اللعن في الاسلام

اشارة

مؤلف: كلباني العماني، خليفة عبيد
موضوع اصلي: امامت
موضوع فرعي:
زبان: عربي
نوع مدرك: كتاب چاپي
محل نشر: بحرين، سنابس
ناشر: دارالعصمة
تاريخ نشر: ١٤٢٨ ق، ٢٠٠٧ م
نوبت چاپ: اول
تعداد صفحات: ٨١
قطع و اندازه: رقعي
نوع جلد: شوميز
محل در كتابخانه: ٦٢/٥/٠/١٤
شماره اختصاصي: « ١٤٦٩٥ »

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام علي محمد واله الطاهرين. وبعد فأن هذه سلسلة كتبها الأخ العزيز الشيخ خليفة بن عبيد الكلباني العماني تتعلق بالمسائل الخلافية التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلامية عموما والتي كانت مثارا للحوار ولم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسرة لمختلف المستويات بعيدة عن التعقيد والإطالة، ومع ذلك فانه جعلها مذيلة بالمصادر التاريخية والحديثية التي اعتمدها أهل السنة دون ما تفرد به أتباع أهل البيت (ع) حتي تكون بالغة الحجة، قوية الدلالة.... هذا وقد جاءت هذه المقالات نتيجة تجربة عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنور طريقا فيستضيء من كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي اللعن في الإسلام بأسلوب مبسط بديع نرجو لأن ينال إعجاب القاري، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقة وينجوبها... الناشر [ صفحه 3] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي سيد المرسلين سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين وأصحابه المنتجبين. وبعد سلام عليكم ورحمة الله وبركاته أساتذتي إخواني وأخواتي الكرام. اسمحوا لي بان أقول لكم بان هذا الموضوع الذي سوف أتعرض إليه الآن ما كان بنيتي أن أقوم بالكتابة فيه أبدا. وانما قد طرحته في محاضرة في أحد الأماكن وتعرضت حينها إلي آيتين وبعض الروايات لا أكثر. ولكن الذي حركني لكي أكتب في هذا الموضوع بحثا أكثر إيضاحا وبيانا هو الهجوم العنيف الذي شن علي أحد الأعضاء المستبصرين. وهي الأستاذة الفاضلة شموخ الزهراء التي اختارت أهل [ صفحه 4] البيت علي غيرهم متحملة في ذلك الأذي والمحنة فأجرها علي الله والنبي وأهل البيت وان شاء الله سوف تكون معهم يوم القيامة حين لا ينفع مال ولا بنون. وفقها الله وسدد للخير خطاها وحشرها مع من تتولاه. وكان الهجوم بدرجة كبيرة ومن ضمن الهجوم أن صرح احدهم وقال لماذا أخذتي بمذهب اللعن. وقال بعضهم لماذا نترك الاستغفار ونعمل باللعن بدلا منه. وعلي هذا سوف أقوم بمعالجة القضية وأدي ما هي نظرة الإسلام إلي اللعن وهل هو مطروح من قبل الإسلام المتمثل بالكتاب والسنة وعمل الصحابة أم لا؟ وهل اللعن فكرة إسلامية أم هو فكرة وأطروحة شيعية؟ وأسميت البحث الإسلام وجواز واللعن. وسوف تكون الانطلاقة بأذنه تعالي من القرآن الكريم الذي هو دستور الأمة الإسلامية. ولم أتعرض للتعريف لأن التعريف من اللعن لغة واضح وهو الطرد والإخزاء والابعاد والمراد هنا الطرد من رحمة الله تعالي. [ صفحه 5]

اللعن في القرآن الكريم

اشاره

سؤال: وكيف ذلك أخي العزيز ومن أين سوف يكون كلامك في القرآن الكريم؟ الجواب: سوف أبحث في الآيات المتكلمة عن اللعن ما هي ولسان حال تلك الآيات إن شاء الله وسوف أترك التعليق للقاري الكريم وأصحاب العقول ليروا بأنفسهم الموقف القرآني من اللعن ولن أتدخل أنا في بيان أي آية من الآيات.

اللعن قبل الإسلام و هو صادر من الأنبياء و ليس من الله و أجازه الله تعالي

الآية الأولي: قوله تعالي:(لعن الذين كفروا من بني اسراءيل علي لسان داود وعيسي ابن مريم ذلك بما عصوا و كانوا يعتدون) [1] .

اللعن للكفار من الله تعالي

الآية الثانية: قال تعالي: (ان الله لعن الكافرين و أعد لهم سعيرا) [2] . [ صفحه 6] الآية الثالثة: قوله تعالي: (و قالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فَقليلا مَّا يؤمنون) [3] . الآية الرابعه: قوله تعالي (ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون الا قليلا) [4] .

لعن أهل الكتاب من الله تعالي

الآية الخامسة: قال تعالي: (فبما نقضهم ميثاقهم لعنهم و جعلنا قلوبهم قاسية يحرفون الكلم عن مواضعه...) [5] . الآية السادسة: قال تعالي (قل هل أنبئكم بشر من ذلك مثوبة عند الله من لعنه الله و غضب عليه و جعل منهم القردة و الخنازير و عبد الطاغوت) [6] . الآية السابعة: قوله تعالي: (اولئك الذين لعنهم الله و من يلعن الله فلن تجد له نصيرا) [7] الآية الثامنة: قوله تعالي: (يأيها الذين أوتوا الكتب ءامنوا بما نزلنا [ صفحه 7] مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها علي أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت و كان أمر الله مفعولا) [8] .

لعن المنافقين من قبل الله تعالي

الآية التاسعة: قوله تعالي: (وعد الله المنافقين و المنافقات و الكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله و لهم عذاب مقيم [9] .

لعن الذين في قلوبهم مرض

الآية العاشرة: قوله تعالي: (أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمي ابصارهُم) [10] .

لعن الذين ارتدوا

الآية الحادية عشر: قوله تعالي: (أولئك جزآؤهم أن عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين) [11] . [ صفحه 8]

اللعن مطلق لمن يرتكب هذه الأعمال بغض النظر عن معتقده

الآية الثانية عشر: قوله تعالي: (ان الذين يؤذون الله و رسوله لعنهم الله في الدنيا و الأخرة لهم عذابا مهينا) [12] . الآية الثالثة عشر: قوله تعالي ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الأخرة و لهم عذاب عظيم) [13] . الآية الرابعة عشر: قوله تعالي: (فمن حآجك فيه من بعد ما جآءك من العلم فقل تعالوا ندع أبنآءنا و أبنآءكم و نسآءنا و نسآءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنت الله علي الكاذبين) [14] . الآية الخامسة عشر: قوله تعالي: (و من أظلم ممن افتري علي الله كذبا أولئك يعرضون علي ربهم و يقول الأشهد هؤلاء الذين كذبوا علي ربهم ألا لعنة الله علي الظالمين) [15] . الآية السادسة عشر: قوله تعالي: (والذين ينقضون عهد الله من بعد [ صفحه 9] ميثاقه و يقطعون مآ أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار) [16] . الآية السابعة عشر: قوله تعالي: (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها و غضب الله عليه و لعنه و أعد له عذابا عظيما) [17] . الآية الثامنة عشر: قوله تعالي:(ان الذين يكتمون ما أنزلنا من البينت و الهدي من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله و يلعنهم اللاعنون) [18] . [ صفحه 10]

اليس هذا اللعن من الله و بما أنه يجوز لله ما لا يجوز إلي خلقه فكيف تجوزون انتم لأنفسكم باللعن

الجواب: أعتقد بان الإشكال في اتجاهين الأول أصل جواز اللعن والثاني لماذا لا نبدله بالاستغفار. فنجد بان الله لم يبدل اللعن بالاستغفار فلو كان الموقع هنا أفضلية للاستغفار لعمله الله لأنه أحكم الحكماء وأخبرنا بذلك ولكنه جل وعلا بين لنا أفضلية اللعن لهؤلاء. وأجاز لأنبيائه اللعن كما مر في الآية الأولي وبين في آيات أخر جواز اللعن لغير الأنبياء. بقوله ويلعنهم اللاعنون فلو كان اللعن مخصوصا به تعالي لما أجاز للاعنين باللعن؛ بل أننا نجد تصريحا وأمرا منه تعالي للناس باللعن في بعض الآيات مثل هذه الآية قوله تعالي: (أولئك جزآؤهم أن عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين) [19] . بعد أن نقلت لكم في ما مضي الموقف القرآني من اللعن وأن القرآن الكريم لعن مجموعة من الأفراد ومنهم المسلمين الذين يحملون صفات معينة كالظلم وما شاكلة.

