْبُهُ (1).کماءِ الرَّکِیّهِ ،و هُبُوبِ الرِّیحِ و طَیَرَانِ القَطَا و عَدْوِ الفَرَس.و فرَسٌ مُعَقِّب فی عَدْوِه:یَزْدَادُ جَوْدَهً .
و عَقَبَ الشیبُ یَعْقِبُ و یَعْقُب عُقُوباً و عَقَّب :جاءَ بعد السَّوَادِ.و یقال: عَقَّب فی الشَّیْب بأَخْلاقٍ حَسَنَهٍ ،و أَعقَبَه نَدَماً وَ هَماً (2):أَورثَه إِیّاه.قال أَبُو ذُؤَیْب:
أَوْدَی بَنِیّ و أَعْقَبُونِی حَسْرهً
بَعْدَ الرُّقَادِ و عَبْرَهً ما تُقْلِعُ
و یقال:فعلتُ کذا فاعتَقَبْت منه نَدَامَهً ،أَی وجدتُ فی عاقِبَتِه ندامَهً .و یقال:أَکلَ أُکْلَهً أَعْقَبَتْه (3)سُقْماً أَی أَورثَتْه.و عَاقَبَ بین الشَّیْئَیْن إِذَا جَاءَ بأَحدِهما مَرَّهً و بالآخَر أُخْری.
و یقَال:فلان عُقْبَهُ بَنی فلانٍ أَی آخِر مَنْ بَقِی منهم،و فلانٌ یَسْتَقِی علی عُقْبَهِ آلِ فلانٍ ،أَی بَعْدَهُم.و عَقّب علَیْهِ :کَرَّ و رَجَع.و قولُ الحَارِث بن بَدْرِ:کنتُ مَرَّهً نُشْبه،و أَنَا الیومَ عُقْبَه .فسّره ابنُ الأَعْرَابِیّ فقال:معناه کنتُ مَرّه (4)إِذا نَشِبْت أَو عَلِقْت بإِنْسَان لَقِیَ مِنّی شَرًّا،فقد أَعْقَبْتُ الیومَ و رَجَعْتُ ، أَی أَعْقَبْتُ منه ضَعْفاً،و العَقْبُ :الرَّجْعُ (5)قال ذُو الرَّمَّه:
کأَنَّ صِیَاحَ الکُدْر یَنْظُرنَ عَقْبَنَا
تَرَاطُنُ أَنباطٍ علیه طَغَامُ (6)
معنَاه یَنْتَظِرنْ صَدَرَنا لِیَرِدْنَ بَعْدَنَا.
و
16- فی حَدِیثِ صلاهَ الخَوْف: «إِلا أَنَّهَا کانَتْ عُقَباً (7). أَی یُصَلِّی (8)طائِفَهٌ بعد طائفَه،فهم یَتَعَاقَبُونها تَعاقُبَ الغُزاهِ .
و المُعَقِّب :الذی یَتَقَاضَی الدَّیْنَ فیَعُودُ إِلی غَرِیمه فی تَقاضیه.و الَّذِی یَکُرّ علی الشَّیْ ء،و لا یَکُرُّ[أَحَدٌ] (9)علی ما أَحْکَمَه اللّهُ ..قال لبید:
إِذا لم یُصِب فی أَوّلِ الغَزْوِ عَقَّبَا
أَی غَزَا غَزْوَه أُخْرَی.
و تَصدَّقَ فلانٌ بصدَقَه لیس فیها تَعْقِیبٌ ،أَی استثْنَاء، و أَعْقَبَه الطّائفُ إِذا کان الجُنُون یُعاوِدُه فی أَوقات.قال امرؤُ القَیْس یَصِف فرساً:
و یَخْضِدُ (10)فی الآرِیّ حَتَّی کأَنَّه
به عُرَّهٌ أَو طائفٌ غیرُ مُعْقِبِ
و التعاقُبُ ،الوِرْدُ مَرَّهً بَعْدَ مَرَّهٍ .و
17- فی حَدِیث شُرَیْحٍ : «أَنَّه أَبطلَ النَّفْحَ إِلاّ أَن تَضْرِبَ فتُعَاقِب (11). أَی أَبطل نَفْح الدَّابه
ص:255
برِجْلهَا و هو رَفْسُهَا کَانَ لا یُلْزِم صاحِبَها شیئاً إِلاَّ أَن تُتْبِع ذَلِک رَمْحاً..و أَعْقَبَه اللّهُ بإِحسانِه خَیْراً،و الاسمُ منه العُقْبَی ، و هو شِبْه العِوَض.و أَعقَبَ الرجلُ إِعْقَابا إِذا رَجَع من شَرٍّ إِلی خَیْر.و تَعَقَّبَ منه:نَدِم،و أَعْقَبَ الأَمْرَ إِعْقَاباً و عِقْبَاناً بالکسرِ و عُقْبَی حَسَنَهً أَو سَیِّئَه.و
16- فی الحَدیث: «ما مِن جَرْعَهٍ أَحْمَدَ عُقْبَی من جَرْعَه غَیْظ مَکْظُومَه». و فی روایه أَحمد عقْبَانا بالکَسْر أَی عَاقبه ،و أُعْقِب عِزُّه ذُلاًّ،مَبْنِیّاً للمفعول أَی أُبْدِل،قال:
کَمْ من عَزِیرٍ أُعْقِبَ الذُّلَّ عِزُّهُ
فأَصْبَح مَرْحُوماً و قد کَانَ یُحْسَدُ
و یقال: تَعَقَّبْتُ الخبَرَ،إِذَا سأَلْتَ غیرَ من کنتَ سأَلتَه أَوَّل مَرّه.و یقال:أَتَی فُلانٌ إِلیَّ خَبَراً فعَقَب بِخَیْرٍ منه.
و أَعقَب طَیَّ البِئر بحجَارهٍ من ورائِهَا:نَضَدَها.و کُلُّ طَرِیق بعضُه خَلْفَ بَعْضٍ أَعقَابٌ کأَنَّهَا مَنْضودَهٌ عَقْباً علی عَقْبٍ .قال الشّمّاخُ فی وَصْف طَرَائِقِ الشَّحْمِ علی ظَهْرِ النَّاقَه:
إِذا دَعَت غَوثَهَا ضَرَّاتُهَا فَزِعَتْ
أَعْقَابُ (1)نَیٍّ علی الأَثْباج مَنْضُودِ
و الأَعْقَابُ :الخَزَف الذی یُدْخَل بَیْن الآجُرّ فی طَیِّ البِئر لکی یَشْتَدَّ (2).قال کُراع:لا وَاحِدَ لَهُ .و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :
العقَاب (3)«أَی ککتاب»:الخزفُ بین السَّافَاتِ ،و أَنْشَد فی وَصْفِ بئر:
ذاتَ عقابٍ هَرِشٍ و ذَاتَ جَمّ
و یروی:و ذَاتَ حَمْ .
و أَعقَابُ الطَّیِّ :دَوائِرُه أَی (4)مُؤَخَّره،و قد عقَّبْنَا الرِّکِیَّهَ أَی طَوَیْنَاهَا بِحَجَرٍ من وراءِ حَجَر.و عَقَبْت الرجُلَ :أَخذْتُ من مَالِه مثلَ ما أَخَذَ منِّی و أَنا أَعقُب بضَمِّ القَافِ .
و المُعَاقَبَه فی الزِّحافِ :أَن تَحْذِفَ حَرْفاً لثَبَات حَرْف،کأَن تَحذفَ الیَاءَ من مَفَاعِیلن و تُبْقِیَ النّونَ ،أَوْ أَنْ تَحْذفَ النُّونَ و تُبْقِیَ الیَاءَ،و هو یَقَعُ فی شُطُورٍ من العَرُوضِ .
و العربُ تُعقِبُ بینَ الفَاءِ و الثَّاءِ،و تُعَاقِبُ ،مِثل جَدَثٍ و جَدَفٍ .
و عاقَب :رَوَاحَ بَیْنَ رِجْلَیْه و أَنشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
وَ عَرُوبٍ غیرِ فَاحِشَهٍ
قد مَلَکْتُ وُدَّهَا حِقَبَا
ثم آلَتْ لا تُکَلِّمُنَا
کُلُّ حَیٍّ مُعْقَبٌ عُقَبَا
مَعْنَی قوله مُعْقَب أَی یَصِیرُ إِلی غَیْرِ حَالَته التی کَانَ عَلَیْها.
و قِدْحٌ مُعَقَّبٌ وَ هُوَ المُعَادُ فی الرِّبابَه مَرَّهً بعد مَرَّه تَیَمُّناً بفَوْزِه،و أَنْشد:
بمَثْنَی الأَیَادِی و المَنِیحِ المُعَقَّب
و جَزُورٌ سَحُوفُ المُعَقَّب إِذا کان سَمِیناً.
و فی الأَساس:و یقال:لم أَجِد عن قَوْلِک مُتَعَقَّباً ،أَی مُتَفَحَّصاً،أَی هو من السَّدَادِ و الصِّحَّه بِحَیْث لا یحتاج إِلی تَعَقُّب .وَ هُو فی عَقَابِیل المَرَضِ و أَعْقَابِهِ أَی بَقَایَاهُ .و لَقِیَ منه عُقْبَهً أَی شدَّه.و أَکَلُوا عُقْبَتَهُم :ما یَعْتَقبُونَه بعدَ الطَّعَام من حَلاَوَه.و فلان مُوَطَّأُ العَقِب ،أَی کَثِیرُ الأَتْباع.
و فی لسان العرب،و قَوْله تعالی: وَ إِنْ فاتَکُمْ شَیْ ءٌ مِنْ أَزْواجِکُمْ إِلَی الْکُفّارِ فَعاقَبْتُمْ (5)هکذا قرأَها مَسْرُوقُ بْنُ الأَجْدَعِ و فَسَّرها فَغَنِمْتُم،و قرأَهَا حُمَیْد: فَعَقَّبتُم ، بالتَّشْدید.قال الفرَّاءُ:و هی بمَعْنَی عاقَبْتُم .قال:و هی کقولک:تَصَعَّر وَ تَصَاعَر،وَ تَضَعَّفَ و تَضَاعَفَ فی ماضی (6)فَعَلْتُ و فاعَلْتُ ،و قُرِئَ « فَعَقَبْتُم » بالتَّخْفیفِ .و قال أَبُو إِسْحَاق النَّحْوِیّ :من قرأَ فَعاقَبْتُمْ فمَعْنَاه أَصْبْتُموهُم (7)بالعُقُوبَه حتی غَنِمْتُم.و مَنْ قَرَأَ: فعَقَبْتُم فمعناه فَغَنِمْتم، وَ عَقَّبْتُم أَجودُهَا فی اللغَه،و عَقَبْتُم جَیِّدٌ أَیضاً،أَی صَارَت لکم عُقْبَی ،إِلاَّ أَنَّ التَّشْدِیدَ أَبلغ.قال:و المَعْنَی أَنَّ مَضَتْ
ص:256
امرأه (1)مِنْکم إِلی مَنْ لاَ عَهْدَ بَیْنَکم وَ بَیْنَه و إِلَی (2)مَنْ بَیْنَکُم وَ بَیْنَه عَهْدٌ فَنَکَث فی إِعْطَاءِ المَهْر فغَلَبْتُم عَلَیْه فالّذِی ذَهَبت امرأَتُه یُعْطَی مِنَ الغَنِیمَه المَهْرَ من غَیْر أَن یُنْقَصَ مِن حَقّه فی الغنائم شیءٌ (3)یُعْطَی حَقَّه کَمَلاً بعد إخراج مُهُورِ النِّسَاءِ.
و العَقْبُ و المُعَاقِبُ :المُدْرِکُ بالثّأْرِ.و فی التَّنْزِیلِ : وَ إِنْ عاقَبْتُمْ فَعاقِبُوا بِمِثْلِ ما عُوقِبْتُمْ بِهِ (4).و أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
و نَحْنُ قَتَلْنَا بالمَخَارِقِ فَارِساً
جَزَاءَ العُطَاس لاَ یَمُوتُ المُعَاقِبُ
أَی لاَ یَمُوتُ ذِکْرُ ذلِکَ المُعَاقِب بَعْدَ مَوْتِه.و قوله:جَزاءَ العُطَاسِ أَی عَجَّلْنَا إِدْرَاکَ الثَّأْرِ قدرَ مَا بَیْنَ التَّشْمِیت و العُطَاسِ (5).
و فی مُخْتَارِ الصّحاح للرَّازِی قلتُ :قَالَ الأَزْهَرِیُّ :قال ابنُ السِّکِّیتِ :فُلان یَسْقِی عَقِب آلِ فُلان،أَی بَعْدَهم، و لم أَجِدْ فی الصَّحَاح و لا فی التَّهذیب حُجَّه علی صِحَّه قولِ الناس:جاءَ فلانٌ عَقِیبَ فُلان أَی بَعْدَه إِلاّ هذَا.و أَما قولهم:جاءَ عَقِیبَه بمعنی بَعْدَه فلیس فی الکِتَابَیْن جوازُه، و لم أَرَ فِیهِما عَقِیباً ظَرْفا بمَعْنَی المُعَاقِب فَقَط کاللَّیْل و النَّهَار عَقِیبَان لا غَیْر.و عن الأَصْمَعِیّ : العَقْبُ : العِقَابُ (6).
و عقَب الرجُلُ یَعْقُب عَقْباً (7):طَلَب مَالاً أَو غَیْرَه.و یقال:
مِنْ أَیْنَ کان عَقِبُک أَی مِنْ أَینَ أَقبلْتَ .
و رجل عِقِبَّان بکَسْرِ الأَوَّل و الثَّانِی و تَشْدِیدِ المُوَحَّدَه،أَی غَلِیظٌ ،عن کُراع.قال و الجمع عِقْبان قال الأَزهریّ :و لستُ مِن هَذا الحَرْف علی ثِقَه.
و فی أَنْسَابِ البُلْبَیسِیّ : العُقابه بالضّم:بطْن منحَضْرَمَوْتَ ،منهم أَدأَبُ بنُ عَبْدِ اللّه بْنِ مُحَمَّد الحَضْرمِیُّ .
و العَقَبِیُّون ثلاثَهٌ و سَبْعُونَ رَجلاً و امرأَتان،رَضِیَ اللّه عَنْهُم، و هُم الَّذِین شَهِدُوا بیْعَهَ العَقَبَهِ قَبْلَ الهجْرَه،و مَحَلُّه فی کُتُب السِّیَرِ.
و العَقَبَه وراءَ نهر عیسَی قُربَ دجْلَه.منها أَبو أَحْمَد حَمْزَهُ بْنُ مُحَمَّد بنِ العَبَّاس بْنِ الفَضْل بْنِ الحَارِثِ الدِّهْقَان،روی عن الدوریّ و العطاردیّ (8)،و عنه الدَّارَقُطْنی و ابن رزقویه (9)،ثقه،مات فی ذی القَعده سنه 347.
وَ عَقَبهُ أَیْلَهَ معروفَهٌ بالقُرب من مِصْر.و العَقِب ککَتِف:
بطنٌ من کِنَانَه،منه أَبُو العَافیه فَضْلُ بنُ عُمَیْر بْنِ راشِد الکِنَانِیّ ثم العَقَبِیّ ،مِصْرِیّ ،و قد وَهِم فیه ابنُ السَّمْعَانیّ ، و تَعَقَّبَه ابنُ الأَثیرِ فَلْیُرَاجَعْ .
قلت:و أَبو یَعْقُوب الأَذْرُعیّ :محدِّث،روی عنه أَبو عَلِیّ بْنُ شُعَیْبٍ و غَیْره،و أَبو القاسم بن أَبی العَقب الدِّمشقِیّ حدَّث عن أَبی عبد اللّه محمد بن حِصن الأَلوسیّ و هاتان الترجمتان من معجم یاقوت،و المُسَمَّوْن بعُقْبَه من الصّحابه ثلاثهٌ و ثَلاَثُون،رضی اللّه عنهم.راجع فی الإِصابه و المعجم.و أَبو عُقبه و أَبو العَقِب صحابیَّان.
و الیَعْقُوبِیَّه :فرقهٌ من الخَوَارِج أَصحاب یَعْقُوب بْن عَلِیّ الکَرْخِیّ .و فِرقَهٌ أُخری من النصارَی آل یعقوب البرداعیّ ، و هم یقولون باتِّحَادِ اللاَّهُوتِ و النَّاسُوتِ ،و هم أَشَدُّ النَّصَارَی کُفرا و عِنادا،ذکره التقیّ المقریزیّ فی بعض رَسَائِله.
و قال شیخنا:و عقبان :قریه بالأَندلس نسب إِلیهَا جماعه من أَعلام المالکیّه بتِلِمْسان و غیرها.
و قال ابن شُمَیْل:یُقَالُ :باعَنِی فلانٌ سِلعَهً و علیه تَعْقبَهٌ إِن کَانَت فیهَا.و قد أَدْرَکَتْنِی فی تلْکَ السِّلْعَه تَعْقِبَهٌ .و یقال:
لَقِیتُ منه عُقبَهَ الضَّبُعِ و استَ الکَلْب،أَی لَقِیتُ منه الشِّدَّهَ .و قولُه تَعَالی: لا مُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ (10).قال الفَراءُ أَی لا رَادَّ.
و التَّعقِیبُ :شَدُّ الأَوتَارِ عَلَی السَّهْم.قال لَبِید:
ص:257
مُرُطُ القِذَاذِ فلَیْسَ فیه مَصْنَعٌ
لا الرِّیشُ یَنْفَعُه و لا التَّعْقیبُ
و سَیَأْتِی فی ر ی ش و فی م ر ط (1).
* العَقْرَبُ :واحِده العَقَارِب من الهَوَامِّ م یذکر و یُؤَنّثُ بلفظٍ وَاحد عن اللَّیْث،و الغَالب علیه التَّأْنِیثُ و العَقْرَبُ : سَیْرٌ للنَّعْلِ علی هَیْئَتِهَا.و عَقْرَبَهٌ النَّعْلِ :
عَقْدُ الشِّرَاکِ ، و سَیْرٌ مَضْفُورٌ فی طَرَفه إِبْزِیمٌ یُشَدُّ به ثَفَرُ الدَّابَه فی السَّرْج قاله اللَّیث.و فی نُسْخَه«من السَّرْج».
و العَقْرَبُ : بُرْجٌ فی السَّمَاءِ یُقَالُ له: عقربُ الرِّبَاع.قال الأَزْهَرِیُّ :و له من المَنازِل الشَّوْلَهُ و القَلْبُ و الزُّبانَی (2)و فیه یقول ساجعُ العَرَب:إِذَا طَلَعَت العَقْرَب ،حَمِسَ المِذْنَب، و قُرّ الأَشْیَب،و مات الجُنْدَب.هکذا قال الأزهَرِیّ فی تَرْتِیبِ المَنَازِل،و هذا عَجِیبٌ .قَالَهُ ابْنُ مَنْظُور.
و عَقْرَب :اسم فَرَس عُتْبَهَ بْنِ رَخْصَهَ بفتح فسکون، الغِفَارِیّ .
وَ عَقْرَباءُ :أَرضٌ بالیَمَامهِ ثُمَّ کانت الوَقَائعُ مع مُسَیْلمَهَ الکَذَّاب.و فی لسان العرب:موضع.و فی مُخْتَصَرِ المَرَاصد:کُورَهٌ من کُوَرِ دِمَشْق کان یَنْزِلُهَا المَلِکُ الغَسَّانِیّ .
ثم رأَیتُ الحافِظَ جمالَ الدّین یُوسُف بْنَ شَاهِین سبْطَ الحافِظِ ابنِ حَجَر ذکر فی مُعْجَمه فی ترجمه سَاعِدِ بْن سَارِی بْنِ مَسْعُود بْنِ عَبْد الرَّحْمنِ نَزِیل دمَشْق أَنَّه مَاتَ بقَرْیَهِ عَقْرَبَاءَ سنه 819.
وَ هیَ أَیْضاً أُنْثَی العَقَارِب -علی قَوْل-مَمْدُود غَیْر مَصْرُوف، کالعَقْرَبَه بالهَاءِ.
و نقل شیخُنا عن مُخْتَصَر البَیَان فیما یَحلُّ وَ یَحْرُم من الحَیَوَانِ :و قد سُمِع العَقْراب فی اسْمِ الجِنْس قال:
أَعُوذُ باللّه من العَقْرَاب
الشَّائِلاَتِ عُقَدَ الأَذْنَاب
قال:و عند أَهْلِ الصَّرْف أَلِفُ عَقْرَابٍ للإِشباع،لِفِقْدَانِ فَعْلال بالفَتْح. و العُقْرُبَانُ بالضَّمِّ ،و یُشَدَّدُ الرَّابِع و هَذِه عَنِ الصَّاغَانِیّ :
دُوَیْبَّه تدخل الأذُن،و هی هذه الطَّوِیلَهُ الصفراءُ الکَثیرَهُ القَوَائم.قال الأَزْهَرِیُّ :یقال:هو دَخَّالُ الأُذُن. و فی الصَّحاح:هو دَابَّهٌ له أَرجُلٌ طِوالٌ و لیس ذَنَبُه کذَنَب العَقَارِب .قال إِیاسُ بْنُ الأَرَتّ :
کأَنَّ مَرْعَی أُمَّکُم إِذْ غَدَتْ (3)
عَقْرَبَهٌ یَکُومُها عُقْرُبَانْ
و مَرْعَی:اسمُ أُمِّهم.و یُرْوَی«إِذ بَدَتْ ».رَوَی ابنُ بَرِّیّ عن أَبی حَاتم قال:لیس العُقرُبَانُ ذَکَرَ العَقَارِب و إِنَّمَا هو دَابَّه له أَرْجُلٌ طِوَالٌ ،و لیس ذَنَبُهُ کَذَنَبِ العَقَارِبِ ،وَ یَکُومُهَا:
یَنْکحُهَا.
و یُطْلَق و یُرَادُ بِهِ العَقْرَبُ ،أَو الذَّکَرُ منْه أَی من جِنْسِ العَقَاربِ .
و فی المصباح: العَقْرَبُ یُطْلَق (4)علی الذَّکَر و الأُنْثَی، فإِذا أُرِیدَ تأْکِیدُ التَّذْکِیرِ قیل عُقْرُبان ،بضَمِّ العَیْنِ و الرَّاءِ.
و قیل:لا یقال إِلاَّ عَقْرَب لِلذَّکَر و الأُنْثَی.و فی تَحْرِیرِ التَّنْبِیهِ : العَقْرَب و العَقْرَبَهَ و العَقْرَبَاءُ کُلُّه للأُنْثَی،و أَمّا الذَّکَرُ فعُقْرُبان.
و قال ابن مَنْظُور:قال ابنُ جِنّی:لک فیه (5)أَمرانِ ،إن شِئتَ قلتَ إِنّه لا اعْتِداد بالأَلِف و النُّون فیه فَیبَقْی حِینئذ کأَنه عُقْرُبُّ بمنزله قُسْقُبٍّ و قُسْحُبٍّ و طُرْطُبٍّ ،و إِن شئتَ ذَهبتَ مَذْهَباً أَصْنَعَ من هَذَا؛و ذَلک أَنّه قد جَرَت الأَلِفُ و النُّون من حیثُ ذکَرها فی کَثِیرٍ من کَلاَمِهِم مَجْرَی ما لَیْس موجوداً، علی ما بَیَّنَّا.و إِذا کَانَ کَذلک کانَت البَاءُ لِذلِک،کأَنَّهَا حرفُ إِعْرَاب،و حرفُ الإِعْرَاب قد یَلْحَقُه التَّثْقیل فی الوَقْف، نَحْو:هذا خالدّ،و هو یَجْعَلّ ،ثم إِنَّه قد یُطلَق و یُقَرُّ تَثْقِیلُه (6)عَلَیْه نحو الأَضْخَمّا،و عَیْهَلَّ فکأَنّ عُقْرُبَاناً لذلک عُقْرُبٌ ثم لَحِقها التَّثْقِیل لتَصَوُّرِ مَعْنَی الوَقْف عَلَیْهَا عِنْد اعْتِقَاد حَذْفِ الأَلِفِ و النُّون من بَعْدها،فصارَت کأَنّها عُقْرُبٌ ،ثم لَحِقَت
ص:258
الأَلف و النون،فَبَقِی علی ثقله کما بقی الأضْخمّا عند انْطِلاَقه علی تَثْقِیله إِذْ أُجْرِی الوصلُ مُجْرَی الوقْفِ فقیل عُقْرُبَّانٌ .قال الأَزْهَرِیّ :ذَکَرُ العَقَارب عُقْرُبَانٌ مُخَفَّف البَاءِ، کذا فی لسَان العَرَب.
و أَرْضٌ مُعَقْرِبَهٌ بکسْرِ الرّاء، و بَعْضُهم یَقُول:أَرض مَعْقَرَهٌ کأَنَّه رَدَّ العَقْرَبَ إِلَی ثَلاَثَهِ أَحْرُف،ثم بَنَی عَلَیْه،أَی ذَاتُ عَقَارِب أَو کَثِیرَتُهَا و کذَلک مُثَعْلِبَهٌ و مُضَفْدِعَه و مُطَحْلِبَه، و مکانٌ مُعَقْرِب بکسر الرَّاءِ:ذو عَقَارِبَ .
و المُعَقْرَبُ بفَتْح الرَّاءِ و هکذا فی النُّسَخ الَّتی بِأَیْدِینا، و قد سَقَط من نُسْخَهِ شَیْخِنا فاعترَضَ علی المُؤَلِّف فی ترک الضَّبْطِ کما قَبْلَه،و لا یخْفَی أَن هذَا الضَّبْطَ الأَخِیر یُقَیِّدُ و یُفیدُ أَن الَّذی سَبَقَ بکَسْرِ الرّاءِ،کما هُو منْ عَادَته فی کَثِیر من عِبَارَاتِه: المُعْوَجُّ و المَعْطُوفُ . و فی الصَّحَاح:و صُدْغٌ مُعَقْرَب بفَتْح الرَّاءِ أَی مَعْطُوفٌ .و شَیْ ءٌ مُعَقْرَبٌ أَی مُعْوَجٌّ .
و المُعَقْرَبُ : الشَّدِیدُ الخَلْقِ المُجْتَمِعُه ،و حِمَارٌ مُعَقْرَبُ الخَلْقِ :مُلَزَّز مُجْتَمِعٌ شَدِیدٌ.قال العَجَّاجُ :
عَرْدَ التَّراقِی حَشْوَراً مُعَقْرَبَا (1)
و المُعَقْرَبُ : النَّصُورُ کصَبُور،.من النَّصْر،للمُبَالَغَه المَنِیعُ ،و هو ذو عُقْرُبانَهٍ قال شیخُنا:و لو قال:النَّاصر البَالِغ المَنَعَه کان أَدَلَّ علی المُرَاد و أَبعَد عن الإِیْهامِ ؛لأَنّ بناءَ فَعُول من نَصَر و لو کَان مَقیساً لکِنَّه قِلیلٌ فی الاسْتِعْمال، و لا سِیَّما فی مَقَامِ التَّعْریف لِغَیْره،انتهی.
ثم إِنَّ هذه العبارَهَ لم أَجِدْها فی کتاب من کُتُب اللُّغَه، کلِسَان العَرَب و المُحْکَم و النِّهَایَه و التَّهْذِیب و التَّکْمِلَه.
و العَقَارِبُ :النَّمَائِمُ . و دَبّت عَقَارِبُه ،مِنْه،عَلَی المَثَل، و سَیَأْتی.قال شیخُنَا:و قد استَعْمَلُوه فی دَبِیبِ العذار،و هن من مُسْتَحْسَنَاتَ الأَوصافِ و مُلَح الکِنَایات.
و عَقَارِبُ الشّتاءِ: الشَّدَائِدُ،و أَفرَدَه ابنُ بَرِّیّ فی أَمَالِیه، فقال: العَقْرَبُ مِنَ الشِّتَاءِ :صَوْلَتُه و شِدَّهُ بَرْدِهِ .
و إِنَّهُ لَتَدِبُّ عَقَارِبُه ،من المَعْنَی الأَوّل علی المَثَل.و یُقَالُ أَیْضاً للَّذِی یَقْتَرِضُ ،من باب الافْتِعَال،و فی بَعْضِ النُّسَخ:یَقْرِض أَعْرَاضَ النَّاس ،قال ذُو الإِصْبَع العَدْوَانِیّ :
تَسْرِی عَقَارِبُه إِلَیّ
و لا تَدِبُّ لَهُ عَقَارِبْ
أَراد و لا تَدِبُّ لَهُ مِنِّی عَقَارِبِی .
و العَقْرَبَهُ ،هکذا بالهاء فی سائِر النُّسَخ وَ هُو أَیضاً بخَطّ ابنِ مَکْتُوم،و مِثْلُه فی التَّکْمِلَه،و الذی فی لِسَان العَرَبِ :
العَقْرَبُ : الأَمَهُ الخَدُومُ ،أَی الکَثیرَه الخِدْمَهِ ، العَاقِلَهُ .
و العَقْرَبَه : حَدِیدَهٌ کالکُلاَّب تُعَلَّقُ فی السَّرْجِ ،و فی نُسْخَه بالسَّرْجِ و الرَّحْل حکاهُ ابنُ دُرَیْدِ.
*و مما یُسْتَدُرَکُ به علی المُؤَلّف قَوْلُهم:عیشٌ ذُو عَقَارِب ،إِذا لم یَکُن سَهْلاً و قیل:فِیهِ شَرٌّ و خُشُونَه.قال الأَعْلَمُ :
حتَّی إِذَا فَقَدَ الصَّبُو
حَ یَقُولُ عَیْشٌ ذُو عَقَارِبْ
و العَقَارِبُ :المِنَنُ ،علی التَّشْبِیهِ .قال النَّابِغَه:
عَلَیَّ لِعَمْرٍو نِعْمَهٌ بعدَ نِعْمَهِ
لوالِدِه لَیْسَت بِذَاتِ عَقَارِبِ
أَی هَنِیئه (2)غیر مَمْنُونَه.
و عَقْرَبَهُ الجُهَنِیُّ :صحابِیٌّ ،له حَدِیث عند بَنیه،قُتِل یومَ أُحُد،رواه ابنُ مَنْدَه،کذا فی المُعْجَمِ .
و عَقْرَبُ بْنُ أَبِی عَقْرَب :اسمُ رَجُل من تُجَّار المَدِینَه، مَشْهُورٌ بالمَطْل،یقال فی المَثَل: «هو أَمْطَلُ من عَقْرَب » و «أَتْجَرُ من عَقَرْبَ » حَکی ذَلکَ الزُّبَیْرُ بن بَکَّار،و ذکَر أَنّه عَامَلَ الفَضْلَ بَن عَبَّاس بن عُتْبَه بن أَبی لَهَب،و کان الفَضْلُ أَشَدَّ الناس اقْتِضَاءً،و ذکَر أَنَّه لَزم بَیْتَ عَقْرَب زَمَاناً فلم یُعْطِه شیئاً،فقال فِیهِ :
قد تَجِرَتْ فی سُوقنَا عَقْرَبٌ
لا مَرْحَباً بالعَقْرَبِ التَّاجِرَهْ
کُلُّ عَدُوٍّ یُتَّقَی مُقْبِلاً
و عَقْرَبٌ یُخْشَی من الدَّابِرَهْ
ص:259
إن عادَتِ الْعَقَرْبُ عُدْنَا لَها
و کَانَتِ النَّعْلُ لها حَاضِرَهْ
کُلُّ عَدُوّ کَیْدُه فی اسْتِه
فغَیْرُ مَخْشِیٍّ و لا ضَائرَهْ
کذا فی لِسَانِ العَرَبِ ،و مثله فی مَجْمَع الأَمْثال للمَیْدَانِی و غَیْرِهِما.
قلت:و أَبُو عَقْرَب البَکْرِیّ و قیل الکِنَانِیّ اللَّیْثِیّ والدُ أَبِی نَوْفَلٍ ،صَحَابِیٌّ اسمُه خَالِدُ بْنُ حُجَیْر (1)،و قیل عُوَیج (2)بْنُ خُوَیْلِد،و اسْمُ أَبِی نَوْفَل مُعَاوِیَه،کذا فی المُعْجَم.
و عُقَیْرِبَاء مَمْدُوداً مُصَغَّراً:ناحِیَهٌ بحِمْص.و العُقَیْرِبَانُ مُصَغَّراً هو درونج.
العَکَبُ مُحَرَّکهً :غِلَظٌ فی اللَّحْیِ نقله الصَّاغَانِیّ و الشَّفَهِ مِنَ الإنسان.و قال ابن دُرَیْد:غِلظُ الشَّفَتَیْن و تَدَانی أَصابعِ الرِّجْلِ بَعْضِها إِلَی بَعْض و من المَعْنَیَیْنِ الأَوَّلَیْن الأَمَهُ العَکْبَاءُ هی العِلْجَهُ الجَافِیَهُ الخَلْقِ من آمٍ عُکْبٍ .
و العُکُوبُ بالضَّمِّ بدَلِیلِ ما یَأْتِی فِیمَا بعْد: الازْدحَامُ .
و للإِبِل عُکُوبٌ (3)أَی ازْدِحَامٌ . و الوُقُوفُ أَی العُکُوف و لو فَسَّرَه به کان أَوْلَی.و عَکَبَت الطَّیْرُ تَعْکُب عُکُوباً :عَکَفَت.
و العُکَوبُ :عُکُوفُ الطَّیْرِ المُجْتَمِعَهِ (4).و عُکُوبُ الوِرْدِ، و عُکُوبُ الجَمَاعَه.و عَکَفَتِ الخیلُ عُکُوفاً و عَکَبَت عُکُوباً بمَعْنًی وَاحِد و طیر عُکُوبٌ و عُکُوفٌ و أَنْشَدَ اللیثُ لمُزَاحِمٍ العُقَیْلّی:
تَظَلُّ نسورٌ من شَمَامٍ عَلَیْهِمُ
عُکُوباً مع العِقْبانِ عِقْبانِ یَذْبُلِ
و البَاءُ لُغَهُ بَنی خَفَاجَهَ من بَنِی عُقَیْل (5).
و العُکُوب : غَلَیَانُ القِدْرِ. یُقَال: عَکَبَت القِدْرُ تَعْکُب عُکُوباً إِذَا ثَارَ عُکَابُهَا ،و هو بُخَارُها و شدَّهُ غَلَیَانِهَا،و أَنْشَدَ:
کأَنَّ مُغِیرَاتِ الجُیوشِ الْتَقَتْ بِهَا
إِذا اسْتَحْمَشَتْ غَلْیاً وَفَاضَ عُکُوبُها
و العُکُوب بالضم: جَمْعُ عَاکِب .و العَکُوبُ بالفَتْح:
الغُبَارُ. قال بِشْرُ بنُ أَبِی خَازِم:
نَقَلْنَاهُمُ نَقْلَ الکِلاَبِ جِرَاءَهَا
علَی کُلِّ مَعْلُوب یَثُورُ عَکُوبُهَا
کالعَکْبِ بفَتْح فَسُکُون و العُکَابٍ کغُراب،و هما عن الصَّاغَانِیّ . و العَاکُوبٍ و هذا عن الهَجَرِیّ و أَنْشَدَ:
و إِنْ جَاءَ یوماً هاتِفٌ مُتَنحِّط
فلِلْخَیْلِ عاکوبٌ من الضَّحْلِ سَانِدُ
و العَکُّوبٍ مُشَدَّدَهً أَی کَتَنُّورٍ،وَ هَذِه عن الصَّاغَانِیّ ، کالعَاکِب قال:
جَاءَتْ مَعَ الرَّکْبِ لها ظَباظبُ (6)
فغَشِیَ الذَّادَهَ مِنْهَا عَاکِبُ
و العَاکِبُ من الإِبِل:الکَثیرَهُ .و الجَمْعُ الکَثِیر.
وَ کَغُرابِ :الدُّخَانُ و بُخَارُ القِدْرِ.
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ :العَصْبُ و العَضْبُ بالصَّادِ و الضَّاد و العَکْبُ بالفتح هُوَ الخَفِیفُ النَّشِیطُ فی العَمَلِ .یقال:
غلام عَکْبٌ و عَصْبٌ و عَضْبٌ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و العَکْبُ : الشِّدَّهُ فِی السَّیْرِ ،هکذا فی النُّسَخ التی بأَیْدِینا، و فی أُخْرَی صَحِیحَه:فی الشَّرِّ،بالشِّین المُعْجَمَه.قال شیخُنا:و کان شیخُنا ابْنُ الشَّاذِلّی یَمیل إِلی الأُولَی.قلتُ :
و الصَّوَابُ الثَّانِیَه؛لأَنَّه قال فی لسان العرب:و العَکْبُ :
الشِّدَّه فی الشَّرِّ،و الشَّیْطَنَهُ .و منه قِیلَ للمَارِدِ من الإِنْسِ و الجِنِّ عِکَبٌّ ،کَمَا یَأْتِی،فهَذِه عِبَارَتُه صَرِیحَه فِیمَا صَوَّبْنَاه کما لا یَخْفَی،و مِثْلُه عِبَارَه التَّکْمِلَه.
و العِکَبُّ بالکَسْرِ ففتح فتَشْدِید کهِجَفٍّ :القَصِیرُ الضَّخْم الجَافِی،و کَذلِک الأَعْکَبُ و المَارِدُ من الإِنْسِ و الجنِّ و قد تَقَدَّمَ الإِشَارَهُ إِلیه و العِکَبُّ : الَّذِی لأُمِّه زَوْجٌ ،عن ابْنِ دُرَیْد.قال:و لا أَدری ما صِحَّه ذلِک.و العِکَبُّ :اسمُ شَاعِر (7).و قَال ابْنُ منْظُور:و وجدتُ فی بَعْض نُسخ
ص:260
الصَّحَاحِ المقْرُوءَه علی عِدَّه مَشَایخ حاشِیَهً بخَطّ بعْضِ المَشَایِخِ :و عِکَبٌّ :اسمُ إِبْلِیسَ .قلت:و هو قَوْلُ ابْن الأَعْرابِیّ ،نقله القَزَّازُ فی جَامِعه و أَنْشَد:
رأَیتُکَ أَکذَب الثَّقَلَیْنِ رَأْیاً
أَبَا عمْرٍو و أَعْصَی مِنْ عِکَبِّ
فَلَیْتَ اللّه أَبْدَلَنِی بِزیْدٍ
ثلاثَه أَعْنُزٍ أَو جَرْوَ کَلْب
و مثله قال ابنُ القَطَّاعِ فی کِتَاب الأَوزانِ .و فی بعضِ أَمْثَال العَرَبِ : «مَنْ یُطِعْ عِکَبًّا یمسی مکباً» (1)قاله شیخنا.
و عِکَبٌّ اللَّخْمِی: اسمُ سَجَّانِ أَی صَاحِب سجْنِ النُّعْمَان بْن المُنْذِر ملِکِ العربِ قال المُنَخَّل (2)الیَشْکُرِیّ :
یُطَوِّفُ بِی عِکَبٌّ فی مَعدٍّ
و یَطْعُنُ بالصُّمُلَّهِ فی قَفَیَّا
وَ عَکبَتِ النَّارُ تَعْکِیباً :أَثَارَت العُکَابَ أَی دَخَّنَتْ .و یقال تَعَکَّبَتْه الهُمُومُ إِذا رَکِبَتْهُ و الاعْتِکابُ :إِثَارَهُ الغُبَارِ و ثَورَانُه.لاَزِمٌ و مُتَعَدٍّ. یقال:
اعْتَکَبَتِ الإِبلُ :اجتمَعَت فی مَوْضِع فأَثارَت الغُبَارَ فِیهِ .
قال:
إِنی إِذَا بَلَّ النَفِیُّ غارِبِی
و اعْتَکَبَتْ أَغْنَیْتُ عَنْکَ جَانِبِی
و اعْتَکَبَ المکانُ :ثَارَ فِیهِ العَکُوبُ .
و عُکَابَهُ کدُخَانَهٍ هکَذا بالخَاءِ المُعْجَمَه فی النُّسْخَه، و صوابه کَدُجَانه بالجِیمِ ،باسْمِ الصَّحَابِیّ المَعْرُوفِ ،و هو وَزْنٌ مَشْهُور،فلا یُلْتَفَت لقَوْلِ شَیْخِنَا:إِنَّ الوَزْنَ به غَیْرُ سَدید لأَنَّه وزنٌ غَیْرُ مَشْهُور و لا مُتَدَاوَل. ابنُ صَعْب ابْنِ عَلِیِّ بْنِ بَکْرِ بْنِ وَائِلٍ : أَبو حَیٍّ مِنْ بَنِی بَکْرِ بْنِ وَائِل أَخی تَغْلب بْنِ وَائِل،و وَلَدُ عُکَابَه قَیْسٌ و عِدادُهُم فی بَنِی ذُهْل، و ثَعْلَبَه،و یُقَال لَهُم الخضْر (3)قال الأَعْشَی:
فما ضَرَّهَا إِذ خالَطَتْ فی بُیُوتِهم
بَنِی الخضْر ما کَانَ اختلافُ القَبَائِلِ
قاله شَیْخُنا،و هو فی کتاب الأَنساب لأَبِی عُبَیْد، و البَلاَذُرِیّ ،و المَعَارِف لابْنِ قُتَیْبَه.
*و بَقِیَ هنا:
ذِکْرُ العِکَابِ و العُکْبِ و الأَعْکُبِ اسْمٌ لِجَمْع العَنْکَبُوت ، هنا ذَکَرَها ابْنُ مَنْظُور و غَیْرُه،و سَیَأْتی فی العَنْکَبُوتِ .
و الأَعْکَب :الَّذی تَدَانَی بعضُ أَصابعِ رِجْلَیْه من بَعْض مع تَرَاکُبٍ ،و منه تَعَکَّبَتْنِی الهُمُومُ ،الذِی ذَکَره المُصَنِّفُ .
و العَکُّوب کَتَنُّور:بقلَهٌ معروفه؛و هی شَوْکُ الجِمَالِ .
عکدب :قال الأَزْهَرِیّ :یُقال لِبَیْتِ العَنْکَبُوتِ العُکْدُبَه (4).قلتُ :و رُوِی ذَلِکَ عن الفَرَّاء،و قد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ و الصَّاغَانِیّ .
عکشب :قال الأَزهریّ :عَکْبَشَهُ و عَکْشَبَهُ :
شَدَّهُ وَثَاقاً،و سیَأْتِی فی الشِّین،نقلَه عن الفَرَّاءِ،و قد أَهْمَلَه المُصَنِّفُ و الصَّاغانِیُّ ،و ذکَرَه الأَزْهَرِیّ و ابنُ القَطَّاعِ .
العَلْبُ :الأَثَرُ و الحَزُّ یقال: عَلَب الشیءَ یَعْلُبُه بالضَّمِّ عَلْباً و عُلُوباً :أَثَّر فِیهِ وَ وَسَمَه أَو خَدَشَه.
و العَلْبُ :أَثَرُ الضَّرْبِ و غَیْرِه،و الجمع عُلُوبٌ .یقال ذلک فی أَثر المِیسَمِ و غَیْره.قال ابنُ الرِّقاع یَصِفُ الرِّکابَ :
یَتْبَعْنَ ناجِیهً کأَنَّ بدَفِّها
من غَرْضِ (5)نَسْعَتِهَا عُلُوبَ مَوَاسِمِ
و قال طَرَفَه:
کأَنَّ عُلوبِ النِّسْعِ فی دَأَیَاتِها
مَوارِدُ من خَلْقاءَ فی ظَهْر قَرْدَدِ
کالتَّعْلِیبِ ،و قال الأَزْهَرِیّ : العَلْب :تأْثِیرٌ کأَثَرِ العِلابِ .
قال:و قال شَمِر:أَقرأَنِی ابْنُ الأَعْرَابِیّ لطُفَیْلِ الغَنَوِیّ :
ص:261
نَهُوضٌ بأَشْنَاقِ الدِّیَاتِ و حَمْلِهَا
و ثِقْلُ الَّذِی یَجْنِی بَمَنْکبِهِ لَعْبُ (1)
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :أَراد به عَلْبٌ وَ هُوَ الأَثَر.و قال أَبُو نَصْر:یَقُولُ :الأَمْرُ الذِی یَجْنِی عَلَیْه و هو بمَنْکبِه خَفِیف.
و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ عُمَر: «أَنَّه رَأَی رَجُلاً بأَنْفه أَثَرُ السُّجُود فَقَال:لا تَعْلُب صُورَتَک». یقول:لا تُؤَثِّر فِیهَا أَثَراً لشِدَّه اتَّکَائِک علی أَنْفِک فی السُّجُود.
و العَلْبُ : المَکَانُ الغَلِیظُ الشَّدِیدُ من الأَرْضِ الذی لا یُنْبِتُ البَتَّهَ و یُکْسَر أَی فی الأَخِیر و العَلْبُ : حَزْم مَقْبِضِ السَّیْف و نَحْوِهِ کالسِّکّینِ و الرُّمْح بِعِلْبَاءِ البَعِیرِ،أَی عَصَبِ عُنُقِه. عَلَبَهُ یَعْلُبُه بالضَّم و یَعْلِبُه بالکَسْر فهو مَعْلُوبٌ ،أَی حَزَمَ مَقْبِضَه به.و
17- فی حَدِیث عُتْبَهَ : «کنتُ أَعمِدُ إِلَی البَضْعَه أَحْسِبُها سَنَاماً فإِذا هِی عِلْبَاءُ عُنقُ ». کالتَّعْلِیب ،قد عَلَّبتُه فهو مُعَلَّب .قال امرؤُ القَیْسِ :
فظَلَّ لِثیرَانِ الصَّرِیم غَمَاغِمٌ (2)
یُدَعِّسُها بالسَّمْهَرِیِّ المُعَلَّبِ
و العَلْبُ : الشَّیءُ الصُّلْبُ . یقال:لَحْمٌ عَلْبٌ أَی صُلْبٌ کالعَلِب ککَتِف ،یقال: عَلِبَ اللَّحْمُ ،بالکَسْرِ عَلَباً :اشتد و غلُظَ ،و عَلَب أَیضاً بالفَتْح یعلُب :غَلُظ و صَلُب و لم یَکُن رَخْصاً،قاله السُّهَیْلِیّ .
و العِلْبُ : بالکَسْر:الرَّجُلُ لا یُطمَعُ فِیمَا عنْدَه من کَلمَه أَو غَیْرِهَا.و یقال:إِنَّه لعِلبِ شَرٍّ،أَی قَوِیّ علیه،کقَوْلِک:
إِنَّه لَحِکُّ شَرٍّ. و المَکَانُ الغَلیظُ من الأَرْض الَّذِی لو مُطِر دَهْراً لم یُنْبِتْ خَضْرَاء،و یُفْتَحُ ،و هو عِباره التهذیب.و کُلُّ مَوْضِع خشِن صُلْب من الأَرْض فهو عِلْب .و لا یخفی أَن هذا المَعْنَی بعینه قد تقدم فی أَوّل المادّهِ ،فهو تَکرار و لم یُنَبِّه علیه شیخُنا و العِلْبُ : مَنْبِتُ السِّدْرِ،ج أَی جَمْعُه عُلُوبٌ ،بالضم قاله أَبو زَیْد.
و العَلَبُ : بالتَّحْرِیکِ :الصَّلاَبَهُ و الشِّدَّه و الجُسُوءُ. یقال: عَلِب النَبَاتُ عَلَباً فهو عَلِبٌ :جَسَأَ،قاله السُّهَیْلِیّ .و فی الصِّحَاح: عَلِب ،بالکَسْر،و عَلِبَ اللحْمُ بالفتح و الکَسْر؛ اشتَدَّ و صَلُب.و عَلِبَت یَدُه،بالکسر:غَلُظَت. و العَلَبُ :
تَغَیُّر رَائِحَهِ اللَّحْم بَعْدَ اشتِدَادِه،کالاستِعْلاَبِ یقال:
استعلَبَ اللحمُ و الجِلْدُ،إِذا اشتَدَّ و غَلُظَ و لم یکن هَشّاً مثل عَلِبَ و فِعْلُ الکُلِّ کفَرِح و نَصَر ،علی ما أَسلفنا بیانَه.
و عَلِبَ البعیرُ بالکسْر عَلَباً و هو أَعْلَبُ و عَلِبٌ ،و هو دَاءٌ یأْخُذُه فی العِلْبَاءَیْن ،بالکَسْر تَثْنِیه عِلْبَاء فتَرِمُ منه الرَّقَبَهُ و تَنْحَنی.یقال:هما عِلْبَاوانِ یَمِیناً و شمالاً بینهما مَنْبِتُ العُرف (3)،و إِن شئت قلت: عِلباءان ،لأَنَّهَا (4)همزه ملحقه، شُبِّهَت بهَمْزَه التَّأْنیث الَّتِی فی حَمْرَاءَ،أَو بالأَصلیه التی فی کِسَاءٍ.
و عَلِبَ السیفُ عَلَباً ،وَ هُوَ تَثَلُّمُ حَدِّ السَّیْفِ .
و العَلاَبِیّ ،مُشَدَّدَهَ الیَاءِ التَّحْتیَّه التی فی آخِرِه؛لأَنَّهُمَا یاءان:إِحْدَاهُما یَاءُ مَفَاعِیل،و الثَّانِیَهُ المُبْدَلَه عن الهَمْزَه المَمْدُودَهِ الَّتِی فی آخر مفرده قَاله شَیْخُنا.
قال القُتَیْبِیّ :بَلَغَنی أَن العَلاَبِیَّ :الرَّصَاصُ بالفَتْح، قال:و لستُ منه علی یَقِین.و قال الجَوْهَرِیّ : العَلاَبِیُّ :
الرَّصَاصُ أَو جِنْسٌ منْه.قال الأَزْهَرِیُّ :ما علمتُ أَحَداً قاله و لَیْسَ بِصَحِیح.و قال شَیْخُنا:و تَفْسیرُه بالرَّصَاصِ یَقْتَضِی أَنَّه مُفْرَدٌ علی صیغَهِ الجَمْع،أَو جَمْعٌ لا وَاحدَ لَهُ کأَبَابِیل و عَبَابِید.
قلتُ :و
16- قد وَرَدَ فی الحَدِیثِ : «لَقدْ فَتَح الفُتُوحَ قَوْمٌ ما کَانَتْ حِلْیَهُ سُیُوفِهِم الذَّهَبَ و الفضَّهَ إِنَّمَا کَانَتْ حِلْیَتُهَا العَلاَبِیَّ و الآنُکَ ». فلما عَطَفَ علیه الآنُکَ ظَنَّ مَنْ ظَنَّ أَنَّه الرّصاصُ . و الصَّحِیحُ الذِی لا مَحِیصَ عنه أَنَّه جَمْعُ عِلْبَاءِ البَعِیرِ ،بالکَسْرِ مَمْدُود،و هو العَصَبُ .قال الأَزْهَرِیّ :
الغَلِیظُ خَاصَّه.و قال ابْنُ سِیدَه:و هو العَقَبُ .و قال اللِّحْیَانِیّ : العِلْبَاءُ مُذَکَّر لا غَیْر،و هما عِلْبَاوَانِ .و قال ابْنُ الأَثِیر:و هو عَصَبٌ فی العُنُق یَأْخُذُ إِلَی الکَاهِلِ ،و کَانَت العَرَبُ تَشُدُّ علی أَجْفَانِ سُیُوفِها العَلاَبِیَّ الرَّطْبَهَ فتَجِفُّ
ص:262
علیها،و تَشُدُّ بِهَا الرِّمَاحَ إِذا تَصَدَّعَت فتَیْبَسُ و تَقْوَی علیه.
و رُمْحٌ مُعَلَّبٌ ،إِذَا جُلِزَ (1)و لُوِیَ بعَصَبِ العِلْبَاءِ .
وَ عَلْبَی کسَلْقَی،مُلْحَقٌ بدَحْرَجَ عَبْدَهُ إِذا ثَقَبَ عِلْبَاءَه و جَعَل فِیهِ خَیْطَاً أَو قَطَعَها،و عَلْبَی الرجلُ :ظَهَرَت عَلاَبِیُّه کِبَراً. و فی التَّهْذِیب:انْحَطَّ عِلباؤُه قَالَ :
إِذَا المَرْءُ عَلْبَی ثُمَّ أَصْبَحَ جِلْدُه
کَرَحْضِ غَسِیل فالتَّیَمُّنْ أَرْوَحُ
التَّیَمُّن:أَن یُوضَع علی یَمِینِه فی القَبْرِ.
و یقال:تَشَنَّجَ عِلباءُ الرَّجُلِ ،إِذَا أَسَنّ .
و العُلْبَهُ بالضَّمّ :النَّخْلَهُ الطَّوِیلَه نقله الصّاغَانیّ و العُلْبَهُ :
قَدَحٌ ضَحْمٌ من جُلُودِ الإِبِل و قیل:مِحْلَبٌ من جِلْد أَو مِنْ خَشَبٍ کالقَدَح الضَّخْم یُحْلَبُ فِیهَا ،و قیل إِنها کهَیْئَهِ القَصْعَهِ من جِلْد،و لها طَوْقٌ من خَشَب،و
14- فی حَدِیثِ وفَاهِ النبیِّ صلی اللّه علیه و سلم: «و بَیْنَ یَدَیْه رَکْوَهٌ أَو عُلْبَهٌ فِیهَا مَاءٌ». العُلْبَهُ :قَدَحٌ من خَشَب،و قیل:مِنْ جِلْد و خَشَب یُحْلَبُ فیه.و منه
16- حَدِیثُ خَالِدِ: «أَعْطَاهُم عُلْبَهَ الحَالِب». أَی القَدَحَ الّذِی یُحْلَبُ فِیه.
و قال ابنْ الأَعْرَابِیِّ :هی العُلْبَهُ و الجَنْبَهُ (2)و الدَّسْمَاءُ و السَّمْرَاءُ ج عِلاَبٌ و عُلَبٌ قال:
لم تَتَلَفَّع بِفَضْلِ مِئْزَرِهَا
دَعْدٌ و لم تُسْقَ دَعْدُ بالعُلَبِ
و قیل: العِلاَبُ :جِفَانٌ تُحْلَبُ فِیهَا النَّاقَه.قال:
صاح یا صَاحِ هل سَمِعْتَ بِرَاع
رَدَّ فی الضَّرْعِ ما قَرَی فی العِلاَبِ
و یروی:فی الحِلاَبِ .
و المعلِّب :الذی یَتَّخِذُ العُلْبَهَ .قال الکُمَیْتُ یَصِفُ خَیْلاً:
سَقَتْنَا (3)دماءَ القَوْمِ طَوْراً و تَارَهً
صَبُوحاً له اقتارُ الجُلُودِ المُعَلَّبِ
قال الأَزْهَرِیُّ : العُلْبَهُ :جِلْده تُؤْخَذ من جَنْب جِلْد البَعِیر إِذَا سُلِخ و هو فَطِیرٌ فتُسَوَّی مستدیرهً ،ثم تملأُ رَمْلاً سَهْلاً، ثم تُضَمُّ أَطرافُها و تُخَلُّ بِخِلال و یُوکَی عَلَیْهَا مَقْبُوضَهً بحبل، و تُتْرَکُ حَتَّی تَجِفّ و تیْبَسَ ،ثم یُقْطَعُ رَأْسُهَا و قد قامت قَائمَهً لجَفَافِهَا تُشْبِه قَصْعَهً مُدَوَّره کأَنَّها نُحِتَت نَحْتاً أَو خُرِطَت خَرْطاً و یُعَلِّقها الرَّاعِی و الرَّاکبُ ،فیَحْلُبُ فِیهَا وَ یَشْرَبُ بها (4).
و للبَدَوِیّ فیها رِفْقُ خِفَّتِها و أَنَّها لا تَنْکَسر إِذَا حَرَّکَها البَعِیرُ أَو طَاحَت إِلَی الأرْضِ .
و عُلْبَهُ بْنُ زَیْد بْنِ صَیْفِیٍّ الأَنْصَارِیُّ الأَوْسِیُّ ،و قیل:
الحَارِثیّ ،أَحَدُ البَکَّائِینَ ، و مُحَمّدُ بْنُ عُلْبَهَ القُرَشِیّ ،عِدَادُه فی المِصْرِیِّین،له ذِکْر فی حَدِیث لُهَیْبٍ صَحَابِیَّان ، وَ زَکَرِیَّا بْنُ عَلِی العُلْبِیّ مُحَدِّث.
و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : العِلَبُ جمع عِلْبَه بالکَسْر وَ هِیَ أُبنَهٌ ،بالضَّمِّ ،هی العُقْدَهُ تَکُون غَلِیظَه من الشَّجَرِ تُتَّخَذُ (5)مِنْهَا ،و فی قول آخر:غُصْنٌ عَظِیم تُتَّخَذُ منه المِقْطَرَه ، کمِکْنَسَه،و هی خَشَبَهٌ فیها خُروقٌ علی قَدْرِ سَعَهِ رِجْلِ المَحْبُوسین.قال:
فی رِجْلِه عِلبَهٌ خَشْناءُ من قَرَظٍ
قد تَیَّمَتْه فبَالُ المَرْءِ مَتْبُولُ
و اعْلَنْبَی الدِّیکُ أَو الکَلْبُ و الهِرُّ و غَیْرُهَا إِذَا تَهَیَّأ لِلشّرِّ و القِتَالِ ،و قد یُهْمَز،و قیل:إِذَا تَنَفَّشَ شَعَرُه،و أَصلُه من علْبَاءِ العُنُق،و هو مُلْحَق بافْعَنْلَلَ ،بیاء.
و عُلْیَبٌ بالضَّمِّ و عِلْیَبٌ بالکَسْر کحِذْیَم عن ابْنِ دُرَیْدِ:
اسم وَادٍ مَعْرُوف علی طَرِیقِ الیَمَنِ ،و قیل:مَوْضع و الضَّمُّ أَعْلَی،و هو الذی حَکَاه سیبَوَیْه. و حکی بَعْضُهم عن أَبی الحُسَیْن بن زنجیٍّ النَّحْوِیّ البَصْرِیّ أَنَّه قَالَ : لَیْسَ فی کَلاَمهم کَلِمَهٌ عَلَی وزن فعْیَل بضَمِّ الفَاءِ و تَسْکِین العَیْن و فَتْحِ الیَاءِ غَیْرُه و تَصَحَّفَ علی بَعْضِهِم فَقَال:إِلاَّ أَغْیَب و هو خَطَأٌ.قالَ سَاعِدَه:
و الأَثْلُ من سَعْیَا و حَلْیَهَ مُنْزَلٌ
و الدَّوْمُ جَاءَ به الشُّجُونُ فَعُلْیَبُ (6)
ص:263
و قال أَبو ذَهْبَل (1):
و مَا ذَرَّ (2)قَرْنُ الشَّمْس حتی تَبَیَّنَتْ
بِعُلْیَبَ نخْلاً مُشرِفاً و مُخَیَّمَا
کذا فی مُعْجَم یَاقُوت،و اشتَقَّه ابنُ جِنّی من العَلْب الَّذِی هو الأَثَر و الحَزُّ،و قال:أَلا تَرَی أَنَّ الوَادِیَ له أَثَرٌ.و نقل شیخُنا عن أَبِی حَیَّان:قال الجَرْمِیّ :عُنْیَب،بالنُّونِ ،و لا یَکُون فُعیل إِلاَّ اسْماً وَ سَیَأْتِی فی عنب.
و العُلْبُبُ کقُنْفُذٍ:ع نقله أَبُو عَمْرو فی یَاقُوتَهِ القُطْرُبِ .
و العَلِبُ کَکَتِفٍ :الوَعِلُ المُسِنُّ الجَاسِئُ .و تَیسٌ عَلِبٌ ،و وعِلٌ عَلِبٌ أَی الضَّخْم (3)المُسِنُّ ،لِشِدَّتِه.و رجُلٌ عَلِبٌ :جاف غَلِیظٌ ، و یُضَمُّ .
و عَلِبَ النَباتُ عَلَباً فهو عَلِبٌ :جَسَأَ.و فی الصَّحَاح:
عَلِبَ الکَسْر،و اسْتَعْلَبَ اللحمُ و الجِلْدُ:اشتَدَّ و غَلُظَ .
و اسْتَعْلَبَ البَقْلَ :وجَدَه عَلِباً .و استَعْلَبَتِ المَاشِیَهُ البَقْلَ إِذا أَجِمَتْهُ و استَغْلَظَتْه،و ذَلِکَ إِذا ذَوَی (4).و قال شَمِرٌ:هؤلاءُ عُلْبُوبَهُ القَوْم أَی خِیَارُهُم.
و الأعْلنْبَاءُ :أَن یُشْرِفَ الرجُلُ و یُشْخِصَ نَفْسَه،کما یَفْعَلُ عِنْد الخُصُومَهِ و الشَّتْم و مِنْه یُقَالُ : اعْلَنْبَی الدِّیکُ و الهِرُّ و نَحْوُهُمَا (5)،و قد تَقَدَّم فی کَلامِ المُؤَلِّف،فهو کالتّکرارِ فلو ذکَرَهُمَا فی مَحَلٍّ واحِدً کَانَ أَحْسَن.
و عَلِبَ السیفُ عَلَباً ،مُحَرَّکه:تَثَلَّم حَدُّه.و المَعْلُوبُ :
سیفُ الحَارِث بْنِ ظَالِمٍ المُرِّیّ ،صفهٌ لازِمَهٌ .فإِمَّا أَن یکونَ من العَلْب الَّذِی هو الشَّدُّ و إِمَّا أَن یکون من التّثَلُّم، کأَنَّه عُلِب ،قال الکُمَیْتُ :
و سَیْفُ الحَارِث المَعْلُوبُ أَرْدَی
حُصَیْناً فی الجَبَابِرَهِ الرَّدِینَا
و یقال:إِنَّمَا سمّاه معْلُوباً لآثار کانت بمَتْنِه،و قیل:لأَنه کانَ انْحَنَی مِن کَثْرهِ ما ضَرَبَ بِه،و فیه یَقُولُ :
أَنَا أَبُو لَیْلَی و سَیْفِی المَعْلُوبْ
و قد تقدم فی ش ذ ب.
و المَعْلُوب : الطَّرِیقُ الَّذِی یُعْلَب بِجَنْبَتَیْه،و مثله اللاَّحِبُ و المَلْحُوبُ .و طریقٌ مَعْلُوبٌ :لاَحِبٌ ،و قیل:أَثَّر فِیهِ السَّابِلَهُ .قال بِشْر:
علَی کُلِّ مَعْلُوب یَثُورُ عَکُوبُهَا
یقول:کُنّا مُقْتَدِرِین عَلَیْهم وَ هُم لَنَا أَذِلاَّء کاقْتِدَارِ الکِلاَبِ علی جِرَائِهَا.
و عِلْبَاءُ ،بالکَسْرِ ممدوداً:اسم رَجُل. قال امرؤُ القَیْس:
و أَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِیضاً
و لو أَدْرَکْنَه صَفِرَ الوِطابُ
سُمِّیَ بعِلْبَاءِ العُنُق.قال شَیْخُنا:و المَشْهُورُ بِهَذَا الاسْمِ عِلْبَاءُ بْنُ الهَیْثَمِ السَّدُوسِیّ ،انتهی.و أَنْشَدَ فی التَّهْذِیب:
إِنّی لِمَنْ أَنْکَرنِی ابنُ الیَثْرِبِی
قَتلتُ عِلْبَاءَ و هِنْدَ الجَمَلِی
و ابْناً لِصَوْحَانَ علی دِینِ عَلِی (6)
أَراد ابنَ الیَثْرِبِیِّ و الجَمَلِیِّ و عَلِیّ فخَفَّفَ بحَذْفِ الیاءِ الأَخِیرَهِ .
قلتُ :و فی الصَّحَابَه مَنِ اسمُه علباءُ ثلاثَهٌ : عِلْبَاءُ الأَسَدِیّ و عِلْبَاءُ بْنُ أَصْمَع القَیْسِیّ (7)و عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ السُّلَمیّ .
و العِلاَبُ کَکِتَابٍ :وَسْمٌ (8)فی طُولِ العُنُقِ علی العِلْبَاءِ .
و نَاقَهٌ مُعَلَّبَهٌ ،کمُعَظَّمَه،و مُعْلِبَه ،کمُحْسِنَه :وُسِمتْ به.
و عِلْبِیَهُ کهِبْرِیَه:مُوَیْهَهٌ ،تَصْغیرُ مَاءَه، بالدّأّثِ ،کشَدَّاد، بالمُهْمَلَه و آخره مُثَلَّثَه و هو فی بِلاَدِ أَسَدٍ بقربِ جَبلِ عَبْده
ص:264
و عِلْبُ الکُرْمَه (1)،بالکَسْرِ أَی فی أَوَّله و ضَمّ الکَافِ و سُکُون الرَّاء،و فی نُسْخَه،اللومه،باللام و الواو،و هو تَحْرِیف، قاله شَیْخُنا: آخِرُ حَدِّ الیَمَامَهِ من جِهَه البَصْرَه ،أَی إِذا خرجتَ منها تُرِیدُ البَصْرَهَ .
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
الأَعْلاَبُ :أَرضٌ لِعَکّ بْنِ عَدْنان (2)،بین مَکَّهَ و السَّاحل، لها ذِکْرٌ فی حَدِیثِ الرِّدَّه،کذا فی معجم یَاقُوتٍ ،و سیأْتی لها ذکْر فی الأَحَادیث إِنْ شَاءَ اللّهُ تَعَالَی.
و المُعَلْبَاهُ :الَّتِی ثَقِبت بالمِدْرَی عِلْبَاوَیْهَا .
وَ عَلْبَیْتُ :قطعتُ عِلْبَاءَها .
*و مما یستدرک علیه:
علنب :فی التَّهْذِیبِ فی الخُمَاسِیّ : اعلنْبَأَ بالحِمْل،أَی نَهَضَ بِهِ .
العَلْهَبُ أَهمَله الجَوْهَرِیّ ،و قال ابنُ شُمَیْل:
هو التَّیْسُ من الظِّبَاء الطَّوِیلُ القَرْنَیْن. قال:
و عَلْهَباً من التُّیُوس عَلاَّ
عَلاًّ أَی عَظیماً.
و قد یُوصَفُ به الثَّوْرُ الوَحْشِیّ (3)و أَنْشَدَ الأَزْهَریُّ :
مُوَشًّی أَکَارِعُه عَلْهَبَا
و الجمعُ علاهِبَهٌ ،زادوا أَلفاً (4)،علی حَدِّ القَشَاعِمَه، قال:
إِذَا قَعِسَتْ (5)ظُهورُ بَنَاتِ تَیْمٍ
تَکَشَّفُ عن عَلاهِبهِ الوعُولِ
یقُول:بُطُونُهُنَّ مثلُ قُرُونِ الوُعُول.
و العَلْهَبُ : الرَّجُلُ الطَّوِیلُ و قِیلَ :هو المُسِنُّ من النَّاسِ و الظِّبَاءِ، وَ هِیَ بِهَاءٍ ،أَی عَلْهَبَهٌ .
العِنَبُ هو ثَمَرُ الکَرْمِ : م کالعِنَبَاءِ بالمَدِّ،نُقِلعن الفِهْرِیّ فی شَرْحِ الفَصِیح.یقال:هَذَا عِنَب وَ عِنَباء بالمَدِّ و أَنشد الفَرَّاء:
کأَنَّهَا من شَجَر البَسَاتِینْ
العِنَبَاءُ المُتَنَقَّی وَ التِّینْ
قاله شیخُنا.قلتُ :و الأَبْیَاتُ فی التَّهْذِیب،و لسانِ العَرَب:
تُطْعِمْن أَحیاناً و حِیناً تَسْقِینْ
کأَنَّها من ثَمَر البَسَاتِینْ
لا عَیْبَ إِلاَّ أَنَّهُن یُلْهِینْ
عن لَذَّه الدُّنْیا و عن بَعْضِ الدِّین
العِنَبَاءَ المُتَنَقَّی و التِّینْ (6)
و لا نَظِیرَ له إِلا السِّیَرَاءُ،و هو ضَرْبٌ من البُرُودِ،و هذا قولُ کُرَاع.و عَنِ الخَلِیلِ و الحِوَلاَءُ،و أَنَّها لا رَابعَ لها،کما صَرَّحَ به المُصَنِّف فی حَولَ غیر مَعْزُوٍّ،و نقله مُحَمَّدُ بنُ أَبَان و غیرُه،قال شیخُنا:و ذکر ابنُ قُتَیْبَه سِیَراء و عِنَباء و حِوَلاء و خِیَلاَء و قال:لا خَامِسَ لَهَا،فَزَادَ خِیَلاء،بالخَاءِ المُعْجَمَه و الیَاءِ التَّحْتِیَّه.
وَاحِدُه عِنَبَه ،و هذا خِلاَفُ قَاعِدَتِه التی شرَطها المُؤَلِّف فی الخُطْبَه،و هو قولُه:إِذا أَتْبَع المُؤَنَّثَ المُذَکَّرَ یقُول:
و هِی بِهَاء. وَ قَوْلُ الجَوْهَرِیّ الحَبَّهُ من العِنَب عِنَبَه و هو بِنَاءٌ نَادِرٌ،لأَنَّ الأَغْلَبَ عَلَیْه أَی هذا البناء. الجَمْعُ کقِرَدَه و قِرْد و فِیلَهَ و فیل،و ثِوَرَه و ثَوْر إِلاَّ أَنَّه قد جَاءَ لِلْوَاحِدِ،و هو قَلِیلٌ نحو العِنَبَه التِّوَلَه بالتَّاء المُثَنَّاه الفَوْقِیه و الحِبَرَهِ بالحَاء المُهْمَلَه و المُوَحَّدَهِ و الطَّیَبَهِ بالطَّاء المُهْمَلَه و المُوَحَّدَتَیْن و الخِیَرَهِ بالمُعْجَمَه و التَّحْتِیّه،قال: و لا أَعْرِفُ غیرَه و هذا القولُ قُصُورٌ مِنْه و قِلَّهُ اطِّلاع فی لُغَه العَرَب.قال شیخُنَا:
و قَوْلُ الجَوْهَرِیّ :لا أَعْرِفُ غیرَه،یَعْنِی من الأَلْفَاظ الصَّحِیحه الوَارِدَه الَّتِی علی شَرْطِه،و حَسْبُک بِهِ ،فلا یُعْتَرَضُ عَلَیْه بالأَلْفَاظِ الغَیْرِ الثَّابِتَهِ عِنْدَه.
و مِنَ النَّادِرِ و فی نُسخَه،و من البَابِ الزِّمَخَه بالزّای و المِیم و الخَاءِ المُعْجَمَه و المِنَنَهُ بالمیم و النُونین و الثِّوَمَهُ بالثاء المُثَلَّثَه،و فی نسخه بالنُّون،قال شیخنا:و لم یَذْکُرْهَا
ص:265
المُؤَلِّف فی المَادَّتَیْن (1)و الحِدَأَهُ بالمُهْمَلَتَیْنِ و الظِّمَخَهُ بالمشاله المُعْجَمَه و المیم و الخَاء المُعْجَمَه و الذبَحَهُ بالذَّالِ المُعجَمَه و المُوَحَّدَه و الحَاءِ المُهْمَلَه و الطِّیَرَهُ بالطَّاءِ المُهْمَلَه و التَّحْتِیَّه و الهِنَنَهُ بالهَاء و النُّونَیْن و غَیْرُ ذَلِکَ . قال شَیْخُنا:
ظاهرُه أَنَّ هُنَاکَ أَلفَاظاً علی هَذَا الوَزْن و لا تَکَادُ تُوجَد،بل هذه الأَلْفاظ التی ذکرها لاَ تخلُو عن نَظَر و شُذُوذ و تَلْفِیقٍ یَعْرِفه أَربابُ الصِّنَاعَه.و قَال أَیضاً فی شَرْح نَظْمِ الفَصِیح:
إِنَّ مُرَادَ الجَوْهَرِیّ أَنّه لم یَأْتِ بِنَاءٌ مُسْتَقِلٌّ لیس فیه لغهٌ أُخری عَدَا ما ذکر،فلا یَرِد علیه ما فِیه لُغَهٌ أَو لُغاتٌ من جُمْلَتِها هذا،ثم قال:إِیرادُ هذِه الأَلْفَاظِ لا تُخْرِجُ هذه الأَلْفَاظ ،کما أَومأَ إِلیه بَقَوْلِه:و من النَّادِرِ،و قولُ المُصَنِّف:
قصورٌ و قِلَّه اطّلاَع،یُوهِمُ أَنَّ الجَوْهرِیَّ لم یَطَّلع علی ما أَوْرَدَه هُوَ فی الأَلْفَاظ ،و لیس کَذلِکَ ،بل هو عَارِفٌ بِهَا، و قد أَورَدَ أَکثَرَها فی صِحَاحِه،و ما أَهْمَلَه دَاخِلٌ فِیمَا لَمْ یَصِحّ ،إِمَّا لِعَدَم ثُبُوتِه عنده بالکُلِّیَّه،لأَنَّ هَذِه اللُّغَهَ لم تَثْبُت عِنْده فیه و اللّهُ أَعْلَم.
و قدْ عَنَّبَ الکَرْمُ تَعْنِیباً قال الجَوْهَرِیُّ :فإِن أَرَدْتَ جَمْعَه فی أَدْنَی العدَدِ،جمعْتَه بالتَّاءِ،فقلت: عِنَبَات ،و فی الکثیر عنَبٌ و أَعنَابٌ . و العِنَبُ : الخَمْرُ ،حکاها أَبو حَنِیفَه،و زعم أَنَّهَا لغَهٌ یَمَانِیه کما أَنَّ الخمرَ العِنَبُ أَیضاً فی بَعْضِ اللُّغَات.قال الراعی فی العِنَب التی هیَ الخَمْرُ:
و نَازَعنی بها إِخوَانُ صِدْقٍ
شِوَاءَ الطَّیْرِ و العِنَبَ الحَقِینَا
ثم إِنَّ الموجُودَ فی نُسْخَهِ شیخِنا التی شَرَحَ عَلَیْهَا «و الکَرْمِ »بدَلَ «الخَمْر»و قال:أَی یُطْلَقُ العِنَبُ و یرادُ به الکَرْم أَی شَجَر الثَّمر المَعْرُوف بالعِنَب ،و لم أَجِدْه فی نُسْخَه من النُّسَخِ الَّتِی بأَیْدِینا.
و العِنَبُ : اسم بَکْرَهٍ خَوَّارَهٍ ،و منه یَوْمُ العِنَبِ :من الأَیَّام المَشْهُورَه بین قُرَیْشٍ و بَیْنَ بَنی عَامر بن لؤیّ ،و فیه یَقُولُ خِداشُ بْنُ زُهَیْر:
کَذَاکَ الزَّمَانُ و تَصْرِیفُه
و تِلْکَ فَوَارِسُ یَوْم العِنَبْ
و حِصْنُ عِنَب (2):بِفَلَسْطِین الشامِ .
و العِنَبَهُ بلَفْظِ الوَاحِد: بَثْرَهٌ تَخْرُجُ بالإِنْسَانِ تُغْذِی (3)و قال الأَزْهَرِیّ :تَسْمَئِدّ فتَرِمُ و تَمْتَلِئ (4)و تُوجِعُ و تَأْخُذُ الإِنْسَانَ فی عَیْنِه و فی حَلْقِه یقال:فی عَیْنِه عِنَبَه .
و عِنَبَهُ : عَلَمٌ . وَ عِنَبَهُ الأَکْبَرُ:جَدُّ قَبِیلَهٍ من الأَشْرَافِ بنی الحَسَن بالعِرَاقِ و نواحی الحلَّه.
و بِئْرُ أَبِی عِنَبَه قد وَرَدَت فی الحَدِیثِ ،و هی بِئر مَعْرُوفَه بِالْمَدِینَه المنوَّرَه،علی سَاکِنِها أَفضلُ الصَّلاه و السَّلاَم،علی مِیلٍ منها.عَرضَ (5)رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم أَصحابَه عندَهَا لَمَّا سَارَ إِلَی بَدْر.
و أَبو عِنَبَه الخَوْلاَنِیّ اختُلِف فی صُحْبَته أَثبته بَکْر (6)و قال:
هُوَ عَبْدُ اللّهِ بْنِ عِنَبَه صَلَّی القِبْلَتَیْن،و سمع النبیَّ صلی اللّه علیه و سلم.
و العُنَّابُ ،کرُمَّان:ثَمَرٌ،م أَی معروفٌ .الواحِده عُنَّابَهُ ، و یقال له:السَّنْجَلاَنُ بِلسانِ الفُرْس و ربما سُمِّیَ ثَمَرُ الأَرَاکِ عُنَّاباً ،عن ابْنِ دُرَیْد.
و العُنَابُ کَغُرَابٍ :الرَّجُلُ العَظِیم الأَنْفِ قال:
و أَخْرَقَ مَهْبُوتِ (7)التَّرَاقِی مُصَّعَّدِ الْ
بَلاَعِیم رِخْوِ المَنْکِبَیْنِ عُنَابِ
کالأَعْنَبِ ،و فُسِّر بالضَّخْم الأَنْفِ السَّمِج.
و العُنَابُ : جَبَلٌ بِطَریق مَکَّهَ المُشَرَّفَهِ .قال المَرَّارُ بْنُ سعید:
جَعَلْنَ یَمِینَهُن رِعَانَ حَبْس
و أَعْرَضَ عَنْ شَمَائلِها العُنَابُ
و الغُنَابُ : وادٍ.
و العُنَابُ : العَفَلُ ،مُحَرَّکَه، أَو هُوَ مِنَ المَرْأَه: البَظْرُ قَالَ :
ص:266
إِذَا دَفَعَتْ عنها الفَصِیلَ بِرِجْلِهَا
بَدَا من فُرُوجِ البُرْدَتَیْن عُنَابُهَا
و قیل هو ما یُقْطَع مِنَ البَظْرِ.
عُنَابُ : فَرَسُ مَالِک بْنِ نُوَیْرَهَ الیَرْبُوعِیّ ،و قیل:
بالمُوَحَّدَتَیْن و قد تقدم فی ع ب ب.
و قال اللیث: العُنَابُ : الجَبَلُ ،و فی بَعْضِ دَوَاوِینِ اللُّغَهِ :الجُبَیْلُ ،مُصَغَّراً، الصَّغِیر الدقیقُ الأَسوَد المُنْتَصِب و قال شَمِر فی کتاب الجِبَال: العُنابُ :النَّبَکَهُ الطویلهُ فی السَّمَاءِ الفَاردَه المُحَدَّدَهُ الرأْسِ ،یکون أَحمَر و أَسوَدَ و علی کُلِّ لَونٍ یَکونُ ،و الغَالِب علیها السُّمْرَه،و هو الطَّوِیل فی السماءِ لا یُنْبِتُ شَیْئاً المُسْتَدِیرُ و هو وَاحِدٌ،و لو جَمَعْتَ قُلْتَ : العُنُبُ ضِدٌّ ،بین قَوْل اللَّیْث و قول شَمِر. و عُنْبَبٌ کجُنْدَبِ و قُنْفُذ:ع،و وَاد بالیَمَنِ (1)ثُلاَثِیُّ عند سِیبَوَیْه، و حمَله ابْنُ جِنّی علی أَنّه فُنْعَل،قال:لأَنَّه یَعُبُّ المَاءَ،و قد ذکر فی«ع ب ب».
و العُنْبَبُ من السَّیْلِ :مُقْدَّمُه و کذلک عُنْبَبُ القَوْمِ :
مُقَدَّمُهم،نقله الصَّاغَانِیّ ،و العُنْبَبُ :کَثْرَهُ المَاءِ.و أَنشد ابنُ الأَعْرَابِیّ :
فَصَبَّحَتْ و الشَّمسُ لم تَغَیَّب
عَیْناً بغَضْیَانَ ثَجُوجَ العُنْبَبِ
و العَنَبانُ ،مُحَرَّکه:النَّشِیطُ الخَفِیفُ . یقال:ظَبْیٌ عَنَبَان قال:
کَمَا رأَیتَ العَنَبَانَ الأَشْعَبَا
یوماً إِذَا رِیعَ یُعَنِّی الطَّلَبَا
الطَّلَبُ اسْمُ جَمْعِ طِالِبٍ .
و قیل العَنَبان : الثَّقیلُ مِنَ الظِّبَاء فَهُوَ ضدٌّ،أَو هو المُسِنُّ مِنْهَا و لا فِعْلَ لَهُمَا،و قیل:هو تَیْسٌ الظِّبَاءِ و جمعه عِنْبَانٌ .
قال شَیْخُنَا فی آخِرِ المَادّه:و قولُه و العَنَبان مُحَرَّکه إِلی آخره مِثْلُه فی الصَّحَاح و غَیْرِهِ ،و هو صَرِیحٌ فی أَنَّه صِفَه،و قد تَقَرَّرَ أَنَّ الصِّفَاتِ لا تُبْنَی علی هذَا الوَزْن،و إِنَّمَا هو من أَوْزَان المَصْدَر،فَیَکُون هذَا مِنَ الشَّوَاذّ. و العُنَابَهُ ،بالضَّمِّ و التَّخْفِیفِ : ع ،و هی قَارَهٌ سوداءُ أَسْفَلَ من الرُّوَیْثَهِ ،بَیْنَ مَکَّهَ و المَدِینَه.قال کُثَیرُ عَزَّهَ :
و قُلْتُ و قد جَعَلْنَ بِرَاقَ بَدْر
یَمِیناً و العُنَابَهَ عن شِمَال
قلت:
4- و قد جَاءَ ذکرُهَا فی الحَدِیثِ : «کان یَسْکُنُها عَلِیُّ بْنُ الحُسَیْنِ ». و هو قَوْلُ مُسَاوِر الأَسَدِیّ ،و یُقَالُ :إِنَّه بالتَّشْدِیدِ عند أَهْلِ الحَدِیث،و اللّهُ أَعْلَم. و العُنَابه :اسم ماء فی دِیَارِ بَنِی کِلاَب فی مُسْتَوی الغَوْط (2)و الرّمَّه،بَیْنَها و بین فَیْدٍ سِتُّونَ مِیلاً علی طریقٍ کانت تُسْلَک إِلَی المَدِینَه،و قیل:بَیْنَ تُوز (3)و سَمِیرَاءَ فی دیار أَسَد.
و المُعَنَّب کمُعَظَّم:الغَلِیظُ من القَطِرَان و أَنْشَدَ:
لو أَنَّ فیه الحَنْظَلَ المُقَشَّبَا
و القَطِرَانَ العَاتِقَ المُعَنَّبَا
و المُعَنَّبُ : الطَّوِیلُ من الرِّجَال.و رجل عَانِبٌ ذو عِنَبٍ ، کما یَقُولُون:تَامِرٌ و لابِنٌ ،أَی ذُو تَمْرٍ و لَبَنِ .
و العَنَّابُ کشَدَّاد؛ بَائِعُ العِنَب کالتَّمَّارِ بَائِعُ التَّمْرِ.
و عَنَّابٌ اسْمٌ ،هو والِدٌ حُرَیْثٍ النَّبْهَانِیّ الطَّائِیّ الشَّاعِر المُکْثِر. و أَما قَوْلُ الجَوْهَرِیّ عَنّابُ بْن أَبِی حَارِثَه رَجُلٌ من طَیِّئ غَلَطٌ ،و الصَّوَابُ عَتَّابٌ بالمُثَنَّاه من فَوْق قال شیخُنَا و قد وَافَقَ الجَوْهَرِیُّ فِیهِ جماعَهَ ،و قَلَّدَه هُوَ أَیْضاً غیرُه، و صَحَّحَ جماعَهٌ ما لِلْجَوْهریّ و قَالُوا:عَتَّابٌ بالفَوْقِیَّه غیره، انتهی.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
فی مَجْمَع الأَمْثَالِ للمَیْدَانِیّ «لا تَجْنِی مِنَ الشَّوْکِ العِنَبَ » و قَالُوا:صِبْغُ الکِیسِ عُنَّابیٌّ ،إِذَا أَفْلَسَ .قال شیخُنا:قال الشِّهَاب:و هذا من کلام المُوَلّدین،و أَنشد لابْنِ الحَجَّاج:
مولای أَصبحْتُ بِلا دِرْهَمٍ
و قد صَبَغْتُ الکِیسَ عُنّابِی
و فی المُعْجَمِ الصَّغِیرِ للبَکْرِیّ :و عَیْنَبٌ ،کصَیْقَلٍ :
ص:267
أَرضٌ من الشِّحْرِ بَیْن عُمَان و الیَمَن:
14- و جَاءَ: أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم أَقْطَعَ مَعْقِلَ بْنَ سِنَانٍ المُزَنِیَّ ما بَیْن مَسْرَحِ غَنَمِه من الصَّخْرَه (1)إِلَی أَعْلَی عَیْنَبٍ 1. و لا أَعْلَمُ فی دیار مُزَیْنَه و لا الحِجَاز مَوْضِعاً (2)لَه هَذَا الاسْم.
و علِیّ بْنُ عَبْدِ اللّهِ (3)بْنِ مُحَمَّد المِصْرِیّ العَنّابیّ ،و أَبُو زُرْعَه مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بِن أَحْمَدَ الأَسْترابَاذیُّ العَنّابیّ (4)،و أَبُو إِسحاقَ إِسْمَاعِیلُ بنُ عُمَر العِنبی :مُحَدِّثُون،و أَبو مُحَمَّد بْنُ عَنَّاب ،کشَدَّاد.قال ابنُ نُقْطَه:کَان یَسْمَعُ منها بدمَشْقَ ،و العَنَّاب أَیضاً:لَقَبُ شَحمه بن نعم بن الأَخْنَس الطَّائِیّ النَّبْهَانِیّ ،و قال أَبو عُبَیْدَهَ :هُوَ بالضَّمِّ .
المُعَنْدِب ،بکَسْرِ الدَّالِ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ ، و قال أَبو عَدْنَان:هو الغَضْبَانُ ،قال:و أَنْشَدَتْنی الکِلاَبیَّه لِعَبْدٍ یقال له وَفِیقٌ .
لَعَمْرُک إِنّی یومَ واجَهْتُ عِیرَها
مُعیناً لَرَجْلٌ ثَابِتُ الحِلْم کَامِلُهْ
و أَعْرَضْتُ إِعْراضاً جَمِیلاً مُعَنْدِباً
بعُنْقٍ کشُعْرُورٍ کَثِیرٍ مَوَاصِلُهْ
و الشُّعْرُورُ:القِثَّاءُ.
العَنْدَلِیبُ ،نقل شیخُنَا عن أَبِی حَیَّان فی الارْتِشَاف أَنَّ وزنَه فَعْلَلِیل،فنونه عنده أَصْلِیّه،و هو ظَاهِرُ کَلاَمِ الجَوْهَرِیّ ؛لأَنَّه نَقَل هنا کلام سِیبَوَیْه المَشْهُور:إِذا کانت النونُ ثانیهً فلا تُجْعَلُ زَائِدَهً إِلا بثَبَت.و زَعَم بعضُ الصَّرْفِیِّین أَنَّهَا زائده،و أَنّ وَزْنَه فَنْعَلِیلٌ ،و الصَّوَابُ الأَوَّل:
طَائِرٌ ،و فی سِفْرِ السَّعَادَه:عُصْفورٌ صَغِیرٌ. یُقَالُ له:الهَزَارُ.
داستان فارسیَّتُه،و قد یُقْتَصَر عَلَی الأَوّلِ ،و معناه الأَلف و داستان هو القِصَّه و الحِکَایَهُ ، یُصَوِّت أَلْوَاناً و أَنْوَاعاً، ج عَنَادِلُ ،و سیُذْکَر فی ترجمه عَنْدَلَ إِن شَاءَ اللّه تعالی؛لأَنه رُباعیّ عند الأَزْهَریّ .
العُنْزُبُ بالضَّمِّ ،أَهمله الجَوْهَرِیُّ و صاحِبُ اللِّسَانِ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هو السُّمَّاقُ و لَیْسَ بتَصْحِیف عَبْرَبِ بمُوَحَّدَتیْن و لا عُتْربٍ ،بالفوقیه بعد العَیْن،و قد تَقَدَّم ذِکْرُهما فی محَلِّهما.
عنظب .لم یذکره المُؤَلِّفُ ،و قد تقدم عن سِیبَوَیْه أَنَّ النُّونَ إِذَا کانت ثَانِیَهً فی الکلمه فلا تُجْعَلُ زَائِدَه إِلاَّ بِثَبَت.و قال اللیث: العُنْظُب :الجَرَادُ الذکر.و قال الأَصمَعِیّ :الذکَرُ من الجراد هو الحُنْظُبُ و العُنْظُب .و قال الکسائِیُّ :هو العُنْظُبُ و العُنْظَابُ و العُنْظُوبُ .و قال أَبو عمرو:هو العُنْظُبُ .فأَما الحُنْظُب فَذَکَرُ الخَنَافِس.و عن اللِّحْیَانیِّ یقال: عُنْظُبٌ (5)و عُنْظَابٌ و عِنْظَابٌ ،و هو الجراد الذَّکَرُ.و قیل:هو الجَرَادُ الأَصْفَر،و قد تقدم فی«عظب» و أَوْرَدْنَا هُنَاک ما یَتَعَلَّقُ به.
العَنْکَبُوتُ :دُوَیْبّه تَنْسُجُ فی الهَوَاءِ و علی رَأْس البِئر نَسْجاً رَقِیقاً مُهَلْهَلاً،و هی م. قال شیخنا:قد سَبَقَ أَن سِیبَوَیْه قال:إِذا کانَت النُّونُ ثانِیهً فلا تُجْعَلُ زائِدَهً إِلاَّ بثَبَتٍ ،و هَذَا الکَلام نقَلَهُ الجَوْهَرِیُّ عنه فی عَنْدَلیب، کما أَشَرْنَا إِلیه ثَمَّه،و ذکر الجَوْهَرِیُّ العَنْکَبُوتَ فی«عَکَبَ » فکَلاَمُه کالصَّرِیحِ فی أَصَالَتها کما قُلْنَا فی عَنْدَلِیب قبله.
و کَلامُ الجَوْهَرِیّ أَو صَرِیحُه أَنَّ النّونَ زَائِدَهٌ لأَنَّه لم یَجْعَل لهَا بِنَاءً خَاصًّا،بل أَدخَلَها فی«عَکَبَ »من غَیر نَظَر،و اللّه أَعلم.و صرَّح الشیخُ ابنُ هِشَام فی رِسَالَهِ الدَّلِیل بأَنَّ أَصالَهَ النُّون هو الصَّحِیح،و هو مَذْهَبُ سیبوَیْه،لجَمْعِه علی عَنَاکِب ،و أَطَال فی بَسْطِه،و علیه فوزْنه فَعْلَلُوت،و اللّهُ أَعْلَم.و أَما القوْلُ بزیَادَتها فیکون وزنه فَنْعَلُوت،انتهَی.
قلتُ :الَّذِی رُوِیَ عن سِیبَوَیْه أَنَّه ذَکَرَها فی مَوْضِعَین، فقال فی موضع، عَنَاکِبُ فَنَاعِلُ ،و قال فی مَوْضِع آخر:
فَعَالِلُ ،و النَّحْوِیُّون کُلُّهم یَقُولُون: عَنْکبوت فَعْلَلُوت،فعَلَی القَوْل الأَوَّل تکونُ النُّونُ زائده،فیکون اشتقَاقُهَا من العکَب،و هو الغِلَظ حَقَّقَه الصاغَانیّ .
و العَنْکَبُوت مُؤَنَّثه و قد تُذَکَّرُ و عِباره الأَزْهَرِیّ :و رُبَّمَا ذُکِّر (6)فی الشعر قال أَبو النَّجْم:
مِمَّا یُسَدِّی العَنْکَبُوتُ إِذْ خَلاَ
ص:268
قال أَبُو حَاتِم:أَظُنَّه إِذْ خَلاَ المَکَانُ و المَوْضِعُ .و أَما قَوْلُه:
کأَنَّ نَسْجَ العَنْکَبُوتِ المُرْمِلِ
فإِنَّما ذَکَّر لأَنَّه أَرَادَ النَّسجَ ،و لکنَّه جَرَّه علی الجِوَارِ.
قال الفَرَّاءُ: العَنْکَبُوتُ أُنثَی،و قد یُذَکِّرُهَا بَعْضُ العرب، و أَنْشَدَ قَوْلَه:
لی هَطَّالِهمْ مِنْهم بُیوتٌ
کأَنّ العَنْکَبُوتَ هو ابْتَنَاهَا
هَطَّال:جَبَلٌ .
قال:و التَّأْنِیثُ فی العَنْکَبُوتِ هو الأَکْثَر وَ هِیَ العَکَنْبَاهُ فی لُغَه الیَمَن،أَی بتقدیم الکَاف علی النُّون قال:
کَأَنَّما یَسْقُطُ من لُغَامِهَا
بَیْتُ عَکَنْباهٍ علی زِمَامِهَا
و یُقَالُ لها أَیْضاً: العَنْکَبَاهُ أَی بتَقْدِیمِ النُّونِ علی الکاف.قال السَّخَاوِیُّ فی سِفْر السَّعَادَه: العَنْکَبُوتُ و العَنْکَبَاهُ بمَعْنًی وَاحِد و العَنْکَبُوهُ بالهاء فی آخره و حکی سیبویه العَنْکَبَاءُ مُسْتَشْهِداً علی زِیَادَه التّاء فی عَنْکَبُوت فلا أَدْرِی أَهُو اسْمٌ لِلوَاحِد أَم هُوَ اسم للجَمْع.قال الصّاغَانِیّ :
و هاتان بِلُغَه أَهلِ الیَمَن. و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ : الذَّکَرُ منها عَنْکَبٌ و هی عَنْکَبَهٌ و قیل: العَنْکَبُ :جِنْسُ العَنْکَبُوت ،و هو یُذَکَّر و یُؤَنَّث أَعْنِی العَنْکَبُوت .قال المُبَرِّد: العَنْکَبُوت أُنثَی و یُذَکَّر،و العَنْزَرُوت أُنْثَی و یذکر،و البَرْنَمُوتُ (1)أُنثی و لا یُذَکَّر،وَ هُوَ الجَمَلُ الذَّلُولُ .و قَولُ سَاعِدَهَ بْنِ جُؤَیَّه:
مَقَتَّ نِسَاءً بالحِجَاز صَوَالِحاً
و إِنّا مَقَتْنا کُلَّ سَوْدَاءَ عَنْکَبِ
قال السُّکَّرِیُّ : العَنْکَبْ هنا القَصِیرَهُ .و قال ابْنُ جِنِّی:
یجوزُ أَن یَکُونَ العَنْکب هُنا هو العَنْکب الذی هو العَنْکَبُوتُ ،و هو الذی ذَکَر سِیبَوَیْه أَنَّه لُغَهٌ فی عَنْکَبُوت ، و ذَکَر معه أَیضاً العَنْکَبَاء إِلاّ أَنَّه وُصِفَ بِهِ و إِن کان اسماً لما کَانَ فیه مَعْنَی الصِّفَه من السَّوَادِ و القِصَر،کذا فی لِسَانِ العَرَب. ج عَنْکَبُوتَاتٌ و عَنَاکِبُ ،و عَنَاکِیبُ ،عن اللِّحْیَانِیّ ، و تَصْغیرُهَا عُنَیْکبٌ و عُنَیْکِیبٌ .قال شیخُنَا:و عن الأَصْمَعِیّ و قُطْرُب: عَنَاکبِیت .و هذا من الشّاذّ الذی لا یُعَوَّلُ عَلَیْه؛ لاجْتِمَاع أَرْبَعَه أَحرُفٍ بعد أَلفه و کذلک قالا فی تَصْغِیرِه عُنَیکبِیت ،و هذا من المَرْدُودِ الذی لا یُقْبَل.
و العِکَابُ ککتَاب و العُکُبُ بضَمَّتَیْنِ ، و الأَعْکُبُ کُلُّهَا أَسْمَاءُ الجُمُوعِ و لیست بجَمْع؛لأَنَّ العَنْکَبُوت رُبَاعِیّ ذکرَه غَیْرُ وَاحِد فی«ع ک ب».و فی لسان العرب: العَنْکَبُوتُ :
دُودٌ یتولّد فی الشُّهْد،و یَفْسُد عنه العَسَلُ ،عن أَبی حَنِیفَه.
و عن الأَزْهَرِیّ :یقال للتَّیْسِ :إِنه لمُعَنْکَبُ القَرْنِ ،و هو المُلْتَوِی القَرْن حَتَّی صار کَأَنَّه حَلْقَه.و المُشَعْنَبُ :
المُسْتَقِیم (2).و عن الفَرَّاء فی قَوْلِه تَعَالَی: مَثَلُ الَّذِینَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللّهِ أَوْلِیاءَ کَمَثَلِ اَلْعَنْکَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَیْتاً (3)قال:ضربَ اللّه بیتَ العَنْکَبُوت مثلا لمَنِ اتَّخَذَ من دُونِ اللّه وَلِیًّا أَنَّهُ لا یَنْفَعُه و لا یَضُرُّه کما أَنَّ بَیْتَ العنکبوت لاَ یَقِیهَا حَرًّا و لا یَرْداً.
*و مما یستدرک علیه:
عَنْکَبٌ کجَعْفَرٍ:ماء بأَجَإِ لبنی فَرِیر بن عُنَیْنِ بن سَلاَمانَ [بن ثعل بن عمرو بن الغوث بن طیئ] (4).
العَیْهَبُ من الرِّجَال: الضَّعیفُ عنِ طَلَبِ وِتْرِهِ ،بکَسْرِ الوَاوِ،و قد حُکی بالغَیْن المُعْجَمَه أیضاً.
و قیل:هو الثَّقِیلُ من الرِّجَال الوَخِمُ ککَتِف،و قد ضُبِط فی بعْض النُّسَخ کَفلْس.قال الشُّوَیْعِرُ:
حَلَلْتُ بِهِ وِتْرِی و أَدْرَکْتُ ثُؤْرَتِی
إِذا ما تَنَاسَی ذَحْلَهُ کُلُّ عَیْهَبِ
قال ابْنُ بَرِّیّ :الشُّوَیْعِرُ هَذَا هو مُحَمَّدُ بْنُ حُمْرانَ بْنِ أَبِی حُمْرَان الجُعْفِیّ (5)،و هو أَحَدُ مَنْ سُمِّیَ فی الجَاهِلِیَّه
ص:269
بمُحَمَّد،و لیس هو الشّوَیْعِر الحَنَفیّ .و الشّوَیْعِر الحَنَفِیّ اسمُه هَانِئ بن تَوْبَهَ الشَّیْبَانِیّ (1).
و قال ابنُ مَنْظُور:و رأَیْتُ فی بَعْضِ [حواشی] (2)نُسَخ الصّحاح المَوْثُوقِ بها: العَیْهَبُ : الکِسَاءُ الکَثیرُ الصُّوفِ یقال:کِسَاءٌ عَیْهَبٌ .
و یُقَال:أَتیتُه فی رُبَّی الشَّبَاب و حِدْثَی الشَّبَابِ ،بالضَّمِّ فی أَوَّلِهِما و عِهِبَّی الشَّبَابِ کالزِّمِکَّی ،بالقَصْر و یُمَدُّ أَی شَرْخه و أَوَّله و أَنْشَدَ:
عَهْدِی بسَلْمَی وَهْی لم تَزَوَّجِ
علی عِهِبَّی عَیْشِها المُخَرْفَجِ
و العِهِبَّی مِنَ المُلْکِ بالقَصر و المَدِّ،أَی زَمَنُه.
قال أَبو عَمْرٍو: و یقال عَوْهَبَه و عَوْهَقَه،إِذا ضَلَّله،و هو العِیهَابُ بالکَسْرِ و العِیهَاقُ ، و عن أَبی زید عَهِبَهُ أَی الشیءَ و غَهِبَه بالغَیْن المُعْجَمَه کَسَمِعَه إِذا جَهِلَه و أَنشد (3):
و کائِنْ تَرَی من آمِل جَمْعَ هِمَّهٍ
تَقَضَّتْ لَیَالِیهِ و لم تُقْضَ أَنْحُبُهْ
لُمِ المَرْءَ إِنْ حَاءَ الإِسَاءَهَ عَامِداً
و لا تُحْفِ (4)لَوْماً إِنْ أَتَی الذَنبَ یَعْهَبُه
أَی یَجْهَلُه.قال الأَزْهَرِیّ ،و المَعْرُوفُ فی هذَا الغَیْنُ .
العَیْبُ و العَیْبَهُ و العَابُ :الوَصْمَهُ . قال سیبَوَیْه:
أَمالُوا العَاب تَشْبِیهاً له بأَلِف رَمَی؛لأَنَّهَا مُنْقَلِبَه عن یاء، و هو نَادِر کالمَعَابِ و المَعِیب و المَعَابَهِ تقول:ما فِیه مَعابَهٌ و مَعَابٌ ،أَی عَیْبٌ ،و یقال:موضِعُ عَیْبٍ .قال الشاعر:
أَنَا الرَّجُلُ الَّذِی قد عِبْتُمُوهُ
و ما فیه لعَیَّابٍ مَعَابُ
لأَنَّ المَفْعَلَ (5)من ذَوات الثَّلاَثَه-نحو کَالَ یَکِیل-إِنْ أُرِیدَ بهِ الاسم ممْسُورٌ،و المَصْدَر مَفْتُوح،و لو فَتَحْتَهُمَا أَو کَسَرْتَهُمَا فی الاسْم و المَصْدَر جَمِیعاً لَجَازَ؛لأَنَّ العرَبَ تقول:المَسَارُ و المَسِیرُ،و المَعَاشُ و المَعِیشُ ،و المَعَابُ و المَعِیبُ .
و جَمعُ العَیْبِ أَعْیَابٌ و عُیُوبٌ ،الأَوَّل عن ثَعْلَب،و أَنْشَد:
کَیْمَا أَعُدَّکُمُ لأَبْعَدَ مِنْکُمُ
و لقد یُجَاءُ إِلَی ذَوِی الأَعْیَابِ
و رواه ابنُ الأَعْرَابِیّ :إِلی ذَوِی الأَلْبَابِ .
و عَاب الشَّیْ ءُ و الحائطُ عَیْباً و عِبْتُه أَنَا وَ عَابَهُ عَیْباً و عَاباً لاَزِمٌ و مُتَعَدّ و هو مَعیبٌ و مَعْیُوبٌ الأَخِیرُ علی الأَصْل.و قال أَبو الهَیْثَم فی قَوْلِه تَعَالَی: فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِیبَها (6)أَی أَجْعَلَهَا ذَاتَ عَیْب ،یَعْنی السفِینَهَ قال:و المُجَاوِزُ و اللاَّزم فیه سواءٌ واحد.
و رجُلٌ عُیَبَهٌ کهُمَزَه وَ عَیَّابٌ کشَدَّاد و عَیَّابَهٌ کعَلاَّمَه،و الهَاءُ للمُبَالَغَه: کَثیرُ العَیْبِ اللنَّاسِ قال:
اسْکُت و لا تَنْطقْ فأَنْتَ خَیَّابْ
کُلُّک ذُو عَیْبٍ و أَنْتَ عَیَّابْ
و قال:
وَ صاحِب لی حَسَنِ الدِّعَابَهْ
لیس بِذی عَیْب و لا عَیّابَه
و العَیْبَهُ :زَبِیلٌ کأَمِیر مِنْ أَدَم ،مُحَرَّکه یُنْقَل فیه الزرْعُ المَحْصُودُ إِلی الجُرْن،فی لغه هَمْدَان. و العَیْبَهُ : ما یُجْعَلُ فِیه الثِّیَابُ . وَ وِعَاءٌ من أَدَم یَکُونُ فیه (7)المَتَاعُ . و العَیْبَهُ مِن الرَّجُلِ هو مَوْضِعُ سِرّه ،علی المَثَل.و
14- فی الحدیثِ :
«الأنْصَارُ عَیْبَتی و کَرِشِی». أَی خَاصَّتِی و مَوْضِعُ سِرِّی.
ج عِیَبٌ کبَدْره و بِدَر و عِیَابٌ بالکَسْر و عِیَباتٌ بکَسْر فَفَتْح (8).
و العِیابُ :الصُّدُور و القُلوبُ ،کِنَایَهٌ أَی أَن العرب تَکْنِی عن الصُّدُورِ و القُلُوب التی تَحْتَوِی علی الضَّمَائر المُخْفَاه بالعِیاب ،و ذلک أَنَّ الرجلَ إِنَّمَا یَضَعُ فی عَیْبَته حُرَّ مَتَاعِه
ص:270
و[صون] (1)ثِیَابِه،وَ یَکْتُم فی صدره أَخصَّ أَسرارِه التی لا یُحِبّ شُیوعَها،فسُمِّیت الصدُورُ[و القلوب] 1عِیَابَاً تَشْبِیهاً بِعِیَابِ الثِّیَاب.و منه قولُ الشَّاعر:
و کادَتْ عِیابُ الوُدِّ مِنّا و مِنْکُمُ
و إِنْ قیلَ أَبْنَاءُ العُمُومَهِ تَصْفَرُ
أَرادَ بِعِیَابِ الوُدِّ صُدُورَهَم.و
14- فی الحَدیث: أَنَّه أَمْلَی فی کِتَاب الصُّلْح بَیْنَه وَ بَیْنَ کفّار أَهْلِ مَکَّه بالحُدَیْبیَه«لا إِغْلاَلَ و لا إِسْلالَ وَ بَیْنَنَا و بَیْنَهُم عَیْبَهٌ مَکفُوفَه». رُوِی عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ أَنَّه قال:معناه بَیْنَنَا وَ بَیْنَهُم فی هذا الصُّلْح صَدْرٌ معقودٌ علی الوَفَاءِ بِمَا فی الکِتَاب،نَقِیٌّ من الغِلّ و الغَدْرِ و الخِدَاعِ ،و المَکْفُوفَهُ :المُشْرَجَهُ المَعْقُودَه.قال الأَزْهَرِیُّ :
و قرأْتُ بخَطّ شَمِر:قال بَعْضُهُم:أَراد به:الشّرُّ بینَنَا مَکْفُوفٌ ،کما تُکَفُّ العَیْبَهُ إِذا شُرِّجَت (2).و قیل:أَرادَ أَن بَیْنَهُم مُوادَعَهً و مُکَافّهً العَیْبَهُ إِذا شُرِّجَت 2.و قیل:أرادَ أَن بَیْنَهُم مُوادَعَهً و مُکَافْهً عن الحَرْبِ یَجْرِیانِ (3)مَجْرَی المودَّهِ التی تَکُونُ بین المُتَصافِین الذین یَثِق بَعضُهم إِلی (4)بعض.
و العِیَابُ : المِنْدَفُ ،بالکَسْر.قال الأَزْهَرِیّ :لَمْ أَسْمَعْه لغیرِ اللَّیْث.
و العَائِبُ :الخَاثرُ مِنَ اللَّبَن.و مِنْه یُقَالُ : قد عَابَ السِّقَاءُ ،أَی إِذَا خَثُر مَا فِیه من اللَّبَن.
و أُعْیَبٌ کَجُنْدَب:ع بالیَمَنِ أَی علی طَرِیقِه و هو فُعْیَلٌ و قد سبَقَ فی کلاَم المُصَنِّف فی«ع ل ب»أَنَّه لیس فی کَلامِهم فُعْیَلٌ غیر عُلْیَب،و لو کَانَ أُعْیَبٌ فُعْیلاً لوجَبَ ذکرُه فی الهَمْزه،قاله شیخُنا،و هو ظَاهرٌ،لمَنْ تَأَمَّل. أَوْ أُفْعَلٌ و قد أُخرِجَ علی أَصْله،و هو وَزْن قَلیلٌ جِداً.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
عَیَّبَه و تَعَیَّبَه ،إِذا نَسَبَه إِلی العَیْب ،و جَعَلَه ذَا عَیْب .قال الأَعْشَی:
و لیس مُجِیراً إِنْ أَتَی الحَیَّ خائِفٌ
و لا قائِلاً إِلاَّ هُوَ المُتَعَیَّبَا
أَی و لا قائلاً القَوْلَ المَعیب إِلاَّ هو.و المُعَیَّب کمُعَظَّم:
المَعْیُوب ،و أَنْشَدَ ثَعْلَب:
قال الجَوَارِی ما ذهَبْتَ مَذْهَباً
و عِبْنَنِی و لَمْ أَکُن مُعَیَّبَا
و
14- فی حدیث عَائِشهَ رَضِیَ اللّهُ عَنْهَا: فی إِیلاَء النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم علی نِسَائِه قالت لعُمَرَ رَضی اللّهُ عنه لَمَّا لاَمَهَا:«مَا لِی و لَکَ یا ابْنَ الخَطَّاب عَلَیْکَ بعَیْبَتِکَ ». أَی اشتَغِل بأَهْلِکَ و دَعْنِی.
و عَیْبَه کطَیْبَه:من مَنَازِل بَنِی سَعْدِ بْنِ زَیْدُ.
الغِبُّ بالکَسْرِ:عَاقِبَهُ الشَّیءِ أَی آخِرُه.و غبّ الأَمْرُ:صَارَ إِلَی آخِرِه (5)،و کذلک غَبَّت الأُمُورُ،إِذَا صارت إِلی أَواخِرهَا،و أَنْشَدَ:
غِبَّ الصَّباح یَحْمَدُ القَوْمُ السُّرَی
کالمَغَبَّه بالفَتْح :و یُقَال:إِنّ لهذا الأَمرِ مغبَّهً طَیِّبَهً أَی عَاقِبَه.
و الغِبُّ : وِرْدُ یَوْمٍ و ظِمْ ءُ ،بالکسر، آخر ،و قیل:هُو لِیَوْم و لَیْلَتَیْن،و قیل:هو أَنْ تَرْعَی یوماً و تَردَ من الغَدِ.و من کلامهم:لأَضْرِبَنَّکَ غِبَّ الحِمارِ وَ ظَاهِرَه الفَرَس؛ فغِبُّ الحِمَار أَنْ یَرْعَی یَوْماً و یَشْرَب یوماً،و ظاهِرَهُ الفَرسِ :أَن یَشْرب (6)کُلّ یوم نِصْفَ النّهَار. و الغِبُّ فی الزِّیَارَه:أَنْ تَکُونَ فی کُلّ أُسْبُوع مَرَّه.قاله الحَسَن.قال أَبو عَمْرو:
یقال غَبَّ الرَّجلُ ،إِذا جَاءَ زائراً (7)بَعْدَ أَیّامٍ .و منه«زُرْ غِبّاً تَزْدَدْ حُبًّا».قال ابنُ الأَثیر:نُقِل الغِبُّ فی (8)أَوراد الإِبِل إِلی الزِّیارَه،قال:و إِن جَاءَ بَعْدَ أَیَّام،یقال: غَبَّ الرجلُ إِذَا جَاءَ زَائِراً بَعْدَ أَیَّام. و الغِبُّ من الحُمَّی:ما تَأْخُذُ یوماً و تَدَعُ یَوْماً ،هکَذَا فی النُّسَخ،و فی أُخْرَی و تدَعُ آخَرَ،و هو مُشْتَقّ من غِبِّ الوِرْدِ،لأَنَّهَا تأْخذ یَوْماً و تُرَفِّه یَوْماً (9)،و هی حُمَّی غِبٌّ علی الصِّفَه للحُمَّی قد أغبَّتْهُ الحُمَّی و أغَبَّتْ عَلَیهِ
ص:271
و غَبَّتْ غِبَّاً ،و رجل مُغِبٌّ ،رُوِی عن أَبی زَیْد علی لَفْظِ الفَاعِل.
و الغَبُّ بالفَتْح:مَصْدَر غبَّت المَاشِیَهُ تَغِبُّ بالکَسْر إِذا شَرِبَت غِبَّاً ، کالغُبُوبِ بالضَّم،و قد أَغَبَّهَا صَاحِبُها، و إِبِل بَنِی فُلانٍ غَابَّهٌ و غَوابُّ و ذَلِکَ إِذا شَرِبَت یَوْماً و غَبَّت یَوْماً، قالَه الأَصْمَعیُّ .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ: الغُبُّ بالضَّم:الضَّارِبُ مِنَ البَحْرِ حَتَّی یُمْعِنَ فی الأَرْض،و نَصُّ ابْنِ دُرَیْد فی البَرِّ ،قال:و هو مِنَ الأَسْمَاء التی لا تَصْرِیف لهَا،و جَمْعُه غُبَّانٌ کما یَأْتی، و الغُبُّ : الغَامِضُ مِنَ الأَرْض. قال:
کأَنَّها فی الغُبِّ ذی الغِیطانِ
ذِئَابُ دَجْنٍ دَائِمُ التَّهْتَانِ
ج: أَغْبَابٌ و غُبُوبٌ بالضَّم و غُبَّانٌ .و من کلامهم:أَصابَنَا مطرٌ سَالَ منه الهُجَّان و الغُبَّان .و الهُجَّانُ مَذْکُورٌ فی مَحلِّه.
و أَغَبَّ الزَّائِرُ القَوْمَ بالنَّصب مَفْعُولُ أَغبَّ أَی جَاءَهم یَوْماً وَ تَرَک یَوْماً، کَغَبَّ عَنْهُم ،ثُلاَثیًّا،و هما من الغَبّ بمَعْنَی الإِتْیانِ فی الیَوْمَیْن و یَکُون أَکْثَرَ،و أَغَبَّت الإِبلُ ،إِذَا لم تَأْتِ کُلَّ یَوْم بلَبَن.و
16- فی الحَدیث: « أَغِبُّوا فی عِیَادَهِ المَرِیضِ و أَرْبِعُوا». یقول:عُدْ یَوْماً و دَعْ یَوْماً أَو دَعْ یَوْمَیْن و عُد الیَومَ الثَّالِث،أَی لا تَعودُوه (1)فی کُلِّ یَوْمِ لِمَا یَجِدُه من ثِقَل العُوَّاد.و قال الکِسَائِیُّ : أَغْبَبْتُ القَوْمَ و غَبَبْتُ عنْهُم من الغِبّ :جِئتُهم یوْماً و تَرَکْتُهُم یَوْماً فإِذا أَردْتَ الدَّفْعَ قلت:
غَبَّبْتُ عنه (2)،بالتَّشْدِید،کما یأْتی. و فی التَّهْذِیب: أَغَبَّ اللَّحْمُ إِذا أَنْتَنَ کغَبَّ ثُلاَثِیّاً.و
16- فی حَدِیثِ الغِیبَه: «فقَاءَتْ لَحْماً غَابّاً ». أَی مُنْتِناً.
و فی لِسَانِ العَرَبِ :یُقَال: غَبّ الطَّعَامُ و التَّمْرُ یَغِبُّ غَبًّا و غِبًّا و غُبُوباً و غُبُوبَهً فهو غَابٌّ :باتَ لَیْلَهً ،فَسَد أَو لم یَفْسُد، و خَصَّ بَعْضُهم اللَّحْمَ .و قیل: غَبَّ الطَّعَامُ :تَغَیَّرتْ رَائِحَتُه،ثم قال:و یُسَمَّی اللحْمُ البَائِتُ غَابًّا و غَبِیباً (3).و قال جَرِیرٌ یَهْجُو الأَخْطَل:
و التَّغلَبِیَّهُ حِینَ غَبَّ غَبِیبُهَا
تَهْوِی مشافِرُها بِشَرِّ مَشَافِرِ
أَرَاد بقوله: غَبَّ غَبِیبُهَا :ما أَنْتَنَ من لُحُومِ مَیْتَتِها و خَنَازیرِها.
ثم قَال:و غبَّ فلانٌ عنْدَنَا غِبُّا ،و أَغَبَّ :بَاتَ .و منه سُمِّیَ اللحمُ البَائِت غَابًّا .و منه قَوْلُهم:رُوَیْدَ الشِّعْرِ یَغِبّ ، و لا یکُونُ یَغِبّ ،و معْنَاه دَعْه یَمْکُثْ یوماً أَو یَوْمَیْن.
و التَّغْبِیبُ فی الحَاجَهِ تَرْکُ . و فی بَعْضِ الأَمَّهَات:عَدَمُ المُبَالَغَه فیهَا. و:أَخْذُ الذِّئْبِ بحَلْقِ الشَّاهِ . یقال: غَبَّبَ الذّئْبُ [علی الغنم] (4)،إِذَا شَدَّ علی الغَنَم فَفَرَسَ ،و غَبَّب الفرَسُ :دقَّ العُنُقَ .و التَّغْبِیبُ أَیضاً:أَن یَدَعها و بِهَا شَیْ ءٌ مِن حیَاه،کذا فی لسان العرب. و التَّغْبِیب (5)عَن القَوْمِ :
الدَّفْعُ عَنْهُم قاله الکِسَائِیُّ و ثَعْلَب،و قد أَشرنا لَهُ آنِفاً.
و المُغِبُّ ،علی صِیغَه اسْمِ الفَاعِل:من أَسْمَاء الأَسَد ، نقله الصَّاغَانِیّ .
و الغَبْغَبُ کجَعْفَر: صَنَمٌ (6)کان یُذْبَح علَیْهِ فی الجَاهِلیَّه، و قیل:هو حَجَرٌ یُنْصَب بین یَدَیِ الصَّنَمِ کان لِمنَافٍ مُسْتَقْبلَ رُکْنِ الحَجَر الأَسْوَد و کَانَا اثْنَیْن.قال ابْنُ دُرَیْد، و قال قَوْمٌ :هو العَبْعَبُ ،بالمُهْمَلَه،و قد تَقَدَّم ذِکْرُه.و فی التَّهْذِیب:قال أَبُو طَالبٍ فی قوْلِهِم:«رُبَّ رَمْیَهٍ من غیْر رَامٍ »أَوَّلُ منْ قاله الحَکمُ بْنُ عبد یَغُوثَ ،و کان أَرْمَی أَهْل زمَانِه،فآلی لَیَذْبَحَنَّ (7)علی الغَبْغَبِ مَهاهً فحَمَل قوسَه و کِنانَتَه فلم یَصْنَع شَیْئاً،فقال:لأَذْبَحَنَّ (8)نَفْسِی،فقال له أَخُوهُ :اذْبَحْ 5مَکَانَها عَشْراً من الإِبِل،و لا تَقْتُلْ نَفْسَکَ .
فقال:لا أَظْلِم عَاتِرَهً ،و أَتْرُکُ النَّافِرَهَ ،ثم خَرج ابنُه مَعَه فَرَمَی بَقَرَهً فَأَصَابَهَا فقال أَبُوهُ «رُبَّ رَمْیَهٍ منْ غَیْر رَام».
و غَبْغَبَ ،إِذَا خَانَ فی شِرَائه و بَیْعِه،قاله أَبُو عَمْرو.
و عن الأَصْمَعِیّ : الغَبْغَبُ :هو اللَّحْمُ المُتَدلِّی تَحْتَ الحَنَک (9)، کالغَبَب مُحَرَّکه.و قال اللیثُ : الغَبَبُ للبَقَر
ص:272
و الشَّاءِ:ما تَدَلَّی عند النَّصِیل تَحْتَ حَنَکها.و الغَبْغَبُ للدِّیکِ و الثَّوْر.و الغَبَبُ و الغَبْغَبُ :ما تَغَضَّنَ من جِلْدِ مَنْبِت العُثْنُونِ الأَسْفَل.و خَصَّ بعضُهُم بِهِ الدِّیَکَه و الشَّاءَ و البَقَر.
و اسْتعارَهُ العَجَّاج فی الفَحْل فقال یَعْنِی شِقْشِقَهَ البَعِیرِ:
بِذَاتِ أَثْنَاءٍ تَمَسُّ الغَبْغَبَا
و استعارَه آخر للحِرْبَاء فقال:
إِذَا جَعَلَ الحِرْبَاءُ یَبْیَضُّ رأْسُه (1)
و تَخْضَرُّ من شَمْسِ النَّهارِ غَبَاغِبُهْ
و عن الفَرَّاء:یُقال: غَبَبٌ و غَبْغَبٌ و عن الکِسَائِیّ :عجُوز غَبْغَبُها شِبْر،و هو الغَبَبُ .و النَّصِیلُ :مفْصِل ما بَیْن العُنُقِ و الرَّأْسِ من تَحْتِ اللَّحْیَیْنِ .
و قِیل: الغَبْغَبُ :المَنْحَر،و هو جُبَیْلٌ بمِنًی فخَصَّص قال الشَّاعِر:
و الرَّاقِصَاتِ إِلی مِنًی فالغَبْغَبِ
و قیلَ :هو المَوْضِع الذِی کَانَ فِیهِ اللاَّتُ بالطّائِف،أَو کَانُوا ینْحَرُون لِلاّتِ فِیهِ بها،و قیل:کُلُّ مَنْحَر بمنًی غَبْغَبٌ .
و أَبُو غَبَابٍ بالفَتْح کَسحابٍ :کُنْیَه جِرانُ بالکَسْر العَوْدِ بالفَتْح،هو لَقَبُ شَاعِرٍ إِسْلاَمِیّ . و غُبَابٌ کَغُرابِ :لَقَبُ ثَعْلَبه بنِ الحارِث بْنِ تَیْم اللّهِ بْنِ ثَعْلَبَه بْن عُکَابَه،سُمِّیَ بِذَلِک لأَنَّه قال فی حَرْب کَلْب (2):
أَغْدُو إِلَی الحَرْب بقَلْبِ امْرِئٍ
یضْربُ ضَرْباً غَیْرَ تَغْبِیبِ
و غُبَیْب کَزُبَیْر:ع بالمدینَه المُنَوَّره،علی ساکِنها أَفضلُ الصَّلاَه و السَّلام. و نَاحِیَهٌ مُتّسعَهٌ بالیمَامه نقله الصاغانیّ .
و الغُبَّهُ بالضم:البُلْغَهُ منَ العیْش کالغُفَّه،نَقَله الصَّاغانیّ .
و بِلاَ لاَم فَرْخُ عُقَابٍ کان لِبَنِی یَشْکُرَ و له حَدیث.
و الغَبِیبَهُ کالحبِیبَه عن ابْن الأَعْرَابِیّ :هو من أَلْبانِ الإِبل (3)مثل المُرَوّبِ ،و یقال للرَّائِبِ من اللَّبَن: غَبِیبَه .و قال الجَوْهَرِیّ :هُو مِنْ أَلْبانِ الإِبِل (4)لَبَنُ الغُدْوَهِ أَی یُحْلَبُ غُدْوَهً ثم یُحْلَبُ عَلَیْه مِنَ اللَّیْل،ثم یَمْخَضُ من الغَدِ.
و غَبَّ فلانٌ عِنْدَنَا:بَاتَ ، کأَغَبَّ قیل.و منه سُمِّی اللَّحمُ البائِتُ الغَابَّ . و مِنْهُ علی ما قَاله المَیْدَانیّ و الزَّمَخْشَرِیّ قَوْلُهُم: رُوَیْدَ الشِّعْرِ یَغِبَّ بالنَّصْب أَی دعْهَ حَتَّی تَأْتِیَ عَلَیْه أَیَّامٌ فتَنْظُرَ کیف خَاتِمَتُه أَ یُحْمَدُ أَم یُذَمّ ،و قِیل غیرُ ذَلِک.
انْظُرْه فی مَجْمَع الأَمْثَال.
و المُغَبَّبَهُ کمُعَظَّمَه:الشَّاهُ تُحْلَبُ یوماً و تُتْرَکُ یَوْماً ،عن ابن الأَعْرَابِیّ . و یقال: مِیاهٌ أَغْبَابٌ إِذَا کانَت بَعِیدَه (5)قال ابْنُ هَرْمَهَ :
یَقُولُ لا تُسْرِفُوا فی أَمْرِ رَبِّکُمُ
إِنَّ المِیَاهَ بجَهْدِ الرَّکْبِ أَغْبَابُ
هؤلاءِ قَوْمٌ سَفْر و معَهُم من الماء ما یَعْجِز عن رِیِّهم،فلم یَتَرَاضَوا إِلاَّ بِتَرْک السَّرَف فی المَاء.
و
17- فی حدِیثِ الزُّهْرِیّ : «لا تُقْبَلُ شَهَادَهُ ذِی تَغِبَّه ». التَّغِبَّهُ :
شَهَادَهُ الزُّورِ قال ابْنُ الأَثِیر (6):هکذا جَاءَ فی رِوَایَه و هی تَفْعِلَه مِن غَبَّبَ الذِّئْبُ فی الغَنَم إِذَا عَاثَ فِیهَا أَو من غَبَّب مُبالَغَه فی غَبَّ الشیْ ءُ إِذا فَسَدَ (7).
و ما یُغِبُّهم لُطْفِی،أَی ما یَتَأَخَّر عَنْهُم یوماً،بل یَأْتِیهِم کُلَّ یَوْم،قال:
علی مُعْتَفِیه ما تُغِبُّ فَوَاضلُه
و فلانٌ لا یُغِبُّنَا عَطَاؤُه أَی لا یَأْتِینَا یَوماً دُونَ یوْم،بل یَأْتِینَا کُلَّ یَوْم.
و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ به علی المُؤَلِّف:
قال ثَعْلَب: غَبَّ الشیءُ فی نَفْسه یَغِبّ غَبّاً و أَغَبَّنِی :
وقَع بِی.و
17- فی حدِیث هِشَام: «کَتَبَ إِلَیْه[الجُنید] (8)یُغَبِّبُ
ص:273
عن (1)هَلاَکِ المُسْلِمِین». أَی لم یُخْبِره بکَثْره مَنْ هَلَکَ منهم.و فیه اسْتعارَهٌ ،کأَنَّه قَصَّر فی الإِعْلام بکُنْهِ الأَمْرِ.
و الغَبِیبُ کَأَمِیر:المَسِیلُ الصَّغیر الضَّیِّق مِن مَتْنِ الجَبل و مَتْن الأَرْض،و قِیلَ :فی مُسْتَوَاها.و غَبَّ بِمَعْنَی بعُدَ قَال:
غِبَّ الصَّباح یَحْمَدُ القَومُ السُّرَی
و منه قولُهُم: غَبَّ الأَذَانُ ،و غَبَّ السَّلام.و فی الأَسَاس:
نجْمٌ غَابٌّ أَی ثَابِت (2)و أَغبَّت الحَلُوبَهُ :دَرَّت غِبّاً .و تَقُولُ :
الحُبُّ یَزِیدُ مع الإِغْبَابِ و یَنْقُصُ مع الإِکْبَابِ .و مَاءٌ غِبٌ :
بَعِیدٌ.
و مما یستدرک علیه:
غَثْلَب الماءَ إِذَا جَرعَه جَرْعاً شَدیداً.نقله صَاحِبُ اللسانِ ،و أَهْملَه المُصَنِّفُ و الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ .
الغُدْبَهُ بالضَّمِّ أَهمَله الجَوْهَرِیّ .و قال ابنُ دُرَیْد:هی لَحْمَهٌ غَلِیظَهٌ شَبِیهَهٌ بالغُدد (3)تَکُونُ فی لَهَازِم الإِنْسِانِ و غَیْرِه.
و قالوا:رَجُلٌ غُدُبُّ کعُتُلٍّ و هو الجَافی الغَلِیظُ الکَثِیرُ العَضَل ،محرکه.
و غَدْبَاءُ کَصَحْرَاء: ع قال الشاعر:
ظَلَّت بغَدْبَاءَ بِیَوْمٍ ذِی وَهَجْ
و الغُنْدُبَهُ بالضَّم یأْتِی ذکرها فی غندب بناءً علی أَنَّ النُّونَ أَصْلِیَّه.
الغَرْبُ قال ابنُ سیدَه:خِلاَفُ الشَّرْقِ و هو المَغْرِب و قَوْلُه تَعَالی رَبُّ الْمَشْرِقَیْنِ وَ رَبُّ اَلْمَغْرِبَیْنِ (4)أَحدُ المَغْرِبَیْنِ :أَقْصَی ما تَنْتَهی إِلَیْه الشَّمْسُ فی الصَّیْفِ ، و الآخر أَقْصَی ما تَنْتَهی فی الشِّتَاءِ،و أَحَدُ المَشْرِقَیْن:أَقْصَی ما تُشْرِق منْه فی الصَّیْفِ ،و الآخَرُ أَقْصَی (5)ما تُشْرِق مِنْه فی الشِّتَاءِ.و بین المَغْرِب الأَقْصَی و المَغْرِبِ الأَدْنَی مائَهٌ و ثَمَانُونَ مَغْرباً ،و کذلک بَیْنَ المَشْرِقَیْنِ .و فی التَّهْذِیب:
للشَّمْسِ مَشْرِقَانِ و مَغْرِبَانِ ،فأَحَدُ مَشْرِقَیْهَا أَقْصَی المَطالِع فی الشِّتَاء و الآخَرُ أَقْصَی مَطَالِعِها فی القَیْظ ،و کَذَلِکَ أَحَدُ مَغْرِبَیْهَا أَقْصَی المَغَارِب فی الشِّتَاءِ وَ کَذَلِکَ [فی الجانب] (6):
الآخَرُ.و قَولُه جَلَّ ثَنَاؤُهُ فَلا أُقْسِمُ بِرَبِّ الْمَشارِقِ وَ اَلْمَغارِبِ (7)جَمع؛لأَنَّه أُرِید أَنَّهَا تُشْرِقُ کُلَّ یوم من موضِع و تَغْرُبُ فی موضع إِلَی انْتِهَاء السَّنَه.
و الغُرُوبُ غُروب الشَّمْسُ و غَرَبَتِ الشَّمْسُ تَغْرُب ،سَیَأْتِی قَرِیباً.
و الغَرْبُ : الذَّهَابُ بالفَتْح مَصْدر ذَهب. و الغَرْبُ :
التَّنَحِّی عن النَّاس،و قد غَرَبَ عَنَّا یَغْرُب غَرْباً . و الغَرْبُ :
أَوَّلُ الشَّیء و حَدُّه، کَغُرَابِهِ بالضَّمِّ . و الغَرْبُ و الغَرْبَهُ :
الحِدَّهُ . فی التَّهْذِیبِ :یقال:کُفَّ عَنْ (8)غَرْبک أَی حِدَّتک.
و غَرْبُ الفَرس:حِدَّتُه وَ أَوَّلُ جَرْیِه.تقول:کَفَفْتُ مِن غَرْبِه ، قال النَّابِغَهُ الذُّبْیَانِیّ :
و الخَیْلُ تَمْزَعُ غَرْباً فی أَعِنَّتِهَا
کالطَّیْرِ یَنْجُو (9)مِنَ الشُّؤْبُوبِ ذِی البَرَد
هکذا أَنْشَدَهُ الجَوْهَریّ ،قال ابْنُ بَرِّیّ :صَوَابُ إِنشَادِه «و الخَیْلَ »بالنَّصْبِ لأَنَّه مَعْطُوفٌ علی المِائه مِنْ قَوْلِه:
الواهِبِ المِائَهَ الأَبْکَارَ زَیَّنَها
سَعْدانُ تُوضِحَ فی أَوْبَارِها اللِّبَد
و الشُّؤْبُوبُ :الدَّفْعهُ منَ المطَرِ الَّذِی یَکُون فیه البَرَدُ و قد تَقَدَّمَ ،و المَزْعُ :سُرْعَهُ السِّیْر.و السَّعْدانُ :نَبْتٌ تَسمن عنْه الإِبلُ و تَغزُر أَلبانُها و یَطِیبُ لَحْمُها.و تُوضِحُ :موْضع.
و اللِّبَد:ما تَلَبَّدَ من الوبر،الواحِدَهُ لِبْدَه،کذا فی لسان العرب.
و یقال:فی لِسانِه غَرْبٌ ،أَی حِدَّهٌ ،و غَرْبُ اللِّسانِ :
حِدَّتُه.
و سیْفٌ غَرْبٌ ،أَی قَاطعٌ حدِید.
ص:274
قال الشَّاعِر یصِف سَیْفاً:
غَرْباً سَرِیعاً فی العِظَامِ الخُرْس
و لِسَانٌ غَرْبٌ :حَدِیدٌ و
17- فی حَدِیثِ ابْنِ عبَّاس: ذَکَر الصِّدِّیقَ فقال:«کَانَ و اللّهِ بَرّاً تَقِیّاً یُصَادَی غَرْبُه » (1). و
17- فی روایه:
«یُصادَی مِنْه غَرْبٌ » (2). الغَرْبُ :الحدَّهُ ،و منه غَرْبُ السَّیْف،أَی کَانَت تُدَارَی حِدَّتُه و تُتَّقَی.و منه
17- حَدِیثُ عمر (3):
«فسَکَّن مِنْ غَرْبه ». و
17- فی حدیث عَائشَهَ : قالت عن زَیْنَبَ رَضِیَ اللّهُ عنهما:«کُلُّ خِلالِها محْمُودٌ ما خلا سَوْرَهً من غرْبٍ کانتْ فِیها». و
17- فی حدیث الحسَن: سُئل عن قُبْلهِ الصَّائِم،فقال:«إنِّی أَخافُ علیک غَرْبَ الشَّبابِ ». أَی حِدَّته.هذا کُلُّه خُلاَصَهُ ما فِی التَّهْذِیب و المُحْکَمِ و النِّهَایَه.
و الغَرْبُ : النَّشَاطُ و التَّمادِی فی الأَمْرِ.
و الغَرْبُ : الرَّاوِیَهُ التی یُحْمَل علَیها المَاءُ،قال لَبِید:
غَرْبُ المَصَبَّه محْمَودٌ مَصَارِعُه (4)
لاَهِی النَّهارِ لِسیْرِ الَّلیْلِ مُحْتَقِرُ
و فَسَّره الأَزْهَرِیُّ بالدَّلْو.
و الغَرْبُ : الدَّلْوُ العظیمَهُ تُتَّخَذُ من مَسْکِ ثَوْرِ مُذَکَّر، و جمعه غُرُوبٌ .و به فُسِّر
17- حَدیثُ الرُّؤْیَا: «فأَخَذَ الدَّلْوَ عُمرُ فاسْتَحَالَتْ (5)غَرْباً » (6). قال ابنُ الأَثیر:و معْنَاهُ أَنَّ عُمَرَ لَمَّا أَخَذَ الدَّلْوَ لِیَسْتَقِیَ عَظُمَت فی یَدِه؛لأَنَّ الفُتُوحَ کانَت (7)فی زَمَنِه أَکثَرَ مِنْهَا فی زَمَنِ أَبِی بَکْر،رَضِیَ اللّهُ عَنْهما.و معنی اسْتَحالَتْ انقلَبَت عن الصِّغَرِ إِلی الکِبَر.و
16- فی حَدِیثِ الزَّکَاه:
«و ما سُقِیَ بالغَرْب ففیه نِصْفُ العُشْرِ». و
16- فی الحَدِیث: «لَوْ أَنَّ غَرْباً من جَهَنَّمَ جُعِلَ فی الأَرْض لآذَی نَتْنُ رِیحهِ و شِدَّهُ حَرِّه ما بَیْن المَشْرِق و المَغْرِب ».
و الغَرْب : عِرْقٌ فی مَجْرَی الدَّمْع،و هو کالنَّاسُورِ، و قیل:هو عِرْق فی العَیْن یَسْقِی و (8)لا یَنْقَطِع سَقْیُه.قال الأَصْمَعِیُّ :یقال:بِعَیْنه غَرْبٌ ،إِذا کانت تسیل و لا تَنْقَطع دُمُوعُها.
و الغَرْبُ : الدَّمعُ حین یَخْرُج من العَیْن،جمعه غُروبٌ قال:
ما لکَ لا تذکُرُ أُمَّ عَمْرِو
إِلاَّ لعَیْنَیْک غُروبٌ تَجْرِی
و
17- فی حدیث الحَسَن ذکرَ ابنَ عبَّاس فقال: «کان مِثَجّاً یَسِیل غَرْباً ». شَبَّه به غَزارهَ عِلْمه و أَنَّه لا یَنْقَطع مَدَدُه و جَرْیُه. و الغَرْبُ : مَسِیلُه أَی الدَّمْع أَو هو انْهِلاَلُه و فی نسخه انْهمالُه من العیْنِ .و الغَرْبُ : الفَیْضَهُ من الخَمْر، و کذلک هی من الدَّمْع،و الغَرْبُ : بَثْرَهٌ تَکُونُ فی العَیْن تُغِذُّ و لا تَرْقَأُ. و غَرِبت العَیْنُ غَرَباً و هو وَرم فی المآقی.
و الغَرْب : کَثرهُ الرِّیقِ فی الفَمِ و بَلَلُه و جمعه غُروب :
و الغَرْبُ فی السِّنّ مَنْقَعُه أَی مَنْقَعُ رِیقِه،و قیل:طَرَفُه و حِدَّتُه و مَاؤُه.قال عَنتَره:
إِذ تَسْتَبِیکَ بذِی غُرُوبٍ وَاضحٍ
عَذْبٍ مُقَبَّلُه لَذِیذِ المَطْعَمِ
و الغَرْبُ : شَجَرَهٌ حِجَازِیَّهٌ خَضراءُ ضخمهٌ شاکَهٌ بالتَّخْفِیفِ ،و هی التی یُعمَل منها الکُحَیْل الذی تُهنأُ به الإِبِل،واحِدَتُه غَرْبه ،قاله ابن سِیده.و الکُحَیْل هو القَطِرَانُ ،حِجَازِیَّه،کذا فی التَّهْذِیب.و قال أَیضاً:الأَبْهَلُ هو الغَرْبُ ،لأَن القَطِرانَ یُسْتَخْرجُ منه قِیل:و مِنْه الحَدِیث: لاَ یَزَالُ أَهْلُ الغَرْبِ ظَاهِرِین علی الحَقّ . لم یَذْکُره أَهلُ الغَرِیبِ ،فلِغَرابَته ذَکَرَه هُنَا.و فی لسان العرب.
و قیل:أَراد بهم أَهلَ الشأْم؛لأَنهم غَرْبُ الحِجَازِ.و قیل:
أَراد بِه الحِدَّه و الشَّوْکَهَ ،یرید أَهلَ الجهاد.و قال ابن المَدَائِنِیّ : الغَرْبُ هنا الدَّلْوُ،و أَراد بهم العَرَبَ لأَنَّهم أَصحابُها و هم یَسْتَقُون (9)بها.
ص:275
قال شَیْخُنَا:و رجَّحَ عِیاضٌ فی الشِّفاء وَ غَیْرُه من أَهْلِ الغَرِیب علی الحَقِیقَهِ (1)،و أَیَّده بأَنَّ الدارَ قُطْنِی رواه « المغرب »بِزِیاده.المِیمِ ،و هو لا یَحْتَمِل غیرَه،و فیه کَلاَمٌ فی شُرُوحِ الشِّفَاءِ.
و الغَرْبُ : یَوْمُ السَّقْیِ . نَقله الأَزْهَرِیُّ عن اللَّیْث قال:
فی یَومِ غَرْب و مَاءُ البِئْر مُشْتَرَکٌ
و أَراد بقَوْله فی یَوْم غَرْبٍ أَی فی یَوْم یُسْتَقَی بِهِ علیی السَّانِیَه،قال:و منه قَوْلُ لَبِید:
فصَرَفْتُ قَصْراً و الشُّؤُونُ کأَنَّهَا
غَرْبٌ تَخُبُّ (2)به القَلُوصُ هَزِیمُ
و فَسَّره اللَّیْثُ بالدَّلْوِ الکَبِیره،و قد تَقَدَّم.
و الغَرْبُ : الفَرَسُ الکَثِیرُ الجَرْیِ قال لَبِید:
غَرْبُ المَصَبَّهِ (3)مَحْمُودٌ مَصَارِعُه
لاهِی النَّهَارِ لسَیْرِ اللَّیْل مُحْتَقِرُ
أَرادَ بقَوْله: غَرْبُ المَصْبَّه 3أَنَّه جَوادٌ وَاسِعُ الخَیْرِ و العَطاءِ.عند المَصَبَّه 3،أَی عند إِعْطاءِ المال یُکْثِرُهُ کما یُصَبُّ المَاءُ:
و یقال:فَرَسٌ غَرْبٌ ،أَی مُتَرامٍ بنَفْسِه مُتَتابعٌ فی حُضْرِه، لا یُنْزِعُ حَتَّی یَبْعَدَ بِفارِسِه.
و الغَرْبَانِ : مُقْدِمُ العَیْنِ و مُؤْخِرُهَا ،و للعیْن غَرْبَانِ .
و الغَرْبُ : النّوَی و البُعْدُ، کالغَرْبَه ،بالفَتْح.و نَوًی غَرْبَه :بَعِیدَه.و غَرْبَهُ النَّوی:بُعْدُهَا.قال الشَّاعِر:
وشَطَّ وَلْیُ النَّوَی إِنَّ النَّوَی قُذُفٌ
تَیَّاحَهٌ غَرْبَهٌ بِالدَّارِ أَحْیانَا (4)
و النَّوَی:المَکَانُ الَّذی تَنْوِی أَن تَأْتَیَه فی سَفَرک.و دَارُهُم غَرْبَه :نَائیه. و قد تَغَرَّبَ . قال سَاعِدهُ بْنُ جُؤَیَّهَ یَصِفُ سَحَاباً:
ثم انْتَهَی بَصَرِی و أَصْبَحَ جَالِساً
مِنْه لنَجْد طائقٌ مُتَغَرِّبُ
و قیلَ : مُتَغَرِّبٌ هنا:أَتَی منْ قِبَل المَغْرِب (5).
فظهر بما ذَکَرْنَا أَنَّ المُؤَلِّف ذَکَرَ لِلْغَرْب أَرْبعَهً وَ عِشْرِین مَعْنًی؛و هو: المَغْرِب ،و الذَّهَابُ ،و التّنَحِّی،و أَوَّلُ الشَّیْ ء، و حَدُّه،و الحِدَّهُ و النَّشَاطُ ،و التَّمَادی،و الرَّاوِیَهُ ،و الدَّلْوُ، و العرْقُ ،و الدَّمْعُ ،و مسِیلُه و انُهِمَالُه (6)،و الفَیْضَه،و البَثْرَهُ ، و الوَرَمُ ،و کَثْرَهُ الرِّیق،و البَلَلُ ،و المَنْقَع،و الشَّجَرَهُ ،و یومُ السَّقْیِ ،و الفَرَسُ ،و مُقْدِمُ العَیْن،و النَّوَی.اقْتَصَرَ منها فی الأَسَاسِ علی التِّسْعَه،و البَقِیَّهُ فی المُحْکَمِ و التَّهْذِیبِ و النَّهایَهِ .
و مما یُسْتدرَک علی المُؤَلِّف من مَعَانِیه:
الغَرْبُ :السَّیْفُ القَاطِعُ الحَدِیدُ.قَال:
غَرْباً سَرِیعاً فی العِظَامِ الخُرْسِ
و الغَرْبُ :اللِّسَانُ الذَّلِیقُ الحَدِیدُ،و الغَرْبُ :الشَّوْکَهُ .یقال:
فَلَّ غَرْبَهُمْ و کَسَر غَرْبَهم ،أَی شَوکَتَهم،کما تَقَدَّم،و هو مَجَاز.قال شَیْخُنَا فی آخِرِ المَادَّه:و بَقِی غُرُوبُ الأَسْنَانِ و هی حِدَّتُهَا و مَاؤُها،وَاحِدُها غَرْب ،و قد أُطْلِقَت بمَعْنَی الأَسْنَان،کَمَا فی حَدِیثِ النَّابِغَهِ الجَعْدِیّ .قال الرَّاوِی:
«و لا تَولَّت بَرْق غُروبه »أَی تبرق أَسنانه من بَرَق البَرْقُ إِذا تلأْلأَ.و الغُرُوبُ :الأَسْنَان،و کنتُ ترکْتُ نقلَه لشُهْرَته فی دَوَاوِین الغَرِیب فوقَف بَعْضُ الأَصْحَاب علی کِتَابِنا«العُیونُ السَّلسَلَه فی الأَسَانِیدِ المُسَلْسَلَه»فأَنْکَر الغُرُوبَ بمَعْنَی الأَسْنَان،و استدَلّ بأَنَّها لَیْسَتْ فی القَامُوس،فقُلْت فی العُیُون: الغُرُوبُ :الأَسْنَانُ ،کما فی النِّهایه،و رِقَّتُهَا و حِدَّتُهَا،کما فی الصِّحَاح و غَیْرِه،و أَغْفَلَه المَجْدُ فی قَامُوسِه تَقْصِیراً علی عَادَتِه،إِلی آخر ما قال.
ص:276
قلت:و الَّذی فی الأَسَاسِ :و کأَنّ غُرُوبَ أَسنَانِها ومَیضُ البَرْقِ ،أَی مَاؤُها و ظَلْمُها.
و فی التَّهْذِیبِ و النِّهَایه و المُحْکَمِ و لِسَانِ العَرَب:و غُرُوبُ الأَسْنَانِ :مَنَاقِعُ رِیقها،و قیل:أَطْرَافُها و حِدَّتُها وَ مَاؤُهَا.قال عنتره:
إِذ تَسْتَبِیکَ بِذِی غُرُوبٍ واضِحٍ
عَذْبٍ مُقْبَّلُه لَذِیذ المَطْعَمِ
و غُرُوبُ الأَسْنَان:المَاءُ الَّذی یَجْرِی عَلَیْهَا،الوَاحِد غَرْبٌ ،و غُرُوبُ الثَّنَایَا حَدُّهَا (1)و أُشَرُها.و فی حَدِیثِ النَّابِغَه:
«تَرِفُّ غُرُوبُه »هی جمع غَرْب و هو ماء الفَمِ و حِدَّهُ الأَسْنَان، فیُسْتَدْرَک علیهم الغَرْبُ بمَعْنی السِّنِّ .و المَعَانِی الثَّلاَثَه التی استَدْرَکْنَاها،فَصَارَ المَجْموعُ ثَمَانِیَهً و عِشْرِینَ مَعْنًی،و إِذا قُلْنا:مُؤْخِر العَیْنِ المَفْهُوم من قَوْله و الغَرْبَان فَهِی تِسْعَهٌ و عِشْرُون.و یُزَاد عَلَیْه أَیْضاً الغُرُوبُ :جمع غَرْبٍ ،و هی الوَهْدَهُ المُنْخَفِضَه.و للّهِ دَرُّ الخَلِیل بْنِ أَحْمَد حیثُ یَقُولُ :
یا وَیْحَ قَلْبِی من دَوَاعِی الهَوی
إِذْ رحَل الجِیرَانُ عِنْد الغُرُوبْ
أَتْبَعْتُهم طَرْفی و قد أَزْمعُوا
و دَمْعُ عینیّ کفَیْضِ الغُرُوبْ
بَانُوا و فِیهِم طفْلَهٌ حُرَّهٌ
تفتَرُّ عن مِثْل أَقَاحِی الغُرُوبْ
الأَوّلُ غروبُ الشَّمْسِ .و الثَّانِی:الدِّلاءُ العَظِیمَهُ .
و الثَالِثُ :الوَهْدَهُ المُنْخَفِضَهُ .
فکمل بذلک ثَلاَثُونَ .ثم إِنّی وَجَدْتُ فی شرح البَدِیعِیَّه لبَدِیع زَمَانِه عَلِیِّ بْنِ تَاج الدِّین القلعیّ المَکّیّ رَحِمه اللّهُ تَعالی قال ما نَصُّه فی سَانِحَات دُمَی القَصْر للعَلاَّمَه دَرْوِیش أَفندی (2)الطَّالُوِی رَحِمَه اللّهُ :کَتَب إِلیّ الأَخ الفَاضِل دَاوود بْن عُبَیْد خَلِیفَه نَزِیل دمَشْق عن بعض المدارس فیلفظ مشترک الغرب طَالِباً مِنّی أَنْ أَنْسُج علی مِنْوَالِهَا و أَحذُوَ علی أَمثالها و هی:
لقد ضَاءَ وجهُ الکَوْنِ و انْسلَّ غَرْبُهُ
فَلَمْ یَدْرِ أیّا شرقُه ثم غَرْبُهُ
وسائِل وَصْلٍ منه لَمَّا رأَی جَفَا
بما قَدْ جَرَی من بعده سَالَ غَرْبُهُ
یَمُرُّ علیه الحَتْفُ فی کُلِّ ساعَهٍ
و لکنْ بِحُجْبِ السُّقْم یُمنَعُ غَرْبُهُ
تَدَلَّی إِلیه عند ما لاَح فَقْدُه
بثَغْرٍ شَنِیبٍ قد رَوَی الخلَّ غربُهُ
فکتبتُ إِلیه هَذِه الأَبیاتِ التِی هی لا شَرْقِیَّه و لا غَرْبیَّه ، و هی:
أَ مِنْ رَسْم دَارٍ کاد یُشْجِیک غَربُهُ
نَزَحْتَ رکیّ الدَّمْع إِذْ سَالَ غَرْبُهُ
:عرق الجبین.
عفا آیَهُ نَشْرُ الجَنُوبِ مَعَ الصَّبَا
و کُلُّ هَزِیم الوَدْقِ قد سَال غَربُه
:الدلو.
به النَّوْء عَفَّی سطْرَه فکأَنَّه
هِلالٌ خِلالَ الدَارِ یَجْلوه غَرْبُهُ
:محل الغروب .
وقَفْتُ به صَحْبِی أُسائِلُ رَسْمها
علی مِثْلِها و الجَفْنُ یَذْرِف غَرْبُهُ
:الدمع.
علی طَلَلٍ یَحْکِی وُقُوفاً برَسْمِه
بحاجه صَبٍّ طالَ بالدَّارِ غَرْبُهُ (3)
:التمادی.
أَقُولُ و قد أَرْسَی العَنَا بعِرَاصِه
و أَتْرفَ أَهلیه البِعادُ و غرْبُهُ
ص:277
:النوم.
سَقَی ربعَک المعهودَ رَیْعَانُ عارضٍ
یَسُحُّ علی سُحْم الأَثَافِیّ غَربُهُ
:الروایه.
و لیل کَیوْمِ البَیْن مُلْقٍ رِوَاقَه
علیَّ و قد حَلَّی الکواکبَ غَربُهُ
:أَول الشیء.
أُراعِی به زُهْرَ النُّجُوم سَوابحاً
ببَحْرٍ من الظَّلماءِ قد جَاشَ غَرْبُهُ
:أَعلی الماء.
یُرَاقِب طَرْفی السَّابِحَاتِ کأَنَّما
لِطُولِ دَوَامٍ نِیطَ بالشُّهْب غَرْبُهُ
:مُقْدِم العین.
کأَنَّ جَنَاحَیْ نَسْرِه حُصَّ مِنهما
قَوَادِمُ حتی ما یُزایِل غَرْبُهُ
:التنحّی.
ذکرْتُ به لُقْیَا الحَبِیبِ و بَیْنَنَا
أَهاضِیبُ أَعلامِ الحِجَازِ و غَرْبُهُ
:شجر (1).
فهَاجَ لِیَ التَّذْکَارُ نَارَ صَبَابَهٍ
لها الجَفْنُ أَضْحَی سائِلَ الدَّمْع غَرْبُه
:المبل.
إِلی أَنْ نَضَا کَفُّ الصباح سِلاحه
و أُغمِد من سَیْفِ المَجَرَّهِ غربُهُ
:الحد (2).
و ولّت نجومُ اللَّیْل صَرْعَی کأَنَّما
أُرِیقَ علیهَا من فَم الکَأْسِ غَربُهُ
:فیض (3).
و أَقبَل جیشُ الصُّبْح یُغْمِد سیفَه
بنَحْرِ الدُّجَی و اللیلُ یرکُضُ غربُهُ
:فرس یجری.
و زَمْزم فوق الأَیْکِ قُمْرِیُّ بانَهٍ
بروضٍ کَفَاه عن نَدَی السُّحْب غَربُهُ
:یوم السَّقْی.
فهَبَّ یُدِیرُ الرَاحَ بدرٌ یَزِینُه
إِذَا قامَ یجلُوه علی الشّرب غَربُهُ
:النشاط .
من الرِّیم خُوطِیّ القَوَامِ بثَغْرِه
و سَلْسَال راحٍ یُبْرِئُ السُّقْمَ غَربُهُ
:سیلان الریق.
بِخَدٍّ أَسِیلٍ یَجْرَحُ اللُّبَّ خَدُّه
و طَرْفٍ کَحِیل ینفُثُ السِّحْرَ غَرْبُهُ
:مُؤْخِر العین.
یُرِیکَ شَبِیهَ الدُّرِّ منه مُنَضَّداً
کمَنْطِق داوُودٍ إِذا سَالَ غَرْبُهُ
:اللسان.
فتًی قد کَسَاه الفضلُ ثَوْبَ مَهَابَهٍ
لها خَصْمُه قد نَسَّ بالفَم غَرْبُهُ (4)
:الریق.
إِلَیْکَ أَتَتْ تَفْلِی الفَلاَ بَدَوِیَّهٌ
و لم یُنضِهَا طُولُ المَسِیر و غَرْبُهُ
:البعد.
أَرقّ من الصَّهْبَاءِ فاعْجبْ نَسِیبُها
و أَعْذَبُ من ثَغْرٍ حَوَی الشَّهْدَ غربُهُ
ص:278
:منقطع الریق.
إِذا ما جَرَت فی حَلْبَهِ الشِّعْرِ لم یَکُ ال
کُمیْت یُدَانِیها و إِن زَادَ غَرْبُهُ
:الجری.
و لو عَرَضَتْ یوماً لغَیْلانَ لم یَکُنْ
بأَطْلالِ مَیٍّ یُغْرِق الجفْنَ غربُهُ (1)
:انهلال الدمع.
فَدُونَکَها لا زِلْتَ تَسْمُو إِلَی العُلاَ
مَدَی الدَّهْر ما صَبٌّ سَقَی الدَّارَ غَربُهُ
:فیضه من دمع.
فَزَادَ علی المُصَنِّف فیما أَورده:عَرَق الجَبِین،و النَّوم، و أَعْلَی المَاء،و الجَرْی،فَصَارَ المجمُوعُ أَربعهً و ثَلاَثِین مَعْنًی للفْظ الغَرْب ،فافْهَم ذَلِک و اللّه أَعْلم.
و الغُرْبُ . بالضَّمِّ :النُّزُوحُ عن الوَطَن کالغُرْبَه بالضَّمِّ أَیْضاً و الاغْتِرَاب و التَّغَرُّب ،و التَّغَرُّب أَیضاً البُعْدُ،تَقُولُ منه: تَغرَّب و اغْتَرَب .
و الغَرَبُ : بالتَّحْرِیک:شَجَرٌ یُسوَّی (2)منه الأَقْدَاحُ البِیضُ ،کذا فی التَّهْذِیب (3).و قال ابنُ سِیدَه (4):هو ضَرْب من الشَّجَر،واحِدَته غَرَبَهٌ ،و أَنْشَدَ:
عُودُک عُودُ النُّضَارِ لا الغَرَبُ
و الغَرَبُ : الخَمْرُ قال:
دَعِینِی أَصْطَبِح غَرَباً فأُغْرِبْ
مع الفِتْیَانِ إِذ صَبَحُوا ثُمُودَا (5)
و الغَرَبُ :الذَّهَبُ ،و قیلَ : الفِضَّهُ . قال الأَعْشَی:
إِذَا انْکَبَّ أَزْهَرُ بین السُّقَاهِ
تَرَامَوْا بِهِ غَرَباً أَو نُضَارَا
نَصَب غَرَباً علی الحَال و إِن کان جَوْهَراً،و قد یکُون تمْیِیزاً.
أَو الغَرَبُ جَامٌ مِنْهَا أَی الفِضَّه قال الأَعْشَی:
فدَعْدَعَا سُرَّهَ الرَّکاءِ کَمَا
دعْدَعَ سَاقِی الأَعَاجِمِ الغَرَبَا
فی لِسَانِ العَرَبِ ،قال ابنُ بَرِّی هَذَا البَیْتُ لِلَبِیدٍ و لَیْسَ للأَعْشَی کما زَعَم الجَوْهَرِی،و الرَّکاءُ بفَتْح الرَّاء:مَوْضِع قال:و مِنَ النَّاس من یکْسر الرَّاءَ و الفَتْحُ أَصحُّ ،و مَعْنَی دَعْدَعَ :ملأَ،وصفَ مَاءَیْن التَقَیَا من السَّیْل فملآ سُرَّهَ الرَّکاء،کما ملأَ ساقی الأَعاجم قَدَحَ الغَرَب خَمْراً.
قال:و أَمَّا بیتُ الأَعْشَی الَّذِی وقَعَ فیه الغَرَب بمعنی الفِضَّه،فهو الَّذِی تَقَدَّم ذِکْرُه.و الأَزْهَرُ:إِبْرِیق أَبیضُ یُعْمَلُ فِیهِ الخَمْر،و انْکبَابُه،إِذَا صُبَّ منه فی القَدح،و تَرَامِیهِم بِالشَّرَابِ هو مُنَاولَه بَعْضِهِم بَعْضاً أَقْدَاحَ الخَمْر.
و قیل: الغَرَب و النُّضَار ضَرْبَان من الشَّجَر تُعْمَل منهُمَا الأَقْدَاحُ .و فی التَّهْذِیب:النُّضارُ:شَجَرٌ تُسَوَّی منه أَقدَاحٌ صُفْر،و سیَأْتی فی محله، و الغَرَب : القَدَحُ ،و جَمْعُه أَغْرَابٌ .قال الأَعْشی:
بَاکَرَتْهُ (6)الأَغْرَابُ فی سِنَهِ النَّوْ
مِ فَتجْرِی خِلاَل شَوْکِ السَّیَالِ
و الغَرَبُ : دَاءٌ یُصِیبُ الشَّاهَ فیَتَمَعَّطُ خُرْطُومُهَا و یَسْقُط منه شَعَرُ العَیْن.و الغَرَبُ فی الشاه کالسَّعَف فی النَّاقَه،و قد غَرِبَت الشَّاهُ بالکَسْر.
و الغَرَبُ : الذَّهَبُ ،و کان یَنْبَغِی ذِکرُه عند الفِضَّه،و قد أَشرْنا إِلیه آنفاً. و الغَرَبُ : المَاءُ الذی یقْطُر مِنَ الدَّلْو بَیْنَ البِئْرِ و الحَوْضِ (7)،هکذا فی النُّسَخ،و فی أُخْرَی تَقْدِیم الحَوْض علی البِئر و قیل:هُو کُلُّ ما یَنْصَبُّ من الدِّلاَء (8)من لَدُن رَأْسِ البِئر إِلی الحَوْض و یَتَغَیَّر (9)رِیحُه سَرِیعاً و قیل:
هو ما حَوْلَهُمَا من الماءِ و الطِّین.قال ذُو الرُّمَّه:
و أُدْرِکَ المُتَبَقَّی مِنْ ثَمِیلَتِه
و من ثَمَائلها و اسْتُنْشِئَ الغَرَبُ
ص:279
و قیل:هو رِیحُ المَاءِ و الطِّین لأَنَّه یتغَیَّر سَرِیعاً.و یقال للدَّالِج بَیْن البِئر و الحَوْض لا تُغْرِب ،أَی لا تَدْفُقِ المَاءَ بَیْنَهُمَا فتَوْحَلَ و الغَرَب : الزَّرَقُ فی عَیْنِ الفَرَس مع ابْیِضَاضِها.
و الغُرَابُ :م أَی معرُوف فلا یُحْتَاج إِلی ضَبْطِه،و هو الطَّائِرُ الأَسْوَد.و قَسَّمُوه إِلَی أَنواع (1).و فی الحَدِیث أَنَّه غَیَّر اسمَ غُرَاب لِمَا فیه من البُعْد و لأَنَّه من أَخْبَثِ الطُّیُور.
و العَرَبُ تَقُولُ :«فلانٌ أَبصَرُ من غُرَابٍ ،و أَحْذَرُ مِنْ غُرَابٍ ، و أَزْهَی من غُرَاب ،و أَصْفَی عَیْشاً من غُرَاب ،و أَشَدُّ سَواداً مِنْ غُرَاب ،و هذا بِأَبِیه أَشبَهُ مِنَ الغُرَابِ بالغُرَابِ ،و إِذَا نَعَتُوا أَرْضاً بالخِصْب قالوا:وقَع فی أَرْض لاَ یَطِیرُ غُرَابُهَا .
و یَقُولُون:وَجَدَ ثَمرَه الغُرَابِ ،و ذلک أَنَّه یَتَّبع أَجْوَدَ الثَّمَر فیَنتقِیه،و یَقُولُون:أَشأَمُ مَنْ غُرَاب ،و أَفْسَقُ مِنْ غُرَاب ، و یَقُولُون:طَارَ غُرَابُ فلان إِذَا شَابَ رأْسُه،و غُرَابٌ غَاربٌ علی المُبَالَغَه.کما قالوا:شِعْرٌ شَاعِرٌ،و مَوْتٌ مَائتٌ .قال رؤبَه:
فازجُرْ مِنَ الطَّیْرِ الغُرَابَ الغَارِبَا
قال شیخُنَا:قالوا:و لیس شَیْ ءٌ فی الأَرْض یُتَشَاءَم بِه إِلاّ و الغُرَابُ أَشأَمُ مِنْهُ .و للبَدِیع الهَمَذَانِیّ فَصْلٌ بَدِیع فی وَصْفِه ذَکَره فی المُضَافِ و المَنْسُوب.و أَورَد ما یُضَافُ إِلَیْه الغُرَابُ و یُضَافُ إِلَی الغُرَاب ،و الأَبْیَاتُ فی غُرَاب البَیْنِ کَثیرَهٌ مُلئت بها الدَّفَاتِر،و إِنَّمَا الکلامُ فیما حَقَّقه العَلاَّمَه الکَبِیر قَاضِی غَرْنَاطَهَ أَبو عَبْدِ اللّهِ الشَّرِیفُ الغَرْنَاطِیّ فی شَرْحه الحَافِل علی مَقْصُورَه الإِمام حَازِم،و صرَّح بأَنَّ غُرَاب البَیْنِ فی الحقیقَه إنَّما هو الإِبِلُ التی تَنْقُلُهم مِنْ بِلاد إِلی بِلاَد.و أَنْشَدَ فی ذلک مَقَاطِیعَ مِنْهَا:
غَلِطَ الَّذِینَ رَأَیْتُهُم بجَهَالَه
یَلْحَون کُلُّهمُ غُراباً یَنْعَقُ
ما الذَّنْب إِلاّ للأَباعر إِنَّها
مِمَّا یُشَتِّتُ جمْعَهمْ و یُفَرِّقُ
إِنَّ الغُرَابَ بیُمْنِهِ تَدْنُو النَّوَی
و تُشَتِّتُ الشملَ الجَمِیعَ الأَیْنُقُ
و أَنشَدَ شَیْخُنا ابْنُ المسَنَّاوِیّ لابْنِ عَبْدِ رَبّه و هو عَجِیبٌ :
زَعَق الغُرَابُ فقلتُ أَکذَبُ طَائِرٍ
إِن لم یُصَدِّقْهُ رُغَاءُ بَعِیرٍ (2)
انْتَهی.
ج أَغْرُبٌ و أَغْرِبَهٌ و غِرْبَانٌ بالکسر و غُرْبٌ بضَمٍّ فسُکُون (3)قال:
و أَنْتُم خِفَافٌ مِثْلُ أَجْنِحهِ الغُرْبِ (4)
جج أَی جَمْعُ الجَمْع غَرَابِینُ و هو جَمْع غِرْبَان کسِرْحَان و سَرَاحِین.
و بلا لام فَرَسٌ 4کانت لِغَنِیِّ بْنِ أَعْصُر،علی التَّشْبِیه بالغُرَاب من الطَّیْر.و فرس آخر للبَرَاء بْنِ قَیْس.
و الغُرَابُ من الفَأْسِ :حَدُّهَا. قال الشَّمَّاخُ یَصِف رَجُلاً قَطَع نَبْعَهً :
فأَنْحَی علیها ذَاتَ حَدٍّ غُرَابُها
عَدُوٌّ لأَوْسَاطِ العِضاهِ مُشَارِزُ
و الغُرَابُ : البَرَدُ و الثَّلْجُ ،مأْخوذٌ من المُغرَب و هو الصبح لبیاضهما.
و الغُرَابُ : لَقَبُ أَبِی عَبْدِ اللّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الأَصْفَهَانیّ المُحَدِّث عن غانم البرجیّ و عنه علی بن بوزندان.
و الغُراب : جَبَلٌ ،قال أَوْسٌ (5):
فمُنْدَفَعُ الغُلاَّن غُلاَّنِ مُنْشِدٍ
فنَعْفُ الغُرَاب خُطْبُه فَأَسَاوِدُهْ (6)
و الغُرَابُ : ع بِدِمَشْقَ ،و جَبَلٌ آخر شَاهِقٌ و فی نسخه:
شامی بالمَدِینَهِ أَی علی طَرِیقِ الشَّام کذا فی النَّهایه فی تَرْجَمَه«غرن».
ص:280
و الغُرَابُ : قَذَالُ الرَّأْسِ . یقال:شاب غُرَابُه ،أَی شَعَرُ قَذَالِه.و طار غُرَابُ فُلاَن،إِذا شَابَ .نقله الصَّاغَانِیّ .
و الغُرَابُ من البَرِیرِ بالمُوَحَّدَه کأَمِیر: عُنْقُودُه الأَسْوَدُ، جَمْعُهَا غِرْبان .قال بِشْرُ بْنُ أَبی خَازِم:
رَأَی دُرَّهً بیضاءَ یَحْفِل لَوْنَها
سُخَامٌ کغِرْبَان البَرِیرِ مُقَصَّبُ
یعنی به النَّضِجَ من ثَمَر الأَرَاک،و مَعْنَی یَحْفِل لَوْنَها:
یَجْلُوه،و السُّخَام:کُلُّ شَیء لَیِّنٍ من صُوفٍ أَو قُطْن أَو غَیْرِهما،و أَرَادَ بِهِ شَعَرها،و المُقَصَّبُ :المُجَعَّدُ.
و الغُرَابَانِ هما: طَرَفَا الوَرِکَیْن الأَسْفَلاَنِ اللذان یلِیَان أَعَالِیَ الفَخِذ یْن و قیل:هما رُؤوسُ الورِکَیْن و أَعَالِی فُرُوعهما، أَو هما عَظْمَانِ رَقِیقَان أَسْفَلَ مِنَ الفَرَاشَهِ .
و الغُرَابَانِ من الفَرسِ و البَعیر:حَرْفَا (1)الوَرِکَیْن الأَیْسرِ و الأَیمنِ اللَّذَانِ فوق الذَّنَب حیث الْتَقَی رَأْسا الوَرِک الیُمْنَی و الیُسْری (2)و الجَمْعُ غِرْبَانٌ .قال الرَّاجِزُ:
یا عَجَبا للعجَبِ العُجابِ
خَمْسَهُ غِرْبانٍ عَلَی غُرَابِ
و قال ذُو الرُّمَّه:
و قَرَّبْنَ بالزُّرْقِ الحَمائِلَ بَعْدَ مَا
تَقَوَّبَ عن غرْبَانٍ أَوْرَاکِها الخَطْرُ (3)
أَراد تَقَوَّبَت غِربانُهَا عن الخَطْرِ فقَلَبه،لأَنَّ المَعْنَی معروفٌ ،کقَوْلک:لا یدخُلُ الخاتَمُ فی إِصْبِعی،أَی لا یدْخُل إِصْبَعی فی خَاتَمی.
و قیل: الغِرْبَانُ :أَوراکُ الإِبِل أَنْفُسِها،أَنْشَدَ ابْنُ الأَعْرابِیّ :
سأَرْفَعُ قولاً للحُصَیْن و مُنْذِرٍ
تَطِیرُ به الغرْبَانُ شَطْرَ المَوَاسِمِ
قال: الغرْبانُ هُنَا أَوراکُ الإِبِل.أَی تَحْمِلُه الرُّوَاهُ إِلی المَوَاسِم،و الغِرْبَانُ : غِربَانُ الإِبِلِ .و الغُرَابَانِ :طَرَفَا الوَرِک اللَّذَانِ یکُونَان خَلْف القَطَاهِ ،و المعنی أَنَّ هَذَا الشِّعرَ یُذهَبُ به علی الإِبل إِلَی المَوَاسِم،و لیس یُریدُ بالغِرْبانِ غیرَ ما ذکرْنا.و هَذَا کَما قَالَ الآخر:
و إِنَّ عِتَاقَ العِیسِ سَوْفَ یزُورُکُم
ثَنَائی علی أَعْجَازِهِنّ مُعَلَّقُ
فلَیْسَ یُرِیدُ الأَعْجازَ دُونَ الصُّدُورِ (4).
و الغُرَابُ :حَدُّ الوَرک الذی یلی الظَّهْرَ،کَذا فی لسان العرب.
و رِجْلُ الغُرَاب :ضَرْبٌ مِنْ صَرِّ الإِبِلِ شَدید لاَ یَقْدِرُ مَعَهُ الفَصِیلُ أَن یَرْضَع أُمَّه (5)و لا ینْحَلّ . و حَشِیشَهٌ مذکوره فی التّذْکره و غیرها من کتب الطّبّ ،و هی التی تُسَمَّی بالبَرْبَرِیّهِ أَی لِسَانِ البَرْبَر:الجِیلِ المَعْرُوف. آطْرِیلاَل بالکَسْر و هو کالشَّبَتِ (6)محرکه و بِکَسْر الأَوَّل و سُکُون الثَّانی فی سَاقِه و جُمَّتِه ،بالضَّم فتشدید و أَصْلِهِ أَی شَبِیه بالشَّبَت فی هَذِه الثّلاثه غَیْرَ أَنّ زَهْرَهُ أَیْ رِجْلِ الغُرَاب أَبیَضُ بخِلاَف الشَّبَت، و هو یَعْقِدُ حَبًّا کحَبِّ المَقْدُونِسِ تقریباً، ثم ذکر خَوَاصَّها فقال: و دِرْهَمٌ من بِزْرِه حاله کونه مَسْحُوقاً مَخْلوطاً بالعَسَل المَنْزُوع الرَّغْوَهِ مُجَرَّبٌ مَشْهُور فی استئْصَالِ مَادَّه البَرَص،و کذا البَهَقِ هما مُحَرَّکتان شُرباً، و قد یُضَافُ إِلیه أَیضاً رُبْعُ دِرْهَمٍ من عَاقِرِقَرْحَا المَعْرُوف بعُودِ القَرْح وَ شرط أَن یَقْعُد فیَ شَمْسِ صَیْف حَارَّهٍ حَالَهَ کونه مَکْشُوفَ المَوَاضِع البَرِصَه و البَهقه (7).و زاد الصاغانیّ :
و أَصلها إِذَا طُبخ نَفَع من الإِسْهَال،و هذَا الذِی ذَکَرَه المُؤَلِّف هنا مَذْکُورٌ فی التَّذکره و غَیْرِها من کُتُبِ الطّبّ ،مشْهُورٌ عِندَهُم،و إِنما ذَکَرها لغَرابَتِها ،و لِمَا فِیها من هذِه الخَاصِّیَّه العَجِیبَه،فأَحبّ أَن لا یُخْلِیَ کتَابه من فَائِده؛لأَنه القَامُوس المُحِیط و اللّه أَعْلَم.
و من المجاز،یقال: صُرَّ عَلَیْه رِجْلُ الغُرَابِ إِذَا ضَاقَ الأَمْرُ علَیْهِ (8)و کذلک أُصِرَّ،و قیل:إِذا ضَاقَ علی الإِنْسَان مَعَاشُه قال:
ص:281
إِذا رِجْلُ الغُرَاب علیَّ صُرَّتْ
ذکرتُکَ فاطْمأَنَّ بیَ الضَّمِیرُ
و قال الکُمَیْتُ :
صَرَّ رِجْلَ الغُرابِ مُلْکُکَ فی النَّا س
ِ علی مَنْ أَرادَ فِیه الفُجُورَا (1)
و الغُرابِیُّ أَی بالضَّم: ثَمَرٌ هَکَذَا،و صَوَابه:تَمْر،بالمثناه الفَوْقیَّه.و قال أَبُو حنِیفَه:هو ضرب من التَّمْر.
1- و الغُرَابِیُّ : حِصْنٌ بالیَمَن فی جَبلٍ عَالٍ فی وسَط البحْرِ،و کانت فیها شَجَرَه تُسَمَّی ذَات الأَنْوَار،عُبِدَت فی الجَاهِلیّه،وَ هُو من فُتُوح سَیِّدِنَا عَلِیّ رضی اللّه عنه. و:ع، بِطَرِیقِ مصْر (2)هکذا فی النُّسَخ،و فی بَعْض:و حِصْن، و:ع،بطریق الیمنِ ،و فی أُخری:فی رُمَیْلَهِ مصر.و قال الحَافظ :فی رَمْلِ مِصْر،و الصَواب هی الأُولَی.
و أَبو بکر محمد بنُ مُوسَی (3)الغَرَّاب کشَدَّاد البطَلْیوسِیّ شیخُ لأَبِی عَلیٍّ الغَسّانِی.
و أَغْرِبهُ العَرَبِ :سُودَانُهُم ؛شُبِّهُوا بالأَغْربه فی لَونهم.
زاد شیخُنا و کلُّهم سَرَی إِلیهم السواد من أُمَّهَاتهم، و الأَغْرِبَهُ فی الجَاهِلیَّه أَی قَبْلَ الأَسلام:أَبُو الفَوَارِس عَنْتَرَهُ بنُ شَدَّاد بْنِ مُعَاوِیَه بْنِ قُرَادٍ المَخْزُومیُّ ثم العَبْسِیّ و یقال له عَنْتَرَه بنُ زَبِیبَهَ ؛وَ هِی أَمَهٌ سوداءُ و خُفَافٌ کغُرَاب بنُ عُمَیْر بْنِ الحَارِثِ بْنِ الشَّرِید السُّلمی ابنْ نُدْبَهَ (4)بالضم و هی جاریَهٌ سوداءُ سباها الحَارِثُ و وَهَبَها لابنه عُمیْر، فولَدَت له خُفَافاً،قال شیخُنا:و صَرَّحُوا أَنه مُخَضرَمٌ .و قال ابن الکَلْبِیّ :شَهِد الفَتْح.و قال غیرُه:شَهِد حُنَیناً و عاش إِلی زَمَن سیّدِنا عُمَرَ بْنِ الخَطَّاب رَضِی اللّه عنه.و ترجمته فی الإِصابه و المُعْجَم. و أَبو عُمَیْرِ بْنُ الحُبَابِ السُّلَمِیُ أَیضاً و سُلَیْکُ المَقانب بن السُّلَکَه کهُمَزَه وَ هِیَ أُمُّه.عَدَّاء بَالِغ:
یقال:أَعْدَی من السُّلَیْک،و سیأْتی. و هشَامُ بْنُ عُقْبَهَ بْنِ أَبِی مُعَیْط ،إِلاَّ أَنَّه أَی هِشَاماً هذا مُخَضْرَمٌ قد وَلِی فی الإِسْلاَمِ . قال ابنُ الأَعْرَابیّ :و أَظُنُّه قَد وَلِیَ الصائِفَه وَ بَعْضَ الکُوَر.قال شیخُنا:ظاهِرُه أَنه وحدَه مُخَضْرَمٌ و سبق أَنَّهُم عَدُّوا خُفَافاً مُخَضْرَماً،ثم إِنَّ هذِه الأَرْبَعهَ اقْتَصَرَ علیهم أَبُو مَنْصُور الثَّعَالِبِیُّ فی ثمار القلوب،و زَادَ فی التَّهْذِیبِ و المُحْکَم و لسان العرب.
و أَغْرِبَهُ العَرَب مِنَ الإِسْلاَمِیِّین:عبدُ اللّهِ بْنُ خَازِمٍ بالمُعْجَمَه و الزای و عُمَیْرُ بْنُ أَبِی عُمَیْر بْنِ الحُبَاب السُّلَمِیّ المُتَقَدِّم ذکرُه. و هَمَّام کشَدَّادٍ بْنُ مُطَرِّف التَّغْلَبِیّ . و مُنْتَشِرُ ابنُ وَهْبٍ البَاهِلِیّ . وَ مَطَرُ بْن أَوْفَی المَازِنیّ . و تَأَبَّطَ شَرًّا لقب ثَابِت بْنِ جَابِر بْنِ مُضَر (5)بنِ نِزَار،و سَیَأْتی.
و الشَّنْفَرَی :اسمُ شَاعِر من الأَزْد من العَدَّائین. و حَاجزٌ قال ابن سیده:کُلُّ ذلک عن ابن الأَعْرَابیّ غَیْرَ أَن حَاجِزاً غَیْرُ مَنْسُوبٍ إِلی أَبٍ و لا أُمٍّ و لا حَیٍّ و لاَ مَکَانٍ و لا عَرَّفَه ابنُ الأَعْرَابِیّ بأَکْثَرَ منْ هذَا.
و الإِغْرَابُ :إِتْیَانُ الغَرْبِ . یقال: غَرَّب القومُ :ذَهَبُوا فی المَغْرِبِ .و أَغْرَبُوا :أَتَوا الغَرْبَ .
و الإِغْرَابُ : الإِتْیَانُ بالغَرِیبِ . یقال: أَغربَ الرجلُ إِذَا جَاءَ بشیْ ءٍ غَرِیبٍ ،و لا یَخْفَی ما فی کلام المُصَنِّف من حُسْنِ السبک.و فی الأَسَاس:یقال:تَکَلَّمَ فأَغْرَبَ :جاءَ بغَرِیبِ (6)الکلام و نَوَادِرِه،و فلان یُغرِبُ (7)کلامَه و یُغْرِبُ فِیه.
و الإِغْرَابُ : المَلْ ءُ یقال: أَغرَبَ الحَوْضَ و الإِنَاءَ:
ملأَهُمَا،و کذلک السِّقَاءَ.قال بِشْرُ بْنُ أَبِی خَازِم:
و کأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَدَاهَ تَحَمَّلُوا
سُفُنٌ تَکَفَّأُ فی خَلِیجٍ مُغْرَبِ
و الإِغْرَابُ : کَثْرَهُ المَالِ و حُسْنُ الحَالِ من ذلک؛ لأَنَّ (8)المال یَمْلأُ یَدَیْ مالکِه،و حُسْنَ الحَال یَمْلأُ نَفْس ذِی الحال (9).قال عَدِیُّ بْنُ زَیْد العِبَادِیُّ :
ص:282
أَنتَ مِمَّا لَقِیتَ یُبْطِرُکَ الإِغْ
رابُ بالطَّیْشِ مُعْجَبٌ مَحْبُورُ
و الإِغرابُ : إِکْثَارُ الفرَس مِنْ جَرْیِه. یقال: أَغربَ الفرسُ فی جَرْیه،و هو غایهُ الإِکثار،و قد تقدم فی المهمله أَیضا. و الإِغْرَابُ : إِجْرَاءُ الرَّاکِب فَرَسَه إِلَی أَنْ یَمُوتَ و ذلک إِذَا أَجْرَاهُ و بالفَرَس حاجَهٌ إِلی البَوْل فاحتقَن فماتَ .
نقله الصَّاغانِیّ عن الکِسَائِیّ .
و الإِغْرَابُ : المُبَالَغَهُ فی الضَّحِکِ . و أَخْصَرُ من هذا عِبَارَهُ الأَسَاس:و أَغْربَ الفرسُ فی جَرْیهِ و الرَّجُلُ فِی ضَحِکِه:بالَغَا (1). و الإِغْرَابُ : الإِمْعانُ فِی الْبِلاَدِ یقال:
أَغْرَبَ القَوْمُ :انْتَوَوْا.و أَغْربَ فِی الأَرْضِ إِذَا أَمْعنَ فِیها، کالتَّغْرِیبِ قال ذُو الرُّمَّهِ :
فَراحَ مُنْصَلِتاً یحْدُو حَلاَئِلَه
أَدْنَی تَقَاذُفِهِ التَّغْرِیبُ و الخَبَبُ
و غَرَّبت الکلابُ :أَمعَنَت فی طَلَب الصَّیْد.و یُقَالُ للرَّجُل:یا هَذَا غَرِّب شَرِّق،و مثله فی الأَساس و الإِغْرَاب :
بیَاضُ الأَرْفَاغ ممّا یَلی الخَاصِره.
و مَغْرِبانُ الشَّمْس علی لفظ تَثْنِیَه المَغْرِب : حیث تَغْرُبُ .
و قَوْلُهُم: لَقِیتُه مَغْرِبَها و مغْرِبانَها و مَغْرِبَانَاتِهَا و مُغَیْرِبانَها و مُغَیْرِبَانَاتِهَا أَی عِنْدَ غُرُوبهَا .
و فی لِسَانِ العَرَب،و قولُهُم:لَقِیتُه مُغَیْرِبَانَ الشَّمْسِ صَغَّروهُ علی غَیْر مُکَبَّرِه کأَنَّهم صَغَّرُوا مَغْرِبَاناً و الجَمْع مُغَیْرِبانَاتٌ ،کما قَالُوا:مَفارِقُ الرَّأْس کأَنَّهم جعَلُوا ذلک الحَیِّز (2)أَجزاءً کُلَّما تَصَوَّبَت الشمسُ ذَهب منها جُزْءٌ فجَمَعُوه علی ذلک.و
14- فی الحَدِیثِ : «أَلاَ إِنَّ (3)مَثَلَ آجَالِکُم فی آجَالِ الأُمَمِ قبلَکُم کما بَیْن صلاَه العَصْر إِلَی مُغَیْرِبَانِ الشَّمْس». أَی إِلَی وَقْتِ مَغِیبهَا.و
14- فی حدیث أَبی سعید:
«خَطَبَنا رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم إِلَی مُغَیْرِبَانِ الشَّمْسِ ».
و تَغَرَّب :أَتَی مِنَ قِبَل المَغْرِبِ (4)و به فَسَّر بعضُهُم قولَ سَاعِده بْن جُؤَیَّه فی وَصْف السَّحَاب،المُتَقدِّم ذکره. و الغَرْبِیُّ مِنَ الشَّجَرِ:ما أَصَابَتْه الشَّمْسُ بحَرِّهَا عند أُفُولِهَا و فی التنزیل العزیز زَیْتُونَهٍ لا شَرْقِیَّهٍ وَ لا غَرْبِیَّهٍ (5).
و الغَرْبِیُّ : نَوْعٌ من التَّمْرِ ،و قد تَقَدَّم عن أَبِی حَنِیفَه أَنَّه الغُرَابِیّ . و الغُرَابِیُّ و الغَرْبیُّ : صِبْغٌ أَحْمَرُ (6)،نقله الصَّاغَانِیّ . و الغَرْبِیُّ : فَضِیخُ (7)بمُعْجَمَات کأَمِیر النَّبیذ ،قال أَبو حَنِیفه: الغَرْبیّ یُتَّخذُ من الرُّطَبِ وحْدَه،و لا یَزالُ شَارِبُه مُتماسِکاً ما لم یُصِبْه الرِّیحُ ،فإِذا بَرَزَ إِلَی الهواء و أَصَابَه الرِّیحُ ذَهَب عَقْلُهُ ،و لذلِکَ قال بَعْضُ شُرَّابه:
إِن لم یَکُن غَربِیُّکُم جَیِّداً
فنَحْنُ بِاللّهِ و بِالرِّیحِ
و الغُرُوبُ :غُیُوبُ الشَّمْس.و غَرَبَت الشّمْسُ تغرُب غُروباً و مُغَیْرِبَاناً :غَابَتْ فی المَغْرِب ،و کذلک غَرَبَ النجمُ ، أَی غَابَ ، کَغَرَّب مُشَدَّداً،و غَرَب الوحشُ :غابَ فی کِناسِه،من الأَسَاس، و غَرَبَ غَرْباً : بَعُدَ ، کغَرَّب و تَغَرَّب ، و یقال: اغْرُبْ عَنِّی،أَی تَبَاعَدْ.
و اغْتَرَبَ الرجلُ :نکَحَ فی الغَرَائبِ .و تَزَوَّجَ فی غَیْرِ الأَقَارِبِ . و فی الحدیث« اغْتَرِبُوا لا تُضْوُوا»أَی لا یَتَزَوَّج الرَّجُلُ فی القَرَابَهِ فیجِیءَ ولَدُه ضَاوِیّاً (8).و الاغْترَابُ :افْتعَالٌ من الغُرْبَه ،أَراد تَزَوَّجُوا إِلَی الغَرَائِب منَ النِّساءِ غَیْرِ الأَقَارِب فإِنّه أَنجبُ للأَوْلاَد.و منه
16- حدیث المُغِیرَه: «و لا غَرِیبَهٌ نَجِیبَهٌ ». أَی أَنَّها مع کَوْنها غَرِیبهً فإِنَّها غیرُ نَجِیبَهِ الأَوْلاَد (9).
و غُرَّبٌ کسُکَّرٍ:جَبَلٌ بالشَّام دونها فی بِلاد بَنِی کلْب، و بهاءٍ عَیْن مَاء عِنْدَه و هی الغُرَّبه بالتَّشْدِید و قد یُخَفَّفُ ، و التَّشْدِید هُوَ الصَّحیح،هذَا قول ابن سِیده.و قال غیره:
غُرَّب :اسْمُ مَوْضِع،و منه قَوْلُه:
فی إِثْرِ أَحْمِرَهٍ عَمَدْن لغُرَّبِ
و اسْتَغْرَبَ فی الضَّحِکِ مَبْنِیًّا للمَعْلُوم، و اسْتُغْرِبَ مَبْنِیًّا للمَجْهُول أَی أَکثرَ مِنْه،و هذه عن الصاغَانیّ . و یقال:
أَغْرَبَ :بَالَغَ فی الضَّحِکِ أَو إِذَا اشتَدَّ ضَحِکه ولَجٌ فیه،
ص:283
و استَغْرَب علیه الضَّحِکُ کذلک.
16- و فی الحدیث: «أَنَّه ضَحِک حتَّی استَغْرَبَ ». أَی بَالَغ فیه.یقال: أَغْرَبَ فی ضَحِکه و استَغْرَب ،و کَأَنَّه من الغَرْب و هو البُعْد.و قیل:هو القَهْقَهَه.و
17- فی حَدِیثِ الحَسَن: «إِذا استَغْرَبَ الرجلُ ضَحِکاً فی الصَّلاَهِ أَعَادَ الصَّلاَه». و قال:و هو مَذْهَب أَبِی حَنِیفَه و یزید علیه إِعَادَهَ الوُضُوء.و
16- فی دعاءِ أَبی (1)هُبَیْرَه: «أَعوذُ بِکَ من کُلِّ شَیْطان مُسْتَغْرِب و کُلِّ نَبَطِیٍّ مُسْتَعْرِبٍ ». قال الحَرْبیُّ :أَظُنُّه الذی جَاوَزَ القَدْرَ فی الخُبْثِ ،کأَنَّه من الاستِغْرَابِ فی الضَّحِک،و یجوز أَن یکون بمعنی المُتَنَاهِی فی الحِدَّه،من الغَرْب و هی الحِدَّه.قال الشاعر:
فما یُغْرِبُونَ الضَّحْکَ إِلاّ تَبَسُّماً
و لا یَنْسُبُون القَوْلَ إِلاّ تَخَافِیَا (2)
و عن شَمر:یقال: أَغرَبَ الرجلُ إِذا ضَحِکَ حتّی تَبْدُوَ غُرُوبُ أَسْنَانه،کذَا فی لسان العرب،و بَعْضُه من المُحْکَم و التَّهْذِیب و الأَسَاسِ .
و العَنْقَاءُ المُغرِبُ بالضَّمِّ أَی بِضَمِّ المِیمِ وَ عَنْقَاءُ مُغْرِبٌ بغیر الهَاء فِیهِما و عَنْقَاءُ مُغْرِبَهٌ بالهاءِ و عَنْقَاءُ مَغْرِبٍ ، مُضَافَهً عن أَبِی عَلِیّ : طَائِر مَعْرُوفُ الاسْم لا الجِسْم و فی الصَّحَاح مَجْهُول الاسم.و قال أَبُو حَاتِم فی کِتَاب الطَّیْرِ:
و أَما العنْقَاءُ المُغْرِبهُ فالدَّاهِیَهُ و لَیْست من الطَّیْر فیما عَلمْنا، و قال الشَّاعرُ:
و لولا سُلَیْمَانُ الخَلِیفَهُ حلَّقَت
بِه مِنْ یَدِ الحَجَّاج عَنْقَاءُ مُغْرِبُ (3)
أَو هو طَائِرٌ عَظِیمٌ یُبْعِدُ فی طَیرَانِه. یُقَال:هو العُقَاب، و قیل:لَیْسَ بِهِ ،لا تُری إِلاَّ فی الدُّهُور،و قال الزَّجَّاج:لَمْ یَرَه أَحدٌ،و قیل فی قَوْلِه تَعَالی: طَیْراً أَبابِیلَ (4)هی عَنْقَاءُ مُغْربهٌ .و
16- قال ابْنُ الکَلْبِیّ : کان لأَهْلِ الرَّسِّ نَبیٌّ یقال له حَنْظَلَهُ بنُ صَفْوَان،و کان بأَرْضِه جَبل یقال له دَمْخ،مَصعدُهفی السَّماءِ مِیلٌ ،فکان یَنْتَابُه (5)طَائِرٌ کأَعظَمِ ما یکُونُ ،له عُنُقٌ طَویلٌ کأَحْسَن ما یَکُون،فیه من کُلِّ لَوْن،و کانَت تَقَع مُنْقَضَّه علی الطَّیْر فتأْکُلُهَا فجاعت و انقَضَّت علی صبِیٍّ فذهَبَت بِهِ ،فسُمِّیت عَنْقَاءَ مُغْرِباً ؛لأَنها تَغْرُب بکُلِّ ما أَخذَتْه،ثم انقَضَّت علی جَارِیه تَرعْرَعت فضَمَّتْهَا إِلَی جَنَاحَیْن لها صغیرین،ثم طارَتْ بهَا فشَکَوْا ذَلِک إِلی نَبِیِّهم فدَعَا علیها،فسلَّطَ اللّهُ عَلَیْها آفَهً فهلَکَت،فضَرَبت بها العربُ مَثَلاً فی أَشْعَارِها. أَو هو مِنَ الأَلْفَاظِ الدَّالَّهِ علی غَیْرِ مَعْنًی ،و قال ابنُ دُرَیْد:کلمهٌ لا أَصْلَ لها.و قال غَیْرُه:لم یبْقَ فی أَیْدی النَّاسِ من صِفَتِهَا غیرُ اسْمِهَا، و
16- فی الحدیث: «طَارَتْ بِهِ عنْقَاءُ مُغْرب ». أَی ذَهَبَت به الدَّاهِیَهُ ، و سیَأْتِی ذلکَ للمُصَنّف بعَیْنه فی«ع ن ق» و قال أَبو مَالِک:العَنْقاءُ المُغْرِبُ : رأْسُ الأکَمَهِ فی أَعْلَی الجَبَلِ الطَّوِیل،و أَنکَرَ أَن تَکُونَ طَائِراً و أَنشد:
و قَالُوا:الفَتَی ابْن الأَشْعَرِیَّهِ حلَّقَت
بِهِ المُغْرِبُ العنْقَاءُ إِنْ لم یُسَدَّدِ
و منه قالوا:طارَت بِهِ العَنْقَاءُ المُغْرِبُ .قال الأَزْهَرِیُّ :
حذِفَت هاء التأْنِیث (6)مِنْهَا،کما قَالُوا:لِحْیَهٌ نَاصِلٌ [و أَغرَبَ الدابَّهُ ] (7)إِذَا اشْتَدَّ بَیَاضه (8).و فی التَّهْذِیبِ :و العَنْقَاءُ المُغْرِبُ قال:هکَذَا جَاءَ عن العرَب بغَیْر هَاءٍ و هی الّتِی أَغْربَت فی البِلاَد فَنَأَتْ أَی بَعُدت فلم تُحَسَّ و لَمْ تُرَ ،مَبْنیًّا للمجهول فیهما.
و التَّغْرِیبُ :أَن یَأْتِیَ بِبَنِینَ بِیضٍ و بَنِینَ سُودٍ فَهُو ضِدٌّ.
قال شَیْخُنَا:هذا تَعَقَّبُوه،و قالوا:لا ضِدّیّهَ فِیهِ فإِنَّ التَّغْرِیبَ هو الإِتْیَانُ بالنَّوْعَیْن جَمِیعاً،و الإِتیانُ بکُلِّ وَاحد من النَّوْعَیْنِ علی انفرادِه لا یُسَمَّی تَغْرِیباً حَتَّی یَکُونَ من الأَضْدَادِ،کما أَشَار إِلَیْه سعدی جلبی،انتهی.
و التَّغْرِیبُ : أَنْ تَجْمَعَ الغُرَابَ ؛و هو الثَّلْجَ و الصَّقِیعَ فَتَأْکُلَه.
و التَّغْرِیبُ فی الأَرْضِ :الإِمْعَانُ ،و قَدْ تَقَدَّم،و غَرَّبَه إِذَا
ص:284
نَحَّاه، کأَغْرَبَه .و التَّغْرِیبُ :النَّفْیُ عن البلد الّذِی وَقَعَت الخِیَانَهُ (1)فِیهِ .و
14- فی الحَدِیث: «أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَه:إِنَّ امْرَأَتی لاَ تَرُدُّ یَدَ لاَمِسٍ فقال: غَرِّبْهَا » (2). أَی أَبْعِدْهَا یُرِید الطَّلاَقَ .
و غَرَّبهُ الدَّهْرُ و غَرَّبَ عَلَیْهِ :تَرَکَه بُعْداً.
و المُغرَب بفَتْحِ الرَّاءِ أَی مع ضَمِّ المِیم: الصُّبْحُ ، لِبَیاضِه.و الغُرَابُ :البَرَدُ،لِذَلِک،و قد تقدَّمَتِ الإِشَارَهُ إِلَیْه و المُغْرَبُ کُلُّ شَیْ ءٍ أَبْیَضَ . قال مُعَاوِیَهُ الضَّبِّیّ :
فهَذَا مَکَانِی أَوْ أَرَی القَارَ مُغْرَباً
و حَتَّی أَرَی صُمَّ الجِبَالِ تَکَلَّمُ
و مَعْنَاه أَنَّه وَقَعَ فی مَکَان لا یَرْضَاه و لَیْسَ لَه مَنْجًی إِلاّ أَنْ یَصیرَ القَارُ أَبیضَ ،و هو شِبْهُ الزِّفْت أَو تُکَلِّمَهُ الجِبَال،و هذا ما لا یَکُونُ و لا یَصِحُّ وُجُودُه عادَهً .
أَو المُغْرَبُ : ما کُلُّ شَیْ ء منه أَبْیَضُ ،وَ هُوَ أَقْبَحُ البَیَاضِ .و (3)فی الصّحاح: المُغْرَبُ : ما ابْیَضَّ أَشْفَارُه من کُلّ شَیْ ء.قال الشَّاعِرُ:
شَریجَان مِنْ لَوْنَیْنِ خِلْطَانِ مِنْهُمَا
سَوَادٌ و مِنْهُ وَاضِحُ اللَّوْنِ مُغْرَبُ
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : الغُرْبَهُ :بیاضٌ صِرْفٌ .و المُغْرَبُ مِنَ الإِبِل:الَّذِی تَبْیَضُّ أَشْفَارُ عَیْنَیْه و حَدَقَتَاه و هُلْبُه و کُلُّ شَیْ ءٍ منه.و قال غیرُه المُغْرَب من الخَیْلِ :الَّذِی تَتَّسع غُرَّتُه فی وَجْهه حتَّی تُجَاوِزَ عَیْنَیْهِ .و یقال:عَیْنٌ مُغْرَبَهٌ أَی زَرْقَاءُ بیْضَاءُ الأَشْفَارِ و المَحَاجِر فإِذَا ابیضَّت الحَدَقَه فهو أَشَدُّ الإِغْرَاب .
و الغِرْبِیبُ بالکَسْرِ :ضَرْبٌ من العِنَب بالطَّائِف شَدِیدُ السَّوَادِ و هو مِنْ أَجْوَدِ العِنبِ و أَرَقِّه و أَشَدِّه سَوَاداً و
16- فی الحَدِیث: «إِنَّ اللّه یُبْغِضُ الشَّیْخ الغِرْبِیب ». هو الشَّدِید السَّواد،و جَمْعُه غَرَابِیبُ .أَراد الَّذِی لا یَشِیبُ و قیل:أَرادَ الَّذِی یُسَوِّدُ شَیْبَه (4)بالخِضَابِ و یقال: أَسْوَدُ غِرْبِیبٌ أَی حَالِکٌ شَدِیدُ السَّواد. و أَما إِذَا قُلْتَ : غَرَابِیبُ سُودٌ ف إِنَّ السُّودُ بَدَلٌ من غَرَابیب لأَنَّ تَوْکِیدَ الأَلْوَانِ لا یَتَقَدَّم و هوعِبَارَهُ ابْن مَنْظُور.قال شَیْخُنَا نَقْلاً عن السُّهَیْلیّ :و ظاهرُه أَنَّ تَوْکِیدَ غَیْرِ الأَلْوان یتَقَدَّم،و لا قَائِلَ بِه من أَهْلِ العَرَبِیَّه:
و قال الهَرَوِیّ :أَی و من الجِبَال غَرَابِیبُ سُودُ و هی الجدر (5)ذوات الصُّخُورِ السُّود.
و أُغرِبَ الرَّجُلُ بالضَّم أَی اشْتَدَّ وَجَعُه من مَرَضٍ أَو غَیْرِه،عن الأَصْمَعِیّ : و أَغْرِب عَلَیْه و أُغْرِب به: صُنِع بِهِ صَنِیعٌ قَبیحٌ ،کما فی التَّکْمِلَه. و أُغْرِب الفَرسُ :فَشَتْ غُرَّتُه و أَخذَت عَیْنَیْه و ابیَضَّت الأَشْفَارُ،و کذلک إِذَا ابیَضَّت من الزَّرَق أَیْضاً،و قد تقدَّم بیان الإِغْرَاب فی الخَیْل.
