إنقاذ العتبات المقدسة

اشارة

اسم الكتاب: إنقاذ العتبات المقدسة

المؤلف: حسيني شيرازي، محمد

تاريخ وفاة المؤلف: 1380 ش

اللغة: عربي

عدد المجلدات: 1

الناشر: موسسه المجتبي

مكان الطبع: بيروت لبنان

تاريخ الطبع: 1422 ق

الطبعة: اول

بسم الله الرحمن الرحيم

ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ

شَعَائِرَ اللهِ

فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَي الْقُلُوبِ

صدق الله العلي العظيم

سورة الحج: 32

كلمة الناشر

بسم الله الرحمن الرحيم

ان الظروف العصيبة التي تمر بالعالم …

والمشكلات الكبيرة التي تعيشها الأمة الإسلامية..

والمعاناة السياسية والاجتماعية التي نقاسيها بمضض …

وفوق ذلك كله الأزمات الروحية والأخلاقية التي يئن من وطأتها العالم أجمع …

والحاجة الماسة إلي نشر وبيان مفاهيم الإسلام ومبادئه الإنسانية العميقة التي تلازم الإنسان في كل شؤونه وجزئيات حياته وتتدخل مباشرة في حل جميع أزماته ومشكلاته في الحرية والأمن والسلام وفي كل جوانب الحياة..

والتعطش الشديد إلي إعادة الروح الإسلامية الأصيلة إلي الحياة، وبلورة الثقافة الدينية الحيّة، وبعث الوعي الفكري والسياسي في أبناء الإسلام كي يتمكنوا من رسم خريطة المستقبل المشرق بأهداب الجفون وذرف العيون ومسلات الأنامل..

كل ذلك دفع المؤسسة لأن تقوم بإعداد مجموعة من المحاضرات التوجيهية القيمة التي ألقاها سماحة المرجع الديني الأعلي آية الله العظمي السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) في ظروف وأزمنة مختلفة، حول مختلف شؤون الحياة الفردية والاجتماعية، وقد قمنا بطباعتها مساهمة منا في نشر الوعي الإسلامي، وسدّاً لبعض الفراغ العقائدي والأخلاقي لأبناء المسلمين من أجل غدٍ أفضل ومستقبل مجيد..

وذلك انطلاقاً من الوحي الإلهي القائل:

?لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ?().

الذي هو أصل عقلائي عام يرشدنا إلي وجوب التفقه في الدين وانذار الأمة، ووجوب رجوع الجاهل إلي العالم في معرفة أحكامه في كل مواقفه وشؤونه..

وتطبيقاً عملياً وسلوكياً للآية الكريمة:

?فَبَشِّرْ عِبَادِ ? الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

فان مؤلفات سماحة آية الله العظمي

السيد محمد الحسيني الشيرازي (دام ظله) تتسم ب:

أولاً: التنوع والشمولية لأهم أبعاد الإنسان والحياة لكونها إنعكاساً لشمولية الإسلام..

فقد أفاض قلمه المبارك الكتب والموسوعات الضخمة في شتي علوم الإسلام المختلفة، أخذاً من موسوعة الفقه التي تجاوزت حتي الآن المائة والخمسين مجلداً، حيث تعد إلي اليوم أكبر موسوعة علمية استدلالية فقهية مروراً بعلوم الحديث والتفسير والكلام والأصول والسياسة والاقتصاد والاجتماع والحقوق وسائر العلوم الحديثة الأخري.. وانتهاءً بالكتب المتوسطة والصغيرة التي تتناول مختلف المواضيع والتي قد تتجاوز بمجموعها ال(1500) مؤلفاً.

ثانياً: الأصالة حيث إنها تتمحور حول القرآن والسنة وتستلهم منها الرؤي والأفكار.

ثالثاً: المعالجة الجذرية والعملية لمشاكل الأمة الإسلامية ومشاكل العالم المعاصر.

رابعاً: التحدث بلغة علمية رصينة في كتاباته لذوي الاختصاص ك(الأصول) و(القانون) و(البيع) وغيرها، وبلغة واضحة يفهمها الجميع في كتاباته الجماهيرية وبشواهد من مواقع الحياة.

هذا ونظراً لما نشعر به من مسؤولية كبيرة في نشر مفاهيم الإسلام الأصيلة قمنا بطبع ونشر هذه السلسلة القيمة من المحاضرات الإسلامية لسماحة المرجع (دام ظله) والتي تقارب التسعة آلاف محاضرة ألقاها سماحته في فترة زمنية قد تتجاوز الأربعة عقود من الزمن في العراق والكويت وإيران..

نرجو من المولي العلي القدير أن يوفقنا لإعداد ونشر ما يتواجد منها، وأملاً بالسعي من أجل تحصيل المفقود منها وإخراجه إلي النور، لنتمكن من إكمال سلسلة إسلامية كاملة ومختصرة تنقل إلي الأمة وجهة نظر الإسلام تجاه مختلف القضايا الاجتماعية والسياسية الحيوية بأسلوب واضح وبسيط.. إنه سميع مجيب.

مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر

بيروت لبنان / ص.ب: 6080 شوران

البريد الإلكتروني: almojtaba@shiacenter.com

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام علي نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعنة الدائمة علي أعدائهم أجمعين إلي قيام يوم الدين.

مستقبل العراق والعتبات المقدسة

قال الله تعالي: ?ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَي

الْقُلُوبِ?().

الكلام عن وضع العتبات المقدسة والمشاهد المشرفة في العراق لاينفصل عن وضع العراق ككل، وما يحيط بذلك من الملابسات.

