الائمة من قريش من بني هاشم

اشارة

مؤلف: كلباني العماني، خليفة عبيد
موضوع اصلي: امامت
موضوع فرعي:
زبان: عربي
نوع مدرك: كتاب چاپي
محل نشر: بحرين، سنابس
ناشر: دارالعصمة
تاريخ نشر: ١٤٢٨ ق، ٢٠٠٧ م
نوبت چاپ: اول
تعداد صفحات: ١٥٢
قطع و اندازه: رقعي
نوع جلد: شوميز
محل در كتابخانه: ٣٩/٦/٠/٧٠
شماره اختصاصي: « ١٤٦٩٤ »

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاه والسلام علي محمد وآله الطاهرين. وبعد فأن هذه سلسله كتبها الأخ العزيز الشيخ خليفه بن عبيد الكلباني العماني تتعلق بالمسائل الخلافيه التي تختلف حولها نظرات المذاهب الإسلاميه عموما والتي كانت مثارا للحوارولم تزل كذلك... وقد راعي المؤلف أن تكون ميسره لمختلف المستويات بعيده عن التعقيد والإطاله، ومع ذلك فأنه جعلها مذيله بالمصادرالتاريخيه والحديثيه التي اعتمدها أهل السنه دون ما تفرد به اتباع أهل البيت(ع)حتي تكون بالغه الحجه، قويه الدلاله.... هذا وقد جاءت هذه المقالات نتيجه تجربه عاشها المصنف وبذل فيها طاقته ووفق لأن يفتح للنور طريقا فيستضيء من كان يبحث عنه. وفي هذا الكتيب يسلط المصنف الضوء علي الأئمه من قريش من بني هاشم بأسلوب مبسط بديع نرجو لأن ينال إعجاب القاري، وليسرح القاري عن نفسه حجاب التعصب وليسرع الخطي حتي يصل للحقيقه وينجوبها... الناشر [ صفحه 3] بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام علي سيدنا محمد وعلي أهل بيته الطيبين الطاهرين المعصومين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا. بعد أن انتهي الكلام من العدد الحادي عشر والذي خصص للبحث عن الحديث المشهورالصحيح وهو قول النبي صلي الله عليه وآله وسلم «الخلفاءمن بعدي إثناءعشرخليفه كلهم من قريش «. قررت البحث في مسأله الخلافه أو الإمامه في قريش لعلي أجد روايه من هنا أوهناك تبين لي شروط هذه القياده و ما هي الشروط التي ينبغي أن يتصف بها الإمام أو الخليفه فهل ينبغي أن يتصف بالعدل والعلم وعدم الظلم والجورمثلا أم لا؟ وهل يجب إتباعه والأخذ بقوله وعدم جوازالتقدم عليه أم لا؟ وهل هو من بيت خاص من قريش أم من كل بيوتها؟ وبناء علي الأسئله المتقدمه سوف أقوم بالبحث عن الأجوبه المناسبه لكل فرق المسلمين لأني سوف أعتمد فقط علي الروايات [ صفحه 4] المتواجده في كتب غير الشيعه كأساس للبحث.

الائمه من أين

الجواب: الأئمه من قريش. فقد قال المقدسي في الأحاديث المختاره: «أخبرنا عبد الباقي بن عبدالجبارالحرضي ببغداد أن عمر بن محمد البسطامي أخبرهم قراءه عليه أخبرنا أحمد بن محمد الخليلي أخبرنا علي بن أحمد الخزاعي أخبرنا الهيثم بن كليب حدثنا العباس الدوري حدثنا الفيض بن الفضل البجلي حدثنا مسعر بن كدام عن سلمه بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعه بن ناجذ قال سمعت علي بن ابي طالب قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الأئمه من قريش (إسناده صحيح)» [1] . وقال في سنن البيهقي: [ صفحه 5] «أخبرنا أبو علي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفارحدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا الفيض بن الفضل البجلي حدثنا مسعر عن سلمه بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعه بن ناجذ عن علي رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال الأئمه من قريش» [2] . وقال في مصنف ابن أبي شيبه: «حدثنا وكيع قال حدثنا الأعمش قال حدثنا سهيل بن أبي الأسد عن بكير الجزري عن أنس قال أتانا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ونحن في بيت رجل من الأنصار فأخذ بعضادتي الباب ثم قال الأئمه من قريش» [3] . وقال أيضا: «حدثنا وكيع قال حدثنا ابراهيم بن يزيد قال حدثني عمي أبوصادق عن علي قال الأئمه من قريش» [4] . وقال في مسند الروياني: «حدثنا العباس بن محمد حدثنا موسي بن داود حدثنا [ صفحه 6] السكين بن عبد العزيز عن سياربن سلامه عن أبي برزه الأسلمي أن النبي صلي الله عليه واله وسلم قال الأئمه من قريش» [5] . وقال في مصنف ابن أبي شيبه: «حدثنا وكيع عن ابراهيم بن مرثد قال حدثني عمي أبو صادق عن علي قال الأئمه من قريش ومن فارق الجماعه شبرا فقد نزع ربقه الإسلام من عنقه» [6] . فتبين من هذه الأخبارو الروايات والتي سوف يأتي لها بيان أكثر في الروايات الآتيه: أن النبي صلي الله عليه وآله قد حص قريش بالإمامه ولا يجوزلغير القرشي أن يتولي الإمامه أو الخلافه كما سوف يأتي. وهذا الكلام عندما قاله الشيعه اتهموا بانهم كاليهود حيث حصروا الملك في أولاد داود ونسوا أوتناسوا أن الإسلام حصر الإمامه والخلافه في قريش بل في بعض قريش كما سوف يتضح ذلك في مايأتي إن شاءالله تعالي. والواضح هنا بأن النبي قد ذكرلفظ الإمامه ومن المعلوم أن هذا اللفظ لم يطلق إلا علي ألائمه عند الشيعه فالشيعه هم الذين [ صفحه 7] يطلقون لفظ الإمام علي أئمتهم وأما غيرهم فلايطلق علي الحكام إلا لفظ أمير أوخليفه.

هل يجوز أن يلي الخلافه غير قرشي أم لا بدو أن يكون من قريش

الجواب: الخلافه في قريش فقط وفقط. قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «عن عبيد بن عبد أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال (الخلافه في قريش والحكم في الأنصاروالدعوه في الحبشه والهجره في المسلمين والمهاجرين بعد) رواه أحمد والطبراني ورجاله ثقات» [7] . وقال أيضًا: «وعن عتبه بن عبد أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم [ صفحه 8] قال: (الخلافه في قريش فذكر الحديث وقد تقدم في أول كتاب الأحكام رواه أحمد والطبراني ورجال أحمد ثقات وقد تقدم حديث أبي هريره ورجاله ثقات « [8] . وقال أيضا: «عن أبي محذوره قال جعل رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم (الأذان لنا ولموالينا والسقايه لبني هاشم والحجامه لبني عبد الدار) رواه أحمد وفيه رجل لم يسم وعن عتبه بن عبدان أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: (الخلافه في قريش والحكم في الأنصاروالدعوه في الحبشه) رواه أحمد ورجاله موثقون» [9] . وقال في سنن البيهقي: «أخبرنا أبوعلي الحسين بن محمد الروذباري أنبأ إسماعيل بن محمد الصفارحدثنا عباس بن محمد الدوري حدثنا الفيض بن الفضل البجلي حدثنا مسعر عن سلمه بن كهيل عن أبي صادق عن ربيعه بن ناجذ عن علي رضي الله عنه أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال الأئمه من قريش» [10] . وقال في مسند أحمد: [ صفحه 9] «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا الحكم بن نافع حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعه عن شريح بن عبيدعن كثير بن مره عن عتبه بن عبد أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال (الخلافه في قريش والحكم في الأنصاروالدعوه في الحبشه والهجره في المسلمين والمهاجرين بعد» [11] . وقال الطبراني في مسند الشاميين: «حدثنا احمد بن عبد الوهاب بن نجده الحوطي وحدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قالا حدثنا الهيثم بن خارجه ح وحدثنا محمد بن أبي زرعه الدمشقي وأحمد بن المعلي قالا حدثنا هشام بن عمارح وحدثنا سليمان بن أيوب بن حذلم الدمشقي ثنا سليمان بن عبد الرحمن قالوا حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعه عن شريح بن عبيد عن كثير بن مره عن عتبه بن عبد السلمي قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الخلافه في قريش والحكم في الأنصاروالدعوه في الحبشه والجهاد والهجره في المسلمين والمهاجرين بعد» [12] . وقال البخاري في التاريخ الكبير: «ضمضم بن زرعه بن ثوب الحضرمي قال لي عبد الوهاب [ صفحه 10] ابن ضحاك حدثنا إسماعيل بن عياش عن ضمضم بن زرعه عن شريح بن عبيد عن كثير بن مره عن عتبه بن عبد السلمي أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال الخلافه في قريش والحكم في الأنصاروالدعوه في الحبشه والهجره والجهاد في المسلمين» [13] . فراجع المصادر التاليه: الآحاد والمثاني ج:3 ص: 377، والمعجم الكبيرج: 17 ص: 121، والسنه ج:2 ص:528، والسنه ج:2 ص:532، والمعجم الكبيرج:17 ص:121. وغيرها الكثير من المصادروسوف ياتي كثير منها إن شاء الله.

و لقد حاول بعض الشراح لهذا الحديث أن يوجهوا هذا، الحديث بتوجيهات منها التوجيهات الآتيه

النوجيه الأول: قال ابن حجر في فتح الباري: «وقال النووي: (حكم حديث بن عمر مستمر إلي يوم [ صفحه 11] القيامه ما بقي من الناس اثنان وقد ظهر ما قاله صلي الله عليه وآله وسلم فمن زمنه إلي الآن لم تزل الخلافه في قريش من غير مزاحمه لهم علي ذلك ومن تغلب علي الملك بطريق الشركه لا ينكر ان الخلافه في قريش وانما يدعي ان ذلك بطريق النيابه عنهم انتهي» [14] . رد التوجيه: أقول: من الذي قال هذا الكلام ومن الذي أنابه في مخالفه أوامرالنبي الأكرم صلي الله عليه وآله وسلم فهل يحق لأي شخص أن يخالف أوامرالله والرسول أم أنه يجب علي كل مسلم أن يلتزم با لأوامر الإلهيه. التوجيه الثاني: وقال العيني في عمده القاري: «قوله هذا الأمر أي الخلافه قوله ما بقي منهم وفي روايه مسلم ما بقي من الناس ولما كان الناس تبعا لقريش في الجاهليه [ صفحه 12] ورؤساء العرب كانوا أيضا تبعا لهم في الإسلام وهم أصحاب الخلافه وهي مستمره لهم إلي آخرالدنيا ما بقي من الناس اثنان وقد ظهر ما قاله صلي الله عليه وآله وسلم فمن زمنه إلي الآن الخلافه في قريش من غير مزاحمه لهم فيها وان كان المتغلبون ملكوا البلاد ولكنهم معترفون أن الخلافه في قريش فاسم الخلافه باق ولو كان مجردالتسميه» [15] . وقال المناوي في فيض القدير: «قريش ولاه الناس في الخير والشريعني في الجاهليه والإسلام ويستمر ذلك إلي يوم القيامه فالخلافه فيهم ما بقيت الدنيا ومن تغلب علي الملك بطريق الشوكه لا ينكر أن الخلافه في قريش قال ابن تيميه والذي عليه أهل السنه والجماعه أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفارسيهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وأفضلهم نسبا وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي منهم وان كان هذا الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك يثبت للنبي أنه أفضل نسبا والا لزم الدوراه حم ت عن عمروبن العاص رمز المصنف لصحته قريش ولاه هذا الأمر أي أمر الإمامه [ صفحه 13] العظمي زاد في روايه ما أقاموا الدين» [16] . وقال أيضا: «لا يزال هذا الأمر أي أمر الخلافه في قريش يستحقونها أي لا يزال الذي يليها قرشيا وفي روايه ما بقي من الناس اثنان أمير ومؤمرعليه وليس المراد حقيقه العدد بل انتفاء كون الخلافه في غيرهم مده بقاء الناس في الدنيا فلايصح عقد الخلافه لغيرهم وعليه انعقد الإجماع في زمن الصحابه ومن بعدهم وهوحكم مستمر إلي آخر الدنيا ومن خالف فيه من أهل البدع فهو محجوج بإجماع الصحابه وقال ابن المنير وجه الدلاله من الحديث ليس من تخصيص قريش بالذكر فإنه مفهوم لقب ولا حجه فيه عند المحققين بل الحجه وقوع المبتدأ معرفا بلام الجنس لأن المبتدأ حقيقه هنا الأمر الواقع صفه لهذا وهذا لايوصف إلا بالجنس فمقتضاه حصر جنس الأمر في قريش فكانه قال لا أمر إلا في قريش قال ابن حجر يحتمل أن يكون بقاء الأمرفي قريش في بعض الأقطاردون بعض فإن ببلاد اليمن طائفه من ذريه الحسن بن علي لم تزل مملكه تلك البلاد من أواخر المائه الثالثه إلي الآن وأما من بالحجازمن ذريه الحسن وهم أمراء مكه وينبع من ذريه الحسين وهم أمراء المدينه فإنهم تحت حكم غيرهم من ملوك مصر فبقي الأمر لقريش بقطر من الأقطارفي [ صفحه 14] الجمله وقال الكرماني لم يخل الزمان من وجود خليفه من قريش إذ بالمغرب خليفه منهم علي ما قيل» [17] رد التوجيه: أقول يا سبحان الله علي هذا التوجيه الركيك فكلام النبي صلي الله عليه وآله وسلم واضح كل الوضوح حيث قال الخلافه في قريش ما بقي منهم اثنان أي لابد وأن يكون خليفه من قريش موجود من ساعه وفأته والي يوم القيامه والمتغلب علي الخلافه لا يسمي خليفه فمن سماه خليفه فقد خالف النبي في ذلك وخلافته غير شرعيه فلا بد من وجود غيره وذلك الغير هوالخليفه الشرعي في تلك الفتره حتي لا تنقطع الخلافه. وأمّا قولكم بانه يحتمل أن يكون المراد بقاء الخلافه والقياده في قريش في بعض الأقطار. فهذا لايظهر من كلامه صلي الله عليه وآله وسلم وكلامه واضح أن الإمام والخليفه من بعده لا بد وأن يكون قرشي فقط وخلافته وقيادته عامه وليست خاصه بأقطاردون أخري. فالتخصيص لا محل له لعدم الدليل عليه ويتبين ذلك من [ صفحه 15] قوله لا تتقدموا علي قريش بل قدموها والمراد قدموها في الإمامه مطلقا من دون تخصيص فمن اطلع علي أي روايه تخصص كلامه صلي الله عليه وآله فعليه أن يدلنا عليها. التوجيه الثالث: وقال في تحفه الأحوذي: «فالخلافه فيهم ما بقيت الدنيا ومن تغلب علي الملك بالشوكه لا ينكر أن الخلافه فيهم. قال النووي في شرح مسلم هذه الأحاديث (يعني أحاديث أبي هريره وجابر بن عبد الله وعبد الله بن مسعود التي رواها مسلم في باب الخلافه في قريش) وأشباهها دليل ظاهر أن الخلافه مختصه بقريش لا يجوزعقدها لأحد من غيرهم. وعلي هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابه وكذلك بعدهم ومن خالف فيه من أهل البدع فهو محجوج بإجماع الصحابه والتابعفي فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحه. قال القاضي اشتراط كونه قرشيا هو مذهب العلماء كافه. قال وقد احتج به أبو بكر وعمر رضي الله عنهم علي [ صفحه 16] الأنصاريوم السقيفه فلم ينكره» [18] . التعليق علي التوجيه: أقول نعم لقد انعقد الإجماع علي أن الخلافه فقط في قريش وقد أحتج أبوبكر وعمر بهذا الأمرعلي الأنصار. ولقد بين الأمام علي هذا الموقف بقوله عليه السلام: «أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم، بنا يستعطي الهدي، ويستجلي العمي، أن الأئمه من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح علي سواهم ولا تصلح الولاه من غيرهم» [19] . وسوف يتبن لكم بعد قليل بأن احتجاج عمر لم يكن لأجل الحق ولا هو لأجل الامتثال لأوامر النبي صلي الله عليه وآله وسلم وانما لأجل الوصول للسلطه والا فهو لا يعترف بأوامر النبي بأن الأئمه من قريش. [ صفحه 17] التوجيه الرابع: وقال المناوي في فيض القدير: «الخلافه في قريش يعني أن خليفه النبي من بعده إنما يكون منهم فلا يجوز نصبه من غيرهم عند وجودهم وسمي خليفه لأنه خلف الماضي قبله وقام مقامه» [20] . التعليق علي الشرح: هذا كلام جميل من الشوكاني فإنه لا يجوزنصب الإمام أو الخليفه من غير قريش وان نصب فهوليس بخليفه للنبي وانما هو مجرد مغتصب للخلافه ولكن ينبغي أن نعرف بأن النبي صلي الله عليه وآله هل قصد كل قريش أم انه قصد بيتا منها هذا ما سوف يتبين لنا لاحقا بإذنه تعالي. ولكن اصطدم البعض بموقف عمر بن الخطاب حيث أنه أراد أن يستخلف سالم مولي أبي هذيفه وأراد أن يستخلف معاذ بن جبل وهما من غير قريش. [ صفحه 18] فقال ابن حجر في فتح الباري: «قلت ويحتاج من نقل الإجماع إلي تأويل ما جاء عن عمر من ذلك فتد أخرج احمد عن عمر بسند رجاله ثقات انه قال إن أدركني أجلي وأبوعبيده حي استخلفته فذكر الحديث وفيه فان أدركني أجلي وقد مات أبوعبيده استخلفت معاذ بن جبل الحديث ومعاذ بن جبل أنصاري لا نسب له في قريش فيحتمل ان يقال لعل الإجماع انعقد بعد عمر علي اشتراط ان يكون الخليفه قرشيا أو تغير اجتهاد عمر في ذلك والله أعلم، وأما ما احتج به من لم يعين الخلافه في قريش من تأمير عبد الله بن رواحه يزيد بن حارثه وأسامه وغيرهم في الحروب فليس من الإمامه العظمي في شيء بل فيه انه يجوزللخليفه استنابه غير القرشي في حياته والله أعلم» [21] .

مخالفة عمر للنبي و للاجماع فلا يري الخلافة في قريش و محاولة القوم للدفاع

وقال في تحفه الأحوذي: «وقال الحافظ في الفتح ويحتاج من نقل الإجماع إلي تأويل ما جاء عن عمر من ذلك فقد أخرج أحمد عن عمربسند رجاله ثقات أنه قال إن أدركني أجلي وأبو عبيده حي استخلفته فذكر الحديث وفيه فإن أدركني أجلي وقد مات أبوعبيده استخلفت [ صفحه 19] معاذ بن جبل الحديث، ومعاذ بن جبل أنصاري لا نسب له في قريش فيحتمل أن يقال لعل الإجماع انعقد بعد عمر علي اشتراط أن يكون الخليفه قرشيا أو تغير اجتهاد عمر في ذلك [22] . الرد والنقاش للتوجيه أقول هل هذا التوجيه سليم يا تري أم أنه من باب ذر الرماد في العيون لأن الخليفه كان قد احتج علي الأنصارمن قبل في السقيفه وقال الخلافه في قريش وكان احتجاجه بقول النبي صلي الله عليه وآله وسلم الخلافه في قريش فهل نسي هذه الروايه حتي يحتاج إلي الاجتهاد أم أن المصلحه كانت في السقيفه تطالبه بمثل تلك الروايه وهنا المصلحه تغيرت فانتهي مفعول الروايه السابقه أليس كذلك أيها العقلاء؟! ثم إننا نجد بأن الأمرمن النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول: بأن هؤلاء الخلفاء إلي يوم القيامه فالأمر هنا واضح وهو أن الخلافه في قريش ولا يجوزأن تخرج منهم إلي يوم القيامه. [ صفحه 20]