و الغُرُب ،بضَمَّتَیْن: الغَرِیبُ . و رجلٌ غَرِیبٌ و غُرُبٌ بِمَعْنًی،أَی لَیْسَ مِنَ القَوْم،و هُمَا غُرُبَانِ :قال طَهْمَانُ بْنُ عَمْرٍو الکِلاَبِیُّ :
و إِنِّیَ و العَبْسِیَّ فی أَرْضِ مَذْحِجٍ
غَرِیبانِ شَتَّی الدَّارِ مُخْتلِفَانِ
و ما کان غَضُّ الطَّرْفِ مِنَّا سَجِیَّهً
و لکِنَّنَا فی مَذْحِجٍ غُرُبَانِ
و الغُرَباءُ :الأَبَاعِدُ.و عن أَبی عَمْرو:رَجُلٌ غَرِیب و غَرِیبِیٌّ و شَصِیبٌ و طَارِیٌّ (6)و إِتاوِیّ بِمَعْنًی.و فی لِسَانِ العَرَب:و الأُنْثَی غَرِیبَهٌ و الجَمْعُ غَرَائِب (7)،قَالَ :
إِذَا کوکبُ الخَرْقَاءِ لاَحَ بسُحْرَهٍ
سُهَیْلٌ أَذَاعَتْ غَزْلَهَا فی الغَرَائِبِ
أَی فَرّقَتْه بینَهُن.و ذلک لأَنَّ أَکثَر مَنْ تَغْزِل بالأُجْره إِنَّمَا هِیَ غَرِیبَه .
و
14- فی الحَدِیثِ : أَنَّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم سُئلَ عن الغُرَبَاءِ فَقَالَ :
«الَّذِین یُحْیُون ما أَمَاتَ النَّاسُ من سُنَّتِی». و
14- فی آخرَ: «إِنَّ الإِسْلاَمَ بَدَأَ غَرِیباً ،و سَیعُودُ غَرِیباً [کما بدأ] (8)،فطُوبَی للغُرَبَاءِ ». أَی أَنّه فی أَوَّل أَمْره کالغَرِیب الوَحیدِ الَّذی لاَ أَهْلَ لَه عِنْدَه (9).
ص:285
و الغُرَابَاتُ و الغُرَابِیُّ و الغُرُبَاتُ کقُرُبَات و غُرْبُبٌ کقُنْفُذٍ و نِهْیُ بالکسر، غُرَابٍ ،و نِهْیُ غُرُبٍ بضَمِّهِن راجع لِلْکُلِّ و فی نُسْخَه بضَمَّتَیْن: مَوَاضِعُ . الثَّانِی من حُصُونِ الیَمَن، قد تقدم ذکرُه فی أَوَّل المَادَّه،و الأَوَّلُ و الثَّالثُ و الرَّابعُ و مَا بَعْدَهَا نَقَلَه الصَّاغَانِیّ ،و ضَبَطَ الرَّابِع کزُبَیْر،و قد جاءَ ذِکْرُه فی شِعْرٍ مُضَافاً إِلی ضَاحٍ ،و هو وَادٍ فی دِیَار بَنِی کِلاَب، فَتَأَمَّل (1).
و فی الأَسَاس:وجْهٌ کمِرْآهِ الغَرِیبَه ؛لأَنَّهَا فی غَیْر قَوْمِها فمِرآتُهَا أَبداً مَجْلُوَّه[لأنه لا ناصح لها فی وجهها] (2):
و من المجاز:استعِرْ لنا الغَریبَه وَ هی رحَی الْیَد ؛سُمِّیت لأَنَّ الجِیرَانَ یَتَعَاوَرُونَها بینَهم و لا تَقَرُّ عند أَصْحَابِهَا،و أَنْشَدَ بَعْضُهم:
کأَنَّ نَفِیَّ مَا تَنْفِی یَدَاهَا
نَفِیُّ غَرِیبَه بِیَدَیْ مُعِینِ
و المُعِینُ :أَن یَسْتَعِینَ المُدِیرُ بِیَدِ رَجُل أَو امْرَأَه یضَعُ یَدَه علی یَدِه إِذَا أَدَارَهَا.
و الغَارِبُ :الکَاهِلُ من الخُفِّ ، أَو هو مَا بَیْنَ السَّنَام و العُنُقِ ،ج غَوَاربُ و منه قولُهم: حَبْلُکِ علی غَارِبکِ ،و هو من الکنَایَات،و کَانَت العَرَبُ إِذَا طَلَّقَ أَحَدُهُم امرأَته فی الجَاهِلیّه قال لها ذلک أَی خَلَّیْتُ سبیلَکِ اذْهَبی حَیْثُ شِئْتِ .
قال الأَصْمَعیّ :و ذلِکَ أَنَّ النّاقَهَ إِذَا رَعَتْ وَ علَیْهَا خِطَامُهَا أُلْقِیَ عَلَی غَارِبها ،و تُرِکَت لَیْسَ عَلَیْهَا خِطَامٌ ؛لأَنَّها إِذَا رَأَتِ الخِطَام لم یُهْنِها المَرْعَی.قال:مَعْنَاه أَمْرُکِ إِلَیْکِ اعْمَلِی ما شِئْتِ .و
17- فی حدیث عائشه رَضِیَ اللّهُ عنها: قالت لِیَزِیدَ بْنِ الأَصَمّ :«رُمِیَ بِرَسَنِکَ علی غَارِبکَ ». أَی خُلِّیَ سَبِیلُک فلیس لک أَحَدٌ یَمْنَعُکَ عَمَّا تُرِید،تَشْبِیهاً بالبَعِیر یُوضَعُ زِمَامُه [علی ظَهْرِه] (3)و یُطْلَق یَسْرَح أَیْنَ أَرَادَ فی المَرْعَی.و
16- وَرَدَ فی الحَدِیث فی کِنَایَات الطَّلاَقِ : «حَبْلُک علی غَارِبک ». أَیأنْت مرسَلهٌ مُطلَقَه غَیْرُ مَشْدُودَه و لا مُمْسَکَه بعَقْدِ النِّکاح.
و الغَارِبَان :مُقَدَّمُ الظَّهْر و مُؤَخَّرُه.و قیل: غَارِب کُلِّ شَیْ ء:أَعْلاَهُ .و بَعِیرٌ ذو غَارِبَیْن إِذَا کان ما بَیْنَ غَارِبَیّ سَنَامِه مُتَفَتِّقاً،و أَکثَرُ مَا یَکُونُ هَذَا فی البَخَاتِیّ الَّتِی أَبوها الفَالِح (4)و أُمُّهَا عَرَبِیَّه.و
17- فی حَدِیث الزُّبَیْرِ: «فما زال یَفْتِلُ فی الذِّرْوَه و الغارِب حَتَّی أَجَابَتْه عَائِشهُ إِلَی الخُرُوج». الغارِبُ :مقدَّمُ السَّنامِ و الذِّرْوَهُ :أَعْلاه.أَراد أَنَّه ما زال یُخَادِعُهَا وَ یَتلطَّفُهَا حَتَّی أَجابَتْه،و الأَصْلُ فِیهِ أَنَّ الرجلَ إِذا أَرَادَ أَنْ یؤَنِّسَ البَعِیرَ الصَّعْبَ لیَزُمَّه وَ یَنْقَادَ لَهُ جعلَ یُمِرّ یدَه علیه،و یَمْسَحُ غاربَه و یَفْتِلُ وَبَرَه حتی یَسْتَأْنِس و یَضَع فیه الزِّمَامَ ،کذا فی لِسَان العرب.
و فی الأَسَاسِ :و من المَجَاز:بحرٌ ذُو غَوارِبَ ، غَوَارِبُ المَاءِ :أَعَالِیه.وَ قیل:عَوالِی و فی نسخه أَعَالِی مَوْجِهِ شُبِّه بغَوارِب الإِبِل،و قیل: غارِبُ کُلِّ شیء:أَعلاهُ .و عن اللیث الغَارِبُ :أَعْلَی المَوْج و أَعْلَی الظَّهْرِ.و الغَارِبُ :أَعلَی مُقَدَّمِ السَّنامِ ،و قد تَقَدَّم. و
16- فی الحدیث: أَنَّ رَجُلاً کان واقِفاً معه فی غَزَاهٍ ف أَصَابَه سَهْمُ غَرْبٍ . بالسُکون و یُحَرَّکُ و هذا عن الأَصْمَعِیّ و الکسَائِیّ ،و کذلک سَهْمُ غَرَبٍ بالإِضافَه فی الکُلِّ و کذلک سَهْمٌ غَرْبٌ نَعْتاً لسَهْم أَی لا یُدْرَی (5)رَامِیهِ و قیل:هو بالسُّکِون،إِذَا أَتَاهُ مِن حَیْث لا یَدْرِی،و بالفَتْح إِذا رَمَاه فأَصَاب غیرَه.و قال ابنُ الأَثِیرِ:و الهَرَوِیّ لم یُثْبِت (6)عن الأَزْهَرِیّ إِلاّ الفَتْحُ ،و نقل شَیخُنا عن ابْنِ قُتَیْبَه فی غَرِیبه :العَامّه تَقُولُ بالتَّنْوِین و إِسْکَانِ الرَّاء مِنْ غَرْب ، و الأَجْوَدُ الإِضَافَهُ و الفَتْح،ثم قال:و حکی جَمَاعَهٌ من اللُّغَویِّین الوَجْهَیْن مُطْلَقا،و هو الذی جَزَم به فی التَّوْشیح تَبَعاً للجَوْهَرِیّ و ابْنُ الأَثِیر و غَیْرِهما. و غَرِب کفَرِح غَرَباً :
اسْوَدَّ وجهه من السَّمُوم،نقله الصَّاغَانِیّ .
و غَرُبَ کَکَرُم:غَمُضَ وَ خَفِی. و منه الغَرِیب و هو الغَامِضُ من الکَلاَم.و کَلِمَه غَرِیبَهٌ و قد غَرُبت و هو من ذلِک.
ص:286
و فی الأَسَاس:و یقال:فی کَلاَمِه غَرَابَه ،و قد غَرُبَتِ الکَلِمَه:غَمُضَت (1)فهی غَرِیبَه .
و فی النهَایَه وَرَدَ (2):إِنَّ فِیکُم مُغَرَّبین ،قیل:و ما المُغَرِّبُون ؟أَی بکَسْرِ الرَّاءِ المُشَدَّدَهِ فی الحدیث الوَارِد، قال: الَّذِین تَشْرَکُ و فی نسخه تَشْتَرِکُ فِیهِم الجِنُّ ؛سُمُّوا بِه لأَنَّهُ دَخَل فِیهِم عِرْقٌ غَرِیبٌ ،أَو لِمَجِیئِهِم. و عباره النِّهَایَه:
أَوْ جاؤُوا مِنْ نَسَبٍ بَعِیدٍ. و عَلَی هذا اقْتَصَر الهَرَوِیُّ فی غَرِیبَیْه .و زادَ فی النِّهَایه و نَقَلَه أَیضاً ابنُ مَنْظُور الإِفْرِیقیّ :
و قیل:أَرَادَ بِمُشَارکه الجِنِّ فیهم أَمْرَهُم[إیاهم] (3)بالزِّنَا و تَحْسِینَه لَهُم،فجَاءَ أَوْلادُهُم عن (4)غیر رِشْدَه.و منه قولُه تَعَالَی: وَ شارِکْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ (5).
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
شَأْوٌ مُغَرِّب بکَسْرِ الرَّاءِ و فَتْحِهَا أَی بَعِیدٌ،قال الکُمَیْت:
أَ عَهْدَک مِن أُولَی الشَّبِیبَه تَطْلُبُ
علی دُبُرٍ هَیْهَاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ
و قالوا:«هَلْ أَطْرَفْتَنَا من مُغَرِّبَهِ خَبَرٍ»أَی هل من خَبَر جَاءَ من بُعْدٍ.و قیل:إِنَّمَا هُو[هل] (6)من مُغَرَّبه خَبَر.و قَال یَعْقُوب:إِنَّمَا هو:هَلْ جَاءَتْکَ مُغَرِّبَه خبر،یَعْنِی الخَبَرَ الذِی یَطْرَأُ عَلَیْکَ من بَلَد سِوَی بَلَدِک.و قال ثَعْلَب:ما عنْدَه من مُغَرِّبَه خَبَر،تَسْتَفْهمه أَو تَنْفی ذَلک عنه،أَی طَرِیفَهٌ .
و
17- فی حدیث عُمَرَ رَضی اللّه عَنْه: أَنَّه قَالَ لِرَجُلٍ قَدِم علیه من بَعْض الأَطْرَاف:«هل مِنْ مُغَرِّبَهِ خَبَر؟». أَی هل من خَبَرٍ جَدِیدٍ جَاءَ من بَلَد بَعید.قال أَبو عُبَیْد:یقال بکَسْر الرَّاءِ و فَتْحِهَا مع الإِضَافَه فِیهِمَا.قالها الأُمَویُّ بالفَتْح،و أَصلُه من الغَرْب و هو البُعْد،و منه قِیل:دَارُ فُلاَن غَرْبَه ،و الخَبَر المُغْرِب :الَّذِی جَاءَ غَرِیباً حَادِثاً طَریفاً.و أَغربَ الرجُلُ :
صار غَرِیباً ،حکاه أَبو نَصْر.
و قِدْحٌ غَرِیب :لَیْسَ من الشَّجَر التی سائِرُ القِدَاح مِنْهَا،و عَیْنٌ غَرْبَهٌ :بَعِیدَهُ المَطْرَحِ ،و إِنَّه لَغرْبُ العَیْنِ :بَعِیدْ مَطْرَح العَیْن،و الأَنْثَی غَرْبَهُ العَیْن،و إِیَّاهَا عَنَی الطِّرِمَّاحُ بقَوْلِه:
ذَاکَ أَمْ حَقْباءُ بَیْدَانَهٌ
غَرْبَهُ العَیْنِ جَهَادُ المَسَامْ
و قال الأَزْهَرِیّ (7)،و کُلُّ ما وَرَاکَ و سترَک فَهُوَ مُغْرِبٌ ،و قال سَاعدَه الهُذَلِیّ :
مُوَکَّلٌ بِسُدُوف الصَّوْم یُبْصرُها
من المغَارِب مخْطوفُ الحَشَازَرِمُ (8)
و کُنُسُ الوحْشِ : مغَارِبُها ،لاسْتِتَارِهَا بهَا.
و أُغْرِبَ الرجلُ :وُلِد له وَلَدٌ أَبیضُ .و
17- فی حدیث ابن عبَّاس: اخْتُصِم إِلَیْه فی مَسِیل المطَر فقال:«المطرَ غَرْب ، و السَّیْلُ شَرْق». أَرَادَ أَنَّ أَکثَرَ السحابِ یَنْشَأُ من غَرْبِ القِبْله و العیْن هُنَاکَ .تَقولُ العربُ مُطِرْنَا بالعَیْن،إِذَا کَان السحابُ ناشِئاً من قِبْلَه العِرَاقِ ،و قولُه:و السیلُ شَرْقٌ یرید أَنَّه یَنْحَطُّ مِن نَاحِیه المَشْرِق،لأَن نَاحِیه المَشْرِق عَالِیَه و نَاحِیَهَ المغْرِب مُنْحَطَّه،قال ذلک القُتَیْبِیّ ،قال ابنُ الأَثِیر:و لعله شیءٌ یختَصُّ بتلک الأَرْضِ التی کان الخِصَام فِیهَا.
و فی المُسْتَقْصَی و الأَسَاس و لِسَانِ العرَبِ «لأَضْرِبَنَّکُم ضَرْبَ (9)غَرِیبهِ الإِبِلِ ».قال ابنُ الأَثِیر:هو قول الحجَّاج، ضربَه مَثَلاً لنَفْسِه مع رَعِیَّته یُهَدِّدُهم،و ذلِکَ أَن الإِبِلَ إِذا وَرَدَتِ الْمَاءَ فدخل فیها (10)غَرِیبَهٌ من غَیْرِهَا ضُرِبَتْ و طُرِدت حتی تَخْرُج عَنْها،و هو مجَاز.
و فی الأَسَاسِ :و من المَجَاز:أَرض لا یَطِیرُ غُرَابُها أَی
ص:287
کَثِیرَهُ المَاءِ (1)و الخِصْبِ .و ازْجُرْ عَنْکَ غَرَائِبَ (2)الجَهْل،و طَار غُرَابُه ،إِذَا شَاب.
*و مما استدْرَکَه شیخُنَا رَحِمَه اللّهُ :
من الأَمْثَال «مَنْ یُطِع غَریباً یُمْسِ غَرِیباً » قالوا:هو غَرِیب بن عِمْلیق بْنِ لاَوذ بْن سام بن نُوح عَلَیْهِ السَّلاَم، و کان مُبَذِّراً للمَالِ ،قاله المیدَانیّ فی مَجْمَع الأَمْثَالِ .و قیل فی هذَا المَثَل غیرُ ذَلِکَ ،راجِعْه فی کُتُب الأَمْثَالِ .
و الغُرْبَه بالضَّمِّ :بیَاضٌ صِرْفٌ ،کَمَا أَنَّ الحُلْبَهَ (3)سَوَادٌ صِرْفٌ .
و الغَرِیبُ من الکلام:العَمِیقُ الغَامِضُ .
و الغَرِیبُ :فرسُ زَیْدِ الفَوَارِس.
و أَغرَبَ السَّاقِی،إِذَا أَکْثَر الغَرْب ،أَی ما حَوْلَ الحَوْضِ من المَاءِ و الطِّین.
و الغَرْبِیُّ : الغَرِیبُ .و المَغَاربُ :السُّودَانُ ،و المغَارِبُ :
الحُمْرَانُ .ضِدٌّ.و أَسْوَدُ غُرَابِیٌّ ،مِثْلُ غَرْبِیب .
و إِذَا نَعَتُوا أَرضاً بالخِصْب قالوا:وقَعَ فی أَرْضٍ لا یَطِیرُ غُرَابُهَا .و یقُولُون:وَجَد تَمْرَهَ الغُرَاب ،و ذلک أَنَّه یَتْبَعُ أَجْوَدَ التَّمْرِ فیَنْتَقِیه.
و غُرَابَه ،کثُمَامه:جِبَالٌ سُودٌ.
و أَبو الغَرْبِ بالفَتْحِ :عَوْفُ بْنُ کُسَیْب،أُمُّه الرَّبْذَاءُ بِنْتُ جَرِیرِ بْنِ الخَطَفَی،نَقَلَه الصّاغَانِیّ .قلت:کان فی أَوَاخِر دَوْلَهِ بَنِی أُمَیَّه،نقلَه الأَمِیر.و سِتُّ الغَرْب :بنتُ محمّد بْنِ مُوسَی بْن النُّعْمَان،رَوَتْ خَبَرَ البطاقه عن ابْنِ عَلاَّقٍ .و سِتُّ الغَرْبِ بِنْتُ عَلِیِّ بْن الحَسَن،سَمِعَت من المِزِّیّ هکذا قَیَّدَهما الحَافِظ .و کَأَمِیر مُحَمَّدُ بنُ غَرِیب القَزَّاز،رَاوِی کتاب الطّهور عن مُحَمَّد بْنِ یَحْیَی المَرْوَزِیّ .و علیّ بن أَحمدَ بْنِ إِبرَاهِیمَ بْنِ غَرِیب ،خال المقتدر و غریب القِرْمِیسِینیّ من شیوخ ابن ماکولا.و أَبو الغَرِیب مُحَمَّد بنُ عَمَّار البُخَارِیّ عن المُخْتَار بْنِ سَابِق.و بالتَّثْقِیل غرّیب لقَب مُعَاوِیهَ بْنِ حُذَیْفَه بْنِ بَدْرٍ الفَزَارِیّ .و عبدُ الخَالِقِ بْنُ أَبِی الفَضْل بْنِ غَرِیبَه ،کَسفِینَه،عن أَبِی الوقْت،مات سنه 622.
و غَرِیبَهُ بِنْتُ سَالِمِ بْنِ أَحْمَد التَّاجِرِ،عن أَبِی عَلِیِّ بْنِ المَهْدِی.و غُرَابُ بْنُ جُذَیْمَهَ بالضم،و کذا غُرَابُ بْنُ ظَالِمٍ فی فزارَه.و غُرَابُ بن مُحَارِب بُطُون.
الغَسْلبَهُ أَهمله الجَوْهَرِیّ .و قَال الصّاغَانِیّ :
انْتِزَاعُکَ الشیءَ مِنْ ید آخرَ کالمُغْتَصِب له.
غَسْنَب المَاءَ أَهمَلَه الجَوْهَرِی و الصَّاغَانِیّ .
و فی اللِّسان (4)أَی إِذَا ثَوَّرَه و هَیَّجَه.و لکن الذی فی تَهْذِیب ابْنِ القَطَاع أَنَّهُمَا بالعَیْنِ المُهْمَلَه،نقلتهْ عن نُسْخَه قَدِیمه مُصَحَّحَه،و قد أَشرنا إِلیهما آنفا.
الغَشْبُ (5)بالبَاءِ أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ ،و قال ابْن دُرَیْد:هو لُغَهٌ فی الغَشْمِ بالمِیم.قال شیخُنا:و أَکثَرُ أَئِمَّه اللُّغَه و التَّصْرِیف أَنَّهَا لَیْسَت بِلُغَه و إِنَّمَا هِیَ إِبْدَالٌ ،و هی مُطَّرِدَهٌ فی لُغَه مَازِن،و صَوَّبُوه.قال ابْنُ دُرَیْد: و أَحْسَبُ أَنَّ الغَشْب ع أَی مَوْضِع و قد سَمَّوا غَشْبِیّاً ،کأَنَّه مَنْسُوبٌ إِلَیْه و فی لِسَانِ العَرب:فیَجُوزُ أَنْ یَکُونَ مَنْسُوباً إِلَیْه.
الغَشَرَّبُ کعَمَلَّس أَهْمَلَه الجَوْهَرِیّ و قال ابنُ دُرَیْدٍ:هو الأَسَدُ.
و الغُشَارِبُ بالضَّمِّ ،مِنَ الرِّجال: الجَریءُ الماضِی ، و العیْنُ لُغَهٌ فی ذلِک،و قد تَقَدَّم.
غَصَبَه یَغْصِبُه غَصْباً : أَخَذَه ظُلْماً، کاغْتَصبه و هو غَاصِبٌ . و غَصَبَ فُلاناً علی الشَّیءِ:قَهَرَه ، و الاغْتِصَابُ مِثْلُه. و غَصَبَ الجِلْدَ غَصْباً ،إِذَا أَزالَ عنه شَعَرَهُ و وبَرَهُ نَتْفاً و قَشْراً (6)بِلاَ عَطْنٍ فی دِباغٍ و لا إِغْمَالٍ بالغَیْنِ المُعْجَمَه (7)فی نَدًی أَو بَوْل و لا إِدْرَاج.قال الأَزْهَرِیُّ :سمعْتُ ذَلِکَ عَنِ العَرب.
و فی لسان العرب:و قد تَکَرَّر ذکْرُ الغَصْب فِی الحَدِیث، و هو أَخْذُ مَالِ الغَیْرِ ظُلْماً و عُدْواناً.و
16- فی الحَدِیثِ : «أَنَّه غَصَبَها نَفْسَها». أَرَادَ أَنَّه وَاقَعها کُرْهاً فاسْتَعَارَه لِلْجِمَاع.
ص:288
الغُصْلُبُ بالضَّمِّ أَهملَه الجَوْهَرِیّ و صاحِبُ الِّلسَان،و قال الصَّاغَانِی:هو الطَّوِیلُ المُضْطَرِبُ مِنَ الرِّجَالِ .
الغَضْبُ بفَتْح فَسُکُون: الثَّوْرُ،و الأَسَدُ، کالغَضُوبِ .وَ الغَضْبُ : الشَّدِیدُ الحُمْرَهِ أَوِ الأَحْمَرُ من کُلِّ شَیْ ء.و الغَلِیظُ .و الغَضْبُ : صَخْرَهٌ صُلْبَهٌ مُسْتَدِیرَهٌ کالغَضْبَهِ بالهاء قال رُؤْبَهُ :
قال الحَوَازِی و أَبَی أَنْ یُنْشَعَا (1)
أَشَرْیَهٌ فی قَرْیَه ما أَشْفَعَا
و غَضَبَهٌ فی هَضْبَهٍ ما أَمْنَعَا
و قِیل:هِیَ المُرَکَّبَهُ فی الجَبَل المُخَالِفَهُ له.
و الغَضَبُ بالتَّحْریکِ :ضِدُّ الرِّضَا و قد اخْتَلَفُوا فی حَدِّه، فقِیل:هو ثَوَرَانُ دمِ القَلْبِ لقَصْدِ الانْتِقَام،و قیل:الأَلَم علی کُلِّ شَیء یُمْکِن فیه غَضَب ،و علی مَا لاَ یُمْکِن فیه أَسف،و قیل:هو یَجْمَعُ الشَّرّ کُلَّه،لأَنه یَنْشَأُ عن الکِبْر.
قال شَیْخُنا:و لذلک
14- أَوْصَی النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم الرجلَ الَّذِی قال له أَوْصِنِی بقَوْله؛«لا تَغْضَب ». و قیل: الغَضَب معه (2)طمع فی الوُصُولِ إِلی الانْتِقَام،و الغَمُّ مَعَه یَأْسٌ من ذلک، کالمَغْضَبَه و قد غَضِب ،کسَمِع،عَلَیْه.و غَضِب لَهُ : غَضِب علی غَیْرِه من أَجْله،و ذلِک إِذَا کَانَ حَیّاً.و یقال: غَضِبَ بِهِ ،إِذَا کَانَ مَیِّتاً ،و قال ابن عَرَفَه: الغَضَب منه محمُود و مَذْمُوم.
فالمَذْمُوم:ما کان فی غَیْرِ الحَقِّ ،و المَحْمود:ما کان فی جَانِب الدِّین و الحَقِّ ،و أَما غَضَبُ اللّه فهو إِنکارُه علی مَنْ عَصَاه فیُعَاقِبه.و قال اللّهُ تَعَالَی: غَیْرِ اَلْمَغْضُوبِ عَلَیْهِمْ (3)یَعْنِی الیَهُودَ. و هو غَضِبٌ کَکَتِفٍ و غَضُوبٌ کَصبُور و غُضُبٌّ کعُتُلٍّ و غُضُبَّهٌ بزِیَادَهِ الهَاءِ و غَضُبَّهٌ بفَتْحِ الغَیْنِ مع ضَمِّ الضَّادِ و غَضَبَّهٌ بفَتْحهِمَا مَع تَشْدِید المُوَحَّدَه،هکَذا فی النُّسَخ المُصَحَّحَه،و نقله الصَّاغَانِیُّ هکذا عن أَبِی زَیْد، و ضَبَطَه شیخُنا کَهُمَزَه،و هو خَطأٌ و غَضْبَانُ ،و هذا الأَخِیر هو المُتَّفَق علیه بَیْن أَربَابِ اللُّغَه و التَّصْرِیف.یقال:رجل غَضِبٌ و غُضُبٌّ إِلی آخر ما ذکر،أَی یَغْضَبُ سَرِیعاً،و قیل:
شَدِیدُ الغَضَب .و قد نقل الجوهَریُّ بعضَ هَذِه الأَلفاظ عن الأَصْمَعِیّ . وَ هِی أَی الأَنْثَی غَضْبَی کسَکْرَی و یُوجَدُ فی بَعْضِ النُّسَخ بالمَدّ،و هو شَاذٌّ،و الصَّوَابُ بالقَصْر،کما فی نُسْخَتِنَا. و غَضُوبٌ مُبالغَه.و یستوی فیه المُذَکَّرُ و المُؤَنَّث، و سیَأْتی أَنَّه اسمُ امرأَه، وَ لغهُ بنی أَسَد:امرأَهٌ غَضْبَانَهٌ و ملآنَهٌ و أَشباهُهُما،و هی لُغَهٌ قَلِیلَهٌ ،صرَّح به ابنُ مَالِک و ابنُ هشَام و أَبُو حَیَّان، ج غِضَابٌ ،بالکَسْر.
قال دُرَیْدُ بْنُ الصِّمَّه یَرْثِی أَخَاه عَبْدَ اللّه:
فإِن تُعْقِب الأَیَّامُ و الدَّهْرُ تَعلَمُوا
بَنِی قَارِبٍ (4)أَنَّا غِضَابٌ بمَعْبَدِ
قال ابنُ مَنْظُور:قولُه بمَعْبَد یَعْنِی عَبْدَ اللّهِ ،فاضْطُرَّ.
و غَضَابَی بالفَتْح،کَنَدَامَی و یُضَمّ أَوَّلُه،و هو الأَکْثرُ،مثل سَکْری و سُکاری.و أَنْشدَ الجَوهَرِیّ :
فإِن کُنْتُ لمْ أَذْکُرْک و القَوْمُ بَعْضُهمْ
غُضَابَی (5)علی بَعْضٍ فمَالِی وَذائِمُ (6)
و قد أَغْضَبَه غَیْرُه فتَغَضَّبَ ، و غَاضَبْتُه :رَاغَمْتُه ،و به فُسِّر قولُه تَعَالی وَ ذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغاضِباً (7)أَی مُراغِماً لقومه. و غَاضَبْتُ فُلاَناً: أَغْضَبْتُه و أَغْضَبَنِی و هو علی حقِیقَهِ المُفَاعَلَهِ .
و الغَضُوبُ :الحَیَّهُ الخَبِیثَهُ ،و العَبُوسُ مِنَ النُّوقِ و کذَلِکَ غَضْبَی قال عَنْتَرَهُ :
یَنْبَاعُ من ذِفْرَی غَضُوبٍ جَسْرَهٍ
زَیَّافَهٍ مِثْلِ الفَنِیقِ المُقْرَمِ
و الغَضُوب :جَماعه النّسَاء و غضوب .و الغَضُوب : اسْمُ امْرَأَه.
ص:289
قال ساعده بن جُؤَیَّه:
هَجَرَتْ غَضُوبُ و حُبَّ مَنْ یَتَجَنَّبُ
وَعَدت عَوَادٍ دُونَ وَلْیِک تَشْعَبُ
و قال:
شَاب الغُرَابُ و لا فؤَادُک تَارِکٌ
ذِکْر الغَضُوبِ و لا عِتَابُک یُعْتِبُ
فَمَنْ قَالَ : غَضُوبُ ،فَعلی قَوْلِ من قَالَ حارِث و عَبَّاس، و من قَالَ الغَضُوبَ فعلَی مَنْ قَالَ الحَارِث و العَبَّاس.
و الغَضْبَهُ :جِلْدُ المُسنِّ مِنَ الوُعُولِ .و الغَضْبَهُ :جُنَّهٌ شِبْهُ الدَّرَقَهِ ،محرکه،و هی التُّرْس تُتَّخَذُ مِنْ جِلْدِ البعِیرِ یُطْوَی بعْضُها علی بَعْض للقِتَالِ . و الغَضْبَهُ : بَخْصَهٌ ، بالموحده و الخاء المُعْجَمه و الصَّادِ المُهْمَلَه:نُتوّ فَوْق العَیْنَیْن أَو تَحْتهما کهیئه القَمْحَه تَکُونُ بالجَفْنِ الأَعْلَی من العَیْن خلقه کذا فی المُحْکَم. و الغَضْبَهُ : جِلْدهُ الحُوتِ ،نقله الصَّاغَانِیّ . و جِلْدَهُ الرَّأس نقله الصَّاغَانِیّ أَیضاً و جِلْدَهُ ما بَیْن قَرْنَیِ الثَّوْرِ ،نقله الصَّاغَانِیُّ أَیضاً.
و الغُضَابُ ،بالکَسْرِ و بالضَّم:القَذَی فی العَیْنِ و فی أُخْرَی فی العَیْنَیْن،بالتثنیه و الغُضَابُ : دَاءٌ آخرُ یَخرج بالجِلْد و لیس بالجُدَرِیّ .یقال منه: غُضِب بصَرُ فُلان،إِذا انْتَفَخَ من الغُضَاب ما حَوْلَه أَو هو الجُدَرِیّ . و یقال للمَجْدُور: المَغْضُوب ، و فِعْلُه کَسمِع و عُنِیَ و الثَّانِی أَکثرُ، و الأَخِیر نقله الصَّاغَانِیّ .یقال: غُضِبَتْ عینُه،و غَضِبَت ، بِالفَتْح و الکَسْرِ.
و الغِضَابُ کَکِتَاب:ع بالحِجَازِ (1)قال رَبِیعَهُ بْنُ الجَحْدرِ الهُذَلِیّ :
أَلا عاد هذَا القلبَ ما هُوَ عَائِدُهْ
و راثَ بأَطْرَافِ الغِضَابِ عَوَائِدُهْ
و الأَغْضَب :ما بیْنَ الذَّکَرِ إِلَی الفَخِذ نَقَله الصَّاغَانِیّ .
و غَضْبَانُ :جَبَلٌ بالشَّامِ فی أَطْرَافِهِ (2). و غَضْبَی ،کسَکْرَی :اسم فَرَسِ خَیْبَرِیّ بیاء النِّسْبهِ ابْنِ الحُصَیْنِ الکَلْبِی. و قَوْلُ الجَوْهَرِیّ کما قاله الصَّاغَانِی وَ هُو قَولُ ابْنِ سِیَده أَیضاً غَضْبَی أَی کسَکْرَی: اسمُ مائَه مِنَ الإِبِل و حکاه أَیضاً الزَّجَاجِیّ فی نَوَادِرِهِ ، و هی مَعْرِفَهٌ أَی بالعَلَمِیه و لا تَدْخُلُها أَلْ . قال شَیْخُنا:أَی لأَنَّهَا من أَدواتِ التَّعْرِیف،و قد حَصَل لها فی العَلَمِیَّه،و هم یَمْنَعُون من اجْتِماع مُعَرِّفَیْن علی مُعَرَّف وَاحِد و إِن کان المُحَقِّق الرَّضِیّ فی شَرْح الکافیه (3)جَوَّز ذَلِک،و قال:ما المَانِع من اجْتِمَاع المُعَرِّفَیْن علی مُعَرَّفٍ وَاحِدِ إِذَا کان أَحدُهُما یُفِید غیرَ ما یُفِیدُه الآخر؛و لذلک جَوّز إِضافَه العَلَم کقَوْلِه:
عَلا زَیْدُنَا یومَ النَّقَا رأْسَ زَیْدِکم
و هو ظَاهِرٌ قَوِیٌّ ،لکن الأَکْثر علی منْعه و لا یدخلها التَّنْوِینُ قال شَیْخُنَا:أَی لکونها عَلَماً،فتکون مَمْنوعَهً من الصَّرْف للعَلمیَّه و التَّأْنِیث،و هذَا غَیرُ مُحتاج إِلیه.لأَنَّ أَلف التأْنیث تَمْنَع من الصَّرْف مُطلقاً سواءٌ کان مَدْخُولُها مَعْرِفهً أَو نکرهً ،کما فی الخُلاَصَه و شُرُوحِهَا و غیرها من دَوَاوین النَّحْو.و فی الصّحَاح:أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :
و مُسْتَخْلِفٍ من بَعْدِ غَضْبَی صَرِیمَهً
فأَحْرِ به لِطُولِ فَقْرٍ و أَحْرِیَا (4)
و قال:أَراد النُّونَ الخَفِیفَه فوقَف،و هو تصْحِیفٌ من الجَوْهَرِیّ ،و قد قدَّمنا أَنه قولُ ابْنِ سِیدَه و الزَّجَّاجِیّ .و قال ابن مُکَرَّم:و وجدتُ فی بعضِ النُّسخ حاشِیهً :أَنَّ هذه الکَلِمَه تَصْحِیفٌ مِنَ الجوْهَرِیّ و مِنْ جمَاعَه و الصَّوَابُ غَضْیَا،بالمُثَنَّاه من تحْت مَقْصُورَه کأَنَّها شُبِّهَت فی کَثْرتها بمَنْبِت الغَضَی،و نُسِب هذا التَّشْبِیه لیَعْقُوب.قلت:و هو قَوْلُ أَبِی عَمْرو،و إِلیه مالَ ابنُ بَرِّیّ فی الحَوَاشی، و الصَّاغَانِیّ فی التَّکْمِلَه،و نقل شیخُنا عن شَرْح التَّسْهیل للشَّیْخ أَبِی حَیَّان أَنَّه نقل عن ابن ولاَّد أَنَّهَا بالنُّون،و هذا أَغْرَبُهَا،فإِنه لا یُعْرف فی الدَّوَاوین.
ص:290
و الغُضَابِیُّ ،کَغُرَابِیّ :الرَّجُلُ الکَدِرُ فی مُعَاشَرَتِه و مُخَالَفَتِه کأَنه نُسِبَ إِلَی الغُضابِ ،و هو القَذَی.
و من المجاز: غَضِبَتِ الفرسُ علی اللِّجام،کنَوْا بغَضَبِهَا عن عَضِّها عَلَی اللُّجُم.قال أَبُو النَّجْم:
تَغْضَبُ أَحْیَاناً علی اللِّجَامِ
کغَضَبِ النَّارِ علی الضِّرامِ
فسره فقال:تَعَضُّ علی اللِّجام من مَرَحِها،فکأَنَّها تَغْضَبُ ،و جَعَل لِلنَّار غَضَباً علی الاسْتِعَاره أَیضاً،و إِنما عَنَی شِدَّهَ التهابها کقَوْلِهِ تَعَالی: سَمِعُوا لَها تَغَیُّظاً وَ زَفِیراً (1)أَی صَوْتا کصَوْتِ المُتَغَیِّظ ،و استعَارَه الرَّاعِی للقِدْر،فقال:
إِذَا أَحْمَشُوها (2)بالوَقُودِ تَغَضَّبَتْ
عَلی اللَّحْمِ حتی تَتْرُکَ العَظْمَ بَادِیا
و إِنّما یُرِیدُ أَنَّها یَشتَدُّ غَلیانُها و تُغَطْمِطُ فیَنْضَجُ ما فِیهَا حتی یَنْفَصِل اللحمُ من العَظْمِ .
و قال الفراءُ:أَصبحَ (3)جِلْدُه غَضْبَهً واحِدَهً من الجُدَرِیّ ، أَی قِطْعَهً .
و أَغضَبَتِ العَیْنُ إِذَا قَذَفَت مَا فِیهَا.و رجُلٌ غُضَابٌ ، کغُراب:غَلِیظُ الجِلْدِ،نقله الصَّاغَانِیُّ .
و المغْضُوبُ :الذی رَکِبَه الجُدَرِیّ .
و بَنُو غَضُوبَهَ :بطنٌ من العَرَبِ .و غَضْبُ بْنُ کَعْبٍ فی سُلَیْم بْنِ مَنْصُور.و فی الأَنْصارِ غَضْبُ بْنُ جُشَم بْنِ الخَزْرَج.
مَکانٌ غَضْرَبٌ کجَعْفَرٍ،أَهْمله الجَوْهَرِیُّ .
و قال ابنُ دُرَیْد:مَکَانٌ غَضْرَبٌ و غُضَارِبٌ ،بالضَّمِّ أَی خصْبٌ کَثِیرُ النَّبْتِ و المَاءِ. نَقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
الغَطْرَبُ ،بالغَیْن المُعْجَمَه و الطَّاءِ المُهْمَلَه، و تُکسر غَیْنُه: الأَفْعَی روی ذلک عَنْ کُرَاعٍ صاحِب المُجَرّد و غیره،أَو هو أَحَدُ الرواه عن مَالِک. و عِنْدِی أَنَّه تَصْحِیفٌ إِنَّمَا هُوَ بالعَیْن المُهَمَلَهِ و الظَّاءِ المُعْجَمَه،و قد تَقَدَّم قالشیخُنا:و العِنْدِیَّه لا تَثْبُتُ بِهَا اللُّغَه،و لا یُصَادِم ما نقله کُراع،و هو أَحَدُ المُعْتَمَدِین فی الفنِّ ،فلا بدّ من نَقْضِه بنَقْلٍ عن إِمام من أَئِمَّه هذا الشأْن،و إِلاّ فالأَصْلُ ثَبَاتُ قَوْلِه.انتهی.
الغَلْبُ بفَتْح فَسُکُون و یُحرَّک ،وَ هِیَ أَفْصَح، و الغَلَبَه مُحَرَّکه، و المَغْلَبَهُ بالفَتْح،و هو قَلِیل، و المَغْلَبُ ، بغیر هاءٍ،وَ هُمَا مَصْدَرَانِ مِیمِیَّان،و فی الأَوّل قال أَبُو المُثَلَّم:
رَبَّاءُ مَرْقَبَهٍ ،مَنَّاعُ مَغْلَبَه
رَکَّابُ سَلْهَبَه،قَطَّاعُ أَقْرَانِ
و فی المَغْلَبَهِ قالت هِنْدُ بنتُ عُتْبَهَ تَرْثِی أَخَاهَا:
یَدْفَع یومَ المَغْلَبَتْ
یُطْعِم یوْمَ المَسْغَبَتْ
و الغُلُبَّی کالکُفُرَّی،و الغِلِبَّی کالزِّمِکَّی وَ هُمَا عن الفَرَّاء، هکذا عِنْدنا فی النُّسَخ المُصحَّحه،فلا یُعَوَّل علی قَوْل شَیْخِنا:لَوْ قَالَ کَذَا لأَجَاد،ثم قال:و ربما وُجِد فی نُسَخ، لکنه إِصْلاح،و الأُصُولُ المُصَحَّحه مُجَرَّده.قلت:و هذه دعوی عَصَبِیَّه من شیخنا،فإِنَّ النُسخَ الَّتِی رأَینَاها غَالِباً مَوْجودٌ فِیهَا هَذَا الضَّبْط ،و إِذَا سَقَط من نُسْخَتِه لا یَعُمُّ السُّقُوطُ من الکُلِّ ،و کذا قولُه فی أَوَّلِ المَادَّه:أَورد المُصَنِّفُ هذَا اللَّفْظَ و أَتْبَعَه بأَلْفَاظٍ غَیرِ مَضْبُوطه و لا مَشْهُوره تبعاً لِمَا فی المُحْکَم و ذاک یتقید لضبطها بالقَلم،و هذا الْتَزَم ضَبْطَ الأَلْفَاظ باللِّسَان،و کَأَنَّه نَسِیَ الشَّرط ،و أَهْمَل الضَّبْط إِلی آخر مَا قَالَ .و لا یَخْفَی أَنَّ قَوْلَه:و یُحَرَّک،ضَبْطٌ لِمَا قَبْلَه،و الَّذِی بَعْدَه مُسْتَغْنٍ عن الضَّبْطِ لاشْتِهَاره،و اللَّذانِ بَعْدَه من المَصَادِر المِیمِیَّه مَشْهُورَهُ الضَّبْطِ لا یکاد یُخْطِئُ فِیهِمَا الطَّالِب،و اللَّذَانِ بعدَه فقد ضَبَطَهما بالأَوْزَان و إِن سَقط من نُسْخَتِه،و ضَبَط الَّذِی بَعْدَه فقال: و الغُلُبَّهُ بضَمَّتَیْنِ عن اللّحْیَانِیّ (4)قال الشَّاعِرُ:
أَخذْتُ بِنَجْدٍ ما أَخَذْتُ غُلُبَّهً
و بالغَوْرِ لی عِزٌّ أَشَمُّ طَوِیلُ
ص:291
و الغَلُبَّه بفَتْحِ الغَیْنِ و ضَمِّ الَّلامِ ،کذا هو فی نُسْخَتِنَا مضبوطٌ بالقَلَم،أی مع تَشْدِیدِ المُوَحَّدَه فِیهِما،وَ هَذِه عن أَبِی زَیْد. و الغَلابِیَه أَی کزَلاَبِیَه،و الغِلِبَّاءُ ،بالکَسْر و تَشْدِیدِ المُوَحَّده مَمْدُوداً،عن کُرَاع،و الغُلَبَه کهُمَزَه،عن الصَّاغَانِیّ ،کُلُّ ذَلِک بمَعْنَی الغَلَبَه و القَهْر ،و قولهم:
«لتَجِدَنَّه غُلُبَّهً عن قَلِیل»أَی بضَمَّتَیْن،و غَلُبَّه أَی بالفَتْح مع التَّشْدِیدِ،أَی غَلاَّباً.
و المُغَلَّبُ ،کمُعَظَّم: المَغْلُوب مِرَاراً:و المُغَلَّبُ من الشُّعَرَاءِ: المَحْکُومُ لَهُ بالغَلَبَهِ علی قِرْنِه کَأَنَّه غُلِّبَ (1)عَلَیْه.
و
16- فی الحَدِیثِ : «أَهلُ الجَنَّهِ الضُّعَفَاء المُغَلَّبُون ». المُغَلَّب :
الذِی یُغْلبُ کثیراً.و شَاعِر مُغَلَّبٌ ،أَی کثیراً.مَا یُغْلَبُ .
و غُلِّبَ عَلَی صَاحِبِه:حُکِمَ له علیه بالغَلَبَهِ .قال امرؤ القَیْس:
و إِنَّکَ لمْ یفْخَرْ عَلَیْکَ کَفَاخِرٍ (2)
ضَعِیفٍ و لم یَغْلِبْکَ مِثْلُ مُغَلَّبِ
و قال مُحَمَّدُ بنُ سَلاّم:إِذَا قَالَت العَرَبُ :شاعِرٌ مُغَلَّبٌ فهو مَغْلُوب ،و إِذَا قالوا: غُلِّبَ فلانٌ غَالِب .و یقال: غُلِّبَت لَیْلَی الأَخْیَلِیَّه علی نَابِغَه بَنِی جَعْدَه؛لأَنَّها غَلَبَتْه و کان الجَعْدِیّ مُغَلَّبا ،و هو ضِدٌّ ،صَرَّح بِهِ ابنُ منظور و ابنُ سِیده و غَیْرُهُمَا. و المُغَلَّبُ : شَاعِرٌ عِجْلِیٌّ ،بالکَسْر،إِلی عجْلِ بن لُجَیْم.
و غَلِب ،کفَرِح غَلَباً : غَلُظَ عُنُقُه قیل:مع قِصَرٍ فیه، و قیل:مع مَیْلٍ ،یَکُون ذلک مِنْ دَاءٍ أَو غیره،و هو أَغلَبُ .
وَ حَکَی الِّلحیانیّ :ما کانَ أَغْلَبَ ،و لقد غَلِبَ غَلَباً ،یَذْهَب إِلی الانْتِقال عما کَان علیه.قال:و قد یُوصَف بذلِکَ العُنُق نَفسُه فیقال:عُنقٌ أَغْلَبُ ،کما یقال:عُنُقٌ أَجْیَدُ (3)وَ أَوْقَصُ .
و فی حدیث ابن ذِی یَزَن:
بِیضٌ مَرَازِبَهٌ غُلْبٌ جَحَا جِحَهٌ
هی جمع أَغلب ،و هو الغَلِیظُ الرَّقَبه.و ناقه غَلْبَاءُ :غَلِیظَهُ الرَّقَبَه:و منه قولُ کَعْبِ بْنِ زُهَیْر:
غَلباءُ وَجْنَاءُ عُلکومٌ مُذَکَّرَهٌ
و من المجاز: الغَلْبَاءُ :الحَدِیقَهُ المُتَکَاثِفَهُ ، کالمُغْلَولِبَه .
و اغْلَوْلَبَ العُشْبُ ،إِذَا تکاثَفَ . و الغَلْبَاءُ من الهِضَاب:
المُشْرِفَهُ العَظِیمَه. یقال:هَضْبَهٌ غلباءُ ،أَی عظِیمه مُشْرِفَه.
و قوله تعالی: وَ حَدائِقَ غُلْباً (4)قال البَیْضَاوِیّ :أَی عِظَاماً.مُسْتَعَار مِنْ وَصْفِ الرِّقَاب.
و الغَلْبَاءُ من القَبَائِل:العَزیزَهُ المُمْتَنِعَهُ (5).
و الغَلْبَاءُ : أَبُو حَیٍّ ،وَ هُوَ المَعْرُوفُ بتَغْلِبَ کانت تَغْلِبُ تُسمَّی الغَلْبَاءَ .قال الشاعر:
و أَوْرَثَنِی بَنُو الغَلْبَاءِ مَجْداً
حَدِیثاً بعد مَجْدِهُم القَدِیمِ
أَو أَنَّ بَنِی الغَلْبَاءِ :حَیٌّ آخَرُ غیر بَنِی تَغْلِبَ .
و فی المصباح:بنو تَغْلبَ :حَیٌّ من مُشْرِکی العَرَب، طَلَبَهم عُمَرُ بالجِزْیَه فأَبَوْا أَن یُعْطُوها باسم الجِزْیه، و صَالَحُوا علی اسْمِ الصَّدَقَه مُضَاعَفَهً ،و یُرْوَی أَنَّه قال:
هَاتُوها و سَمُّوها ما شِئْتُم. و النِّسْبَهُ إِلَیْهَا بِفَتْح اللاَّمِ استیحَاشاً (6)لتَوالِی الکَسْرَتَیْن مع یَاءِ النَّسَب،و هو قول ابن السَّرَّاج،کذا فی المِصْباح،و ربما قَالُوه بالکَسْرِ لأَنَّ فیه حَرْفَیْن غَیْر مکسوریْن،و فارقَ النِّسْبَهَ إِلی نَمِر.قلت:
و الذِی فی المِصْبَاح أَن الکَسْر هو الأَصْلُ وَ هُو أَی تَغْلِب ابْنُ وَائِلِ بْن قَاسِطٍ بْنِ أَفْصَی بن دُعْمِیّ بن جَدِیلَه بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِیعَهَ بْنِ نِزَار بن مَعَدّ بْنِ عَدْنَان.
و قَوْلُهُم: تَغْلِبُ بِنْتُ وَائِلٍ إِنَّمَا هو ذَهَابٌ إِلَی مَعْنَی القَبِیلَهٍ ،کقَوْلِهِم:تَمِیمُ بِنْتُ مُرٍّ. قال الوَلِیدُ بنُ عُقْبَه [بن أبی معیط ]و کان وَلِیَ صَدَقَات بنی تَغْلِب :
إِذَا ما شَدَدْتُ الرأْسَ مِنّی بمِشْوَذٍ
فغَیَّکِ منی تَغْلِب ابْنهَ وائل
و قال الفرزدق:
لولا فَوَارِسُ تَغْلِبَ ابنهِ وَائِلٍ
ورَدَ العَدُوُّ عَلیکَ کُلَّ مکانِ
ص:292
و تَغَلَّبَ علی بَلَد کذا: اسْتَوْلَی علیه قَهْراً.و الأَغْلَبُ :
الأَسَدُ.
و الأَغْلَبُ : شُعَراءُ و رُجَّازٌ أَزْدِیٌّ و کَلْبِیٌّ و عِجْلِیٌّ أَی من هَذِه القَبَائِل الثَّلاَثَه،فالکَلْبِیّ :اسمه بِشْرُ بنُ حَرْزَم بن خُثَیْم (1)بن جَعْول،و الأَزْدِیّ :هُو ابنُ نُبَاتَه،و هُمَا شَاعِرَانِ (2).
و یَغْلِبُ بْنُ کُلَیْب الحَضْرَمِیّ کَیضْرِبُ ،و کذا یَغْلِب بنْ رَبِیعَه بن نَمِرٍ الحَضْرَمِیّ .قلت:و مِنْ وَلَد الأَخِیر قَاضِی مِصْر أَبو مِحْجَن توبَهُ بْنُ نَمِر بْنِ حَرْمَلَه بْنِ یَغْلِب ،هذا و سَیَأْتی ذِکْرُه و ذکْرُ ذَوِیهِ فی«ب س س».
و غَلْبُونُ بالفَتْح و غَالِبٌ و غَلاَبٌ کسَحَابٍ و غَلاَّبٌ مثل کَتَّانٍ و غُلَیْبٌ مِثْل زُبَیْرٍ:أَسْمَاءٌ. فمِنَ الأَوَّل جَدُّ أَبِی الطَّیِّب مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَد بن غَلْبُون المقرئ المصریّ ،روی عن أَبی بکر السَّامِریّ ،و عنه أَبو الفَضْل الخُزَاعِیّ .و الثانی قَبِیلَهٌ من خَوْلاَنَ ،إِلَی غَالِبِ بْن سَعْد بْنِ خَوْلاَن من قُضَاعَه[مِنْهُم] (3)عُمَرُ بْنُ زَیْدِ الغَالِبِیُّ الشَّاعِر،و مُحَمَّدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ غَالِب الغَالِبِیّ ،إِلی جدِّه.قال أَبو علِیّ القَالِیّ :نَاولنی کِتَاب الأَلْفَاظ لِیَعْقُوب بْنِ السِّکِّیت عن ابْنِ کَیْسَان عن ثَعْلَب عنه.
و الثالِث سَیَأْتِی تَحْقِیقُه.و الرابع خَالِدُ بْنُ غلاَّب القُرَشِیّ البَصْرِیّ .قال ابنُ مَرْدَوَیْه فی تاریخ أَصْبهَان:لَهُ صُحْبَه.
قلت:و هکذا فی مُعْجَم ابْنِ فَهْد،و لکن وَهِمَ ابنُ السَّمْعانِیّ هنا فقال:و هو جَدّ الغَلاَّبِین بالبصره.و غَلاَبِ أُمُّه،لأَنَّ الصوابَ التَّخْفِیف کما یَأْتی.و غالِب بْنُ الحَارِث المُزَنِیّ ،و غَالِبُ بْنُ بِشْر الأَسَدِیّ ،و غَالِبُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ الکِنانیّ :صَحَابِیُّون.
و غَلاَبِ کَقطَامِ :اسمُ امرَأَهٌ مِنَ العَرَبِ ،مِنْهُم مَنْ یَبْنِیهِ علی الکسر و مِنْهُم من یُجْرِیه مُجْری زَیْنَب.قال ابنُ الکَلْبِیّ :بنو غَلاَب :هم بَنُو الحَارِث بْنِ أَوْس،قال الرُّشاطِیّ :الحَارِث بنُ أَوْس بْنِ النَّابِغَه بن غَنِیّ (4)بْنِ حَبِیبِ بْنِ وَاثِلَهَ بْنِ دُهْمَان بْنِ نَصْرِ بْنِ مُعاوِیه،أَهل بَیتٍ بالبَصْرَه یُعْرَفُونَ ببنِی غَلاَبِ ،و غَلاَبِ :جَدَّه لهم من مُحَارِب بْنِ خَصَفَه.و قال الرُّشَاطِیّ :رأَیتُ بخَطِّ أَمِیرِ المُؤْمِنِین الحکَم:أُمُّ الحارِث بْنِ أَوْس غَلابُ ابْنَهُ الفَهْمِیّ (5)،و هذا یُخَالِف قَوْلَ ابن دُرَیْد.مِنْهم غَسَّانُ بْنُ المُفَضَّل،و بِشْرُ بْنُ المُفَضَّل،و عَبَّاس بْنُ أَبِی طَالب.و قال ابنُ الأَثیر:أَبو بَکْر مُحَمَّدُ بْنُ زَکَرِیَّا بْنِ دِینَار الغَلابِیّ (6)البصْرِیّ ،عن عَبْدِ اللّهِ بن رَجَاء،و عنه[سلیمان بن أحمد] الطَّبرانیّ و غَیْرُه،و قال:غَلاَب اسمُ بَعْضِ أَجْدَادِه.
و غَالِبٌ :ع أَی موضِعُ نَخْل دُونَ مِصْر (7)حمَاها اللّهُ عَزَّ و جَلَّ ،قال کُثَیِّر عزَّه:
یجُوزُ بِیَ الأَصْرامَ أَصرَامَ غالِبٍ
أَقُولُ إِذَا ما قِیلَ أَیْن تُرِیدُ
أُریدُ أَبَا بَکْر و إِنْ حَالَ دُونَه
أَ ماعِزُ تَغْتَالُ (8)المَطِیَّ وَ بِیدُ
و المُغْلَنْبِی :الَّذِی یغْلِبُک و یَعْلُوک و هذَا البَابُ مُلْحَق باحْرَنْجَمَ ،علی ما عُرِفَ فی التَّصْرِیف.
*و مما بَقِیَ علی المُصَنِّف:
قولُهم: غَلَب علی فُلان الکَرَمُ ،أَی هو أَکْرَمُ خِصالِه.
و رجل غَالِبٌ من قَوْمٍ غَلَبَه ،و غَلاَّب من قَوْم غَلاَّبِین .
و رجُلٌ غُلُبَّهٌ وَ غَلُبَّه : غَالِبٌ کَثیرُ الغَلَبَه .و قال اللِّحْیانِیُّ :
شَدیدُ الغَلَبه و قال:«لتَجِدنَّه غُلَبَّه عن قَلِیل»وَ غَلُبَّه ،أَی غَلاَّباً ،و قد غَالَبه مُغَالَبَهً و غِلاَباً .قال کَعْبُ بْنُ مالک:
هَمَّتْ سَخِینَهُ أَن تُغَالِبَ رَبَّها
و لَیُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ
و اسْتَغْلَب علیه الضَّحِکُ :اشْتَدَّ کاستَغْرَبَ .و غَلَبه علی نَفْسِه،إِذَا أَکْرهه،من الأَسَاسِ .
و بنو الأَغْلَب بِإِفْرِیقِیَه،و هم من تَمِیم بنِی الأَغْلَب بْنِ
ص:293
سَالم بْنِ سوَّارَه بْنِ إِبْرَاهیم بن عِقَال بن خَفَاجه بْنِ عبْدِ اللّهِ بن عَبَّاد.منهم بَنُو زِیادَه بْنِ مُحَمَّد بْنِ أَحْمَد بْنِ الأَغْلَبِ بْنِ إِبراهِیمَ بنِ الأَغْلَب .و تَغْلِبُ بنُ حُلْوانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الحَافِ بنُ قُضَاعَه.ذکره الأَمیرُ ابنُ مَاکُولا و غَیْرُه من أَهْل النَّسَب.
و بعِیرٌ غُلاَلِبٌ کعُلاَبِط : یَغْلِب بِسَیْرِه.و اغلَوْلَبَ القَوْمُ ، إِذا کَثُرُوا.و اغْلَوْلَبَت الأَرْضُ ،إِذا التَفَّ عُشْبُها.
الغُنَبُ کَصُرَد أَهمله الجوهرِیّ ،و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ :هی دَارَاتٌ أَوْساطَ الأَشْدَاقِ .قال:و إِنَّما تَکُونُ فی أَوْسَاطِ أَشْدَاقِ الغِلْمَان المِلاَح وَاحِدَتُها (1)غُنْبَهٌ ،بالضَّمّ و یقال: الغُنْبَهُ :التی تَکُون وسط خَدّ الغُلام المَلِیح،و لکن ضَبَطَه الصَّاغَانیّ الغُنُب ،بضَمَّتَیْن.
و الغَنْبُ بالفَتْح فالسُّکُون: الغَنِیمَهُ الکَثِیرَهُ کأَنَّ الباءَ بَدَلُ المِیم.
الغُنْدُوبُ ،و الغُنْدُبه بضَمِّهما أَهمَلَهما الجوهرِیّ ،و قال اللَّیْث:هما لَحْمَهٌ صُلْبَه حَوالِی الحُلْقُومِ .
و الغُنْدُبَتَان :عُقْدَتَان فی أَصْل اللِّسانِ . و الَّلغَانِینُ هی الغَنَادِب بِمَا عَلَیْهَا من اللَّحْم حولَ اللَّهاه،واحِدَتُها لُغْنُونَه، و هی النَّغَانِغ،واحدتُها نُغْنُغَه. أَو الغُنْدُبَتَان : لَحْمَتَان قد اکْتَنَفَتَا اللَّهَاه و بینهما فُرْجَهٌ .و قیل:هما اللَّوْزَتَانِ ،و قیل:
غُنُدُبَتَا العُرْشَیْن:اللَّتَانِ تَضُمَّان العُنُقَ (2)یمِیناً و شمالاً أَو هما شِبْهُ الغُدَّتَیْن فی النّکَفَتَیْنِ ،فی کُلّ نَکَفَه غُنْدُبَه ج أَی جمع الکُلِّ غَنَادِبُ ،قال رُؤْبهُ :
إِذَا اللَّهاهُ بَلَّتِ الغَباغِبَا
حَسِبْت فی أَرْآدِه غَنَادِبَا
الغَیْهَبُ :الظُّلْمَه ،و به فُسِّر حَدِیثُ قُسِّ :
«أَرمُق الغَیْهَب » (3)کالغَیْهَبَانِ ،و قد اغْتَهَبَ الرجلُ : سَارَ فِیهِ أَی الغَیْهَب .قال الکُمَیْت:
فَذَاکَ شَبَّهْتُه المُذَکَّرَهَ الْ
وجْنَاءَ فی البِید وَهْی تَغْتَهِبُ
أَی تُباعِدُ فی الظُّلَمِ و تَذْهَبُ .
و الغَیْهَبُ : الشَّدِیدُ السَّوَادِ مِنَ الخَیْلِ و الَّلیْلِ بالجَرِّ معطوفٌ علی الخَیْل و یُمْکِن أَنْ یَکُونَ بالرَّفْع علی أَنَّه مَعْطُوفٌ علی الشَّدِید،کَما فی الأَسَاسِ .و الغَیْهَبُ :
اللَّیْلُ .تقول:أَحسنُ من بیاضِ الکَوْکَبِ فی سَوَادِ الغَیْهَبِ (4)،انتهَی.و عن اللَّیْثِ : الغَیْهَبُ :شِدَّهُ سوادِ الَّلیْلِ و الجَملِ و نَحْوِه.یقال:جمل غَیْهبٌ :مظلمُ السوادِ.قال امرؤ القیس:
تَلاَفَیْتُهَا و البُومُ یَدْعُو بها الصَّدی
و قد أُلْبِسَتْ أَفرَاطَهَا ثِنْیَ غَیْهَبِ (5)
و عن اللِّحْیَانِیّ :أَسْوَدُ غَیْهَبٌ ،و غَیْهَمٌ .و عن شَمِر:
الغَیْهَبُ من الرِّجال:الأَسْوَدُ،شُبِّه بغَیْهَبِ الَّلیْل.و أَسوَدُ غَیْهَبٌ :شدِیدُ السَّوَادِ.و لیلٌ غَیْهَبٌ :مُظْلِم.و فرس أَدْهَمُ غَیْهَب ،إِذَا اشتدَّ سوادُه.
و فی کتابِ الخَیْل لأَبِی عُبَیْد:أَشَدُّ الخَیْل دُهْمَهً الأَدهَمُ الغَیْهبِیُّ ،و هو أَشدُّ الخَیْل سَوَاداً،و الأُنْثَی غَیْهَبَه ،و الجَمْعُ غَیَاهِبُ .قال:و الدَّجُوجِیّ دُونَ الغَیْهَب فی السَّوادِ،و هو صَافِی لَوْنِ السَّواد. و الغَیْهَبُ : الرَّجُلُ الضَعِیفُ الغَافِلُ المَهْبُوت.قال:
حَلَلْتُ به وِتْرِی و أَدْرَکْتُ ثُؤْرَتِی
إِذَا ما تَنَاسَی وِتْرَه کُلَّ غَیْهَبِ
و قد مَرَّ فی العَیْن المُهْمَلَه أَو هو الثَّقِیلُ الوَخِم أَو هو البَلِیدُ ،قال کَعْبُ بن جُعَیْل یَصف الظَّلِیم:
غیْهَبٌ هَوْهَاءَهٌ مُخْتلِطٌ
مُسُتَعَارٌ حِلْمهُ غیرُ دَئِلْ
و فی الرَّوْضِ للسّهَیْلیّ ،و یقال لذکرَ النَّعَام: غَیْهَب .
و الغَیْهَبُ : الکِسَاءُ الکَثِیرُ الصُّوف ،لغه فی العیْنِ المُهْمَلَه، و قد تَقَدَّم.
و الغَیْهَبَهُ :الجَلَبَهُ ،مُحَرَّکَه،هو الصَّیَاحُ و الحَرَکَه فِی
ص:294
القِتَال ،نقله الصَّاغَانِیّ . و الغَیْهَبَانُ بِرفْعِ النُّون: البَطْنُ ، نَقَلَه الصَّاغَانِیّ .
و غِهِبَّی الشَّبَابِ کَزِمِکَّی و یُمَدُّ أَوَّلُه و إِبَّانُه لُغَهٌ فی العَیْنِ المُهْمَلَه و قد تقدم.
و غَهِب عَنْه کفَرح و أَغْهَبَ غَفَلَ عنه و نَسِیَه.
و الغَهَبُ بالتَّحْرِیک:الغَفْلَهُ .
و فی الصِّحاحِ -فی الحَدِیثْ :سُئل عَطَاءٌ عن رجُلٍ أَصاب صَیْداً غَهَباً ،مُحَرَّکَه (1)قال:علیه الجزَاء. الغَهَبُ :
أَن یُصِیب غَفْلَهً بِلاَ تَعَمُّدٍ. و مِثْلُه فی لِسَانِ العَربِ و النِّهایَه و غَیْرهما من دَواوِین اللُّغَهِ .
الغَیْبُ :الشَّکُّ قال شیخُنا:أَنکَره بعْضٌ ، و حَمَلَه بعْضٌ علی المجَاز،و صَحَّحه جمَاعه ج غِیابٌ و غُیُوبٌ قال:
أنت نَبِیٌّ تَعْلَمُ الغِیَابا
لا قائلاً إِفکاً وَ لاَ مُرْتَابَا
و الغَیْبُ : کُلُّ مَا غَابَ عَنْکَ ،کأَنه مَصْدَر بِمَعْنَی الفَاعِل،و مثْلُه فی الکَشَّاف.قال أَبُو إِسْحَاق الزَّجَّاجُ فی قَوْلِه تَعَالَی: یُؤْمِنُونَ بِالْغَیْبِ (2)أَی بما غَابَ عَنْهم، فَأَخْبَرَهُم (3)به النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم من أَمْرِ البَعْث و الجنَّه و النَّارِ.و کُلُّ مَا غَاب عَنْهُم مِمَّا أَنْبَأَهُم به فهو غَیْبٌ .و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
یُؤْمِنُون بِاللّهِ .قال:و الغَیْبُ أَیْضاً:مَا غَابَ عن العُیُونِ و إِنْ کَانَ مُحَصَّلاً فی القُلُوب.و یقال:سَمِعتُ صَوتاً مِنْ ورَاء الغَیْبِ ،أَی مِنْ مَوْضِعٍ لا أَراه.و قد تَکرَّر فی الحَدِیثِ ذکْرُ الغَیْب ؛و هو کلُّ ما غَاب عَنِ العُیُون سَوَاءٌ کان مُحصَّلاً فی القلوب أو غَیْرَ مُحصَّل.
و الغَیْبُ من الأَرْضِ :ما غَیَّبکَ ،و جَمْعُه غُیُوبٌ .أَنشدَ ابْنُ الأَعْرابِیّ :
إِذَا کَرِهُوا الجمِیعَ و حَلَّ مِنْهُم
أَراهِطُ بالغُیوبِ و بالتِّلاَعِ
و الغَیْبُ : مَا اطْمأَنَّ من الأَرْضِ و جَمْعُه غُیُوبٌ .قال لَبِیدٌ یَصِف بَقرهً أَکَلَ السَّبُع وَلدَها،فأَقَبَلَت تَطُوفُ خَلْفَه:
و تَسَمَّعتْ رِزَّ الأَنِیسِ أَی صَوْتَ الصَّیْادِین (4)،فَرَاعَهَا، عن ظَهْرِ غَیْبٍ و الأَنِیسُ سَقَامُهَا تَسَمَّعَت رِزَّ الأَنِیسِ أَی صَوْتَ الصَّیّادِین 4،فَرَاعَهَا،أَی أَفزَعَهَا.و قوله:و الأَنِیسُ سَقَامُهَا،أَی أَنَّ الصَّیَّادِین یَصِیدُونَها فهم سَقَامُهَا.
و قال شَمِر:کُلُّ مَکَان لا یُدْرَی ما فیه فهو غَیْبٌ ،و کذلک المَوْضِعُ الَّذِی لا یُدْرَی ما وَرَاءَه،و جَمْعُه غُیُوب .قال أَبو ذُؤَیْب:
یَرْمِی الغُیُوبَ بِعَیْنَیْه و مَطْرِفُهُ (5)
مُغْضٍ کما کَشَفَ المُسْتَأْخِذُ الرَّمِدُ
کذا فی لسان العرب.
و الغَیْبُ : الشَّحْمُ ،أَی شَحْمُ ثَرْبِ الشَّاهِ ،و شاهٌ ذَاتُ غَیْب أَی شَحْمٍ ، لتَغَیُّبِه عن العیْن.و قولُ ابْنِ الرِّقاع یَصِفُ فَرَساً:
و تَرَی لِغَرِّ نَساهُ غَیْباً غَامضاً
قَلِقَ الخَصِیلَه من فُوَیْقِ المَفْصِل
قوله غَیْباً ،یَعْنِی انْفَلَقَت فَخِذَاه بلَحْمَتَین عند سمَنه فجَرَی النَّسا بَیْنَهُمَا و اسْتَبَانَ .و الخَصیلَهُ :کلُّ لَحْمَه فیها عَصَبَه.و الغَرُّ:تَکَسُّر الجلْدِ و تَغَضُّنه.
و الغَیْبَهُ بالفَتْح،و الغَیْب کالغِیَاب بالکَسْرِ،و الغَیْبُوبَهِ علی فَعْلُوله و یقال:فَیْعُولَه،علی اخْتلاف فیه. و الغُیُوبِ و الغُیُوبَهِ بضَمِّهِمَا و المَغَاب ،و المَغِیب کُلُّ ذلک مَصْدَر غاب عَنِّی الأَمرُ،إِذَا بَطَن. و الغَیْبُ :مثل التَّغَیُّبٍ . یقال: تَغَیَّبَ عَنِّی الأَمْرُ:بَطَنَ ،و غَیَّبَهُ هُو و غَیَّبهُ عنْه.و
17- فی الحَدِیثِ : «لَمَّا هجَا حَسّانُ قُریْشاً قالوا:إِنَّ هذا لَشَتْمٌ ما غَابَ عَنهُ ابنُ أَبی قُحَافَه». أَرادُوا أَنَّ أَبا بَکْر کان عَالِماً بالأنْسَابِ و الأَخْبَارِ، فهو الذی عَلَّم حَسَّانَ .و یدُلُّ علیه
14- قولُ النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم لِحَسَّان:
«سَلْ أَبا بَکْر عن معَایِبِ القَوْم». و کان نَسَّابَهً عَلاَّمَه.
ص:295
و غَابَتِ الشَّمسُ و غیرُهَا من النُّجُوم مغِیباً و غِیاباً و غُیُوباً و غَیْبُوبَهً و غُیُوبَهً ،عن الهَجَرِیّ :غَرَبت.و غَاب الرَّجُل غَیْباً و مَغِیباً و تَغَیَّبَ :سَافَر،أَو بَانَ .و أَمَّا ما أَنشَدهُ ابنُ الأَعْرَابِیّ :
و لا أَجْعَلُ المَعْرُوفَ حِلَّ أَلِیَّه
و لا عِدَهً النَّاظِرِ المُتَغَیَّبِ
إِنَّما وَضَع فیه الشاعِرُ المُتَغَیَّبَ موضع المُتَغَیِّب .قال ابنُ سیِدَه:و هکذا وجدتُه بخَطِّ الحَامِض،و الصحِیح المُتَغَیِّب ، بالکَسْرِ.
و غَابَ الشَّیْ ءُ فی الشَّیءِ یَغِیبُ غِیَابَهً بالکَسْرِ و غُیُوبهً بالضَّمِّ و بالفَتْح،هما عن الفَرَّاء وَ غَیَاباً بالفَتْح و غِیَاباً و غِیبهً (1)بِکَسْرِهِمَا،و قوم غُیَّبٌ کرُکَّع و غُیَّابٌ مثل کُفَّار و غَیَبٌ ، مُحرَّکهً ،کخَادِم و خَدَمٍ ،أَی غائِبُون ،الأَخِیرهُ اسمٌ للجمْع، و صَحَّت الیَاءُ فیها تَنبِیهاً علی أَصْل غاب ،و إِنما تَثْبُتُ فیه الیاءُ مع التَّحْرِیک؛لأَنَّه شُبِّه بِصَیَدٍ و إِنْ کان جَمْعاً،و صیَدٌ مَصْدَرُ قَوْلک:بعِیرٌ أَصْیدُ؛لأَنَّه یجوز أَن تَنْوِیَ به المَصْدَر.
و
16- فی حدیثِ أَبِی سَعِید: «إِنَّ سَیِّد الحَیِّ سَلِیمٌ ،و إِنّ نَفَرَنَا غَیَبٌ » (2). أَی رِجَالنَا غَائِبُون .
و قال الهَوَازِنِیّ : الغَابَهُ :الوَطْأَهُ (3)مِنَ الأَرْض الَّتی دُونَهَا شُرْفَه،و هی الوَهْدَهُ ،رواه شَمِر عن الهوازِنِیّ . و قال أَبو جَابِر الأَسَدیّ : الغَابَه : الجمْعُ مِنَ النّاسِ ،وَ من المَجَاز:
أَتوْنَا فی غَابَه .قلت:یُحْتَمَل أَنْ یکون بمَعْنَی جَمْع من النَّاسِ ،أَوِ الغَابَه : الرُّمْحُ الطَّوِیلُ الذی له أَطْرَافٌ تُرَی کأَطْرَافِ الأَجَمَهِ أَو المُضْطَرِبُ منه فِی الرِّیح ،و قِیلَ :هِیَ الرِّماح إِذَا اجتَمعتْ .قال ابنُ سِیَده: وَ أُرَاه علی التَّشْبِیه بالغَابَه الَّتِی هِیَ الأَجَمَهُ ذاتُ الشَّجَرِ المُتَکَاثِف؛لأَنَّها تُغَیِّبُ مَا فِیهَا،و الجَمْعُ من کُلِّ ذَلکَ غَابَاتٌ وَ غَابٌ .
و قیل: الغَابَه :الأَجَمَه الَّتِی طالَت و لهَا أَطْرَافٌ مُرْتفِعَهٌ باسقهٌ .یقال:لیْثُ غابهٍ .و الغابُ :الآجام،و هو من الیاء.
و
1- فی حَدِیثِ عَلَیٍّ کرَّم اللّهُ وَجْهَه:
کلیْثِ غابَاتٍ شدِیدٍ قَسْوَرَهْ .
أَضَافَه إِلَی الغَابَاتِ لِشدَّته و قُوتَّه.
و غَابَهُ :اسْمُ ع،بالحجازِ.
و قال أَبو حَنِیفَه: الغَابَه :أَجَمهُ القَصب.قال:و قد جُعِلَت جماعَه الشَّجَر،لأَنَّه مَأْخُوذٌ من الغَیَابَهِ .و
14- فی الحَدِیث: «أَنّ مِنْبر سَیِّدِنا رسُولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم کان من أَثْلِ الغَابَهِ » و فی روایه:«من طَرْفاءِ الغَابَه ». قال ابنُ الأَثیر:الأَثْلُ :
شَجَرٌ شَبِیهٌ بالطَّرْفَاءِ إِلاَّ أَنَّه أَعْظَمُ منه.و الغَابَهُ :غَیْضَهٌ ذَاتُ شَجَر کثیر،وَ هی علی تِسْعَهِ أَمْیال من المَدِینَه.و قَال فی مَوْضعِ آخَر (4):هی مَوْضِع قَرِیبٌ من المدینه من عَوَالیهَا، و بِهَا أَمْوالٌ لأَهْلها،قال:و هو المَذْکُور فی حَدیثِ السِّباق.
و فی حدیثِ تَرِکَه ابْنِ الزُّبَیْر و غَیْر ذلک.
و غَیَابَهُ کُلِّ شَیْ ءٍ:ما سَتَرَک ؛و هو قَعْرُه مِنْهُ کالجُبِّ و الوَادِی و غَیْرهما.تَقولُ :وقَعْنَا فِی غَیْبَه من الأَرْض،أَی فی هَبْطه،عن اللِّحیانیّ .و وقعوا فی غَیابَهٍ من الأَرْض،أَی فی مُنْهَبَطَ منها. و منه قول اللّه عز و جل: و أَلقُوهُ فی غَیابَاتُ الجُبِّ (5)و فی حرف أُبَیٍّ : «فی غَیْبَه الجُبِّ » .
و بَدا غَیَبَاتُ (6)الشّجَر بفَتح الغَیْن و تَخْفِیفِ الیَاء و آخِره تَاءٌ مُثَنَّاه فَوْقِیه،هکَذَا فی نُسْخَتِنا،و هو خَطَأٌ،و صَوَابُه غَیْبانُ بالنُونِ فی آخِرِه و تُشَدَّدُ الیاءُ التَّحْتِیَّه و فی نُسْخَه زِیَادَه قوله:
و تُکْسَرُ،أَی الغَیْن عُرُوقُه التی تَغَیَّبَت منه،و ذلک إِذا أَصابه البُعاقُ (7)مِن المَطَرِ فاشْتَدَّ السَّیْلُ فحَفَر أُصولَ الشَّجَر حتی ظَهَرت عُروقُه و ما تَغَیَّب مِنْهُ .
و قال أَبُو حَنِیفَه:العَرَب تُسَمِّی ما لم تُصِبْه الشَّمْسُ من النَّبَاتِ کُلِّه الغَیْبَانَ بتَخْفِیف الیَاءِ،و الغَیَابَهُ کالغَیْبَان ،و عن أَبی زِیَادٍ الکِلاَبِیّ : الغَیَّبَانُ بالتَّشْدِید و التَّخْفِیفِ مِنَ النَّبَاتِ :
ما غَابَ عَنِ الشَّمْسِ فلم تُصِبْه،و کذلک غَیَّبَانُ العُرُوق.
کذَا فی لسان العرب.
و روی بعْضُهُم أَنّه سَمِع: غَابَه یَغِیبُه ،إِذَا عابَه و ذَکَره بِمَا فِیهِ مِنَ السُّوء. و فی عباره غَیْره و ذَکَر منه ما یَسُوءُه، کاغْتَابَه .
ص:296
و الغَیْبَهُ من الغَیْبُوبَه ،و الغِیبَهُ من الاغْتِیَاب .یقال: اغتاب الرجُل صاحِبَه اغْتِیَاباً ،إِذَا وَقَعَ فیه:و هو أَن یَتَکَلَّم خَلْف إِنْسَان مَسْتُورٍ بِسُوءٍ،أَوْ بِمَا یَغُمُّه،[لو سمعه]و إِن کَان فِیهِ ، فإِن کان صِدْقاً فهو غِیبَهٌ ،و إِنْ کَانَ کَذِباً فهو البَهْتُ و البُهْتَانُ ،کذلک جَاءَ عَنِ النَّبِیِّ صلی اللّه علیه و سلم،و الاسم الغِیبَه ؛و لا یکونُ ذلِکَ إِلاّ مِنْ وَرَائِه،و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: وَ لا یَغْتَبْ بَعْضُکُمْ بَعْضاً (1)أَی لا یتَنَاولْ رَجُلاً بظَهْرِ الغَیْب بما یَسُوءُه مِمَّا هُوَ فِیه،و إِذَا تَنَاوَلَه بِمَا لیس فیه فهو بَهْتٌ و بُهْتَانٌ ،و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : غَابَ ،إِذَا اغْتَابَ ،و غَابَ ،إِذَا ذَکَر إِنْسَاناً بخَیْرٍ أَوْ شَرٍّ و الغِیبَهُ فِعْله مِنْه أَی من الاغْتِیَاب ،کمَا أَسْلفْنا بَیَانَه تکُونَ حَسَنَهً أَو قَبِیحَهً ،و أَطْلَقَه عن الضَّبْطِ لشُهْرَتِه.
و امرَأَهٌ مُغِیبٌ (2)،و مُغِیبَهٌ : غَابَ عنها بَعْلُها أَو وَاحِدٌ من أَهْلِها.الأُولَی عن اللِّحْیَانیّ .و یقال:هی مُغِیبه ،بالهاء و مُشْهِدٌ،بلا هَاءٍ،نَقَلَه ابنُ دُرَیْد. و أَغابَتِ المَرْأَه فهی مُغِیبٌ کمُحْسِن أَی بالإِعْلاَل،وَ هذِه عن ابْنِ دُرَیْد، غَابُوا عَنْهَا.و
16- فی الحَدِیثِ : «أَمْهِلُوا حَتَّی تَمْتَشِط الشَّعِثَهُ و تَسْتَحِدَّ المُغِیبَهُ ». هی التی غَابَ عَنْها زَوْجُهَا. و
17- فی حَدِیث ابْنِ عَبَّاس: «أَنَّ امرأَه مُغِیباً أَتت رَجُلاً تَشْتَرِی منه شَیْئاً،فتعرَّض لَهَا،فقالَت له:ویْحَک إِنِّی مُغِیبٌ .فتَرَکها». و قَوْلُهُم:و هم یَشْهَدُون أَحْیاناً وَ یَتَغَایَبُون أَحْیَاناً،أَی یَغِیبُون أَحْیَاناً،و لا یقال: یَتَغَیَّبُون .و یقال: تَغَیَّب عَنِّی فُلاَنٌ ،و لاَ یَجُوزُ ،أَی عِنْد الجَمْهُور عَدَا الکُوفِیِّین، تَغَیَّبنِی ،إِلاَّ فی ضَرُورَهٍ شِعْرٍ قال امرؤُ القَیْس:
فَظلَّ لَنَا یومٌ لَذِیذٌ بنَعْمَهٍ
فَقِلْ فی مَقِیلٍ نَحْسُه مُتَغیِّبِ (3)
و قال الفَرَّاءُ:م المُتَغَیِّبُ مَرْفُوعٌ و الشِّعْرُ مُکْفَأٌ و لا یجُوز أَن یُرَدَّ (4)علی المَقِیل،کما لاَ یَجُوزُ:مررتُ برَجُل أَبوه قَائِمٍ (5). و غَائِبُکَ :مَا غَابَ عنْکَ ،اسمٌ کالْکَاهِل و الجَامِلِ ،أَی لَیْسَ بمُشْتَقٍّ من الغَیْبُوبَه .و أَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :
و یُخْبِرُنِی عنْ غَائِبِ المَرْءِ هَدْیُه
کَفَی الهَدْیُ (6)عَمَّا غَیَّب المرءُ مُخْبِرَا
قال:شَیْخُنَا:و لکنْ قولُه فی تَفْسِیره:ما غَاب عنْک،أَی الَّذِی غَابَ ،صَرِیحِ فی أَنَّه صِیغَهُ اسْمِ فَاعِل من غَابَ و إِن کَانَ یُمْکن دَعْوَی أَنَّه الأَصْل و تُنوسِیَت الوصْفِیَّهُ و صارَ اسْماً للغَائِب مُطْلَقاً،کالصَّاحِب،فَتَأَمَّل،انتهی.
*و مِمّا بقِی علی المؤلف:
قولُهم: « غَیَّبَه غَیَابُهُ » أَی دُفِن فی قَبْرِه،و مِنْه قَوْلُ الشَّاعِر:
إِذَا أَنَا غَیَّبَتْنِی غَیابتی
أَرَادَ بِهَا القبرَ لأَنَّه یُغَیِّبه عن أَعْیُن النَّاظِرُین،و مِثْلُه فی مَجْمع الأَمْثَال للمیْدانِی.
و قیل الغَیابه فی الأصل قَعْرُ البِئرُ،ثم نُقِلَت لِکُلِّ غَامِضٍ خَفِیّ و المُغَایبَه خلاَفُ المُخَاطَبَه.
و فِی الأَساسِ تَقُولُ :أَنَا مَعَکُم لا أُغَایِبُکم ،و تَکلَّمَ به عن ظَهْرِ غَیْبٍ ،و شَرِبَتِ الدَّابَّهُ حَتَّی وَارَت غُیوبَ کُلاَها، و هی هُزُومها،جَمْع غَیْب و هی الخَمْصه (7)التی فی موضع الکُلْیَه انتهی.
و فی لسان العرب:
16- فی حَدِیثِ عُهْدَهِ الرَّقِیقِ : «لا دَاءَ و لا خُبْثَهَ (8)و لا تَغْیِیب ». التَّغْیِیبُ (9):أَن تبیعه ضَالَّه و لُقَطَه.
قال شَیْخُنَا:هذا الفَصْل سَاقِطٌ برُمَّته من الصِّحَاح و الخُلاَصَهِ و أَکْثَرِ الدَّوَاوِینِ ،لأَنَّه لَیْسَ فِیه شَیْ ءٌ من الأَلْفَاظ العَرَبِیَّه،إِنَّما فِیهِ أَسماءُ قُرًی أَو بُلْدَان أَو أَشْجَار أَعْجَمیَّه.
قلت:ذُکَرِ فی الأَسَاسِ منها فَرَّبَ ،و فی المُحْکَم و النِّهَایَهِ
ص:297
و لِسَانِ الْعَرَب و التَّکْمِلَه:فرب و فرقبَ و فرنبَ .و زاد المُؤَلِّفُ عَلَیْهم بمَادَّتَیْن،علی ما یأْتی بَیَانُ الکُلّ .
فمِنْ زِیَادَات المُؤَلِّف عَلَیْهِم:
فُبٌّ کَجُبٍّ هو بالضَّمِّ ،کما هو فی نُسْخَتِنا، وَ هُوَ الصَّوَابُ : ع بالکُوفهِ رُوِی ذلک عن النَّسَابَه الإِخْبَارِیّ أَبِی عَبْدِ اللّهِ یَاقُوتٍ بْنِ عبدِ اللّهِ الرُّومیِّ الأَصْل الحَمَوِیِّ المَوْلِد (1)فی کِتابه مُعْجَم البُلْدَان،عِنْدِی منه الجُزْءُ الأَوّلُ و الثَّانِی و العاشِر من تَجْزئَهِ عشرَهِ أَجْزَاء،و هی نُسْخَه خَلِیل بْنِ أَیبَک الصَّفَدِیّ ،و علیها خَطُّه و خَطُّ العَلاَّمه أَحْمَد بْنِ مُبَارَکْشَاه الصِّدِّیقیّ الحَنَفیّ الذی اخْتَصَرَه عَلَی نَحْوِ العُشْر فی سَنَه أَرْبعین و ثَمَانِمَائهِ .
أَو هو بَطْنٌ من هَمْدَان،منه سَعْدَانُ بن نَصْر (2)الفُبِّیُّ مُحَدِّث مشهورٌ،ذَکَره السَّمْعَانِیّ أَو هُوَ سَعِیدٌ ،و سَعْدَانُ لقب أَو هُوَ بالقَافِ بَدَل الفَاءِ،و هو ضَعِیفٌ .
قال شیخُنا:الظَّاهِرُ أَنَّهما یَرْجِعَان إِلی قَوْل وَاحِدٍ،و هو أَنَّ المَکَانَ سُمِّیَ بهَذَا البَطْن،و یَدُلّ لِذلِک قولُ صَاحِب المرَاصِد (3): فُبّ بالضَّم ثم التَّشْدید:مَوْضِع بالکُوفَه،و هم بطْنٌ من هَمْدان.
فَرَّبَت المَرْأَهُ تَفْریباً ،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ .و قال الصَّاغَانِیُّ و صَاحِبُ اللِّسَان:أَی ضَیَّقَت فَلْهَمَهَا أَی فَرْجَهَا بالأَدْوِیَه و هی عَجَمُ الزَّبِیبِ وَ مَا أَشْبَه ذلِکَ ،کفَرَّمت، بالمیم.
و فَرَابُ ،کَسَحَابٍ :ه فی سَفْح جَبَلٍ قُرْبَ سَمَرْقَنْدَ علی ثَمَانِیَهَ فَرَاسخَ .منْهَا أَبُو الفَتْح أَحمدُ بنُ الحُسَیْنِ بْنِ عَبْد الرَّحْمَن الشَّاشیّ ،سَکَن فَرَابَ و حَدَّث بِهَا (4)،سَمع منه عبدُ الرّحیم بْنُ السَّمْعَانِیّ و فُرَّابٌ کَزُنَّارٍ:ه بِأَصْفَهَان (5)، نقَلَه الصَّاغَانِیّ ، و فی الحدِیثِ ذکر فِرْیَاب کجِرْیَال :
د مَشْهُورَهٌ بخُراسَان من أَعمال جُوزْجَان بِبَلْخٍ ،بینَها و بین بَلْخ سِتَّهُ مَرَاحِل،کذا فی المَرَاصِد،منها جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّد الفِرْیَابِیّ الحافِظُ صاحِبُ التَّصانِیف و آخَرُون أَو هو فِیرِیَابُ کَکِیمِیاءَ أَی بِزِیَاده یَاءٍ بعدَ الفَاء،و لم یُنْسَب إِلَیْهَا بالحَذْفِ و الإِثْبَات: أَوْ هو فَارِیَابُ کقَاصِعاءَ.و فَارَاب کَسَابَاط :
نَاحیه وراءَ نَهْرِ سَیْحُون فی تُخُوم بلادِ التُّرْکِ ،و إِلَیْهَا نُسِب خال الجَوْهَرِیّ (6)مُصَنِّف دیوَانِ الأَدَب أَو هِیَ بَلَدُ أُتْرَارَ (7)، بالضَّمِّ ،و هی قاعِدَهُ بِلاَدِ التُّرْک،و هو الصَّحِیحُ المَشْهُور.
الفَرَافِبُ أَهْملَه الجَوْهَرِیّ و صَاحِبُ اللسان، و قال ابنُ الأَعْرَابِیّ و أَبُو عَمْرو:هو شَجَرٌ تُعْمَلُ مِنْه الرِّحالُ ، و هو بفاءَین،نقَلَه الصَّاغَانِیُّ .
فُرْقُبٌ ،کقُنْفُذ ،بالفَاء و بعد الرَّاءِ قَاف،أَهمَلَه الجَوْهَرِیّ و قال اللِّحْیَانِیّ :هُو ع،و منه أَی من هذه الموضع الثِّیَابُ الفُرْقُبِیَّه ؛و هی (8)ثِیَابٌ بِیضٌ من کَتَّان ،کما قاله اللَّیْثُ ؛و هی الثُّرْقُبِیَّه أَیضاً حکاها یَعْقُوب فی البَدَل:ثوب فُرْقُبِیٌّ و ثُرْقُبِیٌّ بمَعْنًی وَاحد.و
17- فی حَدِیثِ إِسْلاَم عُمَر رَضِی اللّهُ عَنْه: «فَأَقْبَلَ شَیخٌ علیه حِبَرَه و ثَوْبٌ فُرْقُبِیٌّ ». و هو ثَوْبٌ أَبیضُ مِصْرِیٌّ من کَتَّان.و قال الزَّمخْشَرِیُّ : الفُرْقُبِیَّه و الثُّرْقُبِیَّه:ثیابٌ مِصْریَّه من کَتَّانٍ ،و یروی بقَافَیْن منسوبٌ إِلَی قُرْقُوب،مع حَذْفِ الوَاوِ فی النَّسَب،کسابُرِیّ فی سَابُور.
و عن الفَرَّاءِ: زُهَیْرُ بْنُ مَیْمُونٍ الفُرْقُبِیّ الهَمْدَانِیُّ :قارِئٌ نَحْوِیٌّ مَنْسوبٌ إِلی مَوْضِع أَوْ هو بقَافَیْن و قد تَقدَّم النَّقْلُ فِیهِ عَنِ الزَّمَخْشَرِیّ .و قال أَبُو عَمْرو الدَّانیّ فی طَبَقَات القُرَّاء:
هُوَ کُوفِیٌّ یُعْرَفُ بالکِسَائِیّ ،له اخْتِیَار فی القِرَاءَه.رَوَی عنه الحرُوفَ نُعَیمُ بنُ مسیره.
و قال الرُّشَاطِیُّ :وَرَدَت هَذه النِّسْبَهُ فی الثِّیَابِ و الرِّجالِ ، فیُمْکِن أَنْ تَکُونَ إِلَی مَوْضع،أَو یَکُونَ الرَّجُلُ مَنْسُوباً إِلی حَمْلِ الثِّیَابِ (9).
الفِرْنِبُ بالکسر أَهْمَلَه الجَوْهرِیُّ ،و قال ابنُ الأَعْرابِی:هی الفَأْره و أَنْشَد:
ص:298
یَدِبُّ باللَّیْلِ إِلَی جَارِه
کضَیْوَنٍ دَبَّ إِلَی فِرْنِبِ
أَوْ ولَدُهَا مِنَ الیَرْبُوعِ ،نقله الأَزْهرِیُّ و الصَّاغَانِیُّ .
قَأَب الطَّعامَ و دأَبَه کَمَنعَ :أَکَلَه.و قَأَبَ الماءَ:
شَرِبَه کقَئِبَه بالکَسْر،یقال: قَئبْت من الشَّراب أَقْأَبُ قَأْباً ، إِذا شربْتَ ،منه.و عن اللَّیْث: قَئِبْت مِنَ الشَّرَاب و قَأَبْتُ ، لغه،إِذا امْتَلْأتَ منه أَو قأَبَ الماءَ،إِذا شَرِبَ کُلَّ مَا فِی الإِنَاءِ و قال أَبو نُخَیْلَهَ (1):
أَشْلَیْتُ (2)عَنْزِی وَ مسَحْتُ قَعْبِی
ثم تَهیَّأْتُ لشُرْبِ قَأْب
و قَئِب من الشَّرَابِ قأْباً و قَأَباً الأَخِیرُ مُحرّکَه علی القیاس:أَکْثَرَ من شُرْبِ المَاءِ.و تَمَلَّأَ. قَالَه الجَوْهَرِیّ و هو مِقْأَبٌ ،کمِنْبَرٍ ،هکذا فی نُسْخَتِنا و سَقَط من نُسْخَه شَیْخنا، فاحْتَاج إِلی ضَبْط من عِنْدِه و قَؤُوب أَی کَصَبُور: کَثِیرُ الشُّرْبِ .
و قال الصَّاغَانِیُّ ،یقال: إِنَاءٌ قَوْأَبٌ کجَعْفَر وَ قَوْأَبِیٌّ علی النِّسْبَه: کَثِیرُ الأَخْذِ لِلمَاء و أَنشد:
مُدٌّ مِن المِدَادِ قَوْأَبِیُّ
شَمِر: القَوْأَبِیُّ :الکَثِیرُ الأَخْذ،کذا فی لِسان العرب.
قَبَّ القومُ یَقِبُّون قَبّاً و قُبُوباً :صَخِبُوا فی الخُصُومَه أَو التَّمارِی: و قَبَّ الأَسدُ و الفَحْلُ یقِبُّ بالکَسْرِ قَبّاً و قَبِیباً إِذا سُمِع و فی أُخْرَی سُمِعت قَعْقَعَهُ أَنْیابِه.و قَبَّ نَابُه أَی الفَحْل و الأَسدُ قَبّاً و قَبِیباً : صوَّتَتْ و قَعْقَعَت ، یُضِیفُونَه إِلی النَّاب.قال أَبو ذُؤَیْب:
کأَنَّ مُحرَّباً من أُسْدِ تَرْجٍ
یُنَازِلُهم لِنَابَیْهِ قَبِیبُ
و قال بعضهم: القَبِیب :الصوتُ ،فعَمَّ به.
و قَبَّ التَّمْرُ و اللَّحْمُ و الجِلْد یَقِبُّ بالکَسْر قُبُوباً :ذَهَبَ طَرَاؤُه و نُدُوُّه (3)و ذَوِیَ ،و کذلک الجُرْح إِذا یَبِسَ و ذهَب ماؤُه و جَفَّ : و قَبَّ النَّبْتُ یَقِبُّ بالکَسْر وَ یَقُبُّ بالضَّم قَبّاً :یَبِسَ و قیل: قَبَّت الرُّطَبَه،إِذا جفَّت بَعْضَ الجُفُوف بَعد التَّرْطیب،و سَیَأْتی،و اسم ما یَبِس منه القَبیبُ کالقَفِیفِ سواء:قال شَیْخُنا:المَعْرُوفُ فی هَذَا البَاب الکَسْر علی القِیَاس،و الضَّمُّ من زِیَادَات المُصَنِّف،و لم یَذْکُره أَئِمَّهُ التَّصْرِیف مع أَنَّهم استَثْنَوا مَا جَاءَ بالوَجْهَیْن،کما فی الکَافِیَه و التَّسْهِیل و اللاَّمِیّه و شُرُوحها.و لم یَذْکُر هذِه اللُّغه أَئمهُ اللغه و لا أَربَابُ الأَفعال،و لا أَدْرِی مِنْ أَیْنَ أَوردَه المُصَنِّف.انْتَهَی.قلت:روایهُ الضَّمِّ فی المُحْکَم و فی لسان العرب،و کَفَی بِهِمَا عُمْدَه،و المؤَلّف مَا جَاءَ بها مِنْ عنْد نَفْسه حتی یَرِدَ عَلَیْه ما قَالَه شَیْخُنا،کما لا یَخْفَی.
و القَبَبُ مُحَرَّکَهً : دِقَّهُ الخَصْرِ ،هکذا بالدَّالِ المُهْمَلَه عِنْدَنَا فی النُّسَخ،و فی أُخْرَی بالرَّاءِ و ضُمُورُ البَطْنِ و لُحُوقُه.
قَبَّ بَطْنُه قَبّاً و قَبِبَ قَبَاً ،أَی بالفَکِّ علی الأَصْل،و هو شَاذٌّ، و هو أَقبُّ ،و الأُنْثَی قَبَّاءُ بَیِّنَهُ القَبَبِ .قال الشاعِرُ یصِف فَرساً:
الیَدُّ سابِحَهٌ و الرِّجْلُ طَامِحَهٌ
و العیْنُ قَادِحهٌ (4)و البَطْنُ مَقْبُوبُ
أَی قُبَّ بطنُه،و الفعلُ قَبَّه یَقُبُّهُ قَبّاً ،و هو شِدَّهُ الدَّمْج للاسْتِدَارَه.و قال بعضُهم: قَبَّ بَطنُ الفَرَس فهو أَقبُّ ،إِذَا لَحِقَت خاصِرَتَاه بِحَالِبیْهِ ،و الخَیْلُ القُبُّ :الضَّوَامِرُ.
و القَبُّ :القَطْعُ یقال: قَبَّه یَقُبُّه قَبّاً ، کالاقْتِبَاب ،أَنشدَ ابنُ الأَعْرَابِیّ :
یَقْتَبُّ رأْسَ العَظْم دُونَ المَفْصِل
و إِنْ یُرِدْ ذلِکَ لا تُخَصِّلِ (5)
و خَصَّ بعضُهُم به قَطْعَ الیَدِ،یقال: اقتبَّ فلانٌ یدَ فُلاَن اقْتبَاباً ،إِذَا قَطَعَها،و هو افْتِعَال.و قیل: الاقْتبابُ :کُلُّ قَطْع لا یَدَعُ شَیْئاً.قال ابنُ الأَعْرَابِیّ ،کان العُقَیْلیُّ لا یتکَلَّم
ص:299
بشَیْ ءٍ إِلاَّ کَتَبْتُه عنه،فقال:ما تَرَک عِنْدِی قَابَّهً إِلاَّ اقتَبَّها ، و لا نُقَارَهً إِلا انْتَقَرَهَا.یعنی ما تَرَک عِنْدِی کَلمَهً مُسْتَحْسَنَهً مُصْطَفاهً إِلاَّ اقتَطَعَهَا،و لا لَفْظَهً مُنْتَخَبَه مُنْتَقَاهً إِلاّ أَخذَهَا لِذَاتِه.
و القَبُّ : الفَحْلُ من النَّاسِ و من الإِبِل.
و القَبُّ : مَا یَدْخَلُ فی جَیْبِ القَمِیصِ مِنَ الرِّقَاع.
و القَبُّ : الثَّقْبُ الَّذِی یَجْرِی فِیه المِحْوَرُ مِنَ المَحَالَهِ ، أَو الخَشَبَهُ المَثْقُوبَهُ الَّتِی تَدور فی المِحْوَر. أَو هو الخَرْقُ الَّذِی فی وَسَطِ البَکَرَهِ ،و له أَسْنَانٌ من خَشَب،قالَهُ الأَصْمَعِیّ .
أَو الخَشَبهُ الَّتِی فَوْقَ أَسْنَانِ المَحَالَه ،أَو الَّتِی فوقَهَا أَسنانُ المَحَالَه.قَالَهُ الأَصْمَعِیُّ أَیضاً.
و من المَجَاز: القَبُّ : الرَّئِیسُ أَی رَئِیسُ القَوْمِ و سَیِّدُهم، و قیل:هو المَلِک،و قیل: الخَلِیفَهُ ،و قیل:هو الرَّأْس الأَکْبر،یقال:علیک بالقَبِّ الأکبرِ،أَی بالرَّأْس الأَکْبر.قال شَمِر:الرأْسُ الأَکبَر یُرَادُ به الرَّئِیس.یقال:
فُلانٌ قَبُّ بَنِی فُلان،أَی رئِیسُهم.
و القبُّ : مَا بیْنَ الورِکَیْن،أَو قَبُّ الدُّبُر:مَفْرَجُ مَا بَیْن الأَلْیتَیْن ،و القَبُّ :ضَرْبٌ مِنَ اللُّجُم،أَصْعَبُهَا و أَعْظَمُهَا ، نَقَلَه الصَّاغَانیّ .
و القِبُّ بالکَسْرِ:العَظمُ النَّاتِیء من الظَّهْرِ بَیْنَ الأَلْیَتَیْنِ .
و مِنَ المجاز:أَلْزِقْ قِبَّکَ (1)بالأرْض،أَی عَجْبَک،کذَا فی الأَسَاسِ .و قرأْتُ فی هامِش نُسْخَهِ لِسَانِ العَرَبِ ما نَصُّه:و فی نُسْخَه من التَّهْذِیب بخَطِّ الأَزْهَریّ ، قَبَّک بالفَتْح.
و من المجاز: القِبُّ : شَیْخُ القَوْم الذی عَلَیْه مَدَارُ أَمْرِهم،و لا یَخْفَی أَنَّه هو القَبُّ بالفَتْحِ بِمَعْنَی الرَّئیس، و الرَّأْسُ الأَکبَرُ،علی ما تقدم قریباً.
و القُبُّ بالضمِ :جَمْع القَبَّاء اسم للدَّقِیقهِ الخَصْرِ. و
1- فی حَدِیث عَلِیٍّ رضِیَ اللّهُ عنه فی صِفهِ امرأَهٍ : «أَنهَا جَدَّاءُ (2)قَبَّاءُ ». القَبَّاءُ :الخَمِیصَهُ البَطْنِ ،و الأَقَبُّ :الضامِرُ البَطْنِ . و أَبُو جَعْفَر القُبِّیُّ ،بالضَّمِّ ،المُرَادِیّ ،أَدْرَک ابنَ مَسْعُود، حَدَّث عنه عِمرَانُ بنُ سُلَیْم و عِمْرَانُ بْنُ سُلَیْم القُبِّیُّ ،هکذا فی النُّسَخِ ،و الصَّوَابُ ابنُ سُلَیْمَان،رَوَی عن قَتَادَه،و عَنْه یزیدُ بْنُ أَبِی حَبِیبٍ نِسْبَه إِلَی القُبَّه و هی: ع بالکُوفَه ،سُمی بالقُبّ قَبِیلَه من مُرَاد (3)،و قد یَشْتَبِه بالفبّ ،بالفَاء،مَوْضِع آخَر بالکوفه،فَهُمَا من المُشْتَبه، و قُبَّهُ جَالِینُوسَ :بِمَصْرَ ، و هی المشهوره الآن بقُبَّهِ الغُورِی، و قُبَّهُ الرَّحْمَه (4).
بالإِسْکَنْدَرِیَّه،و قُبَّهُ الحِمَارِ:کانَتْ بِدَارِ الخِلاَفَه سُمِّیَت بهَا لأَنَّه کان یُصْعَدُ إِلَیْها علی حِمَارٍ لَطِیفٍ :و قُبَّهُ الفِرْکِ بکسر الفاءِ: ع،بِکِلْوَاذَا بکسر الکاف و سکون اللام،و بَیْنَ الأَلِفَیْن ذالٌ مُعْجَمه،من قُرَی بَغْدَاد.
و أَبُو سُلَیْمَانَ أَیُّوبُ بْنُ یُحْیَی بْنِ أَیُّوبَ القَبِّیّ الحَزَّانِیّ بالفَتْحِ ،إِلی القب ،و هو کَیْلٌ للغَلاَّت،مَاتَ بعدَ سنهِ ثَمانِینَ و مِائَتَیْنِ ،و هو أَحَدُ الأَمَّارِینَ بالمَعْرُوف،کذَا فی الإِکْمال.و قیل:إِنَّمَا قِیلَ له ذلِک لأَنَّه کَانَ له قَبٌّ خِلْقَهً ، قاله الحَافِظ .
و القَابَّهُ فی قولهم؛ما سمِعْنَا العَامَ قابَّهً ،أَی صوْت الرَّعْدُ یذْهَبُ بِهِ إِلی القَبیب ،و هو الصوتُ ،علی ما تقدَّم.
ذکره ابْنُ سِیده و لم یَعْزُه إِلی أَحَدٍ،و عزاه الجَوْهرِیّ إِلَی الأَصْمعِیّ .قال ابنُ السِّکِّیت:لم یَرْوِ أَحدٌ هذا الحَرْفَ غیْرُ الأَصْمَعِیّ قال:و النَّاسُ علی خِلافه. و ما أَصابَتْهُم قابَّهٌ أَی القَطْرَهُ (5)مِن المَطر. قال ابنُ السِّکّیت:ما أَصابَتْنا العَامَ قَطْرهٌ ،و ما أَصَابَتْنَا العَامَ قَابَّهٌ ،بمَعْنًی وَاحِد.
و قَبْقَبَ الأَسدُ و الفَحْلُ قَبْقَبَهً ،إِذَا هَدَرَ.و قَبْقَبَ الأَسدُ؛ صَوَّتَ و صَرَفَ نَابَیْه.و القَبْقَبَهَ و القَبِیبُ :صوتُ أَنْیَابِ الفَحْلِ و هَدِیرُه،و قیل:هو تَرْجِیعُ الهَدِیر.
و قَبْقَبَ الرجلُ : حَمُقَ .
و القَبْقَابُ :الکَذَّابُ .و الجَمَلُ الهَدَّار.و الفَرْجُ یقال:بَلَّ
ص:300
البَوْلُ مَجَامِعَ قَبْقَابِه .و قالوا:ذَکَرٌ قَبْقَابٌ ،فَوصَفُوه به، أَو هو الفَرْجُ الوَاسعُ الکَثیرُ المَاءِ إِذا أَوْلجَ الرجُل فیه ذَکَرَهُ قَبْقَبَ ،أَی صَوَّتَ .سُمِعَ ذلِک عن أَعْرَابِیّ حین أَنْشَد:
لَعْسَاءُ (1)یا ذاتَ الحِرِ القَبْقَابِ
و قال الفرزدق:
فکَمْ طَلَّقَتْ فی قَیْسِ عَیْلاَنَ من حِرٍ (2)
و قد کان قَبْقَاباً رِمَاحُ الأَرَاقِمِ
و القَبْقَابُ : النَّعْلُ من خَشَبٍ . فی المشْرِق أَنه خَاصُّ بلُغَهِ أَهْلِ الیمن،نقله شَیْخُنا.و قیل:إِنهُ مُوَلَّدٌ لا أَصل له فی کلام العَرَب،و ذکر الخَفَاجِیُّ فی الرَّیْحَانَه أَنَّه نَعْل یُصْنَع من خَشَب،مُحدَثٌ بعد العَصْرِ الأَوّل،و لفظُه مُوَلَّد أَیْضاً،و لم یُسْمع من العَرَب،و قد نَظَم ابنُ هَانِئ الأَنْدَلُسِیّ فیه قوله:
کنتُ غُصْناً بین الرِّیَاضِ رَطِیباً
مَائِسَ العِطْف مِن غِنَاءِ الحَمَامِ
صِرْتُ أَحْکِی عِدَاکَ فی الذُّلِّ إِذْ صرْ
تُ برَغْمِی أُدَاسُ بالأَقْدَامِ
انتهی.
و القَبْقَابُ : الخَرَزَهُ التی یُصْقَلُ بِهَا (3)الثَیَابُ ،نقلَه الأَزْهَرِیّ هکَذَا و قال أَبُو عمْرٍو فی یاقوته: القَبْقَابُ هو القَیْقَاب مُصَحَّحاً مُحَقَّقاً قاله الصَّاغَانِیّ . و رَجُلٌ (4)قَبْقَابٌ ، أَی الکثِیرُ الکَلاَمِ ، کالقُبَاقِب بالضَّمِّ .و قیل:کَثِیرُ الکَلاَمِ أَخْطَأَ أَو أَصَاب أَو المِهْذَارُ و هو کَثِیرُ الکَلاَم مُخَلِّطُه،و أَنشَدَ ثَعْلَب:
أَو سَکَتَ القومُ فأَنْتَ قَبْقَاب
و القَبِیبُ کأَمِیر صوتُ أَنْیاب الفَحْلِ و هَدِیرُه کالقَبْقَبَه ، و قد مَرَّ آنفاً.
و القَبْقَبُ کجَعْفَرٍ،و زاد السُّهَیْلیّ :و القَبْقَابُ أَیْضاً،علی ما نَقَله شَیْخُنا: البَطْنُ و فی الحَدِیث:«من کُفِیَ شَرَّ لَقْلَقِهو قَبْقَبِه و ذَبْذَبِه فَقَدْ وُقِیَ »و قیل للبَطْنِ قَبْقَبٌ من القَبْقَبَه ،و هی حکایه صوت البطن.
و القِبْقِبُ ، بالکَسْرِ:صَدَفٌ بَحْرِیٌّ فیه لَحْمٌ یُؤْکَل،نَقَله الصَّاغَانِیّ .
و قُبَابٌ کغُرابِ :أُطُمٌ بالمَدِینه علی ساکِنِهَا أَفضلُ الصّلاه و السّلام،و فی التَّکْمِلَه: القُبَابَهُ ،بالهاء.
و القُبَابُ : من السُّیُوفِ و نحْوهَا:القَاطِعُ ،من قبَّ ،إِذَا قَطَعَ و القُبَابُ مِن الأُنُوفِ :الضَّخْمُ العَظِیمُ .
و کَکِتَاب:ع،بسَمَرْقَنْد،و مَحَلَّهٌ بنَیْسَارُور و قِبَاب :
ع بِنَجْد فی طریق حَاجِّ البَصْرَه و القِبَابُ : ه بأَسْفَلِ مِصْرَ منها المُحدِّث عَبْدُ الرَّحْمنِ بْنُ القِبَابِیّ الحَنْبَلِیّ .قلتُ :
و الصَّوَابُ فی هَاتَیْن کَسْرُ أَوَّلهمَا،کما قَیَّدهُ الصَّاغَانیُّ و الحَافِظ ،و الأَخِیرهُ تُعرفُ بالکُبْری و: ه قُربَ بَعْقُوبَا مِن نَوَاحِی بَغْدَاد،و الصَّوابُ فِیهَا أَیضاً کسرُ الأول.
و القِبَابُ (5) نَوْعٌ مِنَ السَّمَکِ بُشْبِهُ الکَنْعَد.قال جَرِیرٌ:
لا تَحْسِبَنَّ مرَاسَ الحَرْب إِذْ خَطَرَتْ
أَکْلَ القِبَابِ (6)و أَدْمَ الرُّغْف بالصِّیر
و القِبَابُ جَمْعُ القُبَّه بالضَّمِ کالقُبَب بالکَسْر،هَکَذَا فی نُسْخَتِنا مَضْبُوطٌ بالقلم،و الظاهر أَنّه بالضَّمِّ ،ثم رَأَیْتُ شیْخنا ضبطَه کغُرَف فلا مَحِیدَ عنْه.و القُبَّهُ من البنَاء معْرُوفَه.و قیل:هیَ البِنَاءُ من الأَدَم خَاصَّه مُشْتقٌّ من ذلِک.
و قال ابنُ الأَثِیر: القُبَّه مِن الخِباء:بَیْتٌ صغیر مُسْتَدِیر،و هو من بُیُوتِ العَرب.و فی العِنایَه: القُبَّه :ما یُرفع للدُّخُولِ فیه و لا یَخْتَصُّ بالبِناءِ.
و القَبَّابُ کَکَتَّان:الأَسَدُ کالمُقَبْقِبِ ،نَقَلَهُمَا الصَّاغَانیُّ .
و القَبَّابُ : ع بأَذْرَبِیجَانَ . قلتُ :و الصَّوابُ أَنَّه بالنُّون فی آخِرِه 6کما ضَبَطَه الصَّاغَانِیّ و الحَافِظُ .
و القُبَاقِبُ بالضَّمِّ و مثلُه فی الصَّحاحِ وَ فِی لِسَانِ العَرَب:
قُبَاقِبُ بِلاَ لاَمٍ : العَامُ المُقْبِلُ أَی هو اسمُ عَلَمٍ للعَامِ الَّذِی یَلِی قَابِلَ عَامِک. و القُبَاقِبُ : الرَّجُلُ الجَافِی المِهْذَارُ.
ص:301
و:ع،و نَهَر بالثَّغْرِ (1)،و مَاءٌ لِبَنِی تَغْلِب بْنِ وائِل بأَرْضِ الجَزِیرَه المَعْرُوفَهِ بجَزِیرَهِ ابْنِ عُمَر.
و فی الصّحَاح:و تَقُولُ :لا أَتِیک العَامَ و لا قَابِلَ و لا قُباقِبَ .قال ابنُ بَرِّیّ (2):الذِی ذکره الجَوْهَرِیّ هو المعْرُوف،قال:أَعْنی قوله:إِنّ قُبَاقِباً هو العَامُ الثَّالِث، قال؛و أَمَّا العامُ الرَّابِعُ فیُقَال لَه: المُقَبْقِب .قال:و منهم من یَجْعَلُ القابَّ (3)العَامَ الثَّالث.و القُبَاقِبَ :العَامَ الرَّابِع.
و المُقَبْقبَ :العامَ الخَامِس. و یُقَالُ و هو المَحْکیّ عن خَالِد بْنِ صفْوَانَ ،أَنَّه قال لابْنه فی مُعَاتَبهٍ :یا بُنَیَّ ، إِنَّک لن تُفْلِحَ العَامَ و لا قَابلَ و لا قَابَّ و لا قُبَاقِبَ و لا مُقَبْقِبَ . و قال ابنُ سِیدَه فِیمَا حَکاه: کُلُّ کلمه مِنْهَا اسْمُ عَلَمٍ لِسَنَهٍ بعد سنه ،و قال:حَکَاهُ الأَصْمَعِیُّ ،و قال:و لا یَعْرِفُونَ ما وَرَاءَ ذَلِک.
و سُرَّهٌ مَقْبُوبَهٌ ،و مُقَبَّبَهٌ الأَخِیره کمُعَظَّمَهٍ ،هکذا فی النُّسَخِ ،وَ هِی الصّواب،و فی أُخْرَی مُقبقَبه أَی ضَامِرَهٌ قَال:
جَارِیَهٌ من (4)قَیْسِ بْنِ ثَعْلَبَهْ
بَیْضَاءُ ذَاتُ سُرَّه مُقبَّهْ
کأَنَّهَا حِلْیَهُ سَیْفٍ مُذْهَبَهْ
و قبَّبَت ،هکذا فی نُسْختِنا،و صَوَابُه قَبَّت الرُّطَبَه کهُمَزه، إِذا جَفَّت بعض الجُفُوف بَعْدَ التَّرْطِیب.
و قَبَّبَ الرَّجُلُ إِذا عَمِل قُبَّهً ،و قبَّبَها تقْبِیباً إِذا بَناهَا و بَیْتٌ مُقبَّبٌ :عُمِلَ و فی نُسْخه جُعِل فوْقه قُبَّهٌ و الهَوَادِجُ تُقبَّبُ .
و ذُو القُبَّه :لقب حنْظَلَهَ بْنِ ثعْلَبه بْنِ سَیَّارٍ العِجْلِیّ ، سُمِّی به لأَنَّه نَصَبَ قُبَّهً بصحْرَاءِ ذِی قارٍ فَتَعطّفَتْ (5)علیه رَبیعَه،و هَزَموا الفُرْسَ و تَقَبَّبَها :دَخَلَها.
و قُبَّهُ الإِسْلاَمِ :البَصْرهُ ،و هی خِزَانه العَرَب قال:
بنَتْ قُبَّهَ الإِسْلاَم قَیْسٌ لأَهْلِهَا
و لَوْ لَمْ یُقِیمُوهَا لَطَالَ الْتِواؤُهَا
و حِمَارُ قَبَّانَ هُنَیٌّ أُمَیْلِس أُسَیْدٌ (6)رأْسُه کرَأْس الخُنْفُساء طُوَالٌ ،قَوَائِمُه نحوُ قَوَائِم الخُنْفُسَاء و هی أَصغرُ منها و قیل:
عَیْرُ قَبَّانَ أَبْلقُ مُحَجَّلُ القوائم،له أَنْفٌ کأَنف القُنْفُذ إِذا حُرِّک تَماوتَ حتی تَرَاه کأَنَّه بَعْره،فإِذا کُفَّ الصَّوتُ انْطلَق،و قیل هُوَ دُوَیْبَه و هو فَعْلاَنُ مِنْ قَبّ لأَنَّ العَرَبَ لا تَصْرِفُه،و هو مَعْرِفَه عِنْدَهُم،و لو کان فَعَّالا لصرفَته،تقولُ :رأَیت قَطِیعاً من حُمُرٍ قَبَّانَ .قال الشاعر:
یا عَجَباً لَقدْ رأَیْتُ عجَبَا
حِمارَ قَبَّانَ یَسُوقُ أَرْنَبَا
کذا فی الصّحَاحِ .و أَنکرَ شیخُنَا عَیْرَ قَبَّان ،و أَنَّهم لم یَذْکُرُوه إِلاّ فی ضَرُورهٍ عَجَزُوا فِیهَا عن حِمَار فأَبْدَلُوه بالعَیْر، و لم یَذْکُرْه أَربابُ الدَّوَاوین المَشَاهیر.قُلْتُ :و هو فی المُحْکَم و لِسَان العَرَب،فأَیُّ دِیوَان أَشْهَر منْهُمَا.
و نُقِل عن الجَاحِظ فی کِتَاب البیان أَنَّ من أَنواعه أَبُو شَحْم و هو الصَّغِیرُ منها،قال:و أَهل الیَمَن یُطْلِقُون حِمَارَ قَبَّان علی دُوَیْبَّه فوق الجَراد من نوع الفَرَاش.
و فی مفردات ابْنِ البَیْطَار:حِمَار قَبَّانَ یُسَمَّی حِمارَ البَیْت أَیضاً.قلت:و لم یتعَرَّضُوا لِوَجْه التَّسْمیه،و هُوَ-و اللّهُ أَعلم-إِنّما سُمِّیَ به لکَوْنِ ظَهْرِه کأَنَّه قُبَّه ،کما صَرَّح به السّیوطِیّ فی دیوان الحَیَوَان.و من أَمثالهم: «هو أَذَلُّ من حِمار قَبَّانَ » کذا فی مَجْمَع الأَمْثَال و المُسْتَقْصَی.قال شیخنا:یَکُون بَیْنَ مَکَّهَ و المَدِینَه (7).
و القُبِّیُّونَ ،بالضَّمِّ ،و قد جاءَ ذِکْره فی الحَدِیثِ الذی لا طَرَف له.و نَصُّه خَیْرُ النَّاسِ القُبِّیُّونَ . و سُئل أَحمدُ بنُ یَحْیَی عن القُبِّیّین فقال:إِنْ صحَّ فهم الَّذِین یَسْرُدُون الصَّومَ حتی تَضْمُرَ بُطُونُهم و فی روایه أُخْرَی المُقَبَّبُون بدل القُبِّیِّین و المَعْنَی وَاحِد.
و قُبِّینُ کقُمِّینَ أَی بضَم فکَسْر مع تَشْدِید: ع.بالعِراق (8)نقله الصّاغَانِیّ وَ قِبَّهُ الشَّاهِ ،بالکسر و تُخَفَّفُ أَی الموحده،
ص:302
و بالتَّخْفیف رأَیته فی فَصِیح ثَعْلَب مَضْبُوطاً بالقَلم،و فی هَامِش الکِتَابِ :و هو الوِعَاءُ الذِی یَتَنَاهی إِلَیْه الفَرْثُ ،و هی الحِفْثُ ،بکسر المُهْمَلَه و سُکُون الفَاءِ و آخره ثَاءٌ مُثَلَّثَه، هکذا مَضْبُوط عندنا،و فی فَصِیح ثَعْلب:و هی الفَحِث،أَی ککتِفٍ ،و ذکِر فی بَاب المَکْسُور الأَوَّل من الأَسْمَاء،و هی إِنْفَحَهُ الجَدْیِ ،أَی یَکُون له ما دَام یَرْضَع فإِذا أُکِل سُمِّیَت قِبَّه .
و قُبَیْبَاتُ مُصَغَّراً: بِئرٌ دُون المُغِیثهِ ،نقله الصَّاغَانِیّ . و ماءٌ لِبَنِی تَغْلِب بْنِ وَائِل،و هو غَیْرُ القُباقِب المَارّ ذکره و:ع، بِظَاهِر دمَشْقَ (1).وَ مَحَلَّه ببَغْدَادَ.وَ مَاءٌ لِبَنِی تَمِیمٍ .و:ع بالحِجَاز.و قُبِّینُ بالضَّمِّ و قد تقدم ضَبْطُه أَیضاً: اسمُ نَهر.
و وِلاَیَهٌ بالعِرَاقِ ،و کلامه هنا غیرُ مُحَرَّر؛فإِنه قال أَوَّلاً:إِنَّه مَوْضِع بالعِراق،ثم قال:إِنَّه وِلاَیه بالعراق،وَ هُمَا وَاحِد.
و قَبْ قَبْ حِکَایَهُ وَقْعِ السَّیْفِ عند القِتَال،من القَبْقَبَه ، و هو التَّصْوِیتُ .
و القَبِیبُ کأَمِیر من الأَقِط الذی خُلِطَ رَطْبُه بِیَابِسه ،و فی أُخری یَابِسُه بِرَطْبِه.
*و مِمَّا بَقِیَ علی المُصَنِّف من المادَّه:عن الأَصْمعِیّ ، قَبَّ ظهرُه یَقِبّ قُبُوباً إِذَا ضُرِب بالسَّوْط و غَیْره فجَفَّ ،فذَلِک القُبُوبُ .قال أَبو نَصْر:سَمعْتُ الأَصْمَعِیَّ یقول:ذُکِر عن عُمَر أَنَّه ضَرَب رجلاً حَدّاً،فقال:إِذا قَبَّ ظهرُه فرُدُّوه إِلیَّ ، أَی إِذا اندمَلَت آثارُ ضَرْبِهِ و جَفَّت،من قَبَّ اللحمُ و التَّمرُ، إِذا یَبِسَ و نَشِف.و
1- فی حَدِیث عَلِیٍّ کرَّم اللّه وجهه: «کانَت دِرْعُه صَدْراً لا قَبَّ لَهَا». أَی لا ظَهْرَ لها،سُمِّی قَبّاً لأَن قِوَامَها به من قَبِّ البَکَره،و قد تَقدَّم.و الأَقَبُّ :الضَّامِر، و جَمْعُه قُبٌّ .و حَکَی ابنُ الأَعْرَابِیّ : قَبِبَت المَرْأَهُ ،بإِظهار التَّضْعِیف،و لَهَا أَخَوَاتٌ حَکَاها یَعْقُوب عَنِ الفَرَّاء، کمَشِشت الدَّابَّهُ ،و لَحِحَتْ عَیْنهُ .
و الخیْلُ القُبُّ :الضَّوَامِرُ.
و القَبْقبَه :صَوتُ جَوْفِ الفرَسِ ؛و هو القَبِیبُ .
و قَبَّ الشیءَ وَ قبَّبَه :جمع أَطْرَافه.و القَبْقَبُ :خَشَبُ السَّرْج.قال:
یُطَیِّرُ الفَارِسَ لولا قَبْقَبُه
و فی الأَسَاسِ :و من المَجَاز:وَتَرٌ قَبٌّ طَاقَاتُه،أَی مُسْتَوِیَهٌ (2).
و القَبُّ :بالفَتْح:مِکْیَالٌ للغَلَّه کالقَبَّانِ ،و قد نُسِبَ إِلیه جَمَاعَهٌ من المُحَدِّثین،کالحَسَن بن محمد النَّیْسَابُوریّ القَبَّانِیّ الحَافِظ .و فَضْلُ بنُ أَبِی طالبٍ القَبَّانیّ الوَزَّانُ ،عن أَبی الحُسَیْن بن یُوسُف،و غَیْرهما.
و القِبَابُ ککتَاب:سِتَّه أَماکن ذکر المُصَنِّف منها ثَلاَثه و بَقِیَ علیه:
قِبَابُ :موضع بِسَمَرْقَند،و أَقْصَی مَحَلَّه بنَیْسَابُور علی طَرِیق العِرَاق.و مَوْضِع خَارِج بَغْدَادَ علی طَرِیق خُرَاسان یُعْرَف بقَبَّان الحُسَیْن (3)و قُبَیْبَات بالضَّم:قَرْیَهٌ شَرْقِیّ مِصْر.
و القِبَابُ ککِتَابُ :لَقَب أَبِی بَکْرٍ عَبدِ اللّهِ بْنِ مُحَمَّد بْنِ فَوْرَک الأَصْبهَانیّ ،لأَنَّه کان یَعْمَلُ الهَوَادِجَ .
و قُبَّ بَطْنُه و قَبَّه غیْرُه،و هو شِدَّهُ الدَّمْج للاسْتدَاره.قال امرؤُ القیْس یصِف فرسا:
رَقاقُها ضَرِمٌ و جَرْیُها خَذِمٌ
و لحْمُها زِیَمٌ و الطَّیُّ مقْبُوبُ
القِتْبُ بالکسْرِ ،قاله الکسائِیّ ،و یُحرَّکُ :
المِعَی ،أُنثی و الجمْع أَقْتَابٌ کالقِتْبَه ،بالهاء،قاله ابنُ سِیدَه. و قال أَیضاً: القِتْبُ بالکسر: جمِیعُ أداه السَّانیهِ من أَعْلاقها و حِبالهَا و قیل: القِتْب : ما تَحَوَّی،أَی ما اسْتدار من البطْنِ و هی الحوایا،و أَمَّا الأَمْعَاءُ فهی الأَقْصابُ ،علی ما یَأْتی،اختارَه أَبُو عُبَیْد.و
16- فی الحدِیث: «فتنْدلِق أَقْتابُ بَطْنِه». و قال الأَصْمَعیّ :واحدُها قِتْبه . و القِتْبُ ،بالکسْر:
الإِکافُ . قال شیْخُنا:ظاهِرُه أَنّ الإِکاف یکون للإِبلِ ، و یَأْتی له فی أَکف أَنه خاصُّ بالحُمُر،و هو الَّذِی فی أَکْثر الدَّوَاوِین،کما سَیَأْتی هناک و بالتّحْرِیکِ أَکْثر فی الاسْتِعْمَال.و فی النِّهَایَه
17- فی حَدِیثِ عَائِشه رضی اللّهُ عَنْهَا:
«لا تَمنعُ المرأَهُ نفسَها مِنْ زوْجِهَا و إِنْ کانَتْ عَلَی ظَهْرِ
ص:303
قَتَب ». القَتَب للجَمَل کالإِکاف لغَیْرِه.و معْنَاه الحَثُّ لهُن علی مُطاوَعَه أَزْوَاجِهَنّ و أَنه لا یَسَعُهُنّ الامْتِناعُ فی هذِه الحَال،فکیْف فی غیْرِها.و قیل:إِنَّ نساءَ العَرَب کُنَّ إِذا أَردْن الوِلادَه جَلسْن علی قَتَب و یَقُلْن إِنَّه أَسْلَس لخُرُوج الوَلد،فأَرَادَت تلْک الحَاله.قال أَبو عُبَیْد:کُنا نَرَی أَنَّ المَعْنی:و هی تسِیر علی ظهْرِ البَعِیرِ،فجَاءَ التَّفْسِیرُ بَعْدَ ذَلِک، أَو القَتَبُ للبَعِیر کما فی المِصْباح و المُحْکَم.
و الإِکافُ للحَمِیر.و فی الخُلاَصَه أَنَّه عَامٌّ فی الحَمِیرِ و البغَال و الإِبِل.
قال ابنُ سِیدَه:و قِیلَ :هو الإِکَافُ الصَّغیرُ الَّذِی عَلَی قَدْرِ سَنَام البَعیر. و فی الصِّحَاح:رَحْلٌ صَغیرٌ علی قَدْرِ السَّنَام، ج أَی الجَمْعُ من کُلِّ ذَلک أَقْتَابٌ . قال سِیبَوَیْه:
لم یُجَاوِزُوا به هذَا البِنَاءَ.
و القَتْبُ بالفَتْح:إِطْعَامُ الأَقْتَاب المَشْوِیَّه ،هکذا فی نُسْخَتِنَا،و مِثْلُه فی التَّکْمِلَه،و فی أُخْرَی:المُسْتَویه (1)من اسْتَوَی الشیءُ إِذَا صَلَح.
و الإِقْتَابُ مَصْدَر أَقْتَبَ البَعیرَ،إِذَا شَدَّ القَتَب عَلَیْه.
و من المَجَازِ: الإِقْتابُ : تَغْلِیظُ الیَمِین. و فی التَّهْذیب:
أَقتبْتُ زَیداً یَمِیناً إِقْتِاباً ،إِذا غَلَّظْتَ علیه الیَمِینَ فهو مُقتَبٌ عَلَیْه.و یقال:ارْفُق[به] (2)و لا تُقْتِب عَلَیْه فی الیَمین.
و فی الأَسَاس:و أَقْتَبْتُ زیداً یَمِیناً،و أَقْتَبَه فی الیَمِین:
غَلَّظَها عَلَیه و أَلَحَّ ،کَأَنَّه وَضَع علیه قَتَباً .
و القَتُوبَهُ بالفَتْح،کما یُبَیِّنُه الإِطْلاَق،و مِنْهُم مَنْ ضَبَطه بالضَّمِّ ،من الإِبِل الَّتِی تُقْتِبُهَا بالقَتَبِ إِقْتابا (3).قال اللِّحْیَانیّ :هی ما أَمْکنَ أَنْ یُوضَع علیه القَتَب ،و إِنَّمَا جَاءَ بالهَاءِ لأَنَّها الشَّیءُ مما یُقْتَب .و
16- فی الحَدیثِ : «لا صَدَقَهَ فی الإِبل القَتُوبَه ». و هی الإِبِل التی تُوضَع الأَقْتَابُ علی ظُهُورِهَا،فَعُولَه بمَعْنَی المَفْعُولَه،کالرَّکُوبَه و الحَلُوبَه.أَراد لَیْسَ فی الإِبِل العَوَامِل صَدَقَه.قال الجوهریّ (4):و ان شِئْتَ حذفتَ الهَاءَ فقلت: القَتُوبُ .و[ القَتوب ] (5):الرَّجُل المُقْتِبُ .
و ذُو قِتَاب ،کسَحَاب و کِتَاب:الحَقْلُ ،بالفَتْح فالسُّکُون. بْنُ مَالِک بْنِ زَیْدِ بْنِ سَهْل،أَخو السَّمَع بْن مَالِک رَهْطِ أَبی رُهْمٍ أَحْزَاب ابْنِ أَسیدٍ مِنْ مُلُوکِ حِمْیَر.
و القَتِبُ کالکَتِف:الضَّیِّقُ الخُلُقِ السَّرِیعُ الغَضَب.
و القَتَب بمَعْنَی إِکَافِ البَعیر قد یُؤَنَّث،و التَّذْکیر أَعم؛ و لذلک أَنَّثُوا التَّصْغِیر فقالوا: قُتَیْبَهُ ،و هی تصْغِیرُ القِتْبَه ، بالکَسْر و الهَاءِ،قاله ابنُ سیدَه.و فی التَّهْذِیب:ذهب اللیثُ [إِلی] (6)أَن قُتَیْبَه مأْخُوذٌ من القِتْب ،و قرأْتُ فی فُتُوح خُرَاسَان أَنَّ قُتَیْبَهَ بْنَ مُسْلِم لمَّا أَوْقع بأَهْل خُوَارَزْم،و أَحَاط بِهِم أَتاه رسولُهم،فسأَله عن اسْمه،فقال قُتیْبَه :فقال [له] 6:لستَ تفتَحها إِنَّمَا یَفْتَحُهَا رجُلُ اسمُه إِکاف،فقال قُتَیْبَه :فلا یفتَحُهَا غَیْرِی،و اسْمی إِکَاف.قال:و هذا یُوَافق ما قَالَه اللَّیْثُ .و قال الأَصمعیُّ : قَتَبُ البَعیر:مُذَکَّر لا یُؤَنّث،و یقال له القِتْب ،و إِنما یَکُونُ للسَّانِیَه،أ ه .قال الأَصْمَعی: و بهَا سَمَّوْا رِجَالهم.
و قُتَیْبَهُ :بطْن من بَاهِلَه،و هو قُتَیْبَه بْنُ مَعْن بْنِ مَالک و النِّسْبَهُ إِلیه قُتَبِیّ کجُهَنِیٍّ ،منهم قُتَیْبَه بْنُ مُسْلِم، و سُلَیْمَانُ بْنُ رَبِیعَه و غَیْرُهُما.
و قِتْبَانُ ،بِالکَسْرِ :بَطْنٌ من رُعَیْن مِنْ حِمْیر،کذا فی کُتُب الأَنْسَاب،و هو قَوْل الدّارَ قُطْنی،و یَرُدُّه قولُ ابْنِ الحُباب؛فإِنَّه ذَکَر فی قَبَائل حِمْیر قِتْبَان بن رَدْمان بْنِ وَائِل بْنِ الغَوث،إِلاّ أَن یکون فی رُعَیْن قِتْبَان آخَر.و الَّذِی قَالَه الهَمْدَانیّ :إِنَّ الَّذِی ذکره ابن الحُباب إِنما هو قُتْیَان بالمُثَنَّاه التَّحْتِیَّه کعُثْمَان لا بالمُوَحَّدَه،و قد تحامل الرُّشَاطِیُّ علی الدَّارَ قُطْنی،و أُجیبَ عَنْه و لیس هذا مَحَلّه.و فی المَرَاصد أَنَّه: ع،بِعَدَنَ تبعاً للبَکْرِیّ .و یقال:خان الموضِعَ سُمِّی بقِتْبان المَذْکُور.
و مما بَقِی علی المُصَنِّف:
قولُهم للمُلِحِّ :هو قَتَبٌ یَعَضُّ بالغارِب،و قتَبٌ مِلْحَاحٌ (7).
ص:304
و أَقْتَبَه الدِّیْنُ :فَدَحَه.قال الرَاجِز:
إِلَیْکَ أَشْکو ثِقْلَ دَیْنٍ أَقْتَبَا
ظَهْرِی بأَقْتَابٍ تَرَکْنَ جُلَبَا
و من سَجَعَابَ الأَسَاسِ :کأَنِّی لَهُم قَتُوبَه ،و کأَنّ مُؤْنَتَهُم (1)عَلَیَّ مَکْتُوبَه.و فی کَاهِل الفَرَس تَقْتِیبٌ :[جَنَأٌ] (2).
و رجل مُقَتَّبُ الکَاهِل،و کُلُّ ذَلکَ مِنَ المَجَاز.
المَقَاثِبُ بالمُثَلَّثَه: العَطَایَا قیل:لاَ وَاحِدَ لَهُ ، و قیل:الوَاحد مِقْثَب .و قیل:هو لُثْغَه مُهْمَلَه.قاله شَیْخُنَا، و لم یَتَعَرَّض له ابْنُ مَنْظُور،و لا الجَوْهَرِیّ و لا غَیْرُهُما.
القَحْبُ :الشَّیْخُ المُسِنُّ ،و العجُوز قَحْبَهٌ ، و هو الَّذی یَأْخُذُه السُّعَالُ قاله أَبُو زَیْد. و قد قَحَبَ کنَصَر یَقْحُب قَحْباً و قُحَاباً ،بالضَّمِّ ،أَی فی الأَخِیرِ،إِذَا سعَلَ و مِثْلُه قَحَّبَ تَقْحِیباً إِذَا سَعَل،و رجل قَحْبٌ و امرأَهٌ قَحْبه :
کَثِیرَهُ السُّعَالِ مع الهَرَم،و قیل:هما الکَثیرَا السُّعَال مع هَرَمٍ أَو غَیْر هَرَم. و یقَال:أَخَذَه سُعَالٌ قَاحِبٌ أَی شَدِیدٌ.
و القَحْبهُ :الفَاسِدَهُ الجَوْفِ منْ دَاءٍ ،من القُحَاب ،و هو فَسَادُ الجَوْف.
و قال الأَزْهَریُّ :قیل لِلْبَغِیِّ قَحْبَه ؛لأَنَّهَا کانت فی الجَاهِلیَّه تُؤْذِن طُلاَّبَها بقُحَابها و هو سُعَالُها.و عن ابْنِ سیدَه: القَحْبَهُ : الفَاجِرَهُ . و أَصْلُها مِنَ السُّعال،سُمِّیَت لأَنَّهَا تَسْعُلُ أَو تُنحْنِحُ (3)أَی تَرْمُزُ بِهِ ،أَوْ هِیَ أَی القَحْبَه کلمه مُولَّدهٌ ،و بِه جَزَم الجَوْهریّ و غیرُه.و قال أَبُو هِلال (4)فی کتاب الصِّنَاعَتَیْن:صارَ تَسْمِیَهُ البغیِّ المُکْتَسِبه بالفُجُور قَحْبه حقِیقَه،و إِنَّما القُحَاب :السُّعالُ .
و فی شفاء الغَلِیل:العَامَّه تُسَمِّی البغِیَّ قَحْبَه .قال شَاعِرُهم:
و قَحْبَه إِذَا رَأَی
جَمَالَها العِلْقُ سَجَدْ
و به قَحْبَهٌ ،أَی سُعَالٌ . و القَحْبُ :سُعَالُ الشَّیْخ،و سُعَالُ الکَلْب.و من أَمْراضِ الإِبل القُحاب ،و هو السُّعَال و قال الجَوْهَرِیّ : القُحَاب :سُعَال الخَیْلِ و الإِبِل،و رُبَّما جُعِل للنَّاس.و فی التَّهْذِیب: القُحَابُ :السُّعال.فعَمَّ و لم یُخَصِّص.
و قال ابنُ سِیدَه: قَحَب البَعِیرُ یَقْحُب قَحْباً و قُحَاباً :
سَعَلَ ،و لا یَقْحُب منها إِلا النَّاحِزُ أَو المُغِدّ.و قَحَبَ الرجلُ و الکَلْبُ .
و قیل:أَصُلُ القُحَاب فی الإِبل،و هو فیما سِوَی ذَلِکَ مُسْتَعَار.و بِالدَّابَّه قَحْبَهٌ أَی سُعَالُ .
و فی التَّهْذِیب:أَهلُ الیَمن یُسَمُّون المرْأَهَ المُسِنَّه قَحْبَه .
و یقال للعجُوز القَحْبَه و القَحْمَه و أَنشد:
شَیَّبَنِی قَبْلَ إِنَی وَقْتِ الهَرَمْ
کُلُّ عَجُوز قَحْبَهٍ (5)فیها صَمَمْ
ثم قال:و یُقَال لکُلِّ کبیرَهٍ من الغَنَم مُسِنَّهٍ .و قال ابُن سِیدَه: القَحْبه :المُسِنَّه من الغَنم و غَیْرِها.
و فی الأَسَاس:و یُسَمِّی أَهلُ الیَمن المَرْأَه قَحْبَه (6)، و یقولون:لا تَثِق بقَوْل قَحْبَه 6،و لا تغْترَّ بطُولِ صُحْبَه، انتهی.فلیُنْظر مع کلام الأَزْهَرِیّ .و المَشْهورُ عِنْدَنا الآن:به قَحْبَهٌ أَی سُعَال.و یقال:أَتیْن نِسَاءٌ (7)یَقْحُبن ،أَی یَسْعُلْن.
و یقال للشَّابِّ إِذا سَعل:عُمْراً و شبَاباً.و للشَّیْخ:وَرْیاً و قُحَاباً .
و فی التَّهْذِیب:یقال للبَغِیضِ إِذا سَعَل:وَرْیاً و قُحَاباً .
و للحَبِیب إِذا سَعل:عُمْراً و شبَاباً.
ثم إِنَّ هذه الترجمه عندنا مکتوبهٌ بالسَّوَاد علی الصَّوَاب، و فی بعض بالحُمْرَه علی أَنَّها من زیادات المُصَنِّف علی الجوْهَریّ ،و لیْسَ کذلکَ .
ص:305
فی التَّهْذِیبِ فی الرُّبَاعِی یقال للعَصَا:
الغِرْزَحْلَه و القَحْرَبَه (1)و القِشْبارهُ و القِسْبَارَهُ .
قَحْطَبَه یقال:ضربه و طعَنه فقَحْطَبَه إِذا صَرَعَه،و بالسَّیْف:عَلاهُ .
و قَحْطَبَهُ :اسْمُ رَجُل،و هو قَحْطَبَهُ بْنُ شبِیبِ بْنِ خالد بْن مَعْدَان الطائیّ .قال ابن الأَثِیر (2): و إِلیه نُسِب أَبو الغیْثِ الطَّیِّب بْنُ إِسماعِیل بْنِ الحُسَیْن ،و فی نُسْخه الحسن،و هو الصَّوَاب ابْن قَحْطَبَه بْنِ خالِد الحَلِبیّ (3)إِلی حَلب مدینه مَشْهُورَه و هو خطأٌ و الصَّوَاب الخُلَّبِیّ بضمِّ المُعْجَمه و تشْدید اللاَّمِ مع فتْحها و هو مُحَدِّث بغْدادیّ و مُحمَّدُ بْنُ إِبْراهیم البغْدَادیّ .و أَبُو عَمَّار الحُسیْنُ بنُ حُریْب المرْوَزِیّ .و أَبو الفضّل العَبَّاسُ بْنُ أَحْمَد بْن علیّ الجُرْجَانِیّ . القَحْطِبِیُّون ، مُحَدِّثُون.
و فی تاریخ حَلب لابْنِ العدیم أَبو المخبا حیدرهُ بْن أَبی تُراب علِیُّ بنُ مُحَمَّد الأَنْطاکیّ القحطابیّ عابِر الأَحْلام، سکنَ دمشْق،و روی عنه الأَمیرُ أَبو نصْر ابْنُ ماکُولا، و غیره،کما تقدَّم.
قال الأَزْهَرِیّ :حکی اللِّحْیانیّ فی نوادرِه:
ذهب القومُ بِقِنْدحْبَه و قِنْدحْرَهَ و قِدَّحْرَهَ ،کُلُّ ذلک إِذا تفرَّقُوا.
قَرُبَ الشَّیْ ءُ منه کَکَرُمَ ،و قَرِبَهُ کسَمِعَ ،و قَرَبَ کنَصَرَ،و ظاهرُ کلام المُصَنِّف علی ما یأْتی أَنَّهما مُتَرَادِفَانِ ، و قد فَرَّق بینَهُمَا أَهل الأُصولِ ،قالوا:إِذا قیلَ :لاَ تَقْرَبْ کذا بفَتْح الراء،فمعناه:لا تَلْتبِسْ بالفِعْل؛و إِذا کان بضَمِّ الرّاءِ،کان معناه:لا تَدْنُ .قال شیخنا:و قد نَصَّ علیه أَربابُ الأَفْعَال. قُرْباً ،و قُرْباناً بضَمِّهِمَا، و قِرْباناً بالکسر، أَی:دَنا، فهو قَرِیبٌ للواحدِ و الاثْنینِ و الجَمْعِ .
و قوله تعالَی: وَ لَوْ تَری إِذْ فَزِعُوا فَلا فَوْتَ وَ أُخِذُوا مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ (4)جاءَ فی التَّفْسِیر:أُخِذوا من تحتِ أَقدامِهم.و قوله تعالَی: وَ ما یُدْرِیکَ لَعَلَّ السّاعَهَ قَرِیبٌ (5)،ذکَّر قریباً ؛لأَنَّ تأْنیثَ السّاعهِ غیرُ حقیقیٍّ .و قد یجوز أَنْ یُذَکَّرَ،لأَنَّ السَّاعَهَ فی معنَی البَعْثِ ،و قولُه تعالَی: وَ اسْتَمِعْ یَوْمَ یُنادِ الْمُنادِ مِنْ مَکانٍ قَرِیبٍ (6)أَی:یُنَادی بالحشر من مکانٍ قریبٍ ،و هی الصَّخْرَه الَّتی فی بیتِ المَقْدِسِ ،و یقال إِنَّهَا فی وَسَطِ الأَرضِ .و قولهُ تَعَالَی:
إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ (7)و لم یَقلْ :« قَرِیبَهٌ » لأَنَّهُ أَرادَ بالرَّحمه الإِحْسَانَ ،و لأَنَّ ما لا یکون تأْنیثهُ حقیقیاً جاز تذکیرُهُ ،و قال الزَّجَّاج:إِنَّما قِیلَ « قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ » ،لأَنَّ الرَّحْمَهَ ،و الغَفْرَانَ ،و العَفْوَ،فی معنًی واحِد،و کذلک کلُّ تأْنیثٍ لیس بحقیقیٍّ .و قال الأَخْفَش:
جائزٌ أَنْ تکونَ الرَّحْمَه هنا بمعنَی المَطَر.قال:و قال بعضهم:هذا ذُکِّرَ للفَصْل بینَ القریب من القُرْبِ ،و القریبِ من القَرَابَهِ ،قال:و هذا غَلَطٌ ؛کلُّ مَا قَرُبَ فی مکان أَو نَسَب،فهو جارِ علی ما یُصِیبُهُ من التَّذْکِیر و التأْنِیث.
قال الفَرّاءُ:إِذا کان القریبُ فی معَنی المَسَافه یُذَکَّرُ و یُؤَنَّث،و إِذا کان فی معنی النَّسَب یُؤَنَّث بلا اختلاف بینَهُمْ ،تقول:هذِه المَرأَه قَرِیبَتی ،أَی:ذات قرابتی .
قال ابْن بَرِّیّ :ذَکَرَ الفرّاءُ أَنّ العَربَ تُفَرِّق بینَ القریب من النَّسَبِ ،و القَریبِ من المکانِ ،فیقولونَ :هذهِ قریبتی من النَّسَب،و هذهِ قریبی من المَکَانِ ؛و یشهَدُ بصِحَّه قوله،قول امْرِئِ القَیْسِ :
لَهُ الوَیْلُ إِنْ أَمْسَی و لا أُمُّ هاشِمٍ
قَرِیبٌ و لا البَسْبَاسَهُ ابْنَه یَشْکُرَا
فَذکَّرَ قَرِیباً ،و هو خبرٌ عن أُمِّ هاشِمٍ ،فعلی هذَا یجوز:
قریبٌ منِّی،یُریدُ قرْبَ المَکَانِ ،و قَرِیبَهٌ مِنِّی،یرید قُرْبَ النَّسَبِ .
و یقال:إِنَّ فَعِیلاً قد یُحْمَل علی فَعُولٍ ،لأَنَّه بمعناهُ ، مثل:رَحِیم و رَحُوم؛و فَعُولٌ ،لا تدخله الهَاءُ،نحو:امْرَأَهٌ صَبْورٌ،فلذلک قالوا:رِیحٌ خَریقٌ ،و کَتِیبَهٌ خَصِیفٌ (8)،و فلانَهُ منِّی قریبٌ .و قد قیلَ :إِنَّ قَرِیباً أَصله فی هذا أَنْ یکونَ صِفَهً لِمَکان،کقولک:هِی منّی قریباً ،أَیْ مکاناً قَرِیباً ،ثمَّ اتُّسِعَ فی الظَّرْفِ ،فرُفِعَ و جُعِلَ خَبَراً.
و فی التَّهْذِیب:و القَرِیبُ نَقِیض البَعِیدِ یکون تحویلاً،
ص:306
فیستوِی فی الذَّکَرِ و الأُنْثَی و الفَرْدِ و الجمیعِ ،کقولک:هو قریبٌ ،و هی قریبٌ ،و همْ قریبٌ ،و هُنَّ قریبٌ .و عن ابن السِّکِّیتِ تقول العَرَبُ :هو قریبٌ منِّی و هُمَا قریبٌ (1)،و هُمْ قریبٌ منِّی،و کذلک المؤنَّث:هی قریبٌ منِّی،و هی بَعِیدٌ منِّی،[و هُمَا بعیدٌ،و هُنَّ بعیدٌ مِنِّی و قَرِیبٌ ] (2)،فتوَحِّدُ قریباً و تذَکِّرُه؛لأَنَّهُ ،و إِنْ کان مرفوعاً،فإِنَّه فی تأْوِیلِ :هو فی مکانٍ قریبٍ منِّی.و قال[تَعَالَی]: إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ .
و قد یَجُوز« قَرِیبهٌ و بعیده»،بالهاءِ،تَنْبِیهاً علی: قَرُبَتْ و بَعُدَتْ ،فمَنْ أَنَّثها فی المؤنَّث،ثَنَّی و جَمَع؛و أَنشدَ:
لَیَالِیَ لا عَفْرَاءُ مِنْک بَعِیدَهٌ
فَتَسْلَی و لا عَفْرَاءُ مِنْکَ قَرِیبُ
هذا کلّه کلام ابنِ مَنْظورٍ فِی لسانِ العرب،و الأَزهریِّ فی التَّهْذِیبِ ،و قد نقله شیخنا برُمَّته عنه کما نقلت.
و فی المِصْبَاح:قالَ أَبو عَمْرِو بْن العَلاءِ: القَرِیبُ فی اللُّغَهِ ،له معنیانِ أَحَدُهُما: قریبٌ قرْبَ مکانٍ ،یستوی فیه المُذَکَّر و المُؤَنَّث،یقال:زَیْدٌ قریبٌ منکَ ،و هندٌ قریبٌ منکَ ؛لأَنَّه من قُرْبِ المکانِ و المسافهِ ،فکأَنَّه قیل:هِنْدٌ مَوْضِعُهَا قَرِیبٌ ؛و منه إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِیبٌ مِنَ الْمُحْسِنِینَ ،و الثّانی: قریبٌ قُرْبَ قَرَابهٍ ،فیُطابِق،فیُقال:
هنْدٌ قریبهٌ ،و هما قریبتانِ .و قال الخلیل: القَرِیبُ و البَعِیدُ یستوی فیهما المُذکَّرُ و المُؤَنَّث و الجَمع.و قال ابْن الأَنباریّ (3)فِی قوله تعالَی: إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِیبٌ :لا یجوز حَمْل التَّذکیرِ علی معنی أَنَّ فَضْلَ اللّهِ ؛لأَنَّه صَرْفُ اللفظِ عن ظاهِره،بَلْ لأَنَّ اللَّفْظَ وُضِعَ للتَّذْکِیرِ و التَّوحیدِ.
و حَمَلَهُ الأَخْفَشُ علی التّأْویل.انتهی.
قلْت:و قد سبَقَ عن اللّسَان آنفاً،و مثلُهُ فی حواشی الصَّحِاح و المُشْکل لابْنِ قُتَیْبَهَ . و یُقَال:ما بینَهما مَقْرَبَهٌ ، المَقْرِبَه ،مُثَلَّثَه الرَّاءِ ، و القُرْبُ ، و القُرْبَهُ ،و القُرُبَهُ بضَمِّ الرّاءِ، و القُرْبَی بضمِّهِنَّ :
الْقَرَابَه .
و تقول: هو قَرِیبِی و ذو قَرابَتِی ،و لاَ تَقُلْ : قَرَابَتِی ، و نسبه الجوهریّ إِلی العامَّهِ ،و وافَقَه الأَکثرونَ ،و مثله فی دُرَّهِ الغَوّاصِ للحَرِیریّ .
قال شیخنا:و هذا الّذی أَنکره،جَوَّزهُ الزَّمَخْشَرِیُّ (4)علی أَنَّه مجازٌ،أَی علی حذفِ مضافٍ ،و مثله جارٍ کثیرٌ مسموعٌ .و صَرَّح غیرُه بأَنَّهُ صحیحٌ فَصِیحٌ ،نظماً و نثراً، و
14- وقع فی کلام النُّبُوَّهِ : «هَلْ بَقِیَ أَحدٌ من قَرَابَتِهَا ». قال فی النِّهَایه:أَی أَقاربِها ،سُمُّوا بالمصدرِ،و هو مُطَّرِدُ و صَرَّح فی التّسهیل بأَنَّه اسمُ جَمْعٍ لقَرِیبٍ ،کما قیل فی الصَّحَابَه إِنَّه جمعٌ لصاحِب.انتهی.
و فی لسان العرب:و قوله تعالی: قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّهَ فِی اَلْقُرْبی (5)أَی:إِلاَّ أَنْ تَوَدُّونِی فی قرابَتِی منکم.و یُقَال:فلانٌ ذو قَرابَتِی و ذو قَرَابَهٍ منِّی،و ذو مَقْرَبَهٍ ،و ذو قُرْبَی منّی،قال اللّه تعالَی: یَتِیماً ذا مَقْرَبَهٍ (6)قال:و منهم مَنْ یُجِیز قَرابَتِی (7)،و الأَوّل أَکثرُ.و
17- فی حدیث عُمَرَ: «إِلاّ حامَی علی قَرابَته ». أَی: أَقارِبه ،سُمُّوا بالمصدر کالصَّحابه.و فی التَّهْذِیب: القَرَابَه و القُرْبَی :الدُّنُوُّ فی النَّسَبِ ،و القُرْبَی فی الرَّحِمِ ،و هو فی الأَصل مصدرٌ،و فی التَّنْزِیلِ العَزیزِ: وَ الْجارِ ذِی اَلْقُرْبی (8).
و أَقْرباؤُکَ و أَقارِبُکَ و أَقْرَبُوک :عَشِیرَتُکَ الأَدْنَونَ ،و فی التَّنْزِیلِ : وَ أَنْذِرْ عَشِیرَتَکَ اَلْأَقْرَبِینَ (9)،و جاءَ فی التّفْسیر:
14- أَنَّه لَمّا نَزَلَتْ هذه الآیه صَعِدَ الصَّفَا،و نادَی الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ ،فَخِذاً فَخِذاً:«یَا بَنِی عَبْدِ المُطَّلِبِ یا بنی هاشِمٍ ،یا بنی عبدِ مَنَافٍ ،یا عبّاسُ ،یا صَفِیَّه،إِنّی لا أَمْلِک لکم من اللّهِ شیئاً،سَلُونِی من مالی ما شِئْتُمْ ». هذا عن الزجَاج.
ص:307
و القَرْبُ ،أَی بالفَتْح: إِدخال السَّیْفِ ،أَو السِکِّینِ ، فی القِرابِ ،و القِرَابُ :اسمٌ لِلغِمْدِ ،و جمعُهُ قُرُبٌ ، أَوْ لِجَفْنِ الغِمْدِ.
و الذّی فی الصَّحِاح: قِرابُ السیْفِ :جفْنهُ ،و هو:وِعَاءٌ یکون فیه السَّیْف بغِمْدهِ و حِمَالَتِه،و قال الأَزْهَرِیُّ : قِرابُ السَّیف:شِبْهُ جِرابٍ من أَدَمٍ ،یَضَعُ الرّاکبُ فیه سیفَهُ بجَفْنِه،و سَوْطَهُ ،و عَصاهُ ،و أَدَاتَهُ .و
16- فی کتابه لوائلِ بْنِ حُجْرٍ:
«لکلِّ عَشَرَهٍ (1)مِن السَّرَایا ما یَحْمل القِرابُ من التَّمْر». قال ابْن الأَثیرِ:هو شِبْهُ الجِراب،یَطْرَح فیه[الراکبُ ] (2)سَیْفَه بِغمده،و سَوْطَهُ ؛و قد یطرح فیه زادَهُ من تَمْرٍ و غیرِه.قال ابن الأَثیرِ:قال الخَطَّابیُّ :الرِّوایه بالبَاءِ هکذا،قال:و لا موضعَ له (3)هُنَا،قال:و أُرَاهُ «القِرَافَ »جمع قَرْفٍ ،و هی أَوْعِیَهٌ من جُلودٍ،یُحْمَل فیها الزَّادُ للسَّفَر،و یُجْمَع علی «قُرُوفٍ »أَیضاً،کذا فی لسان العرب.قلت:و هکذا فی استدراک الغلط ،لأَبی عُبَیْدٍ القاسمِ بْنِ سَلاّمٍ ،و أَنْشَدَ:
و ذُبْیَانِیَّهٍ وَصَّتْ بَنِیها
بِأَنْ کَذَبَ القَرَاطِفُ و القُرُوفُ (4)
کالإِقْراب ،أَو الإِقْرَاب : اتِّخَاذُ القِرَاب للسَّیْفِ و السِّکِّین،یقال: قَرَبَ قِراباً ،و أَقْرَبَهُ :عَمِلَهُ ،و أَقْرَبَ السَّیْفَ و السِّکِّینَ :عَمِلَ لها قِراباً .
وَ قَرَبَهُ :أَدْخَلَه فی القِرَابِ .و قیلَ : قَرَبَ السَّیْفَ :جَعَلَ له قِرَاباً ،و أَقْرَبَهُ :أَدْخَلَهُ فی قِرَابِه .
و القَرْبُ : إِطْعَام الضَّیْفِ الأَقْرَابَ ،أَی:الخَوَاصِرَ،کما یأْتی بَیانُه.
و القُرْبُ بالضَّمِّ علی الأَصْل، و یقال بِضَمَّتَیْنِ علی الإِتْباعِ ،مثل عُسْرٍ و عُسُرٍ: الخَاصِرَه (5)؛قال الشَّمَرْدَلُ یَصِفُ فَرَساً:
لاحِقُ القُرْبِ و الأَیاطِلِ نَهْدٌ
مُشْرِفُ الخَلْقِ فی مَطاهُ تَمَامُ
أَو القُرْبُ ،و القُرُبُ ؛ مِنْ لَدُنِ الشّاکِلَهِ إِلی مَرَاقِّ البَطْنِ ، و کذلک من (6)لَدُنِ الرُّفْغِ إِلی الإِبْطِ قُرُبٌ من کلَ جانِبٍ ، ج الأَقْرَابُ .
و فی التّهْذِیب:فَرَسٌ لاَحِقُ الأَقراب ،یَجمعونَهُ ،و إِنَّمَا له قُرُبانِ ،لِسَعَتِه،کما یقال:شاهٌ ضَخْمَهُ الخَواصِر،و إِنَّما لها خاصِرَتانِ .و استعاره بعضُهم للنّاقه،فقال:
حَتَّی یَدُلَّ علیها خَلْقُ أَرْبَعَهٍ
فی لاحِقٍ لازِقِ الأَقْرَابِ فانْشَمَلا
أَراد:حتّی دَلَّ ،فوضع الآتیَ مَوْضِعَ الماضی.قال أَبو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ الحِمَارَ و الأُتُنْ :
فَبَدَا لَهُ أَقْرَابُ هذا رائغاً
عَجِلاً فَعَیَّثَ فی الکِنَانَهِ یُرْجِعُ
و فی قصیده کَعْبِ بْنِ زُهَیْرٍ:
یَمْشِی القُرَادُ علیها ثمَّ یُزْلِقُهُ
عنها لَبَانٌ و أَقْرَابٌ زَهَالِیلُ
اللَّبَانُ :الصَّدْرُ،و الأَقْرابُ :الخَوَاصرُ،و الزَّهَالیلُ :
المُلْسُ .
و قَرِب الرجُلُ ، کَفَرِح:اشْتَکاهُ ،أَی:وَجَعَ الخاصرِه، کقَرَّبَ تَقْرِیباً .
و قُرْبٌ ، کقُفْلٍ :ع.
و قال الأَصْمَعِیُّ :قلت لِأَعْرَابیّ :ما القَرَبُ ؟أَی بالتَّحْرِیکِ ؟فقال:هو سَیْرُ اللّیْلِ لِوِرْدِ الغَدِ، کالقِرَابَه أَی بالکَسْر، و قد قَرَبَ الإِبِلَ ،کنَصَرَ هکذا فی النُّسَخ،و الَّذِی عندَ ثعلبٍ :و قد قَرِبَت الإِبِلُ تَقْرَبُ قُرْباً .و قَرَبْتُ ، أَقْرُبُ ، قِرَابَهً ،[بالکسر] (7)مثل:کَتَبْتُ ،أَکتُبُ ،کِتَابَهً ؛ و أَقْرَبْتهَا أَی:إِذا سِرْتَ إِلی الماءِ و بینَکَ و بینَهُ لیلَهٌ .
و القَرَبُ : البِئرُ القَرِیبَهُ الماءِ ،فإِذا کانت بعیدَه الماءِ، فهی النَّجاءُ؛و أَنشدَ:
ص:308
یَنْهَضْنَ بالقَوْمِ عَلَیْهِنَّ الصُّلُبْ
مُوَکَّلاَتٌ بالنَّجَاءِ و القَرَبْ
یعنی الدِّلاءَ (1).
و القَربُ : طَلَبُ الماءِ لَیْلاً،أَو أَنْ لا یَکونَ بَیْنَکَ و بَیْنَ الماءِ إِلاَّ لَیْلَهٌ ،أَو إِذا کانَ بَیْنَکمَا یَوْمَانِ ،فأَوَّل یومٍ تَطْلُبُ فیهِ الماءَ: القَرَبُ ،و الثّانی:الطَّلَقُ قاله ثعلبٌ .
و فی قول الأَصمعیّ عن الأَعرابیِّ :و قُلتُ :ما الطَّلَقُ ؟ فقال:سَیْرُ الَّلیْلِ لِوِرْدِ الغِبِّ .یُقَال: قَرَبٌ بَصْبَاصٌ ،و ذلک أَنَّ القَوْمَ یَسیرون بالإِبلِ نَحْوَ الماءِ (2)،فإِذا بَقِیَتْ بینَهُم و بینَ الماءِ عَشِیَّهٌ عَجَّلوا نَحْوَهُ ،فتلک الَّلیْلَهُ لیلهُ القَرَبِ .قلْتُ :
و فی الفَصِیح:و قَرَبْتُ الماءَ، أَقْرُبُه ، قَرَباً ؛و القَرَبُ :اللَّیْلَهُ الّتی یَرِدُ فی صَبِیحَتِهَا الماءَ.
قال الخَلِیلُ :و القَارِبُ :طالِبُ الماءِ لیلاً،و لا یُقَال ذلک لِطَالِبِ الماءِ نَهاراً.و فی التَّهْذِیب: القَارِبُ الَّذِی یَطْلبُ الماءَ،و لَمْ یُعَیِّنْ وَقْتاً.و عن الَّلیْثِ : القَرَبُ أَنْ یَرْعَی القَوْمُ بیْنَهُمْ و بینَ المَوْرِد،و فی ذلک یَسیرُون بعضَ السَّیْرِ،حتّی إِذا کان بینهم و بینَ الماءِ لیلهٌ أَو عَشِیَّهٌ ،عَجَّلوا، فَقَرَبُوا ، یَقْرُبُونَ قُرْباً ؛و قد أَقْرَبُوا إِبِلَهُم.قال:و الحِمَارُ القَارِبُ الَّذِی یَقْرَبُ القَرَبَ ،أَی:یُعجِّل لیلَهَ الوُرُود (3).و عن الأَصْمَعِیّ :
إِذَا خَلَّی الرَّاعِی وُجُوهَ إِبِلِه إِلی الماءِ،و تَرَکَهَا فی ذلک تَرْعَی لَیلَتَئذٍ،فهی لیله الطَّلَقِ ،فإِنْ کان اللیله (4)الثّانیه، فهی لَیْلَه القَرَبِ ،و هو السَّوْق الشَّدِیدُ.
و قال أَیضاً:إِذَا کانَتْ إِبلهم طَوَالِقَ ،قیلَ :أَطْلَقَ القوم، فهم مُطْلِقونَ ،و إِذا کانَتْ إِبِلهُمْ قوارِبَ ،قَالوا: أَقْرَبَ القَوْمُ ،فهم قَارِبُون ،و لا یُقَال: مُقْرِبُونَ .قال:و هذا الحَرفُ شاذٌ.
و قال أَبو عَمْرو: القَرَبُ فی ثلاثهِ أَیَّامٍ ،أَو أَکثَرَ.و أَقْرَبَ القَوْمُ ،فهم قارِبُون ،علی غیر قیاسٍ :إِذا کانت إِبِلُهُمْ مُتَقَارِبَهً .و قد یُستعملُ القَرَبُ فی الطَّیْرِ؛أَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ لِخَلِیج (5):
قِد قُلْتُ یوماً و الرِّکَابُ کَأَنَّها
قَوَارِبُ طَیْرٍ حَانَ منها وُرُودُهَا
و هُوَ یَقرُبُ حاجَتَهُ ،أَی:یَطْلُبُهَا،و أَصلُهَا من ذلک.و
17- فی حَدِیثِ ابْن عُمَرَ: «إِنْ کُنَّا لَنَلْتَقِی فی الیَوْمِ مَراراً،و یَسْأَلُ (6)بعضُنا بعضاً،و إِنْ نَقْرُبُ بذلکَ إِلاَّ أَنْ نَحْمَدَ اللّه تَعالی».
قال الأَزهریّ :أَی ما نطلُبُ بذلک إِلاَّ حمْدَ اللّهِ تعالی.قال الخَطّابیُّ : نَقْرُبُ ،أَی:نَطلبُ ،و الأَصل فیه طَلَبُ الماءِ، و منه:لیلهُ القَرَبِ ،ثم اتُّسِعَ فیه،فقیلَ فیه:فلانٌ یَقْرُبُ حاجَتَهُ ،أَی:یَطْلُبها؛فإِنْ الأُولَی هی المخفَّفه من الثَّقِیله، و الثانیه[نافیَهٌ ] (7).و
16- فی الحدیث: قال لَهُ رَجُلٌ :«مَا لی قَارِبٌ و لا هَارِبٌ » (8). أَی:ما لَهُ وَارِدٌ یَرِدُ الماءَ،و لا صَادِرُ، یَصْدُرُ عنه.و
1- فی حدیث علیٍّ ،کرَّم اللّهُ وَجهَهُ : «و ما کنتُ إِلاّ کَقَارِبٍ وَرَدَ،و طالبٍ وَجَدَ». کذا فی لسان العرب.
و القُرْبَانُ ،بالضَمِّ ؛ما یُتَقَرَّبُ به إِلی اللّهِ تعالَی شَأْنُهُ ،تقولُ منهُ : قَرَّبْتُ (9)إِلی اللّهِ قُرْبَاناً ،و قال اللَّیْتُ : القُرْبانُ :ما قَرَّبْتَ إِلی اللّهِ تعالَی،تبتغی بذلک قُرْبَهً و وَسِیلهً ؛و
16- فی الحدیث: «صِفَهُ هذِه الأُمَّهِ فی التَّوْرَاهِ : قُرْبَانُهُمْ دِمَاؤُهم».
أَی: یتقرَّبُون إِلی اللّهِ بإِراقهِ دِمائهم فی الجِهاد.و کان قُربانُ الأُمم السّالِفهِ ذَبْحَ البَقَر و الغَنَم و الإِبِل.و
16- فی الحدیث:
«الصَّلاهُ قُرْبَانُ کُلِّ تَقیٍّ . أَی[أَنَّ ] (10)الأَتقیاءَ من النّاسِ یتقرَّبُونَ بِهَا إِلی اللّهِ تعالَی،أَی:یطلُبُونَ القُرْبَ منه بها.
و القُرْبَانُ : جَلِیسُ المَلِکِ الخَاصُّ ،أَی:المُخْتَصُّ به.
و عِبَارَهُ الجَوْهَرِیّ و ابْنِ سِیدَهْ :جلیسُ الملک و خاصَّتُه لقُرْبه منه،و هو واحِدُ القَرَابِین [تقول:فُلانٌ ] (11)من قُرْبان المَلکِ و[من]بُعْدَانِه.و قَرَابِینُ الملکِ :وزراؤُهُ و جُلَساؤُهُ و خاصَّتُهُ ، و یُفْتَحُ ،و قد أَنْکره جماعهٌ .
ص:309
و قَرَّبَه للّهِ (1): تَقَرَّبَ به إِلَی اللّهِ تعالَی، تَقَرُّباً ،و تِقرَّاباً ، بکَسْرَتَیْنِ مع التَّشْدِیدِ،أَی: طَلَبَ القُرْبَهَ و الوَسِیلهَ به عِنُدَهُ .
ج قَرَابِینُ .
و قَرَابِینُ أَیضاً:وادٍ بنَجْدٍ.
و قُرْبَهُ بالضَّمّ :وَادٍ آخَرُ (2).
و اقْتَرَبَ الوَعْدُ:أَی تَقَارَبَ ،و التَّقَارُبُ :ضِدّ التَّبَاعُدِ.
و نقل شیخُنَا عن ابْنِ عَرَفَهَ :أَنَّ اقْتَرَبَ أَخَصُّ منْ قَرُبَ ،فإِنَّه یَدُلُّ علی المُبَالَغه فی القُرْبِ .قلتُ :و لَعَلَّ وَجْهَهُ أَنَّ افتعل یدُلُّ علی اعتمالٍ و مَشَقَّهٍ فی تحصیلِ الفِعْل،فهو أَخَصُّ ممَّا یدُلُّ علی القُرْبِ بلا قَیْدٍ،کما قالُوه فی نظائره،انتهی.
و من المجاز: شَیْ ءٌ مُقَارِبٌ ،بالکَسْرِ أَی:بکسر الرّاءِ، علی صِیغه اسم الفاعل:أَی وَسَطٌ بَیْنَ الجَیِّدِ و الرَّدِیءِ ، و لا تَقُلْ : مُقَارَبٌ بالفتح.و کذلک إِذا کان رَخیصاً کذا فی الصّحاح.
و یقال أَیضاً:رَجُلٌ مُقَارِبٌ ،و مَتَاعٌ مُقَارِبٌ ، اوْ أَنّه: دَیْنٌ مُقَارِبٌ ،بالکَسْرِ؛و مَتَاعٌ مُقَارَبٌ ،بالفتح ،و معناه،أَی لیس بنفیس.قال شیخُنا:و منه أَخذ المُحَدِّثُونَ فی أَبواب التَّعدِیل و التَّجرِیح:فلانٌ مقارِبُ الحدیثِ ،فإِنّهم ضبطوه بکسر الرّاءِ و فتحها،کما نقله القاضی أَبُو بکر بْنُ العَرَبیّ فی شرح التِّرْمِذِیّ ،و ذکره شُرَّاحُ أَلفیَّهِ العِراقیّ ،و غیرُهُمْ .
و أَقْرَبَتْ ،الحَاملُ : قرُب وِلاَدُهَا،فهِیَ مُقْرِبٌ ،کمُحْسِن، و ج مَقَارِیبُ ،کأَنهم تَوَهَّمُوا واحدها علی هذا مِقْرَاباً ، و کذلک الفَرَسُ و الشّاهُ ،و لا یقالُ للنَّاقَهِ إِلاّ أَدْنَتْ ،فهی مُدْنٍ .قالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَرّاً تَرْثِیهِ بعدَ موتِه:
وابْنَاهُ و ابْنَ اللَّیْلْ
لَیْسَ بزُمَّیْلْ
شَرُبٌ لِلْقَیْلْ
یَضْرِبُ بالذَّیْلْ
کمُقْرِبِ الخَیْل
لأَنَّهَا تَضْرَحُ (3)منْ دنا منها،و یُرْوَی:
کمُقْرَبِ الخَیْل
،بفتح الرّاءِ،و هو المُکْرَمُ .و عن اللَّیْث: أَقْرَبَتِ الشَّاهُ و الأَتانُ ،فهی مُقْرِبٌ ،و لا یُقَالُ للنّاقه.
و عن العَدَبَّسِ الکِنانِیّ :جمعُ المُقْرِب من الشّاءِ مُقارِیبُ ،و کذلک هی مُحْدِثٌ ،و جمعُهُ مَحَادِیثُ .
و أَقْرَبَ المُهْرُ،و الفَصِیلُ ،و غیرُهُ :إِذا دَنَا لِلإِثْناءِ ،أَوْ غیرِ ذلکَ من الأَسْنَان.
و یُقَالُ : افْعَلْ ذلکَ بِقَرابِ ،کسَحابٍ ،أَی بُقُرْبٍ .
هکذا فی نُسَخ القاموس ضُبِطَ کسَحاب.و فی الصّحاح:
و فی المَثَل: «إِنَّ الفِرَارَ بِقَرَابٍ أَکْیَسُ » قال ابْنُ بَرِّیّ :هذا المَثَلُ ذکره الجَوْهَرِیُّ بعدَ قِرَابِ السَّیْفِ ،علی ما تراهُ ، و کان صوابُ الکلام أَنْ یقولَ قَبْلَ المَثَل:«و القِرابُ :
القُرْبُ »و یَسْتَشْهِدَ بِالمَثَلِ علیه.و المَثَلُ لجابِرِ بنِ عَمْرٍو المُزَنِیّ ؛و ذلک أَنَّهُ کان یسیرُ فی طریقٍ ،فرأَی أَثَر رجُلَیْنِ ، و کان قائفاً فقَال:أَثرُ رَجُلَیْنِ ،شدید کَلَبُهما عَزِیزٍ سَلَبُهما؛ و الفِرَارُ بِقَراب أَکْیَسُ .أَی بحیثُ یُطْمَعُ فی السّلامه مِن قُرْب ،و منهم من یَرْوِیهِ « بقُرابٍ »بضمِ القَاف.و فی التَّهذیب:الفِرار قبلَ أَنْ یُحاطَ بکَ أَکْیَسُ لک.
قلتُ :فظهر أَنّ القِرَابَ بمعنی القُرْب یُثَلَّثُ ،و لم یتعرَّضْ له شیخُنا علی عادته فی ترک کثیر من عبارات المَتْن.
و قِرَابُ الشَّیْ ءِ،بالکَسْرِ،و قُرَابُهُ و قُرَابَتُه ،بضمِّهِمَا:ما قارَبَ قَدْرَهُ ،و فی الحدیث:«إِنْ لَقِیَتَنِی بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطِیئَهً »أَی:بما یُقَارِبُ مِلأَهَا،و هو مصدرُ« قَارَبَ یُقَارِبُ ».
و القِرابُ : مُقَارَبَهُ [الأَمْرِ] (4)،قال عُوَیْفُ القَوَافِی یَصِفُ نُوقاً:
هُوَ ابنُ (5)مُنَضِّجَاتٍ کُنَّ قِدْماً
یَزِدْنَ علی العَدِیدِ قِرَابَ شَهْرِ
و هذا البیتُ أَوردَهُ الجَوْهَرِیُّ :
«یَرِدْنَ علی الغَدِیرِ»..
،قالَ ابْنُ بَرِّیّ :صوابُ إِنشاده
«یَزُدْنَ علی العَدِید»..
من معنی الزِّیاده علی العِدَّه،لا من معنی الوُرُود (6)علی الغدیر.
ص:310
و المُنَضِّجَه:الّتی تأَخَّرتْ وِلاَدتُها عن حین الوِلادهِ شهراً، و هو أَقوَی للولَدِ.
قال الجَوْهَرِیُّ :و القِرَابُ :إِذا قارَبَ أَنْ یَمْتَلِئَ الدَّلْوُ:
قال العَنْبَرُ بنُ تَمِیمٍ ،و کان مُجَاوِراً فی بَهْراءَ:
قَدْ رابَنِی مِنْ دَلْوِیَ اضْطرابُهَا
و النَّأْیُ مِنْ بَهْراءَ و اغْتِرَابُهَا
إِلاَّ تَجِیئْ مَلأَی یَجِئْ قِرَابُهَا
ذُکِرَ أَنَّه لمّا تَزَوَّج عَمْرُو بْنُ تَمِیمٍ أُمَّ خارِجَهَ (1)،نقلها إِلی بلدِه؛و زَعَمَ الرُّوَاهُ أَنَّهَا جاءَت بالعَنْبَرِ معها صغیراً،فأَوْلَدَها عَمْرُو بْنُ تَمِیمٍ أُسَیْداً،و الهُجَیْمَ ،و القُلَیْبَ ،فخَرَجُوا ذاتَ یَومٍ یستقون،فقَلَّ علیهِمُ الماءُ،فأَنْزَلُوا مائحاً من تَمِیم، فجعل المائحُ یملأُ دَلْوَ الهُجَیْمِ و أُسَیْد و القُلَیْبِ ،فإِذا وَرَدَتْ دَلْوُ العَنْبَرِ،تَرَکَها تَضطربُ ،فقالَ العَنْبَرُ هذه الأَبیاتَ .
و قال الَّلیْثُ : القِرَابُ : مُقَارَبَهُ الشَّیْ ءِ،تقول:معه أَلْفُ دِرْهَمٍ أَو قُرَابُهُ ،و مَعَهُ مِلءُ قَدَحٍ ماءً أَو قُرَابُهُ ،و تقول:أَتیته قُرَابَ العِشاءَ،و قُرَابَ اللَّیْلِ .
و إِناءٌ قَرْبَانُ ،کسَحْبَان،و تُبْدَلُ قافُه کافاً. و صَحْفَهٌ ،و فی بعض دواوین الُّلغَهِ :جُمْجُمَهٌ قَرْبَی :إِذا قَارَبَا الامتِلاءِ،و قد أَقْرَبَهُ ،و فِیهِ قَرَبُهُ ،مُحَرَّکَهً ، و قِرَابُهُ ، (2)بالکَسر.قال سِیبَوَیْهِ :الفِعْلُ من قَرْبَانَ : قَارَبَ ،قال:و لم یَقُولُوا« قَرُبَ » استِغْنَاءً بذلک.
و أَقْرَبْتُ القَدَحَ ،من قولهم:قَدَحٌ قَرْبَانُ ،إِذا قَارَبَ أَنْ یَمْتَلِئَ ،و قَدَحَانِ قَرْبَانان ،و الجمع قِرابٌ ،مثلُ عَجْلانَ و عِجال.تقولُ :هذا قَدَحٌ قَرْبَانُ ماءً،و هو الَّذِی قد قارَبَ الامْتلاءَ.و یقال:لَوْ أَنَّ لی قُرَابَ هذَا ذَهباً،أَی ما یُقَارِبُ مِلأَهُ .کذا فی لِسان العرب.
و المُقْرَبَهُ ،بضمِّ المِیم و فتح الرّاءِ: الفَرَسُ الَّتی تُدْنَی، و تُقْرَبُ ،و تُکْرَمُ (3)،و لا تُتْرَکُ أَنْ تَرودَ (4)قاله ابْنُ سِیدَهْ . و هو مُقْرَبٌ ،أَو إِنَّمَا یُفْعَلُ ذلک بالإِنَاثِ ،لئِلاَّ یَقْرَعَهَا فَحْلٌ لئیمٌ ، نقل ذلک عن ابْنِ دُرَیْدٍ.و قال الأَحْمَرُ:الخیلُ المُقْرَبَهُ :
الَّتِی تکون قریبهً مُعَدَّهً .و عن شَمِر: المُقْرَباتُ من الخیْل الَّتِی ضُمِّرَتْ لِلرُّکُوبِ .و فی الرَّوْضِ الأَنُفِ : المُقْرَبَاتُ من الخیل:العِتاقُ الَّتی لا تُحْبَسُ فی المَرْعَی،و لکن تُحْبَسُ قُرْبَ البُیُوتِ مُعَدَّهً لِلْعَدُوّ.
و قال أَبو سعِید: المُقْرَبَهُ من الإِبِلِ :الَّتِی علیها رِحَالٌ مُقْرَبَهٌ بالأَدَمِ ،و هی مَراکبُ المُلوکِ ؛قال:و أُنْکِرَ هذا التّفْسِیرُ.و
17- فی حدِیثِ عُمَرَ،رضِیَ اللّه عنه: «ما هذِه الإِبِلُ المُقْرَبَهُ ؟». قال:هکذا رُوِیَ بکسر الرّاءِ،و قیل:هی بالفَتح،و هی الّتِی حُزِمَتْ للرُّکوبِ ،و أَصلُهُ من القِرابِ .
و المُتَقَارِبُ ،فی العَرُوضِ : فعُولُنْ ،ثَمَانَ مَرَّاتٍ ، و فَعُولنْ فَعولنْ فَعَلْ ،مَرَّتَیْنِ ،سُمِّیَ به لِقُرْبِ أَوْتَادِهِ من أَسْبَابِه ، (5)و ذلک لأَنَّ کُلَّ أَجْزَائِهِ مَبْنِیٌّ علی وَتَدٍ و سَبَبٍ ،و هو الخامِسَ عَشَرَ من الْبُحُور،و قد أَنکر شیخُنَا علی المصنِّف فی ذکره فی کتابه،مع أَنَّه تابَعَ فیه مَنْ تَقدَّم من أَئمَّه الُّلغَهِ ، کابْنِ مَنْظُورٍ و ابْنِ سیدَهْ ،خصوصاً و قد سمی کتَابَهُ «البَحْرَ المُحِیطَ »،کما لا یَخْفَی علی المُنْصِفِ ذی العقل البَسِیط .
و قَارَبَ الفَرَسُ الخَطْوَ :إِذا داناهُ ،قاله أَبُو زَیْدٍ،و قَارَبَ الشَّیْ ءَ:دانَاهُ ،عن ابْنِ سِیدَهْ .
و تَقاربَ الشَّیْئانِ :تَدَانَیَا.
و التَّقَرُّبُ :التَّدَنِّی إِلی شَیءٍ،و التَّوَصُّلُ إِلی إِنسانٍ بقُرْبَهٍ أَو بِحَقٍّ .
و الإِقْرَابُ :الدُّنُوُّ.
و یُقَال: قَرَبَ فُلاَنٌ أَهلَهُ قُرْبَاناً ،إِذا غَشِیَهَا.
و المُقَارَبَهُ ،و القِرَابُ :المُشَاغَرَه،و هو رَفْعُ الرِّجْلِ لِلْجِماعِ .
و القِرْبَهُ ،بالکَسْرِ :من الأَسْقِیَهِ .و قال ابْنُ سِیدَهْ :
القِرْبَهُ : الوَطْبُ مِن اللَّبَنِ ،و قد تکونُ للماءِ،أوْ هی المخروزهُ من جانبٍ واحدٍ.ج أَی فی أَدْنَی العَدَد: قِرْباتُ
ص:311
بکسر فسکون، و قِرِباتٌ بکسرتینِ إِتْباعاً، و قِرَبَاتٌ بکسر ففتح. و فی الکثیر: قِرَبٌ کعِنَبٍ ، و کَذلِکَ جمع کُلّ ما کان علی فِعْلَهٍ ،کفِقْرَهٍ و سِدْرَه و نَحْوِهِما،لک أَن تفتَحَ العینَ ، و تَکسِرَ و تُسَکِّنَ .
و أَبُو قِرْبَهَ :فَرَسُ عُبَیْدِ بْنِ أَزْهَرَ.
و ابْنُ أَبِی قِرْبَهَ :أَحْمَدُ بنُ عَلِیّ بْنِ الحُسَیْنِ العِجْلِیُّ ، و أَبو عَوْنٍ الحَکَمُ بْنُ سِنَانٍ قال ابنُ القَرَّاب :هکذا سَمَّی الواقِدِیُّ أَباهُ سِناناً،و إِنَّما هو سُفْیانُ (1)،و الأَوَّلُ تحریف من النّاسخ،رَوَی عن مالِک بن دِینارٍ و أَیُّوبَ ،و عنه ابنُهُ و المقدمیّ .مات سنه 190 و أَحْمَدُ بنُ دَاوُودَ،و أَبُو بَکْر بنُ أَبِی عَوْنٍ هو وَلَدُ الحَکَم بْنِ سِنانٍ ،و اسْمُه عَوْن،رَوَی عن أَبیه؛ و عَبْدُ اللّهِ بنُ أَیُّوبَ ، القِرْبِیُّون ،مُحَدِّثُونَ .
و القَارِبُ :السَّفِینَهُ الصَّغِیرَهُ تکونُ مع أَصحَابِ السُّفُنِ الکِبَارِ البَحْرِیَّهِ ،کالجَنَائب لها،تُسْتَخَفُّ لِحَوائجِهم، و الجمعُ القَوَارِبُ ،و
16- فی حدیث الدَّجَّالِ : «فجَلَسُوا فی أَقْرُبِ السَّفِینِه». واحدها قارِبٌ ،و جَمْعُه قَوارِبُ ،قال ابنُ الأَثِیرِ:فأَمَّا أَقْرُبٌ ،فغیرُ معروف فی جمع قارِبٍ ،إِلاَّ أَنْ یکونَ علی غیرِ قیاسٍ .و قیل: أَقْرُبُ السَّفِینهِ :أَدَانِیها، أَی:ما قَارَبَ الأَرْضَ منها.و فی الأَساس:إِنّ القَارِبَ هو المُسَمَّی بالسُّنْبُوکِ .
و القارِبُ : طالِبُ الماءِ ،هذا هو الأَصل.و قد أَطْلَقَهُ الأَزْهَرِیٌّ ،و لم یُعَیِّنْ له وقتاً،و قیَّدَهُ الخَلِیلُ بقوله: لَیْلاً (2)، کما تقدَّمَ البحثُ فیهِ آنِفاً.
و القَرِیبُ ،أَی:کَأَمیرٍ،و ضُبِطَ فی بعض الأُمَّهاتِ کسِکِّیتٍ : السَّمَکُ المَمْلُوحُ (3)ما دامَ فی طَراءَتِهِ .
و قَرِیبُ بْنُ ظَفَرٍ:رسولُ الکُوفِیِّینَ إِلی عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ ،رضِیَ اللّه عنه.
و قَرِیبٌ عَبْدِیٌّ ،أَی منسوب إِلی عبدِ القَیْسِ مُحَدِّثٌ .
و قُرَیْبٌ ، کزُبَیْرٍ:لَقَبُ والِدِ عبد المَلِک الأَصْمَعِیّ الباهِلِیّ الإِمامِ المشهور،صاحبِ الأَقوالِ المَرْضِیَّهِ فِیالنَّحْوِ و اللُّغَه،و قد تقدّم ذکرُ مَوْلِدهِ و وفاته فی المُقَدّمهِ .
و قُرَیْبٌ : رَئِیسٌ للخَوارِج.
و قُرَیْبُ بن یَعْقُوبَ الکاتِبُ .
و قَرِیبَهُ ،کَحَبِیبَه:بِنْتُ زَیْدٍ الجُشَمِیَّه،ذکرها ابْنُ حبیبٍ .
و بِنْتُ الحارِثِ هی الآتی ذکرُها قریباً ،فهو تَکْرارٌ:
صَحَابیَّتانِ .
و قَرِیبَهُ بِنتُ عبدِ اللّهِ بنِ وَهْبٍ ،و أُخْرَی غَیْرُ مَنْسُوبَهٍ :
تابِعِیَّتَانِ .
و قُرَیْبَهُ ،بالضَّمِّ :بنت محمّد بن أَبی بکرٍ الصِّدِّیق،نُسِب إِلیها أَبو الحسَن علیُّ بْنُ عاصِمِ بْنِ صُهَیْبٍ القُرَیْبِیّ ،مَوْلَی قُرَیْبَهَ ،واسِطیٌّ ،کثیر الخطإِ،عن محمّد بن سوقه و غیره، مات سنه 251 (4).
و ابْنُ أَبِی قَریبَهَ (5)،بالفتح:مصریٌّ ثقهٌ عن عطاءٍ و ابْنِ سِیرِینَ ،و عنه الحَمّادانِ .
و قُرَیْبَهُ کجُهَیْنَهَ :بنتُ الحارِثِ العُتْوَارِیَّهُ لها هِجرهٌ ، ذکرها ابْنُ مَنْدَهْ ،و یقالُ فیها:قُرَیْرَهُ (6)،قاله ابنُ فهد.
و بِنْتُ أَبِی قُحَافَهَ أُخْتُ الصِّدِّیقِ ،تَزَوَّجها قَیْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَادَهَ ،فلم تَلِدْ له.
و بِنْتُ أَبِی أُمَیَّهَ بْنِ الْمُغِیرَهِ بْنِ عبدِ اللّهِ المَخْزُومیّهُ ، ذکرها الجماعهُ ، و قَدْ تُفْتَحُ هذِهِ الأَخِیرَه:
صَحَابِیَّاتٌ (7).و لا یُعَرَّجُ علی قَوْلِ الإِمامِ شمسِ الدِّینِ أَبی عبدِ اللّهِ مُحَمَّدِ بْن عُثْمَانَ الذَّهَبِیّ ،و هو قوله فی المیزان: لَمْ أَجِدْ بالضَّمِّ (8)،و قد وافقه الحافظ بْنُ حَجَرٍ تلمیذُ المصنّف،فی کتابه لسان المیزان،و غیره.
و قال سِیبَوَیْهِ :تقولُ إِنَّ قُرْبَک زَیْداً،و لا تقولُ :إِنَّ بُعْدَک زیداً،لِأَنَّ القُرْبَ أَشدُّ تَمَکُّناً فی الظَّرْف من البُعْد؛
ص:312
و کذلک:إنّ قَرِیباً منک زَیْداً (1)،و کذلک البعیدُ (2)فی الوجْهینِ .
و قالوا:هو قُرَابَتُک ، القُرَابَهُ ،بالضَّمِّ : القَرِیبُ ،أَیْ :
قَرِیبٌ منک فی المکان.
و القُرابُ : القَرِیب ،یقال ما هو بعالم،و لا قُرابُ عالِمِ ، و لا قُرَابَهُ عالِمٍ ،و لا قَرِیبُ عالِمٍ . و قولهم: مَا هُوَ بِشَبِیهِکَ ،و لا بِقُرابَهٍ مِنْکَ ،بالضَّمِّ ،أَیْ بقَرِیبٍ من ذلک.
و فی التَّهْذِیب عن الفَرَّاءِ:
16- جاءَ فی الخبر: «اتَّقُوا قُرَابَ المُؤْمِنِ ،و قُرَابَتَهُ 1؛فإِنَّهُ یَنْظُرُ بنُورِ اللّه». قُرَابَهُ المُؤمنِ ، و قُرَابُهُ ،بضمهما،أَیْ فِرَاسَتُه و ظَنُّه الَّذی هو قریبٌ من العِلْم و التَّحَقُّقِ ،لِصدْقِ حَدْسه و إِصابته.
و جاؤُوا قُرَابَی ،کَفُرَادَی: مُتَقَارِبِینَ .
و قُرَابٌ ، کَغُرَابٍ :جَبَلٌ بالیَمَنِ .
و القَوْرَبُ ،کجَوْرَبٍ :الماءُ لا یُطَاقُ کَثْرَهً .
و ذَاتُ قُرْبٍ ،بالضَّمِّ :ع،لَه یَوْمٌ ،م أَیْ معروفٌ .
قال ابْنُ الأَثِیرِ:و فی الحدیث:«مَنْ غَیَّرَ المَطْرَبَه و المَقْرَبَهَ فعلیه لَعْنَهُ اللّه» المَقْرَبُ ،و المَقْرَبَهُ :الطَّرِیقُ المُخْتَصَرُ ،و هو مَجازٌ.و منه:خُذْ هذا المَقْرَبَهَ ،أَو هو:
طریقٌ صغیر یَنْفُذُ إِلی طریقٍ کبیر،قیل:هو من القَرَب ، و هو السَّیْرُ باللَّیْل؛و قیلَ :السَّیْرُ إِلی الماءِ.و فی التّهْذیب:
16- فی الحدیث: «ثلاثٌ لَعِیناتٌ :رَجُلٌ غَوَّرَ (3)الماءَ المَعِینَ المُنْتَابَ ،و رجُلٌ غَوَّرَ (4)طَرِیقَ المَقْرَبَهِ ،و رَجُلٌ تَغَوَّطَ تَحْتَ شَجَرَهٍ ». قال أَبو عَمْرٍو: المَقْرَبَهُ :المَنْزِلُ ،و أَصلُهُ من القَرَبِ ،و هو السَّیْر؛قالَ الرّاعی:
فی کُلِّ مَقْرَبَهٍ یَدَعْنَ رَعِیلاَ
و جمعُها مَقَارِبُ .و قال طُفَیْلٌ :
مُعَرَّقَهَ الأَلْحِی تَلُوحُ مُتُونُها
تُثِیرُ القَطَا فی مَنْهَلٍ بَعْدَ مَقرَبِ
و قُرْبَی ،کَحُبْلَی:ماءٌ قُرْبَ تَبالَهَ ،کسَحابَه.
و قُرْبَی : لَقَبُ بَعْضِ القُرَّاءِ.
و القَرَّابُ ، کَشدّادٍ :لِمَنْ یَعْمَلُ القِرَبَ ،و هو لَقَبُ أَبی عَلِیٍّ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِیِّ المُقْرِئِ و لقبُ جماعَهٍ من المُحَدِّثِینَ منهم عَطَاءُ بْنُ عبدِ اللّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ثَعْلَبِ (5)بْنُ النُّعْمَانِ ،الدّارِمِیُّ الهَرَوِیُّ .
و من المَجَاز،تقولُ العرب: تَقارَبَتْ إِبِلُهُ ،أَی: قَلَّتْ و أَدْبَرَتْ قال جَنْدَلٌ :
غَرَّکِ أَنْ تَقارَبَتْ أَبَاعِرِی
و أَنْ رَأَیْتِ الدَّهْرَ ذا الدَّوائِرِ
و تَقَارَبَ الزَّرْعُ :إِذا دنا إِدْراکُه،و منه
16- الحدیثُ الصَّحیحُ المشهور: « إِذا تَقَارَبَ ،و فی روایهٍ : اقْتَرَبَ الزَّمَانُ ،لَمْ تَکَدْ رُؤْیا المُؤْمِنِ تَکْذِبُ ». قال أَهْلُ الغَرِیب:
المُرادُ آخِرُ الزَّمانِ .و قال ابنُ الأَثیر:أُراهُ (6)اقْتِرابَ السّاعَهِ ،لأَنَّ الشَّیْ ءَ إِذا قَلَّ تقاصَرَتْ أَطْرَافُهُ . یقال للشَّیْ ءِ إِذا وَلَّی و أَدْبَرَ: تَقَارَبَ ،کما تَقدَّم؛ أَو المُرادُ اعتِدالُ ،أَی:
استِواءُ اللَّیْلِ و النّهَار.و یزعمُ العَابِرُونَ لِلرُّؤْیا أَنَّ أَصْدقَ الأَزمانِ لوُقُوعِ العِبَاره ،بالْکسر،و هو التّأویل و التّفسیر الّذی یَظهَرُ لأَرْبَابِ الفِرَاسه، وَقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ أَی:
بُدُوِّها، و وَقْتُ إِدْراکِ الثَّمارِ،و حینئذٍ یَستوِی اللَّیْلُ و النّهَارُ و یَعتدلانِ ،
12- أَو المُرَاد زَمَنُ خُرُوجِ الإِمامِ القائمِ الحُجَّهِ المَهْدِیّ ،علیه السَّلام، حِینَ یتقارَبُ الزّمانُ ،حتّی تَکُونَ السَّنَهُ کالشّهْر،و الشّهْرُ کالجُمعَهِ ،و الجُمعَهُ کالیَوْمِ کما ورد فی الحدیث . أَراد:یَطِیبُ الزَّمانُ حتّی لا یُستطالَ ، و یُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه ،و أَیّامُ السرور و العافیهِ قَصِیرَهٌ .و قیل:
هو کنایهٌ عن قِصَرِ الأَعْمَارِ،و قِلَّه البَرَکَهِ .أَنشد شیخُنا أَبُو عبدِ اللّه الفاسِیُّ فی حاشیته قال:أَنشد شیخُنا أَبو محمّدٍ المسناوِیُّ فی خطبه کتابٍ أَلَّفَهُ لسلطان العَصْر مولای
ص:313
إِسماعیل،ابْنِ مولای علیّ الشَّریف الحَسَنیّ ،رحمه اللّه تعالَی:
و أَقَدْتَ من جُرْحِ الزَّمَانِ فکُذِّبَتْ
أَقْوَالُهمْ :جُرْحُ الزَّمانِ جُبَارُ
و أَطَلْتَ أَیَّامَ السُّرُورِ فلم یُصِبْ
من قالَ :أَیَّامُ السُّرُورِ قِصارُ
و التَّقْرِیبُ :ضَرْبٌ من العَدْوِ ،قاله الجَوْهَرِیُّ ، أَو هو:
أَنْ یَرْفَعَ یَدَیْهِ مَعاً و یَضَعَهُما مَعاً ،نقل ذلک عن الأَصْمَعِیّ و هو دُونَ الحُضْرِ،کذا فی الأَساس (1)،و
16- فی حدیث الهِجره: «أَتَیْتُ فَرَسِی فَرَکِبْتُها،فرفَعْتُها تُقَرِّب بی». قَرَّب الفَرَسُ ، یُقَرِّب ، تَقْرِیباً :إِذا عَدَا عَدْواً دُونَ الإِسراعِ .و قال أَبو زید إِذا رجَمَ الأَرْضَ رَجْماً،فهو التَّقْرِیبُ ،و یقال:
جَاءَنا یُقَرِّبُ [به] (2)فَرسُهُ .و التَّقْرِیبُ فی عَدْوِ الفَرَسِ ضَرْبانِ : التَّقْرِیب الأَدْنَی،و هو الإِرْخاءُ (3)،و التَّقْرِیبُ الأَعْلَی،و هو الثَّعْلَبِیّهُ .
