إثبات الهداه بالنصوص و المعجزات المجلد 4

اشاره

نام کتاب: إثبات الهداه بالنصوص و المعجزات

پدیدآوران: حر عاملی، محمد بن حسن (نویسنده) / اعلمی، علاءالدین (مصحح) / مرعشی، شهاب الدین (مقدمه نویس)

ناشر: مؤسسه الأعلمی للمطبوعات

مکان نشر: بیروت - لبنان

سال نشر: 1425 ق یا 2004 م

چاپ: 1

موضوع: ائمه اثناعشر - احادیث

موضوع: احادیث شیعه - قرن 11ق.

موضوع: امامت - احادیث

موضوع: محمد(صلی الله علیه و آله)، پیامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. - احادیث

موضوع: محمد(صلی الله علیه و آله)، پیامبر اسلام، 53 قبل از هجرت - 11ق. - نبوت خاصه

موضوع: معجزات - احادیث

موضوع: نبوت - احادیث

موضوع: نبوت خاصه - احادیث

زبان: عربی

تعداد جلد: 5ج

کد کنگره: BP 141/5 /الف 8 ح 4 1383

ص :1

اشاره

ص :2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص :3

إثبات الهداه بالنصوص و المعجزات

پدیدآوران: حر عاملی، محمد بن حسن (نویسنده)

اعلمی، علاءالدین (مصحح)

مرعشی، شهاب الدین (مقدمه نویس)

ص :4

الباب الثانی عشر: النصوص علی إمامه أبی محمد الحسن بن علی بن أبی طالب مضافا إلی ما تقدم منها

اشاره

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ(رض) فِی الْکَافِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ،عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ،وَ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ أَبَانٍ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: شَهِدْتُ وَصِیَّهَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ(الْحَدِیثَ) (1).

2-وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ،عَنْ أَبِی الْجَارُودِ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِی حَضَرَهُ،قَالَ لاِبْنِهِ الْحَسَنِ:اُدْنُ مِنِّی،حَتَّی أُسِرَّ إِلَیْکَ مَا أَسَرَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِلَیَّ، وَ آتَمِنَکَ عَلَی مَا ائْتَمَنَنِی عَلَیْهِ فَفَعَلَ (2).

3-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ،عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ،قَالَ:حَدَّثَنِی الْأَجْلَحُ،وَ سَلَمَهُ بْنُ کُهَیْلٍ، وَ دَاوُدُ بْنُ أَبِی یَزِیدَ وَ زید الیمانی [زُبَیْدٌ الْیَامِیُّ] قَالُوا:حَدَّثَنَا شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ: أَنَّ عَلِیّاً عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ سَارَ إِلَی الْکُوفَهِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَهَ کُتُبَهُ وَ الْوَصِیَّهَ،فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَفَعَتْهَا إِلَیْهِ (3).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی نَقْلاً عَنِ الْکُلَیْنِیِّ وَ کَذَا کُلَّ مَا قَبْلَهُ .

4-قَالَ الْکُلَیْنِیُّ:وَ فِی نُسْخَهِ الصَّفْوَانِیِّ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ، عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ،عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ عَلِیّاً عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ سَارَ إِلَی الْکُوفَهِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَهَ کُتُبَهُ وَ الْوَصِیَّهَ،فَلَمَّا رَجَعَ الْحَسَنُ دَفَعَتْهَا إِلَیْهِ (4).

5-وَ عَنْهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ،عَنْ حَمَّادِ بْنِ

ص:5


1- (1) الکافی:297/1 ح 1.
2- (2) الکافی:298/1 ح 3.
3- (3) الکافی:298/1 ح 4.
4- (4) الکافی:298/1 ح 4.

عِیسَی،عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَوْصَی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَشْهَدَ عَلَی وَصِیَّتِهِ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مُحَمَّداً وَ جَمِیعَ وُلْدِهِ،وَ رُؤَسَاءَ شِیعَتِهِ وَ أَهْلَ بَیْتِهِ ثُمَّ دَفَعَ إِلَیْهِ الْکِتَابَ وَ السِّلاَحَ(الْحَدِیثَ) (1).

6-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْحَسَنِیِّ رَفَعَهُ وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: لَمَّا ضُرِبَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَفَّ بِهِ الْعُوَّادُ،وَ قِیلَ لَهُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَوْصِ،فَقَالَ:اِثْنُوا لِی وِسَادَهً،ثُمَّ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی الْحَسَنِ فَقَالَ ضَرْبَهً مَکَانَ ضَرْبَهٍ وَ لاَ تَأْثَمْ (2).

7-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْعَقِیلِیِّ یَرْفَعُهُ،قَالَ: لَمَّا ضَرَبَ ابْنُ مُلْجَمٍ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِلْحَسَنِ:یَا بُنَیَّ!إِذَا أَنَا مِتُّ فَاقْتُلِ ابْنَ مُلْجَمٍ(الْحَدِیثَ) (3).

8-وَ قَدْ تَقَدَّمَ فِی حَدِیثِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّهِ قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ دَفَعَ الْوَصِیَّهَ وَ الْإِمَامَهَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ إِلَی الْحَسَنِ،ثُمَّ إِلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

9-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ ثَلاَثِ مَسَائِلَ،فَالْتَفَتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ!أَجِبْهُ،قَالَ:فَأَجَابَهُ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ أَشْهَدُ أَنَّکَ وَصِیُّهُ وَ الْقَائِمُ بِحُجَّتِهِ،وَ أَشَارَ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ هُوَ الْخَضِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (5).

أقول:إشاره أمیر المؤمنین إلی الحسن علیه السّلام فی جواب المسائل المشکله قد وقع کثیرا فی أواخر عمره علیه السّلام و هو نص خفی و إشاره إلی أنه وصیّه و خلیفته بعد موته کما مرّ مثله فی أبیه علیه السّلام،و نص الخضر علیه السّلام یتعین قبوله.

10-وَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ،وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی،عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ

ص:6


1- (1) الکافی:298/1 ح 5.
2- (2) الکافی:299/1 ح 6.
3- (3) الکافی:300/1 ح 7.
4- (4) الکافی:348/1 ح 5.
5- (5) الکافی:521/1 ح 1.

قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِوَصِیَّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ،وَ هِیَ:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ وَ قَضَی بِهِ فِی مَالِهِ عَبْدُ اللَّهِ عَلِیٌّ ابْتِغَاءَ رَحْمَهِ اللَّهِ وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا إِلَی أَنْ قَالَ:وَ إِنَّهُ یَقُومُ بِذَلِکَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ إِنْ حَدَثَ بِالْحَسَنِ حَدَثٌ وَ الْحُسَیْنُ حَیٌّ فَإِنَّهُ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ(الْحَدِیثَ)وَ قَالَ فِی آخِرِهِ:هَذَا مَا قَضَی بِهِ عَلِیٌّ فِی مَالِهِ الْغَدَ مِنْ یَوْمٍ قَدِمَ مَسْکِنَ شَهِدَ أَبُو سَمَرَ بْنُ أَبْرَهَهَ وَ صَعْصَعَهُ بْنُ صُوحَانَ،وَ یَزِیدُ بْنُ قَیْسٍ،وَ هَیَّاجُ بْنُ أَبِی هَیَّاجٍ،وَ کَتَبَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ بِیَدِهِ لِعَشْرٍ خَلَوْنَ مِنْ جُمَادَی الْأُولَی سَنَهَ إِحْدَی وَ ثَلاَثِینَ (1).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ،عَنْ صَفْوَانَ: مِثْلَهُ،إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ:سَنَهَ تِسْعٍ وَ ثَلاَثِینَ.

11-وَ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْکُورِ قَالَ: وَ کَانَتِ الْوَصِیَّهُ الْأُخْرَی مَعَ الْأُولَی بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ،أَوْصَی أَنَّهُ یَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ إِنِّی أُوصِیکَ یَا حَسَنُ وَ جَمِیعَ أَهْلِی وَ وُلْدِی،وَ مَنْ بَلَغَهُ کِتَابِی هَذَا بِتَقْوَی اللَّهِ(الْحَدِیثَ) (2).

12-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:أَخْبَرَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا رَفَعَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أُتِیَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ بِرَجُلٍ وُجِدَ فِی حِزْبِهِ وَ بِیَدِهِ سِکِّینٌ مُلَطَّخٌ بِالدَّمِ وَ إِذَا رَجُلٌ مَذْبُوحٌ یَتَشَحَّطُ فِی دَمِهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:خُذُوا هَذَیْنِ فَاذْهَبُوا بِهِمَا إِلَی الْحَسَنِ،وَ قُولُوا لَهُ مَا الْحُکْمُ فِیهِمَا(الْحَدِیثَ) (3).

أقول:قد عرفت أن مثل هذا إشاره و نص خفی،و قد تکرر من أمیر المؤمنین علیه السّلام مثل هذا فی آخر عمره.

13-وَ قَدْ تَقَدَّمَ فِی حَدِیثِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَوْصَی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِلَی عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَحْدَهُ،وَ أَوْصَی عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَمِیعاً،وَ کَانَ الْحَسَنُ أَمَامَهُ (4).

الفصل الأول

14-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ مَنْ لاَ یَحْضُرُهُ الْفَقِیهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلاَلِیِّ،قَالَ: شَهِدْتُ وَصِیَّهَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی

ص:7


1- (1) الکافی:51/7 ح 6،و التّهذیب:148/9.
2- (2) الکافی:51/7 ح 6.
3- (3) الکافی:289/2 ح 2.
4- (4) الکافی:207/7 ح 12.

طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ،وَ أَشْهَدَ عَلَی وَصِیَّتِهِ الْحُسَیْنَ وَ مُحَمَّداً وَ جَمِیعَ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ رُؤَسَاءَ شِیعَتِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ دَفَعَ إِلَیْهِ الْکُتُبَ وَ السِّلاَحَ ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

یَا بُنَیَّ!أَمَرَنِی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَنْ أُوصِیَ إِلَیْکَ،وَ أَنْ أَرْفَعَ إِلَیْکَ کُتُبِی وَ سِلاَحِی، کَمَا أَوْصَی إِلَیَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ دَفَعَ إِلَیَّ کُتُبَهُ وَ سِلاَحَهُ،ثُمَّ ذَکَرَ النَّصَّ عَلَی الْحُسَیْنِ،وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ الْبَاقِرِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ کَمَا مَرَّ،إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ فَقَالَ:یَا بُنَیَّ أَنْتَ وَلِیُّ الْأَمْرِ،وَ وَلِیُّ الدَّمِ،فَإِنْ عَفَوْتَ فَلَکَ،وَ إِنْ قَتَلْتَ فَضَرْبَهً مَکَانَ ضَرْبَهٍ،وَ لاَ تَأْثَمْ،ثُمَّ قَالَ:اُکْتُبْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا،وَ مِنْ جُمْلَتِهَا أَنْ قَالَ:ثُمَّ إِنِّی أُوصِیکَ یَا حَسَنُ وَ جَمِیعَ وُلْدِی وَ أَهْلَ بَیْتِی،وَ مَنْ بَلَغَهُ کِتَابِی هَذَا مِنَ الْمُؤْمِنِینَ بِتَقْوَی اللَّهِ رَبِّکُمْ (الْحَدِیثَ) (1).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ،عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ،عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبَانٍ رَفَعَهُ إِلَی سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلاَلِیِّ .

الفصل الثانی

15-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ،قَالَ:

رُوِیَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی خَرَجْتُ مُحْرِماً فَوَطِئَتْ نَاقَتِی بَیْضَ نَعَامٍ فَکَسَرَتْهُ،فَهَلْ عَلَیَّ کَفَّارَهٌ؟فَقَالَ لَهُ امْضِ فَاسْأَلْ ابْنِیَ الْحَسَنَ.وَ کَانَ بِحَیْثُ یَسْمَعُ کَلاَمَهُ.فَتَقَدَّمَ إِلَیْهِ الرَّجُلُ،فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَجِبُ عَلَیْکَ أَنْ تُرْسِلَ فُحُولَهً فِی إِنَاثِهَا بِعَدَدِ مَا انْکَسَرَ مِنَ الْبَیْضِ، فَمَا نُتِجَ فَهُوَ هَدْیٌ لِبَیْتِ اللَّهِ تَعَالَی،فَقَالَ لَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:[یَا بُنَیَّ]کَیْفَ قُلْتَ ذَلِکَ وَ أَنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ الْإِبِلَ رُبَّمَا أَزْلَقَتْ،أَوْ کَانَ فِیهَا مَا یُزْلِقُ؟فَقَالَ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ!وَ الْبَیْضُ رُبَّمَا أَمْرَقَ،أَوْ کَانَ فِیهِ مَا یُمْرِقُ فَتَبَسَّمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ، وَ قَالَ لَهُ:صَدَقْتَ یَا بُنَیَّ،ثُمَّ تلی: ذُرِّیَّهً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (2)(3). .

أقول:هذا نص خفی و إشاره إلیه بالإمامه کما کان یقع من النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم مع علی علیه السّلام.

ص:8


1- (1) ممن لا یحضره الفقیه:189/4 ح 5433.
2- (2) سوره آل عمران:34.
3- (3) التهذیب:355/5 ح 1231.

الفصل الثالث

16-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ قَالَ:حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَلَوِیُّ الْعَمْرِیُّ السَّمَرْقَنْدِیّ قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ أَبِیهِ،قَالَ:حَدَّثَنَا جَبْرَئِیلُ بْنُ أَحْمَدَ،عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ،قَالَ:حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّیْرَفِیُّ، عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرِ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ أَبِیهِ،عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَقِیصَا،قَالَ: لَمَّا صَالَحَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ مُعَاوِیَهَ بْنَ أَبِی سُفْیَانَ دَخَلَ عَلَیْهِ النَّاسُ فَلاَمَهُ بَعْضُهُمْ عَلَی بَیْعَتِهِ،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَیَحْکُمْ مَا تَدْرُونَ مَا عَمِلْتُ!؟وَ اللَّهِ الَّذِی عَمِلْتُ خَیْرٌ لِشِیعَتِی مِمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ أَوْ غَرَبَتْ،أَ لاَ تَعْلَمُونَ أَنَّنِی إِمَامُکُمْ مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ عَلَیْکُمْ، وَ أَحَدُ سَیِّدَیْ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّهِ بِنَصٍّ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالُوا:بَلَی(الْحَدِیثَ) (1).

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ بِالْإِسْنَادِ .

الفصل الرابع

17-وَ رَوَی الصَّدُوقُ ابْنُ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ وَ الْأَحْکَامِ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ دَاوُدَ الدَّقَّاقِ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ اللَّیْثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی الْعَلاَ الْخَفَّافِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ عَقِیصَا قَالَ: قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ دَاهَنْتَ مُعَاوِیَهَ وَ صَالَحْتَهُ إِلَی أَنْ قَالَ:

فَقَالَ:أَ لَسْتُ الَّذِی قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِی وَ لِأَخِی:اَلْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا؟قُلْتُ:بَلَی(الْحَدِیثَ) (2).

الفصل الخامس

18-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ، قَالَ:رَوَی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ:

بَعَثَ إِلَیَّ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِهَذِهِ الْوَصِیَّهِ مَعَ الْأُخْرَی،قَالَ:وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ،عَنْ ابْنِ الزُّبَیْرِ الْقُرَشِیِّ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ،عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: هَذِهِ وَصِیَّهُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هِیَ نُسْخَهُ کِتَابِ سُلَیْمِ بْنِ قَیْسٍ الْهِلاَلِیِّ،وَ دَفَعَهَا إِلَی أَبَانٍ وَ قَرَأَهَا عَلَیْهِ،قَالَ أَبَانٌ:وَ قَرَأْتُهَا عَلَی عَلِیِّ بْنِ

ص:9


1- (1) کمال الدّین:316 ح 2.
2- (2) علل الشّرائع:211/1 ح 2.

الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ:صَدَقَ سُلَیْمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ سُلَیْمٌ:فَشَهِدْتُ وَصِیَّهَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ ذَکَرَ نَحْوَ الْحَدِیثِ الَّذِی تَقَدَّمَ مِنْ طَرِیقِ الصَّدُوقِ فِی الْفَقِیهِ (1).

الفصل السادس

19-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ الشَّیْخِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیِّ فِی کِتَابِ الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الزَّیَّاتِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ،عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ سَلاَمَهَ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْعَامِرِیِّ،عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِی بَکْرِ بْنِ عَیَّاشٍ،عَنِ الْفُجَیْعِ الْعُقَیْلِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ وَالِدِیَ الْوَفَاهُ أَقْبَلَ یُوصِی فَقَالَ:هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ أَنَّهُ یَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُهُ وَ خِیَرَتُهُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ إِنِّی أُوصِیکَ یَا حَسَنُ،وَ کَفَی بِکَ وَصِیّاً بِمَا أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا (2)... وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْمَجَالِسِ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْکُورِ .

الفصل السابع

20-وَ رَوَی الشَّیْخُ الْجَلِیلُ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شُعْبَهَ فِی کِتَابِ تُحَفِ الْعُقُولِ عَنْ آلِ الرَّسُولِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی کِتَابِهِ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

مِنَ الْوَالِدِ الْفَانِ الْمُقِرِّ لِلزَّمَانِ،اَلْمُدْبِرِ الْعُمُرِ،اَلْمُسْتَسْلِمِ لِلدَّهْرِ،اَلذَّامِّ لِلدُّنْیَا،اَلسَّاکِنِ مَسَاکِنَ الْمَوْتَی،اَلظَّاعِنِ إِلَیْهِمْ غَداً إِلَی الْمَوْلُودِ،اَلْمُؤَمِّلِ مَا لاَ یُدْرِکُ،اَلسَّالِکِ سَبِیلَ مَنْ هَلَکَ غَرَضِ الْأَسْقَامِ،وَ رَهِینَهِ الْأَیَّامِ،وَ رَمِیَّهِ الْمَصَائِبِ إِلَی أَنْ قَالَ:وَجَدْتُکَ بَعْضِی،بَلْ وَجَدْتُکَ کُلِّی حَتَّی کَأَنَّ شَیْئاً لَوْ أَصَابَکَ أَصَابَنِی وَ کَأَنَّ الْمَوْتَ لَوْ أَتَاکَ أَتَانِی،فَعَنَانِی مِنْ أَمْرِکَ مَا یَعْنِینِی مِنْ أَمْرِ نَفْسِی فَکَتَبْتُ إِلَیْکَ کِتَابِی هَذَا إِنْ أَنَا بَقِیتُ لَکَ أَوْ فَنِیتُ،وَ إِنِّی أُوصِیکَ بِتَقْوَی اللَّهِ یَا بُنَیَّ وَ لُزُومَ أَمْرِهِ،وَ عِمَارَهَ قَلْبِکَ بِذِکْرِهِ، وَ الاِعْتِصَامَ بِحَبْلِهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:وَ تَفَهَّمْ وَصِیَّتِی،وَ لاَ تَذْهَبَنَّ عَنْهَا صَفْحاً،أَیْ بُنَیَّ! إِنِّی لَمَّا رَأَیْتُکَ قَدْ بَلَغْتَ سِنّاً،وَ رَأَیْتَنِی أَزْدَادُ وَهْناً،بَادَرْتُ بِوَصِیَّتِی إِیَّاکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:وَ عَهِدْتُ إِلَیْکَ وَصِیَّتِی هَذِهِ،وَ اعْلَمْ مَعَ ذَلِکَ أَیْ بُنَیَّ!أَنَّ أَحَبَّ مَا أَنْتَ آخِذٌ بِهِ

ص:10


1- (1) الغیبه:194 ح 157.
2- (2) الأمالی:7 ح 8.

إِلَیَّ مِنْ وَصِیَّتِی تَقْوَی اللَّهِ،وَ الاِقْتِصَارُ عَلَی مَا فَرَضَ عَلَیْکَ،وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا (1).

وَ رَوَاهُ الْکُلَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْوَسَائِلِ عَلَی مَا نَقَلَ عَنْهُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ کَشْفِ الْمَحَجَّهِ لِثَمَرَهِ الْمُهْجَهِ بِإِسْنَادِهِ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ عَنْبَسَهَ،عَنْ عَبَّادِ بْنِ زِیَادٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: لَمَّا أَقْبَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ صِفِّینَ کَتَبَ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا، وَ قَالَ ابْنُ طَاوُسٍ قَبْلَ ذَلِکَ لَمَّا أَرَادَ نَقْلَ هَذِهِ الْوَصِیَّهِ مَا هَذَا لَفْظُهُ:وَ رَأَیْتُ أَنْ یَکُونَ رِوَایَهُ هَذِهِ الرِّسَالَهِ مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی وُلْدِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِطَرِیقِ الْمُخَالِفِینَ وَ الْمُؤَالِفِینَ فَقَالَ أَبُو أَحْمَدَ الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الْعَسْکَرِیُّ فِی کِتَابِ الزَّوَاجِرِ وَ الْمَوَاعِظِ مَا هَذَا لَفْظُهُ:وَصِیَّهُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی وُلْدِهِ،وَ لَوْ کَانَ مِنَ الْحِکْمَهِ مَا یَجِبُ أَنْ یُکْتَبَ بِالذَّهَبِ لَکَانَ هَذِهِ،وَ حَدَّثَنِی بِهَا جَمَاعَهٌ ثُمَّ نَقَلَ ابْنُ طَاوُسٍ أَسَانِیدَ صَاحِبِ کِتَابِ الزَّوَاجِرِ إِلَی رِوَایَهِ هَذِهِ الْوَصِیَّهِ وَ هِیَ خَمْسَهٌ یَطُولُ بَیَانُهَا. وَ رَوَاهُ الرَّضِیُّ فِی نَهْجِ الْبَلاَغَهِ مُرْسَلاً عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَصِیَّتَهُ لِوَلَدِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَتَبَهَا إِلَیْهِ بِحَاضِرِینَ عِنْدَ انْصِرَافِهِ مِنْ صِفِّینَ وَ ذَکَرَ مِثْلَهُ .

قَالَ صَاحِبُ تُحَفِ الْعُقُولِ: وَ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی وَصِیَّتِهِ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاهُ:هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا.

الفصل الثامن

21-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ الْقُمِّیُّ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ فِی النُّصُوصِ عَلَی الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُطَّلِبِ الشَّیْبَانِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَثْعَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ الْقَاضِی عَنْ یَحْیَی بْنِ آدَمَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ زِیَادٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی الصَّیْرَفِیِّ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ قَبِیصَهَ عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ:قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ: أَنْتُمَا إِمَامَانِ بَعْدِی وَ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّهِ وَ الْمَعْصُومَانِ حَفَظَکُمَا اللَّهُ،وَ لَعْنَهُ اللَّهِ عَلَی مَنْ عَادَاکُمَا (2).

الفصل التاسع

22-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی قَالَ:

تَوَاتَرَ نَقْلُ الشِّیعَهِ خَلَفاً عَنْ سَلَفٍ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَصَّ عَلَی ابْنِهِ الْحَسَنَ بْنِ

ص:11


1- (1) تحف العقول:69.
2- (2) کفایه الأثر:222.

عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِحَضْرَهِ شِیعَتِهِ،وَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَیْهِمْ بِصَرِیحِ الْقَوْلِ (1).

قال:و قد اشتهر بین الناس وصیه أمیر المؤمنین علیه السّلام إلی الحسن علیه السّلام خاصه من بین ولده و أهل بیته،و الوصیه من الإمام عند آل محمّد کافه إذا انفرد بها واحد بعینه توجب الاستخلاف للموصی إلیه علی ما جرت به عاده الأنبیاء و الأئمه علیهم السّلام فی أوصیائهم ثم روی جمله من الأحادیث السابقه.

قَالَ:وَ قَدْ رَوَی جَمَاعَهٌ مِنْ أَهْلِ التَّارِیخِ: أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ خَطَبَ فِی صَبِیحَهِ اللَّیْلَهِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ جَلَسَ فَقَامَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْعَبَّاسِ فَقَالَ:مَعَاشِرَ النَّاسِ!هَذَا ابْنُ نَبِیِّکُمْ،وَ وَصِیُّ إِمَامِکُمْ فَبَایِعُوهُ فَتَبَادَرَ النَّاسُ إِلَیْهِ بِالْبَیْعَهِ لَهُ بِالْخِلاَفَهِ.

23-قَالَ:وَ قَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ: ابْنَایَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا (2).

24-قَالَ:وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّهِ (3).

25-وَ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَنْظُرَ إِلَی سَیِّدِ شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّهِ فَلْیَنْظُرْ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ (4).

الفصل العاشر

26-وَ رَوَی سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: جَمَعَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَنِیهِ وَ هُمْ اثْنَا عَشَرَ ذَکَراً فَقَالَ لَهُمْ:

إِنَّ اللَّهَ أَحَبَّ أَنْ یَجْعَلَ فِیَّ سُنَّهً مِنْ یَعْقُوبَ إِذْ جَمَعَ بَنِیهِ وَ هُمْ اثْنَا عَشَرَ ذَکَراً،فَقَالَ لَهُمْ:إِنِّی أُوصِی إِلَی یُوسُفَ فَاسْمَعُوا لَهُ وَ أَطِیعُوا،وَ أَنَا أُوصِی إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَاسْمَعُوا لَهُمَا،وَ أَطِیعُوهُمَا(الْحَدِیثَ) (5).

27-وَ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَاءَ النَّاسُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالُوا:أَنْتَ خَلِیفَهُ أَبِیکَ وَ وَصِیُّهُ،وَ نَحْنُ السَّامِعُونَ الْمُطِیعُونَ لَکَ فَمُرْنَا بِأَمْرِکَ(الْحَدِیثَ) (6).

ص:12


1- (1) إعلام الوری:404/1.
2- (2) إعلام الوری:407/1.
3- (3) إعلام الوری:407/1.
4- (4) إعلام الوری:411/1.
5- (5) الخرائج و الجرائح:183/1 ح 17.
6- (6) 574/2 ح 4.

الفصل الحادی عشر

28-وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ: إِنَّ الْقَائِلِینَ بِإِمَامَهِ الْجَمَاعَهِ یَعْنِی الْعَامَّهَ قَائِلُونَ بِإِمَامَهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِأَنَّ عَلِیّاً أَوْصَی بِهَا إِلَیْهِ،وَ أَفَاضَ رِدَاءَهَا عَلَیْهِ فَهُوَ مَسْأَلَهُ إِجْمَاعٍ وَ قَدْ سَلِمَ مُدَّعِی إِمَامَتِهِ مِنَ النِّزَاعِ،وَ أَمَّا أَصْحَابُنَا فَإِنَّهُمْ یَقُولُونَ بِوُجُوبِ الْإِمَامَهِ فِی کُلِّ وَقْتٍ قَالَ:وَ فِی تَوَاتُرِ الشِّیعَهِ وَ نَقْلِهِمْ خَلَفاً عَنْ سَلَفٍ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَصَّ عَلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ حَضَرَهُ شِیعَتُهُ وَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَیْهِمْ بِصَرِیحِ الْقَوْلِ (1).

29-قَالَ: وَ قَدْ اشْتَهَرَ بَیْنَ النَّاسِ قَاطِبَهً وَصِیَّهُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ تَخْصِیصُهُ بِذَلِکَ مِنْ بَیْنِ وُلْدِهِ وَ رَوَاهُ الْمُخَالِفُ وَ الْمُؤَالِفُ،وَ رَوَی جُمْلَهً مِنَ أَحَادِیثِ الْکُلَیْنِیِّ وَ غَیْرِهِ مِمَّا مَرَّ (2).

الفصل الثانی عشر

30-وَ قَالَ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ: وَ کَانَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمَا وَصِیَّ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ أَصْحَابِهِ، وَ أَوْصَاهُ بِالنَّظَرِ فِی وُقُوفِهِ وَ صَدَقَاتِهِ،وَ کَتَبَ لَهُ عَهْداً مَشْهُوراً،وَ وَصِیَّهً ظَاهِرَهً فِی مَعَالِمِ الدِّینِ وَ قَدْ نَقْلِ هَذِهِ الْوَصِیَّهَ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ (3).

31-قَالَ:وَ رَوَی أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ یَحْیَی عَنْ أَشْعَثَ بْنِ سَوَّارٍ عَنْ أَبِی إِسْحَاقَ السَّبِیعِیِّ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْعَبَّاسِ قَالَ عِنْدَ بَیْعَهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

یَا مَعَاشِرَ النَّاسِ!هَذَا ابْنُ نَبِیِّکُمْ،وَ وَصِیُّ إِمَامِکُمْ فَبَایِعُوهُ (4). وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ مِثْلَهُ .

32-قَالَ الْمُفِیدُ: وَ قَدْ صَرَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالنَّصِّ عَلَی إِمَامَتِهِ وَ إِمَامَهِ أَخِیهِ بِقَوْلِهِ:اِبْنَایَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا (5).

الفصل الثالث عشر

33-وَ رَوَی السَّیِّدُ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ فَرْحَهِ الْغَرِیِّ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیِّ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ حَضَرَ

ص:13


1- (1) کشف الغمّه:154/2.
2- (2) کشف الغمّه:154/2.
3- (3) الإرشاد:7/2.
4- (4) الإرشاد:8/2.
5- (5) الإرشاد:30/2.

أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ هُوَ یُوصِی الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ...وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ (1).

34-قَالَ:وَ أَخْبَرَنِی وَالِدِی عَنِ الْفَقِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ نَمَا عَنِ الْفَقِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ عَرَبِیِّ بْنِ مُسَافِرٍ عَنِ إِلْیَاسِ بْنِ هِشَامٍ الْحَائِرِیِّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنِ الطُّوسِیِّ، عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ عَبْدِ الرَّحِیمِ الْقَصِیرِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: ...وَ ذَکَرَ حَدِیثاً یَقُولُ فِیهِ:فَلَمَّا قُبِضَ یَعْنِی أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ ابْنَیْهِ الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ أَنْ قَالَ لَهُمَا...وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ (2).

الفصل الرابع عشر

35-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی: فِی حَدِیثٍ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ،قَالَ:دَعُونِی وَ أَهْلَ بَیْتِی أَعْهَدْ إِلَیْهِمْ،فَقَامَ النَّاسُ إِلاَّ قَلِیلٌ مِنْ شِیعَتِهِ،فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ،وَ قَالَ:إِنِّی أُوصِی الْحَسَنَ وَ الْحُسَیْنَ،فَاسْمَعُوا لَهُمَا،وَ أَطِیعُوا أَمْرَهُمَا،فَقَدْ کَانَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ نَصَّ عَلَیْهِمَا بِالْإِمَامَهِ مِنْ بَعْدِی (3).

36-قَالَ:وَ رَوَی: أَنَّهُ لَمَّا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَیْهِ حَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ:کُلُّ امْرِئٍ لاَقٍ مَا یَفِرُّ مِنْهُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ أَوْصَی إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ،وَ سَلَّمَ الاِسْمَ الْأَعْظَمَ،وَ نُورَ الْحِکْمَهِ،وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ وَ سِلاَحَهُمْ إِلَیْهِمَا(الْحَدِیثَ) (4).

الفصل الخامس عشر

37-وَ قَالَ السَّیِّدُ الْمُرْتَضَی فِی الشَّافِی: رَوَتِ الشِّیعَهُ مِنْ جِهَاتٍ عَدِیدَهٍ وَ طُرُقٍ مُخْتَلِفَهٍ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَشَارَ إِلَیْهِ، وَ اسْتَخْلَفَهُ وَ أَرْشَدَ إِلَی طَاعَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ،وَ هِیَ أَکْثَرُ مِنْ أَنْ نَعُدَّهَا وَ نُورِدَهَا ثُمَّ ذَکَرَ بَعْضَ مَا تَقَدَّمَ،ثُمَّ قَالَ:وَ أَخْبَارُ وَصِیَّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی ابْنِهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ اسْتِخْلاَفِهِ،ظَاهِرَهٌ مَشْهُورَهٌ بَیْنَ الشِّیعَهِ (5).

ص:14


1- (1) الإرشاد:62 ح 10.
2- (2) الإرشاد:77 ح 20.
3- (3) عیون المعجزات:43.
4- (4) نهج البلاغه:33/2.
5- (5) انظر مناقب آل أبی طالب:31/4،و شرح النهج للمعتزلی:36/16-40 کتاب 29،و مقاتل الطالبیین:66،و إثبات الوصیه:131،و التبیین فی أنساب القرشیین:105،ذکر الحسن.

الفصل السادس عشر

38-وَ رَوَی الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَامِلِیُّ الشَّامِیُّ فِی کِتَابِ تُحْفَهِ الطَّالِبِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْمَصَابِیحِ مِنْ کُتُبِ الْعَامَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ دَفَعَ الْحَصَی إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَسَبَّحَ فِی أَیْدِیهِمَا،ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الْحَصَی لاَ یُسَبِّحْنَ إِلاَّ فِی یَدَیْ نَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ،وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ مِنْ عِتْرَتِی وَ أَوْصِیَائِی وَ خُلَفَائِی (1).

الفصل السابع عشر

39-وَ رَوَی الشَّیْخُ کَمَالُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَهَ الشَّافِعِیُّ نَقْلاً مِنْ صَحِیحِ التِّرْمِذِیِّ بِسَنَدِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَیُّ أَهْلِ بَیْتِکَ أَحَبُّ إِلَیْکَ؟ قَالَ:اَلْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ (2).

40-وَ بِسَنَدِهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّهِ (3)وَ رَوَاهُ الْخُوَارِزْمِیُّ فِی الْمَنَاقِبِ مِنْ عِدَّهِ طُرُقٍ .

أقول:وجه النص أنهما دلا علی أفضلیتهما،و الأفضل هو الإمام عقلا و نقلا لما مرّ.

الفصل الثامن عشر

41-وَ رَوَی نُورُ الدِّینِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ فِی مَعْرِفَهِ الْأَئِمَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ أَبِیَ الْوَفَاهُ أَقْبَلَ یُوصِی فَقَالَ:هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخُو مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،أَوَّلُ وَصِیَّتِی أَنِّی أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلَی أَنْ قَالَ ثُمَّ إِنِّی أُوصِیکَ یَا حَسَنُ وَ کَفَی بِکَ وَصِیّاً بِمَا أَوْصَانِی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ(الْحَدِیثَ) (4).

الفصل التاسع عشر

42-وَ قَالَ الشَّیْخُ عَلِیُّ بْنُ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ أَسْنَدَ

ص:15


1- (1) عیون المعجزات:6،الخرائج و الجرائح:48/1.
2- (2) سنن التّرمذیّ:323/5 ح 3861.
3- (3) سنن التّرمذیّ:321/5.
4- (4) الفصول المهمّه:128،و کشف الغمّه:158/2.

الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الْقُمِّیُّ إِلَی تَمِیمِ بْنِ بُهْلُولٍ إِلَی أَبِیهِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ إِلَی جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ إِلَی سُفْیَانَ بْنِ لَیْلَی إِلَی الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَهَ: أَنَّ عَلِیّاً عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا ضَرَبَهُ الْمَلْعُونُ ابْنُ مُلْجَمٍ دَعَا بِالْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ،فَقَالَ:إِنِّی مَقْبُوضٌ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ،فَاسْمَعَا قَوْلِی، وَ أَنْتَ یَا حَسَنُ وَصِیِّی وَ الْقَائِمُ بِالْأَمْرِ[مِنْ]بَعْدِی،وَ أَنْتَ یَا حُسَیْنُ شَرِیکُهُ فِی الْوَصِیَّهِ فَاصْمُتْ وَ کُنْ لِأَمْرِهِ تَابِعاً مَا بَقِیَ فَإِذَا خَرَجَ مِنَ الدُّنْیَا فَأَنْتَ النَّاطِقُ مِنْ بَعْدِهِ وَ الْقَائِمُ بِالْأَمْرِ عَنْهُ،وَ کَتَبَ لَهُ بِالْوَصِیَّهِ عَهْداً مَنْشُوراً نَقَلَهُ جُمْهُورُ الْعُلَمَاءِ (1).

الفصل العشرون

43-وَ رَوَی الشَّیْخُ مُحِبُّ الدِّینِ الطَّبَرِیُّ مِنْ عُلَمَاءِ مُخَالِفِینَا فِی کِتَابِ ذَخَائِرِ الْعُقْبَی عِنْدَ ذِکْرِ وَصِیَّهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: وَ رُوِیَ أَنَّهُ لَمَّا ضَرَبَهُ ابْنُ مُلْجَمٍ أَوْصَی إِلَی الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَصِیَّهً طَوِیلَهً فِی آخِرِهَا:یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لاَ تَخُوضُوا دِمَاءَ الْمُسْلِمِینَ خَوْضاً تَقُولُونَ قُتِلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ،أَلاَ لاَ تَقْتُلُنَّ بِی إِلاَّ قَاتِلِی. ،و ذکر الحدیث،ثم قال:أخرجه الفضائلی (2).

الفصل الحادی و العشرون

44-وَ رَوَی الشَّیْخُ عَبْدُ عَلِیِّ بْنِ حُسَیْنِ الْجَزَائِرِیُّ فِی رِسَالَتِهِ الْمَوْسُومَهِ بِالْمُقْلَهِ الْعَبْرَی فِی تَظَلُّمِ الزَّهْرَا نَقْلاً مِنْ کُتُبِ الْعَامَّهِ الْمَشْهُورَهِ،وَ ذَکَرَ أَنَّهُمْ أَجْمَعُوا عَلَی تَصْحِیحِهِ فِی صِحَاحِهِمْ،بِإِسْنَادِهِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ،عَنْ أَبِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ،وَ فِیهِ أَنَّهُ قَالَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ:أَنْتُمَا الْإِمَامَانِ وَ لِأُمِّکُمَا الشَّفَاعَهُ (3).

الفصل الثانی و العشرون

45-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْمَعَالِمِ: أَنَّ مَلَکاً نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ عَلَی صِفَهِ الطَّیْرِ،فَقَعَدَ عَلَی یَدِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالنُّبُوَّهِ وَ عَلَی یَدِ عَلِیٍّ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ بِالْوَصِیَّهِ وَ عَلَی یَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِمَا بِالْخِلاَفَهِ(الْحَدِیثَ) (4).

ص:16


1- (1) الصراط المستقیم:160/2.
2- (2) ذخائر العقبی:116.
3- (3) کشف الغمه:129/2.
4- (4) کشف الغمه:162/3.

46-قَالَ:وَ أَجْمَعَتْ أَهْلُ الْقِبْلَهِ عَلَی أَنَّ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ: الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا (1).

47-وَ أَجْمَعُوا أَیْضاً أَنَّهُ قَالَ: الْحَسَنُ الْحُسَیْنُ سَیِّدَا شَبَابِ أَهْلِ الْجَنَّهِ. ،ثم ذکر جمله من أسانیدهما من طرق العامه (2).

الفصل الثالث و العشرون

48-وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ لِعَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

أَقَامَ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثَلاَثِینَ سَنَهً،وَ کَانَ فِی خِلاَلِ ذَلِکَ یُشِیرُ إِلَیْهِ، وَ یَنُصُّ عَلَیْهِ بِآیِ الْقُرْآنِ وَ الْأَحَادِیثِ،فَلَمَّا حَضَرَتْ وَفَاتُهُ دَعَا بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بِجَمِیعِ أَوْلاَدِهِ،وَ ثِقَاتِ شِیعَتِهِ،وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ الْوَصِیَّهَ الَّتِی تَسَلَّمَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،وَ أَوْصَاهُ بِمَا أَرَادَ وَ احْتَاجَ.

وَ رَوَی أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ الْجَدَلِیَّ کَانَ فِیمَنْ حَضَرَ الْوَصِیَّهَ بِالدَّفْنِ وَ ذَکَرَ نَحْوَ ذَلِکَ فِی بَاقِی الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ،أَنَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ نَصَّ عَلَی مَنْ بَعْدَهُ[وَ ذَکَرَ مِنْ مُعْجِزَاتِ کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ جُمْلَهً مِمَّا ذَکَرْنَا] (3).

أقول:و تقدم ما یدلّ علی ذلک،و یأتی ما یدلّ علیه.

ص:17


1- (1) کشف الغمه:163/3.
2- (2) المناقب:7/1.
3- (3) إثبات الوصیه:133 و ما بعده.

الباب الثالث عشر: معجزات أبی محمد الحسن بن علی بن أبی طالب(علیه السلام)

اشاره

معجزات أبی محمد الحسن بن علی بن أبی طالب(علیه السلام)

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ،عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا،عَنِ ابْنِ زِیَادٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: لَمَّا حَضَرَ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ قَالَ لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا أَخِی!إِنِّی أُوصِیکَ بِوَصِیَّهٍ فَاحْفَظْهَا:إِذَا أَنَا مِتُّ فَهَیِّئْنِی،ثُمَّ وَجِّهْنِی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِأُحْدِثَ بِهِ عَهْداً ثُمَّ اصْرِفْنِی إِلَی أُمِّی عَلَیْهَا السَّلاَمُ،ثُمَّ رُدَّنِی فَادْفِنِّی بِالْبَقِیعِ،وَ اعْلَمْ أَنَّهُ سَیُصِیبُنِی مِنْ عَائِشَهَ مَا یَعْلَمُ اللَّهُ وَ النَّاسُ مِنْ بُغْضِهَا،وَ عَدَاوَتِهَا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ،وَ عَدَاوَتِهَا لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ(الْحَدِیثَ)،وَ فِیهِ أَنَّ عَائِشَهَ خَرَجَتْ مُبَادِرَهً عَلَی بَغْلٍ بِسَرْجٍ،فَکَانَتْ أَوَّلَ امْرَأَهٍ رَکِبَتْ فِی الْإِسْلاَمِ سَرْجاً،فَقَالَتْ:نَحُّوا ابْنَکُمْ عَنْ بَیْتِی،فَإِنَّهُ لاَ یُدْفَنُ فِی بَیْتِی،وَ لاَ یُهْتَکُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ حِجَابُهُ (1).

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ نَحْوَهُ وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ زِیَادٍ الْمُخَارِقِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَحْوَهُ وَ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَحْوَهُ .

2-وَ قَدْ تَقَدَّمَ حَدِیثُ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ: صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِخَاتَمِهِ بَعْدَ مَا طَبَعَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

3-وَ تَقَدَّمَ فِی حَدِیثِ أُمِّ سُلَیْمٍ: أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخَذَ حَصَاهً فَفَرَکَهَا بِإِصْبَعِهِ فَجَعَلَهَا کَهَیْئَهِ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا ثُمَّ خَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ.

4-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْقَاسِمِ النَّهْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْکُنَاسِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی بَعْضِ عُمَرِهِ وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الزُّبَیْرِ،وَ کَانَ یَقُولُ بِإِمَامَتِهِ

ص:18


1- (1) الکافی:300/1.

فَنَزَلُوا فِی مَنْهَلٍ مِنْ تِلْکَ الْمَنَاهِلِ تَحْتَ نَخْلٍ یَابِسٍ قَدْ یَبِسَ مِنَ الْعَطَشِ،فَفُرِشَ لِلْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَحْتَ نَخْلَهٍ وَ فُرِشَ لِلزُّبَیْرِیِّ بِحِذَائِهِ تَحْتَ نَخْلَهٍ أُخْرَی،فَقَالَ الزُّبَیْرِیُّ.وَ رَفَعَ رَأْسَهُ.لَوْ کَانَ فِی هَذَا النَّخْلِ رُطَبٌ لَأَکَلْنَا مِنْهُ،فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ إِنَّکَ لَتَشْتَهِی الرُّطَبَ؟فَقَالَ الزُّبَیْرِیُّ:نَعَمْ،فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَدَعَا بِکَلاَمٍ لَمْ أَفْهَمْهُ،فَاخْضَرَّتِ النَّخْلَهُ،ثُمَّ صَارَتْ إِلَی حَالِهَا فَأَوْرَقَتْ وَ حَمَلَتْ رُطَباً، فَقَالَ الْجَمَّالُ الَّذِی اکْتَرَوْا مِنْهُ:سِحْرٌ وَ اللَّهِ!فَقَالَ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَیْلَکَ لَیْسَ بِسِحْرٍ، وَ لَکِنْ دَعْوَهُ ابْنِ نَبِیٍّ مُسْتَجَابَهٌ،قَالَ:فَصَعِدُوا إِلَی النَّخْلَهِ فَصَرَمُوا مَا فِیهَا فَکَفَاهُمْ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْهَیْثَمِ النَّهْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ.وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ مُنْذِرِ الْکُنَاسِیِّ.وَ رَوَاهُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ نَقْلاً مِنْ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ مِثْلَهُ .

5-وَ عَنْهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ رِجَالِهِ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ قَالَ: إِنَّ الْحَسَنَ قَالَ:إِنَّ لِلَّهِ مَدِینَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا بِالْمَشْرِقِ وَ الْأُخْرَی بِالْمَغْرِبِ،عَلَیْهِمَا سُورٌ مِنْ حَدِیدٍ،وَ عَلَی کُلِّ وَاحِدَهٍ مِنْهُمَا أَلْفُ أَلْفِ مِصْرَاعٍ،وَ فِیهَا سَبْعُونَ أَلْفَ أَلْفِ لُغَهٍ یَتَکَلَّمُ کُلُّ أُمَّهٍ بِخِلاَفِ لُغَهِ صَاحِبِهَا وَ أَنَا أَعْرِفُ جَمِیعَ اللُّغَاتِ،وَ مَا فِیهِمَا،وَ مَا بَیْنَهُمَا،وَ مَا عَلَیْهِمَا حُجَّهٌ غَیْرِی،وَ غَیْرُ الْحُسَیْنِ أَخِی (2).

أقول:وجه الإعجاز:أنه قد ادعی معرفه جمیع اللغات،و قد امتحن فی زمانه فظهر أنه یعرف اللغات الموجوده فی ذلک الوقت کما ذکر فی الروایات مع أنه لم یعلم أحد أنه تعلمها من الناس،و لا کان أهل بلده یعرفونها.

6-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ صَنْدَلٍ عَنْ أَبِی أُسَامَهَ،عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی مَکَّهَ سَنَهً مَاشِیاً،فَوَرِمَتْ قَدَمَاهُ،فَقَالَ لَهُ بَعْضُ مَوَالِیهِ:لَوْ رَکِبْتَ یَسْکُنْ (3)عَنْکَ هَذَا الْوَرَمُ،فَقَالَ:کَلاَّ!إِذَا أَتَیْنَا هَذَا الْمَنْزِلَ فَإِنَّهُ یَسْتَقْبِلُکَ أَسْوَدُ وَ مَعَهُ دُهْنٌ فَاشْتَرِ مِنْهُ وَ لاَ تُمَاکِسْهُ،فَقَالَ لَهُ مَوْلاَهُ:بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی مَا قَدِمْنَا مَنْزِلاً فِیهِ أَحَدٌ یَبِیعُ هَذَا الدَّوَاءَ فَقَالَ:بَلَی إِنَّهُ أَمَامَکَ دُونَ الْمَنْزِلِ،فَسَارَا مِیلاً فَإِذَا هُوَ بِالْأَسْوَدِ،فَقَالَ الْحَسَنُ لِمَوْلاَهُ:دُونَکَ الْأَسْوَدَ فَخُذْ مِنْهُ الدُّهْنَ وَ أَعْطِهِ الثَّمَنَ، فَقَالَ الْأَسْوَدُ:یَا غُلاَمُ!لِمَنْ أَرَدْتَ هَذَا الدُّهْنَ؟فَقَالَ:لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ،فَقَالَ:

ص:19


1- (1) الکافی:462/1 ح 4.
2- (2) الکافی:462/1.ح 5.
3- (3) فی المصدر:لسکن.

انْطَلِقْ بِی إِلَیْهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:إِنَّمَا أَنَا مَوْلاَکَ،وَ لَکِنِ ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی ذَکَراً سَوِیّاً یُحِبُّکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ،فَإِنِّی خَلَّفْتُ أَهْلِی تَمْخَضُ،فَقَالَ:اِنْطَلِقْ إِلَی مَنْزِلِکَ فَقَدْ وَهَبَ اللَّهُ لَکَ ذَکَراً سَوِیّاً وَ هُوَ مِنْ شِیعَتِنَا (1).

وَ رَوَاهُ الْقُطْبُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ عَنْ صَنْدَلٍ نَحْوَهُ.وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً عَنِ الْکُلَیْنِیِّ،وَ کَذَا حَدِیثَ الزُّبَیْرِیِّ .

الفصل الأول

7-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ الْأَمَالِی، قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَامِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَخَلَ عَلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ بَکَی،فَقَالَ:مَا یُبْکِیکَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَالَ:

أَبْکِی لِمَا صُنِعَ بِکَ،فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّ الَّذِی یُؤْتَی لِی فَسَمٌّ یُدَسُّ لِی فَأُقْتَلُ بِهِ،وَ لَکِنْ لاَ یَوْمَ کَیَوْمِکَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ،یَزْدَلِفُ إِلَیْکَ ثَلاَثُونَ أَلْفَ رَجُلٍ یَدَّعُونَ أَنَّهُمْ مِنْ أُمَّهِ جَدُّنَا مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،وَ یَنْتَحِلُونَ دِینَ الْإِسْلاَمِ،فَیَجْتَمِعُونَ عَلَی قَتْلِکَ،وَ سَفْکِ دَمِکَ،وَ انْتِهَاکِ حُرْمَتِکَ،وَ سَبْیِ ذَرَارِیِّکَ وَ نِسَائِکَ وَ انْتِهَابِ ثَقَلِکَ«اَلْحَدِیثَ» (2). و رواه ابن طاوس فی کتاب الملهوف نقلا من الأمالی.

الفصل الثانی

8-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: أَتَی قَوْمٌ مِنَ الشِّیعَهِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ قَتْلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلُوهُ أَنْ یُرِیَهُمْ آیَهً،فَقَالَ:تَعْرِفُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا رَأَیْتُمُوهُ؟قَالُوا:نَعَمْ،قَالَ:فَارْفَعُوا السِّتْرَ،فَرَفَعُوهُ فَإِذَا هُمْ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لاَ یُنْکِرُونَهُ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَ لَیْسَ بِمَیِّتٍ،وَ یَبْقَی مَنْ بَقِیَ مِنَّا حُجَّهً عَلَیْکُمْ (3).

ص:20


1- (1) الکافی:463/1 ح 6.
2- (2) الأمالی:178 ح 179.
3- (3) بصائر الدرجات:295 ح 4.

الفصل الثالث

9-وَ قَالَ الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی عِنْدَ ذِکْرِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّا نَسْتَدِلُّ عَلَی إِمَامَتِهِ بِمَا أَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَی یَدِهِ مِنَ الْعِلْمِ وَ الْمُعْجِزِ مِنْ جُمْلَتِهِ حَدِیثُ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ. أورده ابن بابویه،ثم ذکر الحدیث و غیره مما مرّ (1).

الفصل الرابع

10-وَ رَوَی قُطْبُ الدِّینِ سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ الْعَاصِ قَالَ لِمُعَاوِیَهَ: إِنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ رَجُلٌ حَیِیٌّ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّ مُعَاوِیَهَ أَمَرَ الْحَسَنَ أَنْ یَخْطُبَ،فَخَطَبَ خُطْبَهً بَلِیغَهً إِلَی أَنْ قَالَ:وَ حَضَرَ الْمَحْفِلَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی أُمَیَّهَ وَ کَانَ شَابّاً فَأَغْلَظَ عَلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَلاَمَهُ وَ تَجَاوَزَ الْحَدَّ فِی الشَّتْمِ وَ السَّبِّ لَهُ وَ لِأَبِیهِ،فَقَالَ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اَللَّهُمَّ غَیِّرْ مَا بِهِ مِنْ نِعْمَهٍ،وَ اجْعَلْهُ أُنْثَی لِیُعْتَبَرَ بِهِ،فَنَظَرَ الْأُمَوِیِّ فِی نَفْسِهِ وَ قَدْ صَارَ امْرَأَهٍ قَدْ بَدَلَ اللَّهُ لَهُ فَرْجَهُ بِفَرْجٍ النِّسَاءِ،وَ سَقَطَتْ لِحْیَتُهُ،ثُمَّ قَالَ الْحَسَنُ:مَا لَکِ جَالِسَهٌ بِمَحْفِلِ الرِّجَالِ وَ أَنْتِ امْرَأَهٌ؟! ثُمَّ إِنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَلَسَ سَاعَهً ثُمَّ نَفَضَ ثَوْبَهُ وَ نَهَضَ لِیَخْرُجَ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ شَاعَ أَمْرُ الشَّابِّ الْأُمَوِیِّ،وَ أَتَتْ زَوْجَتُهُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَبْکِی وَ تَتَضَرَّعُ فَرَقَّ لَهَا،وَ دَعَا لَهُ فَجَعَلَهُ اللَّهُ کَمَا کَانَ (2).

11-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ یَوْماً لِأَخِیهِ الْحُسَیْنِ وَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ: إِنَّ مُعَاوِیَهَ بَعَثَ إِلَیْکُمْ بِجَوَائِزِکُمْ وَ هِیَ تَصِلُ إِلَیْکُمْ یَوْمَ کَذَا لِمُسْتَهَلِّ الْهِلاَلِ وَ قَدْ أَضَاقَا فَوَصَلَتْ فِی الْوَقْتِ الَّذِی ذَکَرَ رَأْسِ الْهِلاَلِ«اَلْحَدِیثَ» (3).

12-وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ: أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ:أَنَا أَمُوتُ بِالسَّمِّ کَمَا مَاتَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،قَالُوا وَ مَنْ یَفْعَلُ ذَلِکَ بِکَ؟ قَالَ:اِمْرَأَتِی جَعْدُ بِنْتُ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ،فَإَّنْ مُعَاوِیَهَ یَدُسُّ إِلَیْهَا وَ یَأْمُرُهَا بِذَلِکَ، فَقَالُوا:أَخْرِجْهَا مِنْ مَنْزِلِکَ،وَ بَاعِدْهَا عَنْ نَفْسِکَ،قَالَ:کَیْفَ أُخْرِجُهَا وَ لَمْ تَفْعَلْ بَعْدُ شَیْئاً،وَ لَوْ أَخْرَجْتُهَا مَا قَتَلَنِی غَیْرُهَا،وَ کَانَ لَهَا عُذْرٌ عِنْدَ النَّاسِ.فَمَا ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی بَعَثَ إِلَیْهَا مُعَاوِیَهُ مَالاً جَسِیماً یُمَنِّیهَا أَنْ یُعْطِیَهَا مِائَهَ أَلْفِ دِرْهَمٍ أَیْضاً وَ ضِیَاعاً،

ص:21


1- (1) إعلام الوری:408/1.
2- (2) الخرائج و الجرائح:238/1.
3- (3) الخرائج و الجرائح:239/1.

وَ یُزَوِّجَهَا مِنْ یَزِیدَ،وَ حَمَلَ شَرْبَهَ سَمٍّ لِتَسْقِیَهَا الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَفِی بَعْضِ الْأَیَّامِ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ هُوَ صَائِمٌ.وَ کَانَ یَوْماً حَارّاً.فَأَخْرَجَتْ لَهُ وَقْتَ الْإِفْطَارِ شَرْبَهَ لَبَنٍ،وَ قَدْ أَلْقَتْ فِیهَا ذَلِکَ السَّمَّ فَشَرِبَهَا،وَ قَالَ:یَا عَدُوَّهَ اللَّهِ قَتَلْتِنِی قَتَلَکِ اللَّهُ،وَ اللَّهِ لاَ تُبْصِرِینَ خَیْراً،وَ لَقَدْ غَرَّکِ وَ سَخِرَ بِکِ وَ اللَّهُ یُخْزِیکِ وَ یُخْزِیهِ،فَمَکَثَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْمَیْنِ،ثُمَّ مَضَی، فَغَدَرَ مُعَاوِیَهُ بِهَا فَلَمْ یَفِ لَهَا بِمَا عَاهَدَ عَلَیْهِ (1).

13-وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنِ الْحَارِثِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: لَمَّا مَاتَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَاءَ النَّاسُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالُوا:أَنْتَ خَلِیفَهُ أَبِیکَ وَ وَصِیُّهُ،وَ نَحْنُ السَّامِعُونَ الْمُطِیعُونَ لَکَ فَمُرْنَا بِأَمْرِکَ،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:کَذَبْتُمْ وَ اللَّهِ مَا وَفَیْتُمْ لِمَنْ کَانَ خَیْراً مِنِّی! فَکَیْفَ تَفُونَ لِی؟وَ کَیْفَ أَطْمَئِنُّ إِلَیْکُمْ؟وَ لاَ أَثِقُ بِکُمْ،وَ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ،وَ غَدَرُوا بِهِ فِی عِدَّهِ مَوَاطِنَ حَتَّی أَتَی الْکُوفَهَ،وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ وَ قَالَ:یَا عَجَباً مِنْ قَوْمٍ لاَ حَیَاءَ لَهُمْ وَ لاَ دِینَ،وَ لَئِنْ سَلَّمْتُ الْأَمْرَ إِلَی مُعَاوِیَهَ فَأَیْمُ اللَّهِ لاَ تَرَوْنَ فَرَجاً أَبَداً مَعَ بَنِی أُمَیَّهَ، وَ اللَّهِ لَیَسُومُونَکُمْ سُوءَ الْعَذَابِ حَتَّی تَتَمَنَّوْا الْفَرَجَ،وَ لَوْ وَجَدْتُ أَعْوَاناً لَمَا سَلَّمْتُ إِلَیْهِ الْأَمْرَ،لِأَنَّهُ مُحَرَّمٌ عَلَی بَنِی أُمَیَّهَ یَا عَبِیدَ الدُّنْیَا،ثُمَّ إِنَّ أَکْثَرَ أَهْلِ الْکُوفَهِ کَتَبَ إِلَی مُعَاوِیَهَ إِنَّا مَعَکَ،وَ إِنْ شِئْتَ أَخَذْنَا الْحَسَنَ وَ بَعَثْنَاهُ،ثُمَّ أَغَارُوا عَلَی فُسْطَاطِهِ،وَ ضَرَبُوهُ بِحَرْبَهٍ وَ هَرَبَ مَجْرُوحاً«اَلْحَدِیثَ» (2).

14-قَالَ:وَ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: جَاءَ أُنَاسٌ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فَقَالُوا:أَرِنَا بَعْضَ مَا عِنْدَکَ مِنْ أَعَاجِیبِ أَبِیکَ الَّتِی کَانَ یُرِینَاهَا فَقَالَ:أَ تُؤْمِنُونَ بِذَلِکَ؟قَالُوا:نَعَمْ فَنُؤْمِنُ بِهِ وَ اللَّهِ،قَالَ:أَ لَیْسَ تَعْرِفُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ؟قَالُوا:بَلَی کُلُّنَا نَعْرِفُهُ،فَرَفَعَ لَهُمْ جَانِبَ السِّتْرِ،فَقَالَ:أَ تَعْرِفُونَ هَذَا [الْجَالِسَ]؟قَالُوا بِأَجْمَعِهِمْ:هَذَا وَ اللَّهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ،وَ نَشْهَدُ أَنَّکَ ابْنُهُ،وَ أَنَّهُ کَانَ یُرِینَا مِثْلَ ذَلِکَ کَثِیراً (3).

15-قَالَ:وَ عَنْ فُرَاتِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أُمِّ الطَّوِیلِ،عَنْ رُشَیْدٍ الْهَجَرِیِّ،قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِیهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَتَذَاکَرْنَا شَوْقَنَا إِلَیْهِ،فَقَالَ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ تُرِیدُونَ أَنْ تَرَوْهُ؟قُلْنَا:

نَعَمْ وَ أَنَّی لَنَا بِذَلِکَ وَ قَدْ مَضَی لِسَبِیلِهِ؟فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی سَتْرٍ کَانَ مُعَلَّقاً عَلَی بَابٍ فِی

ص:22


1- (1) الخرائج و الجرائح:242/1.
2- (2) الخرائج و الجرائح:574/2.
3- (3) الخرائج و الجرائح:810/2.

صَدْرِ الْمَجْلِسِ فَرَفَعَهُ،فَقَالَ:اُنْظُرُوا إِلَی هَذَا الْبَیْتِ،فَإِذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِسٌ کَأَحْسَنِ مَا رَأَیْنَاهُ فِی حَیَاتِهِ،فَقَالَ:هُوَ هُوَ ثُمَّ خَلَّی السِّتْرَ عَنْ یَدِهِ فَقَالَ بَعْضُنَا:

هَذَا الَّذِی رَأَیْنَاهُ مِنَ الْحَسَنِ کَالَّذِی کُنَّا نُشَاهِدُهُ مِنْ دَلاَئِلِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مُعْجِزَاتِهِ (1).

16-قَالَ:وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی سُمَیْنَهَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: خَرَجَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ حَتَّی أَتَیَا نَخْلَ الْعَجْوَهِ بِالْخَلاَءِ فَهَوَیَا إِلَی مَکَانٍ،وَ وَلَّی کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا بِظَهْرِهِ إِلَی صَاحِبِهِ،فَرَمَی اللَّهُ بَیْنَهُمَا بِجِدَارٍ یَسْتُرُ أَحَدَهُمَا عَنِ الْآخَرِ، فَلَمَّا قَضَیَا حَاجَتَهُمَا ذَهَبَ الْجِدَارُ،وَ ارْتَفَعَ عَنْ مَوْضِعِهِ،وَ صَارَ فِی الْمَوْضِعِ عَیْنٌ وَ مَاءٌ وَ إِجَّانَتَانِ فَتَوَضَّآ وَ قَضَیَا مَا أَرَادَا ثُمَّ انْطَلَقَا«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل الخامس

17-وَ رَوَی رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ مِنَ الْکُوفَهِ جَاءَتِ النِّسْوَهُ یُعَزِّینَهُ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ دَخَلَ عَلَیْهِ أَزْوَاجُ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،فَقَالَتْ عَائِشَهُ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا فُقِدَ جَدُّکَ إِلاَّ یَوْمَ فُقِدَ أَبُوکَ فَقَالَ لَهَا الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَسِیتِ نَبْشَکِ فِی بَیْتِکِ لَیْلاً بِغَیْرِ قَبَسٍ بِحَدِیدَهٍ حَتَّی ضَرَبْتِ الْحَدِیدَهَ کَفَّکِ فَصَارَتْ جُرْحاً إِلَی الْآنَ،فَأَخْرَجْتِ جَرْداً أَخْضَرَ فِیهِ مَا جَمَعْتِهِ مِنْ خِیَانَهٍ حَتَّی أَخَذْتِ مِنْهُ أَرْبَعِینَ دِینَاراً عَدَداً لاَ تَعْلَمِینَ لَهَا وَزْناً فَفَرَّقْتِهَا فِی مُبْغِضِی عَلِیٍّ مِنْ تَیْمٍ وَ عَدِیٍّ قَدْ تَشَفَّیْتِ بِقَتْلِهِ؟فَقَالَتْ:قَدْ کَانَ ذَلِکَ (3).

18-قَالَ:وَ رَوَی مُحَدِّثُو أَهْلِ الْکُوفَهِ فِی کِتَابِ الْوَاحِدَهِ: أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا قَامَ بِالْأَمْرِ بَعْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ اجْتَمَعَ عَلَیْهِ أَکَابِرُ أَهْلِ الْکُوفَهِ،وَ طَلَبُوا مِنْهُ أَنْ یُرِیَهُمْ مِنَ الْعَجَائِبِ مِثْلَ مَا کَانَ یُرِیهِمْ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَجَاءَ بِهِمْ إِلَی الدَّارِ،ثُمَّ أَدْخَلَهُمْ وَ کَشَفَ السِّتْرَ،وَ قَالَ لَهُمْ:اُنْظُرُوا فَنَظَرُوا وَ إِذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِسٌ هُنَاکَ،فَقَالَ أَجْمَعَهُمْ:أَشْهَدُ أَنَّکَ خَلِیفَهُ اللَّهِ،هَذِهِ وَ اللَّهِ أَسْرَارُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٍّ الَّتِی کُنَّا نَرَاهَا مِنْهُ (4).

الفصل السادس

19-وَ رَوَی الْمُفِیدُ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ فِی الْإِرْشَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ

ص:23


1- (1) الخرائج و الجرائح:810/2.
2- (2) الخرائج و الجرائح:845/2.
3- (3) مشارق أنوار الیقین:134.
4- (4) مشارق أنوار الیقین:128 بتصرف.

إِبْرَاهِیمَ عَنْ زِیَادٍ الْمُخَارِقِیِّ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ اسْتَدْعَی الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ یَا أَخِی!إِنِّی مُفَارِقُکَ،وَ لاَحِقٌ بِرَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ،إِلَی أَنْ قَالَ:

وَ سَتَعْلَمُ یَا ابْنَ أُمِّ أَنَّ الْقَوْمَ یَظُنُّونَ أَنَّکُمْ تُرِیدُونَ دَفْنِی عِنْدَ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَیَجْلِبُونَ فِی مَنْعِکُمْ مِنْ ذَلِکَ(الْحَدِیثَ)،وَ فِیهِ:أَنَّ عَائِشَهَ وَ مَرْوَانَ تَکَلَّمَا فِی ذَلِکَ، وَ مَنَعَاهُمْ وَ مَعَهُمَا بَنُو أُمَیَّهَ (1).

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ مِثْلَهُ .

الفصل السابع

20-وَ رَوَی الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْعَامِلِیُّ الشَّامِیُّ فِی کِتَابِ تُحْفَهِ الطَّالِبِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْمَصَابِیحِ مِنْ کُتُبِ الْعَامَّهِ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ: سَبْعُ حَصَیَاتٍ سَبَّحْنَ فِی کَفِّ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَوَضَعَهَا فِی یَدِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَبَّحْنَ کَمَا سَبَّحْنَ فِی کَفِّهِ،ثُمَّ وَضَعَهَا فِی کَفِّ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَبَّحْنَ فِی کَفِّهِ،وَ کُلُّ مَنْ حَضَرَ مِنَ الصَّحَابَهِ أَخَذَ الْحَصَیَاتِ وَ لَمْ یُسَبِّحْنَ فِی أَیْدِیهِمْ،فَسُئِلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ ذَلِکَ،فَقَالَ:

الْحَصَی لاَ یُسَبِّحْنَ إِلاَّ فِی کَفِّ نَبِیٍّ أَوْ وَصِیِّ نَبِیٍّ،«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل الثامن

21-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ الْجَوْهَرِیُّ فِی کِتَابِ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّهِ وَ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ مِنْ طَرِیقِ الشِّیعَهِ عَنْ أُمِّ سُلَیْمٍ: صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی خَتَمَهَا النَّبِیُّ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنُ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ،أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا خَتَمَهَا مَدَّ یَدَهُ الْیُمْنَی حَتَّی جَازَتْ سُطُوحَ الْمَدِینَهِ وَ هُوَ قَائِمٌ،ثُمَّ طَأْطَأَ یَدَهُ الْیُسْرَی فَضَرَبَ بِهَا الْأَرْضَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْحَنِی أَوْ یَتَصَعَّدَ (3).

الفصل التاسع

22-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِسَنَدِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّ سَائِلاً سَأَلَهُ وَ هُوَ طِفْلٌ صَغِیرٌ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ...

وَ ذَکَرَ أَنَّهُ أَکَلَ بَیْضَ نَعَامٍ وَ هُوَ مُحْرِمٌ عَامِداً،فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:زِدْتَ فِی الْقَوْلِ یَا أَعْرَابِیُّ قَوْلَکَ:عَامِداً،فَقَالَ:صَدَقْتَ مَا کُنْتُ إِلاَّ نَاسِیاً،ثُمَّ أَجَابَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

ص:24


1- (1) الإرشاد:17/2.
2- (2) انظر البحار:130/39.
3- (3) مقتضب الأثر:20،و البحار:187/25.
4- (4) الهدایه الکبری:189.

23-: وَ رَوَی أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَتَی أَهْلِ الْکُوفَهِ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ عَرَضُوا عَلَیْهِ النُّصْرَهَ،فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمْ لاَ یَفُونَ لَهُ بِالْوَعْدِ،فَکَانَ کَمَا قَالَ،وَ أَخْبَرَ بِذَلِکَ مَرَّهً بَعْدَ أُخْرَی،عُمُوماً وَ خُصُوصاً،ثُمَّ ظَهَرَ صِحَّهُ مَا أَخْبَرَ بِهِ (1).

الفصل العاشر

24-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَنْصُورٍ قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ وَ قَدْ خَرَجَ مَعَ قَوْمٍ یَسْتَسْقُونَ،فَقَالَ لِلنَّاسِ:أَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْکُمْ:اَلْمَطَرُ،أَمْ الْبَرَدُ،أَمِ اللُّؤْلُؤُ؟ فَقَالُوا:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَحْبَبْتَ،فَقَالَ:عَلَی أَنْ لاَ یَأْخُذْ أَحَدٌ مِنْکُمْ لِدُنْیَاهُ شَیْئاً، فَأَتَاهُمْ بِالثَّلاَثِ،وَ رَأَیْنَاهُ یَأْخُذُ الْکَوَاکِبَ مِنَ السَّمَاءِ ثُمَّ یُسِیبُهَا فَتَطِیرُ کَالْعَصَافِیرِ إِلَی مَوَاضِعِهَا (2).

25-وَ عَنْهُ عَنِ ابْنِ مُوسَی عَنْ قَبِیصَهَ قَالَ: کُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ صَائِمٌ وَ نَحْنُ نَسِیرُ مَعَهُ إِلَی الشَّامِ وَ لَیْسَ مَعَهُ زَادٌ وَ لاَ مَاءٌ،وَ لاَ شَیْ ءٌ إِلاَّ مَا هُوَ عَلَیْهِ رَاکِباً،فَلَمَّا أَنْ غَابَ الشَّفَقُ وَ صَلَّی الْعِشَاءَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ،وَ عُلِّقَتْ فِیهَا الْقَنَادِیلُ،وَ نَزَلَتِ الْمَلاَئِکَهُ وَ مَعَهُمْ الْمَوَائِدُ وَ الْفَوَاکِهُ وَ طُسُوتٌ وَ أَبَارِیقُ وَ مَوَائِدُ تُنْصَبُ وَ نَحْنُ سَبْعُونَ رَجُلاً،فَنُقِلَ مِنْ کُلِّ حَارٍّ وَ بَارِدٍ حَتَّی امْتَلَأْنَا،وَ امْتَلَأَ،ثُمَّ رُفِعَتْ عَلَی هَیْئَتِهَا لَمْ تُنْقَصْ (3).

26-وَ[عَنْهُ]عَنِ ابْنِ مُجَاهِدٍ عَنِ ابْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ: کُنْتُ مَعَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ حِینَ حُوصِرَ عُثْمَانُ فِی الدَّارِ فَأَرْسَلَهُ أَبُوهُ لِیُدْخِلَ إِلَیْهِ الْمَاءَ،فَقَالَ لِی یَا ابْنَ الْأَشْعَثِ السَّاعَهَ یَدْخُلُ عَلَیْهِ مَنْ یَقْتُلُهُ،وَ إِنَّهُ لاَ یُمْسِی،فَکَانَ کَذَلِکَ مَا أَمْسَی (4).

27-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْمَ الدَّارِ وَ هُوَ یَقُولُ أَنَا أَعْلَمُ مَنْ یَقْتُلُ عُثْمَانَ فَسَمَّاهُ قَبْلَ أَنْ یَقْتُلَهُ بِأَرْبَعَهِ أَیَّامٍ،فَکَانَ أَهْلُ الدَّارِ یُسَمُّونَهُ الْکَاهِنَ (5).

28-وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی بُرَیْدَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حِجَارَهَ،قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ وَ قَدْ مَرَّتْ بِهِ صَرِیمَهٌ مِنَ الظِّبَاءِ،فَصَاحَ بِهِنَّ فَأَجَابَتْهُ کُلُّهَا بِالتَّلْبِیَهِ،حَتَّی

ص:25


1- (1) الهدایه الکبری:199.189.
2- (2) دلائل الإمامه للطّبریّ:167.
3- (3) دلائل الإمامه:167.
4- (4) دلائل الإمامه:168.
5- (5) المصدر السّابق.

ذَهَبَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ،فَقُلْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَذَا وَحْشٌ فَأَرِنَا آیَهً مِنْ أَمْرِ السَّمَاءِ فَأَوْمَأَ نَحْوَ السَّمَاءِ فَفُتِحَتِ الْأَبْوَابُ،وَ نَزَلَ نُورٌ حَتَّی أَحَاطَ بِدُورِ الْمَدِینَهِ وَ تَزَلْزَلَتِ الدُّورُ حَتَّی کَادَتْ أَنْ تَخْرَبَ«اَلْحَدِیثَ» (1).

29-وَ عَنْهُ عَنْ مُوَرِّقٍ عَنْ جَابِرٍ،قَالَ:قُلْتُ لِلْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ: أُحِبُّ أَنْ تُرِیَنِی مُعْجِزَهً نَتَحَدَّثُ بِهَا عَنْکَ وَ نَحْنُ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،فَضَرَبَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ حَتَّی أَرَانِی الْبُحُورَ،وَ مَا یَجْرِی فِیهَا مِنَ السُّفُنِ،ثُمَّ أَخْرَجَ مِنْ سَمَکِهَا فَأَعْطَانِیهِ،فَقُلْتُ:لاَ نَبِیَّ بَعْدَ مُحَمَّدٍ،أَحْمِلُ إِلَی الْمَنْزِلِ،فَحَمَلَ فَأَکَلْنَا مِنْهُ ثَلاَثاً (2).

30-وَ عَنْهُ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ،قَالَ: کُنَّا بِمَکَّهَ، وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ بِهَا فَسَأَلْنَاهُ أَنْ یُرِیَنَا مُعْجِزَهً نَتَحَدَّثُ بِهَا عِنْدَنَا بِالْکُوفَهِ،فَرَأَیْتُهُ وَ قَدْ تَکَلَّمَ،وَ رُفِعَ الْبَیْتُ حَتَّی عَلاَ بِهِ فِی الْهَوَی وَ أَهْلُ مَکَّهَ یَوْمَئِذٍ غَافِلُونَ مُکْبِرُونَ، فَمِنْ قَائِلٍ یَقُولُ:سَاحِرُ،وَ مِنْ قَائِلٍ یَقُولُ:أُعْجُوبَهٌ،فَجَازَ خَلْقٌ کَثِیرٌ تَحْتَ الْبَیْتِ وَ الْبَیْتُ فِی الْهَوَاءِ ثُمَّ رَدَّهُ (3).

31-وَ عَنْهُ عَنْ سُوَیْدٍ الْأَزْرَقِ عَنْ سَعْدِ بْنِ مَعْبَدٍ قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَکَّهَ وَ هُوَ یَتَکَلَّمُ بِکَلاَمٍ وَ قَدْ رُفِعَ الْبَیْتُ،أَوْ قَالَ حَوْلَهُ فَتَعَجَّبْنَا مِنْهُ،فَکُنَّا نُحَدِّثُ وَ لاَ نُصَدِّقُ حَتَّی رَأَیْنَاهُ فِی الْمَسْجِدِ الْأَعْظَمِ بِالْکُوفَهِ فَحَدَّثْنَاهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ لَسْتَ فَعَلْتَ کَذَا وَ کَذَا؟فَقَالَ:لَوْ شِئْتُ لَحَوَّلْتُ مَسْجِدَکُمْ إِلَی خُمِّ بغهٍ وَ هُوَ مُلْتَقَی النَّهْرَیْنِ،نَهَرِ الْفُرَاتِ،وَ نَهَرِ الْأَعْلَی،فَقُلْنَا:اِفْعَلْ فَفَعَلَ ذَلِکَ ثُمَّ رَدَّهُ فَکُنَّا نُصَدِّقُ بَعْدَ ذَلِکَ بِالْکُوفَهِ بِمُعْجِزَاتِهِ (4).

32-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ کَثِیرٍ،قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ اسْتَسْقَی مَاءً فَأَبْطَأَ عَلَیْهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْ سَارِیَهِ الْمَسْجِدِ مَاءً فَشَرِبَ وَ سَقَی أَصْحَابَهُ،ثُمَّ قَالَ:لَوْ شِئْتُ لَسَقَیْتُکُمْ لَبَناً وَ عَسَلاً!فَقُلْنَا فَاسْقِنَا،فَسَقَانَا لَبَناً وَ عَسَلاً مِنْ سَارِیَهِ الْمَسْجِدِ مُقَابِلَ الرَّوْضَهِ الَّتِی فِیهَا قَبْرُ فَاطِمَهَ عَلَیْهَا السَّلاَمُ (5).

33-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَامَانَ قَالَ: رَأَیْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُنَادِی الْحَیَّاتِ فَتُجِیبُهُ،وَ یَلُفُّهَا عَلَی یَدِهِ وَ عُنُقِهِ وَ یُرْسِلُهَا(الْحَدِیثَ) (6).

ص:26


1- (1) دلائل الإمامه.
2- (2) دلائل الإمامه:169.
3- (3) المصدر السابق.
4- (4) دلائل الإمامه:170.
5- (5) المصدر السابق.
6- (6) المصدر السابق.

34-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ کُدَیْرٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یَأْخُذُ الرِّیحَ فَیَحْبِسُهَا فِی کَفِّهِ ثُمَّ یَقُولُ:أَیْنَ تُرِیدُونَ أَنْ أُرْسِلَهَا فَیَقُولُونَ نَحْوَ بَیْتِ فُلاَنٍ وَ فُلاَنٍ فَیُرْسِلُهَا،ثُمَّ یَدْعُوهَا فَتَرْجِعُ (1).

35-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: مَرَّتْ بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَقَرَهٌ فَقَالَ:هَذِهِ حُبْلَی بِعِجْلَهٍ أُنْثَی لَهَا غُرَّهٌ فِی جَبْهَتِهَا،وَ رَأْسُ ذَنَبِهَا أَبْیَضُ،فَانْطَلَقْنَا مَعَ الْقَصَّابِ حَتَّی ذَبَحَهَا،فَوَجَدْنَا الْعِجْلَهَ کَمَا وَصَفَ عَلَی صُورَتِهَا«اَلْحَدِیثَ» (2).

36-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نَوْفَلٍ الْعَبْدِیِّ،قَالَ: شَهِدْتُ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ أُتِیَ بِظَبْیَهٍ،فَقَالَ:هِیَ حُبْلَی بِخِشْفَیْنِ إِنَاثٍ،إِحْدَاهُمَا فِی عَیْنِهَا غَیَدٌ فَذَبَحَهَا فَوَجَدْنَاهُمَا کَذَلِکَ (3).

37-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْأَحْوَصِ قَالَ: کُنَّا مَعَ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِعَرَفَاتٍ وَ مَعَهُ قَضِیبٌ وَ أُجَرَاءُ یَحْرُثُونَ فَکُلَّمَا هَمُّوا بِالْمَاءِ أَوْ حِینَ عَلِمَ هَمَّهُمْ یَضْرِبُ بِقَضِیبِهِ إِلَی الصَّخْرَهِ فَیَنْبُعُ لَهُمْ مِنْهَا مَاءٌ،وَ اسْتَخْرَجَ لَهُمْ طَعَاماً (4).

38-قَالَ:وَ رَوَی حُمَیْدُ بْنُ الْمُثَنَّی عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ مُصْعَبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ الْحَسَنُ لِأَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ ذَاتَ یَوْمٍ وَ بِحَضْرَتِهِمَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ:إِنَّ هَذَا الطَّاغِیَهَ یَعْنِی مُعَاوِیَهَ بَاعِثٌ إِلَیْکُمْ بِجَوَائِزِکُمْ فِی رَأْسِ الْهِلاَلِ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا کَانَ رَأْسُ الْهِلاَلِ أَتَاهُمُ الْمَالُ«اَلْحَدِیثَ» (5).

39-قَالَ:وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ حَمْزَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِیهِ،عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: جَاءَ النَّاسُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالُوا لَهُ:أَرِنَا مَا عِنْدَکَ مِنْ عَجَائِبِ أَبِیکَ الَّتِی کَانَ یُرِینَاهَا.قَالَ:وَ تُؤْمِنُونَ بِذَلِکَ؟قَالُوا کُلُّهُمْ:نَعَمْ،نُؤْمِنُ بِهِ وَ اللَّهِ،قَالَ:فَأَحْیَا لَهُمْ مَیِّتاً بِإِذْنِ اللَّهِ،فَقَالُوا کُلُّهُمْ:نَشْهَدُ أَنَّکَ ابْنُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً،وَ أَنَّهُ کَانَ یُرِینَا مِثْلَ هَذَا کَثِیراً.وَ رَوَی جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ (6).

الفصل الحادی عشر

40-وَ رَوَی عَبْدُ الْحَمِیدِ بْنُ أَبِی الْحَدِیدِ فِی شَرْحِ نَهْجِ الْبَلاَغَهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ صِفِّینَ لِنَصْرِ بْنِ مُزَاحِمٍ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّ عُبَیْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَرْسَلَ إِلَی

ص:27


1- (1) دلائل الإمامه:171.
2- (2) المصدر السّابق.
3- (3) المصدر السّابق.
4- (4) دلائل الإمامه:172.
5- (5) المصدر السّابق.
6- (6) دلائل الإمامه:174.

الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّ بِی إِلَیْکَ حَاجَهً فَالْقَنِی فَلَقِیَهُ الْحَسَنُ فَقَالَ لَهُ عُبَیْدُ اللَّهِ:

إِنَّ أَبَاکَ قَدْ وَتَرَ قُرَیْشاً أَوَّلاً وَ آخِراً وَ قَدْ شَنِئَهُ النَّاسُ،فَهَلْ لَکَ فِی خَلْعِهِ وَ تَتَوَلَّی أَنْتَ؟ فَقَالَ:کَلاَّ وَ اللَّهِ،ثُمَّ قَالَ:یَا ابْنَ الْخَطَّابِ وَ اللَّهِ لَکَأَنِّی بِکَ مَقْتُولاً فِی یَوْمِکَ أَوْ غَدِکَ، وَ سَیَصْرَعُکَ اللَّهُ وَ یَبْطَحُکَ لِوَجْهِکَ فَمَهْلاً قَالَ نَصْرٌ:فَوَ اللَّهِ مَا کَانَ إِلاَّ بَیَاضُ ذَلِکَ الْیَوْمِ حَتَّی قُتِلَ عُبَیْدُ اللَّهِ فَمَرَّ الْحَسَنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ إِذَا الْقَتِیلُ عُبَیْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ (1).

الفصل الثانی عشر

41-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ جُمْلَهً مِنْ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ،وَ قَالَ: بَعَثَ مُعَاوِیَهُ رَسُولاً خُفْیَهً إِلَی عَلِیٍّ بِمَسَائِلَ أَعْیَتْهُ فَقَالَ:أَنَا مِنْ رَعِیَّتِکَ فَقَالَ:لاَ،وَ لَکِنَّکَ رَسُولُ مُعَاوِیَهَ بِکَذَا وَ کَذَا فَاعْتَرَفَ،فَقَالَ:سَلْ أَحَدَ ابْنَیَّ هَذَیْنِ،فَابْتَدَأَ الْحَسَنَ وَ قَالَ:جِئْتَ تَسْأَلُ عَنْ کَذَا،ثُمَّ أَجَابَهُ عَنْ مَسَائِلِهِ کُلِّهَا وَ هِیَ أَکْثَرُ مِنْ عَشَرَهٍ،وَ قَدْ ذَکَرَهَا صَاحِبُ الْکِتَابِ وَ تَرَکْتُهَا اخْتِصَاراً (2).

الفصل الثالث عشر

42-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ مُرُوجِ الذَّهَبِ قَالَ: ذَکَرَ أَنَّ امْرَأَهَ الْحَسَنِ جَعْدَهَ بِنْتَ الْأَشْعَثِ بْنِ قَیْسٍ الْکِنْدِیِّ سَقَتْهُ السَّمَّ،وَ قَدْ کَانَ مُعَاوِیَهُ دَسَّ إِلَیْهَا:أَنَّکِ إِنْ احْتَلْتِ فِی قَتْلِ الْحَسَنِ،وَجَّهْتُ إِلَیْکِ بِمِائَهِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ زَوَّجْتُکِ بِیَزِیدَ، وَ کَانَ هَذَا الَّذِی بَعَثَهَا عَلَی سَمِّهِ،فَلَمَّا مَاتَ بَعَثَ إِلَیْهَا مُعَاوِیَهُ بِالْمَالِ وَ أَرْسَلَ إِلَیْهَا:إِنَّا نُحِبُّ حَیَاهَ یَزِیدَ،وَ لَوْ لاَ ذَلِکِ لَوَفَیْنَا لَکِ بِتَزْوِیجِهِ،وَ ذَکَرَ أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ:لَقَدْ حَاقَتْ شَرْبَتُهُ،وَ بَلَغَ أُمْنِیَّتَهُ،وَ اللَّهِ لاَ وَفَی بِمَا وَعَدَ وَ لاَ صَدَقَ بِمَا قَالَ (3).

و روی المسعودی فی کتاب إثبات الوصیه جمله من المعجزات السابقه.

الفصل الرابع عشر

43-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْکَشْفِ وَ الْبَیَانِ عَنِ الثَّعْلَبِیِّ بِالْإِسْنَادِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ: مَرِضَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَأَتَاهُ جَبْرَئِیلُ بِطَبَقٍ فِیهِ رُمَّانٌ وَ عِنَبٌ فَأَکَلَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ دَخَلَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ فَتَنَاوَلاَ مِنْهُ فَسَبَّحَ الْعِنَبُ وَ الرُّمَّانُ ثُمَّ دَخَلَ عَلِیٌّ فَتَنَاوَلَ مِنْهُ فَسَبَّحَ أَیْضاً،ثُمَّ

ص:28


1- (1) شرح نهج البلاغه:233/5.
2- (2) الصّراط المستقیم:177/2 ح 7.
3- (3) انظر ربیع الأبرار 208/4 و کتاب الإلمام:302/5 و 169/3.

دَخَلَ رَجُلٌ مِنَ الصَّحَابَهِ فَأَکَلَ فَلَمْ یُسَبِّحُ،فَقَالَ جَبْرَئِیلُ:إِنَّمَا یَأْکُلُ هَذَا فَیُسَبِّحُ نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ أَوْ وُلْدُ نَبِیٍّ (1).

44-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمُفِیدِ النَّیْسَابُورِیِّ فِی أَمَالِیهِ قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: عَرِیَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ أَدْرَکَهُمَا الْعِیدُ،فَقَالاَ لِأُمِّهِمَا:قَدْ زُیِّنُوا صِبْیَانُ الْمَدِینَهِ إِلاَّ نَحْنُ، فَمَا لَکِ لاَ تُزَیِّنِینَا؟فَقَالَتْ:ثِیَابُکُمَا عِنْدَ الْخَیَّاطِ فَإِذَا أَتَانِی زَیَّنْتُکُمَا،فَلَمَّا کَانَتْ لَیْلَهَ الْعِیدِ أَعَادَا الْقَوْلَ لِأُمِّهِمَا فَبَکَتْ وَ رَحِمَتْهُمَا فَقَالَتْ لَهُمَا مَا قَالَتْ فِی الْأُولَی فَرَدَّا عَلَیْهَا،فَلَمَّا أَخَذَ الظَّلاَمُ قَرَعَ الْبَابَ قَارِعٌ،فَقَالَتْ فَاطِمَهُ:مَنْ هَذَا؟فَقَالَ:یَا بِنْتَ رَسُولِ اللَّهِ أَنَا الْخَیَّاطُ قَدْ جِئْتُ بِالثِّیَابِ فَفَتَحَتِ الْبَابَ،فَإِذَا بِرَجُلٍ وَ مَعَهُ مِنْ لِبَاسِ الْعِیدِ،قَالَتْ فَاطِمَهُ:وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُ رَجُلاً أَهْیَبَ شِیمَهً مِنْهُ،فَنَاوَلَهَا مِنْدِیلاً ثُمَّ انْصَرَفَ،فَدَخَلَتْ فَاطِمَهُ فَفَتَحَتِ الْمِنْدِیلَ فَإِذَا فِیهِ قَمِیصَانِ وَ دِرَّاعَتَانِ،وَ سَرَاوِیلاَنِ،وَ رِدَاءَانِ،وَ عِمَامَتَانِ،وَ خُفَّانِ أَسْوَدَانِ مُعَقَّبَانِ بِحُمْرَهٍ،فَأَیْقَظَتْهُمَا،وَ أَلْبَسَتْهُمَا،وَ دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ هُمَا مُزَیَّنَانِ فَحَمَلَهُمَا وَ قَبَّلَهُمَا،وَ قَالَ:رَأَیْتِ الْخَیَّاطَ؟قَالَتْ:نَعَمْ،قَالَ:مَا هُوَ بِخَیَّاطٍ،إِنَّمَا هُوَ رِضْوَانُ خَازِنُ الْجَنَّهِ،قَالَتْ:مَنْ أَخْبَرَکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ؟قَالَ:مَا عَرَجَ حَتَّی جَاءَنِی جَبْرَئِیلُ فَأَخْبَرَنِی بِذَلِکَ (2). و روی عده أحادیث من هذا القبیل.

45-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بِالْإِسْنَادِ فِی حَدِیثٍ: إِنَّ أَبَا سُفْیَانَ قَالَ لِفَاطِمَهَ وَ الْحَسَنُ یَدْرُجُ وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعَهَ عَشَرَ شَهْراً:یَا بِنْتَ مُحَمَّدٍ قُولِی لِهَذَا الطِّفْلِ یُکَلِّمُ لِی بِجَدِّهِ فَقَالَ الْحَسَنُ:یَا أَبَا سُفْیَانَ قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ حَتَّی أَکُونَ لَکَ شَفِیعاً فَقَالَ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَ فِی آلِ مُحَمَّدٍ نَظِیرَ یَحْیَی بْنِ زَکَرِیَّا، وَ آتَیْناهُ الْحُکْمَ صَبِیًّا (3).

46-: وَ رَوَی أَنَّهُمْ أَخْبَرُوهُ بِاحْتِرَاقِ دَارِهِ،فَأَخْبَرَهُمْ بِعَدَمِ احْتِرَاقِهَا،ثُمَّ ظَهَرَ أَنَّ النَّارَ أَحْرَقَتْ مَا حَوْلَهَا وَ لَمْ تَحْتَرِقْ.وَ رَوَی أَنَّهُ دَعَا عَلَی زِیَادٍ فَمَاتَ.

47-: وَ رَوَی أَنَّهُ أَحْلَفَ رَجُلاً ادَّعَی عَلَیْهِ بَاطِلاً وَ غَلَّظَ عَلَیْهِ الْقَسَمَ فَمَاتَ فِی الْحَالِ وَ رَوَی جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ،وَ رَوَی إِخْبَارَهُ بِالْغَیْبِ کَسَقْیِهِ السَّمِّ وَ أَنَّ مُعَاوِیَهَ لاَ یَفِی لِلْمَرْأَهِ بِالْوَعْدِ،وَ بِانْقِرَاضِ دَوْلَهِ بَنِی أُمَیَّهَ،وَ بِظُهُورِ دَوْلَهِ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ.

ص:29


1- (1) المناقب لابن شهرآشوب 160/3.
2- (2) المناقب لابن شهرآشوب 161/3.
3- (3) المناقب لابن شهرآشوب 192/1.

48-: وَ رَوَی أَنَّهُ دَعَا عَلَی رَجُلٍ فَصَارَ امْرَأَهً،وَ عَلَی زَوْجَتِهِ فَصَارَتْ رَجُلاً، وَ أَخْبَرَ أَنَّهُمَا یَتَقَارَبَانِ وَ یُولَدُ لَهُمَا وَلَدٌ خُنْثَی،فَکَانَ کَمَا قَالَ،ثُمَّ إِنَّهُمَا تَابَا،فَدَعَا لَهُمَا فَعَادَا إِلَی الْحَالَهِ الْأُولَی،ثُمَّ قَالَ: رَوَاهُ الْحَاکِمُ فِی أَمَالِیهِ .

الفصل الخامس عشر

49-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَقْصَدِ الرَّاغِبِ عَنِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاهُ قَالَ لِأَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّ جَعْدَهَ تَعْلَمُ أَنَّ أَبَاهَا خَالَفَ أَبَاکَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ أَنَّ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ یَخْرُجُ إِلَیْکَ فِی قُوَّادِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ مِنَ الْکُوفَهِ إِلَی نَهَرِ کَرْبَلاَءَ بِشَاطِئِ الْفُرَاتِ،فَیَشْهَدُ بِذَلِکَ قَتْلَکَ،وَ یَشْرَکُ فِی دَمِکَ،وَ إِنْ جَعْدَهَ ابْنَتَهُ قَاتِلَتِی بِالسَّمِّ،وَ عَهِدَ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ مَا کَانَ سَمُّهَا یَضُرُّنِی شَیْئاً لَوْ لاَ بُلُوغُ الْکِتَابِ أَجَلَهُ،فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی،وَ کَفِّنِّی،وَ صَلِّ عَلَیَّ،وَ احْمِلْنِی إِلَی قَبْرِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَالْحَدْنِی إِلَی جَانِبِهِ،فَإِنْ مُنِعْتَ مِنْ ذَلِکَ وَ سَتُمْنَعُ فَلاَ تُخَاصِمْ،وَ لاَ تُحَارِبْ وَ رُدَّنِی إِلَی الْبَقِیعِ،فَادْفِنِّی فِیهِ،ثُمَّ ذَکَرَ مَنْعَ مَرْوَانَ بْنِ الْحَکَمِ وَ عَائِشَهَ مِنْ دَفْنِهِ عِنْدَ جَدِّهِ (1).

الفصل السادس عشر

50-وَ رَوَی السَّیِّدُ وَلِیُّ بْنُ نِعْمَهِ اللَّهِ الْحُسَیْنِیُّ فِی کِتَابِ مَجْمَعِ الْبَحْرَیْنِ فِی مَنَاقِبِ السِّبْطَیْنِ حَدِیثاً طَوِیلاً فِیهِ إِعْجَازٌ لِلْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَا أَخْتَصِرُهُ،وَ حَاصِلُهُ: أَنَّ مَلِکاً مِنْ مُلُوکِ الصِّینَ کَانَ لَهُ وَزِیرٌ وَ لِوَزِیرِهِ ابْنٌ فِی غَایَهِ الْحُسْنِ وَ الْجَمَالِ وَ کَانَ الْمَلِکُ یُحِبُّهُ مَحَبَّهً عَظِیمَهً،وَ لِلْمَلِکِ ابْنَهٌ فِی حُسْنِهَا وَ جَمَالِهَا فَائِقَهٌ فِی الْآفَاقِ،وَ کَانَ الْمَلِکُ یُحِبُّهَا مَحَبَّهً عَظِیمَهً،ثُمَّ إِنَّهَا عَشِقَتْ ابْنَ الْوَزِیرِ وَ ابْنُ الْوَزِیرِ عَشِقَهَا،فَعَلِمَ الْمَلِکُ بِذَلِکَ فَغَضِبَ وَ أَمَرَ بِقَتْلِهِمَا فَقُتِلاَ،ثُمَّ نَدِمَ نَدَامَهً عَظِیمَهً لِشِدَّهِ حُبِّهِ لَهُمَا فَأَحْضَرَ الْوُزَرَاءَ وَ الْعُلَمَاءَ وَ أَخْبَرَهُمْ بِذَلِکَ وَ سَأَلَهُمْ عَنِ التَّدْبِیرِ فِی إِحْیَائِهِمَا؟فَقَالُوا:هَذَا لاَ یَقْدِرُ عَلَیْهِ إِلاَّ رَجُلٌ فِی الْمَدِینَهِ یُقَالُ لَهُ:اَلْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُقَالُ إِنَّهُ یَقْدِرُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ وَ یُحْیِیَهُمَا،فَقَالَ:کَمْ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْمَدِینَهِ؟قَالُوا:مَسِیرَهُ سِتَّهِ أَشْهُرٍ،فَأَحْضَرَ رَجُلاً وَ قَالَ:اِذْهَبْ إِلَی الْمَدِینَهِ فِی شَهْرٍ،وَ ائْتِنِی بِالْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ إِلاَّ قَتَلْتُکَ، فَخَرَجَ الرَّجُلُ مَغْمُوماً فَتَبَاعَدَ عَنِ الْبَلَدِ،وَ تَوَضَّأَ وَ صَلَّی وَ دَعَا اللَّهَ أَنْ یُفَرِّجَ عَنْهُ،فَإِذَا بِالْحَسَنِ قَدْ حَضَرَ عِنْدَهُ،فَضَرَبَ الرَّجُلَ بِرِجْلِهِ وَ هُوَ سَاجِدٌ،فَقَالَ لَهُ:قُمْ فَقَامَ،

ص:30


1- (1) لم نجده فی المصادر.

وَ قَالَ:مَنْ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَرَجَعَ إِلَی الْمَلِکِ فَأَخْبَرَهُ، فَفَرِحَ فَرَحاً شَدِیداً،ثُمَّ أَمَرَ بِإِحْضَارِ ابْنَتِهِ وَ ابْنِ الْوَزِیرِ،فَأُحْضِرَا،وَ الْتَمَسَ مِنَ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یَسْأَلَ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فَیُحْیِیَهُمَا لَهُ،فَدَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَأَحْیَاهُمَا اللَّهُ بِدُعَائِهِ،ثُمَّ إِنَّهُ زَوَّجَ ابْنَهَ الْمَلِکِ مِنْ ابْنِ الْوَزِیرِ،«اَلْخَبَرَ» (1).

الفصل السابع عشر

51-وَ رَوَی بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِی کِتَابٍ لَهُ اسْمُهُ التُّحْفَهُ فِی الْکَلاَمِ،عَنْ دَاوُدَ بْنِ عِیسَی،عَنْ عِیسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ بَعْضُ خَوَاصِّ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَهُ:قَدْ أَصَابَکَ مِنْ مُعَاوِیَهَ مِحْنَهٌ شَدِیدَهٌ فَقَالَ:مَا هَذِهِ عِنْدَنَا مِحْنَهً، وَ لَوْ کُنْتُ أَدْعُو أَنْ یَجْعَلَ اللَّهُ الشَّامَ الْعِرَاقَ!فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ عَلَی سَبِیلِ التَّوْبِیخِ:لاَ یَکُونُ هَذَا،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قُمْ فَإِنَّکَ امْرَأَهٌ قَدْ جَلَسْتَ بَیْنَ الرِّجَالِ،فَلَمَّا لاَحَظَ إِذَا بِهِ قَدْ صَارَ الرَّجُلُ امْرَأَهً،قَالَ:اِذْهَبْ إِلَی مَنْزِلِکَ قَدْ صَارَتْ آلَهُ امْرَأَتِکَ آلَهَ الرَّجُلِ،وَ اذْهَبْ إِلَی الشَّامِ وَ یَحْصُلُ مِنْکَ وَ مِنْ زَوْجَتِکَ وَلَدٌ خُنْثَی،فَذَهَبَ الرَّجُلُ وَ جَامَعَ امْرَأَتَهُ وَ حَصَلَ مِنْهُمَا وَلَدٌ خُنْثَی کَمَا أَخْبَرَ بِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَرَجَعَ عَنِ الشَّامِ وَ اسْتَدْعَی مِنَ الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یَرْجِعَ إِلَی حَالِهِ،فَدَعَا لَهُ،فَرَجَعَ إِلَی الْحَالَهِ الْأُولَی وَ کَذَلِکَ زَوْجَتُهُ (2).

ص:31


1- (1) لم نجده فی المصادر.
2- (2) لم نجده فی المصادر.