اللعن في السنة المطهرة

فسوف أنتقل الآن إلي أقوال النبي(ص) ومواقفه من اللعن وسوف أختار مجموعة من الأقوال عنه (ص) وأبين كيف أنه تبني اللعن ضد مجموعة من القبائل والأمم والأفراد؟ [ صفحه 11] وأترك الحكم للقاري الكريم هو الذي يصدر الحكم علي ذلك وهو الذي يقول لنا عن الموقف الإسلامي اتجاه اللعن. ففي المستدرك للحاكم: " قوله (ص) ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب... إلي أن يقول (ص) والمستحل من عترتي ما حرم الله " [20] . وقال المنذري في الترغيب والترهيب: " وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله (ص) قال ستة لعنتهم ولعنهم الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عزوجل والمكذب بقدر الله والمتسلط علي أمتي بالجبروت ليذل من أعز الله ويعز من أذل الله والمستحل حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة. رواه الطبراني في الكبير وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسناد ولا أعرف له علة " [21] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " عن عائشة أن رسول الله (ص) قال ستة لعنتهم ولعنهم [ صفحه 12] الله وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله عزوجل والمكذب بقدر الله عزوجل والمستحل حرمة الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك السنة رواه الطبراني في الكبير وفيه عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب قال يعقوب بن شيبة فيه ضعف وضعفه يحيي بن معين في رواية ووثقه في أخري وقال أبوحاتم صالح الحديث ووثقه ابن حبان وبقية رجاله رجال الصحيح " [22] . وفي مجمع الزوائد أيضا: " وعن عائشة أن رسول الله (ص) قال ستة لعنتهم وكل نبي مجاب الزائد في كتاب الله والمكذب بقدر الله والمستحل لمحارم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله وتارك السنة رواه الطبراني في الأوسط ورجاله ثقات وقد صححه ابن حبان " [23] . وقال الفاكهي في أخبار مكة: " حدثنا إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد قال ثنا إسحاق الفروي قال ثنا عبد الرحمن بن أبي الموالي عن عبيد الله بن عبد الرحمن بن موهب عن أبي بكر بن محمد عن عمرة عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله (ص) ستة لعنتهم ولعنهم الله عزوجل وكل نبي مجاب المكذب بقدر الله والزائد بكتاب [ صفحه 13] الله والمتسلط بالجبروت ليذل من أعزه الله ويعز من أذل الله والمستحل لحرم الله والتارك لسنتي والمستحل من عثرتي ما حرم الله " [24] . وقال البخاري في صحيحه: " اللهم العن شيبة بن ربيعة وعتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا من أرضنا إلي أرض الوباء ثم قال رسول الله (ص) اللهم حبب إلينا المدينة كحبنا مكة أو أشد اللهم بارك لنا في صاعنا وفي مدنا وصححها لنا وانقل حماها إلي الجحفة قالت وقدمنا المدينة وهي أوبأ أرض الله قالت فكان بطحان يجري نجلا تعني ماء آجنا " [25] . وفي البخاري أيضا: " حدثنا يحيي بن عبدالله السلمي أخبرنا عبدالله أخبرنا معمر عن الزهري حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع من الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد فأنزل الله ليس لك من الأمر شيء إلي قوله فإنهم ظالمون ". [ صفحه 14] " وعن حنظلة بن أبي سفيان سمعت سالم بن عبدالله يقول كان رسول الله (ص) يدعو علي صفوان بن أمية وسهيل بن عمرو والحارث بن هشام " [26] . وقال أيضا: " حدثنا حبان بن موسي أخبرنا عبدالله أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده رواه إسحاق بن راشد عن الزهري ". " حدثنا موسي بن إسماعيل حدثنا ابراهيم بن سعد حدثنا بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ص) كان إذا أراد أن يدعو علي أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم أشدد وطأتك علي مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب " [27] . [ صفحه 15] وقال مسلم في صحيحه: " حدثني أبو الطاهر وحرملة بن يحيي قالا أخبرنا بن وهب أخبرني يونس بن يزيد عن بن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب وابو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف أنهما سمعا أبا هريرة يقول كان رسول الله (ص) يقول حين يفرغ من صلاة الفجر من القراءة ويكبر ويرفع رأسه سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد ثم يقول وهو قائم اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة والمستضعفين من المؤمنين اللهم اشدد وطأتك علي مضر واجعلها عليهم كسني يوسف اللهم العن لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصت الله ورسوله " [28] . وقال أيضا: " حدثني أبو الطاهر أحمد بن عمرو بن سرح المصري قال حدثنا بن وهب عن الليث عن عمران بن أبي أنس عن حنظلة بن علي عن خفاف بن إيماء الغفاري قال قال رسول الله (ص) في صلاة اللهم العن بني لحيان ورعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوله غفارغفر الله لها وأسلم سالمها الله ". "وحدثنا يحيي بن أيوب وقتيبة وبن حجر قال بن أيوب حدثنا إسماعيل قال أخبرني محمد وهو بن عمرو عن خالد بن عبد [ صفحه 16] الله بن حرملة عن الحارث بن خفاف أنه قال قال خفاف بن إيماء ركع رسول الله (ص) ثم رفع رأسه فقال غفار غفر الله لها وأسلم سالمها الله وعصية عصت الله ورسوله اللهم العن بني لحيان والعن رعلا وذكوان ثم وقع ساجدا قال خفاف فجعلت لعنة الكفرة من أجل ذلك " [29] . وقال ابن كثير في البداية والنهاية: " وفي رواية البخاري له عن أبي أسامة عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة فذكره وزاد بعد شعر بلال ثم يقول اللهم العن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلي أرض الوباء " [30] . وقال العاصمي في سمط النجوم: " ثم يقول اللهم العن عتبة بن ربيعة وأمية بن خلف كما أخرجونا إلي أرض الوباء " [31] . وراجع هذه الأخبار وما في مثلها في المصادرالتالية: الفردوس بمأثور الخطاب ج 1 ص:503 ورياض الصالحين [ صفحه 17] ج: 1 ص:356 ومجمع الزوائد ج:2 ص:138 والآحاد والمثاني ج: 5 ص:300 والإصابة في تمييز الصحابة ج:4 ص: 126

من الذين لعنهم النبي

قال الشوكاني في نيل الأوطار: " وفي الباب عن بن عباس نحوه رواه أحمد وفيه ضعف لأجل بن لهيعة والراوي عن بن عباس مبهم وعن سعد بن أبي وقاص في علل الدار قطني. وعن أبي هريرة رواه مسلم في صحيحه بلفظ اتقوا اللاعنين قالوا وما اللاعنان يا رسول الله قال الذي يتخلي في طريق الناس أو ظلهم وفي رواية لابن حبان وأفنيتهم وفي رواية بن الجارود أو مجالسهم وفي لفظ للحاكم من سل سخيمته أي غائطه علي طريق عامرة من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين واسناده ضعيف قال الحافظ بن حجر وفي ابن ماجة عن جابر بإسناد حسن مرفوعا إياكم والتعريس علي جواد الطريق فإنها مأوي الحيات والسباع وقضاء الحاجة عليها فإنها الملاعن " [32] . وقال القاضي عياض في مشارق الأنوار: " واتقوا الملاعن هي جمع ملعنة وهي المواضع التي يرتفق [ صفحه 18] بها الناس فيلعنون من يحدث بها ويمنع من الرفق بها كمواضع الظل وضفة الماء وقارعة الطريق وشبه ذلك ومنه في الحديث الآخر اتقوا اللاعنين ويروي اللعانين علي التثنية فيهما سميا بذلك لأنهما سبب لعن الناس لمن فعل ذلك فيهما قوله في اللعان فذهبت لتلتعن وعند الطبري والأسدي في حديث ابن أبي شيبة ليلعن بضم الياء وفتح اللام وكسر العين مشددة وفيه ثم لعن في الخامسة وكلها صحيحات المعاني أي كرر اللعنة كما جاءت به الشريعة " [33] . وقال ابن الأثير في النهاية في غريب الأثر: " لعن (ه) فيه اتقوا الملاعن الثلاث هي جمع ملعنة وهي الفعلة التي يلعن بها فاعلها كأنها مظنة للعن ومحل له وهي أن يتغوط الإنسان علي قارعة الطريق أو ظل الشجرة أو جانب النهر فإذا مر بها الناس لعنوا فاعلها ". " ومنه الحديث اتقوا اللاعنين أي الأمرين الجالبين للعن الباعثين للناس عليه فإنه سبب للعن من فعله في هذه المواضع وليس ذا في كل ظل وانما هو الظل الذي يستظل به الناس ويتخذونه مقيلا ومناخا " [34] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: [ صفحه 19] " وعن حذيفة بن أسيد أن النبي (ص) قال من آذي المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم رواه الطبراني في الكبير واسناده حسن وعن محمد بن سيرين قال قال رجل لأبي هريرة أفتيتنا في كل شيء يوشك أن تفتينا في الخراء فقال سمعت رسول الله (ص) يقول من سل سخيمته علي طريق من طرق المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين قلت رواه الطبراني في الأوسط وله في الصحيح اتقوا اللعانين وفيه محمد بن عمرو الأنصاري ضعفه يحيي بن معين ووثقه ابن حبان وبقية رجاله ثقات " [35] . وقال الصنعاني في سبل السلام: "وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) اتقوا اللعانين الذي يتخلي في طريق الناس أوظلهم رواه مسلم ". (وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) اتقوا اللاعنين) بصيغة التثنية وفي رواية مسلم قالوا وما اللاعنان يا رسول الله قال (الذي يتخلي في طريق الناس أوفي ظلهم رواه مسلم). قال الخطابي يريد باللاعنين الأمرين الجالبين للعن الحاملين للناس عليه والداعيين إليه وذلك أن من فعلهما لعن وشتم يعني أن عادة الناس لعنه فهو سبب فانتساب اللعن إليهما من المجاز [ صفحه 20] العقلي قالوا وقد يكون اللاعن بمعني الملعون فاعل بمعني مفعول فهو كذلك من المجاز العقلي. والمراد بالذي يتخلي في طريق الناس أي يتغوط فيما يمر به الناس فإنه يؤذيهم بنتنه واستقذاره ويؤدي إلي لعنه فإن كان لعنه جائزا فقد تسبب إلي الدعاء عليه بإبعاده عن الرحمة وان كان غير جائز فقد تسبب إلي تأثيم غيره بلعنه. فإن قلت فأي الأمرين أريد هنا قلت أخرج الطبراني في الكبير بإسناد حسنه الحافظ المنذري عن حذيفة بن أسيد أن النبي (ص) قال من آذي المسلمين في طرقهم وجبت عليه لعنتهم. وأخرج في الأوسط والبيهقي وغيرهما برجال ثقات إلا محمد بن عمرو الأنصاري وقد وثقه بن معين من حديث أبي هريرة سمعت رسول الله (ص) يقول من سل سخيمته علي طريق من طرق الناس المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. والسخيمة بالسين المفتوحة المهملة والخاء المعجمة فمثناة تحتية العذرة فهذه الأحاديث دالة علي استحقاقه اللعن " [36] . وقال أيضا: [ صفحه 21] " وأخرج في الأوسط والبيهقي وغيرهما برجال ثقات إلا محمد بن عمرو الأنصاري وقد وثقه بن معين من حديث أبي هريرة سمعت رسول الله (ص) يقول من سل سخيمته علي طريق من طرق الناس المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ". وراجعوا مثل هذه الروايات في المصادر التالية: لسان العرب ج:13 ص:389 والترغيب والترهيب ج: 1 ص:80 ورياض الصالحين ج: 1 ص:399 والمغني ج: 1 ص:108 والترغيب والترهيب ج:1 ص:81.

من الذين لعنهم النبي هو آكل الربا

واليكم هذه الروايات: ففي صحيح البخاري: " حدثنا محمد بن المثني قال حدثني محمد بن جعفر حدثنا شعبة عن عون بن أبي جحيفة عن أبيه أنه اشتري غلاما حجاما فقال إن النبي (ص) نهي عن ثمن الدم وثمن الكلب وكسب البغي ولعن آكل الربا وموكله والواشمة والمستوشمة والمصور " [37] . [ صفحه 22] وفي صحيح مسلم: " حدثنا عثمان بن أبي شيبة واسحاق بن إبراهيم واللفظ لعثمان قال إسحاق أخبرنا وقال عثمان حدثنا جرير عن مغيرة قال سأل شباك إبراهيم فحدثنا عن علقمة عن عبدالله قال لعن رسول الله (ص) آكل الربا ومؤكله قال قلت وكاتبه وشاهديه قال إنما نحدث بما سمعنا " [38] . وفيه أيضا: " حدثنا محمد بن الصباح وزهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة قالوا حدثنا هشيم اخبرنا أبوالزبير عن جابر قال لعن رسول الله (ص) آكل الربا وموكله وكاتبه وشاهديه وقال هم سواء " [39] . وراجع هذه المصادر: الترغيب والترهيب ج: 1 ص: 306 والفردوس بمأثور الخطاب ج:1 ص:418 ورياض الصالحين ج:1 ص: 355 ورياض الصالحين ج: 1 ص:369 وشعب الإيمان ج:4 ص: 391 وسبل السلام ج: ص 6 و3 ص:37 ونيل الأوطار ج: 5 ص:296. [ صفحه 23]

من الذين لعنهم الله والرسول النائحة والمستمعة

قال الصنعاني في سبل السلام: " وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعن رسول الله (ص) النائحة والمستمعة أخرجه أبو داود النوح هو رفع الصوت بتعديد شمائل الميت ومحاسن أفعاله. والحديث دليل علي تحريم ذلك وهو مجمع عليه " [40] . وقال ابن قايمازالذهبي في الكبائر: "وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) اثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة علي الميت رواه مسلم وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال لعن رسول الله (ص) النائحة والمستمعة رواه أبوداود وعن 1 أبي بردة قال وجع أبوموسي الأشعري فغشي عليه ورأسه في حجر امرأة من أهله فأقبلت تصيح برنة فلم يستطع أن يرد عليها فلما أفاق قال أنا بريء مما بري منه رسول الله (ص) " [41] . [ صفحه 24] وراجعوا المصادر التالية: شعب الإيمان ج:7 ص:240 والمغني ج:2 ص:213 والذخيرة في محاسن أهل الجزيرة ج:2 ص:446 وتفسير ابن كثيرج:4 ص:357 والروض المربع ج: 1 ص:358، وكتب ورسائل وفتاوي ابن تيمية في الفقه ج:24 ص:382، وسنن أبي داود ج:3 ص:193 وسنن البيهقي الكبري ج:4 ص:63 ومجمع الزوائد ج:3 ص:13.