و نقل شیخُنا عن الآمِدِیّ ،فی کتاب المُوَازنه له:
التَّقْریبُ من عَدْوِ الخیلِ معروفٌ ،و الخَبَبُ دُونَه قال:و لیس التَّقْرِیبُ من وصْفِ الإِبِلِ ،و خَطَّأَ أَبا تَمّامٍ فی جعله من وصْفِها،قال:و قد یکونُ لأَجناسٍ من الحیوان،و لا یکون للإِبل،قال:و إِنَّا ما رأَینا بعیراً قطّ یُقَرِّبُ تقریبَ الفَرَسِ .
و من المجاز: التَّقْرِیبُ ،و هو أَنْ یَقُولَ :حَیَّاکَ اللّهُ ، و قَرَّبَ دارَک و تقولُ :دخَلْتُ علیه،فأَهَّلَ و رَحَّبَ ،و حَیَّا و قَرَّبَ .
و
14- فی حدیث المَوْلِد: «خرَجَ عبدُ اللّهِ بْنُ عبدِ المُطَلِبِ ، أَبو النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلم،ذاتَ یوم، مُتَقَرِّباً مُتَحَضِّراً بالبَطْحَاءِ،فَبصُرتْ به لَیْلَی العَدَوِیهُ ». یقال: تَقرَّبَ إِذا وَضَعَ یَدَهُ علی قُرْبِهِ ، أَیْ :خاصرته و هو یمشِی (4)،و قیل مُتَقَرِّباً ،أَی:مُسرعاً عَجِلاً.
و من الْمَجاز:تقول لصاحبِک تَستحثُّه: تَقَرَّبْ یا رَجُلُ ،أَیْ : اعْجَلْ و أَسْرِع.رواه أَبو سعیدٍ،و قال سَمِعْتُه من أَفواههم،و أَنشد.
یا صاحِبَیَّ تَرَحَّلاَ و تَقَرَّبَا
فَلَقَدْ أَنَی (5)لِمُسافِرٍ أَنْ یَطْرَبَا
کذا فی لسان العرب،و فی الأساس:أَی أَقْبِل،و قال شیخُنا:هو بِناءُ صِیغهِ أَمْرٍ لا یتصرَّف فی غیره،بل هو لازمٌ بصِیغهِ الأَمْر،علی قولٍ .
و قارَبَهُ :ناغاهُ و حَادَثَهُ بِکَلاَمٍ مُقَارِبٍ حَسَنٍ .
و یقال: قَاربَ فُلاَنٌ فی الأَمْرِ :إِذا تَرَکَ الغُلُوَّ،و قَصَدَ السَّدادَ و
16- فی الحدیث: «سَدِّدُوا و قارِبُوا ». أَی:اقتصدوا فی الأُمور کُلِّهَا،و اتْرُکُوا الغُلُوَّ فیها و التَّقصِیرَ.
*و ممّا بقی علی المُصَنِّفِ :
فی التّهذیب،و یقال:فلانٌ یَقْرُبُ أَمْراً:أَی یَغْزُوهُ ، و ذلک إِذا فَعَل شَیْئاً،أَو قال قولاً یَقْرُب به أَمراً یغزوه، انتهی.
و من المَجَاز:یقال:لقد قَرَبْتُ أَمْراً لا أَدْرِی ما هو.کذا فی الأَساس.و قَارَبْتُهُ فی البَیْعِ مُقَارَبَهً .
و تَقَرَّب العبدُ من اللّه،عَزَّ و جَلَّ ،بالذِّکْرِ و العملِ الصّالِحِ .
و تَقَرَّب اللّهُ عزَّ و جلَّ ،من العَبْدِ بالبِرِّ و الإِحسان إِلیهِ .
و فِی التَّهْذِیب: القَرِیبُ ،و القَرِیبَهُ :ذُو القَرَابَهِ ،و الجَمْع من النِّساءِ: قَرَائِبُ و من الرِّجالِ : أَقارِبُ ،و لو قیلَ : قُرْبَی ، لَجَازَ.
و القَرَابَهُ [و القُرْبَی ] (6)الدُّنُوُّ فی النَّسَبِ ،و القُرْبَی :فی الرَّحِم،و فی التَّنْزِیل العزیز: وَ الْجارِ ذِی اَلْقُرْبی (7)انتهی.
قلت:و قالوا: القُرْبُ فی المکان،و القُرْبَهُ فی الرُّتْبَهِ ، و القُرْبَی و القَرابَهُ فی الرَّحِمِ .
و یقال للرَّجُلِ القَصِیر: مُتَقَارِبٌ ،و مُتَآزِفٌ .
ص:314
و
14- فی حدیث أَبی هُرَیْرَهَ : « لأُقرِّبَنَّ بکم (1)صَلاَهَ رَسُولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم». أَی:لآتِیَنَّکُمْ بما یُشْبِهُها و یَقْرُبُ منها.
و قَرَبَتِ الشَّمسُ للمَغِیبِ ،کَکَرَبَتْ ،و زعَمَ یعقوبُ أَنّ القاف بَدَلٌ من الکاف.
و أَبو قَرِیبَهَ :رَجُلٌ من رُجّازِهم.
و القَرَنْبَی فی عَینِ أُمّها حَسَنَهٌ ،یأْتی فی«قرنب».
و ظَهَرَتْ مُقَرَّباتُ (2)الْماءِ،أَی:تَبَاشِیرُه،و هی:حَصًی صِغارٌ إِذا رآها،من یُنْبِطُ الماءَ،استَدلَّ بها علی قُرْبِ الماءِ.و هو مَجاز،کما فی الأَساس.
*و ممّا استدرکه شیخُنا:
قولُهم: قارَبَ الأَمْرَ:إِذا ظَنَّهُ ،قالُوا: لقُرْبِ الظَّنِّ من الیَقینِ ،ذکره بعضُ أَرباب الاشْتقاق،و نُقِلَ عن العلاّمه ابْنِ أَبی الحَدِیدِ فی شرح نَهْج البلاغه.
و یُقَال:هل من مُقَرِّبَهِ خَبَرٍ؟بکسر الرّاءِ و فتحها و أَصلُه البعدُ،و منه:شأْوٌ مُقَرِّبٌ .قلت:و قد سبق فی«غ ر ب» و لعلَّ هذا تصحیفٌ من ذاک،فراجِعْه.
و التَّقْرِیبُ عندَ أَهلِ المعقُول:سَوْقُ الدَّلیلِ بوجْهٍ یقتضی المطلوبَ .کذا نقله فی الحاشیه.
قُرْتُبُ ،بالضَّمِّ :ه بِزَبِیدَ (3)،حَرَسَها اللّهُ تعالی و سائرَ بلادِ المسلمین،و هی علی مقْربَهٍ منها،و قد دخَلْتُهَا، و منها المحدِّث المشهور عبْدُ العلِیمِ بْنُ عیسی بنِ إِقبالٍ القُرْتُبِیُّ (4)،من المتأَخِّرِینَ .
و المُقَرْتَبُ ،علی صِیغه المفعول:الرَّجُلُ السَّیِّئُ الغِذاءِ ، و قد أَهمل الجَوْهَرِیُّ هذه المادّه،کما أَهملَهَا غیرُهُ .
القِرْشَبُّ کإِرْدَبٍّ ،هو المُسِنُّ ،عن السِّیرافِیّ ،قالَ الرّاجزُ:
کَیْفَ قَرَیْتَ شَیْخَک الأَزَبَّا
لَمَّا أَتاکَ یابِساً قِرْشَبّا
قُمْتَ إِلیهِ بالففِیلِ ضَرْبَا (5)و القِرْشَبُّ :هو السَّیِّئُ الحالِ ،عن ابن الأَعْرَابِیِّ (6).
و قیلِ :هو الأَکُولُ ،و الضَّخْمُ الطَّوِیلُ من الرِّجالِ .
و القِرْشَبُّ :من أَسْمَاءِ الأَسَدِ.
و قیل:هو السَّیِّ ءُ الخُلُقِ ،عن کُراع.
و قیل:هو الرَّغَیبُ البَطْنِ .ج ،أَی فی الکُلِّ :
القَرَاشِبُ .
قَرْصَبَهُ ،أَی الشَّیْ ءَ:إِذَا قَطَعَه. و الضّاد أَعلَی.
قَرْضَبَه :إِذا قَطَعَه ،کلَهْذَمَه و القَرْضَبَهُ :شِدَّه القَطْعِ .
و قَرْضَبَ اللَّحْمَ فی البُرْمِه:جَمَعَه.
و قَرْضَبَ الشَّیْ ءَ:فَرَّقَهُ ،فهو ضِدٌّ.
و قَرْضَبَ اللَّحْمَ :أَکلَ جَمیعَهُ و کذلک قَرْضَبَ الشَّاهَ الذِّئْبُ .
و قَرْضَبَ الرَّجُلُ (7):إِذا عدَا وَ أَکَل شَیْئاً یابساً،فهو قرْضَابٌ ،بالکسرِ حکاه ثعلب،و أَنشد: (8)
و عامُنا أَعْجَبَنا مُقَدَّمُهْ
یُدْعَی أَبا السَّمْحِ ،و قِرْضَابٌ سِمُهْ
مِبْتَرِکاً لکُلِّ عَظْمٍ یَلْحَمُهْ
وَ هُوَ ،أَی القِرْضابُ أَیضاً: الأَسَدُ،و الِّلصُّ ،و الفَقِیر، و الکَثِیرُ الأَکْلِ ، و السَّیْفُ القَطَّاعُ .
و فی الصَّحاحِ :القَاطِعُ ،و سَیفٌ قِرْضابٌ :یقطع العِظَامَ ،قالَ لَبِیدٌ:
و مُدَجَّجِینَ تَرَی المَغَاوِلَ وَسْطَهُمْ
و ذُبَاب کلِّ مُهَنَّدٍ قِرْضَابِ
ص:315
کالقُرْضُوبِ ،بالضَّمِّ فِیهِمَا ،أَی فی اللِّصِّ و السَّیْفِ .
و قِرُضَابٌ : سَیْفُ مَالِکِ بْنِ نُوَیْرَهِ .
و یُقَالُ : ما رَزَأْتُهُ قِرْضَاباً ،أَیْ : شَیْئاً.
و القَرَاضِبَهُ ،و اللَّهَاذِمَه: اللصُوصُ ،و الفُقَرَاءُ ، و الصَّعَالِیکُ ، الوَاحِدُ: قُرْضُوبٌ ،و قِرْضَابٌ ،و علی الأَوَّل اقتصر فی لسان العرب.
و القُرَاضِبُ ،بالضَّمِّ ، و القِرْضابُ ،و القِرْضابَهُ بکسرِهما، و القُرْضُوبُ بالضَّمِّ ، و المُقرْضِبُ ،علی صیغه اسم الفاعِل:
الَّذِی لا یَدعُ شیْئاً إِلاَّ أَکلَهُ .
و قیل: القَرْضَبَهُ :أَنْ لا یُخَلِّصَ الرَّطْبَ من الیابِسِ لِشِدَّهِ نَهَمِهِ .
و قُرَاضِبَهُ ،بالضم:ع ،قال بِشْرٌ:
و حَلَّ الحیُّ حَیُّ بَنِی سُبَیْعٍ
قُرَاضِبَهً و نَحْنُ لَهُمْ إِطارُ
و القِرْضِبُ ،بالکَسْرِ:مَا یَبْقَی فی الغِرْبالِ ،یُرْمَی به من الرُّذَالَهِ .
و القِرْضابِیُّ :ماءٌ بطریق مَکَّهَ ،نُسِبَ إِلی القِرْضابِ بْنِ ثَوْبانَ من بنِی عبد اللّه بْنِ رِیاح.
قَرْطَبَهُ :إِذَا صَرَعَهُ یُقَالُ :طَعَنَهُ ، فَقَرْطَبَهُ ، و قَحْطَبَه،و قولُ أَبی وَجْزَهَ السَّعْدِیّ :
و الضَّرْبُ قَرْطَبَهٌ بِکُلِّ مُهَنَّدٍ
تَرَکَ المَداوِسُ مَتْنَهُ مَصْقُولاَ
قال الفَرّاءُ: قَرْطَبْتُهُ :إِذا صَرَعْتَهُ ، أَو قَرْطَبَه :إِذا صَرَعَهُ علی قَفَاهُ . و تَقَرْطَبَ علی قَفَاهُ :انْصَرَعَ ؛و قال:
فَرُحْتُ أَمْشِی مِشْیَهَ السَّکْرَانِ
و زَلَّ خُفَّایَ فَقَرْطَبَانِی
و قرْطَبَ الجَزُورَ:قَطَعَ عِظَامَهُ (1)لم یَذْکُرْهُ الجوْهَریّ ، و لعلّه:قَرْضَبَ ،بالضّاد المُعَجمهِ .
و قَرْطَبَ (2)الرَّجُلُ : عَدَا عَدْواً شَدِیداً ،عن أَبی عمْرٍو؛و عن ابنِ الأَعْرَابِیّ : القَرْطَبَهُ :العدْوُ،لیس بالشَّدِیدِ.
و قیل: قَرْطَبَ : هَرَبَ .
و قَرْطَبَ : غَضِب ،قال:
إِذا رَآنِی قد أَتَیْتُ قَرْطَبَا
و جَالَ فی جِحَاشِهِ و طَرْطَبَا
المُقَرْطِبُ :الغَضْبانُ .
و القُرْطُبَی ،بالضَّمِّ و تخفیف الباءِ:السَّیْفُ ،قاله أَبو تُرَاب.
و سَیْفُ خالِدِ بْنِ الوَلِیدِ،رَضِیَ اللّه عنه،و سَیْفُ ابْنِ الصَّامِتِ بنِ جُشَمَ ، (3)أَنشدَ أَبُو تُرَابٍ له:
رَفُوْنِی و قالُوا:لا تُرَعْ یا ابْنَ صامِتٍ
فَظَلْتُ أُنَادِیهِمْ بثَدْیٍ مُجَدَّدِ (4)
و ما کُنْتُ مُعْتَراً بأَصْحَابِ عامِرٍ
مَعَ القُرْطُبَی بَلَّتْ بقائِمهِ یَدِی
و القِرْطُبَّی ، بالکَسْرِ و التَّشْدِیدِ أَی تشدیدِ الباءِ المُوَحَّدَهِ :
ضَرْبٌ من اللَّعِب،و هو نَوْعٌ مِنَ الصِّرِاعِ یُقَرْطِبُ أَحَدُهُمَا صاحبَهُ علی قَفَاهُ .
و القُرَاطِبُ ؛بالضَّمِّ :السَّیْفُ القَطَّاعُ ،و هو القُرَاضِب:
و الضّادُ أَعلی.
و قُرْطُبَهُ ،بالضّمِّ : د عَظِیمٌ بالمَغْرِبِ ،و زَعَمَ أَبُو عُبَیْدٍ البَکْرِیّ أَنّها فی لفظ القُوطِ ،بِالظَّاءِ المُعْجَمَه،و فی نَفْخِ الطیب،نقلاً عن الحِجَاریّ (5): قُرْطُبَهُ ،بإِهمالِ الطّاءِ و ضَمِّها،و قد یَکْسِرُهَا المَشْرِقِیُّونَ ،و لا یُعْجِمُهَا آخَرُونَ :
مدینهٌ عظیمهٌ بالأَنْدَلُسِ من أَعظمِ بلادِهَا،کان افتتاحُها سنهَ اثنتَیْنِ و تسعینَ فی زمن الوَلِیدِ بْنِ عبدِ المَلِک، و استمرَّت علی حالها و قوّه أَهلِهَا و ضَخَامهِ المُلْکِ فیها،إِلی أَن استَوْلَی علیها النَّصَارَی فی أَثناءِ المِائَهِ العاشره.
و القَرْطَبانُ ،بالفَتْح ،ذَکَرَ الفَتْحَ هنا لدَفْعِ الإِبهامِ :
الدَیُّوثُ ،و الذی لا غَیْرَهَ لَهُ علی حَرِیمِهِ ، أَو القَوَّادُ قال:
ص:316
و هم یَرْجِعُونَ إِلی معنیً واحِدٍ؛لأَنّ الدَّیُّوثَ لا غَیْرَهَ له، و یصلُحُ للقیاده.
قال شیخُنَا:قالَ الحُسَیْنُ بْنُ نَصْرٍ الطُّوسِیُّ :سَمِعْتُ أَبا عبدِ اللّهِ البُوشَنْجِیَّ بسَمَرْقَنْدَ،و قد سأَله أَعرابِیٌّ :أَی شیءٍ القَرْطَبانُ ؟فقال:کانتِ امْرَأَهٌ فی الجاهلیّه یُقَالُ لها أُمُّ أَبَانٍ ، و کان لها قَرْطَبٌ و هو السِّدْرُ،و کانَ لها تَیْسٌ فی ذلک القَرْطَب ،و کان یُنْزَّی بدِرْهَمَیْنِ ،و انَ الناس یقولُونَ :
نَذهَبُ إلی قَرْطَبِ أُمِّ أَبَان،نُنْزِی تَیْسَها علی مِعْزَانا،و کَثُرَ ذلک،فقال العامّهُ : قَرْطَبَانُ ،قاله التّاجُ السُّبْکِیُّ فی طبَقَاته الکبری.قال:و هذه التَّسمیهُ ممّا جاءَ علی خِلاف الأَصل و الغالب.قال شیخُنا،و مثلُ هذا بعیدٌ عن تراکیب العرب و استعمالاتها،إِلاّ فی أَلفاظٍ نادره،انتهی.
و فی التَّهْذِیب:و أَمَّا القَرْطَبان ،الّذی تَقُولُهُ العامَّهُ الذی لا غَیْرَهَ له،فهو مُغَیَّرٌ عن وجهه،قال الأَصْمَعِیّ الکَلْتَبَانُ (1)مأْخوذٌ من الکَلْب،و هی القِیَادهُ ،و التّاءُ و النُّونُ زائدتانِ قال:
و هذه اللفظه هی القدیمه عن العَرب،و غَیَّرَها (2)العامَّهُ الأُولی،فقالت:القَلْطَبَانُ ،و جاءَت عامَّهٌ سُفْلَی،فغَیَّرتْ علی الأُولی،فقالت: القَرطَبان .
*قلت:و ممّا بَقِیَ علی المُصنِّف:
القُرْطُبُ (3)،و القُرْطوب ،بالضم:الذکَرُ من السَّعَالِی، و قیل:هم صِغار الجِنِّ .
و قیل: القَرَاطِبُ :صِغار الکِلاب،واحدهم قُرْطُب ،کذا فی لسان العرب.
ما عِنْدَهُ قِرْطَعْبَهٌ ،و قُرُطْعُبَهٌ ،و قُرُطْعَبَهٌ الأُولَی کَجِرْدَحْلهٍ ،بکسر الأَوَّل و سکون الثّانی و فتح الثّالث و سکون الرّابع،و الثَّانِیهُ مثلُ کُذُبْذُبَهٍ ،بضَمِّ الأَوَّلِ و الثّانی و الرّابع و سکون الثّالث و فتح الخامس و الثّالثُ مثلُ ذُرَحْرَحَهٍ بِضَمِّ الأَوَّل و فتح الثّانی و الرّابع و الخامس و سکون الثّالث: [ أی] (4)لا قَلِیلٌ ،و لا کَثِیرٌ. و ما عَلَیْهِ قِرْطَعْبهٌ :أَی قِطْعَهُ خِرْقَهٍ ، أَوْ مَا لَهُ قُرَطْعَبَهٌ أَی شَیْ ءٌ ؛و أَنشد:
فَما عَلیْهِ مِنْ لِباسٍ طِحْرِبَهْ
و مَا لَهُ مِنْ نَشَبٍ قُرَطْعَبَه
و مثلُه فی التَّهذِیبُ .و قالَ الجوْهَرِیُّ :یقالُ :ما عِندَهُ قِرْطَعْبَهٌ ،و لا قُذَعْمِلَهٌ ،و لا سِعْنَهٌ ،و لا مَعْنَهٌ ،أَیْ شَیْ ءٌ قال أَبُو عُبَیْدٍ:ما وَجَدْنا أَحداً یَدْری أُصُولَها.کذا فی لسان العرب.
اقْرَعَبَّ ، یَقْرَعِبُّ ، اقْرِعْباباً : انقَبَضَ ،و فی أُخْرَی:تَقَبَّضَ من بَرْدٍ،أَوْ غَیْرِهِ . و فی تهذیبِ ابْنِ القَطَّاع:
تَقَبَّضَ فی جِلْسَتِه،کاقْرَنْبَعَ .
و المُقْرَعِبُّ ،علی صیغَه اسمِ الفاعل: المُلْقِی برَأْسِیهِ إِلی الأَرْضِ ،بَرْداً،أَو غَضَبَاً.
القُرقْبُ :کقُنْفُذ،و جَعْفَرٍ،و زُخْرُبٍّ الأَخِیره بضمّ الأَوَّل و الثّالث مع سکون الثّانی و تشدید المُوَحَّدَهِ :
البَطْنُ ،یَمَانِیَهٌ ،عن کُرَاع،و لیس فی الکلام علی مِثاله إِلاَّ طُرْطُبٌّ و هو الضَّرْعُ الطَّوِیلُ ،و دُهْدُنٌّ و هو الباطل.
و
17- فی حدیث عُمَرَ،رضِیَ اللّه عنه: «فأَقْبَلَ شَیْخٌ علیهِ قَمِیصٌ قُرْقُبِیٌّ ». قال ابنُ الأَثِیرِ:هو منسوب إِلی قُرْقُوبٍ ، أَی بالضَّمّ ، (5)و هو د،من أَعمالٍ کَسْکَرَ منها:أَبو سعیدٍ الحَسَنُ بْنُ علیِّ سَهْلٍ القُرْقُوبیُّ .رَوَی عن عبد اللّهِ بْنِ محمّد بن جعفر الوَرَّاقِ و غیرهِ ؛و قیل:هی ثیابٌ بِیضٌ (6)کَتَّان.و یُرْوَی بالفَاءِ،و قد تقدم.
و کقُنْفُذ:طائرٌ و نقله عنه السَّیُوطِیُّ فی عُنْوانِ الدِّیوان.
و کزُخْزُبَّهٍ بضم الزَّاءَیْنِ المُعْجَمَتَیْنِ مع تشدید المُوَحَّده:
لَحْمَهُ الصَّیْدَ ،هذا من زیاداته.
*و ممّا بَقِیَ علیه:
القَرْقَبَهُ ،و هو صَوْتُ البَطْنِ .و فی التهذیب:صَوْتُ البَطْن إِذا اشْتَکَی.
ص:317
القُرْنُبُ ،کقُنْفُذٍ:الخَاصِرَهُ المُسْتَرْخِیَهُ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِی.
و کجَعْفَرٍ:الیَرْبُوعُ ،أَو وَلَدُهَا من الیَرْبُوعِ ،و الفاءُ لُغَهٌ فیه،و قد تقدّمَ .
*و مما بقی علیه:
القَرَنْبَی ،فی التّهْذِیب،فی الرباعی: القَرَنْبَی ،مقصورٌ، فَعَنْلَی مُعْتلاًّ،حکی الأَصْمَعِیُّ أَنَّه دُوَیْبَّهٌ شِبْهُ الخُنْفُسَاءِ،أَو أَعْظَم منها (1)شیئاً،طَوِیلَهُ الرِّجْلِ ،و أَنشدَ لِجَرِیرٍ:
تَرَی التَّیْمِیَّ یَزْحَفُ کالقَرَنْبَی
إِلی تَیْمِیَّهٍ کعَصَا الْمَلِیلَ
و فی المَثَلِ « القَرَنْبَی فی عینِ أُمّها حَسَنَهٌ » و الأُنْثَی بالهاءِ و قال یصف جارِیَهً و بَعْلَها:
یَدِبُّ إِلی أَحْشَائِهَا کلَّ لَیْلَه
دَبِیبَ القَرَنْبَی بَاتَ یَعْلُونَقاً سَهْلاَ
هُنَا ذَکَرَها غیرُ واحدٍ من الأَئمَّه،و المُصَنِّفُ أَوْرَدَها فی المعتَلِّ کما سیأْتی.
القَرْهَبُ ،کجَعْفَرٍ،من الثِّیرانِ : الثَّوْرُ المُسِنُّ الضَّخْمُ ،قال الکُمَیْتُ :
من الأَرْحَبِیَّاتِ العِتَاقِ کأَنَّهَا
شَبُوبُ صِوَارٍ فَوْقَ عَلْیَاءَ قَرْهَبُ
و استعارَهُ صَخْرُ الغَیِّ لِلْوَعِلِ المُسِنِّ الضَّخْمِ ،فقال یَصِفُ وَعِلاً:
بِهِ کَانَ طِفْلاً ثُمَّ أَسْدَسَ فاسْتَوَی
فَأَصْبَحَ لِهْماً فی لُهُومٍ قَرَاهِبِ
و عن الأَزْهَرِیّ : القَرْهَبُ هو التَّیْسُ المُسِنّ ، أَو القَرْهَبُ من الثِّیرَانِ : الکَبِیرُ الضّخْمُ ،و من المَعِزِ:ذَوَاتُ الأَشْعَارِ ، هذا لَفْظُ یعقوبَ .
و القَرْهَبُ : السَّیِّدُ ،عن الِّلحْیَانیّ . و القَرْهَبُ : المُسِنُّ ،عن کُراع،عَمَّ به لَفْظاً.
القَزْبُ ،بالفَتح: النِّکَاحُ الکَثِیرُ،و بالکَسْر اللَّقَبُ ،و بالتّحْرِیک الصَّلاَبَهُ و الشِّدَّهُ (2).
قَزبَ ،کَفَرِحَ ، یَقْزَبُ ، قَزَباً :صَلُبَ ،و اشْتَدَّ؛یَمَانِیَهٌ .
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : القَازِبُ :التَّاجِرُ الحَرِیصُ مَرَّهً فی البَرِّ و مَرَّهً فی البَحْرِ (3)و مثلُهُ فی لسان العرب.
القَسْبُ :الصُّلْبُ الشَّدِیدُ ،یُقَالُ :إِنَّهُ لَقَسْبُ العِلْباءِ،صُلْبُ العَقَبِ و العَصَبِ ؛قالَ رُؤْبَهُ :
قَسْبُ العَلابِیِّ جِراءُ الأَلْغادْ (4)
و قد قَسُبَ ،ککَرُمَ ، قُسُوبَهً و قُسُوباً .
و الْقَسْبُ التَّمْرُ الیابِسُ یتفَتَّتُ فی الفَمِ ،صُلْبُ النَّوَاهِ .
قالَ الشّاعرُ:
و أَسْمَرَ خَطِّیّاً کَأَنَّ کُعُوبَهُ
نَوَی القَسْبِ قد أَرْمی ذِرَاعاً علی العَشْر
قال ابْنُ بَرِّیّ :هذا البیتُ یُذْکَر أَنَّهُ لحاتِمِ طَیّئ،و لم أَجِدْهُ فی شعره (5)،و أَرْمَی و أَرْبَی:لُغَتانِ .قال اللَّیْثُ :و مَنْ قاله بالصّاد،فقد أَخطأَ.و نوَی القَسْبِ أَصْلَبُ (6)النَّوَی.
و من سَجَعَاتِ الأَسَاس:النَّبَطِیُّ یأْکُلُ الکُسْبَ ،و یَترُکُ القَسْبَ ،أَی رَدِیءَ التّمْرِ،و هو صفه فی الأَصلِ ،مِنْ :
قَسُبَ قُسُوبهً ،فهو قَسْبٌ : (7)صَلُبَ وَ یَبِسَ .
و القُسَابهُ ،بالضَّمّ : رَدِیءُ التَّمْرِ.و ذَکَرٌ قَیْسَبَانٌ :مُشْتَدٌّ غَلِیظٌ ،قال:
أَقْبَلْتُهُنَّ قَیْسَباناً قارِحا
و القَسْبُ ،و القِسْیَبُّ ، (8)کإِرْدَبٍّ الشَّدِیدُ الطَّوِیلُ من کلّ شَیْ ءٍ،و أَنشد:
ص:318
أَلاَ أَرَاکَ یا ابْنَ بِشْرٍ خَبَّا
تَخْتِلُها خَتْلَ الوَلِیدِ الضَّبَا
حتَّی سَلَکْتَ عَرْدَک القِسْیَبَّا
فی فَرْجِها ثمَّ نَخَبْتَ نَخْبَا
و القِسْیَبٌّ (1)الطَّویلُ من الرجال.
و القَسُوبُ مُخَفَّفَهً :الخُفُّ ،و هو القَفَشُ و النِّخافُ (2)،عن ابن الأَعرابیّ .
و القَسُّوبُ ، مُشَدَّدَهً :الخِفَافُ هکذا وقع،قال ابْن سِیدَهْ : لا واحِدَ لها و لم أَسمع،قال حسَّانُ بْنُ ثابتٍ :
تَرَی فَوْقَ أَذْنَابِ الرَّوَابِی سَواقِطاً
نَعالاً و قَسُّوباً و رَیْطاً مُعَضَّدَا
و القَیْسَبُ ،کحَیْدَرٍ: شَجَرٌ من الأَشجارِ.و قالَ أَبو حنیفهَ :هو أَصْلُ الحَمْضِ و قال مَرَّهً : القَیْسَبَهُ ،بالهاءِ، شجرهٌ ، 1تَنْبُتُ خیوطاً من أَصْلٍ واحدٍ،و ترتفعُ قَدْرَ الذِّرَاع،و نَوْرَتُها کنوْرَهِ البَنَفْسَجِ ،و یُسْتَوْقَدُ بِرُطُوبَتِها کما یُسْتَوْقَدُ الیَبِیسُ .
و قَیْسَبٌ : اسْمٌ .
و قَسَبَ الماءُ یَقْسِبُ ،من باب ضرب: جَرَی،و له قَسِیبٌ ،کأَمِیرٍ: جَرْیٌ ،و صَوْتَ ؛قال عَبِیدٌ (3):
أَو فَلَجٌ بِبَطْنِ وادٍ
لِلْمَاءِ منْ تَحْتِهِ قَسِیبُ
قال ابْنُ السِّکِّیتِ :مَرَرْتُ بالنَّهْرِ و له قَسِیبٌ ،أَی جِرْیَهٌ .
و زاد فی الأَساس:مِنْ تحتِ الشَّجَرِ (4).و فی التّهذیب القَسِیبُ :صوتُ الماءِ تَحْتَ وَرقٍ ،أَو قُماشٍ .قالَ عَبِیدٌ:
أَوْ جَدْوَلٍ فی ظِلالِ نَخْلٍ
لِلْمَاءِ مِنْ تَحْتِهِ قَسِیبُ
و سَمِعْتُ قَسِیبَ الماءِ:خَرِیرَه،أَی صوتَهُ . و قَسَبتِ الشَّمْسُ :شَرَعَتْ و أَخَذَت فی المَغِیبِ .
و القاسِبُ :الغُرْمُولُ المُتْمَهِلُّ ،أَی الذِّکَرُ الصُّلْبُ الشدِیدُ.
وَ سمَّوْا قَیْسَبَهَ ،کما سَمَّوْا قَیْسَبَاً ،باسْمِ الشَّجَرِ.
القُسْحُبُّ ،کطُرْطُبٍّ ،و قد تَقَدَّم ضَبْطُهُ :
الضَّخْم ،مثَّلَ به سِیبویْهِ ،و فَسَّرهُ السِّیرافِیُّ .
القُسْقُبُ :هو القُسْحُبُّ بمعنی الضَّخْمِ ، زِنَهً و مَعْنیً .
القَشْبُ :الخَلْط ،و کُلُّ ما خُلِطَ ،فقد قُشِبَ و[کذلک] (5)کلّ شَیْ ءٍ یُخْلَطُ به شَیْ ءٌ یُفْسِدُهُ ،تَقُولُ :
قَشَبْتُهُ (6).و أَنشدَ الأَصْمَعِیُّ للنّابغه الذُّبْیانِیِّ :
فَبِتُّ کَأَنَّ العَائِداتِ فَرَشْنَنِی
هَراساً به یُعْلَی فِراشِی و یُقْشَبُ
و یُقَال القَشْبُ : سَقْیُ السَّمِّ ،و خَلْطُهُ بالطَّعَامِ .و المنقولُ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : القَشْبُ :خَلْطُ السَّمّ و إِصلاحُه حتی یَنْجَعَ فی البَدَن و یَعْمَلَ .و قَشَبَ الطَّعَامَ یَقْشِبُهُ قَشْباً ،و هو قَشِیبٌ .
و قَشَّبَهُ ،أَی مُشَدَّداً:خَلَطَهُ بالسَّمّ .و نَسْرٌ قَشِیبٌ :قُتِلَ بالغَلْثَی،أَو خُلِطَ له فی لَحْمٍ یأْکُلُه سَمٌّ ،فإِذا أَکلَه قَتَلَهُ فیؤخَذُ رِیشُه.قال أَبو خِرَاشٍ الهُذَلِیُّ :
بِهِ یَدَعُ (7)الکَمِیَّ عَلَی یَدَیْهِ
یَخِرُّ تَخَالُهُ نَسْراً قَشیبَا
عن أَبی عَمْرٍو: قَشَبْتُ للنَّسْرِ:هو أَن تَجْعَل السَّمَّ علی اللَّحْمِ حتّی یَأْکُلَهُ فیموتَ ،فیؤخَدَ رِیشُه،و قَشَّبَ لَهُ :سقاهُ السَّمَّ ،و قَشَبه قَشْباً :سَقاهُ السَّمَّ .
و القَشْبُ : الإِصابَهُ بالمَکْرُوهِ من القَوْل و المُسْتَقْذَرُ (8)فی نُسْخَتِنا بالجَرِّ علی أَنَّهُ عَطْف علی المکروه،و صوابُهُ بالرَّفع،و التّقدیر:و القَشْبُ المُسْتَقْذَرُ،بدلیلِ ما یأْتِی؛
ص:319
یقال: قَشَبَ (1)الشَّیْ ءَ،و اسْتَقْشَبَهُ :اسْتَقْذَرَهُ :و یُقَال:ما أَقْشَبَ بَیْتَهُم،أَی:ما أَقْذَرَ ما حَوْلَهُ من الغائطِ و قَشُبَ الشَّیءُ:دَنُسَ ،و کُلُّ قَذَرٍ: قَشْبٌ و قَشَبٌ .
و قَشَّبَ الشَّیْ ءَ:دَنَّسَهُ .
و القَشْبُ : الافْتِرَاءُ یقال: قَشَّبَنا ،أَی (2):نهانا عن أَمر لم یکُن فینا،و أَنشدَ:
قَشَّبْتَنا بِفَعَالٍ لسْتَ تارِکَه
کما یُقَشِّب (3)ماءَ الجُمَّهِ الغَرَبُ
و القَشْبُ : اکْتِسابُ الحَمْدِ ،و علیه اقتصر فی بعض الأُصول،و صوابُهُ کما فی نسختنا زیاده أَو الذمِّ ،و مثلُه فی الصَّحاح،و هو قولُ الفرّاءِ،و حکی عنه أَبو عُبَیْدٍ کالاقْتِشَابِ یقال: قَشَب ،و اقْتَشَبَ .
و القَشْبُ أَیضاً؛ الإفْسَادُ. و کلّ شَیْ ءٍ یُخْلَط به شیْ ءٌ یُفْسِدُهُ ،تقول: قَشَبْتُهُ ،و قد تقدَّمَ .
و من المَجَاز، القَشْبُ : اللَّطْخُ بالشَّیْ ءِ ،یقال: قَشَبَهُ بالقَبِیحِ ، قَشْباً :لَطَّخَه.و فی نسخهٍ أُخْرَی هُنا زِیَادَهُ قولِهِ :
کالتَّقْشیبِ ،و هو واردٌ فی کلامهم.
و من المَجَازِ، القَشْبُ : التَّعْیِیرُ ،و ذِکْرُ الرَّجُلِ بالسُّوءِ.
و قد وُجِدَ فی بعض النُّسَخِ :التَّعْبِیر،بالمُوحَّدَهِ ،و هو خطأٌ.
و
17- فی حدیثِ عُمَرَ،رضیَ اللّه عنه: قال لبعضِ بنیهِ :
« قَشَبَکَ المالُ ». من القَشْبِ ،و هو الإِفساد،و إِزالهُ العَقْلِ ، أَی:أَفسَدَک،و ذهَبَ بعَقْلک (4).
و القَشْبُ : صَقْلُ السَّیْفِ ،یقال: قَشَبَه :إِذا جَلاَه و صقَلَه، و فِعْلُ الکُلِّ قَشَبَ یَقْشِبُ ، کضَرَبَ یَضْرِبُ .
و القِشْبُ ، بالکَسْرِ:النَّفْسُ ،و سیأْتی.
و القِشْب : والِدُ مالِکِ بْن بُحَیْنَهَ هکذا فی نسختنا«بن» من غیر أَلف،و صوابُهُ «ابْن»لکَوْنِ بُحَیْنَهَ أُمَّهُ .قال شیخُنا:
و المعروف أَنَّ القِشْبَ جَدٌّ لعَبْدِ اللّه،و بُحَیْنَه زوجَهُ مالِکٍ ،لاوالدتُهُ و لا والدُهُ ،لأَنّه عبدُ اللّهِ بْنُ مالِکِ بنِ القِشْبِ ،و سیأْتی فی ب ح ن.
و القِشْبُ : نَبَاتٌ کالمَغْدِ (5)یَسمو من وَسَطِه قَضِیبٌ ،فإِذا طالَ ،تَنَکَّسَ من رُطُوبته،و فی رأْسه عُقْدَهٌ (6)یُقْتَلُ بها سِباعُ الطَّیْرِ.
و القِشْبُ : الصَّدَأُ علی الحدید.
و
17- فی حدیث عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه: «اغْفِرْ لِلأَقْشَاب ».
جمع قِشْبٍ ،و هو مَنْ لا خَیْرَ فیهِ . و من ذلک قولُهم:رجُلٌ قِشْبٌ ،و قد تقدّم.
و القِشْبُ : السَّمُّ ،و یُحَرَّک ،و الجمع أَقْشابُ .یقال:
قَشَبْتُ النَّسْرَ،و هو أَن تَجْعَلَ السَّمَّ علی اللَّحْمِ حتّی یأْکُلَهُ ، فیموتَ ،فیُؤْخَذَ رِیشُهُ .
و قَشَبَ له:سَقاهُ السَّمَّ ،و قَشَبه قَشْباً :سَقاهُ السَّمَّ ،و قد تقدَّم قریباً.
و سَیْفٌ قَشِیبٌ أَی: مَجْلُوٌّ ،و عباره الصَّحَاح:حدیثُ عَهْدٍ بالجِلاءِ؛و مثلُهُ فی فَصِیح ثعلب و سَیْفٌ قَشِیبٌ :
صَدِئ و عباره الأَساس:[هذا طریقٌ قشیبٌ ]: (7)قَذِرٌ،و فیهِ قَشْبٌ :أَی قَذَرٌ، ضِدٌ.
و القَشِیبُ :قَصْرٌ بالیَمَنِ (8).
و القَشِیبُ : الجَدِیدُ،و الخَلَقُ ، کالقَشِب و القَشِیبَهِ ، ضِدٌّ.
و القَشِیب : الأَبْیَضُ ،و النَّظِیفُ یقال:ثَوْبٌ قَشیبٌ ، و ریْطَهٌ قَشِیبٌ ،أَیضاً.و الجمع قُشُبٌ .قال ذُو الرُّمَّهِ .
کَأَنَّها خِلَلٌ مَوْشِیَّهٌ قُشُبُ (9)
و قد قَشُبَ ،ککَرُم، قَشَابهً ،و قال ثعلب: قَشُبَ الثَّوْبُ :
جَدَّ و نظفَ .و سیْفٌ قَشِیبٌ :حدیثُ عَهْدٍ بالجِلاءِ.
ص:320
و کُلُّ شَیْ ءٍ جَدِیدٍ: قَشِیبٌ ،قال لَبِیدٌ:
فالماءُ یجْلُو مُتُونَهُنَّ کما
یَجْلُو التَّلامِیذُ لُؤْلُوًا قَشِبَا
و القِشْبَهُ بالکَسْرِ:الرَّجُلُ الخَسِیسُ الدَّنِیءُ الَّذِی لا خَیْرَ عنْدَه،یَمَانِیَهٌ .
و القِشْبَهُ : وَلَدُ القِرْد قال ابنُ دُرَیْدٍ:و لا أَدرِی ما صِحَّتهُ ،و الصَّحِیحُ :القِشَّهُ ،و سیأْتِی ذِکْرُهُ .
و قُشَابٌ کغُرابٍ :ع (1).
و
14- فی حَدِیثٍ : أَنه مَرَّ النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم،و عَلَیْهِ قُشْبانِیَّتانِ .
بالضَّمِّ أَی:بُرْدَتَانِ خَلَقانِ ،و فی نسخهٍ :خَلقَتانِ (2)،و قیل جَدیدتانِ ،کما فی النِّهَایه. و القَشِیبُ من الأَضدادِ.حاصِل کلامِ الزَّمَخْشَرِیّ فی الفائِقِ ،و ابْنِ الأَثیرِ فی النّهایه:أَنَّ قَوْل الزّاعِمِ :إِنَّ بالکسر القُشْبَانَ جَمْعُ قَشِیب ،إِنّ القُشْبَانِیَّهِ مَنْسُوبَهٌ إِلَیْهِ ،أَیّ :إِلی الجَمْع،خارجٌ عن القِیاسِ ،غَیْرُ مَرْضِیٍّ من القَوْل، لا مُعَوَّلَ عَلَیْهِ ؛لأَنّ الجمع لا یُنْسَبُ إِلیه،و لکِنَّهُ بناءٌ مسْتَطْرَفٌ للنسب (3)، کالأَنْبجَانِیّ .
و القاشِبُ :الخَیّاطُ الّذی یَلْقُط (4)أَقْشَابَه ،و هی عُقَدُ الخَیُوطِ ،ببُزاقِهِ إِذا لَفَظَ بها و القاشِبُ :الَّذی قِشْبُهُ ضَاوٍ، و هو الضَّعِیفُ النَّفْسِ .
و قَشَبَنِی رِیحُهُ :آذَانِی ، کقَشَّبَنِی تَقْشِیباً ،کأَنَّهُ قال:
سَمَّنِی رِیحُهُ .و
14- جاءَ فی الحَدِیث: «أَنَّ رَجُلاً یَمُرُّ عَلی جِسْرِ جَهَنَّمَ ،فیَقُولُ :یا رَبّ ، قَشَّبَنی رِیحُهَا،و أَحْرَقَنی ذَکاؤُهَا».
معناه:سَمَّنِی.و کلّ مسمُومٍ : قَشِیبٌ ،و مُقَشَّب .کذا فی النّهَایه (5).
و فی التَّوْشِیح: قَشَبَهُ الدُّخَانُ :مَلأَ خَیاشِمَهُ ،و أَخَذَبکَظَمِه.انتهی.و
17- رُوِیَ عن عُمَرَ: «أَنَّهُ وَجَدَ من مُعَاوِیَهَ ، رضی اللّهُ عنهما،رِیحَ طِیبٍ ،و هو مُحرِمٌ ،فقال:مَنْ قَشَبَنا ؟». أَراد أَنّ رِیحَ الطِّیبِ علی هذه الحال مع الإِحْرام [و] (6)مخالفَهِ السُّنَّه قَشْبٌ ،کما أَنّ رِیحَ النَّتْنِ قَشْبٌ ،و کلّ قَذَرٍ؛ قَشْبٌ ،و قَشَبٌ .
و من المَجَاز: رَجُلٌ (7)مُقَشَّبٌ ،کمُعَظَّمٍ ،أَی:ممزوجُ الحَسَبِ باللُّؤْمِ غَیْرُ خالِصٍ .
*و ممّا لم یذکُرْهُ المُصَنِّفُ :
القِشْبُ ،بالکسر،الیابسُ الصُّلْبُ .
و قِشْبُ الطَّعَامِ ،بِالکَسْرِ:ما یُلْقَی منه ممّا لا خیر فیهِ .
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ : القاشِبُ :الَّذِی یَعِیبُ النّاسَ بما فیهِ ،یقال: قَشَبَهُ بعَیْبِ نفسِه.و قال غیره:و قَشَبهُ بِشَرٍّ:إِذا رماه بعَلاَمَهٍ من الشَّرِّ یُعرفُ بها.
و لم یذکُرِ المصنف«نَسْرٌ قَشِیب »و هو فی مُصَنِّفَاتِ الغَرِیب،و قد قدَّمْنا شَرحَهُ .
القُشْلُبُ ،کقُنْفُذٍ،و زبْرِجٍ :نَبْتُ قال ابْنُ دُرَیْدٍ:لیس بثَبَتٍ .
القَصَبُ ،محرّکهً :کلُّ نباتٍ ذی أَنابِیب، الواحدهُ قَصَبَهٌ ،أَی بالهاءِ،و هذا مِمّا خالفَ فیه قاعِدتَهُ .
و کلّ نَبَاتٍ کان ساقُه أَنَابِیبَ و کُعُوباً،فهو قَصَبٌ .
و القَصَبُ :الأَبَاءِ،الواحدهُ قَصْبَاهٌ بالفتح،مقصوراً بأَلفِ الإِلحاقِ ،و آخِرُهُ هاءُ تأْنیث و قال سِیبَوَیْهِ :الطَّرْفاءُ، و الحَلْفَاءُ و القَصْباءُ ،و نحوُها:اسمٌ واحدٌ،یقع علی جمیعٍ ،و فیه علامهُ التَّأْنیث،و واحدُهُ علی بِنائِهِ و لَفْظِهِ ،و فیه علامه التّأْنیث الَّتی فیه،و ذلک قولُک للجمیع حلْفَاءُ، و الواحده حَلفاءُ،و سیأْتی تحقیق ذلک فی ح ل ف، جمَاعتُهَا ،أَی: القَصبِ النّابتِ الکثیر فی مَقْصَبهٍ . و عن ابْنِ سِیدهْ : القَصْبَاءُ : مَنْبِتُهَا،و قد أَقْصبَ المکانَ .
و أَرْضٌ قَصِبَهٌ کفَرِحَهٍ و مَقْصَبَهٌ بالفتح (8)،أَیْ :ذاتُ قَصبٍ .
ص:321
و قَصَّبَ الزَّرْعُ ، تَقْصِیباً ،و اقْتَصَبَ (1)صار له قَصَبٌ ، و ذلک بعدَ التَّفریخ (2).
و القَصْبُ :القَطْعُ ،یقال: قَصَبَهُ ،أَی الشَّیْ ءَ، یَقْصِبُهُ ، من بَاب ضَرَبَ ، قَصْباً ،إِذا قَطَعَهُ ، کاقْتَصَبَه .
و قَصَبَ الجَزَّارُ (3)الشّاهَ یَقْصِبُهَا قَصْباً : فَصَّلَ قَصَبَها ، و قَطَّعَها عُضْواً عُضْواً.
و قَصَبَ البَعِیرُ الماءَ، یَقصِبه ، قَصْباً :مَصَّهُ .
و قد قَصَب یَقْصِب قُصُوباً :امْتَنَع مِنْ شُرْبِ الماءِ قَبْلَ أَنْ یَرْوَی، فرَفَعَ رأْسَهُ عنه ،و قیل: القُصُوبُ :الرِّیُّ من وُرُوِد الماءِ و غیرِهِ و بَعِیرٌ قَصِیبٌ : یَقْصِبُ المَاءَ، و کذلک ناقَهٌ قَصِیبٌ ،أَی:یَمُصُّهُ و قاصِبٌ :مُمْتَنِعٌ من شُرْبِ الماءِ رافِعٌ رأْسَهُ [عنه] (4).و بَعِیرٌ قاصِبٌ ،و ناقهٌ قاصِبٌ أَیضاً،عن ابْنِ السِّکِّیت.و قال قَیْسُ بْنُ عاصِم:
سَتحْطِمُ سَعْدٌ و الرِّبابُ أُنُوفَکُمْ
کما حَزّ فی أَنْفِ القَصِیبِ جَرِیرُها
و وجدت فی حاشیه کتاب البَلاَذُرِیِّ :و یُقَال:ناقَهٌ مُقْتَصَبَهٌ .
و قَصَبَ فُلاناً ،أَو دَابَّهً ،أَو بَعِیراً، یَقْصِبُهُ ، قَصْباً : مَنَعَه من الشَّرْبِ و قَطَعَهُ علیهِ قَبْلَ أَنْ یَرْوَی. و عن الأَصْمَعِیِّ :
قَصَبَ البَعِیرُ،فهو قاصِبٌ :إِذا أَبَی أَنْ یَشرَبَ ،و القومُ مُقْصِبُون :إِذَا لم تَشْرَبْ إِبلُهُمْ .و
17- دخَلَ رُؤبَهُ علی سُلَیْمَانَ بْنِ عَلِیٍّ ،و هو والِی البَصْرَهِ ،فقَالَ :أَیْنَ أَنْتَ من النِّساءِ؟فقال:أُطِیلُ الظِّمْ ءَ،ثُمَّ أَرِدُ فأُقْصِبُ .
و قَصَبَه ، یَقْصِبُهُ ، قَصْباً : عابَهُ ،و شَتَمَهُ ،و وَقَعَ فیه.
و أَقْصَبَه عِرْضَهُ :أَلْحَمَهُ إِیَّاه،و قالَ الکُمیْت:
و کُنْتُ لَهُمْ من هؤُلاکَ و هؤُلاَ
مِجَنًّا (5)علی أَنِّی أُذَمُّ و أُقْصَبُ
و رَجُلٌ قَصَّابَهٌ لِلنَّاسِ :إِذا کانَ یَقَعُ فیهم،و سیأْتی.و
إ1- فی حدیث عبد المَلکِ : قال لِعُرْوَهَ بْنِ الزُّبَیْرِ:«هَلْ سَمِعْتَ أَخاکَ یَقْصِبُ نِساءَنَا؟قال:لا». کَقَصَّبَه تَقصیباً .
و القَصَبُ ،محرَّکَهً أَیضاً:عِظامُ الأَصابِعِ من الیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْنِ .و امْرَأَهٌ تامَّهُ القَصَبِ ،و هو مَجازٌ (6).
و قیل:هی ما بین کُلِّ مَفْصِلَیْنِ من الأَصَابِع،و
14- فی صفته،صلی اللّه علیه و سلم: «سَبْطُ القَصَبُ ». و فی المِصْباح: القَصَبُ :
عِظامُ الیَدَیْنِ و الرِّجْلَیْنِ و نَحْوِهِما.و قَصَبَهُ الإِصبَعِ :أُنْمُلَتُها.
و فی الأَساس:فی کُلِّ إِصْبَعٍ ثلاثُ قَصَباتٍ ،و فی الإِبْهامِ قَصَبتانِ ،انتهی. و فی التّهذیب:عن الأَصمعیّ [و القُصَبُ ] (7): شَعَبُ الحلْقِ .
و القَصَبُ :عُرُوقُ الرِّئَهِ ،و هی مخارِجُ الأَنْفَاسِ و مَجَارِیهَا،و هو مَجازٌ.
و القَصَبُ 7: ما کان مُسْتَطِیلاً أَجْوَفَ من الجَوْهَرِ ،و فی بَعضِ الأُمَّهاتِ :من الجَواهِرِ،قاله ابنُ الأَثیرِ و قیل:
القصَبُ 7:أَنانِبیبُ من جَوْهَرٍ.
و القَصَبُ 7: ثِیابٌ ناعِمَهٌ رِقاقٌ ،تُتَّخَذُ من کتَّانٍ ، الوَاحِدَهُ قَصَبِیُّ ،مِثْلُ عَرَبِیٍّ و عَرَبٍ و فی الأَسَاسِ ،فی المجازِ:و مع فلانٍ قَصَبُ صَنْعَاءَ،و قَصَبُ مِصْرَ،أَیْ :
قَصَبُ (8)العقِیقِ ،و قَصَبُ (9)الکتَّانِ .
و القَصَب : الدُّرُّ الرَّطْبُ ،و الزَّبَرْجَدُ الرَّطْبُ المُرصَّعُ بالیاقُوتِ ،قاله أَبُو العبَّاسِ [عن] (10)ابْنِ الأَعْرابیِّ حِینَ سُئِل عن تفْسِیرِ الحدِیثِ الآتی، و مِنْهُ
14- الحدیث: «أَنَّ جِبْرِیلَ قالَ للنَّبِیّ ،صلی اللّه علیه و سلم:« بَشرْ خَدِیجَهَ بِبَیْتٍ فی الجَنَّهِ مِنْ قَصَبٍ . لا صَخَبَ فیه و لا نَصَبَ ». هکذا فی أُصُولنا،و فی نسخهِ الطّبْلاوِیّ و غیرِه،و هو الصَّواب،و یُوجَدُ فی بعض النّسخ:
و منه:«بُشِّرَتْ »،بتاءِ التَّأْنیث الساکنه،کأَنَّهُ حکایهٌ لِلَّفْظ الوارد فی الحدیث.قال ابْنُ الأَثِیرِ: القَصَبُ هُنا:لُؤْلُؤٌ مُجَوَّفٌ واسعٌ ،کالقَصْرِ المُنِیف؛و مثله فی التَّوشِیح،و عن ابْنِ الأَعرابیّ :البیْتُ ،هُنا،بمعنی:القَصْر و الدّار،
ص:322
کقولکِ ،بَیْتُ المَلِکِ ،أَی:قصرُهُ ،و سیأْتِی.قال شیخُنا:
و
14,15- أَخرجَ الطَّبرانِیُّ عن فاطمهَ ،رضیَ اللّهُ عنها،قالتْ :
«قُلْتُ :یا رَسُولَ اللّهِ ،أَیْنَ أُمِّی ؟قال:فی بَیْتٍ من قَصَبٍ .
قلتُ :أَ مِنْ هذا القَصَبِ ؟قال:لا،من القَصَبِ المنظومِ بالدُّرِّ و الیاقُوتِ و اللُّؤْلُؤِ». ثمَّ قال:قلتُ :و قد قال بعضُ حُذّاقِ المُحَدِّثینَ :إِنّهُ إِشارهٌ إِلی أَنّها حازَتْ قَصَبَ السَّبْقِ ، لأَنَّهَا أَوَّلُ منْ أَسلَمَ مُطْلَقاً،أَو من النّساءِ،انتهی.
و من المَجَاز:خَرَجَ الماءُ من القَصَبِ ،و هی مَجارِی الماءِ من العُیُونِ ،و مَنَابِعها.و فی التَّهْذِیب عن الأَصْمَعِیّ :
القَصَبُ :مَجَارِی ماءِ البِئرِ من العُیُونِ ،واحِدَتُهَا قَصَبَهً ؛قالَ أَبو ذُؤَیْب:
أَقامَتْ به فَابْتَنَتْ خَیْمَهً
علی قَصَبِ و فُرَاتٍ نَهَرْ (1)
قال الأَصْمَعِیُّ : قَصَبُ البَطْحاءِ:میاهٌ تَجِری إِلی عُیُونِ الرَّکَایا،یقول:أَقامتْ بین قَصَبٍ ،أَیْ :رَکایا،و ماءٍ عَذْبٍ .
و کُلُّ [ماءٍ] (2)عَذْبٍ :فُراتٌ ؛و کُلُّ کثیرٍ جَرَی فقَدْ نَهَرَ و اسْتَنْهَرَ.
و القُصْبُ ،بالضَّمِّ :الظَّهْرُ هکذا فی نسختنا،و قد تصفَّحْتُ أُمَّهاتِ اللُغَه،فلم أَجِدْ مَنْ ذَکَرَهُ ،و إِنّمَا فی لسان العرب قال:و أَما قَوْلُ امْرِئ القَیْسِ :
و القُصْبُ مُضْطَمِرٌ و المَتْنُ مَلْحُوبُ
فیُرِیدُ به الخَصْرَ،و هو علی الاستِعاره،و الجمع أَقْصابٌ .قلتُ :فلَعَلَّهُ «الخَصْرُ»بدل«الظَّهْرِ»،و لم یتعرَّضْ شیخُنا له،و لم یَحُمْ حِماهُ ،فلیُحَقَّقْ .
و القُصْبُ أَیضاً: المِعَی ،بالکسر، ج: أَقْصَابٌ ،و
14- فی الحدیث: «أَنّ عَمْرَو بْنَ لُحَیٍّ (3)أَوَّلُ من بَدَّلَ دِینَ إِسماعیلَ ، علیه السَّلامُ »قال النبیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم:«فرَأَیْتُهُ یَجُرُّ قُصْبَهُ فی النّارِ».
و قیل: القُصْب :اسْمٌ لِلأَمْعاءِ کُلِّهَا،و قیل:هو ما کان أَسفلَ البطن من الأَمعاءِ،و منه
16- الحدِیث: «الَّذِی یَتخطَّیرِقَابَ النَّاسِ یومَ الجُمُعهِ کالجارِّ قُصْبَهُ فی النَّارِ». و قال الرَّاعی:
تَکْسُو المَفَارِقَ و اللَّبَّاتِ ذَا أَرَجٍ
مِنْ قُصْبِ مُعْتَلِفِ الکافورِ دَرَّاجِ
و القَصّابُ ،کشَدّادٍ: الزَّمّارُ،و النَّافِخُ فی القَصَبِ ،قالَ :
و قاصِبُونَ لنا فِیهَا و سُمّارُ
و قال رُؤْبَهُ یَصِفُ الحِمَارَ:
فی جَوْفِه وَحْیٌ کوَحْیِ القَصَّابْ
یعنی عَیْراً یَنْهَقُ .
و القَصَّابُ : الجزّارُ، کالقاصِب فیهِمَا ،و المسموع فی الأَولِ کثیرٌ،و حِرْفَهُ الأَخِیرِ القِصَابهُ ،کذا فی المصباح (4).
و کلامُ الجَوْهَرِیّ یقتضِی أَنّ هذا التَّصریفَ فی الزَّمْرِ أَیضاً، قاله شیخُنا؛فإِمَّا أَنْ یکونَ من القَطْعِ ،و إِمّا أَن یکونَ من أَنَّهُ یأْخُذُ الشَّاهَ بقَصَبتِها ،أَی بسَاقِها.و قیل:سُمِّیَ القَصّابُ قَصّاباً ،لِتَنْقِیَتِهِ أَقْصابَ البَطْنِ .و
1- فی حدیثِ علیّ ،کرَّمَ اللّهُ وَجهَهُ : «لَئنْ وَلِیتُ بنِی أُمَیَّهَ لأَنْفُضَنَّهُمْ نَفْضَ القَصّابِ التِّرَابَ الوذِمَهَ ». یُرِیدُ اللحُومَ الّتی تَتَرَّبُ (5)بسُقُوطِها فی التُّرَاب؛و قیل أَرادَ بالقَصَّابِ السَّبُعَ .و التِّرابُ :أَصْلُ ذِرَاعِ الشَّاهِ ،و قد تقدم فی ت ر ب.
و عن ابْنِ شُمَیْلٍ :أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فقَصَّبَه .
و التَّقْصِیبُ :أَنْ یَشُدَّ یَدَیْهِ إِلی عُنُقِهِ ،و منه سُمِّیَ القَصّابُ قَصّاباً .کذا فی لسان العرب.
و من المَجَاز: القَصْبَه ،بفتح فسُکُون (6)،کذا هو مضبوطاً فی نسختنا: البِئرُ الحَدِیثَهُ الحَفْرِ ،و یقال:بِئْرٌ مستقیمهُ القَصبهِ .
و القَصَبَه (7): القَصْرُ،أَوْ جَوْفه. یقال:کنت فی قَصَبهِ البلدِ،و القَصر،و الحِصْن،أَی:فی جوفه.
ص:323
و القَصَبَهُ من البَلَدِ: المَدِینه،أَوْ لا تُسَکَّنُ ، قَصَبُ الأَمصار: مُعْظَمُ المُدُنِ ،و قَصَبهُ السَّوَادِ:مَدِینَتُها.
و القَصَبَهُ :جَوْفُ الحِصْنِ ،یُبْنَی فیه بناءٌ،هو أَوْسَطُه.و قَصَبهُ البِلاد:مدینَتُها. و القَصَبَه : القَرْیَهُ . و قَصَبَهُ القَرْیهِ :
وَسَطُهَا،کذا فی لسان العرب (1).
و القَصَبَهُ : ه بالعِرَاقِ ،و هی واسِطُ القَصَب ،لأَنَّها کانت قبلَ بنائِهَا قَصَباً ،و إِلیها نُسِبَ أَبو حنیفهَ محمَّدُ بْنُ حَنِیفَهَ بْنِ ماهانَ .سکن بغْدَادَ،و یقالُ له أَیضاً:الواسِطِیّ .
و القَصبَهُ (2): الخُصْلَهُ المُلْتَوِیَهُ مِنَ الشَّعَرِ، کالقُصَّابَهِ ، کَرُمَّانَهٍ و القَصِیبَهُ ،ککَرِیمَهٍ ، و التّقصِیبَهُ و التَّقْصِبَهُ علی تَفْعِلَهٍ . و قَدْ قَصَّبَهُ تَقْصِیباً ،و مثلُهُ فی الفرق،لاِبْنِ السِّیدِ.
قال بِشْر بْنُ أَبی خازمٍ :
رَأَی (3)دُرَّهً بَیّضاءَ یَحْفِلُ لَوْنَهَا
سُخامٌ کغُربانِ البَرِیرِ مُقَصَّبٌ
و القَصَائبُ :الذَّوَائِبُ المُقَصَّبَهُ ،تُلْوَی لَیّاً حتّی تَتَرَجَّلَ ، و لا تُضْفَرُ ضَفْراً.
و شَعَرٌ مُقَصَّبٌ :أَی مُجَعَّد.و قَصَّبَ شَعْرَه:جَعَّدَه،و لها قُصّابَتانِ :أَیْ غَدِیرَتَانِ .و قال اللَّیْثُ : القَصْبَهُ :خُصْلَهٌ من الشَّعَر تلتوِی،فإِنْ أَنت قَصَّبْتَها ،کانت تَقْصِیبَهً ،و الجمعُ التَّقاصِیبُ .و تقصیبُکَ إِیاها:لَیُّکَ الخُصْلَهَ إِلی أَسفلِها، تَضُّمُّها و تَشُدُّها،فتُصْبحُ و قد صارَت تقاصِیب ،کأَنها بَلابِلُ جاریهٍ .و عن أَبِی زید: القَصائبُ :الشَّعَرُ المُقَصَّبُ ، واحِدَتُها قَصِیبَهٌ .
و القَصَبَه 1 کُلُّ عَظْمِ ذِی مُخٍّ ،علی التَّشْبیه بالقَصَبه ، و الجمع قَصَبٌ .و القَصَب :کلُّ عَظمٍ مستدیرٍ أَجوَفَ ، و کذلک ما اتُّخِذَ من فَضَّهٍ ،و غیْره الواحدهُ قَصَبه .
و القَصّابَه (4)،مشَدَّدهً :هی الأُنْبُوبَهُ ، کالقَصِیبَهِ ،و جمعه القَصائبُ . و القُصّابَهُ : المِزْمارُ ،و الجمعُ قُصّابٌ ،قال الأَعْشَی:
و شاهِدُنا الجُلُّ و الیاسَمِی
نُ و المُسْمِعاتُ بقُصَّابِها (5)
و قال الأَصمَعِیُّ :أَراد الأَعْشی بالقُصّابِ الأَوتارَ الّتی سُوِّیَتْ من الأَمعاءِ و قال أَبو عمرٍو:هی المزامِیرُ.
و القَصّابَه :الرَّجُلُ الوقّاعُ فی النَّاس و
17- فی حدیث عبد المَلکِ : قال لعُرْوهَ بنِ الزُّبَیْرِ؛هلّ سَمِعْتَ أَخَاکَ یَقْصِبُ نِساءَنا؟قال:لا».
و القِصَابُ ، کَکِتَابِ ،و فی نسخَهٍ ککِتَابَهٍ : مُسَنَّاهٌ ،تُبْنَی فی اللِّحْفِ بالکَسْرِ،هکذا فی النُّسَخ و فی بعض الأُمَّهات:
فی اللهجِ (6)لئَلا یَسْتَجْمِعَ السَّیْلُ ،و یُوبَلَ فَیَنْهِدمَ عِراقُ الحائِطِ ،أَی أَصْلُهُ ، بسَبَبِهِ .
و القِصَابُ : الدِّبَارُ (7)،الواحِدهُ قَصَبَه .
و ذُو قِصَابٍ ،اسمُ فَرسٍ لمالِکِ بْنِ نُوَیْرَهَ الیَرْبُوعِیّ ، رضی اللّه عنهُ .
و من المجازِ القاصِبُ :الرَّعْدُ المُصَوِّتُ . قالَ الأَصمعیّ ،فی باب السَّحابِ الَّذی فیه رَعْدٌ وَ بَرْقٌ :منه المُجَلْجِلُ ،و القاصِبُ ،و المُدَوِّی،و المُرْتَجِسُ .
قال الأَزْهَرِیّ :شُبِّهَ السَّحَابُ ذا الرَّعْدِ (8)بالزَّامِر.
و القَصبات ،مُحَرکَه: د،بالمغربِ نُسِب إِلیه جماعهٌ .
و:ه،بالیَمامهِ ،نقله الصّاغانیّ .
و القُصَیْبَه ،کجُهَیْنهَ :ع،بِأرْضِ الیَمامَه لِتَیْمٍ وَ عِدیّ
ص:324
و ثَوْرٍ بنی عبدِ مناه قالت وجِیههُ بِنتُ أَوْسٍ الضَّبِّیَّه:
فمَا لِیَ إِن أَحْبَبْتُ أَرْضَ عَشِیرتِی
و أَبْغَضْتُ طَرْفَاءَ القُصَیْبهِ مِن ذَنْبِ (1)
کذا قرأْتُ فی دیوان الحَمَاسه،لِأبِی تَمّامٍ .
و قُصَیْبه : ع آخَرُ بیْن یَنْبُعَ و خَیْبَرَ (2)،له ذِکرٌ فی کُتُب السِّیَرِ،قِیل:هُو لِبَنِی مالکِ بْنِ سعْدٍ،بالقُرْب من أُوَارهَ ، کان به منزِلُ العَجَّاجِ و ولده و ع آخر بالبَحْرَینِ .
و القُصَیْبات :موضِعٌ بنواحِی الشَّام.
و أَقصَب الرَّاعِی:عَافَتْ إِبلُهُ المَاءَ ،عن ابْن السِّکیت.
و عن الأَصمَعِیّ : قَصَبَ البَعِیرُ،فهو قاصِبٌ :إِذا أَبَی أَنْ یَشْربَ ،و القَوْمُ مُقْصِبُون :إِذا لم تَشْرَبْ إِبِلُهُم.
و التَّقْصِیبُ :تَجْعِیدُ الشَّعَرِ یُقال:شَعَرٌ مُقَصَّبٌ :أَیْ مُجَعَّدٌ،و قَصَّبَ شَعَرَهُ :أَی جَعَّدَهُ ،و لها قُصَّابَتانِ :أَی غَدِیرَتَانِ .
و التَّقْصِیبُ أَیضاً: شَدُّ الیَدَیْنِ إِلی العُنُق و عن ابْن شُمَیْلٍ :یقال:أَخَذَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَقصَّبَه :أَی شَدَّ یَدَیْهِ إِلی عُنُقِه،و منه سُمِّیَ القَصَّابُ قَصَّاباً .
و المُقَصِّبُ (3)، بکسر الصّادِ الْمشدَّدهِ ،أَی علی صیغه اسمِ الفاعل:الفَرسُ الجَوادُ السّابقُ (4).قال شیخُنَا:و هذا الضَّبْطُ جَری علی خِلافِ اصطلاحِه،و الأَوفقُ له قولُه:
و المُقَصِّبُ کمُحَدِّثٍ ،أَو هو الَّذِی یُحْرِزُ قَصَبَ السِّباقِ ، أَی:یأْخُذُهَا و یَحُوزُهَا.و هو فی معْنَیَیْهِ من المجاز کذا فی الأَساس.
و یقال للمُرَاهِنِ إِذا سبَقَ :أَحْرَزَ قَصبهَ السَّبْقِ ،و قیل للسّابق:أَحْرَزَ القَصبَ ؛لأَنَّ الغایهَ التی یَسبق إِلیها تُذرعُ بالقَصَب ،و تُرْکَزُ تلک القَصبهُ عند مُنْتَهَی (5)الغایَهِ ،فمنسَبقَها،حازَهَا (6)و اسْتَحَقَّ الخَطَر،و یقال:حازَ قَصَبَ السَّبْقِ :أَی استولی علی الأَمَدِ؛و قال شیخُنا:و أَصلُه أَنهم کانُوا ینْصِبُونَ فی حَلْبَهِ السِّبَاق قَصَبَهً ،فمَنْ سبقَ ،اقتَلَعَهَا و أَخَذَها،لیُعْلَمَ أَنَّهُ السّابقُ من غیرِ نِزَاعٍ ،ثمّ کَثُر حَتَّی أُطْلِقَ علی المُبَرِّزِ الّذِی یسْبِق الخَیْلَ فی الحَلْبَه،و المُشمِّرِ المُسْرِعِ الخفیف،و هو کثیر فی الاستعمال،انتهی.و
16- فی حدیث سعِید بْنِ العاصِ : «أَنَّهُ سبَقَ (7)بینَ الخَیْل،فجَعَلَهَا مائَهَ قَصَبَهٍ ». أَرادَ (8)أَنه ذَرَعَ الغایهَ بالقَصَبِ ،فجعلها مِائَهَ قَصَبَهٍ .
و المُقَصِّبُ ،أَیضاً:هو اللَّبَنُ قَدْ کَثُفَتْ عَلَیْهِ الرَّغْوَهُ .و فی المَثَل: رَعَی فأَقْصَبَ ،مثلُه للجَوْهَرِیّ و المَیْدَانِی یُضْرَبُ للرَّاعِی،لأنَّه إِذا أَساءَ رَعْیَها،لم تَشْرَبِ الماءَ،لأَنَّها إِنَّما تَشْرَبُ إِذا شَبِعَتْ من الکَلإِ؛زادَ المَیْدَانِیُّ :یُضْرَبُ لِمَنْ لا یَنْصَحُ ،و لا یُبالغُ فیما تَوَلَّی حَتّی یَفْسُدَ الأَمْرِ.
و القَصُوبُ ،من الغَنَمِ :الَّتی تَجُزُّها ،من باب ضَرَبَ .
و تُدْعَی النَّعْجَهُ ،فیُقَالُ : قَصَبْ قَصَبْ ،بالتسْکِین فیهما.
و فی الأَساس:تقول: قَصَبُ الخَطِّ (9)،أَنْفَذُ من قَصَبِ الخَطِّ .
و فیه فی المَجَاز:و ضَرَبَهُ علی قَصَبَهِ أَنْفِه:عَظْمه.
و فُلانٌ لم یُقْصَبْ :أَی لم یُخْتَنْ (10).
*و زاد شیخُنا نَقْلاً عن بعضِ الدَّواوین: القَصَبُ عُرُوقُ الجَنَاحِ ،و عِظامُها.
و الحَسَنُ بْنُ عبدِ اللّهِ القَصَّابُ ،و أَبو عبدِ اللّهِ حَبِیبُ بْنُ أَبی عمره القَصَّابُ (11)،و أَبو نَصْرٍ مذکورُ بْنُ سُلَیْمَانَ المُخَرِّمیّ (12)القَصَبانیُّ ،بالنُّون،و أَبو حَمْزَهَ عِمْرَانُ بْنُ أَبِی عَطَاءٍ القَصَّابُ القَصَبِیُّ ،مُحَدِّثُونَ .
ص:325
و مَحَلَّهُ القَصَبِ :قَرْیتانِ بِمِصْرَ من الغَرْبِیَّه،و قد دخَلْتُ إِحداهما.
و وَاسِطُ القَصَبِ :مدینهٌ مشهوره بالعِرَاق،و قد یأْتی فی و س ط .سُمِّیَت به،لِأَنَّها کانت قبل بِنائها قَصَباً .
القُصْلُبُ ،بالضَّمِّ ،أَهملَه الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغانیُّ :هو القَوِیُّ الشَّدِیدُ الصُّلْبُ ،کالعُصْلُبِ (1)و قد تَقَدَّم.
قَضَبه ، یَقضِبُه ، قَضْباً ،من بابِ ضَرَب،کما فی المختار: قَطَعَه، کاقْتَضَبَهُ ،و قَضَّبَهُ الأَخیر مُشَدَّداً، فانْقَضَبَ ،و تَقَضَّبَ :انْقَطَع،قالَ الأعْشَی:
و لَبُون مِغْرَابٍ حَوَیْتُ فأَصْبَحَتْ
نُهْبَی و آزِلَه قَضَبْتُ عِقَالَها (2)
فی لسان العرب:قال ابْنُ بَرِّیّ :صوابُ إِنشادِهِ « قَضَبْتَ عِقالها»بفتح التّاءِ،لأَنّه یخاطب الممدوحَ ،و الآزِلَه:النَّاقَهُ الضّامِزَه:الّتی لا تَجْتَرُّ،و کانُوا یَحْبِسُون (3)إِبِلَهُم مَخَافَهَ الغارهِ ،فلمَّا صارَت إِلیک،أَیُّها المَمدوحُ ،اتَّسَعَتْ فِی المَرْعَی،فکأَنَّها کانت معقولهً ، فَقَضَبْت عِقَالَها.
و اقْتضَبتْه من الشیْ ءِ:اقتطَعْته.و
14- فی حدیث النّبِی،صلی اللّه علیه و سلم:
أَنَّه«کان إِذا رَأَی التَّصْلِیبَ فی ثَوْبٍ ، قَضَبَهُ . قال الأَصمعیُّ :یَعْنِی قَطَعَ مَوْضِعَ التَّصلیبِ منه.
و منهُ قیل: اقْتَضَبْت الحدیثَ ،إِنّمَا هو انْتَزَعْتُهُ و اقْتَطَعْتُه.
یقال:هذا شِعْرٌ مُقْتَضَبٌ ،و کِتَابٌ مُقْتَضَبٌ .
و اقْتَضَبْت الحدیثَ و الشِّعْرَ:تَعَلَّقتُ (4)به من غیر تَهْیِئَهٍ أَو إِعدادٍ له.و فی الأَساس:من المجاز: اقْتَضَبَ الکلامَ :
ارْتَجلَه،و اقتَضَبَ حَدیثَهُ :انتزَعَه و اقتطَعَه.و انْقَضَبَ :انقَطَعَ عن صَحْبِهِ (5).
و انْقَضَبَ الکَوْکَبُ من مَحلِّه (6):انْتَهَی،أَی:انْقَضَّ ؛ قال ذُو الرُّمَّهِ :یصِفُ ثَوْراً وَحْشِیّاً:
کَأَنَّهُ کَوْکَبٌ فی إِثْرِ عِفْرِیَهٍ
مُسَوَّمٌ فی سَوادِ الَّلیْلِ مُنْقَضِبُ (7)
و قُضَابَتُهُ أَی الشَّیْ ءِ،کصُبَابَهٍ : ما اقْتُضِبَ منه،أو هو ما سَقَطَ من أَعالِی العِیدَانِ المُقْتَضَبَهِ ،کذا خَصَّه بعضُهم.
و قُضَابَهُ الشَّجَرِ:ما یَتساقطُ من أَطْرَافِ عِیدانِها إِذا قُضِبَتْ .
و القَضْبُ : قَضْبُک القَضِیب ،و نَحْوَه.
و قَضَبَ فُلاناً ، قَضْباً : ضرَبَهُ بالقَضِیبِ ،أَی العُودِ،کما سیأْتی.
و قال اللَّیْثُ : القَضْبُ :کُلُّ شَجَرَهٍ طالتْ و بَسطتْ ، هکذا فی نسختنا،و صوابُه:سَبِطَت أَغصانُهَا ،بتقدیم السِّین علی الطّاءِ المُهْمَلَتَینِ (8).
القَضْب :اسمٌ یَقع علی ما قَطَعْت (9)من الأَغصانِ للسِّهامِ أَو القسیِّ ،لاتِّخاذِها،قال رؤبه:
و فارِجاً من قَضْبِ ما تَقَضَّبَا
تُرِنٌّ إِرْنَاناً إِذا ما أَنْضَبَا
أَراد بالفارِجِ ،القَوْسَ .
و
17- فی تفسیرِ الفَرَّاءِ: عندَ قَولِهِ تعالَی فَأَنْبَتْنا فِیها حَبًّا.
وَ عِنَباً وَ قَضْباً (10)قال:و أَهلُ مَکَّهَ یُسَمُّونَ القَتَّ القَضْبَ (11).
و قال النَّضْرُ بنْ شُمَیْلٍ : القَضْب شَجَرٌ تُتَّخذَ منه القِسِیُّ ،قال أَبو دُوَادٍ:
ص:326
رَذَایا کالبَلایا أَو
کَعِیدَانٍ مِن القَضْبِ
و یُقَال:إِنَّهُ من جِنْس النَّبْعِ .
و قال أَبُو حَنِیفَهَ : القَضْب :شَجَرٌ سُهْلِیٌّ ،یَنْبُتُ فی مَجامعِ الشَّجَرِ،له وَرَقٌ کوَرق الکُمَّثْرَی،إِلاَّ أَنَّهُ أَرِقُّ و أَنْعَمُ ،و شَجَرهُ کَشجَرِهِ ،و تَرْعَی الإِبِلُ وَرَقَهُ و أَطْرَافَهُ ،فإِذا شَبعَ مِنه البَعِیرُ،هَجَرَهُ حِیناً،و ذلک أَنَّهُ یُضَرِّسُهُ ،و یُخَشِّنُ صَدْرهُ ،و یُورِثُهُ السُّعَالَ .کذا فی لسانِ العرب.
و القَضْبُ :الرَّطْبَهُ ،قاله الفَرّاءُ فی التّفسیرِ،و أَنشدَ لِلَبِیدِ:
إِذا أَرْوَوْا بِهَا زَرْعاً و قَضْباً
أَمَالُوهَا (1)علی خُورٍ طِوَالِ
و قیل:هو الفُصافِصُ ،واحدتها قَضْبَهٌ ،و هی الإِسْفسْتُ بالفارسیه،کما فی الصَّحاح و غیرِهِ ،و هو بالکسر.
و المَقْضَبَهُ :مَوضِعُهما الّذِی یَنْبُتَانِ فیه؛و فی التَّهْذیب:
المَقْضَبَهُ :مَنْبِتُ القَضْبِ ،و یُجمَعُ مَقاضِبَ و مَقاضِیبَ ،قال عُرْوَهُ بْنُ مُرَّهَ أَخُو أَبی خِراشٍ الهُذَلِیِّ :
لَسْتُ ابْنَ مُرَّهَ إِنْ لَمْ أُوفِ مَرُقَبَهً
یَبْدُو لِیَ الحَرْثُ منها و المَقَاضِیبُ
و من المَجاز: رَجُلٌ قَضّابَهٌ ،بالتّشدید،أَی: قَطّاعٌ للأُمور مُقْتَدِرٌ علیها.
و القَضِیبُ من الإِبِل:الّتی رُکِبَتْ ،و لم تُلَیَّنْ قبلَ ذلک؛ و قال الجَوْهَرِیُّ : القَضِیبُ : النَّاقَهُ الّتی لم تُرَضْ ،أَی:لم تُذَلَّلْ ،من الرِّیاضَه.و قیل:هی الَّتی لم تَمْهَرِ الرِّیاضهَ ، الذَّکَرُ و الأُنْثَی فی ذلک[سَواءٌ] (2)،أَنشَد ثعلب:
مُخَیَّسَه ذُلاًّ و تَحْسِبُ أَنَّها (3)
إِذا ما بَدَتْ لِلنَّاظِرِینَ قَضِیبُ
یقولُ :هی رَیِّضَهٌ ذَلیلَهٌ ،و لِعِزَّهِ نَفْسِهَا یَحْسِبَها النّاظر لمتُرَضْ ،أَلاَ تَرَاه یقولُ ،بعدَ هذا:
کَمِثْلِ أَتَانِ الوَحْشِ أَمّا فُؤادُها
فَصَعْبٌ و أَمّا ظَهْرُها فَرَکُوبِ
و القَضِیبُ : الذَّکَرُ من الحِمَار،و غیرِهِ .و قال أَبو حاتمٍ :
یقالُ لذَکَرِ الثَّوْرِ: قَضِیبٌ و قَیْصُومٌ .و فی التّهذیب:و یُکْنَی بالقَضِیب عن ذَکَرِ الإِنسانِ ،و غیرِه من الحیوان (4).
و القَضِیبُ : الغُصْنُ ،و کلُّ نَبْتٍ من الأَغْصانِ یُقْضَبُ ، ج قُضُبٌ بضمَّتَیْنِ ، قُضْبَانٌ بالضَّمّ ، و قِضْبَانٌ بالکسر، و هذه عن الصّاغانیّ ،و هی لغه مرجوحه،و قُضْبٌ .الأَخِیرَهُ اسْمٌ للجَمْع (5).
و القَضِیبُ : الَّلطِیفُ من السُّیُوفِ .
قال شیخُنَا:و القَضِیبُ ،أَیضاً:سَیْفٌ من أَسیافِه،صلی اللّه علیه و سلم، کما ذَکَرَه أَرباب السِّیَرِ قاطبهً ،انتهی.و
3- فی مَقْتَلِ الإِمَام الحُسیْنِ ،رَضِی اللّهُ عنْهُ : «فجعلَ ابْنُ زِیاد یَقرَعُ فَمَهُ بقَضِیبٍ ». قال ابن الأَثِیر:أَراد بالقضِیبِ السَّیْفَ اللَّطِیفَ الدَّقِیقَ ؛و قیل:أَراد العُودَ و الجَمْعُ قَوَاضِبُ ،و قُضُبٌ (6)، و هو ضِدُّ الصَّفِیحَهِ .و فی الأَساس:من المَجاز:هِنْدِیَّهٌ قُضُبٌ ،شُبِّهَتْ بقَضِیبِ (7)الشَّجرِ.
و القَضِیبُ : الْقَوْسُ عُمِلَتْ (8)من قَضِیبٍ بتَمامِه،قاله أَبو حنیفَهَ ؛و أَنشدَ للأَعْشَی:
سَلاجِمُ کالنَّحْلِ أَنْحَی لَها
قَضِیبَ سَرَاءٍ قَلیلَ الأُبَنْ
أَو هی المصنوعه (9)من غُصْنٍ غَیْرِ مَشْقُوقٍ .
و القَضِیبُ : السَّیْفُ القَطَّاعُ ، کالقاضِبِ ،و القَضَّابِ ککِتَاب و القَضَّابَهِ بزیاده الهاء، و المِقْضَبِ بالکسر.
ص:327
و قال أَبو حنیفَهَ : القَضْبَهُ هو القَضِیبُ ،أَی:القَوْسُ المصنوعه من القَضیب کما تقدَّم؛و أَنشدَ لِلطِّرِمّاحِ :
یَلْحَسُ الرَّصْفَ لَهُ قَضْبَهٌ
سَمْحَجُ المَتْن هَتُوفُ الخِطامْ
أَو القَضْبَه : قِدْحٌ ،بالکسر، من نَبْعَهٍ (1)،یُجْعَلُ مِنْهُ سَهْمٌ ، ج قَضْبَاتٌ ،بفتح فسکون،و قال ابْنُ شُمَیْل: القَضْبَهُ :
شَجَرَهٌ ،یُسَوَّی منها السَّهْمُ ،یقال:سَهْمُ قَضْبٍ ،و سَهْمُ نَبْعٍ ،و سَهْمُ شَوْحَطٍ .
و القَضْبَه أَیضاً:الرَّطْبَهُ ، کالقَضْب و قد تقدَّم.
و القَضْبَه : ما أُکِلَ من النَّباتِ المُقْتَضَبِ غَضّاً طَرِیّاً، و هی الفِصْفِصَهُ (2)ج: قَضْبٌ ،بفتح فسکون.
و أَرْضٌ مِقْضابٌ :تُنْبِتُهُ أَی: القَضْبَه کَثِیراً.و قد أَقْضَبَ (3)المَکَانُ .هکذا فی النُّسَخِ ،و صوابُهُ :و قد أَقْضَبَتْ ،و لم أَجِدْ قَیْدَ الکَثرَه (4)فی کتاب من اللّغه،قالتْ أُخْتُ مُفَصَّصٍ الباهِلِیّهُ :
فَأَفْأَفَتْ أُدْماً کالهِضَابِ و جامِلاً
قَدْ عُدْنَ مِثْلَ عَلاَئِفِ المِقْضابِ
و قال الصاغانیّ : القِضْبَهُ ،بالکسر:القِطْعَهُ من الإِبِل و من الغَنَم.
و القِضْبَهُ : الخَفِیفُ اللطِیفُ الدَّقِیقُ من الرِّجَالِ ، و النُّوقِ .
و قَضَبَها یَقْضِبُها ،من باب ضَرَبَ : رَکِبَهَا قَبْلَ أَنْ تُرَاضَ ، کاقْتَضَبهَا .
وَ قَضَبَهَا و اقْتَضَبَهَا :أَخَذَهَا من الإِبلِ قَضِیباً ،فَراضَها.
و اقْتَضَبَ فُلانٌ بَکْراً:إِذا رَکِبَه لَیْلَهُ ،قَبْلَ أَن یُراضَ .
و ناقهٌ قَضِیبٌ ،و بَکْرَهٌ قَضِیبٌ ،بغیر هاءٍ.
و کُلُّ من کَلَّفْته عَمَلاً قبل أَنْ یُحْسِنَهُ فقد اقتَضَبْتَه ،و هو مُقْتَضبٌ فیه. و المِقْضَبُ ،بالکسر: المِنْجَلُ الّذِی یُقْطَعُ به، کالمِقْضابِ . علی القِیاس فی بابه.
وَ قَضَّبَتِ الشَّمْسُ تَقْضِیباً :امْتَدَّ شُعَاعُهَا مثلَ القُضْبَانِ ، عن ابنِ الأَعْرَابیّ و أنشدَ:
فَصَبَّحَتْ و الشَّمْسُ لَمْ تُقَضِّبِ
عَیْناً بِغَضْیَانَ ثَجُوجَ المَشْرَبِ
و یُرْوَی:لَمْ تَقَضَّبِ ،و یُرْوَی:ثَجُوجَ العُنْبَبِ .یقولُ :
ورَدَتْ و الشَّمْسُ لم یَبْدُ لها شُعَاعٌ لها.و العُنْبَبُ :کَثْرَهُ الماءِ و غَضْیَانُ :اسمُ موضعٍ .و قد تقدَّم فی ق ص ب (5).
کتقضَّبَتْ :نَقَلَهُ الصّاغانیُّ .
و قَضِیبٌ :وادٍ معروفٌ . بالیَمَن،أَو بِتهامَه. و فی لسان العرب:بأَرْضِ قَیْسٍ ،و فیه قَتَلَتْ مُرَادُ (6)عَمْرَو بْنِ أُمَامَهَ ، و فی ذلک یقولُ طَرَفَهُ :
أَلا إِنَّ خَیْرَ الناسِ حَیّاً و هالِکاً
بِبَطْنِ قَضِیبٍ عارِفاً و مُنَاکِرَا
و قَضِیبٌ : رجلٌ من ضَبَّهَ ،عن ابْنِ الأَعْرَابیّ ،له حَدِیث،ضُرِبَ به المَثَلُ فی الإِقامه علی الذُّلّ ، و منه قَوْلُهم :
أَقِیمِی عَبْدَ غُنْمٍ لا تُرَاعِی
مِن القَتْلَی الّتی بِلِوَی الکَثِیبِ
لأَنْتمْ حِینَ جاءَ القَوْمُ سَیْراً
علَی المَخْزَاهِ أَصْبَرُ مِن قَضِیبِ
أَی:لم تَطْلُبُوا بِقَتلاکم،فأَنْتُم فی الذُّلِّ کهذا الرَّجُلِ .
و قَضِیبٌ أَیضاً:رجلٌ آخَرُ. تَمَّارٌ بالبَحْریْن ،کان یأْتی تاجِراً،فیشترِی منه التَّمْرَ،و لم یکن یُعامِلُ غَیْرَهُ . و منه قولُهُمْ : أَلْهَفُ من قَضِیبٍ . قالَ المَیْدانیُّ :أَفْعَلُ من لَهِفَ یَلْهَفُ لَهَفاً،و لیس من التَّلَهُّفِ لأَنَّ أَفْعلَ لا یُبْنَی من المنشعبه إِلاَّ شاذًّا.و کان من قِصَّتِه أَنَّه اشْتَرَی قَوْصرَّهَ ،
ص:328
بتشدِیدِ الرّاءِ، حَشَفٍ ،محرَّکهً ، و کانَ فیها أَی:القَوْصَرَّهِ بَدْرَهٌ ،له فیها دنانیرُ،و فی روایه:کِیسٌ له فیه دنانِیرُ کثیرَه، کان قد أُنْسِیَ [رَفْعَه] فَلَحِقَهُ بائِعُها ،فقال له:إنّک صدیقٌ لی،و قد أَعطَیْتُک تَمْراً غیرَ جَیِّدٍ،فرُدَّهُ عَلَیَّ ،لِأُعَوِّضَکَ الجَیِّدَ. فاسْترَدَّهَا منه،فَرَدَّها له، و کَانَ مَعَهُ سِکِّینٌ ،حَمَله لیَقْتُلَ به نَفْسِه إِنْ لم یَجِدِ البَدْرَهَ ،فَأَخَذَ القَوْصَرَّهَ و أَخْرَجَ منها البَدْرَه،فنَثَرَهَا،و أَخْرَجَ منها دَنانیرَه،و قالَ للأَعرابیّ :
أَتَدْرِی لِمَ حَمَلْتُ هذا السِّکّینَ معی ؟قالَ :لا،قالَ :لأَشُقَّ بَطنی إِنْ لَمْ أَجِدِ الکِیسَ ، فَأَخَذَ قَضِیبٌ السِّکِّینَ المذکورَ بعدَ أَنْ تَنَفَّسَ ، فَقَتَلَ به نَفْسَهُ ،تَلَهُّفاً علی البَدْرَهِ فضربتِ العربُ بهِ المَثَلَ ،و فیه یقولُ عُرْوَهُ بْنُ حِزامٍ :
أَلاَ لا تَلُومَا لَیْسَ فی اللَّوْمِ رَاحَهٌ
و قَدْ لُمْتُ نَفْسِی مِثْلَ لَوْمِ قَضِیبِ
*و مما یُستدرکُ علی المُؤَلِّف:
المُقْتَضَبُ من الشِّعْرِ،و هو:فاعِلاتُ مُفْتَعِلُنْ مَرَّتَانِ (1)، و إِنَّما سُمِّیَ مُقْتَضَباً ؛لِأَنَّهُ اقْتُضِبَ مفعولات و هو الجُزْءُ الثّالثُ من البیت،أَی:قُطِعَ ،و هو البَحْرُ الثّالثَ عَشَرَ من العَرُوضِ ،و بیتُهُ :
أَقْبَلَتْ فَلاَحَ لَهَا
عَارِضَانِ کالبَرَدِ (2)
و قَضَّبَ الکَرْمَ ، تَقْضِیباً :قَطَعَ أَغْصَانَهُ و قُضْبَانَه فی أَیَّام الرَّبِیع.
و فی الأَساس:و قُضَابَهُ الکَرْمِ و الشَّجَرِ:ما یَأْخُذُهُ القاضِبُ (3)انتهی.
و ما فی فمی قاضِبهٌ ،أَی سِنٌّ یَقْضِبُ شیئاً،فَیَبِینُ (4)أَحَدُ نِصْفَیْهِ من الآخَرِ.و رُوِیَ عن الأَصمَعِیّ : القَضَبُ :السِّهَامُ الدِّقاقُ ، واحدها قَضِیبٌ ،و استدرکه شیخُنا،و لم یَعْزُه.و القُضَّابُ ، کزُنّارٍ:نَبْتٌ ،عن کُراع.
و من المَجَاز: اقْتَضَبَ البَعِیرَ:اعْتَبَطَه.
و مَلَکَ [فلان] (5)البُرْدَهَ و القَضِیبَ :اسْتُخْلِفَ .کذا فی الأَساس.
قَطَبَ الشَّیْ ءُ، یَقْطِبُ ،من باب ضَرَبَ ، قَطْباً ، و قُطُوباً ،الأَخیرُ بالضَّمِّ ، فهو قَاطِبٌ ،و قَطُوبٌ کصَبُور.
و القُطُوبُ :تَزَوِّی ما بین العَیْنَیْنِ عندَ العُبُوسِ ،یقال:
رأَیْتُهُ غَضْبانَ قاطِباً ،و هُوَ یَقْطِبُ ما بین عَیْنَیْه قَطْباً و قُطوباً :
زَوَی ما بَیْنَ عَیْنَیْهِ ،و عَبَسَ ، و کَلَحَ من شَرَابٍ و غیره، کَقَطَّبَ تَقْطِیباً .
و المُقَطَّبِ ،کمُعَظَّمٍ ،و کمُحَدِّثٍ ،و مُحْسِنٍ :ما بَیْنَ الحاجِبَیْنِ .و قال أَبو زیدٍ:و فی الجَبینِ المُقَطِّبُ ،و هو ما بَیْنَ الحاجِبَیْنِ .و
16- فی الحدیث: «أَنَّهُ أُتِیَ بنَبِیذٍ فَشَمَّه، فَقَطَّبَ ». أَی قَبَضَ ما بَیْنَ عینیهِ کما یَفْعَلُهُ العَبُوسُ ، و یُخَفِّفُ ،و یُثَقَّلُ .و
17- فی حدیث العَبّاسِ : «ما بالُ قُرَیْشِ یَلْقَوْنَنَا[بوجوهٍ ] (6)قاطِبهٍ ». أَی مُقَطِّبَه .قال:و قد یجیء فاعلٌ بمعنی مفعول،کعِیشَهٍ راضیهٍ .قال الأَزْهَرِیُّ :
و الأَحسنُ أَنْ یکون فاعِلٌ علی بابه،من قَطَبَ المخفَّفه.
و
17- فی حدیث المُغِیرَهِ : «دَائِمَهُ القُطُوبِ ». أَی:العُبُوس.
و القَطْبُ :القَطْعُ ،یقالُ : قَطَبَ الشَّیْ ءَ ، یَقْطِبُه ، قَطْباً :
قَطَعَه.
و قَطَبَ الشَّیْ ءَ، یَقْطِبُهُ ، قَطْباً : جَمَعَه.
و قَطَّبَ ما بینَ عَیْنَیْهِ .أَی جَمَعَ کذلک،و قَطَّبَ بینَ عَیْنَیْهِ :أَی جمع الغُضُونَ .
و قَطَبَ الشَّرابَ ، یَقْطِبُه ، قَطْباً ، مَزَجَهُ ، کقَطَّبَه تَقْطِیباً ، و أَقْطَبَهُ ،کلُّ ذلک بمعنًی واحِدٍ،قال ابْنُ مُقْبِلٍ :
أَنَاهٌ کأَنَّ المِسْکَ تَحْتَ ثِیابِها
یُقَطِّبُهُ بالعَنْبَرِ الوَرْدِ مُقْطِبُ (7)
ص:329
و منه:شَرَابٌ قَطِیبٌ ،و مَقْطُوبٌ ،أَی:ممزوجٌ .
و قَطَبَ فُلاَناً:أَغْضَبَهُ .
و قَطَبَ الإِناءَ:مَلأَهُ ،و قِرْبَهٌ مَقطوبه :أَی مملوءَه،عن اللِّحیانیّ .
و قَطَبَ الجُوَالِقَ :ادْخَلَ إِحْدَی عُرْوَتَیْهِ فی الأُخْرَی عندَ العِکْم، ثمّ ثَنَی و جَمَعَ بینَهُما ،فإِنْ لم یُثْنَ ،فهو السَّلْقُ ، قال جَنْدَلٌ الطُّهَوِیُّ :
و حَوْقَلٍ ساعِدُه قَدِ انْمَلَقْ
یَقُولُ : قَطْباً و نِعِمَّا إِنْ سَلَقْ
و منه یُقَالُ : قَطَب الرَّجلُ :إِذا ثَنَی جِلْدَهَ ما بَیْنَ عَیْنَیْهِ .
و فی التَّهْذِیب: القَطْبُ :المَزْجُ ،و ذلک الخَلْطُ .و قَطَبَ الْقَوْمُ :اِجْتَمَعُوا ،و کانُوا أَضیافاً (1)فاختلَطوا کَأَقْطَبُوا ،و هم قاطِبُونَ .
و القُطْبُ ،مُثَلَّثَهً ،و المعروف هو الضَّمُّ ،و لذا اقتصر علیه فی المصباح،و صحَّحَ جماعهٌ التَّثْلِیثَ ،و أَنکره آخَرون؛ و القُطُبُ ، کعُنُقِ :حَدِیدَهً قائِمَهٌ تَدُورُ علیها الرَّحَی، کالقَطْبَهِ بالفتح لغه فی القُطْب ،حکاها ثعلب.و فی التّهذیب: القُطْبُ القائمُ الّذی تَدورُ علیه الرَّحَی،فلم یَذْکُرِ الحدیدهَ (2).و فی الصَّحاح: قُطْبُ الرَّحَی الّتی تَدُورُ حولَهَا العُلْیَا (3)و
15- فی حدیث فاطمهَ ،رَضیَ اللّه عنها: «و فی یَدِهَا أَثَرُ قُطْبِ الرَّحَی».
قال ابن الأَثیرِ:هی الحدیدهُ المُرَکَّبَهُ فی وَسَطِ حَجَرِ الرَّحَی السُّفْلَی[التی تدور حولها العلیا] (4)و الجَمْع:
أَقطابٌ ،و قُطُوبٌ .قال ابن سِیدَهْ :و أُرَی أَنّ أَقْطَاباً جمعُ قُطُبٍ ،أَی:کعُنُقٍ ،و قُطْبٍ کقُفْلٍ ،و قِطْبٍ بالکسر؛و أَنَّ قُطوباً جمع قَطْبٍ ،أَی بالفتح. و من المجاز: القُطْبُ ، بالضم فَقَطْ ؛و جَوَّزَ بعضٌ فیه التَّثْلِیثَ أَیضاً،قاله شیخُنا: نَجْمٌ صَغِیرٌ تُبْنَی علیه القِبْلَهُ ، قالهُ ابْنُ سِیدَهْ .و قیل:هو کَوْکَبٌ بین الجَدْیِ و الفَرْقَدَینِ ، یَدورُ علیه الفَلَکُ ،صغیرٌ،أَبیضُ ،لا یبرَحُ مکانَهُ أَبداً، و إِنّما شُبِّهَ بقُطْبِ الرَّحَی.و هی الحدیده التی فی الطَّبَقِ الأَسْفلِ من الرَّحَیَیْنِ ،یَدُورُ علیها الطَّبَقُ الأَعْلَی،و تَدورُ الکواکبُ علَی هذا الکوکبِ .و عن أَبی عَدْنَانَ : القُطْبُ أَبداً وَسَطُ الأَرْبَعِ من بناتِ نَعْشٍ ،و هو کوکبٌ صغیرٌ لا یزولُ الدَّهْرَ،و الجَدْیُ و الفَرْقدانِ تدورُ علیه.و فی لسان العرب:
و رأَیتُ حاشیهً فی نسخه الشَّیْخ ابْنِ الصَّلاحِ المُحَدِّثِ ، رَحِمَهُ اللّه تعالی:قال. القَطْبُ لیس کوکباً،و إِنّمَا هو بُقْعَهٌ من السماءِ قَرِیبَهٌ من الجَدْیِ .و الجَدْیُ :الکَوکبُ الّذِی تُعْرَفُ (5)به القِبْلَهُ فی البِلاد الشَّمالِیهِ .
و من المَجاز: القُطْبُ بمعنی سَیِّدِ القَوْمِ ،حِسًّا و مَعْنًی.
و القُطْبُ : مِلاَکُ الشَّیْ ءِ.
و صاحِبُ الجَیْشِ : قُطْبُ رَحَی الحَرْبِ .
و قُطْبُ الشیْ ءِ: مَدَارُهُ ،یقال:هو قُطْبُ بنی فلانٍ ،أَی سیِّدُهُمُ الَّذی یَدُورُ علیه أَمرُهُمْ ،و کُلُّ ذلک مَجَازٌ.
ج: أَقْطَابٌ ،کَقُفْلٍ و أَقْفَالٍ ، و قُطُوبٌ بالضَّمّ و قِطَبَهٌ بالکسر کَفِیَلَهٍ ،و هذِهِ عن الصّاغانیّ .
و قُطْبٌ : ع بالعَقِیقِ من أَوْدیهِ المَدِینهِ المُشَرَّفَه،علی ساکنها أَفْضَلُ الصَّلاهِ و السَّلام؛ أَوْ هُوَ أَی الموضعُ ذُو القُطْب .
و القُطْبُ من نِصالِ الأَهْدافِ . القُطْبَهُ :نَصْلُ الهَدَفِ ، و عن ابْنِ سِیدَهْ : القُطْبَه (6)نَصْلٌ صَغِیرٌ،قَصیرٌ،مُرَبَّعٌ ،فی طَرَفِ سَهْمٍ ،یُغْلَی به فی الأَهْدَافِ .قال أَبو حنیفهَ :و هو مِن المَرامِی.قال ثعلب:هو طَرَفُ السَّهْمِ الّذِی یُرْمَی به فی الغَرَضِ .و عن النَّضْرِ: القُطْبَهُ لا یُعَدُّ (7)سَهْماً؛و
16- فی الحدیث: أَنَّه قال لرافِعِ بنِ خَدِیجٍ ،و رُمِیَ بسَهمٍ فی ثُنْدُوَتِهِ :«إِنْ شِئْتَ نَزَعْتُ السَّهْمَ ،وَ تَرَکْتُ القُطْبَهَ ،و شَهِدْتُ
ص:330
لکَ یومَ القِیَامهِ أَنَّکَ شَهِیدُ». القُطْبَهِ و (1)القطْبُ :نَصْلُ السَّهْمِ ،و منه
16- الحدیث: «فیَأْخُذُ سَهْمَه،فینظُرُ إِلی قُطْبِهِ ، فلا یَرَی علیه دَماً». و مثلَهُ قالَ السُّهَیْلِیُّ و الزَّمَخْشَرِیُّ .
و القُطْبُ و القُطْبَه :ضَرْبانِ من نَبَاتٍ ،و قیل:هی عُشْبَهٌ ، لها ثَمَرَهٌ ،و حَبٌّ مثلُ حَبِّ الهَرَاسِ (2).و قال اللِّحْیَانِیُّ :هو ضَرْبٌ من الشَّوْکِ ،تَتشعَّبُ منها ثلاثُ شَوْکاتٍ کَأَنَّهَا حَسَکٌ .و قال أَبو حنیفهَ : القُطْبُ یَذهَبُ حِبالاً علی الأَرْض طُولاً،و له زهرهٌ صفراءُ،و شَوکهٌ تکون إِذا حُصِدَ (3)و یَبِسَ مُدَحْرَجَهً ،کأَنَّهَا حَصَاهٌ ج: قُطَبٌ ؛أَنشد:
أَنْشَبْتُ بالدَّلْو أَمْشِی نحو آجِنَهٍ
مِن دُونِ أَرْجائِها القُلاَّمُ و القُطَبُ
و وَرَقُ أَصْلِهَا یُشْبِهُ وَرَقَ النَّفَلِ و الذُّرَق (4)،و القُطْبُ ثَمَرُهَا.
و أَرْضٌ قَطِبَهٌ :یَنْبُتُ فیها ذلک النَّوعُ من النَّبات.
و هَرِمُ ،کَکَتِف، ابْنُ قُطْبَهَ و یقال:قُطْنَه،بالنُّونِ ، الفَزارِیُّ الصَّحابیّ ،رَضِیَ اللّهُ عنه،الَّذی ثَبَّتَ عُیَیْنَهَ بْنَ حِصْنٍ وَقْتَ الرِّدَّهِ ،و هو أَیضاً نافَرَ إِلیه أَی:تحاکَمَ عَامِرُ بْنُ الطَّفَیْلِ سَیِّدُ بنی عامِرٍ فی الجاهلیه؛ و عَلْقَمَهُ بْنُ عُلاثَهَ بْنِ عَوْفٍ العامریُّ من الأَشرافِ و من المُؤَلَّفَهِ قُلُوبُهُمْ .
و القُطَابَهُ ،بالضّمِّ :القِطْعهُ من اللَّحْمِ عن کُرَاع،من:
قَطَبَ الشَّیْ ءَ یَقْطِبُهُ قَطْباً :قَطَعَهُ .
و بلا لام: ه بمِصْرَ ،سکنها محمّدُ بْنُ سنجر (5)الجُرْجانیُّ بعدَ أَن کَتَبَ بالعِراقِ و تُوُفِّیَ سنه 258.
و القِطابُ ،ککِتَاب:المِزاجُ فیما یُشْرَبُ و لا یُشْرَبُ ،قاله اللَّیْثُ ،کقول الطّائِفیّه فی صفحه غِسْلَهٍ ،قال أَبو فَرْوَهَ :قَدِمَ فَرِیغُونُ بجاریهٍ ،قد اشتراها من الطّائف،فَصِیحهٍ ،قال:
فَدَخَلْتُ علیها،و هی تُعَالِجُ شَیْئاً،فقلتُ :ما هذا؟فقالت:هذِه غِسْلَهٌ ،فقلت:و ما أَخْلاطُها؟فقالت:آخُذُ (6)الزَّبِیبَ الجَیِّدَ،فأُلْقِی لَزَجَهُ ،و أُلَجِّنُهُ ،و أُعَیِّبِه بالوَخیفِ ،و أَقْطِبُهُ .
و أَنشد غیرُه:
یَشْرَبُ الطِّرْمَ و الصَّرِیفَ قِطاباً
قال:الطِّرْمُ :العَسَلُ .و الصَّرِیفُ :اللَّبَنُ الحارُّ. قِطاباً :
مَزاجاً،کذا فی لسان العرب.
و القَطْبُ :القَطْعُ ،و منه: قِطَابُ الجَیْبِ .
و هو أَیضاً: مَجْمَعُ الجَیْبِ ،یقال:أَدخلتُ یَدِی فی قِطابِ جَیْبِهِ :أَیْ مَجْمَعِهِ ؛قال طَرَفَهُ :
رَحِیبٌ قِطَابُ الجَیْبِ منها رَفِیقَهٌ
بِجَسِّ النَّدَامَی بَضَّهُ المُتَجَرَّدِ
یعنی ما یَتَضَامُّ من جانِبَیِ الجَیْبِ ،و هو استعاره.
و کُلُّ ذلک من القَطْب الّذی هو الجَمْعُ بینَ الشَّیْئیْن.
و قال الفارِسِیُّ :و قِطابُ الجَیْبِ :أَسفَلُهُ .
و القِطَاب (7): ع ،نَقَلَهُ الصّاغانیّ .
و القاطِبُ ،و القَطُوبُ ،کصَبُور: الأَسَدُ ،نقلهُ الصّاغَانیُّ ، و کأَنَّه لتَعَبُّسِهِ .
و القَطِیبُ ،کأَمِیرٍ: فَرَسُ صُرَدِ بْنِ حَمْزَهَ الیَرْبُوعِیِّ ،نقله الصّاغانیّ .
و القُطَیْبُ ، کَزُبَیْرٍ:فَرَسُ سابِقِ بْنِ صُرَدٍ.
و القُطَبِیَّهُ کعُرَنِیَّهٍ (8)،أَی بضم ففتح فتشدید التّحتیّه: ماءٌ لِبنی زِنْباعٍ ، و منه قَوْلُ عَبِیدٍ ،کأَمیر،ابْن الأَبْرَص.
أَقْفَرَ من أَهْلِهِ مَلْحُوبُ
فالقُطَبِیّاتُ فالذُّنُوبُ
إِنَّما أَرادَ بالقُطَبِیَّه هذا الماءَ جَمَعَهَا بما حَوْلَها،أَو
ص:331
القُطَّبِیَّات (1) بالضَّمّ مُشَدَّدهَ الطَّاءِ:جَبَلٌ ،خَفَّفَهُ الشّاعِرُ، و الأَوَّلُ هو الصَّوابُ .
و القُطْبَانُ ،کعُثْمَانَ :نَبْتٌ .
و القِطِبَّی بکسرِ و تشدیدِ الثّالثِ ، کالزِّمِکَّی:نَبْتٌ آخَرُ، یُصْنَعُ منه حَبْلٌ مُبْرَمٌ ،کحبلِ النّارَجِیلِ ،فیَنْتَهِی ثَمَنُهُ مِائَهَ دِینَارٍ عَیْناً، و هوَ خَیْرٌ (2)من الکِنْبارِ ،بالکسْر،و سیأْتی فی الرّاءِ.
و القَطَبُ ،محرَّکَهً ، المَنِهِیُّ عنه :هو أَنْ یَأْخُذَ الرَّجُلُ الشَّیءَ،ثم یَأْخُذَ ما بَقِیَ من المَتَاعِ علی حَسَبِ ذلِکَ جُزافاً،بغیر وَزْنٍ ،یُعْتَبَرُ فیه بالأَوَّلِ عن کُراع.
و من المجاز: جاؤوا قاطِبَهً ،أَی جَمِیعاً قال سِیبَوَیْهِ : لا یُسْتَعْمَلُ إِلاَّ حالاً ،و هو اسْمٌ یَدُلُّ علی العُمُوم:قال شیخُنَا:
أَی إِلا منصوباً علی الحالِیَّه،[و] (3)هو الّذِی جزَمَ به أَئمّه العربیّه.و صَرَّح به الشَّیْخ ابْنُ هِشامٍ فی المُغْنِی،و غیره، و مَنَعُوا خِلاَفَهُ ،و صَرَّحُوا بأَنَّهُ لَحْنٌ عامّیٌّ غیر جائز،و إِن حاول الخَفاجِیّ رَدَّهُ ،و جَوازَ استعماله غیرَ حالٍ ،فلا دلیلَ له علیه.انتهی.و عن الَّلیْث: قاطبه :اسْمٌ یَجْمَعُ کلَّ جِیلٍ من النّاس کقولک جاءَتِ العَرَبُ قاطِبهً .و
14- فی حدیث عائشهَ ، رضِیَ اللّهُ عنها: لَمَّا قُبِضَ سَیّدُنا رسولُ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم،ارْتَدَّتِ العَرَبُ قاطِبَهً ». أَی:جمیعُهُمْ .قال ابْنُ الأَثِیرِ:هکَذَا جاءَ فی الحدیث،نَکِرَهً منصوبَهً ،غَیْرَ مُضَافَهٍ ،و نصبُها علی المصدر أَو الحال.و فی التّهذیب: القَطْبُ :المَزْجُ ،و ذلک الخَلْطُ ،و من هذا یُقالُ :جاءَ القَوْمُ قَاطِبَهً ،أَی:جمیعاً مُخْتَلِطاً (4)بعضُهُمْ ببعضٍ ؛ و جاؤُوا بقَطِیبَتِهِمْ (5)أَی: بِجَمَاعَتِهِمْ ،من ذلک.
و القَطِیبَهُ :لَبَنُ المِعْزَی و الضَّأْنِ یُقْطَبَانِ (6)،أَی یُخْلَطَانِ ، و هی النَّخِیسَهُ ، أَو لَبَنُ النّاقَهِ و الشَّاهِ ،یُخْلَطَانِ و یُجْمَعَانِ .و قیل:الَّلبَنُ الحَلِیبُ ،أَو الحَقِینُ ،یُخْلَطُ بالإِهالَه.و قد قَظَبْتُ له قَطِیبَهً فشَرِبَها.
و کلّ ممزوجٍ : قَطِیبَهٌ .
و القَطِیبَهُ :الرَّثِیئَهُ .
و قُطْبَهُ ،و قُطَیْبَهُ :اسمانِ .
القُطْرُبُ ،بالضَّمِّ :اللِّصُّ ،و الفَأْرهُ هکذا فی نسختنا،و کذا فی غیرها من النُّسَخ،و هو خَطَأٌ،صوابُه اللِّصُّ الفارِهُ اللُّصُوصِیَّهِ ،کما هو عبارهُ ابْنِ منظورٍ،و غیرِهِ .
و القُطْرُب : الذِّئْبُ الأَمْعَطُ .
و القُطْرُبُ : ذَکَرُ الغِیلانِ ،و عن اللَّیْث: القُطْرُبُ :ذَکَرُ السَّعَالِی، کالقُطْرُوبِ ،بالضَّمّ أَیضاً،و هذه عن الصَّاغانِیِّ .
و القُطْرُبُ : الجاهِلُ الَّذی یَظْهَرُ بجهله.
و القُطْرُبُ : الجَبَانُ ،و إِنْ کانَ عاقلاً.
و القُطْرُبُ : السَّفِیهُ ،و القَطارِیب :السُّفَهاءُ،حکاه ابْنُ الأَعْرَابِیّ ؛و أَنشدَ:
عادٌ حُلُوماً إِذا طاشَ القَطَارِیبُ (7)
و لم یَذْکُرْ له واحداً.قال ابْنُ سِیدَهْ :و خَلِیقٌ أَن یکونَ واحدُهُ قُطْرُوباً إِلاّ أَنْ یکونَ ابْنُ الأَعْرَابِیِّ أَخَذَ القَطَارِیبَ من هذا البیت:فإِن کان کذلک،فقد یکون واحدُهُ قُطْرُوباً ، و غیر ذلک ممّا تَثْبُتُ الیاءُ فی جَمْعِهِ رابِعَهً ،من هذا الضَّرْب.و قد یکون جمعَ قُطْرُبٍ ،إِلاّ أَنّ الشَّاعِرَ احتاج فأَثبت الیاءَ فی الجَمع،و قد عُلِمَ ممَّا ذکرنا أَنّ القُطْرُوبَ لغهٌ فی القُطْرُبِ بمعنی السَّفِیهِ .و المؤلِّفُ ذَکرَه فی القُطْرُبِ بِمعنی ذَکَرِ الغِیلانِ .
و القُطْرُبُ : المَصْرُوعُ من لَمَمٍ أَو مَرارٍ.
و القُطْرُبُ ،فی اصطلاح الأَطِبّاءِ: نَوْعٌ من المالَیخُولْیَا ،و هو داءٌ معروف،یَنْشَأُ من السَّوْداءٍ،و أَکثرُ حُدُوثِهِ فی شَهْرِ شُبَاطَ ،یُفْسِدُ العَقْلَ ،و یُقَطِّبُ الوجْهَ ،
ص:332
و یُدِیمُ الحُزْنَ ،و یُهِیِّمُ بالَّلیْلِ ،و یُخَضِّرُ الوَجْهَ ،و یُغَوِّرُ العَینینِ و یُنْحِلُ البَدَنَ ،نقله الصّاغانیُّ .
و القُطْرُبُ : صِغَارُ الکِلاَبِ ،و صِغَارُ الجِنِّ .
و حَکَی ثَعْلَبٌ أَنَّ القُطْرُبَ الخَفِیفُ ،و قال علی إِثْر ذلک:إِنّه لَقُطْرُبُ لَیْلٍ ،فهذا یدُلُّ علی أَنَّها دُوَیْبَّهٌ ،و لیس بصفهٍ کما زعمَ .
و القُطْرُبُ : طائرٌ و دُوَیْبَّهٌ کانت فی الجاهِلیَّه یزعمُونَ أَنّها لیس لها قَرارٌ الْبَتَّهَ .و قال أَبو عُبَیْد (1)القُطْرُبُ :دُوَیْبّهٌ ، لا تَسْتَریحُ نَهارَها سَعْیاً. و
16- فی حدیث ابْنِ مسعودٍ: «لا أَعْرِفَنَّ أَحَدَکُمْ جِیفَهَ لَیْلٍ ، قُطْرُبَ نَهارٍ». قال القارِی فی ناموسه:
یُشَبّهُ به الرَّجُلُ یَسْعَی نهارَه فی حوائجِ دُنْیَاهُ .
قال شیخُنا بعدَ ذِکرِ هذا الکلامِ :هو مأْخوذٌ من کلامِ سِیبَوَیْهِ ،لابْنِ المُسْتَنِیرِ؛و تَقْیِیدُه بحوائِجِ الدُّنَیا،فیه نَظَرٌ؛ فإِنه إِنّما کان یُلازِمُ بابَهُ لتحصیلِ العِلْمِ الّذِی هو من أَجَلِّ أَعمالِ الآخرهِ ،فالقَیْدُ غیرُ صحیحٍ .انتهی.
قلتُ :و هذا تحامُلٌ من شیخنا علی صاحبِ النّاموسِ ، فإِنّه إِنّما اقتطع عِبَارَتَهُ من کلامِ أَبی عُبَیْدٍ فی تفسیرِ قول ابْنِ عبّاسٍ ،فإِنّهُ قال:یِقَالُ إِنّ القُطْرُبَ لا تَستَرِیحُ نَهارَهَا سعْیاً،فَشَبَّهَ عبدُ اللّهِ الرّجُلَ یسعَی نَهَاراً فی حوائِجِ دُنْیَاه، فإِذا أَمْسَی،أَمْسَی کالاًّ تَعِباً (2)،فینامُ لیلَتَهُ ،حتّی یُصْبِحَ کالجِیفَه لا تتحرّکُ ،فهذا جِیفَهُ لَیْلٍ ، قُطْرُبُ نهارٍ.
و قد لُقِّبَ به مُحَمَّدُ بْنُ المُسْتَنیر النَّحْوِیُّ لأَنَّهُ کان یُبَکِّرُ أَیْ یَذهبُ إِلی سِیبَوَیْهِ فی بُکْرَهِ النَّهَارِ، فکُلَّمَا فَتَحَ بابَهُ ، وَجَدَهُ هُنَالِکَ ، فقال له: ما أَنْتَ إِلاَّ قُطْرُبُ لَیْلٍ ،فجَرَی ذلک لَقَباً له و الجمعُ من ذلک کُلِّهِ قَطَارِیبُ .
و قَطْرَبَ الرَّجُلُ : أَسْرَعَ ،و صَرَعَ ،لغهٌ فی قَرْطَبَ .
و تَقَطْرَبَ الرَّجُلُ : حَرَّکَ رَأْسَهُ ،تَشَبَّهَ بالقُطْرُب (3)حکاه ثعلبٌ ،و أَنشد:
إِذا ذاقَهَا ذُو الحِلْمِ منهم تَقَطْرَبا
و قیلَ : تَقَطْرَبَ ،هُنَا:صارَ کالقُطْرُبِ الّذی هو أَحد ما تقدَّمَ ذِکْرُهُ .
و القِطْرِیبُ بالکسر:عَلَمٌ .
القَعْبُ :القدحُ الضَّخْمُ ،الغَلِیظُ ، الجَافِی و قیل قَدحٌ من خَشَبٍ ،مُقَعَّرٌ؛ أَوْ هو قَدَحٌ إِلی الصِّغَر ،یُشَبَّهُ به الحافِرُ أَوْ قَدَحٌ یُرْوِی الرَّجُلَ هکذا فی النُّسخ،و مثلُه فی الأَسَاسِ (4)،و فی لسان العرب:و هو یُرْوِی الرَّجُلَ .قَالَ الشّاعَر:
تِلْکَ المَکَارِمُ لا قَعْبَانِ من لَبَنٍ
شِیبَا بماءٍ فعادَا بَعْدُ أَبْوَالا
ج أَی فی القِلَّهِ أَقْعُبٌ ،عن ابْن الأَعْرَابیّ ؛و أَنشدَ:
إِذا ما أَتَتْکَ العِیرُ فانْصَحْ فُتُوقَها (5)
و لا تَسْقِیَنْ جارَیْکَ منها بأَقْعُبِ
و الکَثِیرُ قِعَابٌ ،و قِعَبَهٌ ،مثلُ جَبْ ءٍ و جِبَأَه.
قال شیْخُنا:و ظاهرُ الصَّحِاح أَنّهُ اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ علی خلاف الأَصل،و أَنّهُ بالفتح کَکَمْ ءٍ و کِمْأَهٍ ،و لکنَّهُم صَرّحوا بأَنّ هذا شاذٌّ،لم یَرِدْ منه غیرُ کَمْ ءٍ و کِمَأَهٍ و جَبْ ءٍ و جِبَأَهٍ ،لا ثالثَ لهما.انتهی.
و عن ابن الأَعْرَابِیِّ :أَوَّلُ الأَقْدَاحِ الغُمَرُ،و هو الَّذِی لا یُبْلِغُ الرِّیَّ ،ثم القَعْبُ ،و هو قَدْ یُرْوِی الرَّجُلَ ،و قد یُرْوِی الاثنَیْنِ و الثَّلاثَهَ ،ثم العُسُّ .
و القَعْبُ من الکَلاَمِ :غَوْرُهُ یقال:هذا کَلاَمٌ له قَعْبٌ ، أَی:غَوْرٌ.
و من المَجَاز: التَّقْعِیبُ ،و هو أَنْ یَکُونَ الحَافِرُ مِقَبَّباً، کالقَعْبِ ،یقالّ :حافر مُقَعّبٌ :کأَنَّه قَعْبَهٌ ،لاستدارتِهِ ، مُشَبَّهٌ بالقَعْب (6).قال العَجَّاجُ :
و رُسُغاً و حافِراً مُقَعَّبَا
ص:333
و أَنشد ابْنُ الأَعْرَابیّ :
یَتْرُکُ خَوّار الصَّفَا رَکُوبَا
بمُکْرَباتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِیبَا
و إِیَّاکَ و التَّقْعِیبَ ،و هو تَقْعِیرُ الکَلاَمِ ،یقال (1):فلانٌ مُقَعِّب مُقَعِّرٌ،لِلْمُتَشَدِّقِ ،و الذِی یتکلمُ بأَقْصَی حَلْقِهِ ،و یَفتح فاه کأَنّهُ قَعْبٌ .و فی لسان العرب: قَعَّب فی کلامه،و قَعَّر، بمعنًی واحدٍ.
و من المَجَاز: سُرَّهٌ مُقَعَّبَهٌ :دَخَلَتْ فی البطن و عَلاَ ما حَوْلَها،فصار موضعُها کَقَعْبِ ،بفتح فسکون،أَی:فی تقعیرِها،هذا هو الصَّواب.و وُجِدَ فی بعض النُّسَخ مَعْزُوّاً للمُصَنِّفِ بِضَمَّتَیْنِ ،و هو خطأٌ،قال الأَغْلَبُ العِجْلِیّ :
جارِیَهٌ من قَیْسٍ ابنِ ثَعْلَبَهْ
قَبَّاءُ ذاتُ سُرَّهٍ مُقَعَّبَهْ
و القاعِبُ ؛الذِّئْبُ الصَّیَّاحُ .
و القَعْبَهُ ،بالفتح: شِبْهُ حُقَّهٍ لِلْمَرْأَهِ ،أَو حُقَّهٌ مُطْبَقَهٌ للمرأَه (2)،یکون فیها سَوِیقٌ ،و لم یخصِّصْ فی المحکم بسَویق المرأَه.
و قَعْبَهُ العَلَم:أَرضٌ قِبْلِیَّ بُسَیْطَهَ ،مُصغّراً،و یُکَبّرُ موضع ببادیه الشّام،کما سیأْتی.
و القُعْبَهُ ، بالضَّمِّ :نُقْرَهٌ (3)فی الجَبَلِ ،و فی الأَساس،فی المجاز:و حَجَرٌ مُقَعَّبٌ فیه نُقْره.کأَنَّهُ قَعْبٌ .
و قال الصّاغانیّ : القَعِیبُ ،أَی کأَمیرٍ: العَدَدُ الکَثِیرُ (4).
و أَمّا قولُهم: عُقَابٌ قَعَنْبَاهٌ ،بزیاده النون،فهو کَعقَنْباهٍ ، و بَعَنْقَاه ،و قد مرّ ما یتعلق به فی ع ق ب و فی التهذیب فی قنع:
بمُقْنَعَاتٍ کقِعَابِ الأَوْرَاقْ قال: قِعابُ الأَوْراقِ :أَفتاءٌ،بِیضُ الأَسنانِ .
القَعْثَبُ ،کجعْفَرٍ أَهملهُ الجَوْهریُّ ،و قالَ اللَّیْثُ :هو الکَثِیرُ من کُلِّ شَیْ ءٍ کالقَعْثَبَانِ بالفتح.
و القُعْثُبان (5)، بالضَّمِّ :دُوَیْبَّه کالخُنْفَساءِ ،تکونُ علی النَّبَات.نقله الصَّاغانیّ ،و غیره.
القَعْسَبَهُ أَهمَلَهُ الجَوْهَرِیّ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ و ابْنُ القَطّاعِ :هو عَدْوٌ شَدِیدٌ (6)بفَزَعٍ ، کالکَعْسَبَهِ .
و القُعاسِبُ بالضمِّ :الطَّوِیلُ نقله الصّاغانیُّ .
القَعْضَبُ :الضَّخمُ الجَریءُ الشّدِیدْ و قَعضَبٌ :اسمُ رجل من بنی قُشَیْرٍ،کان یَعْمَلُ الأَسِنَّهَ فی الجاهلیه،إِلیه تُنسَبُ أُسِنّه قَعْضَبٍ ،ذکره أَبو عُبَیْدٍ البَکْرِیُّ فی شرح أَمالی القالی.
و القَعْضَبَهُ :الشِدَّه و الاستِئصال ،تقول: قَعْضَبَهُ :أَی اسْتَأْصَلَهُ . و قَرَبٌ مُحَرَّکهً قَعْضَبِیٌّ :أَی شَدِیدٌ ،و کذلک خِمْسٌ قَعْضَبِیٌّ :أَی شدیدٌ،عن ابن الأَعْرَابیّ ،و أَنشد:
حَتَّی إِذا مَا مَرَّ خِمْسٌ قَعْضَبِی
و رواهُ یعقوبُ :قَعْطَبِیّ ،بالطّاءِ،و هو الصَّحِیح.قال الأَزهَرِیُّ :و کذلکَ قَرَبٌ مُقَعِّطٌ ،و سیأْتی.
قَعْطَبَهُ قَعْطَبهً :أَهملهُ الجَوْهَرِیُّ و قالَ ابْنُ دُرَیْدٍ:أَی قَطَعَه ،یقال:ضَرَبهُ فَقَعْطَبَه .
و قَرَبٌ قَعْطَبِیٌّ ،و قَعْضَبِیٌّ ،و مُقَعِّطٌ :أَیْ شَدِیدٌ ،و هو الصَّحِیح کما قالَه یعقُوبُ .و خِمْسٌ قَعْطَبِیٌ کَخِمْسٍ بَصْباصٍ :لا یُبْلَغُ إِلاّ بالسَّیْرِ الشَّدِید.
و قَعْطَبَهُ :حِصْنٌ بالیَمنِ .
القَعْقَبَهُ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسان.
و قال الصّاغانیّ :هو الجَرْحُ ،و هو بعَیْنٍ بینَ قافَیْنِ .
القَعْنَبُ ،کجَعفرٍ:أَهمله الجوهریّ ،و قال اللَّیْثُ :هو الشَّدِیدُ الصُّلْبُ من کلِّ شیْ ءٍ، و منه القَعْنَبُ :
الأَسَدُ، کالقُعانِبِ فیهما ،أَی فی المعْنَیَیْن.
و القَعْنَب : الثَّعْلَبُ الذَّکَرُ ،قال أَسَدُ بْنُ ناعِصَهَ ،و لم تُثْبِتْهُ الرُّواهُ :
ص:334
و خَرْقٍ تَبَهْنَسُ ظِلْمانُه
یُجَاوِبُ حَوْشَبَهُ العَقْنَبُ
الحَوْشَبُ :الأَرْنَبُ الذَّکَرُ.
و قَعْنَبٌ .اسمُ رَجُلٍ ،هو جَدُّ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْلَمَهَ القَعْنَبِیّ .کذا فی النُّسَخ،و الصّوابُ عبدُ اللّهِ بْنُ مَسْلَمَه، و هو الإِمام أَبو عبد الرَّحْمن الحارِثیّ المشهور،أَحدُ رُوَاهِ المُوَطَّإِ عن مالکٍ ،رَوَی عنْهُ الشَّیْخَانِ و أَبو داوودَ،وَ رَوَی له التِّرْمِذِیُّ و النَّسائِیُّ ،تُوُفِّی سنه 221.
و قَعْنَبُ بْنُ ضَمْرَهَ الغَطَفانِیّ ،من شُعَرَاءِ الدَّولهِ الأُمَوِیَّه استدرَکَهُ شیخُنا،نقلاً عن شرح أَمالی القالی و شرح شواهد الشّافیه.
قُلْتُ :و فی یربوعِ بْنِ حَنْظَلَهَ : قَعْنَبُ بْنُ عِصْمَهَ بْنِ عُبَیْدٍ،و قَعْنَبُ بْنُ عتّابِ بْنِ الحارث،المُلَقَّبُ بالمُبِیرِ،و فیه یقولُ جَریرٌ یفخرُ علی الفَرَزْدَق:
قُلْ لِحَفِیفِ القَصَباتِ الجُوفانْ
جِیؤُوا بِمِثل قَعْنَبٍ و العَلْهانْ (1)
و الرِّدفِ عَتّابٍ غدَاهَ السُّوبانْ (2)
أَوْ کَأَبِی حَزْرَهَ سُمِّ الفُرْسَانْ (3)
و ما ابْنُ حِنّاءَهَ بالوَغْلِ الْوَانْ (4)
و لا ضَعِیفٍ فی لِقاءِ الأَقْرَانْ
و فی التَّهْذِیبِ : القُعْنُبُ ،أَی بالضَّمِّ :الأَنْفُ المُعْوَجُّ ، و فیه أَی الأَنفِ قَعْنَبهٌ بالفَتْح،أَی:اعْوِجاجٌ .
و القَعْنَبَهُ :المرْأَهُ القَصِیرَه.
و عُقَابٌ قَعَنْبَاهٌ ،کعَقَنْبَاهٍ ،و قَعَبْنَاهٌ ،وَ عقَبْنَاهٌ ،و بَعَنْقَاهٌ :أَی حدیدهُ المَخَالبِ ،و قیل:هی السَّریعهُ الخَطْفِ ،المُنْکَرَهُ .
و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :کُلُّ ذلک علی المُبَالغه،کما قالوا:
أَسَدٌ أَسِدٌ،و کَلْبٌ کَلِبٌ .و قد تقدم أَیضاً فی ع ق ب.
قال ابنُ مَنْظُورٍ:و
17- فی حدیثِ عِیسَی بْنِ عُمَرَ: «أَقْبلْتُ مُجْرَمِّزاً،حتّی اقْعَنْبَیْتُ بینَ یَدَیِ الحَسَنِ ». اقْعَنْبَی الرجلُ :
إِذا جعلَ یَدیْه علی الأَرْض،و قَعَدَ مُسْتَوْفِزاً.
القَیْقَبُ :السَّرْجُ ،قال الشاعر:
یَزِلُّ لِبْدُ القَیْقَبِ المِرْکاحِ
عَنْ مَتْنِه مِنْ زَلَقٍ رَشّاحِ
فجَعَلَ القَیْقَبَ ،السَّرْجَ نفسَه،کما یُسَمُّونَ النَّبْلَ ضالاً، و القَوْسَ شَوْحطا. و القَیْقَبُ عند العَرَب: خَشَبٌ ،تُتَّخَذُ ، و قال أَبو الهَیْثَم:شَجرٌ،تُعْمَل مِنْهُ السُّرُوجُ ؛و أَنشدَ:
لَوْلا حِزاماهُ ،و لَوْلاَ لَبَبهْ
لَقَحَّمَ الفارِسَ لَوْلاَ قَیْقَبُهْ
و السَّرْجُ حَتّی قد وَهَی مُضَبِّبُهْ
و هی لِدُکَیْنٍ (5)، کالقَیْقَبانِ فِیهما عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و فی الأَخِیر أَشْهَرُ.قال ابْنُ منظورٍ:و القَیْقَبَانُ :شَجَرٌ معروف.
قال ابْنُ درَیْدٍ:و هو بالفارسیه آزادْ دِرَخْتْ (6).
و القَیْقَبُ : سَیْرٌ یَدُورُ علی القَرَبُوسَیْنِ کِلَیْهِما.و قال ابْنُ دُرَیْد:هو عندَ المُوَلَّدینَ :سَیْرٌ یَعْتَرِض وراءَ القَرَبُوسِ المُؤَخَّرِ.
و القَیْقَبُ : الحَدِیدُ الَّذِی فی وَسَطِه فأْسُ اللِّجَامِ .
قال الأَزهریُّ :و لِلِّجامِ حَدائدُ قد یَشتبکُ بعضُهَا فی بعضٍ ،منها العِضادَتانِ ،و المِسْحَلُ و هو تحت الّذی فیه سَیْرُ العِنان،و علیه یَسِیل زَبَدُ فَمِه،و دَمُه،و فیه أَیضاً فأْسُهُ ، و أَطرَافُه الحدائدُ النّاتئهُ (7)عندَ الذَّقَن،و هما رَأْسَا العِضادَتَیْنِ ،و العِضادَتانِ :ناحِیَتَا اللِّجامِ .
قال:و القَیْقَبُ :الَّذی فی وَسَطِ (8)الفَأْسِ ،و أَنشدَ:
ص:335
إِنِّیَ من قَوْمِیَ فی مَنْصِبٍ
کمَوْضِعِ الفَأْسِ منَ القَیْقَبِ
فجَعَلَ القَیْقَبَ حدیدهً فی فَأْس اللِّجامِ .
و القَیْقَابُ :الخَرَزَهُ تُصْقَلُ بها الثِّیابُ ،نقله أَبو عَمْرٍو فی یاقُوتِه:القبقاب،و صَحَّفه الأَزهریُّ فذکره فی ق ی ب، کما مَرَّت الإِشارهُ إِلیه.
قَلَبَه ، یَقْلِبُهُ ، قَلْباً ،من بابِ ضَرَب: حَوَّلهُ عن وَجهِهِ ، کأَقْلَبَهُ . و هذا عن اللِّحْیَانِیّ ،و هی ضعیفهٌ .و قد انْقَلَبَ . و قَلَّبهُ مُضَعَّفاً.
و قَلَبَه : أَصابَ قَلْبَه ،أَی فُؤَادَهُ ،و مثلُهُ عبارهُ غیرِه یَقْلُبُه ، و یَقْلِبُهُ ،الضَّمّ عن اللِّحْیَانیّ ،فهو مَقْلُوبٌ .
و قَلَبَ الشْیءَ:حَوَّلَه ظَهْراً لِبَطْنٍ اللامُ فیه بمعنی علی، و نَصَبَ ظَهْراً علی البَدَل،أَی قَلَبَ ظَهْرَ الأَمْرِ عَلَی بَطْنه، حَتَّی عَلِمَ ما فِیه، کَقلَّبَه مُضَعَّفاً.و تَقَلَّب الشَّیءُ ظَهْراً لِبَطْنٍ ،کالحَیَّه تَتقَلَّبُ علی الرَّمْضاءِ.
و قَلَبَه عن وَجْهِه؛صَرفَه.و حکی اللحیانیّ : أَقْلَبَهُ ،قال:
و هی مرغوبٌ عنها.
و قَلَبَ الثَّوْبَ ،و الحَدِیثَ ،و کُلَّ شَیْ ءٍ:حَوَّلَه؛و حکی اللِّحْیَانیُّ فیهما أَقْلَبَه ،و المختارُ عندَه فی جمیع ذلک:
قَلَبْتُ .
و الانْقِلابُ إِلی اللّهِ عَزّ و جلّ :المَصِیرُ إِلیه،و التَّحوُّلُ .
و قد قَلَبَ اللّهُ فُلاناً إِلیه:توَفَّاه. هذا کلام العربِ ، و قولُه: کأَقْلَبَه ،حکاه اللِّحْیَانِیّ ،و قال أَبُو ثَرْوَان (1)أَقْلَبَکُمُ اللّهُ مَقْلَبَ أَوْلِیائِهِ ،و مُقْلَبَ أَوْلِیَائِهِ ،فقالها بالأَلف.و قالَ الفَرَّاءُ:قد سَمِعْتُ أَقْلَبَکُم اللّهُ مُقْلَبَ أَولِیائِهِ و أَهْلِ طاعتِهِ .
و قَلَبَ النَّخْلَهَ :نَزَعَ قَلْبَها ،و هو مَجازٌ،و سیأَتِی أَن فیه لُغَاتٍ ثلاثهً (2).
و قَلَبَتِ البُسْرَهُ تَقْلِبُ :إِذَا احْمَرَّت. و عن ابْنِ سِیدَهْ : القَلْبُ :الفُؤادُ ،مذکَّرٌ،صرّح به اللِّحْیَانیُّ ؛أَو مُضْغَهٌ من الفُؤادِ مُعلَّقَهٌ بالنِّیَاطِ .ثُمَّ إِنّ کلامَ المُصَنِّف یُشیرُ إِلی تَرادُ فِهِما،و علیه اقتصر الفَیُّومِیّ و الجوْهرِیُّ و ابْنُ فارِسٍ و غیرُهُمْ ، أَوْ أَنَّ القَلْبَ أَخصُّ منه ، أَی:من الفُؤَادِ فی الاستعمالِ ،لأَنّه معنًی من المعانی یَتعلَّق به.و یَشهَدُ له
16- حدیثُ : «أَتَاکُم أَهْلُ الیَمَنِ ،هُمْ أَرَقُّ قُلُوباً ،و أَلْیَنُ أَفْئدَهً ». و وصَفَ القُلُوبَ بالرِّقَّهِ ،و الأَفئدَهَ باللِّینِ ، لأَنَّهُ أَخصُّ من الفُؤادِ،و لذلک قالوا:أَصَبْتُ حَبَّهَ قَلْبِهِ ، و سُوَیْدَاءَ قَلْبِه .و قیل: القُلُوبُ و الأَفْئدهُ قریبانِ من السَّواءِ، و کَرَّرَ ذِکْرَهُمَا،لاختلاف اللّفظینِ ،تأْکیداً.
و قال بعضُهُم:سُمّیَ القَلْبُ قَلباً لِتَقَلُّبِه ،و أَنشد:
ما سُمِّیَ القَلْبُ إِلاَّ مِنْ تَقَلُّبِهِ
و الرَّأْیُ یَصْرِفُ بالإِنسانِ أَطْوارَا
قال الأَزهریُّ :و رأَیتُ بعضَ العربِ یُسمِّی لحمهَ القلْبِ کُلَّها شَحْمَها و حِجابَها قَلْباً و فُؤَاداً.قال:و لم أَرَهُم یَفْرِقُون بینَهمَا.قال:و لا أُنْکِرُ أَنْ یکونَ القلبُ هی العَلَقَهَ السَّوْداءَ فی جوفه.
قال شیخُنا:و قیلَ :الفُؤَادُ:وِعاءُ القَلْبِ ،و قیلَ :داخِلُهُ ، و قیلَ :غِشاؤُهُ .انتهی.
و قد یُعَبَّرُ بالقَلْبِ عن العَقْلِ ،قال الفَرّاءُ فی قوله تَعالی: إِنَّ فِی ذلِکَ لَذِکْری لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ (3)،أَی:
عَقْلٌ ،قال:و جائزٌ فی العربیه أَنْ تقولَ (4):ما لکَ قَلْبٌ ،و ما قَلْبُکَ مَعَکَ ،تقولُ 4:ما عَقْلُکَ معک.و أَیْنَ ذَهَب قَلْبُک ؟ أَی:عَقْلُک:و قال غیرُه:لمنْ کانَ لَهُ قَلْب ،أَی:تَفَهُّمٌ و تَدَبُّرٌ.
و عَدَّ ابْنُ هِشَامٍ فی شرحِ الکَعْبِیَّهِ 3من معانی القَلْبِ أَربعهً :الفُؤادَ،و العَقْلَ ،و مَحْضَ ،أَی:خلاصه کُلِّ شیْ ءٍ ، و خِیارهُ (5)و فی لسان العرب: قَلْبُ کُلِّ شَیْ ءٍ:لُبُّه،
ص:336
و خالِصُهُ ،و مَحْضُه.تقول:جئتُک بهذا الأَمهر قَلْباً :أَی مَحضاً،لا یَشُوبُه شَیْ ءٌ.و
16- فی الحدیثِ : و إِنّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ قَلْباً ،وَ قلْبُ القُرآنِ یس (1).
و من المَجاز:هو عَرَبِیٌّ قَلْبٌ ،وَ عَرَبیَّهٌ قَلْبَهٌ و قَلْبٌ :أَی خالِصٌ .قال أَبو وَجْزَهَ یَصِفُ امْرَأَهً :
قَلْبٌ عَقِیلَهُ أَقْوَامٍ ذَوِی حَسَبٍ
یُرْمَی الْمَقَانِبُ عنها و الأَرَاجِیلُ (2)
قال سِیبَویْه:و قالُوا:هذا عَرَبِیٌّ قَلْبٌ و قَلْباً ،علی الصِّفَه و المَصْدَر،و الصِّفَهُ أَکْثَرُ؛و
1- فی الحدیث: «کانَ عَلِیّ قُرَشِیاً قَلْباً ». أَی:خالصاً من صَمِیم قُرَیْشٍ .و قیل:أَرادَ فَهِما (3)فَطِناً،من قوله تعالی لِمَنْ کانَ لَهُ قَلْبٌ کذا فی لسان العرب،و سیأْتی.
و القَلْبُ : مَاءٌ بِحَرَّهِ بَنِی سُلَیْم عندَ حاذَهَ .
و أَیضاً:جَبَلٌ ،و فی بعض النُّسَخ هنا زیادهُ م. أَی معروف.
و من المَجَاز:و فی یَدِهَا قُلْبُ فِضَّهٍ ،و هو بالضَّمِّ ،من الأَسْوِرَهِ :ما کان قَلْباً (4)واحِداً،و یقولون:سِوارٌ قُلْبٌ .
و قیل: سِوارُ المَرْأَهِ . علی التَّشْبِیه بقَلْبِ النَّخْلِ فی بیاضه.
و فی الکفایه:هو السِّوارُ یکونُ من عاجٍ أَو نحوِه.و فی المِصباحِ : قُلْبُ الفِضَّه:سِوَارٌ غیرُ مَلْوِیٍّ .و
3,2,15- فی حدیثِ ثَوْبانَ : «أَنّ فَاطِمَهَ ،رَضِیَ اللّه عنها،حَلَّتِ الحَسَنَ و الحُسَیْنَ ،رَضِیَ اللّهُ عنهُما، بقُلْبَیْن مِن فِضَّه». و
14- فی آخَرَ:
«أَنَّه رأَی فی یَدِ عائشهَ ،رَضِیَ اللّهُ عنها، قُلْبَیْنِ ». و
17- فی حدیثها أَیضاً: فی قوله تَعَالَی: وَ لا یُبْدِینَ زِینَتَهُنَّ إِلاّ ما ظَهَرَ مِنْها (5)قالَتْ : القُلْبَ و الفَتَخَهَ . و من المجاز: القُلْبُ :
الحَیَّهُ البَیْضَاءُ ،علی التَّشبیهِ بالقُلْبِ من الأَسْوِرَهِ .
و القُلْبُ : شَحْمَهُ النَّخْلِ و لُبُّهُ ،و هی هَنَهٌ رَخْصَهٌ بَیْضَاءُ،تُؤْکَلُ (6)،و هی الجُمّار، أَو أَجْوَدُ خُوصِها ،أَی:النَّخْلهِ ، و أَشَدّه بَیاضاً،و هو:الخُوصُ الّذی یَلِی أَعلاها،واحِدَتُه قُلْبَهٌ ،بضمٍّ فسکون؛کُلُّ ذلک قولُ أَبی حنیفهَ .و فی التّهذیب: القُلْبُ بالضَّمّ :السَّعَفُ الَّذی یَطْلُعُ من القَلْب ، و یُثَلَّثُ ،أَیْ :فِی المعنیَیْنِ الأَخیرَیْن،أَی:و فیه ثلاثُ لُغاتٍ : قَلْبٌ ،و قُلْبٌ ،و قِلْبٌ ،و ج: أَقْلاَبٌ (7)،و قُلُوبٌ (8).
و قُلُوبُ الشَّجَرِ:ما رَخُصَ من أَجوافِها و عُرُوقها الّتی تقودُهَا.و
16- فی الحدیث: .أَنَّ یَحْیَی بْنَ زَکَرِیَّا،علیهما السلام،کانَ یَأْکُلُ الجَرَادَ و قُلُوبَ الشَّجَرِ». یَعْنِی:الَّذِی یَنْبُتُ فی وَسَطِهَا غَضًّا طَرِیًّا،فکان رَخْصاً من البُقُولِ الرَّطْبَهِ قَبْلَ أَنْ تَقوَی و تَصْلُبَ (9)،واحدُهَا قُلْبٌ ،بالضَّمِّ لِلفَرْق.و قَلْبُ النَّخْلَهِ :جُمّارُها،و هی شَطْبَهٌ (10)،بیضاءُ، رَخْصَهٌ فی وَسَطِها عندَ أَعلاها،کأَنَّهَا قُلْبُ فِضَّهٍ ،رَخْصٌ ، طیّب،یُسَمَّی قَلْباً لِبَیاضِه.و عن شَمِرٍ:یقالُ : قَلْبٌ ، و قُلْبٌ ، لقلب النَّخله، و بجمع علی قِلَبَهٍ أَی:کَعِنَبَهٍ .
و القُلْبَهُ ،بالضَّمّ :الحُمْرَهُ قالَه ابْنُ الأَعْرَابِیِّ .
و عَرَبِیَّهٌ قُلْبَهٌ ،و هی الخَالِصَهُ النَّسَبِ ؛وَ عَرَبِیٌّ قُلْبٌ ، بالضَّمِ :خالِصٌ ،مثلُ قَلْبِ .عن ابْنِ دُرَیْدٍ،کما تقدَّمتِ الإِشارهُ إِلیه،و هو مجازٌ.
و القَلِیبُ :البِئْرُ ما کانت.و القَلِیبُ :البِئرُ قَبْلَ أَنْ تُطْوَی (11)،فإِذا طُوِیَتْ فهی الطَّوِیُّ . أَوِ العادِیَّهُ القَدِیمَهُ منها الَّتی لا یُعْلَمُ لها رَبٌّ و لا حافِرٌ،یکون فی البَرَارِیِّ یُذَکَّرُ و یُؤَنَّثُ . و قیل:هی البِئرُ القَدِیمه،مَطْوِیَّهً کانت أَو غیرَ مَطْوِیَّهٍ .و عن ابنِ شُمَیْلٍ : القَلِیبُ :اسْمٌ من أَسماءِ الرَّکِیّ مَطْوِیَّه أَو غیر مَطْوِیّه،ذات ماءٍ أَو غیرُ ذاتِ ماءٍ،جَفْرٌ أَو غَیْرُ جَفْرٍ.و قال شَمِرٌ: القَلِیبُ اسْمٌ من أَسماءِ البئرِ البَدِیءِ و العادِیَّهِ ،و لا یُخَصُّ (12)بها العادِیَّهُ .قال:و سُمِّیَتْ قَلیباً ، لأَنَّه قُلِب تُرابُها.و قال ابْنُ الأَعرابیّ : القَلِیبُ :ما کان فیه
ص:337
عینٌ ،و إِلاَّ فلا، ج أَقْلِبَهٌ ،قال عَنْتَرَهُ یصف جُعَلاً:
کَأَن مُؤشَّرَ العَضُدَیْنِ حَجْلاً
هَدُوجاً بیْنَ أَقْلِبَهٍ مِلاحِ
و جمع الکثیرِ قُلُبٌ (1)،بضمّ الأَوَّلِ و الثّانِی،قال کُثَیّر:
و ما دامَ غَیْثٌ منْ تِهامَهَ طَیِّب
بها قُلُبٌ عادِیَّهٌ و کِرَارُ
الکِرار:جمعُ کَرٍّ للحَسْیِ ؛و العادِیَّهُ :القَدیمهُ ،و قد شَبَّه العَجّاجُ بها الجِراحاتِ فقال:
عَنْ قُلُبٍ ضُجْمٍ تُوَرِّی مَنْ سَبَرْ
و قیل:الجمعُ قُلُبٌ ،فی لغه من أَنَّث،و أَقْلِبَهٌ ، و قُلْبٌ ، أَی:بضمٍّ فسُکُونٍ جمیعاً،فی لُغَه من ذَکَّرَ؛و قد قُلِبَتْ تُقْلَبُ ،هکذا و فی غیرِ نُسَخٍ ،و فی نسختِنا تقدیمُ هذا الأَخِیرِ علی الثانی،و اقتصرَ الجَوْهَرِیُّ علی الأَوَّلَیْنِ ،و هما من جُموعِ الکَثْرَه.و أَمّا بسکون اللاَّمِ ،فلیس بوزْنٍ مُستَقِلٍّ ،بل هو مُخَفَّفٌ من المضموم،کما قالُوا فی:
رُسُلٍ ،بضمَّتَیْنِ ،و رُسْلٍ ،بسکونها أَشار له شیخُنا.
و قال الأُمَوِیُّ :فی لغهِ بَلْحَارِثِ بْنِ کَعْبٍ : القالِبُ ، بالکسر: البُسْرُ الأَحمَرُ ،یقال منه: قَلَبَتِ البُسْرَهُ تَقلِبُ إِذا احْمَرَّتْ .و قد تقدَّم.و قال أَبو حنیفَهَ :إِذا تَغَیَّرتِ البُسْرَهُ کلُّهَا،فهی القالِبُ ،و القالِبُ بالکَسْر (2): کالْمِثالِ و هو الشَّیْ ءُ یُفْرَغُ فیهِ الجَوَاهِرُ ،لِیَکُونَ مِثَالاً لِما یُصاغُ منها.
و کذلک قالبُ الخُفِّ و نحوِه،دَخِیلٌ ، و فَتْحُ لامِه ،أَی فی الأَخیره أَکْثَرُ.
و أَمّا القالبُ الّذی هو البُسْرُ،فلیس فیه إِلاّ الکسرُ،و لا یجوز فیه غیرُهُ .
قال شیخُنا:و الصَّوَابُ أَنَّهُ مُعَرَّبٌ ،و أَصلُه کالَبٌ ؛لأَنَّ هذَا الوَزْنَ لیس من أَوزان العرب،کالطَّابَق و نحْوِه،و إِنْ رَدَّهُ الشِّهابُ فی شرح الشِّفاءِ بأَنَّهُ غیرُ صحیح،فإِنَّها دعوَی خالیهٌ عن الدَّلیلِ ،و صِیغَتُهُ أَقوَی دلیلٍ علی أَنَّهُ غیرُ عربِیٍّ ، إِذْ فاعَلٌ ،بفتح العین،لیس من أَوزانِ العرَبِ ،و لا من استعمالاتها.انتهی. و شاهٌ قالِبُ لَوْنٍ :إِذا کانت علی غَیْرِ لَوْنِ أُمِّها ،و
16- فی الحدیث: «أَنَّ مُوسَی لَمَّا آجَرَ نَفْسَهُ (3)مِنْ شُعَیبٍ ،قال لِمُوسَی،علیهِما الصَّلاهُ و السّلامُ :لَکَ من غَنَمِی ما جاءَت به قالِبَ لَوْنٍ .فجاءَت به کُلِّهِ قَالِبَ لَوْنٍ ». تفسیرُهُ فی الحدیث:أَنَّها جاءَت (4)علی غیرِ أَلْوانِ أُمَّهاتِها،کأَنَّ لَوْنَها قد انْقلب .و
1- فی حدیثِ علیٍّ ،رضیَ اللّهُ عنه،فی صفهِ الطُّیُورِ: «فمِنْهَا مَغْموسٌ فی قالِب لَوْنٍ لا یَشُوبُه غَیْرُ لَوْنِ ما غُمِسَ فیه».
و القلِّیب :کسِکِّیتٍ ،و تَنُّورٍ،و سنَّوْرٍ،و قبُول،و کتاب الذِّئْبُ ،یَمَانِیَهٌ .قال شاعرُهم:
أَیا جَحْمَتَا بَکِّی علی أُمِّ واهِب
أَکِیلَهِ قِلَّوْب ببَعْضِ المَذانِبِ
ذکرَه الجَوْهَرِیُّ و الصَّاغانیّ فی کتاب له فی أَسماءِ الذِّئب،و أَغفله الدَّمِیرِیُّ فی الحیاه (5).
و من الأَمثال: ما بِهِ ،أَی:العَلیلِ قَلَبَهٌ ،مُحَرَّکَهً ،أَی:
ما به شَیْ ءٌ،لا یُسْتعملُ إِلاَّ فی النَّفْی،قال الفَرّاءُ:هو مأْخوذٌ من القُلاَب :داءٍ یأْخُذُ الإِبلَ فِی رُؤُوسها،فیَقْلِبُها إِلی فوق؛قال النَّمِرُ بْنُ تَوْلبٍ :
أَوْدَی الشَّبَابُ و حُبُّ الخالَهِ الخَلِبَهْ
و قد بَرِئْتُ فما بالقَلْبِ مِنْ قَلَبَهْ
أَی:بَرِئْتُ من داءِ الحُبّ .و قال ابْنُ الأَعْرَابیّ .معناه لیست به عِلّه یُقَلَّبُ لها،فیُنْظَرُ إِلیه.تقولُ :ما بالبَعِیر قَلَبَهٌ ، أَی:لیس به داءُ یُقْلَب له،فیُنْظَرُ إِلیه.و قال الطّائِیُّ :
معناهُ :ما به شَیْ ءٌ یُقْلِقُهُ ، فَیَنْقَلِب (6)من أَجْلِهِ علی فِراشه.
و قال اللَّیْثُ :ما به قَلَبَهٌ ،أَی لا داءَ،و لا غائلهَ ،و لا تَعَب.
ص:338
و
16- فی الحدیث: «فانْطَلَق یَمْشِی،ما بِهِ قَلَبَهٌ ». أَیّ :أَلَمٌ و عِلّهٌ .و قال الفَرّاءُ:معناه ما به عِلَّهٌ یُخْشَی علیه منها،و هو مأْخوذ من قَوْلِهم: قُلِبَ الرَّجُلُ ،إِذا أَصابَهُ وَجَعٌ فی قَلْبِه ، و لیس یکاد یُفْلِتُ منه.و قال ابْنُ الأَعْرَابیِّ :أَصلُ ذلک فی الدَّوابّ ،أَی:ما بِهِ داءٌ، یُقْلَبُ به (1)حافِرُهُ .قال حُمَیْدٌ الأَرْقِطُ یَصِفُ فَرَساً:
و لَمْ یُقَلِّبْ أَرْضَها البَیْطارُ
و لا لِحَبْلَیْهِ بها حَبارُ
أَی:لم یَقْلِبْ قوائمَها من عِلّه بها.و ما بالمَرِیض قَلَبَهٌ :
أَی عِلَّهٌ یُقَلَّبُ منها،کذا فی لسان العرب.
و أَقْلَبَ العِنَبُ :یَبِسَ ظاهِرُهُ ،فَحُوِّلَ .
و قَلَبَ الخُبْزَ و نَحْوَهُ ، یَقْلِبُه ، قَلّباً :إِذا نَضِجَ ظاهِرُهُ ، فَحَوَّلَه لِیَنْضَجَ باطنُه.و أَقْلَبَهَا ،لُغَهٌ ،عن اللِّحْیانیّ ،ضعیفهٌ .
أَقْلَبَ الخُبْزُ:حانَ له أَنْ یُقلَبَ (2).
و قَلَبْتُ الشَّیْ ءَ، فانْقَلَبَ :أَی انْکَبَّ .و قَلَّبْتُهُ بیَدِی تَقْلِیباً .و کلام مقلوبٌ ،و قد قَلَبْتُهُ فانْقَلَبَ ،و قَلَّبْتُهُ فتَقَلَّبَ .
و قَلَّبَ الأُمورَ:بَحَثَها،و نَظَر فی عَوَاقِبِها.
و تَقَلَّبَ فی الأُمورِ ،و فی البِلادِ: تَصَرَّفَ فیها کَیْفَ شاءَ ، و فی التَّنْزِیل العزیز: فَلا یَغْرُرْکَ تَقَلُّبُهُمْ فِی الْبِلادِ (3)، معناه.فلا یَغْرُرْکَ سَلامتُهم فی تَصرُّفهِم فیها،فإِنَّ عاقبهَ أَمرِهم الهلاکُ .
و رَجُلٌ قُلَّبٌ : یَتَقَلَّبُ کیفَ یَشاءُ. و من المجاز:رَجُلٌ حُوَّلٌ قُلَّبٌ ،کلاهُما علی وزن سُکَّرِ،و کذلک حُوَّلِیٌّ قُلَّبِیٌّ ، بزیاده الیاءِ فیهما، و کذلک حُوَّلِیٌّ قُلَّبٌ . بحذف الیاءِ فی الأَخِیرِ،أَی: مُحْتَالٌ ،بَصِیرٌ بتَقْلِیبِ ،و فی نسخه: بتَقَلُّبِ الأُمُورِ. و رُوِیَ عن مُعاوِیَهَ لمّا احْتُضِرَ أَنَّه کان یُقَلَّبُ علی فِراشِه فی مَرضِه الذی مات فیه،فقال:إِنَّکم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً ،لَوْ وُقِیَ هَوْلَ المُطَّلَعِ (4).و فی النِّهایه:إِنْ وُقِیَ کَبَّهَ (5)النّارِ،أَی:رَجُلاً عارفاً بالأُمور،قد رَکِبَ الصَّعْبَ و الذَّلُولَ ،و قَلَّبَهُما ظَهْراً لِبَطْنِ ،و کان مُحْتالاً فی أُموره،حَسَنَ التَّقَلُّب .و قوله تعالی تَتَقَلَّبُ فِیهِ اَلْقُلُوبُ وَ الْأَبْصارُ (6)قال الزَّجّاجُ :معناهُ تَرْجُفُ ،و تَخِفّ من الجَزْعِ و الخَوفِ .
و المِقْلَبُ ، کمِنْبَرٍ:حَدِیدَهٌ تُقَلَّبُ بِها الأَرْضُ (7)لأَجْلِ الزِّرَاعَهِ .
و المَقلوبه :الأُذُنُ ،نقله الصّاغانیّ .
و القَلَبُ ،مُحَرَّکهً : انْقِلابٌ فی الشَّفَهِ العُلْیَا و اسْتِرْخَاءٌ، و فی الصَّحاح: انْقِلابُ الشَّفَهِ ،و لم یُقَیِّدْ بالعُلْیَا،کما للمؤلِّف. رَجُلٌ أَقْلَبُ وَ شَفَهٌ قَلْباءُ بَیِّنَهُ القَلَبِ (8).
و القَلُوبُ ،کَصبُورٍ:الرجل المُتَقَلِّبُ الکثیرُ التَقَلُّبِ ؛قالَ الأَعْشَی:قالَ الأَعْشَی:
أَ لَمْ تَرْوَا لِلْعَجَبِ العَجِیبِ
أَنَّ بَنِی قِلاَبَهَ القَلُوبِ
أُنُوفُهُمْ مِلْفَخْرِ فی أُسْلُوبِ
و شَعَرُ الأَسْتاهِ فی الجَبُوبِ
و قُلُبٌ ،بضمَّتَیْن:مِیاهٌ لِبَنِی عامرِ بْنِ عُقَیْلٍ .
و قُلَیْبٌ ، کَزُبَیْرٍ:ماءٌ بنَجْدٍ لربِیعهَ .
و جَبَلٌ لِبَنِی عامرٍ ،و فی نسخهٍ :هُنا زیادهُ قولِه: و قدْ یُفْتَح (9)،و ضَبطَهُ الصّاغانیّ ،کَحُمَیْرٍ،فی الأَول.
و أَبو بَطْنٍ من تَمِیم. و فی نسخه و بَنُو القُلَیْبِ :بَطْنٌ من تَمِیمٍ ،و هو القُلَیْبُ بْنُ عَمْرِو بْنِ تَمِیمٍ .
قلتُ :و فی أَسَدِ بْنِ خُزَیْمَهَ : القُلَیْبُ بن عَمْرِو بْنِ أَسَدٍ، منهم:أَیْمَنُ بنُ خُرَیْمِ بْنِ الأَخْرَمِ بْنِ شَدّادِ بْنُ عَمْرو (10)بْنِ الفَاتِکِ بنِ القُلَیْبِ ،الشّاعرُ الفارسُ .
و القُلَیْبُ : خَرَزهٌ لِلتَّأْخِیذِ[بَنُو القُلَیْبِ بَطْنٌ مِنْ تَمیمٍ ] (11)،یُؤَخَّذُ بِها،هذِه عن اللِّحْیانِیِّ .
ص:339
و ذُو القَلْبَیْنِ :لَقَبُ أَبی مَعْمَرٍ جمِیلِ بْنِ مَعْمَرِ بْنِ حَبِیبٍ الجُمَحِیّ و قیل:هو جَمیلُ بْنُ أَسَدٍ الفِهْرِیُّ .کان من أَحفظِ العربِ ،فقیلَ له:ذُو القَلْبَیْنِ ،أَشار له الزَّمَخْشَرِیُّ .
و یُقَالُ :إِنَّهُ فیه نَزَلَتْ هذه الآیه: ما جَعَلَ اللّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ (1)،و له ذِکرٌ فی إِسلامِ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه،کانت قُرَیْشٌ تُسَمِّیه هکذا.
و رَجُلٌ قَلْبٌ ،بفتح فسکون، و قُلْبٌ بضَمّ فسُکون:
مَحْضُ النَّسَب خالِصُه،یستوی فیه المُؤَنثُ و المُذَکَّرُ و الجَمْعُ ،و إِن شِئتَ ثَنَّیْتَ وَ جَمَعْتَ ،و إِن شِئتَ تَرکتَه فی حال التَّثْنِیَهِ و الجمعِ بلفظٍ واحد،و قد قدّمتُ الإِشارَهَ إِلیه فیما تقدَّمَ .
و أَبُو قِلاَبَهَ ،ککِتابَه :عبدُ اللّهِ بْنُ زَیْدٍ الجَرْمِیُّ ، تابِعیٌّ جلیل،و مُحَدِّثٌ مشهورٌ.
و المُنْقَلَبُ :یستعملُ لِلمَصْدَرِ و لِلْمَکَانِ کالمُنْصَرَف،و هو مَصِیرُ العِبَادِ إِلی الآخِرَه،و
16- فی حدیثِ دُعاءِ السَّفَرِ: «أَعُوذُ بک من کآبَهِ المُنْقَلَبِ ». أَی:الانقلابِ من السَّفَر و العَوْدِ إِلی الوَطَن،یعنی:أَنَّه یعودُ إِلی بیته،فیَری ما یَحْزُنُه:
و الانقلاب :الرُّجُوعُ مُطْلَقاً.
و القُلاَبُ ،کغُرابٍ :جَبَلٌ بدِیَارِ أَسَدٍ؛و دَاءٌ للْقَلْبِ .
و عِبَارَهُ اللِّحْیَانیِّ :داءٌ یأْخُذُ فی القَلْب .
و القُلاَبُ : دَاءٌ لِلْبَعِیرِ فیَشتکی منه قَلْبَه ،و یُمِیتُهُ مِنْ یَوْمِهِ و قیل:منه أُخِذَ المَثَلُ الماضی ذکرُه:«ما به قَلَبهٌ یُقَالُ :بَعِیرٌ مَقلوبٌ ،و ناقهٌ مَقلوبهٌ .قال کُرَاع:و لیس فی الکلام اسْمُ داءٍ اشْتُقَّ من اسم العُضْوِ،إِلا القُلابُ (2)،و الکُبادُ من الکَبِدِ،و النُّکَافُ من النَّکَفَتَیْنِ ،و هما غُدَّتَانِ تَکْتَنِفَانِ الحُلْقُومَ من أَصْلِ اللَّحْیِ .
و قَدْ قُلِبَ بالضَّمّ قُلاَباً (3)، فهو مقْلُوبٌ ؛و قیل: قُلِبَ البَعِیرُ قُلاَباً 3:عاجَلَتْهُ الغُدَّهُ فمات،عنِ الأَصْمَعیِّ .
و: أَقْلَبُوا :أَصابَ إِبِلَهُمُ القُلابُ ،هذا الدّاءُ بعَیْنِهِ . و قُلْبَیْنُ ،بالضَّمّ فسکون ففتح المُوَحَّدَه: ه،بدِمَشْقَ ، و قد یُکْسَرُ ثالثُهُ ،و هی المُوَحَّدَهُ .
*و مما بقی علی المؤلِّف من ضروریّات الماده:
قَلَب عیْنَهُ و حِمْلاَقَهُ عندَ الوَعِیدِ و الغَضَب،و أَنشدَ:
قالِبُ حِمْلاَقَیْهِ قد کادَ یُجَنْ
و فی المَثَل: « اقْلِبِی قَلاَبِ » یُضْرَبُ للرَّجُلِ یَقْلِبُ لِسانَهُ ، فیضَعُهُ حیثُ شَاءَ.و
17- فی حَدیث عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه: «بَیْنَا یُکَلِّمُ إِنساناً إِذا انْدَفَعَ جَرِیرٌ یُطْرِیهِ و یُطْنِبُ ،فأَقبلَ علیه [فقال]: (4)ما تقولُ یا جَرِیرُ؟:و عرَف الغضبَ فی وجهِه، فقال:ذَکَرْتُ أَبا بکرٍ و فَضْلَهُ ،فقال عُمَرُ: « اقْلِبْ قَلاَّبُ » .
و سکت. قال ابن الأَثِیرِ:هذا مَثَلٌ یُضْرَب لِمَنْ یکون منه السَّقْطَهُ ،فیتدارکُها،بأَنْ یَقْلِبها ،عن جِهتها،و یَصْرِفَهَا إِلی غیرِ معناها،یرید: اقْلِبْ یا قَلاَّب ،فأَسْقَطَ حرفَ النِّدَاءِ، و هو غریبٌ لأَنّه إِنّما یُحْذَفُ مع الأَعْلاَمِ .و مثلُه فی المُسْتَقْصَی،و مَجْمَعِ الأَمْثَالِ لِلمَیْدَانِیِّ .
و من المَجاز: قَلَبَ المُعَلِّمُ الصِّبْیَانَ :صَرَفَهم إِلی بُیُوتِهم،عن ثعلب.و قال غیره.أَرسلَهم و رَجَعَهُمْ إِلی منازلِهم.و أَقْلَبَهم لغهٌ ضعیفهٌ ،عن اللِّحْیَانیّ .علی أَنّه قد قال:إِنَّ کلامَ العربِ فی کلِّ ذلک إِنّما هو: قَلَبْتُهُ ،بغیرِ أَلِفٍ :و قد تقدّمتِ الإِشارهُ إِلیهِ .و
14- فی حدیثِ أَبی هُرَیْرَهَ :
«أَنّه کان یُقَالُ لِمُعَلِّمِ الصِّبْیَانِ : اقْلِبْهُمْ ،أَی:اصْرِفْهُمْ إِلی منازلهم.و فی حدیث المُنْذِرِ:« فاقْلِبُوهُ (5).فقالوا: أَقْلَبْناهُ ، یا رَسُولَ اللّهِ ، قال ابْنُ الأَثِیرِ:هکذا جاءَ فی صحیح مسلم . و صوابه: قَلَبْنَاهُ (6).
و یَأْتِی القَلْبُ بمعنی الرّوحِ .
و قَلْبُ العَقْرَبِ :مَنْزِلٌ من منازلِ القمرِ،و هو کَوکبٌ نَیِّرٌ، و بجانِبَیْهِ کوکبانِ .قال شیخُنا:سُمِّیَ به لأَنّه فی قلْب العقْرب.قالوا:و القُلُوبُ أَربعه: قَلْبُ العَقْرب،و قلْبُ الأَسَد،و قلبُ الثَّوْرِ و هو الدَّبَرانُ ،و قلبُ الحُوتِ و هو
ص:340
الرِّشاءُ،ذَکرَهُ الإِمامُ المَرْزُوقیُّ فی کتابِ الأَمْکِنه و الأَزمنه و نقله الطِّیبِیُّ فی حواشی الکَشّافِ أَثناءَ«یس»،وَ نَبَّه علیهِ سَعْدِی جَلَبِی هُنَاک،و أَشارَ إِلیه الجَوْهَرِیّ مختصراً،انتهی.
و من المَجَازِ: قَلَبَ التّاجِرُ السِّلْعَهَ ،و قَلَّبَهَا :فَتَّشَ عن حَالِهَا.
و قَلَبْتُ المملوکَ عندَ الشِّرَاءِ، أَقْلِبُه ، قَلْباً :إِذا کشفْتَهُ ، لتَنْظُرَ إِلی عُیُوبِه.
و عن أَبی زیدٍ:یُقَالُ للبلِیغ من الرِّجَالِ :قد رَدَّ قالَبَ الکلامِ ،و قد طَبَّقَ المَفْصِلَ ،و وضَعَ الهِناءَ مَوَاضِعَ النُّقْب.
و
16- فی حدیثٍ : «کان نِساءُ بنی إِسرائیلَ یَلْبَسْنَ القَوالِبَ » (1).
جمعُ قالبٍ ،و هو نَعْلٌ من خَشَبٍ ،کالقَبْقَابِ و تُکْسَرُ لامهُ و تُفْتَح.و قیل:«إِنَّه مُعَرَّبٌ و
16- فی حدیث ابْنِ مسعودٍ: کانت المرأَهُ تَلْبَسُ القَالِبَیْنِ ،تَطَاوَلُ بهما». کذا فی لِسان العرب.
و قَلِیبٌ ،کأَمیر:قریهٌ بمِصْرَ،منها الشّیخُ عبدُ السَّلامِ القَلِیبِیُّ أَحَدُ من أَخَذَ عن أَبِی الفَتْحِ الوَاسِطِیّ ،و حفِیدُهُ الشَّمْسُ محمّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عبدِ الواحدِ بْنِ عبدِ السَّلامِ ، کتب عنه الحافِظُ رِضْوانُ العقبِیّ شیئاً من شِعْرِهِ .
و قَلْیُوبُ ،بالفتح:قریهٌ أُخرَی بمِصْرَ،تضافُ إِلیها الکُورَهُ .
و هَضْبُ القَلِیبِ ،کأَمِیرٍ:بِنجْدٍ.و قُلَّبٌ ،کسُکَّر:وادٍ آخَرُ نَجْدِیٌّ .و بنو قِلاَبَهَ ،بالکسر:بطْنٌ .و القِلَّوْبُ ،و القِلِّیبُ کسِنَّوْرٍ،و سِکِّیت:الأَسَدُ،کما یُقالُ له السِّرْحَانُ .نقله الصّاغانیُّ .
و مَعَادِنُ القِلَبَهِ ،کعِنَبه:موضعٌ قُرْبَ المدینهِ ،نقله ابْنُ الأَثیرِ عن بعضهم:و سیأْتی فی ق ب ل.
و الإِقْلابِیَّهُ :نوعٌ من الرِّیحِ ،یَتَضَرَّر منها أَهلُ البحر خوفاً علی المَرَاکِب.
*و مما یستدرک علیه:
قلتب .فی التّهذیب:قال:و أَمَّا القرْطَبانُ الّذی یقولهُ العامَّه لِلّذِی (2)لا غَیْرَهَ له،فهو مُغَیَّرٌ عن وَجْهِهِ .و عن الأَصْمَعِیّ : القَلْتَبَانُ ،مأْخُوذُ من الکَلَبِ ،و هی القِیَادَهُ .و التّاءُ و النُّونُ ،زائدتانِ .
القَلْطَبَانُ أَهمله الجوهریّ ،و قال الصاغانیّ :
أَصلُها القَلْتَبانُ ،لفظهٌ قدیمه عن العَرَب غیَّرَتْهَا العامَّهُ الأُولَی،فقالت: القَلْطَبانُ ،و جاءَت عامَّهٌ سُفْلَی فغَیَّرتْ علی الأُولَی فقالت: القَرْطَبَانُ . و هو الدَّیُّوثُ ،و قد تقدَّمتِ الإِشارَهُ إِلیه.
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علَیْه:
ابْنُ قُلُنْبَا ،بالضَّمِّ :مُحَدِّثٌ مشهورٌ،له جزءٌ أَملاه أَبُو طاهرٍ السِّلَفِیُّ فی سنه 511.
القُلْهُبُ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال الَّلیْثُ :هو الرَّجُلُ القَدِیمُ ،و فی نسخه:الفَدْمُ ، الضَّخْمُ .
و القَلْهَبَهُ :السَّحَابهُ البَیْضَاءُ.
و القَلْهَبَانُ :الطَّوِیلُ من الرجالِ ،نقله الصَّاغانِیُّ .
القُنْبُ ،بالضَّمّ فالسُّکون: جِرَابُ قَضِیبِ الدّابَّهِ ،أَو :وِعَاءُ قَضیبِ کُلِّ ذِی الحافِرِ (3)هذا الأَصلُ ،ثمّ استُعمِلَ فی غیر ذلک،و یقال:اضْرِبْ قُنْبَ فَرَسِک تَنْجُ بکَ ،و هو جِرَابُ قَضِیبِهِ ؛و قُنْبُ الجَمَلِ :وعاءُ ثِیلِهِ ،و قُنْبُ الحِمَارِ:وعاءُ جُرْدَانِهِ (4).
و القُنْب : بَظْرُ المَرْأَهِ .
و القُنْبُ : الشِّراعُ الضَّخمُ العَظِیمُ من أَعظمِ شُرُعِ السَّفِینهِ ؛نقله الصّاغانیّ :
و القَنِیبُ ،کأَمیرٍ: السَّحابُ المُتَکاثِفُ ،و هو مَجَازٌ، لشَبهِه بما بعده، و هو جَمَاعاتُ و فی نسخهٍ :جماعهُ النَّاسِ ،و أَنشدَ فی التَّهذیب:
و لِعَبْدِ القَیْسِ عِیصٌ أَشِبٌ
و قَنِیبٌ و جَمَاعات زُهُرْ (5)
و القِنَّبُ ،بالکسر فالتّشدید مع الفتح کَدِنَّمٍ ،و یأْتی
ص:341
ضَبْطُهُ فی مَحلّه،و أَوْمأْ شیخُنا إِلی أَنّه وَزَنَ المعْلُومَ بالمجهول،و لو عَکَسَ الأَمرَ کان أَنسبَ :الأَبَقُ ،عَربیٌّ صحیح.کذا فی لسان العرب.
و القِنَّبُ بهذا الضَّبْط ، و مِثْل سُکَّرٍ:نوعٌ ،و فی نسخه:
ضَرْبٌ من الکَتّانِ ،و هو الغَلِیظُ الَّذِی تُتَّخَذُ منه الحِبَالُ و ما أَشبهَهَا؛و العامّهُ یکسرون النُّون،و بعضهم یَفْرِقُ بینَهمَا و فی المِصْباح: القِنَّبُ (1)یُؤْخذُ لِحاهُ ثم یُفْتَلُ حِبالاً،و له لُبٌّ یِسَمَّی الشَّهْدانِجَ .و فی لسان العرب:و قولُ أَبی حَیَّهَ النُّمَیْرِیّ :
فَظَلَّ یَذُودُ مِثلَ الوَقْفِ عِیطاً (2)
سَلاهِبَ مِثْلَ أَدْرَاکِ القِنَابِ
قیلَ فی تفسیره:یرید القِنَّبَ ،و لا أَدری أَهی لُغَهٌ فیه، أَم بَنَی منَ القِنَّبِ فِعَالاً،کما قالَ الآخَرُ:
من نَسْجِ داوُودٍ أَبِی سَلاّمِ
و أَراد سُلَیْمَانَ ،علیهِما السَّلامُ
و القُنَّابَهُ ص الزَّرْعِ ، کرُمَّانَهٍ عَصِیفُهُ (3)عندَ الإِثمار، و العَصِیف (4)هو الوَرَقُ المُجْتَمِعُ الذّی یکونُ فِیه السُّنْبُلُ ، و فی نسخهٍ : الوَرَقُ یَجتمع (5)فیهِ السُّنْبُلُ .
و قد قَنّبَ الزَّرْعُ تَقْنیباً :إِذا أَعْصَفَ .
و المِقْنَبُ ، کمِنْبَرٍ کَفُّ الأَسَدِ،و یقال: مِخْلَبُ الأَسدِ فی مِقْنَبِهِ ،و هو الغِطَاءُ الّذِی یَسْتُرُه کالقَنَابِ ککِتَاب، و القُنْبِ کقُفْل.
و قُنْبُ الأَسَدِ:ما یُدْخِلُ فیه مَخَالبَهُ من یده،و الجمعُ قُنُوبٌ ، و هو المِقْنابُ ،بالکسرِ،و کذلک هو من الصَّقْرِ و البازی.
و المقْنَبُ : وعَاءٌ یکونُ للصّائِدِ ،أَیْ :مَعَهُ ،یَجْعَلُ فیه ما یَصِیدُه (6)و هو مشهورٌ،شِبْهُ مِخْلاهٍ أَو خَرِیطَهٍ . و المِقْنَبُ من الخَیْلِ جماعهٌ منه و من الفُرْسانِ ،و قیلَ :
مَا بَیْنَ الثَّلاثِینَ إِلی الأَرْبَعِینَ أَو زُهَاءُ ثلاثِمِائَهً و هذه عن اللیث.و قیل:هی دُونَ المائَهِ .و
16- فی حدیثِ عَدِیٍّ : «کیف بِطَیِّئٍ و مَقَانِبِها ». و فی الکفایه: المِقْنَبُ :جَماعهٌ من الخیلِ تَجْتمعُ للغَارهِ ،و جَمعُهُ : مقَانِبُ ؛قال لَبِیدٌ:
و إِذَا تَوَاکَلَتِ المَقَانِبُ لَمْ یَزَلْ
بالثَّغْرِ مِنَّا مِنْسَرٌ مَعلُومُ
قال أَبو عَمْرٍو:المِنْسَرُ:ما بَیْنَ ثلاثینَ فارِساً إِلی أَربعین،قال،و لم أَرَهُ وَقَّتَ فی المِقْنَبِ شیْئاً.و فی سجعاتِ الأَساسِ :تقول:هو فارسٌ من فُرْسَانِ العِلْمِ ، کُتُبُهُ کَتَائِبُه،و مَنَاقِبُهُ مَقَانِبُهُ .
وَ قَنَّبُوا نحوَ العَدُوِّ تَقْنِیباً ،و أَقْنَبُوا إِقْناباً ، و کذلک تَقَنَّبُوا ، إِذَا تَجَمَّعُوا و صارُوا مِقْنَباً ؛قال ساعدهُ بْنُ جُؤَیَّهَ الهُذَلیُّ :
و أَصْحَابِ قَیْس یَوْمَ سارُوا وَ قَنَّبُوا (7)
و فی التهْذِیب:و أَقْنَبُوا ،أَی باعدوا فی السَّیْرِ.
و القُنَابَه ،کثُمامَه:أُطُمٌ بالمَدِینَهِ علی ساکنِه أَفضلُ الصلاهِ و السّلامِ ،لأحَیْحَهَ بِنْ الجُلاَحِ ،نقَلَهُ الصّاغانیّ هکذا،و مرّ له فی ق ب ب مثلُ هذا، و یُشَدَّدُ.
و من المَجَاز: قَنَبَ فیه:دَخَلَ و قَنَبْتُ فی بَیْتِی:دَخَلْتُ فیه، کتَقَنَّبْت کذا فی الأَساس،و یقال: اقْنِبْ فی هذا الوَجْهِ ،أَی:ادْخُلْ .
و قَنَبَ (8) العِنَبَ :قَطَعَ عَنْه ما یُفْسِدُ حَمْلَه.و قَنَّبَ الکَرْمَ :
قَطَعَ بعضَ قُضْبانِهِ للتّخفِیف عنه (9)،و استیفاءِ بعضِ قُوَّتِه، عن أَبی حنیفَهَ .و قال النَّضْرُ: قَنَّبُوا العِنَبَ ،إِذَا ما قَطَعُوا عنه ما لیس یَحْمِل؛و ما قد یُؤْذِی (10)حَمْلَهُ یُقْطَعُ من أَعلاه.قال أَبو منصورٍ:و هذا حینَ یُقْضَبُ عنه شَکِیرُهُ رَطْباً.
و قَنَبَ (11) الزَّهْرُ:خَرَجَ عن أَکْمامِه و فی نسخهٍ :کِمامِهِ .
ص:342
و من المجازِ: قَنَبَتِ الشَّمْسُ تَقْنِبُ قُنُوباً :غَابَتْ ،فلم یَبْقَ منها شَیْ ءٌ.
و القانِبُ :الذِّئْبُ العَوَّاءُ ،أَی الصَّیّاحُ .
و القانِبُ : الفَیْجُ المُنْکَمِشُ ، کالقَیْنَابِ ؛و الّذی فی لسان العرب و غیرِه:أنّ القَیْنابَ هو الفَیْجُ (1)النَّشِیطُ ،و هو السِّفْسِیرُ (2).
و قِنَابُ القَوْسِ ،بالکسر:وَتَرُهَا ،نقله الصّاغانیُّ .
و قِنابُ الزَّرْعِ : الوَرقُ المجتمِعُ المُسْتَدِیرُ فی رُؤوسِ الزَّرْعِ ،أَی:السُّنْبُلِ أَوَّلَ ما یُثْمِرُ،و یُضَمُّ ،أَی:فی هذا الأَخیر،عن الصّاغانیّ ،و لا یَخفَی أَنَّهُ لو ذکرَه عندَ القُنّابَهِ ، کرُمَّانَهٍ ،کان أَنسبَ ،فإِنَّ مَآلَ العِبَارَتَیْنِ إِلی شَیْ ءٍ واحدٍ، کما هو ظاهرٌ.
و من المَجَاز: أَقْنَبَ الرَّجُلُ ،إِذا اسْتَخْفَی من غَرِیمٍ له، أَوْ ذِی سُلْطَانٍ ،نقله الصّاغانیُّ .
و المَقَانِبُ :جَماعهُ الفُرْسَانِ ،و الذِّئابُ الضّارِیَهُ ،و هذه عن الصّاغانیّ ،لا واحدَ لهذه،أَو جَمْعُ قانِبٍ علی غیر قِیاسٍ .
و قال أَبو حنیفهَ : القُنُوبُ ،بالضَّمّ : بَرَاعِیمُ النَّبَاتِ ، و هی أَکِمَّهُ ،جمعُ کِمٍّ ، زَهْرِهِ ،فإِذا بَدَتْ ،قیل: أَقْنَبَ .
و قَنْبَهُ ،بفتح فسکونٍ : ه بحِمْصِ الأَنْدَلُسِ و هی إِشْبِیلِیَهُ :لأَنّ أَهْلَ حِمْصَ الّذینَ تَوجَّهُوا إِلی الأَنْدَلُسِ ، سکنوها و اتَّخَذُوها وَطَناً،فسُمِّیتْ باسْمِ بلْدتِهِم.
و قُنُبَّهٌ ، بضمتین:ه بِالیَمَنِ (3).*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
وادٍ قانِبٌ ،إِذا کانَ سَیْلُهُ یَجْرِی من بُعْدٍ.
و قُطِعَ قُنْبُها :إِذا خُفِضَتْ ،و هو مجازٌ.
و أَقْنَبَ :باعَدَ فی السَّیْر.
و أُسْدٌ قَوَانِبُ :أَی دَوَاخِلُ .
الْقِنَعْبُ کَسِبَطْرٍ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ، و الصّاغانیُّ .و فی اللّسان.هو (4)الرَّغِیبُ الأَکُولُ ، النَّهِمُ ، الحَرِیصُ .
القَوْبُ :حفر الأَرضِ شِبْهَ التَّقْوِیرِ کالتَّقْوِیبِ .
قُبْتُ الأَرْضَ أَقُوبُها ،إِذا حَفَرْتَ فیها حُفْرَهً مُقَوَّرَهً ، فانْقابتْ هی.
ابن سیدَهْ : قَابَ الأَرْضَ قَوْباً ،و قَوَّبَهَا تَقْوِیباً :حَفَرَ فِیهَا شِبْهَ التَّقْوِیرِ.و قدِ انْقَابَتْ ،و تَقَوَّبَتْ .
و القَوْب : فَلْقَ الطیْرِ بَیْضَه قابَ فانْقَابَتْ .
و القُوبُ : بالضَّمِّ :الفَرْخُ ،و منه القُوبِیُّ ،کما سیأْتی، کالقائِبهِ و القَابَهِ ،ج أَقْوَابٌ .و من المَجَاز فی المَثَلِ :بَرِئَتْ أَیْ : تَخَلَّصَتْ ، قائِبَهٌ من قُوبٍ ،أو: قابَهٌ من قُوَب ، کصُرَدٍ،کما قَیَّدَهُ الصّاغانیُّ ، أَی:بَیْضَهٌ من فَرْخٍ ،قاله ابْنُ دُرَیْدٍ.و هکذا فی الصَّحاح و مَجْمَع الأَمثال،و به عَبَّر الحَرِیرِیُّ فی مقاماته.قال أَبُو الهَیْثَمِ : القابَهُ الفَرْخُ ، و القُوبُ ،البَیْضَهُ ،و حُذفتِ الیاءُ من القابَهِ ،کما حُذِفَتْ مِن الجَابه،فَعْلَه بمعنی المفعول کالغَرْفَه من الماءِ،و القَبْضَهِ من الشَّیْ ءِ،و أَشباهِهما. یُضْرَبُ مَثَلاً لمن انْفَصَلَ من صاحِبِه. قالَ أَعرابیٌّ من بنی أَسَدٍ لتاجِر اسْتخفره:إِذا بَلَغْتُ بِکَ مکانَ کذا و کذا،فَبرِئَتْ قَائِبَهٌ من قُوبٍ ،أَی أَنا بَرِیءٌ من خُفارَتک.
و یقالُ :انْقَضَتْ قَائِبَهٌ من قُوبِهَا ،و انْقضَی قوبِیٌّ (5)من قَاوِبَهٍ ،معناه:أَن الفَرْخَ إِذا فارَق بیضَته،لم یَعدْ إِلیها.
و قال:
ص:343
فقائِبَهٌ ما نَحنُ یَوْماً و أَنْتمُ
بَنِی مَالِکٍ إِنْ لم تَفِیؤوا و قوبُها
یُعاتِبُهُمْ علی تَحوُّلهِم بنَسبِهم إِلی الیَمَن،یقولُ :إِن لم تَرجِعُوا إِلی نَسَبکم،لم تَعودوا إِلیه أَبَداً،فکانت ثَلْبَهَ (1)ما بیننا و بینکم،و سُمِّیت (2)البَیْضَهُ قُوباً لانْقِیابِ الفَرْخِ عنها.
و وَقعَ فی شِعْرِ الکُمَیْتِ :
لَهُنَّ و للمَشِیبِ و مَنْ عَلاَهُ
مِن الأَمْثَالِ قَائِبهٌ و قُوبٌ
مَثَّلَ هَرَبَ النِّسَاءِ من الشُّیُوخ بهَربِ القُوب ،و هو الفرُخُ ، من القائِبَه ،و هی الْبَیضه،فیقول:لا تَرْجِعُ الحسناءُ إِلی الشَّیْخ کما لا یَرْجِعُ الفرْخُ إِلی البَیضه.و
17- فی حدیثِ عُمَرَ:
رضیَ اللّه عنه«أَنَّه نَهَی عن التَّمَتُّعِ بِالْعُمْرَهِ إِلَی الْحَجِّ ، و قال:إِنّکُم إِنِ اعْتَمَرْتُم فی أَشْهُرِ الحَجّ ،رأَیْتُمُوهَا مُجْزِئَهً من (3)حجِّکُمْ ،فَرَغَ (4)حَجُّکُمْ ،و کَانَتْ قائِبَهً من قُوبٍ » (5).
ضرب هذا مثلاً لِخَلاءِ (6)مکَّهَ من المعتمِرینَ سائرَ السَّنَهِ .
و المعنی:أَنَّ الفرخَ إِذا فارَقَ بَیْضَتَهُ لم یَعُدْ إِلیها،و کذلک إِذا اعتمَرُوا فی أَشْهُرِ الحجِّ لم یَعودُوا إِلی مَکَّهَ .قال الأَزْهَرِیُّ :و قیل للْبَیضهِ قائبهٌ ،و هی مَقُوبَهٌ ،أَراد أَنَّهَا ذاتُ فَرْخٍ ،و یقال إِنّها (7)قَاوِبَه إِذا خَرَجَ منها الفَرْخُ ،و الفَرْخُ الخارِج یُقال له القُوبُ و القُوبِیُّ .هذه نصوصُ أَئمّهِ اللّغهِ فی کُتبهم.
و نقل شیخُنا عن أَبی علیّ القالی ما نصُّه:و یقولون:لا و الّذی أَخرَجَ قائبهً من قُوبٍ ،یَعْنُونَ فَرْخاً من بَیضهٍ قال:
فهذا مُخَالفٌ لِمَا ذکرناه،و قد اعترضَه أَبو عُبَیْدٍ البَکْرِیُّ ، و قال إِنَّه قلب.
و المُتَقَوِّب :المُتَقَشِّرُ.
و الأَسْوَدُ المُتَقَوِّب :هو الَّذِی سَلَخَ جِلْدَهُ من الحَیَّاتِ . و المُتَقَوِّبُ : مَن تَقَشَّرَ (8)عن جِلْدِهِ الجَرَبُ ،و قال اللَّیْث:الجَرَبُ یُقَوِّبُ جِلْدَ البعیر،فتری فیه قُوباً قد انجردتْ من الوَبَر، و انْحَلَقَ شَعرُهُ عنه، و هی القُوبَهُ بالضَّمّ مع تسکین الواو، و القُوَبَه ،بتحریک الواو،و کلاهما عن الفراءِ، و القُوبَاءُ ،و القُوَباءُ بالمَدِّ فیهما،و قال ابْنُ الأَعْرَابیِّ : القُوباءُ واحدهُ القُوبَهِ و القُوَبَهِ .قال ابن سِیدَهْ :و لا أَدری کیف هذا،لأَنّ فُعْلَهً و فْعَلَه،لا یکونانِ جمعاً لفُعْلاءَ، و لا هما من أَبنیه الجَمْع.قال:و القُوَبُ جمعُ قُوبَهٍ و قُوَبَهٍ .
قال:و هذا بَیِّنٌ ،لأَنّ فُعَلاً جمعٌ لِفُعْلَه و فُعَلَهٍ .
و قَوَّبَهُ ،أَی:الشَّیْ ءَ تَقْوِیباً :قَلَعَهُ من أَصلِه، فَتَقَوَّبَ :
انقلعَ من أَصله،و تَقَشَّر. و منه القُوبَاءُ و القُوَبَاءُ ،و هو الَّذِی یَظْهَرُ فی الجَسَدِ و یَخْرُجُ علیهِ . و قالَ الجَوْهَرِیُّ :داءٌ معروفٌ ،یَتَقَشَّرُ و یَتَّسِع،یُعالَجُ بالرِّیقِ ؛و هی مؤنَّثَهٌ لا تَنصرف،و جمعُها قَوْبٌ :قال[ابن قنان].
یا عَجَباً لِهذِه الفَلِیقَهْ
هَلْ تَغْلِبَنَّ القُوَباءَ الرِّیقَهْ (9)
الفَلِیقَه:الدّاهیهُ .و المعنی أَنَّه تَعَجَّبَ من هذا الحُزاز الخبیث کیف یُزِیلُهُ الرِّیق،و یقال إِنّه مختصُّ برِیقِ الصائمِ ،أَو الجائع.و قد تُسَکَّنُ الواوُ منها،استثقالاً للحرکه علی الواو،فإِنْ سَکَّنْتَهَا،ذَکَّرْتَ و صَرَفْت،و الیاءُ فیه للإِلْحاق بقِرْطَاسٍ ،و الهمزهُ منقلِبهٌ منها.
و قال الفَرَّاءُ: القُوباءُ تُؤنَّثُ ،و تُذَکّرُ،و تُحَرَّک،و تُسَکَّنَ ، فیقال:هذه قُوَباءُ ،فلا تُصْرَفُ فی معرفهٍ و لا نکرهٍ ، و یُلْحَقُ (10)بباب فُقَهاءَ،و هو نادر:و تقولُ فی التَّخْفِیف هذهِ قُوباءُ فلا تُصْرَفُ فی المعرفه،و تُصْرَفُ فی النَّکِرَه؛و تقول:
هذِه قُوباءٌ ،تَنصرف فی المعرفهِ و النَّکْرَهِ ،و تُلْحَقُ ببابِ طُومارٍ.
قال ابْنُ السِّکِّیتِ : و لَیْسَ فی الکَلامِ فُعْلاءُ مضمومَه الفاء ساکِنَهَ العَیْنِ ممدودهً (11)غیَرَها،و الخُشَّاءِ و هو العَظْمُ النّاتِئ وراءَ الأُذُنِ ،قال:و الأَصلُ فیهما تحریکُ العینِ خُشَشَاءُ و قُوَباءُ .
ص:344
قال الجوهریُّ .و المُزَّاءُ عندی مثلُهُما،فمن قال: قُوَبَاءُ [بالتَّحْرِیک] (1)قال فی تصغیره: قُوَیْبَاءُ ؛و من سَکَّن،قال:
قُوَیْبِیّ .
قال شیخُنا،بعدَ هذا الکلام:قلتُ تصرَّفَ فی المُزَّاءِ فی بابه تَصَرُّفاً آخَرَ،فقال:و المُزّاءُ بالضَّمّ :ضَرْبٌ من الأَشْرِبَهِ ،و هو فُعَلاَءُ بفتح العین،فأَدْغَمَ ؛لِأَنّ فُعلاءَ لیس من أَبْنیتِهم،و یقال:هو فُعَّالٌ من المهموز،و لیس بالوَجْه؛ لأَنّ الاشتقاقَ لیس یدُلُّ علی الهمْز،کما دَلّ علی القُرّاءِ و السُّلاَّءِ؛قال الأَخْطَلُ یَعِیبُ قَوماً:
بِئسَ الصُّحَاهُ و بِئسَ الشَّرْبُ شَرْبُهُم
إِذا جَرَی فِیهِمُ المُزّاءُ و السَّکَرُ
و هو اسْمٌ للخمْر.و لو کان نعتاً لها،کان مَزّاءَ،بالفَتح.
و أَمّا الخُشّاءُ،بالخاءِ و الشّین المعجمتَینِ ،فأَبقاها علی ما ذَکَرَ،و أَلحقها بقُوَبَاءَ ،کما یأْتی فی الشِّینِ المُعْجَمَهِ .
انتهی.
و القُوبِیُّ ،بالضَّمِّ : المُولَعُ ،أَی:الحَرِیصُ بأَکْلِ الأَقْوَابِ ،و هی الفِرَاخُ .
و أُمُّ قُوبٍ ،بالضّمّ :من أَسماءِ الدّاهِیَهِ .
و عن ابْنِ هانِئٍ : القُوَبُ ،أَی: کَصُرَدٍ:قُشُورُ البَیْضِ ؛ قال الکُمَیْتُ یَصِفُ بیضَ النَّعَامِ :
علی تَوَائِمَ أَصْغَی من أَجِنَّتِها
إِلی وَساوِسَ عَنْهَا قابَتِ القُوَبُ (2)
قابَتْ :أَی تفَلّقتْ .
و رَجَلٌ مَلِیءٌ قُوَبَهً ، کَهُمَزَهٍ :المُقِیمُ الثّابِتُ الدّارِ ،یقال ذلک للّذی لاَ یَبْرَحُ من المَنْزِلِ .
و القَابُ :ما بَیْنَ المَقْبِضِ و السِّیَهِ ،المَقْبِضُ ، کَمَجْلِسٍ ،و السِّیَهُ ،بالکسر،ما عُطِفَ من جانِبَیِ القَوْس، و لِکُلِّ قَوْسٍ قابَانِ ،و هما ما بَیْنَ المَقْبِضِ و السِّیَهِ .و قالبعضُهم فی قولِهِ عَزَّ و جَلَّ فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ (3):أَرادَ قَابَیّ قَوْسٍ ،فَقَلَبَهُ ،و إِلیه أَشَارَ الجَوْهَرِیُّ .
و القَابُ : المِقْدارُ، کالقِیبِ ، بالکَسر.تقول:بَیْنَهُمَا قابُ قَوْسٍ ،و قِیبُ قَوْسٍ ،و قادُ قَوْسٍ ،و قِیدُ قَوْسٍ ، أَیْ :قَدْرُ قَوْسٍ .و قیلَ : قابَ قَوْسَیْنِ :طُولَ قَوسَینِ .و قال الفَرّاءُ: قابَ قَوْسَیْنِ ،أَی:قَدْرَ قَوْسَینِ عَرَبِیّتَیْنِ .و
16- فی الحدیث: « لَقَابُ قَوْسِ أَحَدِکُم،خَیْرٌ من الدُّنْیا و ما فیها».
قال ابْنُ الأَثیرِ: القابُ ،و القِیبُ ،بمعنی القَدْرِ،و عَیْنُها واوٌ،من قولهم: قَوَّبُوا فی الأَرْضِ ،أَیْ أَثَّرُوا فیها،کما سیأْتی.و فی العِنَایه للخَفاجِیّ : قَابُ القَوْسِ ،و قِیبُه :ما بَیْنَ الوَتَرِ و مَقْبِضِهِ .وَ بَسَطَهُ المفسِّرُونَ فی«النَّجْمِ ».
و قَابَ الرَّجُلُ ، یَقُوبُ ، قَوْباً :إِذا هَرَب.و قابَ أَیضاً:
إِذا قَرُبَ نقلَهما الصّاغانیّ ،فَهُما ضِدٌّ.
و اقْتَابَهُ :اخْتَارَهُ .
