الشيعه و القرآن

اشارة

مولف:خليفه عبيد الكلباني العماني
ناشر:دارالحجة البيضاء

ما هو رايك فيِ هذا القرآن الذي في ايدي المسلمين هل هو كتاب الله حقا؟ وكما أنزله الله

ما هو رايك فيِ هذا القرآن الذي في ايدي المسلمين والذي جمعه الصحابه- رض- هل هو كتاب الله حقا؟ وكما أنزله الله. الجواب: نعم ليس فيه زياده ولا نقيصه.

ما هو فهمك للآيات الدالة علي حفظ القرآن من الباطل و التحريف

ما هوفهمك في للايه رقم 9 سوره الحجر (إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَانَّا لَهُ، لَحَفِظُونَ) وأيه رقم 41،42 سوره فصلت (وَإنَّهُ، لَكِِتَبُ عَزِيز (41) لَّا يَأتِيهِ اَلبطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلا مِن خَلفِهِ تَنزِيل مِّن حَكِِيمٍٍ حَمِيدٍ). الجواب: إنّ ما ذكر في الأيات واضح وصريح في عدم تحريف القرآن الكريم وهو الرأي المعمول به عند المسلمين. [ صفحه 5]

اذا قال لك يهودي أو نصراني: قرآنكم محرف ما هو ردك عليه

اذا قال لك يهودي، وإذا تعيبون علينا تحريف التوراه فقرآنكم محرف وإذا قال لك نصراني، وإذا تعيبون علينا تحريف الانجيل فقرآنكم محرف. فكيف سيكون جوابك؟ الجواب: أقول له أنه لم يثبت لدينا كمسلمين بكل طوائفنا وفرقنا الإسلاميه هذا التحريف المزعوم، وائما هناك روايات ضعيفه فإن كان عندك نسخه ثانيه من القرآن فقدمها لنا ولك الشكر وألا فلا تدعي ما ليس لك به علم.

ما حكم من يقول بتحريف القرآن و عجز الله عن حفظه

ما حكم من يقول إن هذا القرآن الذي بين أيدينا فيه آيات ناقصه غير موجوده، وآيات محرفه وليس هو كما أنزله الله وأن الله لم يستطع حفظه؟ ما حكمه في نظرك هل هو كافرأم مسلم؟ [ صفحه 6] الجواب: هل القائل لهذا القول متعمد عارف، أم هو جاهل قال هذا القول لشبهه، أم عنادًا؟. فإن كان جاهلا فالواجب تعليمه و رفع الجهل عنه، وان كان عالمًا متعمدًا متجريًا علي الله و الرسول فهو زندبق مرتد. واما إن كان لشبهه مثل الصحابي الجليل ابن مسعود وعمر بن الخطاب والسيده عائشه ومن سارعلي نهجهم فيبين له فإن ارتقعت الشبهه وأصر فهو مرتد و الا فلا.

اذا قلت إنه كافر و ليس بمسلم، فهل يجوز لك ان تاخذ دينك عنه

اذا قلت إنه كافروليس بمسلم، فهل نحوزلك ان تاخذ دينك عنه؟ الجواب: هذا مبني علي ما ذكرنا في جواب السؤال السابق إن جاهلا أو متعمدًا. هذا ما ذكره السائل في اسئلته...

الرد علي المستشكل الذي اتهم عشرين من علماء الشيعة بالقول بالتحريف

ثم أضاف السائل هذه العباره. الشيعه والقرآن: ثم بعد ذلك ذكر عشرين من علماء الشيعه زعم أنهم يعتقدون بالتحريف. [ صفحه 7] ولكن بعد التتبع في الأمروجدت أن بعضهم ذكروا في كتبهم أخبارًا توحي بالتحريف ولم يصرحوا في أي موقع بانهم يعتقدون وانما ما نسب إليهم ظلمًا وجورًا من مثل الشيخ الكليني والنعماني وغيرهما.

احاديث العرض علي القرآن

وهذه المقوله باطله لأسباب لعل من أهمها أن من ذكرمن العلماءيعتقدون ويعملون بأخبارالعرض وهي: من مثل: قول الإمام الصادق (ع): خطب النبي (ص) بمني فقال: «أيها الناس ما جاءكم عني يوافق كتاب الله تعالي فأنا قلته وما جاءكم يخالف كتاب الله فلم أقله» [1] . فهذا الكليني ينقل هذه الروايه ويعتبرها مقاسا فإذن كل روايه تخا لف هذه الروايه مردوده. ومنها: قول الإمام الرضا (ع): «فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فاعرضوهما علي كتاب الله فما كان في كتاب الله موجودًا حلالأ أو حرامًا فاتبعوا ما وافق الكتاب، و ما لم يكن في الكتاب فاعرضوه علي سنن النبي (ص)..» [2] .

الادلة التي عند الشيعة في نفي التحريف

اشاره

ومنها قول الإمام الصادق (ع) عن أبيه عن جده علي (ع): «إن علي كل حق حقيقه، وعلي كل صواب نورًا، فما وافق كتاب الله [ صفحه 8] فخذوه وما خالف كتاب الله فدعوه [3] . فهذه واضحه في أن كل روايه تعارض الكتاب (القرآن) يجب ردها. ومنها- أي الأخبارالمردوده- أخبار التحريف إن صح سندها ولم يمكن تأويلها فإنها ترد ولايعمل بها. فمن هنا فإن روايات الشيعه كلها محكومه تحت هذا الحكم فكل روايه تخالف الكتاب فلا يؤخذ بها مهما كان القائل لها ومكانته العلميه. وعلي العموم فان الشيعه لا يقولون بذلك، للأدله العقليه والشرعيه المتمثله في الكتاب والسنه النبويه وكذلك الإجماع.

الدليل العقلي

أمّا العقل فهو الأساس فلا بد للعقل من أن يحكم بصحه أن هذا الموجود هو كتاب منزل من الله عز وجل علي يد رسوله محمد (ص) وأنه هو المرجع للأمه وأنه غير قابل للتحريف وألا سقط الانتفاع به.

الدليل من الكتاب

وأمّا الدليل من الكتاب فهو متعدد و منه: قوله تعالي: (اِنَّا نَخنُ نَزلنَا أنذِّكرَ وَأنَّا لَهُ، لَحَفِظُونَ) [4] صدق الله العلي العظيم. وقوله [ صفحه 9] تعالي: (وَاِنَّهُ لَكِِتََبٌُ عَزِيز(41) لَّا يَأتيهِ اَلبََطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وََلَا مِن خَلفِهِ تَنزِبل مِّن حَكَِيمٍٍ حَمِيدٍ) [5] ، وقوله تعالي: (إِن عَلَينَاجَمعَهُ وََقُُرءَإنَهُ (17) فَإِذَا قَُرَأنهُ فَآتَبِع قُُرءَانَهُ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَينَا بَيَانَهُ [6] . ففي الخبر عن ابن عباس وغيره أن المعني: إن علينا جمعه وقرآنه عليك حتي تحفظه ويمكنك تلاوته فلا تخف فوت شيء منه.

الدليل من السنة

أما السنه فمنها: - ما قد مر في أحاديث العرض علي الكتاب، فلو أن الكتاب كان محرفا فلا فائده من العرض عليه حينئذٍ. - وكذلك حديث الثقلين و الكتاب والعتره حيث أنه يدل علي أن القرآن كان موجودًا مجموعا في عهد النبي (ص) والا لما سماه كتابا. - وكذلك الأحاديث المصرحه بان ما في أيدي الناس هو القرأن النازل من عند الله، ومن تلك الروايات ما ورد عن الريأن بن الصلت قال: «قلت للرضا عليه السلام يا ابن رسول الله ما تقول في القرآن؟ فقال (ع) كلام الله، لا تتجاوزوه ولا تطلبوا الهدي في غيره [ صفحه 10] فتضلوا» [7] وجاء فيما كتبه الإمام الرضا (ع) للمأمون في محض الإسلام وشرائع الدين: «و ان جميع ما جاء به محمد بن عبد الله (ص) هوالحق المبين، والتصديق به وبجميع من مضي قبله من رسل الله وأنبيائه وحججه. والتصديق بكتابه الصادق العزيز الذي (لَّا يَأتِيهِ البََطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وََلَا مِن خَلفِهِ تَترِيل مِّن حَكَِيمٍٍ حَمِيدٍ) و انه المهيمن علي الكتب كلها وانه حق من فاتحته إلي خاتمته نؤمن بمحكمه ومتشابهه، وخاصه وعامه، ووعده ووعيده، وناسخه ومنسوخه، وقصصه وأخباره، لا يقدرأحد من المخلوقين أن ياتي بمثله» [8] . وعن علي بن سالم عن أبيه قال: «سألت جعفر بن محمد الصادق (ع) فقلت له يأ ابن رسول الله ما تقول في القرآن فقال: هو كلام الله وقول الله وكتاب الله ووحي الله وتنزيله وهو الكتاب العزيز الذي (لَّا يَأتيهِ البَطِل مِن بَينِ يَدَيهِ ولَا مِن خَلفِهِء تَترِيل من حَكَِيمٍٍ حَمِيدٍ)» [9] . وعليه فالسنه تثبت عدم التحريف. [ صفحه 11]

دليل الإجماع

وأما الإجماع، فقد ثبت نقله عن مجموعه من العلماء منهم العلامه الحلي. راجع نهايه الأصول- مبحث التواتر، (قال): «واتفقوا علي أن ما نقل إلينا متواترًا من القرآن فهو حجه...». والسيد العاملي في مفتاح الكرامه [10] (قال): والعاده تقضي بالتواتر في تفاصيل القرآن من أجزائه وألفاظه وحركاته وسكناته ووضعه في محله، لتوفر الدواعي علي نقله من المقر لكونه أصلا لجميع الأحكام، والمنكر لإبطاله لكونه معجزًا. فلا يعبا بخلاف من خالف أوشك في المقام). ومنهم الشيخ البلاغي، في آلاء الرحمن الفصل الثالث من المقدمه (قال): ومن أجل تواتر القرآن الكريم بين عامه المسلمين جيلا بعد جيل، استمرت مادته وصورته وقراءته المتداوله علي نحو واحد، فلم يؤثر شيئًا علي مادته وصورته ما يروي عن بعض الناس من الخلاف في قراءته من القراء السبعه المعروفين وغيرهم). ومنهم المحقق الكلباسي كما في البيان في تقسير القرآن (قال) أن الروايات الداله علي التحريف مخالفه لإجماع الأمه إلا من لا اعتداد به [11] . [ صفحه 12] ومنهم الشيخ جعفركاشف الغطاء في كشف الغطاء (قال): «جميع ما بين الدفتين مما يتلي كلام الله تعالي، بالضروره من المذهب، بل الدين و اجماع المسلمين، وأخبارالنبي (ص) والأئمه (ع) وأن خالف بعض من لا يعتد به» [12] ومن أجل خوف الإطاله أقتصر علي هذه الأسماء. فقد وضح لك بعد هذا البيان أن المذهب الحق وأتباعه يقولون بالإجماع بعدم تحريف القرآن الكريم والشاذ لا عبره بقوله أن وجد لأن الأدله كلها ضده، العقليه والنقليه، بهذا يتم ما لدينا من الأدله علي عدم صحه القول بالتحريف. وبما أن المستشكل قد ذكر مجموعه من الأسماء وقد ذكرت في ما سبق أن بعضا منهم لم يصرح و انما ذكر أخبارا يشم منها ذلك فإنه كذلك قد ذكر أخبارا أخري تنفي التحريف مثل أخبارالعرض كما مر عليك وقدررواها صاحب الكافي والعياشي وغيرهم.

الدفاع عن الكليني

بل إن الكليني الذي ينسب إليه القول بالتحريف بسبب تلك الأخبارفإنه أيضًا قد ذكر أخبارا أخري مثل: ما جاء في رساله أبي جعفر الإمام محمد بن علي الباقر (ع) إلي سعد الخير «وكان من نبذهم الكتاب أن أقاموا حروفه وحرفوا حدوده» [13] . [ صفحه 13] وهذه الروايه واضحه في المحافظه علي النص و ان حرف المعني. ومن تلك الاخبار ما صح عن أبي بصير قال: «سألت أبا عبد الله الإمام جعفر بن محمد الصادق (ع) عن قوله تعالي (أطِيعُوأ اَللَّهَ وَأطِيعُوا الرَّسُولَ وَأولي اَلأَمرِ مِنكم) [14] وما يقوله الناس: ما بأله لم يسمّ عليًا وأهل بيته؟ قال: إن رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاه ولم يسمّ لهم ثلاتا ولا أربعًا حتي كان رسول الله (ص) هو الذي فسر لهم ذلك...» [15] . فهذا الكليني نراه يورد هذه الروايه الصحيحه السند ينفي فيها ذكر اسم أمير المؤمنين (ع) ولكنه ذكر روايات أخري يتبين منها أن اسم الإمام علي (ع) مذكورفي القرآن فكيف حكم الحاكم علي الكليني بالقول بالتحريف.

ذكر أقوال عدد من كبار علماء المذهب القائلين بعدم التحريف

ايراد جمله من علماء الطائفه النافيين للتحريف: ومن هنا سوف أذكرللقاري الكريم أسماء مجموعه من فطاحل علماء الطائفه وشيوخ مشايخ الطائفه الحقه الذين عليهم وبهم تثبت الأقوال للطائفه لأهميتهم ومقامهم. [ صفحه 14] الأول: شيخ الطائفه والمحدثين، أبوجعفر بن محمد بن علي بن الحسين الصدوق المتوفي في 318. قال في رسالته التي وضعها لبيان معتقدات الشيعه الإماميه حسب ما وصل إليه من النظر والتمحيص: «اعتقادنا أن القرآن الذي أنزله الله تعالي علي نبيه محمد (ص) هو مابين الدفتين. وهو ما في أيدي الناس ليس بأكثر من ذلك وعدد سوره علي المعروف (114) سوره وعندنا تعد (الضحي) و (ألم نشرح) سوره واحده وكذا (الإيلاف) و (ألم تر كيف) قال: (ومن نسب إلينا أنا نقول أنه أكثر من ذلك فهو كاذب». ثم أخذ يستدل علي عدم التحريف ويرد الأخبار [16] . الثاني: شيخ الطائفه وعميدها، محمد بن محمد بن النعمان المفيد المتوفي في 413 قال في أوائل المقالات التي بترها المستشكل الأمين فقد قال الشيخ المفيد: «وقد قال جماعه من أهل الإمامه: أنه لم ينقص من كلمه ولا من آيه ولا من سوره ولكن حذف ما كان مثبتًا في مصحف أمير المؤمنين (ع) من تاويله وتفسير معانيه علي حقيقه تنزيله، وذلك كان مثبتًا منزلا وان لم يكن من جمله كلام الله تعالي الذي هو القرآن المعجز، وقد يسمي تاويل القرآن قرانًا...» قال: «وعندي أن هذا القول أشبه من مقال من أدعي نقصان كلم من نفس القرآن علي الحقيقه دون التأويل واليه أميل» [ صفحه 15] قال: «واما الزياده فيه فمقطوع علي فسادها- إن أريد بالزياده زياده سوره علي حديلتبس علي الفصحاء فإنه متناف مع تحدي القرآن بذلك- وان أريد زياده كلمه أوكلمتين أوحرف أوحرفين ولست أقطع علي كون ذلك، بل أميل إلي عدمه وسلامه القرآن عنه. قال: ومعي بذلك حديث عن الصادق جعفر بن محمد (ع)» [17] . وقال في أجوبه المسائل السروريه: «فإن قال قائل: كيف يصح القول بأن الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالي علي الحقيقه من غير زياده ولا نقصان، وأنتم ترون عن الأئمه (ع) أنهم قروا (كنتم خير أئمه أخرجت للناس) (وكذلك جعلناكم أئمه وسطا) وقروا (يسألونك الأنفال) وهذا بخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس؟ قيل له قد مضي الجواب عن هذا، وهو أن الاخبارالتي جاءت بذلك أخبارآحاد لايقطع علي الله تعالي بصحتها فلذلك، وقفنا فيها ولم نعدل عما في المصحف الظاهر، وعلي ما أمرنا به حسب ما بيناه، مع أنه لاينكر أن تاتي القراءه علي وجهين منزلين أحدهما ما تضمنه المصحف، والثاني ما جاء به الخبر، كمايعترف به مخالفونا من نزول القرآن علي وجوه شتي» [18] . [ صفحه 16] فهذا تصريح واضح منه بعدم التحريف فكيف ينسب اليه التحريف. الثالث: شريف الطائفه وسيدها المرتضي علي بن الحسين علم الهدي المتوفي في 436 قال في رسالته الجوابيه الأولي عن المسائل الطرابلسيات: «إنّ العلم بصحه نقل القرآن كالعلم بالبلدان والحوادث الكباروالوقائع العظام والكتب المشهوره وأشعارالعرب المسطوره. فان العنايه اشتدت والدواعي توفرت علي نقله وحراسته. وبلغت إلي حد لم يبلغه فيما ذكرناه، لأن القرآن معجزه النبوه ومأخذ العلوم الشرعيه والأحكام الدينيه، وعلماء المسلمين قد بلغوا في حفظه وحمايته الغايه، حتي عرفوا كل شئ اختلف فيه من إعرابه وقراءته وحروفه وآياته، فكيف يجوزأن يكون مغيرًا ومنقوصًا، مع العنايه الصادقه والضبط الشديد. إلي أن يقول: إن من خالف في ذلك من الإماميه والحشويه لا يعتد بخلافهم، فإن الخلاف في ذلك مضاف إلي قوم من أصحاب الحديث نقلوا أخبارًا ضعيفه ظنوا صحتها، لايرجع بمثلها عن المعلوم المقطوع علي صحته» [19] . وهذا قول صريح واضح. الرابع: شيخ الطائفه أبوجعفر محمد بن الحسن الطوسي [ صفحه 17] المتوفي في 460 يقول في مقدمه تفسيره (البيان): «وأما الكلام في زيادته ونقصانه فمما لا يليق بهذا الكتاب المقصود منه العلم بمعاني القرآن لأن الزياده منه مجمع علي بطلانها. والنقصان منه، فالظاهر أيضا من مذهب المسلمين خلافه، وهو الأليق بالصحيح من مذهبنا. وهو الذي نصره المرتضي. وهو الظاهر في الروايات. غير أنه رويت روايات كثيره من جهه الخاصه والعامه بنقصان كثير من آي القرآن ونقل شيء منه من موضع إلي موضع. طريقها آحاد التي لا توجب علمًا ولا عملا والأولي الإعراض عنها وترك التشاغل بها، لأنه يمكن تأويلها..» [20] . الخامس: أبوعلي الفضل بن الحسن الطبرسي المتوفي 548 في مقدمه التفسير قال: «والكلام في زياده القرآن ونقصانه، مما لا يليق بألتفسير. أما الزياده فيه فجمع علي بطلانه. وأما النقصان منه فقد روي جماعه من أصحابنا وقوم من حشويه العامه أن في القرآن تغييرا أو نقصانا. والصحيح من مذهب أصحابنا خلافه وهو الذي نصره المرتضي واستوفي الكلام فيه غايه الاستيفاء» [21] . [ صفحه 18] السادس: المحقق محمد بن المحسن المشتهر بالفيض الكاشاني المتوفي في 1090 وقد قال في المقدمه السادسه من التفسير بعد أن نقل روايات توهم وقوع التحريف في كتأب الله، قال: «أقول ويرد علي هذا كله إشكال وهو أنه علي هذا التقدير لم يبق لنا اعتماد علي شيء من القرآن إذ علي هذا يحتمل كل آيه منه أن يكون محرفا ومغيرًا ويكون علي خلاف ما أنزل الله فلم يبق لنا في القرآن حجه أصلا فتنتفي فائدته وفائده الأمر باتباعه والوصيه بالتمسك به إلي غير ذلك، وأيضا قال الله عزوجل: (وَانَّهُ لَكِِتََبُ عَزِيز(41) لا يَأتيهِ اَلبَطِلُ مِن بَينِ يَدَيهِ وَلَا مِن خَلفِهِ) وقال (إِنَّا نَحنُ نَزَّلنَا اَلذكرَ وَاِنَّا لَهُ لَحفِظُونَ) فكيف يتطرق إليه التحريف والتغيير، وأيضا قد استفاض عن النبي (ص) والأئمه عليهم السلام حديث عرض الخبر المروي علي كتاب الله ليعلم صحته بموافقته له وفساده بمخالفته فإذا كان القرآن الذي بأيدينا محرفًا فما فائده العرض مع أن خبر التحريف مخالف لكتاب الله مكذب له فيجب رده والحكم بفساده أو تاويله» [22] . وأما الآن فسوف أنقل أسماءمجمومه من العلماءمع الصدر فمن شاءفعليه البحث والمراجعه. [ صفحه 19] لقد مرذكر سته من الفطاحل.. السابع: الشيخ المجلسي صاحب البحارالمتوفي في 1111 في البحار قال: «فإن قال قائل كيف يصح القول بأن الذي بين الدفتين هو كلام الله تعالي علي الحقيقه من غير زياده ولا نقصان، وأنتم تروون عن الأئمه (ع) أنهم قرأوا (كنتم خبر أئمه أخرجت للناس) و (وكذلك جعلناكم أئمه وسطا) وقرأوا (يسئلونك الأنفال) وهذا يخلاف ما في المصحف الذي في أيدي الناس. قيل له: قد مضي الجواب عن هذا، وهو أن الأخبارالتي جاءت بذلك أخبارآحاد لا يقطع علي الله تعالي بصحتها، فلذلك وقفنا فيها، ولم نعدل عما في المصحف الظاهر علي ما أمرنا به حسب ما بيناه، مع أنه لاينكر أن تاتي القراءه علي وجهين منزلين أحدهما ما تضمنه المصحف والثاني ما جاء به الخبر كما يعترف مخالقونا به من نزول القرآن علي وجوه شتي... الخ» [23] . الثامن: جمال الدين أبومنصورالحسن بن يوسف العلامه الحلي المتوفي في 726 في أجوبه المسائل المهناويه المسأله 13، ص 121. التاسع: الشيخ جعفر الكبيركاشف الغطاء المتوفي في [ صفحه 20] 1228 في كشف الغطاء كتاب القرآن من كتاب الصلاه المبحث السابع والثامن ص 298- 299. العاشر: الشيخ محمد الحسين كاشف الغطاء المتوفي سنه 1373 في أصل الشيعه وأصولهاص 133. الحادي عشر: الشيخ محمد بن الحسين الحارثي العاملي المتوفي سنه 1031 في آلاء الرحمن ج 1، ص 26. الثاني عشر: الشيخ محمد بن الحسن بن علي الحر العاملي صاحب الوسائل المتوفي سنه 1104 في الفصول المهمه للسيد شرف الدين، ص 166. الثالث عشر: المحقق التبريزي المتوفي سنه 1307 في أوثق الوسائل بشرح الرسائل، ص 91. الرابع عشر: المحقق الإشتياني في بحر الفوائد في شرح الفوائد، ص 99. الخامس عشر: السيد حسين الكوهكمري في البرهان، ص 122. السادس عشر: البلاغي في تفسيره آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج ا، ص25 - 27. السابع عشر: المحقق المولي عبدالله بن محمد الفاضل [ صفحه 21] التوني في رساله الوافيه في الأصول كما في البرهان، ص 113. الثامن عشر: السيد محسن الأعرج في شرح الوافيه باب حجيه الكـتاب من أبواب الحجج في الأصول. التاسع عشر: الشيخ الكلباسي الأصفهاني صاحب التحقيق والمحقق ابن القاسم الجيلاني والشيخ التستري والسيد عبدالحسين شرف الدين والسيد الميلاني محمد هادي والسيد الكولبايكان و السيد ميرزا مهدي الشيرازي والسيد الخوئي في تفسيره البيان. والإمام الخميني، فقد قال: «إن الواقف علي عنايه المسلمين بجمع الكتاب وحفظه وضبطه، قراءه وكتابه، يقف علي بطلان تلك المزعومه وما ورد فيه من أخبارحسبما تمسكوا- إما ضعيف لا يصلح للاستدلال به، أو مجعول تلوح عليه أمارات الجعل، أوغريب يقضي بالعجب. أما الصحيح منها فيرمي إلي مسأله التاويل والتفسير، وأن التحريف إنما حصل في ذلك لا في لفظه وعبارته وتفصيل ذلك يحتاج إلي تأليف كتاب حافل ببيان تاريخ القرآن والمراحل التي قضاها طيله القرون. و يتلخص في أن الكتاب العزيزهو عين ما بين الدفتين. لا زياده ولا نقصان... إلي آخره» [24] . [ صفحه 22]

ذكر أسماء من ألف في عدم التحريف من الطائفة المحقة

أسماء من ألف في عدم التحريف وأما الآن فسوف أنقل أسماء من ألف في عدم تحريف القرآن من الطائفه المحقه: 1- شيخ علي بن عبد العالي الكركي المتوفي سنه 928 هـ صنف في نفي النقيصه رساله مستقله جاء فيها: «إن ما دل علي الروايات من النقيصه لا بد من تأويلها أو طرحها فإن الحدث إذا جاء علي خلاف الدليل من الكتاب والسنه المتواتره والإجماع ولم يمكن تأويله ولا حمله علي بعض الوجوه وجب طرحه» [25] . 2- الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي. مؤلف كتاب وسائل الشيعه- المتوفي سنه 1104هـ له رساله في إثبات عدم التحريف جاء فيها: «ومن له تتبع في التاريخ يعلم علمًا يقينًا بأن القرآن ثبت بغايه التواتر، وبنقل آلاف من الصحابه، وأن القرآن كان مجموعاً في عهد رسول الله (ص)» [26] . 3- السيد حامد حسين- صاحب كتاب عبقات الأنوارالمتوفي سنه 1306 هـ له موسوعه في عشره مجلدات (استفتاء الأحكام) [ صفحه 23] استقصي فيها البحث في عدم التحريف وأتي فيها بما لا مزيد عليه. 4- الميرزا محمود بن أبي القاسم الطهراني من أعلام القرن الرابع- له كتاب (كشف الارتياب عن تحريف كتاب رب الأرباب) رد فيه علي الزاعمين بالتحريف. في أعيان الشيعه ترجمه المذكورأعلاه. 5- الشيخ رسول جعفريان له كتاب (أكذوبه تحريف القرآن) طبع سنه 1406هـ. 6- الميرزا مهدي البروجردي له كتاب (كتابات ورسالات حول إثبات عدم التحريف) طبع في إيران. 7- السيد هبه الدين الشهرستاني له كتاب (التنزيه في إثبات صيانه المصحف الشريف من النسخ و النقص والتحريف) [27] . 8- محمد علي بن السيد محمد صادق الأصفهاني له (عدم التحريف في الكتأب) [28] . 9- علي محمد الآصفي له (فصل الخطاب في نفي تحريف الكتاب) [29] . [ صفحه 24] 10- السيد محمد حسين الجلالي له (نفي التحريف والتصحيف) [30] . 11- السيد مرتضي الرضوي له (البرهان علي عدم تحريف القرآن) طبع في بيروت. 12- العلامه الشعرائي رد علي الكتاب المؤلف في التحريف ونقضه فصلا فصلا) طبع ضمن كتاب (ثمان رسائل عربي). 13- العلامه حسن الآملي له كتاب (فصل الخطاب في عدم تحريف كتأب رب الأرباب) طبع ضمن كتاب (ثمان رسائل عربي). 14- السيد علي الميلاني له كتأب (التحقيق في نفي التحريف عن القرآن الشريف) طبع في إيران وهو متداول. 15- الشيخ محمد هادي معرفه له كتاب (صيانه القرآن من التحريف) طبع في إيران وهو متداول. 16- السيد أمير محمد القزويني له كتاب (القائلون بتحريف القرآن) جاء فيه (أما الشيعه فقد أثبتوا من عصر نزول القرآن الكريم علي النبي (ص) وحتي قيام الساعه أنهم يتبرأون أشد البراءه ممن يقول بتحريفه). [ صفحه 25] 17- المرجع الديني الكبير السيد صدرالدين الصدرله (رساله في إثبات عدم التحريف) [31] . 18- الشيخ آغا بزرك الطهراني له (النقد اللطيف في نفي التحريف)، الذريعه 16، ص 232. 19- مؤسسه (سلسله المعارف الإسلاميه (2) (سلامه القرآن من التحريف) إصدار مركز الرسا له إيران. 20- السيد علاء الدين السيد أمير محمد القزويني له كتاب (شبهه القول بتحريف القرآن عند أهل السنه) طبع في بيروت.

ذكرروايات التي فيها تصريح بالتحريف من كتب غير الشيعه

البخاري ينقل روايات التحريف

البخاري: «روي عن عمر بن الخطاب أنه قال وهو علي المنبر: إن الله بعث محمدا بألحق نبيًا وأنزل عليه الكتاب، فكان مما أنزل آيه الرجم، فقرأناها وعقلناها ووعيناها، رجم رسول الله (ص) ورجمنا بعده فأخشي إن طال بالناس زمان أن يقول قائل: ما نجد آيه الرجم في كتاب الله فيضل بترك فريضه أنزلها الله، [ صفحه 26] والرجم في كتاب الله حق علي من زني إذا أحصن من الرجال والنساء. ثم كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله: (أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم)» [32] . لعل قائل يقول بأنها نسخت نسخ تلاوه.. أقول هذا غير ممكن لأنه ورد في تنوير الحوالك للسيوطي [33] وفتح الباري لابن حجر [34] وفي موطأ مالك ما يلي: «وفي خطب عمر بن الخطاب عند منصرفه من الحج وقال: إياكم أن تهلكوا عن آيه الرجم يقول قائل: لا نجد حدين في كتاب الله. فقد رجم رسول الله (ص) ورجمنا. والذي نفسي بيده، لولا أن يقول الناس زاد عمر بن الخطاب في كتاب الله تعالي لكتبتها: (الشيخ والشيخه- إذا زنيا- فارجموهما البته)». وفي الإتقان للسيوطي أنّ عمر جاء بآيه الرجم عند الجمع الأول علي عهد أبي بكر، فلم تقبل منه، وطلب زيد بن ثابت منه شاهدين يشهدان بانها آيه من كتاب الله، فلم يتمكن عمر من إقامتها [35] . [ صفحه 27] إذًا لو استطاع عمر أن يأتي بالشهاده لكتبت ومن غير المعقول أن عمر لم يعلم بنسخها وكذلك زيد ويروي مسلم في صحيحه [36] و مسند أحمد في أكثر من موقع [37] ، والغريبه أن أحمد رواها في مسنده عن الإمام علي (ع) وهذا نصه: «عن علي بن أبي طالب (ع) قال: (إن الرجم سنه من رسول الله (ص) وقد كانت نزلت آيه آيه الرجم فهلك من كان يقرؤها وآيا من القرآن» فأين النسخ؟ قال ابن حزم في المحلي: «ثم اتفق القاسم بن محمد وعمره كلاهما عن عائشه أم المؤمنين قال: لقد نزلت آيه الرجم والرضاعه فكانتا في صحيفه تحت سريري فلما مات رسول الله تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها. قال أبومحمد- ابن حزم-: وهذا حديث صحيح» [38] . وفي سنن ابن ماجه من عاتشه: «لقد نزلت آيه الرجم، ورضاعه الكبير عشرًا. ولقد كان في صحيفه تحت سريري، فلما مات رسول الله وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها» [39] . [ صفحه 28] قال الطبراني في المعجم الأوسط: «عن عبد الله بن أبي بكرعن عمره عن عائشه وعن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشه قالت: نزلت آيه الرجم ورضاع الكبير عشرا فلقد كان في صحيفه تحت سريري فلما مات رسول الله تشاغلنا بموته فدخل داجن فأكلها» [40] . وفي البخاري: «حدثنا علي بن عبد الله حدثنا سفيان عن عمروعن بن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنه وذو المجازأسواقا في الجاهليه فلما كان الإسلام تاثموا من التجاره فيها فانزل الله (لَيسَ عَلَيكم جُنَاحُ) [41] في مواسم الحج قرأ بن عباس كذا» [42] . حدّثني محمد قال أخبرني بن عيينه عن عمروعن بن عباس رضي الله عنهما قال كانت عكاظ ومجنه وذو المجازأسواقا في الجاهليه فتأثموا أن يتجروا في المواسم فنزلت (لَيسَ عَلَيكُم جُنَاحُ أن تَبتَغُوا فَضلَاَ مِّن رَّبكم) في مواسم الحج» [43] . [ صفحه 29] وهذه قراءه لم تنسخ. ففي تفسير الطبري: «حدثنا بن بشارقال حدثنا عبد الوهاب قال أخبرنا أيوب عن عكرمه قال كانت تقرأ هذه الآيه ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج. حدثت عن أبي هشام الرفاعي قال حدثنا وكيع عن طلحه بن عمروعن عطاء عن ابن عباس أنه كان يقرؤها (ليس عليكم جناح أن تبتغوا فضلا من ربكم في مواسم الحج)» [44] . وفي البخاري: «حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال حدثني مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال دعا رسول الله (ص) علي الذين قتلوا أصحاب بئر معونه ثلاثين غداه علي رعل وذكوان وعصيه عصت الله ورسوله قال أنس أنزل في الذين قتلوا ببئر معونه قرآن قرأناه ثم نسخ بعد بلغوا قومنا أن قد لقيناربنا فرضي عناورضينا عنه» [45] . [ صفحه 30] وفي البخاري: «قال وكان ابن عباس يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينه صالحه غصبا وأما الغلام فكان كافرًا» [46] . وفي البخاري: باب (و النهارإذا تجلي): «حدثنا قبيصه بن عقبه حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم عن علقمه قال دخلت في نفر من أصحاب عبد الله الشام فسمع بنا أبوالدرداء فأتانا فقال أفيكم من يقرأ فقلنا نعم قال فأيكم أقرأ فأشاروا إلي فقال اقرأ فقرأت (وَالَّيلِ إِذَا يَغشَي (1) وَالنَّهارِ إِذَا تَجلَّي) [47] والذكروالأنثي قال أنت سمعتها من في صاحبك قلت نعم قال وأنا سمعتها من في النبي (ص) وهؤلاءيأبون علينا». باب (وما خلق الذكر والأنثي): «حدثنا عمر حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن ابراهيم قال قدم أصحاب عبد الله علي أبي الدرداء فطلبهم فوجدهم فقال أيكم يقرأ علي قراءه عبد الله قال كلنا قال فأيكم أحفظ فأشارإلي علقمه قال كيف سمعته يقرأ والليل إذا يغشي قال علقمه والذكر [ صفحه 31] والأنثي قال أشهد أني سمعت النبي (ص) يقرأ هكذا وهؤلاء يريدونني علي أن أقرأ (وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَإلأُنثَئ) [48] والله لا أتابعهم» [49] .