من الذين لعنهم الله والرسول الراشي والمرتشي

قال المنذري في الترغيب والترهيب: " عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه أبوداود والترمذي وقال حديث حسن صحيح. وابن ماجه ولفظه قال رسول الله (ص) لعنة الله علي الراشي والمرتشي وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح الإسنا د " [42] . [ صفحه 25] وقال الديلمي في الفردوس: " عبد الرحمن بن عوف لعن الله الآكل والمطعم الرشوة ثوبان لعن الله الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما " [43] . وقال ابن حجر في المطالب العالية: " قال وحدثنا مروان بن معاوية عن إسحاق بن يحيي عن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم عن عمرة عن عائشة رضي الله عنهما قالت لعن رسول الله الراشي والمرتشي رواه أبويعلي عن أحمد بن منيع. وقال البزار لا نعلمه عن عائشة رضي الله عنهما إلا بهذا الإسناد تفرد به إسحاق بن يحيي وهو لين " [44] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " عن ثوبان قال لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي والرائش يعني الذي يمشي بينهما رواه أحمد والبزار والطبراني في الكبير وفيه أبوالخطاب وهو مجهول وعن عائشة قالت لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه البزار وأبو يعلي وفيه اسحاق بن [ صفحه 26] يحيي بن طنحة وهو متروك وعن عبدالرحمن ابن عوف قال قال رسول الله (ص) الراشي والمرتشي في النار رواه البزار وفيه من لم أعرفة وعن عبدالله بن عمرو قال قال رسول الله (ص) الراشي والمرتشي في النار قلت له في السنن لعن الله الراشي والمرتشي رواه الطبراني في الصغير ورجاله ثقات وعن أم سلمة أن رسول الله (ص) قال لعن الله الراشي والمرتشي في الحكم رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات " [45] . وراجع المصادر التالية: الكبائرج: 1 ص: 131 وص 132 وشعب الإيمان ج:4 ص: 390 والمغني ج: 10 ص: 118 ونيل الأوطار ج:9 ص: 170 والنهاية في غريب الأثر ج:2 ص:226 وأحكام القرآن للجصاص ج:4 ص: 85 والمبسوط للسرخسي ج:14 ص:8 والسيل الجرار للشوكاني ج:4 ص: 300 والمستدرك علي الصحيحين ج:4 ص: 115 وصحيح ابن حبان ج: 11 ص: 467 وسبل السلام ج:3 ص:43 والترغيب والترهيب ج:3 ص:125.

ذكر حديث جامع للأصناف التي لعنها النبي

وأما الآن فسوف أنقل هذا النقل الجامع لمن لعنهم النبي (ص) من كتاب الكبائر لابن قايماز الذهبي: [ صفحه 27] " وثبت عن رسول الله (ص) أنه قال لعن الله آكل الربا وموكله وشاهده وكاتبه وانه قال لعن الله المحلل والمحلل له وأنه قال لعن الله الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة والنامصة والمتنمصة فالواصلة هي التي تصل شعرها والمستوصلة هي التي يوصل لها والنامصة هي التي تنتف الشعر من الحاجبين والمتنمصة التي يفعل بها ذلك وأنه (ص) لعن الصالقة والحالقة والشاقة فالصالقة هي التي ترفع صوتها عند المصيبة والحالقة هي التي تحلق شعرها عند المصيبة والشاقة هي التي تشق ثيابها عند المصيبة. وأنه (ص) لعن المصورين وأنه لعن من غير منار الأرض أي حدودها وأنه قال لعن الله من لعن والديه ولعن من سب أمه. وفي السنن أنه قال لعن الله من أضل أعمي عن الطريق ولعن الله من أتي بهيمة ولعن الله من عمل عمل قوم لوط. وأنه لعن من أتي كاهنا أو أتي امرأة في دبرها ولعن النائحة ومن حولها ولعن من أم قوما وهم له كارهـون ولعن الله امرأة باتت وزوجها عليها ساخط. ولعن رجلا سمع حي علي الصلاة حي علي الفلاح ثم لم يجب ولعن من ذبح لغير الله ولعن السارق ولعن من سب الصحابة ولعن المخنثين من الرجال والمترجلات من النساء ولعن المتشبهين من [ صفحه 28] الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. ولعن المرأة تلبس لبسة الرجل والرجل يلبس لبسة المرأة ولعن من سل سخيمته علي الطريق يعني تغوط علي طريق الناس ولعن السلتاء والمرأة السلتاء التي لا تخضب يديها والمرأة التي لا تكتحل ولعن من خبب امرأة علي زوجها أو مملوكا علي سيده يعني أفسدها أو أفسده ولعن من أتي حائضا أو امرأة في دبرها ولعن من أشار الي أخيه بحديدة. ولعن مانع الصدقة يعني الزكاة ولعن من انتسب إلي غير أبيه أو تولي غير مواليه ولعن من كوي دابة في وجهها ولعن الشافع والمشفع في حد من حدود الله إذا بلغ الحاكم ولعن المرأة إذا خرجت من دارها بغير إذن زوجها ولعنها إذا باتت هاجرة فراش زوجها حتي ترجع. ولعن تارك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إذا أمكنه ولعن الفاعل والمفعول به يعني اللواط ولعن الخمرة وشاربها وساقيها ومستقيها وبائعها ومبتاعها عاصرها ومعتصرها وحاملها والمحمولة إليه وآكل ثمنها والدال عليها وقال (ص) ستة لعنتهم لعنهم الله وكل نبي مجاب الدعوة المكذب بقدر الله والزائد في كتاب الله والمتسلط بالجبروت ليعز من أذل الله ويذل من أعزه الله والمستحل لحرم الله والمستحل من عترتي ما حرم الله والتارك لسنتي ولعن [ صفحه 29] الزاني بامرأة جاره ولعن ناكح يده ولعن ناكح الأم وبنتها ولعن الراشي والمرتشي في الحكم والرائش يعني الساعي بينهما ولعن من كتم العلم ولعن المحتكر ولعن من أخفر مسلما يعني خذله ولم ينصره ولعن الوالي إذا لم يكن فيه رحمة ولعن المتبتلين من الرجال الذين يقولون لا نتزوج والمتبتلات من النساء ولعن راكب الفلاة وحده ولعن من أتي بهيمة نعوذ بالله من لعنته ولعنة رسوله " [46] . والآن وبعد نقل كل هذا الكم الهائل من الروايات والآيات التي تصرح بلعن أصحاب هذه الصفات ماذا يبقي عند القوم من الرد ياتري؟

قد يقول قائلهم بأن اللعن هنا غير معين و بما انه غير معين فلا مانع منه عندنا وانما الممنوع هو اللعن للشخص المعين بعينه أو باسمه فهذا نمنعه

أقول إذا صرفنا هذه الأحكام عن المصاديق وأبقيناها فقط في المفاهيم. فعند ذلك يلزمنا أن نقول بأن كل الأحكام وليس اللعن فقط المتوجهة بالعناوين لا يجوز لنا أن نطبقها علي المصاديق (الأفراد). [ صفحه 30] مثال حكم الزنا فإنه لم يرد بخصوص شخص معين وانما ورد باسم الزاني والزانية. وكذلك السارق والسارقة وبقية الأحكام الأخري وبهذا نكون قد حكمنا بتعطيل كل الأحكام الشرعية لأنها لم تكن خاصة بالأفراد وانما هي متعلقة بالعنوان والمفهوم. ويضاف إلي ذلك بإن المفهوم لا وجود له أصلا في الخارج فيكون الحكم باللعن والجلد والرجم وقطع اليد وغيرها باطلة. لأنها تعلقت بأمر عقلي لا وجود له في الخارج وانما وجوده بوجود أفراده ومصاديقه فقط. فإن كان الحكم خاصا بالمفهوم فلا وجود له وان قلنا بأنه ينحل وينتقل للمصاديق وهو الصحيح فعند ذلك يصبح لدينا جواز اللعن والا فتكون كل أقوال النبي لغوا لعدم الفائدة ولعدم وجود متعلق للحكم في الخارج. ومع ذلك فلا مانع لدينا من إغلاق الطريق علي القوم ونقل مجموعة من الروايات الصادرة من النبي (ص) في مجاميع معينة وفي أفراد معينين. حتي لا يكون هناك أي عذر لأي شخص علي الإطلاق. وسوف أبتدي الآن بنقل هذه الروايات. [ صفحه 31]

ولكن قد يرد سؤال من الطرف الآخر مفاده بان هناك رواية مانعة من لعن المعين و هي واردة في مجموعة من المصادر وهي صحيحة عند القوم