الباب الرابع عشر: النصوص علی إمامه أبی عبد الله الحسین بن علی(علیه السلام)مضافا إلی ما تقدم منها

اشاره

النصوص علی إمامه أبی عبد الله الحسین بن علی(علیه السلام)مضافا إلی ما تقدم منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی الْکَافِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ وَ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ قَالَ لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا أَخِی إِنِّی أُوصِیکَ بِوَصِیَّهٍ فَاحْفَظْهَا إِذَا أَنَا مِتُّ فَهَیِّئْنِی(الْحَدِیثَ) (1).

2-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ،عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ دَعَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ.یَعْنِی ابْنَ الْحَنَفِیَّهِ.فَقَالَ لَهُ بَعْدَ کَلاَمٍ:یَا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ!أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ بَعْدَ وَفَاهِ نَفْسِی إِمَامٌ مِنْ بَعْدِی؟وَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ ذِکْرُهُ فِی الْکِتَابِ وِرَاثَهً مِنَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَضَافَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِی وِرَاثَهِ أَبِیهِ وَ أُمِّهِ،فَعَلِمَ اللَّهُ أَنَّکُمْ خِیَرَهُ خَلْقِهِ،فَاصْطَفَی مِنْکُمْ مُحَمَّداً صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،وَ اخْتَارَ مُحَمَّدٌ عَلِیّاً،وَ اخْتَارَنِی عَلِیٌّ بِالْإِمَامَهِ وَ اخْتَرْتُ أَنَا الْحُسَیْنَ،فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ:أَنْتَ إِمَامٌ،وَ أَنْتَ وَسِیلَتِی إِلَی مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (2).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی نَقْلاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

3-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْجَهْمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: لَمَّا احْتُضِرَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنِّی أُوصِیکَ بِوَصِیَّهٍ فَاحْفَظْهَا(الْحَدِیثَ) (3).

4-وَ قَدْ تَقَدَّمَ فِی حَدِیثِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّهِ قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ:قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ دَفَعَ الْوَصِیَّهَ وَ الْإِمَامَهَ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ إِلَی الْحَسَنِ ثُمَّ إِلَی الْحُسَیْنِ. ،و فی حدیث سالم

ص:32


1- (1) الکافی:300/1 ح 1.
2- (2) الکافی:301/1 ح 2.
3- (3) الکافی:302/1 ح 3.

عن أبی عبد اللّه علیه السّلام نحوه (1).

الفصل الأول

5-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هِلاَلٍ الْمُهَلَّبِیِّ عَنْ مُزَاحِمِ بْنِ عَبْدِ الْوَارِثِ الْبَصْرِیِّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَکَرِیَّا الْعَلاَّنِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ بَکَّارٍ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْهِلاَلِیِّ عَنْ عِکْرِمَهَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ،وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الطَّائِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْعَلَوِیِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَلاَّمٍ الْکُوفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْوَاسِطِیِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَالِحٍ،وَ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یُونُسَ الْیَمَانِیِّ عَنِ الْکَلْبِیِّ،عَنْ أَبِی صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی حَدِیثِ وَصِیَّهِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ طَوِیلٌ یَقُولُ فِیهِ: إِنَّهُ قَالَ لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ مَرِیضٌ:اُکْتُبْ یَا أَخِی:هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی أَخِیهِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ،أَوْصَی أَنَّهُ یَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَإِنِّی أُوصِیکَ یَا حُسَیْنُ بِمَنْ خَلَّفْتُ مِنْ أَهْلِی وَ وُلْدِی (2).

الفصل الثانی

6-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ الْقُمِّیُّ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ فِی النُّصُوصِ عَلَی الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ،قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبَانَ الْبَصْرِیُّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْهَیْثَمِ النَّهْدِیِّ عَنْ جَدِّهِ إِسْحَاقَ عَنْ أَبِیهِ الْبُهْلُولِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ الرَّقِّیِّ عَنِ الزُّبَیْرِ بْنِ عَطَاءٍ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ هَانِی عَنْ جُنَادَهَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ دَخَلَ عَلَیْهِ فِی مَرَضِهِ حَتَّی أَکَبَّ عَلَیْهِ،وَ قَبَّلَ رَأْسَهُ وَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ تَسَارَّا جَمِیعاً فَقَالَ الْأَسْوَدُ:إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ إِنَّ الْحَسَنَ قَدْ نُعِیَتْ إِلَیْهِ نَفْسُهُ، وَ قَدْ أَوْصَی إِلَی الْحُسَیْنِ (3).

الفصل الثالث

7-وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ عِنْدَ ذِکْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَمَّا إِمَامَتُهُ فَدَلِیلُهَا النَّصُّ مِنْ أَبِیهِ وَ جَدِّهِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ،وَ وَصِیَّهُ أَخِیهِ إِلَیْهِ فَکَانَتْ إِمَامَتُهُ بَعْدَ وَفَاهِ أَخِیهِ ثَابِتَهً،قَالَ:وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ:اِبْنَایَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا،أَوْ قَعَدَا (4).

ص:33


1- (1) الکافی:303/1 ح 3.
2- (2) الأمالی:159 ح 267.
3- (3) کفایه الأثر:229.
4- (4) کشف الغمه.

الفصل الرابع

8-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ النُّعْمَانِ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ زِیَادٍ الْمُخَارِقِیِّ،قَالَ: لَمَّا حَضَرَتِ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ اسْتَدْعَی الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ:یَا أَخِی إِنِّی مُفَارِقُکَ وَ لاَحِقٌ بِرَبِّی إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ وَصَّی إِلَیْهِ بِأَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ وَ تَرِکَاتِهِ وَ مَا کَانَ وَصَّی بِهِ إِلَیْهِ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ اسْتَخْلَفَهُ،وَ أَهَّلَهُ لِمَقَامِهِ وَ دَلَّ شِیعَتَهُ عَلَی اسْتِخْلاَفِهِ وَ نَصَبَهُ لَهُمْ عَلَماً مِنْ بَعْدِهِ،فَلَمَّا مَضَی لِسَبِیلِهِ غَسَلَهُ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَفَّنَهُ«اَلْحَدِیثَ» (1). وَ رَوَاهُ الْفَتَّالُ فِی رَوْضَهِ الْوَاعِظِینَ مُرْسَلاً .

قال المفید:و الإمام بعد الحسن بن علی أخوه الحسین بن علی،ابن فاطمه بنت رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم،بنص أبیه و جدّه علیهما السّلام علیه،و وصیّه أخیه الحسن علیه السّلام إلیه.

9-قَالَ: وَ قَدْ صَرَّحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالنَّصِّ عَلَی إِمَامَتِهِ وَ إِمَامَهِ أَخِیهِ مِنْ قَبْلِهِ بِقَوْلِهِ:اِبْنَایَ هَذَانِ إِمَامَانِ قَامَا أَوْ قَعَدَا،قَالَ:وَ دَلَّتْ وَصِیَّهُ الْحَسَنِ إِلَیْهِ عَلَی إِمَامَتِهِ کَمَا دَلَّتْ وَصِیَّهُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَی إِمَامَتِهِ،وَ بِحَسَبِ مَا دَلَّتْ وَصِیَّهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی إِمَامَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ (2).

الفصل الخامس

10-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ لَمَّا سُقِیَ السَّمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:

کَیْفَ تَجِدُ نَفْسَکَ؟قَالَ:أَنَا فِی آخِرِ یَوْمٍ مِنْ أَیَّامِ الدُّنْیَا،إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ أَوْصَی إِلَیْهِ، وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ الاِسْمَ الْأَعْظَمَ،وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ الَّتِی کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَلَّمَهَا إِلَیْهِ.

ثم ذکر وصیته إلیه فی أمر الدفن نحو ما مرّ.

الفصل السادس

11-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ: نَصَّ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَمَا مَرَّ فِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ قَالَ:وَ رَوَتِ الشِّیعَهُ أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْصَی إِلَی أَخِیهِ عِنْدَ وَفَاتِهِ،وَ دَفَعَ إِلَیْهِ مَوَاثِیقَ النُّبُوَّهِ،وَ عُهُودَ

ص:34


1- (1) الإرشاد:17/2.
2- (2) الإرشاد:295/2.

الْإِمَامَهِ،وَ دَلَّ شِیعَتَهُ عَلَی اسْتِخْلاَفِهِ،وَ نَصَبَهُ لَهُمْ عَلَماً مِنْ بَعْدِهِ،وَ ذَلِکَ مَشْهُورٌ لاَ خَفَاءٌ بِهِ«اِنْتَهَی» (1).

الفصل السابع

12-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ: أَنَّ الْحَسَنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا اعْتَلَّ دَخَلَ عَلَیْهِ أَخُوهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ ذَکَرَ کَلاَماً جَرَی بَیْنَهُمَا إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ أَوْصَی إِلَیْهِ وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ الاِسْمَ الْأَعْظَمَ وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ، وَ الْوَصِیَّهَ الَّتِی کَانَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَلَّمَهَا إِلَیْهِ.

13-: وَ رَوَی فِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْ وَفَاهُ أَبِی مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَحْضَرَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ جَمِیعَ مَوَارِیثِ الْأَنْبِیَاءِ فَقَامَ بِأَمْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.

14-: وَ رَوَی فِی حَدِیثٍ:أَنَّ اللَّهَ أَوْحَی إِلَی النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ خَیَّرَهُ بَیْنَ حَیَاهِ إِبْرَاهِیمَ وَ أَنْ یَبْقَی بَعْدَهُ وَ یَقْتُلَهُ جَمِیعُ أُمَّتِهِ وَ تَدْخُلَ النَّارَ،وَ بَیْنَ أَنْ یَبْقَی الْحُسَیْنُ وَ یَجْعَلَهُ اللَّهُ إِمَاماً مِنْ بَعْدِهِ وَ یَقْتُلَهُ نِصْفُ أُمَّتِهِ فَاخْتَارَ بَقَاءَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

ص:35


1- (1) الصراط المستقیم:161/2.

الباب الخامس عشر: معجزات أبی عبد الله الحسین بن علی بن أبی طالب(علیه السلام)

اشاره

معجزات أبی عبد الله الحسین بن علی بن أبی طالب(علیه السلام)

قد تقدم حدیث حبابه الوالبیه صاحبه الحصاه التی طبع فیها الحسین علیه السّلام بعد أبیه و أخیه علیه السّلام و قد تقدم فی حدیث أم سلمه أن الحسین علیه السّلام أخذ حصاه ففرکها بإصبعه فجعلها کهیئه الدقیق ثم عجنها ثم ختمها بخاتمه.

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ،قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو کُرَیْبٍ وَ أَبُو سَعِیدٍ الْأَشَجُّ قَالاَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ إِدْرِیسَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْأَوْدِیِّ،قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ أَرَادَ الْقَوْمُ أَنْ یُوطِئُوهُ الْخَیْلَ،فَقَالَتْ فِضَّهُ لِزَیْنَبَ:یَا سَیِّدَتِی إِنَّ سَفِینَهَ کُسِرَ بِهِ فِی الْبَحْرِ فَخَرَجَ إِلَی جَزِیرَهٍ،فَإِذَا هُوَ بِأَسَدٍ، فَقَالَ:یَا أَبَا الْحَارِثِ أَنَا مَوْلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَهَمْهَمَ بَیْنَ یَدَیْهِ حَتَّی وَقَفَهُ عَلَی الطَّرِیقِ،وَ الْأَسَدُ رَابِضٌ فِی نَاحِیَهٍ فَدَعِینِی حَتَّی أَمْضِیَ إِلَیْهِ وَ أُعْلِمَهُ مَا هُمْ صَانِعُونَ غَداً،قَالَ:فَمَضَتْ إِلَیْهِ فَقَالَتْ یَا أَبَا الْحَارِثِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ،فَقَالَتْ:أَ تَدْرِی مَا یُرِیدُونَ أَنْ یَعْمَلُوا غَداً بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُرِیدُونَ أَنْ یُوطِئُوا ظَهْرَهُ بِالْخَیْلِ،قَالَ:فَمَشَی حَتَّی وَضَعَ یَدَهُ عَلَی جَسَدِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَأَقْبَلَتِ الْخَیْلُ،فَلَمَّا نَظَرُوا إِلَیْهِ قَالَ لَهُمْ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لَعَنَهُ اللَّهُ:فِتْنَهٌ فَلاَ تُثِیرُوهَا فَانْصَرَفُوا (1).

أقول:قد روی أنهم أوطئوا الخیل ظهره و صدره علیه السّلام فلعلّه فی وقت آخر بعد انصراف الأسد.

2-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ یُونُسَ عَنْ مَصْقَلَهَ الطَّحَّانِ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَامَتْ امْرَأَهٌ الْکَلْبِیَّهُ عَلَیْهِ مَأْتَماً،وَ بَکَتْ وَ بَکَیْنَ النِّسَاءُ وَ الْخَدَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ أُهْدِیَ إِلَی الْکَلْبِیَّهِ جُونٌ لِتَسْتَعِینَ بِهَا عَلَی مَأْتَمِ الْحُسَیْنِ.فَلَمَّا رَأَتِ الْجُونَ قَالَتْ:مَا هَذِهِ؟قَالُوا هَدِیَّهٌ أَهْدَاهَا فُلاَنٌ لِتَسْتَعِینِی بِهَا عَلَی مَأْتَمِ

ص:36


1- (1) الکافی:465/1 ح 8.

الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَتْ:لَسْنَا فِی عُرْسٍ فَمَا نَصْنَعُ بِهَا؟ثُمَّ أَمَرَتْ بِهِنَّ،فَأُخْرِجْنَ مِنَ الدَّارِ،فَلَمَّا خَرَجْنَ مِنَ الدَّارِ لَمْ یُحَسَّ لَهُنَّ حِسٌّ کَأَنَّمَا طِرْنَ بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ، وَ لَمْ یُرَ لَهُنَّ بَعْدَ خُرُوجِهِنَّ مِنَ الدَّارِ أَثَرٌ (1).

3-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ،عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَدْرَکْتَ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟قَالَ:نَعَمْ أَذْکُرُ وَ أَنَا مَعَهُ فِی الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ قَدْ دَخَلَ فِیهِ السَّیْلُ،وَ النَّاسُ یَقُومُونَ عَلَی الْمَقَامِ یَخْرُجُ الْخَارِجُ فَیَقُولُ:قَدْ ذُهِبَ بِهِ السَّیْلُ،وَ یَخْرُجُ مِنْهُ الْخَارِجُ فَیَقُولُ:هُوَ مَکَانَهُ،قَالَ:

فَقَالَ لِی:یَا فُلاَنُ مَا یَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟قُلْتُ:أَصْلَحَکَ اللَّهُ یَخَافُونَ أَنْ یَکُونَ السَّیْلُ قَدْ ذَهَبَ بِالْمَقَامِ،فَقَالَ:نَادِ إِنَّ اللَّهَ قَدْ جَعَلَهُ عَلَماً لَمْ یَکُنْ لِیُذْهَبَ بِهِ فَاسْتَقِرُّوا «اَلْحَدِیثَ» (2).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ زُرَارَهَ بْنِ أَعْیَنَ مِثْلَهُ .

الفصل الأول

4-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ امْرَأَهً کَانَتْ تَطُوفُ وَ خَلْفَهَا رَجُلٌ فَأَخْرَجَتْ ذِرَاعَهَا.فَمَالَ بِیَدِهِ حَتَّی وَضَعَهَا عَلَی ذِرَاعِهَا فَأَثَبْتَ اللَّهُ یَدَهُ فِی ذِرَاعِهَا حَتَّی قَطَعَ الطَّوَافَ وَ أُرْسِلَ إِلَی الْأَمِیرِ،وَ اجْتَمَعَ النَّاسُ،وَ أَرْسَلَ إِلَی الْفُقَهَاءِ فَجَعَلُوا یَقُولُونَ:اِقْطَعْ یَدَهُ فَهُوَ الَّذِی جَنَی الْجِنَایَهَ فَقَالَ:

هَاهُنَا أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟فَقَالُوا:نَعَمْ،اَلْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدِمَ اللَّیْلَهَ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ فَدَعَاهُ،فَقَالَ:اُنْظُرْ مَا لَقِیَا ذَانِ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ وَ رَفَعَ یَدَیْهِ فَمَکَثَ طَوِیلاً یَدْعُو،ثُمَّ جَاءَ إِلَیْهِمَا حَتَّی خَلَّصَ یَدَهُ مِنْ یَدِهَا،فَقَالَ الْأَمِیرُ:أَ لاَ نُعَاقِبُهُ بِمَا صَنَعَ؟ قَالَ:لاَ (3). وَ رَوَاهُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ نَقْلاً مِنَ التَّهْذِیبِ .

الفصل الثانی

5-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ بَکْرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ تَمِیمِ بْنِ بُهْلُولٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَاصِمٍ عَنِ الْحُصَیْنِ عَنْ مُجَاهِدٍ

ص:37


1- (1) الکافی:466/1 ح 9.
2- (2) الکافی:244/4 ح 2..
3- (3) التّهذیب:470/5 ح 1647.

عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَعْطَاهُ مِنْ بَعْرِ الظِّبَاءِ الَّذِی وَجَدَهُ فِی کَرْبَلاَءَ،ثُمَّ قَالَ:یَا ابْنَ عَبَّاسٍ إِذَا رَأَیْتَهَا تَتَفَجَّرُ دَماً عَبِیطاً فَاعْلَمْ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ قُتِلَ وَ دُفِنَ بِهَا،إِلَی أَنْ قَالَ فَبَیْنَمَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ انْتَبَهْتُ فَإِذَا هِیَ تَسِیلُ دَماً عَبِیطاً،وَ کَانَ کُمِّی قَدْ امْتَلَأَ دَماً،فَقُمْتُ وَ أَنَا أَبْکِی وَ قُلْتُ:قُتِلَ وَ اللَّهِ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ اللَّهِ مَا کَذَبَنِی عَلِیٌّ قَطُّ فِی حَدِیثٍ حَدَّثَنِی،وَ لاَ أَخْبَرَنِی بِشَیْ ءٍ قَطُّ أَنَّهُ یَکُونُ إِلاَّ کَانَ کَذَلِکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:وَ رَأَیْتُ الْمَدِینَهَ کَأَنَّهَا حُبَابٌ لاَ یَسْتَبِینُ فِیهَا أَثَرُ عَیْنٍ،ثُمَّ طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَرَأَیْتُ کَأَنَّهَا مُنْکَسِفَهٌ وَ رَأَیْتُ حِیطَانَ الْمَدِینَهِ عَلَیْهَا دَمٌ عَبِیطٌ، فَجَلَسْتُ وَ أَنَا بَاکٍ وَ قُلْتُ قُتِلَ وَ اللَّهِ الْحُسَیْنُ فَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنْ نَاحِیَهِ الْبَیْتِ وَ هُوَ یَقُولُ:

اصْبِرُوا آلَ الرَّسُولِ-قُتِلَ الْفَرْخُ الْنَّحُولُ نَزَلَ الرُّوحُ الْأَمِینُ-بِبُکَاءٍ وَ عَوِیلٍ

،فَوَجَدْتُهُ یَوْمَ وَرَدَ عَلَیْنَا خَبَرُهُ وَ تَارِیخُهُ کَذَلِکَ (1).

الفصل الثالث

6-وَ رَوَی الصَّدُوقُ ابْنُ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ الْأَمَالِی قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الرَّیَّانِ بْنِ الشَّبِیبِ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا قُتِلَ جَدِّی الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً وَ تُرَاباً أَحْمَرَ (2).

7-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْحَافِظُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عُثْمَانَ التُّسْتَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ السَّبِیعِیِّ عَنْ مَرِیسَهَ بِنْتِ مُوسَی عَنْ صَفِیَّهَ بِنْتِ یُونُسَ الْهَمْدَانِیَّهِ، عَنْ بَهْجَهَ بِنْتِ الْحَرْثِ التَّغْلِبِیِّ عَنْ خَالِهَا عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَنْصُورٍ وَ کَانَ رَضِیعاً لِبَعْضِ وُلِدَ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ مَقْتَلِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ وَ هُوَ سَائِرٌ إِلَی الْعِرَاقِ،مَا الَّذِی أَخْرَجَکَ مِنَ الْمَدِینَهِ؟فَقَالَ:وَیْحَکَ إِنَّ بَنِی أُمَیَّهَ شَتَمُوا عِرْضِی فَصَبَرْتُ وَ طَلَبُوا مَالِی فَصَبَرْتُ، وَ طَلَبُوا دَمِی فَهَرَبْتُ وَ أَیْمُ اللَّهِ لَیَقْتُلُنِّی،ثُمَّ لَیُلْبِسَنَّهُمُ اللَّهُ ذُلاًّ شَامِلاً،وَ سَیْفاً قَاطِعاً، وَ لَیُسَلِّطَنَّ عَلَیْهِمْ مَنْ یُذِلُّهُمْ،إِلَی أَنْ قَالَ:نَزَلَ کَرْبَلاَءَ فَقَالَ:وَ اللَّهِ هَذَا یَوْمُ کَرْبٍ وَ بَلاَءٍ،وَ هَذَا الْمَوْضِعُ الَّذِی یُهَرَاقُ فِیهِ دِمَاؤُنَا وَ یُبَاحُ فِیهِ حَرِیمُنَا،إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ لِأَصْحَابِهِ:قُومُوا فَاشْرَبُوا مِنَ الْمَاءِ لِیَکُونَ آخِرَ زَادِکُمْ،وَ تَوَضَّئُوا وَ اغْتَسِلُوا،وَ اغْسِلُوا ثِیَابَکُمْ لِتَکُونَ أَکْفَانَکُمْ وَ حَفَرَ حَفِیرَهً حَوْلَ عَسْکَرِهِ،وَ أُضْرِمَتْ بِالنَّارِ لِیُقَاتِلَ الْقَوْمَ مِنْ

ص:38


1- (1) اکمال الدّین:535
2- (2) الأمالی:192 ح 202.

وَجْهِ وَاحِدٍ،وَ أَقْبَلَ رَجُلٌ مِنْ عَسْکَرِ عُمَرَ بْنِ سَعْدِ،فَلَمَّا رَأَی النَّارَ نَادَی:یَا حُسَیْنُ! أَبْشِرُوا بِالنَّارِ فَقَدْ تَعَجَّلْتُمُوهَا،فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اَللَّهُمَّ أَذِقْهُ عَذَابَ النَّارِ فِی الدُّنْیَا فَنَفَرَ بِهِ فَرَسُهُ وَ أُلْقِیَ فِی النَّارِ فَاحْتَرَقَ،ثُمَّ بَرَزَ رَجُلٌ آخَرُ فَقَالَ:یَا حُسَیْنُ وَ یَا أَصْحَابَ الْحُسَیْنِ أَ مَا تَرَوْنَ إِلَی مَاءِ الْفُرَاتِ یَلُوحُ کَأَنَّهُ بُطُونُ الْحَیَّاتِ وَ اللَّهِ لاَ ذُقْتُمْ مِنْهُ قَطْرَهً حَتَّی تَذُوقُوا الْمَوْتَ جُرَعاً،فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اَللَّهُمَّ اقْتُلْ هَذَا عَطَشاً فِی هَذَا الْیَوْمِ، قَالَ:فَخَنَقَهُ الْعَطَشُ حَتَّی سَقَطَ عَنْ فَرَسِهِ،فَوَطِئَتْهُ الْخَیْلُ بِسَنَابِکِهَا فَمَاتَ،ثُمَّ أَقْبَلَ آخَرُ مِنْ عَسْکَرِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ یُقَالُ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ،فَقَالَ:یَا حُسَیْنُ أَیَّهُ حُرْمَهٍ لَکَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَیْسَتْ لِغَیْرِکَ؟إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:اَللَّهُمَّ أَرِ مُحَمَّدَ بْنَ الْأَشْعَثِ ذُلاًّ فِی هَذَا الْیَوْمِ،لاَ تُعِزُّهُ بَعْدَ هَذَا الْیَوْمِ أَبَداً،فَعَرَضَ لَهُ عَارِضٌ فَخَرَجَ مِنْ الْعَسْکَرِ یَتَبَرَّزُ فَسَلَّطَ اللَّهُ عَلَیْهِ عَقْرَباً فَلَدَغَهُ فَمَاتَ بَادِیَ الْعَوْرَهِ (1).

8-: وَ رَوَی فِی حَدِیثٍ آخَرَ فِی قَتْلِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ لَمْ یُرْفَعْ فِی بَیْتِ الْمَقْدِسِ حَجَرٌ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ إِلاَّ وُجِدَ تَحْتَهُ دَمٌ عَبِیطٌ،وَ أَبْصَرَ النَّاسُ الشَّمْسَ عَلَی الْحِیطَانِ کَأَنَّهَا الْمَلاَحِفُ الْمُعَصْفَرَهُ (2).

الفصل الرابع

9-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْمَجَالِسِ وَ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ عُقْدَهَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَفَّانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَطِیَّهَ عَنِ النَّاصِحِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قُرَیْبَهَ جَارِیَهٌ لَهُمْ قَالَتْ: کَانَ عِنْدَنَا رَجُلٌ خَرَجَ عَلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ جَاءَ بِجَمَلٍ وَ زَعْفَرَانٍ،قَالَتْ:فَلَمَّا دَقُّوا الزَّعْفَرَانَ صَارَ نَاراً،قَالَتْ:فَجَعَلَتِ الْمَرْأَهُ تَأْخُذُ مِنْهُ فَتَلْطَخُهُ عَلَی یَدِهَا،فَیَصِیرُ بَرَصاً،قَالَتْ:وَ نَحَرَ الْبَعِیرَ فَکُلَّمَا جَزُّوا بِالسِّکِّینِ صَارَ مَکَانَهَا نَاراً،قَالَتْ:فَجَعَلُوا یُسَلِّخُونَهُ فَصَارَ مَکَانَهُ نَاراً،فَقَطَعُوهُ فَخَرَجَ مِنْهُ النَّارُ، فَطَبَخُوهُ فَکُلَّمَا أَوْقَدُوا النَّارَ فَارَتِ الْقِدْرُ نَاراً فَجَعَلُوهُ فِی الْجَفْنَهِ فَصَارَ نَاراً،فَأَخَذْتُ عَظْماً مِنْهُ فَلَمَّا جَزَرْنَاهُ بِالسِّکِّینِ خَرَجَ مَکَانَهُ نَارٌ (3).

الفصل الخامس

10-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی الْأَمَالِی

ص:39


1- (1) الأمالی:218 ح 239.
2- (2) الأمالی:232 ح 243.
3- (3) الأمالی:727 ح 1528.

عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُحَارِبِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازِ عَنْ یُوسُفَ بْنِ کُلَیْبٍ الْمَسْعُودِیِّ عَنْ عَامِرِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ قَالَ: حُفِرَ عِنْدَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ عِنْدَ رِجْلَیْهِ أَوَّلَ مَا حُفِرَ، فَأُخْرِجَ مِسْکٌ أَذْفَرُ لَمْ یَشُکُّوا فِیهِ (1).

11-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکَاتِبِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الشُّرَیْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یُوحَنَّا النَّصْرَانِیِّ الْمُتَطَبِّبِ فِی حَدِیثٍ،قَالَ:

دَخَلْنَا عَلَی مُوسَی بْنِ عِیسَی الْهَاشِمِیِّ فَوَجَدْنَاهُ زَائِلَ الْعَقْلِ مُتَّکِئاً عَلَی وِسَادَهٍ،وَ إِذَا عِنْدَهُ طَشْتٌ فِیهِ حَشْوُ جَوْفِهِ فَسُئِلَ عَنْهُ،فَقِیلَ لَهُ:کَانَ مُنْذُ سَاعَهٍ جَالِساً وَ هُوَ مِنْ أَصَحِّ النَّاسِ جِسْماً إِذْ جَرَی ذِکْرُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ مُوسَی:إِنَّ الرَّافِضَهَ لَتَغْلُو فِیهِ حَتَّی إِنَّهُمْ یَجْعَلُونَ تُرْبَتَهُ دَوَاءً یَتَدَاوَوْنَ بِهِ،فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ کَانَ حَاضِراً:قَدْ کَانَتْ بِی عِلَّهٌ غَلِیظَهٌ فَتَعَالَجْتُ لَهَا بِکُلِّ عِلاَجٍ فَمَا نَفَعَنِی حَتَّی وَصَفَتْ لِی دَایَتِی أَنْ آخُذَ مِنْ هَذِهِ التُّرْبَهِ،فَأَخَذْتُهَا فَنَفَعَنِیَ اللَّهُ بِهَا،قَالَ:فَبَقِیَ عِنْدَکَ شَیْ ءٌ؟قَالَ:نَعَمْ، قَالَ:فَوَجَّهَ فَجَاءَ مِنْهَا بِقِطْعَهٍ فَنَاوَلَهَا مُوسَی بْنَ عِیسَی فَاسْتَدْخَلَهَا فِی دُبُرِهِ اسْتِهْزَاءً بِمَنْ یُدَاوِی بِهَا وَ احْتِقَاراً فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنِ اسْتَدْخَلَهَا دُبُرَهُ حَتَّی صَاحَ النَّارَ النَّارَ الطَّشْتَ، الطَّشْتَ،فَجِئْنَاهُ بِالطَّشْتِ فَأَخْرَجَ فِیهَا مَا تَرَی،قَالَ:فَنَظَرْتُ فَإِذَا کَبِدُهُ وَ طِحَالُهُ وَ رِئَتُهُ وَ فُؤَادُهُ خَرَجَ مِنْهُ فِی الطَّشْتِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَمَاتَ فِی السَّحَرِ،قَالَ:وَ کَانَ یُوحَنَّا یَزُورُ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ عَلَی دِینِهِ،ثُمَّ أَسْلَمَ بَعْدَ هَذَا وَ حَسُنَ إِسْلاَمُهُ (2).

12-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ فَرَجٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمِّهِ عُمَرَ بْنِ فَرَجٍ قَالَ: أَنْفَذَنِی الْمُتَوَکِّلُ فِی تَخْرِیبِ قَبْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، فَصِرْتُ إِلَی النَّاحِیَهِ وَ أَمَرْتُ بِالْبَقَرِ تَمُرُّ بِهَا عَلَی الْقُبُورِ فَمَرَّتْ عَلَیْهَا کُلُّهَا،فَلَمَّا بَلَغَتْ قَبْرَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمْ تَمُرَّ عَلَیْهِ قَالَ:فَأَخَذْتُ الْعَصَا بِیَدِی فَمَا زِلْتُ أَضْرِبُهَا حَتَّی تَکَسَّرَتِ الْعَصَا فِی یَدَیَّ،فَوَ اللَّهِ مَا جَازَتْ عَلَی الْقَبْرِ وَ لاَ تَخَطَّتْهُ(الْحَدِیثَ) (3).

13-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الثَّقَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ،عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَهَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الدِّیزَجِ قَالَ: بَعَثَنِی الْمُتَوَکِّلُ إِلَی کَرْبَلاَءَ لِتَغْیِیرِ قَبْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ ذَکَرَ حَدِیثاً یَقُولُ فِیهِ:

أَتَیْتُ فِی خَاصَّهِ غِلْمَانِی فَقَطْ،وَ إِنِّی نَبَشْتُ فَرَأَیْتُ بَارِیَهً جَدِیدَهً وَ عَلَیْهَا بَدَنُ

ص:40


1- (1) الأمالی:317 ح 643.
2- (2) الأمالی:321 ح 649.
3- (3) الأمالی:325 ح 652.

الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ وَجَدْتُ مِنْهُ رَائِحَهَ الْمِسْکِ،فَتَرَکْتُ الْبَارِیَّهَ عَلَی حَالِهَا، وَ بَدَنَ الْحُسَیْنِ عَلَی الْبَارِیَّهِ وَ أَمَرْتُ بِطَرْحِ التُّرَابِ عَلَیْهِ،وَ أَطْلَقْتُ عَلَیْهِ الْمَاءَ وَ أَمَرْتُ بِالْبَقَرِ لِتَمْخَرَهُ وَ تَحْرِثَهُ فَلَمْ تَطَأْهُ الْبَقَرُ،وَ کَانَتْ إِذَا جَاءَتْ إِلَی الْمَوْضِعِ رَجَعَتْ عَنْهُ (1).

14-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَوَّادِ عَنْ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الدِّیزَجِ: فِی حَدِیثٍ قَالَ إِنَّ الْمُتَوَکِّلَ أَمَرَنِی بِالْخُرُوجِ إِلَی نَیْنَوَی إِلَی قَبْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَمَرَنَا أَنْ نَکْرَبَهُ وَ نَطْمِسَ أَثَرَهُ فَوَافَیْتُ النَّاحِیَهَ مَسَاءً وَ مَعَنَا الْفَعَلَهُ وَ الْمُرُورُ فَتَقَدَّمْتُ إِلَی غِلْمَانِی وَ أَصْحَابِی أَنْ یَأْخُذُوا الْفَعَلَهَ بِخَرَابِ الْقَبْرِ وَ حَرْثِ أَرْضِهِ،وَ طَرَحْتُ نَفْسِی وَ نِمْتُ فَإِذَا ضَوْضَاءُ شَدِیدٌ، وَ أَصْوَاتٌ عَالِیَهٌ،وَ جَعَلَ الْغِلْمَانُ یُنَبِّهُونِی فَقُمْتُ وَ أَنَا ذَعِرٌ فَقُلْتُ لِلْغِلْمَانِ:مَا شَأْنُکُمْ؟ قَالُوا:أَعْجَبُ شَأْنٍ!قُلْتُ:مَا ذَاکَ؟قَالُوا:إِنَّ بِمَوْضِعِ الْقَبْرِ قَوْماً قَدْ حَالُوا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْقَبْرِ وَ هُمْ یَرْمُونَنَا مَعَ ذَلِکَ بِالنُّشَّابِ،فَقُمْتُ مَعَهُمْ لِأَتَبَیَّنَ الْأَمْرَ فَوَجَدْتُهُ کَمَا وَصَفُوا وَ کَانَ ذَلِکَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ مِنْ لَیَالِی الْبِیضِ،فَقُلْتُ:اِرْمُوهُمْ فَرَمَوْهُمْ فَعَادَتْ سِهَامُنَا إِلَیْنَا فَمَا سَقَطَ سَهْمٌ مِنْهَا إِلاَّ فِی صَاحِبِهِ الَّذِی رَمَی بِهِ فَقَتَلَهُ،فَاسْتَوْحَشْتُ لِذَلِکَ وَ رَحَلْتُ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ سَمِعَ خَبَرَ قَتْلِ الْمُتَوَکِّلِ (2).

أقول:الظاهر أن هذه المرّه غیر المرّه السابقه.

15-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ عَنْ أَبِی الْفَضْلِ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْأَزْدِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الطَّوْرِیِّ فِی حَدِیثٍ قَالَ: تَوَجَّهْتُ إِلَی زِیَارَهِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَإِذَا قَدْ حُرِثَ أَرْضُهُ وَ مُخِرَ فِیهَا الْمَاءُ وَ أُرْسِلَتِ الثِّیرَانُ وَ الْعَوَامِلُ فِی الْأَرْضِ فَبِعَیْنَیَّ وَ بَصَرَیَّ کُنْتُ أَرَی الثِّیرَانُ تُسَاقُ فِی الْأَرْضِ فَتَنْسَاقُ لَهُمْ حَتَّی إِذَا حَاذَتْ مَکَانَ الْقَبْرِ حَادَتْ عَنْهُ یَمِیناً وَ شِمَالاً،فَتُضْرَبُ بِالْعَصَا الضَّرْبَ الشَّدِیدَ فَلاَ یَنْفَعُ ذَلِکَ فِیهَا،وَ لاَ تَطَأُ الْقَبْرَ بِوَجْهٍ وَ لاَ سَبَبٍ (3).

16-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ خُنَیْسٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَلِیلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَهْلٍ عَنْ نَوْفَلٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَهَ عَنْ عَمَّارِ بْنِ أَبِی عَمَّارٍ قَالَ: أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ یَوْمَ قُتِلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَماً عَبِیطاً (4).

ص:41


1- (1) الأمالی:326 ح 653.
2- (2) الأمالی:327 ح 655.
3- (3) الأمالی:329 ح 657.
4- (4) الأمالی:330 ح 664.

الفصل السادس

17-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَبَّاحٍ الْمُزَنِیِّ،عَنْ صَالِحِ بْنِ مِیثَمٍ فِی حَدِیثٍ:أَنَّ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهَ قَالَتْ: کُنْتُ أَزُورُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَتْ:فَحَدَثَ بَیْنَ عَیْنَیَّ وَضَحٌ وَ شَقَّ ذَلِکَ عَلَیَّ،وَ احْتَبَسْتُ عَلَیْهِ أَیَّاماً، فَسَأَلَ عَنِّی مَا فَعَلَتْ حَبَابَهُ الْوَالِبِیَّهٌ؟فَقَالُوا:إِنَّهَا حَدَثَ عَلَیْهَا حَدَثٌ بَیْنَ عَیْنَیْهَا،فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:قُومُوا إِلَیْهَا،فَجَاءَ مَعَ أَصْحَابِهِ حَتَّی دَخَلَ عَلَیَّ وَ أَنَا فِی مَسْجِدِی هَذَا، فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا حَبَابَهُ مَا أَبْطَأَ بِکَ عَلَیَّ؟قُلْتُ:حَدَثَ هَذَا بِی،فَکَشَفْتُ الْقِنَاعَ فَتَفَلَ عَلَیْهِ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا حَبَابَهُ!أَحْدِثِی لِلَّهِ شُکْراً.فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ دَرَأَهُ عَنْکِ، قَالَتْ:فَخَرَرْتُ سَاجِدَهً،فَقَالَ:یَا حَبَابَهُ!اِرْفَعِی رَأْسَکِ وَ انْظُرِی فِی مِرْآتِکِ قَالَتْ:

فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَلَمْ أَحُسَّ مِنْهُ شَیْئاً،قَالَتْ:فَحَمِدْتُ اللَّهَ (1).

18-وَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مَرْوَانَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: ذَکَرْنَا خُرُوجَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ تَخَلُّفَ ابْنِ الْحَنَفِیَّهِ عَنْهُ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنِّی سَأُحَدِّثُکَ فِی هَذَا الْحَدِیثِ،لاَ تَسْأَلْ عَنْهُ بَعْدَ مَجْلِسِنَا هَذَا إِنَّ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا فَصَلَ مُتَوَجِّهاً دَعَا بِقِرْطَاسٍ وَ کَتَبَ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ مِنَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَی بَنِی هَاشِمٍ،أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّهُ مَنْ لَحِقَ بِی مِنْکُمْ اسْتُشْهِدَ وَ مَنْ تَخَلَّفَ لَمْ یَبْلُغِ الْفَتْحَ وَ السَّلاَمُ (2).

وَ رَوَاهُ ابْنُ قُولَوَیْهِ فِی الْمَزَارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ سَعِیدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ الْمَلْهُوفِ عَلَی قَتْلَی الطُّفُوفِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الرَّسَائِلِ لِمُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیِّ،وَ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ .

الفصل السابع

19-وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی نَقْلاً مِنْ کِتَابِ دَلاَئِلِ النُّبُوَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الزُّهْرِیِّ،قَالَ: بَلَغَنَا أَنَّهُ لَمْ یُقْلَبْ حَجَرٌ حِینَ قُتِلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلاَّ وُجِدَ

ص:42


1- (1) بصائر الدّرجات:291 ح 6.
2- (2) بصائر الدّرجات:502 ح 5.

تَحْتَهُ دَمٌ عَبِیطٌ (1).

20-وَ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ قَالَ: کَانَتِ السَّمَاءُ تَمْطُرُ عِنْدَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ عَلَقَهً (2).

21-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَمِیلِ بْنِ مِرَّهَ قَالَ: أَصَابُوا إِبِلاً فِی عَسْکَرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْمَ قُتِلَ،فَنَحَرُوهَا وَ طَبَخُوهَا،فَصَارَتْ مِثْلَ الْعَلْقَمِ،فَمَا اسْتَطَاعُوا أَنْ یُسِیغُوا مِنْهَا شَیْئاً (3).

22-وَ عَنْ نَضْرَهَ الْأَزْدِیَّهِ قَالَتْ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَمْطَرَتِ السَّمَاءُ دَماً فَأَصْبَحْتُ وَ کُلُّ شَیْ ءٍ لَنَا مِثْلُ دَمٍ (4).

23-وَ رَوَی الطَّبَرِیُّ حَدِیثاً طَوِیلاً فِی وَقْعَهِ کَرْبَلاَءَ یَقُولُ فِیهِ: وَ نَادَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حُصَیْنٍ الْأَزْدِیُّ:یَا حُسَیْنُ!أَ لاَ تَرَوْنَ الْمَاءَ کَأَنَّهُ کَبِدُ السَّمَاءِ،وَ اللَّهِ لاَ تَذُوقُنَّ مِنْهُ قَطْرَهً حَتَّی تَمُوتُوا عَطَشاً،فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اَللَّهُمَّ اقْتُلْهُ عَطَشاً،وَ لاَ تَغْفِرْ لَهُ أَبَداً،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّ الرَّجُلَ مَاتَ عَطَشاً (5). وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ مُرْسَلاً نَحْوَهُ .

24-: وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ:فَلَمَّا رَأَی الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ذَلِکَ دَعَا بِسَرَاوِیلَ فَزَرَّهُ لِکَیْلاَ یُسْلَبَهُ بَعْدَ قَتْلِهِ،فَلَمَّا قُتِلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَمَدَ أَبْحَرُ بْنُ کَعْبٍ فَسَلَبَهُ السَّرَاوِیلَ وَ تَرَکَهُ مُجَرَّداً،فَکَانَتْ یَدَا أَبْحَرَ تَیْبَسَانِ فِی الصَّیْفِ کَأَنَّهُمَا عُودَانِ،وَ یَرْطَبَانِ فِی الشِّتَاءِ فَیَسِیلاَنِ قَیْحاً وَ دَماً إِلَی أَنْ أَهْلَکَهُ اللَّهُ (6).

وَ رَوَاهُ ابْنُ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ الْمَلْهُوفِ عَلَی قَتْلَی الطُّفُوفِ مُرْسَلاً نَحْوَهُ .

25-قَالَ الطَّبْرِسِیُّ: وَ لَمَّا أَصْبَحَ ابْنُ زِیَادٍ بَعَثَ بِرَأْسِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَارُوا بِهِ فِی سِکَکِ الْکُوفَهِ وَ قَبَائِلِهَا،فَرُوِیَ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ قَالَ:مَرَّ بِی وَ هُوَ عَلَی رُمْحٍ طَوِیلٍ وَ أَنَا فِی غُرْفَهٍ لِی،فَلَمَّا حَاذَانِی سَمِعْتُهُ یَقْرَأُ: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْکَهْفِ وَ الرَّقِیمِ کانُوا مِنْ آیاتِنا عَجَباً (7)فَقُلْتُ:رَأْسُکَ وَ اللَّهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَعْجَبُ وَ أَعْجَبُ (8).

وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ أَیْضاً مُرْسَلاً .

ص:43


1- (1) إعلام الوری:430/1 ح 122.
2- (2) المصدر السابق.
3- (3) إعلام الوری:430/1 ح 122.
4- (4) إعلام الوری:431/1 ح 242.
5- (5) إعلام الوری:452/1.
6- (6) إعلام الوری:468/1.
7- (7) سوره الکهف،الآیه:9.
8- (8) إعلام الوری:473/1.

الفصل الثامن

26-وَ رَوَی قُطْبُ الدِّینِ سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ أُمِّ الطَّوِیلِ قَالَ: کُنَّا عِنْدَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ شَابٌّ یَبْکِی،فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا یُبْکِیکَ؟ فَقَالَ:إِنَّ وَالِدَتِی تُوُفِّیَتْ فِی هَذِهِ السَّاعَهِ وَ لَمْ تُوصِ وَ لَهَا مَالٌ وَ کَانَتْ قَدْ أَمَرَتْنِی أَنْ لاَ أُحْدِثَ فِی أَمْرِهَا شَیْئاً حَتَّی أُعْلِمَکَ خَبَرَهَا،فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قُومُوا حَتَّی نَسِیرَ إِلَی هَذِهِ الْمَرْأَهِ فَقُمْنَا مَعَهُ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی بَابِ الْبَیْتِ الَّذِی فِیهِ الْمَرْأَهُ وَ هِیَ مُسَجَّاهٌ فَأَشْرَفَ عَلَی الْبَیْتِ وَ دَعَا اللَّهَ لِیُحَیِیَهَا حَتَّی تُوصِیَ بِمَا تُحِبُّ مِنْ وَصِیَّتِهَا،فَأَحْیَاهَا اللَّهُ، فَإِذَا الْمَرْأَهُ قَدْ جَلَسَتْ وَ هِیَ تَتَشَهَّدُ،فَنَظَرَتْ إِلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَتْ:اُدْخُلِ الْبَیْتَ یَا مَوْلاَیَ وَ مُرْنِی بِأَمْرِکَ فَدَخَلَ وَ جَلَسَ عَلَی مِخَدَّهٍ،ثُمَّ قَالَ:أَوْصِی رَحِمَکِ اللَّهُ، قَالَتْ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،إِنَّ لِی مِنَ الْمَالِ کَذَا وَ کَذَا فِی مَکَانِ کَذَا وَ کَذَا،وَ قَدْ جَعَلْتُ ثُلُثَهُ لَکَ لِتَضَعَهُ حَیْثُ شِئْتَ مِنْ أَوْلِیَائِکَ وَ الثُّلُثَانِ لاِبْنِیْ هَذَا إِنْ عَلِمْتَ أَنَّهُ مِنْ مَوَالِیکَ وَ أَوْلِیَائِکَ،وَ إِنْ کَانَ مُخَالِفاً فَخِذْهُ إِلَیْکَ فَلاَ حَقَّ لِلْمُخَالِفِینَ فِی أَمْوَالِ الْمُؤْمِنِینَ،ثُمَّ سَأَلَتْهُ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیْهَا،وَ أَنْ یَتَوَلَّی أَمْرَهَا،ثُمَّ صَارَتِ الْمَرْأَهُ مَیِّتَهً کَمَا کَانَتْ (1). وَ رَوَاهُ رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الرَّاوَنْدِیِّ وَ رَوَاهُ السَّیِّدُ وَلِیُّ بْنُ نِعْمَهِ اللَّهِ فِی کِتَابِ مَجْمَعِ الْبَحْرَیْنِ فِی فَضَائِلِ السِّبْطَیْنِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْبَهْجَهِ نَحْوَهُ .

27-قَالَ الرَّاوَنْدِیُّ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَقْبَلَ أَعْرَابِیٌّ إِلَی الْمَدِینَهِ یَسْتَخْبِرُ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِمَا ذُکِرَ مِنْ دَلاَئِلِهِ فَلَمَّا صَارَ بِقُرْبِ الْمَدِینَهِ خَضْخَضَ وَ دَخَلَ الْمَدِینَهَ فَدَخَلَ عَلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ مَا تَسْتَحْیِی یَا أَعْرَابِیُّ تَدْخُلُ إِلَی إِمَامِکَ وَ أَنْتَ جُنُبٌ؟وَ قَالَ:أَنْتُمْ مَعَاشِرَ الْعَرَبِ إِذَا خَلَوْتُمْ خَضْخَضْتُمْ؟فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ:قَدْ بَلَغْتُ حَاجَتِی فِیمَا جِئْتُ فِیهِ،فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ اغْتَسَلَ وَ رَجَعَ إِلَیْهِ فَسَأَلَهُ عَمَّا کَانَ فِی قَلْبِهِ (2).

28-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ مَنْدَلِ بْنِ هَارُونَ بْنِ صَدَقَهَ عَنِ الصَّادِقِ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ کَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُنْفِذَ غِلْمَانَهُ فِی بَعْضِ أَمْرِهِ،قَالَ لَهُمْ لاَ تَخْرُجُوا یَوْمَ کَذَا،وَ اخْرُجُوا یَوْمَ کَذَا،قَالَ:فَإِذَا خَالَفْتُمُونِی قُطِعَ عَلَیْکُمْ فَخَالَفُوهُ مَرَّهً وَ خَرَجُوا وَ قَتَلَهُمُ اللُّصُوصُ،وَ أَخَذُوا مَا مَعَهُمْ،فَاتَّصَلَ الْخَبَرُ إِلَی

ص:44


1- (1) الخرائج و الجرائح:245/1 ح 1.
2- (2) الخرائج و الجرائح:246/1 ح 2.

الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:لَقَدْ حَذَّرْتُهُمْ فَلَمْ یَقْبَلُوا مِنِّی،ثُمَّ قَامَ مِنْ سَاعَهٍ،وَ دَخَلَ عَلَی الْوَالِی،فَقَالَ الْوَالِی:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بَلَغَنِی قَتْلُ غِلْمَانِکَ،فَآجَرَکَ اللَّهُ فِیهِمْ،فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَإِنِّی أَدُلُّکَ عَلَی مَنْ قَتَلَهُمْ،فَاشْدُدْ یَدَکَ بِهِمْ،قَالَ:أَ تَعْرِفُهُمُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟قَالَ:نَعَمْ کَمَا أَعْرِفُکَ،وَ هَذَا مِنْهُمْ.وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی رَجُلٍ وَاقِفٍ بَیْنَ یَدَیِ الْوَالِی.فَقَالَ الرَّجُلُ:وَ مِنْ أَیْنَ قَصَدْتَنِی بِهَذَا؟وَ مِنْ أَیْنَ تَعْرِفُ أَنِّی مِنْهُمْ؟فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا أَنَا صَدَقْتُکَ فَتَصْدُقُنِی؟فَقَالَ الرَّجُلُ:وَ اللَّهِ لَأَصْدُقَنَّکَ،فَقَالَ:

خَرَجْتَ وَ مَعَکَ فُلاَنٌ وَ فُلاَنٌ وَ ذَکَرَهُمْ کُلَّهُمْ فَمِنْهُمْ أَرْبَعَهٌ مِنْ مَوَالِی الْمَدِینَهِ وَ الْبَاقُونَ مِنْ حُبْشَانِ الْمَدِینَهِ فَقَالَ الْوَالِی لِلرَّجُلِ:وَ رَبِّ الْقَبْرِ وَ الْمِنْبَرِ لَتَصْدُقَّنَّنِی أَوْ لَأُهَرِّیَنَّ لَحْمَکَ بِالسِّیَاطِ!فَقَالَ الرَّجُلُ:وَ اللَّهِ مَا کَذَبَ الْحُسَیْنُ،لَقَدْ صَدَقَ وَ کَأَنَّهُ کَانَ مَعَنَا فَجَمَعَهُمُ الْوَالِی جَمِیعاً فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ (1).

29-قَالَ: وَ مِنْهَا:أَنَّ رَجُلاً سَارَ إِلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ جِئْتُکَ أَسْتَشِیرُکَ فِی تَزْوِیجِی فُلاَنَهَ،قَالَ:لاَ أُحِبُّ لَکَ ذَلِکَ وَ کَانَتْ کَثِیرَهَ الْمَالِ،وَ کَانَ الرَّجُلُ أَیْضاً مُکْثِراً،فَخَالَفَ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَتَزَوَّجَ بِهَا فَلَمْ یَلْبَثِ الرَّجُلُ حَتَّی افْتَقَرَ،فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ أَشَرْتُ عَلَیْکَ أَنْ تُخَلِّیَ سَبِیلَهَا فَإِنَّ اللَّهَ یُعَوِّضُکَ عَنْهَا خَیْراً مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ:فَعَلَیْکَ بِفُلاَنَهَ فَتَزَوَّجْهَا،فَمَا مَضَی لَهُ سَنَهٌ حَتَّی کَثُرَ مَالُهُ،وَ وَلَدَتْ لَهُ وَلَداً ذَکَراً وَ رَأَی مِنْهَا مَا أَحَبَّ (2).

30-قَالَ: وَ مِنْهَا:أَنَّهُ لَمَّا وُلِدَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَمَرَ اللَّهُ جَبْرَئِیلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یَهْبِطَ فِی مَلَأٍ مِنَ الْمَلاَئِکَهِ فَیُهَنِّئَ مُحَمَّداً فَهَبَطَ فَمَرَّ بِجَزِیرَهٍ فِیهَا مَلَکٌ یُقَالُ لَهُ فُطْرُسُ بَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی شَیْ ءٍ فَأَبْطَأَهُ فَکَسَرَ جَنَاحَهُ فَأَلْقَاهُ فِی تِلْکَ الْجَزِیرَهِ فَعَبَدَ اللَّهَ سَبْعَمِائَهِ سَنَهٍ، فَقَالَ فُطْرُسُ لِجَبْرَئِیلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِلَی أَیْنَ؟قَالَ:إِلَی مُحَمَّدٍ،قَالَ:فَاحْمِلْنِی مَعَکَ إِلَیْهِ لَعَلَّهُ یَدْعُو لِی فَلَمَّا دَخَلَ جَبْرَئِیلُ وَ أَخْبَرَ مُحَمَّداً بِحَالِ فُطْرُسَ،قَالَ لَهُ النَّبِیُّ:قُلْ لَهُ یَمْسَحْ بِهَذَا الْمَوْلُودِ جَنَاحَهُ،فَمَسَحَ فُطْرُسُ بِمَهْدِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَعَادَ اللَّهُ تَعَالَی فِی الْحَالِ جَنَاحَهُ ثُمَّ ارْتَفَعَ جَبْرَئِیلُ إِلَی السَّمَاءِ (3).

أقول:قد روی حدیث فطرس أکثر المحدثین فی کتبهم.

31-: قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا أَرَادَ الْعِرَاقَ قَالَتْ لَهُ أُمُّ سَلَمَهَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا

ص:45


1- (1) الخرائج و الجرائح:246/1 ح 3.
2- (2) الخرائج و الجرائح:248/1 ح 4.
3- (3) الخرائج و الجرائح:253/1 ح 6.

لاَ تَخْرُجْ إِلَی الْعِرَاقِ فَإِنِّی سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَقُولُ:یُقْتَلُ ابْنِی الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْعِرَاقِ وَ عِنْدِی تُرْبَتُهُ وَ دَفَعَهَا إِلَیَّ فِی قَارُورَهٍ،فَقَالَ:إِنِّی وَ اللَّهِ مَقْتُولٌ کَذَلِکَ وَ إِنْ لَمْ أَخْرُجْ إِلَی الْعِرَاقِ یَقْتُلُونَنِی،وَ إِنِّی أَحْبَبْتُ أَنْ أُرِیَکَ مَصْرَعِی وَ مَصْرَعَ أَصْحَابِی.ثُمَّ مَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِهَا،فَفَسَحَ اللَّهُ فِی بَصَرِهَا حَتَّی رَأَتْ ذَلِکَ کُلَّهُ،وَ أَخَذَ تُرْبَهً فَأَعْطَاهَا مِنْ تِلْکَ التُّرْبَهِ أَیْضاً وَ قَالَ:فَضَعْهُ فِی قَارُورَهٍ أُخْرَی،وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ[لَهَا]:إِذَا فَاضَتَا دَماً فَاعْلَمِی أَنِّی قُتِلْتُ،فَقَالَتْ أُمُّ سَلَمَهَ:فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ عَاشُورَاءَ نَظَرْتُ إِلَی الْقَارُورَتَیْنِ بَعْدَ الظُّهْرِ فَإِذَا هُمَا قَدْ فَاضَتَا دَماً فَصَاحَتْ،وَ لَمْ تَقْلِبْ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ حَجَراً وَ لاَ مَدَراً إِلاَّ وُجِدَتْ تَحْتَهُ دَماً عَبِیطاً (1). وَ رَوَاهُ رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِهِ مُرْسَلاً نَحْوَهُ .

32-وَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: أَنَا وَ اللَّهِ رَأَیْتُ رَأْسَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ حُمِلَ وَ أَنَا بِدِمَشْقَ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ رَجُلٌ یَقْرَأُ الْکَهْفَ حَتَّی بَلَغَ قَوْلَهُ تَعَالَی: أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحابَ الْکَهْفِ وَ الرَّقِیمِ کانُوا مِنْ آیاتِنا عَجَباً (2)فَأَنْطَقَ اللَّهُ تَعَالَی الرَّأْسَ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ وَ قَالَ:أَعْجَبُ مِنْ أَصْحَابِ الْکَهْفِ قَتْلِی وَ حَمْلِی (3).

أقول:هذا الذی وقع بدمشق غیر الذی وقع بالکوفه و قد تقدم نقله.

33-قَالَ الرَّاوَنْدِیُّ وَ مِنْهَا:مَا أَخْبَرَنِی بِهِ سَعِیدُ بْنُ أَبِی الرَّجَاءِ یَرْفَعُهُ إِلَی الْأَعْمَشِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ:أَنَا أَحَدُ مَنْ کَانَ فِی عَسْکَرِ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ حِینَ قُتِلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ کُنْتُ أَحَدَ الْأَرْبَعِینَ الَّذِینَ حَمَلُوا الرَّأْسَ إِلَی یَزِیدَ مِنْ الْکُوفَهِ فَلَمَّا حَمَلْنَاهُ عَلَی طَرِیقِ الشَّامِ فَنَزَلْنَا عَلَی دَیْرٍ لِلنَّصَارَی،وَ کَانَ الرَّأْسُ حُمِلَ عَلَی رُمْحٍ وَ مَعَهُ الْأَحْرَاسُ فَوَضَعْنَا الطَّعَامَ وَ جَلَسْنَا لِنَأْکُلَ فَإِذَا بِکَفٍّ مِنْ حَائِطِ الدَّیْرِ تَکْتُبُ شِعْراً:

أَ تَرْجُو أُمَّهٌ قَتَلَتْ حُسَیْناً شَفَاعَهَ جَدِّهِ یَوْمَ الْحِسَابِ

قَالَ:فَجَزِعْنَا مِنْ ذَلِکَ جَزَعاً شَدِیداً،وَ أَهْوَی بَعْضُنَا إِلَی الْکَفِّ لِیَأْخُذَهَا فَغَابَتْ ثُمَّ عَادَ أَصْحَابِی إِلَی الطَّعَامِ،فَإِذَا الْکَفُّ قَدْ عَادَتْ تَکْتُبُ شِعْراً:

فَلاَ وَ اللَّهِ لَیْسَ لَهُمْ شَفِیعٌ وَ هُمْ یَوْمَ الْقِیَامَهِ فِی الْعَذَابِ

ص:46


1- (1) الخرائج و الجرائح:254/1 ح 7.
2- (2) سوره الکهف:9.
3- (3) الخرائج و الجرائح:209/1 ح 1.

فَقَامَ أَصْحَابِی إِلَیْهَا لِیَأْخُذُوهَا فَغَابَتْ ثُمَّ عَادُوا إِلَی الطَّعَامِ فَعَادَتِ الْکَفُّ تَکْتُبُ شِعْراً:

وَ قَدْ قَتَلُوا الْحُسَیْنَ بِحُکْمِ جَوْرٍ فَخَالَفَ حُکْمُهُمْ حُکْمَ الْکِتَابِ

فَامْتَنَعْتُ وَ مَا هَنَّانِی أَکْلُهُ،ثُمَّ أَشْرَفَ عَلَیْنَا رَاهِبٌ مِنَ الدَّیْرِ فَرَأَی نُوراً سَاطِعاً مِنْ فَوْقِ الرَّأْسِ فَبَذَلَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَشْرَهَ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَأَخَذَهَا وَ نَقَدَهَا،ثُمَّ أَخَذَ الرَّأْسَ یُبَیِّتُهُ عِنْدَهُ لَیْلَتَهُ تِلْکَ،وَ أَسْلَمَ عَلَی یَدِهِ وَ تَرَکَ الدَّیْرَ،وَ قَطَنَ فِی بَعْضِ الْجِبَالِ،یَعْبُدُ اللَّهَ عَلَی دِینِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،فَلَمَّا وَصَلَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ إِلَی قُرْبِ الشَّامِ طَلَبَ الدَّرَاهِمَ فَإِذَا هِیَ قَدْ تَحَوَّلَتْ خَزَفاً وَ إِذَا عَلَی أَحَدِ جَانِبَیْهَا مَکْتُوبٌ: وَ لا تَحْسَبَنَّ اللّهَ غافِلاً عَمّا یَعْمَلُ الظّالِمُونَ (1)،وَ عَلَی الْجَانِبِ الْآخَرِ: وَ سَیَعْلَمُ الَّذِینَ ظَلَمُوا أَیَّ مُنْقَلَبٍ یَنْقَلِبُونَ (2)(3).

34.قَالَ سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ:وَ أَخْبَرَنَا جَمَاعَهٌ مِنْهُمُ الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ النَّیْشَابُورِیُّ وَ الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِیمِیِّ،عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْعَمْرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنِ الصَّفَّارِ،عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ،وَ ابْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَتَی الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُنَاسٌ،فَقَالُوا:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ حَدِّثْنَا بِفَضْلِکُمْ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ لَکُمْ؟فَقَالَ:إِنَّکُمْ لاَ تَحْتَمِلُونَهُ وَ لاَ تُطِیقُونَهُ قَالُوا:بَلَی نَحْتَمِلُ،فَقَالَ:إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ فَلْیَتَنَحَّ اثْنَانِ وَ أُحَدِّثُ وَاحِداً،فَإِنِ احْتَمَلَ حَدَّثْتُکُمْ! فَتَنَحَّی اثْنَانِ وَ حَدَّثَ وَاحِداً،فَقَامَ طَائِرَ الْعَقْلِ فَارّاً عَلَی وَجْهِهِ[وَ ذَهَبَ]فَکَلَّمَهُ صَاحِبَاهُ فَلَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِمَا جَوَاباً وَ انْصَرَفُوا (4).

35-قَالَ:وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ:حَدِّثْنِی بِفَضْلِکُمْ الَّذِی جَعَلَ اللَّهُ لَکُمْ قَالَ:إِنَّکَ لَنْ تُطِیقَ حَمْلَهُ قَالَ:بَلَی حَدَّثَنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ احْتَمَلَهُ،فَحَدَّثَهُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِحَدِیثٍ فَمَا فَرَغَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ حَدِیثِهِ حَتَّی ابْیَضَّ رَأْسُ الرَّجُلِ وَ لِحْیَتُهُ وَ أُنْسِیَ الْحَدِیثَ،فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَدْرَکَتْهُ رَحْمَهُ اللَّهِ حَیْثُ أُنْسِیَ الْحَدِیثَ (5).

ص:47


1- (1) سوره إبراهیم:42.
2- (2) سوره الشعراء:227.
3- (3) الخرائج و الجرائح:578/2 ح 2.
4- (4) الخرائج و الجرائح:285/1 ح 79.
5- (5) الخرائج و الجرائح:795/2.

36-قَالَ:وَ عَنِ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِیهِ أَنَّهُ قَالَ: صَارَ جَمَاعَهٌ مِنَ النَّاسِ بَعْدَ الْحَسَنِ إِلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالُوا:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ!مَا عِنْدَکَ مِنْ عَجَائِبِ أَبِیکَ الَّتِی کَانَ یُرِینَاهَا؟فَقَالَ:هَلْ تَعْرِفُونَ أَبِی؟قَالُوا:کُلُّنَا نَعْرِفُهُ،فَرَفَعَ سِتْراً کَانَ عَلَی بَابِ بَیْتٍ،ثُمَّ قَالَ انْظُرُوا فِی الْبَیْتِ فَنَظَرْنَا،فَإِذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْنَا:نَشْهَدُ أَنَّهُ خَلِیفَهَ اللَّهِ حَقّاً وَ أَنَّکَ وَلَدُهُ (1).

37-وَ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: سُئِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ مُضِیِّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ:أَ تَعْرِفُونَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا رَأَیْتُمُوهُ؟قَالُوا:نَعَمْ،قَالَ:فَارْفَعُوا هَذَا السِّتْرَ فَرَفَعُوهُ فَإِذَا هُمْ بِهِ لاَ یُنْکِرُونَهُ،فَقَالَ لَهُمْ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّهُ یَمُوتُ مَنْ مَاتَ مِنَّا وَ لَیْسَ بِمَیِّتٍ،وَ یَبْقَی مِنْ بَقِیَ مِنَّا حُجَّهً عَلَیْکُمْ (2).

38-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی سُمَیْنَهَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ،عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ رَجُلاً فَظّاً غَلِیظاً عَرَضَ لِلْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ هُمَا طِفْلاَنِ فَأَغْلَظَ لَهُ الْحُسَیْنُ فَأَهْوَی بِیَدِهِ لِیَضْرِبَ وَجْهَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَیْبَسَهَا اللَّهُ مِنْ مَنْکِبِهِ،فَأَهْوَی بِالْیُسْرَی فَفَعَلَ اللَّهُ بِهَا مِثْلَ ذَلِکَ فَقَالَ:أَنَا أَسْأَلُکُمَا بِحَقِّ أَبِیکُمَا وَ جَدِّکُمَا لَمَّا دَعَوْتُمَا اللَّهَ أَنْ یُطْلِقَنِی!فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اَللَّهُمَّ أَطْلِقْهُ،وَ اجْعَلْ لَهُ فِی هَذَا عِبْرَهً،وَ اجْعَلْ ذَلِکَ حُجَّهً عَلَیْهِ،فَأَطْلَقَ اللَّهُ یَدَیْهِ (3).

قَالَ الرَّاوَنْدِیُّ: وَ کَانَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَ فِرْعَوْنِ هَذِهِ الْأُمَّهِ فَمَدَّ یَدَهُ لِیَضْرِبَهُ عَلَی وَجْهِهِ فَیَبِسَتْ فَتَضَرَّعَ إِلَیْهِ لِیَرُدَّ یَدَهُ فَدَعَا اللَّهَ فَصَلَحَتْ وَ لَمْ یَعْتَبِرْ (4).

و روی علی بن یونس فی کتاب الصراط المستقیم جمله من المعجزات السابقه.

الفصل التاسع

39-وَ رَوَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ فِی الْمَزَارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلاَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ یَوْمَ أُصِیبُوا:اِشْهَدُوا أَنَّهُ

ص:48


1- (1) الخرائج و الجرائح:811/2 ح 20.
2- (2) الخرائج و الجرائح:818/2 ح 29.
3- (3) الخرائج و الجرائح:846/2 ح 61.
4- (4) الخرائج و الجرائح:757/2 ح 10.

قَدْ أَذِنَ فِی قَتْلِکُمْ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ اصْبِرُوا (1).

و عن محمّد بن جعفر الرزاز عن خاله محمّد بن الحسین بن أبی الخطاب عن علی بن النعمان عن الحسین بن أبی العلا مثله.

40-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: إِنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ صَلَّی بِأَصْحَابِهِ الْغَدَاهَ،ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَذِنَ فِی قَتْلِکُمْ فَعَلَیْکُمْ بِالصَّبْرِ (2).

و عن أبیه عن أحمد بن محمّد بن عیسی عن الحسین بن سعید عن النضر بن سوید عن یحیی بن عمران الحلبی عن الحسین بن أبی العلاء نحوه.

41-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ الرَّزَّازِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْخَثْعَمِیِّ عَنْ طَلْحَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: وَ الَّذِی نَفْسِی بِیَدِهِ لاَ یُهَنَّی بَنُو أُمَیَّهَ مُلْکُهُمْ حَتَّی یَقْتُلُونِی وَ هُمْ قَاتِلِیَّ«اَلْحَدِیثَ» (3).

42-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النَّافِذِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِی مَعْشَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمْ یَبْقَ فِی بَیْتِ الْمَقْدِسِ حَصَاهٌ إِلاَّ وُجِدَ تَحْتَهَا دَمٌ عَبِیطٌ (4).

43-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنِ الْخَشَّابِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَا قَتِیلُ الْعَبْرَهِ لاَ یَذْکُرُنِی مُؤْمِنٌ إِلاَّ اسْتَعْبَرَ (5).

44-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ الْخَشَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ،عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ:قَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَا قَتِیلُ الْعَبْرَهِ (6).

45-وَ عَنِ الرَّزَّازِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَکَمِ بْنِ مِسْکِینٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ:قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَا قَتِیلُ الْعَبْرَهَ (7).

ص:49


1- (1) کامل الزیارات:152.
2- (2) المصدر السابق.
3- (3) کامل الزیارات:156.
4- (4) کامل الزیارات:161.
5- (5) کامل الزیارات:214.
6- (6) کامل الزیارات:215.
7- (7) المصدر السابق.

46-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ،عَنْ أَبَانٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْخَرَّازِ،عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ:قَالَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَا قَتِیلُ الْعَبْرَهِ لاَ یَذْکُرُنِی مُؤْمِنٌ إِلاَّ بَکَی (1).

وَ عَنِ السَّعْدَآبَادِیِّ عَنْ أَحْمَدَ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَا قَتِیلُ الْعِبْرَهِ «اَلْحَدِیثَ». و عن حکیم بن داود عن سلمه عن محمّد بن عمرو عن هارون مثله.

الفصل العاشر

47-وَ رَوَی الْمُفِیدُ فِی إِرْشَادِهِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی حَفْصَهَ قَالَ: قَالَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ قِبَلَنَا نَاساً سُفَهَاءَ یَقُولُونَ:إِنِّی أَقْتُلُکَ!فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّهُمْ لَیْسُوا بِسُفَهَاءَ لَکِنَّهُمْ حُلَمَاءُ،أَمَا إِنَّهُ یُقِرُّ عَیْنِی أَنَّکَ لاَ تَأْکُلْ بُرَّ الْعِرَاقِ بَعْدِی إِلاَّ قَلِیلاً (2).

48-قَالَ:وَ رَوَی یُوسُفُ بْنُ عُبَیْدَهَ قَالَ:سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سِیرِینَ یَقُولُ: لَمْ تُرَ هَذِهِ الْحُمْرَهُ فِی السَّمَاءِ إِلاَّ بَعْدَ قَتْلِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

49-قَالَ:وَ رَوَی سَعْدٌ الْإِسْکَافُ قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: کَانَ قَاتِلُ یَحْیَی بْنِ زَکَرِیَّا وَلَدَ زِنًا،وَ کَانَ قَاتِلُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَلَدَ زِنًا،وَ لَمْ تَحْمَرَّ السَّمَاءُ إِلاَّ لَهُمَا، وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ کَذَلِکَ وَ کَذَا اللَّذَانِ قَبْلَهُ (4).

الفصل الحادی عشر

50-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ،قَالَ:وَجَدْتُ فِی کِتَابِ مُحَمَّدِ بْنِ شَاذَانَ بْنِ نُعَیْمٍ بِخَطِّهِ رَوَی عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ أَنَّهُ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُحَدِّثُ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمْ السَّلاَمُ: أَنَّ رَجُلاً کَانَ مِنْ شِیعَهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَرِیضاً شَدِیدَ الْحُمَّی فَعَادَهُ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ،فَلَمَّا دَخَلَ مِنْ بَابِ الدَّارِ رَحَلَتِ الْحُمَّی عَنِ الرَّجُلِ،فَقَالَ لَهُ:قَدْ رَضِیتُ مَا أُوتِیتُمُ حَقّاً حَقّاً، وَ الْحُمَّی تَهْرُبُ مِنْکُمْ،فَقَالَ لَهُ:وَ اللَّهِ مَا خَلَقَ اللَّهُ خَلْقاً إِلاَّ وَ قَدْ أَمَرَ بِالطَّاعَهِ لَنَا یَا کِبَاسَهُ،قَالَ:فَإِذَا نَحْنُ نَسْمَعُ الصَّوْتَ وَ لاَ یَرَی الشَّخْصَ،یَقُولُ:لَبَّیْکَ«اَلْحَدِیثَ» وَ فِیهِ أَنَّهُ کَلَّمَ الْحُمَّی بِکَلاَمٍ (5).

ص:50


1- (1) کامل الزّیارات:216.
2- (2) الإرشاد:132/2.
3- (3) الإرشاد:132/2.
4- (4) المصدر السّابق.
5- (5) مناقب آل أبی طالب:210/3.

وَ رَوَاهُ السَّیِّدُ وَلِیُّ بْنُ نِعْمَهِ اللَّهِ الرَّضَوِیُّ فِی کِتَابِ مَجْمَعِ الْبَحْرَیْنِ فِی مَنَاقِبِ السِّبْطَیْنِ نَحْوَهُ .

الفصل الثانی عشر

51-وَ رَوَی السَّیِّدُ رَضِیُّ الدِّینِ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ الْمَلْهُوفِ عَلَی قَتْلَی الطُّفُوفِ عَنْ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ لَمَّا وَصَلَ إِلَی کَرْبَلاَءَ جَلَسَ یُصْلِحُ سَیْفَهُ وَ یَتَمَثَّلُ بِأَبْیَاتٍ،قَالَ فَسَمِعَتْ زَیْنَبَ بِنْتُ فَاطِمَهَ ذَلِکَ،فَقَالَتْ:یَا أَخِی هَذَا کَلاَمُ مَنْ أَیْقَنَ بِالْقَتْلِ،فَقَالَ:نَعَمْ یَا أُخْتَاهْ!ثُمَّ قَالَ لِلنِّسَاءِ:اُنْظُرْنَ إِذَا أَنَا قُتِلْتُ،فَلاَ تَشْقُقْنَ عَلَیَّ جَیْباً وَ لاَ تَخْمِشْنَ عَلَیَّ وَجْهاً وَ لاَ تَقُلْنَ هُجْراً (1).

52-وَ فِی رِوَایَهٍ أُخْرَی أَنَّهُ قَالَ: اللَّهُمَّ احْبِسْ عَنْهُمْ قَطْرَ السَّمَاءِ،وَ ابْعَثْ عَلَیْهِمْ سِنِینَ کَسِنِی یُوسُفَ،وَ سَلِّطْ عَلَیْهِمْ غُلاَمَ ثَقِیفٍ یَسُومُهُمْ کَأْساً مُصَبَّرَهً (2).

53-: وَ فِی رِوَایَهٍ أُخْرَی:فَدَعَا عَلَیْهِمْ بِنَحْوِ مَا صَنَعَ بِهِمْ الْمُخْتَارُ وَ غَیْرُهُ.

54-: وَ فِی رِوَایَهٍ أُخْرَی أَنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ اسْتَدْعَی بِسَرَاوِیلَ وَ حِبَرَهٍ فَفَزَرَهَا وَ لَبِسَهَا،وَ إِنَّمَا فَزَرَهَا لِئَلاَّ یُسْلَبَهَا،فَلَمَّا قُتِلَ سَلَبَهَا أَبْحَرُ بْنُ کَعْبٍ،وَ تَرَکَ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مُجَرَّداً فَکَانَتْ یَدَا أَبْحَرَ تَیْبَسَانِ فِی الصَّیْفِ کَأَنَّهُمَا عُودَانِ یَابِسَانِ، وَ تَرْطَبَانِ فِی الشِّتَاءِ فَتَنْضَحَانِ قَیْحاً وَ دَماً إِلَی أَنْ أَهْلَکَهُ اللَّهُ تَعَالَی (3).

قَالَ:وَ رُوِیَ أَنَّهُ صَارَ زَمِناً مُقْعَداً مِنْ رِجْلَیْهِ.

55-قَالَ: وَ أَخَذَ عِمَامَتَهُ أَخْنَسُ بْنُ مَرْثَدٍ الْحَضْرَمِیُّ،وَ قِیلَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْأَوْدِیُّ،فَاعْتَمَّ بِهَا فَصَارَ مَعْتُوهاً (4).

الفصل الثالث عشر

56-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی عَنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِأُمِّ سَلَمَهَ: إِنِّی خَارِجٌ،وَ إِنِّی مَقْتُولٌ (5)لاَ مَحَالَهَ فَأَیْنَ الْمَفَرُّ مِنَ الْقَدَرِ الْمَقْدُورِ وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ الْیَوْمَ وَ السَّاعَهَ الَّتِی أُقْتَلُ فِیهَا،وَ الْبُقْعَهَ الَّتِی أُدْفَنُ فِیهَا (6)،یَا أُمَّ سَلَمَهَ!فَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُرِیکِ مَضْجَعِی،وَ مَضْجَعَ أَصْحَابِی

ص:51


1- (1) اللّهوف:49.
2- (2) اللّهوف:ص 60.
3- (3) اللّهوف:ص 73.
4- (4) اللّهوف:ص 76.
5- (5) فی المصدر:لمقتول.
6- (6) فی المصدر زیاده:کما أعرفک.

وَ مَکَانِی (1)فَعَلْتُ فَقَالَتْ:قَدْ شِئْتُ.فَتَکَلَّمَ بِالاِسْمِ الْأَعْظَمِ،فَانْخَفَضَتْ لَهُ الْأَرْضُ حَتَّی أَرَاهَا الْمَکَانَ وَ الْمَضْجَعَ وَ مَدَّ یَدَهُ وَ تَنَاوَلَ مِنَ التُّرْبَهِ وَ أَعْطَاهَا (2).

الفصل الرابع عشر

57-وَ رَوَی أَبُو مِخْنَفٍ لُوطُ بْنُ یَحْیَی الْأَزْدِیُّ فِی کِتَابِ مَقْتَلِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

أَنَّهُ لَمَّا وَصَلَ إِلَی کَرْبَلاَءَ،قَالَ:قِفُوا وَ لاَ تَبْرَحُوا،هَاهُنَا وَ اللَّهِ مُنَاخُ رِکَابِنَا وَ هَاهُنَا وَ اللَّهِ مَحَطُّ رِحَالِنَا،هَاهُنَا وَ اللَّهِ تُسْفَکُ دِمَاؤُنَا،هَاهُنَا وَ اللَّهِ یُسْتَبَاحُ حَرِیمُنَا،هَاهُنَا وَ اللَّهِ مَحَلُّ قُبُورِنَا هَاهُنَا وَ اللَّهِ مَحْشَرُنَا وَ مَنْشَرُنَا (3).

58-وَ رَوَی فِی حَدِیثٍ: أَنَّ رَأْسَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا حُمِلَ عَلَی رُمْحٍ قَرَأَ سُورَهَ الْکَهْفِ حَتَّی خَتَمَهَا.

الفصل الخامس عشر

59-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ فِی کِتَابِ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ بِإِسْنَادٍ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّهِ،وَ إِسْنَادِ مِنْ طَرِیقِ الشِّیعَهِ عَنْ أُمِّ سُلَیْمٍ: صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا النَّبِیُّ وَ عَلِیٌّ وَ الْحَسَنَانِ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ:إِنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا طَبَعَ فِی الْحَصَاهِ وَ أَرَاهَا فِیهَا الْأَئِمَّهَ عَلَیْهِمْ السَّلاَمُ،قَالَتْ لَهُ:یَا سَیِّدِی أَعِدْ عَلَیَّ عَلاَمَهً أُخْرَی فَتَبَسَّمَ وَ هُوَ قَاعِدٌ،ثُمَّ قَامَ فَمَدَّ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ،فَوَ اللَّهِ لَکَأَنَّهَا عَمُودٌ مِنْ نَارٍ تَخْرَقُ الْهَوَاءَ حَتَّی تَوَارَی عَنْ عَیْنِی وَ هُوَ قَائِمٌ لاَ یَعْبَأُ بِذَلِکَ وَ لاَ یَتَحَفَّزُ فَأُسْقِطَتْ وَ ضَعُفَتْ فَمَا أَفَقْتُ إِلاَّ بِهِ وَ فِی یَدِهِ طَاقَهٌ مِنْ آسٍ یَضْرِبُ بِهَا مَنْخِرِی وَ قُمْتُ وَ أَنَا وَ اللَّهِ أَجِدُ إِلَی سَاعَتِی رَائِحَهَ هَذِهِ الطَّاقَهِ مِنَ الْآسِ وَ هِیَ وَ اللَّهِ عِنْدِی لَمْ تُذْوَ وَ لَمْ تَذْبُلْ،وَ لاَ انْتَقَصَ مِنْ رِیحِهَا شَیْ ءٌ وَ أَوْصَیْتُ أَهْلِی أَنْ یَضَعُوهَا فِی کَفَنِی (4).

الفصل السادس عشر

60-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ،أَنَّهُ قَالَ لِأُمِّ سَلَمَهَ وَ قَدْ نَهَتْهُ عَنِ الْخُرُوجِ إِلَی الْعِرَاقِ، وَ خَوَّفَتْهُ مِنَ الْقَتْلِ،فَقَالَ:یَا أُمِّهْ إِنْ لَمْ أَذْهَبِ الْیَوْمَ ذَهَبْتُ غَداً،وَ إِنْ لَمْ أَذْهَبْ غَداً ذَهَبْتُ بَعْدَ غَدٍ إِنِّی لَأَعْرِفُ الْیَوْمَ الَّذِی أُقْتَلُ فِیهِ،وَ السَّاعَهَ الَّتِی أُقْتَلُ فِیهَا،وَ الْحُفْرَهَ

ص:52


1- (1) فی المصدر:و مکانهم.
2- (2) عیون المعجزات:61.
3- (3) کلمات الإمام الحسین:374.
4- (4) مقتضب الأثر:21 ح 21.

الَّتِی أُدْفَنُ فِیهَا فَإِنْ أَحْبَبْتِ أَنْ أُرِیکِ مَصْرَعِی وَ مَکَانِی؟قَالَتْ:قَدْ شِئْتُ.فَمَا زَادَ عَلَی أَنْ قَالَ:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ فَخُفِضَتْ لَهُ الْأَرْضُ حَتَّی أَرَاهَا مَکَانَهُ وَ مَکَانَ أَصْحَابِهِ،ثُمَّ قَالَ:إِنِّی مَقْتُولٌ یَوْمَ عَاشُورَاءَ یَوْمَ السَّبْتِ (1).

61-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: إِنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِأَصْحَابِهِ فِی لَیْلَهِ الْیَوْمِ الَّذِی قُتِلَ فِیهِ:إِنِّی غَداً أُقْتَلُ وَ تُقْتَلُونَ کُلُّکُمْ مَعِی،لاَ یَبْقَی مِنْکُمْ وَاحِدٌ فَقَالُوا:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَکْرَمَنَا بِنَصْرِکَ،ثُمَّ أَخْبَرَ بِقَتْلِ الْقَاسِمِ بْنِ الْحَسَنِ وَ وَلَدِهِ عَبْدِ اللَّهِ،وَ أَنَّ النَّارَ تَسَعَّرُ فِی الْخَنْدَقِ،وَ أَخْبَرَ بِکَثِیرٍ مِمَّا وَقَعَ وَ سُئِلَ عَنْ عَلِیٍّ وَلَدِهِ،فَقَالَ:مَا کَانَ اللَّهُ لِیَقْطَعَ نَسْلِی مِنَ الدُّنْیَا، وَ کَیْفَ یَصِلُونَ إِلَیْهِ،وَ هُوَ أَبُو ثَمَانِیَهٍ أَئِمَّهٍ (2).

62-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: إِنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِغِلْمَانِهِ:لاَ تَخْرُجُوا إِلاَّ فِی یَوْمِ السَّبْتِ أَوْ یَوْمِ خَمِیسٍ،فَإِنَّکُمْ إِنْ خَرَجْتُمْ فِی غَیْرِهِمَا قُطِعَ عَلَیْکُمْ الطَّرِیقُ وَ ذَهَبَ مَا کَانَ مَعَکُمْ وَ کَانَ قَدْ أَرْسَلَهُمْ إِلَی ضَیْعَهٍ لَهُ فَخَرَجُوا فِی غَیْرِ الْیَوْمَیْنِ فَقُتِلُوا وَ أُخِذَ مَا کَانَ مَعَهُمْ،فَدَخَلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی الْوَالِی وَ أَخْبَرَهُ بِاللُّصُوصِ وَ دَلَّهُ عَلَیْهِمْ فَأَخَذَهُمُ فَأَقَرُّوا فَضَرَبَ أَعْنَاقَهُمْ (3).

63-وَ عَنْهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ مِنْ مَوَالِی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُشَاوِرُهُ فِی امْرَأَهٍ یَتَزَوَّجُهَا،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لاَ أُحِبُّ أَنْ تَتَزَوَّجُهَا فَإِنَّهَا مَشْئُومَهٌ فَخَالَفَهُ وَ تَزَوَّجَهَا وَ کَانَ یُحِبُّهَا وَ کَانَ کَثِیرَ الْمَالِ،فَتَلِفَ مَالُهُ،وَ رَکِبَهُ دَیْنٌ وَ مَاتَ أَخُوهُ وَ أَبُوهُ،فَقَالَ لَهُ:خَلِّ سَبِیلَهَا فَإِنَّ اللَّهَ یُخَلِّفُ عَلَیْکَ فَخَلَّی سَبِیلَهَا،فَقَالَ لَهُ:عَلَیْکَ بِفُلاَنَهَ فَتَزَوَّجْهَا،فَأَخْلَفَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَالَهُ وَ وَلَدَتْ لَهُ وَلَداً (4).

64-وَ عَنْهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ- یَوْمَ السَّبْتِ وَ هُوَ یَوْمُ عَاشُورَاءَ الَّذِی قُتِلَ فِیهِ-:وَ لاَ یَبْقَی مَطْلُوبٌ مِنْ أَهْلِی،وَ یُسَارُ بِرَأْسِی إِلَی یَزِیدَ بْنَ مُعَاوِیَهَ (5).

65-وَ بِإِسْنَادِهِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ جَمَّالَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا قُتِلَ جَاءَ فَوَجَدَ بَدَنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِلاَ رَأْسٍ فَمَدَّ یَدَهُ لِیَأْخُذَ تِکَّتَهُ،فَمَدَّ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَدَهُ الْیُمْنَی،

ص:53


1- (1) الهدایه الکبری:203.
2- (2) الهدایه الکبری:ص 204.
3- (3) الهدایه الکبری:205.
4- (4) الهدایه الکبری:206.
5- (5) الهدایه الکبری:207.

وَ قَبَضَ عَلَی التِّکَّهِ،فَقَطَعَ الْجَمَّالُ یَدَهُ،ثُمَّ أَرَادَ أَنْ یَحِلَّ التِّکَّهَ فَمَدَّ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْیُسْرَی فَقَطَعَهَا أَیْضاً (1).

الفصل السابع عشر

66-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ:

لَقِیتُ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ خَارِجٌ إِلَی الْعِرَاقِ (2)،فَقُلْتُ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ تَخْرُجْ،فَقَالَ:أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ مَنِیَّتِی مِنْ هُنَاکَ؟وَ أَنَّ مَصَارِعَ أَصْحَابِی هُنَاکَ؟ (3).

67-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ: أَنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِزُهَیْرٍ:اِعْلَمْ أَنَّ هَاهُنَا مَشْهَدِی،وَ یَحْمِلُ هَذَا مِنْ جَسَدِی-یَعْنِی رَأْسَهُ-زَحْرُ بْنُ قَیْسٍ وَ یَدْخُلُ عَلَی یَزِیدَ وَ یَرْجُو نَائِلَهً فَلاَ یُعْطِیهِ شَیْئاً (4).

68-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْوَاقِدِیِّ عَنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّی أَعْلَمُ عِلْماً أَنَّ هُنَاکَ مَصْعَدِی،وَ هُنَاکَ مَصَارِعُ أَصْحَابِی لاَ یَنْجُو مِنْهُمْ إِلاَّ وَلَدِی عَلِیٌّ (5).

69-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رَاشِدِ بْنِ مَزْیَدٍ قَالَ: شَهِدْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ صَحِبْتُهُ مِنْ مَکَّهَ حَتَّی أَتَیْنَا الْقُطْقُطَانَهَ فَرَأَیْتُهُ وَ قَدِ اسْتَقْبَلَهُ سَبُعٌ عَقُورٌ فَکَلَّمَهُ فَوَقَفَ لَهُ ثُمَّ ذَکَرَ کَلاَماً طَوِیلاً کَلَّمَهُ السَّبُعُ بِهِ (6).

70-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ کَثِیرِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ: شَهِدْتُ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدِ اشْتَهَی عَلَیْهِ ابْنُهُ عَلِیٌّ الْأَکْبَرُ عِنَباً فِی غَیْرِ أَوَانِهِ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی سَارِیَهِ الْمَسْجِدِ وَ أَخْرَجَ لَهُ عِنَباً وَ مَوْزاً فَأَطْعَمَهُ وَ قَالَ لَهُ:مَا عِنْدَ اللَّهِ لِأَوْلِیَائِهِ أَکْثَرُ (7).

71-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حُذَیْفَهَ قَالَ:سَمِعْتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: وَ اللَّهِ لَیَجْتَمِعَنَّ عَلَی قَتْلِی بَنُو أُمَیَّهَ،وَ یَقْدُمُهُمْ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ،وَ ذَلِکَ فِی حَیَاهِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ، فَقُلْتُ لَهُ:أَنْبَأَکَ بِهَذَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟قَالَ:لاَ.فَأَتَیْتُ النَّبِیَّ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:عِلْمِی عِلْمُهُ وَ عِلْمُهُ عِلْمِی (8).

72-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَوْزَاعِیِّ: أَنَّهُ رَأَی الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَکَّهَ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ:

مَرْحَباً بِکَ یَا أَوْزَاعِیُّ جِئْتَ تَنْهَانِی عَنِ الْمَسِیرِ؟وَ یَأْبَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلاَّ ذَلِکَ،إِنَّ مِنْ

ص:54


1- (1) الهدایه الکبری:208.
2- (2) فی المصدر:یخرج.
3- (3) دلائل الإمامه للطّبریّ:181.
4- (4) دلائل الإمامه للطّبریّ:182.
5- (5) المصدر السّابق.
6- (6) دلائل الإمامه للطّبریّ:182.
7- (7) دلائل الإمامه للطّبریّ:183.
8- (8) دلائل الإمامه للطّبریّ:183.

هَاهُنَا إِلَی یَوْمِ الْإِثْنَیْنِ مَبْعَثِی فَکَانَ کَمَا قَالَ (1).

73-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْلَی قَالَ: لَقِیتُ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی ظَهْرِ الْکُوفَهِ وَ هُوَ رَاحِلٌ مَعَ الْحَسَنِ إِلَی مُعَاوِیَهَ،ثُمَّ ذَکَرَ کَلاَماً لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَتَضَمَّنُ الْإِخْبَارَ بِخُرُوجِهِ وَ قَتْلِهِ بَیْنَ الْکُوفَهِ وَ کَرْبَلاَءَ،وَ بِجُمْلَهٍ مِنَ الْأُمُورِ الَّتِی جَرَتْ (2).

74-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدٍ الْکِنَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ فِی سَفَرٍ،فَنَزَلَ تَحْتَ نَخْلَهٍ یَابِسَهٍ فَدَعَا فَاخْضَرَّتِ النَّخْلَهُ وَ أَوْرَقَتْ،وَ حَمَلَتْ رُطَباً،فَصَعِدُوا إِلَی النَّخْلَهِ،فَأَخَذُوا مِنْهَا مَا کَفَاهُمْ (3).

75-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ عَنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَیْهِ بَعْدَ مَا ابْیَضَّ شَعْرُ رَأْسِهَا،فَدَعَا لَهَا فَاسْوَدَّ شَعْرُهَا (4).

76-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا مُنِعَ الْحُسَیْنُ وَ أَصْحَابُهُ الْمَاءَ نَادَی فِیهِمْ مَنْ کَانَ ظَمْآنَ فَلْیَجِئْ،فَأَتَاهُ رَجُلٌ رَجُلٌ،وَ یَجْعَلُ إِبْهَامَهُ فِی رَاحَتِهِ فَلَمْ یَزَلْ یَشْرَبُ الرَّجُلُ بَعْدَ الرَّجُلِ،فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ:لَقَدْ شَرِبْتُ شَرَاباً مَا شَرِبَهُ أَحَدٌ فِی دَارِ الدُّنْیَا،«اَلْحَدِیثَ» (5). و روی جمله من المعجزات السابقه.

الفصل الثامن عشر

77-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ مِنْ عُلَمَاءِ الْعَامَّهِ فِی کِتَابِ مَنَاقِبِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی رَجَاءٍ قَالَ: لاَ تَسُبُّوا عَلِیّاً وَ لاَ أَهْلَ الْبَیْتِ،إِنَّ جَاراً لَنَا مِنْ بَنِی الْهَجِیمِ قَدِمَ مِنَ الْکُوفَهِ،فَقَالَ لَهُمْ:أَ لَمْ تَرَوْا إِلَی هَذَا الْفَاسِقِ بْنِ الْفَاسِقِ،أَنَّ اللَّهَ قَتَلَهُ!یَعْنِی الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:فَرَمَاهُ اللَّهُ بِکَوْکَبَیْنِ فِی عَیْنَیْهِ وَ طَمَسَ اللَّهُ بَصَرَهُ (6).

الفصل التاسع عشر

78-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ وَ رَوَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ کَثِیرٍ: أَنَّ قَوْماً أَتَوْا الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالُوا:حَدِّثْنَا بِفَضَائِلِکُمْ؟قَالَ:لاَ تُطِیقُونَ،وَ انْحَازُوا عَنِّی لِأُشِیرَ إِلَی بَعْضِکُمْ فَإِنْ أَطَاقَ سَأُحَدِّثُکُمْ؟ فَتَبَاعَدُوا عَنْهُ فَکَانَ یَتَکَلَّمُ مَعَ أَحَدِهِمْ حَتَّی دَهِشَ وَ وَلِهَ وَ جَعَلَ یَهِیمُ وَ لاَ یُجِیبُ أَحَداً

ص:55


1- (1) دلائل الإمامه للطّبریّ:184.
2- (2) المصدر السّابق.
3- (3) دلائل الإمامه للطّبریّ:186.
4- (4) دلائل الإمامه للطّبریّ:187.
5- (5) دلائل الإمامه:188.
6- (6) فضائل الصّحابه لأحمد:574/2.

وَ انْصَرَفُوا عَنْهُ (1).

79-وَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ:سَمِعْتُ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: اخْتَصَمَ رَجُلاَنِ فِی زَمَنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی امْرَأَهٍ وَ وَلَدِهَا،فَقَالَ هَذَا:لِی،وَ قَالَ هَذَا لِی، فَقَالَ لِلْمُدَّعِی الْأَوَّلِ:اُقْعُدْ،فَقَعَدَ وَ کَانَ الْغُلاَمُ رَضِیعاً،فَقَالَ الْحُسَیْنُ:یَا هَذِهِ اصْدُقِی مِنْ قَبْلِ أَنْ یَهْتِکَ اللَّهُ سِتْرَکَ فَقَالَتْ:هَذَا زَوْجِی وَ الْوَلَدِ لَهُ،وَ لاَ أَعْرِفُ هَذَا فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا غُلاَمُ مَا تَقُولُ هَذِهِ؟اِنْطِقْ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی،فَقَالَ:مَا أَنَا لِهَذَا وَ لاَ لِهَذَا وَ مَا أَبِی إِلاَّ رَاعٍ لِآلِ فُلاَنٍ،فَأَمَرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِرَجْمِهَا،قَالَ جَعْفَرٌ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:فَلَمْ یَسْمَعْ أَحَدٌ نُطْقَ ذَلِکَ الْغُلاَمِ بَعْدَهَا (2). وَ رَوَاهُ السَّیِّدُ وَلِیُّ بْنُ نِعْمَهِ اللَّهِ فِی کِتَابِ مَجْمَعِ الْبَحْرَیْنِ نَقْلاً مِنْ مَنَاقِبِ ابْنِ شَهْرَآشُوبَ مِثْلَهُ .

80-وَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَ تُرِیدُ أَنْ تَرَی مُخَاطَبَهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِأَبِی دُونَ یَوْمِ مَسْجِدِ قُبَا؟قَالَ هَذَا الَّذِی أَرَدْتُ،قَالَ:

قُمْ.وَ أَنَا وَ هُوَ بِالْکُوفَهِ.فَنَظَرْتُ فَإِذَا الْمَسْجِدُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَرْتَدَّ إِلَیَّ بَصَرِی فَتَبَسَّمَ فِی وَجْهِی،ثُمَّ قَالَ:اُدْخُلْ،فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مُحْتَبٍ فِی الْمِحْرَابِ بِرِدَائِهِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَابِضٌ عَلَی تَلاَبِیبِ الْأَعْسَرِ فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَعَضُّ عَلَی الْأَنَامِلِ وَ هُوَ یَقُولُ:بِئْسَ الْخَلَفُ خَلِیفَتِی أَنْتَ،وَ أَصْحَابُکَ (3).

ثم ذکر کلامه و روی فی رؤیته بعد وفاته روایات کثیره.

81-قَالَ:وَ رُوِیَ أَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ قَالَ لِعُمَرَ بْنِ سَعْدٍ: إِنَّ مِمَّا یُقِرَّ لِعَیْنَیَّ أَنَّکَ لاَ تَأْکُلُ مِنْ بُرِّ الْعِرَاقِ مِنْ بَعْدِی إِلاَّ قَلِیلاً،فَکَانَ کَذَلِکَ لَمْ یَصِلْ إِلَی الرَّیِّ وَ قَتَلَهُ الْمُخْتَارُ (4).

82-وَ فِی رِوَایَهٍ: إِنَّ رَجُلاً مِنْ کَلْبٍ رَمَاهُ بِسَهْمٍ فَشَکَّ شِدْقَهُ،فَقَالَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لاَ أَرْوَاکَ اللَّهُ،فَعَطِشَ حَتَّی أَلْقَی نَفْسَهُ فِی الْفُرَاتِ،وَ شَرِبَ حَتَّی مَاتَ (5). و روی فی إجابه دعائه علیه السّلام أحادیث کثیره.

و روی علی بن الحسین المسعودی فی کتاب إثبات الوصیه جمله من معجزاته علیه السّلام و إخباره بالمغیبات.

ص:56


1- (1) المناقب لابن شهرآشوب:210/3.
2- (2) المناقب لابن شهرآشوب:210/3.
3- (3) المناقب لابن شهرآشوب:211/3.
4- (4) المناقب لابن شهرآشوب:213/3.
5- (5) المناقب لابن شهرآشوب:214/3.

الفصل العشرون

83-وَ رَوَی السَّیِّدُ وَلِیُّ بْنُ نِعْمَهِ اللَّهِ الرَّضَوِیُّ فِی کِتَابِ مَجْمَعِ الْبَحْرَیْنِ فِی مَنَاقِبِ السِّبْطَیْنِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْبَهْجَهِ،عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: أَنَّ أَعْرَابِیّاً قَالَ لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَدْتُ نَاقَتِی وَ لَمْ یَکُنْ عِنْدِی غَیْرُهَا وَ کَانَ أَبُوکَ یُرْشِدُ الضَّالَّهَ،وَ یُبْلِغُ الْمَفْقُودَ إِلَی صَاحِبِهِ،فَقَالَ لَهُ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِذْهَبْ إِلَی الْمَوْضِعِ الْفُلاَنِیِّ تَجِدْ نَاقَتَکَ وَاقِفَهً وَ فِی مُوَاجِهِهَا ذِئْبٌ أَسْوَدُ،قَالَ:فَتَوَجَّهَ الْأَعْرَابِیُّ إِلَی الْمَوْضِعِ ثُمَّ رَجَعَ فَقَالَ لِلْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَجَدْتُ نَاقَتِی فِی الْمَوْضِعِ الْفُلاَنِیِّ (1).

84-قَالَ:وَ مِنَ الْکِتَابِ الْمَذْکُورِ رَوَی مُرَّهُ بْنُ أَعْیَنَ عَنْ خَالِدٍ عَنْ أَبِی رَجَاءٍ عَنْ عِمَادٍ قَالَ: کَانَ یَأْتِی مَجْلِسَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ یُؤْذِیهِ وَ یَشْتِمُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ کَوْکَبَیْنِ مِنَ السَّمَاءِ فَضَرَبَا کِلْتَا عَیْنَیْهِ.