وبشكل عام فالذي نطمح إليه فيما يخصّ وضع العتبات المقدسة هو: أن تتمتع باستقلالية تامة، لا تخضع فيها لأيّة حكومة ظالمة، وذلك بأن تكون تحت إدارة حرة ومستقلة ضمن بلد حر لايحكمه أي قانون مستبد، بل يستمد دستوره من مبادئ الإسلام الحنيف من القرآن الحكيم والسنة المطهرة المروية عن رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام حتي يتسني لجميع المسلمين السفر إليها وزيارتها دون قيد أو شرط.

وكذا الكلام بالنسبة للحوزة العلمية حيث اللازم استقلاليتها إذ إن حرية الدين والمعتقد ليست حِكراً علي أحد، بل هي ملك عام لجميع الناس وخاصة المعتقدين بها. ومن هنا يجب أن تكون أبوابها مفتوحة للجميع دون موانع أو قيود وان تكون محل احترام الجميع.

والسؤال هو: هل بامكاننا تحرير العراق والعتبات المقدسة فيه من القبضة البعثية المستبدة، ونجعلها مفتوحة أمام المسلمين؟

والجواب انه ممكن وغير بعيد ولكن بشرط أن نقوم بتقديم ما يوازي هذا الطموح، وأن نعمق هذا المفهوم في أذهان الناس ليشعروا بأهميته، ويصبح من شغلهم الشاغل وذلك بعد أن نرفع مستوي تفكيرهم ونجعلهم يستشعرون حقيقة الواقع المأساوي الذي يعيشونه ونقنعهم بضرورة مواصلة العمل وتجاوز الصعوبات لتحقيق أهدافهم الدينية المقدسة.

البيان والقلم

من أهم الوسائل التي يجب اتباعها لتعميق الوعي وتحديد الأهداف هي اتباع طريقي البيان والقلم، واستخدامهما بما يخدم قضايانا الإسلامية ويعمق الوعي وينشر الثقافة الدينية لدي شعوبنا الإسلامية. فيقوم الخطباء الكرام وطلبة العلوم الدينية بالتبليغ ونشر المبادئ والتعبئة لذلك من خلال منابرهم وخطاباتهم ومحاوراتهم مع مختلف الناس، وأن يجعلوا هذا الأمر إنقاذ العتبات المقدسة من قبضة الأنظمة الظالمة

المحور الأساسي لخطاباتهم وتحركاتهم في الداخل والخارج، كما أن مهمة الكتّاب والمفكرين نشر ذلك بواسطة أقلامهم وإمكاناتهم، وأن يكثفوا الحديث حول المطلب الذي يخص الوضع في العراق والسياسة اللاإنسانية للبعثيين مع الشعب العراقي ووضع العتبات المقدسة والحوزات العلمية هناك، فيذكروها في كتبهم وتأليفاتهم ومقالاتهم التي تنشر في الصحف والمجلات.

فعلي هاتين الطائفتين (المبلغين والكتّاب) الاهتمام بهذا الأمر اهتماماً مركزاً بدون فتور أو كسل أو يأس، بل بعزم وتصميم راسخين، والاعتقاد به وبتحقيقه اعتقاداً جازماً وكأنه واقع قريب. وهذان الأمران وهما التصميم والاعتقاد لهما تأثير إيجابي كبير علي مجمل واقع الحركة ومدي تحقيقها لأهدافها المنشودة، والملاحظ هو أن جميع المعتقدات الصحيحة أو الباطلة تعتمد في ظهورها علي هذين العاملين (اللسان والقلم) ولكن للأسف الشديد فان الكثير من المسلمين بصورة عامة وبعض الشيعة بصورة خاصة غافلون عن تأثيرهما في المجتمع بكل جوانبه واتجاهاته وبلورة الرأي العام وتوجيهه الوجهة الصحيحة.

تعميق الوعي وتعبئة الرأي العام

بعد انتصار ثورة العشرين التي هزّت عرش الإنجليز في العراق ووفاة قائد الثورة المرجع الديني الأعلي الميرزا الشيخ محمد تقي الشيرازي (قدس سره)() استطاع الإنجليز أن يلتفوا علي العراق مرة أخري وبصيغة جديدة إذ نصبوا (فيصل)() ملكاً علي العراق وقد انطلت المؤامرة علي بعض الثائرين نتيجة قلة الوعي، ووقف البعض الآخر ضد المؤامرة من أمثال السيد أبو الحسن الأصفهاني (قدس سره)() والشيخ محمد حسين النائيني (قدس سره)() حيث عارضا ترشيح (فيصل) وأي مرشح آخر في ظل الانتداب، وشددوا علي تشكيل الحكومة الإسلامية المستقلة عن الأجنبي استقلالا تاماً، وظهر واضحاً هذا المواقف عندما كان فيصل يزور المناطق الشيعية فلم يكن علماء الدين في استقباله، وكان الاستقبال الشعبي ضعيف جداً خصوصاً في كربلاء والنجف، وبعد فترة أمر فيصل (صالح حمام)() بنفي

مراجع التقليد ورجال الدين من النجف الأشرف وكربلاء المقدسة إلي إيران، وفي اليوم المحدد لرحيلهم ذهب الناس لوداعهم في منطقة المخيم في كربلاء المقدسة إلي باب بغداد (وهي المنطقة التي تؤدي إلي بغداد) وكانت حالة الحزن والبكاء والتضرع بادية عليهم وهم يودعون العلماء، ويقولون لهم لا تنسونا بالدعاء عند مرقد الإمام الرضا عليه السلام!!

هكذا كانت ردة فعل الناس تجاه هذا الحدث المؤلم، فالناس أخذوا ينصرون العلماء بالدموع والحزن فقط من دون أن يتخذوا موقفاً عملياً في هذا السبيل، وكان بامكانهم تغيير مسار الحدث في حينه لو أنهم تصرفوا بوعي وأدركوا خطورة تصرف الحكومة تجاه مراجعهم وعلمائهم وما لذلك من أثر في المستقبل وكونه خطوة أولي ستتبعها خطوات أخر أشد خطورة وأكثر تأثيراً، وللأسف الشديد لم يبد أحد من الناس إعتراضه المؤثر واستنكاره الشديد علي الحكومة لاتخاذها هذا الإجراء الظالم ضد العلماء والمراجع؛ لذا فان الحكومة أوصلت القرار وأبعدتهم إلي إيران.