قال في البخاري: " حدثنا يحيي بن بكير حدثني الليث قال حدثني خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب أن رجلا علي عهد النبي (ص) كان اسمه عبدالله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله (ص) وكان النبي (ص) قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر مايؤتي به فقال النبي (ص) لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله " [47] . وقال البيهقي في شعب الايمان: " أخبرنا أبو عبدالله الحافظ حدثنا أبو العباس بن يعقوب هو الأصم حدثنا محمد بن إسحاق الصاغاني حدثنا عبدالله بن صالح حدثنا الليث حدثنا خالد بن يزيد عن سعيد بن أبي هلال عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أن رجلا علي عهد رسول الله (ص) كان اسمه عبدالله وكان يلقب خمارا وكان يضحك رسول الله (ص) وكان رسول الله (ص) قد جلده في الشراب فأتي به يوما فأمر به فجلد فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر [ صفحه 32] ما يؤتي به فقال رسول الله لا تلعنه فوالله ما علمت إنه ليحب الله ورسوله رواه البخاري في الصحيح عن يحيي بن بكير عن الليث وهذا تصحيح قوله أبي عثمان صادق في حبه مقصر في حقه فإنه مع شربه سماه محبا والله أعلم " [48] . الجواب: أقول ومن الله التوفيق والتسديد ولن أناقش السند لان الرواية عند القوم تجاوزت القنطرة لان الراوي البخاري وكل ما يرويه فهو صحيح. ولكن أقول إن في هذه الرواية أكثر من موقف يحتاج إلي التأمل: أولا: فإن هذه الرواية تعارض الروايات والآيات المتقدمة والتي فهم منها الفقهاء جواز لعن المعين وسوف يأتينا موقف بعضهم. ثانيا: الرواية لا يوجد فيها نهي مطلق وانما نهي خاص لذلك الشخص لان النبي (ص) لم يقول لا تلعنوا. وانما علل عدم جواز لعنه لأنه يحب الله والرسول فكل من يحب الله والرسول يمكن أن نخرجه من جواز اللعن. [ صفحه 33] وعلي هذا فانه يجوز لعن الذين لا يحبهم الله؛ وهم طوائف منهم: قال تعالي: (ان الله لا يحب من كان مختالا فخورا) [49] . وقال تعالي: (ان الله لا يحب من كان خوانا أثيما) [50] . وقال تعالي: (و الله لا يحب المفسدين) [51] . وقال تعالي: (ان الله لا يحب المعتدين) [52] . وقال تعالي: (انه لا يحب المسرفين) [53] . وقال تعالي: (ان الله لا يحب الخآئنين) [54] . وقال تعالي: (انه لا يحب المستكبرين) [55] . وقال تعالي: (انه لا يحب الظالمين) [56] . [ صفحه 34] فهذه الطوائف كلها خارجة عن الرواية لان الحب أمر تبادلي بين المحب والمحبوب فكل شخص لا يحبه الله قطعا لا يحبه الرسول وعليه نستكشف من ذلك عدم محبته لله وللرسول فيبقي تحت العموم لأن التعليل غير متوفر بحقه. ثالثا: ما يرد علي الرواية إن الصحابة بادروا إلي اللعن لذلك الشخص فلو كان لعن المعين غير جائز لما لعنوا. وسوف يأتي رد آخر للعلماء علي هذه الرواية وقالوا بأن اللعن كان بعد القصاص فنهاهم النبي (ص) عن ذلك لأنه قد أقتص منه. ثم إننا وجدنا النبي (ص) لم ينه عن ذلك مطلقا وانما نهي بالتعليل فهذه الرواية دالة علي جواز لعن المعين لعدم النهي المطلق فيها. رابعا: فإن الرواية تعارض الروايات الخاصة وليست العامة فقط. فهناك مجموعة من الروايات الخاصة بلعن المعين وهي صحيحة السند لأنها مروية في الصحاح أو عن الثقاة. فلا يمكن لرواية واحدة بأن تعارض الآيات والروايات العامة وتعارض الروايات الخاصة باللعن المعين وتخالف عمل الصحابة وفتوي الفقهاء فنعمل بها ونترك غيرها. [ صفحه 35] فأما أن نسقطها عن الاعتبار أو أن نقول بأنها خاصة بذلك الرجل أو بمن يتمتع بتلك الصفة فقط.