و یقال قَوَّیْتُ الأَرْضَ ،أَی: أَثَّرْتُ فِیها بالوطْ ءِ،و جَعَلْتُ فی مَساقیها عَلامَاتٍ ،و قد تقدّمتِ الإِشارهُ إِلیهِ من کلامِ ابْنِ الأَثِیرِ؛و أَنشدَ:
به عَرَصَاتُ (4)الحیِّ قَوَّبْنَ مَتْنَهُ
و جَرَّدَ أَثْبَاجَ الجَرَاثِیمِ حاطِبُهْ
قَوبن متْنه:أَی أَثَّرْنَ فیه بمَوْطِئِهِم و مَحَلّهم.قال العَجّاجُ :
من عَرَصَاتِ الحَیِّ أَمْسَتْ قُوَّبَا
أَیْ :أَمستْ مُقَوَّبَهً وَ تَقَوَّبَتِ البَیْضَهُ ،أَی: انْقَابَت ،و هُما بمعنًی،و ذلک إِذا تَفَلَّقتْ عن فَرْخِها.
*و ممّا لم یذکُرْهُ المُؤَلِّفُ :
و یُقَال: انْقابَ المَکَانُ ،و تقَوَّبَ ،إِذا جُرِّدَ فیه مواضِعُ من الشَّجَرِ و الکَلإِ.
و قَوِبَ من الغُبَارِ،أَی اغْبَرَّ،و هذا عن ثعلب.
و المُقَوَّبَهُ من الأَرَضِینَ :الّتی یُصِیبُهَا المَطَرُ،فیَبْقَی فی أَماکنَ منها شَجَرٌ کان بها قَدیماً.حکاه أَبو حنیفهَ .
ص:345
و فی الأَساس:و قَوَّبتِ (1)النّازِلُونَ الأَرْضَ :أَثَّرَتْ .و فی رأْسه و جِلْدِه قُوَبٌ ،أَی:حُفَرٌ.
و من المَجَاز: انْقابت بَیْضهُ بَنی فلانٍ عن أَمْرِهم:بَیَّنُوهُ ، کأَفرَخَتْ بَیضتُهم.انتهی.
القَهْبُ :الأَبْیَضُ عَلَتْهُ کُدْرَه (2)و قیل:الأَبْیَضُ ، و خَصَّ بعضُهم به الأَبیَضَ من أَولادِ المَعْزِ و البَقَرِ،یقالُ :إِنّه لَقَهْبُ الإِهَابِ ،و قُهابُه ،و قُهَابِیُّه ،و سیأْتِیانِ . و لَوْنُهُ القُهْبَهُ ، بالضَّمِّ .قال الأَصْمعیُّ :هو غُبْرَهٌ إِلی سَوادٍ.و الأَقْهَبُ :
الّذی یَخْلِطُ بَیاضَهُ حُمْرَهٌ .و قیلَ : الأَقْهَبُ :[الّذِی فیه] (3)حُمرهٌ إِلی غُبْرَهٍ ،قاله ابْنُ الأَعْرَابِیِّ ،قال:و یُقَالُ :هو الأَبْیَضُ الکَدِرُ (4)،و أَنشد لامْرِئِ القَیْسِ :
کَغَیْثِ العَشِیِّ الأَقْهَبِ المُتَوَدِّقِ (5)
و قیلَ : الأَقْهَبُ :ما کان لونُهُ إِلی الکُدْرَهِ مع البیاضِ للسَّوَادِ.
و قد قَهِبَ ،کَفَرِحَ قَهَباً ، و هی قَهِبَهٌ ،کفَرِحَهٍ ،لا غیرُ.
و فی الصَّحاح و قَهْبَاءُ أَیضاً.
و القَهْبُ : الجَبَلُ العَظِیمُ ،و قیلَ :الطَّوِیلُ ،و جمعُهُ قِهَابٌ ،و قیلَ : القِهَابُ :جِبالٌ سُودٌ،یُخَالِطُها (6)حُمرهٌ .
و القَهْبُ : الجَمَلُ العَظِیمُ ،عن أَبی عَمْرٍو،و قال غیرُهُ :
القَهْبُ من الإِبِل بَعْدَ البازِل.و القَهْبُ : المُسِنُّ ،قال رُؤْبَهُ :
إِنَّ تَمِیماً کان قَهْباً مِنْ عادْ
أَرْأَسَ مُذْکَاراً کَثِیرَ الأَوْلاَدْ
أَی:قدیمَ الأَصْلِ عادِیَّهُ یقالُ للشیخ إِذا أَسَنَّ :قَحْرٌ، و قَهْبٌ ،و قَحْبٌ .
و الأَقْهَبَان :الفِیلُ و الجَامُوسُ ،کلُّ واحدٍ منهما أَقْهَبُ ، لِلَوْنِهِ .و فی الأَساس:سُمِّیَا به لِعِظَمِهِما،قال رُؤْبَهُ یَصِفُ نفسَه بالشِّدَّه.
لَیْثٌ یَدُقُّ الأَسَدَ الهَمُوسَا
و الأَقْهَبَیْن الفِیلَ و الجامُوسَا
و القُهَابُ ،و القُهَابِیُّ ،بضمِّهما:الأَبْیَضُ . قال الأَزْهریُّ :
یقالُ إِنَّهُ لَقَهْبُ الإِهابِ ،و إِنّهُ لَقُهَابٌ ،و قُهابِیٌّ ؛و قد تقدّم الإِیماءُ إِلیه.
و القَهْبِیُّ ،بالفتح:الیَعْقُوبُ ،و هو الذَّکَرُ من الحَجَلِ ، قاله اللَّیْثُ ؛و أَنشد:
فأَضْحَتِ الدّارُ قَفْراً لا أَنِیسَ بِها
إِلاّ القِهَادُ مع القَهْبِیِّ و الحَذَفُ
و القُهَیْبَهُ ،مُصَغَّراً،کذا فی نسختنا.و فی لسان العرب.
و القُهَیْبُ (7)،بحذف الهاءِ.و فی أُخُرَی من نسخ القاموس:
القُهْبِیَّهُ ، (8)بضمّ القاف و سکون الهاءِ و کسر الموَحَّده و تشدید التّحْتِیَّه: طائرٌ ،یکونُ بتِهامَهَ ،فیه بیاضٌ و خُضرهٌ ،و هو نوع من الحَجَل.
و القَهَوْبَهُ ،و القَهَوْباهُ (9)مثال رَکُوبَهٍ و رَکُوباهٍ : نَصْلٌ من نِصال السّهام لَهُ شُعَبٌ ثَلاثٌ ،و رُبَّما کانت ذاتَ حَدِیدَتَیْنِ ، تنضمّانِ أَحیاناً،و تَنفرجانِ أُخرَی.قال ابْنُ جِنِّی:حکی أَبو عُبَیْدَهَ : القَهَوْبَاهُ ،أَی بفتح الهاءِ و بالهاءِ.قُلْتُ :و مثله لاِبْنِ دُرَیْدٍ فی باب النَّوادر،و قال:هو العریضُ من النِّصال. أَو سَهْمٌ صَغِیرٌ مُقَرْطَسٌ ،و الجمعُ قَهُوباتٌ .قال الأَزْهَرِیُّ :
هذا هو الصّحیح فی تفسیر القَهُوبَهِ ، و قد قال سِیبَوَیْه: لَیْسَ فی الکلام فَعَوْلَی غَیْرها و هو بفتح الفاءِ و العینِ و آخرُه یاءُ تأْنِیث،هکذا فی النُّسَخ الصَّحیحه.و مثلُهُ فی لسان العربِ ،و غیرِه و وَهِمَ شیخُنا فصوَّبَ ضَمَّ الفَاءِ،و خَطَّأَ مَنْ فَتَحَها.و فی لسان العرب،بعدَ نَقْلِ کلامِ سیبویه:و قد یُمْکن أَنْ یُحْتَجَّ له فیُقَال:قد یُمْکِنُ أَن یأْتی مع الهاءِ ما لولا هی لما أَتی،نحو تَرْقُوَهٍ و حِذْرِیَهٍ (10)انتهی.
ص:346
وَ أَقْهَبَ عن الطَّعَامِ :أَمْسَکَ ،و لم یَشْتَهِ ،نقله الصّاغانیُّ .
القَهْزَبُ ،کجَعْفَرٍ :أَهمله الجوهرِیُّ ،و قالَ الصّاغانِیّ :هو القصِیرُ من الرِّجَالِ .
القَهْقَبُ ،کجَعْفَرٍ و قَهْقَرٍّ ،أَی:بتشدِیدِ آخِرِهِ ، هکذا فی النُّسَخ.و قد أَهمله الجَوْهَرِیُّ .و قال أَبو عَمْرٍو:
القَهْقَبٌّ ،و القَهْقَمٌّ ،أَی:بتشدیدِ آخرِهما،کما قیّده الصاغانیُّ مُجَوِّداً:الجَمَلُ الضَّخْمُ ،و قد مَثَّل به سِیبَوَیْه، و فَسَّره السِّیرافیُّ أَیضاً هکذا.قال رُؤْبَهُ .
ضَخْمَ الذِّفَارَی جَسْرَباً قَهْقَبّا
و قد یُخَفَّفُ ،و هو المرادُ من قول المُصَنِّفِ :کجَعفر؛ قال رُؤْبَهُ أَیضاً:
أَحْمَسَ وَقّاعاً هِقَبّاً قَهْقَبَا
و قِیلَ :هو الضَّخْمُ المُسِنُّ ،و قیل:الضَّخْمُ الطّویلُ و قال ابن الأَعْرَابِیّ القَهْقَبُ ، کجَعْفَرٍ:الطَّویلُ ،الضَّخْمُ ، الرَّغیبُ ؛و قد یُشَدَّدُ.
و قال ابن الأَعْرَابیِّ أَیضاً: القَهْقَبُ ،بالتَّخْفیف:
الباذِنْجَانُ ،کالکَهْکَبِ .
و فی المُحْکَم: القَهْقَبُ :الصُّلْبُ الشَّدِیدُ.
القَهَنَّبُ ،کشَمَرْدَلٍ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ، و صاحبُ اللسانِ :و قال أَبو زِیادٍ:هو الطَّوِیلُ الأَجْنَأُ ، و أَنشدَ:
بِئسَ مَظَلُّ العَزَبِ القَهَنَّبِ
ماتِحهٌ و مَسَدٌ من قِنَّبِ
أَو الطَّوِیلُ مطلقاً، کالقَهَنْبَانِ (1).
قال شیخُنا:صَرّحَ أَبو حِیْان و غیرُهُ بأَنّ نونَها زائدهٌ .
و المُقَهْنِبُ :الدّائمُ علی الماءِ ،نقله الصّاغانیُّ .
الکَأْبُ ،بالفتح،کالضَّرْب و الکَأْبَهُ ،و الکَآبَهُ ، کالنَّشْأَهِ و النَّشاءَهِ الغَمُّ ،و سُوءُ الحالِ ،و الانْکِسَارُ من حُزْنٍ :
کَئِبَ ،کسَمِعَ ، یَکْأبُ ، کَأْباً ،و کَآبَهً : و اکْتَأَبَ ، اکتِئاباً :
حَزِنَ و اغْتَمَّ ،و انْکَسَرَ، فهو کَئِبٌ کفَرِحٍ ، و کَئِیبٌ کَأَمِیرٍ، و مُکْتَئِبٌ و
16- فی الحدیث: «أَعُوذُ بِکَ مِنْ کَآبَهِ المُنْقَلَب» (2).
المعنی:أَنَّهُ یَرْجِعُ من سَفرِه بأَمْرٍ یَحْزُنُهُ ،إِمَّا أَصابَهُ من (3)سَفَرِه،و إِمَّا قَدِمَ علیه،مثلُ أَنْ یَعُودَ غَیْرَ مَقْضِیِّ الحاجَهِ ،أَو أَصابَتْ مالَهُ آفَهٌ ،أَو یَقْدَمَ علی أَهْلِهِ فیَجِدَهُمْ مَرْضَی،أَو [قد] (4)فُقِدَ بعضُهم.
و امْرَأَهٌ کَئِیبهٌ ،و کَأْباءُ أَیضاً قال جَنْدَلُ بْنُ المُثَنَّی:
عَزَّ علی عَمِّکِ أَنْ تَأَوَّقِی (5)
أَوْ أَنْ تَبیتِی لَیْلَهً لم تُغْبَقِی
أَوْ أَنْ تُرَیْ کَأْباءَ لم تَبْرَنْشِقِی
الأَوْقُ :الثِّقَلُ و الغَبُوقُ :شُرْبُ العَشِیِّ .و الابْرِنْشاقُ :
الفَرَحُ و السُّرُورُ.
و أَکْأَبَ ،کَأَکْرَمَ : حَزِنَ ،أَو دخَلَ فی الکَآبه ،أَی:
الحُزْنِ ،أَو تَغَیُّر النَّفْسِ بالانکسار من شِدَّهِ الهَمّ .
و أَکْأَبَ : وَقَع فی هَلَکَهٍ ؛و أَنشد ثعلب:
یَسِیرُ (6)الدَّلِیلُ بها خِیفَهً
و ما بِکَآبَتِهِ مِنْ خَفاءْ
فسّرَهُ فقالَ :قد ضَلَّ الدَّلیل،بها.قالَ ابْنُ سِیدَهْ .و عندی أَنَّ الکآبَهَ هاهُنا الحُزْنُ ؛لأَنَّ الخائفَ مَحزونٌ .
و الکَأْباءُ ،علی فَعْلاءَ: الحُزْن الشَّدِیدُ.
و یُقَال:ما أَکْأَبَکَ ،فهو یُسْتَعْمَلُ مَصْدَراً و صِفَهً للأُنْثَی، کما تَقَدَّمَ .
ص:347
و یقال: ما بِهِ کُؤَبَهٌ ،کهُمَزَهٍ ،أَی: تُؤَبَهٌ ،وَزْناً و مَعْنًی، أَی:ما یُسْتَحْیَا منه،نقله الصّاغانیُّ .
و من المَجَاز: اکْتأَبَ وَجْهُ الأَرْضِ ،و هی کَئِیبهُ الوجْهِ (1).
و و رَمادٌ مُکْتَئِبُ اللَّوْنِ : ضارِبٌ إِلی السَّوَادِ کما یکون وجْهُ الکئِیب .
و أَکْأَبَه :أَحْزَنَه.
و کَئِیبٌ ،کأَمِیرٍ:مَوْضِعٌ بالحِجَاز.
کَبَّهُ یَکُبُّه کَبّاً ،و کَبْکَبَه : قَلَبَه. و کَبَّ الرَّجُلُ إِناءَه، یَکُبُّه ، کَبّاً .
و کَبَّهُ لوَجْهِهِ ، فانکَبَّ أَی: صَرَعَه، کَأَکَبَّهُ ،حکاه ابْنُ الأَعرابیّ ،مُرْدِفاً للمعنی الأَوَّلِ ،و أَنشد:
یا صاحِبَ القَعْوِ المُکَبِّ المُدْبِرِ
إِنْ تَمْنَعِی قَعْوَکِ أَمْنَعْ مِحْوَرِی
و کَبَبْتُ القَصْعَهَ :قَلَبْتُهَا علی وجْهِها.
وَ طَعَنه فکَبَّهُ لِوَجْههِ ،کذلک،قال أَبو النَّجْمِ :
فَکَبَّهُ بِالرُّمْحِ فی دِمائِه
و الفَرَسُ یَکُبُّ الحِمَارَ،إِذَا أَلقاه علی وجْهه (2)،و هو مَجازٌ.
و الفارِسُ یَکُبُّ الوُحُوشَ (3):إِذا طَعَنَهَا،فأَلْقاهَا علی وجْهها.
و رَجُلٌ أَکَبُّ :لا یَزَالُ یَعْثُرُ.
و کَبْکَبَهُ :إِذا قَلَبَ بعضَهُ علی بعضٍ ،أَو رَمَی به من رأْسِ جَبَلً أَو حائطٍ .
و کَبَّه فَأَکبَّ و هو علی وجْهه، و هُو کما فی نسخهٍ ،و فی بعضها بإسقاطِ الرّباعیّ منه، لازِمٌ و الثُّلاثِیُّ منه مُتَعَدٍّ ،و هذامن النَّوَادِرِ أَن یُقَال أَفعَلْتُ أَنا،و فَعَلْتُ غیری،یقال: کَبَّ اللّهُ عَدُوَّ المُسْلِمِینَ ،و لا یُقَال: أَکَبَّ ،کذا فی الصَّحاح.
قال شیخُنا:و صَرَّحَ بمثلِهِ ابْنُ القَطَّاعِ و السَّرَقُسْطِیُّ و غیرُ واحدٍ من أَئمَّه الُّلغَه و الصَّرْف.و قال الزَّوزَنِیُّ :و لا نَظِیرَ له، إِلاَّ قولُهُم:عَرَضْتُه فأَعرَضَ ،و لا ثالِثَ لهما،و اسْتَدرک علیهم الشِّهابُ الفَیُّومِیّ فی خاتمه المصباح أَلفاظاً غیرَ هذَیْنِ ،لا یجری بعضُها علی القاعده کما یظهَرُ بالتَّأَمُّل.
قلت:و سیأْتی البحث فیه فی قَشَع،و فی شَنَقَ ،و فی حَقِلَ ،و فی عَرَض.و فی تفسیر القاضی أَثناءَ سُوره المُلْک أَنَّ الهمزهَ فی أَکَبَّ و نَحْوِه للصَّیْرُورَه،و قد بسطَهُ الخَفَاجِیُّ فی العنایه. و أَکَبَّ الرَّجُلُ عَلَیْه ،أَی علی الشَّیْ ءِ: أَقْبَلَ یَعْمَلُهُ .
و من المَجَاز: أَکَبّ الرَّجُلُ یُکِبُّ علی عَمَلٍ عَمِلَه:إِذا لَزِمَ ،و هو مُکِبٌّ علیه لازِمٌ له.
و أَکَبَّ علیه، کَانْکَبَّ بمعنًی.
و أَکَبَّ لَهُ ،أَی:للشَّیْ ءِ،إِذا تَحَانَی ،کذا فی النُّسْخَه، و فی بعضها، تَجانَأَ (4)،بالجیمِ و الهمز،و لعلَّهُ الصَّوابُ .
و کَبَّ :إِذا ثَقُلَ ،یُقَالُ :أَلقَی علیه کُبَّتُه ،أَی:ثِقْلَهُ .
و عن أَبی عَمْرٍو: کَبَّ الرَّجُلُ ،إِذا أَوْقَدَ الکُبَّ ،بالضَّمِّ ، للحَمْضِ و هو شَجَرٌ جَیِّدُ الوَقُودِ،یَصلُحُ وَرَقُه لأَذْنَابِ الخَیلِ ،یُحَسِّنُها و بُطَوِّلُها،و له کُعُوبٌ و شَوْکٌ (5)یَنْبُتُ فیما رَقَّ من الأَرْض و سَهُلَ ،واحدتُه کُبَّهٌ .و قیلَ :هو من نَجِیلِ العَلاَه.و قال ابنُ الأَعْرَابِیِّ :من الحَمْضِ :النَّجِیلُ ، و الکُبُّ .
و کَبَّ الغَزْلَ :جَعَلَه کُبَباً ،و عن ابْنِ سِیدَهْ : کَبَّ الغَزْلَ :
جعَلَه کُبَّهً .
و الکَبَّهُ ،بالفتح، و یُضَمُّ الدَّفْعَهُ فی القِتَالِ ،و الجَری ، و شِدَّتُه،و أَنشدَ:
ثارَ غُبارُ الکَبَّهِ المائرُ
و الکبَّهُ : الحَمْلَهُ فی الحَرْبِ .
ص:348
یقالُ :کانت لهم کَبَّهٌ فی الحرب،أَی:صَرْخهٌ (1)، و رأَیْتُ للخَیْلَیْنِ کَبَّهً عظیمهً ،و هو مجاز.
و الکَبَّهُ : الزِّحامُ ،یُقَالُ :لَقیتُه علی (2)الکَبَّهِ ،أَی:
الزَّحْمَهِ ،و هو مَجازٌ أَیضاً.و فی حدیثِ أَبِی قَتَادَهَ :فَلَمَّا رأَی النَّاسُ المِیضَأَهَ (3)تَکَابُّوا علیها»أَی ازْدَحَمُوا،و هی تَفاعَلوا، من الکَبَّهِ (4).
و قال أَبو رِیَاشٍ : الکُبَّهُ : إِفْلاَتُ الخَیْلِ ،و هی علی المِقْوَسِ ،للجَرْیِ ،أَو للحَمْله.
و الکَبَّهُ : الصدْمَهُ بَیْنَ الجَبَلَیْنِ ، (5)نقله الصّاغانیُّ .
و من المجاز:جاءَتْ کَبَّهُ الشِّتَاءِ ،أَی: شِدَّتُهُ و دَفْعَتُه.
و الکَبَّه : الرَّمْیُ فی الهُوَّه مِن الأَرْض، کالکَبْکَبَهِ ،بالفَتْح، و یُضَمُّ .
و الکِبْکِبَهُ ،بکسْرِ الکَافَیْنِ ؛ و الکَبْکَبُ (6)،کجَعْفَرٍ،و فی التَّنْزِیلِ العزیز: فَکُبْکِبُوا فِیها هُمْ وَ الْغاوُونَ (7)قال اللَّیْثُ :أَی دُهْوِرُوا و جُمعُوا،ثمَّ رُمِیَ بهم فی هُوَّهِ النَّارِ.
و قال الزَّجَّاجُ :طُرِحَ بعضُهُم علی بعض و قال أَهلُ اللُّغَه:
معناه دُهْوِرُوا.و حقیقه ذلک فی اللُّغَه تکریرُ الانکباب ،کأَنَّهُ إِذا أُلْقِیَ ، یَنْکَبُّ مرَّهً بعدَ مَرَّهٍ ،حتّی یَسْتَقِرَّ فیها.نَستجیرُ باللّهِ منها.
و الکُبَّهُ ، بالضَّمِّ :الجماعهُ من النّاس؛قال أَبو زُبَیْدٍ.
و صاحَ من صاحَ فی الأَجْلابِ و انْبَعَثَت
و عَاثَ فی کُبَّهِ الوَعْوَاعِ و العِیرِ
کالکَبْکَبَهِ بالفتح.ف
16- ی الحَدِیثِ : « کَبْکَبَهٌ من بنی إِسرائیل». أَی:جَمَاعَهٌ .و
16- فی حدیث ابْنِ مسعود: أَنّه رأَی جَماعهً ،ذَهَبَتْ فَرَجَعَتْ ،فقالَ :إِیَّاکُمْ و کُبَّهَ السُّوقِ ،فإِنَّها کُبَّهُ الشَّیْطَانِ ». أَی:جماعه السُّوقِ .و من المَجَاز:جاؤُوافی کَبْکَبَهٍ ،أَی:جَمَاعَهٍ .و تَکَبْکَبُوا :تَجَمَّعُوا؛و رَمَاهُم بکُبَّتِهِ :أَی جَماعتِهِ .
و کُبَّهُ : فَرَسُ قَیْس بْن الغَوْثِ بْنِ أَنْمَارِ بْنِ إِراشِ بْنِ عمرِو بْنِ عَمْرو بْنِ الغَوْثِ بنْ نَبْتِ بْنِ مَالِکِ ابْنِ زَیْدِ بْن کَهْلاَنَ بْن سَبَإِ.
و الکُبُّ :الشَّیْ ءُ المجتمعُ من تُرَاب و غیرِه.
و کُبَّهُ الغَزْل:ما جُمعَ منه،مشتَقٌّ من ذلک.و فی الصَّحِاح: الکُبَّهُ : الجَرَوْهَقُ من الغَزْلِ ،تَقُول منه: کَبَبْتُ الغَزْلَ أَکُبُّه کَبّاً .و الجَرَوْهَقُ :لیس بعَرَبِیٍّ ،و قد أَغفَلَهُ فی القاف،کما سیأْتی التَّنْبِیه علیه.
و الکُبَّهُ : الإِبلُ العَظِیمهُ .
و من المَجَاز:المَثَلُ : «إِنَّکَ لَکَالبائعِ الکُبَّهَ بالهُبَّهِ » .
الهُبَّهُ :الرِّیحُ .و منهم مَنْ رواهُ :الکُبَه بِالهُبَه،بالتَّخْفِیفِ فیهِما (8)،فالکُبَهُ من الکابِی،و الهُبَهُ من الهابی.قال الأَزْهَریُّ :و هکذا قالَ أَبو زَید فی هذا المَثَلِ ،أَی:بتشدیدِ البَاءَیْنِ فِیهما.
و الکُبَّهُ : الثَّقیلُ :و فی نسخه الثِّقْلُ ،و هو خطأٌ،یقال:
رَمَاهُمْ بکُبَّتِه ،أَی:ثِقْلِهِ .
و الکُبَابُ ،کَغُرَابٍ :الکَثِیرُ من الإِبِل،و الغَنَم ، و نَحْوِهما.و قد یُوصَفُ به،فیقال:نَعَمٌ کُبَابٌ ،و ذلک إِذا رَکِبَ بعضُهُ علی بعضٍ من کَثْرَتِه.قال الفَرَزْدَقُ :
کُبَابٌ من الأَخْطارِ کانَ مُرَاحُهُ
عَلَیْهَا فَأَوْدَی الظِّلْفُ منهُ و جامِلُهْ
و الکُبَاب : التُّرَابُ ،و الطِّینُ اللاّزِبُ ،و الثَّرَی النَّدِیُّ ، و الجَعْدُ الکَثِیرُ الَّذِی قد لَزِمَ بعضُه بعضاً.قالَ ذُو الرُّمَّهِ یَصف ثوراً حَفَرَ أَصلَ أَرْطَاهٍ ،لِیَکْنِسَ فیه من الحَرِّ:
تَوَخَّاهُ بالأَظْلاَفِ حَتَّی کَأَنَّمَا
یُثِرْنَ الکُبَابَ الجَعْدَ عن مَتْنِ مِحْمَلِ
هکذا أَوردهُ الجَوْهَرِیُّ «یُثِرْنَ »[قال ابن بریِّ ]: (9)
و صوابُ إِنشادِه«یُثِیر»[أَی:تَوخَّی الکِناسَ یَحْفِرُهُ
ص:349
بأَظلافه] (1).و المِحْمَلُ :مِحْمَلُ السَّیْفِ ،شَبَّه عُرُوقَ (2)الأَرطَی به.
و الکُبَابُ : جَبَلٌ ،و مَاءٌ.و الکُبَابُ : ما تَکَبَّبَ ،أَی:
تَجعَّدَ مِن الرّمْلِ لِرُطُوبته،و یُقَالُ : تَکَبَّبَ الرَّملُ ،إِذا أَنْدَی (3)فتَعَقَّدَ،و منه سُمِّیَتْ کُبَّهُ الغَزْلِ ،أَشارَ له الزَّمَخْشَرِیُّ فی الأَساس.و قال أُمَیَّهُ یذکُر حَمامَهَ نُوحٍ :
فجاءَتْ بَعْدَ ما رَکَضَتْ بقِطْفٍ
علیهِ الثَّأْطُ و الطِّینُ الکُبابُ
و الکَبابُ ، بالفَتْحِ :الطَّبَاهِجَهُ ،و هو اللَّحْمُ المُشَرَّحُ المَشْوِیُّ ،قال یاقوت:و ما أَظُنُّه إِلاّ فارِسِیّاً،و بمثله جَزَم الخَفَاجِیُّ فی شِفاءِ الغَلیل.و من المَجَازِ: کَبَّبوا اللَّحْمَ .
و التَّکْبِیبُ :عَمَلُهُ من الکبَابِ ،و هو اللَّحْمُ یُکَبُّ علی الجَمْرِ:یُلْقَی علیه.
و المِکَبُّ ،کمِسَنٍّ (4)أَی بالکسر:الرَّجُلُ الکَثِیرُ النَّظَرِ إِلی الأَرْض، کالمِکْبابِ .
و أَکَبَّ الرَّجُلُ ، إِکباباً :إِذا نَکَّسَ و فی التَّنْزِیلِ العزیز:
أَ فَمَنْ یَمْشِی مُکِبًّا عَلی وَجْهِهِ (5).
و المُکَبَّبَهُ ،علی صیغه اسْم المفعول: حِنْطَهٌ غَبْرَاءُ، غَلِیظَهُ السَّنَابِلِ أَمثالُ العَصَافیرِ،و تِبْنُها غَلِیظٌ ،لا تَنْشَط له الأَکَلَهُ .
و الکُبْکُب ،بالضَّمّ :الرَّجُلُ المُجْتَمِعُ الخَلْقِ ،الشَّدِیدُهُ ، کالکُبَاکِب ،بالضَّمِّ أَیضاً. ج کَبَاکِبُ ،بالفَتْح.و کُلُّ فُعالِلٍ بالضَّمّ صفهً للواحد،فإِنّ الجَمْعَ فَعَالِلُ ،بالفتح،مثلُ جُوَالِق و جَوَالِق.
و تَکَبَّبَتِ الإِبِلُ :إِذا صُرِعتْ من داءٍ ،أَو هُزَالٍ .
و الکَبْکَابُ ،بالفتح: تَمْرٌ غلیظٌ کبیرٌ هاجِرٌ.
و الکَبْکابَهُ ، بهاءٍ:المَرْأَهُ السَّمِینَهُ ،کالبَکْباکَه، و الوَکْوَاکَهِ ،و الکَوْکَاءَه،و المَرْمارَه،و الرَّجْرَاجَه. و الکِبْکِبُ ،بالکسْرِ و یُفْتَحُ :لُعْبَهٌ لهم.
و:ع بالصَّفْراءِ (6).
و کَبْکَبٌ ، کَجعْفَرٍ :اسْمُ جَبَل بِمَکَّهَ ،و لم یُقَیِّدْهُ فی الصَّحِاح بمکانٍ ،و قَیَّدَهُ غیرُهُ بأَنَّه جَبَلٌ بعَرَفاتٍ خَلْفَ ظَهْرِ الإِمَامِ إِذا وَقَفَ ،و قیل:هو ثَنِیَّهٌ .و قد صَرَفَه امْرُؤُ القَیْسِ (7)و الأَعْشَی 8تَرَکَ صَرْفَهُ .
و الکَبَابَهُ ،کَسحابهٍ :دواءٌ صِینِیٌّ ،یُشْبِهُ الفُلْفُلَ الأَسْودَ، و له خَواصُّ مذکورهٌ فی کتب الطِّبّ .
و الکُبْکُوبُ ،و الکُبْکُوبَهُ ،و الکُبْکُبَهُ ،بضمِّهنّ :
الجَمَاعَهُ من النّاسِ المُتَضامَّهُ بعضُهَا معَ بعض.
و کُبَاکِبُ ،بالضَّمِّ : جَبَلٌ ؛قال رُؤْبهُ :
أَرْأَسُ لو تَرْمِی بها کُباکِبَا
ما مَنَعَتْ أَوْعالَها العَلاَهِبَا
و قَیْسُ کُبَّهَ بالضم،قَبیلَهٌ من بَجِیلَهَ . یقالُ :إِنّ کُبَّهَ اسْمُ فَرَسٍ له؛قال الرّاعی یهجوهم:
قُبَیِّلَهٌ من قَیْسِ کُبَّهَ ساقهَا
إِلی أَهْل نَجْدٍ لُؤْمُها و افْتِقَارُهَا
*و ممَّا یُستدرَکُ علیه:
کَبَّهُ النَّارِ،بالفتح:صَدْمتُها.و منه
16- حدیثُ مُعاویهَ : «إِنّکم لَتُقَلِّبُونَ حُوَّلاً قُلَّباً إِنْ وُقِیَ کَبَّهَ النَّارِ».
و کَبَّ فُلانٌ البعِیرَ:إِذا عقَرهُ ،قال:
یَکُبُّونَ العِشارَ لِمنْ أَتاهُمْ
إِذا لَمْ یُسْکِتِ المِائَهُ الوَلِیدَا
ص:350
و الکُبَّه .بالضَّمّ :جماعهٌ من الخیل.و کُبَّهُ الخیلِ :
مُعْظَمُهَا،عن ثعلب.و من کلام بعضِهم لبعضِ الملوک:
لَقِیتُهُ (1)فی الکَبَّه ،طَعَنْتُهُ فی السبَّه،فأَخْرَجْتُها من اللَّبَّه.
و قد مَرَّ بتفصیله فی سَبَّ ،فراجِعْهُ .
و یُقَالُ :علیه کُبَّهٌ [و بَقَرَهٌ ] (2)أَیّ :عِیالٌ .
و کُبْکِبُوا فیها:أَیْ جُمِعُوا.
و جاءَ مُتَکَبْکِباً فی ثِیابه:أَی مُتَزَمِّلاً.
و من المَجَازِ: تَکَبَّبَ الرَّجُلُ ،إِذا تَلَفَّفَ فی ثوبه.کذا فی الأَساس.
و فی النّوادر:کَمْهَلْتُ المالَ کَمْهَلَهً ،و دَبْکَلْتُهُ ، و زَمْزَمْتُهُ (3)،و صَرْصَرْتُهُ ،وَ کَرْکَرْتُه:إِذا جَمَعْتَهُ و رَدَدْتَ أَطْرَافَ ما انْتَشَر مِنْه،و کذلک کَبْکَبْتُه .کذا فی لسان العرب.
و الکُبَّهُ ،بالضَّمّ :غُدَّهٌ شِبْهُ الخُرَّاج،و أَهلُ مِصْر یُطْلِقُونَها علی الطّاعون،و أَهلُ الشّام علی لحْمٍ یُرَضُّ ،و یُخْلَطُ مع دقِیقِ الأَرُزّ،و یُسَوَّی منه کهَیْئَهِ الرُّغْفَانِ الصِّغَارِ و نحوِها.
و کَبَابٌ ،کسَحابٍ :جَبَلٌ .
کَتَبهُ ، یَکْتُبُ ، کَتْباً بالفَتْح المَصْدَرُ المَقِیسُ ، و کِتَاباً بالکسر علی خِلاف القِیاس.و قیل:هو اسْمٌ کاللَّباس،عن اللِّحْیانیّ .و قِیل:أَصلُه المصدرُ،ثمّ استُعمِلَ فیما سیأْتی من معانیه.قاله شیخُنا.و کذا: کِتابَهً ، و کِتْبَهً ،بالکسر فیهما؛ خَطَّهُ ،قال أَبو النَّجْمِ :
أَقْبَلْتُ مِنْ عِنْدِ زِیَاد کالخَرِفْ
تَخُطُّ رِجْلایَ بخَطٍّ مُخْتلفْ
تُکَتِّبانِ فی الطَّرِیقِ لاَمَ الِفْ
و فی لسان العرب،قال:و رأَیتُ فی بعض النُّسَخ « تِکِتِّبانِ »بکسر التّاءِ،و هی لُغَهُ بَهْراءَ،یَکْسِرُونَ التَّاءَ، فیقولونَ :تِعْلَمُونَ .ثمّ أَتْبَع الکافَ کسرهَ التّاءِ، ککَتَّبَهُ مُضَعَّفاً، و عن ابن سِیدَهْ : اکْتَتَبَه کَکَتَبَه (4)، أَو کَتَّبَهُ :إِذا خَطَّهُ . و اکْتَتَبَهُ :إِذا اسْتَمْلاهُ ، کاسْتَکْتَبَهُ .
و اکْتَتَبَ فلانٌ کِتَاباً :أَی سأَلَ أَنْ یُکْتَبَ له.
و اسْتَکْتَبَهُ الشَّیْ ءَ:أَی سَأَلَهُ أَنْ یَکْتُبَه له.و فی التَّنْزِیلِ العَزِیز: اِکْتَتَبَها فَهِیَ تُمْلی عَلَیْهِ بُکْرَهً وَ أَصِیلاً (5)أَی:
استَکْتَبَها .
و الکِتَابُ :ما یُکْتَبُ فِیهِ ،و
16- فی الحدیثِ : «مَنْ نَظَرَ إِلی کِتَابِ أَخیهِ بغَیرِ إِذْنِه،فکَأَنَّما یَنْظُرُ فی النَّارِ» (6). و هو محمولٌ علی الکِتَابِ الذی فیه سِرٌّ و أَمانهٌ یَکرَهُ صاحِبُهُ أَنْ یُطَّلَعَ علیه.و قِیلَ :هو عامٌّ فی کلِّ کِتاب .و یُؤَنَّثُ علی نیّهِ الصَّحیفهِ .و حکی الأَصْمَعِیُّ عن أَبِی عَمْرِو بْن العَلاَءِ:أَنَّهُ سَمِعَ بعضَ العربِ یقولُ ،و ذَکَرَ إِنْسَاناً،فقال:فُلانٌ لَغُوبٌ ، جاءَتْه کِتابی فاحْتَقَرَهَا.اللَّغُوبُ :الأَحْمَقُ .
و الکِتَابُ : الدَّوَاهُ یُکْتَبُ منها.
و الکِتَابُ : التَّوْرَاهُ ،قال الزَّجَّاجُ فی قوله تعالَی: نَبَذَ فَرِیقٌ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا اَلْکِتابَ ،و قَولُهُ کِتابَ اللّهِ : (7)جائزٌ أَنْ یکونَ التَّوْراهَ ،و أَن یکونَ القُرآنَ .
و الکِتَابُ : الصَّحِیفَهُ یُکْتَبُ فیها.
و الکِتَابُ یُوضَعُ مَوْضِعَ الفَرْضِ ،قال اللّهُ تَعَالَی: کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِصاصُ (8)،و قال،عَزّ و جَلَّ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الصِّیامُ (9)مَعْنَاهُ :فُرِضَ .قال: وَ کَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها (10)، أَی:فَرَضْنا.
و مِنْ هذا: الکِتَابُ یأْتِی بمعنی الحُکْمِ ،و
16- فی الحدیثِ : «لأَقْضِیَنَّ بَیْنَکُمَا بِکِتَابَ اللّهِ ». أَی:بحُکْمِ اللّهِ الّذِی أَنزَلَ فی کِتابه ،و کَتَبَه علی عِبَاده،و لم یُرِدِ القُرْآنَ ؛ لأَنَّ النَّفْیَ و الرَّجْمَ لا ذِکْرَ لهما فیه؛قال الجَعْدِیُّ :
یا بِنتَ عَمِّی، کِتَابُ اللّهِ أَخْرَجَنِی
عَنْکُمْ ،و هَلْ أَمْنَعَنَّ اللّه مَا فَعَلا
ص:351
و
16- فی حَدِیثِ بَرِیرَهَ : «من اشْتَرَطَ شَرْطاً لیس فی کِتَابِ اللّهِ ». أَی:لیس فی حُکْمِهِ (1).
و فی الأَساس:و مِن المجاز: کُتِبَ علیه کذا:قُضِیَ .
و کِتَابُ اللّهِ قَدَرُهُ (2)،قال:و سَأَلَنِی بعضُ المَغَارِبهِ ،و نحنُ بالطَّوافِ (3)،عن القَدَر ،فقلت:هو فی السَّمَاءِ مَکتوبٌ ، و فی الأَرْضِ مکسوبٌ .
و من المَجَاز أَیضاً،عن اللِّحْیَانیّ الکُتْبَهُ ،بالضَّمِّ :السَّیْرُ الّذِی یُخْزَرُ بِه المَزَادَهُ و القِرْبَه،و جَمْعُهَا کُتَبٌ .قال ذُو الرُّمَّهِ :
وَفْرَاءَ غَرْفِیَّهٍ ،أَثْأَی خَوَارِزَهَا
مُشَلْشَلٌ ،ضَیَّعَتْهُ بَیْنَها الکُتَبُ
الوفْرَاءُ:الوافِرَهُ .و الغَرْفِیَّهُ :المَدْبُوغه بالغَرْفِ ،شَجرهٍ .
و أَثأَی:أَفسدَ.[و]الخَوَارِزُ:جَمْعُ خارِزَهٍ (4).
و الکَتْب :الجَمْعُ تقولُ منه: کَتَبْتُ البَغْلَهَ .إِذا جَمَعْتَ بیْن شُفْرَیْها بحَلْقَه،أَو سَیْرٍ.و فی الأَساس:و کَذَا: کَتَبْتُ علیها (5)،و بَغْلَهٌ مکتوبهٌ ،و مکتوبٌ علیها.
و الکُتْبَهُ : ما یُکْتَبُ به أَی:یُشَدّ حَیاءُ البَغلهِ ،أَو النَّاقَهِ ، لَئِلا،یُنْزَی علیها و الجَمْعُ کالجَمْعِ . و عن اللَّیْثِ : الکُتْبَهُ :
الخُرْزَهُ المضمومهُ بالسَّیْرِ.و قال ابْنُ سِیدَهْ :هی الَّتِی ضَمَّ السَّیْرُ کِلاَ وَجْهَیْهَا و الکِتْبَهُ بالکسرِ: اکْتِتَابُکَ کِتَاباً تَنْسَخُهُ .
و الکِتْبَهُ أَیضاً:الحالَهُ .
و الکِتْبَهُ أَیضاً: الاکْتِتابُ فی الفَرْضِ و الرِّزْقِ .
و کَتَبَ السَّقاءَ و المَزَادَهَ و القِرْبَهَ ، یَکْتُبُه ، کَتْباً : خَرَزَهُ بسَیْرَیْنِ ،فهو کَتِیبٌ .و قیلَ هو أَن یَشُدَّ (6)فَمَهُ حتَّی لا یَقْطُرَ منه شَیْ ءٌ، کَاکْتَتَبَهُ :إِذا شَدَّه بالوِکاءِ،فهو مُکْتَتبٌ .و عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ :سَمِعْتُ أَعْرَابِیّاً یقول: أَکْتَبْتُ فَمَ السِّقاءِ فلَمْ یَسْتَکْتِبْ .أَی:لَمْ یَسْتَوْکِ ،لجفائِه و غِلَظِه.و قالاللِّحْیَانِیّ : اکْتُبْ قِرْبَتَک:اخْرُزْهَا.و أَکْتِبْهَا :أَوْکِها،یعنی:
شُدَّ رَأْسَها. و کَتَبَ النَّاقَهَ ، یَکْتِبُهَا ،و یَکْتُبُها بالکَسْرِ و الضَّمّ ، کَتْباً ،و کَتَبَ علیها: خَتَمَ حَیَاءَهَا و خَزَمَ علیه، أَو خَزَمَ بحَلْقَهٍ منْ حَدِیدٍ،و نَحْوِه کالصُّفْرِ،یَضُمّ شُفْرَیْ حَیائِها،لئلاَّ یُنْزَی علیها.قال:
لا تَأْمننَّ فَزارِیّاً خَلَوْتَ بِهِ
علی بَعِیرِک و اکْتُبْها بِأَسْیارِ
و ذلِک لأَنَّ بَنِی فَزَارَهَ [کانوا] (7)یُرْمَوْنَ بِغِشْیَانِ الإِبِل.
و کَتَبَ النَّاقَهَ ، یکْتُبُهَا : ظَأَرَهَا،فَخَزَم مَنْخَرَیْهَا بِشَیْ ءٍ، لئلاَّ تَشَمَّ البَوْلَ . هکذا فی نُسْخَتِنَا،و هو خَطَأٌ،و صوابُهُ «البَوَّ» (8)أَیْ :فلا تَرْأَمُهُ .
و الکاتِبُ ،عندَهُمُ : العَالِمُ ،نقلَه الجَوْهَرِیُّ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،قال اللّه تَعَالی: أَمْ عِنْدَهُمُ الْغَیْبُ فَهُمْ یَکْتُبُونَ (9)و
16- فی کِتَابِهِ إِلی أَهْلِ الیَمَنِ : «قد بَعَثْتُ إِلَیْکُم کاتِباً من أَصحابِی». أَرَاد:عالِماً،سُمِّیَ به لأَنَّ الغالِبَ علی مَنْ کان یَعْرِفُ الکِتابهَ أَنَّ عندَهُ العِلمَ و المعرفه (10)و کان الکاتب عندهم عَزیزاً و فیهم قلیلاً.
و الإِکْتابُ :تَعْلِیمُ الکِتَابِ ،و الکِتَابَهِ ، کالتَّکْتِیبِ .
و المُکْتِبُ :المُعَلِّمُ ،و قال اللِّحْیَانیّ :هو المکَتِّبُ الَّذِی یُعَلِّمُ الکِتَابَهَ .قال الحَسنُ :و کان الحَجَّاجُ مُکْتِباً بالطّائِفِ ، یعنی مُعَلِّماً،و منه قیل:عُبَیْدٌ المُکْتِبُ ،لأَنَّه کانَ مُعَلِّماً.
و نصُّ الصَّاغانیِّ : کَتَّبْتُ الغُلامَ تَکْتِیباً :إِذا عَلَّمتَهُ الکِتَابهَ ،مثل اکْتَتَبْتُه :
و الإِکْتابُ : الإِمْلاءُ ،تَقُولُ : أَکْتِبْنی هذهِ القصیدهَ ،أَی:
أَمْلِها علیَّ .
و الإِکْتابُ : شَدُّ رَأْسِ القِرْبَهِ یقَال: أَکْتَبَ سِقَاءَهُ إِذا أَوْکأهُ ،و هو مَجَاز،و قد تقدَّمَ .
و رَجُلٌ کاتِبٌ ، و الکُتَّابُ کرُمَّانٍ : الکاتِبُون ،و هم الکَتَبَهُ ،و حرْفَتُهُم: الکِتَابَهُ ،قاله ابْنُ الأَعْرَابیّ .
ص:352
و یقال:سَلَّمَ وَلَدَهُ إِلی المَکْتَبِ کَمقعَدٍ ،أَی: مَوْضِعُ الکِتَابِ و التَّعْلِیمِ أَی:تعلیمهِ الکِتَابه .
و المُکْتِبُ :المُعَلِّمُ ،و الکُتَّابُ :الصِّبیان،قاله المُبَرِّدُ.
و قَوْلُ اللَّیْثِ ،و تَبِعَهُ الجَوْهَرِیّ :إِنّ الکُتَّابَ بوزن رُمَّان، و المَکْتَبَ کمَقْعَدٍ، واحِدٌ ،و هما مَوضعُ تعلیمِ الکِتابِ ، غَلَطٌ :و هو قولُ المُبَرِّدِ،لأَنّه قال:و مَن جعَلَ الموضِعَ الکُتّابَ ،فقد أَخْطَأَ.و فی الأَساس:و قیل الکُتَّابُ :
الصِّبْیانُ ،لا المَکَانُ .و نقل شیخُنا عن الشِّهابِ فی شرح الشِّفاءِ أَنَّ الکُتَّابَ للمَکْتَبِ وارِدٌ فی کلامِهم کما فی الأَساس و غیرِهِ ،و لا عِبره بمن قالَ إِنه مُوَلَّدٌ.و فی العِنَایَه:
أَنَّه أَثْبَته (1)الجوهریّ ،و استفاضَ استعمالُه بهذا المعنی، کقوله:
و أَتَی بکُتَّابٍ لَو انْبَسَطَتْ یَدِی
فیهِمْ رَدَدْتُهُمُ إِلی الکُتَّابِ
و أَوّلُهُ :
تَبّاً لِدَهْرٍ قد أَتَی بِعُجابِ
و مَحَا فُنونَ العِلْمِ و الآداب
و الأَبیات فی تاریخ ابْنِ خِلِّکان.و أَصلُه جمع کاتِبٍ ، مثل کَتَبَه ،فأَطْلِقَ علی مَحَلِّه مَجَازاً للمجاوره،و لیس موضوعاً ابتداءً کما قال.و قال الأَزْهَرِیُّ ،عن اللَّیْثِ :إِنّه لُغَهٌ .و فی الکَشْف:الاعتمادُ علی قول اللیث،و نَقَلَهُ الصّاغانیّ أَیضاً،و سَلَّمَه؛و نقلَه ابْنُ حَجَرٍ فی شرح المِنْهَاجِ عن الإِمامِ الشّافِعیّ ،و صَحَّحَهُ البَیْهَقِیُّ و غیرُهُ ،و وافقه الجماهیرُ،کصاحب التَّهْذِیب و المُغْرِبِ و العُبَابِ .انتهی الحاصِلُ من عبارته.و لکنّ عَزْوَهُ إِلی الأَساس و لسان العرب و غیرِهِما،مَحَلُّ نَظَرٍ،فإِنّهما نَقَلا عِبَارَهَ المُبَرِّدِ،و لم یُرَجِّحَا قَولَ اللَّیْثِ ،حتی یُسْتَدَلّ بمرجوحیّه قولِ المُبَرِّدِ،کما لا یَخْفَی.
ج (2)کتَاتِیبُ ،و مَکَاتِیبُ .و هذا من تَتِمَّه عِباره الجَوْهَرِیّ ، فالأَوّل جَمْعُ کُتّابٍ ،و الثّانی جَمْعُ مَکْتَبٍ .و قد أَخلّ المُصَنِّفُ بذکر الثّانی،و ذَکَرَه غیرُ واحدٍ،قال شیخنا:و فی عباره المُصَنِّفِ قَلَقٌ .
قلت:و ذلک لأَنّ کتاتَیبَ إِنّمَا هو جَمْعُ کُتَّابٍ ،علی رأْی الجَوْهَرِیّ و اللَّیْثِ ،و هو قد جعله خطأً،فما معنی ذِکْرِه فیما بَعْدُ؟نَعَم،لو قَدَّمَ ذِکْرَهُ قبل قوله«خطأ»،لَسَلِمَ من ذلک، فتأَمّلْ .
و الکُتَّابُ : سَهْمٌ صَغِیرٌ،مُدَوَّرُ الرَّأْسِ ،یَتَعَلَّمُ بهِ الصَّبِیُّ الرَّمْیَ و بالثاءِ أَیضاً،و الثّاءُ (3)المُثَلَّثه فی هذا الحرفِ أَعلَی من التّاءِ الفَوْقِیْه،کما سیأْتی.و فی عبارهِ شیخِنا هنا قَلقٌ عجیبٌ .
و الکُتّابُ أَیضاً: جَمْعُ کاتِبٍ ،مثل کَتَبه ،و قد تقدّمتِ الإِشاره إِلیه.
و اکْتَتَبَ الرَّجُلُ :إِذا کَتَبَ نَفْسَهُ فی دِیوانِ السُّلْطَانِ ،و
16- فی الحَدِیثِ : «قالَ له رَجُلٌ :إِنّ امْرَأَتِی خَرَجَتْ حاجَّهً ،و إِنِّی اکْتَتَبْتُ (4)فی غَزْوَهِ کذا و کذا». أَی: کَتَبْتُ اسْمِی فی جُمْلَهِ الغُزَاهِ .و
17- فی حدیث ابْنِ عُمَرَ: «من اکْتَتَبَ زَمِناً (5)،بَعَثَهُ اللّهُ زَمِناً (6)یَوْمَ القِیَامَهِ ».
و من المجاز: اکْتَتَبَ هو:أُسِرَ.و اکْتَتَبَ بَطْنُهُ :حُصِرَ، و أَمْسَکَ ،فهو مُکْتَتِبٌ و مُکْتَتَبٌ علیه و مکتوبٌ علیه نَقله الصاغانیُّ .
و المُکْتَوْتِبُ :المُنْتَفِخُ المُمْتَلِئُ ممّا کان:نقله الصّاغانیّ .
و من المجازِ: کَتَّبَ الکَتِیبَهَ جَمَعَهَا،و هی الجَیْشُ .
وَ تَکَتَّبَ الجَیْشُ :تَجمَّعَ .
و کَتَّبَ الجَیْشَ :جَعَلَهُ کَتائِبَ .
أَو هِی الجَمَاعَهُ المُسْتَحِیزَهُ مِن الخَیْلِ ،أَوْ هی جَمَاعَهُ الخَیْلِ إِذَا أَغارَتْ علی العَدُوِّ، من المِائَهِ إِلَی الأَلْفِ .
و کَتَّبَها تَکْتِیباً ،و کَتَبَها : هَیَأَهَا ،قال ساعِدَهُ بْنُ جُؤَیَّهَ :
ص:353
لا یُکْتَبُونَ و لا یُکَتُّ عَدِیدهُم
حَفَلَتْ بِساحَتِهِمْ کَتَائِبُ أَوْعَبُوا (1)
أَی:لا یُهَیَّؤُونَ .
و تَکَتَّبُوا :تَجَمَّعُوا ،و منه: تَکَتَّبَ الرَّجُلُ :تَحَزَّمَ ،و جَمَعَ علیه ثِیَابَه.و هو مجاز (2).
و بَنُو کَتْبٍ ،بالفَتْح: بَطْنَ من العرب.
و المُکَتَّبُ ،کمُعَظَّم (3): العُنْقُودُ من العِنَبِ و نحوِهِ ، أُکِلَ بعضُ ما فِیهِ و تُرِکَ بعضُهُ .
و المُکَاتَبَهُ بمعنی التَّکاتُب ،یُقَال: کاتَبَ صدِیقَهُ ، و تَکاتَبا .
و من المجاز المُکَاتَبَه ،و هو أَنْ یُکَاتِبَکَ عَبْدُکَ علی نَفْسِه بثَمَنِه.فإِذا سَعَی.و أَدَّاهُ ،عَتَقَ . و هی لَفْظَهٌ إِسْلامیّه، صرّح به الدَّمِیرِیّ .و السَّیِّدُ مُکَاتِبٌ ،و العَبْدُ مُکَاتَبٌ إِذا عقَدَ علیه ما فارَقَه علیه من أَداءِ المالِ سُمِّیَتْ مُکَاتَبَهً ،لِمَا یَکْتُبُ العَبْدُ علی السَّیِّد من العِتْقِ إِذا أَدَّی ما فُورِقَ علیه،و لِمَا یَکْتُبُ السَّیِّدُ علی العَبْدِ من النُّجُومِ الَّتی یُؤَدِّیهَا فی مَحلِّها، و أَنَّ له تَعجیزَهُ إِذا عَجَزَ عن أَداءِ نَجْم یَحِلُّ علیه.و أَحکامُ المُکَاتَبَه ،مُصَرَّحَهٌ فی فُروع الفِقْه.
*و مِمّا لم یذکُرْهُ المُؤَلِّفُ :
الکُتَیْبَهُ ،مصغَّرهً ،اسمٌ لبعضِ قُرَی خَیْبَرَ.و منه
17- حدیثُ الزُّهْرِیِّ : « الکُتَیْبَهُ أَکثرُهَا عَنْوَهٌ ». یعنی:أَنّه فَتَحَهَا قَهْراً،لا عن صُلْحٍ .
و المَکْتَبُ :من قُرَی ابْنِ (4)جِبْلَهَ فی الیَمَن،نقلْتُهُ عن المُعْجَم.
الکَثْبُ :الجَمْعُ من قُرْبٍ ،و
14- فی حدیثِ أَبی هُرَیْرَهَ : «کُنْتُ فی الصُّفَّهِ ،فبَعَثَ النّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم،بتَمْرِ عَجْوَهٍ فکُثِبَ بَیْنَنَا،و قِیلَ :کُلُوهُ ،و لا تُوَزِّعُوهُ ». أَی:تُرکَ بینَ أَیْدینا مجموعاً.و منه
1- الحدیثُ : «جِئتُ عَلِیًّا،و بَیْنَ یَدَیْه قَرَنْفُلٌ مکثُوبٌ ». أَی:مُجْمُوع و الکَثْبُ : الاجْتِمَاعُ ،یُقالُ : کَثَبَ القَوْمُ ،إِذا اجتمَعُوا،فهم کاثِبُونَ :مجتمِعونَ . و الکَثْبُ :
الصَّبُّ ،یُقال: کَثَبَ الشَّیْ ءَ کَثْباً :إِذا جَمَعَه من قُرْبٍ ، و صَبَّهُ ،قالَ الشّاعرُ:
علی السَّیِّدِ الصَّعْبِ لَوْ أَنَّه
یَقُومُ علی ذِرْوَهِ الصّاقِبِ
لأَصْبَحَ رَتْماً دُقاقُ الحَصَی
مَکَانَ النَّبِیِّ مِنَ الکاثِبِ
الکاثِبُ :الجَامِعُ لِما نَدَر من الحَصَی،و النَّبِیّ :ما نَبَا منه إِذا دُقَّ ،و سیأْتی الکلام علیه. و الکَثْبُ : الدُّخُولُ ، یُقَال: کَثَبُوا لَکُمْ أَی:دَخَلُوا بینَکُمْ و فیکُمْ ،و هو من القُرْبِ یَکْثُبُ بالضَّمّ ، و یَکْثِبُ بالکسر،فی کُلِّ ما ذُکر.
و الکَثْبُ : وادٍ لِطَیِّئٍ القبیلهِ المشهوره.
و الکَثَبُ ، بالتَّحْرِیکِ :القُرْبُ و هُوَ کَثَبَک :أَی،قُرْبَکَ .
قال سِیبَوَیْه:لا یُستعْمَلُ إِلاّ ظَرْفاً.و یُقال:هو یَرْمِی مِنْ کَثَبٍ ،أَی:من قُرْب،و تَمَکُّنٍ .أَنشدَ ابْنُ إِسحاقَ :
فهذانِ یَذُودانِ
وذا مِنْ کَثَبٍ یَرْمِی
و الکَثَبُ : ع بدِیارِ بنی طَیِّئٍ . و هو غیرُ الکَثْبِ ،بفتحٍ فسکونٍ ،المتقدم ذِکْرُهُ و هکذا بالتَّحْرِیک،ضَبَطَهُ صاحبُ المُعْجَمِ و الصّاغانیُّ .
و کَثَبَ عَلَیْهِ :إِذَا قَارَبَهُ ، حَمَل و کَرَّ.
و کَثَبَ کِنَانَتَهُ -بالکسر:الجَعْبَهَ -: نَکَثَها هکَذا فی النُّسْخَه و الصَّوابُ :نَکَبَهَا (5)،أَی نَثَرَها،کما سیأْتی.
و عن أَبی حاتِمٍ :احْتَلَبُوا کُثَباً ،أَی:من کُلِّ شاهٍ شیئاً قلیلاً.
و قد کَثَبَ لَبَنُها :إِذا قَلَّ ،إِمّا عند غَزارَهٍ ،و إِمَّا عِنْدَ قِلَّهٍ (6).
و الکَثِیبُ :هو التَّلُّ المُسْتَطِیلُ المُحْدَوْدِبُ من الرَّمْل.
و قیل: الکَثِیبُ من الرَّمْل:القِطْعَهُ تَنقادُ مُحْدَوْدِبَهً .و قیل:
هو ما اجتمع و احْدَوْدَبَ ج أَکْثِبَهٌ ،و کُثُبٌ بضمَّتَیْن فی
ص:354
الثَّانی، و کُثْبَانٌ کعُثْمان،و فی التَّنْزیل العزیز: وَ کانَتِ الْجِبالُ کَثِیباً مَهِیلاً (1).قال الفَراءُ: الکَثِیبُ :الرَّمْل، و المَهِیل:الَّذی یُحَرَّکُ (2)أَسفَلُه فیَنْهالُ علیک من أَعْلاَهُ .
و
16- فی الحدیثِ : «ثَلاَثَهٌ علی کُثُب المِسْکِ »،و فی روایهٍ :
علی کُثْبَانِ المِسْک. و الکَثِیبُ : ع بساحِلِ بَحْرِ الیَمَنِ ،فیه مَسْجِدٌ مُتَبَّرکٌ (3)به.
و قَرْیَتانِ بالبَحْرَیْنِ و فی التَّکْمِله:قَرْیَهٌ بالبَحْرَیْنِ (4).
قلتُ :و الکَثِیبُ أَیضاً جَبَلٌ نَجْدِیّ ،و قیل:ماءٌ للضِّباب فی قِبْلَهِ طَخْفَهَ قُرْبَ ضَرِیَّهَ .و الکَثِیبُ الأَحمَرُ:حیثُ دُفِنَ سیِّدُنا مُوسَی الکَلِیمُ ،علیه و علی نبیّنا أَتَمُّ الصَّلاهِ و التَّسلیم.
و الکثْبَهُ ،بالضَّمِّ :القَلیلُ من المَاءِ و اللَّبَنِ ،أَو هی مِثْلُ الجُرْعَهِ تَبْقَی فی الإِناءِ. و قیل:قَدْرُ حَلْبَهٍ ، أَو مِلْ ءُ القَدَحِ من اللّبَن،و هذا قول أَبِی زید،و منه قولُ العرب فی بعضِ ما یَقَعُ (5)علی أَلْسنهِ البَهائمِ ،قالتِ الضّائِنَهُ :أُوَلَّدُ رُخَالاً، و أُجَرُّ (6)جُفَالاً،و أُحْلَبُ کُثَباً ثِقَالاً،و لَمْ تَرَ مِثْلی مالاً.أَو مِلْ ءُ القَدَحِ مِنْهما أَی:الماءِ و اللَّبَنِ .
14- فِی حدیثِ ماعَزِ بْنِ مالِکٍ : أَنَّ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلم أَمَرَ بِرَجْمِهِ ،ثمّ قَال:«یَعْمِدُ أَحَدُکُم (7)إِلی المَرْأَهِ المُغِیبَهِ فَیَخْدَعُهَا بالکُثْبَه ،لا أُوتَی بأَحَدِ منهم فَعَل ذلک،إِلاّ جَعَلْتُهُ نَکَالاً». قال أَبُو عُبَیْدٍ:قال شُعْبَهُ :
سأَلْتُ سِمَاکاً (8)عن الکُثْبَهِ فقالَ :القَلیلُ من اللَّبَنِ .قال أَبو عُبَیْدٍ:و هو کذلک فی غیرِ اللَّبَنِ (9).
و کُثْبَهُ : ع ،نقله الصّاغانیُّ .
و الکُثْبَهُ الطَّائِفَهُ مِنْ طَعَامٍ أَو تَمْرٍ،أَ و تُرابٍ ، أ و غَیْرِهِ ، ذلک بعدَ أَن یکونَ قلیلاً. و قیلَ : الکُثْبَهُ : کُلًّ مُجْتَمِعٍ منطَعَامٍ أَو غیره،بعدَ أَن یکون قلیلا،و منه سُمِّیَ الکَثِیبُ من الرَّمْلِ ،لِأَنَّهُ انْصَبَّ فی مَکَانٍ ،فاجتمعَ فیه.و الجمْعُ الکُثَبُ ،قالَ الرّاجزُ:
بَرَّحَ بالعَیْنَیْنِ (10)خَطَّابُ الکُثَبْ
یَقُولُ :إِنِّی خاطِبٌ ،و قد کَذَبْ
و إِنَّمَا یَخْطُبُ عُسًّا مِنْ حَلَبْ
یَعنی الرَّجُلَ یَجیءُ بعِلَّهِ الخِطْبَهِ ،و إِنما یُرِیدُ القِرَی.قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :یُقَالُ للرَّجُل إِذا جاءَ یَطْلُبُ القِرَی بعِلَّهِ الخِطْبَهِ :إِنَّهُ لَیَخْطُبُ کُثْبَهً ؛و أَنشدَ الأَزْهَرِیُّ لِذی الرُّمَّهِ :
مَیْلاَءَ من مَعْدِنِ الصِّیرانِ قاصِیَهٍ
أَبْعَارُهُنَّ علی أَهْدَافِها کُثَبُ
و الکُثْبَهُ : المُطْمَئِنَّهُ المُنْخَفِضَه مِنَ الأَرْضِ بَیْنَ الجِبَالِ .
و أَکْثَبَهُ الرَّجُلُ : سَقَاهُ کُثْبَهً من لَبَن. و أَکْثَبَ فُلانٌ إِلی القَوْمِ :إِذا دَنَا منهم،و أَکْثَبَ إِلی الجَبَل:أَی دَنَا مِنْهُ ،عنِ النَّضْرِ بْنِ شُمَیْلٍ .و
16- فی حَدِیثِ بَدْرٍ: «إِنْ أَکْثَبَکُمُ القومُ ، فانْبُلُوهُمْ ».و فی روایهٍ :إِذا أَکْثَبُوکُمْ (11)فارْمُوهُمْ بالنَّبْلِ . مِنْ کَثَب .و أَکْثَبَ إِذا قَارَبَ .و الهمزه فی« أَکْثَبَکُمْ »لتَعْدِیهِ کَثَبَ ،فلذلک عَدّاها إِلی ضمیرهم.و
17- فی حدیث عائشهَ تَصِفُ أَباها،رضِیَ اللّه عنهما: «و ظَنَّ رِجَالٌ أَنْ قد أَکْثَبَتْ أَطْمَاعُهُمْ ». أَی:قَرُبَتْ ، کَأَکْثَبَ لَهُ :دنا منه و أَمْکَنَهُ . و أَکْثَبَ مِنْه.
و الکُثَابُ ، کغُرَابٍ :الکَثِیرُ و نَعَمٌ کُثابٌ (12):أَی کثیرٌ.
و هو لُغَهٌ فی المُوَحَّدَه،و قد تقدّم.
و الکُثَابُ : ع بنَجْدٍ ،نقله الصّاغانیُّ .
و الکُثَّابُ ، کَرُمَّانٍ و شَدَّادٍ ،الأَوَّلُ ضَبْط الصّاغانیِّ :
السَّهْمُ عامّهً و عن الأَصْمَعِیِّ : الکُثَّاب :سَهْمٌ لا نَصْلَ لَهُ و لا رِیشَ ،یَلْعَبُ به الصِّبیانُ ؛و أَنشدَ (13)فی صفه الحَیَّهِ :
کَأَنَّ قُرْصاً من طَحِینٍ مُعْتَلِثْ
ص:355
هَامَتُهُ فی مِثْلِ کُثَّابِ العَبِثْ
تَرْجُفُ لَحْیاهُ بِمَوْتٍ مُسْتَحِثّ
تَلَمُّظَ الشَّیْخِ إِذا الشَّیْخُ غَرِثْ
کالکُتَّاب،بالتّاءِ المُثنّاهِ الفوقیّه.و قد تقدَّم الإِیماءُ إِلی أَنّ الفوقیَّهَ لُغَهٌ مرجوجهٌ فی المُثَلَّثَه،و لا تَنافِیَ بین کلامِی المُؤَلِّفِ کما زَعَمَهُ شیخُنا.
و الکاثِبَهُ من الفرَسِ :المِنْسَجُ (1).و قیل:هو ما ارتفَعَ من المِنْسَج.و قیل:هو مُقَدَّمُ المِنْسَجِ حیثُ تَقَعُ علیه یَدُ الفارِس. ج ،أَی الجمعُ : الکَوَاثِبُ .و قیل:هی من أَصْل الْعُنُق إِلی ما بینَ الکَتِفَیْنِ ،قالَ النّابغهُ :
لَهُنَّ علیْهِمْ عادَهٌ قد عَرَفْنَها
إِذا عُرِضَ الخَطِّیُّ فَوْقَ الکَوَاثِبِ
و قد قیل:إِنّ جمعَهُ أَکْثابٌ ،قال ابْنُ سِیدَه:و لا أَدری کیفَ ذلک.و
16- فی الحدیثِ : «یضَعُونَ رِماحَهُمْ علی کَوَاثِبِ خَیْلِهم». و هی من الفَرَس مُجْتمَعُ کَتِفَیْهِ قُدّامَ السَّرْجِ .
و الکاثِبُ :ع،أَو جَبَلٌ ؛قال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ یَرْثِی فَضَالَهَ بْنَ کَلدَهَ الأَسَدِیّ :
علی السَّیِّدِ الصَّعْبِ لو أَنَّه
یَقُومُ علی ذِرْوَهِ الصاقِبِ
لأَصْبَح رَتْماً دُقاقُ الحَصَی
مَکَانَ النَّبِیّ من الکاثِبِ
النَّبِیّ :مَوْضِعٌ ،و قیل:هو ما نَبا فارتَفعَ ،قال ابْنُ بَرّیّ :
النَّبِیُّ رَمْلٌ معروفٌ ،و یقال:هو جمعُ نابٍ ،کغازٍ و غَزِیّ .
یقول:لو علا فَضالهُ هذا علی الصّاقب،و هو جَبَلٌ معروف فی بلاد بنی عامرٍ،لأَصْبَح (2)مدقوقاً مکسوراً،یُعَظّمُ بذلک أَمْرَ فَضالَه و قیل:إِنّ [قوله] (3)یَقومُ بمعنی یُقَاوِمُهُ ،کذا فی لسان العرب.
و الکَثْباءُ ،مَمْدودٌ:من أَسْماءِ التُّرَابِ .
و التَّکْثِیبُ :القِلَّه ،یُقَالُ : کَثَّبَ لَبَنُ النّاقهِ :إِذا قَلَّ ،نقله الصّاغانیُّ . و فی المَثَلِ : کَثَبَکَ الصَّیْدُ ،هکذا فِی النُّسَخِ بغَیْر أَلف،و الصَّوابُ أَکْثَبَک الصَّیْدُ و الرَّمْیُ ،و أَکْثَبَ لَکَ فَارْمِهِ .
أَی:دنا منک، أَمْکَنَکَ کما فی غیر دیوانٍ ،و إِنْ کان کَثَبَ و أَکْثَبَ بمعنًی کما تقدَّم، مِنْ کاثِبَتِهِ أَی:من مَنْسِجِه (4)، هکذا فی النُّسَخ.
و فی المَثَل: مَا رُمِیَ بِکَثابٍ . المضبوطُ فی نسختنا بالکسر،علی وزْنِ کِتَابٍ ،و نَصُّ المَثَلِ : ما رماه بکُثَّابٍ ، أَیْ :شَیْ ءٍ:سَهْمٍ ،و غیرِه. و فی لسان العرب:أَی سهْم (5).و قیل:هو الصَّغِیرُ من السِّهام هاهُنا.
و کاثَبْتُهُمْ ، مُکَاثَبَهً : دَنَوْتُ مِنْهُمْ . فالمُفَاعلَهُ لیست علی بابها.
*و ممَّا یُستدرکُ علیه:
قال اللَّیْثُ : کَثَبْتُ التُّرَابَ ، فانْکَثَب :إِذا نَثَرْتَ بعضَهُ فوقَ بعضٍ .و عن أَبی زیدٍ: کَثَبْتُ الطَّعَامَ أَکْثُبُهُ کَثْباً ،وَ نَثَرْتُه نَثْراً،و هُمَا واحدٌ.و کُلّ ما انْصَبَّ فی شَیْ ءٍ و اجتمعَ ،فقد انْکَثَبَ فیه.
و فی المَثَلِ : «إِنّهُ لَیَخْطُبُ کُثْبَهً » .و قد تقدَّمَ شَرْحُه.
و جاءَ یَکْثُبُه :أَی یَتْلُوهُ .
و کُثّابَهُ البَکْر و الفَصِیلِ ،کرُمَّانهٍ :المَکانُ الَّذی کان فیه الفَصِیلُ ببلادِ ثَمُودَ،نقله الصّاغانیُّ .
الکَثْعَبُ ،کَجَعْفَرٍ:أَهمله الجوهریّ ،و قال اللَّیْث:هی المَرْأَهُ الضَّخْمَهُ الرَّکَبِ ،بالتَّحْریک:الفَرْجِ کالکَثْعَمِ ،و الکَعْثَبِ . و یقال: رَکَبٌ کَثْعَبٌ ،و کَعْثَبٌ :
ضَخْمٌ مُمْتَلِئ،ناتِئ.
الکَثْنَبُ ،کَجَعْفرٍ أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللِّسَان.و قالَ الصّاغانیُّ فی ک ث ب:هو الصُّلْبُ الشَّدِیدُ ، و نُونُهُ زائِدهٌ عند أَکثرِ الصَّرْفِیِّینَ . و قد تُقَدَّمُ النُّونُ علی الثّاءَ المُثلَّثه،و سیأْتی فی موضعه.
الکَحْبُ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:
الکَحْبُ ،و الکَحْم: الحِصْرِمُ ،بالکسر، واحدتُهُ کَحْبَهٌ
ص:356
بهاءٍ ،یَمانِیَهٌ ،و هو البَرْوَقُ . و الکَحْبُ ،بِلُغَتِهِمْ أَیضاً:
الدبُرُ ،بضمّتین. وَ کَحَّبَ الکَرْمُ تَکْحِیباً :ظَهَرَ کَحْبُهُ ،أَی:
ظَهَرَ عُنقودُ حِصْرِمِهِ .قال الأَزهریّ :هذا حرفٌ صحیح، و قد رواه أَحمدُ بْنُ یَحْیَی،عن ابْن الأَعرابیِّ .قال:
و یُقَالُ : کَحَبَ العِنَبُ ،إِذا انعقَدَ (1)أَو کَثُرَ حَبُّهُ .
و قد کَحَبه ،کمَنَعَه:ضَرَبَ دُبُرَهُ .
و رَوَی سَلَمَهُ ،عن الفَرّاءِ:یقال:الدَّراهِمُ بینَ یَدَیْه کاحِبَهٌ ، الکاحِبَهُ :الکثیرَهُ . قال: و النّارُ الَّتی (2)ارْتَفَعَ لَهَبُهَا ، هی کاحِبَهٌ .
و کَوْحَبٌ ،کَجَوْهَرٍ: ع ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.
کَحْکبٌ ،کجَعْفَرٍ :أَهمله الجوْهَرِیُّ ،و قال ابْن دُرَیْدٍ:هو ع نقله الصّاغانیُّ (3).
کَحْلَبَهٌ ،و کَحْلَبٌ : اسْمٌ ،أَهمله الجَمَاعهُ (4).
الکَدْبُ ،بالفتح:أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال أَبو عُمَرَو (5)فی یاقُوته«حَیَّاکَ اللّه و بَیَّاکَ »: الکَدْبُ ، و الکَدِبُ ککَتِفٍ ، و الکَدَبُ ،مُحَرَّکَهً ،و الکُدْبُ بالضَّمِّ . قال شیخُنَا:
و لو قال الکَدْبُ مُثَلّثهً و تُحَرَّک،لکان أَخصرَ و أَدَلّ علی المُرَاد و الذَّالُ المُعْجَمَهُ لُغَهٌ فِیهِنَّ . قالَ شیخُنا:لفظُ «فیهنّ » مُستدرَکٌ غیرُ محتاجٍ إِلیه؛لأَنّ مثل هذا إِنّما یُذْکَرُ فی تَعْدادِ المعانی،لا فی ضَبْط اللَّفْظِ الواحِدِ: البَیاضُ فی أَظْفَارِ الأَحْدَاثِ . و الَّذِی ذَکرَهُ أَبو عُمَرَ فی الیاقوته،أَرْبَعُ لُغاتٍ فقط ،و هی: الکَدْبُ ،و الکَدَبُ بالفَتح و التحریک،و إِهْمال الدّال و إِعجامها، الواحِدَهُ بهاءٍ فی الکُلِّ .فإِذا صحَّتْ کَدْبَهٌ ،بسکون الدّال، فَکَدْبٌ اسْمٌ للجمع کالکُدَیْباءِ ، مُصَغَّراً مَمْدُوداً.و هذه عن ثعلب.
و عن ابْن الأَعْرَابیّ : المکدوبَهُ ،من النِّسَاء: المَرْأَهُ النَّقِیَّهُ البَیَاضِ ثُمَّ إِنَّ هذه المادَّهَ أَهملها طائفهٌ من أَهل اللِّسان،و جری علیه الجَوْهَرِیُّ ،و غیرهُ کما أشرنا إِلیه،و الصَّوَابُ إِثباتُها،لا سِیَّما و
17- قد قَرَأَ الحَبْرُ عبدُ اللّهِ بْنُ عَبَّاسٍ تَرْجُمانُ القُرْآنِ ،رَضِیَ اللّهُ عَنهما،و کذا السَّیِّدَهُ عَائِشَهُ ، رَضِیَ اللّهُ عنها،و أَبُو السَّمَالِ ،و نَقَلَهُ الهَرَوِیُّ فی غَرِیبَیْهِ عن الحَسَنِ البِصَرِیِّ أَیضاً قولَهُ تَعَالَی: وَ جاؤُ عَلی قَمِیصِهِ بِدَمٍ کَدِبٍ 6،بالدَّالِ المُهْمَله. و سُئلَ أَبُو العَبّاسِ عن قراءَه مَنْ قَرَأَ «بِدَمٍ کَدِبٍ » بالدَّالِ المُهْمَلَهِ ، فقال:إِنْ قَرَأَ بِه إِمامٌ ،فله مَخْرَجٌ .قِیلَ له؛فما هو؟فقال بِدَمٍ کَدِبٍ أَی ضارِبِ إِلی البَیَاضِ مأْخُوذٌ من: کَدَب الظُّفْر،و هو وَبَشُ بَیَاضِهِ 7کَأَنَّه دَمٌ قد أَثَّرَ فی قَمِیصِه، فلَحِقَتْهُ أَعْراضُهُ کالنَّقْشِ عَلَیْهِ . و قیل:أَیْ طَرِیٌّ ،و قیلَ :
یابسٌ ،لأَنَّهُمْ عَدُّوهُ من الأَضداد،صَرَّح به شیخُنا،و قِیل:
کَدِرٌ.و قال الهَرَوِیُّ :حُکِیَ أَنَّهُ المُتَغَیِّرُ.
کَذَبَ ، یَکْذِبُ من باب ضَرَبَ کَذِباً کَکَتِفٍ ، قال شیخنا:و هو غریب فی المصادر،حتی قالوا:إِنّه لم یَأْتِ مصدرٌ علی هذا الوزنِ ،إِلاّ أَلفاظاً قلیلهً ،حَصَرَها القَزّازُ فی جامِعه فی أَحَدَ عَشَرَ حرفاً،لا تَزیدُ علیها،فذَکَرَ:
اللَّعِبَ ،و الضَّحِکَ ،و الحَبِقَ ،و الکَذِبَ ،و غیرَها.و أَمّا الأَسْماءُ الّتی لیست بمصادِرَ،فتأْتی علی هذا الوزن کثیراً.
و کِذْباً بالکسرِ،هکذا مضبوطٌ فی الصَّحِاح،قال شیخُنا:
و ظاهر إِطلاقه أَن یکون مفتوحاً،و لیس کذلک،و صرَّح ابْنُ السیّد و غیرُه أَنّه لیس لُغَهً مستقِلّهً ،بل هو بنقْلِ حَرکهِ العین إِلی الفاءِ تخفیفاً،و لکنّه مسموعٌ فی کلامهم،علی اَّنَّهم أَجازُوا هذا التَّخفیفَ فِی مثله لو لم یُسْمَعْ . وَ کِذْبَهً بالکسر أَیضاً علی ما هو مضبوطٌ عندَنا،و ضبطَه شَیخُنا کَفَرِحهٍ ، و مِثْلُهُ فِی لسانِ العرب، وَ کَذْبَهً بفتح فسکون،کذا ضُبِطَ ، و ضَبَطَهُ شیخُنا بالکسر،و مِثْلُه فی لسان العرب،قال:
و هاتانِ عن اللِّحْیَانیّ .قلتُ :و هو الّذِی زعم أَنّه زاده ابْنُ عُدَیْس،أَی:بالفتح، و کِذَاباً ،و کِذَّاباً ککِتَابٍ و جِنَّان 8أَنشدَ اللِّحْیَانِیُّ فی الأَوّل:
نَادَتْ حَلِیمَهُ بالوَداعِ و آذَنَتْ
أَهْلَ الصّفاءِ و ودَّعَتْ بِکِذَابِ
ص:357
قال شیخُنا:و هُما مَصدرانِ ،قُرِئ بِهِمَا فی المُتَوَاتِر.
یقال: کاذَبْتُه مُکَاذَبَهً و کِذَاباً ،و منه
1- قراءَهُ علیّ و العُطاردیِّ و الأَعمش و السُّلَمیّ و الکِسَائیّ و غیرِهم، و لا کِذَاباً (1).
و قیل:هو مصدرُ: کَذَبَ کِذَاباً ،مثلُ کَتَبَ کِتَاباً.
و قالَ اللِّحْیانیّ ،قال الکِسائِیُّ :أَهلُ الیَمنِ :یَجعلُونَ المصدَرَ من فَعَّلَ :فِعَّالاً:و غیرُهُم من العرب:تَفْعِیلاً.و فِی الصَّحاح:و قولُه تَعالی: وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا کِذّاباً (2)و هو أَحَدُ مصادرِ المُشَدَّدِ،لِأَنَّ مصدرَهُ قد یجیءُ علی تَفعیل، کالتَّکلیم،و علی فِعّالٍ ،مثل کِذَّابٍ ،و علی تَفْعِلَه،مثل تَوْصِیَهٍ ،و علی مُفَعَّل،مثل: وَ مَزَّقْناهُمْ کُلَّ مُمَزَّقٍ (3).
قلتُ :و فاته: کُذَّاباً ،کرُمَّانٍ ،و به قرأَ عُمَرُ بْنُ عبدِ العزیزِ؛ و یکون صِفَهً علی المُبَالَغَه،کوُضّاءٍ و حُسَّانٍ ،یقال: کَذَبَ کُذَّاباً ،أَی:[ کذباً ] (4)مُتَنَاهِیاً.
و هُوَ کاذِبٌ ،و کَذَّاب ،کَکَتَّانٍ و الأُنثی بالهاءِ و عن اللِّحْیَانیّ :رَجُلٌ تِکِذَّابٌ و تِصِدَّاق ،بکسرتَیْنِ و شَدِّ الثّالث، أَی:یَکْذِبُ و یَصْدُقُ . و رجلٌ کَذُوبٌ ،و کذلک رُؤیا کَذُوبٌ أَی:صاحِبُهَا کاذِبٌ ؛أَنشد ثعلب
فَحَیَّتْ فَحَیَّاهَا فَهَبَّ فَحَلَّقَت
مَعَ النَّجْم رُؤیا فی المنامِ کَذُوبُ
و من أَمْثَالِهم: «إِنّ الکَذُوبَ قد یَصْدُقُ » .و هو کقولهم «مَعَ الخَوَاطِئِ سَهْمٌ صائِبٌ » و کَذُوبَهٌ بزِیَادَهِ الهَاءِ،کفَرُوقَه، و کذْبانُ کسَکْرَانَ ، و کَیْذَبانُ بزیاده المُثَنَّاهِ التَّحْتِیَّه و فَتْح الذّالِ ،کذا هو بخطّ الأَزْهَرِی فی کتابهِ ، و کَیْذُبَانُ (5)بِضمّ الذّال کَذَا فی نُسْخَهِ الصّحاح، و کُذُبْذُبٌ بالضَّمّ ،مُخَفَّفٌ .
قال الشیخُ أَبو حَیّانَ فی الارتشافِ لم یَجِئ فی کلام العَرَب کلمهٌ علی فُعُلْعُلٍ ،إِلاّ قَوْلُهم:مُذُبْذُبٌ .قال شیخُنا:و قد صرّح به ابنُ عُصْفُور،و ابْنُ القطّاعِ ، و غیرُهما.قلتُ :و لم یَذْکُرْه سِیبَوَیْه فیما ذَکَرَ من الأَمثله،کما نقله الصّاغانیّ . و قد یُشَدَّدُ،فیُقَالُ : کُذُّبْذُبٌ حکاه ابْنُ عُدَیْسٍ ،و غیرُه،و نَقَلَهُ شُرَّاحُ الفَصِیح.و أَنشد الجَوْهَرِیُّ لأَبِی زَیْدٍ (6):
و إِذَا أَتَاکَ بأَنَّنِی قد بِعْتُها
بِوِصالِ غانِیَهٍ فُقْلُ کُذُّبْذُبُ
و فی نُسْخَهٍ :«قد بِعْتُهُ » (7)،و یُقَالُ :إِنَّه لجُرَیْبَهَ بْنِ الأَشْیَمِ ،جاهلیّ ،و فی الشَّوَاذِّ،عن أَبی زَیْد:
فإِذا سَمِعْتَ بِأَنَّنِی قَدْ بِعْتُهُ (8).
یقول:إِذا سَمِعْتَ بأَنَّنِی قد بِعْتُ جَمَلِی (9)بوِصالِ امْرَأَه،فقُلْ : کُذُّبْذُبٌ .کذا فی هامش نُسْخَه الصَّحاح.
و قال ابْنُ جنَّی:أَمَّا کُذُبْذُبٌ خفیفٌ ،و کُذُّبْذُبٌ مُشَدَّدٌ منه، فهاتان لم یَحْکِهما سِیْبَوَیْه (10). و رَجلٌ کُذَبَهٌ مثالُ هُمَزَهٍ ، نقله ابْنُ عُدَیْسٍ و ابنُ جِنِّی و غیرُهما،و صرَّح به شُرَّاحُ الفَصیح و الجَوْهَرِیُّ و هو من أَوْزَانِ المُبَالغه کما لا یخفَی.
قاله شیخُنا. و مَکْذَبَانُ ،بفتح الأَوّل و الثالِث،کذا فی الصَّحِاح مضبوطٌ ،و ضُبِطَ فی نسختنا بضمّ الثّالث، و مَکْذَبَانَهٌ ،بزیاده الهاءِ.نقلهما ابْنُ جِنِّی فی شرح دیوان المتنبّی،و ابنُ عُدَیْسٍ ،و شُرّاحُ الفصیح،عن أَبی زید؛ و کُذُبْذُبانُ بالضَّمِّ و زیاده الأَلِف و النُّون،قال شیخُنَا:و هو غریبٌ فی الدَّواوینِ .
و قد فرَغَ المصنِّفُ من الصِّفات،و انتقل إِلی ذکر ما یَدُلُّ علی المصدر من الأَلفاظ ،فقال: و الأُکْذُوبَه و الکُذْبَی ، بضمهما،الأَخیر عن ابْن الأَعْرَابِیّ ، و المَکْذُوبُ کالمَیْسور من إِطلاق المفعول الثّلاثیّ علی المصدر،و هو قلیل،
ص:358
حَصَرُوا ألفاظَهُ فی نحوِ أَربعهٍ ،و یُستدرَکُ علیه هذا.قالَهُ شیخُنا. و المَکْذُوبَه ،مؤنَّثَهٌ ،و هو أَقلُّ من المُذَکَّر، و المَکْذَبَهُ علی مَفْعَلَهٍ ،مَصدرٌ مِیمیٌّ ،مَقِیسٌ فی الثُّلاثیّ ، رواه ابْنُ الأَعْرابِیّ ، و الکاذِبَهُ ،و الکُذْبَانُ ،و الکُذَابُ ، بضمِّهما :کلّ ذلک بمعنی الکَذِب . قال الفَرّاءُ،یُحْکَی (1)عن العرب:إِنّ بَنِی نُمَیْرٍ،لیس لهم مَکذوبهٌ .و فی الصَّحِاح:و قولُهم إِنَّ بنی فُلانٍ لیس لِجَدِّهم (2)مَکذوبه ، أَی: کَذِبٌ .قَلتُ .و حکاه عنهم أَبو ثَرْوانَ ،و قالَ الفَرّاءُ أَیضاً فی قوله تعالَی: لَیْسَ لِوَقْعَتِها کاذِبَهٌ (3)أَی:لیس لها مَردودٌ (4)،و لا رَدٌّ. فالکاذبه هُنا مصدر.و قال غیرُهُ : کَذَبَ کاذِبَهً ،و عافاهُ اللّهُ عافِیَهً ،و عاقَبَه عاقِبَهً ،أَسماءٌ وُضِعتْ مَوَاضعَ المصادرِ،و مثلُهُ فی الصَّحِاح.و یقالُ :لا مَکْذَبه ، و لا کُذْبَی ،و لا کُذْبَانَ ،أَی:لا أَکْذِبُکَ .و فی شرح الفصیح،لأَبی جَعْفَرٍ اللَّبْلِیّ :لا کُذْبَ لک،و لا کُذْبَی ، بالضَّمّ ،أَی:لا تَکْذِیبَ .فزادَ علی المُؤَلِّف بِناءً واحداً، و هو الکُذْبُ ،کقُفْلٍ .و قوله[تعالی]: ناصِیَهٍ کاذِبَهٍ (5)، أَی:صاحِبُها کاذِبٌ ،فأَوْقَع الجُزءَ مَوْقِعَ الجُملهِ .
و أَکْذَبَه :أَلْفاهُ أَی:وجَدَه کاذِباً ،أَو قال له: کذَبْتَ .
و فی الصَّحِاح: أَکْذَبْتُ الرَّجُلَ :أَلْفَیتُه کاذِباً .و کَذَّبْتُهُ ،إِذا قُلْتَ له: کَذَبْتَ .و قال الکِسائیُّ : أَکْذَبْتُه :إِذا أَخبرتَ أَنّه جاءَ بالکَذِبِ و رَوَاهُ ،و کَذَّبْتُهُ :إِذا أَخبرتَ أَنَّهُ کاذبٌ (6).
و قال ثعلب: أَکْذَبَه ،و کَذَّبَه ،بمعنًی.و قد یکونُ أَکْذَبَهُ بمعنَی حَمَلَهُ علی الکَذِبِ ،و قد یکونُ بمعنَی بَیَّنَ کَذِبَهُ ، و بمعنَی وَجَدَهُ کاذباً ،کما صرّح به المُؤَلِّفُ .
و من المَجَاز،عن أَبِی زید: الکَذُوبُ ،و الکَذُوبَهُ :من أَسماءِ النَّفْسِ ،و علی الأَوَّل اقتصرَ جماعهٌ .قال:
إِنِّی و إِنْ مَنَّتْنِیَ الکَذُوبُ
لَعالِمٌ أَنْ أَجَلِی قَرِیبٌ
و کُذِبَ الرجُلَ ،بالضمّ و التخفیف: أُخْبِرَ بالکَذِبِ .
و الکَذّابانِ :هما مُسَیْلِمَهُ ،مُصَغَّراً،ابن[ثمامه بن کبیر بن حبیب] (7)الحَنَفِیُّ من بنی حَنِیفهَ بْنِ الدُّولِ ، و الأَسْودُ بْنُ [کَعْبٍ ] (8)العَنْسِیّ ،من بنی عَنْس،خَرَجَ بالیَمَن.
و من المَجَاز،عن النَّضْر،یقال: النّاقَهُ الَّتی یَضْرِبُها الفَحْل،فتشُولُ ،ثَمَّ تَرْجِعُ حائلاً: مُکَذِّبٌ ،و کاذِبٌ ،بلا هاءٍ. و قد کَذَبَتْ ،بالتّخفیف، و کَذَّبَتْ ،بالتَّشدید.
و عن أَبی عَمْرو: یُقَالُ لِمَنْ یُصاحُ به،و هو ساکتٌ یُرِی أَنَّهُ نائمٌ :قد أکْذَبَ الرَّجُلُ . و هو الإِکْذابُ بهذا المعنی، و هو مَجاز أَیضاً.
و عن ابنِ الأَعْرَابیّ : المَکْذُوبَه :المَرْأَهُ الضَّعِیفَهُ .
و المذکوبهُ :المَرْأَهُ الصّالحَهُ ،و قد تقدَّم.
و کَذَّابُ بَنِی کَلْبِ بْنِ وَبْرَهَ :هو خَبّابُ بالمُعْجَمه و المُوَحَّدهِ و التّشدید،و فی نسخه:جَنابٌ ،بالجیم و النّون و التّخفیف بْنُ مُنْقِذ بْنِ مالِکٍ . و کَذَّابُ بَنِی طابِخَهَ ،و هو من کَلْبٍ أَیضاً.
و کذلک کَذَّابُ بَنِی الحِرْمازِ و اسْمُهُ عبدُ اللّهِ بْنُ الأَعْوَرِ.
و الکَیْذُبانُ المُحَارِبیّ ،بضم الذّال المُعْجَمه،و اسْمُهُ عَدِیُّ بْنُ نَصْرِ بْنِ بذاوهَ : شُعَراءُ معروفونَ .
و من المَجَاز: کَذَبَ ،قد یَکُون بمعنی وَجَبَ ،و منه
17- حدیث عُمَرَ،رَضِیَ اللّهُ عنه: کَذَبَ عَلَیْکُمُ الحَجُّ ، کَذَبَ علیکم العُمرَهُ کَذَب عَلَیْکمُ الجِهَاد،ثلاثهُ أَسْفَار کَذَبْنَ عَلَیْکُمْ . فقیل:إِنّ معناها وَجَبَ علیکم. أَو أَنّ المُرَادَ بالکَذِب التَّرغیبُ و البَعْثُ من قولهم: کَذَبَتْه نَفْسُه:إِذا مَنَّتْهُ الأَمَانِیِّ بغیرِ الحَقّ ، و خَیَّلَتْ إِلَیْهِ منَ الآمالِ البعیدهِ ما لا یَکادُ یَکُونُ ،و لذلک سُمِّیَتِ النَّفْسُ : الکَذُوبَ ،کما تقدّم.
و ذلک مِمّا (9)یُرَغِّبُ الرجُلَ فی الأُمور،و یبعَثُهُ علی التَّعرّض لها.قال أَبو الهَیْثَم فی قول لَبِیدٍ:
ص:359
أَکْذِبِ النَّفْسَ إِذَا حَدَّثْتَها (1)
یقول:مَنِّ نَفْسَکَ بالعیش الطَّویل،لتَأْمُلَ الآمالَ البعیدهَ ،فتَجِدَّ فی الطَّلَب لأَنّک إِذا صَدَقْتَهَا،فقلتَ :لعلّکِ تَمُوتِینَ الیومَ ،أَو غَداً،قَصُر أَمَلُهَا،و ضَعُفَ طَلَبُها.انتهی.
و یقولون فی عکس ذلک (2):صَدَقَتْهُ نفْسُه:إِذا ثَبَّطَتْهُ ، و خَیَّلَتْ إِلیه المَعْجَزَهَ فی الطَّلَبِ (3).قال أَبو عمرِو بْنُ العَلاء:یقال للرَّجُلِ یَتَهَدَّدُ الرَّجُلَ و یتَوعَّدُه ثم یَکْذِب و یَکُعُّ :صَدَقَتْهُ الکَذُوبُ ؛و أَنشدَ:
فأَقْبَلَ نَحْوِی علی قُدْرَهٍ
فَلَمّا دَنَا صَدَقَتْهُ الکَذُوبُ
و أَنشد الفرّاءُ:
حَتَّی إِذا ما صَدَّقَتْهُ کُذُبُهْ أَی:نُفُوسُه،جعل له نفوساً،لتَفَرُّق الرَّأْیِ (4)و انْتِشارِه.
فمعنی قوله: کَذَبَکَ الحَجُّ : أَیْ : لِیُکَذِّبْکَ الحَجُّ ،أَی:
لِیُنَشِّطْکَ ،و یَبْعَثْکَ علی فِعْلِه. و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :معنی کَذَب علیکُم الحَجُّ :علی کلامَیْنِ (5)کأَنَّه[قال] (6)کذَبَ الحَجُّ ،علیکَ الحَجُّ ،أَی:لِیُرَغِّبْکَ الحَجُّ ،و هو واجبٌ علیک،فأَضْمَرَ الأَوَّلَ لِدِلاله الثّانی علیه؛ و مَن نَصَبَ الحَجَّ ،أَی:جعله منصوباً،کما رُوِیَ عن بعضهم،فقد جَعَلَ «عَلَیْکَ »اسْمَ فِعْلِ ،و فی کَذَبَ ضَمِیرُ الحَجِّ ، و عَلَیْکُم الحَجّ :جملهٌ أُخْرَی،و الظّرف نُقِلَ إِلی اسْمِ الفِعْلِ ،کعَلَیْکُم أَنْفُسَکُم و فِیه إِعادهُ الضَّمیر علی متأَخّرٍ، إِلاّ أَنْ یَلْحَقَ بِالأَعْمَال،فإِنّه معتَبَرٌ فیه،مع ما فی ذلک من التّنافُرِ بین الجُمَلِ و إِنْ کانَ یستقیم بحسَبِ ما یَؤُول إِلیه الأَمرُ.علی أَنّ النّصْبَ أَثْبَتَه الرَّضِیُّ ،و جعل« کَذَبَ »اسْمَ فِعْل،بمعنی الْزَمْ ،و ما بَعدَهُ منصوبٌ به،ورُدَّ کلامُه بأَنَّهُ مخالِفٌ لإِجماعهم.و قیل إِن النَّصْبَ غیرُ معروفٍ بالکُلِّیّهفیه،کما حقّقه شیخُنا،علی ما یأْتی.و فی الصَّحاح:و هی کلمه نادِرَه،جاءَت علی غیرِ قیاسٍ .و عن ابْنِ شُمَیْلٍ :
کَذَبَک الحَجُّ :أَی أَمْکَنَک،فَحُجَّ ؛و کَذَبَک (7)الصَّیْدُ،أَی:
أَمْکَنَکَ فَارْمِه. أَو المعْنَی: کَذب عَلَیْکَ الحَجُّ إِن ذَکَر أَنَّه غَیْرُ کافٍ هادِمٍ (8)لِما قبلَهُ من الذُّنُوبِ . قال الشَّاعر،و هو عَنْتَرَهُ العَبْسِیُّ ،یُخَاطِب زوجَتَهُ عَبْلَهَ ،و قیل:لخُزَزَ بْنِ لَوْذانَ السَّدُوسِیّ ،و هو موجود فی دیوانهما:
کَذَبَ العَتِیقُ و ماءُ شَنٍّ بارِدٍ
إِنْ کُنْتِ سائِلَتِی غَبُوقاً فَاذْهَبِی
و مُضَرُ،تَنْصِبُ «العَتِیقَ »بعدَ« کَذَبَ »علی الإِغْرَاءِ، و الیَمَنُ تَرْفَعُه.و العَتِیقُ :التَّمْرُ الیابِسُ .و البیت من شواهِدِ سیبویه،و أَنشده المُحَقِّقُ الرَّضِیُّ فی أَوائل مبحثِ أَسماءِ الأَفعال شاهداً علی أَنَّ « کَذَبَ »فی الأَصل فِعْلٌ ،و قد صار اسْمَ فِعْلٍ بمعنی:الزَمْ .قال شیخُنا:و هذا،أَی:کونُهُ اسْمَ فِعْلٍ ،شَیْ ءٌ انفرد به الرَّضِیُّ .و انظرْ بقیَّتَهُ فی شرح شیخِنا.ثمّ إِنّه تقدَّمَ ،علی (9)أَنَّ النَّصْبَ قد أَنکَرَهُ جماعهٌ ، و عَیَّنَ الرَّفعَ منهم جماعهً ،منهم أَبو بَکْرِ بْنُ الأَنْبَارِیِّ فی رسالهٍ مستقلَّهٍ شَرَحَ فیها معانِیَ الکَذِبِ ،و جعلَها حمسهً .
قال: کَذَب :معناه الإِغراءُ،و مُطالَبَهُ المُخَاطَب بلُزُومِ الشَّیْ ءِ المذکور،کقول العرب: کذبَ علیک العَسَلُ ، و یریدُونَ :کُلِ العسلَ ،و تلخیصُهُ أَخْطَأَ تارِکُ العَسَلِ ، فغَلَّبَ المُضَافَ إِلیه علی المُضَاف.
17- قال عُمَرُ بْنُ الخَطَّاب:
« کذَبَ عَلَیْکُم الحَجُّ ، کَذَبَ عَلَیْکُمُ العُمْرَهُ ، کَذَبَ عَلَیْکم الجِهَادُ،ثلاثهُ أَسْفَارٍ کَذَبْنَ عَلَیْکُم». معناه:الْزَمُوا الحَجَّ ، و العُمْرَهَ ،و الجِهَادَ؛و المُغْرَی به،مرفوعٌ بکَذَبَ لا یجوز نصبُه علی الصِّحَّه،لأَنَّ کَذَبَ فِعْلٌ ،لا بدَّ له من فاعل، و خَبَرٌ لا بُدَّ له من مُحَدَّث عنه.و الفعل و الفاعِلِ ،کلاهُما تأْویلُهما الإِغْرَاءُ.و من زَعَمَ أَنَّ الحَجَّ و العُمْرَهَ و الجِهَادَ فی حدیثِ عُمَرَ،حُکْمُهنَّ النَّصْبُ ،لمْ یُصِبْ ،إِذ قَضَی بالخُلُوِّ
ص:360
عن الفاعل.و قد حکی أَبو عُبَیْدٍ،عن أَبی عُبَیْدَهَ ،عن أَعْرَابِیٍّ أَنَّه نَظَرَ إلی ناقهٍ نِضْوٍ (1)لِرَجُل،فقال: کَذَبَ عَلَیْکَ البَزْرَ (2)و النَّوَی.قال أَبو عبید:لم یُسْمَعِ النَّصْبُ مع « کَذَب »فی الإِغراءِ،إِلاّ فی هذا الحرف،قال أَبو بکر:
و هذا شاذٌّ من القَول،خارجٌ فی النَّحْو عن مِنْهَاج القِیاس، مُلْحَقٌ بالشَّوَاذِّ الَّتی لا یُعَوَّلُ علیها،و لا یُؤْخَذُ بها؛قال الشّاعرُ:
« کَذَب العَتِیقُ » (3)
إِلی آخره،معناه:الْزَمی العتیقَ ،و هذا الماءَ،و لا تُطالِبِینی بغیرهما.و العتیقُ :مرفوعٌ لا غَیْرُ،انتهی.و قد نقل أَبو حَیّان هذا الکلامَ فی تَذْکِرته و فی شرح التَّسْهِیل، و زاد فیه بأَنّ الّذی یَدُلُّ علی رفع الأَسماءِ بعد« کَذَبَ »أَنَّه یتَّصل بها الضَّمیر،کما جاءَ فی کلامِ [عُمَرَ] (4):ثلاثهُ أَسفارٍ، کَذَبْنَ علیکم.و قال الشّاعرُ:
کَذَبْتُ عَلَیْکَ لا تَزالُ تَقُوفُنِی
کما قافَ آثَارَ الوَسِیقَهِ قائِفُ
معناه:علیکَ بی،و هی مُغْزًی بها و اتَّصلت بالفعل،لأَنَّه لو تأَخّر الفاعلُ لَکَانَ منفصلاً،و لیس هذا من مواضع انفصاله.قلتُ :و هذا قولُ الأَصمعیّ :کما نقله أَبو عُبَیْد (5)،قال:إِنّما أَغراه بنَفْسِه،أَی:علیکَ بی،فجعل نَفْسَهُ فی موضع رَفْعٍ ،أَلا تراهُ قد جاءَ بالتَّاءِ،فجعَلَها اسْمَهُ .و قال أَبو سَعِیدٍ الضَّرِیرُ فی هذا الشِّعر:أَی ظَنَنْتُ بک أَنّک لا تنامُ عن وِتْرِی، فَکَذَبْتُ عَلَیْک.قال شیخُنا، قلت:و الصَّحیحُ جوازُ النَّصْبِ ،لِنَقْلِ العُلَمَاءِ أَنَّهُ لُغَهُ مُضَرَ،و الرَّفْعُ لُغَهُ الیَمَن و وجهُه مع الرَّفْعِ أَنّه من قَبِیلِ ما جاءَ من أَلفاظِ الخَبَر الّتی بمعنی الإِغْرَاءِ،کما قال ابْنُ الشَّجَرِیّ فی أَمالِیه: تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ أَی آمِنُوا باللّهِ ،و رحِمَهُ اللّهُ :أَی اللّهُمَّ ارْحَمْهُ ،و حَسْبُکَ زَیْدٌ:أَی اکْتَفِ به؛ و وجهُهُ مع النَّصْبِ من باب سِرایَهِ المعنی إِلی اللَّفْظ ،فإِنَّ المُغْرَی به لَمّا کان مفعولاً فی المعنی،اتصلتْ به علامهُ النَّصب،لیُطَابِقَ اللّفظُ المعنی.انتهی.
و فی لسان العرب،بعدَ ما ذکَرَ قولَ عَنْتَرَهَ السّابقَ :أَی یقولُ لها:علیکِ بأَکْلِ العَتِیقِ ،و هو التَّمْرُ الیابُس،و شُربِ الماءِ البارِدِ،و لا تَتَعَرَّضِی لِغَبُوقِ اللَّبَنِ ،و هو شُرْبُه عَشِیًّا؛ لِأَنَّ اللّبَنَ خَصَصْتُ به مُهْرِی الّذی أَنْتفع[به] (6)و یُسَلِّمُنی و إِیّاکِ [من أعدائی] 6.و
17- فی حَدِیث عُمَرَ: أَنَّ عَمْرَو بنَ مَعْدِ یکربَ شَکَا إِلیه النِّقْرسَ فقال:« کَذَبتْکَ الظَّهَائِرُ. أَی:
علیکَ بالمشْی فی الظَّهائر،و هی جمعُ ظَهِیرَه،[و هی شده الحَرّ.و فی روایه« کذبَ علیک الظواهرُ»جمع ظاهِرَهٍ ] (7)و هی ما ظَهَرَ من الأَرض و ارتفع.و
17- فی حدیثٍ له آخرَ: «أَنَّ عَمْرَو بْنَ مَعْدِیکرِبَ اشْتَکَی إِلیه المَعَصَ ،فقال:« کَذَبَ علیکَ العَسَلُ ». یرید:العَسَلانَ ،و هو مَشْیُ الذِّئبِ ،أَی:
علیک بسُرْعه المَشْی.و المَعَصُ ،بالعین المهمله:الْتِواءٌ فی عَصَب الرِّجْل.و منه
1- حدیثُ علیٍّ : « کَذَبَتْکَ الحارِقَهُ ».
أَی:علیک بمثلها،و الحارِقَهُ :المرأَه التی تَغْلِبُهَا شَهوتُها، و قیل:هی الضَّیِّقهُ الفَرْجِ (8)قلتُ :و قرأْتُ فی کتاب استدراک الغَلَط ،لِأَبِی عُبَیْدٍ القاسمِ بْنِ سَلاَّمٍ ،قولَ مُعَقِّرِ بْنِ حِمَارٍ البارِقِیّ :
و ذُبْیَانِیَّه أَوْصَتْ بَنِیها
بأَنْ کَذَبَ القَراطِفُ و القُرُوفُ
أَی:علَیْکم بها.و القَراطِف،أَکْسِیَهٌ حُمْرٌ،و القُروفُ :
أَوْعِیَهٌ من جُلْد مدبوغٍ بالقِرْفَه،بالکسر،و هی قُشُورُ الرُمَّانِ (9)،فهی أَمَرَتْهُم أَن یُکْثِرُوا من نَهْبِ هذَیْنِ الشَّیئَیْنِ و الإِکثارِ من أَخْذِهما إِنْ ظَفِرُوا ببنی نَمِرٍ،و ذلک لحاجتهم
ص:361
و قلِّهِ مالِهم.قلتُ :و علی هذا فَسَّرُوا
16- حدیث: « کَذَبَ النَّسّابُون». أَی:وجب الرُّجوعُ إِلی قولهم.و قد أَوْدَعْنَا بیانَه فی«القَول النفیس فی نَسبِ مولای إِدریس».
و فی لسان العرب،عن ابْنِ السِّکِّیتِ .تقول للرَّجُل إِذا أَمَرْتَهُ بشیْ ءٍ و أَغْرَیْتَهُ : کَذَبَ علیک کَذا و کَذا،أَی:علیک به،و هی کَلِمَهٌ نادِره.قالَ :و أَنشد ابْنُ الأَعْرَابِیّ لخِداشِ بْنِ زُهَیْرٍ:
کَذَبْتُ عَلَیْکُم أَوْعِدُونِی و عَلِّلُوا
بِیَ الأَرْضَ و الأَقْوَام قِرْدَانَ مَوْظَبَا
أَی:علیکم بی (1)و بهجائی إِذا کنتم فی سفر،و اقْطَعُوا بذکْرِی الأَرْضَ ،و أَنْشِدُوا القوم هِجائی یا قِرْدَانَ مَوْظَب.
و
16- قال ابْنُ الأَثِیرِ فی النِّهَایَهِ ،و الزَّمَخْشَرِیُّ فی الفائق:فی الحدیثِ : «الحِجَامَهُ علی الرِّیقِ فیها شِفاءٌ وَ بَرَکَه،فمن احْتَجَم فَیَوْمُ الأَحَدِ و الخَمیس کَذَباک ،أَو یَوْمُ الاثْنَیْنِ و الثَّلاثاءِ». معنی کَذَباک :أَی علیک بهما.قال الزَّمَخْشَرِیُّ :
هذه کلمهٌ جَرتْ مَجْرَی المَثَلِ فی کلامهم،فلذلک لم تَتصرّفْ ،و لَزِمَتْ طریقهً واحدهً ،فی کونها فعلاً ماضیاً مُعَلَّقاً بالمخاطَب وَحْدَهُ (2)،و هی فی معنی الأَمر.ثُمَّ قالَ (3):
فمعنی قوله: کَذَباک ،أَی لِیَکْذِبَاک ،و لْیُنَشِّطاکَ وَ یَبْعَثاک علی الفعْل.قلت:و قد تقدَّمَتِ الإِشارَهُ إِلیه.
و نقل شیخُنا عن کتاب حلی العلاءِ فی الأَدب، لعبد الدّائمِ بْنِ مَرزُوق القَیْرَوانِیّ :أَنّه یُرْوی«العَتِیقُ » بالرَّفْعِ و النَّصْب،و معناه:علیکَ العَتِیقَ و ماءَ شَنٍّ .و أَصْله:
کَذَبَ ذاکَ ،علیکَ العَتِیقَ ؛ثم حُذِفَ علیک،و ناب کَذَبَ مَنابَهُ ،فصارتِ العربُ تُغْرِی به.و قال الأَعلمُ فی شرح مُخْتَار الشُّعراءِ السِّتَّهِ ،عندَ کلامه علی هذا البیت:قوله کَذَبَ العَتِیقُ :أَی علیکَ بالتَّمْرِ:و العربُ تقول: کَذَبَکَ التَّمْرُ و اللَّبَنُ ،أَی:علیک بهما.و أَصلُ الکَذِبِ الإِمکانُ .
و قولُ الرَّجُلِ : کَذَبْتَ ،أَی:أَمکَنْتَ من نَفْسِک و ضَعُفْتَ ، فلهذا اتُّسِعَ فیه فأُغْرِیَ به؛لِأَنّه متی أغْرِیَ بشَیْ ءٍ،فقد جُعِلالمُغْرَی به مُمْکناً مُستطاعاً إِنْ رامَهُ المُغْرَی.و قال الشّیخُ أَبو حَیّانَ فی شرح التَّسْهیل،بعدَ نقلِ هذا الکلام:و إِذَا نَصَبْتَ ،بَقِیَ کَذَبَ بلا فاعل علی ظاهر اللَّفظ .و الّذی تقتضیه القواعدُ أَنَّ هذا یکونُ من باب الإِعمال، فکذَبَ ، یَطْلُبُ الاسْمَ علی أَنَّه فاعلٌ ،و علیکَ ،یطلُبُه علی أَنَّه مفعولٌ ،فإِذا رفعنا الاسمَ بکَذَبَ ،کان مفعولُ علیک محذُوفاً،لفهم المعنی،و التّقْدِیر: کَذَبَ علیکُم الحَجُّ ، و إِنَّمَا التُزِمَ حَذفُ المفعول لِأَنّه مکانُ اختصار،و محرَّفٌ عن أَصل وَضْعِه،فجَری لذلک مَجْرَی الأَمثالِ فی کَوْنها تُلْتَزَمُ فیها حالهٌ واحدهٌ ،لا یُتَصَرَّفُ فیها.و إِذا نَصَبْتَ الاسْمَ ،کان الفاعلُ مُضْمَراً فی کَذَبَ ،یُفسّرُهُ ما بَعدَهُ ،علی رأْی سِیبَوَیْه،و محذوفاً،علی رأْی الکِسائیّ ،انتهی.
و من المَجَاز حَمَلَ علیه فما کَذَّبَ تَکْذِیباً ،أَی:ما انْثَنَی ما جَبُنَ ،و ما رَجَع.و کذلک حَمَلَ فما هَلَّلَ ،و حَمَلَ ثم کَذَّبَ ،أَی:لم یَصْدُقِ الحَمْلَهَ ،قال زُهَیْرٌ:
لَیْثٌ بِعَثَّرَ یَصْطَادُ الرِّجَالَ إِذا
ما اللَّیْثُ کَذَّبَ عن أَقْرَانِه صَدَقا
و فی الأَساس:معناه (4)کَذَّبَ الظَّنَّ به،أَو جعل حَمْلَتَهُ کاذِبَهً .
و من المجاز أَیضاً:قولُهم: مَا کذَّبَ أَنْ فَعَلَ کَذَا تکذیباً ،أَی ما کَعَّ ،و لا لَبِثَ ،و لا أَبْطَأَ و
17- فی حدیثِ الزُّبَیْرِ:
أَنَّهُ حَمَلَ یومَ الیَرْمُوکِ علی الرُّوم،و قال لِلْمُسْلِمِینَ :«إِنْ شَدَدْتُ (5)علیهم،فَلاَ تُکَذِّبُوا ». أَی،لا تَجْبُنُوا و تُوَلُّوا.قال شَمِرٌ:یُقَالُ للرَّجُل إِذا حَمَلَ ،ثُمَّ وَلَّی،و لَمْ یَمْضِ :قَدْ کَذَّبَ عن قِرْنه تکذیباً ؛و أَنشد بیتَ زُهَیْرٍ.و التَّکْذِیبُ فی القِتَال ضِدُّ الصِّدْقِ فیه،یقال:صَدَقَ القِتالَ ،إِذا بَذَلَ فیه الجِدَّ،و کَذَّبَ :إِذا جَبُنَ ؛و حَمْلَهٌ کاذِبَهٌ :کما قالُوا فی ضِدِّها:صادِقَه،و هی المصدُوقَهُ و المکذُوبَه فی الحَمْله.
و فی الصَّحاح: تَکَذَّبَ فلانٌ : تَکَلَّفَ الکَذِبَ .
و تکذَّبَ فُلاناً ،و تَکَذَّبَ علیه: زَعَمَ أَنّه کاذِبٌ ،
17- قال أَبو بَکْرٍ الصِّدِّیقُ ،رَضِیَ اللّهُ عنه:
ص:362
رَسُول أَتاهُم صادِقاً فتَکَذَّبُوا
عَلَیْهِ و قالوا:لستَ فینا بِماکِثِ .
و کاذَبْتُهُ مُکاذَبَهً ،و کِذَاباً : کَذَّبْتُه ،و کَذَّبَنِی .
و کَذَّبَ الرَّجُلَ تَکْذِیباً ،و کِذَّاباً :جَعَله کاذِباً ،و قال له:
کَذَبْت .
و کذلک کَذَّبَ بالأَمْرِ تَکْذِیباً و کِذَّاباً بالتَّشْدِید،و کِذاباً ، بالتَّخْفِیف: أَنْکَرَهُ و فی التَّنْزیل العزیز: وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا کِذّاباً (1)،و فیه: لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً وَ لا کِذّاباً (2)أَی:
کَذِباً ،عن اللِّحْیَانِیِّ .
1- قال الفَرّاءُ: خفَّفهما عَلیّ بْنُ أَبی طالب جمیعاً. و ثقَّلهما عاصمٌ و أَهلُ المدینه،و هِیَ لُغَهٌ یمانِیَهٌ فصیحهٌ ،یقولونَ : کَذَّبْتُ به کِذَّاباً ،و خَرَّقْتُ القمیصَ خِرَّاقاً،و کذلک کُلّ فَعَّلتُ ،فمصدرُهَا فِعَّالٌ فی لغتهم مشدّده.قال:و قال لی أَعرابِیٌّ مَرّهً علی المَرْوَهِ یستَفْتِینِی:
الحَلْقُ أَحَبّ إِلیک،أَم القِصّارُ؟و أَنشَدَ بعضُ بنی کُلَیْبٍ :
لَقَدْ طالَ ما ثَبَّطْتَنِی عن صَحابَتِی
و عَنْ حِوَجٍ قِضَّاؤُها من شِفائِیا (3)
قال الفَرّاءُ:کان الکسائِیّ یُخَفِّفُ لا یَسْمَعُونَ فیها لَغْواً و لا کِذاباً ،لأَنّها مُقَیّدهٌ بفعلٍ یُصَیِّرُها مصدراً،و یُشَدّدُ وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا کِذّاباً ؛لأَن کَذَّبوا یُقَید (4)الکِذَّابَ ،قال:
و الذی قال حَسَنٌ ،و معناهُ : لا یَسْمَعُونَ فِیها لَغْواً ،أَی:
باطِلاً، وَ لا کِذّاباً ،أَی:لا یُکَذِّبُ بعضُهم بعضاً (5).
و کَذَّبَ فُلاناً تَکْذِیباً :أَخبَرَهُ أَنّهُ کاذِبٌ ،أَو جَعَلَهُ کاذِباً بأَنْ وصَفَه بالکَذِبِ .و قال الزَّجّاج:معنی کَذَّبْتُهُ ،قلتُ له:
کَذَبْتَ ،و معنی أَکْذَبْتُه :أَرَیْتُهُ أَنَّ ما أَتَی بِه کَذِبٌ ،و به فُسِّر قولُه تعالَی: فَإِنَّهُمْ لا یُکَذِّبُونَکَ (6)،و قُرِئَ بالتَّخْفِیفِ (7)و نَقَلَ الکِسائیُّ عن العرب:یقال: کَذَّبْتُ الرَّجُلَ تَکْذِیباً :إِذا نَسَبْتَهُ إِلی الکَذِب .
و من المجاز: کَذَّبَ عن أَمْر قد أَرادَهُ . و فی لسان العرب:و أَرادَ أَمراً ثُمَّ کَذَّب عنه،أَی: أَحْجَمَ .
و کَذَّبَ عَنْ فُلانٍ :رَدَّ عَنْهُ .
و من المجَاز: کَذَّبَ الوَحْشِیُّ ،و کَذَبَ : جَرَی شَوْطاً، فوَقَفَ (8)لِیَنْظُرَ ما وَراءَهُ :هل هو مطلوب،أَم لا؟ *و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
فی الصَّحاح: الکُذَّبُ ،جمع کاذِبٍ مثل راکعٍ و رُکَّع قال أَبو دُوَاد الرُّؤَاسِیُّ :
مَتَی یَقُلْ تنْفَعِ الأَقْوَامَ قَوْلَتُهُ
إِذا اضْمَحَلَّ حَدِیثُ الکُذَّبِ الوَلَعَهْ (9)
و الکُذُب :جمع کَذُوب ،مثل صَبُورٍ و صُبُرٍ؛و منه قرأَ بعضُهُم وَ لا تَقُولُوا لِما تَصِفُ أَلْسِنَتُکُمُ اَلْکَذِبَ (10)،فجعله نعتاً للأَلْسنه.کذا فی لسان العرب،و زادَ شیخُنا فی شرحه و قیل:هو جمع کاذب ،علی خلاف القیاس،أَو جمعُ کِذَابٍ ،ککِتَاب:مصدرٌ وُصِفَ به مبالغهً ،قاله جماعهٌ مر أَهل اللُّغَهِ ،انتهی.
و رُؤْیَا کَذُوبٌ ،مثلُ ناصِیَهٍ کاذِبَهٍ ،أَی: کَذُوبٌ صاحِبُها، و قد تقدَّم الإِشارهُ إِلیه.أَنشد ثعلب:
فَحَیَّتَ فحَیَّاهَا فهَبَّ فحَلَّقتْ
مع النَّجْمِ رُؤْیَا فی المَنَامِ کَذُوبُ
و التَّکاذُبُ :ضِدُّ التَّصادُقِ .
و فی التَّنْزیل العزیز: وَ جاؤُ عَلی قَمِیصِهِ بِدَمٍ کَذِبٍ (11)
16- رُوِیَ فی التَّفْسِیر: أَنَّ إِخْوَهَ یُوسُفَ ،علیه السَّلامُ ،لَمَّا طَرَحوه فی الجُبّ ،أَخَذُوا قَمِیصَهُ ،و ذبَحُوا جَدْیاً،فلطَّخُوا القمیصَ بدَمِ الجَدْیِ .فلما رأَی یعقوبُ ، علیه السّلام،القمیصَ ،قال کَذَبْتُم ،لو أَکَلَهُ الذِّئْبُ ،
ص:363
لخَرَّق (1)قَمِیصَهُ . و قال الفَرَّاءُ،فی قوله تَعَالی بِدَمٍ کَذِبٍ :معناه: مکذوبٌ .قال:و العربُ تقولُ للکَذِب :
مکذوبٌ ،و للضَّعْفِ :مضعوفٌ ،و للجَلْد:مجلودٌ،و لیس له معقودٌ رَأْیٍ :یُرِیدُونَ عَقْدَ رَأْیٍ ،فیَجْعَلُونَ المَصَادرَ فی کثیر من الکلام مفعولاً.و قال الأَخفش: بِدَم کَذِبٍ ،فجعلَ الدَّمَ کَذِباً ،لِأَنَّهُ کُذِبَ فیه،کما قال تعالَی: فَما رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ (2).و قال أَبو العَبّاسِ :هذا مصدرٌ فی معنی مفعول،أَرادَ:بِدَمٍ مکذوب .و قال الزَّجّاجُ : بِدَمٍ کَذِبٍ ، أَی:ذِی کَذِبٍ و المعنی:دَمٌ مکذوبٌ فیه.و قُرِئَ بِدَمٍ کَدِبٍ بالمُهْمَلَه،و قد تقدَّمتِ الإِشاره إِلیه.
و الکَذِبُ أَیضاً:هو البیاضُ فی الأَظْفار،عن أَبی عُمَرَ الزّاهِدِ،لغه فی المُهْمَله.
و قد یُستعمَلُ الکَذِبُ فی غیر الإِنسانِ قالوا: کَذَبَ البَرْقُ ،و الحُلُمُ ،و الظَّنُّ ،و الرَّجاءُ،و الطَّمَع.
و کَذَبَتِ العینُ :خانَها حِسُّها.
و کَذَبَ الرأْیُ :تَوَهَّمَ الأَمْرَ بخلاف ما هُوَ به.و من المجاز: کَذَبَتْکَ عَیْنُکَ :أَرتْکَ ما لا حَقِیقَهَ له.و فی التّنزیل العزیز: حَتّی إِذَا اسْتَیْأَسَ الرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَد کُذِّبُوا (3)،بالتّشدید و ضَمّ الکاف،و هی قراءَهُ عائشهَ (4)، و قَرَأَ بها نافعٌ و ابْنُ کَثیر و أَبو عَمْرٍو و ابْنُ عامر،و قرأَ عاصمٌ و حَمْزَهُ و الکِسائیُّ : کُذِبُوا ،بالتَّخْفِیف و ضَمِّ الکاف،و رُوِی ذلک عن ابن عَبّاسٍ ،و قال:کانُوا بَشَراً،یعنی:الرُّسُلَ ، یَذهَبُ إِلی أَنَّ الرُّسَلَ ضَعُفُوا فَظَنُّوا أَنهم قد أُخْلِفُوا.قال أَبو منصور:إِنْ صَحَّ هذا عن ابنِ عبّاس،فوجْهُه عندی،و اللّهُ أَعلم،أَنَّ الرُّسُلَ قد خَطَرَ فی أَوهامهم ما یَخْطُر فی أَوهام البَشَرِ،من غیر أَن حَقَّقُوا تلک الخواطرَ و لا رَکَنُوا إِلیها،و لا کان ظَنُّهم ظَنًّا اطمأَنُّوا إِلیه،و لکنّه کان خاطراً یَغْلِبُهُ الْیَقِینُ .
کذا فی لسان العرب.و هو من تکَاذیبِ الشِّعْر (5).
و من المجاز: کَذَبَ لَبَنُ النّاقه،و کَذَّبَ :ذَهَبَ ،و هذه عن اللِّحْیَانِیّ .و کَذَبَ البَعِیرُ فی سَیْرِه:إِذا ساءَ سَیْرُهُ :قال الأَعْشَی:
جُمَالِیَّه تَغْتَلِی بالرِّدافِ
إِذا کَذَبَ الآثِماتُ الهَجِیرا
کذا فی لسان العرب.
و من المَجَاز أَیضاً: کَذَبَ الحَرُّ:انکسر.
و کَذَبَ السَّیْرُ:لم یَجِدَّ.و القَوْمَ السُّرَی:لم یُمْکِنْهُمْ (6).
و الکَذَّابَهُ :ثَوبٌ ،یُصْبَغُ بِأَلْوَانٍ ،یُنْقَشُ کأَنَّه مَوْشِیٌّ .و
16- فی حدیث المسعودیّ : «رأَیتُ فی بیت القاسم کَذّابَتَیْنِ فی السَّقْف». الکَذّابَهُ :ثَوْبٌ ،یُصوَّرُ و یُلْزَقُ بسَقْفِ البیت، سُمِّیت به لأَنها تُوهِمُ أَنها فی السَّقف،و إِنّما هی فی ثوبٍ دُونه:کذا فی الأساس (7)،و مثلُه فی لسان العرب.
*و ممّا استدرَکَهُ شیخُنا:
المَکَاذِبُ ،قیل:هو مِمّا لا مُفْرَدَ له،و قیل:هو جمعٌ لکَذِب ،علی غیر قیاس.و قیل:هو جمع مَکْذَبٍ ؛لأَنّ القِیَاسَ یقتضیه أَو لِأَنّه موهومُ الوَضْعِ ،کما قالُوا فی مَحَاسِنَ ،و مَذاکِرَ،و نَحْوِهما.و منها أَنَّ الجَوْهَرِیَّ صرّح بأَنَّ الکِذَّابَ ،المُشَدَّدَ،مَصْدَرُ کَذَّبَ مُشَدَّداً،لا مُخَفَّفاً؛و أَیّدهُ بآیهِ وَ کَذَّبُوا بِآیاتِنا کِذّاباً و ظاهرُ المصنِّف أَنَّ کُلاًّ من المُخَفَّف و المُشَدَّد،یقالُ فی المُخَفَّف.قلتُ :و هذا الّذی أَنکرهُ ،هو الّذی صَرَّحَ به ابْنُ منظورٍ فی لسان العرب.ثُمَّ قال:و منها أَنّ الجَوْهَرِیَّ زاد فی المَصَادِرِ: تَکْذِبَهً کَتوصِیَه، و مُکَذَّب ،کَمُمَزَّق،بمعنی التَّکْذِیب .قلتُ :و زاد غیرُ الجَوْهَرِیِّ فِیها: کُذْباً کَقُفْلٍ ،و کَذْباً کضَرْبٍ ،و هذا الأَخیرُ غیرُ مسمُوعٍ ،و لکنَّ القیاسَ یَقتضیهِ .
ثُمَّ قال:و هذا اللّفظُ خَصَّه بالتَّصْنیف فیه جماعهٌ ،منهم:
أَبو بکر بْنُ الأَنباریّ ،و العلاّمهُ أَحمدُ[بْنُ محمد] (8)بْنِ
ص:364
قاسمِ بْن[أَحمدَ بْن (1)خِذیو (2)،الأَخْسِیکَتِی (3)،الحَنفیُّ ، المُلَقَّبُ بذی الفضائل،ترجمتُه فی البُغْیَهِ و فی طَبَقَات الحَنَفیّه للشیخ قاسم.
قال ابْنُ الأَنباریّ .إِنّ الکَذِبَ ینقسمُ إِلی خمسه أَقسام:
إِحداهُنَّ تَغْیِیرُ الحاکی ما یَسمَعُ ،و قولُهُ ما لا یَعْلَمُ نقلاً و رِوَایَهً ،و هذا القسمُ هو الَّذی یُؤْثِمُ و یَهْدِمُ المُرُوءَهَ .الثّانی:
أَنْ یقول قولاً یُشْبِهُ الکَذِبَ ،و لا یَقْصِد به إِلاَّ الحَقَّ ،و منه
16- حدیثُ : « کَذَبَ إِبراهِیمُ ثَلاَثَ کَذِباتٍ ». أَی:قالَ قولاً یُشْبِهُ الکَذِبَ ،و هو صادقٌ فی الثّلاث.الثّالثُ بمعنی الخَطَإِ، و هو کثیرٌ فی کلامهم.و الرّابعُ البُطُولُ ، کَذَبَ الرَّجُلُ :
بمعنی بَطَلَ علیه أَمَلُهُ و ما رَجاهُ .الخامسُ بمعنی الإِغراءِ، و قد تقدَّم بیانُه.و علی الثّالث خَرَّجُوا
16- حدیثَ صَلاهِ الوِتْر:
« کَذَبَ أَبو محمَّد». أَی:أَخطأَ،سمّاهُ کاذِباً (4)،لِأَنَّهُ شَبِیهُهُ فی کَوْنِه ضِدَّ الصَّواب،کما أَنَّ الکَذِبَ ضِدُّ الصِّدق و إِن افْتَرقا مِنْ حَیْثُ النِّیَّهُ و القَصْدُ؛لِأَنَّ الکاذبَ یعلَم أَنّ ما یقولُهُ کَذِبٌ ،و المُخْطِئَ لا یعلَمُ .و هذا الرَّجُلُ لیس بمُخْبِرٍ، و إِنّما قاله باجتهاد أَدَّاهُ (5)إِلی أَنَّ الوِتْرَ واجبٌ ،و الاجتهادُ لا یدخُلُه الکَذِبُ ،و إِنّما یدخُلُه الخطأُ.و أَبو محمّدٍ الصَّحابُّی:اسمهُ مسعودُ بْنُ زَیْدٍ.
و فی التّوْشِیح:أَهلُ الحِجَاز،یقولونَ : کَذَبْتَ بمعنی أَخطأْتَ ،و قد تَبِعَهم فیه بقیّهُ النّاس.و علی الرّابع خَرَّجُوا قولَ اللّهِ ،عزَّ و جَلَّ : اُنْظُرْ کَیْفَ کَذَبُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ (6):
انظُرْ کیفَ (7)بَطَلَ علیهم أَمَلُهُمْ ،و کذا قول أَبی طالبٍ :
کَذَبْتمْ و بَیْتِ اللّه نَبْزِی مُحَمَّداً
و لَمَّا نُطاعِنْ حَوْلَهُ و نُناضِلِ (8)
و انظر بقیّه هذا الکلام فی شرح شیخنا،فإِنّه نفیس جدًّا.
و من الأَمثال الّتی لم یذکُرْهَا المؤلِّفُ قولُهم:
أَکْذِبِ النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها .
أی:لا تُحَدِّثْ نفسَک بأَنّک لا تَظفَرُ،فإِنّ ذلک یُثَبِّطُکَ .
سُئل بَشَّارٌ:أَیُّ بیتٍ قالته العربُ أَشْعَر؟فقال:إِنّ تفضیلَ بیتٍ واحدٍ علی الشِّعْر کُلِّه،لَشَدیدٌ.و لکنْ أَحْسَنَ لَبِیدٌ فی قوله:
أَکْذِبِ (9)النَّفْسَ إِذا حَدَّثْتَها
إِنَّ صِدْقَ النَّفْسِ یُزْرِی بالأَمَلْ
قاله المَیْدَانِیُّ ،و غیرُه؛و منها:
کُلُّ امْرِئٍ بِطَوَالِ العَیْشِ مَکْذُوبُ (10)
و منها عجز بیتٍ من شعر أَبی دُوَاد:
کَذَبَ العَیْرُ و إِنْ کانَ بَرَحْ
و أَوّلُهُ :
قُلْتُ لَمّا نَصَلاَ من قُنَّه
و بعدَهُ :
و تَرَی خَلْفَهُمَا إِذْ مَصَعَا
مِنْ غُبَارٍ ساطِعٍ فَوْقَ قُزَحْ
کَذَب :أَی فَتَر و أَمْکَنَ ،و یجوز أَن یکون إِغراءً،أَی:
علیک الغَیْرَ،فَصِدْهُ ،و إِنْ کان بَرَحَ ،یضرب للشّیْ ءِ یُرْجَی و إِنْ تَصَعَّبَ .
ثمّ نقل عن خطّ العلاّمه نُورِ الدِّین العُسَیْلیّ ما نصُّه:
رأَیْتُ فی نسخهِ شَجَرَهِ النَّسَب الشَّریف،عند إِیرادِ
ص:365
14- قولِه صلی اللّه علیه و سلم: « کَذَبَ النَّسّابُون». أَنّ کَذَبَ یَرِدُ بمعنی صَدَق و یمکن أَخْذُه من هُنا.هذا ما وُجِدَ.قال شیخُنا:و وَسَّعَ ابْنُ الأَنبارِیّ ،فقال:و علیه فیکونُ لفظُ کَذَبَ من الأَضدادِ، کما أَنَّ لفظَ الضِّدِّ أَیضاً جعَلُوه من الأَضداد.قلتُ :و الّذِی فَسّرَهُ غیرُ واحدٍ من أَئمه اللُّغَه و التَّصریف،أَی وجَبَ الرُّجُوعُ إِلی قولهم.و قد تقدَّمتِ الإِشارهُ إِلیه.
ثمّ ذکر شیخُنا،فی آخرِ الماده،ما نَصُّهُ : الکَذِبُ ،هو الإِخبارُ عن الشَّیْ ءِ بخلافِ ما هو،سواءٌ فیه العَمْدُ و الخَطَأُ، إِذْ لا واسطهَ بینَ الصِّدقِ و الکَذِب ،علی ما قَرّرَه أَهلُ السُّنَّهِ ،و اختاره البَیانِیُّونَ .و هناک مذاهبُ أُخَرُ للنَّظّامِ و الجاحظ و الرَّاغِب و هذا القَدْرُ فیه مَقْنَعٌ للطالب.و اللّه أَعلمُ .
الکَرْبُ علی وزن الضَّرْب،مجزوم: الحُزْنُ ، و الغَمُّ الَّذِی یَأْخُذُ بالنَّفْسِ . بفتح فسکون،و ضُبِطَ فی بعض النُّسَخِ مُحَرَّکهٍ ،و مِثْلُه فی الصِحَّاح کالکُرْبَه بالضَّمِّ .
ج أَی:جَمْعُ الکَرْبِ کُرُوبٌ ،کَفلْسٍ و فُلُوسٍ .و أَما الکُرْبَهُ ،فجمعه کُرَبٌ ،کصُرَدٍ،ففی عباره المؤلّف إِیهام.
وَ کَرَبَهُ الأَمرُ الغَمُّ یَکْرُبُهُ کَرْباً :اشْتَدَّ علیه، فاکْتَرَبَ لذلک:اغْتَمَّ ، فَهُوَ مَکْرُوبٌ و کَرِیبٌ ،و إِنَّه لَمَکْرُوبُ النَّفْس.و الکَرِیبُ : المَکْرُوبُ ،و أَمْرٌ کارِبٌ .
و الکَرْبُ : الفَتْلُ ،یقال: کَرَبْتُه کَرْباً ،أَی:فَتَلْتُهُ ،و قالَ الکُمَیْتُ :
فَقَدْ أَرَانِیَ و الأَیْفاعَ فی لِمَهٍ
فی مَرْتَعِ الَّلهْوِ لم یُکْرَبْ لِیَ الطِّوَلُ (1)
أَی:لم یُفْتَل.
و الکَرْبُ : تَضْییقُ القَیْدِ. و قَیْدٌ مکروبٌ :إِذا ضُیِّق.و فی الصّحاح: کَرَبْتُ القَیْدَ:إِذا ضَیَّقتَهُ علی المُقَیَّد ،و قال عبدُ اللّهِ بْنُ عَنَمَهَ (2)الضَّبِّیُّ :
ازْجُرْ حِمارَک لا یَرْتَعْ برَوْضَتِنا
إِذاً یُرَدُّ وَ قَیْدُ العَیْرِ مکرُوبُ
فی لسان العرب:ضَرَبَ الحِمَارَ وَرتْعَهُ فی رَوْضَتِهم مَثَلاً،أَی:لا تَعَرَّضَنَّ لِشَتْمِنا،فإِنّا قادرونَ علی تقیید هذا العَیْر،وَ مَنْعه من التَّصَرُّف.و هذا البیتُ فی شعره:
ارْدُدْ حِمارَکَ لا یَنْزِعْ سَوِیَّتَهُ
إِذاً یُرَدُّ و قَیْدُ العَیْرِ مَکْرُوبُ
و السَّوِیَّهُ :کِساءٌ،یُحْشَی بِثُمامٍ وَ نَحْوِه،کالبَرْذَعَه،یُطْرَحُ علی ظَهْرِ الحِمَارِ و غیرِهِ .و جزم«یَنْزِع»علی جواب الأَمر، کأَنَّه قال:إِنْ تَرْدُدْهُ لا یَنْزِعْ سَویَّتَهُ الّتی علی ظَهرِهِ ،و قوله «إِذاً یُرَدُّ»جوابٌ ،علی تقدیرِ أَنَّه قال:لا أَرُدُّ (3)حِمَارِی، فقال مُجِیباً له إِذاً یُرَدّ.انتهی.
و الکَرْبُ إِثَارَهُ الأَرْضِ للحَرْث.و کَرَبَ الأَرْضَ ، کَرْباً :
قَلَبَها (4)،و أَثارَهَا للزَّرْعِ . و فی الصَّحاح:للزِّراعه،و بخطِّه فی الحاشیه:لِلحَرْثُ ، کالکِرَابِ ،بالکَسْر.و إِطلاقُه مُوهِمٌ للفتْح؛و منه المَثَلُ الآتی ذِکْرُه.و فی التّهذیب: الکِرَابُ :
کَرْبُکَ الأَرْضَ حین تَقْلِبُهَا،و هی مَکْروبَهٌ :مُثَارهٌ .
و الکَرَبُ ، بالتَّحْرِیک:أُصُولُ السَّعَفِ الغِلاظُ هی الکَرَانیف،واحِدُهَا (5)کِرْنَافَهٌ ،قاله الأَصْمَعِیّ .و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ :سُمِّیَ کَرَبُ النَّخْلِ کَرَباً ،لأَنه استُغْنِیَ عنه، و کَرَبَ أَنْ یُقْطَعَ ودَنَا من ذلک.و فی المُحْکَم: الکَرَبُ :
أُصولُ السَّعَفِ الغِلاظُ العِراضُ الّتی تَیْبَسُ ،فتصیرُ مِثْلَ الکَتِفِ .و بخطِّ الجَوْهَرِیِّ :أَمثالَ الکَتِف،واحدتُها: کَرَبَهٌ .
و
16- فی صفهِ نخلِ الجَنَّهِ : « کَرَبُها ذَهَبٌ ». و قیلَ الکَرَب :هو ما یَبْقَی من أُصوله فی النَّخْلَه بعدَ القَطْعِ ،کالمَرَاقِی.قال الجَوْهَرِیُّ :و فِی المَثَل.
مَتَی کانَ حُکْمُ اللّهِ فی کَرَبِ النَّخْلِ (6)
وَجَدْتُ فی هامش الصّحاحِ هذا المَثَل لجَرِیرٍ،قاله لَمَّا سَمِعَ بیتَ الصَّلَتانِ العَبْدِیِّ :
أَیا شَاعِراً لاَ شاعِرَ الیَومَ مِثْلُهُ
جَرِیرٌ و لکِنْ فی کُلَیْبٍ تَوَاضُعُ
ص:366
فقال جَرِیرٌ:
أَقُولُ و لَمْ أَمْلِکْ سَوابِقَ عَبْرَهٍ
مَتی کانَ حُکْمُ اللّهِ فی کَرَبِ النَّخْلِ
انتهی.قال ابْنُ بَرِّیّ :لیس هذا الشَّاهِدُ الّذِی ذَکرهُ الجَوْهَرِیّ مَثَلاً،و إِنّما هو عَجُزُ بَیْتٍ لِجَرِیرٍ،فذکره،قال ذلک لَمَّا بَلَغَهُ أَنّ الصَّلَتانَ العَبْدِیَّ فَضّلَ الفَرَزْدَقَ علیه فی النَّسَب (1)،و فَضَّل جَرِیراً علیه فی جَوْدَه الشِّعْر،فی قوله:
«أَیا شاعراً...»
إِلی آخره،فلم یرْضَ جَرِیرٌ قولَ الصَّلَتانِ ، و نُصْرَتَهُ الفَرزْدَق.
قال ابْنُ مَنْظُور:قلتُ هذه مُشاحَّهٌ من ابنِ بَرِّیّ للجَوْهَرِیّ فی قوله:«لیس هذا الشّاهد مثلا،و إِنّما هو عَجُزُ بیتٍ لجَریر»،و الأَمثالُ قد وردت شِعْراً و غیرَ شعرٍ،و ما یکون شِعراً لا یمتنع أَن یکونَ مثلاً.انتهی.
و للشّیخ علیّ المَقْدِسیّ هُنا فی حاشیته کلامٌ یقرُبُ من کلام ابْن منظور،بل هو مأْخوذٌ منه،نقله شیخُنا،و کفانا مُؤْنَهَ الرَّدِّ علیه.
و الکَرَبُ : الحَبْلُ الّذی یُشَدُّ علی الدَلْوِ بعد المَنِینِ ،و هو الجبلُ الأَوّلُ ،فإِذا انقطع المَنِینُ ،بَقِیَ الکَرَبُ .و قال ابْنُ سِیدَهْ : الکَرَبُ :الحبْلُ الّذِی یُشَدُّ فی وَسَطِ ،و فی أُخْرَی:
علی وَسَطِ العَرَامِیّ ،أَی:عَرَاقِی الدَّلْوِ،ثُمّ یُثْنَی،ثُمّ یُثَلَّثُ لِیَلِیَ . فی الصَّحاح:لِیکونَ هو الّذی یَلِی الماءَ،فلا یَعْفَنُ الحَبْلُ الکَبِیرُ ،و الجَمْعُ أَکْرَابٌ (2).
قال ابنُ منظورٍ:رأَیتُ فی حاشیهِ نُسْخَهٍ من الصَّحاح الموثوقِ بها قولَ الجوهریّ :«لِیکونَ هو الّذی یَلِیَ الماءَ، فلا یَعْفَنُ الحبلُ الکَبِیرُ،إِنّما هو من صِفَهِ الدَّرَک لا الکرب ».
قلت (3):الدّلیل علی صحّه هذه الحاشیه أَنَّ الجوهریّ ذکر فی ترجمه درک هذه الصُّوره أَیضاً.فقال:و الدَّرَکُ :
قطعه حَبْلٍ ،یُشَدُّ فی طَرَفِ الرِّشَاءِ إِلی عَرْقُوَه الدَّلْو،لیکون هو الّذی یلِی الماءَ،فلا یَعْفَنُ الرِّشاءُ.و سنذکره فی موضعه.
قلتُ :و مِثْلُه فی کِفایه المُتَحَفِّظ و کلامُ المُصَنِّفِ فی الدَّرَک،قریبٌ من کلام الجوهریّ فی کونِ کِلَیْهِما بمعنًی.
و قال الحُطَیْئَهُ :
قَوْمٌ إِذَا عَقَدُوا عَقْداً لِجارِهِمُ
شَدُّوا العِنَاجَ و شَدُّوا فَوْقَهُ الکَرَبا (4)
و أَوّلُه:
سِیرِی أَمامِی فإِنّ الأَکْثَرِینَ حَصًی
و الأَکْرَمِینَ إِذا ما یُنْسَبُونَ أَبَا
و آخِرُهُ :
أُولَئکَ الأَنْفُ و الأَذْنَابُ غَیْرُهُمُ
وَ مَنْ یُسَاوِی بأَنْفِ النّاقَهِ الذَّنَبَا
و أَنشدنی غیرُ واحدٍ من شیوخنا قول العبّاس بْن عُتْبَهَ بْنِ أَبِی لَهَبٍ :
مَنْ یُساجلْنِی یُساجِلْ ماجِداً
یَمْلأُ الدَّلْوَ إِلی عَقْدِ الکَرَبْ (5)
و قد کَرَبَ الدَّلْوَ ، یَکْرُبُها ، کَرْباً و أَکْرَبَها ،فهی مُکْرَبَهٌ ؛ و کَرَّبَها ،بالتّشدِید.قال امْرُؤُ القیس:
کالدَّلْوِ بُتَّتْ عُرَاهَا وَ هْیَ مُثْقَلَهٌ
و خَانَها وَذَمٌ مِنْها وَ تَکْرِیبُ
و مثلُهُ فی هامش الصِّحاح.زادَ ابنُ منظورٍ:علی أَنّ التَّکْرِیب قد یجوزُ أَن یکونَ هنا اسْماً،کالتَّنْبِیت (6)و التَّمْتِینِ و ذلک لِعَطْفِها علی الوَذَم الّذی هو اسْمٌ ،لکنَّ البابَ الأَوّلَ أَوسعُ و أَشیعُ .
ص:367
و المُکْرَبُ ،بضمّ المیم و فتح الرّاءِ المَفَاصِلِ :
المُمْتَلِئُ عَصَباً. و وَظِیفٌ مُکْرَبٌ :امتلأَ عصَبَاً.
و حافِرٌ مُکْرَب :صُلْبٌ ،قال:
یَتْرُکُ خَوَّارَ الصَّفَا رَکُوبَا
بمُکْرَبَاتٍ قُعِّبَتْ تَقْعِیبَا
و عن اللّیث:یقالُ لکلّ شیءٍ من الحَیوان إِذا کان وَثِیقَ المَفَاصِل:إِنّهُ لَمُکْرَبُ المَفاصلِ .و فی الأَساس:و من المجاز:هو مُکْرَبُ المَفَاصِل:مُوَثَّقُهَا (1). و المُکْرَبُ :
الشَّدِیدُ الأَسْرِ من الدَّوَابّ .و إِنّهُ لَمُکْرَبُ الخَلْقِ :إِذا کان شدیدَ الأَسْرِ،و عن أَبی عَمْرٍو: المُکْرَبُ من الخَیْلِ :
الشَّدِیدُ الخَلْقِ و الأَسْر.و قال غیرُهُ :کُلّ العَقْدِ من حَبْلٍ ، و بِنَاءٍ،و مَفْصِلٍ (2): مُکْرَبٌ .و فی بعض النُّسَخ:أَو مَفْصِلٍ و عن ابْنِ سیدَهْ : فَرَسٌ مُکْرَبٌ ،أَی:شَدِیدٌ.
و الإِکْرَابُ -مصدرُ أَکْرَبَ - المَلْ ءُ یُقَال: أَکْرَبْتُ السِّقاءَ، إِکراباً :إِذا ملأْهُ ،قاله ابْنُ دُرَیدٍ،و أَنشدَ:
بَجَّ المَزَادِ مُکْرَباً تَوْکِیرَا (3)
و قیل: أَکْرَبَ الإِنَاءَ:قَارَبَ مَلأَهُ .
و الإِکْرَابُ : الإِسْرَاع ،یُقال:خُذْ رِجْلَیْکَ بِأَکْرَابٍ ،إِذَا أُمِرَ بالسُّرْعه أَی:اعْجَلْ و أَسْرِعْ .قال اللَّیْثُ :و من العرب مَنْ یقول: أَکْرَبَ الرَّجُلُ ،إِذا أَخَذَ رِجْلَیْهِ بإِکْرَابٍ ،و قَلَّما یُقَالُ :
و أَکْرَبَ الفَرَسُ و غیرُه ممّا یَعْدُو[أسرع] (4)و هذه عن اللحْیانیّ .و قال أَبو زیدٍ: أَکْرَبَ الرَّجُلُ إِکْرَابا :إِذا أَحْضَرَ، وعَدَا.و الإِکرابُ ،بمعنَیَیْهِ ،من المَجَاز.
و الکَرَابَهُ بالضَّمِّ و الفتح :التَّمْرُ الّذِی یُلْتَقطُ من أَصول الکَرَبِ بَعْدَ الجَدَادِ،و الضَّمُّ أَعلَی.و قال الجوهریُّ :
الکُرَابَهُ ،بالضّمّ : ما یُلْتَقَطُ من التَّمْرِ فی أُصولِ السَّعَفِ بعد ما یُصْرَمُ (5). ج: أَکْربهُ ؛قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
کَأَنَّما مَضْمَضَتْ من ماءِ أَکْرِبَهٍ
علی سَیَابَهِ نَخْلٍ دُونَهُ مَلَقُ
قال أَبو حنیفه: الأَکْرِبَهُ ،هنا:شِعافٌ یَسِیلُ منها ماءُ الجِبالِ ،واحدتُها کَرْبَهٌ .قال ابْنُ سِیدَهْ :و هذا لیس بقَوِیّ ؛ لأَنَّ فَعْلاً،لا یُجْمع علی أَفْعِله.و قال مَرَّه: الأَکرِبَه :جمعُ کُرَابَهٍ ،و هو ما یَقَعُ من ثَمَر النَّخْل فِی أُصولِ الکَرَب .قال:
و هو غَلطٌ ،قال ابْنُ سِیدَهْ :و کذلک قوله عندی غَلَط ،أَیضاً 2، و کَأَنَّه[جُمِعَ ] (6)علی طَرْحِ الزّائِدِ الّذِی هو هاءُ التَّأْنِیثِ ، هکذا فی نسختنا،و هو الصَّواب.و فی نسخه شیخِنا«علی طرح الزّوائد»أَی:بالجمع،فاعتُرِضَ ؛ لأَنّ فُعالاً بالضَّمّ .
هکذا فی سائر النُّسَخ الأُصُولِ .و هو خطأٌ،و صوابُهُ :«لأَن فُعالَهً »أَی:کثُمامَهٍ ،و مثلُهُ فی المُحَکَم و لسان العرب، لا یُجْمَعُ علی أَفْعِلَهٍ . قال شیخُنا:ثمَّ ظاهرُ کلامِهِما،أَی:
ابْن سِیدَهْ و ابْنِ منظورٍ،بل صَرِیحُهُ أَنّ فُعالَهً لا یُجمَعُ علی أَفْعِلَهٍ مُطْلقاً،فإِذا سقطتِ الهاءُ جاز الجمعُ (7)،و لیس کذلک،فإنّ أَفْعِلَهً من جُموعِ القِلّ الموضوعه لکلِّ اسْمٍ رُبَاعیّ ممدود ما قبلَ الآخِرِ،مُذکّر،فیشمَلُ فِعالا،مُثَلَّث الأَوّل،کطَعامٍ و حِمارٍ و غُرَاب،و فَعِیل کرَغِیفٍ ،و فَعُولٍ کعَمُود.فکلّ هذه الأَمثله مع ما شابَهها ممّا توفّرَتْ فیه الشُّرُوط المذکوره یُجْمَعُ علی أَفْعِلَهٍ ،کأَطْعِمَهٍ و أَحْمِرَهٍ ، و أَغْرِبَه و أَرْغِفَهٍ ،و أَعْمِدَهٍ ،و ما لا یُحْصَی.و کُرَابَهٌ -علی ما ذکره ابْنُ سِیدَهْ و ابْنُ مَنْظُورٍ،و قَلَّدَهما المُصَنِّف-یحتاج إِلی إِسقاط الزّائد،و هو الهاءُ،کما هو صریح کلامِ ابْنِ سِیدَهْ و غیرهِ ،و یُزاد علیهِ الحُکْمُ بالتَّذْکِیر باعتبار معناه؛لأَنّه الباقی.و أَمّا مع التّأْنیث فلا یجوز،لأَنَّ فِعَالاً إِذا کان مُؤَنَّثاً، کذِراعٍ و عَناق،لا یُجْمَعُ هذا الجمعَ ،کما صرّح به الشَّیْخُ ابْنُ مالکٍ ،و ابْنُ هِشامٍ ،و أَبُو حَیّان،و غیرُهم من أَئمّه النّحْو،ثُمّ قال:و لِعَلیٍّ القاری فی نامُوسه هنا التَّفْرِقَهُ بینَ المضموم و المفتوح،فجَوَّز الجمعَ فی المفتوح دُونَ المضموم،و هو غلطٌ مَحْضٌ ،و الصّوابُ ما قَرَّرناه.انتهی.
و قال الأَزهریُّ : تَکَرَّبَها ،أَی: الکُرَابَهَ ،إِذا التَقَطَهَا.
و فی بعض النُّسَخ:تَلَقَّطَها،أَی:من الکَرَب (8).
ص:368
و کَرَبَ الأَمْرُ، یَکْرُب ، کُروباً :دَنَا. و کلّ شَیْ ءٍ دَنا،فقد کَرَبَ .و قَدْ کَرَبَ أَنْ یکون،و کرَب یَکُونُ .و هو،عندَ سِیبَوَیْه،أَحدُ الأَفْعَالِ الّتِی لا یُسْتعملُ اسْمُ الفاعلِ مَعَها (1)مَوْضِعَ الفِعْل الّذی هو خَبَرُهَا لا تقول: کَرَبَ کائناً. و کَرَبَ أَنْ یَفْعَلَ کذا:أَیْ کَادَ یَفْعَلُ .
و کَرَبَ الرَّجُلُ : أَکَلَ الکُرَابَهَ ، ککَرَّبَ بالتَّشدید،و هذه عن الصّاغانیّ .
و کَرَبَتِ الشَّمْسُ :دَنت للمَغِیبِ ،و کَرَبَت الشّمْسُ :دَنَت للغُرُوب،و کَرَبَت الجاریهُ أَن تُدْرِکَ .و
16- فی الحدیث: «فإِذا استغنَی،أَو کرَبَ استعَفَّ ». قال أَبو عُبَیْدٍ: کَرَبَ ،أَی دَنا من ذلک و قَرُبَ [منه] (2).و کلّ دانٍ قرِیبٍ فهو کارِبٌ ،و
16- فی حدیثِ رُقَیْقَه: .«أَیْفَعَ الغُلاَمُ ،أَو کَرَب ». إِذا قارَب الإِیفاعَ .
و إِناءٌ کَرْبَانُ :إِذَا کَرَبَ أَنْ یَمْتَلِئَ و جُمْجُمَهٌ کَرْباءُ، و الجَمع کَرْبَی و کِرَابٌ ،و زعم یعقوبُ أَنَّ کافَ کَرْبانَ بَدلٌ من قاف قَرْبانَ .
قال ابْنُ سِیدَهْ :و لیس بشَیْ ءٍ.و کِرَابُ المَکُوکِ ،و غیرِه من الآنیهِ :دُونَ الجِمَامِ .
و یقال: کَرَبَتْ حَیَاهُ النَّارِ ،أَی: قَرُبَ انطِفاؤُهَا ؛قال عَبْدُ قَیْسِ بْنُ خُفَافٍ البُرْجُمِیُّ (3):
أَبُنَیَّ (4)إِنَّ أَباکَ کارِبُ یَوْمِهِ
فإِذَا دُعِیتَ إِلی المَکَارِمِ فاعْجَلِ
و کَرَبَ النَّاقَهَ :أَوْقَرَها ،و مثلُه فی الصَّحاح.
و کَرَبَ الرَّجُلُ :طَقْطَقَ الکَرِیبَ و هو الشُوبَقُ ، و الفَیْلَکُونُ ،اسم لخَشَبَه الخَبَّازِ، ککَرَّبَ مشدَّداً.نقله الصّاغانیُّ . و کَرِبَ الرَّجُلُ ، کسَمِعَ :انقَطَع کَرَبُ ،بالتَّحْرِیک،و هو حَبْلٌ دَلْوِهِ نقله الصّاغانیُّ .
و کَرَبَ ، کنَصَر:أَخَذَ الکَرَبَ من النَّخْلِ ،نقله الصّاغانیُّ عن ابْنِ الأَعْرَابِیِّ . و کَرَبَ الرَّجُلُ : زَرَعَ فی الکَرِیبِ الجادِسِ .
و الکَرِیبُ : هو القَراحُ من الأَرْضِ ،و الجادِسُ :الَّذِی لم یُزْرَعْ قَطُّ ،قاله ابْنُ الأَعْرَابیّ .و جعَلَ ابْنُ منظورٍ:مَصْدَرَهُ التَّکْرِیبَ .و ظاهرُ عباره المؤلِّف،أَنّه من الثُّلاثیّ المُجَرّد، و کِلاهُمَا صحیحانِ .
و الکَرِیبُ أَیضاً: خَشَبَهُ الخَبَّازِ یُرَغِّفُ بها فی التَّنُّورِ و یُدَوِّرُهُ (5)بها،قال:
لا یَسْتَوِی الصَّوْتَانِ حِینَ تَجَاوَبَا
صَوْتُ الکَرِیبِ و صَوْتُ ذِئْبٍ مُقْفِرِ
أَی:لأَنَّ صوتَ الکَرِیبِ لا یکون إِلاّ فی عُرْسٍ أَو خِصْبٍ ،و صَوْتَ الذِّئبْ لا یکونُ إِلاّ فی قَحْطٍ أَو قَفْر،کما نقلَه أَبو عَمْرٍو عن الدُّبَیْرِیَّهِ .
و الکَرِیبُ : الکَعْبُ من القَصَبِ أَو القَنَا؛نقله ابْنُ دُرَیْدٍ.
و الکَرُوبِیُّونَ ،مُخَفَّفَهُ الرّاءِ ،و حُکِی التَّشْدِیدُ فیه،و هو مسموع جائزٌ علی ما حکاه الشِّهابُ فی شرح الشِّفاءِ،علی أَنه جَزَم فی أَثناءِ سُورَهِ غافرٍ فی العِنَایَه بأَنَّ التَّشدید خطأٌ کما نقله شیخُنا.و قال الطِّیبِیُّ :فیه ثلاثُ مُبَالَغاتٍ :إِحْداها أَنَّ کَرَبَ أَبلَغُ من قَرُبَ ،الثّانیه علی وزن فَعُول من صِیَغِ المُبَالَغه،الثّالثهُ زِیادَهُ الیاءِ فیه للمُبَالَغَه کأَحْمَرِیّ .قلتُ :
و کَونُ کَرَبَ أَبلغَ من قرُبَ ،یحتاجُ إلی نقلٍ صحیح یُعتمَدُ علیه: سادَهُ المَلاَئِکهِ ،منهم:جِبْرِیلُ ،و مِیکائِیلُ و إِسرافیلُ ، هم المُقَرَّبُونَ ؛رواه أَبو الرَّبیع،عن أَبی العالیهِ .و أَنشدَ شَمِرٌ لأُمَیَّهَ بْنِ أَبی الصَّلْتِ :
مَلاَئِکَهٌ لا یَفْتُرُونَ عِبَادَهً
کَرُوبِیَّهٌ منهم رُکُوعٌ و سُجَّدُ
و مِثْلُهُ فی الفَائِق،و فیه أَجاب أَبو الخَطّابِ بْنُ دِحْیَهَ ، حینَ سُئلَ عنهم.
ص:369
و فی لسان العرب: الکَرْبُ القُرْبُ و المَلاَئکهُ الکَرُوبِیُّونَ :
أَقربُ الملائکه إِلی حَمَلَهِ العرشِ .قلتُ :فکلامهُ صریحٌ فی أَنَّه من الکَرْب ،بمعنی القُرْب،و قیل إِنّه من کَرْبِ الخَلْقِ ،أَی:فی قُوَّتِهِ (1)و شِدَّتِه،لقُوَّتِهِمْ و صَبْرِهم علی العِبَادَه.و قیل:من الکَرْب ،و هو الحُزْنُ ،لشِدَّه خَوْفِهم من اللّه تَعَالَی و خَشْیتِهِم إِیاه،أَشارَ له شیخُنا (2).
و کارَبَهُ ،أَی: قَارَبَهُ و دَانَاه،فهو مُکارِبٌ له مُقارِبٌ ، و الکاف بدل من القاف.
و الکِرَابُ :مَجارِی الماءِ فی الوادِی واحدُهُ کَرْبَهٌ ،کما فی الصَّحاح.و قال أَبو عَمرٍو:هی صُدُورُ الأَودِیَه.قال أَبُو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ النَّحْلَ :
جَوارِسُها تَأْوِی (3)الشُّعُوفَ دَوائِباً
وَ تَنْصَبُّ أَلْهاباً مَصیفاً کُرَابُها
الجَوارِس:جمع جَارِسٍ ،من:جَرَسَتِ النَّحْلُ النّباتَ و الشَّجَرَ:إِذَا أَکَلَتْه.و المَصِیفُ :المُعْوَجُّ ،من:صافَ السَّهْمُ .و الشُّعُوفُ :أَعالِی الجِبالِ ،کالشِّعاف.
و المُکْرَباتُ ،بضم المیم و فتح الرّاءِ: الإِبِلُ الّتی یُؤْتَی بِهَا إِلی أَبوابِ البُیُوتِ فی أَیّام شِدَّهِ البَرْدِ،لِیُصیبَها الدُّخَانُ ، فتَدْفَأَ ،و هی المُقْرَباتُ و یُقَالُ : ما بالدّارِ کَرّابٌ ،کشَدّاد ،أَی. أَحَدٌ.
و أَبو کَرِبٍ :أَسْعَدُ بْنُ مالکٍ الحِمْیَرِیُّ الیَمَانِیُّ ،ککَتِفٍ .
و قد سَقَطَ من بَعض النُّسَخ.و هو مَلِکٌ مِنْ مُلُوکِ حِمْیَرَ، أَحَدُ التَّبابِعَهِ .
و الکَرَبَهُ ،مُحَرَّکه:الزِّرُّ ،بالکَسْر یکونُ فیه رَأْسُ عَمُودِ البَیْتِ من الخَیمه.
و کُرْبَهُ ،بالضَّمّ :لَقَبُ أَبی نصرٍ مَحْمُودِ بْن سُلَیْمَانَ بْنِ أَبی مَطَرٍ قاضِی بَلْخَ ،حدّث عن الفضلِ الشَّیْبَانیّ .
و کُرَیْبٌ ، کزُبَیْرٍ،تَابِعِیٌّ ،و هم أَرْبَعَهٌ : کُرَیْبُ بْنُ أَبِیمُسْلِمٍ الهاشِمیُّ ،و کُرَیْبُ بْنُ سلیمٍ الکِنْدِیُّ ،و کُرَیْبُ بْنُ أَبْرَهَهَ ،و کُرَیْبُ بنُ شِهابٍ .
و کُرَیْبٌ :اسْمُ جَمَاعَه من المُحَدِّثِینَ و غَیْرِهم.
و حَسَّانُ بْنُ کُرَیْبٍ الحِمْیَرِیُّ البِصْرِیُّ :تابِعِیٌّ .
و أَبُو کُرَیْب :محمّدُ بْنُ العَلاَءِ بْنِ کُرَیْبٍ ،الهَمْدَانِیُّ الحافظُ : شیخٌ للبُخَارِیِّ صاحبِ الصَّحِیح.رَوَی عن هُشَیْمٍ ،و ابْنِ المُبَارَک.و عنه الجماعهُ ،و السَّرّاجُ ،و ابْنُ خُزَیْمَهَ .تُوُفِّیَ سنه 248.و کان أَکبرَ من أَحمدَ[بْنِ مُحَمَّدِ]بْنِ حَنْبَلٍ بثلاثِ سِنینَ ،و ظَهر بِما تقدَّمَ أَنه شیخُ الجَمَاعَهِ ،فلا أَدرِی ما وَجْهُ تخصیصِ المُؤَلِّفِ بقولِه:شیخٌ للبُخَارِیّ ،فتَأَمَّلْ .
و ذُو کُرَیْبٍ :ع (4)،أَنشدَ الأَصمَعِیُّ :
تَرَبَّعَ القُلَّهَ فالغَبِیطَیْن
فَذَا کُرَیْبٍ فجُنوبَ الفَاوَیْنْ
و مَعْدِیکَرِبُ :اسْمانِ ،و فیه لُغَاتٌ ثلاثهٌ : رَفْعُ الباءِ مَمْنُوعاً من الصّرْف، و الإِضافَهُ مصْرُوفاً فتقول مَعْدِی کَرِبٍ ، و الإِضافَهُ مَمْنُوعاً من الصَّرْف بجعله مؤنَّثاً معرِفَهً .
و الیاءُ من«مَعْدِی»ساکِنَهٌ علی کلِّ حالٍ .و إِذا نَسَبْتَ إِلَیْهِ ، قُلْتُ :مَعْدِیٌّ .و کذلک النَّسَبُ فی کُلِّ اسْمَیْنِ جُعِلا واحداً، مثلُ :بَعْلَبَکَّ (5)،و خَمْسَهَ عَشَرَ،و تَأَبَّطَ شَرًّا،تَنْسِبُ إِلی الاسم الأَوّل،تَقُول:بَعْلِیٌّ ،و خَمْسِیٌّ ،و تَأَبَّطِیٌّ .و کذلک إِذا صغَّرْتَ تُصَغِّرُ الأَوّل.کذا فی الصِّحاح و لسان العرب، و صرَّح به أَئمّهُ النَّحْوِ.
و الکَریبَهُ :الدّاهِیَهُ الشَّدِیدَهُ . و الَّذِی فی الصَّحاح:
الکَرَائِبُ :الشَّدَائِد،الواحدهُ : کَرِیبَهٌ ،قال سَعْدُ بْنُ نَاشِبٍ المازِنِیُّ :
فَیالَ رِزَامٍ رَشِّحُوا بِی مُقَدَّماً
إِلی المَوْتِ خَوَّاضاً إِلیهِ الکَرائِبَا
قال ابْنُ بَرِّیّ :مُقَدَّماً:منصوبٌ برَشِّحُوا،علی حذف
ص:370
موصوف،تقدیرُهُ :رَشِّحُوا بی رَجُلاً مُقَدَّماً،أَی:اجْعَلُونی کُفُؤاً مُهَیَّاً لرجلٍ شُجَاع (1).و وجدتُ ،فی هامش الصَّحاحِ ما نَصُّهُ بخطّ أَبی سهل:«رَشِّحُوا بِی مُقْدِماً»،بتحریک الیاءِ،و مُقْدِماً:کَمُحْسِنٍ .
و یقال: هذِهِ إِبِلٌ مِائَهٌ ،أَوْ کَرْبُها بالفتح علی الصَّواب، و صَوَّب بعضُهم الضَّمَّ فیه أَی:نَحْوُها.و قِرابُها بالضّم، و فی نسخهٍ :قُرابَتُهَا.
و فی المَثَلِ : الکِرَابُ (2)علی البَقَرِ لِأَنّها تَکْرُبُ الأَرْضَ ،أَیْ :لا تُکْرَبُ الأَرْضُ إِلاّ بالبَقَر،و منهم من یقولُ :الکِلاَبَ علی البَقَرِ،بالنَّصْب (3).أَی:أَوْسِدِ الکِلابَ (4)علی بَقَرِ الوَحْشُ .و قال ابْنُ السِّکِّیتِ :المَثَلُ هو الأَوّلُ .و سیأْتی بیانُهُ فی ک ل ب إِنْ شاءَ اللّه تعالی قریباً.
و أَبو عبدِ اللّه عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ کَرَبَ بْنِ غُصَصَ ، کَزُفَرَ:مُتَکَلِّمٌ مَکِّیٌّ ،م، و هو شیخُ الصُّوفِیّه،صاحِبُ التَّصانِیف،فی رأْسِ الثَّلاثِمائه،کما نقله الحافِظُ .
*و مما یُسْتَدرَکُ علیه:
کَرِبَ الرَّجُلُ کسَمِعَ :أَصابهُ الکَرْبُ ،و منه
14- الحدیثُ : .
«کان إِذا أَتاه الوَحْیُ کَرِبَ » (5).
و کِرَابُ المَکُّوکِ و غَیْرِهِ من الآنِیَه:دُونَ الجِمَامِ .
و کَرَبَ وَظِیفَیِ الحِمَار،أَوِ الجَمَلِ :دَانَی بینَهما بحَبْل، أَو قَیدٍ.
و کُورابُ ،بالضّمّ :قَریهٌ بالجَزیره،منها القاضِی المُعَمَّرُ شمسُ الدّینِ علیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الخَضِر،الکُرْدِیُّ ،حَدَّثَ عنه الذَّهَبِیُّ .
تَکَرْتَبَ فُلانٌ عَلَیْنَا :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال الأَزهریُّ :أَی تَقَلَّبَ ؛هکذا،فی النُّسخ،بالقاف.و هو نَصُّ التَّهذیب.و فی بعض النُّسَخ تَغَلَّبَ ،بالغین.
الکِرْشَبُّ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابنُ دَرَیْدٍ:هو کقِرْشَبٍّ ،زِنهً و مَعْنَی ،و هو المُسِنُّ کما تقدَّمَ .
و فی التّهذیب: الکِرْشَبُّ :المُسِنُّ الجافی.
و القِرْشَبُّ :الأَکُولُ ،قال شیخُنا:قیل إِنْ الکاف بَدَلٌ من القاف،و لذا أَهمله کثیرون.و قیلَ :إِنّها لُثْغَهٌ .
الکُرْکُبُ ،ککُرْکُمٍ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ الأَعْرَابیّ :هو نَباتٌ طَیِّبُ الرّائِحَهِ ،و کَأَنَّ الباءَ لغهٌ فی المیم.
الکُرْنُبُ ،بالضَّمّ ،أَی:کقُنْقُذ،کما یُفْهَمُ من ضبطه (6)،و هکذا قیَّده الصّاغانیُّ .و قد أَهمله الجَوْهَرِیُّ .
و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :هو الکَرْنَبُ ، کَسَمَنْدٍ. قلتُ :و العامّهُ تَضُمُّه.و نقلَ ابْنُ سِیدَهْ ،عن أَبی حنیفَه:أَنَّهُ الذی یُقالُ له السِّلْق قال شیخُنا:و ظاهرهُ أَنّه عربیٌّ فصیح.و قال أَهلُ النَّباتِ :إِنَّهُ نَبَطِیّ ،عَرَّبُوهُ ؛ أَو نَوْعٌ منه أَحْلَی و أَغَضُّ من القُنَّبِیطِ ،أَورده صاحِبُ اللّسان (7).
و فی مُفْرَداتِ ابْنِ البَیْطَارِ:أَنَّ البَرِّیَّ منه مُرّ الطَّعْمِ (8).
و من خواصِّهِ : دِرْهَمانِ من سَحِیقِ أَی:مسحوقِ عُرُوقِهِ المُجَفَّفَهِ فی الشَّمْس،أَو علی النّار،ممزوجاً فی شَرابٍ ، تُرْیَاقٌ مُجَرَّبٌ من نَهْشَهِ الأَفْعَی ،و هو الذَّکَرُ من الحَیّات.
و الکَرْنِیبُ ،بالفتح، و یُکسَرُ ،و الکِرْنَابُ أَیضاً: المَجِیعُ ، و هو الکُدَیْراءُ (9).عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و الکَرُنَبَهُ :إِطْعَامُهُ للضَّیْفِ ،یقال: کَرْنِبُوا لِضَیْفِکم،فإِنَّهُ لَتْحَانُ (10).
ص:371
و الکَرْنَبَهُ : أَکْلُ التَّمْر باللَّبَن. و فی التّهذیب: الکِرْنِیب ، و الکِرْنابُ :التَّمْرُ باللَّبَن.قال شیخُنا صرَّحَ أَبُو حَیّانَ ،و غیرُه من أَئمّه العربیه،بأَنَّ نونَ کرنب زائدهٌ ،و ذَکَرُوه کالمُتَّفَق علیه.و ظاهرُ المصنِّف و التهْذِیب و اللِّسان و غیرِها،أَصالَتُها، و أَهملها الجَوْهَرِیُّ ؛لأَنَّها لم تَصِحَّ عندَهُ .
و أَبو خَلِیفَهَ بْنُ الکَرْنَبی :من صُوفِیَّهِ البَغْدَادِیِّینَ ،و عَصْرِیُّ جُنَیْدِ سَیِّدِ الطّائفهِ ،خرج إِلی عَبّادانَ نقلتُه من الجزءِ السّادس بعدَ المَائَهِ من تاریخ بغداد للخَطِیبِ .
و الکَرْنَبَهُ :المِغْرَفَهُ ،مِصْرِیَّهٌ .
الکُزْبُ ،بالضَّمّ . أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ الأَعْرَابیّ :هو لغهٌ فی الکُسْبِ (1)،و هو عُصَارهُ الدُّهْنِ ، کالکُزْبَرَهِ و الکُسْبَرَهِ .
و قال أَیضاً: الکَزَبُ ، بالتَّحْرِیک:صِغَرُ مُشْطِ الرِّجْلِ ، و تَقُّبضُهُ ،و هو عَیْبٌ .
و المَکْزُوبَهُ :الخِلاسِیَّهُ بالکسر من الأَلْوان ،و هی ما کانَ بَیْنَ الأَسْوَدِ و الأَبْیَض (2)،و منه:الجَوَارِی المکزوبهُ ،و هی الخِلاسِیَّهُ اللَّوْنِ ،عن ابْنِ الأَعْرابیّ ،و قد تقدّم فی زکب.
و الکَوْزَبُ ،کَجَوْهَرٍ:الرَّجُل البَخِیلُ ،الضَّیِّقُ الخُلُق و فی نسخه:النَّفْسِ ،بدل الخُلُقِ .
*و ممّا یُستدرَکُ علیه:
الکُزْبُ ،بالضَّمِّ :شَجَرٌ صُلْبٌ نقله الصَّاغانیُّ .
کَسَبَه ، یَکْسِبُهُ ، کَسْباً بالفتح، و کِسْباً بالکسر، و تَکَسَّبَ ،و اکْتَسَبَ :طَلَبَ الرِّزْقَ . و أَصْلُهُ الجَمع، أَوْ کَسَبَ :أَصابَ ،و اکْتَسَبَ تَصَرَّفَ ،و اجْتَهَدَ ،قاله سِیبَوَیْهِ .
و کَسَبَهُ :جَمَعَهُ علی أَصلِ معناه.
فی لسان العرب:قال ابْنُ جِنّی:قولُه تعالَی: لَها ما کَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اِکْتَسَبَتْ (3)عَبَّرَ عن الحَسَنَهِ ب کَسَبَتْ ، و عن السَّیِّئهِ ب اِکْتَسَبَتْ ؛لأَنّ معنی کَسَبَ دون معنی اکْتَسَبَ ،لِما فیه من الزِّیَاده،و ذلک لأَنَّ کَسْبَ الحَسَنَه،بالإِضافَه إِلی اکْتساب السَّیّئه،أَمرٌ یَسُیرٌ و مستَصْغَر،و ذلک لقوله عَزَّ و جَلَّ :
مَنْ جاءَ بِالْحَسَنَهِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثالِها وَ مَنْ جاءَ بِالسَّیِّئَهِ فَلا یُجْزی إِلاّ مِثْلَها (4)أَفلا تَرَی أَنّ الحسَنَهَ تَصغُرُ بإِضافتها إِلی جزائها،ضِعْفَ الواحده (5)إِلی العَشَرَه ؟و لمّا کان جَزاءُ السَّیّئه إِنّمَا هو بمثلِها،لم تُحْتَقَرْ إِلی الجزاءِ عنها،فعُلِمَ بذلک قُوّهُ فِعلِ السَّیّئه علی فعل الحسنهِ ؛فإِذا کان فعلُ السَّیّئه ذاهباً بصاحبه إِلی هذه الغایهِ المترامیه،عُظِّمَ قَدْرُهَا و فُخِّمَ لفظُ العباره عنها،فقیل: لَها ما کَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اِکْتَسَبَتْ ،فزِیدَ فی لفظ (6)السَّیّئه،و انْتُقِصَ من لفظ فعل الحسنه لِمَا ذَکَرْنا (7).
و فی الأَساس:و من المجاز: کَسَبَ خَیْراً،و اکْتَسَب شَرّاً.
و کَسَب فُلاَناً خَیْراً و مالاً، کَأَکْسَبَهُ إِیّاهُ ،و الأُولَی (8)أَعْلَی. فَکَسبَهُ هُوَ ،قال:
یُعَاتِبُنِی فی الدَّیْنِ قَوْمِی و إِنَّما
دُیُونِیَ فی أَشْیَاءَ تَکْسِبُهُم حَمْدَا
و یُرْوَی. تُکْسِبُهم ،و هذا ممّا جاءَ علی فَعَلْتُهُ ففَعَل.
و من المجاز:تقولُ :فلانٌ یَکْسِبُ أَهْلَهُ خیراً.قال أَحمدُ بْنُ یَحْیی:کلُّ النّاس یقولُ : کَسَبَک فلانٌ خیراً إِلاّ ابْنَ الأَعرابیّ فإِنّه قال: أَکْسَبَکَ فُلانٌ خَیْراً.و
16- فی حدیث خَدِیجه: «إِنّک لَتَصِلُ الرَّحِمَ ،و تَحْمِلُ الکَلَّ ،و تَکْسِبُ (9)المَعْدومَ ». قال ابْنُ الأَثِیرِ:یُقال کسبْتُ مالاً،و کَسَبْتُ زَیْداً
ص:372
[مالاً] (1)و أَکسَبْتُ زیداً مالاً،أَی:أَعَنْتهُ علی کَسْبه ،أَو جعَلْتُه یَکْسِبُهُ فإِن کان من الأَوّل،فتریدُ أَنّک (2)تَصِلُ إِلی کُلّ معدومٍ و تنالُهُ ،فلا یَتعذَّرُ لِبُعْدِه علیک،و إِن جَعَلْتُه متعدِّیاً إِلی اثْنَیْنِ ،فتُرِیدُ أَنَّک تُعْطِی النّاسَ الشَّیْ ءَ المعدومَ عِنْدَهُم،و تُوَصِّلُهُ إِلیهم،قال:و هذا أَوْلَی القولَیْنِ ،لأَنّه أَشبَهُ بما قبْلَهُ فی باب التَّفضُّل و الإِنعام،إِذْ لا إِنْعَامَ فی أَن یَکسِبَ هو لنفسه مالاً کان معدوماً عندَه،و إِنّما الإِنعامُ أَنْ یُولِیَهُ غَیْرَهُ ،و بابُ الحظّ و السّعاده فی الاکْتِساب غیرُ باب التَّفَضُّل و الإِنعام.و قال شیخنا: کَسَبَ یَجِیءُ لازماً و متعدّیاً، و أَنکر الفَرّاءُ و غیرُهُ « أَکْسَبُه ».فی المتعدِّی؛و أَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابی:
فَأَکْسَبَنِی مالاً و أَکْسَبْتهُ حَمْدَا
فعدّاهُ لمفعولَیْنِ و کَسَبَ یتعدَّی لواحِدٍ،و أَکْسَبَ لاثْنَیْنِ .
و قیل:کُلٌّ منهما یتعدَّی لمفعولَیْنِ ،کما جزَمَ به ابْنُ الأَعْرَابِیِّ ،و هو الذی صرّحَ به المُصَنِّفُ ،و غیرُهُ ،انتهی.
و یُقال: فُلانٌ طَیِّبُ المَکْسَبِ ،کمَقْعدٍ، و المَکْسِبِ ، کمَجْلِس؛کِلاَهُمَا عن الفَرّاءِ، و المَکْسِبَهِ کالمَغْفِرَه، و الکِسْبَهِ ،بالکسر ،و الکَسِیبَهِ ،زاده ابْنُ مَنْظُورٍ: أَیْ :طَیِّبُ الکَسْبِ .
وَ رَجُلٌ کَسُوبٌ ،کَصَبُورٍ: و کَسَّابٌ کَشَدَّادٍ:کَثِیرُ الکَسْبِ .
و الکَسُّوبُ ، کالتَّنُّورِ:نَبْتٌ یُشْبِه العُصْفُرَ،له قُرْطُمٌ ، نقله الصّاغانیّ .
و الکَسُّوبُ : الشَّیءُ ،و فی نُسْخَه:و مَا لَهُ کَسُّوبٌ :
شَیْ ءٌ،یقال:ما تَرَک کَسُّوباً و لا لَسُّوباً،أَی:شیئاً.
و کَسَابِ ،کقَطَامِ :الذِّئْبُ ،و رُبَّما جاءَ فی الشِّعر کُسَیْباً .و مثلُهُ فی لسان العرب.و فی الصَّحاح:اسمُ کَلْبَهٍ .
و کَسْبَهُ :من أَسْماءِ إِناثِ الکِلابِ کَکَسَابِ ؛قاله ابْنُ سِیدَهْ .قال الأَعْشَی:
و لَزَّ کَسْبَهَ أُخْرَی فَرْغُها (3)فَهِقُ و کَسْبَهُ : ه بنَسَفَ .
و کُسَیْبٌ ، کزُبَیْرٍ :اسْمٌ لذُکُورِهَا ،أَی:الکِلابِ ،و ربّما جاءَ ذلک فی الشِّعْر.قال ابنُ منظور:و کُلُّ ذلک تفاؤُلٌ (4)بالکسب و الاکتساب .
و کُسَیْبٌ : اسْمُ رجل.و قیل:هو جَدُّ العَجّاج لأُمّه،قال بعض مُهاجِیهِ ،أُراه جَریراً:
یا ابْنَ کُسَیْبٍ ما عَلَیْنَا مَبْذَخُ
قَدْ غَلَبَتْکَ کاعِبٌ تَضَمَّخُ
یعنی بالکاعِبَ لَیْلَی الأَخْیَلِیَّهَ ،لأَنّها هاجَت العَجّاج فغَلَبَتْهُ . و قد یکونُ ابْنُ الکُسَیْبِ :وَلَدَ الزِّنَا ،و به یُفَسّرُ الشِّعْرُ المذکور.
و الکُسْبُ ،بالضَّمِّ :الکُنْجارَقُ (5)فارِسیّه.و بعضُ أَهْلِ السَّوادِ یُسَمِّیهِ الکُسْبَجَ .و الکُسْبُ بالضمِّ : عُصَارَهُ الدُّهْنِ ، قال أَبُو منصور:و أَصلُه بالفارِسیّه«کُشْبْ »،فَقُلِبَت الشِّینُ سِیناً،کما قالوا:سابُور،و أَصلُه شَاهْ بُور (6)،أَی:ابْن المَلِکِ .
و کَیْسَبٌ ،کصَیْقَلٍ : اسمٌ .و:ه بین الرَّیِّ و خُوَارِهَا ، بالضَّمّ .
وَ مَنِیعُ بْنُ الأَکْسَبِ بْنِ المُجَشَّرِ (7)شاعِرٌ من بنی قَطَنِ بْنِ نَهْشَلٍ .
و الکَواسِبُ :الجَوَارِحُ من الإِنسان و الطَّیْر.
و أَبو کاسِبٍ کُنْیَهُ الذِّئْبِ .
و سَمَّوْا کاسِباً و کَیْسَبَهَ و کَیْسَباً و کُسَیْبَه .
*و ممّا بقی علیه:
تَکَسَّبَ ،أَی:تکلَّفَ الکَسْبَ ،و أَصل الکَسْبِ الطَّلَبُ و السَّعْیُ فی طلبِ الرِّزْق و المَعِیشهِ .و
16- فی الحدیث: «أَطْیَبُ
ص:373
ما أَکَلَ (1)الرَّجُلُ من کَسْبِهِ ،وَ وَلَدُهُ من کَسْبِهِ » (2). و
16- فی حدیثٍ آخَرَ: «نَهَی عن کَسْبِ الإِمَاءِ» (3). و فی التنزیل العزیز: ما أَغْنی عَنْهُ مالُهُ وَ ما کَسَبَ (4)قِیلَ :ما کَسَبَ ، هُنَا،وَلَدُهُ .
و الکِسْبُ .بالکسر:لغهٌ فی الکَسْبِ ،بالفتح،نقله الصّاغانیُّ .
الکَسْحَبهُ ،بالسّین و الحاء المُهْمَلَتَیْنِ أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللّسان.و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:ذکر بعضُ أَهلِ اللّغَهِ أَنّ الکَسْحَبَه مَشْیُ الخَائِفِ المُخْفِی نَفْسَهُ و قال:
و لیس بِثَبْتٍ .
الکَشْبُ ،کالضَّرْبِ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو شدَّهُ أَکلِ اللَّحْمِ و نَحْوِهِ ، کالتَّکْشِیبِ للمبالغه، قال الشّاعرُ:
ثُمَّ ظَلِلْنَا فی شِواءٍ،رُعْبَبُهْ
مُلَهْوَجٍ مِثْلِ الکُشَی نُکَشَّبُهْ
الکُشَی:جمع کُشْیَهٍ ،و هی شَحْمَهُ کُلْیَه الضَّبِّ .
و کَشْبٌ (5): ع،أَو جَبَلٌ بالبادِیه.
و کَشَبَی محرّکهً کجَمَزَی ،و فی نسخه: الکَشَبَی .و فی لسان العرب: کُشُبٌ : جَبَلٌ بالبَادِیَهِ .
و کُشْبٌ کَکُتُبٍ ،أَو ککَتِفٍ کما قیَّده بعضُ من تکلَّم علی المواضع (6): جَبَلٌ آخَرُ فی دِیار مُحَارِبِ بْنِ خَصَفَهَ .
و علی الأَوّلِ قولُ بَشامهَ بْنِ عَمْرٍو المُرِّیِّ :
فَمَرَّتْ علی کُشُبٍ غُدْوَهً
و حاذَتْ بجَنْبِ أَراکٍ أَصِیلاً
و کَشِیبٌ ، کَأَمِیرٍ :جَبَلٌ آخَرُ م أَی:معروفٌ .
کَظَبَ ، یَکْظُبُ ، کُظوباً کحَظَبَ ،یَحْظُبُ ، حُظُوباً: امْتَلأَ سَمِیناً عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .و قد أَهمله الجَوْهَرِیُّ .
الکَعْبُ :کُلّ مَفْصِل للْعِظامِ . و من الإِنسانِ :
ما أَشْرَفَ فَوقَ رُسْغِه عندَ قَدَمِهِ ،و قیل:هو العظم النّاشِزُ فَوْقَ القَدَمِ ،و قیل:هو العظم النّاشِزُ عند مُلْتَقَی السّاقِ و القَدَمِ ،و أَنکر الأَصْمَعِیُّ قولَ النّاس إِنّه فی ظَهْرِ القَدَم.و ذهب قومٌ إِلی أَنَّهما العَظْمَانِ اللَّذانِ فی ظَهْرِ القَدَمِ ،و هو مَذْهَبُ الشِّیعَهِ ،و منه
17- قول یَحْیَی بْنِ الحارِث: رأَیتُ القَتْلَی یوم زَیْدِ بْنِ علیٍّ ،فرأَیْتُ الکِعَابَ فی وَسَطِ القَدَم. و قیل: الکَعْبَانِ ،من الإِنسان:العَظْمانِ النَّاشِزَانِ من جانِبَیْهَا ،أَی:القَدَمِ .و
16- فی حدیث الإِزَار: «ما کانَ أَسْفَلَ من الکَعْبَیْنِ ،ففی النّارِ». قال اللّهُ تعالی:
وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی اَلْکَعْبَیْنِ (7)قرَأَ ابْنُ کَثِیرٍ،و أَبُو عَمْرٍو،و أَبُو بَکْرٍ عن عاصم،و حمزهُ :
«و أَرْجُلِکُم» خَفْضاً،و الأَعْشَی عن أَبی بَکْرٍ،بالنَّصْب مثل حَفْصٍ .و قرأَ یعقوب،و الکِسَائیُّ ،و نافِعٌ ،و ابنُ عامرِ «وَ أَرْجُلَکُمْ » نصباً؛و هی قراءَهُ ابْنِ عَبَّاسٍ ،و کان الشّافعیُّ یقرأُ: «وَ أَرْجُلَکُمْ » و اخْتَلَف النّاسُ فی الکَعْبَیْنِ ،و سأَل ابْنُ جابِرٍ أَحمدَ بْنَ یَحْیَی عن الکَعْبِ ،فأَوْمَأَ ثعلبٌ إِلی رِجْلِه، إِلی المَفْصِل منها،بسَبَّابَتِه،[فوضَع السَّبّابهَ ] (8)علیه،ثم قال:هذا قولُ المُفَضَّلِ ،و ابْنِ الأَعْرَابِیّ .قال:و أَومأَ إِلی النّاتِئَیْنِ .قال:و هذا (9)قولُ أَبی عَمْرِو بْنِ العلاءِ، و الأَصْمَعِیّ ؛و کُلٌّ قد أَصابَ .کذا فی لسان العرب.
ج: أَکْعُبٌ ،و کُعُوبٌ ،و کِعَابٌ .
و قال اللِّحْیَانیُّ : الکَعْبُ الَّذِی یُلْعَبُ به و هو فَصُّ النَّرْدِ، کالکَعْبَهِ ،بزیادهِ الهاءِ، ج کُعْبٌ ،بالضَّمّ ، و کِعَابٌ بالکَسْرِ، و کَعَبَاتٌ محرّکهُ ،الأَوّل و الثّالث جمع الکَعْبَه ،لم یَحْکِ ذلک غیرُه،کقولک:جَمْرَهٌ و جَمَرَات،و الثّانی جمع الکَعْب ،و المُصَنِّف خلطَ فی الجُمُوع،و لم یُنبَّه علیه شیخُنا
ص:374
علی عادته فی بعض المواضع،و
16- فی الحدیث: أَنّه«کان یَکْرَهُ الضَّرْبَ بالکِعابِ ». واحدتُها (1): کَعْبٌ ،و اللَّعِبُ بها حَرَامٌ ،و کَرِهَهَا عامَّهُ الصَّحابهِ (2).و
16- فی حدیثٍ آخَرَ: «لا یُقَلِّبُ کَعَبَاتِها أَحَد یَنْتَظِرُ ما تَجِئُ به إِلاّ لَمْ یَرَحْ رائحهَ الجَنَّهِ ».
هی جمع سلامه للکَعْبَه ،کذا فی النّهایه،و نقله ابْنُ منظور و غیرُهُ .
و من المَجَازِ:قَنَاهٌ لَدْنَهُ الکُعُوبِ ،جمعُ کَعْبٍ ،هو عُقْدَهُ ما بَیْنَ الأُنْبُوبَیْنِ من القَصَبِ و القَناهِ .و قیلَ هو أُنْبُوبُ ما بَیْنَ کُلِّ عُقْدَتَیْنِ :و قیل:هو طَرَفُ الأُنْبُوبِ النّاشِزُ،و جمعُه:
کُعُوبٌ ،و کِعَابٌ .أَنشد ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :
و أَلْقَی نَفْسَهُ و هَوَیْنَ رَهْوًا
یُبَارِینَ الأَعِنَّهَ کالکِعابِ
یعنی:أَنَّ بعضَها یَتلُو بعضاً، ککِعَابِ الرُّمْح.و رُمْحٌ بکَعْبٍ واحدٍ:مُسْتَوِی الکُعُوبِ ،لیس له کَعْبٌ أَغْلَظُ من آخَرَ.قال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ یصفُ قَنَاهً مستویهَ الکُعُوبِ :
تَقَاکَ (3)بکَعْبٍ واحدٍ و تَلَذُّهُ
یَدَاکَ إِذَا ما هُزَّ بالکَفِّ یَعْسِلُ
و من المجاز: الکَعْبُ : الکُتْلَهُ من السَّمْن.
و الکَعْب أَیضاً: قَدْرُ صُبَّهٍ ،بالضَّمّ من اللَّبَنِ و السَّمْنِ (4)، و منه قولُ عَمْرِو بْنِ مَعْدِیکرِبَ قال:نَزَلْتُ بقومٍ فأَتَوْنِی بقَوْسٍ و ثَوْرٍ و کَعْبٍ و تِبْنٍ فیه لَبَنٌ .فالقَوْسُ :ما یَبْقَی فی أَصْل الجُلَّهِ من التَّمْر.و الثَّوْرُ:الکُتْلَهُ من الأَقِطِ .و الکَعْبُ :
الصُّبَّهُ من السَّمْنِ .و التِّبْنُ :القَدَحُ الکبیر.و
17- فی حدیث عائشهَ ،رضی اللّه عنها: «إِنْ کانَ لَیُهْدَی لَنَا القِنَاعُ فِیهِ کَعْبٌ من إِهالَهٍ فنَفْرَحُ به». أَی:قِطْعَهٌ من الدُّهْن و السَّمْنِ .
و الکَعْبُ : اصْطِلاحٌ لِلْحُسَّابِ هو أَن یُضْرَبَ عَدَدٌ فی مثلِه،ثم یُضْرَبُ ما ارتفع فی العدد الأَوّل،فما بلَغَ ،فهو المُکَعَّبُ (5).و المالُ ،و العدد الأَوّلُ :هو الکَعْبُ ،مثل أَنْ تَضْرِبَ ثلاثهً فی ثلاثه،فیبلُغَ تسعهً ،ثم تضربَ التِّسعَهَ فی ثلاثه فیبلُغَ سبعهً و عشرینَ ، فالکَعْبُ ثلاثهٌ ،و المُکَعَّبُ و المال سبعهٌ و عِشْرُونَ ،نقله الصّاغانیُّ .
و من المجاز: الکَعْبُ بمعنی الشَّرَف و المَجْد ،یقال:
أَعلی اللّهُ کَعْبَه ،أَی:أَعلی جَدَّهُ .و
16- فی حدیثِ قَیْلَهَ : «و اللّهِ لا یَزَالُ کَعْبُکَ عالِیاً». هو دُعَاءٌ بالشَّرَف و العُلُوّ.قال ابْنُ الأَثِیرِ:و الأَصلُ فیه کَعْبُ القَنَاهِ ،و هو أُنبوبها[و ما بینَ کُلِّ عُقْدَتَیْنِ منها کَعْبٌ ] (6)و کُلُّ شَیْ ءٍ عَلا و ارتفعَ ،فهو کَعْبٌ .
و رَجُلٌ عالِی الکَعْبِ :یُوصف بالشَّرَف و الظَّفَر،قال:
لَمَّا عَلا کَعْبُکَ بِی عَلِیتُ
أَراد:لَمَّا أَعلانِی کَعْبُکَ .
و الکُعْبُ ، بالضَّمِّ :الثَّدْیُ النّاهدُ.
وَ کَعَّبتُهُ أَی:الشَّیْ ءَ تَکْعِیباً :أَی رَبَّعْته :
و الکَعْبَهُ :البَیْتُ الحَرَامُ ،منه، زادَهُ اللّهُ تَشْرِیفاً و تکریماً، لِتَکْعِیبِها أَی:تربِیعها،و قالوا: کَعْبَهُ البیتِ ،فأُضیف، کأَنّهم ذَهَبُوا بِکَعْبَتِهِ (7)إِلی تَرَبُّعِ أَعلاه،و سُمِّیَ کَعْبَهً لارْتِفَاعه و تَرَبُّعِهِ .
و الکَعْبَهُ : الغُرْفَهُ ،قال ابْنُ سِیدَهْ :أُرَاهُ لِتَرَبُّعِهَا أَیضاً.
و کُلُّ بَیْتٍ مُرَبَّعٍ ،فهو عندَ العربِ کَعْبَهٌ .
و عن أَبی عَمْرٍو،.و ابْنِ الأَعْرَابِیّ : الکُعْبَهُ ، بالضَّمِّ :
عُذْرَهُ الجارِیَهِ أَی:بَکَارَتُهَا،و أَنشد:
أَ رَکَبٌ تَمَّ و تَمَّتْ رَبَّتُهُ
قد کانَ مَخْتُوماً فَفُضَّتْ کُعْبَتُهْ (8)
و فی مُوازنهِ الآمِدِیّ :جارِیَهٌ کَعَابٌ أَی:بِکْرٌ.
و الکُعُوبُ ،بالضمّ : نُهُودُ ثَدْیهَا ،أَی:نُتُوُّهَا و ارتفاعُها:
قالُوا:و هو من خواصِّ النِّساءِ،لا یتّصف به الرِّجَالُ ، کالتَّکْعِیب ،و الکِعابَه بالکسر،علی ما فی نسختنا،و ضَبَطَهُ شیخُنا بالفتح (9)، و الکُعُوبَه ،بالضمّ .
ص:375
و الفِعْلُ منه کَضَرَبَ و نَصَرَ یقال: کَعَبَ الثَّدْیُ یَکْعِبُ و یَکْعُبُ ،و کَعَّبَ ،بالتَّخفیف و التّشدید.
و جاریهٌ کَعَابٌ کسَحَابٍ هکذا فی نسختنا،و سقط الضَّبطُ من نسخه شیخِنا، و مُکَعِّبٌ ،کمُحَدِّثٍ ،و منهم من یُلْحِقُهُ الهاءَ، و کاعِبٌ کناهِدٍ وزناً و معنًی،و هو الأَکثرُ و حُکِیَ کاعِبَهٌ .کذا فی کنْزِ اللُّغَه،و جمعُ الأَخیرِ کَوَاعِبُ ،قال اللّهُ تَعَالی، وَ کَواعِبَ أَتْراباً (1)،و کِعَابٌ ،بالکسر،عن ثعلب؛و أَنشدَ:
نَجِیبَهُ بَطَّالٍ لَدُن شَبَّ هَمُّهُ
لِعابُ الکِعَابِ و المُدامُ المُشَعْشَعُ
ذَکَّرَ المُدَامَ ،لأَنّه عَنَی به الشَّرَابَ .و
16- فی حدیثِ أَبِی هُرَیْرَهَ : «فجَثْتْ فتاهٌ کَعَابٌ علی إِحْدَی رُکْبَتَیْها». قال ابنُ الأَثِیرِ: الکَعَابُ ،بالفتح:المَرْأَهُ حِینَ یَبدُو ثَدْیُهَا للنُّهُودِ.
و کَعَبَتِ الجاریهُ ، تَکْعُبُ ،و تَکْعِبُ .الأَخیرهُ عن ثعلب.
و کَعَّبَتْ ،بالتّشدید مثلُه (2).
و الإِکْعَاب :الإِسْراعُ . أَکْعَبَ الرجُلُ .أَسرَعَ ،و قیل:هو إِذا انْطَلَقَ و لم یَلْتَفِتْ إِلی شیْ ء.و قال أَبو سعیدٍ: أَکْعَبَ الرَّجُلُ إِکْعاباً (3)،و هو الّذِی یَنْطَلِقُ مُضَارٍّا لا یُبالِی ما وراءَهُ ، و مِثْلُهُ کَلَّلَ تَکْلِیلاً.
و من زیاده المُصَنِّف: الکُعْکُبَّه (4)،بضمّ الکَافَیْن و تشدید المُوَحَّده.قال شیخُنا:قیل:وزنُها فُعْفُلَّهٌ ،و هی النُّونَهُ من الشَّعر،و هی أَنْ تَجْعَل المرأَهُ شَعَرَها أَرْبَعَ قَضائِبَ (5)مضْفُورهً مفتولَهً و تُداخِلَ هی بَعْضَهُنَّ فی بَعْض،فَیَعُدْنَ أَی تلک الضَّفائرُ کُعْکُبّاً .
و الکُعْکُبُّ : ضَرْبٌ من المَشْطِ بالفتح، کالکُعْکُبِیَّهِ بزیاده الیاءِ،قیّد به الصاغانیّ .
