سرشناسه : امینی، عبدالحسین، 1349 - 1281
عنوان و نام پديدآور : عید الغدیر فی الاسلام والتتویج و القربات یوم الغدیر/ تالیف الامینی؛ اعداد فارس تبریزیان
مشخصات نشر : 13. مشعر
مشخصات ظاهری : ص 128
فروست : (فیض الغدیر5)
وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی
يادداشت : عربی
یادداشت : کتابنامه: ص. 128 - 119؛ همچنین به صورت زیرنویس
موضوع : غدیر خم
شناسه افزوده : تبریزیان، فارس، 1347 - ، گردآورنده
رده بندی کنگره : BP259/7/الف 85ع 9
رده بندی دیویی : 297/738
شماره کتابشناسی ملی : م 81-28412
ص:1
ص: 2
ص: 3
عید الغدیر
العلامة الشیخ عبدالحسین الامیني
ص: 4
صورة
ص: 5
صورة
ص: 6
كتاب يتجدّد أثره ويتعاظم كلّما ازداد به الناس معرفة، ويمتدّ في الآفاقصيته كلّما غاص الباحثون في أعماقه وجلّوا أسراره وثوّروا كامن كنوزه ... إنّه العمل الموسوعي الكبير الّذي يعدّ بحقّ موسوعة جامعة لجواهر البحوث في شتّى ميادين العلوم: من تفسير، وحديث، وتاريخ، وأدب، وعقيدة، وكلام، وفرق، ومذاهب ...
جمع ذلك كلّه بمستوى التخصّص العلمي الرفيع وفيصياغة الأديب الذي خاطب جميع القرّاء، فلم يبخس قارئاً حظّه ولا انحدر بمستوى البحث العلمي عن حقّه.
ونظراً لما انطوت عليه أجزاؤه الأحد عشر من ذخائر هامة، لا غنى لطالب المعرفة عنها، وتيسيراً لاغتنام فوائدها، فقد تبنّينا استلال جملة من المباحث الاعتقادية وما لهاصلة بردّ الشبهات المثارة ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، لطباعتها ونشرها مستقلّة، وذلك بعد تحقيقها وتخريج مصادرها وفقاً للمناهج الحديثة في التحقيق.
ص: 7
في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة سنة عشرة للهجرة، جمع النبي الأكرمصلى الله عليه و آله و سلم المسلمين عند رجوعه من الحج في مكان يسمّى غدير خم، وخطبهم خطبة مفصّلة، وفي آخر خطبته قال: «ألستم تعلمون أنّي أَولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى، فأخذ بيد علي فقال: «اللّهمّ مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه» فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
فهل لهذا اليوم منزلة في الشريعة؟
ص: 8
ذهب الشيعة إلى أنّه يوم عيدٍ وفرح وسرور، واعتمدوا على روايات كثيرة استدلّوا بها على كونه عيداً.
وذهب قوم من المسلمين إلى أنه ليس بعيد، ومن اتّخذه عيداً فهو مبتدع!!
وتعصّب هذا البعض من المسلمين أشدّ التعصّب ضدّ الشيعة، وأباح دماءهم لأجل اتخاذهم يوم الغدير يوم عيدٍ.
ومن نقّبصفحات التاريخ يجد فيها الكثير من هذه التعصّبات والمجازر الطائفية ضد مذهب أهل البيت عليهم السلام لأجل اتخاذهم يوم الغدير عيداً، ويوم عاشوراء- الذي قتل فيه ريحانة الرسول وسبطه الحسين بن علي عليه السلام- يوم حزن وعزاء.
ووصل التعصّب إلى حدٍّ كانت فيه الدماء تراق والبيوت والمساجد وأماكن العبادة تحرق ... لا لأجل شي ءٍ، سوى الاحتفال بيوم الغدير وإقامة المأتم والعزاء يوم عاشوراء.
ولمّا لم تؤثّر هذه الأفاعيل القبيحة ضدّ الشيعة في نقص عزائمهم، بل زادتهم إيماناً وقوّةً في التمسّك بما يعتقدونه عن دليل، اتّخذ أهل السنة منهجاً جديداً للوقوف أمام هذه الشعائر:
حيث عملوا في مقابل الشيعة يوم الثامن عشر من المحرّم- وقال ابن كثير: اليوم الثاني عشر- مثل ما تعمله الشيعة في عاشوراء، من إقامة المأتم والعزاء، وقالوا: هو يوم قتل مصعب بن الزبير،
ص: 9
وزاروا قبره بمسكن، كما يُزار قبر الحسين عليه السلام بكربلاء، ونظروه بالحسين! وقالوا: إنهصبر وقاتل حتّى قتل، وإن أباه ابن عمة النبيّ كما أنّ أبا الحسين ابن عمّ النبي!!
وعملوا في مقابل الشيعة يوم السادس والعشرين من ذي الحجة زينة عظيمة وفرحاً كثيراً، واتخذوه عيداً، كما تفعله الشيعة في يوم عيد الغدير الثامن عشر من ذي الحجة، وادّعوا أنه يوم دخول النبي وأبي بكر الغار.
وأقاموا هذين الشعارين زمناً طويلًا.
راجع: المنتظم 7: 206، البداية والنهاية 11: 325- 326، الكامل في التاريخ 9: 155، العبر 3: 42- 43، شذرات الذهب 3:
130، تاريخ الإسلام: 25.
والتعصّب إذا استحوذ على كيان الإنسان فإنه يعميه ويصمّه، ويجعله يغيّر حتّى المسلّمات لأجل الوصول إلى أغراضه:
فنشاهد الطبري في تاريخه 6: 162 يصرّح بأنّ مقتل مصعب كان في جمادى الآخرة، فمع هذا فإنهم يجعلوه في اليوم الثامن عشر من المحرّم ليكون في مقابل يوم استشهاد الحسين عليه السلام يوم العاشر من المحرّم.
ويوم الغار معلوم لدى الكلّ- حتّى من له أدنى معرفة بالتاريخ- أنه لم يكن في ذي الحجة ولا في اليوم السادس والعشرين منه، ومع
ص: 10
هذا فإنهم يجعلوه في اليوم السادس والعشرين من ذي الحجة ليكون بعد يوم الغدير بثمانية أيام.
وكنّا نتمنّى أن تنتهي هذه التعصّبات والمجازر الطائفية في عصرنا هذا الذي يسمّى بعصر التقدّم والنور ... وكنّا لا نحتاج إلى إثارة هذه المطالب من جديد.
ولكن ومع الأسف الشديد نرى أنّ هذه التعصّبات لا زالت قائمة، وأنّ الشيعة سنوياً تقتل وتحرق مساجدها لأجل إقامة مراسم العزاء على السبط الشهيد وإقامة الفرح والسرور بيوم الغدير.
وتصاعدت طباعة الكتب ضدّ مذهب أهل البيت عليهم السلام، فإنها تطبع وبأعداد هائلة وفي أكثر البلدان ملؤها الافتراء والبهتان، ولا رادع ولاصادع!! فإنّا للَّه وإنّا إليه راجعون.
*** وهذا الكتيّب الذي نقدّمه بين يدي القارئ العزيز، مستلّ من كتاب الغدير للعلامة الأميني، فيه ثلاثة بحوث مهمّة:
1- عيد الغدير في الإسلام.
2- التتويج يوم الغدير.
3-صوم يوم الغدير.
ص: 11
كتبها العلامة الأميني، معتمداً فيها على أهم المصادر المعتبرة بين المسلمين.
وبعد أن استخرجتُها من كتابه الغدير، الطبعة المتداولة، وقابلتها مع طبعة النجف، واستفدت من بعض الفوارق، أعدت النظر في تقويم النصّ وفقاً للأساليب الحديثة، وأجريت عملية استخراج الأقوال والأحاديث من المصادر الحديثة، وبالنسبة للمصادر المفقودة ذكرت الوسائط الناقلة عنها، وذكرت استدراكاً لما ذكره العلامة الأميني في بحوثه هذه لحديث التهنئة وحديثصوم يوم الغدير، وحديث التعمّم يوم الغدير.
فارس تبريزيان الحسّون
ص: 12
وممّا شِي ء من جهته لحديث الغدير الخلود والنشور، ولمفاده التحقّق والثبوت، اتّخاذه عيداً يُحتفل به وبليلته بالعبادة والخشوع، وإدرار وجوه البرّ، وصلة الضعفاء، والتوسّع على النفس والعائلات، واتّخاذ الزينة والملابس القشيبة.
فمتى كان للملأ الديني نزوعٌ إلى تلكم الأحوال فبطبع الحال يكون له اندفاعٌ إلى تحرّي أسبابها، والتثبّت في شؤونها، فيفحص عن رواتها، أو أنّ الإتّفاق المقارن لهاتيك الصفات يوقفه على من ينشدها ويرويها، وتتجدّد له وللأجيال في كلّ دور لفتةٌ إليها في كلّ
ص: 13
عام، فلا تزال الأسانيد متواصلة، والطرق محفوظة، والمتون مقروءة، والأنباء بها متكرّرة.
] إنّ الذي يتجلّى للباحث حول تلك الصفة أمران:
الأوّل: أنّه ليسصلة هذا العيد بالشيعة فحسب، وإن كانت لهم به علاقة خاصّة، وإنّما اشترك معهم في التعيّد به غيرهم من فرق المسلمين:
فقد عدّه البيروني في الآثار الباقية في القرون الخالية: 334:
ممّا استعمله أهل الإسلام من الأعياد.
وفي مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: 53: يوم غدير خمّ، ذكره (أمير المؤمنين) في شعره «(1)»، وصار ذلك اليوم عيداً
ص: 14
وموسماً، لكونه كان وقتاً نصّه رسول اللَّهصلى الله عليه و آله بهذه المنزلة العليَّة، وشرَّفه بها دون الناس كلِّهم.
وقالص 56: وكلّ معنى أمكن إثباته ممّا دلَّ عليه لفظ المولى لرسول اللَّهصلى الله عليه و آله فقد جعله لعليٍّ، وهي مرتبةٌ ساميةٌ، ومنزلةٌ سامقةٌ، ودرجة عليَّةٌ، ومكانةٌ رفيعةٌ، خصّصه بها دون غيره، فلهذاصار ذلك اليوم يوم عيدٍ وموسم سرورٍ لأوليائه. انتهى.
تفيدنا هذه الكلمة اشتراك المسلمين قاطبة في التعيّد بذلك اليوم، سواء رجع الضمير في (أوليائه) إلى النبيِّ أو الوصيِّصلّى اللَّه عليهما وآلهما.
أمّا على الأوَّل: فواضح.
وأمّا على الثاني: فكلّ المسلمين يوالون أمير المؤمنين عليّاً شرع، سواء في ذلك من يواليه بما هو خليفة الرسول بلا فصل،
ص: 15
ومن يراه رابع الخلفاء، فلن تجد في المسلمين من ينصب له العداء، إلّا شذّاذ من الخوارج مرقوا عن الدين الحنيف.
وتقرئنا كتب التاريخ دروساً من هذا العيد، وتَسالُم الأُمَّة الإسلاميَّة عليه في الشرق والغرب، واعتناء المصريِّين والمغاربة والعراقيِّين بشأنه في القرون المتقادمة، وكونه عندهم يوماً مشهوداً للصلاة والدعاء والخطبة وإنشاد الشعر على ما فُصِّل في المعاجم.
ويظهر من غير مورد من الوفيات لا بن خلكان التسالم على تسمية هذا اليوم عيداً:
ففي ترجمة المستعلي ابن المستنصر 1: 60: فبويع في يوم عيد غدير خمّ، وهو الثامن عشر من ذي الحجَّة سنة 487 «(1)».
وقال في ترجمة المستنصر باللَّه العبيدي 2: 223: وتوفّي ليلة الخميس لاثنتي عشر ليلة بقيت من ذي الحجَّة سنة سبع وثمانين وأربعمائة رحمه اللَّه تعالى. قلت: وهذه الليلة هي ليلة عيد الغدير، أعني ليلة الثامن عشر من ذي الحجَّة، وهو غدير خُمّ- بضم الخاء وتشديد الميم- ورأيت جماعة كثيرة يسألون عن هذه الليلة متى كانت من ذي الحجَّة، وهذا المكان بين مكّة والمدينة، وفيه غدير ماء ويقال: إنّه غيضة هناك، ولمّا رجع النبيصلى الله عليه و سلم من مكّة شرَّفها اللَّه تعالى عام حجَّة الوداع ووصل إلى هذا المكان وآخى عليّ بن أبي
ص: 16
طالب رضى الله عنه قال: «عليُّ مني كهارون من موسى، اللهمَّ وال مَن والاه، وعاد من عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله»، وللشيعة به تعلّق كبير. وقال الحازمي: وهو وادٍ بين مكّة والمدينة عند الجحفة [به] غدير عنده خطب النبيُّصلى الله عليه و سلم، وهذا الوادي موصوفٌ بكثرة الوخامة وشدَّة الحرّ. انتهى «(1)».
وهذا الذي يذكره ابن خلكان من كبر تعلّق الشيعة بهذا اليوم هو الذي يعنيه المسعودي في التنبيه والاشراف: 221 بعد ذكر حديث الغدير بقوله: ووُلد عليٍّ رضى الله عنه وشيعته يعظمون هذا اليوم.
ونحوه الثعالبي في ثمار القلوب- بعد أن عدَّ ليلة الغدير من الليالي المضافات المشهورة عند الأُمَّة- بقولهص 511: وهي الليلة التي خطب رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم في غدها بغدير خمّ على أقتاب الإبل، فقال في خطبته: «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله»، فالشيعة يعظِّمون هذه الليلة ويُحيونها قياماً. انتهى «(2)».
وذلك [ل] اعتقاهم وقوع النصِّ على الخلافة بلا فصل فيه، وهم وإن انفردوا عن غيرهم بهذه العقيدة، لكنّهم لم يبرحوا مشاطرين مع الأُمة التي لم تزل ليلة الغدير عندهم من الليالي
ص: 17
المضافة المشهورة، وليست شهرة هذه الاضافة إلّالاعتقاد خطر عظيم، وفضيلة بارزة فيصبيحتها، ذلك الذي جعله يوماً مشهوداً أو عيداً مباركاً.
ومن جرّاء هذا الإعتقاد في فضيلة يوم الغدير وليلته وقع التشبيه بهما في الحسن والبهجة.
قال تميم بن المعزّصاحب الديار المصريَّة المتوفّى 374 من قصيدة له ذكرها الباخرزي في دمية القصر: 38:
تروح علينا بأحداقها حِسانٌ حكتهنَّ من نشرِ هنَّهْ
نواعمُ لا يستطعن النهوض إذا قمن من ثِقل أردافِهنَّهْ
حَسُنَّ كحُسن ليالي الغدير وجئنَ ببهجة أيّامهنَّهْ «(1)»
ومّما يدل على ذلك: التهنئة لأمير المؤمنين عليه السلام من الشيخين وأمهات المؤمنين وغيرهم من الصحابة بأمر من رسول اللَّهصلى الله عليه و آله، كما ستقف على ذلك مفصَّلًا إن شاء اللَّه، والتهنئة من خواصّ الأعياد والأفراح.