الفصل الحادی و العشرون

85-وَ رَوَی بَعْضُ أَصْحَابِنَا فِی کِتَابٍ لَهُ اسْمُهُ التُّحْفَهُ فِی الْکَلاَمِ قَالَ:رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَاءَهُ أَعْرَابِیٌّ وَ قَالَ:ضَلَّ بَعِیرِی وَ لَیْسَ لِی غَیْرُهُ،وَ أَنْتَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ أَرْشِدْنِی إِلَیْهِ فَقَالَ:اِذْهَبْ إِلَی مَوْضِعِ کَذَا فَإِنَّهُ فِیهِ وَ فِی مُقَابِلِهِ أَسَدٌ،فَذَهَبَ إِلَی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ فَوَجَدَهُ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

الفصل الثانی و العشرون

86-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ أَسْبَاطٍ فِی نَوَادِرِهِ الَّذِی رَوَاهُ هَارُونُ بْنُ مُوسَی التَّلَّعُکْبَرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا،قَالَ: لَمَّا بَلَغَ أَهْلَ الْبُلْدَانِ مَا کَانَ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدِمَتْ کُلُّ امْرَأَهٍ تَزُورُ،وَ قَالَتِ الْعَرَبُ:اَلزَّوْرَاءُ الَّتِی لاَ تَلِدُ أَبَداً إِلاَّ أَنْ تَخَطَّی قَبْرَ رَجُلٍ کَرِیمٍ فَلَمَّا قِیلَ لِلنَّاسِ:إِنَّ الْحُسَیْنَ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ وَقَعَ أَتَتْهُ أَلْفُ امْرَأَهٍ مِمَّنْ کَانَتْ لاَ تَلِدُ،فَوَلَدْنَ کُلُّهُنَّ (3).

ص:57


1- (1) کلمات الإمام الحسین علیه السّلام:640 ح 651.
2- (2) کلمات الإمام الحسین علیه السّلام:640.
3- (3) بحار الأنوار:200/45.

>بسم اللّه الرّحمن الرّحیم<

الباب السادس عشر: النصوص علی إمامه علی بن الحسین علیه السّلام مضافا إلی ما تقدم منها

اشاره

النصوص علی إمامه علی بن الحسین علیه السّلام مضافا إلی ما تقدم منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ فِی الْکَافِی عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ،عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا سَارَ إِلَی الْعِرَاقِ اسْتَوْدَعَ أُمَّ سَلَمَهَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا الْکُتُبَ وَ الْوَصِیَّهَ،فَلَمَّا رَجَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَفَعَتْهَا إِلَیْهِ (1).

2-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ،عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا حَضَرَهُ الَّذِی حَضَرَهُ دَعَا ابْنَتَهُ الْکُبْرَی فَاطِمَهَ بِنْتَ الْحُسَیْنِ فَدَفَعَ إِلَیْهَا کِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِیَّهً ظَاهِرَهً،وَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مَبْطُوناً لاَ یَرَوْنَ إِلاَّ أَنَّهُ لِمَا بِهِ،فَدَفَعَتْ فَاطِمَهُ الْکِتَابَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ صَارَ وَ اللَّهِ ذَلِکَ الْکِتَابُ إِلَیْنَا یَا زِیَادُ،قَالَ:قُلْتُ فَمَا فِی ذَلِکَ الْکِتَابِ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ؟فَقَالَ:فِیهِ وَ اللَّهِ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ إِلَی أَنْ تَفْنَی الدُّنْیَا،وَ اللَّهِ إِنَّ فِیهِ الْحُدُودَ، حَتَّی إِنَّ فِیهِ أَرْشَ الْخَدْشِ (2).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ.

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ نَحْوَهُ .

3-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَا حَضَرَهُ دَفَعَ وَصِیَّتَهُ إِلَی ابْنَتِهِ فَاطِمَهَ ظَاهِرَهً فِی کِتَابٍ مُدْرَجٍ،فَلَمَّا أَنْ کَانَ مِنْ أَمْرِ الْحُسَیْنِ مَا کَانَ،دَفَعَتْ ذَلِکَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قُلْتُ:فَمَا[کَانَ]فِیهِ

ص:58


1- (1) الکافی:ج 304/1،ح 3.
2- (2) الکافی:ج 291/1،ح 6.

یَرْحَمُکَ اللَّهُ؟قَالَ:مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ مُنْذُ کَانَتِ الدُّنْیَا إِلَی أَنْ تَفْنَی (1).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی الْجَارُودِ مِثْلَهُ .

وَ قَدْ تَقَدَّمَ حَدِیثُ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِلْحُسَیْنِ.لَمَّا أَخَذَ بِنْتَ یَزْدَجَرْدَ.لَیَلِدَنَّ لَکَ مِنْهَا خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ،فَوَلَدَتْ لَهُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ کَانَ یُقَالُ لَهُ:اِبْنُ الْخِیَرَتَیْنِ،فَخِیَرَهُ اللَّهِ مِنَ الْعَرَبِ هَاشِمٌ، وَ مِنَ الْعَجَمِ فَارِسُ.

الفصل الأول

4-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ،قَالَ:

رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی،عَنْ رِبْعِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لَمَّا تَوَجَّهَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْعِرَاقِ وَ دَفَعَ إِلَی أُمِّ سَلَمَهَ زَوْجَهِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ الْوَصِیَّهَ وَ الْکُتُبَ وَ غَیْرَ ذَلِکَ قَالَ لَهَا:إِذَا أَتَاکَ أَکْبَرُ وُلْدِی فَادْفَعِی إِلَیْهِ مَا قَدْ دَفَعْتُ إِلَیْکَ»فَلَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَتَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُمَّ سَلَمَهَ فَدَفَعَتْ إِلَیْهِ کُلَّ شَیْ ءٍ أَعْطَاهَا الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

الفصل الثانی

5-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ سَیْفٍ عَنْ مَنْصُورٍ،أَوْ عَنْ یُونُسَ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو الْجَارُودِ قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: لَمَّا حَضَرَ مِنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَا حَضَرَ دَعَا فَاطِمَهَ بِنْتَهُ فَدَفَعَ إِلَیْهَا کِتَاباً مَلْفُوفاً وَ وَصِیَّهً ظَاهِرَهً،فَقَالَ:یَا بِنْتِی ضَعِی هَذَا فِی أَکَابِرِ وُلْدِی فَلَمَّا رَجَعَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ دَفَعَتْهَا إِلَیْهِ وَ هُوَ عِنْدَنَا«اَلْحَدِیثَ»وَ رَوَاهُ بِسَنَدَیْنِ آخَرَیْنِ کَمَا مَرَّ (3).

الفصل الثالث

6-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ الْقُمِّیُّ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ فِی النُّصُوصِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبَانَ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْسَّرِفِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْأَزْهَرِ،عَنْ

ص:59


1- (1) الکافی:ج 304/1،ح 2.
2- (2) الغیبه للطوسی:195،ح 159.
3- (3) بصائر الدّرجات:184،ح 6.

عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَهَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْأَصْغَرُ إِلَی أَنْ قَالَ (1):فَقُلْتُ:إِنْ کَانَ مَا أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أَرَاهُ فِیکَ فَإِلَی مَنْ؟فَقَالَ:إِلَی عَلِیٍّ ابْنِی هَذَا،هُوَ الْإِمَامُ،وَ أَبُو الْأَئِمَّهِ (الْحَدِیثَ) (2).

الفصل الرابع

7-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی قَالَ:رَوَتْ أَصْحَابُ الْحَدِیثِ: أَنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ الاِسْمَ الْأَعْظَمَ،وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ،وَ نَصَّ عَلَیْهِ بِالْإِمَامَهِ مِنْ بَعْدِهِ (3).

الفصل الخامس

8-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ النَّصَّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ ثُمَّ قَالَ: وَ کَتَبَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَصِیَّتَهُ وَ أَوْدَعَهَا أُمَّ سَلَمَهَ،وَ جَعَلَ طَلَبَهَا مِنْهَا عَلاَمَهً عَلَی إِمَامَهِ الطَّالِبِ لَهَا مِنَ الْأَنَامِ فَطَلَبَهَا زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

الفصل السادس

9-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الْحُسَیْنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی وَقْتِ قِتَالِهِ بِکَرْبَلاَءَ أَحْضَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ عَلِیلاً فَأَوْصَی إِلَیْهِ بِالاِسْمِ الْأَعْظَمِ،وَ مَوَارِیثِ الْأَنْبِیَاءِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ عَرَّفَهُ أَنَّهُ قَدْ دَفَعَ الْعُلُومَ [وَ الصُّحُفَ]وَ الْمَصَاحِفَ وَ السِّلاَحَ إِلَی أُمِّ سَلَمَهَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهَا وَ أَمَرَهَا أَنْ تَدْفَعَ جَمِیعَ ذَلِکَ إِلَیْهِ.

قَالَ:وَ رَوَی أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ دَعَا ابْنَتَهُ الْکُبْرَی فَاطِمَهَ فَدَفَعَ إِلَیْهَا کِتَاباً مَلْفُوفاً،وَ أَمَرَهَا أَنْ تُسْلِمَهُ إِلَی أَخِیهَا عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فَسُئِلَ الْعَالِمُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، أَیُّ شَیْ ءٍ کَانَ فِی الْکِتَابِ فَقَالَ:فِیهِ وَ اللَّهِ جَمِیعُ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ وُلْدُ آدَمَ إِلَی فَنَاءِ الدُّنْیَا وَ قِیَامِ السَّاعَهِ (5).

ص:60


1- (1) فدعاه الحسین و ضمه إلیه ضما و قبّل ما بین عینیه ثم قال بأبی أنت ما أطیب ریحک و أحسن خلقک،فتداخلنی من ذلک فقلت..
2- (2) الکفایه:234.
3- (3) عیون المعجزات:ص 61.
4- (4) الصراط المستقیم:ج 2 ص 161.
5- (5) الهدایه الکبری:239.

تکمله لهذا الباب السادس عشر

قد نقلنا جمله من نصوص رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم فی إمامه الأئمه الاثنی عشر المعصومین علیهم السّلام عن کتب أهل السنه التی لم ینقل منها المصنف(قده فی تعلیقنا علی المجلد الأول من الکتاب و ننقل هاهنا حدیثا مما رواه أهل السنه منه صلی اللّه علیه و آله و سلم فی شأنه یوم القیامه.

«المختار فی مناقب الأخیار»(ص 30 نسخه مکتبه الظاهریه بدمشق).

قَالَ أَبُو الزُّبَیْرِ: کُنَّا عِنْدَ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ قَدْ کُفَّ بَصَرُهُ وَ عَلَتْ سِنُّهُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ مَعَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ وَ هُوَ صَبِیٌّ صَغِیرٌ فَسَلَّمَ عَلَی جَابِرٍ وَ جَلَسَ وَ قَالَ لاِبْنِهِ مُحَمَّدٍ:قُمْ إِلَی عَمِّکَ فَسَلِّمْ عَلَیْهِ وَ قَبِّلْ رَأْسَهُ فَفَعَلَ الصَّبِیُّ ذَلِکَ فَقَالَ جَابِرٌ:مَنْ هَذَا؟فَقَالَ:مُحَمَّدٌ ابْنِی فَضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ بَکَی فَقَالَ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ یَقْرَأُ عَلَیْکَ السَّلاَمَ فَقَالَ لَهُ صَحْبُهُ:وَ مَا ذَاکَ أَصْلَحَکَ اللَّهُ فَقَالَ:کُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ فَضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلَهُ وَ أَقْعَدَهُ إِلَی جَنْبِهِ ثُمَّ قَالَ:یُولَدُ لاِبْنِی هَذَا ابْنٌ یُقَالُ لَهُ عَلِیٌّ إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَهِ نَادَی مُنَادٍ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ لِیَقُمْ سَیِّدُ الْعَابِدِینَ فَیَقُومُ هُوَ،وَ یُولَدُ لَهُ مُحَمَّدٌ إِذَا رَأَیْتَهُ یَا جَابِرُ فَاقْرَأْ عَلَیْهِ السَّلاَمَ مِنِّی وَ اعْلَمْ أَنَّ بَقَاکَ بَعْدَ ذَلِکَ الْیَوْمِ قَلِیلٌ،فَمَا لَبِثَ جَابِرٌ بَعْدَ ذَلِکَ الْیَوْمِ إِلاَّ بِضْعَهَ عَشَرَ یَوْماً حَتَّی تُوُفِّیَ.

وَ رَوَاهُ فِی(ص 26،اَلنُّسْخَهِ الْمَذْکُورَهِ): بِعَیْنِهِ مِنْ قَوْلِهِ:کُنْتُ عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ إِلَی قَوْلِهِ:فَیَقُومُ هُوَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«مَطَالِبِ السئول»ص 81 ط طُهْرَانِ«اَلصَّوَاعِقَ المحرقه»ص 199 ط المیمنیه بِمِصْرَ«لِسَانِ الْمِیزَانِ»ج 5 ص 168 ط حیدرآباد الدکن«کِفَایَهٌ الطَّالِبُ»ص 299 ط الْغَرِیِّ«مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ» ص 121 ط مِصْرَ«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»ص 197 ط النَّجَفِ«مِفْتَاحُ النجا»ص 164 مخطوط«یَنَابِیعَ الْمَوَدَّهِ»ص 333 ط اسلامبول«اَلْکَوَاکِبِ الدریه»ج 1 ص 164 ط الأزهریه بِمِصْرَ«نُورٍ الْأَبْصَارُ»ص 192 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«تَذْکِرَهُ ابْنِ الْجَوْزِیِّ» ص 347 ط الْغَرِیِّ«أَهْلِ الْبَیْتِ»ص 425 ط السَّعَادَهِ بِمِصْرَ .

ص:61

الباب السابع عشر: معجزات علی بن الحسین علیه السّلام

اشاره

معجزات علی بن الحسین علیه السّلام

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ،عَنْ زُرَارَهَ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: کَانَتْ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَاقَهٌ قَدْ حَجَّ عَلَیْهَا ثِنْتَیْنِ وَ عِشْرِینَ حِجَّهً وَ مَا قَرَعَهَا قَرْعَهً قَطُّ، قَالَ:فَجَاءَتْ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ مَا شَعُرْنَا بِهَا إِلاَّ وَ قَدْ جَاءَنِی بَعْضُ خَدَمِنَا أَوْ بَعْضُ الْمَوَالِی، فَقَالَ:إِنَّ النَّاقَهَ قَدْ خَرَجَتْ فَأَتَتْ قَبْرَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَانْبَرَکَتْ عَلَیْهِ فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا الْقَبْرَ وَ هِیَ تَرْغُو،فَقُلْتُ:أَدْرِکُوهَا أَدْرِکُوهَا،وَ جِیئُونِی بِهَا قَبْلَ أَنْ یَعْلَمُوا بِهَا وَ یَرَوْهَا قَالَ:وَ مَا کَانَتْ رَأَتِ الْقَبْرَ قَطُّ (1).

2-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ،عَنْ أَبِی جَمِیلَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ قَالَ:حَدَّثَنِی أَخِی عَنْ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّهُ أَتَی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَیْلَهَ قُبِضَ فِیهَا بِشَرَابٍ فَقَالَ:یَا أَبَتِ اشْرَبْ هَذَا،فَقَالَ:یَا بُنَیَّ إِنَّ هَذِهِ اللَّیْلَهَ الَّتِی أُقْبَضُ فِیهَا وَ هِیَ اللَّیْلَهُ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (2).

3-وَ قَدْ مَرَّ فِی مُعْجِزَاتِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ: أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْمَی إِلَیْهَا بِالسَّبَّابَهِ فَعَادَ إِلَیْهَا شَبَابُهَا بَعْدَ مَا مَضَی لَهَا مِائَهٌ وَ ثَلاَثَ عَشْرَهَ سَنَهً،وَ أَنَّهُ طَبَعَ لَهَا بِخَاتَمِهِ فِی حَصَاهٍ فَانْطَبَعَتْ (3).

4-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ وَ زُرَارَهَ جَمِیعاً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا قُتِلَ الْحُسَیْنُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَرْسَلَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّهِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَخَلاَ بِهِ فَقَالَ:یَا ابْنَ أَخِی قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ دَفَعَ الْوَصِیَّهَ وَ الْإِمَامَهَ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ إِلَی الْحُسَیْنِ وَ قَدْ قُتِلَ أَبُوکَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ صَلَّی عَلَی رُوحِهِ وَ لَمْ یُوصِ،وَ أَنَا عَمُّکَ،وَ صِنْوُ أَبِیکَ،وَ وِلاَدَتِی مِنْ عَلِیٍّ فِی

ص:62


1- (1) الکافی:ج 467/1،ح 2.
2- (2) الکافی:ج 259/1،ح 3.
3- (3) الکافی:ج 347/1،ح 3.

سِنِّی وَ قَدِیمِی أَحَقُّ بِهَا مِنْکَ فِی حَدَاثَتِکَ فَلاَ تُنَازِعْنِی فِی الْوَصِیَّهِ وَ الْإِمَامَهِ،فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا عَمِّ اتَّقِ اللَّهَ،وَ لاَ تَدَّعِ مَا لَیْسَ لَکَ بِحَقٍّ،إِنِّی أَعِظُکَ أَنْ تَکُونَ مِنَ الْجَاهِلِینَ إِنَّ أَبِی یَا عَمِّ أَوْصَی إِلَیَّ قَبْلَ أَنْ یَتَوَجَّهَ إِلَی الْعِرَاقِ،وَ عَهِدَ إِلَیَّ فِی ذَلِکَ قَبْلَ أَنْ یُسْتَشْهَدَ بِسَاعَهٍ،وَ هَذَا سِلاَحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عِنْدِی فَلاَ تَتَعَرَّضْ لِذَلِکَ فَإِنِّی أَخَافُ عَلَیْکَ نَقْصَ الْعُمُرِ،وَ تَشَتُّتَ الْحَالِ،إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ الْوَصِیَّهَ وَ الْإِمَامَهَ فِی عَقِبِ الْحُسَیْنِ،فَإِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَعْلَمَ ذَلِکَ فَانْطَلِقْ بِنَا إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ حَتَّی نَتَحَاکَمَ إِلَیْهِ وَ نَسْأَلَهُ،قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ کَانَ الْکَلاَمُ (1)بَیْنَهُمَا بِمَکَّهَ، فَانْطَلَقَا حَتَّی أَتَیَا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ:

ابْدَأْ أَنْتَ فَابْتَهِلْ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اسْأَلْهُ أَنْ یُنْطِقَ لَکَ الْحَجَرَ ثُمَّ سَلْ،فَابْتَهَلَ مُحَمَّدٌ فِی الدُّعَاءِ،وَ سَأَلَ اللَّهَ ثُمَّ دَعَا الْحَجَرَ فَلَمْ یُجِبْهُ،فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَا عَمِّ لَوْ کُنْتَ وَصِیّاً وَ إِمَاماً لَأَجَابَکَ،قَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ:فَادْعُ اللَّهَ أَنْتَ یَا ابْنَ أَخِی وَ سَلْهُ؟ فَدَعَا اللَّهَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَا أَرَادَ،ثُمَّ قَالَ[لَهُ]:أَسْأَلُکَ بِالَّذِی جَعَلَ فِیکَ مِیثَاقَ الْأَوْصِیَاءِ،وَ مِیثَاقَ الْإِمَامَهِ،وَ مِیثَاقَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ لَمَّا أَخْبَرْتَنَا،مَنِ الْوَصِیُّ وَ الْإِمَامُ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ؟قَالَ:فَتَحَرَّکَ الْحَجَرُ حَتَّی کَادَ أَنْ یَزُولَ عَنْ مَوْضِعِهِ، ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ فَقَالَ:اَللَّهُمَّ إِنَّ الْوَصِیَّهَ وَ الْإِمَامَهَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ ابْنِ فَاطِمَهَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ،فَانْصَرَفَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّهِ وَ هُوَ یَتَوَلَّی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَرِیزٍ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِثْلَهُ.

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ،وَ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ وَ عَبْدِ اللَّهِ ابْنَیْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ.وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی الاِحْتِجَاجِ مُرْسَلاً.وَ رَوَاهُ أَبُو عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی أَیْضاً مُرْسَلاً.ثُمَّ قَالَ:أَوْرَدَ هَذَا الْخَبَرَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی فِی کِتَابِ نَوَادِرِ الْحِکْمَهِ،ثُمَّ ذَکَرَ أَبْیَاتاً لِلسَّیِّدِ الْحِمْیَرِیِّ فِی هَذَا الْمَعْنَی.

وَ رَوَاهُ الْفَتَّالُ فِی رَوْضَهِ الْوَاعِظِینَ، . و کذا جمله کثیره من معجزات

ص:63


1- (1) فی نسخه ثانیه:و کان ذلک..
2- (2) الکافی:ج 348/1،ح 5.

الأئمه علیهم السّلام المذکوره فی الأبواب السابقه و الآتیه ترکنا التنبیه علیها خوف الإطاله.

5-وَ قَدْ تَقَدَّمَ فِی حَدِیثِ أُمِّ أَسْلَمَ: إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخَذَ حَصَاهً فَفَرَکَهَا بِإِصْبَعِهِ فَجَعَلَهَا کَهَیْئَهِ الدَّقِیقِ ثُمَّ عَجَنَهَا وَ خَتَمَهَا بِخَاتَمِهِ (1).

6-وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَفْصِ بْنِ الْبَخْتَرِیِّ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: لَمَّا مَاتَ أَبِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَاءَتْ نَاقَهٌ لَهُ مِنَ الْمَرْعَی حَتَّی ضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا عَلَی الْقَبْرِ،وَ تَمَرَّغَتْ عَلَیْهِ فَأَمَرْتُ بِهَا فَرُدَّتْ إِلَی مَرْعَاهَا،«اَلْحَدِیثَ» (2).

7-وَ عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ یَعْنِی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عُمَارَهَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا کَانَ فِی اللَّیْلَهِ الَّتِی وُعِدَ فِیهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِمُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا بُنَیَّ ابْغِنِی وَضُوءاً،قَالَ:فَقُمْتُ فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ فَقَالَ:لاَ أَبْغِی هَذَا فَإِنَّ فِیهِ شَیْئاً مَیِّتاً،قَالَ:فَخَرَجْتُ فَجِئْتُ بِالْمِصْبَاحِ فَإِذَا فِیهِ فَأْرَهٌ مَیِّتَهٌ،فَجِئْتُهُ بِوَضُوءٍ غَیْرِهِ،فَقَالَ:یَا بُنَیَّ هَذِهِ اللَّیْلَهُ الَّتِی وُعِدْتُهَا فَأَوْصَی بِنَاقَتِهِ أَنْ یُحْظَرَ لَهَا حِظَارٌ وَ أَنْ یُقَامَ لَهَا عَلَفٌ فَجُعِلَتْ فِیهِ،قَالَ:فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ خَرَجَتْ حَتَّی أَتَتِ الْقَبْرَ فَضَرَبَتْ بِجِرَانِهَا،وَ رَغَتْ وَ هَمَلَتْ عَیْنَاهَا،فَأَتَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقِیلَ لَهُ:إِنَّ النَّاقَهَ قَدْ خَرَجَتْ فَأَتَاهَا فَقَالَ لَهَا:صَهْ،اَلْآنَ قُومِی بَارَکَ اللَّهُ فِیکِ فَلَمْ تَفْعَلْ،فَقَالَ:وَ إِنَّ أَبِی کَانَ لَیَخْرُجُ عَلَیْهَا إِلَی مَکَّهَ فَیُعَلِّقُ السَّوْطَ عَلَی الرَّحْلِ فَمَا یَقْرَعُهَا حَتَّی یَدْخُلَ الْمَدِینَهَ (الْحَدِیثَ) (3).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عِمْرَانَ نَحْوَهُ.

وَ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ کَذَلِکَ .

8-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ،عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ:قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: مَا نَدْرِی کَیْفَ نَصْنَعُ بِالنَّاسِ إِنْ حَدَّثْنَاهُمْ بِمَا سَمِعْنَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ضَحِکُوا،وَ إِنْ سَکَتْنَا لَمْ یَسَعْنَا قَالَ:فَقَالَ ضَمْرَهُ بْنُ مَعْبَدٍ:حَدِّثْنَا فَقَالَ:هَلْ تَدْرُونَ مَا یَقُولُ عَدُوُّ اللَّهِ إِذَا حُمِلَ عَلَی سَرِیرِهِ؟

ص:64


1- (1) الکافی:ج 356/1،ح 15.
2- (2) الکافی:ج 467/1،ح 3.
3- (3) الکافی:ج 468/1،ح 4.

قَالَ:فَقُلْنَا:لاَ،قَالَ:فَإِنَّهُ یَقُولُ لِحَمَلَتِهِ:أَ لاَ تَسْمَعُونَ أَنِّی أَشْکُو إِلَیْکُمْ عَدُوَّ اللَّهِ خَدَعَنِی،وَ أَوْرَدَنِی،وَ لَمْ یُصْدِرْنِی،وَ أَشْکُو إِلَیْکُمْ إِخْوَهً وَاخَیْتُهُمْ فَخَذَلُونِی،وَ أَشْکُو إِلَیْکُمْ أَوْلاَداً إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ ضَمْرَهُ:یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنْ کَانَ هَذَا یَتَکَلَّمُ هَذَا الْکَلاَمَ یُوشِکُ أَنْ یَثِبَ عَلَی أَعْنَاقِ الَّذِینَ یَحْمِلُونَهُ؟قَالَ:فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

اللَّهُمَّ إِنْ کَانَ ضَمْرَهُ هَزِئَ مِنْ حَدِیثِ رَسُولِکَ فَخُذْهُ أَخْذَهَ أَسِفٍ،قَالَ:فَمَکَثَ أَرْبَعِینَ یَوْماً ثُمَّ مَاتَ فَحَضَرَهُ مَوْلًی لَهُ فَلَمَّا دُفِنَ أَتَی عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَلَسَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ:مِنْ أَیْنَ جِئْتَ؟قَالَ:مِنْ جِنَازَهِ ضَمْرَهَ فَوَضَعْتُ وَجْهِی عَلَیْهِ حِینَ سُوِّیَ عَلَیْهِ فَسَمِعْتُ صَوْتَهُ وَ اللَّهِ أَعْرِفُهُ کَمَا کُنْتُ أَعْرِفُهُ وَ هُوَ حَیٌّ یَقُولُ:وَیْلَکَ یَا ضَمْرَهَ بْنَ مَعْبَدٍ الْیَوْمَ خَذَلَکَ کُلُّ خَلِیلٍ،وَ صَارَ مَصِیرُکَ إِلَی الْجَحِیمِ فِیهَا مَصِیرُکَ وَ مَبِیتُکَ، وَ الْمَقِیلُ،قَالَ:فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ اسْأَلِ اللَّهَ الْعَافِیَهَ،هَذَا جَزَاءُ مَنْ یَهْزَأُ مِنْ حَدِیثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (1).

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ مُرْسَلاً .

9-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: ذَکَرْتُ الصَّوْتَ عِنْدَهُ فَقَالَ:إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ یَقْرَأُ فَرُبَّمَا مَرَّ بِهِ الْمَارُّ فَصَعِقَ مِنْ حُسْنِ صَوْتِهِ،وَ إِنَّ الْإِمَامَ لَوْ أَظْهَرَ مِنْ ذَلِکَ شَیْئاً لَمَا احْتَمَلَهُ النَّاسُ مِنْ حُسْنِهِ قُلْتُ:وَ لَمْ یَکُنْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یُصَلِّی بِالنَّاسِ وَ یَرْفَعُ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ فَقَالَ:إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ کَانَ یُحَمِّلُ النَّاسَ مِنْ خَلْفِهِ مَا یُطِیقُونَ (2).

الفصل الأول

10-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْقَاضِی الْعَلَوِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ النَّاصِرِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ رُشَیْدٍ عَنْ عَمِّهِ أَبِی مُعَمَّرِ سَعِیدِ بْنِ خَیْثَمٍ عَنْ أَخِیهِ مُعَمَّرٍ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَاءَهُ زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَنَّهُ یَخْرُجُ

ص:65


1- (1) الکافی:ج 234/3،ح 4712.
2- (2) الکافی:ج 615/2،ح 4.

مِنْ وُلْدِهِ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ:زَیْدٌ یُقْتَلُ بِالْکُوفَهِ،وَ یُصْلَبُ بِالْکُنَاسَهِ«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی بِهَذَا السَّنَدِ: مِثْلَهُ،وَ زَادَ یُخْرَجُ مِنْ قَبْرِهِ نَبْشاً.

الفصل الثانی

11-وَ رَوَی ابْنُ بَابَوَیْهِ أَیْضاً فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ بِإِسْنَادَیْنِ تَقَدَّمَا فِی النُّصُوصِ عَلَی الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ ذَکَرَ جَعْفَرَ الْکَذَّابَ ثُمَّ بَکَی بُکَاءً شَدِیداً ثُمَّ قَالَ کَأَنِّی بِجَعْفَرٍ الْکَذَّابِ وَ قَدْ حَمَلَ طَاغِیَهَ زَمَانِهِ عَلَی تَفْتِیشِ أَمْرِ وَلِیِّ اللَّهِ الْمُغَیَّبِ فِی حِفْظِ اللَّهِ، وَ الْمُتَوَکِّلِ بِحُرْمَهِ اللَّهِ جَهْلاً مِنْهُ بِوِلاَدَتِهِ وَ حِرْصاً عَلَی قَتْلِهِ إِنْ ظَفِرَ بِهِ،وَ طَمَعاً فِی مِیرَاثِهِ حَتَّی یَأْخُذَهُ بِغَیْرِ حَقِّهِ قَالَ أَبُو خَالِدٍ:فَقُلْتُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِکَ لَکَائِنٌ؟قَالَ:

إِی وَ رَبِّی إِنَّ ذَلِکَ لَمَکْتُوبٌ عِنْدَنَا فِی الصَّحِیفَهِ الَّتِی فِیهَا ذِکْرُ الْمِحَنِ الَّتِی تَجْرِی عَلَیْنَا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ«اَلْحَدِیثَ» (2).

12-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ): أَنَّ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهَ دَعَا لَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهَا شَبَابَهَا وَ أَشَارَ إِلَیْهَا بِإِصْبَعِهِ فَحَاضَتْ لِوَقْتِهَا وَ لَهَا یَوْمَئِذٍ مِائَهُ سَنَهٍ وَ ثَلاَثَ عَشْرَهَ سَنَهً (3). وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ ابْنِ بَابَوَیْهِ بِإِسْنَادِهِ مِثْلَهُ .

الفصل الثالث

13-وَ رَوَی الصَّدُوقُ أَیْضاً فِی کِتَابِ الْأَمَالِی قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ الْأَسْتَرآبَادِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَزِیدَ الْمُقْرِی عَنْ سُفْیَانَ بْنِ عُیَیْنَهَ عَنِ الزُّهْرِیِّ،قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ إِنِّی أَصْبَحْتُ وَ عَلَیَّ أَرْبَعُمِائَهِ دِینَارٍ دَیْنٌ لاَ قَضَاءَ عِنْدِی لَهَا وَ لِیَ عِیَالٌ،فَبَکَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ قَالَ:أَیَّهُ مِحْنَهٍ أَوْ مُصِیبَهٍ أَعْظَمُ عَلَی حُرٍّ مُؤْمِنٍ مِنْ أَنْ یَرَی بِأَخِیهِ الْمُؤْمِنِ خَلَّهً فَلاَ یُمْکِنَهُ سَدُّهَا،ثُمَّ تَفَرَّقُوا،فَقَالَ بَعْضُ الْمُنَافِقِینَ:عَجَباً لِهَؤُلاَءِ!

ص:66


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 227/2،ح 4.
2- (2) کمال الدّین و تمام النّعمه:320،ح 2.
3- (3) کمال الدّین و تمام النّعمه:537،ح 2.

یَدَّعُونَ تَارَهً أَنَّ اللَّهَ لاَ یَرُدُّهُمْ عَنْ شَیْ ءٍ مِنْ طَلِبَاتِهِمْ وَ یَعْتَرِفُونَ أُخْرَی بِالْعَجْزِ عَنْ إِصْلاَحِ حَالِ خَوَاصِّ أَصْحَابِهِمْ،فَجَاءَ الرَّجُلُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:

بَلَغَنِی عَنْ فُلاَنٍ کَذَا وَ کَذَا فَقَالَ:فَقَدْ أَذِنَ اللَّهُ فِی فَرَجِکَ،یَا فُلاَنَهُ!اِحْمِلِی فَطُورِی وَ سَحُورِی فَحَمَلَتْ قُرْصَتَیْنِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِلرَّجُلِ:خُذْهُمَا فَلَیْسَ عِنْدَنَا غَیْرُهُمَا فَإِنَّ اللَّهَ یَکْشِفُ بِهِمَا عَنْکَ وَ یُنِیلُکَ خَیْراً وَاسِعاً مِنْهُمَا فَأَخَذَهُمَا الرَّجُلُ وَ دَخَلَ السُّوقَ فَمَرَّ بِسَمَّاکٍ فَقَالَ لَهُ:هَلْ لَکَ أَنْ تُعْطِیَنِی سَمَکَتَکَ هَذِهِ وَ تَأْخُذَ قُرْصَتِی هَذِهِ؟ قَالَ:نَعَمْ،فَأَعْطَاهُ السَّمَکَهَ وَ أَخَذَ الْقُرْصَهَ،ثُمَّ مَرَّ بِرَجُلٍ مَعَهُ مِلْحٌ قَلِیلٌ فَقَالَ لَهُ:هَلْ لَکَ أَنْ تُعْطِیَنِی مِلْحَکَ بِقُرْصَتِی هَذِهِ؟قَالَ:نَعَمْ فَجَاءَ الرَّجُلُ بِالسَّمَکَهِ وَ الْمِلْحِ،فَلَمَّا شَقَّ بَطْنَ السَّمَکَهِ وَجَدَ فِیهَا لُؤْلُؤَتَیْنِ فَاخِرَتَیْنِ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَیْهِمَا فَبَیْنَمَا هُوَ فِی سُرُورِهِ إِذْ قُرِعَ بَابُهُ فَخَرَجَ فَإِذَا صَاحِبُ السَّمَکَهِ وَ صَاحِبُ الْمِلْحِ قَدْ جَاءَا یَقُولُ کُلُّ مِنْهُمَا یَا عَبْدَ اللَّهِ قَدْ جَهَدْنَا أَنْ نَأْکُلَ هَذَا الْقُرْصَ فَلَمْ تَعْمَلْ فِیهِ أَسْنَانُنَا،قَدْ رَدَدْنَا إِلَیْکَ هَذَا الْخُبْزَ،وَ طَیَّبْنَا لَکَ مَا أَخَذْتَهُ مِنَّا،فَأَخَذَ الْقُرْصَتَیْنِ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بَعْدَ انْصِرَافِهِمَا عَنْهُ قُرِعَ بَابُهُ فَإِذَا رَسُولُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ فَقَالَ لَهُ:إِنَّهُ یَقُولُ لَکَ:إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَتَاکَ بِالْفَرَجِ فَارْدُدْ إِلَیْنَا طَعَامَنَا فَإِنَّهُ لاَ یَأْکُلُهُ غَیْرُنَا،وَ بَاعَ الرَّجُلُ اللُّؤْلُؤَتَیْنِ بِمَالٍ عَظِیمٍ... (1)وَ الْحَدِیثُ طَوِیلٌ أَخَذْنَا مِنْهُ مَوْضِعَ الْحَاجَهِ. وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ مُرْسَلاً .

الفصل الرابع

14-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ(ره فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ مُرْسَلاً قَالَ: إِنَّ الشِّیعَهَ تَرْوِی أَنَّهُ جَرَی بَیْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ وَ بَیْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَلاَمٌ فِی اسْتِحْقَاقِ الْإِمَامَهِ،فَتَحَاکَمَا إِلَی الْحَجَرِ فَشَهِدَ الْحَجَرُ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْإِمَامَهِ،فَکَانَ ذَلِکَ مُعْجِزاً لَهُ،فَسَلَّمَ لَهُ الْأَمْرَ،وَ قَالَ بِإِمَامَتِهِ،وَ الْخَبَرُ بِذَلِکَ مَشْهُورٌ عِنْدَ الْإِمَامِیَّهِ لِأَنَّهُمْ رَوَوْا:أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ الْحَنَفِیَّهِ نَازَعَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْإِمَامَهِ،وَ ادَّعَی أَنَّ الْأَمْرَ أَفْضَی إِلَیْهِ بَعْدَ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَنَاظَرَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ،وَ احْتَجَّ بِآیٍ مِنَ الْقُرْآنِ کَقَوْلِهِ: وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ ،وَ أَنَّ هَذِهِ الْآیَهَ جَرَتْ فِی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ وُلْدِهِ،ثُمَّ قَالَ لَهُ:أُحَاجُّکَ إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَقَالَ لَهُ:کَیْفَ تُحَاجُّنِی إِلَی حَجَرٍ لاَ یَسْمَعُ وَ لاَ

ص:67


1- (1) الأمالی:538.

یُجِیبُ فَأَعْلَمَهُ أَنَّهُ یَحْکُمُ بَیْنَهُمَا فَمَضَی فَکَلَّمَهُ حَتَّی انْتَهَیَا إِلَی الْحَجَرِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ:تَقَدَّمْ فَکَلِّمْهُ،فَتَقَدَّمَ إِلَیْهِ وَ وَقَفَ حِیَالَهُ وَ تَکَلَّمَ ثُمَّ أَمْسَکَ ثُمَّ تَقَدَّمَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ:اَللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ بِاسْمِکَ الْمَکْتُوبِ فِی سُرَادِقِ الْعَظَمَهِ،ثُمَّ دَعَا بَعْدَ ذَلِکَ وَ قَالَ:لَمَّا أَنْطَقْتَ هَذَا الْحَجَرَ،ثُمَّ قَالَ:أَسْأَلُکَ بِالَّذِی جَعَلَ فِیکَ مَوَاثِیقَ الْعِبَادِ،وَ الشَّهَادَهَ لِمَنْ وَافَاکَ لَمَّا أَخْبَرْتَ لِمَنِ الْإِمَامَهُ وَ الْوَصِیَّهُ فَتَزَعْزَعَ الْحَجَرُ حَتَّی کَادَ أَنْ یَزُولَ،ثُمَّ أَنْطَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ:یَا مُحَمَّدُ سَلِّمْ الْإِمَامَهَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَرَجَعَ مُحَمَّدٌ عَنْ مُنَازَعَتِهِ،وَ سَلَّمَهَا إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1)وَ رَوَاهُ الْکُلَیْنِیُّ کَمَا مَرَّ .

الفصل الخامس

15-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْمَجَالِسِ وَ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْرِ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقٍ الْغُمْشَانِیِّ،عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلاَءِ،قَالَ:

سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: خَرَجَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی مَکَّهَ حَاجّاً حَتَّی انْتَهَی إِلَی وَادٍ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ،فَإِذَا هُوَ بِرَجُلٍ یَقْطَعُ الطَّرِیقَ فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:تُرِیدُ مَا ذَا؟قَالَ:أُرِیدُ أَنْ أَقْتُلَکَ وَ آخُذَ مَا مَعَکَ،قَالَ:فَأَنَا أُقَاسِمُکَ مَا مَعِی وَ أُحَلِّلُکَ،قَالَ:فَقَالَ اللِّصُّ:لاَ،فَقَالَ:دَعْ مَعِی مَا أَتَبَلَّغُ بِهِ،فَأَبَی عَلَیْهِ، قَالَ:فَأَیْنَ رَبُّکَ؟قَالَ:نَائِمٌ.قَالَ:فَإِذَا أَسَدَانِ مُقْبِلاَنِ بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَخَذَ هَذَا بِرَأْسِهِ، وَ هَذَا بِرِجْلَیْهِ،فَقَالَ:زَعَمْتَ أَنَّ رَبَّکَ عَنْکَ نَائِمٌ (2). وَ رَوَاهُ وَرَّامٌ فِی کِتَابِهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْعَلاَءِ .

الفصل السادس

16-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِیِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ الْإِسْکَافِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عُمَرَ النَّهْدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یُونُسَ عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مُنْصَرَفِی مِنْ مَکَّهَ،فَقَالَ لِی:یَا مِنْهَالُ مَا صَنَعَ حَرْمَلَهُ بْنُ کَاهِلٍ الْأَسَدِیُّ؟فَقُلْتُ:

تَرَکْتُهُ حَیّاً بِالْکُوفَهِ،قَالَ:فَرَفَعَ یَدَیْهِ جَمِیعاً ثُمَّ قَالَ:اَللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِیدِ ثَلاَثاً،

ص:68


1- (1) الغیبه:18،ح 1.
2- (2) المجالس و الأخبار:673،ح 28/1421.

اللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ النَّارِ،قَالَ الْمِنْهَالُ فَقَدِمْتُ الْکُوفَهَ وَ قَدْ ظَهَرَ الْمُخْتَارُ بْنُ أَبِی عُبَیْدَهَ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَخَذَ حَرْمَلَهَ بْنَ کَاهِلٍ فَقَطَعَ یَدَیْهِ وَ رِجْلَیْهِ وَ أَحْرَقَهُ بِالنَّارِ،وَ حَرْمَلَهُ هُوَ الَّذِی حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

17-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ الْمَرْزُبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَرْثِ بْنِ أَبِی أُسَامَهَ عَنِ الْمَدَائِنِیِّ عَنْ رِجَالِهِ: فِی حَدِیثِ خُرُوجِ الْمُخْتَارِ بْنِ أَبِی عُبَیْدَهَ وَ هُوَ طَوِیلٌ یَقُولُ فِیهِ فَبَعَثَ بِرَأْسِ ابْنِ زِیَادٍ إِلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأُدْخِلَ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَتَغَدَّی،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ:أُدْخِلْتُ عَلَی ابْنِ زِیَادٍ وَ هُوَ یَتَغَدَّی وَ رَأْسُ الْحُسَیْنِ أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقُلْتُ:اَللَّهُمَّ لاَ تُمِتْنِی حَتَّی تُرِیَنِی رَأْسَ ابْنِ زِیَادٍ وَ أَنَا أَتَغَدَّی فَالْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَجَابَ دَعْوَتِی (2).

الفصل السابع

18-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ،عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ دِینَارٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ التَّمِیمِیِّ قَالَ: کُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْمَسْجِدِ،فَمَرَّ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَلَیْهِ شِرَاکَا فِضَّهٍ وَ کَانَ مِنْ أَمْجَنِ النَّاسِ وَ هُوَ شَابٌّ فَنَظَرَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ،فَقَالَ:یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَطَاءٍ أَ تَرَی هَذَا الْمُتْرَفَ؟إِنَّهُ لَنْ یَمُوتَ حَتَّی یَلِیَ النَّاسَ،قَالَ:قُلْتُ هَذَا یَلِی النَّاسَ؟قَالَ:نَعَمْ،فَلاَ یَلْبَثُ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی یَمُوتَ،فَإِذَا مَاتَ لَعَنَهُ أَهْلُ السَّمَاءِ وَ اسْتَغْفَرَ لَهُ أَهْلُ الْأَرْضِ (3).

19-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ،قَالَ:حَدَّثَنِی بِشْرٍ وَ إِبْرَاهِیمُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: کَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَاعِداً بَیْنَ أَصْحَابِهِ إِذْ جَاءَتْهُ ظَبْیَهٌ،فَتَبَصْبَصَتْ وَ ضَرَبَتْ بِیَدَیْهَا،فَقَالَ أَبُو مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ الظَّبْیَهُ قَالُوا:لاَ،قَالَ:تَزْعُمُ أَنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ.رَجُلاً مِنْ قُرَیْشٍ.اِصْطَادَ خِشْفاً لَهَا فِی هَذَا الْیَوْمِ،وَ إِنَّهَا جَاءَتْ إِلَیَّ تَسْأَلُنِی أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ یَضَعَ الْخِشْفَ بَیْنَ یَدَیْهَا لِتُرْضِعَهُ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قُومُوا بِنَا إِلَیْهِ،فَقَامُوا بِأَجْمَعِهِمْ فَأَتَوْهُ فَخَرَجَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ:فِدَاکَ أَبِی وَ أُمِّی مَا حَاجَتُکَ؟قَالَ:

أَسْأَلُکَ بِحَقِّی عَلَیْکَ إِلاَّ أَخْرَجْتَ لِی هَذِهِ الْخِشْفَ الَّتِی صِدْتَهَا الْیَوْمَ فَأَخْرَجَهَا،

ص:69


1- (1) الأمالی:239،ح 15/423.
2- (2) الأمالی:243،ح 16/424.
3- (3) بصائر الدّرجات:190،ح 1.

فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیِ أُمِّهَا فَأَرْضَعَتْهَا،ثُمَّ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ:أَسْأَلُکَ یَا فُلاَنُ لَمَّا وَهَبْتَ لِی هَذِهِ الْخِشْفَ،قَالَ:قَدْ فَعَلْتُ قَالَ:فَأَرْسَلَ الْخِشْفَ مَعَ الظَّبْیَهِ،فَمَضَتِ الظَّبْیَهُ فَتَبَصْبَصَتْ وَ حَرَّکَتْ ذَنَبَهَا،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ:أَ تَدْرُونَ مَا تَقُولُ الظَّبْیَهُ؟ قَالُوا:لاَ،قَالَ:إِنَّهَا تَقُولُ:رَدَّ اللَّهُ عَلَیْکُمْ کُلَّ غَائِبٍ وَ غَفَرَ لِعَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ کَمَا رَدَّ عَلَیَّ وَلَدِی (1).

20-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ الْبَجَلِیِّ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِی سَلَمَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَ أَصْحَابِهِ فِی طَرِیقِ مَکَّهَ فَمَرَّ ثَعْلَبٌ وَ هُمْ یَتَغَدَّوْنَ،فَقَالَ لَهُمْ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

هَلْ لَکُمْ أَنْ تُعْطُونِی مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ لاَ تُهَیِّجُونَ هَذَا الثَّعْلَبَ،وَ أَدْعُوَهُ فَیَجِیءَ إِلَیَّ؟ فَحَلَفُوا لَهُ فَقَالَ:یَا ثَعْلَبُ تَعَالَ،فَجَاءَ الثَّعْلَبُ حَتَّی أَقْعَی بَیْنَ یَدَیْهِ،فَطَرَحَ إِلَیْهِ شَیْئاً یَأْکُلُهُ،فَقَالَ:هَلْ لَکُمْ أَنْ تُعْطُونِی مَوْثِقاً مِنَ اللَّهِ فَأَدْعُوَهُ أَیْضاً فَیَجِیءَ؟فَأَعْطَوْهُ فَجَاءَ!، فَکَلَحَ رَجُلٌ مِنْهُمْ فِی وَجْهِهِ فَخَرَجَ یَعْدُو،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ أَیُّکُمْ خَفَرَ ذِمَّتِی؟ فَقَالَ الرَّجُلُ:أَنَا کَلَحْتُ فِی وَجْهِهِ وَ لَمْ أَدْرِ،فَاسْتَغْفَرَ اللَّهَ وَ سَکَتَ (2).

21-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَنَّاطِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَکَنٍ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ، عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بَیْنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَتْ ظَبْیَهٌ مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّی قَامَتْ حِذَاهُ وَ صَوَّتَتْ،فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ!مَا تَقُولُ هَذِهِ الظَّبْیَهُ؟قَالَ:تَزْعُمُ أَنَّ فُلاَناً الْقُرَشِیَّ أَخَذَ خِشْفَهَا بِالْأَمْسِ، وَ أَنَّهَا لَمْ تُرْضِعْهُ مِنْ أَمْسِ شَیْئاً،فَبَعَثَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَرْسَلَ إِلَیَّ بِالْخِشْفِ،فَلَمَّا رَأَتْهُ صَوَّتَتْ وَ ضَرَبَتْ بِیَدِهَا،ثُمَّ أَرْضَعَتْهُ فَقَالَ:هُوَ لَکَ فَوَهَبَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لَهَا وَ کَلَّمَهُ بِکَلاَمٍ نَحْوٍ مِنْ کَلاَمِهَا فَصَوَّتَتْ وَ ضَرَبَتْ بِیَدِهَا،وَ الْخِشْفُ مَعَهَا،فَقَالُوا:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ!مَا الَّذِی قَالَتْ؟فَقَالَ:دَعَتِ اللَّهَ لَکُمْ (3).

الفصل الثامن

22-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ الاِحْتِجَاجِ عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِیِّ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ جَمَاعَهً مِنْ عُبَّادِ الْبَصْرَهِ اسْتَسْقَوْا لِلنَّاسِ بِمَکَّهَ فَمُنِعُوا

ص:70


1- (1) بصائر الدّرجات:372،ح 14.
2- (2) بصائر الدّرجات:369،ح 7.
3- (3) بصائر الدّرجات:370،ح 10.

الْإِجَابَهَ فَأَقْبَلَ فَتًی فَقَالَ:اُبْعُدُوا عَنِ الْکَعْبَهِ فَلَوْ کَانَ فِیکُمْ أَحَدٌ یُحِبُّهُ اللَّهُ لَأَجَابَهُ،ثُمَّ أَتَی الْکَعْبَهَ فَخَرَّ سَاجِداً،فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی سُجُودِهِ:سَیِّدِی بِحُبِّکَ لِی إِلاَّ سَقَیْتَهُمُ الْغَیْثَ فَمَا اسْتَتَمَّ الْکَلاَمَ حَتَّی أَتَاهُمْ کَأَفْوَاهِ الْقِرَبِ،فَقُلْتُ:یَا أَهْلَ مَکَّهَ مَنْ هَذَا الْفَتَی؟قَالُوا:عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

الفصل التاسع

23-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی قَالَ:

قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: کَانَ أَبُو خَالِدٍ یَقُولُ بِإِمَامَهِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ فَقَدِمَ مِنْ کَابُلْشَاهَ إِلَی الْمَدِینَهِ فَسَمِعَ مُحَمَّداً یُخَاطِبُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ فَیَقُولُ لَهُ:یَا سَیِّدِی،فَقَالَ لَهُ:

أَ تُخَاطِبُ ابْنَ أَخِیکَ بِمَا لاَ یُخَاطِبُکَ بِمِثْلِهِ فَقَالَ:إِنَّهُ حَاکَمَنِی إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَصِرْتُ مَعَهُ إِلَیْهِ،فَسَمِعْتُ الْحَجَرَ یَقُولُ:یَا مُحَمَّدُ سَلَّمِ الْأَمْرَ إِلَی ابْنِ أَخِیکَ،فَإِنَّهُ أَحَقُّ بِهِ مِنْکَ،وَ صَارَ أَبُو خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ إِمَامِیّاً (2).

24-قَالَ:وَ رَوَی عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ:قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَا کَنْکَرُ وَ لاَ وَ اللَّهِ مَا عَرَفَنِی بِهَذَا الاِسْمِ إِلاَّ أَبِی وَ أُمِّی (3).

الفصل العاشر

25-وَ فِی صَحِیفَهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ رِوَایَهُ أَبِی عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ(عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ)قَالَ:قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: کَأَنِّی بِالْقُصُورِ وَ قَدْ شُیِّدَتْ فَوْقَ قَبْرِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَأَنِّی بِالْأَسْوَاقِ وَ قَدْ حَفَّتْ حَوْلَ قَبْرِهِ فَلاَ تَذْهَبُ الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یُسَارُ إِلَیْهِ مِنَ الْآفَاقِ وَ ذَلِکَ عِنْدَ انْقِطَاعِ مُلْکِ بَنِی مَرْوَانَ (4).

الفصل الحادی عشر

و روی سعید بن هبه اللّه الراوندی فی کتاب الخرائج و الجرائح جمله من المعجزات السابقه منها:محاکمه محمّد بن الحنفیه إلی الحجر الأسود،و منها حدیث الظبیه و الخشف،و منها إجابه الظبی له لما دعاه لیأکل معه،و منها:إخباره بفعل جعفر الکذاب و غیر ذلک.

26-وَ رَوَی أَیْضاً عَنِ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَانَ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ مَرْوَانَ یَطُوفُ

ص:71


1- (1) الاحتجاج:ج 47/2.
2- (2) إعلام الوری:ج 486/1.
3- (3) المصدر نفسه.
4- (4) صحیفه الرّضا(علیه السلام):248،ح 161.

بِالْبَیْتِ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَطُوفُ بَیْنَ یَدَیْهِ،فَلاَ یَلْتَفِتُ إِلَیْهِ،وَ لَمْ یَکُنْ عَبْدُ الْمَلِکِ یَعْرِفُهُ بِوَجْهِهِ،فَقَالَ:مَنْ هَذَا الَّذِی یَطُوفُ بَیْنَ یَدَیْنَا،وَ لاَ یَلْتَفِتُ إِلَیْنَا؟ فَقِیلَ لَهُ:هَذَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَجَلَسَ مَکَانَهُ وَ قَالَ:رُدُّوهُ إِلَیَّ،فَرَدُّوهُ،فَقَالَ لَهُ:یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ إِنِّی لَسْتُ قَاتِلَ أَبِیکَ،فَمَا یَمْنَعُکَ مِنَ الْمَسِیرِ إِلَیَّ؟ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّ قَاتِلَ أَبِی أَفْسَدَ بِمَا فَعَلَهُ دُنْیَاهُ عَلَیْهِ،وَ أَفْسَدَ أَبِی عَلَیْهِ آخِرَتَهُ،فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ تَکُونَ هُوَ فَکُنْ،فَقَالَ:کَلاَّ وَ لَکِنْ سِرْ إِلَیْنَا لِتَنَالَ مِنْ دُنْیَانَا فَجَلَسَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ وَ بَسَطَ رِدَاءَهُ وَ قَالَ:اَللَّهُمَّ أَرِهِ حُرْمَهَ أَوْلِیَائِکَ عِنْدَکَ،فَإِذَا رِدَاؤُهُ مَمْلُوءٌ دُرّاً یَکَادُ شُعَاعُهَا یَخْطَفُ الْأَبْصَارَ،فَقَالَ لَهُ:مَنْ یَکُونُ هَذَا حُرْمَتَهُ عِنْدَ رَبِّهِ یَحْتَاجُ إِلَی دُنْیَاکَ؟!ثُمَّ قَالَ:اَللَّهُمَّ خُذْهَا فَمَا لِی فِیهَا حَاجَهٌ (1).

27-قَالَ: وَ مِنْهَا:أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ کَتَبَ إِلَی عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ یَثْبُتَ مُلْکُکَ فَاقْتُلْ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ،فَکَتَبَ عَبْدُ الْمَلِکِ إِلَیْهِ:أَمَّا بَعْدُ فَجَنِّبْنِی دِمَاءَ بَنِی هَاشِمٍ وَ احْقِنْهَا فَإِنِّی رَأَیْتُ آلَ أَبِی سُفْیَانَ لَمَّا أَوْلَعُوا فِیهَا لَمْ یَلْبَثُوا أَنْ أَزَالَ اللَّهُ الْمُلْکَ مِنْهُمْ،وَ بَعَثَ بِالْکِتَابِ سِرّاً إِلَی الْحَجَّاجِ،فَکَتَبَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی عَبْدِ الْمَلِکِ فِی السَّاعَهِ الَّتِی أَنْفَذَ فِیهَا الْکِتَابَ إِلَی الْحَجَّاجِ:

عَلِمْتُ مَا کَتَبْتَ فِی حَقْنِ دِمَاءِ بَنِی هَاشِمٍ،وَ قَدْ شَکَرَ اللَّهُ لَکَ ذَلِکَ،وَ ثَبَّتَ مُلْکَکَ وَ زَادَ فِی عُمُرِکَ،وَ بَعَثَ مَعَ غُلاَمٍ مِنْ مَکَّهَ بِتَارِیخِ تِلْکَ السَّاعَهِ وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ الْکِتَابَ،فَلَمَّا بَصُرَ عَبْدُ الْمَلِکِ فِی تَارِیخِ الْکِتَابِ وَجَدَهُ مُوَافِقاً لِتَارِیخِ کِتَابِهِ فَلَمْ یَشُکَّ فِی صِدْقِ زَیْنِ الْعَابِدِینَ فَفَرِحَ بِذَلِکَ وَ بَعَثَ إِلَیْهِ بِوِقْرٍ دَنَانِیرَ،وَ سَأَلَهُ أَنْ یَکْتُبَ إِلَیْهِ بِجَمِیعِ حَوَائِجِهِ وَ حَوَائِجِ أَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ کَانَ فِی کِتَابِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَتَانِی فِی النَّوْمِ وَ عَرَّفَنِی مَا کَتَبْتَ بِهِ إِلَی الْحَجَّاجِ وَ شَکَرَکَ عَلَی ذَلِکَ (2). وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ .

28-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: إِنَّ الْکَابُلِیَّ خَدَمَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بُرْهَهً مِنَ الزَّمَانِ ثُمَّ شَکَی شَوْقَهُ إِلَی وَالِدَتِهِ وَ سَأَلَهُ الْإِذْنَ فِی الْخُرُوجِ إِلَیْهَا،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا کَنْکَرُ إِنَّهُ یَقْدَمُ عَلَیْنَا غَداً رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ لَهُ قَدْرٌ وَ جَاهٌ وَ مَالٌ،وَ ابْنَتُهُ قَدْ أَصَابَهَا عَارِضٌ مِنَ الْجِنِّ،وَ هُوَ یَطْلُبُ مَنْ یُعَالِجُهَا وَ یَبْذُلُ فِی ذَلِکَ مَالَهُ،فَإِذَا قَدِمَ فَسِرْ إِلَیْهِ أَوَّلَ النَّاسِ،وَ قُلْ لَهُ:أَنَا أُعَالِجُ ابْنَتَکَ بِعَشَرَهِ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَإِنَّهُ یَطْمَئِنُّ إِلَی قَوْلِکَ،وَ یَبْذُلُ لَکَ ذَلِکَ،فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ

ص:72


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 255/1 ح 1.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 256/1،ح 2.

قَدِمَ الشَّامِیُّ،وَ مَعَهُ ابْنَتُهُ،فَطَلَبَ مَعَالِجَهَا،فَقَالَ لَهُ أَبُو خَالِدٍ:أَنَا أُعَالِجُهَا عَلَی أَنْ تُعْطِیَنِی عَشْرَهَ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَ لَنْ یَعُودَ إِلَیْهَا أَبَداً،فَضَمِنَ أَبُوهَا لَهُ ذَلِکَ،فَقَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِأَبِی خَالِدٍ:إِنَّهُ سَیَغْدِرُ بِکَ،ثُمَّ قَالَ:فَانْطِلْقَ فَخُذْ بِأُذُنِ الْجَارِیَهِ الْیُسْرَی وَ قُلْ:یَا خَبِیثُ یَقُولُ لَکَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ اخْرُجْ مِنْ بَدَنِ هَذِهِ الْجَارِیَهِ وَ لاَ تَعُدْ إِلَیْهَا فَفَعَلَ کَمَا أَمَرَهُ فَخَرَجَ عَنْهَا وَ أَفَاقَتِ الْجَارِیَهُ مِنْ جُنُونِهَا فَطَالَبَ أَبَاهَا بِالْمَالِ فَدَافَعَهُ فَرَجَعَ إِلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَعَرَّفَهُ،فَقَالَ لَهُ:یَا أَبَا خَالِدٍ أَ لَمْ أَقُلْ لَکَ:إِنَّهُ یَغْدِرُ بِکَ وَ لَکِنْ سَیَعُودُ إِلَیْهَا غَداً،فَإِذَا أَتَاکَ فَقُلْ:إِنَّمَا عَادَ إِلَیْهَا لِأَنَّکَ لَمْ تَفِ لِی بِمَا ضَمِنْتَ لِی فَإِنْ وَضَعْتَ عَشْرَهَ آلاَفِ دِرْهَمٍ عَلَی یَدِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَإِنِّی أُبْرِئُهَا وَ لاَ یَعُودُ إِلَیْهَا أَبَداً،فَفَعَلَ ذَلِکَ،وَ ذَهَبَ أَبُو خَالِدٍ إِلَی الْجَارِیَهِ،وَ قَالَ فِی أُذُنِهَا کَمَا قَالَ أَوَّلاً،ثُمَّ قَالَ:إِنْ عُدْتَ إِلَیْهَا أَحْرَقْتُکَ بِنَارِ اللَّهِ،فَخَرَجَ وَ أَفَاقَتِ الْجَارِیَهُ وَ لَمْ یَعُدْ إِلَیْهَا،فَأَخَذَ أَبُو خَالِدٍ الْمَالَ،وَ أَذِنَ لَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَی وَالِدَتِهِ،وَ مَضَی بِالْمَالِ حَتَّی قَدِمَ عَلَیْهَا (1).

وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ قَالَ:وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ وَ ذَکَرَ نَحْوَهُ .

29-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: کَانَ فِیمَا أَوْصَی بِهِ إِلَیَّ أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ قَالَ:یَا بُنَیَّ إِذَا مِتُّ فَلاَ یَلِی غُسْلِی غَیْرُکَ،فَإِنَّ الْإِمَامَ لاَ یَغْسِلُهُ إِلاَّ إِمَامٌ مِثْلُهُ بَعْدَهُ،وَ اعْلَمْ یَا بُنَیَّ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخَاکَ سَیَدْعُو النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ فَامْنَعْهُ،فَإِنْ أَبَی فَإِنَّ عُمُرَهُ قَصِیرٌ،قَالَ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا مَضَی أَبِی ادَّعَی عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَهَ فَلَمْ أُنَازِعْهُ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلاَّ شُهُوراً یَسِیرَهً حَتَّی قَضَی نَحْبَهُ (2).

30-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ حَمَّادَ بْنَ حَبِیبٍ الْکُوفِیَّ قَالَ: خَرَجْنَا سَنَهً حُجَّاجاً فَرَحَلْنَا مِنْ زُبَالَهَ فَاسْتَقْبَلَتْنَا رِیحٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَهٌ،فَتَفَرَّقَتِ الْقَافِلَهُ فَتِهْتُ فِی تِلْکَ الْبَرَارِی فَأَتَیْتُ إِلَی وَادٍ قَفْرٍ فَإِذَا أَنَا بِشَابٍّ إِلَی أَنْ قَالَ:فَتَهَیَّأَ لِلصَّلاَهِ وَ قَدْ نَبَعَ لَهُ مَاءٌ فَوَقَفَ قَائِماً یَقُولُ،ثُمَّ ذَکَرَ دُعَاءً وَ سَاقَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:لَوْ صَدَقَ تَوَکُّلُکَ لَمَا کُنْتَ ضَالاًّ،وَ لَکِنْ اتَّبِعْنِی وَ اقْفُ أَثَرِی.وَ أَخَذَ بِیَدِی،فَخُیِّلَ لِی أَنَّ الْأَرْضَ تَمِیدُ مِنْ تَحْتِ قَدَمَیَّ فَلَمَّا انْفَجَرَ عَمُودُ الصُّبْحِ،قَالَ لِی:هَذِهِ مَکَّهُ،فَقُلْتُ:مَنْ أَنْتَ؟وَ الَّذِی

ص:73


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 263/1،ح 7.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 264/1،ح 8.

تَرْجُوهُ!قَالَ:أَمَّا إِذَا أَقْسَمْتَ عَلَیَّ فَأَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (1).

31-قَالَ: وَ مِنْهَا:أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی السَّنَهِ الَّتِی حَجَّ فِیهَا هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِکِ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً مَوْضِعُ الْحَاجَهِ مِنْهُ:أَنَّ هِشَاماً حَبَسَ الْفَرَزْدَقَ وَ طَالَ عَلَیْهِ الْحَبْسُ، وَ تَهَدَّدَهُ بِالْقَتْلِ،فَدَعَا لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَخَلَّصَهُ اللَّهُ،فَجَاءَ إِلَیْهِ وَ قَالَ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّهُ مَحَی اسْمِی مِنَ الدِّیوَانِ فَقَالَ:کَمْ کَانَ عَطَاؤُکَ؟قَالَ:کَذَا فَأَعْطَاهُ لِأَرْبَعِینَ سَنَهً،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَوْ أَعْلَمُ أَنَّکَ تَحْتَاجُ إِلَی أَکْثَرَ مِنْ هَذَا لَأَعْطَیْتُکَ،فَمَاتَ الْفَرَزْدَقُ لَمَّا انْتَهَتِ الْأَرْبَعُونَ سَنَهً (2).

32-قَالَ: وَ مِنْهَا:أَنَّ الْحَجَّاجَ بْنَ یُوسُفَ لَمَّا خَرَّبَ الْکَعْبَهَ بِسَبَبِ مُقَاتَلَهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَیْرِ،ثُمَّ عَمَرُوهَا،وَ أَرَادُوا أَنْ یَنْصِبُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ،فَکُلَّمَا نَصَبَهُ عَالِمٌ مِنْ عُلَمَائِهِمْ،أَوْ قَاضٍ مِنْ قُضَاتِهِمْ،أَوْ زَاهِدٌ مِنْ زُهَّادِهِمْ تَزَلْزَلَ وَ یَضْطَرِبُ وَ لاَ یَسْتَقِرُّ الْحَجَرُ فِی مَکَانِهِ،فَجَاءَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَمَّی اللَّهَ ثُمَّ نَصَبَهُ فَاسْتَقَرَّ فِی مَکَانِهِ،وَ کَبَّرَ النَّاسُ (3).

33-قَالَ: وَ مِنْهَا:أَنَّ زَیْنَ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ یَخْرُجُ إِلَی ضَیْعَهٍ لَهُ فَإِذَا هُوَ بِذِئْبٍ أَمْعَطَ وَ قَدْ قَطَعَ عَلَی الصَّادِرِ وَ الْوَارِدِ فَدَنَا مِنْهُ وَ وَعْوَعَ،فَقَالَ:اِنْصَرِفْ فَإِنِّی أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَانْصَرَفَ الذِّئْبُ فَقِیلَ لَهُ:مَا شَأْنُ الذِّئْبِ؟فَقَالَ:أَتَانِی فَقَالَ:

زَوْجَتِی عُسِرَ عَلَیْهَا وِلاَدَتُهَا،فَأَغِثْنِی وَ أَغِثْهَا،وَ لَکَ اللَّهُ عَلَیَّ أَنْ لاَ أَتَعَرَّضَ وَ لاَ شَیْ ءَ مِنْ نَسْلِی لِأَحَدٍ مِنْ شِیعَتِکَ فَفَعَلْتُ (4).

34-قَالَ: وَ مِنْهَا:إِنَّهُ نَزَلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِعَقَارٍ وَ مَعَهُ أُنَاسٌ کَثِیرٌ مِنْ مَوَالِیهِ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ فَإِذَا غِلْمَانٌ قَدْ ضَرَبُوا فُسْطَاطَهُ فِی مَوْضِعٍ فَلَمَّا دَنَا مِنْ ذَلِکَ الْمَوْضِعِ قَالَ لِغِلْمَانِهِ کَیْفَ ضَرَبْتُمُ الْفُسْطَاطَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ فِیهِ قَوْمٌ مِنَ الْجِنِّ وَ هُمْ لَنَا أَوْلِیَاءٌ وَ شِیعَهٌ وَ قَدْ أَضْرَرْنَا بِهِمْ وَ ضَیَّقْنَا عَلَیْهِمْ فَإِذَا هَاتِفٌ مِنْ جَانِبِ الْفُسْطَاطِ یَسْمَعُونَ صَوْتَهُ وَ لاَ یُرَی شَخْصُهُ یَقُولُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لاَ تُحَوِّلْ فُسْطَاطَکَ مِنْ مَوْضِعِهِ فَإِنَّا نَحْتَمِلُ، وَ هَذَا الطَّبَقُ قَدْ بَعَثْنَا بِهِ إِلَیْکَ نُحِبُّ أَنْ تَأْکُلَ مِنْهُ،فَنَظَرُوا فَإِذَا فِی جَانِبِ الْفُسْطَاطِ طَبَقٌ عَظِیمٌ وَ طَبَقٌ آخَرُ وَ فِیهِمَا عِنَبٌ وَ رُمَّانٌ وَ فَاکِهَهٌ مِنَ الْمَوْزِ وَ فَوَاکِهُ کَثِیرَهٌ،فَدَعَا الْإِمَامُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رِجَالاً کَانُوا مَعَهُ فَأَکَلَ وَ أَکَلُوا مِنْ ذَلِکَ (5). وَ رَوَاهُ ابْنُ طَاوُسٍ فِی أَمَانِ

ص:74


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 266/1 ح 9.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 267/1،ح 10.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 268/1،ح 11.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 587/2،ح 9.
5- (5) الخرائج و الجرائح:ج 588/2،ح 10.

الْأَخْطَارِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ دَلاَئِلِ الْإِمَامَهِ لِمُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرِ بْنِ رُسْتُمَ الطَّبَرِیِّ .

الفصل الثانی عشر

35-وَ رَوَی الْحَافِظُ رَجَبٌ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنْ خَالِدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ مِثْلَ الْحَدِیثِ السَّابِقِ،ثُمَّ قَالَ:وَ مِنْ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ صَاحِبُ کِتَابِ الْأَرْبَعِینَ: أَنَّ بَنِی مَرْوَانَ لَمَّا کَثُرَ اسْتِنْقَاصُهُمْ بِشِیعَهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ شَکَوْا إِلَیْهِ حَالَهُمْ، فَدَعَا الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَخْرَجَ إِلَیْهِ حُقّاً فِیهِ خَیْطٌ أَصْفَرُ،وَ أَمَرَهُ أَنْ یُحَرِّکَهُ تَحْرِیکاً لَطِیفاً فَصَعِدَ السَّطْحَ وَ حَرَّکَهُ،وَ إِذَا الْأَرْضُ تَرْجِفُ،وَ بُیُوتُ الْمَدِینَهِ تَسَاقَطُ حَتَّی هَوَی مِنَ الْمَدِینَهِ خَمْسُمِائَهِ دَارٍ،وَ أَقْبَلَ النَّاسُ هَارِبِینَ إِلَیْهِ یَقُولُونَ:أَجِرْنَا یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، أَجِرْنَا یَا وَلِیَّ اللَّهِ،فَقَالَ:هَذَا دَأْبُنَا وَ دَأْبُهُمْ یَسْتَنْقِصُونَ بِنَا وَ نَحْنُ نَقِیهِمْ (1).

36-قَالَ:وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ فَقَالَ: بِمَا ذَا فُضِّلْنَا عَلَی أَعْدَائِنَا وَ فِیهِمْ مَنْ هُوَ أَجْمَلُ مِنَّا؟فَقَالَ الْإِمَامُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَی فَضْلَکَ عَلَیْهِمْ؟قَالَ:نَعَمْ،فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ قَالَ:اُنْظُرْ فَنَظَرَ،فَاضْطَرَبَ وَ قَالَ:جُعِلْتُ فِدَاکَ رُدَّنِی کَمَا کُنْتُ فَإِنِّی لَمْ أَرَ فِی الْمَسْجِدِ إِلاَّ دُبّاً وَ قِرْداً وَ کَلْباً فَمَسَحَ یَدَهُ فَعَادَ إِلَی حَالِهِ (2).

الفصل الثالث عشر

37-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ النُعْمَانِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ قَالَ:أَخْبَرَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی،عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ،عَنْ أَبِی الطُّفَیْلِ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: أَمَا إِنَّ فِی صُلْبِهِ.یَعْنِی ابْنَ عَبَّاسٍ.وَدِیعَهً ذُرِئَتْ لِنَارِ جَهَنَّمَ سَیُخْرِجُونَ أَقْوَاماً مِنْ دِینِ اللَّهِ أَفْوَاجاً وَ سَتُصْبِغُ الْأَرْضَ بِدِمَاءِ فِرَاخٍ مِنْ فِرَاخِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَنْهَضُ تِلْکَ الْفِرَاخُ فِی غَیْرِ وَقْتٍ وَ تَطْلُبُ غَیْرَ مُدْرَکٍ وَ یُرَابِطُ الَّذِینَ آمَنُوا وَ یَصْبِرُونَ وَ یُصَابِرُونَ حَتَّی یَحْکُمَ اللَّهُ وَ هُوَ خَیْرُ الْحَاکِمِینَ (3).

الفصل الرابع عشر

38-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کِتَابِ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ ابْنِ طَلْحَهَ وَ قَدْ رَأَیْتُهُ أَنَا فِی کِتَابِ ابْنِ طَلْحَهَ،وَ ذَکَرَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی أَنَّ ابْنَ طَلْحَهَ نَقَلَهُ مِنْ کِتَابِ

ص:75


1- (1) مشارق الأنوار:138 الفصل السّادس.
2- (2) بحار الأنوار:ج 49/46 ح 49.
3- (3) الغیبه:199،ح 12.

الْحِلْیَهِ لِلْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ الزُّهْرِیِّ،قَالَ: شَهِدْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْمَ حَمَلَهُ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ مَرْوَانَ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی الشَّامِ،فَأَثْقَلَهُ حَدِیداً،وَ وَکَّلَ بِهِ حُفَّاظاً فِی عِدَّهٍ وَ جَمْعٍ،فَاسْتَأْذَنْتُهُمْ فِی السَّلاَمِ عَلَیْهِ،وَ التَّوْدِیعِ لَهُ، فَأَذِنُوا لِی فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی قُبَّهٍ وَ الْأَقْیَادُ فِی رِجْلَیْهِ،وَ الْغِلُّ فِی یَدَیْهِ فَبَکَیْتُ وَ قُلْتُ:وَدِدْتُ أَنِّی فِی مَکَانِکَ وَ أَنْتَ سَالِمٌ،فَقَالَ:یَا زُهْرِیُّ!وَ تَظُنُّ هَذَا مِمَّا تَرَی عَلَیَّ وَ فِی عُنُقِی مِمَّا یُکْرِبُنِی،أَمَا لَوْ شِئْتُ مَا کَانَ،ثُمَّ أَخْرَجَ یَدَیْهِ مِنَ الْغِلِّ،وَ رِجْلَیْهِ مِنَ الْقَیْدِ،ثُمَّ قَالَ:یَا زُهْرِیُّ لاَ جُزْتُ عَلَی ذَا مَنْزِلَتَیْنِ مِنَ الْمَدِینَهِ فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ أَرْبَعَ لَیَالٍ حَتَّی قَدِمَ الْمُوَکَّلُونَ بِهِ یَطْلُبُونَهُ مِنَ الْمَدِینَهِ فَمَا وَجَدُوهُ وَ کُنْتُ فِیمَنْ سَأَلَهُمْ عَنْهُ، فَقَالَ لِی بَعْضُهُمْ:إِنَّا نَرَاهُ مَتْبُوعاً إِنَّهُ لَنَازِلٌ وَ نَحْنُ حَوْلَهُ لاَ نَنَامُ نَرْصِدُهُ إِذْ أَصْبَحْنَا فَمَا وَجَدْنَا فِی مَحْمِلِهِ إِلاَّ حَدِیدَهً قَالَ الزُّهْرِیُّ فَقَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِکَ عَلَی عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ فَسَأَلَنِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ لِی:إِنَّهُ جَاءَنِی فِی یَوْمَ فَقَدَهُ الْأَعْوَانُ فَدَخَلَ عَلَیَّ فَقَالَ:مَا أَنَا وَ أَنْتَ؟فَقُلْتُ:أَقِمْ عِنْدِی فَقَالَ:لاَ أُحِبُّ،ثُمَّ خَرَجَ،فَوَ اللَّهِ لَقَدِ امْتَلَأَ ثَوْبِی مِنْهُ خِیفَهً«اَلْحَدِیثَ» (1).

39-قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی:وَ وَقَعَ إِلَیَّ کِتَابُ دَلاَئِلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ تَأْلِیفُ أَبِی الْعَبَّاسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ فَنَقَلْتُ مِنْهُ قَالَ: دَلاَئِلُ أَبِی مُحَمَّدٍ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فِی سَفَرٍ،وَ کَانَ یَتَغَدَّی وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ،فَأَقْبَلَ غَزَالٌ فِی نَاحِیَهٍ یَتَقَمَّمُ وَ کَانُوا یَأْکُلُونَ عَلَی سُفْرَهٍ فِی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ،فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ:اُدْنُ فَکُلْ فَأَنْتَ آمِنٌ فَدَنَا الْغَزَالُ فَأَقْبَلَ یَتَقَمَّمُ مِنَ السُّفْرَهِ،فَقَامَ الرَّجُلُ الَّذِی کَانَ یَأْکُلُ مَعَهُ بِحَصَاهٍ فَقَذَفَ بِهَا ظَهْرَهُ فَنَفَرَ الْغَزَالُ وَ مَضَی،فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَخْفَرْتَ ذِمَّتِی!لاَ أُکَلِّمُکَ کَلِمَهً أَبَداً (2).

40-وَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ أَبِی خَرَجَ إِلَی مَالِهِ وَ مَعَنَا نَاسٌ مِنْ مَوَالِیهِ وَ غَیْرِهِمْ فَوُضِعَتِ الْمَائِدَهُ لِنَتَغَدَّی إِذْ جَاءَ ظَبْیٌ وَ کَانَ مِنْهُ قَرِیباً،فَقَالَ:یَا ظَبْیُ!أَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ أُمِّی فَاطِمَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ هَلُمَّ إِلَی هَذَا الْغَدَاءِ،فَجَاءَ الظَّبْیُ حَتَّی أَکَلَ مَعَهُمْ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَأْکُلَ،ثُمَّ تَنَحَّی الظَّبْیُ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ غِلْمَانِهِ:رُدَّهُ إِلَیْنَا،فَقَالَ لَهُمْ:لاَ تُخْفِرُوا ذِمَّتِی،قَالُوا:لاَ فَقَالَ:یَا ظَبْیُ أَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ،وَ أُمِّی فَاطِمَهُ بِنْتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ هَلُمَّ إِلَی هَذَا الْغَدَاءِ،وَ أَنْتَ آمِنٌ فِی ذِمَّتِی فَجَاءَ الظَّبْیُ حَتَّی قَامَ عَلَی الْمَائِدَهِ یَأْکُلُ مَعَهُمْ،

ص:76


1- (1) کشف الغمّه:ج 288/2.
2- (2) کشف الغمّه:ج 320/2.

فَوَضَعَ رَجُلٌ مِنْ جُلَسَائِهِ یَدَهُ عَلَی ظَهْرِهِ فَنَفَرَ الظَّبْیُ،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ:أَخْفَرْتَ ذِمَّتِی؟لاَ أُکَلِّمُکَ[کَلِمَهً]أَبَداً.وَ تَلَکَّأَتْ عَلَیْهِ نَاقَتُهُ بَیْنَ جِبَالِ رَضْوَی فَأَنَاخَهَا ثُمَّ أَرَاهَا السَّوْطَ وَ الْقَضِیبَ ثُمَّ قَالَ:لَتَنْطَلِقَنَّ أَوْ لَأَفْعَلَنَّ فَانْطَلَقَتْ وَ مَا تَلَکَّأَتْ بَعْدَهَا (1).

41-وَ بِإِسْنَادِهِ قَالَ: بَیْنَمَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ جَالِساً مَعَ أَصْحَابِهِ إِذْ أَقْبَلَتْ ظَبْیَهٌ مِنَ الصَّحْرَاءِ حَتَّی قَامَتْ بِحِذَاهُ،وَ ضَرَبَتْ بِذَنَبِهَا،وَ حَمْحَمَتْ،فَقَالَ بَعْضُ الْقَوْمِ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا تَقُولُ هَذِهِ الظَّبْیَهُ؟قَالَ:تَزْعُمُ أَنَّ فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ الْقُرَشِیَّ أَخَذَ خِشْفَهَا بِالْأَمْسِ وَ أَنَّهَا لَمْ تُرْضِعْهُ مُنْذُ أَمْسِ شَیْئاً،فَوَقَعَ فِی قَلْبِ رَجُلٍ مِنَ الْقَوْمِ،فَأَرْسَلَ عَلِیُّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَی الْقُرَشِیِّ فَأَتَاهُ فَقَالَ:مَا لِهَذِهِ الظَّبْیَهُ تَشْکُوکَ؟قَالَ:وَ مَا تَقُولُ؟ قَالَ:تَقُولُ:إِنَّکَ أَخَذْتَ خِشْفَهَا بِالْأَمْسِ فِی وَقْتِ کَذَا وَ کَذَا،وَ أَنَّهَا لَمْ تُرْضِعْهُ شَیْئاً مُنْذُ أَخَذْتَهُ،وَ سَأَلَتْنِی أَنْ أَبْعَثَ إِلَیْکَ،وَ أَسْأَلَکَ أَنْ تَبْعَثَ بِهِ إِلَیْهَا لِتُرْضِعَهُ وَ تَرُدَّهُ إِلَیْکَ، فَقَالَ:وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ لَقَدْ صَدَقَتْ عَلَیَّ قَالَ لَهُ:فَأَرْسِلْ إِلَیَّ الْخِشْفَ فَجِیءَ بِهِ،فَلَمَّا جَاءَ بِهِ أَرْسَلَ إِلَیْهَا،فَلَمَّا رَأَتْهُ حَمْحَمَتْ وَ ضَرَبَتْ بِذَنَبِهَا،ثُمَّ رَضَعَ مِنْهَا،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لِلرَّجُلِ بِحَقِّی عَلَیْکَ إِلاَّ وَهَبْتَهُ لِی!فَوَهَبَهُ،وَ وَهَبَهُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ لَهَا وَ کَلَّمَهَا بِکَلاَمِهَا،فَحَمْحَمَتْ وَ ضَرَبَتْ بِذَنَبِهَا وَ انْطَلَقَتْ وَ انْطَلَقَ مَعَهَا فَقَالُوا:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الَّذِی قَالَتْ؟قَالَ:دَعَتْ لَکُمْ،وَ جَزَتْکُمْ خَیْراً (2).

أقول:تقدم هذا الحدیث مع اختلاف کثیر فی الألفاظ و المعانی،و لا یبعد تعدد الواقعتین.

42-قَالَ:وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ الْتَزَقَتْ یَدُ رَجُلٍ وَ امْرَأَهٍ عَلَی الْحَجَرِ فِی الطَّوَافِ فَجَهَدَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا أَنْ یَنْزِعَ یَدَهُ فَلَمْ یَقْدِرَا عَلَیْهِ،وَ قَالَ النَّاسُ:اِقْطَعُوهُمَا قَالَ:فَبَیْنَمَا هُمَا کَذَلِکَ إِذْ دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ فَأَفْرَجُوا لَهُ،فَلَمَّا عَرَفَ أَمْرَهُمَا تَقَدَّمَ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِمَا فَانْحَلاَّ وَ تَفَرَّقَا (3).

و روی محاکمته مع محمّد بن الحنفیه إلی الحجر الأسود،و حدیث کتابه إلی عبد الملک بن مروان،و حدیث حرمله و قد تقدمت.

43-وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:أَنَّ أَبَاهُ قَالَ لَهُ: اعْلَمْ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ أَخَاکَ سَیَدْعُو النَّاسَ إِلَی نَفْسِهِ فَإِنَّ عُمُرَهُ قَصِیرٌ،فَلَمَّا مَضَی أَبِی وَ غَسَلْتُهُ کَمَا

ص:77


1- (1) کشف الغمّه:ج 320/2.
2- (2) کشف الغمّه:ج 321/2.
3- (3) کشف الغمّه:ج 323/2.

أَمَرَنِی،وَ ادَّعَی عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَهَ مَکَانَهُ،فَکَانَ کَمَا قَالَ أَبِی،وَ مَا لَبِثَ عَبْدُ اللَّهِ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی مَاتَ،وَ کَانَتْ هَذِهِ دَلاَلَتَهُ یُبَشِّرُنَا بِالشَّیْ ءِ قَبْلَ أَنْ یَکُونَ،وَ بِهَا یُعْرَفُ الْإِمَامُ (1).

الفصل الخامس عشر

44-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی تَفْسِیرِهِ،قَالَ:قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لَمَّا أُدْخِلَ رَأْسُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی یَزِیدَ،وَ أُدْخِلَ عَلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بَنَاتُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مُقَیَّداً مَغْلُولاً،فَقَالَ یَزِیدُ:یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی قَتَلَ أَبَاکَ،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَعَنَ اللَّهُ مَنْ قَتَلَ أَبِی،قَالَ:فَغَضِبَ یَزِیدُ.وَ أَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:فَإِذَا قَتَلْتَنِی فَبَنَاتُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَنْ یَرُدُّهُنَّ إِلَی مَنَازِلِهِنَّ وَ لَیْسَ لَهُنَّ مَحْرَمٌ غَیْرِی؟ فَقَالَ:أَنْتَ تَرُدُّهُنَّ إِلَی مَنَازِلِهِنَّ ثُمَّ دَعَا بِمِبْرَدٍ فَأَقْبَلَ یَبْرُدُ الْجَامِعَهَ مِنْ عُنُقِهِ بِیَدِهِ،ثُمَّ قَالَ:یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ تَدْرِی مَا الَّذِی أُرِیدُ بِذَلِکَ؟قَالَ:بَلَی،تُرِیدُ أَنْ لاَ یَکُونُ لِأَحَدٍ عَلَیَّ مِنَّهٌ غَیْرُکَ،فَقَالَ یَزِیدُ:هَذَا وَ اللَّهِ مَا أَرَدْتُ،«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل السادس عشر

و قال المفید فی الإرشاد:قد روت الشیعه له.یعنی علی بن الحسین علیه السّلام.آیات و معجزات و براهین واضحات لم یتسع إیرادها فی هذا المکان،و وجودها فی کتبهم المصنفه ینوب مناب إیرادها فی هذا الکتاب (3)و نقل عنه هذا الکلام أیضا علی بن عیسی فی کشف الغمه.

الفصل السابع عشر

45-وَ فِی تَفْسِیرِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْکَرِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ: بَعْدَ مَا نَقَلَ عَنْ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْإِخْبَارَ عَنِ الْمُخْتَارِ بِمَنْ یَقْتُلُهُ وَ قَدْ مَرَّ قَالَ:وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ لِأَصْحَابِهِ وَ قَدْ قَالُوا لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ذَکَرَ مِنْ أَمْرِ الْمُخْتَارِ وَ لَمْ یَقُلْ مَتَی یَکُونُ قَتْلُهُ وَ لِمَنْ یَقْتُلُ؟فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:صَدَقَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،أَوَّلاً أُخْبِرُکُمْ مَتَی یَکُونُ؟ قَالُوا:بَلَی،قَالَ:یَوْمَ کَذَا إِلَی ثَلاَثِ سِنِینَ مِنْ قَوْلِی هَذَا لَکُمْ،وَ سَیُؤْتَی بِرَأْسِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ،وَ رَأْسِ شِمْرِ بْنِ ذِی الْجَوْشَنِ لَعَنَهُمَا اللَّهُ فِی یَوْمِ کَذَا وَ کَذَا،

ص:78


1- (1) کشف الغمّه:ج 351/2.
2- (2) تفسیر القمّیّ:ج 352/2.
3- (3) الإرشاد:ج 153/2.

وَ سَنَأْکُلُ وَ هُمَا بَیْنَ أَیْدِینَا فَنَنْظُرُ إِلَیْهِمَا فَلَمَّا کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ یَکُونُ فِیهِ الْقَتْلُ مِنَ الْمُخْتَارِ لِأَصْحَابِ بَنِی أُمَیَّهَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَ أَصْحَابِهِ عَلَی مَائِدَهٍ، إِذْ قَالَ لَهُمْ:مَعَاشِرَ إِخْوَانِنَا طِیبُوا نَفْساً،وَ کُلُوا فَإِنَّکُمْ تَأْکُلُونَ وَ ظَلَمَهُ بَنِی أُمَیَّهَ یُحْصَدُونَ قَالُوا:أَیْنَ؟قَالَ:فِی مَوْضِعِ کَذَا یَقْتُلُهُمُ الْمُخْتَارُ،وَ سَیُؤْتِینَا بِالرَّأْسَیْنِ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا،فَلَمَّا کَانَ الْیَوْمُ الَّذِی أُوتِیَ بِالرَّأْسَیْنِ وَ ذَلِکَ لَمَّا أَرَادَ أَنْ یَقْعُدَ لِلْأَکْلِ،وَ قَدْ فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ،فَلَمَّا رَآهُمَا سَجَدَ وَ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی أَرَانِی (1).

46-وَ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ.وَ هُوَ وَاقِفٌ بِعَرَفَاتٍ.

لِلزُّهْرِیِّ:کَمْ تُقَدِّرُ هَاهُنَا مِنَ النَّاسِ؟قَالَ:قَدْرَ أَرْبَعَهِ آلاَفِ أَلْفٍ وَ خَمْسُمِائَهِ أَلْفٍ کُلُّهُمْ حُجَّاجٌ،فَقَالَ لَهُ:یَا زُهْرِیُّ ادْنُ إِلَیَّ،فَأَدْنَاهُ إِلَیْهِ فَمَسَحَ بِیَدِهِ وَجْهَهُ ثُمَّ قَالَ:اُنْظُرْ فَنَظَرَ إِلَی النَّاسِ،قَالَ الزُّهْرِیُّ:فَرَأَیْتُ أُولَئِکَ الْخَلْقَ کُلَّهُمْ قِرَدَهً لاَ أَرَی فِیهِمْ إِنْسَاناً إِلاَّ فِی کُلِّ عَشَرَهِ آلاَفٍ وَاحِداً مِنَ النَّاسِ،ثُمَّ قَالَ لِیَ:اُدْنُ مِنِّی یَا زُهْرِیُّ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ بِیَدِهِ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ لِی:اُنْظُرْ،فَنَظَرْتُ إِلَی النَّاسِ،قَالَ الزُّهْرِیُّ:فَرَأَیْتُ أُولَئِکَ الْخَلْقَ کُلَّهُمْ خَنَازِیرَ إِلاَّ تِلْکَ الْخَصَائِصَ مِنَ النَّاسِ النَّفْرَ الْیَسِیرَ،ثُمَّ قَالَ لِیَ:اُدْنُ مِنِّی وَجْهَکَ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ بِیَدِهِ وَجْهِی فَإِذَا کُلُّهُمْ ذِئْبَهٌ إِلاَّ تِلْکَ الْخَصَائِصَ مِنَ النَّاسِ النَّفْرَ الْیَسِیرَ،فَقُلْتُ:بِأَبِی وَ أُمِّی أَنْتَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَقَدْ أَدْهَشَتْنِی آیَاتُکَ وَ حَیَّرَتْنِی عَجَائِبُکَ قَالَ:یَا زُهْرِیُّ مَا الْحَجِیجُ مِنْ هَؤُلاَءِ إِلاَّ النَّفْرُ الْیَسِیرُ الَّذِینَ رَأَیْتَهُمْ بَیْنَ هَذَا الْخَلْقِ الْجَمِّ الْغَفِیرِ،ثُمَّ قَالَ لِی:اِمْسَحْ یَدَکَ عَلَی وَجْهِکَ فَفَعَلْتُ،فَعَادَ أُولَئِکَ الْخَلْقُ فِی عَیْنِی أُنَاساً کَمَا کَانُوا أَوَّلاً«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل الثامن عشر

47-وَ رَوَی السَّیِّدُ عَبْدُ الْکَرِیمِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ فَرْحَهِ الْغَرِیِّ عَنْ صَفِیِّ الدِّینِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعْدٍ الْمُوسَوِیِّ قَالَ:رَأَیْتُ فِی بَعْضِ الْکُتُبِ الْقَدِیمَهِ الْحَدِیثِیَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ،عَنْ حَسَنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَزْدِیِّ عَنْ حُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الْأَزْدِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ،قَالَ: کُنْتُ أَزُورُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کُلَّ سَنَهٍ مَرَّهً فِی وَقْتِ الْحَجِّ،فَأَتَیْتُهُ سَنَهً مِنْ ذَلِکَ وَ إِذَا عَلَی فَخِذِهِ صَبِیٌّ فَقَعَدْتُ إِلَیْهِ وَ جَاءَ الصَّبِیُّ فَوَقَعَ عَلَی عَتَبَهِ الْبَابِ فَانْشَجَّ فَوَثَبَ إِلَیْهِ

ص:79


1- (1) تفسیر الإمام العسکریّ(علیه السلام):552،ح 327.
2- (2) تفسیر الإمام العسکریّ(علیه السلام):609،ح 359.

عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مُهَرْوِلاً فَجَعَلَ یُنَشِّفُ دَمَهُ،وَ یَقُولُ لَهُ:یَا بُنَیَّ أُعِیذُکَ بِاللَّهِ أَنْ تَکُونَ الْمَصْلُوبَ بِالْکُنَاسَهِ،قُلْتُ:بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَیُّ کُنَاسَهٍ؟قَالَ:کُنَاسَهُ الْکُوفَهِ، قُلْنَا جُعِلْنَا فِدَاکَ وَ یَکُونُ ذَلِکَ؟قَالَ:إِیْ وَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً بِالْحَقِّ،إِنْ عِشْتَ بَعْدِی لَتَرَیَنَّ هَذَا الْغُلاَمِ فِی نَاحِیَهٍ مِنْ نَوَاحِی الْکُوفَهِ مَقْتُولاً مَدْفُوناً مَنْبُوشاً مَسْلُوباً مَصْلُوباً فِی الْکُنَاسَهِ ثُمَّ یُنْزَلُ فَیُحْرَقُ،وَ یُدَقُّ وَ یُذْرَی فِی الْبَرِّ،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا اسْمُ هَذَا الْغُلاَمِ؟قَالَ:هَذَا ابْنِی زَیْدٌ«اَلْحَدِیثَ» (1).

الفصل التاسع عشر

48-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ فِی بَعْضِ مَنَازِلِ مَکَّهَ فَسَبَّحَ فِی سُجُودِهِ فَلَمْ یَبْقَ شَجَرٌ وَ لاَ مَدَرٌ إِلاَّ سَبَّحُوا مَعَهُ فَفَزِعْنَا.

قَالَ:وَ فِی رِوَایَهِ عَلِیِّ بْنِ زَیْدٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ الْمُسَیَّبِ:أَنَّهُ سَبَّحَ فِی سُجُودِهِ فَلَمْ تَبْقَ شَجَرَهٌ وَ لاَ مَدَرَهٌ إِلاَّ سَبَّحَتْ لِتَسْبِیحِهِ فَفَزِعْتُ مِنْ ذَلِکَ وَ أَصْحَابِی وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ وَ فِیهِ ذَکَرَ مَوْتَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ الصَّلاَهُ عَلَیْهِ،قَالَ:فَجَاءَ تَکْبِیرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَجَابَهُ تَکْبِیرٌ مِنَ الْأَرْضِ،فَأَجَابَهُ تَکْبِیرٌ مِنَ السَّمَاءِ فَأَجَابَهُ تَکْبِیرٌ مِنَ الْأَرْضِ فَفَزِعْتُ وَ سَقَطْتُ عَلَی وَجْهِی،فَکَبَّرَ مَنْ فِی السَّمَاءِ سَبْعاً وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ سَبْعاً،وَ صَلَّی عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ«اَلْحَدِیثَ» (2).

وَ رَوَاهُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ اخْتِیَارِ الرِّجَالِ لِلطُّوسِیِّ، وَ مِنْ کِتَابِ الْمُسْتَرْشِدِ لاِبْنِ جَرِیرٍ نَحْوَهُ .

49-وَ قَالَ الْکَشِّیُّ:وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ الْحَنَّاطِ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ أَبَا خَالِدٍ الْکَابُلِیَّ کَانَ یَقُولُ بِمُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ،ثُمَّ دَخَلَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:مَرْحَباً یَا کَنْکَرُ فَخَرَّ أَبُو خَالِدٍ سَاجِداً وَ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُمِتْنِی حَتَّی عَرَّفَنِی إِمَامِی (3)،إِنَّکَ سَمَّیْتَنِی بِاسْمِی الَّذِی سَمَّتْنِی بِهِ أُمِّی الَّتِی وَلَدَتْنِی (4).

ص:80


1- (1) فرحه الغریّ:138،ح 80.
2- (2) رجال الکشی:37،ح 33.
3- (3) فقال له علی علیه السلام:و کیف عرفت إمامک یا أبا خالد؟فقال...
4- (4) رجال الکشی:46،ح 47.

الفصل العشرون

50-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ:یَا کَنْکَرُ ادْخُلْ،قَالَ:وَ هَذَا اسْمٌ کَانَتْ أُمِّی سَمَّتْنِی بِهِ،وَ لاَ عَلِمَ أَحَدٌ بِهِ غَیْرِی إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَامَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَخَذَ بِیَدِی وَ بِیَدِ یَحْیَی بْنِ أُمِّ الطَّوِیلِ وَ مَضَی بِنَا إِلَی بَعْضِ الْغُدْرَانِ وَ قَالَ:قِفَا،فَوَقَفْنَا نَنْظُرُ إِلَیْهِ،فَقَالَ:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ،وَ مَشَی عَلَی الْمَاءِ حَتَّی رَأَیْنَا کَعْبَهُ یَلُوحُ فَوْقَ الْمَاءِ فَقُلْتُ اللَّهُ أَکْبَرُ،أَنْتَ الْکَلِمَهُ الْکُبْرَی وَ الْحُجَّهُ الْعُظْمَی (1).

51-قَالَ:وَ رَوَی: أَنَّهُ کَانَ قَائِماً فِی صَلاَتِهِ إِذْ وَقَعَ ابْنُهُ وَ هُوَ صَغِیرٌ فِی بِئْرٍ کَانَتْ فِی دَارِهِ بَعِیدَهَ الْقَعْرِ،فَصَرَخَتْ أُمُّهُ وَ أَقْبَلَتْ تَقُولُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ غَرِقَ ابْنُکَ مُحَمَّدٌ،وَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لاَ یَنْثَنِی عَنْ صَلاَتِهِ،فَأَقْبَلَ عَلَی صَلاَتِهِ وَ لَمْ یَنْثَنِ عَنْهَا إِلاَّ بَعْدَ إِتْمَامِهَا ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَی الْبِئْرِ فَمَدَّ یَدَهُ إِلَی قَعْرِهَا وَ کَانَ لاَ یَصِلُ إِلَیْهِ إِلاَّ حَبْلٌ طَوِیلٌ،وَ أَخْرَجَ مُحَمَّداً عَلَی یَدِهِ یُنَاغِی وَ یَضْحَکُ لَمْ یَبْتَلَّ ثَوْبُهُ بِالْمَاءِ«اَلْحَدِیثَ».

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی کِتَابِ الرَّوْضَهِ فِی الْفَضَائِلِ (2).

