من الذي قال بالنص علي الامامة

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين المنتجبين. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أما بعد أعود لألتقي بكم مرة أخري في العدد السادس مع بعض الأسئلة الموجهة للشيعة وذلك بعد أن انتهيت من العدد الخامس وكان حول الشوري فعودتي إليكم الآن لأبدي هذا العدد حول النص علي الإمامة.

و من أي النصوص سوف يبدا البحث إن كانت عندكم نصوص كما تدعون

الجواب: لن ادخل في هذا العدد في النص ونقل النصوص وانما سوف أتناول أمرأ آخر اعتبره مقدمة ومدخلاً للنص الذي سوف ابحثه [ صفحه 4] في العدد القادم.

و ما هو هذا الأمرالذي قدمته علي النصوص و هل هو مهم لهذه الدرجة

الجواب: من وجهة نظري نعم والأمر هو مقولة القوم وادعاؤهم بأن أول من قال بالنص هو ابن سبا اليهودي معتمدين علي مقولة وجدت في رجال الكشي فلقد ذكر السيد الخوئي هذه المقالة [1] وهي: قال الكشي: ذكر بعض أن عبدالله بن سبأ كان يهوديا فأسلم ووالي عليا (ع) وكان يقول وهوعلي يهوديته في يوشع بن نون وصي موسي بالغلو فقال في إسلامه بعد وفاة رسول الله (ص) في علي (ع) مثل ذلك وكان أول من شهر بالقول بفرض إمامة علي!! وأظهر البراءة من أعدانه وكاشف مخالفيه وأكفرهم، فمن ها هنا قال من خالف الشيعة: أصل التشيع والرفض مأخوذ من اليهودية. [ صفحه 5]

اليس هذا الكلام صحيح والكشي من علماء الرجال عندكم و أعلامكم

الجواب: أقول بغض النظر الان عن من هو الكشي وهل الكتاب له أم لا؟ ولكن لابد لنا من بحث مجموعة نقاط في هذه المسألة. الأولي: أن ما نقله الكشي هوأمر مرسل لم نعرف من أين نقله وعن من قال ذلك وان ما قال ذكر بعض فمن ذلك البعض؟ الثانية: لو تتبعنا الروايات التي نقلها الشيعة فإننا لا نجد ما ذكر وانما المذكور انه ادعي الألوهية لأميرالمؤمنين أو الرسالة، وهذه بعض من تلك الأخبارومنها عن الكشي نفسه، قال السيد الخوئي في المعجم في ترجمته: " الذي رجع إلي الكفر وأظهر الغلو: من أصحاب علي (ع) رجال الشيخ " [2] . " وقال الكشي حدثني محمد بن قولويه القمي، قال: [ صفحه 6] حدثني سعد بن عبدالله بن أبي خلف القمي، قال حدثني محمد بن عثمان العبدي عن يونس بن عبدالرحمن عن عبدالله بن سنان قال: حدثني أبي عن أبي جعفر (ع) أن عبدالله بن سبأ كان يدعي النبوة ويزعم أن أميرالمؤمنين (ع) هو الله!! تعالي عن ذلك علوا كبيرا فبلغ ذلك أميرالمؤمنين (ع) فدعاه وسأله فاقر بذلك، وقال نعم أنت هووقد كان ألقي في روعي أنك أنت الله وأني نبي!! فقال له أميرالمؤمنين (ع) ويلك قد سخر منك الشيطان فأرجع عن هذا ثكلتك أمك وتب، فابي فحبسه واستتابه ثلاثة أيام فلم يتب فأحرقه بالنار". وأضاف السيد الخوئي- والنقل عن الكشي-: " حدثني محمد بن قولويه قال حدثني سعد بن عبدالله قال: حدثنا يعقوب بن يزيد ومحمد بن عيسي، عن علي بن مهزيار، عن فضالة بن أيوب الأزدي، عن أبان بن عثمان قال: سمعت أباعبدالله (ع) يقول: لعن الله عبدالله بن سبأ أنه أدعي الربوبية في أميرالمؤمنين (ع) وكان والله أميرالمؤمنين (ع) عبدُا لله طائعًا، الويل لمن كذب علينا وأن قومًا يقولون فينا مالا نقوله في أنفسنا، نبرأ إلي الله منهم نبرأ إلي الله منهم " [3] . [ صفحه 7] وبهذا الإسناد عن يعقوب بن يزيد عن أبن أبي عمير، وأحمد بن محمد بن عيسي، عن أبيه، والحسين بن سعيد، عن ابن عمير(كذا في الأصل) عن هشام بن سالم عن أبي حمزة الثمالي قال: قال علي بن الحسين صلوات الله عليهما: لعن الله من كذب علينا إني ذكرت عبدالله بن سبأ فقامت كل شعرة في جسدي، لقد أدعي أمرا عظيمًا ما له لعنه الله، كان علي (ع) والله عبدا لله صالحا آخا رسول الله (ص)، ما نال الكرامة من الله إلا بطاعته لله ولرسوله، وما نال رسول الله (ص) الكرامة من الله إلا بطاعته لله فهذه الروايات لا يوجد فيها إشارة إلي الوصية للامام علي (ع). الثالثة: وهي النقطة التي سوف يكون الكلام فيها ويدورالبحث حولها.

و ما هي هذه النقطة المتي جعلت البحث كله حولها والمحه ماذا تهدف

الجواب: هذه النقطة هي. ينبغي علينا أن نرجع للتاريخ ونبحث في طياته فهل سوف [ صفحه 8] نجد شخصيات متقدمة علي هذا الرجل (الأسطوري) وقد قالت بالنص والوصية أم لا؟ فإن وجد من قال بذلك قبل تاريخ ظهورهذا الرجل فعند ذلك تنتهي هذه الحكاية من أساسها وتبطل الدعوي المدعاة في المسألة. وهي: بأن ابن سبأ هو أول من قال بالنص أو بالوصية لثبوت من قال قبله بذلك فلابد لنا من البحث عن قائل قبل ابن سبا هذا وسوف اختارشخصيات لها وزنها في الإسلام وليس في المذهب فقط لأن الأمر في نقض علي قوم ودفاع عن معتقد لقوم آخرين. سؤال: ومن هي الشخصية الأولي التي سوف تستفتح بها في هذه المسالة وفي هذا الطرح؟ الجواب: سوف أمر مرورا سريعا أولاً بآية من القرآن وبعدها رواية أو بعض الروايات عن النبي الاكرم (ص) وبعد ذلك سوف أبتدي بنقل الشخصيات. [ صفحه 9]

الكلام حول قول تعالي: انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا يقيمون الصلاة و يأتون الزكاة و هم راكعون و من يتولي الله و رسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون

سؤال: وما هي الآية التي سوف تبتدئ بها؟ الجواب: الآية التي سوف أتكلم عنها هي آية الولاية. وهذه هي الآية وهي قوله تعالي: (إِنما وليكم الله و الرسوله والذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم ركعون - و من يتول الله و رسوله و الذين ءامنوا فان حزب الله هم الغالبون) [4] دعوي الإجماع: لقد ادعي الإجماع بنزولها في الإمام علي كل من: القاضي الآيجي المتوفي سنة 756 هجري، قال: " بإجماع المفسرين علي نزول الآية المباركة في الإمام علي (ع)" [5] . ويعترف بهذا الإجماع الشريف الجرجاني المتوفي سنة 816 هجري في كتابه شرح المواقف [6] . وكذلك يعترف بهذا الإجماع سعد الدين التفتازاني [ صفحه 10] المتوفي سنة 791 هجري في كتابه شرح المقاصد [7] . وكذلك يعترف بذلك علاء الدين القوشجي السمرقندي في كتابه شرح التجريد [8] . ولكن قد يقول لنا قائل بان هذه الدعوي تحتاج إلي إثبات بنقل المصادرالتي ذكرت ذلك ولا يكتفي بنقل من ادعي ذلك. أقول سوف أنقل المصادرولكن قبل ذلك سوف أنقل أسماء الصحابة الذين قالوا بنزول الآية في الإمام علي بن أبي طالب (ع) والصحابة هم: الإمام أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وأنس بن مالك و أبوذرالغفاري و المقداد بن الأسود الكندي و أبورافع مولي الرسول (ص) وجابر بن عبدالله وعماربن ياسر وعبدالله بن عباس وعبدالله بن سلام وغيرهم ومع ذلك سوف ننقل أسماء الكتب الناقلة للقضية: المصادر: ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق ج 2 ص 409 بتحقيق [ صفحه 11] المحمودي وابن سودون في تخريج الأحاديث والآثار ج:1 ص:409 وابن حجر العسقلاني في الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف ص 56 ط مصر وأحكام القران للجصاص ج 4 ص102 ط عبدالرحمن محمد وأسباب النزول للواحدي ص 148 ط الهندية وص 113 ط الحلبي بمصر وأنساب الاشراف للبلاذري ج 3 ص150 حديث 151 ط بيروت وتذكرة الخواص للسبط بن الجوزي الحنفي ص 18 ط النجف والتسهيل لعلوم التنزيل للكلبي ج 1 ص 181 وتفسير الطبري ج 6 ص 288و289 وتفسير القرطبي ج 6 ص 319 و220 وتفسير المنير لمعالم التنزيل للجاوي ج 1 ص210وتفسير الفخر الرازي ج12 ص 26 ط البهية بمصر وتفسير ابن كثيرج 2 ص 71 ط إحياء الكتب وتفسيرالدرالمنثور للسيوطي ج 2 ص293 وتفسير النسفي ج 1 ص ص 289 وتفسير ابن أبي حاتم ج:4 ص:1162 وجامع الأصول ج 9 ص 478 والحاوي للفتاوي للسيوطي ج 1 ص 139 و140والحاكم ابن نعيم النيسابوري في معرفة وذخائر العقبي لمحب الدين الطبري الشافعي ص 88 و 102 والرياض النضرة ج2 ص 273 و302 وزاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي الحنبلي ج2 ص 383 و شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص175 وشرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد ج 13 ص 277ط مصر بتحقيق محمد أبوالفضل والصواعق المحرقة لابن حجر ص 24ط الميمنية و ص 39 ط المحمدية. والطبراني في المعجم الأوسط ج: 6 ص:218وعلوم الحديث [ صفحه 12] ج: 1 ص:102 وفتح القدير للشوكاني ج 2 ص 53 وفتح البيان في مقاصد القرآن ج 3 ص 51 وفرائد السمطين ج 111 ص90 حديث 150 و 151 و153 والفصول المهمه لابن الصباغ المالكي ص 123و108 والكشاف للزمخشري ج 1 ص 649 وكفاية الطاب للكنجي الشافعي ص 228 و250 و 251 طبع والحيدرية. ولباب النقول للسيوطي بهامش تفسير الجلالين ص 213 ومناقب علي بن ابي طالب لابن المغازلي الشافعي ص 311 حديث من 354 ال 358 والمناقب للخوارزمي الحنفي ص 187 ط طهران ومجمع الزوائد للهيثمي ج 7 ص 17 ونورالابصار للشبلنجي ص 71 ط العثمانيه وص 70 ط السعيدية بمصرونظم دررالسمطين للزرندي الحنفي ص 86 و 88 والمتقي الهندي في كنزالعمال ج 15 ص 146 باب فضائل الإمام علي والثعلبي في تفسيره الكشف والبيان عن تفسير القرآن ونظام الدين النيسابوري في تفسيره غرائب القرآن ج 3 ص 441 ومنتخب كنزالعمال بهامش مسند احمد ج 5 ص 38 ومطالب السؤول لابن طلحة الشافعي ص 31 ط طهران ومعالم التنزيل بهامش تفسير الخازن ج 2 ص 55 وينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 115 ط إسلامبول. ولن أتعرض هنا إلي الإشكالات الوجهة علي الآية لأني سوف أذكر كل ذلك في البحث الخاص بالآية الكريمة نعم سوف أنقل هنا رواية واحدة صحيحة عند القوم تقول بنزول الآية في الإمام علي [ صفحه 13] والرواية هي: فقد قال الحسكاني في شواهد التنزيل: " وحدثنا الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي بالبصرة قال: حدثنا يعقوب بن سفيان قال: حدثنا أبونعيم الفضل بن دكين، قال: حدثنا سفيان الثوري عن منصورعن مجاهد، عن ابن عباس قال سفيان: وحدثني الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله تعالي: (إِنما وَليكم اللَّهُ وَرَسُولة،) يعني ناصركم الله (وَرَسُوله،) يعني محمدا صلي الله عليه وآله وسلم ثم قال: (والذين ءامنوا) فخص من بين المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال: (الذين يقيمون الصلوة) يعني يتمون وضوءها وقراءتها وركوعها وسجودها، (وَيُؤتون الزكوة وَهُم رَاكعون) وذلك أن رسول الله (ص) صلي يوما باصحابه صلاة الظهر وانصرف هو وأصحابه فلم يبق في المسجد غير علي (ع) قائما يصلي بين الظهر والعصر، إذ دخل عليه فقير من فقراء المسلمين فلم ير في المسجد أحدا خلا عليا، فاقبل نحوه، فقال: يا ولي الله بالذي يصلي له ان تتصدق بما أمكنك، وله خاتم عقيق يماني أحمر كان يلبسه في الصلاة في يمينه فمد يده فوضعها علي ظهره وأشارإلي السائل بنزعه، فنوعه ودعا له، ومضي، وهبط جبرئيل، فقال النبي (ص) لعلي: لقد باهي الله بك ملائكته اليوم، اقرأ: (إِنما وليكم الله [ صفحه 14] و رسوله و الذين ءامنوا)" [9] . وفي تفسير ابن كثير: ما أخرجه ابن أبي حاتم: " حدثنا أبوسعيد الاشج (هوعبدالله بن سعيد الكندي ثقة من رجال الصحاح الستة)، حدثنا الفضل بن دكين أبونعيم الأحول (وهو رجال الصحاح ثقة ثبت من كبارشيوخ البخاري)، حدثنا موسي بن قيس الحضرمي (وهوعصفورالجنة صدوق)، عن سلمة بن كهيل (ثقة من رجال الصحاح الستة)، قال تصدق علي بخاتمه وهو راكع فنزلت: (انما وليكم الله و رسوله و الذين ءامنوا الذين يقيمون الصلوة و يؤتون الزكوة و هم ركعون)" [10] . فإذا ثبت هذا الكلام وهونزول الآية في أميرالمؤمنين فعليه نقول بأن ولاية الإمام ثابتة بنص القرآن والولاية هنا لا يمكن أن يراد منها المحبة أو النصرة لأن الخطاب في الآية عام لكل الأمة وقد ثبت لنا بالقرآن أن الله لا يحب كل الامة ولاينصر كل الأمة فالله يقول: (ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا)، و يقول تعالي: (ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما) [11] ، ويقول تعالي: (وَاللَّهُ لا يحب [ صفحه 15] المفسدين) [12] ، يقول تعالي: (ان الله لا يحب المعتدين) [13] ، ويقول تعالي: (إِنه لا يحب المسرفِين) [14] ، ويقول تعالي: (إِن اللَّة لا يحب آلخآئنين) [15] ، ويقول تعالي: (انه لا يحب المستكبرين) [16] ، ويقول تعالي: (إنه لا يحب الظالِمين) [17] . فمن بقي من الأمة إلا القليل فقط فهل الخطاب لهذا القليل من الأمة فيا سبحان الله.