بعد مدة قال (صالح حمام) وهو المسؤول عن عملية إبعاد العلماء إلي إيران: كان لدينا أمر من الجهات العليا في الدولة بانه إذا اعترض الناس ولو جزئياً وصدرت ردود فعل منهم بهذا الاتجاه احتجاجاً علي تسفير هؤلاء العلماء، أو تكلموا ضد قرار الدولة وطالبوا برفع هذا الحكم عنهم فانه سيتعين علينا الغاء القرار وترك العلماء يعودون إلي ما كانوا عليه، ولكن الناس لم يبدوا أي اعتراض علي ذلك لذا طبقنا ما أمرنا به.

نعم، هكذا تتبين خطورة الدور المهم للسان والقلم في تعميق الوعي وتعبئة الرأي العام لتحقيق الأهداف اللازمة. فقد قال رسول الله صلي الله عليه و اله:» من رأي منكم منكراً فليغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطيع فبقلبه ليس وراء ذلك شيء

من الإيمان «().

وقد اهتم الإسلام كثيراً بالرأي العام لما له من أثر في استقرار وضع المجتمع ومتطلباته واستعداداته في مختلف الجوانب، فقد كان الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله يستشير أصحابه حول الحرب وغيرها من الأمور المهمة الأخري.

وكان أمير المؤمنين عليه السلام يقول للأمة: «فلا تكفّوا عن مقالة بحق أو مشورة بعدل» ().

فنظرة الإسلام للرأي العام تتوازي مع ماله من أثر في صنع القرارات والتوجيهات وما يمثله من مقياس لمدي تأييد أو رفض الشعب لسياسة الدولة في الاطار الشرعي.

العقل المدبر

إذن فالمرحلة الأولي لانقاذ العراق والعتبات المقدسة هي تعبئة الرأي العام وتجنيد القلم واللسان لهذه المهمة.

أما المرحلة الثانية فهي الالتفاف حول العقل المدبر ونقصد به الشخصية الإسلامية بل شوري الشخصيات الإسلامية التي تتمكن من قيادة الأمة وتشخص أهدافها بدقة ووعي للمسؤولية الملقاة علي عاتقها، ومتي ما توحّد الشعب العراقي والتفّت الجماهير المسلمة حول قيادة شوري الفقهاء المراجع فعندها يكون من الممكن بل والمؤكد أن يسقط حزب البعث العراقي صنيعة الاستعمار وأعوانه وما جند له من المرتزقة وهو يجر أذيال الخيبة والهزيمة.

وهذا الأمر ليس أمراً بعيداً أو مجرد أمنية، وإنما مسيرة الأحداث عند الكثير من شعوب العالم تثبت ذلك في الماضي والحاضر، ومستقبل العالم يقاس دائماً علي الماضي، والي ذلك يشير الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «صدق بما سلف من الحق واعتبر بما مضي من الدنيا فان بعضها يشبه بعضاً وآخرها لاحق بأولها» ().

المرحوم الميرزا محمد تقي الشيرازي (قدس سره) الذي كان يعتبر العقل المدبر في ثورة العشرين في العراق وأدار الشعب بحكمة فائقة وبالخصوص الشيعة منهم، واستطاع أن يسقط هيبة الاستعمار البريطاني بمعاونة العشائر والأحزاب والشعب بما فيهم بعض أبناء السنة الذي التفّوا حوله، هذا

الاستعمار الذي كان مسيطراً علي الهند لمدة (300) عام، لم يتمكن من البقاء في العراق وقد خسر الاستعمار في تلك الظروف في العراق خسائر كثيرة في الأرواح والأموال، وقد ذكرت بعض الإحصاءات أن عدد القتلي من الإنكليز بلغ عشرات الآلاف.

هكذا تكون القيادة الإسلامية

ثم إن القيادة الإسلامية تهتم بجميع جوانب الحياة ما يرتبط بسعادة الشعب، فهي توفر لهم التوعية والثقافة، كما تهتم باقتصادهم وعمرانهم وما أشبه.

ومن هنا يلزم ضمان حرية العتبات المقدسة لكي يزورها جميع الناس ويتعرفوا علي منهج رسول الله صلي الله عليه و اله وأهل بيته الطاهرين عليهم السلام.

وقد جاء في التاريخ الإسلامي أنه عندما شحّت المياه في المدينة المنورة صار الناس تبعاً للرسول الأكرم صلي الله عليه و اله يصنعون جدران بيوتهم من ألياف النخيل والأشجار ووبر الإبل المغزول والمُحاك ويعلقونها بين أعمدة البيت فتصبح بمنزلة الجدران، وذلك لأن شحة الماء وقلته كانت لا تكفيهم لصنع الطين لبناء الجدران، ولذلك كانت أغلب جدران بيوتهم في تلك الفترة مؤلفة من الوبر والألياف.

نعم هكذا نري إن الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله كان يهتم بكل شؤون الناس ويداريهم ويعلمهم جوانب الحياة ويرسم لهم منهاج الحياة، ولذلك التفوا حوله واعتنقوا الإسلام ديناً ومنهاجاً لحياتهم.

فيقول الرسول صلي الله عليه و اله: «أمرني ربي بمداراة الناس كما أمرني بأداء الفرائض» ().

ويقول صلي الله عليه و اله: «مداراة الناس نصف الإيمان، والرفق بهم نصف العيش» ().

ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: «عنوان العقل مداراة الناس» ().

