البهائية و جذورها البابية

اشارة

سرشناسه : نجار، عامر
Najjar, Amir
عنوان و نام پديدآور : البهائية و جذورها البابية/ عامر النجار
مشخصات نشر : عين الدراسات والبحوث الانسانيه والاجتماعيه ، م‌۱۹۹۶ = .۱۳۷۵.
مشخصات ظاهري : ص ۱۰۶
وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
موضوع : بابيگري -- تاريخ
موضوع : بهائيگري -- تاريخ
موضوع : باب، علي محمدبن محمدرضا، ۱۲۳۶؟ - ق‌۱۲۶۶
موضوع : بهاآالله، حسينعلي بن ميرزا بزرگ، ق‌۱۳۰۹ - ۱۲۳۳
رده بندي كنگره : BP۳۴۰/ن‌۳ب‌۹
شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۰-۳۶۳۷۲
مقدمة
تعد البابية والبهائية من اخطر المذاهب المعاصرة هدما لمبادئ الاسلام، وافكارهما تقوم علي اساس التلفيق والتوفيق بين المذاهب والأديان الموجوده في المجتمعات المعاصرة في محاولة منهما خبيثة ماكرة لهدم العقائد الأخري، وبالتحديد محاولة النيل من الاسلام ومن مبادئه السامية الرفيعة الصالحة لكل زمان ومكان. وفي هذا الكتاب نعرض لجذور البهائية واعني جذورها البابية، فالباب الشيرازي موسس البابية هو ذاته استاذ البهاء المازندراني مؤسس البهائية. ولقد استخدم الرجلان في عرض مبادئهما اخطر منهج عرفه الغلاة، وهو التاويل الباطني، ذلك المنهج اخبيث الذي استخدمه اعداء الاسلام من الفرق الباطنية والاسماعيلية وغلاة الشيعة وغلاة الصوفية، ومن هنا كانت تلك العقائد الضالة الغريبة عن فكرنا الإسلامي الصحيح ومن خلال هذا الكتاب القيت الضوء علي اساتذة الباب وتلاميذه، وفكر الشيرازي البابي، وعقائد وشرائع البابية، وكذا اوضحت سيرة البهاء، ومؤلفاته، وكشفت عن اساليب البهـائية في الدعوة لمذ هبها ومبادئها، وبينت عقائد وشراثع البهائية أيضا. وحاولت أن اتعرف علي الفرقتين من خلال المراجع الأصيلة، وكتب الفرقتين. والتزمت الموضوعية في عرضي لمذهبيهعا.. هذا.. وبالله تعالي التوفيق والسداد، ا. د عامر النجمار استاذ النلسفة الإسلامية جامعة قنا- السوسي [ صفحه 7]

البابية

اشاره

المبحث الأول: اساتذة الباب وتلاميذه. المبحث الثاني: مؤتمر بدشت. المبحث الثالث: الشيرازي و فكره. المبحث الرابع: عقائد البابية المبحث الخامس: الشريعة عند البابية [ صفحه 9]

اساتذة الباب و تلاميذه

من اين استقي الباب فكره

ان استاذه الأول هو كاظم الرشتي تلميذ الشيخ احمد الاحسائي مؤسس فرقة«الشيخية» الشيعية. فمن هو استاذ استاد الباب انه الشيخ أحمد زين الدين الاحسائي ولد عام 1157هـ - 1744 م، و قتل 1166 هـ - 1753 م بمنطقة الاحساء بالمنطقة الشرقية من المملكة السعودية [1] ، والشيخ احمد الاحسائي من علماء الشيعة الامامية الإثني عشرية وقد تلقي تعليمه وعقائدها في ايران خصوصا في «يزد» و «كرمانشاهان» و«كربلاء» وذهب ايضا الي «قزوين». وكان كثير التآليف ويذكرون ان له مائة واربعين كتابا [2] ورسالة. وان كثيرا من الشيعة الامامية يعتبرونه عالما بارزا من علمائهم ومتكلما فحلأ من متكلميهم، ويدافعون عنه ويعتبرون ما ذكر عنه تهم ظالمة حيكت حول الرجل يقول عنه محمد حسين آل كاشف الغطاء احد متكلمي الشيعة البارزين انه من اكابر العلماء المجتهدين والزهاد الورعين فيقول عنه في كتابه الآيات البينات في قمع البدع والضلات «كان العارف الشهيد احمد الاحسائي في اوائل القرن الثالث عشر وحضر علي السيد بحر العلوم وكاشف الغطاء وله منها اجازة تدل علي مقامه عندهم وعند سائر علماء ذلك العصر، [ صفحه 10] والحق انه رجل من اكابر علماء الامامية وعرفائهم وكان علي غاية الورع والزهد والاجتهاد في العبادة كما سمعناه ممن نثق به ممن عاصره ورآه، نعم له كلمات في مولفاته مجملة متشابهـة لايجوز من اجلها التهجم والجرآه علي تكفيره [3] وقد لاقي فكر هذا الرجل مقاومة عنيفة من علماء امامية اخلصوا في بحثهم عن الحق والحقيقة في فكر الاحسائي وثبت لهم خروجه عن الفكر الاسلامي الصحيح. ولعل من ابرز من درسوه دراسة موضوعية نزيهة و وضع فكره في اطاره الدقيق ميرزا محمد رضا الهمداني في كتابه «هدية النملة» والشيخ محمد مهدي الخالصي في كتابه «رسالة الشيخية والبابية». والناظر في كتابات الاحسائي يتضح له أنه من الغالين في اميرالمومنين علي بن ابي طالب غلوا شديدأ بل ان المستشرق براون يعتبره من «الشيعة الحلولية الذين يعبدون عليا» [4] . وان علماء مدينة «يزد» الإيرانية نشروا مكنه اخبارا بمجافاة تعاليمه للسنة القويمة، وتحدوا بصفة خاصة آراه في امور الآخرة، وهي آرا انكر فيها- في قولهم- البعث بالأجساد و فسره بانه بعث روحي خالص» [5] . و يذكر هولاء العلماء ان الشيخية - اتباع الشيخ احمد الاحسائي يقولون «إن الحقيقة المحمدية تجلت في الأنباء قبل محمد صلي الله عليه و آله تجليا ضعيفا ثم تجلت تجليا اقوي في محمد صلي الله عليه و آله والأئمة الاثني عشرية، ثم اختفت زهاء الف سنة و تجلت قي الشيخ احمد الإحسائي والسيد كاظم الرشتي ثم تجلت في كريم خان الكرماني واولاده إلي ابي قاسم خان. وهذا التجلي في الحقيقة هو اعظم التجليات لله، والأنبياء والأئمة والركن الرابع من الشيخ احمد الإحسائي الي ما بعده هم شئ واحد، يختلفون في الصورة، ويتحدون في الحقيقة التي هي الله ظهر فيهم. [ صفحه 11] ويعتقدون ان محمداً رسول الله، وان الأئمة الاثني عشر هم ائمة الهدي، ومعني الرسالة، والامامة عندهم ان الله تجلي في هذه الصورة، فمنهم رسول، ومنهم امام،يعتقدون ان اللاحقين هم افضل من السابقين وعلي ذلك فالشيخ احمد في راي اصحابه اعظم من جميع الأنبياء والمرسلين، ويعتقد هولاء بالرجعة ولفسرونها بان الله بعد ان غاب عن صور الأئمة، رجع وتجلي تجليا اقوي في الركن الرابع الذي هو الشيخ احمد ومن ياتي بعده [6] . ولقد غالي الشيخ احمد الاحسائي في الرسول صلي الله عليه و آله والأئمة الاثني عشر غلوا شديدا و بلغ به الغلو في ان يعتبرهم علة مادية لجميع المخلوقات، بل يقول ان الأشياء خلقت من أجلهم وانهم السبب الأكبر لوجود هذا العالم. وانهم مخلوقون من عظمة الله وتصل به المبالغة حدا الي ان يقول «و إنهم المحيون والميتون والمتصرفون في شئون العالم لأن الله قد اذن لهم ذلك، وانهم مخلوقون من نور عظمة الله، وهم ليسوا من جنس البشر [7] ، ويقول الدكتوو محسن عبد الحميد «إن كلام الاحسائي في المعاد غامض، ويتحمل ما اتهموه من انه كان يقول بالمعاد الروحاني.. كما انه في كتابه «الرجعة» يبدو خرافي العقل، لأنه يحشد عشرات الروايات الكاذبة والقصص الخرافية لتأييد وجهة نظرة في الرجعة وما يتبعها من الحوادث. وهو لايتورع ان يسند بعض هذه الأحاديث الاكاذيب الي الكتب الصحاح». [8] . وقد توفي صاحب فرقة «الشيخية» الشيخ احمد الاحسائي عام 1242 هـ - 1827 م اثناء ادائه فريضة الحج بمكة ودفن بالبقيع بالمدينة المنورة، وخلفه في مدرسته تلميذه كاظم رشتي وهو استاذ ميرزا علي الشيرازي صاحب المذهب البابي. [ صفحه 12]

كاظم رشتي

ولد في اقليم «رشت» بإيران سنة 1205 هـ- 1790 م وكانت وفاته عام 1245هـ - 1843 م والاتقي وهو شاب في حوالي السادسة والعشرين من عمره في «يزد» الإيرانية وفي «طهران» بالشيخ احمد الإحسائي الذي تتلمذ علي يديه واخذ عنه فكره ومبادئه،«الشيخية» ويعد كاظم الرشتي الرجل الذي لعب دوراً خطيرا في نشر عقائد الإحسائي و المبشر الحقيقي بالبابية والداعي لتلميذه علي الشيرازي صاحب البابية. وكان كاظم الرشتي يجيد الكتابة والتاليف فمن كتبه المعروفة عند غلاة الشيعة والبابية كتاب «دليل المتحيرين» الذي كتبه تمجيدا لأستاذه الاحسائي وتعريفا به وله شرح لقصيدة عبد الله العمري في مدح علي بن ابي طالب يظهر في القصيدة مدي الغلو الكبير واضفاء القداسة والعصمة لعلي بن ابي طالب رضي الله عنه. والحقيقة ان في فكر الأستاذ والتلميذ غلوا واضخا عن فكر الشيعة الإمامية. وقد حاك كاظم الرشتي كثيرا من الأساطير حول كرامات استاذه احمد الإحسائي ولم يتورع في ان يضع الأحاديث الموضوعة والأوهام والأحلام الكاذبة في سبيل تاكيد مذهب الشيخية فيقول مثلا في كتابه «دليل المتحيرين» «إن مولانا راي الإمام الحسن عليه السلام ذات ليلة يضمع لسانه المقدس في فمه، فمن ريقه المقدس، ومعونة الله، تعلم العلوم، وكان في فمه كطعم السكر، واحلي من العسل واطيب من رائحة المسك، ولما استيقظ اصبح في خاصته محاطا بانوار معرفة الله» [9] . ومن يتأمل فكر الرشتي وكلمات يجد انها «ترشح بما هو ادهي وامر مما ترشح به كلمات شيخه» [10] بل انه كان يدعي الكشف والالهام ولهذا سمي طريقته الكشفية محدثا في ذلك تطورا في طريقة شيخه الاحسائي. [ صفحه 13] وكاظم الرشتي هذا هو الذي مهد الطريق لظهور الباب، فقد اشاع بين تلاميذه قرب ظهور المهدي، وانه واحد منهم، وكان يشير بالذات إلي تلميذه الشيرازي، فيقول احد مؤرخي البابية الكبار وهو الميرزا جاني الكاشاني الذي فتل لبابيته «ان السيد كاظم كان كثيرا ما يشير بالكتابة و التلويح الي ان المهدي هو «الميرزا علي محمد الشيرازي» وان الرشتي مع شيخوخته وكبر سنه ومقامه، كان يكرم الميرزا علي محمد الشاب، ويحبه الي أن كان يحير الآخرين ويجعلهم في ريبة وشك! وكان يومي اليهم بأن هذه الاحترامات لاتليق الا بشخص يكون هو الموعود» [11] ، و لهذا فإن الرشتية أو الكشفية كانوا يعتقدون تماما في الشيرازي بأنه الموعود وهم الذين اعتقدوا بعد ذلك فيه وفي بابيته. وكان الرشتي يؤكد علي قرب ميعاد ظهورالموعود فيقول «ان الموعود يعيش بين هؤلاء القوم، وإن ميعاد ظهوره قد قرب، فهـيئوا الطريق إليه، وطهروا انفسكم حتي تروا جماله، ولايظهر لكم جماله الا بعد أن افارق هذا العالم، فعليكم بعد فراقي ان تقوموا علي طلبه ولاتستريحوا لحظة واحدة» [12] . فالرشتي هو الذي اصل فكرة المهدي المنتطر عند الشيرازي وهو الذي اوحي اليه بفكرة الباب وفكرة نسخ الشرائع القديمة وكان يقول له «ان الشريعة واصول الآداب هي غذاء الروع، لذلك يجب ان تكون الشرائع متنوعة، وعلي ذلك يجب نزع الشرائع القديمة» [13] . [ صفحه 14] وهذا كلام خطير للغاية ادي الي تضخيم المسالة عند الشيرازي وتطور الأمر إلي نسخ الشريعة الخاتمة باعتبارانه وريث نبوة محمد صلي الله عليه و آله. وعندي ان كاظم الرشتي هو المحرك الحقيقي لظهور البابية نتيجة غلوه في فكر استاذه الاحسائي، ثم بدعوته لظهور المهدي، وإشارته تصريحا وتلميحا إلي انه علي الشيرازي. وقد لقيت افكار الرشتي قبولا واستحسانا عظيمين لدي كل من يريد ان ينخر ويخرب في عقائد المسلمين يقول «كنياز دالجوركي»، المترجم بالسفارة الروسية واحد رواد حلقة كاظم الرشتي باسم اسلامي «الشيخ عيسي النكراني» الذي كان صديقا حميما لعلي الشيرازي.. كتب في مذكراته التي نشرت في مجلة الشرق السوفيتية سنة 1924- 1925 بعد سقوط القيصرية مبينا اهمية إشعال الخلافات الدينية بين المسلمين للقضاء علي وحدة الاسلام يقول هذا الروسي «اني سالت الرشتي يوما عن المهدي اين هو؟ ققال: أنا ادري؟ يكون هنا في هذا المجلس. فاذن لمح الخيال في خاطري كالبرق الخاطف، و أردت اتجازه و ابداله في صورة الحقيقة رايت في المجلس الميرزا علي محمد الشيرازي، قتبسمت وصممت في نفسي علي ان اجعله ذلك المهدي المزعوم. ومنذ ذلك اليوم بدات كلما اجد الفرصة والخلوة ارسخ في ذهنه انه هو الذي سيكون القائم الموعود، ويوميا كنت اخاطبه: يا صاحب الأمر، و ياصاحب الزمان فكان في اول الأمر بدأ يترفع ويتأفف لهذا القول ويتنكر، ولكنه لم يلبث الا القليل، حتي كان يبدي السرور والفرحة من هذه المخاطبات» [14] . وهنا يبدو لنا واضحا دور اعداء الإسلام في محاولاتهم تفتيت عقائده عن طريق نشر هذه الخزعبلات التي تشوه صورة الاسلام الوضي. ووجد رجل آخر يقال له ملا حسين البشروئي في علي محمد الشيراي ضالته، فأوهمه انه المهدي المنتظر وانه الباب فخلع عليه الباب لقب «باب الباب» واول من آمن. [ صفحه 15] و قد وصل الأمر بالشيرازي إلي أن يقول بعد ذلك «انا أفضل من محمد صلي الله عليه و آله كما ان قرآني افضل من قرآن محمد، واذا قال محمد بعجز البشر عن الاتيان بسورة من سور القرآن، فأنا اقول بعجز البشر عن الاتيان بحرف من حروف قرآني، ان محمد، كان بمقام الألف وانا بمقام النقطة.. ثم لقب نفسه «بالذكر» و زعم انه المراد من الآية (انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون) ومن قوله تعالي (فاسألوا اهل الذكر إن كنتم لاتعلمون» [15] . [ صفحه 16]

الملا حسين البشروئي

هو تلميذ كاظم رشتي احد دعائم المدرسة الشيخية التي اسسها الشيخ احمد احسائي كما اشرنا إلي ذلك من قبل وكاظم رشتي هذا هو الذي زعم بأن المهدي سيظهر بعد وفاته وكان يطلب من تلاميذه الجد في البحث عنه. وكان الملا حسين البشروئي اكثر طلبته بحثا عنه، وقد وجد ضالته في الميرزا علي الشيرازي. ولهذا اطلـق عليه الباب لقب «باب الباب» ولقب «اول من آمن»، وكان الملا حسين البشروئي الخراساني ابرز الرجال الذين ارسلهم الباب للتبشير بدعوته، وهوالذي اقنع «ميرزا نوري» (البهـاء) واخوه يحي (صبح ازل) بأن يدخلا في البابية. والبشروئي نسبة الي بلده بوشير، ويوشير او بوشهر ثغر من اهم ثغور الفرس وقد ولد في وسط اسرة فقيرة لاذكر لها، وارتحل بعد سنوات ليتلقي دروسه علي يد كاظم رشتي الذي سقاه لبان المدرسة الشيخية وحين التقي بالميرزا علي الشيرازي وجد فيه ما يبغيه من طموحات عريضة فأو انه «الباب»، وانه المهدي بل وانه نبي هذا الزمان، فانعم عليه الباب بلقب باب الباب ولقب أول من آمن كما ذكرنا. يقـول عنه البهاء في كتابه الإيقان «ومنهم جناب الملا حسين الذي صار محلا لاشراق شمس الظهور، ولولاه ما استوي الله علي عرش رحمانيته، وما استقر علي كرسي صمدانيته [16] . وهذا كلام عجيب الشأن غريب المعني، مما يؤكد عمق الخزعبلات والخرافات التي امتلأت بها كتابات البهانية والبابية هذا الذي لولاه ما استوي الله علي عرش رحمانيته، ومن هذأ الذي لولاه ما استقر الله علي كرسي صمدانيته.. حقا.. لقد استطاع الفكر البابي والبهائي ان يوثر تاثيرا عجيبا في عقول استولت عليها الخرافات والخزعبلات وقد استطاع ملا حسين البشروئي الخراساني ان يجمع عددا لاباس به من هؤلاء الذين يومنون بالخرافات وكما اجتمع حوله عدد كبير ممن اعتقدوا بالبابية، بدا يحارب الدولة الايرانية، ويحاول بسط نفوذ البابية في كل مكان. [ صفحه 17] يقول محمد فاضل «إن حسين الخراساني جمع اليه رجاله وسمي كل فرد من نخبتهم باسم من اسماء الأنبياء ومن دونهم بأسماء الأوليا،، ووعدهم بالامارة والسلطنة ان سلموا، وبالجنة ان قتلوا، ثم قال: «اعلموا ايها الأحباب انه لابد ان يفتح الباب الدنيا، ويوحد الدين، وتفتحون انتم مدينة «مازندران» [17] ومدينة «الري» [18] ، وتذبحون اثني عشر الف من الأنفس.. فاشتدت بذلك عزائم رجالله وقاتلوا بشدة وكان. ذلك في شهري ذي القعدة وذي الحجة من سنة 1264 هـ، والحكومة لاهية بوفاة الشاه محمد وجلوس الشاه ناصر الدين، والمقاطعات خالية من حكامها لذهابهم الي طهران يؤدون فرائض التهنئة والتعزية فلما تبوأ الشاه ناصر الدين اربكة الملك امر بقطع دابر البابيين، ونازل البابيون المسلمون في ميدان القتال وانتصر البابيون في البداية، واحدث البابيون مذابح كبيرة بين المسلمين في مدينة مازندران. فلما انتشر نبأ هذه المصيبة في أرجاء مازندران هلعت له القلوب، وأخذ الناس اهبتهم للذود عن دينهم، والدفاع عن انفسهم واموالهم، وارسل الشاه قائدا من ابرز قواده هو الأمير «مهد ياقلي ميرزا» وزحف الأميرعلي قلعة الخراساني في اليوم التاسع والعشرين من المحرم سنة 1265 هـ فلما دنا منها عسكر قبالتها، وقامت المحرب علي ساقها بين الفريقين ودامت اشهرا تأكل النفوس والأموال، وكانت الحرب سجالا بينهم خلال هذه المدة حتي اصيب الخراساني برصاصة في صدره واخري في بطنه من جيش المسلمين، فكتم الأمر علي رجاله، وثبت علي جوأده، وامرهم بالرجوع الي القلعة، حتي اذا دخلوها انقلب طريحا علي الأرض إلي جانب الملا محمد علي البارفروشي، وأوصي قومه بطاعة البارفروشي، واوصاهم بأن يدفنوه تحت جدار القلعة ويدفنوا معه ملابسه وسيفه، يمحو آثار قبره حتي لايعرت فينبش، ويمثل به، ثم قضي نحبه ونفذوا وصيته.. واستطاع جيش المسلمين أن يضيقوا الخناق البابيين وأصلوهم في قلعتهم الهزيمة المرة- فلم يكن خليفة- حسين الخراساني قائدا ماهرا. [ صفحه 18] وقيل إن سكدد الجنود والاهالي الذين استشهدوا في حربهم مع جيوش الملا حسين الخراساني حوالي خمسمائة، وهلك من البابيين الفان وخمسمائة [19] . هذا هو باب الباب الملا حسين البشروئي والخراساني رجل آمن بعقيدة فاسدة تنكر الأديان، وقاتل من دونها قتالا مريرا، لكن جهوده العنيفة من اجل نصرة البابية انهكت قواه، ودمرته، وأنهت حياته دون ان يحقق مراده، فقد انكشفت حقيقة البابية للناس وخسر دنياه وآخرته «تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لايريدون علوا في الأرض ولافسادا والعاقبة للمتقين» [20] صدق الله العلي العظيم. [ صفحه 19]

الباب علي محمد الشيرازي

ولد ميرزا علي محمد في غرة المحرم سنة 1235 هـ الموافق 26 مارس سنة 1819 م بمدينة شيراز [21] الايرانية التي تقع جنوب وسط ايران. وكان ابوه من تجار شيراز، لكنه توفي وعلي لا زال صغيرا فكفله خاله الميرزا سيد علي وكان ايضا يعمل بالتجارة. ورحل معه إلي مدينة بوشهر [22] ، فاشتغل معه وتعلم منه اصول التجارة كما تعلم الكتابة والقراءة واحسن الخط واهتم بقراءة كتب غلاة الشيعة وغلاة الصوفية وكتب السحر والشعبذة ويقال انه كان يجلس فوق سطح منزله في وقت الحر والهاجرة وهو عاري الراس ويحاول حل الغاز وطلمسات كتب الحروفية وكتب الشعبذه وفي هذا الوقت تعرف عليه رجل اسمه جواد الطباطبائي وهو من تلاميذ كاظم رشتي ووجد في الفتي الشيرازي بغية الرشتي الذي كان يبحث عن المهدي المنتظر«وقد وله الطباطبائي بالشيرازي ولها تاما وخصوصا يعد ان عرف اهتمامه بعلوم الطلسمات والسحر ومكث معه في بيت خاله ستة اشهر اوهمه خلالها بأن بشارات احمد الاحسائي وكاظم رشتي تشير اليه و قد احس خاله علي ان ابن اخته تعتريه من وقت لآخر لحظات ذهول وانطواء، فخاف عليه من سوء حالت النفسية، فأخذه الي النجف وكربلاء للراحة والاستشفاء النفسي بزيارة المشاهد الشيعية الكبري كمشهد الامام علي والإمام الحسين، واستقر بعد ذلك في كربلاء. والتقي بكاظم الرشتي فلازمه ملازمة الظل لصاحبه، وكان الرشتي معجبا بالفتي وجماله فاوحي لتلاميذه بانه المهدي المنتطر، والباب الذي يتوقعونه، وساعده علي ذلك تلميذ من تلاميذ الرشتي، اسمه ملا حسين البشروئي الذي كان يبحث عن خليفة يخلف الرشتي فتوسم ذلك في علي محمد الشيرازي الذي احبه الرشتي وارهص ارهاصات متعددة بأنه الخليفة من بعده، وبأنه الباب والمهدي المنتظر. [ صفحه 20] فكان ملا حسين البشروئي اول من آمن بهذا الباب، فانعم عليه الباب بلقب باب الباب، واختار ثمانية عشر من أتباعه واطلق عليهم لفظ «حي» لأن مجموعها بحساب الجمل ثمانية عشر [23] ، وارسلهم لنشر مذهبه في انحاء ايران المختلفة. وادعي الشيرازي انه خليفة موسي وعيسي ومحمد، وانه نقطة التقاء الأديان، فثار عليه العلماء، وسجن ثم اعدم بعد ذلك في اليوم السابع والعشرين من شعبان سنة 1266هـ الموافق الثامن من يوليو1850 «اقتيد مع اثنين من اصحابه، من قلعة جهريق فطيف بهم في شوارع تبريز وطرقها إلي ساحة الاعدام. وهو وصاحباه يتبرون من البابية، وقنصل الروس يتابع المشهد وهو لا يكتم قهره وحسرته والقي بجثته في خندق خارج المدينة، مشيعا بلعنات المومنين والتقط القنصل الروسي صورا المشهد و بعث بها الي حكومته. في قول الكاشاني في (نقطة الكاف) أن الدولة الايرانية سمحت بعد ايام لوصيه «يحي صبح ازل» فاخرج الجثة و كفنها بكفن من الحريرالأبيض ودفنها. وقال آواره في الكواكب الدرية: «ان نعش الباب سرق من الخندق ووضع في صندوق أعد لهذا الغرض- ووضمع فيمصنع احمد الميلالي التاجر المعروف، المشمول بحماية دولة الروس». ..زاد «النبيل الزرندي البهائي» ان الذي نقل ذلك الصندوق الي حيفا بفلسطين، الميرزا عبد الكريم الاصفهاني، فسمي احد ابواب المرقد باسم عبد الكريم اعترافا بفضله، وكان عمر ألباب الشيرازي يوم اعدم، إحدي و ثلاثين سنة وسبعة اشهر وعشرين يوما، علي أصح الأقوال» [24] . [ صفحه 21]