نقل الأدلة الخاصة المجوزة للعن المعين

واما الآن فسوف نبتدي في الأدلة الخاصة منها: ففي البخاري: " حدثنا حبان بن موسي أخبرنا عبدالله أخبرنا معمر عن الزهري قال حدثني سالم عن أبيه أنه سمع رسول الله (ص) إذا رفع رأسه من الركوع في الركعة الآخرة من الفجر يقول اللهم العن فلانا وفلانا وفلانا بعد ما يقول سمع الله لمن حمده رواه إسحاق بن راشد عن الزهري ". " حدثنا موسي بن إسماعيل حدثنا ابراهيم بن سعد حدثنا بن شهاب عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله (ص) كان إذا أراد أن يدعو علي أحد أو يدعو لأحد قنت بعد الركوع فربما قال إذا قال سمع الله لمن حمده اللهم ربنا لك الحمد اللهم أنج الوليد بن الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة اللهم أشدد وطأتك علي مضر واجعلها سنين كسني يوسف يجهر بذلك وكان يقول في بعض صلاته في صلاة الفجر اللهم العن فلانا وفلانا لأحياء من العرب " [57] . [ صفحه 36] سؤالي هنا بأن هذا اللعن من النبي (ص) لمن؟ أليس هذا اللعن لعنا معين أم لا؟ صحيح بأن الملعون هنا من الشخصيات الكبيرة المرموقة ولذلك قيل عنهم فلان وفلان وفلان. ونحن لا يهمنا منهم الذين لعنهم النبي (ص) الذي يهمنا انه لعن لمعين وليس لعنوان. فهل كلامي صحيح أم لا؟ وهذا مورد آخر من اللعن من الرسول (ص) وهو موجه للمسلمين بلا إشكال بخلاف المورد الأول فيحتمل أن يقول البعض بأنه موجه للمشركين. ولكن هنا لا مجال لهذا الاحتمال علي الإطلاق. واليكم ذلك الآن. ففي صحيح مسلم: " حدثنا زهير بن حرب حدثنا أبو أحمد الكوفي حدثنا الوليد بن جميع حدثنا أبوالطفيل قال كان بين رجل من أهل العقبة وبين حذيفة بعض ما يكون بين الناس فقال أنشدك بالله كم كان أصحاب العقبة فأل فقال له القوم أخبره إذ سألك قال كنا نخير أنهم [ صفحه 37] أربعة عشر فإن كنت منهم فتد كان القوم خمسة عشر وأشهد بالله أن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد وعذر ثلاثة قالوا ما سمعنا منادي رسول الله (ص) ولا علمنا بما أراد القوم وقد كان في حرة فمشي فقال إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ " [58] . فلاحظوا بأن الرسول (ص) قد لعن الأشخاص الذين سبقوه إلي الماء وهم معينون معروفون وهم من المسلمين بلا إشكال والرواية صحيحة السند لأنها في مسلم. وأضيف إليها مصادر أخري. فقي مجمع الزوائد للهيثمي: " وعن ابي الطفيل قال لما كان غزوة تبوك نادي منادي النبي (ص) إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد فأتي الماء وقد سبقه أقوام فلعنهم رواه الطبراني في الكبير وفيه يحيي بن محمد بن السكن عن بكر بن بكار ولم أرمن ترجمهما وعن عبدالله بن عثمان بن خثيم قال دخلت علي أبي الطفيل فوجدته طيب النفس فقلت لأغتنمن ذلك منه فقلت يا أبا الطفيل النفر الذين لعنهم رسول الله (ص) من هم سمهم من هم قال فهم أن يخبرني بهم فقالت له امرأته سودة مه يا أبا الطفيل أما بلغك أن رسول الله (ص) قال اللهم [ صفحه 38] إنما أنا بشر فأيما عبد من المؤمنين دعوت عليه بدعوة فاجعلها له زكاة ورحمة رواه أحمد ورجاله ثقات " [59] . فهنا الصورة واضحة أيها المستشكل فان الرواية تقول بأن أبا الطفيل كان عارفا بأسمائهم. والرواية موثقة وهذا دليل صريح صحيح يدل علي أن النبي (ص) قد لعن مجموعه من المسلمين وهم معروفون لدي مجموعه من الصحابة منهم أبو الطفيل. فأين القول بأنه لا يجوز لعن المعين يا تري أليس الذي يمنع يكون قد رد علي الرسول (ص)؟! والراد علي الرسول راد علي الله؟ والله يقول وما أتاكم الرسول فخذوه. واما الآن فسوف أنقل أسماء من لعنهم النبي (ص) بالاسم وهذه الروايات هي: ففي الفردوس بمأثور الخطاب للديلمي: " اللهم العن أبا سفيان اللهم العن الحارث ابن هشام اللهم العن صفوان بن أمية " [60] . وقال الشوكاني في نيل الأوطار: [ صفحه 39] " وفي رواية للترمذي قال قال رسول الله (ص) يوم أحد اللهم العن أباسفيان اللهم العن الحرث بن هشام اللهم العن صفوان بن أمية " [61] . وفي كتاب نظرية عدالة الصحابة لأحمد حسين يعقوب: " قال: قال الحلبي في رواية: صار (ص) يقول: (اللهم العن فلانا وفلانا) " [62] . وأضاف أيضا: " حيث قال: وقال السيوطي وأخرج أحمد والخاري والترمذي والنسائي وابن جرير والبيهقي في الدلائل عن ابن عمر قال: قال رسول الله(ص) يوم أحد: (اللهم العن أباسفيان، اللهم العن الحرث بن هشام، اللهم العن سهيل بن عمرو واللهم العن صفوان بن أمية) قال السيوطي. وأخرج الترمذي وصححه ابن جرير وابن أبي حاتم عن ابن عمر قال: كان النبي (ص) يدعو علي أربعة نفر وكان يقول في صلاة الفجر: (اللهم العن فلانا وفلانا) " [63] . [ صفحه 40] " وأخرج نصر بن مزاحم المنقري عن عبد الغفار بن القاسم عن عدي بن ثابت عن البراء بن عازب قال: أقبل أبوسفيان ومعه معاوية، فتال رسول الله(ص):(اللهم العن التابع والمتبوع، اللهم عليك بالأقيص) فقال ابن براء للأبيه: من الاقيص قال: معاوية " [64] . " وأخرج نصر عن علي بن الأقمر في آخر حديثه قال: فنظر رسول الله إلي أبي سفيان وهو راكب ومعاوية وأخوه أحدهما قائد والآخر سائق، فلما نظر إليهم رسول الله (ص) قال:(اللهم العن القائد والسائق والراكب)، قلنا أنت سمعت رسول الله؟ قال: نعم والا قصمت أذناي " [65] . وفي تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: " أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم بن معاوية أخبرنا حمزة بن يوسف أخبرنا أبو أحمد بن عدي حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي حدثنا محمد بن علي بن خلف العطار حدثنا حسين الأشقر عن قيس عن عمران بن ظبيان عن أبي تحيي حكيم قال: كنت جالسا مع عمار فجاء أبوموسي فقال ما لي ولك قال ألست أخاك قال ما أدري إلا أني سمعت رسول الله (ص) يلعنك [ صفحه 41] ليلة الجمل قال إنه قد استغفر لي قال عمار قد شهدت اللعن ولم اشهد الاستغفار " [66] . وقال ابن أبي جرادة الحلبي في بغية الطلب في تاريخ حلب: " أخبرنا أبوحفص عمر بن محمد بن معمر بن طبرزد فيما أذن لنا أن نرويه عنه قال أخبرنا أبوالقاسم إسماعيل بن أحمد بن عمر السمرقندي إجازة إن لم يكن سماعا قال أخبرنا أحمد بن محمد بن أحمد قال أخبرنا محمد بن عبدالله بن الحسين قال حدثنا ابو حامد محمد بن هارون قال حدثنا إسحق بن أبي إسرائيل قال حدثنا الحكم بن ظهير عن السري عن أبي صالح عن ابن عباس قال بعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد بن المغيرة المخزومي علي سرية ومعه في السرية عمار بن ياسر قال فخرجوا حتي إذا أتوا قريبا من القوم الذين أرادوا أن يصبحوهم نزلوا في بعض الليل قال وجاء القوم النذير فهربوا حيث بلغهم قال فأقام رجل منهم كان قد أسلم هو وأهل بيته فأمر أهله فتحملوا ثم قال قفوا حتي أسلم ثم جاء حتي دخل علي عمار فقال يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وأهل بيتي فهل ذلك نافعي إن أنا أقمت فإن قومي قد هربوا حيث سمعوا بكم قال فقال له عمار فأقم فأنت آمن فانصرف الرجل هو أهله. [ صفحه 42] قال وصبح خالد القوم فوجدهم قد ذهبوا فأخذ الرجل هو وأهله فقال له عمار لا سبيل لك علي الرجل قد أسلم قال وما أنت وذاك أتجير علي وانا الأمير قال نعم أجير عليك وأنت الأمير إن الرجل قد آمن ولو شاء أن يذهب كما ذهب أصحابه فأمره بالمقام لإسلامه فتنازعا في ذلك حتي تشاتما فلما قدما المدينة اجتمعا عند رسول الله (ص) فذكرعمار الرجل وما صنع فأجاز رسول الله (ص) أمان عمار ونهي يومئذ أن يجير أحد علي أمير فتشاتما عند رسول الله (ص) فقال خالد يا رسول الله أيشتمني هذا العبد عندك أما والله لولاك ما شتمني فقال رسول الله (ص) كف يا خالد عن عمار فإنه من يبغض عمارا يبغضه الله عزوجل ومن يشتم عمارا يشتمه الله عزوجل ومن يلعن عمارا يلعنه الله عزوجل ثم قام عمار فولي وأتبعه خالد بن الوليد حتي أخذ بثوبه فلم يزل يترضاه حتي رضي ونزلت هذه الآية (أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر مِنكمَ) [67] [68] . وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: " أخبرنا أبوغالب أحمد بن الحسن أخبرنا محمد بن أحمد بن الآبنوسي أخبرنا علي بن عمر الحافظ حدثنا ابو محمد عبدالله [ صفحه 43] بن الهيثم بن خالد الخياط الطيبي ومحمد بن مخلد قالا حثنا أبو محمد عبدالله بن الهيثم بن خالد الخياط الطيبي ومحمد بن مخلد قالا حدثنا الحسن بن عرفة حدثنا الحكم بن ظهير عن السدي عن أبي صالح عن ابن عباس قال: بعث رسول الله (ص) خالد بن الوليد بن المغيرة في سرية قال ومعه في السرية عمار بن ياسر إلي حي من قريش أوقيس حتي إذا دنوا من القوم جاءهم النذير فهربوا وثبت رجل منهم كان قد أسلم هووأهل بيته فقال لأهله كونوا علي رجل حتي آتيكم قال فانطلق حتي دخل في العسكر فدخل علي عمار بن ياسر فقال يا أبا اليقظان إني قد أسلمت وأهل بيتي فهل ذلك نافعي أم أذهب كما ذهب قومي قال فقال له عمارا قم فأنت آمن قال فرجع الرجل فأقام وصبحهم خالد بن الوليد فوجد القوم قد نذروا وذهبوا فأخذ الرجل فقال له عمار إنه ليس لك علي الرجل سبيل إني قد أمنته وقد أسلم قال وما أنت وذاك أتجير علي وأنا الأمير قال نعم أجير عليك وأنت الأمير إن الرجل قد أسلم ولوشاء لذهب كما ذهب قومه قال فتنازعا في ذلك حتي قدما المدينة فاجتمعا عند رسول الله (ص) فذكر عمار للنبي(ص) الذي كان من أمر الرجل فأجاز أمان عمار ونهي يومئذ أن يجير رجل علي أمير فتنازع عمار وخالد عند رسول الله (ص) حتي تشاتما فقال خالد بن الوليد أيشتمني هذا العبد عندك أما والله لا ولاك ما شتمني قال فقال نبي الله (ص) كف با خالد عن عمار فإنه من يبغض عمارا يبغضه الله ومن يلعن عمارا يلعنه الله قال وقام عمار فانطلق فاتبعه خالد فأخذ [ صفحه 44] بثوبه فلم يزل يترضاه حتي رضي عنه قال وفيه نزلت (يأيها الذين ءامنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم) " [69] . فتلاحظ بان الكلام موجه لخالد لما لعن عمارا وسبه أليس كذلك؟ وفي سبل السلام للصنعاني: " وعن ابي هريرة رضي الله عنه عن النبي (ص) قال إذا دعا الرجل امرأته إلي فراشه فأبت أن تجيء فبات غضبان لعنتها الملائكة حتي تصبح " [70] . فاللعن هنا واضح علي تلك الزوجة بذاتها وهو من باب اللعن المعين وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: " أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي أخبرنا أبو القاسم بن مسعدة أخبرنا حمزة بن يوسف أخبرنا عبدالله بن عدي حدثنا أحمد بن الحسين الصوفي حدثنا محمد بن منصور الطوسي حدثنا أبو الجواب حدثنا سليمان بن قرم عن الأعمش عن عمرو بن مرة عن عبدالله بن الحارث عن زهير بن الأقمر قال كان الحكم بن أبي [ صفحه 45] العاص يجلس إلي رسول الله (ص) وينقل حديثه إلي قريش فلعنه رسول الله (ص) وما يخرج من صلبه إلي يوم القيامة. أخبرنا أبو القاسم بن الحصين أنا أبو علي بن المذهب لفظا أنا أبوبكر بن مالك نا عبدالله بن أحمد حدثني أبي نا ابن نمير نا عثمان بن حكيم عن أبي أمامة ابن سهل بن حنيف عن عبدالله بن عمرو قال كنا جلوسا عند النبي (ص) وقد ذهب عمرو بن العاص يلبس ثيابه ليحلقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا أتشوف داخلا وخارجا حتي دخل فلان يعني الحكم " [71] . وقال أيضا: " وأخبرنا أبوبكر وجيه بن طاهر أخبرنا أحمد بن الحسن بن محمد أخبرنا الحسن بن أحمد بن محمد أخبرنا أبوبكر بن حمدون حدثنا أبوعثمان سعيد بن عبد الرحمن بن صفوان المصري حدثنا شعيب عن الليث زاد وجيه بن سعد حدثني أبي عن يعقوب بن إبراهيم عن محمد بن سوقة عن الشعبي عن ابن الزبير قال قال رسول الله (ص) ولد الحكم ملعونون. هذا غريب والمحفوط ما أخبرنا أبوالقاسم الحسين بن [ صفحه 46] الحسن بن محمد أخبرنا علي بن محمد بن علي قال قال قريء علي أبي نصر أحمد بن المظفر بن الطوسي الموصلي حدثكم عبدالله بن حيان ابن عبد العزيز الأزدي الموصلي حدثنا عبدالله بن محمد بن ناجية حدثنا علي بن المنذر حدثنا ابن فضيل حدثنا إسماعيل بن أبي خالد عن عامر يعني الشعبي عن عبدالله بن الزبير أنه قال وهو علي المنبر ورب هذا البيت الحرام والبلد الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون علي لسان محمد (ص). قرأنا علي أبي عبدالله بن البنا عن أبي الحسن علي بن محمد بن خزفة ح وعن أبي