هل هناك أدله تقول بأن الخلافه في قريش لآخرالزمان أي ليوم القيامه

الجواب: نعم هناك الكثير من الروايات تصرح بهذا الأمر فمن هذه الروايات ما يلي: قال في كتاب السنه: «حدثنا أبوصالح هدبه بن عبد الوهاب حدثنا النضر بن شميل حدثنا شعبه عن حبيب بن الزبير عن عبدالله بن أبي الهذيل قال كنا نجالس عمروابن العاص نذاكره الفقه فتال رجل من بكر لتنتهين قريش وليجعلن الله هذا الأمرفي جمهورمن جماهير العرب فقال عمروبن العاص كذيت سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول الخلافه في قريش إلي قيام الساعه» [23] . وقال في صحيح البخاري: «حدثنا أبوالوليد حدثنا عاصم بن محمد قال سمعت أبي [ صفحه 21] عن بن عمررضي الله عنهما عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان» [24] . وقال أيضا: «حدثنا أحمد بن يونس حدثنا عاصم بن محمد سمعت أبي يقول قال بن عمر قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لايزال هذا الأمرفي قريش ما بقي منهم اثنان» [25] . وقال في صحيح مسلم: «وحدثنا أحمد بن عبد الله بن يونس حدثنا عاصم بن محمد بن يلد عن أبيه قال قال عبد الله قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لايزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان». «حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا جرير عن حصين عن جابر بن سمره قال سمعت النبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول ح وحدثنا رفاعه بن الهيثم الواسطي واللفظ له حدثنا خالد يعني بن عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمره قال دخلت مع أبي علي النبي صلي الله عليه وآله وسلم فسمعته يقول إن هذا الأمر لا [ صفحه 22] ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفه قال ثم تكلم بكلام خفي علي قال فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش» [26] . وقال السيوطي في الدرالمنثور: «وأخرج ابن أبي شيبه عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لقريش إن هذا الأمر فيكم وأنتم ولاته». «وأخرج ابن أبي شيبه والبخاري ومسلم عن ابن عمر قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لايزال هذا الأمرفي قريش ما بقي من الناس اثنان وحرك أصبعيه» [27] . وقال في صحيح ابن حبان: «أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا أبو بكر بن أبي شيبه حدثنا معاذ بن معاذ عن عاصم بن محمد بن زيد قال سمعت أبي يقول سمعت بن عمريقول قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي في الناس اثنان قال عاصم وحرك أصبعيه» [28] . [ صفحه 23] قال في صحيح مسلم: «حدثنا قتيبه بن سعيد وأبوبكر بن أبي شيبه قالا حدثنا حاتم وهو بن اسماعيل عن المهاجر بن مسمارعن عامربن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلي جابر بن سمره مع غلامي نافع أن أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (ص) قال فكتب إلي سمعت رسول الله (ص) يوم جمعه عشيه رجم الأسلمي يقول لايزال الدين قائما حتي تقوم الساعه أويكون عليكم اثنا عشر خليفه كلهم من قريش « [29] . قال في مسند الإمام أحمد بن حنبل: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبد الله بن محمد وسمعته أنا من عبد الله بن محمد حدثنا حاتم بن إسماعيل عن المهاجر بن مسمارعن عامر بن سعد بن أبي وقاص قال كتبت إلي جابربن سمره مع غلامي أخبرني بشيء سمعته من رسول الله (ص) قال فكتب إلي سمعت رسول الله (ص) يوم جمعه عشيه رجم الأسلمي يقول لا يزال الدين قائما حتي تقوم الساعه أويكون عليكم اثنا عشر خليفه كهم من قريش» [30] . قال السيوطي في الديباج علي مسلم: [ صفحه 24] «لا يزال هذا الأمر في قريش أي الخلافه ما بقي في الناس اثنان أي إن هذا الحكم مستمر إلي اخر الدنيا» [31] . قال النووي في شرح النووي: «قوله صلي الله عليه وآله: (الناس تبع لقريش في هذا الشان مسلمهم لمسلمهم وكافرهم لكافرهم) وفي روايه الناس تبع لقريش في الخير والشر. وفي روايه: لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي من الناس اثنان وفي روايه البخاري ما بقي منهم اثنان هذه الأحاديث وأشباهها دليل ظاهر أن الخلافه مختصه بقريش لا يجوزعقدها لأحد من غيرهم « [32] . «وعلي هذا انعقد الإجماع في زمن الصحابه فكذلك بعدهم ومن خالف فيه من أهل البدع أوعرض بخلاف من غيرهم فهو محجوج با جماع الصحابه والتابعين فمن بعدهم بالأحاديث الصحيحه قال القاضي اشتراط كونه قرشيا هو مذهب العلماء كافه قال وقد احتج به أبوبكر وعمر رضي الله عنهم علي الأنصاريوم السقيفه فلم ينكره أحد قال القاضي وقد عدها العلماء في مسائل الإجماع ولم ينقل عن أحد من السلف فيها قول ولا فعل يخالف ما ذكرنا وكذلك [ صفحه 25] من بعدهم في جميع الأعصارقال ولا اعتداد بقول النظام ومن وافقه من الخوارح وأهل البدع أنه يجوزكونه من غير قريش ولا بسخافه ضراربن عمرو في قوله أن غير القرشي من النبط وغيرهم يقدم علي القرشي لهوان خلعه إن عرض منه أمر وهذا الذي قاله من باطل القول وزخرفه مع ماهو عليه من مخالفه اجماع المسلمين والله أعلم « [33] . وراجع المصادرالتاليه: الأحاديث المختاره ج: 2 ص:73 ومسند أبي عوانه 2 ج: 4 ص:350 ومسند أبي عوانه 2 ج:4 ص:368 وسنن البيهقي الكبري ج:8 ص: 141 والفردوس بمأثورالخطاب للديلمي ج: 5 ص:102 ونظم المتناثرج: 1 ص:159 وابن حجر في فتح الباري ج: 6 ص: 536 والعيني في عمده القاري ج:16 ص:74 وابن حجر في تلخيص الحبير ج:4 ص:42.

كم عدد الخلفاء من بعد الرسول و هل من دليل علي ذلك

سؤال: عرفنا بأن الخلافه في قريش فهل بين لنا النبي كم عددهم أم أنه لم [ صفحه 26] يبين ذلك لأننا نجد بعض المسلمين يقيدهم ويحصرهم في اثني عشر إمام أوخليفه فهل لقولهم دليل أم هو إجهاد منهم فقط؟ الجواب: لقد بين النبي في كثير من الروايات وبمصادرصحيحه أن عدد الخلفاء من بعده إثناء عشرخليفه وكلهم من قريش وهذا القول تبناه المذهب الشيعي الإثناء عشري. واليكم الروايات المبينه لهذا الأمر: قدبين النبي صلي الله عليه وآله وسلم بان الخلفاء من بعده عددهم إثناء عشرخليفه وكلهم من قريش فقال: حديث عدد الخلفاء ومصادره: 1- صحيح البخاري: «حدثني محمد بن المثني حدثنا غندرحدثنا شعبه عن عبد الملك سمعت جابر بن سمره قال: صمعت النبي (ص) يقول: يكون [ صفحه 27] اثنا عشر أميرا فقال كلمه لم أسمعها فقال أبي: انه يقول: «كلهم من قريش» [34] . 2- صحيح الترمذي: «(حدثنا أبوكريب ناعمر بن عبيد عن سماك بن حرب عن جابر بن سمره قال: قال رسول الله (ص) «يكون من بعدي اثنا عشر أميرا ثم تكلم بشيء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال: قال: كلهم من قريش (قال الترمذي) هذا حديث حسن صحيح، وقد روي من غير وجه جابر بن سمره حدثنا أبوكريب حدثنا عمر بن عبيد عن أبيه عن أبي بكر بن أبي موسي عن جابر بن سمره عن النبي (ص) مثل هذا الحديث» [35] . 3- صحيح مسلم: حدثنا قتيبه بن سعيد حدثنا جرير عن حسين عن جابربن سمره قال: قال: سمعت النبي يقول: - ح وحدثنا رفاعه بن الهيثم الواسطي، واللفظ له حدثنا خالد يعني ابن عبد الله الطحان عن حصين عن جابر بن سمره قال: دخلت مع النبي فسمعته يقول: «ان هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفه ثم تكلم [ صفحه 28] بكلام خفي علي فقلت لأبي: ما قال؟ قال: كلهم من قريش» [36] . «ابن أبي عمر حدثنا عن سفيان بن عبد الملك بن عمير عن جابر بن سمره قال: سمعت النبي (ص) يقول: (لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشررجلا) ثم تكلم النبي (ص) بكلمه خفيت علي فسئلت أبي ماذا قال رسول الله (ص)؟ فقال: كلهم من قريش ورواه أيضا عن قتيبه بن سعيد عن أبي عوانه عن سماك عن جابربن سمره عن النبي (ص) ولم يذكر (لا يزال أمر الناس ماضيا) «. «حدثنا هداب بن خالد الأزدي حدثنا حماد بن مسلمه عن سماك بن حرب قال: سمعت جابر بن سمره يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: (لا يزال الإسلام عزيزأ إلي اثني عشر خليفه) ثم قال كلمه لم افهمها فقلت لأبي ما قال (ماذا قال، نخ) فقال: كلهم من قريش». وروي في الباب المذكورايضًا هذا بألفاظ متقاربه بطريقه عن داود عن الشعبي عن جابر، وبسنده عن حاتم عن المهاجر عن عامربن سعد بن أبي وقاص، وبطريقه عن ابن أبي ذئب عن مهاجر بن مسمارعن عامر عن جابر، ورواه كما في مفتاح كنوز السنه الطيالسي في مسنده (ح 767 و 1278). [ صفحه 29] 4- صحيح أبي داود: «حدثنا موسي حدثنا وهيب حدثنا داود عن عامرعن جابر بن سمره قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: (لايزال هذا الدين عزيزا إلي اثنا عشر خليفه فكبر الناس وضجوا ثم قال كلمه خفيت قلت لأبي: يا ابه ما قال؟ قال: كلهم من قريش»، وروي أيضا في الكتاب المذكور نحوه في الدلاله علي الاثني عشر عن جابر بن سمره بطريقتين [37] . ورواه الخطيب باللفظ المذكورفي تاريخ بغداد بطريقتين عن جابر بن سمره إلا انه قال: «وقال كلمه خفيه فقلت لأبي ما قال؟ فقال: قال: (كلهم من قريش)» [38] . 5- مسندأحمد: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا مؤمل بن إسمعيل حدثنا حماد بن سلمه حدثنا داود بن هند عن الشعبي عن جابر بن سمره قال: سمعت النبي (ص) يقول: (يكون لهذه الأمه اثنا عشر خليفه)» [39] . [ صفحه 30] قال الحاكم في المستدرك علي الصحيحين: «حدثني محمد بن صالح بن هاني حدثنا الحسين بن الفضل حدثنا عفان حدثنا حماد بن زيد عن مجالد بن سعيد عن الشعبي عن مسروق قال كنا جلوسا ليله عند عبد الله يقرئنا القرآن فسأله رجل فتال يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول الله (ص) كم يملك هذه الأمه من خليفه فقال عبد الله ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك قال سألناه فقال اثنا عشر عده نقباء بني إسرائيل» [40] . فإذا أردنا أن نجمع بين الروايات نقول بانه لا يمكن أن يلي الخلافه إلا قرشي وأن الخلافه مستمره من وفاه النبي إلي يوم القيامه وأن عدد الخلفاءإثناء عشرخليفه لا غير. فهذه الروايات والأقوال تتحد مع ما يقوله الشيعه من أن الخلافه في قريش وبالخصوص في بني هاشم وسوف يتبين أن قولهم بأنها في بني هاشم له أدلته من كتب الغير. والشيعه يقولون بان الإمامه والخلافه من بعد النبي والي يوم القيامه فقط محصوره في إثناء عشر إمام أو خليفه لا غير. [ صفحه 31]

قد يقال للشيعة بأن من تدعون إمامتهم لم يلي الخلافة منهم إلا الإمام علي و أنهم عاشو مقهورين فما هو الرد

سؤال: قد يقال للشيعه بأن من قالوا بامامتهم لم يلي أحد منهم الإمامه وأنهم كانوا مقهورين من غيرهم فكيف اعتبروهم هم الخلفاءللنبي صلي الله عليه وآله وسلم؟ الجواب: قد مر في العدد السابق وأقول باختصاربانه لا يشترط أن تجتمع عليهم الأمه وخروج الناس عنهم لا يضرهم فقد بين النبي ذلك في مثل هذه الروايه حيث قال (ص): قال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا ابراهيم بن هاشم البغوي حدثنا محمد بن عبد الرحمن العلاف حدثنا محمد بن سواء حدثنا سعيد عن قتاده عن الشعبي عن جابر بن سمره قال كنت مع أبي عند النبي (ص) فقال يكون لهذه الأمه اثنا عشر قيما لا يضرهم من خذلهم ثم همس رسول الله (ص) بكلمه لم أسمعها فقلت لأبي ما الكلمه التي همس بها النبي (ص) قال كلهم من قريش» [41] . [ صفحه 32] قال في مسند أبي عوانه: «حدثنا احمد بن يوسف السلمي أبو الحسن قال حدثنا يحيي بن يحيي قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن أبي الاشهب جعفر بن الحارث عن العوام عن المسيب بن رافع عن جابر بن سمره قال قال النبي (ص) إن هذا الأمر لا يزال ظاهرا لا يضره خلاف من خالفه حتي يؤمر اثنا عشر من أمتي كلهم من قريش» [42] . قال في مسند أحمد: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا حماد بن أسامه حدثنا مجالد عن عامرعن جابر بن سمره السوائي قال سمعت رسول الله (ص) يقول في حجه الوداع إن هذا الدين لن يزال ظاهرا علي من ناوأه لايضره مخالف ولا مفالق حتي يمضي من أمتي اثنا عشر خليفه قال ثم تكلم بشيء لم أفهمه فقلت لأبي ما قال قال كلهم من قريش» [43] . [ صفحه 33]

و ماذا سوف يقولون في من ولي الخلافه من قريش في زمان وجود أولئك الآئمه فلمن الخلافه والإمامه لهم أم لغيرهم

الجواب: سوف يتبين لكم الجواب فيما ياتي بأن من تولي الخلافه فهو مخالف للشروط لأنه إما أن يكون مرواني وقد لعنهم النبي وأما أن يكون أموي وكما سوف باتي فان النبي صرح ببغضه لهم وأما أن يكون من تولي الخلافه من الظلمه فهو ملعون علي لسان الرسول كما سوف يتضح ذلك الأمر جليا.

هوية ائمة الشيعة

وأما أئمه الشيعه فهم: أولا: من بني هاشم وكما سوف ياتي فإن النبي (ص) قال: قال في صحيح مسلم: «حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد قال بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن أبي عمارشداد أنه سمع واثله بن الأسقع يقول سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إن الله اصطفي كنانه من ولد إسماعيل واصطفي قريشا من كنانه واصطفي من قريش بني [ صفحه 34] هاشم واصطفاني من بني هاشم [44] . وثانيا: بأنهم أهل البيت: وقد قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم فيهم: ففي خبر عنه (ص) أنه قال: «يا أيها الناس، أني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي أهل بيتي» [45] . وفي لفظ آخرمروي عن زيد بن أرقم وأبي سعيد قالا: «قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفرقا حتي يردا علي الحوض، فأنظروا كيف تخلفوني فيهما « [46] . وفي لفظ آخر عن علي(ع)عن النبي (ص) قال: «وقد تركت ما إن آخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، سببه بيده، وسببه [ صفحه 35] بايديكم، وأهل بيتي [47] . ونقله البوصيري عن زيد بن ثابت، قال: «قال رسول الله (ص) إني تارك معكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله وعترتي، وانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [48] . وعن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: «إني أوشك أدعي فأجيب، وأني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل وعترتي، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلي الأرض، وعترتي أهل بيتي، وأن اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض فأنظروني بم تخلفون فيهما» [49] . وعن زيد بن أرقم، قال: «قال رسول الله (ص) إني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله وعترتي أهل بيتي، وأنهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض» [50] . [ صفحه 36] وعن زيد بن أرقم قال: «نزل رسول الله (ص) بين مكه والمدينه عند شجرات خمس دوحات عظام، فكنس الناس ما تحت الشجرات، ثم راح رسول الله(ص) عشيه فصلي، ثم قام خطيبأ، فحمد الله وأثني عليه وذكرووعظ ما شاء الله أن يقول، ثم قال: أيها الناس، إني تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن إتبعتموهما، وهما كتاب الله وأهل بيتي عترتي» [51] . وعن زيد بن أرقم أيضا قال: «لمارجع رسول الله (ص) من حجه الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كأني دعيت فأجبت: إني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فأنهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [52] . وهذا الحديث ثابت مصحح ولقد صححه مجموعه من الأعلام منهم الحاكم حيث قال: السيوطي في الخصائص وأخرج الترمذي وحسنه والحاكم وصححه عن زيد بن أرقم أن النبي(ص) [ صفحه 37] قال: إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وأهل بيتي انتهي [53] . وصححه الذهبي كما في تلخيص المستدرك [54] وصححه الألباني كما في صحيح الجامع الصغير [55] فألروايه لا إشكال فيها من ناحيه السند. وقال ابن حجر ومن ثم صح أنه (ص) قال: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي» [56] . وقال: المناوي قال الهيثمي: (رجاله موثقون) ورواه أبو يعلي بسند لا بأس به ووهم من زعم وضعه كإبن الجوزي النهايه في غريب الحديث [57] . وثالثا: هم أبناء علي بن أبي طالب والنبي (ص) قال فيهم: قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن بريده قال بعثنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في سريه فاستعمل علينا عليا فلما جئنا قال كيف رأيتم صاحبكم فإما شكوته واما شكاه غيري قال فرفع رأسه وكنت رجلا [ صفحه 38] مكبابا فإذا النبي صلي الله عليه وآله وسلم قد احمروجهه يقول من كنت وليه فعلي وليه فقلت لا أسؤك فيه أبدا رواه البزارورجاله رجال الصحيح « [58] . قال أبونعيم في حليه الأولياء: «حدثنا محمد بن المظفر حدثنا محمد بن جعفر بن عبدالرحيم حدثنا أحمد بن محمد بن يزيد بن سليم حدثنا عبدالرحمن بن عمران بن أبي ليلي أخو محمد بن عمران حدثنا يعقوب بن موسي الهاشمي عن ابن أبي رواد عن اسماعيل بن أميه عن عكرمه عن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنه عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمه من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي للقاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي» [59] . قال الرافعي القزويني في التدوين في أخبارقزوين: «الحسن بن حمزه العلوي الرازي أبو طاهر قدم قزوين وحدث بها عن سليمان بن أحمد روي عنه أبو مضر ربيعه بن علي العجلي فقال حدثنا أبوطاهر الحسن بن حمزه العلوي قدم علينا [ صفحه 39] قزوين سنه أربع وأربعين وثلاثمائه حدثنا سليمان بن أحمد حدثنا عمر بن حفص السدوسي ثنا إسحاق بن بشر الكاهلي حدثنا يعقوب بن المغيره الهاشمي عن ابن داؤد عن إسماعيل ابن أميه عن عكرمه عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من سره أن يحيي حياتي ويموت مماتي ويدخل جنه عدن فليوال عليا من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي ورزقوا فهمي وعلمي فويل للمكذبين بفضلهم من أمتي لا أنالهم الله شفاعتي» [60] . قال ابن عساكرفي تاريخ مدينه دمشق: «أخبرنا أبوعلي الحسن بن أحمد أخبرنا أبونعيم أحمد بن عبد الله حدثنا محمد بن المظفر حدثنا محمد بن جعفر بن عبد الرحيم حدثنا احمد بن محمد بن يزيد بن سليمان حدثنا عبد الرحمن بن عمران بن أبي ليلي أخبرنا محمد بن عمران حدثنا يعقوب بن موسي الهاسمي عن ابن أبي رواد عن إسماعيل بن أميه عن عكرمه عن ابن عباس قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من سره أن يحيا حياتي ويموت مماتي ويسكن جنه عدن غرسها ربي فليوال عليا من بعدي وليوال وليه وليقتد بالأئمه من بعدي فإنهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهما وعلما ويل [ صفحه 40] للمكذبين بمفصلهم من أمتي القاطعين فيهم صلتي لا أنالهم الله شفاعتي « [61] .

السؤال المطروح ما هو تكليف الأمة اتجاه قريش هل يجب علينا أن نطيعهم و نحترمهم و لا ننازعهم الخلافه والحاكميه

الجواب: عن هذا السؤال يأتي من النبي صلي الله عليه وآله في هذه الطائفه من الأخباروالروايات عنه (ص) انه الا يجوزأن يعاديهم أحد): فقد قال في تفسير ابن كثير: «ها هنا حديث الزهري عن محمد بن جبير بن مطعم عن معاويه رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا ينازعهم فيه أحد إلا أكبه الله [ صفحه 41] تعالي علي وجهه ما أقاموا الدين رواه البخاري [62] . قال الحاكم في المستدرك: «حدثنا ابو زكريأ العنبري وأبو بكر بن جعفر المزكي في آخرين حدثنا أبوعبد الله محمد بن إبراهيم العبدي حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص بن عمر بن موسي بن عبد الله بن معمر التيمي قال سمعت أبي يقول سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسي يقول ثنا ربيعه بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمروبن عثمان بن عفان قال قال لي أبي يا بني إن وليت من أمر الناس شيئا فأكرم قريشا فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول من أهان قريشا أهانه الله عز وجل» [63] . وقال صحيح ابن حبان: «أخبرنا أحمد بن علي بن المثني قال حدثنا إسحاق بن إسماعيل الطالقاني قال حدثنا عبيد الله بن محمد بن حفص قال سمعت أبي محمد بن حفص بن عمر بن موسي قال سمعت عمي عبيد الله بن عمر بن موسي يقول حدثنا ربيعه بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمروبن عثمان قال قال لي أبي عثمان بن عفان أي بني إن وليت من أمر المسلمين شيئا فاكرم قريشا فإني [ صفحه 42] سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول من أهان قريشا أهانه الله» [64] . قال المقدسي في الاحاديث المختاره: «وأخبرنا المؤيد بن عبدالرحيم بن الإخوه وعائشه بنت معمر جميعا بأصبهان أن سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي أخبرهم أخبرنا أحمد بن محمد بن النعمان أخبرنا محمد بن إبراهيم بن المقري أخبرنا إسحاق بن أحمد بن نافع أخبرنا محمد بن يحيي أخبرنا عبدالرزاق عن معمر عن الزهري عن عمر بن سعد عن أبيه أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال من أهان قريشا أهانه الله تعالي (إسناده صحيح)» [65] . (قال الشافعي) رحمه الله تعالي: «أخبرنا بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن حكيم بن أبي حكيم انه سمع عمر بن عبد العزيز وبن شهاب يقولان قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من اهان قريشا أهانه الله» [66] . قال أحمد في مسنده: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا عبيد الله بن محمد [ صفحه 43] ابن جعفر بن عمر التيمي قال سمعت أبي يقول سمعت عمي عبيد الله بن عمروبن موسي يقول كنت عند سليمان بن علي فدخل شيخ من قريش فقال سليمان انظر إلي الشيخ فأقعده مقعدا صالحا فإن لقريش حقا فقلت أيها الأمير الا أحدثك حديثا بلغني عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال بلي قال قلت له بلغني ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال من أهان قريشا أهانه الله قال سبحان الله ما أحسن هذا من حدثك هذا قال قلت حدثنيه ربيعه بن أبي عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمروبن عثمان بن عفان قال قال لي أبي يا بني ان وليت من أمرالناس شيئا فاكرم قريشا فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول من أهان قريشا أهانه الله» [67] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن عبيد الله بن عمر بن موسي قال كنت عندسليمان بن علي فدخل شيخ من قريش فقال سليمان انظر الشيخ فأقعده مقعدا صالحا فأن لقريش حقا فقلت أيها الأمير ألا أحدثك بحديث بلغني عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال قلت بلي قلت بلغني أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال من أهان قريشا أهانه الله قال سبحان الله ما أحسن هذا من حدثك هذا قال قلت حدثنيه ربيعه [ صفحه 44] بن عبد الرحمن عن سعيد بن المسيب عن عمروبن عثمان بن عفان قال قال أبي يا بني إن وليت من أمر الناس شيئا فاكرم قريشا فأني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول من أهان قريشا أهانه الله دواه أحمد وأبويعلي في الكبير باختصارو البزار بنحوه ورجالهم ثقات» [68] . وراجع المصادرالتاليه: السنه ج:3 ص:634 ومسند الشافعي ج: 1 ص:278 والمعجم الأوسط ج: 6 ص:100 والمعجم الكبيرج: 1 ص:259 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:1 ص:183 ومسند البزارج:4 ص:18 وسلاح المؤمن في الدعاءج:1 ص:239 وتحفه الأحوذي ج:10 ص:279 وضعفاء العقيلي ج:3 ص:124 و فيض القديرج: 6 ص:243 وتاريخ مدينه دمشق ج:46 ص: 285 وأيضا تاريخ مدينه دمشق ج:53 ص:105 والفصل للوصل المدرج ج:2 ص:909 والفصل للوصل المدرج ج:2 ص:910 وغريب الحديث ج:2 ص:233 الأحاديث المختاره ج: 1 ص: 511 والأحاديث المختاره ج: 1 ص:513 وموارد الظمان ج: 1 ص:569 والمعجم الأوسط ج:3 ص:274. [ صفحه 45]