الفصل الحادی و العشرون

52-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ فِی کِتَابِ مُقْتَضَبِ الْأَثَرِ،بِإِسْنَادٍ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّهِ،وَ إِسْنَادِ مِنْ طَرِیقِ الشِّیعَهِ،عَنْ أُمِّ سُلَیْمٍ: صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا النَّبِیُّ وَ الْأَئِمَّهُ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ ابْتَدَأَهَا لَمَّا دَخَلَتْ عَلَیْهِ فَقَالَ:اِئْتِینِی بِالْحَصَاهِ ثُمَّ خَتَمَ فِیهَا،وَ أَرَاهَا[أَخْتَامَ]الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فِیهَا،فَلَمَّا خَرَجَتْ نَادَاهَا ارْجِعِی،قَالَتْ:فَرَجَعْتُ فَإِذَا هُوَ وَاقِفٌ فِی صَحْنِ دَارِهِ وَسَطاً ثُمَّ مَشَی فَدَخَلَ الْبَیْتَ وَ هُوَ یَتَبَسَّمُ،ثُمَّ قَالَ:اِجْلِسِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ!فَمَدَّ یَدَهُ الْیُمْنَی،فَانْخَرَقَتِ الدُّورَ وَ الْحِیطَانَ،وَ سِکَکَ الْمَدِینَهِ وَ غَابَتْ یَدُهُ عَنِّی،ثُمَّ قَالَ:خُذِی یَا أُمَّ سُلَیْمٍ فَنَاوَلَنِی کِیساً فِیهِ دَنَانِیرُ وَ قُرْطٌ مِنْ ذَهَبٍ وَ فُصُوصُ کَانَتْ لِی مِنْ جَزْعٍ فِی حُقٍّ لِی فِی مَنْزِلِی، قَالَتْ:فَخَرَجْتُ وَ دَخَلْتُ مَنْزِلِی وَ قَصَدْتُ نَحْوَ الْحُقِّ،فَلَمْ أَجِدْ الْحُقَّ فِی مَوْضِعِهِ، فَإِذَا الْحُقُّ حُقِّی (3).

وَ رَوَاهُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْمُقْتَضَبِ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَیَّاشٍ .

ص:81


1- (1) عیون المعجزات:64.
2- (2) عیون المعجزات:65.
3- (3) مقتضب الأثر:22.

الفصل الثانی و العشرون

53-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ إِبْلِیسَ تَمَثَّلَ لِعَلِیٍّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ فِی صَلاَتِهِ فِی صُورَهِ أَفْعَی لَهَا عَشْرُ رُءُوسٍ مُحَدَّدَهِ الْأَنْیَابِ مُنْقَلِبَهِ الْأَعْیُنِ،وَ طَلَعَ عَلَیْهِ مِنَ الْأَرْضِ مِنْ مَوْضِعِ سُجُودِهِ،ثُمَّ تَطَاوَلَ فِی قِبْلَتِهِ فَلَمْ یُرِعْهُ ذَلِکَ فَانْخَفَضَ إِلَی الْأَرْضِ ابْلِیسُ فِی صُورَهِ الْأَفْعَی،وَ قَبَضَ عَلَی عَشْرَهِ أَنَامِلِ رِجْلَیْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَعَلَ یَکْدُمُهَا بِأَنْیَابِهِ،فَکَانَ لاَ یَکْسِرُ طَرْفَهُ إِلَیْهِ،وَ لاَ یُحَوِّلُ قَدَمَیْهِ عَنْ مَقَامِهِ (1)وَ رَوَاهُ ابْنُ الطَّلْحَهِ الشَّافِعِیِّ فِی کِتَابِ مَطَالِبِ السَّئُولِ نَحْوَهُ .

54-وَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ یَا کَنْکَرُ!فَقَالَ:هَذَا اسْمٌ سَمَّتْنِی بِهِ أُمِّی وَ لَمْ یَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ،وَ أَرَادَ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنِ الدِّرْعِ وَ الْمِغْفَرِ،فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْتِدَاءً:یَا غُلاَمُ عَلَیَّ بِالسَّفَطِ الْأَبْیَضِ فَأَقْبَلَ السَّفَطُ الْأَبْیَضُ حَتَّی صَارَ بَیْنَ یَدَیْهِ،فَقُلْتُ لَهُ:یَا سَیِّدِی!مَنْ جَاءَ بِالسَّفَطِ؟فَقَالَ:بَعْضُ خَدَمِی مِنَ الْجِنِّ ثُمَّ فَکَّ الْخَاتَمَ ثُمَّ أَخَذَ الدِّرْعَ وَ الْمِغْفَرَ فَلَبِسَهُمَا وَ قَامَ قَائِماً وَ قَالَ:هَکَذَا کَانَ عَلَی جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (2).

و روی کثیرا من المعجزات السابقه.

الفصل الثالث و العشرون

55-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: لَمَّا کَانَتْ وَقْعَهُ الْحَرَّهِ وَ أُغِیرَ عَلَی الْمَدِینَهِ ثَلاَثاً وَجَّهَ صَاحِبُ یَزِیدَ بْنِ مُعَاوِیَهَ فِی طَلَبِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِیَقْتُلَهُ فَوَجَدُوهُ فِی مَنْزِلِهِ فَلَمَّا دَخَلُوا رَکِبَ السَّحَابَ وَ جَاءَ حَتَّی وَقَفَ فَوْقَ رَأْسِهِ،وَ قَالَ:أَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْکَ تَکُفُّ أَوْ آمُرُ الْأَرْضَ أَنْ تَبْلَعَکَ؟ قَالَ:مَا أَرَدْتُ إِلاَّ إِکْرَامَکَ،ثُمَّ نَزَلَ عَنِ السَّحَابِ فَجَلَسَ بَیْنَ یَدَیْهِ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ غَابَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ هُوَ لاَ یَعْلَمُ (3).

56-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ قُدَامَهَ قَالَ: کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رَجُلاً أَسْمَرَ ضَخْماً مِنَ الرِّجَالِ،وَ کَانَ یَنْظُرُ إِلَی صَرِیمَهٍ فِیهَا ظِبَاءٌ فَیَسْبِقُ أَوَائِلَهَا،وَ یَرُدُّهَا عَلَی أَوَاخِرِهَا (4).

ص:82


1- (1) الهدایه:215.
2- (2) الهدایه:226.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):199/ح 2/112.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):199،ح 3/113.

57-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ غُنْدَرٍ قَالَ: جَاءَ مَالٌ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَی مَکَّهَ،فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَنَفِیَّهِ:هَذَا الْمَالُ لِی وَ أَنَا أَحَقُّ بِهِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ)بَیْنِی وَ بَیْنَکَ الصَّخْرَهُ فَأَتَیَا الصَّخْرَهَ،فَکَلَّمَهَا ابْنُ الْحَنَفِیَّهِ فَلَمْ تَنْطِقْ،فَکَلَّمَهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ) فَنَطَقَتْ،وَ قَالَتْ:اَلْمَالُ مَالُکَ،وَ أَنْتَ الْوَصِیُّ ابْنُ الْوَصِیِّ،وَ الْإِمَامُ ابْنُ الْإِمَامِ،فَبَکَی مُحَمَّدٌ،وَ قَالَ:یَا ابْنَ أَخِی لَقَدْ ظَلَمْتُکَ (1).

58-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ التَّیْمِیِّ(التَّمِیمِیِّ خ ل)قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ)وَ قَدْ أُتِیَ بِطِفْلٍ مَکْفُوفٍ،فَمَسَحَ عَیْنَیْهِ فَاسْتَوَی بَصَرُهُ،وَ جَاءُوا إِلَیْهِ بِأَبْکَمٍ فَکَلَّمَهُ فَأَجَابَهُ،وَ جَاءُوا إِلَیْهِ بِمُقْعَدٍ فَمَسَحَهُ فَسَعَی وَ مَشَی (2).

59-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عِیسَی قَالَ: لَقِیتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ، فَقُلْتُ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی مُعْدِمٌ فَأَعْطَانِی دِرْهَماً وَ رَغِیفاً،فَأَکَلْتُ أَنَا وَ عِیَالِی مِنَ الرَّغِیفِ وَ الدِّرْهَمِ أَرْبَعِینَ سَنَهً (3).

60-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ: لَقِیتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ انْبَثَقَ نَهَرُ سُوَرا حَتَّی ذَهَبَتْ غَلاَّتُهَا بِخَمْسِمِائَهِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ کَانَ ذَلِکَ فِی کُلِّ سَنَهٍ فَسَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِی خَاتَمَ رَصَاصٍ فَأَلْقَیْتُهُ فِی ذَلِکَ النَّهَرِ فَوَقَفَ الْمَاءُ بِصَیْفِهِ وَ شِتَائِهِ (4).

61-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی النُّمَیْرِ قَالَ: کُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ مَا انْصَرَفَ مِنَ الشَّامِ إِلَی الْمَدِینَهِ فَکُنْتُ أُحْسِنُ إِلَی نِسَائِهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَخَذَ حَجَراً أَسْوَدَ فَطَبَعَهُ بِخَاتَمٍ ثُمَّ قَالَ:خُذْهُ وَ سَلْ کُلَّ حَاجَهٍ لَکَ مِنْهُ،قَالَ:فَکُنْتُ أَسْأَلُهُ الضَّوْءَ فِی الْبَیْتِ فَیُسْرِجُ فِی الظَّلْمَاءِ،وَ أَضَعُهُ عَلَی الْأَقْفَالِ فَتَنْفَتِحُ،وَ آخُذُهُ بِیَدِی وَ أَقِفُ بَیْنَ یَدَیِ السَّلاَطِینِ فَلاَ أَرَی سُوءاً (5).

62-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جُمْهُورِ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ رَآهُ طَارَ ثُمَّ نَزَلَ،وَ أَعْطَاهُ طَلْعاً فِی غَیْرِ أَوَانِهِ (6).

63-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَنَسٍ قَالَ: لَقِیتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ خَارِجٌ إِلَی یَنْبُعَ فَحَمَلَتْهُ الرِّیحُ وَ حَفَّتْ بِهِ الطَّیْرُ مِنْ کُلِّ جَانِبِ«اَلْحَدِیثَ» (7).

64-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً

ص:83


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):199،ح 4/114.
2- (2) مناقب فاطمه(علیها السلام):200،ح 6/116.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):200،ح 7/117.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):200،ح 8/118.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):201،ح 9/119.
6- (6) مناقب فاطمه(علیها السلام):201،ح 10/120.
7- (7) مناقب فاطمه(علیها السلام):202،ح 11/121.

فِیهِ أَنَّ أَبَا خَالِدٍ الْکَابُلِیَّ دَخَلَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ،فَقَالَ لَهُ:أُرِیدُ أَنْ أُرِیَکَ الْجَنَّهَ وَ هِیَ مَسْکَنِی الَّذِی إِذَا شِئْتُ دَخَلْتُ عَلَیْهِ،قَالَ:فَقُلْتُ:نَعَمْ أَرِنِیهِ،فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَصِرْتُ فِی الْجَنَّهِ فَنَظَرْتُ إِلَی قُصُورِهَا وَ أَنْهَارِهَا وَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ أَنْظُرَ فَمَکَثْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نَظَرْتُ فَإِذَا أَنَا بَیْنَ یَدَیْهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

65-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:

إِنَّهُ صَاحَ بِهِ یَا کَنْکَرُ ادْخُلْ،قَالَ:وَ هَذَا اسْمٌّ سَمَّتْنِی بِهِ أُمِّی،وَ لَمْ یَسْمَعْهُ مِنْهَا أَحَدٌ غَیْرِی إِلَی أَنْ قَالَ:فَمَا بَرِحْتُ ذَلِکَ الْیَوْمَ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّی أَرَانِی الْعَجَائِبَ فَقُلْتُ بِإِمَامَتِهِ (2).

66-وَ عَنْهُ فِی حَدِیثٍ:أَنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِرَجُلٍ: إِنْ شِئْتَ أَنْبَأْتُکَ بِمَا أَکَلْتَ وَ مَا ادَّخَرْتَ فِی بَیْتِکَ؟قَالَ لَهُ:أَنْبِئْنِی!فَقَالَ لَهُ:أَکَلْتَ فِی هَذَا الْیَوْمِ حَیْساً،وَ أَمَّا مَا فِی بَیْتِکَ فَعِشْرُونَ دِینَاراً،مِنْهَا ثَلاَثَهُ دَنَانِیرَ دَارِیَّهٌ،فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ:

أَشْهَدُ أَنَّکَ الْحُجَّهُ الْعُظْمَی (3).

67-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:

أَنَّهُ أَمَرَهُ وَ أَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ أَنْ یَشُدَّا أَعْیُنَهُمَا،فَفَعَلاَ ثُمَّ تَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ، ثُمَّ قَالَ:خَلُّوا أَعْیُنَکُمْ فَخَلَّیْنَاهَا فَوَجَدْنَا أَنْفُسَنَا عَلَی بِسَاطٍ وَ نَحْنُ عَلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ، فَتَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ فَاسْتَجَابَ لَهُ حِیتَانُ الْبَحْرِ إِذْ ظَهَرَتْ مِنْهُنَّ حُوتَهٌ عَظِیمَهٌ،فَقَالَ لَهَا:مَا اسْمُکِ؟قَالَتْ:نُونٌ قَالَ:ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهَا کَلَّمَتْهُ بِکَلاَمٍ طَوِیلٍ وَ ذَکَرَ أَنَّهَا الَّتِی حُبِسَ یُونُسُ فِی بَطْنِهَا ثُمَّ قَالَ لَهُمَا:شُدُّوا أَعْیُنَکُمْ،فَشَدَدْنَاهَا فَتَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ،ثُمَّ قَالَ:خَلُّوهَا فَخَلَّیْنَا فَإِذَا نَحْنُ عَلَی الْبِسَاطِ فِی مَجْلِسِهِ،ثُمَّ خَرَجَ ابْنُ عُمَرَ،فَقَالَ:أَ تَرَی ابْنَ عُمَرَ یُؤْمِنُ بِمَا آمَنْتَ بِهِ؟فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ:لاَ،فَخَرَجَ وَ سَأَلَهُ فَقَالَ:

هَذَا سِحْرٌ! (4).

68-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهَ دَخَلَتْ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ وَ کَانَ ظَهَرَ بِهَا بَرَصٌ،فَبَکَتْ وَ سَأَلَتْهُ الدُّعَاءَ لَهَا، فَدَعَا لَهَا فَأَذْهَبَ اللَّهُ بِهِ عَنْهَا فِی الْحَالِ (5). و روی أیضا کثیرا من المعجزات السابقه.

ص:84


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):208،ح 21/131.
2- (2) مناقب فاطمه(علیها السلام):209،ح 22/132.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):210،ح 23/133.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):211،ح 24/134.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):213،ح 26/136.

الفصل الرابع و العشرون

و روی محمد بن علی بن شهرآشوب فی کتاب المناقب جمله من المعجزات التی تقدمت.

69-وَ رَوَی فِیهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی قَوْلِهِ تَعَالَی: هَلْ تُحِسُّ مِنْهُمْ مِنْ أَحَدٍ أَوْ تَسْمَعُ لَهُمْ رِکْزاً فَقَالَ:یَا جَابِرُ هُمْ بَنُو أُمَیَّهَ وَ یُوشِکُ أَنْ لاَ تَحُسَّ مِنْهُمْ أَحَداً یُرْجَی وَ لاَ یُخْشَی،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ إِنَّ ذَلِکَ لَکَائِنٌ؟فَقَالَ:مَا أَسْرَعَهُ سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ)یَقُولُ:إِنَّهُ قَدْ رَأَی أَسْبَابَهُ (1).

70-وَ عَنِ الْفَتَّالِ النَّیْسَابُورِیِّ فِی رَوْضَهِ الْوَاعِظِینَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ جُبَیْرٍ:قَالَ أَبُو خَالِدٍ الْکَابُلِیُّ: أَتَیْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی أَنْ أَسْأَلَهُ هَلْ عِنْدَکَ سِلاَحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَلَمَّا بَصَرَنِی قَالَ:یَا أَبَا خَالِدٍ أَ تُرِیدُ أَنْ أُرِیَکَ سِلاَحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟قُلْتُ:وَ اللَّهِ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَتَیْتُ إِلاَّ لِأَسْأَلَکَ عَنْ ذَلِکَ وَ لَقَدْ أَخْبَرْتَنِی بِمَا فِی نَفْسِی قَالَ:نَعَمْ،فَدَعَا بِحُقٍّ کَبِیرٍ،وَ سَفَطٍ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَرَاهُ السِّلاَحَ (2).

71-قَالَ:وَ فِی کِتَابِ الْکَشِّیِّ قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ فِی حَدِیثِهِ،قَالَ زَیْنُ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ إِیَّاکَ أَنْ تَشُدَّ رَاحِلَهً تَرْحَلُهَا فَإِنَّمَا هَاهُنَا تَطْلُبُ الْعِلْمَ حَتَّی یَمْضِیَ لَکُمْ بَعْدَ مَوْتِی سَبْعُ حِجَجٍ،ثُمَّ یَبْعَثُ اللَّهُ لَکُمْ غُلاَماً مِنْ وُلْدِ فَاطِمَهَ تَنْبُتُ الْحِکْمَهُ فِی صَدْرِهِ کَمَا یُنْبِتُ الْمَطَرُ الزَّرْعَ،قَالَ:فَلَمَّا مَضَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ حَسَبْنَا الْأَیَّامَ وَ الْجُمَعَ وَ الشُّهُورَ وَ السِّنِینَ،فَمَا زَادَتْ یَوْماً وَ لاَ نَقَصَتْ حَتَّی تَکَلَّمَ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

72-وَ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ عَنْ زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ أَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ یَشُدُّ عَیْنَیْهِ بِعِصَابَهٍ،وَ عَیْنَیَّ بِعِصَابَهٍ ثُمَّ أَمَرَ بَعْدَ سَاعَهٍ بِفَتْحِ أَعْیُنِنَا فَإِذَا نَحْنُ عَلَی شَاطِئِ الْبَحْرِ،ثُمَّ قَالَ:یَا أَیَّتُهَا الْحُوتُ قَالَ فَأَطْلَعَ الْحُوتُ رَأْسَهُ مِنَ الْبَحْرِ وَ هُوَ یَقُولُ:لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ،ثُمَّ ذَکَرَ کَلاَماً طَوِیلاً تَکَلَّمَ بِهِ الْحُوتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

73-قَالَ:وَ فِی الرَّوْضَهِ سَأَلَ لَیْثٌ الْخُزَاعِیُّ سَعِیدَ بْنَ الْمُسَیَّبِ عَنْ إِنْهَابِ

ص:85


1- (1) مناقب آل أبی طالب:276.
2- (2) مناقب آل أبی طالب:278.
3- (3) مناقب آل أبی طالب:280.
4- (4) مناقب آل أبی طالب:281.

الْمَدِینَهِ قَالَ: نَعَمْ،شَدُّوا الْخَیْلَ إِلَی أَسَاطِینِ مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ رَأَیْتُ الْخَیْلَ حَوْلَ الْقَبْرِ،وَ انْتُهِبَ الْمَدِینَهُ ثَلاَثاً،فَکُنْتُ أَنَا وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَأْتِی قَبْرَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَیَتَکَلَّمُ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِکَلاَمٍ لَمْ أَقِفْ عَلَیْهِ فَیُحَالُ مَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْقَوْمِ،وَ نُصَلِّی وَ نَرَی الْقَوْمَ وَ هُمْ لاَ یَرَوْنَنَا،وَ قَامَ رَجُلٌ عَلَی فَرَسٍ أَشْهَبَ بِیَدِهِ حَرْبَهٌ مَعَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَانَ إِذَا أَوْمَی الرَّجُلُ إِلَی حَرَمِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مَالَ ذَلِکَ الْفَارِسُ بِالْحَرْبَهِ نَحْوَهُ فَیَمُوتُ قَبْلَ أَنْ تُصِیبَهُ«اَلْحَدِیثَ». و فیه أن ذلک الفارس کان من الملائکه (1).

الفصل الخامس و العشرون

و روی علی بن الحسین المسعودی فی کتاب إثبات الوصیه کثیرا من المعجزات السابقه مثل کتابته إلی عبد الملک بن مروان،و محاکمته محمّد بن الحنفیه إلی الحجر الأسود،و کلام الظبیه له و غیر ذلک.

تکمله لهذا الباب

ننقل فیها جمله من معجزاته علیه السّلام عن کتب أهل السنه مما لم ینقل عنها المصنف(قده).

فمنها

مَا رَوَاهُ فِی«حِلْیَهُ الْأَوْلِیَاءِ»(ج 3 ص 135 ط مطبعه السَّعَادَهِ بِمِصْرَ)قَالَ:

حَدَّثْتُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِینَ قَالَ:ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو الْبَلَوِیُّ قَالَ:ثَنَا یَحْیَی بْنُ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ قَالَ:حَدَّثَنِی سَالِمُ بْنُ فَرُّوخَ مَوْلَی الْجَعْفَرِیِّینَ عَنِ ابْنِ الشِّهَابِ الزُّهْرِیِّ.قَالَ: شَهِدْتُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ یَوْمَ حَمَلَهُ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ مَرْوَانَ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی الشَّامِ فَأَثْقَلَهُ حَدِیداً،وَ وَکَّلَ بِهِ حُفَّاظاً فِی عِدَّهٍ وَ جَمْعٍ فَاسْتَأْذَنْتُهُمْ فِی التَّسْلِیمِ عَلَیْهِ وَ التَّوْدِیعِ لَهُ فَأَذِنُوا لِی،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی قُبَّهٍ وَ الْأَقْیَادُ فِی رِجْلَیْهِ وَ الْغِلُّ فِی یَدَیْهِ فَبَکَیْتُ وَ قُلْتُ:وَدِدْتُ أَنِّی مَکَانَکَ وَ أَنْتَ سَالِمٌ.

فَقَالَ:یَا زُهْرِیُّ أَ تَظُنُّ أَنَّ هَذَا مِمَّا تَرَی عَلَیَّ وَ فِی عُنُقِی یُکَرِّبُنِی،أَمَّا لَوْ شِئْتُ مَا کَانَ.

فَإِنَّهُ وَ إِنْ بَلَغَ مِنْکَ وَ بِأَمْثَالِکَ لِیُذَکِّرَنِی عَذَابَ اللَّهِ،ثُمَّ أَخْرَجَ یَدَیْهِ مِنَ الْغِلِّ وَ رِجْلَیْهِ مِنَ الْقَیْدِ.ثُمَّ قَالَ:یَا زُهْرِیُّ لاَ جُزْتُ مَعَهُمْ عَلَی ذَا مَنْزِلَتَیْنِ مِنَ الْمَدِینَهِ.قَالَ:فَمَا لَبِثْنَا

ص:86


1- (1) مناقب آل أبی طالب:284.

إِلاَّ أَرْبَعَ لَیَالٍ حَتَّی قَدِمَ الْمُوَکَّلُونَ بِهِ یَطْلُبُونَهُ بِالْمَدِینَهِ فَمَا وَجَدُوهُ،فَکُنْتُ فِیمَنْ سَأَلَهُمْ عَنْهُ.فَقَالَ لِی بَعْضُهُمْ:إِنَّا لَنَرَاهُ مَتْبُوعاً،إِنَّهُ لَنَازِلٌ وَ نَحْنُ حَوْلَهُ لاَ نَنَامُ نَرْصُدُهُ،إِذْ أَصْبَحْنَا فَمَا وَجَدْنَا بَیْنَ مَحْمِلِهِ إِلاَّ حَدِیدَهً.قَالَ الزُّهْرِیُّ:فَقَدِمْتُ بَعْدَ ذَلِکَ عَلَی عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ،فَسَأَلَنِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَأَخْبَرْتُهُ.فَقَالَ لِی:إِنَّهُ قَدْ جَاءَنِی فِی یَوْمَ فَقَدَهُ الْأَعْوَانُ،فَدَخَلَ عَلَیَّ فَقَالَ:مَا أَنَا وَ أَنْتَ.فَقُلْتُ:أَقِمْ عِنْدِی فَقَالَ:لاَ أُحِبُّ،ثُمَّ خَرَجَ فَوَ اللَّهِ لَقَدِ امْتَلَأَ ثَوْبِی مِنْهُ خِیفَهً.قَالَ الزُّهْرِیُّ:فَقُلْتُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَیْسَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ حَیْثُ تَظُنُّ إِنَّهُ مَشْغُولٌ بِنَفْسِهِ.فَقَالَ:حَبَّذَا شُغُلُ مِثْلِهِ فَنِعْمَ مَا شُغِلَ بِهِ،قَالَ:وَ کَانَ الزُّهْرِیُّ إِذَا ذَکَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ یَبْکِی وَ یَقُولُ:

زَیْنُ الْعَابِدِینَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْمُخْتَارُ فِی مَنَاقِبِ الْأَخْیَارِ لِلْجَزَرِیِّ»ص 26 نُسْخَهٍ ظاهریه دِمَشْقَ».

«مَطَالِبِ السئول»ص 78 ط طُهْرَانِ«کِفَایَهٌ الطَّالِبُ»ص 299 ط الْغَرِیِّ«فَصَلِّ الْخَطَّابِ»عَلِیِّ،فِی الینابیع ص 378 ط إسلامبول«مَشَارِقِ الْأَنْوَارِ»ص 120 ط مِصْرَ «وَسِیلَهً النَّجَاهِ»ص 330 لکهنو«تَارِیخِ آلِ مُحَمَّدٍ»ص 178 ط مطبعه آفتاب«إسعاف الرَّاغِبِینَ»بهامش نُورٍ الابصار ص 240 الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 310 ط الْحَلَبِیِّ بِمِصْرَ«اَلصَّوَاعِقَ»ص 119 ط حَلْبَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«حِلْیَهِ الْأَوْلِیَاءِ»(ج 3 ص 134 ط مطبعه السَّعَادَهِ بِمِصْرَ)قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الرَّازِیُّ قَالَ:ثَنَا عَلِیُّ بْنُ رَجَاءٍ الْقَادِسِیُّ قَالَ:ثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ.قَالَ: أَتَیْتُ بَابَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَکَرِهْتُ أَنْ أَضْرِبَ،فَقَعَدْتُ حَتَّی خَرَجَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ دَعَوْتُ لَهُ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ وَ دَعَا لِی،ثُمَّ انْتَهَی إِلَی حَائِطٍ لَهُ.فَقَالَ:یَا أَبَا حَمْزَهَ تَرَی هَذَا الْحَائِطَ،قُلْتُ:بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:فَإِنِّی اتَّکَأْتُ عَلَیْهِ یَوْماً وَ أَنَا حَزِینٌ فَإِذَا رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ حَسَنُ الثِّیَابِ یَنْظُرُ فِی تُجَاهِ وَجْهِی ثُمَّ قَالَ:یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ مَا لِی أَرَاکَ کَئِیباً حَزِیناً أَ عَلَی الدُّنْیَا فَهُوَ رِزْقٌ یَأْکُلُ مِنْهَا الْبِرُّ وَ الْفَاجِرُ،فَقُلْتُ:مَا عَلَیْهَا أَحْزَنُ لِأَنَّهُ کَمَا تَقُولُ،فَقَالَ:أَ عَلَی الْآخِرَهِ،هُوَ وَعْدٌ صَادِقٌ،یَحْکُمُ فِیهَا مَلِکٌ قَاهِرٌ.

قُلْتُ:مَا عَلَی هَذَا أَحْزَنُ لِأَنَّهُ کَمَا تَقُولُ،فَقَالَ:وَ مَا حَزَنَکَ یَا عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ، قُلْتُ:مَا أَتَخَوَّفُ مِنْ فِتْنَهِ ابْنِ الزُّبَیْرِ،فَقَالَ لِی:یَا عَلِیُّ هَلْ رَأَیْتَ أَحَداً سَأَلَ اللَّهَ فَلَمْ

ص:87

یُعْطِهِ؟قُلْتُ:لاَ.ثُمَّ قَالَ:فَخَافَ اللَّهَ فَلَمْ یَکْفِهِ؟قُلْتُ:لاَ،ثُمَّ غَابَ عَنِّی فَقِیلَ لِی:

یَا عَلِیُّ هَذَا الْخَضِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَاجَاکَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کَتَبَ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ» ص 185 ط الْغَرِیِّ«نُورٍ الْأَبْصَارُ»ص 192 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«مَطَالِبِ السئول» ص 78 ط طُهْرَانِ«کِفَایَهٌ الطَّالِبُ»ص 301 ط الْغَرِیِّ«الاتحاف بِحُبِّ الْأَشْرَافِ» ص 49 ط مِصْرَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«حِلْیَهِ الْأَوْلِیَاءِ»(ج 3 ص 140 ط مطبعهِ السَّعَادَهِ بِمِصْرَ)قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْغِطْرِیفِیُّ،ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَیْمَهَ، ثَنَا سَعِیدُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْحَکَمِ قَالَ:ثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ وَاقِدٍ،ثَنَا یَحْیَی بْنُ ثَعْلَبَهَ الْأَنْصَارِیُّ،ثَنَا أَبُو حَمْزَهَ الثُّمَالِیُّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ فَإِذَا عَصَافِیرُ یَطِرْنَ حَوْلَهُ یَصْرُخْنَ.فَقَالَ:یَا أَبَا حَمْزَهَ هَلْ تَدْرِی مَا یَقُولُ هَؤُلاَءِ الْعَصَافِیرُ؟فَقُلْتُ:

لاَ.قَالَ:فَإِنَّهَا تُقَدِّسُ رَبَّهَا عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَسْأَلُهُ قُوتَ یَوْمِهَا.

وَ مِنْهَا

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 185 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الزَّاهِدِ قَالَ: لَمَّا وُلِّیَ عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ مَرْوَانَ الْخِلاَفَهَ کَتَبَ إِلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ الثَّقَفِیِّ:«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ مِنْ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی الْحَجَّاجِ بْنِ یُوسُفَ أَمَّا بَعْدُ فَانْظُرْ دِمَاءَ بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَاجْتَنِبْهَا فَإِنِّی رَأَیْتُ آلَ أَبِی سُفْیَانَ لَمَّا وَلَعُوا فِیهَا لَمْ یَلْبَثُوا إِلاَّ قَلِیلاً وَ السَّلاَمُ»قَالَ:وَ بَعَثَ بِالْکِتَابِ سِرّاً إِلَی الْحَجَّاجِ وَ قَالَ لَهُ:اُکْتُمْ ذَلِکَ،فَکُوشِفَ بِذَلِکَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ الْکِتَابَهِ إِلَی الْحَجَّاجِ،فَکَتَبَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مِنْ فَوْرِهِ:«بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَی عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ مِنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّکَ کَتَبْتَ فِی یَوْمِ کَذَا مِنْ شَهْرِ کَذَا إِلَی الْحَجَّاجِ سِرّاً فِی حَقِّنَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بِمَا هُوَ کَیْتَ وَ کَیْتَ وَ قَدْ شَکَرَ اللَّهُ لَکَ ذَلِکَ»ثُمَّ طَوَی الْکِتَابَ وَ خَتَمَهُ وَ أَرْسَلَ بِهِ مَعَ غُلاَمٍ لَهُ مِنْ یَوْمِهِ عَلَی نَاقَهٍ لَهُ إِلَی عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ وَ ذَلِکَ مِنَ الْمَدِینَهِ الشَّرِیفَهِ إِلَی الشَّامِ فَلَمَّا قَدِمَ الْغُلاَمُ عَلَی عَبْدِ الْمَلِکِ أَوْصَلَهُ الْکِتَابُ فَلَمَّا نَظَرُهُ وَ تَأَمَّلَ فِیهِ فَوَجَدَ تَارِیخَهُ مُوَافِقاً لِتَارِیخِ کِتَابِهِ الَّذِی أَرْسَلَهُ إِلَی الْحَجَّاجِ فِی الْیَوْمِ وَ السَّاعَهِ فَعَرَفَ صِدْقَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ صَلاَحَهُ وَ دِینَهُ وَ مُکَاشَفَتَهُ لَهُ.

ص:88

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ الْعَامَّهِ مِنْهَا«نُورٍ الْأَبْصَارُ»ص 189 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«وَسِیلَهً النَّجَاهِ»ص 333 ط لکهنو«اَلصَّوَاعِقَ»ص 119 ط حَلْبَ «جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 310 ط الْحَلَبِیِّ بِمِصْرَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 190 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ)قَالَ:

اسْتَشَارَهُ أَیَ(عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ)زَیْدٌ ابْنُهُ فِی الْخُرُوجِ فَنَهَاهُ وَ قَالَ:أَخْشَی أَنْ تَکُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ،أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهُ لاَ یَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَهَ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْیَانِیِّ إِلاَّ قُتِلَ،فَکَانَ کَمَا قَالَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«وَسِیلَهِ النَّجَاهِ»(ص 334 ط گلشن فَیْضِ الْکَائِنَهِ فِی لَکْهنُو)قَالَ:

وَ مِنْ جُمْلَهِ کَرَامَاتِهِ عَلَی مَا فِی شَوَاهِدِ النُّبُوَّهِ أَنَّهُ قَدِمَ مُحَمَّدُ ابْنُ الْحَنَفِیَّهِ إِلَیْهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَ لَهُ أَنَّهُ عَمُّهُ وَ أَکْبَرُ أَوْلاَدِ عَلِیٍّ بَعْدَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ وَ أَنَّهُ أَوْلَی بِالْإِمَامَهِ وَ طَلَبَ مِنْهُ سِلاَحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِتَّقِ اللَّهَ یَا عَمِّ وَ لاَ تَبْغِ مَا لَیْسَ لَکَ فَلَمَّا بَالَغَ فِی ذَلِکَ دَعَاهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی التَّحَاکُمِ إِلَی الْحَجَرِ الْأَسْوَدِ فَلَمَّا بَلَغَا عِنْدَهُ رَفَعَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ دَعَا اللَّهَ بِأَسْمَائِهِ الْعِظَامِ وَ سَأَلَهُ أَنْ یُنْطِقَ الْحَجَرَ وَ یَجْعَلَهُ حَکَماً بِهِمَا ثُمَّ أَقْبَلَ إِلَی الْحَجَرِ فَقَالَ:بِحَقِّ مَنْ أَوْدَعَ فِیکَ مَوَاثِیقَ عِبَادِهِ أَخْبِرْنَا بِالْإِمَامِ وَ الْوَصِیِّ بَعْدَ الْحُسَیْنِ فَتَحَرَّکَ الْحَجَرُ حَتَّی أَوْشَکَ أَنْ یَسْقُطَ مِنْ مَکَانِهِ فَنَادَی بِصَوْتٍ عَرَبِیٍّ فَصِیحٍ یَا مُحَمَّدُ إِنَّ الْإِمَامَ وَ الْوَصِیَّ بَعْدَ الْحُسَیْنِ هُوَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ.

ص:89

الباب الثامن عشر: النصوص علی إمامه أبی جعفر محمد بن علی الباقر علیه السّلام مضافا إلی ما تقدم منها

اشاره

النصوص علی إمامه أبی جعفر محمد بن علی الباقر علیه السّلام مضافا إلی ما تقدم منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ فِی الْکَافِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْکُوفِیِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلاَدِ، عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

لَمَّا حَضَرَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ قَبْلَ ذَلِکَ أَخْرَجَ سَفَطاً أَوْ صُنْدُوقاً عِنْدَهُ، فَقَالَ:یَا مُحَمَّدُ احْمِلْ هَذَا الصُّنْدُوقَ،قَالَ:فَحَمَلَ بَیْنَ أَرْبَعَهٍ،فَلَمَّا تُوُفِّیَ جَاءَ إِخْوَتُهُ یَدَّعُونَ فِی الصُّنْدُوقِ،وَ قَالُوا:أَعْطِنَا نَصِیبَنَا مِنَ الصُّنْدُوقِ فَقَالَ:وَ اللَّهِ مَا لَکُمْ فِیهِ شَیْ ءٌ،وَ لَوْ کَانَ لَکُمْ فِیهِ شَیْ ءٌ مَا دَفَعَهُ إِلَیَّ،وَ کَانَ فِی الصُّنْدُوقِ سِلاَحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ کُتُبُهُ (1).

2-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: الْتَفَتَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ إِلَی وَلَدِهِ وَ هُوَ فِی الْمَوْتِ وَ هُمْ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ،ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ:یَا مُحَمَّدُ!هَذَا الصُّنْدُوقُ اذْهَبْ بِهِ إِلَی بَیْتِکَ،قَالَ:أَمَا إِنَّهُ لَمْ یَکُنْ فِیهِ دِینَارٌ وَ لاَ دِرْهَمٌ،وَ لَکِنَّهُ کَانَ مَمْلُوءاً عِلْماً (2).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی وَ الَّذِی قَبْلَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ مِثْلَهُ .

3-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ،عَنْ سَهْلٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ فَضَالَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلاَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:سَمِعْتُهُ یَقُولُ: إِنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِیزِ کَتَبَ إِلَی ابْنِ حَزْمٍ أَنْ یَبْعَثَ إِلَیْهِ بِصَدَقَهِ عَلِیٍّ وَ عُمَرَ وَ عُثْمَانَ،وَ إِنَّ ابْنَ حَزْمٍ بَعَثَ إِلَی زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ کَانَ أَکْبَرَهُمْ فَسَأَلَهُ الصَّدَقَهَ،فَقَالَ زَیْدٌ:إِنَّ الْوَالِیَ کَانَ بَعْدَ عَلِیٍّ الْحَسَنُ،وَ بَعْدَ الْحَسَنِ الْحُسَیْنُ،وَ بَعْدَ الْحُسَیْنِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ،وَ بَعْدَ

ص:90


1- (1) الکافی:ج 305،1،ح 1.
2- (2) الکافی:ج 305/1،ح 2.

عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ«اَلْحَدِیثَ». وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو،عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَحْوَهُ (1).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی نَقْلاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

أقول:هذا لیس بنص من زید بن الحسن بل روایه منه للنص و الإشاره منهم علیهم السّلام،و المراد بالصدقه هنا کتاب الصدقه،و هو الوصیه،و الوالی فیها هو الوصی.

الفصل الأول

4-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ الْأَمَالِی قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ جَابِراً دَخَلَ عَلَی عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَجَدَ ابْنَهُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَهُ غُلاَماً،فَقَالَ لَهُ:مَنْ هَذَا؟قَالَ:هَذَا ابْنِی وَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدِی مُحَمَّدٌّ الْبَاقِرُ (2).

الفصل الثانی

5-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ الْقُمِّیُّ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ فِی النُّصُوصِ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَیَّاشِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَاسِطِیِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْجُمَحِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ یَحْیَی الْخَاطِبِیِّ،عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِیهِ،قَالَ: مَرِضَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَرَضَهُ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ،فَجَمَعَ أَوْلاَدَهُ:مُحَمَّداً وَ الْحَسَنَ،وَ عَبْدَ اللَّهِ،وَ عُمَرَ،وَ زَیْداً، وَ الْحُسَیْنَ،وَ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ کَنَّاهُ بِالْبَاقِرِ،وَ جَعَلَ أَمْرَهُمْ إِلَیْهِ،وَ کَانَ فِیمَا وَعَظَهُ بِهِ فِی وَصِیَّتِهِ أَنْ قَالَ،وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ (3).

6-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ عَنْ حَیَّانَ بْنِ بِشْرٍ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی عِکْرِمَهَ الضَّبِّیِّ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفَضَّلِ الضَّبِّیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مَالِکِ بْنِ

ص:91


1- (1) الکافی:ج 305/1،ح 3.
2- (2) الأمالی:435،ح 9/575.
3- (3) کفایه الأثر:239.

أَعْیَنَ الْجُهَنِیِّ قَالَ: أَوْصَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ إِلَی ابْنِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ)قَالَ:

یَا بُنَیَّ إِنِّی قَدْ جَعَلْتُکَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی«اَلْحَدِیثَ» (1).

7-وَ بِإِسْنَادٍ تَقَدَّمَ فِی النُّصُوصِ عَلَی الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ عَنِ الزُّهْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ،قَالَ: یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ!إِنْ کَانَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ مَا لاَ بُدَّ مِنْهُ فَإِلَی مَنْ نَخْتَلِفُ بَعْدَکَ؟قَالَ:إِلَی ابْنِی هَذَا.وَ أَشَارَ إِلَی مُحَمَّدٍ ابْنِهِ.:إِنَّهُ وَصِیِّی، وَ وَارِثِی،وَ عَیْبَهُ عِلْمِی،وَ مَعْدِنُ الْعِلْمِ وَ بَاقِرُ الْعِلْمِ إِلَی أَنْ قَالَ:هَکَذَا عَهِدَ إِلَیْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (2).

الفصل الثالث

8-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ فِیمَا أَوْصَی إِلَیَّ أَبِی: إِذَا أَنَا مِتُّ فَلاَ یَلِی غُسْلِی أَحَدٌ غَیْرُکَ،فَإِنَّ الْإِمَامَ لاَ یَغْسِلُهُ إِلاَّ إِمَامٌ (3).

الفصل الرابع

9-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ) فِی حَدِیثٍ قَالَ: لَمَّا قَرُبَتْ أَیَّامُهُ أَحْضَرَ ابْنَهُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَوْصَی إِلَیْهِ بِحَضْرَهِ جَمَاعَهٍ مِنْ شِیعَتِهِ وَ خَوَاصِّهِ الْوَصِیَّهَ الظَّاهِرَهَ، وَ نَصَّ عَلَیْهِ بِالْإِمَامَهِ،وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ بَعْدَ ذَلِکَ،اَلاِسْمَ الْأَعْظَمَ وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ،ثُمَّ ذَکَرَ بَعْضَ وَصَایَاهُ لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

الفصل الخامس

10-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا قَرُبَتْ أَیَّامُهُ أَحْضَرَ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّداً ابْنَهُ وَ أَوْصَی إِلَیْهِ فَحَضَرَ جَمَاعَهٌ مِنْ خَوَاصِّهِ الْوَصِیَّهَ الظَّاهِرَهَ،وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ بَعْدَ ذَلِکَ الاِسْمَ الْأَعْظَمَ وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ ذَکَرَ مَا أَوْصَی إِلَیْهِ فِی أَمْرِ النَّاقَهِ وَ غَیْرِهَا (5).

ص:92


1- (1) کفایه الأثر:241.
2- (2) کفایه الأثر:243.
3- (3) کشف الغمه:351.
4- (4) عیون المعجزات:65.
5- (5) عیون المعجزات 64.

تکمله لهذا الباب

قد نقلنا جمله من نصوص رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم فی إمامه الأئمه الاثنی عشر المعصومین علیهم السّلام عن کتب أهل السنه التی لم ینقل منها المصنف(قده) فی تعلیقتنا علی المجلد الأول من الکتاب و ننقل هاهنا حدیثا مما رواه أهل السنّه منه صلی اللّه علیه و آله و سلم فی شأنه.

منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 193 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ رَوَی جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: یَا جَابِرُ یُوشِکُ أَنْ تَلْتَحِقَ بِوَلَدٍ لِی مِنْ وُلْدِ الْحُسَیْنِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ اسْمُهُ کَاسْمِی یَبْقُرُ الْعِلْمَ بَقْراً.أَیْ یَفِّجِّرُهُ تَفْجِیراً.فَإِذَا رَأَیْتَهُ فَأَقْرِئْهُ عَنِّی السَّلاَمَ،قَالَ جَابِرٌ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ:فَأَخَّرَ اللَّهُ تَعَالَی مُدَّتِی حَتَّی رَأَیْتُ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَقْرَأْتُهُ السَّلاَمَ عَنْ جَدِّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ سَلَّمَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«أَخْبَارُ الدُّوَلِ وَ آثَارُ الْأُوَلِ»ص 111 ط بَغْدَادَ«وَسِیلَهُ النَّجَاهِ»ص 338 ط لکهنو«اَلرَّوْضَهُ النَّدِیَّهُ»ص 16 الخیریه بِمِصْرَ.

ص:93

الباب التاسع عشر: معجزات أبی جعفر محمد بن علی الباقر علیه السّلام

اشاره

معجزات أبی جعفر محمد بن علی الباقر علیه السّلام

قد تقدم حدیث حبابه الوالبیه صاحبه الحصاه التی طبع فیها أبو جعفر علیه السّلام بخاتمه بعد آبائه(علیهم السلام)فانطبعت.

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْجَارُودِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرِ بْنِ دَأْبٍ عَمَّنْ حَدَّثَهُ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ قَالَ لِزَیْدِ.لَمَّا أَرَادَ الْخُرُوجَ.لاَ یَسْتَخِفَّنَّکَ الَّذِینَ لاَ یُوقِنُونَ إِنَّهُمْ لَنْ یُغْنُوا عَنْکَ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً فَلاَ تَعْجَلْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ یَعْجَلُ لِعَجَلَهِ الْعِبَادِ وَ لاَ تَسْبِقَنَّ اللَّهَ فَتُعْجِزَکَ الْبَلِیَّهُ فَتَصْرَعَکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:أُعِیذُکَ بِاللَّهِ یَا أَخِی أَنْ تَکُونَ غَداً الْمَصْلُوبَ بِالْکُنَاسَهِ،ثُمَّ ارْفَضَّتْ عَیْنَاهُ وَ سَالَتْ دُمُوعُهُ (1).

أقول:وقوع ما أشار إلیه علیه السّلام و أخبر بوقوعه قد تواتر نقله.

2-وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَنْجَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ دَعَوْهُمَا إِلَی بَیْعَهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فَامْتَنَعَا:أَنْشُدُکَ اللَّهَ هَلْ تَذْکُرُ یَوْماً أَتَیْتُ أَبَاکَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ،وَ عَلَیَّ حُلَّتَانِ صَفْرَاوَانِ فَأَدَامَ النَّظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ بَکَی،فَقُلْتُ لَهُ:مَا یُبْکِیکَ؟فَقَالَ لِی:یُبْکِینِی أَنَّکَ تُقْتَلُ عِنْدَ کِبَرِ سِنِّکَ ضَیَاعاً لاَ یَنْتَطِحُ فِی دَمِکَ عَنْزَانِ قَالَ:قُلْتُ:مَتَی ذَاکَ؟قَالَ:إِذَا دُعِیتَ إِلَی الْبَاطِلِ فَأَبَیْتَهُ وَ إِذَا نَظَرْتَ إِلَی الْأَحْوَلِ مَشْئُومِ قَوْمِهِ یَنْتَمِی مِنْ آلِ الْحَسَنِ عَلَی مِنْبَرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَدْعُو إِلَی نَفْسِهِ قَدْ تَسَمَّی بِغَیْرِ اسْمِهِ فَأَحْدِثْ عَهْدَکَ وَ اکْتُبْ وَصِیَّتَکَ فَإِنَّکَ مَقْتُولٌ فِی یَوْمِکَ أَوْ مِنْ غَدٍ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:نَعَمْ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَوَ اللَّهِ مَا أَمْسَیْنَا حَتَّی دَخَلَ عَلَیْهِ بَنُو أَخِیهِ بَنُو مُعَاوِیَهَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ فَتَوَطَّئُوهُ حَتَّی قَتَلُوهُ (2).

3-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلاَدِ عَنْ

ص:94


1- (1) الکافی:ج 357/1،ح 16.
2- (2) الکافی:ج 364/1،ح 17.

سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ،قَالَ: أَوْصَانِی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِحَوَائِجَ لَهُ بِالْمَدِینَهِ فَخَرَجْتُ فَبَیْنَمَا أَنَا بَیْنَ فَجِّ الرَّوْحَاءِ عَلَی رَاحِلَتِی إِذَا إِنْسَانٌ یَلْوِی بِثَوْبِهِ قَالَ:فَمِلْتُ إِلَیْهِ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ عَطْشَانٌ،فَنَاوَلْتُهُ الْإِدَاوَهَ فَقَالَ:لاَ حَاجَهَ لِی بِهَا وَ نَاوَلَنِی کِتَاباً طِینُهُ رَطْبٌ،قَالَ:فَلَمَّا نَظَرْتُ إِلَی الْخَاتَمِ إِذَا خَاتَمُ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقُلْتُ:مَتَی عَهْدُکَ بِصَاحِبِ هَذَا الْکِتَابِ؟قَالَ:اَلسَّاعَهَ وَ إِذَا فِی الْکِتَابِ أَشْیَاءٌ یَأْمُرُنِی بِهَا ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا لَیْسَ عِنْدِی أَحَدٌ،قَالَ:ثُمَّ قَدِمَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَقِیتُهُ فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ رَجُلٌ أَتَانِی بِکِتَابٍ طِینُهُ رَطْبٌ فَقَالَ:یَا سَدِیرُ!إِنَّ لَنَا خَدَماً مِنَ الْجِنِّ فَإِذَا أَرَدْنَا السُّرْعَهَ بَعَثْنَاهُمْ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ مِثْلَهُ .

قَالَ الْکُلَیْنِیُّ وَ الصَّفَّارُ: وَ فِی رِوَایَهٍ أُخْرَی إِنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْجِنِّ کَمَا أَنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْإِنْسِ فَإِذَا أَرَدْنَا أَمْراً بَعَثْنَاهُمْ.

4-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَهَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِیرٍ،قَالَ: کُنْتُ مُزَامِلاً لِجَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ فَلَمَّا أَنْ کُنَّا بِالْمَدِینَهِ دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَدَّعَهُ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ هُوَ مَسْرُورٌ حَتَّی وَرَدْنَا الْأُخَیْرِجَهَ أَوَّلَ مَنْزِلٍ نَعْدِلُ مِنْ فَیْدَ إِلَی الْمَدِینَهِ یَوْمَ جُمُعَهٍ،فَصَلَّیْنَا الزَّوَالَ،فَلَمَّا نَهَضَ بِنَا الْبَعِیرُ،إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ طُوَالٍ آدَمَ وَ مَعَهُ کِتَابٌ،فَنَاوَلَهُ جَابِراً فَتَنَاوَلَهُ فَقَبَّلَهُ، وَ وَضَعَهُ عَلَی عَیْنَیْهِ وَ إِذَا هُوَ مِنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ إِلَی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ وَ عَلَیْهِ طِینٌ أَسْوَدُ رَطْبٌ،فَقَالَ لَهُ:مَتَی عَهْدُکَ بِسَیِّدِی؟قَالَ:اَلسَّاعَهَ،فَقَالَ لَهُ:قَبْلَ الصَّلاَهِ أَوْ بَعْدَ الصَّلاَهِ؟قَالَ:بَعْدَ الصَّلاَهِ،قَالَ:فَفَکَّ الْخَاتَمَ وَ أَقْبَلَ یَقْرَأَهُ وَ یَقْبِضُ وَجْهَهُ حَتَّی أَتَی عَلَی آخِرِهِ،ثُمَّ أَمْسَکَ الْکِتَابَ فَمَا رَأَیْتُهُ ضَاحِکاً وَ لاَ مَسْرُوراً حَتَّی وَافَی الْکُوفَهَ فَلَمَّا وَافَیْنَا الْکُوفَهَ لَیْلاً بِتُّ لَیْلَتِی،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَیْتُهُ إِعْظَاماً لَهُ فَوَجَدْتُهُ قَدْ خَرَجَ عَلَیَّ وَ فِی عُنُقِهِ کِعَابٌ قَدْ عَلَّقَهَا وَ قَدْ رَکِبَ قَصَبَهً وَ هُوَ یَقُولُ:«أَجِدُ مَنْصُورَ بْنَ جُمْهُورٍ أَمِیراً غَیْرَ مَأْمُورٍ»وَ أَبْیَاتاً مِنْ نَحْوِ هَذَا،فَنَظَرَ فِی وَجْهِی وَ نَظَرْتُ فِی وَجْهِهِ فَلَمْ یَقُلْ لِی شَیْئاً، وَ لَمْ أَقُلْ لَهُ،وَ أَقْبَلْتُ أَبْکِی لِمَا رَأَیْتُهُ،وَ اجْتَمَعَ عَلَیَّ وَ عَلَیْهِ الصِّبْیَانُ وَ النَّاسُ حَتَّی دَخَلَ الرَّحَبَهَ،وَ أَقْبَلَ یَدُورُ مَعَ الصِّبْیَانِ،وَ النَّاسُ یَقُولُونَ:جُنَّ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ،جُنَّ جَابِرٌ فَوَ اللَّهِ مَا مَضَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی وَرَدَ کِتَابُ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ إِلَی وَالِیهِ،أَنِ انْظُرْ إِلَی رَجُلٍ یُقَالُ لَهُ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ،وَ ابْعَثْ إِلَیَّ بِرَأْسِهِ،فَالْتَفَتَ إِلَی

ص:95


1- (1) الکافی:ج 395/1،ح 4.

جُلَسَائِهِ فَقَالَ لَهُمْ:مَنْ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ الْجُعْفِیُّ؟فَقَالُوا:أَصْلَحَکَ اللَّهُ کَانَ رَجُلاً لَهُ عِلْمٌ وَ فَضْلٌ وَ حَدِیثٌ وَ حَجٌّ فَجُنَّ وَ هُوَ ذَا فِی الرَّحَبَهِ مَعَ الصِّبْیَانِ عَلَی الْقَصَبِ یَلْعَبُ مَعَهُمْ، فَأَشْرَفَ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ مَعَ الصِّبْیَانِ یَلْعَبُ فَقَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی عَافَانِی مِنْ قَتْلِهِ،قَالَ:

فَمَا مَضَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی دَخَلَ مَنْصُورُ بْنُ الْجُمْهُورِ الْکُوفَهَ فَصَنَعَ مَا کَانَ یَقُولُهُ جَابِرٌ (1).

5-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ صَالِحِ بْنِ مَزْیَدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

کَانَتْ أُمِّی قَاعِدَهً عِنْدَ جِدَارٍ فَتَصَدَّعَ الْجِدَارُ وَ سَمِعْنَا هَدَّهً شَدِیدَهً فَقَالَتْ.بِیَدِهَا:لاَ وَ حَقِّ الْمُصْطَفَی مَا آذَنُ لَکِ فِی السُّقُوطِ فَبَقِیَ مُعَلَّقاً فِی الْجَوِّ حَتَّی جَازَتْهُ،فَتَصَدَّقَ أَبِی عَنْهَا بِمِائَهِ دِینَارٍ،«اَلْحَدِیثَ»وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ مِثْلَهُ (2).

6-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:أَنْتُمْ وَرَثَهُ رَسُولِ اللَّهِ؟قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَارِثُ الْأَنْبِیَاءِ عَلِمَ کُلَّ مَا عَلِمُوا؟ قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ:فَأَنْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تُحْیُوا الْمَوْتَی،وَ تُبْرِءُوا الْأَکْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ؟قَالَ لِی:نَعَمْ بِإِذْنِ اللَّهِ،ثُمَّ قَالَ لِیَ:اُدْنُ مِنِّی یَا أَبَا مُحَمَّدٍ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ عَلَی وَجْهِی وَ عَلَی عَیْنِی قَالَ:فَأَبْصَرْتُ الشَّمْسَ وَ السَّمَاءَ وَ الْبُیُوتَ وَ کُلَّ شَیْ ءٍ فِی الدَّارِ (3)ثُمَّ قَالَ لِی:أَ تُحِبُّ أَنْ تَکُونَ هَکَذَا وَ لَکَ مَا لِلنَّاسِ وَ عَلَیْکَ مَا عَلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَهِ،أَوْ تَعُودَ کَمَا کُنْتَ وَ لَکَ الْجَنَّهُ خَالِصاً؟قُلْتُ:بَلْ أَعُودُ کَمَا کُنْتُ،فَمَسَحَ عَلَی عَیْنَیَّ فَعُدْتُ کَمَا کُنْتُ،فَحَدَّثْتُ ابْنَ أَبِی عُمَیْرٍ بِهَذَا،فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنَّ هَذَا حَقٌّ کَمَا أَنَّ النَّهَارَ حَقٌّ (4).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُثَنًّی الْحَنَّاطِ مِثْلَهُ .

7-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، قَالَ: کُنْتُ عِنْدَهُ یَوْماً إِذْ وَقَعَ زَوْجُ وَرِشَانٍ عَلَی الْحَائِطِ وَ هَدَلاَ هَدِیلَهُمَا،فَرَدَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَیْهِمَا کَلاَمَهُمَا سَاعَهً ثُمَّ نَهَضَا،فَلَمَّا طَارَا عَلَی الْحَائِطِ هَدَلَ الذَّکَرُ

ص:96


1- (1) الکافی:ج 396/1،ح 7.
2- (2) الکافی:ج 469/1،ح 1.
3- (3) فی نسخه ثانیه:البلد.
4- (4) الکافی:ج 470/1،ح 3.

عَلَی الْأُنْثَی سَاعَهً ثُمَّ نَهَضَا فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا هَذَا الطَّیْرُ فَقَالَ:یَا ابْنَ مُسْلِمٍ کُلُّ شَیْ ءٍ خَلَقَهُ اللَّهُ مِنْ طَیْرٍ أَوْ بَهِیمَهٍ أَوْ شَیْ ءٍ فِیهِ رُوحٌ،فَهُوَ أَسْمَعُ لَنَا وَ أَطْوَعُ مِنِ ابْنِ آدَمَ، إِنَّ هَذَا الْوَرِشَانَ ظَنَّ بِامْرَأَتِهِ فَحَلَفَتْ لَهُ مَا فَعَلَتْ،فَقَالَتْ:تَرْضَی بِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ؟ فَرَضِیَا بِی فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّهُ ظَالِمٌ لَهَا فَصَدَّقَهَا (1).

8-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَمْزَهَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ هِشَامَ بْنَ عَبْدِ الْمَلِکِ أَمَرَ بِهِ إِلَی الْحَبْسِ،فَلَمَّا صَارَ إِلَی الْحَبْسِ تَکَلَّمَ فَلَمْ یَبْقَ فِی الْحَبْسِ رَجُلٌ إِلاَّ تَرَشَّفَهُ وَ حَنَّ إِلَیْهِ،فَجَاءَ صَاحِبُ الْحَبْسِ إِلَی هِشَامٍ،فَقَالَ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی خَائِفٌ عَلَیْکَ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَنْ یَحُولُوا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ مَجْلِسِکَ هَذَا، ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِخَبَرِهِ فَأَمَرَ بِهِ فَحُمِلَ عَلَی الْبَرِیدِ هُوَ وَ أَصْحَابُهُ لِیُرَدُّوا إِلَی الْمَدِینَهِ،وَ أَمَرَ أَنْ لاَ یُخْرَجَ لَهُمُ الْأَسْوَاقَ وَ حَالَ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ،قَالَ:فَسَارُوا ثَلاَثاً لاَ یَجِدُونَ طَعَاماً وَ لاَ شَرَاباً حَتَّی انْتَهَوْا إِلَی مَدْیَنَ وَ غُلِّقَ بَابُ الْمَدِینَهِ دُونَهُمْ فَشَکَا أَصْحَابُهُ الْجُوعَ وَ الْعَطَشَ قَالَ:فَصَعِدَ جَبَلاً یُشْرِفُ عَلَیْهِمْ فَقَالَ بِأَعْلَی صَوْتِهِ:یَا أَهْلَ الْمَدِینَهِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا أَنَا بَقِیَّهُ اللَّهِ،یَقُولُ اللَّهُ: بَقِیَّتُ اللّهِ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ وَ ما أَنَا عَلَیْکُمْ بِحَفِیظٍ (2)،قَالَ:وَ کَانَ فِیهِمْ شَیْخٌ کَبِیرٌ فَأَتَاهُمْ فَقَالَ لَهُمْ:یَا قَوْمِ هَذِهِ وَ اللَّهِ دَعْوَهُ شُعَیْبٍ النَّبِیِّ،وَ اللَّهِ إِنْ لَمْ تُخْرِجُوا إِلَی هَذَا الرَّجُلِ بِالْأَسْوَاقِ لَتُؤَاخَذُنَّ مِنْ فَوْقِکُمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِکُمْ فَصَدِّقُونِی فِی هَذِهِ الْمَرَّهِ وَ أَطِیعُونِی،وَ کَذِّبُونِی فِیمَا تَسْتَأْنِفُونَ، فَإِنِّی نَاصِحٌ لَکُمْ،قَالَ:فَبَادَرُوا فَأَخْرَجُوا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ أَصْحَابِهِ بِالْأَسْوَاقِ (3).

9-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ،عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ السِّنْدِیِّ الْقُمِّیِّ قَالَ:حَدَّثَنِی عِیسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُمِّیُّ: أَنَّ ابْنَ عُکَّاشَهَ دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:لِأَیِّ شَیْ ءٍ لاَ تُزَوِّجُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَقَدْ أَدْرَکَ التَّزْوِیجَ؟قَالَ:وَ بَیْنَ یَدَیْهِ صُرَّهٌ مَخْتُومَهٌ،فَقَالَ:أَمَا إِنَّهُ سَیَجِیءُ نَخَّاسٌ مِنْ أَهْلِ بَرْبَرَ فَیَنْزِلُ دَارَ مَیْمُونٍ، فَنَشْتَرِی لَهُ بِهَذِهِ الصُّرَّهِ جَارِیَهً،قَالَ:فَأَتَی لِذَلِکَ مَا أَتَی فَدَخَلْنَا یَوْماً عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:أَ لاَ أُخْبِرُکُمْ عَنِ النَّخَّاسِ الَّذِی ذَکَرْتُهُ لَکُمْ قَدْ قَدِمَ فَاذْهَبُوا، فَاشْتَرُوا بِهَذِهِ الصُّرَّهِ مِنْهُ جَارِیَهً فَأَتَیْنَا النَّخَّاسَ،فَقَالَ:قَدْ بِعْتُ مَا عِنْدِی إِلاَّ جَارِیَتَیْنِ

ص:97


1- (1) الکافی:ج 471/1،ح 4.
2- (2) سوره هود:86.
3- (3) الکافی:ج 471/1،ح 5.

مَرِیضَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا أَمْثَلُ مِنَ الْأُخْرَی،قُلْنَا فَأَخْرِجْهُمَا حَتَّی نَنْظُرَ إِلَیْهِمَا،فَأَخْرَجَهُمَا، فَقُلْنَا:بِکَمْ تَبِیعُ هَذِهِ الْمُتَمَاثِلَهَ؟قَالَ:بِسَبْعِینَ دِینَاراً قُلْنَا:أَحْسِنْ،قَالَ:لاَ أَنْقُصُ مِنْ سَبْعِینَ دِینَاراً،قُلْنَا لَهُ:نَشْتَرِیهَا مِنْکَ بِهَذِهِ الصُّرَّهِ مَا بَلَغَتْ،وَ لاَ نَدْرِی مَا فِیهَا؟وَ کَانَ عِنْدَهُ رَجُلٌ أَبْیَضُ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَهِ فَقَالَ:فُکُّوا وَ زِنُوا،فَقَالَ النَّخَّاسُ:لاَ تَفُکُّوا فَإِنَّهَا إِنْ نَقَصَتْ حَبَّهٌ مِنَ السَّبْعِینَ دِینَاراً لَمْ أُبَایِعْکُمْ،قَالَ الشَّیْخُ:اُدْنُوا فَدَنَوْنَا،وَ فَکَکْنَا الْخَاتَمَ،وَ وَزَنَّا الدَّنَانِیرَ فَإِذَا هِیَ سَبْعُونَ دِینَاراً لاَ تَزِیدُ وَ لاَ تَنْقُصُ،فَأَخَذْنَا الْجَارِیَهَ فَأَدْخَلْنَاهَا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ جَعْفَرٌ قَائِمٌ عِنْدَهُ فَأَخْبَرْنَاهُ بِمَا کَانَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا:مَا اسْمُکِ؟قَالَتْ:حَمِیدَهُ،فَقَالَ:حَمِیدَهٌ فِی الدُّنْیَا،مَحْمُودَهٌ فِی الْآخِرَهِ، أَخْبِرِینِی عَنْکَ،أَ بِکْرٌ أَنْتِ أَمْ ثَیِّبٌ؟قَالَتْ:بِکْرٌ،فَقَالَ:وَ کَیْفَ وَ لاَ یَقَعُ فِی أَیْدِی النَّخَّاسِینَ شَیْ ءٌ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ؟قَالَتْ:کَانَ یَجِیئُنِی فَیَقْعُدُ مِنِّی مَقْعَدَ الرَّجُلِ مِنَ الْمَرْأَهِ فَیُسَلِّطُ اللَّهُ عَلَیْهِ رَجُلاً أَبْیَضَ الرَّأْسِ وَ اللِّحْیَهِ،فَلاَ یَزَالُ یَلْطِمُهُ حَتَّی یَقُومَ عَنِّی فَفَعَلَ بِی مِرَاراً،وَ فَعَلَ الشَّیْخُ مِرَاراً،فَقَالَ:یَا جَعْفَرُ خُذْهَا إِلَیْکَ،فَوَلَدَتْ لَهُ خَیْرَ أَهْلِ الْأَرْضِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمِ (1).

10-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَیْسٍ الْمَاصِرُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:أَخْبِرْنِی عَنِ الْمَیِّتِ لِمَ یُغَسَّلُ غُسْلَ الْجَنَابَهِ فَقَالَ لاَ أُخْبِرُکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ دَخَلَ عَلَیْهِ فَسَأَلَهُ عَنْهَا؟فَقَالَ:لاَ أُخْبِرُکَ بِهَا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ قَیْسٍ لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ:اِنْطَلِقْ إِلَی بَعْضِ الشِّیعَهِ فَاصْحَبْهُمْ وَ أَظْهِرْ عِنْدَهُمْ مُوَالاَتَکَ إِیَّاهُمْ وَ لَعْنَتِی وَ التَّبَرِّیَ مِنِّی،فَإِذَا کَانَ وَقْتُ الْحَجِّ فَأْتِنِی أَدْفَعْ إِلَیْکَ مَا تَحُجُّ بِهِ،وَ سَلْهُمْ أَنْ یُدْخِلُوکَ عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فَإِذَا صِرْتَ إِلَیْهِ فَسَلْهُ عَنِ الْمَیِّتِ لِمَ یُغَسَّلُ غُسْلَ الْجَنَابَهِ،فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ إِلَی الشِّیعَهِ وَ کَانَ مَعَهُمْ إِلَی وَقْتِ الْمَوْسِمِ فَنَظَرَ إِلَی دِینِ الْقَوْمِ فَقَبِلَهُ بِقَبُولِهِ وَ کَتَمَ ابْنَ قَیْسٍ أَمْرَهُ مَخَافَهَ أَنْ یُحْرَمَ الْحَجَّ،فَلَمَّا کَانَ وَقْتُ الْحَجِّ أَتَاهُ فَأَعْطَاهُ حِجَّهً وَ خَرَجَ فَلَمَّا صَارَ بِالْمَدِینَهِ قَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ:تَخَلَّفْ فِی الْمَنْزِلِ حَتَّی نَذْکُرَکَ لَهُ،وَ نَسْأَلَهُ أَنْ یَأْذَنَ لَکَ،فَلَمَّا صَارُوا إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ لَهُمْ:

أَیْنَ صَاحِبُکُمْ؟مَا أَنْصَفْتُمُوهُ!قَالُوا:لَمْ نَعْلَمْ مَا یُوَافِقُکَ مِنْ ذَلِکَ،فَأَمَرَ بَعْضَ مَنْ حَضَرَ أَنْ یَأْتِیَهُ بِهِ،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُ:مَرْحَباً کَیْفَ رَأَیْتَ مَا

ص:98


1- (1) الکافی:ج 476/1،ح 1.

أَنْتَ فِیهِ الْیَوْمَ مِمَّا کُنْتَ فِیهِ قَبْلُ فَقَالَ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ لَمْ أَکُنْ فِی شَیْ ءٍ قَالَ:

صَدَقْتَ،إِلَی أَنْ قَالَ:إِنِّی سَأُخْبِرُکَ بِمَا قَالَ لَکَ ابْنُ قَیْسٍ الْمَاصِرِ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی، وَ أُصَیِّرُ الْأَمْرَ فِی تَعْرِیفِهِ إِیَّاهُ إِلَیْکَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَخْبَرْتُهُ وَ إِنْ شِئْتَ لَمْ تُخْبِرْهُ إِلَی أَنْ قَالَ:

إِذَا خَرَجَتِ الرُّوحُ مِنَ الْبَدَنِ خَرَجَتِ النُّطْفَهُ الَّتِی خُلِقَ مِنْهَا مِنْهُ فَلِذَلِکَ یُغَسَّلُ غُسْلَ الْجَنَابَهِ،«اَلْحَدِیثَ» (1).

11-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَقَالَ:أَ تَعْرِفُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ؟قُلْتُ:نَعَمْ، فَمَا حَاجَتُکَ إِلَیْهِ؟قَالَ:هَیَّأْتُ لَهُ أَرْبَعِینَ مَسْأَلَهً أَسْأَلُهُ عَنْهَا،إِلَی أَنْ قَالَ:فَمَا انْقَطَعَ کَلاَمُهُ حَتَّی أَقْبَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ حَوْلَهُ أَهْلُ خُرَاسَانَ وَ غَیْرُهُمْ یَسْأَلُونَهُ عَنْ مَنَاسِکِ الْحَجِّ فَمَضَی حَتَّی جَلَسَ مَجْلِسَهُ وَ جَلَسَ الرَّجُلُ قَرِیباً مِنْهُ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ لَهُ:مَنْ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا قَتَادَهُ بْنُ دِعَامَهَ الْبَصْرِیُّ،فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَنْتَ فَقِیهُ أَهْلِ الْبَصْرَهِ؟قَالَ:نَعَمْ،فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَیْحَکَ یَا قَتَادَهُ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ وَ عَلاَ خَلَقَ خَلْقاً مِنْ خَلْقِهِ،فَجَعَلَهُمْ حُجَجاً عَلَی خَلْقِهِ فَهُمْ أَوْتَادُهُ فِی أَرْضِهِ قُوَّامٌ بِأَمْرِهِ فِی عِلْمِهِ،اِصْطَفَاهُمْ قَبْلَ خَلْقِهِ،أَظِلَّهً عَنْ یَمِینِ عَرْشِهِ قَالَ:فَسَکَتَ طَوِیلاً،ثُمَّ قَالَ:

أَصْلَحَکَ اللَّهُ،وَ اللَّهِ لَقَدْ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیِ الْفُقَهَاءِ وَ قُدَّامَ ابْنِ عَبَّاسٍ فَمَا اضْطَرَبَ قَلْبِی قُدَّامَ أَحَدٍ مِنْهُمْ مَا اضْطَرَبَ قُدَّامَکَ فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ:وَیْحَکَ أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ؟أَنْتَ بَیْنَ یَدَیِ بُیُوتٍ أَذِنَ اللّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ، رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَهٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللّهِ وَ إِقامِ الصَّلاهِ وَ إِیتاءِ الزَّکاهِ (2)،فَأَنْتَ ثَمَّ، وَ نَحْنُ أُولَئِکَ!فَقَالَ قَتَادَهُ:صَدَقْتَ وَ اللَّهِ،جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ وَ اللَّهِ مَا هِیَ بُیُوتُ حِجَارَهٍ وَ لاَ طِینٍ قَالَ قَتَادَهُ:أَخْبِرْنِی عَنِ الْجُبُنِّ!فَتَبَسَّمَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ:رَجَعَتْ مَسَائِلُکَ إِلَی هَذَا؟قَالَ:ضَلَّتْ عَنِّی،قَالَ:لاَ بَأْسَ بِهِ«اَلْحَدِیثَ» (3).

12-وَ عَنْهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو بَصِیرٍ،قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: إِنَّ رَجُلاً کَانَ عَلَی أَمْیَالٍ مِنَ الْمَدِینَهِ فَرَأَی فِی مَنَامِهِ فَقِیلَ لَهُ:اِنْطَلِقْ فَصَلِّ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ

ص:99


1- (1) الکافی:ج 162/3،ح 1
2- (2) سوره النّور 37.
3- (3) الکافی:ج 257/6،ح 1.

فَإِنَّ الْمَلاَئِکَهَ تُغَسِّلُهُ فِی الْبَقِیعِ،فَجَاءَ الرَّجُلُ فَوَجَدَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ تُوُفِّیَ (1).

13-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِساً فِی الْمَسْجِدِ إِذْ أَقْبَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ أَبُو الدَّوَانِیقِ فَقَعَدُوا نَاحِیَهً مِنَ الْمَسْجِدِ،فَقِیلَ لَهُمْ:هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ جَالِسٌ،فَقَامَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ،وَ قَعَدَ أَبُو الدَّوَانِیقِ مَکَانَهُ حَتَّی سَلَّمُوا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا مَنَعَ جَبَّارَکُمْ أَنْ یَأْتِیَنِی فَعَذَّرُوهُ عِنْدَهُ فَقَالَ عِنْدَ ذَلِکَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ:أَمَا وَ اللَّهِ لاَ تَذْهَبُ الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یَمْلِکَ مَا بَیْنَ قُطْرَیْهَا، ثُمَّ لَیَطَأَنَّ الرِّجَالُ عَقِبَهُ،ثُمَّ لَتَذِلَّنَّ لَهُ الرِّجَالُ،ثُمَّ لَیَمْلِکَنَّ مُلْکاً شَدِیداً،فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ:وَ إِنَّ مُلْکَنَا قَبْلَ مُلْکِکُمْ؟قَالَ:نَعَمْ یَا دَاوُدُ إِنَّ مُلْکَکُمْ قَبْلَ مُلْکِنَا، وَ سُلْطَانَکُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا فَقَالَ:أَصْلَحَکَ اللَّهُ فَهَلْ لَهُ مِنْ مُدَّهٍ؟فَقَالَ:نَعَمْ یَا دَاوُدُ!وَ اللَّهِ لاَ یَمْلِکُ بَنُو أُمَیَّهَ یَوْماً إِلاَّ مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهِ،وَ لاَ سَنَهً إِلاَّ مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهَا وَ لَیَتَلَقَّفَنَّهَا الصِّبْیَانُ مِنْکُمْ کَمَا یَتَلَقَّفُ الصِّبْیَانُ الْکُرَهَ،فَقَامَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ مِنْ عِنْدِ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَرِحاً یُرِیدُ أَنْ یُخْبِرَ أَبَا الدَّوَانِیقِ بِذَلِکَ فَلَمَّا نَهَضَا جَمِیعاً هُوَ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ،نَادَاهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا سُلَیْمَانَ بْنَ خَالِدٍ لاَ یَزَالُ الْقَوْمُ فِی فُسْحَهٍ مِنْ مُلْکِهِمْ حَتَّی یُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً،.وَ أَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی صَدْرِهِ.فَإِذَا أَصَابُوا ذَلِکَ الدَّمَ فَبَطْنُ الْأَرْضِ خَیْرٌ لَهُمْ مِنْ ظَهْرِهَا،فَیَوْمَئِذٍ لاَ یَکُونَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ نَاصِرٌ،وَ لاَ فِی السَّمَاءِ عَاذِرٌ،ثُمَّ انْطَلَقَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ فَأَخْبَرَ أَبَا الدَّوَانِیقِ،فَجَاءَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِمَا قَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ،فَقَالَ لَهُ:نَعَمْ یَا أَبَا جَعْفَرٍ دَوْلَتُکُمْ قَبْلَ دَوْلَتِنَا،وَ سُلْطَانُکُمْ قَبْلَ سُلْطَانِنَا،سُلْطَانُکُمْ شَدِیدٌ عَسِرٌ لاَ یُسْرَ فِیهِ، وَ لَهُ مُدَّهٌ طَوِیلَهٌ،وَ اللَّهِ لاَ یَمْلِکُ بَنُو أُمَیَّهَ یَوْماً إِلاَّ مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهِ وَ لاَ سَنَهً إِلاَّ مَلَکْتُمْ مِثْلَیْهَا،وَ لَیَتَلَقَّفَنَّهَا صَبِیَّانٌ مِنْکُمْ فَضْلاً عَنْ رِجَالِکُمْ،کَمَا یَتَلَقَّفُ الصِّبْیَانُ الْکُرَهَ أَ فَهِمْتَ؟ثُمَّ قَالَ:لاَ تَزَالُونَ فِی عُنْفُوَانِ الْمُلْکِ تَرْغُدُونَ فِیهِ حَتَّی تُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً فَإِذَا أَصَبْتُمْ ذَلِکَ الدَّمَ غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْکُمْ فَذَهَبَ بِمُلْکِکُمْ وَ سُلْطَانِکُمْ،وَ ذَهَبَ بِرِیحِکُمْ، وَ سَلَّطَ عَلَیْکُمْ عَبْداً مِنْ عَبِیدِهِ أَعْوَرَ وَ لَیْسَ مِنْ آلِ أَبِی سُفْیَانَ،یَکُونُ اسْتِئْصَالُکُمْ عَلَی یَدَیْهِ وَ أَیْدِی أَصْحَابِهِ ثُمَّ قَطَعَ الْکَلاَمَ (2).

ص:100


1- (1) الکافی:ج 183/8،ح 207.
2- (2) الکافی:ج 210/8،ح 256.

14-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنَّا عِنْدَهُ فَذَکَرُوا سُلْطَانَ بَنِی أُمَیَّهَ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لاَ یَخْرُجُ عَلَی هِشَامٍ أَحَدٌ إِلاَّ قَتَلَهُ،قَالَ:وَ ذَکَرَ مُلْکَهُ عِشْرِینَ سَنَهً إِلَی أَنْ قَالَ:فَذَکَرْنَا لِزَیْدٍ هَذِهِ الْمَقَالَهَ،فَقَالَ:إِنِّی شَهِدْتُ هِشَاماً وَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یُسَبُّ عِنْدَهُ فَلَمْ یُنْکِرْ ذَلِکَ،فَلَوْ لَمْ یَکُنْ إِلاَّ أَنَا وَ ابْنِی لَخَرَجْتُ عَلَیْهِ (1).

أقول:موافقه الأخبار المذکوره للواقعه ظاهره لمن عرف الأخبار.

15-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی فِی الْیَوْمِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَأَوْصَانِی بِأَشْیَاءَ فِی غُسْلِهِ وَ فِی کَفَنِهِ وَ فِی دُخُولِهِ قَبْرَهُ،فَقُلْتُ لَهُ یَا أَبَاهْ!وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُکَ مُنْذُ اشْتَکَیْتَ أَحْسَنَ مِنْکَ الْیَوْمَ مَا أَرَی عَلَیْکَ أَثَرَ الْمَوْتِ!فَقَالَ:یَا بُنَیَّ أَ مَا سَمِعْتَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُنَادِی مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ:یَا مُحَمَّدُ تَعَالَ عَجِّلْ؟! وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ:عَنْ أَبِی سَلَمَهَ بَدَلَ أَبِی خَدِیجَهَ (2).وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی کِتَابِ الدَّلاَئِلِ عَلَی مَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی عَنْهُ فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ،وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

16-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ جَمِیعاً عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَقْرَأَهُ صَحِیفَهَ الْفَرَائِضِ وَ قَالَ:وَ اللَّهِ یَا زُرَارَهُ وَ هُوَ الْحَقُّ الَّذِی رَأَیْتَ إِمْلاَءُ رَسُولِ اللَّهِ وَ خَطُّ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ:فَأَتَانِی الشَّیْطَانُ فَوَسْوَسَ فِی صَدْرِی فَقَالَ:وَ مَا یُدْرِیهِ أَنَّهُ إِمْلاَءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ خَطُّ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِیَدِهِ فَقَالَ.قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ.:یَا زُرَارَهُ لاَ تَشُکَّنَّ وَدَّ الشَّیْطَانُ وَ اللَّهِ أَنَّکَ شَکَکْتَ وَ کَیْفَ لاَ أَدْرِی أَنَّهُ إِمْلاَءُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ خَطُّ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِیَدِهِ وَ قَدْ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ جَدِّی أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَدَّثَهُ ذَلِکَ؟ قَالَ:قُلْتُ لاَ کَیْفَ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ (3).

الفصل الأول

17-وَ فِی الصَّحِیفَهِ الْکَامِلهِ السَّجَّادِیَّهِ،وَ إِسْنَادُهَا أَشْهَرُ مِنْ أَنْ یُذْکَرُ عَنْ

ص:101


1- (1) الکافی:ج 395/8،ح 593.
2- (2) الکافی:ج 260/1،ح 7.
3- (3) الکافی:ج 95/7،ح 3.

عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمِ عَنْ عُمَیْرِ بْنِ الْمُتَوَکِّلِ الثَّقَفِیِّ الْبَلْخِیِّ عَنْ أَبِیهِ الْمُتَوَکِّلِ بْنِ هَارُونَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ: وَ قَدْ کَانَ عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَشَارَ عَلَی أَبِی بِتَرْکِ الْخُرُوجِ،وَ عَرَّفَهُ إِنْ هُوَ خَرَجَ وَ فَارَقَ الْمَدِینَهَ مَا یَکُونُ إِلَیْهِ مَصِیرُ أَمْرِهِ (1).

الفصل الثانی

18-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ مَنْ لاَ یَحْضُرُهُ الْفَقِیهُ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:سَمِعْتُهُ یَقُولُ: یَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ مُوسَی اسْمُهُ اسْمُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَیُدْفَنُ فِی أَرْضِ طُوسَ وَ هِیَ مِنْ خُرَاسَانَ،یُقْتَلُ فِیهَا بِالسَّمِّ فَیُدْفَنُ فِیهَا غَرِیباً،فَمَنْ زَارَهُ فِیهَا عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَاتَلَ (2).

الفصل الثالث

19-وَ رَوَی الصَّدُوقُ ابْنُ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ بِإِسْنَادٍ تَقَدَّمَ فِی مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِجَابِرٍ الْأَنْصَارِیِّ:أَبْلِغْنِی مَا حَمَّلَکَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِلَیَّ،فَقَالَ:نَعَمْ إِنَّهُ بَشَّرَنِی بِالْبَقَاءِ حَتَّی أَلْقَاکَ،فَقَالَ لِی:

إِذَا لَقِیتَهُ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلاَمَ (3).

20-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِصَامٍ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْعَلاَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَزْوِینِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ الثَّقَفِیِّ الطَّحَّانِ،قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ؟فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً:یَا مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ!إِنَّ فِی الْقَائِمِ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ شَبَهاً مِنْ خَمْسَهٍ مِنَ الرُّسُلِ «اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ جُمْلَهٌ مِنْ أَحْوَالِهِ وَ عَلاَمَاتُ خُرُوجِهِ (4).

الفصل الرابع

21-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ شِبْلٍ عَنْ ظَفْرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ

ص:102


1- (1) الصّحیفه السّجّادیّه:4.
2- (2) من لا یحضره الفقیه:ج 583/2،ح 3183.
3- (3) کمال الدّین:254،ح 3.
4- (4) کمال الدّین:327،ح 7.

الْأَحْمَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِیهِ،قَالَ: کَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ یَخْتَلِفُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمْ یَلْبَثْ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی مَرِضَ الشَّامِیُّ وَ اشْتَدَّ وَجَعُهُ فَلَمَّا ثَقُلَ دَعَا وَلِیَّهُ وَ قَالَ لَهُ:إِذَا أَنْتَ مَدَدْتَ عَلَیَّ الثَّوْبَ (1)فَائْتِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ سَلْهُ أَنْ یُصَلِّیَ عَلَیَّ،وَ أَعْلِمْهُ أَنِّی الَّذِی أَمَرْتُکَ بِذَلِکَ،فَلَمَّا أَنْ کَانَ نِصْفُ اللَّیْلِ ظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ بَرَدَ وَ سَجَّوْهُ،فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحَ النَّاسُ خَرَجَ وَلِیُّهُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا أَنْ صَلَّی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ تَوَرَّکَ وَ کَانَ إِذَا صَلَّی عَقَّبَ فِی مَجْلِسِهِ قَالَ:یَا أَبَا جَعْفَرٍ إِنَّ فُلاَناً الشَّامِیَّ قَدْ هَلَکَ وَ هُوَ یَسْأَلُکَ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَیْهِ،فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ:کَلاَّ إِنَّ بِلاَدَ الشَّامِ بِلاَدُ بَرْدٍ وَ الْحِجَازُ بِلاَدُ حَرٍّ وَ لَحْمُهَا شَدِیدٌ،فَانْطَلِقْ فَلاَ تَعْجَلَنَّ عَلَی صَاحِبِکَ حَتَّی آتِیَکُمْ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ نَهَضَ فَانْتَهَی إِلَی مَنْزِلِ الشَّامِیِّ فَدَخَلَ عَلَیْهِ فَدَعَاهُ فَأَجَابَهُ،ثُمَّ أَجْلَسَهُ فَسَنَّدُه،ثُمَّ دَعَا لَهُ بِسَوِیقٍ فَسَقَاهُ ثُمَّ قَالَ لِأَهْلِهِ:أَجْلُوا جَوْفَهُ وَ بَرِّدُوا صَدْرَهُ بِالطَّعَامِ الْبَارِدِ،ثُمَّ انْصَرَفَ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلاَّ قَلِیلاً حَتَّی عُوفِیَ الشَّامِیُّ فَأَتَی أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ أَخْلِنِی فَأَخْلاَهُ فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنَّکَ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ،وَ بَابُهُ الَّذِی یُوتَی مِنْهُ،فَمَنْ أَتَی مِنْ غَیْرِکَ خَابَ وَ خَسِرَ وَ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِیداً،فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمَ:وَ مَا بَدَا لَکَ؟فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنِّی عَهِدْتُ بِرُوحِی وَ عَایَنْتُ بِعَیْنِی فَلَمْ یَتَفَاجَأْنِی إِلاَّ وَ مُنَادٍ یُنَادِی أَسْمَعُهُ بِأُذُنِی،وَ مَا أَنَا بِالنَّائِمِ:رُدُّوا عَلَیْهِ رُوحَهُ فَقَدْ سَأَلَنَا ذَلِکَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ،«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل الخامس

22-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِی یَزِیدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا،عَنْ عُمَرَ بْنِ حَنْظَلَهَ قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنِّی أَظُنُّ أَنَّ لِی عِنْدَکَ مَنْزِلَهً؟قَالَ:أَجَلْ،قَالَ:قُلْتُ:لِی إِلَیْکَ حَاجَهٌ.قَالَ:مَا هِیَ؟قُلْتُ تُعَلِّمُنِی الاِسْمَ الْأَعْظَمَ،قَالَ:وَ تُطِیقُهُ؟قُلْتُ:نَعَمْ، قَالَ:فَادْخُلِ الْبَیْتَ قَالَ:فَدَخَلْتُ الْبَیْتَ فَوَضَعَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَدَهُ فِی الْأَرْضِ فَأَظْلَمَ الْبَیْتُ وَ أُرْعِدَتْ فَرَائِصُ عُمَرَ،فَقَالَ:مَا تَقُولُ أُعَلِّمُکَ؟فَقَالَ:لاَ،قَالَ:فَرَفَعَ یَدَهُ فَرَجَعَ الْبَیْتُ کَمَا کَانَ (3).

23-وَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ عَنْ

ص:103


1- (1) علی النّعش.
2- (2) الأمالی:410،ح 71/923.
3- (3) بصائر الدّرجات:230،ح 1.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ الْمَکِّیِّ قَالَ: اشْتَقْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَدِمْتُ الْمَدِینَهَ،وَ مَا قَدِمْتُهَا إِلاَّ شَوْقاً إِلَیْهِ،فَأَصَابَنِی تِلْکَ اللَّیْلَهَ مَطَرٌ وَ بَرْدٌ شَدِیدٌ،فَانْتَهَیْتُ إِلَی بَابِهِ نِصْفَ اللَّیْلِ فَقُلْتُ:أَطْرِقُهُ هَذِهِ السَّاعَهَ أَوْ أَنْتَظِرُ حَتَّی أُصْبِحَ،فَإِنِّی لَأُفَکِّرُ فِی ذَلِکَ إِذْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ:یَا جَارِیَهُ افْتَحِی الْبَابَ لاِبْنِ عَطَا فَقَدْ أَصَابَهُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ بَرْدٌ وَ أَذًی قَالَ:

فَجَاءَتْ فَفَتَحَتِ الْبَابَ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ (1).

24-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ یَرْفَعُهُ قَالَ: دَخَلَتِ حَبَابَهُ الْوَالِبِیَّهُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا حَبَابَهُ مَا الَّذِی أَبْطَأَ بِکَ؟قَالَتْ:قُلْتُ بَیَاضٌ عَرَضَ لِی فِی مَفْرَقِ رَأْسِی کَثُرَتْ لَهُ هُمُومِی فَقَالَ:یَا حَبَابَهُ أَرِینِیهِ،قَالَتْ:

فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَوَضَعَ یَدَهُ فِی مَفْرَقِ رَأْسِی،ثُمَّ قَالَ:اِئْتُوهَا بِالْمِرْآهِ،فَأُتِیْتُ بِالْمِرْآهِ فَإِذَا شَعْرُ مَفْرَقِ رَأْسِی قَدِ اسْوَدَّ،فَسُرِرْتُ بِذَلِکَ وَ سُرَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِسُرُورِی (2).

25-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ زَیْدٍ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَیْهِ فَشَکَوْتُ إِلَیْهِ الْحَاجَهَ،فَقَالَ:مَا عِنْدَنَا دِرْهَمٌ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْکُمَیْتُ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ اسْتَأْذَنَهُ فِی الْإِنْشَادِ فَأَذِنَ لَهُ،فَأَنْشَدَهُ ثَلاَثَ قَصَائِدَ،فَأَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِ بَدَرَاتٍ وَ أَمَرَ الْغُلاَمَ فَأَخْرَجَهَا لَهُ مِنَ الْبَیْتِ فَقَالَ الْکُمَیْتُ:وَ اللَّهِ مَا أُحِبُّکُمْ لِغَرَضِ الدُّنْیَا،فَدَعَا لَهُ وَ قَالَ:یَا غُلاَمُ رُدَّهَا إِلَی مَکَانِهَا،قَالَ:فَوَجَدْتُ فِی نَفْسِی وَ قُلْتُ:قَالَ:لَیْسَ عِنْدِی دِرْهَمٌ! وَ أَمَرَ لِلْکُمَیْتِ بِثَلاَثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ!فَقَالَ لِی:یَا جَابِرُ قُمْ فَادْخُلِ الْبَیْتَ،قَالَ:فَقُمْتُ وَ دَخَلْتُ الْبَیْتَ فَلَمْ أَجِدْ فِیهِ شَیْئاً قَالَ:فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی:یَا جَابِرُ مَا سَتَرْنَا عَنْکُمْ أَکْثَرُ مِمَّا أَظْهَرْنَا لَکُمْ،فَقَامَ فَأَخَذَ بِیَدِی،ثُمَّ أَدْخَلَنِی الْبَیْتَ،ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ فَإِذَا شَبِیهٌ بِعُنُقِ الْبَعِیرِ قَدْ خَرَجَتْ مِنْ ذَهَبٍ،ثُمَّ قَالَ لِی:یَا جَابِرُ انْظُرْ إِلَی هَذَا،وَ لاَ تُخْبِرْ بِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ إِخْوَانِکَ،إِنَّ اللَّهَ أَقْدَرَنَا عَلَی مَا نُرِیدُ،وَ لَوْ شِئْنَا أَنْ نَسُوقَ الْأَرْضَ بِأَزِمَّتِهَا لَسُقْنَاهَا (3).

26-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ کَذلِکَ نُرِی إِبْراهِیمَ مَلَکُوتَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (4)قَالَ:فَکُنْتُ مُطْرِقاً إِلَی الْأَرْضِ فَرَفَعَ یَدَهُ إِلَی فَوْقُ فَقَالَ لِی:

ارْفَعْ رَأْسَکَ،فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَنَظَرْتُ إِلَی السَّقْفِ قَدِ انْفَجَرَ حَتَّی خَلَصَ بَصَرِی إِلَی نُورٍ

ص:104


1- (1) بصائر الدّرجات:273،ح 7.
2- (2) بصائر الدّرجات:290،ح 3.
3- (3) بصائر الدّرجات:396،ح 5.
4- (4) سوره الأنعام:75.

سَاطِعٍ حَارَ بَصَرِی دُونَهُ ثُمَّ قَالَ لِی:رَأَی إِبْرَاهِیمُ مَلَکُوتَ السَّمَوَاتِ وَ الْأَرْضِ هَکَذَا، ثُمَّ قَالَ لِی:أَطْرِقْ فَأَطْرَقْتُ ثُمَّ قَالَ لِیَ:اِرْفَعْ رَأْسَکَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا السَّقْفُ عَلَی حَالِهِ،قَالَ:ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی وَ قَامَ وَ أَخْرَجَنِی مِنَ الْبَیْتِ الَّذِی کُنْتُ فِیهِ وَ أَدْخَلَنِی بَیْتاً آخَرَ فَخَلَعَ ثِیَابَهُ الَّتِی کَانَتْ عَلَیْهِ وَ لَبِسَ ثِیَاباً غَیْرَهَا،فَقَالَ لِی غُضَّ بَصَرَکَ،فَغُتُّ بَصَرِی فَقَالَ لِی:لاَ تَفْتَحْ عَیْنَیْکَ،فَلَبِثْتُ سَاعَهً ثُمَّ قَالَ لِی:أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ؟قُلْتُ:لاَ جُعِلْتُ فِدَاکَ،فَقَالَ لِی أَنْتَ فِی الظُّلْمَهِ الَّتِی سَلَکَهَا ذُو الْقَرْنَیْنِ،فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ أَ تَأْذَنُ لِی أَنْ أَفْتَحَ عَیْنِی؟فَقَالَ لِی:اِفْتَحْ فَإِنَّکَ لاَ تَرَی شَیْئاً،فَفَتَحْتُ عَیْنِی فَإِذَا أَنَا فِی ظُلْمَهٍ لاَ أُبْصِرُ فِیهَا مَوْضِعَ قَدَمَیَّ،ثُمَّ سَارَ قَلِیلاً وَ وَقَفَ،فَقَالَ لِی:أَ تَدْرِی أَیْنَ أَنْتَ؟قُلْتُ:لاَ،قَالَ:أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَی عَیْنِ الْحَیَاهِ الَّتِی شَرِبَ مِنْهَا الْخَضِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، وَ خَرَجْنَا مِنْ ذَلِکَ الْعَالَمِ إِلَی عَالَمِ آخَرَ،فَسَلَکْنَا فِیهِ فَرَأَیْنَا کَهَیْئَهِ عَالَمِنَا فِی بِنَائِهِ وَ مَسَاکِنِهِ وَ أَهْلِهِ،ثُمَّ خَرَجْنَا إِلَی عَالَمٍ ثَالِثٍ کَهَیْئَهِ الْأَوَّلِ وَ الثَّانِی حَتَّی وَرَدْنَا خَمْسَهَ عَوَالِمَ،ثُمَّ قَالَ:هَذِهِ مَلَکُوتُ الْأَرْضِ وَ لَمْ یَرَهَا إِبْرَاهِیمُ وَ إِنَّمَا رَأَی مَلَکُوتَ السَّمَوَاتِ وَ هِیَ اثْنَا عَشَرَ عَالَماً کُلُّ عَالَمٍ کَهَیْئَهِ مَا رَأَیْتَ کُلَّمَا مَضَی مِنَّا إِمَامٌ سَکَنَ أَحَدَ هَذِهِ الْعَوَالِمِ حَتَّی یَکُونَ آخِرُهُمُ الْقَائِمَ فِی عَالَمِنَا الَّذِی نَحْنُ سَاکِنُوهُ قَالَ:ثُمَّ قَالَ لِی غُضَّ بَصَرَکَ فَغُتُّ بَصَرِی،ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِی فَإِذَا نَحْنُ فِی الْبَیْتِ الَّذِی خَرَجْنَا مِنْهُ،فَنَزَعَ تِلْکَ الثِّیَابَ وَ لَبِسَ الثِّیَابَ الَّتِی کَانَتْ عَلَیْهِ وَ عُدْنَا إِلَی مَجْلِسِنَا،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ کَمْ مَضَی مِنَ النَّهَارِ؟قَالَ:ثَلاَثُ سَاعَاتٍ (1).

وَ رَوَاهُ ابْنُ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ نَحْوَهُ . و کذا کثیرا من المعجزات السابقه و الآتیه.

27-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ کَتَبَ صَکّاً وَ أَشْهَدَ شُهُوداً وَ خَرَجَ إِلَی الْمَدِینَهِ فَاسْتَأْذَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ قَالَ:یَا أَبَا بَصِیرٍ مَا فَعَلَ الصَّکُّ؟ (2).

28-وَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ شُعَیْبٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ یَرْوِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ دَرَّاجٍ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَزَعَمَ أَبُو بَصِیرٍ: أَنَّ عَلِیّاً حَدَّثَهُ بِهَذَا الْحَدِیثِ عِنْدَ الْمَوْتِ وَ أَنَّهُ هُوَ الَّذِی أَغْمَضَهُ وَ لَمْ یَسْمَعْ بِهَذَا الْحَدِیثِ مِنْ أَبِی بَصِیرٍ أَحَدٌ حَتَّی أَتَی الْمَدِینَهَ،قَالَ:فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا رَآنِی قَالَ:

ص:105


1- (1) بصائر الدّرجات:425،ح 4.
2- (2) بصائر الدّرجات:268،ح 13.

مَاتَ عَلِیٌّ؟قُلْتُ:نَعَمْ قَالَ:رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ:حَدَّثَکَ بِکَذَا وَ کَذَا!فَلَمْ یَدَعْ شَیْئاً مِمَّا حَدَّثَنِی بِهِ عَلِیٌّ،فَقُلْتُ عِنْدَ ذَلِکَ:وَ اللَّهِ مَا کَانَ عِنْدِی حِینَ حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ أَحَدٌ وَ لاَ خَرَجَ مِنِّی إِلَی أَحَدٍ حَتَّی أَتَیْتُکَ،فَمِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ بِهَذَا؟فَغَمَزَ فَخِذِی بِیَدِهِ،ثُمَّ قَالَ:اُسْکُتِ الْآنَ (1).

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ نَحْوَهُ .

29-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: نَزَلَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِوَادٍ فَضَرَبَ خِبَاهُ ثُمَّ خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ یَمْشِی حَتَّی انْتَهَی إِلَی نَخْلَهٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ عِنْدَهَا بِمَحَامِدَ لَمْ أَسْمَعْ بِمِثْلِهَا،ثُمَّ قَالَ:أَیَّتُهَا النَّخْلَهُ أَطْعِمِینَا مَا جَعَلَ اللَّهُ فِیکَ،قَالَ:فَتَسَاقَطَ بِرُطَبٍ أَحْمَرَ وَ أَصْفَرَ فَأَکَلَ وَ مَعَهُ أَبُو أُمَیَّهَ الْأَنْصَارِیُّ فَأَکَلَ مِنْهُ، وَ قَالَ:هَذِهِ الْآیَهُ فِینَا کَالْآیَهِ فِی مَرْیَمَ إِذْ هَزَّتْ إِلَیْهَا بِجِذْعِ النَّخْلَهِ فَتَسَاقَطَ عَلَیْهَا رُطَباً جَنِیّاً (2).

30-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ بُکَیْرٍ عَنْ أَبِی کَهْمَسٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَاءٍ قَالَ: دَخَلْتُ إِلَی مَکَّهَ فِی اللَّیْلِ فَفَزِعْتُ مِنْ طَوَافِی وَ سَعْیِی،وَ بَقِیَ عَلَیَّ لَیْلٌ فَقُلْتُ أَمْضِی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَأَتَحَدَّثَ عِنْدَهُ بَقِیَّهَ لَیْلِی فَجِئْتُ إِلَی الْبَابِ فَقَرَعْتُهُ فَسَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ:إِنْ کَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَا فَأَدْخِلْهُ،قَالَ:مَنْ هَذَا؟قُلْتُ:عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَطَا قَالَ:اُدْخُلْ. وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی کِتَابِ الدَّلاَئِلِ عَلَی مَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَطَا مِثْلَهُ (3).