الكلام في حديث الدار أو حديث الإنذار

سؤال: وماذا سوف تذكرمن الروايات في أمر الخلافة والنص؟ أؤل شي أحب أن أنقله لكم من الروايات حديث الإنذارفي [ صفحه 16] قوله تعالي: (وَانذر عشيرتك الأقربِين) [18] . فقد قال في تهذيب الآثار: " حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة بن الفضل قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبد الغفاربن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبدالله ابن الحارث ابن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب عن عبدالله بن عباس عن علي ابن أبي طالب قال قال رسول الله (ص) يا بني عبدالمطلب إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال فأحجم القوم عنها جميعا وقلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتي وقال هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا " [19] . وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: " أخبرنا أبوالحسن علي بن المسلم الفقيه حدثنا عبدالله بن أحمد حدثنا أبوالحسن علي بن موسي بن السمسارأخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا أحمد بن الفضل الطبري أخبرنا أحمد بن حسين أخبرنا عبدالعزيز بن أحمد بن يحيي الجلودي البصري أخبرنا محمد بن زكريا القلابي أخبرنا محمد بن عباد بن أدم أخبرنا نصر بن [ صفحه 17] سليمان أخبرنا محمد بن إسحاق عن عبدالغفاربن القاسم عن المنهال بن عمروعن عبدالله بن الحارث بن عبدالمطلب عن عبدالله بن عباس عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الأية (وَأنذر عشيرتك الاقربين)... إلي أن يقول: قال ثم تكلم رسول الله (ص) فقال يا بني عبدالمطلب أي والله ما أعلم شابا من العرب جاء قومه بأفضل مما جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وان ربي أمرني أن أدعوكم فايكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعًا وأني لأحدثهم سنا فقلت أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا. فقام القوم (يضحكون ويقولون) لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لعلي وتطيع " [20] . وقال الطبري في تاريخه: " حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة قال حدثني محمد بن إسحاق عن عبدالغفاربن القاسم عن المنهال بن عمرو عن عبدالله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبدالمطلب عن عبدالله بن عباس [ صفحه 18] عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت هذه الآية علي رسول الله وأنذر عشيرتك الأقربين دعاني رسول الله فقال لي يا علي إن الله أمرني أن أنذرعشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعا وعرفت أني متي أباديهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره فصمت عليه حتي جاءني جبرئيل فقال يا محمد إنك إلا تفعل ما تؤمربه يعذبك ربك... إلي أن يقول ثم تكلم رسول الله فقال يا بني عبدالمطلب إني والله ما أعلم شابا في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به إني قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالي أدعوكم إليه فأيكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم قال فأحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي ووصي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا قال فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع " [21] . وقال ابن الاثير في البداية و النهاية: " رواه البيهقي من طريق يونس بن بكير عن ابن إسحاق عن شيخ أبهم اسمه عن عبدالله بن الحارث به وقد رواه أبوجعفر بن [ صفحه 19] جرير عن محمد بن حميدالرازي عن سلمة بن الفضل الأبرش عن محمد بن إسحاق عن عبد الغفارأبومريم بن القاسم عن المنهال بن عمروعن عبدالله بن الحارث عن ابن عباس عن علي فذكر مثله وزاد بعد قوله واني قد جئتكم بخبر الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فايكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي وكذا وكذا قال فاحجم القوم عنها جميعا وقلت ولأني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأخمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي فقال إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا قال فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع تفرد به عبدالغفارابن القاسم أبومريم وهو كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث وضعفه الباقون. ولكن روي ابن أبي حاتم في تفسيره عن أبيه عن الحسين بن عيسي بن ميسرة الحارثي عن عبدالله ابن عبدالقدوس عن العمش عن المنهال بن عمروعن عبدالله بن الحارث قال قال علي لما نزلت هذه الآيه (وَأنذر عشيرتك الاقربين) قال لي رسول الله اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام واناء لبنا وادع لي بني هاشم فدعوتهم وانهم يومئذ لأربعون غير رجل أو أربعون ورجل فذكر القصة نحو ما تقدم إلي أن قال وبدرهم رسول الله الكلام فقال أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي قال فسكتوا وسكت العباس خشية أن [ صفحه 20] يحيط ذلك بماله قال وسكت أنا لسن العباس ثم قالها مرة أخري فسكت العباس فلما رأيت ذلك قلت أنا يا رسول الله قال أنت قال واني يومئذ لأسوأهم هيئة واني لأعمش العينين ضخم البطن خمش الساقين وهذه الطريق فيها شاهد لما تقدم إلا أنه لم يذكر ابن عباس فيها فالله أعلم وقد روي الإمام أحمد في مسنده من حديث عباد بن عبدالله الأسدي وربيعة بن ناجذ عن علي نحو ما تقدم أوكالشاهد له والله أعلم " [22] . وقال ابن كثير في تفسيره: " وقد رواه أبوجعفر بن جرير عن بن حميد عن سلمة عن بن إسحاق عن عبدالغفاربن القاسم بن أبي مريم عن المنهال بن عمرو عن عبدالله بن الحارث عن بن عباس عن علي بن أبي طالب فذكر مثله وزاد بعد قوله إني جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله أن أدعوكم إليه فايكم يؤازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي وكذا وكذا قال فأحجم القوم عنها جميعا وقلت واني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي وكذا وكذا فاسمعوا له وأطيعوا ثم قام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع تفرد بهذا السياق عبدالغفاربن القاسم أبي [ صفحه 22] مريم وهو متروك كذاب شيعي اتهمه علي بن المديني وغيره بوضع الحديث وضعفه الأئمة رحمهم الله " [23] . وهنا لن أعلق علي تضعيف القوم لعبدالغفاروقد تقدم من صاحب البداية أن الرواية لها طرق اخري يقويها وأيضا لن أتعرض إلي قول صاحب لسان الميزان حيث نقل توثيق شعبة لعبدالغفاروكذلك نقله كلام ابن عقدة في عبدالغفارحيث أنه مدحه وأطراه [24] . ولكن سوف أقوم بنقل روايات أخري تنقل لنا هذه الحادثة وبأسانيد لا يوجد فيها عبدالغفارالرافضي الشيعي وقد نص علي صحتها وتوثيقها عند القوم. فقد قال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: " قال وأخبرنا محمد بن يوسف أخبرنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن عبدالله بن علي بن عبيدالله بن عبدالله بن الحسن بن جعفر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أخبرنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني أخبرنا أبوالحسن أحمد بن يعقوب الجعفي أخبرنا علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين أخبرنا إسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين بن علي [ صفحه 22] تحدثني إسماعيل بن الحكم الرافعي عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رأفع عن أبيه قال قال أبورافع رافع عن أبيه قال قال أبورافع جمع رسول الله (ص) ولد بني عبدالمطلب وهم يومئذ أربعون رجلا وان كان منهم لمن ياكل الجذعة ويشرب الفرق من اللبن فقال لهم يا بني عبدالمطلب إن الله لم يبعث رسولا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووارثا ووصيا ومنجزا لعداته وقاضيا لدينه فمن منكم يتابعني علي أن يكون أخي ووزيري ووصيي وينجز عداتي وقاضي ديني فقال إليه علي بن أبي طالب وهويومئذ أصغرهم فقال له اجلس وقدم إليهم الجذعة والفرق من اللبن فصدروا عنه حتي أنهلهم وفضل منه فضله. فلما كان في اليوم الثاني أعاد عليهم القول ثم قال يا بني عبدالمطلب كونوا في الإسلام رؤوسا ولا تكونوا أذنابا فمن منكم يبايعني علي أن يكون أخي ووزيري ووصيي وقاضي ديني ومنجز عداتي فقام إليه علي بن أبي طالب فقال اجلس. فلما كان اليوم الثالث أعاد عليهم القول فقام علي بن أبي طالب فبايعه بينهم فتفل في فيه فقال أبولهب بئس ما جبرت به ابن عمك إذ أجابك إلي ما دعوته إليه ملأت فاه بصاقا " [25] . وقال أيضا: [ صفحه 23] " أخبرنا أبوعبدالله محمد بن ابراهيم بن جعفر أخبرنا أبو الفضل أحمد بن عبدالمنعم بن أحمد بن بندارأخبرنا أبوالحسن العتيقي أخبرنا أبوالحسن الدارقطني أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد أخبرنا جعفر بن عبدالله بن جعفر المحمدي أخبرنا عمر بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عن أبيه عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبي رافع قال: كنت قاعدا بعدما بايع الناس أبابكر فسمعت أبابكريقول للعباس أنشدك الله هل تعلم أن رسول الله (ص) جمع بني عبدالمطلب وأولادهم وأنت فيهم وجمعكم دون قريش فقال يا بني عبدالمطلب إنه لم يبعث الله نبيا إلا جعل له من أهله أخا ووزيرا ووصيا وخليفة في أهله فمن يقوم منكم يبايعني علي أن بكون أخي ووزيري ووصيي وخليفتي في أهلي فلم يقم منكم أحد فقال يا بني عبدالمطلب كونوا في الإسلام رؤوسا ولا تكونوا أذنابا والله ليقومن قائمكم أو لتكونن في غيركم ثم لتندمن فقام علي من بينكم فبايعه علي ما شرط له ودعاه إليه أتعلم هذا له من رسول الله (ص) قال نعم " [26] . وقال ابن الأثير في الكامل في التاريخ: "وقال علي بن أبي طالب لما نزلت (ؤأنذرعشيرتك الأقربين) دعاني النبي فقال يا علي إن الله أمرني أن أنذر [ صفحه 24] عشيرتك الاقربين فضقت ذرعا وعلمت أني متي أبادرهم بهذا الأمر أري منهم ما أكره فصمت عليه حتي جاءني جبريل فقال يا محمد إلا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك فاصنع لنا صاعا من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عسا من لبن واجمع لي بني عبدالمطلب حتي أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ففعلت ما أمرني به... إلي أن يقول: ثم تكلم رسول الله فقال يا بني عبدالمطلب إني والله ما أعلم شاب في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به قدجئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرني الله تعالي أن أدعوكم إليه فأيكم يوازرني علي هذا الأمر علي أن يكون أخي ووصيي وخليفتي فيكم فأحجم القوم عنها جميعًا وقلت واني لأحدثهم سنا وأرمصهم عينا وأعظمهم بطنا وأحمشهم ساقا أنا يا نبي الله أكون وزيرك عليه فاخذ برقبتي ثم قال إن هذا أخي ووصيتي وخليفتي فيكم فاسمعوا له وأطيعوا قال فقام القوم يضحكون فيقولون لأبي طالب قد أمرك أن تسمع لأبنك وتطيع " [27] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: " أخبرنا أبوالبركات عمر بن إبراهيم الزيدي العلوي بالكوفة أخبرنا أبوالفرج محمد بن أحمد بن علان الشاهد أخبرنا محمد بن جعفر بن محمد بن الحسين أخبرنا أبوعبدالله محمد بن [ صفحه 25] القاسم بن زكريا المحاربي نا عباد بن يعقوب نا عبدالله بن عبد القدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله عن علي بن أبي طالب قال لما نزلت (وَأنذر عشيرتَك الأقربين) قال رسول الله (س) يا علي... إلي أن يقول: فقال الثالثة اصنع رجل شاة بصاع من طعام وأعد بقعب من لبن ففعلت فقال اجمع بني هاشم فجمعتهم فكلوا وشربوا فنذرهم رسول الله (ص) بالكلام فقال أيكم يقضي ديني ولكون خليفتي ووصيي من بعدي قال فسكت العباس مخافة أن يحيط ذلك بماله فاعاد رسول الله (ص) الكلام فسكت القوم وسكت العباس مخافة إن يحيط ذلك بماله فأعاد رسول الله (ص) الكلام الثالثة قال واني يومئذ لأسوأهم هيئة إني يومئذ لأحمش الساقين أعمش العينين ضخم البطن فقلت أنا يا رسول الله قال أنت يا علي أنت يا علي " [28] . وقال ابن كثيرفي تفسيره: " طريق أخري قال بن أبي حاتم حدثنا أبي أخبرنا الحسين عن عيسي بن ميسرة الحارثي حدثنا عبدالله بن عبدالقدوس عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عبدالله بن الحارث قال قال علي رضي الله عنه لما نزلت هذه الآية (وَأنذر عشيرتَك الأقربين) قال لي رسول الله (ص)... إلي أن يقول: [ صفحه 26] ثم قال اصنع لي رجل شاة بصاع من طعام فصنعت قال فجمعتهم فلما أكلوا وشربوا بدرهم رسول الله (ص) الكلام فقال أيكم يقضي عني ديني ويكون خليفتي في أهلي قال فسكتوا وسكت العباس خشية أن يحيط ذلك بماله قال وسكت أنا لسن العباس ثم قالها مرة أخري فسكت العباس فلما رأيت ذلك قلت أنا يا رسول الله قال واني يومئذ لأسوأهم هيئة واني لأعمش العينين ضخم البطن خمش الساقين فهذه طرق متعددة لهذا الحديث عن علي رضي الله عنه " [29] . واليكم الآن السند الصحيح الذي لا إشكال فيه عند القوم وقد قال عنه الهيثمي سند جيد وقال غيره سند صحيح: فقد قال محمد بن جرير الطبري في تهذيب الآثار: " وحدثنا أحمد بن منصورقال حدثنا الأسود بن عامرقال حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال بن عمروعن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي قال لما نزلت هذه الآية (وَأنذر عشيرتك الأقربين) قال جمع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عليه أهل بيته فاجتمعوا ثلاثين رجلا فاكلوا وشربوا وقال لهم من يضمن عني ذمتي ومواعيدي وهو معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي قال فعرض ذاك عليهم فقال رجل أنت يا رسول الله كنت بحرا من يطيق هذا [ صفحه 27] حتي عرض علي واحد واحد فقال علي أخبرنا، وهذا خبر عندنا صحيح سنده " [30] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: " وأخبرنا أبوالقاسم بن الحصين أخبرنا أبوعلي بن المذهب قالا أخبرنا أبوبكر بن مالك حدثننا عبدالله بن أحمد حدثني أبي أسود بن عامر حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبد الله الأسدي عن علي قال لما نزلت هذه الآية (وَأنذر عشيرتك الأقربِين) قال جمع النبي (ص) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فاكلوا وشربوا قال فقال لهم من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال لآخرقال فعرض ذلك علي أهل بيته فقال علي رضي الله عنه أنا " [31] . وقال ابن كثير في تفسيره: " قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية (وَأنذر عشيرتك الاقربِين) جمع النبي (ص) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال وقال لهم من [ صفحه 28] يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال لآخرثلاثا قال فعرض ذلك علي أهل بيته فقال علي أنا " [32] . وقال الإمام أحمد في مسنده: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي رضأ الله عنه قال لما نزلت هذه الآية (وَأنذر عشيرتك الاقربين) قال جمع النبي (ص) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فأكلوا وشربوا قال فقال لهم من يضمن عني ديني ومواعيدي ويكون معي في الجنة و يكون خليفتي في أهلي فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال الآخرقال فعرض ذلك علي أهل بيته فقال علي رضي الله عنه أنا " [33] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " وعن علي قال لما نزلت هذه الآية (وَأنذر عشيرتك الاقربين) قال جمع رسول الله (ص) من أهل بيته فاجتمع له ثلاثون رجلا فأكلوا وشربوا قال فقال لهم من يضمن عني ديني [ صفحه 29] ومواعيدي ويكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال لأخرفعرض ذلك علي أهل بيته فقال علي أنا رواه أحمد واسناده جيد وقد تقدمت لهذا الحديث طرق في علامات النبوة في آيته في الطعام " [34] . وقال أبوعبدالله محمد بن عبد الواحد الحنبلي المقدسي في الأحاديث المختارة: " وأخبرنا أبوطاهر المبارك بن المعطوش بقراءتي عليه ببغداد قلت له أخبركم هبة الله بن محمد قراءة عليه وأنت تسمع أخبرنا الحسن بن علي قالا أأخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي قال جمع رسول الله (ص) بني عبدالمطلب فيهم رهط كلهم ياكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتي شبعوا قال وبقي الطعام كما هوكانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس أولم يشرب فقال با بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة والي الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فايكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي قال فلم يقم إليه أحد قال [ صفحه 30] فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال فقال اجلس قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي لفظ الحسن بن علي بن المذهب وفي رواية الجوهري (جمع رسول الله (ص) أو (دعا نبي الله بني عبدالمطلب) وفيه (دعا بعس فشربوا) وفيه اجلس ثم قال (ثلاث مرات) وباقيه مثله وقال ابن أبي حاتم أبوصادق مسلم بن يزيد الأزدي كوفي ويقال اسمه عبد الله بن ناجذ وقيل هو أخو ربيعة بن ناجذ وقال أبوحاتم هو مستقيم الحديث (إسناده صحيح)" [35] . وقال ابن كثيرفي تفسيره: " الحديث الخامس قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر حدثنا شريك عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي رضي الله عنه قال لما نزلت هذه الآية (وَأنذر عشيرتَك الأقربِين) جمع النبي (ص) من أهل بيته فاجتمع ثلاثون فاكلوا وشربوا قال وقال لهم من يضمن عني ديني ومواعيدي ولكون معي في الجنة ويكون خليفتي في أهلي فقال رجل لم يسمه شريك يا رسول الله أنت كنت بحرا من يقوم بهذا قال ثم قال لآخرثلاثا قال فعرض ذلك علي أهل بيته فقال علي أنا طريق أخري بأبسط من هذا السياق قال الإمام أحمد حدثنا عفان حدثنا أبوعوانة حدثنا عثمان بن [ صفحه 31] المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ماجد عن علي رضي الله عنه قال جمع رسول الله (ص) أودعا رسول الله (ص) بني عبدالمطلب وهم رهط وكلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتي شبعوا وبقي الطعام كما هوكانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس أو لم يشرب وقال يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة والي الناس عامة فقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فإيكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي " [36] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: " أخبرنا أبوعلي بن السبط أخبرنا أبومحمد الجوهري المقنعي وأخبرنا أبوالقاسم بن الحصين أخبرنا أبوعلي بن المذهب قالا أخبرنا أحمد بن جعفر حدثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي قال: جمع رسول الله (ص) أودعا رسول الله (ص) بني عبدالمطلب فيهم رهط كلهم ياكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتي شبعوا قال وبقي الطعام [ صفحه 32] كما هوكانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس ولم يشرب فقال يا بني المطلب إني بعثت إليكم خاصة والي الناس عامة وقد رأيتم من هذه الأية ما رأيتم فأيكم يتابعني علي أن يكون أخي وصاحبي قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال فقال اجلس قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي " [37] . وقال يوسف المزي في تهذيب الكمال: " أخبرنا أبوالفرج بن قدامة وأبوالحسن بن البخاري المقدسيان وأبوالغنائم بن علان وأحمد بن شيبان قالوا أخبرنا حنبل بن عبدالله قال أخبرنا أبوالقاسم بن الحصين قال أخبرنا أبوعلي بن المذهب قال أخبرنا أبوبكر بن مالك قال حدثنا عبدالله بن احمد بن حنبل قال حدثني أبي قال حدثنا عفان قال حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد عن علي قال جمع رسول الله أودعا رسول الله (ص) بني عبدالمطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فاكلوا حتي شبعوا وبقي الطعام كما هوكانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس أولم يشرب فقال يا بني عبد المطلب إني بعثت إليكم خاصة والي الناس عامة وقد رأيتم من هذه [ صفحه 33] الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي رواه النسائي عن الفضل بن سهل الأعرج عن عفان فوقع لنا بدلا عاليا " [38] . ففي الطبري: "حدثني زكرياء بن يحيي الضرير قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال لعلي عليه السلام يا أميرالمؤمنين بم ورثت ابن عمك دون عمك فقال علي هاؤم ثلاث مرات حتي اشرأب الناس ونشروا آذانهم ثم قال جمع رسول الله أو دعا رسول الله بني عبدالمطلب منهم رهطه كلهم ياكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فاكلوا حتي شبعوا وبقي الطعام كما هو كانه لم يمس قال ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس ولم يشربوا قال ثم قال يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم بخاصة والي الناس بعامة وقد رأيتم من هذا الأمر ما قد رأيتم فأيكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال فقال اجلس قال ثم قال ثلاث [ صفحه 34] مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتي كان في الثالثة فضرب بيده علي يدي قال فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي " [39] . وقال النسائي في خصائص علي: " أخبرنا الفضل بن سهل قال حدثنا عفان بن مسلم قال حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال لعلي يا أميرالمؤمنين لم ورثت ابن عمك دون عمك قال جمع رسول الله (ص) أوقال دعا رسول الله (ص) بني عبدالمطلب فصنع لهم مدا من طعام قال فأكلوا حتي شبعوا وبقي الطعام كما هوكانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس أولم يشرب فقال يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم بخاصة والي الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم فأيكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي ووارثي ووزيري فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم سنا فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي ثم قال أنت أخي وصاحبي ووريثي ووزيري فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي " [40] . وقال النسائي في السنن الكبري: [ صفحه 35] " أخبرنا الفضل بن سهل قال حدثني عفان بن مسلم قال حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجد أن رجلا قال لعلي يا أميرالمؤمنين لم ورثت بن عمك دين عمك قال جمع رسول الله (ص) أوقال دعا رسول الله (ص) بني عبدالمطلب فصنع لهم مدا من طعام قال فأكلوا حتي شبعوا وبقي الطعام كما هو كانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس أولم يشرب فقال يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم بخاصة والي الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم فأيكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي ووارثي فلم يقم إليه أحد فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال اجملس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي ثم قال أنت أخي وصاحبي ووارثي ووزيري فبذلك ورثت بن عمي دون عمي " [41] . وقال ابن حنبل في فضائل الصحابة: " حدثنا عبدالله قال حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي قال جمع رسول الله (ص) أودعا رسول الله (ص) بني عبدالمطلب فيهم رهط كلهم ياخذ الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم [ صفحه 36] مدا من طعام فاكلوا حتي شبعوا قال وبقي الطعام كما هوكانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس أو لم يشرب فقال يا بني عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة والي الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فأيكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت وكنت أصغر القوم قال فقال اجلس ثم قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي " [42] . وقال الإمام أحمد في مسنده: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا أبوعوانة عن عثمان بن المغيرة عن أبي صادق عن ربيعة بن ناجذ عن علي رضي الله عنه قال جمع رسول الله (ص) أودعا رسول الله (ص) بني عبدالمطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فاكلوا حتي شبعوا قال وبقي الطعام كما هو كانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي رووا وبقي الشراب كانه لم يمس أو لم يشرب فقال يا بني عبدالمطلب إني بعثت لكم خاصة والي الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فايكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم قال فقال اجلس قال ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه [ صفحه 37] فيقول لي اجلس حتي كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي " [43] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " عن علي قال جمع رسول الله (س) من بني عبدالمطلب فيهم رهط كلهم يأكل الجذعة ويشرب الفرق قال فصنع لهم مدا من طعام فأكلوا حتي شبعوا وبقي الطعام كانه لم يمس ثم دعا بغمر فشربوا حتي شبعوا وبقي الشراب كانه لم يمس ولم يشرب فقال يا ابن عبدالمطلب إني بعثت إليكم خاصة والي الناس بعامة وقد رأيتم من هذه الآية ما رأيتم فايكم يبايعني علي أن يكون أخي وصاحبي قال فلم يقم إليه أحد قال فقمت إليه وكنت أصغر القوم فقال اجلس ثلاث مرات كل ذلك أقوم إليه فيقول لي اجلس حتي إذا كان في الثالثة ضرب بيده علي يدي رواه أحمد ورجاله ثقات " [44] .