و ثَدْیٌ مُکَعِّبٌ کمُحَدِّثٍ ، و مُکَعَّبٌ کمُعَظَّم،کذا هو مضبوطٌ فی نسختنا،و هو ضبطُ الصّاغانیّ ،و فی بعضها:کمُکْرَمٍ ،و هی نادرهٌ و مُتَکَعِّبٌ بزیاده التّاءِ،أَی: کاعِبٌ و قیل:التَّفْلِیکُ ،ثُمّ النُّهُودُ،ثم التَّکْعِیبُ .
و المُکَعَّب ،کمُعَظَّمٍ : المَوْشِیُّ بفتح المیم و سکون الواو و کسر الشّین و فی نسخه:ضبطه کمُعظَّمٍ ، مِنَ البُرُودِ و الأَثْوَابِ علی هَیْأَهِ الکِعَاب ،و منهم من قال المُکَعَّبُ المَوْشِیّ ،و لم یُخَصِّصْ بالأَثْوَاب و لا البُرُودِ،قال اللِّحْیَانِیُّ :بُرْدٌ مُکَعَّبٌ :فیه وَشْیٌ مُرَبَّع.
و المُکَعَّبُ : الثَّوْبُ المَطْوِیُّ الشَّدِیدُ الإِدْرَاجِ فی تَرْبیعٍ ،و منهم مَنْ لم یُقَیِّدْهُ بالتَّربیع،یقال: کَعَّبْتُ الثَّوْبَ تَکْعیباً .
و بهاءٍ ،یعنی المُکَعَّبَهَ : الدَّوْخَلَّهُ بتشدیدِ الّلام،و هی الشَّوْغَرَهُ و الوَشَحَهُ (6)،و سیأْتی بیانُهما.
و الکَعْبانِ :هما کَعْبُ بْنُ کِلابٍ ،و کَعْبُ بْنُ رَبِیعَهَ بْنِ عُقَیْلِ بْنِ کعْبِ بْنِ رَبِیعَهَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَهَ .و قال شیخُنَا:اقتَصَرَ علی نسبتِهما لجَدَّیْهِما،و هما کَعبُ بْنُ عُقَیْلِ بْنِ کَعْبِ بْنِ رَبِیعَهَ بْنِ عامِرِ بْنِ صَعْصَعَهَ ،و کَعْبُ بْنُ عَوفِ بْنِ عَبْدِ بْنِ أَبی بَکْرِ بْنِ کِلابٍ .
و الکَعَبَاتُ محرّکهً ، أَو ذُو الکَعَبَاتِ بَیْتٌ کان لرَبیعهَ ، کانُوا یَطوفون به ،و قد ذَکَره الأَسْوَدُ بْنُ یَعْفُرَ فی شِعْره فقال:
[أَهْل الخَوَرْنَقِ و السَّدیرِ و بارق] (7)
و البَیْتِ ذِی الکَعَبَاتِ مِن سِنْدادِ (8)
و کَعَبَ الإِنَاءَ و غَیْرَهُ ، کمَنَعَ :ملأَهُ ،و رَوَاهُ الصّاغَانیُّ من باب التَّفْعِیلِ .
و کَعَبَ الثَّدْیُ من باب ضَرَبَ و نَصَرَ،و کَعَّبَ بالتَّشْدِید:
نَهَدَ ،أَی:نَتَأَ،و استدار،و ارتفع کالکَعْبِ ،و لا یَخفَی أَنّه تقدَّمَ الإِشارهُ إِلیه فی کلامِه،فذِکْرُه ثانیاً کالتَّکْرَارِ،ثُمَّ إِنَّ ذکره بعدَ کَعَبَ الإِناءَ،یقتضی أَن یکونَ کمَنَع أَیضاً،و لیس
ص:376
کذلک،بل هو من باب الأَوّلِ و الثّانی،و رُوِیَ فیه التّشدیدُ.و قد قَدَّمنا ما یتعلَّقُ به.
و ذُو الکَعْبِ :لَقَبُ نُعَیْمِ بْنِ سُوَیْدِ بنِ خالِدٍ الشَّیْبانیّ .
و کَعْبُ الحِبْرِ ،بکسر الحاءِ:تابِعِیٌّ م ،و هو المَشْهُور بِکَعْبِ الأَحْبار،ثَبَتَ ذکْرُه هنا فی کثیر من الأُصول المصحَّحه،و سقط من بعضها،و إِنّما لُقِّب به لکَثرِه عِلمه، و أَوردَه بالإِفْرَاد،لِأَنَّه اختیاره،و یأْتی له فی«حَبَر»و لا تَقُل:
«الأَحبار»أَی:بالجمع،قاله شیخُنا.و سیأْتی الکلامُ علیه فی مَحلِّه.
*و ممّا لم یذکره المُصَنِّف:
الکَعْبُ :العظمُ لکلّ ذِی أَرْبعٍ ،و فی الفَرَس:ما بینَ الوَظِیفَیْنِ و السّاقَیْنِ ،و قیلَ :ما بَیْنَ عَظْمِ الوَظِیفِ و عظْمِ السّاقِ ،و هو النّاتِئُ من خَلفه.
و کَعَّبَت کُبَّتَهَا (1):جَعَلَتْ لها حُروفاً کالکُعُوب .
و المُکَعَّب (2):لَقَبُ بعضِ المُلُوکِ ،لِأَنَّهُ ضَرَبَ کَعَائِبِ الرُّؤوس.
و کَعَبَه کَعْباً :ضَرَبَه علی یابِسٍ ،کالرَّأْسِ و نَحْوِه.
و کَعَّبْتُ الشَّیْ ءَ تَکْعیباً :إِذا مَلأْتَهُ .
و وَجْهٌ مُکَعَّبٌ :إِذا کان جافِیاً،ناتِئاً.
و العربُ تقولُ :جارِیَهٌ دَرْمَاءٌ الکُعُوبِ ،إِذا لم یکن لِرؤُوس عِظامِها حَجْمٌ ،و ذلک أَوثَرُ لها،و أَنشدَ:
ساقاً بَخَنْداهً و کَعْباً أَدْرَمَا
و الکِعَابُ فی قول الشّاعر:
رَأَیْتُ الشَّعْبَ من کَعْبٍ و کانُوا
من الشَّنَآنِ قد صارُوا کِعَابَا
قال الفارسیّ :أَرادَ أَنّ آراءهم تَفرّقت و تَضادَّتْ ،فکان کلُّ ذی رأْیٍ منهم قَبِیلاً علی حِدَتِهِ ،فلذلک قال:صاروا کِعاباً .و
17- فی الأَساس:فی الحدیث: «نَزَلَ القُرْآنُ بلسانِ الکَعْبَیْنِ » (3): کَعْبِ بْنِ لُؤَیٍّ من قُرَیْشٍ ،و کَعْبِ بْنِ عَمْرِوٍ، و هو أَبو خُزَاعَهَ ، قاله أَبو عُبَیْد عن ابْنِ عبّاسٍ ،رَضِیَ اللّهُ عنهما . قال شیخُنا:و نقله الجَلال فی الإِتْقان و المُزْهِر.
و أَبُو مُکَعِّبٍ الأَسدیُّ ،مشدّد العین،من شعرائِهم، و قیل:إِنّهُ أَبو مُکْعِتٍ ،بتخفیف العین و بالتَّاءِ المثناه الفَوْقیّه و سیأْتی ذکره.
الکَعْثَبُ ،و الکَثْعَبُ : الرَّکَبُ الضَّخْمُ ، المُمْتَلِئُ ،الناتِئ.قالَ :
أَرَیْتَ إِنْ أُعْطِیتَ نَهْداً کَعْثَبَا
و الکَعْثَبُ : صاحِبَتُهُ ،أَی:الرَّکَبِ ،یُقَالُ :امْرَأْهٌ کَعْثَبٌ ، و کَثْعَبٌ أَی:ضَخْمَهُ الرَّکَبِ ،یَعنی الفَرْجَ .
وَ تَکَعْثَبَتِ العَرَارَهُ ،بفتح العین المُهْمَلَه،و هی نَبْتٌ :
تَجَمَّعَتْ و اسْتَدارَتْ .
قال ابْنُ السِّکِّیتِ :یُقَالُ :لِقُبُل المَرْأَهِ :هو کَعْبَتُهَا، و أَجَمُّها (4)،و شَکْرُها.قال الفَرّاءُ:و أَنشدَنی أَبو ثَرْوانَ :
قالَ الجَوَاری:ما ذَهَبْتَ مَذْهَبَا
و عبْنَنِی (5)و لَمْ أَکُنْ مُعَیَّبَا
أَرَیْتَ إِنْ أُعْطَیتَ نَهْداً کَعْثَبَا
أَذَاک أَمْ نُعْطیکَ هَیداً هَیْدَبَا
أَراد بالکَعْثَبِ :الرَّکَبَ الشاخصَ المُکْتَنزَ،و الهَیْدُ الهَیْدَبُ :الّذِی فیه رَخاوَهٌ مثلُ رَکَبِ العَجَائزِ المُسْتَرْخِی، لِکِبَرِها.وَ رَکَبٌ کَعْثَبٌ :ضَخْمٌ ،کذا فی لسان العرب.
الکَعْدَبُ ،و الکَعْدَبَهُ کِلاهُمَا: الفَسْلُ بالفتح:
الرَّدِیءُ مِنَ الرِّجالِ .
و الکُعْدُبَهُ ،بالضَّمِّ :الحَجَاهُ ،و الحَبَابَهُ .و فی حدیثِ عَمْرٍو أَنّه قال لمُعاویهَ :«لقَدْ رَأَیْتُک بالعِرَاقِ ،و إِنَّ أَمْرَکَ
ص:377
کَحُقِّ الکَهُول (1)،أَو کالکُعْدُبه ».و یروی:الجُعْدُبَه،قال:
و هی نُفَّاخاتُ الماءِ الَّتِی تکونُ من ماءِ المَطَرِ.و قیلَ :بیتُ العَنْکبُوتِ ،و عن أَبی عَمْرٍو:یُقالُ لبیتِ العَنْکبُوت:
الکُعْدُبَهُ ،و الجُعْدُبَهُ .و قد تقدّمَ الإِشاره إِلیه أَیضاً،فی:
جَعْدَب.
کَعْسَبَ ، یُکَعْسِبُ :أَهمله الجوهریّ ،و قال ابْنُ السِّکِّیتِ :أَی عدَا عَدْواً شدیداً،مثلُ کَعْظَلَ یُکَعْظِلُ .
و کَعْسَبَ ،و کَعْسَمَ :إِذا هَرَبَ و مَشَی سَریعاً،أَو کَعْسَبَ ،إِذا عَدَا بَطِیئاً فهو ضدّ؛ أَو کَعْسَبَ (2)فلانٌ ذاهِباً:
إِذا مَشَی مِشْیَهَ السَّکْرَانِ .
و کَعْسَبٌ (3)،کجَعْفَرٍ: اسْمٌ اشْتُقَّ من المعانی الّتی ذُکِرَتْ .
الکَعْنَبُ :أَهْمله الجوهریّ ،و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:
هو القَصِیرُ ،یُوصَفُ به الرَّجُلُ .
و الکَعْنَبُ : الأَسَدُ، کالکُعَانِبِ بالضَّمّ ،نقله الصّاغانیّ .
و کَعَانِبُ الرَّأْسِ ،بالفَتْح ،ذکَرَ الفتحَ لِدَفْعِ التَّوهُّمِ عمّا قبْلَهُ : عُجَرٌ تکونُ فیهِ ،عن ابْنِ دُرَیْد. و رَجُلٌ کَعْنَبٌ :ذُو کَعانبَ فی رأْسِه.
و تَیْسٌ مُکَعْنَبُ القَرْنِ ،و مُشَعْنَبُهُ مُلْتَوِیهِ ،کَأَنَّه حَلْقَهٌ ،نقله ابْنُ شُمَیْلٍ .
الکَوْکَبُ :ذکره اللَّیْثُ فی باب الرُّباعیّ ، ذَهَبَ إِلی أَنّ الواو أَصْلِیَّهٌ ،قالَ الأَزْهَرِیُّ :و هو عند حُذّاقِ النَّحْوِیِّینَ من باب و ک ب صُدِّر بکافٍ زائده،و الأَصلُ :
وَکَب،أَو:کَوَبَ ،و نقله الصّاغانیُّ أَیضاً هکذا،و سلَّمَهُ .
قلتُ :الکافُ لیست من حروف الزِّیاده،و لذا صرّحَ جماعهٌ بأَصالته،فلا بُدَّ من تَقْیِیدِ أَنّها زائِدَهٌ علی خِلافِ الأَصْل.
ثُمَّ قال الصّاغانیُّ :إِلاّ أَنی تَبِعْتُ الجَوْهَرِیَّ فی إِیراده هُنَا غیرَ راض به،و لعلَّهُ تَبعَ فیه اللَّیْثَ فإِنّه ذکرها فی الرُّباعیّ ، ذاهِباً إِلی أَنّ الواوَ أَصلیّه.فتأَمَّلْ .
و هو معروفٌ من کواکب السَّمَاءِ.و فی الصَّحاح و المُحْکَمِ : الکَوْکَبُ : النَّجْمُ ،اللاّم فیه للجنْس،و کذا لامُ الکَوْکَبِ ،أَی:کلٌّ منهما یُطْلَقُ علی الآخَرِ.و کونُ الکوکبِ عَلَماً بالغَلَبه علی الزُّهَرَهِ ،غیرُ مُعْتَدٍّ به،و إِنّما هی الکَوْکَبَهُ ، کما یأْتی،فلا یَرِدُ البحثُ الذی قَوَّاه شیخُنا و عَضَّدَه کالکَوْکَبَهِ ،کما قالُوا:عجوزٌ و عَجُوزَهٌ ،و بَیَاضٌ و بَیَاضَهٌ .
قال الأَزهریُّ :و سَمِعْتُ غیرَ واحد یقولُ :الزُّهَرَهُ (4)من بَیْنِ النُّجُومِ الکَوْکَبَهُ ،یُؤنّثونها،و سائِرُ الکواکب تُذَکَّرُ، فتقولُ (5):هذا کَوْکَبُ کَذَا و کَذَا.
و الکَوْکَبُ ،و الکَوْکَبَهُ : بَیَاضٌ فی العَیْنِ ،و عن أَبی زَیْد:
الکَوْکَبُ :البیاضُ فی سوادِ العینِ ،ذَهَب البَصَرُ له أَو لم یَذْهَبْ .
و الکَوْکَب : ما طَالَ مِنَ النَّبَات.
و الکَوْکَب : سَیِّدُ القَوْم و فَارِسُهُم.
و الکَوْکَبُ : شِدَّهُ الحَرِّ و مُعْظَمُهُ قال ذو الرُّمَّهِ :
وَ یَوْمٍ یَظَلُّ الفَرْخُ فی بَیْتِ غَیْرِهِ
له کَوْکَبٌ فَوْقَ الحِدابِ الظَّواهِرِ
و الکَوْکَبُ : السَّیْفُ و الکَوْکَبُ : الماءُ ،و هذانِ عن المُؤَرِّج.
و الکَوْکَبُ : المَحْبِسُ کمَجْلِس.
و الکَوْکَبُ : المِسْمَارُ و الکَوْکَبُ : الخِطَّهُ بالکسر یُخَالِفُ لَوْنُها لَوْنَ أَرْضِها ، و لو قال:تُخَالِفُ لَوْنَ أَرضِها،کان أَخصرَ.
و الطَّلْقُ من الأَوْدِیَه : کَوْکَبُ الأَرض.و هذه الأَربعه نقلَها الصّاغانیُّ .
ص:378
و الکَوْکَبُ الرَّجُلُ بسِلاحِه.
و الکَوْکَبُ الجَبَلُ ،أَو مُعْظَمُهُ .
و الکَوْکَبُ : الغُلامُ المُرَاهِقُ ،یُقَال:غلامٌ کَوْکَبٌ :
ممتلئ إِذا تَرَعْرَع و حَسُنَ وَجْهُه،و هذا کقولهم له:بَدْرٌ.
و الکَوْکَبُ : الفُطْرُ بالضَّمّ ،عن أَبی حنیفهَ ،قال:و لا أَذْکُره عن عالِمٍ ،إِنّما الکَوْکَب اسْمٌ لِنَبَاتٍ م ،أَی:
معروف،و لَمْ یُحَلَّ ،یقال له: کوْکبُ الأَرْضِ .کذا فی لسان العربِ .و نقل شیخُنا عن المَقْدِسِیّ فی حواشیهِ - و یُمْکِنُ التَّوفیقُ -بأَنَّه نَوعٌ من الفُطْرِ،فتأَمَّلْ .انتهی.
و الکَوْکَبُ مِنَ الشَّیْ ءِ:مُعْظَمُهُ (1)مثلُ : کَوْکَبِ العُشْبِ ، و کَوْکَبِ الماءِ،و کَوْکَبِ الجَیش؛قال الشّاعرُ یَصفُ کَتِیبَهً :
وَ مَلْمُومَه لا یَخْرِقُ الطَّرْفُ عَرْضَها
لَهَا کَوْکَبٌ فَخْمٌ شَدِیدٌ وُضُوحُهَا
و الکَوْکَبُ ، مِنَ الرَّوْضَهِ :نَوْرُهَا بالفتح.و فی التَّهذیب:و یُشَبَّهُ [به] (2)النَّوْرُ،فیُسَمَّی کَوْکَباً قال الأَعْشَی:
یُضَاحِکُ الشَّمْسَ مِنْهَا کَوْکَبٌ شَرِقٌ
مُؤَزَّرٌ بِعَمِیم النَّبْتِ مُکْتَهِلُ
و الکَوْکَبُ مِنَ الحَدِیدِ:بَرِیقُه،و تَوَقُّدُهُ . و قد کَوْکَبَ .
قالَ الأَعْشَی یذکُرُ ناقَتَهُ :
نَقْطَعُ الأَمْعَزَ المُکَوْکِبَ وَخْداً
بِنَوَاجٍ سَرِیعَهِ الإِیغالِ (3)
و یُقَالُ لِلأَمْعَزِ إِذا توقَّد حَصَاهُ ضُحًی: مُکَوْکِبٌ .
و الکَوْکَبُ مِنَ البِئرِ:عَیْنُها الّذی یَنبُعُ الماءُ منه.
و الکَوْکَبُ قَلْعَهٌ مُطِلَّهٌ علی طَبَرِیَّهَ ،تُعرف بقَلْعَهِ الکَوْکَب .
و کَوْکَبُ عَلَمُ امرَأَهٍ . و الکَوْکَبُ : قَطَرَاتٌ من الجَلِیدِ تَقَعُ باللَّیْلِ علی الحَشِیشِ (4)،فتصیرُ مِثْلَ الکَوَاکِب .
و الکَوْکَبَهُ :الجَمَاعَهُ من النّاس.
قال ابْنُ جِنِّی:لم یُسْتَعْمَلْ کُلُّ ذلک إِلاَّ مَزِیداً؛لِأَنَّا لا نَعْرِفُ فی الکلام مثلَ کَبْکَبَهٍ .و قال الخَفَاجِیُّ فی العنایه:
هو مجازٌ من قولهم: کَوْکَبُ الشَّیْ ءِ:مُعْظَمُهُ و أَکْثَرُهُ ،و حَمَلَه غیرُه علی الحقیقه و الاشتراک،و آخَرُونَ علی المَجَازِ من الکَوکَبِ للنَّباتِ ،و لکُلٍّ وَجْهٌ .قاله شیخُنا.
و کَوْکَبَانُ (5): حِصْنٌ علی جبل قریبٍ من صنعاءَ بالیَمَنِ ، فیه قَصْرٌ کان رُصِّعَ دَاخِلُه بالیاقُوتِ و الجَوْهرِ،و خارِجُهُ بالفِضَّهِ و الحِجارهِ ، فَکَانَ یَلْمَعُ ذلک الیاقُوتُ و الجَوهرُ باللَّیْلِ کالکَوْکَبِ ،فسُمِّیَ بذلک.کذا فی المَرَاصد و المُعْجَم.
و قولُ الشّاعرِ:
بِئْسَ طَعَامُ الصِّبْیَهِ السَّواغِبِ
کَبْدَاءُ جاءَت مِن ذُرَی کُوَاکِبِ
أَراد بالکَبْداءِ:رَحًی تُدَارُ بالیَد،نُحِتَتْ من کُوَاکِبَ (6)، و هو بالضَّمّ جَبَلٌ بعَینِهِ ، تُنْحَتُ مِنْهُ الأَرْحِیَهُ ،و هو جمعُ رَحًی،و سیأتی فی المعتلّ :أَنَّ الأَرْحِیَهَ نادرهٌ .
و الکَوْکَبِیَّهُ (7):ه ظَلَمَ أَهْلَهَا عاملٌ بها (8)،فدَعَوْا عَلَیْه دَعْوَهً فلم یَلْبَثْ أَن ماتَ عَقِبَهَا (9).و منه المَثَلُ . دَعَوْا دَعْوَهً ،و لفْظُ المَثَلِ . دَعَا دَعْوَهً کَوْکَبِیَّهً ؛و قال الشّاعر:
فیا رَبَّ سَعْدٍ دَعْوَهً کَوْکَبِیَّهً
تُصادِفُ سَعْداً أَوْ یُصَادِفُهَا سَعْدُ
ص:379
و کَوْکَبٌ :اسْمُ مَوْضِع،قال الأَخْطَلُ :
شَوْقاً إِلیهمْ وَ وجْداً (1)یومَ أُتْبِعُهُمْ
طَرْفی و مِنْهُمْ بجَنْبَیْ کَوْکَبٍ زُمَرُ
و الَّذِی فی التَّهْذِیب: کَوْکَبَی ،علی فَوْعَلَی، کخَوْزَلَی:ع (2)،و أَنشدَ:
بِجَنْبَیْ کَوْکَبَی زُمَرُ
و کُوَیْکِبٌ ،مُصَغَّراً: مَسْجِدٌ بَیْنَ تَبُوکَ و المَدِینَهِ (3)المُشَرَّفَهِ للنَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم.
و یقالُ : کَوْکَبَ الحَدِیدُ کَوْکَبَهً :بَرَقَ ،و تَوَقَّدَ. و قد تقدَّم ذکرُ مَصْدَرِهِ آنِفاً.و الفرقُ بین المصدرِ و الفعلِ فی الذِّکْر تشتِیتٌ للذِّهْن.
و یقالُ یَوْمٌ ذُو کَوَاکِبَ بالفتح:أَی ذو شَدَائِدَ ،کأَنَّهُ أَظْلَمَ بِمَا فیه من الشَّدَائِد،حَتَّی رُئِیَ کَواکِبُ السَّمَاءِ،قالَ :
تُرِیهِ الکَوَاکِبَ ظُهْراً وَ بِیصَا
و عن أَبی عُبَیْدَهَ : ذَهَبُوا تَحْتَ کُلِّ کَوْکَبٍ ،أَی: تَفَرَّقُوا.
*و الّذِی فات المُصَنِّفَ من هذه المادّه:
کَوْکَبٌ :اسْمُ رَجُلٍ ،أُضیفَ إِلیه الحُشّ ،و هو البُسْتَان.
و منه
17- الحدیثُ : «إِنَّ عُثْمَانَ دُفِنَ بِحُشِّ کَوْکَبٍ ».
و کَوکَبٌ أَیضاً:اسْمُ فَرَسٍ لرَجُلٍ جاءَ یطوفُ علیه بالبَیْتِ ،فکُتِبَ فیه إِلی عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه،فقالَ :
امنَعُوهُ .
و الکَوْکَبَه :موضعٌ فی رأْسِ جَبَلٍ ،کان منقُوباً لبنی نُمَیْرٍ،فیه مَعْدِنٌ و فِضَّهٌ .
و القَاسِمُ الکَوْکَبِیُّ ،من آلِ البَیْتِ .
و أَبو الکَوَاکِبِ ،زُهْرَهُ ،من بَنِی الحُسَیْنِ .
الکَلْبُ :کُلُّ سَبُعٍ عَقُورٍ ،کان فی الصَّحَاح، و المُحْکَم،و لسان العرب.و فی شُمُولِه للطَّیْر نَظَرٌ.قاله الشِّهابُ الخَفَاجِیُّ فی أَوّل المائده. و قد غَلَبَ الکَلْبُ عَلَی هذا النَّوْعِ النَّابحِ قال شیخُنا:
بل صار حقیقهً لُغَوِیّه فیه،لا تَحْتَمِلُ غَیرَه،و لذلک قال الجوهریّ ،و غیرُه:هو معروفٌ ،و لم یحتاجُوا لتعریفه، لشُهْرته.و رُبَّمَا وُصفَ به،یُقَالُ :رَجُلٌ کَلْبٌ ،و امْرَأَهٌ کلْبَهٌ .
ج: أَکْلُبٌ ،و جمعُ الجمعِ أَکَالِبُ ،و الکثیرُ: کِلاَبٌ ،و (4)قالوا فی جمع کِلاب : کَلاَباتٌ ؛قال:
أَحَبُّ کَلْبٍ فی کِلاباتِ النَّاسْ
إِلَیَّ نَبْحاً کَلْبُ أُمِّ العَبّاسْ
9 و فی الصَّحِاح: الأَکَالِیبُ جمعُ أَکْلُب .و قال سِیبَوَیْه:
و قالُوا:ثلاثَهُ کِلابٍ ،علی قولهم ثلاثهٌ من الکلاب .قال:
و قد یجوزُ أَن یکونُوا أَرادُوا ثلاثهَ أَکْلُبِ ،فاستغنوا بِبِناءِ أَکثرِ العَدَد عن أَقلِّه.
و قد غَلَبَ أَیضاً علی الأَسَد ،هکذا فی نُسختنا، مخفوضاً (5)،معطوفاً علی النّابح،و علیه علامهُ الصِّحَّه.
و
17- فی الحدیث: «أَمَا تَخَافُ أَنْ یَأْکُلَکَ کَلْبُ اللّهِ ؟فجاءَ الأَسَدُ لَیْلاً،فاقْتَلَعَ هامَتَهُ من بینِ أَصحابِه.
و الکَلْبُ : أَوَّلُ زِیَادَهِ الماءِ فی الوادِی ،کذا فی النهایه.
و الکَلْبُ : حَدِیدَهُ الرَّحَی فی رَأْسِ و الکَلْبُ : خَشَبَهٌ یُعَمَدُ بها الحائطُ ،نقله الصّاغانیّ .
و الکَلْبُ سَمَکٌ علی هَیْئَتِهِ و نَجْمٌ (6).
و الکَلْبُ : القدُّ ،بالکسر،و منه رَجُلٌ مُکَلَّبٌ ،أَی:
مشدودٌ بالقِدّ.و سیأْتی بیانُ ذلک.
و الکَلْبُ : طَرَفُ الأَکَمَهِ .و الکَلْبُ : المِسْمَارُ فی قائِمِ السَّیْفِ الّذِی فیه الذُّؤَابَهُ ،لِتُعلِّقَهُ بها.و فی لسان العرب:
الکَلْبُ :مِسْمَارُ مَقْبِضِ السَّیْفِ ،و معه أَخَرُ،یقال له:
العجوزُ.
و الکَلْبُ : سَیْرٌ أَحْمَرُ یُجْعَلُ بَیْنَ طَرَفَیِ الأَدیمِ إِذا خُرِزَ،و اسْتَشْهَدَ علیهِ الجَوْهَریُّ بقوِل دُکَیْنِ بْنِ رَجَاءٍ الفُقَیْمِیِّ یَصِفُ فَرَساً:
ص:380
کأَنَّ غرَّ مَتْنِهِ إِذْ نَجْنُبُهْ
سَیْرُ صَنَاعٍ فی خَرِیزٍ تَکْلُبُهْ (1)
و غَرُّ مَتْنِهِ :ما یُثْنَی من جِلْدِه.و عن ابْنِ دُرَیْدٍ: الکَلْبُ :
أَنْ یَقْصُرَ السَّیْرُ علی الخارِزَهِ ،فتُدْخِلَ فی الثَّقْبِ سَیْراً مَثْنِیّاً، ثم تَرُدَّ رَأْسَ السَّیْرِ النَّاقِصِ فیه،ثُمَّ تُخْرِجَهُ .و أَنشد رَجَزَ دُکَیْنٍ أَیضاً.
و الکَلْبُ : عَ بَیْنَ قَومِسَ و الرَّیِّ ،مَنْزِلٌ لِحاجِّ خُرَاسانَ .
و أُطُمَّ نَحْوَ الیَمامَهِ ،یقال له:رَأْسُ الکَلْب و قیلَ :هو جَبَلٌ بالیَمَامَهِ ،هکذا ذکره ابْنُ سِیدَهْ ،و استشهد بقول الأَعشی:
إِذْ یَرْفَعُ الآلُ رَأْسَ الکَلْبِ فارْتَفَعَا
و الکَلْبُ مِنَ الفَرَسِ :الخَطُّ الَّذی فی وَسَطِ ظَهْرِهِ منه، تقول:اسْتَوَی علی کَلْبِ فَرَسِهِ .
و الکَلْبُ : حَدِیدَهٌ عَقْفَاءُ،تکونُ فی طَرَفِ الرَّحْلِ ، یُعَلَّق فیها الزّادُ (2)و الأَدَاوَی،قال الشّاعرُ یَصِفُ سِقاءً:
و أَشْعَثَ مَنْجَوبٍ شَسِیفٍ رَمَتْ به (3)
عَلی الماءِ إِحْدَی الیَعْمَلاتِ العَرَامِسِ
فأَصْبَحَ فَوْقَ الماءِ رَیّانَ بَعْدَمَا
أَطَالَ به الکَلْبُ السُّرَی وَهْوَ ناعِسُ
کالکَلاَّبِ ،بالفتح و التّشدید (4).
و قیل: الکَلْبُ : ذُؤابَهُ السَّیْفِ بنَفْسِها.
و کُلُّ ما وُثِّقَ . و فی بعض النُّسَخ:أُوثِقَ به شَیْ ءٌ ،فهو کَلْبٌ ،لأَنَّه یَعْقِلُه کمَا یَعْقِلُ الکَلْبُ مَنْ عَلِقَهُ . و الکَلَب ، بالتَّحْریکِ :العَطَشُ من قولهم: کَلِبَ الرَّجُلُ کَلَباً ،فهو کَلِبٌ ،إِذا أَصَابَهُ داءُ الکِلاَب ،فماتَ عَطَشاً،لأَنّ صاحِبَ الکَلَب یَعْطَشُ فإِذا رأَی الماءَ،فَزِعَ منه.
و الکَلَبُ : القِیادَهُ ،بالکَسْر، کالمَکْلَبَهِ ،بالفتح،قال الأَصْمَعِیّ : و مِنْهُ اشتقاقُ الکَلْتَبانِ بتقدیم المُثَنَّاه الفوقیه علی الموَحَّدَه لِلْقَوّادِ و هو الّذِی تقُولُه العامّه:القَلْطَبَانُ ،أَو:
القَرْطَبَانُ ،و التّاءُ علی هذا زائدهٌ ،حکاهما ابْنُ الأَعْرَابِیّ یَرفَعُهُمَا إِلیه،و لم یذکر سِیبَوَیْهِ فی الأَمْثله فَعْتَلان قال ابْنُ سِیدَهْ :و أَمْثَلُ ما یُصْرَفُ إِلیه ذلک أَن یکونَ الکَلَبُ ثُلاثِیّاً، و الکَلْتَبَانُ رُبَاعِیّاً،کَزرِمَ و ازْرَأَمَّ ،و ضَفَدَ (5)و اضْفَأَدَّ،کذا فی لسان العرب.
و الکَلَبُ : وقُوع الحَبْلِ بَیْنَ القَعْوِ و البَکَرَهِ و هو المَرْسُ و الحَضْبُ (6).
و من المَجَاز: الکَلَبُ ؛ الحِرْصُ کَلِبَ علی الشَّیْ ءِ کَلَباً :
إِذا (7)اشتَدَّ حِرْصُه علی طَلَبِ شیءٍ 7.و
17- قال الحَسَنُ : «إِنَّ الدُّنْیا لَمَّا فُتِحَتْ علی أَهلِها، کَلِبُوا علیها (8)-و اللّهِ -أَسْوَأَ الکَلَبِ (9)و عَدَا بعضُهم علی بعضِ بالسَّیْف».و قال فی بعض کلامه:«و أَنْتَ تَجَشَّأُ من الشِّبَعِ بَشَماً،و جارُک قد دَمِیَ فُوهُ من الجُوعِ کَلَباً ». أَی:حِرْصاً علی شَیْ ءٍ یُصِیبُهُ .
و من المَجَاز: تَکَالَبَ النّاسُ علی الأَمْرِ:حَرَصُوا علیه، حتی کَأَنَّهم کِلاَبٌ .
و من المَجَاز: الکَلَبُ : الشِّدَّهُ
1- فی حدیثِ علیٍّ ،رَضِیَ اللّه عنه: کتب إِلی ابْن عَبَّاسٍ رَضِیَ اللّهُ عنهما،حین أَخَذَ مالَ البَصْرَهِ :«فلَمَّا رأَیتَ الزَّمَانَ علی ابْنِ عَمِّک قَدْ کَلِبَ ، و العَدُوَّ قد حَرِبَ ». کَلِبَ :أَی اشْتَدَّ،یقال: کَلِبَ الدَّهْرُ علی أَهله:إِذا أَلَحَّ علیهم،و اشْتَدَّ.و فی الأَساس فی المَجَاز:
سائلٌ کَلِبٌ :شَدِیدُ الإِلْحَاحِ .و ما ذکر شیخُنا من قوله:
ص:381
ظاهرُهُ الإِطلاقُ ،إِلی آخره،فإِنّه سیأْتی فی الکُلْبَه ،و قد اشْتَبَه علیه،فلا یُعَوَّلُ علیه.
و الکَلَبُ : الأَکْلُ الکَثِیرُ بلا شِبَعِ ،نقله الصّاغَانیُّ .
و من المَجَاز: الکَلَبُ : أَنْفُ الشِّتَاءِ و حِدَّته (1)،یقالُ :نحنُ فی کَلَبِ الشِّتاءِ،و کُلْبَتِه .
و الکَلَبُ : صِیَاحُ مَنْ عَضَّهُ الکَلْبُ الکَلِبُ .
کَلِبَ الکَلْبُ کَلَباً فهو کَلِبٌ ،و اسْتَکْلَب :ضَرِیَ و تَعَوَّدَ أَکْلَ النّاسِ . و قیل: الکَلَبُ : جُنُونُ الکِلابِ المُعْتَرِی مِنْ أَکْلِ لَحْمِ الإِنْسَانِ ،فیأْخُذُهُ لِذلک سُعارٌ (2)و داءٌ شِبْه الجُنُون. و قیل: الکَلَبُ : شِبْهُ جُنُونِها ،أَی: الکلابِ ، المُعْتَرِی للإِنْسَانِ مِنْ عَضِّها. و
14- فی الحدیث: «یَخْرُجُ (3)فی أُمَّتی أَقوامٌ تَتجَارَی بهِمُ الأَهْوَاءُ ما یتجَارَی الکَلَبُ بصاحِبِه». هو،بالتحْرِیک:داءٌ یَعْرِضُ للإِنسان من عَضَّ الکَلْبِ الکَلِبِ ،فیُصِیبُهُ شِبْهُ الجُنُونِ ،فلا یَعَضُّ أَحَداً إِلاَّ کَلِبَ ،و یَعْرِضُ له أَعراضٌ رَدیئهٌ ،و یَمتنعُ من شُرْبِ الماءِ حتّی یموتَ عَطَشاً.و أَجمعت العربُ أَنَّ دواءَهُ قَطْرَهٌ من دَم مَلِک یُخْلَطُ بماءٍ فَیُسْقَاهُ و منه یُقَالُ : کَلِبَ الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ :
إِذا أَصابَهُ ذلِکَ أَی:عَضَّهُ الکَلْبُ الکَلِبُ .و رجلٌ کَلِبٌ ، من رِجَال کَلِبِین ،و کَلِیبٌ ،من قَومٍ کَلْبَی .
و قولُ الکُمَیْتِ :
أَحْلامُکُمْ لِسَقامِ (4)الجَهْلِ شَافِیَهٌ
کما دِمَاؤُکُمُ یُشْفَی بِهَا الکَلَبُ
قال اللِّحْیَانیُّ :إِنَّ الرَّجُلَ الکَلِبَ یَعَضُّ إِنساناً،فیأْتُونَ رجلاً شریفاً،فَیَقْطُرُ لهم من دم إِصْبَعِهِ ،فَیَسْقُونَ الکَلِبَ فیبْرَأُ.
و فی الصَّحِاح: الکَلَبُ شبیهٌ بالجُنون،و لم یَخُصّ الکِلاَبَ .
و عن اللَّیْثِ : الکَلْبُ الکَلِبُ :الّذِی یَکْلَبُ فی[أَکْلِ ] (5)لُحُوم النَّاس فیأْخُذُه شِبْهُ جُنُونٍ ،فإِذا عَقَرَ إِنْساناً کَلِبَ المَعقورُ و أَصابَه داءُ (6)الکَلَبِ ،یَعْوِی عُوَاءَ الکَلْب ،و یُمَزِّق ثِیابَهُ عن 6نَفْسِه،و یَعْقِرُ مَنْ أَصابَ ،ثم یَصیرُ أَمرُه إِلی أَنْ یأْخُذَهُ العُطاشُ ،فیموتَ من شِدَّهِ العَطَشِ ،و لا یَشْرَبُ .
و قال المُفضَّلُ :أَصْلُ هذا أَنَّ داءً یقعُ علی الزَّرْعِ ،فلا یَنْحَلُّ ،حتّی تَطْلُعَ علیه الشّمْسُ ،فیَذُوبَ ،فإِن أَکَلَ منه المالُ ،قبل[ذلک] (7)مات،قال:و منه ما
14- رُوِیَ عن النَّبیّ صلی اللّه علیه و سلم: أَنّه:نَهَی عن سَوْمِ اللَّیْلِ ». أَی:عن رَعْیِهِ ،و رُبَّما نَدَّ بَعیرٌ،فأَکَلَ من ذلک الزَّرْعَ قبلَ طُلُوعِ الشَّمْس،فإِذا أَکله ماتَ ،فیأْتِی کَلْبٌ فیأْکُلُ من لحْمِه فَیَکْلَبُ ،فإِنْ عضَّ إِنساناً، کَلِبَ المعضوضُ ،فإِذا سمع نُباحَ کَلْب ،أَجابَه.
و فی مجمع الأَمْثَال و المُسْتَقْصَی. «دِماءُ المُلُوکِ أَشْفَی من الکَلَبِ » .و یُرْوَی:دِمَاءُ المُلُوکِ شِفَاءُ الکَلَبِ .ثم ذَکَرَ ما قدّمْنَاهُ عن اللِّحْیَانیّ .
قال شیخُنَا:و دفع بعضُ أَصحاب المعانی هذا،فقال:
معنی المَثَلِ :أَنّ دَمَ الکَریمِ هو الثّأْرُ المُنِیمُ (8)،کما قال القائلُ :
کَلِبٌ مِنْ حسِّ (9)ما قَدْ مَسَّنِی
و أَفَانِین فُؤادٍ مُخْتَبَلْ
و کما قیل:
کَلِبٌ بِضَرْبِ جَمَاجِمٍ و رِقَابِ
قال:فإِذا کَلِبَ من الغَیْظ و الغَضَب فأَدْرَکَ ثأْرَه،فذلک هو الشِّفاءُ من الکَلَب ،لا أَنَّ هُنَاکَ دِمَاءً تُشْرَبُ فی الحقیقه، ا ه .
و کَلِبَ عَلَیْهِ کَلَباً : غَضِبَ فَأَشْبَهَ الرَّجُلَ الکَلِبَ .
و کَلِبَ : سَفِهَ ،فأَشْبَهَ الکَلِبَ .
و قال أَبو حنیفَهَ :قال أَبو الدُّقَیْشِ ؛ کَلِبَ الشَّجَرُ ،فهو کَلِبٌ :إِذا لَمْ یَجِدْ رِیَّهُ ،فخَشُنَ وَرَقُهُ من غیرِ أَن تَذْهَبَ نُدُوَّتُهُ ، فَعلِقَ ثَوْبُ مَنْ مَرَّ بِهِ ،و آذَی کما یَفعَلُ الکَلْبُ .
ص:382
و کَلِبَ الدَّهْرُ علی أَهلِه؛و کذا العَدُوُّ، و الشِّتاءُ :أَی اشْتَدَّ.
و یقالُ : أَکْلَبُوا :إِذا کَلِبَتْ إِبلُهُمْ ،أَی:أَصابَها مثلُ الجُنُونِ الّذِی یَحْدُثُ عن الکَلَبِ ،قال النَّابغَهُ الجَعْدِیُّ :
و قَوْمٍ یَهینُونَ أَعْرَاضَهُم
کَوَیْتُهُمُ کَیَّهَ المُکْلِبِ
و الکُلْبَهُ ،بالضَّمّ مثلُ الجُلْبَه: الشِّدَّهُ من الزَّمَان،و من کلّ شَیْ ءٍ.
و الکُلْبَهُ من العیش: الضِّیقُ . و قال الکِسائیُّ :أَصابَتْهُمْ کُلْبَهٌ من الزَّمان فی شِدَّه حالِهم و عیشهم،و هُلْبَهٌ من الزَّمَان، قال و یقال:هُلْبَهٌ [و جُلْبَه] (1)من الحَرِّ و القُرّ،کما سیأَتی.
و قال أَبو حنیفهَ : الکُلْبَهُ :کُلُّ شدّهٍ من قِبَلِ القَحْطِ ، و السُّلْطَانِ ،و غیرِه.
و عامٌ کَلبٌ :أَی جَدْبٌ .
و کلّه من الکَلَبِ .
و الکُلْبَهُ : حَانُوتُ الخَمّارِ ،عن أَبی حنیفهَ و قد استعملها الفُرْسُ فی لسانهم.
و
16- فی حدیث ذِی الثُّدَیَّهِ (2): «یَبْدُو فی رأْسِ ثَدْیِهِ (3)شُعَیْرَاتٌ کأَنَّها کُلْبَهُ کَلْبِ ». یعنی:مخالِبَهُ .قال ابْنُ الأَثِیرِ:
هکذا قال الهَرَوِیّ ،و قال الزَّمَخْشَرِیُّ :کَأَنَّهَا کُلْبَهُ کَلْبٍ ،أَو کُلْبَهُ سِنَّورٍ،و هی الشَّعَرُ النّابِتُ فی جانِبَیْ خَطْمِ (4)الکَلْبِ و السِّنَّوْرِ ،قال:و من فَسَّرَهَا بالمَخَالِب،نظراً إِلی مجیءِ (5)الکَلالِیبِ فی مَخَالِب البازِی،فقد أَبْعَدَ.
و کُلْبَهُ : ع بدیار بَکْرِ بْنِ وائلٍ . و الکُلْبَهُ : شدَّهُ البَرْد. و فی المحکم:شِدَّهُ الشِّتَاءِ و جَهْدُهُ منه،أَنشد یَعْقُوبُ :
أَنْجَمَتْ قِرَّهُ الشِّتَاءِ و کانَتْ
قد أَقامَتْ بِکُلْبَه و قطَارِ
و کذلک: الکَلَبُ ،بالتَّحریک.
و بقِیَت علینا کُلْبَهٌ من الشّتاءِ،وَ کَلَبَهٌ (6):أَی بقیّهُ شِدّهٍ .
و الکُلْبَهُ : السَّیْرُ،أَو الطَّاقَهُ ،أَو الخُصْلَهُ من الِّلیفِ یُخْرَزُ بِها.
و کَلَبَتِ الخارِزَهُ السَّیْرَ تَکْلُبُهُ کَلْباً ،قَصُرَ عنها السَّیْرُ، فثَنَتْ سَیْراً تُدْخِلُ فیه رَأْسَ القَصیرِ حَتَّی یَخْرُجَ منه.قال دُکَیْنُ بْنُ رَجَاءٍ الفُقَیْمِیُّ یَصِفُ فَرَسَاً:
کَأَنَّ غَرَّ مَتْنِه إِذْ نَجَنبُهْ
سَیْرُ صَنَاعٍ فی خَرِیزٍ تَکْلُبُهُ
و قد تَقَدَّم هذا الإِنْشَاد.
و عباره لسان العرب: الکُلْبَهُ :السَّیْرُ وَرَاءَ الطَّاقَهِ (7)من اللِّیفِ ،یُسْتَعْمَلُ کما یُسْتَعملُ الإِشْفَی الَّذِی فی رَأْسه جُحْرٌ یُدْخَلُ السَّیْرُ أَو الخَیْطُ فی الکُلبَه و هی مَثْنِیَّهٌ ،فَیَدْخُلُ فی مَوضعِ الخَرْزِ،و یُدْخِلُ الخارزُ یَدَهُ فی الإِداوَه،ثُمَّ یَمُدُّ السَّیْرَ أَو الخیْطَ فی الکُلْبَه (8).
و الخارِزُ یقالُ له: مُکْتَلِبٌ .و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ : الکَلْبُ :
خَرْزُ السَّیْر بیْنَ سَیْرَیْنِ ، کَلَبْتُهُ أَکْلُبُهُ ، کَلْباً .
و اکْتَلَبَ الرَّجُلُ :اسْتعمَلَ هذه الکُلْبَه ،هذه وَحْدَها عن اللِّحْیَانِیّ .و القولُ الأَوّل کذلک قولُ ابنِ الأَعرابیّ .
و الکَلْبَهُ ، بالفَتْح من الشِّرْسِ ،و هو صِغَارُ[شَجَرِ] (9)الشَّوْکِ ،و هی تُشْبِهُ الشُّکَاعَی و هی من الذُّکُور،و قیل:هی شجَرَهٌ شاکَهٌ من العِضاهِ ،و لها جِرَاء کالکَلِبَهِ ،بکسر الّلامِ .
و کُلَّ ذلک تَشبیهٌ بالکَلْبِ .
و قد کَلِبَت الشَّجَرَهُ :إِذا انْجَرَدَ وَرَقُهَا،و اقْشَعَرَّت،
ص:383
فعَلِقَتِ الثِّیَابَ ،و آذَتْ مَن مَرَّ بها،کَمَا یَفْعَلُ الکَلْبُ .
و من المَجَاز:أَرْضٌ کَلِبَهٌ :إِذا لم یَجِدْ نَبَاتُهَا رِیّاً، فَیَیْبَسُ (1).و أَرْضٌ کَلِبَهُ الشَّجَرِ:إِذا لم یُصِبْهَا الرَّبیعُ .و عن أَبی خَیْرَهَ :أَرْضٌ کَلِبَهٌ ،أَی:غلیظهٌ ،قُفّ لا یکون فیها شَجَرٌ،و لا کَلٌأ،و لا تکونُ جَبَلاً.و قال أَبو الدُّقَیْشِ :أَرْضٌ کَلِبَهُ الشَّجَرِ،أَی خَشِنَهٌ یابِسهٌ ،لم یُصِبْها الرَّبِیعُ بَعْدُ،و لم تَلِنْ .
و الکَلِبَه من الشَّجَر أَیضاً: الشَّوْکَهُ العارِیَهُ من الأَغْصَانِ الیابِسَه المُقْشَعرَّهُ الفاردهُ ، (2)و ذلک لِتَعَلُّقِها بمن یَمُرُّ بها کما تَفْعَل الکلابُ .
و الکَلِبَه : ع بعُمَانَ علی السّاحِلِ ،و قَیَّدَه الصّاغانِیُّ بفتح فسکون،و هو الصَّواب (3).
و الکَلْبَتَانِ ،بتقدیم المُوَحَّده علی المُثَنَّاه: ما یَأْخُذُ به الحَدّادُ الحدید المُحْمَی ،یقال:حَدیدهٌ ذاتُ کَلْبَتَیْنِ و حَدیدتانِ ذَواتا کَلْبَتَیْنِ ،و حدائدُ ذَواتُ کَلْبَتَیْن (4).
و
16- فی حدیث الرُّؤْیا: «و إِذا آخَرُ قَائمٌ بکَلُّوبِ حدیدِ» (5).
الکَلُّوبُ کالتَّنُّورِ: المِهْمَازُ ،و هو الحدیدهُ الَّتی علی خُفِّ الرّائضِ ، کالکُلاَّب ،بالضَّمّ و التّشدید،و هو المِنْشالُ .کذا فی سِفْرِ السّعاده،و سیأْتی للمُصَنِّف أَنّهُ حدیدهٌ یَنْشالُ بها اللَّحْمُ ،ثمّ قال السَّخَاوِیُّ فی السَّفْر:و قالوا للمِهْمَازِ أَیضاً:
کَلُّوبٌ ،ففرَّق بینَهما و قَالَهُمَا فی معناهُ ،انتهی.قال جَنْدَلُ بنُ الرّاعِی یهجو ابْنَ الرِّقَاعِ ،و قیلَ :هو لأَبِیهِ الرّاعی:
جُنَادِفٌ لاحِقٌ بالرَّأْسِ مَنْکِبُهُ
کأَنَّهُ کَوْدَنٌ یُوشَی بِکُلاَّبِ (6)
و الکُلاَّبُ ،و الکَلُّوب :السَّفُّودُ؛لأَنَّهُ یَعْلَقُ الشِّواءَ و یَتَخَلَّلُه،و هذا عن اللِّحْیَانِیّ .و قال غیرُهُ :حدیدهٌ مَعطوفهٌ کالخُطّاف،و مثلُه قولُ الفَرّاءِ فی المصادر.و فی کتاب العین: الکُلاّبُ و الکَلُّوبُ :خَشَبَهٌ فی رأْسِهَا عُقَّافَهٌ ،زاد فی التَّهْذِیب:منها،أَو من حَدیدٍ.
و کَلَبَهُ بالکُلاّب ضَرَبَهُ بِهِ ،قال الکُمَیْتُ :
وَ وَلَّی بأَجْرِیَّا وِلاَفٍ کَأَنَّه
علی الشَّرَفِ الأَقْصَی یُسَاطُ و یُکْلَبُ
قال:ابْنُ دُرُسْتَوَیْهِ :یُضَمُّ أَوّلُ الکَلُّوب .و لم یجِئ فی شیْ ءٍ من کلام العرب.قال أَبو جعفر اللَّبْلِیُّ :حکی ابْنُ طَلْحَهَ فی شَرْحِه: الکُلُّوب :بالضَّمّ ،و لم أَرَهُ لغیره.و فی الرَّوْضِ : الکَلُّوبُ ،کسَفُّود:حَدیدهٌ ،مُعْوَجَّهُ الرَّأْسِ ،ذاتُ شُعَبٍ ،یُعَلَّق بها اللَّحْمُ ،و الجمع کَلالِیبُ .
و المُکَلِّبُ ،کمُحَدّثٍ : مُعَلِّمُ الکلابِ الصَّیْدَ ،مُضَرٍّ لها علیه.و قد یکونُ التّکلیبُ واقعاً علی الفَهْدِ و سِباعِ الطَّیْرِ.
و فی التَّنْزِیلِ : وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُکَلِّبِینَ (7)فَقَد دَخَلَ فی هذا:الفَهْدُ،و البَازِی،و الصَّقْرُ،و الشّاهِینُ ، و جمیعُ أَنْوَاعِ الجَوارِحِ .
و الکَلاَّبُ :[صاحبُ الکلاب و]: (8)المکَلِّبُ الَّذِی یُعَلَّمُ الکِلاَبَ أَخْذَ الصَّیْدِ.
و
16- فی حَدیث الصَّیْدِ: «إِنَّ لی کِلاَباً مُکَلَّبَهً ،فَأَفْتِنِی فی صَیْدِها». المُکَلَّبَهُ :المُسَلَّطَهُ علی الصَّیْد،المعَوَّدهُ بالاصطِیاد،الّتی قد ضَرِیَتْ به،و المُکَلِّب ،بالکسر:
صاحِبُها[و] 8الّذی یَصطادُ بها.کذا فی لسان العرب.
و المُکَلَّبُ ، بالفَتْحِ (9)المُقَیَّدُ یقال:رجل مُکَلَّبٌ :
مشدودٌ بالقِدِّ،و أَسیرٌ مِکَلَّبٌ ،قال طُفَیْلٌ الغَنَوِیّ :
فبَاءَ بِقَتْلانا من القَوْمِ مِثْلُهُمْ (10)
و ما لا یُعَدُّ من أَسِیرٍ مُکَلَّبِ 10
ص:384
و قیل:هو مقلوبٌ عن مُکَبَّل.
و من المَجَاز:یُقَال: کَلِبَ علیه القدُّ إِذا أُسِرَ (1)به،فَیبِسَ و عَضَّهُ .
و أَسِیرٌ مِکَلَّب ،و مِکَبَّلٌ :أَی مُقَیَّدٌ.
و الکَلِیبُ و الکالِبُ :جَماعهُ الکِلابِ . فالکَلِیبُ :جَمْع کَلْب ،کالعَبِیدِ و المَعِیرِ،و هو جمعٌ عزیزٌ أَی:قلیلٌ .قال یَصِفُ مَفَازَهً :
کَأَنَّ تَجاوُبَ أَصْدائِها
مُکَاءُ المُکَلِّبِ یَدْعُو الکَلِیبَا
قال شیخُنا:و قد اختلفوا فیه،هل هو جمْعٌ أَو اسْمُ جمْع ؟و صَحَّحُوا أَنّه إِذا ذُکِّرَ،کان اسْمَ جَمْعٍ کالحَجِیج؛ و إِذا أُنِّثَ ،کانَ جمْعاً،کالعَبِید و الکَلِیب .و فی لسان العرب: الکالِبُ :کالجامل،و الباقر.
وَ رَجَلٌ کالِبٌ ،و کَلاّبٌ :صاحبُ کِلاب ،مثلُ تامِر و لابنِ ؛قال رَکّاضٌ الدُّبَیْرِیُّ :
سَدا بَیَدَیْه ثُمّ أَجَّ بِسَیْرِهِ
کَأَجِّ الظَّلِیمِ من قَنیصٍ و کالِبِ
و قیل: کَلاّبٌ :سائسُ کِلاب .
و نقل شیخُنا عن الرَّوْض: الکُلاَّبُ ،بالضَّمّ و التَّشْدِید:
جمع کالِب ،و هو صاحبُ الکِلاب الّذِی یَصِیدُ بها.
قال ابْنُ مَنْظُورٍ:و قولُ تأَبَّطَ شَرّاً:
إِذا الحَرْبُ أَوْلَتْکَ الکَلِیبَ فَوَلِّهَا
کَلِیبَکَ و اعْلَمْ أَنَّهَا سَوْفَ تَنْجَلِی
قیل فی تفسیره قولان:أَحدُهما أَنّه أَرادَ بالکَلِیبِ المُکَالِبَ ،و سیأْتِی معناه قریباً؛و القولُ الآخرُ أَنَّ الکَلِیبَ مصدَرُ: کَلِبَتِ الحَرْبُ ،و الأَوّلُ أَقوَی.
و من المَجَاز:فلانٌ عَنِیفُ المُطَالَبَهِ ،شَنِیعُ المُکَالَبَهِ (2).
المُکَالَبَهُ :المُشَارَّهُ ،و المُضَایَقَهُ .و کذلک التّکالُبُ ،و هو التَّوَاثُبُ ،یقال:هم یَتکالَبونَ علی کذا،أَی.یَتَواثبونَ علیه.و کَالَبَ الرَّجُلَ مُکَالَبَهً ،و کِلاباً :ضَایقَه کمُضَایَقَهِ الکِلابِ بعضِها بعضاً عندَ المُهارشهِ .
و الکَلِیبُ ،فی قولِ تأَبَّطَ شَرّاً،بمعنی المُکالب .
وَ کَلْبٌ ،و بنو کَلْبِ ،و بنو أَکْلُبٍ ،و بنو کَلْبَهَ ،و بنو کِلابٍ :قبائلُ من العرب.
قال الحافظ ابْنُ حَجَرٍ فی الإِصابه:حیثُ أُطْلِقَ الکَلْبیُّ فهو من بنی کَلْبِ بْنِ وَبْرَهَ .قال شیخُنَا:هو أَخو نَمِرٍ وَ تَنُوخُ ،کما فی مَعارف ابْنِ قُتَیْبَهَ .و قال العَیْنِیُّ :فی طَیِّئٍ کَلْبُ بن وَبْرَهَ بْنِ تَغْلِبَ بْنِ حُلْوَانَ بنِ الْحافِ بْنِ قُضَاعَهَ .
و أَمَّا تَغْلِبُ بْنُ وائِلٍ ،فَعدْنانِیٌّ ،و هذا قَحْطَانِیُّ .
و أَمَّا کِلابٌ ،ففی قُرَیْش هو ابْنُ مُرَّهَ (3)،و فی هَوَازِنَ ابْنُ رَبِیعَهَ [بن عامِر] (4)بْنِ صَعْصَعَهَ ،و فیه المَثَلُ :
«ثَوْرُ کِلاب فی الرِّهَانِ أَقْعَدُ» .
و هو فی أَمثالِ حَمْزَهَ .
و بَنُو کَلْبَهَ (5):نُسِبُوا إِلی أُمّهم.
وَ کَفُّ الکَلْبِ :عُشْبَهٌ مُنْتَشِرَهٌ ،تَنْبُتُ بالقِیعَانِ ببلاد (6)نَجْدِ،یقال لها ذلک إِذا یَبِسَت،تُشَبَّهُ بکَفِّ الکَلْبِ الحَیَوانِیّ ،و ما دامت خَضْرَاءَ،فهی الکَفْنَهُ (7).
و أُمُّ کَلْبٍ :شُجَیْرَهٌ شاکَهٌ ،تَنْبُتُ فی غَلْظِ الأَرْضِ و جَلَدِها،صفراءُ الوَرَقِ ،حَسْناءُ،فإِذا حُرِّکَت،سَطَعَتْ بأَنْتَنِ رائحه و أَخبَثِها،سُمِّیتْ بذلک لَمَکَانِ الشَّوْکِ ،أَو لأَنَّهَا تُنْتِنُ کالکَلْب إِذا أَصابَه المَطَرُ،قال أَبو حنیفَهَ :أَخبرَنی أَعرابیٌّ ،قال:رُبَّمَا تَخَلَّلَتْهَا الغنمُ ،فحاکَّتْها،فأَنْتَنَت،حَتَّی یَتَجَنَّبَها الحَلاّبُ ،فتُباعَدَ عن البیوتِ ،و قال:و لیست بمَرْعیً .
و الکَلَبَاتُ ،محرَّکَهً : هَضَبَاتٌ م ،أَی معروفهٌ ،بالیَمَامَه،
ص:385
و هی دُونَ المَجَازِ،علی طریق الیمَنِ إِلیها من ناحیتها.
و الکُلاَبُ ، کَغُراب:ع قاله أَبو عُبَیْد.أَ و ماءٌ معروف لبنی تَمِیم،بینَ الکُوفَهِ ،و البَصْرهِ علی سبْعِ لَیال من الیَمَامَهِ (1)أَو نَحْوِها. لَهُ یومٌ کانَت عندَهُ وقعهٌ للعرب،قال السَّفّاحُ (2)بْنُ خَالِدٍ التَّغْلَبِیُّ :
إِنّ الکُلابَ ماؤُنا،فخَلُّوهْ
و ساجِراً،و الله،لَنْ تَحُلُّوهْ
و ساجِرٌ:اسْمُ ماءِ یجتمع من السَّیْل.
و کان أَوّلَ مَنْ وَرَدَ الکُلاَبَ من بنی تَمِیمٍ سُفْیَانُ بْنُ مُجَاشِعٍ ،و کان من بنی تَغْلِبَ .و قالوا: الْکُلاَبُ الأَوّلُ ، و الکُلاَبُ الثّانی،و هُمَا یومانِ مشهورانِ للعرب.و منه حدیثُ عَرْفَجَهَ :أَنَّ أَنْفَهُ أُصِیبَ یَوْمَ الکُلاَبِ ،فاتَّخَذَ أَنْفاً من فضَّه».قال أَبو عُبَیْد: کلاَّبٌ الأَوّلُ و کُلاَبٌ الثّانی:یَوْمَانِ کانا بینَ مُلُوک کنْدَهَ و بنی تَمِیم.و بینَ الدَّهْنَاءِ و الیَمَامه موضعٌ یُقالُ له الکُلابُ أَیضاً،کذا قالوه،و الصَّحیح أَنّه هو الأَول.
و الکَلاَبُ کَسَحَابِ (3)ذَهَابُ :العَقْلِ ،من الکَلَبِ مُحَرّکهً .
و قد کُلِبَ الرَّجُلُ کعُنِیَ إِذا أَصابَهُ ذلک،و قد تقدّمَ معنی الکَلَبِ .
و لِسانُ الکَلْبِ :سَیْفُ تُبَّعٍ الیَمانِیّ أَبِی کَرِبٍ کان فی طُولِ ثَلاثَهِ أَذْرُع،کأَنَّهُ البَقْلُ خُضْرَهً ،مُشَطَّبٌ ،عَریض، نقله الصّاغانیُّ .
و لسانُ الکَلْب : اسْمُ سُیوف أُخَرَ (4)،منها:سیفٌ کان لأَوْسِ بْنِ حارِثَهَ بْنِ لأُمٍ الطّائِیّ ،و فیه یقولُ :
فإِنَّ لِسَانَ الکَلْبِ مانِعُ حَوْزَتِی
إِذا حَشَدَتْ (5)مَعْنٌ و أَفْنَاءُ بُحْتُرِ
و أَیضاً سیفُ عَمْرِو بْنِ زَیْد (6)الکَلْبِیّ ،و سَیْفُ زَمْعَهَ بن الأَسودِ بْنِ المُطَّلِبِ ،ثم صار إِلی ابْنِهِ عبدِ اللّه،و به قَتَلَ هُدْبَهَ بْنَ الخَشْرَمِ .
و ذُو الکَلْبِ :عمْرُو بن العَجْلانِ الهُذَلیُّ ،سُمِّیَ به لأَنّه کان له کَلْبٌ لا یُفَارِقُه،و هو من شُعَراءِ هُذَیْلٍ مشهورٌ.
و نَهْرُ الکَلْبِ :بَیْنَ بَیْرُوتَ و صَیْدَاءَ (7)من سواحلِ الشَّام.
و کَلْبُ الجَرَبَّهِ ،بتشدید المُوَحَّدَه: ع ،هکذا نقلَهُ الصّاغانیُّ .
و کَلاَّبٌ و العُقَیْلِیُّ ،کَکَتَّان،و کذا کَلاّبُ بْنُ حَمْزَهَ ، و کُنْیَتُهُ أَبو الهَیْذَامِ بالذّال المعجمه: شاعِرانِ نقلهما الصّاغانیّ و الحافظُ .
و فَاتَهُ کَلاَّبُ بْنُ الخُواریّ التَّنُوخِیُّ المَعَرِّیُّ الّذِی عَلَّقَ فیه السِّلَفِیُّ .
و الکَالِبُ ،و الکَلاَّبُ :صاحبُ الکِلابِ المُعَدَّهِ للصَّیْد، و قیل:سائسُ کِلاَبٍ ،و قد تقدّم.
و دَیْرُ الکَلْبِ :بناحِیَهِ المَوْصِلِ بالقربِ من باعَذْراءَ،کذا قَیَّدَهُ الصّاغانیّ بالفتح،و صوابُهُ بالتْحریک (8).
وجُبُّ الکَلْبِ :تقدّم ذِکْرُهُ فی ج ب ب.
و عَبْدُ اللّهِ بْنُ سَعیدِ بْنِ کُلاّبٍ ،کرُمَّانٍ التَّمِیمیُّ البِصْرِیُّ :
مُتَکَلِّمٌ ،و هو رأْسُ الطّائفه الکُلاّبِیّه من أهل السُّنَّه.کانت بینَهُ و بینَ المُعْتَزِلَه مناظراتٌ فی زمن المأْمونِ ،و وَفاتُهُ بعدَ الأَرْبَعینَ و مِائَتَیْنِ .و یقال له ابْنُ کُلاّبٍ ،و هو لقبٌ ،لشدّه مُجَادَلَتِه فی مجلسِ المناظرهِ .و هکذا کما یُقال:فُلانٌ ابْنُ بَجْدَتِهَا،لا أَنّ کُلاَّباً جَدٌّ له کما ظُنَّ ،و من الغریبِ قولُ والد الفَخْرِ الرّازیّ فی آخِر کتابه:غایهِ المَرام فی علم الکلام:إِنّه أَخو یَحْیَی بن سَعِید القَطّانِ المُحَدِّث.و فیه نَظَرٌ.
و قَوْلُهم: الکِلابُ هی روایهُ الجُمهورِ،و علیها اقتصر أَبو عُبَیْدٍ فی أَمثاله،و ثعلبٌ فی الفَصیح،و غیرُ واحدٍ، أَو
ص:386
الکِرابُ عَلَی البَقَرِ بالرّاءِ بدل اللاّم،و بالوَجْهَیْنِ رواه أَبو عُبیْدٍ البَکْرِیّ ،فی کتابه فصْل المقال،ناقلاً الوجهَ الأَخیرَ عن الخلیل و ابْنِ دُرَیْدٍ،و أَثبتهما المَیْدَانیّ فی مجمع الأَمثال علی أَنهما مَثَلاَنِ ،کُلُّ واحدٍ منهما علی حِدَهٍ فی معناه.
تَرْفَعُهَا علی الابتداءِ و تَنْصِبُها بفعل محذوف أَی:أَرْسِلْها عَلَی بَقَرِ الوَحْشِ .و مَعْنَاهُ ،علی ما قَدَّرَهُ سَیْبَوَیْه: خَلِّ امْرَأً و صِناعَتَهُ (1).قال ابْنُ فارسٍ فی المُجْمَل (2):یُرادُ بهذا الکلام صیدُ البَقَر بالکِلاب ،قال:و یُقَالُ :تأْویلُهُ مثلُ ما قاله سِیبَوَیْهِ .و قال أَبو عُبَیْدٍ فی أَمثاله:من قِلَّه (3)المُبالاه قولهم:
الکِلاب علی البقَر ،یُضْرَبُ مثلاً فی قلَّه عِنایهِ الرجلِ و اهتمامِه بشأْن صاحبه.قال:و هذا المَثلُ مُبْتَذَلٌ فی العامَّه، غیر أَنّهم لا یَعرِفُون أَصلَه.و نقل شیخُنا عن شروح الفصیح:یجوزُ الرَّفْعُ و النَّصب فی الرِّوایتَیْنِ ،فالرَّفْعُ علی الابتداءِ،و ما بَعْدَه خبرٌ.و أَما النَّصْب،فعلی إِضمارِ فعْلٍ ، کأَنّه قال:دَعِ الکِلابَ علی البَقَر.و کذلک من روی «الکِرابَ »إِنْ شِئتَ نَصَبْتَ فقلتَ :أَی دَعِ الحَرْثَ علی البَقَر،و إِنْ شئتَ رَفَعْتَ علی الابتداءِ و الخَبَر.
و أُمّ کَلْبَهَ :الحُمَّی ،لشدَّهِ ملازمتِها للإِنسان،أُضِیفَت إِلی أُنْثَی الکِلاب .
و کَلَبَ الرجُلُ یَکلِبُ ،من باب ضَرَب،کذا هو مضبوط عندَنا،و مثله الصّاغانیُّ ،و فی بعضِ النُّسَخ:من بابِ فَرِحَ . و اسْتَکْلَبَ :إِذا کان فی قَفْرٍ،ف نَبَحَ ،لِتَسْمَعَهُ الکلابُ ،فَتَنْبَحَ ،فیُستدَلَّ بها علیه أَنَّه قریبٌ من ماءٍ أَو حِلَّه،قال:
و نَبْحُ الکِلابِ لِمُسْتَکْلِبِ
و کَلِبَ الکَلْبُ ،من باب فَرِحَ ،و کذا اسْتَکْلَبَ : ضَرِیَ ، و تَعَوَّدَ أَکْلَ النّاسِ ،فأَخَذَهُ لِذلک سُعارٌ (4)،و قد تَقَدّم. و من المَجَاز: کَلالِیبُ البَازِی:مَخَالِبُهُ ،جمعُ کَلُّوب ، و یقال:أَنْشَبَ فیه کَلالِیبَه ،أَی:مَخَالِبَهُ .
و مِنَ الشَّجَرِ:شَوْکُهُ . کلُّ ذلک علی التَّشبیه بمَخَالِبِ الکِلاب و السِّباع.و قولُ شیخنا:و لهم فی الّذِی بعدَهُ نَظَرٌ، منظورٌ فیه.
و کالَبَتِ الإِبِلُ :رَعَتْهُ ،أَی: کَلالِیبَ الشَّجَرِ.و قد تکونُ المُکَالَبَهُ ارْتِعاءَ الحَشِ (5)الیابِس،و هو منه؛قال الشّاعرُ:
إِذا لَمْ یَکُنْ إِلاّ القَتَادُ تَنَزَّعَتْ
مَنَاجِلُهَا أَصْلَ القَتَادِ المُکَالَبِ
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علی المؤلّف:
الکَلْبُ (6)من النُّجُومِ بحِذاءِ الدَّلْوِ من أَسْفَلَ ،و علی طریقته نَجْمٌ أَحمرُ (7)یقالُ له الرّاعِی.
و کِلابُ الشِّتَاءِ:نُجُومٌ ،أَوّلَهُ ،و هی الذِّراعُ ،و النَّثْرَهُ ، و الطَّرْفُ و الجَبْهَهُ .و کُلُّ هذه إِنَّما سُمِّیَتْ بذلک علی التّشبیه بالکِلاب .
و لِسَانُ الکَلْبِ :نَبْتٌ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ.
و الکُلاَب ،کغُراب:وادٍ بِثَهْلاَن،مُشْرِفٌ ،به نَخْلٌ و مِیاهٌ لبنی العَرْجاءِ من بنی نُمَیْرٍ.و ثَهْلانُ :جبلٌ لبَاهِلَهَ ،و هو غیر الّذی ذکرَه المصنِّفُ .
و دَهْرٌ کَلِبٌ :أَی مُلِحٌّ علی أَهْلِه بما یَسُوؤُهم،مُشتَقٌّ من الکَلْبِ الکَلِبِ ؛قال الشاعرُ:
ما لِی أَرَی النَّاسَ لا أَبَا لَهُمُ
قد أَکَلُوا لحْمَ نابِحٍ کَلِبِ
و من المجاز أَیضاً:دَفَعْتُ عنک کَلَبَ فُلان،أَی:شَرَّهُ و أَذاهُ .و عباره الأَساس:کَفَّ عنه کِلابَهُ :تَرَکَ شَتْمَهُ و أَذاهُ (8)، انتهی.
ص:387
و کُلاَّبُ السَّیْفِ ،بالضَّمّ : کَلْبه .
و الکَلْب :فَرَسُ عامرِ بْنِ الطُّفیْلِ من وَلَدِ داحِسٍ ،و کان یُسمَّی الوَرْدَ و المَزْفُوقَ (1).
و الکَلْبُ بْنُ الأَخْرَس:فَرسٌ خَیْبَرِیِّ بْنِ الحُصَیْنِ الکَلْبِیّ .
و أَهْلُ المَدِینَهِ یُسَمُّونَ الجَرِیءَ (2)مُکَالِباً ، لمُکَالَبَتِهِ للمُوَکَّلِ بهم.
و فلانٌ بِوَادِی الکَلْبِ :إِذا کانَ لا یُؤْبهُ به (3)،و لا مأْوی یُؤْوِیهِ کالکَلْبِ تَراهُ مُصْحِراً أَبداً،و کلٌّ من المَجَاز.
و کِلاَبٌ :اسْمٌ سُمِّی بذلک،ثمّ غَلَبَ علی الحَیِّ و القبیلهِ قالَ :
و إِنّ کِلاباً هذِهِ عَشْرُ أَبْطُنٍ
و أَنْتَ بَرِیءٌ من قَبَائِلها العَشْرِ
قال ابْنُ سِیدَه:أَیْ (4)أَنّ بطونَ کِلابٍ عشرُ أَبْطُنٍ ،قال سیبویه: کِلابٌ اسمٌ للواحِد،و النَّسَبُ إِلیه کِلابیٌّ .یعنی أَنّه لو لم یکن کِلابٌ اسماً للواحد،و کان جمْعاً،لقیل فی الإِضافه إِلیه کَلْبِیٌّ .
و قولهم:«أَعَزُّ من کُلَیْبِ وائل»هو کُلَیْبُ بْنُ رَبِیعَهَ من بَنِی تَغْلِبَ بْنِ وائِلٍ .
و أَما کُلَیْبٌ ،رَهْطُ جَرِیرٍ الشاعرِ،فهو کُلَیْبُ بْنُ یَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَهَ .
و کالِبُ بن یوقنا:من أَنبیاءِ بنی إِسْرَائِیلَ فی زَمَنِ سیِّدناموسَی،علیهما السلام،کما فی الکَشّاف فی أَثناءِ القَصَص،و العنایه،فی المائده،نقله شیخُنا.
و فی أَنساب الإِمام أَبی القاسم الوزیر المَغْرِبِیِّ : کُلَیْبٌ فی خُزَاعَهَ : کُلَیْبُ بْنُ حُبْشِیَّهَ بْنِ سَلُولَ ،و کلْبٌ فی بَجِیلَه:
ابنُ عَمْرو بْنِ لُؤَیِّ بْنِ دُهْنِ (5)بْنِ مُعَاوِیَهَ بْنِ أَحْمَسَ .
و أَرْضٌ مَکْلَبهٌ ،بالفتح:کثیرهُ الکِلاب ،نقله الصّاغانیّ .
و إِسْتُ الکَلْبِ :ماءٌ نَجْدِیٌّ عند عُنَیْزَهَ من میاهِ رَبیعَهَ ،ثُمَّ صارَتْ لکِلابٍ (6).
و وادی الکَلَب ،محرَّکَهً :یَفرُغ فی بُطْنَانِ حَبِیبٍ بالشّام.
الکَلْتَبُ ،کجَعْفَرٍ،و قُنْفُذٍ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ .
و قال ابْنُ دُرَیْدٍ:هو شِبْهُ المُدَاهَنَهِ فی الأُمُورِ ،یُقال:مرَّ یُکَلْتِبُ فی الأَمْرِ.
و الکَلْتَبانُ :مأْخوذٌ من الکَلَب،و هو القَوّادُ ،و قد تَقَدَّم.
و عن ابْنِ الأَعْرَابیّ : الکَلْتَبَهُ القِیَادَهُ .
الکَلْثَبُ ،بالثّاءِ المُثَلَّثَه، کَجَعْفَرٍ،و عُلابِطٍ :
أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللِّسَان،و الصّاغانیّ ،و هو المُنْقَبِضُ ،البَخِیلُ ،المُدَاهِنُ فی الأُمُورِ،و کأَنَّه لُغَهٌ فی الّذِی قبلَهُ .
الکَلْحَبَهُ ؛أَهمله الجَوْهَریّ ،و قال الأَزْهَرِیُّ :
لا یُدْرَی ما هُو:و قد رُوِیَ عن ابْنِ الأَعرابِیّ :أَنّه صَوْتُ النّارِ،و لَهِیبُهَا. یقَالُ :سمعْتُ حَدَمَهَ النّارِ،و کَلْحَبَتها .و نقل شیخُنا عن السُّهیْلیّ فی الرَّوْض:أَنّه صَوتُها فیما دَقَّ ، کالسِّراج و نَحْوِهِ .
و کَلْحَبَهُ ،و الکَلْحَبَه :اسْمٌ من أَسْماءِ الرِّجالِ .
و الکَلْحَبَهُ : شاعِرٌ عُرَنِیٌّ هکذا فی النُّسَخ،قال شیخُنا:
و الصّوابُ عَرِینیٌّ ،بفتح العین و کسر الراءِ،کما صرَّح به المُبَرِّدُ فی أَوائل الکامل.قلتُ :و هکذا قَیَّدَهُ الحافِظُ فی التَّبصیر،قال:و ضبطَهُ الأَمیرُ هکذا أَیضاً.و أَمَّا السَّمْعانیُّ ، فضبَطَه بالضَّمّ ،و تُعُقِّبَ علیهِ (7).
ص:388
و الکَلْحَبَهُ : لَقَبُ (1)عبدِ اللّه ابْنِ کَلْحَبَهَ ،قاله أَبو عُبَیْدَه.
و یقال:هُبَیْرَهُ بْنُ کَلْحَبَهَ ،و یقال:اسمُه جَرِیرُ بْنُ هُبَیْرَهَ ،کما نقله الحافِظ ،و أَثْبَتُ ذلک أَنّ اسْمَهُ هُبَیْرَهُ بْنُ عبدِ اللّهِ بْنِ عَبْدِ مَنافِ بْنِ عُرَیْنِ (2)بْنِ ثَعْلَبَهَ بْنِ یَرْبُوعِ بْنِ حَنْظَلَهَ ، التَّمِیمیُّ العَرَنیُّ (3)،بفتح العین و سکون الرّاءِ،کذا فی النُّسَخ و فی بعضها بالتحْرِیک،و مثلُهُ فی التکمِله:فارِسُ العَرَادَه ،و هی فرَسٌ کانت له.و الذی فی لسان العرب:
و الکَلْحَبَهُ الیَرْبُوعیُّ :اسْمُ هُبَیْرَهَ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ .و هکذا ذکره ابْنُ الکَلْبِیّ فی الأَنساب.
و کَلْحَبَهُ بالسَّیْفِ :ضَرَبهُ به،قیلَ :و به سُمِّیَ الرجُلُ .
کَنَبَ الرجلُ ، یَکْنُبُ ، کُنُوباً ظاهرُهُ أَنَّهُ من حدِّ:
نَصَرَ،علی مقتضَی قاعدته،و ضبَطَه الصّاغانیُّ من حدِّ:
فَرِحَ : غَلُظَ [ کَأَکْنَبَ ] (4)،نقله الصّاغانیُّ أَیضاً.
و کَنَبَ کُنُوباً ،من حَدِّ:نَصَرَ: اسْتَغْنی ،نقله الصّاغانیُّ .
و الکَنَبُ ،مُحَرَّکَهً :غِلَظٌ یَعْلُو الرِّجْلَ و الخُفَّ و الحَافِرَ و الیَدَ،أَو هو خاصُّ بِها ،أَی بالیَدِ إِذا غَلُظَتْ من العَمَلِ .
و قَدْ کَنِبَتْ یَدُهُ کَفَرِحَ ،و أَکْنَبَتْ ،فهی مُکْنِبَهٌ ،قاله ابْنُ دُرَیْد.و فی الصَّحاح: أَکْنَبَتْ (5)،و أَنشد أَحمدُ بْنُ یَحْیَی:
قَدْ أَکْنَبَتْ یَداکَ (6)بَعْدَ لِین
و بَعْدَ دُهْنِ البانِ و المَضْنُونِ
و قال العَجّاج:
قد أَکْنَبَتْ نُسُورُهُ و أَکْنَبَا
أَی:غَلُظَتْ و عَسَتْ .و
14- فی حدیثِ سَعْدٍ: «رآهُ رسولُ اللّه صلی اللّه علیه و سلم،و قد أَکْنَبَتْ یَداهُ ،فقال له: أَکْنَبَتْ یَدَاکَ ؟فقال:
أُعالِجُ بالمَرِّ و المِسْحَاهِ .فَأَخَذَ بیَدِه،و قال:هذه لا تَمَسُّهَا النّارُ أَبداً». أَکنبَتِ الیَدُ.إِذا ثَخُنَت،و غَلُظَ جِلْدُها، و تَعْجَّرَ (7)مِن مُعاناهِ الأَشیاءِ الشّاقَّه.و الکَنَبُ فی الیَدِ مثلُ المَجَلِ إِذا صَلُب (8)من العَمَلِ ،کما فی الصَّحاح.
و حافِرٌ مُکْنِبٌ (9)،کمُحْسِن :غَلیظٌ .
و خُفٌّ مُکْنَبٌ ،بفتح النُّون، کمِکْنَبٍ (10)مثل مِنْبَرٍ عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ،و أَنشدَ:
بِکُلِّ مَرْثُومِ النَّوَاحِی مُکْنَبِ
و أَکْنَبَ عَلَیْهِ بَطْنُهُ :إِذا اشتَدَّ.
و أَکنَبَ علیه لِسَانُه:احْتَبَسَ .
و کَنَبَهُ فی جِرَابِهِ ، یَکْنِبُهُ ، کَنْباً کَنَزَهُ فیه،نقله الصّاغانیُّ .
و الکانِبُ :المُمْتَلِیء شِبَعاً ،قال دُرَیْدُ بْنُ الصِّمَّهِ :
و أَنَتَ امْرُوٌّ جَعْدُ القَفَا مُتَعَکِّشٌ (11)
من الأَقِطِ الحَوْلِیّ شَبْعَانُ کانِبُ
و قال أَبو زید: کانِبٌ :کانِزٌ.
و الکَنِبُ ،ککَتِفٍ :قال أَبو حنیفَهَ :شَبِیهٌ بقَتادِنَا،هذا الّذی یَنْبُتُ عندَنَا،و قد یُخْصَفُ عندَنا بِلِحَائِهِ ،و یُفْتَلُ منه شُرُطٌ باقیهٌ علی النَّدَی.و قال مَرَّهً :سأَلْتُ بعضَ الأَعْرَابِ عن الکَنِبِ ،فأَرَانِی شِرْسَهً متفرّقهً من نَبَات الشَّوْک،بیضاءَ العِیدانِ ،کثیرَهَ الشَّوْکِ ،لها فی أَطرافها بَراعِیمُ ،قد بدت من کُلّ بُرْعُومَهٍ شَوْکاتٌ ثلاثٌ .
و الکَنِبُ : نَبْتٌ ،قال الطِّرِمّاحُ :
مُعَالِیاتٌ علی الأَرْیافِ مَسْکَنُها
أَطْرَافُ نَجْدٍ بأَرْضِ الطَّلْحِ و الکَنِبِ
و عن اللَّیث: الکَنِبُ :شَجَرٌ،قال:
فی خَضَدٍ من الکَرَاثِ و الکَنِبْ
و الکَنِیبُ ،علی فَعِیل: الیابِسُ و فی نسخهٍ :الیَبِسُ من الشَّجَرِ،أَو هو ما تَحَطَّمَ منه و تَکَسَّرَ شَوْکُه.
ص:389
و کُنَیْبٌ ،مصغَّراً کزُبَیْرٍ:ع (1)،قال النّابغهُ [الذبیانی] (2):
زَیْدُ بْنُ بَدْرٍ حاضرٌ بعُراعِرٍ
و عَلَی کُنَیْبٍ مالِکُ بْنُ حِمَار
و کُنُبٌ ،بضمتین (3)کجُنُب:د،بما وَراءَ النَّهْرِ،لَقَبُها فی کتب الأَعاجِم أُشْرَوْسَنَهُ (4)،بضمّ الهمزه و سکون الشّین و فتح الرّاءِ،و سیُذْکر فی محلّه.
و المُکْنَئبُّ ،کمُکْفَهِرٍّ: الغَلِیظُ الشَّدِیدُ ،العاسِی، القَصِیرُ. نقله الصّاغانیُّ .
و الکِنَابُ ،بالکَسر:الشِّمْراخُ . و العاسِی.
الکُنْتُبُ ،کقُنْفُذ،و عُلابِطٍ :الغَلِیظُ ، القَصِیرُ.
الصّحیحُ أَنَّ التّاءَ زائدهٌ ،و لذا لم یذکُرْهُ الجوهریُّ و غیرُهُ .
الکَنْثَبُ ،بالثَّاءِ المثلَّثَه:أَهملَه الجَوْهَرِیُّ .
و قال الصّاغانیُّ :هو کجَعْفَر،و قُنْفُذٍ و عُلابِطٍ :الصُّلْبُ الشَّدِیدُ. و فیه لُغَهٌ أُخْرَی،و هو الکَثْنَبُ ،بتقدیم المُثَلَّثه علی النون،کجعفر،نقله الصّاغانیُّ فی ک ث ب.
و الکِنْثابُ ،بالکَسْر:الرَّمْلُ المُنْهالُ ،و هذا عن ابْنِ الأَعْرَابیّ ،کما قاله ابْنُ منظورٍ و الصّاغانیُّ .
الکَنْحَبُ ،بالحاءِ المُهْمَلَه بعدَ النُّون، کجَعْفَرٍ:أَهمله الجَوْهَرِیُّ و قال ابْنُ دُرَید:
قالوا: نَبْت،و لیس بثَبْت ،و لا یَخْفَی ما فی هذا من الجِناس.
الکَنْخَبَهُ ،بالخاءِ المُعْجَمَهِ بعدَ النُّون:أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ دُرَیْد:هو اخْتِلاطُ الکَلامِ من الخَطَإِ ، حکاه یُونُسُ فیما زعموا أَنّه سَمِعَ بعضَ العربِ یقولُ :ما هذه الکَنْخَبَه ؟یُرِیدُ الکَلاَمَ المختلِط من الخَطإِ.
الکُوبُ ،بالضَّمّ :کُوزٌ لا عُرْوَهَ لَهُ ،قال عَدیُّ بنُ زَیْدٍ:
مُتَّکِئاً تُصْفَقُ أَبْوابُهُ
یَسْعَی عَلَیْه العَبْدُ بالکُوبِ
أَو المستدیرُ الرّأْسِ الّذِی لا خُرْطُومَ لَهُ . و فی بعض الأُمّهات:لا أُذُنَ له،و هو قول الفَرّاءِ؛ ج أَکْوَابٌ ،و فی التَّنْزِیل العزیز: وَ أَکْوابٌ مَوْضُوعَهٌ (5)،و فیه: یُطافُ عَلَیْهِمْ بِصِحافٍ مِنْ ذَهَبٍ وَ أَکْوابٍ (6)،و أَنشدَ:
یَصُبُّ أَکْواباً علی أَکْوَابِ
تَدَفَّقَتْ من مائِها الجَوَابِی
و عن ابن الأَعْرَابِیّ : کاب ، یَکُوبُ ،إِذا شَرِبَ بِهِ ،أَی:
بالکُوب ، کاکْتَابَ ،و کذلک کازَ،یکُوزُ،و اکتازَ.
و الکَوَبُ ،محرَّکَهً ؛دِقَّهُ العُنُقِ ،و عِظَمُ الرَّأْسِ عنه أَیضاً.
و الکَوْبَهُ :الحَسْرَهُ علی مافاتَ . ظاهره أَنّهُ بالفَتْح،و قَیَّدَهُ الصّاغانیُّ بالضَّمّ مُجَوِّداً.
و
16- فی الحدیث: «إِنّ اللّه حَرَّمَ الخَمْرَ و الکُوبَهَ ». قال أَبو عُبَیْد:أَمّا الکُوبَه بالضَّمّ ،فإِنَّ محمَّدَ بْنَ کَثِیرٍ أَخبرنی أَنّ الکُوبَهَ النَّرْدُ فی کلام أَهل الیَمَن.و مثله قال ابْنُ الأَثِیرِ أَو الشِّطْرَنْجُ بکسر الشین المُعْجَمه،سیأْتی بیانُه فی الجِیم.
و فی بعض النُّسَخ بزیاده الهاءِ فی آخِرِه.
و فی الصَّحاح: الکُوبَهُ : الطَّبْلُ الصَّغِیرُ المُخَصَّرُ.
و قِیلَ : الکُوبَهُ الفِهْرُ. بالکَسْر:الحَجَرُ الصَّغِیرُ قَدْرُ مِلءِ الکَفِّ .
و قیل:هو البَرْبَطَ ،و منه
1- حدیثُ علیّ ،رَضِیَ اللّهُ عَنْهُ :
«أُمِرْنَا بِکَسْرِ الکُوبَهِ ،و الکِنّارَهِ (7)و الشِّیَاعِ » (8).
ص:390
و التَّکْوِیبُ :دَقُّ الشَّیْ ءِ بالفِهْر ،نَقَله الصّاغانیُّ .
و کابَهُ :ع ببِلادِ بنی تَمِیمٍ ،أَو ماءٌ من وراءِ نِباجِ بنی عامِرٍ.
و کُوبانُ ،بالضَّمِّ :ه ،و فی نسخه:موضعٌ بِمَرْوَ ،معرَّبٌ عن جُوبان.
و کوبَانَانُ (1)،بالضم: ه بأَصْفهانَ .
و کُوبَنَانُ (2)بالضَّمّ أَیضاً: د،م أَی:بلَدٌ معروفٌ .
الکَهْبُ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ علی ما یوجد فی بعض نُسَخ القاموس بالحُمْرَه،و قد وُجِد فی بعض نُسَخ الصَّحِاح،و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :هو الجامُوسُ المُسِنُّ . و قالَ الزَّمَخْشَرِیُّ :هو البَعِیرُ المُسِنُّ .و قیل: الکَهْبُ لَوْنُ الجاموس.
و الکُهْبَهُ ،بالضّمِّ لونٌ مثلُ القُهْبَهِ ،أَو الکُهْبَهُ : الدُّهْمَهُ ، أَو غُبْرَهٌ مُشْرَبَهٌ سَوَاداً مطلقاً، أَو هو خاصُّ بالإِبِلِ ،أَی:
فی أَلْوانِها قال الأَزهریُّ :بَعِیرٌ أَکْهَبُ بَیِّنُ الکَهَبِ ،و ناقهٌ کَهْبَاءُ .و قال أَبو عَمْرو. الکُهْبَهُ :لَوْنٌ لیس بخالصٍ فی الحَمْرَهِ ،و هو فی الحُمْرَه خاصّهً .و قال یعقوبُ : الکُهْبَهُ لونٌ إِلی الغُبْرَهِ ما هو،فلم یَخُصَّ شیئاً دُونَ شَیْ ءٍ.قال الأَزهریُّ :لم أَسْمَع الکُهْبَهَ فی أَلْوانِ الإِبِل لِغیرِ اللَّیْث:
قال:و لعلَّه یُستعملُ فی أَلوان الثِّیابِ .
و الفِعْلُ من کلّ ذلک: کَهُبَ ،و کَهبَ ، کَکَرُمَ و فَرِحَ ، کَهَباً ،و کُهْبَهً .
و هو أَکْهَبُ .و قد قیل: کاهبٌ ،و رُوِیَ بیتُ ذِی الرُّمَّهِ :
جُنُوحٌ علی باقٍ سَحِیقٍ کأَنهُ
إِهَابُ ابْنِ آوَی کاهِبُ اللَّوْنِ أَطْحَلُ
و یُرْوَی: أَکْهَبُ .
و من المجاز:رجلٌ أَکْهَبُ اللَّوْنِ :مُتَغَیِّرُهُ .و قد اکْهَابَّ (3)لَوْنُه.قال شیخُنا:وقع فی شعر حَسّانَ بْنِ ثابت،رضیَ اللّه عنه،فی مَقْتَل خُبَیْبِ بْنِ عَدِیّ و أَصحابِه،رضی اللّه عنهم:
بَنِی کُهَیْبَهَ إِنَّ الخَیْلَ قد لَقِحَتْ (4)
قال الإِمامُ السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوْض:جعل کُهَیْبَه کأَنّه اسْمُ عَلَم لِأُمّهم،و هذا کما یُقَالُ :بنو ضَوْطَرَی،و بَنُو الغَبْرَاءِ (5)، و بنو دَرْزَهَ (6).و هذا کلّه اسم لِکلِّ من یُسَبُّ (7)،و عبارهٌ عن السَّفِلَهِ من النّاسِ .و قد أَغفلَهُ المُصَنِّفُ .انتهی.
الکَهْدَبُ ،کَجَعْفَرٍ:أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال الصّاغانیُّ :هو الثَّقِیلُ الوَخْمُ بسکون الخاءِ المُعْجَمَه کذا هو مضبوطٌ .
*و مما یُستدرَکُ علیه (8).
الکَهْرَبُ ،و یقال: الکَهْرَبا ،مقصوراً،لِهذَا الأَصْفَرِ المَعْرُوفِ ذَکَرَهُ ابْنُ الکُتْبِیّ ،و الحَکِیمُ داوُودُ؛و له منافعُ و خَواصُّ .و هی فارسِیَّهٌ ،و أَصلُهَا کاهْ ربا (9)،أَی:جاذِبُ التِّبْنِ .قال شیخُنا و تَرَکَه المُصَنِّف تقصیراً،مع ذکرِه لما لیس من کلام العربِ أَحیاناً.
الکَهْکب ،کَجَعْفَر :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال ابْنُ الأَعرابیّ :هو الباذِنْجانُ ،مثل کَهْکَم،فکأَنَّ الباءَ بدلٌ عن المیم،و هو کثیر.و لم یذکُرِ الباذِنجانَ فی محلّه،فهو مُؤاخَذٌ علیه.
ص:391
*و مما یُستدرَکُ علیه:
الکَهْکَبُ :المُسِنُّ الکَبِیرُ.
أَلَبَّ بالمکانِ ، إِلْباباً : أَقَام به، کَلَبَّ ثُلاثِیّاً، نقلَها الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبی عُبَیْدِ،عن الخَلِیل.
و أَلَبَّ علی الأَمْرِ:لَزِمَهُ فلم یُفَارِقْه.
و منه قولُهم: لَبَّیْکَ ،و لَبَّیْه . أَیْ :لُزُوماً لِطَاعَتِک.و فی الصَّحاح:أَی أَنا مُقِیمٌ علی طاعَتِک ؛قال:
إِنَّکَ لَوْ دَعَوْتَنِی و دُونِی
زَوْرَاءُ ذاتُ مَنْزَع بَیُونِ
لَقُلْتُ لَبَّیْهِ لِمن یَدْعُونِی
أَصلُه: لَبَّیْتُ ،من أَلَبَّ بالمکان،فأُبدلت الباءُ یاءً لأَجْل التضعیف.و قال سِیبَوَیْهِ :انْتَصَبَ لبَّیْکَ ،علی الفِعْل،کما انتصبَ سُبْحَانَ اللّهِ .و فی الصَّحاح:نُصِبَ علی المصدر، کقولک:حَمْداً للّهِ و شُکْراً،و کان حقُّه أَنْ یُقال: لَبّاً لک، و ثُنِّیَ (1)،علی معنی التّوکید (2)،أَی: إِلْباباً بک بَعْدَ إِلْبابِ ، و إِقامهً بعدَ إِقامهِ . و قال الأَزهریّ :سمِعْتُ أَبا الفَضْلِ المُنْذِرِیَّ یقولُ :عُرِضَ علی أَبی العبّاس ما سَمعْتُ من أَبی طالب النحْوِیّ فی قولهم: لَبَّیْکَ و سَعْدَیْکَ ،قال:قالَ الفَراءُ:معنی لَبَّیْکَ إِجابَهً لک بَعْدَ إِجابَهٍ ؛قال:و نَصبه علی المصْدر.قال:و قال الأَحمرُ:هو مأْخوذٌ من لَبَّ بالمکانِ ، و أَلَبَّ به.إِذا أَقامَ ،و أَنشد:
لَبَّ بأَرْضٍ ما تخَطَّاها الغَنَمْ
قال:و منه قول طُفَیْل:
رَدَدْنَ حُصَیْناً من عَدِیٍّ وَ رهْطِهِ
و تَیْمٌ تُلَبِّی فی العُرُوجِ و تَجْلُبُ
أَی:تُلاَزِمُها و تُقِیمُ فیها.و قیلَ :معناه:أَی تَحْلُبُ الِّلبَأَ و تَشْرَبُهُ ،جعَلَه من اللِّبَإِ،فترک الهمزَ،و هو قولُ أَبیالهَیْثَمِ .قال أَبو المنصور (3):و هو الصَّواب (4).و حکی أَبو عُبَیْدٍ،عن الخلیل أَنّه قال:أَصله من:أَلْبَیْتُ بالمکانِ ،فإِذا دعا الرَّجُلُ صاحبَهُ ،أَجابَه: لَبَّیْکَ ،أَی:أَنا مُقِیمٌ عندَک؛ثُمَّ وَکّدَ ذلک بلَبَّیْک ،أَی:إِقامهً بعدَ إِقامه. أَو معناه:اتِّجَاهِی إِلیک، و قَصْدِی،لَکَ ،و إِقبالی علی أَمْرِک.مأْخوذٌ منْ قولهم: دارِی تَلُبُّ دَارَهُ ،أَی:تُوَاجِهُها و تُحاذِیها و یکونُ حاصلُ المعنی:أنا مُوَاجِهُک بما تُحبُّ إِجابهً لک، و الیاءُ لِلتَّثْنیَه،قاله الخَلیل،و فیها دلیل علی النَّصب للمصدر.و قال الأَحمرُ:کان أَصله (5)لَبَّب بِکَ ،فاستقَلُوا ثلاثَ باءَات،فقلَبُوا إِحداهُنَّ یاءً،کما قالُوا:تَظَنَّیْتُ ،منَ الظنّ ، أَو مَعْنَاهُ :مَحَبَّتِی لَکَ ،و إِقبالی إلیک،مأْخوذ مِن قولهم: امْرَأَهٌ لَبَّهٌ ،أَی: مُحِبَّهٌ عاطِفهٌ لِزَوْجِها ،هکذا فی سائر النُّسَخ.و الّذی حُکِیَ عن الخلیل فی هذا القَوْل:أُمُّ لَبَّهٌ ،بدل امْرَأَه،و یدُلُّ علی ذلک،ما أَنشدَ:
و کنتم کَأُمٍّ لَبَّهِ طَعَنَ (6)ابْنُها
إِلَیْهَا فما دَرَّتْ علیهِ بساعِدِ
و
16- فی حدیث الإِهلال بالحجّ : « لَبَّیْکَ الّلهُمَّ لَبَّیْکَ ». هو من التَّلْبِیَه ،و هی إِجابهُ المُنَادِی،أَی:إِجابَتِی لک یا رَبِّ ،و هو مأْخُوذٌ ممَّا تقدَّم؛ أَو مَعْنَاهُ :إِخلاصی لَکَ مأْخُوذٌ مِنْ قولهم:
حَسَبٌ لُبَابٌ ،بالضَّمّ ،أَی: خالصٌ مَحْضٌ ،و منه: لُبُّ الطَّعام،و لُبَابُهُ .و
17- فی حدیثِ عَلْقَمَهَ : «أَنّه قالَ للأَسْودِ:یا أَبا عَمْرٍو:قال: لَبَّیْکَ ،قال: لَبَّی یَدَیْکَ ». قال الخَطّابِیُّ :
معناهُ سَلِمَتْ یَدَاکَ و صَحَّتَا،و إِنَّمَا تَرَک الإِعرابَ فی قَوْله:
یَدَیْکَ ،و کان حقُّه أَن یقولَ :یَداک،لیَزْدَوِجَ (7)یَدَیْکَ بلَبَّیْکَ .
و قال الزِّمَخْشرِیُّ :معنی لَبَّی یَدَیک،أَی:أُطِیعُک، و أَتَصرَّفُ بإِرادَتِک،و أَکونُ کالشَّیْ ءِ الذّی تُصَرِّفُهُ بیَدَیْک کیفَ شِئْتَ .
و اللِّبُّ ،بالفَتْح:الحادِی اللاّزِمُ لِسَوْقِ الإِبِل،لا یَفْتُرُ عنها و لا یُفَارِقها.
ص:392
و رجل لَبٌّ :لازمٌ لِصَنْعَتِه،لا یُفَارِقُهَا و یُقَال:رجلٌ لَبٌّ طَبٌّ ،أَی:لازِمٌ للأَمْر.و أَنشد أَبو عَمْرو:
لَبّاً بأَعْجَازِ المَطِیّ لاحِقا
و اللَّبُّ : المُقِیمُ بالأَمْر.
و قال ابْنُ الأَعْرَابیّ : اللَّبُّ :الطاعهُ :و أَصلُه من الإِقامَه.
و قولهم: لَبَّیْکَ : اللَّبُّ واحدٌ،فإِذا ثَنَّیْت،قُلتْ فی الرّفع:
لَبَّانِ ،و فی النَّصْب و الخَفْض: لَبَّیْنِ ،و کان فی الأَصل:
لَبَّیْنِکَ ،أَی أَطَعْتُک مرّتَیْن،ثم حذفت النّون للإِضافه،أَی أَطعتْک طاعهً ،مُقیماً عِنْدَکَ إِقامهً بعدَ إِقامهٍ .
و فی المُحْکَم:قال:سِیبَوَیْهِ :و زعَمَ یُونُسُ أَنَّ لَبَّیْک اسْمٌ مفرد،بمنزله عَلَیْک،و لکِنَّهُ جاءَ علی هذا اللَّفْظ فی حَدِّ الإِضَافَهَ .و زَعم الخلیلُ أَنّها تَثْنیَهٌ ،کأَنّه قال:[کلّما] (1)أَجَبْتُک فی شَیْ ءٍ،فأَنَا فی الآخَرِ لک مُجِیبٌ .قال سِیبَوَیْهِ :
و یَدُلُّکَ علی صِحَّه قولِ الخَلِیل قولُ بعضِ العرب: لَبِّ ، یُجْرِیهِ مُجْرَی أَمْسِ وَغَاقِ .و قال ابْنُ جِنِّی:الأَلِفُ فی لَبَّی عندَ بعضهم،و هی یاءٌ التَّثْنِیَه فی: لَبَّیْکَ ،لأَنَّهم اشْتَقُّوا من الاسم المَبْنِیّ الّذی هو الصَّوْت مع حرف التّثنیه فعْلاً، فجَمعوه من حُروفه،کما قالُوا من لا إِلهَ إِلاّ اللّهُ :هَلَّلْتُ ، و نحو ذلک،فاشْتَقُّوا لَبیْتُ من لَفْظ لَبّیْکَ ،فجَاؤُوا فی لفظ لَبَّیْت بالیاءِ الّتِی للتّثنیه فِی لَبَّیْک ،و هذا قول سِیبَویهِ .قال:
و أَما قولُ یُونُسَ ،فزَعَمَ أَن لَبَّیْکَ اسْمٌ مُفْرَد،و أَصلُه عندَهُ :
لَبَّبٌ ،وزنُهُ فَعْلَلٌ ،قال:و لا یجوزُ أَن تَحْمِلَهُ علی فَعَّلَ ، لِقِلَّه فَعَّلَ فی الکلام،و کَثره فَعْلَلَ ،فقلب (2)الباءَ،الّتی هی الّلام الثّانیه من لَبَّبَ ،یاءً،هَرَباً من التّضعیف،فصار لَبَّیٌ ، ثُمَّ أَبدل الیاءَ أَلفاً لِتَحَرُّکِها و انفتاح ما قبلَها،فصارَ لَبَّی ،ثم إِنّه لَما وُصِلَتْ بالکاف فی لَبَّیْک ،و بالهاء فی لَبَّیْه ،قُلِبت الأَلفُ یاءً،کما قلبت فی[إِلَی] (3)و عَلَی ولَدَی،إِذا وَصَلْتَها بالضَّمیر،فقلتَ :إِلَیْکَ ،و عَلَیْکَ ،وَلَدَیْکَ .و قد أَطال شیخُنا الکلام فی هذا المَبْحث،و هو مأْخوذٌ من لسان العرب،و من کتاب المُحْتَسِب لابْنِ جِنِّی،و غیرِهما؛و فیما ذکرناه کفایهٌ . و اللُّبُّ ، بالضَّمِّ :السَّمُّ . و فی لسان العرب،عن أَبی الحسن:و ربّما سُمِّی سَمُّ الحَیَّهِ لُبّاً .
و اللُّبُّ : خالِصُ کُلِّ شَیءٍ ، کاللُّبابِ ،بالضَّمّ أَیضاً.
و مِنَ النَّخْلِ جَوْفُهُ .و قد غلب علی ما یُؤکَلُ داخلُهُ و یُرْمَی خارِجُهُ من الثَّمَر.
و لُبُّ الجَوْزِ نَحْوِه (4)کاللَّوْز و شِبْهِهِ :ما فی جَوْفِه، و الجمع اللّبُوبُ .و مثلُهُ قولُ اللَّیْث:و لُبُّ النَّخلَه: قَلْبُها.
و من المَجَاز: لُبُّ الرَّجُل:ما جُعل فی قلْبه من العَقْل ، سُمِّیَ بهِ لأَنّه خُلاصَه الإِنسان،أَو أَنَّهُ لا یُسمَّی ذلک إِلاّ خَلُصَ من الهَوَی و شوائبِ الأَوْهَام،فعلی هذا هو أَخَصُّ من العَقْل.کذا فی کشف الکَشَّاف،فی أَوائل البَقَرَه،نقله شیخُنا. ج: أَلْبَابٌ ،و أَلُبٌّ بالإِدْغام،و هو قَلِیلٌ (5).قال أَبو طالبٍ :
قَلْبِی إِلیهِ مُشَرِفُ الأَلُبِّ
و قال الجَوْهَرِیُّ .و ربَّمَا أَظهروا التَّضْعیفَ فی ضرورَه الشّعر،قال الکُمَیْتُ :
إِلَیْکُم بَنِی آلِ النَّبِیِّ تَطَلَّعَت
نَوَازِعُ من قَلْبِی ظِماءٌ و أَلْبُبُ (6)
و قد لَبُبْتَ ،بالکَسر و بالضمّ ،أَی:من بابِ :فَرِحَ و قَرُبَ ، تَلَبّ بالفتح، لبّاً بالکسر (7)و لَبّاً ،و لَبَابَهً بالفتح فیهما:صرْتَ ذا لُبٍّ .و فی التّهذیب:حُکِیَ : لَبُبْتَ ، بالضَّمّ ،و هو نادِرٌ،لا نظیرَ له فی المضاعف.
و قیل لِصَفِیَّهَ بنتِ عبدِ المُطَّلِب،و[قد] (8)ضَرَبَتِ الزُّبَیْرَ:
لِمَ تَضْرِبِینَه ؟فقالت: لَیَلَبَّ (9)،و یَقُودَ الجَیْشَ ذَا الجَلَبْ .
أَی یصیرَ ذا لُبٍّ و رواه بعضُهم أَضْرِبه لکَی یَلَبَّ ،و یَقُودَ الجَیْشَ ذا اللَّجَب.قال ابْنُ الأَثِیرِ:هذه لغهُ أَهلِ الحجاز، و أَهلُ نَجْدِ یقولُونَ : لَبَّ یَلبُّ ،بوزن فَرَّ یَفرّ.
ص:393
و لیس فَعُلَ بالضَّمّ یَفْعَلُ بالفتح سِوَی لَبُبْت ،بالضَّمّ ، تَلَبُّ بالفتح ؛فإِن القاعده أَنّ المضموم من الماضیات لا یکونُ مضارِعُهُ إِلاّ مضموماً و شذّ هذا الحَرْفُ وحدَهُ لا نظیرَ له،و هو الّذی صرّح به شُرّاحُ اللاّمِیَّه و التَّسْهِیل و غَیْرُهم، و حکاه الزَّجّاجُ عن العرب،و الیَزِیدیُّ ،و نقله ابْنُ القَطّاع فی صَرْفه،زادَ:و حکی الیَزِیدِیُّ أَیضاً: لَبِبْتَ تَلُبّ ،بکسر عین الماضی،و ضَمِّها فی المستقبل.قال:و حکاه یُونُسُ بضَمِّهما جمیعاً.و الأَعَمُّ لَبِبَ ،کفَرِح.
و فی المِصْباح ما یقضی أَنّ الضَّمَّ ،و إِن کان فیهما معاً، قلیلٌ ،شاذٌّ فی المضاعف،و اقتصر فی: لَبَّ ،علی هذا الفعل،و زاد علیه فی دَمم حَرْفَیْنِ آخَرَیْنِ ،قال:دَمَّ الرَّجُلُ ،یَدَمُّ ،دَمَامَهً ،من بابَیْ :ضَرَبَ و تَعِبَ ،و من بابِ قَرُبَ لغهٌ ،فیُقَال:دَمُمْتَ ،تَدُمُّ ،و مثلُهُ : لَبُبْتَ تَلُبُّ ، و شَرُرْتَ تَشُرُّ من الشَّرّ،و لا یکادُ یُوجَدُ لها رابعٌ فی المضاعَفِ .
و صرّح غیره بأَنّ الثّلاثهَ وَرَدَتْ بالضَّمّ فی الماضی، و الفتحِ فی المُضَارِع،علی خلاف الأَصلِ ،و لا رابعَ لها.
و ذکرها فی الأَشباه و النظائر غیرُ واحد.و الأَکثرونَ اقتصرُوا علی لَبُبَ ،و بعضُهم علیه مع دَمُمَ ،و قالُوا:لا ثالثَ لهما.
انتهی.
قال شیخُنا:دَمَّ نقلَها ابْنُ القَطّاع عن الخلیل،و شَرَّ:
نَقَلَهَا ابْنُ هشامٍ فی شرح الفصیح عن قُطْرُبٍ ،و اقتصر القَزّاز فی الجامع علی: لَبَّ ،و دَمَّ ؛و قال:لا نظیرَ لهما.
و زاد ابْنُ خالَوَیْهِ :عَزُزَتِ الشّاه:قلّ لَبَنُهَا.فتکون أَربعه.
و قیَّدَ الفَیُّومِیُّ بالمُضَاعَف،لأَنّه ورَدَ فی غیر المُضَاعَف نظائرُه،و إِن کانت شاذَّه.
قال ابْنُ القَطّاع فی کتاب الأَبْنِیَه له:و أَمّا ما کان ماضیه علی فَعُلَ ،بالضَّمّ ،فمضارعه یأْتی علی یَفْعُلُ ،بالضَّمّ ، ککَرُمَ و شَرُفَ ،ما خلا حرْفاً واحداً،حکاه سِیبَوَیْه،و هو:
کُدْتَ تَکادُ،بضمّ الکاف فی الماضی،و فتحها فی المضارع،و هو شاذٌّ،و الجَیِّدُ کِدْتَ تَکَادُ.و حکی غیرُه:
دُمْتَ تَدام،و مُتَّ تَماتُ ،وجُدْتَ تَجاد (1).ثم نقل لَبَّ عنالزجّاج و الیَزِیدیّ کما مَرَّ،و دَمَّ عن الخلیل،و عَزَّ عن ابْنِ خالَوَیْهِ .و لم یتعرّض لِشَرَّ الّذی فی المصباح.انتهی.
و یأْتی فی ف ک ک:و لقد فَکُکْت،کعَلِمت و کَرُمت، فیستدرک علی هذه الأَلفاظ .
و اللَّبَبُ :مَوْضِعُ المَنْحَرِ من کُلّ شَیءٍ،قیل:و به سُمِّیَ لَبَبُ الفَرَس.
و اللَّبَبُ : کاللَّبَّه ،و هو مَوْضِعُ القِلاَدَهِ من الصَّدْرِ من کُل شَیْ ءٍ،أَو النُّقْرَه فوقَه،و الجمع الأَلْبابُ .و فی لسان العرب:اللَّیَّهُ وَسَطُ الصَّدْرِ و المَنْحَرِ،و الجمع لَبّاتٌ و لِبابٌ ، عن ثعلب.و حکی الِّلحْیَانیُّ :إِنّهَا لَحَسَنهُ اللَّبَّاتِ ،کأَنّهم جعلوا کلَّ جزءٍ منها لَبَّهً ،ثم جمعوا علی هذا.و قال ابْنُ قُتَیْبَهَ :هی العِظَامُ الّتی فَوْقَ الصَّدْرِ و أَسفَلَ الحَلْقِ بین التَّرْقُوتَیْنِ ،و فیها تُنْحَرُ الإِبِلُ .و من قال:إِنها النُّقْرَهُ فی الحَلْقِ ،فقد غَلِطَ .انتهی.
و من المجاز:أَخَذَ فی لَبَبِ الرَّمْل،هو: ما اسْتَرَقَّ مِنَ الرَّمِل ،و انْحَدَرَ من مُعْظَمِهِ ،فصار بَیْنَ الجَلَدِ و غَلْظِ الأَرْض.
و قیل: لَبَبُ الکَثِیبُ :مُقَدَّمُهُ ،قال ذُو الرُّمَّهِ :
بَرَّاقَهُ الجِیدِ و اللَّبَّاتِ واضِحَهٌ
کأَنَّهَا ظَبْیَهٌ أَفْضَی بِها لَبَبُ
قال الأَحْمرُ:مُعْظَمُ الرَّمْلِ :العَقَنْقَلُ ،فإِذا نَقَصَ ،قیل:
کَثِیبٌ ،فإِذا نَقَصَ ،قِیلَ :عَوْکَلٌ ،فإِذا نَقَصَ ،قیل:سِقْطٌ ، فإِذا نقص،قیلَ :عَدَابٌ ،فإِذا نَقَصَ ،قیلَ : لَبَبٌ .
و فی التهذیب: اللَّبَبُ من الرَّمْل:ما کان قَریباً من حَبْلِ الرَّمْل (2).
و اللَّبَبُ :معروفٌ ،و هو ما یُشَدُّ فی ،و فی نسخهٍ :علی صَدْرِ الدّابَّهِ ،أَو النّاقه،کما فی نسخه بدل الدَّابّهِ .قال ابْنُ سیدَهْ و غیرُهُ :یکون للرَّحْلِ و السَّرْج لِیَمْنَعَ اسْتِئْخَارَ الرَّحْلِ و السَّرْجِ ،أَی:یَمْنَعُهُمَا من التّأْخیر، ج أَلْبابٌ قال سیبویهِ :لم یُجاوِزُوا به هذا البِناءَ.
ص:394
و أَلْبَبْتُ السَّرْجَ :عَمِلْتُ له لَبَباً ،و أَلْبَبْتُ الدّابَّهَ ،فهی مُلْبَبٌ جاءَ علی الأَصل،و هو نادرٌ:جعلتَ له (1)لَبَباً .قالَ و هذا الحرفُ ،هکذا رواه ابْنُ السِّکِّیتِ بإِظهار التّضعیف.
و قال ابْنُ کَیْسَان:هو غَلَطٌ و قِیاسُه مُلَبٌّ ،کما یُقَال مُحَبٌّ ،من:أَحْبَبْتُهُ . و کذلک لَبَبْتُهَا أَی:الدّابَّهَ ، فهی مَلْبُوبَهٌ من الثُّلاثیّ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ .
و اللَّبْلابُ :حَشِیشَهٌ ،و نَبْتٌ یَلْتَوِی علی الشَّجَر.
و اللَّبْلابُ :بَقْلَهٌ معروفه،یُتداوَی بها (2).
و اللَّبْلَبَهُ :الرِّقَّهُ علی الوَلَد ،و منه: لَبْلَبَهُ الشّاهِ ،علی ما یأْتی.
و اللَّبْلَبَهُ :الشَّفَقَهُ علی الإِنسان،و قد لَبْلَبْتُ علیه.
و اللَّبْلَبَه :عَطْفُکَ علی الإِنْسَان،و مَعُونته؛قال الکُمَیْتُ :
و مِنَّا إِذا حَزَبَتْکَ الأُمُورُ
عَلَیْکَ المُلَبْلِبُ و المُشْبِلُ
و اللَّبِیبَهُ :ثَوْبٌ کالبَقِیرَهِ ،و سیأْتی بیانُهَا فی حرف الرّاءِ.
و اللَّبَابُ کسَحاب ،و فی لسان العرب: اللَّبَابَهُ ،بزیاده الهاء: الکَلأُ ،و فی أُخری:من النَّبات:الشَّیْ ءُ القَلِیلُ غیرُ الواسِع،حکاه أَبو حنیفه،قال:
أَفْرِغْ لِشَوْلٍ و فُحُولٍ کُومِ
باتَتْ تَعَشَّی اللَّیْلَ بالقَصِیمِ
لَبَابَهً من هَمِقٍ هَیْشُومِ (3)
و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :هی لُبَایَهٌ ،بالضَّمّ و الیاءِ التَّحْتیّه، و أَنشد الرَّجزَ،و قال:هی شجرهُ الأُمْطِیّ (4)الّذی یُعْمَلُ منه العِلْکُ .
و لُبَابٌ ، کغُرَابٍ :جَبَلٌ لبَنِی جَذِیمَهَ .
و فی الحدیثُ «أَنَّ رجلاً خاصَمَ أَباهُ عندَهُ ،فَأَمرَ بهِ فَلُبَّ له»یقال: لَبَّبَهُ تَلْبِیباً :إِذا جَمَع ثِیابَهُ الّتی علیه عِنْدَ نَحْرِهِ و صدرِه فی الخُصُومَه،ثُمّ جَرَّهُ و قَبَضَهُ إِلیه،و کذلک إِذاجعل فی عُنُقِه حَبْلاً أَو ثَوباً،و أَمْسَکه به.و
14- فی الحدیث: «أَنّه أَمَرَ بإِخْرَاجِ المُنَافِقِینَ من المسجد،فقام أَبُو أَیُّوبَ إِلی رافعِ بْنِ وَدِیعَهَ ، فلَبَّبَهُ برِدائِه،ثم نَتَرَهُ نَتْراً شدیداً».
و لَبَّبَ الحَبُّ تَلْبِیباً : صارَ لَهُ لُبٌّ یُؤْکَلُ .
و اللَّبَّهُ :المَرْأَهُ اللَّطِیفَهُ ،الحَسَنَه العِشْرهِ مع زوجِها،و قد تقدَّمَ .
و لَبَّ اللَّوْزَ:کَسَرَهُ ،و اسْتَخْرجَ قَلْبَهُ .
و لَبَّهُ ، لَبًّا :إِذا ضَرَبَ لَبَّتَهُ ،و هی اللِّهْزِمَهُ الّتی فوقَ الصَّدر،و فیها تُنْحَرُ الإِبِل؛و قد سبَق.و
16- فی الحَدِیث: «أَما تَکُونُ الذَّکاهُ إِلاَّ فی الحَلْقِ و اللَّبَّهِ ».
وَ تَلَبَّبَ الرَّجُلُ ،و فی الأَساس: تلَبَّبَ (5):تَحَزَّم، و تَشَمَّر.
و المُتَلَبِّبُ :المُتَحَزِّمُ بالسِّلاحِ و غیره.
و کُلُّ مُجَمِّعٍ لِثیابِهِ ، مُتَلَبِّبٌ ؛قال عَنْتَرَهُ :
إِنّی أُحاذِرُ أَنْ تَقُولَ حَلِیلَتِی
هذا غُبَارٌ ساطِعٌ ، فتَلَبَّبِ
و المُتَلَبَّبُ :مَوْضِعُ القِلادَهِ .
و تَلَبَّبَ الرَّجُلانِ :أَخَذَ کلُّ منهما بِلَبَّهِ صاحبِهِ .و
14- فی الحدیثِ : «أَنّ النَّبِیَّ صلی اللّه علیه و سلم«صَلَّی فی ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُتَلَبِّبا [به] (6)». و المُتَلَبِّب :الّذِی تَحزَّم بثوبه عند صدره،قال أَبو ذُؤَیْب:
و تَمِیمَه (7)من قانِصٍ مُتَلَبِّبٍ
فی کَفِّه جَشْ ءٌ أَجَشُّ و أَقْطُعُ
و من هذا قِیلَ للَّذی لبس السّلاحَ ،و تَشمَّرَ للقِتَال:
مُتَلَبِّبٌ :و منه قولُ المُتَنَخِّلِ :
و اسْتَلْأَمُوا و تَلَبَّبُوا
إِنَّ التَّلَبُّبَ لِلْمُغِیر
ص:395
و اللَّبْلَبُ و اللُّبْلُب ، کَسَبْسَب و بُلْبُلٍ :البَارُّ بِأَهْلِه، و المُحْسِنُ إِلی جِیرَانِهِ . و المُشْفِقُ علیهم.
و اللَّبْلَبَه :التَّفَرُّقُ . حکاه فی التَّهذیب عن أَبی عَمْرٍو.
و اللَّبْلَبَهُ : حِکایَهُ صوْت التَّیْسِ عِنْدَ السِّفادِ ،یقالُ :
لَبْلَبَ :إِذا نَبَّ ،و قد یُقالُ ذلک للظَّبْیِ .و
17- فی حدیثِ ابْن عَمْرٍو: «أَنَّه أَتَی الطَّائف،فإِذا هو یَرَی التُّیُوسَ تَلِبُّ ،أَو تَنِبُّ ،علی الغَنَم». لَبَّ یَلِب کَفَرَّ یَفِرُّ.
و اللَّبْلَبَهُ : أَنْ تُشْبِلَ الشّاهُ علی وَلَدِهَا بَعْدَ الوَضْع و حین الوَضْع و تَلْحسَهَا بشَفَتَیْها،و یکون منها صوت،کأَنّها تقولُ :
لَبْ لَبْ .
و الأُلْبُوبُ ،بالضّم: حَبُّ نَوَی النَّبِقِ خاصَّهً ،و قد یُؤْکَلُ .
و التَّلْبِیبُ :التَرَدُّدُ. قال ابْنُ سِیدَهْ :هذا حُکِیَ ،و لا أَدْرِی ما هو.
و التَّلْبِیبُ من الإِنسان: ما فِی مَوْضِعِ اللَّبَبِ من الثِّیَاب.
و أَخَذَ بتَلْبِیبِه :أَی لَبَبِهِ و هو اسْمٌ کالتَّمْتینِ . و فی التّهْذیب.یقال:أَخَذَ بتَلْبِیبِ فُلاَنٍ :إِذا جَمَعَ علیه ثَوْبَهُ [الذی هو لابسُهُ (1)عندَ صدرِه،و قَبَضَ علیه یَجُرُّهُ .و
16- فی الحدیث: «أَخَذْتُ بتَلْبِیبِه ،و جَرَرْتُه». و کذلک:أَخَذْتُ بتَلابِیبِه .
و أَلَبَّ الزَّرْعُ ،مثلُ أَحَبَّ :إِذا دَخَلَ فیهِ الأُکُلُ .
أَلَبَّ لهُ الشَّیْ ءُ:عَرَض ،قال رُؤْبَهُ :
و إِنْ قَراً أَوْ مَنْکِبٌ أَلَبّا
و عن الأَصمَعِیِّ ،قال:کان أَعْرَابِیٌّ عندَهُ امْرَأَهٌ ،فَبَرِمَ بها،فأَلْقاها فی بِئرٍ عَرَضاً بها (2)،فمرّ بها نفر،فسَمِعُوا هَمْهَمَتَهَا من البِئر،فاستخرجُوها و قالوا:منْ فَعَلَ هذا بِکِ ؟ فقالت:زوجی،فقالُوا:ادْعِی اللّهَ علیه،فقالت:لا تُطاوِعُنی بَنَاتُ أَلْبُبِی .قالُوا: بناتُ أَلْبُبٍ ،بضمّ الباءِ المُوَحَّده الأُولی، و قد فَتَحَهَا أَبو العَبَّاس المُبَرَّدُ فی قول الشّاعر:
قَدْ عَلِمَتْ ذَاکَ بَنَاتُ ألْبَبِهْ
و هی عُروقٌ فی القَلْب متّصلهٌ به، تکونُ منها الرِّقَّهُ و الشَّفَقَهُ .و لکنْ یُقَالُ :لیس لنا فی الجمع أَفْعَل بالفَتح کأَحْمَدَ.
و فی المُحْکَم:قد عَلِمَتْ بذلِک بَنَاتُ أَلْبُبِهِ ،یَعْنُونَ لُبَّهُ ، و هو أَحد ما شَذَّ من المُضَاعَف،فجاءَ علی الأَصل،هذا مذهب سِیبَوَیْهِ .
و قال المُبَرِّدُ-فی قول الشّاعر-یُرِیدُ بَنَاتِ أَعْقَلِ [هَذا] (3)الحَیِّ ،فإِنْ جَمَعْتَ أَلْبُباً ،قلتَ : أَلابِبُ ،و التَّصْغیرُ أُلَیْبِبٌ ، و هو أَوْلَی من قولِ مَنْ أَعَلَّها.
و من المَجَاز:مررتُ بِحیٍّ ذی لَبالِبَ ،و ظَبَاظِبَ . لَبَالِبُ الغَنَم:جَلَبَتُهَا و صوتُهَا ،و ظَبَاظِبُ الإِبِلِ ،جَلَبَتُها،کذا فی الأَساس (4).
و یقال: رَجُلٌ لَبٌّ و لَبِیبٌ ،أَی: لازِمٌ للأَمْرِ ،مُقِیمٌ علیه، لا یَفْتُرُ عنه.
و اللَّبُّ ،أَیضاً:اللَّطِیف القَرِیبُ من النّاس،و الأُنثی لَبَّهٌ ، و جمعُهَا لِبابٌ .
و من المَجَاز:رَجُلٌ مَلْبُوبٌ ،أَی: مَوْصُوفٌ بالعَقْلِ و اللُّبِّ .قاله اللَّیثُ .و فی التّهذیب:قال حَسّانُ :
و جارِیَه مَلْبُوبَه و مُنَجَّسٍ
و طارِقَهٍ فی طَرْقِها لَمْ تُشَدَّدِ (5)
و من المَجاز: اللَّبِیبُ :العاقِلُ ذُو لُبٍّ ،و من أُولِی الأَلْبابِ ، ج أَلِبَّاءُ قال سیبویه:لا یُکَسَّرُ علی غیر ذلک، و الأُنْثَی لَبیبَهٌ .و قال الجَوْهرِیُّ :رَجُلٌ لَبِیبٌ ،مثلُ لَبٍّ .قال المُضَرِّب بْنُ کَعْب:
فَقُلْتُ لها فِیئِی إِلیک فإِنَّنی
حَرامٌ و إِنّی بَعْدَ ذاکِ لَبِیبُ
ص:396
قیل:إِنَّمَا أَراد: مُلَبٍّ بالحج،و قوله«بعدَ ذاکِ »أَی:مع ذاکِ .
و حُکِیَ عن یُونُسَ أَنّه قال:تقولُ العربُ للرَّجُل تَعْطِفُ علیه: لَبَاب لَبَابِ ،بالکسر کَقَطَامِ و حَذَامِ .و قیل:إِنّه أَی:
لا بأْسَ بلُغهِ حِمْیَرَ.قال ابنُ سِیدَهْ :و هو عندی مِمّا تقدّم، کأَنّه إِذا نَفَی البَأْسَ عنه،اسْتَحَبَّ مُلازَمَتَهُ .
و دَیْرُ لَبَّی ،کحَتَّی،مُثَلَّثَهَ اللاّم:ع بالمَوْصِل ،قال:
أَسِیرُ و لا أَدْرِی لَعَلَّ مَنِیَّتِی
بِلَبَّی إِلی أَعْرَاقِها قَدْ تَدَلَّتِ
قلت:زَعَمَ المُصَنِّفُ التّثلیثَ فی هذا الموضع الّذِی بالمَوْصِل،و الصَّحیح أَنّه بالکَسْرِ فَقَطْ (1)کما قیَّده الصّاغانیّ و نَصْرٌ،و هو بالقُرْب من بَلَدَ (2)بَیْنَهُ و بین العقْر 2،و أَما لُبَّی ، بالضَّم و التّشدید و الباء مُمَالَهً ،فإِنّه جَبَلٌ نَجْدِیّ ،و بالفَتْح:
موضع آخَرُ،فتأَمَّلْ .
و لَبَبٌ ،محرّکهً : ع نقله الصّاغانیُّ .
و فی التَّهْذِیب،فی الثُّنَائیّ ،فی آخِرِ تَرْجَمَهِ لَبَب (3)ما نَصُه:و یُقَالُ لِلْمَاءِ الکَثِیرِ الذی یَحْمِلُ منه الفَتْحُ و فی التهذیب:المِفْتَحُ ،بالمیم، ما یَسَعهُ فیَضِیقُ صُنْبُورُهُ ، بالضَّمّ ،هو مِثْقَبُ الماءِ عَنْهُ من کَثْرَتِه أَی:الماءِ فیَسْتَدِیرُ الماءُ عندَ فَمِهِ ،و یَصِیرُ کأَنَّه بُلْبُلُ آنِیَهٍ :لَوْلَبٌ ،و جمْعه لوَالِیبُ .قال أَبو منصورٍ:و لا أَدْرِی أَعَرَبیّ هو،أَم مُعَرَّب ؟ غیرَ أَنّ أَهلَ العِراق أُولِعُوا (4)باسْتِعْمَالِ اللَّوْلَبِ و قال الجوهَرِیُّ فی تَرْجَمَهِ لوب:و أَمّا المِرْوَدُ،و نَحْوُهُ ،فهو المُلَوْلَبُ ،علی مُفَوْعَل،کما سیأْتی.و فی تَرْجَمَهِ فولف:
و مِمّا جاءَ علی بِناءِ فَوْلَفٍ :لَوْلَبُ الماءِ.
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
قال ابْنُ جنِّی:هو لُبَابُ قَوْمِهِ ،و هم لُبَابُ قَومهم،و هی لُبَابُ قَوْمِها؛قال جَرِیر:
تُدَرِّی فَوْقَ مَتْنَیْها قُرُوناً
علی بَشَرٍ و آنِسَهٌ لُبَابُ
و الحَسَبُ اللُّبَابُ :الخالِصُ ،و منه سُمِّیَتِ المَرْأَهُ لُبَابَهَ .
و
16- فی الحدیث: «إِنّا حَیٌّ من مَذْحِجٍ ،عُبَابُ سَلَفِها،و لُبَابُ شَرَفِها». اللُّبَابُ :الخالصُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.
و اللُّبابُ :طَحِینٌ مُرَقَّقٌ .
و لَبَّبَ الحَبُّ :جَرَی فیه الدَّقِیقُ .
و لُبَابُ القَمْحِ ،و لُبَابُ الفُسْتُق.و فی الأَساس:من المَجَاز: لُبَابُ الإِبِلِ :خِیارُها،و لُبَابُ الحَسَب:مَحْضُهُ (5).
انتهی.
قال ذو الرُّمَّهِ یَصِفُ فَحْلاً مِئْناثاً:
مَقَالیتُهَا فهی اللُّبَابُ الحَبَائِسُ
و قال أَبو الحَسَن (6)فی الفالُوذَجِ : لُبَابُ القَمْحِ (7)، بِلُعاب النَّحْلِ .
و لُبُّ کلِّ شَیْ ءٍ:نَفْسُهُ ،و حَقِیقَتُهُ .
و امْرَأَهٌ واضِحَهُ اللِّبَابِ .
و اسْتَلَبَّهُ :امْتَحَنَ لُبَّهُ .
و من المَجَاز:هو بِلَبَبِ (8)الوادِی،و لَبَّبُوا ،و اسْتَلَبُّوا :
أَخَذُوا فیه،کذا فی الأَساس.
و عن ثعلبٍ :لَبَّأْتُ ،قالته العربُ بالهمز،و هو علی غیرِ القِیَاس،و قد سبقتِ الإِشارهُ إِلیه فی حَلأَ.
و من المَجَاز:قولهم:فُلانٌ فی لَبَبٍ رَخِیٍّ :إِذا کَانَ فی بال،و سَعَه و رَخِیُّ اللَّبَب واسعُ الصَّدْر.و فی لبَبٍ رَخِیٍّ :
فی سَعَه،و خِصْبٍ ،و أَمْنٍ .و
16- فی الحدیثِ : «إِنّ اللّه مَنَع مِنَّی (9)بَنِی مُدْلِجٍ ،لصِلَتِهِم الرَّحِمَ ،و طعنِهِم فی أَلْبابِ الإِبِل». قال أَبو عُبَیْدٍ:علی هذه الرّوایهِ له معنیانِ :أَحدُهما أَنْ یکونَ أَراد جمعَ اللُّبِّ بمعنی الخالص کأَنّه أَراد خالصَ إِبلِهِم و کَرَائمَهَا.و الثّانی أَنّه أَرادَ جمعَ اللَّبَبِ ،و هو مَوْضِعُ المَنْحَرِ من کُلِّ شَیْ ءٍ.و رواه بعضُهم:فی لَبَّات الإِبِلِ .
ص:397
و اسْمُ ما یُتَلَبَّبُ : اللَّبَابَهُ ،قال عَنْتَرَهُ :
و لَقَدْ شَهِدْتُ الخَیْلَ یَوْمَ طِرَادِهَا
فطَعَنْتُ تَحْتَ لَبَابَهِ المُتَمطِّرِ (1)
و تَلَبُّبُ المرأَهِ بمِنْطَقَتِهَا:أَنْ تَضَعَ أَحَد طَرَفَیْهَا علی مَنْکِبِهَا الأَیْسَرِ،و تُخْرِجَ وَسَطَها من تحتِ یدِهَا الیُمْنَی، فَتُغَطِّیَ به صَدْرَها،و تَرُدَّ (2)الطَّرَفَ الآخَرَ علی مَنْکِبِها الأَیْسَرِ.
و عن اللّیْث:و الصّرِیخُ إِذا أَنْذَرَ القَوْمَ ،و استَصْرَخَ :
لَبَّبَ ،و ذلک أَن یَجَعَلَ کِنَانَتَه و قَوْسَه فی عُنُقِه،ثُمّ یَقْبِضَ علی تَلْبِیبِ نَفْسِه،و أَنشد:
إِنَّا إِذا الدّاعی اعْتَزَی و لَبَّبا (3)
و یُقَالُ : تَلْبیبُهُ .تَرَدُّدُه،و قد تقدَّم.
و قال مُخَارِقُ بْنُ شِهابٍ فی صَفه تَیْسِ غَنَمِه:
ورحتْ اصَیْلاناً کَأَنَّ ضُرُوعَها
دِلاءٌ و فِیهَا واتِدُ القَرْنِ لَبْلَبُ
أَراد باللَّبْلَب :شَفَقَتَهُ علی المِعْزَی الّتی أُرْسِلَ فیها،فهو ذُو لَبْلَبَهٍ ،أَی:ذُو شَفَقَه.
و لبّی بنُ سعدِ بْنِ شَطَن،و لبّی بنُ صبیرهَ بنِ عِنَبَهَ :بَطْنانِ من بنی سامهَ بن لُؤَیٍّ ،ذکره الأَمیرُ عن سَیَّارٍ النَّسَّابهِ .
و من المَجَاز:هو مُحِبٌّ له بلَبَالِبِ قَلْبِه.
و اللُّبُّ ،بالضَّمّ فی لغه الأَنْدَلُسِ و العُدْوَهِ :سَبُعٌ مَعْرُوف عندهم،شَبِیهٌ بالذِّئب.قال أَبو حَیّانَ فی شَرح التَّسْهِیل:
و لیس یکون فی غیرها من البِلاد.
و أَبو لُبَابَهَ :بِشْرُ (4)بْنُ عبدِ المُنْذِرِ الأَنْصَارِیُّ ،من النُّقَباءِ، و أَبو لبیبَهَ الأَشْهَلیُّ :صَحَابیّان.
و لُبَابَهُ بنتُ عبدِ اللّهِ بْنِ عَبّاسِ بْنِ عبدِ المُطَّلِب:هی أُمُّ نَفیسهَ بنِت زیدِ بْنِ الحَسَن بْنِ علیّ .
اللَّتْبُ ،و اللُّتُوب :اللُّزُوم،و اللُّصُوق ،نقله الجَوْهَرِیُّ عن الأَصمعیّ .
و الثَّبَاتُ ،تقولُ منه: لَتَبَ ، یَلْتُبُ ، لَتْباً ؛فهو لاتِبٌ ، و أَنشد أَبو الجَرّاحِ :
فإِنْ یَکُ هذا من نَبِیذٍ شَرِبْتُهُ
فإِنِّیَ من شُرْبِ النَّبِیذِ لَتائبُ
صُدَاعٌ و تَوْصِیمُ العِظَامِ و فَتْرَهٌ
و غَمٌّ مَع الإِشراقِ فی الجَوْفِ لاتِبُ
و قال الفَرّاءُ فِی قوله تَعَالَی مِنْ طِینٍ لازِبٍ (5)،قال:
اللاَّزِبُ و اللاتِب واحد.قال:و قَیْسٌ تقولُ :طِینٌ لاتِبٌ ؛ و الَّلاتِبُ :اللازِقُ مثلُ اللاّزِب و هذا الشَّیْ ءُ ضَرْبَهُ لاتِب ، کضَرْبَهِ لازِبٍ .
و اللَّتْبُ : الطَّعْنُ . و قد سَقَط هذا من بعض النُّسَخ، و ثَبَت فی غیرِه،یُقال لَتَبَ فی سَبَلَهِ النّاقهِ و مَنْحَرِها:إِذا طَعَنَها (6)،و کذلک اللَّتْمُ ،یقال:خُذِ الشَّفْرَهَ فَالْتُبْ بها فی لَبَّهِ الجَزُور،و الْتُمْ بها،بمعنًی واحدٍ،أَی:اطْعَنْ بها.رواه أَبو تُرَابٍ عن ابنِ شُمَیْلٍ .
و اللَّتْبُ ،و اللُّتُوبُ : الشَّدُّ ،یقالُ : لَتَبَ علیه ثِیَابَهُ ، و رَتبَهَا:إِذا شَدَّهَا علیه.
و قال اللیث: اللَّتْبُ : لُبْسُ الثَّوْبِ ،یقال: لَتَبَ علیه ثَوْبَهُ :إِذا لَبِسَهُ ،کَأَنّه لا یُرِیدُ أَنْ یَخْلَعَهُ ، کالالْتِتاب .
و اللَّتْبُ : شَدُّ الجُلِّ علی الفَرَسِ ، کالتَّلْتِیبِ شُدّد للمُبَالَغَه.قال مُتَمِّمُ بْنُ نُوَیْرَهَ (7):
فَلَهُ ضَرِیبُ الشَّوْلِ إِلاّ سُؤْرَهُ
و الجُلُّ فَهْوَ مُلَتَّبٌ لا یُخْلَعُ
یَعنی فَرسَهُ .
و أَلْتَبَهُ ،أَی:الأَمْرَ عَلَیْهِ إِلْتاباً : أَوْجَبَهُ ،فهو مُلْتبٌ .
و المِلْتَبُ ، کَمِنْبَر:اللاّزِمُ بَیْتِه فِراراً من الفِتَنِ .
و قال اللَّیْث: المَلاتِبُ الجِبابُ ،و الخُلْقانُ من الثِّیابِ .
ص:398
و بَنُو لُتْب ،بالضَّمِّ :حَیٌّ من الأَزْدِ، منهم:عبدُ اللّهِ بْنُ اللُّتْبِیَّهِ الصَّحابیُّ ،و هی أُمُّهُ ،و منهم من یفتح اللاَّمَ و المُثَنَّاه، و فی بعضِ الرِوایاتِ : الأَلْتَبِیّه ،بالهمزه،و فی بعضٍ بضَمٍّ ففَتْحٍ ،کَهُمَزِیَّهٍ ،له ذِکْر فی رُسُلِه،صلی اللّه علیه و سلم،قال شیخُنَا.
قلتُ :و
14- قرأْتُ فی مُعْجَمِ الحافظِ تقیّ الدِّینِ ،ما نَصُّهُ : عبدُ اللّهِ بْنُ اللُّتْبِیْهِ الأَزدیُّ الّذِی استعملهُ النَّبِیُّ صلی اللّه علیه و سلم،علی الصَّدَقَه.
اللَّجَبُ ،مُحَرَّکَهً :الغَلَبَهُ مع اختِلاط ،و کأَنّه مقلُوبُ الجَلَبَهِ ،و الصِّیَاح :الصَّوْت، و اضْطِرَابُ مَوْجِ البَحْرِ. و الفِعْلُ منه: لَجِبَ ،بالکَسْر، کَفَرِحَ . و اللّجَبُ ارتفاعُ الأصواتِ و اختِلاطُهَا؛قال زُهَیْرٌ:
عَزِیزٌ إِذا حلَّ الحَلیفَانِ حَوْلَهُ
بِذِی لَجَب لَجّاتُه و صَوَاهِلُهْ (1)
و هذه المادّهُ ،کَیْفَمَا کانت حُرُوفُهَا،لَهَا دِلاَلهٌ علی الصِّیَاح و الاضطِرَابِ ،و هو مختارُ ابْنِ جِنِّی و شَیْخِهِ أَبی علیٍّ ،و وافقهما الزَّمَخْشَرِیُّ فی أَمثاله.کذا قاله أَهلُ الاشتقاق.
و اللَّجَبُ :صَوْتُ العَسْکَرِ،و صَهِیلُ الخَیْلِ .
و جَیْشٌ لَجِبٌ :عَرَمْرَمٌ ،و ذُو لَجَبٍ و کَثْرَهٍ .و کذا رَعْدٌ لَجِبٌ ،و سَحَابٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ،و غَیْثٌ لَجِبٌ بالرَّعْدِ،و کلُّه علی النَّسَبِ ،و بَحْرُ ذُو لَجَب :إِذا سُمِعَ اضطرابُ أَمْوَاجِهِ .
و لَجَبُ الأَمْوَاجِ کَذلِک.
و اللّجْبَه ،مُثَلَّثَهَ الأَولِ ،و اللَّجَبَهُ مُحَرّکَهً ،و اللَّجَبَه .
بکسر الجیم،و اللِّجَبَهُ کعِنَبَه ،الأخیرتانِ عن ثعلب: الشّاهُ قَلَّ لَبَنُها ،و هی مُوَلِّیهُ اللَّبنِ .و عن ابْنِ السِّکِّیت: اللَّجَبَهُ :
النَّعْجَهُ الّتی قَلّ لَبَنُهَا.قال:و لا یقَالُ للعَنْزِ لَجْبَهٌ .و
16- فی حدیث الزَّکَاهِ : «فقُلْتُ :فَفِیمَ حَقُّکَ ؟قال:فی الثَّنِیَّهِ و الجَذَعَهِ اللَّجْبَه »[ اللَّجْبَهُ ]: (2). بفتح اللاّم و سُکون الجیم:الّتی أَتی علیها من الغَنَم بَعْدَ نِتاجِها أَربعهُ أَشْهُرٍ،فجَفَّ (3)لَبَنُهَا.و قیل:هی من العَنْزِ (4)خاصَّهً ،و قیلَ فی الضَّأْنِ خاصّهً . و قولُ عَمْرٍو ذِی الکَلْب:
فاجْتَالَ مِنها لَجْبَهً ذاتَ هَزَمْ
حاشِکَهَ الدِّرَّهِ وَرْهَاءَ الرَّخَمْ (5)
یَجُوزُ أَن تکونَ هذه الشّاهُ لَجْبَهً فی وقتٍ ،ثمّ تکون حاشِکَهَ الدِّرَّهِ فی وقتٍ آخَرَ.أَو الغَزِیرَهُ ،فهو ضِدّ،أَو خاصُّ بالمِعْزَی ،کما یدُلُّ له قولُ مُهلْهِل الآتی ذِکْرُه ج:
لِجابٌ بالکسر فی التَّکسیر.قال مُهَلْهِلُ بْنُ رَبِیعَهَ :
عَجِبَتْ أَبناؤُنَا مِنْ فِعْلِنا
إِذْ نَبِیعُ الخَیْلَ بالمِعْزی اللِّجابْ
و جَمعُ لَجْبَه ، لَجْبَاتٌ ،بالسُّکُون فیهما علی القِیاس.
و جمعُ لَجَبَه لَجَبَات بالتَّحریک فیهما[علی القیاس.و جمع لَجْبَهٍ لَجَبَاتٌ بالتحریک] (6)و هو شاذّ،لأَنّ حقَّه التّسکینُ ،إِلاّ أَنه کان الأَصل عندَهم أَنّه اسمٌ وُصِفَ به،کما قالوا:امرأَهٌ کَلْبَهٌ ،فجُمِعَ علی الأَصل.و قال بعضُهم: لَجْبَهٌ ، بالسُّکون؛و لَجَبات ،بالتّحریک[نادِرٌ] (7)لِأَنّ القیاسَ المُطَّرِد فی جمع فَعْلَه إِذا کانت صِفَهً ،تسکینُ العینِ .قال سِیبَوَیْهِ :
و قالُوا شِیاهٌ لَجَبَاتٌ ،فحرَّکُوا الأَوْسَطَ ،لِأَنَّ من العرب من یقولُ :شاهٌ لَجَبَهٌ ،فإِنّمَا جاؤُوا بالجمع علی هذا.و مثله قال ابْنُ مالِکٍ فی شرح التَّسهیل:و أَجاز المُبَرِّدُ سُکون الجیم فی لَجَبَات .
و عن الأَصمَعِیّ :إِذا أَتَی علی الشّاه بعد نتاجها أربعهُ أَشهرٍ،فجَفّ (8)لَبَنُهَا و قَلَّ ،فهی لِجَابٌ و قد لَجُبَتُّ کَکَرُمَ لُجُوبَهً ، و یجوز لَجَّبَت تَلْجیباً . و
17- فی حدیثِ شُرَیْحٍ : «أَنَّ رَجُلاً قال له:ابْتَعْتُ من هذا شاهً ،فلم أَجِدْ لها لَبَناً،فقال له شُرَیْحٌ :لَعَلَّها لَجَّبَتْ ». أَی:صارت لَجْبَهً .
ص:399
و الْملْجابُ .سَهْمٌ ریشَ و لَمْ یُنْصَلْ بَعْدُ،و الجمع المَلاجِیبُ .نقله ابْنُ دُرَیْدٍ،قال:
ماذَا تَقُولُ لِأَقْوَامٍ أُولِی حُرُمٍ (1)
سُودِ الوُجُوهِ کَأَمْثَالِ المَلاجِیبِ
قال ابْنُ سِیدَهْ :و مِنْجَابٌ أَکْثَرُ،قال:و أُرَی الَّلامَ بدلاً من النُّون.
و
16- فی الحَدِیث: «فیَبْدُو لهم أَمْثَالُ اللَّجَبِ ،من الذَّهَب».
جمع لَجَبه ،أَو اللِّجَبِ ،کقَصْعَهٍ و قِصَعٍ ،نقلَه ابْن الأَثِیرِ عن الحَرْبیّ .و قد وَهِمَ فیه بَعْضُهم (2).
و
16- فی حدیثِ مُوسَی،علیه السَّلام،و الحَجَرِ: « فلَجَبَهُ ثَلاثَ لَجَبَاتٍ ». قال ابْنُ الأَثِیرِ:قال أَبو مُوسَی:کذا فی مُسْنَدِ الإِمَامِ أَحمد،قال:و لا أَعْرِفُ وَجْهَهُ ،إِلاّ أَنْ یکون بالحاءِ و التّاءِ[من اللَّحْت،و هو الضرب] (3).
و
16- فی حدیثِ الدَّجّال: «فأَخَذ (4)بِلَجَبَتَیِ البابِ ،فقال:
مَهْیَمْ ». قال أَبو مُوسَی:هکذا رُوِیَ ،و الصَّوابُ بالفاء.و قال ابْنُ الأَثِیرِ فی ترجمه لَجَف:و یُرْوَی بالباءِ،و هو وَهَمٌ .
اللَّحْبُ :الطَّرِیقُ الوَضِحُ ، کالَّلاحِبِ . و هو فاعلٌ بمعنی مفعول،أَی: مَلحوبٌ ، و المُلَحَّبِ کمُعَظَّم (5)معطوفٌ علی اللاّحِب .أَنشد ثعْلب:
و قُلُصٍ مُقْوَرَّهِ الأَلْیاطِ
باتَتْ علی مُلَحَّبٍ أَطَّاطِ (6)
و عن اللّیث:طریقٌ لاحِب ،و لَحْبٌ ،و مَلحُوبٌ :إِذا کان واضِحاً.و إِنّما سُمِّیَ الطَّرِیق الوِطاءُ لاحباً ،لأَنّه کَأَنّه لُحِبَ ، أَی قُشرَ عن وَجْهه التُّرَابُ ،فهو ذُو لَحْبٍ .و
16- فی حدیثِ أَبی زِمْل (7)الجُهَنِیِّ : .«رأَیتُ النّاسَ علی طرِیقٍ رَحْبٍ لاحِبٍ ».
اللاحِب :الطّرِیقُ الواسِعُ المُنقَادُ الذِی لا یَنقطع. و لَحَبَ مَحجَّهَ الطرِیقِ کمَنَع ، یَلْحَبُه ، لَحْباً ،إِذا وَطِئَه و سلَکَه، کالْتَحَبهُ .
قال اللَّیْث:و سَمِعتُ العربَ تقولُ : الْتَحَب فُلانٌ مَحَجَّهَ الطَّرِیق،و لَحَبَها ،و الْتَحَمَهَا (8):إِذا رَکِبهَا،و منه قولُ ذی الرُّمّه:
فانْصاعَ جانِبُهُ الوحْشِیُّ و انْکَدَرَتْ
یَلْحَبْنَ لا یَأْتَلِی المطْلُوبُ و الطَّلَبُ
أَی:یَرْکَبْنَ اللاحِبَ .
و لَحَبُه بالسَّیْفِ :ضَرَبَه به،أَو جَرَحَهُ ،عن ثعلب.
و لَحَبَ الشَّیْ ءَ:أَثَّر فِیه ،قال مَعْقِلُ بْنُ خَوَیْلِد یَصف سَیْلاً:
لَهُمْ عَدْوَهٌ کالقِصَافِ الأَتِیّ
مُدَّ بِهِ الکَدِرُ الَّلاحِبُ
کَلَحَّبَ تَلْحِیباً فِیهما.
و لَحَبَهُ بالسِّیاط :ضَرَبَهُ ،فَأَثَّرَتْ فیه.
و لَحَبَ اللَّحْمَ یَلْحَبُهُ لَحْباً : قَطَّعَهُ طُولاً. و المُلَحَّبُ ، کمُعَظَّم:المُقَطَّع.
و لَحَبَ مَتَنُ الفَرَسِ و عَجُزُه:إِذا امْلاَسَّ فی حُدُورٍ.
و مَتْنٌ مَلْحُوبٌ ،قال الشّاعرُ (9):
فالعَیْنُ قادِحَهٌ و الرِّجْلُ ضارِحهٌ
و القُصْبُ مُضْطَمِرٌ و المَتْنُ مَلْحُوبُ
و لَحَبَ اللَّحْمَ عن العَظْمِ ، یَلْحَبُه ، لَحْباً : قَشَرَهُ .
و قیل:کلُّ شَیْ ءٍ قُشِرَ،فقد لُحِبَ .
و لَحبَ الجَزّارُ ما علی ظَهْرِ الجَزُورِ:أَخذَه.
و لَحَبَ الطَّرِیقُ یَلْحَبُ لُحُوباً :وَضَحَ کَأَنَّهُ قَشَرَ الأَرْضَ .
و لَحَبَ الطَّرِیقُ یَلْحَبُه ، لَحْباً :بَیَّنَهُ . و منه
14- قولُ أُمّ سَلَمَهَ
ص:400
لِعُثْمَانَ ،رحمه اللّهُ «لاَ تُعَفِّ طَرِیقاً کان رسولُ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم لَحَبَها ». أَی:أَوْضَحَهَا،و نَهَجَهَا.
و لَحَبَ المَرْأَهَ ، یَلحَبُها ، لَحْباً : جامَعَهَا ،نقله الصّاغانیّ .
و لَحَبَ بِهِ الأَرْض:صَرَعَهُ .
و لَحَبَ الرجُلُ ، یَلْحَبُ ، لَحْباً : مرَّ فی الأَرْضِ ،أَو مَرَّ مَرّاً مُسْتَقِیماً.
أَو لَحَب ، یَلْحَبُ ، لَحْباً :إِذا أَسْرعَ فی مَشْیِهِ .
و لَحِبَ ،کفرِح:أَنْحَلَهُ الکِبَرُ و الضَّعْفُ ،قال الشّاعر:
عَجُوزٌ تُرَجِّی أَنْ تکونَ فَتِیَّهً
و قد لَحِبَ الجَنْبانِ و احْدَوْدَبَ الظَّهْرُ
و هو رَجُلٌ مَلْحُوبٌ :قلیل الَّلحْمِ ،کأَنّه لُحِبَ .قال أَبو ذُؤَیْب:
أَدْرَکَ أَرْبَابُ النَّعمْ
بکُلِّ مَلْحُوبٍ أَشَمّ
و المِلْحَبُ ،کمِنْبَرٍ :اللِّسَانُ الفَصِیحُ ،کذا فی التّهذیب.
و الملْحَبُ أَیضاً: السَّبّابُ ،أَی:الکَثِیرُ السَّبِّ ، البَذِیءُ الِّلسانِ . و قیلَ :هذا من الْمَجَاز.
و المِلْحَبُ :الحَدیدُ القاطعُ و فی الصَّحاح:هو کُلُّ ما یُقْطَعُ به،و یُقْشَرُ (1)،قال الأَعْشَی:
و أَدْفَعُ عن أَعْراضِکُم و أُعِیرُکُمْ
لِسَاناً کمِقْرَاضِ الخَفَاجِیّ مِلْحَبَا
و اللَّحِیبُ ،بغیرِ هاءٍ،کأَنَّه فَعِیل بمعنی مَفْعُول،أَی:
لَحَبَهَا السَّیْرُ و قَشَرَها،ثمّ تُنُوسِیَتْ فیها الوَصْفیّهُ عندَ قَومٍ ، و أُطلِقت من غیر هاءٍ،و نقلَها الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عُبَیْد،و هی القَلِیلَهُ لَحْمِ الظَّهْرِ من النُّوقِ .
و طَرِیقٌ مَلْحُوبٌ :أَی واضحٌ .
و مَلْحُوبٌ :ع ،قال الکَلْبِیُّ عن الشَّرِقِیّ ،سُمِّیَ مَلْحُوبٌ و مُلَیْحِبٌ بِابْنَیْ کرِیمَ (2)بْنِ مَهْیَعِ بْنِ عَرْدَمِ بْنِ طَسْمٍ .و مَلْحُوب :ماءٌ لِبَنِی أَسَدِ بْنِ خُزَیْمَهَ (3).
و مُلَیْحِیبٌ :عَلَمٌ علی تَلًّ .
و قال الحَفْصیُّ : مَلْحُوبٌ ،و مُلَیْحِیبٌ قَرْیَتَانِ لِبَنِی عَبدِ اللّهِ بْنِ الدُّئِل بن حَنِیفَهَ بالیَمَامَهِ ،قالَ عَبِیدٌ: (4):
أَقْفَرَ مِن أَهْلِهِ مَلْحُوبٌ
فَالقُطَبِیّاتُ فالذَّنُوبُ
و قال لَبِیدُ بْنُ رَبِیعَهَ :
و صَاحِب مَلْحُوبٍ فُجِعْنَا بَیَوْمِهِ
و عِنْدَ الرِّدَاعِ بَیْتُ آخَرَ کَوْثَرِ
و صاحِبُ مَلْحُوبٍ :عَوْفُ بْنِ الأَحْوَصِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ کِلاَبٍ ،قال عامِرُ بْنُ عُمَرَ الخَصَفِیُّ :
قِطَارٌ و أَرْوَاحٌ فأَضْحَتْ کَأَنَّهَا
صَحَائِفُ یَتْلُوهَا بمَلْحُوبَ دابِرُ
کذا فی المُعْجَم.قلت:و فی الرَّوْض للسُّهَیْلِیّ :
صاحِبُ الرِّداع،شُرَیْحُ بْنُ الأَحْوَصِ فی قول ابْنِ هِشَامٍ ، و قیلَ :هو حبّان بن عُتْبَهَ بْنِ مالِکِ بْن جَعْفَرِ بْنِ کِلابً ، و سیأْتی فی ردع.
لَخَبَ المَرْأَهَ ،کَمَنَع و نَصَرَ ، یَلْخَبُها ، و یَلْخُبُهَا ، لَخْباً :أَهمله الجوهریُّ .و قال کُرَاع:أَی نَکَحَهَا قال جماعهٌ :إِنّها لُثْغَهٌ لبعضِ العرب.و قال ابْنُ سِیدَهْ :
و المعروفُ عن یعقوب و غیرِه:نَخَبَها.
و لَخَبَ فُلاناً:لَطَمَهُ ،عن ابْن الأَعْرَابیّ .
و اللَّخَبُ ،مُحَرَّکَهً :شَجَرُ المُقْلِ قال:
من أَفیح ثنه لَخَب عَمیمِ
و اللَّخَبَهُ ، بهاءٍ:ه بظاهِرِ عَدَنِ أَبْیَنَ و ضَواحِیهَا.
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : المُلَخَّبُ ،کمُعَظَّم:المُلَطَّمُ فی الخُصُوماتِ .
و المُلاَخِبُ :المُلاَطِمُ . و المُلاَخَبَهُ المُلاطَمَهُ .
و اللِّخَابُ :اللِّطَامُ .
ص:401
لَذَبَ ،بالذّال المُعْجَمَه کما فی نسختنا،و مثلُه فی التّکمله،و یوجدُ فی بعض النسَخ بالدّال المُهْمَلَه،و قد أَهمله الجَوْهَرِیُّ .و قال ابْن دُرَیْد: لَذَبَ بالمَکَانِ ، لُذُوباً بالضَّمّ ، و لاذَبَ :أَقَامَ بِه.قال:و لا أَدری ما صحَّتُهُ .
اللُّزُوب :اللُّصُوقُ ،یُقَالُ : لَزَبَ الطِّینُ ، یَلْزُبُ ، لُزُوباً ؛و لَزُبَ لَصِقَ [و صَلُبَ ] (1)و
1- فی حدیثِ عَلِیٍّ ، رَضِیَ اللّه عنه: «و لاَطَهَا بالبَلَّهِ حَتَّی لَزَبَتْ ». أَی:لَصِقَتْ ، و لَزِمَتْ ،و طِینٌ لاَزِبٌ :أَی لازِقٌ .
و الثُّبُوتُ . و اللاَّزِبُ :الثّابِتُ .قال الفَرّاءُ: اللاَّزِبُ ، و اللاّتِبُ ،و اللاّصِقُ واحِدٌ.
و القَحْطُ ،و السَّنَهُ الشَّدِیدهُ . و من المَجاز: صارَ الأَمْر ضَرْبَهَ لاَزِبِ ،أَی؛لازِماً ،شدیداً، ثابِتاً و العربُ تقولُ :
لیس هذا بضَرْبَهِ لازِبً ،و لازِمٍ ،یُبْدِلُونَ الباءَ مِیماً لِتَقَارُبِ المَخَارِجِ .قال أَبُو بکر:مَعنی قَوْلِهِم:ما هذا بضَرْبهِ لازبٍ ،أَی:ما هذا بِواجِبً لازم.أَی:ما هذا بضَرْبَهِ سَیْفٍ لازِب ،و هو مَثَلٌ .و صار الشَّیْ ءُ ضَرْبَهَ لاَزِب ،أَی:
لازِماً،هذه اللُّغَه الجَیِّدهُ ،و قد قالُوهَا بالمیم،و الأَوَّلُ أَفصحُ .قال النّابغهُ :
و لا یَحْسِبُونَ الخَیْرَ لاَ شرَّ بعْدَهُ
و لا یَحْسَبُونَ الشَّرَّ ضَرْبَهَ لازِبِ (2)
و لازِمٌ :لُغَیَّهٌ :قال کُثَیِّرٌ،فَأَبْدَل:
فما وَرَقُ الدُّنْیا بِباق لِأَهْلِهِ
و لا شِدَّهُ البَلْوَی بِضَرْبَهِ لازِمِ
و اللَّزَبُ ،بالفتح:الضیِّقُ .و عَیْشٌ لَزِبٌ :ضَیِّقٌ .
و بالکَسرِ (3):الطَّرِیقُ الضَیِّقُ .
و کَکَتِفٍ (4):القَلِیلُ ،یقال:ماءٌ لَزِبٌ ، ج لِزابٌ .
و اللَّزْبَهُ :الشِّدَّهُ ،ج لَزِبٌ بکسر ففتح،حکاه ابْنُ جِنِّی.
و سَنَهٌ لَزْبَهٌ :شدیدهٌ ،و یُقَال:أَصابَتْهُم لَزْبَهٌ :یعْنِی شِدَّهَ السَّنَه،و هی القَحْطُ . و یُجْمَعُ أَیضاً علی لَزْبَات بالتَّسکینِ ، علی أَنها اسمٌ (5)،قال رَبِیعَهُ بْنُ مَقرومٍ .
یُهِینُونَ فی الحَقِّ أَمْوَالَهُمْ
إِذا اللَّزَبَاتُ انْتَحَیْنَ المُسِیمَا
و لَزُبَ الشَّیْ ءُ، ککَرُمَ ، یَلْزُبُ ، لَزْباً ،و لُزوباً :دَخَلَ بعْضُه فی بَعْض.
و لَزُبَ الطِّینُ :لَزِقَ و صَلُبَ ، کَلَزَبَ بالفتح.
و المِلْزابُ :البَخِیلُ جِدّاً ،و هو الشَّدِیدُ البُخْلِ .
و لَزَبَتْه العَقْرَبُ ، لَزْباً : لَسَبَتْهُ ،وَزْناً و معنیً (6)،عن کُرَاع.
و رَجُلٌ عَزَبٌ لَزَبٌ إِتْبَاعٌ ،قال ابْنُ بُزُرْج:و مثله امرأَهٌ عَزَبَهٌ لَزَبَهٌ .
و أَنشدَ أَبو عَمْرٍو:
لا یَفْرَحُونَ إِذا ما نَضْخَهٌ وَقَعَتْ
و هُمْ کِرَامٌ إِذا اشْتَدَّ المَلازِیبُ
لَسَبَتْهُ الحَیَّهُ و غیرُهَا مِثْلُ العَقْرَبِ و الزُّنْبُور کَمَنَعَهُ و ضَرَبَه ، تَلسَبُهُ ،و تَلْسِبُهُ ، لَسْباً : لَدَغَتْه ،و أَکثرُ ما یُسْتَعْمَلُ فی العَقْرَبِ .
و لَسَبَهُ أَسْواطاً،و لَسَبَ فُلاناً بالسَّوْطِ :ضَرَبَه.
و یُقال: لَسِبَ به مثلُ لَصِبَ کَفَرِحَ :لَصِقَ .
و لَسِبَ العَسَلَ و نَحْوَهُ مثلَ السَّمْنِ ،من باب فرِح، یَلْسَبُهُ ، لَسْباً : لَعِقَه. و اللَّسْبَهُ مِنهُ کاللُّعْقَهِ .
و ما تَرَکَ لَسُّوباً ،و لا کَسُّوباً (7)کَتَنُّور :أَی شَیْئاً. و قد سبق فی ک س ب أَیضاً.
قال ابْنُ سِیدَه.و قد یُسْتَعْمَلُ اللَّسْبُ فی غیرِ العَقْرَبِ و الحَیَّهِ .أَنشد ابْنُ الأَعْرَابیّ :
بِتْنَا عُذُوباً و باتَ البَقُّ یَلْسِبُنَا
نَشْوِی القَرَاحَ کَأَنْ لا حَیَّ بالوَادِی
ص:402
یَعنی بالبَقِّ :البعُوضَ (1).
؛ اللَّوْشَبُ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قالَ الصّاغانیُّ :
هو الذِّئْبُ .
لَصِبَ الجِلْدُ بالَّلحْمِ .کفَرِح یَلصَبُ ، لَصَباً ، فهو لَصِبٌ : لَزِقَ بهِ هُزالاً.
و لَصِبَ السَّیْفُ فی الغِمْدِ لَصَبَاً : نَشِبَ فیه،فلم یَخْرُجْ .
و لَصِب الخاتَمُ فی الإِصْبَع ،و هو ضدُّ قَلِقَ .
و اللِّصْبُ ،بالکَسْرِ ،قال الأَصْمَعِیُّ :هو الشِّعْبُ الصَّغِیرُ فی الجَبَلِ .
و کُلُّ مَضیقٍ فی الجَبَلِ ،فهو لِصْبٌ و قرأْتُ فی أَشعارِ الهُذَلِییّنَ لِأَبِی ذُؤَیْبٍ :
فَشَرَّجَها من نُطْفَهٍ رَجَبِیَّهٍ (2)
سُلاسِلَهٍ مِنْ ماءِ لِصْب سُلاسِلِ
قال السُّکَّرِیُّ : اللِّصْب :شَقٌّ فی الجَبَل، أَضْیقُ من اللِّهْبِ ،و أوْسَعُ من الشِّعْبِ ،و الجَمْعُ کالجمعِ . أَو هو مَضِیقُ الوادی.ج لِصَابٌ ،و لُصُوبٌ .
و اللَّصِبُ ، کَکَتِفٍ :ضَرْبٌ من السُّلْتِ عَسِرُ الاستِنْقاءِ، یَنْدَاسُ ما یَنْدَاسُ ،و یَحْتَاج الباقِی إِلی المَنَاجِیز (3).
و اللِّصِبُ أَیضاً: البَخِیلُ العَسِرُ الأَخْلاقِ ،و یُقَال:فُلانٌ لَحِز لَصِبٌ :لا یَکَادُ یُعْطِی شَیْئاً.
و اللَّوَاصِبُ فی شعر کُثَیِّرٍ:
لَوَاصِبُ قد أَصْبَحَتْ و انْطَوَتْ
و قد أَطْوَلَ الحیُّ عنها لَبَاثَا
هی الآبارُ الضَّیِّقَهُ البَعِیدَه القَعْرِ هذا قولُ الجوهریّ ، و قولُ أَبی عَمْرو،إِنّه أَرادَ بها إِبِلاً لَصِبَتْ جُلُودُهَا،أَی لَصِقَتْ من العَطَش.نقله الصّاغانیّ .
و یُقَالُ : سَیْفٌ مِلْصَابٌ :إِذا کان یَنْشَبُ فی الغِمْدِ کَثِیراً ، و لا یَکَادُ یَخْرُجُ منه. و الْتَصَبَ الشَّیْ ءُ:ضاقَ ،قال أَبو دُوَادٍ:
عن أَبْهَرَیْنِ و عن قَلْبٍ یُوَفِّرُهُ
مَسْحُ الأکُفِّ بِفَجٍّ غَیْرِ مُلْتَصِبِ
و من ذلک قولُهم: طَرِیقٌ مُلْتَصِبٌ ،أَی: ضَیِّقٌ ،نقله الصّاغَانیّ (4).
لَعِبَ ،کسَمِع، لَعْباً بفتح فسکون، و لَعِباً ککَتِفٍ ،و هذا هو الأَصْلُ ، و لِعْباً بکسر فسکون،و به صَدَّرَ الجَوْهَرِیُّ ،و عبارهُ المِصْباح لَعبَ ، یَلعَبُ ، لَعِباً بفتح الّلام و کسر العین،و یجوزُ تخفیفُه بکسر اللام و سکون العین.
قال ابْنُ قُتَیْبَهَ :و لم یُسْمَعْ فی التَّخْفیف فتحُ الّلام مع السّکون.قال شیخنا:فهو مُسْتَدْرَکٌ علی المُصَنِّف،لأَنه ثابتٌ فی أُصوله الصَّحیحه،و قد سقط فی بعضِها،علی أَنَّه قد حکاه أَبو جعفر الَّلبْلِیُّ فی شرح الفَصِیح عن مَکِّیٍّ ، و ادَّعی أَنّ هذا مُطَّرِد فی کُلِّ ثُلاثیٍّ مکسور الوَسَط حَلْقِیِّهِ ، اسماً کان أَو فِعلاً.و ذکر مثلَهُ کَثِیرٌ من النَّحْوِیّین فی نِعْمَ و بِئْسَ . و تَلْعَاباً بالفَتْح،کما فی الصَّحاح. و لَعَّبَ بالتّشدید، و تَلَعَّبَ مَرَّهً بعدَ أُخْرَی؛قال امْرُؤُ القَیْسِ :
تَلَعَّبَ باعِثٌ بذِمَّه خالِدٍ
و أَوْدَی عِصَامٌ فی الخُطُوبِ الأَوَائِلِ
و تَلاَعَبَ ،کُلُّ ذلک ضِدُّ:جَدَّ.
و
16- فی الحدیثِ : «لا یَأْخُذَنَّ أَحَدُکْم مَتَاعَ أَخِیهِ لاعباً جادًّا».
أَی:یأْخُذُه و لا یُرِیدُ سَرِقَته (5)،و لکنْ یُرِیدُ إِدْخَالَ الهَمِّ و الغَیْظِ علیه،فهو لاعِبٌ فی السَّرِقَهِ ،جادٌّ فی الأَذِیَّهِ .
و
16- فی حدیثِ تَمِیمٍ و الجَسَّاسَه: «صادَفْنَا البَحْرَ حینَ اغْتَلَم، فَلَعِبَ بِنَا المَوْجُ شَهْراً». سَمَّی اضطرابَ المَوْج لَعِباً ، لَمّا لَمْ یَسِرْ بهِم إِلی الوَجْه الّذِی أَرادُوه.
و یُقَال لکُلِّ مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لا یُجْدِی علیه نَفْعاً:إِنَّمَا أَنْت لاعِبٌ .
و التَّلْعَابُ : اللَّعِبُ ،صِیغهٌ تَدُلُّ علی تکثِیر (6)المصدر، کفَعَّل فی الفعل،علی غالب الأَمر.قال سِیبَوَیْهِ :هذا بابُ
ص:403
ما تُکَثِّر (1)فیه المصدرَ من فَعَلْت،فتُلحِقُ الزَّوَائِدَ،و تَبْنِیه (2)بِنَاءً آخَرَ،کما أَنّک قُلْتَ فی فَعَلْتُ :فَعَّلْت،حینَ کَثَّرْتَ الفِعْلَ ؛ثمّ ذَکَر المصادرَ الّتی جاءَت علی التَّفْعَال، کالتَّلْعَابِ و غیرهِ .
و هو لاعِبٌ ،و لَعِبٌ ککَتِفٍ :هذِهِ الأَلْفاظ استعملُوهَا مصدراً،و صِفَهً دالَّهً علی الفاعِل کما هو ظاهرٌ من کلامه، و لِعِبٌ بکسرتین علی ما یطَّرِدُ فی هذا النَّحْو، و أُلْعُبَانٌ کعُنْفوَانٍ ،مَثَّل به سِیبَوَیْهِ ،و فسَّرَهُ السِّیرَافیُّ ، و لُعْبَهٌ 2بضم فَسکون،و لُعَبَهٌ کهُمَزَهٍ ؛و فرَّقَ بینهما الصاغانیُّ فقال:
لُعَبَهٌ ،کهُمَزهٍ :کثیرُ اللَّعِبِ ،و لُعْبَهٌ ،بالضَّم: یُلْعَبُ به، و هذا قد یأْتی قریباً. و تِلْعِیبَه بالکَسر،و هذِه عن الفراءِ، و تَلْعَابٌ ،و تَلْعَابَهُ ،یُکْسرانِ و یُفْتَحَانِ ،و تِلِعَّابٌ ،و تِلِعّابَهٌ بالکسر و تشدید العین فیهما،و هو من المُثُل الّتی لم یَذکُرْها سِیبَوَیْهِ ،و مثلُهُ فی أَمالی أَبی بکرِ بنِ السَّرّاح.قال ابْنُ جِنِّی:أَمَّا تِلِعَّابَهٌ ،فإِن سِیبَوَیْهِ ،و إِن لم یذکُرْه فی الصِّفات، فقد ذَکرَه فی المصادر،نحو تَحَمَّلَ تِحِمَّالاً.و لو أَردْتَ المَرَّهَ الواحدهَ من هذا،لَوَجَبَ أَن یکون تِحِمَّالَهً .فإِذا ذَکَرَ تِفِعّالا،فکأَنَّهُ قد ذکره بالهاءِ،و ذلک لِأَنَّ الهاءَ فی تقدیر الانفصال علی غالبِ الأَمرِ،و کذلک القولُ علی تِلِقّامَهٍ ، و سیأْتی ذِکره.و فی اللِّسان:و لیس لقائل أَنْ یَدَّعِیَ أَنّ تِلِعّابه و تِلِقّامَه فی الأَصل المَرَّهُ الواحدهُ ،ثم وُصِف به،کما قد یُقَال ذلک فی المصدر،نحو قولِه تعالی إِنْ أَصْبَحَ ماؤُکُمْ غَوْراً (3)أَی:غائِراً؛و نحو قولِها:
فإِنَّمَا هِیَ إِقْبَالٌ و إِدْبَارُ
ثمّ قال:فَعَلَی هذا (4)،لا یجوزُ أَن یکونَ قولُهم:رَجُلٌ تِلِعّابهٌ و تِلِقَّامَه،علی حَدِّ قولِک:هذا رَجُلٌ صَوْمٌ ،لکِنَّ الهاءَ[فیه،کالهاء] (5)فی عَلاّمَهٍ و نَسّابَهٍ للمُبَالغه،و قولُ النّابغه الجَعْدِیّ :
تَجَنَّبْتُها إِنِّی امْرُؤٌ فی شَبِیبَتِی
و تِلْعَابَتِی عن رِیبَهِ الجارِ أَجْنَبُ
فإِنّه وَضَعَ الاسمَ الّذِی جَرَی صِفَهً مَوضعَ المصدرِ.
و فی الصَّحاح:رَجُلٌ تِلْعَابَهٌ ،و فی نسخهِ التَّهذیب مضبوطٌ بالتّشدید و الکَسْر:إِذا کان یَتلَعَّبُ ،و کان کَثِیر اللَّعِبِ . و ضُبِط فی الصَّحاح، اللِّعْبُ هذا،بالکسْر و السّکون (6).و
1- فی حدیث عَلِیّ : «زَعَمَ ابْنُ النّابِغَهِ أَنّی تِلْعَابَهٌ »و فی حدیثٍ آخَرَ:«إِنَّ عَلِیًّا کان تِلْعابَهً ». أَی:کثیرَ المَزْحِ و المُدَاعَبَهِ ،و التّاءُ زائده.
و یُقَالُ : بَیْنَهُمْ أُلْعُوبَهٌ ،بالضَّمِّ : أَی: لَعِبٌ .
و المَلْعَبُ :مَوْضِعُهُ ،أَی: اللَّعِبِ .و مَلاعِبُ الصِّبْیَانِ و الجَوَارِی الدَّیار من دیارات العرب حَیْثُ یَلْعَبُونَ .
و لاَعَبَها مُلاَعَبَهً ،و لِعَاباً ،أَی: لَعِبَ مَعَهَا ،و منه
16- حدیثُ جابِرٍ: «ما لَکَ و لِلْعَذَرَی و لِعَابَها ». اللِّعابُ ،بالکسر:مثلُ اللَّعِبِ .
و أَلْعَبَها :جَعلَهَا تَلْعَبُ ،أَو أَلْعَبَهَا : جاءَ ها بِمَا تَلْعَبُ بِهِ .
و قولُ عَبِیدِ بْنِ الأَبْرَصِ :
قَدْ بِتُّ أُلْعِبُهَا وَهْناً و تُلْعِبُنِی
ثُمَّ انْصَرَفْتُ وَ هِی مِنِّی علی بالِ
یحتملُ أَنْ یکونَ علی الوَجْهَیْنِ جمیعاً.
و اللَّعُوبُ ،کصَبُورٍ:الجاریهُ الحَسَنَهُ الدَّلِّ و الّذِی فی المُحْکَم و الصَّحاح:جارِیَهٌ لَعُوبٌ :حَسَنَهُ الدَّلِّ ،و الجمع لَعَائِبُ . و لَعُوبُ ، بلا لام:من أَسمائِهِنَّ . قال الأَزْهَرِیُّ :
سُمِّیَتْ لَعُوباً (7)لِکَثْرَهِ لَعِبِهَا ،و یجوزُ أَن تُسَمَّی لَعُوباً 7لأَنّهُ یُلْعَبُ بها.
و المُلْعِبَهُ ،کمُحْسِنَهٍ و فی نسخه: المِلْعَبَهُ ،بالکَسْر: ثُوْبٌ
ص:404
بِلا کُمٍّ ،و فی نسخهٍ :لاَ کُمَّ له یَلْعَبُ فیه (1)الصَّبِیُّ ،و مثلُهُ فی لسان العرب.
و اللُّعْبَه ،بالضَّمّ :التِّمْثالُ زاده علی الجَوْهَرِیّ .
و اللُّعْبَهُ :جِرْمُ مَا یُلْعَبُ بِهِ ،کالشِّطْرَنْجِ و نَحْوِهِ کالنَّرْدِ، کما فی الصَّحاح.و حکی اللِّحْیَانِیُّ :ما رأَیتُ لک لُعْبَهً أَحسنَ من هذه،و لم یَزِدْ علی ذلک.و قال ابْنُ السِّکِّیت:
تقولُ لِمَنِ اللُّعْبَهُ ؟فتضُمُّ أَوّلَهَا،لِأَنَّهَا اسْمٌ .و الشِّطْرَنْجُ لُعْبَهٌ ،و النَّرْدُ لُعْبَهٌ .و کُلُّ مَلعوبٍ به،فهو لُعْبَهٌ ،لِأَنّه اسْمٌ .
و تقولُ :اقْعُدْ حتْی أَفْرُغَ من هذه اللُّعْبَهِ ،و قال ثعلب:مِنْ هذِه اللَّعْبَه ،بالفَتْح،أَجوَدُ؛لأَنّه أَراد المَرَّهَ الوَاحِدَهَ من اللَّعِبِ ،کذا فی الصَّحاح.
و اللُّعْبَهُ : الأَحْمَقُ الّذِی یُسْخَرُ بِهِ و یُلْعَبُ ،و یَطَّرِدُ علیه بابُ فُعْلَهٍ .
و اللُّعْبَهُ : نَوْبَهُ اللَّعِبِ . و قال الفَرَّاءُ: لَعِبْتُ لُعْبَهً (2)واحِدَهً .
و اللِّعْبَهُ ،بالکَسْر:نَوْعٌ (3)من اللَّعِبِ ،مثلُ الرِکْبَهِ و الجِلْسَهِ ،تقولُ :فُلاَنٌ حَسَنُ اللِّعْبَهِ ،کما تقولُ :حَسَنُ الجِلْسَهِ ،کذا فی الصَّحاحِ .
و من المَجَاز: لَعِبَتِ الرِّیحُ بالمَنْزِلِ :دَرَسَتْهُ .و تلاعَبتْ .
و مَلاَعِبُ الرِّیحِ :مَدارِجُهَا.
وَ تَرَکْتُهُ فی مَلاعِبِ الجِنِّ :أَی حَیْثُ لا یُدْرَی أَیْنَ هُوَ.
و مُلاعِبُ ظِلِّهِ ،بالضَّمِّ :طائرٌ بالبادِیَه،و ربَّما قیل:
خاطِفُ ظِلِّهِ ،یُثَنّی فیه المُضَافُ و المُضَافُ إِلیه،و یُجْمَعانِ ، فیُقَالُ للاثْنَیْنِ : مُلاَعِبَا ظِلِّهِمَا،و للثّلاثه: مُلاعِباتُ أَظْلالِهِنَّ ، و تقول:رأَیتُ مُلاعِبَاتِ أَظْلالٍ لَهُنَّ (4)و لا تقول (5):
أَظْلالِهِنَّ ،لأَنَّهُ یصیرُ معرِفهً .
و کان یُقَالُ لِأَبِی بَراءٍ مُلاعِبُ الأَسِنَّه. و هو عامِرُ بْنُ مالِکِ بْنِ جعفَرِ بْنِ کِلابٍ ،سمِّیَ بذلک یوم السُّوبَانِ ، و جعله لَبِیدٌ مُلاعِبَ الرِّمَاحِ لحاجتِهِ إلی القافیه،فقال:
لَوْ أَنَّ حَیًّا مُدْرِکَ الفَلاَحِ
أَدْرَکَهُ مُلاعِبُ الرِّمَاحِ
و فی حاشیه الصَّحاح:ذکَر الآمِدِیُّ ،فی کتاب المُؤْتَلِف و المُخْتَلِفِ فی أَسماءِ الشُّعَرَاءِ:أَنّ مُلاعِبَ الأَسِنّهِ لَقَبُ ثلاثهٍ من الشُّعَرَاءِ:أَحدُهم هذا المذکُور:و الثّانی عبْدُ اللّهِ بْنُ الحُصَیْنِ بْنِ یَزِیدَ الحارِثِیُّ .و الثّالثُ أَوْسُ بْنُ مالِکٍ الجَرْمِیُّ ،و هو القائلُّ (6):
إِذا نَطَقَتْ فی بَطْنٍ وادٍ حَمَامَهٌ
دعَتْ ساقَ حُرٍّ فابْکِیَا فارِس الوَرْد
و قُولاَ فَتَی الفِتْیَانِ أَوْس بن مالِکٍ
مُلاعِب أَطرافِ الأَسِنَّهِ و الورْدِ
و اللَّعّابُ ،کَکَتَّانَ :الّذِی حِرْفَتُهُ اللَّعِبُ .
و فَرسٌ م ،أَی:معروفٌ من خیْلِ العربِ ،قال الهُذَلیُّ :
و طابَ عن اللَّعَابِ نَفْساً و رَبِّهِ
و غَادَرَ قَیْساً فی المَکَرِّ و عَفْزَرا (7)
و اللُّعَابُ ، کالغُرابِ :ما سالَ من الفَم ،یقال: لَعَب یَلْعَبُ ،و لَعِبَ یَلْعَبُ کمَنَعَ و سَمِعَ ،الثّانیه عن ابْنِ دُرَیْدٍ:
إِذا سالَ لُعَابُهُ ، کَأَلْعَبَ إِلْعاباً .و الأُولَی أَعلَی.و خَصَّ الجَوْهَرِیُّ به الصَّبِیَّ ،فقالَ : لَعَبَ الصَّبِیُّ ،قال لَبِیدُ:
لَعَبْتُ علی أَکْتَافِهِم و حُجُورِهِمْ
وَلِیداً و سَمَّوْنی مُفِیداً و عاصمَا
و کذا فی الصَّحاح.و قال الصّاغانیّ :رُوِیَ قولُ لَبِیدٍ بالوَجْهَیْنِ .و رَوَاهُ ثعلبٌ :«و صُدُورهِمْ »بدل«حُجُورِهم» و هو أَحْسنُ ،و فیه: أَلْعَبَ الصَّبِیُّ :إِذا صارَ لَهُ لُعَابٌ یَسِیلُ مِنْ فِیهِ (8).
ص:405
و من المجاز:شَرِبَ لُعَابَ النَّحْلِ و هو عَسَلُهُ . و فی لسان العرب:ما یُعَسِّلُهُ ،و هو العَسَلُ .
و من المجاز:سالَ لُعَابُ الشَّمْسِ :شَیْ ءٌ تراهُ کَأَنَّهُ یَنْحَدِرُ مِنَ السَّمَاءِ إِذا حَمِیَتْ و قامَ قائِمُ الظَّهِیرَهِ ،قال جَرِیرٌ:
أُنِخْنَ لِتَهْجِیرٍ و قَدْ وَقَدَ الحَصَی
و ذَابَ لُعَابُ الشَّمْسِ فَوْقَ الجَماجِم
و قالَ الأَزْهَرِیُّ : لُعَابُ الشَّمْسِ هو الذی یقالُ له مُخَاطُ الشَّیْطَانِ ،و هو السَّهَامُ ،بفتح السین،و یُقَالُ له:رِیقُ الشَّمْسِ ،و هو شبیهُ الخَیْطِ ،تَراهُ فی الهَوَاء إِذا اشتدَّ الحَرُ، و رَکَدَ الهواءُ.و من قال إِنّ لُعابَ الشَّمْسِ السَّرَابُ ،فقد أَبْطَلَ ،إِنَّما (1)السَّرابُ الّذِی یُرَی کأَنَّهُ ماءٌ جارٍ نِصْفَ النَّهَارِ،و إِنَّما یَعْرِفُ هذِهِ الأَشْیاءَ مَن لَزِمَ الصَّحَارِیَ و الفَلَوَاتِ ،و سار فی الهَوَاجِرِ.و لُعَابُ الشَّمْسِ :ما تراهُ فی شِدَّهِ الحَرِّ مثلَ نَسْجِ العَنکبوت،و یقال:هو السَّرابُ .کذا فی الصَّحاح.
و اللَّعْبَاءُ ،ممدود: مَوْضِعٌ کَثِیرُ الحِجَارَهِ بِحزْمِ بَنِی عُوَالٍ ،قاله ابْنُ سِیدهْ ،و أَنشد الفارِسیّ :
تَروَّحْنَا من اللَّعْباءِ قَصْراً
و أَعْجَلْنا إِلاَهَهَ أَنْ تَؤُوبَا
و یُرْوَی«الإِلاَهَهَ »،و قال إِلاهَهُ اسْمٌ للشَّمْس.
و اللَّعْباءُ : سبَخَهٌ م أَی معروفه بالبَحْریْنِ بِحِذاءِ القَطِیفِ و سِیفِ (2)البحْرِ، مِنْهَا الکِلابُ اللَّعْبَانِیَّهُ نسبه إلی اللَّعْباءِ ، علی غیر قیاس،کما قاله الصّاغانیُّ .
و اللَّعْباءُ أَیضاً: أَرْضٌ بالیَمَن.
و الاسْتِلْعابُ فی النَّخْلِ :أَنْ یَنْبُت فیه شَیْ ءٌ من البُسْرِ بَعْدَ الصِّرامِ ،بالکَسْر.قال أَبو سعید: اسْتَلْعَبَتِ النَّخْلَهُ :إِذا أَطْلَعَت طَلْعاً،و فیها بَقیَّه من حَمْلِهَا الأَوّلِ .قال الطِّرِمّاحُ یَصِفُ نَخْلَهً :
أَلْحَقَتْ ما اسْتَلْعَبَت بالذِی
قدْ أَنَی (3)إِذْ حانَ وَقْتُ الصِّرَامْ
و لَعَبَ الصَّبِیُّ ،و أَلْعَبَ .و ثَغْرٌ ملْعُوبٌ . أَی: ذو لُعَابٍ یَسِیلُ .
و اللُّعْبهُ البَرْبَریَّهُ ،بالضمّ : دواءٌ کالسُّورِنْجان یُجْلَبُ من نواحِی إِفْرِیقِیه (4)یُغَشُّ به السُّورِنْجانُ ، مَسْمَنَهٌ بالفَتْح.ذکرَها ابنُ البَیطار،و الحکیمُ داوود،و غیرُهما من الأَطبّاءِ.
و رَجُلٌ لُعْبهٌ ،بالضَّمّ أَی:أَحْمَقُ یُلْعَبُ بِهِ و یُسخَر،و لا یَخْفَی أَنّه قد تقدَّم بعَینه،فذِکرُه کالتَّکْرار.و فی الأَساس:
تقول:فُلاَنٌ لعُوبٌ و لَعَّابٌ ،و هذِه أُلْعُوبَهٌ (5)حَسَنَهٌ .
و فی غیرِه: لُعَابُ الحیَّهِ و الجَرادِ:سُمُّهُما.
و من المَجازِ: لَعِبَتْ به: تَلَعَّبتْ (6).
لَغَبَ ؟؟؟ لغْباً بفتح فسکون، و لَغُوباً کصَبُورٍ، و لُغُوباً بالضَّمّ ،هکذا فی نسختنا.و اعتمد المُصَنِّفُ علی ضَبْط القَلَم،و لو ذَکَرَها بعدَ أَوزَانِ الفِعْل،لکانتِ الإِحالَه علی قواعِدِ الصّرف فی مصادِر الفعل،و ردّ کُلّ ضَبْطٍ إِلی ما یقتضیه قِیاسُه کما فعله الجَوْهَرِیُّ حیثُ قالَ : لَغَبَ ، یَلْغُبُ بالضَّمّ ، لُغُوباً .و لَغِبَ ،بالکسر، یَلْغَب ، لُغُوباً (7).
و الَّذی حقَّقه شیخُنَا تَبَعاً لِأَئمَّه الصَّرف أَنَّ لَغْباً یجوزُ فیه تسکین الغین الْمُعْجَمَه و فتحُها.و ظاهرُه أَنّه یُقَالُ بسکونها خاصَّهً ،و صرّحوا بأَن اللَّغْبَ بتسکین الغَیْن مصدرُ لَغَبَ کنَصَرَ، کاللَّغُوب بالضَّمّ و الفتح،و المفتوح مصدرُ لَغِب ، کفَرِح،علی القیاس،و اللُّغُوبُ ،الأَوّلُ بالضمّ ،علی قیاس فَعَلَ المفتوح اللاّزم کالجُلُوس،و الثّانی بالفَتح شاذٌّ،مُلْحَقٌ بالمصادر الّتی علی فَعُول،کالوَضُوءِ و القَبُول.و هذا تحقیقٌ حسن. کمنَعَ و سَمِعَ حکاهما الفَیّومیُّ ،و ابْنُ القَطَّاع و یُرْوَی لَغُبَ ،مثل کَرُمَ .و هذِهِ الأَخیرَهُ عَنِ الإِمامِ اللُّغَوِیّ أَبی
ص:406
جعفرٍ أَحمدَ بْن یُوسُفَ الفِهْرِیّ اللَّبْلِبِیِّ (1)،نسبه إِلَی لَبْلَه:
قریهٍ من قُری الأَنْدَلُس،و هو أَحَدُ شُیُوخِ أَبِی حَیّان.و من أَشهر مؤلّفاته فی اللُّغَه:شرحُ الفصیح.ثم إِنّ لغهَ الکسرِ ضعیفهً ،صرَّحَ به فی الصَّحاح،و لم یذکُرْ لغهَ الضَّمّ .فقولُ شیخِنَا:و هذا عجیبٌ من المُصنِّف،کیف أَغرَبَ بنقله عن اللَّبْلِی،و هو فی الصَّحاح و غیرِه ؟فیهِ نظرٌ: أَعْیَا أَشَدَّ الإِعیاءِ ،کذا فی المُحْکَم.
و فی الصَّحاح: اللُّغُوبُ :التَّعَبُ و الإِعْیاءُ،و مثلُه فی النِّهایه و الغَرِیبَیْنِ .و قال جماعهٌ اللُّغُوبُ هو النَّصَبُ ،أَو الفُتُورُ اللاّحِقُ بسَببه،أَو النَّصَبُ جُسْمانِیٌّ ،و اللُّغُوب نَفْسَانِیٌّ .و هی فروقٌ لبعض فُقَهاءِ اللُّغَه (2).و الأَکثرُ علی ما ذکره المصنِّفُ ،و الجوْهَرِیُّ ،و ابْنُ الأَثِیرِ،و الهَرَوِیُّ ، و غیرُهم.قاله شیخُنَا.
و أَلْغَبَه السَّیْرُ،وَ تَلَغَّبَهُ مُشَدَّداً:فَعَل به ذلک،و أَتْعَبَهُ .قال کُثَیِّرُ عَزّه:
تَلَغَّبَها دُونَ ابْنِ لَیْلَی و شَفَّها
سُهَادُ السُّرَی و السَّبْسَبُ المُتَمَاحِلُ
و قال الفَرَزْدَقُ :
بَلْ سوْفَ یَکْفِیکَ بازِیٌّ تَلَغَّبَها
إِذَا الْتَقَتْ بالسُّعُودِ الشَّمْسُ و القَمَرُ
المرادُ بالبازِیّ ،هُنَا:عَمْرُو بْنُ هُبَیْرَهَ .و تَلَغَّبَهَا :تَوَلاّهَا، فقامَ بها،و لمْ یَعْجِزْ عنها.
و اللَّغْبُ ،بفتح فسکون: ما بَیْنَ الثَّنایَا من اللَّحْمِ ،نقله الصّاغانیُّ .
و اللَّغْبُ : الرِّیشُ الفاسِدُ مثلُ البُطْنَانِ منه، کاللَّغِبِ ، ککَتِفٍ :لُغهٌ فیه. و من المجاز: اللَّغْبُ : الکلامُ الفاسِدُ الّذِی لا صائِبٌ و لا قاصدٌ.و یقال:کُفَّ (3)عنَّا لَغْبَکَ ،أَی:سَیِّئَ کَلامِک، و فاسِدَهُ ،و قبیحَهُ .
و اللَّغْب ،کالوغْب: الضَّعِیفُ الأَحْمَقُ بَیِّنُ اللَّغَابهِ ، کَاللَّغُوبِ بالفَتْح.و فی الصَّحاح عن الأَصْمعیّ ،عن أَبی عمْرِو بْنِ العلاءِ،قال:سَمِعْتُ أَعْرابِیًّا یقول:فُلانٌ لَغُوبٌ ، جاءَتْهُ کِتابی،فاحْتَقَرهَا.فقلتُ :أَتقولُ جاءَتْه کِتابی ؟فقال:
أَلیسَ بصَحیفه (4)؟فقلْتُ :ما اللَّغُوبُ ؟فقال:الأَحمقُ .
قلتُ :و قد سبَقَتِ الإِشاره إِلیه فی ک ت ب.
و اللَّغْبُ : السَّهْمُ الفاسِدُ الّذِی لَمْ یُحْسَنْ بَرْیُهُ و عَمَلُه.
و قیلَ :هو الَّذِی رِیشُهُ بُطْنانٌ ، کاللُّغَابِ ،بالضَّمِّ ،یقالُ :
سَهْمٌ لَغْبٌ ،و لُغَابٌ ،فاسِدٌ،لم یُحْسَنْ عَمَلُه.و قیلَ :هو الّذِی رِیشُه بُطْنَانٌ .و قیل:إِذا الْتَقَی بُطْنَانٌ أَو ظُهْرانٌ ،فهو لُغَابٌ و لَغْبٌ .و قِیل: اللُّغَابُ من الرِّیش:البَطْنُ ،واحدتُهُ لُغابَهٌ ،و هو خِلاَفُ اللُّؤَامِ .و قِیل:هو رِیشُ السَّهْمِ إِذا لم یَعْتَدِل،فإِذا اعتدلَ فهو لُؤَامٌ .قال بِشْرُ بْنُ أَبِی خازِمٍ :
فإِنَّ الوَائِلیَّ أَصابَ قَوْمِی
بِسهْمٍ رِیشَ لمْ یُکْسَ اللُّغَابا
و یُرْوی:لَمْ یکنْ نِکْساً لُغابَا .فإِمّا أَن یکونَ اللُّغَابُ من صفاتِ السَّهْم،أَی:لم یکن فاسِداً،و إِمّا أَنْ یکونَ أَراد:
لم یکن نِکْساً ذا رِیشٍ لُغاب .و قال تَأَبَّطَ شَرًّا:
و ما ولَدَتْ أُمِّی منَ القَوْمِ عاجِزاً
و لا کانَ رِیشی مِنْ ذُنَابی و لا لَغْبِ
قال الأَصمَعِیُّ :من الرِّیشِ اللُّؤَامُ و اللُّغَابُ ؛فاللُّؤَام ما کان بطْنُ [القُذَهِ (5)یَلِی ظَهْر الأُخرَی،و هو أَجْودُ ما یکون، فإِذا الْتَقَی بُطْنَانٌ أَو ظُهْرَانٌ فهو لُغَابٌ و لَغْبٌ .و
14- فی الحدیث: «أَهدی یَکْسُومُ ،أَخُو الأَشْرَمِ ،إِلی النَّبِیّ صلی اللّه علیه و سلم، سِلاحاً فیه سَهْمٌ لَغْبٌ ». و ذلک إِذا لم یَلْتَئمْ رِیشُهُ و یَصْطَحِبْ
ص:407
لِرَداءَتِهِ ،فإِذا الْتأَمَ ،فهو لُؤَامٌ .و قیل: اللَّغْبُ :[الرَّدِیءُ] (1)من السِّهام،الّذی لا یَذْهَبُ بَعِیداً.
و لَغَبَ عَلَیْهِم،کمَنَعَ ، یَلْغَبُ ، لَغْباً : أَفْسَدَ علیهِم،نقله الجَوْهرِی عنِ الأُموِیّ .
و لَغَبَ القَوْمَ یَلْغَبُهُمْ [ لَغْبا ] (2): حَدَّثَهُمْ حَدِیثاً خَلْفاً بفتح فسکون،نقله الصّاغانیُّ عن أَبی زید،[و]أنشد:
أَبْذُلُ نُصْحِی و أَکُفُّ لَغْبِی
و قال الزِّبْرِقانُ :
أَ لَمْ أَکُ باذِلاً وُدِّی و نَصْرِی
و أَصْرِفُ عَنْکُمُ ذَرَبِی و لَغْبِی (3)
و لَغَبَ الْکَلْبُ فی إِناءٍ: وَلَغَ .
و اللُّغَابَهُ و اللُّغُوبَهُ ،بضمِّهِما:الحُمْقُ و الضَّعْفُ . رجُلٌ لَغُوبٌ .بَیِّنُ اللَّغَابهِ و قد تقدَّم.
و أَلْغَبَ السَّهْمَ :جَعَلَ رِیشَهُ لُغَاباً ؛أَنْشَدَ ثعلب:
لَیْتَ الغُرَابَ رَمَی حَماطَهَ قَلْبِهِ
عَمْرٌو بأَسْهُمِه الَّتِی لم تُلْغَبِ
و أَلْغَبَ الرَّجُلَ :أَنْصَبَهُ ،و أَتْعَبَه.