الأمر الثاني: إن عهد هذا العيد يمتد إلى أمد قديم متواصل
ص: 18
بالدور النبويّ، فكانت البدأة به يوم الغدير من حجّة الوداع بعد أن أصحر نبيُّ الإسلامصلى الله عليه و آله بمرتكز خلافته الكبرى، وأبان للملأ الديني مستقر إمرته من الوجهة الدينيَّة والدنيويَّة، وحدَّد لهم مستوى أمر دينه الشامخ، فكان يوماً مشهوداً يسرُّ موقعه كلّ معتنق للاسلام، حيث وضح له فيه منتجع الشريعة، ومنبثق أنوار أحكامها، فلا تلويه من بعده الأهواء يميناً وشمالًا، ولا يسفّ به الجهل إلى هوّة السفاسف وأيّ يوم يكون أعظم منه؟ وقد لاح فيه لاحب السنن، وبان جدد الطريق، وأكمل فيه الدين، وتمَّت فيه النعمة، ونوّه بذلك القرآن الكريم.
وإن كان حقّاً اتخاذ يوم تسنّم فيه الملوك عرش السلطنة عيداً يحتفل به بالمسرّة والتنوير وعقد المجتمعات وإلقاء الخطب وسرد القريض وبسط الموائد كما جرت به العادات بين الأمم والأجيال، فيوم استقرّت فيه الملوكيّة الإسلاميّة والولاية الدينيّة العظمى لمن جاء النصّ به من الصادع بالدين الكريم الذي لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، أولى أن يُتّخذ عيداً يُحتفل به بكلّ حفاوةٍ وتبجيلٍ، وبما أنّه من الأعياد الدينية يجب أن يزاد فيه على ذلك بما يقرّب إلى اللَّه زلفى منصوم وصلاة ودعاء وغيرها من وجوه البرّ، كما سنوقفك عليه في الملتقى إن شاء اللَّه تعالى.
ولذلك كلّه أمر رسول اللَّهصلى الله عليه و آله مَن حضر المشهد من أُمته،
ص: 19
ومنهم الشيخان ومشيخة قريش ووجوه الأنصار، كما أمر أُمَّهات المؤمنين، بالدخول على أمير المؤمين عليه السلام وتهنئته على تلك الحظوة الكبيرة بإشغاله منصَّة الولاية ومرتبع الأمر والنهي في دين اللَّه.
أخرج الإمام الطبري محمد بن جرير في كتاب الولاية حديثاً بإسناده عن زيد بن أرقم، مرّ شطر كبير منهص 214- 216 «(1)»، وفي آخره فقال:
«معاشر الناس، قولوا: أعطيناك على ذلك عهداً عن أنفسنا وميثاقاً بألسنتنا وصفقةً بأيدينا نؤدِّيه إلى أولادنا وأهالينا لا نبغي بذلك بدلًا وأنت شهيدٌ علينا وكفى باللَّه شهيداً، قولوا ما قلت لكم، وسلِّموا على عليٍّ بإمرة المؤمنين، وقولوا: «الحَمدُ للَّهِ الّذي هَدانا لِهذا وَما كُنّا لِنَهتَدِيَ لَوْ لا أنْ هَدانا اللَّه» «(2)»
فإنَّ اللَّه يعلم كلّصوت وخائنة كلّ نفس، «فَمَنْ نَكَثَ فَإنَّما يَنْكُثُ على نَفْسِهِ وَمَنْ أَوْفى بِما عاهَدَ عَلَيْهُ اللَّهَ فَسيُؤٍتِيهِ أجْراً عَظِيماً» «(3)»
، قولوا ما يُرضي اللَّه عنكم ف «إنْ تَكْفُروا فإنَّ اللَّهَ غَنيٌّ عَنكُم» «(4)»
».
ص: 20
قال زيد بن أرقم: فعند ذلك بادر الناس بقولهم: نعم سمعنا وأطعنا على أمر اللَّه ورسوله بقلوبنا، وكان أوَّل منصافق النبيَّصلى الله عليه و آله وعليّاً: أبو بكر وعمر وعثمان وطلحة والزبير وباقي المهاجرين والأنصار وباقي الناس، إلى أنصلّى الظهرين في وقت واحد، وامتد ذلك إلى أنصلَّى العشاءين في وقت واحد، وأوصلوا البيعة والمصافقة ثلاثاً «(1)».
ورواه أحمد بن محمّد الطبريُّ الشهير بالخليلي في كتاب مناقب عليّ بن أبي طالب، المؤلَّف سنة 411 بالقاهرة، من طريق شيخه محمّد بن أبي بكر بن عبد الرحمن، وفيه:
فتبادر الناس إلى بيعته وقالوا: سمعنا وأطعنا لِما أمرنا اللَّه ورسوله بقلوبنا وأنفسنا وألسنتنا وجميع جوارحنا، ثم انكبّوا على رسول اللَّه وعلى عليٍّ بأيديهم، وكان أوَّل منصافق رسول اللَّه «(2)» أبو بكر وعمر وطلحة والزبير ثمّ باقي المهاجرين والناس على طبقاتهم ومقدار منازلهم، إلى أنصُلّيت الظهر والعصر في وقت
واحد والمغرب والعشاء الآخرة في وقت واحد، ولم يزالوا يتواصلون البيعة والمصافقة ثلاثاً، ورسول اللَّه كلّما بايعه فوجٌ بعد
ص: 21
فوج يقول: «الحمد للَّه الذي فضَّلنا على جميع العالمين»، وصارت المصافقة سنّة ورسماً، واستعملها مَن ليس له حقٌّ فيها.
وفي كتاب النشر والطيّ «(1)»:
فبادر الناس بنعم نعم سمعنا وأطعنا أمر اللَّه وأمر رسوله آمنّا به بقلوبنا، وتداكوا على رسول اللَّه وعليّ بأيديهم، إلى أنصُلِّيت الظهر والعصر في وقت واحد وباقي ذلك اليوم إلى أنصُلّيت العشاءان في وقت واحد، ورسول اللَّه كان يقول كلّما أتى فوجٌ:
«الحمد للَّهِ الذي فضّلنا على العالمين» «(2)».
وقال المولوي ولي اللَّه اللكهنوي في مرآة المؤمنين في ذكر حديث الغدير ما معرّبه:
فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يا بن أبي طالب، أصبحت وأمسيت ... إلى آخره، وكان يُهنّئ أمير المؤمنين كلُّصحابيٍّ لاقاه «(3)».
ص: 22
وقال المؤرخ ابن خاوند شاه المتوفّى 903 في روضة الصفا «(1)» في الجزء الثاني من 1: 173 بعد ذكر حديث الغدير ما ترجمته:
ثمّ جلس رسول اللَّه في خيمة تخ [ت]صّ به، وأمر أمير المؤمنين عليّاً عليه السلام أن يجلس في خيمة أُخرى، وأمر اطباق الناس بأن يهنئوا عليّاً في خيمته، ولَمّا فرغ الناس عن التهنئة له أمر رسول اللَّه أمّهات المؤمنين بأن يسرن إليه ويهنئنه ففعلن، وممَّن هنَّأه من الصحابة عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك يا ابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى جميع المؤمنين والمؤمنات «(2)».
وقال المؤرِّخ غياث الدين المتوفى 942 في حبيب السير «(3)» في الجزء الثالث من 1: 144 ما معرّبه:
ثم جلس أمير المؤمنين بأمر من النبيّ صلى الله عليه و آله في خيمة تخ [ت]صّ به يزوره الناس ويهنئونه وفيهم عمر بن الخطاب، فقال: بخٍ بخٍ
يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة، ثم أمر
ص: 23
النبيّ أُمهات المؤمنين بالدخول على أمير المؤمنين والتهنئة له «(1)».
وخصوص حديث تهنئة الشيخين رواه من أئمّة الحديث والتفسير والتاريخ من رجال السنّة كثيرٌ لا يستهان بعدّتهم، بين راوٍ مرسلًا له إرسال المسلّم، وبين راوٍ إيّاه بمسانيدصحاح برجال ثقات تنتهي إلى غير واحد من الصحابة: كابن عباس، وأبي هريرة، والبراء بن عازب، وزيد بن أرقم.
فممّن رواه:
1- الحافظ أبو بكر عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة، المتوفّى 235، المترجمص 89 «(2)».
أخرج باسناده في المصنّف، عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم في سفر، فنزلنا بغدير خمّ، فنودي الصلاة جامعة، وكسح لرسول اللَّهصلى الله عليه و سلم تحت شجرة فصلّى الظهر، فأخذ بيد علي
ص: 24
فقال: «ألستم تعلمون أنّي أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» «(1)» قالوا:
بلى، فأخذ بيد علي فقال: «اللهمّ مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه، اللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه»، فلقيه عمر بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يا بن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة «(2)».
2- إمام الحنابلة أحمد بن حنبل، المتوفّى 241:
في مسنده 4: 281 عن عفّان، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: كنّا مع رسول اللَّه ... إلى آخر اللفظ المذكور من طريق ابن أبي شيبة، غير أنّه ليست فيه كلمة: «اللهمّ» الأُولى «(3)».
ص: 25
3- الحافظ أبو العباس الشيبانيُّ النسويُّ، المتوفّى 303، المترجمص 100 «(1)»:
قال: حدّثنا هدبة، ثنا حمّاد بن سلمة، عن زيد، وأبو هارون «(2)» عن عديّ بن ثابت عن البراء قال: كنّا مع رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم في حجّة الوداع، فلمّا أتينا على غدير خمّ كسح «(3)» لرسول اللَّه تحت شجرتين ونودي في الناس الصلاة جامعة، ودعا رسول اللَّه عليّاً وأخذ بيده فأقامه عن يمينه فقال: «ألست أولى بكلّ امرئ من نفسه؟» قالوا:
بلى، قال: «فإنّ هذا مولى مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه»، فلقيه عمر بن الخطاب فقال: هنيئاً لك أصبحت
ص: 26
وأمسيت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة «(1)».
4- الحافظ أبو يعلى الموصلي، المتوفّى 307، المترجمص 100 «(2)»:
رواه في مسنده عن هدبة عن حمّاد ... إلى آخر السند والمتن المذكورين في طريق الشيبانيِّ «(3)».
5- الحافظ أبو جعفر محمّد بن جرير الطبريُّ، المتوفّى 310:
في تفسيره 3: 428 قال بعد ذكر حديث الغدير: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة. وهو قول ابن عباس والبراء بن عازب ومحمد بن علي.
6- الحافظ أحمد بن عقدة الكوفيُّ، المتوفّى 333:
ص: 27
أخرج في كتاب الولاية- وهو أول الكتاب- عن شيخه إبراهيم بن الوليد بن حمّاد «(1)»، عن يحيى بن يعلى، عن حرب بنصبيح، عن ابن اخت حميد الطويل، عن ابن جدعان، عن سعيد بن المسيّب قال: قلت لسعد بن أبي وقّاص: إنّي أُريد أن أسألك عن شي ء وإنّي أتّقيك، قال: سل عمّا بدا لك فانّما أنا عمّك، قال: قلت:
مقام رسول اللَّهصلى الله عليه و آله فيكم يوم غدير خمّ، قال: نعم، قام فينا بالظهيرة فأخذ بيد عليّ بن أبي طالب فقال: «مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه»، قال: فقال أبو بكر وعمر: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة «(2)».
7- الحافظ أبو عبد اللَّه المرزبانيُّ البغدادي، المتوفّى 384:
رواه باسناده عن أبي سعيد الخدري، في كتابه سرقات الشعر.
8- الحافظ عليّ بن عمر الدار قطنيُّ البغدادي، المتوفّى 385:
أخرج باسناده حديث الغدير، وفيه: أنّ أبا بكر وعمر لمّا سمعا قالا له: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، حكاه
ص: 28
عنه ابن حجر في الصواعق: 26، ومرّ عنه من طريق الخطيب البغدادي بلفظ آخرص 232 «(1)».
9- الحافظ أبو عبد اللَّه ابن بطّة الحنبليُّ، المتوفّى 387:
أخرجه باسناده في كتابه الإبانة، عن البراء بن عازب، بلفظ الحافظ أبي العباس الشيباني المذكور، باسقاط كلمة: (أمسيت) «(2)».
10- القاضي أبو بكر الباقلاني البغدادي، المتوفّى 403، المترجمص 107 «(3)»:
ص: 29
أخرجه في كتابه التمهيد في أصول الدين: 171.
11- الحافظ أبو سعيد الخركوشي النيسابوري، المتوفى 407:
رواه في تأليفه شرف المصطفى، بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ أحمد بن حنبل، وبإسناد آخر عن أبي سعيد الخدري ولفظه:
ثم قال النبيصلى الله عليه و سلم: «هنِّئوني هنِّئوني، إنَّ اللَّه تعالى خصّني بالنبوّة وخصّ أهل بيتي بالإمامة»، فلقي عمر بن الخطاب أمير المؤمنين فقال: طوبى لك يا أبا الحسن أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة «(1)».
12- الحافظ أحمد بن مردويه الاصبهاني، المتوفّى 416:
أخرجه في تفسيره، عن أبي سعيد الخدري، وفيه: فلقي عليّاً عليه السلام عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
13- أبو اسحاق الثعلبي، المتوفّى 427:
أخرج في تفسيره الكشف والبيان قال: أخبرنا أبو القاسم
ص: 30
يعقوب بن أحمد السري، أخبرنا أبو بكر محمد بن عبد اللَّه بن محمد، حدّثنا أبو مسلم إبراهيم بن عبد اللَّه الكجي، حدّثنا حجّاج ابن منهال، حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: لَمّا نزلنا مع رسول اللَّه في حجّة الوداع كنّا بغدير خمّ، فنادى إنّ الصلاة جامعة، وكسح للنبي تحت شجرتين، فأخذ بيد عليّ فقال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى «(1)»، قال: «هذا مولى مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه»، قال: فلقيه عمر فقال: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحت مولى كل مؤمن ومؤمنة «(2)».
14- الحافظ ابن السمان الرازي، المتوفّى 445:
أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب باللفظ المذكور، عن أحمد بن حنبل، حكاه عنه محب الدين الطبري في الرياض النضرة 2: 169 «(3)»، والشنقيطيُّ في حياة عليّ بن أبي طالب: 28.
ص: 31
15- الحافظ أبو بكر البيهقي، المتوفّى 458:
رواه مرفوعاً إلى البراء بن عازب، كما في الفصول المهمّة لابن الصباغ المالكي المكي: 25 «(1)»، و [نظم] درر السمطين لجمال الدين الزرندي الحنفي، بسند يأتي عنه عن أبي هريرة «(2)»، ويأتي من طريق الخوارزمي عنه عن البراء وأبي هريرة «(3)».
16- الحافظ أبو بكر الخطيب البغداديُّ، المتوفّى 463:
مرّ عنه بسندينصحيحين عن أبي هريرةص 232- 233 «(4)».
17- الفقيه أبو الحسن ابن المغازلي، المتوفّى 483:
في كتاب المناقب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن محمّد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الحسن «(5)» أحمد بن الحسين بن السماك،
ص: 32
قال: حدّثني أبو محمّد جعفر بن محمّد بن نصير الخلدي، حدّثني عليّ بن سعيد بن قتيبة الرملي، قال: حدّثني ضمرة ... «(1)» إلى آخر السند واللفظ المذكورين من طريق الخطيب البغداديص 232- 233 «(2)».