31-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ هِشَامٍ الْجَوَالِیقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ وَ أَنَا أَسِیرُ عَلَی حِمَارٍ لِی،وَ هُوَ عَلَی بَغْلَتِهِ،إِذْ أَقْبَلَ ذِئْبٌ مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ حَتَّی انْتَهَی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَحَبَسَ الْبَغْلَهَ وَ دَنَا الذِّئْبُ حَتَّی وَضَعَ یَدَهُ عَلَی قَرَبُوسِ السَّرْجِ،وَ مَدَّ عُنُقَهُ إِلَی أُذُنَیْهِ وَ أَدْنَی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُذُنَهُ مِنْهُ سَاعَهً،ثُمَّ قَالَ لَهُ:اِمْضِ فَقَدْ فَعَلْتُ فَرَجَعَ مُهَرْوِلاً،قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ لَقَدْ رَأَیْتُ عَجَباً! قَالَ:إِنَّهُ قَالَ لِی:إِنَّ زَوْجَتِی فِی ذَلِکَ الْجَبَلِ وَ قَدْ تَعَسَّرَ عَلَیْهَا وِلاَدَتُهَا،فَادْعُ اللَّهَ أَنْ

ص:106


1- (1) بصائر الدّرجات:269،ح 14.
2- (2) بصائر الدّرجات:273،ح 2.
3- (3) بصائر الدّرجات:278،ح 2.

یُخَلِّصَهَا،وَ لاَ یُسَلِّطَ أَحَداً مِنْ وُلْدِی عَلَی أَحَدٍ مِنْ شِیعَتِکُمْ قُلْتُ:قَدْ فَعَلْتُ (1).

32-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ سَدِیرٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: إِنَّ أَبِی مَرِضَ مَرَضاً شَدِیداً حَتَّی خِفْنَا عَلَیْهِ،فَبَکَی بَعْضُ أَهْلِهِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ فَقَالَ:لَسْتُ بِمَیِّتٍ مِنْ وَجَعِی هَذَا،إِنَّهُ أَتَانِی اثْنَانِ فَأَخْبَرَانِی أَنِّی لَسْتُ بِمَیِّتٍ مِنْ وَجَعِی هَذَا،قَالَ:فَبَرِئَ وَ مَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ یَمْکُثَ فَبَیْنَمَا هُوَ صَحِیحٌ لَیْسَ بِهِ بَأْسٌ،قَالَ:یَا بُنَیَّ إِنْ اللَّذَیْنِ أَتَیَانِی فِی وَجَعِی ذَاکَ أَتَیَانِی فَأَخْبَرَانِی أَنِّی مَیِّتٌ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا،قَالَ:فَمَاتَ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ (2).

33-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ ابْنِ عُقْدَهَ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ أَتَی أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَیْلَهَ قُبِضَ وَ هُوَ یُنَاجِی فَأَوْمَی إِلَیْهِ بِیَدِهِ أَنْ تَأَخَّرْ،فَتَأَخَّرَ حَتَّی فَرَغَ مِنَ الْمُنَاجَاهِ ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ:یَا بُنَیَّ إِنَّ هَذِهِ اللَّیْلَهُ الَّتِی أُقْبَضُ فِیهَا،وَ هِیَ اللَّیْلَهُ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،قَالَ:وَ حَدَّثَنِی أَنَّ أَبَاهُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَتَاهُ بِشَرَابٍ فِی اللَّیْلَهِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا،وَ قَالَ:اِشْرَبْ هَذَا، فَقَالَ یَا بُنَیَّ إِنَّ هَذِهِ اللَّیْلَهَ الَّتِی وُعِدْتُ أَنْ أُقْبَضَ فِیهَا،فَقُبِضَ فِیهَا (3).

الفصل السادس

34-وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ فِی کِتَابِ قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:سَأَلْتُهُ عَنْ قُرْبِ هَذَا الْأَمْرِ؟فَقَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:حَکَاهُ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَوَّلُ عَلاَمَاتِ الْفَرَجِ سَنَهُ خَمْسٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَهٍ یَکُونُ الْفَنَاءُ،وَ فِی سَنَهِ ثَمَانٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَهَ یَکُونُ الْجِلاَءُ،فَقَالَ:أَ مَا تَرَی بَنِی هَاشِمٍ قَدِ انْقَلَعُوا بِأَهْلِهِمْ وَ أَوْلاَدِهِمْ،فَقُلْتُ:لَهُمْ الْجِلاَءُ قَالَ:وَ غَیْرِهِمْ «اَلْحَدِیثَ» (4).

الفصل السابع

35-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ الْقُمِّیُّ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ فِی النُّصُوصِ قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبُو عَلِیِّ بْنُ سُلَیْمَانَ،عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ هَمَّامٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِیهِ

ص:107


1- (1) بصائر الدّرجات:371،ح 12.
2- (2) بصائر الدّرجات:501،ح 2.
3- (3) بصائر الدّرجات:502،ح 7.
4- (4) قرب الإسناد:370،ح 1326.

مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ یَذْکُرُ فِیهِ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ قَالَ: کَأَنِّی بِهِ وَ قَدْ صُلِبَ فِی الْکُنَاسَهِ (1).

الفصل الثامن

36-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ،عَنْ أَبِی عُرْوَهَ قَالَ:دَخَلْتُ مَعَ أَبِی بَصِیرٍ إِلَی مَنْزِلِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ،قَالَ:فَقَالَ لِی: أَ تَرَی کُوَّهً قَرِیباً مِنَ السَّقْفِ؟قَالَ:قُلْتُ:

نَعَمْ،وَ مَا عِلْمُکَ بِهَا؟قَالَ:أَرَانِیهَا أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

37-وَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ:إِنَّ أَبِی قَالَ لِی ذَاتَ یَوْمٍ: إِنَّمَا بَقِیَ مِنْ أَجَلِی خَمْسُ سِنِینَ،فَحَسِبْتُ فَمَا زَادَ وَ لاَ نَقَصَ (3).

38-وَ عَنْ صَالِحِ بْنِ عُقْبَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: تَوَقَّوْا آخِرَ دَوْلَهِ بَنِی الْعَبَّاسِ فَإِنَّ لَهُمْ فِی شِیعَتِنَا لَذَعَاتٍ أَمَرَّ مِنَ الْحَرِیقِ الْمُلْتَهِبِ (4).

الفصل التاسع

و روی سعید بن هبه اللّه الراوندی فی کتاب الخرائج و الجرائح جمله من المعجزات السابقه کحدیث إخباره علیه السّلام بتملک أبی الدوانیق و بنی العباس ورد بصر أبی بصیر و بشراء حمیده و ولادتها،و حدیث حبابه الوالبیه،و ندائه أهل قریه شعیب، و إخباره بقدوم عبد اللّه بن عطاء و غیر ذلک.

39-وَ رَوَی أَیْضاً عَنْ عَبَّادِ بْنِ کَثِیرٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ:قُلْتُ لِلْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: مَا حَقُّ الْمُؤْمِنِ عَلَی اللَّهِ،فَصَرَفَ وَجْهَهُ فَسَأَلْتُهُ ثَلاَثاً؟فَقَالَ:مِنْ حَقِّ الْمُؤْمِنِ عَلَی اللَّهِ أَنْ لَوْ قَالَ لِتِلْکَ النَّخْلَهِ أَقْبِلِی لَأَقْبَلَتْ،قَالَ عَبَّادٌ:فَنَظَرْتُ وَ اللَّهِ إِلَی تِلْکَ النَّخْلَهِ الَّتِی هُنَاکَ وَ قَدْ تَحَرَّکَتْ مُقْبِلَهً،فَأَشَارَ إِلَیْهَا قِرِّی فَلَمْ أَعْنِکِ (5).

40-قَالَ:وَ مِنْهَا عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْمَسْجِدِ إِذْ دَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ مُتَوَکِّئاً عَلَی مَوَالِی لَهُ،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَیَلِیَنَّ هَذَا الْغُلاَمُ

ص:108


1- (1) کفایه الأثر:310.
2- (2) إعلام الوری:ج 503/1.
3- (3) إعلام الوری:ج 504/1.
4- (4) إعلام الوری:ج 280/2.
5- (5) الخرائج و الجرائح:ج 272/1،ح 1.

فَیُظْهِرُ الْعَدْلَ وَ یَعِیشُ أَرْبَعَ سِنِینَ ثُمَّ یَمُوتُ فَیَبْکِی عَلَیْهِ أَهْلُ الْأَرْضِ،وَ تَلْعَنُهُ أَهْلُ السَّمَاءِ لِأَنَّهُ جَلَسَ مَجْلِساً وَ لاَ حَقَّ لَهُ فِیهِ،ثُمَّ مَلَکَ وَ أَظْهَرَ الْعَدْلَ وَ جَهَرَهُ (1).

41-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا قَالَ جَابِرٌ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً عَنِ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَاصِلُهُ: أَنَّهُ أَخْبَرَ أَنَّ کَثِیرَ النَّوَّاءَ لاَ یَمُوتُ إِلاَّ تَائِهاً.فَمَاتَ تَائِهاً،وَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ یَبِیعُ الْحِنْطَهَ،فَقَالَ لَهُ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:کَذَبْتَ بَلْ تَبِیعُ النَّوَی (2).

42-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ عَاصِمٍ وَ ابْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ: رَکِبَ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کُنْتُ أَنَا وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ مَعَهُ،فَمَا سِرْنَا إِلاَّ قَلِیلاً فَاسْتَقْبَلَنَا رَجُلاَنِ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

هُمَا سَارِقَانِ خُذُوهُمَا،فَأَخَذُوهُمَا،فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ:اِسْتَوْثِقُوا مِنْهُمَا،وَ قَالَ لِسُلَیْمَانَ انْطَلِقْ إِلَی ذَلِکَ الْجَبَلِ مَعَ هَذَا الْغُلاَمِ إِلَی رَأْسِهِ،فَإِنَّکَ تَجِدُ فِی أَعْلاَهُ کَهْفاً،فَادْخُلْهُ وَ سِرْ إِلَی وَسَطِهِ فَاسْتَخْرِجْ مَا فِیهِ،وَ ادْفَعْهُ إِلَی هَذَا الْغُلاَمِ یَحْمِلُهُ بَیْنَ یَدَیْکَ،فَإِنَّ فِیهِ لِرَجُلٍ سَرِقَهً وَ لآِخَرَ سَرِقَهً فَمَضَی وَ اسْتَخْرَجَ عَیْبَتَیْنِ وَ حَمَلَهُمَا عَلَی ظَهْرِ الْغُلاَمِ،فَأَتَی بِهِمَا إِلَی الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:مَا هُنَا لِرَجُلٍ حَاضِرٍ،وَ هُنَاکَ عَیْبَهُ أُخْرَی لِرَجُلٍ غَائِبٍ سَیَظْهَرُ فِیمَا بَعْدُ،وَ اسْتَخْرَجَ الْعَیْبَهَ الْأُخْرَی مِنْ مَوْضِعٍ آخَرَ مِنَ الْکَهْفِ،فَلَمَّا عَادَ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا صَاحِبُ الْعَیْبَتَیْنِ ادَّعَی عَلَی قَوْمٍ،وَ أَرَادَ الْوَالِی أَنْ یُعَاقِبَهُمْ،فَقَالَ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لاَ تُعَذِّبْهُمْ وَ رُدَّ الْعَیْبَتَیْنِ إِلَی صَاحِبِهِمَا،ثُمَّ قَطَعَ السَّارِقَیْنِ،قَالَ أَحَدُهُمَا:لَقَدْ قَطَعْتَنَا بِحَقٍّ،وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَجْرَی قَطْعِی وَ تَوْبَتِی عَلَی یَدِ ابْنِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَقَدْ سَبَقَتْکَ یَدُکَ الَّتِی قُطِعَتْ بِعِشْرِینَ سَنَهً، فَعَاشَ الرَّجُلُ عِشْرِینَ سَنَهً ثُمَّ مَاتَ،قَالَ:فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ ثَلاَثَهَ أَیَّامٍ حَتَّی حَضَرَ صَاحِبُ الْعَیْبَهِ الْأُخْرَی فَجَاءَ إِلَی الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:أُخْبِرُکَ بِمَا فِی عَیْبَتِکَ وَ هِیَ بِخَتْمِکَ فِیهَا أَلْفُ دِینَارٍ لَکَ،وَ أَلْفٌ أُخْرَی لِغَیْرِکَ،وَ فِیهَا مِنَ الثِّیَابِ کَذَا وَ کَذَا؟قَالَ:فَإِنْ أَخْبَرْتَنِی بِصَاحِبِ الْأَلْفِ دِینَارٍ وَ مَنْ هُوَ وَ مَا اسْمُهُ وَ ابْنُ مَنْ هُوَ عَلِمْتُ أَنَّکَ الْإِمَامُ الْمَنْصُوصُ عَلَیْهِ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ.فَقَالَ:هِیَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَ هُوَ صَالِحٌ کَثِیرُ الصَّدَقَهِ کَثِیرُ الصَّلاَهِ،وَ هُوَ الْآنَ عَلَی الْبَابِ یَنْتَظِرُکَ،فَقَالَ الرَّجُلُ وَ هُوَ دَیْرِیٌّ نَصْرَانِیٌّ:آمَنْتُ بِاللَّهِ الَّذِی لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ،وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ،وَ أَنَّکَ الْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ وَ أَسْلَمَ.

وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ: رَکِبَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَ نَحْوَهُ،وَ زَادَ

ص:109


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 276/1،ح 7.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 275/1،ح 6.

أَنَّهُ أَخْبَرَ بِخَبَرِ السَّارِقَیْنِ قَبْلَ رُؤیَتِهِمَا (1).

43-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ،قَالَ: ذَکَرْتُ زَیْدَ بْنَ عَلِیٍّ فَنَقَصْتُهُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:لاَ تَفْعَلْ رَحِمَ اللَّهُ عَمِّی زَیْداً وَ إِنَّهُ أَتَی إِلَی أَبِی فَقَالَ:إِنِّی أُرِیدُ الْخُرُوجَ عَلَی هَذَا الطَّاغِیَهِ فَقَالَ:لاَ تَفْعَلْ فَإِنِّی أَخَافُ أَنْ تَکُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ عَلَی ظَهْرِ الْکُوفَهِ،أَ مَا عَلِمْتَ یَا زَیْدُ أَنَّهُ لاَ یَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَهَ عَلَیْهَا السَّلاَمُ عَلَی أَحَدٍ مِنَ السَّلاَطِینِ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْیَانِیِّ إِلاَّ قُتِلَ؟«اَلْحَدِیثَ» (2).

44-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: کَانَ أَبِی فِی مَجْلِسٍ لَهُ ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ أَطْرَقَ بِرَأْسِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَمَکَثَ مَا شَاءَ اللَّهُ،ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:یَا قَوْمِ کَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا جَاءَکُمْ رَجُلٌ یَدْخُلُ عَلَیْکُمْ مَدِینَتَکُمْ هَذِهِ فِی أَرْبَعَهِ آلاَفِ رَجُلٍ،حَتَّی یَسْتَعْرِضُکُمْ بِالسَّیْفِ ثَلاَثَهَ أَیَّامٍ،وَ یَقْتُلُ مُقَاتِلِیکُمْ فَتَلْقَوْنَ بَلاَءً لاَ تَقْدِرُونَ أَنْ تَدْفَعُوهُ وَ ذَلِکَ مِنْ قَابِلٍ؟فَخُذُوا حِذْرَکُمْ!وَ اعْلَمُوا أَنَّ الَّذِی قُلْتُ لَکُمْ هُوَ کَائِنٌ لاَ بُدَّ مِنْهُ.فَلَمْ یَلْتَفِتْ أَهْلُ الْمَدِینَهِ إِلَی کَلاَمِهِ،وَ قَالُوا:لاَ یَکُونُ هَذَا أَبَداً،وَ لَمْ یَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ إِلاَّ نَفَرٌ قَلِیلٌ مِنْهُمْ وَ بَنُو هَاشِمٍ،فَخَرَجُوا مِنَ الْمَدِینَهِ خَاصَّهً،لِأَنَّهُمْ عَلِمُوا أَنَّ کَلاَمَهُ هُوَ الْحَقُّ،فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ تَحَمَّلَ أَبُو جَعْفَرٍ بِعِیَالِهِ وَ بَنُو هَاشِمٍ وَ مَضَوْا،وَ جَاءَ نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ حَتَّی کَبَسَ الْمَدِینَهَ فَقَتَلَ مُقَاتِلِیهِمْ وَ فَضَحَ نِسَاءَهُمْ،فَقَالَ أَهْلُ الْمَدِینَهِ لاَ نَرُدُّ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ شَیْئاً نَسْمَعُهُ مِنْهُ أَبَداً بَعْدَ مَا سَمِعْنَا وَ رَأَیْنَا،فَإِنَّهُمْ أَهْلُ بَیْتِ النُّبُوَّهِ،وَ یَنْطِقُونَ بِالْحَقِّ (3).

45-وَ عَنْ دِعْبِلٍ عَنِ الرِّضَا عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ الْجُعْفِیَّ سَأَلَهُ عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِمَ نَکَحَ خُوْلَهَ مِنْ سَبْیِ أَبِی بَکْرٍ؟فَقَالَ الْبَاقِرُ:یَا جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ امْضِ إِلَی مَنْزِلِ جَابِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ فَقُلْ لَهُ:إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ یَدْعُوکَ قَالَ جَابِرٌ:فَأَتَیْتُ مَنْزِلَهُ فَطَرَقْتُ عَلَیْهِ الْبَابَ،فَنَادَانِی یَا جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ قَالَ جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ:فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:مِنْ أَیْنَ عَلِمَ أَنِّی جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ، وَ لاَ یَعْرِفُ الدَّلاَئِلَ إِلاَّ الْأَئِمَّهُ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ؟وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ إِذَا خَرَجَ إِلَیَّ!فَلَمَّا خَرَجَ قُلْتُ لَهُ:مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ أَنِّی جَابِرُ بْنُ یَزِیدَ وَ أَنَا عَلَی الْبَابِ وَ أَنْتَ دَاخِلُ الدَّارِ؟ قَالَ:أَخْبَرَنِی مَوْلاَیَ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْبَارِحَهَ أَنَّکَ تَسْأَلُ عَنِ الْحَنَفِیَّهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ،وَ أَنَا أَبْعَثُهُ لَکَ یَا جَابِرُ فِی بُکْرَهِ غَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ أَدْعُوکَ،ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثَ خوْلَهَ لَمَّا سُبِیَتْ

ص:110


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 276/1،ح 8.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 281/1،ح 13.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 289/1،ح 23.

وَ مَا ظَهَرَ مِنْ إِعْجَازِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَمَا مَرَّ فِی مَحَلِّهِ،وَ نَقَلْنَاهُ مِنْ کِتَابِ الرَّوْضَهِ فِی الْفَضَائِلِ،وَ فِیهِ أَنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْدَعَهَا عِنْدَ أَسْمَاءِ بِنْتِ عُمَیْسٍ حَتَّی جَاءَ أَخُوهَا،ثُمَّ تَزَوَّجَهَا نِکَاحاً (1).

46-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ النَّاسُ یَدْخُلُونَ وَ یَخْرُجُونَ،فَقَالَ لِی:سَلِ النَّاسَ یَرَوْنَنِی؟وَ کُلَّ مَنْ لَقِیتُهُ سَأَلْتُ مِنْهُ:هَلْ رَأَیْتَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَیَقُولُ:لاَ وَ هُوَ وَاقِفٌ حَتَّی دَخَلَ أَبُو هَارُونَ الْمَکْفُوفُ،فَقَالَ:سَلْ هَذَا!فَقُلْتُ:هَلْ رَأَیْتَ أَبَا جَعْفَرٍ؟فَقَالَ:أَوْ لَیْسَ هُوَ قَائِمٌ؟قُلْتُ:وَ کَیْفَ عَلِمْتَ؟قَالَ:وَ کَیْفَ لاَ أَعْلَمُ وَ هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ! (2).

47-قَالَ:وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْإِفْرِیقِیَهِ: مَا حَالُ رَاشِدٍ؟قَالَ:خَلَّفْتُهُ حَیّاً صَالِحاً یُقْرِئُکَ السَّلاَمَ،قَالَ:رَحِمَهُ اللَّهُ،قَالَ:مَاتَ؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:مَتَی؟ قَالَ:بَعْدَ خُرُوجِکَ بِیَوْمَیْنِ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ:أَنَّهُ کَانَ کَمَا قَالَ (3).

48-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلَ النَّاسُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالُوا:مَا حَدُّ الْإِمَامِ؟قَالَ:حَدُّهُ عَظِیمٌ،إِذَا دَخَلْتُمْ عَلَیْهِ فَوَقِّرُوه وَ عَظِّمُوهُ،وَ آمِنُوا بِمَا جَاءَ بِهِ مِنْ شَیْ ءٍ وَ عَلَیْهِ أَنْ یَهْدِیَکُمْ،وَ فِیهِ خَصْلَهٌ إِذَا دَخَلْتُمْ لَمْ یَقْدِرْ أَحَدٌ أَنْ یَمْلَأَ عَیْنَیْهِ مِنْهُ إِجْلاَلاً وَ هَیْبَهً،لِأَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ کَانَ کَذَلِکَ،وَ کَذَلِکَ یَکُونُ الْإِمَامُ،قَالَ:فَیَعْرِفُ شِیعَتَهُ؟قَالَ:نَعَمْ سَاعَهً یَرَاهُمْ،قَالُوا:

أَ فَنَحْنُ لَکَ شِیعَهٌ؟قَالَ:نَعَمْ کُلُّکُمْ،قَالُوا:أَخْبِرْنَا بِعَلاَمَهٍ ذَلِکَ؟قَالَ:أُخْبِرُکُمْ بِأَسْمَائِکُمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِکُمْ وَ أَسْمَاءِ أُمَّهَاتِکُمْ،وَ أَسْمَاءِ قَبَائِلِکُمْ؟قَالُوا:أَخْبِرْنَا فَأَخْبَرَهُمْ، قَالُوا:صَدَقْتَ،قَالَ:فَأُخْبِرُکُمْ عَمَّا أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْأَلُوا عَنْهُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی شَجَرَهٍ طَیِّبَهٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ (4)نَحْنُ نُعْطِی شِیعَتَنَا مَا نَشَاءُ مِنَ الْعِلْمِ،ثُمَّ قَالَ:

یُقْنِعُکُمْ؟قُلْنَا:بِدُونِ هَذَا نَقْنَعُ (5).

49-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو عُیَیْنَهَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَقَالَ:أَنَا مِنْ أَهْلِ الشَّامِ أَتَوَالاَکُمْ وَ أَبْرَأُ مِنْ عَدُوِّکُمْ وَ أَبِی کَانَ یَتَوَلَّی بَنِی أُمَیَّهَ، وَ کَانَ لَهُ مَالٌ کَثِیرٌ،وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ وَلَدٌ غَیْرِی وَ کَانَ مَسْکَنُهُ بِالرَّمْلَهِ،وَ کَانَ لَهُ جَنَّهٌ یَخْتَلِی فِیهَا بِنَفْسِهِ،فَلَمَّا مَاتَ طَلَبْتُ الْمَالَ فَلَمْ أَظْفَرْ بِهِ،وَ لاَ شَکَّ أَنَّهُ دَفَنَهُ وَ أَخْفَاهُ عَنِّی فَقَالَ

ص:111


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 589/2،ح 1.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 596/2،ح 7.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 596/2،ح 7.
4- (4) سوره إبراهیم:24.
5- (5) الخرائج و الجرائح:ج 596/2،ح 8.

أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ وَ تَسْأَلَهُ أَیْنَ مَوْضِعُ مَالِهِ؟قَالَ:إِی وَ اللَّهِ فَإِنِّی فَقِیرٌ مُحْتَاجٌ،فَکَتَبَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کِتَاباً وَ خَتَمَهُ بِخَاتَمِهِ،ثُمَّ قَالَ:اِنْطَلِقْ بِهَذَا الْکِتَابِ إِلَی الْبَقِیعِ حَتَّی تَتَوَسَّطَهُ ثُمَّ نَادِ:یَا دَرْجَانُ فَإِنَّهُ یَأْتِیکَ رَجُلٌ مُعْتَمٌّ،فَادْفَعْ إِلَیْهِ کِتَابِی، وَ قُلْ:أَنَا رَسُولُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ)فَإِنَّهُ یَأْتِیکَ فَسَلْهُ عَمَّا بَدَا لَکَ؟فَأَخَذَ الرَّجُلُ الْکِتَابَ وَ انْطَلَقَ قَالَ أَبُو عُیَیْنَهَ:فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِأَنْظُرَ مَا حَالُ الرَّجُلِ فَإِذَا هُوَ عَلَی الْبَابِ یَنْتَظِرُ أَنْ یَأْذَنَ لَهُ فَدَخَلْنَا جَمِیعاً فَقَالَ الرَّجُلُ:اَللَّهُ یَعْلَمُ عِنْدَ مَنْ یَضَعُ الْعِلْمَ قَدِ انْطَلَقْتُ الْبَارِحَهَ وَ فَعَلْتُ مَا أَمَرْتَ،فَأَتَانِی الرَّجُلُ وَ قَالَ:

لاَ تَبْرَحْ مِنْ مَوْضِعِکَ حَتَّی آتِیَکَ بِهِ،فَأَتَانِی بِرَجُلٍ أَسْوَدَ،فَقَالَ:هَذَا أَبُوکَ،قُلْتُ:مَا هَذَا أَبِی!قَالَ:بَلْ غَیَّرَهُ اللَّهَبُ وَ دُخَانُ الْجَحِیمِ،وَ الْعَذَابُ الْأَلِیمُ قُلْتُ:أَنْتَ أَبِی؟ قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ:فَمَا غَیَّرَکَ عَنْ صُورَتِکَ وَ هَیْئَتِکَ؟قَالَ:یَا بُنَیَّ کُنْتُ أَتَوَالَی بَنِی أُمَیَّهَ،وَ أُفَضِّلُهُمْ عَلَی أَهْلِ بَیْتِ النَّبِیِّ بَعْدَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَعَذَّبَنِیَ اللَّهُ بِذَلِکَ،وَ کُنْتَ أَنْتَ تَتَوَالاَهُمْ وَ کُنْتُ أُبْغِضُکَ عَلَی ذَلِکَ،وَ حَرَمْتُکَ مَالِی فَزَوَیْتُهُ عَنْکَ وَ أَنَا الْیَوْمَ عَلَی ذَلِکَ مِنَ النَّادِمِینَ،فَانْطَلِقْ أَنْتَ الْیَوْمَ إِلَی جَنَّتِی وَ احْفِرْ تَحْتَ الزَّیْتُونَهِ فَخُذِ الْمَالَ،فَهُوَ مِائَهُ أَلْفٍ،فَادْفَعْ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ خَمْسِینَ أَلْفَ،وَ الْبَاقِی لَکَ،ثُمَّ قَالَ:وَ هُوَ ذَا أَنَا مُنْطَلِقٌ لِآخُذَ الْمَالَ،وَ آتِیَکَ بِمَالِکَ،قَالَ أَبُو عُیَیْنَهَ فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قُلْتُ:مَا فَعَلَ الرَّجُلُ صَاحِبُ الْمَالِ؟قَالَ:قَدْ أَتَانِی بِخَمْسِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَضَیْتُ مِنْهَا دَیْناً کَانَ عَلَیَّ،وَ ابْتَعْتُ مِنْهَا أَرْضاً بِنَاحِیَهِ خَیْبَرَ وَ وَصَلْتُ مِنْهَا أَهْلَ الْحَاجَهِ مِنْ أَهْلِ بَیْتِی. وَ رَوَاهُ الْفَتَّالُ فِی رَوْضَهِ الْوَاعِظِینَ مُرْسَلاً (1).

50-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُعَاوِیَهَ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ:سَأُحَدِّثُکُمْ بِمَا سَمِعَتْهُ أُذُنَایَ وَ رَأَتْهُ عَیْنَایَ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّهُ کَانَ عَلَی الْمَدِینَهِ رَجُلٌ مِنْ آلِ مَرْوَانَ،وَ إِنَّهُ أَرْسَلَ إِلَیَّ یَوْماً فَأَتَیْتُهُ وَ مَا عِنْدَهُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ،فَقَالَ لِی:یَا أَبَا مُعَاوِیَهَ إِنَّمَا دَعَوْتُکَ لِثِقَتِی بِکَ،وَ أَنَّهُ قَدْ عَلِمْتُ أَنَّهُ لاَ یُبَلِّغُ عَنِّی أَحَدٌ غَیْرُکَ فَأَحْبَبْتُ أَنْ تَلْقَی عَمَّیْکَ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ زَیْدَ بْنَ الْحَسَنِ وَ تَقُولَ لَهُمَا:یَقُولُ لَکُمَا الْأَمِیرُ لَتَکُفَّانِ عَمَّا یَبْلُغُنِی عَنْکُمَا،أَوْ لَتُنْکَرَانِ،فَخَرَجْتُ مُتَوَجِّهاً إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَاسْتَقْبَلْتُهُ مُتَوَجِّهاً إِلَی الْمَسْجِدِ فَلَمَّا دَنَوْتُ مِنْهُ تَبَسَّمَ ضَاحِکاً،قَالَ:بَعَثَ إِلَیْکَ هَذَا الطَّاغِیَهُ وَ دَعَاکَ، وَ قَالَ لَکَ:اِلْقَ عَمَّیْکَ فَقُلْ لَهُمَا کَذَا وَ کَذَا،قَالَ:فَأَخْبَرَنِی أَبُو جَعْفَرٍ بِمَقَالَتِهِ کَأَنَّهُ کَانَ حَاضِراً،ثُمَّ قَالَ:یَا ابْنَ عَمِّی قَدْ کُفِینَا أَمْرَهُ بَعْدَ غَدٍ فَإِنَّهُ مَعْزُولٌ وَ مَنْفِیٌّ إِلَی بِلاَدِ

ص:112


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 598/2،ح 9.

مِصْرَ،وَ اللَّهِ مَا أَنَا بِسَاحِرٍ وَ لاَ کَاهِنٍ،وَ لَکِنَّنِی أُتِیتُ وَ حُدِّثْتُ،قَالَ:فَوَ اللَّهِ مَا أَتَی عَلَیْهِ الْیَوْمُ الثَّانِی حَتَّی وَرَدَ عَلَیْهِ عَزْلُهُ وَ نَفْیُهُ إِلَی مِصْرَ،وَ وُلِّیَ الْمَدِینَهَ غَیْرُهُ (1).

51-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ: أَنَّ رَجُلاً مِنْ خُرَاسَانَ دَخَلَ عَلَیْهِ،فَأَخْبَرَهُ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِحَالِ أَبِیهِ وَ أَخِیهِ وَ ابْنِهِ،وَ أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ،وَ أَخَاهُ قُتِلَ وَ ابْنُهُ تَزَوَّجَ،وَ أَنَّ الْأَمْرَ کَانَ کَمَا قَالَ.

52-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَانَ زَیْدُ بْنُ الْحَسَنِ یُخَاصِمُ أَبِی فِی مِیرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،إِلَی أَنْ قَالَ فَقَالَ:بَیْنِی وَ بَیْنَکَ الْقَاضِی؟فَقَالَ:اِنْطَلِقْ بِنَا،فَلَمَّا أَخْرَجَهُ،قَالَ أَبِی:یَا زَیْدُ إِنَّ مَعَکَ لَسَکِیْنَهً أَخْفَیْتَهَا، إِنْ نَطَقَتْ هَذِهِ السَّکِینَهُ الَّتِی سَتَرْتَهَا عَنِّی فَشَهِدَتْ أَنِّی أَوْلَی بِالْحَقِّ مِنْکَ فَتَکُفُّ عَنِّی؟ قَالَ:نَعَمْ وَ حَلَفَ لَهُ بِذَلِکَ،فَقَالَ أَبِی:أَیَّتُهَا السَّکِینَهُ انْطِقِی بِإِذْنِ اللَّهِ،فَوَثَبَتِ السَّکِینَهُ مِنْ زَیْدِ بْنِ الْحَسَنِ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ قَالَتْ:یَا زَیْدُ أَنْتَ ظَالِمٌ وَ مُحَمَّدٌ أَحَقُّ مِنْکَ وَ أَوْلَی لَئِنْ لَمْ تَکُفَّ لَأَقْتُلَنَّکَ،فَخَرَّ زَیْدٌ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ فَأَخَذَ بِیَدِهِ فَأَقَامَهُ،ثُمَّ قَالَ:یَا زَیْدُ إِنْ نَطَقَتِ الصَّخْرَهُ الَّتِی نَحْنُ عَلَیْهَا أَ تَقْبَلُ قَالَ:نَعَمْ فَرَجَفَتِ الصَّخْرَهُ الَّتِی نَحْنُ عَلَیْهَا مِمَّا یَلِی زَیْداً حَتَّی کَادَتْ أَنْ تَفْلِقَ،وَ لَمْ تَرْجُفْ مِمَّا یَلِی أَبِی،ثُمَّ قَالَتْ:یَا زَیْدُ!أَنْتَ الظَّالِمُ وَ مُحَمَّدٌ أَوْلَی بِالْأَمْرِ مِنْکَ،فَکُفَّ عَنْهُ،وَ إِلاَّ وُلِّیتُ قَتْلَکَ فَخَرَّ زَیْدٌ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ، فَأَخَذَ أَبِی بِیَدِهِ فَأَقَامَهُ،ثُمَّ قَالَ:یَا زَیْدُ أَ رَأَیْتَ!إِنْ رَأَیْتَ هَذِهِ الشَّجَرَهَ تَسِیرُ أَ تَکُفُّ؟ قَالَ:نَعَمْ،فَدَعَا أَبِی الشَّجَرَهَ فَأَقْبَلَتْ تَخُدُّ الْأَرْضَ حَتَّی أَظَلَّتْهُمْ ثُمَّ قَالَتْ:یَا زَیْدُ أَنْتَ ظَالِمٌ وَ مُحَمَّدٌ أَحَقُّ بِالْأَمْرِ مِنْکَ،فَکُفَّ عَنْهُ وَ إِلاَّ قَتَلْتُکَ،فَغُشِیَ عَلَی زَیْدٍ،فَأَخَذَ أَبِی بِیَدِهِ وَ انْصَرَفَتِ الشَّجَرَهُ،وَ حَلَفَ زَیْدٌ أَنَّهُ لاَ یَعْرِضُ لِأَبِی وَ لاَ یُخَاصِمُهُ«اَلْحَدِیثَ» (2).

53-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْحَجِّ وَ أَنَا زَمِیلُهُ،إِذْ أَقْبَلَ وَرَشَانٌ فَوَقَعَ عَلَی عِضَادَهِ مَحْمِلِهِ فَتَرَنَّمَ،فَذَهَبْتُ لِآخُذَهُ فَصَاحَ بِی:مَهْ یَا جَابِرُ فَإِنَّهُ اسْتَجَارَ بِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ،فَقُلْتُ:فَمَا الَّذِی شَکَا إِلَیْکَ؟ قَالَ:شَکَا إِلَیَّ أَنَّهُ یُفْرِخُ فِی هَذَا الْجَبَلِ مُنْذُ ثَلاَثِ سِنِینَ وَ أَنَّ حَیَّهً تَأْتِیهِ فَتَأْکُلُ فِرَاخَهُ فَسَأَلَنِی أَنْ أَدْعُو اللَّهَ عَلَیْهَا بِقَتْلِهَا،فَفَعَلْتُ وَ قَدْ قَتَلَهَا اللَّهُ،ثُمَّ سِرْنَا حَتَّی إِذَا کَانَ وَقْتُ السَّحَرِ،قَالَ لِی:اِنْزِلْ یَا جَابِرُ!فَنَزَلْتُ فَأَخَذْتُ بِخِطَامٍ الْجَمَلِ وَ نَزَلَ فَتَنَحَّی عَنِ الطَّرِیقِ،ثُمَّ عَمَدَ إِلَی رَوْضَهٍ مِنَ الْأَرْضِ ذَاتِ رَمْلٍ فَکَشَفَ الرَّمْلَ یَمْنَهً وَ یَسْرَهً وَ هُوَ

ص:113


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 599/2،ح 10.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 602/2،ح 11.

یَقُولُ:اَللَّهُمَّ اسْقِنَا وَ طَهِّرْنَا،إِذْ بَدَا حَجَرٌ مُرَبَّعٌ أَبْیَضُ فَاقْتَلَعَهُ فَنَبَعَ عَیْنُ مَاءٍ صَافٍ فَتَوَضَّیْنَا وَ شَرِبْنَا مِنْهُ،ثُمَّ ارْتَحَلْنَا،فَأَصْبَحْنَا دُونَ قَرْیَاتٍ وَ نَخْلٍ،فَعَمَدَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی نَخْلَهٍ یَابِسَهٍ فَدَنَا مِنْهَا،وَ قَالَ لَهَا:أَیَّتُهَا النَّخْلَهُ أَطْعِمِینَا مِمَّا خَلَقَ اللَّهِ فِیکِ،فَلَقَدْ رَأَیْتُ النَّخْلَهِ تَنْحَنِی حَتَّی جَعَلْنَا نَتَنَاوَلُ مِنْ ثَمَرِهَا،وَ نَأْکُلُ،وَ إِذَا أَعْرَابِیٌّ یَقُولُ:مَا رَأَیْتُ سَاحِراً کَالْیَوْمِ،فَقَالَ:یَا أَعْرَابِیُّ لاَ تُکَذِّبَنَّ عَلَیْنَا أَهْلَ الْبَیْتِ،فَإِنَّهُ لَیْسَ مِنَّا سَاحِرٌ وَ لاَ کَاهِنٌ،وَ لَکِنْ عَلِمْنَا أَسْمَاءً مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ نَسْأَلُ بِهَا فَنُعْطَی،وَ نَدْعُو فَنُجَابَ (1).

54-وَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ،قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَنَا مَوْلاَکَ وَ شِیعَتُکَ ضَعِیفٌ ضَرِیرٌ فَاضْمَنْ لِی الْجَنَّهَ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَمَا زَادَ أَنْ مَسَحَ عَلَی بَصَرِی،فَأَبْصَرْتُ جَمِیعَ الْأَئِمَّهِ(عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ)عِنْدَهُ،ثُمَّ قَالَ:یَا أَبَا بَصِیرٍ مُدَّ عَیْنَکَ فَانْظُرْ مَا تَرَی!فَوَ اللَّهِ مَا أَبْصَرْتُ إِلاَّ کَلْباً أَوْ خِنْزِیراً أَوْ قِرْداً إِلَی أَنْ قَالَ:فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَرَجَعْتُ کَمَا کُنْتُ (2).

55-قَالَ: وَ إِنَّ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَعَا لِلْکُمَیْتِ لَمَّا أَرَادَ أَعْدَاءُ آلِ مُحَمَّدٍ أَخْذَهُ وَ إِهْلاَکَهُ وَ کَانَ مُتَوَارِیاً،فَخَرَجَ فِی ظُلْمَهِ اللَّیْلِ هَارِباً،وَ قَدْ أَقْعَدُوا لَهُ فِی کُلِّ طَرِیقِ جَمَاعَهً لِیَأْخُذُوهُ إِذَا مَا خَرَجَ فِی خُفْیَهٍ،فَلَمَّا وَصَلَ الْکُمَیْتُ إِلَی الْفَضَاءِ وَ أَرَادَ أَنْ یَسْلُکَ طَرِیقاً فَجَاءَ أَسَدٌ فَمَنَعَهُ أَنْ یَسْرِی مِنْهَا!فَسَلَکَ أُخْرَی فَمَنَعَهُ أَیْضاً،وَ کَأَنَّهُ أَشَارَ إِلَی الْکُمَیْتِ أَنْ یَسْلُکَ خَلْفَهُ،وَ مَضَی الْأَسَدُ فِی جَانِبِ الْکُمَیْتِ إِلَی أَنْ أَمِنَ وَ تَخَلَّصَ مِنَ الْأَعْدَاءِ (3).

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ نَقَلَهَا مِنْ کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ.

الفصل العاشر

56-وَ رَوَی رَجَبٌ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنْ مُیَسِّرٍ قَالَ: قُمْتُ بِبَابِ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَخَرَجَتْ جَارِیَهٌ خُمَاسِیَّهٌ فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی رَأْسِهَا،فَنَادَانِی مِنْ أَقْصَی الدَّارِ:اُدْخُلْ لاَ أَبَا لَکَ فَلَوْ کَانَتِ الْجُدْرَانُ تَحْجُبُ أَبْصَارَنَا عَنْکُمْ کَمَا تَحْجُبُ أَبْصَارَکُمْ عَنَّا لَکُنَّا نَحْنُ وَ إِیَّاکُمْ سَوَاءً (4).

ص:114


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 604/2،ح 12.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 821/2،ح 35.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 941/2،ح 10.
4- (4) مشارق أنوار الیقین:ج 258/46،ح 59.

57-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمَ: وَ ذَکَرَ حَدِیثَ الذِّئْبِ وَ الْبَغْلَهِ کَمَا مَرَّ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ سِرْنَا فَإِذَا قَاعٌ یَتَوَقَّدُ جَمْراً وَ هُنَاکَ عَصَافِیرُ فَتَطَایَرْنَ وَ دُرْنَ حَوْلَ بَغْلَتِهِ فَزَجَرَهَا،فَقَالَ:لاَ وَ لاَ کَرَامَهَ ثُمَّ سَارَ إِلَی مَقْصَدِهِ فَلَمَّا رَجَعْنَا مِنَ الْغَدِ وَ عُدْنَا إِلَی الْقَاعِ وَ إِذَا الْعَصَافِیرُ قَدْ طَارَتْ وَ دَارَتْ حَوْلَ بَغْلَتِهِ وَ زَفَرَتْ،فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ:اِشْرَبِی وَ ارْوِی فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِی الْقَاعِ ضَحْضَاحٌ مِنَ الْمَاءِ فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی أَمْسِ مَنَعْتَهَا وَ الْیَوْمَ سَقَیْتَهَا؟فَقَالَ:اِعْلَمْ أَنَّ الْیَوْمَ خَالَطَتْهَا الْقَنَابِرُ فَسَقَیْتُهَا«اَلْحَدِیثَ» (1).

58-وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الْکُوفَهِ یُولَدُ لَکَ وَلَدٌ وَ تُسَمِّیهِ عِیسَی،وَ یُولَدُ لَکَ وَلَدٌ وَ تُسَمِّیهِ مُحَمَّداً وَ هُمَا مِنْ شِیعَتِنَا «اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّهُ کَانَ کَمَا قَالَ (2).

59-قَالَ: وَ مِنْ ذَلِکَ:أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ یَوْماً فَرَأَی شَابّاً یَضْحَکُ،فَقَالَ لَهُ:

تَضْحَکْ فِی الْمَسْجِدِ وَ أَنْتَ بَعْدَ ثَلاَثِ أَیَّامٍ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ؟فَمَاتَ الرَّجُلُ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ وَ دُفِنَ فِی آخِرِهِ (3).

الفصل الحادی عشر

60-وَ رَوَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ فِی الْمَزَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَصَمِّ عَنْ مُدْلِجٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی الْمَدِینَهِ وَ أَنَا وَجِعٌ،فَقِیلَ لَهُ:مُحَمَّدُ بْنُ مُسْلِمٍ وَجِعٌ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ شَرَاباً مَعَ الْغُلاَمِ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ فَنَاوَلَنِیهِ الْغُلاَمُ وَ قَالَ:اِشْرَبْهُ،فَإِنَّهُ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ لاَ أَبْرَحَ حَتَّی تَشْرَبَهُ فَتَنَاوَلْتُهُ فَإِذَا رَائِحَهُ الْمِسْکِ مِنْهُ، وَ إِذَا شَرَابٌ طَیِّبُ الطَّعْمِ بَارِدٌ،فَلَمَّا شَرِبْتُهُ قَالَ لِی الْغُلاَمُ:یَقُولُ لَکَ مَوْلاَیَ:إِذَا شَرِبْتَ فَتَعَالَ فَفَکَّرْتُ فِیمَا قَالَ وَ مَا أَقْدِرُ عَلَی النُّهُوضِ قَبْلَ ذَلِکَ عَلَی رِجْلَیَّ،فَلَمَّا اسْتَقَرَّ الشَّرَابُ فِی جَوْفِی،فَکَأَنَّمَا نَشَطْتُ مِنْ عِقَالٍ،فَأَتَیْتُ بَابَهُ،فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ فَصَوَّتَ بِی:صَحَّ الْجِسْمُ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ«اَلْحَدِیثَ» (4).

وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ

ص:115


1- (1) مشارق أنوار الیقین:ج 272/27،ح 24.
2- (2) مشارق أنوار الیقین:ج 274/46،ح 79.
3- (3) مشارق أنوار الیقین:ج 274/46،ح 79.
4- (4) المزار:462،ح[705]7.

الْعَمْرَکِیِّ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ .

الفصل الثانی عشر

61-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ خَیْثَمَهَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ أَبِی لَبِیدٍ الْمَخْزُومِیِّ قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَمْلِکُ مِنْ وُلْدِ الْعَبَّاسِ اثْنَا عَشَرَ،یُقْتَلُ بَعْدَ الثَّامِنِ أَرْبَعَهُ،یُصِیبُ أَحَدَهُمُ الذُّبَحَهُ فَتَذْبَحُهُ،هُمْ فِتْیَهٌ قَصِیرَهٌ أَعْمَارُهُمْ،قَلِیلَهٌ مُدَّتُهُمْ،خَبِیثَهٌ سِیرَتُهُمْ،مِنْهُمْ الْفُوَیْسِقُ الْمُلَقَّبُ بِالْهَادِی وَ النَّاطِقِ،وَ الْغَاوِی «اَلْحَدِیثَ» (1).

الفصل الثالث عشر

62-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْأَرْبِلِیُّ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ أَبِی حَازِمٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَمَرَرْنَا بِدَارِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ وَ هِیَ تُبْنَی،فَقَالَ:أَمَا وَ اللَّهِ لَتُهْدَمَنَّ،أَمَا وَ اللَّهِ لَیُنْقَلَنَّ تُرَابُهَا،أَمَا لَتَبْدُوَنَّ أَحْجَارُ الزَّیْتِ وَ إِنَّهُ لَمَوْضِعُ النَّفْسِ الزَّکِیَّهِ،فَتَعَجَّبْتُ!وَ قُلْتُ:دَارُ هِشَامٍ مَنْ یَهْدِمُهَا؟فَسَمِعَتْ أُذُنِی هَذَا مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:فَرَأَیْتُهَا وَ قَدْ مَاتَ هِشَامٌ وَ قَدْ کَتَبَ الْوَلِیدُ فِی أَنْ تُسْتَهْدَمَ وَ یُنْقَلَ تُرَابُهَا فَنُقِلَ حَتَّی بَدَتِ الْأَحْجَارُ وَ رَأَیْتُهَا (2).

63-وَ بِالْإِسْنَادِ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَمَرَّ بِنَا زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ أَمَا لَیَخْرُجَنَّ بِالْکُوفَهِ،وَ لَیُقْتُلَنَّ وَ لَیُطَافَنَّ بِهِ ثُمَّ یُؤْتَی بِهِ فَیُنْصَبُ فِی مَوْضِعِ کَذَا عَلَی قَصَبَهٍ فَکَانَ کَمَا قَالَ،ثُمَّ أُتِیَ بِهِ فَنُصِبَ فِی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ عَلَی قَصَبَهٍ فَتَعَجَّبْنَا مِنَ الْقَصَبَهِ وَ لَیْسَ فِی الْمَدِینَهِ قَصَبَهٌ جَاءُوا بِهَا مَعَهُمْ (3).

64-وَ عَنْ فَیْضِ بْنِ مَطَرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ صَلاَهِ اللَّیْلِ فِی الْمَحْمِلِ،فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ:کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یُصَلِّی عَلَی رَاحِلَتِهِ حَیْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ (4).

65-وَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ: .ذَاتَ یَوْمٍ:إِنَّمَا بَقِیَ مِنْ أَجَلِی خَمْسُ سِنِینَ فَحَسَبْتُ ذَلِکَ فَمَا زَادَ وَ لاَ نَقَصَ (5).

66-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً مَضْمُونُهُ أَنَّ

ص:116


1- (1) تفسیر العیّاشیّ:ج 3/2،ح 3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 351/2.
3- (3) کشف الغمّه:ج 351/2.
4- (4) کشف الغمّه:ج 351/2.
5- (5) کشف الغمّه:ج 351/2.

الذِّئْبَ کَلَّمَهُ وَ طَلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءَ (1).

67-وَ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّیَّارِ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَسْتَأْذِنُ عَلَیْهِ فَلَمْ یَأْذَنْ لِی وَ أَذِنَ لِغَیْرِی،فَرَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی وَ أَنَا مَغْمُومٌ فَطَرَحْتُ نَفْسِی عَلَی سَرِیرٍ فِی الدَّارِ فَذَهَبَ عَنِّی النَّوْمُ فَجَعَلْتُ أُفَکِّرُ وَ أَقُولُ:إِلَی مَنْ؟إِلَی الْمُرْجِئَهِ تَقُولُ کَذَا، وَ الْقَدَرِیَّهِ تَقُولُ کَذَا،وَ الْحَرُورِیَّهِ تَقُولُ کَذَا وَ الزَّیْدِیَّهِ تَقُولُ کَذَا؟فَیُفْسِدُ عَلَیْهِمْ قَوْلَهُمْ، فَأَنَا أُفَکِّرُ فِی هَذَا حَتَّی نَادَی الْمُنَادِی،فَإِذَا الْبَابُ یُدَقُّ فَقُلْتُ:مَنْ هَذَا؟قَالَ:رَسُولُ أَبِی جَعْفَرٍ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ:أَجِبْ،فَأَخَذْتُ ثِیَابِی عَلَیَّ وَ مَضَیْتُ،فَلَمَّا دَخَلْتُ إِلَیْهِ قَالَ:یَا ابْنَ مُحَمَّدٍ لاَ إِلَی الْمُرْجِئَهِ،وَ لاَ إِلَی الزَّیْدِیَّهِ،وَ لاَ إِلَی الْقَدَرِیَّهِ وَ لاَ إِلَی الْحَرُورِیَّهِ وَ لَکِنْ إِلَیْنَا!أَنَا حَجَبْتُکَ لِکَذَا وَ کَذَا فَقَبِلْتُ وَ قُلْتُ بِهِ (2).

68-وَ عَنْ مَالِکٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: کُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ جَعَلْتُ أُفَکِّرُ فِی نَفْسِی وَ أَقُولُ:لَقَدْ عَظَّمَکَ اللَّهُ وَ أَکْرَمَکَ وَ جَعَلَکَ حُجَّهً عَلَی خَلْقِهِ، فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ:یَا مَالِکُ الْأَمْرُ أَعْظَمُ مِمَّا تَذْهَبُ إِلَیْهِ.هَذِهِ الْأَحَادِیثُ کُلُّهَا مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ (3).

وَ رَوَی الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ حَدِیثَ حَمْزَهَ بْنِ الطَّیَّارِ عَنْ طَاهِرِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(أَحْمَدَ خ ل)عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَمْزَهَ بْنِ الطَّیَّارِ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدٍ قَالَ:جِئْتُ إِلَی بَابِ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ ذَکَرَ مِثْلَهُ .

الفصل الرابع عشر

69-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی تَفْسِیرِهِ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ:قُلْتُ لَهُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ بَلَغَنَا أَنَّ لِآلِ جَعْفَرٍ رَایَهً،وَ لِآلِ الْعَبَّاسِ رَایَتَیْنِ،فَهَلْ انْتَهَی إِلَیْکَ مِنْ عِلْمِ ذَلِکَ شَیْ ءٌ؟قَالَ:أَمَّا آلُ جَعْفَرٍ فَلَیْسَ بِشَیْ ءٍ وَ لاَ إِلَی شَیْ ءٍ وَ أَمَّا آلُ الْعَبَّاسِ فَإِنَّ لَهُمْ مُلْکاً عَظِیماً(عَرِیضاً خ ل) یُقَرِّبُونَ فِیهِ الْبَعِیدَ،وَ یُبَاعِدُونَ فِیهِ الْقَرِیبَ وَ سُلْطَانُهُمْ عُسْرٌ لَیْسَ فِیهِمْ یُسْرٌ حَتَّی إِذَا أَمِنُوا مَکْرَ اللَّهِ،وَ أَمِنُوا عِقَابَهُ صِیحَ فِیهِمْ صَیْحَهٌ لاَ یَبْقَی لَهُمْ مَنَالٍ یَجْمَعُهُمْ،وَ لاَ آذَانٌ

ص:117


1- (1) کشف الغمّه:ج 352/2.
2- (2) کشف الغمّه:ج 352/2.
3- (3) کشف الغمّه:ج 353/2.

یُسْمِعُهُمْ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ: حَتّی إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَ ازَّیَّنَتْ (1)«اَلْآیَهِ»قُلْتُ:

جُعِلْتُ فِدَاکَ فَمَتَی ذَلِکَ؟قَالَ:لَمْ یُوَقَّتْ لَنَا فِیهِ وَقْتٌ«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل الخامس عشر

70-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ بِسْطَامَ وَ أَخُوهُ أَبُو عَتَّابٍ فِی کِتَابِ طِبِّ الْأَئِمَّهِ(عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ)عَنْ بَکْرٍ عَنْ عَمِّهِ سَدِیرٍ قَالَ: أَخَذْتُ حَصَاهً فَحَکَکْتُ بِهَا أُذُنِی فَغَاصَتْ فِیهَا فَجَهَدْتُ کُلَّ جَهْدٍ أَنْ أُخْرِجَهَا مِنْ أُذُنِی،فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَیْهِ أَنَا وَ لاَ الْمُعَالِجُونَ،فَحَجَجْتُ وَ لَقِیتُ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَشَکَوْتُ إِلَیْهِ مَا لَقِیتُ مِنْ أَلَمِهَا،فَقَالَ لِلصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا جَعْفَرُ خُذْ بِیَدِهِ وَ أَخْرِجْهُ إِلَی الضَّوْءِ،فَانْظُرْ فِیهِ فَنَظَرَ فِیهِ فَقَالَ:مَا أَرَی شَیْئاً،فَقَالَ:اُدْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ فَقَالَ:اَللَّهُمَّ أَخْرِجْهَا کَمَا أَدْخَلْتَهَا بِلاَ مَئُونَهٍ،وَ قَالَ:قُلْ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ کَمَا قُلْتُ فَقُلْتُهَا،فَقَالَ لِی:أَدْخِلْ إِصْبَعَکَ،فَأَدْخَلْتُهَا،وَ أَخْرَجْتُهَا بِالْإِصْبَعِ الَّتِی أَدْخَلْتُهَا وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ (3).

الفصل السادس عشر

71-وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ،عَنْ أَبِی حَمَّادٍ بْنِ عِیسَی،عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عُمَرَ الْیَمَانِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ بْنِ یَسَارٍ،عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ:قَالَ: أَمَا إِنَّ فِی صُلْبِهِ.یَعْنِی ابْنَ عَبَّاسٍ.وَدِیعَهً قَدْ ذُرِئَتْ لِنَارِ جَهَنَّمَ یُخْرِجُونَ أَقْوَاماً مِنْ دِینِ اللَّهِ أَفْوَاجاً کَمَا دَخَلُوا فِیهِ،وَ سَتُصْبِغُ الْأَرْضَ مِنْ دِمَاءِ الْفِرَاخِ فِرَاخِ آلِ مُحَمَّدِ،تَنْهَضُ تِلْکَ الْفِرَاخُ فِی غَیْرِ وَقْتٍ،وَ تَطْلُبُ غَیْرَ مَا تُدْرِکُهُ (4).

الفصل السابع عشر

72-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنِ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ الْحَسَنِیُّ فِی کِتَابِ أَمَانِ الْأَخْطَارِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ دَلاَئِلِ الْأَئِمَّهِ تَأْلِیفِ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ جَرِیرِ بْنِ رُسْتُمَ الطَّبَرِیِّ الْإِمَامِیِّ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: حَجَّ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِکِ بْنِ مَرْوَانَ وَ کَانَ قَدْ حَجَّ فِی تِلْکَ السُّنَّهِ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا انْصَرَفَ إِلَی دِمَشْقَ وَ انْصَرَفْنَا إِلَی الْمَدِینَهِ فَأَنْفَذَ بَرِیداً إِلَی عَامِلِ الْمَدِینَهِ بِإِشْخَاصِ أَبِی وَ إِشْخَاصِی، فَأَشْخَصَنَا،فَلَمَّا وَرَدْنَا مَدِینَهَ دِمَشْقَ حَجَبَنَا ثَلاَثاً،ثُمَّ أَذِنَ لَنَا فِی الْیَوْمِ الرَّابِعِ فَدَخَلْنَا،

ص:118


1- (1) سوره یونس:24.
2- (2) تفسیر القمّیّ:ج 310/1.
3- (3) طبّ الأئمّه(علیهم السلام):22.
4- (4) بحار الأنوار:ج 219/24،ح 15.

وَ إِذَا قَدْ قَعَدَ عَلَی سَرِیرِ الْمُلْکِ،وَ جُنْدُهُ وَ خَاصَّتُهُ وُقُوفٌ عَلَی أَرْجُلِهِمْ سِمَاطَانِ مُسَلَّحَانِ وَ قَدْ نَصَبَ الْقِرْطَاسَ حِذَاهُ وَ أَشْیَاخُ قَوْمِهِ یَرْمُونَ،فَلَمَّا دَخَلْنَا وَ أَبِی أَمَامِی وَ أَنَا خَلْفَهُ فَنَادَی أَبِی:یَا مُحَمَّدُ ارْمِ مَعَ أَشْیَاخِ قَوْمِکَ الْغَرَضَ،فَقَالَ لَهُ أَبِی قَدْ کَبِرْتُ عَنِ الرَّمْیِ،فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُعْفِیَنِی،فَقَالَ:وَ حَقِّ مَنْ أَعَزَّنَا بِدِینِهِ وَ نَبِیِّهِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لاَ أُعْفِیکَ،ثُمَّ أَوْمَی إِلَی شَیْخٍ مِنْ بَنِی أُمَیَّهَ:أَنْ أَعْطِهِ قَوْسَکَ،فَتَنَاوَلَ أَبِی[عِنْدَ ذَلِکَ] قَوْسَ الشَّیْخِ،ثُمَّ تَنَاوَلَ مِنْهُ سَهْماً فَوَضَعَهُ فِی کَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ انْتَزَعَ وَ رَمَی وَسَطَ الْغَرَضِ فَنَصَبَهُ فِیهِ،ثُمَّ رَمَی فِیهِ الثَّانِیَهَ فَشَقَّ فُوَاقَ سَهْمِهِ إِلَی نَصْلِهِ،ثُمَّ تَابَعَ الرَّمْیَ حَتَّی شَقَّ تِسْعَهَ أَسْهُمٍ بَعْضَهَا فِی جَوْفِ بَعْضٍ وَ هِشَامٌ وَ یَضْطَرِبُ فِی مَجْلِسِهِ،فَلَمْ یَتَمَالَکْ أَنْ قَالَ:أَجَدْتَ یَا أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَنْتَ أَرْمَی الْعَرَبِ وَ الْعَجَمِ،کَلاَّ إِنَّکَ زَعَمْتَ أَنَّکَ کَبِرْتَ عَنِ الرَّمْیِ إِلَی أَنْ قَالَ:مَا رَأَیْتُ مِثْلَ هَذَا الرَّمْیِ قَطُّ مُنْذُ عَقَلْتُ،وَ مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِی الْأَرْضِ أَحَداً یَرْمِی مِثْلَ هَذَا الرَّمْیِ«اَلْحَدِیثَ»وَ ذَکَرَ فِی آخِرِهِ نِدَاهُ لِأَهْلِ قَرْیَهِ شُعَیْبٍ کَمَا مَرَّ (1).

الفصل الثامن عشر

73-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی جُمْلَهٌ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ،وَ رَوَی فِیهِ أَیْضاً عَنْ أَبِی بَصِیرٍ وَ کَانَ ضَرِیراً،قَالَ: کُنْتُ مَعَ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الطَّوَافِ فَسَمِعْتُ کَثْرَهَ الضَّجِیجِ،فَقُلْتُ مَا أَکْثَرَ الْحَجِیجَ وَ أَکْثَرَ الضَّجِیجَ!فَقَالَ:یَا أَبَا بَصِیرٍ مَا أَقَلَّ الْحَجِیجَ وَ أَکْثَرَ الضَّجِیجَ،أَ تُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ صِدْقَ مَا أَقُولُهُ،وَ تَرَاهُ بِعَیْنِکَ؟قُلْتُ:وَ کَیْفَ لِی بِذَلِکَ یَا مَوْلاَیَ؟فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اُدْنُ، فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی عَیْنِی فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ فَعُدْتُ بَصِیراً،فَقَالَ:اُنْظُرْ یَا أَبَا بَصِیرٍ إِلَی الْحَجِیجِ،فَنَظَرْتُ فَإِذَا أَکْثَرُ النَّاسِ قِرَدَهٌ وَ خَنَازِیرُ،وَ الْمُؤْمِنُ بَیْنَهُمْ مِثْلُ النُّورِ اللاَّمِعِ فِی الظُّلُمَاتِ،قُلْتُ:صَدَقْتَ یَا مَوْلاَیَ مَا أَقَلَّ الْحَجِیجَ وَ أَکْثَرَ الضَّجِیجَ وَ دَعَا بِدَعَوَاتٍ فَعُدْتُ ضَرِیراً،فَقُلْتُ:یَا مَوْلاَیَ لَوْ أَتْمَمْتَ عَلَیَّ النِّعْمَهَ بِرَدِّ بَصَرِی لَرَجَوْتُ أَنْ أَکُونَ سَعِیداً فَقَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا بَخِلْنَا یَا أَبَا بَصِیرٍ،وَ إِنَّ اللَّهَ لَمْ یَظْلِمْکَ وَ إِنَّمَا خَارَ لَکَ وَ خَشِینَا فِتْنَهَ النَّاسِ وَ أَنْ یَجْهَلُوا فَضْلَ اللَّهِ عَلَیْنَا وَ یَجْعَلُونَّا أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ نَحْنُ لَهُ مُسَلِّمُونَ (2).

وَ رَوَاهُ صَاحِبُ کِتَابِ مَقْصَدِ الرَّاغِبِ مُرْسَلاً نَحْوَهُ .

ص:119


1- (1) أمان الأخطار:66.
2- (2) عیون المعجزات:68.

أقول:قد مرّ الحدیث و إنما أوجب الإعاده ما فیه من الزیاده و الإفاده.

74-وَ رَوَی حَدِیثاً طَوِیلاً بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ حَاصِلُهُ: إِنَّ بَنِی أُمَیَّهَ سَفَکُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَ لَعَنُوا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی مَنَابِرِهِمْ أَلْفَ شَهْرٍ،وَ قَتَلُوا شِیعَتَهُ فَشَکَتْ الشِّیعَهُ إِلَی زَیْنِ الْعَابِدِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمِ،فَقَالَ لاِبْنِهِ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَا مُحَمَّدُ خُذِ الْخَیْطَ الَّذِی جَاءَ بِهِ جَبْرَئِیلُ إِلَی النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ حَرِّکْهُ تَحْرِیکاً لَیِّناً،وَ لاَ تُحَرِّکْهُ تَحْرِیکاً شَدِیداً فَیَهْلِکُوا جَمِیعاً،فَفَعَلَ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ وَ حَرَّکَ الْخَیْطَ قَلِیلاً بَعْدَ مَا صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ دَعَا، فَتَزَلْزَلَتِ الْمَدِینَهُ زَلْزَلَهً شَدِیدَهً وَ أَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَهُ،وَ خَرِبَتْ أَکْثَرُ دُورِ الْمَدِینَهِ،وَ هَلَکَ فِیهَا أَکْثَرُ مِنْ ثَلاَثِینَ أَلْفاً رِجَالاً وَ نِسَاءً،ثُمَّ أَتَی أَهْلُ الْمَدِینَهِ یَشْکُونَ،فَوَضَعَ الْخَیْطَ فِی کُمِّهِ فَسَکَتَتِ الزَّلْزَلَهُ (1).

الفصل التاسع عشر

75-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ مَرَّ فِی طَرِیقِ مَکَّهَ بِرَجُلٍ قَدْ مَاتَ حِمَارُهُ فَسَأَلَهُ أَنْ یُحْیِیَهُ لَهُ؟فَدَعَا لَهُ،فَإِذَا بِالْحِمَارِ قَدِ انْتَفَضَ فَأَخَذَهُ صَاحِبُهُ وَ حَمَلَ عَلَیْهِ رَحْلَهُ فَسَارَ مَعَنَا حَتَّی دَخَلْنَا مَکَّهَ (2).

76-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ کَانَ فِی الْمَسْجِدِ فَدَخَلَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِیزِ،فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَمَا وَ اللَّهِ لاَ تَذْهَبُ الْأَیَّامُ حَتَّی یَمْلِکَهَا هَذَا الْغُلاَمُ،فَیُظْهِرُ الْعَدْلَ جُهْدَهُ وَ یَعِیشُ سَنَتَیْنِ أَوْ یَنْقُصُ ثُمَّ یَمُوتُ فَتَبْکِی عَلَیْهِ أَهْلُ الْأَرْضِ،وَ تَلْعَنُهُ مَلاَئِکَهُ السَّمَاءِ (3).

77-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ جَمَاعَهً کَثِیرِینَ مِنَ الشِّیعَهِ دَخَلُوا عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالُوا لَهُ:اَلْإِمَامُ یَعْرِفُ شِیعَتُهُ؟ قَالَ:نَعَمْ،قَالُوا فَنَحْنُ لَکَ شِیعَهٌ؟قَالَ:نَعَمْ کُلُّکُمْ،فَقَالُوا:مَا عَلاَمَهُ ذَلِکَ؟قَالَ:

أُخْبِرُکُمْ بِأَسْمَائِکُمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِکُمْ وَ أُمَّهَاتِکُمْ وَ قَبَائِلِکُمْ وَ عَشَائِرِکُمْ،قَالُوا:أَخْبِرْنَا، فَأَخْبَرَهُمْ بِجَمِیعِ ذَلِکَ،فَقَالُوا:صَدَقْتَ وَ اللَّهِ فَقَالَ وَ أُخْبِرُکُمْ بِمَا أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْأَلُونِی،ثُمَّ أَخْبَرَهُمْ بِهِ وَ بِجَوَابِهِ. و روی جمله من المعجزات السابقه.

ص:120


1- (1) عیون المعجزات:71.
2- (2) الهدایه الکبری:256.
3- (3) الهدایه الکبری:239.

الفصل العشرون

78-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وَلَدَهَا بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ قَیْسِ بْنِ الرَّبِیعِ قَالَ: کُنْتُ ضَیْفاً لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ لَیْسَ فِی مَنْزِلِهِ غَیْرُ لَبِنَهٍ، فَلَمَّا حَضَرَ الْعِشَاءُ قَامَ فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ،ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی اللَّبِنَهِ فَأَخْرَجَ مِنْهَا قِنْدِیلاً مُشْعَلاً وَ مَائِدَهً مُسْتَوًی عَلَیْهَا کُلُّ حَارٍّ وَ بَارِدٍ فَقَالَ لِی:کُلْ فَهَذَا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِأَوْلِیَائِهِ،فَأَکَلَ وَ أَکَلْتُ،ثُمَّ رُفِعَتِ الْمَائِدَهُ فِی اللَّبِنَهِ فَخَالَطَنِی الشَّکُّ حَتَّی إِذَا خَرَجَ لِحَاجَتِهِ،أَقْبَلْتُ أَقْلِبُ اللَّبِنَهَ،فَإِذَا هِیَ لَبِنَهٌ صَغِیرَهٌ،فَدَخَلَ وَ عَلِمَ مَا فِی قَلْبِی،فَأَخْرَجَ مِنَ اللَّبِنَهِ أَقْدَاحاً وَ کِیزَاناً وَ جِرَّهً فِیهَا مَاءٌ فَشَرِبَ وَ سَقَانَا،ثُمَّ أَعَادَهُ إِلَی مَوْضِعِهِ،ثُمَّ أَمَرَ اللَّبِنَهَ أَنْ تَنْطِقَ،فَتَکَلَّمَتْ (1).

79-وَ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ:قَالَ لِی الْمَنْصُورُ-یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ الدَّوَانِیقِیَّ: کُنْتُ هَارِباً مِنْ بَنِی أُمَیَّهَ أَنَا وَ أَخِی أَبُو الْعَبَّاسِ،فَمَرَرْنَا بِمَسْجِدِ الْمَدِینَهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ جَالِسٌ فَقَالَ لِرَجُلٍ إِلَی جَانِبِهِ:کَأَنِّی بِالْأَمْرِ وَ قَدْ صَارَ إِلَی هَذَیْنِ فَأَتَی الرَّجُلُ فَبَشَّرَنَا بِهِ فَمِلْنَا إِلَیْهِ وَ قُلْنَا:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا الَّذِی قُلْتَ؟فَقَالَ:هَذَا الْأَمْرُ صَائِرٌ إِلَیْکُمْ عَنْ قَرِیبٍ،وَ لَکِنَّکُمْ تُسِیئُونَ إِلَی ذُرِّیَّتِی وَ عِتْرَتِی فَالْوَیْلُ لَکُمْ عَنْ قَرِیبٍ،فَمَا مَضَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی مَلَکَهَا أَخِی وَ مَلَکْتُهَا (2).

80-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْعَلاَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ: شَهِدْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، وَ بِیَدِهِ عُرْجُونَهٌ یَعْنِی قَضِیباً دَقِیقاً یَسْأَلُهُ عَنْ أَخْبَارِ بَلَدٍ بَلَدٍ فَیُجِیبُهُ،وَ یَقُولُ:زَادَ الْمَاءُ بِمِصْرَ کَذَا،وَ وَقَعَتْ زَلْزَلَهٌ بِإِرْمِینِیَهَ،ثُمَّ رَأَیْتُهُ یَکْسِرُهَا وَ یَرْمِی بِهَا فَیَجْتَمِعُ فَیَصِیرُ قَضِیباً (3).

81-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُرَّهَ بْنِ قَبِیصَهَ،قَالَ:قَالَ لِی جَابِرٌ الْجُعْفِیُّ: رَأَیْتُ مَوْلاَیَ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.وَ قَدْ صَنَعَ فِیلاً مِنْ طِینٍ فَرَکِبَهُ وَ طَارَ فِی الْهَوَاءِ حَتَّی ذَهَبَ إِلَی مَکَّهَ عَلَیْهِ وَ رَجَعَ فَلَمْ أُصَدِّقْ ذَلِکَ مِنْهُ حَتَّی رَأَیْتُ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:أَخْبَرَنِی جَابِرٌ عَنْکَ بِکَذَا وَ کَذَا،فَرَکِبَ وَ حَمَلَنِی مَعَهُ إِلَی مَکَّهَ وَ رَدَّنِی (4).

82-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَکِیمِ بْنِ أَسَدٍ قَالَ: لَقِیتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بِیَدِهِ عَصًا یَضْرِبُ الصَّخْرَ فَیَنْبُعُ مِنْهُ الْمَاءُ،فَقُلْتُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا

ص:121


1- (1) دلائل الإمامه:218،ح 138.
2- (2) دلائل الإمامه:219،ح 139.
3- (3) دلائل الإمامه:219،ح 140.
4- (4) دلائل الإمامه:220،ح 141.

هَذَا؟قَالَ:نَبْعَهُ مِنْ عَصَا مُوسَی الَّتِی یَتَعَجَّبُونَ مِنْهَا (1).

83-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ شَهْرِ بْنِ وَائِلٍ قَالَ: لَقِیتُ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بِیَدِهِ قَصْعَهٌ مِنْ خَشَبٍ یَشْتَعِلُ فِیهَا النَّارُ وَ لاَ تَحْتَرِقُ الْقَصْعَهُ«اَلْحَدِیثَ» (2).

84-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ مَنْصُورٍ قَالَ: کُنْتُ أُرِیدُ أَرْکَبُ الْبَحْرَ،فَسَأَلْتُ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَعْطَانِی خَاتَماً فَکُنْتُ أَطْرَحُهُ فِی الزَّوْرَقِ فَیَقِفُ،وَ إِنِّی جِئْتُ الدُّورَ فَسَقَطَ لِأَخِی کِیسٌ فِی الدَّجْلَهِ،فَأَلْقَیْتُ ذَلِکَ الْخَاتَمَ فَخَرَجَ وَ أَخْرَجَ الْکِیسَ بِإِذْنِ اللَّهِ (3).

85-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ لَمَّا أَشْرَفَ عَلَی کَرْبَلاَ قَالَ:یَا جَابِرُ هَذِهِ رَوْضَهٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّهِ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا،إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَخْرَجَ تُفَّاحَهً لَمْ أَشَمَّ قَطُّ رَائِحَهً مِثْلَهَا فَعَلِمْتُ أَنَّهَا مِنَ الْجَنَّهِ فَعَصَمَتْنِی مِنَ الطَّعَامِ أَرْبَعِینَ یَوْماً لَمْ آکُلْ وَ لَمْ أُحْدِثْ (4).

86-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَطِیَّهَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ أَعْرَابِیّاً دَخَلَ عَلَیْهِ فَأَخْبَرَهُ بِمَا رَأَی فِی طَرِیقِهِ وَ بِأَشْیَاءَ کَثِیرَهٍ حَتَّی تَعَجَّبَ مِنْهَا.

87-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ: مَرَرْتُ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنِ بْنِ حَسَنٍ فَلَمَّا رَآنِی سَبَّنِی وَ سَبَّ الْبَاقِرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجِئْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ:یَا جَابِرُ.مُتَبَسِّماً.رَأَیْتَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ فَسَبَّکَ وَ سَبَّنِی؟قُلْتُ:نَعَمْ،فَقَالَ:أَوَّلُ دَاخِلٍ یَدْخُلُ عَلَیْکَ هُوَ،فَإِذَا هُوَ قَدْ دَخَلَ،فَلَمَّا جَلَسَ قَالَ لَهُ:مَا جَاءَ بِکَ یَا عَبْدَ اللَّهِ؟قَالَ لَهُ:أَنْتَ الَّذِی تَدَّعِی وَ تَقُولُ؟قَالَ:وَیْلَکَ قَدْ أَکْثَرْتَ،یَا جَابِرُ قُلْتُ:

لَبَّیْکَ،قَالَ:اِحْفِرْ فِی الدَّارِ حَفِیرَهً فَحَفَرْتُ،قَالَ:اِئْتِنِی بِحَطَبٍ کَثِیرٍ فَأَلْقِهِ فِیهَا فَفَعَلْتُ،ثُمَّ قَالَ:أَضْرِمْهُ نَاراً فَفَعَلْتُ،فَقَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ حَسَنٍ قُمْ فَادْخُلْهَا وَ اخْرُجْ مِنْهَا إِنْ کُنْتَ صَادِقاً،فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:قُمْ وَ ادْخُلْهَا أَنْتَ قَبْلِی،فَقَامَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَهَا فَلَمْ یَزَلْ یَدُوسُهَا بِرِجْلِهِ وَ یَدُورُ فِیهَا حَتَّی جَعَلَهَا رَمَاداً ثُمَّ خَرَجَ وَ جَاءَ وَ جَلَسَ وَ جَعَلَ یَمْسَحُ الْعَرَقَ عَنْ وَجْهِهِ،ثُمَّ قَالَ قُمْ قَبَّحَکَ اللَّهُ فَمَا أَسْرَعَ مَا یَحِلُّ بِکَ مَا حَلَّ بِمَرْوَانَ وَ وُلْدِهِ.وَ رَوَی أَیْضاً کَثِیراً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ (5).

ص:122


1- (1) دلائل الإمامه:220،ح 142.
2- (2) دلائل الإمامه:220،ح 143.
3- (3) دلائل الإمامه:221،ح 144.
4- (4) دلائل الإمامه:221،ح 145.
5- (5) دلائل الإمامه:242،ح 163.

الفصل الحادی و العشرون

88-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابٍ جَمَعَهُ الْوَزِیرُ مُؤَیَّدُ الدِّینِ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْعَلْقَمِیُّ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْکَاتِبُ عَنْ بَعْضِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ الْخَبَرِ قَالَ: کُنْتُ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ فَإِذَا أَنَا بِشَیْخٍ یَلُوحُ فِی الْبَرِیَّهِ تَارَهً وَ یَخْفَی أُخْرَی إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ فَلاَ أَدْرِی نَزَلَ فِی الْأَرْضِ أَمْ صَعِدَ فِی السَّمَاءِ (1).

الفصل الثانی و العشرون

89-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ،وَ رَوَی أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ: لَئِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّا لاَ نَرَاکُمْ وَ لاَ نَسْمَعُکُمْ،فَبِئْسَ مَا ظَنَنْتُمْ!فَقُلْتُ:أَرِنِی عَلاَمَهً!فَقَالَ:وَقَعَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ زَمِیلِکَ حَتَّی عَیَّرَکَ بِحُبِّنَا،قُلْتُ:إِی وَ اللَّهِ،فَمَنْ یُخْبِرُکَ؟قَالَ:یُنْکَتُ فِی قُلُوبِنَا وَ یُنْقَرُ فِی آذَانِنَا،وَ لَنَا مَعَ کُلِّ وَاحِدٍ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ یُخْبِرُنَا (2).

الفصل الثالث و العشرون

90-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ کَثِیراً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ،وَ نَقَلَ مِنْ کِتَابِ کَامِلِ السَّعَادَاتِ فِی فَضَائِلِ الصَّحَابَهِ: أَنَّ جَابِرَ الْأَنْصَارِیِّ بَلَّغَ سَلاَمَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِلَی مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ:أَثْبِتْ وَصِیَّتَکَ فَإِنَّکَ رَاحِلٌ إِلَی رَبِّکَ،فَبَکَی جَابِرٌ،فَقَالَ:یَا جَابِرُ!وَ اللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِی اللَّهُ عِلْمَ مَا کَانَ وَ مَا یَکُونُ،وَ مَا هُوَ کَائِنٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ،فَأَوْصَی جَابِرٌ بِوَصِیَّتِهِ وَ أَدْرَکَتْهُ الْوَفَاهُ (3).

الفصل الرابع و العشرون

91-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ،قَالَ:وَ رَوَی عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالُوا: کُنَّا مَعَهُ فَمَرَّ بِهِ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ،فَقَالَ لَنَا:أَ تَرَوْنَ أَخِی هَذَا وَ اللَّهِ لَیَخْرُجَنَّ بِالْکُوفَهِ،وَ لَیُقْتَلَنَّ وَ لَیُصْلَبَنَّ وَ یُطَافُ بِرَأْسِهِ (4).

و روی حدیث رد بصر أبی بصیر و غیر ذلک مما مرّ.

ص:123


1- (1) کتاب ینابیع الموده لذوی القربی ج 80/1.
2- (2) الصراط المستقیم:ج 183،2،ح 9.
3- (3) مناقب آل أبی طالب:ج 328،3.
4- (4) البحار:251/46 ح 46.

92-وَ رَوَی عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ زَیْداً سَیَدْعُو بَعْدِی إِلَی نَفْسِهِ فَدَعْهُ وَ لاَ تُنَازِعْهُ فَإِنَّ عُمُرَهُ قَصِیرٌ،فَرُوِیَ أَنَّ خُرُوجَ زَیْدٍ کَانَ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ وَ قَتْلَهُ فِی یَوْمِ الْأَرْبِعَاءِ (1).

الفصل الخامس و العشرون

93-وَ رَوَی بَعْضُ عُلَمَائِنَا فِی کِتَابٍ أَلَّفَهُ وَ وَجَدَ فِی نُسْخَهٍ عَتِیقَهٍ فِی خِزَانَهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ)وَ بَیْنَنَا قَوْمٌ مِنَ الْأَنْصَارِ إِذْ أَتَاهُ آتٍ فَقَالَ لَهُ:اِلْحَقْ فَقَدْ احْتَرَقَتْ دَارُکَ فَقَالَ:یَا بُنَیَّ مَا احْتَرَقَتْ فَذَهَبَ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ عَادَ فَقَالَ:قَدْ وَ اللَّهِ احْتَرَقَتْ دَارُکَ!فَقَالَ:یَا بُنَیَّ وَ اللَّهِ مَا احْتَرَقَتْ فَذَهَبَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَامَ أَبِی وَ قُمْتُ مَعَهُ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی مَنَازِلِنَا وَ النَّارُ مُشْتَعِلَهٌ عَنْ أَیْمَانِ مَنَازِلِنَا وَ عَنْ شَمَائِلِهَا وَ مِنْ کُلِّ جَانِبٍ مِنْهَا،ثُمَّ عَدَلَ إِلَی الْمَسْجِدِ وَ خِرَّ سَاجِداً،ثُمَّ قَالَ فِی سُجُودِهِ:وَ عِزَّتِکَ وَ جَلاَلِکَ لاَ رَفَعْتُ رَأْسِی مِنْ سُجُودِی أَوْ تُطْفِیَهَا،قَالَ:فَوَ اللَّهِ مَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّی طُفِیَتْ وَ صَارَ إِلَی دَارِهِ وَ احْتَرَقَ مَا حَوْلَهَا وَ سَلِمَتْ مَنَازِلُنَا«اَلْحَدِیثَ» (2).

تکمله لهذا الباب

ننقل فیها جمله من معجزاته علیه السّلام عن کتب أهل السنّه مما لم ینقل عنها المصنف(قده).

منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلصَّوَاعِقِ»(ص 121 ط مِصْرَ)قَالَ:

وَ سَبَقَ جَعْفَراً إِلَی ذَلِکَ(أَیْ الْإِخْبَارِ بِمُلْکِ أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ)وَالِدُهُ الْبَاقِرُ، فَإِنَّهُ أَخْبَرَ الْمَنْصُورَ بِمُلْکِ الْأَرْضِ شَرْقِهَا وَ غَرْبِهَا وَ طُولِ مُدَّتِهِ،فَقَالَ لَهُ:وَ مُلْکُنَا قَبْلَ مُلْکِکُمْ؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:وَ یَمْلِکُ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِی؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:فَمُدَّهُ بَنِی أُمَیَّهَ أَطْوَلُ أَمْ مُدَّتُنَا؟قَالَ:مُدَّتُکُمْ وَ لَیَلْعَبَنَّ بِهَذَا الْمِلْکِ صِبْیَانُکُمْ کَمَا یَلْعَبُ بِالْکُرَهِ،هَذَا مَا عَهِدَ إِلَیَّ أَبِی. ،فلمّا أفضت الخلافه للمنصور بملک الأرض تعجّب من قول الباقر.

ص:124


1- (1) البحار:166/46،ح 9.
2- (2) البحار:ج 285،46،ح 89.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 200 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ مِنَ الْکِتَابِ الْمَذْکُورِ(الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ)أَیْضاً عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَانَ أَبِی فِی مَجْلِسٍ عَامٍّ ذَاتَ یَوْمٍ مِنَ الْأَیَّامِ إِذْ أَطْرَقَ بِرَأْسِهِ إِلَی الْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ:یَا قَوْمِ کَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا جَاءَکُمْ رَجُلٌ یَدْخُلُ عَلَیْکُمْ مَدِیَنَتَکُمْ هَذِهِ فِی أَرْبَعَهِ آلاَفٍ یَسْتَعْرِضُکُمْ عَلَی السَّیْفِ ثَلاَثَهَ أَیَّامٍ مُتَوَالِیَهٍ فَیَقْتُلُ مُقَاتَلَتَکُمْ وَ تَلْقَوْنَ مِنْهُ بَلاَءً لاَ تَقْدِرُونَ عَلَیْهِ وَ لاَ عَلَی دَفْعِهِ وَ ذَلِکَ مِنْ قَابِلٍ فَخُذُوا حِذْرَکُمْ وَ اعْلَمُوا أَنَّ الَّذِی قُلْتُ لَکُمْ هُوَ کَائِنٌ لاَ بُدَّ مِنْهُ.فَلَمْ یَلْتَفِتْ أَهْلُ الْمَدِینَهِ إِلَی کَلاَمِهِ وَ قَالُوا لاَ یَکُونُ هَذَا أَبَداً فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ تَحَمَّلُ أَبُو جَعْفَرٍ مِنَ الْمَدِینَهِ بِعِیَالِهِ هُوَ وَ جَمَاعَهٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ خَرَجُوا مِنْهَا فَجَاءَهَا نَافِعُ بْنُ الْأَزْرَقِ فَدَخَلَهَا فِی أَرْبَعَهِ آلاَفٍ وَ اسْتَبَاحَهَا ثَلاَثَهَ أَیَّامٍ وَ قَتَلَ فِیهَا خَلْقاً کَثِیراً لاَ یُحْصَوْنَ،وَ کَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا قَالَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 133 ط مِصْرَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«جَامِعِ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ»(ج 1 ص 164 ط مُصْطَفَی الْحَلَبِیِّ بِالْقَاهِرَهِ)قَالَ(مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ)بْنُ عَلِیٍّ زَیْنِ الْعَابِدِینَ بْنِ الْحُسَیْنِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَحَدُ أَئِمَّهِ سَادَاتِنَا آلِ الْبَیْتِ الْکِرَامِ وَ أَوْحَدُ أَعْیَانِ الْعُلَمَاءِ الْأَعْلاَمِ وَ مِنْ کَرَامَاتِهِ:مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:کُنْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ إِذْ دَخَلَ الْمَنْصُورُ وَ دَاوُدُ بْنُ سُلَیْمَانَ قَبْلَ أَنْ یُفْضِیَ الْمُلْکُ لِبَنِی الْعَبَّاسِ فَجَاءَ دَاوُدُ إِلَی الْبَاقِرِ فَقَالَ لَهُ:مَا مَنَعَ الدَّوَانِیقِیَّ أَنْ یَأْتِیَ قَالَ:فِیهِ جَفَاءٌ فَقَالَ الْبَاقِرُ:لاَ تَذْهَبُ الْأَیَّامُ حَتَّی یَلِیَ هَذَا الرَّجُلُ أَمْرَ الْخَلْقِ فَیَطَأُ أَعْنَاقَ الرِّجَالِ وَ یَمْلِکُ شَرْقَهَا وَ غَرْبَهَا وَ یَطُولُ عُمُرُهُ فِیهَا حَتَّی یَجْمَعَ مِنْ کُنُوزِ الْمَالِ مَا لاَ یَجْمَعُهُ غَیْرُهُ،فَأَخْبَرَ دَاوُدُ الْمَنْصُورَ بِذَلِکَ فَأَتَی إِلَیْهِ وَ قَالَ:مَا مَنَعَنِی مِنَ الْجُلُوسِ إِلَیْکَ إِلاَّ إِجْلاَلُکَ،وَ سَأَلَهُ عَمَّا أَخْبَرَ بِهِ دَاوُدُ فَقَالَ:هُوَ کَائِنٌ،قَالَ:وَ مُلْکُنَا قَبْلَ مُلْکِکُمْ؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:وَ یَمْلِکُ بَعْدِی أَحَدٌ مِنْ وُلْدِی؟ قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:فَمُدَّهُ بَنِی أُمَیَّهَ أَطْوَلُ أَمْ مُدَّتُنَا؟قَالَ:مُدَّتُکُمْ أَطْوَلُ وَ لَیَلْعَبَنَّ بِهَذَا الْمُلْکِ صِبْیَانُکُمْ کَمَا یَلْعَبُونَ بِالْکُرَهِ بِهَذَا عَهِدَ إِلَیَّ أَبِی فَلَمَّا أَفَضَتِ الْخِلاَفَهُ إِلَی الْمَنْصُورِ تَعَجَّبَ مِنْ قَوْلِهِ،قَالَهُ فِی(الْمَشْرَعِ الرَّوِیِّ).

ص:125

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ ص 199 ط الْغَرِیِّ.

و منها

مَا رَوَاهُ ابْنُ الصَّبَّاغِ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 199 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ مِنَ الْکِتَابِ الْمَذْکُورِ أَیِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: قُلْتُ یَوْماً لِلْبَاقِرِ:

أَنْتُمْ ذُرِّیَّهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ:رَسُولُ اللَّهِ وَارِثُ الْأَنْبِیَاءِ جَمِیعِهِمْ وَ وَارِثُ جَمِیعِ عُلُومِهِمْ؟قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ:فَأَنْتُمْ وَرَثَهُ جَمِیعِ عُلُومِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ؟ قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ:فَأَنْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تُحْیُوا الْمَوْتَی وَ تُبْرِءُوا الْأَکْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ تُخْبِرُونَ النَّاسَ بِمَا یَأْکُلُونَ فِی بُیُوتِهِمْ؟قَالَ:نَعَمْ،نَفْعَلُ ذَلِکَ کُلَّهُ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ:اُدْنُ مِنِّی یَا أَبَا بَصِیرٍ وَ کَانَ أَبُو بَصِیرٍ مَکْفُوفَ النَّظَرِ قَالَ:فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِی فَأَبْصَرْتُ السَّهْلَ وَ الْجَبَلَ وَ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ فَقَالَ:أَ تُحِبُّ أَنْ تَکُونَ هَکَذَا تُبْصِرُ وَ حِسَابُکَ عَلَی اللَّهِ؟أَوْ تَکُونُ کَمَا کُنْتَ وَ لَکَ الْجَنَّهُ؟قُلْتُ:اَلْجَنَّهُ أَحَبُّ إِلَیَّ،قَالَ:

فَمَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی وَجْهِی فَعُدْتُ کَمَا کُنْتُ..

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 194.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«یَنَابِیعِ الْمَوَدَّهِ»(ص 420 ط اسلامبول)قَالَ:

وَ رَوَی الْحَافِظُ ابْنُ الْأَخْضَرِ فِی مَعَالِمِ الْعِتْرَهِ الطَّاهِرَهِ مِنْ طَرِیقِ أَبِی نُعَیْمٍ،عَنْ ابْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا مُحَمَّدٍ الْجَوَادِ قَالَ:قَدْ قَالَ مُحَمَّدٌ الْبَاقِرُ: یَرْحَمُ اللَّهُ أَخِی زَیْداً فَإِنَّهُ أَتَی أَبِی فَقَالَ:إِنِّی أُرِیدُ الْخُرُوجَ عَلَی هَذِهِ الطَّاغِیَهِ بَنِی مَرْوَانَ فَقَالَ لَهُ:لاَ تَفْعَلْ یَا زَیْدُ إِنِّی أَخَافُ أَنْ تَکُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ بِظَهْرِ الْکُوفَهِ،أَ مَا عَلِمْتَ یَا زَیْدُ أَنَّهُ لاَ یَخْرُجُ أَحَدٌ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَهَ عَلَی أَحَدِ السَّلاَطِینِ قَبْلَ خُرُوجِ السُّفْیَانِیِّ إِلاَّ قُتِلَ فَکَانَ الْأَمْرُ کَمَا قَالَ لَهُ أَبِی.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ» ص 200 ط الْغَرِیِّ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 202 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ مِنْ کِتَابٍ جَمَعَهُ الْوَزِیرُ السَّعِیدُ مُؤَیِّدُ الدِّینِ أَبُو طَالِبٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ ابْنِ عَلِیٍّ الْعَلْقَمِیُّ قَالَ:ذَکَرَ الشَّیْخُ الْأَجَلُّ أَبُو الْفَتْحِ یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خِیَارٍ الْکَاتِبُ

ص:126

قَالَ:سَمِعْتُ بَعْضَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ الْخَیْرِ یَقُولُ: کُنْتُ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ فَإِذَا أَنَا بِشَیْخٍ یَلُوحُ فِی الْبَرِیَّهِ فَیَظْهَرُ تَارَهً وَ یَغِیبُ أُخْرَی حَتَّی قَرُبَ مِنِّی فَتَأَمَّلْتُهُ فَإِذَا هُوَ غُلاَمٌ سُبَاعِیٌّ أَوْ ثُمَانِیٌّ فَسَلَّمَ عَلَیَّ فَرَدَدْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ:مِنْ أَیْنَ یَا غُلاَمُ؟قَالَ:مِنَ اللَّهِ،قُلْتُ:وَ إِلَی أَیْنَ؟قَالَ:

إِلَی اللَّهِ،قُلْتُ:فَمَا زَادُکَ؟قَالَ:اَلتَّقْوَی،قُلْتُ:فَمَنْ أَنْتَ؟قَالَ:رَجُلٌ مِنْ قُرَیْشٍ، قُلْتُ:اِبْنُ مَنْ عَافَاکَ اللَّهُ؟فَقَالَ:أَنَا رَجُلٌ عَلَوِیٌّ ثُمَّ أَنْشَدَ یَقُولُ:

نَحْنُ عَلَی الْحَوْضِ رُوَّادُهُ نَذُودُ وَ یَسْعَدُ وُرَّادُهُ

فَمَا فَازَ مَنْ فَازَ إِلاَّ بِنَا وَ مَا خَابَ مَنْ حُبُّنَا زَادُهُ

فَمَنْ سَرَّنَا نَالَ مِنَّا السُّرُورَ وَ مَنْ سَاءَنَا سَاءَ مِیلاَدُهُ

وَ مَنْ کَانَ غَاصَبَنَا حَقَّنَا فَیَوْمُ الْقِیَامَهِ مِیعَادُهُ

ثُمَّ قَالَ:أَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ،ثُمَّ الْتَفَتُّ فَلَمْ أَرَهُ وَ لَمْ أَدْرِ نَزَلَ فِی الْأَرْضِ أَوْ صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«یَنَابِیعُ الْمَوَدَّهِ»ص 23 ط اسلامبول .

و منها

مَا رَوَاهُ«اِتِّعَاظُ الْحُنَفَاءِ»(ص 245 ط مِصْرَ دَارِ الْفِکْرِ الْعَرَبِیِّ)حَیْثُ قَالَ:

فَلَمَّا کَانَ فِی سَنَهِ تِسْعٍ وَ ثَلاَثِینَ وَ ثَلاَثِمِائَهٍ أَرَادُوا أَنْ یَسْتَمِیُلوا النَّاسَ فَحَمَلُوا الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ إِلَی الْکُوفَهِ وَ نَصَبُوهُ فِیهَا عَلَی الْأُسْتُوَانَهِ بِالْجَامِعِ.

وَ کَانَ قَدْ جَاءَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الْمُلَقَّبِ (بِاَلْبَاقِرِ)أَنَّ الْحَجَرَ الْأَسْوَدَ یُعَلَّقُ فِی مَسْجِدِ الْجَامِعِ بِالْکُوفَهِ فِی آخِرِ الزَّمَانِ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 202 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ عَنْ ابْنِهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی فِی الْیَوْمِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَأَوْصَانِی بِأَشْیَاءَ فِی غُسْلِهِ وَ تَکْفِینِهِ وَ فِی دُخُولِهِ قَبْرَهُ قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:یَا أَبَتِ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُکَ مُنْذُ اشْتَکَیْتَ أَحْسَنَ مِنْکَ الْیَوْمَ وَ لاَ أَرَی عَلَیْکَ أَثَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ:یَا بُنَیَّ أَ مَا سَمِعْتَ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ یُنَادِینِی مِنْ وَرَاءِ الْجِدَارِ یَا مُحَمَّدُ عَجِّلْ..

و روی هذا الحدیث فی غیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ».

ص:127

الباب العشرون: النصوص علی أبی عبد الله جعفر بن محمد الصادق علیه السّلام

اشاره

النصوص علی أبی عبد الله جعفر بن محمد الصادق علیه السّلام

مضافا إلی ما تقدم منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ الْکُلَیْنِیُّ فِی الْکَافِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا حَضَرَتْ أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ،قَالَ:یَا جَعْفَرُ أُوصِیکَ بِأَصْحَابِی خَیْراً فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ اللَّهِ لَأَدَعَنَّهُمْ وَ الرَّجُلُ یَکُونُ مِنْهُمْ فِی الْمِصْرِ فَلاَ یَسْأَلُ أَحَداً شَیْئاً (1).

2-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ: سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَضَرَبَ یَدَهُ عَلَی یَدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ:هَذَا وَ اللَّهِ قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ(عَلَیْهِ السَّلاَمُ)،قَالَ عَنْبَسَهُ:

فَلَمَّا قُبِضَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرْتُهُ بِذَلِکَ فَقَالَ:

صَدَقَ جَابِرٌ،ثُمَّ قَالَ:لَعَلَّکُمْ تَرَوْنَ أَنْ لَیْسَ کُلُّ إِمَامٍ هُوَ الْقَائِمَ بَعْدَ الْإِمَامِ الَّذِی کَانَ قَبْلَهُ (2).

3-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ قَالَ: نَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَمْشِی فَقَالَ:تَرَی هَذَا؟هَذَا مِنَ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ: وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّهً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ (3).

4-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْمُثَنَّی عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: مِنْ سَعَادَهِ الرَّجُلِ أَنْ یَکُونَ لَهُ الْوَلَدُ یُعْرَفُ فِیهِ شِبْهُ خَلْقِهِ وَ خُلُقِهِ وَ شَمَائِلِهِ،وَ إِنِّی لَأَعْرِفُ مِنِ ابْنِی هَذَا شِبْهَ خَلْقِی وَ خُلُقِی وَ شَمَائِلِی،یَعْنِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

ص:128


1- (1) الکافی:ج 306/1،ح 2.
2- (2) الکافی:ج 307/1،ح 7.
3- (3) الکافی:ج 306/1،ح 1.
4- (4) الکافی:ج 306/1،ح 3.

5-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ طَاهِرٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:هَذَا خَیْرُ الْبَرِیَّهِ،أَوْ أَخْیَرُ (1).

أقول:الأدله العقلیه و النقلیه داله علی أن الأفضل هو الإمام کما مرّ.

وَ عَنْهُمْ عَنْ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ طَاهِرٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:هَذَا خَیْرُ الْبَرِیَّهِ.

وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ فُضَیْلِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ طَاهِرٍ قَالَ:

کُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَقْبَلَ جَعْفَرٌ،فَقَالَ:هَذَا جَعْفَرٌ عَلَیْهِ السَّلاَمُ هَذَا خَیْرُ الْبَرِیَّهِ.

6-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَبْدِ الْأَعْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ أَبِی اسْتَوْدَعَنِی مَا هُنَاکَ فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاهُ قَالَ:اُدْعُ لِی شُهُوداً،فَدَعَوْتُ لَهُ أَرْبَعَهً مِنْ قُرَیْشٍ فِیهِمْ نَافِعٌ مَوْلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ،فَقَالَ:اُکْتُبْ هَذَا مَا أَوْصَی بِهِ یَعْقُوبُ بَنِیهِ: یا بَنِیَّ إِنَّ اللّهَ اصْطَفی لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (2)وَ أَوْصَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ یُکَفِّنَهُ فِی بُرْدِهِ الَّذِی کَانَ یُصَلِّی فِیهِ الْجُمُعَهَ،وَ أَنْ یُعَمِّمَهُ بِعِمَامَتِهِ،وَ أَنْ یُرَبِّعَ قَبْرَهُ وَ یَرْفَعَهُ أَرْبَعَ أَصَابِعَ،وَ أَنْ یَحُلَّ عَنْهُ أَطْمَارَهُ عِنْدَ دَفْنِهِ،ثُمَّ قَالَ لِلشُّهُودِ:اِنْصَرِفُوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ فَقُلْتُ لَهُ:یَا أَبَتِ مَا کَانَ فِی هَذَا بِأَنْ تُشْهِدَ عَلَیْهِ!فَقَالَ:یَا بُنَیَّ کَرِهْتُ أَنْ تُغْلَبَ وَ أَنْ یُقَالَ:إِنَّهُ لَمْ یُوصِ إِلَیْهِ فَأَرَدْتُ أَنْ تَکُونَ لَکَ الْحُجَّهُ (3).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ کَذَا الْأَحَادِیثُ الَّتِی قَبْلَهُ .

7-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمَّادٍ عَنِ الْحَلَبِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَتَبَ أَبِی فِی وَصِیَّتِهِ أَنْ أُکَفِّنَهُ فِی ثَلاَثَهِ أَثْوَابٍ أَحَدُهَا رِدَاءٌ لَهُ حِبَرَهٌ کَانَ یُصَلِّی فِیهِ الْجُمُعَهَ،وَ ثَوْبٌ آخَرُ،وَ قَمِیصٌ،فَقُلْتُ لِأَبِی:لِمَ تَکْتُبُ هَذَا؟ قَالَ:أَخَافُ أَنْ یَغْلِبَکَ النَّاسُ«اَلْحَدِیثَ». وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ مُرْسَلاً (4).