جيد ولكن الذي تتبع الروايات سوف يصطدم بأحاديث وصلتنا عن النبي تقول بأن هلاك الأمة علي أيدي قريش كما في هذه الروايات

سؤال: أقول: لا مانع من قبول ما تفضلت به ولكن الذي يتتبع الروايات سوف يصطدم بأحاديث وصلتنا عن النبي [ص] تقول بان هلاك الأمه علي أيدي قريش كما في هذه الروايات؟ قال في صحيح البخاري: «حدثني محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أبو أسامه حدثنا شعبه عن أبي التياح عن أبي زرعه عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يهلك الناس هذا الحي من قريش قالوا فما تامرنا قال لو أن الناس اعتزلوهم قال محمود حدثنا أبوداود أخبرنا شعبه عن أبي التياح سمعت أبا زرعه» [69] . قال العيني في عمده القاري: حدثني (محمد بن عبد الرحيم) حدثنا (أبو معمر اسماعيل بن ابراهيم) حدثنا(أبو أسامه) حدثنا(شعبه) عن (أبي التياح) عن (أبي زرعه) عن (أبي هريره) رضي الله تعالي [ صفحه 46] عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يهلك الناس هذا الحي من قريش قالوا فما تأمرنا قال لو أن الناس اعتزلوهم» [70] . قال الباجي في التعديل والتجريح: «واخرج البخاري في علامات النبوه حدثنا محمد بن عبد الرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إيراهيم حدثنا أبو أسامه حدثنا شعبه عن أبي التياح عن أبي زرعه عن أبي هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يهلك الناس هذا الحي من قريش ثم قال قال محمود حدثنا أبوداود أخبرنا شعبه عن أبي التياح سمعت أبا زرعه» [71] . قال ابن حجر في تغليق التعليق: «حدثني ابن عبدالرحيم حدثنا أبو معمر إسماعيل بن إبراهيم حدثنا أبو أسامه حدثنا شعبه عن أبي التياح عن أبي زرعه عن أبي هريره رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يهلك الناس هذا الحي من قريش الحديث» [72] . وقال ابن حجر في فتح الباري: [ صفحه 47] في حديث آخر لأبي هريره أخرجه علي بن معبد وبن أبي شيبه من وجه آخر. «عن أبي هريره رفعه أعوذ بالله من إماره الصبيان قالوا وما إماره الصبيان قال ان أطعتموهم هلكتم أي في دينكم وان عصيتموهم أهلكوكم أي في دنياكم بازهاق النفس أوباذهاب المال أو بهما وفي روايه بن أبي شيبه أن أبا هريره كان يمشي في السوق ويقول اللهم لا تدركني سنه ستين ولا إماره الصبيان وفي هذا إشاره إلي أن أول الأغيلمه كان في سنه ستين وهو كذلك فان يزيد بن معاويه استخلف فيها وبقي إلي سنه أربع وستين فمات ثم ولي ولده معاويه ومات بعد أشهر وهذه الروايه تخصص روايه أبي زرعه عن أبي هريره الماضيه في علامات النبوه بلفظ يهلك الناس هذا الحي من قريش وان المراد بعض قريش وهم الأحداث منهم لا كلهم والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن وقد وقع الأمر كما أخبر صلي الله عليه واله وسلم» [73] . [ صفحه 48]

فهنا عندنا طائفتان من الأخبار طائفه تقول الإمامه والخلافه في قريش وأنه لا يجوز الخروج عليهم و محاربتهم و طائفه تقول بان هلاك الأمه علي يد قريش فماذا نفعل و كيف نجمع بين الأخبار المتعارضه

الجواب: ورد علي لسان النبي (ص) ما يصلح أن يكون جوابأ علي هذا السؤال حيث ورد أن الاحترام المراد هنا ليس لكل قريش وانما للعدول والمحسنين منهم فقط حيث قال (ص). قال في صحيح البخاري: «حدثنا أبو اليمان أخيرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاويه وهو عنده في وفد من قريش أن عبد الله بن عمروبن العاص يحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب معاويه فقام فأثني علي الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يتحدثون احاديث ليست في كتاب الله تعالي ولا تؤثر عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لايعاديهم أحد إلا كبه الله علي وجهه ما أقاموا الدين» [74] .

لا يجوز لأحد بأن يعاديهم بشرط العدالة

وقال أيضا: «حدثنا أبو اليمان أخبرنا شعيب عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أنه بلغ معاويه وهم عنده في وفد من [ صفحه 49] قريش أن عبد الله بن عمرويحدث أنه سيكون ملك من قحطان فغضب فقام فاثني علي الله بما هوأهله ثم قال أما بعد فإنه بلغني أن رجالا منكم يحدثون أحاديث ليست في كتاب الله ولا تؤثر عن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وأولئك جهالكم فإياكم والأماني التي تضل أهلها فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إن هذا الأمرفي قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله في النارعلي وجهه ما أقاموا الدين تابعه نعيم عن بن المبارك عن معمرعن الزهري عن محمد بن جبير» [75] . وقال النسائي في السنن الكبري: «أخبرنا محمد بن خالد قال حدثنا بشر بن شعيب عن أبيه عن الزهري قال كان محمد بن جبير بن مطعم يحدث أن معاويه قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إن هذا الأمر في قريش لا يعاديهم أحد إلا كبه الله علي وجهه ما أقاموا الدين» [76] . وقال في مسند الربيع بن حبيب: وقال صلي الله عليه وآله وسلم لن يزال هذا الأمر في قريش ما لم يحدثوا أحداثا لم يزيحه الله عنهم ويلحاهم كما [ صفحه 50] يلحي هذا القضيب لقضيب كان في يده [77] .

يقول الرسول في تكمله الجواب و أما إذا كانوا ظلمه و فسقه و لم يعملوا بالعدل فعليهم لعنه الله والملائكه والناس أجمعين

قال ابن حجر في المطالب العاليه: «وقال أبويعلي حدثنا القواريري حدثنا محمد بن عبيد الله حدثنا حفص بن خالد حدثني أبي عن جدي عن علي رضي الله عنه قال أن رسول الله خطب الناس ذات يوم فقال ألا إن الأمراء من قريش ألا إن الأمراء من قريش ما أقاموا بثلاث ما حكموا فعدلوا وما عاهدوا فوفوا ما استرحموا فرحموا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعيم» [78] . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن بكير بن وهب الحريري قال قال لي انس أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قام علي باب البيت ونحن فيه فقال الأئمه من قريش أن لي عليكم حقا وان لهم عليكم حقا مثل ذلك ما إن استرحموا رحموا وان عاهدوا وفوا وان حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله [ صفحه 51] والملائكه والناس أجمعين رواه أحمد وأبويعلي والطبراني في الأوسط أتم منهما والبزارإلا انه قال الملك في قريش ورجال أحمد ثقات وعن أبي هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ان لي علي قريش حقا وان لقريش عليكم حقا ما حكموا فعدلوا وائتمنوا فأدوا واسترحموا فرحموا رواه أحمد والطبراني في الأوسط ورجال أحمد رجال الصحيح» [79] . وقال أيضا: «وعن سياربن سلأمه أبي المنهال قال دخلت مع أبي علي أبي برزه وان في اذني لقرطين وأنا غلام قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم الأمراء من قريش ثلاثا ما فعلوا ثلاثا ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا وعاهدوا فوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين رواه أحمد وأبويعلي أتم منه وفيه قصه والبزارورجال أحمد رجال الصحيح خلا سكين بن عبد العزيز وهو ثقه. وعن أبي موسي قال قام رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي باب فيه نفر من قريش فقال وأخذ بعضادتي الباب هل في البيت إلا قرشي قال فقيل يا رسول الله غير فلان ابن اختنا فقال ابن أخت القوم منهم ثم قال ان هذا الأمر في قريش ما إذا استرحموا [ صفحه 52] رحموا واذا حكموا عدلوا واذا اقسموا اقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس اجمعين لايقبل منه صرف ولا عدل قلت روي أبوداود منه ابن أخت القوم منهم فقط رواه أحمد والبزاروالطبراني ورجال أحمد ثقات» [80] . قال في مسند أحمد: «حدثنا عبد الله حدثني أبي ثنا محمد بن جعفرثنا شعبه عن علي أبي الأسد قال حدثني بكير بن وهب الجزري قال قال لي أنس بن مالك أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد ان رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قام علي باب البيت ونحن فيه فقال الأئمه من قريش ان لهم عليكم حقا ولكم عليهم حقا مثل ذلك ما ان استرحموا فرحموا وان عاهدوا وفوا وان حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين» [81] . وقال أيضا: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا محمد بن جعفر حدثنا عوف وحماد بن أسامه حدثني عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانه عن أبي موسي قال قام رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي باب بيت فيه نفر من قريش فقال وأخذ بعضاده الباب ثم [ صفحه 53] قال هل في البيت إلا قرشي قال فقيل يا رسول الله غير فلان بن أختنا فتال بن أخت القوم منهم قال ثم قال إن هذا الأمر في قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا واذا حكموا عدلوا واذا قسموا أقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل» [82] . قال المنذري في الترغيب والترهيب: «وعن بكير بن وهب رضي الله عنه قال قال لي أنس أحدثك حديثا ما أحدثه كل أحد إن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قام علي باب البيت ونحن فيه فقال الأئمه من قريش إن لي عليكم حقا ولهم عليكم حقا مثل ذلك ما إن استرحموا رحموا وان عاهدوا وفوا و ان حكموا عدلوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين. رواه أحمد بإسناد جيد واللفظ له وأبويعلي والطبراني. وعن سياربن سلامه أبي المنهال رضي الله عنه قال دخلت مع أبي علي أبي برزه وان في أذني لقرطين وأنا غلام قال قال صلي الله عليه وآله وسلم الأمراء من قريش ثلاثا ما فعلوا ثلاثا ما حكموا فعدلوا واسترحموا فرحموا وعاهدوا فوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم [ صفحه 54] فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين رواه أحمد ورواته ثقات والبزاروأبويعلي بنصه. وعن أبي موسي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي باب بيت فيه نفر من قريش وأخذ بعضادتي الباب فقال هل في البيت إلا قرشي قال فقيل يا رسول الله غير فلان ابن أختنا فقال ابن أخت القوم منهم ثم قال إن هذا الأمرفي قريش ما إذا استرحموا رحموا واذا حكموا عدلوا واذا قسموا أقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل. رواه أحمد ورواته ثقات والبزاروالطبراني» [83] . قال السيوطي في الدرالمنثور: «واخرج أحمد وابن أبي شيبه والنسائي عن أنس قال كنا في بيت رجل من الأنصارفجاء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم حتي وقف فأخذ بعضادتي الباب فتال الأئمه من قريش ولهم عليكم حق ولكم مثل ذلك ما إن استحكموا عدلوا وان استرحموا رحموا واذا عاهدوا أوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين» [84] . [ صفحه 55] قال في مصنف ابن أبي شيبه: «حدثنا ابو أسامه عن عوف عن زياد بن مخراق عن أبي كنانه عن أبي موسي قال قام النبي صلي الله عليه وآله وسلم علي باب بيت فيه نفر من قريش فقال إن هذا الأمرفي قريش ما داموا إذا استرحموا رحموا واذا ما حكموا عدلوا واذا ما قسموا أقسطوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين لا يقبل منه صرف ولا عدل» [85] . قال في مسند البزار: «حدثنا محمد بن معمر قال حدثنا أبوالنعمان محمد بن الفضل قال حدثنا سكين بن عبد العزيز عن سياربن سلامه عن أبي برزه رضي الله عنه أن النبي قال (الأمراء من قريش ولي عليهم حق ولهم عليكم حق ما فعلوا بثلاث ما استرحموا فرحموا وحكموا فعدلوا وعقدوا فوفوا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليه لعنه الله والملائكه والناس أجمعين). وهده ا الحديث لا نعلمه يروي إلا عن أبي برزه بهذا الإسناد وسكين رجل مشهورمن أهل البصره» [86] . قال الطبراني في المعجم الكبير: [ صفحه 56] «حدثنا يحيي بن عثمان بن صالح حدثنا سعيد بن أبي مريم حثنا عبد الله بن فروخ حدثني بن جريج عن حبيب بن أبي ثابت عن أنس بن مالك قال جاء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ونحن في بيت فكل إنسان منا تأخر عن مجلسه ليجلس إليه رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقام علي الباب فقال الأئمه من قرلش ولهم حق ولي حق ما فعلوا ثلاثا إن حكموا عدلوا وان عاهدوا وفوا وان استرحموا رحموا فمن لم يفعل ذلك منهم فعليهم لعنه الله والملائكه والناس أجمعين» [87] . وراجع المصادرالتاليه: الأحاديث المختاره ج: 4 ص:403 والسنن الكبري ج:3 ص: 467 والجامع ج:11 ص:57، وسنن البيهقي الكبري ج:8 ص:143 ومصنف عبد الرزاق ج:11 ص:57 والطبراني في المعجم الأوسط ج:2 ص:320 والمعجم الأوسط ج: 2 ص:342 والمعجم الأوسط ج:3 ص:83 والمعجم الأوسط ج:6 ص:357 والمعجم الأوسط ج:7 ص:41 ومسند أبي يعلي ج:1 ص:425، ومسند أبي يعلي ج:7 ص:94 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:3 ص:183 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:4 ص:421 ومسند البزارج: 8 ص:73 ومسند البزارج:9 ص:302، ذومسند الروياني ج:2 ص:27 ومسند الشاميين ج:4 ص:7 ومسند أبي يعلي ج: 6 ص:321 ومسند الطيالسي ج: 1 ص:284 ومسند الإمام أحمد [ صفحه 57] بن حنبل ج:3 ص:183 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:3 ص:129 والمعجم الاءوسط ج: 6 ص: 357 والدرالمنثورج:8 ص:639 ومسند ا لبزارج: 8 ص: 73. عرفنا إلي هنا أن الخلافه والإمامه في قريش وأن عددهم إثنا عشر خليفه وأنه لا يجوزلأحد أن ينازع قريش أمر الخلافه والذي ينازعهم فهو من أهل الناروأن المقصود من قريش العدول منهم فقط ولا يجوزطاعه الظلمه منهم.

نتوجه بسؤال جديد إلي النبي الاكرم محمد و نقول هل هناك بيوت معينه من قريش تنهانا عنها وتحذرنا منها ومن إتباعها