وقال: أخبرنا أبو الحسن أحمد بن المظفر العطّار، قال: أخبرنا أبو محمّد بن السقاء، وأخبرنا أبو الحسن علي بن عبد اللَّه القصّاب البيِّع الواسطي ممّا أذن لي في روايته أنّه قال: حدّثني أبو بكر محمد ابن الحسن بن محمد البياسري، قال: حدّثني أبو الحسن عليّ بن محمد بن الحسن الجوهري، قال: حدّثني محمد بن زكريا العبدي، قال: حدثني حميد الطويل، عن أنس في حديث: ... فأخذ بيده وأرقاه المنبر فقال: «اللهمّ هذا منّي وأنا منه إلّاأنّه منّي بمنزلة هارون من موسى، ألا مَن كنت مولاه فهذا عليٌّ مولاه»، قال:
فانصرف عليّ قرير العين، فاتبعه عمر بن الخطاب فقال: بخٍ بخٍ يا أبا الحسن، أصبحت مولاي ومولى كلِّ مسلم.
18- أبو محمد أحمد العاصمي:
قال في تأليفه زين الفتى: أخبرني شيخي محمد بن أحمد رحمه الله، قال: أخبرنا أبو أحمد الهمداني، قال: حدّثنا أبو جعفر محمد بن
ص: 33
إبراهيم بن محمد بن عبد اللَّه «(1)» بن جبلة القهستاني، قال: حدثنا أبو قريش محمد بن جمعة بن خلف القايني، قال: حدّثنا أبو يحيى محمد ابن عبد اللَّه بن يزيد المقري، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عدي بن ثابت، عن البراء ابن عازب، قال: لَمّا قال رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم: «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه»، قال عمر: هنيئاً لك يا أبا الحسن، أصبحت مولى كلّ مسلم «(2)».
وقال: أخبرنا محمّد بن أبي زكريا رحمه الله، قال: أخبرنا أبو الحسن محمد «(3)» بن عمر بن بهته البزّار بقراءة أبي الفتح بن أبي الفوارس الحافظ عليه ببغداد فأقرَّ به، قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد بن عبد الرحمن بن عقدة الهمداني مولى بني هاشم قراءة عليه من أصل كتابه سنة ثلاثين وثلاثمائة لمّا قدم علينا بغداد، قال: حدثنا ابراهيم بن الوليد بن حمّاد، قال: أخبرنا أبي، قال: أخبرنا يحيى بن يعلى ... «(4)» إلى آخر المذكورص 273 من
ص: 34
طريق الحافظ ابن عقدة سنداً ومتناً «(1)».
19- الحافظ أبو سعد السمعاني، المتوفّى 562 «(2)»:
في كتابه فضائل الصحابة بالإسناد عن البراء بن عازب «(3)»،
ص: 35
بلفظ أحمد بن حنبل المذكورص 272 «(1)».
20- حجّة الإسلام أبو حامد الغزالي، المتوفّى 505:
قال في تأليفه سرّ العالمين: 9: أجمع الجماهير على متن الحديث من خطبتهصلى الله عليه و سلم في يوم غدير خمّ باتفاق الجميع وهو يقول: «مَن كنت مولاه فعلي مولاه»، فقال عمر: بخٍ بخٍ لك يا أبا الحسن، لقد أصبحت مولاي ومولى كل مؤمن ومؤمنة «(2)».
21- أبو الفتح الأشعري الشهرستاني، المتوفّى 548:
قال في الملل والنحل المطبوع في هامش الفصل لابن حزم 1:
220: ومثل ما جرى في كمال الإسلام وانتظام الحال حين نزل قوله تعالى: «يا أيّها الرسولُ بَلِّغ ما أُنزلَ إليك مِنْ رَبِّك وَ إنْ لَمْ تَفعلْ فَما بلَّغْتَ رسالته» «(3)»
، فلمّا وصل: إلى غدير خمّ أمر بالدرجات «(4)» فَقُمِ [- مْ] نَ ونادوا: الصلاة جامعة، ثمّ قال عليه السلام وهو على الرحال:
ص: 36
«مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ وال مَن والاه، وعاد مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله، وأدر الحق معه حيث دار، ألا هل بلّغتُ؟» ثلاثاً.
فادعت الإمامية أن هذا نصّصريحٌ، فإنّا ننظر مَن كان النبي مولى له وبأيّ معنى فيطّرد ذلك في حق علي، وقد فهمت الصحابة من التولية ما فهمناه «(1)»، حتى قال عمر حين استقبل علياً: طوبى لك يا علي، أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة «(2)».
22- أخطب الخطباء الخوارزمي الحنفي، المتوفّى 568:
أخرج في مناقبه: 94 عن أبي الحسن عليّ بن أحمد العاصمي الخوارزمي، عن إسماعيل بن أحمد الواعظ، عن الحافظ أبي بكر البيهقي، عن علي بن أحمد بن حمدان «(3)»، عن أحمد بن عبيد، عن أحمد بن سليمان المؤدّب، عن عثمان بن أبي شيبة، عن زيد بن الحباب، عن حمّاد بن سلمة، عن عليّ بن زيد بن جدعان، عن عديِّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول اللَّه صلى الله عليه و آله
ص: 37
في حجّه، حتّى إذا كنّا بين مكة والمدينة نزل النبي فأمر منادياً بالصلاة جامعة، قال: فأخذ بيد علي فقال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى، قال «(1)»: «فهذا وليُّ مَن أنا وليّه، اللهم والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، مَن كنت مولاه فعليُّ مولاه»، ينادي رسول اللَّه بأعلىصوته، فلقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال:
هنيئاً لك يا بن أبي طالب، أصبحت مولاي ومولى كلّ مؤمن ومؤمنة «(2)».
وبالإسناد المذكور عن الحافظ أبي بكر البيهقي، عن الحافظ أبي عبد اللَّه الحاكم، عن أبي يعلى الزبير بن عبد اللَّه الثوري «(3)»، عن أبي جعفر أحمد بن عبد اللَّه البزّاز، عن عليّ بن سعيد، عن ضمرة، عن ابن شوذب ... «(4)» إلى آخر الحديث المذكور من طريق الخطيب
ص: 38
البغدادي ص 232- 233 سنداً ومتناً «(1)».
23- أبو الفرج ابن الجوزي الحنبلي، المتوفّى 597:
أخرج في مناقبه من طريق أحمد بن حنبل بالإسناد عن البراء ابن عازب ... بلفظه المذكور «(2)».
24- فخر الدين الرازي الشافعي، المتوفّى 606:
رواه في تفسيره الكبير 3: 636 وفي طبعة 443 «(3)» بلفظ مرّص 219 «(4)».
25- أبو السعادات مجد الدين بن الأثير الشيباني، المتوفّى 606:
قال في النهاية 4: 246 بعد عدِّ معاني المولى: ومنه الحديث:
«مَن كنت مولاه فعلي مولاه» ... إلى أن قال: وقول عمر لعليٍّ:
ص: 39
أصبحت مولى كلِّ مؤمن «(1)».
26- أبو الفتح محمّد بن علي النطنزي:
أخرج في كتابه الخصائص العلويّة بإسناده حديث أبي هريرة بلفظه المذكور ... «(2)» من طريق الخطيب البغداديص 232 «(3)».
27- عزُّ الدين أبو الحسن بن الأثير الشيباني، المتوفّى 630:
أخرجه بإسناده عن البراء بن عازب بلفظ مرّص 178 «(4)».
ص: 40
28- الحافظ أبو عبد اللَّه الكنجي الشافعي، المتوفّى 658:
قال في كفاية الطالب: 16: أخبرنا الحافظ يوسف بن خليل الدمشقي بحلب، قال: أخبرنا الشريف أبو المعمّر محمّد بن حيدرة الحسيني الكوفي ببغداد. وأخبرنا أبو الغنائم محمد بن عليّ بن ميمون النرسي بالكوفة، أخبرنا أبو المثنّى دارم بن محمد بن زيد النهشلي، حدثنا أبو حكيم محمد بن إبراهيم بن السري التميمي، حدّثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني الشهير بابن عقدة، حدثنا إبراهيم بن الوليد بن حمّاد، أخبرنا أبي، أخبرنا يحيى ابن يعلى، عن حرب بنصبيح، عن ابن أخت حميد الطويل ... «(1)» إلى آخر ما مرّص 273 عن ابن عقدة سنداً ومتناً «(2)».
29- شمس الدين أبو المظفر سبط ابن الجوزي الحنفي، المتوفّى 654:
حكى في تذكرته: 18 عن فضائل أحمد بن حنبل بإسناده عن البراء بن عازب ... «(3)» باللفظ والسند المذكورينص 272 «(4)».
ص: 41
30- عمر بن محمد الملا:
رواه في وسيلة المتعبّدين عن البراء ... «(1)» بلفظ أحمد «(2)».
31- الحافظ أبو جعفر محبّ الدين الطبري الشافعي، المتوفّى 694:
أخرج في الرياض النضرة 2: 169 بطريق أحمد بن حنبل عن البراء وزيد بن أرقم ... «(3)» بلفظه المذكور «(4)»، ورواه في ذخائر العقبى: 67 من طريق أحمد بلفظ البراء بن عازب «(5)».
32- شيخ الإسلام الحمويني «(6)»، المتوفّى 722:
قال في فرائد السمطين في الباب الثالث عشر: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران بقراءتي عليه بمدينة نابلس في مسجده، قلت له: أخبرك القاضي أبو القاسم عبد الصمد
ابن محمد بن أبي الفضل الأنصاري الحرستاني إجازة، فأقرّ به، قال: أنبأ أبو عبد اللَّه محمد بن أبي الفضل العراوي «(7)» إجازة قال:
ص: 42
أنبأ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي الحافظ، قال: أنبأ الحاكم أبو يعلى «(1)» الزبير بن عبد اللَّه النوري «(2)»، نبّأ أبو جعفر أحمد ابن عبد اللَّه البزّاز، نبّأ عليُّ بن سعيد البرقي «(3)»، نبّأ ضمرة بن ربيعة، عن ابن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة ... «(4)»، بلفظ الخطيب البغدادي المذكورص 232 «(5)».
وقال: أخبرنا الإمام الزاهد وحيد الدين محمد بن أبي بكر «(6)» ابن أبي يزيد الجويني بقراءتي عليه بخير آباد «(7)» في جمادى الأول سنة ثلاث وستين وستمائة، قال: أنبأنا الإمام سراج الدين محمد بن أبي الفتوح اليعقوبي سماعاً، قال: أنبأنا والدي الإمام فخر الدين
أبو الفتوح بن أبي عبد اللَّه محمد بن عمر بن يعقوب، قال: أنبأنا الشيخ الإمام محمد بن عليّ بن الفضل القارئ «(8)».
ص: 43
وأخبرني السيّد الإمام الأطهر فخر الدين المرتضى بن محمود الحسيني الأشتري إجازةً في سنة إحدى وسبعين وستمائة بروايته عن والده، قال: أخبرني الإمام مجد الدين أبو القاسم عبد اللَّه بن محمد «(1)» القزويني، قال: أنبأنا جمال السنّة أبو عبد اللَّه محمد بن حمّويه بن محمد الجويني، قال: أنبأنا جمال الإسلام أبو المحاسن عليّ ابن شيخ الإسلام الفضل بن محمد الفارندي «(2)»، قال: أنبأنا الإمام عبد اللَّه بن علي شيخ وقته المشار إليه في الطريقة ومقدّم أهل الإسلام في الشريعة، قال: نبّأنا أبو الحسن علي بن محمد بن بندار القزويني بمكة، نبّأنا علي بن عمر بن محمد الحبري «(3)» قراءة عليه، نبّأنا محمد بن عبيدة القاضي، نبّأنا إبراهيم بن الحجّاج، نبّأنا حمّاد، عن عليّ بن زيد وأبي هارون العبدي، عن عديّ بن ثابت، عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع النبيّصلى الله عليه و سلم في حجّة الوداع، حتّى إذا كنّا بغدير خمّ فنادى «(4)» فينا الصلاة جامعة، وكسح للنبيّ تحت
شجرتين، فأخذ النبيّصلى الله عليه و سلم بيد علي وقال: «ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟» قالوا: بلى، قال: «ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا: بلى، قال: «أليس أزواجي أمّهاتهم؟» قالوا: بلى، فقال رسول
ص: 44
اللَّه: «فإنّ هذا مولى مَن أنا مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ من عاداه»، ولقيه عمر بن الخطاب بعد ذلك فقال له: هنيئاً لك يابن أبي طالب، أصبحتَ وأمسيتَ مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
ثم قال: أورده الإمام الحافظ شيخ السنّة أبو بكر أحمد بن الحسين البيهقي في فضائل أمير المؤمنين عليّ رضى الله عنه، ونقلته من خطّه المبارك.
وقال: أخبرنا الشيخ الإمام عماد الدين عبد الحافظ بن بدران ابن شبل بن طرحان «(1)» المقدسي بقراءتي عليه بمدينة نابلس، والشيخ الصالح محمّد بن عبد اللَّه الأنصاري «(2)» الحَرَستاني «(3)» إجازةً بروايته عن أبي عبد اللَّه محمد بن الفضل العراوي «(4)» إذناً بروايته عن الشيخ الإمام أبي بكر أحمد بن الحسين، قال: أنبأنا علي بن أحمد بن عُبيد «(5)»، قال: نبّأنا أحمد بن سليمان المؤدّب، قال: حدّثنا عثمان، قال: حدّثنا زيد بن الحباب، قال: حدّثنا حمّاد بن سلمة، عن
ص: 45
علي بن زيد بن جدعان، عن عديّ بن ثابت، عن البراء قال: أقبلنا مع رسول اللَّه ... الحديث «(1)».
33- نظام الدين القميُّ النيسابوري:
مرّت روايته بلفظ أبي سعيد الخدريص 221 «(2)».
34- ولي الدين الخطيب:
أخرج في مشكاة المصابيح- المؤلّف سنة 737-: 557 بطريق أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم ... بلفظه المذكورص 272 «(3)».
35- جمال الدين الزرندي المدني، المتوفّى سنة بضع وخمسين وسبعمائة:
رواه في كتابه [نظم] درر السمطين من طريق الحافظ أبي بكر
ص: 46
البيهقي بإسناده عن البراء بن عازب ... «(1)» باللفظ المذكور عن الحمويني «(2)»، وفيه: حتى إذا كنّا بغدير خمّ يوم الخميس ثامن عشر من ذي الحجة، فنودي فينا الصلاة جامعة.
36- أبو الفدا بن كثير الشامي الشافعي، المتوفّى 774:
روى في كتابه البداية والنهاية 5: 209- 210 بلفظ أحمد بن حنبل عن البراء بن عازب من طريق الحافظين أبي يعلى الموصلي والحسن بن سفيان المذكورين «(3)»، وعن البراء أيضاً من طريق ابن جرير عن أبي زرعة عن موسى بن إسماعيل المنقري عن حماد بن سلمة عن عليّ بن زيد وأبي هارون العبدي عن عديّ بن ثابت عن البراء، ومن حديث موسى بن عثمان الحضرمي عن أبي إسحاق السبيعي «(4)» عن البراء وزيدبن أرقم. وأخرج فيص 212 عن أبي هريرة بلفظ الخطيب البغدادي «(5)».
ص: 47
37- تقيّ الدين المقريزي المصري، المتوفّى 845:
ذكره في الخطط 2: 223 بطريق أحمد عن البراء بن عازب «(1)» بلفظه المذكور «(2)».
38- نور الدين ابن الصباغ المالكي المكي، المتوفّى 855:
حكاه في الفصول المهمة: 25 عن أحمد والحافظ البيهقي عن البراء بن عازب «(3)» بلفظهما المذكور «(4)».
39- القاضي نجم الدين الأذرعي الشافعي، المتوفّى 876:
قال في بديع المعاني: 75: وقد ورد أنّ عمر بن الخطاب
ص: 48
رضى الله عنه
حين سمع قول النبيّ صلى الله عليه و سلم: «من كنت مولاه فعليٌ مولاه» قال لعليّ رضى الله عنه:
«هنيئاً لك أصبحت مولى كلّ مؤمن ومؤمنة».