الكلام حول حديث المنزلة

سؤال: وبعد أن انتهيت من حديث الدار أوحديث الإنذارفماذا سوف تقدم لنا [ صفحه 38] الآن؟ الجواب: سوف أنقل قول النبي (ص) لعلي: " أنت مني بمنزلة هارون بن موسي ". فقد قال البخاري في صحيحه: " حدثني محمد بن بشارحدثنا غندرحدثنا شعبة عن سعد قال سمعت إبراهيم بن سعد عن أبيه قال قال النبي (ص) لعلي أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي " [45] . وقال أيضا: " حدثنا مسدد حدثنا يحيي عن شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد عن أبيه أن رسول الله (ص) خرج إلي تبوك واستخلف عليا فقال أتخلفني في الصبيان والنساء قال ألا ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه ليس نبي بعدي وقال أبو داود حدثنا شعبة عن الحكم سمعت مصعبا " [46] . وقال مسلم في صحيحه: [ صفحه 39] " حدثنا يحيي بن يحيي التميمي وأبوجعفر محمد بن الصباح وعبيدالله القواريري وسريج بن يونس كلهم عن يوسف بن الماجشون واللفظ لابن الصباح حدثنا يوسف أبوسلمة الماجشون حدثنا محمد بن المنكدرعن سعيد بن المسيب عن عامربن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال قال رسول الله (ص) لعلي أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لا نبي بعدي قال سعيد فأحببت ان أشافه بها سعدا فلقيت سعدا فحدثته بما حدثني عامرفقال انا سمعته فقلت آنت سمعته فوضع أصبعيه علي أذنيه فقال نعم والا فاستكتا. وحدثنا أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا غندرعن شعبة ح وحدثنا محمد بن المثني وبن بشارقالا حدثنا محمد بن جعفرحدثنا شعبة عن الحكم عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص عن سعد بن أبي وقاص قال خلف رسول الله (ص) علي بن أبي طالب في غزوة تبوك فقال يا رسول الله تخلفني في النساء والصبيان فقال أما ترضي ان تكون مني بمنزلة هارون من موسي غير انه لا نبي بعدي " [47] . وقال الإمام أحمد في مسنده: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا شاذان أسود بن عامر حدثنا شريك عن عبدالله بن محمد بن عقيل عن جابر بن عبدالله قال لما أراد رسول الله (ص) أن يخلف عليا رصيأ الله عنه قال قال له [ صفحه 40] علي ما يقول الناس في إذا خلفتني قال فقال أما ترضي أن تكون مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه ليس بعدي نبي أولا يكون بعدي نبي " [48] . وارجع إلي المصادرالآتية: تفسير ابن أبي حاتم ج: 6 ص:1865 و الأحاديث المختارة ج:3 ص: 151 و المستدرك علي الصحيحين ج:2 ص: 367 وصحيح ابن حبان ج: 15 ص: 15و موارد الظمان ج: 1 ص:543 و السنن الكبري ج:5 ص:44 وسنن ابن ماجه ج:1 ص:42 وسنن البيهقي الكيري ج:9 ص:40 وسنن الترمذي ج:5 ص:638 و الجامع ج: 11 ص:226 و مصنف ابن أبي شيبة ج:6 ص:366 ومصنف عبدالرزاق ج:5 ص: 406 و الآحاد والمثاني ج:5 ص:172 و المسند ج: 1 ص:38 والمعجم الأوسط ج:2 ص: 126 والمئات من المصادر.

قول النبي: علي مني و أنا منه و لا يودي عني إلا أنا أو علي

وأمًا الآن فسوف أنقل لكم قول النبي (ص) علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي. فقد قال النسائي في السنن الكبري: " أخبرنا أحمد بن سليمان قال أخبرنا يحيي بن آدم قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال حدثني حبشي بن جنادة [ صفحه 41] السلولي قال قال رسول الله (ص) علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي " [49] . وقال ابن ماجة في سننه: " حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وسويد بن سعيد واسماعيل بن موسي قالوا حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولايؤدي عني إلا علي " [50] . وقال ابن أبي شيبة في مصنفه: " حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال قلت له يا أباإسحاق أين رأيته قال وقف علينا في مجلسنا فقال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولايؤدي عني إلا علي " [51] . وقال أحمد بن عمر بن الضحاك الشيباني في الاحاد والمثاني: " حدثنا أبوبكر حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن [ صفحه 42] جنادة قال شريك قلت يا أباإسحاق أين رأيته قال وقف علينا في مجلسنا فقال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا علي رضي الله عنه " [52] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: " حدثنا عبيد بن غنام حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة وحدثنا محمد بن النضر حدثنا أبوغسان وحدثنا أحمد بن عمرو القطراني حدثنا محمد بن الطفيل وحدثنا محمد بن عبدالله الحضرمي حدثنا علي بن حكيم الأودي واسماعيل بن موسي السدي ويحيي الحماني قالوا حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولايؤدي عني إلا أنا وعلي زاد أبوبن أبي شيبة في حديثه قال شريك قلت يا أباإسحاق رأيته فقال وقف علينا في مجلسنا فحدثنا به. حدثنا الحسين بن إسحاق التستري حدثنا يحيي الحماني حدثنا قيس بن الربيع عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولايؤدي عني إلا أنا أوعلي رضي الله عنه " [53] . [ صفحه 43] وقال الإمام أحمد في مسنده: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا أسود بن عامر أخبرنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولايؤدي عني إلا أنا أوعلي. حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا يحيي بن آدم حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولايؤدي عني إلا أنا أوعلي قال شريك قلت لأبي إسحاق أنت أين سمعته منه قال موضع كذا وكذا لا أحفظه. حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا أبوأحمد حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي وكان قد شهد حجة الوداع قال قال رسول الله (ص) علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي " [54] . وقال ابن عاصم في السنة: " حدثنا أبوبكر حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال فقلت يا أباإسحاق أين رأيته قال وقف علينا في مجسلنا فقال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولايؤدي [ صفحه 44] عني إلا علي [55] . وقال النسائي في خصائص علي: " أخبرنا أحمد بن سليمان قال حدثنا يحيي بن آدم قال حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة السلولي قال قال رسول الله (ص) علي مني وأنا منه ولايؤدي عني إلا أنا وعلي [56] . وقال ابن حنبل في فضائل الصحابة: " أخبرنا أحمد بن سليمان قال أخبرنا يحيي بن آدم قال أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق قال حدثني حبشي بن جنادة السلولي قال قال رسول الله (ص) علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي " [57] . والرواية المتقدمة لا إشكال في صحتها وقد حاول البعض أن يطعن في حبشي بن جنادة فقال عبدالله بن عدي الجرجاني في الكامل في الضعفاء: " حبشي بن جنادة السلولي يكني أباالجنوب إسناده فيه [ صفحه 45] نظر سمعت بن حماد يذكره عن البخاري أخبرنا أبويعلي حدثنا إسماعيل بن موسي حدثنا شريك عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال قال رسول الله (ص) علي مني وأنا من علي ولا يؤدي عني إلا أنا أوعلي. حدثنا بن ذبيح حدثنا سفيان بن وكيع بن الجراح أملي سنة سبع وثلاثين ومائتين حدثنا أبي عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن حبشي بن جنادة قال سمعت رسول الله (ص) يقول علي مني وأنا منه ولا يؤدي عني إلا أنا أو علي. حدثنا بن سعيدحدثنا أحمد بن يحيي حدثنا حسن بن حسين حدثنا إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق عن أبيه عن أبي إسحاق قال سمعت حبشي بن جنادة يقول شهدت مع النبي (ص) ثلاث مشاهد وشهدت مع علي ثلاث مشاهد ما هي بدونها قال فقال أبوإسحاق صدق أبوالجنوب إنها لمنها " [58] . ولكنه نسي أو تناسي بأن حبشي هوصحابي لا يحق له أن يبحث فيه أويسقطه أويجرحه وقد حصل له اشتباه بسبب قول البخاري في التاريخ حيث قال في إسناده فيه نظر ولكن علماء الرجال تصدواله وأثبتوا بأن حبشي صحابي فقالوا: [ صفحه 46] قال المغني في الضعفاء: "حبشي بن جنادة السلولي صحابي تناكد ابن عدي وذكره في كتاب الكامل وشبهته في ذلك قول البخاري في حديثه اسناده فيه نظر وذلك عاند إلي الرواة إلي حبشي لا إليه " [59] . وقال في الجرح والتعديل: " حبشي بن جنادة السلولي كوفي له صحبة كان نزل الكوفة روي عنه الشعبي وأبوإسحاق سمعت أبي يقول ذلك " [60] . وقال في الكاشف: " حبشي بن جنادة السلولي له صحبة عنه الشعبي وأبو إسحاق قال البخاري إسناد حديثه فيه نظر " [61] .

قول النبي: أن الله عز وجل اطلع إلي أهل الأرض فأختار رجلين

والآن أنقل لكم رواية أخري وهي قول النبي (ص) أن الله عز وجل اطلع إلي أهل الأرض فأختاررجلين. فقد قال الحاكم في المستدرك: " حدثنا أبوبكر بن أبي دارم الحافظ حدثنا أبوبكر محمد [ صفحه 47] بن أحمد بن سفيان الترمذي حدثنا سريج بن يونس ثنا أبوحفص الأبارحدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قالت فاطمة رضي الله عنها يا رسول الله زوجتني من علي بن أبي طالب وهوفقير لا مال له فقال يا فاطمة أما ترضين أن الله عز وجل اطلع إلي أهل الأرض فاختاررجلين أحدهما أبوك والآخربعلك. أبوالصلت عبدالسلام بن صالح حدثنا عبدالرزاق معمر عن أبي نجيح عن مجاهد عن بن عباس قالت فاطمة زوجتني من عائل لا مال له فذكر نحوه علي شرط الشيخين " [62] .