نجد الجواب بنعم والروايات التاليه تبين هذا الأمر بكل وضيح وبيان فقد قال (ص): قال في صحيح البخاري: [ صفحه 58] «حدثنا أحمد بن محمد المكي حدثنا عمروبن يحيي بن سعيد الأموي عن جده قال كنت مع مروان وأبي هريره فسمعت أبا هريره يقول سمعت الصادق المصدوق يقول هلاك أمتي علي يدي غلمه من قريش فقال مروان غلمه قال أبوهريره إن شئت أن أسميهم بني فلان وبني فلان». «حدثنا يحيي بن موسي حدثنا الوليد قال حدثني بن جابر قال حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي قال حدثني أبو إدريس الخولاني أنه سمع حذيفه بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافه أن يدركني فقلت يا رسول الله إنا كنا في جاهليه وشر فإءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت وهل بعد ذلك الشر من خير قال نعم وفيه دخن قلت وما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم وتنكر قلت فهل بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاه إلي أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا ويتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني إن أدركني ذلك قال تلزم جماعه المسلمين وامامهم قلت فإن لم يكن لهم جماعه ولا إمام قال فاعتزل تلك الفرق كلها ولوأن تعض باصل شجره حتي يدركك الموت وأنت علي ذلك» [88] . [ صفحه 59] وقال أيضا: «حدثنا موسي بن إسماعيل حدثنا عمروبن يحيي بن سعيد بن عمروبن سعيد قال أخبرني جدي قال كنت جالسا مع أبي هريره في مسجد النبي صلي الله عليه وآله وسلم بالمدينه ومعنا مروان قال أبوهريره سمعت الصادق المصدوق يقول هلكه أمتي علي يدي غلمه من قريش فقال مروان لعنه الله عليهم غلمه فقال أبو هريره لوشئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت فكنت أخرج مع جدي إلي بني مروان حين ملكوا بالشام فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا عسي هؤلاء أن يكونوا منهم قلنا أنت أعلم» [89] . قال في مسند الإمام أحمد: «حدثنا عبد الله حدثني أبي حدثنا روح حدثنا ابو أميه عمروبن يحيي عن سعيد بن عمروبن سعيد بن العاص قال أخبرني جدي سعيد بن عمروبن سعيد عن أبي هريره قال سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول هلاك أمتي علي يد غلمه من قريش قال مروان وهومعنا في الحلقه قبل ان يلي شيئا فلعنه الله عليهم غلمه قال وأما والله لو أشاء أقول بنوفلان وبنوفلان لفعلت قال فقمت أخرج أنا مع أبي وجدي إلي مروان بعد ما ملكوا فإذا هم يبايعون الصبيان منهم ومن يبايع له وهو في خرقه قال لنا هل عسي [ صفحه 60] أصحابكم هؤلاء ان يكونوا الذين سمعت أبا هريره يذكر ان هذه الملوك يشبه بعضهابعضا» [90] . قال المقري في السنن الوارده في الفتن: «حدثنا حمزه بن علي قال حدثنا الحسن بن يوسف قال حدثنا نصر بن مرزوق قال حدثنا أسد بن موسي قال حدثنا شيبان أبو معاويه عن عاصم بن بهدله عن يزيد بن شريك العامري قال سمعت مروان يقول لأبي هريره يا أبا هريره حدثني بحديث سمعته من رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال سمعت رسول اله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إن هلاك العرب علي يد غلمه من قريش قال مروان بئس الغلمه أولئك» [91] . وقال أيضا: «حدثنا علي بن محمد قال حدثنا محمد بن أحمد قال حدثنا محمد بن يوسف قال حدثنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا موسي بن إسماعيل قال حدثنا عمروبن يحيي بن عمروبن سعيد قال أخبرني جدي قال كنت جالسا مع أبي هريره في مسجد النبي صلي الله عليه وآله وسلم بالمدينه ومعنا مروان فقال أبو هريره سمعت الصادق المصدوق يقول هلكه أمتي علي يدي أغيلمه من قريش [ صفحه 61] فقال مروان لعنه الله عليهم غلمه فقال أبوهريره لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت فكنت أخرج مع جدي إلي بني مروان حين ملكوا بالشام فإذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا عسي هؤلاء أن يكونوا منهم قلنا أنت أعلم» [92] . قال العيني في عمده القاري: «حدثنا (أحمد بن محمد المكي) حدثنا (عمرو بن يحيي بن سعيد الأموي) عن جده قال (كنت مع مروان و أبي هريره فسمعت أبا هريره) يقول سمعت الصادق المصدوق يقول هلاك أمتي علي يدي غلمه من قريش فقال مروان غلمه قال أبوهريره ان شئت أن أسميهم بني فلان و بني فلان». حدثنا يحيي بن موساي حدثني الوليد قال حدثني الوليد قال حدثني ابن جابر قال حدثني بسر بن عبيدالله الحضرمي قال حدثني أبو ادريس الخولاني أنه سمع حذيفه بن اليمان يقول كان الناس يسألون رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عن الخير و كنت أسأله عن الشر مخافه أن يدركني فقلت يا رسول الله انا كنا في جاهليه و شر فجاءنا الله بهذا الخير فهل بعد هذا الخير من شر قال نعم قلت و هل بعد ذلك الشر من خير قال نعم و فيه دخن قلت و ما دخنه قال قوم يهدون بغير هديي تعرف منهم و تنكر قلت فهل [ صفحه 62] بعد ذلك الخير من شر قال نعم دعاه الي أبواب جهنم من أجابهم اليها قذفوه فيها قلت يا رسول الله صفهم لنا فقال هم من جلدتنا و يتكلمون بألسنتنا قلت فما تأمرني ان ادركني ذلك قال تلزم جماعه المسلمين و امامهم قلت فان لم يكن لهم جماعه و لا امام قال فاعتزل تلك الفرق كلها و لو أن تعض بأصل شجره حتي يدركك الموت و أنت علي ذلك [93] وقال أيضا: (حدثنا (موسي بن اسماعيل) حدثنا (عمرو بن يحيي بن سعيد بن عمرو بن سعيد) قال أخبرني جدي قال كنت جالسا مع أبي هريره في مسجد النبي بالمدينه و معنا مروان قال أبو هريره سمعت الصادق المصدوق يقول هلكه أمتي علي يدي غلمه من قريش فقال مروان لعنه الله عليهم غلمه فقال أبوهريره لو شئت أن أقول بني فلان و بني فلان لفعلت فكنت أخرج مع جدي الي بني مروان حين ملكوا بالشام فاذا رآهم غلمانا أحداثا قال لنا عسي هاؤلاء أن يكونوا منهم قلنا أنت أعلم انظر الحديث». وطريقه مطابقته للترجمه ظاهره في قوله: «هلكه أمتي علي يدي غلمه» ولكن ليس في الحديث لفظ سفهاء قال الكرماني لعله بوب ليستذكره فلم يتفق له أو أشارإلي أنه ثبت في الجمله [ صفحه 63] لكنه ليس بشرطه قلت قد ذكرنا الآن لفظ سفهاء عندأحمد والنسائي. والحديث مضي في علامات النبوه عن أحمد بن محمد المكي أخرجد مسلم قوله: «أخبرني جدي هوسعيد بن عمروبن سعيد بن العاص بن أميه وعمر بن سعيد هو المعروف بالاشدق قتله عبد الملك بن مروان لما خرج عليه بدمشق بعد السبعين قوله كنت جالسأ مع أبي هريره كان ذلك زمن معاويه قوله ومعنا مروان هو ابن الحكم بن العاص بن أميه الذي ولي الخلافه وكان يلي لمعاويه إمره المدينه تاره وسعيد بن العاص والد عمر ويليها لمعاويه تاره قوله الصادق المصدوق أي الصادق في نفسه والمصدوق من عند الله أو بمعني المصدق من عند الناس قوله هلكه أمتي الهلكه بفتحتين بمعني الهلاك وفي روايه إكمال هلاك أمتي قال بعضهم هو المطابق للترجمه قلت إذا كان الهلكه بمعني الهلاك يحصل المطابقه والمراد بالأمه هنا أهل ذلك العصر ومن قاربهم لا جميع الأمه إلي يوم القيامه قوله علي يدي غلمه كذا في روايه الاكثرين بالتثنيه وفي روايه السرخسي والكشميهقي علي أيدي بالجمع قوله لعنه الله عليهم غلمه بنصب غلمه علي الاختصاص وفي روايه عبد الصمد لعنه الله عليهم من أغيلمه والعجب من لعن مروان الغلمه المذكورين مع أن الظاهر أنهم من ولده فكان الله تعالي أجري ذلك علي لسانه ليكون أشد في الحجه عليهم لعلهم يتعظون وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد [ صفحه 64] مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره قوله فكنت أخرج مع جدي قائل ذلك عمروبن يحيي قوله حين ملكوا بالشام إنما خص الشام مع أنهم لما ولوا الخلافه ملكوا غير الشام أيضا لأنها كانت مساكنهم من عهد معاويه قوله أحداثأ جمع حديث أي شبانأ وأولهم يزيد عليه ما يستحق وكان غالبا ينزع الشيوخ من إماره البلدان الكبار ويوليها الأصاغر من أقاربه قوله قال لنا القائل هو جد عمروبن يحيي قوله قلنا أنت أعلم القائل ذلك له أولاده وأتباعه ممن سمع منه ذلك» [94] . قال ابن حجر في فتح الباري: «قوله سمعت الصادق المصديق تقدم بيانه في كتاب القدر والمراد به النبي صلي الله عليه وآله وسلم وقد وقع في روايه عبد الصمد المذكورأن أبا هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم وفي روايه له أخري سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قوله هلكه أمتي في روايه المكي هلاك أمتي وهو المطابق لما في الترجمه وفي روايه عبد الصمد هلاك هذه الأمه والمراد بالأمه هنا أهل ذلك العصر ومن قاربهم لا جميع الأمه إلي يوم القيامه قوله علي يدي غلمه كذا للأكثر بالتثنيه وللسرخسي والكشميهني أيدي بصيغه الجمع قال بن بطال جاء المراد بالهلاك مبينا في حديث آخر [ صفحه 65] لأبي هريره أخرجه علي بن معبد وبن أبي شيبه من وجه آخرعن أبي هريره رفعه أعوذ بالله من إماره الصبيان قالوا وما إماره الصبيان قال ان أطعتموهم هلكتم أي في دينكم وان عصيتموهم أهلكوكم أي في دنياكم بازهاق النفس أو باذهاب المال أو بهما وفي روايه بن أبي شيبه أن أبا هريره كان يمشي في السوق ويقول اللهم لا تدركني سنه ستين ولا إماره الصبيان وفي هذا إشاره إلي أن أول الأغيلمه كان في سنه ستين وهو كذلك فان يزيد بن معاويه استخلف فيها وبقي إلي سنه أربع وستين فمات ثم ولي ولده معاويه ومات بعد أشهر وهذه روايه تخصص دوايه أبي زرعه عن أبي هريره الماضيه في علامات النبوه بلفظ يهلك الناس هذا الحي من قريش وان المراد بعض قريش وهم الأحداث منهم لا كلهم والمراد أنهم يهلكون الناس بسبب طلبهم الملك والقتال لأجله فتفسد أحوال الناس ويكثر الخبط بتوالي الفتن وقد وقع الأمركما أخبر صلي الله عليه وآله وسلم وأما قوله لو أن الناس اعتزلوهم محذوف الجواب وتقديره لكان أولي بهم والمراد باعتزالهم أن لا يداخلوهم ولا يقاتلوا معهم ويفروا بدينهم من الفتن ويحتمل أن يكون لو للتمني فلا يحتاج إلي تقدير جواب ويؤخذ من هذا الحديث استحباب هجران البلده التي يقع فيها إظهار المعصيه فانها سبب وقوع الفتن التي ينشأ عنها عموم الهلاك قال بن وهب عن مالك تهجر الأرض التي يصنع فيها المنكر جهارا وقد صنع ذلك جماعه من السلف قوله فقال مروان لعنه الله عليهم غلمه في روايه عبد الصمد لعنه الله عليهم من أغيلمه وهذه الروايه تفسر [ صفحه 66] المراد بقوله في روايه المكي فقال مروان غلمه كذا اقتصر علي هذه الكلمه فذلت روايه الباب أنها مختصره من قوله لعنه الله عليهم غلمه فكان التقدير غلمه عليهم لعنه الله أو ملعونون أو نحو ذلك ولم يرد التعجب ولا الاستثبات قوله فقال أبوهريره لو شئت أن أقول بني فلان وبني فلان لفعلت في روايه الإسماعيلي من بني فلان وبني فلان لقلت وكان أبا هريره كان يعرف أسماءهم وكان ذلك من الجواب الذي لم يحدث به وتقدمت الإشاره إليه في كتاب العلم وتقدم هناك قوله لو حدثت به لقطعتم هذا البلعوم قوله فكنت أخرج مع جدي قائل ذلك عمروبن يحيي بن سعيد بن عمرووجده سعيد بن عمرووكان مع أبيه لما غلب علي الشام ثم لما قتل تحول سعيد بن عمروإلي الكوفه فسكنها إلي أن مات قوله حين ملكوا الشام أي وغيرها لما ولوا الخلافه وانما خصت الشام بالذكر لأنها كانت مساكنهم من عهد معاويه قوله فإذا رآهم غلمانا أحداثا هذا يقوي الاحتمال الماضي وأن المراد أولاد من استخلف منهم وأما تردده في أيهم المراد بحديث أبي هريره فمن جهه كون أبي هريره لم يفصح باسمائهم والذي يظهر أن المذكورين من جملتهم وأن أولهم يزيد كما دل عليه قول أبي هريره رأس الستين واماره الصبيان فان يزيد كان غالبا ينترع الشيوخ من اماره البلدان الكبارويوليها الأصاغر من أقارله وقوله قلنا أنت» [95] . [ صفحه 67] وقال أيضا: «قال بن بطال وفي هذا الحديث أيضا حجه لما تقدم من ترك القيام علي السلطان ولو جارلأنه صلي الله عليه وآله وسلم أعلم أبا هريره بأسماء هؤلاء وأسماء آبائهم ولم يأمرهم بالخروج عليهم مع اخباره ان هلاك الأمه علي أيديهم لكون الخروج أشد في الهلاك وأقرب إلي الاستئصال من طاعتهم فاختاراخف المفسدتين وأيسر الأمرين تنبيه يتعجب من لعن مروان الغلمه المذكورين مع أن الظاهر انهم من ولده فكأن الله تعالي اجري ذلك علي لسانه ليكون أشد في الحجه عليهم لعلهم يتعظون وقد وردت أحاديث في لعن الحكم والد مروان وما ولد أخرجها الطبراني وغيره غالبها فيه مقال وبعضها جيد ولعل المراد تخصيص الغلمه المذكورين بذلك» [96] . وقال الحاكم في المستدرك: «حدثنا علي بن محمد بن عقبه الشيباني حدثنا أحمد بن محمد بن إبراهيم المروزي الحافظ حدثنا علي بن الحسين الدرهمي حدثنا أميه بن خالد عن شعبه عن محمد بن زياد قال لما بايع معاويه لابنه يزيد قال مروان سنه أبي بكر وعمر فقال عبد الرحمن بن أبي بكر سنه هرقل وقيصر فقال أنزل الله فيك والذي قال لوالديه أف لكما الآيه قال فبلغ عائشه رضي الله عنها فقالت كذب والله ما هو [ صفحه 68] به ولكن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعن أبا مروان ومروان في صلبه فمروان قصص من لعنه الله عز وجل هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه». «حدثني محمد بن صالح بن هاني حثنا الحسين بن الفضل حدثنا مسلم بن إبراهيم حدثنا جعفر بن سليمان الضبعي حدثنا علي بن الحكم البناني عن أبي الحسن الجزري عن عمروبن مره الجهني وكانت له صحبه أن الحكم بن أبي العاص استأذن علي النبي صلي الله عليه واله وسلم فعرف النبي صلي الله عليه وآله وسلم صوته وكلامه فقال ائدنوا له عليه لعنه الله وعلي من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم وقليل ما هم يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخره ذوو مكر وخديعه يعطون في الدنيا وما لهم في الآخره من خلاق هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه وشاهده حديث عبد الله بن الزبير الذي حدثناه بن نصير الخلدي رحمه الله حدثنا أحمد بن محمد بن الحجاج بن رشدين المصري بمصر حدثنا إبراهيم ابن منصورالخرساني حدثنا عبد الرحمن بن محمد المحاربي عن محمد بن سوقه عن الشعبي عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لعن الحكم وولده هذا الحديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» [97] . [ صفحه 69] إلي هنا نكون قد عرفنا أن مجموعه من قريش لايحل لها الخلافه وأنها ملعونه علي لسان الرسول صلي الله عليه وآله وسلم فإن وصلوا للخلافه فليس بالاستحقاق الشرعي وانما بالغلبه علي الأمه وعلي الخلفاء الشرعيين فلا طاعه إذا إليهم وأنهم لا يدخلون ضمن الخلفاء الإثني عشر الذين أخبرنا النبي بخلافتهم من بعده لاختلال شرط العداله فيهم ولأنهم ممن قد استحق اللعن الصريح.

نعود مرة أخري و نسأل هل هناك بيت آخرمن قريش غير بني مروان يمكن أن نخرجه من قريش التي ينبغي علينا طاعتها أم أنه لا يوجد

الجواب: نجده عند الرسول صلي الله عليه وآله وسلم وهو يخرج بني أميه كلها كما في الأخبارالآتيه فقد قال (ص). قال الديلمي في الفردوس: «عبد الله بن الزبير شر قبائل العرب بنو أميه وبنو حنيف [ صفحه 70] وثقيف». [98] قال الحاكم في المستدرك: «ومنها ما حدثناه أبوبكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثني أبي حدثنا حجاج بن محمد حدثنا شعبه عن أبي حمزه قال سمعت حميد بن هلال يحدث عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزه الأسلمي قال كان أبغض الأحياء إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بنو أميه وبنو حنيفه وثقيف هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه» [99] . «حدثنا معاذ بن المثني حدثيا يحيي بن معين حدثنا محمد بن جعفر حدثنا شعبه عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب قال سمعت أبا نصر الهلالي يحدث عن بجاله بن عبده أو عبده بن بجاله قال قلت لعمران بن حصين أخبرني بأبغض الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال اكتم علي حتي أموت قلت نعم قال كان أبغض الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بني حنيفه وبني أميه وثقيف» [100] . قال في مسند أبي يعلي: [ صفحه 71] «حدثنا أحمد بن ابراهيم الدورقي قال حدثني حجاج بن محمد حدثنا شعبه عن أبي حمزه جارهم عن حميدبن هلال عن عبد الله بن مطرف عن أبي برزه قال كان أبغض الأحياء إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بنو أميه وثقيف وبنو حنيفه» [101] . قال في مسند الروياني: «أخبرنا ابن إسحاق أخبرنا يحيي بن معين أخبرنا حجاج بن محمد عن شعبه عن ابي حمزه جارهم قال سمعت حميد بن ملال عن عبد الله ابن مطرف عن أبي برزه قال: كان أبغض الأحياء إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بنو حنيفه وثقيف وبنو أميه» [102] . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن ابي برزه قال كان أبغض الناس أو أبغض الأحياء إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم ثقيف وبني حنيفه رواه أحمد وأبويعلي يزاد إلا أنه قال بنو أميه وثقيف وبنو حنيفه و كذلك الطبراني ورجالهم رجال الصحيح غير عبدالله ابن مطرف بن الشخير وهو ثقه» [103] . قال القاضي ابن مرزوق في معجم الصحابه: [ صفحه 72] «حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان مطين حدثنا أحمد بن إبراهيم الدورقي حدثنا حجاج حدثنا شعبه عن أبي حمره جارهم عن حميد بن هلال عن عبد الله بن مطرف قال كان أبغض الناس إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم أوأبغض الأحياء بنو أميه وثقيف وبنو حنيفه» [104] . وعلي هذه الروايات فيثبت لدينا أمر قطعي واضح أنه من غير المنطق ومن غير المعقول أن يجعل النبي خلفائه من أبغض البيوت عنده فهذا الأمر لا يقبله أي عاقل أوباحث.

بقي علينا أن نسأل هذا السؤال بعد أن ثبت لدينا بغض النبي لبعض بيوت قريش ولعنه لآخرين

نقول: وهل هناك بيوت أخري لايجوز لنا الخروج عليها حتي نعلم من هي قريتتي التي لايجوز الخروج عليها ومن أي بيوت القريش؟ [ صفحه 73] نجد الجواب أيضا عند النبي الاكرم صلي الله عليه وآله وسلم حيث يقول: قال الطبراني في المعجم الكبير: «حدثنا علي بن المبارك الصنعاني حدثنا اسماعيل بن أبي أويس حدثني أبوحفص عمر بن حفص بن يزيد القرظي عن عمرو بن شمرعن جابربن يزيد عن عطاء بن أبي رباح عن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال بغض بني هاشم والأنصاركفر وبغض العرب نفاق» [105] . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن أبي جميله أن الحسن بن علي حين قتل علي استخلف فبينا هويصلي بالناس إذ وثب إليه رجل فطعنه بخنجر في وركه فتمرض منها أشهرا ثم قام فخطب علي المنبر فقال يا أهل العراق اتقوا الله فينا فإنا أمراؤكم وضيفانكم ونحن أهل البيت الذين قال الله عزوجل: (أهل الرجس عنكم ليذهب الله يريد انما تطهيرا و يطهركم البيت) [106] فما زال يومئذيتكلم حتي ما تري في المسجد إلا باكيا رواه الطبراني ورجاله ثقات». [ صفحه 74] «وعن عبد الله بن عباس أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال بغض بني هاشم والأنصاركفر وبغض العرب نفاق رواه الطبراني» [107] . وقال أيضا: «وعن ابن عباس قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بغض بني هاشم والأنصاركفر وبغض العرب نفاق رواه الطبراني ورجاله ثقات» [108] . قال المناوي في فيض القدير: «بغض بني هاشم والأنصاركفر أي صريح أن بغض بني هاشم من حيث كونهم قرابه النبي وبغض الأنصارمن حيث كونهم ناصروه وظاهروه» [109] . قال ابن حنبل في فضائل الصحابه: «حدثنا عبد الله قال حدثنا عثمان بن أبي شيبه حدثنا حفص بن غياث عن حجاج بن أرطاه عن طلحه الأيامي قال كان يقال [ صفحه 75] بغض بني هاشم نفاق» [110] . عرفنا إذا بان المقصود من قريش التي بغضها غير جائزهم بني هاشم. ولكن نريد لإيضاح أكثر حول بني هاشم فهل هم أفضل من غيرهم أم لا؟

هل هناك دليل يقول بأن بني هاشم أفضل من بقيه قريش و بيوتات قريش أم لا

نجد الجواب عند النبي صلي الله عليه وآله وسلم حيث قال: الاصطفاءلبني هاشم فقط: قال في صحيح مسلم: «حدثنا محمد بن مهران الرازي ومحمد بن عبد الرحمن بن سهم جميعا عن الوليد قال بن مهران حدثنا الوليد بن مسلم حدثنا الأوزاعي عن أبي عمار شداد أنه سمع واثله بن الأسقع يقول سمعت [ صفحه 76] رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول إن الله اصطفي كنانه من ولد إسماعيل واصطفي قريشا من كنانه واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم» [111] . قال في سنن الترمذي: «حدثنا خلاد بن أسلم حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن أبي عمارعن واثله بن الأسقع رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن الله اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفي من ولد إسماعيل بني كنانه واصطفي من بني كنانه قريشا واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم قال أبوعيسي هذا حديث حسن صحيح» [112] . قال السيوطي في الدرالمنثور: «وأخرج الحافظ أبو القاسم حمزه بن بوسف السهمي في فضائل العباس عن واثله بن الأسقع قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن الله اصطفي من ولد آدم إبراهيم اتخذه خليلا واصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل ثم اصطفي من ولد إسماعيل نزارا ثم اصطفي من ولد نزارمضر ثم اصطفي من مضر كنانه ثم اصطفي من كنانه قريشا ثم اصطفي من قريش بني هاشم ثم [ صفحه 77] اصطفي من بني هاشم بني عبد عبد المطلب ثم اصطفاني من بني عبدالمطلب» [113] . وقال أيضا: «وأخرج ابن سعد ومسلم والترمذي والبيهقي في الدلائل عن واثله بن الأسقع قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن الله اصطفي من ولد إبراهيم إسمعيل واصطفي من ولد إسمعيل بني كنانه واصطفي من بني كنانه قريشا واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم» [114] . وقال في تفسير ابن كثير: «وقال الإمام أحمد حدثنا محمد بن مصعب حدثنا الأوزاعي عن شداد أبي عمارعن واثله بن الأسقع رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال إن الله اصطفي من ولد إبراهيم إسماعيل واصطفي من بني إسماعيل بني كنانه واصطفي من بني كنانه قريشا واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم انفرد بإخراجه مسلم». «وقال الإمام أحمد حدثنا أبونعيم عن سفيان عن يزيد بن أبي زباد عن عبد الله بن الحارث بن نوفل عن المطلب بن أبي وداعه [ صفحه 78] قال قال العباس بلغه صلي الله عليه وآله وسلم بعض ما يقول الناس فصعد المنبر فقال من أنا قالوا أنت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم فقال أنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب إن الله خلق الخلق فجعلني في خير خلقه وجعلهم فريقين فجعلني في خير فرقه وخلق القبائل فجعلني في خير قبيله وجعلهم بيوتا فجعلني في خيرهم بيتا فأنا خيركم بيتا وخيركم نفسا صدق صلوات الله وسلامه عليه» [115] . وقال الحاكم في المستدرك: «حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن بالويه حدثنا الحسن بن علي بن شبيب المعمري حدثنا أبو الربيع الزهراني حدثنا حماد بن واقد الصفارحدثنا محمد بن ذكوان خال ولد حماد بن زيد عن محمد بن المنكدرعن عبد الله بن عمررضي الله عنهما قال بينا نحن جلوس بفناء رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إذ مرت امرأه فقال رجل من القوم هذه ابنه محمد فقال أبوسفيان إن مثل محمد في بني هاشم مثل الريحانه في وسط التين فانطلقت المرأه فأخبرت النبي صلي الله عليه وآله وسلم فخرج النبي صلي الله عليه وآله وسلم يعرف الغضب في وجهه فقال ما بال أقوال تبلغني عن أقوام أن الله تبارك وتعالي خلق السماوات فاختارالعليا فأسكنها من شاء من خلقه ثم خلق الخلق فاختارمن الخلق بني آدم واختارمن بني آدم العرب واختارمن العرب مضر واختارمن مضر قريشا واختارمن [ صفحه 79] قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فانا من بني هاشم من خيارإلي خيارفمن أحب العرب فبحبي أحبهم ومن أبغض العرب فببغضي أبغضهم وقد قيل في هذا الإسناد عن محمد بن ذكوان عن عمروبن دينارعن عبد الله بن عمر» [116] . قال المناوي في فيض القدير: «قريش ولاه الناس في الخير والشريعني في الجاهليه والإسلام ويستمر ذلك إلي يوم القيامه فالخلافه فيهم ما بقيت الدنيا ومن تغلب علي الملك بطريق الشوكه لاينكر أن الخلافه في قريش قال ابن تيميه والذي عليه أهل السنه والجماعه أن جنس العرب أفضل من جنس العجم عبرانيهم وسريانيهم وروميهم وفأرسيهم وغيرهم وأن قريشا أفضل العرب وأن بني هاشم أفضل قريش وأن رسول الله أفضل بني هاشم فهو أفضل الخلق نفسا وأفضلهم نسبا وليس فضل العرب ثم قريش ثم بني هاشم لمجرد كون النبي منهم وان كان هذا الفضل بل هم في أنفسهم أفضل وبذلك يثبت للنبي أنه أفضل نسبا والا لزم الدوراه حم ت عن عمروبن العاص رمز المصنف لصحته قريش ولاه هذا الأمر أي أمر الإمامه العظمي زاد في روايه ما أقاموا الدين» [117] . [ صفحه 80] قال في صحيح ابن حبان: «أخبرنا أحمد بن علي بن المثني حدثنا محمد بن عبد الرحمن بن سهم الأنطاكي حدثنا الوليد بن مسلم عن الأوزاعي عن شداد أبي عمارعن واثله بن الأسقع قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم إن الله اصطفي كنانه من ولد إسماعيل واصطفي من كنانه قريشا واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم» [118] . راجع المصادرالتاليه: سنن البيهقي الكبري ج:7 ص:134 الاستذكار ج: 8 ص:614 ومصنف ابن أبي شيبه ج:6 ص:317 والآحاد والمثاني ج:2 ص:164 المعجم الأوسط ج: 6 ص: 200 والمعجم الكبيرج: 12 ص: 455 والمعجم الكبيرج:22 ص: 66 مسند أبي يعلي ج:13 ص:469 ومسند أبي يعلي ج:13 ص:472 ومسند الإمام أحمد بن حنبل ج:4 ص:107 وشعب الإيمان ج:2ص:139 ومجمع الزوائدج:8 ص:215. وهناك أكثر من خمسين مصدر فمن أراد فعليه البحث. وعلي هذا يتبين موقف الشيعه حيث أنهم جعلوا الخلافه في بني هاشم لأنهم أفضل من غيرهم والافضل يقدم علي غيره [ صفحه 81] ومستندهم واضح كل الوضوح لمن أراد البحث عن الحقيقه وترك التعصب الأعمي.