معني الباب

جاء في دائرة المعارت الاسلامية مادة باب انه (مصطلج اطلقه انصار مذهب الشيعة في عهدها الأول علي المريد الاكبر المفوض من الامام وتردد كتب السيرة الخاصة بأئمة الشيعة الاثني عشرية اسماء أبواب الأئمة، وكان الباب مرتبة في الطبقات الروحية عند طائفة الاسماعيلية. ويأتي الباب في المرتبة الثانية بعد الامام، ومنه يتلقي التعاليم مباشره، وهو بدوره يهدي الحجج الذين يقودون الدعوه، ولذلك يبدو ان المصطلح يدل علي راس القائمين بالدعوة، ويرادف في مصطلح الاسماعيلية «داعي الدعاه» الذي يتردد في كتب التاريخ العامة، ولكن قلما يظهر في نصوص الاسماعيلي» [25] . وكلمة الباب في الاصطلاح الشيعي: «الشخص الذي يكون واسطة بين الشيعة الإمامية وامامهم الثاني عشر محمد بن الحسن العسكري ولما كان من تقاليد الشيعة ان الشخص الممتاز الذي يكون واسطة يين المهدي الغائب وبين شيعته يسمي «الباب» فقد زين لعلي الشيرازي ادعاء هذا اللقب شخص ينتمي لهذه النحلة وهو البشروئي وكان اقرب الرجال الي «الباب» حيث وجد في الباب الطريق الي المجد، فما زال به حتي اقنعه انه المهدي المنتظر الذي ينتظره العالم ليملأ الدنيا عدلا بعد ان ملئت جورا» [26] . والبابية نحلة باطلة تنسب الي الشيرازي الذي سمي بالباب ثم اطلق علي نفسه(النقطة)، وتطور الأمر حتي اطلق علي نفسه وزعم انه خالق الحق. والحقيقة ان الشيرازي بعد ان اقنع نفسه واقنع من حوله بأنه الباب، نجد الأثر الاسماعيلي في فكره واضحا فقد «اقتنع بانه الباب الذي اشرقت منه علي العالم الرغبة [ صفحه 22] المعصومة، التي «للامام المستور الذي يعد المصدر الأعلي لكل حقيقة وهداية»،وسرعان ما جال في روعه أنه اكبر من ان يكون اداة لإمام الوقت الذي يحيا ليعلم الناس يهديهم رغم اختفانه عن الأنظار، وقد رفع الله قدره علي امام الوقت اقتصادا في مراحل التطور الروحي، واختصارا لمراتب الهداية، فاعتقد انه المهدي الجديد إذ لابد من ظهوره علي وجه التحقيق حوالي نهاية الألف الأول من السنين بعد ظهور الامام الثاني عشر (260 هـ - 1260هـ) ولكنه لايلي مرتبة المهدية وفقا لنظرية الشيعة في ظهور المهدي، فإن عند الباب ان المهدي ينبغي ان يكون مظهرا من مظاهر العقل الكوني ان يكون محل ظهوره، وهو في هذا يتابع مبادئ فرقة الاسماعيلية من غلاة الشيعة.كما انه هو ارفع مراتب الحقيقة التي حلت في شخصه حلولا جثمانيا، وقد اختلفت في شكلها الظاهري فحسب مع المظاهر السابقة لهذه المادة الروحانية المنبعثة من الله تعالي، ولكنها في حقيقتها وجوهرها تتماثل معها تماما، فموسي وعيسي اتخذا من شخصية الباب سبيلا الي العودة إلي الدنيا، كما تسجد في شخصه غيرهما من الأنبياء الذين تجلي العقل الكلي الإلهي في صورهم الجثمانية منذ اقدم العصور والأحقاب.. واعلن ان هذا التجلي للروح الالهي الذي تجسد في شخصه لهداية اهل عصره، سوف يتجدد في المستقبل» [27] . [ صفحه 23]

الشيرازي يؤله نفسه

بعد أن ادعي انه تجلت فيه روح باب المهدي أولا، وروح المهدي ثانيا، ثم روح علي، وروح النبي محمد صلي الله عليه و آله تدرج به الأمر لأن يدعي ان روح الله تجلت فيه، وانه المرآه التي يري فيها الله، والتي يستطيع المؤمنون ان يشاهدوا بها الله نفسه فيقول «وصبرتا حتي يمحص الكل، ولايبقي إلا وجهي، وأعلم بأنه لست انا بل انا مرآة فانه لايري في إلا الله» [28] . وفي وصيته الي الميرزا يحي (صبح ازل) يعلنها صريحة ان وصي الرب لايكون إلا ربا والها ونص الوصية يقول، فيها لصبح ازل «الله اكبر تكبيرا كبيرا، هذا كتاب من عند الله المهيمن، القيوم قل كل من الله مبدأون قل كل الي الله يعودون، هذا كتاب من علي قبل نبيل (النبيل يطابق محمدا في العدد بحساب الجمل)، وذكر الله للعالمين الي من يعدل اسمه اسم الوحيد) (اي يحي، لأن يحي يطابق في العدد بحساب الجمل الوحيد). ذكر الله للعالمين، قل كل من نقطة البيان ليبدأون ان يا اسمه الوحيد، فاحفظ ما نزل في البيان، وامر به فإنك لصراط حق عظيم» [29] ويقول داعية البهائيين أبو الفضل الجلبائيجاني «نحن لانعتقد في الميرزا علي محمد الباب الا انه رب و اله» [30] . [ صفحه 24]

الملا محمد علي البارفروشي

واحد من أبرز تلاميذ الباب الميرزا علي الشيراري، وهو احد الذين ارتبط اسمهم بتلميذة الباب المعروفة ب «قرة عين» ارتباطا جسديا محرما فقد عرفت بشدة عشقها له، وشدة ولهه بها وما كان البارفروشي إلا واحد من عشاق كثر لها مثله مثل الميرزا يحي صبح الأزل اخو البهاء صاحب الدعوة البهائية فقد كان يحي وسيما انيقا في مظهره وملبسه يبدو فتيا قويا جذابا فاستطاعت ان تضمه الي سلسلة عشاقها. يقول مؤرخ البابية الميررا جاني الكاشاني «كان الميرزا يحي مركز الجمال والجلال يتكرر إلي الطاهرة! وكانت - وهي في الثانية والعشرين من عمرها، شابة ملتهبة- تحتضن ذلك الطفل الأزلي- وهو في السابعة عشر من العمر، عمر المراهقة والفشوة والشباب المقبسل- وترضعه من لبن لم يتغير طعمه، وتربيه في مهد الآداب الحسنة، والأخلاق الطيبة، وتلبسه ملابس اهل الفكر، المستقيمة إلي ان قويت بنيته» [31] . فلم يكن محمد علي البارفروشي إلا واحدا من هؤلاء العشاق لتلك المرأة التي كانت تقول يأنه يجوز للمراة ان تتزوج تمسعة رجال» [32] . وكانت تري «جل الفروج ورفع التكاليف بالكلية» [33] ، يقول الشهيد احسان الهي ظهير «لقد احبت قره عين الملا محمد علي البارفروشي حبا جنونيا، وقدمت له نفسها وكل ما تملك، وسمحت له ان يستذلها ويمرغها ويستعبدها ولكنها لم تكتف به وحده، و سخت- بنفسها- وجادت للميرزا حسين علي المازندراني البهاء مع امتصاص اخيه الصغير الميرزا يحي صبح ازل» [34] . [ صفحه 25] ولد محمد علي البارفروشي حوالي عام 1238 هـ من سفاح فكان مولده علي فراش الميرزا مهدي البارفروشي نسبة الي مدينة بارفروش التابعة لمنطقة مازندراني الايرانية.. ومن العجيب ان هذا الذي ولد من زنا اطلق عليه الباب اسم «القدوس» وكان محمد البارفروشي هذا يعتقد اند المسيح كما نقل عنه مؤرخ البابية الكاشاني في «نقطة الكاف «فيقول» ان والدة القدوس لما زفت الي والده كانت حبلي من ثلاثة اشهر، وبعد ستة اشثر من الزواج وضعت حملها، وانجبت حضرتة، لذلك كان الأعداء يعرضون به ينسبون الي امه التهمة ويطعنون في نسبه، ولكن الأحباء والمخلصين يؤرلون هذا بالخير، ويعدونه معجزة، حكاية للمسيح» [35] .. ولهذا ليس عريبا ان تجد ولد الزنا يدعي بعد ذلك أنه عيسي فيقول للميرزا مهدي الذي ولد علي فراشه.. فاعلم اني لست بولدك.. بل انا عيسي وظهرت بصورة ابنك، و اعترفت بابوتك مصلحة.. «القدوس».. انه هو عيسي الذي ولد بلا والد بقدرة الله واظهاراً للمعحزة الربانية» [36] . هذا القدوس عند البابية مثال الحياة الجنسية غير النظيفة سجد له الباب الشيرازي مرتين، اما باب الباب البشروئي فكان يقدسه قداسة عجيبة لدرجة انه كان ينحني له ذلا و تعبدا و يعتبره مقدسا فعلا. رغم أن ثقافة القدوس ثقافة محدودة، واسرته لم تكن من الأسر المعروفة عند الشيعة، فقد تعلم في مدارس الشيخية وصاحب باب الباب البشروئي وشاركه في الدعوة الي الباب، وأصبح هو الآخر من أقرب الناس اليه ومنحه لقب القدوس ومنها ادعي المهدولة وانه هو عيسي الذي ؤلد بلا والد. وآمن البابية بهذا الكلام العجيب من شاب عرف عنه المجون والاستهتار. لقد كان الباب البشروئي ينزهه و لقدسه «حتي اقام له سرادقا عظيما حجبه عن الناس فلا تدركه الأبصار ولاتراه العيون، اجلالا، لشأنه وتنزيلها لذاته.. و يروي ان [ صفحه 26] البارفروشي طلب الاغتسال في بعض الأيام، فلما برز من السرادق والبابية وقوف حوله خروا له ساجدين، ومسحوا جباههم بالأرض وكانت مبتلة بماء المطر ولم يرفعوها حتي أذن لهم» [37] . وحينما ارادت الدولة الايرانية القضاء علي البابية التي كانت منتشرة في مازندران بإيرإن لدرجة ان باب الباب استطاع ان يحصنها بقلعة ضخمة حصينة منيعة، وكون جيشا كبيرا استطاع ان يحارب به جيش الحكومة وينتصر عليه في مواقع كثيرة لدرجة أنه استطاع ان يقضي علي الجيش الذي ارسله الشاه ناصر الدين وجعلهم يفرون الي قرية قريبة من مازندران «فراد» ولحق بهم وأفناهم، وقضي علي كل ابناء القرية، بل ذبحهم ذبحا شيوخا واطفالا وشبابا واناثا وحرق القرية كلها. وبعد ذلك استطاع جيش الحكومة ان يقتل باب الباب في مازندران وقبل قتله اوصي اتباعه بطاعة البارفروشي الذي تولي امر قيادة الجيش من بعده، لكنه لم يكن بدرجة كفاءة الخراساني البشروئي باب الباب، فلم يستطع ان يحافظ علي القلعة الحصينة طويلا خصوصا بعد ان حاصرتها قوات الشاه رمنا طويلا. فاستنفدوا كل مونهم ولم يجدوا خبزا وماء فطلبوا الأمان من قائد جيش الشاه وكان اسم هذا القائد «سليمان خان الافشار» فاستامنهم واجابهم الي طلبهم، ثم عقد مجلسا للنظر في عقيدتهم، فرجع بعض البابيين الي الإسلام وتاب من كفره وردته، وظل آخرون علي بابيته وكفره فحكم عليهم المجلس بالقتل اما البارفروشي واصحاب من قادة الثابية فارسلوا الي مدينة بارفروش ليحكلم عليه وعليهم علماء المدينة بحكم الاسلام فحكموا عليهم جميعا بالموت، وكان قتله في اول رجب سنة 1265هـ. [ صفحه 27]

مؤتمر بدشت

اشاره

لما كان الباب معتقلا في قلعة «ماكو» قرر اتباعه ان يعقدوا موتمرا في صحراء «بدشت» القريبة منه وهي واقعة علي نهر «شاهرود» بين خراسان ومازندران، وكان من رووس هذا الاجتماع حسين البشروئي المسمي «باب الباب» وملا محمد علي البارفروشي المسمي عندهم ب «القدوس» و «قرة عين» بنت ملا صال القزويني ويلقبونها «الطاهرة» وميرؤا حسين علي المازندراني الذي عرف بعد دلك بالبهاء وصاحب الدعوة البهائية، والميرز يحي علي، اخو الميرزا حسين علي الملقب ب «صبح ازل» يقول مورخ البهائية البهائي ميرزا عبد الحسين آواره في كتابه «الكواكب الدرية في تاريخ ظهور البابية والبهانية». «لما تم عقد اجتماع الأحباه في «بد شت» شرعوا في البحث، وكانت مجالسهم منقسمة الي طبقتين: الطبقة الأولي المجالس الخاصة، وهي التي تعقد بكبراء الأصحاب وعظمائهم، والطبقة الثانية المجالس العامة، وهي التي تعقد بمن سواهم، اما المجالس الخاصة فكانت المذاكرات التي تجري بين خواص الأحباء وأكابرهم فيها تدور حول «تغيير الفروع، وتجديد الشريعة، وبعد ان أقر الرأي العام علي وجوب السعي في تخليص حضرة الباب وانقاذه، قرر ايضا ارسال المبلغين الي النواحي والاكناف ليحثوا الأحباءعلي زيارة الحضرة (الباب) في (ماكو) مستصحبين معهم من يتسني استصحا به من ذوي قرباهم وودهم، وان يجعلوا مركز اجتماعهم ماكو، حتي اذا تم منهم العدد الكافي طلبوا من الشاه الافراج عن حضرة الباب، فاذا لبي الشاه طلبهم و فبها و نعمت، وإلا انقذوا الحضرة: بصارم القوة، وحد الاقتدار» [38] . [ صفحه 28] ويقول آواره «دار البحث حول الأحكام الفرعية من حيث التبديل وعدمه، وتبين بعد المذاكرات الطويلة ان اكثرهم يعتقد بوجوب النسخ والتجديد ويري ان من قوانين الحكمة الالهية في التشريع الديني ان يكون الظهور اللاحق اعظم مرتبة واعم دائرة من سابقة، وان يكون كل خلف ارقي واكمل من سلفه، فعلي هذا القياس يكون حضرة الباب اعظم مقاما وآثارا من جميع الأنبياء الذين خلوا من قبله، وبثبت ان له الخيار المطلق في تغيير الأحكام وتبديلها وذهب قلائل إلي عدم جواز التصرف في الشريعة الاسلامية، مستندين الي ان حضرة الباب ليس إلا مروجا ومصلحا لأحكامها مما دخل عليها من البدعة والفساد.. وفي اخريات الأمر تدخل حضرة بهاء الله في المسالة، وابرز من اساليب الحكم والطائف الحزم مأ هدا به روع الجميع، و ذلك انه طلب إحضارالمصحف الشريف، فأحضر إليه امام الجمع كله، ففتحه وتلا سورة «الواقعة واخذ في تفسيرها وتأويلها وافاض في شرحها وبيانها اي بما يوافق اقتراح تغيير دين الاسلام، وان القرآن نفسه اشار الي ذلك وانبأ بوقوعه، حتي اطمأنت قلوب الجميع وعلموا بأنه لابد من وقوع هذه الواقعات وحدوث هذه الحادثات كلها» [39] . وفي النهاية يقول مؤرخ البابية «وفي خاتمة المجلس تقررتحرير هذه المسألة ورفعها الي حضرة الباب في «ماكو» والتماس اصدار الحكم الفاصل الجازم منه فيها، وهذا ما كان، ومما علم فيما بعد وتبين ان خواص الأحياء كانوا علي حق، وان راي حضرة بهاء الله كان متفقا مع حكم حضرة الباب علي وجوب تغيير الشريعة، وان القدوس وباب الباب والطاهرة كانوا أيضا قائمين علي سواء السبيل وجادة اليقين في ادراكهم وفهمهم (أسرار الأمر).. اما الذين ضاقت صدورهم، ولم تتسع لقبول هذا التجديد العظيم فإنهم قاموا بتشويش الأفكار وافساد الناس علي زمرة الأحباء، ونجم عن ذلك ما نجم من اغارة عصابة من المسلمين عليهم واعتدائهم بالضرب والسلب وطردهم من الجهة. فتفرق عند ذلك جعع الأحباء الي ثلاث فرق ففرقة سارت بركاب حضرة بهاء الله متجهة الي طهران، و اخري ذهبت مع القدوس و الطاهره الي مازندران، وثالثة تحت لواء باب الباب الي خراسان ولكن الجميع أجمع العزم وعقد النية علي تنفيذ ما تقرر في هذا التجمع ولم الشعث في ماكو، والعمل علي إنقاذ حضرة الباب. [40] . [ صفحه 29] وبنقل الأستاذ احسان الهي ظهير في كتابه الهام عن «البابية» نصوصا من مصادر البابيين انفسهم مثل «مطالع الأنوار» و «نقطة الكاف» للبابي «الميرزا جاني الكاشاني» و«مفتاح باب الأبواب» و «الكواكب» تصور ما كان عليه البابيون في صحراء «بدشت» من انحراف وفساد أخلاقي وانحلال شنيع فينقل عنهم ما ذكروه: «فنصبت الخيام في تلك البيداء الجميلة، الغناء، المنعزلة من العمائر وسكانها، وصاروا يرتكبون الفواحش والفجور والفسوق وبعبثون بالنساء.. وكانت الشابة الجميلة «قرة العين» تتوهج شبابا ونضرة وانوثة ملتهبة عارمة، والشاب الوسيم الجميل المتالق، قوي البنية، بعيد المنكبين، المتدفق بالرجولة والحيوية والجمال: محمد علي البارفروشي «القدوس» محل الأنظار وموقع الأعين، حيث لم يبلغ كلاهما الثلاثين من عمره، كما كان من الجهة الثانية «الميرزا حسين علي» «البهاء» يمتاز بترفه وغناه، وباستضافته جعيع الحاضرين، علاوة علي حسنه وشبابه، وبأن كان آنذاك كما يقول مؤرخوه «شابا ذا شعر مرسل، كشعر الأوانس». .. وحتي «الميرزا جاني الكاشاني» المؤلف لكتاب «نقطة الكاف «المح بأشياء منها، قوله إن «قرة العين «لما فرت من «قزوين» بعد مقتل عمها، الي «خراسان» ووصلت الي «شاهرود» [41] ففي نفس الوقت وصل جناب الحاج محمد علي القدوس من «مشهد» وصارا مصداق و«جمع الشمس والقمر»، لذلك لما اقترن سماء المشية (القدوس)، بارض الارادة «قرة العين» ظهر اسرار التوحيد، وسر العبادة، وارتفع الحجاب عن وجه المعشوق المقصود، واعطيا كؤوسا من جوهر الخمر لذة للشاربين، حتي فقدت الجماعة شعورها، من وفور السرور والنشوان، وتغنوا بألحان بديعة وظهر معني «هتك الستر لغلبة السر» وتحاويت اصواتهم الفرحة المسرورة ببصاثر السموات السبعة [42] . [ صفحه 30] و ذهبت قرة عين مع الشاب القدوس الي مازندران [43] ودخلت معه في قرية «هزار جريب» [44] في حمام واحد للاستحمام، ولما سمع اهل القرية ما هم عليه من الفجور العلني، وعدم العفة والحياء، والجهر باقتراف الكبائر «، هجموا عليهم جماعات ووحدانا، فقتلوا البعض وفرقوا جمعهم، كما افترقت هذه المومسة ايضا من عشيقها وزميلها في الخلوة والجلوة» [45] . ولكي نتعرف علي حقيقة هذه المراة التي لعبت دورا خطيرا في تطور البابية وانتشارها اذكر نصا من خطبها في مؤتمر بدشت التي اعلنت من خلاله أنه لابد من نسخ الشريعة الإسلامية وإلغاء شعائر الاسلام من صلاة وصوم وزكاة وسائر التكاليف الاسلامية، ودعت من خلاله الي خلع الحجاب عن المراة والتحرر من التقاليد البالية، والدعوة الي الزنا باعتبار ان المراة كالزهرة لابد من قطفها وشمها بالكيف والكم معا. تقول في خطبة لها في المؤتمر «اعلموا ايها الأحباب والأخيار، اعلموا ان احكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور «الباب»، وان احكام الشريعة الجديدة البابية تصل إلينا، وان اشتغالكم بالصوم والصلاة والزكاة، وسائر ما اتي به محمد، كله عملي لغو، وفعل باطل، ولايعمل بها الآن الا كل غافل وجاهل، ان مولانا الباب سيفتح البلاد،يسخر العباد وستخضع له الأقاليم السبعة المسكونة، وسيوحد [ صفحه 31] الأديان الموجودة علي وجه البسيطة، حتي لايبقي الا دين واحد، هو دينه الحق.. الحق اقول: لا امر اليوم ولا تكليف، ولانهي ولا تعنيف، مزقوا الحجاب بينكم وبين نسائكم، واخرجوهن من الخلوة إلي الجلوة، فما هي الا زهرة الحياة الدنيا، وإن الزهرة لابد من قطفها وشمها، شموها بالكيف والكم، فالزهرة تجني وتقطف، وللاخباب تهدي وتتحف» [46] . وتقول في هذه الخطبة ايضا: مزقوا هذا الحجاب الذي بينكم وبين النساء، وفكوا عنكم هذه القيود الشنعاء، وشاركوهم في الأفعال والأقوال، ولا تمنعوهن الحق من مشاركة الرجال و اخرجوهم من الخلوة الي الجلوة، وواصلوهن بعد تلك الجفوه والسلوة فما هن إلا رياحين خلقن للشم وتصاوير جعلن للثم و الضم ولأبد من قطف الريحانة وشمها، ولثم صوره الحبيب وضمها، دون ان يحدد عدد الشام او يكيف كم اللاثم والضام، فالريحانة تجني وتقطف وصورة الحبيب تهدي وتتحف اما المال فمشاع غير مقسوم، فيه حق للسائل والمحروم، جعل للناس سواءبسواء. لا للأغنياء دون الفقراء، فادفعوا الفاقة عنكم بهذا الذهب، وشاركوا بعضكم بعضا في المال والنسب. وساووا في ذلك بين فقيـركم وغنيكم «ولاتردوا من يطلب التمتع بحلاتلكم او بناتكم فلا نهي اليوم ولا امر. ولا تكليف ولاحد ولازجر، فخذوا حظكم من هذه الحياه فلا شئ بعد الممات» [47] . اعتقد ان كلام «قرة عين» ينبئ عن فكرها وهدفها الخبيث وهو محاولة تحطيم الأخلاق الاسلامية، ونشر الرذيلة في المجتمعات الاسلامية، وتحطيم عقائد الإسلام ومبادئه وان شعائر الاسلام في رايها لاتناسب روح العصر لأنه في معتقدها عبارة عن قيود لابد من التحرر منها فلا داعي للصلاة ولا الصيام ولا الزكاة ولا اي شعيرة من شعائر الاسلام لأنها تريد ان تهدم تواعده وفي رايها ان الذي يفعل ذلك الآن مجموعة من المغفلين الجهلة المتأخرين. بل تعلنها صريحة ان احكام الشريعة الاسلامية قد نسخت بظهور الباب. [ صفحه 32] وتدعو الي التحرر من الحجاب والثياب فتقول مرقوا الحجاب بينكم وبين نسائكم وتقول للرجال ان الزهرة تقصد المراة لابد من قطفها وشمها، شموها بالكيف والكم فخذوا حظكم من هذه الحياه، فلاشئ بعد الممات. ولنا ان نتصور الآدن كم كانت البابية دعوة إلي الفجور الصارخ ولهذا استطاع الباب ان يجمـع حوله كل ساقط ومنحرف، وكل من يريد ان يتحلل عن قواعد الاسلام، بدعوي انتهاء زمن التكاليف ورفع التكاليف. والمهم عندنا ان هذه المراة اتضح دورها الخطير في الدعوة الي نسخ الشريعة الاسلامية والتحلل من كل روابط الاسلام وقيوده الأخلالقية، وصدق الأستاذ إلهي ظهير رحمه الله حين قال إن المورخين قاطبة «اتفقوا علي ان اول من اقترح نسخ البابية لشريعة الإسلام ورفع احكامها، قرة عين» [48] . لقد بلغ بها الأمرفي الاباحية مبلغا كبيرا لدرجة انها نزلت في منزل رفيق لها، فاجتمع جمع من البابيين، وقضوا معها ليلة مفعمة بالتهتك واقتراف المنكر، فلم يوافق قسم منهم علي هذا الفجور، فكتبوا الي الميرزا علي محمد في سجنه، يعلمونه باستهتارها، فكان أن اجابهم: ماذا عسي ان اقول فيمن سماها لسان العظمة والاقتدار بالطاهرة [49] . [ صفحه 33] ومن اشعار قرة عين الغزلية بالعربية التي تبين شدة ولعها وهيام قلبها ووجدها قولها: يا نديمي قم فإن الديك صاح عن لي بيتا وناول كأس راح لست اصبرعن حبيبي لحظة هل اليه نظرة مني تباح بذل روحي في هواه هين تجمد القوم السري عند الصباح قاتلتني لحظة من غيرسيف اسكرتني عينه من دون راح قد كفتني نظة مني اليه من بهائي في غداة في رواح هام قلبي في هواه كسيف هام راح روحي في قفاه اين راح لم يفارقني خيال منه قسط لم يزل، هوفي فوادي لايراح ان يشأ يحرق فوادي في النوي اويشأ يقتل، له قتلي له قتلي مباح [50] . ويبلغ بها الفسق والفجر والعصيان ان تقول بالفارسية ما معناه بالعربية: يا صنمي عشقك اوقعني في المعاصي اهجرتني وقتلتني واخذتني بجنايتي والآن لم يبق لي قوه الصبر وطاقة الانتظار الي متي فراقك ان جسمي بجميع اجزائه صار كالناس يحكي عن هجرك يا ليت تضع قدمك علي فراشي ليلة ما فجاءة بكرمك فأطير فرحا وسرورا بدون اجنحة [51] . [ صفحه 34]