الكلام في قوله تعالي: انما انت منذر و لكل قوم هاد

الرعد الآية 7. فقد قال الحاكم في المستدرك: " أخبرنا أبوعمروعثمان بن أحمد بن السماك حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن منصورالحارثي حدثنا حسين بن حسن الاشقر حدثنا منصوربن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال بن عمرو عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي إنما أنت منذرولكل قوم هاد قال [ صفحه 48] علي رسول الله (ص) المنذروأنا الهادي هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " [63] . وقال في تفسير ابن أبي حاتم: " حدثنا علي بن الحسين حدثنا عثمان بن ابي شيبة حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي لكل قوم هاد قال الهاد رجل من بني هاشم قال ابن الجنيد هو علي بن أبي طالب رضي الله عنه وروي عن عبدالله بن عباس في إحدي الروايات وعن أبي جعفر محمد بن علي نحوذلك " [64] . وقال السيوطي في الدر المنثور: " وأخرج ابن جرير وابن مردويه وأبونعيم في المعرفة والديلمي وابن عساكر وابن النجارقال لما نزلت (إنما أنت منذر ولكل قوم هاد) وضع رسول الله (ص) يده علي صدره فقال أنا المنذر وأومأ بيده إلي منكب علي- رضي الله عنه- فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي. وأخرج ابن مردويه عن أبي برزة الأسلمي- رضي الله عنه - سمعت رسول الله (ص) يقول (إِنمَا أنت مُنذر) ووضع يده علي صدر [ صفحه 49] نفسه ثم وضعها علي صدرعلي ويقول لكل قوم هاد. وأخرج ابن مردويه والضياء في المختارة عن ابن عباس - رضي الله عنهما- في الآية قال رسول الله (ص) المنذرأنا والهادي علي بن أبي طالب رضي الله عنه. وأخرج عبدالله بن أحمد في زوائد المسند وابن أبي حاتم والطبراني في الأوسط والحاكم وصححه وابن مردويه وابن عساكر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في قوله (إنما أنت منذرولكل قوم هاد) قال رسول الله (ص) المنذروأنا الهادي، وفي لفظ الهادي رجل من بني هاشم يعني نفسه " [65] . وقال ابن كثيرفي تفسيره: "وقال أبوجعفر بن جرير حدثني أحمد بن يحيي الصوفي حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري حدثنا معاذ بن مسلم حدثنا الهروي عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن بن عباس رضي الله عنهما قال لما نزلت (إنما انت منذر و لكل قوم هاد) قال وضع رسول الله (ص) يده علي صدره وقال أنا المنذرولكل قوم هاد وأومأ بيده إلي منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي وهذا الحديث فيه نكارة شديدة وقال بن أبي حاتم حدثنا علي [ صفحه 50] بن الحسين حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خبر عن علي (وَلِكل قؤم هاد) قال الهادي رجل من بني هاشم قال الجنيد هوعلي بن أبي طالب رضي الله عنه قال بن أبي حاتم وروي عن بن عباس في إحدي الروايات وعن أبي جعفر محمد بن علي نحوذلك " [66] . وقال أبوعبدالله محمد بن عبدالواحد الحنبلي المقدسي في الأحاديث المختارة: " أخبرنا أبوالطاهر بن المعطوش الحريمي ببغداد أن هبة الله بن محمد أخبرهم قراءة عليه أخبرنا الحسن بن علي بن المذهب أخبرنا أحمد بن جعفر بن حمدان حدثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبوبكر بن أبي شيبة حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله(انما انت منذر و لكل قوم هاد) قال رسول الله (ص) المنذروالهاد رجل من بني هاشم المطلب وثقه أحمد ويحيي وقال أبوحاتم لا يحتج به (إسناده حسن)" [67] . وقال أيضُا: " وأخبرنا أبوبكر محمد بن محمد بن أبي شكر المؤدب بأصبهان أن محمد بن رجاء بن إبراهيم بن عمربن الحسن بن يونس [ صفحه 51] أخبرهم قراءة عليه أخبرنا أحمد بن عبدالرحمن الذكواني أخبرنا أبوبكر أحمد بن موسي بن مردويه الحافظ حدثنا محمد بن علي بن دحيم حدثنا أحمد بن حازم قال حدثنا عثمان بن محمد عن مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قول الله عز وجل: (إنما انت منذر ولكل قوم هاد) قال المنذررسول الله (ص) والهاد رجل من بني هاشم (إسناده حسن)" [68] . وقال أيضا: " أخبرنا محمد بن محمد التميمي أن أباالخير محمد بن رجاء أخبرهم ابنا أحمد بن عبدالرحمن ابنا أحمد بن موسي حدثني أحمد بن محمد بن الحسن حدثنا أحمد بن محمد بن عبد الرحمن حدثنا الحسن بن عتيبة حدثنا أحمد بن النضرحدثنا أبان بن تغلب عن الحكم عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في قوله: (إِنما انت منذر ولكل قوم هاد) قال رسول الله (ص) المنذروالهاد علي بن أبي طالب " [69] . وقال الطبراني في المعجم الأوسط: " حدثنا أحمد قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا [ صفحه 52] مطلب بن زياد عن السري عن عبد خير عن علي في قوله: (إِنمَا أنت مُنذر ولكل قوم هاد) قال رسول الله المنذروالهاد رجل من بني هاشم لم يروهذا الحديث عن السري إلا المطلب تفرد به عثمان " [70] . وقال أيضا: "حدثنا الفضل بن هارون قال حدثنا عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله تعالي: (انما انت منذر ولكل قوم هاد) قال رسول الله المنذر و الهاد رجل من بني هاشم لم يروهذا الحديث عن السدي إلا المطلب بن زياد تفرد به عثمان بن أبي شيبة" [71] . وقال أيضُا: " حدثنا محمد بن جعفر بن سام حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله: (إِنما انت منذر و لكل قوم هاد) قال رسول الله المنذروالهاد رجل من بني هاشم " [72] . وقال الطبراني في المعجم الصغير: [ صفحه 53] " حدثنا الفضل بن هارون البغدادي صاحب أبي ثورحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي رضي الله عنه في قوله عزوجل:(انما انت منذر ولكل قوم هاد) قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم المنذروالهاد رجل من بني هاشم لم يروه عن السدي إلا المطلب تفرد به عثمان بن أبي شيبة" [73] . وقال الإمام أحمد في مسنده: " حدثنا عبدالله حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله: (إِنما انت مُنذر و لكل قوم هاد) قال رسول الله (ص) المنذروالهاد رجل من بني هاشم " [74] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " قوله تعالي: (انما انت منذر) عن علي رضي الله عنه في قوله: (انما انت منذر ولكل قوم هاد) قال رسول الله (ص) المنذر والهادي رجل من بني هاشم رواه عبدالله بن أحمد والطبراني في [ صفحه 54] الصغير والأوسط ورجال المسند ثقات " [75] . وقال ابن حجر في فتح الباري: " والمستغرب ما أخرجه الطبري بإسناد حسن من طريق سعيد بن جبير عن بن عباس قال لما نزلت هذه الآية وضع رسول الله (ص) يده علي صدره وقال أنا المنذروأومأ إلي علي وقال أنت الهادي بك يهتدي المهتدون بعدي فإن ثبت هذا فالمراد بالقوم أخص من الذي قبله أي بني هاشم مثلا وأخرج بن أبي حاتم وعبدالله بن أحمد في زيادات المسند وبن مردويه من طريق السدي عن عبد خير عن علي قال الهادي رجل من بني هاشم قال بعض رواته هوعلي وكانه أخذه من الحديث الذي قبله وفي إسناد كل منهما بعض الشيعة ولو كان ذلك ثابتا ما تخالفت رواته " [76] . وقال في تاريخ بغداد: " الفضل بن هارون بن العباس البزوري مات في سنة إحدي وتسعين ومائتين وعثمان بن أبي شيبة وداود بن رشيد ومحمد بن أبي معشر روي عنه أبونعيم بن عدي الجرجاني وأبوالقاسم الطبراني وايزدياربن سليمان الفارسي أخبرنا محمد بن عبدالله بن شهريار أخبرنا سليمان بن احمد الطبراني حدثنا الفضل بن هارون البغدادي [ صفحه 55] صاحب أبي ثورحدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله تعالي: (انما انت منذر و لكل قؤم هاد) قال رسول الله (ص) المنذروالهاد رجل من بني هاشم قال سليمان لم يروه عن السدي إلا المطلب تفرد به عثمان بن أبي شيبة" [77] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق: " أخبرنا أبوعلي بن السبط أخبرنا أبومحمد الجوهري وأخبرنا أبوالقاسم بن الحصين أخبرنا أبوعلي بن المذهب قالا أخبرنا أبوبكر القطيعي أخبرنا عبدالله بن أحمد حدثني عثمان بن أبي شيبة حدثنا مطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قوله (انما انت منذر و لكل قوم هاد) قال رسول الله (ص) المنذر و الهادي رجل من بني هاشم أخبرنا أبوالعز بن كادش أخبرنا أبوالطيب طاهر بن عبدالله أخبرنا علي بن عمربن محمد الحربي أخبرنا أحمد بن الحسن بن عبدالجبارأخبرنا عثمان بن أبي شيبة أخبرنا المطلب بن زياد عن السدي عن عبد خير عن علي في قول الله عز وجل: (انما انت منذر و لكل قوم هاد) قال رسول الله (ص) المنذروالهادي علي. أخبرنا أبوطالب علي بن عبدالرحمن أخبرنا أبوالحسن الخلعي أخبرنا أبومحمد بن النحاس أخبرنا أبوسعيد بن الأعرابي [ صفحه 56] أخبرنا أبوسعيد عبدالرحمن بن محمد بن منصورالحارثي أخبرنا حسين بن علي الاشقر أخبرنا منصوربن أبي الأسود عن الأعمش عن المنهال عن عباد بن عبدالله عن علي قال: (انما انت منذر و لكل قوم هاد) قال علي رسول الله (ص) المنذروأنا الهاد. وأخبرناه أبوطالب أخبرنا أبوالحسن أخبرنا أبومحمد أخبرنا أبوسعيد بن الأعرابي أخبرنا أبوالعباس الفضل بن يوسف بن يعقوب بن حمزة الجعفي أخبرنا الحسن بن الحسين الأنصاري في هذا المسجد وهومسجد حبة العرني أخبرنا معاذ بن مسلم عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لما نزلت: (انما انت منذر و لكل قوم هاد) قال النبي (ص) أنا المنذروعلي الهادي بك يا علي يهتدي المهتدون. أخبرنا أبوالبركات الأنماطي أخبرنا محمد بن المظفر الشامي أخبرنا أحمد بن محمد العتيقي أخبرنا يوسف بن أحمد الصيدلاني أخبرنا محمد بن عمروالعقيلي حدثني محمد بن محمد الكوفي حدثنا محمد بن عمروالسوسي حدثنا نصر بن مزاحم عن عمر بن سعيد عن ليث عن مجاهد في قول الله عز وجل: (وَالَّذي جَاءَ بالصدق و صدق به) [78] قال الذي جاء بالصدق محمد والذي صدق به علي. [ صفحه 57] أخبرنا أبوعبدالله بن أبي العلاء أخبرنا أبي أبوالقاسم أخبرنا أبومحمد بن أبي نصر أخبرنا خيثمة بن سليمان حدثنا إبراهيم بن سليمان بن حزازة حدثنا الحسن بن الحسين الأنصاري حدثنا علي بن القاسم عن ابن مجاهد عن أبيه في قوله عز وجل (والذي جاء بالصدق و صدق به) قال الذي جاء بالصدق رسول الله (ص) وصدق به علي بن أبي طالب. وفي قوله تعالي: (انما انت منذر و لكل قوم هاد) قال الهادي علي بن أبي طالب " [79] . وأما الآن سوف أذكر حديث النبي (ص) والذي يقول فيه من كنت مولاه فهذا علي مولاه وسوف أقدم له بهذه الآية الكريمة قوله تعالي: (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) [80] .

الكلام حول قوله تعالي: النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم

ففي زاد المسير لابن الجوزي: " قوله تعالي: (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) أي أحق فله أن يحكم فيهم بما يشاء قال ابن عباس إذا دعاهم إلي شيء ودعتهم أنفسهم إلي شيء كانت طاعته أولي من طاعة أنفسهم وهذا صحيح فان أنفسهم تدعوهم إلي ما فيه هلاكهم والرسول يدعوهم [ صفحه 58] إلي ما فيه نجاتهم " [81] . وفي فتح القدير للشوكاني: " (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم) أي هوأحق بهم في كل أمورالدين والدنيا وأولي بهم من أنفسهم فضلا عن أن يكون أولي بهم من غيرهم فيجب عليهم أن يؤثروه بما أراده من أموالهم وان كانوا محتاجين إليها ويحب عليهم أن يحبوه زيادة علي حبهم أنفسهم ويحب عليهم أن يقدموا حكمه عليهم علي حكمهم لأنفسهم وبالجملة فإذا دعاهم النبي صلي الله عليه واله وسلم لشيء ودعتهم أنفسهم إلي غيره وجب عليهم أن يقدموا ما دعاهم إليه ويؤخروا ما دعتهم أنفسهم إليه ويجب عليهم أن يطيعوه فوق طاعتهم لأنفسهم ويقدموا طاعته علي ما تميل إليه أنفسهم وتطلبه خواطرهم " [82] . وفي البخاري: " حدثني ابراهيم بن المنذرحدثنا محمد بن فليح حدثنا أبي عن هلال بن علي عن عبدالرحمن بن أبي عمرة عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال ما من مؤمن إلا وأنا أولي الناس به في الدنيا والاخرة اقرؤوا إن شئتم (النبي أولي [ صفحه 59] بالمؤمنين من أنفسهم) فأيما مؤمن ترك مالا فليرثه عصبته من كانوا فإن ترك دينا أوضياعا فليأتني وأنا مولاه) [83] . وانظرأيضُا: تفسير الواحدي ج:2 ص: 858 وتفسير النسفي ج:3 ص:297 وتفسير السعدي ج: 1 ص: 659 وتفسير البيضاوي ج:4 ص:364 وتفسير البغوي ج:3 ص:507 وتقسيرأبي السعود ج:7 ص: 91 و المحررالوجيز في تفسير الكتاب العزيز للأندلسي ج: 4 ص:370. هذه المصادركلها وهناك الكثير غيرها أجمعت علي أن معني الآية الكريمة هو أن ولاية الرسول (ص) هي ولاية مطلقة وأنه أولي بهم من أنفسهم في الدنيا والآخرة وأن ولايته ولاية قيادة وتصرف. وبعد أن عرفنا هذا الكلام من هذه الآية وعرفنا بإن الآية تتكلم عن ولاية مطلقة فتعالوا معي الان للنبي الأكرم (ص) وهو يقتبس من هذه الآية مقولته في يوم الغدير فيقول لهم: " ألست أولي بكم من أنفسكم " فواضح بأن هذا الكلام مقتبس من قوله تعالي النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وبما أن ولايته في الآية مطلقة فكذلك ولايته التي سالهم عنها أيضا مطلقة [ صفحه 60] لأنها مقتبسة من الآية وبما أن الرسول (ص) بعد ذلك جعل هذه الولاية التي هي ثابتة له جعلها لعلي (ع) فتكون ولاية الإمام علي (ع) أيضًا مطلقة واليكم طائفة من الروايات: ففي المستدرك للحاكم: " أخبرني محمد بن علي الشيباني بالكوفة حدثنا أحمد بن حازم الغفاري حدثنا أبونعيم حدثنا كامل أبوالعلاء قال سمعت حبيب بن أبي ثابت يخبر عن يحيي بن جعدة عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال خرجنا مع رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حتي انتهينا إلي غدير خم فأمر بروح فكسح في يوم ما أتي علينا يوم كان أشد حرا منه فحمدالله وأثني عليه وقال يا أيها الناس أنه لم يبعث نبي قط إلا ما عاش نصف ما عاش الذي كان قبله واني أوشك أن أدعي فاجيب واني تارك فيكم مالن تضلوا بعده كتاب الله عز وجل ثم قام فأخذ بيد علي رضي الله عنه فقال يا أيها الناس من أولي بكم من أنفسكم قالوا الله ورسوله أعلم ألست أولي بكم من أنفسكم قالوا بلي قال من كنت مولاه فعلي مولاه هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه " [84] .

الكلام حول قول النبي: من كنت مولاه فعلي مولاه

وفي الأحاديث المختارة للمقدسي: " أخبرنا عبدالله بن أحمد الحربي بها أن أباالقاسم هبة [ صفحه 61] الله بن الحصين أخبرهم قراءة عليه أخبرنا أبوعلي بن المذهب أخبرنا أبوبكر القطيعي حدثنا عبدالله بن أحمد حدثني أبي ثنا حسين بن محمد وأبونعيم المعني حدثنا فطر عن أبي الطفيل قال جمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه الناس في الرحبة ثم قال أنشد بالله كل امري مسلم سمع رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول يوم غدير خم ما قال فقام إليه بعض الناس قال أبونعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال للناس أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا نعم يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له إني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول ذلك له رواه أبوحاتم البستي عن عبدالله الأزدي عن إسحاق بن إبراهيم عن أبي نعيم ويحيي بن آدم عن فطر بن خليفة بنحوه (إسناده حسن)" [85] . وفي المستدرك علي الصحيحين: " حدثنا محمد بن صالح بن هاني حدثنا أحمد بن نصر أخبرنا محمد بن علي الشيباني بالكوفة حدثنا أحمد بن حازم الغفاري وأنبا محمد بن عبدالله العمري حدثنا محمد بن إسحاق [ صفحه 62] حدثنا محمد بن يحيي وأحمد بن يوسف قالوا حدثنا أبونعيم حدثنا بن أبي غنية عن الحكم عن سعيد بن جبير عن بن عباس عن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال غزوت مع علي إلي اليمن فرأيت منه جفوة فقدمت علي رسول الله صلي الله عليه واله وسلم فذكرت عليا فتنقصته فرأيت وجد رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يتغير فقال يا بريدة ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم قلت بلي يا رسول الله فقال من كنت مولاه فعلي مولاه وذكر الحديث هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه. حدثنا أبوعبدالله محمد بن يعقوب الحافظ حدثني أبي ومحمد بن نعيم قالا حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي عن يزيدالرشك عن مطرف عن عمران بن حصين رضي الله عنه قال بعث رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم سرية واستعمل عليهم علي بن أبي طالب رضي الله عنه فمضي علي في السرية فاصاب جارية فأنكروا ذلك عليه فتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه واله وسلم إذا لقينا النبي صلي الله عليه واله وسلم لأخبرناه بما صنع علي قال عمران وكان المسلمون إذا قدموا من سفر بدءوا برسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فنظروا إليه وسلموا عليه ثم انصرفوا إلي رحالهم فلما قدمت السرية سلموا علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقام أحد الأربعة فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فاعرض عنه ثم قام الثاني فقال مثل [ صفحه 63] ذلك فأعرض عنه ثم قام الثالث فقال مثل ذلك فاعرض عنه ثم قام الرابع فقال يا رسول الله ألم تر أن عليا صنع كذا وكذا فأقبل عليه رسول الله صلي الله عليه واله وسلم والغضب في وجهه فقال ما تريدون من علي إن عليا مني وأنا منه وولي كل مؤمن هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه " [86] . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: " وعن أبي الطفيل قال جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم أنشد بالله كل امري مسلم سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس قال أبونعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلي يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له إني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله (ص) يقول ذلك رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهو ثقة. وعن سعيد بن وهب قال نشد علي عليه السلام الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي (ص) فشهدوا أن رسول الله (ص) [ صفحه 64] قال من كنت مولاه فعلي مولاه رواه أحمد و رجاله رجال الصحيح " [87] . وفي مسند الإمام أحمد: " حدثنا عبدالله حدثني عبيدالله بن عمر القواريري حدثنا يونس بن أرقم حدثنا يزيد بن أبي زياد عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال شهدت عليا رضي الله عنه في الرحبة ينشد الناس أنشدالله من سمع رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام فشهد قال عبدالرحمن فقام اثنا عشر بدريا كأني أنظر إلي أحدهم فقالوا نشهد انا سمعنا رسول الله صلي الله عليه واله وسلم يقول يوم غديرخم ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم فقلنا بلي يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه " [88] . وفيه أيضُا: " حدثنا عبدالله حدثني أبي حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا علي بن زيد عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلي الله عليه واله وسلم في سفرفنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلي الله عليه واله وسلم تحت شجرتين فصلي الظهر وأخذ بيد علي رضي الله تعالي [ صفحه 65] عنه فقال ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلي قال ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه قالوا بلي قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا يا بن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة" [89] . وراجعوا المصادرالتالية: المعجم الكبيرج: 5 ص: 195 والمعجم الأوسط ج:2 ص: 275 و السنة ج:2 ص: 606 وتاريخ مدينة دمشق ح:42 ص:220 وصحيح ابن حبان ج: 15ص 375 ص:376 وموارد الظمآن ج: 1 ص:544 و السنن الكبري ج: 5 ص: 45 والسنن الكبري ج: 5 ص: 130 وسنن ابن ماجه ج:1 ص:43 ومصنف ابن أبي شيبة ج: 6 ص:372 ومعتصر المختصر ج:2 ص:301 والآحاد والمثاني ج:4 ص:325 ومسندأبي يعلي ج: 1 ص 228 ص: 429 ومسند البزار ج:2 ص:235 ومسند البزار ج:3 ص 34 ص:35 ومسند الشاشي ج: 1 ص 126 ص:127 ومصباح الزجاجة ج:1 ص:19 وخصائص علي ج:1 ص:96 وجزء أبي الطاهر ج: 1 ص: 50 وتالي تلخيص المتشابه ج: 1 ص 129 ص: 130 وهناك الكثير والكثير جدا من المصادر. [ صفحه 66] وعلي هذا يثبت لنا ولاية أميرالمؤمنين (ع) بالقرآن والسنة النبوية المطهرة وأما الآن فسوف أذكر الشخصيات التي تبنت فكرة النص وقالت به قبل وجود ابن سبا علي فرض وجود هذه الشخصية. سؤال: وبمن سوف تبتدئ وبأي شخصية وما هي مكانتها الإسلامية وثقلها الاجتماعي والديني؟ الجواب: إنها أعظم شخصية بعد رسول الله (ص) أنه علي بن أبي طالب (ع) سوف ابتدي الكلام به عليه السلام واعتبره الشخصية الأولي التي قالت بذلك. [ صفحه 67]