ادلة أخري تحصره الخلافة في بعض بيوت بني هاشم و تخرج غيرهم منها، حديث قدموا قريش

والآن وبعد أن تبين لنا كثيرا من الأمور في مسأله الخلافه وانها أصبحت محصوره فقط في بني هاشم، سوف نبحث عن أدله أخري تحصرها في بعض بيوت بني هاشم وتخرج غيرهم منها. فإننا نجد بان النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال: حديث تقديم قريش قال في السنن الصغري: «وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قدموا قريشا ولا تقدموها فأحب أن يقدم من حضر منهم اتباعا للنبي إذا كان فيه لذلك موضع» [119] . وقال في كتاب الأم: «وقد قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قدموا قريشا ولا تقدموها فأحب أن يقدم من حضر منهم اتباعا لرسول [ صفحه 82] الله صلي الله عليه وآله وسلم إذا كان فيه لذلك موضع» [120] . وقال أيضا: «أخبرنا الربيع قال أخبرنا محمد بن إدريس الشافعي قال حدثني بن ائي فديك عن بن أبي ذئب عن بن شهاب أنه بلغه أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعالموها أوتعلموها الشك من بن أبي فديك». (قال الشافعي) رحمه الله تعالي: «أخبرنا بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن حكيم بن أبي حكيم انه سمع عمر بن عبد العزيز وبن شهاب يقولان قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من اهان قريشا أهانه الله» [121] . قال في مسندالشافعي: «حدثنا الشافعي حدثني بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن بن شهاب أنه بلغه أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال: (قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها أوتعلموها)». «يشك بن أبي فديك أخبرنا بن أبي فديك عن بن أبي ذئب عن حكيم بن أبي حكيم أنه سمع عمر بن عبد العزيز وبن شهاب [ صفحه 83] يقولان قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من أهان قريشا أهانه الله عز وجل» [122] . قال الديلمي في الفردوس بماثورالخطاب: «عقبه بن غزوان قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا من قريش ولا تعلموها ألا وأن قوه الرجل من قريش مثل قوه الرجلين من غيرهم في الخير والشر» [123] . قال البيهقي في شعب الإيمان: «وجاء عن النبي من أهان قريشا أنه قال قدموا قريشا ولا تقدموها وما ذلك إلا أنه صلي الله عليه وآله وسلم منهم» [124] . قال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن علي أن النبي صلي الله عليه وآله وسلم قال فيما أعلم قدموا قريشا ولا تقدموها ولولا أن تبطر قريش لأخبرتها بما لها عند الله عز وجل دواه الطبراني وفيه أبو معشر وحديثه حسن وبقيه رجاله رجال الصحيح» [125] . [ صفحه 84] قال ابن أبي عاصم في السنه: «حدثنا الحسن بن علي حدثنا يزيد بن هارون حدثنا أبو معشر عن المقبري عن عبد الله بن السايب قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قدموا قريشا ولا تقدموها». «حدثنا عمروبن عثمان حدثنا أبي حدثنا عبدالله بن عبد العزيز عن محمد بن عبد العزيز عن ابن شهاب عن أبي سلمه بن عبد الرحمن وسعيد بن المسيب عن عتبه بن غزوان وعن عروه بن الزبير عن عتبه بن غزوان أن رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قال قدموا قريشا ولا تقدموها». «حدثنا أبوبكو حدثنا عبد الأعلي عن معمر عن الزهري عن سهل بن أبي حثمه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قدموا قريشا ولا تقدموها». «حدثنا يعقوب بن حميد حدثنا إبراهيم بن ثابت عن عمروبن أبي عمرو عن المطلب عن جبير بن مطعم قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يا أيها الناس لا تقدموا قريشا فتهلكوا ولاتخلفوا عنها فتضلوا». «حدثنا محمد بن عبد الله ثنا جعفربن سليمان عن النضر بن حميد عن الجارود عن أبي الأحوص عن عبدالله بن مسعود قال [ صفحه 85] وكان ابن مسعوديرفع الحديث قال: لا تسبوا قريشا فإن علم عالمها يملأ الأرض علما» [126] . قال المقري في السنن الوارده في الفتن: «حدثنا ابن عفان قال حدثنا أحمد قال حدنا سعيد قال حدثنا نصر قال حدثنا علي قال حدثنا إسماعيل بن عياش عن ابن أبي ذئب ثعن الزهري قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا من قريش ولا تعلموها» [127] . قال ابن حمزه الحسيني في البيان والتعريف: «قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعالموها. أخرجه الإمام أحمد والإمام الشافعي عن عبد الله بن حنطب رضي الله عنه وابن عدي عن أبي هريره رضي الله عنه سببه عن عبد الله بن حنطب قال خطبنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوم الجمعه فقال يا ايها الناس قدموا قريشا فذكره» [128] . قال الكتاني في نظم المتناثر: [ صفحه 86] «وورد أيضا من حديث جبير بن مطعم وعبد الله بن السائب وعبد الله بن حنطب وأبي هريره وعلي وابن شهاب بلاغا وأبي بكر بن سليمان بن أبي حثمه مرسلا قدموا قريشا ولا تقدموها الحديبث وفي الصحيحين من حديث أبي هريره الناس تبع لقريش في هذا المثط ن وفي روايه لأحمد في هذا الأمر وفي مسلم من حديث جابر مثله قال ابن حجر في تخريج أحاديث الرافعي وقد جمعت طرقه في جزء مفرد عن نحومن أربعين صحابيا اهـ». وفي الأمالي له: «أما حديث الأئمه من قريش فوقع لنا من حديث علي بلفظه وكذا من حديث أنس ووقع لنا معناه عن عدد كثير من الصحابه ثم ساق أحاديثهم فانظره وسبق عنه في فتح الباري عده من المتواتر أيضا وأقره السخاوي في فتح المغيث وغيره وأما قول الحافظ العلائي لم أجده فذهول وغفله عظيمه» [129] . قوله: «الناس تبع لقريش» قيل هو خبر بمعني الأمر ويدل عليه قوله في روايه أخري قدموا قريشا ولا تقدموها أخرجد عبد الرزاق بإسناد صحيح لكنه مرسل وله شواهد وقيل هو خبر علي ظاهره والمراد بالناس بعض الناس وهم سائر العرب من غير قريش. وقد جمعت في ذلك تأليفا سميته لذه العيش بطرق الأئمه من [ صفحه 87] قريش وسأذكر مقاصده في كتاب الأحكام مع إيضاح هذه المسأله قال عياض استدل الشافعيه بهذا الحديث علي إمامه الشافعي وتقديمه علي غيره ولا حجه فيه لأن المراد به هنا الخلفاء» [130] . وقال أيضا: «واستدل بقوله قدموا قريشا ولا تقدموها وبغيره من أحاديث الباب علي رجحان مذهب الشافعي لورود الأمر بتقديم القرشي علي من ليس قرشيا قال عياض ولا حجه فيها لأن المراد بالأئمه في هذه الأحاديث الخلفاء والا فقد قدم النبي صلي الله عليه واله وسلم سالما مولي أبي حذيفه في امامه الصلاه ووراءه جماعه من قريش وقدم يلد بن حارثه وابنه أسامه بن زيد ومعاذ بن جبل وعمروبن العاص في التأمير في كثير من البعوث والسرايا ومعهم جماعه من قريش» [131] . قال المناوي في فيض القدير: «قدموا قريشا ولا تقدموها بفتح التاء والقاف والتشديد بضبط المصنف أصله تتقدموها وحذفت تاء التفعيل لا تاء المضارعه أي ولا تتقدموا عليها في أمر شرع تقديمها فيه كالإمامه وتعلموا منها ولا تعالموها بفتح المثناه مفاعله من العلم أي لا تغالبوها بالعلم [ صفحه 88] ولا تفاخروها فيه فإنهم المخصوصون بالأخلاق الفاضله والأعمال الكامله وكانوا قبل الإسلام طبيعتهم قابله للفضائل والفواضل والخيورالهوامل لكنها معطله عن فعله ليس عندهم علم منزل من السماء والشريعه موروثه عن نبي ولا هم مشتغلون بالعلوم العقليه المحضه من نحو حساب وطب إنما علمهم ما سمحت به قرائحهم من نحو شعر وبلاغه وفصاحه وخطب فلما بعث الله محمدا بالهدي أخذوه بعد المجاهده الشديده والمعالجه علي نقلهم عن عادتهم الجاهليه وظلماتهم الكفريه بتلك الفطره الجيده السنيه والقريحه السويه المرضيه فاجتمع لهم الكمال بالقوه المخلوقه فيهم والكمال المنزل إليهم كارض جيده في نفسها لكنها معطله عن الحرث أوينبت بها شوك فصارت ماوي الخنازير والسباع فإذا طهرت عن المؤذي وزرع فيها أفضل الحبوب والثمارأنبتت من الحرث ما لا يوصف مثله». الشافعي في المسند والبيهقي في كتاب المعرفه كلاهما عن ابن شهاب الزهري بلاغا أي أنه قال: «بلغنا رسول الله ذلك عد عن أبي هريره وظاهر صنيع المصنف أن الشافعي لم يخرجد إلا بلاغا فقط وليس كذلك فقد أفاد الشريف السمهودي في الجواهر وغيره أن الشافعي في مسنده وأحمد في المناقب خرجاه من حديث عبد الله بن حنطب قال خطبنا رسول الله يوم الجمعه فقال أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها انتهي». [ صفحه 89] وقال الحافظ ابن حجر خرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح لكنه مرسل وله شواهد: «قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا من قريش العلم الشرعي وآلته ولا تعلموها بضم المثناه وفتح العين وشد اللام بضبطه لأن التعليم إنمايكون من الأعلي إلي الأدني ومن الأعلم لغيره فنهاهم ان يجعلوهم في مقام التعليم ومقام المغالبه بالعلم» [132] . قال ابونعيم في حليه الاولياء: «حدثنا احمد بن جعفر بن مالك حدثنا محمد بن يونس بن موسي حدثنا أبي حدثنا محمد بن سليمان بن مسحول المخزومي عن عبدالعزيز بن أبي داود عن عمرو بن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال خطبنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوم الجمعه فقال يا أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها أوتعلموا من قريش ولا تعلموها قوه رجل من قريش تعدل قوه رجلين من غيرهم وأمانه رجل منهم تعدل أمانه رجلين من غيرهم». «أخبرنا عبد الله بن جعفر فيما قريء عليه واذن لي قال ثنا اخمد بن يونس الضبي ثنا عماربن نصر ثنا إبراهيم بن اليسع الملكي ثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال خطب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالجحفه فقال: أيها الناس لست [ صفحه 90] أولي بكم من أنفسكم قالوا بلي قال فاني كاني لكم علي الحوض فرطا وسائلكم عن اثنتين عن القرآن وعن عترتي لا تقدموا قريشا فتهلكوا ولا تختلفوا عنها فتضلوا قوه الرجل من قريش قوه رجلين ألا تفاقهوا قريشا فهي أفقه منكم لولا أن تبطرقريش وخبرتها بما لها عند الله» [133] . وقال أيضا: «قال ورجل من ورائي يكتب ألفاظي وأنا لا أعلم قال فادخل علي هارون وقرأه عليه قال فقال هرثمه بن اعين وكان متكئا فاستوي جالسا فقال اقرأه علي ثانيا قال فانشا هارون يقول صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم تعلموا من قريش ولا تعلموها قدموا قريشا ولا تقدموها» [134] . قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: «قال اسلم بن عبد العزيز حدثنا بقي بن مخلد قال لما وضعت (مسندي) (جاءني عبيد الله بن يحيي بن يحيي واخوه إسحاق شقالا بلغنا انك وضعت) مسندا (قدمت فيه أبا مصعب الزهري [ صفحه 91] ويحيي بن بكير واخرت ابانا فقال اما تقديمي أبا مصعب فلقول رسول الله صلي الله عليه واله وسلم) قدموا قريشا ولا تقدموها» [135] . قال الجرجاني في الكامل في ضعفاء الرجال: «وهذا أيضا يرويه عثمان عن حماد حدثنا علي بن إسماعيل بن أبي النجم حدثنا عامربن سيارحدثنا عثمان بن عبد الرحمن عن الزهري عن أبي وديعه عن أبي هريره قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منهاولاتعلموها» [136] . قال البغدادي في تاريخ بغداد: «والنبي صلي الله عليه وآله وسلم يقول: قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها فأن علم العالم منهم يسع طباق الأرض» [137] . قال ابن عساكرفي تاريخ مدينه دمشق: «أنبانا أبوطالب عبد القادربن محمد بن عبد القادرح وأخبرنا أبو طاهر إبراهيم بن الحسن بن طاهر عنه أخبرنا أبو [ صفحه 92] إسحاق إبراهيم بن عمر بن أحمد البرمكي أخبرنا أبوبكر أحمد بن جعفر بن حمدان بن مالك القطيعي حدثنا محمد بن يونس حدثني أبي حدثنا محمد بن سليمان بن ميمون المخزومي عن عبد العزيز بن أبي دواد عن عمروبن أبي عمروعن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال: خطبنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوم الجمعه فقال أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها قوه رجل من قريش تعدل قوه رجلين من غيرهم وأمانه رجل من قريش تعدل أمانه رجلين من غيرهم يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب فإنه لا يحبه إلا مؤمن ولايبغضه إلا منافق من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فتد أبغضني ومن أبغضني عذبه الله عز وجل» [138] . قال العجلوني في كشف الخفاء: «(قدموا قريشا ولا تقدموها) رواه الطبراني عن عبدالله بن السائب وأبونعيم ثم الديلمي عن أنس واخرون عن غيرهما كلهم رفعوه انتهي« [139] . قال للواد ياشي الأندلسي في تحفه المحتاج: «وعن الزهري أنه بلغه أن النبي صلي الله عليه وآله [ صفحه 93] وسلم قال قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها أو تعملوها شك ابن أبي فديك رواه الشافعي في مسنده كذلك قال البيهقي وروي موصولا وليس بالقوي» [140] . قال ابن حنبل في فضائل الصحابه: «حدثنا محمد بن يونس قال حدثني أبي حدثنا محمد بن سليمان بن المسمول المخزومي عن عبد العزيز بن أبي رواد عن عمرو بن أبي عمروعن المطلب بن عبد الله بن حنطب عن أبيه قال خطبنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوم الجمعه فقال با أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها قوه رجل من قريش تعدل قوه رجلين من غيرهم وامانه رجل من قريش تعدل أمانه رجلين من غيرهم يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي اقربها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب فإنه لا يحبه الا مؤمن ولايبغضه الا منافق من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضني ومن أبغضني عذبه الله عز وجل» [141] . قال المناوي في فيض القدير: «فقد أفاد الشريف السمهودي في الجواهر وغيره أن الشافعي في مسنده وأحمد في المناقب خرجاه من حديث عبد الله بن [ صفحه 94] حنطب قال خطبنا رسول الله يوم الجمعه فقال أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها انتهي». «وقال الحافظ ابن حجر خرجه عبد الرزاق بإسناد صحيح لكنه مرسل وله شواهد: «قدموا قريشا ولا تقدموها وتعلموا من قريش العلم الشرعي وآلته ولا تعلموها بضم المثناه وفتح العين وشد اللام بضبطه لأن التعليم إنما يكون من الأعلي إلي الأدني ومن الأعلم لغيره فنهاهم أن يجعلوهم في مقام التعليم ومقام المغالبه بالعلم» [142] . قال أبونعيم في حليه الأولياء: «حدثنا أحمد بن جعفر بن مالك حدثنا محمد بن يونس بن موسي حدثنا أبي حدثنا محمد بن سليمان بن مسحول المخزومي عن عبدالعزيز بن أبي داود عن عمروبن أبي عمرو عن أنس بن مالك قال خطبنا رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يوم الجمعه فقال يا أيها الناس قدموا قريشا ولا تقدموها أوتعلموا من قريش ولا تعلموها قوه رجل من قريش تعدل قوه رجلين من غيرهم وأمانه رجل منهم تعدل أمانه رجلين من غيرهم». «أخيرنا عبدالله بن جعفرفيما قريء عليه واذن لي قال حدثنا احمد بن يونس الضبي حدثنا عماربن نصر حدثنا إبراهيم [ صفحه 95] بن اليسع الملكي حدثنا جعفر بن محمد عن أبيه عن جده عن علي قال خطب رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم بالجحفه فتال: أيها الناس لست أولي بكم من أنفسكم قالوا بلي قال فاني كأني لكم علي الحوض فرطا وسائلكم عن اثنتين عن القرآن وعن عترتي لا تقدموا قريشا فتهلكوا ولا تختلفوا عنها فتضلوا قوه الرجل من قريش قوه رجلين ألا تفاقهوا قريشا فهي أفقه منكم» [143] . إننا نجد هنا أمرمن النبي صلي الله عليه وآله للأمه يقول فيه أطالبكم بأمرين اتجاه قريش الأمر الأول أن تقدموها ولا تتقدمواعليها. والأمر الآخر أن تتعلموا منها ولا تعلموها فإنها أعلم منكم وقطعا النبي لا يقصد الغلمه من بني مروان الذين لعنهم وحذر الأمه منهم ومن شرهم وأيضا لا يقصد البيت الذي لا يحبه ويبغضه وهو البيت الأموي.

فإذا أي بيت يقصد هل يقصد بيت بني هاشم لأنهم أفضل البيوت و هل يقصد منهم مجموعة معينة أم لا

فاي بيت يقصد اذن؟ هل يقصد بيت بني هاشم لأنهم أفضل البيوت وهل يقصد منهم مجموعه معينه أم لا؟ نجد الجواب في هذه الروايات حيث قال (ص): قال الطبراني في المعجم الكبير: [ صفحه 96] «حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا جعفر بن حميدح حدثنا محمد بن عثسان بن أبي شيبه حدثنا النضر بن سعيد أبوصهيب قالا ثنا عبد الله بن بكير عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال نزل النبي (ص) يوم الجحفه ثم أقبل علي الناس فحمد الله وأثني عليه ثم قال إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله واني أوشك أن أدعي فأجيب فما أنتم قائلون قالوا نصحت قال أليس تشهدين أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده يرسوله وأن الجنه حق والنارحق وأن البعث بعد الوت حق قالوا نشهد قال فرفع يديه فوضعهما علي صدره ثم قال وأنا أشهد معكم ثم قال ألا تسمعون قالوا نعم قال فإني فرطكم علي الحوض وأنتم واردون علي الحوض وان عرضه أبعد ما بين صنعاء وبصري فيه أقداح عدد النجوم من فضه فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادي مناد وما الثقلان يا رسول الله قال كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا والآخرعترتي وان اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض وسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال من كنت أولي به من نفسي فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه» [144] . [ صفحه 97] وقال أيضا: «حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي حدثنا جمعفر بن حميد حدثنا عبد الله بن بكير الغنوي عن حكيم بن جبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال قال رسول الله (ص) إني لكم فرط وانكم واردون علي الحوض عرضه ما بين صنعاء إلي بصري فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضه فأنظروا كيف تخلفوني في الثقلين فقام رجل فقال يا رسول الله وما الثقلان فقال رسول الله (ص) الأكبر كتاب الله سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا والأصغر عترتي وانهم لن يفترقا حتي يردا علي الحوض وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم» [145] . وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: «وعن زيد بن أرقم قال نزل رسول الله (ص) الجحفه ثم أقبل علي الناس فحمد الله وأثني عليه ثم قال إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله واني أوشك أن أدعي فأجيب فما انتم قائلون قالوا نصحت قال أليس تشهدين أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن الجنه حق وأن النارحق قالوا نشهد قال فرفع يده فوضعها علي صدره ثم قال أنا أشهد معكم ثم قال ألا تسمعون قالوا [ صفحه 98] نعم قال فإني فرط علي الحوض وأنتم واردون علي الحوض وأن عرضه ما بين صنعاء وبصري فيه أقداح عدد النجوم من فضه فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين فنادي مناد وما الثقلان يا رسول الله قال كتاب الله طرف بيد الله عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخرعشيرتي وان اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ثم أخذ بيد علي رضي الله عنه فقال من كنت أولي به من نفسه فعلي وليه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وفي رواه أخصر من هذه فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضه وقال فيها أيضا الأكبر كتاب الله والأصغر عترتي وفي روايه لما رجع رسول الله (ص) من حجه الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن ثم قام فقال كاني قد دعيت فأجبت وقال في آخره فقلت لزيد أنت سمعته من رسول الله (ص) فقال ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينيه وسمعه بأذنيه (ص) قلت في الصحيح طرف منه وفي الترمذي منه من كنت مولاه فعلي مولاه» [146] . وقال السيوطي في الدرالمنثور: وأخرج الطبراني عن زيد بن أرقم قال قال رسول الله (ص) [ صفحه 99] إني لكم فرط وانكم واردون علي الحوض فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين قيل وما الثقلان يا رسول الله؟ قال الأكبر كتاب الله عز وجل. سبب طرفه بيد الله وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزالوا ولا تضلوا والأصغر عترتي وانهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض وسألت لهما ذاك ربي فلا تقدموهما لتهلكوا ولا تعلموهما فإنهما أعلم منكم» [147] . وقال القندوزي في ينابيع الموده: «وذكر ابن حجر في الصواعق المحرقه قال: وفي روايه صحيحه: كأني قد دعيت فأجبت، واني قد تركت فيكم الثقلين أحدهما آكد من الآخر: كتاب الله عزوجل وعترتي- أي بالمثناه- فأنظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض، سألت ربي ذلك لهما، فلا تتقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم، ولهذا الحديث طرق كثيره عن بضع وعشرين صحابيا لا حاجه لنا ببسطها» [148] . [ صفحه 100] وقد مرّت علينا الروايات الصحيحه التي أمرتنا بالتمسك بأهل البيت وضمن لنا النبي صلي الله عليه وآله وسلم عدم الضلال إذا اتبعناهم وتمسكنا بهم دون غيرهم من قريش. وعلي هذا يتبين لنا بأن المراد من قريش الذين منهم الإمامه والخلافه همخصوص أهل البيت عليهم السلام من بني هاشم من قريش.