قرة عين

كانت تميل الي الشباب المراهق الصغير ميلا شديدا ولهذا احتضنت الشاب الصغير يحي صبح أزل اخو البها، وكان وسيما جميلا يصفه الكاشاني البابي فيقول «كان الميرزا يحي مركز الجمال والجلال يتكرر الي الطاهرة وكانت وهي شابة ملتهبة تحتضن ذلك الطفل الأزلي وهو في السابعة عشر من العمر، وترضعه من لبن لم يتغير طعمه، وتلبسه ملابس اهل الفكرة المستقيمة إلي ان قويت بنيته» [52] . ويقدر عشقها للصغير يحي صبح ازل فكانت تمارس الجنس ايضا مع اخيه الميرزا حسين علي المازندراني الذي اصبح اليها، ونبي البهائية. وقد وهبها البهاء لاحد أتباعه من شيراز اسمه الميرزا عبدالله الذي استمتع بها كثيرا فقد كان يعلم انها نهمة شديدة لاتشبع من جنس قط، فقد كان صدرها الفوار يتوق دائما إلي المتع البهيمية، ولأنها كانت تحمل بين اضلعها ثورة جنسية عارمة فقد كانت تحاول دائما اطفاء ثوره لهيب ثورتها عن طريق الحرام بعد ان دعت إلي إسقاط التكاليف فنادت بأن النساء زهيرات لابد من قطقهن وشمهن لأنهن ما خلقن الا للضم والشم والقطف والإهداء إلي الأحباب وكان سبيلها الي الانحراف دعوتها الي نسخ شريعة الاسلام ورفع الأحكام والتكاليف الاسلامية فيقال عنها انها كانت تقول «بحل الفروج ورفع التكاليف بالكلية» [53] . وقد عشقت أيضا الملا محمد علي البارفروشي عشقا رهيبا فقدكان شابا قويا وسيما «وارتوت بين اضلعه واحترقت بنار هواه وولهت به ولها كبيرا. [ صفحه 35] وينقل الدكتور محسن عبد الحميد عن دأئرة معارف الحياة التركية ما يلي عن هذه ا لمرا ة: - كانت تقول «لكل امراة تسمعة رجال». - كانت تتزين وكأنها طاووس الجنة، وكانت تزين غرفتها باكمل زينة كغرفة العروسة. - وكانت تجتمع بأنصارها في هذه الغرفة، علي هذه الزينة، وكانت تعظهم. - كان مباحا علي البابيين تقبيل شفتيها، والتمسح بوجوههم علي صدرها. - لما حكم عليها بالاحراق، قابلت الحكم بابتسامة وامتنعت عن التولة. ويقول عنهـا إدوارد براون البابي وهو من دعاه البابية «ان الشخصية الجذابة الخلابة لأنظارنا، غير الباب الشيرازي، هي الجميلة الذكية، التي وهبت حظا وافرا من الحسن والذكاء والفطنة، قرة العين التي كانت شاعرة وعالمة وخطيبة» [54] . [ صفحه 36]

الشيرازي وفكره

كتاب البيان للشيرازي

يظهر فكر الشيرازي بوضوح في كتابه البيان الذي يقول عنه البهاء في كتابه الايقان «في عهد عيسي كان الإنجيل، وفي زمن موسي التوراة، وفي عهد محمد رسول الله كان القرآن، وفي هذا العصر البيان» [55] . أي انه يعتبر البيان كتاب العصر و يقول الشيرازي رب البابية عن كتاب البيان «قد نزلت البيان، وجعلته حجة من لدنا علي العالمين ا فيه مالم يكن له كفوا ذلك آيات الله، قل كل منـها يعجزون، فيه مالم يكن له عدل ذلك ما أنتم به تدعون، فيه مالم يكن له مثيل ذلك ما ينطق به الفارسيون وانتم في الواحد لتنظمون». [56] . ويقول الشيرازي عن نفسه في كتاب البيان «انه ما خلق له من كفو وعدل ولا شبه ولاقرين ولامثال» [57] ووصل به الأمر إلي ان يقول عن القرآن الكريم «إن نبيكم لم يخلف بعده غير القرآن، فهاكم كتابي البيان، فاتلوه واقراوه تجدوه افصح عبارة من القرآن واحكامه ناسخة لأحكام القرآن» [58] .

اسلوب الباب الشيرازي

إذا قرات اي سطرمن اسطر كتابات الباب يتملكك شعور بسذاجة الرجل واسلوبه تشعر بان صاحبها كذاب اشر، فليس فيها صدق في معانيها ولاجمال في اسلويها، ولابديع في الفاظها، ولا اشراق في كلماتها، ولامعني في مدلولها او مضمونها، وهذا أظهر شئ علي كذب الرجل. [ صفحه 37] ومن العجيب ان محركيه افهموه خطأ انه لابد ان تكون خطبه وكتاباته ورسائله بالعربية، لأن العربية لغة الوحي ونسوا ان الله تعالي يقول «وما ارسلنا من رسول الا بلسان قومه يبين لهم، فيضل الله من يشاء يهدي من يشاء هو العزيز الحكيم»(ابراهيم:4). ولم يكن الرجل يجيد العربية فاوقعوه في خطأ جسميم وخدعوه دون ان يدروا، وفضحوه من حيث كانوا يريدون نصرته، وخذلوه وكانوا يرغبون في ازره وتأييده. انظر الي ما كتبه في البيان النسخة العربية التي زعم انه بالبيان نسخ القرآن الكريم يقول في عربية ركيكة ومعان رديئة وكلمات مشينة «ولا تكتبن السور الا وانتم في الآيات علي عدد المستغاث لاتتجاوزون، ومن اول العدد اذن لكم يا عبادي لتدقون، وأذنت ان يكون مع كل نفس الف بيت مما يشاء ليتلذذون، حينما يتلو وكان من المحرزين، قل: انما البيت ثلاثين حرفا ان انتم تعربون، لتحسبون دلي عدد الميم ثم علي احسن الحسن تحفظون، ذلك واحد الأول انتم بالله تسكنون، ثم الثاني انتم في كل ارض بيت حر تبثيون، ولتلطفن كل ارضكم وكل شئ علي احسن ما انتم عليه مقتدرون، لئلا يشهد عيني علي كره ان يا عبادي فاتقون» [59] . لقد خاب وافتري، وعلي الله تعالي اجترا فما استطاع حتي الآن انس ولا جان ان يأتي بمثل هذا القرآن. «قل لئن اجتمعت الانس والجن علي ان ياتوا بمثل هذا القرآن لاياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا».(الاسراء: 88). وقال أيضا في بيانه العجيب «ولاتضيعن خلق احد بعدما اكمل الله خلقه لما تريدون من عز ايام معدودة، فان كلتاهما ينقطع عنكم وانتم ما قد خلقتم» [60] انها لغة مشعوذين وكلمات دجالين. [ صفحه 38] هكذا نلاحظ بحق إن اسلوبه في كتابه البيان ينم عن مدي سذاجة عقله وسطحيته، وجهله التام بابسط قواعد الأساليب واللغة، فإن اي طالب في المرحلة الاعدادية يستطيع ان يكتب افضل منه بكثير. ولايتورع المفتري أن يكذب علي الله تعالي فيسند ما في البيان الي الله تعالي، مع ان أي عاقل يقرا ما في بيانه هذا يتبين له مدي رداءة لغته واسلوبه ومعانيه ولأبد ان يكون كاتبه رجل خبيث السريرة او رجل فقد عقله. ومن اعجب ما قاله الشيرازي هو تفسيره لسورة يوسف فإن اي قارئ لتأويل الشيرازي لسورة يوسف يستشعر علي الفور مدي الكذب ومدي الجهل الذي كان يتمتع به الرجل الذي ادعي المهدوية والنبوة والألوهية قال الشيرازي في تفسير سورة يوسف «قصد الرحمن من ذكر يوسف نفس الرسرل و ثمرة البتول حسين بن علي بن أبي طالب مشهودا، قد اراد الله فوق العرش مشعر الفواد ان الشمس والقمر والنجوم قد كانت لنفسه ساجدة لله الحق مشهودا إذ قال حسين لأبيه يوما: اني رايت احد عشر كوكبا والشمس والقمر رايتهم بالاحاطة لي علي الحق الله القديم سجادا، ولقد سجدوا نجوم العرش في كتاب الله تقتل الحسين بالحق علي الحق، وكان عدتهم في ام الكتاب إحدي عشر، هو الله الذي قد جعل التوحيد في حقائق الأشياء من اشعته وإن الله قد اراد بالشمس فاطمة و بالقمر محمد، وبالنجوم ائمة الحق في ام الكتاب معروفا فهم الذين يبكون علي يوسف بإذن الله سجدا وقياما» [61] . وايضا من اعجب ما قاله ما نقله محمد مهدي خان صاحب «مفتاح باب الأبواب» عن كتاب الباب «شئوق الحمراء» في لوحه الأول قوله «إنا قد جعلناك جليلا للجالين، وانا قد جعلناك عظيمانا للعاظمين، وان قد جعلناك نورا نورانا للناورين، وإنا قد جعلناك رحمانا- رحيما للراحمين، وإنا قد جعلناك تماما تميما للتامين، قل انا جعلناك كما لا كميلا للكاملين، وقل إنا قد جعلناك كبرانا كبيرا للكابربن...». [ صفحه 39] ولهذا حق لعبد الرحمن الوكيل ان يقول «ان قارئ كتب الشيرازي يشعر شعورا صادقا يطابق الحقيقة والواقع انه رجل خولط في عقله، وإن ما في هذه الكتب اشباح متباينة متناقضة اختارها غلام يتنازعه فكر مضطرب، وخيالات هاذية فلا تري فيها فكرة نابهة، أو عاطفة صادقة، او تصويرا جميلا او اسلوبا مشرقا، انما تري جملا ينفر بعضها من بعض، واشد ما يثير الدهشة والسخرية تلك السجعات التي يختم بها فقراته فهي حروف مركبة تركيبا لايوحي بمعني، ولا يومي الي دلالة» [62] . ومن عجب كلامه ما قاله في الواحد الثاني من «البيان» العربي (ان ياحرف الراء والباء فلتشهدان علي انة لا إله الا انا، قد نزلت في الباب الأول من الواحد الثاني ان أعرف قدرة ربك في الايات، ثم اشهد ذكر اللانهاية في كل شئ، ثم عجز الناس عما نزل البيان فان به يثبت ماتريد. ثم في الثاني لم يحط بعلم البيان الا إياك في آخريك ثم اوليـك او من شهد علي من شهد علي ما أريد فيه، فإن اولئك هم الفائزون ثم في الثالث ما اذنت أحدا ان يفسر الا بما فسرت، قل كل الخير يرجع الي ودون ذلك الي حرف النفي، ذلك علم البيان إن انتم تعلمون، ثم الخير يذكر إلي منتهي الذر في علم المتقين دون الخير في منتهي بما تشهدون علي دون المخلصين فلتقرئن اية الأولي ان انتم تقدرون ثم كل ذلك مثل هذا ان أنتم تعلمون» [63] . انها عبارات غامضة كالكلمات المتقاطعة التي لاتفيد شيئا والأغرب من ذلك قوله «تبارك الله من شمخ مشمخ شميخ، تبارك الله من بذخ مبذخ بذيخ تبارك الله من بدء مبتدا، بدئ تبارك الله من مفتخر فخير. تبارك الله من مظهر ظهير..» [64] . [ صفحه 40] ومن العجيب أن الشيرازي يدعي ان كلامه افضل من القرآن فيقول «إن اقوي دليل واقنعه علي صحة دعوة رسول الله هو كلامه كما دلل علي ذلك بقوله «الم يمكفهم انا انزلنا عليك الكتاب «ولقد آتني الله هذا البرهان، ففي ظرف يومين وليلتين اقرر اني اقدر ان أظهر آيات توازي في الحجم جميع القرآن. ...اني افضل من محمد كما ان قرآني افضل من قرآن محمد، واذا قال محمد بعجز البشر عن الإتيان بسورة من سور القرآن، فأنا اقول بعجز البشر عن الاتيان بحرف مثل حروف قرآني إن نبيكم لم يخلف بعده غير القرآن فهاكم كتابي «البيان» واتلوه واقراوه تجدوه افصح عباره عن القرآن واحكامه ناسخة لأحكام الفرقان. [65] . هكذا يقول نبي البابية عن كتابه البيان الذي كتب بأضعف اسلوب وأرك عبارة «ومن اضل ممن أتبع هواه بغير هدي من الله، إن الله لايهدي القوم الظالمين».(القصص:50). اما قوله بان معجزه نبي الاسلام انه لم بخلف بعده غير القرآن فالقرآن هو المعجزة الخالدة الباقية الدالة علي نبوة محمد صلي الله عليه و آله وختم الرسالات السماوية به «إن معجزات الرسل السابقين الدالة علي صدق نبوتهم هو وثاثق تنقضي يراها الذين عاصروا الأنبياء فيؤمنون حق الايمان بمن جاءت علي يدهم، ولايراها الذين يأتون من بعدهم بل تصل اليهم اخبارها فيضعف تأثيرها علي الأمم التالية. ثم ان المعجزات توافق عقول تلك الآزمان التي كان فيها العقل في طور الطفولة، والآن بعد ان ترقي العقل وكثرت المعارت ودخلت الشبهات علي الأديان ضعف تأثير هذه المعجزات علي اتباع الأديان، او بالأحري ضعف الايمان وسري الإلحاد، فكان الدين بحاجة إلي دلائل براهين علي صحته غير البراهين السالفة. [ صفحه 41] .. فالقرآن هو الكتاب المعجز للبشر بهدايته وتشريعه واسلوبه ومنا فيه التي تتميز بخلودها وبقائها علي الزمن، فقد انزل القرآن بعد ان ترقي العقل البشري، فكان البرهان الذي اتي به يتفق مع هذا الرقي [66] . الحقيقة ان كلام الله تعالي في قرآنه المجيد هو وحي السماء إلي الأرض، اما كلمأت الشيرازي فهي تنبئ عن كذب صاحبها،. فما هذه الكتب الا اوهام صاحب فكر مضطرب او مخرب يضمر شرا بالاسلام واهله، فاخترع للناس دينا آخر، وكتابا موضوعا، «ومن اضل ممن اتبع هواه بغير هدي من الله» صدق الله العلي العظيم. [ صفحه 42]

عقائد البابية

اشاره

يعتقد الباب في ان «ارفع مراتب الحقيقة الالـهية حلت في شخصه حلولا ماديا وجسمانيا» [67] ، ويعتقد انه «في كل الظهورات من آدم إلي محمد وقبل آدم لم يكن مظهر المشيئة الا نقطة البيان ذات الحروف السبعة إلا أنه كان طفلا في وقت آدم والآن شاب و سيم» [68] . ويعتقد البابية انه جوهر وحقيقة كل بني رسول وانه أكمل من ظهرت فيه الحقيقة الالهية يقول الباب في ذلك عن نفسه «كنت في يوم نوح نوحا، وفي يوم ابراهيم ابراهيم، وفي يوم موسي موسي، وفي يوم عيسي عيسي وفي يوم محمد محمدا، وفي يوم علي قبل نبيل» (ومن المعروف: الشيعة تسمي محمدا صلي الله عليه وآله نبيل، فيكون معني علي قبل نبيل اي قبل محمدا) ولا كونن في يوم من يظهره الله من يظهـره الله وفي يوم من يظهره من بعد من يظهر الله من بعد من يظهره الله إلي آخر الذي لا آخر له قبل اول الذي لا اول له كنت في كل ظهور حجة الله علي العالمين» [69] ويزعم الباب أنه جاء ناسخا لكل الشرائع ولشريعة القرآن الكريم «ويقرر ان كل من كان يدين بها، و يعمل بأحكامها، فهو علي الحق حتي ليلة القيامة، ويوم الساعة اي ليلة قيامه بالدعوة وساعة ظهوره بالأمر، وهي الساعة الثانية والدقيقة الحادية عشرة لغروب شمس اليوم الرابع من جمادي الأولي سنة 1260 من الهجرة، ودخول دجي الليلة الخامسة من لياليه، فكل من لايومن به من هذا الحين، ولايعمل بشريعته واحكامها، فهو كافر، جاحد، مهدور الدم» [70] . [ صفحه 43] ويزعم الباب انه المرآة التي يستطيع المومنون من خلالها ان يشاهدوا الله نفسه، فهو كما يقول مرآة لايري فيها الا الله حيث يقول عن نفسه «أنا قيوم الأسماء، مضي من ظهوري ما مضي، وصبرت حتي يمحص الكل، ولايبقي الا وجهي، واسلم بأنه لست أنا بل انا مرآة فانه لايري في الا الله» [71] . بل تدرج في الأمر تدرجا خطيرا حين صرع بأنه الرب وان وصيه من بعده يحي «صبح ازل» وصي الرب، ووصي الرب لايكون الا ربا والها مثله فيقول لوصيه «والله اكبر تكبيرا، وهذا كتاب من عند الله المهيمن القيوم، قل كل من الله مبدؤن، قل كل الي الله يعودون، هذا كتاب من علي قبل نبيل (يعني نفسه فاسمه علي محمد)، ذكر الله للعالمين إلي من يعدل اسمه اسم الوحيد (يقصد يحي لأن يحي يطابق الوحيد في العدد بحساب الجمل) ذكر الله للعالمين قل كل من نقطة البيان ليبدون ان يا اسمه الوحيد فاحفظ ما نزل في البيان، وامر به فإنك لصراط حق عظيم» [72] . ولقد كان البابيون بعد اعتقادهم في نبوته يعتقدون ايضا في الوهيته. «ومن اظلم ممن افتري علي الله كذبا او قال اوحي الي، ولم يوع إليه شئ، ومن قال سأنزل مثلما انزل الله، ولو تري اذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم اخرجوا انفسكم، اليوم تجزون عذاب الهون بما كنتم تقولون علي الله غير الحق وكنتم عن آياته تستكبرون «(الأنعام:93). وكان تطاوله علي الله شديدا، فاعتقد بالوهية نفسه وقال «ما خلق له من كفو وعدل ولاشبه ولاقرين ولا مثال» [73] . وقال ايضا عن نفسه «انا قيوم الأسماء، مضي ظهوري ما مضي، وصبرت حتي يمحص الكل ولايبقي الا وجهي» [74] . [ صفحه 44]

موقف الباب مق السمعيات

يزعم الباب ان المراد من كل ما ورد في القرآن الكريم من الفاظ: القيامة، والساعة، والبعث، والحشر، والنشر، وما جري مجراها انما هو ظهوره بالأمر، وقيامه بالدعوة، وان الجنة، كناية عن الدخول في دينه، والنار، كناية عن الكفر به واليوم الآخر، كناية عن يوم ظهـوره، ولقاء الله تعالي، كناية عن لقائه، والنفخ في الصور، كناية عن الجهر بدعوته والمناداة بها، وصعق من في السموات والأرض، كناية عن نسخ الأديان بدينه وقيام امته مقام الأمم. وهذا هو عين ما يقوله البهاء صاحب البهائية عن نفسه وفي دينه» [75] . ومن العجيب ان ينسخ البهاء دين الباب مع ان الباب يوكد أنه لايمكن نسخ ديانته قبل مضي حروف (المستغاث) اي قبل «2031 عاما» بحساب الجمل حيث قال في «البيان» كل من ادعي امرا قبل سنين «المستغاث» فهو مفتر كذاب اقتلوه حيث تقفتموه» [76] . والنار والقيامة والبعث والنشور والحساب وكل مسائل السمعيات التي يومن بها اتباح الشرائع الثلاث، يؤولون كل هذه السمعيات تاويلا خاصا يتفق مع عقائدهم. فيقول الباب الشيرازي عن القيامة مثلا «إن قيامة البيان تقوم يوم ظهور من يظهره الله، واليوم الذي يظهر فيه المظهر الالهي الآخر هو نفس يوم البعث والحشر للجميع من قبورهم» [77] . ويقول عن الجنة: «ان الجنة عبارة عن الإثبات اي التصديق والايمان بنقطة الظهور (يعني الباب نفسه) والنار عبارة عن النفي، يعني عدم الايمان بنقطة الظهور وإنكاره هو» [78] . [ صفحه 45]