40- كمال الدين الميبُذي:
ذكر في شرح الديوان المعزوّ إلى أمير المؤمنين «(1)»: 406، حديث أحمد عن البراء بن عازب وزيد بن أرقم بلفظه المذكور «(2)».
41- جلال الدين السيوطي، المتوفّى 911:
رواه في جمع الجوامع «(3)» كما في كنز العمال 6: 397 «(4)» نقلًا عن الحافظ ابن أبي شيبة بلفظه المذكرص 272 «(5)».
42- نور الدين السمهودي المدني الشافعي، المتوفى 911:
رواه في كتابه وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى 2: 173 «(6)» نقلًا عن أحمد بطريقه عن البراء وزيد «(7)».
ص: 49
43- أبو العباس شهاب الدين القسطلاني، المتوفّى 923:
قال في المواهب اللدنيّة 2: 13 في معنى المولى: وقول عمر:
أصبحت مولى كلّ مؤمن، أي: ولي كلّ مؤمن «(1)».
44- السيّد عبد الوهاب الحسيني البخاري، المتوفّى 932:
مرّ لفظهص 221 «(2)».
45- ابن حجر العسقلاني الهيتمي، المتوفّى 973:
قال في الصواعق المحرقة: 26 في مفاد الحديث: سلّمنا أنّه أولى، لكن لانسلّم أنّ المراد أنّه أولى بالإمامة، بل بالاتباع والقرب منه ...
إلى أن قال: وهو الذي فهمه «(3)» أبو بكر وعمر، وناهيك بهما من
ص: 50
الحديث، فإنّهما لمّا سمعاه قالا له: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة، أخرجه الدارقطني.
46- السيّد علي بن شهاب الدين الهمداني:
رواه في مودة القربى بلفظ البراء «(1)».
47- السيّد محمود الشيخاني القادري المدني:
قال في كتابه الصراط السوي في مناقب آل النبي: أخرج أبو يعلى والحسن بن سفيان في مسنديهما، عن البراء بن عازب رضى الله عنه قال: كنّا مع رسول اللَّه في حجة الوداع، ... إلى آخر اللفظ المذكور عنهما «(2)».
ثمّ قال: قال الحافظ الذهبي: هذا حديثٌ حسنٌ اتفق على ما ذكرنا جمهور أهل السنة. انتهى.
ثمّ قال في بيان ما هو الصحيح من خطبة الغدير: والصحيح ممّا ذكرنا أيضاً قولهصلى الله عليه و سلم: «ألست أولى بكلّ مؤمن من نفسه؟» قالوا:
بلى، قال: «فإنّ هذا مولى مَن كنت مولاه، اللهمّ وال من والاه، وعاد من عاداه»، فلقيه عمر رضى الله عنه فقال: هنيئاً لك أصبحت
ص: 51
وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.
انتهى ما هو الصحيح والحسان، وليس في ذلك من مخترعات المدعي ومفترياته ... إلى آخره «(1)».
يأتي تمام كلامه في الكلمات حول سند الحديث «(2)».
48- شمس الدين المناوي الشافعي، المتوفّى 1031:
قال في فيض القدير «(3)» 6: 218: لَمّا سمع أبو بكر وعمر ذلك- حديث الولاية- قالا فيما أخرجه الدارقطني عن سعد بن أبي وقاص: أمسيت يابن أبي طالب مولى كل مؤمن ومؤمنة.
49- الشيخ أحمد باكثير المكي الشافعي، المتوفّى 1047:
رواه في وسيلة المآل في عدّ مناقب الآل، بلفظ البراء بن عازب «(4)».
50- أبو عبد اللَّه الزرقاني المالكي، المتوفّى 1122:
ص: 52
قال في شرح المواهب 7: 13: روى الدارقطني عن سعد قال:
لمّا سمع أبو بكر وعمر ذلك قالا: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
51- حسام الدين بن محمد با يزيد السهارنپوري:
ذكره في مرافض الروافض، بلفظ مرّص 143 «(1)».
52- ميرزا محمد البدخشاني:
ذكره في كتابيه مفتاح النجا في مناقب آل العبا، ونزل الأبرار بماصحّ في أهل البيت الأطهار «(2)»، عن البراء وزيد من طريق أحمد «(3)».
ص: 53
53- الشيخ محمدصدر العالم:
ذكره في معارج العلى في مناقب المرتضى «(1)»، من طريق أحمد عن البراء وزيد «(2)».
54- أبو وليّ اللَّه أحمد العمري الدهلوي، المتوفّى 1176:
مرّ لفظهص 144 «(3)».
55- السيّد محمد الصنعاني، المتوفّى 1182:
ذكر في الروضة الندية شرح التحفة العلوية «(4)»، عن محبّ الدين
الطبري ما أخرجه من طريق أحمد عن البراء «(5)».
ص: 54
56- المولوي محمد مبين اللكهنوي:
ذكره في وسيلة النجاة عن البراء وزيد «(1)».
57- المولوي وليّ اللَّه اللكهنوي:
ذكره في مرآة المؤمنين في مناقب أهل بيت سيّد المرسلين بلفظ أحمد «(2)».
ثمّ قال: وفي رواية: بخٍ بخٍ لك يا عليّ أصبحت وأمسيت ... إلى آخره «(3)».
58- محمد محبوب العالم:
ذكر في تفسير شاهي، عن أبي سعيد الخدري «(4)»، ما مرّ فيص 221، بلفظ النيسابوري «(5)».
59- السيّد أحمد زيني دحلان المكي الشافعي، المتوفّى 1304:
قال في الفتوحات الإسلامية 2: 306: وكان عمر رضى الله عنه يحبّ
ص: 55
عليّ بن أبي طالب وأهل بيت رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم، وقد جاء عنه في ذلك شي ء كثير، فمن ذلك: أنّه لمّا قال النبي صلى الله عليه و سلم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه» قال أبو بكر وعمر رضي اللَّه عنهما: أمسيت يابن أبي طالب مولى كلّ مؤمن ومؤمنة.
60- الشيخ محمد حبيب اللَّه الشنقيطي المدني المالكي:
ذكره في كفاية الطالب في حياة علي بن أبي طالب: 28 من طريق ابن السمان عن البراء بن عازب، ومن طريق أحمد عن زيد ابن أرقم باللفظ المذكور «(1)» «(2)».
ص: 56
ص: 57
ص: 58
ص: 59
ص: 60
ص: 61
ص: 62
ص: 63
ص: 64
إنّ هذه التهنئة المشفوعة بأمر من مصدر النبوة، والمصافقة بالبيعة المذكورة مع ابتهاج النبي بها بقوله: «الحمد للَّه الذي فضّلنا على جميع العالمين»، على ما عرفته من نزول الآية الكريمة في هذا اليوم المشهود، الناصّة بإكمال الدين، وإتمام النعمة، ورضى الربِّ فيما وقع فيه.
وقد عرف ذلك طارق بن شهاب الكتابي الذي حضر مجلس
ص: 65
عمر بن الخطاب، فقال: لو نزلت فينا هذه الآية «(1)» لاتخذنا يوم نزولها عيداً «(2)»، ولم ينكرها عليه أحدٌ من الحضور، وصدر من عمر ما يشبه التقرير لكلامه، وذلك بعد نزول آية التبليغ، وفيها ما يشبه التهديد إن تأخّر عن تبليغ ذلك النصّ الجلي، حذار بوادر الدهماء من الأُمة.
كلُّ هذه لا محالة قد أكسب هذا اليوم منعةً وبذخاً ورفعةً وشموخاً، سرّ موقعهاصاحب الرسالة الخاتمة وأئمة الهدى ومن اقتصّ أثرهم من المؤمنين، وهذا هو الذي نعنيه من التعيّد به.
وقد نوّه به رسول اللَّه فيما رواه فرات بن إبراهيم الكوفي في القرن الثالث، عن محمد بن ظهير، عن عبد اللَّه بن الفضل الهاشمي، عن
ص: 66
الإمام الصادق، عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول اللَّهصلى الله عليه و آله: «يوم غدير خمّ أفضل أعياد أمّتي، وهو اليوم الذي أمرني اللَّه تعالى ذكره بنصب أخي علي بن أبي طالب علماً لأمّتي يهتدون به من بعدي، وهو اليوم الذي أكمل اللَّه فيه الدين وأتمّ على أمّتي فيه النعمة، ورضي لهم الاسلام ديناً» «(1)».
كما يُعرب عنه قولهصلى الله عليه و آله في حديث أخرجه الحافظ الخركوشي كما مرّص 274: «هنِّئوني هنِّئوني» «(2)».
واقتفى اثر النبيّ الأعظم أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السلام نفسه، فاتّخذه عيداً، وخطب فيه سنة اتفق فيها الجمعة والغدير، ومن خطبته قوله:
إنّ اللَّه عزّوجلّ جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين، ولايقوم أحدهما إلّابصاحبه، ليكمل عندكم جميلصنعه، ويقفكم على طريق رشده، ويقفو بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، ويسلككم منهاج قصده، ويوفّر عليكم هني ء رفده، فجعل الجمعة مجمعاً ندب إليه لتطهير ما كان قبله، وغسل ما اوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله، وذكرى
ص: 67
للمؤمنين، وتبيان خشية المتّقين، ووهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيّام قبله، وجعله لايتمّ إلّا بالائتمار لما أمر به، والإنتهاء عمّا نهى عنه، والبخوع بطاعته فيما حثّ عليه وندب إليه، فلا يُقبل توحيده إلّابالاعتراف لنبيّه صلى الله عليه و آله بنبّوته، ولا يقبل ديناً إلّابولاية من أمر بولايته، ولا تنتظم أسباب طاعته إلّابالتمسك بعصمه وعصم أهل ولايته، فأنزل على نبيّهصلى الله عليه و آله في يوم الدوح ما بيّن به عن إرادته في خلصائه وذوي اجتبائه، وأمره بالبلاغ وترك الحفل بأهل الزيغ والنفاق، وضمن له عصمته منهم.
إلى أن قال:
عودوا رحمكم اللَّه بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم، وبالبرّ بإخوانكم، والشكر للَّه عزّوجلّ على ما منحكم، وأجمعوا يجمع اللَّه شملكم، وتبارّوا يصل اللَّه ألفتكم، وتهادوا نعمة اللَّه كما منّكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله أو بعده إلّافي مثله، والبرّ فيه يثمر المال ويزيد في العمر، والتعاطف فيه يقتضي رحمة اللَّه وعطفه، وهيّئوا لإخوانكم وعيالكم عن فضله بالجهد من وجودكم، وبما تناله القدرة من استطاعتكم، وأظهروا البِشر فيما بينكم والسرور في ملاقاتكم ... الخطبة «(1)».
ص: 68
وعرفه أئمّة العترة الطاهرةصلوات اللَّه عليهم فسمّوه عيداً، وأمروا بذلك عامّه المسلمين، ونشروا فضل اليوم ومثوبة مَن عمل البرّ فيه:
ففي تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي في سورة المائدة، عن جعفر بن محمّد الأزدي، عن محمّد بن الحسين الصائغ، عن الحسن بن علي الصيرفي، عن محمّدالبزّاز، عن فرات بن أحنف، عن أبي عبداللَّه عليه السلام.
قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة؟
قال: فقال لي: نعم أفضلها وأعظمها وأشرفها عند اللَّه منزلة هو «(1)» اليوم الذي أكمل اللَّه فيه الدين وأنزل على نبيّه محمّد: «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا».
قال قلت: وأيّ يوم هو؟
قال: فقال لي: إنّ أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصيّة والإمامة من بعده «(2)» ففعل ذلك جعلوا ذلك اليوم عيداً، وإنّه اليوم الذي نصب فيه رسول اللَّهصلى الله عليه و آله عليّاً للناس علماً،
ص: 69
وأنزل فيه ما أنزل، وكمل فيه الدين، وتمّت فيه النعمة على المؤمنين.
قال: قلت: وأيّ يوم هو في السنة؟
قال: فقال لي: إنّ الأيّام تتقدَّم وتتأخّر، وربما كان يوم السبت والأحد والإثنين إلى آخر الأيام السبعة «(1)».
قال: قلت: فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم؟
قال: هو يوم عبادة وصلاة وشكر للَّه وحمد له وسرور لما منّ اللَّه به عليكم من ولايتنا، فإنّي أُحبّ لكم أن تصوموه «(2)».
وفي الكافي لثقة الإسلام الكليني 1: 303 عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام.
قال: قلت: جعلت فداك للمسلمين عيد غير العيدين؟
قال: نعم ياحسن، أعظمهما وأشرفهما.
قلت: وأيّ يوم هو؟
قال: يوم «(3)» نصب أمير المؤمنين عليه السلام علماً للناس.
ص: 70
قلت: جعلت فداك، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟
قال: تصوم «(1)» يا حسن، وتكثر الصلاة على محمد وآله، وتبرأ إلى اللَّه ممّن ظلمهم، فإنّ الأنبياءصلوات اللَّه عليهم كانت تأمر الأوصياء اليوم «(2)» الذي كان يُقام فيه الوصيُّ أن يتّخذ عيداً.
قال: قلت: فما لمنصامه؟
قالصيام ستّين شهراً «(3)» «(4)».
وفي الكافي أيضاً 1: 204 عن سهل بن زياد، عن عبد الرحمن ابن سالم، عن أبيه قال: سألت أبا عبد اللَّه عليه السلام هل للمسلمين عيدٌ غير يوم الجمعة والأضحى والفطر؟
قال: نعم أعظمها حرمةً.
قلت: وأيّ عيد هو جعلت فداك؟
قال: اليوم الذي نصب فيه رسول اللَّه صلى الله عليه و آله أمير المؤمنين وقال: «مَن كنت مولاه فعليٌّ مولاه».
قلت: وأيّ يوم هو؟
ص: 71
قال: وما تصنع باليوم، إنّ السنة تدور، ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجّة.
فقلت: ما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم؟
قال: تذكرون اللَّه عزّ ذكره فيه بالصيام والعبادة والذكر لمحمّد وآل محمّد، فإنَّ رسول اللَّهصلى الله عليه و آله أوصى أمير المؤمنين عليه السلام أن يتّخذوا «(1)» ذلك اليوم عيداً، وكذلك كانت الأنبياء تفعل، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيداً «(2)».
وباسناده عن الحسين بن الحسن الحسيني، عن محمد بن موسى الهمداني، عن علي بن حسان الواسطي، عن علي بن الحسين العبدي قال:
سمعت أبا عبد اللَّه عليه السلام يقول:صيام يوم غدير خم يعدل عند اللَّه في كلّ عام مائة حجة ومائة عمرة مبرورات متقبّلات، وهو عيد اللَّه الأكبر ... الحديث «(3)».
وفي الخصال لشيخنا الصدوق، باسناده عن المفضل بن عمر
ص: 72
قال:
قلت لأبي عبد اللَّه عليه السلام: كم للمسلمين من عيد؟
فقال: أربعة أعياد.
قال: قلت: قد عرفت العيدين والجمعة.
فقال لي: أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول اللَّهصلى الله عليه و آله أمير المؤمنين عليه السلام ونصبه للناس علماً.
قال: قلت: ما يجب علينا في ذلك اليوم؟
قال: يجب «(1)» عليكمصيامه شكراً للَّه وحمداً له، مع أنّه أهل أن يشكر كلّ ساعة، كذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يُقام فيه الوصيّ ويتّخذونه عيداً ... الحديث «(2)».