و رِیشَ بِلَغْبٍ (4):لقَبٌ ،کتَأَبَّطَ شَرًّا ،و هو أَخُوهُ . و قد حَرَّکَ غَیْنَهُ الکُمَیْتُ الشّاعرُ فی قوله:
لا نَقَلٌ رِیشُها وَ لا لَغَبُ
مثل:نَهْرٍ و نَهَر،لِأَجْلِ حَرْفِ الحَلْق،کذا فی الصَّحاح.و فی هامشه:بخطِّ الأَزْهَرِیِّ فی کتابِه:
لا نَقَلٌ رِیشُها و لا نَقَبُ
و وجدتُ فی هامشٍ آخَرَ:«هذَا النِّصْفُ الَّذی عَزاهُ إِلی الکُمَیْت،لیس هو فی قصیدته الّتی علی هذا الوزن أَصلاً، و هی قصیدهٌ تُنِیفُ علی مِائَهِ بَیْتٍ ،بلِ الوَزْنُ الوَزنُ . و وَهِمَ الجَوْهَرِیّ فی قَوْلِه ،بعدَ أَنْ أَنشَد قولَ تَأَبَّطَ شَرًّا،ما نَصُّه:
و کان له أَخٌ یقالُ له رِیشُ لَغْب . و قد سَبَقَهُ فی هذا الاعتِراضِ علی الجَوْهَرِیِّ الإِمامُ الصّاغانیُّ فقال،بعدَ أَن نَقَلَ کلامَهُ :و الصَّوابُ :رِیشَ بِلَغْبٍ ؛و قال:البیتُ لم أَجِدْهُ فی دِیوانه،یعنی بیتَ تَأَبَّطَ شَرًّا السّابِقَ ،و إِنّمَا هو لأَبِی الأَسْودِ الدُّؤَلیِّ یخاطِبُ الحارِثَ بْنَ خالِدٍ،و بعدَهُ قولُهُ :
و لا کُنْتُ فَقْعاً نابِتاً بقَرَارَه
و لکِنَّنِی آوِی إِلی عَطَنٍ رَحْبٍ (5)
و القِطعهُ خَمسهُ أَبیاتٍ .و یُرْوَی لطَرِیفِ بْنِ تَمِیمٍ العَنْبَرِیِّ ،قرأْتُهُ فی دِیوَانَیْ شِعْرِهما.قال شیخُنا:هذا کلامُه فی العُبَاب،و نقلَهُ الشَّیْخُ علیّ المَقْدِسیّ ،و سلَّمَه.قلتُ :
و هو بعینِه کلامُهُ فی التَّکْمله أَیضاً.قال شیخُنا:و فیه نظرٌ، فإِنّ البیتَ الّذِی أَنشده فی العُبَاب ظانًّا أَنّه الشّاهدُ الّذی قصَدَهُ المصنِّفُ ،لیس هو المراد،بل ذاک لِتأَبَّطَ شَرًّا، أَنشده الجَوْهَرِیُّ شاهداً علی اللَّغْبِ ،بالفتح،بمعنی الرِّیش الفاسد.ثمَّ أَورد العِبَارهَ بعدَ ذلک.فالمصنِّفُ صرَّح بأَن الغلطَ فی ترکِ الباءِ فی أَوّلِ بِلَغْبِ ،لا فی التّحْرِیک، و لا فی نِسبه الشّاهِد للکُمَیْت،و کلامُ الصّاغانیِّ فیه ما أَورد المصنِّفُ ،و هو الّذِی فیه الخِلافُ .و أَمّا بیتُ تَأَبَّطَ شرًّا،فلا دخْلَ له فی البحْث کما لا یخْفَی.انتهی.
قلتُ :لا خَفاءَ فی أَنّ کلامَ الصّاغانیّ ،إِنّما هو فی قولِ تأَبَّطَ السّابقِ ذِکْرُهُ ،و لیس فیه ما یدُلُّ علی أَنّه الشاهدُ الذی أَوردَه المصنّفُ ،و هو ظاهرٌ،فإِنّ قولَ الکُمَیْتِ من بَحْرٍ، و قَوْلَ تأَبَّطَ شَرًّا من بحرٍ آخَرَ.
و أَخَذَ بِلَغَبِ رَقَبَتِهِ ،محَرَّکَهً :أَی أَدْرَکَهُ ،نقله الصّاغانیّ .
و التَّلَغُّبُ :طُولُ الطَّرَدِ مُحَرّکه،و فی نُسْخَه:الطِّرَادِ، و فی نسخه من الصَّحاح:بفتح فسکون،قال:
تَلَغَّبَنِی دَهْرٌ فلمَّا غَلَبْتُه
غزَانِی بأَوْلادِی فأَدْرَکَنِی الدَّهْرُ (6)
ص:408
و من سجَعات الأَساس:تَلَعَّبَتْ بهم القِفَارُ،و تَلَغَّبَتْهُمُ الأَسْفَارُ.
*و مما یُستدرَکُ علی المؤلِّف:
المَلاَغِبُ ،جمْعُ المَلْغَبَه ،من الإِعْیَاءِ و فی التَّنْزِیلِ العزیزِ: وَ ما مَسَّنا مِنْ لُغُوبٍ (1)،و منه قِیل:ساغِبٌ لاغِبٌ ،أَی:مُعْیٍ .
و من المجازِ:رِیاحٌ لَوَاغِبُ ،و أَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابِیّ :
و بلْدَهٍ مَجْهَلٍ تُمْسِی الرِّیَاحُ بها
لواغِباً وهْیَ ناوٍ عرصها خاوِی
انتهی.
و فی الصَّحاح:و رِیشٌ لَغِیبٌ ،قالَ الرّاجِزُ فی الذِّئْب:
أَشْعَرْتُهُ مُذَلَّقاً مَذْرُوبا
رِیشَ بِرِیشٍ لَمْ یَکُنْ لَغِیبَا
و اللَّغَابُ :مَوْضِعٌ معروف.
و کذلک اللَّغْبَاءُ ،قال عَمْرُو بْنُ أَحمَرَ:
حَتَّی إِذا کَرَبَتْ و اللَّیْلُ یَطْلُبُها
أَیْدِی الرِّکابِ من اللَّغْبَاءِ تَنْحَدِرُ
و لَغَّبَ فُلانٌ دابَّتَهُ ، تَلْغِیباً :إِذا تحامَلَ علیهِ حتّی أَعْیَا، و تَلَغَّبَ الدَّابَهَ :وَجَدَها لاغِباً (2)،نقله الصّاغانیُّ .
اللَّقَبُ ،مُحَرَّکَهً :النَّبْزُ اسْمٌ غیرُ مُسَمًّی به. ج:
أَلْقَابٌ .
و قد لَقَّبَهُ بِهِ تَلْقِیباً ، فَتَلَقَّبَ به،و فی التَّنْزِیلِ : وَ لا تَنابَزُوا بِالْأَلْقابِ (3)،یقول:لا تَدْعُوا الرَّجُلَ بأَخْبَثِ أَسمائه إِلیه.
و لَقَّبْتُ الاسْمَ بالفِعْلِ ، تَلْقِیباً :إِذا جَعَلْتَ له مِثالاً من الفِعْل،کقولک لِجَوْرَبٍ فَوْعَلٌ .
و نُبِزَ فلانٌ بلَقَبٍ قَبیح.و تقولُ :الجارُ أَحقُّ بصَقَبِهِ ،و المَرْءُ أَحَقُّ بِلَقَبِهِ .
و تَلاَقَبُوا ،و لاقَبَهُ مُلاَقَبَهً .
المَلْکَبَهُ ،بالفتح :أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ : النّاقَهُ الکَثِیرَهُ الشَّحْمِ ، المُکْتَنِزَهُ اللَّحْمِ . کذا فی التَّکْمله.و نسبه الأَزْهَرِیُّ إِلی أَبی عَمْرٍو.
و المَلْکَبَهُ أَیضاً:القِیادَهُ ،کذا فی لسان العرب.
اللَّوْبُ بالفتح، و اللُّوبُ بالضَّم، و اللُّؤُوبُ کقُعُودٍ، و اللُّوَابُ کغُرابٍ : العَطَشُ ،أَو هو اسْتِدارَهُ الحائِم حَوْلَ الماءِ،و هُوَ عَطْشَانُ ،لا یصِلُ إِلیه.
و قد لابَ ، یَلُوب ، لَوْباً ،و لُوباً ، و لُوَاباً ،و لَوَباناً مُحَرَّکهً .
و فی نسخهِ الصَّحاح: لُوبَاناً (4)،ضبطه کعُثمان،أَی:
عَطِش،فهو لائِبٌ ،و الجمع لُؤُوبٌ ،کشاهِدٍ و شُهُودٍ؛قال أَبو مُحَمَّدٍ الفَقْعَسِیُّ :
حتَّی إِذا ما اشْتَدَّ لُوبانُ النَّجَرْ
ولاحَ لِلْعَینِ سُهَیْلٌ بسحَرْ
و النَّجَرُ:عَطَشٌ یُصِیبُ الإِبِلَ من أَکلِ بُزُورِ الصَّحْرَاءِ (5)، و عن ابْنِ السِّکِّیت: لابَ ، یَلُوبُ :إِذا حامَ حَوْلَ الماء من العَطَش:و أَنشد:
بأَلَذَّ مِنْکِ مُقَبَّلاً لِمُحلَّإٍ
عَطشَانَ دَاغَشَ ثُمَّ عادَ یَلُوبُ (6)
و اللُّوبَهُ ،بالضَّم:القَوْمُ یکونونَ مع القَوْمِ و لا یُسْتَشَارُونَ فی شَیءٍ من خَیْرٍ و لا شَرٍّ.
و اللُّوبَهُ : الحَرَّهُ ، کاللاّبَهِ .ج: لُوبٌ ،و لابٌ ،و لا باتٌ ، و هی الحِرَارُ.و أَمّا سِیبَوَیْهِ فجَعَلَ اللُّوبَ جمعَ لابَهٍ کقارَهٍ و قُورٍ،و ساحَه و سُوحٍ . و
14- فی الحدیث: «حَرَّمَ النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم، ما بَیْنَ لابَتَیِ المَدِینَهِ » . و هُما حَرَّتانِ تَکْتَنِفانِهَا. قال الأَصْمَعِیُّ و أَبو عُبَیْدَهَ ،و فی نسخهٍ من الصَّحاح:أَبو عبیدٍ (7): اللُّوبَهُ هی الأَرضُ الّتی قد أَلْبَسَتْها حِجَارَهٌ سُودٌ، و جمعُها لابَاتٌ ،ما بَیْنَ الثَّلاثِ إِلی العَشْرِ،فإِذا کُثِّرَتْ ،
ص:409
فهی اللاَّبُ و اللُّوبُ ؛قال بِشْرٌ یذکرُ کَتِیبَهً (1).
مُعالِیَهٌ لا هَمَّ إِلاّ مُحَجِّرٌ
فَحَرَّهُ لَیْلَی السَّهْلُ منها فَلُوبُهَا
و قال ابْنُ الأَثِیرِ:المدینهُ ما بَیْنَ حَرَّتَیْنِ عَظیمتین.و عن ابْن شُمَیْلٍ : اللُّوبَهُ تکونُ عَقَبَهً جَوَاداً أَطْولَ ما یکونُ و قال الأَزْهَرِیُّ : اللُّوبَهُ :ما اشْتَدَّ سَوَادُه،وَ غَلُظَ ،و انقَادَ علی وجْه الأَرْضِ سَوَاداً (2)و لیس فی الصَّمّانِ لُوبَهٌ ،لِأَنَّ حِجارَه الصَّمَّانِ حُمْرٌ،و لا تکونُ اللُّوبَهُ إِلاّ أَنْف الجَبل أَو سِقْط أَو عُرْضِ جبَلٍ .
و
17- فی حدیث عائشهَ ،وَ وَصَفَت أَباها،رضیَ اللّه عنهما:
«بَعِیدُ مَا بَیْنَ الّلابَتَیْنِ ». أَرادتْ :أَنَّهُ واسعُ الصَّدرِ واسعُ العَطَنِ ،فاستعارت له الّلابَهَ ،کما یُقالُ :رَحْبُ الفِنَاءِ، واسعُ الجَنَابِ .
و نقل شیخُنَا عن السُّهَیْلِیّ فی الرَّوْض ما نصّه: الّلابَهُ واحدهُ اللاَّبِ ،بإِسقاط الهاءِ،و هی الحَرَّهُ ،و لا یقالُ ذلک فی کُلِّ بلدٍ،إِنَّمَا الّلابَتانِ للمدینهِ و الکُوفَهِ .و نقلَ الجلالُ فی المُزْهِرِ عن عبد اللّهِ بْن بَکْرٍ السَّهْمِیِّ ،قال:دخلَ أَبِی علَی عِیسَی،و هو أَمِیرُ،البَصْرَه،فعزّاهُ فی طِفْلٍ ماتَ له (3)،و دخَلَ بعدَهُ شَبِیبُ بْن شَبَّهَ فقال:أَبْشِرْ،أَیّها الأَمیرُ، فإِنّ الطِّفْلَ لا یَزالُ مُحْبَنْظِئاً (4)علی باب الجَنّه،یقولُ :لا أَدْخُلُ حَتَّی أُدْخِلَ والِدَیّ .فقالَ أَبی:یا أَبا مَعْمَرٍ،دَعِ الظّاءَ،یعنی المُعْجَمَهَ ،و الْزَمِ الطّاءَ.فقال له شَبِیب:
أَ تقولُ هذا و ما بینَ لابَتَیْهَا أَفسحُ مِنِّی ؟فقال له أَبی:و هذا خَطأٌ ثانٍ ،مِنْ أَیْنَ لِلبَصرهِ لابَهٌ ؟ (5)و اللاّبَه :الحِجَارَهُ السُّودُ، و البَصْرَهُ الحِجَارَهُ البِیضُ .أَورد هذه الحکایهَ یاقوتٌ الحَمَویّ فی معجم الأُدَبَاءِ، و ابْنُ الجَوْزِیّ فی کتاب الحَمْقَی و المُغَفَّلِینَ ،و أَبو القاسمِ الزَّجَّاجِیُّ فی أَمالیه بسنده إِلی عبد اللّه بْنِ بکرِ بْنِ حَبِیبٍ السّهْمِیِّ .انتهی.
و سکَتَ علیه شَیْخُنا،و هو منه عجیبٌ :فإِنّ اسْتِعْمَالَ الّلابتَیْنِ فی کُلِّ بَلَدِ واردٌ مَجازاً،ففی الأَساس: الّلابهُ :
الحَرَّهُ ،و ما بَیْنَ لاَبَتَیْهَا کفُلانٍ :أَصْله فی المدینه،و هی بین لابَتَیْنِ ،ثمّ جَرَی علی (6)الأَلْسِنَهِ فی کُلِّ بَلَد.ثم إِنّ قولَ شیخِنا عندَ قولِ المُصَنِّف:و حَرَّم النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم إِلخ:هذا لیس من اللُّغَه فی شَیْ ءٍ،بل هو من مسائلِ الأَحکام،و مع ذلک ففیه تقصیرٌ بالغٌ ،لِأَنّ حَرَمَ المدینهِ محدودٌ شرقاً و غرباً و قِبْلَهً و شَآماً،خَصَّه أَقوامٌ بالتّصنیف،إِلی آخرِ ما قالَ ، یُشِیرُ (7)إِلی أَنَّ المصنِّف فی صدِد بیانِ حُدُودِ الحَرَم الشَّریف،و لیس کما ظَنَّ ،بل الّذی ذکرَه إِنّما هو الحدیثُ المُؤْذِنُ بتحریمه-صلی اللّه علیه و سلم-،ما بَیْنَ الَّلابَتَیْنِ کما لا یخْفَی عندَ مُتَأَمِّل،تَبَعاً للجَوْهَرِیِّ و غیرِهِ ،فلا یلْزَمُ علیه ما نُسِبَ إِلیه من القُصُور.
و اللُّوباءُ ،بالضَّمِّ مَمْدُوداً:قیل هو اللُّوبِیَاءُ ،عندَ العامَّهِ یقالُ :هو اللُّوبِیَاءُ ،و اللُّوبِیَا ،و اللُّوبِیاجُ ،مذکَّرٌ،یُمَدُّ، و یُقْصَرُ.و قال أَبو زِیَادٍ:هی اللُّوبَاءُ ،و هکذا تقولُهُ العرَبُ ، و کذلک قال بعضُ الرُّوَاه،قال و العربُ لا تَصْرِفُهُ .و زَعَمَ بَعْضُهم أَنَّه یقالُ لها الثّامِرُ،و لم أَجدْ ذلک معروفاً.و قال الفَرّاءُ:هو اللُّوبِیاءُ ،و الجُودِیاءُ ،و البُورِیاءُ :کلها علی فُوعِلاءَ،قال:و هذه کلُّهَا أَعْجَمِیّهٌ .و فی شفاءِ الغَلِیل للخَفاجِیّ ،و المُعَرَّبِ للجَوالِیقِیّ :إِنّه غیرُ عربیٍّ .
و المَلابُ :طِیبٌ ،أَی:ضَرْبٌ منه،فارسیٌّ .زاد الجَوْهَرِیُّ :کالخَلُوقِ .و قال غَیْرُهُ : المَلاَبُ :نوعٌ من العِطْر.و عن ابْنِ الأَعْرَابیِّ :یقالُ للزَّعْفَرَانِ :الشَّعَرُ، و الفَیْدُ (8)،و المَلابُ ،و العَبِیرُ،و المَرْدَقُوشُ ،و الجِسادُ.قال:
ص:410
و (1) المَلاَبَهُ (2)الطّاقَهُ من شَعَرِ الزَّعْفَرَانِ ،قال جَرِیرٌ یهجو نِسَاءَ بنی نُمَیْرٍ:
و لَوْ وَطِئَتْ نِسَاءُ بَنِی نُمَیْرٍ
علی تِبْرَاکَ أَخْبَثْنَ التُّرابَا
تَطَلَّی وَ هْیَ سَیِّئهُ المُعَرَّی
بِصِنِّ الوَبْرِ تَحْسَبُه مَلاَبَا (3)
و لَوَّبَهُ [به] (4)خَلَطَهُ بِهِ ،أَی: بالمَلاَبِ ، أَو لَطَخَهُ بِهِ .
و شَیْ ءٌ مُلَوَّبٌ :أَی مُلَطَّخٌ به؛قال المُتَنَخِّل الهُذَلِیُّ :
أَبِیتُ عَلی مَعَارِیَ واضِحَاتٍ
بِهنَّ مُلَوَّبٌ کَدَمِ العِبَاطِ
و المُلَوَّبُ ،کمُعَظَّمٍ :الملطوخُ بالمَلاَب ،أَو المخلوطُ به و مِنَ الحَدِیدِ:المَلْوِیُّ ،تُوصَفُ به الدِّرْعُ .
و اللاَّبُ :د.بالنُّوبَهِ مشهور،نقله الصّاغَانیُّ .
و اللاَّبُ :اسْمُ رجُل سَطَرَ أَسْطُراً،و بنَی عَلَیْها حِساباً، فقیل: أَسْطُرُلاب ،ثُمَّ مُزِجَا أَیْ :رُکِّبَا تَرْکِیبَاً مَزْجِیّاً، و نُزِعَت الإِضافه،فقیلَ : الأَسْطُرْلابُ (5)بالسِّین مُعَرَّفَه بالعَلَمِیّه و الأَصْطُرْلاَبُ ،لتَقَدُّمِ السِّینِ علی الطّاءِ ،بناءً علی القاعده،و هی:کُلّ سِینٍ تقدَّمَتْ طاءً،فإِنّها تُبْدَلُ صاداً، سواءٌ کانت مُتَّصِلَهً بها کما هنا،أَو غیرُ مُتَّصِلَهٍ کصِراطٍ و نحوِه.هکذا نقله الصّاغانیّ .
قال شیخُنا:ثمّ ظاهرُه أَنَّهُ من الأَلْفاظ العربیّه،و صَرَّحَ فی نهایه الأَربِ :بأَنّ جمیعَ الآلات الّتی یُعْرَفُ بها الوقتُ سواءٌ کانت حِسابِیّهً ،أَو مائِیّهً ،أَو رَمْلیَّه،کُلُّهَا أَلفاظُها غیرُ عربیّهٍ ،إِنَّمَا تکلّم بها النّاس،فَوَلَّدُوها علی کلام العربِ ، و العربُ لا تَعْرِفُها بِرُمَّتِها،و إِنّمَا جری علی ما اختاره من أَنّهَا رُکِّبَتْ ،فصارت کلمهً واحده عندَهُمْ ،فکان الأَوْلَی ذِکْرُهَا فی الهَمزه أَو فی السّین أَو الصّاد،و لا یکاد یَهتدیأَحدٌ إِلی ذِکرها فی هذا الفصل کما هو ظاهر.و أَکثرُ من ذَکَرَهَا ممن تعرَّضَ لها فی لُغَاتِ الموَلَّدِینَ ،أَو جَعلها من المُعَرَّب،ذکرها فی الهَمزهِ .انتهی.
قلت:و هو الصَّوابُ ،فإِنّ أَهلَ الهیْئَه صرَّحُوا بأَنّها رُومِیّهٌ ،معناها الشَّمْسُ ،فَتَأَمَّلْ .
و من المجَاز: الَّلابَهُ :الجَمَاعَهُ من الإِبِلِ المُجْتَمِعَهِ السُّودِ ،شبَّهَ سَوَادَهَا باللاَّبَهِ :الحَرَّهِ ،و قد تقدّم أَنّ اللاَّبَهَ لا تَکُونُ إِلاّ حِجَارَهً سُوداً.
و اللاَّبَهُ : ع.
و کَفْرُلابٍ :د بالشَّامِ (6)،بَنَاهُ هِشَامُ بْنُ عبدِ المَلِک بْنِ مَرْوَانَ .
و اللُّوبُ ،بالضَّمِّ :البَضْعَهُ ،أَیِ :القِطْعَهُ من اللحْم الَّتی تَدُورُ فی القِدْرِ ،نقله الصّاغانیّ .
و اللُّوبُ : النَّخْلُ ،کذا فی نسختنا،بالخَاءِ المُعْجَمَهِ ، و هو سَهْوٌ صوابُهُ :النَّحْلُ ،بالحاءِ المُهْمَلَهِ ،کالنُّوب، بالنُّون،و ذا عن کُراع.و
16- فی الحدیثِ : «لَمْ یَتَقَیَّأْهُ لُوبٌ ،و لا مَجَّتْهُ نُوبٌ ».
و اللُّوَابُ ،بالضَّم:اللُّعَابُ ،و هو لغهٌ فصیحهٌ ،لا لُثْغَهٌ کما تُوُهِّمَ .
و یقالُ : إِبِلٌ لُوبٌ ،و نَخْلٌ لُوبٌ و لَوائِبُ :عِطَاشٌ ،بَعِیدَهٌ عن الماءِ. قال الأَصمَعِیُّ :إِذا طافَتِ الإِبِلُ علی الحَوْضِ ، و لم تَقْدِرْ علی الماءِ،لکَثْرَهِ الزِّحَام،فذلک اللَّوْبُ .
تقولُ (7):تَرکتُها لَوَائِبَ علی الحَوْضِ ،کذا فی الصَّحاح.
و قالوا: أَسْوَدُ لُوبِیٌّ ،و نُوبِیٌّ : مَنْسُوبٌ إِلی اللُّوبَهِ و النُّوبَهِ ،و هُمَا للْحَرَّهِ (8)قال شیخُنَا:و قیل هو نسبهٌ إِلی اللُّوبِ ،لغهٌ فی النُّوب الّذی هو جِیلٌ من السُّودانِ ،کما صرّح به السُّهَیْلِیُّ فی الرَّوض.
ص:411
و أَلاَبَ الرَّجُلُ ،فهو مُلِیبٌ :إِذا عَطِشَتْ ،أَی حامَتْ إِبِلُهُ حَوْلَ الماءِ من العَطَشِ ؛و أَنشدَ الأَصْمَعِیُّ :
صُلْبٍ مُلِیبِ وِرْدِهِ مُحِرِّهِ
و إِنْ یُصَرِّرْها انْطَوَتْ لِصِرِّهِ (1)
*و ممّا یُسْتَدرَکُ علیه:
اللُّوبُ :موضعٌ فی بلاد العربِ ،قال مُنْقِذُ بْنُ طَرِیفٍ :
کَأَنَ رَاعِیَنَا یَحْدُو بِنَا حُمُراً
بیْنَ الأَبَارِقِ من مکْرَانَ فاللُّوبِ
کذا فی المُعْجَم،فی:مَکَرانَ .
المُلَوْلَبُ ،بفتح لامَیْهِ ،عَلی وزنِ مُفَوْعَلٍ أَوّلُهُ مِیمٌ مضمومه،کأَنّه اسْمُ مفعولٍ من لَوْلَبَ . المِرْودُ ، و فی بعضها:علی فَعَوْعَلٍ ،بالفاءِ المفتوحه فی أَوله،و قد صحّحه جماعه.
و ذکر الجوْهَرِیّ ،فی آخِرِ مادّهِ لوب،ما نَصُّه:و أَمّا المِرْوَدُ و نحوُه،فهو المُلَوْلَبُ ،علی مُفوْعَلٍ .و وجدتُ فی هامشه ما نصُّهُ :و بخَطِّ أَبی زَکَرِیّا:مفعوعل،و هو سَهْوٌ.
قلت:و ذِکرُهُ هنا ترجمه مستقِلَّه،فیهِ ما فیه،أَوَّلاً،فإِنّه ذَکَرَهُ الجَوْهَرِیّ ،فلا یکونُ زیادهً علیه،و ثانیاً:إِن کانتِ المیمُ زائدهً علیه،و ثانیاً:إِن کانتِ المیمُ زائدهً ،فمَحَلُّ ذِکْرِهِ فی لَوْلَب ،و قد صحَّحه جماعهٌ .و الظّاهرُ أَنّه غَیْرُ عَرَبِیٍّ ،کما قیلَ .
و اللَّوْلَبُ :مرَّ ذکرُهُ فی ل ب ب و هُنَا ذَکَرَهُ ابْنُ منظورٍ، و جماعهٌ .
الّلهْبُ بفتح فسکون، و اللَّهَبُ محرّکهً ، و اللَّهِیبُ کَأَمِیرٍ، و اللُّهَابُ بالضَّمِّ ،و اللَّهَبَانُ مُحَرَّکهً :اشتِعالُ النَّارِ:إِذَا خَلَصَ من الدُّخَانِ . الأُولی:لُغَهٌ فی الثّانِیَه، کالشَّمَعِ و الشَّمْع،و النَّهَر و النَّهْر،و منه قِراءَهُ ابْنِ کَثِیرٍ:
تَبَّت یَدا أَبِی لَهْبٍ (2)، أَوْ لَهَبُها :لِسانُها،و لَهِیبُها :
حَرُّها. و قد أَلْهَبَها فالْتَهَبَتْ ،و لَهَّبَها فَتَلَهَّبَتْ ،أَی:اتَّقَدَتْ ، و أَلْهَبْتُهَا :أَوْقَدْتُهَا،قال:
تَسْمَعُ مِنْهَا فی السَّلِیقِ الأَشْهَبِ (3)
مَعْمَعَهً مِثْلَ الضِّرامِ المُلْهَبِ
و عن ابْنِ سِیدَهْ : اللَّهَبَانُ :شِدَّه الحَرِّ فی الرِّمْضَاءِ، و نحْوِها.و قال غیرُهُ :هو تَوقُّدُ الجَمْرِ بغیرِ ضِرَامٍ ،و کذلک لَهَبَانُ الحَرِّ الرَّمْضَاءِ؛و أَنشد:
لَهَبانٌ وَقَدَتْ جِرَابُهُ
یَرْمَضُ الجُنْدَبُ فیه فیَصِرّ (4)
و اللَّهَبَانُ : الیَوْمُ الْحَارُّ ،قال:
ظَلَّتْ بِیَومٍ لَهَبَانٍ ضَبْحِ
یَلْفَحُهَا المِزْرَمُ أَیَّ لَفْحِ
تَعُوذُ مِنْهُ بِنَوَاحِی الطَّلْحِ
و اللَّهَبَانُ : العَطَشُ ، کالُّلهَابِ و اللُّهْبَهِ ،بضمّهما مع التّسکینِ فی الثّانی،قالَ الرّاجِزُ:
وَ بَرَدَتْ منهُ لِهَابُ الحَرَّهْ
و قد لَهِبَ ،کفَرِح ، یَلْهَب ، لَهَباً ، و هوَ لَهْبَانُ ،و هی أَی:
الأَنثَی لَهْبَی ،کسَکْرَانَ و سَکْرَی، ج لِهَابٌ بالکسر.
و فی الأَساس:من المَجَاز:رجلٌ لَهْبَانُ و لَهْبَانُ و لَهْثَانُ ، أَی عَطْشَانُ .
و اللُّهْبَهُ ،بالضَّمِّ :بیاضٌ ناصعٌ نَقِیٌّ ،نقله الصاغانیُّ ، و هو إِشراقُ الَّلونِ من الجَسَد.
و اللَّهَبَهُ ، بالتَّحْرِیک:قَبِیلَهٌ من غامِدٍ،من الأَزْدِ،و اسْمُهُ مالِکُ بْنُ عَوْفِ بْنِ قُرَیعِ بْنِ بَکْرِ بْن ثَعْلَبَهَ بنْ الدُّولِ بْنِ سَعْدِ مَنَاهَ بْنِ غامِدٍ،کذا فی أَنساب الوزیر.و فی الإِیناس:
کان اللَّهَبَهُ هذا شَرِیفاً،و فیه یقول أَبو ظَبْیَانَ الأَعْرَجُ (5)الوافد علی رسولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم:
ص:412
أَنا أَبُو ظَبْیَانَ غَیْرُ التَّکْذِبَهْ
أَبِی أَبو العَفَا و خالِی اللَّهَبَهْ
أَکْرَمُ مَنْ تَعْلَمُهُ مِنْ ثَعْلَبَهْ (1)
ذُبْیانُها 1و بَکْرُها فی المَنْسَبَهْ
نَحْنُ صِحَابُ الجَیْشِ یَوْمَ الأَحْسَبَهْ
و قال أَبو عُبَیْدٍ: اللَّهَبَهُ :هو صاحب الرّایَهِ یَوْمَ القادِسِیَّهِ .
و اللَّهَبُ ،محرکَهً :الغُبَارُ السّاطعُ ،قاله اللَّیْث.و هو کالدُّخَان المرتفِعِ من النّار.
و اللِّهْبُ ، بالکَسْرِ:مَهْوَاهُ ما بَیْنَ کُلِّ جَبَلَیْنِ ،هکذا فی المُحْکَم.و فی الصَّحاح:الفُرْجَهُ و الهَوَاءُ یکونُ بینَ الجَبَلَیْنِ ، أَو هو الصَّدْعُ فی الجَبلِ عن اللِّحْیَانیّ ، أَو هو الشِّعْبُ الصَّغِیرَ فیهِ أَی:الجَبَلِ ،و فی شرح أَبِی سعید السُّکَّرِیِّ لِأَشْعَارِ هُذَیْلٍ : اللِّهْبُ :الشَّقُ فی الجبَل ثم یَتَّسِعُ کالطَّرِیق،و اللِّصْبُ و الشَّقْب:دُونَ اللِّهْبِ ،کالطَّرِیقِ الصَّغِیر. أَو هو وَجْهٌ فِیهِ ،أَی:الجبل، کالحَائِطِ ،لا [یُرْتَقَی] (2)یُسْتَطَاعُ ارْتِقاؤُه.و کذلک لهْبُ أُفْقِ السَّماءِ.
و قیل: اللِّهْب :السَّرب فی الأَرْضِ . ج أَلْهَابٌ ،و لُهُوبٌ ، و لِهَابٌ ،و لِهَابَهٌ بکسرهما.و ضُبِط فی نسخه الصَّحاح لَهَابٌ کسَحَابٍ (3).و یقال:کَمْ جَاوَزْتَ من سُهُوبٍ و لُهُوب ؟قال أَوْسُ بْنُ حَجَر:
فأَبْصَرَ أَلْهَاباً من الطَّوْدِ دُونَها
یَرَی (4)بَیْنَ رَأْسَیْ کُلّ نِیقَیْنِ مَهْبِلاَ
و قَال أَبو ذُؤَیْب:
جَوَارِسُها تَأْرَی الشُّعوفَ دَوَائباً
و تَنْصَبُّ أَلْهَاباً مَصِیفاً کِرَابُهَا
و قال أَبو کَبِیر:
فَأَزَلَ ناصِحَها بأَبْیضَ مُفْرَطٍ
من ماءِ أَلْهَابٍ بِهِنَّ التَّأْلَبُ
و بَنُو لِهْبٍ : قَبِیلَهٌ من الأَزْدِ فی الیَمَن.و فی الإِیناس:
فی الأَسْدِ،أَی بسکونِ السِّینِ : لِهْبُ بْنُ أَحْجَنَ بْنِ کَعْبِ بْنِ الحَارِثِ بْنِ کَعْبِ بْنِ عبدِ اللّه بْنِ مَالِکِ بْنِ نَصْرِ بْنِ الأَزْدِ، و هم أَهْلُ العَیافَه و الزَّجْر،و فیهم یَقُولُ کُثَیِّرُ بْنُ عبدِ الرّحمن الخُزَاعِیُّ :
تَیَمَّمْتُ لِهْباً أَبْتغِی العِلْمَ عِنْدَهُم
و قدْ رُدَّ عِلْمُ العَائِفینَ إِلی لِهْبِ (5)
و فی المُحْکَم: لِهْبٌ :قَبِیلَهٌ زعَمُوا أَنّها أَعْیَفُ العربِ ، و یُقَالُ لَهُمُ : اللِّهْبِیُّونَ .
و أَبُو لَهَبٍ محرَّکَهً (6)، و تُسَکَّنُ الهاءُ لُغَه،و به قَرَأَ ابْنُ کَثیر کما تقدَّم: کُنْیَهُ بعضِ أَعْمَام النَّبِیّ ،صلی اللّه علیه و سلم،و هو عَبْدُ العُزَّی بْنُ عبدِ المُطَّلِبِ ،و النِّسْبَهُ إِلیه اللَّهَبِیُّ قیل:کُنِیَ أَبو لَهَبٍ لِجَمَالِهِ . زاد المُصَنِّف: أَو لِمالِهِ .
و قد تعقَّبه جماعهٌ ،و قالُوا:إِنّ المال لا یُطْلَقُ علیه لَهَبٌ ، حَتَّی یُکْنَی صاحبُهُ به.
قلت:و الّذِی یظهَرُ عندَ التَّفَکُّرِ أَنّه«لِمَآلِهِ »بالمَدّ،و یدُلُّ لذلک قولُ شیخِنا ما نصُّهُ :و قیلَ إِیماءً إِلی أَنَّه جَهَنَّمِیٌّ ، باعتبارِ ما یَؤُولُ إِلیه.و لکِنّه لم یتفطَّنُ لِما قلنا،کما هو ظاهر،فافْهَمْ .
و قال عِیَاضٌ فی شرح مُسْلِمٍ :و اخْتُلِفَ فی جَواز تَکْنِیَه المُشْرِک وَ عَدَمِهِ ،فکَرِهَهُ بعضُهُمْ ،إِذْ فی الکُنْیَه تعظیمٌ و تَفخیم،و تَکْنِیَهُ اللّه لِأَبِی لَهَبٍ ،لیس من هذا،و لا حجَّهَ فیه إِذْ کان اسْمُهُ عبد العُزَّی،و لا یُسمِّیه اللّهُ عزَّ و جَلَّ بعَبْدِ لغَیْرِه،فلذلک کُنی،و قیل:بل کُنْیَتُهُ الغالبُ علیه،فصار کالاسْمِ له.و قیل:بل هو لَقبٌ له،لیس بکُنْیَه،و کُنْیَتُهُ أَبو عُتَیْبَهَ ،فجرَی مَجرَی اللَّقَبِ و الاسْم،لا مَجری الکُنْیَهِ .
و قیل:بل جاءَ ذِکْرُ أَبِی لَهَبٍ لمجانسهِ ناراً ذاتَ لَهَبٍ فی السُّورَه،من باب البلاغه و تحسین العِبَاره،انتهی.
و اللِّهَابُ ،بالکسر،أَو بالضَّمّ :ع ،کأَنّه جمعُ لَهَبٍ .
و الأُلْهُوبُ :اجْتِهَادُ الفَرَسِ فِی عَدْوِهِ حَتَّی یُثِیرَ الغُبارَ ، أَی:یَرْفَعَهُ .و عن الأَصْمَعِیّ :إِذا اضْطَرَم جَرْیُ الفَرَسِ ،
ص:413
قیل:أَهْذَب (1)إِهْذَاباً،و أَلْهَبَ إِلْهَاباً .و یقال للفَرَسِ الشَّدِیدِ الجَرْیِ ،المُثِیرِ للغُبَارِ: مُلْهِبٌ ،و له أُلْهُوبٌ .و
17- فی حدیث صَعْصَعَهَ لِمُعَاوِیَهَ : «إِنِّی لأَتْرُکُ الکَلاَمَ ،فما أُرْهقُ بِهِ ،و لا أُلْهِبُ فیه. أَی:لا أُمْضِیه بسُرْعَهٍ .قال:و الأَصلُ فیه الجَرْیُ الشَّدِیدُ الّذی یُثیر اللَّهَبَ ،و هو الغُبَارُ السّاطعُ (2).
أَو الأُلْهُوبُ : ابْتداءُ عَدْوِهِ ،و یُوصَفُ به فیُقَال:شَدٌّ أُلْهُوبٌ .
و قَدْ أَلْهَبَ الفَرَسُ :اضْطَرَمَ جَرْیُهُ .و قال اللِّحْیَانیُّ :
یکون ذلک لِلْفَرَسِ و غیرِه ممّا یَعْدُو،قال امْرُؤُ القَیْسِ :
فَلِلسَّوْطِ أُلْهُوبٌ و لِلسّاقِ دِرَّهٌ
و لِلزَّجْرِ منهُ وَقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ
و فی الأَساس:من المجاز:فَرَسٌ مُلهِبٌ .
و من المَجَاز أَیضاً: أَلْهَبَ البَرْقُ إِلْهَاباً ،و ذلک إِذا تَتَابَعَ ، و تَدَارَکَ لَمَعَانُهُ ،حتّی لا یکونَ بینَ البَرْقَتَیْنِ فُرْجَهٌ .
و اللِّهَابَهُ ،بالکَسْر:وادٍ بناحِیَهِ الشَّوَاجِنِ ،فیهِ رَکَایَا یَخْرِقُهُ طَرِیقُ بَطْنِ فَلْجٍ ،و کأَنَّه جمعُ لِهْبٍ (3).
و اللَّهْبَاءُ :ع ،نقله ابْنُ دُرَیْدٍ،و هو لهُذَیْل و لُهَابٌ ، کَغُرَابٍ :ع (4)لا یَخْفَی أَنّهُ قد مرَّ ذِکره أَوّلاً، فهو تَکْرارٌ.
و عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ : المِلْهَبُ ، کَمِنْبَرٍ:الرّائعُ الجمَالِ ، و الکَثِیرُ الشَّعَرِ من الرِّجَال.
و من المَجَاز:ثَوْبٌ مُلَهَّب ، کمُعَظَّمٍ (5)،و هو مَا لَمْ تُشْبَع حُمْرَتُهُ (6)،و هو الّذِی نَفَضَ (7)صبْغُهُ مِن الثِّیَابِ . *و مما یستدرَکُ علیه:
اللُّهَابَهُ ،بالضَّمّ :کِسَاءٌ یوضَعُ فِیه حَجَرٌ،فَیُرَجَّحُ به أَحدُ جوانبِ الهَوْدَجِ ،أَو الحِمْلِ .عن السِّیرافیّ ،عن ثعلبٍ ، و من المَجَاز:و أَلْهَبَتهُ للأَمْرِ (8).
و أَرَدْت بذلک تَهْیِیجهُ و إِلْهابَهُ .
و الْتَهَبَ علیهِ :غَضِب،و تَحَرَّقَ ؛قال بِشْرُ بْنُ أَبِی خَازِمٍ :
و إِنَّ أَباکَ قد لاقاهُ خِرْقٌ
من الفِتْیَانِ ، یَلْتَهِبُ الْتِهَابا
و هو یَتَلَهَّبُ جُوعاً،و یَلْتَهِبُ ،کقولک:یَتَحَرَّقُ ، و یَتَضَرَّم.
و اللَّهِیبُ :موضغٌ ،قال الأَفْوَهُ [الأَوْدی]:
و جَرَّدَ (9)جَمْعُهَا بِیضاً خِفَاقاً
عَلَی جَنْبَیْ تُضَارِعَ فاللَّهِیبِ
و لِهَابَهُ ،بالکسر:فِعالَهٌ ،من التَّلَهُّبِ و قال عُمَارهُ : اللِّهَابَهُ لِهَابَهُ بنی کَعْبِ بن العَنْبرِ،بأَسفلِ الصَّمّانِ .
و لَهْبَانُ ،بالفَتْح:قبیلهٌ من العرب.
و یُسْتَعْمَلُ اللُّهَابُ ،بالضَّمّ ،بمعنی العطشَ ،کما یُسْتَعْملُ فی اتِّقَادِ النّارِ.
و اللَّهْبانُ کاللَّهْفَانِ .
و لِهْبُ بنُ قَطَنِ بْنِ کَعْبٍ ،بالکسر:أَبو ثُمَالَهَ ،القَبِیلَهِ الّتی یُنْسَبُ إِلیها اللَّهْبِیّون .
و لَهْبَانُ :موضعٌ .
و اللَّهِیبْ بْنُ مالِکِ اللِّهْبِیُّ :له حدیثٌ فی الکُهّانِ ،قال ابْنُ فَهْدٍ:ظَنِّی أَنّه موضوعٌ .و قیل: اللَّهَب .و انْظُرْهُ فی أَنساب البُلْبَیْسیّ ،و علیّ بْنُ أَبی علیٍّ اللَّهَبِیّ (10)،محرکهً و یسکن،من وَلَدَ أَبی لَهَبٍ ،قال أَبو زُرْعَهَ (11):مَدَنِیٌّ ،مُنْکَرُ
ص:414
الحَدِیثِ :و قال ابْنُ الأَثِیرِ (1):حِجَازیّ ،یَرْوِی الموضوعاتِ عن الثِّقات،لا یُحْتَجُّ به.
قلت:و إِبراهیمُ بْنُ أَبی خِداشٍ « اللَّهَبِیُّ ،عن ابْنِ عَبّاسٍ :شیخٌ لابْنِ عُیَیْنَهَ .و الفَضْلُ بن عَبّاسِ بْنِ عُتْبَهَ بْنِ أَبِی لَهَبٍ اللَّهَبِیّ :شاعرٌ مشهور،و الزُّبَیْرُ بْنُ داوودَ اللَّهَبِیّ ، عن أَبِی دُلاَمَهَ ،و آخرونَ .
أَلْزَمَهُ لَهْذَباً واحِداً أَهمله الجَوْهَرِیُّ و الصّاغانیُّ ،و قال کُراع: أَی لِزاراً و لِزاماً. کذا فی اللِّسان.
اللَّیَابُ ،کسَحابِ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ، و الصّاغَانیّ هُنَا،و قد ذَکره فی ل و ب،و قال:هو أَقَلُّ من مِلءِ الفَمِ مِن الطَّعامِ ،عن ابن الأَعرابیّ ، أَو قَدْرُ لُعْقَهٍ منه تُلاکُ فی روایه عنه و قولُهُ :تُلاک،بالتَّاءِ المُثَنَّاهِ الفوقیَّه مضمومَه،و فی أُخْرَی بالیَاءِ آخِرِ الحروف.و ذکره ابْنُ منظورٍ فی ل و ب،و أَعادَهُ فی ل ی ب أَیضاً.و الصَّواب أَنّ یاءَهُ منقلبهٌ عن واوٍ،فمحلُّهُ ل و ب،فَتَأَمَّلْ .
قال شیخُنَا:هذا الفصل من زیادَاتِهِ و لیس فیه،فی الحقیقه،لَفْظٌ یُحْتَاج إِلیه فی لُغَات العربِ ،و الّتی ذکرَها مُخْتَلَفٌ فیها.
مَأْرِبٌ ،کمَنْزِلٍ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ، و الصّاغَانیّ ،و صاحبُ اللسان هنا (2).و قد ذکروه فی أَرب.
و هی بِلادُ الأَزْدِ الّتی أَخْرَجهُمْ منها سَیْلُ العَرِمِ .و قد تکرّرت فی الحدیث قال ابْنُ الأَثِیر:و هی مدینهٌ بالیَمَن، و کانت بها بِلْقِیسُ .
أَعاد هذه المادّهَ هنا بناءً علی أَنّ المِیم أَصلیّهٌ ،و الهمزهَ زائدهٌ .و مثلُه فی البارع و المُحْکَم.و قد تقدّم أَنَّ الهمزهَ هی الأَصل و المیمَ زائدهٌ ،و هو الصَّوَابُ الّذِی جری علیه الجُمْهُورُ.
و یقالُ :إِنّ مأْرِبَ :عَلَمٌ علی مُلُوکِ (3)الیَمَنِ ،أَو غیر ذلک.
المَلابُ ،کسَحابِ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و قال اللَّیْثُ :هو عِطْرٌ،أَو هو اسْمُ الزَّعْفَرَانِ . و قد ذُکِرَ فی ل و ب.
*و ممّا یُستدرَکُ علیه:
الْمَلَبَهُ ،محرَّکهً :الطّاقَهُ من شَعَرِ الزَّعْفَرَان،و تُجْمَعُ مَلَباً .
قاله الصّاغانیُّ .
الْمَیْبَهُ :أَهْمله الجماعهُ (4):و هو شَیْ ءٌ من الأَدْوِیَهِ مُعَرَّبَهٌ عن فارسیّ ،و أَصلُ ترکیبه عن«مَیْ »و هو الشَّراب،و«به»و هو،السَّفَرْجَلُ ثمَّ لَمَّا رُکِّبَ فُتحت الباءُ.
و فی«ما لا یَسَعُ »: المَیْبَه :اسْمٌ فارسیٌّ ،معناه الشَّرَاب السَّفَرْجَلیُّ ،و یکون خاماً و غیرَ خامٍ ،و مُطَیَّباً و غَیْرَ مُطَیَّبِ و مثلُهُ قولُ وَلَدِه و غیرِه من الأَطبّاءِ.
و قال شیخُنا:لو أَعاد هنا المَشْخَلَبَ و المَخْشَلَبَ ،لکان أَوْلَی من إِعاده ما قَبْلَهُ ؛لأَنّ منهم من قال:المیمُ هُنا أَصلیَّهٌ ،علی رأْی من یَفْتَحُهَا،و استعملتهما العربُ .
قلتُ :و زاد فی لسان العرب،فی هذا الفصل،ما نَصُّه:قال الأَزهَرِیُّ ،فی ترجمه مرن:قرأْتُ فی کتاب اللّیث فی هذا الباب: المِرْنِبُ :جُرَذٌ فی عِظَمِ الیَرْبُوعِ ،قَصِیرُ الذَّنَبِ .قال أَبو منصورٍ:و هذا خَطَأٌ، و الصَّواب الفِرْنِب بالفاءِ مکسورهً ،و هو الفأْر،و من قال:
مِرْنِبٌ ،فقد صَحَّفَ .
نَبَّ التَیْسُ ، یَنِبُّ بالکَسْر، نَبًّا ،و نَبِیباً ،و نُباباً بالضَّمّ فی الأَخِیرِ، وَ نَبْنبَ :صاحَ عند الهِیَاج و السِّفادِ.
17- قال عُمَرُ لوفْدِ أَهلِ الکُوفَهِ ،حینَ شَکَوْا سَعْداً:لیُکَلِّمْنِی بعضُکم،و لا تَنِبُّوا عندی نَبِیبَ التُّیُوسِ ». أَی:لا تضجُّوا (5).
و یُقَالُ : نَبَّ عَتُودُهُ :إِذا تَکَبَّرَ و تَعَاظَمَ ،قال الفَرْزدَقُ :
ص:415
و کُنّا إِذا الجَبّارُ نَبَّ عَتُودُهُ
ضَرَبْنَاهُ تَحْتَ الأُثْنَیَیْنِ علی الکَرْدِ
و عن ابْنِ سیدَهْ : الأُنْبُوبُ ،أَی بالضَّمِّ ،أَطلقه اعتماداً علی الشُّهْرَه، مِنَ القَصَبِ و الرُّمْحِ کَعْبُهُما، کالأُنْبُوبَهِ بالهاءِ.و قال اللَّیْثُ : الأُنْبُوبُ ،و الأُنْبُوبَهُ :ما بَیْنَ العُقْدَتَیْنِ من القَصَب و القَنَاهِ .و مِثْلُهُ فی الصَّحاح (1)،إِلاّ أَنَّهُ قال فیه:
و الجمعُ أُنْبُوبٌ ،و أَنابِیبُ .فظاهرُ عِبَارَهِ المصنّفِ أَنّ الأُنْبُوب واحِدٌ،و ما بَعْدَهُ لغَهٌ فیه.و المفهومُ من الصَّحاح أَنَّ الأُنْبُوبهَ واحِدٌ،و أَنّ جمعه أُنْبُوبٌ ،بغیر هاءٍ،و جمع الأُنْبُوبِ أَنَابِیبُ ،فهُو جمْعُ الجمْعِ ؛ و أَنشد ابْن الأَعْرَابیّ :
أَصْهبُ هَدّارٌ لِکُلِّ أَرْکُبِ
بِغِیلَه تَنْسَلُّ بَیْنَ الأَنْبُبِ
یجُوزُ أَن یعنیَ بالأَنْبُبِ أَنابِیبَ الرِّئَهِ کأَنّهُ حذف زوائد أُنْبُوب ،فقال: نَبٌّ ؛ثم کَسَّره علی آنُبٍّ (2)،ثمّ أَظهر التّضعیفَ .و کلُّ ذلک للضَّرُورَهِ .و لو قال:بَیْنَ الأُنْبُبِ ، بضم الهمزه،لکانَ جائزاً.و هو مُرادُ المُصَنّف بقوله: و لَعَلَّه مَقْصُورٌ منه ،أَی:من الأُنْبُوب ،صرّح به أَبو حَیّانَ ،و نقله الصّاغانیُّ .و یسوغُ حینَئِذٍ أَنْ یقولَ :بینَ الأُنْبُبِ ،و إِنْ کان یقتضی«بینَ »أَکثَرَ من واحِدٍ لِأَنَّهُ أَراد الجنسَ ،فکأَنَّه قالَ :
بین الأَنابِیبِ .
و من المجاز:ذَهَبَ فی کُلِّ أُنْبُوب ،و هو مِنَ الجبَلِ الطَّرِیقَهُ النّادِرهُ فیه ،هُذَلِیَّهٌ ،قال مالِکٌ بْنُ خالِد الخُناعِیُّ (3):
فی رأْسِ شاهِقَه أُنْبُوبُهَا خَضرٌ (4)
دُونَ السَّمَاءِ لها فی الجوِّ قُرْنَاسُ
و من المجاز:لَهُ أُنْبُوبٌ ،أَی السَّطْرُ من الشَّجَرِ و غیرِهِ .
و الأُنْبُوبُ : الأَرْضُ المُشْرِفَهُ إِذا کانت رَقِیقَهً مُرْتَفعَهً ، و الجمع أَنابِیبُ . و عنِ الأَصمعِیِّ یُقَالُ :الْزَم الأَنْبُوبَ ،و هو الطَّرِیقُ ،و الْزَم المَنْحَرَ،و هو القَصْدُ. و من المَجَازِ: أَنَابِیبُ الرِّئَه ،و هی مَخارِجُ النَّفَسِ منها ، علی التَّشبیه بأَنابِیبِ النَّباتِ .
و النَّبَّهُ :الرّائحَهُ الکَرِیهَهُ ،و البَنَّهُ ،بتقدیم المُوَحَّدَه:
الرّائحه الطّیِّبَهُ ،نقله ابْنُ دُرَیْدٍ هکذا.
و تَنَبَّبَ الماءُ من کذا: تَسَیَّلَ منه،و فی بعضِ النُّسخ:
تَسَایَلَ ،و منه أُنْبُوبُ الحَوْضِ لسیْلِ مائه،أَو علی التَّشْبِیه بأُنْبُوبِ القَصبِ ،لِکَوْنِهِ أَجوفَ مستدیراً.
و نَبْنَبَ :إِذا طَوَّلَ عَملَهُ فی تَحْسینٍ ،عن أَبی عمْرٍو.
من المَجاز نَبْنَبَ الرَّجُلُ إِذا حمْحَمَ ،و هَذَی عندَ الجِماعِ ،عنه أَیضاً؛و هو علی التَّشْبِیهِ بِنَبِیبِ التُّیُوسِ .
و نَبَّبَ النَّباتُ تَنْبِیباً :إِذا صارَتْ له أَنابِیبُ ،أَی کُعُوبٌ .
و نَبَّبَتِ العِجْلهُ (5)کذلک،و هی بقْلَهٌ مستطیلهٌ مع الأَرض.
و أَنْبَابهُ ظاهرُ إِطلاقه الفتحُ ،و هکذا ضبطه الصّاغانیّ أَیضاً،و قال یاقوت،بالضمِّ : ه بالرَّیّ بالقُرْب منها من ناحیهِ دَنْباوَنْدَ.انتهی.
و أَنبابهُ :قریَهٌ أُخْرَی بِمِصْرَ من الجِیزَهِ علی شاطِئ النِّیل،منها المُحَدِّثُ الصُّوفِیُّ إِسماعیلُ بْنُ یُوسُفَ الأَنْصَارِیُّ الخَرْزَجِیُّ .و قد زُرْتُ مقامَهُ بها مِراراً،رَوَی شیئاً من الحدیث،و غَلَبَ علیه التَّنَسُّکُ ،و قد حَدَّثَ بعضُ وَلَده.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
أُنْبُوبُ القَرْنِ :ما فَوْقَ العُقَد إِلی الطَّرَف.
و من المجَاز:شَرِبَ من أُنْبُوبِ الکوزِ.
و تقولُ إِنِّی أَری الشَّرَّ قَصَّبَ ،و شَعَّب،و نَبَّبَ ،و کَعَّب.
و نَبَّ فُلانٌ [ نَبِیباً ] (6):طَلَبَ النِّکَاحَ .
و أَنَبَّهُ (7)طُولُ العُزْبهِ .
*و نقل شیخُنَا عن بعض الحواشی،کالمُستدرک علی المُصنِّف:
و
16- فی الحدیث: «من أَشْکَلَ بُلُوغُه، فالإِنْبابُ دَلِیلُه».
ص:416
قال:هو مصدرُ أَنْبَبَ إِنْباباً ،إِذا نَبَتَتْ عانَتُهُ .قلتُ :هو تصحیفٌ منه،و الصَّوابُ :الإِنْباتُ ،بالفَوْقِیَّهِ .انتهی.
قلتُ :و یُمْکن أَنْ یکونَ المُرَادُ بالإِنْبابِ هو هَیَجانُه و حَمْحَمَتُهُ للجِماع،فیکون دلیلاً علی بُلوغه،و اللّه أَعلمُ .
نَتَبَ الشَّیْ ءُ، نُتُوباً ،بالضَّمّ ،مثلُ : نَهَدَ،و نَتَأَ ، و قد مرَّ.هکذا أَوردَه الجوْهرِیُّ ،و أَنشد لِلأَغْلَبِ العِجْلیّ :
أَشْرفَ ثَدْیاها علی التَّریبِ
لَمْ یَعْدُوَا التَّفْلِیکَ فی النُّتُوبِ
النَّجِیبُ ،و النُّجَبَهُ کَهُمَزَهٍ مثله فی الصَّحَاح و لسان العرب و المُحْکَم،خلافاً للعَلَم السَّخَاوِیّ فی سِفْر السَّعاده،فإِنّه قال: النَّجیبُ : الکَرِیمُ ،فإِذا انْفَرَد بالنَّجَابهِ منهم،قیل:هو نُجَبهُ قَوْمِه،وِزانُ حُلَمهٍ .و عبارهُ الصَّحاح:
یُقَالُ :هو نُجَبهُ [القَوْمِ ] (1)إِذا کان النَّجِیبَ منهم.عن ابْنِ الأَثیر: النَّجِیبُ :الفاضلُ من کُلّ حیوان.و قال ابْنُ سِیدهْ :
و النَّجِیبُ من الرِّجالِ :الکَرِیمُ الحَسیبُ ،و کذلک البعیرُ و الفَرَسُ ،إِذا کانا کَریمیْنِ عَتِیقَیْنِ . ج أَنْجابٌ ،و نُجَبَاءُ ، و نُجُبٌ بضَمَّتَیْنِ .و رجُلٌ نَجِیبُ :أَی کریمٌ بیِّنُ النَّجَابَهِ .
و النَّجِیبِ من الإِبِلِ ،مفرداً و مجموعاً،و هو القَوِیُّ منها، الخفیفُ السَّرِیعُ .
و نَاقَهٌ نَجِیبٌ ،و نَجِیبَهٌ .ج: نَجَائِبُ و نُجُبٌ .
و قَدْ نَجُبَ الرَّجُلُ یَنْجُبُ ، ککَرُمَ ، نَجَابهً :إِذا کان فاضِلاً نَفیساً فی نَوْعه،و منه
16- الحدیث: «إِنّ اللّه یُحِبُّ التّاجِرَ النَّجِیبَ ». أَی:الفاضلَ الکریمَ السَّخِیَّ .
و قَدْ نَجُبَ الرَّجُلُ :أَی وَلَدَ نَجِیباً ،قال الأَعْشَی:
أَنْجَبَ أَزمانَ والِداهُ بِهِ
إِذْ نَجَلاَهُ فَنِعْمَ ما نَجَلاَ
و رُوِیَ «أَیّامَ »بدل«أَزْمانَ ».و وجدتُ فی هامش الصَّحاح:و یُرْوَی«أَیَّامُ وَالِدَیْه»برَفْعِ أَیّام مضافهً إِلی الوالدینِ ،فتکون الأَیّامُ فاعلهَ أَنْجَبَ »علی المَجَاز و فی الرِّوایه الأُولی یکون فی« أَنْجَبَ »ضمیرٌ من الممدوح،و والداه رُفعَ بالابتداءِ،و الخَبَرُ محذُوفٌ ،تقدیرُه:أَیَّامَ والداهُ مسرورانِ به،لأَدَبِهِ و کَوْنِه (2)،و ما أَشبهَ ذلک.
و أَنْجَبَتِ المرأَهُ . و تقول: رَجُلٌ مُنْجِبٌ کمُحْسِنٍ ، و امْرَأَهٌ مُنْجِبَهٌ ،و مِنْجابٌ بالکسر:إِذا وَلَدا النُّجَبَاءَ الکُرَمَاءَ من الأَولاد.
و امرأَهٌ مِنْجَابٌ :ذاتُ أَولادٍ نُجَبَاءَ ،و نِسوه مَنَاجِیبُ .
و النَّجَابَهُ مصدرُ النَّجِیبِ من الرِّجَال،و هو الکَرِیمُ ذو الحَسَبِ إِذا خَرَج خُرُوجَ أَبِیه فی الکرَم،و الفِعْل (3)،و کذلک النَّجابَهُ فی نَجائب الإِبِلِ ،و هی عِتاقُها الّتی یُسابَقُ علیها.
و المُنْتَجَبُ ،علی صیغه المفعول: المُخْتارُ من کلّ شیْ ءٍ.
و قد انْتَجَبَ فلانٌ فُلاناً:إِذا استَخلَصه،و اصْطفاهُ اختیاراً علی غیره.
و المِنْجَابُ بالکسر :الرَّجُلُ الضَّعِیفُ ،و جمعُه مَناجِیبُ قال عُرْوَهُ بْنُ مَرَّهَ الهُذَلِیُّ (4):
بَعَثْتُهُ فی سَوادِ اللَّیْلِ یَرْقُبُنی
إِذْ آثَرَ النَّوْمَ و الدِّفْ ءَ المناجِیبُ
و یُرْوَی«المَنَاخِیبُ »،و سیأْتی.
و قال أَبو عُبَیْدٍ: المِنْجَابُ : السَّهْمُ المَبْرِیُّ بلا رِیشٍ ، و لا نَصْلٍ . و قال الأَصْمَعِیُّ : المِنْجَابُ من السِّهام:مَا بُرِیَ و أُصْلِح وَ لم یُرَشْ و لم یُنْصَلْ ،و نقل الجَوْهَرِیُّ عن أَبی عُبَیْدٍ: المِنْجَابُ :السَّهْمُ الّذِی لیس علیه ریشٌ و لا نَصْلٌ .
و المِنْجَابُ : الحَدِیدَهُ تُحَرَّکُ بها النّارُ ،و ذا من زیاداته.
و المَنْجُوبُ :الإِناءُ الواسعُ الجَوْفِ و عباره الصَّحاح:
القَدَحُ الواسع.و قیل:واسع القَعْرِ،و هو مذکور بالفاءِ
ص:417
أَیضاً،قال ابْنُ سِیدَهْ :و هو الصَّواب.و قال غیره:یجوزُ أَنْ یکونَ (1)الباءُ و الفاءُ تعاقَبَا (2)،و سیأتی.
و النَّجَبُ ،مُحَرَّکَهً :لِحاءُ الشجَرِ،أَو قِشْرُ عُرُوقِها،أَو قِشْرُ ما صَلُبَ منها. و لا یُقالُ لِما لانَ من قُشُورِ الأَغْصَانِ :
نَجَبٌ ،و لا یُقَالُ :قِشْرُ العُرُوق،و لکن یُقَالُ : نَجَبُ العُرُوقِ ،و الواحده نَجَبَه .
و النَّجْبُ ،بالتَّسکین:مصدرُ[قولک]: (3)نَجَبْتُ الشجرَهَ أَنْجُبُها و أَنجِبُها ،إِذا أَخذتَ قِشْرَهَ ساقِها. و قال ابْنُ سِیدَهْ :
نَجَبَهُ یَنْجُبُه بالضَّمّ ، و یَنْجِبُه بالکسر، نَجْباً ، و نَجَّبَهُ تَنْجِیباً ، و انْتَجَبهُ :أَخذَ قِشْرَه.
و ذَهَبَ فُلانٌ یَنْتَجِبُ :أَی یجمعُ النَّجَبَ .
و سقَاءٌ مَنْجُوبٌ .و قال أَبو حنیفَهَ :قال أَبو مِسْحَلٍ :
سِقَاءٌ مِنْجَبٌ ،کمِنْبرِ. قال ابنُ سِیدَهْ :و هذا لیْسَ بشیْ ءٍ؛ لأَنّ مِنْجَباً مِفْعَل،و مفْعَلٌ لا یُعَبَّرُ عنه بمفعول و سِقَاءٌ نَجَبِیٌّ مُحَرَّکَهً ،کلُّ ذلک:أَی مَدْبُوغٌ بِهِ ،أَی: بالنَّجَب ،و هو لِحَاءُ الشَّجرِ. أَو المنجوب :المدبوغ بقُشُورِ سُوقِ الطَّلْحِ .
و بخطّ أَبِی زَکَرِیّا فی هامش الصَّحاح:بقُشُورِ الطَّلْح،و هو خطأٌ.و قولُ الشّاعرِ:
یا أَیُّها الزَّاعِمُ أَنِّی أَجْتَلِبْ
و أَنَّنِی غیْرَ عِضاهِی أَنْتَجِبْ
فمعناه:أَنَّنی 2أجْتَلِبُ الشِّعْرَ من غیری،فکأَنّی إِنّما آخُذُ القِشْرَ لأَدْبُغَ به من عِضاهٍ غیرِ عِضاهِی.
و النَّجْبُ ،بالفتح ،ذکرُ الفتح مُسْتَدْرَکٌ : السَّخِیُّ الکَرِیمُ ، کالنَّجِیبِ ،و هو صریحٌ فی أَنّه صفهٌ علیه،کالضَّخْم من ضَخُمَ ؛قاله شیخُنا.
و النَّجْبُ : ع لِبَنِی کَلْبِ ،هکذا فی النُّسخ،و صوابه:
بنی کِلابٍ ،کذا فی المُعْجَم،و قال القَتّالُ الکِلابیُّ :
عَفا النَّجْبُ بَعْدِی فالعُرَیْشَانِ فالبُتْرُ
فَبُرْقُ نِعَاجٍ من أُمَیْمَهَ فالحِجْرُ
و نَجَبٌ بالتَّحْرِیکِ ،و مُعَاذٌ (4)وادِیان (5)وَرَاءَ مَاوَانَ فی دِیار مُحَارِبَ ،و یقال له:ذو نَجَبٍ أَیضاً.
و
16- فی حدیث ابْن مسعود:
«الأَنعامُ من نَجَائِبِ القُرآنِ ». أَی: أَفْضَلُهُ و محْضُهُ ،أَی:
من خالص سُوَرِهِ و أَفاضِلها.
و نَواجِبُهُ ،أَی: لُبَابُه الَّذی لیس علیه نَجَبٌ ،أَی قشرٌ و لِحَاءٌ، أَو عِتَاقُهُ ،من قولهم: نَجَبْتُهُ :إِذا قَشَرْتَ نَجَبَهُ .قالهُ شَمِرٌ،و لا یخفی أَنّهما قولٌ واحد،فلا حاجهَ إِلی التّفریق ب «أَوْ».
و النُّجْبَه ،بالضَّمّ (6):ماءٌ لبَنِی سَلُولَ ،بالضُّمْرَیْنِ .
و نَجْبَهُ ،بفتح فسکون:قَرْیَه من قرَی البَحْرَیْنِ لِبنی عامِرِ بْنِ عبد القَیْس،کذا فی المُعْجم.و فی لسان العرب:
النَّجَبَهُ ،محرَّکهً :موضع بعَیْنه،عن ابن الأَعْرَابیّ ؛و أَنشد:
فَنَحْنُ فُرْسَانٌ غَدَاهَ النَّجَبَهْ
یَوْمَ یَشُدُّ الغَنَوِیُّ أُرَبَهْ
عَقْداً بعَشْرِ مِائَهٍ لن تُتْعِبَهْ
قال:أَسَرُوهُم،فَفَدَوْهُم بأَلْفِ ناقهٍ .
و ذُو نَجب ،مُحَرَّکَهً :واد لِمُحارِبَ و لا یَخفی أَنَّهُ الّذِی تقدَّمَ ذکرُه آنِفاً، و لَهُ یَوْمٌ ،أَی: معروفٌ . قال یاقوت:کانت فیه وَقعهٌ لبنی تَمِیمٍ علی بنی عامِرِ بْنِ صَعْصَعهَ ،و فیه یقول سُحَیْمُ بْنُ وَثِیلٍ الرِّیَاحِیّ :
وَ نَحْنُ ضَرَبْنَا هامَهَ ابْنِ خُوَیْلدٍ
یَزِیدَ و ضَرَّجْنا عُبیْدهَ بالدَّمِ (7)
بذِی نَجَبٍ إِذْ نَحنُ دُونَ حَرِیمِنا
عَلی کُلِّ جَیَّاشِ الأَجارِیّ مِرْجَمِ
و أَنشد البَلاذُرِیُّ فی المعالم لجَرِیرٍ:
ص:418
فاسأَلْ بِذِی نَجَبٍ فَوارِسَ عَامِرٍ
و اسْأَلْ عُیَیْنَهَ یوْم جَزْعِ ظلالِ (1)
و قال أَیضاً:
مِنّا فَوَارِسُ ذِی نَهْدٍ و ذِی نَجَبٍ
و المُعْلَمُونَ صَبَاحاً یومَ ذِی قارِ
و قال الأَشْهَبُ بْنُ رُمَیْلَهَ :
و غادَرْنَا بِذِی نَجَبٍ خُلَیْفاً
علیهِ سَبائِبٌ مِثْلُ القِرَامِ
و اختلفت أَقَاوِیلُهُم فی سبب الحرب،لیس هذا محلَّها.
و أَنْجَبَ الرَّجُلُ :جاءَ بوَلَدٍ نَجِیبٍ ،و أَنْجَبَ : ولَدَ وَلَداً جَبَاناً ،و هو ضِدٌّ. فمن جعله ذَمّاً،أَخذه من النَّجَبِ ،و هو قشرُ الشَّجَر.قال شیخُنَا:و قد یُقَالُ :لا مُضَادَّهَ بینَ النَّجَابه و الجُبْن،فإِنّ النَّجابهَ لا تقتضی الشَّجَاعَهَ حتّی یکونَ الجَبَانُ مُقَابِلاً له و ضِدَّه،فإِنّ النَّجَابَهَ هی الحِذْقُ بالأَمْرِ و الکرَمُ و السَّخَاءُ،و هذا لا یَلْزَمُ منه الشّجَاعَهُ ،بل قد یکونُ الشّجَاعُ غیرَ نَجِیبٍ ،و یکونُ النَّجِیبُ غیرَ شُجَاعٍ ،و هو ظاهر.فلا مُضَادَّهَ .انتهی.
و نَجِیبُ بْنُ مَیْمُون الواسطیُّ :مُحَدِّثُ هَرَاهَ .
و أَبُو النَّجِیب عبدُ القاهرِ بْنُ عبدِ اللّه بنِ محمّد البَکْریُّ (2)الفَقیه الزَّاهِدُ السَّهْرَوَرْدِیُّ (3)،إِلی سُهْرَوَرْدَ،قریهٍ بین زَنْجَانَ و هَمَذَانَ : مُحَدِّثانِ و إِلی الثّانی نُسِبَتِ المحلّهُ النَّجِیبیّهُ ببغدادَ،و الطَّرِیقَهُ السُّهْرَوَرْدِیّه،و هو عَمُّ الإِمَام شِهابِ الدّین أَبی حَفْصٍ (4)السُّهْرَوَرْدِیّ البَکْرِیِّ صاحِب الشِّهابیّه؛و لهما فی کتب التّواریخ تراجمُ جَمّهٌ ،لیس هذا مَحلَّ ذِکرِها.
وفاتَهُ : نَجِیبُ بْنُ السَّرِیّ ،رَوی عنه محمّدُ بْنُ حِمْیَرْ؛ و أَحمد بْنُ نَجِیبِ بنِ فائزٍ العَطّار،عن ابن المعْطُوشِیّ ،و محمد بْنُ عبد الرَّحمن بْنِ مَسْعُودِ بنِ نَجیبٍ الحِلّیّ ،عن ابْنِ قُلَیْبٍ ،و نجیبُ بنُ أَبی الحسَن المقری.ذکرهم ابنُ سلیم.و نَجِیبُ بْنُ عَمَّارِ بنِ أَحمد الأَمیر،أَبو السَّرایا، روی عن أَبی نَصْر.و أَبو النَّجِیب عبدُ الغَفّارِ الأُمویُّ .و أَبو النَّجِیبِ ظلیمٌ :تابِعِیٌّ ،روی عن أَبی سعیدٍ.و أَبو النّجیب المَرَاغِیّ :شاعِر.ذکرهم ابْنُ ماکُولا.
*و مِمّا یُسْتَدْرَکُ علی المؤلّف:
نَجْبَهُ النَّمْلَهِ ،بالفتح:قَرْصُهَا،
16- فی حدیثِ أُبَیٍّ : «المُؤْمِنُ لا تُصِیبُه ذَعْرَهٌ ،و لا عَثْرَهٌ ،و لا نَجْبهُ نَمْلَه،إِلاّ بذَنْب». قال ابْنُ الأَثِیرِ:ذکرَه أَبو مُوسَی هاهُنا.و یُرْوَی بالخاءِ المُعْجَمَهِ ،کما سیأْتی.و نقله ابْنُ الأَثِیرِ عن الزَّمَخْشَرِیّ بالوَجْهیْنِ .
و مِنْجابٌ ،و نَجَبهُ :اسْمانِ .
و حَمّامُ مِنْجَابٍ :بالبَصْرَه،قال ابْنُ قُتَیْبَهَ :إِلی مِنْجابِ بْن راشِدٍ الضَّبِّیِّ ،و قال أَبو منصورٍ الثّعالبیُّ :إِلی امْرَأَهٍ ،و فیه یقولُ القائلُ :
یا رُبَّ قائِلَهٍ یَوْماً و قد تَعِبَتْ
کَیْفَ السَّبِیلُ إِلی حَمَّامِ مِنْجَابِ (5)
قلت:و مِنْجَابُ بْنُ راشِد النّاجی:یقالُ :له صُحْبَهٌ .و أَمّا الّذِی نُسبَ إِلیه الحَمّامُ فهو مِنجابُ بْنُ راشدِ بن أَصْرمَ الضَّبِّیُّ ،نزل الکُوفَهَ ،و عنه ابْنُهُ سَهْمٌ .و کان شریفاً.
النَّحْبُ :رفعُ الصَّوْت بالبُکاءِ،کذا فی الصَّحاح.و فی المحکم: أَشَدُّ البکَاءِ. کالنّحِیبِ ،و هو البکاءُ بصوتٍ طویلٍ و مَدّ. و قدْ نَحَبَ ،کمَنَعَ ، یَنْحَبُ ، نَحْباً .و فی المحکم و الصَّحاح: یَنْحِبُ ،بالکَسر، و انْتَحَبَ انْتِحاباً مثلُهُ .و قال ابْنُ مَحْکَانَ :
زَیَّافَهٌ لا تُضِیعُ الحَیَّ مَبْرَکَها
إِذَا نَعَوْها لِراعِی أَهْلِها انْتَحَبَا
ص:419
و کُلُّ ذلک من المَجَاز.
و النَّحْبُ : الخَطَرُ العَظِیمُ یقالُ : ناحبَهُ علی الأَمْر:
خاطَرَه،قال جَریر:
بِطَخْفَهَ جالَدْنَا المُلُوکَ و خَیْلُنا
عشِیَّهَ بِسْطَامٍ جَرَیْنَ علی نَحْبِ
أَی:علی خَطَرٍ عظیم.
و النَّحْبُ : المُرَاهَنَهُ ،و الفِعْلُ کالفِعْل (1)،یقال: نَحَبَ ، کجَعَلَ ،أَی:من بابِ مَنَعَ ،و إِنّمَا غَیَّرَهُ تَفَنُّناً.
و النَّحْبُ : الهِمَّهُ .
و النَّحْبُ : البُرْهَانُ .
و النَّحْبُ : الحاجَهُ . و قیل فی تفسیر الآیه (2)قُتِلُوا فی سَبِیلِ اللّهِ ،فأَدْرَکُوا ما تَمَنَّوْا،و ذلک قَضاءُ النَّحْبِ .
و النَّحْبُ : السُّعالُ ،و فِعْلُه کَضَرَبَ ،یقال: نَحَبَ البعیرُ، یَنْحِبُ ، نُحَاباً ،بالضَّمّ ،إِذا أَخَذه السُّعَالُ .و قال الأَزْهَرِیُّ ،عن أَبی زیدٍ:من أَمراضِ الإِبِل: النُّحَابُ ، و القُحَابُ و النُّحَازُ،و کُلّ هذا من السُّعَال.
و من المَجَاز: النَّحْبُ : المَوْتُ قال اللّهُ تَعَالَی: فَمِنْهُمْ مَنْ قَضی نَحْبَهُ أَی:أَجَلَهُ ، و النَّحْبُ أَیضاً: الأَجَلُ ،قالَهُ الزَّجّاج و الفَرَّاءُ یقالُ قَضَی فُلانٌ نَحْبَهُ :إِذا ماتَ .و فی الأَساس:کأَنَّ المَوْتَ نَذْرٌ فی عُنُقِه.و فی غیرِه:کأَنَّه یُلْزِمُ نَفْسَهُ أَن یُقَاتِلَ حتَّی یَمُوتَ .
و قالَ الزجّاج: النَّحْب : النَّفْسُ ،عن أَبی عُبیْده.
و النَّحْبُ : النَّذْرُ ،و به فسَّر بعضُهم
14- الحدیثَ : «طَلْحَهُ مِمَّنْ قَضی نَحْبَهُ ». أَی:نَذْرَهُ ،کأَنّه أَلْزَم نفْسهُ أَن یَصْدُقَ الأَعداءَ فی الحرب،فَوَفَّی به،و لم یَفْسَخْ .و فی الأَساس:
و نَحَبَ فلانٌ نَحْباً ،و نَحَّب تَنْحِیباً :أَوْجَبَ علی نَفْسِهِ أَمراً، و هو مُنَحِّبٌ کمُحَدِّث، و فِعْلُهُ کَنَصَرَ ،تقول: نَحَبْتُ أَنْحُبُ ، و به صَدَّرَ الجَوْهَرِیّ ،قالَ الشّاعر:
فإِنِّی و الهِجَاءَ لِآلِ لأْمٍ
کذَاتِ النَّحْبِ تُوفِی بالنُّذُور
و قال لَبِیدٌ:
أَلاَ تَسْأَلاَنِ المَرْءَ ماذا یُحَاوِلُ :
أَ نَحْبٌ فیُقْضَی أَمْ ضَلالٌ و باطِلُ ؟
یقولُ :علیه نَذْرٌ فی طُولِ سَعْیِه.
و النَّحْبُ : السَّیْرُ السَّرِیعُ ،مثلُ النَّعْب،أَورده الجوْهَرِیُّ عن أَبی عَمرٍو. أَو الخَفِیفُ فی کثْرهِ الدَّأَبِ و المُلازَمَهِ .
و عن أَبی عَمرٍو: النَّحْبُ : الطُّولُ . و رُوِیَ عن الرِّیاشِیّ :یَوْمٌ نَحْبٌ ،أَی طویلٌ .
و النَّحْبُ : المُدَّه و الوقْتُ .
و النَّحْبُ : الیَوْمُ (3)هکذا فی النُّسخ،بالیاءِ التّحْتِیّه.و فی لسان العرب:النَّوْم،بالنّون.
و النَّحْبُ : السِّمَنُ .
و النَّحْبُ : الشِّدَّهُ (4).
و القِمَارُ ،و هو قَریبٌ من المُرَاهَنه.
و النَّحْبُ : العَظِیمُ من الإِبِل ،نَقَلَه الصاغانیّ .
و من المجَاز: نَحَّبوا تَنحِیباً ،و ذلک إِذا جَدُّوا فی عَمَلِهِم. نقله الجَوْهَرِیُّ ،عن أَبی عَمْرو؛قال طُفَیْلٌ :
یَزُرْنَ أَلاَلاً ما یُنَحِّبْنَ غَیْرَهُ
بِکلِّ مُلَبٍّ أَشْعثِ الرَّأْسِ مُحْرِمِ
أَو نَحَّبُوا :إِذا سارُوا ،فَأَجْهدُوا حَتَّی قرُبُوا ،من باب کرُّم، مِنَ الماءِ ،و المصدرُ: التَّنْحِیبُ و هو شِدَّهُ القَرَبِ للماءِ؛قالَ ذُو الرُّمَّه:
و رُبَّ مَفازَهٍ قَذَفٍ جَمُوحٍ
تَغُولُ مُنَحِّبَ القَرَبِ اغْتِیَالا
و نَحَّبَ السَّفَرُ فُلاناً :إِذا سارَ کثِیراً،و أَجْهَدَهُ .
و من المجاز: سیْرٌ نَحْبٌ ، مُنَحِّبٌ کمُحَدِّث ،أَی:
ص:420
سَرِیعٌ ،و کذلک الرَّجُلُ .و فی الصَّحاح:سار فلانٌ علی نَحْبٍ :إِذا سار فأَجْهَدَ السَّیْرَ،کأَنّه خاطَرَ علی شَیْ ءٍ فَجَدَّ؛ قال الشّاعر:
وَرَدَ القَطَا مِنْهَا بخمْسٍ نَحْبِ (1)
أَی:دائبٍ (2).
و سِرْنا إِلیهَا ثلاثَ لَیَالٍ مُنَحِّباتٍ :أَی دائباتٍ .و نَحَّبْنَا سَیْرَنَا:دَأَبْنَاهُ :و یُقَالُ :سَار سَیْراً مُنَحِّباً :أَی قاصِداً،لا یُرِیدُ غیره،کأَنّهُ جعل ذلک نَذْراً علی نفسه.قال الکُمَیْتُ :
یَخِدْن بِنَا عَرْضَ الفَلاهِ و طُولَهَا
کَمَا صارَ عنْ یُمْنَی یَدَیْهِ المُنَحِّبُ (3)
المُنَحِّبُ :الرّجلُ .قال ابْنُ سِیدَهْ :هذا البیت أَنْشَده ثعلبٌ ،و فَسَّرَه فقال هذا الرَّجلُ حَلَفَ :إِنْ لَمْ أَغْلِبْ قطَعْتُ یدِی.کأَنَّهُ ذَهبَ به إِلی معنَی النَّذْرِ،کذا فی لِسان العرب، و فیه تَأَمُّلٌ .
و النُّحْبَهُ ،بالضَّمّ ؛القُرْعهُ ،و هو مأْخوذٌ من قولهم:
ناحَبَهُ إِذا حَاکَمَهُ و فاخَرَهُ ؛لِأَنّها کالحَاکِمَه فی الاسْتِهَام، و هو من المجاز.
و نَاحبْتُ الرَّجُلَ إِلی فلانٍ :مثلُ حاکَمْتهُ .و
17- فی الصَّحاح:
قال طَلْحَهُ .لابْنِ عَبّاسٍ ،رضیَ اللّه عنهما:فهَلْ لَکَ فی (4)أَنْ أُنَاحِبَک ،و تَرْفَعَ النَّبِیَّ ،صلی اللّه علیه و سلم ؟ قال أَبو عُبَیْدٍ:قال الأَصْمَعِیُّ (5): ناحَبْتُ الرَّجُل:إِذا حاکَمْتَهُ ،أزو قاضَیْتَه إِلی رَجلٍ .و قال غیْرُه: ناحَبْتُهُ و نافَرْتُهُ مثلُهُ ،قال أَبو منصور:
أَراد طَلْحهُ فی (6)هذا المَعْنی،کأَنَّهُ قالَ لاِبنِ عَبَّاس:
أُنافِرُکَ ،[أَی] (7):أُفاخِرُک و أُحاکِمک،فتَعُدُّ فضائلَک و حَسَبَک،و أَعُدُّ فضائلی،و لا تَذْکُرْ فی فضائِلک النَّبِیَّ ، صلی اللّه علیه و سلم،و قُرْبَ قَرَابَتِک منه؛فإِنّ هذا الفضلَ مُسَلَّمٌ لک،فارفَعْه (8)من الرَّأْسِ ،و أَنافِرُک بما سِواهُ .یعنی:أَنّهُ لا یقْصُرُ عنه فیما عدا ذلک من المَفَاخِر.و مثلُه فی هامش الصَّحاح مُخْتَصَراً.و
16- فی الحدیث: لو عَلمَ النّاسُ ما فی الصَّفِّ الأَوّلِ ،لاقْتَتَلُوا علیه،و ما تَقَدَّمُوا إِلاّ بنُحْبَه ». [أَی:
بقُرْعَهٍ ] (9).
و المُنَاحَبَهُ :المُخَاطَرَهُ ،و المُراهَنَهُ .و یقالُ : نَاحَبهُ :إِذا راهنهُ . و
16- فی حدیثِ أَبِی بَکْر،رَضِیَ اللّهُ عنه: فی مُناحَبَهِ الم. غُلِبَتِ الرُّومُ أَی:مُرَاهَنَتِه لقُرَیْش بینَ الرُّومِ و الفُرْس.
و انْتَحَبَ الرَّجُلُ :إِذا بَکَی،و و تَنَفَّس أَی:صَعَّد نَفَسَه شَدِیداً.
و یُقَالُ : تَنَاحَبُوا :إِذا تَوَاعدُوا لِلْقِتالِ إِلی وقْتٍ ما،و قَدْ یَکُونُ التَّنَاحُبُ لِغَیْر (10)القِتَالِ أَیضاً.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علی المُصَنِّف:
النَّواحِبُ ،و هُنَّ البَواکِی:جمعُ ناحِبهٍ .
و من المجاز: التَّنْحِیبُ :الإِکْبابُ علی الشَّیْ ءِ لا یُفارِقُهُ .
و یقالُ : نَحَّبَ فلانٌ علی أَمره.و قال أَعْرَابیٌّ أَصابتْه شَوْکَهٌ ، فنَحَّبَ علیها یستخرِجُها،أَی:أَکبَّ علیها،و کذلک هو فی کلّ شیْ ءٍ:هُوَ مُنَحِّبٌ فی کذا.
و النحیب :موضع بالبصره،فیه قَصْرٌ لعبد اللّه بْنِ عامرِ بْن کُرَیْز.
النُّخْبَهُ ،بالضَّمِّ ،و النُّخَبَهُ کهُمَزَهٍ ،الأَوّلُ قولُ أَبِی منصور و غیرِه،و الثّانی قولُ الأَصمَعیّ ،و هی اللُّغَه الجَیِّده: المُخْتَارُ ،و جمع الأَخیرِ: نُخَبٌ ،کرُطْبَه و رُطَب.
و انْتَخَبَهُ :اخْتَارَهُ .
و نُخْبَهُ القَوْمِ و نُخَبَتُهُمْ :خِیارُهم.و جاءَ فی نُخَبِ أَصحابِهِ :أَی فی خِیَارِهِم و النُّخْبَهُ :الجماعهُ تُخْتَارُ من الرِّجال فتُنْزَعُ منهم؛و
1- فی حدیثِ علیٍّ ،و قِیلَ :عُمَرَ، رضی اللّهُ عنهما: «و خَرَجْنا فی النُّخْبَه ». و هم المُنْتَخَبُون
ص:421
من النّاس المُنْتقَوْنَ .و
16- فی حدیثِ ابْنِ الأَکْوعِ : « انْتَخَبَ من القَوْمِ مِائَهَ رَجُلٍ ».
و نُخْبهُ المتَاعِ :المُخْتَارُ یُنْتَزَعُ منه.و عن اللَّیْث: انْتَخَبْتُ أَفْضَلَهُم نُخْبَهً ،و انْتَخَبْتُ نُخْبَتَهُم .
و النَّخْبُ :النِّکَاحُ ،و عبارهُ الجَوْهَرِیّ :البِضَاعُ . أَو نَوْعٌ منه. قاله ابْنُ سیدهْ .و قال:و عَمَّ به بعضُهم.
و فِعْلُه کمَنَع و نَصَر. نَخَبَها النَّاخِب ، یَنْخَبهَا ،و یَنْخُبهَا ، نَخْباً .
و النَّخْبُ العضُّ ،و القَرْصُ .یقال: نَخَبتِ النمْلهُ ، تَنْخُب :إِذا عَضَّتْ .قال ابْنُ السّید:و نَخْبَهُ النَّمْلِه و القَمْلهِ :
عَضَّتُهُما.و مثلُهُ فی النِّهَایه،و نقله عن الزَّمَخْشَرِیّ بالجِیم و الخاءِ المُعْجمَهِ ،و
16- ذکر الحدیثَ و رفَعَه: (1)«و لا یُصِیبُ (2)المؤْمِنَ مُصِیبهٌ و لا ذَعْرهٌ (3)،و لا عَثْرهُ قَدَم،و لا اخْتِلاجُ عِرْقٍ ،و لا نَخْبَهُ نَمْلَهٍ ،إِلاّ بذَنْبٍ ،و ما یَعْفُو اللّهُ أَکْثَرُ». و کذا ذکرَه أَبو موسی بهما.
و النَّخْبُ : النَّزْعُ ،تقول: نَخَبْتُه ، أَنْخُبُه :إِذا نَزَعْتَهُ ، و انْتَخَبَهُ :انْتَزَعهُ . و فِعْلُهما،کنَصَر ،علی ما بیَّنَاه.
و النَّخْبُ الاسْتُ ، کالمَنْخَبَه الأَخِیرُ عن الفَرّاءِ.و الّذِی فی لسان العرب: النَّخْبهُ ،بزیاده الهاءِ؛قال:
و اخْتَلَّ حَدُّ الرُّمْحِ نَخْبَهَ عامرٍ
فَنَجَا بِها و أَقَصَّهَا القَتْلُ (4)
و قال الرّاجِز:
إِنَّ أَباکِ کَانَ عَبْداً جازِرا
و یأْکُلُ النَّخْبَهَ و المَشَافِرا
قال:و المَنْخَبهُ :اسم[أُمِّ ] (5)،سُوَیْدٍ.
و النَّخْبُ الشَّرْبَهُ العَظیمَهُ ،عن أَبی زَیْدٍ،و نَصُّه: النُّخْبَهُ بالضَّمّ مع الهاءِ.قال الصَّاغانیُّ : و هی بالفارِسِیَّهِ دُوسُتکَانی (6)،بالضَّم.
و النَّخْبُ :الجُبْنُ ،و ضَعْفُ القلب.یقال رَجُلٌ نَخِبٌ (7)ککَتِفٍ ، و نَخْبٌ بفتح فسکون، و نَخَبَهٌ بزیاده الهاء و نُخْبَهٌ بالضَّمّ ، و نِخَبٌ کهِجَفٍّ ،و هذه عن الصّاغانیّ ، و مُنْتَخَبٌ علی صیغه المفعول، و مَنْخُوبٌ ،و نِخِبٌّ ،بکسر الأَوّل و الثّانی مع تشدید المُوَحَّدَه،لغهٌ فی: نِخَبٍّ ،کهِجَفٍّ ،نقله الصّاغانیُّ ،و قال:أَکثرُ ما یُرْوَی فی شعر جَرِیر. و یَنْخُوبٌ ، و نَخِیبٌ ،کأَمِیر: جبانٌ کأَنَّهُ مُنْتَزَعُ الفؤَادِ أَی:لا فُؤَادَ له،أَو الّذی ذهب لَحْمُهُ و هُزِلَ .
و اقتصر الجَوْهَرِیّ علی الأَوّل،و العاشِرِ،و السّابِعِ ، و السّادِسِ ،و فسَّره بِما ذکرنا.
زاد فی لسان العربِ :و منه نَخَبَ الصَّقْرُ الصَّیْدَ:إِذا انْتَزَع قَلْبَهُ .و
16- فی حدیثِ أَبِی الدَّرْداءِ: «بِئسَ العَوْنُ علی الدِّینِ قَلْبٌ نَخِیبٌ ،و بَطْنٌ رَغِیبٌ ». النَّخِیبُ :الجَبَانُ الّذِی لا فُؤَادَ له،و قیل:هو الفاسِدُ الفِعْلِ .
ج أَی جمعُ النَّخِیب : نُخُبٌ بضم النون و الخاءِ.و أَمَّا المَنْخُوب ،فإِنّه یُجْمَعُ علی المنْخُوبِینَ .قال ابْنُ الأَثِیرِ:
و قد یُقَالُ فی الشِّعْر،علی مَفَاعِلَ : مَناخِبُ .و قال أَبو بکر:
یقال لِلْجَبَانِ نُخْبَهٌ ،و للجُبَنَاءِ نُخَبَاتٌ ؛قال جَرِیرٌ یهجو الفَرَزْدَقَ :
أَ لَمْ أَخْصِ الفَرَزْدَقَ قد عَلِمْتُمْ
فأَمْسَی لا یَکِشُّ مع القُرُومِ (8)
لَهُمْ مَرٌّ و للنُّخَبَاتِ مَرٌّ
فَقَدْ رَجَعُوا بِغَیْرِ شَظًی سَلِیمِ
ص:422
و النَّخِبُ ، کَکَتِفٍ ،واد بالطَّائفِ ،عن السَّکُونیّ :
و أَنشدَ:
حَتَّی سمِعْتُ بِکُمْ وَدَّعْتُمُ نَخِباً
ما کانَ هذا بحِینِ النَّفْرِ من نَخِبِ
و قال الأَخفش: نَخِبٌ :وادٍ بأَرْضِ هُذَیْل:و قیل:واد من الطَّائِف علی ساعهٍ .و رواه بفتحتینِ ،
14- مَرَّ به النَّبِیُّ ، صلی اللّه علیه و سلم،من طریقٍ یقال لها الضَّیْقَه،ثم خَرَجَ منها علی نَخِبٍ حتی نَزَلَ تَحْتَ سِدْرَهٍ ،یقالُ لها:الصّادِرَهُ ،کذا فی المُعْجَم.قلتُ :و فی حدیثِ الزُّبَیْرِ:«أَقْبَلْتُ مع رسولِ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم،مِنْ لِیَّهَ ،فاستَقْبَلَ نَخِباً ببَصَرِهِ ». قال ابْنُ الأَثِیرِ:
هو اسْمُ مَوْضِع هُنَاک؛قال أَبو ذُؤَیْبٍ یَصِفُ ظَبْیَهً وَ وَلَدَهَا:
لَعَمْرُکَ ما خَنْساءُ تَنْسَأُ شادِناً
یَعِنُّ لها بِالجِزْعِ من نَخِبِ النَّجْلِ
أَراد:من نَجْلِ نَخِبٍ ؛فقلَبَ ؛لِأَنَّ النَّجْلَ الّذِی هو الماءُ فی بُطُونِ الأَوْدیهِ جِنْسٌ ،و من المُحال أَنْ تُضَافَ الأَعْلاَمُ إِلی الأَجناس،کذا فی لسان العرب.و قال یاقوت:
النَّجْل،بالجیم النَّزُّ،و أَضافه إِلی النَّجْل،لِأَن به نِجالاً کما قیل:نَعْمانُ الأَرَاک،لِأَن بهِ الأَرَاک،و یقالُ نَخِبٌ :واد بالسَّرَاهِ .
و المَنخُوبُ :الذّاهبُ اللَّحْمِ المَهْزُولُ ،و هم المَنْخُوبُونَ .
و المِنْخابُ :الرَّجُلُ الضَّعِیفُ الَّذِی لا خَیْرَ فِیهِ ،لغه فی الجِیم،جمعه: مَنَاخِیبُ .قال أَبو خِراشِ :
بَعَثْتُهُ فی سَوَادِ اللَّیْلِ یَرْقُبُنی
إِذْ آثَرَ الدِّفْ ءَ و النَّوْمَ المَنَاخِیبُ
قیل:أَراد الضِّعافَ من الرِّجال الَّذِین لا خیرَ عندَهم.
و یروی:المَنَاجِیبُ ،و قد تقدَّمَ .و قد یُقَالُ فی الشِّعْرِ علی:
مَنَاخِبَ .
و من المَجَاز: اسْتَنْخَبَتِ المَرْأَهُ :طلَبَتْ أَنْ تُنْخَبَ ،أَی:
تُجَامَعَ . و عبارهُ الجَوْهَرِیّ :إِذا أَرادَتْهُ (1)،عن الأُمَوِیِّ ؛ و أنشد:
إِذَا العَجُوزُ اسْتَنْخَبَت فانْخُبْهَا
و لاَ تَرَجَّبْهَا و لا تَهَبْهَا
و عن ابنْ الأَعْرَابِیّ : أَنْخَبَ الرَّجُلُ ،مثلُ أَنْجَبَ : جَاءَ بوَلدٍ جَبَانٍ ،و أَنْخَبَ :جاءَ بوَلَدٍ شُجَاعٍ فهو ضِدٌّ. فالأَوّل من المنخوب ،و الثّانی من النُّخْبَه .
و ممّا یستدرَکُ علی المؤلِّف:
کَلَّمْتُه فنَخَبَ عَلَیَّ :إِذا کَلَّ عن جوابِک،عن ابْنِ دُرَیْد.
و النَّخْبَهُ خَوْقُ الثَّفْرِ.
و فی النِّهَایَه: النَّخْبُ :خَرْقُ (2)الجِلْد.
و النِّخابُ ،بالکَسْر:جِلْدَهُ الفُؤَادِ،قال:
و أُمُّکُمْ سارِقَهُ الحِجَابِ
آکِلَهُ الخُصْیَیْنِ و النِّخَابِ
و عبدُ الرَّحْمنِ بن مُحَمَّد البِسْطامِیّ ،شُهِرَ بابْنِ النِّخابِ ، من المُتَأَخِّرِینَ .
و فی المعُجَمِ : یَنْخُوب ،بالمُثَنَّاه التَّحْتِیَّه ثمَّ نون:
مَوْضِعٌ ،قال الأَعْشَی:
یا رَخَماً قاظَ علی یَنْخُوبِ
یُعْجِلُ کَفَّ الخارِیءِ المُطِیبِ
و أَنشد ابْنُ الأَعْرَابِیّ لبعضهم:
و أَصْبَحَ ینْخُوبٌ کأَنَّ غُبَارَه
بَراذِینُ خَیْلٍ کُلُّهُنَّ مُغِیرُ
و الینْخُوبَهُ الاسْتُ ،قال جَرِیرٌ:
إِذَا طَرَقَتْ یَنْخُوبَهٌ من مُجَاشِعٍ
و الیَنْخُوبُ :الطَّویلُ .
النُّخْرُوبُ بالضَّمّ ،و أَطْلَقَهُ اعتماداً علی أَنّه لیس لنا فَعْلُولٌ بالفتح و رجَّحَ آخرون الفتحَ بناءً علی زیاده النّون،فوزنه نَفْعُول (3)،قال ابْنُ الأَعْرَابِیّ :نون النَّخارِیب زائده،لأَنّه من الخَرَاب؛قال أَبو حَیَّانَ :و أَمّا نَخْرَبُوتٌ
ص:423
للنَّاقَه الفارهه،فقیل:نُونُهُ زائدهٌ ،و أُصولُهُ :الخاءُ و الرّاءُ و الباءُ،و لیس بظاهر الاشتقاق من الخراب،فینبغی أَصالهُ نُونِه،کعنکبوت،فی قول سیبویه،قاله شیخُنا.و قد مَرَّ ذکر نَخْرَبُوت بالفوقیّه و الکلام فیه: الشَّقُّ فی الحَجَرِ (1)،واحدُ النَّخارِیبِ .
و کذلک: الثَّقْبُ فی کُلِّ شَیْ ءٍ نَخْرُوبٌ . و النَّخَارِیبُ أَیضاً: الثُّقَبُ المُهَیَّأَهُ من الشَّمْعِ ،لتَمُجَّ النَّحْلُ العَسَلَ فیها ،تَقُولُ :إِنَّهُ لأَضْیَقُ من النُّخْرُوبِ .
و نَخْرَبَ القَادِحُ الشَّجَرَهَ :ثَقَبَهَا ،و جَعَلَهُ ابْنُ جِنِّی ثُلاثِیًّا من الخَرَاب.و فی لسان العرب: النَخَارِبُ :خُرُوقٌ کبُیُوتِ الزَّنابیرِ،واحدها: نُخْرُوبٌ . و شَجرهٌ مُنَخْرِبَهٌ بکسر الراءِ، و مُنَخْرَبهٌ بفتحها:إِذا بَلِیَتْ و صارتْ فیها نَخَارِیبُ ،أَیْ :
شُقُوقٌ ،نقله الصّاغانیّ .
نَخْشَب ،کجَعْفَرٍ،بالشّین المُعْجمَه:أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و صاحِب اللّسان،و قالَ الصّاغانیّ :هو د ،أَی:
مَدِینَهٌ معروفه ببلاد ما وراءَ النَّهْرِ بینَ جَیْحُونَ و سَمَرْقَنْدَ.
و لیست علی طریق بُخَارَی (2)،و هی نَسَفُ نَفْسُها،بینَها و بینَ سَمَرْقَنْدَ ثلاثُ مراحِلَ ،لها تاریخٌ کبیر جامع،فی مُجَلَّدَیْن لأَبِی العَبّاس المُسْتَغْفِرِیّ .و نُونُهَا أَصلِیَّهٌ ،لأَنّها من أَسماءِ العجم. و النِّسْبَهُ إِلیها نَخْشَبِیٌّ علی الأَصل. و من اعتبرَ تَعریبِها،فقال: نَسَفِیٌّ علی التَّغْیِیرِ ،فهو نسبهٌ إلی المعرَّب،لا إِلی أَصلِ نَخْشَب ،کما یُوهِمه کلامُ المُصَنِّف،قاله شیخُنا.
و قد نُسِب إِلیها جماعهٌ من المُحَدِّثین،و الصُّوفیّه، و الفُقَهاءِ:منهم:
أَبو تُرَابٍ عَسْکَرُ بْنُ محمدِ بْنِ أَحمد (3)،من کبار مَشَایخِ الصُّوفیّه،المُتَوَفَّی بالبادیَهِ ،سنه خمسِ و أَربعین و مِائَتَیْن (4).
و الحافظ أَبو محمَّد عبدُ العزیز بن محمّد بن محمّد النَّسَفِیّ النَّخْشَبِیّ العاصِمِیّ (5)،أَحد الأَئمّه،مات سنه 2.456Lو أَبو العبّاس جعفرُ بْن محمد المُسْتَغْفِریّ النَّخْشَبِیّ ،مات سنه 456 (6)کذا فی المعجم.
النَّدَبَهُ بفتح فسکون (7)،کذا فی النسخه،و هو صریح إِطلاقه.و الصّوابُ أَنَّهُ بالتَّحْرِیک فی معنی: أَثَرُ الجُرْحِ الباقی علی الجِلْدِ إِذا لم یَرتَفع عنه. ج: نَدَبٌ بفتح فسکون (8)،کذا فی نسختنا.قال شیخُنَا.هو أَیضاً بالتّحْرِیک،اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ لِنَدَبَهٍ ،کشَجَرٍ و شَجَرهٍ ، و أَنْدَابٌ ،و نُدُوبٌ ،بالضَّمّ ،کِلاهُمَا جمعُ الجمْعِ .و قیلَ :
النَّدَبُ واحدٌ،و الجمع أَنْدابٌ و نُدُوبٌ ،کذا فی اللِّسان و قال شیخُنا:و أَمّا الثّانی فهو جمعٌ لنَدَبٍ ،کشَجَرٍ و أَشْجَارٍ، و نُدُوبٌ شاذٌّ،أَو هو جمعٌ لِنَدْبٍ ساکن الوَسَطِ علی ما فی بعض الأَشعارِ ضَرُورَهً .
و نَدِبَ الجُرْحُ ،کَفَرِحَ ، نَدَباً : صَلُبَتْ نَدَبَتُهُ ،بفتح فسکون،علی ما فی النُّسَخ،و قد تقدمَ أَنَّ الصَّوَابَ فیه بالتّحریک، کَأَنْدَب ،فیه.
و نَدِبَ الظَّهْرُ ، یَنْدَبُ ، نَدَباً بالتّحریک و نُدُوبَهً ،و نُدُوباً ، بالضَّمّ فیهما، فهو نَدِیبٌ ،کذا فی النُّسَخ.و فی اللِّسَان:
فهو نَدِبٌ ،کَفَرِح: صَارَتْ فیه نُدُوبٌ ،بالضَّمّ ،جمعُ نَدَبٍ ،و هو الأَثَرُ و جُرْحٌ نَدِیبٌ : مَنْدُوبٌ ،و جُرْحٌ نَدِیب :ذُو نَدَبٍ .و قال ابْنُ أُمِّ حَزْنَهَ (9)یصِفُ طَعنَهً ،و اسمُه ثَعلبهُ بْنُ عَمْرٍو:
فَإِنْ قَتَلَتْهُ فلم آلُهُ
و إِنْ یَنْجُ منها فَجُرْحٌ نَدِیبُ (10)
و أَنْدَب بظَهْرِه،و فی ظَهْرِه:غادَرَ فیها (11)نُدُوباً .
و فِی الصَّحاح: النَّدَبُ :أَثَرُ الجُرْحِ إِذا لم یرتفع عن الجِلْد،قال الفَرَزْدَقُ .
و مُکَبَّلٍ تَرکَ الحَدِیدُ بسَاقِهِ
نَدَباً من الرَّسَفانِ فی الأَحْجالِ
ص:424
و
16- فی حدیثِ مُوسَی،علیه الصَّلاهُ و السَّلام: «و إِنّ بالحجرِ نَدَباً سِتَّهً أَو سَبْعَهً من ضَرْبِهِ إِیَّاهُ ». ؛فشَبَّهَ أَثَرَ الضَّرْب فی الحجر بأَثَرِ الجُرْحِ .و
17- فی حدیث مجاهِدٍ: «أَنّه قَرَأَ سِیماهُمْ فِی وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ (1)فقال:لیس بالنَّدَب ،و لکنَّهُ صُفْرهُ الوَجْهِ و الخُشُوعُ ». و استعارَهُ بعضُ الشُّعرَاءِ للعِرضِ ، فقال:
نُبِّئْتُ قَافِیَهً قِیلَتْ تَناشَدَها
قَوْمٌ سَأَتْرُکُ فی أَعْرَاضِهِمْ نَدَبا
أَی:أَجْرحُ أَعراضَهم بالهِجاءِ،فیُغادرُ فیها ذلک الجَرْحُ نَدَباً .
و نَدَبَهُ إِلی الأَمْرِ،کنَصَرَ ، یَنْدُبُهُ ، نَدْباً : دعاهُ ،و حَثَّهُ .
و النَّدْبُ :أَنْ یَنْدُبَ إِنسانٌ قَوماً إِلی أَمْرٍ أَو حَربٍ أَو مَعُونهٍ ،أَی:یدعوهم إِلیه، فینْتَدِبُون له،أَی:یُجِیبُونَ و یُسَارِعُونَ .و قال الجَوْهَرِیّ :یقال: نَدَبَهُ للأَمْر (2)، فانْتَدَبَ له؛أَی دَعاهُ له،فأَجابَ .
و نَدَبَهُ إِلی أَمْرٍ: وَجَّهَهُ إِلیه.و فی الأَساس: نُدِب لِکَذا، أَو إِلی (3)کَذَا، فانْتَدَبَ له.و فُلانٌ مندوبٌ لأَمْرٍ عظیم، و مُنَدَّبٌ له.
و أَهلُ مَکَّهَ یُسَمُّونَ الرُّسُلَ إِلی دارِ الخِلافهِ : المُنَدَّبَهَ .
و من المجاز:أَضَرَّتْ به الحاجَهُ ، فأَندَبَتْهُ إِنْداباً شدیداً:
أَی أَثَّرَتْ فیه.و ما نَدَبَنِی إِلی ما فَعلتُ إِلاّ النُّصْحُ لک.
و نَدَبَ المَیِّتَ بعدَ مَوْتِه،هکذا قاله ابْنُ سِیدَهْ ،من غیرِ أَنْ یُقَیِّدَ ببُکَاءٍ،و هو من النَّدَبِ للجِراحِ (4)،لأَنّه احْتراقٌ و لَذْعٌ من الحُزْن.و فی الصَّحاح، نَدَبَ المَیِّتَ : بَکاه ، و عبارهُ الجوهریّ :بَکَی علیه و عَدَّدَ مَحاسِنَهُ و أَفْعَالَهُ ، یَنْدُبُهُ ، نَدْباً ، و الاسْمُ النُّدْبَهُ ،بالضَّمّ . و فی المُحْکَم: النَّدْبُ :أَنْ تَدْعُوَ النّادِبهُ المیِّتَ (5)بحُسْن الثَّناءِ فی قولِها:وا فُلاناهْ :
وا هَنَاهْ :و اسْمُ ذلک الفِعْلِ : النُّدْبَهُ .و هو من أبوابِ النّحْو:کُلُّ شَیْ ءٍ فی نِدَائهِ واوٌ.فهو من باب النُّدْبَه .و
16- فی الحدیثِ : «کُلُّ نادِبهٍ ،کاذبهٌ إِلا نادبهَ سَعْدٍ». و هو من ذلک.و أَنْ تَذکُرَ النّائحهُ المیِّتَ بأَحسنِ أَوصافِهِ و أَفعالِه.و فی المِصْباح: نَدَبَتِ المرأَهُ المَیِّتَ ،من باب قَتَلَ و هی نادبهٌ ،و الجمعُ نَوادِبُ ،لأَنّه کالدُّعاءِ؛فإِنّها تُعدِّد مَحَاسِنَهُ ،کَأَنَّه یَسمعُها.قال شیخُنَا:ففیه أَنَّ النُّدْبَهَ خاصَّهٌ بالنِّسَاءِ،و أَنّ إِطلاقها علی تَعْدادِ محاسِنِ المیّتِ ، کالمَجَاز،من: ندَبَهُ إِلی الأَمْر:إِذا دعاهُ إِلیه،و کِلاهُمَا صرَّح به جماعهٌ .ثمّ قال: النُّدْبَهُ :مَأْخُوذَهٌ من النَّدَبِ ،و هو الأَثَرُ،فکَأَنَّ النَّادِبَ یذکُرُ أَثَرَ مَنْ مَضَی.و یُشْبِهُ أَن یکونَ من النَّدْب ،و هو الخِفَّهُ ،و رَجُلٌ نَدْبٌ :أَی خَفِیف کما یأْتِی.
و النُّدْبَهُ إِنّما وُضِعَتْ تَخفِیفاً،فهی ثلاثهُ اشتقاقات انتهی.
و المَنْدُوبُ :المُسْتحَبُّ ،کذا حَقَّقه الفُقَهاءُ.و
16- فی الحدیث: «کان له فَرَسٌ یُقَال له المندوبُ ». أَی المطلوب، و هو من النَّدَبِ :و هو الرَّهْنُ الّذِی یُجْعلُ فی السِّبَاق، و قیل:سُمِّیَ به لِنَدَبٍ کان فی جسمه،و هو (6)أَثَرُ الجُرْح کذا فی اللّسان.
14- و مَندُوبٌ ،بلا لام: اسْمُ فَرَسِ أَبی طَلْحهَ زَیْدِ بْنِ سَهْلٍ الأَنْصَارِیِّ ،القائلِ :
أَنَا أَبُو طَلْحَهَ و اسْمِی زَیْدْ رکِبَهُ سیِّدُنا رسولُ اللّهِ ، صلَّی اللّهُ تعالَی علیه و سَلَّمَ ، فقال فیه: و إِنْ -کما فی الصَّحاح- وَجَدْنَاهُ لَبَحْراً ،و فی روایه:إِنْ وَجَدْناهُ بَحْراً.
و مَندوبٌ أَیضاً:اسْمُ فَرَسِ مُسْلمِ بْنِ ربیعهَ الباهِلِیِّ .
و مندوب : ع کانت لهم فیه وَقْعَهٌ ،و له یومٌ یسمَّی بِاسْمِهِ .
و النَّدْبُ :الرَّجُلُ الخَفِیفُ فی الحاجَهِ ،و السَّرِیعُ الظَّرِیفُ النَّجِیبُ و کذلِک الفَرسُ .و فی الأَساسِ :رجل نَدْبٌ :إِذا نُدِبَ ،أَی وُجِّهَ ،لِأَمْر عظیمٍ خَفَّ لَهُ (7).و أَرَاکَ نَدْباً فی الحوائج. ج: نُدُوبٌ بالضَّمّ ،و هو مَقِیسٌ ، و نُدَباءُ ،بالضَّمِّ
ص:425
مع المدّ:تَوَهَّمُوا فیه فَعِیلاً،فکسَّروه علی فُعَلاءَ،و نظیره سمْحٌ و سُمَحَاءُ.
و قَدْ نَدُبَ ،کظَرُفَ ، یَنْدُبُ ، نَدَابَهً :خَفَّ فی العَمَل.
نقله الصّاغانیُّ .
و فَرَسٌ نَدْبٌ :قَالَ اللَّیْثُ : النَّدْبُ :الفَرَسُ الماضِی، نَقِیضُ البَلِیدِ.
و رَمَیْنَا نَدَباً ، بالتَّحْرِیکِ ،و هو الرَّشْقُ بکسر الرّاءِ و فتحها.
و بَیْنَهُمْ نَدَبٌ ،و هو الخَطَرُ ،و الرِّهَانُ .و منهُ :أَقامَ فلانٌ علی نَدَبٍ علی خَطَرِ،قال عُرْوَهُ بْنُ الوَرْدِ:
أَ یَهْلِکُ مُعْتَمٌّ وَ زَیْدٌ و لمْ أَقُمْ
علی نَدَبٍ یوماً ولی نَفْسُ مُخْطِرِ
مُعْتَمٌّ (1)و زَیْدٌ:بَطنانِ من بُطُون العرب 1،و هُمَا جَدّاهُ .
وجدتُ ،فی هامش نُسَخ الصَّحاح،ما نَصُّه:بخطّ الأَزْهَرِیّ :أَ تَهْلِکُ مُعْتَمٌّ و زَیْدٌ،بالتّاءِ المُثَنّاه.و قال:إِنّهما قَبِیلتانِ .
و فی لسان العرب:السَّبَق،و الخَطَرُ،و النَّدَبُ ،و القَرَعُ ، و الوَجْبُ :کُلُّه الّذِی یُوضَعُ فی النِّضالِ و الرِّهَانِ ،فَمنْ سَبَقَ ،أَخَذَهُ ؛یقال فیه کُلِّهِ :فَعَّلَ ،مُشَدَّداً،إِذا أَخَذَهُ .
و النَّدَبُ : قَبِیلَهٌ من الأَزْدِ،و هو النَّدْبُ بْنُ الهُون، منها أَبو عَمْرٍو بِشْرُ بْنُ جَرِیرٍ ،و فی بعض نُسَخِ الأَنساب:
حَرْب (2)،بدل جریر،عن ابْن عمرٍو و أَبی سعید و رافع بن خَدِیج،و عنه الحمّادانِ :ابْنُ سَلَمَهَ ،و ابْنُ زَیْدٍ،ضعَّفه أَحمدُ و أَبو زُرْعهَ و ابْن مُعین. و محمَّدُ بْنُ عبدِ الرَّحْمن ، نقلهما الصّاغانیّ . و بقولُ أَهلُ النِّضَالِ : نَدَبُنَا یَوْمُ کَذا:أَی یَومَ ابتِدائِنا للرَّمْیِ (3).
و نَدْبَهُ ،کحَمْزَهَ ،مولاهُ مَیْمُونَهَ بِنْتِ الحارِث الهِلالیّهِ ، زوجِ النّبِیّ ،صلی اللّه علیه و سلم لها صُحْبَهٌ ذُکِرَت فی حدیثٍ لعائشَهَ ، رَضِیَ اللّه عنها.روِیَ عن مَعْمَرٍ ضَمُّ نُونِها أَیضاً،و رواه یُونُسُ عن ابْن شِهَابٍ ،بضمّ المُوَحَّده و فتح الدّال و تشدید التَّحْتیّه،نقله الحافظ . و الحَسَنُ بْنُ نَدْبَهَ ،و هی أُمُّه،و أَبوهُ حَبِیبٌ (4):محدِّثٌ .
و النَّدْبهُ ،بفتح فسکون، مِنْ کُلِّ حافرٍ و خُفٍّ :الّتی لا تَثْبُتُ علی حالَهٍ . و فی التَّکْمِلَه:علی سِیرَه واحِدَه ،نقله الصّاغانیّ .
و عَربِیٌّ نُدْبَهٌ ،بالضَّمِّ ،أَی فَصِیحٌ مِنْطِیقٌ .
و خُفافُ ،کغُرَاب، بْنُ نُدْبَهَ ،بالضّمِّ :اسْمُ أُمِّه،و کانت سوداءَ حَبَشِیَّهً ، و یُفْتح ،و علیه اقتصر الجوْهرِیُّ . صحابِیٌّ ، و هو أَحدُ أَغْرِبهِ العربِ ،کما تقدَّم،و أَبوهُ عُمَیْرُ بْنُ الحارِثِ ،السُّلَمِیّ .
و بَابُ المَنْدَب :مَرْسًی بِبحْرِ الیَمنِ ،قال یاقوت:هو من نَدَبْتُ الإِنسَانَ لِأَمْرِ:إِذا دَعوْتَهُ إِلیه،و الموضعُ الّذی یُنْدَبُ إِلیه مَنْدَبٌ ،سُمِّیَ بذلک لما کَان یُندَب إِلیه من عَملٍ .و هو اسمُ ساحِلٍ مقابلٍ لِزَبِید بالیَمَن (5)و هو جَبلٌ مشْرِفٌ ، نَدبَ بعضُ الملوکِ إِلیه الرِّجالَ حتّی قَدُّوهُ بالمَعاوِلِ ،لِأَنّه کان حاجزاً و مانعاً للبحر عن أَن یَنبسِطَ بأَرْض الیَمَن،فأَراد بعضُ الملوک،فیما بَلَغنِی،أَن یُغَرِّق عَدوَّه،فقَدَّ هذا الجَبلَ ،و أَنْفَذَه إِلی أَرض الیمنِ ،فغَلَبَ علی بُلْدان کثیرهٍ و قُرًی،و أَهلَکَ أَهلَها،و صار منه بحرُ الیمنِ الحائِلُ بینَ أَرضِ الیمن و الحبشَه،و الآخذُ إِلی عَیْذابَ و قُصَیْرٍ إِلی مقابِل قُوص (6).انتهی.قلت:و المِلکُ هو الإِسکندرُ الرُّومِیّ .و یُحِیط بهذَا المَرْسَی جَبلٌ عظیمٌ ،یقال له
ص:426
السُّقُوطْرَی و إِلیه یُنْسبُ الصَّبِرُ الجَیِّدُ.و منه إِلَی المُخَا مسافهُ یومَیْن أَو أَکثرُ،و بَیْنهُ و بینَ عَدَنَ ثلاثُ مَرَاحِلَ .
و ضَرَبَهُ ، فَأنْدَبَه :أَثَّرَ بجِلْده.و أَنْدَبَهُ الکَلْمُ أَی الجَرْحُ :
إِذا أَثَّرَ فیهِ ،قال حَسَّانُ بْنُ ثابتِ :
لَوْ یَدِبُّ الحَوْلِیُّ مِنْ وَلدِ الذَّرِّ
علیها لأَنْدَبَتْها الکُلُومُ
و أَندَبَ نَفْسَهُ ،و أَندَبَ بِهَا:خاطَرَ بِهَا ،نقله الصّاغَانیّ .
و
16- فی الحدیث: « انْتَدَبَ اللّهُ لِمَنْ خَرَجَ (1)فی سبیلهِ لا یُخْرِجُهُ إِلاّ إِیمانٌ بی،و تَصدیقٌ برُسُلِی،أَنْ أَرْجِعَهُ بما نَالَ مِن أَجْرٍ أَو غَنِیمَه،أَو أُدْخِلَه الجَنَّهَ ». رواه أَبو هُرَیْرَهَ و رَفَعَه .
أَی أَجَابَهُ إِلی غُفْرَانِهِ ،یقال: نَدَبْتُه ، فانْتَدَبَ ،أَی:بَعَثْتُه و دَعَوْتُه،فَأَجَابَ . أَوْ ضَمِنَ ،و تَکَفَّلَ له، أَوْ سَارَعَ بثَوَابِه و حُسْنِ جَزائِهِ . من قولهم: یَنْتَدِبْون له:أَیْ یُجِیبُونَ و یُسارِعون.
و انْتَدَبوا إِلیه:أَسرَعوا.و انتَدَبَ القَومُ مِن ذَواتِ أَنفُسِهم أَیضاً دُون أَن یُنْدَبُوا له، أَوْ أَوْجَبَ تَفَضُّلا:أَی حَقَّقَ ، و أَحْکَمَ أَنْ یُنْجِزَ لَهُ ذلک نقله ابْنُ الأَثیر.
و انْتَدَبَ فُلانٌ لِفُلانٌ عندَ تکلُّمِهِ : عَارَضَهُ فی کَلامِه.
و قولهم خُذْ ما انْتَدَبَ ،و انْتَدَمَ ،و اسْتَبَضَّ ،و اسْتَضَبَّ ، و أَوْهَبَ (2)و تَسنَّی:أَی نَضَّ ،قاله أَبو عَمْرٍو:
و رَجُلٌ مِنْدَبَی ،کَهِنْدَبَی ،بکسر الدّالِ المُهْمَلَهَ فیهما و فَتْحِهما مقصوراً خَفِیفٌ فی الحاجهِ ،سریعٌ لقضائها فهو کقولک:رجلٌ نَدْبٌ .
*و ممّا یُستدرَکُ علیه:
ما وَرَدَ فی
17- قولِ عُمَرَ،رَضِیَ اللّهُ عنه: «إِیاکُمْ وَ رَضَاعَ السُّوءِ فإِنّهُ لا بُدَّ من أَنْ یَنْتَدِبَ ». ؛أَی:یَظْهَرَ یوماً ما.
و ارْتَمَی نَدَباً ،أَو نَدَبَیْنِ :أَی وَجْهاً،أَو وجهَیْنِ .
و النَّدّابَتَانِ :من شِیَاتِ الخَیْلِ ،مَذمومتانِ .
و ذُو المَنْدَبِ ،من مُلُوکِ الحَبَشَهِ .و نَدِیبَهُ ،کسفینه:قَرْیَهٌ بمِصْرَ من أَعمالِ البُحَیْره.
و المَندوب :الرَّسُولُ (3)،بلُغَهِ مَکَّهَ .
نَیْرَبَ الرَّجُلُ : سَعَی،و نَمَّ قال شیخُنَا:قد صَرَّحُوا بأَنّ النُّون لا تجتمع مع الرّاءِ فی کلمه عربیّه،و قد صرّح به المؤلف فی نرس،و کذا غیرُ واحد،و أَورده هنا بتصرُّفاته کأَنّها عربیّهٌ مَحْضَهٌ .
و نَیْرَب : خَلَطَ الکَلامَ .
و نَیْرَبَ : نَسَجَ ،و هو یُنَیْرِبُ القَولَ :یَخْلِطُه؛و أَنشد:
إِذا النَّیْرَبُ الثَّرْثارُ قالَ فأَهْجَرَا
و لا تُطْرَحُ الیاءُ منه،لِأَنّها جُعِلَتْ فصلاً بین الرّاءِ و النُّون،کذا فی اللّسَان و من هنا یَظْهرُ الجوابُ لِما أَورده شیخُنا؛لأَنّ قولَهُ الّذِی تقدّم إِنّما هو فی الجمع بینَ الرّاءِ و النّون،إِذا کان من غیر فصل،و هذا بخلاف ذلک.
و النَّیْرَبُ :الشَّرُّ،و النَّمِیمَهُ ؛قال عَدِیُّ بْنُ خُزَاعِیٍّ :
و لَسْتُ بِذِی نَیْرَبٍ فی الصَّدِیقِ
و مَنَّاعَ خَیْرٍ و سَبّابَها
و الهاءُ للعَشیره،کذا فی الصَّحاح.قال ابْنُ بَرِّیّ :
صوَابُ إِنْشادِه:
و لَسْتُ بذِی نَیرَبٍ فی الکَلاَمِ
و منَّاعَ قَوْمِی و سَبّابهَا
و لا مَنْ إِذا کَانَ فی مَعْشَرٍ
أَضاع العَشِیرَه و اغتابَهَا
و لکِنْ أُطَاوِعُ ساداتِهَا
و لا أُعْلِمُ النّاس أَلْقَابَهَا
کالنَّیْرَبَهِ هکذا فی النسخ،و صوابُهُ کالمَنْرَبَهِ ،کذا فی الهامش،و قَیَّده الصّاغانیُّ هکذا،و هو قول أَبی عَمْرٍو (4)و سیأْتی أَنّ النَّیْرَبَهَ صفهٌ للأُنْثَی.
و النَّیْرَبُ : الرَّجُلُ الجَلِیدُ القَوِیُّ .
و النَّیْرَبُ : ه بدِمَشْقَ ،عامرهٌ مشهورهٌ ،علی نِصْفِ
ص:427
فَرْسَخٍ فی وَسَط البساتینِ .قال یاقوت:أَنزَهُ مَوضعٍ رأَیته، یُقَال:فیه مُصَلَّی الخَضِرِ،علیه السَّلام؛و قد ذکرها أَبو المُطَاع وَجیهُ الدَّوْلَهِ بْنُ حَمْدَانَ و سَمّاها النَّیْرَبَیْنِ ،بلفظ التَّثْنِیَه،فقال:
سقَی اللّهُ أَرضَ النَّیْرَبَیْنِ و أَهْلَها
فلِی بِجنُوبِ (1)الغُوطَتَیْنِ شُجُونُ
فمَا ذَکَرَتْها النَّفْسُ إِلاّ استَخَفَّنِی
إِلی بَرْدِ ماءِ النَّیْرَبَیْنِ حَنینُ
قلتُ :و قال أَحمدُ بْنُ مُنیر:
بالنَّیْرَبَیْنِ فَمَقْرَی فالسَّرِیرِ فخَمْ
رَایا،فَجَوِّ حَوَاشِی جِسْرِ جِسْرِین (2)
فالقَصْرِ فالمَرْجِ فالمَیْدَانِ فالشَّرَفِ ال
أعلَی فَسَطْرَا فَجَرْمَانا فَقُلْبِینِ (3)
و النَّیْرَبُ : ه بحَلَبَ ،أَو ناحیهٌ بها.
و أَیضاً: ع بغُوطَهِ دِمَشْقَ .قاله:نصرٌ.
و النَّیْرَبَی هکذا مقصوراً: الدّاهِیَهُ ،نقله الصّاغانیّ .
و یُقال: رَجُلٌ نَیْرَبٌ ،علی الضِّفه، و ذُو نَیْرَبٍ :شِرِّیرٌ ، أَی ذُو شَرٍّ،و نَمِیمَهٍ . و هی نَیْرَبَهً و هذا من المواضع الّتی خالف فیها قاعده اصطلاحِهِ ،علی أَنّهَا لیست بکُلِّیَه،بل أَغْلَبِیّهٌ .قاله شیخُنا.
و یقالُ : الرِّیحُ تُنَیْرِبُ التُّرابَ فَوْقَهُ ،و فی بعض الأُمَّهات:علی الأَرْض تَنْسُجُهُ ،و منه أُخِذَ نَیْرَبَهُ الکلامِ ، و هو خَلْطُهْ .
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه: نِیرَبَی ،بکسر النّون مقصوراً:
قریهٌ کبیرهٌ ذاتُ بَساتِینَ من شرقیِّ قُرَی المَوْصِلِ من کُورَهِ المَرْج.کذا فی المُعْجَم.
نَزَب الظَّبْیُ ، یَنْزِبُ بالکسر، نَزْباً بفتح فسکون، و نَزِیباً کأَمِیرٍ، و نُزَاباً کغُراب،و هذا الأَخیر منالزِّیادات فی هامش الصَّحاح: صَوَّتَ ،سَواءٌ التَّیْسُ منها أَوْ الأُنْثَی، أَو خاصُّ بالذُکُورِ منها و هی التُّیُوسُ ،و ذلک عندَ السِّفادِ،و هو الصَّحِیحُ ،و علیه اقتصرَ الجَوْهَرِیُّ 1و النَّیْزَبُ ، کَحَیْدَرٍ: ذَکَرُ الظِّبَاءِ و البقَرِ ،عن الهَجَرِیّ ؛و أَنشد:
و ظَبْیهِ للوحْش کالمُغَاضِبِ
فی دوْلَجٍ ناءٍ عن النَّیَازِبِ
و النَّزَبُ ،مُحَرَّکَهً :اللَّقَب ،مثل النَّبَزِ.
و قولُه: تَنازبُوا :تَنابَزُوا. قال ابْنُ هِشَامٍ :لم یُسْمع، و نقله البدرْ الدَّمامِینِیُّ فی أَواخِرِ بحث القلْبِ من شرْحِ التَّسْهِیل،و حرَّره شیخُنا فی شرح الکافیه فی مبحث القلب:أَنه إِنّمَا سُمعَ النَّزَبُ دُونَ تصارِیفِهِ ،و لذلک حکموا علیه بأَنّه مقلوبٌ من النَّبَزِ؛لأَنَّهُ لو تصرَّفوا فیه،و بَنَوْا منه الفعْلَ ،لصَار أَصْلاً مستقِلاً،و امتنع دَعْوَی القلْب،و حُکِمَ بالأَصاله لکلٍّ منهما،کما قالُوا فی جَبَذَ و جَذَبَ .
النَّسَبُ ،مُحَرَّکَهً :واحد الأَنساب و قال ابْن سِیدَهْ : النُّسبَهُ ، بالکسَرِ و الضَّمِّ و النَّسَبُ : القَرَابَهُ ،أَوْ هو فی الآباءِ خاصَّهً . و قیل: النِّسْبَهُ مصدرُ الانتساب .و النُّسْبَه ، بالضَّمّ :الاسْمُ ،و الجمع نُسِبٌ ،کسِدَر و غُرَف.و قال ابْنُ السِّکَّیت:و یکونُ من قِبَلِ الأُمِّ و الأَب.و قال اللَّبْلِیُّ ،فی شرح الفصیح: النَّسَبُ معروفٌ ،و هو أَن تذکُرَ الرَّجُلَ فتقولَ :هُوَ فُلانُ بْنُ فُلانٍ ،أَو تَنْسِبَه إِلی قبیله أَو بلَد أَو صنَاعَه.و مثلُهُ فی التّهذیب.و فی الأَساس:من المَجاز:
بَیْنَهُمَا نِسْبَهٌ قَرِیبهٌ .
و اسْتَنْسَبَ الرَّجُلُ ، کانْتَسَبَ : ذَکَرَ نَسَبَهُ ،قال أَبو زید:
یقالُ للرَّجُلِ ،إِذا سُئلَ عن نَسَبِهِ : اسْتَنْسِبْ لنا،أَی:
انْتَسِبْ لنا،حَتَّی نَعْرِفَکَ .
و النَّسیبُ : المُنَاسِبُ ،و الجَمْعُ نُسَباءُ ،و أَنْسِبَاءُ .
و رجلٌ نَسِیبٌ :أَی ذُو الحَسَبِ النَّسَب ، کالمَنْسُوبِ فیه،و یُقَالُ :فُلانٌ نَسِیبِی ،و هُمْ أَنْسِبائِی .
و نَسَبَهُ ، یَنْسُبُه بالضَّمِّ ، نَسْباً بفتح فسکون،و نِسْبَهً بالکَسْر:عَزَاهُ (4).
ص:428
و نَسَبَهُ ، یَنْسِبُهُ بالکسر، نَسَباً مُحَرَّکَهً ،هکذا فی سائر النُّسَخ،و سقَطَ من نُسْخَهِ شیخِنا،فاعترض علی المُصَنِّف، و نَسَبَ القُصُور إِلیه،حیثُ قال:إِنْ أَجرَیْنَاهُ علی اصطلاحه فی الإِطلاق و ضَبْطِه بالفتح،بقِیَ علیه المُحرَّکُ ؛و إِن حرَّکْناه بناءً علی الشُّهْره،و لم یُعْتَبَرِ الإِطْلاقُ ،بقِیَ علیه المفتوحُ .
و بما ذَکَرْنَاهُ من التَّفصیل یَنْدَفِع ما استَشکلَه شیخُنَا.علی أَن النَّسْبَ ،کالضَّرْبِ ،من مصادِر الباب الأَول،کما هو فی الصَّحاح مضبوطٌ ،و الّذی فی التّهْذِیب ما نَصُّهُ :و قد اضْطُرَّ الشّاعرُ فأَسْکَنَ السِّینَ ؛أَنشد ابْنُ الأَعْرابیِّ :
یا عَمْرُو یا ابْنَ الأَکْرَمینَ نَسْبَا
قد نَحَبَ المجْدُ علیکَ نَحْبَا
أَی:نَذْراً. و نِسْبَهً ،بالکَسْر:ذَکَرَ نَسَبَهُ .
و نَسَبهُ : سأَلَهُ أَنْ یَنْتَسِبَ . و نَسَبْتُ فلاناً، أَنْسُبُه ، بالضَّمّ ، نَسْباً :إِذا رَفْعتَ فی نَسَبِه إِلی جَدِّه الأَکبرِ.
و فی الأَساس:من المَجَاز:جَلَسْتُ إِلیه، فنَسَبَنِی ، فانتسبْتُ له (1).
و فی الصَّحاح: انْتَسَبَ إِلی أَبِیه:اعْتَزَی.و
16- فی الخبر:
«إِنَّهَا نَسَبَتْنا ، فانْتَسَبْنا لها». رواه ابْنُ الأَعْرَابیّ .
و نَاسَبهُ :شَرِکَهُ فی نَسبِه .
و نَسَب الشّاعرُ بالمَرْأَهِ ،و فی بعضٍ :بالنِّساءِ (2)، یَنْسِبُ بالکسر،کذا فی الصَّحاح،و یَنْسُب بالضَّمّ ،کذا فی لسان العرب.قلتُ :و الأَخیرُ نقَلَهُ الصّاغانیّ عن الکِسَائیّ نَسَباً محرکه، و نَسِیباً کَأَمِیرٍ، و مَنْسِبَهً بالفتح،أَی:مع کسر السّین،و کذلک: مَنْسِباً ،کمَجْلِس،کما نقله الصّاغانیُّ :
شَبَّبَ بها (3)فی الشِّعْر ،و تَغزَّلَ ،و ذلک فی أَوّل القصیده،ثمیَخرُجُ إِلی المدیح،کذا قاله ابْنُ خَالَوَیْه.و قال الفِهْرِیّ ، فی شرح الفصیح: نَسبَ بها:إِذا ذکَرَهَا فی شِعره، و وصَفَها بالجمال و الصِّبا و غیرِ ذلک.و قال الزَّمْخَشْرِیُّ :إِذا وَصَفَ مَحَاسِنَها،حقّاً کان أَو باطلاً.و قال صاحبُ الواعی:
النَّسِیبُ ،و النَّسَبُ :هو الغَزَلُ فی الشِّعْر،قال:و النَّسِیبُ فی الشِّعر:هو التَّشبیبُ فیه،و هی المَناسیبُ و الواحِدُ مَنسوبٌ .و قال ابن دُرُسْتَوَیْه: نَسَبَ الشّاعِر بالمَرْأَهِ ،و نَسَبَ الرَّجُلَ :هما جمیعاً من الوصْف لأَنّ من نَسَبَ رجُلاً،فقد وَصَفَه بأَبیه أَو ببلده أَو نحوِ ذلک،و من نَسَبَ بامْرَأَهٍ ،فقد وصَفَها بالجَمال و الصَّبا و الجَوْدَه و غیرِ ذلک.قال شیخُنا:
و کذلک یُطْلَقُ النَّسیبُ علی وصْف مَرابعِ الأَحباب و منازلهم،و اشتیاقِ المُحِبِّ إِلی لقائهم و وِصالهم،و غیر ذلک ممّا فصَّلوه،و سَمَّوه التَّشبیبَ ؛لأَنّه یکونُ غالباً فی زمن الشَّبابِ ،أَو لأَنّه یَشتمِلُ علی ذِکْر الشَّبَاب و الغَزَل لِما فیه من المُغَازَلَه و المُنَادَمَه.
و النَّسّابُ ،و النَّسَّابَهُ :البَلِیغُ العالِمُ بالنَّسَبِ ،و جمعُ الأَوّل: النَّسّابُونَ ،و أَدخلُوا الهاءَ فی نَسَّابَهٍ للمبالغه و المَدْح،و لم تُلحَق لتأْنیثِ الموصوفِ ،و إِنّمَا لَحِقت لإِعْلامِ السّامعِ أَنّ هذا الموصوفَ بِما (4)هی فیه قد بلَغَ الغایهَ و النِّهَایَهَ ،فجعَلَ تأْنیثَ الصِّفَهِ أَمارَهً لِمَا 4أُرِیدَ من تأْنیثِ الغایهَ و المُبَالغه،و هذا القولُ مُسْتَقصًی فی عَلاّمهٍ .
و تقول:عندی ثلاثهُ نَسَّاباتٍ و عَلاَّماتٍ ،تریدُ ثَلاثهَ رِجالٍ ، ثمّ جئتَ بِنَسّاباتٍ نعْتاً لهم.و
17- فی حدیثِ أَبی بکر،رَضِی اللّه عنه: «و کان رَجُلاً نَسّابَهً ». و یقال هذا الشِّعْرُ أَنْسَبُ أَی أَرَقُّ نَسِیباً و تشبیباً، و کأَنّهم قد قالُوا: نَسِیبٌ ناسِبٌ ،کشِعْرٍ شاعِرٍ علی المبَالغه،فبُنِیَ هذا منه.
و أَنْسَبَتِ الرِّیحُ :إِذا اشْتَدَّتْ و اسْتَافَتْ ،أَی:شالتِ التُّرابَ و الحَصَی من شِدَّتها.
و النَّیْسَبُ ،کحَیَدْرٍ:الطَّرِیقُ الطَّرِیقُ المسْتقیمُ الواضِحُ .
و قیل:هو الطَّرِیقُ المُسْتدِقَّ ، کالنَّیْسَبَانِ . و بعضُهُمْ یقولُ :
ص:429
نَیْسَمٌ ،بالمیم،و هی لغه. أَو النَّیْسَبُ : ما وُجِدَ من أَثَرِ الطَّرِیقِ .
و النَّیْسَبُ أَیضاً: النَّمْلُ نفسُها إِذا جاءَ مِنْهَا واحِدٌ فی إِثْرِ آخَرَ کذا فی النُّسخ،و فی بعض:فی أَثَرِهِ آخَرُ. و قال ابْنُ سِیدَه: النَّیْسَب : طَرِیقٌ للنَّمْل و زاد غیرُهُ :و الحیَّه، و طریق حَمِیرِ الوَحْش إِلی مَوارِدها.و عبارهُ الجوْهرِیّ :
النَّیْسَبُ :الَّذِی تراه کالطَّرِیق من النَّمل نَفْسِها،و هو فَیْعَلٌ ؛قال دُکَیْنُ بْنُ رجَاءٍ الفُقَیْمِیُّ :
عَیْناً تَرَی النّاسَ إِلیها نَیْسَبَا
مِنْ داخِلٍ و خارج أَیْدِی سَبَا (1)
قال الصّاغانیُّ :و الرِّوایهُ «مُلْکاً تَری النّاس إِلیه»أَی:
أَعطِهِ مُلُکاً.
و نَیْسَبٌ .اسْمُ رَجُل ،عن ابْن الأَعْرَابیّ وحْدَهُ .
و یُقَالُ :خَطٌّ مَنسوبٌ :أَی ذُو قَاعِدهٍ .
و شِعْرٌ مَنْسُوبٌ :أَی فیه نَسِیبٌ و تَغَزُّلٌ ، ج مناسِیبُ :
و أَنشدَ شَمِرٌ:
هل فی التَّعَلُّل من أَسْماءَ مِنْ حُوبِ
أَمْ فی السَّلامِ و إِهْدَاءِ المَنَاسِیبِ (2)
و نَسِیبَهُ (3)بنتُ کَعْبٍ الأَنْصَارِیّهُ :هی أُمّ عُمَارَهَ .
و نَسِیبهُ بِنْتُ سِمَاکِ بْنِ النُّعْمَانِ ،أَسْلَمَتْ و بایَعَتْ ،قاله ابْنُ سعد، بِفَتْحِ النُّونِ فیهما فقط .
و نُسَیْبَهُ بِنْتُ نِیَارِ بْنِ الحارث،من بنی جَحْجَبَی (4)،قاله ابْنُ حبیب.
و أُمُّ عَطِیَّه نُسَیْبهُ بنتُ الحارِثِ الغاسله، بضمِّها.و هُنَّ صَحَابِیَّاتٌ رِضْوانُ اللّه علیهِنّ أَجمعین (5).و فاتَه ذِکْرُ نُسیْبهَ بنتِ أَبی طَلْحَهَ الخَطْمیّهِ ،صحَابیّهٌ ، ذکرها ابْنُ سعد.
و قَیْسُ بنُ نُسَیْبهَ قدمَ علی رسُولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم،من بنی سُلَیْم،فأَسْلَمَ .
و نُسیْبَهُ بنتُ شِهابِ بْنِ شَدّادٍ،بالضَّمّ أَیضاً فیهما، و الأَخیرهُ هی الّتی قال فیها مُتَمِّمُ بْنُ نُوَیْرَهَ :
أَ فَبَعْدَ مَنْ وَلَدَتْ نُسَیْبَهُ أَشْتَکِی
زَوْءَ المَنِیَّهِ أَوْ أُرَی أَتَوَجَّعُ
و کَذَا عاصِمُ بْنُ نُسیْبٍ ،و هو شَیْخُ شُعْبهَ بْنِ الحَجّاجِ العَتکیّ ،نقله الحافِظ .
و أَنْسَبُ ،کأَحْمَدَ:حِصْنٌ بالیَمَنِ من حُصون بنی زُبَیْد، نقله الصّاغانیُّ :
و فلانٌ یُنَاسِب فلاناً،فهو نَسِیبُه :أَی قَریبُهُ .
و فی الصّحاح: تَنَسَّبَ :أَی ادَّعَی أَنَّهُ نَسِیبُک ،و منه المَثَلُ : القَرِیبُ من تَقَرَّبَ ،لا مَنْ تَنَسَّبَ ،أَی:القریبُ من تَقَرَّبَ بالموَدَّهِ و الصَّداقه،لا من ادَّعَی أَنّ بینَکَ و بینَه نَسَباً .
و یَقْرُبُ منه:«و رُبَّ أَخ[لَکَ ] (6)لم تَلِدْهُ أُمُّک»؛و قال حَبِیبٌ [بن أوس]:
و لَقَدْ سَبَرْتُ النّاسَ ثُمَّ خَبَرْتُهُمْ
وَ بَلَوْتُ ما وَضَعُوا من الأَسْبَابِ
فإِذا القَرابَهُ لا تُقَرِّبُ قاطِعاً
و إِذا المَوَدَّهُ أَقْرَبُ الأَنْسَابِ
و من المَجَاز: المُناسَبهُ :المُشَاکَلَهُ ،یقالُ :بین الشَّیْئَیْن مُنَاسَبَهٌ و تَنَاسُبٌ :أَی مُشَاکَلَهٌ و تَشَاکُلٌ .و کذا قولهم:لا نِسْبَهَ بینَهمَا،و بینهما نِسْبَهٌ قَریبهٌ .
و فی النَّوادر: نَیْسَبَ فلانٌ بیْنَهمَا نَیْسبَهً (7):إِذا أَقْبَلَ و أَدْبَرَ بالنَّمِیمهِ ،و غَیْرِها ،نقله صاحبُ لسان العرب،و الصّاغانیُّ .
*و ممّا یسْتَدْرکُ علیه:
النَّسِیب ،کأَمِیرٍ:لقب أَبی القاسِم الدِّمشْقِیّ ،محَدّثٌ مشهور.
ص:430
و نَسَبُ خاتُون بنت المَلکِ الجوَاد،رَوَتْ عن إِبراهیمَ بْنِ خَلِیل.
و النَّسَابَهُ ،بالفتح:کالقَرَابَهِ .
نَشبَ العظْمُ فیه،کَفَرِحَ ، نَشَباً محرکَه، و نُشُوباً ،و نُشْبَهً بالضَّمّ فیهما،و علی الأَوسطِ اقتصَر الجوهریّ :أَی عَلِقَ فیه،و لم یَنْفُذْ.
و أَنْشَبَه ، فانْتَشَب ، و نَشَّبَه بالتشْدید:أَعْلَقَه،قال:
هُمُ أَنْشَبُوا صُمَّ القَنَا فی صُدُورِهِمْ
و بِیضاً (1)تَقِیضُ البَیْضَ مِن حَیْثُ طائرُهْ
و من المَجَاز:
16- فی الحدیث: «لم یَنْشَبْ وَرَقَهُ أَنْ مات».
قال ابْنُ الأَثِیرِ:لم یَلْبَثْ ،و حَقیقتُهُ :لم یتَعلَّقْ بشیْ ءٍ غیرهِ و لا بِسِوَاه (2).و مثلُه فی الفائق.
و نَشَّبَ فی الشَّیْ ءِ :ابتدأَ،ک نَشَّمَ بالتّشْدِید،حکاه اللِّحیانیُّ بعد أَن ضعّفَها.قلتُ :و هکذا هو مضبوطٌ فی نُسْخَتِنا.و لَمّا غفَلَ عن ذلک شیخُنا،قال:هو تفسیرُ معلومٍ بمجهول.
و قال ابْنُ الأَعْرَابیّ :قالَ الحارثُ بْنُ بَدْرٍ الغُدَانِیّ :
کنت مرَّهً (3)نُشْبَهً بالضَّمّ ، فَصِرْتُ الیومَ عُقْبَهً :أَی کُنْتُ مرّهً إِذا نَشِبْتُ و عَلِقْتُ بإِنْسَان،لَقِیَ مِنِّی شَرًّا،فقد أَعْقَبْتُ الیَوْمَ و رَجَعْتُ عنه.یُضْرَب لمَنْ ذَلّ بعدَ عِزَّتهِ .و قد أَغفله الجَوْهَرِیُّ .قال شیخُنا.و قولُه نُشْبَه :کان حَقُّها التَّحْرِیک.
یقالُ رَجلٌ نُشَبَهٌ :إِذا کان عَلِقاً،فخَفَّفَه لازْدِواج عُقْبَه، و التَّقْدِیر:ذا عُقْبَهٍ ،و هذا الّذِی فسَّرَه به المصَنِّف هو عبارهُ النَّوادرِ بعَینِها،فلا یُنْسَبُ له القُصُورُ لفظاً و مَعنًی کما قیلَ .
قلت:و سیأْتی النُّشبه 3بالضَّمّ فی کلام المصنّف ما یُناسب أَن یُفسَّرَ به فی هذا المَثل،فلا یُحْتَاجُ إِلی ضبطه بالتَّحریک ثمّ دعوی الازدِواج،کما هو ظاهرٌ.
و أَنشد ابْنُ الأَعْرَابیّ :
و تِلْکَ بَنُو عَدِیٍّ قدْ تَأَلَّوْا
فیا عَجَباً لِناشِبَهِ المَحالِ
فسّرَه فقالَ : ناشِبَهُ المَحَالِ (4):البَکَرَهُ ،محرَّکَهً ،الّتی لا تجْری،أَی:امتَنَعُوا مِنّا،فلم یُعِینُونا.شَبَّهَهَم فی امتناعِهم علیه بامتناعِ البَکَرهِ من الجَرْی.کذا فی لسان العرب و غیره،فالمصنِّف أَطلقَ فی مَقامِ التَّقیید.
و النُّشّابُ ،بالضَّمّ : النَّبْلُ ،الواحِدَهُ بهاءٍ،و بالفَتْحِ :
مُتَّخِذُهُ ،و صانِعُهُ .
و قَوْمٌ نَشّابَهٌ ،بالفتح و التّشدید،و ناشِبَهٌ : یَرْمُونَ بِهِ . کُلُّ ذلک علی النَّسَبِ ،لأَنّهُ لا فِعْلَ له. و النَّاشِبُ :صاحِبُه (5)، و منه سُمِّیَ الرَّجُلُ ناشِباً .
و النُّشّابُ :السِّهَامُ ،واحِدَتُهُ نُشّابَهٌ قاله الجَوْهَرِیُّ ، و جمعه نَشاشِیبُ ،کالکُتَّاب و کَتاتیب.
و النَّشَبُ و النَّشَبَهُ ،مُحَرَّکَتَیْن،و المَنْشَبَهُ :المالُ . قال ابْنُ دُرَیْدٍ:و لم یَقُلْه غیرُ أَبی زید.و قال غیرُهُ :هو المالُ الأَصِیلُ من النّاطِقِ و الصّامِتِ . قال أَبُو عُبَیْدٍ:و من أَسماءِ المال عندَهُم: النَّشَبُ [و النَّشَبَه ] (6)یقال:فُلانٌ ذو نَشَبٍ ،و فُلانٌ مَالَه نَشَبٌ . النَّشَبُ :المالُ و العَقَارُ.و من سَجَعَات الأَساس:«لکمْ نَسَبٌ ،و ما لَکُمْ نَشَبٌ ،ما أَنْتُمُ إِلاَّ خَشَبٌ ».و قد جَعَل شیخُنَا هذِه العبارهَ نُسْخهً فی الکتاب، فلا أَدْرِی من أَیْنَ نقلَها؟ و نقل عن أَئمّه الاشتقاق:أَنّ النَّشَب أَکثرُ ما یُستعملُ فی الأَشیاءِ الثّابته الّتی لا بَرَاحَ بها،کالدُّورِ و الضِّیاعِ .و المالُ أَکثرُ ما یستعملُ فیما لیس بثابتٍ ،کالدّراهم و الدنانیر.
و العُرُوضُ اسمُ المالِ ،و ربما أَوْقَعُوا المالَ علی کُلِّ ما یَمْلِکُه الإِنسانُ ،و ربّما خَصُّوه بالإِبِل،و سیأْتی بیانُ ذلک فی مَحَلِّه.
و أَنْشَبَتِ الرِّیحُ بمعنی أَنسبَت بالسّین المُهْمَلَه،أَی:
اشتدَّتْ و سَافَتِ التُّرَابَ ،کما تقدّم،فقولُ شیخِنا:و لو أَتَی به لکان أَوْلی و أَظْهرَ،غَیْرُ مناسِبٍ لطریقته.
و عن اللَّیْث: نَشِبَ الشَّیْ ءُ فی الشَّیْ ءِ نَشَباً ،کما یَنْشَب الصَّیْدُ فی الحِبَالَهِ .
ص:431
و قال الجوهریُّ : أَنْشَبَ الصّائِدُ :أَعْلَقَ ،أَی عَلِقَ الصَّیْدُ بحِبَالَتِهِ (1)کذا فی النُّسَخ.و فی أُخری:بحِبَالِه.
و أَنشَبَ البَازِی مَخَالِبَهُ فی الأَخِیذَهِ ،قال:
و إِذا المَنِیَّهُ أَنْشَبَتْ أَظْفَارَها
أَلْفَیْتَ کُلَّ تَمِیمَهِ لا تَنْفَعُ
و نُشْبَهُ ،بالضَّمِّ :اسْمُ الذِّئْبِ ،أَیْ :عَلَمُ جِنْسٍ علیه، فهو ممنوعٌ من الصَّرف کأسامَهَ .
و نُشْبَهُ : أَبو قَبِیلَهٍ من قَیْسِ ،و هو نُشْبَهُ بْنُ غَیْظِ بْنِ مُرَّهَ بْنِ عَوْفِ بْنِ سَعْدِ بْنِ ذُبْیَانَ ، و النِّسْبَهُ إِلیه: نُشَبِیٌّ ، کسُلَمِیٍّ کذا فی کتاب یافع و یَفَعه مِنْهم :أَبو الحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ المُظَفَّرِ بْنِ القاسمِ الدِّمَشْقِیُّ النُّشَبِیُّ المحدِّثُ ، سَمعَ الخُشُوعِیّ و طَبَقَتَه،و أَسْمعَ أَولادَه:أَبا بَکْر محمداً، و أَبا العِزِّ مُظَفَّراً،و عَبْداً.و حَدَّثُوا.کَتَبَ عنهمُ الدِّمْیَاطِیُّ .
و من المَجَاز: النُّشْبَهُ (2)،بالضَّمّ : الرَّجلُ الّذی إِذا نَشِبَ فی الأَمْرِ و عَلِقَ به، لَمْ یَکَدْ یَنْحَلُّ عنْه و إِنْ کانَ عَیّاً (3).و فی لسان العرب:هو من الرِّجالِ الَّذِی إِذا نَشِبَ (4)بشَیْ ءٍ لم یَکَدْ یُفَارقُه.و لم یذکرْه الجَوْهَرِیُّ .
و المِنْشَبُ بالکَسر [ کَمِنْبَر] (5)بُسْرُ الْخَشْوِ. قال ابْنُ الأَعْرَابیِّ :أَتَوْنَا بِخَشْوٍ مِنْشَبٍ ،یَأْخُذُ بالحَلْقِ . ج: مَنَاشِبُ .
و من المجَاز: نَشِبَ :فُلانٌ مَنْشَبَ سَوْءٍ،بالفَتْح :إِذا وَقَعَ فیما لا مَخْلَصَ له عَنْه ،و فی نسخه:منه.
و یقالُ : بُرْدٌ مُنَشَّبٌ ،کمُعَظَّم :أَی مَوْشِیٌّ علی صُورَهِ النُّشّابِ . و عباره الأَساس:وشْیُهُ یُشْبِه أَفاوِیقَ السِّهَامِ (6). و انْتَشَبَ :مُطَاوِعُ أَنْشَبَه ،أَی اعْتَلَقَ .
و انْتَشَبَ الحَطَبَ :جَمَعَه ،قال الکُمَیْتُ :
و أَنْفَد النَّمْلُ بالصَّرَائمِ ما
جَمَّعَ و الحَاطِبونَ مَا انْتَشَبوا (7)
و انْتَشَبُ فُلانٌ الطَّعَامَ :لَمَّه (8)أَی:جَمَعَه و اتَّخَذَ مِنْه نَشَبَا (9).
و یقال: نَشِبَتِ الحرْبُ بینهم.و قد ناشبَه الحرْبَ :أَی نابَذَه.
و فی حدیث العَبّاس[یوم حُنین (10)]«حتی تَنَاشَبُوا حَوْلَ رسولِ اللّه صلی اللّه علیه و سلم أَی: تَضَامُّوا و نَشِبَ :أَی دَخلَ ،و تَعَلَّقَ بَعضُهُم بِبَعْضٍ .
و نَشِبَهُ الأَمْرُ:کَلِزَمَهُ ،زَنَهً و مَعْنًی ،عن الفَرَّاءِ.
و النَّشَبُ ،مُحَرَّکَهً :شَجَرٌ لِلْقِسِیِّ تُعْمَلُ منه،من أَشجارِ البَادِیَه،کالنَّشَم؛نقله الصّاغانیّ .
و النَّشَبُ :لَقَبُ جَدِّ عَلِیِّ بْنِ عُثْمَانَ المُحَدّثِ الدِّمْیَاطِیّ ، سمع عبدَ اللّهِ بْنِ عبدِ الوهّابِ بْنِ بُرْدٍ الثَّقَفِیّ ،و غیرَه.
و من المَجَاز: ما نَشِبْتُ أَفْعَلُ کذا :أَی ما زِلْتُ . و فی الأَساس:ما نَشبْتُ أَقولُه،نحو:مَا عَلِقْتُ ،و لم یَنْشَبْ أَنْ فَعَلَ کذا:لم یَلْبَثَ (11)،و قد تقدَّمَ .
و ممّا یسْتَدرَکُ علیه من المَجَاز:یقَال: نَشِبَتِ الحرب بینَهم نُشُوباً :اشْتَبَکَتْ ،و
17- فی حدیثِ الأَحنَف: «إِنّ النّاسَ نَشِبُوا فی قَتْلِ عثْمَانَ ». [أَی علقوا] (12).و
17- جاءَ رجلٌ لِشُرَیْحٍ فقال:اشترَیتُ سِمْسِماً، فَنَشِبَ فیه رجل[یعنی اشتراه] (13).
فقالَ شُرَیْحٌ :هو للأَوَّلِ .
و من المَجَاز: ناشَبَ عَدوَّه مُناشَبَهً .
و تَنَشَّبَ فی قَلْبِهِ حُبُّها.
ص:432
و أَبو نُشّابَهَ :من قُرَی مِصْرَ.
و النِّشَاب ،ککِتاب:الوَتَر،نقله الصّاغَانیُّ .
نَصِبَ ،کفَرِحَ :أَعْیا ،و تَعِبَ .
و أَنْصَبَه هو،و أَنْصَبَنی هذا الأَمْرُ.
و هَمٌّ ناصِبٌ : مُنْصِبٌ ،و هو الصَّحِیح،فهو فاعِلٌ بمعنی مُفْعِل،کمکانٍ باقِلٍ بمعنی مُبْقِل.قاله ابْنُ بَرِّیّ .و قیل:
ناصِبٌ بمعنَی المنصوبِ و قیلَ بمعنَی:ذو نَصَبٍ ،مثل:
تامِرٍ و لابِنٍ ،و هو فاعِلٌ (1)بمعنی مفعول؛لأَنَّه یُنْصَب فیه و یُتْعَب.و
15,14- فی الحدیث: «فاطمَهُ بَضْعَهٌ مِنِّی، یُنْصِبِنی ما أَنْصَبَهَا ». أَی:یُتْعبنی ما أَتْعَبها.و النَّصَبُ :التَّعَب،و قیلَ :
المَشَقَّهُ ؛قال النّابغه:
کِلینِی لِهَمٍّ یا أُمَیْمَهُ ناصِبِ (2).
أَی:ذِی نَصَبٍ ،مثلُ :لَیْلٌ نائمٌ :ذُو نَوْمٍ .یُنَامُ فیه.
و رجلٌ دارِعٌ :ذُو دِرْعٍ ،قاله الأَصْمَعِیُّ .و یقَال: نَصَبٌ ناصِبٌ ،مثلُ :مَوْتٌ مائتٌ ،و شِعْرٌ شاعِرٌ.و قال سیبویه:هَمٌّ ناصِبٌ هو علی النَّسَبِ ،أَوْ سُمِعَ : نَصَبَه الهَمُّ ثُلاثِیًّا متعدِّیاً بمعنی أَتْعَبَهُ ،حکاه أَبو علیّ فی التَّذْکِره، فنَاصِبٌ إِذاً علی الفِعْل.
و نَصَبَ الرَّجُلُ :جَدَّ. قال أَبو عَمْرٍو.فی قوله:
« ناصِبِ » نَصَبَ نَحْوِی،أَی جَدَّ.
و نَصَبَ لهم الهَمَّ ،و أَنْصَبَهُ الهَمُّ ، عَیْشٌ ناصِبٌ ، و کذلک ذو مَنْصَبَهٍ :فیه کَدٌّ و جَهْدٌ ،و به فَسَّر الأَصمعیُّ قولَ أَبی ذُؤَیْبٍ :
و غَبَرْتُ بَعْدَهُمُ بِعَیْشٍ ناصِبٍ
و إِخالُ أَنِّی لاحِقٌ مُسْتَتْبِعُ
و النَّصْبُ بفتح فسکون، و النُّصْبُ بالضَّمّ و بضَمَّتَیْن ،و منه قِرَاءَهُ أَبی عُمیْرٍ و عبدِ اللّهِ بْنِ عُبَیْدٍ: مِنْ سَفَرِنَا هذا نُصُباً (3):هو الداءُ،و البلاءُ ،و التَّعَبُ ،و الشَّرُّ.قال اللَّیْثُ : النَّصْبُ نَصْبُ الدَّاءِ،یُقَالُ :أَصابهُ نَصْبٌ من الدّاءِ.و فی التّنزیلِ العزیزِ: مَسَّنِیَ الشَّیْطانُ بِنُصْبٍ وَ عَذابٍ (4).
و النَّصِبُ ، کَکَتِفٍ :المرِیضُ الوَجِعُ .
و قد نَصَبَه المَرَضُ ، یَنْصِبُهُ بالکَسر: أَوْجَعَهُ ، کَأَنْصَبَهُ ، إِنْصاباً .
و نَصَبَ الشَّیْ ءَ:وضَعَه،وَ رَفَعُه ؛فهو ضِدٌّ ، یَنْصِبُهُ ، نَصْباً کَنَصَّبهُ بالتّشدید، فَانْتَصَبَ ؛قال:
فبَاتَ مُنْتَصْباً و ما تَکَرْدَسَا
و تَنَصَّبَ کانْتَصَب ،و تَنَصَّبَ فُلانٌ ،و انْتَصَبَ :إِذا قامَ رافِعاً رَأْسَهُ ،و
16- فی حدیث الصلاه: «لا یَنْصِبُ رَأْسَهُ ،و لا یُقْنِعُهُ ». أَی لا یَرْفَعُه (5).و النَّصْبُ :إِقامهُ الشَّیْ ءِ و رَفْعُه، و منه قوله.
أَزَلُّ إِنْ قِیدَ و إِنْ قامَ نَصَبْ
و نَصَبَ السَّیْرَ ، یَنْصِبْهُ ، نَصْباً : رَفَعَه. و قیلَ : النَّصْبُ :
أَنْ یَسِیرَ القومُ لَیْلَهُم، أَو هُوَ أَنْ یَسِیر طُولَ یَوْمِهِ ،قاله الأَصْمَعِیُّ . و هو سَیْرٌ لَیِّنٌّ . و قد نَصَبُوا نَصْباً .و قیل نَصَبُوا :
جَدُّوا السَّیْرَ؛قال الشّاعرُ:
کَأَنَّ راکِبَها یَهْوِی بمُنْخَرَقٍ
من الجَنُوبِ إِذا مارَکْبُهَا نَصَبُوا
و قال النَّضْرُ: النَّصْبُ :أَوّلُ السَّیْرِ،ثُمّ الدَّبِیبُ (6)ثُمَّ العَنَقُ ،ثُمَّ التَّزَیُّدُ،ثُمّ العَسْجُ ،ثُمَّ الرَّتَکُ ثُمّ الوَخْدُ،ثُمَّ الهَمْلَجَهُ .
و من المَجَاز: نَصَبَ لفُلانٍ نَصْباً :إِذا قَصدَ له، و عادَاهُ ،و تَجَرَّدَ له.
و النَّصْبُ :ضرْبٌ من أَغَانِی الأَعرابِ و قد نَصَبَ الرّاکِبُ نَصْباً إذا غَنّی.و عن ابْنِ سِیدَهْ : نَصْبُ العربِ :ضَرْبٌ من
ص:433
أَغانِیهَا.و
16- فی الحدیثِ (1): «لو نَصَبْتَ لَنَا نَصْبَ العَرَبِ »؟ أَی:لو تَغَنَّیْتَ .و فی الصَّحاح:أَی لو غَنَّیْتَ لنا (2)غِناءَ العَرَبِ . و یقالُ نَصَبَ الحادِی:حَدَا ضَرْباً من الحُدَاءِ.
و قال أَبو عَمْرٍو: النَّصْبُ :حُداءٌ یُشْبِهُ الغِنَاءَ.و قالَ شمِرٌ:
غِناءُ النَّصْبِ :ضرْبٌ من الأَلْحان (3).و قیل:هو الذی أُحْکِمَ من النَّشِید،و أُقِیمَ لَحْنُهُ [و وَزْنُهُ ] (4)کذا فی النّهَایه.و زاد فی الفائق.و سُمِّیَ بذلک،لأَنَّ الصَّوْتَ یُنْصَبُ فیه،أَی:یُرْفَع و یُعْلَی.
و نَصَبَ لَهُ الحَرْبَ ، نَصْباً : وضَعَهَا ، کناصَبَهُ الشَّرَّ، علی ما یأْتی. و عن ابْنِ سیدَهْ : کُلُّ ما ،أَی:شَیْ ءٍ رُفِعَ و اسْتُقْبِلَ بِهِ شَیْ ءٌ،فقد نُصِبَ ،و نَصَبَ هُوَ. کذا فی المحکم.
و النَّصْبُ ،بالفتح: العَلَمُ المَنْصُوبُ یُنْصَبُ للقَوم، و قد یُحَرَّکُ . و فی التَّنْزِیل العَزِیزِ کَأَنَّهُمْ إِلی نُصُبٍ یُوفِضُونَ (5)قُرِئ بِهِما جَمِیعاً.و قال أَبو إِسحَاق.و من قَرَأَ إِلی نَصْبٍ ، فمعناه إِلی عَلَم منصوب ،یَسْتَبِقُون (6)إِلیه،و مَنْ قرأَ إِلی نُصُبٍ ،فمعناه إِلی أَصنام،کما سیأْتی. و قیلَ : النَّصْبُ :
الغَایَهُ ،و الأَوّلُ أَصحُّ .
و عن أَبی الحَسَن الأَخْفَشِ : النَّصْبُ فِی القَوَافِی هو أَنْ تَسْلَمَ القافِیهَ من الفَسَادِ ،و تکونَ تامَّهَ البِنَاءِ فإِذا جاءَ ذلک فی الشَعْر المَجْزُوء لم یُسَمَّ نَصْباً ،و إِن کانت قافیتُه قد تَمَّتْ .
قال:سَمِعْنَا ذلک من العربِ ،قال:و لیس هذا مِمَّا سَمَّی الخَلِیلُ ،إِنَّما تُؤْخَذ (7)الأَسماءُ عن العرب،انتهی کلامُ الأَخفش.
و لمّا ظنَّ شیخُنَا أَنَّ هذا مِمّا سمّاه الخَلِیلُ عاب المُصنِّف،و سدَّد إلیه سهم اعتراضِه،و ذا غیرُ مناسبٍ .و قال ابْنُ سِیدَهْ ،عن ابْنِ جِنِّی:لمّا کان معنی النَّصْبِ من الانتصاب ،و هو المُثُولُ و الأَشرافُ و التَّطَاوُلُ ،لم یُوقَعْ علی ما کان من الشّعر مَجْزُوءًا.
لأَنَّ جَزْأَهُ عِلَّهٌ و عیبٌ لَحِقَهُ ،و ذلک ضِدُّ الفَخْرِ و التَّطاوُلِ .کذا فی لسان العرب.
و هُو أَی النَّصْبُ فی الإِعْرَابِ ،کالفتْحِ فی البِنَاءِ. و هو اصطِلاَحٌ نَحْوِیّ (8)، تقولُ منه: نَصَبْتُ الحَرْفَ ، فانْتصَبَ و غُبَارٌ مُنْتَصِبٌ :مُرتفِعٌ .
و قال اللَّیْثُ : النَّصْبُ :رفْعُک شیئاً تَنْصِبُه قائماً مُنْتَصِباً .
و الکَلمه المنصوبهُ ترفَعُ صوْتَها إِلی الغَار (9)الأَعلَی.
و کلُّ شَیْ ءٍ انتصب بشَیْ ءٍ،فقد نَصبهُ .
و فی الصَّحاح: النَّصْبُ :مصدرُ نَصَبْتُ الشَّیْ ءَ:إِذا أَقَمْتَه.
و صفِیحٌ مُنَصَّبٌ :أَی نُصِب بعضُهُ علی بعض.
و عن ابْن قُتیْبَهَ : نَصْبُ العربِ :ضَرْبٌ من مَغانِیها، أَرَقُّ من الحُدَاءِ ،و مثلُهُ فی الفائق،و قد تقدّمَ بیانهُ .
و قولُ شیخِنا:إِنّه مُستدرَکٌ ،أَغنَی عنه قولُه السّابقُ :
«و الحادی،إِلی آخرِه»،فیهِ ما فیهِ ،لأَنّهما قولانِ ،غیرَ أَنّه یُقَال:کانَ المُنَاسِبُ أَن یَذکرَهُمَا فی محلٍّ واحدٍ،مراعاهً لطریقته فی حُسْنِ الاختصار.
و النُّصُبُ ، بِضَمَّتَیْنِ :کُلُّ ما نُصِبَ ،و جُعِلَ عَلَماً، کالنَّصِیبَهِ . قیل: النُّصُبُ جمعُ نَصِیبَهٍ ،کسَفینهٍ و سُفُنٍ ، و صَحِیفَهٍ و صُحُفٍ .و قال اللَّیْثُ : النُّصُبُ :جماعهُ النَّصِیبهِ ، و هی عَلامهٌ تُنْصَبُ للقوم.
قال الفَرّاءُ:و الیَنْصُوبُ :عَلمٌ یُنْصَبُ فی الفَلاهِ .
و النُّصُبُ : کُلُّ ما عُبِدَ من دُون اللّه تَعَالی ،و الجمعُ النَّصائِبُ (10).و قال الزَّجّاجُ : النُّصُبُ :جمعٌ ،واحدُهَا نِصابٌ .قال:و جائزٌ أَن یکونَ واحداً،و جمعُه أَنصابٌ .
ص:434
و فی الصَّحاح: النَّصْبُ ،أَی:بفتح فسکون:ما نُصِبَ ، فعُبِدَ من دُون اللّه تعالَی، کالنُّصْبِ ،بالضَّمِّ فسکون،و قد یُحرَّکُ .و زاد فی نسخه مِنْهُ (1):مثل عُسْر و عُسُر،فیُنظَر هذا مع عباره المصنّف السّابقه.قالَ الأَعْشَی یمدَحُ سیِّدَنا رسولَ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم:
و ذا النُّصُبَ المَنْصُوبَ لا تنْسُکَنَّهُ
لِعاقِبهٍ (2)و اللّه ربَّکَ فاعْبُدَا
أَراد:فاعبدَنْ ،فوقفَ بالأَلف.و قوله:و ذا النُّصُبَ ، أَی:إِیّاکَ و ذا النُّصُبَ .و قال الفَرّاءُ:کأَنّ النُّصُبَ الآلههُ الّتی کانت تُعْبَدُ من أَحجارٍ.قال الأَزهریّ :و قد جعَلَ الأَعْشَی النُّصُبَ واحداً (3)،و هو مصدرٌ،و جمعُه الأَنْصَابُ .
و کانوا یَعْبُدُون الأَنْصَابَ ،و هی حِجارَهٌ کانَتْ حَوْلَ الکَعْبَهِ ، تُنْصَبُ ،فیُهَلُّ عَلَیْهَا،و یُذْبَحُ لِغَیْرِ اللّهِ تَعَالَی ،قاله ابْنُ سیدَهْ .واحِدُها نُصُبّ ،کعُنُق و أَعْنَاق،أَو نُصْبٌ بالضّمّ ، کقُفْل و أَقْفَالِ .قالَ تَعَالی: وَ اَلْأَنْصابُ وَ الْأَزْلامُ (4).و قوله وَ ما ذُبِحَ عَلَی اَلنُّصُبِ (5)الأَنْصَابُ :الأَوْثانُ ،و قال القُتَیْبِیُّ : النُّصُبُ :صَنَمٌ أَو حَجَرٌ،و کانت الجاهلیّهُ تَنْصِبُهُ ، تَذْبَحُ عندَه،فیَحْمَرُّ للدَّمِ (6).و منه
17- حدیثُ أَبی ذَرٍّ فی إِسلامه،قال: «فَخَرَرْتُ (7)مَغْشِیّاً علیَّ ،ثم ارتَفعتُ کأَنِّی نُصُبٌ أَحْمَرُ». یُرِیدُ أَنَّهُم ضَرَبوه،حتّی أَدْمَوْهُ ،فصال کالنُّصُبِ المُحْمَرِّ بدَمِ الذّبائحِ .
و الأَنصَابُ من الحَرمِ :حُدُودُه ،و هی أَعلامٌ تُنْصَبْ هناک لِمعرِفَتها. و النُّصْبَهُ ،بالضَّمّ :السّارِیَهُ المَنْصُوبَهُ .لمعرفهِ عَلامهِ الطّرِیق.
و النَّصائِبُ :حِجَارَهٌ تُنْصَبُ حَوْلَ الحَوْضِ ،و یُسدُّ ما بَیْنَها من الخَصَاصِ ،بالفتح:الفُرَجِ بینَ الأَثافِیّ بالمَدَرَهِ المَعْجُونَهِ ،واحِدَتُهَا نَصِیبَهٌ .و عن أَبی عُبید: النَّصائبُ .ما نُصِب حَوْل الحَوْضِ من الأَحْجَارِ،أَی:لیَکُونَ علامهً لما یُرْوِی الإِبِلَ من الماءِ،قال ذُو الرُّمَّهِ :
هَرَقْنَاهُ فی بادِی النَّشِیئَهِ داثرٍ
قَدِیمٍ بِعَهْدِ الماءِ بُقْعٍ نَصائِبُهْ
و الهاءُ،فی هَرْقنَاه،تعودُ إِلی سَجْل تَقدَّمَ ذکْرُهُ .
و من المَجَاز: نَاصَبَهُ الشَّرَّ ،و الحَربَ ،و العَداوَهَ ، مُنَاصَبَهً : أَظْهَرَهُ لَهُ ، کَنَصَبَهُ (8)ثُلاثیّاً،و قد تقدّم،و کُلُّهُ من الانتصاب ،کما فی لسان العرب.
و تَیْسٌ أَنْصَبُ :إِذا کان مُنْتَصِبَ القَرْنَیْنِ ،مرتَفِعَهُمَا.
و عَنْزٌ نَصْباءُ :بَیِّنَهُ النَّصَبِ ،إِذا انْتَصَبَ قَرْنَاهَا، و نَاقَهٌ نَصْباءُ :
مُرْتَفِعَهُ الصَّدْرِ و هو نَصُّ الجَوْهَرِیّ .و أُذُنٌ نَصْبَاءُ :و هی الّتی تَنْتَصِبُ و تدنُو من (9)الأُخْرَی.
و تَنصَّبَ الغُبارُ (10):ارْتَفَعَ ، کانْتَصَبَ ،و هو مَجازٌ،کما فی الأَساس (11).و یوجد فی بعض النسخ:الغُرابُ ،بدل الغُبَار، و هو خطأٌ.
و فی الصِّحاح: تَنَصَّبَتِ الأُتُن حَوْلَ الحِمارِ :أَی وَقَفَتْ .
و المِنْصَبُ ، کمِنْبَر :شَیْ ءٌ من حدِید، یُنْصَبُ علَیْه القِدْرُ ،و قد نَصَبْتُها نَصْباً .و عن ابن الأَعرابیّ :هو ما یُنْصبُ علیه القِدْرُ، نَصْباً ،إِذا کان من حدید.
و تقولُ للطَّاهِی: انْتَصِبْ ،أَی: انْصِبْ قِدْرَکَ للطَّبْخ.
ص:435
و النَّصِیبُ :الحَظُّ من کلِّ شیْ ءٍ، کالنِّصْبِ ،بالکسر ،لغه فیه.و ج: أَنْصِباءُ ،و أَنْصِبَهٌ . و من المجاز:لی نَصِیبٌ فیه (1):أَی قِسْمٌ ، منصوبٌ مُشَخَّصٌ ،کذا فی الأَساس.
و النَّصِیبُ : الحَوْضُ ،نَصَّ علیه الجَوْهَرِیُّ .
و النَّصِیبُ . الشَّرَکُ المنْصُوبُ فهو إِذاً فَعِیلٌ بمعنی منصوبٍ .
و نُصَیْبٌ ، کَزُبَیْرٍ:شاعِرٌ ،و هو الأَسْوَدُ المَرْوَانیُّ ،عبدُ بنی کَعْبِ بْنِ ضَمْرهَ ،و کان له بَناتٌ ،ضُرِبَ بهِنّ المَثَلُ ، ذکَرهُنَّ أَبو منصورٍ الثَّعالِبیّ .
و زاد الجلالُ فی المزهر عن تهذیب التِّبْرِیزیّ اثْنَیْنِ :
نُصَیْباً الأَبْیَضَ الهاشمِیَّ ،و ابْنَ الأَسْودِ.
و أَنْصَبَهُ :جَعَلَ لَهُ نَصِیباً .
و هم یَتَنَاصَبونَه :یَقْتَسِمُونَهُ .
و من المَجازِ:هو یَرْجِعُ إِلی مَنْصِبِ صِدْقٍ ،و نِصَابِ صِدْقٍ .
النِّصَابُ ،من کلّ شَیْ ءٍ: الأَصْلُ و المَرْجِعُ الّذِی نُصِبَ فیه و رُکِّبَ ،و هو المَنْبِتُ و المَحْتِدُ، کالمَنْصِبِ کمَجْلُسِ .
و النِّصابُ : مغِیبُ الشَّمْسِ ،و مَرْجِعُهَا الّذی تَرْجِعُ إِلیه.
و منه: المَنْصِبُ و النِّصَابُ جُزْأَهُ السِّکِّینِ ،و هو عَجُزُهُ و مَقْبِضُهُ الّذِی نُصِبَ فیه و رُکِّب سِیلاَنُه ج نُصُبٌ ککُتُبٍ .
و قد أَنْصَبَها :جعلَ لها نِصَاباً ،مَقْبِضاً.
و نِصَابُ کُلَّ شیْ ءٍ:أَصلُه.
و من المَجاز أَیضاً: النِّصابُ مِن المالِ ،و هو القَدْرُ الَّذِی تَجِبُ فیهِ الزَّکاهُ إِذا بَلَغَهُ نحو مِائَتَیْ دِرْهَمٍ ،و خَمْسٍ من الإِبِلِ ،جعله فی المِصْباح مأْخوذاً من نِصَابِ الشّیْ ءِ، و هو أَصلُه.
و نِصَابٌ : فَرَسُ مالک بْنِ نُوَیْرَهَ التَّمِیمیِّ ،رضیَ اللّه عنه، و کانت قد عُقِرَت تَحْتَه،فحمَلَهُ الأَحْوصُ بْنُ عَمْرو الکَلْبِیُّ علی الوَرِیعَهِ ،فقال مالکٌ یَشکُرُهُ :
وَرُدَّ نَزِیلَنا بِعطاءِ صِدْقٍ
و أَعْقبْهُ الوَرِیعَهَ من نصابِ
و سیأْتی فی ورع.
و من المجاز: تَنَصَّبْتُ (2)لِفُلانٍ :عادَیْتُهُ نَصْباً .
و منه النَّوَاصِبُ ،و النّاصِبیَّهُ ،و أَهْلُ النَّصْبِ :و هم المتَدَیِّنُون بِبغْضَهِ سیّدِنا أَمیرِ المُؤْمِنینَ و یَعْسُوب المُسْلِمینَ أَبی الحَسنِ عَلِیّ بْنِ أَبی طالبٍ ، رضِیَ اللّه تعالی عَنْهُ و کَرَّم وجْهَهُ ؛ لأَنَّهم نَصَبُوا له،أَی:عادَوْهُ ،و أَظْهَرُوا له الخِلافَ ، و هم طائفه[من] (3)الخَوَارِج،و أَخبارُهم مُستوفاهٌ فی کتاب المَعالم لِلبَلاذُرِیّ .
و الأَناصِیبُ :الأَعْلامُ و الصُّوَی ،و هی حجارهٌ تُنْصَبُ علی رُؤُوس القُورِ یُسْتَدَلُّ بها،قالَ ذُو الرُّمَّه:
طَوَتْها بِنا الصُّهْبُ المَهَارِی فَأَصْبَحَتْ
تَنَاصیبَ أَمْثَالَ الرِّماحِ بها غُبْرَا
کالتَّناصِیبِ ،و هما من الجموع التی لا مفرد لها.
و الأَناصِیبُ أَیضاً: ع بعَیْنِهِ ،و به تلک الصُّوَی؛قال ابْنُ لَجَإِ:
وَاسْتَجْدَبَتْ کُلَّ مَربٍّ مَعْلَمِ
بیْنَ أَنَاصِیب و بَیْنَ الأَدْرَمِ
و النَّاصِبُ :اسْمُ فَرَسِ حُوَیْصِ بْنِ بُجَیْرِ بْنِ مُرَّهَ .
و نَصِیبُونَ ،و نَصِیبینَ :د عامرٌه من بلادِ الجزیره،علی جادَّهِ القوافلِ من المَوْصِل إِلی الشّام،و بینَهَا و بینَ سنْجَارَ تسعهُ فراسِخَ ،و علیها سُورٌ.و هی کثیرهُ المیاهِ ،و فیها خرابٌ کثیر.و هی قاعدَهُ دِیارِ رَبِیعَهَ و
14- قد رُوِیَ فی بعض الآثار:أَنّ النَّبِیَّ ،صلی اللّه علیه و سلم،قال: «رُفِعَتْ لی لَیْلَهَ أُسِریَ بی مدینهٌ ، فأَعْجَبَتْنَی،فقلتُ لجِبْرِیلَ :ما هذِه المَدِینَهُ ؟فقال:
نَصِیبِین .فقلتُ :الّلهم،عَجِّلْ فَتْحَهَا،و اجْعَلْ فیها بَرَکهً
ص:436
للمسلمینَ ». فتحها عِیاضُ بْنُ غُنْمٍ الأَشْعَرِیُّ .و قال ابْنُ عتْبَانَ (1):
لقَدْ لَقِیَتْ نَصیبِین الدَّوَاهِی
بِدُهْمِ الخَیْلِ و الجُرْد الوِرَاد
و قال بعضُهُم یذکُر نَصِیبِینَ :و ظَاهِرُهَا ملیحُ المنظرِ، و باطِنُها قبیحُ المَخْبر.
[و قَال آخَرُ یذُمّ نَصِیبینَ ] (2).
نَصِیبُ نَصِیبِینَ مِنْ رَبِّها
وِلاَیهُ کُلِّ ظلُومٍ غَشُومِ
فباطِنُهَا مِنْهُمُ فی لَظًی
و ظَاهِرُهَا من جِنَانِ النَّعِیمِ
نُسِبَ إِلیهَا أَبو القاسِم الحسَن بْنُ علیّ بْنِ الوثاق النَّصِیبِیّ الحافظ .رَوی،و حَدَّث.
و فیه للعرب مَذهبانِ :منهم من یَجْعلُهُ اسْماً واحداً، و یُلزِمُهُ الإِعْرَابَ ،کما یُلْزمُهُ (3)الأَسماءَ المفردهَ الّتی لا تنصرفُ ،فتقول:هذه نَصِیبِینُ ،و مررتُ بنَصِیبِینَ ،و رأَیتُ نَصیبِینَ . و النِّسْبَهُ إِلیه: نَصِیبِینِیٌّ ،یعنی:بإِثبات النّون فی آخره،لأَنّها کالأَصْل و فی نسخه الصَّحاح الموثوق بها، و هی بخطّ یاقوت الرُّومیّ :بحذف النّون،و هکَذا وُجِد بخطّ المؤلِّف.قال فی هامشه:و هو سهوٌ،و بالعکس فیما بعدَهُ .و من هُنا اعترضَ ابْنُ برِّیّ فی حواشیه،و سلَّمه ابْنُ منظور الإِفریقیّ .
ثمّ قال الجوهریُّ :و منهم مَنْ یُجْریهِ مُجْری الجمعِ ، فیقولُ :هذِه نَصِیبُونَ ،و مررتُ بِنَصِیبِینَ ،و رأَیتُ نَصِیبِینَ .
و کذلک القولُ فی یَبْرِینَ ،و فِلَسْطینَ ،و سَیْلَحینَ ،و یاسِمِینَ ، و قِنَّسْرِینَ . و النّسْبَه إِلیه،علی هذا القَوْلَ نَصِیبِیٌّ ،أَی:
بحذف النُّون؛لأَنّ علامهَ الجمع و التَّثْنیه تُحْذَفُ عندَ النِّسْبَه،کما عُرِف فی العربیّه.و وجد فی نُسَخِ الصِّحاح هنا بإِثبات النُّون،و هو سهوٌ کما تقدّم. و ثَرًی مُنَصَّبٌ ،کمُعَظَّمٍ :مُجَعَّدٌ ،کذا فی النُّسَخ، و صوابُهُ :جَعْدٌ.
و النَّصْبُ علی ما تقدَّم:هو إِقامه الشَّیْ ءِ،و رَفْعهُ .و قال ثعلب:لا یکون النَّصْبُ إِلاّ بالقیام،و قال مَرَّهً :هو نُصْبُ عَیْنی، هذا -کذا عباره الفصیح-فی الشَّیْ ءِ القائم الّذی یخفَی علیَّ ،و إِنْ کان مُلْقًی.یعنی بالقائم فی هذه الأَخِیرَهِ الشَّیءَ الظَّاهرَ.و عن القُتَیْبِیّ :جعلْتُهُ نُصْبَ عیْنِی،بالضَّمِّ .
و منهم من یروی فیه الفتحَ ،أَو الفتحُ لَحْنٌ . قال القُتَیْبیّ :
و لا تَقُلْ : نَصْبَ عَینی،أَی:بالفتح،و قیل:بل هو مسموعٌ من العرب.و صرَّح المطرِّزیّ بأَنّهُ مصدرٌ فی الأَصل،أَی بمعنی مفعول،أَی منصوبها ،أَی:مَرْئِیّها،رؤیَهً ظاهرهً بحیثُ لا یُنْسَی،و لا یُغْفَلُ عنه،و لم یُجْعَلْ بظَهْرٍ،قاله شیخُنا.
و ثَغْرٌ مُنَصَّبٌ ،کمُعَظَّمٍ : مُسْتَوِی النِّبْتَه ،بالکسر،کأَنَّه نُصِبَ فَسُوِّیَ .
و ذاتُ النُّصْب ،بالضَّمّ :ع قُرْبَ المَدِینَه ،علی ساکنها أَفضلُ الصَّلاهِ و السَّلامِ ،بینَهُ و بینَها أَربعهُ أَمیالٍ (4)،و
17- فی حدیث مالکِ بْنِ أَنَس: [أَنّ عبدَ اللّه بْنَ عُمَرَ] (5)رَکبَ إِلی ذاتِ النُّصْبِ ،فقَصَرَ الصَّلاهَ ». و قیل:هی من معادن القَبَلیَّه.کذا فی المعجم.
*و مِمّا یُسْتَدرَکُ علی المؤلِّف فی هذه المادّه:
قال اللّهُ تَعَالَی: فَإِذا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (6)قالَ قَتادهُ :إِذا فرغتَ من صلاتک، فانْصَب فی الدُّعاءِ.قال الأَزهریّ :هو من نَصِب ، یَنْصَب ، نَصباً :إِذا تَعِبَ .و قیلَ :إِذا فَرَغْت من الفَرِیضه فانْصَبْ فی النّافِلَهِ .
و الیَنْصُوبُ :عَلَمٌ یُنْصَبُ فی الفَلاه.
و النّاصِبَهُ فی قول الشاعر:
وَحَبَتْ له أُذُنٌ یُرَاقِبُ سَمْعَها
بَصَرٌ کنَاصِبَهِ الشُّجاعِ المُرْصَدِ (7)
ص:437
یُرِیدُ:کعَیْنِهِ الّتی یَنْصِبُهَا للنَّظَر.
و النَّصْبَهُ .بالفَتح: نَصْبَهُ الشَّرَکِ ،بمعنی المنصوبه .
و فی الصَّحاح،و لسان العرب:و نَصَّبَتِ الخَیْلُ آذانَهَا، شُدِّدَ للکَثْرَه،أَو للمُبالغَه (1).و المُنَصَّبُ من الخَیْلِ :الّذِی یَغْلِبُ علی خَلْقِه کُلِّه نَصْبُ عِظامه،حتّی یَنْتَصِبَ منهُ ما یَحتاج إِلی عَطْفِهِ .
و نَصَبَ (2)الحَدِیثَ :أَسْنَدَهُ ،و رَفَعَهُ و منه
14- حدیثُ ابْن عُمَرَ: «مِنْ أَقْذَرِ الذُّنُوبِ رَجُلٌ ظَلَمَ امْرَأَهً صَدَاقَهَا».قِیلَ لِلَّیْثِ : أَنَصَبَ ابْنُ عُمَرَ الحدیثَ إِلی رسولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم ؟ قال:و ما عِلْمُهُ لولا أَنّهُ سَمِعَهُ منه ؟ أَی أَسنَدَه إِلیه،و رَفَعَهُ .
و نُقِلَ عن الزَّمْخَشَرِیّ ،و المَنْصُوبَه :الحِیلهُ ،یقال:سَوَّی فُلانٌ مَنصوبهً .قال:و هی فی الأَصل صِفهٌ للشَّبَکَهِ و الحِبَالَه،فجَرتْ مَجْرَی الاسْم،کالدَّابَّه و العَجُوز.و منه المنصوبهُ فی لِعْبِ الشِّطْرَنْج،قاله الشِّهَابُ فی أَثناءِ النَّحْلِ من العِنَایه.
و المَنْصبُ ،لُغَهً :الحَسَبُ ،و المَقَام.و یُسْتَعَارُ للشَّرَفِ ، أَی:مأْخُوذٌ من معنی الأَصْل.و منه: مَنْصِبُ الوِلاَیاتِ السُّلْطانیّه و الشَّرْعیَّه.و جمعُهُ : المَنَاصِب .و فی شفاءِ الغَلیل: المَنْصِب فی کلام المُوَلَّدِینَ :ما یَتَوَلاّهُ الرَّجُلُ من العَمَل،کأَنَّه مَحَلُّ لِنَصَبِه .قال شیخُنَا:أَو لأَنّهُ نُصِبَ للنَّظَر؛و أَنشد لابْنِ الوَرْدِیِّ :
نَصَبُ المَنْصِبِ أَوْهَی جَلَدِی
و عَنَائی من مُدَارَه السَّفِلْ
قال:و یُطْلِقونه علی أَثافِی القِدْرِ من الحدید.قال ابْنُ تَمِیمٍ :
کم قُلْت لمّا فار غَیْظاً و قدْ
أُرِیحَ من مَنْصِبِه المُعْجِبِ
لا تَعْجبُوا إِنْ فارَ مِنْ غَیْظِهِ
قالقَلْبُ مطبوخٌ علی المَنْصِبِ
و قد تقدّم.قال الشِّهَابُ :و إِنّمَا هو فی الکلامِ القدیمِ الفَصیحِ بِمعنی الأَصْل و الحسب و الشَّرف،و لم یستعملوه بهذا المعنی،لکِنَّ القیَاسَ لا یأْباه.و فی المِصْبَاح:یُقَالُ :لفلانٍ مَنْصبٌ ،کمَسْجِدِ،أَی:عُلُوٌّ و رِفْعَهٌ .
و امرأَهٌ ذاتُ مَنْصَب :قیلَ :ذاتُ حَسَبٍ و جَمال،و قیل:
ذاتُ جَمال؛لأَنّهُ وحدَهُ رِفْعَهٌ لها (3).
و فی الأَساس:من المجَاز: نُصِبَ فُلانٌ لِعِمَاره البلدِ.
و نَصبْتُ له رَأْیاً:أَشَرْتُ علیه برأْیٍ لا یَعْدِلُ عنه.
و یَنْصُوبُ :موضعٌ (4)،کذا فی الّلسان.
و فی المُعْجم: یَنَاصیبُ :أَجْبُلٌ مُتَحاذیاتٌ فی دیار بنی کِلابٍ ،أَو بنی أَسَدِ بنَجْد.و یُقَالُ بالأَلف و اللام.و قیل:
أَقْرُنّ طِوالٌ دِقاقٌ حُمْرٌ،بینَ أُضَاخَ و جَبلَهَ ،بینها (5)و بین أُضَاخَ أَربعهُ أَمیال،عن نصرٍ.قال:و بخطّ أَبی الفضل:
الیَنَاصِیبُ (6):جِبال لِوَبْرٍ مِنْ (7)کلاب،منها الحَمَّال،و ماؤُها العَقِیلَهُ .
و نَصِیبٌ ،مُکَبَّراً و[ نُصَیْبٌ ]مُصَغَّراً اسمانِ .
و نُصیب (8):له حدیثٌ فی قتل الحیّات،ذُکر فی الصَّحابه.
و نَصِیبِین أَیضاً:قریهٌ من[قُری] (9)حَلَبَ .
و تَلُّ نَصِیبِینَ :من نواحِی حلَبَ .و نَصِیبِین :مدینهٌ أُخْرَی علی شاطِئ الفُرات،کبیره،تعرف بنَصِیبِین الرُّوم،بینَهَا و بینَ آمِدَ أَربعهُ أَیّام،أَو ثلاثه (10).و من قَصَد بلاد الرُّومِ من حرّانَ مَرَّ بها؛لأَنّ بینهما ثلاثَ مَراحِل.کذا ذکره شیخُنَا.
ثمّ رأَیتُهُ بعینه،فی کتاب المُعْجَمِ .
ص:438
و المَنَاصِبُ :موضعٌ ،عن ابن دُرَیْد،و به فسَّروا قول الأَعلم الهُذَلِیّ :
لَمّا رأَیْتُ القَوْمَ بِالْ
عَلْیَاءِ دُونَ قِدَی المَنَاصِبْ (1)
و
17- قرأَ زَیْدُ بْنُ علیٍّ : فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصِبْ . بکسر الصّاد،و المعنی واحدٌ.
و النَّصَّابُ ،ککَتّان:الّذی یَنْصبُ نَفْسهُ لعملٍ لم یُنْصَبْ له،مثل أَن یَتَرَسَّل و لیس برسولٍ ،نقله الصّاغانیّ .قلتُ :
و استعمله العامَّهُ بمعنی الخَدَّاع المُحْتَال.
نَضَبَ الشَّیْ ءُ: سالَ و جرَیَ .
و نَضَب الماءُ ، یَنْضُبُ بالضّمّ ، نُضُوباً :إِذا ذَهَبَ فی الأَرْض.و فی المُحْکَم: غارَ ،و بَعُدَ،و فی الصَّحاح:
سَفَلَ ،أَنشد ثعلبٌ :
أَعْدَدْتُ لِلْحوْضِ إِذا ما نَضَبَا
بَکْرَهَ شِیزَی و مُطَاطاً سَلْهَبَا
کَنَضَّبَ ،بالتّشدید.و فی المِصباح و یَنْضِبُ ،بالکسر أَیضاً،و هو لغه.قال شیخُنا:و هو غریبٌ .
و فی الأَساس:و غَدیرٌ ناضِبٌ ،و عَیْنٌ مُنضِّبَهٌ :غارَ ماؤُهَا.
و نَضَبَتْ عُیُونُ الطّائف.ثُمَّ إِنَّ تقییدَنَا فی نَضَب بالشَّیْ ءِ لإِخراج الماءِ،و إِن کان داخلاً فی الشّیْ ءِ کما قیَّده غیرُ واحدِ من أَئمّه الُّلغَه،فلا یلزم علیه ما قاله شیخُنَا من أَنّه یُؤْخَذُ من مجموع کلامیه أَن نَضَب من الأَضداد،یقال بمعنی سالَ و بمعنی غال،و هو ظاهر.
و
16- فی الحدیثِ : «ما نَضَبَ عنهُ البَحْرُ،و هو حَیٌّ ،فماتَ ، فکُلُوهُ ». أَی:نَزَحَ ماؤُه،و نَشِفَ .و
17- فی حدیثِ الأَزْرقِ [بن قیسٍ ] (2): «کُنّا علی شاطئِ النَّهْرِ بالأَهْوَاز،و قَد نَضَبَ عنه الماءُ».
قال ابْنِ الأَثِیرِ:و قد یُستعارُ للمعانی،و منه
17- حدیثُ أَبِی بکْرٍ: نَصَبَ عُمْرُهُ ،و ضَحَا ظِلُّهُ ». أَی:نَفِد عُمْرُه و انقضی، و هو مراد المؤلِّف من قوله: و نَضَبَ فُلانٌ :ماتَ فهو إِذاًمجازٌ،و لا یُلتقَت إِلی قول شیخِنا:إِنَّ أَکثَرَ الأَئِمّه أَغْفَل ذِکْرَه.
و نَضَبَ الخِصْبُ :إِذا قَلَّ ،أَو:انقطَع.
و نَضَبَتِ الدَّبَرَهُ :اشْتَدَّتْ . و من المَجَاز: نَضَبَ الدَّبَرُ:
اشْتَدَّ أَثَرُهُ فی الظَّهْر،و غاب فیه (3).
و نَضَبَت المفَازَهُ نُضُوباً : بَعُدتْ .
و من المجاز:خَرْقٌ (4)ناضِبٌ :أَی بَعیدٌ.
و نَضَبَت عَیْنُهُ ، تَنْضُب ، نُضُوباً : غارَتْ ،أَو هو خاصُّ بِعیْنِ النّاقهِ و أَنشد ثعلب:
من المُنْطیات المَوْکبَ المَعْجَ بَعْدَ مَا
یُرَی فی فُرُوعِ المُقْلَتَیْنِ نُضُوبُ
و عن أَبی عَمْرٍو: أَنْضَب القَوْسَ جَذَبَ وَتَرَها، لِتُصَوِّتَ ،کأَنْبَضَهَا لغهٌ فیه.قالَ العجّاجُ :
تُرِنُّ إِرْناناً إِذا ما أَنْضَبا
و هو إِذا مَدَّ الوَتَرَ ثُمَّ أَرسلَه.و قیل: أَنْضَبَ القَوْسَ :إِذا جَذَبَ وَتَرَها بغیر سَهْمٍ ،ثم أَرسلَه.و فی لسان العرب:قال أَبو حنیفهَ : أَنْضَبَ [فی] (5)قَوْسَهُ ، إِنْضَاباً :
أَصَاتَها،مقلوبٌ .قال أَبو الحسن:إِنْ کانت أَنضَبتْ (6)مقلوبهً فلا مصدرَ لها؛لأَنّ الافعال المقلوبهَ ،لیست لها مصادرُ،لِعلَّه قد ذکَرها النَّحْوِیُّون:سِیبوَیْه،و أَبُو علیٍّ ، و سائرُ الحُذّاق،و إِن کان أَنْضَبتْ لغهً فی:أَنبضَتْ ، فالمصدرُ فیه سائغٌ حَسَنٌ .فأَمّا أَن یکونَ مقلوباً ذا مصدر کما زَعَمَ أَبو حنِیفَهَ ،فمُحَالٌ .و صرَّحَ بالقَلْب أَیضاً الجَوْهَرِیُّ ،و أَبو منصورٍ.قال شیخُنَا:قلتُ :کأَنّه یُشیرُ إِلی أَنّ القلْب الّذِی ذکره الجَوْهَرِیُّ إِنّما یَصِحُّ إِذا کانَ أَنْبض فِعْلاً،لیس له مصدرٌ؛لأَنّ شرطَ المقلوب من لفظِ أَن لا یَتصرَّفَ تَصرُّفَه.أَما إِذا کان له مصدرٌ،فلا قَلْبَ ،بل کُلُّ کلمهٍ ،مستقِلَّهٌ بنفْسِهَا،لیست مقلوبهً من غیرها،کما هو رأْیُ أَئمّهِ الصَّرف و علماءِ العربیّه:سیبویْهِ ،و غیره.و نقله
ص:439
الشُّیوخُ :ابنُ مالِکٍ ،و أَبو حیَّانَ ،و ابْنُ هِشامٍ ،و غیرُهُم.أَما قَلْبٌ و وجودُ مصدرٍ فلا یُلْتَفَتُ لقائله،و لو زعمهُ أَبو حنیفهَ الدِّینَوَرِیُّ :لأَنّه إِمامٌ فی معرِفهِ أَنواعِ النَّبَات،و نَقْلِ الکَلام،و لا معرفهَ له بأُصُولِ العَرِبیّه و الصَّرْف،و لا إِلمامَ .
انتهی.
و التَّنْضبُ :ظاهرُ إِطلاقِه أَنّ الضّادَ مفتوحهٌ ،لأَنَّها عندَ أَئمّه الصّرف تابِعهٌ لأَوّل الکلمه،و لا قائلَ به،بل هی فتح التّاءِ و ضَمّ الضّاد.و هو شَجَرٌ حِجازِیٌ ،و لیس بنَجْدِ منه شیْ ءٌ إِلاّ جِزْعَهً واحدهً بطَرَفِ ذقَانِ ،عند التُّقَیِّدَه،و هو یَنْبُتُ ضَخْماً علی هیْئَهِ السَّرْح،و عِیدانُهُ بِیضٌ ضَخْمَهٌ ،و هو مُحْتَظَر،و ورَقُهُ مُتَقَبِّضٌ ،و لا تراه إِلاّ کأَنّهُ یابسٌ مُغْبَرٌّ،و إِنْ کان نابِتاً، و شَوْکُهُ کَشَوْکِ العَوْسَجِ ،و له جَنًی مثلُ العِنَبِ الصِّغار.یُؤْکَلُ و هو أُحَیْمِرٌ قال أَبو حنیفَهَ :دُخَانُ التَّنْضُبِ ، أَبیضُ مثلُ لَوْنِ الغُبَار،و لذلک شَبَّهتِ الشُّعَرَاءُ الغُبارَ به، قال عُقَیْلُ بْنُ عُلَّفَهَ المُرِّیُّ :
و هلْ أَشْهَدَنْ خَیْلاً کَأَنَّ غُبَارَها
بِأَسْفَلِ عِلْکَدٍّ دواخنُ تَنْضُبِ
و قال مرَّهً : التَّنْضُبُ :شَجرٌ ضخامٌ ،لیس له ورقٌ ،و هو یُسَوِّقُ و یَخْرُجُ له خَشَبٌ ضخَام،و أَفنانٌ کثیرهٌ ؛و إِنّما ورقُهُ قُضْبانٌ ،تأْکُلُهُ الإِبِلُ و الغَنَمُ و قال أَبو نصرٍ: التَّنْضُبُ شجرٌ له شوکٌ قِصارٌ،و لیس من شَجرِ الشَّوَاهِقِ ،تأَلَفُهُ الحرابِیُّ ؛ أَنشد سِیبَویْه للنّابغه الجعْدِیِّ :
کأَنَّ الدُّخانَ الَّذِی غادرَتْ
ضُحیّاً دَاوخِنُ من تَنْضُبِ
قال ابْنُ سِیدَهْ :و عندی أَنّه إِنّما سُمِّیَ بذلک لقِلّهِ مائِه.