الشريعة عند البابية

اشاره

افتري الباب علي الله كذبا انه جاء لينسخ شريعة الاسلام ولهذا عمل علي ان يكون لأتباعه عباداتهم الخاصة التي تختلف عن عبادات المسلمين في الصلاة والصوم والزكاة والحج والأحوال الشخصية والميراث. فقد جعل الصلاة ركعتين في الصباع ثم هناك صلاتين علي الباب ان يقوم بهما في حياته وهي صلاة الجنازة وصلاة الوضع. فالبنسبة لصلاة الوضع هذا فعلي الرجل والمراة اللذان انجبا فإنه حين نزول الجنين عليهما ان يكبرا خمس تكبيرات، و بعد كل تكبيرة يذكر بعض نصوص البابية فبعد التكبيرة الأولي يقول «إنا بكل مومنون» تسع عشرة مرة، وبعد التكبيرة الثانية يقول «انا بكل موقنون» تسع عشرة مرة، وبعد التـكبيرة الثالثة يردد «انا كل بالله محيون» تسع عشرة مرة وبعد الرابعة «انا كل بالله مميتون» تسع عشرة مرة و بعد التكبيرة الأخيرة «انا كل بالله راضون» تسع عشرة مرة كذلك. اما بالنسثة لصلاة الجنازة فعلي البابي ان يصلي علي الميت صلاة ذات ست تكبيرات، يذكر بعد كل تكبيرة دعاء من ادعية الباب تسع عشرة مرة: فبعد التكبيرة الأولي يقول «انا كل بالله عابدون» تسع عشر مرة، وبعد التكبيرة الثانية يقول «انا كل لله ساجدون» تسع عشرة مرة وفي الثالثة «انا كل لله قانتون» تسع عشرة مرة وفي الرابعة «انا كل لله ذاكرون» تسع عشرة مرة وفي الخامسة «انا كل لله شاكرون» تسع عشرة مرة وفي السادسة «انا كل لله صابرون» تسع عشرة مرة. ولابد أن يدفن الميت البابي في صندوق من بلور او مرمر أو حديد او نحاس او خشب والأفضل ان يكون من بلور او مرمر، وان يكفن الميت بدون غسل. ويوضع في اصبعه خاتم يفضل ان يكون من العقيق الأحمر ينقش فيه اسم الباب، ويدفن بصندوقه في حفرة سحيقة عميقة، وان امكن ان يشق له مدفنا في الصخر فهذا [ صفحه 46] أفضل عندهم، ولابد من تحنيط الميت لأنه يجب ان يبقي الميت في بيته تسعة عشر يوما قبل دفنه وبجواره اهله وناسه ويكفن في خمسة أثواب من الحرير او القطن طبقا لتعاليم الباب. ولقد ابطل الباب صلاة الجماعة الا علي الجنازة واباح للمرأة ان تصلي بملابسها العادية- دون حجاب، وقال في ابطاله صلاة الجماعة «انتم بالجماعة لاتصلون، و انتم علي الكرسي بما يحبه الله تذكرون وتوعظون» [79] أي انهم يصلون وهم جالسون علي مقاعد وأكد علي انكار فريضة الجماعة حين قال: «انتم بالجماعة لاتصلون» وقوله «ولتصلين كلكم مرة، ولكنكم فرادي تقعدون» [80] . وبهذه الطريقة خألف البابيون شريعة الاسلام مخالفة تامة فخرجوا عن العقيدة والملة السمحة باخترعات الباب في ابطاله صلاة الجماعة الا علي الجنازة واختراعه صلاة الوضع، والصلاة علي المقاعد، فخالف شريعة الله في كل ما يتعلق بالصلاة ومواقيتها وكيفيتها وشروطها و واجباتها وليس للبابية قبلة محددة فمرة يقول لهم انها بيته، ومرة يردد «اينما تولوا فثم وجد الله انتم الي الله تنظرون» [81] . ومن قبل قال «ان مسجد الحرام ما يولد من يطهره الله عليه ذلك ما ولدت عليه أنتم هنا لك لتصلون» [82] ومنه يفهم ان قبلتهم بيته، لكن تناقض الفكر غالب علي صاحب البابية. والوضوء عنده يكون بماء مضاف اليه ماء الورد، وفي حالة عدم وجود الماء يكفي للبابي ان يقول خمس مرات «باسم الله الأمنع الأقدس» وبذلك يتحقق الوضوء، وتتم الطهارة باسم الباب والنار والشمس والهواء والماء والتراب، ويقول الباب في بيانه [ صفحه 47] «يطهركم اسم الله إذا تقرئين الله اطهر ست وستون مرة، ثم النقطة (اي نفسه)، ومـا يشرف من عندها من آيات الله، ثم كلماته، ان انتم بها موقنون، ثم من يدخل في الدين ثم يبدل كينونته ثم النار والهواء والماء والتراب ثم الشمس اذا تجفف ان ياعبادي فاشكرون» [83] ويتحدث الباب عن الوضوء فيقول في عربية ركيكة: «انتم بالخلال والمسواك بعد ما تفرغون من رزقكم، افواهكم تلطفون، ثم لترقدون ثم وجوهكم وايديكم من حد الكف تغسلون إن تريدون ان تصلون، ثم بمنديل تلطفن وجوهكم وايديكم، وإن في بيت الطهر تحفظن ما يشم كل ريح بمنديل لعلكم دون ما تحيون لاتشدون، ولتوضئن علي هيكل الواحد بماء طيب مثل ورد لعلكم بين يدي يوم القيامة بماء الورد والعطر تدخلون» [84] . وكيفية التطهير بكتابه البيان ان يقرا علي اي شئ يراد تطهيره ما تيـسر من اسم النقطة يعني الباب مع قراءة كلمة التطهير وهي «الله اطهر» 66 مرة!. ومع ان صلاة البابي ركعتان فقط في الصبح إلا ان الباب امر اتباعه بأن يؤذنوا خمس مرات في اليوم والليلة وفي الأذان الأول يؤذن الموذن بقوله: لا اله الا الله تسع عشره مرة وفي الأذان الثاني يقول ايضا «لا اله الا الله تسع عشر مرة ثم يقول بعد ذلك «الله اعلم». وفي الثالث يقول ايضا «لا اله الا الله، تسع عشره مرة ثم يقول بعدد الواحد (اي تسع عشرة مرة) الله احكم. ويقول في الآذان الرابع «لا اله إلا الله» تسع عشرة مرة والله املك بعدد الواحد (اي تسع عشرة مرة). [ صفحه 48] وفي الآذان الخامس يقول «لا اله إلا الله» تسع عشرة مرة، ويقول بعدد الواحد (اي تسع عشرة مرة) الله اسلط، تسع عشرة مرة و إذا لم يستطع ان يؤذن بسبب من الاسباب فيمكنه ان يقول «شهد الله انه لا إله الا هو وأن من يظهره الله حق» مرة واحدة فهذه تكفي عن تسع عشره مرة في كل آذان.

الزكاة

فرض الباب علي كل من بلغ نصاب الزكاة من اتباعه ان يزكي، ومقدار النصاب خمسمائة وواحد واربعين مثقالا من الذهب او ما يعدله من الفضه بشرط ان يحول عليه حول بابي (الحول البابي تسعة عشر شهرا والشهر تسعة عشر يوما) اي أن السنة البابية 361 يوما ويعطي الزكاة للباب في حياته ولمجلس البابية من بعده وهو يتكون من تسعة عشر عضوا، وهو «الذي تودي إليه زكاة مقدارها خمس قيمة العقار وتجمع في كل عام من راس المال ما دام راس المال لم ينقص» [85] .

الصوم

مدته شهر، والشهر عند البابيين تسعة عشر يوما، وهو من شروق الشمس إلي غروبها. ويوم فطر البابية هو يوم النيروز الموافق للحادي والعشرين من مارس، وقد سماه الباب «عيد رضوان» والاحتفال بيوم النيروز هو احيا لعقائد الفرس القديمة بهذا اليوم من اعيادهم القديمة المعروفة عند المجوش وعلي الصائم أن يقول هذا الذكر 366 مرة في اول ليلة من صيامه «شهد الله انه لا اله الا هو المهيمن القيوم» وفي الصباح عليه ان يقول «شهد الله انه لا إله الا هو العزيز المحبوب» 366 مرة ايضا. وقد اباح الباب لأتباعه قبل ايام الصوم قضاء خمسة ايام في مجون ولهو وعبث واباحية وسماها «الخمسة المباحة». ويبدا البابي الصوم وهو ابن احدي عشر سنة فاذا ما بلغ الثانية والأربعين فلا صيام عليه مع ان سن الثانية والأربعين سن القوة والفتوة. [ صفحه 49]

الحج

الحج عند البابيين هو الطواف حول بيت الباب بشيراز وهو مفروض علي الرجال دون النساء عدا نساء شيراز فواجب عليهم الطوات ليلا ولايجوز ان يحج احد عن احد. ومن المعروف ان الباب جعل من بيته بشيراز حرما آمنا، وكعبة يتوجه الي شطرها أتباعه البابيون. والعجيب في امره انه أباح الحج للرجال دون النساء مع أن دعوته تسسح بالاختلاط بل وسفور المراة، وهو لايحدد وقتا معينا للحج و يعتبر حاجا بابيا كل من زار بيته في شيراز او بيوت اصحابه الثمانية عشر الذي اطلق عليهم لفظ «حروف حي» من ذلك كله يتضح لنا مدي عمق الانحراف في عقائد وشرائع البابية. فالباب الشيرازي كما هو واضح تماما من خلال عرض مبادئه وشرائعه حاول ان يكون معول هدم لشريعة الاسلام «ومن اظلم ممن افتري علي الله كذبا او قال اوحي إلي، ولم يوح اليه شئ.. » صدق الله العلي العظيم (الأنعام 93). [ صفحه 51]

البهائية

اشاره

المبحث الأول: سيرة البهاء. المبحث الثاني: مؤلفات البهاء. المبحث الثالث: اساليب البهائية. المبحث الرابع: عقائد البهائية. المبحث الخامس: شريعة البهاء. [ صفحه 53]

سيرة البهاء

اشاره

اسمه الميرزا حسين علي سماه والده هكذا تبركا باسم الامام الحسين ووالده الامام علي بن ابي طالب فهو حسين علي بن الميرزا عباس بزرك المازندراني النوري نسبة الي نور القرية التي ولد فيها وهي من اعمال مازندران الايرانية وكان مولده في الثاني من المحرم سنة 1233 للهجرة الموافق للثاني عشر من نوفمبر سنة 1817م. وكان والده الميرزا عباس بزرك موظفا بوزارة المالية ويقال أنه كان أمينا لبيت المال في مازندران، وكان والده كثير الزيجات، ذكروا انه تزوج اربع مرات، وقالوا تسع مرات، وكان حسين علي الثالث من خمسة عشر طفلا، العشرة منهم ذكورا والبقية اناث» [86] . وقال محمد فاضلي «خف من الأولاد سبعة ذكور: الأول: الميرزا محمد حسن، والثاني- الميرزا حسين علي صاحب الترجمة، والثالث- الميرزا موسي الملقب عند البهانية بالكليم، والرابع الميرزا تقي بريشان، والخامس الميرزا رضي قلي الطبيب، والسادس- الميرزا يحي الملقب من الباب بصبح ازل، والسابع- الميرزا محمد قلي. وكان ا لثاني، والسابع، من أم واحدة» [87] . وكان حسين علي- منذ صباه- محبا لمعرفة العلوم الباطنية، شغوفا بالاطلاع علي الأفكار الغربية والفلسفات الشاردة والفكر المنحرف. كذا اخوه يحي الذي لقبه الباب ب «صبج ازل».. فما ان عرف بدعوه الباب الخارجة عن الاسلام، وبأفكاره المنحرفة عن جادة الاسلام، وميوله الالحادية، ودعوته الانحلالية حتي سارع مع اخيه للانضمام الي جماعته، والسير في ركاب مذهبه الهدام، والتفاني في خدمة عقيدته الفاسدة. [ صفحه 54] وقال بعض الباحثين ان يحي الملقب ب «صبح ازل» وحسين علي «البهاء» اجتمعا بالباب اثناء سجنه بقلعة «جهـريق» بأذربيجان، واتفقا معه علي الايمان بدعوته «فبايعاه علي الكفر، وعاهداه علي دعوة الناس إليه، وشخصا إلي طهران يبثان في ملئها اضاليله وكفرياته، ثم انحدر البهاء إلي مازندران، وطاف ببلدانها يدعوا الي هذا الافك مبتدئا من بلدة (نور) الايرانية مسقط راسه، ثم قفل راجعا الي طهران، وكان ذلك في آخر ايام الشاه محمد رحمة الله عليه» [88] . وكان في حوالي السابعة والعشرين من عمره حين اعتنق البابية قال احد اتباعه في كتابه بهاك الله والعصر الجديد «لما اعلن الباب دعوتد اعتنق امر الدين الجديد بشجاعة وكان اذ ذاك في السنة السابعة والعشرين من عمره» [89] اي انه كان بابيا منذ عام 1260 هـ الموافق لعام 1844م، اي مع بداية الدعوة البابية. وفي مؤتمر «بدشت» اشهر مؤتمرات البابية، والذي اشرنا إليه من قبل استطاع «حسين علي» ان يؤثر علي «قرة عين» بشباب وجاذبيته، فهامت به وجدا وتدللا، وكذا تمكن من غزو عقلها قبل ان يغزو قلبها وقد وافقها ميرزا حسين علي في كل أفكارها المنحرفة ودعوتها الي الانحراف عن الشريعة الاسلامية وحدودها، وكذا دعوتها الي نسخ الشريعة الاسلامية، حتي انه لما ثار عليها بعض البابيين نتيجة تطرف افكارها ومناداتها بنسخ الشريعة الاسلامية وبظهور البابية وقف بجانبها مناصرا ومؤيدا ومشجعا افكارها تشجيعا كبيرا وقويا و«فتح المصحف الشريف وقرا مئه سورة الواقعة وفسرها بتفسير يويد ما قالته قرة العين وبصوبها، وكتب بعد ذلك الي الباب الشيرازي «بماكو» يطلب منه الفصل في القول، فوافق الشيرازي قرة العين وحسين علي وعصابتهما القائلين بنسخ الاسلام» [90] . [ صفحه 55] و «حسين علي» هذا هو الذي اوحي إلي «قرة عين» بان تطلق عليه اسم «بهاء الله»، فنشرته بين البابية. ومنحته هذا الاسم. ويقال ان تلقيب الميرزا حسين علي نفسه بالبهاء، ماخوذ من دعاء يتلوه الشيعة في اوقات السحر من شهر رمضان منه: «اللهم اني اسالك من بهائك بابهاه وكل بهائك بهي اللهم اني اسالك من جمالك بأجمله وكل جمالك جميل، اللهم اني اسألك بجمالك كله» [91] . كذلك فإن سبب تلقيب الميرزا يحي ب «صبح أزل» ماخوذ مما ينسب إلي سيدنا علي بن ابي طالب لما سأله كميل بن زياد عن الحقيقة فقال له علي: مالك والحقيقة، قال كميل: او لست بصاحب سرك، قال: نعم، يرشح عليك ما يطفح مني «فقال كميل:او مثلك يخيب السائل؟ قال: الحقيقة كشف سبحات الجلال من غيراشارة قال: زدني بيانا قال محو الموهوم وصحو المعلوم قال: زدني بيانا قال: نور اشرق من (صبح الأزل) فلاح علي هياكل التوحيد وأناره، قال: زدئي بيانا قال كرم الله وجه:اطفئ السراج فقد طلع الصبح» [92] . ويكاد يجمع الباحثون والمؤرخون علي ان الباب استخلف الميرزا يحي اخو البهاء قبل هلاكه، وأن البهاء استطاع بمكره ان يدعي انه خليفة البهاء وليس الميرزا يحي هو الخليفة وقد استفاد من كونه وكيلا لأخيه صبح ازل، فقد انعم عليه الباب بالوكالة، وزعم انه الخليفة لا صبح ازل واحتدم الخلاف بين الأخوين لدرجة ان كلا منهما دس لأخيه السم في طعامه دون طائل. ولما احتدم الخلاف بين الأخوين، نفت الحكومة التركية البهاء واتباعه الي عكا، وصبح ازل واتباعه إلي فاماغوسا بقبرص. [ صفحه 56] وقد وصف صبح أزل اخيه «البهـاء» في كتابه «ألواح» بالعجل، ووصف البهاء «صبح أزل» في كتابه الأقدس بالمشرك والكافر. و في الوقت الذي وضع فيه البهاء كتاب «الايقان» للدفاع عن عقائد البابية والدفاع عن الشيرازي وافكاره الغربية نجد ان البهاء يدعي ايضا انه هو الذي ارسل الباب، و من الطرائف ان كتاب الإيقان يتنازع فيه صبح ازل والبهاء لأحيث يدعي كل واحد منها بأنه من تاليفه، والجدير بالذكر ان «الايقان» الخطي باسم المرزه يحي صبح ازل» [93] . وقد تدرج البها، في مراتبه، ولقب نفسه في البداية بالذكر، وزعم انه المراد بقوله تعالي «انا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافطون» ثم سمي نفسه (جمال القدم والحق والبها) وزعم البهاء انه هو المقصود في الواح الباب (بمن يظهره الله) ثم تدرج به الأمر فزعم انه هو الذي ارسل الباب وارسل نفسه من قبل في شخص زرا دشت وابراهيم وموسي وعيسي ومحمد وغيرهم و هكذا زعم البهاء ان الباب كان (نقطة) وان الباب كمحمد وعيسي وموسي إنما جاء ليبشر يمجئ البهاء وان هذه هي مهمة جميع الأنبيا، فقد بعثوا جعيعا وجاءوا ليبشروا بظهور الله فيه ووصل به الأمر الي انه كان يكتب كتبا مسجوعة الي الملوك والعظماء تذكرنا بسجع مسيلمة الكذاب. والبهاء في تطوراته الروحية العجيبة انما يقلد استاذه الباب فقد بدا الباب فكره وعقائده بادعائه اولا انه «باب القائم الموعود»ثم «القائم» ثم النبي ثم ارتقي بعد ذلك الي عرش الربوبية والألوهية. [ صفحه 57]

علاقة البهاء بالروس

كان اخوه الاكبر كاتبا بالسفارة الروسية في طهران كعا كان زوج اخته المرزا مجيد سكرتيرا للوزير المفوض الروسي بطهران. وكان صديق الأسره «آقاخان» الصدر الأعظم للدولة الايرانية وقتئذاك كان مواليا للروس وكان معروفا بعمالته لهم. وكان البها، صديقا للروس وعميلا من عملاتهم في ايران، ولهذا قدمت له السفارة الروسية في طهران مساعدات كبيرة ووقفت بجانبه حينما اراد شاه إيران ناصر الدين القبض عليه ومحاكمته لتهمة تدبيره محاولة اغتياله، ففرها ربا الي السفارة الروسية فآوته ودافعت عنه، وحينما طلبت الحكومة الايرانية من السفير الروسي تسليمه، رفض رفضا باتا، بل ارسله الي منزل صديق الروس وعميلهم الكبير آنذاك آقاخان رئيس وزراء إيران وكتب اليه رسميا «إن الحكومة الروسية ترغب ان لايمسه احد بسوء، وان يكون في حفظ وحماية تامة، وحذره ان يكون رئيس الوزراء مسئولا شخصيا إذا لم يعتن به» وطبيعي ان رئيس الوزرا «ذو السلطة الوثيقة بالروس وبالبهاء وعائلته ان يعتني به شخصيا اكثر من اللازم، فاخفاه عنده واستضافه في بيته بعض أيام، ثم قدمه الي المحاكمة واعتقل اربعة اشهرا وظهر وقوف سفارة روسيا وعميلهم «آقاخان» بجانب البهاء حتي تمت تبرئته من محاولة تدبير اغتيال ناصر الدين شاه القاجار وهكذا لعبت حكومة روسيا وسفارتها دورا بارزا في خروج عميلها البهاء من السجن، وكانت اصابع رئيس الوزراء الخفية تلعب دورها من وراء ستارلتخرجه من معتقله حتي يتمكن بعد ذلك من نشر مذهبه البهائي ويستطيع من خلاله إحداث التخريب الذي يريدونه لتحطيم عقائد المسلمين، فروسيا كانت تعلم جيداً مدي أهمية نشر هذه المبادئ الهدامة كي تستطيع ان تصيب عقائد المسلمين وتفسد مبادئ هذا الدين القويم. ولقد ذكر المازندراني نفسه هذه العلاقة الحميمة بينه و بين الروس وأثني كثيرا علي سفير روسيا في طهران، وعلي ملك الروس، وبين انه لولا تدخل حكومة روسيا في [ صفحه 58] مسألته لظل في اغلال السجن وقيوده الرهيبة فقال في كتابه «سورة الهيكل»: يا ملك الروس.. ولما كنت اسيرا في السلاسل والأغلال في سجن طهران نصرني سفيرك» [94] . واكثر من مرة ذكر فضل الروس عليه وموقفهم الذي لاينسي معه والهج بالثناء عليهم بل وضع ملكهم في مقام كريم لم يحط به احد إلا هو، فيقول في كتاب من كتبه «يا ملك الروس قد نصرني احد سفرائك اذ كنت في السجن تحت السلاسل والأغلال، بذلك كتب الله لك مقاما لم يحط به احد الا هو» [95] . وحين امرت الحكومة الايرانية بنفية الي بغداد بلغ اعتناء الحكومة الروسية بعميلها البهاء ان ارسلت عددا من فرسانها الروس لتامين حمايته وحفظه وإيصاله سالما الي بغداد والبهاء نفسمه يعترف بذلك فيقول «انا ما فزرنا، ولم نهرب، بل يهرب منا عباد جاهلون، خرجنا من الوطن ومعنا فرسان من جانب الدولة - العلية الايرانية ودولة الروس الي ان وردنا العراق بالعزة والاقتدار» [96] . والأعجب من ذلك امر آخر، انه مع ارتباطه العميق بالاستعمار الروسي والثناء عليه كان ايضا يحب الاستعمار الانجليزي ويدعو لبقاثه في بلاد الاسلام ويلهج بالثناء علي ملك انجلترا چورج الخامس يشيد بانتصاراته، ويطلب من الله ان يؤيده ويصونه يحميه يقول البها، في دعانه للملك جورج الخامس ملك الانجليز «اللهم ايد الامبراطور الأعظم، جورج الخامس، عاهل انجلترا بتوفيقاتك الرحمانية وأدم ظلها الظليل علي هذا الاقليم، بعونك، وصونك وحمايتك انمك انك المقتدر المتعالي العزيز الكريم» [97] . ولنا ان نتصور انسانا مسلما يدعو للاستعمار والمستعمرين بالنصر ومزيد من المستعمرات الجديدة. [ صفحه 59] وفي الوقت الذي كان يدعو فيه للاستعمار الروسي والاستعمار الانجليزي،كان يدعو ايضا للدولة العلية - العثمانية بالنصر والتمكن في الأرض، مع ان انجلترا وروسيا كانا من الد اعداء الدولة العثمانية. يقول في دعائه للدولة العثمانية: «الهي اسالك بتأييد اتك الغيبية، وتوفيقاتك الصمدانية وفيوضاتك الرحمانية، ان تؤيد الدولة العلية العثمانية، والخلافة المحمدية علي التمكن في الأرض والاستقرار علي العرش» [98] . فلاشك انه كان ربيبا للاستعمار، ولهذا ليي غريبا ان ينعم عليه بنيشان فرسان الامبراطورية البريطانية، و يحصل علي لقب سير عام 1920م.

موت البهاء

في الثاني من ذي القعدة سنة 1309 هـ، الموافق للسادس عشر من شهر مايو سنة 1892 م مات البها، المازندراني رب البهائية.. يقول داعية البهائية ابي الفضائل الجلبائياني «صعد الرب (يقصد البهاء) الي مقر عزه الأقدس الأعلي، وغابت حقيقته المقدسة قي هويته الخفية القصوي» [99] . ونلاحظ هنا مدي الغلو في تصوير البهاء واعتقاد الوهيته. وقد خلفه من بعده ابنه عباس افندي الملقب عند البهائية «بعبد البهاء»، وهو زعيم البهائية ونبيها من بعد ابيه فعبد البهاء نبي اما ابوه فكان عندهم في مقام الربوبيه، ولهذا حين مات البهاء بكاء ابنه «عبد البهاء» في مكاتيبه وقال: «ألهي الهي تفتت كبدي واحتوقت احشائي في مصيبتك الكبري،رزيتك العظمي» [100] . وقد دفن البهاء قرب منزله بمنطقة بهجة في عكا بأرض فلسطين التي قضي فيها حوالي ربع قرن من الزمان يدعو لمذهبه. [ صفحه 60] وبنقل عمر عنائت في كتابه «العقائد» عن احد ابناء البهاء أنه جن في أواخر ايامه وكان ابنه عباس عبد البهاء يعمل كحاجب له، فاستاثر بالأمر، واغدق علي الجماعة اموالا» [101] . وعباس افندي كما ذكرنا هو وصي البها، ويذكر اسلمنت الداعية البهائي في كتابه بها الله والعصر الجديد «وكانت الوصية من الألواح الأخيرة التي نزلت وامضاها بنفسه، وختمها بنفسه، و فضت بعد تسعة ايام من صعوده بواسطة- نجله الاكبربحضور أعضاء اسرته وبعض الأصحاب، وعرفوا مضمون الكتالب المختص الشهير بكتابي العهد، وعلي مقتضي هذه الوصية اصبح عبد البهاء بدلا عن والده ومفسرا لتعاليمه وقد امر بهاء الله اسرته واقربائه وجميع الأحباب ان يتوجهوا اليه ويطيعوه وبهذا الترتيب امتنع ظهور الانقسام بين الأحباء واصبح الاتحاد علي الأمر مضمونا» [102] . [ صفحه 61]