وفي المصباح لشيخ الطائفة الطوسي: 513 عن داود الرقّي، عن أبي هارون عمّار بن حريز العبدي قال:
دخلت على أبي عبد اللَّه عليه السلام في اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة فوجدتهصائماً، فقال لي: هذا يومٌ عظيم، عظّم اللَّه حرمته
ص: 73
على المؤمنين، وأكمل لهم فيه الدين، وتمّم عليهم النعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من العهد والميثاق.
فقيل له: ما ثوابصوم هذا اليوم؟
قال: إنّه يوم عيد وفرح وسرور، ويومصوم شكراً للَّهِ، وإنَّصومه يعدل ستّين شهراً من أشهر الحرم ... الحديث «(1)».
وروى عبد اللَّه بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن أبي الحسن الليثي، عن أبي عبد اللَّه عليه السلام:
أنّه قال لمن حضره من مواليه وشيعته: أتعرفون يوماً شيّد اللَّه به الإسلام، وأظهر به منار الدين، وجعله عيداً لنا ولموالينا وشيعتنا؟
فقالوا: اللَّه ورسوله وابن رسوله أعلم، أيوم الفطر هو يا سيّدنا؟
قال: لا.
قالوا: أفيوم الأضحى هو؟
قال: لا، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجّة، وأنّ رسول
ص: 74
اللَّه صلى الله عليه و آله لَمّا انصرف من حجّة الوداع وصار بغدير خمّ ... الحديث «(1)».
وفي حديث الحميري بعد ذكرصلاة الشكر يوم الغدير وتقول في سجودك: اللهمّ إنّا نُفرِّج وجوهنا في يوم عيدنا الذي شرَّفتنا فيه بولاية مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالبصلى اللَّه عليه «(2)».
وقال الفيّاض بن محمّد بن عمر الطوسي سنة تسع وخمسين ومائتين وقد بلغ التسعين: إنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في يوم الغدير وبحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للافطار، وقد قدّم إلى منازلهم الطعام والبرّ والصِّلات والكسوة حتّى الخواتيم والنعال، وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته وجدّدت لهم آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه، وهو يذكر فضل اليوم وقِدمه «(3)».
وفي مختصر بصائر الدرجات، بالإسناد عن محمّد بن العلاء الهمداني الواسطي ويحيى بن جريح البغدادي، قالا في حديث:
قصدنا جميعاً أحمد بن إسحاق القميصاحب الإمام أبي محمّد العسكري المتوفّى 260 بمدينة قم، وقرعنا عليه الباب، فخرجت إلينا من دارهصبيّة عراقيّة، فسألناها عنه، فقالت: هو مشغولٌ
ص: 75
بعيده فإنّه يوم عيد، فقلنا: سبحان اللَّه أعياد الشيعة أربعة:
الأضحى والفطر والغدير والجمعة ... الحديث «(1)».
ص: 76
إلى هنا أوقفك البحث والتنقيب على حقيقة هذا العيد وصلته بالأمة جمعاء، وتقادم عهده المتّصل بالدور النبوي.
ثمّ جاء من بعده متواصلة العُرى من وصيّ إلى وصيّ يُعلم به أئمّة الدين، ويشيد بذكره أمناء الوحي، كالإمامين أبي عبد اللَّه الصادق وأبي الحسن الرضا بعد أبيهم أمير المؤمنينصلوات اللَّه عليهم، وقد توفّي هذان الإمامان ونُطف البويهييّن لم تنعقد بعدُ، وقد جاءت أخبارهما مروية في تفسير فرات والكافي المؤلَّفين في
ص: 77
القرن الثالث، وهذه الأخبار هي مصادر الشيعة ومداركها في اتّخاذ يوم الغدير عيداً منذ عهد طائل في القِدَم، ومنذصدور تلكم الكلم الذهبيّة من معادن الحُكم والحِكَم.
إذا عرفت هذا، فهلمّ معي نسائل النويري والمقريزي عن قولهما: إنّ هذا العيد ابتدعه معزّ الدولة عليّ بن بُويه سنة 352.
قال الأول في نهاية الأرب في فنون الأدب 1: 177 في ذكر الأعياد الإسلاميّة:
وعيدٌ ابتدعته الشيعة، وسمّوه عيد الغدير، وسبب اتخاذهم له مؤاخاة النبيصلى الله عليه و سلم علي بن أبي طالب يوم غدير خمّ، والغدير: على ثلاثة أميال من الجحفة بسرّة الطريق قالوا: وهذا الغدير تَصُبُّ فيه عين وحوله شجرٌ كبير «(1)» ملتفّ بعضها ببعض، وبين الغدير والعين مسجد رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم، واليوم الذي ابتدعوا فيه هذا العيد هو الثامن عشر من ذي الحجة، لأن المؤاخاة كانت فيه في سنة عشر من الهجرة، وهي حجّة الوداع، وهم يحيون ليلتها بالصلاة ويُصلّون فيصبيحتها ركعتين قبل الزوال، وشعارهم فيه لبس الجديد وعتق الرقاب وبرّ الأجانب والذبائح. وأول من أحدثه معزّ الدولة أبو الحسن عليّ بن بُويه، على ما نذكره إن شاء اللَّه في أخباره في سنة
ص: 78
352. ولمّا ابتدع الشيعة هذا العيد واتخذ [و] ه من سننهم، عمل
عوام السنّة يوم سرور نظير عيد الشيعة في سنة 389، وجعلوه بعد عيد الشيعة بثمانية أيام، وقالوا: هذا يوم دخول رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم الغار هو وأبو بكر الصديق، وأظهروا في هذا اليوم الزينة ونصب القباب وإيقاد النيران. انتهى «(1)».
وقال المقريزي في الخطط 2: 222: عيد الغدير لم يكن عيداً مشروعاً ولا عمله أحد من سالف الأمّة المقتدى بهم، وأول ما عرف في الإسلام بالعراق أيّام معزّ الدولة عليّ بن بُويه، فإنّه أحدثه سنة 352، فاتّخذه الشيعة من حينئذ عيداً. انتهى «(2)».
وما عساني أن أقول في بحّاثة يكتب عن تأريخ الشيعة قبل أن يقف على حقيقته، أو أنه عرف نفس الأمر فنسيها عند الكتابة، أو أغضى عنها لأمر دبّر بليل، أو أنّه يقول ولا يعلم ما يقول، أو أنّه ما يبالي بما يقول.
أوَ ليس المسعودي المتوفّى 346 يقول في التنبيه والأشراف:
ص: 79
221: وولد علي رضى الله عنه وشيعته يعظِّمون هذا اليوم؟!.
أو ليس الكليني الراوي لحديث عيد الغدير في الكافي توفّي سنة 329، وقبله فرات بن إبراهيم الكوفي المفسّر الراوي لحديثه الآخر في تفسيره الموجود عندنا الذي هو في طبقة مشايخ ثقة الإسلام الكليني المذكور؟! فالكتب هذه أُلِّفت قبل ما ذكراه- النويري والمقريزي- من التأريخ (352).
أوَ ليس الفيّاض بن محمد بن عمر الطوسي قد أخبر به سنة 259، وذكر أنّه شاهد الإمام الرضا سلام اللَّه عليه المتوفى سنة 203 يتعيّد في هذا اليوم ويذكر فضله وقدمه، ويروي ذلك عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السلام؟!
والإمام الصادق المتوفّى سنة 148 قد علّم أصحابه بذلك كلّه، وأخبرهم بما جرت عليه سنن الأنبياء من اتخاذ يوم نصبوا فيه خلفاءهم عيداً، كما جرت به العادة عند الملوك والأُمراء من التعيّد في أيام تسنّموا فيها عرش الملك.
وقد أمر أئمّة الدين عليهم السلام في عصورهم القديمة شيعتهم بأعمال بِرِّيّة ودعوات مخصوصة بهذا اليوم وأعمال وطاعات خاصة به.
والحديث الذي مرّ عن مختصر بصائر الدرجات يُعرب عن كونه من أعياد الشيعة الأربعة المشهورة في أوائل القرن الثالث الهجري.
ص: 80
هذه حقيقة عيد الغدير، لكن الرجلين أرادا طعناً بالشيعة، فأنكرا ذلك السلف الصالح، وصوّراه بدعة معزوّة إلى معزّ الدولة، وهما يحسبان أنّه لا يقف على كلامهما مَن يعرف التاريخ فيناقشهما الحساب.
«فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنَالِك وَانْقَلَبُواصَاغِرِينَ»
(الأعراف/ 116- 117)
ص: 81
ص: 82
ولمّا عرفت من تعيينصاحب الخلافة الكبرى للملوكيّة الإسلامية ونيله ولاية العهد النبوي، كان من الحريّ تتويجه بما هو شارة الملوك و سمة الأمراء، و لمّا كانت التيجان المكلّلة بالذهب والمرصع [- ة] بالجواهر من شناشن ملوك الفرس، ولم يكن للعرب منها بدلٌ إلّا العمائم، فكان لا يلبسها إلّاالعظماء والأشراف منهم، ولذلك جاء عن رسول اللَّهصلى الله عليه و آله قوله: «العمائم تيجان العرب»، رواه القضاعي «(1)»
ص: 83
والديلمي «(1)»، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير 2: 155 «(2)»، وأورده ابن الأثير في النهاية «(3)».
وقال المرتضى الحنفي الزبيدي في تاج العروس 2: 12: التاج:
الإكليل والفضة والعمامة، والأخير على التشبيه جمع تيجان وأتواج، والعرب تسمّي العمائم: التاج، وفي الحديث: «العمائم تيجان العرب» جمع تاج، وهو: ما يُصاغ للملوك من الذهب والجوهر، أراد: أنّ العمائم بمنزلة التيجان للملوك، لأنهم أكثر ما يكونون في البوادي مكشوفي الرؤوس أو بالقلانس، والعمائم فيهم قليلة، والأكاليل تيجان ملوك العجم، وتوّجه أي: سوّده وعمّمه.
وفي 8: 410: ومن المجاز عُمّم بالضم أي: سوّد، لأن تيجان العرب العمائم، فكلّما قيل في العجم: توّج من التاج، قيل في العرب:
عمّم، قال: وفيهم إذ عمّم المعمّم، وكانوا إذا سوّدوا رجلًا عمّموه عمامة حمراء، وكانت الفرس تتوّج ملوكها فيقال له: المتوّج.
وعدّ الشبلنجي في نور الأبصار: 25 من ألقاب رسول اللَّه صلى الله عليه و آله:
صاحب التاج، فقال: المراد العمامة، لأن العمائم تيجان العرب كما
ص: 84
جاء في الحديث «(1)».
فعلى هذا الأساس، عمّمه رسول اللَّهصلى الله عليه و آله هذا اليوم بهيئة خاصّة تُعرب عن العظمة والجلال، وتوّجه بيده الكريمة بعمامته (السحاب) في ذلك المحتشد العظيم، وفيه تلويحٌ أنّ المتوّج بها مقيَّض- بالفتح- بإمرة كإمرتهصلى الله عليه و آله و سلم، غير أنّه مبلّغ عنه وقائمٌ مقامه من بعده.
روى الحافظ عبد اللَّه بن أبي شيبة، وأبو داود الطيالسي «(2)»، وابن منيع البغوي، وأبو بكر البيهقي، كما في كنز العمال 8: 60 «(3)» عن عليّ قال: عمّمني رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم يوم غدير خم بعمامة فسدلها خلفي.
وفي لفظ: فسدل طرفها على منكبي.
ثم قال: «إنّ اللَّه أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمّون هذه العمّة».
وقال: «إن العمامة حاجزةٌ بين الكفر والإيمان».
ورواه من طريق السيوطي عن الأعلام الأربعة السيد أحمد
ص: 85
القشاشي «(1)» في السمط المجيد «(2)».
وفي كنز العمال 8: 60، عن مسند عبد اللَّه بن الشخير، عن عبدالرحمن بن عدي البحراني، عن أخيه عبد الأعلى بن عديّ: أنّ رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم دعا عليّ بن أبي طالب فعمّمه وأرخى عَذَبةَ «(3)» العمامة من خلفه (الديلمي) «(4)».
وعن الحافظ الديلمي، عن ابن عبّاس قال: لَمّا عمّم رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم عليّاً بالسحاب «(5)» قال له: «يا علي العمائم تيجان العرب» «(6)».
وعن ابن شاذان في مشيخته، عن علي: أنّ النبيصلى الله عليه و سلم عمّمه بيده، فذنب العمامة من ورائه ومن بين يديه، ثم قال له النبيصلى الله عليه و سلم: «أدبر»، فأدبر، ثم قال له: «أقبل»، فأقبل، وأقبل على أصحابه، فقال النبيصلى الله عليه و سلم: «هكذا تكون تيجان الملائكة» «(7)».
ص: 86
وأخرج الحافظ أبو نعيم في معرفة الصحابة، ومحبّ الدين الطبري في الرياض النضرة 2: 217 «(1)»، عن عبد الأعلى بن عديّ النهرواني: أنّ رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم دعا عليّاً يوم غدير خم فعمّمه، وأرخى عَذَبة العمامة من خلفه.
وذكره العلامة الزرقاني في شرح المواهب 5: 10.
وأخرج شيخ الإسلام الحمويني في الباب الثاني عشر من فرائد السمطين، من طريق أحمد بن منيع، بإسناد فيه عدةٌ من الحفّاظ الأثبات، عن أبي راشد، عن علي قال: قال رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم:
«إنّ اللَّه عزّوجلّ أيّدني يوم بدر وحنين بملائكة معتمّين هذه العمّة، والعمّة الحاجز بين المسلمين والمشركين»، قاله لعليّ لمّا عمّمه يوم غدير خم بعمامة سدل طرفها على منكبه «(2)».
وأخرج بإسناد آخر من طريق الحافظ أبي سعيد الشاشي المترجمص 103 «(3)» أنّ رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم عمّم عليّ بن أبي طالب رضى الله عنه
عمامته السحاب، فأرخاها من بين يديه ومن خلفه، ثم قال:
«أقبل»، فأقبل، ثم قال: «أدبر»، فأدبر، قال: «هكذا جاءتني
ص: 87
الملائكة» «(1)».
وبهذا اللفظ رواه جمال الدين الزرندي الحنفي في نظم درر السمطين «(2)»، وجمال الدين الشيرازي في أربعينه «(3)»، وشهاب الدين أحمد في توضيح الدلائل «(4)»، وزادوا: ثم قالصلى الله عليه و سلم: «من كنت مولاه فعليّ مولاه، اللهمّ والِ مَن والاه، وعادِ مَن عاداه، وانصر مَن نصره، واخذل مَن خذله».
وأخرج الحمويني بإسناد آخر، من طريق الحافظ أبي عبد الرحمن بن عائشة، عن عليّ قال: عمّمني رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم يوم غدير خم بعمامة، فسدل نمرقها «(5)» على منكبي وقال: «إنّ اللَّه أيّدني «(6)» يوم بدر وحنين بملائكة معتمين بهذه العمامة «(7)».
وبهذااللفظ رواه ابن الصبّاغ المالكي في الفصول المهمة: 27 «(8)»،
ص: 88
والحافظ الزرندي في نظم درر السمطين «(1)»، والسيد محمود القادري المدني في الصراط السوي «(2)» «(3)».