و أَنشد أَبو علیٍّ الفارِسیُّ لرَجُل واعَدتْهُ امرأَهٌ ،فَعَثَرَ علیه أَهلُها،فضربوه بالعِصِیّ ؛فقال:
رأَیْتُکِ لا تُغْنِینَ عنِّی نَقْرَهً
إِذا اخْتَلَفَتْ فِیَّ الهَرَاوَی الدّمامِکُ
فأَشْهَدُ لا آتِیکِ ما دامَ تَنْضُبٌ
بأَرْضِکِ أَوْ ضَخْمُ العصَا مِنْ رِجَالِکِ (1)
و کأَنّ التّنْضُبَ قد اعْتِید أَن یُقْطَعَ (2)منه العِصیُّ الجِیَادُ، واحدتُهُ تَنْضُبَهٌ ؛أَنشدَ أَبو حنیفهَ :
أَنَّی أُتِیحَ لَهَا حِرْبَاءُ تَنْضُبَه
لا یُرْسِلُ السّاقَ إِلاّ مُمْسِکاً سَاقَا
و فی التّهْذِیبِ :عن أَبی عُبَیْدٍ:و من الأَشجار التَّنْضُبُ ، واحدها (3)تَنْضُبهٌ .قال أَبو منصور:هی شجرهٌ ضَخْمَهٌ ، یُقْطَعُ منها العُمُدُ للأَخْبِیهِ .و فی الصَّحاح:و التّاءُ زائدهٌ ،لأَنّه لیس فی الکلام فَعْلُلٌ ،و فی الکلام تَفْعُلٌ ،مثلُ تَنْقُل (4)و تَخْرُج،قال الکُمَیْت:
إِذَا حنَّ بیْن القَوْمِ نَبْعٌ و تَنْضُبُ
قال ابْنُ سلَمه:النَّبْعُ :شجرُ القِسِیّ و تَنْضُبُ :شَجرٌ تُتَّخَذُ منه السِّهامُ .و هکذا نقله ابْنُ منظورٍ فی لسان العرب.
و وجدتُ ،فی هامش الصِّحاح،ما نصُّهُ :و هذا النِّصفُ أَیضاً،لیس هو فی قصیدته الّتی علی هذا الوزن؛و الَّذِی فی شِعْرِه:
إِذا انْتَتَجُوا الحَرْبَ العَوَانَ حُوارَهَا
و حَنَّ شَریحٌ بالمَنَایا و تَنْضُبُ
و تَنْضُب : ه قُرْبَ مَکَّهَ ،شرَّفها اللّه تعالی،کأَنّها سُمِّیَت لقِلَّه مائِها.
و فی مختصر المعجم: تَنَاضِبُ ،بالفتح،من أَضاه (5)بنی غِفَارٍ فوق سَرِفَ :علی مَرحلهٍ من مَکَّهَ .و یقالُ فیه أَیضاً بضَمِّ التّاءِ و الضّاد،و بکسر الضّاد أَیضاً.و قیل فی الشِّعْر:
تَنْضُبُ و هی أَیضاً من الأَمَاکِن النَّجْدِیَّه.
أَمّا تُنَاضِبُ ،بالضَّمِّ ،فهی[شعبه من] (6)شُعَب الدُّودَاءِ، و الدُّوداءُ:[وادٍ] 6،یدفع فی العَقِیق:وادی المَدِینَهِ ، فافهَمْ .
و عن شَمرٍ: نضَّبتِ النّاقهُ ،تَنْضِیباً:قَلَّ لَبنُها ،و طالَ
ص:440
فُواقُها، و بَطُؤُ دِرَّتُها کذا فی النُّسخ.قال شیخُنا:و الأَوْلَی بطُؤَتْ .
*و ممّا یُستَدرَکُ علیه:
نُضُوبٌ القوْمِ :بُعْدُهُمْ ،و هو مجازٌ.
و النَّاضِبُ :البعیدُ،عن الأَصْمعیّ ،و هو فی الصِّحاح.
و منه قلیل للماءِ إِذا ذَهَب: نَضَبَ ،أَی بَعُدَ.و کلّ بعید ناضِبٌ ؛و أَنشد ثعلب:
جریءٌ علی قَرْعِ الأَساوِد وَطْؤُهُ
سَمِیعٌ برِزِّ الکَلْبِ و الکَلْبُ ناضِبُ
و جرْیٌ ناضِب :أَی بعید.
و یُقالُ :نُوقٌ کقداحِ التَّنْضُبِ .
و من الْمجَاز: نَضَب القومُ :جدُّوا و منه أَیضاً،عن أَبی زیْد:إِنَّ فُلاناً لَناضِبُ الخَیْرِ،أَی:قَلیلُه،و قد نَضَبَ خَیْرُهُ (1)نُضُوباً ؛و أَنشد:
إِذا رَأَیْن غَفْلَهً من راقِبِ
یُومِینَ بِالأَعْیُنِ و الحَوَاجِبِ
إِیماءَ بَرْق فی غَمَاءٍ ناضِبِ (2)
و منه أَیضاً: نَضَبَ ماءُ وَجهِه:إِذا لم یَسْتَحْیِ .
و التَّناضِبُ :موضعٌ ،کأَنّه جَمعُ تَنْضُب ،استدره شیخُنَا، و قد تقدَّم بیانُه.
النِّطَابُ ،بالکَسْرِ :أَهملهُ الجَوْهَرِیُّ .و قال ثعلبٌ :هو الرَّأْسُ و فی قول زِنْبَاعٍ المُرَادِیّ (3):
نَحْنُ ضَربْنَاهُ علی نِطابِهِ
بالمَرْجِ من مُرْجَحَ إِذْ ثُرْنَا بِهِ
قال ابْنُ السِّکِّیت:لم یُفَسِّرْه أَحدٌ،و الأَعرف«علیتَطْیابِه»أَی:علی ما کان فیه من الطِّیب،و ذلک أَنّه کان مُعَرِّساً بامْرأَهٍ من مُرَادٍ، و قیل: النِّطابُ هو حَبْلُ العُنُق ، حکاه أَبو عدْنَانَ ،و لم یُسْمع من (4)غیره،و عن ابن الأَعْرَابیّ : النِّطَابُ :حَبْلُ العاتِقِ ،و أَنشد قولَ زِنْباعٍ السّابقَ .
و المِنْطَبُ ،و المِنْطَبَهُ ،بالکَسْر فیهما: المِصْفاه، کالناطِبِ ،و هو خَرْقُ المِصْفاهِ ،و جمعُه النَّواطِبُ ،علی ما یأْتی.
و یقالُ : المَنْطَبَهُ ،بالفَتْحِ :الرَّجُلُ الأَحْمَقُ .
و نَطَبَهُ ، یَنْطُبُه ، نَطْبَاً : ضَرَبَ أُذُنَهُ بإِصْبَعِهِ ،عن ابْنِ دُرَیْدٍ،و قال أَبو عَمْرٍو:یقالُ : نَطَبَ (5)أُذُنَه،و نَقَرَ،و بَلَّطَ ، بمعنًی واحدٍ.
و قال الأَزْهریّ :النَّطْمَهُ :النَّقْرَهُ من الدِّیک و غیره،و هی النَّطْبَهُ ،بالبَاءِ أَیضاً.
و النَّواطِبُ :خُرُوقٌ ،تُجْعَلُ فی مِبْزَلِ الشَّراب (6)و فِیما یُصَفَّی بِهِ الشَّیْ ءُ،فیَتَصَفَّی مِنْهُ (7).واحدتُهُ ناطبهٌ ،قال:
تَحَلَّبَ من نَوَاطِب ذی ابْتِزالِ
و خُروقُ المِصْفاهِ :تُدْعَی النَّوَاطِبَ .
و یقالُ : ناطَبْتُهُمْ ،أَی: هارَشْتُهُمْ ،و شارَرْتُهم،و بینَهم مُنَاصَبَهٌ و مُناطَبهٌ .و هذا من الأَساس (8)و قد وجدت (9)هذِه المادَّهَ مکتوبهً عندَنَا فی سائر النُّسخ بالسَّواد،و لم أَجِدْها فی الصَّحاح،فَلْیُنْظَرْ.
نَعب الغُرَابُ و غَیْرُهُ ،کمنَع و ضَرَب ، یَنْعَبُ ، و ینْعِبُ ، نَعْباً بالفتح، و نَعِیباً کأَمِیرٍ، و نُعَاباً بالضَّمّ ،و لم یذکُرْهُ الجَوْهریُّ ، و تَنْعاباً بالفَتْح،و مثلُهُ فی الصَّحاح،
ص:441
و ضَبَطَهُ شیخُنا کَتَذْکارٍ، و نَعَبَاناً محرّکهً :إِذا صاح، و صوَّت ،و هو صوْتهُ ، أَو:مدَّ عُنُقَه و حرَّکَ رأْسه فی صِیاحِه.
و النَّعَّابُ :فَرْخُ الْغُرابِ ،و منه
16- دُعاءُ داوُود،علیه السَّلامُ :
«یا رازِقَ النَّعّابِ فی عُشِّه». انظره فی حیاه الحیوانِ (1).
و نقل شیخُنا عن کِفایه المتحفّظ أَنّ نَعیبَ الغُراب بالخَیْر،و نَغِیقَهُ بالشَّرِّ.و فی المِصْبَاح: نَعَبَ الغُرَابُ :صاحَ بالبَیْنِ ،علی زَعْمِهم،و هو الفِراق.و قیل: النَّعِیبُ :تَحریکُ رأْسه بلا صَوتٍ .قال شیخنا:فعلی هذا یکونُ قولاً آخَرَ.
و فی الصَّحاح:و رُبَّمَا قالوا: نَعَبَ الدِّیکُ ،علی الاستعاره؛و قال الأَسْوَدُ بْنُ یعْفُرَ:
و قَهْوَهٍ صَهْبَاءَ باکَرْتُها
بِجُهْمَهٍ و الدِّیکُ لَمْ یَنْعَبِ
زاد فی لسان العرب: و کذا لِک: نَعب المُؤَذِّنُ و هذا یدُلُّ علی أَنَّ المُؤَذِّنَ هو المعروف،لا الدِّیکُ ،فیلزمُ علیه ما قاله شیخُنا إِنّ قوله أَوّلاً«و غیرُهُ »یَشمَلُ کُلَّ ناعبٍ فیدخُلُ فیه المُؤذِّنُ .و یرِدُ علیه أَنَّ تَخصیصه بالمُؤَذِّن،خلَتْ عنه دَواوینُ اللّغَهِ و الغریبِ ،و کیف یکون ذلک،و هو فی لسان العرب،کما أَسلفنا؟و العجبُ أَنّه نقل عبارتَهُ فی نَعب الدِّیکُ ،و غفل عن الّذِی بعدهَا.
و فی الأَسَاس:و من المجاز: نَعَبَ المُؤَذِّنُ :مَدَّ عُنُقَهُ ، و حرَّک رأْسَهُ فی صِیاحه (2).
و المِنْعبُ ، کمِنْبرٍ:الفَرسُ الجوادُ الّذِی یمُدُّ عُنُقَه کالغُرابِ ،أَی کما یفعلُ الغُرابُ .
و قیل: المِنْعَبُ : الَّذِی یَسْطُو بِرَأْسِهِ ،و لا یکونُ فی حُضْرِهِ مَزِیدٌ. و المِنْعَبُ : الأَحْمَقُ المُصوِّتُ قال امْرُؤُ القَیْسِ :
فلِلسّاقِ أُلْهُوبٌ و لِلسَّوْطِ دِرَّهٌ
و للزَّجْرِ مِنْهُ وَقْعُ أَهْوَجَ مِنْعَبِ
و من المجاز: النَّعْبُ سُرعهُ سَیْرِ (3)البعیرِ. و فی الصَّحاح: النَّعْبُ :السَّیْرُ السَّریعُ ، أَو هو ضَرْبٌ من سیْرِهِ .
و قیل: النَّعْبُ :أَنْ یحرِّکَ البعیرُ رأْسَهُ إِذا أَسرعَ ،و هو من سیرِ البَخَاتیهِ (4)،یرفَعُ رأْسهُ .و عبارهُ الأَساس:یمُدْ عُنُقَه، فینْعبُ نَعَبَاناً .و قد نَعَب البعیرُ کَمَنَع ، یَنْعَبُ ، نَعْباً .و قیل:
من السُّرْعه،کالنَّحْب.
و نَاقَهٌ نَاعِبهٌ ،و نَعُوبٌ ،و نَعَّابهٌ ،و علی الأَخیرَیْنِ اقتصر الجَوْهَرِیُّ ، و مِنْعَبٌ کَمِنْبَرٍ،کَذَا هو مضبوطٌ فی النُّسخ الصَّحیحه،و فی لسان العرب:بزیاده[هاءٍ] (5)فی آخره، و ضبطه شیخُنا کَمُحْسِنٍ ،من: أَنْعَبَ الرُّباعیّ ،فَلْیُنْظَرْ، أَی: سَرِیعَهٌ . و ج أَی:جمعُ نَعُوبٍ : نُعُبٌ بضمَّتینِ ،کما هو مضبوطٌ فی نسخه الصَّحاح.و أَمّا ناعبٌ و ناعِبهٌ ،فتُجْمَعُ علی: نَوَاعِبَ ،و نُعَّبٍ کرُکَّعٍ .زادَ فی الصِّحاح:و یقال:
إِنَّ النَّعْبَ (6)تَحَرُّکُ رَأْسِها،فی المَشْیِ ،إِلی قُدّام.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
النَّعّابُ :الغُرَاب.و
16- فی دُعَاءِ داوُودَ،علیه الصَّلاه و السَّلامُ : «یا رازِقَ النَّعّابِ فی عُشِّه». قیل:إِنَّ فَرْخَ الغُرَاب إِذا خَرجَ من بَیضه،یکونُ أَبْیضَ کالشَّحْمه،فإِذا رآه الغُرَابُ ،أَنکَرَه و تَرَکه،و لم یزُقَّهُ ،فیَسوقُ اللّهُ إِلیه البقَّ ، فیَقعُ علیه،لِزُهُومَهِ رِیحِه،فیلْقُطُهَا،و یَعیشُ بها إِلی أَنْ یطْلُعَ الرِّیشُ و یسْوَدَّ،فیعاوِدُه أَبوهُ و أُمّهُ .کذا فی لسان العرب.
و أَنْعب الرَّجُلُ :إِذا نَعَبَ (7)فی الفتنِ .
ص:442
و النَّعِیبُ أَیضاً:صوتُ الفَرَس.
و یُقَالُ : رِیحٌ نَعْبٌ :إِذا کانتْ سَرِیعهَ المَمرِّ (1)؛أَنشد ابْنُ الأَعْرَابِیِّ :
أَحْدَرْنَ (2)و اسْتوَی بِهِنَّ السَّهْبُ
و عَارضَتْهُنَّ جَنُوبٌ نَعْبُ
و لم یفسّر هو النَّعْبَ ،و إِنّمَا فسّرَه غیرُه:إِمّا ثعلبٌ ،و إِمّا أَحَدُ أَصحابِهِ .
و بنُو ناعِبِ :حَیٌّ من العرب،قاله ابْنُ دُریْدٍ. و بَنُو نَاعِبَهَ ،بزیاده الهاءِ بَطْنٌ مِنْهُمْ . و فی التَّکْمله:بُطَیْنٌ منهم، عن ابْن دُرَیْدٍ أَیضاً،أَی:من بنی ناعبٍ .
و ناعِبٌ :ع فی شعرٍ،و اخْتُلِفَ فیه،قاله الحازِمیّ ،کذا فی المُعْجَم.
و ذُو نَعْبٍ :من أَذْواءِ حِمْیَرَ من بنی أَلْهان بْنِ مالِکٍ أَخی همْدانَ بْنِ مالِکٍ .
و یَنْعَبُ :موضعٌ بأَرضِ مَهْرَهَ ،من أَقاصی الیمَن،له ذکر فی الرِّدَّه.
و قال ابْنُ الأَعرابیّ : أَنْعَبَ الرَّجُلُ ، إِنْعاباً :إِذَا نَعرَ فی الفِتَن.
نَغَبَ الإِنسانُ الرِّیقَ ،کمَنَعَ و نَصَرَ [و ضَرَبَ ] (3)، یَنْغَبَهُ ،و یَنْغُبُهُ ، نَغْباً : ابتَلَعَهُ ،عن اللیث.
و نَغَب الطّائِرُ ، یَنْغُبُ (4)، نَغْباً : حَسَا من الماءِ؛و لا یُقَالُ :شَرِبَ .و نَغَب الإِنْسَانُ فی الشُّرْبِ ، یَنْغَبُ ، نُغْباً ، بضم النّون و فتح الغین (5)، جَرِعَ جُرَعاً،و کذلک الحِمَارُ.
و سَقاهُ نَغْبَهً من لبن. النَّغْبَه ،بالفتح: الجَرْعَهُ ،و یُضَمُّ .
و عبارهُ الصَّحاح: النُّغْبَهُ ،بالضَّمّ :الجُرْعَهُ ،و قد یُفْتَحُ ،و الجمع: النَّغَبُ ،أَی:بضَمّ ففتح.قال ذُو الرُّمَّه:
حَتّی إِذا زَلَجَتْ عن کُلِّ حَنْجَرهٍ
إِلی الغَلِیلِ و لم یَقْصَعْنَهُ نُغَبُ
و نُقِل عن ابْن السِّکِّیتِ : نَغبْتُ من الإِناءِ،بالکسر، نَغْباً ، أَی:جَرَعْتُ منه جَرْعاً، أَو الفَتْحُ للمرَّهِ الواحده، و الضَّمُّ لِلاسْمِ ،کما فُرِّقَ بین الجَرْعه و الجُرْعَه،و سائر أَخواتِها بمثل هذا.
و النَّغْبهُ ،بالفتح: الجَوْعَهُ .
و النَّغْبَهُ : إِقْفَارُ الحَیِّ مضبوطٌ عندَنَا بالوجهینِ :بالفَتْحِ جَمْع قَفرٍ،و بالکسر مصدر أَقْفَر.
و فی الصَّحاح،قولُهم:ما جُرِّبَتْ (6)علیهِ نُغْبَهٌ قَطُّ ،هی بالضَّمِّ :الفَعْلَهُ القَبِیحَهُ . و فی قول الشّاعر:
فَبَادَرتَ شِرْبَها عَجْلَی مُبادرهً
حتَّی اسْتَقَت دُونَ مجْنَی جِیدِها نُغَمَا
إِنَّمَا أَراد نُغَباً ،فأَبْدل المیمَ من الباءِ لاقترابهما.
و فی الأَساس:من المجَاز:قولُهم إِذا سمِعَتْ بموت عَدُوٍّ،أَوْ بلاءٍ نزَلَ به:واهاً ما أَبْرَدَها من نُغْبَهٍ ،ما أَبْرَدَها علی الفُؤاد،تَعْساً لِلیدیْنِ و الفم.
و نَغُوبَا:اسْمُ قریهٍ بواسِطَ ،سُمِّیَ بها أَبو السَّعاداتِ المُبارکُ بْنُ الحُسَیْنِ بْنِ عبدِ الوهّاب الواسِطِیُّ ،عُرِفَ بابْنِ نَغُوبَا،لکَثرَه تَردُّدِه لها (7)،و الذّکر لها،فَلَزِمه هذا الاسْمُ .
سمعَ أَبا إِسْحاقَ الشِّیرازِیَّ ،و عنه أَبو سعْد السَّمْعانیُّ ،تُوفِّیَ بواسِطَ سنه 539.
النَّقْبُ :الثَّقْبُ فی أَیّ شَیْ ءٍ کان، نَقَبَه ، یَنْقُبه ، نَقْباً .
و شیءٌ نَقِیبٌ : منقوبٌ ،قال أَبو ذُؤَیْبٍ :
أَرِقْتُ لِذِکْرِهِ من غیْرِ نَوْبٍ
کما یَهْتَاجُ مَوْشِیٌّ نَقِیبُ
یَعنی بالمَوْشِیِّ یَرَاعهً . ج: أَنْقابٌ و نقَابٌ ،بالکسر فی الأَخیر.
ص:443
و النَّقْبُ : قَرْحَهٌ تَخْرُجُ بالجَنْب (1)،و تَهْجُم علی الجَوْف،و رأْسُها فی داخل،قاله ابْنُ سیدَهْ ، کالنَّاقِبَهِ .
و نَقَبَتْهُ النَّکْبهُ ، تَنْقُبه ، نَقْباً :أَصابتْه فبَلَغَتْ منه،کنَکَبَتْه.
و النَّقْبُ : الجَرَبُ عامّه، و یُضَمُّ و هو الأَکْثَرُ،و به فسَّرَ ثعلبٌ قولَ أَبی محمَّد الحَذْلَمِیّ :
و تَکْشِفُ النُّقْبَهَ عن لِثَامِهَا
یقولُ :تُبْرِئُ من الجَرَب.و
14- فی الحدیث: أَنَّ النَّبیَّ صلی اللّه علیه و سلم، قال:«لاَ یُعْدِی شیءٌ شیئاً؛فقال أَعرابیٌّ :یا رسُولَ اللّهِ ، إِنَّ النُّقْبَهَ قد تَکُونُ بمِشْفَرِ البَعِیرِ،أَو بذَنَبهِ ،فی الإِبِلِ العظیمهِ ،فَتجْرَبُ کلُّهَا؛فقال النَّبیُّ صلی اللّه علیه و سلم:فمَا أَعْدَی الأَوَّلَ ». ؟قال الأَصْمَعِیُّ : النُّقْبَهُ هی أَوَّلُ جَرَبٍ یَبْدَأُ (2)،یُقَالُ للبَعِیر:به نُقْبَهٌ ،و جَمعُها نُقْبٌ ،بسکون القاف،لِأَنَّهَا تَنْقُبُ الجِلدَ نَقْباً ،أَی:تَخْرِقُهُ ؛و قال درید (3)بْنِ الصِّمَّهِ :
مُتَبَذِّلاً تَبْدُو محاسِنُه
یَضَعُ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقْبِ
و فی الأَساس:و من المَجَاز:یقالُ :فلانٌ یَضَعُ الهِنَاءَ مَوَاضِعَ النُّقُب (4):إِذا کان ماهِراً مُصِیباً. أَو النُّقْبُ : القِطَعُ المُتَفَرِّقهُ ،و هی أَوَّلُ ما یَبْدُو مِنْهُ أَی:من الجَرَب،الواحده نُقْبهٌ .و عن ابن شُمَیْلٍ : النُّقْبَهُ :أَوّلُ بدْءِ الجَرَب،تری الرُقْعَه مِثْلَ الکَفِّ بجَنْبِ البعیرِ،أَو وَرِکهِ ،أَو بمِشْفَرِه،ثم تَتمَشَّی فیه حتَّی تُشْرِبَهُ کُلَّهُ ،أَی:تَمْلأَهُ ، کالنَّقَبْ ،کَصُرَدٍ، فیهِمَا ،أَی فی القَوْلَیْنِ ،و هما:الجَرَبُ ،أَو أَوّل ما یَبدو منه.
و النَّقْبُ : أَنْ یَجْمَعَ الفَرَسُ قَوائِمَهُ فی حُضْرِهِ ،و لا یَبسُطَ یَدَیْهِ ،و یکون حُضْرُهُ وثْباً.
و النَّقْبُ : الطَّرِیقُ الضَّیِّقُ فِی الجَبَلِ ، کالمَنْقَبِ و المَنْقَبَهِ ،أَی: بِفَتحِهِمَا مع فتح قافهما،کما یدُلُّ لِذلک قاعدتُه.و قد نبَّهْنا علی ذلک فی:ن ض ب.و فی اللِّسان: المَنْقَبهُ :الطَّرِیقُ الضَّیِّقُ بینَ دارَیْنِ ،لا یُسْتطاعُ سُلُوکُه و
16- فی الحدیثِ : «لا شُفْعهَ فی فَحْلٍ ،وَ لاَ مَنْقبَه ». فسَّرُوا المَنْقَبه بالحائط .و
16- فی روایهٍ : «لا شُفْعَهَ فی فِنَاءٍ و لا طَرِیقٍ و لا مَنْقَبَه ». المَنْقَبَهُ هی الطَّرِیقُ بین الدّارَیْنِ ، کأَنّهُ نُقِبَ من هذه إِلی هذه،و قیلَ :هُو الطَّرِیقَ الّتی تعلُو أَنْشَازَ الأَرْضِ . و النُّقْبُ ،بالضَّمِّ فسکون.و ج المَنْقَبِ و المنْقَبَهِ : المَنَاقِبُ ،و جمعُ ما عداهُمَا: أَنقَابٌ ،و نِقَابٌ بالکَسر فی الأَخیر.و أَنشد ثعلبٌ لاِبْنِ أَبی عاصِیهَ :
تَطَاوَلَ لَیْلِی بالعِرَاقِ و لم یَکُن
علیَّ بأَنْقَابِ الحِجازِ یَطُولُ
و
16- فی الحدیث: «إِنّهُمُ فَزِعُوا من الطّاعون،فقال:أَرْجُو أَنْ لا یَطْلُعَ إِلینا من نِقَابِها » (5). قال ابْنُ الأَثِیر:هی جمعُ نقْب ،و هو الطَّرِیقُ بینَ الجَبلَیْنِ .أَراد أَنّهُ لا یَطْلُعُ إِلینا من طُرُقِ المَدِینَه.فأَضمر عن غیر مذکورٍ.و منه
16- الحدیثُ :
«عَلَی أَنْقابِ المدِینهِ ملائکهٌ ،لا یدْخُلُها الطّاعُونُ ،و لا الدَّجّال». هو جمع قِلّه لِلنَّقْبِ .
و نَقْب ،بلا لامٍ :ع (6)،قال سُلَیْکُ بْنُ السُّلَکهِ :
و هُنَّ عِجالٌ من نُبَاک (7)و من نَقْبِ
و فی المُعْجَمِ : قَرْیهٌ (8)بالیَمَامَهِ لبنِی عَدِیِّ بْنِ حَنیفهَ ، و سیأْتی بقیّه الکلام.
و المِنْقَبُ ، کَمِنْبَر:حَدِیدَهٌ ، یَنْقُبُ بها البَیْطَارُ سُرَّهَ الدّابَهِ لِیَخْرُجَ منها ماءٌ أَصفرُ.و قد نَقَبَ یَنْقُبُ ؛قال الشَاعرُ:
کالسِّیدِ لَمْ یَنْقُبِ البَیْطَارُ سُرَّتَهُ
و لَم یُسِمْهُ و لم یَلمِسْ له عَصَبَا (9)
و المَنْقَبُ ، کَمَقْعَدِ (10):السُّرَّهُ نفْسُها.قال النَّابغهُ الجعْدِیُّ یَصِفُ الفَرسَ :
ص:444
کَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِیفِهِ
إِلی طَرفِ القُنْبِ ، فالمَنقَبِ
و أَنشد الجَوْهَرِیُّ لِمُرَّهَ بْنِ مَحْکانَ :
أَقَبّ لم یَنْقُبِ البَیْطَارُ سُرَّتَهُ
و لَم یَدِجْهُ و لمْ یَغمِزْ له عَصَبَا
أَو هو من السُّرَّه: قُدَّامُها حیث یُنقَبُ البَطنُ ،و کذلک هو من الفَرَس.
و فَرَسٌ حسَنُ النُّقْبَهِ هو بالضَّمِّ :اللَّوْنُ .
و النُّقْبَهُ : الصَّدَأُ ،و فی المُحْکَم: النُّقْبهُ :صَدَأُ السَّیْفِ و النَّصْل،قال لَبِیدٌ:
جُنُوحَ الهالِکِیّ علی یَدَیْهِ
مُکِبّاً یَجْتَلِی نُقَبَ النِّصَالِ
و فی الأَساس:و من المَجَاز:جَلَوْتُ السَّیْفَ و النَّصْلَ من النُّقَب :آثارِ الصَّدإِ،شُبِّهت بأَوائلِ (1)الجَرَبِ ، و النُّقْبَه :
الوَجْهُ ،قال ذُو الرُّمَّهِ یَصِف ثَوراً:
و لاحَ أَزْهَرُ مشْهُورٌ بنُقْبَتِهِ
کأَنَّهُ حِینَ یعْلُو عاقِراً لَهَبُ
کذا فی الصّحاح.و فی لسان العرب النُّقْبَهُ :ما أَحاطَ بالوَجْهِ من دَوائِره (2).قال ثعلب:و قیل لاِمرَأَه:أَیُّ النسَاءِ أَبغضُ إِلیکِ ؟قالت:الحَدِیدَهُ الرُّکْبَهِ ،القَبِیحَهُ النُّقْبَهِ ، الحاضِرَهُ الکِذْبَهِ .
و النُّقْبَهُ ،أَیضاً: ثَوْبٌ کالإِزارِ،تُجْعَلُ له حُجْزَهٌ مُطِیفَهً هکذا فی النُّسْخ،و الذی فی الصَّحاح و لسان العرب و المُحْکم:مَخِیطهٌ -من خاطَ - من غیرِ نَیْفَقٍ (3)،کحَیْدَرِ، و یُشَدُّ کما یُشَدُّ السَّراوِیلُ .
و نَقَبَ الثَّوْب، یَنْقُبُه :جَعَلَهُ نُقْبهً و فی الحدیث:«أَلْبَسَتْنَا أُمُّنا نُقْبَتَهَا »هی السَّرَاویلُ الّتی تکونُ لها حُجْزَهٌ من غیر نَیْفَقٍ ،فإِذا کان لها نَیْفَقٌ فهی سَراویلُ .و فی لسان العرب: النُّقْبَه :خِرْقَه یُجْعَلُ أَعْلاها کالسَّراویل[و أَسفلُها کالإِزار] (4)،و قیل:هی سراوِیلُ بلا (5)سَاقیْنِ .و
17- فی حدیثِ ابْنِ عُمَرَ: «أَنَّ مولاهَ امْرأَهٍ اختَلَعتْ من کُلِّ شَیْ ءٍ لها،و کُلِّ ثوْب علیها،حتّی نُقْبَتِها ،فلم یُنْکِرْ ذلک».
و النُّقْبَهُ : واحِدَهُ النُّقَبِ ،للجَرَب أَو لِمَبادِیه،علی ما تقدّمَ .
و قد تَنقَّبَتِ المَرْأَهُ ،و انْتَقَبَتْ ،و إِنَّها لحَسَنَهُ النِّقْبَهِ ، بالکسْرِ ،و هی هَیْئهُ الانْتِقابِ ،و جَمْعُه: النِّقَب ،بالکسر؛ و أَنشد سِیبَویْهِ :
بِأَعْیُنٍ منها مَلِیحاتِ النِّقَبْ
شَکْلِ التِّجَارِ و حَلاَلِ المُکْتَسَبْ
وَ روَی الرِّیاشِیّ : النُّقَب ،بالضَّمّ فالفتح (6)،و عنَی دَوائرَ الوَجْهِ ،کما تقدّم.
و رجلٌ میْمُونُ النَّقِیبهِ :مبارکُ النفْسِ ،مُظفَّر بما یُحاوِلُ .
نقله الجوهریُّ عن أَبی عُبیْد.و قال ابْن السکِّیتِ :إِذا کان مَیْمُونَ الأَمْرِ،یَنجَحُ فیما حاولَ (7)،و یَظفَرُ.
و النَّقِیبهُ : العَقْلُ ،هکذا فی النُّسخ،و تَصفَّحْتُ کُتُب الأُمّهات،فلم أَجِدْه فیها،غیرَ أَنّی وجدتُ فی لسان العرب ما نَصُّه:و النَّقِیبَهُ :یُمْنُ الفِعْلِ ،فلعلَّهُ أَراد الفِعْلَ ثمّ تصحَّف علی النّاسخ،فکتب«العقْل»محل«الفعل».و
16- فی حدیث مَجْدِیّ بْنِ عمْرٍو: «إِنَّهُ مَیْمُونُ النَّقِیبَهِ ». أَیْ :مُنْجَحُ الفِعَالِ ،مُظَفَّرُ المَطَالبِ .فلیُتَأَمَّلْ . و قال ثَعْلَب:إِذا کان مَیْمَونَ المشورَهِ و محمودَ المُخْتَبَرِ.
و عن ابْنِ بُزُرْجَ :مالَهُم نَقیبهٌ أَی نفاذ الرأْیِ .
و قیل: النَّقِیبه : الطَّبِیعَه.
و قیل:الخَلِیقه.
ص:445
و فی لسان العرب:قولُهم:فی فلان (1)مَنَاقِبُ جمیلَهٌ :
أَی أَخلاق و هو حَسَنُ النَّقیبهِ :أَی جمیلُ الخَلیقه.
و فی التهذیب فی ترجمه عرک:یقال:فلانٌ میمونُ العَرِیکَهِ و النَّقِیبهِ و النَّقیمهِ ،و الطَّبِیعه،بمعنًی واحدٍ.
و النَّقِیبه : العَظِیمَه الضَّرْعِ من النُّوقِ ،قال ابْن سِیدَه، و هی المُؤْتَزِرَهُ بضَرْعِها عِظَماً و حُسْناً،بَیِّنَه النِّقَابَهِ .قال أَبو منصور:هذا تصحیفٌ ،إِنَّمَا هی الثَّقِیبه،و هی الغَزیرهُ من النُّوقِ ،بالثّاءِ المُثَلَّثَه.
و النَّقِیبُ :المِزْمارُ،و لِسَانُ المیزَانِ و الأَخیرُ نقله الصّاغانیّ .
و النَّقِیبُ مِنَ الکِلاَب:ما ،نکره موصوفه،أَی:کَلْبٌ نُقِبَتْ غَلصَمَتُه ،أَو حَنجَرَتُه،کما فی الأَساس،لیَضْعُفَ صَوْتُه (2)،یَفعَلُه اللَّئیمُ ،لِئَلاَّ یَسْمَع صَوتَهُ صوتُ نُبَاحِه،و إِنّما یَفعل ذلک البُخَلاءُ من العرب،لئَلاَّ یَطْرُقَهم ضَیفٌ ، باسْتِمَاعِ نُباحِ الکلابِ .
و النَّقِیب : شاهدُ القَوْمِ ،و. هو ضَمِینُهم و عَرِیفُهم و رأسهم:لأَنه یُفَتِّش أَحوالَهم و یَعْرِفُها،و فی التنزِیل العزیز وَ بَعَثْنا مِنْهُمُ اثْنَیْ عَشَرَ نَقِیباً (3)قال أَبو إِسحاقَ : النَّقِیبُ ، فی اللُّغَه،کالأَمینِ و الکفیل.
و قَدْ نَقَبَ علیهم نِقَابَهً ،بالکَسْر من باب:کَتَب کِتَابَهً :
فَعَلَ ذلِکَ أَی:من التَّعرِیف،و الشُّهودِ،و الضَّمَانَه، و غیرِها. و قال الفرّاءُ: نَقُبَ ککَرُمَ ،و نقله الجماهیرُ. و نَقِبَ مثل عَلِمَ حکاها ابْنُ القطّاع، نَقَابهً ،بالفتحِ :إِذا أَردت أَنه لَمْ یَکُنْ نَقِیباً ، فصار. و عبارهُ الجَوْهَرِیّ و غیرِه:فَفعَلَ .
و النِّقَابه بالکَسْرِ،الاسْمُ ،و بالفَتْح:المَصْدرُ ،مثل الوِلاَیَهِ ،و الولایَه،نقله الجَوْهَرِیّ عن سِیبَویْه.
و فی لسان العرب:
17- فی حدیث عُبَادَهَ بْنِ الصّامت:
«و کانَ من النُّقَبَاءِ ». جَمْعُ نَقیبٍ ،و هو کالعرِیف علی القوم،المُقَدَّم علیهم،الّذی یَتعرَّفُ أَخبارهُمْ ،و یُنَقِّبُ عن أَحْوالهم،أَی یُفَتِّش.و
14- کان النّبیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم،قد جعَلَ ،لیْلَهَ العَقَبَهِ ،کلَّ واحدٍ من الجماعه الّذین بایَعوه بها نَقیباً علی قومِه و جماعته،لیأْخذوا علیهم الإِسلامَ ،و یُعرِّفوهم شَرائِطَهُ ،و کانوا اثْنَیْ عشَرَ نقیباً ،کُلُّهُم من الأَنصار؛و کان عُبَادهُ بْنُ الصّامِتِ منهم. و قیل: النَّقِیبُ :الرَّئیسُ الأَکبرُ.
و إِنّما قِیلَ للنَّقِیب : نَقیبٌ ،لِأَنَّهُ یَعلَمُ دَخِیلَهَ أَمرِ القوم، وَ یَعْرِفُ مَنَاقِبَهم ،و هو الطَّریق إِلی معرفهِ أُمورهم.
قال:و هذا الباب کُلُّه أَصلُهُ التَّأْثِیرُ الّذِی له عُمْقٌ و دُخُولٌ .و من ذلک یقالُ : نَقَبْتُ الحائطَ :أَی:بَلَغْتُ فی النَّقْبِ آخِرَهُ .
و النِّقَابُ ،بالکَسْرِ :العالمُ بالأُمور.و
17- من کلام الحَجّاجِ فی مُناطَقَتِه للشَّعْبِیّ : إِنْ کانَ ابْنُ عَبّاس لَنِقَاباً ،و فی:روایه إِنْ کانَ ابْنُ عَبّاس لَمِنْقَباً . النِّقَاب ،و المِنْقَبُ ،بالکَسْر و التَّخْفیف:الرَّجُلُ العالمُ بالأَشْیَاءِ،الکثیرُ البَحْثِ عنها، و التَّنْقِیبِ علیها،أَی:ما کانَ إِلاَّ نِقاباً .قال أَبو عُبَیْدٍ:
النِّقَابُ هو الرَّجُلُ العَلاَّمَهُ و هو مَجَازٌ.و قال غیرُهُ (4):هو الرَّجُلُ العالم بالأَشیاءِ،المُبَحِّث عنها،الفَطِنُ الشَّدِیدُ الدُّخُولِ فیها؛قال أَوْسُ بْنُ حَجَرٍ یمدَحُ رَجُلاً (5):
کَرِیمٌ جَوَادٌ أَخُو مَأْقِطٍ (6)
نِقَابٌ یُحَدِّثُ بالغَائِبِ
قال ابْنُ بَرِّی:و الرِّوایهُ «نَجِیحٌ ملِیحٌ »،قال:و إِنّمَا غَیَّرَهُ مَنْ غیْرَه،لأَنّهُ زَعَمَ أَنّ المَلاَحَهَ الّتی هی حُسْنُ الخَلْقِ ، لیست بموضعٍ للمدْحِ فی الرِّجال،إِذْ کانت المَلاحهُ لا تَجرِی مَجْرَی الفضائلِ الحَقیقیّه،و إِنّمَا الملیحُ هنا هو المُسْتشفَی بِرَأْیِهِ ،علی ما حُکِیَ عن أَبی عَمْرو.قال:و منه قولُهم:قُریْشٌ مِلْحُ النّاسِ :أَی یُسْتَشْفَی بهم.و قال غیرُهُ :
الملِیحُ فی بَیْتِ أَوْسٍ ،یُرَادُ به المُسْتَطَابُ مُجالَسَتُه.
و قال شیخُنَا:و هذا من الغَرَائِبِ اللُّغَویّه ورُودُ الصِّفَه علی فِعَال،بالکَسر فإِنّه لا یُعْرَفُ .
ص:446
و النِّقابُ ،أَیضاً: مَا تَنْتَقِبُ به المَرْأَهُ ،و هو القِنَاعُ علی مارِنِ الأَنْف،قاله أَبو زید.و الجَمْعُ نُقُبٌ .و قد تَنَقَّبَتِ المرأَهُ ،و انْتَقَبَتْ .
و فی التّهْذِیب:و النِّقابُ علی وُجوه.قال الفَرّاءُ:إِذا أَدْنَتِ المرأَهُ نِقابَها إِلی عینها فتِلْکَ الوَصْوصَهُ ،فإِنْ (1)أَنزَلَتْهُ دُونَ ذلک إِلی المَحْجِرِ فهو النِّقَابُ ،فإِنْ کان علی طَرَفِ الأَنْفِ فهو اللِّفَامُ .و
17- فی حدیثِ ابْنِ سِیرِینَ : « النِّقَابُ مُحْدَثٌ ». أَرادَ:أَنّ النِّسَاءَ ما کُنَّ یَنْتَقِبْن ،أَی:یَخْتَمْرِنَ .قال أَبُو عُبَیْد:لَیْس هذا وجهُ الحدیثِ ،و لکِنَّ النِّقابَ عند العرب هو الذی یَبدو منه مَحْجِرُ العَینِ ؛و معناه:أَنَّ إِبْداءَهُنَّ المَحاجِرَ مُحْدَثٌ ،إِنّما کان النِّقابُ لاصِقاً (2)بالعین،و کانت تَبدُو إِحدَی العینَیْنِ ،و الأُخْرَی مستورَهٌ .و النِّقابُ لا یَبْدُو منه إِلاّ العینانِ .و کان اسمه عِنْدهُم الوَصْوَصَهَ ،و البُرْقُعَ و کان من لِبَاسِ النّساءِ،ثمّ أَحْدَثْنَ النِّقَابَ [بَعْدُ].
و النِّقَابُ : الطَّرِیقُ فی الغِلَظِ (3)،قال:
و تَرَاهُنَّ شُزَّباً کالسَّعَالِی
یتَطَلَّعْنَ من ثُغُور النِّقَابِ
یکون جَمعاً،و یکون واحداً، کالمِنْقَبِ ،بالکسر،أَی:
فیهما و لو لم یُصَرِّحْ .و قد تقدَّم بَیانٌ کُلٍّ منهما.و إِطلاقه علی العالِم،ذکرَه ابْنُ الأَثِیر و الزَّمخْشَرِیُّ .و هو فی ابْنِ عَبَّاس،لا فی ابْنِ مَسعودٍ کما زَعمَه شیخُنا.و قد صرَّحْنَا آنفاً.
و النِّقَابُ : ع قُرْبَ المدِینَهِ المُشْرَّفَهِ ،علی ساکِنها أَفضلُ الصَّلاهِ و السّلام،من أَعمالها،یَتشعبُ (4)منه طَریقانِ إِلی وادی القُرَی و وادِی المِیاهِ ،ذکره أَبو الطَّیِّب فقال:
و أَمْسَتْ تُخَبِّرُنا بالنِّقَابِ
و وادِی المِیاهِ و وادِی القُرَی
کذا فی المعجم.
و من المَجَاز: النِّقَابُ : البَطْنُ ،و منه المثَلُ : فَرْخَانِ فی نِقَاب ،یُضْرَبُ لِلمُتَشابِهَیْن ،أَورده فی المُحْکم و الخُلاصه.
و یقال:کانا فی نِقَابٍ واحِدٍ:أَی کانا مِثْلَیْنِ و نَظِیرینِ .کذا فی الأَساس.
و نَقَبَ فی الأَرْضِ ،بالتّخفیف: ذَهَبَ ، کأَنْقَبَ رُبَاعِیّاً، قال ابْنُ الاعْرابیّ : أَنْقَب الرَّجُلُ :إِذا سار فی البلادِ.
و نَقَّب ،مُشَدَّداً:إِذا سارَ فی البلاد طَلَباً للمهْرَب،کذا فی الصَّحِاح و فی التنزیل العزیز: فَنَقَّبُوا فِی الْبِلادِ هَلْ مِنْ مَحِیصٍ (5)قالَ الفَرّاءُ:قرَأَهُ (6)القُرّاءُ مُشَدَّداً،یقولُ :خَرَقُوا البِلادَ،فسارُوا فیها طَلَباً للمَهْرَبِ ،فهل کان لهم مَحِیصٌ من الموت ؟[و مَن قرأَ فَنَقِّبوا بکسر القاف،فإِنه کالوعید، أَی اذْهبُوا فی البلاد وَ جِیئُوا؟] (7)و قال الزَّجّاجُ : فنَقِّبُوا :
طَوِّفُوا و فَتِّشُوا.قال:و قرأَ الحَسَنُ بالتَّخْفِیف؛قالَ امْرُؤُ القَیْسِ :
و قد نَقَّبْتُ فی الآفاقِ ،حَتَّی
رَضِیتُ من السَّلامهِ بالإِیابِ
أَی:ضَربْتُ فی البلاد،و أَقبلْتُ ،و أَدبرْتُ .
و نَقَّبَ عَنِ الأَخْبَارِ ،و غیرِها: بَحَثَ عَنْها ،و إِنّمَا قَیَّدْنا «غیرها»لئَلا یَردَ ما قالَهُ شیخُنَا:لیس الأَخبار بقیْد،بل هو البحث عن کُلِّ شیْ ءٍ و التَّفْتیشُ مطلقاً. أَو نَقَّبَ عن الأَخبار: أَخْبَرَ بِها. و فی الحدیث:«إِنِّی لمْ أُومَرْ أَنْ أُنَقِّبَ عن قُلُوب النّاس»أَی:أُفَتِّشَ ،و أَکْشِفَ .
و نَقَّبَ الخُفَّ المَلبوسَ : رقَّعَهُ .
و نَقَبَتِ النَّکْبهُ فُلاناً ، تَنْقُبُه ، نَقْباً : أَصَابتْهُ فبلَغَتْ منه، کنَکَبَتْه.
و نَقِبَ الخُفُّ ،کَفَرِحَ ، نَقَباً : تَخَرَّقَ (8)،و هو الخُفُّ الملبُوسُ .
ص:447
و نَقِبَ خُفُّ البَعِیرِ :إِذا حَفِیَ حتی یَنْخَرقَ (1)فِرْسِنُه،فهو نَقبٌ . أَو نَقِبَ البعیرُ،إِذا رَقَّتْ أَخْفَافُه، کَأَنْقَبَ .
و الّذی فی اللسان،و غیرِه: نَقِبَ خُفُّ البَعِیرِ إِذَا خَفِیَ ، کأَنْقبَ ؛و أَنشد لِکُثیِّرِ عَزَّهَ :
و قد أَزْجُرُ العَرْجَاءَ أَنْقَبَ خُفُّها
مَناسمُهَا لا یَسْتَبِلُّ رَثِیمُهَا
أَراد:و مناسِمُها،فحذفَ حرْفَ العَطْفِ .و
17- فی حدیثِ عُمَرَ،رَضِیَ اللّهُ عنه: «أَتاه أَعْرَابیّ فقال:إِنّی علی ناقهٍ دَبْراءَ عَجْفاءَ نَقْباءَ ،و اسْتَحْمَلُه،فظَنَّهُ کاذِباً،فلم یَحْمِلْهُ ،فانْطَلَقَ و هو یقول:
أَقسَم باللّهِ أَبو حَفْصٍ عُمَر
ما مَسَّها مِن نَقَبٍ و لا دَبَرْ.
أَراد بالنَّقَب هنا:رِقَّهَ الأَخْفَافِ ،و
1- فی حدیث علیٍّ ، رَضِیَ اللّه عنه: «ولْیَسْتَأْنِ بالنَّقِبِ و الظَّالِعِ ». أَی:یَرْفُق بهما.
و یجوزُ أَن یکون من الجَرَب.و
17- فی حدیثِ أَبِی موسی:
« فَنَقِبَتْ أَقْدَامُنَا». أَی:رَقَّتْ جُلُودُها،و تَنَفَّطَتْ من المشْیِ .
کذا فی لسان العرب.
و نَقَّب فی البِلادِ:سارَ ،و هو قولُ ابْن الأَعْرابِیِّ ،و قد تقدّم.و لا یَخْفَی أَنَّه أَغنَی عنه قولُهُ السّابق:و نَقَبَ فی الأَرْض:ذَهب.لِرجوعِهما إِلی واحدٍ.ثُمَّ رأَیتُ شیخَنا أَشار إِلی ذلک أَیضاً.
و لَقِیتُهُ نِقَاباً ،بالکسر:أَی مُوَاجَهَهً ،أَو من غَیْرِ مِیعَادٍ ، و لا اعتماد، کناقَبْتُهُ نِقَاباً ،أَی:فَجْأَهً ،و مَرَرْتُ علی طریق فناقَبَنِی فیه فلانٌ نِقَاباً :أَی لَقِیَنی علی غیرِ مِیعَاد.و انتصابُهُ علی المصدر،و یجوز علی الحال،کذا فی مَجمع الأَمثال (2).
و نَقَبْتُ الماءَ نَقْباً ،و نِقَاباً مثل التِقاطاً. هَجَمْتُ عَلَیْه ، و ورَدْتُ من غیرِ أَن أَشْعُرَ (3)و قیلَ :وَردْتُ عَلَیْهِ من غَیْرِ طَلَب. (4). و المَنْقَبَهُ :المَفخَرَهُ ،و هی ضِدُّ المَثْلَبَهِ .و فی اللّسان:
المَنْقَبَهُ :کَرَمُ الفِعْلِ ،و جَمعُها المَنَاقِبُ ،یقال:إِنّه لَکَرِیمُ المَنَاقِبِ ،من النَّجَدات،و غیرِهَا،و فی فلانِ (5)مَناقِبُ جَمِیلَهٌ :أَی أَخلاقٌ حسَنَهٌ .و فی الأَساس:رجلٌ ذُو مَنَاقِبَ و هی المآثِرُ و المَخابِرُ.
و المَنْقَبَهُ : طَرِیقٌ ضَیِّقُ بین دارَیْنِ ،لا یُستطاعُ سُلُوکُه.
و
16- فی الحدیث: «لا شُفْعَهَ فی فَحْلٍ (6)و لا مَنْقَبَهٍ ». فَسَّرُوا المَنْقَبَهَ الحائطِ و
16- فی روایه: «لا شُفْعَهَ فی فِنَاءٍ،و لا طَرِیقٍ ، و لا مَنْقَبَهٍ ». المَنْقَبَهُ هی الطَّرِیقُ بینِ الدّارَیْن،کأَنّه نُقِبَ من هذِه إِلی هذِه.و قیلَ :هِی الطَّرِیقُ الّتی تعلو أَنْشَازَ الأَرْضِ .
و الأَنْقابُ :الآذانُ ،لا یُعْرَفُ (7)لها واحِدٌ ،کذا فی المُحْکَم و غیرِه،قال القُطامِیُّ :
کانتْ خُدُودُ هِجَانِهِنَّ مُمَالَهً
أَنْقابُهنَّ إِلی حُدَاءِ السُّوَّقِ
و منهم مَنْ تکلَّف و قال:الواحدُ نُقْبٌ ،بالضَّمّ ،مأْخوذ من الخَرْق،و یرْوی:أَنَقاً بِهنَّ ،أَی:إِعجاباً بِهِنّ .
و النّاقِب ،و النّاقِبهُ :دَاءٌ یَعْرِضُ للإِنسان من طُولِ الضَّجْعَهِ . و قیل:هی القُرْحهُ الّتی تَخْرجُ بالجَنْبِ .
و نُقَیْبٌ ، کَزُبیْر:ع بَیْنَ تَبُوکَ وَ مَعَانَ فی طریق الشّام علی طریق الحاجّ الشّامیّ .
و نَقِیبٌ (8)أَیضاً:شِعْبٌ من أَجَإِ،قال حاتِم:
و سالَ الأَعَالی مِنْ نَقِیبٍ وَ ثَرْمَدٍ
وَ بَلِّغْ أُنَاساً أَنّ وَقْرَانَ سَائِلُ (9)
وَ نَقَبَانهُ ،محرَّکَهً ،ماءَهٌ بِأَجَإِ أَحَدِ جَبَلَیْ طَیّئٍ ،و هی لِسِنْبِسٍ منهم.
و المَنَاقِبُ :جَبَلٌ مُعْتَرِضٌ ،قالوا:و سُمِّی بذلک لِأَنّه فیه
ص:448
ثَنَایَا و طُرُقٌ إِلی الیَمَامَهِ و الیَمَنِ و غیرِها ،کأَعَالِی نَجْدٍ و الطّائف،ففیه ثلاثهُ مَناقبَ (1)،و هی عِقَابٌ ،یقالُ لإِحْداهَا الزَلاّلهُ ،و للأُخْرَی قِبْرَیْن،و للأُخْرَی:البیضاءُ.قال أَبو جُؤَیَّهَ عائذُ بْنُ جُؤَیَّهَ النَّصْرِیُّ :
أَلا أَیُّها الرَّکبُ المُخِبُّونَ هلْ لَکُمْ
بأَهْلِ العقِیقٍ و المناقِبِ مِنْ عِلْمِ
و قال عَوْفُ بن عبدِ اللّه النصْرِیّ :
نهاراً و إِدْلاجَ الظَّلامِ کأَنَّه
أَبو مُدْلِجٍ حتَّی تَحُلُّوا المنَاقِبَا
و قال أَبو جُنْدَب الهُذَلیّ أَخو أَبی خِرَاش:
و حیٌّ بالمَناقِبِ قد حَمَوْها
لَدَی قُرَّانَ حتَّی بَطْنِ ضِیمِ (2)
فإِذا عَرَفْتَ ذلک،ظَهر أَنَّ قولَ المُصَنِّف فیما بعدُ:
و المناقِبُ : اسْم طَریق الطّائفِ من مکَّهَ المشرَّفه حَرَسَها اللّهُ تعالَی ،تَکرارٌ معَ ما قبلَهُ .
و أَنْقَبَ الرجلُ : صارَ حاجِباً،أَو أَنْقبَ ،إِذا صار نَقِیباً ، کذا فی اللسان و غیرِهِ .
و أَنْقَبَ فُلانٌ ،إِذا نَقِبَ بَعِیرُهُ . و
17- فی حدیثِ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه: قال لامرأَهٍ حاجَّه:« أَنْقَبْتِ ،و أَدْبَرْتِ ». أَی: نَقِب بَعِیرُکَ ،و دَبِرَ.و قد تقدَّمَ ما یتعلَّقُ به.
*و مِمَّا یُستدرکُ علیه:
نَقْبُ العیْنِ :هو القَدْحُ ،بلسانِ الأَطِبّاءِ،و هو مُعَالَجَهُ الماءِ الأَسودِ الّذِی یَحْدُثُ فی العینِ .و أَصلُهُ من نَقْبِ (3)البیْطَارِ حافر الدّابَّهِ ،لِیَخْرُجَ منه ما دَخَل فیه.قاله ابْنُ الأَثیرِ فی تفسیرِ
17- حدِیثِ أَبی بکر،رضِیَ اللّه عنه: «أَنَّه اشْتَکَی عیْنَهُ ،فکَرِه أَن یَنْقُبَها ».
و فی التَّهْذِیب:إِنَّ علیه نُقْبَهً ،أَی أَثراً،و نُقْبَهُ کُلِّ شَیءٍ:
أَثَرُهُ و هَیْئَتُهُ .
و قال ابْنُ الأَعْرَابیّ :فُلانٌ میمونُ النَّقِیبَهِ ،و النَّقِیمهِ :أَیاللَّونِ .و منه سُمِّیَ نِقَابُ المَرْأَهِ ؛لأَنَّهُ یَسْتُرُ لَونَها بلَونِ النِّقابِ (4).
و نَقْبُ ضاحِک:طَریقٌ یُصْعِدُ فی عارضِ الیَمَامهِ ؛ و إِیّاهُ ،فیما أَری،عَنَی الرّاعِی:
یُسَوِّقُهَا تِرْعِیَّهٌ ذو عباءَهٍ
بما بَیْنَ نَقْبٍ فالحَبِیسِ فأَفْرَعا (5)
و نَقْبُ عازِبٍ (6):موضعٌ ،بینَه و بین بیتِ المَقْدسِ مسِیرَهُ یوم للفارِس من جِههِ البَرِّیَّهِ ،بینَهَا و بین التِّیهِ .
و
14- جاءَ فی الحدیث: «أَنَّ النَّبِیَّ ،صلی اللّه علیه و سلم،لَمّا أَتَی النَّقْبَ » [و فی حدیث آخر:حتی إِذا کان بالشعب] (7). قال الأَزْرقیُّ :
هو الشِّعْبُ الکبیرُ الّذی بینَ مَأْزِمَیْ عَرفَهَ عن یَسَار المُقْبِلِ من عَرَفَهَ ،یُرِید المُزْدَلِفَهَ ممّا یَلِی نَمِرَهَ .
و
14- قال ابْنُ إِسحاقَ : و خرج النَّبیّ ،صلی اللّه علیه و سلم،فی سنه اثنتینِ للهجره،فسلَکَ علی نَقْبِ بَنی دِینارٍ،من بنی النَّجَار،ثُمَّ علی فَیْفَاءِ الخَبَارِ.
و نَقْب المُنَقَّی بَیْن مَکَّهَ و الطّائفِ ،فی شعر محمّد بْنِ عبدِ اللّهِ النُّمیْریّ :
أَهاجَتْکَ الظَّعائِنُ یَوْمَ بانُوا
بِذِی الزِیِّ الجَمِیلِ من الأَثاثِ
ظَعائِنُ أُسْلِکَتْ نَقْبَ المُنَقَّی
تُحَثُّ إِذا ونَتْ (8)أَیَّ احتِثاث
و نَقْبُونُ :قریهٌ من قُرَی بُخَارَی،کذا فی المُعْجَم.
و نیقب :موضعٌ ،عن العِمرانیّ .
نَکَب عَنْهُ ،أَی عن الشَّیْ ءِ و عن الطَّرِیقِ ، کَنَصَرَ و فَرِحَ ، یَنْکُبُ ، نَکْباً بفتح فسکون. و نَکِبَ ، نَکَباً
ص:449
مُحَرَّکَهً ، و نُکُوباً بالضَّمّ ،مصدرُ یَنْکُبُ کیَنْصُرُ.ففی کلامه لَفٌّ و نَشْرٌ،هکذا أَورده ابْنُ سِیدَه و ابْنُ منظور.فقولُ شیخِنا: النَّکَبُ ،مُحَرَّکَهً ،غریبٌ ،و لعلّه مصدرُ: نَکِبَ ، کفرِحَ ،علی غرابتِهِ و فَقْده من أَکثرِ الدَّواوِین مِمّا یُقْضَی العَجَبُ ،کما لا یخْفَی علی متأَمل: عَدَلَ ، کنَکَّبَ تَنکیباً ، و تَنَکَّبَ . و منه قولُ الأَعْرَابِیّ فی وصْف سحابهٍ :قد نَکَّبَتْ ، و تَبَهَّرتْ ؛أَی:عَدَلَتْ ؛و أَنشد الفارسیُّ :
هُما إِبِلانِ فِیهِما ما عَلِمْتُمُ
فَعَنْ أَیِّها ما شِئتُمُ فَتَنَکَّبُوا
عدّاه بعن،لِأَنَّ فیه معنی:اعْدِلُوا و تَبَاعَدُوا،و«ما» زائدهٌ .
قال الأَزْهَرِیُّ :و سَمِعْتُ العَرَبَ تَقولُ : نَکَبَ فلانٌ عن طریق الصَّوابِ ، یَنْکُبُ ، نُکُوباً :إِذا عَدلَ عنه.و نَکَّبَ عن الصَّواب کذلک، و نَکَّبَهُ ، تَنْکِیباً :نَحَّاهُ ،فهو إِذاً لازِمٌ ، و مُتَعَدٍّ. و
17- فی حدیثِ عُمَرَ،رَضِیَ اللّه عنه: (1)« نَکِّبْ عَنَّا ابْنَ أُمَّ عَبْدٍ». أَی:نَحِّه عنَّا.وَ تَنَکَّبَ فُلانٌ عنَّا، تَنَکُّباً :أَی مالَ عنا.و فی الصّحاح: نَکَّبه ، تَنکیباً :عدلَ عنه،و اعْتَزَلَه.
و تَنَکَّبَهُ :تَجنَّبه.
و طَرِیقٌ ینکُوبٌ :علی غَیْرِ قَصْد.
و نَکَّبَهُ الطَّرِیقَ ، یُنَکِّبُ ،بِنَصْب الطَّرِیق؛ و کذا نَکَّبَ بِهِ عَنهُ تَنکِیباً بمعنی عَدَلَ . و
16- فی حدیث الزکاه: « نَکِّبْ (2)عن ذاتِ الدَّرِّ». و
14- فی حدیثٍ آخَرَ: قالَ لِوحْشِیٍّ :« تَنَکَّبْ عن وَجْهِی». أَی تَنَحَّ ،و أَعْرِضْ (3)عنِّی.
و النَّکْبُ ،بالفتح: الطَّرْحُ ،و الإِلْقاءُ.
و بالتّحرِیکِ :هو المَیَلُ فی الشیْ ءِ،و فی المُحْکَمِ : شِبْهُ مَیَلٍ فی الشَّیْ ءِ ،و أَنشد:
عن الحَقِّ أَنْکَبُ
و فی الأَساس:و من المجاز:و إِنَّهُ لأَنکَبُ (4)عن الحَقِّ ، و ناکِبٌ عنه:مائل. و قال ابْنُ سِیدهْ :هو ظَلَعٌ بالبَعِیرِ من وَجَعٍ فی مَنْکِبهِ ، أَو دَاءٌ یَأْخُذُ البَعیرَ فی مناکِبِهِ الأولی یأْخُذُ الإِبِلَ فی مَنَاکبِها ، کما هی عبارهُ غیرِ واحدٍ من أَئمَّه اللُّغَه، یَظْلعُ منه و تَمْشِی مُنْحرِفَهً : أَو النَّکَبُ : لاَ یکُونُ إِلاَّ فی الکَتِفِ ،نقله الجَوْهَرِیُّ عن العَدَبَّس.
نَکِب البَعیرُ،بالکَسْر، یَنْکَب ، نَکَباً ،و هو أَنْکَبُ ،قال رجلٌ من فَقْعِس:
فَهَلاَّ أَعدُّونی لِمِثْلِی تَفاقَدُوا
إِذا الخَصْمُ أَبْزَی مائِلُ الرأْسِ أَنکَبُ
و فی اللسان:بَعِیرٌ أَنکَبُ :یَمْشِی مُتَنکِّباً .و الأَنْکَبُ من الإِبِلِ کأَنَّمَا یَمْشِی فی شِقٍّ ،و أَنشد:
أَنْکَبُ زَیّافٌ و ما فیهِ نَکَدْ (5)
و النَّکْبَاءُ :کُلُّ رِیحٍ ،مُطَلَقٌ ،أَو من الرِّیَاحِ الأَرْبَعِ انْحَرَفَتْ وَ وَقَعَتْ بینَ رِیحَیْنِ ،و هی تُهْلِک المَالَ ،و تَحْبِسُ القَطْرَ،و قد نَکَبَتْ تَنْکُبُ نُکُوباً . أَو النَّکْبَاءُ الّتی لا یُخْتَلَفُ فیها:و هی الَّتی تَهُبُّ بَیْنَ الصَّبَا و الشَّمَالِ . و الجِرْبِیاءُ:الَّتی بین الجَنُوبِ و الصَّبَا،قاله أَبو زید. أَو نُکْبُ الرِّیاحِ أَرْبعٌ ، حکاه ثعلب عن ابن الأَعْرَابِیّ :أَحَدُهَا الأَزْیَبُ ،سَمّاهُ الجوْهریُّ ،و هی نکْبَاءُ الصَّبَا و الجَنُوبِ مِهْیَافٌ ملْوَاحٌ مِیبَاسٌ للبَقْل،و هی الّتی تَجِیءُ بینَ الرِّیحَیْنِ و جَزَمَ الطَّرابُلْسِیُّ فی الکِفَایه،و المُبَرّدُ و ابْنُ فارسٍ ،بأَنّ الأَزْیَبَ هو الجَنُوبُ لا نَکْبَاؤُهَا.و ابْنُ سِیدَه ذَکَرَ القَوْلَیْنِ کما للمصنّف. و الثّانیه:
الصّابِیَهُ ،و تُسَمّی النُّکَیْبَاءَ أَیضاً ،قال الجَوْهَرِیُّ و إِنّما صَغَّرُوها،و هم یُرِیدونَ تکبیرَها،لأَنّهم یَسترِدُونَها جِدّاً، و هی نَکْبَاءُ الصَّبَا و الشَّمالِ ،مِعْجاجٌ ،مِصْرَادٌ،لا مَطَرَ فیها،و لا خَیرَ عِنْدَها. و الثّالثه: الجِرْبِیَاءُ ،ککِیمیاءَ،و هی نَکْبَاءُ الشَّمالِ و الدَّبُورِ ،و هی قَرَّهٌ ،و رُبَّمَا کان فیها مَطرٌ قلیلٌ .و جَزَم ابنُ الأَجْدَابیّ أَنّ الجِرْبِیَاءَ هی الشَّمَالُ ،و قد تَقَدَّمَ .و قولُ شیخِنا:و زادَ فی الصَّحاح أَنَّهُ یُقَالُ لهذِه النَّکْبَاءِ قَرَّهٌ ،فیه تَأَمُّلٌ ،لأَن قَرَّه لمْ یجعلْها اسْماً،بل وَصَفَهَا به، کما وصَفَ ما بَعْدَهَا بقولِهِ :حَارَّه، و هی نَیِّحَهُ الأَزْیَبِ ، بفتح النّون و کسر التَّحْتیّه المشدّده،کسیِّدَه،الّتی تُناوِحُهَا، أَی:تُقَابِلُها،یُقالُ :تَناوَحَ الشَّجَرُ إِذا قابَلَ بعضُه بعضاً.
ص:450
قال شیخُنا:و زَعَمَ الأَصمعیُّ أَنَّ النّائحهَ سُمِّیَتْ بهذا لأَنّها تُقابِلُ صاحِبَتَها؛و أَنشد المُبَرِّدُ فی الکامل لِذی الرُّمَّه:
سَمِعْتُ النّاسَ یَنْتجِعُون خَیْراً
فقُلْتُ لصیْدَحَ انْتَجِعِی بِلاَلاَ (1)
تُنَاخِی عِنْدَ خَیْرِ فَتًی یمَانٍ
إِذا النَّکْبَاءُ ناوَحَتِ الشَّمَالاَ
و الرّابِعهُ : الهَیْفُ ،بالفتح،و هی نَکبَاءُ الجَنُوبِ و الدَّبُورِ حارَّهٌ مِهْیافٌ ، و هی نَیِّحَهُ النُّکَیْبَاءِ ،مُصَغَّراً؛لأَنَّ العَرَبَ تُنَاوِحُ بینَ هذه النُّکْبِ ،کما ناوَحُوا بینَ القُوَّمِ من الرِّیاح.
و قَدْ نَکَبَتِ الرِّیحُ ، تَنْکُبُ ،بالضَّمِّ ، نُکُوباً :مالَتْ عن مَهَابِّهَا.و دَبُورٌ نَکْبٌ : نَکْبَاءُ .و فی الصَّحاح: النَّکْبَاءُ :الرِّیحُ النّاکِبهُ الّتی تَنْکُبُ عن مَهَابِّ الرِّیاحِ القُوَّمِ .و الدَّبُورُ:رِیحٌ من رِیَاحِ القیْظ لا تکونُ إِلاّ فیه،و هی مِهْیافٌ .و الجَنُوبُ تَهُبُّ فی کلّ وَقتٍ .و قال ابْنُ کِنَاسهَ (2).مَخْرَجُ النَّکبَاءِ ما بینَ مَطلع الذِّراعِ إِلی القُطْب،و هو مَطْلَعُ الکَواکبِ الشّامِیّه،و جعَلَ ما بَیْنَ القُطْب إِلی مَسْقَط الذِّراعِ مَخْرَجَ الشَّمالِ ،و هو مَسْقَطُ کلِّ نَجْمٍ طَلَعَ من مَخْرَجِ النَّکْبَاءِ ، من الیَمانِیَهِ و الیَمَانِیهُ (3)لا یَنزِلُ فیهَا شمسٌ و لا قَمرٌ،إِنّما یُهْتَدَی بِها فی البَرّ و البَحر،فهی شآمِیهٌ .قال شَمِرٌ:لکلّ رِیحٍ من الرِّیاحِ الأَرْبَعِ نَکْباءُ ،تُنْسبُ إِلیها. فالنَّکْبَاءُ الّتی تُنْسَبُ إِلی الصَّبَا هی الّتی بَینَها و بینَ الشَّمالِ و هی تُشْبِهُها فی الِّلین،و لها أَحیاناً عُرَامٌ ،و هو قلیل،إِنّما یکونُ فی الدّهْرِ مَرَّهً ؛و النَّکْباءُ الّتی تنسبُ إِلی الشَّمَالِ هی الّتی بینها و بینَ الدبُور،و هی تُشْبِهُهَا فی البَرْد،و یُقَالُ لهذه الشمال:
الشَّامِیَّهُ کُلُّ واحدهٍ منها عند العربِ شامِیَّهٌ ،و النَّکْباءُ الّتی ینْسَبُ إِلی الدَّبُور،هی الّتی بینَها و بینَ الجَنُوب،تجیءُ منمغِیبِ سُهَیْلٍ ،و هی شِبْهُ الدَّبُورَ فی شِدَّتِهَا و عجَاجِها؛ و النَّکْباءُ التی تُنْسَبُ إِلی الجَنُوب،هی الّتی بینَها و بینَ الصَّبَا،و هی أَشْبَهُ الرِّیَاحِ بها فی رِقَّتِها و فی لِینِها فی الشِّتاءِ..کذا فی لسان العرب.
و مَنْکِبَا کُلِّ شَیْ ءٍ.مُجْتَمَعُ عَظْمِ العَضُدِ و الکَتِفِ ،و حَبْلُ العاتِقِ من الإِنسانِ و الطّائرِ و کُلِّ شَیْ ءٍ.و قال ابْنُ سِیدَهْ :
المَنْکِبُ من الإِنسان،و غیره مُجْتَمَعُ رَأْسِ الکَتِف و العَضُدِ، مُذَکَّرٌ لا غیر،حَکَی ذلکَ اللِّحْیَانِیُّ .قال سِیبوَیْهِ :هو اسْمٌ للعُضْوِ،لیس علی المصدرِ و لا المکانِ ؛لأَنَّ فعْلَهُ نَکَبَ یَنْکُبُ ،یَعنِی:أَنَّهُ لو کان علیه،لَقِیلَ (4)مَنْکَبٌ .قالَ :و لا یُحْمَلُ علی باب مَطْلَع،لأَنه نادرٌ،أَعنِی باب مطلَع.
و رجلٌ شَدید المنَاکِبِ ،قال اللِّحْیَانیُّ :هو من الوَاحِدِ الّذی یُفَرَّقُ فیُجْعَل جَمیعاً.قال:و العربُ تفعَلُ ذلک کثیراً، و قیاسُ قول سِیبویْه أَنْ یکونوا ذَهَبوا فی ذلک إِلی تَعظیمِ العُضْو،کأَنّهم جَعَلُوا کلَّ طائفه منه مَنْکِباً .
و من المَجَاز:سِرْنا فی مَنْکِبٍ من الأَرْضِ و الجَبلِ (5)، المَنْکِبُ : ناحیَهُ کُلِّ شَیْ ءٍ ،و جمعُهُ المَنَاکِبُ ،و بهِ فَسَّرَ بعضُهُم الآیهَ ،کما سیأْتی.
و من المَجَاز: المَنْکِبُ : عَرِیفُ القَوْمِ ،أَو عَوْنُهُمْ (6).
و قال الَّلیْثُ : مَنْکِبُ القومِ :رأْسُ العُرَفاءِ،علی کذا و کَذَا عرِیفاً مَنْکِبٌ .و
17- فی حدیثِ النَّخْعِیّ : «کان یَتَوسَّطُ العُرَفَاءَ و المَنَاکِب » (7). و عن ابْنِ الأَثِیرِ: المَنَاکِبُ :قَومٌ دُون العُرفاءِ.
و قد نَکَبَ علی قومِه، یَنْکُب بالضَّمّ ، نِکابَهً بالکسر، و نُکوباً بالضَّمّ ،الأَخیرهُ عن اللِّحْیَانیّ :إِذا کان مَنْکِباً لهم یَعتمِدون علیه.و فی المحکم:عَرف علیهم.
و النِّکابَهُ :کالعِرَافه و النِّقَابه. و من المَجَاز:راشَ سَهْمَهُ بمَناکِبَ (8): المَنَاکِبُ فی الرِّیشِ من جَناحِ نَسْرٍ أَو عُقَابٍ :
بَعْدَ القَوادِمِ و هی أَقوَی الرِّیشِ و أَجودُه.
ص:451
و فی الّلسَان: المَنْکِبُ ،فی جَنَاحِ (1)الطّائرِ عِشْرُونَ رِیشَهً :أَوَّلُهَا القوادِمُ ،ثم المَنَاکِبُ ،ثُمَّ الخَوَافِی،ثمّ الأَبَاهِرُ ثُمَّ الکُلَی، بِلاد واحِد.
قال ابْنُ سِیدَه:و لا أَعْرِفُ للمَنَاکِبِ [من الرّیشِ ] (2)واحِداً،غَیر أَنَّ قِیاسه أَن یکون مَنْکباً .
و نَکَبَ الإِنَاءَ ، یَنْکُبُهُ ، نَکْباً : هَرَاقَ ما فِیهِ ،و لا یکونُ إِلاّ من شَیْ ءٍ غیرِ سَیّالٍ ،کالتُّراب و نحوِهِ .
و نَکَبَ الکِنَانَهَ ، یَنْکُبُها ، نَکْباً : نَثَرَ ما فیها. و قیلَ :إِذا کَبَّها لیُخْرِجَ ما فیها من السِّهَام.و
17- فی حدیثِ سَعْدٍ: قال یومَ الشُّورَی:«إِنِّی نَکَبْتُ قَرَنِی (3)،فأَخَذْتُ سَهْمِی الفَالِجَ ».
أَی:کَبَبْتُ کِنانَتِی.و
17- فی حدیث الحَجّاج: «إِنَّ أَمیرَ المُؤْمِنینَ نَکَبَ کَنَانَتَهُ ،فعَجَمَ عِیدانَها».
و نَکَبَتِ الحِجَارَهُ رِجْلَهُ ، نَکْباً : لَثَمَتْهُ (4)،زاد فی نسخه من الصَّحاح:و خَدَشَتْهُ ، أَو نَکَبَتْها الحِجَارَهُ أَصابتْها.
و النَّکْبُ :أَنْ یَنْکُبَ الحَجَرُ ظُفْراً،أَو حافِراً،أَو مَنْسِماً، فهو مَنْکُوبٌ .وَ نَکِبٌ . الأَخِیر کفَرِحٍ ،هکذا فی النُّسَخِ ، و صوابُهُ : نَکِیبٌ علی فَعِیلٍ ؛قال لَبِیدٌ:
و تَصُّکُّ المَرْوَ لَمّا هَجَّرَتْ
بِنَکِیبِ مَعِرٍ دامِی الأَظَلّ (5)
و یُقال:لیس دُونَ هذا الأَمرِ نَکْبَهٌ و لا ذُبَّاحٌ .قال ابْنُ سیدَهْ :حکاه ابْنُ الأَعْرَابِیِّ ،ثم فسَّرَه فقال: النَّکْبَهُ :أَنْ یَنْکُبَهُ الحَجَرُ؛و الذُّبّاحُ :شَقٌّ فی باطِنِ القَدَمِ .و
17- فی حدیث قُدُومِ المُسْتَضْعَفِینَ بمَکَّه: «فجاؤُوا یَسُوقُ بِهم الوَلِیدُ بْنُ الوَلید،و سار ثلاثاً علی قَدَمَیْهِ .و قد نَکَبَتْهُ الحَرَّهُ ». أَی:
نالَتْهُ حِجارتُها،و أَصابَتْهُ .و منه النَّکْبَهُ ،و هو ما یُصِیبُ الإِنسانَ من الحوادثِ .و
16- فی الحدیث: «أَنّه نُکِبَتْ إِصْبَعُهُ ».
أَی:نالَتْهَا الحِجَارهُ . و نَکَبَ بِهِ علی الأَرْضِ : طَرَحَهُ ،و أَلْقاه.
و یَنْکُوبٌ :ع،أَو ماءٌ ،و الأَخِیرُ عن کُرَاع.
و النُّکْبَهُ ،بالضَّمّ :الصُّبْرَهُ .
و بالفتح:المُصِیبَهُ من مصائبِ الدَّهْرِ،و إِحدَی نَکَبَاتِه ، کالنَّکْبِ ؛و هو مَجاز،و قد تَقدَّم أَنَّه من: نَکَبَتْهُ الحِجَارَهُ :
لَثَمَتْهُ ،قال قَیْسُ بْنُ ذَرِیح:
یَشَمَّمْنَه لَوْ یَسْتَطِعْنَ ارْتَشَفْنَه
إِذا سُفْنَهُ (6)یَزْدَدْنَ نکْبَاً علی نَکْب
و ج: نُکُوبٌ ،بالضَّمّ .
وَ نَکَبَهُ الدَّهْرُ ، یَنْکُبُهُ ، نَکْباً ،وَ نَکَباً ،بَلَغَ منهُ ،أَو أَصابَهُ بِنَکْبَه و یقالُ : نَکَبَتْهُ حوادِثُ الدّهْرِ،فأَصابَتْهُ نَکْبَهٌ ،و نکَباتٌ ، و نُکُوبٌ و نُکِب فُلانٌ ،فهو مَنکوبٌ .
و الأَنْکَبُ :من لاَ قَوْسَ معَهُ ،و مثلُهُ فی الصَّحاح.
و انْتَکَبَ الرَّجُلُ کِنَانَتَهُ ،أَو قَوْسَه:أَلْقاهُ . هکذا فی النُّسَخ،و الصّوابُ :أَلْقاها علی مَنْکِبِه ، کَتَنَکَّبهُ (7).و
16- فی الحدیث: «کانَ إِذا خَطَبَ بالمُصَلَّی، تَنَکَّبَ علی قَوْسٍ أَو عَصاً». أَی:اتَّکَأَ علیها؛و أَصله من تَنَکَّبَ القَوسَ ، و انتکَبها :إِذا عَلَّقَها فی مَنْکِبِهِ .
و المُتَنَکِّبُ الخُزَاعیُّ و السُّلَمِیُّ :شاعِرَانِ . فالخُزاعِیّ اسْمُهُ عَمْرُو بْنُ جابر،لُقِّبَ بقوله:
تَنَکَّبْتُ للحَرْبِ العضُوضِ الَّتی أَرَی
أَلا مَنْ یُحَارِبْ قَوْمَهُ یَتَنَکَّبِ
و السُّلَمِیُّ :یقالُ لهُ البَجلِیُّ أَیضاً (8)نقله الصّاغَانیّ .
و النَّکِیبُ :دائِرَهُ الحافِرِ و الخُفّ ،هکذا فی الصّحاح، لکِنَّه ضبطه«دابِرَهُ »بالمُوَحَّدَه.و فی هامشه بخَطِّ ابْن القَطَّاع:دائره بالتَّحْتِیّه،کما هو فی نُسخ القاموس،و أَنشد الجوهریُّ قولَ لبِیدِ الّذِی تقدَّم فی النَّکِیب :
و تَصُکُّ المَرْوَ لَمّا هَجَّرَتْ
إِلی آخرِه.
ص:452
*و مِمَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
قولُهم:إِنَّهُ لَمِنْکَابٌ عن الحَقِّ .
و قامَهٌ نَکْباءُ :مائِلَهٌ .و قِیَمٌ نُکْبٌ ؛و القامَهُ :البَکَرَهُ .
و الأَنْکَبُ :المُتَطَاوِلُ الجائرُ.
و مَناکِبُ الأَرْض:جِبالُها،و قیلَ :طُرُقُها،و قیلَ :
جَوانِبُها.و فی التّنزیل العزیزِ: فَامْشُوا فِی مَناکِبِها (1)قال الفَرّاءُ:یُرِیدُ فی جَوانِبِها،و قال الزَّجّاجُ معناهُ :فی جبالها، و قیل:فی طُرُقها.قال الأَزهریُّ :و أَشْبَهُ التَّفْسِیرِ،و اللّهُ أَعلم،تفسیرُ مَنْ قالَ :فی جِبالِهَا،و هو أَبلغُ فی التَّذلِیل.
و فی الصَّحاح: المَنْکِبُ من الأَرض:المَوضِعُ المُرتفِعُ .
و فی المَثَل: الدَّهْرُ أَنکبُ لا یُلِبُّ ،أَی کثیرُ النَّکَبَات (2)، أَی:کثیرُ العُدُولِ عن الاستقامه.و یُرْوی:أَنْکَثُ ، بالمُثَلَّثَه (3).
و من المجاز:هَزُّوا[له] (4)مَنَاکِبهم ،أَی:فرِحُوا[به] 4.
و نَکِبَ فُلانٌ ، یَنْکَبُ ، نَکَباً ،أَی:اشْتَکَی مَنْکِبَه .و
17- فی حدیثِ ابْنِ عُمَرَ: «و خِیارُکُم أَلْیَنُکُم مَنَاکِبَ فی الصَّلاه». أَرادَ لزومَ السَّکِینَهِ فیها.و قیلَ (5):أَراد التَّمکینَ لِمَنْ یَدخُلُ فی صَفِّ الصَّلاهِ .
و نَکْبُونُ :من قُرَی بُخَارَی،و تَقدَّم فی نقب.
*و ممّا یُسْتَدْرَکُ علیه: نِیلاَبُ ،بالکَسْر،اسمٌ لمدینه جُنْدَیْسَابُورَ.کذا فی المُعْجَم.
النَّوْبُ :نُزُولُ الأَمْرِ، کالنَّوْبَهِ ،بزیاده الهاءِ.
نابَ الأَمْرُ نَوْباً و نَوْبَهً .
و النَّوْبُ :اسْمٌ ل جَمْعِ نائِب ،مثل:زائِرٍ و زَوْرٍ،و به صرّحَ السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض.و قیلَ :هو جَمعٌ . و النَّوْبُ : ما کان مِنْکَ مَسیرَهَ یَوْمٍ و لَیْلَه ،و القَرَبُ :ما کانَ مَسیرَهَ لیله،و أَصْلُهُ فی الوِرْد.قال لَبِیدٌ:
إِحْدَی بَنی جَعْفَرٍ کَلِفْتُ بها
لَمْ تُمْسِ مِنّی نَوْباً و لاَ قَرَبَا
و قیلَ :ما کان علی ثلاثهِ أَیّام،و قیلَ :ما کَان علی فَرْسَخَیْنِ ،أَو ثلاثه.
و النَّوْبُ : القُوَّهُ ،یُقَالُ أَصبحْتَ لا نَوْبَهَ لک،أَی:لا قُوَّهَ لک،و کذلک:تَرکْتُهُ لا نَوْبَ له:أَی لا قُوَّهَ له.
و النَّوْبُ : القُرْبُ خلافُ البُعْد،نقلَه الجوهریّ عن ابن السِّکِّیت و أَنشد لِأَبِی ذُؤَیْب:
أَرِقْتُ لِذکْرِهِ من غَیْرِ نَوْبٍ
کما یَهْتَاجُ مَوْشِیٌّ قَشِیبُ
أَراد بالمَوْشِیِّ :الزَّمّارَهَ من القَصَبِ المُثَقَّب.و عن ابْن الأَعْرَابیِّ : النَّوْبُ :القَرَبُ (6)، یَنُوبُها :یَعْهَدُ إِلیها،یَنالُها.
قال:و القَربُ و النَّوْبُ واحدٌ.قال أَبو عَمْرو:القَرَبُ أَنْ یَأْتِیَهَا فی ثلاثهِ أَیّام مَرَّهً .
و النُّوبُ ،و النُّوبَهُ بالضَّمِّ :جِیلٌ من السُّودانِ ،الواحِدُ نُوبِیٌّ .
و النُّوبُ : النَّحْلُ أَی:ذُبابُ العَسل.قال الأَصمعیُّ :هو من النُّوبَهِ الّتی تَنُوب النّاسَ لِوَقْت مَعْرُوف؛قال أَبو ذُؤَیْب:
إِذَا لَسَعَتْهُ الدَّبْرُ لم یَرْجُ لَسْعَها
و خالَفَها فی بَیْتِ نُوبٍ عَوامِلِ (7)
و قال أَبو عُبَیْد-و فی نُسخ من الصَّحاح:أَبو عُبَیْده- (8):
سُمِّیَتْ نُوباً ،لِأَنَّهَا تَضْربُ إِلی السَّوَاد،فمَنْ جعلَها مُشَبَّهَهً بالنُّوبَهِ ،لِأَنَّهَا تَضْرِبُ إِلی السَّواد،فلا واحِدَ لها.و مَنْ سَمّاها بذلک لِأَنَّها ترْعَی ثُمَّ تَنُوبُ ،فیکونُ واحدُهُ (9)نائِبٌ ، مثل غائط و غُوطٍ ،و فارِهٍ و فُرْهٍ ،شَبَّهَ ذلک بنَوْبَهِ النّاسِ ،
ص:453
و الرُّجُوعِ لِوَقْتٍ ،مرَّهً بعدَ مَرَّه.و قال ابْنُ منظور: النُّوبُ :
جمعُ نائِبٍ من النَّحْل،[لأَنّها]تَعودُ إِلی خَلِیَّتِها.و قیل:
الدَّبْرُ تُسَمَّی نُوباً ،لسَوادِهَا،شُبِّهَتْ بالنُّوبَه ،و هم جِنْسٌ من السُّودان.
و نُوبُ : ه بصَنْعاءِ الیَمَن من قُرَی مِخْلافِ صُدَا (1)،کذا فی المُعْجَم.
و النَّوْبَهُ ،بالفتح: الفُرْصَهُ ،و الدَّوْلَهُ ،و الجمع: نُوَبٌ ، نادِرٌ.
و النَّوْبَهُ : الجَمَاعهُ من النّاسِ .
و فی الصَّحاح: النَّوْبَهُ واحدَهُ النُّوَبِ ،بضمّ ففتْحٍ ، تقول:جَاءَتْ نَوْبَتُکَ ،و نِیَابَتُکَ ،بکسر النّون فی الأَخیر.
و هم یَتَناوَبُون عن النَّوْبَهَ فیما بینهم،فی الماءِ و غیرِه.انتهی.
فالمُراد بالنَّوْبه و النِّیَابَه هنا:الوُرودُ علی الماءِ و غیرِه،المَرَّهَ بعدَ الأَولی،لا کما فسَّره شیخُنا بالدَّوْلَه و المَرَّهِ المتَداوَلهِ .
و النُّوبَهُ ،علی ما قالَه الذَّهَبیُّ ، بالضَّمِّ :بلادٌ واسِعهٌ للسُّودانِ ،بجَنُوبِ الصَّعِید. و تقدَّم عن الجَوْهَرِیّ :أَنّ النُّوبَ و النُّوبَهَ جِیلٌ من السُّودَانِ ،و المصنِّف هنا فَرَقَ بینَهما،فجعل النُّوبَ جِیلاً،و النُّوبَهَ بِلاداً،لسِرٍّ خَفِیّ ، یَظهَرُ بالتَّأَمُّل.و لَمَّا غَفَل عن ذلک شیخُنا،نسبه إِلی القُصور،و اللّه حلیم غَفُور.و فی المُعْجَم:و
14- قد مَدَحهم النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم بقوله: «من لَمْ یَکُنْ له أَخٌ ،فَلْیَتَّخِذْ له أَخاً من النُّوبَهِ ». و
14- قال: «خَیْرُ سَبْیِکُمُ النُّوبَهُ ». و هم نَصارَی یَعاقِبَهٌ ،لا یَطَؤُونَ النِّسَاءَ فی المَحیض،و یَغتسِلونَ من الجَنَابه، و یَخْتَتِنُون (2).
و مَدینهُ النُّوبهِ اسْمُها:دُنْقُلَهُ (3)،و هی منزلُ الملکِ علی ساحلِ النّیلِ ،و بلدُهم أَشبَهُ شیْ ءٍ بالیَمنِ .
مِنْها ،علی ما یُقالُ ،سیِّدُنا بِلالُ بْنُ رَبَاحٍ الحَبَشِیُّ القُرَشِیّ التَّیْمِیُّ أَبو عبدِ اللّه،و یقالُ :أَبو عبدِ الرحْمن، و یقال:أَبو عبْد الکَریم،و یقال أَبو عَمْرو المُؤَذِّن،مولَی أَبی بَکْرٍ،رضی اللّه عنهما.و أُمُّه حَمَامهُ :کانت مَوْلاهً لبعضبنی جُمَحَ ،قَدِیمُ الإِسلام و الهِجْرَهِ ،شَهِدَ المَشاهِدَ کُلَّها.
و کان شدیدَ الأُدْمَهِ ،نَحِیفاً،طُوالاً،أَشْعرَ.قال ابْنُ إِسحاقَ :لا عَقِبَ له.و قال البُخَارِیُّ :هو أَخو خالدٍ و عَفْرَهَ ، مات فی طاعُونِ عَمْواسَ ،سنه سَبْعَ عَشْرَهَ ،أَو ثَمَانَ عَشْرَهَ (4).و قال أَبو زُرْعَه:قَبْرُهُ بدِمَشْقَ .و یقال بدَارَیّا و قیل:
إِنّه مات بِحَلَب.و قیل:إِن الّذِی مات بحلَبَ هو أَخوه خالدٌ.
و نُوبَهُ ،بلا لام: صَحابِیَّهٌ
14- «خرجَ رسولُ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم،فی مَرَضِه بینَ بَرِیرَهَ و نُوبَهَ ». قال الحافظُ تقیُّ الدِّین:و إِسْنَادُهُ جَلِیٌّ .
و أَبو نَصْرٍ عبدُ الصَّمدِ بْنُ أَحمد بنِ محمّدِ بنِ النُّوبِیِّ ، عن ابْن کُلَیْبٍ ،مات کَهْلاً سنه 625، و هِبَهُ اللّه بْنُ أَحمدَ ، و فی نسخه:محمّد بْنِ نُوبَا النُّوبِیُّ :محدِّثانِ .
و منهم:أَبو رَجَاءٍ یَزیدُ بْنُ أَبی حَبِیبٍ المِصْریُّ ،عن الحارث بْن جزْءٍ الزّبِیدِیّ ،و أَبِی الخَیْر النُّوبِیّ (5)،و عنه اللَّیْثُ و حَیْوهُ بْنُ شُریْح.و قال:الرّشاطیّ :أَبو حبیب اسْمُه سُوَیْدٌ،و هو مولی شَرِیکِ بْنِ الطُّفَیْل العَامِریّ (6)نُوبِیٌّ من سَبْیِ دُنْقُلَهَ .و قال ابْنُ الأَثیر و منهم أَبو مَمطورٍ سَلاّمٌ النُّوبِیُّ ،و یُقَالُ :أَبو سَلاّم مَمطور،و أَبو الفیْض ذو النُّونِ (7)المِصْریُّ النُّوبیُّ .
و ناب الشَّیْ ءُ عنْهُ ،أَی:عن الشَّیْ ءِ، نَوْباً ،و مَنَاباً ،و فی الصَّحاح اقتصر علی الأخیر: قَامَ مَقَامَهُ . و فی المِصْباح:
نابَ الوَکِیلُ عنه فی کذا ینُوبُ ، نِیَابَهً ،فهو نائبُ ،و زیدٌ مَنُوبٌ عنه.و جمعُ النّائب ، نُوَّابٌ ،ککافِر و کُفّار.قال شیخُنا:و الّذی صرَّحَ به الأَقدمُونَ أَنّ نِیابَهً مصدرُ نابَ ،لم یَرِدْ فی کلام العرب.قال ثعلب فی أَمالِیه: نابَ نَوْباً ،و لا یقال نِیَابَهً و نَقلَه ابْنُ هِشام فی تذْکِرته و استَغربَه،و هو حَقیقٌ بالاستغراب.قلتُ :و فی لسان العرب،و غیرِه:و نَابَ عنِّی فی هذا الأَمْر نِیَابَهً :إِذا قامَ مَقامَکَ .
ص:454
و أَنَبْتُهُ أَنا عَنْهُ ،و اسْتَنَبْتُهُ .
و نابَ زیدٌ إِلی اللّهِ تَعَالی:أَقبَلَ ،و تابَ ،و رجَعَ إِلی الطّاعَه، کأَنَابَ إِلیهِ إِنابَهً ،فهو مُنِیبٌ ،و اقتصر الجوهریُّ علی الرُّباعیّ .و قیلَ : نابَ :لَزِمَ الطّاعَهَ ،و أَنابَ :تابَ و رجعَ ،و
16- فی حدیث الدُّعاءِ: «و إِلیکَ أُنِیبُ » (1). الإِنابَهُ :
الرُّجُوعُ إِلی اللّه بالتَّوْبه،و فی التَّنْزِیل العَزیز مُنِیبِینَ إِلَیْهِ (2)أَی:راجعینَ إِلی ما أَمرَ به،غیرَ خارِجینَ عن شَیْ ءٍ من أَمره.و فی الکَشّاف:حقیقهُ أَنابَ :دخَلَ فی نَوْبَهِ الخَیْلِ ،و مثلُهُ فی بحرِ أَبِی حَیّان.و قال غَیْره: أَنابَ :رجَعَ مَرَّهً بعدَ أُخْرَی،و منه النَّوْبَهُ ،لِتَکْرَارِهَا.
و نَاوَبَهُ ، مُنَاوَبَهً : عَاقَبَه معاقَبَهً .
و المَنَابُ :الطَّرِیقُ إِلی المَاءِ ؛لِأَنَّ النّاسَ یَنتابون الماءَ علیها.
و فی الأَساس:«إِلیه مَنابِ »:أَی مَرْجِعی.
و المُنِیبُ ،بالضَّمّ : المَطَرُ الجَوْدُ،و الحَسَنُ من الرَّبِیعِ .
و الّذی نُقلَ عن النَّضْرِ بْنِ شُمَیْلٍ ما نصُّه:یُقَالُ للمَطَرِ الجَوْدِ: مُنِیبٌ ؛و أَصابَنَا (3)رَبِیعٌ صِدْقٌ : مُنِیبٌ حَسَنٌ ،و هو دُون الجَوْدِ.و نِعْمَ المَطَرُ هذا إِنْ کان له تابِعَهٌ ،أَی:مَطْرهٌ تَتبَعُهُ .ففی کلام المصنِّف محلُّ تَأَمُّل.
و مُنِیبٌ : اسمٌ ،و ماءٌ لِضَبَّهَ بنَجْدٍ فی شرقیّ الخنزیر (4)لِغَنِیٍّ ،کذا فی المعجم و مختصره،و أَنشد أَبو سَهْم الهُذَلیّ :
کَوِرْدِ (5)قَطاً إِلی نَمَلَی مُنِیب
وَ تناوَبُوا علی الماءِ هکذا فی النُّسَخ بإِثباتِ :علی، و تخصیصه بالماءِ،و فی الصَّحاح:و هم یتناوبُون النَّوْبَهَ ، فیما بینَهُم،فی الماءِ و غیره.و عبارَه اللّسان: تَنَاوَبَ القَوْمُ الماءَ: تَقَاسَمُوهُ عَلَی المَقْلَهِ ،و هی حَصَاه القَسْم.
و فی التَّهْذِیب:و تَنَاوَبْنَا الخَطْبَ و الأَمْرَ نتَناوَبُهُ :إِذا قُمْنَا به نَوْبَهً بعدَ نَوْبَهٍ .و عن ابْنِ شُمَیْل:یُقالُ للقَوْم فی السَّفَر:
یَتناوَبُون و یَتنَازَلُون و یَتَطاعمون،أَی:یأْکُلُونَ عندَ هذا نُزْلَهً ، و عندَ هذا نُزْلَهً (6).و کذلک النَّوْبَهُ و التَّنَاوُبُ ،علی کُلّ واحِدٍ منهم نَوْبَهٌ یَنُوبُهَا :أَی طعامُ یَوْم.
وَ بَیْتُ نُوبَی ،کطُوبَی:د،من فَلَسْطِینَ (7)،نقله الصّاغَانیُّ .
و خَیْرٌ نائبٌ :کَثِیرٌ عَوّادٌ.من الأَساس.
و نَابَ :لَزِمَ الطّاعَهَ .
و أَنَاب :تابَ و رَجَعَ ،و قد تقدَّمَ .
و نُبْتُه نَوْباً ،و انْتَبْتُهُ :أَتیتُهُ علی نَوْبٍ .
و انْتابَهُم انْتِیاباً :إِذا قَصدَهم،و أَتَاهُم مَرَّهً بعدَ أُخْرَی (8)، و هو افتعالٌ من النَّوْبَهِ ؛و منه قولُ أَبی سَهْمٍ أُسامَهَ الهُذَلِّی:
أَقَبَّ طَرِیدٍ بِنُزْهِ الفَلاَ
هِ لا یَرِدُ الماءَ إِلاّ انْتِیَابَاً
و فی الصَّحِاح:و یُرْوَی:ائْتِیاباً،و هو افتعالٌ ،من:آبَ یَؤُوبُ :إِذا أَتی لیلاً.قال ابْنُ بَرِّیّ :هو یَصفُ حِمارَ وَحْشٍ .و الأَقَبُّ :الضّامِرُ البطْنِ ،و نُزْهُ الفَلاَهِ :ما تباعَدَ منها عنِ الماءِ و الأَریاف.
و سَمَّوْا نائباً ،و مُنْتاباً بالضَّمّ ،و هو المنعاد (9)المُراوِح.
و فی الرّوْض: المُنْتَابُ :الزّائرُ.
*و مما یُسْتَدْرَکُ علیه:
لفظُ النّوائِب ،جمعُ نائِبهٍ ،و هی ما یَنوبُ الإِنسانَ ،أَی:
یَنْزِلُ بِه من المُهِمّات و الحوادث:و نابَتْهُمْ نَوَائِبُ الدَّهْر.
و
14- فی حدیث خَیْبَرَ: «قَسَمها نِصْفَیْنِ :نِصْفاً لنَوائِبِه و حاجاتِه،
ص:455
و نِصْفاً بینَ المُسْلمینَ ». و
16- فی الصَّحِیحَیْنِ : «و تُعِینُ علی نَوَائِبِ الحَقِّ ». و النَّائبهُ :النّازِله،و هی النَّوائب ،و النُّوَبُ :
الأَخِیرَهُ نادره.قال ابْنُ جِنِّی:مجیءُ فَعْلَه عَلی فُعَلٍ ، یُرِیکَ کأَنّهَا إِنّما جاءَت عندَهم من فُعْلَه،فکأَنَّ نَوْبَهً نُوبَهٌ ، لأَنَّ الواوَ ممّا سبیلُه أَن یأْتِیَ تابِعاً للضَّمَّه.قال:و هذا یؤکِّدُ عندَکَ ضَعْفَ حُروفِ اللِّین الثّلاثَه.و کذلک القَوْلُ فی دَوْله و جَوْبَهٍ ،و کلّ منهما (1)مذکورٌ فی موضعه.کذا فی اللسان.
و فی الصَّحاح: النُّوبهُ ،بالضَّمّ :الاسمُ ،من قولک: نَابَهُ أَمْرٌ،و انْتَابَهُ ،أَی:أَصابَهُ .و یُقَالُ المَنَایا تَتَناوَبُنَا :أَی تَأْتِی کُلاًّ مِنَّا لِنَوْبَتِهِ .
و قال بعضُ أَهلِ الغَرِیب: النَّوائِب :الحَوَادِثُ ،خَیراً کانتْ أَو شرَّاً.و قال لبِیدُ:
نوَائِبُ من خَیْرٍ و شَرٍّ کِلاَهما
فلا الخَیرُ ممدُودٌ و لا الشَّرُّ لازِبُ
و خَصَّصها،فی المِصْبَاح،بالشّر؛و هو المُنَاسبُ للقَلَق الحادثِ عنها.و أَقرَّهُ فی العِنایه.
و عن ابْنِ الأَعْرَابیّ : النَّوْبُ :أَن یَطْرُدَ الإِبل باکِراً إِلی الماءِ،فیُمْسِیَ علی الماء ینتابُهُ .
و فی الصَّحاح:الحُمَّی النّائِبهُ :الّتی تأْتِی کُلَّ یومٍ :و
16- فی الحدیث: «احْتاطُوا لِأَهْلِ الأَمْوالِ فی النّائِبه و الواطِئَه».
أَی:الأَضیاف الّذین ینوبونهم (2).
و فی الأَساس:و أَتانِی فلانٌ ،فما أَنَبْتُ له (3).أَی:لم أَحْفِلْ به.
*و مما یُسْتَدْرکُ علیه:
النَّوَابَهُ من قُرَی مِخْلافِ سِنْحانَ (4)بالیَمن.
و مُنْتَابٌ :حِصنٌ بالیَمَن من حُصُون صَنْعاءَ.
و أَبو الغَنَائِم محمَّدُ بْن علیِّ بْنِ الحَسَنِ بْنِ یَحْیَی بْنِ محمّد بن عمّرو بْن محمّد بن عُثْمَانَ بن محمّد بن المُنْتَاب الدَّقّاق،أَخو أَبی محمّد و أَبی تَمّامٍ ،و هو أَصغَرُهم،منساکنی نهْرِ القَلاّئِین،سمعَ الکَثیرَ،و حَدَّثَ ،تُوُفِّیَ سنه 483 ببغداد.کذا فی ذیل البنداریّ .
النَّهْبُ :الغَنِیمهُ ،و
16- فی الحدیث: «أُتِیَ لَهُ بنَهْبٍ ». أَی:غَنِیمَه.
و یأْتِی بمعنَی الغارَهِ ،و السَّلْب.
و النَّهْبُ : المنهوبُ ،و منه
17- حدیثُ أَبی بَکْرٍ،رضِیَ اللّه عنه: «أَحْرَزْتُ نَهْبِی ،و أَبْتَغِی النَّوافِلَ ». أَی:قَضَیتُ ما عَلیَّ من الوِتْر قبلَ أَن أَنام،لئَلاّ یَفُوتنی،فإِن انْتَبَهتُ ، تَنَفَّلْتُ بالصَّلاه.و فی شعر العَبّاسِ بْنِ مِرْداس:
أَ تَجْعَلُ (5)نَهْبِی و نَهْبَ العُبَیْ
دِ بَیْنَ عُیَیْنَهَ و الأَقرع
و ج: نِهَاب ،بالکَسْرِ.و فی شعر العَبَّاسِ بْنِ مِرْدَاس:
کانَتْ نِهَاباً تَلافَیْتُهَا
بِکَرِّی عَلی المُهْرِ بالأَجْرَعِ (6)
و نقل شیخُنا عن النِّهَایَه،و غیرِهَا من کُتب الغَرِیب:
نُهُوبٌ ،بالضَّمّ ،جمعُ نَهْبٍ ،قال:و کِلاهُمَا مَقِیسٌ فی فَعْلٍ بالفتح.
و نَهَبَ النَّهْبَ ،کجَعَلَ ،و سَمِعَ ،و کَتَبَ ، یَنْهَب ،و یَنْهُبه ، نَهْباً .الأُولَی و الثّالثه عن الفرّاءِ: أَخَذَه، کانْتَهَبه .
الانْتهابُ :أَن یأْخذَها (7)منْ شاءَ و الإِنْهابُ :إِبَاحته لِمنْ شاءَ،یقال: أَنْهَبَهُ فلاناً:عَرَّضَهُ له،و أَنْهَبَ الرَّجُلُ مالَهُ فانْتَهَبُوهُ ،و نَهَبُوه ،و نَاهَبُوهُ :کلُّه بمعنًی.
و الاسْم النُّهْبَه ،و النُّهْبَی ،و النُّهَیْبَی ،بضَمِّهنَّ . قال اللِّحْیانیُّ : النَّهْبُ :ما انْتَهَبْتَ .و النُّهْبه ،و النُّهْبَی :اسْمُ الانْتِهاب :و فی التوشِیح: النُّهْبَی ،بالضَّمّ و القَصْر:أَخْذُ مالِ مُسْلمٍ قَهْراً و
16- فی الحدیثِ : «أَنَّه نُثِرَ شیءٌ فی إِمْلاکٍ ، فلم یَأْخُذوه،فقال:ما لکُم لا تَنتهبونَ ؟قالوا:أَ وَ لَیْسَ قد نَهَیْتَ عن النُّهْبَی ؟قال:إِنّما نَهَیْت عن نُهْبَی العَسَاکِرِ،
ص:456
فانْتَهِبُوا ». قال ابن الأَثِیرِ: النُّهْبَی بمعنی النَّهْبِ ،کالنُّحْلَی و النَّحْلِ ،بمعنَی العَطِیَّهَ .قال:و قد یکون اسْمَ ما یُنْهَبُ ، کالعُمْرَی و الرُّقْبَی و کان للفِزْرِ (1)بَنُونَ یَرْعَوْنَ مِعْزَاهُ ،فَتَوَاکَلُوا یوماً،أَی:أَبُوْا أَن یَسْرَحُوهَا.قال:فساقَها،فأَخْرَجها،ثم قال للنَّاس:هی النُّهَّیْبَی ،کسُمَّیْهَی. و یروی بالتَّخفیف، أَی:لا یَحِلُّ لأَحَدٍ أَنْ یَأْخذَ منها أَکثرَ مِن واحِدٍ،و منه المَثل «لا یَجتمِعُ ذلک حتَّی تَجتمِعَ مَعْزَی الفِزْرِ».
و النَّهْب ،أَیضاً:ضَرْبٌ من الرَّکْضِ نصَّ علیه اللِّحْیَانیُّ فی النَّوادر،و هو مَجاز. و:کلُّ ما انْتُهِبَ .
و أَما النُّهْبَی فهو کُلُّ ما أُنْهِبَ ،کما فی الصَّحاح،فهو مَصدرٌ بمعنَی المفعول.
و نَهْبَانِ ،مُثَنَّی نَهْب : جَبَلانِ . فی المعجم:قال عَرّام:
نَهْبَانِ ،یُقابِل القُدْسینِ ،و هما جَبَلانِ بِتِهَامهَ یُقَال لهما:
نَهْبٌ الأَعْلَی و نَهْبٌ الأَسْفَلُ و هما لِمُزَیْنَه و لِبَنی لَیْثٍ ،فیهما شِقْص و نَباتُهما العَرْعَرُ و الأَثْرارُ (2).و هما[جَبلانِ ]مُرتفعانِ ، شاهقانِ ،کبیران.و فی نَهْبٍ الأَعْلَی بئرٌ غزیرهُ الماءِ علیها نَخَلاتٌ و فی نهْب الأَسفل أَوشالٌ ،و یَفْرُقُ بین هذینِ الجبلیْنِ و بین قُدْسٍ و وَرِقانِ الطَّرِیقُ .
و من المجاز: تَناهبَتِ الإِبِلُ الأَرضَ :أَخَذتْ منها بقَوَائِمِها أَخْذاً کَثیراً. و فی الأَساس:الإِبِل یَنْهَبْنَ السّرَی، و یَتَنَاهَبْنهُ ،و هُنَّ نواهِبُ ،و تنَاهَبَتِ الأَرْضَ .
و من المَجَاز أَیضاً: المُنَاهَبَهُ :المُبَارَاهُ فی الحُضْرِ و الجَرْیِ .یقال: ناهَبَ الفَرَسُ الفَرَسَ :بارَاه فی حُضْرِه، مُنَاهَبَهً .و جَوادٌ مُنَاهِبٌ .و تَنَاهَبَ الفَرَسانِ : ناهَبَ کلُّ واحدٍ منهما صاحِبَهُ ،و کذلک فی غیرِ الفرَسِ و قال:
نَاهَبْتُهُمْ بِنَیْطَلٍ جَرُوفِ
کذا فی الصَّحاح.
و من المَجاز أَیضاً: نَهِبُوهُ :تَنَاولُوه بکَلامِهِم. و عباره الأَساس:بلِسانِهم،و أَغلظوا له، کنَاهَبُوهُ مُنَاهبَهً ،بمعنًی. و کذلک نَهَبَ الکَلْبُ :إِذا أَخَذَ بعُرْقوب الإِنسانِ ،یقال:
لا تَدَعْ کَلْبَکَ یَنْهَب النّاسَ .
و من المَجَاز أَیضاً: انْتَهَبَ الفَرَسُ الشَّوْطَ :اسْتَوْلَی عَلَیْه ،و یقال للفرَس الجَوادِ:إِنّه لیَنْتَهِبُ (3)الغایَهَ و الشَّوْطَ ، قال ذو الرُّمَّهِ :
و الخَرْقُ دُونَ نَباتِ السَّهْبِ مُنْتَهَبُ (4)
یَعْنِی فی التَّبَارِی بین الظَّلِیم و النَّعامهِ .
و مُنْهِبٌ (5)،کمُنْذِر:أَبو قَبِیلَه.و کَمِنْبَرٍ:فرَسُ عُوَیَّهَ بالضَّمّ و تشدید التحتیه ابْنِ سَلْمَی الضَّبِّیِّ ،کما نقله الصّاغَانیُّ . و المِنْهَبُ : الفرَسُ الفائِقُ فی العَدْوِ ،علی طرْحِ الزّائد،أَو علی أَنّه نُوهِبَ ، فنَهَبَ ؛قال العَجّاجُ یَصِف عَیْراً و أُتُنَه:
و إِنْ تُنَاهِبْه تَجِدْه مِنْهَبَا
و نَهِیبٌ ، کَأَمِیرٍ:ع ،قال فی المعجم:کأَنّه فَعِیلٌ بمعنی مفعول.
و مُنَاهِبٌ بالضَّمّ : فَرَسٌ لِبَنِی ثَعْلَبَهَ بْنِ یرْبُوع،من وَلَدِ الحَرونِ .
و المُنْتَهَبُ ،بضمّ المیم و فتح الهاءِ: د،قُرْبَ وادِی القُرَی. و فی المعجم:قَریهٌ فی طَرَف سَلْمَی،أَحَدِ جبَلَیْ طَیِّئٍ .
و یومُ المُنْتَهَبِ من أَیّامِ طَیِّئ و بها بِئرٌ،یقَال لَهَا:
الحُصیْلِیَّه؛قال:
لَمْ أَرَ یَوْماً مثلَ یَوْمِ المُنْتَهَبْ
أَکْثَرَ دَعْوَی سالبٍ و مُسْتَلَبْ
و المنْهوب :المَطْلوب المعجَّل.
و زَیْدُ الخَیْلِ بْنُ مُنْهِبِ ،کمُحْسِنِ ،أَو هو
14- زید بْن مُهَلْهِلِ بْنِ زیدِ بْنِ مُنْهِبٍ النًّبْهانِیّ الطّائیّ الّذی وفدَ علی النَّبِیِّ ،صلی اللّه علیه و سلم،و سَمَّاه زیدَ الخَیْر. صَحابِیٌّ ،شاعِرٌ ،خَطیبٌ
ص:457
بَلیغٌ ،جَوَاد.مات فی آخِرِ خِلافهِ عُمَرَ،رضِیَ اللّه عنه، و قیل:قبلَ ذلک.و له ابنانِ :مِکْنَفٌ ،و حُرَیْثٌ ،یأْتی ذِکْرهما فی محلِّهما.
النّاب مُذَکَّرٌ (1):من الأَسْنَان.قال ابْن سِیدَهْ :
النّاب : السِّنُّ الّذِی (2)خَلْفَ الرَّبَاعِیَه،مُؤنَّثٌ لا غَیْر،کما فی المحکم.و لا فَرْقَ بینَ أَنْ یَکونَ لفظُها مُؤنَّثاً،أَی یُسْتَعْمَل استعْمَالَ الأَلْفاظِ المؤنَّثه العارِیَهِ عن الهاءِ کنظائرِها،أَو خاصَّه بالإِناث من النُّوقِ ،لا تُطْلق علی الجَمل،کما سیأْتی.قال ابْنُ سِیده،قال سِیبَوَیْهِ :أَمالوا ناباً ،فی حَدِّ الرَّفْعِ ،تشْبِیهاً له بأَلِفِ (3)رمَی،لأَنّها مُنْقَلبه عن یاءٍ و هو نادرٌ؛یعنی أَنَّ الأَلُفَ المنقبلهَ عن الیاءِ و الواو، إِنّما تُمَال إِذا کانت لاماً،و ذلک فی الأَفعال خاصَّهً .و ما جاءَ من هذا فی الاسم نادر:و أَشدُّ منه ما کانت أَلِفُه منقلِبَهً عن یاءٍ عَیناً،و ج أَنْیُبٌ عن الِّلحْیَانیّ ، و أَنْیَابٌ ،و نُیُوب بالضَّمّ ، و هو شاذٌّ واردٌ علی غیر قیاس،لأَنّ فَعَلاً محرّکهً ،لا یُجْمَع علی فُعول.قال شیخنَا:و بَقِیَ علیه نِیُوب ،بالکسر،لأَنّه لغَهٌ فی کلِّ جَمْع علی فُعُول یائِیّ العینِ ،کبِیُوتٍ و عِیُوب، و أَنَایِیبُ عندَ سِیبَوَیْهِ جج ،أَی جمْعُ الجمعِ ،و قد سقطت هذه العلامه من نسخه شیخنا،فاعترضَ علیه.
و النّابُ : النّاقَهُ المسنَّهُ ،سمَّوْهَا بذلک حین طالَ نابُها [و عَظُمَ ،مَؤنَّثه أَیضاً (4)و هو ممّا سُمِّیَ فیه الکُلُّ باسم الجزءِ.و تصغیرُ النّاب من الإِبِل: نُیَیْبٌ ،بغیر هاءٍ (5)،و علی هذا نحو قولهم للمرأَه:ما أَنتِ إِلاّ بُطَیْنٌ . کالنَّیُّوبِ ،کَتَنُّورٍ کذا فی نسختنا،و مثلُه فی نسخه شیخِنا.قال:و هو من غرائبه الّتی أَغفلها الجَمّاءُ الغَفِیرُ.و فی نسخهٍ أُخْرَی:
کالنَّیُّوبِ ،بالفتح،و هو الصَّواب. و جَمْعُهُما معاً أَنْیَابٌ و نُیُوبٌ بالضم، و نِیبٌ بالکسر.فذهبَ سِیبَوَیْهِ إِلی أَنّ نِیباً جمعُ نابِ ،و قال:بَنَوْها علی فُعْلٍ ،کما بَنوا الدّارَ علی فُعْل،کراهِیَهَ نُیُوب ؛لأَنّها ضمَّه فی یاءٍ،و قبلَهَا ضَمَّه،و بعدها واوٌ،فکَرِهُوا ذلک.و قالوا فیها أَیضاً: أَنیابٌ ،کَقَدمٍ و أَقْدامٍ (6)؛و أَنَّ نِیباً جمع نَیُوبٍ ،کما حَکَی هو عن یُونُسَ أَنَّ من العرب مَن یقول صِیدٌ و بِیضٌ ،فی جمع صَیُودٍ و بَیُوضٍ (7)،علی من قال رُسْلٌ (8)،و هی التَّمِیمیّه.و یُقَوِّی مَذهبَ سِیبَوَیْهِ أَنّ نیبا ،لو کانت جمعَ نَیُوب لکانت خلیقَهً بِنُیُبٍ ،کما قالوا فی صَیُود صُیُدٌ،و فی بَیُوضٍ بُیُضٌ ؛لأَنهم [لا]یَکرهون فی الیاءِ من هذا الضَّربِ کما (9)یکرهون فی الواو،لِخفّتها و ثِقَلِ الواو،فانْ لم یَقولوا نُیُبٌ ،دَلیلٌ (10)علی أَنّ نِیباً جمع نابٍ ،کما ذهب إِلیه سِیبَوَیْهِ ،و کلا المذهَبَیْن قِیَاسٌ إِذا صَحَّت نَیُوبٌ ،و إِلاّ فَنِیبٌ جمعِ نَابٍ کما ذَهَب إِلیه سیبویه،قیاساً علی دُورٍ.کذا فی لسان العرب.و
16- فی الحدیث: «لَهُمْ مِنَ الصَّدَقَهِ الثِّلْبُ و النَّابُ ».
و
16- فی الحدیث: أَنّهُ قال لقَیْسِ بْنِ عاصِمٍ :«کَیْفَ أَنْتَ عندَ القِرَی ؟قال:أُلْصِقُ بالنّابِ الفانِیَهِ » (11).
و الجَمْع النِّیبُ .و فی المَثَل: «لا أَفعَلُ ذلِکَ ما حَنَّتِ النِّیبُ » .قال مَنظورُ بْنُ مَرْثَدٍ الفَقْعَسِیّ :
حَرَّقَهَا حَمْض بلاد فِلِّ
فمَا تَکَادُ نِیبُهَا تُوَلِّی (12)
أَی:تَرْجِعُ من الضَّعْف،و هو (13)فُعْلٌ ،مثْلُ أَسَدٍ و أُسْدٍ، و إِنّمَا کسروا النُّونَ لتسلم الیاءُ.قال الجَوْهَرِیُّ :و لا یُقال للجَمَل: نابٌ ،قال سِیبَوَیْهِ :مِن العرب مَن یقول فی تصغیر نابٍ : نُوَیْبٌ فیجیءُ بالواو،لأَنّ هذه الأَلفَ یَکثرُ انقلابُهَا
ص:458
من الوَاوات.قال ابْنُ السَّرّاح:هذا غلطٌ منه.هذا نصّ الصَّحاح فی لسان العرب.
قال ابْن بَرِّیّ :ظاهِرُ هذا اللَّفْظ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج غَلَّط سیبویه،فیما حکاه،قال:و لیس الأَمْرُ کذلک،و إِنّمَا قوله:
و هو غَلَطٌ مِنْهُ ،من تَتِمَّه کلامِ سِیبَوَیْهِ ،إِلاّ أَنّه قال:مِنْهُمْ ، و غَیَّرَهُ ابْن السّرَّاج فقال:منه،فإِنّ سیبویه قال:و هذا غلطٌ منهم،أَی من العرب الَّذِین یقولونَهُ کذلک.و قول ابنِ السَّرَّاج غَلَطٌ منه،هو بمعنی:غَلَط من قائله،و هو من کلام سیبویه،و لیس من کلام ابْنِ السَّرَّاج.انتهی.
قال شیخنَا:قلت الظّاهرُ یُنَافِیه.نعم،یُمْکِن حملُه علی موافقهِ سیبویهِ بأَنَّ الجَوْهَرِیَّ نقلَ أَوَّلَ کلامِ سِیبَوَیْهِ أَوّلاً، و أَیَّده بکلامِ ابْنِ السَّرَّاج،و قال ابْن السَّرَّاج قال هذا الکلامَ الّذی نقله سِیبَوَیْه غَلَطٌ من قائله،فیتَّفِقانِ علی تغلیط المتکلّم بهذه اللُّغَه،و یکون کلام ابْنِ السَّرّاج موافِقاً لکلام سیبویهِ لا اعتراضَ ،و لا نقلَ عنه،بالنسبه لِما فی الصَّحاح کما هو ظاهر،و اللّه أَعلم.
و أَمّا دَعْوَی ابْنِ بَرِّیّ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج نقل کلامَ سِیبویهِ بعَیْنه،و أَنّه مُرادُ الجَوْهریّ ،فدُونَ إِثباتِه و أَخْذِه من هذه الأَلْفاظِ خَرْطُ القَتادِ،و إِنْ نقله ابْن المُکَرَّم و سَلَّمَهُ ،فلا یَخْفَی ما فیه من التَّنَافُر و عدم تلاؤُم (1)الأَطرافِ .
انتهی.و هو تحقیقٌ حَسَنٌ .
و النّابُ بْنُ حُنَیْف أَبُو لَیْلَی (2)أَی:والدُها أُمِّ بالجرّ، صفه لَیْلَی،أَی:والِدُ لَیْلَی الّتی هی أُمُّ عِتْبانَ بْنِ مالِکِ الصَّحابیّ المشهور،إِمام مَسْجِدِ قُبَاءَ،حدِیثه فی الصَّحیحیْنِ ،لها صُحْبَهٌ أَیضاً.
و نَهْرُ نابٍ :فی نواحِی دُجیْل قُرْب أَوَانَی ،مقصوراً، ببَغْدادَ.
و من المَجَاز: النّابُ : سَیِّدُ القَوْمِ و کَبیرُهُم،جمعُه أَنْیَابٌ ،و أَنشد أَبو بَکْرٍ قولَ جَمِیل:
رَمَی اللّهُ فی عَیْنیْ بُثَیْنَهَ بالقَذَی
و فی الغُرِّ من أَنْیَابِهَا بالقَوَادِحِ (3)
قال: أَنْیَابُها :ساداتُها،أَی:رَمَی اللّهُ بالهَلاکِ و الفَسَاد فی أَنْیَاب قومِها و ساداتِهَا،إِذْ حالُوا بینَها و بین زِیارَتی.
و قالت الکِنْدِیَّهُ تَرْثِی إِخْوَتَها:
هَوَتْ أُمُّهُمْ ما ذَامُهُمْ (4)یَوْمَ صُرِّعُوا
بِبَیْسَانَ من أَنْیَابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا
و الأَنْیَبُ :الغَلِیظُ النّابِ ،لا یَضْغَم شَیْئاً إِلاّ کَسَره،عن ثعلب؛و أَنشد:
فقلْت:تَعَلّمْ أَنَّنِی غَیْرُ نائِمٍ
إِلی مُسْتَقِلٍّ بالخِیانَهِ أَنْیَبَا
و نِبْتُهُ ،کخِفْتُه:أَصَبْتُ نابَهُ ،و کذا نابَهُ یَنِیبُهُ .
و نَیَّبَ السَّهْمَ ،بالتَّشدید: عَجَمَ عُودَهُ .
و یُقَال:ظَفَّرَ فیه السَّبُع (5).
و نَیَّبَ : أَثَّرَ فیهِ بِنابِه ،و
17- فی حدیث زَیْدِ بْنِ ثابِتٍ : «أَنَّ ذِئْباً نَیَّبَ فی شاهٍ ،فذَبَحُوها». أَی:أَنْشَبَ أَنْیابَهُ فیها و قال اللِّحْیَانیّ : نَیَّبَتِ النّاقَهُ :هَرِمَتْ ،و هی مُنَیِّبٌ .و فی الأَساس:صارتْ ناباً .
و نَیَّبَ النَّبْتُ :خَرَجَتْ أَرُومَتُه، کَتَنَیَّبَ ،و کذلک الشَّیْبُ .قال ابن سِیدَهْ :و أُراه علی التَّشْبِیه بالنّاب ؛قال مُضْرِّسٌ :
فقالَتْ :أَمَا یَنْهَاکَ عن تَبَعِ الصِّبَا
مَعالِیکَ و الشَّیبُ الّذی قد تَنَیَّبا
و ذو الأَنْیَابِ :لَقَبُ قَیْسِ بْن مَعْدِیکَرِبَ بْنِ عمرِو بْنِ السِّمْط .
و أَیضاً:لَقَبُ سُهَیْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْد ِوُدٍّ العامِریّ الصَّحَابیّ ، رَضِیَ اللّه تعَالَی عَنْهُ ،أُمُّه حُبَّی بنت قَیْسٍ الخُزَاعِیَّه.و کنْیَتُه أَبو یَزِیدَ،أَحدُ أَشرافِ قرَیْشٍ و خُطبائِهم،و کانَ أَعْلَمَ الشّفهِ .کذا فی المعجم.
و ممّا یُسْتَدْرَک علیهِ : نُیُوبٌ نُیَّبٌ ،علی المُبَالغه،قال:
مَجُوبَهٌ جَوْبَ الرَّحَی لم تُثْقَبِ
تَعَضُّ مِنها بالنُّیُوبِ النُّیَّبِ
ص:459
و استعار بعضهم الأَنیابَ لِلشَّرّ و أَنشدَ:
أَفِرُّ حِذَارَ الشَّرّ و الشَرُّ تَارِکِی
و أَطْعُنُ فی أَنْیَابِهِ و هُوَ کالِحُ
و من المَجَاز:عَضَّتْهُ أَنیابُ الدَّهْرِ و نُیُوبُهُ .
و ظَفَّرَ فلانٌ فی کذا،و نَیَّبَ :نَشِبَ فیه،کذا فی الأَساس.
الوَأْب ،بالفتح قال شیخنا:ذِکْرُ الفتح مُسْتَدْرَکٌ : الضَّخْمُ ،و الواسِعُ من القِدَاح. یقال:قَدَحٌ وَأْبٌ ،أَی:ضَخْمٌ واسع،و کذلک إِناءٌ وَأْبٌ ،و الجمع أَوْآبٌ .
و الوَأْبُ مِنَ الحَوافِرِ:الشَّدِیدُ،مُنْضَمُّ السَّنَابِک، الخَفِیفُ . قال الأَزهریّ : وَأْبَ الحافِرُ یَئِبُ (1)وَأَبَهً :إِذا انضَمَّتْ سَنابِکُهُ .و إِنّهُ لَوَأْبُ الحوَافرِ.و حافِرٌ وأْبٌ :حَفِیظٌ ، أَو الوَأْبُ :الحافِرُ المُقَعَّبُ ،الکَثِیرُ الأَخْذِ من الأَرْض ، و علیه اقتصر الجوْهرِیّ .
و قَدَحٌ وَأْبٌ :ضَخْمٌ ،مُقَعَّبٌ ،واسِعٌ و أَنشد لِأَبِی النَّجْم العِجْلِیّ :
بِکلِّ وَأْبٍ لِلْحَصَی رَضّاحِ
لَیْسَ بِمُصْطَرٍّ و لا فِرْشاحِ
أَو الوَأْبُ : الجَیِّدُ القَدْرِ. و فی التّهْذیب:حافرٌ وَأْبٌ :إِذا کانَ قَدْراً،لا واسِعاً عریضاً،و لا مَصْرُوراً.
و الوَأْب : الاسْتِحْیَاءُ،و الانْقِباضُ .و قد وَأَبَ یَئِبُ ، کوَعَدَ یَعِدُ، وَأْباً ،و إِبهً بالکسر،کعِدَه.
و یقال: الوَأْبُ : البَعِیرُ العَظِیم.
و ناقَهٌ وأْبهٌ ، بِهاءٍ :قَصِیرهٌ عَرِیضه،و کذلک المرأَه.
و الوَأْبَه أَیضاً: النُّقْرَه فی الصَّخْرَهِ ،تُمْسِک الماءَ ،و مثله فی الصَّحاح.
و الوَأْبَهُ مِنَ الآبارِ:الواسِعَهُ ،البَعِیدَهُ ؛أَو هی البعِیدَهُ القَعْرِ فَقَطْ . کذا فی لسان العرب. و المُوئِبَاتُ ،مثالُ المُوعِبَات (2): المُخْزِیات.
وَ وأبَ منْهُ ،و اتَّأَبَ :خَزِیَ ،و اسْتَحَیَا.
و أَوْأَبَهُ ،فَعَلَ به فِعْلاً یُسْتَحْیَا مِنْه و أَنشد شَمرٌ:
و إِنّی لَکَیْ ءٌ عن المُوئِباتِ
إِذا ما الرَّطِیءُ انْمَأَی مَرْثَؤُهْ
الرَّطِیءُ:الأَحْمَق،و مَرْثؤهُ :حُمْقه.
أَو أَوْأَبَهُ : أَغْضَبَهُ ،و یأْتِی ثُلاثِیُّه قریباً.
أَو أَوْأَبَهُ :إِذا رَدَّهُ بِخِزْیٍ عن حاجتِهِ ،کذا فی النُّسَخِ .
و الَّذِی فی تهذیب الأَفعال:عن صاحِبه،و هی نسخه قدیمه موثوقٌ بها کأَتْأَبه (3):رَدَّهُ بخزْیٍ و عارٍ.و التّاءُ فی ذلک بدل من الواو.
و الإِبَه ،کعِدَهٍ :العَارُ (4)،قاله أَبو عُبَیدٍ،یقال:نَکَحَ فُلانٌ فی إِبَهٍ .قال الجوهریُّ :هو العارُ،و ما یُسْتَحْیَا منه،و الهاءُ عِوَضٌ عن الواو.قال ذو الرُّمَّه:
إِذا المَرَئِیُّ شَبَّ له بَنَاتٌ
عَصَبْنَ بِرَأْسِهِ إِبَهً و عَارَا
و التُّؤْبَه (5)و المَوْئِبَه :کلُّه الخِزْیُ و العَارُ،و الحَیَاءُ ، و الانقباضُ .قال أَبو عَمْرٍو الشَّیْبَانیُّ : التُّؤَبَهُ :الاستِحیاءُ و أَصلهَا وُأَبَهٌ ،مأْخوذٌ من الإِبَهِ ،و هی العَیْبُ .قال أَبو عمرٍو:تَغَذَّی عندی أَعرابیٌّ فصیحٌ ،من بنی أَسَد،فلمَّا (6)رفعَ یدَه،قلتُ له:ازْدَدْ.فقال:و اللّهِ ما طَعامُک،یا أَبا عَمرٍو،بذی تُؤَبَهٍ أَی:بطعامٍ یُستَحْیَا من أَکْله،و أَصل التّاءِ واوٌ.
و قد اتَّأَبَ الرَّجُل من الشَّیْ ءِ،فهو مُتَّئِبٌ :إِذا خَزِیَ و اسْتَحْیَا ،و هو افتعل من وَأَبَ ،کاتَّعَدَ من وَعَدَ،ثم وَقَعَ الإِبْدَال و الإِدْغَام،و هذا لازمٌ ،و الّذی سبقَ مُتعدٍّ.قال الأَعْشَی یَمدَح هَوْذَهَ بْنَ علیٍّ الحَنَفِیّ :
ص:460
مَنْ یَلْقَ هَوْذَه یَسْجُدْ غَیْرَ مُتَّئِبٍ (1)
إِذا تَعَمَّمَ فَوْقَ التّاجِ أَو وَضَعا
و فی التّهذیب:هو افْتِعَالٌ ،من الإِبَهِ و الوَأْب .
و وَأَبَ یَئِبُ .إِذا أَنِفَ .
و وَئِبَ :غَضِبَ .و أَوْأَبَهُ غَیْرُه :أَغْضَبَهُ ،و قد تَقدَّمَ بعَینِه، فهو کالتَّکرار.
و قِدْرٌ وأْبَهٌ :واسعهً .و فی التَّهْذیب:قِدْرٌ وَئِیبَهٌ ،علی فَعِیلَه،من الحافر الوَأْبِ ،أَو من بِئْرٍ وَأْبَهٍ ،أَی: قَعِیرَهٌ .
و قِدْرٌ وئِیَّهٌ ،بیاءَینِ ،من الفَرسِ الوَآهِ ،و سَیُذکَرُ فی المعتلّ .
*و ممّا یستدرک علیه:
إِناءٌ وَأْبٌ :واسِعٌ .و حافر وَأْبٌ حَفِیظٌ .
و الوَئِیبُ :الرَّغِیبُ .
و الوَأْبَهُ :المُقارِبَه الخَلْقِ .
الوَبُّ :أَهمله الجَوْهریُّ ،و قال ابْن الأَعْرَابِیّ :
هو التَّهَیُّؤ للحَمْلَهِ فی الحَرْبِ ،یقال:هَبَّ و وَبَّ :إِذا تَهَیَّأَ لها، کالوَبْوَبَهِ . قال الأَزهریُّ :الأَصل فی وَبَّ أَبَّ ،فقُلِبت الهمزهُ واواً،و قد مضی.
وَتَبَ بالمُثَنَّاه الفوقیّه،و قد أَهمله الجَوْهَریُّ .
و قال ابْن دُرَیْد: وَتَب یَتِبُ وَتْباً :إِذا ثَبَتَ فی المَکَانِ ،فلمْ یَزُلْ . و هذه المادّه مکتوبه عندَنَا بالأَسْود،بناءً علی أَنّه ممّا ذکرها الجَوهریُّ ،و لیس هو فی الصّحاح؛بل أَهمله الأَکثرونَ ،و قیل هو لثْغَهٌ .
الوَثْبُ :الطَّفْرُ ،یقال: وَثَبَ ، یَثِبُ ، وَثْباً کالضَّرْب، وَ وَثَبَاناً مُحرَّکهً ،لِما فیه من الحَرکهِ و الاضْطرابِ و وُثُوباً ،بالضَّمّ علی القیاس، و وِثَاباً بالکسر؛قال:
إِذا وَنَتِ الرِّکابُ جَرَی وِثابا
و أَثبَتَ الجماهیرُ أَنّه مصدرُ: وَاثَبَهُ مُوَاثَبَهً ،و لذا ضبطَه بعضُهم بالفتح،و هو غیرُ صواب، وَ وَثِیباً ،علی فَعِیلٍ ،قال نافِع بْن لَقِیطٍ (2)یَصِف کِبَرَهُ :
فمَا أُمِّی و أُمُّ الوَحْشِ لَمّا
تَفَرَّعَ فی (3)مَفارِقِیَ المَشِیبُ
فَمَا أَرْمِی فأَقْتلَهَا بِسَهْمِی
و لا أَعْدُو فأُدْرِکَ بالوَثِیبِ (4)
یقول:ما أَنَا و الوَحش ؟یعنی الجَوارِیَ ،و نصَبَ أَقْتلَها و أُدْرِکَ ،علی جوابِ الجَحْد بالفاءِ.
قال شیخنا:و ممّا بَقِیَ علی المصنِّف من مصادر هذا البابِ : ثِبَهٌ ،کعِدَه،و هی مَقِیسهٌ ،ذکرَها أَربابُ الأَفعال، و نبّه علیها الشّیخ ابن مالک و غیرُهُ .
و الوَثْبُ : القُعُود،بلُغَهِ حِمْیَرَ خاصّهً ،یُقَال: ثِبْ ،أَی:
اقْعُدْ.و دخَلَ رجلٌ من العرب علی مَلِکٍ من مُلوک حِمْیَرَ، فقال له الملک: ثِبْ ،أَی:اقْعُدْ. فوَثَبَ ،فتَکَسَّر.فقال:
لیس عندَنَا عَرَبِیَّتْ کعربیَّتکم،منْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ.أَی:
تَکَلَّم بالحِمْیَرِیّه.حکاه فی المُزْهِر.و عَرَبِیَّتْ :یُرِیدُ العَرَبِیَّهَ ،فوقف علی الهاءِ بالتاءِ،و کذلک لغتهم،قاله الجوهَریّ ،و نقله ابْنُ سِیدَهْ و ابْن منظور،زاد ابْنُ سیدَهْ فی آخِر الکلام:و الفِعْلُ کالفِعْلِ .
و الوِثَابُ ،ککِتَابٍ :السَّرِیرُ ،و قیل:السَّرِیرُ الّذی لا یَبْرَحُ المِلکُ علیه.
و الوِثابُ بلغَتِهِم: الفِرَاشُ ،یقال: وَثَّبْتُهُ وِثَاباً ،أَی:
فَرَشْتُ له فِرَاشاً. أَو الوِثَاب : المَقَاعِدُ ،فیکون الوِثَابُ جَمْعاً،کما صرّحَ به بعضُهم؛قال أُمیَّهُ :
بِإِذْنِ اللّهِ فَاشْتَدَّتْ قُوَاهُمْ
علَی مَلْکَیْنِ وَهْیَ لَهُمْ وِثَابُ
یعنی أَنّ السّماءَ مقاعِدُ للملائکهِ ،کذا فی الصَّحاح.
و المَوْثَبَانُ بفتح الأَوّل و الثّالث (5)بلغتهم: المَلِکُ إِذا قَعَدَ ،و لَزِمَ الوِثَابَ ،أَی السَّرِیرَ و لم یَغْزُ. و به لُقِّبَ عَمرُو بْن أَسْعد،أَخو حسّانَ من مُلوکِ حِمْیَرَ،لِلُزومِه الوِثَابَ ،و قِلَّهِ غَزْوِه،کما قاله القُتَیْبِیُّ .
ص:461
و المِیثَبُ ،بکَسْرِ المِیمِ و فتح الثّاءِ المثلَّثه،قالوا:
الأَرْضُ السَّهْلَهُ ؛و منه قول الشّاعر یَصِف نَعامهً :
قَرِیرَه عَیْنٍ حِینَ فَضَّتْ بِخَطْمِها
خَرَاشِیَّ قَیْض بینَ قَوْزٍ و مِیثَبِ (1)
و عن ابن الأَعْرَابیّ : المِیثَبُ : القافِزُ،و الجَالِسُ . و نقل عنه غیر واحدٍ بتقدیم الجالس علی القافز.
و فی نوادر الأَعْراب: المِیثَبُ : ما ارتَفَعَ مِن ،و فی نسخه:عَنْ الأَرْضِ . قال یاقوت:و کُلُّه مِفْعَلٌ ،من وَثَبَ .
و قال الأَصمَعِیُّ : المِیثَبُ : ماءٌ لِعُبادَهَ بالحِجَاز.
و المِیثَبُ ماءٌ لعُقَیْلٍ بنَجْد ثمَّ للمُنْتَفِق،و اسْمُهُ مُعَاویهُ بنُ عُقَیْل.
و قال غیرُهُ : مِیثَبٌ :وادٍ من أَوْدِیَهِ الأَعْرَاضِ الّتی تَسِیل من الحِجاز فی نَجْد،اختلَطَ فیه عُقَیْلُ بْنُ کَعْب و زُبَیْدٌ من الیمن.
14- و مِیثَبٌ : مالٌ بالمَدِینَه الشَّرِیفه،من إِحْدَی صَدَقَاتِه،صلی اللّه علیه و سلم و له فیها سَبعهُ حِیطانٍ ،کان أَوْصَی بها مُخَیْرِیقٌ الیهودیُّ للنَّبیّ ،صلی اللّه علیه و سلم،و کان أَسلَمَ .فلمّا حضرتْه الوفاهُ ،وَصَّی (2)بها لرسولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم.و أَسماءُ هذه الحِیطانِ :بَرْقَهُ ،و مِیثَبُ ، و الصّافَهُ (3)،و أَعْواف،و حَسْنَی و الزَّلال (4)و مشْرَبَهُ أُمّ إِبراهیم. کذا فی المْعجم. هکذا وقَع فی کتبِ الُّلغَه ،بل و فی أَسماءِ المواضع و البِقاعِ ،کالمراصدِ،و المُعْجَم لیاقوت،و غیرِهما و مُصَنَّفاتِ أَبی عُبَیْد. و قوله: هُوَ غَلَطٌ صَرِیحٌ ،فیهِ ما فیه؛لأَنّه لیس له فی تخطئته نَصُّ صحیح.
و قوله: الصَّوابُ مِیثٌ ،کَمِیل مأْخوذ من الأَرْضِ المَیْثاءِ و هی السَّهْلَه (5)،لا یَنهَض دلیلاً علی ما قالَه،بل المُعْتَمَدُ ما ذهب إِلیه الأَئمّه.و قد سَبَقَ الکلامُ علیه.و أَیضاً هذا الّذیادّعاه أَنَّه الصَّواب،إِنّما هو ذو المِیثِ :موضعٌ بِعَقیقِ المدینه.
و المِیثَبُ : ع بِمَکَّهَ المُشَرَّفهِ عند غَدِیر خُمٍّ ،هکذا فی النُّسَخ،و الصَّوابُ :عندَ بِئْرِ خُمّ ،کذا فی المعجم،و ذلک لأَنَّ خُمَّ بئرٌ جاهلیٌّ بمَکَّه،و ثَمَّ شِعْبُ خُمّ یَتَدَلَّی علی أَجْیادٍ الکبیر.و أَمّا الّذِی یُضَاف إِلیه الغَدیرُ،فإِنّه دُونَ الجُحْفَه، علی مِیلٍ ،و سیأْتی بیان ذلک فی مَحلّه.و فی اللّسان:اسمُ موضعٍ ،و لم یُقَیِّدْ؛قال النّابغهُ الجعْدِیُّ :
أَتاهُنَّ أَنَّ مِیاهَ الذُّهابِ
فالأَوْرَقِ فالمِلْحِ فالمِیثَبِ
و عن أَبی عَمْرٍو (6): المِیثَبُ : الجَدْوَلُ .
و مَوْثِبٌ ،کمَجْلِسٍ ،و مَقْعد ،الفتح رواه ابْنُ حبِیبٍ : ع ،قال أَبو دُوَاد الإِیادِیُّ :
تَرْقَی و یرْفَعُها السَّرابُ کأَنَّها
من عُمّ مَوْثِبَ أَوْ ضِنَاکِ خِدادِ (7)
عُمّ ،أَی طِوال،و ضِناک،أَی ضخمْ .و قیل:
العُمّ :النَّخْلُ الطِوالُ ،و الضِنَاکُ :شَجرٌ عَظِیمٌ ،کذا فی المُعْجَم.
و تقولُ : وَثَّبَهُ تَوْثِیباً ،أَی أَقْعَدَه علی وِسَادَهٍ .
و وَثَبَ وَثْبَهً وَاحِدَهً ،و أَوْثَبْتُه أَنا،و أَوْثَبَهُ المَوْضِعَ :جعلَهُ یَثِبُه .
و وَاثَبَهُ :ساوَرَهُ ،هکَذَا بالسین المُهْملَه،و مثلُه فی الصَّحاح،و فی أُخْری بالمُعْجَمَه،و هو غلط .
و ربّمَا قالُوا وَثَّبَهُ وِسَادَهً تَوْثِیباً ،هکذا فی نسختنا مضبوط بالتّشدید،و فی غیرها،ثلاثیّاً،کوَعَدَ:إِذا طرَحَها لَهُ ،لیَقْعُد علیها.و
17- فی حدیثِ فارِعهَ أُخْتِ أُمَیَّه بْنِ [أَبی] (8)الصَّلْتِ ، قالت: «قَدِمَ أَخی من سَفَرٍ، فوَثَبَ علی سَرِیرِی». أَی:
قَعَدَ علیه،و استَقَرَّ.
و الوُثُوبُ فی غَیْرِ لُغَهِ حِمْیَرَ:النُّهُوضُ و القیام.
14- و قَدِمَ
ص:462
عامرُ بْنُ الطُّفَیْل علی سیّدنا رسول اللّه صلی اللّه علیه و سلم، فَوَثَّب له وِسادهً ،أَی:أَقعَدَه علیها.و فی روایه: فوَثَّبَهُ وِسادَهً . أَی:
أَلقاها له.کذا فی لسان العرب،و به تَعلَمُ أَنّ قولَ شیخِنا:
و قد کثُرَ استعمالُ العَامَّهِ الوُثوبَ فی معنی المُبَادَرهِ للشَّیْ ءِ و المُسارَعَهِ إِلیه،لیس فی أُمَّهات اللُّغَه ما یساعِدُهُ ،یَدُلُّ علی عدمِ اطِّلاعه لِما نَقَلْنَاهُ .و
1- فی حدیث علیّ ،رضِیَ اللّه عنه،یومَ صِفِّینَ : «قَدَّمَ للوَثْبَهِ یَداً و[أخّر] (1)للنُّکُوص رِجْلاً». أَی:إِنْ أَصابَ فُرْصَهً ،نَهَضَ إِلیها،و إِلاّ رجَعَ و تَرَکَ .
و من المَجَاز: تَوَثَّب فلانٌ فی ضَیْعَتِی. و عبارهُ الصِحاح:
فی ضیعهٍ لی،أَی اسْتَوْلَی عَلَیْها ظُلْماً. و فی الأَساس:
تَوَثَّبَ علی مَنْزِلته،و تَوَثَّبَ علی أَخِیهِ فی أَرْضِه (2)استولَی علیها ظُلْماً.و
17- فی لسان العرب:فی حدیثِ هُذَیْلٍ :
«أَ یَتَوَثَّبُ أَبو بکر علی وَصِیّ رسول اللّه،صلی اللّه علیه و سلم ؟ودَّ أَبو بَکْرٍ أَنّه وَجَدَ عهْداً من رسولِ اللّهِ صلی اللّه علیه و سلم؛و أَنَّهُ خُزِمَ أَنْفُهُ بخِزامَهٍ ». أَی یَسْتَوْلی (3)علیه و یظلِمُهُ ؟:معناه:لو کان علیٌّ ،رَضِیَ اللّه عنه،معهوداً إِلیه بالخِلافه،لکان فی أَبی بکرٍ،رَضِیَ اللّه عنه،من الطّاعَه و الانقیاد إِلیه ما یکون فی الجمَل الذَّلیلِ المُنْقاد بخِزامَتهِ .
و الثُّبَهُ ،کَحُمَهٍ :الجَمَاعَهُ ،و قد تقدّم البحث فیه فی ث و ب (4).
و الوَثَبَی ،کجَمَزَی ،من الوَثْب ،و هی الوَثَّابَه ،أَی:
سَریعه الوَثْبِ ،نقله،الصّاغانیُّ .
*و مِمّا یُسْتَدرَکُ عَلیْه:
واثَبَهُ ،وَ وَثَبَ إِلیه.و ظَبْیٌ وثّابٌ .
و یَحْیَی بْنُ وَثَّابٍ المُقْرِئُ الکُوفیّ ،مات سنه ثلاثٍ و مِائَه.و قال الذَّهَبِیُّ :مَوْلَی بَنِی أَسَد،عن ابْن عَبّاس و ابْنِ عُمَرَ.و من المَجَاز: وَثَبَ إِلی الشَّرَف وَثْبَهً (5).
و فَرَسٌ وَثَّابَهٌ :سریعهُ الوَثْبِ .
وَجَبَ الشَّیْ ءُ، یَجِبُ ، وُجُوباً بالضَّمّ ، و جِبَهً کعِدَهٍ .قال شیخُنَا:هو أَیضاً مَقِیسٌ فی مثله.قلتُ :هذا المصدرُ،إِنّمَا ذکره الجَوْهَرِیُّ فی وَجَبَ البَیْعُ یَجِبُ جِبَهً .
و اقتصر هُنا علی الوُجُوبِ : لَزِمَ . و فی التَّلْوِیح: الوُجُوبُ فی اللُّغه،إِنّما هو الثُّبُوتُ .قُلتُ :و هو قریبٌ من اللُّزُوم.و
16- فی الحدیثِ : «غُسْلُ الجُمُعَهِ واجِبٌ علی کُلّ مُحْتَلِمٍ ». قال ابْنُ الأَثِیرِ:قال الخَطَّابِیّ :معناه وُجُوبُ الاختِیارِ و الاستحباب دُونَ وُجُوبِ الفَرْضِ و اللُّزُوم؛و إِنَّمَا شَبَّهه بالواجِب تأْکیداً،کما یَقُولُ الرَّجُلُ لصاحبِه:حَقُّکَ علیَّ واجِبٌ .و کانَ الحَسَنُ یراهُ لازماً،و حُکِی ذلک عن مالِکٍ .
یُقَالُ : وَجَبَ الشَّیْ ءُ وُجُوباً :إِذا ثَبَتَ و لَزِمَ .
و الواجِبُ و الفَرْضُ ،عندَ الشّافعیّ ،سواءٌ،و هو کُلُّ ما یُعَاقبُ علی تَرْکهِ .و فَرَقَ بینَهُمَا أَبو حَنِیفَهَ ،فالفرضُ عندَهُ آکَدُ من الواجب .
و أَوْجَبه هو، وَ وَجَّبَهُ مُضَعَّفاً،نقل ابْنُ القَطّاع إِنکاره عن جماعه. و وَجَبَ البیعُ یَجِبُ جِبَهً ،و أَوْجَبْتُ البیعَ فَوَجَبَ .
و قال اللِّحْیَانیُّ : وَجَبَ البَیعُ جِبَهً و وُجُوباً (6)،و قد أَوْجَبَ لَکَ البَیْعَ ،أَو أَوْجَبَهُ هو إِیجاباً .کلُّ ذلک عن الِّلحْیانیّ .
و واجَبَهُ (7)البَیْعَ ، مُوَاجَبَهً ،و وجَاباً بالکسر،عنه أَیضاً.
و لمّا کان هذا من تَتِمَّه کلام الِّلحْیَانیّ ،و اختصره،ظَنَّ شیخُنا أَنّه أَرادَ (8)بهما مَصدرَیْ أَوْجبَ ،فقال:هذا التّصریفُ ،و لا یُعْرَفُ فی الدَّواوین،و لا تَقتضیه قَواعدُ، إِلی آخرِ ما قاله.
و بَعِیدٌ علی مثل المصنِّف أَن یَغْفُلَ فی مثل هذا.و غایهُ ما یُقَالُ إِنّه أَجْحَفَ فی کلام اللِّحْیانیّ ،کما تقدَّمَ .
و أَوْجَبه اللّهُ ، و اسْتَوْجَبَه :اسْتَحَقَّهُ .
ص:463
و هو مُسْتَوْجِبُ الحَمْدِ،أَی:وَلِیُّهُ ،و مُسْتَحِقُّهُ .
و الوَجِیبَهُ :الوَظِیفَهُ ،و هی ما یُعَوِّدُهُ الإِنسانُ علی نَفْسهِ ، کالّلازِم و الثّابت.و الذی فی الأَساس: الوَجْبَهُ ،و سیأْتی، و علی الأَوّل یکون من زیاداته.
و عن أَبی عمرٍو: الوَجِیبَهُ : أَنْ تُوجِبَ البَیْعَ ،ثم تَأْخُذَهُ أَوّلاً فَأَوَّلاً ،و قیل:علی أَنْ تَأْخُذَ منه بعضاً فی کلِّ یومٍ حَتَّی تَسْتَوْفِیَ وَجِیبَتَکَ .
و
16- فی الحدیث: «إِذا کان البیعُ عن خِیارٍ فقد وَجَبَ ».
أَی:تَمَّ وَ نَفَذَ.یقال: وَجَبَ البَیعُ وُجُوباً ،و أَوْجَبَهُ إِیجَاباً :
أَی لَزِمَ و أَلْزَمَهُ ،یعنی:إِذا قال بعدَ العَقْدِ:اخْتَرْ رَدَّ البَیْعِ ، أَو (1)إِنْفَاذَهُ ،فاخْتَارَ الإِنْفَاذَ،لَزِمَ و إِنْ لم یَفْتَرِقَا.
و المُوجِبَهُ :الکَبِیرَهُ من الذُّنُوبِ الّتی یُسْتَوْجَبُ بها العَذَابُ . و قیل:إِنَّ المُوجِبَهَ تکونُ من الحَسَنَات و السَّیِّئات،و هی الَّتی تُوجِبُ النّارَ،أَو الجَنَّهَ ،ففیه لَفٌّ و نَشْرٌ مُرتَّبٌ .و
16- فی الحدیث: «الّلهُمَّ ،إِنّی أَسأَلُکَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِک».
و أَوْجَبَ الرَّجَلُ : أَتَی بِهَا ،أَی بالمُوجِبَهِ من الحسنات و السَّیَّئات،أَو عَمِل عَمَلاً یُوجِبُ له الجَنَّهَ ،أَو النّارَ؛و منه
16- الحدیث: «مَنْ فَعَل کَذَا و کَذا،فقد أَوْجَبَ ». و
16- فی حدیث مُعَاذ: « أَوْجَبَ ذُو الثَّلاثَهِ و الاثْنَیْنِ ». أَی:من قَدَّم ثلاثهً من الوَلَد،أَو اثنَیْنِ ، وَجَبَتْ له الجَنَّهُ .و
14- فی حدیثٍ آخَرَ: «أَنَّ قوماً أَتَوُا النَّبِیَّ ،صلی اللّه علیه و سلم،فقالُوا:یا رسولَ اللّهِ ،إِنَّ صاحباً لنا أَوْجَبَ »،أَی:رَکِبَ خَطِیئَهً استوجب بها النّارَ،«فقال:
مُرُوهُ فَلْیُعْتِقْ رَقَبَهً ».
وَ وَجَبَ الحائطُ ، یَجِبُ ، وَجْبَهً ،و وَجْباً : سَقَطَ . و قال اللِّحْیَانِیُّ : وَجَبَ البَیتُ ،و کُلُّ شَیْ ءٍ:سَقَطَ ، وَجْباً ،و وَجْبهً .
و وَجَبَ وَجْبَهً :سقَطَ إِلی الأَرْض،لیست الفَعْلَهُ فیه للمَرَّه الواحده،إِنّما هو مصدر کالوُجُوب .و
16- فی حدیثِ سَعِید:
«لولا أَصْواتُ السّافِرَهِ (2)لَسَمِعْتُمْ وَجْبَهَ الشَّمْسِ ». أَی:
سقُوطَها مع المَغِیب.و
16- فی حدیثِ صِلَهَ : «فإِذا بِوَجْبَهٍ ». و هیصوتُ السُّقُوط .و فی المَثَل«بکَ الوَجْبهُ .و بِجَنْبِه فَلْتَکُنِ الوَجْبَهُ .»و قولُه تعالَی: فَإِذا وَجَبَتْ جُنُوبُها (3)قیل:معناه سَقطتْ جُنُوبُها إِلی الأَرْض و قیل:خَرجتْ أَنْفُسُها فسقَطَتْ هی، فَکُلُوا مِنْها .
و وَجَبَتِ الشَّمْسُ ، وَجْباً ،و وُجُوباً :غابَتْ ،الأَوّل عن ثعلب.
و وَجَبَتِ العَیْنُ :غارَتْ ،علی المَثَل،فهو مجازٌ.
و وَجَبَ عنه:رَدَّهُ ،و فی نوادر الأَعْرَاب: وَجَبْتُهُ عن کَذَا،[و وَکَبْتُهُ ] (4)إِذا رَدَدْتَهُ عنه،حَتَّی طالَ وُجُوبُهُ و وُکُوبُهُ علیه (5).
و وَجَب القَلْبُ ، یَجِبُ ، وَجْباً ،و وَجِیباً ،و وُجُوباً ، وَ وَجَبَاناً ،محرَّکَهَ : خَفَقَ ،و اضطَربَ .و قال ثعلب: وَجَبَ القَلْبُ وَجِیباً ،فقط .و
1- فی حدیث علیٍّ : «سَمِعْتُ لها وَجْبَهَ قَلْبِهِ ». أَی خَفَقَانَهُ .و
16- فی حدیث أَبی عُبَیْدَهَ و مُعَاذٍ: «إِنَّا نُحَذِّرُکَ یَوْماً تَجِبُ فیه القُلُوبُ ».
و أَوْجَب اللّهُ تَعَالی قَلْبَهُ ،عن اللِّحْیَانیّ وحدَهُ .
و قال ثعلب: وجَبَ الرَّجُلُ ،بالتَّخْفیف: أَکَلَ أَکْلَهً واحِدَهً فی النَّهارِ. و عبارهُ الفَصِیح:فی الیوم،و هو أَحسنُ ، لِعُمُومِه.
و وَجَبَ أَهلَهُ :فَعَلَ بهم ذلک، کَأَوْجَبَ ،و وَجَّبَ ، بالتَّشْدید.و هو مَجازٌ.
و وَجَبَ الرَّجُلُ ، وُجُوباً : ماتَ قال قَیْسُ بن الخَطِیمِ یَصِفُ حَرباً وقَعتْ بینَ الأَوْسِ و الخَزْرَجِ یَوْمَ بُعاثٍ (6):
وَ یَوْمَ بُعَاثٍ أَسْلَمَتْنَا سُیُوفُنا
إِلَی نَسَبٍ فی جِذْمِ غَسّانَ ثاقِبِ (7)
أَطاعَتْ بنُو عَوْفٍ أَمِیراً نَهَاهُمُ
عن السِّلْمِ ،حَتَّی کانَ أَوّلَ وَاجِبِ
ص:464
أَی:«أَوّلَ مَیّتٍ .و
14- فی الحدیث: «أَنّ النّبیَّ ،صلی اللّه علیه و سلم،جاءَ یعودُ عبدَ اللّهِ بْنَ ثابِتٍ ،فوجَدَهُ قد غُلِبَ ،فاسْتَرْجَع،و قال:
غُلِبْنَا علیک،یا أَبَا الرَّبیع.فصاح النِّسَاءُ و بَکَیْنَ فجعَلَ ابْنُ عَتِیک یُسَکِّتُهُنَّ ،فقال رسولُ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم:دَعْهُنَّ ،فإِذا وَجَبَ ، فلا تَبْکِیَنَّ باکیهٌ ،فقالوا:ما الوُجُوبُ ؟قال:إِذا ماتَ ». و
17- فی حدیثِ أَبی بکر،رضی اللّه عنه: «فإِذا وَجَبَ و نَضَبَ عُمْرُه». و أَصْلُ الوُجُوبِ :السُّقوطُ و الوُقوع و زادَ الجَوْهَرِیُّ بعدَ إِنشادِ البیت:و یقَالُ للقتیل: واجِبٌ .
و قال اللِّحْیَانیّ : وَجَّبَ فُلانٌ نَفْسَه، عِیَالَه،وَ فرَسَه ، أَی: عَوَّدَهُمْ أَکْلَهً واحِدَهً فی النَّهار.و أَوْجَبَ هُو:إِذا کان یأْکُلُ مرَّهً .و عن أَبی زیدٍ: وَجَّبَ فلانٌ عِیالَهُ ، تَوْجِیباً :إِذا جَعَلَ قُوتَهُمْ کلَّ یومٍ وَجْبَهً .
و وَجَّبَ النّاقَهَ ، تَوجِیباً : لَمْ یَحْلُبْها فی الیومِ و اللَّیْلَهِ إِلاّ مرَّهً واحِدَهً . و مثلُه فی لسان العرب.
و الوَجْبُ ،بفتح فسکون: النّاقَهُ الَّتِی یَنْعَقِدُ اللِّبأُ فی ضَرْعِهَا ،و ذا من زیاداته کالمُوَجِّبِ ،علی صیغه اسْمِ الفاعل،من التَّوجیب .یقال: وَجَّبَتِ الإِبِلُ :إِذا أَیبست (1).
و الوَجْبُ : سِقاءٌ عَظِیمٌ من جِلْدِ تَیْسٍ وافرٍ،و ج وِجَابٌ ،بالکَسر،حکاه أَبو حنیفهَ .
و الوَجْبُ : الأَحْمَقُ عن الزَّجّاجِیّ . و هو أَیضاً: الجَبَانُ ، و هو فی الصَّحاح.قال الأَخْطل:
غَمُوس الدُّجَی تَنْشَقُّ عن مُتَضَرِّمٍ
طَلُوب الأَعَادِی لا سَؤُوم و لا وَجْب (2)
قال ابْنُ بَرِّیّ فی حواشیه:صوابُ إِنشادِه:«و لا وجْبِ » بالخَفْضِ ،أَی:لِأَنَّ القصیدهَ مجروره (3)و قال الأَخطل أَیضاً:
أَخُو الحَرْبِ ضَرّاها و لیسَ بِنَاکِلٍ
جَبَانٍ و لا وجْبِ الجَنَانِ ثَقِیلِ
کالوَجّابِ ،أَنشد ثعلب:
أَوْ أَقْدَمُوا یوماً فأَنْتَ وَجّابْ
و الوَجّابَهُ ،مُشدَّدَتَیْنِ ،عن ابْنِ الأَعْرَابِیّ ؛و أَنشد:
و لَسْتُ بدُمَّیْجَهٍ فی الفِراشِ
وَ وَجّابَهٍ یَحْتَمِی أَنْ یُجِیبَا (4)
قال: وَجَّابهٌ ،أَی:فَرِقٌ .و دُمَّیْجَهٌ :یَنْدَمِجُ فی الفِرَاش.
و المُوجِّبُ ؛عنه،أَیضاً،و أَنشد:
فجاءَ عوْدٌ خِنْدِفِیٌّ قَشْعَمُهْ
مُوجِّبٌ عارِی الضُّلُوعِ جِرْضِمُهُ (5)
و قد وَجُبَ الرَّجُلُ ، ککَرُمَ ، وُجُوبَهً بالضَّمّ .
و الوَجب (6): الخَطَرُ،و هو السَّبَق محرّکهً فیهما الَّذِی یُناضَلُ عَلَیْهِ ،عن اللِّحْیَانیّ .
و قد وَجَبَ الوَجْبُ (7)، وَجْباً .و أَوجَبَ عَلیهِ :غَلَبَهُ علی الوَجبِ .
و عن ابْنِ الأَعْرَابیّ : الوَجبُ و القَرعُ (8):الذی یُوضَعُ فی النِّضال و الرِّهَان،فمَنْ سبَقَ أَخذه.
و تَواجَبُوا :تَراهَنُوا،کأَنّ بعضَهم أَوجَبَ علی بعضٍ شیئاً.
و فی الصَّحاح: الوَجْبَه :السَّقْطَهُ مع الهَدّهِ . و وَجَبَ وَجْبَهً :سَقَطَ إِلی الأَرْض،لیست الفَعْلَهُ فیه للمَرَّه الواحده، إِنّمَا هو مصدرٌ کالوُجُوب .و
16- فی حدیثِ سَعِید: «لولا
ص:465
أَصْوَاتُ السّافِرَهِ ،لَسَمِعْتُمْ وَجْبَه الشَّمْسِ ». أَی:سُقُوطَها مع المغیب. أَو الوَجْبَهُ صَوْتُ السّاقِطِ یَسْقُطُ ،فتُسْمَعُ له هَدَّهٌ .
16- فی حدیثِ صلَهَ : «فإِذا (1)بوَجْبَهٍ ». و هی صوت السُّقُوط .
و
16- فی الحدیث: «کُنْتُ آکُلُ الوَجْبَه ،و أَنجُو الوَقْعَه».
الوَجْبَهُ الأَکْلَهُ فی الیوم و اللَّیْلَهِ مَرَّهً واحِدهً ، أَوْ أَکْلَهٌ فی الیَوْمِ إِلی مِثْلِها من الغدِ ،یُقَالُ :هو یأْکل الوَجْبَهَ ،و هذا عن ثعلب.و قال اللِّحْیَانیُّ :هو یأْکُل وَجْبهً .کُلُّ ذلک مصدرٌ،لأَنّه ضربٌ من الأَکل.قلتُ ،و سیأْتی فی و ق ع عن ابْن الأَعْرَابیّ و ابن السِّکِّیت أَوضحُ من ذلک.
و قد وجَّبَ نَفْسَه توجِیباً إِذا عَوَّدَهَا ذلک،و کذا وَجَّبَ لِنَفْسِهِ .و فی التهذیب:فُلانٌ یأْکُلُ وَجْبَهً (2)،أَی:أَکْلَهً واحِدَهً .و عن أَبی زَیْدٍ: المُوَجِّب :الّذِی یأْکُلُ فی الیوم و اللیلهِ مرّهً واحدهً .یقال فلانٌ یأْکُلُ وَجْبَهً .و
17- فی حدیث الحَسن فی کَفّارهِ الیمینِ : «یُطْعِمُ عَشْرَهَ مساکِینَ وَجْبَهً واحدهً ». و
16- فی حدیث خالدِ بنِ مَعْدَانَ (3): «مَنْ أَجابَ وَجْبَهَ خِتَانٍ غُفِرَ له». کذا فی لسان العرب.
و التَّوْجِیب :الإِعْیَاءُ و انْعِقَاد اللِّبَاءِ فی الضَّرْعِ ،و قد تقدَّمَ .
و مُوجِبٌ ،کمُوسِرٍ:د،بین القُدْسِ و البَلْقَاءِ ،و مثلُه فی المعجم و غیرِه.
و مُوجِبٌ : اسْمٌ من أَسماءِ المُحَرَّمِ ،عادِیّهٌ .
و الوِجَابِ ،بالکسر مَنَاقِعُ الماءِ ،و هو جَمعُ وَجْبٍ ، و هو:ما یَبْقَی فیه الماءُ،و لذلک فُسِّر بالجمع کما لا یَخْفَی.
و ممّا یستدرَکُ علیه:
المَوْجِب :مَصدرُ: وَجَبَ یَجِبُ ،و هو المَوْتُ ؛قال هُدْبَهُ بْنُ خَشْرَمٍ :
فَقُلْتُ له:لا تُبْکِ عَیْنَکَ إِنّه
بِکَفَّیَّ ما لاَقَیْتُ إِذْ حانَ مَوْجِبِی
أَراد بالمَوْجِب مَوْته.یقالُ : وَجَبَ مَوْجِباً :إِذا ماتَ .
و فی الصَّحاح:خرجَ القومُ إِلی مَوَاجِبِهم :أَی:مَصارِعِهمْ .
وَ وَجَبَتِ الإِبِلُ ،و وَجَّبَتْ :إِذا لم تَکَدْ تَقوم من مَبارِکِها، کأَنَّ ذلک من السُّقُوط .و یقَالُ للبَعیرِ إِذا بَرَکَ و ضَرَبَ بنَفْسِه الأَرْضَ :قد وَجَّبَ تَوْجیباً .
و المُوَجِّب ،کمُحَدِّث،من الدَّوابِّ :الّذِی یَفزَعُ من کلّ شَیْ ءٍ،عن ابْن سِیدَهْ .و قال أَبو منصور:لا أَعْرِفُهُ .
و المُوَجِّبُ ،کمُحَدِّثٍ :النّاقهُ الّتی لا تَنبعِثُ سِمَناً.
و فی کِتَاب یافِع و یَفَعَه: وَجَبَ البَیعُ وَجُوباً ،کالوَاو (4)الّتی فی الوَلُوع.
الوُحابُ ،بالضَّمّ و الحاء مهمله:أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحِبُ اللّسَان.و قال الصاغانیُّ : داءٌ یَأْخُذُ الإِبِلَ ،و من المُحَشِّینَ مَنْ ضَبَطَهُ بالجِیم،و هو من البُعْدِ بمَکانٍ .
الوَدَبُ ،بالدّال المهمله:أَهمله الجَوْهَرِیُّ ، و الصّاغانیُّ .و فی اللِّسَان:هو سُوءُ الحالِ .
الوِذَابُ ،بالکَسْر :أَهمله الجَوْهَرِیّ ،و فی اللسان و التَّکْمِلَه:هی الکَرِشُ ،علی وِزَان کَتِف.و فی بعض الأُمهات:الأَکْراش و الأَمْعاءُ الّتی یُجْعَلُ فیها اللَّبَنُ ثم تُقَطَّعُ (5)کالوِذَام.قال ابْنُ سیده: لا وَاحِدَ لَها ،و لم أَسْمَعْ .قال الأَفْوَهُ :
وَ وَلَّوْا هارِبِینَ بکُلِّ فَجٍّ
کَأَنَّ خُصَاهُمُ قِطَعُ الوِذَابِ
و الوِذابُ ،أَیضاً: خُرَبُ ،و علی وزان صُرَدٍ،جمع خُرْبَهٍ ؛و فی بعض نُسَخ الأُمّهات:خُرَزُ المَزادَهِ و مَآلُهُمَا إِلی واحِدٍ.
الوَرْبُ :وِجَارُ الوَحْشِ کذا فی النُّسَخ،و فی بعض الأُمَّهات:الوَحْشِیّ ،بزیادَه الیاءِ.
و الوَرْبُ : مَا بَیْنَ الضِّلَعَیْنِ هکَذَا فی النُّسَخ،و لم
ص:466
أَجِدْهُ (1)،و لَعَلَّهُ ما بَیْنَ إِصْبَعَیْنِ ،بدلیل قول ابْنِ منظورٍ فی اللِّسَان:و الوَرْبُ :قیلَ :هو ما بَیْنَ الأَصابع.فصُحِّفَ علی الکاتب.
و الوَرْبُ : العُضْوُ یقال:عُضْوٌ مُوَرَّبٌ ،أَی:مُوَفَّرٌ.قال أَبو منصور:المعروفُ فی کلامهم:الإِرْبُ :العُضْوُ؛قال:
و لا أُنْکرُ أَن یکونَ الوِرْبُ لُغهً ،کما یقولونَ للمِیرَاث:
وِرْثٌ ،و إِرْثٌ .
و الوَرْبُ : الفِتْرُ بینَ السَّبّابه و الإِبْهام،نقله الصّاغانیُّ .
و الوَرْبُ : الاسْتُ ،کالوَرْبَهِ ،بالهاءِ.
و الوَرْبَهُ أَیضاً:الحُفْرَهُ الّتی فی أَسفلِ الجَنْبِ ،یعنی الخاصِرهَ .
و الوَرْبُ : فَمُ جُحْرِ الفَأْرَهِ ،و فَمُ جُحْرِ العَقْرَبِ ،نقلهما الصّاغانیُّ . ج أَی جمع الکُلِّ أَوْرَابٌ .
و الوِرْب ، بالکَسْرِ.لُغَهٌ فی الإِرْبِ بمعنی العُضْوِ.و قد تقدَّم النَّقْلُ عن أَبی منصورٍ فیما یَتعلّقُ به.
و الوَرَب (2):الفَسادُ.
و الوَرِبُ ، کَکَتِف:الفاسِدُ.
و الوَرِبُ : المُسْتَرْخِی الواهِی من السَّحابِ ،قال أَبو وَجْزَهَ :
و قَدْ تَذَکَّرَ عِلْمَ الدَّهْرِ من شَبِمٍ
صابَتْ بهِ دُفَعاتُ اللاَّمِعِ الوَرِبِ
صابَتْ تَصُوبُ :وقَعَتْ .
و عن ابْنِ الأَعْرَابیّ : التَّوْرِیبُ :أَنْ تُوَرِّیَ عن الشَّیْ ءِ بالمُعَارَضاتِ المُبَاحَاتِ .
وَ وَرِبَ الرَّجُلُ ، کَوجِل:فسد،فهو وَرِبٌ :فاسد.
العِرْقُ ، یَوْرَبُ وَرَباً ،و عِرْقٌ وَرِبٌ :فاسدٌ؛قال أَبو ذَرَّهَ الهُذَلِیّ :
إِنْ تَنْتَسِبْ تُنْسَبْ إِلی عِرْقٍ وَرِبْ (3)
أَهْلِ خَزُوماتٍ و شَحَّاج صَخِبْ
و عن اللَّیْث: المُوَارَبَه :المُداهاهُ و المُخَاتَلَه. و قال بعضُ الحُکماءِ: مُوَارَبَهُ الأَریبِ جَهْلٌ و عَنَاءٌ؛لِأَنّ الأَرِیبَ لا یُخْدَعُ عن عقله.قال أَبو منصور: المُوَارَبَهُ مأْخُوذهٌ من الإِرْبِ ،و هو الدّهاءُ،فحُوِّلَتِ الهمزه واواً.و
16- فی الحدیث:
«و إِنْ بایَعْتَهُم وارَبُوکَ ». قال ابنُ الأَثِیر:أَی خادَعوک،من الوِرْبِ ،و هو الفَسادُ؛قال:و یجوزُ أَن یکونَ من الإِرْب، و هو الدّهاءُ،و قَلَبَ الهمزهَ واواً.کذا فی لسان العرب.
وَزَبَ الماءُ ،و عباره التّهْذِیب:الشَّیْ ءُ، یَزِبُ ، وُزُوباً :إِذا سالَ ،و منهُ المِیزَابُ ،أَو هو فارِسِیٌّ (4)معرَّب ، و مثلُه فی کتاب المُعَرَّب للجوالیقی.و فی الصَّحاح:
المِئْزابُ :المِثْعَبُ (5)،فارسیٌّ مُعَرَّب،أَی:مُرَکَّبٌ من «میزْ»و«آبْ »، و مَعْنَاهُ :بُلِ الماءَ،فَعرَّبُوه بالهَمْزَه،و لهذا جَمَعُوه مآزِیبَ ،و رُبَّمَا لم یُهْمَزْ،فیکون جمعُه موازِیبَ .
و فی الصَّحاح: مَیازِیبُ ،بالیاءِ،و بالواو هو القِیاس،لِزَوال العِلَّه،کما قالُوا:مَواعِیدُ و مَوازِنُ .و فی التَّوْشِیح:هو ما یسیلُ منهُ الماءُ مِن مَوضع عالٍ .
و الوَزَّابُ ،کَکَتَّانٍ :اللِّصُّ الحاذِقُ ،لسُرْعهِ سَیَلانِه کالماءِ الجارِی.
و أَوْزَبَ فی الأَرْضِ :ذَهَبَ فِیها کما ذَهَبَ الماءُ.و هذه عن الفَرّاءِ،و کِلاهُمَا من المَجَاز.
الوِسْبُ ،بالکَسْر:النَّبَاتُ ،یقال: وسَبَتِ الأَرْضُ ،تَسِبُ ، وَسْباً : کَثُرَ عُشْبُهَا و یَبِیسُهَا، کَأَوْسَبَتْ ، رُبَاعیًّا.
و الوَسْبُ ، بالفَتح:خَشَبٌ یُجْعَلُ و فی بعض النُّسَخ:
یُوضَع فی أَسفلِ البِئرِ إِذا کَانَ تُرَابُها مُنْهَالاً ،فیمنَعه منه، نقله الصّاغانیُّ .و یُسَمِّیهِ أَهلُ مِصْرَ:الخِنْزِیرَهَ ،و لا یکون إِلاّ من الجُمَّیْزِ،کما هو معروف. ج وُسُوبٌ بالضَّمّ .
و عن ابن الأَعْرَابیّ : الوَسَبُ ، بالتحْرِیکِ :الوَسَخُ .و قد
ص:467
وَسِبَ ،کفَرِحَ ، وَسَباً ؛و وَکِبَ وَکَباً؛وحشِنَ حَشَناً (1)، بمعنًی واحدٍ.
وَ کَبْشٌ مُوسِبٌ ،کمُوسِرِ :إِذا کَان کَثِیر الصُّوفِ ،عن ابن دُرَیْد،و هو علی التَّشبیه بالأَرْض الکثیرهِ العُشْبِ .
و المِیسَابُ ،کمیزَان: المُجَزِّعُ من الرُّطَبِ ،نقله الصّاغانیّ .
و وَسْبَی ، (2)کسَکْرَی:ماءٌ لِبَنِی سُلَیْم فی لِحْفِ أُبْلَی.
و هو مُرْتَجَلٌ .کذا فی معجم البلدان لیاقوت،و هکذا ذکره عَرّام.
الوَشْبُ :من قولِهِمْ تَمْرَهٌ وَشْبَهٌ و فی نسخَهٍ :
وَشْباءُ ،أَی: غَلِیظَهُ اللِّحَاءِ ،یَمَانِیَهٌ ؛نقله ابْنُ دُرَیْد.
و الأَوْشَابُ :هم الأَوْبَاش من النّاس، و الأَخْلاطُ ،و هم الضُّرُوبُ المتفرِّقون، واحِدُهُ ،و فی بعض الأُمّهات:
واحِدُهُمْ ،نظراً إِلی الجمع، وِشْبٌ ،بالکسر. و
16- فی حدیث الحُدَیْبِیَهِ : قال لَهُ عُرْوهُ بن مَسعود الثَّقَفِیُّ :«و إِنِّی لأَرَی أَشْوَاباً من النّاس لخَلِیقٌ أَنْ یَفِرُّوا و یَدَعُوکَ ». ؛الأَشْوَابُ ، و الأَوْشَابُ ،و الأَوْبَاشُ :الأَخْلاطُ من النّاسِ ،و الرَّعَاعُ .
و قرأْت فی کتاب المُعرَّب للجَوالیقی أَنّ الأَشْوَابَ مُعرَّب.
فإِنّ أَصلَه آشُوبْ ،و هی فارسیّه.فلمّا کَثُرَ استعمالُه، جَمَعوه علی أَوْشَابٍ ،و قد تقدّم فی الأَشَائِبِ ،و سیأْتی فی و ب ش.
الوَصَبُ ،محرَّکَهً :المَرَضُ ،و قیل:الأَلَمُ الشّدِیدُ،و قیل:الأَلمُ الدّائمُ .و قیلَ : الوَصَبُ :المَرَضُ ، و النَّصَبُ :التَّعَبُ و المَشَقَّه،کما تقدَّم.و الوَصَبُ :دَوامُ الوَجَعِ و لُزُومُه.و قال ابْنُ دُرَیْدٍ: الوَصَبُ :نُحُولُ الجِسمِ من تَعَبٍ أَو مَرَضٍ . ج أَوْصابٌ علی القِیَاس،کَمَرَضٍ و أَمْرَاض. وَصِبَ ،کفَرِحَ ، یَوْصَبُ ، وَصَباً ، و وَصَّبَ تَوْصِیباً ، و تَوَصَّبَ ،و أَوْصَبَ و هذه عن الزَّجَّاج، و هوَ واصِبٌ .و الأَوْصابُ :الأَسْقَام،الوَاحِدُ وَصَبٌ .و رجلٌ نَصِبٌ وَصِبٌ ،من قومٍ وَصَابَی و وِصَابٍ بالکسر.
و أَوْصَبَهُ الدَّاءُ:أَسْقَمَهُ .و أَوْصَبَهُ اللّهُ تعالی:أَمْرَضَهُ . و أَوْصَبَ القَوْمُ علی الشَّیْ ءِ و أَوْبَرُوا علیه: ثابَرُوا ، و یُقال:واظَبَ علی الشَّیْ ءِ وَاصَبَ علیه:إِذا ثابَرَ علیه.
و أَوْصَبَ الرَّجُلُ :وُلِدَ له أَولادٌ وَصَابَی ،أَی:مَرْضَی؛ قاله الفَرّاءُ.و الّذی فی تهذیب الأَفعال،لابنِ القَطّاع:
و أَوصَبَ القَومُ :أَتْعَبَ المرضُ أَولادَهُم.
و قال أَبو حنیفهَ : وَصَبَ الشَّحْمُ دامَ .
و أَوْصَبَتِ النّاقَهُ الشَّحْمَ ،برفْعِ الأَوّل و نَصْب الثّانی، و ضُبِط فی بعض النُّسَخ بالعکس: نَبَتَ (3)شَحْمُها ،و کانت مع ذلک باقِیَهَ السِّمَنِ .
وَ وَصَبَ الشَّیْ ءُ، یَصِبُ ، وُصُوباً ،أَی:إِذا دامَ و ثَبَتَ .
و الوُصُوبُ :دَیْمُومَهُ الشَّیْ ءِ، کأَوْصَبَ ؛و فی التَّنْزِیل العزیز:
وَ لَهُ الدِّینُ واصِباً (4)قال أَبو إِسحاقَ :قیل فی معناه:
دائباً،أَی:طاعتهُ دائمهٌ واجِبهٌ أَبداً.و یجوزُ،و اللّه أَعلم، أَن یکونَ وَ لَهُ الدِّینُ واصِباً ،أَی:لَهُ الدِّینُ و الطّاعَهُ ، رضِیَ العَبدُ بما یُؤْمَرُ به أَو لَمْ یَرْضَ به،سهُلَ علیه أَو لم یَسْهُل،فله الدِّینُ و إِنْ کان فیه الوَصَبُ .و الوَصَبُ :شِدَّهُ التَّعَب.و فیه: وَ لَهُمْ عَذابٌ واصِبٌ (5)،أَی:دائمٌ ، ثابتٌ .و قیل:مُوجِعٌ .قال مُلَیْح:
تَنَبَّهْ لِبَرْقِ آخِرَ اللَّیْلِ مُوصِب
رَفِیعِ السَّنا یبْدُو لنا ثُمَّ یَنْضُبُ
أَی:دائمٌ .و منه وَصَبَ الشَّحْمُ ،و قد تقدّم،فیکون من المجاز.
و وَصَب علی الأَمْرِ :إِذا وَاظَبَ علیه.
و وَصَبَ الرجُلُ فی مالِه،و علی مالِه، یَصِبُ ،کوَعَدَ یَعِدُ،و هو القِیاس.
و وَصِبَ ، یَصِب ،بکسر الصّاد فیهما جمیعاً،نادرٌ:إِذا لَزِمَهُ ، و أَحْسَنَ القِیَامَ عَلَیْهِ ،کِلاهُمَا عن کُراع،و قَدَّمَ النّادرَ علی القِیاس،و لم یذکر اللُّغَویون: وَصِبَ یَصِبُ ،مع مَا حَکَوْا مِنْ :وَثِقَ یَثِقُ ،وَ وَمِقَ یَمِقُ ،و وَفِقَ یَفِقُ ،و سائره.
ص:468
و مَفازَهٌ واصِبَهٌ :بَعِیدهٌ جِداً ،و ذلک إِذا کانت لا غایهَ لها.
و فی الأَساسِ :لا تَکادُ تَنتهِی لبُعْدها.
و الوَصْبُ :ما بیْنَ البِنْصِرِ إِلی السَّبّابَهِ ،و ذا مِن زِیادته.
و أَوْصَبَه اللّهُ ،فهو مُوصَبَ ،کَمُکْرَم.
المُوَصَّبُ ،کمُعَظَّمِ :الکَثِیرُ الأَوْجَاعِ هکذا عبارهُ الجوهَرِیّ .و
14- فی حدیث عائشهَ ،رَضِی اللّه عنها: «أَنا وَصَّبْتُ رَسُولَ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم». أَی:مَرَّضْتُه فی وَصَبِه .
و الوَصَبُ :دَوامُ الوَجَعِ و لُزومُه،کمَرَّضْتُه،من المرض، أَی:دَبَّرْتُه فی مَرضه.و قد یُطْلَقُ الوَصَبُ علی التَّعَبِ و الفُتورِ فی البَدَن.و
17- فی حدیث فارِعه أُخْتِ أُمَیَّه: قالت له:
«هَلْ تَجِدُ شَیْئاً؟قالَ :لا،إِلاّ تَوْصِیباً ». أَی:فُتوراً.و فی الأَساس:و أَتَوَصَّبُ :أَجِدُ وَجَعاً (1).و فی بَدَنِی تَوَصُّبٌ .
و وَصَبَ لَبنُ الناقهِ (2):دامَ .و أَوْصبَت الناقهُ ،و وَاصَبَتْ ، و هی مُوصِبَهٌ و مُوَاصِبَهٌ (3).انتهی.
*و ممّا استدرکه شیخنا علی المُصَنِّف:
وَصّابٌ :بَطنٌ من حِمْیَرَ،نُسِب إِلیه عَمْرُو بْن حَفصٍ الوَصّابیُّ ،و أُمُّ الدَّرْدَاءِ الصُّغرَی المُخْتَلَف فی صحبتها و هی:خَیْرَهَ ،أَو هُجَیْمَه الوَصّابیّه ، (4)و یقال:الأَصَّابِیّه، أَشار إِلیها فی الإِصابَه،و ذَکَرها الجَلالُ فی طبقات الحُفّاظ .و نُسِبَ إِلی هذَا البطن جماعاتٌ ،کما فی أَنسابِ ابنِ الأَثِیرِ،انتهی.
قلتُ :قال ابْنُ الکَلْبیّ :فی حِمْیَرَ فَضْلُ بنُ سَهْل بنِ عَمْرِو بن قَیْسِ بنِ مُعَاوِیَهَ بْنِ جُشَمَ بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ .و زاد الهَمْدَانیُّ بینَ سَهْلٍ و عَمْرٍو:زَیْداً،و ابْنُ الکَلْبیّ جعلَ زیداً أَخا سهْل،و هو أَخو وَصّابٍ أَیضاً.ثمّ قال الهَمْدَانیّ :
و المُجمَع علیه أَنَّ وَصّاباً بنُ مالکِ بنِ زَیْدِ بْنِ سَدَدِ (5)بنزُرْعَهَ بنِ سَبَإِ الأَصغر،منهم:ثُوَیْبٌ أَبو الرّشد الجِمصیّ ، ذکره ابْنُ أَبی حاتِم.و قال ابن الأَثِیر: وصّاب بن سَهْل، أَخو جبلان (6)بن سَهْلٍ الّذِی یُنْسَب إِلیه الجبلانیّون (7)، و هما من حِمْیَر.کذا فی أَنساب البُلْبَیْسِیّ .
و وُصَابٌ ،کغُرَابٍ ،و یُقَالُ أُصَابٌ اسْمُ جبَل یُحَاذِی زَبِیدَ بالیَمَن،و فیه عِدّهُ بلادٍ و قُریً و حُصُون،و أَهله عُصاهٌ ،لا طاعهَ علیهم لسُلْطَان الیمن،إِلاَّ عَنْوَهً معاناهً من السُّلطان لِذلک (8)کذا فی المعْجَمِ لیاقُوت.قلّت:و الآنَ فی قَبْضه سُلطان الیَمَن،یَدِینُونَهُ و یَدْفَعُون له العُشْرَ و الخَراجَ ، و حُصونُهم عالیهٌ جداً،منها،جبلُ المصباح،و غیرُهُ .
ثمّ إِنّی رأَیتُ أَبا الفِدَاءِ إِسماعیلَ بْن إِبراهیمَ ذکر فی کتابه: الأَوْصابِیَّ منسوباً بلفظ الجمع،و قال:إِلی أَوْصَاب بالفَتْح،قبیله من حِمْیَرَ،منها:أُمُّ الدَّرْدَاءِ،و اسمُها هُجَیْمه الأَوْصابِیَّه ،و هی الصُّغْرَی،تُوُفِّیَتْ بعدَ سنهِ إِحْدَی و ثَمانینَ .
و نقلَ ذلک عن أُسْدِ الغابه.و کانت من فُضَلاءِ النِّساءِ.و ذکر الحافِظُ تَقِیُّ الدّین فی المعجم:أَنَّ الصَّحیح أَنْ لا صُحْبَهَ لها،و اللّه أَعلمُ .
الوَطْبُ :سِقَاءُ اللَّبَنِ زاد فی الصَّحاح:
خاصَّهً .و فی مجمع البحار،و غیره: الوَطْبُ :الزِّقُّ الّذی یکونُ فیه السَّمْنُ و اللَّبنُ ، و هُوَ جِلد الجَذَعِ محرّکهً ، فما فَوْقَهُ . قاله ابْنُ السِّکِّیتِ ،قال:و یُقَالُ لِجلْدِ الرَّضِیع الّذِی یُجْعَلُ فیه اللَّبَنُ :شَکْوَهٌ ،و لجِلْد الفَطِیم:بَدْرَهٌ ،و یقال لِمِثْل الشَّکْوَهِ ممّا یکونُ فیه السَّمْنُ :عُکَّهٌ ،و لمثْل البَدْرَهِ :
المِسْأَدُ.و ج الوَطْب فی القِلَّهِ : أَوْطُبٌ ،و الکثیرُ وِطَابٌ قال امْرُؤُ القَیْسِ :
و أَفْلَتَهُنَّ عِلْبَاءٌ جَرِیضاً
فلو (9)أَدْرَکْنَهُ صَفِرَ الوِطابُ
و سیأْتی قریباً؛ و أَوْطابٌ شاذٌّ فی فَعْل بالفتح.و تَساهلوا فی المعتلّ منه،کأَوْهامٍ و أَسْیاف،و نحوِهِما. وجج ،أَی:
ص:469
جمع الجمع أَواطِبُ ،جمعُ أَوْطُبٍ ،کَأَکالِب فی أَکْلُبٍ .
و من المَجَاز: الوَطْب : الرَّجُلُ الجافی.و الثَّدْیُ العَظِیمُ ،تَشبیهاً بوَطْب اللَّبَن.
و الوَطْبَاءُ :المرأَهُ العَظِیمَهُ الثَّدْیِ کأَنَّهَا ذاتُ وَطْبٍ ،أَی:
تَحْمِلُ وَطْباً من اللَّبَن.
و یُقَال للرَّجُلِ : صَفِرَتْ وِطَابُهُ ،أَی :إِذا ماتَ ،أَو قُتِلَ .
و قیل:إِنّهُمْ یَعْنُونَ بذلک خُروجَ دَمِه من جَسده.و قیل:
معنَی صَفِرَ الوِطابُ :خَلاَ أَسَاقیه من الأَلبان الّتی تُحْقَنُ بها،لأَنَّ نَعَمَه أُغِیرَ علیها،فلم یبْقَ له حَلُوبهٌ ؛و قال تَأَبَّط شراً:
أَقُولُ لِلحْیانٍ و قد صَفِرَتْ لَهُمْ
وِطابی و یَوْمِی ضَیِّقُ الحَجْرِ مُعْوِرُ (1)
جعل رُوحَهُ بمنزله اللَّبَن الَّذی فی الوِطاب ،و جعل الوَطْبَ بمنزلهِ الجسدِ،فصار خُلُوُّ الجسد من الرُّوح کخُلُوّ الوَطْب من اللَّبن.
و الطِّبَهُ ،بالتّخْفیف:القِطعهُ من الأَدَم (2).و قال ابن سیدَه:لا أَدری أَهُو محذُوفُ الفَاءِ،أَم محذُوف اللام،فإِن کان محذوفَ الفاءِ،فهو من الوَطْب ،و إِنْ کان محذوفَ اللاّم،فهو من:طَبَیْتُ ،و طَبَوْتُ ؛أَی:دَعَوتُ .
و المعروف: الطِّبّهُ ،بالتَّشْدِید،و قد تقدَّم فی موضعِه.و
14- فی حدیثِ عبدِ اللّهِ بن بُسْرٍ: «نَزَل رسولُ اللّهِ ،صلی اللّه علیه و سلم،علی أَبِی، فقَرَّبْنا إِلیه طعاماً،و جاءَه بوَطْبَهٍ ،فأَکَلَ منها». هکذا فی کتاب أَبی مسعودٍ الدِّمشْقیّ و أَبی بکر البَرْقانِیّ .قال النَّضْر:
الوَطْبَهُ :الحَیْسُ ،یجمع بینَ التَّمْرِ و الأَقِط و السَّمن.و نقله عن شُعْبَهَ ،علی الصِّحَّه،بالوَاو.و رواه الحُمَیْدِیُّ فی کتاب مُسْلِمٍ بالرّاءِ (3)،و هو تصحیفٌ .و فی أُخْرَی (4):«بوطئه فیباب الهمزه،و قال:و هی طَعَامٌ یُتَّخَذُ من التَّمْر،کالحَبْسِ .
و یُرْوَی بالبَاءِ المُوَحَّده.و قیل:هو تَصحِیفٌ .
وظَبَ علیه، یَظِبُ ، وُظُوباً بالضَّمّ : دَامَ ،عن اللّیْث. أَو وَظَبَ علیه،وَ وَظَبَهُ ، یَظِبُهُ ، وُظُوباً : دَاوَمَهُ ، و لَزِمَهُ ،و تَعَهَّدَهُ ، کوَاظَبَ مُوَاظَبَهً .و قد یَتَعَدَّی وَاظَبَ بنفْسه،حَمْلاً علی لازَمَ ،لأَنّهُ نظیرُه،أَشارَ له ابْنُ الکمال، فی شرح مفتاح السَّکَّاکیّ عندَ قوله:و افتخار بمُوَاظَبتِها .
و قال السَّعْدُ:الصَّوابُ : بالمُوَاظبه علیها.انظره فی شرح شیخنا.قال أَبو زید: الموَاظَبه :المثابَره علی الشَّیْ ءِ، و المداومه علیه.قال اللِّحْیَانیُّ :یُقَالُ :فُلانٌ مُوَاکِظٌ علی کَذا و کذا.و واکِظٌ و واظِبٌ و مُوَاظِبٌ ،بمعنًی واحدٍ،أَی:
مُثابِرٌ.و فی حدیثِ أَنَسٍ :کُنَّ أُمَّهاتی یُوَاظِبْنَنِی علی خِدْمته»،أَی:یَحمِلننی و یَبعثنَنی علی ملازمهِ خدْمَته، و المُداومه علیها.
و أَرْضٌ مَوْظُوبَهٌ ،و رَوضَهٌ (5)مَوظُوبهٌ : تُدُووِلَتْ بالرَّعْیِ و تُعُهِّدَت فَلَمْ ،و فی غیرِه من الأُمّهَات:حتّی لم یَبْقَ فیها کَلأٌ.
و یُقَال واد مَوْظوبٌ :مَعرُوکٌ .و فی المُحْکَم:یقال للرَّوضه إِذا أُلِحَّ علیها فی الرَّعْیِ قد وُظِبَتْ ،فهی مَوظوبهٌ .
و فلانٌ یَظِبُ علیه (6)و یُوَاظِبُ علیه.
و رَجُلٌ مَوْظُوبٌ :تَدَاوَلَتِ النّوَائِبُ مالَهُ ،و أَنْشَدَ الجوهَریُّ لسَلاَمَهَ بْنِ جَنْدَلٍ :
کُنّا نَحُلُّ إِذا هَبَّتْ شَآمِیَهٌ
بِکُلِّ وادٍ جَدِیبِ البَطْنِ مَوْظُوبِ
هکذا فی نُسَخ الصَّحَاح،و فی هامشها:قال ابْنُ بَرِّیّ :
صوابُ إِنشادِه:
...«حَطِیبِ البَطْنِ (7)مَجْدُوبِ »
،و الّذی فیه « موظوب »بعدَهُ :
شِیبِ المَبَارِکِ مَدْرُوسٍ مَدَافِعُهُ
هابِی المَراغِ قَلِیلِ الوَدْقِ مَوْظُوبِ
ص:470
و قد استشهد به غیرُ الجوهَرِیّ هُنا.و المجدوبُ :
المُجْدِبُ ،و یقالُ :المَعِیبُ ،من قولهم:جَدَبْتُهُ ،أَی:
عِبْتُهُ .و شِیبُ المَبَارِک:بِیضُ المَبَارِکِ ،لِجُدُوبته.
و المَدَافِعُ :موضعِ (1)السَّیْلِ .و دُرِسَتْ :أَی دُقَّتْ ،یعنی مَدافِعَ الماءِ إِلی الأَوْدِیَه الّتی هی مَنابِتُ العُشْب.و هابِی المَراغِ :مثلُ هابِی التُّرابِ ،لا یتمَرَّغُ به بعیرٌ قد تُرِکَ .و قال ابنُ السِّکِّیت فی قوله مَوظوب :قد وُظِبَ علیه حتَّی أُکِلَ ما فیه.
و مَوْظَبُ ،کمَقْعَدٍ :أَرْضٌ معروفَه،و قال أَبو العَلاءِ:هو ع ،مَبْرَکُ إِبِل بنی سَعْدٍ قُرْبَ مَکَّهَ المُشَرَّفه و هو شاذٌّ، کمَوْرَقٍ ،و سیأْتی فی موضعِه مع نَظائره،و کقولهم:ادْخُلُوا مَوْحَدَ مَوْحدَ؛قال ابْنُ سِیدَهْ :و إِنّمَا حقُّ هذا کلِّه الکسرُ؛ لأَنّ آتِی الفِعْل منه إِنّما هو علی فَعِلُ (2)،کَیعِدُ؛قال خِداشُ بْنُ زُهیْرٍ العامریُّ ،و هو جاهلیٌّ ،و نقله الجوهریُّ عن ابن الأَعرابیّ :
کذبْتُ علیْکُم أَوْعِدُونِی وَ علِّلُوا
بِیَ الأَرضَ و الأَقوامَ قِرْدَانَ مَوْظَبَا
یعنی علیکُم بی و بهِجائی،یا قِرْدانَ مَوْظَب ،إِذا کنتُ (3)فی سَفَر فاقْطعُوا بذکری الأَرْضَ .قال:و هذا نادرٌ،و قیاسه:
مَوْظِبا .و فی المعجم:هو شاذّ فی القِیاس،لأَنّ کلّ ما کان من الکلام فاؤُه حَرفُ علَّه،فإِن المَفْعل منه مکسور العین، مثل مَوْعِدٍ و مَوْجِلٍ و مَوْرِدٍ،إِلاّ ما شذَّ من مَوْرَق،اسمُ موضع،و موْکَل،و مَوْهَب،و مَوْظَب ،و مَوْحَد مَوْحَد،فی العدد،انتهی.و قد تقدَّم إِنشادُ هذا البیت فی ک ذ ب.
و الوَظْبهُ :جَهازُ ذاتِ الحافِرِ ،عن الفَرّاءِ.و فی لسان العرب: الوظْبهُ :الحَیاءُ من ذوات الحافر.و هما واحدٌ،فإِنّ الجَهاز،بالفَتْح:الحَیاءُ،کما یأْتی له.
و المِیظَبُ ،بالکَسْر: الطُّرَزُ ،بالضَّمّ :نوع من الحِجَاره، کما یأْتی و أَنشد ابنُ الفَرَج للأَغْلب العِجْلِیّ :
کَأَنَّ تَحْتَ خُفِّها الوَهّاصِ (4)
مِیظَبَ أُکْمٍ نِیطَ بالمِلاصِ
و الوَظْبُ :الوَطُ ءُ ،و منه أَرضٌ مَوظوبهٌ :إِذا وُطِئتْ و تُدُووِلَتْ ،و قد تقدمَ .
وعَبَهُ ،کَوَعَدَهُ ، یَعِبُ ، وَعْباً : أَخَذَهُ أَجْمَعَ ، کَأَوْعَبَهُ .
و الوَعْبُ : إِیعابُک الشَّیْ ءَ فی الشَّیْ ءِ،کأَنَّهُ یأْتِی علیهِ کُلِّه.
و کذلک إِذا استأْصلَ الشّیْ ءَ،فقد استوعَبَهُ .
و الإِیعابُ ،و الاستیعابُ :الاستئصالُ ،و الاستقصاءُ فی کلِّ شیءٍ.
و من المجَاز: أَوْعَبَ القومُ :إِذا حَشَدُوا.
و أَوْعَبَ :جَمَعَ . و أَوْعَبَ بنُو فُلانٍ :جاؤوا (5)أَجمعینَ .