مسلم ينقل روايات التحريف

صحيح مسلم: «عن سعيد بن جبير قال: قلت لابن عباس، سوره التوبه، قال: التوبه، قال بل هي الفاضحه، ما زالت تنزل ومنهم حتي ظنوا أن لا يبقي أحد إلا ذكرفيها» [50] . والكلام عن سوره براءه وما بقي منها ليس من كلام مسلم ومروياته ولكن هنالك أيضًا غيره منهم: جلال الدين السيوطي في الإتقان: «قال مالك: إن أولها لما سقط سقط معه البسمله، فقد ثبت أنها كانت تعدل البقره لطولها» [51] . وكذلك الحاكم في المستدرك قال: «عن حذيفه بن اليمان الصحابي الجليل إنه قال: ما تقرأون ربعها (يعني ربع براءه) وأنكم [ صفحه 32] تسمونها سوره التوبه وهي سوره العذاب. وقال المستدرك أنه سند صحيح» [52] . ولمسلم روايه أخري وهي عن عائشه أنها قالت: «كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأن من القرآن» [53] . وهنا لا مجال للنسخ لأن النبي (ص) توفي وهن مما يقرأمن القرآن فمتي نسخن. ولمسلم روايه ثالثه وهي: «عن أبي الأسود عن أبيه قال بعث أبوموسي الأشعري إلي قراء أهل البصره فدخل عليه ثلاثمائه رجما قد قرأوا القرآن. فقال: أنتم خيارأهل البصره وقرّاؤهم، ولا يطولن عليكم الأمد فتقسوا قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم، وأنا كنا نقرأ سوره كنا نشبهها في الطول والشده ببراءه فأنسيتها، غير إني قد حفظت منها (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغي واديا ثالثا ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب). وكنا نقرأ سوره كنا نشبهها بإحدي المسبحات، فأنسيتها غير أني حفظت منها: (يأيُّهَا إلَّذِينَءَامَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا [ صفحه 33] تَفعَلُونَ) فتكتب شهاده في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامه» [54] . وفي مسلم: «وحدثنا يحيي بن يحيي التميمي قال قرأت علي مالك عن زيد بن أسلم عن القعقاع بن حكيم عن أبي يونس مولي عائشه أنه قال أمرتني عائشه أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآيه فآذني (حَفِظُوأ عَليَ الصلَوَاتِ وََالصَّلَوهِ الوُسطَي) [55] فلما بلغتها آذنتها فأملت علي (حَفِظُواْ علَي اَلصَّلَوَاتِ وََآلصَّلَوهِ الوُسطَي) وصلاه العصر (وََقُُومُوا لِلَّهِ قَنِتِينَ) قالت عائشه سمعتها من رسول الله (ص)» [56] . ولمسلم روايات آخر منها أن قوله تعالي (والليل إذا يغشي والذكر والأنثي) وفي القرآن الآن وما خلق الذكر. وفي مسلم: «حدثنا علي بن حجر السعدي حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن داود بن أبي هند عن الشعبي عن علقمه قال لقيت أبا الدرداء [ صفحه 34] فقال لي ممن أنت قلت من أهل العراق قال من أيهم قلت من أهل الكوفه قال هل تقرأ علي قراءه عبد الله بن مسعود قال قلت نعم قال فاقرأ (وََالَّيلِ إِذَا يَغشَي) قال فقرأت (وَالَّيلِ إِذَا يَغشَي (1) وَالنَّهار إِذَا تَجلَّي) والذكروالأنثي قال فضحك ثم قال هكذا سمعت رسول الله (ص) يقرؤها» [57] . وفي مسلم: «وحدثنا يحيي بن يحيي قال قرأت علي مالك عن إسحاق بن عبد الله بن أبي طلحه عن أنس بن مالك قال دعا رسول الله (ص) علي الذين قتلوا أصحاب بئر معونه ثلاثين صباحا يدعو علي رعل وذكوان ولحيان وعصيه عصت الله ورسوله قال أنس أنزل الله عز وجل في الذين قتلوا ببئر معونه قرآنا قرأناه حتي نسخ بعد أن بلغوا قومنا أن قدلقيناربنا فرضي عنا ورضينا عنه» [58] . وفي مسلم هذه الآيه: «قال سعيد بن جبير وكان يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينه صالحه غصبًا وكان يقرأ وأما الغلام فكان كافرًا» [59] . [ صفحه 35]

الامام أحمد ينقل روايات التحريف

مسند الإمام أحمد بن حنبل: «عن أبي بن كعب قال: إن رسول الله (ص) قال: إن الله أمرني أن أقرأ عليك القرآن، قال فقرأ: (لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب) [60] فقرأ فيها: لو أن اين آدم سأل واديا من مال فأعطيه لسأل ثانيا، فلو سأل فأعطيه لسأل ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب ويتوب الله علي من تاب وأن ذلك الدين القيم عند الله الحنيفيه غير المشركه ولا اليهوديه ولا النصرانيه ومن يفعل خيرًا فلن يكفره» [61] . فأين ذهبت هذه الآيات؟ وله روايه أخري عن زربن حبيش عن أبي بن كعب قال: «كم تقرأون من سوره الأحزاب، قال: بضعًا وسبعين آيه، قال: لقد قرأتها مع رسول الله (ص) مثل البقره أو أكثر منها و ان فيها آيه الرجم» [62] . ولا يقول قائل أنها نسخت لأن صاحب الإتقان يقول: «وفي حديث عروه عن خالته عائشه، قالت: كانت سوره الأحزاب تقرأ زمن [ صفحه 36] النبي (ص) مائتي آيه، فلما كتب عثمان المصاحف، لم نقدرمنها إلا علي ما هوالآن» [63] . وفي الدر المنثورللسيوطي: «وأخرج أبو عبيد في الفضائل وابن الأنباري وابن مردويه عن عائشه قالت: كانت سوره الأحزاب تقرأ في زمان النبي (ص) مائتي آيه فلما كتب عثمان المصاحف لم يقدرمنها إلا علي ما هو الآن» [64] . فاتضح ان النقص بعد كتابه القرآن من قبل عثمان فمتي نسخ؟. وروي الإمام أحمد في مسنده: «عن أبي يونس مولي عائشه قال: أمرتني عائشه أن أكتب لها مصحفًا قالت: إذا بلغت إلي هذه الآيه: (حَفِظُوا عَلَي الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَوهِ الوُسطَي)، فأذني، فلما بلغتها آذنتها، فاملت علي (حافظوا علي الصلوات والصلاه الوسطي وصلاه العصروقوموا لله قانتين) قالت: سمعتها من رسول الله (ص)» [65] . فأين هذه الزياده وكيف نسخت نسخ تلاوه والسيده قد أثبتتها في مصحفها بعد وفاه الرسول (ص)؟ [ صفحه 37] وينقل الإمام أحمد في مسنده: «عن زربن حبيش عن أبي بن كعب هذه الآيه (... إن الدين عند الله الحنيفيه غير المشركه ولا اليهوديه ولا النصرانيه ومن يفعل خيرًا فلن يكفره) قال شعبه ثم قرأ آيات بعدها، ثم قرأ: لو أن لابن آدم واديان من مال 000) [66] . فأين هذه الآيات المزعومه؟ وفي مسند أحمد: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا سفيان عن عاصم عن أنس قال ما وجد رسول الله (ص) علي سريه ما وجد عليهم كانوا يسمون القراء قال سفيان نزل فيهم بلغوا قومنا عنا أنا قد رضينا ورضي عنا قيل لسفيان فيمن نزلت قال في أهل بئر معونه» [67] . ويقول أيضًا في المسند: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه عن مغيره انه سمع إبراهيم يحدث قال أتي علقمه الشام فصلي ركعتين فقال اللهم وفق لي جليسا صالحا قال فجلست إلي رجل فإذا هو أبوالدرداء فقال ممن أنت فقلت من أهل الكوفه فقال هل تدري كيف كان عبد الله يقرأ هذا الحرف (وَالَّيلِ إِذَا يَغشَي (1) [ صفحه 38] وَالنَّهَارِ إِذَا تجَلَّي (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأنثَئ) فقلت كان يقرؤها (والليل إذا يغشي والنهارإذا تجلي والذكر والأنثي) فقال هكذا سمعت رسول الله (ص) يقرؤها فما زال بي هؤلاء حتي كادوايشككوني ثم قال أليس فيكم صاحب الوساد والسواك يعني عبد الله بن مسعود أليس فيكم الذي أجاره الله علي لسان نبيه من الشيطان يعني عماربن ياسر أليس فيكم الذي يعلم السر ولا يعلمه غيره يعني حذيفه» [68] .

الحاكم في المستدرك ينقل روايات التحريف

الحاكم في المستدرك (مع تلخيص الحافظ الذهبي): ففي تفسير الأحزاب: «عن زرعن أبي بن كعب قال: (كانت سوره الأحزاب توازي سوره البقره وكان فيها الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البته) قال حديث صحيح ولم يخرجاه وكذلك صححه الذهبي في التلخيص. وقد مر عليك أن النقص وقع عند جمع عثمان للقرآن» [69] . وذكرعن حذيفه (رض) قال: «ما تقرءون ربعهايعني براءه، إنكم تسمونها سوره التوبه وهي سوره العذاب» قال عنه حديث صحيح [70] ، وكذلك قال الذهبي فأين ذهبت: «لعله ذهب [ صفحه 39] بذهاب حملته يوم اليمامه فقد قيل: بلغنا أنه كان أنزل قرآن كثير، فقتل علماؤه يوم اليمامه، الذين وعوه، ولم يعلم بعدهم ولم يكتب» [71] . وروايه نقص سوره براءه يؤكدها السيوطي في الإتقان حيث قال: «قال مالك بن أنس: أن أولها لما سقط سقط معه البسمله فقد ثبت أنها كانت تعدل البقره لطولها» [72] . وذكر الحاكم أيضًا عن أبي نضره قال: «قرأت علي ابن عباس (فَمَا إستَمتَعتم به مِنهُنَّ فَئاتُوهُنَّ أُجُورَهُنََ فَرِيضَهً) [73] فقال ابن عباس (فما استمتعتم به منهن إلي أجل مسمي) قال أبو نضره: فقلت: لا تقرؤها كذلكً، فقال ابن عباس: والله لأنها كذلك» [74] . فأين هي الآن و اذا كانت منسوخه كيف تسني لابن عباس قراءتها وعدم علمه بنسخها؟ وذكر أيضًا: «وعن أبي بن كعب أنه كان يقرأ: فمن لم يجد فصيام ثلاثه أيام متتابعات» [75] قال عنه هو والذهبي أنه حديث [ صفحه 40] صحيح ولا وجود لكلمه متتابعات في القرآن، وذكرفي موضع آخر: «إني أنا الرزاق ذو القوه المتين؛ وفي القرآن (إِن اللَّهَ هُوَ إلَّرَّزاقُ ذُو القُؤَهِ المَتيِنُ) [76] وقال عنه هو والذهبي أنه حديث صحيح» [77] . وذكرفي تفسير سوره العصر: «عن علي (رض) أنه قرأ (والعصر ونوائب الدهر أن الإنسان لفي خسر) حديث صحيح الإسناد وصححه الذهبي» [78] فأين ذهبت ونوائب الدهر. وقال أيضًا في مستدركه: «أخبرنا أحمد بن سلمان الفقيه قال قري علي يحيي بن جعفر وأنا أسمع حدثنا حماد بن مسعده حدثنا بن أبي ذئب عن عطاء عن عبيد بن عمير عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كانوا في أول الحج يتبايعون بمني كسوق المجازو مواسم الحج فلما نزل القران خافوا البيع فأنزل الله عزوجل (لَيسَ عَلَيكُم جُنَاحٌ أن تَبتَغُوا فَضلاً مِّن رَبِّكُم) [79] في مواسم الحج هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه» [80] . [ صفحه 41] وقال أيضَا: «حدثنا أبو علي الحافظ أنبا عبدان الأهوازي حدثنا عمرو بن محمد الناقد حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن شعبه عن جعفر بن إياس عن مجاهد عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالي لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتي تستأنسوا قال أخطأ الكاتب حتي تستأذنوا هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجا» [81] . وقال في الدرالمنثور: «سفين عن جابر عن مجاهد في قوله (لَا تَدخُلُواْ بُيُوتَا غَير بُيُوتِكُم حَتَّي تَستَأنسُوا) [82] قال هو التنحنح قال ابن عباس اخطأ الكاتب حتي تستاذنوا الآيه 27. سفين عن الأعمش قال كان أصحاب عبد الله يقرأونها (حتي تستأذنوا وتسلموا علي أهلها)» [83] . وقال الحاكم في المستدرك: «حدثنا أبوعلي بن علي الحافظ أنبا أبوجعفر محمد بن الحسين بن حفص الخثعمي بالكوفه حدثنا هارون بن حاتم حدثنا [ صفحه 42] سليم بن عيسي عن حمزه الزيات عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي (ص) كان يقرأ وكان أمامهم ملك يأخذ كل سفينه صالحه غصبا هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» [84] .

ابن ماجه ينقل روايات التحريف

ابن ماجه في سننه: «عن عائشه: قالت لقد نزلت آيه الرجم، ورضاعه الكبير عشرًا، ولقد كان في صحيفه تحت سريري، فلما مات رسول الله (ص) وتشاغلنا بموته، دخل داجن فأكلها» [85] . فأين النسخ يا قوم؟ وهذه الروايه ينقلها الدارمي في سننه: «عن عائشه قالت: نزل القرآن بعشررضعات معلومات يحرمن ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي رسول الله (ص) وهن مما يقرأ من القرآن» [86] . استمع جيدًا: توفي النبي (ص) وهن مما يقرأ من القرآن!!! [ صفحه 43] وهذا لحن وخطأ في القرآن وسببه أن الكاتب هو الذي كتب ذلك فتابعوا معي ما يلي: ففي الدر المنثور: «وأخرج عبد بن حميد وابن جرير وابن أبي داود في المصاحف وابن المنذرعن الزبير بن خالد قال قلت لإبان بن عثمان بن عفان ما شأنها كتبت (لَّكِنِ الرَّ سِخُونَ فِي اَلعِلمِ منهُم وَالمُومِنُونَ يُؤمِنُونَ بِمَا أُنزِلَ إِلَيكَ وَمَا أُنزِلَ مِن قَُبلِكَ وَالمقِيمِينَ الصَّلَوهَ وَالمُؤتُونَ) [87] ما بين يديها وما خلفها رفع وهي نصب قال إن الكاتب لما كتب (لَكِنِ الرَّسِخُونَ) حتي إذا بلغ قال ما أكتب قيل له اكتب (وَالمقِيمينَ الصَّلَوهَ) فكتب ما قيل له. وأخرج أبو عبيد في فضائله وسعيد بن منصور و ابن أبي شيبه وابن جرير وابن أبي داود وابن المنذرعن عروه قال سألت عائشه عن لحن القرآن (إِن اَلَّذِينََءَامَنُوا والَّذِينَ هَادُوا واَ لصبئونَ) [88] (والمقيمين الصلاه والمؤتون الزكاه) و (إِن هَذَانِ لَسَحِرَنِ) [89] فقالت يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطأوا في [ صفحه 44] الكتاب» [90] . قال الطبري بشأن الآيه (31) من سوره الرعد: «عن عكرمه، عن ابن عباس، أنه كان يقرؤها (أفلم يتبين الذين آمنوا) قال: كتب الكاتب الأخري وهوناعس» [91] . وقال أبو عبيد في فضائل القرآن: «حدثنا ابن أبي مريم، عن نافع بن عمر الجمحي، عن ابن أبي مليكه، قال: إنما هي (أفلم يتبين)» [92] . وقال السيوطي في الدرالمنثور: «وأخرج ابن جرير وابن الأنباري في المصاحف عن ابن عباس أنه قرأ (أفلم يتبين الذين آمنوا) فقيل له إنها في المصحف (أفَلَم يَاْيئسِ) فقال: أظن الكاتب كتبها وهوناعس« [93] . وقال ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: «وروي الطبري وعبد بن حميد باسناد صحيح كلهم من [ صفحه 45] رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها (أفلم يتبين) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس» [94] . قال السيوطي في الإتقان: «وما أخرجه سعيدبن منصورمن طريق سعيدبن جبير، عن ابن عباس أنه كان يقول في قوله تعالي: (وَقَضَي رَبُّكَ) [95] إنما هي (ووصي ربك) التصقت الواو بالصاد. قال السيوطي: «وأخرجه ابن أشته بلفظ: استمد الكاتب مدادًا كثيرًا، فالتزقت الواوبالصاد». قال السيوطي أيضَا: «وأخرجه من طريق أخري عن الضحاك أنه قال: كيف تقرأ هذا الحرف؟ قال: (وَقَضَي رَبُّكَ). قال: ليس كذلك نقرؤها نحن ولا ابن عباس، إنما هي (ووصي ربك) وكذلك كانت تقرأ وتكتب، فاستمد كاتبكم فاحتمل القلم مدادا كثيرا، فالتصقت الواو بالصاد، ثم قرأ (وَلَقَد وَصَّينَا الَّذِينَ أُوتُوا الكِِتبَ مِن قَتلِكُُم [ صفحه 46] وَايَّاكُم أنِ اتقوأ إللَّهَ) [96] ولو كانت قضي من الرب لم يستطع أحد رد قضاءالرب، ولكنه وصيه أوصي بها العباد» [97] . وأخرج نحو ذلك الطبري وأبو عبيد وابي المنذر [98] . وقال الحافط ابن حجر بشأن الخبر المتقدم: أخرجه سعيد بن منصوربإسناد جيد [99] . قال السيوطي: «وما أخرجه ابن أشته وابن أبي حاتم من طريق عطاء عن ابن عباس في قوله تعالي: (مَثَلُ نُورِهِ كَمشكوه) [100] قال: هي خطأ من الكاتب، هو أعظم من أن يكون نوره مثل نورالمشكاه، إنما هي (مثل نور المؤمن كمشكاه)» [101] . وقال أبو عبيد في فضائل القرآن: «حدثنا حجاج، عن ابن جريج، عن مجاهد، أنه كان [ صفحه 47] يقرأها: (مثل نورالمؤمنين كمشكاه فيها مصباح)» [102] . وقال أيضًا: «حدثنا خالد بن عمرو، عن أبي جعفر الرازي، عن الربيع بن أنس، عن أبي العاليه، قال: هي في قراءه أبي بن كعب: (مثل نور من آمن بالله) أوقال: (مثل من آمن به)» [103] . وقال الحاكم في المستدرك: «عن ابن عباس في قوله عزوجل (اللَّهُ نُورُ السَّموَاتِ وَالأَرض مَثَلُ نُورِهِ كَمشكََوه، قال: وهي القبّره، يعني الكوّه. قال الحاكم: صحيح الاسناد ولم يخرجاه. وقال الذهبي في التلخيص: صحيح» [104] . أقول: لا بأس هنا بنقل عباره الحافظ ابن حجر العسقلاني بشان نظره في عده من الروايات حيث يقول بشأن بعض الروايات الوارده في تفسير الآيه (31) من سوره الرعد: وروي الطبري وعبد بن حميد بإسناد صحيح كلهم رجال البخاري عن ابن عباس أنه كان يقرأها (أفلم يتبين) ويقول كتبها الكاتب وهو ناعس. [ صفحه 48] ومن طريق ابئ جريج قال: زعم ابن كثير وغيره أنها القراءه الأولي، وهذه القراءه جاءت عن علي وابن عباس وعكرمه وابن أبي مليكه وعلي بن بديمه وشهر بن حوشب وعلي بن الحسين وابنه زيد، وحفيده جعفر بن محمد في آخرين قرأوا كلهم (أفلم يتبين). وأما ما أسنده الطبري عن ابن عباس فقد اشتد إنكارجماعه ممن لا علم له بالرجال صحته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته إلي أن قال: هي والله فريه ما فيها مريه، وتبعه جماعه بعده. وقد جاء عن ابن عباس نحوذلك في قوله تعالي: (وَقضَي رَبُكَ أَلَّا تَعبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ) قال: (ووصي) التزقت الواو في الصاد، أخرجه سعيد بن منصور بإسناد جيد عنه، وهذه الأشياء وان كان غيرها المعتمد، ولكن تكذيب المنقول بعد صحته ليس دأب أهل التحصيل، فلينظر في تاويله بما يليق به» [105] .

الآيات المدعي زيادتها

وأما الآن فسوف أمر مرورًا سريعًا ببعض الآيات المدعي زيادتها: [ صفحه 49] 1- آيه الرجم: (الشيخ والشيخه إذا زنيا فارجموهما البته) [106] . 2- آيه الرغبه: (أن لا ترغبوا عن آباءكم فنه كفر بكم أن ترغبوا عن آباءكم) [107] . 3- آيه الجهاد: [108] (أن جاهدوا كما جاهدتم أول مره). 4- آيه الفراش: (الولد للفراش وللعاهر الحجر) [109] . 5- آيه في سوره الليل: (والليل إذا يغشي والنهارإذا تجلي والذكر والأنثي) [110] وفي القرآن (وَمَا خََلََقَ اَلذَّكَرَ وَالأُنثَي) فأين الناقص. 6- آيه الرضا (بلغوا قومنا فقد لقينا ربنا فرضي عنا ورضينا عنه) [111] فأين ذهبت. [ صفحه 50] 7- آيه التبليغ: (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك أن عليًا مولي المؤمنين وأن لم تفعل فما بلغت رسالته) [112] . 8- آيه الإنذار: (وأنذر عشيرتك الأقربين ورهطك منهم المخلصين) [113] . 9- آيه المحافظه علي الصلوات: (حافظوا علي الصلوات والصلاه الوسطي وصلاه العصر وقوموا لله قانتين) [114] . 10- آيه ولايه النبي (ص): (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهوأب لهم) [115] . 11- آيه الحميه: (إذ جعل الذين كفروا في قلوبهم الحميه حميه الجاهليه ولو حميتم كما حموا لفسد المسجد الحرام فأنزل الله سكينته علي رسوله) [116] . 12- آيه الصلاه علي النبي (ص): (إن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلي الذين [ صفحه 51] يصلون في الصفوف الأولي) [117] . «وقالت حميده راويه الروايه وهي حميده بنت أبي يونس مولي عائشه قالت قرأه علي أبي وهو ابن ثمانين سنه، في مصحف عائشه (الآيه المزعومه) ثم قالت قبل أن يغير عثمان المصاحف» [118] . 13- آيه الرضاع: «عن عائشه أنها قالت: كان فيما نزل في القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات، فتوفي النبي (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن» [119] . 14- آيه القتال: (وكفي الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب) [120] .

عمر يصرح بأن القرآن أكثر من مليون حرف

15- القرآن أكثر من مليون حرف: «فقد أخرج الطبراني بإسناده- عن عمر بن الخطاب أنه قال: القرآن ألف ألف وسبعه وعشرون ألف حرف. فمن قرأه صابرًا ومحتسبًا، كان له بكل حرف زوجه من حور العين» [121] . فهذا يساوي ثلاثه أضعاف القرآن الموجود فأين ذهب الباقي؟ [ صفحه 52]

فقدان سورة كاملة من القرآن

16- فقدان سوره باكملها: «فقد أخرج مسلم في صحيحه بإسناده عن أبي الأسود قال: بعث أبوموسي الأشعري إلي قراء أهل البصره، فدخل عليه ثلاثمائه رجل قد قرأوا القرآن. ققال: أنتم خيارأهل البصره وقراؤهم، فاتلوه ولا يطولن عليكم الأمد فتقسو قلوبكم كما قست قلوب من كان قبلكم... قال: وانا كنا نقرأ سوره كما نشبهها في الطول والشده ببراءه فأنسيتها، غير أني قد حفظت منها: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغي واديًا ثالثًا، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب). وكنا نقرأ سوره كنا نشبهها بإحدي المسبحات فأنسيتها غير إني حفظت منها: (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون، فتكتب شهاده في أعناقكم فتسألون عنها يوم القيامه» [122] .

قولهم بالنسخ و الرد عليهم

وأنت خبير بأن هذا الطلب من قبل أبي موسي إنكاروتألم علي ما حصل من تركهم القرآن وتلاوته وبالنتيجه قست قلوبهم فنسوا جزءًا كبيرًا من القرآن والا فما هو الدافع لذكرآيات قد نسخت علي دعوي النسخ؟. وهناك الكثير من مثل هذه الآيات والسورالمزعومه والغريب انهم يقولون لك- عند المناقشه- أنها نسخت نسخ تلاوه فأقول إن نسخ التلاوه لا يصمد لأسباب، منها: [ صفحه 53] أوّلا: أن الذين نقلوا وقوع النقص في القرآن كانوا موجودين حين نزوله علي النبي (ص) فلم يدع أحدهم أن النقص هذا بسبب النسخ فكيف علمنا نحن أنه من باب نسخ التلاوه؟ ثانيًا: من قال بالنسخ لم يبين لنا الآيات المنسوخه حتي لا تختلط بغير المنسوخ أو لا تسبب لنا إرباكا وشكا فإذا علمنا ما هو المنسوخ انتهت المشكله فلماذا لم ينقل لنا عن النبي (ص) ذلك حتي يعلم؟ ثالثا: إن الهدف الأساسي من إنزال القرآن هو الإعجازفلا نعلم لماذا ينسخ من القرآن هذا الكم الكبير؟ هل لأنه ما كان فيه إعجازفلم يعلم به الله إلا بعد إنزاله فقررتغييره بما هو أبلغ منه؟ وخاصه ذلك الذي رفع رسمه وبقي حكمه كآيه الرجم والرضاع وصلاه العصر. رابعا: إن النقص المزعوم موقوف علي الناقلين له ولم ينسب للنبي (ص) فإذًا مصداقيه كونه قرآن غير ثابته لأنه خبر آحاد. وكونه منسوخ لم يعلم ذلك من النبي (ص) فلعله كذب من الناقل علي فرض صحه النسبه للراوي. خامسا: وجدنا القرآن قد سجل الكثير من الآيات الناسخه لبعض الأحكام مع المنسوخ فكيف جازهنا رفع هذه الآيات ولم يثبت الناسخ لها علي أقل تقدير وبقي الحكم قائمًا؟ ولماذا نسخت وما هو الناسخ يا تري؟ وما هي المصلحه؟ [ صفحه 54] سادسًا: إن الله سبحانه وتعالي أمر نبيه بأن يقرأ علي الناس جميع ما أوحي إليه من ربه ولم يستثن منه شيئا (اتلُ مَا أُوَحِيَ إِلَيكَ مِنََ الكِِتََبِ) [123] ، (وَأُوحِيَ إِلي هَذا القُرءَانُ لِأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ) [124] ، (وَان اتلَوَا القرءَانَ فَمَنِ اَهتَدَي فَإِنمَايَهتَدِي لِنَفسِهِء وَمَن ضَلً فقُل إِنَّمَاَ أنَاْ مِنَ اَلمُنذِرِينَ) [125] . وأهم الوجوه لنسخ التلاوه ان كثيرَا من علماء غير الشيعه أنكروا ما يسمي (نسخ التلاوه). فتد قال السيوطي في اتقانه: «حكي القاضي أبو بكر في الانتصارعن قوم إنكارلهذا الضرب من النسخ، لأن الأخبارفيه أخبارآحاد، ولا يجوزالقطع علي إنزال قرآن ونسخه بأخبارآحاد لا حجه فيه» [126] .

قول العلماء من غير الشيعة في نفي النسخ

فهذا أحد كبارعلماء إخوتنا السنه ينكو مثل هذا النسخ. وقال الشوكاني: «منع قوم من نسخ اللفظ مع بقاءحكمه، وبه جزم شمس الدين السرخسي، لأنه الحكم لا يثبت بدون دليله» [127] . [ صفحه 55] وحكي الزرقاني عن جماعه في منسوخ التلاوه دون الحكم أنه مستحيل عقلا، وحكي عن آخرين أنهم منعوا وقوعه شرعًا [128] . ونكر ابن ظفر في كتابه الينبوع: «نسخ التلاوه دون الحكم، وقال: (لأن خبر الواحد لا يثبت القرآن)». وممن قد أنكر مثل هذا النسخ أبو إسحاق الشيرازي في كتابه التوضيح وأنكره أيضا من المتأخرين والمعاصرين: الشيخ علي حسين العريض في كتابه فتح المنان في نسخ القرآن، ص 224 و 226. والشيخ محمد الخضري في كتابه تاريخ التشريع الإسلامي. والدكتورصبحي الصالح في كتابه مباحث في علوم القرآن، ص 265. والأستاذ مصطفي زيد في كتاب النسخ في القرآن، ج 1، ص 283. وابن الخطيب في كتابه الفرقان. وغيرهم.. فإذا كانت هذه النظربه لا يمكن أن تصمد أمامالاعتراضات المثاره عليها وهي منتقده من غير الشيعه كما مرعليك سابقًا فإذا لا حل لهذه الأخبار. ولكن وعلي فرض لو سلمنا بأن هذه القاعده تامه رغم ما فيها وما عليها من إشكال فهل هي قادره علي حل الاشكال برمته؟ لا أعتقد. وذلك لوجود مجموعه من الأخبارلا يمكن أن نحلها بهذه القاعده. [ صفحه 56]

الآيات التي لا مجال فيها للقول بالنسخ علي الإطلاق

وسوف أورد بعضا منها هنا: أوّلا: حديث عروه عن خالته عائشه قالت: «كانت سوره الأحزاب تقرأ زمن النبي (ص) مائتي آيه فلما كتب عثمان المصاحف، لم نقدرمنها إلا علي ما هو الأن» [129] . ومما سقط منها آيه الرجم (الشيخ والشيخه فارجموهما البته بما قضيا من اللذه) وهذه الآيه مرويه في صحاح أهل السنه. واتضح لك من الروايه أنها سقطت في أثناء جمع عثمان للمصاحف وليس في عهد النبي (ص). وحسب روايه ابن ماجه [130] أنها موجوده بعد وفاه النبي عن عائشه. ثانيا: آيه الرضاع: فعن عائشه أنها قالت: «كان فيما أنزل من القرآن عشر رضعات معلومات يحرمن، ثم نسخن بخمس معلومات فتوفي رسول الله (ص) وهن فيما يقرأ من القرآن» [131] . [ صفحه 57] وقد مرت عليك. فهذا إقرارمن السيده أن النبي (ص) قد توفه وهن ممايقرأ، فمتي حدث النسخ علي فرض صحته؟ ثالد: آيه الرغبه: فعن جماهه من الأصحاب أنه كان من القرآن وقد أسقط فيما أسقط آيه (لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم) [132] . رابعا: (آيه لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغي واديًا ثالثًا ولا يملأ جوف ابن آدم الا التراب) [133] . وقد نص في بعض الأخبارأنها قراءه أبي وقال الراغب الأصفهاني في محاضرات الأبرارأنها ثابته في مصحف ابن مسعود. فمتي تم النسخ إذًا؟ خا مسا: آيه الجهاد: (قال عمر لعبد الرحمن بن عوف ألم تجد فيما أنزل علينا (أن جاهدوا كما جاهدتم أول مره) فأنا لا أجدها؟ قال: أسقطت [ صفحه 58] فيما أسقط من القرآن [134] . ووجدنا التعبير بانها أسقطت ولم تنسخ. سادسا: آيه الصلاه علي النبي (ص): «روي الحافظ جلال الدين السيوطي عن حميده بنت أبي يونس، قالت: قرأ علي أبي- وهو ابن ثمانين سنه- في مصحف عائشه (أن الله وملائكته يصلون علي النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما وعلي الذين يصلون الصفوف الأول) قالت قبل أن يغير عثمان المصاحف» [135] . وهذه كيف تم نسخها في عهد عثمان؟ تفكر جيدًا. ثامنا: آيه ولايه النبي (ص): قال الحافظ السيوطي: «أخرج عبدالرزاق وسعيد بن منصور، واسحاق بن زاهويه وابن المنذروالبيهقي، عن مجالد، قال: مر عمر بن الخطاب بغلام وهو يقرأ في المصحف (النبي أولي بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وهو أب لهم) فقال يا غلام حكها. فقال: هذا مصحف أبي [ صفحه 59] بن كعب. فذهب إليه فسأله فقال: إنه كان يلهيني القرآن. ويلهيك الصفق با لأسواق» [136] . فنجد أن أبي قد صحح الموقف لعمر بأنه كان يهتم بالقرآن وأن عمر مهتم بالأسواق وقد رواها السيوطي عن مجموعه من الحفاط منهم: عبدالرزاق الصنعاني وسعيد بن منصورصاحب السنن واسحاق في راهـويه شخ البخاري والحاكم صاحب المستدرك والبيهقي صحاب السنن والقريابي شيخ أحمد والبخاري. ثامنا: آيه كفي الله المؤمنين القتال بعلي: روي الحافط جلال الدين السيوطي في تفسيره قوله تعالي: (وَكَفي اللَّهُ المؤمِنينَ القِتَالَ) [137] عن ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود: أنه كان يقرأ الآيه هكذا (كفي الله المؤمنين القتال بعلي بن أبي طالب)» [138] . فهل هذا عن بعض مرويات الشيعه؟ واذا علمنا أن هذه الآيه في مصحف ابن مسعود فمتي تم النسخ؟ [ صفحه 60] تاسعا: آيه المحافظه علي الصلاه الوسطي: «ذكر ابن حجر العسقلاني أنه روي مسلم بن الحجاج وأحمد بن حنبل من طريق أبي يونس عن عائشه أنها أمرته أن يكتب لها مصحفًا فلما بلغت: (حافظوا علي الصلوات) قال: فأملت علي: (حافظوا علي الصلوات والصلاه الوسطي وصلاه ((العصر)) قالت سمعتها من رسول الله (ص)» [139] . وقد رواها مالك عن عمروبن نافع قال: «كتب مصحفًا لحفصه، ققا لت: إذا أتيت هذه الآيه فآذني، فأملت علي: (حافظوا علي الصلوات والصلاه الوسطي وصلاه العصر)» [140] . فلماذا كل هذا الإصرارمن السيدتين؟ ولو أن هذه الآيه منسوخه لعلمتا بذلك لأنهما في بيت النبي (ص) ولأخبرهما النبي (ص) بذلك. عاشرا: آيه البلاغ: قال السيوطي: [ صفحه 61] «أخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال: كنا نقرأ علي عهد رسول الله (ص) (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل إليك من ربك إن عليًا مولي المؤمنين و ان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس)» [141] . وأخرج الثعلبي في تفسيره بسنده عن أبي وائل قال: «قرأت في مصحف عبدالله بن مسعود: إن الله اصطفي آدم ونوحًا وآل إبراهيم وآل عمران وآل محمد علي العالمين...». وهناك الكثير من هذه النماذج لا يمكن ولا يقدرأي شخص علي حملها علي النسخ مثل زياده المعوذتين كما ورد في مصحف ابن مسعود أو تغيير بعض الألفاط. ومن الأمثله علي ذلك في سوره الليل (والذكر والأنثي) بنقصان (وماخلق) [142] . وروي أن ابن مسعود كان يحك المعوذتين من المصحف ويقول بزيادتها [143] . [ صفحه 62] وعن عروه قال: سألت عائشه عن لحن القرآن (إِن اَلَّذِين ءَامَنُوا وَالَّذِين هَأَدُوا والصبئونَ) [144] و (وَالمقِيمِينَ الصلََوهَ وَالمُؤتُون الزَّكوهَ) [145] و (إِن هَذانِ لَسحِرنِ) [146] . ققالت: يا ابن أختي هذا عمل الكتاب أخطا وا في الكتابه [147] وفي سوره الفاتخه (صراط من أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم وغير الصالحين) [148] وآيه الإحسان (ووصي ربك ألا تعبدوا إلا إياه) [149] . فراجع لتري أيها السائل بأم عينك ماذا موجود لديكم.