ان الناس يشخصون الحق والباطل والصدق والكذب بسهولة ويسر، ويشخصون من يمثلهم بكل صدق ومن يحقق أمانيهم وطموحاتهم ويسلك بهم السبيل الأمثل، لذا فانهم التفوا حول الرسول الأكرم صلي الله عليه و اله لأنه يقودهم إلي

النجاح الذي يكمن فيه سر قوتهم وتقدمهم، وليس هناك طريق واضحة معالمه غير الإسلام الصحيح الذي مثله أهل البيت عليهم السلام خير تمثيل، أما إسلام حكام الجور الذي جعلوا الناس ينفضّون عن الإسلام بسبب أفعالهم وظلمهم وجرائمهم التي كانت تزداد يوماً بعد آخر فانه شيء لايدوم.

جواب عن اشكال

من الممكن أن يخطر في أذهان البعض هذا الإشكال وهو: كيف حقق الغربيون هذا التقدم الحضاري الهائل في مجالات الصناعة والتكنولوجيا وبعض المجالات الأخري إلي درجة ان العالم أصبح ألعوبة بأيديهم فيوجهونه كيفما شاءوا باتجاه منافعهم وأطماعهم وآمالهم، بالرغم من ابتعادهم عن أوامر الله سبحانه وتعالي وشريعته السمحاء؟

والجواب: إن هؤلاء عرفوا بعض طرق التقدم في الحياة فاخذوا يسيرون في الطرق التي جعلها سبحانه وتعالي تكويناً للتقدم باعتبار أن الدنيا دار أسباب لا دار أماني، قال تعالي في كتابه الحكيم: ?كُلاً نُمِدُّ هَؤُلاء وَهَؤُلاءِ مِنْ عَطَاءِ رَبِّكَ وَمَا كَانَ عَطَاءُ رَبِّكَ مَحْظُوراً?().

فالله سبحانه وتعالي رسم طريق التقدم ولم يقصره علي أمة دون أخري أو طائفة دون أخري، ونحن إذا سرنا في نفس الطريق ستصبح أزمة الدنيا بأيدينا، واذا كان عملنا في سبيل الله تعالي أصبحت الدنيا والآخرة في نصيبنا، أما إذا تركنا العمل بسنن الله الكونية فمعني ذلك انه نخسر كل شيء حتي نخسر العتبات المقدسة لائمتنا الطاهرين عليهم السلام فلن يكون بإمكاننا زيارتها بكامل حريتنا كما هو الحال في يومنا هذا.

العلم والعمل أسسا التقدم

من أبرز الطرق التي حددها الله سبحانه وتعالي للرقي والتقدم هي: العلم والعمل، فهما ركنا التقدم، وقد ركزت الشريعة المقدسة علي الاهتمام بالعلم لأنه هو الذي يقود الحياة نحو التقدم.

يقول تعالي: ?قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُوا الأَلْبَابِ?().

وقال أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام: «العلم يرفع الوضيع، وتركه يضع الرفيع» ()، وقال عليه السلام: «اكتسبوا العلم ويكسبكم الحياة» ().

وطبعاً العلم يكون طريقاً للتقدم متي كان مرتبطاً بالعمل فمن يرد أن يسلك هذا الطريق بجد فعليه أن يدرك التلازم الوثيق بينهما، قال الرسول الأكرم صلي الله عليه

و اله في إحدي وصاياه لابن مسعود قال فيها: «يا ابن مسعود، إذا عملت عملاً فاعمل بعلم وعقل، وإياك وأن تعمل عملاً بغير تدبر وعلم، فإنه جل جلاله يقول: ?وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثاً?()» ().

ويقول أمير المؤمنين عليه السلام: «العلم يرشدك والعمل يبلغ بك الغاية» ().

وعن إتقان العمل يقول رسول الله صلي الله عليه و اله: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم أن يتقنه» ().

هذا هو طريق التقدم فمن يسلك طريق العلم والعمل المتقن يتقدم، ومن يخلّ بهما يتأخر من أي أمة أو شعب كان، فقد تقدم أعداؤنا في بعض جوانب حياتهم لأنهم سلكوا هذا الطريق ولو قليلاً وتأخرنا نحن لأننا ابتعدنا عنه.

الدعاء

ثم ان ما ذكرناه من لزوم سلوك طرق التقدم لا يعني الغفلة عن الدعاء والجانب الغيبي فان هناك أمور كثيرة تتعاضد كلها فتؤدي إلي النتيجة المطلوبة، وأحد تلك الأمور الدعاء والتوسل بأهل البيت عليهم السلام قال تعالي: ?قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعَاؤُكُمْ?().

وقال سبحانه في آية أخري: ?وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ?().

فان الله عزوجل هو الغني المطلق وليس لنا إلا الدعاء والتضرع لنحصل علي استجابته تعالي لدعائنا وقضاء حوائجنا، ولنستمد منه التوفيق لكن للاستجابة شروط منها العمل بالمنهج الذي رسمه الباري عزوجل تكويناً أو تشريعاً، فاللازم أن يكون دعاؤنا مقترناً بعلمنا الصالح وهكذا توسلنا بأهل البيت الأطهار عليهم السلام.