و ما هي أقوال الأمام علي في هذا الأمر

الجواب: سوف اذكر بعضًا من كلمات أميرالمؤمنين (ع) وهي كالتالي: ففي مجمع الزوائد: " عن رباح بن الحارث قال جاء رهط إلي علي بالرحبة قالوا السلام عليك يا مولانا فقال كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب قالوا سمعنا رسول الله (ص) يوم غدير خم يقول من كنت مولاه فهذا مولاه قال رباح فلما مضوا تبعتهم فقلت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصارفيهم أبوأيوب الأنصاري رواه أحمد والطبراني! لا أنه قال قالوا سمعنا رسول الله (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وهذا أبوأيوب بيننا فحسر أبوأيوب العمامة عن وجهه ثم قال سمعت رسول الله (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه ورجال أحمد ثقات " [90] . فتلاحظون معي بان الأمام علي (ع) وهو العربي الهاشمي الم يتوجه إلي مقصدهم؟ لابد انه توجه لكن أراد أن ينبه القوم الذين كانوا معه إلي أن ولايته علي الأمة كانت سابقه ودليلها سابق من عهد النبي (ص) وان ولايته من يوم الغدير هذا الذي أراده (ع) من المناشدة والسؤال من القوم ويؤكد كلامي هذا ما قام به (ع) في الرحبة عندما جمع أصحابه وناشدهم وسألهم عن حديث الغدير. [ صفحه 68] لماذا سألهم يا تري؟ هل يريد منهم أن يعترفوا بمحبتهم له أم انه يريد أن يذكرهم بأمر مهم وهو ولايته عليهم بأمر من النبي (ص) فاستمعوا الآن إلي المناشدة ومن ذكرها من العلماء والمحدثين. ففي مجمع الزوائد: " وعن أبي الطفيل قال جمع علي الناس في الرحبة ثم قال لهم أنشد بالله كل امري مسلم سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم ما قال لما قام فقام إليه ثلاثون من الناس قال أبونعيم فقام ناس كثير فشهدوا حين أخذ بيده فقال أتعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلي يا رسول الله قال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فخرجت كأن في نفسي شيئا فلقيت زيد بن أرقم فقلت له إني سمعت عليا يقول كذا وكذا قال فما تنكر قد سمعت رسول الله (ص) يقول ذلك رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهوثقة. وعن سعيد بن وهب قال نشد علي عليه السلام الناس فقام خمسة أو ستة من أصحاب النبي (ص) فشهدوا أن رسول الله (ص) قال من كنت مولاه فعلي مولاه رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " [91] . وقال أيضُا: [ صفحه 69] "وعن عمروبن ذي مر و سعيد بن وهب وعن زيد بن بثيع قالوا سمعنا عليا يقول نشدت الله رجلا سمع رسول الله (ص) يقول يوم غديرخم لما قام فقام ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أن رسول الله (ص) قال ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلي يا رسول الله قال فاخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فهذا مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وأحب من أحبه وأبغض من يبغضه وانصر من نصره واخذل من خذله رواه البزار ورجاله رجال الصحيح غير فطر بن خليفة وهوثقة. وقال أيضُا: وعن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال شهدت عليا في الرحبة يناشد الناس أنشدالله من سمع رسول الله (ص) يقول في يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه لما قام فشهد قال عبدالرحمن فقام اثنا عشر بدريا كاني أنظر إلي أحدهم عليه سراويل فقالوا نشهد أنا سمعنا رسول الله (ص) يقول يوم غديرخم ألست أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجي أمهاتهم قلنا بلي يا رسول الله قال فمن كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه رواه أبويعلي ورجاله وثقوا وعبدالله بن أحمد " [92] . وأضاف أيضُا: [ صفحه 70] "وعن زيد بن أرقم قال نشد علي الناس انشد الله رجلا سمع النبي (ص) يقول من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام اثنا عشر بدريا فشهدوا بذلك وكنت فيمن كتم فذهب بصري رواه الطبراني في الكبير والأوسط خاليا من ذهاب البصر والكتمان ودعاء علي وفي رواية عنده وكان علي دعا علي من كتم ورجال الأوسط ثقات " [93] . وقال أيضُا: " وعن سعيد بن وهب عن زيد بن بثيغ قال نشد علي عليه السلام الناس في الرحبة من سمع رسول الله (ص) يقول يوم غدير خم لما قام قال فقام من قبل سعيد ستة ومن قبل زيد سبعة فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله (ص) يقول يوم غديرخم لعلي أليس أنا أولي بالمؤمنين قالوا بلي قال اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه رواه عبدالله والبزاربنحوه أتم منه وقال عن سعيد بن وهب لا عن زيد بن بثيغ كما هنا وقال عبدالله عن سعيدبن وهب عن زيد بن يثيغ والظاهر أن الواو سقطت والله أعلم واسنادهما حسن. وأضاف أيضُا: " وعن زيد بن أرقم قال استشهد علي رضي الله عنه الناس [ صفحه 71] فقال أنشدالله عز وجل رجلا سمع النبي (ص) يقول اللهم من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فقام ستة عشر فشهدوا رواه أحمد وفيه أبوسليمان ولم أعرفه إلا أن يكون بشير بن سلمان فإن كان هوفهو ثقة وبقية رجاله ثقات " [94] .

لماذا أتيت بالمناشدة هنا و ما هو الدافع والسبب

الجواب: أتيت بهذه المناشدة لأميرالمؤمنين (ع) لكي أبين لكم نظرة أميرالمؤمنين للخلافة بعدالرسول (ص) وأنه يري نفسه هو صاحب الحق بنص حديث الغدير ولذلك ناشدهم بذلك الحديث لكي يذكرهم بمكانته وأحقيته علي الغير. سؤال: ولكن هذا الإستدلال ليس فيه وضوح علي أن الإمام علي بن أبي [ صفحه 72] طالب يقول بالنص عليه بعدالرسول (ص)؟ الجواب: أعتقد بأن الاحتجاج واضح أن الإمام علي (ع) لا يريد أن يذكرهم بأمر آخر من خلال هذه المناشدة وانما يهدف فقط لأمر الخلافة والولاية.

كلمات الإمام علي المصرحة بأحقيته بالخليفة

والدليل علي ذلك قوله (ع)، إذ قال (ع) بعد أن تمت البيعة لأبي بكر: " أفسدت علينا أمورنا، ولم تستشر، ولم ترع لنا حقا. فقال أبوبكر: بلي ولكني خشيت الفتنة" [95] . فأسالكم أي حق هذا الذي يطالب به الإمام علي (ع)؟؟ أليس هو حق الخلافة لأنه يعتبر نفسه صاحب الحق وصاحب الأمر بعدالرسول (ص). فتأملوا معي هذا الكلام ماذا يريد منه (ع) فقد قال (ع): أنا عبدالله وأخورسوله، فقيل له بايع أبابكر. فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم، وانتم أولي بالبيعة لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابة من النبي (ص) وتأخذونه منا أهل البيت غصبا؟ ألستم زعمتم للأنصارأنكم أولي بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم، فاعطوكم المقادة، وسلموا إليكم الإمارة، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به علي [ صفحه 73] الأنصار، نحن أولي برسول الله (ص) حيا وميتا، فانصفونا أن كنتم مؤمنين، والا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون. إلي أن يقول (ع) الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته، إلي دوركم وقعر بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به، لأننا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمر منكم، أما كان فينا القاري لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعية، المدافع عنهم الأمورالسيئة، القاسم بينهم بالسوية، والله انه لفينا، فلا تتبعوا الهوي فتضلوا عن سبيل الله، فتزدادوا من الحق بعدًا " [96] . يا تري ماذا يقصد بقوله: " نحن أولي برسول الله (ص)" إذا كان الأمر شوري فليس لأحد أولويه وانما المسألة اختيارفي اختيارثم انه لا يمكن ان يتهمهم بالظلم إلا إذا كان يعتقد أنهم قد غصبوا حقه منه ولا حق اخذ منه (ع) إلا الخلافة فهويري بان الخلافة حق مشروع له بعدالرسول (ص) فمن أخذها فهو غاصب ثم قال (ع) نحن أحق الناس به، لانا أهل البيت، وهذا اقتباس من حديث الثقلين لأن النبي جعلهم المرجع للأمة بعد وفاته (ص) فالولاية إذا لهم بأمر من النبي (ص) ثم عاد (ع) مرة أخري لكي [ صفحه 74] يقول لهم فلا تتبعوا الهوي فتضلوا عن سبيل الله فأي ضلال هنا ألا غصبهم للخلافة التي هي من حقه (ع). ومن كلماته (ع) الواضحة في ذلك هذه الكلمات: فقد قال (ع): " اللهم إني أستعديك علي قريش ومن أعانهم، فأنهم قد قطعوا رحمي، وأكفئوا إنائي، وأجمعوا علي منازعتي حقا كنت أولي به من غيري، فقالوا: إلا أن في الحق أن تاخذه وفي الحق أن تمنعه، فأصبر مغموما، أو مت متاسفا " [97] . فهل تاملتم في قوله (ع): "وأجمعوا علي منازعتي حقا كنت أولي به من غيري "، فاي أمر هذا الذي يدعيه الإمام إلا أمر الخلافة أليس كذلك؟ وقال (ع): " وقد قال قائل: انك علي هذا الأمريا ابن أبي طالب لحريص، فقلت: بل أنتم والله لأحرص وأبعد، وأنا أخص وأقرب، وانما طلبت حقا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه، فلما قرعته بالحجة في الملأ الحاضرين هب: انه بهت لا يدري ما يجيبني به؟ " [98] . [ صفحه 75] فهنا الأمر واضح أن الإمام (ع) لا يتكلم عن شوري وغير ذلك وانما يقول بان أمرالخلافة هو حق لي وأنا اطلب حقي ولا اطلب أمرا آخر فتأملوا جيدًا. ويزداد الأمر وضوحا في هذه الكلمات منه (ع) فقد قال (ع): " حتي إذا قبض الله رسوله (ص) رجع قوم علي الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا علي الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن رص أساسه، فبنوه في غيرموضعه " [99] . وهنا يقترب أكثر الإمام وأكثر من التصريح بالوصية حيث قال (ع): " أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطي الهدي، ويستجلي العمي، أن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح علي سواهم ولا تصلح الولاة من غيرهم " [100] . ومن كلماته المصرحة بذلك تصريحا واضحَا قوله (ع): "لا يقاس بآل محمد (ص) من هذه الأمة أحد، ولا يسوي بهم من جرت نعمتهم عليه أبدا، هم أساس الدين، وعماد اليقين، إليهم يفيء [ صفحه 76] الغالي، وبهم يلحق التالي، ولهم خصائص حق الولاية، وفيهم الوصية والوراثة، الآن إذ رجع الحق إلي أهله، ونقل إلي منتقله " [101] . ومن كلماته (ع): " إن الله لما قبض نبيه، استاثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافة، فرأيت أن الصبر علي ذلك أفضل من تفريق كلمة المسلمين، وسفك دمائهم، والناس حديثوا عهد بالإسلام، والدين يمخض مخض الوطب، يفسده أدني وهن، ويعكسه أقل خلف " [102] . وقال (ع): "كل حقد حقدته قريش علي رسول الله (ص) أظهرته في وستظهره في ولدي من بعدي، مالي ولقريش! إنما وترتهم بامر الله وأمررسوله، أفهذا جزاء من أطاع الله ورسوله إن كانوامسلمين " [103] . وأختم بهذه الكلمات له (ع) وفيها الوضوح والاحتجاج علي القوم حيث قال (ع): " فإنه لما قبض الله نبيه (ص) قلنا: نحن أهله وورثته وعترته، وأولياؤه دين الناس، لا ينازعنا سلطانه أحد، ولا يطمع في حقنا طامع، إذ انبري لنا قومنا فغصبونا سلطان نبينا، فصارت الإمرة لغيرنا وصرنا سوقه، يطمع فينا الضعيف، [ صفحه 77] ويتعززعلينا الذليل، فبكت الأعين منا لذلك، وخشيت الصدور، وجزعت النفوس، وأيم الله لو لا مخافة الفرقة بين المسلمين، وان يعود الكفر، ويبورالدين، لكنا علي غير ما كنائلهم عليه " [104] . وبهذا أختم احتجاج أميرالمؤمنين وتصريحه الصريح بالوصية ولي لقاء مع الزهراءعليهاالسلام.

و الآن سوف تذكر لنا أي شخصية من الشخصيات التي قالت بالوصية علي علي بعد الرسول

الجواب: سوف أتكلم عن السيدة الطاهرة أم الحسنين السيدة الطاهرة البتول اقصد مولاتي الزهراء (ع). سؤال: وهل الزهراء قالت بذلك أم هو [ صفحه 78] احتمال واختراع وابتداع من عندكم؟ الجواب: نعم لقد قالت الزهراء بالوصية عملاً وقولاً!.

السيدة الزهراء اتخذت موقفين، موقف عملي و موقف قولي لإثبات خلافة الإمام علي و ابطال خلافة الخليفة الأول

سؤال: وكيف ذلك لأننا عرفنا القول فما هو العمل الكاشف عن الاعتقاد بالوصية لعلي بعدالرسول (ص)؟ الجواب: أقول بان السيدة الزهراء (ع) اتخذت موقفين؛ موققا عمليا وموقفا قوليا لإثبات خلافة الإمام علي (ع) وابطال خلافة الخليفة الأول: أمًا الموقف العملي فأنها رفضت البيعة لأبي بكر وماتت وهي غير مبايعه له وهذا يعني أنها غير معترفة بخلافته وهذا معناه انه ليس بخليفة علي الأمة. [ صفحه 79]

و أين التلازم بين موقفها هذا و بطلان خلافة أبوبكر

الجواب: سوف يكون في هذه المقدمة وهذه الكلمات: الأمر الأؤل: كلنا يعلم بان من مات بلا إمام فميتته ميتة غير سليمة وغير إسلامية ولنستمع لهذه الأقوال والأخبار. نعم أنه حديث من مات وليس في عنقه بيعة وما هونص الحديث؟ أقول الحديث له الفاظ متعددة منها: قوله (ص): " من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية " [105] . ومنها قوله (ص): " من مات بغير إمام مات ميتة [ صفحه 80] جاهلية" [106] . وفي لفظ أخرقال (ص): " من مات وليس عليه إمام مات ميتة جاهلية وفي أخر من مات وليست عليه طاعة مات ميتة جاهلية" [107] . فبعد هذه الكلمات تبين لنا بان من مات بغير إمام تكون ميتته ميتة جاهلية أليس كذلك. الأمر الثاني: ولقد عرفنا بان الزهراء (ع) ليست من أهل الجنة فقط وانما هي سيدة نساء أهل الجنة واليكم هذه الأخبار: ففي مجمع الزوائد: "وعن ابن عباس قال خط رسول الله (ص) في الأرض أربعة خطوط فقال أتدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله (ص) أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة ابنة محمد [ صفحه 81] (ص) ومريم ابنة عمران وآسية ابنة مزاحم امرأة فرعون رواه أحمد وأبويعلي والطبراني ورجالهم رجال الصحيح" [108] . وعن أبي هريرة أن رسول الله (ص) قال: " بحسبك من نساء العالمين أربع فاطمة بنت محمد وخديجة بنت خويلد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم رواه الطبراني في الأوسط " [109] . وعن ابن عباس قال: " قال رسول الله (ص) سيدات نساء أهل الجنة مريم بنت عمران ثم فاطمة بنت محمد ثم خديجة ثم اسية امرأة فرعون رواه الطبراني [110] . وقال ابن حمزة الحسيني في البيان والتعريف: " أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون أخرجه الإمام أحمد والطبراني في الكبير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال الهيثمي رجالهما رجال الصحيح وقال الحاكم صحيح وأقره الذهبي وأخرجه النسائي بلفظ أفضل نساء أهل الجنة خديجة وفاطمة ومريم وآسية قال ابن حجر في الفتح واسناده صحيح سببه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال خط رسول الله (ص) في الأرض [ صفحه 82] أربعة خطوط فقال أتدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال أفضل نساءأهل الجنة" [111] . وقال النووي في تهذيب الاسماء: " وفي مسند أبي يعلي الموصلي بإسناد حسن عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم ابنة عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون " [112] . وقال ابن حنبل في فضائل الصحابة: " قال أبوعبدالرحمن وجدت في كتاب أبي بخط يده حدثنا سعد بن إبراهيم بن سعد ويعقوب بن إبراهيم قالا حدثنا أبي عن صالح قال فقال قالت عائشة لفاطمة بنت رسول الله (ص) ألا أبشرك أني سمعت رسول الله (ص) يقول سيدات النساء أهل الجنة أربع مريم بنت عمران وفاطمة بن رسول الله وخديجة بنت خويلد وآسية أمرأة فرعون وقال يعقوب ابنة مزاحم. حدثنا عبدالله قال حدثني أبي حدثنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن قتادة عن أنس أن النبي (ص) قال حسبك من نساء [ صفحه 83] العالمين مريم بن عمران وخديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وآسية امرأة فرعون. حدثنا عبدالله قال حدثني أبي حدثنا عبدالرزاق قال أخبرنا معمر عن الزهري قال أخبرني أنس بن مالك أن النبي (ص) قال حسبك من نساء العالمين فذكر مثله سواء. حدثنا عبدالله قال حدثني أبي أخبرنا يونس حدثنا داود بن أبي الفرات عن علباء هوبن أحمرعن عكرمة عن بن عباس قال خط رسول الله (ص) في الأرض أربعة خطوط فقال أتدرون ما هذا فقالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله (ص) أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد وذكر باقي الحديث " [113] . وقال في موضع آخر: " أخبرنا العباس بن محمد قال أخبرنا يونس قال حدثنا داوود بن أبي الفرات عن علباء عن عكرمة عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمد ومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون. أخبرنا ابراهيم بن يعقوب قال أخبرنا أبوالنعمان قال [ صفحه 84] أخبرنا داوود بن أبي الفرات عن علباء بن أحمر عن عكرمة عن ابن عباس قال خط رسول الله (ص) في الأرض أربع خطوط ثم قال هل تدرون ما هذا قالوا الله ورسوله أعلم فقال رسول الله (ص) أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد وفاطمة بنت محمدومريم بنت عمران وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون " [114] . ولقد نقل هذا الحديث أكثر من واحد من العلماء مثل: العلامة الطحاوي في مشكل الاثارج 1 ص 48 ط حيدراباد والعلامة ابن عبدالبر في الاستيعاب ج 2 ص750 ط حيدرآباد الحاكم النيسابوري في المستدرك ج 3 ص160 ط حيد اباد وابوبكر البيهقي في الاعتقادص 165 ط كامل مصباح ومحب الدين الطبري في ذخائر العقبي ص 62 ط مكتبة القدسي بمصر وابن الاثير الجزري في اسد الغابة ج 5 ص 437 ط مصر والذهبي في تاريخ الاسلام ج2 ص 92 ط مصر وفي تهذيب التهذيب ص 134 فضل المسميات بفاطمة وابن كثير في البداية والنهاية ج 2 صص 59 ط مصر وفي تفسير القران المطبوع بهامش فتح البيان وغيرهم كثير. فتحصل لدينا طائفتان من الأحاديث: الأولي: تقول: " مَن مات بغير إمام مات ميتة جاهلية ". [ صفحه 85] والثانية: تقول بأن: " الزهراء سيدة نساء أهل الجنة"ومن المعلوم بان الزهراء ماتت وهي واجدة علي أبي بكر ولم تبايعه أبدًا بالإجماع فكيف نجمع بين الحديثين يا تري وبين الطائفتين يا تري؟ ولكن علمنا بانه من المستحيل أن تموت الزهراءبغير إمام وتكون سيدة نساء أهل الجنة لان من مات بغير إمام فميتته ميتة جاهلية فكيف يكون سيد أهل الجنة؟ وبما أنها لم تبايع أبوبكر فأكيد بايعت غيره حتي لا تكون ميتتها ميتة جاهلية، ومن هنا نسال: من هو هذا الغيرحتي تكون بيعتها له موصله للجنة؟ لاشك انه الإمام علي (ع) وبهذا تكون الزهراء طبقت عمليأ القول بالوصية فاختارت الإمام علي غيره من الناس. وسوف أنتقل الآن معكم إدي الاحتجاج اللفظي للسيدة الزهراء سلام الله عليها. سؤال: ولكن لدي بعض الأسئلة المتعلقة [ صفحه 86] بالنقطة الأولي؟ الجواب: وما هي تلك الأسئلة يا صاحبي العزيز؟