السيد الخوئي و كلامه عن النسخ

وسوف أضيف موقف الشيعه في نسخ التلاوه... وسوف أنقل لكم قول أحد اعلام المذهب حول نسخ التلاوه وهو المرحوم آيه الله العظمي السيد أبو القاسم الخوئي كما في [ صفحه 63] كتابه البيان في تفسير القرآن [150] . يقول السيد: «المعني اللغوي والاصطلاحي للنسخ. إمكان النسخ. وقوعه في التوراه. وقوعه في الشريعه الإسلاميه. أقسام النسخ ثلاثه. الأيات المدعي نسخها واثبات أنها محكمه. آيه المتعه ودلالتها علي جوازنكاح المتعه. الرجم علي المتعه. فتوي أبي حنيفه بإسقاط حد الزنا بالمحارم إذا عقد عليها. فتواه بسقوط الحد إذا استأجر امرأه فزني بها. نسبه هذه الفتوي إلي عمر. مزاعم حول المتعه. تعصب مكشوف حول ترك الصحابه العمل بآيه النجوي. كلام الرازي والرد عليه. في كتب التفسير وغيرها آيات كثيره ادعي نسخها. وقد جمعها أبو بكر النحاس في كتابه (الناسخ والمنسوخ) فبلغت 138 آيه، وقد عقدنا هذا البحث لنستعرض جمله من تلك الآيات المدعي نسخها ولنتبين فيها أنه ليست- في واقع الأمر- واحده منها منسوخه، فضلا عن جميعها. وقد اقتصرنا علي (36) آيه منها، وهي التي استدعت المناقشه والتوضيع لجلاء الحق فيها، وأما سائر الآيات فالمسأله فيها أوضح من أن يستدل علي عدم وجود نسخ فيها». [ صفحه 64]

النسخ في اللغه

هو الاستكتاب، كالاستنساخ والانتساخ، وبمعني النقل والتحويل، ومنه تناسخ المواريث والدهور، وبمعني الإزاله، ومنه نسخت الشمس الظل، وقد كثر استعماله في هذا المعني في ألسنه الصحابه والتابعين فكانوا يطلقون علي المخصص والمقيد لفظ الناسخ.

النسخ في الاصطلاح

هو رفع أمر ثابت في الشريعه المقدسه بارتفاع أمده وزمانه، سواء أكان ذلك الأمر المرتفع من الأحكام التكليفيه أم الوضعيه، وسواء أكان من المناصب الإلهيه أم من غيرها من الأمورالتي ترجع إلي الله تعالي بما أنه شارع، وهذا الأخيركما في نسخ القرآن من حيث التلاوه فقط، وانما قيدنا الرفع بالأمر. الثابت في الشريعه ليخرج به ارتفاع الحكم بسبب ارتفاع موضوعه خارجًا، كارتفاع وجوب الصوم بانتهاء شهررمضان، وارتفاع وجوب الصلاه يخروج وقتها، وارتفاع مالكيه شخص لماله بسبب موته، فإن هذا النوع من ارتفاع الأحكام لا يسمي نسخا، ولا إشكال في إمكانه ووقوعه، ولا خلاف فيه من أحد. [ صفحه 65] ولتوضيح ذلك تقول: أن الحكم المجعول في الشريعه المقدسه له نحوان من الثبوت: أحدهما: ثبوت ذلك الحكم في عالم التشريع والإنشاء، والحكم في هذه المرحله يكون مجعولا علي نحو القضيه الحقيقيه، ولا فرقي في ثبوتها بين وجدود الموضوع في الخارج وعدمه، وانما يكون قوام الحكم بفرض وجود الموضوع. فإذا قال الشارع: شرب الخمر حرام، مثلا، فليس معناه أن هناك خمرا في الخارج، وأن هذا الخمر محكوم بالحرمه، بل معناه أن الخمر متي ما فرض وجوده في الخارج فهو محكوم بالحرمه في الشريعه سواء أكان في الخارج خمر بالفعل أم لم يكن، ورفع هذا الحكم في هذه المرحله لا يكون إلا بالنسخ. وثانيهما: ثبوت ذلك الحكم في الخارج بمعني أن الحكم في الخارج بمعني أن الحكم يعود فعليا بسبب فعليه موضوعه خارجا، كما إذا تحقق وجود الخمر في الخارج، فإن الحرمه المجعوله في الشريعه للخمر تكون ثابته لله بالفعل، وهذه الحرمه تستمر باستمرارموضوعها، فإذا انقلب خلا فلا ريب في ارتفاع تلك الحرمه الفعليه التي ثبتت له في حال خمريته، ولكن ارتفاع هذا الحكم ليس من النسخ في شيء، ولا كلام لأحد في جوازذلك ولا في وقوعه، [ صفحه 66] وانما الكلام في القسم الأول، وهو رفع الحكم عن موضوعه في عالم التشريع والإنشاء.

امكان النسخ

المعروف بين العقلاء من المسلمين وغيرهم جوازالنسخ بالمعني المتنازع فيه (رفع الحكم عن موضوعه في عالم التشريع والإنشاء) وخالف في ذلك اليهود والنصاري فادعوا استحاله النسخ، واستندوا في ذلك إلي شبهه هي أوهن من بيت العنكبوت.

شبهة ورد الجواب عليها

وملخّص هذه الشبهه: أنَّ النسخ يستلزم عدم حكمه الناسخ، أوجهله بوجه الحكمه، وكلا هذين اللازمين مستحيل في حقه تعالي، وذلك لأن تشريع الحكم من الحكيم المطلق لا بد وأن يكون علي طبق مصلحه تقتضيه، لأن الحكم الجزافي ينافي حكمه جاعله، وعلي ذلك فرفع هذا الحكم الثابت لموضوعه أما أن يكون مع بقاء الحال علي ما هو عليه من وجد المصلحه وعلم ناسخه بها، وهذا ينافي حكمه الجاعل مع أنه حكيم مطلق، واما أن يكون من جهه البداء، وكشف الخلاف علي ما هو الغالب في الأحكام والقوانين العرفيه، وهويستلزم الجهل منه تعالي. وعلي ذلك فيكون وقوع النسخ في الشريعه محالا لأنه يستلزم المحال. [ صفحه 67] والجواب: إنّ الحكم المجعول من قبل الحكيم قد لا يراد منه البعث، أو الزجر الحقيقيين كا لأوامر التي يقصد بها الأمتان، وهذا النوع من الأحكام يمكن إثباته أولا ثم رفعه، ولا مانع من ذلك، فأن كلا من الإثبات والرفع في وقته قد نشأ عن مصلحه وحكمه، وهذا النسخ لا يلزم منه خلاف الحكمه، ولا ينشا من البداء الذي يستحيل في حقه تعالي. وقديكون الحكم المجعول حكما حقيقيا، ومع ذلك ينسخ بعد زمان، لا بمعني أن الحكم بعد ثبوته يرفع في الواقع ونفس الأمر، كي يكون مستحيلا علي الحكيم العالم بالواقعيات، بل هو بمعني أن يكون الحكم المجعول مقيدا بزمان خاص معلوم عند الله، مجهول عند الناس، ويكون ارتفاعه بعد انتهاء ذلك الزمان، لانتهاء أمده الذي قيد به، وحلول غايته الواقعيه التي أنيط بها. والنسخ بهذا المعني ممكن قطعا، بداهه: أن دخل خصوصيات الزمان في مناطات الأحكام مما لا يشك في عاقل، فأن يوم السبت- مثلاً- في شريعه موسي (ع) قد أشتمل علي خصوصيه تقتضي جعله عيدا لأهل تلك الشريعه دين بقيه الأيام، ومثله يوم الجمعه في الإسلام، وهكذا الحال في أوقات الصلاه والصيام والحج، واذا تصورنا وقوع مثل هذا في الشرائع فلنتصورأن تكون للزمان خصوصيه من جهه استمرارالحكم وعدم استمراره، فيكون [ صفحه 68] الفعل ذا مصلحه في مده معينه، ثم لا تترتب عليه تلك المصلحه بعد انتهاء تلك المده، وقديكون الأمربالعكس. وجمله القول: إذا كان من الممكن أن يكون للساعه المعينه، أو اليوم المعين أو الأسبوع المعين، أو الشهر المعين تأثير في مصلحه الفعل أو مفسدته أمكن دخل السنه في ذلك أيضا، فيكون الفعل مشتملا علي مصلحه في سنين معينه، ثم لا تترتب عليه تلك المصلحه بعد انتهاء تلك السنين، وكما يمكن أن يقيد إطلاق الحكم من غير جهه الزمان بدليل منفصل، فكذلك يمكن أن يقيد إطلاقه من جهه الزمان أيضا بدليل منفصل، فكذلك يمكن أن يقيد إطلاقه من جهه الزمان أيضا بدليل منفصل، فان المصلحه قد تقتضي بيان الحكم علي جهه العموم أو الإطلاق، مع أن المراد الواقعي هو الخاص أو المقيد، ويكون بيان التخصيص أو التقييد بدليل منفصل. فالنسخ في الحقيقه تقييد لإطلاق الحكم من حيث الزمان ولا تلزم منه مخالفه الحكمه ولا البداء بالمعني المستحيل في حقه تعالي، وهذاكله بناءعلي أن جعل الأحكام وتشريعها مسبب عن مصالح أو مفاسد تكون في نفس العمل. وأما علي مذهب من يري تبعيه الأحكام لمصالح في الأحكام أنفسها فإن الأمر أوضح، لأن الحكم الحقيقي علي هذا الرأي يكون شانه شان الأحكام الامتحا نيه. [ صفحه 69]

النسخ في الشريعه الإسلاميه

اشاره

لا خلاف بين المسلمين في وقوع النسخ، فإن كثيرا من أحكام الشرائع السابقه قد نسخت بأحكام الشريعه الإسلاميه، وان جمله من أحكام هذه الشريعه قد نسخت بأحكام أخري من هذه الشريعه نفسها، ققد صرح القرآن الكريم بنسخ حكم التوجه في الصلاه إلي القبله الأولي، وهذا مما لا رلب فيه. وانما الكلام في أن يكون شيء من أحكام القرآن منسوخًا با لقرآن، أو با لسنه القطعيه، أو بالاجماع، أو بالعقل. وقبل الخوض في البحث عن هذه الجهه يحسن بنا أن نتكلم علي أقسام النسخ، فقد قسموا النسخ في القرآن إلي ثلاثه أقسام:

نسخ التلاوه دون الحكم

وقد مثلوا لذلك بآيه الرجم ققالوا: إن هذه الآيه كانت من القرآن ثم نسخت تلاوتها وبقي حكمها، وقد قدمنا لك في بحث التحريف أن القول بنسخ التلاوه هو نفس القول بالتحريف وأوضحنا أن مستند هذا القول أخبار آحاد وأن أخبارالآحاد لا أثر لها في أمثال هذا المقام. فتد أجمع المسلمون علي أن النسخ لايثبت يخبر الواحد كما أن القرآن لا يثبت به، والوجه في ذلك- مضافا إلي الإجماع- أن الأمور المهمه التي جرت العاده بشيوعها بين الناس، وانتشارالخبر [ صفحه 70] عنها علي فرض وجودها لا تثبت بخبر الواحد فإن اختصاص نقلها ببعض دين بعض بنفسه دليل علي كذب الراوي أوخطئه وعلي هذا فكيف يثبت بخبر الواحد أن آيه الرجم من القرآن، وأنها قد نسخت تلاوتها، وبقي حكمها، نعم قد تقدم أن عمر أتي بآيه الرجم وادعي أنها من القرآن فلم يقبل قوله المسلمون، وان نقل هذه الآيه كان منحصرًا به، ولم يثبتوها في المصاحف، فالتزم المتأخرين بأنها آيه منسوخه التلاوه باقيه الحكم.

نسخ التلاوه والحكم

ومثلوا لنسخ التلاوه والحكم معا بما تقدم نقله عن عائشه في الروايه العاشره من نسخ التلاوه في بحث التحريف، والكلام في هذا القسم كالكلام علي القسم الأول بعينه.

نسخ الحكم دون التلاوه

وهذا القسم هوالمشهوربين العلماء والمفسرين، وقد ألف فيه جماعه من العلماءكتبا مستقله، وذكروافيها الناسخ والمنسوخ. منهم العالم الشهير أبوجعفر النحاس، لحافط المظفر الفارسي، وخالفهم في ذلك بعض المحققين، فانكروا وجود المنسوخ في القرآن. وقد اتفق الجميع علي إمكان ذلك، وعلي وجود آيات من القرآن ناسخه لأحكام ثابته في الشرائع السابقه، ولأحكام ثابته [ صفحه 71] في صدرالإسلام. ولتوضيح ما هو الصحيح في هذا المقام نقول: إن نسخ الحكم الثابت في القرآن يمكن أن يكون علي أقسام ثلاثه: 1- أن الحكم الثابت بالقرآن ينسخ بالسنه المتواتره، أو بالإجماع القطعي الكاشف عن صدورالنسخ عن المعصوم (ع). وهذا القسم من النسخ لا إشكال فيه عقلا ونقلا، فإن ثبت في مورد فهو المتبع، والا فلا يلتزم بالنسخ، وقد عرفت أن النسخ لا يثبت بخبر الواحد. 2- أن الحكم الثابت بالقرآن ينسخ بآيه أخري منه ناظره إلي الحكم المنسوخ، ومبينه لرفعه، وهذا القسم أيضا لا إشكال فيه، وقد مثلوا لذلك بآيه النجوي- سياتي الكلام عليها إن شاء الله تعالي-. 3- أنّ الحكم الثابت بالقرآن ينسخ بآيه أخري غير ناظره الي الحكم السابق، ولا مبينه لرفعه، وانما يلتزم بالنسخ لمجرد التنافي بينهما فيلتزم بأن الآيه المتأخره ناسخه لحكم الآيه المتقدمه. والتحقيق: أن هذا القسم من النسخ غير واقع في القرآن، كيف و قد قال الله عزوجل: (أفلَا يَتَدَبَّرُونَ اَلقُرآنَ ولَوكَانَ مِن عِندِ غَير اَللَّهِ لَوَجدُواْ فِيهِ اختِلََفا كثيرا) [151] . [ صفحه 72] ولكن كثيرًا من المفسرين وغيرهم لم يتأملوا حق التأمل في معاني الآيات الكريمه، فتوهموا وقوع التنافي بين كثير من الآيات، والتزموا لأجله بأن الآيه المتأخره ناسخه لحكم الآيه المتقدمه. وحتي أن جمله منهم جعلوا من التنافي ما إذا كانت إحدي الآيتين قرينه عرفيه علي بيان المراد من الآيه الأخري، كالخاص بالنسبه إلي العام، وكالمقيد بالإضافه إلي المطلق، والتزموا بالنسخ في هذه الموارد وما يشبهها، ومنشأ هذا قله التدبر، أو التسامح في إطلاق لفظ النسخ بمناسبه معناه اللغوي، واستعماله في ذلك وان كان شائعا قبل تحقق المعني المصطلح عليه، ولكن إطلاقه- بعد ذلك- مبني علي التسامح لا محاله.

نقل أسما من قال بالتحريف أو إمكانه من غير الشيعة

وأما الآن فسوف أنقل بعض أقوال من يقولون بالتحريف عندغير الشيعه- من علماءأهل السنه-: قال الرافعي: «فذهب جماعه من أهل الكلام- ممن لا صناعه لهم إلا الظن والتأويل واستخراج الأساليب الجدليه من كل حكم وكل قول- إلي جواز أن يكون قد سقط عنهم من القرآن شيء، حملا علي ما وصفوا من كيفيه جمعه». وقال القرطبي: [ صفحه 73] «قال أبوعبيد: وقد حدثت عن يزيد بن زريع، عن عمران بن جرير، عن أبي مجلز، قال: طعن قوم علي عثمان رحمه الله بحمقهم جمع القرآن ثم قرءو ابما نسخ قال أبو عبيديذهب أبو مجلز إلي أن عثمان أسقط الذي أسقط بعلم كما أثبت الذي أثبت بعلم» [152] . وقال القرطبي أيضا: «قال الإمام أبوبكر محمد بن القاسم بن بشاربن محمد الأنباري: ولم يزل أهل الفضل والعقل يعرفون من شرف القرآن وعلو منزلته ما يوجبه الحق والأنصاف والديانه، وينفون عنه قول المبطلين وتمويه الملحدين وتحريف الزائغين، حتي نبغ في زماننا هذا زائغ زاغ عن المله وهجم علي الأمه بما يحاول به إبطال الشريعه التي لا يزال الله يؤيدها ويثبت أسَّها وينمي فرعها ويحرسها عن معايب أولي الجنف والجور و مكائد أهل العداوه والكفر. فزعم أن المصحف الذي جمعه عثمان (رض) بأتفاق أصحاب رسول الله (ص) علي تصويبه فيما فعل لايشتمل علي جميع القرآن، إذ كان سقط منه خمسمائه حرف، قد قرأت ببعضها وساقرأ ببقيتها، فمنها (والعصر ونوائب الدهر) فقد سقط من القرآن علي جماعه المسلمين (ونوائب الدهر) ومنها (حتي إذا أخذت [ صفحه 74] الأرض زخرفها و ازينت وظن أهلها أنهم قادرون عليها أتاها أمرنا ليلا أونهارًا فجعلناها حصيدًا كأن لم تغني بالأمس وما كان الله ليهلكها إلا بدنوب أهلها). فأدعي هذا الإنسان أنه سقط عن أهل الإسلام من القرآن (وما كان الله ليهلكها إلا بدنوب أهلها) وذكر مما يدعه حروفًا كثيره» [153] . وقال الشعراني في كتابه الكبريت الأحمر المطبوع علي هامش اليواقيت والجواهر: «ولولا مايسبق للقلوب الضعيفه ووضع الحكمه في غير أهلها لبينت جميع ما سقط من مصحف عثمان» [154] . وذكر الزرقا ني: «بيان الأقوال في معني حديث نزول القرآن علي سبعه أحرف، فراجع تجد ما ينبهك من غفلتك واتهام الآخرين، وهناك أقوال كثيره لا تناسب هذه الرساله المختصره» [155] . [ صفحه 75] بقي أن نشير إلي بعض المرويات في كتب الشيعه ولقد أشار السائل إلي مجموعه من الكتب والروايات ولمعلوميه السائل فقط أقول بأنه نحن لا يهمنا الكتاب والراوي كثيرا في مسأله التحريف لأن القاعده التي نعتمد عليها وهي كل ما خالف كتاب الله مرفوض.

بعض الروايات في كتب الشيعة

ومع ذلك أمر علي ما ذكر مرورًا سريعًا. قال- أقوال بعض علمائهم: 1- قال علي بن أبراهيم القمي في مقدمه تفسيره: «وأما ما هو علي خلاف ما أنزل فهو قوله: (كُنتم خَير أُمِّهٍ أخرِجَت لِلَناسِ تَأمروَنَ بِالمَعرُوفِ وََتَنهَؤن عَنِ اَلمنكَرِ وَتُؤمِنُونَ بِاللَّهِ) [156] فتال أبو عبد الله لقاري هذه الآيه: خير أمه يقتلون أمير المؤمنين، والحسن والحسين؟ فقيل له: وكيف نزلت يا بن رسول الله (ص)؟ فقال: إنما نزلت (كنتم خير أئمه أخرجت للناس)» [157] . أقول: نعم ورد ذلك مسندا في تفسير القمي ومرسلا في تفسير العياشي، وهذا يحتمل أمرين: الأول: أنها القراءه الصحيحه، ففي مرسله العياشي: أنها قراءه علي (ع) كذا. وعلي هذا الأخير في الاختلاف في القراءه وليست هي من التحريف في شيء. [ صفحه 76] الثاني: أن يكون من باب التفسير والإيضاح أي أن المراد هو من الآيه أئمه الأمه وقادتها، وقد أشارت بعض الأخبارإلي الأمر الثاني منها: ما لواه الكليني في الكافي بإسناده عن الإمام الصادق (ع) وقد سئل عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أواجب هو علي الأمه جميعًا؟ قال لا. قيل ولما؟.. قال: إنما هو علي القوي المطاع، العالم بالمعروف والمنكر لا علي الضعيف الذي لا يهتدي سبيلاً إلي أي من أي يقول من الحق إلي الباطل، قال (ع): والدليل علي ذلك كتاب الله عز وجل قوله: (وَلتَكُِن مِّنكم أُمَّه يَدعُونَ إِلَي الخيرِ وَيَأمُرُوَنَ بِالمعرُوفِ وَيَنهَونَ عَنِ اَلمُنكَر) [158] قال: فهذا خاص غير عام: كما قال الله عزوجل: (وَمِن قَوم مُوسي أُمَّه يهدُوَن بِالحَقِّ وَبِهِ يَعدِلُونَ) [159] ولم يقل علي أمه موسي ولا علي كل قومه، وهم يومئذ أمم مختلفه، والأمه واحد فصاعدًا، كما قال الله عز وجل: (إِنَّ إِبرَهِيمَ كَان أُمهً قانِتًا. 00) [160] يقول: مطيعا لله عز وجل... الخ. [ صفحه 77] في تفسير البرهان [161] وفي تفسير العياشي بعض الأخبار المشيره إلي ذلك مع ملاحظه سريعه وهي أن مقدمه تفسير القمي لم يعلم أنها فعلا له لجهاله الراوي عن أبي الفضل العباسي بن محمد العلوي حيث يقول حدثني أبوالفضل، فمن هو هذا كما أن أبا الفضل مجهول.

الاشكال بكتاب الأنوار النعمانية و الرد عليه

سؤال: قال نعمه الله الجزائري في الأنوار النعمانيه [162] «ولا تعجب من مكثره و الأخبارالموضوعه فأنهم بعد النبي [ص] قد غيروا فيِ الدين ما هو أعظم من هذا كتغييرهم القرآن وتحريف كلماته. وحذف ما فيه من مدائح آل الرسول [ص] والأئمه الطاهرين». [ صفحه 78] الجواب: أقول كتاب الأنوار النعمانيه كتاب قصص لا يحتج به. نعم هناك مرويات صحيحه وردت في الكافي يشير مضمونها إلي سقوط اسم أمير المؤمنين علي (ع) من بعض الآيات ولكن لو وضعنا الأخبار بعضها إلي بعض لتبين منها أن المراد هو التفسير والتوضيح للمراد من تلك الآيات والدليل علي هذا القول هذه الروايه: فقد روي الكليني: «عن أبي بصير، قال سألت أبا عبد الله (ع) عن قونه تعالي: (يأََيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنوا أطِيعُوا اللَّهَ وأطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أولي الأمرِ مِنكم) [163] قال نزلت في علي والحسن والحسين (عليهم السلام) قلت: أن الناس يقولون: فما باله لم يسم عليا و أهل بيته في كتاب الله؟ قال فقولوا لهم أن رسول الله (ص) نزلت عليه الصلاه ولم يسمِّ لهم ثلاتا ولا أربعًا حتي كان رسول الله (ص) هو الذي فسر لهم ذلك» [164] فتأمل. أقول: أن المرويات الأخري الوارده عنه (ص) يقصد بها التفسير والا لقال للسائل لقد ورد ذكرهم في القرآن ولكن حرف من قبل القوم. ثم أشارالسائل إلي كثير من هذه المرويات رددت عليها في ما مضي ولكن بقيت الروايات التي تقول بأنه لم يجمع القرآن كما نزل إلا الأئمه عليهم السلام فهل في مثل هذه الروايات أي تحريف وهل [ صفحه 79] أنت و أنا و غيرنا يعتقد أن القرآن الذي بين أيدينا جمع كما نزل؟ فالمفروض أن يكون المكي كله قبل المدني والمنسوخ قبل الناسخ وهكذا..

رواية أن القرآن سبعة عشر ألف آية و الرد علي ذلك

بقي أن أشير إلي هذه الروايه التي وردت في الكافي وأحدثت ضجه كبيره وهي: «عن أبي عبد الله (ع) قال إن القرآن الذي جاء به جبرئيل إلي محمد (ص) سبعه عشر ألف آيه» [165] . ولكن بتتبع كلمات الشراح والمعلقين علي هذه الروايه ينتهي الاستغراب، فتد جزم المولي أبو الحسن الشعرافي في تعليقته علي شرح الكافي للمولي صالح المازندراني في هامش شرح الأصول للمازندراني [166] بأن لفظه (عشر) من زياده النساخ أو الرواه، والأصل هي سبعه آلاف عددًا تقريبًا ينطبق مع الواقع بالتقريب) ويؤيده أن صاحب الوافي المولي محسن الفيض نقل الحديث عن الكافي بلفظ (سبعه آلاف آيه) من غير ترديد 000 [167] . وفي مدرسه غير الشيعه مثل هذه الروايه: كما في الدر المنثور: [ صفحه 80] «وأخرج ابن مردويه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله (ص) القرآن ألف ألف حرف وسبعه وعشرين ألف حرف فمن قرأه صابرًا محتسبًا فله بكل حرف زوجه من الحور العين» [168] . وفي المعجم الأوسط: «حدثنا محمد بن عبيد بن آدم بن أبي إياس العسقلاني حدثني أبي عن جدي آدم بن أبي إياس حدثنا حفص بن ميسره عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر بن الخطاب قال قال رسول الله (ص) القرآن ألف ألف حرف وسبعه وعشرين ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجه من الحورالعين. لايروي هذا الحديث عن عمررضي الله عنه إلا بهذا الإسناد تفرد به حفص بن ميسره» [169] . وفي الفردوس للديلمي: «قال عمر بن الخطاب: القرآن ألف ألف حرف وتسعه وعشرين ألف حرف فمن قرأه صابرا فله بكل حرف زوجه من الحور العين» [170] . وفي فيض القدير للمناوي: [ صفحه 81] «القرآن ألف ألف حرف وسبعه وعشرين ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف يقرؤه من الثواب زوجه في الجنه من الحورالعين» [171] . وفي لسان الميزان لابن حجر: «محمد بن عبيد في آدم بن أبي إياس العسقلاني تفرد بخبر باطل قال الطبراني حدثنا محمد بن عبيد قال حدثنا أبي عن جدي عن حفص بن ميسره عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمررضي الله عنه قال: قال رسول الله (ص) القرآن ألف ألف حرف وسبعه وعشرين ألف حرف فمن قرأه صابرا محتسبا كان له بكل حرف زوجه من الحور العين قال الطبراني في معجمه الأوسط لا يروي عن عمر إلا بهذا الإسناد» [172] . وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: «قال الطبراني حدثنا محمد بن عبيد حدثنا أبي عن جدي عن حفص بن ميسره عن زيد بن أسلم عن أبيه عن عمر قال قال رسول الله (ص) القرآن ألف ألف حرف وسبعه وعشرين ألف حرف فمن قرأه صابرًا محتسبًا كان له بكل حرف زوجه من الحورالعين. [ صفحه 82]

الكلام في جمع القرآن و روايات القوم في ذلك

اشاره

قال الطبراني في معجمه الأوسط لا يروي عن عمر إلا بهذا الإسناد» [173] . كيفيه جمع القرآن كما يدعيه القوم كلام القوم في كيفيه جمع القرآن والتناقض الواضح والذي يدل علي أن القرآن غير متواتر بل لعله ناقص والعياذ بالله وهذا الأمر استغل من قبل غير المسلمين للطعن في القرآن وكل من يطلع علي هذه الروايات فإنه سوف يطعن في القرآن وهذه نبذه من أقوالهم ومروياتهم في كيفيه جمع القرآن الكريم.

الجمع زمن أبي بكر و ما ورد فيه من تناقض

ففي البخاري: «حدثنا موسي بن إسماعيل عن ابراهيم بن سعد حدثنا بن شهاب عن عبيد بن السباق أن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال أرسل إلي أبوبكر مقتل أهل اليمامه فإذا عمر بن الخطاب عنده قال أبو بكر رضي الله عنه إن عمر أتاني فقال إن القتل قد استحريوم [ صفحه 83] اليمامه بقراء القرآن و اني أخشي أن يستحر القتل بالقراء بالمواطن فيذهب كثير من القرآن واني أري أن تأمر بجمع القرآن قلت لعمر كيف تفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وآله قال عمر هذا والله خير فلم يزل عمريراجعني حتي شرح الله صدري لذلك ورأيت في ذلك الذي رأي عمر قال زيد قال أبو بكر إنك رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وآله فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لوكلفوني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به من جمع القرآن قلت كيف تفعلون شيئا لم يفعله رسول الله قال هو والله خير فلم يزل أبو بكر يراجعني حتي شرح الله صدري للذي شرح له صدر أبي بكر وعمر رضي الله عنهما فتتبعت القرآن أجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتي وجدت آخر سوره التوبه مع أبي خزيمه الأنصاري لم أجدها مع أحد غيره (لَقَد جَآءكم رَسُول مِّن أنفُسِكُُم عَزيزُ عَلََيهِ مَا عَنِتُّم) [174] حتي خاتمه براءه فكانت الصحف عند أبي بكرحتي توفاه الله ثم عند عمر حياته ثم عند حفصه بنت عمررضي الله عنه» [175] . وفيه أيضَا: «حدثنا يحيي بن بكير حدثنا الليث عن يونس عن بن شهاب أن ابن السباق قال إن زيد بن ثابت قال أرسل إلي أبوبكر رضي الله [ صفحه 84] عنه قال إنك كنت تكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وآله فاتبع القرآن فتتبعت حتي وجدت آخر سوره التوبه آيتين مع أبي خزيمه الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره (لَقَد جاءَكم رَسُول مِّن انفُسِكُم عَزيزُ عَلََيهِ مَا عَنِتم) إلي آخره» [176] . وفيه أيضَا: «حدثنا محمد بن عبيد الله أبوثابت حدثنا إبراهيم بن سعد عن بن شهاب عن عبيد بن السباق عن زيد بن ثابت قال بعث إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامه وعنده عمر فقال أبوبكر إن عمر أتاني ققال إن القتل قد استحريوم اليمامه بقراء القرآن واني أخشي أن يستحر القتل بقراء القرآن في المواطن كلها فيذهب قرآن كثير وأني ألي أن تأمر بجمع القرآن قلت كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وآله فقال عمر هو والله خير فلم يزل عمريراجعني في ذلك حتي شرح الله صدري للذي شرح له صدرعمر ورأيت في ذلك الذي رأي عمر قال يلد قال أبوبكر وانك رجل شاب عاقل لا نتهمك قد كنت تكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وآله فتتبع القرآن فاجمعه قال زيد فوالله لوكلفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل علي مما كلفني من جمع القرآن قلت كيف تفعلان شيئا لم يفعله رسول الله صلي الله عليه وآله قال أبوبكر هووالله خير فلم يزل [ صفحه 85] يحث مراجعتي حتي شرح الله صدري للذي شرح الله له صدرأبي بكر وعمر و رأيت في ذلك الذي رأيا فتتبعت القرآن أجمعه من العسب والرقاع واللخاف وصدور الرجال فوجدت في آخر سوره التوبه (لَقَد جمَاءَكم رَسُول مِّن أَنفسِكمُ) إلي آخرها مع خزيمه أو أبي حزيمه فألحقتها في سورتها فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتي توفاه الله عز وجل ثم عند عمر حياته حتي توفاه الله ثم عند حفصه بنت عمر قال محمد بن عبيد الله اللخاف يعني الخزف» [177] . وفي الإتقان للسيوطي: «وأخرج ابن أبي داود أيضا من طريق هشام بن عروه عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر ولزيد اقعدا علي باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين علي شيء من كتاب الله فاكتباه. رجاله ثقات مع انقطاعه» [178] . وفي فتح الباري لابن حجر: «وعند ابن أبي داود أيضا من طريق هشام بن عروه عن أبيه أن أبابكر قال لعمر ولزيد اقعدا علي باب المسجد فمن جاءكما [ صفحه 86] بشاهدين علي شيء من كتاب الله فاكتباه. ورجاله ثقات مع انقطاعه. وكأن المراد با لشاهدين الحفظ» [179] . وفي تحفه الأحوذي: «وعن ابن أبي داود أيضا من طريق هشام بن عروه عن أبيه أن أبا بكر قال لعمر ولزيد اقعدا علي باب المسجد فمن جاءكما بشاهدين علي شيء من كتاب الله فاكتباه. ورجاله ثقات مع انقطاعه» [180] . وفي الإتقان للسيوطي: «وقد أخرج ابن أشته في المصاحف عن الليث بن سعد قال أول من جمع القرآن أبوبكر وكتبه زيد وكان الناس يأتون زيد بن ثابت فكان لا يكتب آيه إلا بشاهدي عدل وأن آخر سوره براءه لم توجد إلا مع خزيمه بن ثابت ققال اكتبوها فإن رسول الله صلي الله عليه وآله جعل شهادته بشهاده رجلين فكتب وان عمر أتي بآيه الرجم فلم يكتبها لأنه كان وحده» [181] . وفي الدر المنثورللسيوطي: [ صفحه 87] «وأخرج ابن الأنباري في المصاحف من طريق سليمان بن أرقم عن الحسن وابن سيرين وابن شهاب الزهري وكان الزهري أشبعهم حديثا قالوا لما أسرع في قتل قراء القرآن يوم اليمامه قتل معهم يومئذ أربعمائه رجل لقي زيد بن ثابت عمر ابن الخطاب فقال له إن هذا القرآن هو الجامع لديننا فإن ذهب القرآن ذهب ديننا وقد عزمت علي أن أجمع القرآن في كتاب فقال له انتظر حتي نسأل أبا بكر فمضيا إلي أبي بكر فأخبراه بذلك فقال لا تعجل حتي أشاور المسلمين ثم قام خطيبا في الناس فأخبرهم بذلك فتالوا أصبت فجمعوا القرآن وأمر أبوبكر مناديا فنادي في الناس من كان عنده من القرآن شيء فليجيء به قالت حفصه إذا انتهيتم إلي هذه الآيه فأخبروني (عَلَي الصلََوَاتِ وَالصلَوهِ الوُسطَي) [182] فلما بلغوا اليها قالت اكتبوا (والصلاه الوسطي وهي صلاه العصر) فقال لها عمر ألك بهذا بينه قالت لا قال فوالله لا ندخل في القرآن ما تشهد به امرأه بلا إقامه بينه» [183] .