مستقبل العراق

مستقبل العراق

لابد من توفر ثلاثة أمور في العراق لنتمكن من خلالها إنقاذ العتبات المقدسة من السياسة الجائرة تجاهها وحفظ استقلاليتها، وكذلك إنقاذ الشعب العراقي من الظلم والاستبداد اللذين فرضهما نظام البعث الصدامي عليه، ولكي نرسم بعض الملامح المستقبلية للعراق علينا أن نبين المقومات الأساسية التي تضمن حرية العراق وإدارة عتباته المقدسة، وهي أمور منها:

1 المؤسسات الدستورية

فاللازم ان توجد للناس قدرة قوية ومؤثرة مقابل قدرة الدولة تعادلها وتوازيها، بل وأقوي منها؛ لأنه يلزم أن لا توجد قدرة أقوي من إرادة الشعب إلا قدرته سبحانه وتعالي، وهذه القدرة يجب أن تظهر من خلال القنوات الحرة الإعلامية المختلفة كشبكات الإذاعة والتلفزة والصحف والمجلات والبرامج الأخري، وهكذا الأحزاب والجمعيات والتكتلات المختلفة، لأن هذه الأمور هي التي تحد من طغيان الدولة واستبدادها، وبهذه الوسائل ستكون الأجهزة الرسمية في الدولة مسؤولة مسؤولية مباشرة أمام الشعب في إدارة ثرواته وما تتخذه من آراء وأعمال ومواقف سياسية، أو اقتصادية أو في المجالات الأخري، حيث يطالبها الشعب عبر هذه الوسائل بالأدلة والبراهين كما يطالبها بالايضاحات والاستفسارات عن قراراتها المتخذة في كل الشؤون.

وبهذا لا يستطيع رئيس الدولة أو المسؤولون أن يستبدوا في الحكم أو يخدعوا الشعب أو ينهبوا ثرواته؛ ولهذا فعندما كانت الصحف والمجلات حرة بعض الشي في العراق لم يكن للدولة الجرأة علي نقض القوانين الحقوقية والمدنية للشعب، إذ كان هناك توزيع نسبي للقدرة السياسية في العراق ويتمثل هذا التوزيع في ثلاث قدرات رئيسية كانت تتحكم في صدور القرارات وتوجهاتها، وتشكل قوة مراقبة كبيرة علي الحكومة حتي تخضع إلي رغبات الشعب وتطلعاته وكانت هذه القدرات:

1: قدرة الحكومة التي تعتبر سلطة قانونية.

2: قدرة المراجع وتعتبر سلطة دينية.

3: قدرة العشائر وكانت سلطة عسكرية.

إضافة إلي ما تشكله الأحزاب والتكتلات

الأخري في حينه من قدرات واسعة النفوذ، وقد كان العلماء يسيّرون بعض اتجاهات السلطة، ولا يدعون مجالاً للحاكم بالاستبداد وقمع الشعب، لأن العلماء بسلاح الفتوي والتقليد كانوا يقودون العشائر التي هي الأخري تحترم وتطيع العلماء، وتلتزم بأوامرهم للحيلولة دون انفراد الحكومة بالسلطة وقمع الشعب.

2 التعددية الحزبية

ثم إن من الضروري تشكيل الأحزاب وإيجاد تعددية حزبية حسب الموازين الإسلامية تحت نظر المراجع والمجتهدين، وبهذه الوسيلة يمكن أن نحتوي شبابنا المسلم وننقذه من مخاطر السقوط في مهاوي الأفكار والثقافات الفاسدة كالشيوعية الملحدة، والأحزاب والحركات المنحرفة الأخري المرتبطة بأعداء الشعوب وأعداء الإسلام أو اللجوء إلي أماكن الفساد والتحلل الخلقي، هذا من جهة.

ومن جهة أخري فإن التعددية الحزبية تضمن تعدد مراكز القدرة وتوزيعها وتساعد علي بناء العراق وتقدمه، لأنها تبرز مسألة الرقابة بين الأحزاب والحركات والتي يسميها القرآن منافسة كما أشار إلي هذا في قوله تعالي: ?وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ?()، وتشجع النقد البناء، فان للمنافسة دور مهم وفعّال في حل المشكلات وتذليل الصعوبات التي تعترض طريق التقدم والازدهار، وذلك لان كل حزب يريد أن يسبق الأحزاب الأخري في قيادة البلد نحو الخير والرفاه فيعمل أكثر ويقدم أكثر الخدمات في طريق الرفاه الاقتصادي وبقية الجوانب الأخري ليحظي بتأييد ومؤازرة الأمة.

3 شوري المراجع

خلق الله تعالي الأفراد مختلفين في أشكالهم وأذواقهم، والناس علي طول التاريخ لم تكن أفكارهم وعقائدهم موحّدة ولما لم تجتمع أفكارهم لتشكيل فكرة جامعة وأيديولوجية مشتركة تولدت أمامهم مشاكل وصعاب لا يمكن تلافيها أو حلها، والشوري وإن كانت مسألة معروفة وسهلة التصور إلا أن تحققها صعب ويحتاج إلي جهود كبيرة، ولكنها ممكنة وبملاحظة تحققها ولو نسبياً في إدارة بعض الدول في عالم اليوم تتوضح المسألة بشكل أكثر.

مثلاً لدولة سويسرا شوري مؤلفة من سبعة أفراد يشكلون المجلس الرئاسي، وبذلك يحتل منصب رئيس الدولة سبعة رؤساء لكل منهم في حدود تخصصه وإدراته وزير ووزارة، ولذا تراهم لايعانون في كثير من الأحيان من مشاكل الاستبداد والديكتاتورية مثل الانفراد بالرأي ومصادرة حقوق وأفكار الآخرين، بالشكل الذي نعانيه نحن في بلادنا.

فالاستشارة

ضرورية جداً وما طبقت في مجال إلا سببت تقدمه وازدهاره، بينما الاستبداد لا يؤدي إلا إلي الإنهيار والتأخر، يقول أمير المؤمنين عليه السلام: «لا تستبد برأيك فمن استبد برأيه هلك» ().

وذلك لأن الاستشارة تعرّف الإنسان علي الخطأ والصواب وتجنبه الأخطاء والعثرات وتأخذ بيده إلي الطريق السليم علي عكس الاستبداد.

وفي الختام نؤكد علي لزوم السير قدماً علي ضوء خطي القرآن وأهل البيت عليهم السلام حتي بلوغ الأهداف المطلوبة من أجل خدمة مبادئ الإسلام الحنيف، والقضاء علي الظلم والاستبداد الذي يخيم علي أمتنا الإسلامية، وننقذ العتبات المقدسة والحوزات العلمية من خلال إنقاذنا للأمة حتي لا تكون معالجتنا مبتورة ومحدودة.

«اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلي طاعتك، والقادة إلي سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة» ().

قم المقدسة

محمد الشيرازي

من هدي القرآن الحكيم

العلم

قال تعالي: ?هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مبين?().

وقال سبحانه: ?يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْراً كَثِيراً وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?().

العلماء

قال تعالي: ?إِنَّمَا يَخْشَي اللهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ?().

وقال سبحانه: ?أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ كَمَنْ مَثَلُهُ فِي الظُّلُمَاتِ لَيْسَ بِخَارِجٍ مِنْهَا كَذَلِكَ زُيِّنَ لِلْكَافِرِينَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ?().

وقال عزوجل: ?يَرْفَعِ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ?().

وقال تعالي: ?أَمن هُوَ قَانِتٌ ءانَاءَ اللَّيْلِ سَاجِداً وَقَائِماً يَحْذَرُ الآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لايَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ?().

من أخلاق خاتم الأنبياء صلي الله عليه و اله

قال تعالي: ?وَإِنَّكَ لَعَلي خُلُقٍ عَظِيمٍ?().

وقال

سبحانه: ?وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ?().

قال تعالي: ?وَمِنْهُمْ الَّذِينَ يُؤْذُونَ النَّبِيَّ وَيَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَيْرٍ لَكُمْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَيُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِينَ وَرَحْمَةٌ لِلَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ..?().

قال سبحانه: ?خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنْ الْجَاهِلِينَ?().

أهمية العقل

قال تعالي: ?إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ لآيَاتٍ لأُولِي الأَلْبَابِ?().

قال سبحانه: ?كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ?().

قال تعالي: ?وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أَصْحَابِ السَّعِيرِ?().

النظر في العاقبة

قال سبحانه: ?قُلْ سِيرُوا فِي الأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ كَانَ أَكْثَرُهُمْ مُشْرِكِينَ?().

قال تعالي: ?أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَكَانُوا أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَمَا كَانَ اللهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَوَاتِ وَلا فِي الأَرْضِ إِنَّهُ كَانَ عَلِيماً قَدِيراً?().

قال سبحانه: ?فَانْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ?().

قال تعالي: ?فَانْظُرْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُنْذَرِينَ?().

من هدي السنة المطهرة

من هدي السنة المطهرة

زيارة العتبات المقدسة

قال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من زارني حيّاً أو ميتاً كنت له شفيعاً يوم القيامة» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «أتمّوا برسول الله صلي الله عليه و اله حجكم إذا خرجتم إلي بيت الله، فان تركه جفاء وبذلك أمرتم، وأتموا بالقبور التي ألزمكم الله عز وجل حقها وزيارتها واطلبوا الرزق عندها» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «إذا حج أحدكم فليختم حجه بزيارتنا لأن ذلك من تمام الحج» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «ان الحسين بن علي كان يزور قبر الحسن بن علي عليه السلام كل عشية جمعة» ().

الدعاء ودفع البلاء

قال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «ادفعوا أمواج البلاء بالدعاء، ما المبتلي الذي اشتد به البلاء بأحوج إلي الدعاء من المعافي الذي لا يأمن البلاء» ().

وقال الإمام أمير

المؤمنين عليه السلام: «بالدعاء يستدفع البلاء» ().

وقال الإمام زين العابدين عليه السلام: «وإن الدعاء بعد نزول البلاء لاينتفع به» ().

وقال الإمام الكاظم عليه السلام: «إن الدعاء يستقبل البلاء فيتوافقان إلي يوم القيامة» ().

الالتفاف حول الإمام والحاكم العادل

قال الإمام الباقر عليه السلام: «ذروة الأمر، وسنامه، ومفتاحه، وباب الأشياء، ورضي الرحمان تبارك وتعالي، الطاعة للإمام بعد معرفته» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «قال رسول الله صلي الله عليه و اله: ما نظر الله عزوجل إلي ولي له، يجهد نفسه بالطاعة لإمامه والنصيحة، إلا كان معنا في الرفيق الأعلي» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «من خلع جماعة المسلمين قدر شبر، خلع ربق الإيمان من عنقه» ().

وقال الإمام الرضا عليه السلام: «في قوله تعالي: ?وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ?() قال: السماء رسول الله صلي الله عليه و اله رفعه الله إليه، والميزان أمير المؤمنين عليه السلام نصب لخلقه قلت: ?ألا تطغوا الميزان?()؟ قال: لا تعصوا الامام قلت: ?وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ?() قال: أقيموا الإمام بالعدل، قلت: ?وَلا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ?()؟ قال: لا تبخسوا الإمام حقه ولا تظلموه» ().

حسن التدبير

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «أدل شيء علي غزارة العقل حسن التدبير» ().

وقال عليه السلام: «طول التفكير يصلح عواقب التدبير» ().

وقال عليه السلام: «لا عقل كالتدبير» ().

سوء التدبير

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «سبب التدمير سوء التدبير» ().

وقال عليه السلام: «من ساء تدبيره كان هلاكه في تدبيره» ().

وقال عليه السلام: «يستدل علي الادبار بأربع: سوء التدبير، وقبح التبذير، وقلة الاعتبار، وكثرة الاعتذار» ().