المهم هنا هو لماذا تعتبرون موقف الزهراء حجة علي الخصم ألا يمكن أن تكون الزهراء مشتبهة بهذا الموقف و أنها اجتهدت فأخطأت في الاجتهاد

الجواب: أخي الفاضل أيها المستشكل أنا ما كنت بصدد الكلام عن هذا الموضوع، وانما كنت بصدد الكلام عن مَن الذي قال بالوصية قبل ابن سبا المزعوم. ولكن بما أنك أقحمتني في هذا الكلام فلابد وأن أجيب. فاقول لك أخي الفاضل أتوجه إليك وأسألك: أؤلا: هل النبي (س) أبلغ أهل بيته (ع) بمسالة الخلافة ومسالة الميراث أم أنه لم يبلغهم بذلك؟ فإمًا أن تقول أنه لم يبلغهم وهذا تقصير واضح من النبي (ص) وبسببه وقع الانقسام بين الأمة الإسلامية وتفرقت الأمة وهذا أمر لا أعتقد أنك تقوله به لأن فيه هتك لكرامة النبي (ص) وهذا أمر مرفوض حسب اعتقادي أليس كذلك؟ سؤال: لو فرضنا كما تقول فأنه يبقي الاحتمال الثاني وأنه(ص) قد بلغ أهل بيته بالأمر أليس كذلك؟ الجواب: نعم يبقي الاحتمال الثاني: انه (ص) بلغ أهل بيته بالوصية والخلافة وقضية الميراث ولكننا لا نعلم بماذا أخبرهم هل أخبرهم بانهم هم الأولي أو انه اخبرهم بانه لا حق لهم في الخلافة وانما هي للأمة تقررمصير الخلافة وأما الميراث فلا ميراث عند الأنبياء؟ وعلي هذا وقع الخلاف بين أهل البيت والسلطة الحاكمة فأهل البيت قالوا بان النبي أخبرهم بانهم هم أصحاب الحق في الخلافة والميراث والسلطة الحاكمة قالت بان النبي ترك الاختيار [ صفحه 88] للأمة وكذلك ترك الميراث للأمة وعلي هذا الكلام نحن أمام دعوي بين طرفين: أحدهما أهل البيت المتمثل باميرالمؤمنين والسيدة الزهراء. والطرف الثاني الخليفة أبوبكر ونائبه عمر بن الخطاب وفي كل طرف احتمالان أحدهما الكذب والثاني الاشتباه أي أنه أما نقول بكذب الإمام علي (ع) والزهراء أونقول بكذب السلطة الحاكمة وكذلك إما أن نقول باشتباه الإمام علي والزهراء (ع) أو نقول باشتباه السلطة. وعلي هذا يحب علينا أن نبحث عن الأدلة الداعمة لأحد الطرفين ضد الآخر، فنجد هنا أن مسألة الكذب مستبعدة في أهل البيت (ع) لأمور كثيرة جدا. منها: أن الله أمر بمودتهم قال تعالي: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [115] فهي نازلة في قربي الرسول (ص)و هم: علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام [116] . [ صفحه 89] ومنها: بأن الله أمرنا بان نعتصم بهم: آية الاعتصام قوله تعالي: (قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [117] ، فحبل الله هم أهل البيت (ع) [118] . ومنها: بأن الله أمرنا أن نكون معهم: آية الصادقين قوله تعالي: (يايها الذين ءامنوا اتقوا الله و كونوا مع الصدقين) [119] أي مع علي وأصحابه [120] . ونجد في آيات أخربان الله نهانا عن الركون للظلمة وعدم طاعة العاصي وعدم طاعة المكذب ولا المسرفين حيث قال سبحانه [ صفحه 90] و تعالي (و لا تطع من أغفلنا قلبه) [121] ، (فلا تطع المكذبين) [122] ، (و لا تطع منهم ءاثما أو كفورا) [123] ، (و لا تطيعوا أمر المسرفين- الذين يفسدون في الأرض و لا يصلحون) [124] ، (و لا تركنوا الي الذين ظلموا فتمسكم النار) [125] . فلابدَ من القول بان أهل البيت منزهين عن هذه الأمورمن الكذب والظلم والإفساد.

تصريح من السيدة عائشة بعدم كذب الزهراء

فقد قال الحاكم في المستدرك: " حدثنا أبوالحسن محمد بن أحمد بن شبويه الرئيس الفقيه بمرو حدثنا جعفر بن محمد بن الحارث النيسابوري بمرو حدثنا علي بن مهران الرازي حدثنا سلمة بن الفضل الأبرش حدثنا محمد بن إسحاق عن يحيي بن عباد بن عبدالله بن الزبير عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت إذا ذكرت فاطمة بنت النبي صلي الله عليه وآله وسلم قالت ما رأيت أحدا كان أصدق لهجة منها إلا أن يكون الذي ولدها هذا حديث صحيح علي شرط مسلم [ صفحه 91] ولم يخرجاه " [126] . وعليه لا يمكننا بان نتهمهم بالكذب ولكن يمكن أن نتهم السلطة الحاكمة لأنه لا دليل علي عدم كذبهم لأجل بعض المصالح المرسلة. بقي الاحتمال الثاني وهو اشتباه أحد الطرفين أما أهل البيت أو السلطة الحاكمة وهو أمر محتمل بالنظر الأول في الاثين. وعلي هذا سوف نعود للبحث عن دليل داعم لأحدهما ومرجح لقوله علي قول الطرف الآخر.

الادلة الشرعية الداعمة لموقف الزهراء ضد خليفة

فاننا سوف نجد هذا الموقف من النبي (ص)، قال النبي (ص): " أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين: أؤلهما كتاب الله فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، فحث علي كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: وأهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي، اذكركم الله في أهل بيتي " [127] . وفي لفظ اخرمروي عن زيد بن أرقم وأبي سعيد قالا: "قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، [ صفحه 92] أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما " [128] . وفي لفظ آخر عن علي (ع) عن النبي (ص)... قال: " وقد تركت ما إن آخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيده، وسببه بأيديكم، وأهل بيتي. وقال عنه هذا إسناد صحيح، والبوصبري في مختصر إتحاف السادة المهرة حيث قال رواه إسحاق بسند صحيح ". وعلي هذا الكلام فأننا علمنا بانه لا يمكن لأهل البيت من الاشتباه لأنهم عدل القرآن، والقرآن لا اشتباه فيه فكذلك أهل البيت (ع) لا اشتباه معهم ولان المتمسك بهم ضامن النجاة وهذا لا يتم إذا قلنا بأنهم مشتبهون في دعا واهم وأنه محتمل فيهم الصواب والخطأ ولأننا أمرنا أن نتمسك بهم في كل أمر وقول وفعل وبما أنهم قالوا بان النبي أوصي إلينا وأننا ورثة النبي (ص) فالواجب علينا الأخذ بأقوالهم وتصديقهم والا فإننا قد خالفنا هذه الرواية الصحيحة، وهذا الأمر لا نجده في الخليفة أو السلطة الحاكمة فاحتمال الخطأ عند السلطة متوقع وعند أهل البيت غير متوقع [ صفحه 93] وعليه فاننا نرجح موقف اهل البيت (ع) علي غيرهم. ولو أردنا أن نتتبع الأدلة الداعمة لهم لطال بنا المقام لأنهم مع الحق والحق معهم وأنهم مع القرآن والقرآن معهم ولان الله يرضي لرضاهم ويغضب لغضبهم وأن ايذاءهم ايذاء للرسول وغير ذلك من أقوال النبي (ص) في حقهم فهل تبين لك أخي العزيز الأمر الآن؟

و ما هو الموقف القولي للزهراء

الجواب: الموقف القولي يتحدد في خطب وأقوال الزهراء (ع) فمن أقوالها (ع): " ويحهم زحزحوها أي الإمامة من رواسي الرسالة؟! وقواعد النبوة، ومهبط الروح الأمين، الطبن بامور الدنيا والدين، ألا ذلك الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله نكيرسيفه. وشدة وطاته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات آلله، وتالله لوتكافئوا علي زمام نبذه إليه رسول الله (ص) لاعتقله وساربهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه، ولايتتعتع راكبه، ولا وردهم منهلا رويا فضفاضا تطفح ضفتاه، إلي أن تقول (ع) وباي عروة تمسكوا، لبئس المولي ولبئس العشير، بئس للظالمين بدلا، [ صفحه 94] استبدلوا والله الذنابا بالقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا انهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون، ويحهم (أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون) [129] [130] . من كلماتها (ع): " حتي إذا اختارالله لنبيه دارأنبيائه، ظهرت خلة النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الآفلين، (أو الأقلين) وهدرفنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه. (هاتفا) صارخا بكم، فوجدكم للدعائه مستجيبين، وللغرة (أو للعزة) فيه ملاحظين، (ثم) فاستنهضكم فوجدكم خفافا، وأجمشكم (وأحمشكم) فالفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم، هذا والعهد قريب والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، الرسول لما يقبر، ابتدارا زعتم خوف الفتنة (أفمن يهدي الي الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدي فما لكم كيف تحكمون) [131] [132] . [ صفحه 95] وبعد أن نقلت لك أخي الفاضل أقوال واحتجاج الأمام علي (ع) وفعل الزهراء وأقوالها (ع) تبين لك جليا بان ابن سبا ليس هو صاحب الفكرة وأن هذه الفكرة كانت موجودة قبل ابن سبا باكثر من خمسة وثلاثين سنة.