و من المَجَاز: أَوْعَبَ الجِذْعَ ،بکسر الجیم و سکون الذّال المعجمه.هکذا فی نسختنا،و هو خطأٌ،و الصّوابُ :
الجَدْع،بفتح الجیم و سُکُون الدّال المهمله: اسْتَأْصَلَهُ ، یقالُ : أَوعَبَ أَنْفَهُ :قَطَعَهُ أَجْمَعَ ؛قال أَبو النَّجْم یمدحُ رجلاً:
یَجْدَعُ مَنْ عاداهُ جَدْعاً مُوعِبَا
بَکْرٌ و بکْرٌ أَکْرَمُ النّاسِ أَبَا
و أَوعَبَهُ :قَطَعَ لِسَانَهُ أَجْمَعَ .
و فی الصَّحاحُ :و فی الشَّتْم:جَدَعَهُ اللّهُ جَدْعاً مُوعِباً ، هکذا بکسر العین و فتحها.و
16- فی الحدیث: «فی الأَنْف إِذا اسْتُوعِبَ جَدْعُهُ (6)الدِّیَهُ ». أَی:إِذا لم یُتْرَکْ منه شیءٌ، و یروی: أُوعِبَ کُلُّه،أَی:قُطِعَ جمیعُه،و معناهما اسْتُؤْصِلَ .و کُلُّ شیءٍ اصْطُلِمَ ،فلم یبقَ منه شیءٌ،فقد أُوعِبَ و اسْتُوعِبَ ،فهو مُوعَبٌ .
و أَوْعَبَ الشَّیْ ءَ فی الشَّیْ ءٍ:أَدْخَلَهُ فیهِ کُلَّهُ ،و منه: أَوْعَبَ الفَرَسُ جُرْدانَهُ فی ظَبْیَهِ الحِجْرِ.
ص:471
و من المَجَاز: جَاؤُوا مُوعِبِینَ :إِذا جَمَعُوا ما اسْتَطَاعُوا من جَمْعٍ ،و عن ابن السِّکِّیت: أَوْعَب بنو فُلان جَلاءَ،فلم یَبْقَ ببلَدِهم[منهم] (1)أَحدٌ،نقلَه الأَزْهَرِیُّ ،و هو فی الصَّحاح.
و فی المُحْکَم: أَوْعَبَ بنو فُلانٍ لبنی فُلان:لم یَبْقَ منهم أَحدٌ إِلاّ جَاءَ؛و أَوعَبَ بنو فُلانٍ لبنی فُلان:جمَعُوا لهم جَمْعاً،و هذه عن اللِّحیانیّ ؛و أَوْعَبَ القومُ :خَرَجُوا کُلُّهُم إِلی الغَزْو.و
14- فی حدیثِ عائشهَ : «کان المُسْلِمونَ یُوعِبُونَ فی النَّفیر (2)مع رَسولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم». أَی:یَخرُجونَ بأَجمعهم فی الغَزْوِ.و
14- فی الحدیث: « أَوْعَبَ المُهاجِرُون و الأَنصارُ مع النّبیِّ صلی اللّه علیه و سلم یَوْمَ الفَتْحِ ». و
1- فی حدیث آخَرَ: « أَوْعَبَ الأَنصارُ مع علیّ إِلی صِفِّینَ ». أَی:لم یَتَخَلَّفْ منهم أَحدٌ عنه.و قال عَبِیدُ بْنُ الأَبْرَص فی إِیعابِ القومِ إِذا نَفَرُوا جمیعاً:
أُنْبِئْتُ أَنَّ بنِی جَدِیلَهَ أَوْعَبُوا
نُفَراءَ مِنْ سَلْمَی لَنَا و تَکَتَّبُوا
و انطلق القومُ فأَوْعَبُوا :أَی لم یَدَعُوا منهم أَحَداً.
و الوَعْبُ من الطُّرُقِ :الواسِعهُ منها یقال:طَریقٌ وَعْبٌ ، أَی:واسعٌ ،و الجمعُ وِعابٌ .
و الوِعَابُ ،بالکسر:جمع وَعْب ،علی الصَّحیح،و هی مَواضِعُ واسِعَهٌ من الأَرْضِ ،و جعله فی المُعْجَم عَلَماً علی مواضِعَ معلومهٍ .
وَ بَیْتٌ وَعِیبٌ ،و وِعَاءٌ وَعِیبٌ : واسِعٌ ، یَستوعِبُ کُلَّ ما جُعِل فیه.
و من المَجاز: جاءَ الفَرَسُ بِرَکْضٍ وَعِیبِ :أَی بأَقْصَی جُهْدِهِ . و عبارهُ الصَّحاح و الأَساس:بأَقْصَی ما عِنْدَهُ .زاد فی اللّسان:وَ رَکْضٌ وَعِیبٌ :إِذا استفرَغَ الحُضْرَ کُلَّهُ .
و هَذَا أَوْعَبُ لِکذَا:أَحْرَی لاسْتِیفائِهِ هذا مأْخُوذٌ من
16- حدیثِ حُذَیْفَهَ : «نَوْمهٌ بعدَ الجِمَاعِ أَوْعَبُ للماءِ». أَی أَحْرَی أَن تُخْرِجَ (3)کُلَّ ما بَقِیَ منه فی الذَّکَر 3، و تَستَقصِیَه (4).ذکرَه ابنُ الأَثیر.*و مما یستدرَکُ علی المصنِّف:
استَوعَب المَکَانُ و الوِعاءُ الشَّیْ ءَ:وَسِعَه (5).
و استَرطَ مَوْزهً فأَوْعَبَها ،عن اللِّحْیانیّ ،أَی:لم یَدَعْ منها شیئاً.
و من المجاز: استوعبَ الجِرابُ الدَّقیقَ .و
16- فی الحدیث:
«إِنَّ النِّعْمَهَ الواحِدهَ لَتَستوعِبُ (6)جمیعَ عَمَلِ العبْدِ یومَ القِیامه» . أَی:تأْتِی علیه.و هذا علی المَثَل.
و یُقالُ لِهَنِ المرأَهِ ،إِذا کان واسعاً: وَعِیبٌ .
و أَوْعَبَ فی مالِه:أَسْلَفَ ،هذا نَصُّ ابْنِ منظور.و فی تهذیب الأَفعال،لابْنِ القَطَّاع:أَسْرَفَ ،و قیلَ :ذَهَبَ کُلَّ مَذْهَبٍ فی إِنفاقه.
الوَغْبُ ،بفتح فسکون: الغِرَارَهُ ،بالکسر.
و الوَغْبُ : سَقَطُ المَتَاعِ . وَ أَوْغَابُ البیتِ :رَدِیءُ مَتَاعِه، کالقَصْعَه و البُرْمَه و الغِراره و نحوها،فیکون قولُه:الغِرَارَه، مُسْتَدرَکاً؛لأَنّه داخلٌ تحت سَقَطِ المَتَاع،و لذا لم یذکرهُ أَحدٌ من أَئمّه اللُّغَه برأْسه،أَو یکون تخصیصاً بعدَ تعمیم.
و الوَغْبُ : الأَحْمَق،کالوَغَبَهِ ،مُحَرَّکَهً ،و التّحْرِیکُ عن ثعلب.قال ابْنُ سِیدَهْ :و أُراه إِنّما حُرِّک لمَکَان حرف الحَلْق.
و الوَغْبُ ،و الوَغْدُ: الضَّعِیفُ فی بَدَنِهِ ،و قیل:الأَحمقُ ، و قد تقدَّمَ فی قول المؤلِّف.
و الوَغْبُ ،و الوَغُد: اللئیمُ الرَّذْلُ ،بسکون الذّال المُعْجَمَه؛و أَنشدَ فی الصَّحَاح قولَ رُؤْبَهَ :
و لا بِبِرْشَاعِ الوِخَامِ وَغْبِ
هکذا فی نسختنا.و فی الهامش ما نَصُّهُ بخطّه:و لا بِبِرْشَام (7).قلت:قال ابن بَرِّیّ فی حواشیه:الّذِی رواه الجَوْهَرِیُّ فی ترجمه برشع:
ص:472
و لا بِبرْشاعِ الوِخامِ وغْبِ و أَوّلُهُ (1):
لا تَعْدِلِینی و اسْتَحِی بِإِزْبِ
کَزِّ المُحَیّا أُنَّحٍ إِرْزَبِّ
قال:و البِرْشاعُ :الأَهْوَج.و أَمَّا البِرْشَامُ :فهو حِدَّهُ النَّظَرِ.
و الوِخَامُ :جمعُ وَخْمٍ ،و هو الثَّقیل.و الإِرْزَبُّ :اللَّئیم، و القصیر،و الغَلیظ (2).و الأُنَّحُ :البخیلُ الّذی إِذا سُئلَ تَنحنحَ .
و الوَغْبُ ،أَیضاً: الجَمَلُ الضَّخْمُ ،و أَنشد:
أَجَزْتُ (3)حِضْنَیْهِ هِبَلاًّ وَغْبَا
ضِدٌّ. قال شیخُنَا:لا مُنافاهَ بینَ الضَّعِیف من بنی آدَمَ و الجَمَلِ الضَّخْم حتّی یُعَدَّ مِثلُهُ ضِدًّا،فتأَمَّل. ج أَوْغابٌ فی القِلّه، و وِغَابٌ بالکسر فی الکثره.
قال شیخُنا:و قد قالُوا: أَوْغَابُ البَیْتِ :نحوُ القَصْعهِ و البُرْمَهِ ،و لم یذکُرْه المصنِّف.قلتُ :و قولُ المصنف:سقَطُ المتَاعِ ،أَغنَی عن هذا کما تقدّم.
و هی ،أَی الأُنثی: وَغْبَه .
و
16- فی حدیث الأَحنف: «إِیّاکم و حَمِیَّهَ الأَوْغَاب ». هم اللِّئامُ و الأَوْغادُ.و یروی:الأَوْقاب،و سیأْتی فی وقب.قال أَبو عَمْرٍو:هو بالغَیْن،أَی الضُّعَفاء،أَو الحَمْقَی (4).
و قد وَغُبَ الجَمل، کَکَرُم، وُغُوبهً بالضَّمّ ،و وَغَابهً بالفتح: ضَخُمَ . و علی الأَوّل اقتصر الجوهَرِیُّ ،و جمع بینَهما ابْنُ منظور و غیرُهُ .
الوَقْبُ فی الجَبَل: نُقْرَهٌ یَجتمعُ فیها الماءُ، و نَقْرٌ فی الصَّخْرَهِ یَجْتَمعُ فیها الماءُ کالوَقْبَهِ ،بزیاده الهاءِ، و الجمع أَوْقابٌ أَو الوَقْبَهُ : نَحْوُ البِئرِ فی الصَّفَاء،تکونُ قامهً ، أَو قامَتَیْنِ یسْتَنْقِعُ فیها ماءُ السّمَاءِ.
و الوَقْبُ : کُلَّ نَقْرٍ (5)فی الجَسَد،کنَقْر العَیْنِ و الکَتِفِ . و وَقْبُ العَیْنِ :نُقْرَتُها،تقولُ : وَقَبَتْ عَیْنَاهُ :غارَتَا.و
16- فی حدیث جَیْشِ الخبَطِ : «فاغْتَرَفْنا من وَقْبِ عَیْنِهِ بالقِلالِ الدُّهْنَ ».
و الوَقْبَانِ مِنَ الفَرَسِ :هَزْمَتَانِ فَوْقَ عَیْنَیْهِ .
و الجمعُ من کلّ ذلک وُقُوبٌ ،و وِقَابٌ .
و الوَقْبُ من المَحَالَهِ :ثَقْبٌ یَدْخُلُ فیه المِحْوَرُ.
و الوَقْبُ : الغَیْبَهُ ، کالوُقُوبِ بالضَّمّ ،و هو الدُّخُول فی کلِّ شیْ ءٍ.و قیلَ :کُلُّ ما غابَ ،فقد وَقَبَ وَقْباً :و منه وَقَبَتِ الشَّمْسُ ،علی ما یأْتی.
و الوَقْبُ :الرَّجُلُ الأَحْمَقُ ،مِثْلُ الوَغْبِ ،قال الأَسودُ بْنُ یَعْفُرَ:
أَبَنِی نُجَیْحٍ (6)إِنَّ أُمَّکُمُ
أَمَهٌ و إِنَّ أَباکُمُ وَقْبُ
أَکَلَتْ خَبِیثَ الزّادِ فاتَّخَمَتْ
عنه و شَمَّ خِمَارَهَا الکَلْبُ
و رجل وَقْبٌ :أَحمَقُ .و الجمع أَوْقَابٌ .و الأُنْثی وَقْبَهٌ .
و قال ثَعْلب: الوَقْبُ : النَّذْلُ الدَّنِیءُ من قولک: وَقَبَ فی الشیءِ:دَخَلَ ،فکأَنَّه یَدخُلُ فی الدَّناءَه،و هذا من الاشتقاقِ البعید.کذا فی لسان العرب.
و الوَقْبُ : الدُّخُولُ فی الوَقْبِ . وقَبَ الشَّیْ ءُ، یَقِبُ ، وَقْباً :أَی دَخلَ .هکذا فی الصَّحاح،و رأَیت فی هامِش:
صوابُه وُقُوباً ؛لأَنّهُ لازِمٌ .و قیل: وَقَبَ :دَخَل فی الوَقْبِ .
و الوَقْبُ : المَجِیءُ و الإِقْبالُ ،و منه
17- حدیثُ عائشهَ ،رضی اللّه عنها: «تَعَوَّذِی باللّهِ من هذا الغاسِقِ إِذا وَقَبَ ». أَی:
اللیلِ إِذا دَخَلَ و أَقبل بظلاَمه.
و الوَقْبَهُ :الکُوَّهُ العَظِیمهُ فیها ظِلٌّ ،و الجمعُ : الأَوْقَابُ ، و هی الکُوَی.
و الوَقْبَهُ مِنَ الثَّرِیدِ و الدُّهْنِ ،هکذا فی نسختنا،بضم الدّال المهمله،و الصَّواب:و المُدْهُن،بالمیم و الدّال:
أُنْقُوعَتُهُمَا ،بالضَّمّ .قال اللَّیْثُ : الوَقْبُ :کُلُّ قَلْتٍ (7)أَو
ص:473
حُفْرَهٍ کَقَلْت فی فِهْرٍ،و کَوَقْبِ المُدْهُنَهِ ،و أَنشد:
فِی وقْبِ حَوْصاءَ کَوَقْبِ المُدْهُنِ
و وقَبَ الظَّلامُ :أَقْبَلَ ،و دَخَلَ علی النّاس،و به فُسِّرتِ الآیهُ 1.و روی الجوهریُّ ذلک عن الحَسن البصْرِیّ .
و وَقَبَتِ الشَّمْسُ ،تَقِبُ ، وَقْباً ،و وُقُوباً :غابَتْ . زاد فی الصَّحاح:و دخَلَت مَوضِعهَا.قال ابنُ منظور:و فیه تَجَوُّزٌ [فإنها لا موضع لها تدخُلُه] 2.و
16- فی الحدیث: «لَمَّا رَأَی الشَّمْسَ قد وَقَبَتْ قال:هذا حِینُ حِلِّها». أَی:الوقت الّذِی یَحِلُّ فیه أَدَاؤُهَا،یعنی صلاهَ المَغْرِب.و الوُقُوبُ :الدُّخُولُ فی کُلّ شیْ ءٍ،و قد تقدّم.
و وَقَبَ القَمَرُ ، وُقُوباً : دَخَلَ فی الظِّلِّ الصَّنَوْبَرِیّ الّذِی یَعتَرِی منه الکُسُوفُ .و مِنْهُ عَلَی مَا یُؤخَذُ من حدیثِ عائشَهَ ،رضی اللّهُ تعالی عنها،کما یأْتی-قولُهُ عَزَّ و جَلَّ وَ مِنْ شَرِّ غاسِقٍ إِذا وَقَبَ
14- رُوِیَ عنها أَنَّها قالَت: «قال رسولُ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم،لَمّا طَلَعَ القَمرُ:هذا الغاسِقُ إِذا وَقَبَ ، فتَعَوَّذِی باللّهِ من شَرِّه». أَو مَعْنَاه:أَیْرٍ بالخَفْضِ أَی الذَّکَرِ إِذا قامَ .حکاهُ الإِمامُ أَبو حامِدٍ الغَزالیّ ،و غیرُهُ کالنَّقّاش فی تفسیره،و جماعهٌ عن الإِمام الحَبْر عبدِ اللّه بْنِ عبّاسٍ ، رضی اللّه عنهما.و هذا من غرائِب التَّفْسِیر.و سیأتی للمُصَنِّف فی غ س ق أَیضاً فیتحصّلُ مِمّا یُفْهَمُ من عبارته، مِمّا یُنَاسِب تفسیرَ الآیه-أَقوالٌ خمسه:أَوّلُها:اللیلُ إِذا أَظلَمَ ،و هو قول الأَکْثَرِ،قال الفَرّاءُ:اللَّیْلُ إِذا دَخلَ فی کلِّ شیْ ءٍ و أَظلمَ ؛و مثله قولُ عائشهَ .و الثّانی:القمرُ إِذا غَابَ ، و هو المفهوم من حدیث عائشهَ الّذِی أَخرجه النَّسائیُّ و غیرُهُ .
و الثالث:الشَّمْس إِذا غَرَبَت.و الرّابعُ :أَنّهُ النّهَارُ إِذا دَخَل فی اللَّیْلِ ،و هو قریبٌ ممّا قبلَهُ .الخامس:الذَّکَرُ إِذا قامَ 3.
*و یُسْتَدْرَکُ علیه:الثُّرَیّا إِذا سَقطتْ ،لِأَنَّ الأَمْرَاضَ و الطَّوَاعِینَ تَهِیجُ فیه 4.و
16- وردَ فی الحدیث: أَنَّ الغاسِقَ :النَّجْمُ ،و إِذَا أُطْلِقَ فهو الثُّرَیّا. قاله السُّهَیْلیُّ و شیخُه ابْنُ العربیّ .
و الغاسقُ :الأَسودُ من الحَیّات 5. وَقْبُهُ :ضَرْبُه، و یَنْقُلُون فی ذلک حکایهً سَمِعْتُهَا عن غیرِ واحدٍ.و قیل:
وَقْبُهُ :انْقِلابُهُ ،و قیلَ :الغاسقُ :إِبْلیسُ ،و وَقْبُهُ :وَسْوَسَتُهُ .
قاله السُّهیْلیّ ،و نقله العلاّمه ابنُ جُزَیٍّ و غیرُه.قالَه شیخُنا.
و أَوْقَب الرَّجُلُ : جاعَ . و عبارهُ الصَّحاح: أَوْقَبَ القومُ :
جاعُوا.
و أَوْقَبَ الشَّیْ ءَ إِیقاباً : أَدْخَلَهُ فی الوَقْبَهِ ،قاله الفَرّاءُ.
و فی بعض النُّسَخ من الأُمَّهاتِ :فی الوَقْب :
و المیقَبُ :الوَدَعَهُ ،محرّکَه،نقلَه الصّاغانیُّ .
و الوُقْبِیُّ ،کَکُرْدِیٍّ ،و فی نسخه:بالضَّمّ ،بدل قوله ککُرْدِیٍّ ،و قَیَّدهُ الصّاغانیُّ بالفتح 6: المُولَعُ بصُحْبَهِ الأَوْقَابِ ،و هم الحَمْقَی. و فی کلام الأَحنف بن قیس لبنی تَمِیم،و هو یُوصِیهم:تَبَاذَلُوا تَحَابُّوا،و إِیّاکم و حَمِیَّهَ الأَوْقابِ .أَی الحَمْقَی،حکاه أَبو عمرٍو.و فی الأَساس:
و تقولُ العَرَبُ :تَعَوَّذُوا باللّه من حَمِیَّهِ الأَوقابِ و اللِّئامِ 7.
و المیقابُ :الرَّجُلُ الکَثِیرُ الشُّرْبِ لِلماءِ کذا فِی التکمله.و فی لسان العرب:للنّبِیذِ.
و المِیقَابُ :الامرأَهُ الحَمْقاءُ،أَو هی المُحْمِقهُ ،نقله الصّاغَانیُّ و قیل:هی الوَاسِعهُ *الفَرْجِ .
و قال مُبْتَکِرٌ الأَعْرَابِیّ :إِنّهم یَسیرُون سَیْرَ المِیقَابِ .
هو 8أَنْ تُوَاصِلَ بَیْنَ یَوْمٍ و لَیْلَهٍ .
و بَنُو المِیقَابِ :نُسِبُوا إِلی أُمّهم، یُرِیدُون به السَّبَّ و الوُقُوعَ .
و القِبَهُ ،کعِدَهٍ :الّتی تکونُ فی البَطن شِبْهَ الفِحْثِ .
و القِبَهُ : الإِنْفَحَهُ إِذا عَظُمَتْ من الشّاهِ ،و قال ابنُ
ص:474
الأَعْرَابیّ :لا یکونُ ذلک فی غیر الشّاءِ،و قد تقدّم فی ق ب ب.
و الوَقِیبُ :صَوتٌ یُسمَعُ من قُنْب الفَرَسِ ،و هو وِعاءُ قَضِیبِه. وَقَبَ الفَرَسُ ، یَقِب ، وَقْباً ،وَ وَقِیباً .و قیلَ :هو صوتُ تَقَلْقُلِ جُرْدانِ الفَرَسِ فی قُنْبِه،و هو الخَضِیعَه أَیضاً و لا فِعْلَ لشَیْ ءٍ من أَصوات قُنْبِ الدّابَّهِ إِلاّ هذا،و سیأْتی المَزِیدُ عَلی ذلک فی خ ض ع.
و الأَوْقابُ :قُماشُ البَیْتِ وَ متاعُهُ ،مثلُ :البُرْمَهِ ، و الرَّحَیَیْنِ ،و العُمُدِ (1)،کالأَوْغاب.
و الوَقْباءُ ،بفتح فسکون ممدوداً: ع ،رواه العِمْرَانیُّ .
و هو غیرُ الّذِی یأْتی فیما بَعْدُ (2).کذا فی المُعْجَم، و یُقْصَرُ ، قال ابْنُ منظور:و المَدُّ أَعرَفُ .و فی کتابِ نصْرٍ: الوَقْباءُ :
ماءَهٌ قَریبهٌ من الیَنْسُوعَهِ (3)،فی مَهَبِّ الشَّمَال منها،عن یمین المُصْعِد.و سیأْتی بیانُ الیَنْسُوعه فی محلّه.
و الوَقَبَی محرَّکه، کجَمَزَی و بَشَکَی (4)،قال السَّکُونیّ :
ماءٌ لِبَنِی مالکِ بْنِ مازِنِ بْنِ مالکِ بْنِ عَمْرِو بْنِ تَمِیمٍ ،لهم به حِصْنٌ ،و کانتْ لهم به وقائعُ مشهورَهٌ .و فی المَرَاصد:
لبنی مالِک،أَی و هو ابنُ مازِنٍ ،و أَنشد الجوهَریُّ لأَبی الغُولِ الطُّهَوِیّ ،إِسلامیّ :
هُمُ مَنَعُوا حِمَی الوَقبَی بِضَرْبٍ
یُؤَلِّفُ بینَ أَشْتاتِ المَنُونِ (5)
و وجدتُ ،فی هامشه،ما نصّه بخطّ أَبی سَهلٍ :هکذا فی الأَصل بخطّ الجوهریّ ،مُسَکَّنُ القاف،و الّذی أَحفظُه:
الوَقَبَی ،بفتحها.و وُجدَ بخطّ أَبی زکریّا:فی الأَصل ساکنهُ القاف،و قد کتب علیها حاشیه:هذا فی کتابه،و الصّوابُ بفتح القَافِ .و أَشارَ إِلیه ابْنُ بَرِّیّ أَیضاً فی حاشیته،و أَنشد فی المُعْجَم:
یا وَقَبَی کَمْ فِیکَ مِنْ قَتِیلِ
قد مَاتَ أَوْ ذِی رَمَقٍ قَلِیلِ
و هی علی طریق المدینه من البَصْره،یَخرُجُ منها إِلی میاهٍ یُقَال لها:القَیْصُومَهُ ،و قُنَّهُ ،و حَوْمَانَهُ الدَّرَّاجِ .قال:
و الوَقَبَی من الضَّجُوع علی ثلاثهِ أَمیال؛و الضَّجُوعُ من السَّلْمان علی ثلاثهِ أَمیال،و کان للعرب بها أَیّامٌ بین مازِنٍ وَ بَکْرٍ.انتهی.
و ذَکَرٌ أَوْقَبُ :وَلاّجٌ فی الهَنَاتِ ،نقله الصّاغانیُّ .و هو مأْخُوذٌ من تفسیر القول الّذِی نُقِلَ عن النَّقَّاش.
*و مما یستدرک علیه:
رَکِیَّهٌ (6)وَقْبَاءُ :غَائِرَهُ الماءِ،عن ابْنِ دُرَیْد.
و وَقْبَانُ ،کسَحْبانَ :مَوضعٌ ،قال یاقوت:لَمّا کان یوم شِعْبِ جَبَلَهَ ،و دخَلَت بنو عامر و مَنْ معها (7)الجَبَلَ ،کانَت کَبْشَهُ بنتُ عُرْوَهَ الرَّحّالِ بنِ جعفرِ (8)بْنِ کلابٍ یومئذ حاملاً بعامرِ بن الطُّفَیْل،فقالت:وَیْلَکُم،یا بنی عامر،ارْفَعُونی.
و اللّهِ إِنَّ فی بَطْنی لَمُعِزّ بنی عامرٍ.فصَفُّوا القِسیَّ علی عَوَاتِقِهِم،ثم حَمَلُوهَا حتی بَوَّؤُوهَا القُنَّهَ ،قُنَّهَ وَقْبَانَ ،فزعَموا أَنّها وَلَدَتْ عامراً یوم فَرَغَ النّاسُ من القِتال.
و فی تهذیب الأَبنیه،لاِبنِ القَطَّاع:وَ أَوْقَبَ النَّخْلُ :
عَفِنَتْ شَمارِیخُه.
وَ وَقَبَ الرَّجُلُ :غارَتْ عَیْنَاهُ .
وَکَبَ ، یَکِبُ ، وُکُوبا بالضَّمّ ، و وَکَبَاناً محرّکهً :
مَشَی فی دَرَجَان. و فی بعض نسخ الصَّحاح:فی تُؤَدَه و دَرَجَانٍ .
و الوَکْبُ :بَابَهٌ من السَّیْرِ،تقول:ظَبْیَهٌ وَکُوبٌ ،و عَنْزٌ وَکُوبٌ ،و قد وَکَبَتْ وُکُوباً ، و منه اشْتُقَّ اسْمُ المَوْکِبِ کمَجْلِسٍ ،و جمعُه المَوَاکِب .
ص:475
و فی تهذیب الأَفْعَال،لاِبْنِ القَطَّاع: وَکَبَ الظَّبْیُ :
أَسْرَعَ ،و منه المَوْکِبُ .قال الشَّاعر یَصفُ ظَبْیَهً :
لها أُمٌّ مُوَقَّفَهٌ وَکُوبٌ
بِحَیْثُ الرَّقْوُ مَرْتَعُهَا البَرِیرُ (1)
و هو اسْمٌ لِلجَماعَهِ من النّاس رُکْبَاناً أَوْ مُشاهً .أَو المَوْکِبُ : رُکَّابُ الإِبِلِ للزِّینَهِ و التَّنَزُّهِ ،و کذلک جماعهُ الفُرْسَانِ .کذا فی الصَّحاح.و
16- فی الحدیث: «أَنَّه کان یَسِیرُ فی الإِفَاضَهِ سَیْرَ المَوْکِبِ ». أَراد:أَنّه لم یَکُنْ یُسْرِعُ السَّیْرَ فیها.
و أَوْکَب البَعیرُ:لَزِمَ المَوْکِبَ :کَذَا فی الصَّحاح، و تهذیبِ الأَفْعال.و أَمّا قولُه لَزِمهُمْ ،فإِنّ الضَّمیر یعودُ إِلی رُکّاب الإِبِل،لکونه أَقربَ مذکورٍ،و فیه ما فیه.
و عن الرِّیاشیّ : أَوْکَبَ الطّائرُ :إِذا نَهَضَ للطَّیَرَانِ ، و أَنشد:
أَوْکَب ثُمَّ طَارَا
و قیل: أَوْکَبَ :إِذا تَهَیَّأَ لِلطَّیَرانِ و مثلُهُ فی الصَّحاح، و تهذیب الأَفْعَال، أَو ضَرَبَ بجَناحَیْهِ و هو وَاقِعٌ ،نقله الصّاغانیُّ .
و أَوْکَبَ فُلاناً:أَغْضَبَهُ .
وَ وَاکَبَهُم مُوَاکَبَهً : سایَرَهُمْ ،أَو بَادَرَهُمْ ،و کذلک إِذا سابَقَهُم. أَوْ وَاکَبَهُمْ :إِذا رَکِبَ مَعَهُمْ فی مَوْکِبِهم .
و وَاکَبَ الرَّجُلُ عَلَیْهِ ،أَی علی الأَمْر: وَاظَبَ ، کَوَکَّبَ ، و أَوْکَبَ .و ذا الأَخیرُ ذکَرَه ابْنُ القَطّاع،و ابنُ منظور.
و الوَکْبُ :الانْتِصابُ و القیامُ ، وَکَبَ وَکْباً :قامَ و انْتَصَبَ :
و فُلانٌ مُواکِبٌ علی الأَمْرِ،و واکِبٌ ،أَی:مُثابِرٌ مُوَاظِبٌ .
و الوَکَبُ ، بالتَّحْریکِ :الوَسَخُ یَعلو الجِلْدَ و الثَّوْبَ ،و قد وَکِبَ یَوْکَبُ وَکَباً ،و وَسِبَ وَسَباً،و حَشِنَ (2)حَشَناً:إِذا رَکِبَهُ الدَّرَنُ و الوَسَخُ ،رواهُ أَبو العَبّاس عن ابن الأَعْرَابیّ . و الوَکَبُ : سَوَادُ التَّمْرِ إِذا نَضِجَ ،و أَکثرُ ما یُسْتعملُ فی العِنَبِ .و فی التّهذیب: الوَکَبُ :سوادُ اللَّوْنِ من عِنَبٍ أَو غیر ذلک إِذا نَضِجَ .و قد وَکِبَ الجِلْدُ و الثَّوْبُ ، کَفَرِحَ ، وَکَباً :رَکِبَهُ الدَّرَنُ ،کما سبَقَ .
و وَکَّبَ العِنَبُ تَوْکِیباً :أَخذَ تَلْوِینُ السَّوادِ فیه، و هُوَ مُوَکِّبٌ علی صیغه اسم الفاعل،قاله اللَّیْثُ .و قال الأَزهریُّ (3):و المعروفُ فی لون العِنَب و الرُّطَب إِذا ظهر فیه أَدنَی سَوادٍ:التَّوْکِیتُ ،یُقالُ :بُسْرٌ مُوَکِّتٌ .قال:و هذا معروفٌ عندَ أَصحابِ النَّخِیلِ فی القُرَی العربیّه،و فی کلام المصنّف لَفٌّ و نَشْرٌ مُرَتَّبٌ .
و الوَکَّابُ ،کَکَتَّانٍ :الرَّجُلُ الکَثِیرُ الحُزْنِ ،نقله الصّاغانیُّ .
و شاعِرٌ هُذَلِیٌّ یسمّی الوَکّاب .
و الواکِبَهُ :القائِمَهُ ،مِن وَکَبَ :قامَ .
و التَّوْکِیبُ :المُقَارَبَهُ فی الصِّرَارِ ،بالکسر.
و ناقَهٌ مُوَاکِبَهٌ :تُسَایِرُ الموْکِبَ . و فی الأَساس:لا تَسْتَأْخرُ (4)عن الرِّکَاب أَو مُعْنِقٌ فی سَیْرِها کما فی الصَّحاح.
و ظَبْیهٌ وَکُوبٌ :لازِمَهٌ لِسِرْبِها.
و المُوَکِّبُ :البُسْرُ یُطْعَنُ فیه بالشَّوْکِ حتّی یَنْضَجَ .و هذا عن أَبی حنیفهَ .
وَلَبَ فی البَیْتِ و الوَجْهِ ، یَلِبُ ، وُلُوباً ،بالضَّمّ :
دَخَلَ . و نَقل الجَوْهَرِیُّ عن الشَّیْبَانِیّ : الوَالِبُ :الذّاهِبُ فی الشّیْ ءِ الدّاخُلُ فیه،و قال عُبَیْدٌ القُشَیْرِیّ :
رأَیْتُ عُمَیْراً وَالِباً فی دِیَارِهِمْ
و بِئْسَ الفَتَی إِنْ نابَ دَهْرٌ بمُعْظَمِ
و فی روایه أَبی عَمْرٍو:رأَیتُ جُرَیًّا.
و وَلَب : أَسْرَعَ فی الدُّخُول.
و وَلَب الشَّیْ ءَ و ، ولَب إِلَیْهِ هکذا فی النُّسَخ الّتی بأَیْدینا،فهو إِذاً یَتعدَّی بنفسه و بإِلی،و اقتصر الصّاغانیّ
ص:476
علی الأَوّل:أَی وَصلَهُ و عباره أَبی عُبَیْدٍ فی باب نوادر الفعل:وصَل إِلیه کائِناً ما کانَ . و فی تَهْذیب الأَفعال،لاِبْنِ القَطّاع:و وَلَبَ إِلیک الشَّرُّ:تَوَصَّلَ :هکذا فی نسختنا، و هی قدیمهٌ ،الغالبُ علیها الصِّحَهُ .
و الوَالِبَهُ :فِرَاخُ الزَّرْعِ ،لأَنّها تَلِبُ فی أُصولِ أُمَّهاتِه.
و قیل: الوَالِبَهُ الزَّرْعهُ تَنْبُتُ من عُرُوقِ الزَّرعَهِ الأُولَی،تَخْرُجُ للوُسْطَی (1)،فهی الأُمّ ،و تَخْرُج الأَوالِبُ بعد ذلک فتَتَلاحقُ .
و فی تَهذیب الأَفعال: وَلَب الزَّرْعُ ، وُلُوباً وَ وَلْباً :تولَّدَ حَوْلَ کِبَارِه.
و الوَالِبَهُ منَ القَوْمِ ،و البقَرِ،و الغَنَمِ :أَوْلادُهُم و نَسْلُهُم. رُوِی عن أَبِی العبّاس أَنّه سَمِعَ ابْنَ الأَعْرَابیّ یقُول: الوَالِبَهُ :نَسْلُ الإِبِلِ ،و الغَنَمِ ،و القَوْمِ .و فی الصَّحاح: والِبَهُ الإِبِلِ :نَسْلُهَا و أَولادُها.و عباره ابْنِ القَطّاع فی التَّهْذِیب:و وَلَبَ بَنُو فُلانٍ :کَثُرَ عَدَدُهُم،و نَمَوْا.
فالمصنّفُ لم یَذْکُرِ الإِبِلَ و هو فی الصَّحاح،و ذَکَرَ بَدَلَهُ البَقَرَ،و ما وَجَدْتُه فی الأُمَّهات اللُّغَویّه،و أَعاد الضَّمیرَ لجمع الذُّکور العُقَلاءِ،تَغْلِیباً لهم لِشَرَفِهِم.
و وَالِبَهُ ع بأَذْرَبِیجانَ ،کذا فی المُعْجَم،قالت خِرْنِقُ :
مَنَتْ لَهُمْ بِوَالِبَهَ المَنَایَا
و أَوْلَبُ کأَحمد: د (2)،بالأَنْدَلُس.
*و ممّا یُسْتدرکُ علیه:
وَالِبهُ بنُ الحارِثْ بْنِ ثَعْلَبَهَ بن دُودَانَ بْنِ أَسَدِ بْنِ خُزیْمه، بطنٌ ذکَرَه السَّمْعَانیّ ،و ابْنُ الأَثِیر،و غیرُهما.إِلیه:سَیِّدُ التّابعینَ سَعِیدُ بن جُبَیْرٍ الّذی قتلَه الحَجّاجُ صَبْراً،و مُسْلِمُ بْنُ مَعْبَدٍ الوالِبِیّ :شاعِرٌ إِسلامیّ .و فی الأَسْدِ بسکون السّین:
وَالِبَهُ بْنُ الدُّؤَل بْنِ سَعْدِ منَاهَ .و فی بَجِیلَهَ : وَالِبهُ بْنُ مالِکِ بنِ سَعْدِ بنِ نَذِیرٍ،و منْ وَالِبَهَ الأَسدِیُّ الخُزَیمیّ (3)وِقَاءُ بْنُ إِیاسٍ الوالِبیّ أَبُو یَزیدَ،فَرْدٌ فی الأَسماءِ،و شیخُه علیُّ بنُ رَبیعهَ الوالبِیّ ،مُحَدَّثانِ .*و ممّا استدرکه شیخنا هنا:
ذَکَرَ التوْلَبَ ،و هو وَلدُ الحِمَار،فی فصل التّاءِ الفوقیّه، فیه (4)،و أَنّها لیْستْ مُبْدَلَهً عن شَیْ ءٍ،و فی الرَّوْضِ للسُّهَیْلِیّ :أَنّ تاءَ تَوْلَبٍ ،بَدَلٌ عن واو نَظِیرُهَا فی تَوْأَمٍ وَ تَوْلَجٍ و تَوْراهٍ ،علی أَحدِ القولینِ .قال السُّهَیْلیُّ فی الروض:لأَنّ اشتقاقَ التَّوْلَب من الوَالِبه ،و هی ما یُولِّدُهُ الزَّرْعُ ،و جمعُها أَوَالِبُ .قال شیخُنا:و قد صَرَّحَ به ابْنُ عُصْفُورٍ،و ابنُ القَطّاع فی کتابَیْهِما.
و أَوْلَبَ :أَسْرَعَ ،نقلَه الصّاغانِیُّ .
وانِبَهُ :د بالأَنْدَلُسِ من أقالیم لَبْلَهَ .
و وَنَّبَهُ ، تَوْنِیباً :وَبَّخَهُ ،لُغَهٌ فی أَنَّبَهُ .
و وَنَبٌ :بطْنٌ من مُرَاد،و إِلیه نُسِبَ ثابِتُ بْنُ طَرِیفٍ المُرَادِیُّ الوَنَبِیُّ ،مُحرَّکَهً (5).و فی لُبّ اللُّباب للجَلال:أَنّه بسکون النُّون.و فی أَنساب أَبی الفداءِ البُلْبَیْسِیّ :أَنّه بکسر النُّون،و الصَّوابُ مثلُ ما قالَ المصنِّفُ : مُحَدِّثٌ تابِعِیٌّ ، رَوَی عن الزُّبَیْرِ بنِ العَوّام و أَبی ذَرٍّ الغِفَارِیّ ،رضِیَ اللّه عنهما،و عنه ابنُه و سالِمٌ الجَیْشَانیّ .
وَهَبَهُ له،کوَدَعَهُ ، یَهَبُه وَهْباً بالسکون، و وَهَباً بالتّحریک و هِبَهً کَعِدَهٍ ،مقِیسٌ فی أَمثالِه، و لا تَقُلْ أَیُّهَا اللُّغَوِیّ ،و فی المحکم،و تهذیب الأَفْعَال،و غیرِهما:و لا یُقالُ : وَهَبَکَهُ ،متعدّیاً إِلی مفعولین؛و هذا قولُ سیبَوَیْه، أَو حکاهُ أَبُو عَمْرِو بْن العَلاءِ،اشتهر بکُنْیتِه و اخْتُلِف فی اسمِهِ علی أَحد و عشرینَ قولاً:أَصحُّها زَبّان،بالزّای و المُوَحَّده، و قیل:اسمُه کُنْیَتُهُ .و سببُ الاختلافِ أَنَّه کان لجلالته لا یُسْأَلُ عن اسمِه،کذا فی المزهر،و قد تقدَّم فی مقدّمه الخُطْبه ما یُغْنِی عن الإِعاده.أَو هو أَبو عَمْرٍو الشَّیْبَانِیُّ ، لکنَّه إِذا أُطْلِقَ لا یُصْرَفُ إِلاَّ إِلی الأَوّل،کما هو مشهور، قال شیخُنا:و نقلَه قومٌ عن سِیبَوَیْه.و فی بعض النُّسَخ ما یُشِیرُ إِلیه إِلاّ أَنَّه تَحریفٌ ،لِأَنَّه قِیل فیها:أَو حکاه ابْنُ عَمْرٍو سِیَبَوَیْهِ عن أَعرابیّ .قلتُ :و المنقولُ عن سِیبَوَیْهِ خلافُ
ص:477
ذلک کما قدّمناهُ ،و هذه النُّسْخه خطأٌ،علی أَنّ فی لسان العرب:و حکَی السِّیرافیُّ عن[أَبی] (1)عَمْرٍو عَنْ أَعْرَابِیٍّ سَمِعَه یقولُ لِآخَرَ:انْطَلِقْ معی، أَهَبْکَ نَبْلاً (2).فالصَّوَابُ فی النّسخه:أَوْ حکاه أَبو سعیدٍ،عن عمروٍ،عن أَعرابیٍّ ؛ لِأَنَّ السِّیرَافیَّ اسْمُهُ الحَسْنُ بْنُ عبدِ اللّهِ ،و کنیته أَبو سعیدِ و المُراد بعمرٍو هو سِیبوَیْه،لِأَنّه عَمْرو بن عُثْمَانَ بْنِ قَنْبَر، و السِّیرافیُّ شَرَحَ کتابَ سِیبویْه،فسقط من الکاتب:سعید، و عن.و هذا یؤیّد ما نقله شیخُنا عن بعضٍ أَنّه قولُ سیبویهِ .
و هُو واهِبٌ و وهّابٌ و وَهُوبٌ .
و من أَسمائه تعالی اَلْوَهّابُ ،و هو المُنْعِمُ علی العِباد، و فی النّهایَه:و هو فی صِفَته تعالَی یَدُلُّ علی البَذْل الشّاملِ و العطاءِ الدّائم،بلا تَکَلُّفٍ ،و لا غَرضٍ ،و لا عِوَضٍ .
قلتُ :قال ابنُ منظور: الهِبه :العَطِیَّهُ الخالیَهُ عن الأَغْراض و الأَعْواض،فإِذا کَثُرَتْ ،سُمِّیَ صاحبُها وَهّاباً ،و هو من أَبْنِیه المُبَالغه.انتهی،قال شیخُنا:و اختُلِفَ فی أَنَّه من صفاتِ الذَّات،أَو الأَفعال،و الصّحیحُ الثّانی؛أَو أَنَّ المُرَادَ إِرادهُ الهِبَهِ ،انتهی.
و الوَهُوب :الرَّجُلُ الکثیرُ الهِبَاتِ و وَهّابَهٌ ،زِیدَت فیه الهاءُ لتأْکیدِ المُبالغهِ ،کعَلاَّمهٍ . و الاسمُ المَوْهِبُ ،و المَوْهِبَهُ بکسر الهاءِ فیهما.صرَّح به الفیُّومیُّ ،و ابْنُ القُوطِیَّهِ ،و ابْنُ القَطَّاع،و الجوْهریّ ،و السَّرقُسْطیُّ ،للقاعده السابقه.
و اتَّهَبَه :قَبِلَهُ . و فی الصِحاح: الاتِّهابُ :قَبُولُ الهِبَهِ ، و الاستِیهاب :سُؤالُها.و فی اللِّسان: اتَّهَبْتُ منک دِرْهماً، افْتَعلْتُ ،من الهِبَه .و
14- فی الحدیث: «لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لا أَتَّهِبَ إِلاّ من قُرَشِیٍّ ،أَو أَنصَارِیٍّ ،أَوْ ثَقَفِیٍّ ». ؛[أَی لا أقبل هدیه إلا من هؤلاء] (3)لأَنّهم أَصحابُ مُدُنٍ و قُرًی،و هم أَعْرَفُ بمکارم الأَخلاق.قال أَبو عُبیْد:رأَی النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم، جفَاءً فی أَخلاق البادیَه،و ذَهاباً عن المُرُوءَهِ ،و طلباً للزِّیاده علی ما وَهَبُوا ،فَخصَّ أَهلَ القُرَی العربیّهِ خاصَّهً فی قَبَول الهدیّه منهم دونَ أَهلِ البادیهِ لِغَلَبَه الجفَاءِ علی أَخلاقهم،و بُعْدهِم من ذَوِی النُّهَی و العُقول (4).و أَصْلُه: اوْتَهَبَ ،قلبت الواوُ تاءً،و أُدْغِمت فی تاءِ الافتعال،مثل:اتَّعَدَ و اتَّزَنَ ،من الوَعْدِ و الوَزْنِ .
و فیهِمُ التَّهادِی و التَّوَاهُبُ .
یُقال: تَواهبُوا :إِذا وَهَبَ بَعْضُهُم لِبَعْضٍ ،و تَواهَبهُ النّاسُ بینهم.و
16- فی حدیث الأَحْنَف:
و لا التَّواهُبُ فیما بَیْنَهُمْ ضَعَه.
أَی:أَنَّهُم لا یَهَبُونَ مُکْرَهِینَ .
و وَاهَبَه فَوَهَبَهُ یَهَبُه ،کَیَدَعُهُ وَ یَرِثُهُ ،بالوَجْهَیْنِ .أَمّا الفتح،فلأَجل حَرْف الحَلْق،و أَمّا الثّانی،فشاذٌّ من وَجْهَینِ ،و کان أَوْلَی أَنْ یکونَ مضمومَ العینِ ؛لِأَنَّ أَفعالَ المُغَالَبهِ کلَّها تَرْجِع إِلی فَعَلَ یَفْعُلُ ،کنَصَرَ یَنْصُرُ،لم یَشِذّ منها غیرُ قولِهم:خاصَمَنِی فخَصَمْتُهُ ،فأَنا أَخْصِمُهُ ، بالکسر،لا ثانیَ له.
قاله شیخنا،و قد تقدَّم ما یَتعلَّق به. غَلَبَهُ فی الهِبَهِ ،أَیْ کانَ أَوْهَبَ ،أَی أَکْثَرَ هِبَهً منه.
و المَوْهِبَه ،بفتح الهاءِ،هکذا مَضْبُوطٌ : العَطِیَّه. و فی لسان العرب: المَوْهِبَه : الهِبَه ،بکسر الهاءِ،و جَمْعُها مَوَاهِبُ .و فی الأَساس:و هذه هِبَهُ فلانٍ ،و مَوْهِبَتُهُ ،و هِبَاتُهُ ، وَ موَاهِبُه ،و فُلانٌ یَهَبُ ما لا یَهَبُهُ أَحدٌ.و مِن الأَشیاءِ ما لیس یُوهبُ .
و من المَجَاز: المَوْهَبَهُ ،بفتح الهاءِ: السَّحَابَهُ تَقَعُ حَیْثُ وَقَعَتْ ،عن ابنِ الأَعرابِیّ .و الجَمْعُ مَوَاهِبُ ،یقالُ :کَثُرَت المَوَاهبُ فی الأَرْض:أَی الأَمطار (5):
و المَوْهَبَهُ : حِصْنٌ بِصَنْعَاء الیَمَن،من أَعماله.
و مَوْهَبٌ :اسْمُ رَجُل ،و مثلُهُ فی الصَّحاح و لسان العرب؛و أَنشد لِأَبَّاقٍ الدُّبَیْرِیّ :
ص:478
قَدْ أَخَذَتْنِی نَعْسَهٌ أُرْدُنُّ
و موْهَبٌ مُبْزٍ (1)بِها مُصِنُّ
و هو شاذٌّ،مثلُ مَوْحَدٍ.و قولُه:مُبْزٍ 1بها،أَی:قَوِیٌّ علیها،أَی:هو صَبُورٌ علی دَفْع النَّوم،و إِنْ کان شدیدَ النُّعَاسِ .و لکِنَّ الّذِی یُفْهَمُ من عباره المؤلِّف أَنّ الاسمَ المذکور مَوْهَبَهٌ ،بزیاده الهاءِ،و هو خلافُ ما قالوه.
و من المجاز المَوْهَبَهُ : غدِیرُ ماءٍ صَغِیرٌ ،و قیل:نُقْرَهٌ فی الجبل،یَسْتَنْقِعُ فیها الماءُ،و الجمع مَوَاهِبُ ،کذا فی الصّحاح.و فی التهذیب:و أَمّا النُّقْرَهُ فی الصّخره، فمَوْهَبَهٌ ، بفتْح الهاءِ،جاءَ نادراً؛قال:
و لَفُوکِ أَطْیَبُ إِنْ بَذَلْتِ لَنَا
من ماءِ مَوْهَبَهٍ عَلَی خَمْرِ
أَی موضوع علی خَمْر،ممزوج بماءٍ.و نَصُّ الصّحاح:
و لَفُوکِ أَشْهَی لَوْ یَحِلُّ لَنا
من ماءِ مَوْهَبَهٍ علی شَهْدِ (2)
و فی الأَساس،عندَ ذِکرِ المَوْهَبَهِ هذه،قال:بالفَتح، فَرَّقُوا بینَ هذه الهِبَهِ و سائرِ (3)الهِبات ،ففتحوا فیها و کسروا فی غیرها. و تُکْسَرُ هاؤُهُ ،راجِعٌ للّذی یَلِیهِ .و مثلُه فی لسان العرب.
و تقول: هَبْ زَیْداً مُنْطلِقاً،بمعْنی:احْسَبْ (4)،بکسر السّین و فتحها،کذا هو مضبوطٌ فی نسخه الصَّحاح،یتعدَّی إِلی مفعولَیْنِ ،و لا یُستعملُ منه ماضٍ و لا مستقبل فی هذا المعنَی.و فی المُحْکَم: و هَبْنِی فَعَلْتُ ذلک، أَی:
احْسِبُنی (5)و اعْدُدْنِی ،و لا یُقَال: هَبْ أَنِّی فَعَلْتُ ذلک.و لا یُقالُ فی الواجِب: وَهَبْتُکَ فَعَلْتَ ذلک؛لأَنّها کَلِمَهٌ وُضِعَت لِلأَمْرِ فَقَطْ . قال ابْنُ هَمّامٍ السَّلُولِیُّ .
فقُلْتُ أَجِرْنَی أَبَا خالِدٍ
و إِلاّ فَهَبْنِی امْرَأً هالِکا
قال أَبو عُبَیْدٍ:و أَنشد المازِنیُّ :
فکُنْتُ کذِی داءٍ و أَنْتَ شِفاؤُه
فَهبْنِی لِدائِی إِذْ مَنَعْتَ شِفائِیَا
أَی:احسُبْنِی،قال الأَصْمعِیُّ :تقولُ العربُ : هَبْنی ذلک،و لا یقال: هَبْ ،و لا فی الواجب:قد وَهَبْتُک ،کما یُقالُ :ذَرْنِی و دَعْنِی،و لا یقالُ :وَذَرْتُکَ .
و حکی ابنُ الأَعْرَابیّ : وَهَبَنِی اللّهُ فِدَاکَ :أَی جَعَلَنِی فِداکَ ،و وُهِبْتُ فِداکَ :جُعِلْتُ فِداک.أَطْبَقَ النُّحاهُ علی ذِکْرِه.و قال ابْنُ أُمِّ قاسم فی أَفعال التَّصییر:منها: وَهَبَ .
وَ نَقَلَ قولَ ابْنِ الأَعْرابیّ هذا.قال:و لا تُستعمَلُ إِلاّ بصیغهِ الماضی.و صَرَّحَ غیرُه بأَنَّهُ قلیلٌ .و قال الشّیخُ :هو مُلازِمٌ للمُضِیّ ،لِأَنّه إِنّما سُمع فی مَثَلٍ ،و الأَمثالُ لا یُتَصَرَّف فیها.قالهُ شیخُنا.
و فی تهذِیب الأَفعال: أَوْهَبَهُ لهُ (6):أَعَدّهُ . و یقال للشَّیْ ءِ إِذا کان مُعَدّاً عندَ الرَّجُلِ مثل الطَّعَامِ :هو مُوهَبٌ ،بفتح الهاءِ،و أَصبحَ فُلانٌ مُوهِباً ،بکسر الهاءِ،أَی:مُعِدّاً قادِراً.
و فی تهذیب الأَفعال:و أَوْهَبْتُکَ الطَّعَامَ و الشَّرابَ :
أَعْدَدْتُهما،و أَکْثَرْتُ منهما،و سیأْتی.
و أَوْهَبَ لک الشَّیْ ءُ:أَمْکَنَکَ أَنْ تَأْخُذَهُ و تَنَالَهُ ،عن ابن الأَعْرَابیّ وَحْدهُ ،قال:و لم یقولوا: أَوْهَبْتُهُ لک.و هو لازمٌ ، مُتَعَدٍّ.
وَ وَهْبٌ ،وَ وُهَیْبٌ ،و وَهْبَانُ ،بفَتْحٍ فسکون، و وَاهِبٌ ، و مَوْهَبٌ و قد تقدّم أَنّه کمَقْعدٍ ،قال سیبویه:جاؤوا به علی مَفْعَلٍ ،لأَنّه اسمٌ لیس علی الفِعْل،إِذْ لو کان علی الفِعْل، لکان مَفْعِلاً (7)،فقد یکون ذلک،لِمَکَان العَلَمِیَّه؛لِأَنّ الأَعْلام ممّا تُغَیَّرُ[عَن] (8)القِیاس: أَسْمَاءُ رجال مُحَدِّثینَ و عُلَماءَ و أُدباءَ.
ص:479
و وَهْبِینُ ،بالفتح فالسّکون فالکسر: ع ،قاله ابْنُ سِیدَهْ ، و هو مُرْتَجَلٌ .و أَنشد الجَوْهَرِی للرّاعِی:
رَجَاؤُکَ أَنْسَانِی تَذَکُّرَ إِخْوَتِی
و مالُکَ أَنْسانِی بوَهْبِینَ مالِیَا
وجدتُ فی هامشه:الّذی وَجَدْتُه فی شعر الرّاعِی:
و مالُکَ أَنْسَانِی بِحَرْسَیْنِ مالِیَا
و ذکر فی شرحه أَنَّ خَرْسَیْنِ جَبَلٌ ،و هو حَرْسٌ ،فثَنَّاهُ .
و فی التّهذیب:و وَهْبِینُ :جَبلٌ من جبالِ الدَّهْنَاءِ،قال:
و قد رأَیتُهُ ،و قرأْتُ فی المُعْجَم شعرَ الرّاعی هکذا:
و قد قادَنی الجِیرَانُ قِدْماً و قُدْتُهُمْ
و فارَقْتُ حَتَّی ما تَحِنُّ جِمَالِیَا
و جارک أَخوانی تذکّر إِخْوَتِی
و مالُک أَنسانِی بوَهْبِینَ مالِیا (1)
و وَهْبانُ ،بالفتح فالسّکون، ابْنُ بَقِیَّهَ :مُحَدِّثٌ .
و وُهْبَانُ ، بالضَّمِّ :ابْنُ القَلُوصِ ،کصَبُور: شاعِرٌ من عَدْوانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ قَیْسٍ ،قال الحافظُ :و واوُهُ منقلبه عن همزه،أَصله أُهْبانُ .
و أَوْهَبَ له الشَّیْ ءُ (2):دامَ له،قاله أَبو عُبَیْد.قال أَبو زَیْد،و غَیْرُه: أَوْهَبَ الشَّیْ ءُ:إِذا دامَ ،و أَنشد الجَوْهَرِیّ :
عَظِیمُ القَفا رِخْوُ (3)الخَواصِرِ أَوْهَبَتْ
لَه عَجْوَهٌ مَسْمونَهٌ و خَمِیرُ
و قال علیُّ بْنُ حمْزَهَ :و هذا تصحیفٌ ،و إِنّما هو:
أُرْهِنَت،أَی:أُعِدَّتْ ،و أُدِیمَتْ ؛هکذا وجدت فی الهامش،فلیتَأَمل.
و وَاهِبٌ :جبَلٌ لبنی سُلَیْمٍ ،قال بِشْر بن أَبی خازِم:
کأَنَّها بعْدَ مَرِّ العاهدِینَ بِها
بَینَ الذَّنُوبِ و حَزْمَیْ واهِبٍ صُحُفُ
و قال تَمیمُ بْنُ مُقْبِل:
سَلِی الدّارَ من جَنْبَیْ حِبِرٍّ و واهِبٍ
إِلی ما رَأَی هَضْبَ القَلِیبِ المُضَیَّحُ
و أَمّا وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ التّابعیُّ المشهور،فإِنّه بالتّسکین، و هو الأَفصحُ و قَدْ یُحرَّکُ .
و ممّا یستدرک علیه:
المَوْهُوبُ ،بمعنی الولَد،و هو صفهٌ غالِبَهٌ .و کلّ ما وَهَب لک الوهَّابُ من وَلَد و غیره،فهو مَوهوبٌ .و من سجَعَات الأَساس:و یُقَالُ للمولودِ له:شکَرْتَ الواهِبَ (4)،و بُورِک لک فی الموهوب .
و وُهْبانُ بنُ صَیْفِیّ ،و یقالُ :أُهْبَان:صَحابیّ ،و قد ذُکِرَ تعلیلُه فی موضعه.
و من المَجَاز: أَوْهَبَ [له] (5)الطَّعامُ :کَثُرَ و اتَّسعَ ،حتَّی وُهِب منه.و کذلک وادٍ مُوهِبُ الحَطَبِ :کَثیرُه واسِعُه.
و أَوْهَبْتُ لأَمرِ کذا:اتَّسَعْتُ له و قَدرْتُ علیه،و أَصْبحْتُ (6)مُوهِباً لذلک.کذا فی الأَساس.
و فی کِنْدَه: وَهْبُ بن الحارِث بن مُعاوِیَهَ الأَکْرَمِینَ ، و وَهْبُ بْنُ رَبِیعَهَ بْنِ مُعَاوِیَهَ :قبیلتانِ ؛إِلی الأُولی المِقْدَامُ ابْنُ مَعْدِیکرِبَ ،و إِلی الثّانیه مَعْدانُ بْنُ رَبِیعَه،و غیرُهما.
ویْبٌ ،کویْلٍ ،و وَیْحٍ ،و وَیْسٍ :أَربعهُ أَلفاظٍ متوافقهٌ لفظاً و معنی،و لا خامسَ لها،و إِن وقَع خلافٌ لبعض الأَئمّه فی الفرق أَنَّ بعضها یکونُ فی الخَیر، و بعضَهَا یکونُ فی وُقوعٍ فی هَلَکَه،أَشار لذلک الزَّمَخْشَرِیّ فی الفائق.و زاد ابْنُ فارس فی المُجْمَل عن الخلیل (7):
وَیْه،و وَیْک:و فی تهذیب الأَفعال،لابن القَطّاع:الأَفعال الّتی لا تَتَصرَّفُ ،تسعهٌ :نِعْمَ ،و بِئْسَ ،و لَیْسَ ،و عَسَی، و فِعل التَّعَجُّب،و وَیْحَ زَیْد،و وَیْبَهُ ،و وَیْلَهُ ،و وَیْسَهُ إِلاّ أَنَّ المازِنیَّ ذکَرَ أَنَّ الأَرْبَعَهَ الأَخِیرهَ مصادر.انتهی. تَقُولُ :
وَیْبَک ،بفتح المُوَحَّده و بکسرها،و هذه الأَخیره عن الفَرّاءِ، وَ وَیْبٌ لَکَ ،و وَیْبٌ لِزَیْدِ و وَیْباً لَهُ و وَیْب لَهُ بالحرکات الثَّلاث مع اللاّم،خِطاباً وَ غَیْبَهً و وَیْبِهِ بکسر الموحده،
ص:480
و ویْبِ غَیْرِهِ بکسره،مع الإِضافه للمُنْفَصِل (1)،و هاتان عن أَبی عَمْرٍو (2)، و وَیْبَ زَیْدٍ بکسر الباءِ و فتحها معاً، و وَیْبِ فُلانٌ بکَسْرِ الباءِ علی البِناءِ و رَفْعِ فُلان مبتدأً أَو خَبَراً.
و هذا عن ابنِ الأَعْرَابیِّ ،و قال:إِلاّ بنی أَسَدٍ،لم یزد علی ذلک،و لا فَسَّرَه،و هو استعمالٌ غریب،و قد نقله البَکْرِیُّ فی شرح أَمالی القالی،و یُفْهَمُ من قوله:إِلاّ بنِی أَسدٍ، أَی:فإِنهم یَفتَحُون الباءَ و مَعْنَی الکُلِّ :أَلْزَمَهُ اللّهُ تعالَی وَیْلاً نُصبَ نَصْبَ المصادر،و هو المشهور.و دَعْوَی الفِعْلِیَّه فیها شاذٌّ.و قد وقَعَ فی بعض حواشی شرحِ الرَّضِیّ ،فلیُنْظَرْ.
و فی اللّسَان:فإِن جئْتَ باللاَّمِ ،رَفَعْتَ ،فقُلْتَ : وَیْبٌ لِزَیْدٍ،و نَصبتَ مُنَوّناً،فقلت: وَیْباً (3)لِزَیْدٍ.فالرفعُ مع اللاَّم علی الابتداءِ أَجْوَدُ من النَّصب،و النَّصْبُ مع الإِضافه أَجْوَدُ من النَّصب،و النَّصْبُ مع الإِضافه أَجْوَدُ من الرَّفْع.قال الکِسائیّ :من العرب مَنْ یقولُ : وَیْبَکَ ،و وَیْبَ غَیْرِک؛ و منهم من یقولُ : وَیْباً لِزَیْد،کقولک:وَیْلاً لِزَیْدٍ.و
17- فی حدیث إِسلامِ کَعْبِ بن زُهَیْرٍ:
أَلا أَبْلِغا عنِّی بُجَیْراً رِسَالَهً
علی أَیِّ شَیْ ءٍ وَیْبَ غَیْرِکَ دَلَّکَا.
قال ابنُ بَرِّیّ :فی حاشیه الکتاب بیتٌ شاهدٌ علی ویْب ،بمعنی وَیْل،لِذی الخِرَقِ الطُّهَوِیّ یُخَاطِب ذئباً تَبِعَهُ فی طریقه:
حَسِبْتَ بُغامَ راحِلَتِی عَنَاقاً
و ما هِیَ ویْبَ غَیْرِکَ بالعَنَاقِ
فلو أَنِّی رَمَیْتُکَ من قَرِیبٍ
لَعاقَکَ عن دُعَاءِ الذِّئْبِ عَاقِ
قوله:عَنَاقاً،أَی:بُغامَ عَناقٍ (4).و حکَی ثعلب: وَیْب فُلانٍ ،و لم یَزِدْ (5).و المصنِّف زاد علی ما ذَکرُوه عُمُومَ استعماله بالمُوَحَّده الجارَّه بدل اللاّم،و إِضافتَهُ للغائب فی وَیْبَه ،کما أُضِیفَ فی اللُّغَه العامَّه إِلی ضمیر المتکلِّم، و إِضافتُه إِلی الظّاهر مشهورٌ،کوَیْل.قاله شیخُنا. و وَیْباً لِهَذَا الأَمْرِ: أَیْ عَجَباً له،و وَیْبهُ :کَوَیْلَهُ .
و الوَیْبَهُ ،علی وَزْن شَیْبَهٍ . اثنانِ أَوْ أَرْبعَهٌ و عِشْرُونَ مُدًّا.
و المُدُّ یَأْتی بیانه فی م ک ک لم یذکُرْه الجوهریُّ و لا ابنُ فارسٍ ،بل توقَّفَ فیه ابْنُ دُرَیْدٍ.و الصَّحِیحُ أَنَّهَا مُوَلَّدَه، استعملها أَهْلُ الشّامِ و مِصْرَ و إِفْرَیقَیَّهَ .
الهَبُّ ،و الهُبُوبُ ،بالضم: ثَوَرَانُ الرِّیحِ ، کالهَبِیبِ . فی المحکم: هَبَّت الرِّیحُ ، تَهُبُّ هُبُوباً ،و هَبِیباً :
ثارَتْ ،و هاجَتْ .و قال ابن دُرَیْد: هَبَّ هَبًّا ،و لیس بالعَالی فی اللغَه،یعنی:أَنّ المعروفَ إِنّما هو الهُبُوب ،و الهَبِیبُ .
قلتُ :فالمُصَنِّفُ قدّمَ غیرَ المعروف علی ما هو مستعملٌ معروف.و فی بغیه الآمال،لِأَبی جعفر اللَّبْلِیّ :أَنَّ القِیَاس فی فَعَلَ المفتوحِ اللازم المُضَاعَف أَن یکونَ مُضَارِعُهُ بالکسر،إِلاّ الأَفعالَ الثّمانیهَ و العشرینَ ،منها: هَبَّتِ الرِّیحُ .
و الهَبّ ،و الهُبُوبُ ،و الهَبِیبُ : الانْتِباهُ مِنَ النَّوْمِ ، هَبَّ ، یَهُبُّ .و أَنشد ثعلبٌ :
فَحَیَّتْ فحَیَّاهَا فهَبَّ فحَلَّقَت
مَعَ النَّجْمِ رُؤْیَا فی المَنَامِ کَذُوبُ
و أَهَبَّ اللّهُ الرِّیحَ ،و أَهَبَّهُ من نَوْمِه:نَبَّهَهُ ،و أَهْبَبْتُه أَنا.
قال شیخُنَا: هَبَّ من نَوْمِهِ ،من الأَفعال الّتی استعملَتها العربُ لازِمَهً کما هو المشهور،و متعدِّیهً أَیضاً،یقال: هَبَّ من نَوْمِهِ ،و هَبَّه غَیْرُهُ ؛و استدلُّوا لذلک بقوله تعالَی فی قراءَهٍ شاذَّهٍ : قالُوا یا وَیْلَنَا مَنْ هَبَّنا من مَرْقَدِنا بدل قوله تعالی فی المُتَواتِرَه مَنْ بَعَثَنا (6)و قالوا: هَبَّنا معناه:أَیْقَظَنا و بَعَثَنا،و أَنّه یُقَال: هَبَّنا ثُلاثِیًّا متعدّیاً، کأَهَبَّنا رُباعِیًّا.
و القراءَهُ نقلها البیضاویُّ و غیرُه،و جعلوا الثُّلاثیَّ و المَزیدَ بمعنًی.و لکِنَّ ابْنَ جِنِّی فی المُحْتَسب أَنکر هذه القِراءَه، و قال:لم أَرَ لهذا أَصْلاً،إِلاّ أَن یکونَ علی الحذف و الإِیصال،و أَصلُهُ هَبَّ بنَا،أَی:أَیْقَظَنَا.انتهی.
ص:481
و فی الأَساس،ریحٌ هابَّهٌ ،و هَبَّت هُبُوباً ،و أَهَبَّها اللّه، و اسْتَهَبَّها .و جعل هَبَّ من نومه:انْتَبهَ ،من المَجَاز.
و منهُ أَیضاً، الهَبُّ :ال نَّشاطُ ما کانَ .و
17- رَوَی النَّضْرُ بنُ شُمَیْل بإِسناده فی حدیثٍ رواه عن رَغْبَانَ (1)قال: «لقد رأَیتُ أَصحابَ رسولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم، یَهُبُّونَ إِلَیْهِما (2)کما یَهُبُّونَ إِلی المکتوبه». یعنی:الرَّکْعَتَیْنِ قبل المَغْرِب.أَی:یَنْهَضُونَ إِلیهما (3).قال النَّضْرُ:قولُهُ یَهُبُّونَ ،أَی:یَسْعَوْن.
و کُلُّ سائرٍ. هَبَّ ، یَهِبّ ،بالکَسْرِ، هَبّاً ،و هُبُوباً :نَشِطَ .
و هُبُوبُه : سُرْعَتُه، کالهِبَابِ ،بالکَسْرِ :النَّشاط .و هَبَّتِ النّاقهُ فی سَیرها، تَهُبُّ ،بالضّمّ (4)، هِبَاباً :أَسْرَعَت،و حکی اللِّحْیَانیّ : هَبَّ البعیرُ،مثلُه،أَی نَشِطَ ،قال لَبِیدٌ:
فَلَها هِبابٌ فی الزِّمامِ کأَنَّها
صَهْباءُ راحَ مع الجَنُوب جَهَامُها
و إِنَّه لَحَسَنُ الهِبَّه ،بالکَسْرِ یُرَادُ به الحالُ .
و الهِبَّهُ : القِطْعَهُ من الثَّوْبِ .
و الهِبَّهُ :الخِرْقَهُ . ج هِبَبٌ کعِنَبٍ ؛قالَ أَبو زُبَیْدٍ:
غَذاهُمَا بدِمَاءِ القَوْمِ إِذْ شَدَنا
فما یَزالُ لِوَصْلَیْ راکِبٍ یَضَعُ
علی جَنَاجِنِهِ من ثَوْبِهِ هِبَبٌ
و فیه مِن صائکٍ مُسْتَکْرَهٍ دُفَعُ
یَصِفُ أَسداً أَتی لِشِبْلَیْهِ [بوَصْلَیْ راکبٍ ] (5)و الوَصْلُ :کلُّ مَفْصِل تامٍّ ،مثّل مَفْصِلِ العَجُزِ من الظَّهْر.و الهاءُ فی «جَنَاجِنِه»تعودُ إِلی الأَسد؛و فی«ثوبِه»إِلی الرّاکب.
وَ یَضَعُ :یَعْدُو.و الصّائِکُ :اللاّصِقُ .
و من المَجَاز: الهِبَّهُ : مَضاءُ السَّیْفِ فی الضَّرِیبَهِ ، و هِزَّتُهُ .و فی الصَّحاح:هَزَزْتُ السَّیْفَ و الرُّمْحَ ، فهَبَّ هَبَّهً ؛ و هَبَّتُهُ :هِزَّتُهُ ،و مَضَاؤُه فی الضَّرِیبَه.و حَکی اللِّحْیَانیُّ :اتَّقِ هَبَّهَ السَّیْفِ ،و هِبَّتَه .و سیف ذو هَبَّهٍ :أَی مضاءٍ فی الضَّرِیبه؛قال:
جلا القَطْرُ عن أَطْلالِ سَلْمَی کأَنَّما
جَلا القَیْنُ عن ذی هَبَّهٍ داثِرَ الغِمْدِ
و إِنَّهُ لَذُو هَبَّهٍ :إِذا کانت له وقعه شدیده.
و الهَبَّهُ ،أَیضاً: السّاعَهُ تَبْقَی من السَّحَرِ ،رواه الجوهریُّ عن الأَصمعیّ .
و من المجاز:عِشنا بذلک هِبَّهً ،و هی الحِقْبَهُ من الدَّهْرِ ، کما یقال:سَبَّهً ،کذا فی الصَّحاح،و هو المَرْوِیُّ عن أَبی زیدٍ، و یُفْتَحُ فِیهِما ،أَی:فی اللَّذَیْن ذُکِرَا قریباً.و هذا غیرُ مشهورٍ عندَ أَئمّهِ اللُّغَه،و إِنّما الوَجْهَانِ فی الهَبَّه بمعنی هَزِّ السَّیْف و مَضائِهِ ،کما أَسلفناه آنِفاً.و أَمّا ما عداه،فلم یُذْکَرْ فیه إِلاّ الکسرُ فقط (6).
و هَبَّهُ السَّیْفُ ، یَهُبّ ، هَبّاً ،و هَبَّهً بالفتح، و هِبَّهً بالکسر.
و هذا کلامه یؤیّد (7)ما قلناه.و عن شَمِر: هَبَّ السَّیْفُ ، و أَهْبَبْتُ السَّیْفَ :إِذا هَزَزْتَهُ ، فاهْتَبَّهُ ،و هَبَّهُ ،أَی: قَطَعَهُ .
و من المَجَاز: الهِبَّهُ ،بالکسر:هِیاجُ الفَحْلِ .
وهَبَّ التَّیْسُ ، یهِبُّ بالکسر،و علیه اقتصر الجَوْهَرِیّ ، و هو القیاس، وَ یَهُبُّ بالضَّمِّ شُذُوذاً،و هو غیرُ معروفٍ فی دَواوینِ اللُّغَه،و لکنّا أَسلفنا النّقل عن أَبی جعفرٍ اللَّبْلِیّ أَنّه من جمله الأَفعال الثّمانیه و العِشْرِین،و به صرَّحَ ابْنُ مالک.
ثمّ رأَیْتُ الصّاغانیَّ نقله عن الفَرَّاءِ (8).فقولُ شیخِنا:فی کلام المصنف نَظَرٌ،لا یخلُو من تَأَمُّلٍ . هَبِیباً ،و هِبَاباً ، و هِبَّهً بالکسر فیهما:هاجَ ، نَبَّ لِلسِّفادِ، کاهْتَبَّ ، و هَبْهَبَ . و قیلَ : الهَبْهَبَهُ :صوتُهُ عندَ السِّفاد.و فی المحکم:و هَبَّ الفَحْلُ من الإِبِل و غیرِها، یَهِبُّ ، هِبَاباً ، و هَبِیباً ،و اهْتَبَّ :أَرادَ السِّفادَ.
و هَبَّ السَّیْفُ ، یَهُبُّ ، هَبَّهً ،و هَبّاً : اهْتَزَّ. الأَخیرَهُ عن أَبی زید.و أَهَبَّهُ :هَزَّهُ ،عن اللّحیانیّ .و قال الأَزهریّ :
السَّیْفُ یَهُبُّ ،إِذا هُزَّ، هَبَّهً .و قد تقدَّمَ .
ص:482
و من المَجَاز یقال: هَبَّ فُلانٌ حیناً،ثمّ قَدمَ ،أَی: غابَ دَهْراً ثمّ قَدمَ ،و هذا عن یُونُسَ .و ناسٌ یقولون غابَ فلانٌ ثم هَبَّ ،و هو أَشْبَه،قال الأَزهریّ :و کأَنّ الّذِی حُکِیَ عن یُونُسَ أَصلُه من هَبَّه الدَّهْرِ (1). و قال ابن الأَعْرَابیّ : هُبَّ ، بالضَّمّ :إِذا نُبِّهَ ،و هَبَّ ،بالفتح، فی الحَرْبِ :إِذا انْهَزَمَ .
و من المجاز: هَبَّ فلانٌ یَفْعَلُ کَذَا ،کما تقولُ :طَفِقَ یَفعَل کذا.
و
16- وقع بعض الأَحادیثِ : « هَبَّ التَّیْسُ ». أَی:هاجَ للسِّفادِ، و قد تقدَّم.
و هَبَبْتُ بِهِ : (2)دَعَوْتُهُ لِیَنْزُوَ ، فَتَهَبْهَبَ :تَزَعْزَعَ ، و قَوْلُ الجَوْهَرِیّ : هَبَبْتُهُ ،خَطَأٌ. و الّذی نقله المصنّف عن الصَّحاح،هو الصَّحِیح؛و نَصُّه: هَبَبْتُهُ ،لا هَبَبْتُ به، و النُّسْخه الّتی نقلت منها هی بخطّ یاقوت صاحبِ المُعْجَم، موثوقٌ بها؛لأَنَّها قُوبِلَتْ علی نسخه أَبی زَکَرِیّا التِّبْرِیزِیّ و أَبِی سَهْل الهَروِیّ .فقول شیخِنا:فیه نَظرٌ،دلَّ علی أَنّ کلامَهُ هو الخطأُ.فإِنّ هذا اللَّفظَ ،لم یَثْبُتْ فی الصَّحاح، و لا قاله الجوهریُّ ،و کأَنّ نُسخَتَهُ مُحرَّفهٌ ،فبَنَی (3)علی التَّحریف،و خَطَّأَ بِناءً علی التَّوْهِیم،و الجوهریّ هو العالم العَرِیف بأَنواع التَّصْرِیف،فإِنّه إِنَّما قال: هَبْهَبْته ،بهاءَیْنِ و باءَیْن،و هو الصَّواب،انتهی،مَحَلُّ تَأَمُّلٍ و نَظَرٍ.فإِنّ الصَّحیحَ ما ذکرناه منقولاً؛علی أَنِّی رأَیتُ الصّاغانیَّ حدَّدَ سَهْمَ مَلامِه علی الجَوْهَرِیِّ ،و نقل عنه مثلَ ما ذهبَ إِلیه شیخُنا:و هَبْهبْته :دَعَوته،هکذا فی التکمله.و العجب من کلام شیخنا،فیما بعد،ما نَصَّه:فالمصنف،رحمه اللّه تعالی،زنّی،فحدَّ.و إِلا فنسخنا المصححَه و غیرُها من نُسَخ راجعناها کثیره،کُلّها خالیه عن دعواه،انتهی، و حَقیقٌ أَن ینشَد:
فَکَمْ من عائِبٍ قولاً صَحیحاً
و آفَتُه من النُّسَخِ السَّقِیمَهْ
و الهَبْهَبَه ؛السُّرْعهُ .
و:ترقْرُقُ السَّرَابِ ،أَی:لمعانُهُ .و قد هبْهَبَ هَبْهَبَهً .
و الهَبْهَبَه : الزَّجْرُ ،و الفِعْلُ منه: هَبْ هبْ ،و بعضُهُم خَصَّهُ بالخَیْل،و سیأْتی فی:هاب،و هو فی روض السُّهیْلیّ الّذی استدرکه شیخنا ناقلاً عنه.و فی لسان العرب:و هَبْهَبَ :إِذا زَجَرَ،فکیف یَدَّعِی أَنّ المصنِّف غَفَلَ عنه تقصیراً؟یا للّهِ لِلْعَجَبِ .
و الهَبْهَبَهُ الانْتِبَاهُ من النَّوْم.
و الهَبْهَبَهُ الذَّبْحُ ،یقال: هَبْهَبَ :إِذا ذَبَحَ .
و الهَبْهَبِیُّ :الرَّجُلُ الحَسَنُ الحُدَاءِ.
و هو أَیضاً الحَسَنُ الخِدْمَهِ ،و کُل مُحْسِنِ مهْنَهٍ (4):
هَبْهَبِیٌّ .و خصَّ بعضُهم به الطَّبّاخَ و الشَّوَّاءَ. و عن ابنِ الأَعْرَابِیِّ : الهبْهَبِیُّ القَصّاب ،و کذلک الفَغْفَغِیّ .
و الهَبْهَبِیُّ السَّرِیعُ ،و الاسمُ الهَبْهَبَهُ ،و قد تقدّم، کالهَبْهَبِ ،و الهَبْهَابِ ،بالفتح فیهما. و الهَبْهَبِیُّ الجَمَلُ الخَفِیفُ (5)،و هی بهاءٍ ،یقال:ناقهٌ هَبْهَبِیَّهٌ :سریعهٌ خَفِیفهٌ ؛ قال ابْنُ أَحْمَرَ:
تَمَاثِیلَ قِرْطاسٍ علَی هَبْهَبِیَّهٍ
نَضَا (6)الکُورُ عن لَحْمٍ لها مُتَخَدِّدِ
أَراد بالتّماثِیل:کُتُباً یَکْتُبُونَها،کذا فی لسان العرب.
و فی الصحاح: الهَبْهَبِیُّ : رَاعِی الغَنَمِ (7)،و اقتَصر علی ذلک، أَوْ تَیْسُها. و قد قدّمه ابْنُ منظور،و أَنشد:
کَأَنَّهُ هَبْهَبِیٌّ نامَ عن غَنَمٍ
مُسْتَأْوِرٌ فی سَوادِ اللَّیْلِ مَذْؤُوبُ
و الهَبْهابُ :الصَّیَّاحُ ،کَکَتَّان.
و الهَبْهابُ :اسْمٌ من أَسماءِ السَّرابِ ،و فی المحکم:
الهَبْهَابُ :السَّرَابُ .
و هَبْهَبَ السَّرابُ ، هَبْهَبَهً :إِذا تَرَقرقَ .
ص:483
و الهَبْهابُ : لُعْبَهٌ للصِّبْیانِ أَی لِصِبْیَانِ الأَعْرَابِ ،یُسَمُّونَها الهَبْهاب .
و الهَبَابُ ،کسَحَاب:الهَبَاءُ ،نقله الصَّاغانیّ .
و تَهَبْهَبَ التَّیْسُ :إِذا تَزَعْزَعَ ،و قد تقدَّم أَنَّه مطاوعُ :
هَبْهَبَ به.ذکرهُ الجوهریُّ ،و غیرُهُ .
و من المَجَاز: تَهَبَّبَ الثَّوْبُ :بَلِیَ .
و فی الصَّحِاح:عن الأَصمعیّ یقالُ : ثَوْبٌ هَبایبُ و خَبَایِبُ (1)،أَی:بلا همز، و أَهْبَابٌ و هِبَبٌ ،أی:
مُتَخَرِّق (2)، مُتَقَطِّعُ . و قد تَهَبَّبَ .
و هُبَیْبٌ ،کزُبَیْرٍ،ابنُ مَعْقِل (3)هکذا فی نسختنا بالمیم و العین و القاف صَحَابِیٌّ ،له حدیثٌ فی خَبَرِ الإِزار (4).قلتُ :
و هو حدیثُ ابْن لَهیعَهَ ،عَنْ زَیْدِ بن أَبی حَبِیب:أَنَّ أَسْلَمَ أَبا عِمْرَانَ أَخبره عن هُبَیْب:و ضبط ابْنُ فَهْدٍ والِدهُ مُغْفِل کمُحْسِن،قال:لِأَنّه أَغْفَلَ سِمَهَ إِبلِهِ ، و نُسِبَ إِلیه وادی هُبیْبٍ بِطَرِیقِ الإِسکندَرِیَّهِ من جهه المَغْرِب،نقله الصّاغانیّ .
و من المَجَاز: تَیْسٌ مِهْبَابٌ ،أَی: کَثِیرُ النَّبِیبِ لِلسِّفادِ. و زاد فی لسان العرب:و کذلک تَیْسٌ مهببٌ ،أَی:
کمعظم (5).
و فی الصَّحاح:و هَبَّت الرِّیحُ ، هُبُوباً ،و هَبِیباً :أَی هاجَتْ .و الهَبِیبُ و الهَبُوبُ ،و الهَبُوبَهُ :الرِّیحُ المُثِیرَهُ لِلْغَبَرَهِ ،تقولُ من ذلک: مِنْ أَیْنَ هَبَبْتَ ،یا فُلانُ ؟کأَنّک قُلْتَ : مِنْ أَیْنَ جِئْتَ ؟و من أَیْنَ انْتَبَهْت لنا؟ و من قول یُونُسَ المتقدِّمِ ذِکرُهُ قولُهم أَیْنَ هَبِبْتَ حَنَّا (6)بالکَسْر:أَی أَینَ غِبْت عَنّا ؟ثمّ إِنّ الذی فی نسختنا: هببت حنا،بالحاءِ المهمله بدل العین،هو بعینه نَصُّ یُونُسَ .
و رَأَیْته هَبَّهً ،أَی: مَرَّهً واحدهً فی العُمْر.و
16- فی الحدیثِ : أَنّه قال لاِمْرأَهِ رِفاعَهَ :«لا،حَتَّی تَذُوقِی عُسَیْلَتهُ .قالت:
فإِنَّه قد جاءَنِی هَبَّهً ». أَی:مَرَّهً واحِدهً ،من هِبابِ الفحْلِ ، و هو سِفادُهُ ،و قیل:أَرادت بالهَبَّهِ الوَقْعَهَ ،من قولهم:احْذرْ هَبَّهَ السَّیْفِ ،أَی وَقْعتَه.
و هَبَّ السَّیْفُ .
و اهْتَبَّهُ :قَطَعَهُ .
و قد تَهَبَّبَ الثَّوْبُ .
و هبَّبَهُ :خَرَّقَهُ ،عن ابن الأَعْرَابیّ و أَنشد:
کَأَنَّ فی قَمیصهِ المُهَبَّبِ
أَشْهَبَ من ماءِ الحَدِید الأَشْهَبِ
و لا یَخفی أَنَّه لو ذکرهما فی أَوَّل المادَّه،فی محلِّهما، کان حسناً لطریقته.
و الهَبْهَبُ ،کجَعْفَر: الذِّئْبُ الخَفِیفُ السَّرِیعُ ،و قد جاءَ فی قول الأَخْطَل:
علی أَنَّها تَهْدِی المَطِیَّ إِذا عَوَی
من اللَّیْلِ مَمْشُوقُ الذِّراعَیْنِ هَبْهَبُ
*و ممّا یُستدرک علیه:
هَبَّ النَّجْمُ :إِذا طَلَعَ ،و
16- فی الحدیث: «إِنَّ فی جَهَنَّمَ وادِیاً،یُقَالُ لَهُ هَبْهَبٌ ،یَسْکُنُه الجَبّارُونَ ».
و الهَبْهَبِیُّ :الطَّبّاخُ ،و الشَّوّاءُ،و قد تقدَّم.
و هُبَّی :من هُبُوب الرِّیح،هکذا فی نوادر ثعلب،و هو لیس بثَبتٍ .
الهَجْبُ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحب اللسان.و قال الصّاغانیّ :هو السَّوْقُ ،و السُّرْعَهُ فی المَشْیِ ،و غیرِه و الضَّرْبُ بالعَصَا ،یقال: هَجَبْتُهُ بالعَصا:
إِذا ضَرَبْتَهُ بها.
الهُدْبُ ،بالضَّمِّ علی المشهور، و بضَمَّتَیْنِ لُغَهٌ فیه: شَعَرُ أَشْفار العَیْنَیْن و هما من أَلفاظ الجمع کما یَدُلُّ له فیما بَعْدُ،فکان ینبغی أَن یُعَبّر فی معناه بأَشعارِ أَشفارِ العَیْنینِ ،أَو أَنه أَراد الجِنْسَ .و فی لسان العرب: الهُدْبَهُ :
الشَّعَرَهُ النّابِتَهُ علی شُفْرِ العَیْنِ .
ص:484
و الهُدْبُ : خَمْلُ الثَّوْبِ ،واحِدَتُهما بهاءٍ ،أَی: الهُدْبَه .
و طالَ هُدْبُ الثَّوْبِ ،و هُدّابُهُ .و
16- فی الحدیث: «کأَنِّی أَنْظُرُ إِلی هُدّابِها ». هُدْبُ الثَّوْبِ ،و هُدْبَتُهُ ،و هُدّابهُ :طَرَفُ الثَّوبِ ممّا یَلِی طُرَّتَهُ .و
16- فی حدیث امرأَهِ رِفَاعهَ : «إِنَّ ما مَعَهُ مثلُ هُدْبَه الثَّوْبِ ». أَرادت مَتَاعَهُ ،و أَنَّهُ رِخْوٌ مثلُ طَرَف الثَّوْبِ لا یُغْنِی عنها شَیْئاً.
و رَجُلٌ أَهْدَبُ :کَثیرُهُ أَی الشَّعَرِ النّابِتِ علی شُفْرِ العین.
و قال اللیْثُ :رجلٌ أَهْدَبُ :طَوِیلُ أَشْفارِ العَیْنِ [النابت] (1)کَثِیرُها.قال الأَزْهَرِیُّ :کأَنَّهُ أَرادَ بأَشْفارِ العَیْنِ الشَّعَرَ النّابتَ (2)علی حُروف الأَجْفان،و هو غَلَطٌ .إِنّما شُفْرُ العین:مَنْبِتُ الهُدْبِ من حَرْفَیِ (3)الجَفْنِ ،و جَمعُه أَشفَارٌ.
و فی الصَّحاح: الأَهْدَابُ :الکثیرُ أَشْفَارِ العَیْنِ .و
14- فی صِفته،صلی اللّه علیه و سلم: «کان أَهْدَبَ الأَشْفَارِ».و فی روایه:« هَدبَ الأَشْفَارِ»أَی:طویلَ شَعَرِ الأَجْفانِ .و فی حدیثِ زِیاد:
«طویلُ العُنَقِ أَهْدَبُ ».
و هَدِبَتِ العیْنُ ،کفرِحَ . هَدَباً طالَ هُدْبُها ،فهو أَهْدَبُ العَیْنِ ،و هی هَدْباءُ .
و من المَجَاز: الهَیْدَبُ :السَّحَابُ المُتَدَلِّی الّذی یَدْنُو مثْلَ هُدْبِ القَطیفَهِ ؛ أَو هَیْدَبُ السَّحَابِ : ذَیْلُهُ ،و هو أَنْ تَراهُ یتَسلسلُ فی وَجْهِه لِلْوَدْقِ (4)،یَنْصَبُّ کأَنَّه خُیُوطٌ مُتَّصلَهٌ .
و فی الصَّحاح: هَیْدَبُ السَّحابِ :ما تَهَدَّبَ منه،إِذا أَرادَ الوَدْقَ ،کأَنَّه خُیوطٌ .قال أَوْسُ بن حَجَرٍ،قال ابْنُ بَرِّیّ :
و یُرْوَی لعَبِیدِ بْنِ الأَبرص یَصِفُ سَحَاباً کثیرَ المطر:
دَانٍ مُسِفٌّ فُوَیْقَ الأَرْضِ هَیْدَبُهُ
یَکَادُ یَدْفَعُهُ مَنْ قَامَ بالرّاحِ
المُسِفُّ :الّذی قد أَسَفَّ علی الأَرْض،أَی:دَنا منها.
و الهَیْدَبُ :سَحابٌ یَقْرُبُ من الأَرْض،کأَنَّه مُتَدَلٍّ ،یکاد یُمْسِکُه،من قامَ ،براحته.قلت:و قرأْت فی المجلَّدِ الأَوَّل من التَّهْذِیب للأَزْهَرِیّ ،فی باب عق،ما نصُّه:و سحابَهٌ عَقّاقَهٌ مشقَّقَه بالماءِ (5)،و منه قولُ المُعَقَّر بْنِ حِمار (6)لبِنْتِهِ ، و هی تَقودُه و قد کُفَّ و سمِعَ صوت رَعْدٍ (7):أَیْ بُنَیَّهُ :ما تَرَیْنَ ؟قالت:أَری (8)سَحَابَهً عَقّاقَهً کأَنَّها حُوِلاَءُ ناقهٍ ،ذاتُ هَیْدَبٍ دانٍ ،و سَیْرٍ وانٍ .قال:أَیْ بُنَیّهُ :وائِلی[بی] (9)إِلی [جانب] 9قَفْلَهِ ،فإِنَّها لا تَنْبُتُ إِلاّ بمَنْجَاهٍ من السَّیْل.
شبهت بحِوَلاءِ النّاقَهِ فی تَشَقُّقِهَا بالماءِ کَتَشَقُّقِ الحِوَلاءِ،و هو الّذی یَخْرُجُ منه الوَلَدُ،و القَفْلَه:شجره (10)انتهی.
و الهَیْدَبُ خَمْلُ الثَّوْب ،و الواحد هَیْدَبَهٌ .و کان ینبغی أَن یُذْکَر عندَ قوله:«و الهُدْبُ »:خَمْلُ الثَّوْبِ ».أَمّا تفریقه فی مَحلَّیْنِ ،مُخِلٌّ لشَرْطه.قالَ شیخُنا:علی أَنَّ الخَمْلَ ، عندَ کثیرینَ ،غیرُ الهُدْب ،فإِنّ الهُدْب قالوا فیه:هو طَرَفُ الثَّوْبِ الّذِی لم یُنْسَجْ .و قال بعضٌ :هو طَرَفٌ من سَدًی بلا لُحْمَه،و قد یُفْتَلُ و یُحْفَظُ به طَرَفُ الثّوبِ .و الخَمْلُ :ما یتخلَّلُ به الثَّوْب کلّه،و أَکثرُ ما یکونُ فی القطائفِ .
و من المجاز: الهَیْدَبُ : رَکَبُ (11)المَرْأَهِ ،أَی فَرْجُها إِذا کان مُسترْخیاً،لا انتصابَ لهُ .شُبِّه بهَیْدَبِ السَّحابِ و هو المُتَدلِّی من أَسافله إِلی الأَرض،قال:
أَرَیْتَ أَنْ أُعْطِیتَ نَهْداً کَعْثَبَا
أَذاک أَمْ أُعْطِیتَ هَیْداً هَیْدَبا
و قال ابنُ سِیدَهْ :لم یُفَسِّرَ ثعلبٌ هَیْدَباً ،[إنَّما فسّر هَیْداً، فقال:هو الکثیرُ] (12).
و من المَجَاز: الهَیْدَبُ : المُتَسَلْسِلُ المُنْصَبُّ من الدُمُوعِ کأَنَّه خُیُوطٌ مُتَّصلَهٌ ،عن اللیث؛و أَنشد.
بدَمْع ذی حَزَازاتٍ (13)
علی الخَدَّیْنِ ذی هَیْدَبْ
ص:485
و هَیْدَبٌ : فَرَسُ عَبْدِ عَمْرِو بْنِ راشِدٍ ،سُمِّیَت لطُول شَعَر ناصِیَتِها.
و فی لسان العرب:قال (1):و لم أَسْمَع الهَیْدَب فی صِفَه الوَدْق المُتَّصِلِ و لا فی نَعْتِ الدُّمُوع (2).و البَیْتُ الّذی احْتَجَّ به الَّلیْث،مصنوعٌ لا حُجَّهَ بِه،و بیتُ عَبِیدٍ (3)یدُلُّ علی أَنَّ الهَیْدَب من نَعْتِ السَّحابِ .
و الهَیْدَبُ من الرِّجال:العَیِیُّ ،و فی نسخهٍ : الغَبِیُّ (4)، بالغین و المُوَحَّدَه قال الأَزْهَرِیُّ : الهَیْدَبُ :العَبَامُ من الأَقوام،الفَدْمُ ، الثَّقِیلُ ،الضَّخْمُ ،الجافی؛و أَنشد لِأَوْسِ بْنِ حَجَرٍ شاهداً:
و شُبِّهَ الهَیْدَبُ العَبَامُ من الْ
أَقْوام سَقْباً مُجَلِّلاً فَرَعا
قال: الهَیْدَبُ من الرِّجال:الجافی،الثَّقِیلُ ،الکثیرُ الشَّعَر.و قیلَ : الهَیْدَبُ :الّذِی علیه أَهْدَابٌ تَذَبْذَبْ من بِجادٍ أَو غیرِه،کأَنَّها هَیْدَبٌ من سَحَاب، کالهُدُبِّ کعُتُلٍّ ، و قیل: الهُدُبُّ (5):الضَّعِیفُ ،و الهَیْدَبُ :الأَحمق، و الهُدّابِ ،أَی:کرُمّان،و ما رأَیْته لِغیره.
و هَدَبَهُ أَی الشَّیءَ، یَهْدِبُهُ :قَطَعَهُ .
و الهَدْبُ :ضَرْبٌ من الحَلْبِ ،یقال: هَدَبَ الحالِبُ النّاقَهَ ، یَهْدِبُهَا ، هَدْباً : احْتَلَبَهَا ،رواهُ الأَزْهَریُّ عن ابْن السِّکِّیت.و فی بعض النُّسَخ:حَلَبها.و فی تهذیب ابْنِ القَطَّاع: هَدَبْتُ کلَّ مَحْلُوبَه، هَدْباً :حَلَبْتُها بأَطْرافِ الأَصابِع.
و هَدَّبَ الثَّمَرَهَ تَهْدِیباً ،و اهْتَدَبَهَا . اجْتَناها (6)،و
16- فی حدیثِ خَبّاب: «و مِنَّا من أَیْنَعَت له ثَمَرَتُهُ ،فهو یَهْدِبُهَا ». أَی:
یَجْنِیها و یَقْطِفُها کما یَهْدِبُ الرّجلُ هَدَبَ الغَضَا و الأَرْطَی. و الهَدَبُ ،مُحَرَّکَهً :أَغْصانُ الأَرْطَی و نَحْوِهِ مِمّا لا وَرَقَ لَهُ ،واحدَتُه هَدَبَهٌ ،و الجمعُ : أَهْدَابٌ .
و الهَدَبُ (7)،أَیضاً. ما دَامَ من وَرَقِ الشَّجَرِ ،و لم یکُنْ له عَیْرٌ، کالسَّرْوِ و الطَّرْفاءِ و السَّمُرِ.
و الهَدَبُ مِن النَّبَاتِ :ما لیْس بِوَرَقٍ ،إِلاَّ أَنَّه یقُوم مَقَامَ الوَرَقِ ،و هذا عن أَبی حنیفهَ ؛ أَو کُلُّ وَرَق لَیْس لَهُ عَرْضٌ ، بفتح فسکون،کورقِ الأَثْلِ و السَّرْوِ و الأَرْطَی و الطَّرْفاءِ، و هذا عن الجوهریّ ، کالهُدَّابِ ،کرُمَّانِ ،قال عَدِیّ (8)بْنُ زَیْدٍ العِبَادِیُّ یَصِفُ ظَبْیاً فی کِناسِه:
فی کِناسٍ ظاهرٍ یَسْتُرُهُ
مِنْ عَلُ ،الشَّفّانَ ، هُدّابُ الفَنَنْ
الشَّفّانُ :البَرَدُ،و هو منصوبٌ بإِسقاط حرف الجرّ،أَی یستُرُه هُدّابُ الفَنَنِ من الشَّفَّانِ .و فی هامش نسخه الصَّحاح ما نصّه:أَرادَ:یَستُرُ هُدّابُ الفَنَنِ الشَّفّانَ من عَلُ .
و الشَّفّانُ :القَطْرُ القلیلُ و الفَنَنُ :الغُصْنُ .و الهُدّابُ :ما مالَ منه.و
16- فی حدیث وَفْدِ مَذْحِجٍ : «أَنّ لنا هُدّابَها ». الهُدّاب :
ورَقُ الأَرْطَی،و کُلُّ ما لم یَنْبَسِطْ وَرَقُه.و هُدَّابُ النَّخْلِ :
سَعَفُه.و الواحِدَهُ منها هَدَبَهٌ ،و هَدَّابَهٌ بزیاده الهاءِ فیهما، و: ج أهداب و هو مقیس فی فعل مُحرَّکاً. و أَما هُدَّابٌ ، ففی المحکم:أَنّه اسمٌ یَجْمَعُ هُدْبَ الثَّوْبِ و هَدَبَ الأَرْطَی،و استشهد بقول العَجّاج (9)،و فی نسخه هنا:
هِدَابَه ،ککِتَابَه،بَدَلَ هُدّابٍ ،و هو خطأٌ.
و هَدِبَ الشَّجَرُ،کفَرِحَ ، هَدَباً : طالَ أَغْصانُهَا،و تَدَلَّتْ من حوَالَیْها کأَهْدَبَتْ ،أَیْ :أَغْصانُ الشّجره،تَهَدَّلتْ من نَعْمَتهَا،و استرسَلتْ .قال ابْنُ القَطّاع: أَهْدَبَ الشَّجَرُ:
کَثُرَتْ أَغصانُه.و قال أَبو حنیفهَ :و لیس هذا من هَدَبِ الأَرْطَی،و نحوه.انتهی.و هَدَبُ الشَّجَره:طُولُ أَغْصانِها و تَدَلِّیها.
ص:486
و قد هَدبَتْ ، هَدَباً ، فهی هَدْباءُ .
و الهَدبُ (1):مصدرُ الأَهْدَبِ و الهَدْباءِ .
و الهَدِبُ ، کَکَتِفٍ :الأَسَدُ ،نقله الصّاغانیُّ .
و فی الأَساس:و من المَجاز:لِبْدٌ (2)أَهْدَبُ :إِذا طالَ زِئْبرُهُ 2.
و الهَیْدَبَی ،بالدّال و الذّال جنْسٌ من مَشْیِ الخَیْلِ ،فیه جِدٌّ ؛قال امْرُؤُ القَیْس:
إِذا راعَهُ من جانبَیْه کِلَیْهِما
مَشَی الهَیْدَبَی فی دَفِّه ثُمَّ فَرْفَرَا (3)
و یقال: رَجُلٌ هَیْدَبِیُّ الکَلامِ بیاءِ النِّسْبَهِ ،أَی: کَثیرُه ، کأَنَّه مأْخوذٌ من: هَیْدَب السَّحاب،و قَیَّده الصّاغانیُّ :
کَبِیرُهُ (4)،بالمُوحَّدَه.
و الهُدَبِیَّهُ ،کعُرَنیَّه مُقْتَضاهُ أَنْ یکونَ بضَمٍّ ففَتْح و بعدَ المُوَحَّدَه یاءٌ مشدَّده،و ضبطه یاقوت محرکهً ،و قال:کأَنَّه نِسْبَهٌ إِلی الهَدَب ،و هو أَغصانُ الأَرْطَی و نحوِهَا ممّا لا وَرَقَ له،و ضبطه الصّاغَانیُّ أَیضاً هکذا مَاءَهٌ قُرْبَ السَّوارِقیَّه.
فی المعجم:قالَ عَرّام:إِذا جاوزتَ عینَ النّازِیَهِ ،وَرَدْت ماءَهً یقالُ لها الهَدَبیَّه،و هی ثلاثُ آبار لیس علیهنّ مَزارعُ و لا نَخْلٌ و لا شَجَرٌ.و هی بِقاعٌ کَبیره (5)تکون ثلاثهَ فراسِخَ فی طولِ ما شاءَ اللّهُ ،و هی لبنی خُفَاف،بینَ حَرَّتَیْنِ سَوْداوَیْن،و لیس ماؤُهم بالعَذْبِ ،و أَکثرُ ما عندَهَا من النَّبَاتِ الحَمْضُ ،ثم تَنتهی إِلی السَّوارِقیّه علی ثلاثه أَمْیال منها، و هی قریه غَنّاءُ کبیرهٌ من أَعمالِ المَدینه،علی ساکنها أَفضلُ الصَّلاه و السَّلام.
و الهُدْبَهُ ،بضَمّ فسکون،و کَهُمَزَه ،الأَخیره عن کُرَاع:
طائرٌ ،و فی اللسان:طُوَیْئرٌ أَغْبَرُ،یُشْبِهُ الهامَهَ ،إِلاّ أَنّهُ أَصغرُمنها.و فی الأَساس:قال الجاحظ .لیس للعرب اسْمٌ لِما لا یبصرُ باللَّیْل،و هو الَّذی یقالُ له شَبْکُور (6)،أَکثرَ من أَن یقولُوا:به هُدَبِدٌ (7).
و ابْنُ الهَیْدَبَی :شاعِرٌ من شعراءِ العرب.
و هُدْبَهُ بْنُ خَالدٍ القَیْسیّ ، و یُعْرَفُ بهَدَّاب ،ککتَّانً :
مُحَدِّثٍ .
و فاتَهُ :الحُسَیْنُ بن هَدَّاب المُقْرِی الضَّرِیرِ،مات سنه 562.
وَ زَیْدُ بن ثابِتِ بْن هَدّاب الوَرّاق عن الْمُبارَک بن کامل، مات سنه 617.
17- و هُدْبَهُ بْنُ الخَشْرَمِ بْنِ کُرَیْز (8)من بنی ذُبْیانَ بْنِ الحارِثِ بن سَعِید (9)بن زید أَخِی عُذْرَهَ بنِ زَیْد، شاعرٌ قتله سَعیدُ بن العاص وَالِی المدینهِ ،لِأَمْر جَری بینَهُ و بینَ زِیادهَ بن زَیْد الشّاعر،فحصل بینَهما المُهاجاه،ثم تقاتَلا، فقتله (10). انظر قصَّتَهُما فی کتاب البَلاذُرِیّ .
*و ممّا یستدرک علیه:
أُذُنٌ هَدْبَاءُ ،أَی:متدلِّیَه،مسترخیَهٌ .و هو فی حدیث المُغیره.
و لِحیهٌ هَدْباءُ :مُسْتَرْسِلَه،و کذا عُثْنُونٌ هَدِبٌ ،و هو مجاز.
و منه أَیضاً:نَسْرٌ أَهْدَبُ :إِذا کان سابغَ الرِّیش.
و الهُدْبَهُ ،أَیضاً:القطْعَهُ و الطّائفه.
و دمَقْسٌ مُهَدَّبٌ :أَی ذُو هُدَاب .
ص:487
و فَرَسٌ هَدِبٌ :طویلُ شَعَر النّاصِیَه.
و الهُدْبَانُ من جیاد الخیلِ عندَهم،و ینقَسمُ إِلی بیوت.
قالَ الأَزهریُّ :و العَبَلُ (1)،مثلُ الهَدَبِ سواءٌ.
و الأَهْدَابُ -فی قول أَبی ذُؤَیْبٍ :
یَسْتَنُّ فی عُرُض الصَّحْرَاءِ فائرُهُ (2)
کَأَنَّهُ سَبِطُ الأَهْدَابِ مَمْلُوحُ
الأَکْتَافُ ،قاله ابْنُ سیدَهْ ،و أَنکره.
و فی التَّهذیب: أَهْدَب الشَّجَرُ:إِذا خَرَج هُدْبُه .
و ذکر الجوهریُّ و ابْنُ منظورٍ هنا، الهِنْدَبَ و الهنْدَبَا ، و سیأْتی فی کلام المصنِّف فیما بعدُ.
و فی الأَساسِ ،فی المَجَاز:و ضَرَبَه،فبَدَا هُدْبُ بَطْنِه، أَی:ثَرْبُهُ ،هکذا وجَدتُه،و هو خطأٌ،و صوابُه:هُرْب، بالرّاءِ،کما سیأْتی فی موضعه.
هذَبَهُ ، یَهْذِبُه ، هَذْباً :قَطَعهُ ،کَهَدبَهُ ،بالدّال المُهْمله،و لم یذکُرْه ابْنُ منظور و الجوْهَرِیُّ ،و هو فی الأَساس (3).
و هَذَبَه : نَقَّاهُ ،فی الصَّحاح: التَّهْذیبُ کالتَّنقیه و أَخْلَصَهُ ،و قیل: أَصْلَحَهُ ، هذَبَهُ ، یَهْذِبُهُ ، هَذْباً ، کهَذَّبَهُ تَهذیباً .
و هَذَبَ النَّخْلَهَ :نَقَّی عَنْهَا اللِّیفَ .
قال شیخُنا،نقلاً عن أَهل الاشتقاق:أَصلُ التَّهْذیبِ و الهَذْبِ :تَنْقیَهُ الأَشجارِ بقَطْع الأَطراف،تَزیدُ (4)نُمُوًّا و حُسْناً،ثمّ استعملوه فی تنقیهِ کلّ شَیءٍ و إِصلاحه و تخلیصه من الشّوَائب،حتَّی صار حقیقهً عُرْفیَّهً فی ذلک،ثمّ استعملوه فی تَنْقیحِ الشِّعْرِ و تَزْیینه و تَخْلِیصه ممّا یَشینُهُ عندَ الفُصَحاءِ و أَهْل اللِّسَان.انتهی.قلتُ .و الصَّحیحُ ما فی اللِّسَان:أَنّ أَصلَ التَّهْذیب تنقیهُ الحنظل من شَحْمه،و مُعَالَجَهُ حَبِّه،حتّی تَذْهَبَ مَرارتُه، و یَطیبَ [لآکله] (5)؛و منه قولُ أَوْس:
أَ لَمْ تَرَیا إِذْ جِئْتُمَا أَنَّ لَحْمَها
بهِ طَعْمُ شَرْیٍ لَمْ یُهَذَّبْ و حَنْظَلِ
و هَذَبَ الشَّیْ ءُ ، یَهْذِبُ ، هَذْباً : سالَ و هَذَبَ الرَّجُلُ فی مَشْیِه، و غَیْرُهُ کالفَرَس فی عَدْوِه، و الطَّائر فی طَیرانه، یَهْذِبُ ، هَذْباً بفتح فسکون، و هَذَابَهً ، کسَحابَه: أَسْرَعَ ، کأَهْذَبَ إِهْذَاباً ، و هَذَّبَ تَهْذِیباً ،کلّ ذلک من الإِسْرَاع.و
16- فی (6)حدیث سرِیَّه عبد اللّه بْنِ جَحْش 6:
«إِنِّی أَخْشَی علیکم الطَّلَبَ ، فهَذِّبُوا ». أَی:أَسْرعُوا السَّیْرَ، و
16- فی حدیث أَبی ذَرٍّ: «فجَعَلَ یُهْذبُ الرُّکُوعَ ». أَی:یُسْرِعُ فیه،و یُتَابَعُهُ .
و أَمّا قولُه: هاذَبَ ،فقد حکاه یعقوبُ ،قالَ :الطَّیْرُ یُهاذِبُ فی طَیَرانه:أَی یَمُرُّ مَرًّا سریعاً؛و هکذا أَنشدَ بیتَ أَبی خِراش:
یُبادِرُ جُنْحَ اللَّیْلِ فهْوَ مُهاذِبٌ
یَحُثُّ الجَنَاحَ بالتَّبَسُّط و القَبْضِ
و الَّذی قرأْتُ فی دیوان شعره:فهو مُهابِذٌ (7).قال لی الأَصمعیُّ :سَمِعْتُ ابْنَ أَبی طَرَفه یُنْشِدُ:مُهابِذٌ،و إِنَّما أَرادَ: مُهاذبُ ،فَقَلَبَهُ ،فقال:مُهابِذٌ،یُقال: یهذب (8)إِذا عدا عَدْواً شدیداً.و قد سمَعْتُ غیرَه یقولُ :مُهابِذٌ،أَی:
جادٌّ.انتهی.
و الإِهذابُ ،و التَّهْذِیبُ :الإِسراعُ فی الطَّیَرَانِ ،و العَدْوِ، و الکلامِ ؛قال امرُؤُ القَیْس:
فلِلسّاق أُلْهُوبٌ و للسَّوْط دِرَّهٌ
و للزَّجْر منهُ وقْعُ أَخْرَجَ مُهْذِبِ
و وَجدْتُ فی الهامش:کان فی المَتْن بخطِّ أَبی سَهْل:
و للزَّجْر منه وَقْعُ أَخْرجَ مُهْذبِ
ص:488
و قد کتبه بالحمره علی الحاشیه:
فللزَّجْرِ أُلْهُوبٌ و للسّارِق درَّهٌ
و للسَّوْط منه کَأَنَّهُ رَدٌّ علی الجوهریّ .
و هَذَبَ القَوْمُ :کَثُرَ لَغَطُهُمْ و أَصواتُهم،نقله الصّاغانیُّ .
و قال الأَزهریّ :یقالُ : أَهْذَبَت السَّحابَهُ ماءَهَا :إِذا أَسالَتْهُ بسُرْعَه ،و أَنشدَ قولَ ذی الرُّمَّه:
دیارٌ عَفَتْهَا بَعْدَنَا کُلُّ دِیمَهٍ
دَرُورٍ و أُخْرَی تُهْذبُ الماءَ ساجرُ (1)
و یُقَال إِبلٌ مَهَاذیبُ :أَی سِرَاعٌ فی سَیرها،و قال رُؤْبَهُ :
صَوَادقَ العَقْب مَهاذِیبَ الوَلَقْ
و یقال:ما فی مَوَدَّتِه هَذَبٌ : الهَذَبُ ،مُحَرَّکَهً :الصَّفاءُ، و الخُلُوصُ قال الکُمَیْتُ :
مَعْدنُکَ الجَوْهَرُ المُهَذَّبُ ذُو الإِبْ
ریز بَخٍّ ما فَوْقَ ذا هَذَبُ (2)
و الهَیْذَبَی :الهَیْدَبَی ،و هو ضَرْبٌ من مَشْیِ الخَیْلِ .اسمٌ من هَذَبَ ، یَهْذِبُ :إِذا أَسرعَ فی السَّیْر،و قد تقدمَ .هکذا أَورده الأَزهریُّ فی التهْذیب بالذّال المعجمه،کما هو صَنیعُ الجوهریّ ،و اقتصر ابْنُ دُرَیْد فی الجمهره علی ذکْرِهما فی الدّالِ المُهْمَلَه،و ذکرهما فی الموضعین ابْنُ فارس فی المُجْمَل،و ابْنُ عَبّاد فی المُحِیطِ ،و إِیّاهُمَا تَبِعَ المصنِّفُ .
و قال ابْنُ الأَنْبَارِیّ : الهَیْذَبَی :أَنْ یَعْدُوَ فی شِقٍّ ،و أَنشدَ:
مَشَی الهَیْذَبَی فی دَفِّهِ ثُمَّ فَرْفَرَا (3)
و رواهُ بعضُهم:مَشَی الهِرْبِذَی (4)و هو بمنزله الهَیْذَبَی .
و من المَجَاز: رَجُلٌ مُهَذَّبٌ :أَی مُطَهَّرُ الأَخْلاقِ . و فی اللِّسان: المُهَذَّبُ من الرِّجال:المُخَلَّصُ النَّقیُّ من العُیوب.و قد تقدَّم بیانُ أَصل التَّهْذِیب .*و مما یُستدرَکُ علیه:
التَّهْذِیبُ فی القدْح:العَمَلُ الثانِی،و التَّشْذِیبُ :الأَوَّلُ ، قاله أَبو حنیفهَ ،و قد تقدَّمَتِ الإِشاره إِلیه فی ش ذ ب.
و حَمِیمٌ هَذِبٌ :هو علَی النَّسَب،أَی:ذُو أَهْذَابٍ (5)، و قد جاءَ فی قول أَبی العِیال[و یحمله حمیم أَریحیٌ صادقٌ هذبُ ] (6).
و عن الفَرَّاءِ: المُهْذِبُ :السَّرِیعُ ،و هو من أَسماءِ الشَّیْطَانِ ،و یُقالُ له:المُذْهِبُ ،أَی المُحَسِّن للمعاصی، و قد تقدّم فی موضعه.
و هَذَّبَ عنها:فَرَّقَ ،قاله السُّکَّریّ و أَنشدَ لبعضِ الهُذَلِیِّینَ :
فهَذَّبَ عَنْهَا ما یَلِی البَطْنَ و انْتَحَی
طَرِیدهَ مَتْنٍ بَیْنَ عَجْبٍ و کاهِلِ
الهذْرَبَهُ :أَهمله الجوهریُّ ،و قال الصاغانیّ عن ابنِ دُرَیْد:هو کَثْرَهُ الکَلام فی سُرْعَه ،لغهٌ فی الهَذْرَمَه، أُبدِلَت المیمُ باءً،أَو لُثْغَهٌ . و هذِهِ هُذَیْرِباهُ بالضَّمّ و فتح الثّانی و کسر الرّاءِ،کما تقول:و هذه هِجِّیراهُ : أَی:عادَتُه ، عن الفراءِ.
و الهُذْرُبَانُ ،کعُنْفُوان :الرَّجُلُ الخَفیفُ فی کَلامه و خِدْمَتِهِ ،و السَّرِیعُ فیهما.نقله الصّاغانیُّ .
الهَذْلَبَهُ :أَهمله الجوهَرِیُّ ،و قال ابْنُ دُرَیْد:
هو الخفَّهُ و السُّرْعَهُ قال شیخُنا:صَرَّح غیرُ واحد،منهم ابْنُ دُرَیْد،بأَنَّهَا لُثْغَهٌ فی هَذْرمَه،أَبدلوا الرّاءَ لاماً و المِیمَ مُوَحَّدَهً ،و لذا أَغفلها الجوهریُّ کغیره من أَئمه اللُّغَه.
هَرَبَ ، یَهْرُبُ ، هَرَباً بالتَّحْریکِ من باب:
نَصَرَ،کما تَدُلُ علیه قاعدهُ إِطلاقه،و هو الصَّحیح و اغْتَرَّ بعضٌ بالمصدرِ المُحَرَّک،فقال:إِنّه من باب فَرِحَ ،و آخرونَ إِنَّه من باب فَتَحَ ،لوُجُود حرفِ الحَلْق،و جَهلَ أَنّ حرف الحَلْق إِذا کان فی أَوّله،فإِنّه لا یُعْتَدُّ بِه؛و آخرونَ أَنّه من باب ضَرَبَ ،و الصَّحیحُ الأَوَّلُ ، وَ مَهْرَباً ،کطَلَبَ طَلَباً و مَطْلَباً،هو مصدرٌ مِیمِیٌّ ،کمَقْعَد، و هَرَباناً بالتّحْرِیک،
ص:489
و هذِه عن الصّاغَانیّ ،لمَا فیه من الجَولاَنِ و الاضْطِرَاب:
فَرَّ،یکونُ ذلک للإِنسان و غیرِه من أَنواع الحَیَوان.
و هَرَّبَ غَیْرَه تَهْرِیباً ،و هَرَّبْتُهُ أَنا.
و یقال: هَرَبَ مِن الوَتِدِ نصْفُهُ [فی الأَرْض] (1):أَی غابَ ،قال أَبو وَجْزَهَ (2):
و مُجْنَأً کإِزاءِ الحَوْض مُنْثَلِماً
و رُمَّهً نَشبَتْ فی هارِبِ الوَتِدِ
هکذا وقع فی عباره أَئمّه اللُّغَه،و لا قَلقَ فیها کما زعمه شیخُنا،و ما صوَّبَهُ ،لا یخلُو عن تأَمُّل.
و قال بعضُهُم: أَهْرَبَ فلانٌ ،أَی أَغْرَقَ فی الأَمْرِ ،من تهذیب ابن القَطَّاع.
و أَهْرَبَ : جَدَّ فی الذَّهَاب مَذْعُوراً ،أَو غیرَ مذعور.
و قال اللِّحْیَانیُّ :یکون ذلک للْفَرَس و غیره ممّا یَعْدُو.و قال مَرَّهً :جاءَ مُهْرِباً :أَی جادًّا فی الأَمر.و قیل:جاءَ مُهْرِباً إِذا أَتاکَ هارباً فَزِعاً.قلتُ :و علیه اقتَصَرَ الجَوْهَرِیُّ .
و أَهْرَبَت الرِّیحُ :سَفَتْ ما علی وجه الأَرض من التُّراب و القَمِیمِ و غیرِه.
و أَهْرَبَ فُلانٌ فُلاناً :إِذا اضْطَرَّهُ إِلی الهَرَب .
و قال الأَصْمَعِیُّ فی نَفْی المالِ (3): مَالَهُ (4)هَارِبٌ ،و لا قارِبٌ :أَی صَادرٌ عن الماءِ،و لا وارِدٌ إِلیه.و قال اللِّحیانیُّ :
معناهُ أَی مالهُ شَیْ ءٌ و مالهُ قَوْمٌ ؛قال:و مثلُهُ :مالَهُ سَعْنَهٌ ،و لا مَعْنَهٌ .و عن ابْنِ الأَعْرَابیّ : الهاربُ :الّذی صدر عن الماءِ، و القارِبُ :الّذی یَطْلُبُ الماءَ، أَو مَعْنَاهُ :لَیْسَ (5)أَحَدٌ یَهْرُبُ مِنْهُ ،و لا أَحَدٌ یَقْرُبُ إِلَیْه ،أَی: فَلَیْسَ هو بِشَیْ ءٍ. و فی بعض النَسَخ:شیء،من غیر مُوَحَّدَه،و هو أَحدُ أَقوالِ الأَصمعیّ .و المَیْدانِیُّ نَسَبَ القولَ الأَوَّلَ للخلیل،و قد تَقَدَّم بعضٌ من ذلک فی ق ر ب،فَلْیُرَاجَعْ و
16- فی الحدیث:
قال لَه رجلٌ :«ما لی و لعیالِی هارِبٌ و لا قارِبٌ غَیْرُها». أَی:مالِی صادرٌ عن الماءِ و لا وَارِدٌ سواها،یعنی ناقَتَهُ .
و عن ابن الأَعْرَابیّ :یُقالُ : هَرِبَ الرَّجُلُ ، کَفَرِحَ :إِذا هَرِمَ ،المیمُ لُغَهٌ فی البَاءِ.
و من المجاز:ضَرَبَه فبدا هُرْبُ بَطْنه. الهُرْبُ ،بالضَمِّ :
ثَرْبُ البَطْن هو،بفتح المثلَّثَه فالسّکون،یَمَانیَهٌ ،هنا مَحَلُّ ذِکْره،و قد صَحَّفَه الزَّمَخْشَریُّ فقال:هُدْبُ بطنه،بالدّال.
و قد سبقتِ الإِشاره إِلیه.
و المِهْرَبُ ، کمنْبَر:خَشَبهٌ یُقْبِلُ بها الزَّرّاع فی حَرْثه، و یُدْبِرُ نقلَه الصّاغانیُّ .
و الهَاربِیَّهُ :مُوَیْهَهٌ لبنی هاربَهَ بْن ذُبْیانَ بْن بَغیضِ بْنِ رَیْث بْن غَطَفانَ ،و هم هارِبَهُ البَقْعاءِ إِخوهُ سَعْد و فَزارَهَ .و فی المعارف،لاِبْن قتَیْبَهَ :و قد بادَتْ هاربَهُ ،إِلاَّ بَقِیَّهً یَسیرهً فی بنی سَعْد.و فی المُعْجَم:قال بشْرُ بنُ أَبی خازِم:
و لم نهلکْ لمُرَّهَ إِذْ تَوَلَّوْا
و سارُوا سَیْرَ هَارِبَهٍ فَغَادُوا (6)
و ذلک لحرب کانت بینَهُمْ ،فرَحَلُوا من غَطَفانَ ،فَنَزَلُوا فی بنی ثَعْلَبَهَ بْن سَعْد،فعدادُهُم الیَوْمَ فیهم،و هم قلیلٌ .
قال هشَامُ بْنُ مُحَمَّدٍ الکَلْبِیُّ :لم أَرَ هَارِبِیّاً قَطُّ .
و سَمَّوْا هَرَّاباً ،و مُهْرِباً ، کشَدَّاد و مُحْسن.
*و مما یُسْتدرَکُ علیه:
فلانٌ لنا مَهْرَبٌ ،و إِلیک منک المَهْرَبُ .و المَهْرَبُ :
مَوضعُ الهَرَب ،و أَهْرَبَ الرَّجُلُ :إِذا أَبعَدَ فی الأَرْض،و ساحَ فی الأَرْض و هَرَبَ فیها،بالفتح، و هَرُوبُ :من قُرَی صَنْعَاءَ بالیَمَن.کذا فی المُعْجَم.
الهِرْجابُ ،بالکَسْر،و الهِرْجَبُّ ، کقِرْشَبٍّ ؛ الأَخیرُ عن الصَّاغانیّ : الطَّوِیلُ من النّاس و غَیْرِهِم ،و من الإِبِل:الطَّوِیلهُ الضَّخْمَهُ ،کالهِرْجال،و الجَمْعُ : الهَراجیبُ ، و الهَرَاجیلُ .و الهِرْجَابُ (7):العَظیمُ الضَّخْمُ من کلِّ شیْ ءٍ،
ص:490
کذا فی المُعْجَم.و قیل: الهِرْجَابُ :الَّتی امتدَّتْ مع الأَرْض طُولاً؛و أَنشدَ:
ذُو العَرْشِ و الشَّعْشَعاناتُ الهَرَاجیبُ
و نَخْلَهٌ هرْجَابٌ :کذلک،قال الأَنصاریُّ :
تَرَی کُلَّ هرْجَابٍ سَحُوقٍ کأَنَّها
تَطَلَّی بقَارٍ أَوْ بأَسْوَدَ ناتح (1)
و أَورد الجَوْهریُّ شاهداً علی ناقه هرْجَاب قولَ رُؤْبَهَ :
تَنَشَّطَتْه کُلُّ هَرْجابٍ فُنُقْ
قال ابْن بَرِّیّ :تَرْتِیبُ (2)إِنشاده فی رَجَزه:
تَنَشَّطَتْهُ کُلُّ مِغْلاه الوَهَقْ
مَضْبُورَه قَرْوَاءَ هِرْجابٍ فُنُقْ
و معنی تَنَشَّطَتْهُ :أَسرعَتْ قَطْعَهُ ،و الضَّمیرُ[یعود]إِلی الخَرْقِ الّذِی وُصِفَ قبل هذا فی قوله:
و قاتمِ الأَعْمَاقِ خَاوی المُخْتَرَقْ
و المِغْلاهُ (3):الناقهُ الّتی تُبْعِدُ الخَطْوَ.و الوَهَقُ :المُبَاراه و المُسَایَرَهُ .و مضبورهٌ مُجْتَمِعَهُ الخَلْقِ .و القَرْواءُ:الطّویلهُ القَرَا،و هو الظَّهْرُ.و الفُنُق:الفَتِیَّه (4)الضَّخْمَهُ .
و هِرْجاب ،بالکَسْر:اسمُ ع فی قولِ عامِرِ بْنِ الطَّفَیْل یَرْثِی أَباه:
أَلاَ إِنَ خَیْرَ النّاسِ رِسْلاً و نَجْدَهً
بِهِرْجَابَ لمْ تُحْبَسْ علیهِ الرکائِبُ
و أَنشد أَبو الحَسَن:
بهِرْجابَ ما دامَ الأَراکُ به خُضْرَا
و أَنشدَ الأَزْهَریّ لابْنِ مُقْبِلٍ (5):
فطافَتْ بنا مُرْشِقٌ جَأْبَهٌ
بهِرْجَابَ تَنْتَابُ سِدْراً وضَالاَ
و فی تهذیب ابْنِ القَطَاع:الهَرْجَبَهُ :السُّرْعَهُ .
الهَرْدَبَهُ ،و الهَرْدَبُ : عَدْوٌ ثَقِیلٌ . و قد هَرْدَبَ .
و نَصُّ ابن القَطّاع،و غیرِه: الهَرْدَبَهُ :عَدْوٌ،فیه ثِقَلٌ .
و الهِرْدَبُّ ،کقِرْشَبٍّ ، و کقِرْشَبَّهٍ :العَجُوز ؛قال:
أُفٍّ لِتِلْکَ الدِّلْقِمِ الهِرْدَبَّهْ
العَنْقَفِیرِ (6)الجِلْبِحِ الطُّرْطُبَّهْ
العَنْقَفِیرُ،و الجلْبِحُ :المُسِنَّهُ .و الطُّرْطُبّهُ :الکبیرَهُ الثَّدْیَیْنِ . و قیل:هو الجَبَانُ ،الضَّخْمُ ،القَلِیلُ العَقْلِ ، و (7)المُنْتَفِخَ الجَوْفِ الّذی لا فُؤَادَ له.
و قال الأَزهریُّ فی التّهْذِیب:یُقَال للرَّجُلِ العظیمِ الطَّوِیلِ الجسْمِ :هِرْطَالٌ ،و هِرْدَبَّهٌ ،و هَقَوَّرٌ،و قَنَوَّرٌ.
الهِرْشَبَّهُ ،کقِرْشَبَّهٍ :العَجُوزُ المُسنَّهُ . و فی التَّهذیب،فی الرباعیّ :عَجُوزٌ هِرْشَفَّهٌ ،و هِرْشَبَّهٌ ،بالفاءِ و الباءِ:بالِیهٌ ،کبیرهٌ .
الهَوْزَبُ :البَعِیرُ الشَّدیدُ،قاله الجَرْمِیُّ .
و القَوِیُّ الجَرُیِ . و فی الصَّحاح الجَرِیءُ،علی فَعِیلٍ ؛قال الأَعْشَی:
أُزْجِی سَراعِیفَ کالقِسِیِّ من ال
شَّوْحطِ صَکَّ المُسَفَّعِ الحَجَلاَ
و الهَوْزَبَ العَوْدَ أَمْتَطِیهِ بِها
و العَنْتَرِیسَ الوَجْناءَ و الجَمَلاَ
و الهَوْزَبُ :المُسِنُّ الجَرِیءُ من الإِبِل،رُوِیَ ذلک عن الأَصمعیّ .
و الهَوْزَبُ : النَّسْرُ ،لِطُولِ عُمْرِه.عن ابْنِ دُرَیْدٍ.
و الهَیْزَب :الحَدِیدُ ،نَقلَه الصّاغانیّ (8)، و منه قیل: لَیْثٌ هَیْزَبٌ ،أَی:حَدِیدٌ.
الهازِبَی ،مقصوراً یُمَدُّ لغه فیه: جِنْسٌ من السَّمَکِ ، نقله الصّاغانیّ 8.
ص:491
و هَزّاب :اسْمُ رَجلٍ .
الهَزْرَبهُ ،بالزّای بدل الذَّال،أَهمله الجوهَرِیُّ و صاحِب اللّسان.و قال ابنُ دُرَیْدٍ،و ابْنُ القَطَّاع:
هو الخِفَّهُ و السُّرْعَهُ .
الهَسْب (1)،بالهاءِ و السّین المهْمَله:أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحب اللِّسان.و قال الصّاغانیّ : کالحَسْبِ بالحاءِ و السّینِ ،وَزْناً و مَعْنًی.و قال ابْنُ الأَعْرَابیّ : الهَسْب :
الکِفایَهُ .
الهَصْب ،بالهاءِ و الصّادِ المهمله:أَهمله الجوهریُّ ،و صاحب اللِّسانِ .و قال ابْنُ الأَعرابِیِّ :هو الفِرارُ ،نقلَه الصّاغانیُّ .
هَضبَتِ السَّمَاءُ، تَهْضِب بالکسر: مَطَرَتْ ، أَو:دام مَطرُها أَیّاماً،لا یُقْلِعُ .
و هَضَبَتْهُمْ :بَلَّتْهم بَلاًّ (2)شدیداً.
و رَوْضَه مَهْضُوبَه .
و هَضَبَ الرَّجلُ :مَشَی مَشْیَ البَلِیدِ من الدَّوَابِّ ،نقله الصّاغانیُّ .
و من المجاز. هَضَبَ فی الحَدِیثِ ،أَی: أَفاض و اندفعَ فیه فأَکثَرَ؛و هَضَبَ القومُ فی الحَدِیثِ :خاضُوا فیه دُفْعَهً بعدَ دُفْعَهٍ ،و ارتفعَتْ أَصواتُهم یقال: أَهْضبوا ،یا قَوْم،أَی تَکَلَّمُوا.و
14- فی الحدیث: «أَنَّ أَصحاب رسولِ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم، کانوا معه فی سَفَرٍ،فَعَرَّسُوا،و لم یَنْتَبِهُوا حتَّی طَلَعَتِ الشَّمْسُ ،و النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم نائم،فقال (3): أَهْضِبُوا ». معنی (4)[ أَهضبوا ]أَی:تَکَلَّمُوا،و أَفِیضُوا فی الحدِیث؛لِکَی یَنتبهَ رسولُ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم،بکلامهم.یقال هَضَبَ فی الحدیث، کَاهْتَضَبَ (5)إِذا اندَفعَ فیه.کَرِهُوا أَن یُوقِظُوه،فأَرادَ (6)أَن یستیقظَ بکلامهم.
و الهَضْبَهُ ،بفتح فسکون،و مثلُهُ فی التَّهْذِیب و الصّحاح،زاد فی لسان العرب:و الهَضْبُ : الجبَلُ المُنْبَسِطُ و فی أُخْرَی:المُتَبَسِّطُ ینبسط علی وجْهِ الأَرْضِ ،أَو کلُّ جَبَلٍ خُلِقَ من صَخْرَهٍ واحَدَهٍ و قیل:کلُّ صَخْرَهٍ راسِیَهٍ ،صُلْبَهٍ ، ضَخْمَه: هَضْبَهَ (7). أَو هو الطَّوِیل من الجِبَالِ المُمْتَنِع، المنْفَرِد؛و لا یَکون إِلاّ فی حُمْرِ الجِبَالِ ،تقول:عَلَوْت هَضْبَهً ،و هِضَاباً .
و الهَضْبَه : المَطْرَه الدّائمه العظیمهُ القَطْرِ.و قیل:الدُّفْعَهُ منه.و
16- فی حدیث لَقِیطٍ : «فأَرْسلَ السَّماءَ بهَضْبٍ ». أَی:
بمَطَرٍ.و فی وصف بنی تَمِیمٍ :« هَضْبَهٌ حَمْرَاءُ»قال ابْنُ الأَثیرِ:قیل:أَرادَ بالهَضْبَهِ ،المطْرهَ الکثیرهَ القَطْرِ.و قیل:
أَرادَ به الرّابِیَهَ .و قال أَبو الهَیْثَم: الهَضْبَه :دفْعَه واحدَهٌ من مَطَرٍ ثمّ تَسْکُنُ (8)،و کذلک جَرْیَهٌ واحِدَه. ج: هِضَبٌ ،مثل بَدْرَهٍ و بِدَرٍ،نادِر،و هو جمعُ هَضْبَه المَطَر و الجَبَل، و هِضَاب ،ککِتابٍ :جمعُ هَضْبَهِ الجَبَل،و یصْلُحُ أَن یکون جمعاً لهَضْبٍ بمعنی المَطَر،کما یُؤخَذُ من کلام الجوهریّ .
و جج :أی جمعُ الجَمعِ : أَهاضِیبُ . فی الصَّحاح عن أَبی زید: الأَهَاضِیبُ :واحدُها هِضَابٌ ،و واحدُ الهِضَابِ :
هَضْبٌ ،و هی حَلَبَات (9)القَطْرِ بعدَ القَطْرِ هذا هو الصَّحِیح، و لم یُسمَعْ فیه أَنَّهُ جمعُ أَهْضُبٍ علی ما هو مشهور فی صِیَغِ مُنْتَهَی الجُمُوع،کما زَعَمَه شیخُنا.
و الأَهاضِبُ فی قول الهُذَلِیّ :
لَعَمْرُ أَبِی عَمْرٍو لقد ساقَهُ المَنَی
إِلی جَدَثٍ یُورَی له بالأَهاضِب (10)
أَراد الأَهاضیبَ ،فحذفَ اضطِراراً.و زاد الجوهَرِیُّ و ابنُ منظور فی جمعِ هَضْبَهِ المَطَرِ و الرَّابِیه،« هَضْبٌ »،بفتح فسکون.قال شیخُنا:المراد به الجَمعُ اللُّغَوِیُّ ،فإِنّه اسْمُ جِنْسٍ جَمْعِیّ .و زِیدَ: هَضَبٌ ،محرَّکَهً ،فی قول ذِی الرُّمّه:
ص:492
فباتَ یُشْئزُه ثَأْدٌ و یُسْهِرُه
تَذَاؤبُ الرِّیحِ و الوَسْوَاسُ و الهَضَبُ
فی الصّحاح:هو جمعُ هاضِبٍ ،مثلُ :تابِعٍ و تَبَع، و باعِدٍ و بَعَدٍ،عن أَبی عمرٍو.و یُرْوَی: الهِضَبُ ،کعِنَبٍ ؛ و قد تقدَّمَ .
و الهِضَبُّ ،کهِجَفٍّ :الفَرَسُ الکَثِیرُ العَرَقِ ،و هو مَجَاز.
قال طَرَفَهُ :
من عَنَاجِیجَ ذُکُورٍ وُقُحٍ
و هِضَبّاتٍ إِذا ابتلَّ العُذَرْ
العَنَاجِیجُ :الجِیَادُ من الخیل،و یروی یَعَابِیبَ .
و الهَضْبُ : الصُّلْبُ الشَّدِیدُ.
و الهَضْبُ :الضَّخْم من الضِّبَاب،و غَیْرِها.و سُرِقَ لأَعْرَابِیَّه ضَبٌّ ،فحُکِمَ لها بضَبٍّ مِثْلِه،فقالت:لیس کَضَبِّی،[ضَبِّی] (1)ضَبٌّ هِضَبٌّ .
و غَنَمٌ هَضِیبٌ ،کأَمِیرٍ: قَلِیلَهُ اللَّبَنِ ،کأَنَّهُ مَأْخوذٌ من الهَضْب ،و هو حَلْبَهُ القَطْر.
و اسْتَهْضَبَ :صار هَضْباً ،و فی الأَساس: هَضْبَهً (2).
و یُقَالُ :أَصابَتْهُم أُهْضُوبه (3)،بالضَّمّ ، من المَطَرِ ،و هی الأُهْضُوبه و الجَمع أَهاضِیبُ .و
1- فی حدیث علیّ رَضِیَ اللّه عنه: «تَمْرِیهِ الجَنُوبُ دِرَرَ أَهاضِیبِه ». و فی اللِّسان:
الأُهْضُوبَهُ ، کالهَضْبِ ،و إِیَّاها کَسَّرَ عَبِیدٌ فی قوله:
نَحْنُ قُدْنَا من أَهاضِیبِ المَلاَ الْ
خَیْلَ فی الأَرسانِ أَمْثَالَ السَّعالی
و الهَضْبُ :یُجْمَعُ علی أَهْضابٍ ،ثمّ أَهاضِیب ،کقولٍ و أَقوالٍ ،و أَقاوِیلَ .و أَنشد أَبو الهَیْثم للکُمَیْتِ ،یصف فَرَساً:
مُخَیَّفٌ بَعْضُهُ وَرْدٌ و سائِرُهُ
جَوْنٌ أَفَانِینُ إِجْرِیّاهُ لا هَضَبُ
و إِجْرِیّاهُ :جَرْیُهُ ،و عادهُ جَرْیِهِ .أَفانِینُ :أَی فُنُونٌ و أَلْوانٌ .لا هَضَب أَی لا لَوْنٌ (4)واحدٌ.کذا فی لسان العرب.و قال یَصِفُ قَوْساً.
فی کَفِّهِ نَبْعَهٌ مُوتَّرَهٌ
یَهْزِجُ إِنْباضُها و یَهْتَضِبُ (5)
أَی:یُرِنُّ فیُسْمعُ لرنینهِ صوتٌ .و عن أَبی عمْرو (6):
هضَبَ ،و أَهْضَب ،و ضَبَّ ،و أَضَبَّ :کُلُّه کلامٌ فیه جهَارَهٌ .
و فی النّوادر: هضَبَ القَوْمُ ،و ضَهَبُوا،و هَلَبُوا،و أَلَبُوا، و حَطَبوا:کُلُّه الإِکْثارُ،و الإِسراعُ .و قولُ أَبی صَخْرٍ الهُذَلِیِّ :
تَصابیْتُ حتَّی اللَّیْلِ مِنْهنَّ رَغْبتِی
رَوَانِیَ فی یَوْمٍ من اللَّهْوِ هاضِبِ
معناه:کانوا قد هَضَبُوا فی اللَّهْوِ،قال:و هذا لا یکونُ إِلاّ علی النَّسَب،أَی:ذی هَضْبٍ .
و من المَجاز:و هو یَهْضِبُ بالشِّعْرِ و بالخُطَبِ :یَسِحُّ سحاًّ.کذا فی الأَساس.
و
16- فی حدیث ذِی المِشْعارِ (7): «و أَهْلُ جِنَابِ الهَضْبِ ».
الجِنابُ ،بالکَسر:اسْمُ موضعِ .
و هضْبٌ ،غیر مُضاف،جاءَ فی شعر زُهَیْرٍ:
فهَضْبٌ فرقْدٌ فالطَّوِیُّ فثَادِقٌ
فوَادِی (8)القِنَانِ حَزْمُهُ فمَداخِلُهْ
و هِضَابٌ :موضِع فی قول الأَخْطَل:
طَهَّرَتْ خَیْلُنَا الجزِیرهَ مِنْهُمْ
و عَسَی أَنْ تَنَالَ أَهْلَ هِضَابِ
و هَضْبُ الجُثُوم،و هِضَابُ شَرَوْری،و هضْبُ حَرْس، و هَضْبُ الدَّخُول،و هَضْبُ الصُّرَاد،وَ هضْبُ الصَّفَا، و هَضْبُ غَوْل،و هَضْبُ القَلِیب،و هضْبُ لُبْنَی،و هَضْبُ
ص:493
مَدَاخِل،و هَضْبُ المِعَا،و هَضْبُ وَشْجَی (1):مواضع، و سیأْتی ذِکرُها فی مَواضِعِها.
الهَقْبُ ،بالفتح: السَّعَهُ .
و الهِقَبُّ کَهِجَفٍّ :الوَاسِعُ الحَلْقِ ،یَلتقمُ کُلَّ شَیْ ءٍ.
و الهِقَبُّ : الضَّخْمُ فی طُولٍ و جِسْمٍ و خَصَّ بعضُهم به الفحْلَ من النَّعام.قال الأَزهریُّ :قال اللَّیْثُ : الهِقَبُّ :
الضَّخْمُ ، الطَّویلُ من النَّعَام ؛و أَنشدَ: (2)
من المُسُوحِ هِقَبٌّ شَوْقَبٌ خَشِبُ (3)
و الهِقَبُّ :الطَّوِیلُ من غَیْرِه.
و الهَقَبْقَبُ :الصُّلْبُ الشَّدِیدُ ،نقلَه الصّاغانیُّ .
و هِقَبْ ،بکسر أَوّله و سکون آخره: زَجْرٌ لِلخَیْلِ خاصَّهً .
الهَکْبُ ،بالفَتْح و بالتَّحْرِیک :أَهْملَهُ الجوْهرِیُّ ،و روی ثعلبٌ عن ابْن الأَعْرابیّ أَنَّه الاسْتِهْزاءُ أَصله هَکْمٌ ،بالمیم.کذا فی التّهذیب للأَزهریّ .و الفَتْح الذی صَدَّر به،نقله الصّاغانیُّ .
الهُلْبُ ،بالضَّمِّ :الشَّعَرُ کُلُّه،أَو ما غَلُظَ مِنْهُ ، أَی:من الشَّعَر مطلقاً،و مثلَهُ قال الجوهَریّ .و جَزَم السُّهَیْلیُّ فی الرَّوْض بأَنّه الخَشِنُ من الشَّعَر،و زاد الأَزْهریّ :کشعَرِ ذَنَبِ النّاقه،أَوْ شَعَرُ الذَّنَبِ وحْدَهُ ، أَو شَعَرُ الخِنْزِیرِ الّذِی یُخْرَزُ بِه ،واحدتُهُ هُلْبَهٌ .
و بالتَّحْرِیکِ :کَثْرَهُ الشَّعَرِ،و هو أَهْلَبُ .
و الأَهْلَبُ :الفَرَسُ الکَثِیرُ الهُلْبِ .
و رجلٌ أَهْلَبُ :غَلِیظُ الشَّعَرِ.و فی التَّهذیب:رجلٌ أَهْلَبُ :إِذا کانَ شَعَرُ أَخْدَعَیْهِ و جَسَدِهِ غِلاظاً.و الأَهْلَبُ الکثیرُ شَعَرِ الرّأْسِ و الجَسَدِ.
و الهُلْبُ أَیضاً:الشَّعَرُ النّابتُ علی أَجْفانِ العَین (4).
و الهُلْبُ :الشَّعَرُ تَنْتِفُهُ من الذَّنَب،واحدتُه هُلْبهٌ .
و الهُلَبُ :الأَذنابُ ،و الأَعْرَافُ المنتوفَه.
و هَلَبَهُ ،أَی:الفَرَسَ ، هَلْباً : نَتَف هُلْبَهُ ، کهَلَّبهُ تَهلیباً ، فتهلَب و انْهَلَبَ ،فهو مَهلوبٌ و مُهَلَّبٌ .و فَرَسٌ مَهْلُوبٌ :
مَجزوزُ الهُلْبِ ،کما فی الأَساس.و فی اللّسان:أَی مُسْتَأْصَلُ شَعَرِ الذَّنَبِ .و
16- فی حدیث أَنَسٍ : «لا تَهْلُبُوا أَذْنابَ الخَیْلِ ». أَی:لا تَسْتَأْصِلُوها بالجَزِّ و القَطْعِ .
و هَلَبَت السَّماءُ القَوْمَ :إِذا بَلَّتْهُمْ بالنَّدَی ،أَو نحوِ ذلک، أَو مَطَرَتْهُم مَطَراً مُتَتَابِعاً ،و بهما فُسِّرَ ما جاءَ
17- فی حدیثِ خالدٍ (5)،رَضِیَ اللّهُ عنهُ : «ما مِن عَمَلی شیْ ءٌ أَرْجَی عندی، بعدَ لا إِله إِلاّ اللّهُ ،من لَیْلَهِ بِتُّهَا،و أَنا مُتَتَرِّسٌ بتُرْسِی (6)، و السَّماءُ تَهْلُبُنی ». أَی:تَبُلُّنی و تُمْطِرُنی.و قد هَلَبَتْنَا السَّماءُ:
إِذا أَمْطَرَت (7)بجَوْدٍ.
و فی التَّهْذِیب:یُقَال: هَلَبَتْنا (8)السَّماءُ،إِذا بَلَّتْهم بشَیْ ءٍ من نَدیً ،أَو نحوِ ذلک.
و الهَلْبُ :تَتابعُ القَطْرِ،قال رُؤْبَهُ :
و المُذْرِیاتُ بالذَّواری حَصْبَا
بها جُلالاً و دُقاقاً هَلْبَا
و هو التَّتابُعُ و المَرُّ و منه یُقالُ هَلَبَ الفَرَسُ إِذا تابَعَ الجَرْیَ ، کأَهْلَبَ فیهما.
و یُقَال: أَهْلَبَ فی عَدْوِه إِهْلاباً ،و أَلْهَبَ إِلْهاباً،و عَدْوُهُ ذُو أَهالِیبَ .
و الهَلُوبُ :المُتَقَرِّبَهُ من زَوْجِهَا ،و المُحِبَّهُ له،المُقْصِیَهُ غیرَهُ ،المتباعدهُ عنه.و الهَلُوبُ ،أَیضاً: المُتَجَنِّبَهُ منه ، أَی:من زوجها،و المُتَقَرِّبه من خِلِّها،و المُقْصِیَهُ زَوْجَها ضِدُّ و
17- فی حدیث عُمَرَ،رضی اللّهُ عنه: «رَحِمَ اللّهُ الهَلُوبَ »بالمَعْنَی الأَوّل،«و لَعَن اللّهُ الهَلُوبَ ». بالمعنی
ص:494
الثّانی،و ذلک من هَلَبْتُهُ بِلسَانی:إِذا نِلْتَ منه نَیْلاً شدیداً؛ لأَنّ المَرْأَهَ تَنَالُ إِمّا من زوجها،و إِمّا من خدْنِهَا.فتَرحَّمَ علی الأُولی،و لعنَ الثّانیهَ .و عن ابن الأَعرابیّ : الهَلُوبُ ، الصِّفَهُ (1)المحموده،أُخذَت من الیوم الهَلاّبِ :إِذا کان مَطَرُهُ سَهْلاً لَیِّناً،دائماً،غیرَ مُؤْذٍ.و الصِّفَهُ المذمومهُ ، أُخِذَت من الیوم الهَلاّب :إِذا کان مَطَرُهُ ذا رَعْدٍ و بَرْق و أَهْوال و هَدْمٍ للمنازِل.
و أُهْلُوبٌ ،کأُسْلُوب:فَرَسُ دُهْرِ بالضَّمّ ، بْنِ عَمْروٍ،أَو فَرَسُ رَبِیعَهَ بنِ عَمْروٍ ،و فی التّکْمله:فَرَس دَهْرِ (2)بن عَمْرِو بنِ رَبیعهَ الکِلاَبیّ .
و فی المُحْکَم:له أُهْلُوبٌ ،أَی:الْتهابٌ فی العَدْوِ و غیرِه،مقلوبٌ عن أُلْهُوبٍ ،أَو لُغَهٌ فیه.
و قال ابْنُ سِیدَهْ : الهَلاّبُ ،کَشَدَّادٍ:الرِّیحُ الباردَهُ مع مَطَر ،و هو أَحدُ ما جاءَ من الأَسماءِ علی فَعّالٍ ،کالحَبّاب (3)و القَذّافِ ،قال أَبو زُبَیْدٍ:
هَیْفَاءُ مُقْبِلَهً عَجْزَاءُ مُدْبِرَهً
مَحْطُوطَهٌ جُدِلَتْ شَنْبَاءُ أَنْیَابَا
تَرْنُو بعَیْنَیْ غَزَالٍ تحتَ سِدْرَتِهِ
أَحَسَّ یَوْماً من المَشتَاهِ هَلاّبا
هَلاّباً ،هُنا،بَدلٌ من یوم،و أَنْیَابا:منصوبٌ علی التَّشْبیه بالمفعول به،أَو علی التَّمییز، کالهلاَّبهِ ،و هی:الرِّیحُ البارِدَه مع القَطْر.و یومٌ هَلاّبٌ :ذو رِیحٍ و مَطَر،کذا فی الصَّحاح.
و الهَلاّبُ من الأَعْوَامِ :الکَثِیرُ المَطَرِ، کالأَهْلَبِ یقال:
عَامٌ أَهْلَبُ ،أَی:خَصِیب،مثلُ أَزَبّ ،و هو علی التَّشْبِیه، کما فی الصَّحِاح.
و فی التَّهْذِیب للأَزْهریّ ،فی ترجمه حلب (4):یومٌ حَلاّبٌ و یَوْمٌ هَلاَّبٌ ،و یومٌ هَمّام و صَفْوَانُ و مِلْحَانُ و شَیْبَانُ .فأَمَّا الهَلاّبُ :فالیابسُ بَرْداً. و هُلْبَهُ الشِّتاءِ بالضَّمّ ، و هُلُبَّتُهُ بتشدید الثّالث،بمعنی واحدٍ،أَی: شِدَّتُهُ . قال الأُمَوِیُّ :أَتَیْتُه فی هُلْبهِ الشِّتَاءِ:أَی فی شدَّهِ بَرْدِه،و أَصابَهم هُلْبَهُ الزَّمانِ ،مثلُ الکُلْبَه،عن أَبی حَنیفهَ .
و من المَجَاز: هَلَبَهُم بِلسانِه، یَهْلِبُهُم :هَجاهُمْ و شَتَمَهُمْ ، کهَلَّبَهُمْ تَهْلِیباً .
قال ابْنُ شُمَیْل:یُقَال إِنَّهُ لَیَهْلِبُ النّاسَ بلِسانِه:إِذا کان یَهجُوهم وَ یَشْتُمُهُم،یقال:هو هَلاّبٌ ،أَی:هَجّاءٌ،و هو مُهَلَّبٌ ،أَی:مَهْجُوٌّ.
و المُهَلَّبُ :اسمٌ ،و هو منه. و منه سُمِّیَ المُهَلَّبُ بنُ أَبی صُفْرَهَ الأَزْدِیّ العَتَکِیُّ الفارسُ الشّاعِرُ الأَمیرُ أَبو المَهَالِبَهِ الأُمَراءِ و المُحَدِّثینَ :و مُهَلَّبٌ علی حارِثِ وَ عَبّاس،و المُهَلَّبُ علی الحارِثِ و العَبّاسِ .
أَو هو مأْخوذ من هَلَّبَهُ ،أَی الفَرَس، تَهلیباً :إِذا نَتَفَ هُلْبَهُ ،و به قال الجوهریُّ ،و ابن منظور.
و عن أَبی یَزِیدَ (5)الغَنَوِیّ .فی الکانُون الأَوّل:الصِّنُّ ، و الصِنَّبْرُ،و المَرْقِیُّ فی القَبْرِ؛ و فی الکَانُونِ الثّانی: هَلاّبٌ و مُهلِّبٌ و هَلِیبٌ ،کشَدَّاد و مُحَدِّثٍ و أَمیرٍ ،هکذا فی سائر النُّسَخ الّتی عندنا،و هو فی نسخه الطّبلاویّ ،و فی أُخری:
هُلَیْبٌ ،کزُبیر،و مثلُهُ فی التّکْمِلَه (6).و سقط هذا الضَّبطُ من نُسخه شیخنا،فاعترض علی المؤلف؛و هو باردٌ مثل أَیّام بارِده جِداً (7)، أَو هی ،أَی:تلک الأَیّام فی هُلْبَهِ الشِّتاءِ ،بالضَّمّ ،أَی:شِدّتِهِ .و عباره اللّسان:یَکُنَّ فی هُلْبَه الشَّهْر،[أَیْ فی] (8)آخِرِه، و هالِبُ الشَّعَرِ،و مُدَحْرِجُ البَعَرِ:من جمله أَیّامِ الشِّتاءِ.
و الأَهْلَبُ :الذَّنَب المُنْقَطِعُ ،یقال: هُلِبَ ذَنَبُه:إِذا استُؤْصِلَ جَذاًّ (9)قال المُسَیَّبُ بُن عَلَسٍ :
ص:495
و إِنَّهُمْ قَدْ دَعَوْا دَعْوَهً
سَیَتْبَعُهَا ذَنَبٌ أَهْلَبُ
أَی:مُنْقَطعٌ عنکم،کقوله:
الدُّنْیا وَلَّتْ حَذّاءَ،أَی:منقطِعهً .
و الأَهْلَبُ : الّذی لا شَعَرَ عَلَیْه (1).
و الأَهْلَبُ : الکَثِیرُ الشَّعَرِ أَی:شَعَر الرَّأْسِ و الجسد.
فَرسٌ أَهْلَبُ ،و دابَّهٌ هَلْباءُ ،و منه
16- حدیثُ تَمِیمٍ الدّارِیّ :
«فَلقِیَهُم دابَّهٌ أَهْلَبُ ». ذکَّر الصّفهَ ،لأَنَّ الدّابَّه،یقَعُ علی الذَّکَر و الأُنْثَی،و هی الجَسَّاسَهُ ، ضِدٌّ.
و الهَلْبَاءُ :الشَّعْراءُ ،أَی:الدّابَّهُ الکثیرَهُ الشَّعَر.
و الهَلْبَاءُ : الاسْتُ ،اسْمٌ غالِبٌ و أَصْلُه الصِّفه.
و رَجُلٌ أَهْلَبُ العَضْرَطِ :فی اسْتِهِ شَعَرٌ،یُذْهَبُ بذلک إِلی اکْتهالِه و تَجرِبته،حکاه ابْنُ الأَعْرَابیّ .و فی مجمع الأَمْثَال للمَیْدانیّ ،و مثلُه فی المُسْتَقْصَی:أَنَّ امرأَه قال لها ابْنُها:ما أَجِدُ أَحَداً إِلاّ غَلَبْتُهُ و قَهَرْتُهُ .فقالت أَیْ بُنَیَّ ،إِیّاکَ و أَهْلَبَ العَضْرَطِ ،قال:فصَرَعَه رجلٌ مَرَّهً ،فرأَی فی اسْتِه شَعرهً (2)،فقال:هذا الَّذِی کانت أُمِّی تُحَذِّرُنِی.یُضْرَبُ فی التّحذیرِ لِلمُعْجَب بنفسه.
و من المجاز:أَرْضٌ هَلْباءُ ،أَی:مجزورهٌ .
و الهَلْبَاءُ : ع بَیْنَ مَکَّهَ و الیَمَامهِ ،لَهُ یَوْمٌ ،قاله الحَفْصِیّ .
قال:و إِنَّما سُمِّیَتِ الهَلْبَاءَ ،لکَثْرَه نَبَاتِهَا،و أَنّها تُنْبتُ الحَلِیَّ و الصِّلِّیَانَ ،و قال الشّاعر:
سلِ القاعَ بالهَلْبَاءِ عَنّا و عَنْهُمُ
و عَنْکَ و ما نَبَّاکَ مِثْلُ خَبِیرِ (3)
کذا فی المُعْجَم.
و یقالُ :وقعنا فی هُلْبَهٍ هَلْبَاءَ بالضّمّ ،أَی داهِیَهٍ دَهْیَاءَ.
و عن أَبی عُبَیْدٍ (4): الهُلاَبَهُ ،بالضَّمّ غُسَالَهُ السَّلَی ،و هی فی الحُوَلاءِ (5).و الحُوَلاءُ:رأْسُ السَّلَی،و هی غِرسٌ کقَدْرِ القَارُورهِ ،تراها خضْراءَ بعدَ الوَلَدِ،تُسمَّی هُلاَبَهَ السِّقْیِ (6).
و لَیْلَهٌ هالِبَهٌ :مَطِیرهٌ ،من: هَلَبَتْهُمُ السَّمَاءُ:إِذا بَلَّتْهُمْ ، کما تقدَّم.
و الأَهالِیبُ :الفُنُونُ ،واحدُها أَهْلُوبٌ ،بالضَّمّ قال خَلیفهُ الحُصَیْنِیُّ (7)یقالُ :رَکِبَ منهم أُهْلُوباً من الثَّناءِ،أَی:فَنًّا، و هی الأَهالیبُ .قال أَبو عُبَیْدَهَ :هی الأَسالِیبُ ،واحِدُها أُسْلُوبٌ .
و رَجُلٌ هَلِبٌ :نابتُ الهُلْبِ .و الهَلِبُ :لَقَبُ أَبِی قَبیصَهَ یَزِیدَ بْنِ قُنَافَهَ کثُمامهَ ،و یقالُ :یَزِیدُ بن عَدِیّ بْنِ قُنَافَهَ الطّائِیّ . و سمّاه ابْنُ الکلبیّ :سلامه (8)، یَضُمُّه المُحَدِّثُون فیقولون: الهُلْبُ ،و شکر اللّهُ سعیَهم،و نَضَّرَ وَجْهَهُم؛لأَنَّه من باب تسمیه العادِل بالعَدْلِ ،مبالغهً ،خصوصاً و قد ثبت النّقْل،و هم العُمده، و الصَّوابُ (9): الهَلِبُ ، کَکَتِفٍ . و هو ضبطُ ابْنِ ناصرٍ الدِّمَشْقِیِّ ،و الضَّمُ عن الجُمْهُور،کما نقله خاتمهُ الحُفّاظِ ابْنُ حَجَرٍ العَسْقَلانیُّ ،رحِمه اللّه تعالی.
و سبب تلقیبه به لأَنّه کانَ أَقْرَعَ ،فمَسَحَهُ أَی:علی رأْسِه النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم،فَنَبَتَ شَعَرُهُ ،قال ابنُ دُریْدٍ:کان أَقرعَ ،فصار أَفْرَعَ .یَعنِی:کان بالقاف،فصار بالفاءِ.
و
16- فی الحدیث: «إِنّ صاحِبَ رایه الدَّجّالِ فی عَجْبِ ذَنَبِهِ مثلُ أَلْیَهِ البَرَقِ ،و (10)فیها هَلَبَاتٌ کهَلَبَاتِ الفَرَسِ ». أَی:
شَعَراتٌ ،أَو خُصَلاتٌ من الشَّعَرِ.
و
17- فی حدیثِ مُعاویهَ : «أَفْلَتَ (11)و انْحَصَّ الذَّنَبُ ،فقال:
کَلاَّ،إِنّهُ لَبِهُلْبِهِ ».
و
16- فی حدیث المغیره: «و رَقَبَهٌ هَلْبَاءُ ». أَی کَثِیرَهُ الشَّعَر.
و الهُلْبَهُ :ما فوقَ العَانَهِ إِلی قریبٍ من (12)السُّرَّهِ ،عن ابْنِ
ص:496
شُمَیْل،و منه
16- الحدیثُ (1): «لأَنْ یَمتلئَ ما بینَ عانَتِی و هُلْبَتِی».
و فی نوادر الأَعْرَاب: اهتلبَ السَّیْفَ من غِمْدِه [و أَعتقَه] (2)و امْتَرَقَه [و اخْتَرطَه] 2.إذا استلَّه.
الهِلْجَابُ بالکسر أَهمله الجوهَرِیّ ،و قال الأَزهریُّ :هی القِدْرُ العَظِیمهُ الضَّخْمَهُ (3)و کذلک العَیْلَمُ .
کذا فی التَّهْذِیب و التَّکْمِلَه.
* هلقب .نقل الأَزْهَرِیُّ عن أَبی عَمْرٍو:
جُوعٌ ،هُنْبُعٌ ،و هِنْبَاغٌ (4).و هِلَّقْبٌ ،و هِلَّقْس،أَی:شدیدٌ.
و هذِه المادّهُ أَغفلها المؤلّف کغیره،و هی فی التهذیب (5)و نقلها فی الِّلسَان.
الهُنَّباءُ ،بالضَّمّ هذا الضَّبط مع قوله کجُلَّنارٍ مُسْتَدْرَکٌ ،و فیه إِطناب،و وزنه به،مع الإِجماع علی زیاده همزته،غیرُ مناسب. و وَهِمَ الجَوْهرِیّ فی تَخفیفِه ؛لِأَنَّه قال: الهَنَبُ ،بالتّحریک،مصدرُ قولِک:امرأَهٌ هَنْباءُ ،أَی:
بَلْهاءُ بَیِّنهُ الهَنَبِ ؛قال الشّاعر:
مجْنُونَهٌ هَنْبَاءُ بِنْتُ مَجْنُونْ
و إیّاه یعنی بقوله فی الشِّعْرِ. رَوَی الأَزهریّ عن أَبی خَلیفهَ أَن محمَّدَ بْن سَلاَّمٍ أَنشده للّنابغه الجَعْدِیّ :
وَ شَرُّ حَشْوِ خِبَاءٍ أَنْتَ مُولِجُهُ
مَجْنُونَهٌ هُنَّباءٌ بِنْتُ مَجْنُونِ
و هی: البَلْهَاءُ الوَرُهاءُ. قال الصّاغانیُّ :فعلی ما ذَهَبَ إِلیه الجَوْهَریُّ تکون القافِیهُ مُقیَّدَهً ،و وَزْنُ البیتِ :مُسْتَفْعِلُنْ مُسْتَفْعِلُنْ فَعُولانْ ،و إِنّمَا هو تصحیفٌ [و القافیه مطلقه] (6)و البیتُ من البَسیط ثم ذکر البیتَ .قال:و آخِرُهُ :
تَسْتَخْنِثُ الوَطْبَ لم تُنْقَضْ مَریرَتُه
و تَقْضَمُ الحَبَّ صِرْفاً غَیْرَ مَطْحونِ
و وجدتُ بخطِّ أَبی زَکَرِیّا عندَ قولِ الجَوْهَرِیّ هذا، قلتُ :و قال غیره: الهُنَبَی ،مضمومُ الهاءِ مفتوحُ النُّون، مقصورٌ:المرأَهُ المجنونه،قال الشاعر:
وَ شرُّ حَشْوِ خِباءٍ أَنْتَ مُولِجُه
مَجْنُونَهٌ هُنَبَی بِنْتٌ لِمَجْنونِ
انتهی.قال الأَزهریّ :و یُرْوَی:هبتاءُ،من الهَبْتَه،و هی الغَفْله (7).و قال بعدَ إِنشاد البیت:و هُنَّبَاءُ علی فُعَّلاءَ، بتشدید العین و المَدّ قال:و لا أَعرِف فی کلام العرب له نظیراً.قال: و الهُنَّبَاءُ : الأَحْمَقُ ، کالهُنَّبَی ،بالقَصْرِ فی الکُلّ ،أَی:مع تشدید النّون،الأَخیرُ نقله الصّاغَانیُّ .
و المِهْنَبُ ، کمِنْبَرٍ:الفائقُ الحُمْقِ ،رواه الأَزهریّ عن ابْنِ الأَعرابیّ .قال:و به سُمِّیَ الرَّجُلُ هِنْباً .
و قال ابنُ دُرَیْدٍ:امْرَأَهٌ هَنَبَاءُ وَ هَنَبَی ،بالتَّحْرِیکِ فیهما.
هذا النَّقْلُ عنهُ ،غیرُ صَوابٍ فإِنّ الّذی نقله عنه ابنُ منظور و غیرُه:امْرَأَهٌ هُنَّبَاءُ و هُنّبَی ،یُمَدّ و یُقْصَرُ و أَیضاً علی الفرض،فإِن التَّحْرِیک فی کلام ابنِ دُریْدٍ،راجعٌ للثّانی، لا لهما،کما توهَّمَه،و أَشار لذا شیخُنا،فکلامُ المصنَّف یحتاج إِلی التَّحْریر،بعدَ تصحیح النَّقْل.
و هِنْبٌ ،بالکَسْرِ :اسْمُ رَجُلٍ و هو أَبو قبیلهِ ،و هو هِنْبُ بْنُ أَفْصَی ابْنُ دُعْمِیّ بْنِ جَدِیلَهَ بْنِ أَسَدِ بْنِ رَبِیعَهَ بْنِ نِزَارِ بْنِ مَعَدٍّ.و هو أَخو عَبْدِ القَیْسِ .و أَبو عَمْرٍو و قاسِطِ (8)، قاله ابنُ قُتَیْبَهَ .و لا عجَبَ فی تفسیر المصنِّف کما توَهَّمه شیخُنا.
و قبیلهٌ أُخری تُعْرَفُ بهِنْبِ بْنِ القَیْنِ بْنِ أَهْوَدَ بْنِ بَهْرَاءَ بْنِ عَمرِو بْنِ الحافی بْنِ قُضاعَهَ ،ذکره الصّاغانیُّ .
و هِنُبٌ : مُخَنَّثٌ ،نَفَاهُ النَّبِیُّ ،صلی اللّه علیه و سلم ،و الّذی جاءَ
14- فی الحدیثِ : «أَنَّ النَّبِیَّ ،صلی اللّه علیه و سلم،نَفَی مُخَنَّثَیْنِ ،أَحدُهما هِیتٌ ، و الآخرُ ماتِعُ ». إِنّمَا هو هِنْبٌ ،فصحَّفه أصحاب الحدیث قال الأَزهریُّ :رواه الشّافعیُّ و غیرُه:هیتٌ ،قال:و أَظُنُّه صواباً.
ص:497
و هِنْبٌ جَدُّ جَنْدَلِ بْنِ والِقٍ المُحَدِّث ،کُنْیتُه أَبو علیّ ، نقله الصّاغانیُّ .
هنْتبَ فی أَمْرِهِ :أهمله الجوْهَرِیُّ و صاحبُ اللّسان.و قال الصّاغانی اسْترْخی و تَوَانَی.
الهِنْدَبُ ،و الهِنْدَبَا و الهِنْدَبَاءُ (1)بِکَسْرِ الهاءِ و سکون النُّون و فتحِ الدّالِ المُهْمَلَهِ ، و قد تُکْسَرُ أَی الدّالُ ، و نقله الجوهَرِیُّ عن أَبی زیدٍ حالَهَ کَونِها مَقْصُورَه. قال الأَزهریُّ (2):أکثرُ أهل البادیه،یقولون: هِنْدَبٌ ، و تُمَدُّ ، و کُلٌّ صحیحٌ .و قال کُراع:هی الهِنْدَبَا ،مفتوح الدّال مقصور،کُلّ ذلک: بَقْلَهٌ م ،أَی:معروفهٌ من أَحرار البُقُول.
و عن ابْن بُزُرْجَ :هذه هِنْدَباءُ و باقِلاَّءُ،فأَنَّثُوا و مدُّوا،و هذه کَشُوثَاءُ،مؤنَّثه.و قال أبو حنیفه:واحدُ الهِنْدَباءِ هِنْدَبَاءَهٌ .
ثمّ إِنّ المؤلِّفَ أَوردَ هذِه المادَّهَ هنا،بناءً علی أَنّ النّون أَصلیّه،و لا قائلَ به،و لذا أَوردَهَا الجوهریّ فی هَدَب، و بناءُ فِعْلَل،کِدرْهَم،قلیلٌ ،غیر أَربعهٍ ذَکَرَهَا أَئمّهُ الصَّرْف.
و استطردْتُها و ما یتعلَّق بها فی کتابنا«کَوْثَرِیّ النَّبْع لِفَتًی جَوْهرِیِّ الطَّبْع»،فلیراجَعْ هُنالک.
ثمّ شرع فی ذکر منافع هذه البقله بقوله:
مُعْتَدِلَهٌ ،نافِعَهٌ للمَعِدَه و الکَبِدِ و الطِّحَالِ أَکْلاً،و لِلَسْعَهِ العقربِ ضِمَاداً بأصولها،و طابِخُها أَکْثَرُ خَطَأً من غاسِلِها ، و لها مضارُّ و مصالِحُ أُخَرُ،استَوْعبها الحکیمُ الماهر داوُودُ الأَنْطاکِیُّ فی تذکرِته،و فیها ما یُرْشِدُک إِلی معرفه الکَمّیه و الکَیْفِیّه و الهیئَه فی تَعاطِیها،و من لم یَعْلَمْها کان الضَّرَرُ أکثرَ من النَّفع،و قال أَبو حنیفهَ : الوَاحِدَهُ هِنْدَبَاهٌ (3).
و هِنْدَابَهُ ،بالکسرِ اسمُ امْرَأَه سوداءَ،و هی أُمُّ أَبی هِنْدَابَهَ الکِنْدِیِّ الشّاعرِ الفارسِ ،و اسمُه زِیادُ (4)بنُ حارِثَهَ بْنِ عَوْفِ بْنِ قَتِیرَهَ ،حکاه ابْنُ دُرَیْدٍ،و نقله الصّاغانیُّ فی ه د ب.
الهَنْقَبُ ،کجَعَفر:أَهمله الجوهریُّ و الصّاغانیُّ ،و قال ابنُ دُرَیْد:هو القَصِیرُ ،قال:و لیس بِثَبت،و ضَبطَه بعضُهم بکسر الهاءِ و تشدید النُّون، کجِرْدَحْلٍ .
الهَوْبُ :البُعْدُ ،و به صدَّرَ الجوهریُّ .
و عن أَبی عُبیْدٍ: الهوْبُ :الرَّجُلُ الأَحْمَقُ المِهْذَارُ ، أَی:الکثیر الکلام،کذا فی الصّحاح،و جمعه أَهْوابٌ .
وَ الهَوْبُ وَهَجُ النّارِ ،و اشتعالُها،یَمَانِیهٌ .
و هَوْبُ الشَّمْسِ :وَهَجُها،بلُغَتِهم.
و یقال: تَرَکْتُه فی هوْبٍ دابِرٍ،و یُضَمُّ . و وجدت فی هامش الصَّحاح بخطّ أَبی زَکَریّا،و رواه غیرُه:ترکته فی هَوْبِ دابرٍ،مضافاً: أَی:بحَیْثُ لا یُدْرَی أَینَ هو.
و هَوْبُ دابِرٍ:اسمُ أَرض،غَلَبت علیها الجِنُّ .و قِیلَ صوابُهُ :هَوْتُ دابرٍ بالتّاءِ المُثَنّاه الفوقیّه،بدل الموحَّده،قال الصّاغانیُّ :و هو أَصحُّ ، و وَهِمَ الجَوْهَرِیُّ ،و حیث إِنّه لم یَثْبُت عندَهُ ،و هو عُمْدَه أَهلِ الفَنِّ ،لا یُنْسَب الوَهَم إِلیه، کما هو ظاهر.
و الأَهْوَابُ ،کأَنَّه جمعُ هَوْب ،و فی نُسخه: الأَهْوَبُ :
ع بساحِلِ الیَمَنِ ،و هو فُرْضَهُ زَبِیدَ ممّا یلی عَدَنَ ،و فُرْضَتُها الأُخْری الّتی تلی جُدَّهَ غُلافِقَهُ .
و الهُوَیْبُ ،ککُمَیْت:ع بِزَبید ،و فی المُعْجَم (5):قَرْیَهٌ من قُرَی وادی زَبِیدَ بالیَمن.و من محاسن الجِناس،قولُ الفاضلِ بْنِ جَیّاشٍ الحَبَشِیّ صاحِب زَبِیدَ:
للّهِ أَیّام الحُصیْب و لا خَلَتْ
تِلْکَ المَعَاهِدُ من صِباً و تَصابِی
لا عَیْشَ إِلاّ ما أَحَاطَ بِسُوجِه
شَطُّ الهُوَیْبِ و ساحِلُ الأَهْوابِ
هکذا أَورده یحیی بْنُ إِبراهِیمَ العَمَکِیّ (6)فی کتابه علم القوافی،و نقله النّاشِرِیّ فی أَنساب البشر.
الهَیْبَهُ :الإِجلالُ ،و المَخَافَهُ و عن ابنِ سِیدهْ :
الهَیْبَهُ : التَّقِیَّهُ من کُلِّ شیْ ءٍ، کالمَهَابَهِ .و قد هابَهُ یهابُهُ ،
ص:498
کخَافَهُ یَخَافُهُ ، هَیْباً ،و هَیْبَهً ، و مَهَابَهً :خَافَهُ و راعَهُ ، کاهتَابَهُ ، قال:
وَ مرْقَبٍ تَسْکُنُ العِقْبَانُ قُلَّتَهُ
أَشْرفْتُهُ مُسْفِراً و الشَّمْسُ مُهْتَابَهْ
و فی کتاب الأَفعال هابَه من باب تَعِبَ :حذِرَه،و یُقال:
هَابَه یَهِیبُه ،نقله الفَیُّومیّ فی المصباح.
و نقل شیخُنا عن ابنِ قَیِّم الجَوْزِیَّهِ ،فِی الفرْق بین المَهَابَه و الکِبْر،ما نَصُّه:بانّ المَهابهَ أَثرُ امتلاءِ القلبِ بمهابهِ الرَّبّ و محبَّته،و إِذا امتلأَ بذلک،حلَّ فیه النُّورُ، و لَبِس رِداءَ الهَیْبه ،فاکتسَی وَجهُهُ الحَلاوهَ و المَهَابَهَ فحَنَّت إِلیهِ الأَفئدهُ ،و قَرَّتْ بها العُیُونُ .و أَمّا الکِبْرُ،فهو أَثَرُ العُجْبِ فی قلْبٍ مملوءٍ جهلاً و ظُلُمات،رانَ علیه المَقْتُ ،فنَظَرُه شَزْرٌ،و مِشْیتُهُ تَبخْتُرٌ،لا یبْدأُ بسَلام،و لا یَری لِأَحدٍ حَقّاً علیه،و یَری حَقَّهُ علی جمیع الأَنامِ ،فلا یزدادُ من اللّهِ إِلاّ بُعْداً،و لا من النّاس إِلا حَقاراً و بُغْضاً.انتهی.
و هو هائِبٌ ،و هو أَصلُ الوصْف.و الأَمْر فیه: هَبْ ،بفتح الهاءِ،لأَنّ الأَصل فیه: هابْ ،سقطت الأَلفُ ،لاجتماع السّاکنَیْن.و إِذا أَخبرتَ عن نفسک،قُلْتَ : هِبْتُ ،و أَصلُه:
هَیِبْتُ ،بکسر الیاءِ،فلما سُکِّنت،سقطت،لاجتماع السّاکنین،و نُقِلَتْ کسرتُها إِلی ما قَبْلَهَا.فقِسْ علیه،کذا فی الصّحاح.
و رَجُلٌ هَیُوبٌ ،کصَبُورٍ:هو و مَا بَعْدَهُ یأْتی للمُبَالَغَه، و
16- فی حدیثِ عُبَیْدِ بنِ عُمیْر: «الإِیمانُ هَیُوبٌ ». أَی یُهابُ أَهلُه،فَعُولٌ بمعنی مفعول،و هو مَجاز،علی ما فی الأَساس،و النّاسُ یَهابون أَهلَ الإِیمان،لِأَنّهم یَهابون اللّهَ و یَخافونَهُ .و قیلَ :هو فَعُولٌ بمعنی فاعلٍ ،أَی:أَنَّ المؤمنَ یَهابُ الذُّنوبَ و المَعَاصِیَ ،فیَتَّقِیها.و یُقَالُ : هَبِ النّاسَ یَهابُوکَ ،أَی:وَقِّرْهُم،یُوَقِّرُوکَ .و قد ذَکرَ الوجْهین الأَزهریُّ (1)و غیرُه، و هَیَّابٌ کشَدَّادٍ، وَ هَیِّبٌ کسیّد،و جُوِّز فیه التَّخفیف کبین و هیْبَانٌ کشَیْبَان، و هَیِّبانٌ ،بکَسْرِ المُشَدَّدِه مع (2)فَتْحِها ،هکذا فی النُّسَخ الصَّحِیحه،و سقط منبعضها، و هَیَّابَهٌ بزیاده الهاءِ،لتأْکید المُبَالغه،کما فی:
عَلاّمه،کُلُّ ذلک بمعنی یَخَافُ النّاسَ زاد فی اللّسان:
و هَیُّوبَهٌ .
و رجلٌ مَهُوبٌ ،و کذلک مَکَانٌ مَهُوبٌ ،و یأْتی للمصنِّف، و رجل مهِیبٌ کَمَقِیلٍ ، وَ هَیُوبٌ کصَبُورٍ، وَ هَیْبَان کَشَیْبَان:
إِذا کان یَخافُه النّاسُ ،أَمّا هَیُوب فقد یکونُ الهائبَ ،و قد یکون المَهِیب .و مَهِیبٌ واردٌ علی القیاس،کمَبِیع.و أَمّا هَیْبَان ،فلم یَذْکُرْهُ الجوهریُّ ،و بالغَ فی إِنکاره شیخُنا،و هو منه عجیبٌ ،فإِنه قال ثعلب: الهَیَّبَانُ :الذِی یُهابُ ،فإِذا کان ذلک کان الهَیَّبَان فی مَعْنَی المفعول،و نقله ابْنُ منظورٍ و غیرُهُ ،فکیف یسوغُ لشیخنا الإِنکارُ،و اللّهُ حلیمٌ سَتَّار؟:
و تَهَیَّبَنِی الشَّیءُ:بمعنی تَهَیَّبْتُه أَنا. و قال ابْنُ سِیدَه:
تَهَیَّبَنِی الشَّیْ ءُ،و تَهَیَّبْتُهُ :خِفْتُهُ ،و خَوَّفَنِی،قال ابْنُ مُقْبِلٍ :
و ما تَهَیَّبُنِی المَوْماهُ أَرْکَبُها
إِذَا تَجاوَبَتِ الأَصْدَاءُ بالسَّحَرِ
قال ثعلب:أَی لا أَتَهَیَّبُها أَنا،فَنَقَل الفِعْلَ إِلیْها.و قال الجَرْمِیّ :لا تَهیَّبُنِی المَوْماهُ ،أَی:لا تَمْلأُنِی مَهابَهً .
و الهَیَّبانُ ،مُشَدَّدَهً أَی یاؤُه مع فَتْحِها،کما نقله أَقوامٌ عن سِیبَوَیْهِ فی الصَّحِیح،و هو الَّذی فی نسختنا و نَقَل قومٌ الکسرَ: الکَثِیرُ من کُلِّ شَیْ ءٍ.
و الهَیَّبَانُ : الجَبَانُ المُتَهَیِّبُ الذی یَهابُ النّاسَ ، کالهَیُوبِ .و رجلٌ هَیُوبٌ : یَهَابُ من کلِّ شَیءٍ.قال الجَرْمیّ :هو فَیْعَلان،بفتح العین،و ضَبْط الجَوْهَریِّ بِکَسْرِهَا.و قال بعضُ العلماءِ:لا یجوزُ فیه الکسرُ،لأَنَّ فَیْعِلان،لم یجئ (3)فی الصَّحیح،و إِنَّمَا جاءَ فیه فَیْعَلان کقَیْقَبَان.و الوجْهُ أَن یُقَاسَ المُعْتَلّ بالصّحیح.قال شیخنا:
هو قِیاسٌ غیرُ صحیح،و لا یُعْرَفُ الفتحُ فی المعتلِّ ،کما لا یُعْرَفُ الکسر فی الصَّحِیح،إِلاّ فی نَوَادِرَ.
و الْهَیَّبَانُ : التَّیْسُ ،نقله الصّاغانیُّ (4).
و قیل: الْهَیَّبانُ : الخَفِیفُ النَّحِزُ (5).
ص:499
و الهَیَّبانُ : الرّاعِی ،عن السِّیرافیّ .
و الهَیَّبانُ : التُّرَابُ ،أَنشدَ:
أَ کُلَّ یَوْمٍ شعِرٌ مُسْتَحْدَثُ
نحنُ إِذاً فی الهَیَّبانِ نَبْحَثُ
و الهَیَّبانُ : زَبَدُ أَفْوَاهِ الإِبِلِ . و فی سِفْر السّعاده:الزَّبَد الّذی یَخرجُ من فَمِ البعیرِ،و یسَمّی اللُّغَامَ .و فی المُجْمَل:
هو لُغَامُ البعیرِ،و أَنشد الأَزْهَرِیُّ لِذی الرُّمَّهِ (1):
تَمُجُّ (2)اللُّغَامَ الهَیَّبانَ کَأَنَّهُ
جَنَی عُشَرٍ تَنْفِیهِ أَشداقُها الهُدْلُ
وجَنَی العُشَر،یَخرُجُ مثلَ رُمّانهٍ صَغیرهٍ ،فیَنْشَقُّ عن مثل القَزِّ،شَبَّهَ لُغَامَها به.و البَوَادِی یجعلُونه حُرَّاقاً (3)یُوقِدُونَ به النّار،کذا فی اللّسان.
و هَیَّبانُ : صَحابِیٌّ أَسْلَمِیٌّ ،یُرْوَی عن ابنه عبدِ اللّهِ ، عَنْهُ ،فی الصَّدَقه.کذا فی المعجم.هکذا یقوله أَهلُ اللُّغَه، و قد یُخَفَّفُ (4)،و هو قولُ المُحَدِّثینَ . و قد یُقالُ هَیَّفانُ ،بالفاءِ ،و هو قولُ بعضهم أَیضاً.
و من المَجاز المَهِیبُ کمبِیع و المَهُوبُ ،و المُتَهَیَّبُ بتشدید الیاءِ المفتوحه: الأَسدُ ،لِمَا یَهَابُه النّاسُ .
و من المجازِ،أَیضاً: الهَابُ :الحَیَّهُ .
و الهَابُ : زَجْرُ الإِبِلِ عندَ السَّوْقِ بِهَابْ هَابْ ، و قد أَهَابَ بِها الرَّجُلُ : زَجَرَهَا،و أَهابَ بالخَیْلِ :دَعَاها،أَو زَجَرَها بِهَابْ ،أَو بِهَبْ ،الأَخیرُ مَرَّتِ الإِشارهُ إِلیه فی هبّ .
و قال الجوهَرِیُّ : أَهابَ بالبعیر،و أَنشد لِطَرَفَهَ :
تَرِیعُ إِلی صَوْتِ المُهِیبِ و تَتَّقِی
بذِی خُصَل رَوْعَاتِ أَکْلَفَ مُلْبِدِ (5)
تَرِیعُ :أَی تَرْجِعُ و تَعودُ.و ذی خُصَل أَی ذَنَبٍ ذِی خُصَل.و رَوْعات:فَزَعات.و الأَکْلَفُ :الفَحْلُ و المُلْبِد:
صِفَتُه.
و یقال فی زجْر الخیلِ : هَبِی ،أَی:أَقْبِلِی،و أَقْدِمِی ، و هَلاً:أَی قَرِّبِی.قال الکمیت:
نُعَلِّمُها هَبِی و هَلاً و أَرْحِبْ
و فی أَبْیَاتنَا و لنا افْتُلِینَا
و قال الأَعْشَی:
و یَکْثُرُ فیها هَبِی و اضْرَحِی (6)
قال الأَزْهَرِیّ :و سَمِعْتُ عُقَیْلِیًّا یقولُ لِأَمَهٍ کانت تَرْعَی رَوَائد (7)خَیْلٍ ،فجَفَلَتْ فی یومٍ عاصفٍ ،فقال لها:أَلا و أَهِیبِی بها،تَرِعْ (8)إِلیکِ .فجعَلَ دُعاءَ الخیل إِهابَهً أَیضاً قال:و أَما هَابِ ،فلم أَسمَعْهُ إِلا فی الخَیْل دُونَ الإِبِل.
و أَنشد بعضهم:
و الزَّجْرُ هَابِ وهَلاً تَرَهَّبُهْ (9)
و مَکَانٌ مَهَابٌ بالفَتْح، و مَهُوبٌ ،کقولک:رجلٌ مَهُوبٌ ، و قد تقدمتِ الإِشارَهُ إِلیه و لو ذُکِرا فی محلٍّ واحِدِ کان أَرْعَی لصَنْعَتِه،و لکن لمّا قرَنَه بمَهابِ ،اقتضی الحالُ تأْخِیرَه أَی:
مَهُولٌ یُهَابُ فیهِ و علی الأَول قولُ أُمَیهَ بْنِ أَبی عائذٍ الهُذلِیّ :
أَلا یا لَقَوْمِ لِطَیْفِ الخَیالِ
أَرَّقَ من نازِحٍ ذِی دَلاَلِ
أَجَازَ إِلَیْنَا علی بُعْدِهِ
مَهَاوِیَ خَرْقٍ مَهَابٍ مَهالِ
قال ابْنُ بَرّیّ : مَهَابٌ :مَوضعُ هَیْبهِ .و مَهَالٌ :مَوْضع هَوْلٍ .و المَهَاوِی:جمعُ مَهْوًی [و مَهْوَاه] (10)،لِما بَیْن الجَبَلَیْنِ [و نحوهما] 10.قلت:و هکذا فی شرح دیوان الهُذَلِیّینَ ، للسُّکّرِیّ (11).
ص:500
و فی الصّحاح:رَجلٌ مهُوبٌ ،و مَکَانٌ مَهُوبٌ بُنِیَ علی قَوْلِهِم: هُوبَ الرَّجُلُ ،حَیْثُ نَقَلُوا من الیاءِ إِلی الواوِ فیهما کذا فی النُّسَخ،و کَأَنَّه یعنی مَهَاباً و مَهُوباً .و الّذِی فی الصّحاح:[لمّا نُقِلَ من الیاءِ إِلی الواو] (1)فیما لم یُسمَّ فاعِلُه؛و أَنشد الکِسائیُّ :
و یَأْوی إِلی زُغْب مَسَاکِینَ ،دُونَهُمْ (2)
فَلاً،لاَ تَخَطّاهُ الرِّفاقُ ، مهُوبُ
قال ابنُ بَرِّی:صوابُ إِنشادِه:و تَأْوِی،بالتّاءِ؛لأَنّه یَصفُ قَطاهً ،و وجدتُ فی هامش النُّسخه،ما نَصُّه:هو حُمَیْدُ بْنُ ثَوْرٍ،و المشهورُ فی شعره:
تَعِیثُ (3)بهِ زُغْباً مَسَاکِینَ دُونَهُمْ
و هذا الشّیءُ مَهْیَبَهٌ لک.
و هَیَّبْتُه إِلَیْهِ :إِذا جَعَلْته مَهِیباً عِنْدَهُ ،أَی:مما یُهَابُ منه.
*و ممَّا یُسْتَدْرَکُ علیه:
هابَهُ ، یَهابُه :إِذا وَقَّرَهُ ،و إِذا عَظَّمَهُ .
و الهَیْبانُ :رَجُلٌ من أَهلِ الشّامِ عالِمٌ ،بسَبَبِهِ أَسْلَمَ بنو سعیهَ ،قاله شیخُنا.
و من المجاز: أَهابَ بصاحِبه:إِذا دَعاهُ ،و مثلُه: أَهَبْتُ به إِلی الخَیْر،و أَصلُه فی الإِبِل.و هو فی تهذیب ابن القَطَّاع.
و
16- فی حدیث الدُّعاءِ: «و قَوَّیْتَنِی علی ما أَهَبْتَ بِی إِلیه من طاعتِک». و منه
17- حدیثُ ابنِ الزُّبَیْرِ فی بِناءِ الکعبهِ : «و أَهابَ الناسَ إِلی بَطْحِه». أَی:دَعاهُمْ إِلی تَسوِیَته.
و أَهابَ الرَّاعِی بغَنَمِه:صاحَ لِتَقِفَ أَو لِتَرْجِعَ ،و ذَا فی الصّحاح.
و الإِهابَهُ :الصَّوْتُ بالإِبِل و دُعاؤُهَا،کذلک قال الأَصمعیُّ و غیرُهُ ،و منه قولُ ابْنِ أَحْمَرَ:
إِخَالُهَا سَمِعَتْ عَزْفاً فتَحْسَبُهُ
إِهابهَ القَسْرِ (4)لَیْلاً حِینَ تَنْتَشِرُ
و قَسْرٌ (5):اسمُ راعی إِبلِ ابْن أَ؟؟مر،قائل هذا الشِّعْرِ، و سیأْتِی فی الراءِ.
و هابُ :قَلْعَهٌ عظیمه من العَوَاصم.کذا فی المُعْجم.
14- و بئرُ الهَابِ :بالحَرَّهِ ظاهِر المَدِینهِ المُنَوَّرهِ ،بَصَق فیهِ رسولُ اللّه،صلی اللّه علیه و سلم.
و قال الفَرّاءُ:هو یَخِیبُ ،و یَهِیبُ :لُغَهٌ مُنْکَره،إِلا أَنْ تکونَ إِتْباعاً،کما نقله الصاغانیُّ .
أَرْضٌ یَبَابٌ :أَی خَرَابٌ . یُقَال:خَرَابٌ یَبَابٌ ، و لیس بإتباعٍ ،کذا فی الصَّحاح.و فی الأَساس:تقولُ :
دارُهم خَرابٌ یَبَاب ،لا حارِس و لا باب.و حَوْضٌ یَبَابٌ :لا ماءَ فیه.و خَرَّبُوه و یَبَّبُوهُ .انتهی.
فکلامُ الجوهَرِیّ یدُلُّ علی أَنه أَصلٌ یُستعملُ وَحْدَهُ ،و أَنَّهُ وصْفٌ لِما قبلَه دُونَ إِتْباع.و فی التهذیب: الیَبَابُ عندَ العرَبِ :الَّذِی لیس فیه أَحَدٌ،قال ابْنُ أَبی رَبِیعه:
ما علَی الرَّسْمِ بالبُلَیَّیْنِ لَوْ بیَّ
نَ رَجْعَ السَّلامِ أَوْ لَوْ أَجَابا
فإِلی قَصْرِ ذِی العَشِیرَهِ فالصا
لِفِ أَمْسَی من الأَنِیسِ یَبَابَا
معناه:خالیاً لا أَحَدَ به،و قال شَمِرٌ: الیَبَابُ :الخَالی [الذی] (6)لا شَیْ ءَ به،یقالُ :خَرَابٌ یَبَابٌ ،إِتْبَاعٌ لخَرابٍ ؛ قال الکُمَیْتُ :
بِیَبابٍ من التَّنائِفِ مَرْتٍ
لَمْ تُمَخَّطْ به أُنوفُ السِّخَالِ (7)
و مثلُه فی فِقْهِ اللُّغَه.
و یَبَبَه ،محرّکهً :من أَسماءِ الرِّجال،کذا فی کِتاب الأَبْنِیَهِ و الأَفعال.
ص:501
الیَشْبُ :أَهمله الجَوْهَرِیُّ ،و صاحبُ اللسان.
و قال الصاغانیُّ :هو حَجَرٌ،م ،أَی:معروف،و هو مُعَرَّبُ الیَشْمِ بإِبدال المیم باءً کلازمٍ و لازبٍ .
یاطِبٌ ،کیاسِرٍ:میاهٌ فی جَبَل أَجَإِ ،و هو عَلَمٌ مُرْتَجَلٌ ؛و فیها قیلَ :
فَوَاکَبِدَیْنَا کُلَّمَا الْتَحْتُ لَوْحَهً
علی شَرْبَهٍ من ماءِ أَحْوَاضِ یَاطِبِ
قلت:و قرأْتُ فی ترجمه الشَّریف أَبی عَوْنٍ إِدریس بن حَسَن بن أَبی نُمَیٍّ القَتَادیّ الحسَنیّ :أَنه مات بجبلِ شَمرٍ، فی یَاطِب ،و تولَّی مَکَّهَ اثنتینِ و عشرِینَ سنَهً ،و من حُسْنِ الاتِّفاق أَن یاطِباً عَدُدُه اثنانِ و عشرُونَ .
و ما أَیْطَبَهُ :لغهٌ فی ما أَطْیَبَهُ :صَرَّحَ جماعهٌ بأَنَّهُ مقلوبٌ منه.و
16- فی بعض الآثار: «علیکمْ بالأَسْودِ منه،أَی ثَمَرِ الأَرَاکِ ،فإِنه أَیْطَبُه ». هی لغَهٌ صحیحه فصیحه فی أَطْیَب.
و ذهَب جماعهٌ إِلی أَصاله هذه اللَّفْظه،و أَنَّها لغهٌ مُستقِلَّه، و فیه خلاف.
و أَقْبَلَت الشاهُ تَهْوِی فی أَیْطَبَتِها ،و عن أَبی زید: تُشَدَّدُ البَاءُ ،رواه أَبو علیّ ،قال:و إِنها أَفْعلَّه،و إِنْ کان بناءً لم یأْت لزِیادهِ الهَمْزَه أَوَّلاً؛و لا یکون فَیْعِلَّه لعدم البناءِ،و لا من باب الیَنْجَلِبِ و إِنقَحْلٍ ،لعدم البناءِ،و تَلاَقی الزِّیادتَیْنِ .
و المعنی: أَیْ فی شِدَّه اسْتِحْرامِها ،و قد سبقتِ الإِشاره إِلیه فی ط ب ب.
الیلَبُ ،مُحَرَّکَهً :التِّرَسَهُ بالکسر،جمع تُرْسٍ ، بالضَّمّ .و قیلَ الدَّرَقُ .کذا فی الرَّوْض للسُّهَیْلیّ و المحکم.
و الفرقُ بینَهما أَن الدَّرَقَ و الحَجَفَ أَنْ تکونَ من جُلُودٍ،لیس فیها خَشَبٌ و لا عَقَبُ ،و التُّرْسُ أَعَمُّ من ذلک،أَشار له شیخُنَا؛ أَو الدُّرُوعُ الیمَانِیَهُ .و قیل:هی البَیْضُ تُصْنَعُ من الجُلُودِ ،أَی:جُلُود الإِبِل،و هی تُسُوعٌ کانت تُتَّخَذُ و تُنْسَجُ و تُجْعَلُ علی الرُّؤُوس مکان الْبَیْضِ ؛ أَو جُلُودٌ یُخْرَزُ بعْضُها إِلی بَعْضِ تُلْبَسُ علی الرُّؤوسِ خَاصَّهً ،و لیستْ علی الأَجْسَاد،نقله الأَصْمَعیُّ ؛أَو جُلُودٌ تُلْبَسُ تحتَ الدِّرْع،أَو الدِّیباجِ .واحدُهُ یَلَبَهٌ .و قیل:هی جُلُودٌ تُلْبَسُ مثْل الدُّروعِ ،و قیل:جُلُودٌ تُعْمَلُ منها الدُّرُوعُ .
و الیَلَبُ الفُولاذُ من الحدید قال:
و مِحْوَرٍ أُخْلِصَ مِن ماءِ الیَلَبْ
و الواحدُ کالواحد.قال:و أَمَّا ابْنُ دُرَیْدٍ،فحمَلَه علی الغَلَط ؛لأَن الیَلَبَ لیس عندَهُ الحَدِیدَ.و فی التَّهذیب عن ابن شُمَیْل: الیَلَبُ : خالِصُ الحَدِیدِ ،قال عَمْرُو بْنُ کُلْثُومٍ :
علیْنَا البَیْضُ و الیَلَبُ الیَمَانِی
و أَسْیافٌ یَقُمْنَ و یَنْحَنِینَا
قال ابْنُ السِّکِّیتِ :سَمِعَهُ بعضُ الأَعْرَابِ ،فظَنَّ أَنَّ الیَلَبَ أَجودُ الحَدیدِ،فقال:
و مِحْوَر أُخْلِصَ من ماءِ الیَلَبْ
قال:و هو خطأٌ،إِنمَا قاله علی التَّوَهُّم.
و الیَلَبُ : جُنَنٌ بالضَّم،جمع جُنَّه من لُبُودٍ ،و لم تکن من حدید حَشْوُهَا عَسَلٌ و رَمْلٌ ،نقله الصاغانیُّ .
و الیَلَبُ : العَظِیمُ من کُلِّ شَیْ ءٍ و أَنشدَ الجَوْهرِیّ :
عَلَیْهِم کُلُّ سابِغَهٍ دِلاصٍ
و فی أَیْدِیهِمُ الیَلَبُ المُدَارُ
قال: و الیَلَبُ ،فی الأَصْل،اسْمُ ذلک الجِلْدِ ؛قال أَبو دَهْبَل الجُمَحِیُّ :
دِرْعِی دِلاصٌ شَکُّها شَکٌّ عَجَبْ
وجَوْبُها القاتِرُ من سَیْرِ الیَلَبْ (1)
و من سَجَعَات الأَساس:تقول:أَصْبَحُوا و علی أَکتافهم یَلَبُهُمْ ،و أَمْسَوْا و فی أَیدینا سَلَبُهُمْ .
* یِهَابُ :جاءَ فی الحدیث ذِکْرُهُ ،و یُرْوَی:« إِهَابُ »و قد تَقَدَّم.قال ابنُ الأَثِیرِ:هو مَوْضِعٌ قُرْبَ المَدِینه،شَرَّفها اللّه تعالَی،و قد أَغفلَه المؤلفُ هُنا.
یُوْبَبُ ،بِباءَیْن موحَّدَتَیْنِ بعدَ الواو،و أَولهُ مُثَنَّاهٌ تحتِیَّه کمَهْدَدٍ و جُنْدَب :أَهمله الجوْهریُّ ،و صاحبُ اللِّسان.و قال الصاغانیّ :هو اسم والِدِ سیِّدنا شُعْیبٍ
ص:502
النبِیّ ،صلَّی اللّه تعالی عَلَیْهِ و علی نبینا و سَلَّم. و ابنُ أَخِیهِ مالِکُ بن دُعْرِ بن یَوْبب الَّذی استخرجَ سیَدَنا یُوسُفَ ،علیه السَّلامُ ،من الجُبِّ .و غلِطَ المَناوِیّ فجعَلَهُ البُوَیْب،علی تصغیر بابٍ ،و عدَّهُ فی رسالته من المستدرَکَه علی المؤلِّف.
قلت:و هو یَوْبَبُ بْنُ نحینا بن مَدْیَن،ضبطه الصَّاغانیّ کمَهْددٍ فی التَّکمله،و فی العُباب کجُنْدَبٍ .
و یُوبٌ ،بالضَّمِّ :جَدٌّ لِمُحَمَّدِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عِیاضٍ المُحَدِّثِ ،الصَّواب فیه.أَبو منصورٍ محمّد بن عبدِ اللّه بن أَحمد بنِ أَبی عِیاضِ بْنِ شادَانَ بْنِ خُزَیْمَهَ بْنِ یُوب .سَمعَ زاهِرَ بْن أَحْمَدَ السَّرْخَسِیّ .و ابْنُهُ أَبو نَصْرٍ العِیَاضِیُّ :کان فقیهاً،سَمِعَ منهما جَمْعاً،الحَسنُ بْنُ أَحمدَ السَّمَرْقَنْدِیُّ ، نقلَهُ الحافِظُ .
ص:503