الحسين بن الآبنوسي أخبرنا أبوبكر بن بيري قراءة قالا أخبرنا محمد بن الحسين أخبرنا ابن أبي خيثمة حدثنا عبد الرحمن بن صالح الأزدي حدثنا عمرو بن هاشم الحسني عن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر قال سمعت عبدالله بن الزبير وهو مسند ظهره إلي الكعبة وهو يقول ورب هذا البيت الحرام إن الحكم بن أبي العاص وولده ملعونون علي لسان رسول الله (ص). أنبأنا أبوعلي الحسن بن أحمد أخبرنا محمد بن عبدالله بن ريذة أخبرنا سليمان الطبراني حدثنا أحمد بن يحيي بن خالد بن حيان الرقي حدثنا يحيي بن خالد بن حيان الرقي حدثنا يحيي بن سليمان الجعفي حدثنا محمد بن فضيل وأحمد بن بشرعن إسماعيل بن أبي خالد عن عامر الشعبي قال سمعت عبدالله بن الزبير وهو يطوف بالكعبة وهو يقول ورب هذه البينة للعن رسول الله (ص) [ صفحه 47] الحكم وما ولد " [72] . وقال أيضا: " قال وأخبرنا سليمان حدثنا أحمد بن رشدين المصري حدثنا يحيي بن سليمان الجعفي حدثنا ابن فضيل عن ابن شبرمة عن الشعبي عن عبدالله بن الزبير قال أشهد لسمعت رسول الله (ص) يلعن الحكم وما ولد. أخبرنا أبو الحسن علي بن المسلم الفقيه أنا علي بن محمد بن أبي العلاء قال قريء علي محمد بن عمر بن سليمان النصيبي قيل له حدثكم أحمد بن يوسف بن خالد حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة حدثنا عبادة بن زياد حدثنا مدرك بن سليمان الطائي عن إسحاق بن يحيي عن عمته عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين قالت كان النبي (ص) في حجرته فسمع حسا فاستنكره فذهبوا فنظروا فإذا الحكم كان يطلع علي النبي (ص) فلعنه النبي (ص) وما في صلبه ونفاه " [73] . وقال ابن حجر في الإصابة: " وروي الفاكهي من طريق حماد بن سلمة حدثنا أبو سنان [ صفحه 48] عن الزهري وعطاء الخراساني أن أصحاب النبي (ص) دخلوا عليه وهو يلعن الحكم بن أبي العاص فقالوا يا رسول الله ما له قال دخل علي شق الجدار وأنا مع زوجتي فلانة فكلح في وجهي فقالوا أفلا نلعنه نحن قال كأني أنظر إلي بنيه يصعدون منبري وينزلونه فقالوا يا رسول الله ألا نأخذهم قال لا ونفاه رسول الله (ص) " [74] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: " وعن عبدالله بن عمرو قال كنا جلوسا عند النبي (ص) وقد ذهب عمرو بن العاصي يلبس ثيابه ليلحقني فقال ونحن عنده ليدخلن عليكم رجل لعين فوالله ما زلت وجلا أتشوف خارجا وداخلا حتي دخل فلان يعني الحكم رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح " [75] . وبعد أن تبين لنا بأن النبي (ص) قد لعن مجموعة من الصحابة معروفين بأسمائهم وهم من المسلمين فلم يبق للمدافع أي وسيلة وأي حيلة أمام هذا الكم الكبير من الأدلة علي اللعن العام والخاص. [ صفحه 49] وبعد هذا إلي أين سوف تتوجه وما هو الدليل الآخر الذي لديك علي جواز اللعن الخاص أو المعين؟ الجواب: سوف يكون توجهي إلي الصحابة فهم قريبون من مصدر التشريع ولديهم اطلاع أكثر من غيرهم علي مقاصد الشريعة. وسوف أتناول مجموعة من المصادر الدالة علي لعن الصحابة لبعهم البعض منها. قال ابن الاثير: " وكان علي إذا صلي الغداة يقنت فيقول اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت سب عليا وابن عباس والحسن والحسين والأشتر. وقد قيل إن معاوية حضر الحكمين وانه قام عشية في الناس فقال أما بعد من كان متكلما في هذا الأمر فليطلع لنا قرنه " [76] . [ صفحه 50] وقال الطبري: " وكان إذا صلي الغداة يقنت فيقول اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور السلمي وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت لعن عليا وابن عباس والأشتر وحسنا وحسينا " [77] . ولك أن تراجع المصادر التالية: أبويوسف في الآثار ص 71 ونصر بن مزاحم في كتاب صفين ص 302 وص 636 ط مصر وابن حزم في المحلي ج 4 ص 145 وغيرها من المصادر وقال ابن خلكان في وفيات الأعيان: " فقال معاوية يا أحنف لقد أغضيت العين عن القذي وقلت فيما تري وأيم الله لتصعدن المنبر ولتلعنته طوعا أوكرها، فقال له الأحنف يا أميرالمؤمنين إن تعفني فهو خير لك وان تجبرني فوالله لا تجري به شفتاي أبدا قال قم فاصعد قال الأحنف أما والله مع ذلك لأنصفنك في القول والفعل قال وما أنت قائل يا أحنف إن انصفتني قال أصعد المنبر فأحمد لله تعالي بما هو أهله وأصلي علي نبيه (ص) ثم أقول أيها الناس إن أميرالمؤمنين معاوية أمرني أن ألعن عليا ألا [ صفحه 51] وان عليا ومعاوية اقتتلا واختلفا فادعي كل منهما انه مبغي عليه وعلي فئته فإذا دعوت فأمنوا رحمكم الله ثم اقول اللهم العن أنت وملائكتك وأنبياؤك وجميع خلقك الباغي منهما علي صاحبه والعن الفئة الباغية لعنا كثيرا أمنوا رحمكم الله يا معاوية لا أزيد علي هذا حرفا ولا أنقص منه حرفا ولو كان فيه ذهاب نفسي فقال معاوية إذن نعفيك أبا بحر. ومثل هذا ما قاله معاوية أيضا لعقيل بن أبي طالب رضي الله عنه إن عليا قد قطعك ووصلتك ولا يرضيني منك إلا أن تلعنه علي المنبر قال أفعل قال فاصعد المنبر فصعد ثم قال بعد أن حمد الله وأثني عليه أيها الناس أمرني أن ألعن علي بن أبي طالب أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان فالعنوه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين ثم نزل فقال له معاوية إنك لم تبين قال والله لا زدت حرفا ولا نقصت آخر والكلام علي نية المتكلم " [78] . وقال ابن حنبل في فضائل الصحابة: " حدثنا عبدالله بن الحسن الحراني حدثنا أبو جعفر النفيلي حدثنا بن زياد الثقفي عن السدي قال قال علي اللهم العن كل مبغض لنا قال وكل محب لنا غال " [79] . [ صفحه 52] وقال المقدسي في البدء والتاريخ: " وروي أن عليا عليه السلام كان يقنت علي معاوية إلي أن مات ومعاوية يلعن عليا وولده " [80] . وقال أيضا: " واما عبدالله بن الزبير فامتنع بمكة ولاذ بالكعبة ودعا الناس إلي الشوري وجعل يلعن يزيد وسماه الفاسق المتكبر وقال لا يرضي الله بعهد معاوية إلي يزيد وانما ذاك إلي عامة المسلمين فأجابه الناس إلي ذلك ورأوا الحق فيه " [81] . وقال ابن كثير في البداية والنهاية: " فذكر أبو مخنف عن أبي حباب الكلبي أن عليا لما بلغه ما فعل عمرو كان يلعن في قنوته معاوية وعمرو بن العاص وأبا الأعور السلمي وحبيب ابن مسلمة والضحاك بن قيس وعبد الرحمن بن خالد بن الوليد والوليد بن عتبة فلما بلغ ذلك معاوية كان يلعن في قنوته عليا وحسنا وحسينا وابن عباس والأشتر النخعي " [82] . وقال أيضا: [ صفحه 53] " وتوفي في هذه السنة محمد بن يوسف الثقفي أخو الحجاج وكان أميرا علي اليمن وكان يلعن عليا علي المنابر قيل إنه أمر حجر المنذري أن يلعن عليا فقال بل لعن الله من يلعن عليا ولعنة الله علي من لعنه الله وقيل إنه وري في لعنه فألله أعلم " [83] . وقال في تاريخ ابن خلدون: " ورجع ابن عباس وشريح إلي علي بالخبر فكان يقنت إذا صلي الغداة ويقول اللهم العن معاوية وعمرا وحبيبا وعبد الرحمن بن مخلد والضحاك بن قيس والوليد وأبا الأعور وبلغ ذلك معاوية فكان إذا أقنت يلعن عليا وابن عباس والحسن والحسين والأشتر " [84] . وقال ابن كثير في البداية والنهاية: " ووصلت النبال إلي هودج أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فجعلت تنادي الله الله يا بني اذكروا يوم الحساب ورفعت يديها تدعو علي أولئك النفر من قتلة عثمان فضج الناس معها بالدعاء حتي بلغت الضجة إلي علي فقال ما هذا فقالوا أم المؤمنين تدعو علي قتلة عثمان وأشياعهم فقال اللهم العن قتلة عثمان " [85] . وقال ابن الأثير في الكامل في التاريخ: [ صفحه 54] " فقتل عثمان في الثالثة ولقيهم مقتل عثمان فقال حذيفة بن اليمان اللهم العن قتلته وشتامه اللهم إنا كنا نعاتبه ويعاتبنا فاتخذوا ذلك سلما إلي الفتنة اللهم لا تمتهم إلا بالسيوف " [86] . وقال أيضا: " وكان علي إذا صلي الغداة يقنت فيقول اللهم العن معاوية وعمرا وأبا الأعور وحبيبا وعبد الرحمن بن خالد والضحاك بن قيس والوليد فبلغ ذلك معاوية فكان إذا قنت سب عليا وابن عباس والحسن والحسين والأشتر " [87] . وقال ابن الجوزي في المنتظم: " فقالت عائشة خل يا كعب عن البعير وتقدم بكتاب الله عز وجل فادعهم إليه ودفعت إليه مصحفا وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح فاستقبلهم كعب بالمصحف فرشقوه رشقا واحدا فقتلوه ثم راموا أم المؤمنين في هودجها فجعلت تنادي يا بني البقية البقية ويعلو صوتها اذكروا الله والحساب ويأبون إلا إقداما فتالت أيها الناس العنوا قتلة عثمان وأشياعهم فضجوا بالدعاء فسمع علي فقال ما هذه الضجة قالوا عائشة تدعو ويدعون [ صفحه 55] معها علي قتلة عثمان وأشياعهم فأقبل يدعو ويقول اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم " [88] . وقال الطبري في تاريخه: " وقالت عائشة خل يا كعب عن البعير وتقدم بكتاب الله عزوجل فادعهم إليه ودفعت إليه مصحفا وأقبل القوم وأمامهم السبئية يخافون أن يجري الصلح فاستقبلهم كعب بالمصحف وعلي من خلفهم يزعهم ويأبون إلا إقداما فلما دعاهم كعب رشقوه رشقا واحدا فقتلوه يرموا عائشة في هودجها فجعلت تنادي يا بني البقية البقية ويعلو صوتها كثرة الله الله اذكروا الله عزوجل والحساب فيأبون إلا إقداما فكان أول شيء أحدثته حين أبوا أن قالت أيها الناس العنوا قتلة عثمان وأشياعهم وأقبلت تدعو وضج أهل البصرة بالدعاء وسمع علي بن أبي طالب الدعاء فقال ما هذه الضجة فقالوا عائشة تدعو ويدعون معها علي قتلة عثمان وأشياعهم فأقبل يدعو ويقول اللهم العن قتلة عثمان وأشياعهم " [89] . وقال أيضا: " والعنوا من لعنه الله ورسوله وفارقوا من لا تنالون القربة من الله إلا بمفارقته. اللهم العن أباسفيان بن حرب ومعاوية ابنه [ صفحه 56] ويزيد بن معاوية ومروان بن الحكم وولده اللهم العن أئمة الكفر وقادة الضلالة وأعداء الدين ومجاهدي الرسول ومغيري الأحكام ومبدلي الكتاب وسفاكي الدم الحرام " [90] . وقال ابن شبة في أخبار المدينة: " حدثنا هارون بن عمر قال حدثنا أسد بن موسي قال حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن معتمر بن أبي هند عن سالم بن أبي الجعد قال كنا مع محمد بن علي في الشعب فسمع رجلا ينتقص عثمان رضي الله عنه وعنده ابن عباس رضي الله عنهما فقال محمد يا ابن عباس هل شهدت أميرالمؤمنين حين سمع الصيحة من قبل المربد فقال ابن عباس رضي الله عنهما نعم عشية بعث فلان بن فلان فقال اذهب فانظر ما هذا فجاء فقال هذه عائشة رضي الله عنها تعلن قتلة عثمان رضي الله عنه. قال وأنا ألعن قتلة عثمان اللهم العن قتلة عثمان في السهل والجبل قال ثم أقبل علينا محمد فقال أما في وفي ابن عباس لكم شاهدا عدل قلنا بلي قال فانتهوا " [91] . وقال أيضا: [ صفحه 57] " حدثنا خلاد بن يزيد قال حدثنا هشام بن الغازي عن مكحول قال كان علي رضي الله عنه يلعن قتلة عثمان رضي الله عنه " [92] . وقال أيضا: " حدثنا محمد بن حاتم قال حدثنا مروان بن معاوية قال حدثنا الربيع بن النعمان البصري عن نعيم بن أبي هند عن سالم بن أبي الجعد أنه سمع محمد بن الحنفية يقول سمعت أبي ورفع يديه حتي يري بياض إبطيه وقال اللهم العن قتلة عثمان في البر والبحر والسهل والجبل ثلاثا يرددها " [93] . وقال السمعاني في الأنساب: " قال ابن الكلبي كل ما في بني أسد من الأسماء نكرة بالنون منهم نكرة بن جذيمة بن الصيدا ومن ولد شيخ بن عميرة الأسدي كان مع الحسين بن علي رضي الله عنهما فأرسله إلي أهل الكوفة فأخذه ابن زياد فأمره أن يلعن الحسين فلعن ابن زياد فألقاه من فوق القصر فقتله. هكذا ذكره الدار قطني " [94] . [ صفحه 58] هذه النقولات التاريخية الواضحة بينت لنا مواقف الصحابة من اللعن للمعين بما لا يد مجال لأي إنسان في ذلك. وعندي سؤال هنا للمانعين فأقول عمل الصحابة هذا إما إنه صحيح وأما خطأ. فإن كان صحيحا فهو المراد والدليل علي ما نفعله. وان كان غير صحيح فلماذا؟ هل لأن من لعنوه لا يستحق اللعن أم لأن لعن المعين غير جائز؟ فإن كان الأول فدل علي جواز لعن المعين ولكن لا نلعن كل شخص وانما فقط من يستحق اللعن. وان كان عمل الصحابة خطأ لأنهم لعنوا المعين ولعن المعين غير جائز. فأقول هل أنتم أعلم من الصحابة في هذه المسألة أم أن الصحابة أعلم منكم؟ جاوبوني ولكم مني الشكر والتقدير علي الجواب. بقي الكلام في النقطة الأخيرة من البحث. [ صفحه 59]