مؤلفات البهاء

اشاره

كتاب البهاء المازندراني كتبا كثيرة تحتوي علي صفحات قليلة يمكننا اعتبارها رسائل فكتابه «الأقدس» الذي يعتبره البهائيون كتابهم المقدس لاتزيد صفحاته عن ملزمة وربع الملزمة و «لوح احمد» و «لوح علي» و «لوح طرازات» لاتتجاوز صفحات اي واحد منهـم عن نصف ملزمة. ومن العجيب ان البهاء المازندراني يعتبر كتاب الأقدس هو اغني كتاب نزل فهو عنده افضل من كل الكتب السمأوية السابقة حيث يقول في كتابه الأقدس ما نصه «قل فالله الحق لايغنيكم اليوم كتب العالم ومافيه من الصحف الا بهذا الكتاب الذي ينطق في قطب الابداع انه لا اله الا انا العليم الحكيم» [103] . ويقول في «سورة الأمين» «يا قوم امسكوا اقلامكم، قد ارتفع صرير القلم الأعظم من لدن مالك القدم ثم انصتوا وقد ارتفع نداء الله الأبهي في برية - الهدي انه لا اله إلا انا المهيمن القيوم» [104] . وكتاب الأقدس ملئ بالأساطير التي يصور فيها البهاء نفسه علي انه الله سبحانه وتعالي عما يصفون فالكتاب يحتوي علي ضلال البهاء المبين وإفكه الكبير فيقول مثلا في الآية 12- 15. «قد تكلم لسان قدرتي في جبروت عظمتي مخاطبا لبريتي أن اعلموا حدودي حبا لجمالي، طوبي لحبيب وجد عرف المحبوب من هذه الكلمة التي فاحت منها نفحات الفضل علي شأن لا توصف بالاذكار، لعمري من شرب رحيق الانصاف من ايادي الألطاف، انه يطوف حول اوامري المشرقة من افق الإبداع لاتحسبن انا نزلنا لكم [ صفحه 62] الأحكام، بل فتحنا ختم الرحيق المختوم باصابع القدرة والاقتدار. يشهد بذلك ما نزل من قلم الوحي، تفكروا يا أولي الأفكار». وفي الآيتين 198: 199 من الأقدس يقول البهاء «يا معشر الملوك، انتم المماليك قد ظهر المالك (يقصد نفسه) باحسن الطراز، ويدعوكم الي نفسه المهيمن القيوم إياكم ان يمنعكم الغرور عن مشرق الظهور او يحجبكم الدنيا عن فاطر السماء» و يسمي نفسه مالك الأسماء فيقول في الآية 1313 «سمعوا نداء مالك الأسماء، انه يناديكم من شطر سجنه الأعظم- بعكا- انه لا إله إلا انا المقتدر المتكبر المسخر المتعالي العليم الحكيم». وهذ ا افتراء كبير ان يتصور البهاء الوهيته ويتخيل البهائيون ان رجلهم هو إله،تعالي الله عما يصفون «كبرت كلمة تخرج من افواههم ان يقولون الا كذبا»(الكهف 5). وفي الآيات (336- 402 من الأقدس يتحدث البهاء عن الوهيته، وانه لايسال ما يفعل، فليس لأحد أن يعترض علي اوامره الالهية لأنه الله الذي ينجيهم في الدنيا والآخرة وأنه الغفور الذي انزل الكتب والرسل. يقول في اقدسه المنحرف عن كل صواب «طوبي لمن امر بالله وآيات، واعترف بانه لايسال عما يفعل هذه كلمة قد جعلها الله طراز العقائد واصلها وبها يقبل عمل العاملين. اجعلوا هذه الكلمة نصب عيونكم، لئلا تزلكم اشارات المعترضين، لو يحل ما حرم في ازل الآزال أو العكس، ليس لأحد ان يعترض عليه، والذي توقف في اقل من آن إنه من المعتدين والذي ما فاز بهذا الأصل الأسني والمقام الأعلي تحركه ارياع الشبهات وتقلبه مقالات المشركين. من فاز بهذا الأصل قد فاز بالاستقامة الكبري، حبذا هذا المقام الأبهي الذي يذكره زين كل لوح منيع. كذلك يعلمكم الله ما يخلصكم عن الريب والحيرة وينجيكم في الدنيا والآخرة، انه هو الغفور الكريم. هو الذي ارسل الرسل وانزل الكتب، انه لا اله الا انا العزيز الحكيم». [ صفحه 63] وماذا بعد ان يعتقد بشر من البشر ان البهاء اله وانه يقول: «لا اله الا أنا العزيز الحكيم» ويعتقد أتباعه في الوهيته بهذه الطريقة العجيبة البعيدة عن العقل والفكر السليم. ولأنه الله فله ان يحل ما حرم في ازل الآزال او يحرم ما احل، فليس لأحد ان يعترض علي حكمه كما ادعي، اليس هو الله الذي لايسأل عما يفعل، تعالي الله عم يصفون «الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات الي النور والذين كفروا اولياوهم الطاغوت يخرجونهم من النور الي الظلمات اولئك اصحاب النار هم فيها خالدون (البقره 257). وكما قلنا فإن البهائيين يعتبرون ان كتاب الأقدس هو اسمي وافضل الكتب جميعا وأن من يقرا آية من آياته خير له من يقرا الأولين والآخرين» [105] . وهذا الكتاب ملي بالتراكيب اللغوية الخاطئة، و الأخطاء اللغوبة التي لايصع ان يقع فيها تلميذ صغير في المرحلة الأبتدائية. يقول مولانا إحسان الهي ظهير «الجدير بالذكر ان البهائيين لم يطبعوا الأقدس مدة طويلة» وبعكس ذلك كانوا يمنعون الآخرين من اتباعهم من طبعه خوفا من الخزي والفضيحة، ورغبة في اخفاء الجهل الشائن والحمق المطلق المتدفق في كل سطر من سطوره وفقرة من فقرات لايقع في مثله متعلم مبتدئ فضلا عن العالم والعارف المثقف لما فيه من اخطاء فاحشة وتراكيب، واسلوب ركيك وعربية ضعيفة» [106] . و يقول ايضا عن كتاب الأقدس «كل فقرة من فقرات عبارة من عباراته مهعلة وديئة ومليئة بالأخطاء من حيث اللغة والقواعد، بل وكل جملة من جمله، وكلمة من كلماته تخالف محاورات العرب واساليبهم، فلا تجد عربيا يكتب مثلما كتب، ولاينطق مثلما نطق لا الأولين ولا الاخرين، واطفالهم وجهلتهم يشمئزون وينفرون من تلك العربية التي يصوغها اله البهائية وربهم» [107] . [ صفحه 64] ولأن البهاء لايسأل عما يفعل فإنه جعل ميراث المنازل والألبسة للذكور دون الإناث فيقول في اقدسه «وجعلنا الدار المسكونه، والألبسة المخصوصة للذرية من الذكران دون الإناث، والوارث، انه لهو المعطي الفياض» [108] . ولقد حاول جاهدا دون جدوي ان ينسج علي منوال القرآن الكريم، ولكنه خاب، لأن كلمات الله عزوجل في قرآنه الكريم وحي الهي صادق اما كلمات البهاء في الأقدس فهي افترا ءات واضحة لكل ذي لب سليم. ومن اهم محاولاته للاستيلاء علي معاني القرآن قوله «الا بذكره تستنير الصدور وتقر الأبصار» [109] ، فهذه محاولة رديئة لاستلاب قول الله تعالي «الا بذكر الله تطمئن القلوب» (الرعد 28). وقوله في اقدسه «لاتتبعوا انفسكم انها لأمارة بالبغي والفحشاء» [110] فهذا المعني سلبه من قول الله تعالي «وما ابرئ نفسي ان النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي».(يوسف 53) وقوله في أقدسه «انه يفعل ما يشاء ولايسأل عما يشاء» [111] سلبه البهاء من قوله تعالي «لايسأل عما يفعل وهم يسالون» (الأنبياء أية 23) لقد فشل المازندراني فشلا ذريعا في ان يقلد القرآن الكريم لأن كلمات القرآن تشهد بانه وحي الهي وانه لن يستطيع احد ان ياتي بمثل هذا القرآن ابدا يقول تعالي «وان كنتم في ريب (اي شك) مما نزلنا علي عبدنا (اي رسول الله صلي الله عليه و آله) فاتوا بسورة من مثله وادعوا شهدا كم (المعني: اي نادوا الذين اتخذتموهم اولياء من غير الله ليعينوكم علي المعارضة) من دون الله ان كنتم صادقين، فإن لم تفعلوا ولن تفعلوا فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافريت» (البقرة 23،24) [ صفحه 65] يقول الامام محمد عبده «فهذا القضاء الحاتم منه بأنهم لن يستطيعوا ان ياتوا بشئ، من مثل ما تحداهم به ليس قضاء بشريا، وانما ذلك هو الله المتكلم، والعليم الخبيرهو الناطق علي لسانه «أي محمد صلي الله عليه وآله» وقد احاط علمه بقصور جميع القوي عمن تناول ما أستنهضهم له، وبلوغ ما حثهم عليه» [112] . وهذا ما نلاحظه في الأخطاء الواضحة في كتاب البهاء فكتابه الأقدس تضمن كثيرا من العبارات والمعاني الغريبة، وإنك لتستشعر من خلال كلماته بالتكلف الظاهر، ورداءة الأسلوب، وضعف المعاني فمثلا يقول «قلي قد جعل الله مفتاح الكنز حبي المكننون لو انتم تعرفون، لولا المفتاح لكان مكنونا في أزل الآزال لو انتم توقنون» [113] . ويقول «انا امرناكم بكسر حدودات [114] النفس والهدي، لا ما رقم في القلم الأعلي انه لروح الحيوان لمن في الامكان، قد ماجت بحور الحكمة والبيان بما هاجت نسمة الحيوان، اغتنموا يا اولي الألباب» [115] وهذه كلمات لامعني لها، او معانيها سطحية ساذجة. [ صفحه 66]

من تناقضات البهـاء

من المعروف ان البهاء حسين علي المازندراني كان من اشد المعتنقين لمبادئ البابية والمؤمنين ايمانا قويا بكل ما قاله وجاء به الباب الشيرازي، فكل ما قاله بالنسبة له وحي من ربه الباب بل قال «لايمكن لشخص ان يكون بهائيا ولايعتقد بديانة الباب وألوهيته» [116] . وإذا كان ذلك كذلك فان جميع المؤرخين اجمعوا علي ان الباب اوصي لأخيه غير الشقيق صبح ازل بالخلافة علي ما اشرنا من قبل فلماذا تنكر البهاء لوصية سيده الباب لدرجة انه يقول عن اخيه صبح ازل «إن المرزا يحي ليس الا نقطة الظلمة» [117] . ويقول أيضا عن اخيه واصفا اياه بالشرك «اياكم ان تمسكوا بالذي كفر بلقائه وآياته، وكان مـن المشركين- في كتاب كان بالحق مرقوما» [118] . فهل اخطأر به ورب البابية الشيرازي، حين أوصي لصبح ازل المشرك الكافر في نظر رب البهائية حسين علي المازندراني «ومن هنا يبدو ان الكذب واضح والتناقض واضح في مبادئ وفكر رب البابية ورب البهائية. كذلك نجد ان البهائيين يتلونون علي كل الأديان، حدث مرة ان حضر عباس افندي (عبد البهاء) حفلة للبراهمة في لندن، فقال رئيسهم البرهمي «انه لاخلات بين البرهمية والبهائية ولم يمتعض عبد البهاء بل استخف لحيته الجذل والمجون، وهو يعبث فيها بأصابعه، فتعبر بحركاتها عن التأييد والاعجاب» وسأل عبد البهاء ملحد وصفته البهائية بانه احد طلاب الأفكار العالية «ينبغي لك الا تنفصل عنها، فاعلم ان الملكوت ليس خاصا بجمعية مخصوصة فانك يمكنك ان تكون، بهائيا يهوديا، وبهائيا مسيحيا، وبهائيا ماسونيا، وبهائيا مسلما، ومعني ذلك ان عبد البهاء يقول بجواز [ صفحه 67] الجمع بين الكفر والايمان، فالانسان عنده يمكن ان يكون مومنا وكافرا في الوقت ذاته، وهذا افك مبين، وضلال كبير، وكان عبد البهاء يعلم جيدا ان سادته الأجانب سيقفون بجانبه في كل محاولاته لزعزعة العقيدة الاسلامية «فلم تجد الحكومة العثمانية بدا من التحقيق معه، متهمة اياه بأنه يدعو الي دين جديد، ولعمل لتاسيس امة جديدة، وبأنه يشيد الحصون، ولشتري مساحات شاسعة من الأرض في حيفا وهذا عين ما كانت تفعله الصهـيونية حينذاك سنة 1907 م واقترحت لجنة التحقيق نفيه الي «فزان» بطرابلس ليبيا، أو إعدامه، اذا ثبت صدق ما اتهـم به، غير أن عبد البهاء كان يقسمم، امام المحققين فاجر الكذب- انه شيخ مسلم ولم يبال بما اقترحوة، اذ كان واثقا من ان سادته لن يتخلوا عنه» [119] . وكان الانجليز يعرفون دور عبد البهاء جيدا في محاولة النيل من العقيدة الاسلامية، وكانوا يقدرون جهده ويحرصون علي مكافأته ومن هذه المكافأة دعوتهم له الي نزهة في اوربا، فنزل سويسرا سنة 1911، في اعلي وأفخم فنادقها التي تطل علي بحيرة «جنوا». وفي خطابات عبد البهاء نفسه نجد صورا عجيبة «فقد جلس مرة في ناد ليلي مع بعض الفتيات اللاتي يسمين بفراشات الليل، فتحدث عن جمال أبيه، وشبهه بالمصباح الذي اشرق، فتهافتت حوله الفراشات!! فقالت احداهن: هل نستعد لأن نغمس اجنحتنا في هذا النور فأجاب في لهفة وشوق: حسنا قلت، فاني مسرور من جوابك» والأمر لايحتاج الي تعليق. لقد كان عبد البهاء يميل الي الغرب والثقافة الغربية بشدة ولهذا أضاف الي تعاليم ابيه البهاء علي التعاليم التي ورثها عن ابيه زيادة كبيرة، وسعي تدريجيا في ان يوفق بينها وبين صور التفكير الغربي ومرامي الثقافة الحديثة، او خفف بقدر الامكان من وطأة الخزعبلات والخوارق التي كانت لأتزال عالقة بالمراتب الروحية السابقة، ان لم يكن قد انتبذها كلها جانبا، وكثيرا ما استعان عباس بأسفار العهد القديم والجديد التي [ صفحه 68] استشهد بالكثير من آياتها في كتاباته وبياناته، محاولا بذلك ان يؤثر في بيئات اوسع مدي من تلك التي نشر فيهـا ابوه ديانته» [120] . والحقيقة إن عبد البهاء كان محبا للاستعمار الانجليزي ويقول عن الانجليز «ان مغناطيس حبكم هو الذي جذبني الي هذه المملكة». وقد خطب في كنائسها، وقال رئيس، كـنيسة«سيتي تمبل» معقبا علي عظة عبد البهاء في كنيسته «انها في روحها مطابقة لجميع الخطابات الدينية التي تسمعونها كل اسبوع، ولقد تصافح هذه الليلة الشرق والغرب في هذه الكنيسة» وكذلك فعل رئيس كنيسة «سانت جونس» حتي لقد طلب من عبد البهاء مناجاة الله، وهم ركوع، وقد بلغ سرور الانجليزيات منه مبلغا عظيما، حتي لقد قالت إحداهن عن مجالسه: «وقد كان الانسان يشعر بقدرته علي خلع العذار» هذا اثر البهائية في النساء تجعلهم قادرات علي اقتراف الخطايا في مجامع الرجال، دون خشية من الله، او دون شعور بانهن افتـرفن خطيئة» [121] كذلك هيا له اسياده الانجليز رحلات خاصة وتكلفت مبالغ باهظة الي فرنسا وامريكا والمانيا والمجر والنمسا والاسكندرلة، وهناك في الاسكندرية صدرت له الأوامر من سادته الانجليز بالسفر إلي حيفا بأرض فلسطين عام 1913م، لماذا «ليكون تحت امره بريطانيا في المكان الذي كانت تعد العدة للوثوب به، والذي كانت الصهيونية تتشوف إليه، وهناك منع الناس عن زيارته ليصنع الجريمة في حرية، ولم يبق معه من البهائية سوي الأشياع الذين يعينونه علي الخيانة، ثم اندلعت الحرب العالمية الأولي سنة 1914م، وجد عبد البهاء يدمر القوي المعنوية، ويبشر بقرب النجاة، والخلاص علي يد الحلفاء من طفيان الترك- وليثبت للاستعمار الولاء وهو يقفز من عكا وحيفا ومن حيفا إلي عكا، يرهب من المقاومة ويجمع الأنباء، و يرسل بها إلي سادته ودخل الجنرال «اللنبي» ابواب فلسطين بجيوش الحلفاء، وسقطت حيفا في 23 سبتمبر 1918، وعبرت البهائية عن فرحها بسقوط حيفا بقولها «وكان الابتهاج [ صفحه 69] عظيما عندما استولت الجنود البريطانية والهندية عليها» وبقولها «ومنذ الاحتلال البريطاني طلب عدد عظيم من العسكريين والموظفين من كل الطبقات حتي العليا مقابلة عبد البهاء، وكانوا يبتهجون بمحادثته النوراء». وماذا كانت المكافاة التي تكشف خدمات الكبيرة للاستعمار الانجليزي، انها اكبر مكافأة تمنحها بريطانيا لرجل خدما خدمات كبيرة ففي ابريل سنة 1920 قدم الحاكم الانجليزي العسكري لفلسطين باسم الامبراطورية البريطانية ارفع وسام انجليزي يعطية لقب فارس الامبراطورية البريطانية وهو لقب سير. وهذا اقوي دليل واشده علي مدي تعاونه مع الاستعمار ولهذا فليس غريبا حين مات في 6 من ربيع الأول سنة 1340هـ - 8 نوفمبر سثة 1921 ان يسير خلف نعشه الحاكم الانجليزي لمدينة القدس وغيره من القادة العسكريين والمدنيين بأرض فلسطين فقد كان اكثر الناس ولاء للاستعمار الانجليزي. [ صفحه 70]

اساليب البهائية في الدعوة الي مذهبها

منهج البهائية في الدعوة إلي ديانتها منهج قائم علي أساس التلفيق والتوفيق بين المذاهب والأديان الموجودة في المجتمعات المعاصره بدعوي محاولة التقريب بينها، وهي في الحقيقة تهدف الي بث افكارها وعقائدها البهائية وتحاول في الوقت نفسه، القضاء علي العقائد الاخري. ولهذا فاننا نلمس بوضوح تام ان البهائي يتظاهر بأنه مسلم بين المسلمين،و نصراني بين النصاري وبوذي بين البوذيين، ويهودي بين اليهود، واذا كان البهائي في بلاد الشرق ادعي انه يتبع عقيدة تساير روح العصر الحديث وتصلح للزمن الحاضر والأزمان التالية، وإذا كان موجودا في بلاد الغرب ادعي ان حضارتهم افضل من حضارة الشرق وان مذاهبهم اكثر عصرية وحضارة وتقدما من الشرقيين، وان عقائدهم العصرية تتفق مع الدعوة البهائية. والبهائيون في دعوتهم لديانتهم يستخدمون منهجا غريبا قريبا من «المنهج التبشيري البروتستانتي مع فارق بسيط بينهما هو ان الداعي البهائي يحاول ان يلونك بلون البهائية عند اول بادرة تبدر منك، فاذا سالك مثلا هل توافق علي تقبيل المقامات للأولياء وقلت لا، ينبهك الي انك بهائي ولو افهمته انك لست بهائيا، قال لك انك بهائي، ولكنك مكابر ومن الفضيلة الرجوع الي الحق» [122] . [ صفحه 71] وفي خطابات عبد البهاء نجد نصا يبين لنا كيف كان الرجل يتلون مع كل اتجاه ومع اي ريح حتي مع الالحاد والكفر فقد سئل نبي البهائية الثاني عبد البهاء عن انسان ترك الدين، وعكف علي دراسة الاقتصاد وحده، فقال للسائل «ان امثال هؤلاء النفوس يشتغلون بالدين الحق» [123] ، اي ان التدين الحق في البعد عن الأديان وعقائدها فهو مع الملحدين ملحد ومع المؤمنين شيخ وقديس وحاخام. كتب عبد البهاء إلي أحد دعاته الذي كان نصرانيا واصبح بهائيا فقال له في رسالته «حضرة يوحنا»،الحكمة ضرورية، والاحتياط لازم، ولاترفعوا الحجاب امام كل احد، بل كلموا النفوس المستعدة للقبول، ولاتتحدثوا عن العقائد مطلقا، بل حدثوا عن تعاليم الجمال المبارك، روحي لأحبائه الفداء» [124] . ويتضح من ذلك ان البهائيين يلبسون لكل شئ لبوسه فقد نراهم مع المسلمين في المسجد يصلون، ومع النصاري في كنائسهم يركعون امام الصليب، ومع اليهود في بيعهم يقرءون التوراة ومع الهندوس يعبدون البقر، ومع المجوس يركعون للنار فقد امرهم البهاء بأن يسايروا الناس جميعا علي اختلاف عقائدهم وان يعانقوهم بالروح والريحان. ومن الذين خدعوا بالبهائية المفكر الاسلامي وشاعر الاسلام الكبير محمد اقبال الذي ظن ان البهائية حركة تقدمية اصلاحية داخل نطاق العالم الفارسي الشيعي» [125] . وكذلك المفكر الاسلامي المعروف شكيب ارسلان حيث خدعه عبد البهاء واكد لد بأن «البهائية فرقة اسلامية تدعو لتقوية المبادئ الاخلاقية» [126] . [ صفحه 72] ولقد استطاع عبد البهاء ان يخدع الامام محمد عبده فقد كان يصلي الجمعة في بيروت مع الشيخ محمد عبده مع ان البهاء نفسه اسقط وابطل صلاة الجمعة ولم يكن الإمام محمد عبده رحمة الله يعرف حقيقة- البهائية- الا حين حدثه الامام محمد رشيد رضا رحمه الله عن مبادئها يقول رضا «دهشت اشد الدهشة اذ رايت الأستاذ الامام غير واقف علي حقيقة دينهم ومصدقا ما كان يسمعه من زعيمهم الداهية عباس افندي نجل البهاء ومنظم دعوت وناشرها حتي اوقفه علي ذلك، كان يجتمع بعباس افندي ايام اقامته في بيروت، إذ كان عباس افندي يتردد إليها ويصلي الصلوات الخمس والجمعة، و يحضر بعض دروس الأستاذ الامام ومجالسه، واستمر علي مكاتبته بعد عودته الي مصر». [127] . بل إن عبدالبهاء حاول ان يشرح للإمام محمد عبده بمنهج البهائية الباطنية حقيقة مذهبهم وان يضلل الحقائق وقال الإمام محمد عبده «انا لم افهم مق عباس افندي شيئا من هذا، وانما صرح لي ان قيامهم لاصلاح مذهب الشيعة وتقريبه إلي مذهب اهل السنة». [128] . ولقد راينا من قبل كيف نسخ عبد البهاء حكم ابيه البهاء في صلاة الجماعة، فان اباه كان قد رفع حكم صلاة الجماعة الا عند صلاة الميت لكن عبد البهاء اباح لأتباعه صلاة الجماعة خداعا اللمسلمين ونفاقا، وقد برر عباس افندي (عبد البهاء) اباحة صلاة الجماعة بقوله «ربما يقوله الانسان: إني اصلي كلما اريد وعندما اجد قلبي متوجها الي الله، سواء في المدينة او الخلوات، فلماذا اذهب إلي المحل الذي يجتمع فيه الآخرون في يوم معين وفي ساعة معينة واجتمع في الصلاة معهم، فذلك القول باطل لامعني له لأنه إذا اجتمع جمع كثير، قان قوتهم تكون عظيمة» [129] ومن المعروف انما هو [ صفحه 73] نسخ حكم ابيه البهاء خداعا للمسلمين، فقد صلي من قبل في البيع والكنائس وفي معابد البوزيين بالهند. اما بالنسبة للذين لايعرفون شيئا عن البهائية من عامة الناس فكان البهائيون يردون في عقولهم «ان البهـاء مجدد، فان آمنوا نقلوهم الي الخطوة الثانية-، وهي ان البهاء جاء بشريعة جديدة» [130] ولافرق بين اساليب الفرق الباطنية القديمة في الدعوة لباطنيتها وبين البهائيين المعاصرين ولقد ربي البهاء ابنه عباس افندي علي استخدام هذا الأسلوب في التدرج نحو استقطاب عضو جديد الي حظيرة البهائية. فالبهائي «في في كل مكان مثال حي لهذه الروح المتلونة، انه يعرف جيدا كيف يختفي عن انطار- الحق، وهو يعلم دائما متي ينسحب في الوقت المناسب وراء ستار كثيف من دخان المراوغة والنفاق واصطناع المجاملة ان البهائي يخشي الحقيقة ابدا،فاذا دخلت معه في نقاش علمي هادئ تراه ينسحب بحجة ان البهاء يمنعه من المناقشة مع من لايدينون بمذهبه» [131] . ويقول الدكتور محسن عبد الحميد «انني ادعو كل بهائي يحترم عقله،و يحترم ثقافته ان يقرا كتابا للباب، وكتابا للبهـاء ثم يقرأ القرآن الكريم، و كتابا في مبادئ الإسلام العامة وشريعته العادلة، ثم يحكم الانصاف ليصل الي وجه الحق فيتخلص من هذه الخرافة الفارسية الكبري التي تسمي ب «دين البهاء». ان الجهل بمبادئ الإسلام الحقة، والجهل بحقيقة الأوضاع التي احاطت بظهور حركة البابية والبهائية هي التي تحول بين معظم البهائيين وبين عودتهم الي حظيرة الاسلام وكثير من البهائيين عادوا الي الانضواء تحت راية القرآن عندما علموا الحق، خاصة أولئك المخدوعين الذين لم يدخلوا الي البهائية الا نتيجة لظروف اقتصادية او اجتماعية او نفسية» [132] . [ صفحه 74]