في العقل وأحواله

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «ما قسم الله للعباد شيئاً أفضل من العقل، فنوم العاقل أفضل من سهر الجاهل، وإقامة العاقل أفضل من شخوص الجاهل، ولا بعث الله

نبياً ولا رسولاً حتي يستكمل العقل، ويكون عقله أفضله من جميع عقول أمته، وما يضمر النبي صلي الله عليه و اله في نفسه أفضل من اجتهاد المجتهدين وما أدي العبد فرائض الله حتي عقل عنه، ولا بلغ جميع العابدين في فضل عبادتهم ما بلغ العاقل، والعقلاء هم أولوا الألباب، الذين قال الله تعالي: ?وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاّ أُوْلُوا الأَلْبَابِ?()» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «نظرت في كتاب لعلي عليه السلام فوجدت في الكتاب أن قيمة كل امرئ وقدره معرفته، ان الله تبارك وتعالي يحاسب الناس علي قدر ما آتاهم من العقول في دار الدنيا» ().

وقال الإمام الكاظم عليه السلام: «ان لله علي الناس حجتين: حجة ظاهرة، وحجة باطنة، فأما الظاهرة فالرسل والأنبياء والأئمةعليهم السلام، وأما الباطنة فالعقول» ().

وقال الإمام أمير المؤمنين عليه السلام: «أصل العقل الفكر، وثمرته السلامة» ().

المشورة

قال أمير المؤمنين عليه السلام: «شاوِرْ في أمورك الذين يخشون الله ترشد» ().

وقال الإمام الصادق عليه السلام: «ان المشورة لا تكون إلا بحدودها … فأولها أن يكون الذي يشاوره عاقلاً، والثانية أن يكون حراً متديناً، والثالثة ان يكون صديقاً مواخياً، والرابعة أن تطلعه علي سرك فيكون علمه به كعلمك بنفسك، ثم يستر ذلك ويكتمه، فانه إذا كان عاقلاً انتفعت بمشورته وإذا كان حراً متديناً جهر نفسه في النصيحة لك، وإذا كان صديقاً مؤاخياً كتم سرك إذا اطلعته علي سرك فكان علمه به كعلمك تمت المشورة وكملت النصيحة» ().

وقال عليه السلام: « … لا تشاور من لا يصدقه عقلك، وان كان مشهوراً بالعقل والورع» ().

الهداية إحياء

عن فضيل بن يسار قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: قول الله عزوجل في كتابه ?وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً ?()؟

قال عليه السلام:

«من حرق أو غرق»، قلت: فمن أخرجها من ضلال إلي هدي؟

قال: «ذاك تأويلها الأعظم» ().

وعن أبي بصير، عن أبي جعفر عليه السلام قال: «سألته: ?وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاس جميعاً?؟ قال: من استخرجها من الكفر إلي الإيمان» ().

وعن سماعة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: «قلت له: قول الله عزوجل ?مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً?()؟

قال: من أخرجها من ضلال إلي هدي فقد أحياها، ومن أخرجها من هدي إلي ضلالة فقد قتلها» ().

قضاء الحوائج

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من قضي لأخيه المؤمن حاجة كان كمن عبد الله دهراً» ().

وقال رسول الله صلي الله عليه و اله: «من ذهب مع أخيه في حاجة، قضاها أو لم يقضها كان كمن عبد الله عمره» ().

وقال الإمام الباقر عليه السلام: «أوحي الله عزوجل إلي موسي عليه السلام: أن من عبادي لمن يتقرب إليّ بالحسنة فأحكمه في الجنة، قال موسي عليه السلام: يا رب وما تلك الحسنة؟ قال: يمشي مع أخيه المؤمن، في قضاء حاجته قضيت أم لم تقض» ().

پي نوشتها

() سورة التوبة: 122.

() سورة الزمر: 17-18.

() سورة الحج: 32.

() هو الشيخ محمد تقي بن الميرزا محب علي بن أبي الحسن الميرزا محمد علي الحائري الشيرازي زعيم الثورة العراقية ولد بشيراز ونشأ في الحائر الشريف فقرأ فيه الأوليات ومقدمات العلوم وحضر علي أفاضلها حتي برع وكمل فهاجر إلي سامراء في أوائل المهاجرين، فحضر علي المجدد الشيرازي حتي صار من أجلاء تلاميذه وأركان بحثه، وبعد أن توفي أستاذه الجليل تعين للخلافة بالاستحقاق والأولوية فقام بالوظائف من الإفتاء والتدريس وتربية العلماء. ولم تشغله مرجعيته العظمي وأشغاله الكثيرة عن النظر في أمور الناس خاصهم وعامهم، وحسبك من أعماله الجبارة موقفه الجليل في الثورة العراقية وإصداره تلك الفتوي الخطيرة التي أقامت العراق وأقعدته لما كان لها من الوقع العظيم في النفوس. فهو رحمة الله عليه فدي استقلال العراق بنفسه وأولاده وكان قد أفتي من قبل بحرمة انتخاب غير المسلم. وكان العراقيون طوع إرادته لا يصدرون إلا عن رأيه وكانت اجتماعاتهم تعقد في بيته في كربلاء مرات عدة. توفي رحمة الله عليه في الثالث عشر من ذي الحجة عام (1338ه) ودفن في الصحن الشريف ومقبرته

فيه مشهورة.أنظر طبقات أعلام الشيعة، نقباء البشر: ج1 ص261 الرقم561.

() فيصل الأول (1883 1933ه): ولد في الطائف، ابن الشريف حسين، ثار علي العثمانيين عام (1916م)، وقاد الجيش العربي في فلسطين، نودي به ملكاً علي سورية عام (1920م) وانسحب بعد دخول الجيش العربي الفرنسي. ملك العراق عام (1921م) المنجد في الأعلام.

() هو السيد أبو الحسن بن السيد محمد بن السيد عبد الحميد الموسوي الأصفهاني ولد سنة (1284ه) في أصفهان ورد إلي النجف الأشرف أواخر القرن الثالث عشر وأقام في كربلاء مدة وبعد وفاة السيد محمد كاظم اليزدي رشح رحمة الله عليه للزعامة الدينية، وبعد وفاة الشيخ أحمد كاشف الغطاء والشيخ الميرزا حسين النائيني تهيأ له رحمة الله عليه الظهور بالمرجعية العامة. توفي (قده) في ذي الحجة عام (1365ه) في الكاظمية ونقل جثمانه إلي النجف ودفن في الصحن الغروي الشريف. أنظر معارف الرجال: ج1 ص46 الرقم 21.