موقف الفقهاء من لعن المعين

سؤال: وما هي تلك النقطة يا تري؟ الجواب: النقطة الأخيرة هي موقف الفقهاء من المسألة هل يجوز اللعن للمعين أم لا مع إجماعهم علي جواز لعن العنوان والمفهوم. قال ابن قايماز الذهبي في كتاب الكبائر: " اعلم أن لعن المسلم المصون حرام بإجماع المسلمين ويجوز لعن أصحاب الأوصاف المذمومة كقولك لعن الله الظالمين لعن الله الكافرين لعن الله اليهود والنصاري لعن الله الفاسقين لعن الله المصورين ونحو ذلك كما تقدم وأما لعن انسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي كيهودي أو نصراني أو ظالم أو زان أو سارق أو آكل ربا فظواهر الأحاديث إنه ليس بحرام وأشارالغزالي رحمه الله إلي تحريمه إلا في حق من علمنا أنه مات علي الكفر كأبي لهب وأبي جهل وفرعون وهامان وأشباههم قال لأن اللعن هو الإبعاد عن رحمة الله وما ندري ما يختم به لهذا الفاسق والكافر قال وأما الذين لعنهم رسول الله (ص) بأعيانهم كما قال اللهم العن رعلا وذكوان وعصية عصوا الله ورسوا وهذه ثلاث قبائل من العرب فيجوز أنه (ص) علم موتهم علي الكفر قال ويقرب من اللعن الدعاء علي [ صفحه 60] الإنسان بالشر " [95] . وقال الصنعاني في سبل السلام: "وله أي الترمذي من حديث بن مسعود رفعه ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء وحسنه وصححه الحاكم ورجح الدار قطني وقفه الطعن السب يقال طعن في عرضه أي سبه واللعان اسم فاعل للمبالغة بزنة فعال أي كثير اللعن ومفهوم الزيادة غير مراد فإن اللعن محرم قليلة وكثيرة. والحديث إخبار بأنه ليس من صفات المؤمن الكامل الإيمان السب واللعن إلا أنه يستثني من ذلك لعن الكافر وشارب الخمر ومن لعنه الله ورسوله " [96] . وقال أيضا: " وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه أبو داود والترمذي وصححه. (وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما قال لعن رسول الله (ص) الراشي والمرتشي رواه أبوداود والترمذي وصححه). [ صفحه 61] ورواه أحمد في القضاء وبن ماجه في الأحكام والطبراني في الصغير وقال الهيثمي رجاله ثقات، وذكر المصنف هذا الحديث في أبواب الربا لأنه أفاد لعن من ذكر لأجل أخذ المال الذي يشبه الربا كذلك أخذ الربا وقد تقدم لعن آخذه أول الباب. وحقيقة اللعن البعد عن مظان الرحمة ومواطنها وقد ثبت اللعن عنه (ص) لأصناف كثيرة تزيد علي العشرين وفيه دلالة علي جواز لعن العصاة من أهل القبلة. وأما حديث المؤمن ليس باللعان فالمراد به لعن من لا يستحق ممن لم يلعنه الله ولا رسوله أوليس بالكثير اللعن كما تفيده صيغة فعال " [97] . وقال أيضا: " وأخرج في الأوسط والبيهقي وغيرهما برجال ثقات إلا محمد بن عمرو الأنصاري وقد وثقه بن معين من حديث أبي هريرة سمعت رسول الله (ص) يقول من سل سخيمته علي طريق من طرق الناس المسلمين فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين. والسخيمة بالسين المفتوحة المهملة والخاء المعجمة فمثناة تحتية العذرة. [ صفحه 62] فهذه الأحاديث دالة علي استحقاقه اللعنة " [98] . وقال ابن حجر في الامتاع بالأربعين المتباينة السماع: " سئل شيخنا رحمه الله عن لعن يزيد بن معاوية وماذا يترتب علي من يحبه ويرفع من شأنه فأجاب أما اللعن فنقل فيه الطبري المعروف بالكيا الهراسي الخلاف في المذاهب الأربعة في الجواز وعدمه فاختار الجواز ونقل الغزالي الخلاف واختار المنع وأما المحبة فيه والرفع من شأنه فلا تقع إلا من مبتدع فاسد الاعتقاد فإنه كان فيه من الصفات ما يقتضي سلب الإيمان عمن يحبه لأن الحب في الله والبغض في الله من الإيمان والله المستعان " [99] . وفي نيل الاوطار للشوكاني: " وقد عملت عائشة راوية هذا الحديث بذلك في حق من استحق عندها اللعن فكانت تلعنه وهو حي فلما مات تركت ذلك ونهت عن لعنه كما روي ذلك عنها عمر بن شبة في كتاب أخبار البصرة ورواه بن حبان من وجه آخر وصححه " [100] . وهذا دليل واضح علي جواز لعن المعين نعم فيه إشارة لعدم جواز لعن الميت وهذا ليس محل بحثنا الآن وانما محل البحث هل [ صفحه 63] يجوز لعن المعين أم لا. وفي تفسير القرطبي: " وذكر بن العربي أن لعن العاصي المعين لا يجوز اتفاقا لما روي عن النبي (ص) أنه أتي بشارب خمر مرارا فقال بعض من حضره لعنه الله ما أكثر ما يؤتي به فقال النبي(ص) (لا تكونوا عون الشيطان علي أخيكم) فجعل له حرمة الأخوة وهذا يوجب الشفقة وهذا حديث صحيح قلت خرجه البخاري ومسلم وقد ذكر بعض العلماء خلافا في لعن العاصي المعين قال وانما قال عليه السلام (لا تكونوا عون الشيطان علي أخيكم) في حق نعيمان بعد إقامة الحد عليه ومن أقيم عليه حد الله تعالي فلا ينبغي لعنه ومن لم يقم عليه الحد فلعنته جائزة سواء سمي أوعين أم لا لأن النبي (ص) لا يلعن إلا من تجب عليه اللعنة ما دام علي تلك الحالة الموجبة للعن فإذا تاب منها وأقلع وطهره الحد فلا لعنة تتوجه عليه وبين هذا قوله(ص) (إذا زنت أمة أحدكم فليجلدها الحد ولا يثرب) " [101] . وقال أيضا: " فدل هذا الحديث مع صحته علي أن التثريب واللعن إنما يكون قبل أخذ الحد وقبل التوبة والله تعالي أعلم قال ابن العربي وأما لعن العاصي مطلقا فيجوز إجماعا لما روي عن النبي (ص) أنه [ صفحه 64] قال (لعن الله السارق يسرق البيضة فتقطع يده) الثالثة قوله تعالي (أولئك عليهم لعنة الله و الملائكة و الناس أجمعين) [102] أي ابعادهم من رحمته وأصل اللعن الطرد والإبعاد وقد تقدم فاللعنة من العباد الطرد ومن الله العذاب وقرأ الحسن البصري والملائكة والناس أجمعون بالرفع وتأويلها أولئك جزاؤهم أن يلعنهم الله ويلعنهم الملائكة ويلعنهم الناس أجمعون " [103] . وقال الصنعاني في سبل السلام: " قيل ويدل علي أنه يجوز لعن العاصي المسلم إذا كان علي وجه الإرهاب عليه قبل أن يواقع المعصية فإذا واقعها دعي له بالتوبة والمغفرة. قال المصنف في الفتح بعد نقله لهذا عن المهلب ليس هذا التقييد مستفادا من الحديث بل من أدلة أخري. والحق أن من منع اللعن أراد به معناه اللغوي وهو الإبعاد من الرحمة. وهذا لا يليق أن يدعي " [104] . [ صفحه 65] وقال ابن مفلح الحنبلي في الآداب الشرعية: " وهل يجوز لعن كافر معين علي روايتين قال الشيخ تقي الدين ولعن تارك الصلاة علي وجه العموم جائز وأما لعنة المعين فالأولي تركها لأنه يمكن أن يتوب. وقال في موضع آخر قيل لأحمد بن حنبل أيؤخذ الحديث عن يزيد فقال لا ولا كرامة أو ليس هو فعل بأهل المدينة ما فعل وقيل له إن أقواما يقولون إنا نحب يزيد فقال وهل يحب يزيد من يؤمن بالله واليوم الآخر فقيل له أولا تلعنه فقال متي رأيت أباك يلعن أحدا. وقال الشيخ تقي الدين أيضا في موضع آخر في لعن المعين من الكفار ومن أهل القبلة وغيرهم ومن الفساق بالاعتقاد أوبالعمل لأصحابنا فيها أقوال. أحدها: أنه لا يجوز بحال وهو قول أبي بكر عبد العزيز؛ والثاني يجوز في الكافر دون الفاسق؛ والثالث يجوز مطلقا. قال ابن الجوزي في لعنة يزيد أجازها العلماء الورعون منهم أحمد بن حنبل وأنكر ذلك عليه الشيخ عبد المغيث الحربي وأكثر أصحابنا لكن منهم من بني الأمر علي أنه لم يثبت فسقه. وكلام عبد المغيث يقتضي ذلك وفيه نوع انتصار ضعيف [ صفحه 66] ومنهم من بني الأمر علي أن لا يلعن الفاسق المعين وشنع ابن الجوزي علي من أنكر استجازة ذم المذموم ولعن الملعون كيزيد قال وقد ذكر أحمد في حق يزيد ما يزيد علي اللعنة وذكر رواية مهنا سألت أحمد عن يزيد فقال هوالذي فعل بأهل المدينة ما فعل قلت فيذكرعنه الحديث قال لا يذكر عنه الحديث ولا ينبغي لأحد أن يكتب عنه حديثا قلت ومن كان معه حين فعل فقال أهل الشام قال الشيخ تقي الدين هذا أكثر ما يدل علي الفسق لا علي لعنة المعين " [105] . وقال أيضا: " وذكر ابن الجوزي ما ذكره القاضي في المعتمد من رواية صالح وما لي لا ألعن من لعنه الله عزوجل في كتابه إن صحت الرواية قال وقد صنف القاضي أبو الحسين كتابا في بيان من يستحق اللعن وذكرفيهم يزيد قال وقد جاء في الحديث لعن من فعل ما لا يقارب معشارعشر ما فعل يزيد وذكر الفعل العام كلعن الواصلة والنامصة وأمثاله وذكر رواية أبي طالب سألت أحمد بن حنبل عمن قال لعن الله يزيد بن معاوية فقال لا تكلم في هذا الإمساك أحب إلي. قال ابن الجوزي هذه الرواية تدل علي اشتغال الإنسان بنفسه علي لعن غيره والأولي علي جواز اللعنة كما قلنا في تقديم [ صفحه 67] التسبيح علي لعنة إبليس وسلم ابن الجوزي أن ترك اللعن أولي وقد روي مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قيل يا رسول الله ادع الله علي المشركين قال إني لم أبعث لعانا وانما بعثت رحمة أخرجه مسلم من حديث أبي هريرة. قال ابن الجوزي وقد لعن أحمد بن حنبل من يستحق اللعن فقال في رواية مسدد قالت الواقفية الملعونة والمعتزلة الملعونة وقال عبيد الله بن أحمد الحلبي سمعت أحمد بن حنبل يقول علي الجهمية لعنة الله وكان الحسن يلعن الحجاج وأحمد يقول الحجاج رجل سوء قال الشيخ تقي الدين ليس في هذا عن أحمد لعنة معين لكن قول الحسن نعم " [106] . وقال ابن حجر في فتح الباري: " وأنه ليس بخارج من الملة يشير إلي طريق الجمع بين ما تضمنه حديث الباب من النهي عن لعنه وما تضمنه حديث الباب الأول لا يشرب الخمر وهو مؤمن وأن المراد به نفي. كمال الإيمان لا أنه يخرج عن الإيمان جملة وعبر بالكراهه هنا إشارة إلي أن النهي للتنزيه في حق من يستحق اللعن إذا قصد به اللاعن محض السب لا إذا قصد معناه الأصلي وهو الإبعاد عن رحمة الله فأما إذا قصده فيحرم ولا سيما في حق من لا يستحق [ صفحه 68] اللعن كهذا الذي يحب الله ورسوله ولا سيما مع إقامة الحد عليه بل يندب الدعاء له بالتوبة والمغفرة كما تقدم تقريره في الباب الذي قبله في الكلام علي حديث أبي هريرة ثاني حديثي الباب. وبسبب هذا التفصيل عدل عن قوله في الترجمة كراهية لعن شارب الخمر إلي قوله ما يكره من فأشار بذلك إلي التفصيل وعلي هذا التقرير فلا حجة فيه لمنع لعن الفاسق المعين مطلقا وقيل أن المنع خاص بما يقع في حضرة النبي (ص) لئلا يتوهم الشارب عند عدم الإنكار أنه مستحق لذلك فربما أوقع الشيطان في قلبه ما يتمكن به من فتنه والي ذلك الإشارة بقوله في حديث أبي هريرة لا تكونوا عون الشيطان علي أخيكم. وقيل المنع مطلقا في حق من أقيم عليه الحد لأن الحد قد كفر عنه الدنب المذكور وقيل المنع مطلقا في حق ذي الزلة والجواز مطلقا في حق المجاهرين. وصوب بن المنير أن المنع مطلقا في حق المعين والجواز في حق غير المعين لأنه في حق غير المعين زجر عن تعاطي ذلك الفعل وفي حق المعين أذي له وسب وقد ثبت النهي عن أذي المسلم. واحتج من أجاز لعن المعين بأن النبي (ص) إنما لعن من يستحق اللعن فيستوي المعين وغيره وتعقب بأنه إنما يستحق اللعن بوصف الإبهام ولو كان لعنه قبل الحد جائزا لاستمر بعد الحد كما [ صفحه 69] لا يسقط التغريب بالجلد وأيضا فنصيب غير المعين من ذلك يسير جدا والله اعلم قال النووي في الأذكار وأما الدعاء علي إنسان بعينه ممن اتصف بشيء من المعاصي فظاهر الحديث أنه لا يحرم. وأشار الغزالي إلي تحريمه وقال في باب الدعاء علي الظلمة بعد أن أورد أحاديث صحيحة في الجواز قال الغزالي وفي معني اللعن الدعاء علي الإنسان بالسوء حتي علي الظالم مثل لا أصح الله جسمه وكل ذلك مذموم انتهي والأولي حمل كلام الغزالي علي الأول وأما الأحاديث فتدل علي الجواز كما ذكره النووي في قوله (ص) للذي قال كل بيمينك فقال لا أستطيع فقال لا استطعت فيه دليل علي جواز الدعاء علي من خالف الحكم الشرعي ومال هنا إلي الجواز قبل إقامة الحد والمنع بعد إقامته وصنيع البخاري يقتضي لعن المتصف بذلك من غير أن يعين باسمه فيجمع بين المصلحتين لأن لعن المعين والدعاء عليه قد يحمله علي التمادي أو يقنطه من قبول التوبة بخلاف ما إذا صرف ذلك إلي المتصف فان فيه زجرا وردعا عن ارتكاب ذلك وباعثا لفاعله علي الإقلاع عنه ويقويه النهي عن التأزيب علي الأمة إذا جلدت علي الزنا كما سيأتي قريبا. واحتج شيخنا الإمام البلقيني علي جواز لعن المعين بالحديث الوارد في المرأة إذا دعاها زوجها إلي فراشه فأبت لعنتها الملائكة حتي تصبح وهو في الصحيح وقد توقف فيه بعض من لقيناه بأن اللاعن لها الملائكة فيتوقف الاستدلال به علي جواز التأسي بهم [ صفحه 70] وعلي التسليم فليس في الخبر تسميتها والذي قاله شيخنا أقوي فإن الملك معصوم والتأسي بالمعصوم مشروع. والبحث في جواز لعن المعين وهو الموجود " [107] . وبهذا نصل لنهاية البحث في هذا الموضوع أسأل الله أن يتقبله مني وأن يرزقني شفاعة النبي وآله الأطهار. اكتمل البحث في ليلة القدر الثالث والعشرين من شهر رمضان 1425 هجري الموافق 6- 11-2004 م أبوحسام خليفة عبيد الكلباني العماني