عقائد البهائية

اشاره

لاشك ان الناظر في مبادئ البهائية يكتشف لأول وهلة ان عقائدهم خليط من نحل ومذاهب وعقائد متباينة فهي مزيج من عقائد ومذاهب ديانات الهند القديمة والصين وفارس واعتقادات الفلاسفة، وغلاة الصوفية، والباطنية والأديان والشرائع السماوية. يقول علماء البهائية في تفسير قول الله تعالي «والسموات مطويات بيمينه» «القصد منها الأديان السبعة: البرهمية والبوذية والكونفوشيوسية والزوادشتيه واليهودية والنصرانية والاسلام إنها جميعا مطويات بيمين الميرزا حسين علي «البهاء» [133] ، وهذا التاويل العجيب لايقر عقل ولانص، ويكشف عن ضعف مناهج البهائية في التأويل، وليهم النص القرآني لصالح عقائدهم الباطلة. وقد استقرت عقيدة البهائيين كما قررها لهم البهاء وكما فسرها دعاته في كتبهم و نشراتهم «علي ان الله ليس له اسماء ولاصفات ولا افعال، وان كل ما يضاف اليه من اسماء وصفات وافعال هي رموز لأشخاص ممتازين من البشر قديما وحديثا هم مظاهر أمر الله ومهابط وحيه في زعمهم وآخرهم الذي لقب نفسه (بهاء الله) وهو عندهم مظهر الله الاكمل، وهو الموعود، ومجيئه الساعة الكبري، وقيامه القيامة، ورسالته البعث، والانتهاء اليه الجنة، ومخالفته هي النار» [134] . وهنا يبدو الغلو جليا واضحا في عقائد البهائية فهم ينكرون علي الله اسمائه الحسني وصفاته العلي، وافعاله الالهية، تعالي الله عما يصفون علوا كبيرا. ونتج عن هذا القول تاليه البهاء البشر والتوجه الي قبلته يقول ابن البهاء في إجابته علي سوال سائل بهائي عن القبلة «بخصوص محل التوجه فانه مقبرته المقدسة (اي مقبرته بعكا) بنص قطعي الهي الذي جعله مكانا للملأ الأعلي.. والتوجه الي غير تلك [ صفحه 75] العتبة المقدسة لايجوز.. لعمري انه لمسجدي الأقصي وسورتي المنتهي وجنتي العليا ومقصدي الأعلي» [135] . وهكذا نجد ان البهائيين ما قدروا الله حق قدره يقول الله تعالي «يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وان يسلبهم الذباب شيئا لايستنقذه و منه ضعف الطالب والمطلوب. ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز» [136] . و يدعو عبد البهاء والده البهاء رب البهائية بأن ينور اجساد البهائيين وارواحهم بالنور والهام، فيقول عبد البهاء في احدي الخطابات التي القاها في امريكا للحاضرين «يا بهاء لله نشكرك علي انجذاب هذه الفتيات، فأيدهن واجعلهن ملكوتيات بعد كونهن ناسوتيات واجعل قلوبهن ملهمة وارواحهن مبشرة، يا بهاء الله نوره أجسادنا وارواحنا.. يا بهاء الله اعطنا القوة السماوية، وتاييدك الربانية لآنك انت الرئوف وصاحب الفضل والاحسان [137] . ويقول الأستاذ محمد فريد وجدي «للبهائية عقيدة في الله علي طريقة الذين يقولون بأت مجموع الكائنات فعندهم ان الرسل السابقة علي بهاء الله انما بعثوا لينبهوا الطبيعة الإنسانية النائمة، فلما تم لها هذا التنبه واستعدت لقبول الحقيقة سافرة، ظهر الله اولا بمظهر «الباب» الملقب بحضرة العلي، ثم ظهوره واشراقه أخيرا في «بهاء الله» الذي كان منفيا في عكا، فهو في اعتقادهم المظهر الالهي اكمل تجلي علي خلقه ليوحي اليهم الحقائق الخالده التي توصلهم الي حظيرته القدسية العليا» [138] . [ صفحه 76] ومعني ذلك ان الله تعالي عند البهـانيين قد ظهر في مظهر البهاء الذي بلغ الكمال الأعلي. [139] . وهو في ذلك يسير علي نهج استاذه الباب الشيرازي الذي سمي نفسه بالباب وقال «في كل الظهورات من آدم الي محمد وقبل آدم لم يكن مظهر المشيئة الا النقطة» [140] . وهذ ا ما اكده البهاء كثيرا واشرنا إليه من قبل مثل قوله عن نفسه «لايري في هيكلي الا هيكل الله، ولا في جمالي إلا جماله، ولا في كينونتي إلا كينونته، ولا في ذاتي إلا ذاته، ولايري في ذاتي إلا الله» [141] . ويصفه ابن عبد البهاء عباس بأنه رب الأرباب فيقول «تجلي رب الأرباب، والمجرمون لخاسرون، وانشائكم النشأة الأخري، واقام الطامة الكبري» [142] . ويقول احد البهائيين بجراة شديدة «قد اذعنا وايقنا بالوهية البهاء الحي الذي لايزال بلا مثال» [143] والبهاء يسأل اتباعه الاستغاثة به عند الملمات والحاجات فهو ربهم ومغيثهم وملجئهم من كل كرب وبلية، ويقول في الايقان «يا معشر الروح لعلكم في زمن المستغاث توفقون، ومن لقاء الله في ايامه لاتحتجبون» [144] ، وكان يعلم اتباعه الأدعية التي يدعونها به فمن هذه الصيخ «اسالك يا اله الوجود ومالك الغيب والشهود بسجنك ومظلوميتك وما ورد عليك من خلقك لاتخيبني عما عندك، انك انت مالك الظهور والمستوي علي العرش في يوم النشور لا اله الا انت العليم الحكيم» [145] . [ صفحه 77] ويدعي البهاء انه موعود كل الأزمنة لأنه في رايه إن جميع الظهورات لم تنته و يقول «هذا هو مبلغ ادراك هولاء الهمج الرعاع الذين اعتقدوا بجوار انقطاع الفيض الكلي والرحمة المنبسطة الأمر الذي لايجوز لأي عقل او ادراك ان يسلم بانقطاعه» [146] . والحقيقة ان البهاء قد ادعي النبوة والرسالة كما ادعي الألوهية في وقت واحد اي أنه قال بحلول الله فيه. ويبين ذلك داعية البهائية اسلمنت فيقول «من المهم ان يكون عندنا علم تام واضح بخصوص رسالة بهاء الله، فإن اقواله، مثل اقوال سائر المظاهر تنقسم إلي قسمين، ففي أحدهما يتكلم او يكتب كرجل امر من الله برسالة إلي اصحابه بينما القسم الآخر ينبئ عن أنه أقوال ذات الله» [147] . والبهاء نفسه يدعي انه ليس هناك فصل بين طوره البشري والالهي فيقول في سورة الهيكل «قل لايري في هيكلي الا هيكل الله، ولا في جمالي الا جماله ولا في كينونتي إلا كينونته، ولا في ذاتي الا ذاته ولا في قلمي الا قلعه العريز المحمود، فلم يكن في نفسي الا الحق ولايري في ذاتي الا الله» [148] . ان البهاء يدعي الألوهية بكل جراة فيقول في أقدسه «يا ملأ الانشاء، اسمعوا نداء مالك الأسماء، انه يناديكم من شطر سجنه الأعطم انه لا اله الا انا المقتدر المتكبر، المتسخر، المتعالي، العليم، الحكيم، انه لا إله الا هو المقتدر علي العالمين» [149] . ويري البهاء ان الشريعة الاسلامية قد انقضي عهدها انقضا، تاما وبطل مفعول احكامها واحلت مكانها اوضاعا جديدة للصلوات والعبادات» [150] . [ صفحه 78]

التاويل عند البهائيين

يوول البائيون القرآن تاويلا باطنيا باطلا غريبا عن مناهج التفسير الصحيحة. والتأويل الباطني منهج خبيث استخدمه اعداء الإسلام من الفرق الباطنية والاسماعيلية وغلاة الشيعة وغلاة الصوفية الذين اسقطوا التكاليف وابتدعوا مبادئ وعقائد غريبة عن الاسلام الصحيح. انظر الي تاويلاتهم مثلا لسورة: التكوير فقالوا: «اذا الشمس كورت: ذهب ضؤوها: اي ان الشريعة الاسلامية ذهب زمانها واستبدلت بشربعة البهاء (وإذا الجبال سيرت) اي ان الدساتير الحديثة قد ظهرت (واذا العشار عطلت) اي استغيض عنها بالقاطرات، (واذا البحار سجرت): انشئت فيها البواخر (وإذا النفوس زوجت) اجتمع اليهود والنصاري والمجوس علي دين واحد فامتزجوا - هو دين الميرزا حسين البهـاء (واذا الموءدة سئلت): وهي الجنين يسقط في هذه الأيام فيموت، فيسأل عئه من قبل اوقوانين لأنها تمنع الاجهاض (واذا الصحف نشرت) كثرت الجرائد والمجلات، (واذا السماء كشطت): انقشعت، اي ان الشريعة الاسلامية لم يعد يستظل بها احد (واذا الجحيم سعرت، وإذا الجنة ازلفت): الأولي لمن عارض الميرزا حسين، والثانية لأتباعه والمؤمنين» [151] . وهذه محاولة مكشوفة من البهائيين لإقناع اتباعهم بان البهاء هو المراد المقصود بهذه الآيات، وانه ينبغي الاعتقاد وبذلك والا فإن النار جزاء من عارض الميرزا حسين، والجنة لأتباعه والمؤمنين به. [ صفحه 79]

موقف البهائية من النبوة

يدعي البهاء والبهائيون اصحابه ان عقيدة ختم النبوه بمحمد عقيدة غير صحيحة ومبدا لا اساس له وان هذه العقيدة إحدي البلايا التي يختبر بها الله تعالي عباده ليميز بين الذكي منهم ومن هو قليل الإدراك لمعني حتم النبوة. فإذا سألتهم وما تفسيرهم لقول الله تعالي «ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين» (الأحزاب 40) اول ربهم البهاء ذلك بأنها حتمية مجازية فليس محمد صلي الله عليه و آله خاتم الأنبياء علي االحقيقة ومعني «ولكن رسول الله وخاتم النبيين» عنده أن ذلك لون من الوان الاختيار الالهي للناس في تاويلهم لمعني ختم النبوة فمن قال بأن معناها ان محمدا هو النبي الخاتم علي الحقيقة (سقط في الامتحان ولم يحز اسباب القبول والريحان) [152] ، فنسبة الحتمية الي رسول الله صلي الله عليه و آله في رايه ليست نسبة مطلقة وانما هي نسبة اعتباربة. وهذا فهم خاطي للنص القرآني، فالذي قال بختم النبوة بمحمد صلي الله عليه و آله ليس بشرا من البشر وانما هو خالق كل شئ «والنص واضح وصريح ولايحتاج الي تاويل علي الاطلاق. ويعتبر البهاء ان القول بختم النبوه حجر علي فيض الله وجوده العظيم فيقول «لم يزل سلطان الوجود بظهور مظاهر نفسه، ومطالع قدرته محيطا بجميع الممتلكات قاطبة، وليس هناك اوان ينقطع فيه فيضه ومدده او تقلع سماء عنايته عن ارسال أمطار رحمته» [153] انه يريد أن ينزع من عقول الناس حقيقة الحقائق وختم النبوة برسول الله صلي الله عليه و آله، فهو يزعم ان في ذلك وصف لله تعالي بالبخل والضن علي الناس برحمته وكرمه وفيضه المدرار، بل يفتري ويقول ان ذلك عنده «هو عين الكفر الجلي والضلال الصراح، وبعيد كل البعد عن صاحب الفيض المدرار، والرحمة المنبسطة علي كل التلال والديار» [154] . [ صفحه 80] و يشبه البهاء المازندراني موقف المسلمين منه، وقولهم بختم النبوة بمحمد، بموقف اليهود من عيسي عليه السلام، فيقول في جراة عجيبة «انهم اي امة الاسلام والفرقان» اعتقدوا مثل اعتقادهم (اي مثل اعتقاد اليهود في عيسي وعدم ايمانهم به) وقالوا شبه قولهم، وذهبوا إلي ما ذهبوا إليه بل عولوا علي ما عولوا عليه. اما سمعتهم يقولون طوي بمساط الرحمة والظهوروالتنبوء واوصد باب الرحمة والبعثة فلن تطلع اليوم شمس من مشرق القدس المعنوي، ولن يتمخض فيض القدم الصمداني بظهور». [155] . ويعد أن شبه موقف المسلمين منه بموقف اليهود من عيسي عليه السلام، شبه البهاء موقف المسلمين منه بموقف النصاري امة الإنجيل من محمد فيقول ان علماء النصاري يرون ل «انه لن ياتي بعد عيسي الا مجرد شراح ومفسرون، فها هم النصاري ايضا ينكرون محمدا كنبي مرسل ومبعوث جديد» [156] . ويري البهاء المازندراني ان جميع الأنبياء السابقين يجتمعون فيه وانهم شخص واحد فهم «في حكم نفس فردة وذات واحدة» [157] . فهو يري أن النبي الأول هو ذات النبي الأخير «لاتحاد امرهما ووحدة جوهرهما وما يرميان اليه، حيث ان الجميع مرسل فردة وذات واحدة» [158] . فالأنبياء جميعا عنده شخص واحد، ظهر باسماء متعددة في الأزمنة السابقة وهو في زمنه ظهر في شخصه «البهاء» فسائر الأنبياء في رايه هياكل امر الله «فإذا نادي وجهر احدهم بانه دعوة السالف فأني لايعد صادقا» [159] . [ صفحه 81] وهذا كلام عجيب، فلم يقل احد من الأنبياء قط انه رجعة لكل الأنبياء السابقين عليه والقول بالرجعة ليس من المعتقدات الاسلامية الصحيحة. وهكذا يحاول البهائيون هدم عقيدة ختم النبوة من عقول المؤمنين، ويحاول البهاء أن يجعل مرتبته وقدره اسمي وارقي من جميع الأنبياء فيقول «ان العلم مقسم علي سبعة وعشرين حرفا، وان ما جاء به الأنبياء من آدم إلي الخاتم حرفين فقط واوكل بيان الباقي وهو خمسمة وعشرون الي القائم وجعل ذلك من شئون وظيفته، فالحظ من هذا التباين والتقرير جلالة قدر تلك الحضره حيث يتبين منه رفعة قدره وسموه علي جميع الأنبياء، وان امره ارفع واجل من مستوي إدراك وعرفان جميع الأولياء» [160] . وفي الحديث الشريف يقول رسول الله «كانت بنو اسرائيل تسوسهم الأنبياء، كلما هلك نبي خلفه نبي، وانه لا نبي بعدي «(رواه البخاري). وقال «ان مثلي ومثل الأنبياء من قبلي كمثل رجل بني بيتا فاحسنه وجمله الا موضع لبنة من زاويه فجعل الناس يطوفون بها، ويعجبون له، ويقولون هلا وضعت هذه اللبنة، فأنا اللبنة، وانا خاتم النبيين» (رواه البخاري). وهكذا انعقد إجماع المسلمين علي انقطاع النبوة والرسالة بعد خاتم الأنبياء والمرسلين واصبح من الأمور المعلومة بالضرورة هذا الأمر، ولهذا فإن الرعيل الأول من المسلمين الأوائل حاربوا كل من ادعي النبوة، وبينوا كذبه. و يحاول البهاء المازندراني ان يكذب علي رسول الله فينسب اليه الأحاديث الموضوعة الكاذبة فيقول روي عن الحضرة قوله (اما النبيون فأنا) وقوله (انا آدم ونوح وموسي وعيسي).. فإذا جازله نسبة مبدا الأنبياء الذي هو آدم الي نفسه فلم يبعد اضافة الخاتمية إليه بعلة تلك النسبة عينها وما اوضح صدق الخاتمية علي من صدقت عليه البدئية» [161] ، ويستشهد في ذلك باقوال لا اساس لها من الصحة كقوله «ائمة الدين يقولون اولنا محمد واخرنا محمد واوسطنا محمد» [162] وهو يريد من ذلك هدم عقيدة ختم النبوة بمحمد. [ صفحه 82] إن البهائيين بذلوا اقصي ما عندهم في سبيل هدم عقيدة ختم النبوة برسول الله ومن ابرز هذه المحاولات محاولة الجرفادقاني في الدرر البهية لي نص الكتاب المقدس عن التجلي في سيناء والتلؤلو في سعير (اي بلاد الشام) والاشراق من فاران (أي جبال مكة) وهو نص يرمز إلي ظهـور موسي بارض سيناء وعيسي بفلسطين من بلاد الشام، واشراق نور محمد تاويلا غريبا لصالح عقيدتهم البهائية فيقول الجرفادقاني «.. واذا اشرقت من فاران فهي هذه النجمة الربانية، واذا هبت من فارس، فهي هذه النفحة الروحانية، واذا برغت ولمعت واضا ءت وآلاحت من طهران فهي هذه الشمس الحقيقية الواحده التي لم تزل كانت مشرقة في ازل الآزال، ولاتزال تكون ساطعة الأنوار فيما ياتي من القرون والأجيال» [163] ، فالتبشير بظهور مظهر جديد عندهم جاء في تعاليم سائر الرسل السابقين. ولكي يضفي البهاء وصف الألوهية علي الانبياء يقول بأنهم نقلوا من عرش الأمر وأنهم جواهر قدس نورانية فيقول في ايقانه «.. لكنهم في الحقيقة نازلون من عروش الأمر متكئون علي رفرت المعاني، طائرون في جو الغرب، سائرون في سهل الروح بلا قدم، صاعدون علي معارج الأحدية بلا جناح، مجتازون في كل نفس مشرق ومغرب الابداع...» [164] . والحقيقة أن هذه افكار بعيدة عن الفكر الاسلامي الصحيح، فليس الأنبياء كما ادعي البهاء في الإيقان بأنهم «يحاكون بعملهم علم الله تعالي وباقتدارهم قدرته بسلطانهم سلطته، وبجمالهم وسنائهم بهجته» [165] . إنهم بشر من البشر فقد قال الله تعالي علي لسان الرسل «قالت لهم رسلهم ان نحن الا بشر مثلكم» [166] ويقول الله تعالي نافيا عن رسله صفة الألوهية «ما كان لبشر [ صفحه 83] ان يؤتيه الله الكتاب والحكم والنبوة ثم يقول للناس كونوا عبادا لي من دون الله» [167] . ويقول الله تعالي علي لسان نبيه «قل سبحان ربي هل كنت إلا بشرا رسولا» [168] . وهذا التعنت وتاويل النصوص علي غير مرادها هدفه القول بنبوته والوهيته في الوقت ذاته، لكنه اخطا الطريق ولم يستطع ولن يستطيع عاقل قط ان يقول بغير ختم النبوة بمحمد. وذلك ما عجز عن إثبات غيره عشرات الأدعياء من قبله خلال التاريخ ولكنهم لم يستصيعوا، ولن يستطيعوا ابدا فقد قال تعالي «ما كان محمد ابا احد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيين» [169] . فبمحمد صلي الله عليه و آله اكمل الله الدين، واتم نعمته علي المؤمنين، ورضي لهم الإسلام دينا «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا» [170] وقال رسول الله صلي الله عليه و آله لعلي «الا ترضي ان تكون متي بمنزلة هارون من موسي، الا انه ليس نبي بعدي» (رواه البخاري). وهذا هو اجماع المسلمين «فمن انكره وادعي لنفسه او لغيره النبوة بعد رسول الله صلي الله عليه و آله فقد انسلخ من الاسلام وكان من الغاوين» [171] ، وصدق الله تعالي حين قال «انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون» (الحجر آية 9) [ صفحه 84]

موقف البهائية من المعجزات

يري البهائيون ان المعجزات الحسية ليست قرينة قوية علي صدق الأنبياء والمرسلين فالمعجزة عندهم ليست شرطا في النبوة او في الدلالة علي صدق النبي، فيقول الجرفادقاني البهائي «ان العجائب والمعجزات من الأدلة التأييدية لا من البراهين الذاتية الأصلية وإن دلالتها دلالة ثانوية علي حقية مظاهر امر الله لا دلالة اولية» [172] . وهذا يعني ان البهائية يرون ان المعجزة دلالتها ثانوية وليست اساسية مع ان المعجزة عند اهل العلم واهل الحق وعلماء المسلمين جميعا هي «أمر خارق للعادة مقرون بالتحدي مع عدم المعارضة، قصد به اظهار صدق من ادعي انه رسول الله» [173] . و يعرفها الجرجاني بانها «امر خارق للعادة، داعية الي الخير والسعادة، مقرونة بدعوي النبوة قصد به اظهـار صدق من ادعي انه رسول من الله» [174] . فالاجماع علي أن المعجزة، ضرورية لكل نبي ورسول حتي يستطيع ان يقدم لقومه الدليل علي صدق دعواه بأنه رسول من عند الله تعالي، فكل الأنبياء والمرسلين اصحاب معجزات حسية تشهد بنبوتهم وصدق رسالتهم. الحقيقة ان البهائيين اتخذوا من محاولتهم هدم عقيدة ختم النبوة سبيلا الي انكار معجزات الأنبياء، بل يقول دايتهم الجرفادقاني في الدرر البهية علي فرض صحة هذه المعجزات، فإنه لم يرها غير اعداد قليلة من اقوام هؤلاء الأنبياء فيقول هب أن موسي [ صفحه 85] كما تزعم اليهود فلق البحر، وجفف النهر، وبدل العصا بحية تسعي، واخرج اليد البيضاء وغيرهما من الآيات الكبري، وان المسيح له المجد أحيا ميتا، وابرا اكمها، وشفي ابرصا، فإن تلك الآيات لو صحت علي الظاهر لم يرها غير نفوس معدودة من الجمهور» [175] وهكذا فإننا نري أن داعية البهائية لم يفهم حقيقة معجزات الأنبياء او انه يحاول الخلط والكذب علي الله تعالي فمن الحقائق المعروفة مثلا ان معجزة موسي كانت السبب المباشر في ايمان سحرة فرعون. «والق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولايفلج الساحر حيث اتي فألقي السحرة سجدا قالوا آمنا برب هارون وموسي»، فمعجزه العصا هي التي جعلت السحرة يومنون بموسي وقول الله تعالي «فالقي السحرة سجدا» الفاء هنا برهان اكيد علي ان السحرة آمنوا فور مشاهدتهم معجزة موسي خصوصا وان التوراة لم تكن نزلت بعد علي موسي. والإمام الجويني في اثبات معجزات الأنبياء قال في كتاب الارشاد «يقول النبي في مخاطبة من سبق اعتقاده للالهية قد علمتم أن ابتعاث النبي غير منكر عقلا، وانا رسول الله اليكم، وآية صدقي: انكم تعلمون تفرد الرب بالقدرة علي احياء الموتي، وتعلمون ان الله عالم «بسرنا وعلانيتنا، وما نخفيه من سرائرنا، وفبديه من ظواهرنا، وانما انا رسول الله اليكم، فإن كنت صادقا، فاقلب يارب هذه الخشية حية تسعي، فاذا انقلبت- كما قال- واهل الجمع عالمون بالله تعالي، فحينئذ يعلمون علي الضرورة ان الرب تعالي قصد بإبداع ما ابدع تصديقه، ومن كان غائبا عن المجلس الموصوف، فبلغه ما جري شارك الحاضرين في العلم بالرسالة، وان لم يحس حالا» [176] . ومعني ذلك ان هناك علاقة وثيقة وتامة بين الرسول والمعجزة، فإتيان المعجزة علي يديه يعني تأييد الله تعالي له، وتصديق قومه له. [ صفحه 86]

راي الدين في البهائية

- افتي الشيخ سليم البشري شيخ الأزهر بكفر «ميرزا عباس زعيم البهائيين، ونشر ذلك في جريده مصر الفتاة بالعدد 692 في 27 / 12 / 1910. - صدر حكم قضائي في 30 / 6 / 1949م من محكمة المحلة الكبري الشرعية بمصر بطلاق امراة اعتنق زوجها البهائية لأنه مرتد. - أصدرت لجنة- الفتوي بالأزهر في 23 / 9 / 1947 و في 3 / 9 / 1949. فتوي بردة من يعتنق البهائية. - صدرت فتوي من دارالافتاء المصرية في 11 / 3 / 1939 و في 25 / 3 / 1968 وفي 13 / 4 / 1950 بأن البهائيين مرتدون. وفي 8 من ديسمبر سنة 1981 ببطلان عقد الزواج بين المسلمة والبهائي. - حكمت محكمة القضاء الاداري بمجلس الدولة في القضية رقم 195 لسنة 4 قضائية به تاريخ 11 / 6 / 1952 بان البهائيين مردتدون. - صدر قرار جمهوري بالقانون رقم 263 لسنة 1960 بحل المحافل البهائية ووقف نشاطها في مصره ومن فتاوي لجنة الفتوي بالأزهر «ان مذهب البهائية باطل: ليس من الاسلام في شئ بل إنه ليس من اليهودية ولا النصرانية، ومن يعتنقه من المسلمين يكون مرتدا خارجا خق دين الاسلام، فإن هذا المذهب، قد اشتمل علي عقائد تخالف الاسلام، وياباها كل الاباء، منها ادعاء النبوة لبعض زعماء هذا المذهب، وادعاء ان هذا المذهب ناسخ لجميع الأديان، الي غير ذلك. ومن المقرر شرعا ان المرتد لايرث المسلم ولاغيره. وعلي ذلك قمعتنق مذهب البهائية لأيرث غيره مطلقا» [177] . [ صفحه 87]

شريعة البهاء

اشاره

ان شريعة البهائية من صنع البهاء، ولهذا فهي مليئة باخطاء البشر لأنها بعيدة عن السماء، وخالق الأرض والسماء، وخالق كل شئ، سبحانه وتعالي عما يصفون، فشرائع السماء، لاتدعو أبدا الي عبادة البشر كما نادي البهاء بعبادته بدعوي الوهيته، ومن ذلك فرض علي اتباعه عبوديته يقول في كتابه المسمي الأقدس «يا ملأ الانشاء، اسمعوا ندا، مالك الأسماء، انه يناديكم من شطر سجنه الأعظم انه لا اله الا انا المقتدر المتكبر المتسخر المتعالي العليم الحكيم..» [178] . وفي جراة عجيبة يقول: «من توجه الي قد توجه الي المعبود كذلك فصل في الكتاب وفضي الأمر من لدن الله رب العالمين» [179] فالبهاء هو رب البهائيين الأعلي، ولارب سواه فهم يقولون في دروسهم لا انه اليوم استوي علي عرش الربوبية الكبري، جمال الأقدس الأبهي (البهاء)، ويتجلي علي اهل الأرض بكل اسمائه الحسني وصفاته العليا» [180] . وهكذا نلاحظ انها شريعة تدعو الي تقديس البها، ومن كتابهم دروس الديانة ما نصه «انه لابد من توجه القلب عند الذكر والدعاء الي بها الله لأن جميع ادعيتنا وكل اسرارنا معه ولايوجد سميع للدعوات ومجيب لها غيره» [181] . وقال ميرزا حيدر علي في كتابه بهجة الصدورص 367 «نحن اهل البهاء نعتقد ونوقن بالوهية البهاء العديم المثال الحي القيوم الذي لايزول ولايفني» [182] . [ صفحه 88] ويقول جلال الدين شمسي احمدي «ولأيخجل البهائيون من ادعائهم انهم يعتقدون بكتاب الله، القرآن الكريم، مع انهم في نفس الوقت يكذبونه في جميع اعمالهم، وافعالهم وينقضون شريعة محمد صلي الله عليه و آله ثم يدعون الوهية البهاء» [183] . ان البهاء يعتبر ان شريعته ناسخة للإسلام والأديان السابقة عليه، وان كتابه ناسخ لكل الكتب السابقة قال في كتابه الأقدس «قل تالله الحق، لايغنيكم اليوم كتب العالم، ولا ما فيه من الصحف الا بهذا الكتاب الذي ينطق في قطب الابداع انه لا إله الا أنا العليم الحكيم» [184] . وقال أيضا عنه «من يقرا آية من آياته لخير له من ان يقرا كتب الأولين والآخرين» [185] . ان شريعة البها، وضعها واحد من اعدي اعداء الاسلام في محاولة خبيثة لسهدم قواعد الدين الحق وشريعته العظيمة، ودعوي البهاء ان شريعة الإسلام شريعة لاتصلح لهذا الزمان دعوي لا اساس لها من الصحة فقد شهد لها كبار رجال القانون في العالم.