و هل هناك أحد من أهل البيت و أصحابهم كانوا يعتقدون بذلك غير الإمام علي والزهراء

الجواب: نعم. وسوف أنقل لك الآن مواقف الإمامين الجليلين الحسن والحسين عليهما السلام. ففي أخبارالمدينة لابن شبة: " حدثنا الخزامي قال حدثنا عبدالله بن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني عبدالله بن كعب أن حسين بن علي رضي الله عنهما قام إلي عمررضي الله عنه وهو علي منبر رسول [ صفحه 96] الله يخطب الناس يوم الجمعة فقال انزل عن منبر جدي فقال عمر رضي الله عنه تأخريا ابن أخي قال وأخذ حسين برداء عمررضي الله عنهما فلم يزل يجذبه ويقول انزل عن منبر جدي وتردد عليه حتي قطع خطبته ونزل عن المنبر وأقام الصلاة فأما صلي أرسل إلي حسين رضي الله عنه فلما جاءه قال يا ابن أخي من أمرك بالذي صنعت قال حسين ما أمرني به أحد قال يقول له ذلك حسين ثلاث مرات كل ذلك يقول ما أمرني به أحد قال عمر رضي الله عنه أولي ولم يزد علي ذلك وحسين رضي الله عنه يومئذ دين المحتلم. حدثنا سليمان بن حرب قال حدثنا حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد عن عبيد بن حسين عن حسين بن علي رضي الله عنهما قال أتيت عمر رضي الله عنه وهوعلي المنبر فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلي منبر أبيك قال إن أبي لم يكن له منبر وأجلسني بين يديه وفي يدي حصي فجعلت أقلبه فلما نزل ذهب بي إلي منزله فقال لي يا بني من علمك هذا قلت ما علمنيه أحد قال أي بني حلفت تغشانا حلفت تاتينا" [133] . وقال المحب الطبري في الرياض النضرة: " وعن هشام بن عروة عن أبيه قال قعد أبوبكر علي منبر رسول الله (ص) فجاء الحسن بن علي فصعد المنبر وقال انزل عن [ صفحه 97] منبر أبي فقال له أبوبكر منبر أبيك لا منبر أبي منبر أبيك لا منبر أبي فقال علي وهو في ناحية القوم إن كان لعن غير أمري خرجه أبوبكر ابن الأنباري " [134] . وقالا ابن الجوزي في المنتظم: " أخبرنا ابن ناصر أخبرنا المبارك بن عبدالجبارأخبرنا أبو الحسين بن المهتدي أخبرنا محمد بن الحسن بن المامون حدثنا أبوبكر بن الأنباري حدثنا التيهان بن الهيثم حدثنا عفان حدثنا حماد بن سلمة حدثنا هشام بن عروة عن أبيه قال قعد أبوبكر علي منبر رسول الله (ص) فجاءه الحسين بن علي فصعد المنبر وقال انزل عن منبر أبي فقال له أبوبكر منبر أبيك لا منبر أبي منبر أبيك لا منبر أبي فقال علي رضي الله عنه وهو في ناحية القوم إن كانت لعن غير أمري " [135] . وقال في التحفة: " وصعد (أي الإمام الحسين) إلي عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو علي المنبر فقال له انزل عن منبر أبي وانزل إلي منبر أبيك فقال له عمر من علمك هذا ما علمنيه أحد فجعل يقول منبر أبيك والله منبر أبيك والله وهل أنبت الشعر علي رؤؤسنا إلا أنتم لو [ صفحه 98] جعلت تأتينا وتغشانا ومناقبه وأخباره وقتله يحتمل مجلدا فاكثر وكان فاضلا كثير الصلاة والصوم والحج حج خمسا وعشرين حجة ماشيا مكثرا من الصدقة ومن جميع أفعال الخير أبي النفس لم يبايع ليزيد بن معاوية لما طلب منه البيعة له في حياة أبيه ولا بعد موتها" [136] . وقال ابن عديم في بغية الطلب: " أخبرنا أبوالفضل مرجا بن أبي الحسن بن هبة الله بن غزال التاجر الواسطي قال أخبرنا العدل أبوطالب محمد بن علي بن أحمد بن الكتاني قال أخبرنا أبوالفضل محمد بن أحمد بن عبدالله العجمي- قراءة عليه- قال أخبرنا أبوالحسن محمد بن محمد بن مخلد البزاز- قراءة عليه- قال أخبرنا أبوالحسن علي بن الحسن الصلحي قال أخبرنا أبوبكر محمد بن عثمان بن سمعان قال حدثنا أبوالحسن أسلم بن سهل بحشل قال حدثنا سعد بن وهب قال حدثنا حماد ابن زيد عن يحيي بن سعد عن عبيد بن حنين قال حدثني الحسين بن علي رضوان الله عليه قال أتيت عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وهوعلي المنبر فقلت انزل عن منبر أبي فاذهب إلي منبر أبيك فقال عمر رضوان الله عليه إن أبي لم يكن له منبر ثم أخذني فاجلسني معه فلما نزل نزل بي معه إلي منزله فقال يا بني اجعل [ صفحه 99] تغشانا اجعل تأتينا فجئت يوما وهوخال بمعاوية رضي الله عنه فجاء عبدالله ابن عمرفلم يؤذن له فرجع فرجعت فلقيني فقال ما لي لم أرك فقلت قد جئت وكنت خاليا بمعاوية وابن عمر علي الباب فرجع ورجعت فقال أنت أحق بالاذن من ابن عمر إنما أنبت ما تري في رأسي من الشعر الله ثم أنتم " [137] . وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء: " وأخرج ابن عساكر عن أبي البختري قال كان عمر بن الخطاب يخطب علي المنبر فقام إليه الحسين بن علي رضي الله عنه فقال أنزل عن منبر أبي فقال عمر منبر أبيك لا منبر أبي من أمرك بهذا فقام علي فقال والله ما أمره بهذا أحد أما لأوجعنك يا غدر فقال لا توجع ابن أخي فقد صدق منبر أبيه إسناده صحيح " [138] . وقال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد: " أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبانا دعلج بن أحمد المعدل قال أخبرنا موسي بن هارون قال حدثنا أبوالربيع قال حدثنا حماد بن زيد قال حدثنا يحيي بن سعيد عن عبيد بن حنين قال حدثني الحسين بن علي قال أتيت علي عمر بن الخطاب وهو علي المنبر فصعدت إليه فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلي منبر أبيك فقال [ صفحه 100] عمر لم يكن لأبي منبر وأخذني وأجلسني معه فجعلت أقلب خنصر يدي فلما نزل انطلق بي إلي منزله فقال لي من علمك فقلت والله ما علمنيه أحد" [139] . وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق: " أخبرنا أبوالبركات الانماطي وأبوعبدالله البلخي قالا حدثنا أبوالحسين بن الطيوري وثابت بن بندارقالا أخبرنا أبوعبدالله الحسين بن جعفر وأبونصر محمد بن الحسن قالا أخبرنا الوليد بن بكر أخبرنا علي بن أحمد بن زكريا أخبرنا صالح بن أحمد حدثني أبي أحمد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد عن عبيد بن حنين عن حسين بن علي قال صعدت إلي عمر وهو علي المنبر فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلي منبر أبيك فقال من علمك هذا قلت ما علمنيه أحد قال منبر أبيك والله منبر أبيك والله وهل أنبت علي رؤوسنا الشعر إلا أنتم لو جعلت تأتينا وجعلت تغشانا أخبرنا أبوبكر محمد بن عبدالباقي أخبرنا أبومحمد الحسن بن علي أخبرنا محمد بن العباس حدثننا أحمد بن معروف حدثنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن سعد أخبرنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد حدثنا يحيي بن سعيد الأنصاري عن عبيد بن حنين عن حسين بن علي قال صعدت إلي عمر بن الخطاب فقلت له [ صفحه 101] انزل عن منبر أبي واصعد منبر أبيك قال فقال إن أبي لم يكن له منبر قال فاقعدني معه فلما نزل ذهب بي إلي منزله فقال أي بني من علمك هذا قال قلت ما علمنيه أحد قال أي بني لوجعلت تاتينا وتغشانا قال فجئت يوما وهوخال بمعاوية وابن عمر بالباب ولم يؤذن له فرجعت فلقيني بعد فقال لي يا بني لم أرك تأتينا فقال قد جئت إسماعيل بن أبي خالد عن عبدالرحمن بن الأصبهاني قال جاء الحسين بن علي إلي أبي بكر وهو علي منبر رسول الله (ص) فقال انزل عن مجلس أبي فقال صدقت إنه لمجلس أبيك قال ثم أجلسه في حجره وبكي فقال علي والله ما هذا عن أمري قال صدقت والله ما اتهمتك وقد روي هذا للحسين بن علي أخبرناه أبوبكر محمد بن عبد الباقي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أبوعمر بن حيوية أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن سعد أخبرنا علي بن محمد عن حماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن عروة أن أبابكر خطب يوما فجاء الحسن فصعد إليه المنبر فقال انزل عن منبر أبي فقال علي إن هذا لشيء عن غير ملامنا " [140] . وأخبرنا أبوطالب علي بن عبدالرحمن بن أبي عقيل أخبرنا أبوالحسن علي بن الحسن أنبأ أبومحمد بن النحاس أخبرنا أبوسعيد بن الأعرابي حدثنا أحمد بن حازم حدثنا جعفر بن عون أنا أسامة [ صفحه 102] بن زيد عن عبدالرحمن الأصبهاني قال جاء الحسن بن علي إلي أبي بكر وهوعلي منبر رسول الله (ص) فقال انزل عن مجلس أبي قال صدقت إنه مجلس أبيك ثم أجلسه في حجره ثم بكي فقال علي والله ما هذا عن أمري قال صدقت والله ما اتهمتك. وقد روي للأمام الحسين مع عمر: " أخبرناه أبومحمد بن طاوس أخبرنا عاصم بن الحسن أخبرنا أبوعمر بن مهدي أخبرنا محمد بن مخلد أخبرنا حاتم بن الليث حدثنا يحيي بن حماد حدثنا أبوعوانة عن سليمان عن عمرو بن مرة عن أبي البختري قال: كان عمر يخطب علي المنبر فقام إليه حسين بن علي فقال انزل عن منبر أبي فقال عمر منبر أبيك لا منبر أبي من أمرك بهذا قال فقام علي فقال ما أمره بهذا أحدا أما لأوجعنك يا عذرقال فقال لا توجع ابن أخي فقد صدق منبر أبيه " [141] . وقال أبوعبدالله الواسطي في تاريخ واسط: " حدثنا أسلم قال حدثنا سعد بن وهب قال حدثثنا حماد بن زيد عن يحيي بن سعيد عن عبيد بن حنين قال حدثني الحسين بن علي رضوان الله عليه قال أتيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه وهو [ صفحه 103] علي المنبر فقلت إنزل عن منبر أبي إلي منبر أبيك فقال عمررضوان الله عليه إن أبي لم يكن له منبر " [142] . وقال ابن حجر في الإصابة: " وقال يحيي بن سعيد الأنصاري عن عبيد بن حنين حدثني الحسين بن علي قال أتيت عمر وهو يخطب علي المنبر فصعدت إليه فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلي منبر أبيك فقال عمر لم يكن لأبي منبر وأخدني فاجلسني معه أقلب حصي بيدي فلما نزل انطلق بي إلي منزله فقال لي من علمك قلت والله ما علمني أحد" [143] . وقال الذهبي في سير أعلام النبلاء: " عن الحسين قال صعدت المنبر إلي عمر فقلت انزل عن منبر أبي واذهب إلي منبر أبيك فقال إن أبي لم يكن له منبر فاقعدني معه فلما نزل قال أي بني من علمك هذا قلت ما علمنيه أحد قال أي بني وهل أنبت علي رؤوسنا الشعر إلا الله ثم أنتم ووضع يده علي رأسه وقال أي بني لوجعلت تأتينا وتغشانا إسناده صحيح " [144] . فتبين لك أخي العزيز بان هذا الموقف من مثل الإمام الحسن والإمام الحسين (ع) لا يصدرعبثا وانما صدركموقف [ صفحه 104] احتجاج منهما (ع) وأنهما كانا يعتقدان بانه لا يحق لعمر ولا لأبي بكر أن يصعدا علي منبر النبي (ص) وأن هذا المنبر هو لعلي (ع) وأرادا أن يذكرا أبابكر وصاحبه بأمر الاغتصاب للخلافة وان عليه وصاحبه أن يذهبا لمنبر أبيهما لا منبر الرسول (ص). ويدلنا دلالة واضحة علي إنهما بهذا العمل قد اثبتا ولاية أميرالمؤمنين (ع) وبطلان خلافة الاثنين.

الشخصية الخامسة التي كانت تري النص علي الخلافة و تري خلافة الإمام علي علي غيره هو حبر الأمة عبدالله بن عباس

وكان احتجاجه علي عمر بن الخطاب وتصريحه له باحقية الإمام علي قبل ظهورابن سباء علي فرض وجوده. ففي كتاب الكامل التاريخ لابن الأثير: " ففي محاورة جرت بين عمر بن الخطاب وعبدالله بن عباس (حيث قال عمر) يا ابن عباس أتدري ما منع قومكم منكم بعد محمد فكرهت أن أجيبه فقلت إن لم أكن أدري فإن أميرالمؤمنين يدريني فقال عمر كرهوا أن يجمعوا لكم النبوة والخلافة فتبجحوا علي قومكم بجحا بجحا فاختارت قريش لأنفسها فأصابت ووفقت فقلت يا أميرالمؤمنين إن تأذن لي في الكلام وتمط عني الغضب تكلمت قال تكلم قلت أما قولك يا أميرالمؤمنين اختارت قريش [ صفحه 105] لأنفسها فأصابت ووفقت فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختار الله لها لكان الصواب بيدها غير مردود ولا محسود وأما قولك إنهم أبوا أن تكون لنا النبوة والخلافة فإن الله عزوجل وصف قوما بالكراهة فقال(ذلك بأنهم كرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم) [145] فقال عمر هيهات والله يا ابن عباس قد كانت تبلغني عنك أشياء كنت أكره أن أقرك عليها لتزيل منزلتك مني فقلت ما هي يا أمير المؤمنين فإن كانت حقا فما ينبغي أن تزيل منزلتك مني وان كانت باطلا فمثلي أماط الباطل عن نفسه فقال عمر بلغني أنك تقول إنما صرفوها عنك حسدًا وبغيا وظلمًا فقلت: أما قولك يا أميرالمؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم، وأما قولك حسدا فإن آدم حسد ونحن ولده المحسودون فقال عمر هيهات هيهات أبت والله قلوبكم يا بني هاشم إلا حسدا ما يحول وضغنا وغشا لايزول فقلت مهلا يا أميرالمؤمنين لا تصف قلوب قوم أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا بالحسد والغش فإن قلب رسول الله من قلوب بني هاشم فقال عمر إليك عني يا عباس فقلت افعل فلما ذهبت أقوم استحيا مني فقال يا ابن عباس مكانك فو الله إني راع لحقك محب لما سرك فقلت يا أميرالمؤمنين إن لي عليك حقا وعلي كل مسلم فمن حفظه فحقه [ صفحه 106] أصاب ومن أضاعه فحظه أخطأ ثم قام فمضي " [146] . فلو تنبهنا إلي بعض المقاطع لعرفنا بأن ابن عباس كان يعتقد بالنص من هذه المقاطع قوله: " فلو أن قريشا اختارت لأنفسها حيث اختارالله لها لكان الصواب بيدها " فماذا يقصد من كلمة من حيث اختارالله إلا يريد أن يقول بان الله اختارلخلقه ولعباده من اختارولكن لم يختاروا ما اختاره الله فهذا نص صريح من ابن عباس بالقول بالنص. وكذلك تاملوا في قوله هذا " فقلت: أما قولك يا أمير المؤمنين ظلما فقد تبين للجاهل والحليم ". أليس هذا تصريح أيضا بان الخلافة قد غصبت وان الخليفة ظالم وظلمه واضح للعيان ولكل أحد أم لا. وفي حوارآخر بين ابن عباس وعمر بن الخطاب، قال عمر: " كيف خلفت ابن عمك، قال: فظننته يعني عبدالله بن جعفر، قال: فقلت: خلفته مع أترابه، قال: لم أعن ذلك إنما عنيت عظيمكم أهل البيت، قال: قلت: خلفته يمتح بالغرب وهويقرأ القرآن. قال: يا عبدالله عليك دماء البدن إن كتمتنيها هل بقي في نفسه شيء من أمر الخلافة؟ قال: قلت: نعم. قال: أيزعم أن رسول الله نص عليه؟ قال ابن عباس: قلت: وأزيدك سألت أبي عما يدعي - من نص رسول الله عليه بالخلافة- فقال: صدق فقال عمر: كان [ صفحه 107] من رسول الله في أمره ذرومن قول لا يثبت حجة، ولا يقطع عذرا، ولقد كان يربع في أمره وقتا ما ولقد أراد في مرضه ان يصرح باسمه فمنعته من ذلك " [147] . وأنت أيها القاري احكم في قول ابن عباس فانه صرح بان الإمام علي يعتقد بالنص عليه ولقد قال ابن عباس بان أبي أي العباس بن عبدالمطلب قد صدق بان الرسول قد نص علي علي (ع) وهذه المحاورة قبل ابن سبا الشخصية المزعومة وينقل صاحب المراجعات محاورة أخري مختصرة وهي: " قال عمر: يا ابن عباس ما أري صاحبك إلا مظلوما، فقلت: يا أميرالمؤمنين فاردد إليه ظلامته (قال) فانتزع يده من يدي ومضي يهمهم ساعة، ثم وقف فلحقته، فقال: يا ابن عباس ما أظنهم منعهم عنه ألا انه استصغره قومه، قال: فقلت له: والله ما استصغره الله ورسوله حين أمراه أن يأخذ براءة من صاحبك، قال: فاعرض عني وأسرع فرجعت " [148] . [ صفحه 108]

السادس والسابع من الذين قالوا بالنص علي أميرالمؤمنين (محمد بن أبي بكر و معاومة بن أبي سفيان)

تابعوا معي هذه المكاتبة بين الاثنين يتضح لكم ذلك: ففي مروج الذهب للمسعودي: " ولما صرف علي (رض) قيس بن سعد بن عبادة عن مصر وجد مكانه محمد بن أبي بكر فلما وصل إليها كتب إلي معاوية كتابا فيه: من محمد بن أبي بكر إلي الغاوي معاوية بن صخر، أما بعد، فأن الله بعظمته وسلطانه خلق خلقه بلا عبث منه ولاضعفا في قوته، ولا حاجة به إلي خلقهم، ولكنه خلقهم عبيدا، وجعل منهم غويا ورشيدا، وشقيا وسعيدا، ثم اختارعلي علم واصطفي وانتخب منهم محمد (ص)، فانتخبه بعلمه، واصطفاه برسالته، وائتمنه علي وحيه، وبعثه رسولا ومبشرا ونذيرا (ووكيلا) فكان أول من أجاب وأناب وآمن وصدق وأسلم وسلم أخوه وابن عمه علي بن أبي طالب: صدقه بالغيب المكتوم، واثره علي كل حميم، ووقاه بنفسه كل هول، وحارب حربه، وسالم سلمه، فلم يبرح مبتذلا لنفسه في ساعات الليل (والنهار) والخوف والجوع والخضوع حتي برزسابقا لا نظير له فيمن أتبعه، ولا مقارب له في فعله، وقد رأيتك تساميه وأنت أنت، وهو هو، أصدق الناس نية، وأفضل الناس ذرية، وخير [ صفحه 109] الناس زوجة، وأفضل الناس ابن عم: أخوه الشاري بنفسه يوم مؤتة، وعمه سيدالشهداء يوم أحد، وأبوه الذاب عن رسول الله (ص) وعن حوزته، وأنت اللعين ابن اللعين، لم تزل أنت وأبوك تبغيان لرسول الله الغوائل، وتجهدان في إطفاء نورالله، تجمعان علي ذلك الجموع، وتبذلان فيه المال، وتؤلبان عليه القبائل، وعلي ذلك مات أبوك، وعليه خلفته، والشهيد عليك من تدني ويلجأ اليك من بقية الأحزاب ورؤساء النفاق، والشاهد لعلي مع فضله المبين القديم أنصاره الذين معه وهم الذين ذكرهم الله بفضلهم، وأثنا عليهم من المهاجرين والأنصار، وهم معه كتائب وعصائب، يرون الحق في إتباعه، والشقاء في خلافه، فكيف- يالك الويل! - تعدل نفسك بعلي وهو وارث رسول الله (ص) ووصيه وأبوولده: أول الناس له أتباعا، وأقربهم به عهدا، يخبره بسره، ويطلعه علي أمره، وأنت عدوه وأبن عدوه، فتمتع في دنياك ما استطعت ببطالك، وليمددك ابن العاص في غوايتك، فكأن أجلك قد انقضي، وكيدك قد وهي، ثم يتبين لك لمن تكون العاقبة العليا، وأعلم انك إنما تكايد ربك الذي أمنت كيده، ويئست من روحه، فهو لك بالمرصاد، وأنت منه في غرور، والسلام علي من اتبع الهدي. فكتب إليه معاوية: من معاوية بن صخر، إلي الزاري علي أبيه محمد ابن أبي بكر. أما بعد: فقد أتاني كتابك تذكر فيه ما الله أهله في [ صفحه 110] عظمته وقدرته وسلطانه، وما اصطفي به رسول الله (ص) مع كلام (كثير لك) فيه تضعيف، ولأبيك (فيه) تعنيف، ذكرت فيه فضل ابن أبي طالب، وقديم سوابقه، وقرابته إلي رسول الله (ص)، ومواساته إياه في كل هول وخوف، فكان احتجاجك علي وعيبك لي بفضل غيرك لا بفضلك، فاحمد ربا صرف هذا الفضل عنك، وجعله لغيرك، فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا علينا، فلما اختارالله لنبيه عليه الصلاة والسلام ما عنده، وأتم له ما وعده، وأظهر دعوته، وأبلج حجته، وقبضه الله إليه صلوات اله عليه، فكان أبوك وفاروقه أول من ابتزه حقه، وخالفه علي أمره، علي ذلك اتفقا واتسقا، ثم انهما دعواه إلي بيعتهما فابطا عنهما، وتلكأ عليهما، فهما به الهموم، وأرادا به العظيم، ثم انه بايع لهما وسلم لهما، وأقاما لا يشركانه في أمرهما، ولا يطلعانه علي سرهما، حتي قبضهما الله، ثم قام ثالثهما عثمان فهدي بهديهما وساربسيرهما، فعبته أنت وصاحبك حتي طمع فيه الاقاصي من أهل المعاصي، فطلبتما له الغوائل، وأظهرتما عداوتكما (فيه) حتي بلغتما فيه مناكما، فخذ حذرك يا ابن أبي بكر، وقس شبرك بفترك، يقصر عن أن توازي أوتساوي من يزن الجبال بحلمه، لا يلين عن قسر قناته، ولا يدرك ذو مقال أناته (أبوك) مهد مهاده، وبني لملكه وساده، فأن يك ما نحن فيه صوابا فأبوك استبد به ونحن شركاؤه، ولولا ما فعل أبوك من قبل ما خالفنا ابن أبي طالب، ولسلمنا إليه، ولكنا رأينا أباك فعل ذلك به [ صفحه 111] (من) قبلنا فأخدنا بمثله، فعب أباك بما بدأ لك أودع ذلك، والسلام علي من أناب " [149] . فلو تاملتم معيم في النص السابق الكلمات لوجدتم فيها تصريح من محمد ومن معاوية بان أميرالمؤمنين هو الوارث للرسول وهوصاحب الحق ولكن جاء من ابتزه حقه وظلمه في ذلك، وهنالا مجال لان ندخل ابن سبا في القضية لان محمد ربيب أميرالمؤمنين فلا يمكن أن يتلقي الاوامر من رجل يهودي وكذلك اعتراف معاوية العدو اللدود لأميرالمؤمنين لا يمكن أن يصرح بهذا الأمر الخطير لولا أن الأمر كان واضحا جليا وكما رأيت من كلمات معاوية يقول: " فقد كنا وأبوك فينا نعرف فضل ابن أبي طالب وحقه لازما لنا مبرورا علينا " وهذا الكلام اعتراف مسبق أي قبل وفاة الرسول (ص) فتأملوا جيدا يتضح لكم الأمر.