و هو لقد أخرجت الظلمه و بهم يخرج بني العباس و كل حاكم ظالم و أخرجت بني مروان و بني أميه و بقي عندك الخلفاء الثلاثه فكيف تخرجهم عن الأمر و عن الخلافة والحاكميه فهم و خاصة أبوبكر و عمر ليسا من بني أميه فكيف سوف تخرجهما

اشاره

الجواب: أقول سوف أخرجهما بأمرين؛ [ صفحه 101] أولهما: الجهل والثاني: الظلم

اخرجهم بالجهل

فلو تأملنا الروايات السابقه فإننا سوف نجد فيها شرط لعدم التقدم عليهم وهوأن يكونوا علماء لأن النبي (ص) يقول لا تعلموهم فإنهم أعلم منكم فمن ثبت أنه غير عالم أو ثبت أنه جاهل فيجوزالتقدم عليه ولا يجوزله التقدم. علم الخلفاءومقارنتها بعلم الإمام علي: لقد شهد النبي (ص) لعلي وقال لعلي: «أنت المبين لأمتي ما اختلفوا فيه من بعدي» وعلي هذا إذا تم الاتفاق بين الصحابه فلا إشكال وان اختلف فنأخذ بأقوال الإمام علي(ع)مرجحين له علي أقوال الغير واليكم الآن الحديث الأول في علم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(ع)بألفاظه المختلفه فقد قال (ص): «إن الله خلقني وعليا من شجره أنا أصلها وعلي فرعها والحسن والحسين ثمرتها والشيعه ورقها فهل يخرج من الطيب إلا الطيب؟ وأنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أراد المدينه فليأتها من بابها». وفي لفظ آخر قال (ص): «أنا مدينه العلم وعلي بابها ولا [ صفحه 102] تؤتي البيوت إلا من أبوابها». وفي لفظ آخر قال (ص): «أنا مدينه العلم وأنت بابها كذب من زعم أنه يصل إلي المدينه إلا من قبل الباب». وفي لفظ آخر قال (ص): «أنا مدينه العلم وأنت بابها كذب من زعم انه يدخل المدينه بغير الباب قال الله عز وجل (وأتوا البيوت من أبوبها)» [149] . وفي قول آخر قال (ص): «أنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت بابه! (الباب)». وفي لفظ آخر قال (ص): «يا علي أنا مدينه العلم وأنت بابها ولن تؤتي المدينه إلا من قبل الباب». وفي لفظ آخر عن جابر قال: «سمعت رسول الله يوم الحديبيه وهوآخذ بيد علي يقول هذا أمير البرره وقاتل الفجره منصورمن نصره مخذول من خذله ثم مدبها صوته فقال أنا مدينه العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فل يأتي الباب». المصادر: ترجمه الإمام علي من تاريخ دمشق لإبن عساكر الشافعي ج 2 ص 464 حديث 984 و 985 و 986 و 987 و988 و989 ومافوق شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 334 حديث 459 المستدرك للحاكم ج 3 ص 126 و 127 وصححه، وأسد الغابه ج 4 ص 22 ومناقب [ صفحه 103] علي بن أبي طالب لإبن المغازلي الشافعي ص 80 حديث 120 و 121... الخ، كفايه الطالب للكنجي الشافعي ص 220 و 221 الطبعه الحيدريه المناقب للخوارزمي الحنفي ص 40 نظم درر السمطين للزرندي الحنفي ص 113، تاريخ الخلفاء للسيوطي ص 170، اسعاف الراغبين بها مش نورالإبصار ص 140 ط العثمانيه، تذكره الخواص للسبط ابن الجوزي الحنفي ص 47 و 48، فيض القدير للشوكاني ج 3 ص 46، الإستيعاب بها مش الإصابه ج 3 ص 38، الميزان للذهبي ج 1 ص415 والجزء2 ص 251 وغيرها من المصادروهي كثيره جدا ولقد نقل صاحب الغدير أسماء من خرجه من الحفاظ وأئمه الحديث فبلغ عددهم مئه وثلاثه واربعين حافظ وامام من ائمه الحديث وحفاظه منهم عبد الرزاق الصنعاني والحافظ يحيي بن معين والهروي احد مشايخ مسلم واحمد بن حنبل والرواجني الاسدي احد مشايخ البخاري والترمذي والبزاروالحاكم وابن مردويه الاصبهاني وابو نعيم الاصبهاني وابوبكر البيهقي والخطيب البغدادي وابن عبد البر القرطبي والسمعاني والديلمي وغيرهم الكثير. وقدنص علي صحته كل من: أولاً: الحافظ أبوزكربا يحيي بن معين البغدادي نص علي صحته كما ذكره الخطيب وابوالحجاج المزي وابن حجر. ثانياً: ابوجعفر محمد بن جرير الطبري صححه في تهذيب الآثار. [ صفحه 104] ثالثا: الحاكم النيسابوري صححه في المستدرك. رابعاً: الخطيب البغدادي عده ممن صححه المولوي حسن زمان في القول المستحسن. خامساً: الحافظ أبو محمد الحسن السمرقندي في بحر الاسانيد سادساً: مجد الدين الفيروزآبادي صححه في النقد الصحيح. سابعاً: الحافظ جلال الدين السيوطي صححه في جمع الجوامع. ثامناً: السيد محمد البخاري نص علي صحته في تذكره الأبرار. تاسعاً: الأمير محمد اليماني الصنعاني صرح بصحته في الروضه النديه. وغيرهم فراجع: الغدير الجزء السادس من ص 61 الي ص 81. وهناك أقوال أخرللنبي (ص) في علم علي(ع)نأخذ بعضها خوف الإطاله فقد قال (ص) لفاطمه (ع): «أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما وأعلمهم علما» [150] . وقال (ص) لها أيضا: «زوجتك خير أمتي أعلمهم علما [ صفحه 105] وأفضلهم حلما، وأولهم سلما» [151] . وقوله (ص) للزهراء (ع): «إنه لأول أصحابي إسلاما أو أقدم أمتي سلما وأكثرهم علما وأعظمهم حلما» [152] . وهناك أحاديث أخر منها: «أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب»، «أقضي أمتي علي»، وحديث «أقضاكم علي» وغيره. وكذلك ما ورد في أقوال أمير المؤمنين (ع)- وباختصارتام أيضا- حيث قال (ع): «إن رسول الله (ص) علمني الف باب كل باب فيها يفتح ألف باب، فذلك ألف ألف باب حتي علمت ما كان وما يكون إلي يوم القيامه، وعلمت علم المنايا والبلايا وفصل الخطاب» [153] . وقال الإمام (ع): «سلوني، فوالله لا تسألوني عن شيء إلا أخبرتكم، سلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آيه إلا وأنا [ صفحه 106] أعلم، أبليل نزلت أم بنهار، أم سهل أم في جبل» [154] . وقال (ع): «والله ما نزلت آيه إلا وقد علمت فيما نزلت، وأين نزلت، وعلي من نزلت، ان ربي وهب لي قلبا عقولا ولسانا ناطقا» [155] . وقال (ع): «القلوب أوعيه، وخيرها أوعاها ثم يقول هاه هاه ان هاهنا- واشار بيده إلي صدره- علما لو أصبت له حمله وفي روايه لووجدت له حمله» [156] . وروي عنه عليه السلام أنه قال: «أما والله لوطرحت لي وساده لقضيت لأهل التوراه بتوراتهم ولأهل الإنجيل بإنجيلهم ولأهل القرآن بقرانهم» [157] . [ صفحه 107] شهاده السيده عائشه بعلم الإمام علي فقد قالت علي أعلم الناس بالسنه [158] . شهاده ابن عباس. وعن ابن عباس (رض) وقد سأله الناس فقالوا: «أي رجل كان عليا قال: كان ممتلئا جوفه حكما وعلما وبأسا ونجده مع قرابته من رسول الله (ص)» [159] . وقال ابن عباس أيضا: «قسم علم الناس خمسه أجزاء فكان لعلي منها أربعه أجزاء، ولسائرالناس جزء شاركهم علي فيه فكان أعلمهم فيه» [160] . وقال أيضا: «والله لقد أعطي علي بن أبي طالب تسعه أعشارالعلم، وأيم الله لقد شارككم في العشر العاشر» [161] . [ صفحه 108] وأما كلمات الخليفه عمر بن الخطاب فأشهر من أن تخفي علي أحد منها قوله: «لولا علي لهلك عمر»، وقوله: «لا أبقاني الله بأرض لست فيها أبا الحسن»، وقوله: «لا أبقاني الله بعدك يا علي»، وقوله: «اللهم لا تبقني لمعضله ليس لها ابن أبي طالب»، وقوله: «أقضانا علي» أو «علي أقضانا» في لفظ آخر وكلمات أخر [162] . وسوف يتبين هذا البحث بشكل اكبر- فيما يأتي- وما أقوال ابن مسعود فإليك بعضا منها حيث يقول: «قسمت الحكمه عشره أجزاء فأعطي علي تسعه أجزاء والناس جزءا وعلي أعلمهم بالواحد منها. وقال: «أعلم أهل المدينه بألفرائض علي بن أبي طالب». وقال: «كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينه وأقضاها علي». وقال: «إن القران أنزل علي سبعه أحرف ما منها حرف إلا وله ظهر وبطن وان علي بن أبي طالب عنده منه الظاهر والباطن». المصادر: كنز العمال ج 5 ص 156 و 401 والاستيعاب ج 3 ص 41 والرياض ج 2 ص 194 ومستدرك الحاكم واسني المطالب للجزري ص 14 والصواعق ص 76 وتاريخ الخلفاء للسيوطي ص115 ومفتاح السعاده ج 1 ص400. [ صفحه 109] واما أقوال العلماء فاني انقل قولين أوثلاثه فقط - مراعاه للاخبار- فلقد قال النووي كما في الأسماء واللغات يقول وسؤال كبارالصحابه له، ورجوعهم إلي فتاويه وأقواله في المواطن الكثيره، والمسائل المعضله، مشهوروقال ابن كثير في أسد الغابه: «ولو ذكرنا ما ساله الصحابه به من مثل عمر وغيره رضي الله عنهم لأطلنا» [163] . وفي الاستيعاب والرياض النضره والفتوحات الإسلاميه نقلوا عن عطاء انه قال: «عندما سئل أكان في أصحاب محمد احد اعلم من علي؟ قال لا والله ما أعلمه» [164] . ولقد أخرج الحفاظ عن بعجه بن عبد الله الجهني قال: «تزوج رجل منا امرأه من جهينه فولدت له تماما لسته أشهر فأنطلق زوجها إلي عثمان فأمر بها أن ترجم فبلغ ذلك عليا (ع) فأتاه فتال: ما تصنع؟ ليس ذلك عليها قال الله تبارك وتعالي: (و حمله و فصله ثلثون شهرا) [165] و قال: (و الوالدت يرضعن أولدهن حولين كاملين) [166] فالرضاعه أربعه وعشرون شهرا والحمل سته أشهر [ صفحه 110] وقال عثمان: والله ما فطنت لهذا، فأمر بها عثمان أن ترد فوجدت قد رجمت، وكان من قولها لأختها: يا أخيه لا تحزني فو الله ما كشف فرجي أحد قط غيره، قال: فشب الغلام بعد فأعترف الرجل به وكان أشبه الناس به قال: فرأيت الرجل بعد و هويتساقط عضوا عضوا علي فراشه» [167] . ولقد مرعلي بمجنونه بني فلان قد زنت وهي وترجم فقال علي لعمر: «يا أمير المؤمنين أمرت برجم فلانه فقال نعم، قال: أما تذكرقول رسول الله (ص) رفع القلم عن ثلاثه: عن النائم حتي يستيقظ وعن الصبي حتي يحتلم وعن المجنون حتي يفيق قال نعم، فأمربها فخلي عنها « [168] . وعن أبي سعيد الخدري قال: «حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال إني أعلم انك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت رسول الله (ص) يقبلك ما قبلتك فقبله فقال علي بن ابي طالب(ع)بل يا أمير المؤمنين يضر ولنفع ولوعلمت ذلك من تأويل كتاب الله لعلمت أنه كما أقول قال: قال الله تعالي: (واذ [ صفحه 111] أخذ ربك من بني ءادم من ظهورهم ذريتهم و أشهدهم علي أنفسهم) [169] الآيه فلما أقروا أنه الرب عز وجل وأنهم العبيد كتب ميثاقهم في رق وألقمه في هذا الحجر وأنه يبعث يوم القيامه وله عينان ولسان وشفتان ويشهد لمن وافي بالموافاه وهو أمين الله في هذا الكتاب فقال له عمر لا أبقاني الله بارض لست فيها با أبا الحسن وفي لفظ: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن» [170] . ولقد ذكر محمد بن الزبير قال: «دخلت مسجد دمشق فإذا أنا بشيخ قد التوت ترقوتاه من الكبر فقلت يا شيخ من أدركت قال: عمر قلت فما غزوت قال اليرموك قلت: حدثني بشي سمعته قال: خرجنا مع قتيبه حجاجا فأصبنا بيض النعام وقد أحرمنا فلما قضينا نسكنا ذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر فأدبر وقال: اتبعوني حتي أنتهي إلي حجر رسول الله (ص) فضرب حجره منها فأجابته امرأه فقال: أثم أبو الحسن قالت: لا فمر في المقتاه فأدبر وقال: اتبعوني حتي أنتهي إليه وهويسوي التراب بيده فقال: مرحبا يا أمير المؤمنين فقال: إن هؤلاء أصابوا بيض نعام وهم محرمون قال: ألا أرسلت إلي قال: أنا أحق بإتيانك قال: يضربون الفحل [ صفحه 112] قلائص أبكارا بعدد البيض فما أنتج منها أهدوه قال عمر: فأن الإبل تخدج قال علي: والبيض يمرض فلما أدبر قال عمر: اللهم لا تنزل بي شديده إلا وأبو الحسن إلي جنبي» [171] . ولقد ذكرمحمد بن عبد الله بن أبي رافع عن أبيه قال: «خاصم غلام من الأنصارأمه إلي عمر بن الخطاب فجحدته فسأله البينه فلم تكن عنده وجاءت المرأه بنفر فشهدوا أنها لم تزوج وأن الغلام كاذب عليها وقد قذفها فأمرعمر بضربه فلقيه علي (ع) فسأل عن أمرهم فدعاهم ثم قعد في مسجد النبي (ص) وسأل المرأه فجحدت فقال للغلام: اجحدها كما جحدتك فقال: يا ابن عم رسول الله أنها أمي قال: اجحدها وأنا أبوك والحسن والحسين أخواك. قال قد جحدتها وأنكرتها فقال علي: لأولياء المرأه: أمري في هذه المرأه جائز فقالوا: نعم وفينا أيضا فقال علي: أشهد من حضر أني قد زوجت هذا الغلام من هذه المرأه الغريبه منه يا قنبر اتني بطينه فيها دراهم فأتاه بها فعد اربعمئه وثمانين درهما وقذفها مهرا لها وقال للغلام: خذ بيد امرأتك ولا تاتينا إلا وعليك أثر العرس فلما ولي قالت المرأه: يا أبا الحسن الله الله هو النارهووالله أبني قال: كيف ذلك قالت: إن أباه كان زنجيا وان أخوتي زوجوني منه فحملت بهذا الغلام وخرج الرجل غازيا فقتل وبعثت بهذا إلي حي بني فلان فنشأ [ صفحه 113] فيهم وأنفت أن يكون أبني فقال علي: أنا أبوالحسن وألحقه وثبت نسبه [172] . ولقد ذكر أن علي دخل علي عمر فإذا امرأه حبلي تقاد لترجم فقال: ما شان هذه قالت: يذهبون بي ليرجموني فقال: «يا أمير المؤمنين لأي شيء ترجم إن كان لك سلطان عليها فمالك سلطان علي ما في بطنها فقال عمر: كل أحد أفقه مني- ثلاث مرات- فضمنها علي(ع)حتي وضعت غلاما ثم ذهب بها إليه فرجمها» [173] . وأخرج ابن المبارك قال: «حدثنا أشعث عن الشعبي عن مسروق قال: بلغ عمر أن امرأه من قريش تزوجها رجل من ثقيف في عدتها فأرسل إليهما ففرق بينهما وعاقبهما وقال: لا ينكحها أبدا وجعل الصداق في بيت المال وفشي ذلك بين الناس فبلغ عليا (ع) فقال: رحم الله أميرالمؤمنين ما بال الصداق وبيت المال انهما جهلا فينبغي للأمام أن يردهما إلي السنه قيل: فما تقول أنت فيها قال: لها الصداق بما أستحل من فرجها ويفرق بينهما ولا يجلد عليهما وتكمل عدتها من الأول ثم تكمل العده من الآخر ثم يكون خاطبا فبلغ ذلك عمر فقال: يا أيها الناس ردوا الجهالات إلي السنه [ صفحه 114] وروي ابن زائده عن أشعث مثله وقال فيه فرجع عمر إلي قول علي (ع)» [174] . «وذكر ان عمر استدعأ امرأه ليسألها عن أمر وكانت حاملا فلشده هيبته ألقت ما في بطنها فأجهضت به جنينا ميتا فاستفتي عمر أكابر الصحابه في ذلك فقالوا: لاشيء عليك أنما أنت مؤدب فقال له علي(ع)إن كانوا راقبوك شقد غشوك وأن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا عليك غره يعني عتق رقبه فرجع عمر والصحابه إلي قوله» [175] . وعن عبد الرحمن السلمي قال: «أتي عمر بأمرأه أجهدها العطش فمرت علي راعي فاستسقته فأبي أن يسقيها إلا تمكنه من نفسها ففعلت فشاورالناس في رجمها فقال علي (ع): هذه مضطره ألي أن يخلي سبيلها ففعل» [176] . وبهذا أكون قد ذكرت بعضا من مواقف الإمام علي (ع) الداله علي علمه فمن يريد المزيد فعليه بالمراجعه للكتب المختصه. [ صفحه 115] سؤال: لماذا لم تنقل لنا الأخباروالأقوال عن علم الخليفتين. أبي بكروعمر؟ الجواب: سوف أنقل بعضا منها من بأب الأمانه العلميه ولكن لن أعتمد عليها وسوف أطالبكم بإثبات المواقف العمليه لكي يثبت لي أنهما فعلا يحملان علما وما مضي حتي الآن وضح منه عدم المامهما بأي علم وسوف يأتي مزيدا من ذلك. مصاديق علم الخلفاء: المصداق الأول: اخرج الإمام مسلم في صحيحه في باب التيمم عن عبد الرحمن بن ابزي: «أن رجلا أتي عمر فقال: إني أجنبت فلم أجد ماء؟ فقال عمر: لا تصل فقال عمار: أما تذكريا أمير المؤمنين إذ أنا وأنت في سريه فاجنبنا فلم نجد ماء فأما أنت فلم تصل وأما أنا فتمعكت في التراب وصليت فقال النبي (ص) إنما كان يكفيك أن تضرب بيديك الأرض ثم تنفخ ثم تمسح بهما وجهك وكفيك؟ [ صفحه 116] فقال عمر اتق الله يا عمارقال: إن شنت لم أحدث به؟». وراجعه في المصادرالتاليه بشتي ألفاظه: سنن أبي داودج 1 ص،53 وسنن ابن ماجدج 1 ص200، ومسند احمدج 4 ص 265، وسنن النسائي ج 1 ص 59 وص 61، وسنن البيهقي ج 1 ص 209. فعجبا لعلم الخليفه وكأنه لم يقرا القرآن: (فَلَم تجدوَا مَآء فَتيمَّموا صعيدا طيبا) [177] أهذا هو علم الخليفه في الأوليات من المسائل الشرعيه. المصداق الثاني: أخرج الإمام أحمد في مسنده بإسناده عن مكحول أن رسول الله (ص) قال: «إذا صلي أحدكم فشك في صلاته فان شك في الواحده والثنتين فليجعلها واحده، وان شك في الثنتين والثلاث فليجعلها اثنتين، وان شك في الثلاث والأربع فليجعلها ثلاثا، يكون الوهم في الزياده ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم يسلم. قال محمد بن إسحاق: وقال لي حسين بن عبد الله: هل أسنده لك؟ فقلت: لا. فقال: لكنه حدثني أن كريبا مولي ابن عباس حدثه عن ابن عباس قال: جلست إلي عمر بن الخطاب فقال: يابن عباس إذا اشتبه علي الرجل في صلاته فلم يدرأزاد أم نقص؟ قلت: يا أمير [ صفحه 117] المؤمنين ما ادري ما سمعت في ذلك شيئا فقال عمر: والله ما أدري - وفي لفظ البيهقي:- لا والله ما سمعت منه (ص) فيه شيئا ولا سألت عنه فبينما نحن علي ذلك إذ جاء عبد الرحمن بن عوف فقال: ما هذا الذي تذكران؟ فقال له عمر: ذكرنا الرجل يشك في صلاته كيف يصنع؟ فقال: سمعت رسول الله (ص) يقول هذا الحديث... وقد مرذكر الحديث» [178] . وفي موقع آخر من المسند وسنن البيهقي عن كريب عن ابن عباس انه قال له عمر: «يا غلام هل سمعت من رسول الله (ص) أو من احد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع؟ قال: فبينما هو كذلك إذ اقبل عبد الرحمن بن عوف فقال: فيما أنتما؟ فقال عمر: سألت هذا الغلام هل سمعت من رسول الله (ص) أو أحد من أصحابه إذا شك الرجل في صلاته ماذا يصنع؟ فقال عبد الرحمن: سمعت رسول الله (ص) يقول إذا شك أحدكم الحديث... وقد مرذكره فعجبا لهذا العالم والخليفه الذي لا يحسن أحكام الشك وهي محل ابتلاء فماذايصنع بما هو أصعب ويقل الابتلاءبه» [179] . المصداق الثالث: قام عمر خطيبا فقال: أيها الناس لا تغالوا بصداق النساء فلو كانت مكرمه في الدنيا أوتقوي عند الله لكان أولاكم بها [ صفحه 118] رسول الله (ص) ما أصدق امرأه من نسائه اكثر من اثني عشر أوقيه، فقامت إليه امرأه فقالت له: يا أمير المؤمنين لم تمنعنا حقا جعله الله لنا؟ والله يقول: وآتيتم إحداهن قنطارا. فقال عمر كل احد أعلم من عمر، ثم قال لأصحابه: تسمعونني أقول مثل القول فلا تنكرونه علي حتي ترد علي امرأه ليست من أعلم النساء». راجع المصادرالتاليه: تفسير الكشاف ج 1 ص 357 وشرح صحيح البخاري للقسطلاني ج 8 ص 57 وله مصادراخري والفاط اخري فراجع ابن الجوزي في سيره عمرص 129 وابن كثير في تفسيره ج 1 ص 467 عن ابي يعلي وقال اسناده جيد قوي والهيثمي في مجمع الزوائدج 4 ص 284 والسيوطي في الدرالمنثورج 2 ص 133 وفي جمع الجوامع كما في ترتيبه ج 8 ص 298 والدررالنتثره ص 243 نقلا عن سبه من الحفاظ منهم احمد وابن حبان والطبراني والشوكاني في فتح القدير ج 1 ص 407 والعجلوني في كشف الخفاء ج 1 ص 269 نقلا عن ابي يعلي وقال سنده جيد واخرج البيهقي بهذا النص في السنن الكبري ج 7 ص 233. عن الشعبي قال: «خطب عمر بن الخطاب (رض) الناس فحمد الله وأثني عليه وقال: ألا تغالوا في صداق النساء فانه لا يبلغني عن احد ساق أكثر من شيء ساقه رسول الله (ص) أوسبق [ صفحه 119] إليه إلا جعلت فضل ذلك في بيت المال ثم نزل، عرضت له امرأه من قريش فقالت: يا أمير المؤمنين أكتاب الله تعالي أحق أن يتبع أو قولك؟ قال: بل كتاب الله تعالي، فما ذاك؟ قالت: نهيت الناس أنفا أن يغالوا في صداق النساء والله تعالي يقول في كتابه: (وَءَاتَيتم إحديهن قنطارا فلا تأخذوا منه شيئا). [180] فقال عمر (رض) كل أحد افقه من عمر. مرتين أوثلاثا» [181] . وفي لفظ آخر قال عمر (رض) علي المنبر: «لا تغالوا بصدقات النساء فقالت امرأه: أنتبع قولك أم قول الله: (وآتيتم إحداهن قنطارا)؟. فقال عمر: كل أحد أعلم من عمر، تزوجوا علي ما شئتم [182] . وقد وضح إلي هنا الاعتراف الصريح من عمر بان كل الناس اعلم من عمر فاين علم الخليفه المدعي. [ صفحه 120] المصداق الرابع: عن انس بن مالك قال: «إن عمر قرأ علي المنبر: (فأنبنا فيها حبا - و عتبا و قضبا - و زيتونا و نخلا - و حدائق غلبا - و فكهه و أبا) [183] قال: كل هذا عرفناه فما الأب ثم رفض عصا كانت في يده فقال هذا لعمر الله هوالتكلف فما عليك أن لا تدري ما الأب اتبعوا مابين لكم هداه من الكتاب فاعملوا به وما لم تعرفوه فكلوه إلي ربه». ولهذه القصه نقولات وألفاظ متعدده إليك: المصادرفتابعها لتعرف علم عمر هذه الاءحاديث: أخرجها سعيد بن منصورفي سننه وأبونعيم في المستخرج وابن الإيمان وابن جرير في تفسيره ج30 ص 38 والحاكم في المستدرك ج 2 ص 514 وصححه هوواقره الذهبي في تلخيصه والخطيب في تاريخه ج 11 ص 468 والزمخشري في الكشاف ج 2 ص 253 ومحب الدين الطبري في الرياض النضره ج 2 ص 49 نقلا عن البخاري والبغوي والمخلص والذهبي والشاطبي في الموافقات ج 1 ص 21 وص 25 وابن الجوزي في سيره عمرص120 وابن الاثير في النهايه ج 1 ص10 وابن تيميه في مقدمه أصول التفسيرص30 وابن كثير في تفسيره ج 4 ص 473 وصححه والخازن في تفسيره ج 4 ص 37. المصداق الخامس: عن مسعود الثقفي قال: «شهدت عمر بن الخطاب أشرك الأخوه من الأب والأم ومع الأخوه من الأم ي الثلث، فقال له [ صفحه 121] رجل: قضيت في هذا عام أول بغير هذا. قال: كيف قضيت؟ جعلته للأخوه من الأم ولم تجعل للأخوه من الأب والأم شيئا، قال: تلك علي ما قضينا وهذا علي ما قضينا». وفي لفظ: «تلك علي ما قضينايومئذ، وهذه ما قضينا اليوم» [184] . فأقول سبحان الله لهذا القائد الذي في كل يوم له حكم شرعي. مصاديق لعلم الخليفه الأول: المصداق الأول: لقد سال الخليفه سائل عن قوله تعالي:(وفكهه وَأبا) فقال: أيه سماء تظلني أو أيه ارض تقلني أم أين اذهب؟ أم كيف أصنع إذا قلت في كتاب الله بما لم اعلم؟ أما الفاكهه فأعرفها وأما الأب فالله اعلم فبلغ ذلك أمير المؤمنين عليا عليه السلام فقال: إن الأب هو الكلأ والمرعي». المصدر: الزمخشري في الكشاف ج 3 ص 253 والقرطبي في تفسيره [ صفحه 122] ج 1 ص 29 وابن تيميه في مقدمه أصول التفسيرص30 وابن كثير في تفسيره ج 1 ص 5 وصححه وابن القيم ص 158 وض 159 وابونعيم الاصفهاني في حليه الاولياء والبيهقي في أعلام الموقعين ص 29 وصححه والخازن في تفسيره ج 4 ص 274 والنسفي في تفسيره هامش الرازي ج 8 ص 389 والسيوطي في الدرالمنثورج 6 ص 317 وابن حجر في فتح الباري ج 13 ص230.