الجمع زمن عمر بن الخطاب

ففي فتح الباري لابن حجر: [ صفحه 88] «وعن ابن أبي داود أيضًا في المصاحف من طريق يحيي في عبد الرحمن بن حاطب قال قام عمر فقال من كان تلقي من رسول الله صلي الله عليه وآله شيئا من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب قال وكان لا يقبل من أحد شينا حتي يشهد شاهدان وهذا يدل علي أن زيدا كان لا يكتفي بمجرد وجدانه مكتوبا حتي يشهد به من تلقاه سماعا مع كون زيد كان يحفظه وكان يفعل ذلك مبالغه في الاحتياط» [184] . وفي تحفه الأحوذي: «وعن ابن أبي داود في المصاحف من طريق يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال قام عمر فقال من كان تلقي من رسول الله شيئا من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف والألواح والعسب قال وكان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد شاهدان. وهذا يدل علي أن زيدا كان لا يكتفي بمجرد وجدانه مكتوبا حتي يشهد به من تلقاه سماعا مع كون زيد كان يحفظه وكان يفعل ذلك مبالغه في الاحتياط» [185] . وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: [ صفحه 89] «أخبرنا أبو بكر محمد بن عبدالباقي أخبرنا الحسن بن علي أخبرنا أبو عمر بن حيويه أخبرنا أحمد بن معروف أخبرنا الحسين بن الفهم أخبرنا محمد بن سعد أخبرنا عارم بن الفضل حدثنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين قال قتل عمر ولم يجمع القرآن» [186] . وفي الطبقات الكبري لابن سعد: «قال أخبرنا عارم بن الفضل قال أخبرنا حماد بن زيد عن أيوب وهشام عن محمد بن سيرين قال قتل عمر ولم يجمع القرآن» [187] . وفي أخبارالمدينه لابن شبه: «حدثنا إبراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمر بن طلحه الليثي عن محمد بن عمروبن علقمه عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال أراد عمر رضي الله عنه أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقي من رسول الله شيئًا من القرآن فلبأتنا به وكان كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد شهيدان فقتل عمررضي الله عنه قبل أن يجمع ذلك إليه. [ صفحه 90] حدثنا هارون بن عمر الدمشقي قال حدثنا ضمره بن ربيعه عن إسماعيل بن عياش عن عمربن محمد عن أبيه قال جاءت الأنصارإلي عمر رضي الله عنه فقالوا نجمع القرآن في مصحف واحد فقال إنكم أقوام في ألسنتكم لحن واني أكره أن تحدثوا في القرآن لحنا فأبي عليهم» [188] . «حدثنا ابراهيم بن المنذر قال حدثنا عبد الله بن وهب قال أخبرني عمر بن طلحه الليثي عن محمد بن عمروبن علقمه عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال أراد عمر رضي الله عنه أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقي من رسول الله شيئا من القرآن فليأتنا به وكان كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعُسُب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد شهيدان فقتل عمررضي الله عنه قبل أن يجمع ذلك إليه» [189] . وفي تاريخ مدينه دمشق لابن عساكر: «يحيي بن جعده قال كان عمر لا يقبل آيه من كتاب الله عز وجل حتي يشهد عليها شاهدان فجاء رجل من الأنصار بآيتين فقال عمر لا أسألك عليهما شاهدًا غيرك (لَقَد جمَاءَكم رَسُول مِّن أنفُسِكم) إلي آخر السوره. [ صفحه 91] «أخبرنا أبوبكر بن المزرفي أخبرنا أبو جعفر بن المسلمه أخبرنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي حدثنا أبو بكر عبد الله بن سليمان بن الأشعث حدثنا أبوالطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمروبن محمد بن طلحه الليثي عن محمد بن عمروبن علقمه عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقي من رسول الله صلي الله عليه وآله شيئا من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك فقام عثمان بن عفان فقال من كان عنده من كتاب الله عزوجل شيء فليأتنا به وكان لايقبل من ذلك شيئا حتي يشهد عليه شهيدان فجاء خزيمه في ثايت فقال إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قال ما هما قال تلقيت من رسول الله صلي الله عليه وآله (لَقَد جمَآءَكم رَسُول مِّن أنفُسِكُُم عَزيزُ عَلََيهِ مَأَ عَنِتُّم حَرِيصُ عَلََيكُم بِالمُؤمِنِينَ رَءُوَف رَّحِيم) إلي آخر السوره قال عثمان وأنا أشهد أنهما من عند الله فأين تري أن تجعلهما قال أختم بهما آخر ما نزل من القرآن فختمت بهما براءه» [190] . وفي فتح الباري لابن حجر: [ صفحه 92] «ووقع عند ابن أبي داود أيضا بيان السبب في إشاره عمر بن الخطاب بذلك فأخرج من طريق الحسن أن عمر سأل عن آيه من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامه فقال إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف» [191] . وفي تحفه الأحوذي: «ووقع عند ابن أبي داود أيضا بيان السبب في إشاره عمربن الخطاب بذلك فأخرج من طريق الحسن أن عمر سأل عن آيه من كتاب الله فقيل كانت مع فلان فقتل يوم اليمامه فقال إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف» [192] . وفي الإتقان للسيوطي: «وأخرج ابن أبي داود من طريق الحسن أن عمر سأل عن آيه من كتاب الله فقيل كانت مع فلان قتل يوم اليمامه فقال إنا لله وأمر بجمع القرآن فكان أول من جمعه في المصحف. وأخرج ابن أبي داود من طريق يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال قدم عمر فقال من كان تلقي من رسول الله صلي الله عليه وآله شيئا من القرآن فليأت به وكانوا يكتبون ذلك في الصحف [ صفحه 93] والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد شهيدان وهذا يدل علي أن زيدا كان لا يكتفي لمجرد وجدانه مكتوبا حتي يشهد به من تلقاه سماعا مع كون زيد كان يحفظ فكان يفعل ذلك مبالغه في الاحتياط» [193] . وفي الدر المنثورللسيوطي: «وأخرج ابن جرير وابن المنذر و أبو الشيخ عن عبيد بن عمير قال كان عمر لا يثبت آيه في المصحف حتي يشهد رجلان فجاء رجل من الأنصاربهاتين الآيتين (لَقَد جمَاءَكم رَسُول مِّن أنفُسِكم) إلي آخرها فقال عمر لا أسألك عليها بينه أبدا كذلك كان رسول الله» [194] .

الجمع زمن عثمان بن عفان

ففي فتح الباري لابن حجر: «وفي روايه مصعب بن سعد فقال عثمان من أكتب الناس قالوا كاتب رسول الله صلي الله عليه وآله زيد بن ثابت قال فأي [ صفحه 94] الناس أعرب وفي روايه أفصح قالوا سعيد في العاص قال عثمان فليمل سعيد وليكتب زيد» [195] . وفي تاريخ مدينه دمشق لابن عساكر: «أخبرنا أبوبكر محمد بن الحسين أخبرنا محمد بن أحمد بن محمد أخبرنا عثمان في محمد بن القاسم حدثنا عبدالله بن سليمان بن الأشعث حدثنا عمي حدثنا ابن رجاء أخبرنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن مصعب بن سعد قال قام عثمان فخطب الناس فقال أيها الناس عهدكم بنبيكم صلي الله عليه وآله منذ ثلاث عشره وأنتم تمترون في القرآن وتقولون قراءه أبي وقراءه عبدالله يقول الرجل والله ما تقيم قراءتك فـأعزم علي كل رجل منكم ما كان معه من كتأب الله شئ لما جاء به فكان الرجل يجيء بالورقه والأديم فيه القرآن حتي جمع من ذلك كثره ثم دخل عثمان، فدعاهم رجلا رجلا فناشدهم لسمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وهو أمله عليك فيقول نعم فلما فرغ من ذلك عثمان قال من أكتب الناس قالوا كاتب رسول الله صلي الله عليه وآله زيد بن ثابت قال فأي الناس أعرب قالوا سعيد بن العاص قال عثمان فليمل سعيد وليكتب زيد فكتب زيد فكتب مصاحف ففرقها في الناس فسمعت بعض أصحاب محمد صلي [ صفحه 95] الله عليه وآله يقول قد أحسن» [196] . وفي الدر المنثورللسيوطي: «وأخرج ابن أبي داود في المصاحف عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقي من رسول الله صلي الله عليه وآله شيئا من القرآن فليأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لا يقبل من أحد شيئا حتي يشهد شهيدان فقتل وهو يجمع ذلك إليه ققام عثمان بن عفان فقال من كان عنده شيء من كتاب الله فليأتنا به وكان لايقبل من أحد شيئا حتي يشهد به شاهدان فجاء خزيمه بن ثابت فقال إني رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما فقالوا ما هما قال تلقيت من رسول الله صلي الله عليه وآله (لَقَد جاءَكم رَسُول مِّن أنفُسِكُم عَزيزُ عَلََيهِ مَا عَنِتُّم) إلي آخر اسوره فقال عثمان وأنا أشهد بهما من عند الله فأين تري أن نجعلهما قال أختم بهما آخر ما نزلت من القرآن فختمت بهما براءه» [197] . وفي تاريخ مدينه دمشق لابن عساكر: أخبرنا أبوبكر بن المزرفي أخبرنا أبو جعفر بن المسلمه أنا أبو عمرو عثمان بن محمد بن القاسم الأدمي حدثنا أبوبكر عبد الله بن [ صفحه 96] سليمان بن الأشعث حدثنا أبو الطاهر أخبرنا ابن وهب أخبرني عمرو بن محمد بن طلحه الليثي عن محمدبن عمروبن علقمه عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال أراد عمر بن الخطاب أن يجمع القرآن فقام في الناس فقال من كان تلقي من رسول الله صلي الله عليه وآله شيئا من القرآن فلبأتنا به وكانوا كتبوا ذلك في الصحف والألواح والعسب وكان لايقبل من أحد شيئا حتي يشهد شهيدان ققتل وهو يجمع ذلك فقام عثمان في عفان فقال من كان عنده من كتاب الله عزوجل شيء فلبأتنا به وكان لايقبل من ذلك شيئا حتي يشهدعليه شهيدان فجاء خزيمه بن ثابت فقال إني قد رأيتكم تركتم آيتين لم تكتبوهما قال ما هما قال تلقيت من رسول الله صلي الله عليه وآله (لَقَد جآءَكم رَسُول مِّن انفُسِكُم عَزيزُ عَلَيهِ مَا عَنِتُّم حَرِيصُ عَلََيكم بِالمُومِنِينَ رَءُوف رحِيم) إلي آخر السوره قال عثمان وأنا أشهدأنهما من عند الله فأين تري أن تجعلهما قال أختم بهما آخر ما نزل من القرآن فختمت بهما براءه» [198] . وفي أخبارالمدينه لابن شبه: «حدثنا قال ابن وهب أخبرني عمر بن طلحه الليثي عن محمد بن عمرو ابن علقمه عن يحيي بن عبد الرحمن بن حاطب قال قام عثمان بن عفان رضي الله عنه فقال من كان عنده من كتاب الله [ صفحه 97] شيء فليأتنا به وكان لايقبل من ذلك شيئا حتي يشهد عليه شاهدان فجاء خزيمه بن ثابت فقال إني قد رأيتكم تركتم آيتين من كتاب الله لم تكتبوهما قال وما هما قال تلقيت من رسول الله (لَقَد جَآءَكم رَسُول مِن أَنفُسِكُم) إلي آخر السوره... قال عثمان وأنا أشهد إنهما من عند الله فأين تري أن نجعلهما قال اختم بهما قال فختم بهما» [199] . و في صحيح البخاري: «حدثنا موسي حدثنا ابراهيم حدثنا بن شهاب أن أنس بن مالك حدثه أن حذيفه بن اليمان قدم علي عثمان وكان يغازي أهل الشام في فتح إرمينيه وأذربيجان مع أهل العراق فأفزغ حذيفه اختلافهم في القراءه فقال حذيفه لعثمان يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمه قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصاري فأرسل عثمان إلي حفصه أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك فأرسلت بها حفصه إلي عثمان فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها في المصاحف وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثه إذا اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ففعلوا حتي إذا نسخوا الصحف في [ صفحه 98] المصاحف رد عثمان الصحف إلي حفصه وأرسل إلي كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفه أو مصحف أن يحرق قال بن شهاب وأخبرني خارجه بن زيد بن ثابت سمع زيد بن ثابت قال فقدت آيه من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت أسمع رسول الله صلي الله عليه وآله يقرأ بها فالتمسناها فوجدناها مع خزيمه بن ثابت الأنصاري (مِنَ المُؤمِنِينَ رِجمَال صَدَقُوا ما عَهَدُوا اَللَّهَ عَلََيهِ) [200] فألحقناها في سورتها في المصحف» [201] . وفي الاستذكارلابن عبد البر: «والذي أقول به إن جمع عثمان (رضي الله عنه) في جماعه الصحابه (رضوان الله عليهم) القرآن علي حرف واحد بكتابه زيد بن ثابت إنما حملهم علي ذلك ما اختلف فيه أهل العراق وأهل الشام حين اجتمعوا في بعض المغازي فخطأت كل طائفه منهم الأخري فيما خالفتها فيه من قراءتها وصوبت ما تعلم من ذلك وكان أهل العراق قد أخذوا عن ابن مسعود وأهل الشام قد أخذوا عن غيره من الصحابه فخاف الصحابه (رحمهم الله) من ذلك الاختلاف لما كان عندهم من رسول الله صلي الله عليه وآله من النهي عن الاختلاف في القرآن وأن المراء فيه كفر و قد كانت عامه أهل العراق [ صفحه 99] وعامه أهل الشام هموا بأن يكفر بعضهم بعضا تصويبا لما عنده وانكارا لما عند غيره فاتفق رأي الصحابه وعثمان (رضوان الله عليهم) علي أن يجمع لهم القرآن علي حرف واحد من تلك السبعه الأحرف إذ صح عندهم عن رسول الله صلي الله عليه واله أنه قال كلها شاف كاف فاكتفوا (رحمهم الله) بحرف واحد منها فأمر عثمان زيد بن ثابت ذلك فأملاه علي من كتبه ممن أمره عثمان بذلك علي ما هو مذكورفي غير موضع. وأخبارجمع عثمان المصحف كثيره وقد ذكرنا في التمهيد منها طرفا. وأما جمع أبي بكر للقرآن فهو أول من جمع ما بين اللوحين. وجمع علي بن أبي طالب للقرآن أيضا عند موت النبي صلي الله عليه وآله وولايه أبي بكر فإنما كل ذلك علي حسب الحروف السبعه لا كجمع عثمان علي حرف واحد حرف زيد بن ثابت وهو الذي بأيدي الناس بين لوحي المصحف اليوم» [202] . وفي معتصر المختصر لأبي المحاسن يوسف الحنفي: «وكان أبوبكر عند جمعه للقرآن سأل زيد بن ثابت النظر في ذلك فأبي عليه حتي استعان عليه بعمر بن الخطاب ففعل فكانت تلك الكتب عند أبي بكو حتي توفي ثم كانت عند حفصه فأرسل إليها عثمان فأبت أن تدفعها إليه حتي عاهدها ليردنها إليها فبعثت بها فنسخها عثمان في هذه المصاحف ثم ردها إليها فلم تزل عندها [ صفحه 100] حتي أرسل مروان بن الحكم فأخذها فحرقها» [203] . وفي الدر المنثورللسيوطي: «وأخرج مالك وأبوعبيد وعبد بن حميد وأبويعلي وابن جرير وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن عمروبن رافع قال كنت أكتب مصحفا لحفصه زوج النبي صلي الله عليه وآله فقالت إذا بلغت هذه الآيه فآذني (حَفِظُوأ عَلَي الصَّلََوَتِ وَالصَّلَوهِ الوُسطَي) فلما بلغتها آذنتها فاملت علي (حافظوا علي الصلوات والصلاه الوسطي وصلاه العصر وقوموا لله قانتين) وقالت أشهد أني سمعتها من رسول الله صلي الله عليه وآله. وأخرج عبد الرزاق عن نافع أن حفصه دفعت مصحفا إلي مولي لها يكتبه وقالت إذا بلغت هذه الآيه (حَفِظُوا عَلََي الصَلَوتِ وَالصَّلََوهِ الوُسطَي) فآذني فلما بلغها جاءها فكتبت بيدها (حافظوا علي الصلوات والصلاه الوسطي وصلاه العصر)». وأخرج مالك وأحمد وعبد بن حميد ومسلم وابو داود والترمذي والنسائي و ابن جرير وابن أبي داود وابن الأنباري في المصاحف والبيهقي في سننه عن أبي يونس مولي عائشه قال أمرتني [ صفحه 101] عائشه أن أكتب لها مصحفا وقالت إذا بلغت هذه الآيه فآذني (حَفِظُوا عَلََي الصَّلََوَاتِ وَالصَّلََوهِ الوُسطَي) فلما بلغتها اذنتها فأملت علي (حافظوا علي الصلوات والصلاه الوسطي وصلاه العصر وقوموا لله قانتين) وقالت عائشه سمعتها من رسول الله عهلي الله عليه وآله» [204] .

الصحيح أن القرآن قد جمع في عهد النبي و الدليل علي ذلك

الدليل علي أن القرآن كان مجموعَا في عهد النبي صلي الله عليه وآله أولا: اهتمام النبي والصحابه بحفظ القرآن وتعليمه وقراءته وتلاوته وكان هناك عدد كبير من الحفاظ فهذا يدل علي أنه كان مجموعا لأن من لوازم الاهتمام به كتابته حتي لا يفقد. «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا أبوالمغيره حدثنا بشر بن عبد الله يعني بن يسارالسلمي قال حدثني عباده بن نسي عن جناده بن أبي أميه عن عباده بن الصامت قال كان رسول الله صلي الله عليه وآله يشغل فإذا قدم رجل مهاجر علي رسول الله صلي الله عليه وآله دفعه إلي رجل منا يعلمه القرآن فدفع إلي رسول الله صلي الله عليه وآله رجلا وكان معي في البيت أعشيه عشاء أهل البيت [ صفحه 102] فكنت أقرئه القرآن فانصرف انصرافه إلي أهله فرأي أن عليه حقا فأهدي إلي قوسا لم أرأجود منها عودا ولا أحسن منها عطفا فاتيت رسول الله صلي الله عليه وآله فقلت ما تري يارسول الله فيها قال جمره بين كتفيك تقلدتها أوتعلقتها» [205] . وحسبك الروايات المتقدمه والتي تقول بأنه قتل في حرب اليمامه عدد كبير من القراء. ثانيًا: لقد ثبت في بعض المرويات أن مجموعه من الصحابه كانوا قد جمعوا القرآن في عهد النبي وهذه بعضها: ففي الجان في علوم القرآن للزركشي: «وذكر الحافظ شمس الدين الذهبي في كتاب معرفه القراء ما يبين ذلك وأن هذا العدد هم الذين عرضوه علي النبي صلي الله عليه وآله واتصلت بنا أسانيدهم وأما من جمعه منهم ولم يتصل بنا فكثير فقال ذكر الذين عرضوا علي النبي صلي الله عليه وسلم القرآن وهم سبعه عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب وقال الشعبي لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعه إلا عثمان ثم رد علي [ صفحه 103] الشعبي قوله بأن عاصما قرأ علي أبي عبد الرحمن السلمي عن علي وأبي بن كعب وهو أقرأ من أبي بكر وقد قال يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وهو مشكل وعبد الله بن مسعود وأبي وزيد بن ثابت وأبو موسي الأشعري وأبو الدرداء، قال وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابه كمعاذ بن جبل وأبي زيد وسالم مولي أبي حذيفه وعبد الله بن عمروعقبه بن عامرولكن لم تتصل بنا قراءتهم» [206] . ثالثا: لقد كان عند النبي مجموعه من الكتاب وقد كتبوا القرآن في زمانه: ففي المستدرك للحاكم: «حدثنا أبوسهل أحمد بن محمد بن زياد النحوي حدثنا ابن أبي طالب حدثنا وهب بن جريربن حازم حدثنا أبي قال سمعت يحيي بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسه عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال كنا عند رسول الله صلي الله عليه وآله نؤلف القرآن من الرقاع. هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه وفيه الدليل الواضح أن القرآن إنما جمع في عهد رسول الله صلي الله عليه واله» [207] . وفي صحيح ابن حبان: [ صفحه 104] «أخبرنا أبويعلي حدثنا عبد الأعلي حدثنا وهب بن جرير حدثني ابي قال سمعت يحيي بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسه عن زيد بن ثايت قال كنا عند رسول الله صلي الله عليه وآله نؤلف القرآن من الرقاع» [208] . وفي سنن الترمذي: «حدثنا محمد بن بشارحدثنا وهب بن جريرحدثنا أبي قال سمعت يحيي بن أيوب يحدث عن يزيد بن أبي حبيب عن عبد الرحمن بن شماسه عن زيد بن ثابت قال كنا عند رسول الله صلي الله عليه وآله نؤلف القرآن من الرقاع فقال رسول الله صلي الله عليه وآله طوبي للشام ققلنا لأي ذلك يا رسول الله قال لأن ملائكه الرحمن باسطه أجنحتها عليها قال هذا حديث حسن غريب إنما نعرفه من حديث يحيي بن أيوب» [209] . قال الطبراني في المعجم الأوسط: [ صفحه 105] «حدثنا علي بن عبد العزيز قال حدثنا عارم ابو النعمان قال حدثنا حماد بن ابراهيم بن مسعود اليشكري قال حدثتني أم كلثوم بنت ثمامه الحبطي أن أخاها المخارق بن ثمامه الحبطي قال لها ادخلي علي ام المؤمنين عائشه فأقرئيها السلام مني فدخلت عليها فقلت ان بعض بنيك يقرئك السلام قالت وعليه ورحمه الله قلت ويسألك ان تحدثيه عن عثمان بن عفان فإن الناس قد أكثروا فيه عندنا حين قتل قالت أما أنا فأشهد ان عثمان بن عفان في هذا البيت ونبي الله صلي الله عليه وآله وجبريل يوحي جاءإلي النبي صلي الله عليه وآله في ليله قائظه وكان اذا نزل عليه الوحي نزلت عليه ثقله يقول الله جل ذكره (سَنلِقي عَلَيك قولاً ثَقِيلاً) [210] ونبي الله صلي الله عليه وآله يضرب كتف عثمان ويقول اكتب عثمان فما كان الله ينزل تلك المنزله من نبيه الا رجلا كريما فمن سب عثمان فعليه لعنه الله» [211] . وقال أيضًا: «حدثنا أحمد بن محمد بن نافع قال حدثنا أبوالطاهر بن السرح قال وجدت في كتاب خالي حدثني عقيل بن خاند عن بن شهاب قال حدثني سعيد بن سليمان عن أبيه سليمان بن زيد بن ثابت عن جده زيد بن ثابت قال كنت أكتب الوحي لرسول الله وكان إذا نزل [ صفحه 106] عليه أخذته برحاء شديده وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل عليه بقطعه الكتف أوكسره فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتي تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن وحتي أقول لا أمشي علي رجلي أبدًا فإذا فرغت قال اقرأه فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلي الناس» [212] . وقال المجاني في المعجم الكبير: «حدثنا جعفر بن محمد الفريابي حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم حدثنا عبدالله بن يحيي المعافري عن نافع بن يزيد عن عقيل بن خالد عن الزهري عن بن سليمان بن زيد بن ثابت عن أبيه عن جده زيد بن ثابت قال كنت أكتب الوحي عند رسول الله صلي الله عليه وآله وكان يشتد نفسه ويعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم يسري عنه فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتي يثقل فإذا فرغت قال اقرأ فأقرؤه فإن كان فيه سقط أقامه. حدثنا أحمد بن محمد بن نافع الطحان المصري حدثنا أبو الطاهر بن السرح قال وجدت في كتاب خالي عبد الحميد حدثني عقيل حدثني سعيد بن سليمان أخبره عن أبيه سليمان بن زيد عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وآله وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديده وعرق عرقا شديدا مثل [ صفحه 107] الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل عليه بقطعه القتب أوكسره فاكتب وهو يملي علي فما أفزع حتي تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتي أقول لا أمشي علي رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلي الناس» [213] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «عن زيد بن ثابت قال كنت أكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وآله وكان إذا نزل عليه الوحي أخذته برحاء شديده وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل عليه بقطعه الكتف أو كسره فأكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتي تكاد رجلي تنكسر من ثقل القرآن حتي أقول لا أمشي علي رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأ فأقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلي الناس. رواه الطبراني في الأوسط ورجاله موثقون إلا أن فيه وجدت في كتاب خالي فهو وجاده باب عرض الكتاب علي من أمر به» [214] . «وعن زيد بن ثابت قال كنت أكتب الوحي لرسول الله صلي الله عليه وآله وكان إذا نزل عليه أخذته برحاء شديده وعرق عرقا شديدا مثل الجمان ثم سري عنه فكنت أدخل بقطعه العسب أوكسره فاكتب وهو يملي علي فما أفرغ حتي تكاد رجلي تنكسر من ثقل [ صفحه 108] القرآن حتي أقول لا أمشي علي رجلي أبدا فإذا فرغت قال اقرأه فإقرأه فإن كان فيه سقط أقامه ثم أخرج به إلي الناس. رواه الطبراني بإسنادين و رجال أحدهما ثقات» [215] . وقال في تفسير الطبري: «حدثني المثني قال حدثنا محمد بن عبد الله النفيلي قال حدثنا زهير بن معاويه قال حدثنا أبو إسحاق عن البراء قال كنت عند رسول الله صلي الله عليه وآله فقال ادع لي زيدا و قل له يأتي أو يجيء بالكتف والدواه أو اللوح والدواه الشك من زهير اكتب (لَأ يَستَوِي القعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُأولَي اَلضَّرَرِ وَالمجهِدُونَ فِي سَبِيلِ اَللَّهِ) [216] فقال بن أم مكتوم يا رسول الله إن بعيني ضررا فنزلت قبل أن يبرح غير أولي الضرر» [217] . وقال ابن عساكر في تاريخ مدينه دمشق: «أخبرنا عبيد الله بن محمد بن إسحاق بن حبابه حدثنا عبد الله بن محمد بن عبد العزيزحدثنا علي بن الجعد أخبرنا زهير [ صفحه 109] عن أبي إسحاق عن البراء عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال ادع لي زيدًا وقل له يجيء بالكتف والدواه واللوح فقال اكتب (لًا يَستَوِي إلقَعِدُونَ مِنَ اَلمومِنِينَ) أحسبه قال والمجاهدون قال فقال ابن أم مكتوم يا رسول الله بعيني ضرر فنزل قبل أن يبرح (غَير أُولِي الضَّرَرِ)» [218] . وقال الحاكم في المستدرك: «حدثنا أبوجعفر محمد بن صالح بن هاني حدثنا الحسن بن الفضل حدثنا هوذه بن خليفه حدثنا عوف بن أبي جميله حدثنا يزيد الفارسي قال قال لنا بن عباس رضي الله عنهما قلت لعثمان بن عفان رضي الله عنه ما حملكم علي أن عمدتم إلي الأنفال وهي من المثاني والي البراءه وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال ما حملكم علي ذلك فقال عثمان رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وآله كان يأتي عليه الزمان تنزل عليه السورذوات عدد فكان إذا نزل عليه الشيءيدعو بعض من كان يكتبه فيقول ضعوا هذه في السوره التي يذكر فيها كذا وكذا وتنزل عليه الآيه فيقول ضعوا هذه في السوره التي يذكر فيها كذا وكذا فكانت الأنفال من أوائل [ صفحه 110] ما نزل بالمدينه وبراءه من آخر القرآن فكانت قصتها شبيهه بقصتها فتبض رسول الله صلي الله عليه وآله ولم يبين لنا أنها منها فمن ثم قرنت بينهما ولم أكتب بينهما سطر بسم الله الرحمن الرحيم. هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه» [219] . وقال أيضَا: «حدثنا أبوبكر أحمد بن كامل القاضي حدثنا محمد بن سعد العوفي حدثنا روح بن عباده حدثنا عوف بن أبي جميله عن يزيد الفارسي قال حدثنا بن عباس قال قلت لعثمان بن عفان ما حملكم علي أن عمدتم إلي الأنفال وهي من المثاني والي براءه وهي من المئين فقرنتم بينهما ولم تكتبوا بسم الله الرحمن الرحيم ووضعتموها في السبع الطوال فما حملكم علي ذلك فقال عثمان كان رسول الله صلي الله عليه وآله مما يأتي عليه الزمان وهوينزل عليه من السورذوات العدد قال وكان إذا نزل عليه الشيء دعا بعض من يكتب له فيقول ضعوا هذه في السوره التي فيها كذا وكذا وكانت الأنفال من أوائل ما نزلت بالمدينه وكانت براءه من آخر القرآن وكانت قصتها شبيهه بقصتها فظننت أنها منها فقبض رسول الله صلي الله عليه وآله ولم يبين لنا أنها منها فلم أكتب بينهما سطر بسم الله [ صفحه 111] الرحمن الرحيم. هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» [220] . فهذا يدل علي أن السوركانت مكتوبه والا فكيف يضعوها فيها؟ فهل يعقل أن يضعوها في حفظهم وفي صدورهم؟! ثالثا: الروايات التي توضح لنا بأن هناك من الصحابه من جمع القرآن علي عهد الرسول (ص) وقد مربعضها: قال الذهبي في معرفه القراء الكبار: 1- «عثمان بن عفان ابن أبي العاص بن أميه بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو عمرو و أبوعبدالله القرشي الأموي ذو النورين رضي الله عنه أحد السابقين الأولين وأحد من جمع القرآن علي عهد رسول الله صلي الله عليه واله» [221] . 2- «علي بن أبي طالب ابن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب أمير المؤمنين أبو الحسن الهاشمي رضي الله عنه...» [ صفحه 112] إلي أن يقول: «وكان قد جمع القرآن بعد وفاه النبي صلي الله عليه وآله. وقال الشعبي لم يجمع القرآن أحد من الخلفاء الأربعه إلا عثمان وقال أبو بكر بن عياش عن عاصم قال ما أقرأني أحد حرفا إلا أبوعبد الرحمن السلمي وكان قد قرأ علي علي رضي الله عنه فكنت أرجع من عنده فأعرض علي زروكان زرقد قرأ علي ابن مسعود فقلت لعاصم لقد استوثقت قلت هذا يرد علي الشعبي قوله. وقال علي بن رباح جمع القرآن في حياه رسول الله صلي الله عليه وآله أربعه علي وعثمان وأبي بن كعب وعبدالله بن مسعود» [222] . 3- «أبي بن كعب ابن قيس بن عبيد بن زيد بن معاويه بن عمروبن مالك بن النجارأبو المنذرالأنصاري رضي الله عنه أقرأ الأمه عرض القرآن علي النبي صلي الله عليه وآله، أخذ عنه القراءه ابن عباس وأبو هريره وعبد الله بن السائب وعبدالله بن عياش بن أبي ربيعه وأبو عبد الرحمن السلمي» [223] . 4- «عبدالله بن مسعود ابن غافل بن حبيب بن شمخ بن قاربن مخزوم بن صاهله بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركه بن إلياس بن مضر بن نزار أبو عبد الرحمن الهذلي المكي حليف بني زهره رضي الله عنه كان من السابقين الأولين و من مهاجره الحبشه شهد بدرا واحتز رأس أبي جهل فأتي به النبي صلي [ صفحه 113] الله عليه وآله، كان أحد من جمع القرآن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله» [224] . 5- «زيد بن ثابت بن الضحاك ابن زيد بن لوذان بن عمروبن عبد عوف ابن غنم بن مالك بن النجارأبو سعيد وأبو خارجه الأنصاري الخزرحي النجاري المقريء الفرضي كاتب النبي صلي الله عليه وآله وأمينه علي الوحي رضي الله عنه كان أسن من أنس بسنه وكان شابا ذكيا ثقفا جمع القرآن علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله و جمعه في صحف لأبي بكر الصديق رضي الله عنه ثم تولي كتابه مصحف عثمان رضي الله عنه الذي بعث به عثمان نسخا إلي ا لأمصا ر» [225] . 6- «أبو موسي الأشعري عبد الله بن قيس بن سليم بن حضار الأشعري اليماني رضي الله عنه هاجر الي النبي صلي الله عليه وآله فقدم عليه عند فتح خيبر وحفط القرآن والعلم ولئن قصرت مده صحبته فلقد كان من نجباء الصحابه وكان من أطيب الناس صوتا سمع النبي صلي الله عليه وآله قراءته فقال لقد أوتي هذا مزمارا من مزامير آل داود» [226] . [ صفحه 114] 7- «أبو الدرداء عويمر بن زيد ويقال ابن عبدالله ويقال ابن ثعلبه الأنصاري الخزرجي رضي الله عنه حكيم هذه الأمه قرأ القرآن في عهدالنبي» [227] . ثم قال الذهبي بعد ذلك: «فهؤلاء الذين بلغنا أنهم حفظوا القرآن في حياه النبي صلي الله عليه وآله وأخذ عنهم عرضا وعليهم دارت أسانيد قراءه الأئمه العشره وقد جمع القرآن غيرهم من الصحابه كمعاذ بن جبل وأبي زيد وسالم مولي أبي حذيفه وعبدالله بن عمر وعتبه بن عامر ولكن لم تتصل بنا قراءتهم فلهذا اقتصرت علي هؤلاء السبعه رضي الله عنهم واختصرت أخبارهم فلو سقتها كلها لبلغت خمسين كراسا» [228] . وأكثر من ذلك وأوضح بأن هناك روايات صرحت بأن النبي (ص) كان عنده مصحفا وهذه الروايات: قال أبوبكر الشيباني في الآحاد والمثاني: «حدثنا هدبه بن خالد حدثنا مبارك بن فضاله حدثنا أبو محيرزعن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه يقول وفدت إلي رسول [ صفحه 115] الله صلي الله عليه وآله في أناس من ثقيف فقالوا لي احفظ لنا متاعنا و ركابنا فقلت علي أنكم إذا فرغتم انتظرتموني حتي أدخل علي رسول الله صلي الله عليه وآله فدخلوا علي رسول الله صلي الله عليه وآله فسألوه حوائجهم ثم خرجوا فدخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله فسألته مصحفا كان عنده فأعطانيه قال أبوبكر بن أبي عاصم هذا مما يحتج أن القرآن جمع في المصاحف علي عهد رسول الله صلي الله عليه وآله و بما لوي بن عمررضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه وآله لا تسافروا بالمصاحف إلي أرض العدوودل علي أنه كان مجموعًا في المصاحف» [229] . وقال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا أحمد بن عمرو البزارحدثنا هدبه بن خالد حدثنا مبارك بن فضاله عن أبي محرزأن عثمان بن أبي العاص وفد إلي رسول الله صلي الله عليه وآله مع ناس من ثقيف فدخلوا علي النبي صلي الله عليه وآله فقالوا له احفظ علينا متاعنا أوركابنا فقال علي أنكم إذا خرجتم انتظرتموني حتي أخرج من عند رسول الله صلي الله عليه وآله قال فدخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله فسألته مصحفا كان عنده فأعطانيه واستعملني عليهم وجعلني [ صفحه 116] إمامهم وأنا أصغرهم» [230] . و قال الهيثمي في مجمع الزواند: «عن عثمان بن أبي العاص قال قدمت في وفد ثقيف حين قدموا علي رسول الله صلي الله عليه وآله فلبسنا حللنا بباب النبي صلي الله عليه وآله فقالوا من يمسك لنا رواحلنا فكل القوم أحب الدخول علي النبي صلي الله عليه وآله وكره التخلف عنه قال عثمان وكنت أصغرهم فقلت إن شئتم أمسكت لكم علي أن عليكم عهد الله لتمسكن لي إذا خرجتم قالوا فذلك لك فدخلوا عليه ثم خرجوا فقالوا انطلق بنا قلت أين قالوا إلي أهلك فقلت خرجت من أهلي حتي إذا حللت بباب النبي صلي الله عليه وآله أرجع ولا أدخل عليه وقد أعطيتموني ما قد علمتم قالوا فاعجل فإنا قد كفيناك المسئله فلم ندع شيئا إلا سألناه فدخلت فقلت يا رسول الله ادع الله أن يفقهني في الدين ويعلمني قال ماذا قلت فأعدت عليه القول فقال لقد سألتني عن شيء ما سألني عنه أحد من أصحابك اذهب فأنت أمير عليهم وعلي من يقدم عليك من قومك فذكر الحديث. رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير حكيم بن حكيم بن عياد وقد وثق. وفي روايه أخري مختصره قال فيها فدخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله فسألته مصحفا كان عنده [ صفحه 117] فأعطانيه» [231] . رابعا: الروايات المصرحه بأفضليه القراءه في المصحف ومنها: قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «عن عثمان بن عبدالله بن أوس الثقفي عن جده قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله قراءه الرجل في غير المصحف ألف درجه وقراءته في المصحف تضاعف علي ذلك ألفي درجه. رواه الطبراني وفيه ابوسعيد بن عون وثقه ابن معبد في روايه وضعفه في أخري وبقيه رجاله ثقات» [232] . وقال الجرجاني في الكامل في الضعفاء: «أبوسعيد بن عوذ مكي حدثنا علان قال حدثنا بن أبي مريم قال سمعت يحيي بن معين يقول أبوسعيد ليس به باس حدثنا الوليد بن حماد الرملي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن قال حدثنا مروان هو الفزاري حدثنا أبوسعيد المكتب عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله من قرأ القرآن في المصحف كتب له ألف ألف حسنه ومن قرأ في غير المصحف فألفا حسنه أخبرناه عبد الله بن محمد بن سلم قال حدثنا [ صفحه 118] دحيم حدثنا مروان قال حدثنا أبوسعيد بن عوذ المعلم المكي عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله قراءه الرجل القرآن في غير المصحف ألف درجه وقراءته في المصحف بضعف ذلك ألفي درجه» [233] . وقال السيوطي في الإتقان في علوم القرآن: «قلت ومن أدله القراءه في المصحف ما أخرجد الطبراني والبيهقي في الشعب من حديث أوس الثقفي مرفوعا قراءه الرجل في غير المصحف ألف درجه وقراءته في المصحف تضاعف ألفي درجه» [234] . وقال الطبراني ي المعجم الكبير: «حدثنا إبراهيم بن دحيم الدمشقي حدثنا أبي ح وحدثنا عبدان بن أحمد حدثنا دحيم الدمشقي حدثنا مروان بن معاويه حدثنا أبو سعيد بن عون المكي عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله قراءه الرجل القرآن في غير المصحف ألف درجه وقراءته في المصحف يضاعف علي ذلك إلي ألفي درجه» [235] . [ صفحه 119] و قال البيهقي في شعب الإيمان: «أخبرنا أبو سعد الماليني أنا أبو أحمد بن عدي حدثنا الوليد بن حماد الرملي حدثنا سليمان بن عبد الرحمن ح وأخبرنا علي بن أحمد بن عبدان أنا أحمد بن عبيد الصفارقال حدثنا إسماعيل بن الفضل حدثنا سليمان بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن بنت شرحبيل حدثنا مروان بن معاويه حدثنا أبو سعيد المكتب عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله من قرأ القرآن في المصحف كتب له ألفا حسنه ومن قرأه في غير المصحف أظنه قال فألف حسنه. أخبرنا أبوسعد الماليني حدثنا أبوأحمد بن عدي أنبأ عبد الله بن محمد بن مسلم حدثنا دحيم حدثنا مروان أبوسعيد بن عوذ المعلم المكي عن عثمان بن عبد الله بن أوس الثقفي عن جده قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله قراءه القرآن في غير المصحف ألف درجه وقراءته في المصحف تضعف علي ذلك ألفي درجه» [236] . وقال أيضا: أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أنا أبو الطيب محمد بن عبد الله الشعيري حدثنا أبوالخطيب عبد الله بن محمد القاضي حدثنا [ صفحه 120] محمد بن حميد قال رمدت فشكوت ذلك إلي جرير فقال أدم النظر في المصحف فإني رمدت فشكوت ذلك إلي المغيره فقال لي أدم النظر في المصحف فإني رمدت فشكوت ذلك إلي إبراهيم فقال لي أدم النظر في المصحف فإني رمدت فشكوت ذلك إلي علقمه فقال لي أدم النظر في المصحف فإني رمدت فشكوت ذلك إلي عبد الله بن مسعود فقال ادم النظر في المصحف فإني رمدت فشكوت ذلك إلي رسول الله صلي الله عليه وآله فقال لي ادم النظر في المصحف» [237] . وقال أيضا: «أخبرنا أبوالحسين بن بشران أنا الحسين بن صفوان حدثنا أبو بكر بن أبي الدنيا حدثنا عبد الأعلي بن واصل الأسدي حدثني أحمد بن عاصم العباداني حدثنا حفص بن عمر بن ميمون عن عنبسه بن عبد الرحمن الكوفي عن بن أسلم عن عطاء بن يسارعن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله اعطوا أعينكم حظها من العباده قيل يا رسول الله وما حظها من العباده قال النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبارعند عجائبه» [238] . وقال ابن حجر في فتح الباري: «ومن طريق بن مسعود موقوفا اديموا النظرفي المصحف. [ صفحه 121] و اسناده صحيح ومن حيث المعني أن القراءه في المصحف اسلم من الغلط لكن القراءه عن ظهر قلب أبعد من الرياءوأمكن للخشوع» [239] . وقال العيني في عمده القاري: «ومن طريق ابن مسعود موقوفا أديموا النظر فه المصحف. واسناده صحيح» [240] . وقال الرافعي القرويني في التدومن في أخبارقروين: «حدث محمد بن الحسن البزازعن أبي عمرو الأنصاري هذا حدثنا محمد بن أحمد بن منصورالفقيه حدثنا أحمد بن علي المثني حدثنا عمارالمستملي حدثنا سعيد بن زيد حدثنا محمد بن جحاده عن طلحه بن مصرف عن إبراهيم عن علقمه عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال النظر إلي الوالدين عباده والنظر إلي الكعبه عباده والنظر في المصحف عباده والنظر إلي أخيك حبا له في الله تعالي عباده» [241] . وقال البيهقي في شعب الإيمان: «أخبرنا أبو عبد الله الحافظ أخبرني أبو علي الحافظ [ صفحه 122] أخبرنا أبويعلي أحمد بن علي الموصلي حدثنا أبوياسر عمار المستملي حدثنا سعيد بن زيد عن محمد بن حجاده عن طلحه بن مصرف عن إبراهيم عن علقمه عن عبد الله قال النظر إلي الوالد عباده والنظر إلي الكعبه عباده والنظر في المصحف عباده والنظر إلي أخيك حبا له في الله عباده» [242] . وهذا الكلام فيه دلاله تامه علي أن المصحف كان موجودا في عهد النبي صلي الله عليه وآله ولذلك قال النبي: من قرأ في المصحف... ومن نظر في المصحف... والنظر إليه عباده.. خامسا: وأخبرا أقول بأن حديث الثقلين أيضا دال علي ذلك لأن النبي (ص) يقول: إني تارك فيكم ثقلين.. فلو أن الكتاب غير موجود في الخارج فكيف يقول أني تارك فيكم... و اليكم روايات الثقلين: قال النبي (ص): «أما بعد، ألا أيها الناس، فإنما أنا بشر، يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلثِن: أولهما كتاب الله فيه الهدي والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به»، [ صفحه 123] فحث علي كتاب الله ورغب فيه، ثم قال: «وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي» [243] . وفي خبر آخر عنه (ص) أنه قال: «يا أيها الناس، أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» [244] . وفي لفظ آخر مروي عن زيد بن أرقم وأبي سعيد قالا: «قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الأخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [245] . وفي لفظ آخر عن علي (ع) عن النبي (ص)... قال: «وقد تركت ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيده، وسببه [ صفحه 124] بأيديكم، وأهل بيتي» [246] . ونقله البوصيري عن زيد بن ثابت، قال: «قال رسول الله (ص) إني تارك معكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي، وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [247] . وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: «إني أوشك أدعي فأجيب، واني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، و ان اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فانظروني بم تخلفوني فيهما» [248] . وعن زيد بن أرقم، قال: قال رسول الله (ص): «إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، و انهما لن يتفرقا [ صفحه 125] حتي يردا علي الحوض» [249] . وعن زيد بن أرقم قال: «نزل رسول الله (ص) بين مكه والمدينه عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله (ص) عشيه فصلي، ثم قام خطيبًا، فحمد الله وأثني عليه وذكرو وعظ ماشاءالله أن يقول، ثم قال: أيها الناس، إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي» [250] . وعن زيد بن أرقم أيضًا قال: «لما رجع رسول الله (ص) من حجه الوداع و نزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت: إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الأخر: كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [251] . [ صفحه 126] وهذا الحديث ثابت مصحح ولقد صححه مجموعه من الأعلام منهم الحاكم حيث قال السيوطي في الخصانص الكبري وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن زيد بن أرقم أن النبي (ص) قال: «إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي» [252] . وصححه الذهبي كما في تلخيص المستدرك [253] وصححه الألباني [254] ، فالروايه لا أشكال فيها من ناحيه السند. و قال ابن حجر ومن ثم صح أنه (ص) قال: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي» [255] . وقد ذكر الألباني هذا الحديث بسلسلته الصحيحه، وخرج بعض طرقه وأسانيده والصحيحه والحسنه وذكر بعض شواهده وحسنها فوصف من ضعف هذا الحديث بأنه حديث عهد بصناعه الحديث وأنه قصر تقصيرًا فاحشًا في تحقيق الكلام عليه وأنه فاته كثيرُ من الطرق والأسانيد التي هي بذاتها صحيحه أوحسنه فضلاً [ صفحه 127] عن الشواهد والمتابعات و أنه لم يلتفت إلي أقوال المصححين للحديث من العلماء إذ اقتصر في تخريجه علي بعض المصادر المطبوعه المتداوله دين غيرها فوقع في هذا الخطأ الفادح في تضعيف الحديث الصحيح [256] .