ص: 89
قال أبو الحسين الملطي «(1)» في التنبيه والردّ: 26: قولهم- يعني الروافض- عليّ في السحاب، فإنّما ذلك قول النبيصلى الله عليه و سلم لعلي: «أقبل» وهو معتمّ بعمامة للنبيصلى الله عليه و سلم كانت تُدعى السحاب، فقالصلى الله عليه و سلم: «قد أقبل عليّ في السحاب»، يعني: في تلك العمامة التي تسمّى السحاب، فتأولوه هؤلاء على غير تأويله «(2)».
وقال الغزالي كما في البحر الزخار: 215: كانت له عمامة تسمّى السحاب، فوهبها من عليّ، فربما طلع عليّ فيها فيقولصلى الله عليه و سلم: «أتاكم عليّ في السحاب» «(3)».
وقال الحلبي في السيرة 3: 369: كان لهصلى الله عليه و سلم عمامة تسمّى السحاب كساها عليّ بن أبي طالب كرم اللَّه وجهه، فكان ربما طلع عليه عليّ كرم اللَّه وجهه فيقولصلى الله عليه و سلم: «أتاكم عليّ في السحاب»،
ص: 90
يعني: عمامته التي وهبها لهصلى الله عليه و سلم «(1)» «(2)».
قال الأميني: هذا معنى ما يُعزى إلى الشيعة من قولهم: إن علياً في السحاب، ولم يأوّله أيّ أحد منهم قطّ من أول يومهم على غير تأويله كما حسبه الملطي، وإنّما أوّله الناس افتراءً علينا، واللَّه من ورائهم حسيب.
فيوم التتويج هذا أسعد يوم في الإسلام،
ص: 91
وأعظم عيد لموالي أمير المؤمنين عليه السلام، كما أنه مثار حنق وأحقاد لمن ناوأه من النواصب.
«وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ* وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ* تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ» سورة عبس «(1)»
ص: 92
بما أنّ هذا اليوم يومٌ أكمل اللَّه به الدين وأتمّ النعمة على عباده، حيث رضي بمولانا أمير المؤمنين إماماً عليهم، ونصبه عَلماً للهدى، يحدو بالأُمة إلى سنن السعادة وصراط حقّ مستقيم، ويقيهم عن مساقط الهلكة ومهاوي الضلال، فلن تجد بعد يوم المبعث النبوي يوماً قد أُسبغت فيه النعم ظاهرةً وباطنةً، وشملت الرحمة الواسعة، أعظم من هذا اليوم الذي هو فرع ذلك الأساس المقدّس ومسدِّد تلك الدعوة القدسية.
كان من واجب كلّ فرد من أفراد الملأ الديني القيام بشكر تلكم
ص: 93
النعم بأنواع من مظاهر الشكر، والتزلّف إليه سبحانه بما يتسنّى له من القرَب منصَلاة وصوم وبرّ وصلة رحم وإطعام واحتفال باليوم بما يناسب الوقت والمجتمع، وفي المأثور من ذلك أشياء، منها:
الصوم.
أخرج الحافظ أبو بكر الخطيب البغدادي المتوفّى 463، في تاريخه 8: 290، عن عبد اللَّه بن علي بن محمد بن بشران، عن الحافظ علي بن عمر الدارقطني، عن أبي نصر حبشون الخلال، عن علي بن سعيد الرملي، عن ضمرة بن ربيعة، عن عبد اللَّه بن شوذب، عن مطر الوراق، عن شهر بن حوشب، عن أبي هريرة قال: قال:
منصام يوم ثمان عشر من ذي الحجة كتب لهصيام ستين شهراً، وهو يوم غدير خم، لمّا أخذ النبيصلى الله عليه و سلم بيد عليّ بن أبي طالب فقال:
«ألست ولي المؤمنين؟» قالوا: بلى يا رسول اللَّه، قال: «من كنت مولاه فعليّ مولاه»، فقال عمر بن الخطاب: بَخٍ بَخٍ لك يا بن أبي طالبٍ، أصبحت مولاي ومولى كلّ مسلم، فأنزل اللَّه: «اليوم أكملت لكم دينكم» ومنصام يوم سبعة وعشرين من رجب كتب لهصيام ستين شهراً، وهو أول يوم نزل جبريل عليه السلام على محمدصلى الله عليه و سلم بالرسالة.
ص: 94
ورواه بطريق آخر عن علي بن سعيد الرملي.
وأخرج العاصمي في زين الفتى قال: أخبرنا محمد بن أبي زكريا، أخبرنا أبو إسماعيل بن محمد الفقيه، أخبرنا أبو محمد يحيى ابن محمد العلوي الحسيني، أخبرنا إبراهيم بن محمد العامي، أخبرنا حبشون بن موسى البغدادي، حدّثنا علي بن سعيد الشامي، حدّثنا ضمرة، عن ابن شوذب ... إلى آخر السند والمتن المذكورين، من دون ذكرصوم المبعث.
وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في مناقبه، عن أبي بكر أحمد بن محمد بن طاوان، قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن الحسين بن السماك، حدثني أبو محمد جعفر بن محمد بن نصير الخلدي، حدّثني علي بن سعيد الرملي ... إلى آخر السند والمتن «(1)».
ورواه سبط ابن الجوزي في تذكرته: 18 «(2)»، والخطيب الخوارزمي في مناقبه: 94 «(3)»- من طريق الحافظ البيهقي، عن الحافظ الحاكم النيسابوري ابن البيّعصاحب المستدرك، عن أبي يعلى الزبيري، عن أبي جعفر أحمد بن عبد اللَّه البزاز، عن علي بن سعيد الرملي ... إلى آخره- وشيخ الإسلام الحمويني في فرائد
ص: 95
1- أبو هريرة:
أجمع الجمهور على عدالته وثقته، فلا نحتاج إلى بسط المقال فيه.
ص: 97
2- شهر بن حوشب الأشعري:
عدّه الحافظ أبو نعيم من الأولياء، وأفرد له ترجمة ضافية في حليته 6: 59- 67.
وحكى الذهبي في ميزانه ثناء البخاري عليه، وذكر عن أحمد ابن عبد اللَّه العجلي، ويحيى، وابن شيبة، وأحمد، والنسوي ثقته «(1)».
وترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه 6: 343 وقال سُئل عنه الإمام أحمد فقال: ما أحسن حديثه ووثّقه وأثنى عليه، وقال مرّة:
ليس به بأس، وقال العجلي: هو شامي تابعي ثقة، ووثقه يحيى بن معين، وقال يعقوب بن شيبة: هو ثقةٌ على أنّ بعضهم طعن فيه «(2)».
وترجمه ابن حجر في تهذيب التهذيب 4: 370، وحكى عن أحمد ثقته وحسن حديثه والثناء عليه، وعن البخاري حسن حديثه وقوّة أمره، وعن ابن معين ثقته وثبته، وعن العجلي ويعقوب والنسوي ثقته، وعن أبي جعفر الطبري أنه كان فقيهاً قارئاً عالماً. وهناك من ضعّفه، فهو كما قال أبو الحسن القطّان: لم يسمع له حجّة «(3)».
وقد أخرج الحديث عنه البخاري ومسلم والأئمة الأربعة
ص: 98
الآخرون أرباب الصحاح: الترمذي، أبو داود، النسائي، ابن ماجة.
3- مطر بن طهمان الورّاق أبو رجاء الخراساني، مولى علي، سكن البصرة وأدرك أنساً:
عدّه الحافظ أبو نعيم من الأولياء، وأفرد له ترجمة في حليته 3:
75، وروى عن أبي عيسى أنه قال: ما رأيت مثل مطر في فقهه وزهده.
وترجمه ابن حجر في تهذيبه 10: 167، ونقل قول أبي نعيم المذكور، وذكر ابن حبّان له في الثقات، وعن العجليصدقه ونفي البأس عنه، وعن البزّاز: ليس به بأس رأى أنساً ولا نعلم أحداً يترك حديثه، مات 125، وقيل: 129، وقيل: قتله المنصور قرب 140 «(1)».
أخرج عنه الحديث البخاري، ومسلم وبقية الأئمّة الستّة أرباب الصحاح.
4- أبو عبد الرحمن بن شوذب:
ذكره الحافظ أبو نعيم من الأولياء في حليته 6: 129- 135،
ص: 99
وروى عن كثير بن الوليد أنّه قال: كنت إذا رأيت ابن شوذب ذكرت الملائكة.
وحكى الجزري في خلاصته: 170 عن أحمد وابن معين ثقته «(1)».
وفي تهذيب ابن حجر 5: 255 ما ملخّصه: سمع الحديث وتفقّه، كان من الثقات، قال سفيان الثوري: كان من ثقات مشايخنا، ونقل ابن خلفون توثيقه عن ابن نمير وغيره، وعن أبي طالب والعجلي وابن عمار وابن معين والنسائي: أنه ثقة، ولد 86، وتُوفّي 144/ 156/ 157، أخرج حديثه الأئمة الستّة غير مسلم، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه «(2)».
5- ضمرة بن ربيعة القرشي، أبو عبد اللَّه الدمشقي، المتوفّى 182- 200- 202:
ترجمه الحافظ ابن عساكر في تاريخه 7: 36، وحكى عن أحمد أنه قال: بلغني إنّه كان شيخاًصالحاً، وقال لما سئل عنه: ذلك الثقة المأمون رجلٌصالحٌ مليح الحديث، ونقل عن ابن معين ثقته، وعن ابن سعد: كان ثقةً مأموناً خيّراً لم يكن هناك أفضل منه، وعن ابن يونس: كان فقيهاً في زمانه «(3)».
ص: 100
وذكر الجزري في خلاصته: 150 ثقته عن أحمد والنسائي وابن معين وابن سعد «(1)».
وفي تهذيب ابن حجر ما ملخّصه: عن أحمد: رجلصالح الحديث من الثقات المأمونين لم يكن بالشام رجل يشبهه، وعن ابن معين والنسائي وابن حبان والعجلي: ثقةٌ، وعن أبي حاتم:
صالحٌ، وعن ابن سعد وابن يونس ما مرّ عنهما. أخرج الحديث من طريقه الأئمة أرباب الصحاح غير مسلم، وصحّح حديثه الحاكم في المستدرك والذهبي في تلخيصه «(2)».
6- أبو نصر علي بن سعيد أبي حملة الرملي:
المتوفى 216، كذا أرّخه البخاري «(3)».
وثّقه الذهبي في ميزان الاعتدال 2: 224 وقال: ما علمت به بأساً، ولا رأيت أحداً إلى الآن تكلَّم فيه، وهوصالح الأمر، ولم يُخرج له أحدٌ من أصحاب الكتب الستّة مع ثقته «(4)».
ص: 101
وترجمه بعنوان علي بن سعيد أيضاً وقال: يثبت في أمره كأنهصدوق «(1)».
واختار ابن حجر ثقته في لسانه 4: 227 وأورد على الذهبي وقال: إذا كان ثقة ولم يتكلّم فيه أحد فكيف تذكره في الضعفاء «(2)»!.
7- أبو نصر حبشون بن موسى بن أيوب الخلال المتوفّى 331:
ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 8: 289- 291 وقال: كان ثقةً يسكن باب البصرة من بغداد، وحكى عن الحافظ الدارقطني: أنهصدوق.
8- الحافظ عليّ بن عمر أبو الحسن البغدادي الشهير بدارقطنيصاحب السنن المتوفّى 385:
ترجمه الخطيب البغدادي في تاريخه 12: 34- 40 وقال: كان فريد عصره، وقريع دهره، ونسيج وحده، وإمام وقته، انتهى إليه علم الأثر والمعرفة بعلل الحديث، وأسماء الرجال، وأحوال الرواة، مع الصدق، والأمانة، والفقه، والعدالة، وقبول الشهادة، وصحّة الإعتقاد، وسلامة المذهب، والإضطلاع بعلوم سوى علم الحديث. وحكى عن أبي الطيب طاهر بن عبد اللَّه الطبري أنّه قال:
ص: 102
كان الدارقطني أمير المؤمنين في الحديث، وما رأيت حافظاً ورد بغداد إلّامضى إليه وسلّم له، يعني: فسلّم له التقدمة في الحفظ وعلوّ المنزلة في العلم، ثم بسط القول في ترجمته والثناء عليه.
وترجمه ابن خلكان في تاريخه 1: 359 وأثنى عليه «(1)»، والذهبي في تذكرته 3: 199- 203 وقال: قال الحاكم:صار الدارقطني أوحد عصره في الحفظ والفهم والورع، وإماماً في القرّاء والنحويّين، وأقمتُ في سنة سبع وستين ببغداد أربعة أشهر، وكثر اجتماعنا، فصادفته فوق ما وُصف لي، وسألته عن العلل والشيوخ، وله مصنّفات يطول ذكرها، فأشهد أنّه لم يخلف على أديم الأرض مثله ... إلى آخره «(2)».
وهناك توجد في كثير من المعاجم جمل الثناء عليه في تراجم ضافية لا نطيل بذكرها المقام، ولقد أطلنا القول في إسناد هذا الحديث لأن نوقفك على مكانته من الصحّة، وأنّ رجاله كلّهم ثقات، وبلغت ثقتهم من الوضوح حدّاً لا يسع معه أيّ محوّر للقول أو متمحّل في الجدل أن يغمز فيها، فتلك معاجم الرجال حافلة بوصفهم بكلّ جميل.
على أنّ ما فيه من نزول الآية الكريمة: «اليومَ أكملتُ لَكُم
ص: 103
دينكم» «(1)»
يوم غدير خمّ معتضدٌ بكلّ ما أسلفناه من الأحاديث الناصّة بذلك، وفي رواتها مثل: الطبري «(2)»، وابن مردويه «(3)»، وأبي نعيم «(4)»، والخطيب «(5)»، والسجستاني «(6)»، وابن
ص: 104
عساكر «(1)»، والحسكاني «(2)»، وأضرابهم من الأئمة والحفّاظ، راجعص 230- 238 «(3)».
فإذا وضح لديك ذلك فهلم معي إلى ما يتعقّبه ابن كثير «(4)» هذا الحديث، ويحسب أنّه حديث منكَر بل كذب، لِما رُوي من نزول الآية يوم عرفة من حجّة الوداع!
وإن تعجب فعجب أن يجزم جازم بمنكريّة أحد الفريقين في الروايات المتعارضة وهما متكافئان في الصحة، فليت شعري أيّ مرجّح في الكفّة المقابلة لحديثنا بالصحة، وما المطفف في الميزان في
ص: 105
كفّه هذا الحديث؟! مع إمكان معارضة ابن كثير بمثل قوله في الجانب الآخر، لمخالفته لما اثبتناه من نزول الآية الكريمة، وهل لمزعمة ابن كثير مبرّر؟ غير أنّه يهوى أن يزحزح القرآن الكريم عن هذا النبأ العظيم! وإلّا لكان في وسعه أن يقول كما قال سبط ابن الجوزي في تذكرته: 18: بإمكان نزولها مرّتين «(1)»، كما وقع في البسملة وآيات أخرى قدّمنا ذكرهاص 257 «(2)».
ولابن كثير في تاريخه 5: 214 شبهة أخرى في تدعيم إنكاره للحديث، وهي: حسبان أنّ ما فيه من أنّصوم يوم الغدير يعدل ستّين شهراً يستدعي تفضيل المستحبّ على الواجب، لأنّ الوارد فيصوم شهر رمضان كلّه أنّه يقابل بعشرة أشهر، وهذا منكر من القول باطل! انتهى «(3)».