الشخصية الثامنة التي تبنت القول بالنص: ابوذر الغفاري

ففي تاريخ اليعقوبي: " وبلغ عثمان أن أباذريقعد في مسجد رسول الله ويجتمع إليه الناس فيحدث بما فيه الطعن عليه وأنه وقف بباب المسجد [ صفحه 112] فقال أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فانا أبوذر الغفاري أنا جندب بن جنادة الربذي إن الله اصطفي ادم ونوحا وال إبراهيم وآل عمران علي العالمين ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم. محمد الصفوة من نوح فالأول من ابراهيم والسلالة من إسماعيل والعترة الهادية من محمد إنه شرف شريفهم واستحقوا الفضل في قوم هم فينا كالسماء المرفوعة وكالكعبة المستورة أو كالقبلة المنصوبة أوكالشمس الضاحية أوكالقمر الساري أو كالنجوم الهادية أوكالشجر الزيتونية أضاء زيتها وبورك زبدها. ومحمد وارث علم ادم وما فضل به النبيون وعلي بن أبي طالب وصي محمد ووارث علمه أيتها الأمة المتحيرة بعد نبيها أما لو قدمتم من قدم الله وأخرتم من أخر الله وأقررتم الولاية واليراثة في أهل بيت نبيكم لأكلتم من فوق رؤوسكم ومن تحت أقدامكم ولما عال ولي الله ولا طاش سهم من فرائض الله ولا اختلف اثنان في حكم الله إلا وجدتم علم ذلك عندهم من كتاب الله وسنة نبيه فأما إذ فعلتم ما فعلتم فذوقوا وبال أمركم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " [150] . [ صفحه 113]

الشخصية التاسعة التي تبنت القول بالنص: المقداد بن عمرو

ففي تاريخ اليعقوبي: " ومال قوم مع علي بن أبي طالب وتحاملوا في القوم علي عثمان فروي بعضهم قال دخلت مسجد رسول الله فرأيت رجلاً جاثيا علي ركبتيه يتلهف تلهف من كان الدنيا كانت له فسلبها وهويقول واعجبا لقريش ودفعهم هذا الأمر علي أهل بيت نبيهم وفيهم أول المؤمنين وابن عم رسول الله أعلم الناس وأفقههم في دين الله وأعظمهم غناء في الإسلام وأبصرهم بالطريق وأهداهم للصراط المستقيم والله لقد زووها عن الهادي المهتدي الطاهر النقي وما أرادوا إصلاحا للأمة ولا صوابا في المذهب ولكنهم اثروا الدنيا علي الآخرة فبعدا وسحقا للقوم الظالمين فدنوت منه فقلت من أنت يرحمك الله ومن هذا الرجل فقال أنا المقداد بن عمرووهذا الرجل علي بن أبي طالب قال فقلت ألا تقوم بهذا الأمر فاعينك عليه فقال يا ابن أخي إن هذا الأمرلا يحري فيه الرجل ولا الرجلان ثم خرجت فلقيت أباذرفذكرت له ذلك فقال صدق أخي المقداد ثم أتيت عبدالله بن مسعود فذكرت ذلك له فقال لقد أخبرنا فلم نال [151] . [ صفحه 114]

الشخصية العاشرة التي تبنت القول بالنص: سلمان المحمدي

" فقد قال أما والله لتركبن طبقا عن طبق، حذوالنعل بالنعل والقذة بالقذة، أما والذي نفس سلمان بيده، لو وليتموها عليا لاكلتم من فوقكم ومن تحت أقدامكم، ولودعوتم الطير لأجابتكم في جو السماء، ولو دعوتم الحيتان من البحارلأتتكم، ولما عال ولي الله، ولا طاش لكم سهم من فرائض الله، ولا اختلف اثنان في حكم الله، ولكن أبيتم فوليتموها غيره، فابشروا بالبلايا وأقنطوا من الرخاء، وقد نابذتكم علي سواء، فانقطعت العصمة فيما بيني وبينكم من الولاء. عليكم بأل محمد (ص) فأنهم القادة إلي الجنة، والدعاة إليها يوم القيامة، عليكم باميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) فو الله لقد سلمنا عليه بالولاية وامرة المؤمنين مرارا جمة مع نبينا، كل ذلك يأمرنا به، ويؤكده علينا، فما بال القوم عرفوا فضله فحسدوه؟! وقد حسد هابيل قابيل فقتله " [152] . ولو تتبعنا لوجدنا الكثير من هذه المواقف ولكننا أخذنا عينات فقط لكي نثبت للقوم بان صاحب هذه الفكرة ليس ابن سبا اليهودي وانما هي فكرة إسلامية تبناها المخلصون من المسلمين وحملة الرسالة. [ صفحه 115] وحتي لا أطيل اختم هذا البحث والي لقاء مع بحث آخرفي رحاب الدفاع عن المذهب الحق مذهب أهل البيت عليهم السلام. والحمدالله رب العالمين والصلاة علي النبي وآله الطاهرين انتهيت اليوم الاثنين 12 من شهر شعبان سنة 1425 للهجرة الموافق 27-9-2004 م والي اللقاء.

پاورقي

[1] معجم رجال الحديث للسيدالخوئي، ج 10، ص 192، ترجمة رقم 6878، عبدالله بن سبأ.
[2] معجم رجال الحديث للسيدالخوئي، ج 10، ص 192، ترجمة رقم 6878، عبدالله بن سبأ.
[3] معجم رجال الحديث للسيد الخوئي، ج 10، ص 193.
[4] المائدة الآيتان 55 و 56.
[5] راجع المواقف في علم الكلام ص 405.
[6] شرح المواقف في علم الكلام، ج 8، ص 360.
[7] شرح المقاصد، ج 5، ص170.
[8] شرح التجريد، ص 368.
[9] شواهد التنزيل، ج 1، ص212. [
[10] النساء الآية 36.
[11] النساء الآية 107.
[12] المائدة الآية 64.
[13] المائدة الآية 87.
[14] الأعراف الآية 31.
[15] الأنفال الآية 58.
[16] النحل الآية 23.
[17] الشوري الآية 40.
[18] الشعراء الآية 214.
[19] تهذيب الآثار، ج 3، ص 62-63.
[20] تاريخ مدينة دمشق، ج 43، ص 48 و49.
[21] تاريخ الطبري، ج 1، ص 542.
[22] البداية والنهاية، ج 3، ص 40.
[23] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 351-352.
[24] لسان الميزان، ج 4، ص 42.
[25] تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 49 و50.
[26] تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 50.
[27] الكامل في التاريخ، ج 1، ص 585-586.
[28] تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 47 و48.
[29] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 352.
[30] تهذيب الآثار، ج 3، ص 60.
[31] تاريخ مدينة دمشق، ج 4، ص32.
[32] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 351.
[33] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 111.
[34] مجمع الزوائد، ج 9، ص 113.
[35] الأحاديث المختارة، ج 3، ص 71.
[36] تفسير ابن كثير، ج 3، ص 351.
[37] تاريخ مدينة دمشق، ج42، ص 46.
[38] تهذيب الكمال، ج 9، ص 146 و147.
[39] تاريخ الطبري، ج 1، ص 543.
[40] خصائص علي، ج 1، ص 83 و84.
[41] السنن الكبري، ج 5، ص 125.
[42] فضائل الصحابة، ج 2، ص 712.
[43] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 159.
[44] مجمع الزوائد، ج 8، ص 302.
[45] صحيح البخاري، ج 3، ص 1359.
[46] المصدر نفسه، ج 4، ص 1602.
[47] صحيح مسلم، ج 4، ص 1870.
[48] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص 338.
[49] السنن الكبري، ج 5، ص45.
[50] سنن ابن ماجة، ج 1، ص 44.
[51] مصنف ابن أبي شيبة، ج 6، ص 366.
[52] الآحاد والمثاني، ج 3، ص 183.
[53] المعجم الكبير، ج 4، ص 16.
[54] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 4، ص 165.
[55] السنة، ج 2، ص 598.
[56] خصائص علي، ج 1، ص 91.
[57] فضائل الصحابة، ج 1، ص 15.
[58] الكامل في ضعفاء الرجال، ج 2، ص442.
[59] المغني في الضعفاء، ج 1، ص 146.
[60] الجرح والتعديل، ج 3، ص 313.
[61] الكاشف، ج 1، ص 307.
[62] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 140.
[63] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 140.
[64] تفسير ابن أبي حاتم، ج 7، ص 2225.
[65] الدر المنثور، ج 4، ص 608.
[66] تفسير ابن كثير، ج 2، ص 502.
[67] الأحاديث المختارة، ج 2، ص 286.
[68] الأحاديث المختارة، ج2، ص 287.
[69] المصدر نفسه، ج 10، ص 159.
[70] المعجم الأوسط، ج 2، ص 94.
[71] المصدرنفسه، ج 5، ص 153.
[72] المصدر نفسه، ج 7، ص 379.
[73] المعجم الصغير، ج 2، ص 38.
[74] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 126.
[75] مجمع الزوائد، ج 7، ص 41.
[76] فتح الباري، ج 8، ص 376.
[77] تاريخ بغداد، ج12، ص 372.
[78] الزمر الآية 33.
[79] تاريخ مدينة دمشق، ج 42، ص 358-359.
[80] الأحزاب الآية 6.
[81] زاد المسير لابن الجوزي، ج 6، ص 352.
[82] فتح القدير للشوكاني، ج 4، ص 261.
[83] صحيح البخاري، ج 4، ص 1795، باب ادعوهم لآبائهم هو أقسط عندالله.
[84] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 613.
[85] الأحاديث المختارة، ج2، ص 173.
[86] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 119.
[87] مجمع الزوائد، ج 9، ص 104.
[88] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 119.
[89] مسند الإمأم أحمد بن حنبل، ج 4، ص 281.
[90] مجمع الزوائد، ج 9، ص 104.
[91] مجمع الزوائد، ج 9، ص 104.
[92] مجمع الزوائد، ج 9، ص 105.
[93] مجمع الزوائد، ج 9، ص 106.
[94] مجمع الزوائد، ج 9، ص 107.
[95] مروج الذهب للمسعودي، ج2، ص 307.
[96] الإما مة والسياسة لابن قتيبة، ج 1، ص 18 و19؛ السقيفة للجوهري، ص60؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 6، ص 11.
[97] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 11، ص 109.
[98] المصدرنفسه، ج 9، ص 305؛ الإما مة والسياسة لابن قتيبة، ج 1، ص 144، ط مصطفي محمدمصر.
[99] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 9، ص 132. [
[100] المصدر نفسه، ج 9، ص 84.
[101] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 1، ص 138.
[102] المصدر نفسه، ج 1، ص 308.
[103] المصدر نفسه، ج 20، ص 328.
[104] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 1، ص 307.
[105] صحيح مسلم، ج 3، ص 1478، كتاب الإمارة باب 13؛ السنن الكبري للبيهقي، ج 8، ص 156؛ مجمع الزوائد للهيثمي، ج 5، ص 218؛ مشكاة المصابيح، ج 3، ص 1088، الحديث 3674؛ سلسلة الأحاديث الصحيحة للألباني، ج 2، ص 715.
[106] مسند أحمد، ج 4، ص 96؛ مجمع الزوائد للهيثمي، ج 5، ص 218؛ الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان، ج 7، ص 49؛ مسند الطياليسي، ص 259؛ كنزالعمال، ج 1، ص 103؛ كتاب السنة للألبالي، ص 489، حديث 1057، إسناده حسن ورجاله ثقة.
[107] كنزالعمال، ج 6، ص 65، الحديث 14861؛ كتاب السنة للشيباني، ص 290، حديث 1058؛ مسند أحمد، ج 3، ص 446؛ المطالب العالية لابن حجر العسقلاني، ج 2، ص 228.
[108] مجمع الزوائد، ج 9، ص 223.
[109] المصدر نفسه، ج 9، ص 223.
[110] المصدر نفسه، ج 9، ص 223.
[111] البيان والتعريف، ج 1، ص 123.
[112] تهذيب الأسماء، ج2، ص 608.
[113] فضائل الصحابة، ج2، ص 760.
[114] فضائل الصحابة، ج 1، ص 74.
[115] الشوري الآية 23.
[116] شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي، ج 2، ص 130؛ الصواعق المحرقة لإبئ حجر الشافعي، ص 101 و135 و 136، ط الميمنية مصر؛ المستدرك للحاكم، ج 3، ص 172؛ تفسير الطبري، ج 25، ص 25، ط 2 مصطفي الحلبي بمصر؛ تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك، ج 3، ص 172؛ تفسير الفخر الرازي، ج 27، ص 166، ط عبدالرحمن محمد بمصر؛ فتح القدير للشوكاني، ج 4، ص 537، وغيرها كثير.
[117] آل عمران الآية 103.
[118] شواهد التنزيل للحسكالي، ج 1، ص 130، ح 177 و 178 و179 و180؛ الصوعق المحرقة لإبن حجر الهيثمي، ص 149، ط المحمدية؛ روح المعاني للالوسي، ج 4، ص 16؛ الإتحاف بحب الإشراف للشبرواي الشافعي، ص 76؛ أسعاف الراغبين للصباغ الشافعي، ص 107، الطبعة السعيدية؛ نور الأبصارللشبلنجي، ص 102.
[119] التوبة الآية 119.
[120] شواهد التنزيل للحاكم الحسكاني الحنفي، ج 1، ص 259، ح 350 و 351 و355و 356 و352 و353؛ كفاية الطالب للكنجي الشافعي، ص 236، ط الحيدرية؛ تذكرة الخواص للسبطين الجوزي الحنفي، ص 16؛ فتح القدير للشوكاني، ج 2، ص 414؛ الصواعق المحرقة لابن حجر، ص 150، ط المحمدية؛ الدرالمنثورللسيوطي، ج 3، ص 390.
[121] الكهف الآية 28.
[122] القلم الآية 8.
[123] الإنسان الآية 24.
[124] الشعراء الآيتان 151، 152.
[125] هود الآية 113.
[126] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 175.
[127] صحيح سملم، ج 4، ص 1873، كتاب فضائل علي بن أبي طالب.
[128] سنن الترمذي، ج 5، ص 663؛ الطحاوي في مشكاة المصابيح، ج 3، ص 1735؛ الألباني في صحيح الجامع الصغير، ج 1، س482، حديث 2458، وصححه.
[129] يونس الآية35.
[130] راجع: ابن طيفور في كتابه بلاغات النساء، ص 12-19؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 16، ص 233 و234؛ رضا كحاله في أعلام النساء، ج 3، ص 208.
[131] التوبة 49.
[132] راجع: بلاغات النساء لابن طيفور، ص 23-26؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 16، ص249-251؛ أعلام النساء لكحالة، ج 3، ص 219.
[133] أخبار المدينة، ج 2، ص 11.
[134] الرياض النضرة، ج 2، ص 149.
[135] المنتظم، ج 4، ص 70.
[136] التحفة اللطيفة في تاريخ المدينة الشريفة، ج 1، ص 295.
[137] بغية الطلب في تاريخ حلب، ج 6، ص 2584.
[138] تاريخ الخلفاء، ج 1، ص 143.
[139] تاريخ بغداد، ج 1، ص 141.
[140] تاريخ مدينة دمشق، ج 14، ص 175.
[141] تاريخ مدينة دمشق، ج 30، ص 307.
[142] تاريخ واسط، ج 1، ص 203.
[143] الإصابة في تمييز الصحابة، ج 2، ص 77.
[144] سير أعلام النبلاء، ج 3، ص 285.
[145] محمد الآية 9.
[146] الكإمل في التاريخ، ج 2، ص 458.
[147] المراجعات للسيد شرف الدين، المراجعة 106، نقلاً عن تاريخ بغداد بسنده المعتبر إلي ابن عباس؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج 3، ص 97، افست بيروت علي الطبعة الأولي بمصر.
[148] المراجعات، المراجعة رقم 106، نقلاً عن ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة المجلد الثالث، ص 105، وينقلها بعض الأعلام عن الجوهري في كتابه السقيفة، ص70.
[149] مروج الذهب ومعادن الجوهر للمسعودي، بتحقيق محمد محيي الدين عبدالحميد، ج 3، ص 20.
[150] تاريخ اليعقوبي، ج 3، ص 171.
[151] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص163.
[152] الاحتجاج، ج 1، ص 111.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.