السيد الخوئي و ما قاله عن القراءات السبع بحث مطول من تفسير البيان

حول القراءات السبع سوف أختم هذا البحث بهذا الفصل المختص بالقراءات السبع وقد نقلته باكمله من كتاب البيان في تفسير القرآن للسيد أبي القاسم الخوئي قدس سره لما فيه من الفائده فقد قال (قدس): تمهيد لقد اختلفت الآراء حول القراءات السبع المشهوره بين الناس، فذهب جمع من علماء أهل السنه إلي تواترها عن النبي صلي الله عليه وآله و ربما ينسب هذا القول إلي المشهور بينهم. ونقل عن السبكي القول بتواتر القراءات العشر [257] . وأفرط بعضهم فزعم أن من قال إن القراءات السبع لا يلزم [ صفحه 128] فيها التواتر فقوله كفر. ونسب هذا الرأي إلي مفتي البلاد الأندلسيه أبي سعيد فرج ابن لب [258] . و المعروف عند الشيعه أنها غير متواتره، بل هي مختلفه بين ما هو اجتهاد من القاري وبين ما هو منقول بخبر الواحد، واختارهذا القول جماعه من المحققين من علماء أهل السنه. وغير بعيد أن يكون هذا هو المشهور بينهم- كما ستعرف ذلك- وهذا القول هو الصحيح. ولتحقيق هذه النتيجه لا بد لنا من ذكر أمرين: الأوّل: قد أطبق المسلمون بجميع نحلهم ومذاهبهم علي أن ثبوت القرآن ينحصرطريقه بالتواتر. واستدل كثير من علماء السنه والشيعه علي ذلك: بأن القرآن تتوافر الدواعي لنقله، لأنه الأساس للدين الإسلامي، والمعجز الإلهي لدعوه نبي المسلمين، وكل شئ تتوفر الدواعي لنقله لا بد وأن يكون متواترًا. وعلي ذلك فما كان نقله بطريق الآحاد لا يكون من القرآن قطعًا. نعم ذكر السيوطي: «أن القاضي أبا بكر قال في الانتصار: ذهب قوم من الفقهاء والمتكلمين إلي إثبات قرآن حكما لا علما بخبر الواحد دين الاستفاضه وكره ذلك أهل الحق، وامتنعوا منه» [259] . [ صفحه 129] وهذا القول الذي نقله القاضي واضح الفساد- لنفس الدليل المتقدم- وهو أن توفر الدواعي للنقل دليل قطعي علي كذب الخبر إذا اختص نقله بواحد أو اثنين. فإذا أخبرنا شخص أوشخصان بدخول ملك عظيم إلي بلد، وكان دخول ذلك الملك إلي ذلك البلد مما يمتنع في العاده أن يخفي علي الناس، فإنا لا نشك في كذب هذا الخبر إذا لم ينقله غير ذلك الشخص أو الشخصين، ومع ثبوت كذبه كيف يكون موجبا لإثبات الآثارالتي تترتب علي دخول الملك ذلك البلد. وعلي ذلك، فإذا نقل القرآن بخبر الواحد، كان ذلك دليلا قطعيا علي عدم كون هذا المنقول كلاما إلهيا، واذا علم بكذبه، فكيف يمكن التعبد بالحكم الذي يشتمل عليه. وعلي كل حال فلم يختلف المسلمون في أن القرآن ينحصر طريق ثبوته والحكم بأنه كلام إلهي بالخبر المتواتر. وبهذا يتضح أنه ليست بين تواتر القرآن، وبين عدم تواتر القراءات أيه ملازمه، لان أدله تواتر القرآن وضرورته لا تثبت- بحال من الاحوال- تواتر قراءاته، كما ان أدله نفي تواتر القراءات لا تتسرب إلي تواتر القرآن بأي وجه وسيأتي بيان ذلك- في بحث «نظره في القراءات»- علي وجه التفصيل. الثاني: إن الطريق الأفضل إلي إثبات عدم تواتر القراءات هو معرفه القراء أنفسهم، وطرق رواتهم، وهم سبعه قراء. وهناك [ صفحه 130] ثلاثه آخرين تتم بهم العشره، نذكرهم عقيب هؤلاء. واليك تراجمهم، واستقراء أحوالهم واحدا بعد واحد.

اضواء علي القراء

(1) عبد الله بن عامر (2) ابن كثير المكي (3) عاصم بن بهدله الكوفي (4) أبو عمرو البصري (5) حمزه الكوفي (6) نافع المدني (7) الكسائي الكوفي ثلاثه قراء آخرون؛ هم: (8) خلف بن هشام البزار (9) يعقوب بن اسحاق (10) يزيد بن القعقاع [ صفحه 131] (1) عبد الله بن عامر الدمشقي: هو أبو عمران اليحصبي. قرأ القرآن علي المغيره بن أبي شهاب. قال الهيثم بن عمران: «كان عبد الله بن عامررئيس أهل المسجد زمان الوليد بن عبد الملك، وكان يزعم أنه من حمير، وكان يغمز في نسبه». وقال العجلي والنسائي: «ثقه». وقال أبو عمرو والداني: «ولي قضاء دمشق بعد بلال بن أبي الدرداء... اتخذه أهل الشام إماما في قراءته واختياره» [260] . وقال ابن الجزري: «وقد ورد في اسناده تسعه أقوال أصحها أنه قرأ علي المغيره». ونقل عن بعض أنه قال: «لايدري علي من قرأ». ولد سنه ثمان من الهجره. وتوفي سنه 118 [261] . ولعبد الله راويان رويا قراءته- بوسائط- وهما: هشام، وابن ذكوان. أما هشام: فهو ابن عماربن نصير بن ميسره، أخذ القراءه عرضا عن أيوب ابن تميم، قال يحيي بن معين: «ثقه». [ صفحه 132] وقال النسائي: «لا بأس به». وقال الدارقطني: «صدوق كبير المحل». ولد سنه 53 1 وتوفي سنه 245 [262] . وقال الآجري عن أبي داود: «إن أبا أيوب- يعني سليمان بن عبد الرحمن- خير منه، حدث هشام بأربعمائه حديث مسند ليس لها أصل». وقال ابن واره: «عزمت زمانا أن امسك عن حديث هشام، لأنه كان يبيع الحديث». وقال صالح بن محمد: «كان يأخذ علي الحديث، ولا يحدث ما لم يأخذ..» قال المروزي: ذكر أحمد هشاما فقال: «طياش خفيف» وذكر له قصه في اللفظ بالقرآن أنكر عليه أحمد حتي أنه قال: «إن صلوا خلفه، فليعيدوا الصلاه» [263] . أقول: فيمن روي القراءه عنه خلاف، فليراجع كتاب الطبقات وغيره. وأما ابن ذكوان: فهو عبد الله بن أحمد بن بشير، ويقال: بشير ابن ذكوان. أخذ القراءه عرضا عن أيوب بن تميم. [ صفحه 133] قال أبو عمرو الحافظ: «و قرأ علي الكسائي حين قدم الشام». ولد يوم عاشوراء سنه 173، وتوفي سنه 242 [264] . أقول: والحال في من روي القراءه عنه كما تقدم. (2) ابن خير المكي: هو عبد الله بن كثير بن عمروبن عبد الله بن زاذان بن فيروزان بن هرمز المكي الداري، فارسي الأصل. أخذ القراءه عرضا - علي ما في كتاب التيسير- عن عبد الله بن السائب فيما قطع به الحافظ أبوعمرو الداني وغيره، وضعف الحافظ أبو العلاء الهمداني هذا القول، وقال: «إنه ليس بمشهورعندنا» وعرض أيضا علي مجاهد بن جبر، ودرباس مولي عبد الله بن عباس. ولد بمكه سنه 45 وتوفي سنه 120 [265] . قال علي بن المديني: «كان ثقه». وقال ابن سعد: «ثقه». وذكر أبو عمرو الداني أنه: «أخذ القراءه عن عبد الله بن السائب المخزومي». والمعروف أنه إنما أخذها عن مجاهد [266] . ولعبد الله بن كثير راويان- بوسائط- هما؛ [ صفحه 134] البزي، وقنبل. أما البزي: فهو أحمد بن محمد بن عبد الله بن القاسم بن نافع بن أبي بزه، اسمه بشار، فارسي من أهل همدان، أسلم علي يد السائب بن أبي السائب المخزومي. قال ابن الجزري: «أستاذ محقق ضابط متقن». ولد سنه 170 وتوفي250 [267] . قرأ البزي علي أبي الحسن أحمد بن محمد بن علقمه المعروف بالقواس، وعلي أمي الاخريط وهب بن واضح المكي، وعلي عبد الله ابن زياد بن عبد الله بن يسارالمكي [268] . قال العقيلي: «منكر الحديث»، وقال أبوحاتم: «ضعيف الحديث لا احدث عنه» [269] . أقول: الكلام في من أخذ القراءه عنه كما تقدم. وأما قنبل: فهو محمد بن عبد الرحمن بن خالد بن محمد أبو عمرو المخزومي مولاهم المكي. أخذ القراءه عرضا عن أحمد بن محمد بن عون النبال، وهو الذي خلفه بالقيام بها بمكه، وروي [ صفحه 135] القراءه عن البزي. انتهت إلي قنبل رئاسه الاقراء بالحجاز... وكان علي الشرطه بمكه. ولد سنه 195 وتوفي 291 [270] . ولي الشرطه فخربت سيرته، وكبر سنه وهرم، وتغير تغيرا شديدا، فقطع الاقراء قبل موته بسبع سنين [271] . أقول: الكلام في رواه قراءته كما تقدم. (3) عاصم بن بهدله الكوفي: هو ابن أبي النجود أبوبكر الاسدي مولاهم الكوفي. أخذ القراءه عرضًا عن زربن حبيش، وأبي عبد الرحمن السلمي، وأبي عمرو الشيباني. قال أبوبكو بن عياش: «قال لي عاصم: ما أقرأني أحد حرفًا إلا أبو عبد الرحمن السلمي، وكنت أرجع من عنده فأعرض علي زر». وقال حفص: «قال لي عاصم: ما كان من القراءه التي أقرأتك بها فهي القراءه التي قرأت بها علي أبي عبد الرحمن [ صفحه 136] السلمي عن علي، وما كان من القراءه التي أقرأتها أبا بكر بن عياش فهي القراءه التي كنت أعرضها علي زربن حبيش عن ابن مسعود» [272] . قال ابئ سعد: «كان ثقه إلا أنه كان كثير الخطأ في حديثه». وقال عبد الله بن أحمد عن أبيه: «كان خيرا ثقه، والاعمش أحفظ منه». وقال العجلي: «كان صاحب سنه وقراءه، وكان ثقه رأسا في القراءه... وكان عثمانيا». وقال يعقوب بن سفيان: «في حديثه اضطراب وهو ثقه». وقد تكلم فيه ابن عليه، فقال: «كان كل من اسمه عاصم سئ الحفظ». وقال النسائي: «ليس به بأس». وقال ابن خراش: «في حديثه نكره». وقال العقيلي: «لم يكن فيه إلا سوء الحفظ». وقال الدارقطني: «في حفظه شيء». [ صفحه 137] و قال حماد بن سلمه: «خلط عاصم في آخر عمره». مات سنه 127 أوسنه 128 [273] . ولعاصم ابن بهدله راويان بغير واسطه هما: حفص، وأبو بكـر: أما حفص: فهو ابن سليمان الاسدي، كان ربيب عاصم. قال الذهبي: «أما القراءه فثقه ثبت ضابط لها. بخلاف حاله في الحديث». وذكر حفص: «أنه لم يخالف عاصما في شئ من قراءته إلا في حرف.. الروم سوره 3 آيه 54: (اللَّهُ اَلَّذِي خَلَقَكُِم مِّن ضَعفيِ) قرأه بالضم وقرأ عاصم بالفتح» ولد سنه 90 وتوفي سنه 180 [274] . وقال ابن أبي حاتم عن عبد الله عن أبيه: «متروك الحديث». و قال عثمان الدارمي وغيره عن ابن معين: «ليس بثقه». وقال ابن المديني: «ضعيف الحديث، وتركته علي عمد». وقال البخاري: «تركوه». وقال مسلم: «متروك». [ صفحه 138] وقال النسائي: «ليس بثقه، ولا يكتب حديثه». وقال صالح ابن محمد: «لا يكتب حديثه وأحاديثه كلها مناكير». وقال ابن خراش: «كذاب متروك يضع الحديث». وقال ابن حيان: «كان يقلب الاسانيد، ويرفع المراسيل». وحكي ابن الجوزي في الموضوعات عن عبد الرحمن بن مهدي قال: «والله ما تحل الروايه عنه». و قال الدار قطني: «ضعيف». وقال الساحي: «حفص ممن ذهب حديثه، عنده مناكير» [275] . أقول: الحال فيمن روي القراءه عنه كما تقدم. وأما أبو بكر: فهو شعبه بن عياش بن سالم الحناط الأسدي الكوفي قال ابن الجزري: «عَرض القرآن علي عاصم ثلاث مرات، وعلي عطاء ابن السائب، وأسلم المنقري. وعمر دهرا إلا أنه قطع الإقراء قبل موته بسبع سنين، وقيل بأكثر، وكان إماما كبيرا عالما عاملا»، وكان يقول: «أنا نصف الإسلام». وكان من أئمه السنه. ولما حضرته [ صفحه 139] الوفاه بكت أخته فقال لها: ما يبكيك، انظري إلي تلك الزاويه فقد ختمت فيها ثمان عشره ألف ختمه». ولدسنه 95 وتوفي سنه 193، وقيل 194 [276] . قال عبد الله ابن أحمد عن أبيه: «ثقه وربما غلط». وقال عثمان الدارمي: «وليس بذاك في الحديث». وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عن أبي بكر بن عياش، وأبي الاحوص فقال: ما أقربهما». وقال ابن سعد: «كان ثقه صدوقا عارفا بالحديث والعلم، إلا أنه كثير الغلط». وقال يعقوب ابن شيبه: «في حديثه اضطراب». وقال أبونعيم: «لم يكن في شيوخنا أحد أكثر غلطا منه». وقال البزار: «لم يكن بالحافظ» [277] . (4) أبو عمرو البصيري: هو زبان بن العلاء بن عمارالمازلي البصري. قيل إنه من فارس. توجه مع أبيه لما هرب من الحجاج، فقرأ بمكه والمدينه، [ صفحه 140] وقرأ أيضا بالكوفه والبصره علي جماعه كثيره، فليس في القراء السبعه أكثر شيوخا منه. ولقد كانت الشام تقرأ بحرف ابئ عامر إلي حدود الخمسمائه فتركوا ذلك، لأن شخصا قدم من أهل العراق، وكان يلقن الناس بالجامع الأموي علي قراءه أبي عمرو، فاجتمع عليه خلق، واشتهرت هذه القراءه عنه. قال الأصمعي: سمعت أبا عمرو يقول: «ما رأيت أحدا قبلي أعلم مني». ولد سنه 68. قال غير واحد: مات سنه 154 [278] . قال الدوري عن ابن معين: «ثقه». وقال أبوخيثمه: «كان أبوعمروبن العلاء رجلا لا بأس به ولكنه لم يحفظ». وقال نصر بن علي الجهضمي عن أبيه: قال لي شعبه: «انظر ما يقرأ به أبو عمرو، فما يختاره لنفسه فاكتبه، فإنه سيصير للناس أستاذًا». وقال أبو معاويه الازهري في التهذيب: «كان من أعلم الناس بوجوه القراءات، وألفاظ العرب، و نوادر كلامهم، وفصيح [ صفحه 141] أشعارهم» [279] . ولقراءه أبي عمروراويان بواسطه يحيس بن المبارك اليزيدي، هما: الدوري، والسوسي. أما يحيي بن المبارك: فقال ابن الجزري: «نحوي مقري، ثقه علامه كبير». نزل بغداد وعرف باليزيدي لصحبته يزيد بن منصورالحميري خال المهدي، فكان يؤدب ولده. أخذ القراءه عرضا عن أبي عمرو، وهو الذي خلفه بالقيام بها، وأخذ أيضا عن حمزه. روي القراءه عنه أبوعمرو الدوري، وأبو شعيب السوسي، وله اختيارخالف فيه أبا عمرو في حروف يسيره. قال ابن مجاهد: «وانما عولنا علي اليزيدي-و ان كان سائر أصحاب أبي عمرو أجل منه، لأجل أنه انتصب للروايه عنه، وتجرد لها، ولم يشتغل بغيرها، وهو أضبطهم». توفي سنه 202 بمرو. وله أربع وسبعون سنه. و قيل: بل جاوزالتسعين، وقارب المائه [280] . وأما الدوري: فهو حفص بن عمروبن عبد العزيز الدوري الازدي البغدادي. قال ابن الجزري: «ثقه ثبت كبير ضابط أول من جمع القراءات». توفي في شوال سنه 246 [281] . [ صفحه 142] قال الدارقطني: «ضعيف». وقال العقيلي: «ثقه» [282] . أقول: الكلام فيمن أخذ القراءه عنه كما تقدم. وأما السوسي: فهو أبوشعيب صالح بن زياد بن عبد الله. قال ابن الجزري: «ضابط محررثقه». أخذ القراءه عرضا وسماعا عن أبي محمد اليزيدي، وهو من أجل أصحابه. مات أول سنه 261، وقد قارب السبعين [283] . قال أبوحاتم:«صدوق». وقال النسائي: «ثقه». وذكره ابن حيان في الثقات. وذكر أبو عمرو الداني: «أن النسائي روي عنه القراءات، وضعفه مسلم بن قاسم الأندلسي بلا مستند» [284] . أقول: الكلام فيمن أخذ القراءه عنه كما تقدم. (5) حمزه الكوفي: هو ابن حبيب بن عماره بن إسماعيل أبو عماره الكوفِي التميمي، أدرك الصحابه بالسن. أخذ القراءه عرضا عن سليمان [ صفحه 143] الأعمش، وحمران بن أعين. وفي كتاب (الكفايه الكبري والتيسير) عن محمد بن عبد الرحمن بن أبي ليلي، وطلحه بن مصرف، وفي كتاب (التيسير) عن مغيره بن مقسم ومنصور و ليث ابن أبي سليم، وفي كتاب «التيسير والمستنير» عن جعفر بن محمد الصادق عليه السلام قالوا: «استفتح حمزه القرآن من حمران، وعرض علي الأعمش وأبي إسحاق وابن أبي ليلي، واليه صارت الإمامه في القراءه بعد عاصم والأعمش، وكان إماما حجه ثقه ثبتا عديم النظير». قال عبد الله العجلي: قال أبو حنيفه لحمزه: «شيئان غلبتنا عليهما لسنا ننازعك فيهما: القرآن والفرائض». وقال سفيان الثوري: «غلب حمزه الناس علي القرآن والفرائض». وقال عبد الله بن موسي: «وكان شيخه الاعمش إذا رآه قد أقبل يقول: هذا حبر القرآن» ولد سنه 80 وتوفي سنه 156 [285] . قال ابن معين: «ثقه». وقال النسائي: «ليس به بأس». وقال العجلي: «ثقه رجل صالح». [ صفحه 144] وقال ابن سعد: «كان رجلا صالحا عنده أحاديث وكان صدوقا صاحب سنه». وقال الساجي: «صديق سيئ الحفظ ليس بمتقن في الحديث». وقد ذمه جماعه من أهل الحديث في القراءه. و أبطل بعضهم الصلاه باختياره من القراءه. وقال الساجي أيضًا والأزدي: «يتكلمون في قراءته وينسبونه إلي حاله مذمومه فيه». و قال الساجي أيضا: «سمعت سلمه بن شبيب يقول: كان أحمد يكره أن يصلي خلف من يصلي بقراءه حمزه». وقال الآجري عن أحمد بن سنان: «كان يزيد- يعني ابن هرون- يكره قراءه حمزه كراهيه شديده». قال أحمد بن سنان: سمعت ابن مهدي يقول: «لو كان لي سلطان علي من يقرأ قراءه حمزه لاوجعت ظهره وبطنه». و قال أبوبكر بن عياش: «قراءه حمزه عندنا بدعه». وقال ابن دريد: «إني لاشتهي أن يخرج من الكوفه قراءه حمزه» [286] . ولقراءه حمزه راويان بواسطه، هما: خلف بن هشام، [ صفحه 145] وخلاد بن خالد. أما خلف: فهو أبو محمد الأسدي بن هشام بن ثعلب البزار البغد ادي. قال ابن الجزري: «أحد القراء العشره، وأحد الرواه عن سليم عن حمزه، حفظ القرآن وهو ابن عشر سنين، وابتدأ في الطلب وهو ابن ثلاث عشر، وكان ثقه كبيرا زاهدا عابدا عالما». قال ابن اشته: «كان خلف يأخذ بمذهب حمزه إلا أنه خالفه في مائه وعشربن حرفًا». ولد سنه 150، ومات سنه 229 [287] . قال اللالكائي: «سئل عباس الدوري عن حكايه عن أحمد بن حنبل في خلف ابن هشام. فقال: لم أسمعها ولكن حدثني أصحابنا أنهم ذكروه عند أحمد، فقيل انه يشرب. فقال: انتهي إلينا علم هذا، ولكنه- والله- عندنا الثقه الامين». وقال النسائي: «بغدادي ثقه». وقال الدارقطني: «كان عابدًا فاضلاً». قال: «أعدت صلاه أربعين سنه كنت أتناول فيها الشراب علي مذهب الكوفيين». وحكي الخطيب في تاريخه عن محمد بن حاتم الكندي قال: «سألت يحيي بن معين عن خلف البزار فقال: لم يكن يدري [ صفحه 146] ايش الحديث» [288] . أقول: وسيجيء الكلام فيمن روي قراءته. وأما خلاد بن خالد: فهو أبوعيسي الشيباني الكوفي. قال ابن الجزري: «إمام في القراءه ثقه عارف محقق أستأذ». أخذ القراءه عرضا عن سليم، وهو من أضبط أصحابه وأجلهم. توفي سنه 220 [289] . أقول: والكلام في رواه قراءته كما تقدم. (6) نافع المدني: هو نافع بن عبد الرحمن بن أبي نعيم. قال ابن الجزري: «أحد القراء السبعه والأعلام ثقه صالح، أصله من اصبهان». أخذ القراءه عرضا عن جماعه من تابعي أهل المدينه. قال سعيد بن منصور: سمعت مالك بن أنس يقول: «قراءه أهل المدينه سنه، قيل له: قراءه نافع؟ قال: نعم». و قال عبد الله بن أحمد بن حنبل: «سألت أبي أي القراءه أحب اليكً؟ قال: قراءه أهل المدينه. قلت: فإن لم يكن قال: [ صفحه 147] عاصم». مات سنه 169 [290] . قال أبوطالب عن أحمد: «كان يؤخذ عنه القرآن، وليس في الحديث بشيء». وقال الدوري عن ابن معين: «ثقه». وقال النسائي: «ليس به باس». وذكر ابن حيان في الثقات، وقال الساجي: «صدوق... اختلف فيه أحمد ويحيي. فقال أحمد: منكر الحديث. وقال يحيي: ثقه» [291] . ولقراءه نافع راويان بلا واسطه. هما قالون، وورش: أما قالون: فهو عيسي بن ميناء بن وردان أبو موسي. مولي بني زهره يقال إنه ربيب نافع، وهو الذي سماه قالون لجوده قراءته. فإن قالون باللغه الروميه جيد. قال عبد الله بن علي: «إنما يكلمه بذلك لان قالون أصله من الروم كان جد جده عبد الله من سبي الروم»، أخذالقراءه عرضا عن نافع. قال ابن أبي حاتم: «كان أصم، يقري القرآن ويفهم [ صفحه 148] خطأ هم و لحنهم بالشفه». ولد سنه 120، وتوفي سنه 220 [292] . قال ابن حجر: «أما في القراءه قثبت، وأما في الحديث فيكتب حديثه في الجمله». سئل أحمد بن صالح المصري عن حديثه فضحك وقال: «تكتبون عن كل أحد» [293] . أقول: والكلام فيمن د وي القراءه عنه كما تقدم. وأما ورش: فهو عثمان بن سعيد. قال ابن الجزري: «انتهت إليه رئاسه الاقراء في الديار المصريه في زمانه، وله اختيارخالف فيه نافعا، وكان ثقه حجه في القراء». ولدسنه 110 بمصر، وتوفي فيها سنه 197 [294] . أقول الكلام في رواه قراءته كما تقدم. (7) الكسائي الكوفي: هو علي بن حمزه بن عبد الله بن بهمن بن فيروز الأسدي، مولاهم من أولاد الفرس. قال ابن الجزري: «الإمام الذي انتهت إليه [ صفحه 149] رئاسه الإقراء بالكوفه بعد حمزه الزيات. أخذ القراءه عرضا عن حمزه أربع مرات وعليه اعتماده». وقال أبوعبيد في كتاب القراءات: «كان الكسائي: يتخير القراءات فاخذ من قراءه حمزه ببعض وترك بعضا» واختلف في تاييخ موته، فالصحيح الذي أرخه غير واحد من العلماء والحفاط سنه 189 [295] . أخذ القراءه عن حمزه الزيات مذاكره، وعن محمد بن عبد الرحمن ابن أبي ليلي، وعيسي بن عمرو الاعمش، وأبي بكر بن عياش، وسمع منهم الحديث، ومن سليمان بن أرقم، وجعفر الصادق عليه السلام، والعزرمي، وابن عيينه... وعلم الرشيد، ثم علم ولده الأمين [296] وحدث المرزباني فيما رفعه إلي ابن الاعرابي، قال: «كان الكسائي أعلم الناس علي رهق فيه، كان يديم شرب النبيذ، ويجاهره... إلا أنه كان ضابطا قارئا علما بالعربيه صدوقا» [297] . وللكسائي راويان بغير واسطه. هما الليث بن خالد، وحفص بن عمر. أما الليث: فهو أبو الحارث بن خالد البغدادي. [ صفحه 150] قال ابن الجزري: «ثقه معروف حاذق ضابط». عرض علي الكسائي وهو من أجله أصحابه مات سنه 240 [298] . أقول: الكلام في رواه قراءته كما تقدم. وأما حفص بن عمر الدوري فقد تقدمت ترجمته عند تر جمه عاصم. هذا ما أردنا نقله من ترجمه القراء السبعه، ورواه قراءانهم، وقدنظم أسماءهم، وأسماء رواتهم (القاسم بن فيره) في قصيدته اللاميه المعروفه بالشاطبيه. وأما الثلاثه المتممه للعشره فهم: خلف، ويعقوب، ويزيد بن القعقاع. (8) خلف بن هشام البزار: تقدمت ترجمته عند ترجمه حمزه، ولقراءته راويان، هما: إسحاق، وادريس. أما إسحاق: فقال فيه ابن الجزري: «إسحاق بن إبراهيم بن عثمان بن عبد الله أبويعقوب المروزي ثم البغدادي، وراق خلف، وراوي اختياره عنه، ثقه». توفي سنه 286 [299] . أقول: الكلام فيمن قرأ عليه كما تقدم. [ صفحه 151] وأما إدريس: فقال فيه ابن الجزري: «إدريس بن عبد الكريم الحداد أبو الحسن البغدادي، إمام ضابط، متقن ثقه. قرأ علي خلف بن هشام». سئل عنه الدار قطني فقال: «ثقه وفوق الثقه بدرجه". توفي سنه 292 [300] . أقول: الكلام فيمن روي القراءه عنه كما تقدم. (9) يعقوب بن اسحاق: هويعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله أبو محمد الحضرمي، مولاهم البصري. قال ابن الجزري: «أحد القراء العشره». قال يعقوب: «قرأت علي سلام في سنه و نصف، وقرأت علي شهاب بن شرنفه المجاشعي في خمسه أيام، وقرأ شهاب علي مسلمه بن محارب المحاربي في تسعه أيام، و قرأ مسلمه علي أبي الاسود الدؤلي علي علي عليه السلام». مات في ذي الحجه سنه 205، وله ثمان وثمانون سنه [301] . قال أحمد وأبو حاتم: «صدوق». وذكره ابن حيان في الثقات. وقال ابن سعد: «ليس هو عندهم بذاك الثبت» [302] . [ صفحه 152] وليعقوب راويان، هما: رويس، و روح. أما رويس: فهو محمد بن المتوكل أبو عبد الله اللؤلؤي البصري. قال ابن الجزري: «مقري حاذق ضابط مشهورأخذ القراءه عرضا عن يعقوب الحضرمي». قال الداني: «وهو من أحذق أصحابه». روي القراءه عنه عرضا محمد بن هارون التمار، والإمام أبوعبد الله الزبير بن أحمد الزبيري الشافعي. توفي سنه 338 [303] . وأما روج: فهو أبو الحسن بن عبد المؤمن الهذلي، مولاهم البصري النحوي. قال ابن الجزري: «مقري جليل ثقه ضابط مشهور». عرض علي يعقوب لحضرمي، وهو من أجله أصحابه، توفي سنه 235 أو 234 [304] . أقول: الكلام فيمن عرض القراءه عليه كما تقدم. (10) يزيد ين القعقاع: قال ابن الجزري: «يزيد بن القعقاع الامام أبو جعفر المخزومي المدني القاري. أحد القراء العشره تابعي مشهوركبير القدر». عرض القرآن علي مولاه عبد الله بن عياش بن أبي ربيعه، [ صفحه 153] وعبد الله بن عباس، وأبي هريره. قال يحيي بن معين: «كان إمام أهل المدينه في القراءه فسمي القاري بذلك، وكان ثقه قليل الحديث». وقال ابن أبي حاتم: «سألت أبي عنه فقال: صالح الحديث». مات بالمدينه سنه 130 [305] . ولأبي جعفر راويان، هما: عيسي، وابن جماز. أما عيسي: فهو أبو الحارث عيسي بن وردان المدني الحذاء. قال ابن الجزري: «إمام مقري حاذق، وراو محقق ضابط». عرض علي أبي جعفر وشيبه ثم عرض علي نافع. قال الداني: «هو من أجله أصحاب نافع وقدمائهم، وقد شاركه في الإسناد». مات- فيما أحسب- في حدود سنه 160 [306] . أقول: الكلام فيمن عرض عليه كما تقدم. وأما ابن جماز: فهو سليمان بن مسلم بن جمازأبو الربيع الزهري مولاهم المدني. قال ابن الجزري: «مقري جليل ضابط». عرض علي أبي [ صفحه 154] جعفر، وشيبه علي ما في كتابي (الكامل والمستنير)، ثم عرض علي نافع علي ما في (الكامل). مات بعد سنه 170 فيما أحسب [307] . إن من ذكرناهم من رواه القراء العشره هم المعروفون بين أهل التر اجم. وأمّا القراءه المرويه بغير ما ذكرناه من الطرق فغير مضبوطه. وقد وقع الخلاف بين المترجمين في رواه آخرين لهم. وقد أشرنا إلي هذا- فيما تقدم- ولذلك لم نتعرض- هنا- لذكرهم.