ص: 106
ويقال في دحض هذه المزعمة بالنقض تارة، وبالحلّ أخرى:
أمّا النقض: فبما جاء من أحاديث جمّة لايسعنا ذكر كلّها، بل جلّها «(1)»، ونقتصر منها بعدّة أحاديث، وهي:
1- حديث منصام رمضان ثم أتبعه بستّ من شوال فكأنّماصام الدهر.
أخرجه مسلم بعدّة طرق فيصحيحه 1: 323 «(2)»، وأبو داود في سننه 1: 381 «(3)»، وابن ماجة في سننه 1: 524 «(4)»، والدارمي في سننه 2: 21، وأحمد في مسنده 5: 417 و 419 «(5)»، وابن الديبع في تيسير الوصول 2: 329 «(6)» نقلًا عن الترمذي «(7)» ومسلم، وعليه أسند قوله كلّ مَن ذهب إلى استحبابصوم هذه الأيّام الستّة.
2- حديث منصام ستة أيام بعد الفطر كان تمام السنة.
ص: 107
أخرجه ابن ماجة في سننه 1: 524 «(1)»، والدارمي في سننه 2:
21، وأحمد في مسنده 3: 308 و 324 و 344 و 5: 280 «(2)»، والنسائي «(3)» وابن حبان في سننهما «(4)» وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير 2: 79 «(5)».
3- كان رسول اللَّه صلى الله عليه و سلم يأمر بصيام الأيّام البيض ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة ويقول: «هو كصوم الدهر أو كهيئة الدهر».
أخرجه ابن ماجة في سننه 1: 522 «(6)»، والدارمي في سننه 2:
19.
4- ما من أيّام الدنيا أيّام أحبّ إلى اللَّه سبحانه أن يتعبّد له فيها من أيّام العشر في ذي الحجّة، وأنّصيام يوم فيها ليعدلصيام سنة وليلة فيها بليلة القدر.
ص: 108
أخرجه ابن ماجة في سننه 1: 527 «(1)»، والغزالي في إحياء العلوم 1: 227 وفيه: منصام ثلاثة أيّام من شهر حرام: الخميس والجمعة والسبت كتب اللَّه له بكلّ يوم عبادة تسعمائة عام «(2)».
5- عن أنس بن مالك قال: كان يقال في أيّام العشر بكلّ يوم ألف يوم، ويوم عرفة عشرة آلاف يوم. قال: يعني في الفضل.
أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب 2: 66، نقلًا عن البيهقي والإصبهاني «(3)».
6-صيام ثلاثة أيّام من كلّ شهرصيام الدهر وإفطاره.
أخرجه أحمد في مسنده 5: 34 «(4)»، وابن حبان فيصحيحه «(5)»، وصحّحه السيوطي في الجامع الصغير 2: 78 «(6)»، وأخرجه النسائي «(7)»، وأبو يعلى في مسنده «(8)»، والبيهقي عن جرير بلفظ:
صيام ثلاثة أيام من كلّ شهرصيام الدهر، كما في الجامع الصغير 2:
ص: 109
78 «(1)»، وأخرج الترمذي «(2)» والنسائي «(3)» كما في تيسير الوصول 2:
330 «(4)»: منصام من كلّ شهر ثلاثة أيام فذلكصيام الدهر، فأنزل اللَّه تعالى تصديق ذلك في كتابه: «مَن جاء بالحسنة فله عشر امثالها» «(5)»
، اليوم بعشرة أيام، وأخرجه بلفظ يقرب من هذا مسلم فيصحيحه 1: 319 و 321 «(6)»، وأخرج النسائي من حديث جرير:صيام ثلاثة أيام من كلّ شهر كصيام الدهر ثلاث أيام البيض «(7)»، وأخرجه الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 2:
33 «(8)»، وذكره ابن حجر في سبل السلام 2: 234 وصحّحه «(9)».
7-صيام يوم عرفة كصيام ألف يوم.
أخرجه ابن حبان عن عائشة كما في الجامع الصغير 2: 78 «(10)»، وأخرجه الطبراني في الأوسط، والبيهقي كما في الترغيب والترهيب
ص: 110
2: 27 و 66 «(1)».
8- عن عبد اللَّه بن عمر قال: كنّا ونحن مع رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم نعدلصوم يوم عرفة بسنتين.
رواه الطبراني في الأوسط «(2)»، وهو عند النسائي بلفظ:
سنة «(3)»، كما في الترغيب والترهيب 2: 27 «(4)».
9- منصام يوم سبع وعشرين من رجب كتب اللَّه تعالى لهصيام ستين شهراً.
أخرجه الحافظ الدمياطي «(5)» في سيرته كما في السيرة الحلبية 1: 254 «(6)»، ورواه الصفوري في نزهة المجالس 1: 154.
10- عن أبي هريرة وسلمان عن رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم: «إنّ في رجب يوماً وليلة منصام ذلك اليوم وقام تلك الليلة كان له من الأجر كمنصام مائة سنة وقامها، وهي: لثلاث بقين من رجب».
ص: 111
رواه الشيخ عبد القادر الجيلاني في غنية الطالبين «(1)»، كما في نزهة المجالس للصفوري 1: 154.
11- شهر رجب شهرٌ عظيمٌ، منصام منه يوماً كتب اللَّه لهصوم ثلاثة آلاف سنة.
رواه الكيلاني في غنيته، كما في نزهة المجالس للصفوري:
153 «(2)».
12- منصام يوم عاشوراء فكأنماصام الدهر كلّه، مكتوب في التوراة.
ذكره الصفوري في نزهته 1: 174 «(3)».
13- منصام يوماً من المحرّم فله بكلّ يوم ثلاثون يوماً.
رواه الطبراني في الصغير «(4)»، كما ذكره الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب 2: 28 «(5)».
وأمّا الحلّ، فليس عندنا أصل مسلّم يركن إليه في لزوم زيادة أجر الفرائض على المثوبة في المستحبات، بل أمثال الأحاديث السابقة في النقض ترشدنا إلى إمكان العكس، بل وقوعه، وتؤكّد ذلك الأحاديث الواردة في غير الصيام من الأعمال المرغّب فيها.
ص: 112
على أنّ المثوبة واقعة تجاه حقائق الأعمال ومقتضياتها الطبيعية، لا ما يعروها من عوارض كالوجوب والندب حسب المصالح المقترنة بها، فليس من المستحيل أن يكون في طبع المندوب في ما هيّات مختلفة، أو بحسب المقارنات المحتفّة به في المتّحدة منها، ما يوجب المزيد له.
ويقال في المقام: إنّ ترتّب المثوبة على العمل إنّما هو بمقدار كشفه عن حقيقة الإيمان، وتوغّله في نفس العبد، وممّا لا شك فيه أنّ الإتيان بما هو زائدٌ على الوظائف المقرّرة من الواجبات وترك المحرّمات من المستحبات والتجنّب عن المكروهات أكشف عن ثبات العبد في مقام الإمتثال، وخضوعه لمولاه، وحبّه له، وبه يكمل الإيمان، ولم يزل العبد يتقرّب به إلى المولى سبحانه حتى أحبه كما ورد فيما أخرجه البخاري فيصحيحه 9: 214 عن أبي هريرة، قال: قال رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم: «إنّ اللَّه عزّوجلّ قال: ما يزال عبدي يتقرّب إليّ بالنوافل حتى أُحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده الّذي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها ...» الحديث «(1)» «(2)».
ص: 113
بل من الممكن أن يُقال: إنّه ليس في نواميس العدل ما يحتّم ترتيب أجر على إقامة الواجب وترك المحرّم، زائداً على ما منح به من الحياة والعقل والعافية ومُأن الحيات، ومعدّات العمل، والنجاة من النار في الآخرة، بل إنّ كلًّا من هاتيك النعم الجزيلة يصغر عنهصالحات العبد جمعاء، وليس هناك إلّاالفضل.
وهذا الذي يستفاد من غير واحد من آيات الكتاب العزيز، نظير قوله تعالى: «إنّ المتَّقين في مقامٍ أمين في جنّات وعيون يَلبسون مِن سندسٍ واستبرق متقابلين كذلك وزوجناهم بحور عين يدعون فيها بكل فاكهة آمنين لا يذوقون فيها الموت الا الموتَةَ الأولى ووقاهم عَذاب الحجيم فضلًا من ربك ذلك هو الفوز العظيم» سورة الدخان «(1)»، فكلّ ما هناك من النعيم والمثوبات إنّما هو بفضله وإحسانه سبحانه وتعالى.
قال الفخر الرازي في تفسيره 7: 459: احتجّ أصحابنا بهذه الآية على أنّ الثواب يحصل تفضّلًا من اللَّه تعالى لا بطريق الإستحقاق، لأنّه تعالى لَمّا عدد أقسام ثواب المتّقين بيّن أنّها بأسرها إنّما حصلت على سبيل الفضل والإحسان من اللَّه تعالى ...
ثم قال تعالى: «ذلك هو الفوز العظيم»، واحتجّ أصحابنا بهذه الآية على أنّ التفضيل أعلى درجة من الثواب المستحق، فإنّه
ص: 114
تعالى وصفه بكونه فضلًا من اللَّه، ثم وصف الفضل من اللَّه بكونه فوزاً عظيماً، ويدل عليه أيضاً أنّ الملك العظيم إذا أعطى الأجير أجرته ثم خلع على إنسان آخر، فإنّ تلك الخلعة أعلى حالًا من إعطاء تلك الأجرة. انتهى «(1)».
وقال ابن كثير نفسه في الآية الشريفة في تفسيره 4: 147:
ثبت في الصحيح عن رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم أنّه قال: «اعملوا وسدّدوا وقاربوا واعلموا، انّ أحداً لن يُدخله عمله الجنّة»، قالوا: ولا أنت يا رسول اللَّه! قال: «ولا أنا، إلّاأن يتغمّدني اللَّه برحمةٍ منه وفضل» انتهى.
وبوسعك استشعار هذا المعنى من الصحيح الذي أخرجه البخاري فيصحيحه 4: 264 عن رسول اللَّهصلى الله عليه و سلم أنه قال: «حقّ اللَّه على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً، وحقّ العباد على اللَّه أن لا يعذب من لا يشرك به شيئاً» «(2)».
وأنت جدّ عليم بأنّ هذا المقدار من الحق الثابت على اللَّه للعباد إنّما هو بتقرير العقل السليم، وأمّا الزائد عليه من النعيم الساكت عنه نبي البيان فليس إلّاالفضل والإحسان من المولى سبحانه.
وأنت تجد في معاملات الدول مع أفراد الموظفين أنه ليس بإزاء
ص: 115
واجباتهم وعدم الخيانة فيها من الأجر إلّاالرتبة والراتب، وإنّما يحظى أحدهم بترفيع في المرتبة أو زيادة في الرتبة بخدمة زائدة على مقرّراتها عليهم، وليس في الناس من ينقم على الحكومات ذلك، وهذه الحالة عيناً جاريةٌ بين الموالي والعبيد، وهي من الارتكازات المرتسخة في نفسيات البشر كلّهم، غير أنّ اللَّه سبحانه بفضله المتواصل يثيب العاملين بواجبهم بأُجور جزيلة.
وهاهنا كلمةٌ قدسيّة لسيّدنا ومولانا زين العابدين الإمام الطاهر عليّ بن الحسينصلوات اللَّه عليهما وآلهما، لا منتدح عن إثباتها، وهي قوله في دعائه إذا اعترف بالتقصير عن تأدية الشكر منصحيفته الشريفة:
اللّهم إنّ أحداً لا يَبْلُغُ مِنْ شُكْرِكَ غايةً إلّاحَصَلَ عَلَيْهِ مِنْ إحسَانِكَ مَا يُلزِمُهُ شُكْرَاً، ولَا يَبلُغُ مَبْلغاً مِنْ طَاعَتِكَ وإن اجْتَهَدَ إلّا كانَ مُقصِّراً دُونَ استِحقَاقِكَ بِفَضْلِكَ، فَأشْكَرُ عِبَادِكَ عَاجِزٌ عَنْ شُكْرِكَ، وأعبدُهُمْ مُقصّرٌ عَنْ طَاعَتِكَ، لايَجِبُ لأَحدٍ أنْ تَغفِرَلَهُ بِاستِحقاقِهِ، ولَا أنْ تَرْضَى عَنهُ باستِيجابِهِ، فَمَنْ غفرتَ لهُ فَبِطَولِكَ، ومَنْ رَضِيتَ عَنهُ فَبفَضلِكَ، تَشْكُرُ يَسيرَ مَا شُكِرتَ بهِ، وتُثيبُ علَى قَليلِ ما تُطاعُ فيهِ، حتَّى كأنَّ شُكْرَ عِبَادِكَ الّذي أَوْجَبْتَ عليهم «(1)» ثَوابَهُمْ، وأعظَمْتَ عَنهُ جَزاءهُمْ، أمرٌ مَلكُوا استطاعَةَ الإمتِنَاعِ مِنهُ
ص: 116
دُونَك فَكافَيتَهمْ، أو لم يكُنْ سبُبهُ بيَدِكَ فجازَيتُهمْ، بَلْ ملَكْتَ يا إِلهي أمرهُمْ قَبلَ انْ يَملِكُوا عَبادَتَكَ، واعْدَدْتَ ثَوابهُم قَبلَ أَنْ يُفيضُوا في طَاعَتِكَ، وذلِكَ أنَّ سُنَّتكَ الإفضالُ، وَعادَتكَ الإحسَانُ، وَسَبيلكَ العفْوُ.
فَكُلُّ البريَّةِ مُعْترفَةٌ بأنَّكَ غيرُ ظالمٍ لِمنْ عاقَبتَ، وشَاهِدَةٌ بانّكَ متفضِّلٌ على مَنْ عَافيتَ، وكلٌّ مُقرٌّ على نفسِهِ بالتقصيرِ عمّا استوجبتَ، فَلو «(1)» انَّ الشَّيطَانَ يختدعُهم عَنْ طاعَتِكَ، ما عَصَاكَ عاصٍ، ولولا أنَّهصَوَّر لَهمُ الباطِلَ في مِثالِ الحقِّ ما ضلَّ عن طريقِكَ ضَالٌّ.
فسبحانَكَ ما أبينَ كرَمَكَ في مُعامَلَةِ مَن أطَاعَك أو عَصاكَ، تشكُرُ للمُطيعِ ما أنتَ تولَّيْتَهُ لهُ، وتُملي للعاصي فيما تَملِكُ مُعاجلَتُه فيهِ، أعطَيتَ كلًّا منهُمَا ما لَمْ يجِبْ لهُ، وتفضَّلْتَ عَلىَ كل منهُما بما يقصُرُ عملُهُ عنهُ.
وَلوْ كافأتَ المُطيعَ على ما أنتَ تولَّيْتَهُ لأوشكَ انْ يَفقِدَ ثوابَكَ، وأنْ تزُول عَنهُ نِعمتُكَ، ولكنَّكَ بكَرَمِكَ جازيتَهُ علَى المدَّةِ القَصِيرَةِ الفانيةِ بالمدَّةِ الطَّويلةِ الخَالِدَةِ، وعلى الغايَةِ القَريبةِ الزَّائِلةِ بالغايَةِ المَدِيدَةِ البَاقِية.
ص: 117
ثمَّ لم تَسُمهُ القِصاصَ فيما أكَلَ مِن رزقِكَ الّذي يقوَى بهِ على طَاعتِكَ، ولم تحمِلهُ على المُناقشَاتِ في الآلاتِ الّتي تسبَّبَ باستعمالِهَا إلى مغفِرتِكَ، ولو فعلتَ ذلِكَ بهِ لذَهَب بجمِيعِ ما كَدَحَ لهُ، وجُملةِ ما سعَى فيهِ، جَزاءً للصُغرى مِن أياديكَ ومِننِكَ، وَلبَقيَ رهيناً بينَ يَديكَ بسائِر نعمِكَ، فَمتى كانَ يَستحِقُّ شيئاً مِن ثَوابِكَ؟! لا! مَتى؟ ... إلى آخره «(1)».