قبلة البهائيين

قبلتهم عكا حيث قبر البهاء، والحقيقة ان قبلتهم تغيرت بتغير ظروف البهاء، فايام ان كان مسجونا في طهران كان سجن طهران قبلة البهائيين، وايام ان كان في بغداد كانت قبلتهم بغداد، وحينما كان في ادرنة كانت قبلتهم ادرنة، ولما دفن في عكا اصبحت قبلتهم عكا. يقول البهاء في كتابه الأقدس مناشدا اتباع «استاذه في الزندقة والخروج علي الاسلام «الباب» «يا ملأ البيان القوا الرحمن ثم انظروا ما انزله في مقام آخر انما القبلة من يظهره الله (يقصد البهاء نفسه) متي ينقلب تنقلب إلي ان يستقر، كذلك نزل من لدن مالك القدر..» [186] . [ صفحه 89] وقد بين خليفته ابنه عبد البهاء عباس افندي في جوابه لسوال حول قبلة البهائية بأنها حيث قبر أي حيث توجد مقبرته في عكا فقال «اما بخصوص محل التوجه فانه مقبرته المقدسة (اي مقبرة البهاء بعكا) بنص قطعي الهي، الذي جعله مكانا للملأ الأعلي، روحي وذاتي وكينونتي لترابه الفداء، والتوجه الي غيرة ذلك العتبة المقدسة لايجرز، إياك اياك الي، غيره.. لعمري إنه لمسجدي الأقصي وسدرتي المنتهي وجنتي العليا، ومقصدي الأعلي» [187] ويكفي خروجا عن الاسلام تحويل قبلة المسلمين من مكة المكرمة الي عكا حيث قبر البهاء. ولقد اشار البهاء بنفسه قبل وفاته الي قبلة اتباعه بانها حيث يوجد مقره الأخير ويدفن فقال «وعن غروب شمس الحمقيقة والتبيان (اي حين يموت) [188] المقر الذي قدرناه لكم إنه لهو العزيز العلام» [189] . ويقول في الأقدس «واذا اردتم الصلاة ولوا وجوهكم شطري الأقدس المقام الذي جعله الله مطاف الملأ الأعلي ومقبل أهل مدائن البقاء ومصدر الأمر لمن في الأرض والسموات» [190] . ان البهائيين يولون وجوههم جهة معبودهم البهاء، الذي لم يستطع ان يخلص نفسه من السجن ايام ان كان سجينا، والذي كان يخاف من الناس، فأي اله هذا الذي يخشي خلقه وعبيده ويقول وهو مسجون انا المظلوم المرمي في السجق الأعظم، والغريب الذي لم يخلص من الأعداء ولن يخلص» [191] . [ صفحه 90] وما اعظم قول الله تعالي «يا ايها الناس ضرب مثل فاستمعوا له، ان الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له، وان يسلبهم الذباب شيئا لايستنفذوه منه، ضعف الطالب والمطلوب، ما قدروا الله حق قدره إن الله لقوي عزيز»(الحج 73، 74). والحقيقة «ان اعمال البهـائيين وسجودهم علي قبور موسس البهائية، وطوافهم حولها واعتقادهم ان البهاء سميع الدعوات ومجيبها، والعليم بما كان وما يكون إن كل هذا الأمور تدل دلالة واضحة علي انهم سبقوا المشركين الوثنيين في عبادة الأموات. اهل القبور، الذالن لايملكون لأنفسهم ضرا ولانفعا، ولايملكون موتا ولاحياة ولانشورا» [192] .

الوضو

قال البهاء عن احكام الوضوء «يغسل في كل يوم يديه، ثم وجهه، ويقعد مقبلا إلي الله، ويذكر خمسا وتسعين مرة الله ابهي» [193] . وقال عن التيمم «ومن لم يجد الماء، يذكر خمس مرات، بسم الله الأطهر، ثم يشرع في العمل» [194] والوضوء عند البهائية لاينقض بحدث اصغر او اكبر، فالجماع لاينقض الوضوء، ولا ما خرج من السبيلين ناقض، ولا غير ذلك ابدا علي الإطلاق بل قال البهاء «قد حكم الله بالطهارة علي ماء النطفة رحمة من عنده علي البرية» [195] .

الصلاة

عدد الصلوات عند البهائيين ثلاث مرات في اليوم حين الزوال، وفي البكور والآصال، وعدد ركعات كل صلاة ثلاث ركعات، يقول البهاء: «قد كتب عليكم الصلاة [ صفحه 91] تسع ركعات لله منزل الآيات، حين الزوال، في البكور، والأصال، وعفونا عدة اخري امرأ في كتاب الله انه لهو الآمر المقتدر المختار» [196] . ومن اجل ان يكسب البهاء مزيدا من الأتباع فقد يسر امر الصلاة علي طائفته، فانه غفر للعجوز، والمريض، الا يصلوا، وكذلك للمسافر ألا يصلي، فقط عليه ان يسجد سجدة واحدة يقول البهاء: «عفي المسافرون عن الصلاة، والصوم، وجعل بدل الصلاة سجدة واحدة» [197] ويقول في سجدته «سبحان الله» وقال: «من كان في نفسه ضعف محن المرض او الهرم عفا الله عنه (اي الصلاة والصوم) فضلا من عنده انه لهو الغفور الكريم» [198] . ومع ان المفروض ان يؤدي البهـائي هذه الركعات التسع. في اليوم، في ثلاث صلوات، كل صلاة ثلاث ركعات، الا أن اي بهائي، يمكنه ان يؤدي صلاة واحده من هذه الصلوات التي تسمي الكبري والوسطي والصغري ففي اجابة احد السائلين لعبد البهاء عباس: هل لمجب الصلوات الثلاثة كما نزل في الأقدس ام لا؟ قال: «ان الصلوات الثلاثة ليست بواجبة بل تكفي منها الواحدة». [199] . وهكذا فان امر الصلاة هين عند البهائيين فللبهائي ان يتكاسل عن ادانها، و يتهاون فلا يصلي، ولا تحجب عليه الصلاة، يقول عبد البهاء عباس افندي: «عند التكسر والتكاسل لايجوز الصلاة ولايجب، وهذا حكم الله من قبل ومن بعد» [200] . فمرة يقول عبد البهاء عباس ابن البهاء بأن الصلاة أساس الأمر الالهي، واعظم الفرائض حيث قال «اعلم ان الصلاة لازمة مفروضة ولاعذر للإنسان بأي حال من الأحوال [ صفحه 92] من عدم اجرائها الا اذا كان معتوها او منعه منها مانع قهري نوق العادة» [201] ، ويقول:«الصلاة أساس الأمر الالهي، وسبب الروح وحياة القلوب الرحمانية، [202] ، ومرة يسقطها بالكلية عن المتكاسلين فعند التكاسل «لايجوز الصلاة ولايجب» وطبعي انه ايسر علي الإنسان ان يتكاسل ولايصلي فعبد البهاء يزعم ان «هذا حكم الله من قبل ومن بعد، طوبي للسامعين والسامعات- حسب زعمه- والعاملين والعاملات، الحمد لله منزل الايات ومظهر البينات» [203] .

كيفية آداء الصلاة عند البهائيين

ذكر البهاء في كتابه ادعية محبوب صورة آداء الصلاة عند طائفته وملخصها كما ذكر صاحب تنوير الألباب: «ان المصلي البهائي لأيقرا شيئا مما نقراه نحن في صلواتنا كسورة الفاتحة، والتسبيحات، والتحيات، والتشهد، والصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و آله بل يقرأ ما ابتدعه بهاء الله من عند نفسه، وذلك ان المصلي يقف متوجهـا شطر عكا بعد ان يلتفت يمنة ويسرة، ويقرا بضع كلمات، ثم يرفع يديه للدعاء، وبعدها يسجد، وبذلك تنتهي الركعة الأولي، ثم يقف مرة ئانية و يقرا أيضا بضيع كلمات ثم يرفع يديه ويقول كلمات اخري ثم يقول بعدها- الله ابهي- عوضا عن الله أكبر يكررها ثلاث مرات، ويركع بعدها ثم يقف للدعاء وهو رافع يديه، ثم يسجد بـعد السجود، يبقي قاعدا لقراءة بعض الكلمات، وبذلك تنتهي الركعة الثانية، ويعدها ينهض واقفا للركعة الثالثة، وهي الركعة الأخيرة، لأن صلاتهم ثلاث ركعات، فيفعل مثل ما فعل في الركعة الثانية إلا انه في هذه الركعة يقول قبل السجود- الله ابهي- ثلاث مرات ثم يقعد بعد السجود ؤيقرا بضع كلمات وتنتهي بذلك الصلاة.. والصلاة المذكورة تسمي عندهم بالصلاة الكبيرة، والصلاة الصغيرة هي انهم يقومون متوجهين إلي روضة بهاء الله، و يركعون، ثم يقعدون، ويقراون في هذه الحالات الكلمات التي امر بهاءالله بتلاوتها» [204] . [ صفحه 93] وبالطبع فان أي مسلم يلاحظ ببساطة شديدة ان البهاء ابتدع لهم طريقة في اداء الصلاة تختلف عن كيفية اداء الصلاة عند المسلمين، بل فيها خروج واضح عن تعاليم الاسلام بشأن كيفية الصلاة. و تؤدي الصلاة عندهم فرادي، وصلاة الجماعة لا تجوز الا عند الصلاة علي الميت وذلك طبقا لتعاليم البهاء في اقدسه، ولكن ابنه عباس افندي أباح للبهائيين بعد وفاة ابيه صلاة الجماعة.. ولهذا نجد اختلافا بين الابن وابيه في شريعة البهائية مما يبرهن لكل صاحب نظر انها ثحلة ابتدعها من افتري علي الله كذبا.

الصوم عند البهائية

الصوم عند البهائية يكون في شهر سموه بشير العلاه، وهذا الشهـر هو آخر الشهور في السنة البهائية، والسنة البهائية تتكون من تسعة عشر شهرا، والشهر ينقسم إلي تسعة عشر يوما وقد جعل البهاء «النيروز» عيدا لأتباعه، والنيروز يكون اول الربيع في 21 مارس. يقول البهاء في الأقدس «يا قلمي الأعلي، قل يا ملأ الانشاء، قد كتبنا عليكم الصيام اياما معدودات، وجعلنا النيروز عيدا لكم بعد إكمالها» [205] . والصوم عند البهائية مجرد الامتناع عن اكل والشرب من مطلع الشمس الي غروبها، ولم يقرر البهاء اكثر من ذلك ولم يوضح لأتباعه ذير ذلك المفهوم للصوم،وهذا يعني عندهم ان الجماع في فترة الصيام لايفسد الصوم فالصوم عند البهاء مجرد الكف عن الطعام والشراب من طلوع الشمس الي افولها.. يقول البهاء «كفوا انفسكم من الطلوع الي الغروب، كذلك حكم المحبوب من لدي الله المقتدر المختار» [206] . وقال أيضا في اقدسه «كفوا انفسكم عن الاكل والشرب من الطلوع الي الأفول،اياكم ان يمنعكم الهوي عن هذا الفضل الذي قدر في الكتاب» [207] . [ صفحه 94] ورغم انه امر اتباعه بالصيام، الا انه افرغ هذا الأمر من الوجوب، وجعله كأن لم يكن، فإنه رفع الصوم عن المتكاسل عنه، وعن المريض، والحامل، والمرضع، والعجوز وعن النساء حين يجدن الدم، ومن يقوم باعمال صعبة شاقة، كذلك يوم عيد مولد الشيرازي، والبهاء المازندراني، ويوم المبعث وهو يوم اعلان دعوة الباب الشيرازي للبابية. هكذا نلاحظ ان الصوم كالصلاة، يمكن لأي بهائي أن لا يؤديهما، الم يقل البهاء من قبل «من كان في نفسه ضعف من المرض او الهرم عفا عنه - الصلاة والصوم - فضلا من عنده إنه لهـو الغفور الكريم» [208] . وقال «ليس علي المسافر والمريض والحامل والمرضع حرج عفا الله عنهم فضلا من عنده انه لهو العزيز الوهاب» [209] . و«عند التكاسل لأيمجوز الصلاة والصوم وهذا حكم الله من قبل ومن بعد» [210] . ونحن نتساءل.. علي بقي حكم الصوم بعد ذلك؟!

الزكاة عند البهائية

قال البهاء في كتابه الأقدس «قد كتب عليكم تزكية الأقوات وما دونها بالزكاة، هذا ما حكم به منزل الآيات، في هذا الرق المنيع» [211] . ولما سئل عن نصابها قال: «سوف نفصل لكم نصابها اذا شاء الله واراد، انه يفعل ما يشاء بعلم من عنده انه لهوالعلام الحكيم» [212] . ولما لم يستطع اله البهائية تحديد نصاب الزكاة قال «يعمل في الزكاة كما نزل في الفرقان» [213] . [ صفحه 95] يقصد القرآن الكريم.. وهذه معلومة خاطئة، فالسنة المطهرة هي التي بينت نصاب الزكاة وشروطها وانواعها لا القرآن الكريم، وهذا يوكد لنا مدي بعده عن نصوص القرآن الكريم لكنه بعد ذلك نلاحظ أن تقديس البهائيين للرقم 19 جعله يقرر لهم انه من يملك مائة مثقال من الذهب يؤخذ منه تسعة عشر مثقالا. وينقل محمد فاضل في كتابه «الحراب في صدر الباب والبهاء» ما ذكره محمد مهدي خان في كتابه «مفتاح باب الأبواب» من كتاب الأقدس للبهاء مع تعليق مهدي خان فيذكر قول البهاء «والذي يملك مائة مثقال من الذهب فتسعة عشر مثقالا لله فاطر الأرض والسماء واياكم يا قوم ان تمنعوا انفسكم عن هذا الفضل العظيم قد امرناكم بهذا بعد اذ كنا اغنياء عنكم، وعن كل من في السموات والأرض... يا قوم لاتخونوا في حقوق الله ولاتصرفوا فيها الا بعد إذنه (يقصد اذنه هو) كذلك قضي الأمر في الألواح وفي هذا اللوح المنيع (الي ان يقول) قد حضرت لدي العرش (يقصد نفسه) عرائض شتي من الذين آمنوا وسألوا فيها الله رب ما يري وما لايري رب العالمين، لذا نزلنا اللوح بطراز الأمر لعل الناس بأحكام ربهـم يعملون وكذلك سئلنا من قبل في سئين متواليات، و امسكنا القلم حكمة من لدنا الي ان حضرت كتب من انفس معدودات في تلك الأيام، لذا اجبناهم بالحق بما تحي به القلوب» [214] . وقال محمد مهدي خان «يظهر من هذه الأقوال انه لولا الحاح المومنين به، لما كان ينزل هذه الأحكام وما كان يوسس دينه، ويلزم عباده باتباعه، وهذا شأن بديع من الألوهية الجديدة يختلف عن شئون الآلهة القديمة» [215] . [ صفحه 96]

الحج عند البهائية

الحج عندهم هو الحج الي البيت الذي سكن فيه الپهاء المازندراني ببغداد، والمسكن الذي عاش فيه الباب الشيرازي بشيراز. قال البهاء في لغة ركيكة «وارفعن البيتين في المقامتين والمقامات التي فيها استقرعرش ربكم الرحمن» والمراد من البيتين اللذين امر بطوافهما والحج اليهما بيت علي محمد، الباب في شيراز، والبيت الذي كان يسكن فيه بهاء الله ببغداد. [216] . وكذلك امر بهاء الله رجلا من اتباعه اسمه محمد في كتابه- مبين ص 225 الي ص 228- بقوله «يا محمد إذا خرجت من ساحة العرش «عكا»، اقصد زيارة البيت «ببغداد» من قبل ربك، واذا حضرت تلقاء الباب، قف وقل يا بيت الله الأعظم، زين جمال القدم «بهاء الله».. مالي يا عرش الله اري تغير حالك واضطربت اركانك ومالي آراك الخراب. يا بيت الله إن هتك المشركون ستر حرمتك لاتحزن.. يسمع نداء من يزورك ويطوت حولك» [217] . والحج واجب علي الرجال دون النساء عند البهائية يقول البهاء في اقدسه «قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت دون النساء، عفا الله عنهن رحمة من عنده، إنه لهو المعطي الوهاب» [218] . والعجيب في الأمر ان البهاء في كتبه المختلفة لم يحدد زمنا للحج، ولا كيفية آداء مناسك الحج لأتباعه البهائيين، ولاسائر اعمال الحج. [ صفحه 97] يقول احسان الهي ظهير «واطرف من ذلك أن البيتين لايوجد لهما أثر، لأن حكومة ايران هدمت تلك الدار التي سكنها الباب الشيرازي، كما ان الدار التي كانت في بغداد والتي اقام فيها حسين المازندراني (بهاء الله) لم تبق في ملكهم فالحكومة حظرت نشاطات البهائيين في العراق، وحلت المجالس والمحافل البهائية، ولم تسمح لأي بهائي بالدخول في دار «الحج» ببغداد. ويقصد البهائيون في حجهم مدفن البهاء بعكا لقوله السابق، «قد حكم الله لمن استطاع منكم حج البيت (يقصد هنا مدفنه بعكا) دون النساء..» [219] . [ صفحه 98]

عدة الشهور والأيام عند البهائية

قال البهاء «ان عدة الشهور تسعة عشر شهرا في كتاب الله قد زين اولها بهذا الاسم المهيمن علي العالمين» [220] ويقصد نفسه، فاول الشهورعندهم شهر البهاء. و قد خالف بهذا شريعة الاسلام، وبدل الشهور وأسماءها، والله تعالي يقول في محكم تنزيله: «ان عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق ألسموات والأرض منها اربعة حرم» (التوبة:36) فكيف يدعي «ان عدة الشهور تسعة عشر شهرا في كتاب الله» وقد اقتفي البهاء خطوات الباب في تقسيم السنة- كما يقول محمد فاضل [221] «فجعلها تسعة عشر شهرا، وكل شهر تسعة عشر يوما، وسمي الأيام الباقية التي يتم بها الحول 366 يوما علي الحساب الشمسي وهي خمسة ايام الهاء» وهو مستفاد من طائفة الباطنية و لكن بتصرف يسير وجعل لكل شهر من شهور السنة اسما خاصا به، فالأول اسمه (بهاء) كم مر والثاني (جلال) والثالث (جمال) والرابع (عظمة) والخامس (نور) والسادس (رحمه) والسا بع (كلمات) و الثامن (كمال) والتاسع (اسماء) والعاشر (عزة) والحادي عشر (مشية) والثاني عشر (علم) والثالث عشر (قدرة) والرابع عشر (قول) والخامس عشر (سائل) والسادس عشر (شرف) والسابع عشر (سلطان) والثامن عشر (ملك) والتاسع عشر (علاء) وبه يتم الحول.. جعل لكل يوم من أيام الأسبوع اسما خاصا به ايضا: فالأول (جلال) والثاني (جمال) والثالث (كمال) والرابع (فضال) والخاس (عدال) والسادس (استجلال) والسابع (استقلال) وبه تتم ايام الأسبوع». وكل هذا ابتداع لا اساس له في عقائد المسلمين ومبادئهم، و لكن البهـاء اراد ان ينخر في مبادئ المسلمين، فاخترع لهم نحلته الباطلة.. وشاء الله ان يقيض للإسلام والمسلمين من يكشف لهم ضلال البهاء والبهائية. [ صفحه 99]

المحرمات عند البهائيين

يقول البهاء «قد حرمت عليكم ارواح آبائكم» [222] أي ان البهاء اقتصر علي تحريم ازواج الآباء فقط اما باقي الأقارب فحلال للرجل أن ينكحهن، كالأخوات، والعمات، والخالات،بنات الأخ و بنات الأخت، وامهات الرضاعة، واخوات الرضاعة فلم يحرم الا ازواج الاباء كما نص في كتابه الأقدس، ولم يبين البهاء ولا ابنه العباس، ولاشوقي افندي الرجل الثالث في كتبهـم المحرمات سوي ازواج الآباء، حتي ان عباس عبد البهاء افتي في مكاتيبه بانه لايحرم نكاح الأقارب، قال: «لايحرم نكاح الأقارب ما دام البهائيون قلة ضعفاء ولما تقوي البهائية وتزداد نفوسها عندئذ يندر وقوع الزواج بين الأقارب» [223] ، و يعلق جلال الدين شمس احمدي علي قول البهاء في اقدسه «قد حرمت عليهم ازواج آبائكم، انا تستحي ان نذكر الغلمان» اي حكم اللواطة بالغلمان فيقول «إن اكتفاء البهاء بتحريم ازواج الآباء فقط وسكوته عن بقية المحرمات التي ذكرها القرآن المجيد، دليل قاطع علي انه يجوز عند البهائيين نكاح البنات، والأخوات، وخلافهما، مما لايجوز، في اي شريعة من الشرائع السماوية الموجودة، ثم اننا لانعلم سبب استحيائه من ذكرحكم الغلمان من تحريم وتقبيح اوخلافهما في شريعته الجديدة، خصوصا، وان هذا المرض الخبيث يفتك في الأخلاق فتكا مريعا في الشرق والغرب، وان سكوته عن بيان الحكم في هذا الأمر القبيج جعل بعض اتباعه يرتكبه بحجة ان البهاء لم ينص علي تحريمه كما ذكر ذلك مبلغهم السابق الملقب اوره في كتابه كشف الحيل» [224] . [ صفحه 100] وينقل محمد فاضل عن محمد مهدي خان صاحب كتاب مفتاح باب الأباب قوله «يجوز عند البهائية نكاح ما لايجوز عند اليهوفي والنصاري والمسلمين قاطبة من نكاح بناتهم واخواتهم، وتغيير هذا الحكم كان من ضمن اسباب الشقاق بين عباس افندي و شقيقة الميرزا محمد علي اذا لم يرض الثاني ما ابطله الأول من احكام ابيهما او الههما فيما يتعلق بنكاح الأخت وغيرها من المحرمات والله اعلم، فقاما يكفر بعضهما بعضا وانشقت بذلك عصا البابية البهائية وحلت عروة انفصامهما» [225] .