اخرجهم بالظلم

المصداق الثاني: فعن قبيصه بن ذويب قال: «جاءت الجده إلي أبي بكر الصديق (عتيق) تسأله عن ميراثها فقال لها أبوبكر: مالك في كتاب الله شيء (نحن معاشر الجدود لا نورث:: هذه زياده مني للتوضيح) وما علمت لك في سنه رسول الله (ص) شيئا فارجعي حتي أسال الناس شقال المغيره بن شعبه: حضرت رسول الله (ص) أعطاها السدس فقال أبوبكر هل معك غيرك؟ فقام محمد مسلمه الأنصاي فقال مثل ما قال المغيره فانفذه لها أبوبكر» [185] . المصداق الثالث: أخرج أئمه الحديث بإسناد صحيح رجاله ثقات عن الشعبي قال: «سئل أبوبكر عن الكلاله؟ [ صفحه 123] فقال: إني سأقول فيها برأيي فإن يك صوابا فمن الله وان يك خطأ فمني ومن الشيطان والله ورسوله بريئان منه، أراه ماخلا الولد والوالد» [186] . فسبحان الله منه ومن الشيطان ثم يمشيه علي الأمه ولماذا لم يرجع فيه للعلماء فمثل هؤلاءيحق أن يقال بأنهم من العلماء وهم يجهلون أوضح الواضحات ومن أراد المزيد فعليه بالبحث فان هناك الكثير من هذه المسائل ولكن أخذت بعضا منها لإثبات واقع الجهل الذي يعيشه هؤلاء الأفراد. فعلي هذا لا يمكن لنا أن نعتبر من قدمهم النبي لقياده الأمه من الجهال الذين لا يعلمون اقل الأحكام الشرعيه وأسهلها. وأما حول الظلم فهناك اتهام موجد إليهما من الإمام علي عليه السلام ومن السيده فاطمه الزهراء. تصريح الإمام علي عليه السلام: فقد قال (ع): «أنا عبد الله واخورسوله، فقيل له بايع أبا [ صفحه 124] بكر. فقال: أنا أحق بهذا الأمر منكم، لا أبايعكم، وانتم أولي بالبيعه لي، أخذتم هذا الأمر من الأنصار، واحتججتم عليهم بالقرابه من النبي (ص) وتأخذونه منا أهل البيت غصبا؟ ألستم زعمتم للأنصارأنكم أولي بهذا الأمر منهم لما كان محمد منكم، فأعطوكم المقاده، وسلموا إليكم الإماره، وأنا أحتج عليكم بمثل ما احتججتم به علي الأنصار، نحن أولي برسول الله (ص) حيا وميتا، فأنصفونا أن كنتم مؤمنين، والا فبوؤوا بالظلم وأنتم تعلمون، إلي ان يقول (ع): الله الله يا معشر المهاجرين، لا تخرجوا سلطان محمد في العرب عن داره وقعر بيته، إلي دوركم وقعر بيوتكم، ولا تدفعوا أهله عن مقامه في الناس وحقه، فوالله يا معشر المهاجرين لنحن أحق الناس به، لأننا أهل البيت، ونحن أحق بهذا الأمرمنكم، أما كان فينا القاري لكتاب الله، الفقيه في دين الله، العالم بسنن رسول الله، المضطلع بأمر الرعيه، المدافع عنهم الأمورالسيئه، القاسم بينهم بالسويه، والله انه لفينا، فلا تتبعوا الهوي فتضلوا عن سبيل الله، فتزدادوا من الحق بعدا» [187] . ولقد قال أيضا: قال (ع): «اللهم أني أستعديك علي قريش ومن أعانهم، فأنهم قد قطعوا رحمي، وأكفئوا إنائي، وأجمعوا علي منازعتي حقا [ صفحه 125] كنت أولي به من غيري، فقالوا: إلا أن في الحق أن تأخذه وفي الحق أن تمنعه، فأصبر مغموما، أو مت متاسفا» [188] . فهل تأملتم في قوله (ع): «وأجمعوا علي منازعتي حقا كنت أولي به من غيري»، فاي أمرهذا الذي يدعيه الإمام إلا أمر الخلافه أليس كذلك؟ وقال (ع): «وقد قال قائل: إنك علي هذا الأمريا بن أبي طالب لحريص، فقلت: بل أنتم والله لأحرص وأبعد، وأنا أخص وأقرب، وانما طلبت حقا لي، وأنتم تحولون بيني وبينه، وتضربون وجهي دونه، فلما قرعته بالحجه في الملأ الحاضرين هب: انه بهت لا يدري ما يجيبني به؟» [189] . فقد قال (ع): «حتي إذا قبض الله رسوله (ص) رجع قوم علي الأعقاب، وغالتهم السبل، واتكلوا علي الولائج، ووصلوا غير الرحم، وهجروا السبب الذي أمروا بمودته، ونقلوا البناء عن رص أساسه، فبنوه في غير موضعه» [190] . «أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا كذبا وبغيا علينا أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا [ صفحه 126] وأخرجهم، بنا يستعطي الهدي، ويستجلي العمي، أن الأئمه من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح علي سواهم ولا تصلح الولاه من غيرهم» [191] . ومن كلماته (ع): «إن الله لما قبض نبيه، استأثرت علينا قريش بالأمر، ودفعتنا عن حق نحن أحق به من الناس كافه، فرأيت أن الصبر علي ذلك أفضل من تفريق كلمه المسلمين، وسفك دمائهم، والناس حديثوا عهد بالإسلام، والدين يمخض مخض الوطب، يفسده أدني وهن، ولعكسه أقل خلف» [192] . وأما مواقف الزهراء: فراجع هذا النص في الإمامه والسياسه لابن قتيبه حيث يقول: «فقالت نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (ص) يقول: رضا فاطمه من رضاي، وسخط فاطمه من سخطي، فمن أحب فاطمه ابنتي ففد أحبني، ومن أرضي فاطمه فقد أرضاني، ومن أسخط فاطمه فقد أسخطني؟ قالا: نعم سمعناه من رسول الله (ص) قالت فأني أشهد الله وملائكته أنكما أسخطتماني وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه، فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالي من [ صفحه 127] سخطه وسخطك يا فاطمه، ثم انتحب أبو بكريبكي، حتي كادت نفسه أن تزهق، وهي تقول: والله لأدعون الله عليك في كل صلاه أصليها... الخ» [193] . وعن ابن قتيبه الدينوري انه قال: «ثم قام عمر فمشي معه جماعه حتي أتوا باب فأطمه(ع)فدقوا الباب، فلما سمعت اصواتهم نادت بأعلي صوتها: يا أيت يا رسول الله، ماذا لقينا بعدك من ابن الخطاب وابن أبي قحافه؟!» [194] . وقال الجوهري: «ورأت فاطمه(ع)ما صنع عمر، فصرخت وولولت، وأجتمع معها نساء كثير من الهاشميات وغيرهن، فخرجت إلي باب حجرتها، ونادت: يا أبا بكر، ما أسرع ما أغرتم علي أهل بيت رسول الله (ص)! والله لا أكلم عمر حتي ألقي الله» [195] . وعن أبي هريره: «أن فاطمه(ع)جاءت أبا بكروعمر تسال ميراثها من رسول الله (ص)؟ فقالا: سمعنا رسول الله (ص) يقول: إني لا أورث. قالت (ع): والله لا أكلمكما أبدا؟! [ صفحه 128] فماتت(ع)ولاتكلمهما» [196] . وأما أقوالها: فمن أقوالها (ع): «ويحهم زحزحوها (أي الإمامه) عن رواسي الرساله؟ا وقواعد النبوه، ومهبط الروح الأمين، الطبن بأمور الدنيا والدين، ألا ذلك الخسران المبين، وما الذي نقموا من أبي الحسن؟ نقموا والله نكير سيفه. وشده وطأته، ونكال وقعته، وتنمره في ذات الله، وتالله لوتكافئوا علي زمام نبذه إليه رسول الله (ص) لاعتقله وساربهم سيرا سجحا لا يكلم خشاشه، ولا يتتعتع راكبه، ولا وردهم منهلا رولا فضفاضا تطفح ضفتاه». إلي أن تقول (ع): «وبأي عروه تمسكوا، لبئس المولي ولبئس العشير، بئس للظالمين بدلا، استبدلوا والله الذنابا بألقوادم، والعجز بالكاهل، فرغما لمعاطس قوم يحسبون أنهم يحسنون صنعا ألا انهم هم المفسدين ولكن لايشعرون، ويحهم (أفَمَن يهدِي إلي الحق أن يتبع أمن لا يهدي الا أن يهدي فما لَكم كيف تحكمونَ)» [197] . [ صفحه 129] ومن كلماتها (ع): «حتي إذا اختارالله لنبيه دارأنبيائه، ظهرت خله النفاق، وسمل جلباب الدين، ونطق كاظم الغاوين، ونبغ خامل الآفلين، (أو الأقلين) وهدرفنيق المبطلين، فخطر في عرصاتكم، وأطلع الشيطان رأسه من مغرزه. (هاتفا) صارخا بكم، فوجدكم لدعائه مستجيبين، وللغره (أو للعزه) فيه ملاحظين، (ثم) فأستنهضكم فوجدكم خفافا، وأجمشكم (وأحمشكم) فألفاكم غضابا فوسمتم غير إبلكم، ووردتم غير مشربكم، هذا والعهد قريب والكلم رحيب، والجرح لما يندمل، الرسول لما يقبر، ابتدارا زعتم خوف الفتنه (ألا في الفتنه سقطوا و ان جهنم لمحيطه بالكفرين» [198] . «وروي أنه لما حضرت فأطمه الوفاه أوصت أمير المؤمنين (ع) فقال إذا أنا مت فادفني ليلا ولا تؤذن بي أبا بكر وعمر... الخ» [199] . وقال المقدسي: «وذكر ابن دأب أنها ماتت عاتبه علي أبي بكر وعمر والله أعلم» [200] . «وعن عائشه أن فاطمه(ع)سألت أبا بكر بعد وفاه رسول [ صفحه 130] الله (ص) أن يقسم لها ميراثها مما ترك رسول الله (ص) مما أفاء الله عليه، فقال لها أبوبكر: إن رسول الله (ص) قال: لا نورث، ما تركناه صدقه، فغضبت فاطمه بنت رسول الله (ص) فهجرت أبا بكر، فلم تزل مهاجرته حتي توفيت، وعاشت بعد رسول الله (ص) سته أشهر» [201] . وبما في معناه راجع: صحيح البخاري ج 8 ص 185 كتاب الفرائض باب قول النبي (ص) لانورث ماتركناه صدقه، وتاريخ المدينه المنوره لابن شبه؛ج1ص 197 والسنن الكبري للبيهقي ج 4 ص 29 وج 6 ص300 وصحيح مسلم ج 3 ص1380 كتاب الجهاد والسير باب قول النبي (ص) لا نورث ما تركناه صدقه وصحيح ابن حبان ج 11 ص 152 و153 حديث 4823 وج 14 ص 573 حديث 6607 ومسند فاطمه الزهراء (ع) للسيوطي ج 13 ص 14 ح 22 وتاريخ الخميس ج 2 ص 174 ومشكل الاثار للطحاوي ج 1 ص 47 ووكنز العمال ج 5 ص 604 ح 14069 والسيره الحلبيه ج 3 ص 487. [ صفحه 131] قد يقول قائل: بأن هنا خلاف بين الخليفه وبين الإمام علي (ع) أوالزهراء (ع) فلماذا ترجحون قول أحد الطرفين علي الآخر الجواب: أقول بأن الترجيح ليس من عندي وانما من عند الله والرسول. فقد قال الله تعالي: (انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا) [202] فعلي هذه الآيه لا يجوزلنا أن نتهم الإمام علي والزهراء- عليهما السلام- لأن الله شهد لهما بعدم المعصيه. وأنه اذهب عنهم الرجس وهوكل ما ليس فيه خير أوكل شر والكذب والظلم من الشر. وقال الرسول (ص) في حق علي: «عن أبي سعيديعني الخدري قال كنا عند بيت النبي صلي الله عليه وآله وسلم في نفر من المهاجرين والانصارفقال ألا أخبركم [ صفحه 132] بخياركم قالوا بلي قال الوفون المطيبون إن الله يحب الحفي التقي قال ومر علي بن أبي طالب فتال الحق مع ذا الحق مع ذا رواه أبويعلي ورجاله ثقات» [203] . «وعن محمد بن ابرهيم التيمي أن فلانا دخل المدينه حاجا فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال وهذا لم يعنا علي حقنا علي باطل غيرنا قال فسكت عنه فقال مالك لا تتكلم فقال هاجت فتنه وظلمه فقال لبعيري إخ إخ فأنخت حتي انجلت فقال رجل إني قرأت كتاب الله من أوله إلي آخره فلم أرفيه إخ إخ فقال أما إذ قلت ذاك فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول علي مع الحق أوالحق مع علي حيث كان قال من سمع ذلك قال قاله في بيت أم سلمه قال فأرسل إلي أم سلمه فسألها فقالت قد قاله رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم في بيتي فقال الرجل لسعد ما كنت عندي قط ألوم منك الآن فقال ولم قال لو سمعت هذا من النبي صلي الله عليه وآله وسلم لم أزل خادما لعلي حتي أموت «رواه البزار وفيه سعد بن شعيب ولم أعرفه وبقيه رجاله رجال الصحيح» [204] . «أخبرنا أبوبكر محمد بن عبد الله الحفيد حدثنا أحمدبن محمد بن نصر حدثنا عمروبن طلحه القناد الثقه المامون حدثنا علي بن هاشم بن البريد عن أبيه قال حدثني أبوسعيد التيمي عن [ صفحه 133] أبي ثابت مولي أبي ذرقال كنت مع علي رضي الله عنه يوم الجمل فلما رأيت عائشه واقفه دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف الله عني ذلك عند صلاه الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين فلما فرغ ذهبت إلي المدينه فأتيت أم سلمه فقلت إني والله ما جئت أسال طعاما ولا شرابا ولكني مولي لأبي ذر فقالت مرحبا فقصصت عليها قصتي فقالت أين كنت حين طارت القلوب مطائرها قلت إلي حيث كشف الله ذلك عني عند زوال الشمس قال أحسنت سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم يقول علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتي يردا علي الحوض». هذا حديث صحيح الإسناد وأبوسعيد التيمي هو عقيصاء ثقه مأمون ولم يخرجاه. «أخبرنا أحمد بن كامل القاضي حدثنا أبو قلابه حدثنا أبو عتاب سهل بن حماد حدثنا المختاربن نافع التميمي حدثنا أبو حيان التيمي عن ابيه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم رحم الله عليا اللهم أدرالحق معه حيث دارهذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه» [205] . وقال النبي عن الزهراء: «وقال بن أبي مليكه عن المسور بن مخرمه سمعت رسول الله [ صفحه 134] صلي الله عليه وآله وسلم يقول إنما فاطمه بضعه مني يريبني ما رابها ويؤذيني ما آذاها وروينا عن علي بن الحسين عن الحسين بن علي عن علي قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لفاطمه إن الله يرضا لرضاك ويغضب لغضبك وعن علي بن زيد بن جدعان عن أنس بن مالك» [206] . وفي الصحيحين عن المسوربن مخرمه: «سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم علي المنبر يقول فاطمه بضعه مني يؤذيني ما آذاها ويريبني ما رابها وعن علي بن الحسين بن علي عن أبيه عن علي قال قال النبي صلي الله عليه وآله وسلم لفاطمه إن الله يرضي لرضاك ويغضب لغضبك» [207] . «حدثنا ابو العباس محمد بن يعقوب حدثنا الحسن بن علي بن عفان العامري وأخبرنا محمد بن علي بن دحيم بالكوفه حدثنا أحمد بن حاتم بن ابي غرزه قالا حدثنا عبد الله محمد بن سالم حدثنا حسين بن زيد بن علي عن عمر بن علي عن جعفربن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم لفاطمه إن الله يغضب لغضبك ويرضي لرضاك هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه». [ صفحه 135] «حدثنا أبوبكر محمد بن علي الفقيه الشاشي حدثنا أبو طالب أحمد بن نصر الحافظ حدثنا علي بن سعيد بن بشير عن عباد بن يعقوب حدثنا محمد بن إسماعيل بن رجاء الزبيدي عن أبي إسحاق الشيباني عن جميع بن عمير قال دخلت مع أمي علي عائشه فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي فقالت تسألني عن رجل والله ما أعلم رجلا كان أحب إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من علي ولا في الأرض امرأه كانت أحب إلي رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم من امرأته هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه» [208] . وعلي هذا ثبت لدينا بأن من خالف الزهراء وأغضبها يكون قد أغضب الله ومن خالف عليا يكون قد خالف القرآن. وبهذا أكون قد وصلت لنهايه هذا البحث عن الإمامه أو الخلافه في قريش وقد تبين للباحث الباحث عن الحق أن الخلافه في بني هاشم وبالخصوص في أهل البيت فقط. والحمد لله رب العالمين والصلاه والسلام علي نبينا محمد وعلي أهل بيته الطيبين الطاهرين. 26 / 6 / 2005 م