() هو الشيخ الميرزا محمد حسين ابن شيخ الإسلام عبد الرحيم النائيني (1277 1355ه) مجتهد خالد الذكر من أعاظم علماء الشيعة وأكابر المحققين. أكمل المقدمات في أصفهان، هاجر إلي العراق فتشرف إلي سامراء فحضر بحث المجدد الشيرازي رحمة الله عليه ثم صار كاتباً ومحرراً له، ثم هاجر إلي كربلاء المقدسة ومنها إلي النجف الأشرف وأصبحت بينه وبين الشيخ محمد كاظم الخراساني رابطة قوية واختصاص وثيق وصار من أعوانه وأنصاره في مهماته الدينية والسياسية، كما صار من أعضاء مجلس الفتيا. وعند حدوث أمر النهضة وتبديل حكومة إيران الاستبدادية إلي الدستورية التي تزعمها الشيخ الخراساني وذلك عام (1324ه) وقف معه المترجم وكان يري رأيه فألف كتابه الموسوم (تنبيه الأمة وتنزيه الملة) وبعد وفاة شيخ الشريعة ارتفع ذكره ورجع إليه كثير من أهل البلاد

البعيدة. توفي في النجف الأشرف عام (1355ه) ودفن في الحجرة الخامسة علي يسار الداخل إلي الصحن الشريف من باب السوق. أنظر طبقات أعلام الشيعة، نقباء البشر: ج2 ص593 الرقم 1021.

() كان مدير شرطة كربلاء المقدسة.

() غوالي اللئالي: ج1 ص431 ح128.

() نهج البلاغة، الخطبة 216.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص471 ح10749 الفصل الأول في الاعتبار.

() وسائل الشيعة: ج12 ص200 ب121 ح16081.

() وسائل الشيعة: ج12 ص201 ب121 ح16085.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص445 ح10169، الفصل الرابع في مداراة الناس.

() سورة الإسراء: 20.

() سورة الزمر: 9.

() بحار الأنوار: ج75 ص6 ب15 ح57.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص63 ح755 الفصل الحادي عشر في آثار المعرفة.

() سورة النحل: 92.

() مكارم الأخلاق: ص458 الفصل الرابع في موعظة رسول الله ?.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص45 ح144 الفصل الثاني في العلم.

() نهج الفصاحة: ص151 ح746.

() سورة الفرقان: 77.

() سورة المائدة: 35.

() سورة المطففين: 26.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص443 ح10111 الفصل الأول في المشاورة.

() الاقبال: ص60، دعاء الافتتاح.

() سورة الجمعة: 2.

() سورة البقرة: 269.

() سورة فاطر: 28.

() سورة الأنعام: 122.

() سورة المجادلة: 11.

() سورة الزمر: 9.

() سورة القلم: 4.

() سورة آل عمران: 159.

() سورة التوبة: 61.

() سورة الأعراف: 199.

() سورة آل عمران: 190.

() سورة البقرة: 242.

() سورة الملك: 10.

() سورة الروم: 42.

() سورة فاطر: 44.

() سورة الزخرف: 25.

() سورة الصافات: 73، وسورة يونس: 73.

() قرب الاسناد: ص31.

() الخصال: ص616، علم أمير المؤمنين عليه السلام أصحابه في مجلس واحد …

() عيون أخبار الرضا عليه السلام: ج2 ص262 ب66 ح28.

() وسائل الشيعة: ج14 ص408 ب36 ح19475.

() دعوات الراوندي: ص21 ح23 ب1 الفصل 1.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص192 ح3737 الفصل الرابع في الدعاء والسؤال.

()

غوالي اللئالي: ج4 ص20 ح58.

() فلاح السائل: ص29 الفصل الرابع.

() الكافي: ج1 ص185 باب طاعة الأئمة ح1.

() الكافي: ج1 ص404 باب أوامر النبي ? ح3.

() المحاسن: ص85 ح21 عقاب من ترك الجماعة.

() سورة الرحمن: 7.

() سورة الرحمن: 8.

() سورة الرحمن: 9.

() سورة الرحمن: 9.

() تفسير القمي: ج2 ص343 سورة الرحمن.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 ح8080 الفصل الثاني في التدابير.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 ح8083 الفصل الثاني في التدابير.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 ح8085 الفصل الثاني في التدابير.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 ح8088 الفصل الثاني في التدابير.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 ح8094 الفصل الثاني في التدابير.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص354 ص8096 الفصل الثاني في التدبير.

() سورة المائدة: 32.

() الكافي: ج1 ص12 و 13 ح11 كتاب العقل والجهل، ومثله في المحاسن: ص193 باب العقل ح11.

() معاني الأخبار: ص1 ح2 الباب الذي من أجله …

() الكافي: ج1 ص16 ح12 كتاب العقل والجهل.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص52 ح404 الفصل الرابع في العقل.

() غرر الحكم ودرر الكلم: ص442 ح10077 في المشاورة.

() المحاسن: ص602 باب الاستشارة ح28.

() مصباح الشريعة: ص153 ب72 في المشاورة.

() سورة المائدة: 32.

() الكافي: ج2 ص210 باب في إحياء المؤمن ح2.

() تفسير العياشي: ج1 ص313 ح88 تفسير سورة المائدة.

() سورة المائدة: 32.

()تفسير العياشي: ج1 ص313 ح85 تفسير سورة المائدة.

() مستدرك الوسائل: ج5 ص242 ب39 ح5780.

() وسائل الشيعة: ج16 ص368 ب27 ح21785.

() وسائل الشيعة: ج16 ص360 ب25 ح21760.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.