8-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ أَبِی قَالَ

ص:129


1- (1) الکافی:ج 306/1،ح 4.
2- (2) سوره البقره:132.
3- (3) الکافی:ج 307/1،ح 8.
4- (4) الکافی:ج 144/3،ح 7.

لِی ذَاتَ یَوْمٍ فِی مَرَضِهِ:یَا بُنَیَّ أَدْخِلْ أُنَاساً مِنْ قُرَیْشٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَهِ حَتَّی أُشْهِدَهُمْ، قَالَ:فَأَدْخَلْتُ عَلَیْهِ أُنَاساً مِنْهُمْ،فَقَالَ:یَا جَعْفَرُ إِذَا أَنَا مِتُّ فَغَسِّلْنِی وَ کَفِّنِّی،وَ ارْفَعْ قَبْرِی أَرْبَعَ أَصَابِعَ وَ رُشَّهُ بِالْمَاءِ،فَلَمَّا خَرَجُوا قُلْتُ:یَا أَبَهْ لَوْ أَمَرْتَنِی بِهَذَا صَنَعْتُهُ،وَ لَمْ تُرِدْ أَنْ أُدْخِلَ عَلَیْکَ قَوْماً تُشْهِدُهُمْ؟قَالَ:یَا بُنَیَّ أَرَدْتُ أَنْ لاَ تُنَازَعَ (1).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ مِثْلَهُ .

9-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی جَعْفَرٍ الْفَرَّاءِ قَالَ: إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ انْقَلَعَ ضِرْسٌ مِنْ أَضْرَاسِهِ فَوَضَعَهُ فِی کَفِّهِ،ثُمَّ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ یَا جَعْفَرُ إِذَا مِتُّ فَادْفِنْهُ مَعِی (2).

أقول:هذا نصّ خفی و إشاره إلی أن المشار إلیه وصی أبیه،و القائم مقامه کما یظهر من أمثاله،و قد کانت التقیه تمنع مما زاد علی ذلک غالبا.

10-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی خَدِیجَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی فِی الْیَوْمِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ فَأَوْصَانِی بِأَشْیَاءَ فِی غُسْلِهِ وَ فِی کَفَنِهِ وَ فِی دُخُولِهِ قَبْرَهُ«اَلْحَدِیثَ» (3).

و روی المفید فی الإرشاد أکثر هذه الأحادیث.

الفصل الأول

11-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنْ أَبِی أَوْصَانِی عِنْدَ الْمَوْتِ:یَا جَعْفَرُ کَفِّنِّی فِی ثَوْبِ کَذَا وَ کَذَا وَ ثَوْبِ کَذَا وَ کَذَا «اَلْحَدِیثَ» (4).

الفصل الثانی

12-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ بِإِسْنَادٍ تَقَدَّمَ فِی النُّصُوصِ عَلَی الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ قَالَ: لَمَّا احْتُضِرَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ الْوَفَاهِ دَعَا بِابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِیَعْهَدَ إِلَیْهِ عَهْداً،

ص:130


1- (1) الکافی:ج 451/1،ح 36.
2- (2) الکافی:ج 262/3،ح 43.
3- (3) الکافی:ج 260/1،ح 7.
4- (4) التّهذیب:449/1،ح 1453.

فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَوِ امْتَثَلْتَ فِی تِمْثَالِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ لَرَجَوْتُ أَنْ لاَ تَکُونَ أَتَیْتَ مُنْکَراً،فَقَالَ لَهُ:یَا أَبَا الْحُسَیْنِ إِنَّ الْأَمَانَاتِ لَیْسَتْ بِالتِّمْثَالِ وَ لاَ الْعُهُودُ بِالرُّسُومِ،وَ إِنَّمَا هِیَ أُمُورٌ سَابِقَهٌ عِنْدَ حُجَجِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ«اَلْحَدِیثَ» (1).

الفصل الثالث

13-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَائِذٍ عَنْ أَبِی سَلَمَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی فِی الْیَوْمِ الَّذِی قُبِضَ فِیهِ أَبِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمَ،وَ أَوْصَانِی بِأَشْیَاءَ فِی غُسْلِهِ وَ فِی کَفَنِهِ،وَ فِی دُخُولِ قَبْرِهِ«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل الرابع

14-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ بِإِسْنَادٍ تَقَدَّمَ فِی النُّصُوصِ عَلَی الْأَئِمَّهِ(عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ)عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ،قَالَ: قُلْتُ إِنْ کَانَ مِنْ هَذَا کَائِنٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَإِلَی مَنْ بَعْدَکَ؟قَالَ:إِلَی جَعْفَرٍ هَذَا سَیِّدُ أَوْلاَدِی وَ أَبُو الْأَئِمَّهِ صَادِقٌ فِی قَوْلِهِ وَ فِعْلِهِ (3).

15-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنِ الْحُسَیْنِ (4)عَنْ هَارُونَ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ [مُحَمَّدِ بْنِ]عَمَّارٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَزِیعٍ،عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ جَعْفَرٌ ابْنُهُ،إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ لِی:یَا مُحَمَّدُ هَذَا إِمَامُکَ بَعْدِی فَاقْتَدِ بِهِ وَ اقْتَبِسْ مِنْ عِلْمِهِ،وَ اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ الصَّادِقُ الَّذِی وَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ«اَلْحَدِیثَ» (5).

16-قَالَ:وَ أَخْبَرَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ (6)الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ الْمُحَارِبِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَبِی(أَبِیهِ ظ)هَمَّامِ بْنِ نَافِعٍ، قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِذَا فَقَدْتُمُونِی فَاقْتَدُوا هَذَا فَإِنَّهُ الْإِمَامُ وَ الْخَلِیفَهُ بَعْدِی (7)(8).

ص:131


1- (1) عیون أخبار الرضا:ج 47/2،ح 1.
2- (2) بصائر الدرجات:205،ح 9.
3- (3) کفایه الأثر:252.
4- (4) فی نسخه ثانیه:الحسن.
5- (5) کفایه الأثر:253.
6- (6) فی نسخه ثانیه:الحسن.
7- (7) فی المصدر زیاده:و أشار إلی ابنه جعفر(علیه السلام).
8- (8) کفایه الأثر:254.

الفصل الخامس

17-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کِتَابِ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ مَعَالِمِ الْعِتْرَهِ لِلْجَنَابِذِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَرْبٍ قَالَ: أَوْصَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ إِلَی ابْنِهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ،فَقَالَ:یَا بُنَیَّ اصْبِرْ لِلنَّوَائِبِ وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ (1).

الفصل السادس

و قال المفید محمّد بن محمّد بن النعمان فی الإرشاد:کان الصادق جعفر بن محمّد بن علی بن الحسین صلوات اللّه علیهم من بین إخوته خلیفه أبیه أبی جعفر محمّد بن علی و وصیّه،و القائم بالإمامه من بعده،قال:و وصی إلیه أبوه جعفر علیه السّلام وصیه ظاهره،و نصّ علیه بالإمامه نصا جلیّا (2)و روی جمله من النصوص السابقه.

18-وَ قَالَ:وَ رَوَی هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ قَالَ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنِ الْقَائِمِ مِنْ بَعْدِهِ؟فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، وَ قَالَ:هَذَا وَ اللَّهِ بَعْدِی قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ (3).

أقول:و قد نقل علی بن عیسی جمیع ما نقلناه،و أشرنا إلیه من إرشاد المفید.

الفصل السابع

19-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْإِمَامَهِ وَ غَیْرِهَا وَصِیَّهً ظَاهِرَهً وَ نَصَّ عَلَیْهَا نَصّاً جَلِیّاً (4)،ثُمَّ رَوَی بَعْضَ الْأَحَادِیثِ السَّابِقَهِ.

الفصل الثامن

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ جُمْلَهً مِنَ النُّصُوصِ السَّابِقَهِ،قَالَ:وَ رَوَی عَنْبَسَهُ بْنُ مُصْعَبٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ الْجُعْفِیِّ،قَالَ: سُئِلَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنِ الْقَائِمِ بَعْدَهُ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ «اَلْحَدِیثَ» (5).

ص:132


1- (1) کشف الغمه:ج 204/2.
2- (2) الإرشاد:ج 180/2.
3- (3) الإرشاد:ج 181/2.
4- (4) بحار الأنوار ج 12/47 ح 2.
5- (5) البحار:ج 13/47،ح 6.

20-: وَ رَوَی فِی حَدِیثٍ آخَرَ:أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا قَرُبَتْ وَفَاتُهُ دَعَا بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ ابْنِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:إِنَّ هَذِهِ اللَّیْلَهَ الَّتِی وُعِدْتُ فِیهَا ثُمَّ سَلَّمَ إِلَیْهِ الاِسْمَ الْأَعْظَمَ،وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ،وَ السِّلاَحَ،وَ قَالَ لَهُ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ!اَللَّهَ اللَّهَ فِی الشِّیعَهِ.

قَالَ الْمَسْعُودِیُّ:وَ لَمْ یَزَلْ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُشِیرُ إِلَیْهِ فِی حَیَاتِهِ مُدَّهَ أَیَّامِهِ ثُمَّ نَصَّ عَلَیْهِ (1).

21-فَمِنْهَا:مَا رَوَاهُ زُرَارَهُ وَ أَبُو الْجَارُودِ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَحْضَرَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ:اِئْتِنِی بِصَحِیفَهٍ وَ دَوَاهٍ،فَأَتَاهُ بِهَا فَکَتَبَ لَهُ وَصِیَّتَهُ الظَّاهِرَهَ،ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ یَدْعُوَ جَمَاعَهً مِنْ قُرَیْشٍ فَدَعَاهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلَی وَصِیَّتِهِ إِلَیْهِ.

22-وَ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْقَائِمِ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ:هَذَا قَائِمُ آلِ مُحَمَّدٍ بَعْدِی (2).

ص:133


1- (1) الهدایه الکبری:239.
2- (2) البحار:ج 15/47 ح 11.

الباب الحادی و العشرون: معجزات أبی عبد الله جعفر بن محمد الصادق علیهما السّلام

اشاره

معجزات أبی عبد الله جعفر بن محمد الصادق علیهما السّلام

1-: قَدْ تَقَدَّمَ حَدِیثُ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِخَاتَمِهِ بَعْدَ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فَانْطَبَعَتْ،وَ تَقَدَّمَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ مَرْوِیٍّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ ذَکَرْنَاهُ فِی مُعْجِزَاتِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِیهِ إِعْجَازٌ لِلصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

2-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْکَلْبِیِّ النَّسَّابَهِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ کَانَ لاَ یَعْرِفُ هَذَا الْأَمْرَ وَ دَخَلَ الْمَدِینَهَ فَسَأَلَ عَنْ أَعْلَمِ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ،فَقِیلَ لَهُ:اِئْتِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَهُوَ أَعْلَمُ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ،قَالَ:فَمَضَیْتُ حَتَّی صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَخَرَجَ غُلاَمٌ فَقَالَ:اُدْخُلْ یَا أَخَا کَلْبٍ،فَوَ اللَّهِ لَقَدْ أَدْهَشَنِی فَدَخَلْتُ وَ أَنَا مُضْطَرِبٌ فَنَظَرْتُ فَإِذَا شَیْخٌ عَلَی مُصَلًّی بِلاَ مِرْفَقَهٍ وَ لاَ بَرْدَعَهٍ، فَابْتَدَأَنِی بَعْدَ أَنْ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ،فَقَالَ لِی:مَنْ أَنْتَ؟فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:سُبْحَانَ اللَّهِ غُلاَمُهُ یَقُولُ ادْخُلْ یَا أَخَا کَلْبٍ وَ یَسْأَلُنِی الْمَوْلَی مَنْ أَنْتَ!فَقُلْتُ لَهُ:أَنَا الْکَلْبِیُّ النَّسَّابَهُ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی جَبْهَتِهِ،وَ قَالَ:کَذَبَ الْعَادِلُونَ بِاللَّهِ إِلَی أَنْ قَالَ:إِنَّ اللَّهَ یَقُولُ:

وَ عاداً وَ ثَمُودَ وَ أَصْحابَ الرَّسِّ وَ قُرُوناً بَیْنَ ذلِکَ کَثِیراً (1)أَ فَتَنْسِبُهَا أَنْتَ؟فَقُلْتُ:لاَ جُعِلْتُ فِدَاکَ،فَقَالَ لِی:أَ فَتَنْسِبُ نَفْسَکَ؟قُلْتُ:نَعَمْ،أَنَا فُلاَنُ بْنُ فُلاَنِ بْنِ فُلاَنٍ حَتَّی ارْتَفَعْتُ فَقَالَ لِی:قِفْ لَیْسَ حَیْثُ تَذْهَبُ،وَیْحَکَ!أَ تَدْرِی مَنْ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ؟ فَقُلْتُ نَعَمْ،فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ،فَقَالَ:إِنَّ فُلاَنَ ابْنَ فُلاَنٍ الرَّاعِیَ الْکُرْدِیَّ إِنَّمَا کَانَ فُلاَنَ الْکُرْدِیَّ عَلَی جَبَلِ آلِ فُلاَنٍ فَنَزَلَ إِلَی فُلاَنَهَ امْرَأَهِ فُلاَنٍ مِنْ جَبَلِهِ الَّذِی کَانَ یَرْعَی غَنَمَهُ عَلَیْهِ،فَأَطْعَمَهَا شَیْئاً وَ غَشِیَهَا فَوَلَدَتْ فُلاَناً،وَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ مِنْ فُلاَنَهَ وَ فُلاَنَ بْنِ فُلاَنٍ، ثُمَّ قَالَ:أَ تَعْرِفُ هَذِهِ الْأَسَامِیَ؟قُلْتُ:لاَ وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاکَ،فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَکُفَّ عَنْ هَذَا فَعَلْتَ!فَقَالَ:إِنَّمَا قُلْتَ فَقُلْتُ،فَقُلْتُ:إِنِّی لاَ أَعُودُ،فَقَالَ:لاَ نَعُودُ إِذَا وَ سَلْ عَمَّا جِئْتَ لَهُ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ مَسَائِلَ کَثِیرَهٍ،فَأَجَابَهُ بِأَحْسَنِ جَوَابٍ إِلَی أَنْ قَالَ:

ص:134


1- (1) سوره الفرقان:38.

ثُمَّ نَهَضَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قُمْتُ وَ خَرَجْتُ وَ أَنَا أَقُولُ:إِنْ کَانَ شَیْ ءٌ فَهَذَا فَلَمْ یَزَلِ الْکَلْبِیُّ یَدِینُ اللَّهَ بِحُبِّ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ حَتَّی مَاتَ (1).

3-وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَنْجَوَیْهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَکَمِ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَدْ دَعَاهُ إِلَی بَیْعَهِ وَلَدِهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ الْخُرُوجِ مَعَهُ:وَ اللَّهِ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ الْأَحْوَلُ الْأَکْشَفُ الْأَخْضَرُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّهِ أَشْجَعَ عِنْدَ بَطْنِ مَسِیلِهَا،إِلَی أَنْ قَالَ:مَا أَخْوَفَنِی أَنْ یَکُونَ هَذَا الْبَیْتُ یَلْحَقُ بِصَاحِبِنَا«مَنَّتْکَ نَفْسُکَ فِی الْخَلاَ ضَلاَلاً»،وَ لاَ یَمْلِکُ أَکْثَرَ مِنْ حِیطَانِ الْمَدِینَهِ،وَ لاَ یَبْلُغُ عَمَلُهُ الطَّائِفَ إِذَا أَحْفَلَ.یَعْنِی إِذَا أَجْهَدَ نَفْسَهُ.وَ مَا لِلْأَمْرِ مِنْ بُدٍّ أَنْ یَقَعَ،فَاتَّقِ اللَّهَ وَ ارْحَمْ نَفْسَکَ وَ بَنِی أَبِیکَ،فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَرَاهُ أَشْأَمَ سَلْحَهٍ أَخْرَجَتْهَا أَصْلاَبُ الرِّجَالِ إِلَی أَرْحَامِ النِّسَاءِ، وَ اللَّهِ إِنَّهُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّهِ أَشْجَعَ بَیْنَ دُورِهَا،وَ اللَّهِ لَکَأَنِّی بِهِ صَرِیعاً مَسْلُوباً بِزَّتَهُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ لَبِنَهٌ وَ لاَ یَنْفَعُ هَذَا الْغُلاَمَ مَا یَسْمَعُ،قَالَ مُوسَی بْنُ عَبْدِ اللَّهِ یَعْنِینِی،وَ لَیَخْرُجَنَّ مَعَهُ فَیُهْزَمُ وَ یُقْتَلُ صَاحِبُهُ ثُمَّ یَمْضِی فَتَخْرُجُ مَعَهُ رَایَهٌ أُخْرَی فَیُقْتَلُ کَبْشُهَا وَ یُهْزَمُ جَیْشُهَا فَإِنْ أَطَاعَنِی فَلْیَطْلُبِ الْأَمَانَ عِنْدَ ذَلِکَ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ حَتَّی یَأْتِیَهُ اللَّهُ بِالْفَرَجِ وَ لَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ هَذَا الْأَمْرَ لاَ یَتِمُّ وَ إِنَّکَ لَتَعْلَمُ وَ نَعْلَمُ أَنَّ ابْنَکَ الْأَحْوَلُ الْأَخْضَرُ الْأَکْشَفُ الْمَقْتُولُ بِسُدَّهِ أَشْجَعَ بَیْنَ دُورِهَا عِنْدَ بَطْنِ مَسِیلِهَا،إِلَی أَنْ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَ قَدْ بُویِعَ لَهُ، وَ دَعَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْبَیْعَهِ وَ بَالَغَ فِی ذَلِکَ حَتَّی قَالَ لَهُ:قَدْ مَاتَ وَ اللَّهِ أَبُو الدَّوَانِیقِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ اللَّهِ مَا مَاتَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلاَّ أَنْ یَکُونَ مَاتَ مَوْتَ الْقَوْمِ،ثُمَّ قَالَ لِعِیسَی بْنِ زَیْدٍ:أَمَا وَ اللَّهِ یَا أَکْشَفُ یَا أَزْرَقُ لَکَأَنِّی بِکَ تَطْلُبُ لِنَفْسِکَ جُحْراً تَدْخُلُ فِیهِ،وَ مَا أَنْتَ فِی الْمَذْکُورِینَ عِنْدَ اللِّقَاءِ،ثُمَّ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَمَا وَ اللَّهِ لَکَأَنِّی بِکَ خَارِجاً مِنْ سُدَّهِ أَشْجَعَ إِلَی بَطْنِ الْوَادِی وَ قَدْ حَمَلَ عَلَیْکَ فَارِسٌ مُعْلَمٌ فِی یَدِهِ طِرَادَهٌ نِصْفُهَا أَبْیَضُ وَ نِصْفُهَا أَسْوَدُ،عَلَی فَرَسٍ کُمَیْتٍ أَقْرَحَ طَعَنَکَ فَلَمْ یَصْنَعْ فِیکَ شَیْئاً وَ ضَرَبْتَ خَیْشُومَ فَرَسِهِ فَطَرَحْتَهُ،وَ حَمَلَ عَلَیْکَ آخَرُ خَارِجاً مِنْ زُقَاقِ آلِ أَبِی عَمَّارٍ الدُّئَلِیِّینَ عَلَیْهِ غَدِیرَتَانِ مَضْفُورَتَانِ قَدْ خَرَجَتَا مِنْ تَحْتِ بَیْضَهٍ کَثِیرٍ شَعْرُ الشَّارِبَیْنِ فَهُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُکَ فَلاَ رَحِمَ اللَّهُ رِمَّتَهُ.ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَقَعَ کَمَا أَخْبَرَ بِهِ (2).

ص:135


1- (1) الکافی:ج 349/1،ح 6.
2- (2) الکافی:ج 360/1،ح 17.

4-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُوسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ: أَنَّهُ قَالَ لِلْمَهْدِیِّ وَ هُوَ یَخْطُبُ بِمَکَّهَ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لَقَدْ أَخْبَرَنِی بِهَذَا الْمَقَامِ أَبُو هَذَا الرَّجُلِ وَ أَشَارَ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُقْرِئَکَ السَّلاَمَ،وَ قَالَ:إِنَّهُ إِمَامُ عَدْلٍ وَ سَخَاءٍ،قَالَ:فَأَمَرَ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ بِخَمْسَهِ آلاَفِ دِینَارٍ،فَأَمَرَ لِی مُوسَی مِنْهَا بِأَلْفَیْ دِینَارٍ وَ وَصَلَ عَامَّهَ أَصْحَابِهِ (1).

5-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُصْعَبٍ عَنْ مَسْعَدَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ أَبُو بَصِیرٍ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ مَعِی غُلاَمِی یَقُودُنِی خُمَاسِیٌّ لَمْ یَبْلُغْ،فَقَالَ لِی:کَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا احْتَجَّ عَلَیْکُمْ بِمِثْلِ سِنِّهِ (2).

أقول:هذا إشاره إلی الجواد أو المهدی علیهما السّلام.

6-وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ،قَالَ: وَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ إِلَی الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ وَ هُوَ وَالِیهِ عَلَی الْحَرَمَیْنِ أَنْ أَحْرِقْ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ دَارَهُ فَأَلْقَی النَّارَ فِی دَارِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخَذَتِ النَّارُ فِی الْبَابِ وَ الدِّهْلِیزِ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَتَخَطَّی النَّارَ وَ هُوَ یَقُولُ:أَنَا ابْنُ أَعْرَاقِ الثَّرَی،أَنَا ابْنُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ اللَّهِ (3).

7-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ الشَّامِیِّ: أَنَّهُ قَالَ لِهِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ:فَمَنِ الْحُجَّهُ عَلَی النَّاسِ الْیَوْمَ؟قَالَ:هَذَا الْقَاعِدُ الَّذِی تُشَدُّ إِلَیْهِ الرِّحَالُ وَ یُخْبِرُنَا بِأَخْبَارِ السَّمَاءِ وِرَاثَهً عَنْ أَبٍ عَنْ جَدٍّ،قَالَ:فَکَیْفَ لِی أَنْ أَعْلَمَ ذَلِکَ؟قَالَ هِشَامٌ:سَلْهُ عَمَّا بَدَا لَکَ،قَالَ الشَّامِیُّ قَطَعْتَ عُذْرِی فَعَلَیَّ السُّؤَالُ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَا شَامِیُّ أُخْبِرُکَ کَیْفَ کَانَ سَفَرُکَ،وَ کَیْفَ کَانَ طَرِیقُکَ؟کَانَ کَذَا وَ کَانَ کَذَا فَقَالَ الشَّامِیُّ:صَدَقْتَ أَسْلَمْتُ لِلَّهِ السَّاعَهَ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَلْ آمَنْتَ بِاللَّهِ السَّاعَهَ،إِنَّ الْإِسْلاَمَ قَبْلَ الْإِیمَانِ إِلَی أَنْ قَالَ:صَدَقْتَ وَ أَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ،وَ أَنَّکَ وَصِیُّ الْأَوْصِیَاءِ (4).

وَ رَوَاهُ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیُّ فِی الاِحْتِجَاجِ عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ.

وَ رَوَاهُ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ.

ص:136


1- (1) الکافی:ج 366/1،ح 17.
2- (2) الکافی:ج 383/1،ح 4.
3- (3) الکافی:ج 473/1،ح 2.
4- (4) الکافی:ج 173/1،ح 4.

وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ عَنِ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ مِثْلَهُ .

8-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْبَرْقِیِّ،عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ رُفَیْدٍ مَوْلَی یَزِیدَ بْنِ عُمَرَ بْنِ هُبَیْرَهَ قَالَ: سَخِطَ عَلَیَّ ابْنُ هُبَیْرَهَ وَ حَلَفَ عَلَیَّ لَیَقْتُلُنِی فَهَرَبْتُ مِنْهُ،وَ عُذْتُ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَعْلَمْتُهُ خَبَرِی،فَقَالَ لِیَ:اِنْصَرِفْ إِلَیْهِ وَ أَقْرِئْهُ السَّلاَمُ وَ قُلْ لَهُ:إِنِّی أَجَرْتُ عَلَیْکَ مَوْلاَکَ رُفَیْداً فَلاَ تَهِجْهُ بِسُوءٍ،فَقُلْتُ لَهُ:

جُعِلْتُ فِدَاکَ شَامِیٌّ خَبِیثُ الرَّأْیِ،فَقَالَ اذْهَبْ إِلَیْهِ کَمَا أَقُولُ لَکَ،فَأَقْبَلْتُ،فَلَمَّا کُنْتُ فِی بَعْضِ الْبَوَادِی،اِسْتَقْبَلَنِی أَعْرَابِیٌّ،فَقَالَ:إِلَی أَیْنَ تَذْهَبُ؟إِنِّی أَرَی وَجْهَ مَقْتُولٍ، فَقَالَ لِی:أَخْرِجْ یَدَکَ فَفَعَلْتُ فَقَالَ:یَدُ مَقْتُولٍ،ثُمَّ قَالَ لِی:أَبْرِزْ رِجْلَکَ،فَأَبْرَزْتُ رِجْلِی فَقَالَ:رِجْلُ مَقْتُولٍ،ثُمَّ قَالَ:أَبْرِزْ جَسَدَکَ،فَفَعَلْتُ فَقَالَ:جَسَدُ مَقْتُولٍ ثُمَّ قَالَ لِی:أَخْرِجْ لِسَانَکَ فَفَعَلْتُ فَقَالَ لِیَ:اِمْضِ فَلاَ بَأْسَ عَلَیْکَ فَإِنَّ فِی لِسَانِکَ رِسَالَهً لَوْ أَتَیْتَ بِهَا الْجِبَالَ الرَّوَاسِیَ لاَنْقَادَتْ لَکَ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ:أَنَّ ابْنَ هُبَیْرَهَ أَرَادَ قَتْلَهُ وَ کَتْفَهُ وَ أَحْضَرَ النُّطْعَ وَ السَّیْفَ فَلَمَّا أَدَّی الرِّسَالَهَ أَطْلَقَهُ وَ نَاوَلَهُ خَاتَمَهُ وَ قَالَ:أُمُورِی فِی یَدِکَ فَدَبِّرْ فِیهَا مَا شِئْتَ (1).

9-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ وَ مُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ أَبِی سَلَمَهَ السَّرَّاجِ،وَ الْحُسَیْنِ بْنِ ثُوَیْرِ بْنِ أَبِی فَاخِتَهَ قَالُوا:کُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: عِنْدَنَا خَزَائِنُ الْأَرْضِ وَ مَفَاتِیحُهَا،وَ لَوْ شِئْتُ أَنْ أَقُولَ بِإِحْدَی رِجْلَیَّ:أَخْرِجِی مَا فِیکِ مِنَ الذَّهَبِ لَأَخْرَجَتْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ بِإِحْدَی رِجْلَیْهِ فَخَطَّهَا فِی الْأَرْضِ خَطّاً فَانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ،ثُمَّ قَالَ بِیَدِهِ فَأَخْرَجَ سَبِیکَهَ ذَهَبٍ قَدْرَ شِبْرٍ ثُمَّ قَالَ:اُنْظُرُوا حَسَناً فَنَظَرْنَا فَإِذَا سَبَائِکُ کَثِیرَهٌ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ یَتَلَأْلَأُ،فَقَالَ لَهُ بَعْضُنَا:جُعِلْتُ فِدَاکَ أُعْطِیتُمْ مَا أُعْطِیتُمْ وَ شِیعَتُکُمْ مُحْتَاجُونَ؟قَالَ:فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ سَیَجْمَعُ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهَ،وَ یُدْخِلُهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ،وَ یُدْخِلُ عَدُوَّنَا الْجَحِیمَ (2).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ نَحْوَهُ .

10-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ ذَکَرَ لَهُ رَجُلاً کَانَ یَشْرَبُ الْمُسْکِرَ

ص:137


1- (1) الکافی:ج 473/1،ح 3.
2- (2) الکافی:ج 474/1،ح 4.

وَ یَفْعَلُ الْمُحَرَّمَاتِ فَقَالَ لَهُ:إِذَا رَجَعْتَ إِلَی الْکُوفَهِ سَیَأْتِیکَ،فَقُلْ لَهُ:یَقُولُ لَکَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ دَعْ مَا أَنْتَ عَلَیْهِ وَ أَضْمَنُ لَکَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّهَ،قَالَ:فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی الْکُوفَهِ أَتَانِی فِیمَنْ أَتَی،فَاحْتَبَسْتُهُ حَتَّی خَلاَ مَنْزِلِی فَقُلْتُ لَهُ ذَلِکَ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ فَعَلَ وَ تَرَکَ مَا کَانَ عَلَیْهِ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ لَمْ یَأْتِ عَلَیْهِ إِلاَّ أَیَّامٌ یَسِیرَهٌ حَتَّی بَعَثَ إِلَیَّ أَنِّی عَلِیلٌ فَأْتِنِی،فَجَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَیْهِ وَ أُعَالِجُهُ حَتَّی نَزَلَ بِهِ الْمَوْتُ،فَکُنْتُ عِنْدَهُ جَالِساً وَ هُوَ یَجُودُ بِنَفْسِهِ،فَغُشِیَ عَلَیْهِ غَشْیَهً ثُمَّ أَفَاقَ،فَقَالَ لِی:یَا أَبَا بَصِیرٍ قَدْ وَفَی صَاحِبُکَ لَنَا ثُمَّ قُبِضَ،فَلَمَّا حَجَجْتُ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَاسْتَأْذَنْتُ عَلَیْهِ،فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ لِیَ ابْتِدَاءً مِنْ دَاخِلِ الْبَیْتِ وَ إِحْدَی رِجْلَیَّ فِی الصَّحْنِ وَ الْأُخْرَی فِی دِهْلِیزِ دَارِهِ:یَا أَبَا بَصِیرٍ قَدْ وَفَیْنَا لِصَاحِبِکَ (1). وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی کِتَابِ الدَّلاَئِلِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ نَحْوَهُ کَمَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ .

11-وَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ قَالَ:قَالَ لِی: تَدْرِی مَا کَانَ سَبَبُ دُخُولِنَا فِی هَذَا الْأَمْرِ وَ مَعْرِفَتِنَا بِهِ وَ مَا کَانَ عِنْدَنَا مِنْهُ ذِکْرٌ وَ لاَ مَعْرِفَهُ شَیْ ءٍ مِمَّا عِنْدَ النَّاسِ؟قُلْتُ:وَ مَا ذَاکَ؟قَالَ:إِنَّ أَبَا جَعْفَرٍ یَعْنِی أَبَا الدَّوَانِیقِ قَالَ لِأَبِی مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ یَا مُحَمَّدُ ابْغِ لِی رَجُلاً لَهُ عَقْلٌ یُؤَدِّی عَنِّی،فَقَالَ لَهُ أَبِی قَدْ أَصَبْتُهُ لَکَ هَذَا فُلاَنُ بْنُ مُهَاجِرٍ خَالِی، قَالَ:فَائْتِنِی بِهِ قَالَ:فَأَتَیْتُهُ بِخَالِی،فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ:یَا ابْنَ مُهَاجِرٍ خُذْ هَذَا الْمَالَ وَ ائْتِ الْمَدِینَهَ،وَ ائْتِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ وَ عِدَّهً مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ فِیهِمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَقُلْ لَهُمْ:إِنِّی رَجُلٌ غَرِیبٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ وَ بِهَا شِیعَهٌ مِنْ شِیعَتِکُمْ وَجَّهُوا إِلَیْکُمْ بِهَذَا الْمَالِ،وَ ادْفَعْ إِلَی کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَی شَرْطِ کَذَا وَ کَذَا،فَإِذَا قَبَضُوا الْمَالَ فَقُلْ:إِنِّی رَسُولٌ وَ أُحِبُّ أَنْ تَکُونَ مَعِی خُطُوطُکُمْ بِقَبْضِکُمْ مَا قَبَضْتُمْ، فَأَخَذَ الْمَالَ وَ أَتَی الْمَدِینَهَ فَرَجَعَ إِلَی أَبِی الدَّوَانِیقِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْأَشْعَثِ عِنْدَهُ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الدَّوَانِیقِ:مَا وَرَاءَکَ؟فَقَالَ أَتَیْتُ الْقَوْمَ وَ هَذِهِ خُطُوطُهُمْ بِقَبْضِهِمُ الْمَالَ إِلاَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ فَإِنِّی أَتَیْتُهُ وَ هُوَ یُصَلِّی فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَجَلَسْتُ خَلْفَهُ وَ قُلْتُ حَتَّی یَنْصَرِفَ فَأَذْکُرَ لَهُ مَا ذَکَرْتُ لِأَصْحَابِهِ،فَعَجَّلَ وَ انْصَرَفَ وَ قَالَ:یَا هَذَا اتَّقِ اللَّهَ وَ لاَ تَغُرَّ أَهْلَ بَیْتِ مُحَمَّدٍ فَإِنَّهُمْ قَرِیبُ الْعَهْدِ مِنْ دَوْلَهِ بَنِی مَرْوَانَ وَ کُلُّهُمْ مُحْتَاجٌ، فَقُلْتُ:وَ مَا ذَاکَ أَصْلَحَکَ اللَّهُ؟قَالَ:فَأَدْنَی رَأْسَهُ مِنِّی،وَ أَخْبَرَنِی بِجَمِیعِ مَا جَرَی بَیْنِی وَ بَیْنَکَ حَتَّی کَأَنَّهُ کَانَ ثَالِثَنَا،فَقَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ:یَا ابْنَ مُهَاجِرٍ!إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ

ص:138


1- (1) الکافی:ج 474/1،ح 5.

نُبُوَّهٍ إِلاَّ وَ فِیهِمْ مُحَدَّثٌ،وَ إِنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ مُحَدَّثُنَا الْیَوْمَ فَکَانَتْ هَذِهِ الدَّلاَلَهُ سَبَبَ قَوْلِنَا بِهَذِهِ الْمَقَالَهِ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی نَحْوَهُ،وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی مِثْلَهُ .

12-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ:

أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ وَ اشْتِقَاقِهَا،وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ:

أَ فَهِمْتَ یَا هِشَامُ فَهْماً تَدْفَعُ بِهِ وَ تُنَاضِلُ بِهِ أَعْدَاءَنَا وَ الْمُلْحِدِینَ مَعَ اللَّهِ غَیْرَهُ قُلْتُ:نَعَمْ، قَالَ:فَقَالَ نَفَعَکَ اللَّهُ وَ ثَبَّتَکَ قَالَ هِشَامٌ:فَوَ اللَّهِ مَا قَهَرَنِی أَحَدٌ فِی التَّوْحِیدِ حَتَّی قُمْتُ مَقَامِی هَذَا (2).

13-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ،عَنْ جَمِیلٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَتْ عَلَیْهِ امْرَأَهٌ فَذَکَرَتْ أَنَّهَا قَدْ تَرَکَتْ ابْنَهَا وَ قَدْ قَالَتْ بِالْمِلْحَفَهِ عَلَی وَجْهِهِ مَیِّتاً،فَقَالَ لَهَا:فَلَعَلَّهُ لَمْ یَمُتْ،فَقُومِی فَاذْهَبِی إِلَی بَیْتِکِ فَاغْتَسِلِی وَ صَلِّی رَکْعَتَیْنِ وَ ادْعِی وَ قُولِی:یَا مَنْ وَهَبَهُ لِی وَ لَمْ یَکُ شَیْئاً جَدِّدْ هِبَتَهُ لِی،ثُمَّ حَرِّکِیهِ،وَ لاَ تُخْبِرِی بِذَلِکَ أَحَداً،فَفَعَلْتُ فَحَرَّکْتُهُ فَإِذَا هُوَ قَدْ بَکَی (3).

14-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنْ زُرَارَهَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ مُسْتَحِقِّی الزَّکَاهِ قَالَ:قُلْتُ: فَإِنْ لَمْ یُوجَدُوا؟قَالَ:لاَ تَکُونُ فَرِیضَهٌ فَرَضَهَا اللَّهُ لاَ یُوجَدُ لَهَا أَهْلٌ (4)وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ .

أقول:هذا إخبار بأن أصناف المستحقین لا یعدمون بل هم موجودون دائما، و قد وافق الخبر المخبر عنه إلی الآن.

15-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ ابْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّهَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

دَمَانِ فِی الْإِسْلاَمِ حَلاَلٌ مِنَ اللَّهِ لاَ یَقْضِی فِیهِمَا أَحَدٌ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ، فَإِذَا بَعَثَ اللَّهُ قَائِمَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ حَکَمَ عَلَیْهِمَا بِحُکْمِ اللَّهِ،لاَ یُرِیدُ عَلَیْهِمَا بَیِّنَهً:اَلزَّانِی الْمُحْصَنَ یَرْجُمُهُ،وَ مَانِعَ الزَّکَاهِ یَضْرِبُ عُنُقَهُ (5).

ص:139


1- (1) الکافی:ج 475/1،ح 6.
2- (2) الکافی:ج 87/1،ح 2.
3- (3) الکافی:ج 479/3،ح 11.
4- (4) الکافی:ج 496/3،ح 1.
5- (5) الکافی:ج 503/3،ح 5.

وَ رَوَاهُ فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ،عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ وَ رَوَاهُ فِی الْفَقِیهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ.وَ رَوَاهُ فِی ثَوَابِ الْأَعْمَالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّهَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ .

أقول:وجه الإعجاز فیه کالذی قبله،و مثل هذا کثیر جدا لم نذکره بأجمعه.

16-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ (الْمُخْتَارِ ظ)عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ،قَالَ: کُنْتُ أَنَا وَ صَاحِبٌ لِی فِیمَا بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ فَتَذَاکَرْنَا الْأَنْصَارَ فَقَالَ أَحَدُنَا:هُمْ نُزَّاعٌ مِنْ قَبَائِلَ،وَ قَالَ أَحَدُنَا:هُمْ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ،قَالَ:فَانْتَهَیْنَا إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ هُوَ جَالِسٌ فِی ظِلِّ شَجَرَهٍ فَابْتَدَأَ الْحَدِیثَ وَ لَمْ نَسْأَلْهُ،فَقَالَ:إِنَّ تُبَّعاً لَمَّا جَاءَ مِنْ قِبَلِ الْعِرَاقِ،وَ جَاءَ مَعَهُ الْعُلَمَاءُ، وَ أَبْنَاءُ الْأَنْبِیَاءِ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ انْصَرَفَ مِنْ مَکَّهَ إِلَی الْمَدِینَهِ وَ أَنْزَلَ بِهَا قَوْماً مِنْ أَهْلِ یَمَنٍ مِنْ غَسَّانَ وَ هُمُ الْأَنْصَارُ (1).

أقول:و الأحادیث فی ابتدائهم علیهم السّلام بجواب ما کان یرید الناس سؤالهم عنه کثیره جدا.

17-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قُلْتُ لَهُ: إِنَّ إِخْوَتِی وَ بَنِی عَمِّی قَدْ ضَیَّقُوا عَلَیَّ الدَّارَ وَ أَلْجَئُونِی مِنْهَا إِلَی بَیْتٍ،وَ لَوْ تَکَلَّمْتُ أَخَذْتُ مَا فِی أَیْدِیهِمْ،فَقَالَ لِیَ:اِصْبِرْ،فَإِنَّ اللَّهَ سَیَجْعَلُ لَکَ فَرَجاً،قَالَ:فَانْصَرَفْتُ وَ وَقَعَ الْوَبَاءُ فِی سَنَهِ إِحْدَی وَ ثَلاَثِینَ،فَمَاتُوا کُلُّهُمْ فَمَا بَقِیَ مِنْهُمْ أَحَدٌ«اَلْحَدِیثَ» (2).

18-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الْمِسْمَعِیِّ قَالَ: لَمَّا قَتَلَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَی مَنْ قَتَلَ مَوْلاَیَ وَ أَخَذَ مَالِی،فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ:إِنَّکَ لَتُهَدِّدُنِی بِدُعَائِکَ؟قَالَ حَمَّادٌ:قَالَ الْمِسْمَعِیُّ فَحَدَّثَنِی مُعَتِّبٌ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمْ یَزَلْ رَاکِعاً وَ سَاجِداً فَلَمَّا کَانَ فِی السَّحَرِ سَمِعْتُهُ یَقُولُ.وَ هُوَ سَاجِدٌ.:اَللَّهُمَّ إِنِّی أَسْأَلُکَ بِقُوَّتِکَ الْقَوِیَّهِ،وَ جَلاَلِکَ الشَّدِیدِ الَّذِی کُلُّ خَلْقِکَ لَهُ ذَلِیلٌ أَنْ تُصَلِّیَ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ أَهْلِ

ص:140


1- (1) الکافی:ج 215/4،ح 1.
2- (2) الکافی:ج 346/2،ح 3.

بَیْتِهِ،وَ أَنْ تَأْخُذَهُ السَّاعَهَ السَّاعَهَ،فَمَا رَفَعَ رَأْسَهُ حَتَّی سَمِعْنَا الصَّیْحَهَ فِی دَارِ دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رَأْسَهُ وَ قَالَ:إِنِّی دَعَوْتُ اللَّهَ بِدَعْوَهٍ بَعَثَ اللَّهُ عَلَیْهِ مَلَکاً ضَرَبَ رَأْسَهُ بِمِرْزَبَهٍ مِنْ حَدِیدٍ انْشَقَّتْ مِنْهَا مَثَانَتُهُ فَمَاتَ (1).

19-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِی رَجُلٌ: أَیَّ شَیْ ءٍ قُلْتَ حِینَ دَخَلْتَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ بِالرَّبَذَهِ؟قَالَ:قُلْتُ:اَللَّهُمَّ إِنَّکَ تَکْفِی مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ لاَ یَکْفِی مِنْکَ شَیْ ءٌ فَاکْفِنِی بِمَا شِئْتَ وَ کَیْفَ شِئْتَ وَ مِنْ حَیْثُ شِئْتَ وَ أَنَّی شِئْتَ (2).

20-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَیْسَرَهَ قَالَ:

لَمَّا قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ یَعْنِی الدَّوَانِیقِیَّ،أَقَامَ أَبُو جَعْفَرٍ مَوْلًی لَهُ عَلَی رَأْسِهِ،وَ قَالَ:إِذَا دَخَلَ عَلَیَّ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ،فَلَمَّا دَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَظَرَ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَسَرَّ شَیْئاً فِیمَا بَیْنَهُ وَ بَیْنَ نَفْسِهِ لاَ یُدْرَی مَا هُوَ ثُمَّ أَظْهَرَ:«یَا مَنْ یَکْفِی خَلْقَهُ کُلَّهُمْ وَ لاَ یَکْفِیهِ أَحَدٌ اکْفِنِی شَرَّ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَلِیٍّ»قَالَ:فَصَارَ أَبُو جَعْفَرٍ یُبْصِرُ مَوْلاَهُ،وَ صَارَ مَوْلاَهُ لاَ یُبْصِرُهُ،فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ لَقَدْ أَتْعَبْتُکَ فِی هَذَا الْحَرِّ فَانْصَرِفْ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ عِنْدِهِ فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لِمَوْلاَهُ:مَا مَنَعَکَ أَنْ تَفْعَلَ مَا أَمَرْتُکَ بِهِ؟فَقَالَ:لاَ وَ اللَّهِ مَا أَبْصَرْتُهُ،وَ لَقَدْ جَاءَ شَیْ ءٌ فَحَالَ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ، فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ لَهُ:وَ اللَّهِ لَئِنْ حَدَّثْتَ بِهَذَا أَحَداً لَأَقْتُلَنَّکَ (3).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ.وَ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ کَذَلِکَ .

21-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْکُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ وَ الْعَلاَ بْنِ سَیَابَهَ وَ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ قَالَ: لَمَّا بَعَثَ أَبُو الدَّوَانِیقِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ ثُمَّ قَالَ:اَللَّهُمَّ إِنَّکَ حَفِظْتَ الْغُلاَمَیْنِ لِصَلاَحِ أَبَوَیْهِمَا،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا اسْتَقْبَلَهُ الرَّبِیعُ بِبَابِ أَبِی الدَّوَانِیقِ قَالَ:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَشَدَّ بَاطِنَهُ عَلَیْکَ،لَقَدْ سَمِعْتُهُ یَقُولُ وَ اللَّهِ لاَ تَرَکْتُ لَهُمْ نَخْلاً إِلاَّ عَقَرْتُهُ وَ لاَ مَالاً إِلاَّ نَهَبْتُهُ،وَ لاَ ذُرِّیَّهً إِلاَّ سَبَیْتُهَا،قَالَ:فَهَمَسَ بِشَیْ ءٍ خَفِیٍّ وَ حَرَّکَ شَفَتَیْهِ،فَلَمَّا دَخَلَ سَلَّمَ وَ قَعَدَ فَرَدَّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ قَالَ:وَ اللَّهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ لاَ أَدَعَ لَکُمْ نَخْلاً إِلاَّ عَقَرْتُهُ،وَ لاَ مَالاً إِلاَّ أَخَذْتُهُ إِلَی أَنْ قَالَ:هَاتِ ارْفَعْ

ص:141


1- (1) الکافی:ج 513/2،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 559/2،ح 12.
3- (3) الکافی:ج 559/2،ح 12.

حَوَائِجَکَ،قَالَ:اَلْإِذْنَ قَالَ:هُوَ فِی یَدِکَ مَتَی شِئْتَ،فَخَرَجَ«اَلْحَدِیثَ» (1).

22-وَ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنِ الْخَشَّابِ رَفَعَهُ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لاَ وَ اللَّهِ لاَ یَرْجِعُ الْأَمْرُ وَ الْخِلاَفَهُ إِلَی آلِ أَبِی بَکْرٍ وَ عُمَرَ أَبَداً،وَ لاَ إِلَی بَنِی أُمَیَّهَ أَبَداً،وَ لاَ فِی وُلْدِ طَلْحَهَ وَ الزُّبَیْرِ أَبَداً،وَ ذَلِکَ أَنَّهُمْ نَبَذُوا الْقُرْآنَ،وَ أَبْطَلُوا السُّنَنَ،وَ غَیَّرُوا الْأَحْکَامَ«اَلْحَدِیثَ» (2).

أقول:موافقه الخبر للمخبر عنه ظاهره إلی الآن.

23-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُنْدَارَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ: کَانَ لِی صَدِیقٌ مِنْ کُتَّابِ بَنِی أُمَیَّهَ فَقَالَ لِیَ:

اسْتَأْذِنْ لِی عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَاسْتَأْذَنْتُ لَهُ فَأَذِنَ لَهُ،فَلَمَّا أَنْ دَخَلَ سَلَّمَ وَ جَلَسَ،ثُمَّ قَالَ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی کُنْتُ فِی دِیوَانِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ فَأَصَبْتُ مِنْ دُنْیَاهُمْ مَالاً کَثِیراً وَ أَغْمَضْتُ فِی مَطَالِبِهِ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَوْ لاَ أَنَّ بَنِی أُمَیَّهَ وَجَدُوا مَنْ یَکْتُبُ لَهُمْ،وَ یَجْبِی لَهُمُ الْفَیْ ءَ،وَ یُقَاتِلُ عَنْهُمْ،وَ یَشْهَدُ جَمَاعَتَهُمْ لَمَا سَلَبُونَا حَقَّنَا،وَ لَوْ تَرَکَهُمُ النَّاسُ وَ مَا فِی أَیْدِیهِمْ مَا وَجَدُوا شَیْئاً إِلاَّ مَا وَقَعَ فِی أَیْدِیهِمْ،قَالَ:

فَقَالَ جُعِلْتُ فِدَاکَ،فَهَلْ لِی مِنْ مَخْرَجٍ؟قَالَ[فَقَالَ]:إِنْ قُلْتُ لَکَ تَفْعَلُ؟قَالَ:

أَفْعَلُ،قَالَ:فَاخْرُجْ مِنْ جَمِیعِ مَا کَسَبْتَ فِی دِیوَانِهِمْ،فَمَنْ عَرَفْتَ مِنْهُمْ رَدَدْتَ عَلَیْهِ مَالَهُ،وَ مَنْ لَمْ تَعْرِفْ تَصَدَّقْتَ بِهِ،وَ أَنَا أَضْمَنُ لَکَ عَلَی اللَّهِ الْجَنَّهَ قَالَ:فَأَطْرَقَ الْفَتَی طَوِیلاً ثُمَّ قَالَ لَهُ:قَدْ فَعَلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ،قَالَ ابْنُ أَبِی حَمْزَهَ فَرَجَعَ الْفَتَی مَعَنَا إِلَی الْکُوفَهِ فَمَا تَرَکَ شَیْئاً عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ إِلاَّ خَرَجَ مِنْهُ،حَتَّی ثِیَابِهِ الَّتِی عَلَی بَدَنِهِ، قَالَ:فَقَسَمْتُ قِسْمَهً وَ اشْتَرَیْنَا لَهُ ثِیَاباً،وَ بَعَثْنَا إِلَیْهِ بِنَفَقَهٍ،فَمَا أَتَی عَلَیْهِ إِلاَّ أَشْهُرٌ قَلاَئِلُ حَتَّی مَرِضَ فَکُنَّا نَعُودُهُ،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ یَوْماً وَ هُوَ فِی السَّوْقِ قَالَ:فَفَتَحَ عَیْنَیْهِ،ثُمَّ قَالَ لِی:یَا عَلِیُّ وَفی لِی وَ اللَّهِ صَاحِبُکَ،قَالَ:ثُمَّ مَاتَ فَتَوَلَّیْنَا أَمْرَهُ فَخَرَجْتُ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ:یَا عَلِیُّ وَفَیْنَا وَ اللَّهِ لِصَاحِبِکَ،قَالَ:

فَقُلْتُ:صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاکَ هَکَذَا قَالَ لِی عِنْدَ مَوْتِهِ (3).

أقول:الإعجاز فیه من وجهین:الوفاء بضمان الجنه،و الإخبار بذلک، و بموت الرجل ابتداء.

ص:142


1- (1) الکافی:ج 563/2،ح 22.
2- (2) الکافی:ج 600/2،ح 8.
3- (3) الکافی:ج 106/5،ح 4.

24-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ یَحْیَی بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُهَاجِرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:فُلاَنٌ یُقْرِئُکَ السَّلاَمَ،وَ فُلاَنٌ وَ فُلاَنٌ،فَقَالَ:عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ قُلْتُ:یَسْأَلُونَکَ الدُّعَاءَ؟قَالَ:وَ مَا لَهُمْ؟قُلْتُ:حَبَسَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ،فَقَالَ:وَ مَا لَهُمْ وَ مَا لَهُ؟قُلْتُ:اِسْتَعْمَلَهُمْ فَحَبَسَهُمْ،فَقَالَ:وَ مَا لَهُمْ وَ مَا لَهُ؟أَ لَمْ أَنْهَهُمْ أَ لَمْ أَنْهَهُمْ؟هُمُ النَّارُ هُمُ النَّارُ[قَالَ]:ثُمَّ قَالَ:اَللَّهُمَّ اخْدَعْ عَنْهُمْ سُلْطَانَهُمْ،قَالَ:فَخَرَجْتُ مِنْ مَکَّهَ فَسَأَلْنَا عَنْهُمْ،فَإِذَا هُمْ قَدْ خَرَجُوا بَعْدَ هَذَا الْکَلاَمِ بِثَلاَثَهِ أَیَّامٍ (1).

25-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ،عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ،عَنْ بُرَیْدٍ الْکُنَاسِیِّ قَالَ: إِنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا تَزَوَّجَ امْرَأَهً قَدْ زَعَمَ أَنَّهُ کَانَ یُلاَعِبُ أُمَّهَا وَ یُقَبِّلُهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یَکُونَ أَفْضَی إِلَیْهَا قَالَ:فَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لِی:

کَذَبَ مَرَّهً فَلْیُفَارِقْهَا قَالَ:فَرَجَعْتُ مِنْ سَفَرِی فَأَخْبَرْتُ الرَّجُلَ بِمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَوَ اللَّهِ مَا دَفَعَ ذَلِکَ عَنْ نَفْسِهِ وَ خَلَّی سَبِیلَهَا (2).

26-وَ عَنْهُ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْهَیْثَمِ النَّهْدِیِّ رَفَعَهُ قَالَ: شَکَا رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْأُبْنَهَ فَمَسَحَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی ظَهْرِهِ فَسَقَطَ مِنْهُ دُودَهٌ حَمْرَاءُ فَبَرِئَ (3).

27-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مُعَتِّبٍ،قَالَ: لَمَّا تَعَشَّی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:اُدْخُلِ الْخِزَانَهَ فَاطْلُبْ لِی سُکَّرَتَیْنِ،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ لَیْسَ ثَمَّ شَیْ ءٌ قَالَ:اُدْخُلْ وَیْحَکَ،قَالَ:فَدَخَلْتُ فَوَجَدْتُ سُکَّرَتَیْنِ فَأَتَیْتُهُ بِهِمَا (4).

28-وَ عَنْهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ: رُفِعَ إِلَیَّ أَنَّ مَوْلاَکَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ یَدْعُو إِلَیْکَ وَ یَجْمَعُ لَکَ الْأَمْوَالَ؟فَقَالَ:وَ اللَّهِ مَا کَانَ،إِلَی أَنْ قَالَ:

فَأَنَا أَجْمَعُ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ مَنْ سَعَی بِکَ فَجَاءَ الرَّجُلُ الَّذِی سَعَی بِهِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا هَذَا أَ تَشْهَدُ؟قَالَ:إِی وَ اللَّهِ الَّذِی لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمُ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَهِ الرَّحْمَنُ الرَّحِیمُ لَقَدْ فَعَلْتَ،فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَیْلَکَ تُبَجِّلُ اللَّهَ

ص:143


1- (1) الکافی:ج 107/5،ح 8.
2- (2) الکافی:ج 416/5،ح 10.
3- (3) الکافی:ج 550/5،ح 7.
4- (4) الکافی:ج 333/6،ح 6.

فَیَسْتَحْیِی مِنْ تَعْذِیبِکَ،وَ لَکِنْ قُلْ:بَرِئْتُ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ،وَ أُلْجِئْتُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی،فَحَلَفَ بِهَا الرَّجُلُ فَلَمْ یَسْتَتِمَّهَا حَتَّی وَقَعَ مَیِّتاً فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ یَعْنِی الْمَنْصُورَ:

لاَ أُصَدِّقُ عَلَیْکَ بَعْدَ هَذَا أَبَداً،وَ أَحْسَنَ جَائِزَتَهُ وَ رَدَّهُ (1).

29-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ،قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ لَنَا جَاراً مِنْ هَمْدَانَ یُقَالُ لَهُ الْجَعْدُ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ وَ هُوَ یَجْلِسُ إِلَیْنَا فَنَذْکُرُ عَلِیّاً أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَیَقَعُ فِیهِ أَ فَتَأْذَنُ لِی فِیهِ؟فَقَالَ:یَا أَبَا الصَّبَّاحِ أَ وَ کُنْتَ فَاعِلاً؟فَقُلْتُ:إِی وَ اللَّهِ،لَئِنْ أَذِنْتَ لِی فِیهِ لَأَرْصُدَنَّهُ فَإِذَا صَارَ فِیهَا اقْتَحَمْتُ عَلَیْهِ بِسَیْفِی فَخَبَطْتُهُ حَتَّی أَقْتُلَهُ،فَقَالَ:یَا أَبَا الصَّبَّاحِ هَذَا الْفَتْکُ وَ قَدْ نَهَی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَنِ الْفَتْکِ،یَا أَبَا الصَّبَّاحِ إِنَّ الْإِسْلاَمَ قَیْدُ الْفَتْکِ وَ لَکِنْ دَعْهُ فَسَتُکْفَی بِغَیْرِکَ،قَالَ أَبُو الصَّبَّاحِ فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی الْکُوفَهِ لَمْ أَلْبَثْ إِلاَّ ثَمَانِیَهَ عَشَرَ یَوْماً،فَخَرَجْتُ إِلَی الْمَسْجِدِ فَصَلَّیْتُ الْفَجْرَ ثُمَّ عَقَّبْتُ،فَإِذَا بِرَجُلٍ یُحَرِّکُنِی بِرِجْلِهِ،فَقَالَ:یَا أَبَا الصَّبَّاحِ الْبُشْرَی!فَقُلْتُ:بَشَّرَکَ اللَّهُ بِخَیْرٍ فَمَا ذَاکَ؟قَالَ:

إِنَّ الْجَعْدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بَاتَ الْبَارِحَهَ فِی دَارِهِ الَّتِی بِالْجَبَّانَهِ،فَأَیْقَظُوهُ لِلصَّلاَهِ،فَإِذَا هُوَ مِثْلُ الزِّقِّ الْمَنْفُوخِ مَیِّتاً،فَذَهَبُوا یَحْمِلُونَهُ فَإِذَا لَحْمُهُ یَسْقُطُ مِنْ عَظْمِهِ فَجَمَعُوهُ فِی نُطْعٍ،فَإِذَا تَحْتَهُ أَسْوَدُ فَدَفَنُوهُ (2).

وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ مِثْلَهُ.

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ مِثْلَهُ .

30-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبَانٍ قَالَ:أَخْبَرَنِی الْأَحْوَلُ: أَنَّ زَیْدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعَثَ إِلَیْهِ، وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:أَمَا وَ اللَّهِ لَئِنْ قُلْتَ ذَلِکَ لَقَدْ حَدَّثَنِی صَاحِبُکَ بِالْمَدِینَهِ أَنِّی أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ بِالْکُنَاسَهِ وَ أَنَّ عِنْدَهُ صَحِیفَهً فِیهَا قَتْلِی وَ صَلْبِی فَحَجَجْتُ فَحَدَّثْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَقَالَهِ زَیْدٍ وَ مَا قُلْتُ لَهُ«اَلْحَدِیثَ» (3).

أقول:مطابقه الخبر للمخبر عنه قد تواترت بها الأخبار.

31-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ

ص:144


1- (1) الکافی:ج 446/6،ح 3.
2- (2) الکافی:ج 375/7،ح 16.
3- (3) الکافی:ج 174/1،ح 5.

حُمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ لَهُ مَعَ الْمَنْصُورِ،قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فَقَالَ لِی یَعْنِی الْمَنْصُورَ تَذْکُرُ یَوْماً سَأَلْتُکَ هَلْ لَنَا مُلْکٌ؟فَقُلْتَ نَعَمْ طَوِیلٌ عَرِیضٌ شَدِیدٌ فَلاَ تَزَالُونَ فِی مُهْلَهٍ مِنْ أَمْرِکُمْ،وَ فُسْحَهٍ مِنْ دُنْیَاکُمْ حَتَّی تُصِیبُوا مِنَّا دَماً حَرَاماً فِی شَهْرٍ حَرَامٍ فِی بَلَدٍ حَرَامٍ،فَعَرَفْتُ أَنَّهُ قَدْ حَفِظَ الْحَدِیثَ فَقُلْتُ:لَعَلَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یَکْفِیَکَ فَإِنِّی لَمْ أَخُصَّکَ بِذَلِکَ،ثُمَّ لَعَلَّ غَیْرَکَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِکَ أَنْ یَتَوَلَّی ذَلِکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی أَتَانِی بَعْضُ مَوَالِینَا فَقَالَ:إِلَی مَتَی هَؤُلاَءِ یَمْلِکُونَ،أَوْ مَتَی الرَّاحَهُ مِنْهُمْ؟فَقُلْتُ:أَ لَیْسَ تَعْلَمُ أَنَّ لِکُلِّ شَیْ ءٍ مُدَّهً؟قَالَ:بَلَی،فَقُلْتُ:فَهَلْ یَنْفَعُکَ عِلْمُکَ بِأَنَّ هَذَا الْأَمْرَ إِذَا جَاءَ کَانَ أَسْرَعَ مِنْ طَرْفَهِ الْعَیْنِ،إِنَّکَ لَوْ تَعْلَمُ حَالَهُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ کَیْفَ هِیَ لَکُنْتَ لَهُمْ أَشَدَّ بُغْضاً وَ لَوْ جَهَدْتَ أَوْ جَهَدَ أَهْلُ الْأَرْضِ أَنْ یُدْخِلُوهُمْ أَشَدَّ مِمَّا هُمْ فِیهِ مِنَ الْإِثْمِ لَمْ یَقْدِرُوا،فَلاَ یَسْتَفِزَّنَّکَ الشَّیْطَانُ فَإِنَّ الْعِزَّهَ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ وَ لِلْمُؤْمِنِینَ وَ لَکِنَّ الْمُنَافِقِینَ لاَ یَعْلَمُونَ،أَ لاَ تَعْلَمُ أَنَّ مَنِ انْتَظَرَ أَمْرَنَا وَ صَبَرَ عَلَی مَا یَرَی مِنَ الْأَذَی وَ الْخَوْفِ هُوَ غَداً فِی زُمْرَتِنَا،فَإِذَا رَأَیْتَ الْحَقَّ قَدْ مَاتَ وَ ذَهَبَ أَهْلُهُ،وَ رَأَیْتَ الْجَوْرَ قَدْ شَمِلَ الْبِلاَدَ،وَ رَأَیْتَ الْقُرْآنَ قَدْ خَلُقَ،وَ أُحْدِثَ فِیهِ مَا لَیْسَ فِیهِ وَ وُجِّهَ عَلَی الْأَهْوَاءِ وَ سَاقَ الْحَدِیثَ وَ هُوَ طَوِیلٌ فِیهِ الْإِخْبَارُ عَمَّا یُحْدَثُ مِنَ الْبِدَعِ وَ الْوَقَائِعِ الَّتِی تَحْصُلُ قَبْلَ ظُهُورِ الْعَدْلِ،وَ هِیَ أَکْثَرُ مِنْ مِائَهٍ وَ خَمْسِینَ خَبَراً،وَ أَکْثَرُهَا قَدْ وَقَعَ بَعْدَ زَمَانِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کُلُّ ذَلِکَ مِنْ بَابِ الْإِخْبَارِ بِالْمَغِیبَاتِ (1).

32-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مَالِکِ بْنِ عَطِیَّهَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: لَعَنَ اللَّهُ أَبَا الْخَطَّابِ وَ قَتَلَهُ بِالْحَدِیدِ.

أقول:إجابه دعائه علیه السّلام معلوم مروی.

33-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ أَبِی حَمَّادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَهَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ: کُنْتُ أَنَا وَ الْقَاسِمُ شَرِیکِی وَ نَجْمُ بْنُ حَطِیمٍ وَ صَالِحُ بْنُ سَهْلٍ بِالْمَدِینَهِ،فَتَنَاظَرْنَا فِی الرُّبُوبِیَّهِ،قَالَ:فَقَالَ بَعْضُنَا لِبَعْضٍ:مَا تَصْنَعُونَ بِهَذَا؟ نَحْنُ بِالْقُرْبِ مِنْهُ وَ لَیْسَ مِنَّا فِی تَقِیَّهٍ قُومُوا بِنَا إِلَیْهِ قَالَ:فَقُمْنَا فَوَ اللَّهِ مَا بَلَغْنَا الْبَابَ إِلاَّ وَ قَدْ خَرَجَ إِلَیْنَا بِلاَ حِذَاءٍ وَ لاَ رِدَاءٍ قَدْ قَامَ کُلُّ شَعْرَهٍ مِنْ رَأْسِهِ وَ هُوَ یَقُولُ:لاَ یَا مُفَضَّلُ لاَ وَ یَا قَاسِمُ وَ یَا نَجْمُ لاَلاَ، بَلْ عِبادٌ مُکْرَمُونَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ (2)(3).

ص:145


1- (1) الکافی:ج 37/8،ح 7.
2- (2) سوره الأنبیاء:27.
3- (3) الکافی:ج 226/8،ح 286.

أقول:وجه الإعجاز:جوابه لهم ابتداء عما یریدون أن یسألوا عنه و الخروج لاستقبالهم بالجواب قبل أن یخبره أحد بدخولهم.

34-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی هَاشِمٍ عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ عَنْ مُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ أَقْبَلَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فَسَلَّمَ ثُمَّ ذَهَبَ فَرَقَّ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ دَمَعَتْ عَیْنَاهُ،فَقُلْتُ لَهُ:لَقَدْ رَأَیْتُکَ صَنَعْتَ بِهِ مَا لَمْ تَکُنْ تَصْنَعُ،فَقَالَ:رَقَقْتُ لَهُ لِأَنَّهُ یُنْسَبُ إِلَی أَمْرٍ لَیْسَ لَهُ،لَمْ أَجِدْهُ فِی کِتَابِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّهِ، وَ لاَ مِنْ مُلُوکِهَا (1).

35-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ:سَأَلْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنِ الصَّلاَهِ عَلَی الْمَصْلُوبِ؟فَقَالَ: أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ جَدِّی صَلَّی عَلَی عَمِّهِ؟قُلْتُ:أَعْلَمُ ذَلِکَ،وَ لَکِنِّی لاَ أَفْهَمُهُ مُبَیَّناً،قَالَ:أُبَیِّنُهُ لَکَ:إِنْ کَانَ وَجْهُ الْمَصْلُوبِ إِلَی الْقِبْلَهِ فَقُمْ عَلَی مَنْکِبِهِ الْأَیْمَنِ،وَ إِنْ کَانَ قَفَاهُ إِلَی الْقِبْلَهِ فَقُمْ عَلَی مَنْکِبِهِ الْأَیْسَرِ،«اَلْحَدِیثَ» (2).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ،وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنِ الْمُظَفَّرِ بْنِ الْحَسَنِ الْقَزْوِینِیِّ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْقَاسِمِ بْنِ حَمْزَهَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ سَهْلٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَامِدٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ .

أقول:وجه الإعجاز أن الصادق علیه السّلام کان بالمدینه و عمه زید قتل و صلب بالکوفه فهذا مثل[حدیث]صلاه أمیر المؤمنین علیه السّلام علی سلمان لما مات بالمدائن،و علیّ علیه السّلام بالمدینه.

الفصل الأول

36-وَ فِی الصَّحِیفَهِ الْکَامِلَهِ السَّجَّادِیَّهِ وَ إِسْنَادُهَا أَشْهَرُ مِنْ أَنْ یُذْکَرَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَعْلَمِ،عَنْ عُمَیْرِ بْنِ الْمُتَوَکِّلِ الثَّقَفِیِّ الْبَلْخِیِّ عَنْ أَبِیهِ الْمُتَوَکِّلِ بْنِ هَارُونَ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَیْدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ:قَدْ کَانَ عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْبَاقِرُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَشَارَ عَلَی أَبِی بِتَرْکِ الْخُرُوجِ،وَ عَرَّفَهُ إِنْ هُوَ خَرَجَ وَ فَارَقَ الْمَدِینَهَ مَا یَکُونُ إِلَیْهِ مَصِیرُ أَمْرِهِ،فَهَلْ لَقِیتَ ابْنَ عَمِّی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:فَهَلْ سَمِعْتَهُ یَذْکُرُ شَیْئاً مِنْ أَمْرِی؟قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:بِمَ ذَکَرَنِی؟ خَبِّرْنِی قُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ مَا أُحِبُّ أَنْ أَسْتَقْبِلَکَ بِمَا سَمِعْتُهُ،فَقَالَ:أَ بِالْمَوْتِ

ص:146


1- (1) الکافی:ج 395/8،ح 594.
2- (2) الکافی:ج 215/3،ح 2.

تُخَوِّفُنِی؟هَاتِ مَا سَمِعْتَهُ،فَقُلْتُ:سَمِعْتُهُ یَقُولُ:إِنَّکَ تُقْتَلُ وَ تُصْلَبُ کَمَا قُتِلَ أَبُوکَ وَ صُلِبَ،فَتَغَیَّرَ وَجْهُهُ وَ قَالَ: یَمْحُوا اللّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ (1)إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ دَعَا بِعَیْبَهٍ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهَا صَحِیفَهً مُقَفَّلَهً مَخْتُومَهً فَنَظَرَ إِلَی الْخَاتَمِ،وَ قَبَّلَهُ وَ بَکَی ثُمَّ فَضَّهُ وَ فَتَحَ الْقُفْلَ،ثُمَّ نَشَرَ الصَّحِیفَهَ وَ وَضَعَهَا عَلَی عَیْنِهِ وَ أَمَرَهَا عَلَی وَجْهِهِ وَ قَالَ:وَ اللَّهِ یَا مُتَوَکِّلُ!لَوْ لاَ مَا ذَکَرْتَ مِنْ قَوْلِ ابْنِ عَمِّی أَنَّنِی أُقْتَلُ وَ أُصْلَبُ لَمَا دَفَعْتُهَا إِلَیْکَ وَ لَکُنْتُ بِهَا ضَنِیناً،وَ لَکِنِّی أَعْلَمُ أَنَّ قَوْلَهُ حَقٌّ أَخَذَهُ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ إِنَّهُ سَیَصِحُّ فَخِفْتُ أَنْ یَقَعَ مِثْلُ هَذَا الْعِلْمِ إِلَی بَنِی أُمَیَّهَ فَیَکْتُمُوهُ وَ یَدَّخِرُوهُ فِی خَزَائِنِهِمْ لِأَنْفُسِهِمْ، فَاقْبِضْهَا وَ اکْفِنِیهَا وَ تَرَبَّصْ بِهَا فَإِذَا قَضَی اللَّهُ مِنْ أَمْرِی وَ أَمْرِ هَؤُلاَءِ الْقَوْمِ مَا هُوَ قَاضٍ فَهِیَ أَمَانَهٌ لِی عِنْدَکَ حَتَّی تُوصِلَهَا إِلَی ابْنَیْ عَمِّی مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَإِنَّهُمَا الْقَائِمَانِ فِی هَذَا الْأَمْرِ بَعْدِی،قَالَ الْمُتَوَکِّلِ:فَقَبَضْتُ الصَّحِیفَهَ،فَلَمَّا قُتِلَ یَحْیَی بْنُ زَیْدٍ صِرْتُ إِلَی الْمَدِینَهِ فَلَقِیتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی دَفْعِ الصَّحِیفَهِ إِلَی ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ،فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ یَأْمُرُکُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَی أَهْلِهَا،نَعَمْ فَادْفَعْهَا إِلَیْهِمَا فَلَمَّا نَهَضْتُ لِلِقَائِهِمَا قَالَ لِی:مَکَانَکَ،ثُمَّ وَجَّهَ إِلَی مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ فَجَاءَا فَقَالَ:هَذَا مِیرَاثُ ابْنِ عَمِّکُمَا یَحْیَی مِنْ أَبِیکُمَا قَدْ خَصَّکُمَا بِهِ دُونَ إِخْوَتِهِ،وَ نَحْنُ مُشْتَرِطُونَ عَلَیْکُمَا فِیهِ شَرْطاً،فَقَالاَ:رَحِمَکَ اللَّهُ قُلْ،فَقَوْلُکَ الْمَقْبُولُ،فَقَالَ:لاَ تَخْرُجَا بِهَذِهِ الصَّحِیفَهِ مِنَ الْمَدِینَهِ قَالاَ:وَ لِمَ ذَلِکَ؟قَالَ:إِنَّ ابْنَ عَمِّکُمَا خَافَ عَلَیْهَا أَمْراً أَخَافُهُ أَنَا عَلَیْکُمَا قَالاَ:إِنَّمَا خَافَ عَلَیْهَا حِینَ عَلِمَ أَنَّهُ یُقْتَلُ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ:وَ أَنْتُمَا فَلاَ تَأْمَنَا،فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْلَمُ أَنَّکُمَا سَتَخْرُجَانِ کَمَا خَرَجَ، وَ سَتُقْتَلاَنِ کَمَا قُتِلَ،فَقَامَا وَ هُمَا یَقُولاَنِ لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّهَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَلِیِّ الْعَظِیمِ (2).

الفصل الثانی

37-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ مَنْ لاَ یَحْضُرُهُ الْفَقِیهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِذٍ الْأَحْمَسِیِّ،قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الصَّلاَهِ؟فَبَدَأَنِی فَقَالَ:إِذَا لَقِیتَ اللَّهَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ لَمْ یَسْأَلْکَ عَمَّا سِوَاهُنَّ (3).

ص:147


1- (1) سوره الزخرف:4.
2- (2) الصحیفه السجادیه:9.
3- (3) من لا یحضره الفقیه:ج 205/1،ح 615.

38-قَالَ:وَ قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: الْإِنْسَانُ لاَ یَنْسَی تَکْبِیرَهَ الاِفْتِتَاحِ.

أقول:وجه الإعجاز أنه إخبار بما یخفی من أحوال الناس و لا یطلع علیه إلا اللّه و قد وافق الخبر المخبر عنه إلی الآن،و لقد سألت ممّن لقیته جماعه لا یحصی عددهم فأخبرونی أنهم لم ینسوا تکبیره الافتتاح،و علی تقدیر وجود فرض نادر لا عبره به فی مثل ذلک (1).

39-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یُقْتَلُ حَفَدِی بِأَرْضِ خُرَاسَانَ فِی مَدِینَهٍ یُقَالُ لَهَا:طُوسُ،مَنْ زَارَهُ فِیهَا عَارِفاً بِحَقِّهِ أَخَذْتُهُ بِیَدِی یَوْمَ الْقِیَامَهِ وَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّهَ،«اَلْحَدِیثَ» (2).

وَ رَوَاهُ فِی عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ تَاتَانَهَ،وَ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُکَتِّبِ،وَ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ،وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ،وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ کُلِّهِمْ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ حُمْرَانَ.وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ تَاتَانَهَ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ مِثْلَهُ .

40-[وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ أَبِی لَیْلَی أَنَّهُ قَالَ لِلصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَیُّ شَیْ ءٍ أَحْلَی مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ؟فَقَالَ:اَلْوَلَدُ الشَّابُّ،فَقَالَ:أَیُّ شَیْ ءٍ أَمَرُّ مِمَّا خَلَقَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ؟ قَالَ:فَقْدُهُ فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنَّکُمْ حُجَجُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ (3).

أقول:وجه الإعجاز أنه أخبره بما فی نفسه بدلاله آخره فإنه فهم منه الإعجاز الواضح فشهد أنهم حجج اللّه].

الفصل الثالث

41-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْحَنَّاطِ قَالَ: خَرَجْتُ أَنَا وَ جَمِیلُ بْنُ دَرَّاجٍ وَ عَائِذٌ الْأَحْمَسِیُّ حُجَّاجاً فَکَانَ عَائِذٌ کَثِیراً مَا یَقُولُ لَنَا فِی الطَّرِیقِ:إِنَّ لِی إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَاجَهً أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا.فَأَقُولُ لَهُ:حَتَّی تَلْقَاهُ فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَیْهِ

ص:148


1- (1) من لا یحضره الفقیه:ج 343/1،ح 998.
2- (2) من لا یحضره الفقیه:ج 584/2،ح 3190.
3- (3) من لا یحضره الفقیه:ج 188/1،ح 569.

سَلَّمْنَا وَ جَلَسْنَا،فَأَقْبَلَ عَلَیْنَا بِوَجْهِهِ مُبْتَدِئاً فَقَالَ:مَنْ أَتَی اللَّهَ بِمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِ لَمْ یَسْأَلْهُ عَمَّا سِوَی ذَلِکَ،فَغَمَزَنَا عَائِذٌ،فَلَمَّا قُمْنَا قُلْنَا:مَا کَانَتْ حَاجَتَکَ؟قَالَ:اَلَّذِی سَمِعْتُمْ،قُلْنَا کَیْفَ کَانَتْ هَذِهِ حَاجَتَکَ؟فَقَالَ:أَنَا رَجُلٌ لاَ أُطِیقُ الْقِیَامَ بِاللَّیْلِ فَخِفْتُ أَنْ أَکُونَ مَأْخُوذاً بِهِ فَأَهْلِکَ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ کَمَا مَرَّ.وَ رَوَاهُ أَبُو عَلِیٍّ الطُّوسِیُّ فِی الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عَائِذٍ الْأَحْمَسِیِّ نَحْوَهُ،وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عِیسَی بْنِ مَرْوَانَ،عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی الْحَنَّاطِ.وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی مِثْلَهُ .

42-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَعْدٍ الْبَصْرِیِّ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنِّی نَازِلٌ فِی بَنِی عَدِیٍّ، وَ مُؤَذِّنُهُمْ وَ إِمَامُهُمْ،وَ جَمِیعُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ عُثْمَانِیَّهٌ یَبْرَءُونَ مِنْکُمْ وَ مِنْ شِیعَتِکُمْ،وَ أَنَا نَازِلٌ فِیهِمْ فَمَا تَقُولُ فِی الصَّلاَهِ خَلْفَ الْإِمَامِ؟فَقَالَ:صَلِّ خَلْفَهُ،قَالَ:وَ احْتَسِبْ بِمَا تَصْنَعُ،وَ لَوْ قَدِمْتَ الْبَصْرَهَ لَقَدْ سَأَلَکَ الْفُضَیْلُ بْنُ یَسَارٍ،وَ أَخْبَرْتَهُ بِمَا أَفْتَیْتُکَ فَتَأْخُذُ بِقَوْلِ الْفُضَیْلِ وَ تَدَعُ قَوْلِی،قَالَ عَلِیٌّ:فَقَدِمْتُ الْبَصْرَهَ فَأَخْبَرْتُ فُضَیْلاً بِمَا قَالَ،فَقَالَ لِی:هُوَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ لَکِنِّی سَمِعْتُهُ وَ سَمِعْتُ أَبَاهُ یَقُولاَنِ لاَ تَعْتَدَّ بِالصَّلاَهِ خَلْفَ النَّاصِبِ،وَ اقْرَأْ لِنَفْسِکَ کَأَنَّکَ وَحْدَکَ قَالَ:فَأَخَذْتُ بِقَوْلِ الْفُضَیْلِ وَ تَرَکْتُ قَوْلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

43-وَ عَنْهُ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ عَاصِمٍ عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ مُصْعَبٍ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمِنًی یَمْشِی وَ یَرْکَبُ فَحَدَّثْتُ نَفْسِی أَنْ أَسْأَلَهُ حِینَ أَدْخُلُ عَلَیْهِ، فَابْتَدَأَنِی هَذَا الْحَدِیثَ،فَقَالَ:إِنَّ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ یَخْرُجُ مِنْ مَنْزِلِهِ مَاشِیاً إِذَا رَمَی الْجِمَارَ،وَ مَنْزِلَتِی الْیَوْمَ أَنْفَسُ مِنْ مَنْزِلَتِهِ فَأَرْکَبُ حَتَّی آتِیَ مَنْزِلَهُ،فَإِذَا انْتَهَیْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ مَشَیْتُ حَتَّی أَرْمِیَ الْجِمَارَ (3).

44-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیُّ،قَالَ:أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ طُوسِیٍّ: سَیَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ یَعْنِی مُوسَی بْنِ

ص:149


1- (1) تهذیب الأحکام:ج 10/2،ح(20)20.
2- (2) تهذیب الأحکام:ج 28/3،ح(95)7.
3- (3) تهذیب الأحکام:ج 268/5،ح(913)26.

جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رَجُلٌ یَکُونُ رِضَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سَمَائِهِ وَ لِعِبَادِهِ فِی أَرْضِهِ یُقْتَلُ فِی أَرْضِکُمْ بِالسَّمِّ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً وَ یُدْفَنُ بِهَا غَرِیباً،أَلاَ فَمَنْ زَارَهُ فِی غُرْبَتِهِ، «اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْأَمَالِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ الْکُوفِیِّ مِثْلَهُ .

الفصل الرابع

45-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْأَخْبَارِ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْمُکَتِّبُ قَالَ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الصَّوْلِیُّ، قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدٍ النَّحْوِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِی عُبْدُونٍ عَنْ أَبِیهِ،فِی حَدِیثٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِیهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ،أَنَّهُ سَمِعَ أَبَاهُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: رَحِمَ اللَّهُ عَمِّی زَیْداً إِنَّهُ دَعَا إِلَی الرِّضَا مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ،وَ لَوْ ظَفِرَ لَوَفَی بِمَا دَعَا إِلَیْهِ،وَ لَقَدِ اسْتَشَارَنِی فِی خُرُوجِهِ،فَقُلْتُ:یَا عَمِّ إِنْ رَضِیتَ أَنْ تَکُونَ الْمَقْتُولَ الْمَصْلُوبَ بِالْکُنَاسَهِ فَشَأْنَکَ فَوَلَّی،فَلَمَّا وَلَّی قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَیْلٌ لِمَنْ سَمِعَ وَاعِیَتَهُ فَلَمْ یُجِبْهُ (2).

46-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّقْرِ الصَّائِغُ وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَهْرَوَیْهِ قَالاَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی حَاتِمٍ[قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی] قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ أَبُو مُحَمَّدِ مَوْلَی بَنِی هَاشِمٍ بِالْمَدِینَهِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: أَرْسَلَ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّوَانِیقِیُّ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ لِیَقْتُلَهُ فَطَرَحَ لَهُ سَیْفاً وَ نُطْعاً،وَ قَالَ:یَا رَبِیعُ إِذَا أَنَا کَلَّمْتُهُ وَ ضَرَبْتُ بِإِحْدَی یَدَیَّ عَلَی الْأُخْرَی فَاضْرِبْ عُنُقَهُ،فَلَمَّا دَخَلَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ نَظَرَ إِلَیْهِ مِنْ بَعِیدٍ یُحَرِّکُ شَفَتَیْهِ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَی فِرَاشِهِ فَقَالَ:مَرْحَباً وَ أَهْلاً بِکَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا أَرْسَلْنَا إِلَیْکَ إِلاَّ رَجَاءَ أَنْ نَقْضِیَ دَیْنَکَ،وَ نَقْضِیَ ذِمَامَکَ،ثُمَّ سَاءَلَهُ مُسَاءَلَهَ لَطِیفَهً عَنْ أَهْلِ بَیْتِهِ،وَ قَالَ:

قَدْ قَضَی اللَّهُ دَیْنَکَ وَ أَخْرَجَ جَائِزَتَکَ یَا رَبِیعُ لاَ تَمْضِیَنَّ ثَالِثَهٌ حَتَّی یَرْجِعَ جَعْفَرٌ إِلَی أَهْلِهِ «اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّ الرَّبِیعَ سَأَلَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَعَا بِدُعَاءٍ وَ ذَکَرَهُ لَهُ (3).

ص:150


1- (1) تهذیب الأحکام:ج 108/6،ح(191)7.
2- (2) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 225/2،ح 1.
3- (3) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 273/2،ح 64.

47-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ:

یَخْرُجُ وَلَدٌ مِنْ وُلْدِ ابْنِی مُوسَی اسْمُهُ اسْمُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَرْضِ طُوسَ وَ هِیَ بِخُرَاسَانَ یُقْتَلُ فِیهَا بِالسَّمِّ فَیُدْفَنُ فِیهَا غَرِیباً مَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ أَجْرَ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَاتَلَ (1). وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی بِهَذَا السَّنَدِ مِثْلَهُ .

48-قَالَ الصَّدُوقُ وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ قَالَ:قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: سَیُقْتَلُ لِهَذَا.وَ أَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی مَوْلاَنَا مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ.وَلَدٌ بِطُوسَ لاَ یَزُورُهُ مِنْ شِیعَتِنَا إِلاَّ الْأَنْدَرُ فَالْأَنْدَرُ (2).

الفصل الخامس

49-وَ رَوَی الصَّدُوقُ بْنُ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ مَعَانِی الْأَخْبَارِ قَالَ:حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَلَوِیُّ السَّمَرْقَنْدِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:حَدَّثَنَا سُلَیْمَانُ بْنُ الْخَصِیبِ،قَالَ:حَدَّثَنِی الثِّقَهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبُو جُمُعَهَ رَحْمَهُ بْنُ صَدَقَهَ قَالَ: أَتَی رَجُلٌ مِنْ کُتَّابِ بَنِی أُمَیَّهَ وَ کَانَ زِنْدِیقاً إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ (المص) أَیَّ شَیْ ءٍ أَرَادَ بِهَذَا؟وَ أَیُّ شَیْ ءٍ فِیهِ مِنَ الْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ؟ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ فِیهِ مِمَّا یَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسُ؟قَالَ:فَاغْتَاظَ مِنْ ذَلِکَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:أَمْسِکْ وَیْحَکَ الْأَلْفُ وَاحِدٌ،وَ اللاَّمُ ثَلاَثُونَ،وَ الْمِیمُ أَرْبَعُونَ،وَ الصَّادُ تِسْعُونَ، کَمْ مَعَکَ؟فَقَالَ الرَّجُلُ مِائَهٌ وَ وَاحِدٌ،وَ سِتُّونَ،فَقَالَ لَهُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِذَا انْقَضَتْ سَنَهُ إِحْدَی وَ سِتِّینَ وَ مِائَهَ انْقَضَی مُلْکُ أَصْحَابِکَ،قَالَ فَنَظَرْنَا فَلَمَّا انْقَضَتْ سَنَهُ إِحْدَی وَ سِتِّینَ وَ مِائَهٍ یَوْمَ عَاشُورَاءَ دَخَلَتِ الْمُسَوِّدَهُ الْکُوفَهَ وَ ذَهَبَ مُلْکُهُمْ (3). وَ رَوَاهُ الْعَیَّاشِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مِثْلَهُ .

50-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنِ یَحْیَی الْمُکَتِّبُ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنِی بِشْرُ بْنُ سَعِیدِ بْنِ قلایه(قیلویه،قُدَامَهَ خ ل)الْمُعَدِّلُ قَالَ:

ص:151


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 286/1،ح 3.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):290/1،ح 18.
3- (3) معانی الأخبار:38،ح 5.

حَدَّثَنَا عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ کَثِیرٍ التَّمِیمِیُّ قَالَ:سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ حَرْبٍ أَمِیرَ الْمَدِینَهِ یَقُولُ:

سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فِی نَفْسِی مَسْأَلَهٌ أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَکَ عَنْهَا؟فَقَالَ:إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُکَ بِمَسْأَلَتِکَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی وَ إِنْ شِئْتَ فَسَلْ فَقُلْتُ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ بِأَیِّ شَیْ ءٍ تُخْبِرُنِی بِمَا فِی نَفْسِی قَبْلَ سُؤَالِی عَنْهُ؟قَالَ:

بِالتَّوَسُّمِ وَ التَّفَرُّسِ،أَ مَا سَمِعْتَ قَوْلَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِینَ (1)وَ قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:اِتَّقُوا فِرَاسَهَ الْمُؤْمِنِ فَإِنَّهُ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ؟قَالَ:فَقُلْتُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبِرْنِی بِمَسْأَلَتِی فَقَالَ:أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَنِی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِمَ لَمْ یُطِقْ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَمْلَهُ عِنْدَ حَطِّهِ لِلْأَصْنَامِ مِنْ سَطْحِ الْکَعْبَهِ مَعَ قُوَّتِهِ وَ شِدَّتِهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:عَنْ هَذَا وَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَکَ فَأَخْبِرْنِی ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَجَابَهُ بِأَجْوِبَهٍ عَجِیبَهٍ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَقُمْتُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ قُلْتُ:اَللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالَتَهُ (2). وَ رَوَاهُ فِی کِتَابِ الْعِلَلِ بِهَذَا السَّنَدِ مِثْلَهُ .

الفصل السادس

51-وَ رَوَی الصَّدُوقُ ابْنُ بَابَوَیْهِ أَیْضاً فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَطَّارُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَهَ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ،عَنْ حَیَّانِ السَّرَّاجِ،قَالَ:سَمِعْتُ السَّیِّدَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیَّ یَقُولُ: کُنْتُ أَقُولُ بِالْغُلُوِّ،وَ أَعْتَقِدُ غَیْبَهَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ ابْنِ الْحَنَفِیَّهِ قَدْ ضَلِلْتُ فِی ذَلِکَ زَمَاناً فَمَنَّ اللَّهُ عَلَیَّ بِالصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَنْقَذَنِی بِهِ مِنَ النَّارِ،وَ هَدَانِی بِهِ إِلَی سَوَاءِ الصِّرَاطِ،فَسَأَلْتُهُ بَعْدَ مَا صَحَّ عِنْدِی بِالدَّلاَئِلِ الَّتِی شَاهَدْتُهَا مِنْهُ أَنَّهُ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَیَّ وَ عَلَی جَمِیعِ أَهْلِ زَمَانِهِ،وَ أَنَّهُ الْإِمَامُ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُ وَ أَوْجَبَ الاِقْتِدَاءَ بِهِ«اَلْحَدِیثَ» (3).

52-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ أَبِی عَلِیٍّ الزَّرَّادِ یَعْنِی الْحَسَنَ بْنَ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ الْکَرْخِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ النَّصِّ عَلَی مُوسَی قَالَ: أَمَا لَیَهْلِکَنَّ فِیهِ قَوْمٌ وَ یَسْعَدُ آخَرُونَ فَلَعَنَ اللَّهُ قَاتِلَهُ وَ ضَاعَفَ عَلَی رُوحِهِ الْعَذَابَ،أَمَا لَیُخْرِجَنَّ اللَّهُ مِنْ صُلْبِهِ خَیْرَ أَهْلِ

ص:152


1- (1) سوره الحجر:75.
2- (2) معانی الأخبار:350،ح 1.
3- (3) کمال الدّین:33.

الْأَرْضِ فِی زَمَانِهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:یَقْتُلُهُ جَبَّارُ بَنِی فُلاَنٍ بَعْدَ عَجَائِبَ طَرِیفَهٍ حَسَداً لَهُ (1).

الفصل السابع

53-وَ فِی کِتَابِ الرَّوْضَهِ فِی الْفَضَائِلِ الْمَنْسُوبِ إِلَی ابْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَرَّ بِامْرَأَهٍ تَبْکِی وَ حَوْلَهَا صِبْیَانٌ یَبْکُونَ،فَقَالَ لَهَا:مَا یُبْکِیکِ؟ قَالَتْ إِنَّ لِی صِبْیَهً أَیْتَاماً،وَ کَانَتْ لِی بَقَرَهٌ وَ قَدْ مَاتَتْ قَالَ:أَ تُحِبِّینَ أَنْ أُحْیِیَهَا لَکَ؟ قَالَتْ:نَعَمْ فَتَنَحَّی وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ دَعَا ثُمَّ قَامَ،فَمَرَّ بِالْبَقَرَهِ فَنَخَسَهَا بِرِجْلِهِ،[نَخْسَهً] وَ قَالَ:قُومِی بِإِذْنِ اللَّهِ فَاسْتَوَتْ قَائِمَهً عَلَی الْأَرْضِ،فَلَمَّا نَظَرَتِ الْمَرْأَهُ إِلَی الْبَقَرَهِ قَدْ قَامَتْ صَاحَتْ:وَا عَجَبَاهْ مِنْ ذَلِکَ!مَنْ تَکُونُ یَا عَبْدَ اللَّهِ؟فَجَاءَ فِی النَّاسِ حَتَّی اخْتَلَطَ بِهِمْ وَ مَضَی (2).

الفصل الثامن

54-وَ رَوَی الصَّدُوقُ بْنُ بَابَوَیْهِ أَیْضاً فِی کِتَابِ ثَوَابِ الْأَعْمَالِ قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ، قَالَ: قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی أَوَّلِ وِلاَیَهِ أَبِی جَعْفَرٍ فَنَزَلَ النَّجَفَ فَقَالَ:یَا مُوسَی اذْهَبْ إِلَی الطَّرِیقِ الْأَعْظَمِ،وَ قِفْ عَلَی الطَّرِیقِ فَانْظُرْ فَإِنَّهُ سَیَجِیئُکَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِیَهِ الْقَادِسِیَّهِ،فَإِذَا دَنَا مِنْکَ فَقُلْ لَهُ:هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ یَدْعُوکَ،فَإِنَّهُ سَیَجِیءُ مَعَکَ،قَالَ:فَذَهَبْتُ حَتَّی قُمْتُ عَلَی الطَّرِیقِ وَ الْحَرُّ شَدِیدٌ فَمَا زِلْتُ قَائِماً حَتَّی کِدْتُ أَنْ أَعْصِیَ وَ أَنْصَرِفَ،إِذْ نَظَرْتُ إِلَی شَیْ ءٍ مُقْبِلٍ شِبْهِ رَجُلٍ عَلَی بَعِیرٍ قَالَ:فَلَمْ أَزَلْ أَنْظُرُ إِلَیْهِ حَتَّی دَنَا مِنِّی،فَقُلْتُ لَهُ:یَا هَذَا هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَدْعُوکَ،وَ قَدْ وَصَفَکَ لِی،فَقَالَ اذْهَبْ بِنَا إِلَیْهِ،قَالَ:فَجِئْتُ بِهِ حَتَّی أَنَاخَ بَعِیرَهُ نَاحِیَهَ قَرِیبٍ[مِنَ]الْخَیْمَهِ،قَالَ:فَدَعَا بِهِ،فَدَخَلَ الْأَعْرَابِیُّ إِلَیْهِ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ ثَوَابُ زِیَارَهِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَّ الرَّجُلَ کَانَ قَاصِداً لِزِیَارَتِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ الْیَمَنِ (3).

الفصل التاسع

55-وَ رَوَی الصَّدُوقُ ابْنُ بَابَوَیْهِ أَیْضاً فِی کِتَابِ عِلَلِ الشَّرَائِعِ وَ الْأَحْکَامِ،قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ السُّکَّرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَکَرِیَّا

ص:153


1- (1) کمال الدّین:334.
2- (2) الرّوضه فی الفضائل:160.
3- (3) ثواب الأعمال:93.

الْغَلاَبِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَاتِمٍ عَنِ الرَّبِیعِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: وَقَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ کَلاَمٌ فِی الْإِمَامَهِ،وَ ذَکَرَ الْکَلاَمَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَانْقَطَعَ وَ دَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ:أَحْسَنْتَ یَا رَبِیعُ فِیمَا کَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْحَسَنِ ثَبَّتَکَ اللَّهُ (1).

الفصل العاشر

56-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ الْمُوسَوِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدِ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَبْدِ الْکَرِیمِ بْنِ عَمْرٍو عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:سَمِعْتُهُ یَقُولُ: کَأَنِّی بِابْنِی هَذَا یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ أَخَذَهُ بَنُو فُلاَنٍ فَمَکَثَ فِی أَیْدِیهِمْ حِیناً وَ دَهْراً،ثُمَّ خَرَجَ مِنْ أَیْدِیهِمْ (2).

57-وَ عَنْهُ عَنْ أَعْیَنَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْکَاهِلِیِّ عَنْ أَبِی الْعِیزَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: یُقْدَمُ بِصَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ الْعِرَاقَ مَرَّتَیْنِ فَأَمَّا الْأُولَی فَیُعَجَّلُ سَرَاحُهُ وَ یُحْسَنُ جَائِزَتُهُ،وَ أَمَّا الثَّانِیَهَ فَیُحْبَسُ فَیَطُولُ حَبْسُهُ ثُمَّ یَخْرُجُ مِنْ أَیْدِیهِمْ عَنْوَهً،قَالَ الشَّیْخُ:یَعْنِی بِالْمَوْتِ (3).

58-وَ عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حُمْرَانَ وَ الْهَیْثَمِ بْنِ وَاقِدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الرَّجَّانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ یُؤْخَذُ فَیُحْبَسُ فَیَطُولُ حَبْسُهُ،فَإِذَا هَمُّوا بِهِ دَعَا بِاسْمِ اللَّهِ الْأَعْظَمِ فَأَفْلَتَهُ مِنْ أَیْدِیهِمْ قَالَ الشَّیْخُ:یَعْنِی یُفْلِتُهُ بِالْمَوْتِ دُونَ الْحَیَاهِ (4).

59-وَ عَنْهُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْبَزَّازِ عَنْ عُمَرَ بْنِ مِنْهَالٍ عَنْ حَدِیدٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ غَیْبَتَیْنِ إِحْدَاهُمَا تَقِلُّ وَ الْأُخْرَی تَطُولُ (5).

60-وَ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَّمٍ عَنْ زُرْعَهَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَاءَ فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُکُمْ مَعَ أَنْ بَنِی الْعَبَّاسِ یَأْخُذُونَهُ فَیَلْقَی مِنْهُمْ عَنَتاً،ثُمَّ یُفْلِتُهُ اللَّهُ مِنْ أَیْدِیهِمْ بِضَرْبٍ مِنَ الضُّرُوبِ ثُمَّ یَعْمَی عَلَی النَّاسِ أَمْرُهُ (6).

ص:154


1- (1) علل الشرائع:ج 210،1،ح 21.
2- (2) غیبه الطوسی:54،ح 47.
3- (3) غیبه الطوسی:56،ح 50.
4- (4) غیبه الطوسی:57،ح 51.
5- (5) غیبه الطوسی:57،ح 52.
6- (6) غیبه الطوسی:57،ح 53.

61-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ زُرْعَهَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ بَنِی الْعَبَّاسِ سَیَبْعَثُونَ بِابْنِی هَذَا،وَ لَنْ یَصِلُوا إِلَیْهِ (1).

62-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنِ الْبَزَوْفَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِیِّ عَنْ أَسَدِ بْنِ أَبِی الْعَلاَءِ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ وَ هُوَ فِی ضَیْعَهٍ لَهُ فِی یَوْمٍ شَدِیدِ الْحَرِّ وَ الْعَرَقُ یَسِیلُ عَلَی صَدْرِهِ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ:نَعَمْ،وَ اللَّهِ الَّذِی لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ الرَّجُلُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِیُّ حَتَّی أَحْصَیْتُ بِضْعاً وَ ثَلاَثِینَ مَرَّهً إِنَّمَا هُوَ وَالِدٌ بَعْدَ وَالِدٍ (2).

الفصل الحادی عشر

63-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْمَجَالِسِ وَ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبْدُونٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الزُّبَیْرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زُرْقٍ الْغُمْشَانِیِّ عَنْ مِهْزَمِ بْنِ أَبِی بُرْدَهَ الْأَسَدِیِّ قَالَ:

دَخَلْتُ الْمَدِینَهَ حِدْثَانَ صَلْبِ زَیْدٍ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَاعَهً رَآنِی قَالَ:

یَا مِهْزَمُ مَا فَعَلَ زَیْدٌ؟قُلْتُ:صُلِبَ،قَالَ:أَیْنَ؟قُلْتُ:فِی کُنَاسَهِ بَنِی أَسَدٍ،قَالَ:

أَنْتَ رَأَیْتَهُ مَصْلُوباً فِی کُنَاسَهِ بَنِی أَسَدٍ؟قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:فَبَکَی حَتَّی بَکَی النِّسَاءُ خَلْفَ السُّتُورِ ثُمَّ قَالَ:[أَمَا وَ اللَّهِ]لَقَدْ بَقِیَ لَهُمْ عِنْدَهُ طَلِبَهٌ مَا أَخَذُوهَا مِنْهُ بَعْدُ،قَالَ:

فَجَعَلْتُ أُفَکِّرُ وَ أَقُولُ:أَیُّ شَیْ ءٍ طَلِبَتُهُمْ مِنْهُ بَعْدَ الْقَتْلِ وَ الصَّلْبِ؟قَالَ:فَوَدَّعْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ حَتَّی انْتَهَیْتُ إِلَی الْکُنَاسَهِ فَإِذَا أَنَا بِجَمَاعَهٍ فَأَشْرَفْتُ عَلَیْهِمْ فَإِذَا زَیْدٌ قَدْ أَنْزَلُوهُ مِنْ خَشَبَتِهِ یُرِیدُونَ أَنْ یُحْرِقُوهُ،قَالَ:فَقُلْتُ:هَذِهِ الطَّلِبَهُ الَّتِی قَالَ لِی (3).