نظرة في القراءات و عدم تواترها

قد أسلفنا في التمهيد من بحث (أضواء علي القراء) بعض الآراء حول تواتر القراءات وعدمه وأشرنا إلي ما ذهب إليه المحققون من نفي تواتر القراءات، مع أن المسلمين قد أطبقوا علي تواتر القرآن نفسه. والـآن نبدأ بالاستدلال علي ما اخترناه من عدم تواترها بأمور: [ صفحه 155] الأول: أنّ استقراء حال الرواه يورث القطع بأن القراءات نقلت إلينا بأخبار الآحاد. وقد اتضح ذلك فيما أسلفناه في تراجمهم فكيف تصح دعوي القطع بتواترها عن القراء. علي أن بعض هؤلاء الرواه لم تثبت وثاقته. الثاني: أنّ التأمل في الطرق التي أخذ عنها القراء، يدلنا دلاله قطعيه علي أن هذه القراءات إنما نقلت إليهم بطريق الآحاد. الثالث: اتصال أسانيد القراءات بالقراء أنفسهم يقطع تواتر الأسانيد حتي لو كان رواتها في جميع الطبقات ممن يمتنع تواطؤهم علي الكذب، فإن كل قارئ إنما ينقل قراءته بنفسه. الرابع: احتجاج كل قاري من هؤلاء علي صحه قراءته، واحتجاج تابعيه علي ذلك أيضا، و اعراضه عن قراءه غيره دليل قطعي علي أن القراءات تستند إلي اجتهاد القراء وآرائهم، لأنها لو كانت متواتره عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم لم يحتج في إثبات صحتها إلي الاستدلال والاحتجاج. الخامس: أن في إنكار جمله من أعلام المحققين علي جمله من القراءات دلاله واضحه علي عدم تواترها، إذ لو كانت متواتره لما صح هذا الإنكار. فهذا ابن جرير الطبري أنكر قراءه ابن عامر، وطعن في كثير من المواضع في بعض القراءات المذكوره في السبع، وطعن بعضهم علي قراءه حمزه، وبعضهم علي قراءه أبي عمرو، وبعضهم [ صفحه 156] علي قراءه ابن كثير. وأن كثيرًا من العلماء أنكروا تواتر ما لايظهر وجهه في اللغه العربيه، وحكموا بوقوع الخطأ فيه من بعض القراء [308] . وقد تقدم في ترجمه حمزه إنكارقراءته من إمام الحنابله أحمد، ومن يزيد بن هارون، ومن ابن مهدي (هو عبد الرحمن بن مهدي قال في تهذيب التهذيب [309] قال أحمد بن سنان: سمعت علي بن المديني يقول: «كان عبد الرحمن بن مهدي أعلم الناس»، قالها مرارا. وقال الخليلي: «هو إمام بلا مدافعه». وقال الشافعي: «لا أعرف له نظيرا في الدنيا» ومن أبي بكر بن عياش، ومن ابن دريد. قال الزركشي: بعدما اختار أن القراءات توقيفيه- خلافا لجماعه منهم الزمخشري، حيث ظنوا أنها اختياريه، تدور مع اختيارالفصحاء، واجتهاد البلغاء، ورد علي حمزه قراءه (وَالأَرحام) بالخفض، ومثل ما حكي عن أبي زيد، والاصمعي، ويعقوب الحضرمي أنهم خطأ وا حمزه في قراءته (وَمَآ أنتُمٍ بِمصرخِي) بكسر الياء المشدده، وكذلك أنكروا علي أبي عمرو [ صفحه 157] إدغامه الراء في الام في (يَغفِر لَكم). وقال الزجاج: «إنه غلط فاحش» [310] .

تصريحات نفاه تواتر القراءات

وقد رأينا من المناسب أن نذكر من كلمات خبراء الفن ممن صرح بعدم تواتر القراءات ليظهر الحق في المسأله بأجلي صوره: (1) قال ابن الجزري: «كل قراءه وافتت العربيه ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانيه ولو احتمال، وصح سندها فهي القراءه الصحيحه التي لا يجوزردها، ولا يحل إنكارها، بل هي من الأحرف السبعه التي نزل بها القرآن، ووجب علي الناس قبولها سواء كانت عن الأئمه السبعه أم عن العشره، أم عن غيرهم من الأئمه المقبولين، ومتي اختل ركن من هذه الأركان الثلاثه أطلق عليها ضعيفه، أو شاذه، أو باطله سواء كانت من السبعه أم عمن هوأكبر منهم». هذا هو الصحيح عند أئمه التحقيق من السلف والخلف. صرح بذلك الإمام الحافظ أبو عمرو عثمان بن سعيد الداني، ونص عليه في غير موضع الإمام أبو محمد مكي بن أبي [ صفحه 158] طالب، وكذلك الإمام أبو العباس أحمد بن عمارالمهدوي، وحققه الإمام الحافظ أبو القاسم عبد الرحمن بن إسماعيل المعروف بأبي شامه وهو مذهب السلف الذي لا يعرف عن أحد منهم خلافه. (2) و قال أبوشامه في كتابه المرشد الوجيز: «فلاينبغي أن يغتر بكل قراءه تعزي إلي واحد من هؤلاء الأئمه السبعه ويطلق عليها لفظ الصحه، وأنها هكذا أنزلت، الا إذا دخلت في ذلك الضابط، وحينئذ لا يتفرد بنقلها مصنف عن غيره، ولا يختص ذلك بنقلها عن غيرهم من القراء فذلك لا يخرجها عن الصحه، فإن الاعتماد علي استجماع تلك الأوصاف لا علي من تنسب إليه، فإن القراءات المنسوبه إلي كل قاري من السبعه وغيرهم منقسمه إلي المجمع عليه والشاذ، غير أن هؤلاء السبعه لشهرتهم، وكثره الصحيح المجمع عليه في قراءنهم: تركن النفس إلي ما نقل عنهم فوق ماينقل عن غيرهم» [311] . (3) وقال ابن الجزري أيضا: «وقد شرط بعض المتأخرين التواتر في هذا الركن ولم يكتف فيه بصحه السند، وزعم أن القرآن لا يثبت إلا بالتواتر، وان ما جاء مجيء الآحاد لايثبت به قرآن. هذا مما لا يخفي ما فيه، فإن التواتر إذا ثبت لا يحتاج فيه إلي الركنين الآخبرين من الرسم [ صفحه 159] وغيره، إذ ما ثبت من أحرف الخلاف متواترا عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم وجب قبوله، وقطع بكونه قرآنا سواء وافق الرسم أم خالفه، يماذا اشترطنا التواتر في كل حرف من حروف الخلاف انتفي كثير من أحرف الخلاف، الثابت عن هؤلاء الأئمه السبعه وغيرهم. ولقد كنت- قبل- اجنح إلي هذا القول، ثم ظهر فساده وموافقه أئمه السلف والخلف». (4) وقال الإمام الكبير أبوشامه في مرشده: «وقد شاع علي ألسنه جماعه من المقرئين المتأخرين، وغيرهم من المقلدين أن القراءات السبع كلها متواتره أي كل فرد فرد ماروي عن هؤلاء السبعه. قالوا: والقطع بأنها منزله من عندالله واجب. ونحن بهذا نقول، ولكن فيما اجتمعت علي نقله عنهم الطرق، واتفقت عليه الفرق، من غير نكير له مع أنه شاع واشتهر واستفاض، فلا أقل من اشتراط ذلك إذا لم يتفق التواتر في بعضها» [312] . (5) وقال السيوطي: «وأحسن من تكلم في هذا النوع إمام القراء في زمانه شيخ [ صفحه 160] شيوخنا أبو الخير ابن الجزري. قال في أول كتابه- النشر- كل قراءه وافقت العربيه... فنقل كلام ابن الجزري بطوله الذي نقلنا جمله منه آنفا. ثم قال: قلت: أتقن الإمام ابن الجزري هذا الفصل جدًّا» [313] . (6) وقال أبوشامه في كتاب البسمله: «إنا لسنا ممن يلتزم بالتواتر في الكلمات المختلف فيها بين القراء، بل القراءات كلها منقسمه إلي متواتر وغير متواتر، وذلك بين لمن أنصف وعرف، وتصفح القراءات وطرقها» [314] . (7) و ذكر بفضهم: «إنه لم يقع لأحد من الأئمه الأصوليين تصريح بتواتر القراءات، وقد صرح بعضهم بأن التحقيق أن القراءات السبع متواتره عن الأئمه السبعه بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد» [315] . (8) وقال بعض المتأخرين من علماء الأثر: «ادعي بعض أهل الأصول تواتر كل واحد من القراءات [ صفحه 161] السبع، وادعي بعضهم تواتر القراءات العشر وليس علي ذلك أثاره من علم... وقد نقل جماعه من القراء الإجماع علي أن في هذه القراءات ما هو متواتر، وفيها ما هوآحاد، ولم يقل أحد منهم بتواتر كل واحد من السبع فضلا عن العشر، وانما هو قول قاله بعض أهل الأصول. وأهل الفن أخبر بفنهم» [316] . (9) وقال مكي في جمله ما قال: «وربما جعلوا الاعتباربما اتفق عليه عاصم ونافع فإن قراءه هذين الإمامين أولي القراءات، وأصحها سندا، وأفصحها في العربيه» [317] . (10) وممن اعترف بعدم التواتر حتي في القراءات السبع: الشيخ محمد سعيد العريان في تعليقاته، حيث قال: «لا تخلوا إحدي القراءات من شواذ فيها حتي السبع المشهوره فإن فيها من ذلك أشياء». وقال أيضا: «وعندهم أن أصح القراءات من جهه توثيق سندها نافع وعاصم، وأكثرها توخيا للوجوه التي هي أفصح أبوعمرو، والكسائي» [318] . ولقد اقتصرنا في نقل الكلمات علي المقداراللازم، وستقف علي بعضها الآخر أيضا بعيد ذلك. [ صفحه 162] تأمل بربك. هل تبقي قيمه لدعوي التواتر في القراءات بعد شهاده هؤلاء الأعلام كلهم بعدمه؟ وهل يمكن إثبات التواتر بالتقليد، وباتباع بعض من ذهب إلي تحققه من غير أن يطالب بدليل، ولا سيما إذا كانت دعوي التواتر مما يكذبها الوجدان؟ وأعجب من جميع ذلك أن يحكم مفتي الديارالأندلسيه أبو سعيد بكفر من أنكر تواترها!!! لنفترض أن القراءات متواتره، عند الجميع، فهل يكفر من أنكر تواترها إذا لم تكن من ضروريات الدين، ثم لنفرض أنها بهذا التواتر الموهوم أصبحت من ضروريات الدين، فهل يكفر كل أحد بإنكارها حتي من لم يثبت عنده ذلك؟! اللهم إنّ هذه الدعوي جرأه عليك، وتعدٍ لحدودك، وتفريق لكلمه أهل دينك!!!

ادله تواتر القراءات و الرد علي ذلك

وأمّا القائلون بتواتر القراءات السبع فقد استدلوا علي رأيهم بوجوه: الأوّل: دعوي قيام الإجماع عليه من السلف إلي الخلف. وقد وضح للقاري فساد هذه الدعوي، علي أن الإجماع لا يتحقق باتفاق أهل مذهب واحد عند مخالفه الآخرين. وسنوضح ذلك في الموضع المناسب إن شاءالله تعالي. [ صفحه 163] الثاني: أن اهتمام الصحابه والتابعين بالقرآن يقضي بتواتر قراءته، وان ذلك واضح لمن أنصف نفسه وعدل. الجواب: إن هذا الدليل إنما يثبت تواتر القرآن نفسه، لا تواتر كيفيه قراءته، وخصوصًا مع كون القراءه عند جمع منهم مبتنيه علي الاجتهاد، أو علي السماع ولو من الواحد. وقد عرفت ذلك مما تقدم، ولولا ذلك لكان مقتضي هذا الدليل أن تكون جميع القراءات متواتره، ولا وجه لتخصيص الحكم بالسبع أوالعشر. وسنوضح للقاري أن حصر القراءات في السبع إنما حدث في القرن الثالث الهجري، ولم يكن له قبل هذا الزمان عين ولا أثر، ولازم ذلك أن نلتزم إما بتواتر الجميع من غير تفرقه بين القراءات، و اما بعدم تواتر شيء منها في مورد الاختلاف، والأول باطل قطعا فيكون الثاني هو المتعين. الثالث: أن القراءات السبع لو لم تكن متواتره لم يكن القرآن متواترا والتالي باطل بالضروره فالمقدم مثله: ووجه التلازم أن القرآن إنما وصل إلينا بتوسط حفاظه، والقراء المعروفين، فإن كانت قراءاتهم متواتره فالقرآن متواتر، والا فلا. و اذن فلا محيص من القول بتواتر القراءات. الجواب: 1- إن تواتر القرآن لا يستلزم تواتر القراءات، لأن الاختلاف في كيفيه الكلمه لا ينافي الاتفاق علي أصلها، ولهذا نجد أن اختلاف [ صفحه 164] الرواه في بعض ألفاط قصائد المتنبي- مثلا- لا يصادم تواتر القصيده عنه وثبوتها له، وان اختلاف الرواه في خصوصيات هجره النبي لا ينافي تواتر الهجره نفسها. 2- إن الواصل إلينا بتوسط القراء إنما هو خصوصيات قراءاتهم. وأما أصل القرآن فهو واصل إلينا بالتواتر بين المسلمين، وبنقل الخلف عن السلف. وتحفظهم علي ذلك في صدورهم وفي كتاباتهم، ولا دخل للقراء في ذلك أصلا، ولذلك فإن القرآن ثابت التواتر حتي لوفرضنا أن هؤلاء القراء السبعه أوالعشره لم يكونوا موجودين أصلاً. وعظمه القرآن أرقي من أن تتوقف علي نقل أولئك النفر المحصورين. الرابع: أن القراءات لو لم تكن متواتره لكان بعض القرآن غير متواتر مثل،،ملك،، و،،مالك،، ونحوهما، فإن تخصيص أحدهما تحكم باطل. وهذا الدليل ذكره ابن الحاجب وتبعه جماعه من بعده. الجواب: 1- إن مقتضي هذا الدليل الحكم بتواتر جميع القراءات، وتخصيصه بالسبع أيضا تحكم باطل. ولا سيما أن في غير القراء السبعه من هوأعظم منهم وأوثق، كما اعترف به بعضهم، وستعرف ذلك. ولوسلمنا أن القراء السبعه أوثق من غيرهم، وأعرف بوجوه القراءات، فلايكون هذا سببا لتخصيص التواتر بقراءاتهم دون [ صفحه 165] غيرهم. نعم ذلك يوجب ترجيح قراءاتهم علي غيرها في مقام العمل، وبين الأمرين بعد المشرقين، والحكم بتواتر جميع القراءات باطل بالضروره. 2- إن الاختلاف في القراءه إنما يكون سببا لالتباس ما هو قرآن بغيره، وعدم تميزه من حيث الهيئه أو من حيث الإعراب، وهذا لا ينافي تواتر أصل القرآن، فالماده متواتره وان اختلف في هيئتها أو في إعرابها، واحدي الكيفيتين أو الكيفيات من القرآن قطعا و ان لم تعلم بخصوصها. تعقيب ومن الحق أن تواتر القرآن لا يستلزم تواتر القراءات. وقد اعترف بذلك الزرقاني حيث قال: «يبالغ بعضهم في الإشاده بالقراءات السبع، ويقول من زعم أن القراءات السبع لا يلزم فيها التواتر فقوله كفر، لأنه يؤدي إلي عدم تواتر القرآن جمله، ويعزي هذا الرأي إلي مفتي البلاد الأندلسيه الأستاذ أبي سعيد فرج ابن ئب، وقد تحيس لرأيه كثيرا وألف رساله كبيره في تأييد مذهبه. والرد علي من رد عليه، ولكن دليله الذي استند إليه لايسلم. فإن القول بعدم تواتر القراءات السبع لا يستلزم القول بعدم تواتر القرآن، كيف وهناك فرق بين القرآن والقراءات السبع، بحيث يصح أن يكون القرآن متواترا في غير القراءات السبع، أوفي القدر الذي [ صفحه 166] اتفق عليه القراء جميعا. أو في القدر الذي اتفق عليه عدد يؤمن تواطؤهم علي الكذب قراء كانوا أوغير قراء» [319] . وذكر بعضهم: «إنّ تواتر القرآن لا يستلزم تواتر القراءات، وانه لم يقع لأحد من أئمه الأصوليين تصريح بتواتر القراءات وتوقف تواتر القرآن علي تواترها، كما وقع لابن الحاجب» [320] . قال الزركشي في البرهان: «للقرآن والقراءات حقيقتان متغايرتان، فالقرآن هو الوحي المنزل علي محمد صلي الله عليه وآله وسلم للبيان والإعجاز، والقراءات اختلاف ألفاط الوحي المذكور في الحروف، وكيفيتها من تخفيف وتشديد غيرهما، والقراءات السبع متواتره عند الجمهور، وقيل بل هي مشهوره». وقال أيضا: «والتحقيق أنها متواتره عن الأئمه السبعه. أما تواترها عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم ففيه نظر، فإن إسنادهم بهذه القراءات السبع موجود في كتب القراءات، وهي نقل الواحد عن الواحد» [321] . [ صفحه 167]

القراءات و الأحرف السبعه

اشاره

قد يتخيل أن الأحرف السبعه التي نزل بها القرآن هي القراءات السبع، فيتمسك لإثبات كونها من القرآن بالروايات التي دلت علي أن القرآن نزل علي سبعه أحرف، فلا بد لنا ان ننبه علي هذا الغلط، وان ذلك شيء لم يتوهمه أحد من العلماء المحققين. هذا إذا سلمنا ودود هذه الروايات، ولم نتعرض لها بقليل و لا كثيره. وسيأتي الكلام علي هذه الناحيه. والأولي أن نذكر كلام الجزائري في هذا الموضع. قال: «لم تكن القراءات السبع متميزه عن غيرها، حتي قام الامام أبو بكر أحمد ابن موسي بن العباس بن مجاهد- وكان علي رأس الثلاثمائه ببغداد- فجمع قراءات سبعه من مشهوري أئمه الحرمين والعراقين والشام، وهم: نافع، وعبد الله ابن كثير، وأبو عمروبن العلاء، وعبد الله بن عامر، وعاصم وحمزه، وعلي الكسائي. وقد توهم بعض الناس أن القراءات السبعه هي الأحرف السبعه، وليس الأمر كذلك... وقد لام كثير من العلماء ابن مجاهد علي اختياره عدد السبعه، لما فيه من الإيهام... قال أحمد ابن عمارالمهدوي: لقد فعل مسبع هذه السبعه ما لا ينبغي له، وأشكل الأمرعلي العامه بإيهامه كل من قل نظره أن هذه القراءات هي المذكوره في الخير، وليته إذ اقتصر نقص عن السبعه أوزاد ليزيل الشبهه...». [ صفحه 168] وقال الأستاذ أسماعيل بن ابراهيم بن محمد القراب في الشافي: «التمسك بقراءه سبعه من القراء دون غيرهم ليس فيه أثر ولا سنه، وانما هو من جمع بعض المتأخرين، لم يكن قرأ بأكثر من السبع، فصنف كتابا، وسماه كتاب السبعه، فانتشر ذلك في العامه...». وقال الإمام أبومحمد مكي: «قد ذكر الناس من الأئمه في كتبهم أكثر من سبعين ممن هو أعلي رتبه، وأجل قدرا من هؤلاء السبعه... فكيف يجوز أن يظن ظان أن هؤلاء السبعه المتأخرين، قراءه كل واحد منهم أحد الحروف السبعه المنصوص عليها- هذا تخلف عظيم- أكان ذلك بنص من النبي صلي الله عليه وآله وسلم أم كيف ذلك!!! وكيف يكون ذلك؟ والكسائي إنما ألحق بالسبعه بالأمس في أيام المأمون وغيره- وكان السابع يعقوب الحضرمي- فأثبت ابن مجاهد في سنه ثلاثمائه ونحوها الكسائي موضع يعقوب» [322] . وقال الشرف المرسي: «وقد ظن كثير من العوام أن المراد بها - الأحرف السبعه- القراءات السبع، وهو جهل قبيح» [323] . وقال القرطبي: «قال كثير من علمائنا كالداودي، وابن أبي سفره وغيرهما: هذه القراءات السبع، التي تنسب لهؤلاء القراء [ صفحه 169] السبعه ليست هي الأحرف السبعه التي اتسعت الصحابه في القراءه بها، و انما هي راجعه إلي حرف واحد من تلك السبعه، وهو الذي جمع عليه عثمان المصحف. ذكره ابن النحاس وغيره وهذه القراءات المشهوره هي اختيارات أولئك الأئمه القراء» [324] . وتعرض ابن الجزري لإبطال توهم من زعم أن الأحرف السبعه، التي نزل بها القرآن مستمره إلي اليوم. فقال: «وأنت تري ما في هذا القول، فإن القراءات المشهوره اليوم عن السبعه والعشره، والثلاثه عشر بالنسبه إلي ما كان مشهورا في الإعصار الأوّل، قل من كثر، ونزر من بحر، فإن من له اطلاع علي ذلك يعرف علمه العلم اليقين، وذلك أن القراء الذين أخذوا عن أولئك الأئمه المتقدمين من السبعه، وغيرهم كانوا أمما لا تحصي، وطوائف لا تستقصي، والذين أخذوا عنهم أيضا أكثر وهلم جرا. فلما كانت المائه الثالثه، واتسع الخرق وقل الضبط، وكان علم الكتاب والسنه أوفر ما كان في ذلك العصر، تصدي بعض الأئمه لضبط ما رواه من القراءات، فكان أول إمام معتبر جمع القراءات في كتاب أبوعبيد القاسم بن سلام، وجعلهم- فيما أحسب- خمسه وعشرين قارئا مع هؤلاء السبعه وتوفي سنه 224 وكان بعده أحمد بن جبير بن محمد الكوفي نزيل أنطاكيه، جمع كتابا في قراءات الخمسه، من كل مصر واحد. وتوفي سنه 258 وكان بعده القاضي إسماعيل بن اسحاق المالكي صاحب [ صفحه 170] قالون، ألف كتابا في القراءات جمع فيه قراءه عشرين إماما، منهم هؤلاء السبعه. توفي سنه 282 وكان بعده الإمام أبوجعفر محمد بن جرير الطبري، جمع كتابا سماه «الجامع» فيه نيف وعشرون قراءه. توفي سنه 310 وكان بعيده أبوبكر محمد بن أحمد بن عمر الداجوني، جمع كتابا في القراءات، وأدخل معهم أبا جعفر أحد العشره. وتوفي سنه 324، وكان في أثره أبوبكو أحمد بن موسي بن العباس بن مجاهد، أول من اقتصر علي قراءات هؤلاء السبعه فقط، و روي فيه عن هذا الداجوني، وعن ابن جرير أيضا. ويوفي سنه 324». ثمّ ذكر ابن الجزري جماعه ممن كتب في القراءه. فقال: «وانمأ أطلنا هذا الفصل، لما بلغنا عن بعض من لاعلم له أن القراءات الصحيحه هي التي عن هؤلاء السبعه، أو أن الأحرف السبعه التي أشار إليها النبي صلي الله عليه وآله وسلم هي قراءه هؤلاء السبعه، بل غلب علي كثير من الجهال أن القراءات الصحيحه هي التي في (الشاطبيه والتيسير)، وأنها هي المشار إليها بقوله صلي الله عليه وآله وسلم أنزل القرآن علي سبعه أحرف، حتي أن بعضهم يطلق علي ما لم يكن في هذين الكتابين أنه شاذ، وكثير منهم يطلق علي ما لم يكن عن هؤلاء السبعه شاذا، و ربما كان كثير مما لم يكن في (الشاطبيه والتيسير)، وعن غير هؤلاء السبعه أصح من كثير مما فيهما، و انما أوقع هؤلاء في الشبهه كونهم سمعوا «أنزل القرآن علي [ صفحه 171] سبعه أحرف» وسمعوا قراءات السبعه فظنوا أن هذه السبعه هي تلك المشار اليها، ولذلك كره كثير من الائمه المتقدمين اقتصار ابن مجاهد علي سبعه من القراء، وخطأوه في ذلك، وقالوا: ألا اقتصر علي دون هذا العدد أو زاده، أو بين مراده ليخلص من لا يعلم من هذه الشبهه. ثم نقل ابن الجزري- بعد ذلك- عن ابن عمار المهدوي، و أبي محمد مكي ما تقدم نقله عنهما آنفا» [325] . قال أبوشامه: «ظن قوم أن القراءات السبع الموجوده الآن هي التي أريدت في الحديث، وهو خلاف اجماع أهل العلم قاطبه، و انما يظن ذلك بعض أهل الجهل» [326] . وبهذا الاستعراض قد استبان للقارئ، و ظهر له ظهورا تاما أن القراءات ليست متواتره عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- ولا عن القراء أنفسهم، من غير فرق بين السبع و غيرها، ولو سلمنا تواترها عن القراء فهي ليست متواتره عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- قطعا. فالقراءات إما أن تكون منقوله بالآحاد، و اما أن تكون اجتهادات من القراء أنفسهم، فلا بد لنا من البحث في موردين:

حجيه القراءات

ذهب جماعه إلي حجيه هذه القراءات، فجوزوا أن يستدل بها علي الحكم الشرعي، كما استدل علي حرمه وطي الحائض بعد [ صفحه 172] نقائها من الحيض وقبل أن تغتسل، بقراءه الكوفيين- غير حفص- قوله تعالي: (وَلَا تَقرَبُوهُنَّ حَتَي يَظهُرنَ) [327] بالتشديد. الجواب: ولكن الحق عدم حجيه هذه القراءات، فلايستدل بها علي الحكم الشرعي. والدليل علي ذلك أن كل واحد من هؤلاء القراء يحتمل فيه الغلط والاشتباه، ولم يرد دليل من العقل، ولا من الشرع علي وجوب اتباع قاري منهم بالخصوص، و قد استقل العقل، وحكم الشرع بالمنع عن اتباع غير العلم. وسيأتي توضيح ذلك إن شاء الله تعالي. ولعل أحدا يحاول أن يقول: إن القراءات- وان لم تكن متواتره- إلا أنها منقوله عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- فتشملها الأدله القطعيه التي أثبتت حجيه الخبر الواحد، و اذا شملتها هذه الأدله القطعيه خرج الاستناد إليها عن العمل بالظن بالورود، أو الحكومه، أو التخصيص [328] . الجواب: أوّلاً: أن القراءات لم يتضح كونها روايه، لتشملها هذه الأدله، فلعلها اجتهادات من القراء، يؤيد هذا الاحتمال ما تقدم من [ صفحه 173] تصريح بعض الأعلام بذلك، بل إذا لاحظنا السبب الذي من أجله اختلف القراء في قراءاتهم- وهوخلو المصاحف المرسله إلي الجهات من النقط والشكل- يقوي هذا الاحتمال جدًّا. قال ابن أبي هاشم: «إن السبب في اختلاف القراءات السبع وغيرها. ان الجهات التي وجهت إليها المصاحف كان بها من الصحابه من حمل عنه أهل تلك الجهه وكانت المصاحف خاليه من النقط والشكل. قال: قثبت أهل كل ناحيه علي ما كانوا تلقوه سماعًا عن الصحابه، بشرط موافقه الخط، وتركوا ما يخالف الخط... فمن ثم نشأ الاختلاف بين قراء الأمصار» [329] . وقال الزرقاني: «كان العلماء في الصدرالأول يرون كراهه نقط المصحف وشكله، مبالغه منهم في المحافظه علي أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفا من أن يؤدي ذلك إلي التغيير فيه... ولكن الزمان تغير- كما علمت- فاضطر المسلمون إلي إعجام المصحف وشكله لنفس ذلك السبب، أي للمحافظه علي أداء القرآن كما رسمه المصحف، وخوفا من أن يؤدي تجرده من النقط والشكل إلي التغيير فيه» [330] . [ صفحه 174] ثانيًا: أن رواه كل قراءه من هذه القراءات، لم تثبت وثاقتهم أجمع، فلا تشمل أدله حجيه خبر الثقه روايتهم. ويظهر ذلك مما قدمناه في ترجمه أحوال القراء ورواتهم. ثالثًا: إنّا لو سلمنا أن القراءات كلها تستند إلي الروايه، و أن جميع لواتها ثقات، إلا أنا نعلم علما إجماليا أن بعض هذه القراءات لم تصدرعن النبي قطعا، ومن الواضح أن مثل هذا العلم يوجب التعارض بين تلك الروايات وتكون كل واحده منها مكذبه للأخري، فتسقط جميعها عن الحجيه، فإن تخصيص بعضها بالاعتبارترجيح بلا مرجح، فلابد من الرجوع إلي مرجحات باب المعارضه، وبدونه لا يجوزالاحتجاج علي الحكم الشرعي بواحده من تلك القراءات. وهذه النتيجه حاصله أيضا إذا قلنا بتواتر القراءات. فإن تواتر القراءتين المختلفتين عن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- يورث القطع بأن كلا من القراءتين قرآن منزل من الله، فلا يكون بينهما تعارض بحسب السند، بل يكون التعارض بينهما بحسب الدلاله. فإذا علمنا اجمالاً أنّ أحد الظاهرين غير مراد في الواقع فلا بد من القول بتساقطهما، و الرجوع إلي الأصل اللفظي أو العملي، لأن أدله الترجيح، أو التخيير تختص بالأدله التي يكون سندها ظنيا، فلا تعم مايكون صدوره قطعيًا. وتفصيل ذلك كله في بحث (التعادل والترجيح) من علم الأصول. [ صفحه 175]