وفي يوم الغديرصلاةٌ ألّف فيها أبو النضر العيّاشي، والصابونيُّ المصري كتاباً مفرداً، راجع فيها وفي الأدعية المأثورة يوم ذاك إلى التآليف المعدَّة لها.
«هَذَا كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ مُبَارَكٌ فَاتّبِعُوهُ وَاتَّقُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ» (الأنعام: 155)
ص: 118
1- آل محمد، العلامة حسام الدين المردي، مخطوط.
2- ابتسام البرق في شرح منظومة القصص الحق في سيرة خير الخلق، الشيخ محمد بن يحيى بهران اليماني، المتوفى سنة 954 ه، ط بيروت.
3- الإحسان بترتيبصحيح ابن حبان، علاء الدين علي بن بلبان الفارسي، المتوفى سنة 739 ه، دار الكتب العلمية، بيروت 1407 ه.
4- إحقاق الحق وإزهاق الباطل، القاضي الشهيد نور اللَّه الحسيني المرعشي التستري، المكتبة العامة لآية اللَّه المرعشي، قم.
5- الإدراك، العلامة السيد محمدصديق خان الحسيني الواسطي، مطبعة النظامي في بلدة كابتور.
ص: 119
6- أرجح المطالب، العلامة الأمرتسري، ط لاهور.
7- أسد الغابة في معرفة الصحابة، عزّ الدين ابن الأثير أبي الحسن علي بن محمد الجزري، المتوفى سنة 630، ط الشعب.
8- أشعة اللمعات في شرح المشكاة، الشيخ عبد الحق، ط نول كشور في لكهنو.
9- الاقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرّة في السنة، علي بن موسى ابن جعفر بن طاووس، مكتب الاعلام الإسلامي، قم 1415 ه.
10- الأمالي، محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي، المتوفى سنة 381 ه، مؤسسة الأعلمي بيروت.
11- الأمالي، يحيى بن الحسين الشجري، عالم الكتب بيروت 1403 ه.
12- الأنباء المستطابة، العلامة هبة الدين بن عبد اللَّه المعروف بابن سيد الكل، مخطوط مكتبة جستر بيتي.
13- بحار الأنوار، العلامة الشيخ محمد باقر المجلسي، مؤسسة الوفاء بيروت 1403 ه.
14- البداية والنهاية، إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي، المتوفى سنة 774 ه، مطبعة السعادة مصر 1351 ه.
15- بدايع المنن، العلامة الشيخ أحمد الساعاتي.
16- تاج العروس من جواهر القاموس، محمد مرتضى الزبيدي، دار مكتبة الحياة بيروت.
17- تاريخ آل محمد، العلامة بهجت أفندي، الطبعة الرابعة.
18- تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام، محمد بن أحمد بن
ص: 120
عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748 ه، دار الكتاب العربي بيروت 1407 ه.
19- تاريخ بغداد أو مدينة السلام، أبو بكر أحمد بن علي الخطيب، دار الكتاب العربي بيروت.
20- تاريخ روضة الصفا، مير محمد بن سيد برهان الدين الشهير بمير خواند، انتشارات خيام.
21- التبر المذاب، العلامة الشيخ أحمد بن محمد بن أحمد الحافي الشافعي، مخطوط مكتبة آية اللَّه المرعشي في قم.
22- تجهيز الجيش، العلامة أمان اللَّه الدهلوي، مخطوط.
23- تذكرة خواص الأمّة في خصائص الأئمّة، يوسف بن فرغلي سبط ابن الجوزي، المتوفى سنة 654 ه، المطبعة الحيدرية النجف 1383 ه.
24- ترجمة الإمام علي بن أبي طالب 7 من تاريخ مدينة دمشق، عليّ ابن الحسن بن هبة اللَّه الشافعي المعروف بابن عساكر، المتوفى سنة 571 ه، مؤسسة المحمودي بيروت 1400 ه.
25- الترغيب والترهيب من الحديث الشريف، عبد العظيم بن عبد القوي المنذري، المتوفى سنة 656 ه، دار الفكر بيروت 1408 ه.
26- التعليقة على تذكرة القرطبي، العلامة أحمد محمد مرسي، طبعة القاهرة.
27- تفريح الأحباب في مناقب الآل والأصحاب، المولى محمد عبد اللَّه بن عبد العلي القرشي الهاشمي الحنفي الهندي، ط دهلي.
28- تفسير آية المودّة، شهاب الدين أحمد بن محمد الحنفي المصري، مخطوط.
29- تفسير فرات بن إبراهيم الكوفي، من أعلام القرن الثالث،
ص: 121
مؤسسة الطبع والنشر التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي طهران 1410 ه.
30- التفسير الكبير، الفخر الرازي، دار إحياء التراث العربي بيروت.
31- تهذيب الأحكام، الشيخ محمد بن الحسن الطوسي، المتوفى سنة 460 ه، دار الكتب الإسلامية النجف.
32- تهذيب تاريخ ابن عساكر، عبد القادر بن أحمد الدمشقي المعروف بابن بدران، المتوفى سنة 1346 ه، المكتبة العربية دمشق.
33- توضيح الدلائل، شهاب الدين أحمد بن عبد اللَّه الشيرازي الحسيني الشافعي، نسخة مكتبة ملي بفارس.
34- الجامع الصغير في أحاديث البشير النذير، جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي، دار الفكر بيروت 1401 ه.
35- جواهر المطالب في مناقب الإمام عليّ بن أبي طالب 7، محمد بن أحمد الدمشقي الباعوني، المتوفى سنة 871 ه، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية قم 1415 ه.
36- الحاوي للفتاوى، جلال الدين عبد الرحمن بن محمد السيوطي، المتوفى سنة 911 ه، دار الكتب العلمية بيروت.
37- الحبائك في أخبار الملائك، الحافظ الشيخ جلال الدين عبد الرحمن الشافعي، دار التقريب القاهرة.
38- دمية القصر وعُصرة أهل العصر، عليّ بن الحسن بن علي بن أبي الطيب الباخرزي، المقتول سنة 467 ه، مؤسسة دار الحياة.
39- ذخائر العقبى في مناقب ذوي القربى، محبّ الدين أحمد
ص: 122
بن عبد اللَّه الطبري، المتوفى سنة 694، مكتبة القدسي القاهرة 1356 ه.
40- ذخائر المواريث، العلامة النابلسي الدمشقي.
41- الرسالة التامة في نصيحة العامة، أبو سعيد المحسن بن محمد بن كرامة الخراساني البيهقي الجشمي الحنفي، مخطوط مكتبة امبروزيانا في إيطاليا.
42- الرياض النضرة في فضائل العشرة، محبّ الدين أحمد بن عبد اللَّه الطبري، طبعة بيروت.
43- السمط المجيد، الشيخصفي الدين أحمد بن محمد بن عبد النبي الأنصاري، المتوفى سنة 1071 ه.
44- سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي، عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي، المتوفى سنة 1111 ه، المكتبة السلفية القاهرة.
45- سنن ابن ماجة، الحافظ أبي عبد اللَّه محمد بن يزيد القزويني، المتوفى سنة 273 ه، شركة الطباعة العربية السعودية 1404 ه.
46- سنن أبي داود، سليمان بن الأشعث السجستاني الأزدي، دار الحديث بيروت 1389 ه.
47- سنن الترمذي (الجامع الصحيح)، محمد بن عيسى بن سورة، دار الفكر.
48- السنن الكبرى، أحمد بن شعيب النسائي، دار الكتب العلمية بيروت 1411 ه.
49- سير أعلام النبلاء، شمس الدين محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748 ه.
ص: 123
50- السيرة الحلبية (إنسان العيون)، الشيخ علي بن برهان الدين الشامي الحلبي، ط القاهرة.
51- السيرة النبوية، أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير الدمشقي الشافعي، المتوفى سنة 774 ه، دار الإحياء بيروت.
52- شرح جامع الصغير، العلامة المناوي.
53-صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج القشيري النيسابوري، المتوفى سنة 261 ه، مؤسسة عز الدين بيروت 1407 ه.
54- الصحيفة السجادية الجامعة لأدعية الإمام السجاد 7، تحقيق ونشر مؤسسة الإمام المهدي قم 1411 ه.
55- الصواعق المحرقة، أحمد بن حجر الهيتمي المكي، المتوفى سنة 974 ه، مكتبة الهدى النجف.
56- طرق حديث من كنت مولاه فعلي مولاه، محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي، المتوفى سنة 748 ه، تحقيق العلامة السيد عبد العزيز الطباطبائي، مخطوط.
57- عبقات الأنوار في إمامة الأئمة الأطهار (حديث الغدير)، السيد حامد حسين اللكهنوي، مطبعة سيد الشهداء قم 1410 ه.
58- علم الكتاب، العلامة السيد خواجه مير محمدي الحنفي، مطبعة الأنصاري دهلي.
59- علي ومناوئوه، الدكتور فوزي، دار المعلم للطباعة بالقاهرة سنة 1396 ه.
60- عمدة الأخبار، العلامة السيد أحمد بن عبد الحميد العياشي.
61- عيون المسائل، العلامة السيد عبد القادر بن محمد الحسيني
ص: 124
الشافعي، مطبعة السلام القاهرة.
62- غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام، السيد هاشم البحراني، هيئة نشر معارف اسلامي ايران.
63- فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين، إبراهيم ابن محمد بن المؤيد الحمويني، المتوفى سنة 730 ه، منشورات دار الأضواء، مطبعة النعمان نجف.
64- فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين، إبراهيم ابن محمد بن المؤيد الحمويني، المتوفى سنة 730 ه، مؤسسة المحمودي بيروت 1398 ه.
65- فردوس الأخبار بمأثور الخطاب المخرّج على كتاب الشهاب، شيرويه بن شهرداد الديلمي، دار الكتاب العربي بيروت.
66- الفصول المهمّة في معرفة أحوال الأئمة، علي بن محمد بن أحمد المالكي الشهير بابن الصباغ، دار الأضواء بيروت 1409 ه.
67- فضائل الصحابة، أحمد بن محمد بن حنبل، المتوفى سنة 241 ه، مؤسسة الرسالة 1403 ه.
68- الكافي، لثقة الإسلام محمد بن يعقوب الكليني، المتوفى سنة 328 أو 329 ه، دار الكتب الإسلامية طهران.
69- الكامل، ابن عدي، ط بيروت.
70- كشف الغمة، العلامة الشيخ الشعراني، ط مصر.
71- كشف المهم في طريق خبر غدير خم، السيد هاشم البحراني، مؤسسة إحياء تراث السيد هاشم البحراني قم.
72- كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب، محمد بن يوسف
ص: 125
بن محمد القرشي الكنجي الشافعي، المقتول سنة 658، المطبعة الحيدرية النجف 1390 ه.
73- كنز العمال في سنن الأقوال والأفعال، علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي، مؤسسة الرسالة بيروت 1415 ه.
74- الكواكب الدرية، الشيخ عبد الرؤوف المناوي، ط مصر.
75- لسان الميزان، الحافظ أحمد بن حجرالعسقلاني، ط حيدرآباد.
76- مجمع بحار الأنوار، العلامة الشيخ محمد طاهر بن علي الصديقي، ط نول كشور في لكهنو.
77- مختصر تاريخ دمشق، محمد بن مكرم المعروف بابن منظور، المتوفى سنة 711 ه، دار الفكر دمشق 1409 ه.
78- مرقاة المفاتيح في شرح مشكاة المصابيح، العلامة علي بن سلطان محمد القاري، طبعة ملتان.
79- مسند أبي داود الطيالسي، سليمان بن داود بن الجارود الفارسي البصري، المتوفى سنة 204 ه، دار المعرفة بيروت.
80- مسند الإمام أحمد بن حنبل، دارصادر بيروت.
81- مشكاة المصابيح، العلامة ولي الدين الخطيب التبريزي، ط دهلي.
82- المصنّف في الأحاديث والآثار، الحافظ عبد اللَّه بن محمد بن أبي شيبة الكوفي، المتوفى سنة 235 ه، دار الفكر بيروت 1409 ه.
83- ملحقات الاحقاق، السيد شهاب الدين الحسيني المرعشي، المكتبة العامة لآية اللَّه المرعشي قم.
وقد استفدنا منه كثيراً، بالأخصّ في استدراكنا على حديث التهنئة
ص: 126
وحديثصوم يوم الغدير.
84- المناقب، الموفق بن أحمد بن محمد المكي الخوارزمي، المتوفى سنة 568، مؤسسة النشر الإسلامي قم 1411 ه.
85- مناقب آل أبي طالب، محمد بن علي بن شهر آشوب السروي المازندراني، المتوفى سنة 588 ه، دار الأضواء بيروت 1412 ه.
86- مناقب الإمام أمير المؤمنين، الحافظ محمد بن سليمان الكوفي، من أعلام القرن الثالث، مجمع إحياء الثقافة الإسلامية 1412 ه.
87- مناقب العشرة، العلامة النقشبندي، مخطوط.
88- المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار، تقي الدين المقريزي المصري، المتوفى سنة 845 ه، نواد الاحياء لبنان.
89- موسوعة أطراف الحديث النبوي الشريف، محمد السعيد بن بسيوني زغلول، دار الفكر بيروت.
90- ميزان الاعتدال، الحافظ الذهبي، ط القاهرة.
91- نزل الأبرار بماصحّ في أهل البيت الأطهار، ميرزا محمد بن معتمد خان البدخشاني، ط الهند.
92- نظم درر السمطين في فضائل السمطين والمرتضى والبتول والسبطين، محمد بن يوسف بن الحسن الزرندي الحنفي، المتوفى سنة 750 ه، مطبعة القضاء النجف 1377 ه.
93- نفحات اللاهوت، العلامة المحقق الكرخي.
94- نهاية الأرب في فنون الأدب، شهاب الدين أحمد بن عبد الوهاب النويري، المتوفى سنة 733 ه، وزارة الثقافة والارشاد القومي القاهرة.
ص: 127
95- النهاية في غريب الحديث والأثر، المبارك بن محمد الجزري (ابن الأثير)، المتوفى سنة 606 ه، المكتبة الإسلامية.
96- النهاية في غريب الحديث والأثر، المبارك بن محمد الجزري (ابن الأثير)، دار إحياء التراث العربي بيروت.
97- نور الأبصار في مناقب آل البيت المختار، الشيخ سيد الشبلنجي المدعو بمؤمن، مكتبة الجمهورية العربية مصر.
98- وسيلة المآل، الشيخ أحمد بن الفضل بن محمد باكثير الحضرمي الشافعي، المتوفى سنة 1047، مخطوط.
99- وسيلة المتعبدين إلى متابعة سيد المرسلين، أبو حفص عمر بن محمد بن الخضر الملا الموصلي، المتوفى سنة 570 ه، دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد.
100- وفاء الوفا بأخبار دار المصطفى، نور الدين علي بن أحمد السمهودي، المتوفى سنة 911 ه، دار إحياء التراث العربي بيروت 1393 ه.
101- ينابيع المودة لذوي القربى، سليمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي، المتوفى سنة 1294 ه، دار الأسوة قم 1416 ه.
ص: 128