پاورقي

[1] المائدة الآية 78.
[2] الأحزاب الآية 64.
[3] البقره الآية 88.
[4] النساء الآية 46.
[5] المائدة الآية 13.
[6] المائدة الآية 60.
[7] النساء الآية 52.
[8] النساء الآية 47.
[9] التوبة الآية 68.
[10] محمد الآية 23.
[11] آل عمران الآية 87.
[12] الأحزاب الآية 57.
[13] النور الآية 23.
[14] آل عمران الآية 61.
[15] هود الآية 18.
[16] الرعد الآية 25.
[17] النساء الآية 93.
[18] البقرة الآية 159.
[19] آل عمران الآية 87.
[20] المستدرك علي الصحيحين للحاكم، ج 1، ص 36 وقال عنه حديث صحيح الإسناد. وكذلك تلخيص المستدرك للذهبي بذيل المستدرك، ج 1، ص 36.
[21] الترغيب والترهيب، ج 1، ص 44.
[22] مجمع الزوائد، ج 1، ص 176.
[23] المصدر نفسه، ج 7، ص 205.
[24] أخبار مكة، ج 2، ص 264.
[25] صحيح البخاري، ج 2، ص 667.
[26] صحيح البخاري، ج 4، ص 1493.
[27] المصدر نفسه، ج 4، ص 1661.
[28] صحيح مسلم، ج 1، ص 466.
[29] صحيح مسلم، ج 1، ص 470.
[30] البداية والنهاية، ج 3، ص 222.
[31] سمط النجوم العوالي، ج 2، ص 29.
[32] نيل الأوطار، ج 1، ص 104.
[33] مشارق الأنوار، ج 1، ص 360.
[34] النهاية في غريب الأثر، ج 4، ص 255.
[35] مجمع الزوائد، ج 1، ص 204.
[36] سبل السلام، ج 1، ص 75.
[37] صحيح البخاري، ج 5، ص 2223.
[38] صحيح مسلم، ج 3، ص 1218.
[39] المصدر نفسه، ج 3، ص 1219.
[40] سبل السلام، ج 2، ص 115.
[41] الكبائر، ج 1، ص 183.
[42] الترغيب والترهيب، ج 3، ص 125.
[43] الفردوس بماثور الخطاب، ج 3، ص 463.
[44] المطالب العالية، ج 10، ص 194.
[45] مجمع الزوائد، ج 4، ص 198 و199.
[46] الكبائر، ج 1، ص 165 و 166.
[47] صحيح البخاري، ج 6، ص 2489.
[48] شعب الإيمان، ج 1، ص 388.
[49] النساء الآية 36.
[50] النساء الآية 107.
[51] المائدة الآية 64.
[52] المائدة الآية 87.
[53] الأعراف الآية 31.
[54] الأنفال الآية 58.
[55] النحل الآية 23.
[56] الشوري الآية 40.
[57] صحيح البخأري، ج 4، ص 1661.
[58] صحيح مسلم، ج 4، ص 2144.
[59] مجمع الزوائد، ج 1، ص 111 و112.
[60] الفردوس بمأثور الخطاب، ج 1، ص 503.
[61] نيل الأوطار، ج 2، ص 398.
[62] السيرة الحلبية، ج 2، ص 234.
[63] الدر المنثور في التفسير المأثور، ج 5، ص 71.
[64] وقعة صفين، ص 217، تحقيق وشرح الأستاذ عبد السلام محمد هرون.
[65] المصدر نفسه، ص220؛ نظرية عدالة الصحابة، ص 45 و 46.
[66] تاريخ مدينة دمشق، ج 32، ص 93.
[67] النساء الآية 59.
[68] بغية الطلب في تاريخ حلب، ج 7، ص 3147.
[69] تاريخ مدينة دمشق، ج 43، ص 401.
[70] سبل السلام، ج 3، ص 143.
[71] تاريخ مدينة دمشق، ج 57، ص 269 و270.
[72] تاريخ مدينة دمشق، ج 57، ص 271.
[73] المصدر نفسه، ج 57، ص 272.
[74] الإصابة في تمييز الصحابة، ج 2، ص 104.
[75] مجمع الزوائد، ج 1، ص 111 و112.
[76] الكامل في التاريخ، ج 3، ص 210.
[77] تاريخ الطبري، ج 3، ص 113.
[78] وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، ج 2، ص 505.
[79] فضائل الصحابة، ج 2، ص 666.
[80] البدء والتاريخ، ج 5، ص 234.
[81] المصدر نفسه، ج 6، ص 13.
[82] البداية والنهاية، ج 7، ص 284.
[83] البداية والنهاية، ج 9، ص 80.
[84] تاريخ ابن خلدون، ج 2، ص 637.
[85] البداية والنهاية، ج 7، ص 243.
[86] الكامل في التاريخ، ج 3، ص 27.
[87] المصدر نفسه، ج 3، ص 210.
[88] المنتظم، ج 5، ص 89.
[89] تاريخ الطبري، ج 3، ص 43.
[90] تاريخ الطبري، ج 5، ص 624.
[91] أخبار المدينة، ج 2، ص 275.
[92] أخبار المدينة، ج 2، ص 276.
[93] المصدر نفسه، ج 2، ص 279.
[94] الأنساب، ج 5، ص 522.
[95] الكبائر، ج 1، ص 166.
[96] سبل السلام، ج 4، ص 198.
[97] سبل السلام، ج 3، ص 43.
[98] سبل السلام، ج 1، ص 75.
[99] الإمتاع بالأربعين المتباينة السماع، ج 1، ص 96. [
[100] نيل الأوطار، ج 4، ص 163.
[101] تفسير القرطبي، ج 2، ص 189.
[102] البقرة الآية 161.
[103] تفسير القرطبي، ج 2، ص 190.
[104] سبل السلام، ج 3، ص 143.
[105] الآداب الشرعية، ج 1، ص 285.
[106] الآداب الشرعية، ج 1، ص 286.
[107] فتح الباري، ج 12، ص 75-76، قوله باب ما يكره من لعن شارب الخمر.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.