جواز القراءه بها في الصلاه

ذهب الجمهور من علماء الفريقين إلي جواز القراءه بكل واحده من القراءات السبع في الصلاه، بل ادعي علي ذلك الإجماع في كلمات غير واحد منهم وجوز بعضهم القراءه بكل واحده من العشر، وقال بعضهم بحواز القراءه بكل قراءه وافقت العربيه ولو بوجه، ووافقت أحد المصاحف العثمانيه ولو احتمالاً، وصح سندها، ولم يحصرها في عدد معين. والحق: إنّ الذي تقتضيه القاعده الأوليّه، هو عدم جواز القراءه في الصلاه بكل قراءه لم تثبت القراءه بها من النبي الاكرم- صلي الله عليه وآله وسلم- أو من أحد أوصيائه المعصومين- عليهم السلام-، لأن الواجب في الصلاه هو قراءه القرآن فلايكفي قراءه شيء لم يحرز كونه قرآنا، وقد استقل العقل بوجوب إحراز الفراغ اليقيني بعد العلم باشتغال الذمه، وعلي ذلك فلا بد من تكرار الصلاه بعد القراءات المختلفه أو تكرار مورد الاختلاف في الصلاه الواحده، لإحراز الامتثال القطعي. ففي سوره الفاتحه يجب الجمع بين قراءه (مالك)، وقراءه (ملك). أما السوره التامه التي تجب قراءتها بعد الحمد- بناء علي الأظهر- فيجب لها إما اختيار سوره ليس فيها اختلاف في القراءه، واما التكرار علي النحو المتقدم. وأما بالنظرالي ما ثبت قطعيا من تقرير المعصومين- عليهم السلام- [ صفحه 176] شيعتهم علي القراءه، بأيه واحده من القراءات المعروفه في زمانهم، فلا شك في كفايه كل واحده منها. فقد كانت هذه القراءات معروفه في زمانهم، ولم يرد عنهم أنهم ردعوا عن بعضها، ولو ثبت الردع لوصل إلينا بالتواتر، ولا أقل من نقله بالآحاد، بل ورد عنهم- عليهم السلام- إمضاء هذه القراءات بقولهم: «اقرأ كما يقرأ الناس. إقرؤوا كما علمتم» [331] . وعلي ذلك فلا معني لتخصيص الجواز بالقراءات السبع أو العشر، نعم يعتبر في الجواز أن لا تكون القراءه شاذه، غير ثابته بنقل الثقات عند علماء أهل السنه، ولا موضوعه، أما الشاذه فمثالها قراءه (مَلَِكِ يَوم الدينَِ) [332] بصيغه الماضي ونصب يوم، وأما الموضوعه فمثالها قراءه (إِنمَايخشَي اَللَّهَ مِن عِبَادِهِ العُلَمَؤاْ) [333] برفع كلمه الله و نصب كلمه العلماء علي قراءه الخزاعي عن أبي حنيفه. وصفوه القول: أنه تجوز القراءه في الصلاه بكل قراءه كانت متعارفه في زمان أهل البيت عليهم السلام. [ صفحه 177]

هل نزل القرآن علي سبعه أحرف

لقد ورد في روايات أهل السنه أن القرآن أنزل علي سبعه أحرف، فيحسن بنا أن نتعرض إلي التحقيق في ذلك بعد ذكر هذه ا لروايات: (1) أخرج الطبري عن يونس وأمي كريب، بإسنادهما عن ابن شهاب، بإسناده عن ابن عباس، حدثه أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: «أقرأني جبرئيل علي حرف فراجعته، فلم أزل استزيده فيزيدني حتي انتهي إلي سبعه أحرف». ورواها مسلم عن حرمله عن ابن وهب عن يونس [334] . (2) وأخرج عن أبي كريب، بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلي عن جده عن أبي بن كعب قال: «كنت في المسجد فدخل رجل يصلي فقرأ قراءه أنكرتها عليه، ثم دخل رجل آخر فقرأ قراءه غير قراءه صاحبه، فدخلنا جميعا علي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: فقلت يا رسول الله إن هذا قرأ قراءه أنكرتها عليه، ثم دخل هذا فترأ قراءه غير قراءه صاحبه، فأمرهما رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقرءا، فحسن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم [ صفحه 178] شأنهما، فوقع في نفسي من التكذيب، ولا إذ كنت في الجاهليه فلما رأي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ما غشيني ضرب في صدري، ففضت عرقا كانما أنظر إلي الله فرقا. فقال لي: يأ أبي أرسل إلي أن اقرأ القرآن علي حرف، فرددت عليه أن هون علي أمتي، فرد علي في الثانيه أن اقرأ القرآن علي حرف (هكذا في النسخه، وفي صحيح مسلم: علي حرفين) فرددت عليه أن هون علي أمتي، فرد علي في الثالثه أن اقرأه علي سبعه أحرف، و لك بكل رده رددتها مسأله تسألنيها. فقلت: اللهم اغفر لأمتي. اللهم اغفر لأمتي، وأخرت الثالثه ليوم يرغب فيه إلي الخلق كلهم حتي إبراهيم عليه السلام». وهذه الروايه ورواها مسلم بأدني اختلاف [335] . وأخرجها الطبري عن أبي كريب بطرق أخري باختلاف يسير أيضا. وروي ما يقرب من مضمونها عن طريق يونس بن عبد الأعلي وعن طريق محمد بن عبد الأعلي الصنعاني عن أبي. (3) وأخرج عن أبي كريب، بإسناده عن سليمان بن صرد عن أبي ابن كعب قال: «رحت إلي المسجد فسمعت رجلا يقرأ. فقلت: من أقرأك؟ فقال: رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فانطلقت به إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقلت: استقري هذا، فقرأ. فقال: أحسنت. قال: فقلت إنك أقرأتني كذا وكذا فقال: وأنت قد أحسنت. قال: فقلت قد أحسنت قد أحسنت. قال: فضرت بيده علي صدري، [ صفحه 179] ثم قال: اللهم أذهب عن أبي الشك. قال: ففضت عرقا وامتلأ جوفي فرقا، ثم قال صلي الله عليه وآله وسلم: إن الملكين أتياني. فقال أحدهما: اقرأ القرآن علي حرف، و قال الآخر: زده قال: فقلت زدني. قال: اقرأه علي حرفين حتي بلغ سبعه أحرف. فقال: اقرأ علي سبعه أحرف». (4) وأخرج عن أبي كريب، بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي بكره عن أبيه قال: «قال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم-: قال جبرئيل: اقرأ القرآن علي حرف. فقال ميكائيل: استزده. فقال: علي حرفين، حتي بلغ سته أو سبعه أحرف- والشك من أبي كريب- فقال: كلها شاف كاف. ما لم تختم آيه عذاب برحمه، أو آيه رحمه بعذاب كقولك: هلم وتعال». (5) وأخرج عن أحمد بن منصور، بإسناده عن عبد الله بن أبي طلحه عن أبيه عن جده قال: «قرأ رجل عند عمر بن الخطاب فغير عليه فقال: لقد قرأت علي رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- فلم يغير علي قال: فاختصما عند النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- فقال: يا رسول الله ألم تقرئني آيه كذا وكذا؟ قال: بلي. فوقع في صدر عمر شئ فعرف النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- ذلك في وجهه. قال: فضرب صدره. وقال: أبعد شيطانا، قالها ثلاثا ثم قال: يا عمر إن القرآن كله سواء، ما لم تجعل رحمه عذابا و عذابا رحمه». وأخرج عن يونس بن عبد الأعلي، بإسناده عن عمر بن [ صفحه 180] الخطاب قضيه مع هشام بن حكيم تشبه هذه القصه. و روي البخاري ومسلم والترمذي قصه عمر مع هشام بإسناد غير ذلك، واختلاف في ألفاط الحديث [336] . (6) وأخرج عن محمد بن المثني، بإسناده عن ابن أبي ليلي عن أبي بن كعب أن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- كان عند أضاءه بني غفار قال: «فأتاه جبرئيل. فقال: إن الله يأمرك أن تقري أمتك القرآن علي حرف. فقال: اسأل الله معافاته ومغفرته، وان أمتي لا تطيق ذلك. قال: ثم أتاه الثانيه. فقال: إن الله يأمرك أن تقري أمتك القرآن علي حرفين. فقال: أسأل الله معافاته و مغفرته، و ان أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الثالثه. فقال: إن الله يأمرك أن تقري أمتك القرآن علي ثلاثه أحرف. فقال: أسأل الله معافاته و مغفرته، وان أمتي لا تطيق ذلك، ثم جاء الرابعه. فقال: إن الله يأمرك أن تقري أمتك القرآن علي سبعه أحرف، فأيما حرف قرأوا عليه فقد أصابوا». ورواها مسلم أيضا في صحيحه [337] . وأخرج الطبري أيضا نحوها عن أبي كريب، بإسناده عن ابن أبي ليلي عن أبي بن كعب. وأخرج أيضا بعضها عن أحمد بن محمد [ صفحه 181] الطوسي، بإسناده عن ابن أبي ليلي عن أبي بن كعب باختلاف يسير. وأخرجها أيضا عن محمد بن المثني، بإسناده عن أبي بن كعب. (7) وأخرج عن أبي كريب بإسناده عن زرعن أبي قال: «لقي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم جبرئيل عند أحجار المراء. فقال: إبي بعثت إلي أمه أميين منهم الغلام و الخادم، و فيهم الشيخ الفاني والعجوز. فقال جبرئيل: فليقر أوا القرآن علي سبعه أحرف» [338] . (8) وأخرج عن عمرو بن عثمان العثماني، بإسناده عن المقبري عن أبي هريره أنه قال: «قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: إن هذا القرآن انزل علي سبعه أحرف، فاقرأوا ولا حرج، ولكن لا تختموا ذكر رحمه بعذاب، ولا ذكر عذاب برحمه». (9) و أخرج عن عبيد بن أسباط، بإسناده عن أبي سلمه عن أبي هريره. قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «انزل القرآن علي سبعه أحرف. عليم. حكيم. غفور. رحيم». وأخرج عن أبي كريب، بإسناده عن أبي سلمه عن أبي هريره مثله. (10) وأخرج عن سعيد بن يحيي، بإسناده عن عاصم عن زرعن عبد الله ابن مسعود قال: «تمارينا في سوره من القرآن، فقلنا: خمس وثلاثون، أو ست وثلاثون آيه. قال: فانطلقنا إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فوجدنا عليا يناجيه. قال: فتلنا إنما اختلفنا [ صفحه 182] في القراءه. قال: فاحمر وجه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وقال: أنما هلك من كان قبلكم باختلافهم بينهم. قال: ثم أسر إلي علي شيئًا. فقال لنا علي: إن رسول الله يأمركم أن تقرأوا كما علمتم» [339] . (11) وأخرج القرطبي عن أبي داود عن أبي قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: «يا أبي إني قرأت القران. فقيل لي: علي حرف أوحرفين. فقال الملك الذي معي: قل علي حرفين. فقيل لي: علي حرفين أو ثلاثه. فقال الملك الذي معي: قل علي ثلاثه، حتي بلغ سبعه أحرف، ثم قال: ليس منها إلا شاف كاف، إن قلت سميعًا، عليمًا، عزيزًا، حكيمًا، ما لم تخلط آيه عذاب برحمه، أو آيه رحمه بعذاب» [340] . هذه أهم الروايات التي رويت في هذا المعني، وكلها من طرق أهل السنه، وهي مخالفه لصحيحه زراره عن أبي جعفر عليه السلام قال: «إن القرآن واحد نزل من عند واحد، ولكن الاختلاف يجئ من قبل الرواه» [341] . [ صفحه 183] وقد سأل الفضيل بن يسارأبا عبد الله عليه السلام فقال: إن الناس يقولون: إن القرآن نزل علي سبعه أحرف. فقال أبو عبد الله عليه السلام: «كذبوا- أعداء الله- و لكنه نزل علي حرف واحد من عند الواحد» [342] . وقد تقدم اجمالاً أن المراجع بعد النبي صلي الله عليه وآله وسلم في أمور الدين، إنما هو كتاب الله وأهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا- وسيأتي توضيحه مفصلا بعد ذلك إن شاء الله تعالي- ولا قيمه للروايات إذا كانت مخالفه لما يصح عنهم. ولذلك لا يهمنا أن نتكلم عن أسانيد هذه الروايات. وهذا أول شيء تسقط به الروايه عن الاعتبار والحجيه. و يضاف إلي ذلك ما بين هذه الروايات من التخالف والتناقض، و ما في بعضها من عدم التناسب بين السؤال و الجواب.

تهافت الروايات

فمن التناقض أن بعض الروايات دل علي أن جبرئيل أقرأ النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي حرف فاستزاده النبي صلي الله عليه وآله وسلم فزاده، حتي انتهي إلي سبعه أحرف، و هذا يدل علي أن الزياده كانت علي التدريج، وفي بعضها أن الزياده كانت مره [ صفحه 184] واحده في المره الثالثه، وفي بعضها أن الله أمره في المره الثالثه أن يقرأ القرآن علي ثلاثه أحرف، وكان الأمر بقراءه سبعه في المره الرابعه. ومن التناقض أن بعض الروايات يدل علي أن الزياده كلها كانت في مجلس واحد، و أن طلب النبي صلي الله عليه وآله وسلم الزياده كان بإرشاد ميكائيل، فزاده جبرئيل حتي بلغ سبعا، و بعضها يدل علي أن جبرئيل كان ينطلق ويعود مره بعد مره. و من التناقض أن بعض الروايات يقول: أن أبي دخل المسجد، فرأي رجلا يقرأ علي خلاف قراءته. و في بعضها أنه كان في المسجد، فدخل رجلان و قرءا علي خلاف قراءته. وقد وقع فيها الاختلاف أيضا فيما قاله النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- لأبي.. إلي غير ذلك من الاختلاف ومن عدم التناسب بين السؤال والجواب «ما في روايه ابن مسعود من قول علي عليه السلام إن رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- يأمركم أن تقرأوا كما علمتم». فإنّ هذا الجواب لا يرتبط بما وقع فيه النزاع من الاختلاف في عدد الآيات. أضف إلي جميع ذلك أنه لايرجع نزول القرآن علي سبعه أحرف إلي معني معقول، ولايتحصل للناظر فيها معني صحيح. [ صفحه 185]

وجوه الأحرف السبعه

اشاره

وقد ذكروا في توجيه نزول القرآن علي سبعه أحرف وجوها كثيره نتعرض للمهم منها مع مناقشتها وبيان فسادها.

المعاني المتقاربه

إن المراد سبعه أوجه من المعاني المتقاربه بألفاط مختلفه نحو (عجل، وأسرع، واسع) وكانت هذه الأحرف باقيه إلي زمان عثمان فحصرها عثمان بحرف واحد، وأمر بإحراق بقيه المصاحف التي كانت علي غيره من الحروف السته. واختار هذا الوجه الطبري [343] وجماعه. وذكر القرطبي أنه مختار أكثر أهل العلم [344] . وكذلك قال أبو عمرو بن عبد البر [345] . واستدلوا علي ذلك بروايه ابن أبي بكره، و أبي داود، وغيرهما مما تقدم. و بروايه يونس بإسناده عن ابن شهاب. قال: «أخبرني سعيد بن المسيب أن الذي ذكر الله تعالي ذكره: (إِنَّما يُعَلّمهُ، بَشَر) [346] ، انما افتتن أنه كان يكتب الوحي، فكان يملي عليه رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- سميع عليم، أو عزيز حكيم، وغير ذلك من خواتم الآي، ثم يشتغل عنه رسول الله- صلي الله [ صفحه 186] عليه وآله وسلم- وهو علي الوحي، فيستفهم رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- فيقول: «أعزيز حكيم، أوسميع عليم، أوعزيز عليم؟ فيقول له رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- أي ذلك كتبت فهو كذلك، ففتنه ذلك. فقال: إن محمدًا أوكل ذلك إلي فاكتب ماشئت». واستدلوا أيضًا بقراءه أنس (إن ناشئه الليل هي أشد وطأ وأصوب قيلاً) فقال له بعض القوم: يا أبا حمزه إنما هي: (وأقوم) فقال: «أقوم، وأصوب، وأهدي واحد». وبقراءه ابن مسعود (إن كانت إلا زقيه واحده) [347] . وبما رواه الطبري عن محمد بن بشار، وأبي السائب بإسنادهما عن همام: أن أبا الدرداء كان يقري رجلا: (إِن شَجَرَتَ الزقوم(43) طَعَامُ إَلأَثِيمٍِ) [348] قال: فجعل الرجل يقول: (إن شجره الزقوم طعام اليتيم) قال: فلما أكثر عليه أبو الدرداء فرآه لا يفهم. قال: (إن شجره الزقوم طعام الفاجر) [349] . واستدلوا أيضا علي ذلك بما تقدم من الروايات الداله علي التوسعه: «ما لم تختم آيه رحمه بعذاب، أو آيه عذاب برحمه». [ صفحه 187] فإن هذا التحديد لا معني له إلا أن يراد بالسبعه أحرف جواز تبديل بعض الكلمات ببعض. فاستثني من ذلك ختم آيه عذاب برحمه، أو آيه رحمه بعذاب. وبمقتضي هذه الروايات لا بد من حمل روايات السبعه أحرف علي ذلك بعد رد مجملها إلي مبينها. إن جميع ما ذكرلها من المعاني أجنبي عن مورد الروايات- وستعرف ذلك- وعلي هذا فلا بد من طرح الروايات، لأن الالتزام بمفادها غير ممكن. والدليل علي ذلك: اّلا: إنّ هذا إنما يتم في بعض معاني القرآن، التي يمكن أن يعبر عنها بألفاط سبعه متقاربه. ومن الضروري أن أكثر القرآن لا يتم فيه ذلك، فكيف تتصور هذه الحروف السبعه التي نزل بها القرآن؟ ثانيًا: إن كان المراد من هذا الوجه أن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- قد جوز تبديل كلمات القرآن الموجوده بكلمات أخري تقاربها في المعني- ويشهد لهذا بعض الروايات المتقدمه- فهذا الاحتمال يوجب هدم أساس القرآن، المعجزه الأبديه، والحجه علي جميع البشر، و لا يشك عاقل في أن ذلك يقتضي هجر القرآن المنزل، وعدم الاعتناء بشأنه. وهل يتوهّم عاقل ترخيص النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- أن يقرأ القاري «يس، والذكر العظيم، إنك لمن الأنبياء، علي طريق سوي، إنزال الحميد الكريم، لتخوف قوما ما خوف [ صفحه 188] أسلافهم فهم ساهون «فلتقر عيون المجوزين لذلك. سبحانك اللهم إن هذا إلا بهتان عظيم. وقد قال الله تعالي: (قُل مَا يَكُِون لَي أن أُبَدِّلَهُ، مِن تِلقَآي نَفسِي إِن أَتَبِعُ إِلَّا مَا يُوحَيَ إِلي) [350] . واذا لم يكن للنبي أن يبدل القرآن من تلقاء نفسه، فكيف يجوزذلك لغيره؟ وان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم- علم براء بن عازب دعاء كان فيه: «ونبيك الذي أرسلت (ققرأ براء) ورسولك الذي أرسلت» فأمره- صلي الله عليه وآله وسلم- أن لا يضع الرسول موضع النبي [351] . فإذا كان هذا في الدعاء، فماذا يكون الشأن في القرآن؟. و ان كان المراد من الوجه المتقدم أن النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- قرأ علي الحروف السبعه- ويشهد لهذا كثير من الروايات المتقدمه- فلا بد للقائل بهذا أن يدل علي هذه الحروف السبعه التي قرأ بها النبي- صلي الله عليه وآله وسلم- لأن الله سبحانه قدوعد بحفظ ما أنزله: (إِنا نَحنُ نَزلنَا الذِّكرَ وَ أنا لَهُ، لحفِظُونَ) [352] . ثالثًا: أنّه صرحت الروايات المتقدمه بأن الحكمه في نزول القرآن علي سبعه أحرف هي التوسعه علي الأمه، لأنهم لا يستطيعون [ صفحه 189] القراءه علي حرف واحد، و أنّ هذا هو الذي دعا النبي الاستزاده إلي سبعه أحرف. وقد رأينا أن اختلاف القراءات أوجب أن يكفر بعض المسلمين بعضًا. حتي حصر عثمان القراءه بحرف واحد، وأمر بإحراق بقيه المصاحف. ويستنتج من ذلك أمور: 1- أنّ الاختلاف في القراءه كان نقمه علي الأمه. وقد ظهر ذلك في عصر عثمان، فكيف يصح أن يطلب النبي صلي الله عليه وآله وسلم من الله ما فيه فساد الأمه؟ وكيف يصح علي الله أن يجيبه إلي ذلك؟ وقد ورد في كثير من الروايات النهي عن الاختلاف. و أن فيه هلاك الأمه. وفي بعضها أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم تغير وجهه واحمر حين ذكر له الاختلاف في القراءه. وقد تقدّم جمله منها، وسيجيء بعد هذا جمله أخري. 2- قد تضمنت الروايات المتقدمه أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: إن أمتي لا تستطيع ذلك «القراءه علي حرف واحد» و هذا كذب صريح، لا يعقل نسبته إلي النبي صلي الله عليه وآله وسلم لأنا نجد الأمه بعد عثمان علي اختلاف عناصرها و لغاتها قد استطاعت أن تقرأ القرآن علي حرف واحد، فكيف يكون من العسر عليها أن تجتمع علي حرف واحد في زمان النبي صلي الله عليه وآله وسلم وقد كانت الأمه من العرب الفصحاء. 3- إنّ الاختلاف الذي أوجب لعثمان أن يحصر القراءه في حرف واحد [ صفحه 190] قد اتفق في عصر النبي صلي الله عليه وآله وسلم وقد أقر النبي صلي الله عليه وآله وسلم كل قاري علي قراءته، و أمر المسلمين بالتسليم لجميعها، وأعلمهم بأن ذلك رحمه من الله لهم، فكيف صح لعثمان، ولتابعيه سد باب الرحمه، مع نهي النبي صلي الله عليه وآله وسلم عن المنع عن قراءه القرآن، وكيف جاز للمسلمين رفض قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم و أخذ قول عثمان و امضاء عمله؟، فهل وجدوه أرأف بالأمه من نبيها؟ أو أنه تنبه لشيء قد جهله النبي صلي الله عليه وآله وسلم من قبل؟ وحاشاه، أو أن الوحي قد نزل علي عثمان بنسخ تلك الحروف؟! و خلاصه الكلام: أن بشاعه هذا القول تغني عن التكلف لرده، وهذا هو العمده في رفض المأخرين من علماء أهل السنه لهذا القول. ولأجل ذلك قد التجأ بعضهم كأبي جعفر محمد بن سعدان النحوي، والحافظ جلال الدين السيوطي إلي القول بأن هذه الروايات من المشكل والمتشابه، وليس يدري ما هو مفادها [353] مع أنك قد عرفت أن مفادها أمرظاهر، ولا يشك فيه الناظر إليها، كما ذهب إليه واختاره أكثر العلماء.

الابواب السبعه

إنّ المراد بالأحرف السبعه هي الأبواب السبعه التي نزل منها [ صفحه 191] القرآن و هي زجر، و أمر، و حلال، و حرام، و محكم، و متشابه، و أمثال. و استدل عليه بما رواه يونس بإسناده عن ابن مسعود عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم أنه قال: «كان الكتاب الأول نزل من باب واحد علي حرف واحد، و نزل القرآن من سبعه أبواب و علي سبعه أحرف: زجر، و أمر، و حلال، و حرام، و محكم، و متشابه، و أمثال. فاحلوا حلاله، وحرموا حرامه، وافعلوا ما أمرتم به، وانتهوا عما نهيتم عنه، واعتبروا بأمثاله، واعملوا بمحكمه، وآمنوا بمتشابهه، وقولوا آمنا به كل من عند ربنا» [354] . ويردّ علي هذه الوجه: 1- أن ظاهر الروايه كون الأحرف السبعه التي نزل بها القرآن غير الأبواب السبعه التي نزل منها، فلا يصح أن يجعل تفسيرا لها، كما يريده أصحاب هذا القول. 2- أن هذه الروايه معارضه بروايه أبي كريب، بإسناده عن ابن مسعود. قال: إن الله أنزل القرآن علي خمسه أحرف: حلال، وحر ام، ومحكم، ومتشابه، وأمثال [355] . 3- أن الروايه مضطربه في مفادها، فإن الزجر والحرام بمعني واحد، فلا تكون الأبواب سبعه، علي أن في القرآن أشياء أخري لا [ صفحه 192] تدخل في هذه الأبواب السبعه، كذكر المبدأ والمعاد، والقصص، والاحتجاجات والمعارف، وغير ذلك. واذا أراد هذا القائل أن يدرج جميع هذه الأشياء في المحكم والمتشابه كان عليه أن يدرج الأبواب المذكوره في الروايه فيهما أيضا، ويحصر القرآن في حرفين (المحكم والمتشابه) فإن جميع ما في القرآن لا يخلو من أحدهما. 4- أن اختلاف معاني القرآن علي سبعه أحرف لا يناسب ما دلت عليه الأحاديث المتقدمه من التوسعه علي الأمه، لأنها لا تتمكن من القراءه علي حرف واحد. 5- أن في الروايات المتقدمه ما صرح بأن الحروف السبعه هي الحروف التي كانت تختلف فيها القراء، وهذه الروايه إذا تمت دلالتها لا تصلح قرينه علي خلافها.

الابواب السبعه بمعني آخر

إن الحروف السبعه هي: الأمر، والزجر، والترغيب، والترهيب، والجدل، والقصص، والمثل. واستدل علي ذلك بروايه محمد بن بشار، بإسناده عن أبي قلامه. قال: «بلغني أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: انزل القرآن علي سبعه أحرف: أمر، وزجر، وترغيب، وترهيب، وجدل، وقصص، ومثل» [356] وجوابه يظهر مما قدمناه في الوجه الثاني. [ صفحه 193]

اللغات الفصيحه

إنّ الأحرف السبعه هي اللغات الفصيحه من لغات العرب، وأنها متفرقه في القرآن فبعضه بلغه قولش، وبعضه بلغه هذيل، وبعضه بلغه هوازن، و بعضه بلغه اليمن، و بعضه بلغه كنانه، و بعضه بلغه تميم، وبعضه بلغه ثقيف. ونسب هذا القول إلي جماعه، منهم: البيهقي، والأبهري، وصا حب القا موس. ويرده: 1- أن الروايات المتقدمه قد عينت المراد من الأحرف السبعه، فلا يمكن حملها علي أمثال هذه المعاني التي لا تنطبق علي موردها. 2- أن حمل الأحرف علي اللغات ينافي ما روي عن عمر من قوله: نزل القرآن بلغه مضر [357] وانه أنكر علي ابن مسعود قراءته (عتي حين) أي حتي حين، وكتب إليه أن القرآن لم ينزل بلغه هذيل، فأقري الناس بلغه قريش، ولا تقرئهم بلغه هذيل [358] . وما روي عن عثمان أنه قال: «للرهط القرشيين الثلاثه، اذا اختلفتم أنتم و زيد بن ثابت في شئ من القرآن فاكتبوه بلسان قريش، فإنما نزل بلسانهم» [359] . وما روي من: «أن عمر وهشام بن حكيم اختلفا في قراءه سوره الفرقان، فقرأ هشام قراءه. فقال رسول الله- صلي الله عليه [ صفحه 194] وآله وسلم- هكذا أنزلت، وقرأ عمر قراءه غير تلك القراءه. فقال رسول الله- صلي الله عليه وآله وسلم- هكذا أنزلت، ثم قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: إن هذا القرآن أنزل علي سبعه أحرف» (أشرنا إلي هذه الروايه في ما تقدم من هذا الكتاب). فإنّ عمر وهشام كان كلاهما من قريش، فلم يكن حينئذ ما يوجب اختلافهما في القراءه، ويضاف إلي جميع ذلك أن حمل الأحرف علي اللغات قول بغير علم، وتحكم من غير دليل. 3- أن القائلين بهذا القول إن أرادوا أن القرآن اشتمل علي لغات أخري، كانت لغه قريش خاليه منها، فهذا المعني خلاف التسهيل علي الأمه، الذي هو الحكمه في نزول القرآن علي سبعه أحرف، علي ما نطقت الروايات بذلك، بل هو خلاف الواقع، فإن لغه قريش هي المهيمنه علي سائر لغات العرب، و قد جمعت من هذه اللغات ما هو أفصحها، ولذلك استحقت أن توزن بها العربيه، وأن يرجع إليها في قواعدها. وان أرادوا أن القرآن مشتمل علي لغات أخري، ولكنها تتحد مع لغه قريش، فلا وجه للحصر بلغات سبع، فإن في القرآن ما يقرب من خمسين لغه. فعن أبي بكر الواسطي: في القرآن من اللغات خمسون لغه، و هي لغات قريش، وهذيل، وكنانه، وخثعم، والخزرج، وأشعر، ونمير [360] . [ صفحه 195]

لغات مضر

إنّ الأحرف السبعه هي سبع لغات من لغات مضر خاصه. و انها متفرقه في القران، وهي لغات قريش، و أسد، وكنانه، و هذيل، و تميم، و ضبه، و قيس. و يرد عليه جميع ما أوردناه علي الوجه الرابع.

الاختلاف في القراءات

إنّ الأحرف السبعه هي وجوه الاختلاف في القراءات. قال بعضهم: إني تدبرت وجوه الاختلاف في القراءه فوجدتها سبعًا. فمنها: ما تتغير حركته ولايزول معناه ولا صورته مثل. (هن أطهر لكم) بضم أطهر وفتحه. ومنها: ما تتغير صورته ويتغير معناه بالإعراب مثل: (ربنا باعد بين أسفارنا) بصيغه الأمر والماضي. و منها: ما تبقي صورته و يتغير معناه باختلاف الحروف مثل: (كالعهن المنفوش وكالصوف المنفوش). ومنها: ما تتغير صورته و معناه مثل: (وطلح منضود و طلع منضود). ومنها: بالتقديم والأخير مثل: (وجاءت سكوه الموت بالحق، وجاءت سكوه الحق بالموت). ومنها: بالزياده والنقصان: (تسع وتسعون نعجه أنثي). [ صفحه 196] (وأما الغلام فكان كافرا وكان أبواه مؤمنين)، (فإن الله من بعد إكراههن لهن غفور رحيم). ويرده: 1- أن ذلك قول لا دليل عليه، ولا سيما أن المخاطبين في تلك الروايات لم يكونوا يعرفون من ذلك شيئًا. 2- أن من وجوه الاختلاف المذكوره ما يتغير فيه المعني وما لا يتغير، ومن الواضح أن تغير المعني وعدمه لا يوجب الانقسام إلي وجهين، لأن حال اللفظ والقراءه لا تختلف بذلك، و نسبه الاختلاف إلي اللفظ في ذلك من قبيل وصف الشيء بحال متعلقه. ولذلك يكون الاختلاف في (طلح منضود)، (وكالعهن المنفوش) قسمًا واحدًا. 3- أن من وجوه الاختلاف المذكور بقاء الصوره للفظ، وعدم بقائها، و من الواضح أيضا أن ذلك لا يكون سببا للانقسام، لأن بقاء الصوره إنما هو في المكتوب لا في المقروء، والقرآن اسم للمقروء لا للمكتوب والمنزل من السماء إنما كان لفظا لا كتابه. وعلي هذا يكون الاختلاف في (وطلح)، (وننشزها) وجهًا واحدًا لاوجهين. 4- إنّ صريح الروايات المتقدمه أن القرآن نزل في ابتداء الأمر علي حرف واحد. ومن البين أن المراد بهذا الحرف الواحد ليس هو أحد الاختلافات المذكوره، فكيف يمكن أن يراد بالسبعه مجموعها! 5- أنّ كثيرًا من القرآن موضع اتفاق بين القراء، و ليس موردا [ صفحه 197] للاختلاف، فإذا أضفنا موضع الاتفاق إلي موارد الاختلاف بلغ ثمانيه. ومعني هذا أن القرآن نزل علي ثمانيه أحرف. 6- أنّ مورد الروايات المتقدمه هو اختلاف القراء في الكلمات، وقد ذكر ذلك في قصه عمر وغيرها. وعلي ما تقدم فهذا الاختلاف حرف واحد من السبعه، ولا يحتاج رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في رفع خصومتهم إلي الاعتذار بأن القرآن نزل علي الأحرف السبعه، وهل يمكن أن يحمل نزول جبريل بحرف، ثم بحرفين، ثم بثلاثه. ثم بسبعه علي هذه الاختلافات؟! وقد أنصف الجزائري في قوله: «والأقوال في هذه المسأله كثيره، وغالبها بعيد عن الصواب». وكأن القائلين بذلك ذهلوا عن مورد حديث انزل القرآن علي سبعه أحرف، فقالوا ما قالوا [361] .