پاورقي

[1] الأحاديث المختاره، ج 2، ص 72.
[2] سنن البيهقي الكبري، ج 8، ص 143.
[3] مصنف ابن أبي شيبه، ج 6، ص 402.
[4] المصدر نفسه، ج 6، ص 403.
[5] مسند الروياني، ج 2، ص 25.
[6] مصنف ابن أبي شيبه، ج 7، ص 452.
[7] مجمع الزوائد، ج 4، ص 192.
[8] مجمع الزوائد، ج 5، ص 196.
[9] مجمع الزوائد، ج 1، ص 336. [
[10] سنن البيهقي الكبري، ج 8، ص 143.
[11] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 4، ص 185.
[12] مسند الشاميين ج 2، ص 427.
[13] التاريخ الكبير، ج 4، ص 338.
[14] فتح الباري، ج 13، ص 117.
[15] عمده القاري، ج 16، ص 75.
[16] فيض القدير، ج 4، ص 516.
[17] فيض القدير، ج 6، ص 450.
[18] تحفه الأحوذي، ج 6، ص 398.
[19] راجع شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 9، ص 84.
[20] فيض القدير، ج 3، ص 508.
[21] فتح الباري، ج 13، ص 119.
[22] تحفه الأحوذي، ج 6، ص 399.
[23] السنه، ج 2، ص 527، باب ما ذكر عن النبي عليه السلام أن الخلافه في قريش.
[24] صحيح البخاري، ج 3، ص 1290.
[25] المصدرنفسه، ج 6، ص 2612.
[26] صحيح مسلم، ج 3، ص1452.
[27] الدر المنثور، ج 8، ص 640.
[28] صحيح ابن حبان، ج 14، ص 162.
[29] صحيح مصلم، ج 3، س 1453.
[30] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج5، ص 89.
[31] الديباج علي مسلم، ج 4، ص 439.
[32] شرح النووي باب الناس تبع لقريش والخلافه في قريش.
[33] شرح النووي علي صحيح مسلم، ج 12، ص 199.
[34] صحيح البخاري، ج4، صفحه 175، كتاب الأحكام في باب جعله قبل باب اخراج الخصوم، و أهل الريب من البيوت بعد المعرفه، طبعه مصر، صنه 1355 ه.
[35] صحيح الترمذي، ج 2، ص 45، في باب ما جاء في الخلفاء، طبعه دهلي، سنه 1342هـ.
[36] صحيح مسلم، ج 2، ص 191، كتاب الإماره في باب الناس تبع لقريش والخلافه في قريش، طبعه مصر، سنه1348 هـ.
[37] صحيح ابي داود، ج 2، ص 207، كتاب المهدي، طبعه مصر، المطبعه التازيه.
[38] تاريخ بغداد، ج 2، صفحه 126، رقم 516، طبعه صنه 1349هـ.
[39] مسند أحمد، ج 5، ص 106، طبعه مصر، المطبعه الميمنيه، سنه 1313هـ.
[40] المستدرك علي الصحيحين، ج4، ص 546.
[41] المعجم الكبير، ج 2، ص 196.
[42] مسند أبي عوانه 2، ج 4، ص 372.
[43] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 5، ص 88.
[44] صحيح سلم، ج 4، ص 1782.
[45] سنن الترمذي، ج 5، ص 622؛ كتاب المناقب، باب مناقب أهل بيت النبي.ورواه صاحب مشكاه المصابيح، ج 3، ص 1735؛ الألباني في سلسه الأحاديث الصحيحه، ج4، ص 356، وقال عنه الحديث صحيح وهو مروي عن جابر بن عبد الله.
[46] سنن الترمذي، ج5، س 663، الطحاوي في مشكاه المصابيح، ج 3، ص 1735؛ الألباني في صحيح الجامع الصغر، ج 1، ص 482، حديث 2458 وصححه.
[47] المطالب العاليه لابن حجر، ج 4، ص 65 وقال عنه هذا إسناد صحيح، البوصيري في مختصر إتحاف الساده المهره حيث قال رواه إسحاق بسند صحيح.
[48] البوصيري في مختصر إتحاف الساده المهره، ج 8، ص 461 وقال رواه أبوبكر بن أبي شيبه وعبد بن حميد ورواته ثقات.
[49] مسند أحمد بن حنبل، ج 3، ص 17، ابن سعد في الطبقات الكبري، ج 2، 194، وقال عنه الألباني وهو إسناد حسن في الشواهد كما في سلسله الأحاديث الصحيحه ج 4،ص357.
[50] مسند أحمد، ج 5، ص 181 وما بعدها؟ الهيثمي في مجمع الزوائد، ج 9، ص 162؛ الألباني في صحيح الجامع الصغير، ج 1، ص 482، حديث 2457 وصححه.
[51] المستدرك علي الصحيحين للحأكم، ج 3، ص 109.
[52] مسند أحمد، ج 3، ص 14 وما بعدها؛ الحاكم في المستدرك، ج 3، ص 109، ولقد قال عنه الحاكم هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه بطوله، شاهده حديث صلمه بن كهيل، عن أبي الطفيل، وهو أيضأ صحيح علي شرطهما (أي البخاري ومسلم) ووافقه الذهبي علي التصحيح وابن أبي عاصم في كتاب السنه، ج، ص630؛ البدايه والنهايه لابن كثير، ج 5،ص 184.
[53] الخصائص الكبري، ج 2، ص 266.
[54] تلخيص المستدرك، ج 3، ص 533.
[55] صحيح الجامع الصغير، ص 367.
[56] الصواعق المحرقه، ص 145.
[57] غريب الحديث، ج 9، ص 16.
[58] مجمع الزوائد، ج 9، ص 108.
[59] حليه الأولياء، ج 1، ص 86.
[60] التدوين في أخبارقزوين، ج 2، ص 485.
[61] تاريخ مدينه دمشق، ج 42، ص 240.
[62] تفسير ابن كثير، ج 4، ص 129.
[63] المستدرك علي الصحيحين، ج 4، ص 83.
[64] صحيح ابن حبان، ج 14، ص165-166.
[65] الأحاديث المختاره، ج 3، ص 225.
[66] الأم، ج 1، ص 161.
[67] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 1، ص 64.
[68] مجمع الزوائد، ج 10، ص 27.
[69] صحيح البخاري، ج 3، ص 1319.
[70] عمده القاري، ج 16، ص 139.
[71] التعديل والتجريح، ج 3، ص 1112.
[72] تغليق التعليق، ج 4، ص 55.
[73] فتح الباري، ج 13، ص 10.
[74] صحيح البخاري، ج 3، ص 1289.
[75] صحيح البخاري، ج 6، ص 2611.
[76] السنن الكبري، ج 5، ص 228.
[77] مسند الربيع، ج 1، ص 307؛ مسند الشاميين، ج 4، ص 249؛ السنه، ج 2، ص 528؛ عمده القاري، ج 16، ص73؛ عمده القا ري، ج 24، ص 222.
[78] المطالب العاليه، ج 9، ص 603.
[79] مجمع الزوائد، ج 5، ص 192.
[80] مجمع الزوائد، ج 5، ص193.
[81] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 3، ص 129.
[82] مسند الإمام إحمد بن حنبل، ج 4، ص 396.
[83] الترغيب والترهيب، ج 3، ص 119.
[84] الدر المنثور، ج 8، ص 639.
[85] مصنف ابن أبي شيبه، ج 7، ص 526.
[86] مسند البزار، ج 9، ص 308.
[87] المعجم الكبير، ج 1، ص 252.
[88] صحيح البخاري، ج 3، ص 1319.
[89] صحيح البخاري، ج 6، ص 2589.
[90] مسند الإمام أحمد بن حنبل، ج 2، ص 324.
[91] السنن الوارده في الفتن، ج 2، ص 471.
[92] المصدر نفسه، ج 2، ص 472.
[93] عمده القاري، ج 16، ص 139.
[94] عمده القاري، ج 24، ص 180.
[95] فتح الباري، ج 13، ص 10.
[96] فتح الباري، ج 13، ص 11.
[97] المستدرك علي الصحيحين، ج 4، ص 528.
[98] الفردوس بمأثور الخطاب، ج 2، ص 360.
[99] المستدرك علي الصحيحين، ج 4، ص 528. [
[100] المعجم الكبير، ج 18، ص 229.
[101] مسند أبي يعلي، ج 13، ص 417.
[102] مسند الروياني، ج 2، ص 28.
[103] مجمع الزوائد، ج 10، ص 71.
[104] معجم الصحابه، ج 2، ص 129.
[105] الأحزاب الآيه 33.
[106] المعجم الكبير، ج 11، ص 145.
[107] مجمع الزوائد، ج 9، ص 172.
[108] المصدر نفسه، ج 10، ص 27.
[109] فيض القدير، ج 3، ص 205.
[110] فضائل الصحابه، ج 2، ص 968.
[111] صحيح مسلم، ج 4، ص 1782.
[112] سنن الترمذي، ج 5، ص 583.
[113] الدر المنثور، ج 2، ص 706.
[114] الدر المنثور، ج 4، ص 328.
[115] تفسير ابن كثير، ج 2، ص 174.
[116] المستدرك علي الصحيحين، ج 4، ص 83.
[117] فيض القدير، ج 4، ص 516.
[118] صحيح ابن حبان، ج 14، ص 242.
[119] السنن الصغري، ج 1، ص 314.
[120] الأم، ج 1، ص 158.
[121] المصدرنفسه، ج 1، ص 161.
[122] مسند الشافعي، ج 1، ص 278.
[123] الفردوس بماثور الخطاب، ج 3، ص 204.
[124] شعب الإيمان، ج 2، ص 228.
[125] مجمع الزوائد، ج 10، ص 25.
[126] السنه، ج 2، ص 637، باب في فضل عالم قريش.
[127] السنن الوارده في الفتن، ج 2، ص 508.
[128] البيان والتعريف، ج 2، ص 129.
[129] نظم المتناثر، ج 1، ص 159.
[130] فتح الباري، ج 6، ص 530.
[131] فتح الباري، ج 13، ص 119.
[132] فيض القدير، ج 4، ص 511-512.
[133] حليه الأولياء، ج 9، ص 64.
[134] المصدر نفسه، ج 9، ص 73.
[135] سير أعلام النبلاء، ج 13، ص 288.
[136] الكأمل في ضعفاء الرجال، ج 5، ص 162.
[137] تاريخ بغداد، ج 2، ص 61.
[138] تاريخ مدينه دمشق، ج 42، ص 279.
[139] كشف الخفاء، ج 2، ص 122.
[140] تحفه المحتاج، ج 2، ص 334.
[141] فضائل الصحابه، ج 2، ص 622.
[142] فيض القدير، ج 4، ص512.
[143] حليه الأولياء، ج 9، ص 64.
[144] المعجم الكبير، ج 5، ص 166.
[145] المعجم الكبير، ج 3، ص 66.
[146] مجمع الزوائد، ج 9، ص 164.
[147] الدرالمنثور، ج 2، ص 285؛ الصواعق المحرقه، ص150 و228.
[148] وذكرها القندوزي في ينابيع الموده، ص 296؛ المتقي الهندي في كنز العمال، ج 1، ص 188، حديث 957. وراجعوها أيضا في كتاب أمير المؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي، ج 2، ص375، حديث 849؛ تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 102؛ كتاب الأربعون لمحمد بن أبي فراس ص 405؛ السمهودي في جواهر العقدين، ص 233؛ السخاوي في استجلاب ارتقاء الغرف.
[149] البقره الآيه 189.
[150] المستدرك للحاكم وكنز العمال، ج 6، ص 13.
[151] أخرجه الخطيب في المتفق والسيوطي في جمع الجوامع كما في ترتيبه، ج 6، ص 398.
[152] مسند أحمد، ج5، ص 26؛ الاستيعاب، ج 3، ص 36؛ الرياض النضره، ج 2، ص 194؛ مجمع الزواند، ج 9، ص 101 و104؛ المرقاه في شرح المشكاه، ج 5، ص 569، كنز العمال، ج 6، ص 153؛ السيره الحلبيه، ج 1، ص 285؛ سيره زيني دحلان بهامش السيره الحلبيه، ج 1، ص 188.
[153] ينابيع الموده للقندوزي، ص 77؛ أرجح المطالب، ص 413؛ الهروي في الأربعين حديثا؛ فتح الملك العلي، ص 19.
[154] الاستيعاب، ج 2، ص 634؛ جامع بيان العلم، ص 58؛ المستدرك للحاكم، ج 2، ص 466؛ الرياض النضره، ج 2، ص 1198؛ تفسير ابن كثير، الصواعق المحرقه، تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 71؛ والإصابه.
[155] طبقات ابن سعد، ج 3، ص 338؛ حليه الأولياء، ج 1، ص 67؛ المناقب لأخطب خوارزم، ص 54؛ تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 71؛ الصواعق المحرقه، ص 76؛ ينابيع الموده، ص 287؛ الشرف المؤبد للنبهاني، ص 112؛ إسعاف الراغبين بهامش نورالإبصاروغيرها من المصادر.
[156] اعلام الموقعين، ج 1، ص 21؛ الطبقات الكبري لعبد الوهاب الشعراني، ج 1، ص 18؛ ينابيع الموده، ص 26؛ لطائف المنن لعبد الوهاب المصري، ج 2؛ ص 89، الفائق للزمخشري، ج 3، ص 188؛ لسان العرب، ج 13، ص390.
[157] شرح المقاصد للتفتازاني، ج 2، ص220؛ مطائب السؤول، ص 26؛ التذكره لابن الجوزي، ص20، ينابيع الموده، ص70 و220؛ أرجح المطالب لعبد الله الحنفي، ص 111.
[158] الاستيعاب ج 3، ص40؛ هامش الإصابه والرياض النضره، ج 2، ص 93: مناقب الخوارزمي، ص 54؛ الصواعق المحرقه، ص 76؛تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص115.
[159] الرياض النضره، ج 2، ص 194. وكذلك ذكره احمد في المناقب.
[160] الكامل لأبن الاثير، ج 3، ص200؛ الاستيعاب، ج 3، ص 463؛ البيان والتبيين للجاحظ، ج 2، ص 247.
[161] الاستيعاب، ج 3، ص40؛ مطالب السؤول، ص30.
[162] حليه الأولياء، ج 1، ص 65؛ طبقات ابن سعد، ص 459 و460؛ إلاستيعاب، ج 4، ص 38 و39؛ هامش الإصابه والرياض النضره، ج 2، ص 198؛ تاريخ ابن كثير، ج 7، ص 359، تاريخ ابن عساكر، ج 2، ص 325؛ مطالب السؤول، ص30.
[163] الأسماء واللغات، ج 1، ص 246.
[164] الاستيعاب، ج 3، ص40؛ الرياض النضره، ج 2، ص 194؛ الفتوحات الإسلاميه، ج 2، ص 337.
[165] الأحقاف الآيه 15.
[166] البقره الآيه 233.
[167] أخرجه مالك في الموطا، ج 2، ص 176؛ البيهقي في السنن الكبري، ج 7، ص 442؛ أبو عمرفي العلم، ص150؛ ابن كثير في تفسيره، ج 4، ص 157؛ صاحب تيسير الوصول، ج 2، ص 9؛ العيني في عمده القاري، ج 9، ص 642؛ السيوطي في الدرالمنثور، ج 6، ص40.
[168] أخرجه ابوداود بعده طرق، ج 2، ص 227؛ ابن ماجه في سننه، ج 2، ص 227؛ الحاكم في المستدرك، ج 2، ص 59؛ المصدر نفسه، ج 4، ص 389 صححه؛ البيهقي في السنن الكبري، ج 8، ص 264 وغيرهم.
[169] الأعراف الآيه 172.
[170] الحاكم في المستدرك، ج 1، ص 457؛ ابن الجوزي في سيره عمر، ص 106: الأزرقي في تاريخ مكه؛ كما في العمده: القسطلاني في إرشاد الساري، ج 3، ص195؛ العيني في عمده القاري، ج 4، ص 606 بلفظيه؛ السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه، ج 3، ص35 وغيرهم.
[171] الرياض النضره، ج 2، ص50 و154؛ كفايه الشنقيطي، ص 57.
[172] ابن القيم الجوزيه في الطرق الحكميه، ص 45.
[173] أخرجه الحافظ محب الدين الطبري في الرياض النضره، ج 2، ص 196؛ ذخائرالعقبي، ص 81؛ الكنج في الكفايه، ص 105.
[174] أحكام القرآن للجاأص، ج 1، ص504.
[175] ابن الجوزي في سيره عمر، ص 117؛ أبوعمر في العلم، ص 146، السيوطي في جمع الجوامع كمافي ترتيبه، ج 7، ص300.
[176] سنن البيهقي، ج 8، ص 236؛ الرياض النضره، ج 2، ص 196؛ ذخاير العقبي، ص 81؛ الطرق الحكميه، ص 53.
[177] النساء الآيه 43؛ المائده الآيه 6.
[178] مسند الإمام أحمد، ج 1، ص 192.
[179] مسند الإمام أحمد، ج 1، ص190 و195؛ سنن البيهقي، ج 2، ص 332.
[180] النساء الآيه 20.
[181] ذكره السيوطي في جمع الجوامع كلما في الكنز، ج 8، ص 298 نقلا عن سنن سعيد بن منصوروالبيهقي؛ رواه السندي في حاشيه السنن لابن ماجه، ج 1، ص 583؛ العجلوني في كشف الخفاء، ج ا، ص 269؛ للصدرنفسه، ج 2، ص 118.
[182] تفسير النسفي هامش تفسير الخازن، ج 1، ص 353؛ كشف الخفاء، ج 1، ص 388، وغيرها.
[183] عبس الآيات 27- 31.
[184] البيهقي في السنن الكبري، ج 6، ص255 بعده طرق؛ الدارمي في سننه، ص 154؛ أبو عمر في العلم، ص 139.
[185] موطأ مالك، ج 1، ص 335، سنن الدارمي، ج 2، ص 351، سنن أبي داود، ج 2، ص 17؛ سنن ابن ماجد، ج 2، ص 163؛ مسند أ حمد، ج4، ص 224، سنن البيهقي، ج 6، ص234؛ بدايه المجتهد، ج 2، ص244؛ مصابيح السنه، ج 2، ص 22.
[186] الدارمي في سننه، ج 2، ص 365، ابن جرير الطبري في تفسيره، ج 6، ص30؛ البيهقي في سننه الكبري، ج 6، ص 223؛ السيوطي في الجامع الكبير كما في ترتيبه، ج 6، ص20؛ابن كثيرفي تفسيره، ج 1، ص260 وغيرهم.
[187] الإمامه والسياسه لابن قتيبه، ج 1، ص 18 و 19، السقيفه للجوهري، ص60؛ شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 6، ص 11.
[188] شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 11، ص 109.
[189] المصدرنفسه، ج 9، ص 305؛ الإمامه والسياسه لابن قتيبه، ج 1، ص 144، ط مصطفي محمدمصر.
[190] شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 9، ص 132.
[191] شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 9، ص 84.
[192] شرح نهج البلاغه لابن ابي الحديدج 1 ص 308.
[193] الإمامه والسياسه لابن قتيبه، ج1، ص 31.
[194] الإمامه والسياسه لابن قتيبه، ص 19 و20، تحقيق طه الزيني، نشر مؤسسه الحلبي؛ أعلام النساء لعمر رضا كحاله، ج4، ص 114 و115؛ الطبعه الخامسه، بيروت 1984.
[195] السقيفه وفدك للجوهري، ص 71 و72؛شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 2، ص 57.
[196] سنن الترمذي، ج 4، ص 157، ح 16 ز9، كتاب السير باب ماجاء في تركه رسول الله (ص)؛ علل الترمذي الكبير ترتيب أبي طالب القاضي، ج 1، ص 265، نشر مكتبه الاقصي، عمان ا لأردن، الطبعه الأولي 1986.
[197] يونس الأيه 35. ابن طيفورفي كتابه بلاغات النساء، ص 12-19؛شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 16، ص 233 و234؛ رضأ كحاله في أعلام النساء، ج 3، ص 208.
[198] التوبه الآيه 49. بلاغات النساء لابن طيفور، ص 23-26؛ شرح نهج البلاغه لابن أبي الحديد، ج 16، ص 249-251؛ أعلام النساء لكحاله، ج 3، ص 219.
[199] السقيفه وفدك للجوهري، ص 145.
[200] البدء والتاريخ للمقدسي، ج 5، ص20.
[201] صحيح البخاري، ج، ص 96، كتاب فرض الخمس والطبقات الكابي لابن سعدج 2، ص315؛ المصدرنفسه، ج 8، ص28؛ مسند أحمد، ج 1، ص 6، وفاء الوفاء للسمهودي، ج3، ص995؛ مسند أبي عوانه، ج4، ص 215، ح 6679، المصنف لعبد الرزاق، ج5، ص 472، ح9774؛ تاريخ الطبري، ج 2، ص 236.
[202] الأحزاب ا لآيه 33.
[203] مجمع الزوائد، ج 7، ص 234.
[204] المصدرنفسه، ج 7، ص 235.
[205] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 134.
[206] تهذيب الكمال، ج 35، ص250.
[207] الإصابه في تمييز الصحابه، ج 8، ص 56.
[208] المستدرك علي الصحيحين، ج 3، ص 167.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.