64-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الصَّلْتِ الْأَهْوَازِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ عُقْدَهَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَمِّهِ الْقَاسِمِ بْنِ جَعْفَرٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی بَکْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: سَمِعْتُ جَارِیَهً لِجَارٍ لِی تُغَنِّی وَ تَضْرِبُ،قَالَ:فَقُمْتُ سَاعَهً أَسْمَعُ قَالَ:ثُمَّ خَرَجْتُ فَلَمَّا أَنْ کَانَ اللَّیْلُ دَخَلْتُ عَلَی

ص:155


1- (1) غیبه الطّوسیّ:60،ح 58.
2- (2) غیبه الطّوسیّ:346،ح 297.
3- (3) الأمالی:673،ح 25/1418.

أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَحِینَ اسْتَقْبَلَنِی قَالَ:اَلْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا الْغِنَاءَ اجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ،فَضَاقَ بِیَ الْمَجْلِسُ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ یَعْنِینِی (1).

65-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی بَکْرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ صَالِحٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ وَ زِیَادِ بْنِ النُّعْمَانِ وَ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ،قَالَ: أَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی یَوْمٍ شَدِیدِ الْحَرِّ،فَقَالَ:اِذْهَبْ إِلَی فُلاَنٍ الْإِفْرِیقِیِّ فَاعْتَرِضْ جَارِیَهً عِنْدَهُ،مِنْ صِفَتِهَا کَذَا وَ کَذَا،وَ مِنْ صِفَتِهَا کَذَا فَأَتَیْتُ الرَّجُلَ فَاعْتَرَضْتُ مَا عِنْدَهُ فَلَمْ أَرَ مَا وَصَفَهُ فَرَجَعْتُ إِلَیْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:عُدْ إِلَیْهِ فَإِنَّهَا عِنْدَهُ،فَرَجَعْتُ إِلَی الْإِفْرِیقِیِّ فَحَلَفَ لِی:مَا عِنْدَهُ شَیْ ءٌ إِلاَّ وَ قَدْ عَرَضَهُ عَلَیَّ ثُمَّ قَالَ:عِنْدِی جَارِیَهٌ مَرِیضَهٌ مَحْلُوقَهُ الرَّأْسِ لَیْسَتْ مِمَّا یُعْتَرَضُ فَقُلْتُ لَهُ اعْرِضْهَا عَلَیَّ فَجَاءَ بِهَا مُتَوَکِّئَهً عَلَی جَارِیَتَیْنِ تَخُطُّ بِرِجْلَیْهَا الْأَرْضَ فَأَرَانِیهَا،فَعَرَفْتُ الصِّفَهَ فَقُلْتُ:بِکَمْ هِیَ؟فَقَالَ لِی:اِذْهَبْ بِهَا إِلَیْهِ فَیَحْکُمَ فِیهَا،إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِی:یَا ابْنَ أَحْمَرَ أَمَا إِنَّهَا سَتَلِدُ مَوْلُوداً لَیْسَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ اللَّهِ حِجَابٌ یَعْنِی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ نَحْوَهُ .

66-وَ عَنِ الْمُفِیدِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ بِلاَلٍ الْمُهَلَّبِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ،عَنْ سَعِیدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ،قَالَ: کُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ قَالَ لِی مُبْتَدِئاً مِنْ قِبَلِ نَفْسِهِ:یَا دَاوُدَ عُرِضَتْ عَلَیَّ أَعْمَالُکُمْ یَوْمَ الْخَمِیسِ فَکَانَ فِیمَا عُرِضَ عَلَیَّ مِنْ عَمَلِکَ صِلَتُکَ لاِبْنِ عَمِّکَ فُلاَنٍ فَسَرَّنِی ذَلِکَ إِنِّی عَلِمْتُ أَنَّ صِلَتَکَ لَهُ أَسْرَعُ فِی قَطْعِ عُمُرِهِ وَ فَنَاءِ أَجَلِهِ قَالَ دَاوُدُ:وَ کَانَ لِیَ ابْنُ عَمٍّ مُعَانِدٌ نَاصِبٌ خَبِیثٌ،بَلَغَنِی عَنْهُ وَ عَنْ عِیَالِهِ سُوءُ حَالٍ فَصَکَکْتُ لَهُ بِنَفَقَهٍ قَبْلَ خُرُوجِی إِلَی مَکَّهَ،فَلَمَّا صِرْتُ بِالْمَدِینَهِ أَخْبَرَنِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِذَلِکَ (3). وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَسْلَمَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ نَحْوَهُ .

الفصل الثانی عشر

و روی الشیخ أبو علی الحسن بن محمّد بن الحسن الطوسی فی الأمالی عن أبیه عن المفید عن علی بن بلال: و ذکر الحدیث السابق.

ص:156


1- (1) الأمالی:720،ح 3/1519.
2- (2) الأمالی:721،ح 4/1520.
3- (3) الأمالی:413،ح 77/929.

67-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْمُفِیدِ عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَمَّنْ سَمِعَ حَنَانَ بْنَ سَدِیرٍ یَقُولُ:سَمِعْتُ أَبِی سَدِیرَ الصَّیْرَفِیَّ یَقُولُ: رَأَیْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِیمَا یَرَی النَّائِمُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقٌ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ،ثُمَّ کَشَفَ الْمِنْدِیلَ عَنِ الطَّبَقِ فَإِذَا فِیهِ رُطَبٌ فَجَعَلَ یَأْکُلُ مِنْهُ،فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَقُلْتُ:یَا رَسُولَ اللَّهِ نَاوِلْنِی رُطَبَهً فَنَاوَلَنِی وَاحِدَهً فَأَکَلْتُهَا،ثُمَّ قُلْتُ:یَا رَسُولَ اللَّهِ نَاوِلْنِی أُخْرَی فَنَاوَلَنِیهَا فَأَکَلْتُهَا فَجَعَلْتُ کُلَّمَا أَکَلْتُ وَاحِدَهً سَأَلْتُهُ أُخْرَی حَتَّی أَعْطَانِی ثَمَانِیَ رُطَبَاتٍ فَأَکَلْتُهَا ثُمَّ طَلَبْتُ مِنْهُ أُخْرَی، فَقَالَ لِی:حَسْبُکَ،قَالَ:فَانْتَبَهْتُ مِنْ مَنَامِی فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقٌ مُغَطًّی بِمِنْدِیلٍ کَأَنَّهُ الَّذِی رَأَیْتُهُ فِی الْمَنَامِ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ ثُمَّ کَشَفَ الطَّبَقَ فَإِذَا فِیهِ رُطَبٌ، فَجَعَلَ یَأْکُلُ مِنْهُ فَعَجِبْتُ لِذَلِکَ!فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ نَاوِلْنِی رُطَبَهً فَنَاوَلَنِی فَأَکَلْتُهَا،ثُمَّ طَلَبْتُ أُخْرَی فَنَاوَلَنِی فَأَکَلْتُهَا،وَ طَلَبْتُ أُخْرَی حَتَّی أَکَلْتُ ثَمَانِیَ رُطَبَاتٍ ثُمَّ طَلَبْتُ أُخْرَی،فَقَالَ:لَوْ زَادَکَ جَدِّی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَزِدْنَاکَ،فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ فَتَبَسَّمَ تَبَسُّمَ عَارِفٍ بِمَا کَانَ (1).

68-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ شِبْلٍ عَنْ ظَفَرِ بْنِ حُمْدُونٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: جَاءَتِ امْرَأَهٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَتْ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی وَ أَهْلَ بَیْتِی نَتَوَلاَّکُمْ فَقَالَ لَهَا:صَدَقْتِ فَمَا الَّذِی تُرِیدِینَ؟فَقَالَتْ لَهُ الْمَرْأَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَصَابَنِی وَضَحٌ فِی عَضُدِی فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَذْهَبَ بِهِ عَنِّی فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اَللَّهُمَّ إِنَّکَ تُبْرِئُ الْأَکْمَهَ وَ الْأَبْرَصَ وَ تُحْیِی الْعِظَامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ أَلْبِسْهَا مِنْ عَفْوِکَ وَ عَافِیَتِکَ مَا تَرَی إِجَابَهَ دُعَائِی، فَقَالَتِ الْمَرْأَهُ:وَ اللَّهِ لَقَدْ قُمْتُ وَ مَا بِی مِنْهُ قَلِیلٌ وَ لاَ کَثِیرٌ (2).

69-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَمَاعَهٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْعُوَّادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ الرَّبِیعِ فِی حَدِیثٍ: إِنَّ الْمَنْصُورَ دَعَا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ حَلَفَ لِیَقْتُلَهُ،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ حَرَّکَ شَفَتَیْهِ وَ دَعَا،فَأَکْرَمَهُ وَ قَضَی حَوَائِجَهُ،ثُمَّ قَالَ لَهُ:أَنْتَ تَزْعُمُ لِلنَّاسِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَنَّکَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ قَالَ:مَنْ أَخْبَرَکَ بِهَذَا؟فَأَوْمَی الْمَنْصُورُ إِلَی شَیْخٍ بَیْنَ یَدَیْهِ،فَاسْتَحْلَفَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْبَرَاءَهِ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ فَحَلَفَ بِهَا،فَمَا أَتَمَّ

ص:157


1- (1) الأمالی:114،ح 28/174.
2- (2) الأمالی:407،ح 60/912.

الْیَمِینَ حَتَّی دَلَعَ لِسَانَهُ کَمَا یَدْلَعُ الْکَلْبُ وَ مَاتَ لِوَقْتِهِ (1).

الفصل الثالث عشر

70-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ بَشِیرٍ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: حُمِلَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَالٌ مِنْ خُرَاسَانَ مَعَ رَجُلَیْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ لَمْ یَزَالاَ یَتَفَقَّدَانِ الْمَالَ حَتَّی مَرَّا بِالرَّیِّ فَدَفَعَ إِلَیْهِمَا رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِهِمَا کِیساً فِیهِ أَلْفَا دِرْهَمٍ،فَجَعَلاَ یَتَفَقَّدَانِ الْمَالَ فِی کُلِّ یَوْمٍ وَ الْکِیسَ حَتَّی دَنَیَا مِنَ الْمَدِینَهِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ:تَعَالَ نَنْظُرُ مَا حَالُ الْمَالِ؟فَنَظَرَا فَإِذَا الْمَالُ عَلَی حَالِهِ مَا خَلاَ کِیسَ الرَّازِیِّ،فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ:اَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ مَا نَقُولُ السَّاعَهَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟فَقَالَ أَحَدُهُمَا:إِنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَرِیمٌ وَ أَنَا أَرْجُو أَنْ یَکُونَ عَلِمَ مَا نَقُولُ عِنْدَهُ،فَلَمَّا دَخَلاَ الْمَدِینَهَ قَصَدَا إِلَیْهِ وَ سَلَّمَا إِلَیْهِ الْمَالَ،فَقَالَ لَهُمَا:أَیْنَ کِیسُ الرَّازِیِّ؟فَأَخْبَرَاهُ بِالْقِصَّهِ،فَقَالَ لَهُمَا:إِنْ رَأَیْتُمَا الْکِیسَ تَعْرِفَانِهِ؟قَالاَ:نَعَمْ، فَقَالَ:یَا جَارِیَهُ عَلَیَّ بِکِیسِ کَذَا وَ کَذَا،فَأَخْرَجَتِ الْکِیسَ فَدَفَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَیْهِمَا،فَقَالَ:أَ تَعْرِفَانِهِ؟قَالاَ:هُوَ ذَاکَ قَالَ:إِنِّی احْتَجْتُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ إِلَی مَالٍ، فَوَجَّهْتُ رَجُلاً مِنَ الْجِنِّ مِنْ شِیعَتِنَا فَأَتَانِی بِهَذَا الْکِیسِ مِنْ مَتَاعِکُمَا (2).

71-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ:

قَالَ:دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ عِنْدَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَهِ یُعَاتِبُهُ فِی مَالٍ لَهُ أَمَرَ أَنْ یَدْفَعَهُ إِلَیْهِ فَجَاءَهُ فَقَالَ لَهُ:ذَهَبْتَ بِمَالِی،فَقَالَ:وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ،فَغَضِبَ وَ اسْتَوَی جَالِساً،ثُمَّ قَالَ:تَقُولُ:وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ وَ أَعَادَهُ مِرَاراً،أَنْتَ یَا أَبَانُ وَ أَنْتَ یَا زِیَادُ،أَمَا وَ اللَّهِ لَوْ کُنْتُمَا أُمَنَاءَ اللَّهِ وَ خَلِیفَتَهُ فِی أَرْضِهِ وَ حُجَّتَهُ عَلَی خَلْقِهِ مَا خَفِیَ عَلَیْکُمَا مَا صَنَعَ بِالْمَالِ،فَقَالَ الرَّجُلُ عِنْدَ ذَلِکَ:جُعِلْتُ فِدَاکَ قَدْ أَخَذْتُ الْمَالَ (3).

72-وَ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ:

خَرَجْتْ بِأَبِی بَصِیرٍ أَقُودُهُ إِلَی بَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لِی:لاَ تَکَلَّمْ وَ لاَ تَقُلْ شَیْئاً،فَانْتَهَیْتُ بِهِ إِلَی بَابِهِ فَتَنَحْنَحَ فَسَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ:یَا فُلاَنَهُ افْتَحِی لِأَبِی مُحَمَّدٍ الْبَابَ قَالَ:فَفَتَحَتْ فَدَخَلْنَا وَ السِّرَاجُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَإِذَا سَفَطٌ بَیْنَ یَدَیْهِ مَفْتُوحٌ

ص:158


1- (1) الأمالی:461 ح 35/1029.
2- (2) بصائر الدّرجات:119،ح 9.
3- (3) بصائر الدّرجات:142،ح 3.

فَوَقَعَتْ عَلَیَّ الرِّعْدَهُ فَجَعَلْتُ أَرْتَعِدُ،إِلَی أَنْ قَالَ فَازْدَدْتُ رِعْدَهً«اَلْحَدِیثَ» (1).

73-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ،وَ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ وَ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ،وَ ابْنِ سِنَانٍ قَالُوا: کُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ بَعَثَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ إِلَی الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ فَقَتَلَهُ فَجَلَسَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمْ یَأْتِهِ شَهْراً،قَالَ:فَبَعَثَ إِلَیْهِ أَنْ ائْتِنِی فَلَمْ یَأْتِهِ،فَبَعَثَ إِلَیْهِ خَمْسَهً مِنَ الْحَرَسِ فَقَالَ:اِئْتُونِی بِهِ فَإِنْ أَبَی فَأْتُوْنِی بِهِ أَوْ بِرَأْسِهِ،فَدَخَلُوا عَلَیْهِ وَ هُوَ یُصَلِّی وَ نَحْنُ نُصَلِّی مَعَهُ[الزَّوَالَ]فَقَالُوا:أَجِبْ دَاوُدَ بْنَ عَلِیٍّ قَالَ:فَإِنْ لَمْ أُجِبْ؟قَالُوا:

أَمَرَنَا أَنْ نَأْتِیَهُ بِرَأْسِکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:وَ خَافَ عَلَی نَفْسِهِ،فَرَأَیْنَاهُ وَ قَدْ رَفَعَ یَدَیْهِ فَوَضَعَهُمَا عَلَی مَنْکِبَیْهِ ثُمَّ بَسَطَهُمَا،ثُمَّ دَعَا بِسَبَّابَتِهِ فَسَمِعْنَاهُ یَقُولُ:اَلسَّاعَهَ السَّاعَهَ، قَالُوا:فَسَمِعْنَا صُرَاخاً عَالِیاً،فَقَالُوا لَهُ:قُمْ،فَقَالَ:أَمَا إِنَّ صَاحِبَکُمْ قَدْ مَاتَ وَ هَذَا الصُّرَاخُ عَلَیْهِ،فَابْعَثُوا رَجُلاً مِنْکُمْ فَإِنْ لَمْ یَکُنْ هَذَا الصُّرَاخُ عَلَیْهِ قُمْتُ مَعَکُمْ،قَالَ:

فَبَعَثُوا رَجُلاً مِنْهُمْ فَمَا لَبِثَ أَنْ أَقْبَلَ فَقَالَ:یَا هَؤُلاَءِ قَدْ مَاتَ صَاحِبُکُمْ وَ هَذَا الصُّرَاخُ عَلَیْهِ،فَانْصَرَفُوا فَقُلْنَا لَهُ:جُعِلْنَا فِدَاکَ مَا کَانَ حَالُهُ؟فَقَالَ:قَتَلَ مَوْلاَیَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ إِلَی أَنْ قَالَ:فَدَعَوْتُ اللَّهَ بِاسْمِهِ الْأَعْظَمِ فَبَعَثَ اللَّهُ إِلَیْهِ مَلَکاً بِحَرْبَهٍ فَطَعَنَهُ فِی مَذَاکِیرِهِ فَقَتَلَهُ«اَلْحَدِیثَ» (2).

74-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ:

کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَیْلَهً مِنَ اللَّیَالِی،وَ لَمْ یَکُنْ عِنْدَهُ أَحَدٌ غَیْرِی فَمَدَّ رِجْلَهُ فِی حَجْرِی،فَقَالَ اغْمِزْهَا یَا عُمَرُ!قَالَ:فَغَمَزْتُ رِجْلَهُ فَنَظَرْتُ إِلَی اضْطِرَابٍ فِی عَضُلَهِ سَاقَیْهِ،فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ إِلَی مَنِ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِهِ؟فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ:لاَ تَسْأَلْنِی فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ عَنْ شَیْ ءٍ فَإِنِّی لَسْتُ أُجِیبُکَ.وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنِ ابْنِ مُسْلِمٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ نَحْوَهُ (3).

75-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلاَّلِ، قَالَ: اخْتَلَفَ النَّاسُ فِی جَابِرِ بْنِ یَزِیدَ،وَ أَحَادِیثِهِ،وَ أَعَاجِیبِهِ،قَالَ:فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ فَابْتَدَأَنِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ؟فَقَالَ:رَحِمَ اللَّهُ جَابِرَ بْنَ یَزِیدَ الْجُعْفِیَّ کَانَ یُصَدِّقُ عَلَیْنَا الْحَدِیثَ (4).

ص:159


1- (1) بصائر الدرجات:192،ح 5.
2- (2) بصائر الدرجات:238،ح 2.
3- (3) بصائر الدرجات:255،ح 1.
4- (4) بصائر الدرجات:258،ح 12.

76-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَسْأَلُهُ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ:إِنْ شِئْتَ فَسَلْ[یَا شِهَابُ]وَ إِنْ شِئْتَ أَخْبَرْتُکَ بِمَا جِئْتَ لَهُ،فَقُلْتُ لَهُ:أَخْبِرْنِی جُعِلْتُ فِدَاکَ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِمَسْأَلَهٍ فَقَالَ:نَعَمْ،ثُمَّ أَجَابَهُ عَنْهَا،ثُمَّ فَعَلَ ذَلِکَ مِرَاراً کَثِیرَهً یُخْبِرُهُ بِمَا یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنْهُ فَیَقُولُ:نَعَمْ،ثُمَّ یُجِیبُهُ وَ قَدْ اخْتَصَرْتُ الْحَدِیثَ بِتَرْکِ الْمَسَائِلِ (1).

77-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ هُوَ وَجِعٌ فَوَلاَّنِی ظَهْرَهُ وَ وَجْهُهُ إِلَی الْحَائِطِ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی مَا أَدْرِی مَا یُصِیبُهُ فِی مَرَضِهِ فَلَوْ سَأَلْتُهُ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدَهُ؟فَأَنَا أُفَکِّرُ فِی هَذَا،إِذْ حَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَیَّ فَقَالَ:إِنَّ الْأَمْرَ لَیْسَ کَمَا تَظُنُّ،لَیْسَ عَلَیَّ مِنْ وَجَعِی هَذَا بَأْسٌ (2). وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ کَمَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ[وَ کَذَا حَدِیثُ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ السَّابِقُ] .

78-وَ[عَنْهُ]عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْقَضَاءِ وَ الْقَدَرِ؟فَقَالَ:هُمَا خَلْقَانِ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ،وَ اللَّهُ یَزِیدُ فِی الْخَلْقِ مَا یَشَاءُ،وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْمَشِیئَهِ؟[فَنَظَرَ إِلَیَّ]فَقَالَ:یَا جَمِیلُ لاَ أُجِیبُکَ فِی الْمَشِیئَهِ (3).

79-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِی دَاوُدَ الْمُسْتَرِقِّ عَنْ عِیسَی الْفَرَّاءِ عَنْ مَالِکٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: کُنْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی خَدِّی وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی:لَقَدْ عَظَّمَکَ اللَّهُ وَ شَرَّفَکَ،فَقَالَ:یَا مَالِکُ!اَلْأَمْرُ أَعْظَمُ مِمَّا تَذْهَبُ إِلَیْهِ (4).

80-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حَسَّانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ هَارُونَ الزَّیَّاتِ،قَالَ: کُنْتُ أَطُوفُ بِالْکَعْبَهِ فَرَأَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا الَّذِی یُتَّبَعُ وَ الَّذِی هُوَ الْإِمَامُ وَ الَّذِی کَذَا وَ کَذَا فَمَا عَلِمْتُ بِهِ حَتَّی ضَرَبَ یَدَهُ عَلَی مَنْکِبِی وَ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَقَالَ: أَ بَشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ،إِنّا إِذاً لَفِی ضَلالٍ وَ سُعُرٍ (5).

81-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ بُرْدَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ الْخَزَّازِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ:قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: ضَعْ

ص:160


1- (1) بصائر الدّرجات:258،ح 13.
2- (2) بصائر الدّرجات:259،ح 14.
3- (3) بصائر الدّرجات:260،ح 17.
4- (4) بصائر الدّرجات:260،ح 18.
5- (5) بصائر الدّرجات:260،ح 21.

لِی مَاءً فِی الْمُتَوَضَّأِ،قَالَ:فَقُمْتُ فَوَضَعْتُ لَهُ فَدَخَلَ،قَالَ:فَقُلْتُ فِی نَفْسِی أَنَا أَقُولُ فِیهِ کَذَا وَ کَذَا،وَ یَدْخُلُ الْمُتَوَضَّأَ یَتَوَضَّأُ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقَالَ:یَا إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِیزِ!لاَ تَرْفَعُوا الْبِنَاءَ فَوْقَ طَاقَتِهِ فَیَنْهَدِمُ،اِجْعَلُونَا عَبِیداً مَخْلُوقِینَ،وَ قُولُوا فِینَا مَا شِئْتُمْ قَالَ إِسْمَاعِیلُ:کُنْتُ أَقُولُ فِیهِ وَ أَقُولُ (1).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ کَمَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْقَزَّازِ نَحْوَهُ .

82-وَ عَنْ أَبِی طَالِبٍ عَنْ بَکْرِ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: خَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَهِ نُرِیدُ مَنْزِلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَحِقَنَا أَبُو بَصِیرٍ خَارِجاً مِنْ زُقَاقٍ وَ هُوَ جُنُبٌ وَ نَحْنُ لاَ نَعْلَمُ حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ وَ قَالَ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّهُ لاَ یَنْبَغِی لِلْجُنُبِ أَنْ یَدْخُلَ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ قَالَ:فَرَجَعَ أَبُو بَصِیرٍ وَ دَخَلْنَا (2).

83-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَسَدِ بْنِ أَبِی الْعَلاَءِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ الْجَوَّانِ قَالَ: کُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أَقُولُ فِی نَفْسِی:یَدْرُونَ هَؤُلاَءِ بَیْنَ یَدَیْ مَنْ هُمْ؟قَالَ:فَأَدْنَانِی حَتَّی جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ،ثُمَّ قَالَ:یَا هَذَا إِنَّ لِی رَبّاً أَعْبُدُهُ.ثَلاَثَ مَرَّاتٍ (3).

84-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَنَّعْتُ رَأْسِی وَ جَلَسْتُ فِی نَاحِیَهٍ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی مَا أَغْفَلَکُمْ عِنْدَ مَنْ تَتَکَلَّمُونَ؟عِنْدَ رَبِّ الْعَالَمِینَ فَنَادَانِی:

وَیْحَکَ یَا خَالِدُ!إِنِّی وَ اللَّهِ عَبْدٌ مَخْلُوقٌ«اَلْحَدِیثَ» (4).

85-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أُذَیْنَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ النَّجَاشِیِّ قَالَ: أَصَابَ جُبَّهً لِی مِنْ فِرَاءٍ نَضْحَ بَوْلٍ فَشَکَکْتُ فِیهِ فَغَمَزْتُهَا فِی مَاءٍ فِی لَیْلَهٍ بَارِدَهٍ،فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْتَدَأَنِی فَقَالَ:إِنَّ الْفِرَاءَ إِذَا غُسِلَ بِالْمَاءِ فَسَدَ الْفِرَاءُ (5).

86-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هِشَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَبِی کَهْمَسٍ قَالَ: کُنْتُ نَازِلاً بِالْمَدِینَهِ فِی دَارٍ فِیهَا وَصِیفَهٌ کَانَتْ تُعْجِبُنِی

ص:161


1- (1) بصائر الدّرجات:256،ح 5.
2- (2) بصائر الدّرجات:261،ح 23.
3- (3) بصائر الدّرجات:261،ح 24.
4- (4) بصائر الدّرجات:262،ح 25.
5- (5) بصائر الدّرجات:262،ح 26.

فَانْصَرَفْتُ لَیْلَهً مُمْسِیاً فَاسْتَفْتَحْتُ الْبَابَ فَفَتَحَتْ لِی فَمَدَدْتُ یَدِی فَقَبَضْتُ عَلَی ثَدْیِهَا، فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا أَبَا کَهْمَسٍ تُبْ إِلَی اللَّهِ مِمَّا صَنَعْتَ الْبَارِحَهَ (1).

87-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مِهْزَمٍ قَالَ: کُنَّا نُزُولاً بِالْمَدِینَهِ وَ کَانَتْ جَارِیَهٌ لِصَاحِبِ الْمَنْزِلِ تُعْجِبُنِی وَ إِنِّی أَتَیْتُ الْبَابَ فَاسْتَفْتَحْتُ فَفَتَحَتْ لِیَ الْجَارِیَهُ فَغَمَزْتُ ثَدْیَهَا فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا مِهْزَمُ أَیْنَ کَانَ أُقْصِی أَثَرَکَ الْیَوْمَ فَقُلْتُ لَهُ:مَا بَرِحْتُ مِنَ الْمَسْجِدِ،فَقَالَ:أَ مَا تَعْلَمُ أَنَّ أَمْرَنَا هَذَا لاَ یُنَالُ إِلاَّ بِالْوَرَعِ (2).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی نَقْلاً مِنْ کِتَابِ نَوَادِرِ الْحِکْمَهِ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلاَدِ عَنْ مِهْزَمٍ مِثْلَهُ .

88-وَ عَنْهُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مِهْزَمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنْ عِنْدِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَیْلَهً مُمْسِیاً فَأَتَیْتُ مَنْزِلِی بِالْمَدِینَهِ فَکَانَتْ أُمِّی مَعِی فَوَقَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَهَا کَلاَمٌ فَأَغْلَظْتُ لَهَا فَلَمَّا أَنْ کَانَ مِنَ الْغَدِ صَلَّیْتُ الْغَدَاهَ وَ أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً:یَا مِهْزَمُ مَا لَکَ وَ خَالِدَهَ أَغْلَظْتَ فِی کَلاَمِهَا الْبَارِحَهَ،أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بَطْنَهَا مَنْزِلٌ قَدْ سَکَنْتَهُ،وَ أَنَّ حَجْرَهَا مَهْدٌ قَدْ عَمَرْتَهُ، وَ أَنَّ ثَدْیَهَا وِعَاءٌ قَدْ شَرِبْتَهُ؟قَالَ:قُلْتُ بَلَی قَالَ:فَلاَ تُغْلِظْ لَهَا (3).

89-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَرْثِ الطَّحَّانِ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحَرْثِ بْنِ حَصِیرَهَ الْأَزْدِیِّ قَالَ: قَدِمَ رَجُلٌ إِلَی خُرَاسَانَ فَدَعَا النَّاسَ إِلَی وَلاَیَهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:فَفِرْقَهٌ أَجَابَتْ،وَ فِرْقَهٌ جَحَدَتْ وَ أَنْکَرَتْ،وَ فِرْقَهٌ وَرِعَتْ فَوَقَفَتْ قَالَ:فَخَرَجَ مِنْ کُلِّ فِرْقَهٍ رَجُلٌ فَدَخَلُوا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:فَکَانَ الْمُتَکَلِّمُ مِنْهُمْ الَّذِی وَرِعَ وَ وَقَفَ،وَ قَدْ کَانَ مَعَ بَعْضِ الْقَوْمِ جَارِیَهٌ فَخَلاَ بِهَا الرَّجُلُ وَ وَقَعَ عَلَیْهَا،فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ هُوَ الْمُتَکَلِّمَ،فَقَالَ:أَصْلَحَکَ اللَّهُ قَدِمَ إِلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَهِ فَدَعَا النَّاسَ إِلَی طَاعَتِکَ وَ وَلاَیَتِکَ،فَأَجَابَ قَوْمٌ وَ أَنْکَرَ قَوْمٌ وَ وَرِعَ قَوْمٌ وَ وَقَفُوا،قَالَ:فَمِنْ أَیِّ الْفِرَقِ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا مِنَ الْفِرْقَهِ الَّتِی وَرِعْتُ وَ وَقَفْتُ،قَالَ:فَأَیْنَ کَانَ وَرَعُکَ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا مَعَ الْجَارِیَهِ،قَالَ:فَارْتَابَ الرَّجُلُ (4).

ص:162


1- (1) بصائر الدرجات:262،ح 1.
2- (2) بصائر الدرجات:263،ح 2.
3- (3) بصائر الدرجات:263،ح 3.
4- (4) بصائر الدرجات:264،ح 5.

90-وَ عَنْهُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلاَدِ عَنْ عَمَّارٍ السِّجِسْتَانِیِّ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:تَذْکُرُ یَوْمَ کَذَا یَوْمَ مَرَرْتَ عَلَی قَوْمٍ فَسَالَ عَلَیْکَ مِیزَابٌ مِنَ الدَّارِ،فَسَأَلْتَهُمْ فَقَالُوا:هُوَ قَذَرٌ!فَطَرَحْتَ نَفْسَکَ فِی النَّهَرِ مَعَ ثِیَابٍ عَلَیْکَ مُصَبَّغَهٍ فَاجْتَمَعَ عَلَیْکَ الصِّبْیَانُ یَصِیحُونَ لَکَ،وَ یَضْحَکُونَ مِنْکَ؟قَالَ عَمَّارٌ:فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ:مَا دَعَاکَ إِلَی أَنْ تُخْبِرَ بِخَبَرِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟قَالَ:

قُلْتُ:لاَ وَ اللَّهِ مَا أَخْبَرْتُهُ هُوَ ذَا قُدَّامِی یَسْمَعُ کَلاَمِی،قَالَ:فَلَمَّا خَرَجْنَا قَالَ لِی:یَا عَمَّارُ هَذَا صَاحِبِی دُونَ غَیْرِهِ (1).

91-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ سَعْدَانَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: بَعَثَ مَعِی رَجُلٌ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَقَالَ إِنِّی أُحِبُّ أَنْ أَعْرِفَ فَضْلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ!قَالَ:خُذْ خَمْسَهَ دَرَاهِمَ سَتُّوقَهٍ فَاجْعَلْهَا فِی الدَّرَاهِمِ وَ خُذْ مِنَ الدَّرَاهِمَ خَمْسَهً فَاجْعَلْهَا فِی لَبَّهِ قَمِیصِکَ فَإِنَّکَ سَتَعْرِفُ فَضْلَهُ،قَالَ:

فَأَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَشَرَهَا وَ أَخَذَ الْخَمْسَهَ وَ قَالَ:هَاکَ خَمْسَتَکَ،وَ هَاتِ خَمْسَتَنَا (2). وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی کِتَابِ الدَّلاَئِلِ عَنْ شُعَیْبٍ کَمَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَحْوَهُ .

92-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ کَانَ مَعَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ فَانْتَهَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی نَخْلَهٍ خَاوِیَهٍ فَقَالَ: أَیَّتُهَا النَّخْلَهُ السَّامِعَهُ الْمُطِیعَهُ لِرَبِّهَا أَطْعِمِینَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیکَ!قَالَ:فَتَسَاقَطَ عَلَیْنَا رُطَبٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فَأَکَلْنَا حَتَّی تَضَلَّعْنَا،فَقَالَ الْبَلْخِیُّ:جُعِلْتُ فِدَاکَ،سُنَّهٌ فِیکُمْ کَسُنَّهِ مَرْیَمَ (3). و عن موسی بن الحسن عن أحمد بن الحسن عن أحمد بن إبراهیم عن عبد اللّه بن بکیر عن عمر بن توبه عن سلیمان بن خالد عن أبی عبد اللّه علیه السّلام مثله.

93-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا کُنَّا فِی الطَّوَافِ قُلْتُ لَهُ:

جُعِلْتُ فِدَاکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ یَغْفِرُ اللَّهُ لِهَذَا الْخَلْقِ؟فَقَالَ:یَا أَبَا بَصِیرٍ إِنَّ أَکْثَرَ مَنْ تَرَی قِرَدَهٌ وَ خَنَازِیرُ،قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:أَرِنِیهِمْ؟فَتَکَلَّمَ بِکَلِمَاتٍ ثُمَّ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی بَصَرِی فَرَأَیْتُهُمْ قِرَدَهً وَ خَنَازِیرَ فَهَالَنِی ذَلِکَ ثُمَّ أَمَرَّ یَدَهُ عَلَی بَصَرِی فَرَأَیْتُهُمْ کَمَا کَانُوا فِی الْمَرَّهِ الْأُولَی«اَلْحَدِیثَ» (4).

ص:163


1- (1) بصائر الدرجات:265،ح 6.
2- (2) بصائر الدرجات:267،ح 9.
3- (3) بصائر الدرجات:274،ح 5.
4- (4) بصائر الدرجات:290،ح 4.

94-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ بُرَیْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: حَجَّ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فَدَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ أَهْلِی قَدْ تُوُفِّیَتْ وَ بَقیتُ وَحِیداً،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

أَ وَ کُنْتَ تُحِبُّهَا؟قَالَ:نَعَمْ قَالَ:فَارْجِعْ إِلَی مَنْزِلِکَ فَإِنَّکَ سَتَرْجِعُ إِلَی الْمَنْزِلِ وَ هِیَ تَأْکُلُ،فَلَمَّا رَجَعْتُ مِنْ حِجَّتِی وَ دَخَلْتُ مَنْزِلِی رَأَیْتُهَا قَاعِدَهً وَ هِیَ تَأْکُلُ (1).

95-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ حَفْصِ بْنِ الْأَبْیَضِ التَّمَّارِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَیَّامَ صَلْبِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ،قَالَ:فَقَالَ لِی:یَا حَفْصُ إِنِّی أَمَرْتُ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ بِأَمْرٍ فَخَالَفَنِی فَابْتُلِیَ بِالْحَدِیدِ،إِنِّی نَظَرْتُ إِلَیْهِ یَوْماً وَ هُوَ کَئِیبٌ حَزِینٌ فَقُلْتُ لَهُ:مَا لَکَ یَا مُعَلَّی کَأَنَّکَ ذَکَرْتَ أَهْلَکَ وَ مَالَکَ وَ وُلْدَکَ وَ عِیَالَکَ؟قَالَ:

أَجَلْ،قُلْتُ:اُدْنُ مِنِّی،فَدَنَا مِنِّی،فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ:أَیْنَ تَرَاکَ قَالَ:أَرَانِی فِی بَیْتِی هَذِهِ زَوْجَتِی وَ هَذَا وَلَدِی فَتَرَکْتُهُ حَتَّی تَمَلَّأَ مِنْهُمْ وَ اسْتَتَرْتُ مِنْهُمْ حَتَّی نَالَ مِنْهَا مَا یَنَالُ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِهِ،ثُمَّ قُلْتُ:اُدْنُ مِنِّی،فَدَنَا مِنِّی فَمَسَحْتُ وَجْهَهُ فَقُلْتُ:أَیْنَ تَرَاکَ قَالَ:أَرَانِی مَعَکَ فِی الْمَدِینَهِ هَذَا بَیْتُکَ،قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ یَا مُعَلَّی!إِنَّ لَنَا حَدِیثاً مَنْ حَفِظَهُ عَلَیْنَا حَفِظَ اللَّهُ عَلَیْهِ دِینَهُ وَ دُنْیَاهُ إِلَی أَنْ قَالَ:یَا مُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ وَ أَنْتَ مَقْتُولٌ فَاسْتَعِدَّ (2). وَ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،وَ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ الوَرَّاقِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ حَفْصٍ نَحْوَهُ .

96-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ سَلَمَهَ (3)عَنِ الْحُسَیْنِ(الْحَسَنِ ظ)بْنِ عَلِیِّ بْنِ بَقَّاحٍ عَنِ ابْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ:سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنِ الْحَوْضِ فَقَالَ: حَوْضٌ مَا بَیْنَ بُصْرَی إِلَی صَنْعَاءَ أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَاهُ؟قُلْتُ:نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاکَ قَالَ:

فَأَخَذَ بِیَدِی وَ أَخْرَجَنِی إِلَی ظَهْرِ الْمَدِینَهِ،ثُمَّ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ فَنَظَرْتُ إِلَی نَهَرٍ یَجْرِی لاَ یُدْرَکُ حَافَتَاهُ إِلاَّ الْمَوْضِعُ الَّذِی أَنَا فِیهِ قَائِمٌ فَإِنَّهُ شَبِیهٌ بِالْجَزِیرَهِ فَکُنْتُ أَنَا وَ هُوَ وُقُوفاً فَنَظَرْتُ إِلَی نَهَرٍ یَجْرِی مِنْ جَانِبِهِ مَاءٌ أَبْیَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ مِنْ جَانِبِهِ هَذَا لَبَنٌ أَبْیَضُ مِنَ الثَّلْجِ وَ فِی وَسَطِهِ خَمْرٌ أَحْسَنُ مِنَ الْیَاقُوتِ،فَمَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْ تِلْکَ الْخَمْرِ بَیْنَ اللَّبَنِ وَ الْمَاءِ فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ مِنْ أَیْنَ مَخْرَجُ هَذَا وَ مَجْرَاهُ؟فَقَالَ:هَذِهِ الْعُیُونُ الَّتِی ذَکَرَهَا اللَّهُ فِی کِتَابِهِ أَنْهَارٌ فِی الْجَنَّهِ عَیْنٌ مِنْ مَاءٍ وَ عَیْنٌ مِنْ لَبَنٍ وَ عَیْنٌ مِنْ خَمْرٍ

ص:164


1- (1) بصائر الدّرجات:294،ح 5.
2- (2) بصائر الدّرجات:423،ح 2.
3- (3) فی نسخه ثانیه:عن سلمه.

تَجْرِی مِنْ هَذَا النَّهَرِ،وَ رَأَیْتُ حَافَتَیْهِ عَلَیْهِمَا شَجَرٌ فِیهِنَّ حُورٌ مُعَلَّقَاتٌ بِرُءُوسِهِنَّ مَا رَأَیْتُ شَیْئاً أَحْسَنَ مِنْهُنَّ وَ بِأَیْدِیهِنَّ آنِیَهٌ مَا رَأَیْتُ آنِیَهً أَحْسَنَ مِنْهَا لَیْسَتْ مِنْ آنِیَهِ الدُّنْیَا، فَدَنَا مِنْ إِحْدَاهُنَّ فَأَوْمَی إِلَیْهَا بِیَدِهِ لِتَسْقِیَهُ فَنَظَرْتُ إِلَیْهَا وَ قَدْ مَالَتْ لِتَغْرِفَ مِنَ النَّهَرِ فَمَالَ الشَّجَرُ مَعَهَا فَاغْتَرَفَتْ ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَهَا،فَأَوْمَی إِلَیْهَا فَمَالَتْ لِتَغْرِفَ فَمَالَتِ الشَّجَرَهُ مَعَهَا،ثُمَّ نَاوَلَتْهُ فَنَاوَلَنِی فَشَرِبْتُ فَمَا رَأَیْتُ شَرَاباً کَانَ أَلْیَنَ مِنْهُ،وَ لاَ أَلَذَّ مِنْهُ،وَ کَانَتْ رَائِحَتُهُ رَائِحَهَ الْمِسْکِ،وَ نَظَرْتُ فِی الْکَأْسِ فَإِذَا فِیهِ ثَلاَثَهُ أَلْوَانٍ مِنَ الشَّرَابِ«اَلْحَدِیثَ» (1).

97-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمُؤْمِنِ عَنْ أَبِی حَنِیفَهَ سَابِقِ الْحَاجِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: أَتَیْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:أُقِیمُ عَلَیْکَ حَتَّی تَشْخَصَ فَقَالَ:لاَ امْضِ حَتَّی یَقْدَمَ عَلَیْنَا أَبُو الْفَضْلِ سَدِیرٌ فَإِنْ تَهَیَّأَ لَنَا بَعْضُ مَا نُرِیدُ کَتَبْنَا إِلَیْکَ،قَالَ:فَسِرْتُ یَوْمَیْنِ وَ لَیْلَتَیْنِ،فَجَاءَنِی رَجُلٌ طَوِیلٌ آدَمُ بِکِتَابٍ خَاتَمُهُ رَطْبٌ،وَ الْکِتَابُ رَطْبٌ قَالَ:فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِیهِ:إِنَّ أَبَا الْفَضْلِ قَدْ قَدِمَ عَلَیْنَا وَ نَحْنُ شَاخِصُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَأَقِمْ حَتَّی نَأْتِیَکَ،قَالَ:فَأَتَانِی فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ أَتَانِی الْکِتَابُ رَطْباً وَ الْخَاتَمُ رَطْباً؟قَالَ:فَقَالَ:إِنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْجِنِّ کَمَا أَنَّ لَنَا أَتْبَاعاً مِنَ الْإِنْسِ،فَإِذَا أَرَدْنَا أَمْراً بَعَثْنَاهُمْ (2).

98-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْجُنُبِ یَغْرِفُ الْمَاءَ مِنَ الْحُبِّ فَلَمَّا صِرْتُ عِنْدَهُ أُنْسِیتُ الْمَسْأَلَهَ فَنَظَرَ إِلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا شِهَابُ لاَ بَأْسَ بِأَنْ یَغْرِفَ الْجُنُبُ مِنَ الْحُبِّ (3).

99-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَکْرٍ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَبَسَطَ رِجْلَیْهِ وَ قَالَ:اِغْمِزْهَا یَا عُمَرُ،قَالَ فَأَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدَهُ قَالَ:فَقَالَ لِی:یَا عُمَرُ لاَ أُخْبِرُکَ عَنِ الْإِمَامِ بَعْدِی (4).

100-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفِ بِغَزَّالٍ عَنْ أَبِی عُمَیْرٍ الدِّیَارِیِّ عَمَّنْ حَدَّثَهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ لَهُ أَخٌ

ص:165


1- (1) بصائر الدّرجات:424،ح 3.
2- (2) بصائر الدّرجات:122،ح 14.
3- (3) بصائر الدّرجات:256،ح 3.
4- (4) بصائر الدّرجات:256،ح 4.

جَارُودِیٌّ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:کَیْفَ أَخُوکَ؟قَالَ:جُعِلْتُ فِدَاکَ خَلَّفْتُهُ صَالِحاً،قَالَ:وَ کَیْفَ هُوَ؟قَالَ:قُلْتُ هُوَ رِضًا فِی جَمِیعِ حَالاَتِهِ وَ عِنْدَهُ خَیْرٌ إِلاَّ أَنَّهُ لاَ یَقُولُ بِکُمْ،قَالَ:وَ مَا یَمْنَعُهُ؟قَالَ:قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ یَتَوَرَّعُ مِنْ ذَلِکَ،قَالَ:فَقَالَ لِی:إِذَا رَجَعْتَ إِلَیْهِ فَقُلْ لَهُ:أَیْنَ کَانَ وَرَعُکَ لَیْلَهَ نَهَرِ بَلْخٍ؟«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّهُ أَخْبَرَ أَخَاهُ وَ سَأَلَهُ عَنْ ذَلِکَ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ کَانَ لَهُ رَفِیقٌ جَاءَ وَ مَعَهُ جَارِیَهٌ حَسْنَاءُ فَوَقَعَ عَلَی جَارِیَهِ رَفِیقِهِ عِنْدَ نَهَرِ بَلْخٍ،وَ قَالَ:وَ اللَّهِ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ إِلاَّ أَنَا وَ الْجَارِیَهُ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ اسْتَقَامَتْ طَرِیقَتُهُ (1).

101-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ غَیْرِ وَاحِدٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: قَدِمَ عَلَیْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ فَعَرَضْتُ عَلَیْهِ هَذَا الْأَمْرَ فَقَبِلَهُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی سَکَرَاتِ الْمَوْتِ،فَقَالَ:یَا أَبَا بَصِیرٍ قَدْ قَبِلْتُ مَا قُلْتَ لِی،فَکَیْفَ لِی بِالْجَنَّهِ؟ قُلْتُ:أَنَا ضَامِنٌ لَکَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْجَنَّهِ فَمَاتَ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ:یَا بَا مُحَمَّدِ قَدْ وُفِیَ لِصَاحِبِکَ بِالْجَنَّهِ (2).

102-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَا بَا مُحَمَّدٍ مَا فَعَلَ أَبُو حَمْزَهَ؟ قُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ خَلَّفْتُهُ صَالِحاً،قَالَ:إِذَا رَجَعْتَ إِلَیْهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلاَمَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّهُ یَمُوتُ یَوْمَ کَذَا وَ کَذَا إِلَی أَنْ قَالَ:قَالَ أَبُو بَصِیرٍ:فَرَجَعْتُ فَمَا لَبِثَ أَبُو حَمْزَهَ أَنْ هَلَکَ تِلْکَ السَّاعَهَ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ (3).

103-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْعَبَّاسِ عَنْ عَمَّارِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: تُرِیدُ أَنْ تَنْظُرَ بِعَیْنِکَ إِلَی السَّمَاءِ؟قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَنَظَرْتُ إِلَی السَّمَاءِ.

104-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ أَوْ عَمَّنْ رَوَاهُ عَنْ أَحْمَدَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَرَّهَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ أَبَانٍ الْأَحْمَرِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ بِالْأَبْطَحِ مَا أَکْثَرَ الْعَجِیجَ وَ الضَّجِیجَ،وَ أَقَلَّ الْحَجِیجَ إِلَی أَنْ قَالَ:

فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی وَجْهِی وَ قَالَ:یَا أَبَا بَصِیرٍ انْظُرْ،قَالَ:فَإِذَا أَنَا بِالْخَلْقِ کَلْبٌ وَ خِنْزِیرٌ وَ حِمَارٌ إِلاَّ رَجُلٌ بَعْدَ رَجُلٍ (4).

ص:166


1- (1) بصائر الدرجات:270،ح 16.
2- (2) بصائر الدرجات:271،ح 2.
3- (3) بصائر الدرجات:284،ح 6.
4- (4) بصائر الدرجات:291،ح 6.

105-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُوسَی بْنِ سَعْدَانَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: تَجَسَّسْتُ جَسَدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ مَنَاکِبَهُ فَقَالَ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ تُحِبُّ أَنْ تَرَانِی؟ فَقُلْتُ:نَعَمْ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ فَقَالَ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَوْ لاَ شُهْرَهُ النَّاسِ لَتَرَکْتُکَ بَصِیراً عَلَی حَالِکَ وَ لَکِنْ لاَ یَسْتَقِیمُ،ثُمَّ مَسَحَ یَدَهُ عَلَی عَیْنَیَّ فَإِذَا أَنَا کَمَا کُنْتُ (1).

106-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِی فَقَالَ:مَا لَکَ تُحَدِّثُ نَفْسَکَ تُرِیدُ أَنْ تَرَی أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:فَقُمْ فَادْخُلِ الْبَیْتَ فَدَخَلْتُ الْبَیْتَ فَإِذَا أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

107-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَوْبَهَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ مَعَهُ إِذَا هُوَ بِظَبْیٍ یَبْغُمُ وَ یُحَرِّکُ ذَنَبَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ:ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیْنَا فَقَالَ:عَلِمْتُمْ مَا قَالَ الظَّبْیُ؟قُلْنَا:اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ قَالَ:إِنَّهُ أَتَانِی فَأَخْبَرَنِی أَنَّ بَعْضَ أَهْلِ الْمَدِینَهِ نَصَبَ شَبَکَهً لِأُنْثَاهُ فَأَخَذَهَا وَ لَهَا خِشْفَانِ لَمْ یَنْهَضَا وَ لَمْ یَقْوَیَا لِلرَّعْیِ قَالَ:فَسَأَلَنِی أَنْ أَسْأَلَهُمْ أَنْ یُطْلِقُوهَا وَ ضَمِنَ لِی أَنْ إِذَا أَرْضَعَتْ خِشْفَیْهَا حَتَّی یَقْوَیَا أَنْ یَرُدَّهَا عَلَیْهِمْ قَالَ:فَاسْتَحْلَفْتُهُ فَقَالَ:بَرِئْتُ مِنْ وَلاَیَتِکُمْ أَهْلَ الْبَیْتِ إِنْ لَمْ أَفِ بِهِ وَ أَنَا فَاعِلٌ ذَلِکَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقَالَ الْبَلْخِیُّ:سُنَّهٌ فِیکُمْ کَسُنَّهِ سُلَیْمَانَ (3).

108-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ الْکُوفِیِّ عَنْ عَمَّارٍ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَرَکَضَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ فَإِذَا بَحْرٌ فِیهِ سُفُنٌ مِنْ فِضَّهٍ فَرَکِبَ وَ رَکِبْتُ مَعَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ خِیَامٌ مِنْ فِضَّهٍ فَدَخَلَهَا ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ:رَأَیْتَ الْخَیْمَهَ الَّتِی دَخَلْتَهَا أَوَّلاً؟قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:تِلْکَ خَیْمَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ الْأُخْرَی خَیْمَهُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ الثَّالِثَهُ خَیْمَهُ فَاطِمَهَ، وَ الرَّابِعَهُ خَیْمَهُ خَدِیجَهَ،وَ الْخَامِسَهُ خَیْمَهُ الْحَسَنِ وَ السَّادِسَهُ خَیْمَهُ الْحُسَیْنِ،وَ السَّابِعَهُ خَیْمَهٌ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ،وَ الثَّامِنَهُ خَیْمَهُ أَبِی وَ التَّاسِعَهُ خَیْمَتِی،وَ لَیْسَ مِنَّا أَحَدٌ یَمُوتُ إِلاَّ وَ لَهُ خَیْمَهٌ یَسْکُنُ فِیهَا (4).

ص:167


1- (1) بصائر الدرجات:292،ح 7.
2- (2) بصائر الدرجات:295،ح 4.
3- (3) بصائر الدرجات:369،ح 8.
4- (4) بصائر الدرجات:425،ح 5.

109-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی بَعْضِ حَوَائِجِی فَقَالَ لِی:مَا لِی أَرَاکَ کَئِیباً حَزِیناً؟فَقُلْتُ:مَا بَلَغَنِی مِنَ الْعِرَاقِ مِنْ هَذَا الْوَبَاءِ أَذْکُرُ عِیَالِی،قَالَ:فَقَالَ فَیَسُرُّکَ أَنَّکَ تَرَاهُمْ؟فَقُلْتُ:وَدِدْتُ وَ اللَّهِ جُعِلْتُ فِدَاکَ،فَقَالَ:

فَاصْرِفْ وَجْهَکَ،فَصَرَفْتُ وَجْهِی،ثُمَّ قَالَ:أَقْبِلْ بِوَجْهِکَ،فَأَقْبَلْتُ بِوَجْهِی،فَإِذَا دَارِی مُمَثَّلَهٌ نُصْبَ عَیْنِی،قَالَ:فَقَالَ:اُدْخُلْ دَارَکَ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا لاَ أَفْقِدُ مِنْ عِیَالِی صَغِیراً وَ لاَ کَبِیراً إِلاَّ وَ هُوَ فِی دَارِی بِمَا فِیهَا،قَالَ:ثُمَّ خَرَجْتُ فَقَالَ لِی:اِصْرِفْ وَجْهَکَ فَصَرَفْتُهُ فَنَظَرْتُ فَلَمْ أَرَ شَیْئاً (1).

110-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ زِیَادِ بْنِ أَبِی الْحَلاَّلِ قَالَ: کُنْتُ سَمِعْتُ مِنْ جَابِرٍ أَحَادِیثَ فَاضْطَرَبَ فِیهَا فُؤَادِی، وَ ضِقْتُ مِنْهَا ضِیقاً شَدِیداً،فَابْتَعْتُ بَعِیراً وَ خَرَجْتُ عَلَیْهِ إِلَی الْمَدِینَهِ،وَ طَلَبْتُ الْإِذْنَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَذِنَ لِی فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ:رَحِمَ اللَّهِ جَابِراً کَانَ یُصَدِّقُ عَلَیْنَا الْحَدِیثَ (2).

111-وَ عَنْهُ عَنِ الْهَیْثَمِ النَّهْدِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ کَانَ رَاکِباً فَنَزَلَ فِی السُّوقِ قَرِیباً مِنْهُ وَ سَجَدَ وَ أَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ لَهُ:قُرْبَ السُّوقِ قَالَ:إِنَّهُ لَمْ یَرَنِی أَحَدٌ (3).وَ رَوَاهُ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْهَیْثَمِ.

أقول:العاده قاضیه بأن أهل السوق لو رأوه لاجتمعوا إلیه و أنکروا علیه و تعجبوا منه.

112-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی یَرْفَعُهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: کَانَ بَیْنَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بَیْنَ بَعْضِ بَنِی أُمَیَّهَ شَیْ ءٌ فَدَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی الدِّیوَانِ فَقَالَ:مَنْ أَدْخَلَ عَلَیَّ هَذَا؟فَقَالُوا:لاَ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْنَا أَحَداً (4).

113-وَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُکَیْرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ تَوْبَهَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَانَ مَعَهُ عَبْدُ اللَّهِ الْبَلْخِیُّ فِی سَفَرٍ فَقَالَ لَهُ:اُنْظُرْ هَلْ تَرَی هَاهُنَا جُبّاً؟فَنَظَرَ

ص:168


1- (1) بصائر الدّرجات:426،ح 8.
2- (2) بصائر الدّرجات:258،ح 12.
3- (3) بصائر الدّرجات:515،ح 15.
4- (4) بصائر الدّرجات:515،ح 3.

الْبَلْخِیُّ یَمْنَهً وَ یَسْرَهً ثُمَّ انْصَرَفَ فَقَالَ:مَا رَأَیْتُ شَیْئاً قَالَ:بَلَی انْظُرْ فَعَادَ أَیْضاً ثُمَّ رَجَعَ إِلَیْهِ،ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِأَعْلَی صَوْتِهِ:أَلاَ یَا أَیُّهَا الْجُبُّ الزَّاخِرُ السَّامِعُ الْمُطِیعُ لِرَبِّهِ اسْقِنَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیکَ،قَالَ:فَنَبَعَ مِنْهُ أَعْذَبُ مَاءٍ وَ أَطْیَبُهُ وَ أَرَقُّهُ وَ أَحْلاَهُ فَقَالَ لَهُ الْبَلْخِیُّ جُعِلْتُ فِدَاکَ سُنَّهٌ فِیکُمْ کَسُنَّهِ مُوسَی (1). و روی الراوندی فی الخرائج جمله کثیره من الأحادیث السابقه.

الفصل الرابع عشر

114-وَ رَوَی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: مَرِضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَرَضاً شَدِیداً حَتَّی خِفْنَا عَلَیْهِ،فَقَالَ:مَا عَلَیَّ مِنْ مَرَضِی هَذَا بَأْسٌ قَالَ:ثُمَّ سَکَتَ مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ اعْتَلَّ عِلَّهً خَفِیفَهً فَأَقْبَلَ یُوصِینَا ثُمَّ قَالَ:أَدْخِلْ عَلَیَّ نَفَراً مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَهِ حَتَّی أُشْهِدَهُمْ فَقُلْتُ:یَا أَبَتِ لَیْسَ عَلَیْکَ بَأْسٌ،فَقَالَ:یَا بُنَیَّ إِنَّ الَّذِی جَاءَنِی فَأَخْبَرَنِی أَنِّی لَسْتُ بِمَیِّتٍ فِی مَرَضِی ذَلِکَ،هُوَ الَّذِی أَخْبَرَنِی أَنِّی مَیِّتٌ فِی مَرَضِی هَذَا (2).

الفصل الخامس عشر

115-وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ فِی مُخْتَصَرِ الْبَصَائِرِ بِإِسْنَادٍ یَأْتِی فِی النَّصِّ عَلَی الْمَهْدِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: قَالَ:قُلْتُ:یَا سَیِّدِی هَلْ یُرَی الْمَهْدِیُّ فِی وَقْتِ وِلاَدَتِهِ؟قَالَ:بَلَی وَ اللَّهِ لَیُرَی مِنْ سَاعَهِ وِلاَدَتِهِ إِلَی سَاعَهِ وَفَاهِ أَبِیهِ ابْنَ سَنَتَیْنِ وَ تِسْعَهِ أَشْهُرٍ أَوَّلُ وِلاَدَتِهِ وَقْتُ الْفَجْرِ مِنْ لَیْلَهِ الْجُمُعَهِ فِی شَعْبَانَ سَنَهَ سَبْعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ إِلَی یَوْمِ الْجُمُعَهِ لِثَمَانِ لَیَالٍ یَخْلُونَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ سَنَهَ سِتِّینَ وَ مِائَتَیْنِ وَ هُوَ وَقْتُ وَفَاهِ أَبِیهِ بِالْمَدِینَهِ الَّتِی بِشَاطِئِ دِجْلَهَ یَبْنِیهَا الْمُتَکَبِّرُ الْجَبَّارُ الْمُسَمَّی بِاسْمِ جَعْفَرٍ الضَّالُّ الْمُلَقَّبُ بِالْمُتَوَکِّلِ،ثُمَّ ذَکَرَ جُمْلَهً أُخْرَی مِنْ أَحْوَالِ الْمَهْدِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی غَیْبَتِهِ وَ ظُهُورِهِ (3).

الفصل السادس عشر

116-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ الاِحْتِجَاجَ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ قَالَ: اجْتَمَعَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ وَ أَبُو شَاکِرٍ الدَّیَصَانِیُّ،وَ عَبْدُ الْمَلِکِ

ص:169


1- (1) بصائر الدّرجات:533،ح 28.
2- (2) مدینه المعاجز:79/5،ح 1484.
3- (3) مختصر البصائر:181.

الْبَصْرِیُّ وَ ابْنُ الْمُقَفَّعِ عِنْدَ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ یَسْتَهْزِءُونَ بِالْحَاجِّ،وَ یَطْعَنُونَ فِی الْقُرْآنِ، فَقَالَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ:تَعَالَوْا یَنْقُضْ کُلُّ وَاحِدٍ مِنَّا رُبُعَ الْقُرْآنِ،وَ مِیعَادُنَا فِی الْقَابِلِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ نَجْتَمِعُ فِیهِ وَ قَدْ نَقَضْنَا الْقُرْآنَ کُلَّهُ وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ وَ حَاصِلُهُ أَنَّهُمْ اجْتَمَعُوا مِنْ قَابِلٍ عِنْدَ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ وَ لَمْ یَنْقُضُوا شَیْئاً وَ اعْتَرَفُوا بِالْعَجْزِ قَالَ هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ:

فَبَیْنَمَا هُمْ فِی ذَلِکَ إِذْ مَرَّ بِهِمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمَ،فَقَالَ: قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الْإِنْسُ وَ الْجِنُّ عَلی أَنْ یَأْتُوا بِمِثْلِ هذَا الْقُرْآنِ لا یَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَ لَوْ کانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِیراً (1)قَالَ فَنَظَرَ الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ وَ قَالُوا:لَوْ کَانَ لِلْإِسْلاَمِ حَقِیقَهٌ لَمَا انْتَهَتْ وَصِیَّهُ مُحَمَّدٍ إِلاَّ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،وَ اللَّهِ مَا رَأَیْنَاهُ قَطُّ إِلاَّ هِبْنَاهُ، وَ اقْشَعَرَّتْ جُلُودُنَا لِهَیْبَتِهِ،ثُمَّ تَفَرَّقُوا مُقِرِّینَ بِالْعَجْزِ (2). وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ مُرْسَلاً نَحْوَهُ .

117-وَ عَنْ أَبَانِ بْنِ تَغْلِبَ قَالَ:کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْیَمَنِ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ،فَرَدَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ جَلَسَ فَقَالَ لَهُ:مَرْحَباً یَا سَعْدُ فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ:بِهَذَا الاِسْمِ سَمَّتْنِی أُمِّی،وَ مَا أَقَلَّ مَنْ یَعْرِفُنِی بِهِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:صَدَقْتَ یَا سَعْدَ الْمَوَالِی!فَقَالَ الرَّجُلُ بِهَذَا کُنْتُ أُلَقَّبُ «اَلْحَدِیثَ» (3).

الفصل السابع عشر

118-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی مَجْمَعِ الْبَیَانِ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ: .وَ قَدِ اجْتَمَعَ هُوَ وَ جَمَاعَهُ الْعَلَوِیَّهِ وَ الْعَبَّاسِیَّهِ لِیُبَایِعُوا ابْنَهُ مُحَمَّداً.:وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَیْکَ،وَ لاَ إِلَی ابْنَیْکَ وَ لَکِنَّهَا لَهُمْ،وَ أَشَارَ إِلَی الْعَبَّاسِیَّهِ،وَ إِنْ ابْنَیْکَ لَمَقْتُولاَن،ثُمَّ نَهَضَ وَ تَوَکَّأَ عَلَی یَدِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ عِمْرَانَ الزُّهْرِیِّ فَقَالَ لَهُ:أَ رَأَیْتَ صَاحِبَ الرِّدَاءِ الْأَصْفَرِ.یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ؟.قَالَ:

نَعَمْ،فَقَالَ وَ اللَّهِ نَجِدُهُ یَقْتُلُهُ فَکَانَ کَمَا قَالَ (4).

الفصل الثامن عشر

119-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی قَالَ:رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ

ص:170


1- (1) سوره الإسراء:88.
2- (2) الاحتجاج:143.
3- (3) الاحتجاج:100.
4- (4) تفسیر مجمع البیان:ج 353،1.

أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی فِی کِتَابِ نَوَادِرِ الحِکْمَهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَائِذِ بْنِ نُبَاتَهَ الْأَحْمَسِیِّ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ صَلاَهِ اللَّیْلِ[وَ نَسِیتُ]فَقُلْتُ:

السَّلاَمُ عَلَیْکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ:أَجَلْ وَ اللَّهِ أَنَا وَلَدُهُ،وَ مَا نَحْنُ بِذَوِی قَرَابَتِهِ مَنْ أَتَی اللَّهَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الْمَفْرُوضَاتِ لَمْ یُسْأَلْ عَمَّا سِوَی ذَلِکَ فَاکْتَفَیْتُ بِذَلِکَ (1).

120-قَالَ:وَ رَوَی غَیْرُهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَهَ وَ کَانَتْ مَعِی جُوَیْرِیَهٌ لِی فَأَصَبْتُ مِنْهَا،ثُمَّ قَصَدْتُ الْحَمَّامِ فَلَقِیتُ أَصْحَابَنَا الشِّیعَهَ وَ هُمْ مُتَوَجِّهُونَ حَتَّی دَخَلْتُ الدَّارَ مَعَهُمْ،فَلَمَّا مَثُلْتُ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ:

یَا أَبَا بَصِیرٍ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّ بُیُوتَ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَوْلاَدِ الْأَنْبِیَاءِ لاَ یَدْخُلُهَا الْجُنُبُ «اَلْحَدِیثَ» (2).

121-قَالَ:وَ مِنْ کِتَابِ نَوَادِرِ الْحِکْمَهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلَ شُعَیْبٌ الْعَقَرْقُوفِیُّ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ مَعَهُ صُرَّهٌ فِیهَا دَنَانِیرُ فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ زَکَاهٌ أَمْ صِلَهٌ؟سَکَتَ،ثُمَّ قَالَ:زَکَاهٌ وَ صِلَهٌ، قَالَ:فَلاَ حَاجَهَ لَنَا فِی الزَّکَاهِ قَالَ:فَقَبَضَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَبْضَهً فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ،فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ قُلْتُ لَهُ کَمْ کَانَتِ الزَّکَاهُ مِنْ هَذِهِ؟قَالَ:بِقَدْرِ مَا أَعْطَانِی وَ اللَّهُ لَمْ یَزِدْ حَبَّهً وَ لَمْ یَنْقُصْ حَبَّهً (3).

122-وَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی قُبَا لِأَشْتَرِیَ نَخْلاً فَلَقِیتُهُ وَ قَدْ دَخَلَ الْمَدِینَهَ فَقَالَ:أَیْنَ تُرِیدُ؟فَقُلْتُ:لَعَلَّنَا نَشْتَرِی نَخْلاً،فَقَالَ أَ وَ قَدْ أَمِنْتُمُ الْجَرَادَ؟فَقُلْتُ:لاَ وَ اللَّهِ لاَ نَشْتَرِی نَخْلَهً،فَوَ اللَّهِ مَا لَبِثْنَا إِلاَّ خَمْساً حَتَّی جَاءَ مِنَ الْجَرَادِ مَا لَمْ یَتْرُکْ فِی النَّخَلاَتِ حَمْلاً (4).

123-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عُرْوَهَ بْنِ مُوسَی الْجُعْفِیِّ قَالَ: قَالَ لَنَا یَوْماً وَ نَحْنُ نَتَحَدَّثُ:هَذِهِ السَّاعَهَ انْفَقَأَتْ عَیْنُ هِشَامٍ فِی قَبْرِهِ،قُلْنَا:وَ مَتَی مَاتَ؟قَالَ:

الْیَوْمُ الثَّالِثُ،قَالَ:فَحَسَبْنَا مَوْتَهُ وَ سَأَلْنَا عَنْهُ فَکَانَ کَذَلِکَ (5).

124-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ[مُحَمَّدِ بْنِ]فُضَیْلٍ عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ

ص:171


1- (1) إعلام الوری:ج 520/1.
2- (2) إعلام الوری:ج 521/1.
3- (3) إعلام الوری:ج 521/1.
4- (4) إعلام الوری:ج 523/1.
5- (5) إعلام الوری:ج 522/1.

قَالَ: قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:کَیْفَ أَنْتَ إِذَا نَعَانِی إِلَیْکَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ؟ قَالَ:فَوَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُ مُحَمَّدَ بْنَ سُلَیْمَانَ وَ لاَ عَلِمْتُ مَنْ هُوَ؟قَالَ:ثُمَّ کَثُرَ مَالِی وَ عَرَضْتُ تِجَارَتِی بِالْکُوفَهِ وَ الْبَصْرَهِ فَإِنِّی یَوْماً بِالْبَصْرَهِ عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ وَ هُوَ وَالِی الْبَصْرَهِ إِذْ أَلْقَی إِلَیَّ کِتَاباً وَ قَالَ لِی:یَا شِهَابُ أَعْظَمَ اللَّهُ أُجُورَکَ وَ أُجُورَنَا فِی إِمَامِکَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ«اَلْحَدِیثَ» (1).

125-قَالَ:وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ لَنَا أَمْوَالاً وَ نَحْنُ نُعَامِلُ النَّاسَ وَ أَخَافُ إِنْ حَدَثَ حَدَثٌ أَنْ تَتَفَرَّقَ أَمْوَالُنَا قَالَ:فَقَالَ:اِجْمَعْ مَالَکَ فِی کُلِّ شَهْرِ رَبِیعٍ،قَالَ عَلِیُّ بْنُ إِسْمَاعِیلَ:فَمَاتَ إِسْحَاقُ فِی شَهْرِ رَبِیعٍ (2).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ کَمَا رَوَاهُ عَنْهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

126-وَ رَوَی حَدِیثاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ قَابُوسَ[عَنْ أَبِیهِ]عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

مَضْمُونُهُ أَنَّهُ کَلَّمَ قَوْماً مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ بِالْعَرَبِیَّهِ فَلَمْ یَفْهَمُوا فَکَلَّمَهُمْ بِلِسَانِهِمْ (3).

127-: وَ رَوَی حَدِیثاً طَوِیلاً مَضْمُونُهُ:أَنَّ دَاوُدَ بْنَ عَلِیٍّ قَتَلَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ اللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَیْکَ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ:أَ تُهَدِّدُنِی بِدُعَائِکَ؟ فَدَعَا عَلَیْهِ فَمَاتَ تِلْکَ اللَّیْلَهَ (4).

128-: وَ رَوَی حَدِیثاً طَوِیلاً فِی أَنَّ الْمَنْصُورَ دَعَا الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِیَقْتُلَهُ لِأَنَّ رَجُلاً أَخْبَرَهُ أَنَّهُ یُرِیدُ الْخُرُوجَ،فَدَعَا الرَّجُلَ فَأَحْلَفَهُ بِالْبَرَاءَهِ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ فَسَقَطَ مَیِّتاً فِی مَجْلِسٍ الْمَنْصُورِ فَأَکْرَمَهُ وَ سَکَنَ غَضَبُهُ (5).

129-قَالَ:وَ رَوَی أَبُو الْفَرَجِ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْأَصْفَهَانِیُّ فِی کِتَابِ مَقَاتِلِ الطَّالِبِیِّینَ بِإِسْنَادِهِ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ: أَنَّ جَمَاعَهً مِنْهُمْ أَرَادُوا بَیْعَهَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ زَعَمُوا أَنَّهُ الْمَهْدِیُّ فَطَلَبُوا مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْبَیْعَهَ لَهُ فَأَبَی وَ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ:إِنَّ ابْنَکَ لَیْسَ هُوَ الْمَهْدِیَّ،وَ لاَ هَذَا أَوَانُهُ،إِلَی أَنْ قَالَ:

وَ لَکِنْ هَذَا وَ إِخْوَتَهُ وَ أَوْلاَدَهُمْ دُونَکُمْ.وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی کَتِفِ أَبِی الْعَبَّاسِ.ثُمَّ ضَرَبَ

ص:172


1- (1) إعلام الوری:ج 523/1.
2- (2) إعلام الوری:ج 523/1.
3- (3) إعلام الوری:ج 22/2.
4- (4) إعلام الوری:ج 524/1.
5- (5) إعلام الوری:ج 525/1.

بِیَدِهِ عَلَی کَتِفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَالَ:إِنَّهَا وَ اللَّهِ مَا هِیَ إِلَیْکَ،وَ لاَ إِلَی ابْنَیْکَ، وَ لَکِنَّهَا لَهُمْ وَ إِنَّ ابْنَیْکَ لَمَقْتُولاَنِ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ قَالَ:أَ رَأَیْتَ صَاحِبَ الرِّدَاءِ الْأَصْفَرِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ،إِنَّا وَ اللَّهِ نَجِدُهُ یَقْتُلُهُ یَعْنِی مُحَمَّداً،ثُمَّ ذَکَرَ الرَّاوِی أَنَّهُ قَتَلَهُ (1).

130-قَالَ:وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ نَوَادِرِ الْحِکْمَهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْوَلِیدِ بْنِ الْعَلاَءِ بْنِ سَیَابَهَ عَنْ بَکَّارِ بْنِ أَبِی بَکَّارٍ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ أَقْبَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:صَدَقَ الْوَصْفُ وَ قَرُبَ[الْوَقْتُ]هَذَا صَاحِبُ الرَّایَاتِ السُّودِ الَّذِی یَأْتِی بِهَا مِنْ خُرَاسَانَ ثُمَّ قَالَ:یَا مُعَتِّبُ اخْرُجْ إِلَیْهِ فَسَلْهُ مَا اسْمُهُ؟ثُمَّ قَالَ:إِنْ کَانَ اسْمُهُ عَبْدَ الرَّحْمَنِ فَهُوَ وَ اللَّهِ هُوَ،فَرَجَعَ مُعَتِّبٌ فَقَالَ:قَالَ:اِسْمِی عَبْدُ الرَّحْمَنِ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّ الْأَمْرَ وَقَعَ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

131-قَالَ:وَ ذَکَرَ ابْنُ جُمْهُورٍ الْعَمِّیُّ فِی کِتَابِ الْوَاحِدَهِ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ: أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ:کَأَنِّی أَرَی رَأْسَکَ وَ قَدْ جِیءَ بِهِ فَوُضِعَ فِی جُحْرِ الزَّنَابِیرِ یَسِیلُ مِنْهُ الدَّمُ إِلَی مَوْضِعِ کَذَا وَ کَذَا (3).

الفصل التاسع عشر

و روی سعید بن هبه اللّه الراوندی فی کتاب الخرائج و الجرائح جمله من المعجزات السابقه کإحیاء البقره المیته،و إخبار الذی جاء بالجاریه بما فعل بها لیله نهر بلخ و ابتدائه بإنکار قول من حدث نفسه بربوبیته و إخباره بصاحب الرایات السود و غیر ذلک.

132-وَ قَالَ أَیْضاً وَ مِنْهَا:أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ یَحْیَی قَالَ:قَالَ لِی الْعَبْدِیُّ قَالَتْ لِی أَهْلِی: قَدْ طَالَ عَهْدُنَا بِالصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَوْ حَجَجْنَا وَ جَدَّدْنَا بِهِ عَهْداً؟فَقُلْتُ:وَ اللَّهِ مَا عِنْدِی شَیْ ءٌ أَحُجُّ بِهِ فَقَالَتْ:عِنْدَنَا کِسْوَهٌ وَ حُلِیٌّ فَبِعْ ذَلِکَ وَ تَجَهَّزْ بِهِ،فَفَعَلْتُ فَلَمَّا صِرْنَا قُرْبَ الْمَدِینَهِ مَرِضَتْ مَرَضاً شَدِیداً،فَأَتَیْتُ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ مُمَصِّرَانِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَأَجَابَنِی وَ سَأَلَنِی عَنْهَا فَعَرَّفْتُهُ خَبَرَهَا وَ قُلْتُ:إِنِّی خَرَجْتُ وَ قَدْ أَیِسْتُ مِنْهَا فَأَطْرَقَ مَلِیّاً ثُمَّ قَالَ:یَا عَبْدِی!أَنْتَ حَزِینٌ بِسَبَبِهَا؟قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:لاَ بَأْسَ عَلَیْهَا، فَقَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ لَهَا بِالْعَافِیَهِ،فَارْجِعْ إِلَیْهَا فَإِنَّکَ تَجِدُهَا قَدْ أَفَاقَتْ وَ هِیَ قَاعِدَهٌ،

ص:173


1- (1) إعلام الوری:ج 527/1.
2- (2) إعلام الوری:ج 528/1.
3- (3) إعلام الوری:ج 529/1.

وَ الْخَادِمَهُ تُلْقِمُهَا الطَّبَرْزَدَ قَالَ:فَرَجَعْتُ إِلَیْهَا مُبَادِراً فَوَجَدْتُهَا قَدْ أَفَاقَتْ وَ هِیَ قَاعِدَهٌ وَ الْخَادِمَهُ تُلْقِمُهَا الطَّبَرْزَدَ،فَقُلْتُ:مَا حَالُکِ؟قَالَتْ:قَدْ صَبَّ اللَّهُ عَلَیَّ الْعَافِیَهَ صَبّاً وَ قَدْ اشْتَهَیْتُ هَذَا السُّکَّرَ فَقُلْتُ:خَرَجْتُ مِنْ عِنْدَکِ آیِساً مِنْکِ،فَسَأَلَنِی الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْکِ فَأَخْبَرْتُهُ بِحَالِکِ،فَقَالَ:لاَ بَأْسَ عَلَیْهَا ارْجِعْ إِلَیْهَا فَهِیَ تَأْکُلُ السُّکَّرَ،قَالَتْ:

خَرَجْتَ مِنْ عِنْدِی وَ أَنَا أَجُودُ بِنَفْسِی فَدَخَلَ عَلَیَّ رَجُلٌ عَلَیْهِ ثَوْبَانِ مُمَصِّرَانِ قَالَ:مَا لَکِ؟قُلْتُ:أَنَا مَیِّتَهٌ وَ هَذَا مَلَکُ الْمَوْتِ قَدْ جَاءَ یَقْبِضُ رُوحِی،فَقَالَ:یَا مَلَکَ الْمَوْتِ! قَالَ:لَبَّیْکَ أَیُّهَا الْإِمَامُ،قَالَ:أَ لَسْتَ أُمِرْتَ بِالسَّمْعِ وَ الطَّاعَهِ لَنَا؟قَالَ:بَلَی،قَالَ:

فَإِنِّی آمُرُکَ أَنْ تُؤَخِّرَ أَمْرَهَا عِشْرِینَ سَنَهً،قَالَ:اَلسَّمْعَ وَ الطَّاعَهَ،قَالَتْ:فَخَرَجَ هُوَ وَ مَلَکُ الْمَوْتِ مِنْ عِنْدِی فَأَفَقْتُ مِنْ سَاعَتِی (1).

133-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ أَنَّهُ قَالَ: حَجَجْتُ مَعَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَلَسْنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ تَحْتَ نَخْلَهٍ یَابِسَهٍ فَحَرَّکَ شَفَتَیْهِ بِدُعَاءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ،ثُمَّ قَالَ:یَا نَخْلَهُ أَطْعِمِینَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیکِ مِنْ رِزْقِ عِبَادِهِ،قَالَ:فَنَظَرْتُ إِلَی النَّخْلَهِ وَ قَدْ تَمَایَلَتْ نَحْوَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْرَاقُهَا وَ الرُّطَبُ،فَقَالَ:اُدْنُ وَ سَمِّ وَ کُلْ، فَأَکَلْتُ مِنْهَا رُطَباً أَعْذَبَ رُطَبٍ وَ أَطْیَبَهُ فَإِذَا نَحْنُ بِأَعْرَابِیٍّ یَقُولُ:مَا رَأَیْتُ کَالْیَوْمِ سِحْراً أَعْظَمَ مِنْ هَذَا!فَقَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَحْنُ وَرَثَهُ الْأَنْبِیَاءِ لَیْسَ فِینَا سَاحِرٌ وَ لاَ کَاهِنٌ،بَلْ نَدْعُو اللَّهَ فَیُجِیبُنَا،فَإِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ أَدْعُوَ اللَّهَ عَلَیْکَ فَیَمْسَخَکَ کَلْباً تَهْتَدِی إِلَی مَنْزِلِکَ وَ تَدْخُلُ عَلَیْهِمْ وَ تُبَصْبِصُ إِلَی أَهْلِکَ؟فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ بِجَهْلِهِ:بَلَی،فَدَعَا اللَّهَ فَصَارَ کَلْباً فِی وَقْتِهِ وَ مَضَی عَلَی وَجْهِهِ فَقَالَ لِی الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِتَّبِعْهُ.فَاتَّبَعْتُهُ حَتَّی صَارَ إِلَی حَیِّهِ فَدَخَلَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَجَعَلَ یُبَصْبِصُ إِلَی أَهْلِهِ وَ وُلْدِهِ فَأَخَذُوا لَهُ عَصاً وَ أَخْرَجُوهُ، فَانْصَرَفْتُ إِلَی الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا کَانَ مِنْهُ فَبَیْنَمَا نَحْنُ فِی حَدِیثِهِ إِذْ أَقْبَلَ حَتَّی وَقَفَ بَیْنَ یَدَیِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ جَعَلَتْ دُمُوعُهُ تَسِیلُ عَلَی خَدَّیْهِ وَ أَقْبَلَ یَتَمَرَّغُ فِی التُّرَابِ وَ یَعْوِی فَرَحِمَهُ،فَدَعَا اللَّهَ لَهُ فَعَادَ أَعْرَابِیّاً فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ هَلْ آمَنْتَ بِاللَّهِ یَا أَعْرَابِیُّ؟قَالَ:نَعَمْ أَلْفاً وَ أَلْفاً (2).

134-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَ جَمَاعَهٍ فَقُلْتُ:قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی لِإِبْرَاهِیمَ:خُذْ أَرْبَعَهً مِنَ الطَّیْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَیْکَ (3)،کَانَتْ أَرْبَعَهً مِنْ أَجْنَاسٍ مُخْتَلِفَهٍ أَوْ مِنْ جِنْسٍ وَاحِدٍ؟قَالَ:أَ تُحِبُّونَ أَنْ

ص:174


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 295/1،ح 2.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 296/1،ح 3.
3- (3) سوره البقره 55.

أُرِیَکُمْ مِثْلَهُ؟قُلْنَا بَلَی،قَالَ:یَا طَاوُسُ!فَإِذَا طَاوُسٌ طَارَ إِلَی حَضْرَتِهِ،ثُمَّ قَالَ:یَا غُرَابُ!فَإِذَا غُرَابٌ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ یَا بَازِیُّ فَإِذَا بَازِیٌّ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ قَالَ:یَا حَمَامَهُ!فَإِذَا حَمَامَهٌ بَیْنَ یَدَیْهِ،ثُمَّ أَمَرَ بِذَبْحِهَا کُلِّهَا وَ تَقْطِیعِهَا وَ نَتْفِ رِیشِهَا،وَ أَنْ یُخْلَطُ ذَلِکَ کُلُّهُ بَعْضُهُ بِبَعْضٍ،ثُمَّ أَخَذَ بِرَأْسِ الطَّاوُسِ،فَقَالَ یَا طَاوُسُ،فَرَأَیْتُ لَحْمَهُ وَ عِظَامَهُ وَ رِیشَهُ تَتَمَیَّزُ مِنْ غَیْرِهَا حَتَّی الْتَصَقَ ذَلِکَ کُلُّهُ بِرَأْسِهِ،وَ مَا مَرَّ الطَّاوُسُ بَیْنَ یَدَیْهِ إِلاَّ حَیّاً،ثُمَّ صَاحَ بِالْغُرَابِ کَذَلِکَ وَ بِالْبَازِیِّ وَ بِالْحَمَامَهِ کَذَلِکَ فَقَامَتْ کُلُّهَا أَحْیَاءً بَیْنَ یَدَیْهِ (1).

135-وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ:کُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ لِرَجُلٍ:هَلاَّ کَانَ ذَلِکَ الْإِنْکَارُ مِنْکَ لَیْلَهَ دَفَعَ إِلَیْکَ فُلاَنُ بْنُ فُلاَنٍ الْبَلْخِیُّ جَارِیَتَهُ فُلاَنَهَ لِتَبِیعَهَا لَهُ؟فَلَمَّا عَبَرْتَ النَّهَرَ افْتَرَشْتَهَا فِی أَصْلِ شَجَرَهٍ؟فَقَالَ الْبَلْخِیُّ قَدْ وَ اللَّهِ مَضَی لِهَذَا الْحَدِیثِ أَکْثَرُ مِنْ عِشْرِینَ سَنَهً،وَ لَقَدْ تُبْتُ إِلَی اللَّهِ مِنْ ذَلِکَ فَقَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَقَدْ تُبْتَ وَ مَا تَابَ اللَّهُ عَلَیْکَ وَ لَقَدْ غَضِبَ اللَّهُ لِصَاحِبِ الْجَارِیَهِ ثُمَّ رَکِبَ وَ سَارَ وَ الْبَلْخِیُّ مَعَهُ فَلَمَّا بَرَزَا قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ سَمِعَ صَوْتَ حِمَارٍ:

إِنَّ أَهْلَ النَّارِ یَتَأَذَّوْنَ بِهِمَا کَمَا تَتَأَذَّوْنَ بِصَوْتِ الْحِمَارِ،فَلَمَّا بَرَزْنَا إِلَی الصَّحْرَاءِ فَإِذَا نَحْنُ بِجُبٍّ کَبِیرٍ فَالْتَفَتَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْبَلْخِیِّ،فَقَالَ:اِسْقِنَا مِنْ هَذَا الْجُبِّ، فَدَنَا الْبَلْخِیُّ فَقَالَ هَذَا جُبٌّ بَعِیدُ الْقَعْرِ لاَ أَرَی مَاءً بِهِ،فَتَقَدَّمَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:

أَیُّهَا الْجُبُّ السَّامِعُ الْمُطِیعُ لِرَبِّهِ اسْقِنَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیکَ مِنَ الْمَاءِ بِإِذْنِ اللَّهِ فَنَظَرْنَا الْمَاءَ یَرْتَفِعُ مِنَ الْجُبِّ فَشَرِبْنَا مِنْهُ،ثُمَّ سَارَ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مَوْضِعٍ فِیهِ نَخْلَهٌ یَابِسَهٌ فَدَنَا مِنْهَا وَ قَالَ:أَیَّتُهَا النَّخْلَهُ أَطْعِمِینَا مِمَّا جَعَلَ اللَّهُ فِیکَ فَانْتَثَرَتْ رُطَباً جَنِیّاً،ثُمَّ جَازَهَا فَلَمْ یَرَ فِیهَا شَیْئاً،ثُمَّ سَارَ فَإِذَا نَحْنُ بِظَبْیٍ یُبَصْبِصُ بِذَنْبِهِ إِلَی الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ یَبْغُمُ،فَقَالَ:

أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی،فَانْصَرَفَ الظَّبْیُ فَقَالَ الْبَلْخِیُّ لَقَدْ رَأَیْنَا عَجَباً فَمَا الَّذِی سَأَلَکَ الظَّبْیُ؟قَالَ:اِسْتَجَارَ بِی فَأَخْبَرَنِی أَنَّ بَعْضَ مَنْ یَصْطَادُ الظِّبَاءَ بِالْمَدِینَهِ صَادَ زَوْجَتَهُ، وَ أَنَّ لَهُمَا خِشْفَیْنِ صَغِیرَیْنِ وَ سَأَلَنِی أَنْ أَشْتَرِیَهَا وَ أُطْلِقَهَا لِلَّهِ تَعَالَی إِلَیْهِ فَضَمِنْتُ لَهُ ذَلِکَ،وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ وَ دَعَا،وَ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ کَثِیراً کَمَا هُوَ أَهْلُهُ وَ مُسْتَحِقُّهُ وَ تَلاَ:

أَمْ یَحْسُدُونَ النّاسَ عَلی ما آتاهُمُ اللّهُ مِنْ فَضْلِهِ (2)،ثُمَّ قَالَ:نَحْنُ وَ اللَّهِ الْمَحْسُودُونَ ثُمَّ انْصَرَفَ وَ نَحْنُ مَعَهُ فَاشْتَرَی الظَّبْیَهَ وَ أَطْلَقَهَا،ثُمَّ قَالَ:لاَ تُذِیعُوا سِرَّنَا وَ لاَ تُحَدِّثُوا بِهِ عِنْدَ غَیْرِ أَهْلِهِ فَإِنَّ الْمُذِیعَ سِرَّنَا أَشَدُّ عَلَیْنَا مِنْ عَدُوِّنَا (3).

ص:175


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 297/1،ح 4.
2- (2) سوره النساء:54.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 299/1،ح 5.

136-قَالَ:وَ مِنْهَا أَنَّ أَبَا الصَّلْتِ الْهَرَوِیَّ رَوَی عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً حَاصِلُهُ: أَنَّ مَلِکَ الْهِنْدِ أَرْسَلَ جَارِیَهً جَمِیلَهً لِلصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَقَعَ عَلَیْهَا الرَّسُولُ وَ لَمْ یَعْلَمْ بِهِ أَحَدٌ فَحَجَبَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَنَهً وَ لَمْ یَقْبَلِ الْجَارِیَهَ وَ أَخْبَرَ الرَّسُولَ بِمَا فَعَلَ وَ کَانَ عَلَیْهِ فَرْوَهٌ فَأَمَرَهُ بِخَلْعِهَا لِمَا أَنْکَرَ مَا فَعَلَ ثُمَّ دَعَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یَأْذَنَ اللَّهُ لِلْفَرْوَهِ فِی أَنْ تَشْهَدَ عَلَی الْهِنْدِیِّ بِمَا فَعَلَ،فَشَهِدَتْ وَ نَطَقَتْ بِلِسَانٍ عَرَبِیٍّ، وَ تَکَلَّمَتْ بِکَلاَمٍ طَوِیلٍ فَلَمَّا بَلَغَ مَلِکَ الْهِنْدِ الْخَبَرُ أَسْلَمَ وَ قَتَلَ الرَّسُولَ وَ الْجَارِیَهَ (1).

137-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی هِشَامُ بْنُ الْحَکَمِ: أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْجَبَلِ أَتَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ مَعَهُ عَشْرَهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ،وَ قَالَ:اِشْتَرِ لِی بِهَذِهِ دَاراً أَسْکُنُهَا إِذَا قَدِمْتُ وَ عِیَالِی مَعِی،ثُمَّ مَضَی إِلَی مَکَّهَ فَلَمَّا حَجَّ أَنْزَلَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی دَارِهِ،وَ قَالَ لَهُ:

اشْتَرَیْتُ لَکَ دَاراً فِی الْفِرْدَوْسِ الْأَعْلَی،حَدُّهَا الْأَوَّلُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ الثَّانِی إِلَی عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ الثَّالِثُ إِلَی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ الرَّابِعُ إِلَی الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ کَتَبْتُ لَکَ هَذَا الصَّکَّ بِهِ فَلَمَّا سَمِعَ الرَّجُلُ ذَلِکَ قَالَ:رَضِیتُ،فَفَرَّقَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تِلْکَ الدَّرَاهِمَ عَلَی أَوْلاَدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ،وَ انْصَرَفَ الرَّجُلُ فَلَمَّا وَصَلَ الْمَنْزِلَ اعْتَلَّ عِلَّهَ الْمَوْتِ،فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاهُ جَمَعَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ حَلَّفَهُمْ أَنْ یَجْعَلُوا الصَّکَّ مَعَهُ فِی قَبْرِهِ فَفَعَلُوا ذَلِکَ،فَلَمَّا أَصْبَحُوا غَدَوْا عَلَی قَبْرِهِ فَوَجَدُوا الصَّکَّ عَلَی ظَهْرِ الْقَبْرِ وَ عَلَی الصَّکِّ مَکْتُوبٌ:وَفَی لِی وَلِیُّ اللَّهِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ بِمَا قَالَ (2).

138-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ حَمَّادَ بْنَ عِیسَی سَأَلَ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنْ یَدْعُوَ لَهُ لِیَرْزُقَهُ اللَّهُ مَا یَحُجُّ بِهِ کَثِیراً،وَ أَنْ یَرْزُقَهُ ضِیَاعاً حَسَنَهً وَ دَاراً حَسَنَهً،وَ زَوْجَهً مِنَ الْبُیُوتِ صَالِحَهً،مِنْ قَوْمٍ کِرَامٍ وَ أَوْلاَداً أَبْرَاراً فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ اللَّهُمَّ ارْزُقْ حَمَّادَ بْنَ عِیسَی مَا یَحُجُّ بِهِ خَمْسِینَ حِجَّهً وَ دَاراً حَسَنَهً،وَ زَوْجَهً صَالِحَهً مِنْ قَوْمٍ کِرَامٍ وَ أَوْلاَداً أَبْرَاراً قَالَ بَعْضُ مَنْ حَضَرَهُ:دَخَلْتُ بَعْضَ السِّنِینَ عَلَی حَمَّادِ بْنِ عِیسَی فِی بَیْتِهِ بِالْبَصْرَهِ،فَقَالَ لِی:

أَ تَذْکُرُ دُعَاءَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِی؟قُلْتُ:نَعَمْ قَالَ:هَذِهِ دَارِی وَ لَیْسَ فِی الْبَلْدَهِ مِثْلُهَا، وَ ضِیَاعِی مِنْ أَحْسَنِ الضِّیَاعِ وَ زَوْجَتِی مَنْ تَعْرِفُهَا مِنْ أَکْرَمِ النَّاسِ،وَ أَوْلاَدِی هُمْ مَنْ تَعْرِفُهُمُ وَ قَدْ حَجَجْتُ ثَمَانِیاً وَ أَرْبَعِینَ حِجَّهً قَالَ:فَحَجَّ حَمَّادٌ حِجَّتَیْنِ بَعْدَ ذَلِکَ فَلَمَّا خَرَجَ فِی الْحِجَّهِ الْحَادِیَهِ وَ الْخَمْسِینَ وَصَلَ إِلَی الْجُحْفَهِ وَ أَرَادَ أَنْ یُحْرِمَ وَ دَخَلَ وَادِیاً لِیَغْتَسِلَ فَأَخَذَهُ السَّیْلُ وَ مَرَّ بِهِ وَ تَبِعَهُ غِلْمَانُهُ فَأَخْرَجُوهُ مِنَ الْمَاءِ مَیِّتاً،فَسُمِّیَ حَمَّادٌ غَرِیقَ

ص:176


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 300/1،ح 6.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 304/1،ح 7.

الْجُحْفَهِ. وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ،وَ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ إِلاَّ أَنَّهُمَا نَقَلاَ أَنَّ الْکَاظِمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَعَا لَهُ بِذَلِکَ کَمَا یَأْتِی وَ لاَ یَبْعُدُ دُعَاؤُهُمَا لَهُ مَعاً وَ رَوَاهُ الْعَلاَّمَهُ فِی الْخُلاَصَهِ،وَ نَقَلَهُ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

139-قَالَ الرَّاوَنْدِیُّ:وَ عَنْ سَعْدٍ الْإِسْکَافِ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ذَاتَ یَوْمٍ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَبَلِ بِهَدَایَا وَ أَلْطَافٍ وَ کَانَ فِیمَا أَهْدَی إِلَیْهِ جِرَابٌ مِنْ قَدِیدٍ وَ حَشٌّ فَنَشَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ قَالَ:خُذْهَا وَ أَطْعِمْهَا الْکِلاَبَ وَ قَالَ لِلرَّجُلِ:إِنَّهَا لَیْسَ بِذَکِیٍّ فَقَالَ الرَّجُلُ اشْتَرَیْتُهُ مِنْ رَجُلٍ مُسْلِمٍ ذَکَرَ أَنَّهُ ذَکِیٌّ،فَرَدَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْجِرَابِ وَ تَکَلَّمَ عَلَیْهِ بِکَلاَمٍ لَمْ أَدْرِ مَا هُوَ،ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ:قُمْ فَادْخُلْ ذَلِکَ الْبَیْتَ وَ ضَعْهُ فِی زَاوِیَهٍ فَفَعَلَ،فَسَمِعَ الْقَدِیدَ یَقُولُ:یَا عَبْدَ اللَّهِ لَیْسَ مِثْلِی یَأْکُلُهُ الْإِمَامُ وَ لاَ أَوْلاَدُ الْأَنْبِیَاءِ لَسْتُ بِذَکِیٍّ«اَلْحَدِیثَ» (2).

140-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا قَالَ: حَمَلْتُ مَالاً إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَاسْتَکْثَرْتُهُ فِی نَفْسِی،فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ دَعَا بِغُلاَمٍ وَ إِذَا طَشْتٌ فِی آخِرِ الدَّارِ فَأَمَرَهُ أَنْ یَأْتِیَ بِهِ ثُمَّ تَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ لَمَّا أَتَی بِالطَّشْتِ فَانْحَدَرَتِ الدَّنَانِیرُ مِنَ الطَّشْتِ حَتَّی حَالَتْ بَیْنِی وَ بَیْنَ الْغُلاَمِ،ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ:أَ تَرَی نَحْتَاجُ إِلَی مَا فِی أَیْدِیکُمْ إِنَّمَا نَأْخُذُ مِنْکُمْ مَا نَأْخُذُ لِنُطَهِّرَکُمْ (3).

141-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ دَاوُدَ بْنَ کَثِیرٍ الرَّقِّیَّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ مُوسَی ابْنُهُ وَ هُوَ یَنْتَفِضُ،فَقَالَ:کَیْفَ أَصْبَحْتَ؟قَالَ:

أَصْبَحْتُ فِی کَنَفِ اللَّهِ مُتَقَلِّباً فِی نِعَمِ اللَّهِ أَشْتَهِی عُنْقُودَ عِنَبٍ جُرَشِیٍّ وَ رُمَّانَهً،قَالَ دَاوُدُ:سُبْحَانَ اللَّهِ هَذَا الشِّتَاءُ فَقَالَ:یَا دَاوُدُ!إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ ادْخُلِ الْبُسْتَانَ فَإِذَا شَجَرَهٌ عَلَیْهَا عُنْقُودُ عِنَبٍ جُرَشِیٍّ وَ عَلَی أُخْرَی رُمَّانَهٌ«اَلْحَدِیثَ» (4).

142-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ الْوَلِیدَ بْنَ صَبِیحٍ قَالَ: کُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً فِیهِ أَنَّ عَمَّهُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَلِیٍّ دَخَلَ عَلَیْهِ فَلَمْ یَدَعْ شَیْئاً مِنَ الْقَبِیحِ إِلاَّ قَالَهُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ خَرَجَ فَلَمَّا کَانَ اللَّیْلُ دَخَلَ عَلَیْهِ وَ هُوَ یَبْکِی وَ یَقُولُ:یَا ابْنَ أَخِی اغْفِرْ لِی غَفَرَ اللَّهُ لَکَ فَقَالَ:غَفَرَ اللَّهُ لَکَ یَا عَمِّ مَا الَّذِی أَحْوَجَکَ إِلَی هَذَا؟ قَالَ:إِنِّی لَمَّا أَوَیْتُ إِلَی فِرَاشِی أَتَانِی رَجُلاَنِ أَسْوَدَانِ فَشَدَّا وَثَاقِی وَ قَالَ أَحَدُهُمَا

ص:177


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 304/1،ح 8.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 606/2،ح 1.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 614/2،ح 12.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 617/2،ح 16.

لِلْآخَرِ:اِنْطَلِقْ بِهِ إِلَی النَّارِ فَمَرَرْتُ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقُلْتُ:یَا رَسُولَ اللَّهِ لاَ أَعُودُ فَأَمَرَهُمَا فَخَلَّیَانِی (1).

143-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ الْحَجَّاجِ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ وَ هُوَ عَلَی بَغْلَهٍ وَ أَنَا عَلَی حِمَارٍ وَ لَیْسَ مَعَنَا أَحَدٌ، فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی مَا عَلاَمَهُ الْإِمَامِ؟قَالَ:إِنَّهُ لَوْ قَالَ لِهَذَا الْجَبَلِ سِرْ لَسَارَ،فَنَظَرْتُ وَ اللَّهِ إِلَی الْجَبَلِ یَسِیرُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:إِنِّی لَمْ أَعْنِکَ (2).

144-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ دَاوُدَ الرَّقِّیَّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً حَاصِلُهُ:أَنَّهُ کَانَ عَلَیْهِ دَیْنٌ کَثِیرٌ فَاسْتَشَارَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی رُکُوبِ الْبَحْرِ إِلَی السِّنْدِ فَأَذِنَ لَهُ،وَ أَنَّهُ رَکِبَ الْبَحْرَ،فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهُ نُودِیَ عَلَیْکَ بِمَا وَرَاءَ الْأَکَمَهِ الْحَمْرَاءِ فَأَتَاهَا فَإِذَا صَفَائِحُ ذَهَبٍ أَحْمَرَ فَقَبَضَهَا وَ لَهَا قِیمَهٌ لاَ تُحْصَی فَلَمَّا رَجَعَ دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهُ بِذَلِکَ ابْتِدَاءً وَ حَکَی لِدَاوُدَ جَمَاعَهٌ أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَدَّثَهُمْ بِذَلِکَ الْحَدِیثِ قَبْلَ قُدُومِ دَاوُدَ (3).