احكام النكاح عند البهائيين

يحرالبهائيون الزواج باكثر من اثنتين فيقول البهاء «قد كتب عليكم النكاح، اياكم ان تتجاوزوا عن اثنتين، والذي اقنع بواحدة من الإماء استراحت نفسه ونفسها، ومن اتخذ بكراً لخدمتة لابأس عليه كذلك، كان الأمر من حكم الوحي بالحق مرموقا، تروجوا يا قوم ليظهر منكم من يذكرني بين عبادي (يقصد نفسه) هذا من امري عليكم اتخذوه لأنفسكم معينا» [226] . وقد اشار عبد البهاء العباس في خطاب له إلي الأنسة روز نبرك إلي ان التعدد بنص الكتاب الأقدس ممنوع، لأنه اشترط بشرط يتعذرتحقيقه، وهو انه لايستطيع العدالة بين الاثنتين. وفي الوقت الذي يمنعون فيه التعدد، يبيحون اتخاذ الرقيقة من النساء، فيقول البهاء زيادة علي ما اشرنا «ومن اتخذ بكرا لخدمته لا بأس عليه كذلك كان الأمر من قلم الوحي بالحق مرقوما» فهو يسيغ للناس الارتباط المحرم، ولايبيح لهم الزواج الشرعي القانوني. ويبدو ان البهاء لم يبح الزواج باكثر من زوجتين لأنه نفسه كان له زوجتان. [ صفحه 101] وعن الصداق و المهر: فقد حدد البهاء مهر الزواج، للمدن تسعة عشر مثقالا من الذهب، وللقري مثلها من الفضة ومن اراد الزيادة حرم عليه البهاء أن يتجاور عن خمسة و تسعين مثقالا فيقول في «الأقدس»: «لايحقق الصهار الا بالأمهار، قد قدر للمدن تسعة عشر مثقالا من الذهب الابريز، وللقري من الفضة، ومن اراد الزيادة حرم عليه ان يتجاوز عن خمسة وتسعين مثقالا، كذلك كان الأمر بالعز مسطورا». [227] .

الطلاق عند البهائية

قال البهاء في الأقدس «قد نهاكم الله عما عملتم بعد طلقات ثلاث، فضلا من عنده لتكونوا من الشاكرين في لوح كان من قلم الأمر مسطورا، والذي طلق له الاختيار في الرجوع بعد انقضاء كل شهر بالمودة والرضاء ما لم تستحصن، وإذا استحصنت تحقق الفصل بوصل آخر، و قضي الأمر، الا من بعد امر مبين كذلك كان الأمر من مطلع الجمال [228] في لوح الجلال بالاجلال مرموقا» [229] ، ومعني هذا ان بهاء الله يحل للزوج الأول ان يراجع زوجته بعد كل طلاق الا اذا تزوجت برجل آخر فانها تصبح محرمه عليه تحريما ابديا عند البهائية ومن احكام الطلاق عند البهائية انه يفترق الزوجان عاما كاملا، فإذا لم يمكن التوفيق بينهما انفصلا بالطلاق. يقول جلال الدين احمدي «كان الرجل في الجاهلية يطلق المراة حينما يريد ثم يرجعها، وهكذ ا، فجاء الاسلام وقيد الطلاق بشروط، وجعله مرتين، لتكون للزوجين فرصة في كل مرة للتفكر ني مرارة الفراق، وهل يمكنهما ان يعيشا بعيدين عن بعدما عاشاه من العمر ام يندمان علي تسرعهما ويرجمان للوئام والوفاق، وقد حرم الله بقاء الزواج عند الطلقة الثالثة لأن تجربة الزوجين امر الفراق مرتين كافية لأن يعرفا أنهما ما لم يعودا يقدران علي العيش سويا، وان بعدهما عن بعض وجداه أهون من بقائهما معا ثم ان [ صفحه 102] الطلاق هو مثل جميع اوامر الدين، لخير الإنسان ودفع الضر عنه، ولذلك عبر القرآن المجيد عن الطلاق في المرة الثالثة بقوله «او تسريح بإحسان»، ففي لفظ احسان يبين الله سبب مشروعية الطلاق بأنه لجلب الخير وكذلك لفظ تسريح يدل علي ان المراة تطلق لأجل خيرها.. فالطلاق في الاسلام شرع ليخرج المرء من حالة سيئة إلي حالة احسن منها» [230] . ومن الملاحظ ان البهاء «اقر الطلاق ولكن في حدود الضرورات البشرية، واباح التزوج ما دام لم يعقدعليها من جديد، وهكذا، نراه يخالف فيما ذهب اليه القواعد المتبعة في الإسلام» [231] . و بعد فهذه هي البابية والبهائية من وضع الباب والبهاء افتراء علي الله تعالي. وختاما فقد اشدت تقديم المذهبين بامانة علمية خالصة من مصادرهما الأصيلة فإن اكن وفقت فلله تعالي وحده المنة والفضل، وإن اكن قصرت فان الكمال لله وحده منه استمد العون لدرك ما فاتني وهو الموفق والهادي سواء السبيل. العبد الفقير الي الله تعالي عامر النجار

پاورقي

[1] عملت بها استاذا للملل والنحل بكلية الشريعة والدراسات الاسلامية فرع جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية بالاحساء.
[2] من مؤلفاته «العصمة والرجعة» و «حياة النفس» و «شرح الزيارة الجامعة الكبري».
[3] الاحسائي، أحمد، فهرست تصانيف العلامة ص 5.
[4] دائرة المعارف الاسلامية طبعة دار الشعب، المجلد الثاني صفحة 254.
[5] المرجع السمابق ص 255.
[6] عبد الحميد، محسن، حقيتة البابية والبهائية، طبعة دار الصحوة بمصر 1405- 1985، صفحة 31، نقلا عن هدية النملة للميرزا محمد رضا الهمداني.
[7] المرجع السابق ص34.
[8] المرجع السابق ص34.
[9] عبد الرزاق الحسني: البابيون والبهائيون، ماضيهم وحاضرهم، طبعة العرفان بلبنان 1957م، ص 16. [
[10] شاه عبد العزيز علام الدهلوي: مختصر التحفة الاثني عشرية، نقله من الفارسية إلي العربية، الشيخ الحافظ علام محمد بن محي الدين عمر الأسلمي واختصره علامة العراق محمود شكري الألوسي، حققه وعلق علي حواشيه الشيخ محب الدين الخطيب، المطبعة السلفية بمصر، 1373هـ، صفحه22.
[11] إحسان الهي ظهير: البابية عرض ونقد، طبعة ادارة ترجمان السنة، باكستان 1401 هـ /1981 م، صفحة 57- 59.
[12] احسان الهي ظهير: البابية، صفحة 57.
[13] د. محسن عبد الحميد: حقيتة البابية والبهائية، ص 35.
[14] إحسان إلهي ظهير: البابية، ص 173.
[15] محمد فاضل: الحراب في صدر البهاء والباب، طبع دار المدني، جده، 1407 هـ -1986 م، ص،166، ص 167.
[16] محمد فاضل، الحراب في صدر الباب والبهاء ص 197.
[17] مازندران: من مدن إيران تقع جنوب بحر قزوين وهي مدينة طبرستان الحالية.
[18] الري: من مدن إيران الشهيره، وتقع في الطرف الشمالي الشرقي من اقليم الجبال. وبالري ولد «هارون الرشيد» (لسترنخ، كي، بلد ان الخلاتة الشرقية، ص 249).
[19] محمد فاضل: الحراب في صدر البها. والباب، ص 203 الي ص ه 20 باختصار.
[20] سوره القصص: آية 83.
[21] يوجد بشيراز مقبرتا الشاعرين الفارسين البارزين حافظ والسعدي.
[22] مدينة بوشهر أو بوشير ثغر بإيران يطل علي الخليج العريي وتعد مركزا هاما من مراكز التجارة الداخلية بإيران.
[23] الحاء بحروف الجمل تدل علي العدد 8، والياء تدل علي العدد 10.
[24] د. عائشة عبد الرحمن، قراءة في وثائق البهائية، صفحة 47.
[25] دائرة المعارف الاسلامية، المجلد الخامس، ص 499.
[26] نصير، آمنة: أضوا، وحقائق علي البابية، البهائية، القاديانية، طبعة الشروق، مصر،1984، صفحة 12.
[27] العقيدة والشريعة في الاسلام، جولد تسهير، وترجمة محمد يوسف موسي وآخرين، نشر دار الكتاب المصري، 1946، ص 241.
[28] جولد زيهر، العقيده والشريعة، ص 242.
[29] براون، مقدمة نقطة الكاف.
[30] الجلبائيجاني، الفرائد،ط باكستان، ص 15.
[31] احسان الهي ظهير البابية، ص 249، نقلا عن جاني الكاشاني، نقطة الكاف ص 241.
[32] مفتاح بابي الأبواب، ص 176.
[33] مختصر التحفة الاثني عشرية ص 24.
[34] احسان إلهي ظهير، البابية، ص 249.
[35] المرجع السابق، ص 252.
[36] المرجع السابق، ص 252، ص 253 نقلا عن نقطة الكاف للكاشاني.
[37] محمد فاضل، الحراب في صدر البها. والبابي ص 203.
[38] ميرزا عبد الحسين آواره الكواكب الدرية في تاريخ ظهور البابية والبهائية، طبعة القاهر 1343هـ،1924م من ص 218 باختصار.
[39] المرجع السابق، ص 219: ص 223 باختصار.
[40] المرجع السابق، ص 219: ص 223 باختصار.
[41] شاهرود: يوجد نهر شاهرود في طبرستان وكان علي شاهرود اكبر قلاع الاسماعيلية (الحشاشين) (لسترنج، كي، بلدان الخلافة الشرقية، ص 255 وص 415).
[42] إحسان الهي ظهير: البابية، ص 76 وما بعدها.
[43] مازندران: هي طبرستان، وهي إحدي أجزا خراسان وطبرستان يتألف معظمها مما يعرف اليوم بجبال البرز وهو الاسم الحالي لسلسلة الجبال العظيمة الفاصلة بين هضبة بلاد فارس والأراضي الخفيضة علي ساحل يحر قزوين. (كي لسترنج)، بلدان الخلافة المشرقية، ترجمة بشير فرنسيس وكوركيس عواد، طبعة مؤسسة الرسالة، بيروت، 1405 هـ - 1985، ص 409.
[44] هزار جريب: لعلها مدينة هزار، وتسمي آزار سابور، وتسعي ايضا نيسابور وهي اول مرحلة بريد في الطريق المذاهب من شيراز إلي «ما بين»، وفي الطريق الجبلي من شيراز إلي اصفهان. (مرجع سابق، ص 316).
[45] د. عبد المنعم النمر: البابية والبهائية تاريخ ورثانق، ص 56.
[46] د. عبد المنعم النمر: البابية والبهائية ص 57.
[47] فاضل، محمد، الحراب في صدر البها والباب، ص 194، ص 195.
[48] احسان إلهي ظهير: البابية، ص 251.
[49] عبد الحميد محسن: حقيقة البابية والبهائية، ص 83.
[50] إحسان الهي ظهير: البابية، صفحة 243.
[51] إحسان إلهي ظهير: المرجع السابق ص 344.
[52] نقطة الكاف، ص241.
[53] التحفه الأثني عشرية ص24.
[54] الدكتورة بنت الشاطيء، قراءة في وثائق البهائية ط الاهرام بالقاهرة، صفحة 44، نقلا عن مجلة الجمعية الملكية الآسيوية المجلد 1، ص 934.
[55] الإيقان، ص 138.
[56] البيان، الباب الأول من الواحد السادس.
[57] البيان، الباب الثالث من الواحد الرابع.
[58] مهدي، محمد، مفتاح باب الأبواب، ص 137.
[59] البيان النص العربي، الباب الأول والثاني من الواحد السادس.
[60] البيان، النص العربي، من الباب الثامن عشر من الواحد العاشر.
[61] محمد مهدي: مفتاح باب الأبواب، ص 209.
[62] عبد الرحمن الوكيل: البهائية، ص.121.
[63] عبد الرازق الحسني «البابيون والبهائيون» الملحق، ص 125.
[64] محمد مهدي خان، مفتاح باب الأبواب ص 282.
[65] البا بية، احسان الهي ظهير، ص 104، نقلا عن مطالع نبيل الزرندي البهائي، و مفتاع باب الأبواب لمحمد مهدي خان البهائي.
[66] طبارة، عفيف: روح الدين، صفحة 29.
[67] كارل بروكلمان، تاريخ الشعوب الرسلامية، ج3 ص 665.
[68] محمد فاضل، الحراب، ص 221.
[69] بدوي، عبد الرحمن، التراث اليوناني في الحضارة الاسلامية ص 237.
[70] جولد زهير «العقيده والشريعة» ص 242.
[71] ظهير: البابية، ص 175. الباب السادس عشر من الواحد الثالث، نقلا عن البيان الفارسي.
[72] احسان الهي ظهير، البابية. ص 183 نقلا عن مقدمة نقطة الكاف لبروان.
[73] البيان (العربي) البيان الثالث من الواحد الرابع.
[74] جولد زيهر: العقيدة والشريعة ص 242.
[75] محمد فاضل، الحراب، ص 221.
[76] المرجع السابق ض 227.
[77] البيان، الباب السابع والتاسع من الواحد الثاني.
[78] البيان، الباب الأول من الواحد الثاني.
[79] البيان العربي، الباب التاسع من الواحد التاسع.
[80] البيان العربي، الباب الثالث عشر من الواحد الثامن.
[81] البيان العربي، الباب السابع، من الواحد الثامن.
[82] البيان العربي، الباب السادس عشر من الواحد من الثامنة.
[83] البيان العربي، الباب الرابع عشر من الواحد الخامس.
[84] البيان العربي الباب العاشر من الواحد الثامن.
[85] دائرة المعارف الاسلامية المجلد الخامس صفحة 502.
[86] الحسني، البابيون والبهائيون ج 1، ط بغداد ص 78.
[87] فاضل، محمد، الخراب في صدر البها. والباب ص 256.
[88] فاضل، الحراب في صدر البها. والباب، ص 257-258.
[89] اسلمنت، بهاء الله والعصر الجديد، ط عربي ص 32.
[90] ظهير، إحسان إلهي، البهائية نقد وتحليل طبعة لاهور باكستان 1401- 1981، ص 14 نقلا عن «الكواكب الدرية» ط فارس ص 131.
[91] فاضل، محمد، الحراب في صدر البهاء والباب، طبعة دار المدني بمصرص 257.
[92] مرجع سابق، ص 257.
[93] ظهير، احسان إلهي، البهائية، هامش ص 29.
[94] البهاء، «لوح ابن ذئب»، «سورة الهيكل».
[95] البهاء، «مبين»، طبعة الهند ص 57.
[96] المازندراني، الألواح، ضمنها كلمات فردوسية ط مصرص 195.
[97] مكاتيب عبد البهاء العباس، الترجمة العربية، طبعة مصر، ج 3 ص 347.
[98] مرجع سابق، ج 2، ص 312.
[99] الجلبائياني، أبي الفضائل، الحجج البهية، طبعة مصرص 13. [
[100] مكاتيب عبد البهاه، طبعة الهند، ص 202.
[101] عنائت عمر. العقائد، طبعة القاهرة 1928، ص 156.
[102] أسلمنت، بهاء الله و العصر الجديد، طبعة مصر، ص 47.
[103] البهاء، «الأقدس»، طبعة بومباي.
[104] البهاء، «سورة ا لأمين» طبعة الباكستان، ص 43.
[105] البهاء «الأقدس» المنشور في كتاب الحسني «البابيون والبهائيون» ص 125.
[106] ظهير احسان الهي، البهائية، ص 231.
[107] مرجع سابق ص 236، ص 237.
[108] البهاء، الأقدس، منشور ضمن كتاب الحسني «البابيون والبهائيون» ط بغداد، ص 111.
[109] مرجع سابق ص 112.
[110] مرجع سابق ص 116.
[111] مرجع سابق ص 109.
[112] عبده، محمد، رسالة التوحيدط، دار المنار بمصرص 170.
[113] البهاء، الأقدس، منشور ضمن كتاب الحسني «البابيون والبهائون» بغداد ص 110.
[114] وهذا خطأ لأن حد حدود وليس حدودات.
[115] مرجع سابق ص 109.
[116] الكاشاني، المرزه جاني، نقطة الكاف، المقدمة لبراون، ط ليدن صفحة «مه».
[117] المرجع السابق ص «مد».
[118] خان، محمد مهدي، مفتاح باب الأبواب، ص 378.
[119] المرجع السابق، ص 164.
[120] جولد تسهير، اجناس، العقيدة والشريعة في الاسلام، دار الكاتب المصري، 1946، ص 248.
[121] مرجع سابق ص 1177.
[122] نصير، آمنة محمد، اضواء وحقائق علي البابية، البهائية، القاديانية، دار الشروق القاهره 4 140 هـ، 1984م ص60.
[123] الوكيل، عبد الرحمن البهائية تاريخها وعقائدها، ص 166.
[124] نقلا عن خطابات عبد البهاء مكاتيب عبد البهاء، ج 3، ص 444.
[125] اقبال، محمد، تجديد الفكر الديني، ط لجنة التأليف والترجمة والنشر القاهره، 1963 ص،175.
[126] آرسلان، شكيب، حاضر العالم الاسلامي، ب أص 363.
[127] رضا، محمد رشيد، تاريخ الأستاذ الإمام محعد عبده، طبعة مطبعة المنار بمصر سنة1350 هـ - 1931 م ص 935.
[128] مرجع سابق ص 934.
[129] اسلمنت، بهاء الله والعصر الجديد، ص 98.
[130] رضا، محمد رشيد، تاريخ الأستاذ الإمام، طبعة مطبعة المنار بمصر. 1350- 1391،ج932.
[131] عبد الحميد، محسن، حقيقة البابية والبهائية، دار الصحوة بمصر1405هـ - 1985م، ص 0 17.
[132] المرجع السابق ص 170.
[133] آل محمد، أحمد حمدي: التبيان والبرهان، ج 2 ص 120.
[134] الخطيب، السيد محب الدين، البهائية، المطبعة السلفية ومكتبتها، 397 1 هـ، ص 17.
[135] ظهير، إحسان إلهي البهائية، ص 151.
[136] سورة الحج، آية 73، 74.
[137] الهي، مرجع سابق، ص 156.
[138] وجدي، محمد فريد، مقال بملحق مجلة الأزهر، عدد شعبان 1405هـ.
[139] عند البهائيين ان مظاهر أمر الله هم برهما وبوذا وكونفوشيوس وابراهيم وموسي والمسيح ومحمد والباب الشيرازي وكانت وظيفتهم التبشير بظهور البهاء الذي هو عندهم مظهر صفات الله كلها.
[140] الباب، البيان، الباب السادس عشر من الواحد الثالث من البيان الفارسي ط الهند.
[141] أسلمنت، بهاء الله، والعصر الحديث ص50.
[142] عبد البهاء، مكاتيب عبد البهاء، الترجمة العربية، ص 138، طبعة مصر.
[143] علي، حيدر البهائي، بهجة الصد ور، ص 367.
[144] البهاء الإيقان، ص 9 ص139.
[145] البهاء الأقدس.
[146] البهاء،الإيقان: 108.
[147] أسلمنت، بهاء الله والعصر الجديد، ص 47.
[148] المرجع السابق، ص 50.
[149] البهاء الأقدس، ص 171.
[150] جون تسهير، العتيدة والشريعة، ص 277.
[151] آل محمد أ. ج (بهائي) البيان والبرهان، ج 2 ص120، وما بعدها.
[152] البهاء، الإيقان، عربه عن الفارسية محمد حسن بيجاره - المطبعة العربية بمصر- بدون تاريخ ص 168.
[153] مرجع سابق ص 12.
[154] مرجع سابق ص 81.
[155] البهاء، الايقان، ص124.
[156] البها ء، الإيقان، ص 73 وما بعدما باختصار.
[157] البهاء، الايقان، 138.
[158] رباني، شوقي افندي، (حفيد البهاء)، الكشف عن المدنية الالهية عرب وطبع بمعرفة لجنة الترجمة والطبع للمحفل الروحاني المركزي للبهائيين بمصر والسودان ط رمسيس بالاسكندرية ط ا اولي 1947 م، ص 11.
[159] البهاء الإيقان، ص 140.
[160] البهاء الايقان، ص 224.
[161] البها ء، ا لايقان، ص 148.
[162] المرجع السابق، ص 139.
[163] الجرفادقاني، الدرر البهية ص 227.
[164] البهاء الايقان، ص 88.
[165] المرجع السابق، ص 88.
[166] سورة ابراهيم، آية 11.
[167] سورة آل عمران آية 79.
[168] سورة ا لاسرا آية 93.
[169] الأحزاب آية 40.
[170] المائدة اية 3.
[171] حسين، محمد الخضر، رسائل الإصلاع، مكتبة القدس، مصر، 1358هـ ج 3 ص 105.
[172] الجرفادقاني، أبوالفضل محمد بن محمد رضا، المعروف بفضل الله الإيراني الحجج البهية، مطبعة السعادة بمصرس1343 هـ / 1925، ص 75، ص 76.
[173] الايجي، عضد الدين القاضي عبد الرحمن بن احمد، المواقف في علم الكلام، مكتبة المتنبي، القاهرة ص 339.
[174] الجرجاني، السيد الشريف علي بن محمد بن علي السيد الزين، التعريفات، طبعة مصطفي البابي الحلبي، مصر 1357- 1938 م، ص195.
[175] الجرفاقاني، فاضل، الدرر البهية، ص 70.
[176] الجويني، إمام الحرمين، الارشاد ط الخانجي بمصر، ص 329.
[177] مجلة الأزهر، ملحق المجلة- شعبان 1405.
[178] البهاء، الأقدس، الفقرة 282.
[179] المرجع السابق، الفقره 298.
[180] أحمدي، جلال الدين شمس، تنوير الباب لابطال دعوة البهاء والباب، طبعة مصر،ص 27.
[181] مرجع سابق ص 27.
[182] مرجع سابق ص 27.
[183] مرجع سابق ص 27.
[184] البهاء، الأقدس، ص 45.
[185] مرجع سابق ص 37.
[186] البهاء،الأقدس، فقرة 292.
[187] الخاوري، كنجينة حدود واحكام (فارسي) (حزينة حدود وأحكام)، ص 20- 21.
[188] وهل هناك الي يموت؟!.
[189] البهاء، الأقدس، فقرة 15.
[190] مرجع سابق، فقرة 14.
[191] البهاء، «كلمات إلهة مجموعة» لوح باسم «المقتدر علي ما يشاء» ط باكستان، ص 46.
[192] احمدي، جلال الدين شمس، تنوير الباب، ص 27.
[193] البهاء، الأقدس، ص 6.
[194] مرجع سابق ص 4.
[195] مرجع سابق ص 42.
[196] البهاء، الأقدس، فقرة 13.
[197] البهاء، الأقدس، الفقره 31.
[198] البهاء، الأقدس، الفقرة 24.
[199] الخاوري، خزينة حدود واحكام، ص 26.
[200] الخاوري، خزينة حدود واحكام، ص 47.
[201] أسلمنت «بهاء ا لله والعصر الحديث» ص 96.
[202] الخاوري، خزينة حدود وأحكام، ص 11.
[203] مرجع سابق، ص 47.
[204] أحمدي، جلال الدين شمس، تنوير الألباب، طبع بالهندية بشارع الدواوين بمصر، طبعة 1935، ص 29.
[205] البهاء، الأقدس، فقره 40.
[206] الخاوري، خزينة حدود واحكام، ص 49.
[207] البهاء،الأقدس، فقرة 47.
[208] البهاء،الأقدس، فقرة 24.
[209] البهاء، الأقدس، فقرة 44.
[210] خرينة حدود الأحكام، ص 37.
[211] البهاء، الأقدس، فقرة 350.
[212] مرجع سابق، فقرة 351.
[213] مرجع سابق، فقرة 351.
[214] فاضل، محمد، «الحراب في صدر البهاء والباب» ، ص 278.
[215] مرجع سابق ص 279.
[216] احمدي، جلال الدين شمس، تنوير الألباب لابطال دعوة البهاء والباب، طبع المطبعة الهندية بشارع الدواوين بمصر، 1935، ص 32.
[217] مرجع سابق، ص 32.
[218] البهاء،الأقدس، الفقرة 68.
[219] ظهير، احسان الهي، البهائية نقد وتحليل ص 170، 173.
[220] البهاء، اقدس، ص 34.
[221] فاضل، محمد، الحراب، ص274: 276.
[222] البهاء، الأقدس، فقرة 235.
[223] مكاتيب عبد البهاء العباس، ترجمة عربية، ط مصر، ج3، ص370.
[224] أحمدي، جلال الدين شمس، تنوير الألباب، ص 33.
[225] فاضل، محمد، الحراب في صدر البهاء والباب، ص 279.
[226] البهاء، الأقدس، الفترة 144:42.
[227] البهاء، الأقدس، فترة 147.
[228] يقصد نفسه.
[229] البهاء، الأقدس، ص 20.
[230] احمدي، جلال الدين شمس، دعوة البهاء والباب، ص 35.
[231] جولد زيهر، اجناس، العقيدة والشريعة في الاسلام، طبعة دار الكاتب المصري،1946، ص،246، ص 247.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.