اختلاف القراءات بمعني آخر

إنّ الأحرف السبعه هي وجوه الاختلاف في القراءه، ولكن بنحو آخر غير ما تقدم. وهذا القول اختاره الزرقاني، وحكاه عن أبي الفضل الرازي في اللوائح. فقال: الكلام لا يخرج عن سبعه أحرف في الاختلاف الأول: اختلاف الأسماء من إفراد، وتثنيه، وجمع، وتذكير، وتأنيث. [ صفحه 198] الثاني: اختلاف تصريف الافعال من ماض، ومضارع، وأمر. الثالث: اختلاف الوجوه في الإعراب. الرابع: الاختلاف بالنقص والزيا ده. الخا مس: الاختلاف بالتقديم والتأخير. السادس: الاختلاف با لإبدال. السابع: اختلاف اللغات (اللهجات) كا لفتح، والإماله، والترقيق، والتفخيم، والإظهار، والإدغام، ونحو ذلك. ويرد عليه: ما أوردناه علي الوجه السادس في الإشكال الأول والرابع والخامس منه، ويرده أيضا: أن الاختلاف في الأسماء يشترك مع الاختلاف في الأفعال في كونهما اختلاف في الهيئه، فلا معني لجعله قسما آخر مقابلا له. ولو راعينا الخصوصيات في هذا التقسيم لوجب علينا أن نعد كل واحد من الاختلاف في التثنيه، والجمع، والتذكير، والتأنيث، والماضي، والمضارع، والأمر قسما مستقلا. ويضاف إلي ذلك أن الاختلاف في الإدغام، والإظهار، والروم، والإشمام، والتخفيف والتسهيل في اللفظ الواحد لا يخرجه عن كونه لفظا واحدا. وقد صر ح بذلك ابن قتيبه علي ما حكاه الزرقاني عنه [362] . [ صفحه 199] والصحيح أن وجوه الاختلاف في القراءه ترجع إلي سته أقسام: الأول: الاختلاف في هيئه الكلمه دون مادتها، كالاختلاف في لفظه (باعد) بين صيغه الماضي والأمر، وفي كلمه (أمانتهم) بين الجمع وا لإفراد. الثاني: الاختلاف في ماده الكلمه دون هيئتها، كالاختلاف في لفظه (ننشرها) بين الراء والزاي. الثالث: الاختلاف في الماده والهيئه كالاختلاف في (العهن والصوف). الرابع: الاختلاف في هيئه الجمله بالإعراب، كالاختلاف (وأرجلكم) بين النصب والجر. الخامس: الاختلاف بالتقديم والتأخير، وقد تقدم مثال ذلك. السادس: الاختلاف با لزياده والنقيصه، وقد تقدم مثآله أيضًا.

الكثره في الآحاد

إن لفظ السبعه يراد منه الكثره في الآحاد، كما يراد من لفظ السبعين والسبعمائه الكثره في العشرات أو المئات. ونسب هذا القول إلي القاضي عياض ومن تبعه. ويرده: أن هذا خلاف ظاهر الروايات، بل خلاف صريح بعضها. علي أن هذا لايعد قولا مستقلا عن الوجوه الأخري، لأنه لم يعين معني الحروف فيه، فلا بد و أن يراد من الحروف أحد المعاني [ صفحه 200] المذكوره في الوجوه المتقدمه ويرد عليه ما يرد من الإشكال علي تلك الوجوه.

سبع قراءات

ومن تلك الوجوه أن الأحرف السبعه،،موضوعه البحث،، هي سبع قراءات. ويرده: أن هذه القراءات السبع إن أريد بها السبع المشهوره، فقد أوضحنا للقاري بطلان هذا الاحتمال في البحث عن تواتر القراءات- وقد تقدم ذلك- في باب (نظره في القراءات). وان أريد بها قراءات سبع علي إطلاقها، فمن الواضح أن عدد القراءات أكثر من ذلك بكثير، ولا يمكن أن يوجه ذلك بأن غايه ما ينتهي إليه اختلاف القراءات أكثر من ذلك بكثير، الواحده هي السبع، لأنه إن أريد أن الغالب في كلمات القرآن أن تقرأ علي سبعه وجوه فهذا باطل، لأن الكلمات التي تقرأ علي سبعه وجوه قليله جدًّا. و ان أريد أن ذلك موجود في بعض الكلمات وعلي سبيل الإيجاب الجزئي فمن الواضح أن في كلمات القرآن ما يقرأ بأكثر من ذلك فقد قرأت كلمه (وعبد الطاغوت) باثنين وعشرين وجها، وفي كلمه (اف) أكثر من ثلاثين وجها. ويضاف إلي ما تقدم أن هذا القول لا ينطبق علي مورد الروايات، ومثله أكثر الأقوال في المسأله.

اللهجات المختلفه

إن الأحرف السبع يراد بها اللهجات المختلفه في لفظ واحد، [ صفحه 201] اختاره الرافعي في كتابه [363] . وتوضيح القول: أن لكل قوم من العرب لهجه خاصه في تأديه بعض الكلمات، ولذلك نري العرب يختلفون في تأديه الكلمه الواحده حسب اختلاف لهجاتهم ه فالقاف في كلمه،،يقول،، مثلا يبدلها العراقي بالكاف الفارسيه، ويبدلها الشامي بالهمزه، وقد أنزل القرآن علي جميع هذه اللهجات للتوسعه علي الأمه، لأن الالتزام بلهجه خاصه من هذه اللهجات فيه تضييق علي القبائل الأخري التي لم تألف هذه اللهجه، والتعبير بالسبع إنما هو رمز إلي ما ألفوه من معني الكمال في هذه اللفظه، فلاينافي ذلك كثره اللهجات العربيه، وزيادتها علي السبع. الرد: و هذا الوجد- علي أنه أحسن الوجوه التي قيلت في هذا المقام- غير تام أيضا: 1- لأنه ينافي ما ورد عن عمر و عثمان من أن القرآن نزل بلغه قريش، وأن عمر منع ابن مسعود من قراءه،،عتي حين،،. 2- ولأنه ينافي مخاصمه عمر مع هشام بن حكيم في القراءه، مع أن كليهما من قريش. 3- ولأنه ينافي مورد الروايات، بل وصراحه بعضها في أن الاختلاف كان في جوهر اللفظ، لا في كيفيه أدائه، وان هذا من الأحرف التي [ صفحه 202] نزل بها القرآن. 4- ولأن حمل لفظ السبع- علي ما ذكره- خلاف ظاهر الروايات، بل وخلاف صريح بعضها. 5- ولأن لازم هذا القول جواز القراءه فعلا باللهجات المتعدده، و هو خلاف السيره القطعيه من جميع المسلمين، ولا يمكن أن يدعي نسخ جواز القراءه بغير اللهجه الواحده المتعارفه، لأنه قول بغير دليل، ولا يمكن لقائله أن يستدل علي النسخ بالإجماع القطعي علي ذلك، لأن مدرك الإجماع إنما هو عدم ثبوت نزول القرآن علي اللهجات المختلفه، فإذا فرضنا ثبوت ذلك كما يقوله أصحاب هذا القول فكيف يمكن تحصيل الإجماع علي ذلك؟ مع أن إصرارالنبي- صلي الله عليه وآله وسلم- علي نزول القرآن علي سبعه أحرف إنما كان للتوسعه علي الأمه، فكيف يمكن أن يختص ذلك بزمان قليل بعد نزول القران، وكيف يصح أن يقوم علي ذلك اجماع أو غيره من الأدله؟! ومن الواضح أن الأمه- بعد ذلك- أكثر احتياجا إلي التوسعه، لأن المعتنقين للاسلام في ذلك الزمان قليلون. فيمكنهم أن يجتمعوا في قراءه القرآن علي لهجه واحده، و هذا بخلاف المسلمين في الأزمنه المتأخره، ولنقتصر علي ما ذكرنا من الأقوال فإن فيه كفايه عن ذكر البقيه والتعرض لجوابها وردها. وحاصل ما قدمناه: أن نزول القرآن علي سبعه أحرف لا [ صفحه 203] يرجعءإلي معني صحيح، فلا بد من طرح الروايات الداله عليه، ولا سيما بعد أن دلت أحاديث الصادقين- عليهم السلام- علي تكذيبها، وأن القرآن إنما نزل علي حرف واحد، وان الاختلاف قد جاءمن قبل الرواه. والحمد لله ربّ العالمين لقد تمت الأجوبه في يوم الأحد الموافق 20 / 7 / 2003 م بتاريخ 20 / 5 / 1424ه.

پاورقي

[1] وسائل الشيعه للحر العاملي، ج 18، ص 79.
[2] عيون أخبارالرضا للشيخ الصدوق، ج 2، ص 20.
[3] الأمالي للشيخ الصديق، ج 2، ص 20.
[4] الحجر الآيه 9.
[5] فصلت الآيتان 41، 42.
[6] القيامه الآيات 17-19.
[7] عيون أخبارالرضا للشيخ الصديق، ج 2، ص 57.
[8] المصدر نفسه، ج 2، ص 130.
[9] الأمالي ص 545؛ وللعياشي في بدايه تفسيره روايه بهذا المعني.
[10] مفتاح الكرامه، ج 2، ص 390.
[11] البيان في تفسير القرآن، ص 234.
[12] كشف الغطاء، ص 298.
[13] روضه الكا في، ج 8، ص 53، برقم 16.
[14] النساء الآيه 59.
[15] أصول الكافي، ج 1، ص 286.
[16] كتاب اعتقادات الإماميه المطبوع مع شرح الباب الحادي عشر، ص 93- 94.
[17] أوائل المقالات، ص 54- 56.
[18] بحارالأنوار، كتاب القرآن، ج 92، ص 75.
[19] مجمع البيان، ج 1، ص 15.
[20] التبيان، ج 1، ص 3، ط النجف. ونفي التحريف واضح من هذا العالم.
[21] مجمع البيان، ج 1، ص 15. ونحن نري بأن هذا الشخص قد نسب من نسب إليه القول بألتحريف وهذا قوله واضح فيه التصريح منه بعدم التحريف.
[22] الصافي ج 1، ص 33-24 ا لمقدمه ا لسادسه؛ والوافي، ج 2، ص 273-274. ولكن للأسف فإن المستشكل الأمين قد اختارمن كلام الشيخ الروايات القائله بالتحريف ولم يذكر موقف الشيخ فتأمل.
[23] بحار الأنوار، ج 92، ص 75.
[24] تهذيب الأصول، ج 2، ص 165، بقلم السبحاني.
[25] آلاء الرحمن في تفسير القرآن، ج 1، ص 26.
[26] أكذوبه تحريف القران، ص 5.
[27] معجم ريان الفكر في النجف الاشرف، ج 2، ص 762.
[28] المصدر نفسه، ج 2، ص 789.
[29] المصدر نفسه، ج 1 ص 46.
[30] معجم ريان الفكر في النجف الأشرف، ج 1، ص 357.
[31] علماء ثغورالإسلام، ج 2، ص 535.
[32] صحيح البخاري، ج 8، ص 586.
[33] تنوير الحوالك للسيوطي، ج 3، ص 42.
[34] فتح الباري لابن حجر، ج2، ص 127.
[35] الإتقان للسيوطي، ج 1، ص58.
[36] صحيح مسلم، ج 4، ص 167؛ المصدرنفسه، ج ه، ص 116.
[37] مسند أحمد، ج 1، ص 23؛ والمصدرنفسه، ج 5، ص 132،183.
[38] المحلي لابن حزم الأندلسي، ج 11، ص 135-236.
[39] سنن ابن ماجه، ج 1، ص 635، حديث 1944.
[40] المعجم الأوسط، ج 8، ص 12، حديث 7805؛ سنن الدارقطني، ج 4، ص 179، حديث 22؛ سنن ابن ماجه، ج 1، ص 625.
[41] البقره الآيه 198.
[42] صحيح البخاري، ج 2، ص 740.
[43] المصدر نفسه، ج 4، ص 1642.
[44] تفسير الطبري، ج 2، ص 283.
[45] صحيح البخاري، ج 3، ص 1036.
[46] صحيح البخاري، ج 4، ص 1757.
[47] الليل الآيتان 1 و2.
[48] الليل الاَيه 3.
[49] صحيح البخاري، ج 4، ص 1889.
[50] صحيح مسلم، ج 4، ص 2322.
[51] الإتقان، ج 1، ص 184، طبعه حديثه.
[52] المستدرك، ج 2، ص 330.
[53] صحيح مسلم، ج 2، ص 1075، باب التحريم بخمس رضعات.
[54] صحيح مسلم، ج 2، ص 726، باب كراهه الحرص علي الدنيا.
[55] البقره الآيه 238.
[56] صحيح مسلم، ج 1، ص 437.
[57] صحيح مسلم، ج 1، ص 566.
[58] المصدر نفسه، ج 1، ص 468.
[59] المصدر نفسه، ج 4، ص 1849.
[60] البينه الآيه 1.
[61] المسند، ج ه، ص 131.
[62] المصدر نفسه، ج 5، ص 132.
[63] الإتقان، ج 2، ص 25، والطبعه الحديثه ج 3، ص 72.
[64] الدر ا لمنثورج 6، ص 560.
[65] مسندأحمد، ج 6، ص 73.
[66] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج ه، ص 132.
[67] المصدر نفسه، ج 3، ص 111.
[68] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 6، ص.45.
[69] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 415.
[70] المصدر نفسه، ج 2، ص 331.
[71] منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد، ج 2، ص 50.
[72] الإتقان، ج 1، ص 184، ط حديثه.
[73] النساء الآيه 24.
[74] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 305.
[75] المصدر نفسه، ج 2، ص 276.
[76] الذاريات الآيه 58.
[77] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 249.
[78] المصدر نفسه، ج 2، ص 534.
[79] البقره الآيه 158.
[80] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 304.
[81] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص430.
[82] النور ا لآيه 27.
[83] تفسير الثوري ج 1، ص 224؛ الدرالمنثور، ج 6، ص 171؛ تفسير ابن كثير، ج 3، ص 280.
[84] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 266.
[85] سنن ابن ماجه، ج 1، ص 626، حديث 1944، باب رضاع الكبير.
[86] سنن الدرامي، ج 2، ص 157، باب كم رضعه تحرم.
[87] النساء الآيه 162.
[88] المائده الآيه 69.
[89] طه الآيه 63.
[90] الدرالمنثور، ج 2، ص 744؛ تفسير الطبري، ج 6، ص 25.
[91] المصدر نفسه، ج 18، ص 13.
[92] فضائل القرآن، ج 2، ص 123، ج 624.
[93] الدر ا لمنثور، ج 4، ص 118.
[94] الإسراء الآيه 23.
[95] فتح الباري، ج 8، ص 475.
[96] النساء الآيه 131.
[97] الإتقان في علوم القرآن، ج 1، ص 39.
[98] تفسير الطبري، ج 15، ص 63.
[99] فتح الباري، ج 8، ص 475. [
[100] النور الآيه 35.
[101] الاتقان، ج 1، ص 393.
[102] فضائل القرآن، ج 2، ص 129.
[103] المصدر نفسه، ج 2، ص 130.
[104] المستدركً علي الصحيحين، ج 2، ص 432.
[105] فتح الباري، ج 8، ص 475.
[106] مستدرك الحاكم، ج 2، ص 415 ه البخاري، ج 8، ص 208، باب رجم الحبلي، وصحيح مسلم، ج 4، ص 217؛ المصدر نفسه، ج 5، ص 116؛ مسند أحمد، ج 1، ص 23؛ المصدرنفسه، ج 5، ص 132 و 183؛ كتاب الحدود لأبي داود، ص 23؛ الحدود للترمذي، ص 7.
[107] البخاري ج 8، ص 209- 211؛ صحيح مسلم، ج 4، ص 167؛ المصدرنفسه، ج 5، ص 116؛ الدرالمنثور، ج 1، ص 106.
[108] منتخب كنز العمال، ج 2، ص 42؛ الدرالمنثور، ج 1، ص 106.
[109] تفسير الدر المنثور، ج 6، ص 199.
[110] صحيح البخاري، ج 6، ص 561.
[111] المصدر نفسه، ج 5، ص 107.
[112] تفسير الدر المنثور، ج2، ص 528.
[113] المصدرنفسه، ج ه، ص 182.
[114] صحيح مسلم، ج 1، ص 437.
[115] منتخب كنز العمال، ج 2، ص 43.
[116] تفسير الدرالمنثور، ج 7، ص 535.
[117] الإتقان، ج 2، ص 188.
[118] ج 3، ص 73.
[119] صحيح مسلم، ج 2، ص 1075.
[120] تفسير الدرالمنثور، ج 5، ص 368.
[121] الإتقان، ج 1، ص 198، طبعه حديثه.
[122] صحيح مسلم، ج 3، ص 100.
[123] العنكبوت الآيه 45.
[124] الأنعام ا لآيه 19.
[125] النمل الآيه 92.
[126] السيوطي في كتاب الإتقان في علوم القرآن، ج 2، ص 721.
[127] ارشاد الفحول، ص 189- 190.
[128] مناهل العرفان، ج 2، ص 112.
[129] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ج 2، ص 25 طبعه قديمه؛ المصدرنفسه، ج 3، ص 72، طبعه حديثه.
[130] سنن ابن ماجه، ج 1، ص 625، ح 1944.
[131] صحيح مسلم، ج 2، ص 1075، وغيره.
[132] صحيح البخاري ج 8 ص 208، فالإسقاط لا يناسب النسخ علي الإطلاق. وراجعها أيضا في الإتقان في علوم القرآن، ج 2، ص 43، والمصدرنفسه، ج 3، ص 83.
[133] صحيح مسلم، ج 2، ص 726، ح 1050؛ الإتقان، ج 3، ص 83؛ ا لدر ا لمنثور، ج 6، ص 378.
[134] الإتقان في علوم القرآن، ج 3، ص 84.
[135] المصدر نفسه، ج3، ص82.
[136] الدر المنثور، ج 5، ص 183.
[137] سوره الأحزاب الآيه 25.
[138] المصدر نفسه، ج 5، ص 192.
[139] فتح الباري في شرح صحيح البخاري، ج 8، ص 158؛ الموطأ، ج 1، ص 138.
[140] الموطأ ج 1، ص 139.
[141] الدر المنثور، ج 2، ص 298.
[142] صحيح البخاري، ج 6، ص 561.
[143] تفسير الدر ا لمنثور، ج 6، ص 77.
[144] الما ئده الأيه 69.
[145] النساء الآيه 162.
[146] طه الآيه 63.
[147] تفسير الدرالمنثور، ج 2، ص 435.
[148] المصدر نفسه، ج 1، ص 41 و 42.
[149] المصد ر نفسه، ج 4، ص 309.
[150] البيان في تفسير القرآن، ص 277.
[151] النساء الآيه 82.
[152] الجامع لأحكام القرآن، ج 1، ص 84.
[153] الجا مع لأحكام القرآن، ج 1، ص 81-82.
[154] الكبريت الأحمر، ص 143.
[155] مناهل العرفان، ج 1، ص 244.
[156] آل عمران الآيه 110.
[157] تفسير القمي، ج 1، ص 36-37.
[158] آل عمران الآيه 104.
[159] الأعر اف ا لآيه 159.
[160] النحل الآيه 120.
[161] تفسير البرهان، ج 1، ص 307- 309.
[162] الأنوار النعما نيه، ج 1، ص 79.
[163] النساء الأيه 59.
[164] الكافي، ج 1، ص 286.
[165] أصول الكافي، ج 2، ص 634، رقم 28.
[166] تعليقه الشعراني علي الوافي، ج 11، ص 76.
[167] راجع هامش الوافي المجلد الثاني، ج ه، ص 232-234، تعليقه الشعراني علي الوافي.
[168] الدر ا لمنثور، ج 8، ص 699.
[169] المعجم الأوسط ج 6، ص 361.
[170] الفردوس بمأثور الخطاب، ج 3، ص230.
[171] فيض القدير، ج 4، ص 536.
[172] لسان الميزان، ج 5، ص 276.
[173] ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 6، ص 251.
[174] التوبه الآيه 128.
[175] صحيح البخاري، ج 4، ص 1907.
[176] صحيح البخاري، ج 4، ص 1908.
[177] صحيح البخاري، ج 6، ص 2629؛ صحيح ابن حبان، ج10، ص 36؛ السنن الكبري، ج5، ص 7؛ سنن البيهقي الكبري، ج 2، ص40؛ مسند أبي بكر، ج 1، ص 9؛ مسند أبي يعلي، ج 1، ص 91.
[178] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ج 1، ص 162.
[179] فتح الباري، ج 9، ص 14.
[180] تحفه الأحوذي، ج 8، ص 408.
[181] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ج 1، ص 163.
[182] البقره الآيه 238.
[183] الدر المنثور، ج 1، ص 722.
[184] فتح الباري، ج 9، ص 14.
[185] تحفه ا لأحوذي، ج 8، ص 408.
[186] تاريخ مدينه دمشق، ج 44، ص 376.
[187] الطبقات الكبري، ج 3، ص 294.
[188] أخبا ر المدينه، ج 1، ص 374.
[189] المصدر نفسه، ج 1، ص 374.
[190] تاريخ مدينه دمشق، ج 16، ص 365.
[191] فتح الباري، ج 9، ص 13.
[192] تحفه الأحوذي، ج 8، ص 407.
[193] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ج 1، ص 162.
[194] الدر ا لمنثور، ج 4، ص 332.
[195] فتح الباري، ج 9، ص 19.
[196] تاريخ مدينه دمشق، ج 39، ص 243.
[197] الدر ا لمنثور للسيوطي، ج 4، ص 332.
[198] تاريخ مدينه دمشق، ج 16، ص 365.
[199] أخبار المدينه، ج 2، ص 121.
[200] الأحزاب الآ يه 23.
[201] صحيح البخاري، ج 4، ص 1908؛ والدر المنثور، ج 1، ص 756؛ والسنن الكبري، ج 5، ص 6؛ وسنن الترمذي، ج 5، ص 284.
[202] الاستذكا ر، ج 2، ص 484 و485.
[203] معتصر المختصر، ج 2، ص 129؛ فتح البأري، ج 9، ص 20؛ التمهيد، ج 8، ص 5300.
[204] الدر المنثور، ج 1، ص 722.
[205] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 5، ص 324؛ تاريخ مدينه دمشق، ج 10، ص 237؛ نصب الرايه، ج 4، ص 137؛ عمده القاري، ج 12، ص 96؛ تهذيب الكمال، ج 4، ص 134؛ الأحاديث المختاره، ج 8، ص 266؛ المصدرنفسه، ج 8، ص 267؛ مسند الشاميين، ج 3، ص 271.
[206] البرهان في علوم القرآن للزركشي، ج 1، ص 242 و243.
[207] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 668.
[208] صحيح ابن حبان، ج 1، ص 320.
[209] سنن الترمذي، ج 5، ص 734؛ مصنف ابن أبي شيبه، ج 4، ص 218؛ مصنف ابن أبي شيبه، ج 6، ص 409؛ المعجم الكبير، ج 5، ص 158 ه مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 5، ص 184؛ شعب الإيمان، ج 1، ص 197؛ المصدرنفسه، ج 2، ص 432، البيان والتعريف، ج 2، ص 94؛ تحفه الأحوذي، ج 0 1، ص 5 31.
[210] المزمل الآيه 5.
[211] المعجم الأوسط، ج 4، ص 117 و 118.
[212] المعجر الأوسط، ج 2، ص 257.
[213] المعجم الكبير، ج 5، ص 142.
[214] مجمع الزوائد، ج 1، ص 152.
[215] مجمع الزوائد، ج 8، ص 257؛ أدب الإملاء والاستملاء، ج 1، ص 77؛ تدريب الراوي، ج 2، ص 77؛ فتح المغيث، ج 2، ص 186؛ الجا مع لأخلاق الراوي وآداب السا مع، ج 2، ص 133؛ المعرفه والتاريخ، ج 1، ص 189.
[216] النساءالآيه 95.
[217] تفسير الطبري، ج 5، ص 230.
[218] تاريخ مدينه دمشق، ج 19، ص 306؛ سير أعلام النبلاء، ج 2، ص 430؛ مسند ابن الجعد، ج 1، ص 365.
[219] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 241.
[220] المستدرك علي الصحيحين، ج 2، ص 360؛ الأحاديث المختاره، ج 1، ص 495؛ الدر المنثور، ج 4، ص 119؛ تفسير ابن كثير، ج 2، ص 332؛ تهذيب الكمال، ج 32، ص 0288 السنن الكبري، ج 5، ص 10؛ سنن الترمذي، ج 5، ص 272 قال عنه حديث حسن صحيح؛ معتصر المختصر، ج 2، ص 284؛ فضائل القرآن، ج 1، ص 84؛ فتح الباري، ج 9، ص 22. فتح الباري، ج 9، ص 42؛ تحفه الأحوذي، ج 8، ص 380؛ أخبارالمدينه، ج 2، ص 130؛ بر تخريح الأحاديث والآثار، ج 2، ص 47.
[221] معرفه القراء الكبار للذهبي، ج 1، ص 24.
[222] معرفه القراء الكبارللذهبي، ج 1، ص 25- 27.
[223] المصدر نفسه، ج 1، ص 28.
[224] معرفه القراء الكبارللذهبي، ج 1، ص 32.
[225] المصدر نفسه، ج 1، ص 36.
[226] المصدر نفسه، ج 1، ص 39.
[227] معرفه القراء الكبار للذهبي، ج 1، ص 40.
[228] المصدر نفسه، ج 1، ص 42.
[229] الآحاد والمثاني، ج 3، ص 191.
[230] المعجم الكبير، ج 9، ص 61.
[231] مجمع الزوائد، ج 9، ص 370 و 371.
[232] المصدرنفسه، ج 7، ص 165.
[233] الكامل في ضعفاء الرجال، ج 7، ص 299.
[234] الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، ج 1، ص 287.
[235] المعجم الكبير، ج 1، ص 221.
[236] شعب الإيان، ج 2، ص 407؛ فيض القدير، ج 4، ص 513؛ ميزان الاعتدال في نقد الرجال، ج 7، ص 273؛ لسان الميزان، ج 7، ص 52.
[237] شعب الإيان، ج 2، ص 411.
[238] المصدر نفسه، ج 2، ص 408.
[239] فتح الباري، ج 9، ص 78.
[240] عمده ا لقاري، ج 20، ص 47.
[241] التدوين في أخبار قروين، ج 3، ص 297.
[242] شعب الإيمان، ج 6، ص 187؛ الفوائد، ج 1، ص 131.
[243] صحيح مسلم، ج 4، ص 1873، كتاب فضائل علي بن أبي طالب.
[244] سنن الترمذي، ج 5، ص 622؛ كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي ورواه صاحب مشكاه المصابيح ج 3، ص 1735؛ الألباني في سلسه الأحاديث الصحيحه، ج 4، ص 356 وقال عنه الحديث صحيح وهو مروي عن جابر بن عبدالله.
[245] سنن الترمذي، ج 5، ص 663؛ الطحاوي في مشكاه المصابيح، ج 3، ص 1735؛ الألباني في صحيح الجامع الصغير، ج 1، س 482، حديث 2458 وصححه.
[246] المطالب العا ليه لابن حجر، ج 4، ص 65 وقال عنه هذا إسناد صحيح. والبوصيري في مختصر اتحاف الساده المهره حيث قال رواه إسحاق بسند صحيح.
[247] البوصيري في مختصراتحاف الساده المهره، ج 8، ص 461 وقال رواه أبوبكر بن أبي شيبه وعبد بن حميد ولواته ثقات.
[248] مسند أحمد بن حنبل، ج 3، ص 17؛ ابن سعد في الطبقات الكبري، ج 2، ص 194؛ و قال عنه الألباني وهو إسناد حسن في الشواهد كما في سلسله الأحاديث الصحيحه، ج 4، ص 357.
[249] مسند أحمد، ج ه، ص 181 وما بعدها؛ الهيثمي في مجمع الزواند، ج 9، ص 162؛ الألباني في صحيح الجامع الصغير، ج 1، ص 482، حديث 2457 وصححه.
[250] المستدرك علي الصحيحين للحاكم، ج 3، ص 109.
[251] مسند أحمد، ج 3، ص 14 وما بعدها؛ الحاكم في المستدرك، ج 3، ص 109، ولقد قال عنه الحاكم هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث سلمه بن كهيل، عن أبي الطفيل، وهو أيضًا صحيح علي شرطهما (أي البخاري ومسلم) و وافقه الذهبي علي التصحيح وابن أبي عاصم في كتاب السنه ص630؛ البدايه والنهايه لابن كثير، ج 5، ص 184.
[252] الخصائص الكبري، ج 2، ص 266.
[253] تلخيص المستدرك، ج 3، ص 533.
[254] صحيح الجامع الصغير، ص 367.
[255] الصواعق المحرقه، ص 145، وقال المناوي قال الهيثمي (رجاله موثقون) ورواه أبو يعلي بسند لا بأس به ووهم من زعم وضعه كابن الجوزي في النهايه في غريب الحديث، ج 9، ص 162.
[256] سلسله الأحاديث الصحيحه، ج 4، ص 355، حديث 1761.
[257] مناهل العرفان للزرقاني، ص 433.
[258] مناهل العرفان للزرقاني، ص 428.
[259] الإتقان في النوع 22-27، ج 1، ص 243، الطبعه الثالثه.
[260] تهذيب التهذيب ج 5 ص 274.
[261] طبقأت القراء، ج 1، س 404.
[262] طبقات القراء، ج 2، ص 354- 356.
[263] تهذيب التهذيب، ج 11، ص 52-54.
[264] طبقات القراء، ج 1، ص 403.
[265] المصدر نفسه، ص 443- 445.
[266] تهذيب التهذيب، ج 5، ص 37.
[267] طبقات القراء، ج 1، ص 119.
[268] النشر في القراءات العشر، ج 1، ص120.
[269] لسان الميزان، ج 1، ص 283.
[270] طبقات القراء، ج 2، ص 205.
[271] لسان الميزان، ج 5، ص 249.
[272] طبقات القراء، ج 1، ص 348.
[273] تهذيب التهذيب، ج 5، ص 39.
[274] طبقات القراء، ج 1، ص 254.
[275] تهذيب التهذيب ج 2، ص 401.
[276] طبقات القراء، ج 1، ص 325-327.
[277] تهذيب التهذيب، ج 12، ص 35-37.
[278] طبقات القراء، ج 1، ص 288- 292.
[279] تهذيب التهذيب، ج 12، ص 178- 180.
[280] طبقات القراء ج 2، ص 375-377.
[281] المصدرنفسه، ج 2، ص 255.
[282] تهذيب التهذيب، ج 2، ص 408.
[283] طبقات القراء، ج 2، ص 332.
[284] تهذيب التهذي، ج 4، ص 392.
[285] طبقات القراء، ج 1، ص 261.
[286] تهذيب التهذيب، ج 3، ص 27.
[287] طبقات القراء، ج 1، ص 272.
[288] تهذيب التهذيب، ج 3، ص 156.
[289] طبقات القرا.، ج 1، ص 274.
[290] طبقات القراء، ج 2، ص 330.
[291] تهذيب التهذيب ج 10، ص 407.
[292] طبقات القراء، ج 1، ص 615.
[293] لسان الميزان، ج 4، ص 408.
[294] طبقات القراء، ج 1، ص502.
[295] طبقات القراء، ج 1، ص 535.
[296] المصدرنفسه، ج 1، ص 535.
[297] معجم الأدباء، ج ه، ص 185.
[298] طبقات القراء، ج 2، ص 34.
[299] المصدر نفسه، ج 1، ص 155.
[300] طبقات القراء، ص 154.
[301] المصدر نفسه، ج 2، ص 38.
[302] تهذيب التهذيب، ج 11، ص 382.
[303] طبقات القراء، ج 2، ص 234.
[304] المصدرنفسه، ج 1، ص 285.
[305] طبقات القراء، ج 2، ص 382.
[306] المصدر نفسه، ج 1، ص 616.
[307] طبقات القراء، ج 1، ص 315.
[308] التبيان، للمعتصم بالله طاهر بن صالح بن أحمد الجزائري، ص 106، طبع في مطبعه النارسنه 1334.
[309] تهذيب التهذيب، ج 6، ص 280.
[310] التبيان، ص 87.
[311] النشرفي القراءات العشر، ج 1، ص 9.
[312] النشرفي القراءات العشر، ج 1، ص 13.
[313] الإتقان، النوع 27- 22، ج 1، ص 129.
[314] التبيان، ص 102.
[315] المصدرنفسه، ص 105.
[316] التبيان، ص 106.
[317] المصدر نفسه، ص 90.
[318] اعجاز القرآن للرافعي، ص 52-53، الطبعه الرابعه.
[319] مناهل العرفان، ص 248.
[320] التبيان، ص 105.
[321] الاتقان، النوع 27- 22، ج 1، ص 138.
[322] التبيان، ص 82.
[323] المصدر نفسه، ص 61.
[324] تفسير القرطبي، ج 1، ص 46.
[325] النشر في القراءات العشر، ج 1، ص 23- 37.
[326] الاتقان، النوع 27- 22، ج 1، ص 138.
[327] البقره الآيه 222.
[328] وقد أوضحناط لسيد الخوني- الفرق بين هذه المعاني في مبحث «التعادل والترجيح» في محاضراتنا الأصوليه المنتشره.
[329] التبيان، ص 86.
[330] مناهل العرفان، ص 402، الطبعه الثانيه.
[331] الكافي، باب النوادركتاب فضل القرآن.
[332] الفاتحه الآيه 4.
[333] فاطر الآيه 28.
[334] صحيح مسلم، باب أن القرآن انزل علي سبعه أحرف، ج 2، ص 202، طبعه محمد علي صبيح بمصر. ورواها البخاري بسند آخر: صحيح البخاري، باب انزل القرآن علي سبعه أحرف، ج 6، ص 100، طبعه دارالخلافه، المطبعه العا مره، و روي مضمونها عن ابن البرقي، بإسناده عن ابن عباس.
[335] صحيح مسلم، ج 2، ص 203.
[336] صحيح مسلم، ج 2، ص 202؛ صحيح البخاري، ج 3، ص 90؛ المصدر نفسه، ج 6، ص 100 و 111، المصدر نفسه، ج 8، ص 53 و 215؛ صحيح الترمذي بشرح ابن العربي، باب ما جاء انزل القرآن علي سبعه أحرف، ج 11، ص 60.
[337] صحيح مسلم، ج 2، ص 203.
[338] ورواها الترمذي أيضا بأدني اختلاف، ج 11، ص 62.
[339] هذه الروايات كلها مذكوره في تفسير الطبري، ج 1، ص 9- 15.
[340] تفسير القرطبي، ج 1، ص 43.
[341] أصول الكافي، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، الروايه: 12.
[342] أصول الكافي، كتاب فضل القرآن، باب النوادر، الروايه: 13.
[343] تفسير الطبري، ج 1، ص 15.
[344] تفسير القرطبي، ج 1، ص 42.
[345] التبيان، ص 39.
[346] النحل الآيه 103.
[347] تفسير الطبري، ج 1، ص 18.
[348] الدخان ا لآيتان 43 و44.
[349] تفسير الطبري، ج 25، ص 78 عند تفسير الآيه المباركه.
[350] يونس الآيه 15.
[351] التببان، 58.
[352] الحجر الآيه 9.
[353] التبيان، ص 61.
[354] تفسير الطبري، ج 1، ص 23.
[355] المصدر نفسه، ج 1، ص 24.
[356] تفسير الطبري، ج 1، ص 24.
[357] التبيان، ص 64.
[358] المصدرنفسه، ص 65.
[359] صحيح البخاري، باب نزل القرآن بلسان قريش، ص 156.
[360] راجع الإتقان، ج 1، النوع 37، ص 230 و 204.
[361] التبيان، ص 59.
[362] مناهل العرفان، ص 154.
[363] إعجاز القرآن، ص 70.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.