145-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مُسْلِمٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ بَاکِیاً،فَقَالَ:مَا یُبْکِیکَ؟قَالَ:قَوْمٌ بِالْبَابِ یَزْعُمُونَ أَنْ لَیْسَ لَکَ عَلَیْهِمْ فَضْلٌ،وَ أَنَّکُمْ وَ هُمْ شَیْ ءٌ وَاحِدٌ فَسَکَتَ ثُمَّ دَعَا بِطَبَقٍ مِنْ تَمْرٍ فَأَخَذَ مِنْهُ تَمْرَهً فَشَقَّهَا نِصْفَیْنِ وَ أَکَلَ التَّمْرَ وَ غَرَسَ النَّوَی فَأَنْبَتَهُ اللَّهُ وَ حَمَلَ بُسْراً فَأَخَذَ مِنْهَا وَاحِدَهً فَشَقَّهَا نِصْفَیْنِ وَ أَکَلَ وَ أَخْرَجَ مِنْهَا رَقّاً وَ دَفَعَهُ إِلَی الْمُعَلَّی،وَ قَالَ لَهُ:اِقْرَأْهُ فَإِذَا فِیهِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ،عَلِیٌّ الْمُرْتَضَی وَ الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ وَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ وَ عَدَّهُمْ وَاحِداً وَاحِداً إِلَی الْعَسْکَرِیِّ وَ ابْنِهِ (4).

146-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ أَبَا خَدِیجَهَ رَوَی عَنْ رَجُلٍ مِنْ کِنْدَهَ: وَ کَانَ سَیَّافَ بَنِی الْعَبَّاسِ قَالَ:لَمَّا جَاءَ أَبُو الدَّوَانِیقِ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ إِسْمَاعِیلَ أَمَرَ بِقَتْلِهِمَا وَ هُمَا مَحْبُوسَانِ فِی بَیْتٍ فَأَتَی عَلَیْهِ اللَّعْنَهُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَیْلاً فَأَخْرَجَهُ وَ ضَرَبَهُ بِسَیْفِهِ حَتَّی قَتَلَهُ،ثُمَّ أَخَذَ إِسْمَاعِیلَ لِیَقْتُلَهُ فَقَاتَلَهُ سَاعَهً ثُمَّ قَتَلَهُ ثُمَّ جَاءَ إِلَیْهِ فَقَالَ:مَا صَنَعْتَ؟ قَالَ:لَقَدْ قَتَلْتُهُمَا،وَ أَرَحْتُکَ مِنْهُمَا،فَلَمَّا أَصْبَحَ إِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ إِسْمَاعِیلُ جَالِسَانِ فَاسْتَأْذَنَا،فَقَالَ أَبُو الدَّوَانِیقِ لِلرَّجُلِ:أَ لَسْتَ زَعَمْتَ أَنَّکَ قَتَلْتَهُمَا؟قَالَ:بَلَی

ص:178


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 620/2،ح 19.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 621/2،ح 20.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 623/2،ح 23.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 624/2،ح 25.

لَقَدْ عَرَفْتُهُمَا کَمَا أَعْرِفُکَ،قَالَ:فَاذْهَبْ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی قَتَلْتَهُمَا فِیهِ فَانْظُرْ.فَجَاءَ، فَإِذَا بِجَزِورَیْنِ مَنْحُورَیْنِ قَالَ:فَبُهِتَ وَ رَجَعَ فَنَکَسَ رَأْسَهُ وَ عَرَّفَهُ مَا رَأَی،فَقَالَ:لاَ یَسْمَعَنَّ هَذَا مِنْکَ أَحَدٌ فَکَانَ کَقَوْلِهِ تَعَالَی فِی عِیسَی: وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لکِنْ شُبِّهَ لَهُمْ (1)(2).

147-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ عِیسَی بْنَ مِهْرَانَ قَالَ: کَانَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ خُرَاسَانَ مِنْ وَرَاءِ النَّهَرِ وَ کَانَ مُوسِراً وَ کَانَ مُحِبّاً لِأَهْلِ الْبَیْتِ،وَ کَانَ یَحُجُّ فِی کُلِّ سَنَهٍ وَ قَدْ وَظَّفَ عَلَی نَفْسِهِ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی کُلِّ سَنَهٍ أَلْفَ دِینَارٍ مِنْ مَالِهِ،وَ کَانَتْ تَحْتَهُ ابْنَهُ عَمٍّ لَهُ وَ کَانَتْ فِی الْیَسَارِ وَ الرَّفَاهِیَهِ مِثْلَهُ،فَقَالَتْ فِی بَعْضِ السِّنِینَ:یَا ابْنَ عَمٍّ حُجَّ بِی هَذِهِ السَّنَهَ فَأَجَابَهَا إِلَی ذَلِکَ فَتَجَهَّزَتْ لِلْحَجِّ وَ حَمَلَتْ لِعِیَالِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بَنَاتِهِ فَوَاخِرَ ثِیَابِ خُرَاسَانَ وَ مِنَ الْجَوْهَرِ وَ غَیْرِهِ أَشْیَاءَ کَثِیرَهً خَطِیرَهً وَ أَعَدَّ زَوْجُهَا أَلْفَ دِینَارٍ فِی کِیسٍ کَعَادَتِهِ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ جَعَلَ الْکِیسَ فِی رَبْعَهٍ فِیهَا حُلِیُّ بِنْتِ عَمِّهِ وَ طِیبٌ وَ شَخَصَ یَطْلُبُ الْمَدِینَهَ فَلَمَّا وَرَدَهَا صَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ، وَ أَعْلَمَهُ أَنَّهُ حَجَّ بِأَهْلِهِ وَ سَأَلَ الْإِذْنَ لاِبْنَهِ عَمِّهِ الْمَصِیرَ إِلَی مَنْزِلِهِ لِلتَّسْلِیمِ عَلَی أَهْلِهِ وَ بَنَاتِهِ فَأَذِنَ لَهَا بِذَلِکَ وَ صَارَتْ إِلَیْهِمْ فَفَرَّقَتْ عَلَیْهِمْ مَا حَمَلَتْ وَ أَقَامَتْ عِنْدَهُمْ یَوْماً وَ انْصَرَفَتْ فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ قَالَ لَهَا زَوْجُهَا أَخْرِجِی تِلْکَ الرَّبْعَهَ لِنُسَلِّمَ تِلْکَ الْأَلْفَ دِینَارٍ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَتْ:هِیَ فِی مَوْضِعِ کَذَا وَ کَذَا فَأَخَذَهَا وَ فَتَحَ الْقُفْلَ فَلَمْ یَجِدِ الدَّنَانِیرَ،وَ کَانَ فِیهَا حُلِیُّهَا وَ ثِیَابُهَا،فَاسْتَقْرَضَ مِنْ أَهْلِ بَلَدِهِ أَلْفَ دِینَارٍ وَ رَهَنَ الْحُلِیَّ عِنْدَهُمْ عَلَی ذَلِکَ،وَ صَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ،فَقَالَ لَهُ:تِلْکَ الْأَلْفُ دِینَارٍ وَصَلَتْ إِلَیْنَا قَالَ:یَا مَوْلاَیَ وَ کَیْفَ ذَلِکَ؟وَ مَا عَلِمَ بِهَا غَیْرِی وَ بِنْتِ عَمِّی فَقَالَ:مَسَّتْنَا ضَیْقَهٌ فَوَجَّهْنَا مَنْ أَتَی بِهَا مِنْ شِیعَتِی مِنَ الْجِنِّ،فَإِنِّی کُلَّمَا أُرِیدُ أَمْراً بِعَجَلَهٍ أَبْعَثُ وَاحِداً مِنْهُمْ فِی ذَلِکَ فَازْدَادَ ذَلِکَ فِی بَصِیرَهِ الرَّجُلِ وَ أَعَادَ الذَّهَبَ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ اسْتَرْجَعَ الْحُلِیَّ مِنْهُمْ،ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَوَجَدَ امْرَأَتَهُ تَجُودُ بِنَفْسِهَا،فَسَأَلَ عَنْ خَبَرِهَا،فَقَالَتْ خَادِمَتُهَا:أَصَابَهَا وَجَعٌ فِی فُؤَادِهَا وَ هِیَ فِی الْحَالِ فَغَمَضَهَا وَ سَجَّاهَا وَ شَدَّ حَنَکَهَا وَ تَقَدَّمَ فِی إِصْلاَحِ مَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنْ الْکَفَنِ وَ الْکَافُورِ وَ حَفَرَ قَبْرَهَا،وَ صَارَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهُ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَتَفَضَّلَ بِالصَّلاَهِ عَلَیْهَا،فَقَامَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ دَعَا ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ:اِنْصَرِفْ إِلَی أَهْلِکَ فَإِنَّهَا لَمْ تَمُتْ فَسَتَجِدُهَا فِی أَهْلِکَ

ص:179


1- (1) سوره إبراهیم:45.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 626/2،ح 27.

تَأْمُرُ وَ تَنْهَی،قَالَ:فَمَضَیْتُ وَ هِیَ فِی حَالِ سَلاَمَهٍ کَمَا وَصَفَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ خَرَجْنَا نُرِیدُ مَکَّهَ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَیْضاً لِلْحَجِّ فَبَیْنَا الْمَرْأَهُ تَطُوفُ بِالْبَیْتِ إِذْ رَأَتْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَطُوفُ وَ النَّاسُ قَدْ حَفُّوا بِهِ فَقَالَتْ لِزَوْجِهَا:هَذَا الرَّجُلُ الَّذِی رَأَیْتُهُ یَشْفَعُ إِلَی اللَّهِ فِی رَدِّ رُوحِی إِلَی جَسَدِی (1).

148-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ صَفْوَانَ الْجَمَّالَ قَالَ: کُنْتُ بِالْحِیرَهِ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ أَقْبَلَ الرَّبِیعُ فَقَالَ:أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَمَضَی وَ لَمْ یَلْبَثْ أَنْ عَادَ، قُلْتُ:أَسْرَعْتَ الاِنْصِرَافَ؟قَالَ:إِنَّهُ سَأَلَنِی عَنْ شَیْ ءٍ فَاسْأَلِ الرَّبِیعَ عَنْهُ،وَ کَانَ بَیْنِی وَ بَیْنَ الرَّبِیعِ لُطْفٌ فَخَرَجْتُ إِلَی الرَّبِیعِ فَسَأَلْتُهُ فَقَالَ:أُخْبِرُکَ بِالْعَجَبِ!إِنَّ الْأَعْرَابَ خَرَجُوا یَجْتَنُونَ الْکَمْأَهَ فَأَصَابُوا فِی الْبَرِّ خَلْقاً مَلْقِیّاً فَأَتَوْنِی بِهِ فَأَدْخَلْتُهُ عَلَی الْخَلِیفَهِ فَلَمَّا رَآهُ قَالَ:نَحِّهِ وَ ادْعُ جَعْفَراً فَدَعَوْتُهُ فَقَالَ:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَخْبِرْنِی عَنِ الْهَوَاءِ مَا فِیهِ؟ قَالَ:فِی الْهَوَاءِ بَحْرٌ مَکْفُوفٌ،فَقَالَ فِیهِ سُکَّانٌ؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:وَ مَا سُکَّانُهُ؟قَالَ:

خَلْقٌ أَبْدَانُهُمْ کَأَبْدَانِ الْحِیتَانِ وَ رُءُوسُهُمْ کَرُءُوسِ الطَّیْرِ،وَ لَهُمْ أَعْرِفَهٌ کَأَعْرِفَهِ الدِّیَکَهِ وَ نَغَانِغُ کَنَغَانِغِ الدِّیَکَهِ،وَ أَجْنِحَهٌ کَأَجْنِحَهِ الطَّیْرِ بِأَلْوَانٍ أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الْفِضَّهِ الْمَجْلُوَّهِ، فَقَالَ الْخَلِیفَهُ:هَلُمَّ الطَّشْتَ فَجِئْتُهُ بِهِ وَ فِیهِ ذَلِکَ الْخَلْقُ فَإِذَا هُوَ وَ اللَّهِ کَمَا وَصَفَ جَعْفَرٌ،فَلَمَّا خَرَجَ جَعْفَرٌ قَالَ:یَا رَبِیعُ هَذَا الشَّجَا الْمُعْتَرِضُ فِی حَلْقِی مِنْ أَعْلَمِ النَّاسِ (2).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ کَمَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ .

149-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ بَشِیرَ النَّبَّالِ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَأَذِنَ لَهُ ثُمَّ دَخَلَ الْمَجْلِسَ فَقَالَ لَهُ:مَا أَنْقَی ثِیَابَکَ هَذِهِ!إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَامَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنْ بَلَغَ الْوَقْتُ وَ صَدَقَ الْوَصْفُ فَهُوَ صَاحِبُ الرَّایَاتِ السُّودِ مِنْ خُرَاسَانَ یَتَقَعْقَعُ ثُمَّ قَالَ لِغُلاَمٍ قَائِمٍ عَلَی رَأْسِهِ الْحَقْهُ فَسَلْهُ مَا اسْمُکَ؟فَقَالَ:عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ اللَّهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ هُوَ هُوَ وَ رَبِّ الْکَعْبَهِ،قَالَ بَشِیرٌ:فَلَمَّا قَدِمَ أَبُو مُسْلِمٍ جِئْتُ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ الرَّجُلُ الَّذِی دَخَلَ عَلَیْنَا (3).

150-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ مَخْزَمَهَ الْکِنْدِیَّ قَالَ: إِنَّ أَبَا الدَّوَانِیقِ نَزَلَ بِالرَّبَذَهِ

ص:180


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 628/2،ح 28.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 641/2،ح 47.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 645/2،ح 54.

وَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِهَا،قَالَ:مَنْ یُعْذِرُنِی مِنْ جَعْفَرٍ وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ،فَدَعَاهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ جَعْفَرٌ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ!اُرْفُقْ بِی فَوَ اللَّهِ لَقَلَّمَا أَصْحَبُکَ،فَقَالَ أَبُو الدَّوَانِیقِ:اِنْصَرِفْ ثُمَّ قَالَ لِعِیسَی بْنِ عَلِیٍّ الْحَقْهُ فَسَلْهُ بِی أَمْ بِهِ؟فَخَرَجَ یَشْتَدُّ حَتَّی لَحِقَهُ فَقَالَ:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَقُولُ:بِکَ أَمْ بِهِ؟قَالَ:بَلْ بِی (1).

151-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ أَبَا بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: اکْتُمْ مَا أَقُولُ لَکَ فِی الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ،قُلْتُ:أَفْعَلُ،قَالَ:إِنَّهُ مَا کَانَ یَنَالُ دَرَجَهً إِلاَّ بِمَا یَنَالُ مِنْهُ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ،قُلْتُ:وَ مَا الَّذِی یُصِیبُهُ مِنْ دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ؟قَالَ:یَدْعُو بِهِ فَیَضْرِبُ عُنُقَهُ وَ یُصَلِّبُهُ،قُلْتُ:مَتَی؟قَالَ:ذَاکَ مِنْ قَابِلٍ،فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ وُلِّیَ دَاوُدُ الْمَدِینَهَ فَقَصَدَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ فَدَعَاهُ وَ سَأَلَهُ عَنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَأَلَهُ أَنْ یَکْتُبَهُمْ لَهُ فَقَالَ:مَا أَعْرِفُ مِنْ أَصْحَابِهِ أَحَداً،وَ إِنَّمَا أَنَا رَجُلٌ أَخْتَلِفُ فِی حَوَائِجِهِ، قَالَ:تَکْتُمُنِی؟أَمَا إِنَّکَ إِنْ کَتَمْتَنِی قَتَلْتُکَ فَقَالَ لَهُ الْمُعَلَّی أَ بِالْقَتْلِ تُهَدِّدُنِی؟وَ اللَّهِ لَوْ کَانُوا تَحْتَ قَدَمَیَّ مَا رَفَعْتُهَا فَقَتَلَهُ وَ صَلَبَهُ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

152-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

مَا فَعَلَ أَبُو حَمْزَهَ؟قُلْتُ:خَلَّفْتُهُ صَالِحاً،قَالَ:إِذَا رَجَعْتَ إِلَیْهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلاَمَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّهُ یَمُوتُ یَوْمَ کَذَا،مِنْ شَهْرِ کَذَا فَقُلْتُ:کَانَ فِیهِ أُنْسٌ وَ کَانَ مِنْ شِیعَتِکُمْ قَالَ:نَعَمْ إِنَّ الرَّجُلَ مِنْ شِیعَتِنَا إِذَا خَافَ اللَّهَ رَاقَبَهُ وَ تَوَقَّی الذُّنُوبَ،فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ کَانَ مَعَنَا فِی دَرَجَتِنَا قَالَ أَبُو بَصِیرٍ فَرَجَعْتُ فَمَا لَبِثَ أَبُو حَمْزَهَ أَنْ مَاتَ فِی تِلْکَ السَّاعَهِ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ (3).

153-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رَوَی خَالِدُ بْنُ نَجِیحٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ عِنْدَهُ خَلْقٌ فَجَلَسْتُ نَاحِیَهً وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی:مَا أَغْفَلَهُمْ عِنْدَ مِنْ یَتَکَلَّمُونَ!فَنَادَانِی:إِنَّا وَ اللَّهِ عِبَادٌ مَخْلُوقُونَ«اَلْحَدِیثَ» (4).

154-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ جَمَاعَهٌ: کُنَّا عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْهُمْ یُونُسُ بْنُ ظَبْیَانَ وَ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ،وَ أَبُو سَلَمَهَ السَّرَّاجُ،وَ الْحُسَیْنُ بْنُ أَبِی فَاخِتَهَ فَقَالَ لَنَا فِیمَا جَرَی:عِنْدَنَا خَزَائِنُ الْأَرْضِ وَ مَفَاتِیحُهَا،وَ لَوْ أَشَاءُ أَنْ أَقُولَ بِإِحْدَی رِجْلَیَّ أَخْرِجِی مَا فِیکِ مِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّهِ لَکَانَ،ثُمَّ خَطَّ بِإِحْدَی رِجْلَیْهِ فِی الْأَرْضِ

ص:181


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 647/2،ح 56.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 648/2،ح 57.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 718/2،ح 19.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 735/2،ح 46.

خَطّاً،فَانْفَجَرَتِ الْأَرْضُ عَنْ کَنْزٍ فِیهِ سَبَائِکُ فَقَالَ بِیَدِهِ هَکَذَا فَأَخْرَجَ سَبِیکَهً مِنْ ذَهَبٍ قَدْرَ شِبْرٍ فَتَنَاوَلَهَا،ثُمَّ قَالَ:اُنْظُرُوا فِیهَا حَتَّی لاَ تَشُکُّوا،فَنَظَرْنَا،ثُمَّ قَالَ:اُنْظُرُوا فِی الْأَرْضِ فَنَظَرْنَا فَإِذَا سَبَائِکُ کَثِیرَهٌ بَعْضُهَا عَلَی بَعْضٍ تَتَلَأْلَأُ،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ أُعْطِیْتُمْ کَذَا وَ شِیعَتُکُمْ مُحْتَاجُونَ؟فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ سَیَجْمَعُ لَنَا وَ لِشِیعَتِنَا دُنْیًا وَ آخِرَهً وَ یُدْخِلُهُمْ جَنَّاتِ النَّعِیمِ وَ یُدْخِلُ عَدُوَّنَا نَارَ الْجَحِیمِ (1).

155-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ جَدِّهِ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِیهِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَنْتَ إِمَامُ هَذَا الزَّمَانِ؟قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ:دَلِیلٌ أَوْ عَلاَمَهُ؟فَقَالَ سَلْنِی عَمَّا شِئْتَ فَإِنِّی أُخْبِرُکَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ،قُلْتُ:إِنِّی أُصِبْتُ بِأَخٍ لِی فَدَفَنْتُهُ فِی هَذِهِ الْمَقَابِرِ فَأَحْیِهِ لِی بِإِذْنِ اللَّهِ،فَقَالَ:مَا أَنْتَ أَهْلٌ لِذَلِکَ،وَ لَکِنْ أَخُوکَ کَانَ مُؤْمِناً وَ اسْمُهُ عِنْدَنَا أَحْمَدُ ثُمَّ دَنَا إِلَی قَبْرِهِ فَدَعَا فَانْشَقَّ عَنْهُ قَبْرُهُ وَ خَرَجَ إِلَیَّ وَ هُوَ یَقُولُ:یَا أَخِی اتَّبِعْهُ وَ لاَ تُفَارِقْهُ،ثُمَّ عَادَ إِلَی قَبْرِهِ وَ اسْتَحْلَفَنِی عَلَی أَنْ لاَ أُخْبِرَ بِهِ أَحَداً (2).

156-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ الْبَزَنْطِیُّ:حَدَّثَنِی رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حَرِّ بَابِلَ قَالَ: کَانَ فِی الْقَرْیَهِ رَجُلٌ یُؤْذِینِی وَ یَقُولُ لِی:یَا رَافِضِیُّ وَ یُسْمِعُنِی وَ یُشَنِّعُ عَلَیَّ وَ کَانَ یُلَقَّبُ بِقِرَدِ الْقَرْیَهِ بِالنَّبَطِیَّهِ قَالَ:فَحَجَجْتُ فَلَقِیتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلَنِی عَنْ حَالِهِ؟ثُمَّ قَالَ بِالنَّبَطِیَّهِ ابْتِدَاءً مِنْهُ قِرَدُ الْقَرْیَهِ مَاتَ،قُلْتُ:مَتَی؟قَالَ:اَلسَّاعَهَ فَخَرَجْتُ وَ أَثْبَتُّ الْیَوْمَ وَ السَّاعَهَ،فَلَمَّا قَدِمْتُ الْکُوفَهَ فَتَلَقَّانِی أَخِی فَسَأَلْتُهُ عَمَّنْ مَاتَ فِی قَرْیَتِنَا فَکَانَ مِمَّنْ قَالَ:قِرَدُ الْقَرْیَهِ فَقُلْتُ:مَتَی؟قَالَ:یَوْمَ کَذَا سَاعَهَ کَذَا کَمَا أَخْبَرَنِی بِهِ مَوْلاَیَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

157-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ الصَّیْقَلِ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِیهِ: أَنَّهُ مَضَی حَتَّی وَقَفَ عَلَی بَابِهِ وَ هُوَ یُحِبُّ أَنْ یَأْذَنَ لَهُ لِیَدْخُلَ وَ یَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَهٍ فَخَرَجَ إِلَیْهِ مُصَادِفٌ فَأَمَرَهُ بِالدُّخُولِ قَبْلَ أَنْ یَسْتَأْذِنَ فَلَمَّا دَخَلَ أَخْبَرَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَسْأَلَتِهِ ابْتِدَاءً (4).

158-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

وَ ذَکَرَ حَدِیثاً أَنَا أَخْتَصِرُهُ لِطُولِهِ،وَ أَذْکُرُ مِنْهُ مَحَلَّ الْحَاجَهِ،قَالَ:إِنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ:إِنَّ فُلاَناً وَشَی بِکَ إِلَی الْمَنْصُورِ أَنَّکَ تَأْخُذُ الْبَیْعَهَ لِنَفْسِکَ لِتَخْرُجَ،فَقَالَ:لاَ

ص:182


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 737/2،ح 52.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 743/2،ح 60.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 752/2،ح 69.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 763/2،ح 83.

تَرُعْ اقْعُدْ مَعِی حَتَّی یَأْتِیَنِی الطَّلَبُ فَتَمْضِیَ مَعِی إِلَی هُنَاکَ حَتَّی تُشَاهِدَ مَا یَجْرِی مِنْ قُدْرَهِ اللَّهِ.ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّ الْمَنْصُورَ طَلَبَهُ فَقَالَ لَهُ:أَنْتَ الَّذِی تُرِیدُ تَأْخُذُ الْبَیْعَهَ لِنَفْسِکَ؟ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا فَعَلْتُ فَطَلَبَ الرَّجُلَ وَ أَرَادَ اسْتِحْلاَفَهُ فَحَلَّفَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْبَرَاءَهِ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ فَحَلَفَ فَسَقَطَ مَیِّتاً،فَلَمَّا خَرَجَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ قَوْمٌ:رَجُلٌ فَاجَأَهُ الْمَوْتُ وَ جَعَلَ النَّاسُ یَخُوضُونَ فِی أَمْرِ ذَلِکَ الْمَیِّتِ إِذْ قَعَدَ إِلَیْهِمْ الْمَیِّتُ ثُمَّ کَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ وَ قَالَ:أَیُّهَا النَّاسُ إِنِّی لَقِیتُ رَبِّی فَتَلَقَّانِی بِالسَّخَطِ وَ اللَّعْنَهِ لِلَّذِی کَانَ مِنِّی إِلَی الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ أَعَادَ کَفَنَهُ عَلَی وَجْهِهِ وَ عَادَ فِی مَوْتِهِ فَرَأَوْهُ مَیِّتاً فَدَفَنُوهُ (1).

159-قَالَ: وَ إِنَّ السَّیِّدَ الْحِمْیَرِیَّ دَعَا لَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِمَا هَرَبَ مِنْ أَبَوَیْهِ وَ قَدْ حَرَّضَنَا السُّلْطَانُ عَلَیْهِ لِنَصْبِهِمَا فَدَلَّهُ سَبُعٌ عَلَی طَرِیقٍ وَ نَجَا مِنْهُمْ (2).

و روی علی بن عیسی فی کشف الغمه جمله یسیره من هذه الأحادیث نقلها من الخرائج و الجرائح کما نقلناها.

الفصل العشرون

160-وَ رَوَی رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ: أَنَّ رَجُلاً قَدِمَ عَلَیْهِ یَعْنِی عَلَی الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ خُرَاسَانَ وَ مَعَهُ صرر مِنْ الصَّدَقَاتِ مَعْدُودَهً مَخْتُومَهٌ،وَ عَلَیْهَا أَسْمَاءِ أَصْحَابِهَا مَکْتُوبَهٍ،فَلَمَّا دَخَلَ الرَّجُلِ جَعَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُسَمِّی أَصْحَابِ الصُّرَرُ وَ یَقُولُ:أَخْرَجَ صُرَّهً فُلاَنٍ فَإِنْ فِیهَا کَذَا وَ کَذَا:ثُمَّ قَالَ:أَیْنَ صُرَّهً الْمَرْأَهِ الَّتِی بَعَثْتُهَا مِنْ غَزْلِ یَدَهَا،أَخْرَجَهَا فَقَدْ قبلناها،ثُمَّ قَالَ لِلرَّجُلِ أَیْنَ الْکِیسَ الْأَزْرَقِ وَ کَانَ فِیمَا حَمَلَ إِلَیْهِ کِیسٌ أَزْرَقُ فِیهِ أَلْفُ دِرْهَمٍ وَ کَانَ الرَّجُلُ قَدْ فَقَدَهُ فِی بَعْضِ طَرِیقِهِ فَلَمَّا ذَکَرَهُ الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ اسْتَحْیَا الرَّجُلِ فَقَالَ:یَا مَوْلاَیَ إِنِّی فِی بَعْضِ الطُّرُقِ فَقَدَتْهُ،فَقَالَ لَهُ الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:تَعْرِفُهُ إِذَا رَأَیْتُهُ؟ قَالَ:نَعَمْ،فَقَالَ:یَا غُلاَمُ أَخْرَجَ الْکِیسَ الْأَزْرَقِ فَأَخْرَجَهُ فَلَمَّا رَآهُ الرَّجُلِ عَرَفَهُ،فَقَالَ لَهُ الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّا احْتَجْنَا إِلَی مَا فِیهِ فأحضرناه قَبْلَ وصولک إِلَیْنَا،فَقَالَ الرَّجُلُ:یَا مَوْلاَیَ إِنِّی أَلْتَمِسُ الْجَوَابُ بوصول مَا حَمَلَتْهُ إِلَی حَضْرَتِکَ،فَقَالَ لَهُ:إِنْ الْجَوَابُ کَتَبْنَاهُ وَ أَنْتَ فِی الطَّرِیقِ (3).

ص:183


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 765/2،ح 84.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 642/2.
3- (3) بحار الأنوار:ج 155/47 ح 218.

161-قَالَ:وَ مِنْ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ أَبُو بَصِیرٍ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنْ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ یَنَالُ دَرَجَتِنَا،وَ إِنَّ الْمَدِینَهِ مِنْ قَابِلٍ یَلِیهَا دَاوُدَ بْنُ عَلِیٍّ وَ یَسْتَدْعِیهِ وَ یَأْمُرَهُ أَنْ یَکْتُبَ لَهُ أَسْمَاءِ شِیعَتِنَا فَیَأْبَی فَیَقْتُلُهُ وَ یُصَلِّبَهُ فَیَنَالُ بِذَلِکَ دَرَجَتِنَا،فَلَمَّا وَلِیُّ دَاوُدَ الْمَدِینَهِ مِنْ قَابِلٍ أَحْضَرَ الْمُعَلَّی وَ سَأَلَهُ عَنْ الشِّیعَهِ؟فَقَالَ:مَا أَعْرِفُهُمْ،فَقَالَ:

اکتبهم لِی وَ إِلاَّ ضَرَبْتُ عُنُقَکَ؟فَقَالَ:بِالْقَتْلِ تَهَدَّدَنِی؟وَ اللَّهِ لَوْ کَانُوا تَحْتَ قَدَمَیَّ مَا رَفَعْتُهَا عَنْهُمْ فَأَمَرَ بِضَرْبِ عُنُقِهِ وَ صُلْبَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:یَا دَاوُدُ أَ قَتَلَتْ مَوْلاَیَ وَ وَکِیلِی وَ مَا کَفَاکَ الْقَتْلُ حَتَّی صَلَبْتَهُ؟وَ اللَّهِ لَأَدْعُوَنَّ اللَّهَ عَلَیْکَ فَیَقْتُلُکَ کَمَا قَتَلْتَهُ فَقَالَ لَهُ دَاوُدُ:تُهَدِّدُنِی بِدُعَائِکَ،اُدْعُ اللَّهَ لَکَ فَإِذَا اسْتَجَابَ لَکَ فَادْعُهُ عَلَیَّ فَخَرَجَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مُغْضَباً فَلَمَّا جَنَّ اللَّیْلُ اغْتَسَلَ وَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَهَ ثُمَّ قَالَ:یَا ذَا یَا ذِی یَا ذَوَاتُ،اِرْمِ دَاوُدَ سَهْماً مِنْ سِهَامِ قَهْرِکَ تُقَلْقِلُ بِهِ قَلْبَهُ،ثُمَّ قَالَ لِغُلاَمِهِ:اُخْرُجْ وَ اسْمَعِ الصَّائِحَ فَجَاءَ الْخَبَرُ أَنَّ دَاوُدَ قَدْ هَلَکَ فَخَرَّ الْإِمَامُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَاجِداً وَ قَالَ:وَ اللَّهِ لَقَدْ دَعَوْتُ اللَّهَ عَلَیْهِ بِثَلاَثِ کَلِمَاتٍ لَوْ أَقْسَمْتُ بِهَا عَلَی أَهْلِ الْأَرْضِ لَزُلْزِلَتْ بِمَنْ عَلَیْهَا (1).

162-قَالَ: وَ مِنْ کَرَامَاتِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَنَّ الْمَنْصُورَ یَوْماً رَکِبَ مَعَهُ إِلَی بَعْضِ النَّوَاحِی فَجَلَسَ الْمَنْصُورُ عَلَی تَلٍّ هُنَاکَ وَ إِلَی جَانِبِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَاءَ رَجُلٌ وَ هَمَّ أَنْ یَسْأَلَ الْمَنْصُورَ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهُ وَ سَأَلَ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَحَثَی لَهُ مِنْ رَمْلِ هُنَاکَ مِلْ ءَ یَدِهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ وَ قَالَ لَهُ:اِذْهَبْ وَ أَغْلِ فَقَالَ لَهُ بَعْضُ حَاشِیَهِ الْمَنْصُورِ:أَعْرَضْتَ عَنِ الْمَلِکِ وَ سَأَلْتَ فَقِیراً لاَ یَمْلِکُ شَیْئاً،فَقَالَ الرَّجُلُ.وَ قَدْ عَرِقَ وَجْهُهُ خَجِلاً مِمَّا أَعْطَاهُ.:إِنِّی سَأَلْتُ مَنْ أَنَا وَاثِقٌ بِعَطَائِهِ،ثُمَّ جَاءَ بِالتُّرَابِ إِلَی بَیْتِهِ فَقَالَتْ لَهُ زَوْجَتُهُ:

مَنْ أَعْطَاکَ هَذَا؟فَقَالَ:جَعْفَرٌ،فَقَالَتْ:مَا قَالَ لَکَ قَالَ:قَالَ لِی:أَغْلِ،قَالَتْ:إِنَّهُ صَادِقٌ فَاذْهَبْ بِقَلِیلٍ مِنْهُ إِلَی أَهْلِ الْمَعْرِفَهِ فَإِنِّی أَشَمُّ فِیهِ رَائِحَهَ الْغِنَی فَأَخَذَ الرَّجُلُ مِنْهُ جُزْءاً وَ رَمَی بِهِ إِلَی الْیَهُودِ فَأَعْطَاهُ فِیمَا حَمَلَ مِنْهُ إِلَیْهِ عَشَرَهَ آلاَفِ دِرْهَمٍ وَ قَالَ لَهُ:اِئْتِنِی بِبَاقِیهِ عَلَی هَذِهِ الْقِیمَهِ (2).

163-قَالَ: وَ مِنْ ذَلِکَ:أَنَّ الْمَنْصُورَ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ اسْتَدْعَی قَوْماً مِنَ الْأَعَاجِمِ لاَ یَفْقَهُونَ وَ لاَ یَعْقِلُونَ،فَخَلَعَ عَلَیْهِمُ الدِّیبَاجَ الْمُثْقَلِ وَ الْوَشْیَ الْمَنْسُوجَ،وَ حُمِلَتْ إِلَیْهِمْ الْأَمْوَالُ،ثُمَّ اسْتَدْعَاهُمْ وَ کَانُوا مِائَهَ رَجُلٍ وَ قَالَ لِلتَّرْجُمَانِ:

قُلْ لَهُمْ:إِنَّ لِی عَدُوّاً یَدْخُلُ عَلَیَّ اللَّیْلَهَ فَاقْتُلُوهُ إِذَا دَخَلَ،قَالَ:فَأَخَذُوا أَسْلِحَتَهُمْ

ص:184


1- (1) بحار الأنوار:ج 181/47 ح 27.
2- (2) بحار الأنوار:ج 156/47 ح 218.

وَ وَقَفُوا مُمْتَثِلِینَ لِأَمْرِهِ فَاسْتَدْعَی جَعْفَراً وَ أَمَرَهُ أَنْ یَدْخُلَ وَحْدَهُ،وَ قَالَ لِلتَّرْجُمَانِ:قُلْ لَهُمْ:هَذَا عَدُوِّی فَقَطِّعُوهُ،فَلَمَّا دَخَلَ الْإِمَامُ تَعَاوَوْا عَوْیَ الْکِلاَبِ وَ رَمَوْا أَسْلِحَتَهُمْ وَ کَتَّفُوا أَیْدِیَهُمْ إِلَی ظُهُورِهِمْ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً وَ مَرَّغُوا وُجُوهَهُمْ عَلَی التُّرَابِ،فَلَمَّا رَأَی الْمَنْصُورُ ذَلِکَ خَافَ وَ قَالَ مَا جَاءَ بِکَ؟قَالَ:أَنْتَ وَ مَا جِئْتُکَ إِلاَّ مُغْتَسِلاً مُحَنِّطاً، فَقَالَ الْمَنْصُورُ:مَعَاذَ اللَّهِ أَنْ یَکُونَ مَا تَزْعُمُ ارْجِعْ رَاشِداً فَرَجَعَ جَعْفَرٌ،وَ الْقَوْمُ عَلَی وُجُوهِهِمْ سُجَّداً،فَقَالَ لِلتَّرْجُمَانِ:قُلْ لَهُمْ:لِمَ لاَ قَتَلْتُمْ عَدُوَّ الْمَلِکِ؟فَقَالُوا:تَقْتُلُ وَلِیَّنَا الَّذِی یَلْقَانَا کُلَّ یَوْمٍ،وَ یُدَبِّرُ أَمْرَنَا کَمَا یُدَبِّرُ الرَّجُلُ وُلْدَهُ وَ لاَ نَعْرِفُ وَلِیّاً سِوَاهُ فَخَافَ الْمَنْصُورُ مِنْ قَوْلِهِمْ وَ سَرَّحَهُمْ تَحْتَ اللَّیْلِ،ثُمَّ قَتَلَهُ بَعْدَ ذَلِکَ بِالسَّمِّ (1).

الفصل الحادی و العشرون

164-وَ رَوَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ فِی الْمَزَارِ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْکُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْخَیْبَرِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: قَدِمَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی أَوَّلِ وِلاَیَهِ أَبِی جَعْفَرٍ فَنَزَلَ النَّجَفَ وَ قَالَ:

یَا مُوسَی اذْهَبْ إِلَی الطَّرِیقِ الْأَعْظَمِ فَقِفْ عَلَی الطَّرِیقِ فَانْظُرْ فَإِنَّهُ سَیَأْتِیکَ رَجُلٌ مِنْ نَاحِیَهِ الْقَادِسِیَّهِ فَإِذَا دَنَا مِنْکَ فَقُلْ لَهُ هَاهُنَا رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَدْعُوکَ فَسَیَجِیءُ مَعَکَ،قَالَ:فَذَهَبْتُ حَتَّی قُمْتُ عَلَی الطَّرِیقِ وَ الْحَرُّ شَدِیدٌ فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً حَتَّی کِدْتُ أَعْصِی وَ أَنْصَرِفُ وَ أَدَعُهُ،إِذْ نَظَرْتُ إِلَی شَیْ ءٍ مُقْبِلٍ شِبْهِ رَجُلٍ عَلَی بَعِیرٍ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ دَنَا مِنْهُ وَ أَبْلَغَهُ الرِّسَالَهِ فَأَقْبَلَ مَعَهُ حَتَّی دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ (2).

الفصل الثانی و العشرون

165-وَ رَوَی الثِّقَهِ الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ النُعْمَانِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ عَنْ سَلاَمَهَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عُمَرَ الْمَعْرُوفِ بِالْحَاجِی عَنْ حَمْزَهَ بْنِ الْقَاسِمِ الْعَلَوِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَسَنِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی الْأَسَدِیِّ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ نَادَی یَا سَمَاعَهَ بْنَ مِهْرَانَ ائْتِنِی بِسَلَّهِ الرُّطَبِ،فَأَتَاهُ بِسَلَّهٍ فِیهَا رُطَبٌ،فَتَنَاوَلَ مِنْهَا رُطَبَهً فَأَکَلَهَا وَ اسْتَخْرَجَ النَّوَاهَ مِنْ فِیهِ فَغَرَسَهَا فِی الْأَرْضِ فَعَلِقَتْ وَ أَنْبَتَتْ وَ أَطْلَعَتْ وَ أَعْذَقَتْ فَضَرَبَ یَدَهُ إِلَی بُسْرَهٍ مِنْ عِذْقٍ فَشَقَّهَا وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهَا رَقّاً أَبْیَضَ فَفَضَّهُ وَ دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ:اِقْرَأْهُ

ص:185


1- (1) بحار الأنوار:ج 181/47 ح 27.
2- (2) المزار:304 ح[514]9.

فَقَرَأْتُهُ فَإِذَا فِیهِ سَطْرَانِ،اَلسَّطْرُ الْأَوَّلُ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَ السَّطْرُ الثَّانِی: «إِنَّ عِدَّهَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللّهِ اثْنا عَشَرَ شَهْراً» ،ثُمَّ ذَکَرَ أَسْمَاءَ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ (1).

166-وَ عَنِ ابْنِ عُقْدَهَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَبَلَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی الْمُغِیرَهِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی:مَا وَرَاکَ؟فَقُلْتُ:شَرُّ وَرَائِی،عَمُّکَ زَیْدٌ یَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ سَبِیَّهٍ وَ أَنَّهُ قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّهِ وَ أَنَّهُ ابْنُ خِیَرَهِ الْإِمَاءِ،فَقَالَ:کَذَبَ لَیْسَ هُوَ کَمَا قَالَ إِنْ خَرَجَ قُتِلَ (2).

الفصل الثالث و العشرون

167-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ رَفَعَهُ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لاَ یَرْجِعُ الْأَمْرُ وَ الْخِلاَفَهُ إِلَی آلِ أَبِی بَکْرٍ أَبَداً،وَ لاَ إِلَی آلِ عُمَرَ وَ لاَ إِلَی آلِ بَنِی أُمَیَّهَ،وَ لاَ فِی وُلْدِ طَلْحَهَ وَ الزُّبَیْرِ أَبَداً، وَ ذَلِکَ أَنَّهُمْ نَبَذُوا الْقُرْآنَ وَ أَبْطَلُوا السُّنَنَ وَ عَطَّلُوا الْأَحْکَامَ«اَلْحَدِیثَ» (3).

168-وَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ سَأَلَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: رَجُلٌ وَ أَنَا حَاضِرٌ عَنْ قَوْلِ اللَّهِ:عَسَی اَللّهُ أَنْ یَأْتِیَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ (4)الْآیَهِ قَالَ:أَذِنَ اللَّهُ فِی إِهْلاَکِ بَنِی أُمَیَّهَ بَعْدَ إِحْرَاقِ زَیْدٍ بِسَبْعَهِ أَیَّامٍ (5).

169-وَ عَنْ مَنْصُورِ بْنِ یُونُسَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی قَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ: فَلَمّا نَسُوا ما ذُکِّرُوا بِهِ .إِلَی قَوْلِهِ. فَإِذا هُمْ مُبْلِسُونَ (6)قَالَ:أَخَذَ بَنِی أُمَیَّهَ بَغْتَهً،وَ یُؤْخَذُ بَنِی الْعَبَّاسِ جَهْرَهً (7).

الفصل الرابع و العشرون

170-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْأَرْبِلِیُّ فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ ابْنِ طَلْحَهَ قَالَ:قَالَ اللَّیْثُ بْنُ سَعْدٍ: حَجَجْتُ سَنَهَ ثَلاَثَ عَشْرَهَ وَ مِائَهٍ فَأَتَیْتُ مَکَّهَ فَلَمَّا صَلَّیْتُ الْعَصْرَ رَقِیتُ أَبَا قُبَیْسٍ وَ إِذَا أَنَا بِرَجُلٍ جَالِسٌ یَدْعُو،فَقَالَ:یَا رَبِّ یَا رَبِّ!إِلَی أَنْ قَالَ:اَللَّهُمَّ إِنِّی أَشْتَهِی مِنْ هَذَا الْعِنَبِ فَأَطْعِمْنِیهِ،اَللَّهُمَّ وَ إِنَّ بُرْدَیَّ قَدْ خَلُقَا قَالَ

ص:186


1- (1) غیبه النّعمانیّ:88 ح 18.
2- (2) غیبه النّعمانیّ:229،ح 10.
3- (3) تفسیر العیّاشیّ:ج 5/1،ح 7.
4- (4) سوره الأنعام:44.
5- (5) تفسیر العیّاشیّ:ج 326/1،ح 133.
6- (6) سوره المائده:52.
7- (7) تفسیر العیّاشیّ:ج 360/1،ح 24.

اللَّیْثُ:فَوَ اللَّهِ مَا اسْتَتَمَّ کَلاَمَهُ حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی سَلَّهٍ مَمْلُوءَهٍ عِنَباً وَ لَیْسَ عَلَی الْأَرْضِ یَوْمَئِذٍ عِنَبٌ وَ بُرْدَیْنِ جَدِیدَیْنِ مَوْضُوعَیْنِ فَأَرَادَ أَنْ یَأْکُلَ فَقُلْتُ لَهُ:أَنَا شَرِیکُکَ،قَالَ:

وَ لِمَ؟قُلْتُ:لِأَنَّکَ کُنْتُ تَدْعُو وَ أَنَا أُؤَمِّنُ،فَقَالَ لِی:تَقَدَّمْ وَ کُلْ وَ لاَ تَخْبَأْ شَیْئاً، فَتَقَدَّمْتُ فَأَکَلْتُ شَیْئاً لَمْ آکُلْ مِثْلَهُ قَطُّ وَ إِذَا عِنَبٌ لاَ عَجَمَ لَهُ فَأَکَلْتُ حَتَّی شَبِعْتُ وَ السَّلَّهُ لَمْ تَنْقُصْ«اَلْحَدِیثَ» (1).

أقول:و قد رأیته فی کتاب ابن طلحه،قال علی بن عیسی:و حدیث اللیث مشهور،و قد نقله جماعه من الرواه،و أول ما رأیته فی کتاب المستغیثین تألیف خلف ابن عبد الملک و ذکره الشیخ أبو الفرج بن الجوزی فی کتاب صفه الصفوه و کلهم یرویه عن اللیث و هو ثقه«انتهی».

171-قَالَ:وَ نَقَلْتُ مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ عَنْ حَرِیزٍ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنِّی أُرِیدُ الْعُمْرَهَ فَأَوْصِنِی،فَقَالَ:اِتَّقِ اللَّهَ وَ لاَ تَعْجَلْ،فَقُلْتُ أَوْصِنِی فَلَمْ یَزِدْنِی عَلَی هَذَا فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ مِنَ الْمَدِینَهِ فَلَقِیَنِی رَجُلٌ شَامِیٌّ یُرِیدُ مَکَّهَ فَصَحِبَنِی،وَ کَانَ مَعِی سُفْرَهٌ فَأَخْرَجْتُهَا،وَ أَخْرَجَ سُفْرَتَهُ،وَ جَعَلَنَا نَأْکُلُ فَذَکَرَ أَهْلَ الْبَصْرَهِ فَشَتَمَهُمْ،ثُمَّ ذَکَرَ أَهْلَ الْکُوفَهِ فَشَتَمَهُمْ،ثُمَّ ذَکَرَ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَقَعَ فِیهِ فَأَرَدْتُ أَنْ أَرْفَعَ یَدَیَّ فَأْهِشَم أَنْفَهُ،وَ أُحَدِّثُ نَفْسِی بِقَتْلِهِ أَحْیَاناً فَجَعَلْتُ أَتَذَکَّرُ قَوْلَهُ:

اتَّقِ اللَّهَ وَ لاَ تَعْجَلْ،وَ أَنَا أَسْمَعُ شَتْمَهُ فَلَمْ أُعِدْ مَا أَمَرَنِی بِهِ (2).

172-وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ یُعْطِیَنِی مِنْ دَلاَلَهِ الْإِمَامَهِ مِثْلَ مَا أَعْطَانِی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا دَخَلْتُ وَ کُنْتُ جُنُباً، قَالَ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا کَانَ لَکَ فِیمَا کُنْتَ فِیهِ شُغُلٌ تَدْخُلُ عَلَیَّ وَ أَنْتَ جُنُبٌ؟فَقُلْتُ:مَا عَمِلْتُهُ إِلاَّ عَمْداً قَالَ:أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلْتُ:بَلَی وَ لَکِنْ لِیَطْمَئِنَّ قَلْبِی قَالَ:نَعَمْ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ قُمْ فَاغْتَسِلْ،فَقُمْتُ فَاغْتَسَلْتُ وَ صِرْتُ إِلَی مَجْلِسِی وَ قُلْتُ عِنْدَ ذَلِکَ إِنَّهُ إِمَامٌ (3).

173-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ یَحْیَی الْکَاهِلِیِّ قَالَ:قَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِذَا لَقِیتَ السَّبُعَ مَا تَقُولُ لَهُ؟قُلْتُ:مَا أَدْرِی،قَالَ:إِذَا لَقِیتَهُ فَاقْرَأْ فِی وَجْهِهِ آیَهَ الْکُرْسِیِّ وَ قُلْ:عَزَمْتُ عَلَیْکَ بِعَزِیمَهِ اللَّهِ وَ عَزِیمَهِ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ وَ عَزِیمَهِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَ عَزِیمَهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْأَئِمَّهِ مِنْ بَعْدِهِ،فَإِنَّهُ یَنْصَرِفُ عَنْکَ،قَالَ الْکَاهِلِیُّ:فَقَدِمْتُ

ص:187


1- (1) کشف الغمّه:ج 373/2.
2- (2) کشف الغمّه:ج 404/2.
3- (3) کشف الغمّه:ج 404/2.

إِلَی الْکُوفَهِ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ اعْتَرَضَ لَهُ سَبُعٌ فَقَالَ مَا عَلَّمَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:فَنَظَرْتُ إِلَیْهِ وَ قَدْ طَأْطَأَ رَأْسَهُ وَ أَدْخَلَ ذَنَبَهُ بَیْنَ رِجْلَیْهِ وَ تَنَکَّبَ الطَّرِیقَ رَاجِعاً مِنْ حَیْثُ جَاءَ،فَقَالَ ابْنُ عَمِّی:مَا سَمِعْتُ کَلاَماً قَطُّ أَحْسَنَ مِنْ کَلاَمٍ سَمِعْتُهُ مِنْکَ،فَقُلْتُ:إِنَّ هَذَا الْکَلاَمِ سَمِعْتُهُ مِنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنَّهُ إِمَامٌ مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ وَ مَا کَانَ ابْنُ عَمِّی یَعْرِفُ قَلِیلاً وَ لاَ کَثِیراً،فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ قَابِلٍ فَأَخْبَرْتُهُ الْخَبَرَ وَ مَا کُنَّا فِیهِ فَقَالَ:أَ تَرَانِی لَمْ أَشْهَدْکُمْ بِئْسَ مَا رَأَیْتَ إِنَّ لِی مَعَ کُلِّ وَلِیٍّ أُذُناً سَامِعَهً وَ عَیْناً نَاظِرَهً وَ لِسَاناً نَاطِقاً،ثُمَّ قَالَ یَا عَبْدَ اللَّهِ أَنَا وَ اللَّهِ صَرَفْتُهُ عَنْکُمَا وَ عَلاَمَهُ ذَلِکَ أَنَّکُمَا کُنْتُمَا فِی الْبَلْدَهِ عَلَی شَاطِئِ النَّهَرِ وَ أَنَّ اسْمَ ابْنِ عَمِّکَ أُثْبِتَ عِنْدَنَا،وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِیُمِیتَهُ حَتَّی یُعَرِّفَهُ هَذَا الْأَمْرَ،فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَی الْکُوفَهِ فَأَخْبَرْتُ ابْنَ عَمِّی بِمَقَالَهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَفَرِحَ وَ سُرَّ بِهِ سُرُوراً شَدِیداً وَ مَا زَالَ مُسْتَبْصِراً بِذَلِکَ إِلَی أَنْ مَاتَ (1).

174-وَ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ وَ أَبُو بَصِیرٍ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَعِی ثَلاَثُمِائَهِ دِینَارٍ فَصَبَبْتُهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَخَذَ مِنْهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَبْضَهً لِنَفْسِهِ وَ رَدَّ الْبَاقِیَ عَلَیَّ وَ قَالَ:یَا شُعَیْبُ رُدَّ هَذِهِ الْمِائَهَ دِینَارٍ إِلَی مَوْضِعِهَا الَّذِی أَخَذْتَهَا مِنْهُ قَالَ شُعَیْبٌ فَقَضَیْنَا حَوَائِجَنَا جَمِیعاً فَقَالَ لِی أَبُو بَصِیرٍ:یَا شُعَیْبُ مَا حَالُ هَذِهِ الدَّنَانِیرِ الَّتِی رَدَّهَا عَلَیْکَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟قُلْتُ:أَخَذْتُهَا مِنْ عُرْوَهَ أَخِی سِرّاً مِنْهُ وَ هُوَ لاَ یَعْلَمُهَا فَقَالَ لِی أَبُو بَصِیرٍ یَا شُعَیْبُ أَعْطَاکَ وَ اللَّهِ عَلاَمَهَ الْإِمَامَهِ،ثُمَّ قَالَ لِی أَبُو بَصِیرٍ وَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ:یَا شُعَیْبُ عُدَّ الدَّنَانِیرَ فَعَدَدْتُهَا فَإِذَا هِیَ مِائَهُ دِینَارٍ لاَ تَزِیدُ دِینَاراً وَ لاَ تَنْقُصُ دِینَاراً (2).

175-وَ عَنْ سَمَاعَهَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً یَا سَمَاعَهُ مَا هَذَا الَّذِی کَانَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ جَمَّالِکَ فِی الطَّرِیقِ؟إِیَّاکَ أَنْ تَکُونَ فَحَّاشاً أَوْ صَخَّاباً أَوْ لَعَّاناً فَقُلْتُ:وَ اللَّهِ لَقَدْ کَانَ ذَلِکَ،وَ ذَلِکَ أَنَّهُ کَانَ یَظْلِمُنِی،«اَلْحَدِیثَ» (3).

176-وَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: قُلْتُ أُرِیدُ أَنْ تُعْطِیَنِی عَلاَمَهَ الْإِمَامَهِ لِأَزْدَادَ إِیمَاناً،فَقَالَ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ تَرْجِعُ إِلَی الْکُوفَهِ وَ قَدْ وُلِدَ لَکَ عِیسَی وَ مِنْ بَعْدِ عِیسَی مُحَمَّدٌ وَ مَنْ بَعْدِهِمَا ابْنَتَانِ وَ فِیهِ أَنَّهُ وَقَعَ کَذَلِکَ (4).

177-وَ عَنْهُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ لِی:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا

ص:188


1- (1) کشف الغمّه:ج 405/2.
2- (2) کشف الغمّه:ج 405/2.
3- (3) کشف الغمّه:ج 406/2.
4- (4) کشف الغمّه:ج 406/2.

فَعَلَ أَبُو حَمْزَهَ الثُّمَالِیُّ؟قُلْتُ خَلَّفْتُهُ صَالِحاً قَالَ:إِذَا رَجَعْتَ فَأَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلاَمَ وَ أَعْلِمْهُ أَنَّهُ یَمُوتُ فِی شَهْرِ کَذَا فِی یَوْمِ کَذَا إِلَی أَنْ قَالَ أَبُو بَصِیرٍ:فَرَجَعْنَا تِلْکَ السَّنَهِ فَمَا لَبِثَ أَبُو حَمْزَهَ الثُّمَالِیُّ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی مَاتَ (1).

178-وَ عَنْ عَبْدِ الْحَمِیدِ بْنِ أَبِی الْعَلاَءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحُسَیْنِ فِی عَرَفَهَ مَا فَعَلَ صَدِیقُکَ عَبْدُ الْحَمِیدِ؟قَالَ:

أَخَذَهُ أَبُو جَعْفَرٍ فَحَبَسَهُ فِی الْمُضَیَّقِ زَمَاناً،فَرَفَعَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَدَهُ سَاعَهً ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ:یَا مُحَمَّدُ قَدْ وَ اللَّهِ خُلِّیَ سَبِیلُ صَاحِبِکَ،قَالَ مُحَمَّدٌ:فَسَأَلْتُ عَبْدَ الْحَمِیدِ أَیَّ سَاعَهٍ أَخْرَجَکَ أَبُو جَعْفَرٍ؟قَالَ:أَخْرَجَنِی یَوْمَ عَرَفَهَ بَعْدَ الْعَصْرِ (2).

179-وَ عَنْ رِزَامٍ قَالَ: إِنَّ الْمَنْصُورَ قَالَ لِحَاجِبِهِ:إِذَا دَخَلَ عَلَیَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ فَاقْتُلْهُ قَبْلَ أَنْ یَصِلَ إِلَیَّ،فَدَخَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَلَسَ فَأَرْسَلَ إِلَی الْحَاجِبِ فَدَعَاهُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ وَ جَعْفَرٌ قَاعِدٌ عِنْدَهُ،ثُمَّ قَالَ لَهُ:عُدْ إِلَی مَکَانِکَ،قَالَ:

وَ أَقْبَلَ یَضْرِبُ یَدَهُ عَلَی یَدِهِ الْأُخْرَی فَلَمَّا قَامَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ خَرَجَ دَعَا حَاجِبَهُ فَقَالَ:بِأَیِّ شَیْ ءٍ أَمَرْتُکَ؟فَقَالَ:لاَ وَ اللَّهِ مَا رَأَیْتُهُ حِینَ دَخَلَ وَ لاَ حِینَ خَرَجَ وَ لاَ رَأَیْتُهُ إِلاَّ وَ هُوَ قَاعِدٌ عِنْدَکَ (3).

180-قَالَ:وَ قِیلَ: أَرَادَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُرُوجَ مَعَ زَیْدٍ فَنَهَاهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَعْظَمَ عَلَیْهِ فَأَبَی إِلاَّ الْخُرُوجَ مَعَ زَیْدٍ فَقَالَ لَهُ لَکَأَنِّی وَ اللَّهِ بِکَ بَعْدَ زَیْدٍ وَ قَدْ خَمَّرْتَ کَمَا تُخَمِّرُ النِّسَاءُ وَ جُمِّلْتَ فِی هَوْدَجٍ وَ صُنِعَ بِکَ مَا یُصْنَعُ بِالنِّسَاءِ «اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ وَقَعَ (4).

181-وَ عَنْ مَالِکٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: إِنِّی یَوْماً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِسٌ وَ أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِی بِفَضْلِ الْأَئِمَّهِ مِنْ أَهْلِ الْبَیْتِ إِذْ أَقْبَلَ عَلَیَّ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا مَالِکُ أَنْتُمْ وَ اللَّهِ شِیعَتُنَا حَقّاً لاَ تَرَی أَنَّکَ أَفْرَطْتَ فِی الْقَوْلِ فِی فَضْلِنَا«اَلْحَدِیثَ» (5).

182-وَ عَنْ رِفَاعَهَ بْنِ مُوسَی قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِساً فَأَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ إِلَیْنَا فَأَخَذْتُهُ فَوَضَعَتْهُ فِی حَجْرِی وَ قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ ضَمَمْتُهُ إِلَیَّ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَا رِفَاعَهُ أَمَا إِنَّهُ سَیَصِیرُ فِی یَدِ آلِ الْعَبَّاسِ وَ یَتَخَلَّصُ مِنْهُمْ،ثُمَّ یَأْخُذُونَهُ ثَانِیَهً فَیَعْطِبُ فِی أَیْدِیهِمْ.

ص:189


1- (1) کشف الغمه:ج 406/2.
2- (2) کشف الغمه:ج 407/2.
3- (3) کشف الغمه:ج 407/2.
4- (4) کشف الغمه:ج 408/2.
5- (5) کشف الغمه:ج 408/2.

182-وَ عَنْ عَائِذٍ الْأَحْمَسِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الصَّلاَهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ:إِذَا لَقِیتَ اللَّهَ بِالصَّلَوَاتِ الْمَفْرُوضَهِ لَمْ یَسْأَلْکَ عَمَّا سِوَی ذَلِکَ.

184-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: اشْتَرَیْتُ مِنْ مَکَّهَ بُرْدَهً وَ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لاَ تَخْرُجَ مِنْ مِلْکِی حَتَّی تَکُونَ کَفَنِی فَخَرَجْتُ فِیهَا إِلَی عَرَفَهَ فَوَقَفْتُ فِیهَا الْمَوْقِفَ،ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَی جَمْعٍ فَقُمْتُ إِلَیْهَا فِی وَقْتِ الصَّلاَهِ،فَرَفَعْتُهَا وَ طَوَیْتُهَا شَفَقَهً مِنِّی عَلَیْهَا،وَ قُمْتُ لِأَتَوَضَّأَ ثُمَّ عُدْتُ فَلَمْ أَرَهَا،فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِکَ غَمّاً شَدِیداً،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ قُمْتُ أَتَوَضَّأُ ثُمَّ أَفْضَیْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَی مِنًی فَإِنِّی وَ اللَّهِ لَفِی مَسْجِدِ الْخَیْفِ إِذْ أَتَانِی رَسُولُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی:یَقُولُ لَکَ:أَقْبِلْ إِلَیْنَا السَّاعَهَ فَقُمْتُ مُسْرِعاً حَتَّی دَخَلْتُ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی فُسْطَاطٍ فَسَلَّمْتُ وَ جَلَسْتُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ:

یَا إِبْرَاهِیمُ أَ تُحِبُّ أَنْ نُعْطِیکَ بُرْدَهَ تَکُونُ کَفَنَکَ؟قَالَ:فَقُلْتُ وَ الَّذِی یَحْلِفُ بِهِ إِبْرَاهِیمُ لَقَدْ ضَاعَتْ بُرْدَتِی قَالَ:فَنَادَی غُلاَمَهُ فَأَتَی بِبُرْدَهٍ فَإِذَا هِیَ وَ اللَّهِ بُرْدَتِی بِعَیْنِهَا وَ طَیِّی بِیَدِی قَالَ:فَقَالَ:خُذْهَا یَا إِبْرَاهِیمُ وَ احْمَدِ اللَّهَ (1).

185-وَ عَنْ بَکْرِ بْنِ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: حَبَسَ أَبُو جَعْفَرٍ أَبِی فَخَرَجْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَعْلَمْتُهُ ذَلِکَ فَقَالَ:إِنِّی مَشْغُولٌ بِابْنِی إِسْمَاعِیلَ وَ لَکِنْ سَأَدْعُو لَهُ قَالَ:فَمَکَثْتُ أَیَّاماً بِالْمَدِینَهِ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَنْ ارْحَلْ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ کَفَاکَ أَمْرَ أَبِیکَ فَأَمَّا إِسْمَاعِیلُ فَقَدْ أَبَی اللَّهُ إِلاَّ قَبْضَهُ قَالَ:فَرَحَلْتُ فَأَتَیْتُ ابْنُ هُبَیْرَهَ فَصَادَفْتُ أَبَا جَعْفَرٍ رَاکِباً فَصِحْتُ إِلَیْهِ:أَبُو بَکْرٍ الْحَضْرَمِیُّ شَیْخٌ کَبِیرٌ فَقَالَ:إِنَّ ابْنَهُ لاَ یَحْفَظُ لِسَانَهُ خَلُّوا سَبِیلَهُ (2).

186-وَ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ قَالَ: کَتَبَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رُقْعَهً فِی حَوَائِجَ لِأَشْتَرِیَهَا،وَ کُنْتُ إِذَا قَرَأْتُ الرُّقْعَهَ خَرَقْتُهَا،فَاشْتَرَیْتُ الْحَوَائِجَ وَ أَخَذْتُ الرُّقْعَهَ فَأَدْخَلْتُهَا زِنْفَیلِجَتِی وَ قُلْتُ:أَتَبَرَّکُ بِهَا قَالَ:وَ قَدِمْتُ عَلَیْهِ فَقَالَ:یَا هِشَامُ اشْتَرَیْتَ الْحَوَائِجَ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ:وَ خَرَقْتُ الرُّقْعَهَ؟قُلْتُ:أَدْخَلْتُهَا زِنْفَیلِجَتِی وَ أَقْفَلْتُ الْبَابَ عَلَیْهَا أَطْلُبُ الْبَرَکَهَ وَ هُوَ ذَا الْمِفْتَاحُ فِی تِکَّتِی،قَالَ:فَرَفَعَ جَانِبَ مُصَلاَّهُ وَ طَرَحَهَا إِلَیَّ وَ قَالَ:خَرِّقْهَا فَخَرَقْتُهَا وَ رَجَعْتُ فَفَتَّشْتُ الزِّنْفَیلِجَهَ فَلَمْ أَجِدْ فِیهَا شَیْئاً (3).

187-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی لَیْلَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثَ دُخُولِهِ

ص:190


1- (1) کشف الغمّه:ج 409/2.
2- (2) کشف الغمّه:ج 410/2.
3- (3) کشف الغمّه:ج 412/2.

عَلَی الْمَنْصُورِ بَعْدَ مَا عَزَمَ عَلَی قَتْلِهِ وَ حَلَفَ لِیَقْتُلَهُ،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ دَعَا بِدُعَاءٍ فَأَکْرَمَهُ وَ قَضَی حَوَائِجَهُ (1).

188-وَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: کُنَّا جَمَاعَهً عَلَی بَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَشَکَکْنَا فِی الرُّبُوبِیَّهِ فَخَرَجَ إِلَیْنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِلاَ حِذَاءٍ وَ لاَ رِدَاءٍ،وَ هُوَ یَنْتَفِضُ وَ هُوَ یَقُولُ:لاَ یَا خَالِدُ لاَ یَا مُفَضَّلُ،لاَ یَا سُلَیْمَانُ لاَ یَا نَجْمُ،بَلْ عِبَادٌ مُکْرَمُونَ «اَلْحَدِیثَ» (2).

189-وَ عَنْ یُونُسَ بْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَخِیهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَرْوَانُ خَاتَمُ بَنِی مَرْوَانَ وَ إِنْ خَرَجَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قُتِلُ (3).

190-وَ عَنْ مَالِکٍ الْجُهَنِیِّ قَالَ: کُنَّا بِالْمَدِینَهِ حِینَ اخْتَلَفَتِ الشِّیعَهُ وَ صَارُوا فِرَقاً فَتَنَحَّیْنَا عَنِ الْمَدِینَهِ نَاحِیَهً ثُمَّ خَلَوْنَا نَذْکُرُ فَضَائِلَهُمْ وَ مَا قَالَتِ الشِّیعَهُ إِلَی أَنْ خَطَرَ بِبَالِنَا الرُّبُوبِیَّهُ فَمَا شَعُرْنَا بِشَیْ ءٍ إِذَا نَحْنُ بِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَاقِفٌ عَلَی حِمَارٍ فَلَمْ نَدْرِ مِنْ أَیْنَ جَاءَ،فَقَالَ:یَا مَالِکُ،وَ یَا خَالِدُ مَتَی أَحْدَثْتُمَا الْکَلاَمَ فِی الرُّبُوبِیَّهِ،«اَلْحَدِیثَ» (4).

191-وَ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ مُتَخَلٍّ فَدَخَلْتُ فَقَعَدْتُ فِی جَانِبِ الْبَیْتِ،فَقَالَ لِی:إِنَّ نَفْسَکَ تُحَدِّثُکَ بِشَیْ ءٍ وَ تَقُولُ لَکَ:

إِنَّکَ مُفَرِّطٌ فِی حُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ لَیْسَ هُوَ کَمَا تَقُولُ«اَلْحَدِیثَ» (5).

192-وَ عَنْ أَبِی بَکْرٍ الْحَضْرَمِیِّ قَالَ: ذَکَرْنَا أَمَرَ زَیْدٍ وَ خُرُوجِهِ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:عَمِّی مَقْتُولٌ إِنْ خَرَجَ قُتِلَ فَقِرُّوا فِی بُیُوتِکُمْ فَوَ اللَّهِ مَا عَلَیْکُمْ بَأْسٌ،فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ:إِنْ شَاءَ اللَّهُ (6).

193-وَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَعْیَنَ قَالَ: تَفَکَّرْتُ فِی قَوْلِهِ تَعَالَی: وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ قُلْتُ:خُلِقُوا لِلْعِبَادَهِ وَ یَعْصُونَ،وَ یَعْبُدُونَ غَیْرَهُ؟وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّ جَعْفَراً عَنْ هَذِهِ الْآیَهِ،فَأَتَیْتُ الْبَابَ فَجَلَسْتُ أُرِیدُ الدُّخُولَ عَلَیْهِ إِذْ رَفَعَ صَوْتَهُ فَقَرَأَ:

وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاّ لِیَعْبُدُونِ ،ثُمَّ قَالَ: لا تَدْرِی لَعَلَّ اللّهَ یُحْدِثُ بَعْدَ ذلِکَ أَمْراً فَعَرَفْتُ أَنَّهَا مَنْسُوخَهٌ قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی:هَذَا آخِرُ مَا أَرَدْتُ إِثْبَاتَهُ مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ«اِنْتَهَی» (7).

ص:191


1- (1) کشف الغمه:ج 412/2.
2- (2) کشف الغمه:ج 413/2.
3- (3) کشف الغمه:ج 414/2.
4- (4) کشف الغمه:ج 414/2.
5- (5) کشف الغمه:ج 416/2.
6- (6) کشف الغمه:ج 416/2.
7- (7) کشف الغمه:ج 416/2.

أقول:و قد ترکت مما نقل أحادیث لیس فیها إعجاز و اختصرت جمله من أحادیثه فحذفت منها ما لا حاجه إلیه فی الإعجاز،و ترکت ما أوردته سابقا من کتاب آخر و نبّهت علیه هناک خوفا من الإطاله.

194-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی أَیْضاً نَقْلاً مِنْ کِتَابِ صِفَهِ الصَّفْوَهِ لِلشَّیْخِ کَمَالِ الدِّینِ أَبِی الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِیِّ قَالَ: لَمَّا قَالَ الْحَکَمُ بْنُ عَیَّاشٍ الْکَلْبِیُّ:

صَلَبْنَا لَکُمْ زَیْداً عَلَی جِذْعِ نَخْلَهٍ وَ لَمْ أَرَ مَهْدِیّاً عَلَی الْجِذْعِ یُصْلَبُ

وَ قِسْتُمْ بِعُثْمَانَ عَلِیّاً سَفَاهَهً وَ عُثْمَانُ خَیْرٌ مِنْ عَلِیٍّ وَ أَطْیَبُ

فَبَلَغَ قَوْلُهُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَرَفَعَ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُمَا تَرْعَشَانِ وَ قَالَ:اَللَّهُمَّ إِنْ کَانَ عَبْدُکَ کَاذِباً فَسَلِّطْ عَلَیْهِ کَلْبَکَ:فَبَعَثَهُ بَنُو أُمَیَّهَ إِلَی الْکُوفَهِ فَافْتَرَسَهُ الْأَسَدُ، وَ اتَّصَلَ خَبَرُهُ بِالصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَخَرَّ سَاجِداً،وَ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْجَزَنَا مَا وَعَدَنَا (1).

الفصل الخامس و العشرون

195-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ بِسْطَامَ وَ أَخُوهُ أَبُو عَتَّابٍ فِی کِتَابِ طِبِّ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: کُنْتُ بِمَکَّهَ فَأَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی شَیْئاً لاَ یَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ،فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْمَدِینَهِ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَظَرَ إِلَیَّ ثُمَّ قَالَ:اِسْتَغْفِرِ اللَّهَ مِمَّا أَضْمَرْتَ وَ لاَ تَعُدْ،فَقُلْتُ:أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ،قَالَ:وَ خَرَجَ فِی إِحْدَی رِجْلَیَّ الْعِرْقَ الْمَدَنِیَّ،فَقَالَ لِی حِینَ وَدَّعْتُهُ قَبْلَ أَنْ یَخْرُجَ ذَلِکَ الْعِرْقُ فِی رِجْلَیَّ:أَیُّمَا رَجُلٍ اشْتَکَی فَصَبَرَ وَ احْتَسَبَ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِنَ الْأَجْرِ أَجْرَ أَلْفِ شَهِیدٍ،قَالَ:فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الْمَرْحَلَهِ الثَّانِیَهِ خَرَجَ ذَلِکَ الْعِرْقُ فَمَا زِلْتُ شَاکِیاً أَشْهُراً فَحَجَجْتُ فِی السَّنَهِ الثَّانِیَهِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ عَوِّذْ رِجْلِی،وَ أَخْبَرْتُهُ أَنَّ هَذِهِ الَّتِی تُوَجِّعُنِی،فَقَالَ:لاَ بَأْسَ عَلَی هَذِهِ أَعْطِنِی رِجْلَکَ الْأُخْرَی الصَّحِیحَهَ فَقَدْ أَتَاکَ اللَّهُ بِالشِّفَاءِ فَبَسَطْتُ الرِّجْلَ الْأُخْرَی بَیْنَ یَدَیْهِ فَعَوَّذَهَا،فَلَمَّا قُمْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ وَدَّعْتُهُ صِرْتُ إِلَی الْمَرْحَلَهِ الثَّانِیَهِ خَرَجَ فِی هَذِهِ الرِّجْلِ الصَّحِیحَهِ الْعِرْقُ فَقُلْتُ:وَ اللَّهِ مَا عَوَّذَهَا إِلاَّ لِحَدَثٍ یَحْدُثُ فِیهَا، فَاشْتَکَیْتُ ثَلاَثَ لَیَالٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَافَانِی وَ نَفَعَنِی (2).

196-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْمُنْذِرِ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ:

ص:192


1- (1) کشف الغمّه:ج 421/2.
2- (2) طبّ الأئمّه(علیهم السلام):17.

کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَتِ الْحَبَابَهُ الْوَالِبِیَّهُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَتْ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ دَاءٌ قَدْ ظَهَرَ بِی مِنَ الْأَدْوَاءِ الْخَبِیثَهِ الَّتِی کَانَتْ تُصِیبُ الْأَنْبِیَاءَ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ الْأَوْلِیَاءَ،وَ إِنَّ قَرَابَتِی وَ أَهْلَ بَیْتِی یَقُولُونَ قَدْ أَصَابَتْهَا الْخَبِیثَهُ وَ لَوْ کَانَ صَاحِبُهَا کَمَا قَالَتْ مَفْرُوضَ الطَّاعَهِ لَدَعَا لَهَا فَکَانَ اللَّهُ تَعَالَی یَذْهَبُ عَنْهَا،وَ أَنَا وَ اللَّهِ قَدْ سُرِرْتُ بِذَلِکَ وَ عَلِمْتُ أَنَّهُ تَمْحِیصٌ وَ کَفَّارَهٌ وَ دَاءُ الصَّالِحِینَ،فَقَالَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ قَالُوا ذَلِکَ قَدْ أَصَابَتْکَ الْخَبِیثَهُ؟فَقَالَتْ:نَعَمْ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،فَحَرَّکَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ شَفَتَیْهِ بِشَیْ ءٍ مَا أَدْرِی أَیُّ دُعَاءٍ کَانَ،فَقَالَ:اُدْخُلِی دَارَ النِّسَاءِ حَتَّی یَنْظُرْنَ إِلَی جَسَدِکِ قَالَ:فَدَخَلْتُ فَکَشَفَتْ عَنْ ثِیَابِهَا ثُمَّ قَامَتْ وَ لَمْ یَبْقَ فِی صَدْرِهَا وَ لاَ فِی جَسَدِهَا شَیْ ءٌ،فَقَالَ لَهَا:اِذْهَبِی إِلَیْهِمْ وَ قُولِی:هَذَا الَّذِی یُتَقَرَّبُ إِلَی اللَّهِ بِإِمَامَتِهِ (1).

197-وَ عَنِ الْأَشْعَثِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ أَنَّ الْمَنْصُورَ طَلَبَ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَرَادَ قَتْلَهُ،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ أَکْرَمَهُ فَسُئِلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَمَّا دَعَا بِهِ؟فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَعَا بِدُعَاءٍ،وَ قَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ:وَ اللَّهِ لَقَدْ وَجَّهْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا عَازِمِ عَلَی قَتْلِکَ وَ لَقَدْ نَظَرْتُ فَأُلْقِیَ عَلَیَّ مَحَبَّهٌ لَکَ فَوَ اللَّهِ مَا أَجِدُ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَیْتِی أَعَزَّ عَلَیَّ مِنْکَ (2).

الفصل السادس و العشرون

و روی المفید فی الإرشاد جمله من الأحادیث السابقه منها:دخوله علی المنصور و استحلافه الساعی به فمات فی الحال،و دعاؤه عند دخوله حتی سکن غضب المنصور،و دعاؤه علی داود بن علی حتی مات من ساعته،و إخباره أبا بصیر بجنابته،قال:و جاءت الروایات بمثل ما ذکرناه من الآیات و الإخبار بالغیوب ممّا یطول تعداده (3).

198-وَ رَوَی الْمُفِیدُ أَیْضاً بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ لَمَّا أَرَادَ الْبَیْعَهَ لاِبْنِهِ مُحَمَّدٍ بِالْأَبْوَاءِ:إِنْ کُنْتَ تَرَی ابْنَکَ هَذَا الْمَهْدِیَّ فَلَیْسَ بِهِ وَ لاَ هَذَا أَوَانُهُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ لَکِنْ هَذَا وَ إِخْوَتُهُ وَ أَبْنَاؤُهُ دُونَکُمْ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی کَتِفِ أَبِی الْعَبَّاسِ،ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی کَتِفِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ قَالَ:

وَ اللَّهِ مَا هِیَ لَکَ وَ لاَ لاِبْنِکَ وَ لَکِنَّهَا لَهُمْ وَ إِنَّ ابْنَیْکَ لَمَقْتُولاَنِ ثُمَّ قَالَ:أَ رَأَیْتَ صَاحِبَ

ص:193


1- (1) طبّ الأئمّه(علیهم السلام):104.
2- (2) طبّ الأئمّه(علیهم السلام):115.
3- (3) الإرشاد:ج 185/2.

الْبُرْدِ الْأَخْضَرِ یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ؟فَقَالَ نَعَمْ،فَقَالَ إِنَّا وَ اللَّهِ لَنَجِدُهُ یَقْتُلُهُ،فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الْعَزِیزِ:أَ یَقْتُلُ مُحَمَّداً؟فَقَالَ:نَعَمْ (1).

199-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ بِجَادٍ الْعَابِدِ قَالَ: کَانَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا رَأَی مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَسَنٍ تَرَقْرَقَتْ عَیْنَاهُ.ثُمَّ یَقُولُ:بِنَفْسِی هُوَ إِنَّ النَّاسَ لَیَقُولُونَ فِیهِ،وَ إِنَّهُ لَمَقْتُولٌ لَیْسَ هُوَ فِی کِتَابِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ خُلَفَاءِ هَذِهِ الْأُمَّهِ (2).

أقول:قد نقل جمیع ما نقلناه و ما أشرنا إلیه،علی بن عیسی فی کشف الغمه من إرشاد المفید.و روی المفید أیضا فی کتاب الاختصاص کثیرا من معجزات الصادق علیه السّلام و سائر الأئمه علیهم السّلام،قد نقلناها من کتب أخری و لم نشر إلی روایته لها خوفا من التطویل لأنها کثیره جدا.

الفصل السابع و العشرون

200-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ عَنِ الْعَمْرَکِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ ثَعْلَبَهَ بْنِ مَیْمُونٍ عَنْ عَنْبَسَهَ بْنِ مُصْعَبٍ وَ عَلِیِّ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مِیثَمٍ،عَنْ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَیْهِ وَ بِهَا بَرَصٌ قَالَتْ فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی الْبَرَصِ وَ دَعَا فَلَمْ یَزَلْ یَدْعُو حَتَّی رَفَعَ یَدَیْهِ،وَ قَدْ کَشَفَ اللَّهُ ذَلِکَ الْبَرَصَ.وَ رَوَی حَدِیثَ إِخْبَارِهِ بِجَنَابَهِ أَبِی بَصِیرٍ وَ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ کَدُعَائِهِ عَلَی دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ حَتَّی مَاتَ فِی الْحَالِ،وَ مَسْحِهِ عَلَی عَیَنِی الْمُعَلَّی حَتَّی انْتَقَلَ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی الْکُوفَهِ،وَ رَأَی عِیَالَهُ فِی الْحَالِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ (3).

201-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِشْکِیبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْأَحْوَلِ قَالَ:قَالَ لِیَ ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ:

أَ لَیْسَ مَنْ صَنَعَ شَیْئاً وَ أَحْدَثَهُ حَتَّی یُعْلَمَ مَنْ صَنَعَهُ وَ هُوَ خَالِقُهُ؟قُلْتُ:بَلَی،قَالَ:

فَأَجِّلْنِی شَهْراً أَوْ شَهْرَیْنِ ثُمَّ تَعَالَ حَتَّی أَرَاکَ قَالَ:فَحَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:أَمَا إِنَّهُ قَدْ هَیَّأَ لَکَ شَاتَیْنِ وَ هُوَ جَائِی مَعَهُ بِعِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِهِ، ثُمَّ یُخْرِجُ لَکَ الشَّاتَیْنِ قَدِ امْتَلَأَتَا دُوداً وَ یَقُولُ لَکَ هَذَا الدُّودُ یَحْدُثُ مِنْ فِعْلِی،فَقُلْ لَهُ إِنْ کَانَ مِنْ صُنْعِکَ وَ أَنْتَ أَحْدَثْتَهُ فَمَیِّزْ ذَکَرَهُ مِنْ أُنْثَاهُ،فَأَخْرَجَ إِلَیَّ الدُّودَ فَقُلْتُ لَهُ:مَیِّزِ

ص:194


1- (1) الإرشاد:ج 192/2.
2- (2) الإرشاد:ج 193/2.
3- (3) اختیار معرفه الرّجال:332/1.

الذُّکُورَ مِنَ الْإِنَاثِ؟فَقَالَ:هَذِهِ وَ اللَّهِ لَیْسَتْ مِنْ إِبْرَازِکَ،هَذِهِ الَّتِی حَمَلَتْهَا الْإِبِلُ مِنَ الْحِجَازِ«اَلْحَدِیثَ»،وَ فِیهِ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَ الْأَحْوَلَ بِمَسْأَلَهٍ أُخْرَی یَسْأَلُهُ عَنْهَا ابْنُ أَبِی الْعَوْجَاءِ وَ بِجَوَابِهِ ثُمَّ سَأَلَهُ عَنْهَا فَأَجَابَهُ فَقَالَ:وَ هَذِهِ أَیْضاً لَیْسَتْ مِنْ إِبْرَازِکَ (1).

202-وَ عَنْ طَاهِرٍ عَنْ جَعْفَرٍ عَنِ الشُّجَاعِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سَلاَّمِ بْنِ بَشِیرٍ الزَّمَانِیِّ،وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ التَّمِیمِیِّ (2)عَنْ مُحَمَّدٍ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ مَعْرُوفِ بْنِ خَرَّبُوذَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ قَبْرَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ أَهْلِ بَیْتِهِ عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ،قَالَ:فَحَمَلَهُمْ أَبُو الدَّوَانِیقِ فَقُبِرُوا عَلَی شَاطِئِ الْفُرَاتِ (3).

203-وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ الْبَصْرِیِّ عَنْ أَبِی غَیْلاَنَ قَالَ: أَتَیْتُ الْفُضَیْلَ بْنَ یَسَارٍ فَأَخْبَرْتُهُ أَنَّ مُحَمَّداً وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ قَدْ خَرَجَا،فَقَالَ لِی:لَیْسَ أَمْرُهُمَا بِشَیْ ءٍ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ:

إِنْ خَرَجَا قُتِلاَ (4).

204-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَرْنَانِیِّ وَ عُثْمَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ الْحَجَّالِ عَنْ أَبِی مَالِکٍ الْحَضْرَمِیِّ،عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الْبَقْبَاقِ قَالَ: تَذَاکَرَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ وَ مُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ،فَقَالَ ابْنُ أَبِی یَعْفُورٍ:اَلْأَوْصِیَاءُ عُلَمَاءُ أَبْرَارٌ،أَتْقِیَاءُ،وَ قَالَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ:اَلْأَوْصِیَاءُ أَنْبِیَاءُ فَدَخَلاَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا اسْتَقَرَّ بِهِمَا الْمَجْلِسُ قَالَ:یَا عَبْدَ اللَّهِ أَبْرَأُ مِمَّنْ قَالَ:إِنَّا أَنْبِیَاءُ (5).

و ذکر الکشی أن أکثر الشیعه دخلت علیهم الشبهه لما مات الصادق علیه السّلام فی عبد اللّه لأنه کان أکبر أولاده،ثم رجع بعضهم لما شاهدوا منه من الجهل و غیره،ثم إن عبد اللّه مات بعد أبیه بسبعین یوما،فرج الباقون إلا شذاذا منهم عن القول بإمامته إلی القول بإمامه أبی الحسن علیه السّلام.

205-قَالَ:وَ رَوَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ لِمُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَا بُنَیَّ إِنَّ أَخَاکَ سَیَجْلِسُ مَجْلِسِی وَ یَدَّعِی الْإِمَامَهَ فَلاَ تُنَازِعْهُ بِکَلِمَهٍ فَإِنَّهُ أَوَّلُ أَهْلِی لُحُوقاً بِی (6).

ص:195


1- (1) اختیار معرفه الرجال:430/2.
2- (2) فی نسخه ثانیه:التیمی.
3- (3) اختیار معرفه الرجال:472/2.
4- (4) اختیار معرفه الرجال:473/2.
5- (5) بحار الأنوار:ج 291/25 ح 48.
6- (6) اختیار معرفه الرجال:525/2.

206-قَالَ:وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ یَزِیدَ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً حَاصِلُهُ: أَنَّ هِشَامَ بْنَ الْحَکَمِ کَانَ یَذْهَبُ مَذْهَبَ الْجَهْمِیَّهِ خَبِیثاً فِیهِمْ فَدَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلَ هِشَاماً عَنْ مَسْأَلَهٍ حَارَ فِیهَا هِشَامٌ،وَ سَأَلَهُ أَنْ یُؤَجِّلَهُ؟فَأَجَّلَهُ فَاضْطَرَبَ فِی طَلَبِ الْجَوَابِ أَیَّاماً،فَلَمْ یَقْدِرْ عَلَیْهِ فَرَجَعَ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَهُ بِهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَأَلَهُ مَسْأَلَهً أُخْرَی فِیهَا فَسَادُ مَذْهَبِهِ،فَخَرَجَ هِشَامٌ مُغْتَمّاً مُتَحَیِّراً قَالَ:فَبَقِیتُ أَیَّاماً لاَ أُفِیقُ مِنْ حَیْرَتِی،ثُمَّ سَأَلَ الْإِذْنَ عَلَیْهِ فَقَالَ لِیَنْتَظِرْنِی فِی مَوْضِعٍ سَمَّاهُ بِالْحَیرَهِ،فَسُرَّ بِذَلِکَ هِشَامٌ وَ سَبَقَهُ إِلَی الْمَوْضِعِ،قَالَ:فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی بَغْلَهٍ،فَلَمَّا قَرُبَ مِنِّی هَالَنِی مَنْظَرُهُ وَ أَرْعَبَنِی حَتَّی بَقِیتُ لاَ أَتَفَوَّهُ،وَ لاَ یَنْطَلِقُ لِسَانِی وَ وَقَفَ مَلِیّاً وَ کَانَ وُقُوفُهُ لاَ یَزِیدُنِی إِلاَّ تَهَیُّباً وَ تَحَیُّراً فَلَمَّا رَأَی ذَلِکَ مِنِّی ضَرَبَ بَغْلَتَهُ وَ سَارَ وَ عَلِمْتُ أَنَّ مَا أَصَابَنِی لَمْ یَکُنْ إِلاَّ لِأَمْرِ مِنَ اللَّهِ.قَالَ:فَانْصَرَفَ هِشَامٌ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ تَرَکَ مَذْهَبَهُ وَ دَانَ بِدِینِ الْحَقِّ (1).

207-وَ عَنْ حَمْدَوَیْهِ وَ إِبْرَاهِیمَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ عَنْ عِیسَی بْنِ أَبِی مَنْصُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ:أَنَّهُ دَعَا عَلَی أَبِی الْخَطَّابِ،وَ قَالَ:اَللَّهُمَّ أَذِقْهُ حَرَّ الْحَدِیدِ (2).

أقول:إجابه دعائه علیه السّلام أمر معلوم مروی.

208-وَ عَنْهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ بِشْرِ بْنِ طَرْخَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: أَنْمَی اللَّهُ وُلْدَکَ وَ کَثَّرَ مَالَکَ قَالَ:فَرُزِقْتُ مِنْ ذَلِکَ بِبَرَکَهِ دُعَائِهِ بِسِتٍّ مِنَ الْأَوْلاَدِ مَا قَصُرَتْ عَنْهُ الْأُمْنِیَّهُ (3).

209-قَالَ:وَ رَوَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَهْلٍ قَالَ: کُنْتُ أَقُولُ فِی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالرُّبُوبِیَّهِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ:یَا صَالِحُ إِنَّا وَ اللَّهِ عَبِیدٌ مَخْلُوقُونَ لَنَا رَبٌّ نَعْبُدُهُ إِنْ لَمْ نَعْبُدْهُ عَذَّبَنَا (4).

210-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ خُرَّزَادَ عَنْ یُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ رِزَامٍ مَوْلَی خَالِدٍ الْقَسْرِیِّ قَالَ: کُنْتُ أُعَذَّبُ بِالْمَدِینَهِ بَعْدَ مَا خَرَجَ مِنْهَا مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ فَکَانَ

ص:196


1- (1) اختیار معرفه الرّجال:529/2.
2- (2) أصدق الأخبار:70.
3- (3) بحار الأنوار:ج 152/47 ح 211.
4- (4) بحار الأنوار:ج 303/25 ح 69.

صَاحِبُ الْعَذَابِ یُعَلِّقُنِی بِالسَّقْفِ وَ یَرْجِعُ إِلَی أَهْلِهِ وَ یُغْلِقُ عَلَیَّ الْبَابَ إِلَی أَنْ قَالَ:

فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَکَذَلِکَ ذَاتَ یَوْمٍ إِذَا رُقْعَهٌ وَقَعَتْ مِنَ الْکُوَّهِ إِلَیَّ مِنَ الطَّرِیقِ فَأَخَذْتُهَا فَإِذَا هِیَ مَشْدُودَهٌ بِحَصَاهٍ فَنَظَرْتُ فِیهَا فَإِذَا هِیَ بِخَطِّ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ إِذَا فِیهَا یَا رِزَامٌ قُلْ:

«یَا کَائِناً قَبْلَ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا کَائِناً بَعْدَ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ یَا مُکَوِّنَ کُلِّ شَیْ ءٍ أَلْبِسْنِی دِرْعَکَ الْحَصِینَهَ مِنْ شَرِّ جَمِیعِ خَلْقِکَ»،قَالَ رِزَامٌ:فَقُلْتُ ذَلِکَ فَمَا عَادَ إِلَیَّ شَیْ ءٌ مِنْ الْعَذَابِ بَعْدَ ذَلِکَ (1).

211-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ مَسْعُودٍ عَنِ الشَّاذَانِیِّ عَنِ الْفُضَیْلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی الصَّبَّاحِ الْکِنَانِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ ذَکَرَ زَیْداً فَقَالَ:

لَئِنْ خَرَجَ لَیُقْتَلَنَّ،قَالَ:فَرَجَعْتُ فَانْتَهَیْتُ إِلَی الْقَادِسِیَّهِ فَاسْتَقْبَلَنِی الْخَبَرُ بِقَتْلِهِ (2).

212-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الصَّبَّاحِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَامِرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:هَذَا خَیْرُ وُلْدِی وَ أَحَبُّهُمْ إِلَیَّ غَیْرَ أَنَّ اللَّهَ یُضِلُّ بِهِ قَوْماً مِنْ شِیعَتِنَا إِلَی أَنْ قَالَ:یَضِلُّ بِهِ قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِنَا بَعْدَ مَوْتِهِ جَزَعاً عَلَیْهِ فَیَقُولُونَ لَمْ یَمُتْ،وَ یُنْکِرُونَ الْأَئِمَّهَ مِنْ بَعْدِهِ وَ یَدْعُونَ الشِّیعَهَ إِلَی ضَلاَلِهِمْ، «اَلْحَدِیثَ» (3).

213-وَ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ فِی حَدِیثٍ قَالَ: فَکَانَ الرَّجُلُ یَأْتِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنِ الشَّیْ ءِ فَیَبْتَدِئُهُ بِهِ،وَ یَأْتِی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَیَبْتَدِئُهُ بِهِ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلَهُ (4).

الفصل الثامن و العشرون

214-وَ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ مُهَجِ الدَّعَوَاتِ بِإِسْنَادِهِ عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ،عَنْ شُیُوخِهِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْإِسْکَنْدَرِیِّ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ قَالَ: قَدْ هَلَکَ مَنْ هَلَکَ مِنْ أَوْلاَدِ فَاطِمَهَ وَ قَدْ بَقِیَ سَیِّدُهُمْ وَ إِمَامُهُمْ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ رَأْسُ الرَّوَافِضِ،وَ قَدْ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لاَ أُمْسِیَ عَشِیَّتِی هَذِهِ حَتَّی

ص:197


1- (1) بحار الأنوار:ج 225/92 ح 23.
2- (2) بحار الأنوار:ج 195/46 ح 67.
3- (3) بحار الأنوار:ج 268/48 ح 28.
4- (4) البحار:158/25.

أَفْرَغَ مِنْهُ،ثُمَّ دَعَا بِسَیَّافٍ فَقَالَ لَهُ:إِذَا أَنَا أَحْضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ شَغَلْتُهُ بِالْحَدِیثِ وَ وَضَعْتُ قَلَنْسُوَتِی فَهُوَ الْعَلاَمَهُ بَیْنِی وَ بَیْنَکَ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ،فَأَمَرَ بِإِحْضَارِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأُحْضِرَ فِی تِلْکَ السَّاعَهِ وَ لَحِقْتُهُ فِی الدَّارِ وَ هُوَ یُحَرِّکُ شَفَتَیْهِ فَلَمْ أَدْرِ مَا الَّذِی قَرَأَ إِلاَّ أَنِّی رَأَیْتُ الْقَصْرَ یَمُوجُ کَأَنَّهُ سَفِینَهٌ فَرَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ الْمَنْصُورَ یَمْشِی بَیْنَ یَدَیْهِ کَمَا یَمْشِی الْعَبْدُ بَیْنَ یَدَیِ سَیِّدِهِ،حَافِیَ الْقَدَمَیْنِ مَکْشُوفَ الرَّأْسِ،یَحْمَرُّ سَاعَهً وَ یَصْفَرُّ أُخْرَی،وَ أَخَذَ بِعَضُدِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَجْلَسَهُ عَلَی سَرِیرِ مُلْکِهِ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَکْرَمَهُ،ثُمَّ أَذِنَ لَهُ فِی الاِنْصِرَافِ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ لِی:إِنِّی لَمَّا أَحْضَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ وَ هَمَمْتُ بِمَا هَمَمْتُ بِهِ مِنَ السُّوءِ رَأَیْتُ تِنِّیناً قَدْ حَوَی بِذَنَبِهِ جَمِیعَ دَارِی وَ قَصْرِی وَ قَدْ وَضَعَ شَفَتَهُ الْعُلْیَا فِی أَعْلاَهَا،وَ السُّفْلَی فِی أَسْفَلِهَا،وَ هُوَ یُکَلِّمُنِی بِلِسَانٍ طَلْقٍ عَرَبِیٍّ مُبِینٍ:یَا مَنْصُورُ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِی إِلَیْکَ،وَ أَمَرَنِی إِنْ أَنْتَ أَحْدَثْتَ فِی عَبْدِی الصَّالِحِ الصَّادِقِ حَدَثاً ابْتَلَعْتُکَ وَ مَنْ فِی الدَّارِ جَمِیعاً،فَطَارَ عَقْلِی،وَ ارْتَعَدَتْ فَرَائِصِی «اَلْحَدِیثَ» (1).

215-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الرَّبِیعِ صَاحِبِ الْمَنْصُورِ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ: أَنَّهُ أَرَادَ قَتْلَهُ لَمَّا دَخَلَ الْمَدِینَهَ،فَأَرْسَلَ الرَّبِیعَ فِی طَلَبِهِ،قَالَ:فَلَمَّا أَدْخَلْنتَهُ إِلَیْهِ رَأَیْتُهُ وَ هُوَ جَالِسٌ عَلَی سَرِیرِهِ وَ بِیَدِهِ عَمُودُ حَدِیدٍ یُرِیدُ أَنْ یَقْتُلَهُ بِهِ وَ نَظَرْتُ إِلَی جَعْفَرٍ وَ هُوَ یُحَرِّکُ شَفَتَیْهِ بِهِ فَوَقَفْتُ أَنْظُرُ إِلَیْهِمَا،فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ جَعْفَرٌ قَالَ الْمَنْصُورُ:

ادْنُ مِنِّی یَا ابْنَ عَمِّ حَتَّی أَجْلَسَهُ عَلَی السَّرِیرِ،ثُمَّ غَلَّفَهُ بِالْغَالِیَهِ ثُمَّ حَمَلَهُ عَلَی بَغْلَهٍ، وَ أَمَرَ لَهُ بِبَدْرَهٍ وَ خَلْعَهٍ،ثُمَّ أَمَرَهُ بِالاِنْصِرَافِ«اَلْحَدِیثَ»وَ ذَکَرَ فِیهِ الدُّعَاءَ الَّذِی دَعَا بِهِ (2).

و روی أیضا أنه استدعاه مره ثالثه بالربذه،و جری له معه نحو ذلک،و روی أنه استدعاه مره رابعه إلی الکوفه،و جری له معه مثل ذلک.و روی أنه استدعاه مره خامسه إلی بغداد و صار له معه نحو ذلک و روی أنه استدعاه مره سادسه إلی بغداد أیضا،و جری له معه نحو ذلک.

و فی بعض الروایات:أن رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم تمثل للمنصور لما أراد قتل الصادق علیه السّلام فخاف منه و ترکه.و فی بعضها:أنه استحلف الرجل الذی سعی به بحضره المنصور،فمات الرجل فی الحال.

ص:198


1- (1) بحار الأنوار:ج 202/47 ح 42.
2- (2) بحار الأنوار:ج 191/47 ح 37.

و روی أنه استدعاه مره سابعه و جری له معه مثل ذلک و قد اختصرت الأحادیث لطولها و روی مره ثامنه،و روی مره تاسعه و فی کل مره یدعو بدعاء فیدفع اللّه عنه القتل بنحو ما مرّ.

الفصل التاسع و العشرون

216-وَ رَوَی الشَّیْخُ شَرَفُ الدِّینِ عَلِیٌّ فِی کِتَابِ الْآیَاتِ الْبَاهِرَهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْغَیْبَهِ لِلْمُفِیدِ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ دَعَا بِسَلَّهٍ فِیهَا رُطَبٌ فَتَنَاوَلَ مِنْهَا رُطَبَهً فَأَکَلَهَا،وَ اسْتَخْرَجَ النَّوَاهَ مِنْ فِیهِ،وَ غَرَسَهَا فِی الْأَرْضِ فَعَلِقَتْ وَ نَبَتَتْ،وَ أَطْلَعَتْ،وَ أَعْذَقَتْ (1).

الفصل الثلاثون

217-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ إِلَی الْحَجِّ،فَلَمَّا کَانَ أَوَّلُ وَقْتِ الظُّهْرِ قَالَ لِی.وَ کُنَّا فِی أَرْضٍ قَفْرٍ.:یَا دَاوُدُ قَدْ حَانَ وَقْتُ الصَّلاَهِ فَاعْدِلْ بِنَا عَنِ الطَّرِیقِ فَنَزَلْنَا فِی أَرْضٍ قَفْرٍ لاَ مَاءَ فِیهَا،فَرَکَضَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِرِجْلِهِ فَنَبَعَتْ عَیْنُ مَاءٍ کَأَنَّهَا الثَّلْجُ،فَتَوَضَّأَ وَ تَوَضَّأْنَا وَ صَلَّیْنَا،فَلَمَّا هَمَمْنَا بِالْمَسِیرِ وَ الْتَفَتُّ إِذَا بِجِذْعِ نَخْلَهٍ،فَقَالَ:

یَا دَاوُدُ أَ تُحِبُّ أَنْ أُطْعِمَکَ رُطَبَاً؟قُلْتُ:نَعَمْ یَا مَوْلاَیَ فَضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی الْجِذْعِ وَ هَزَّهُ فَاهْتَزَّ اهْتِزَازاً شَدِیداً،فَإِذَا هُوَ قَدْ أَیْنَعَ وَ اخْضَرَّ ثُمَّ هَزَّهُ الثَّانِیَهَ فَإِذَا قَدْ تَدَلَّی مِنْهُ کَبَائِسُ بِأَعْذَاقِهَا فَأَطْعَمَنِی أَنْوَاعاً کَثِیرَهً مِنَ الرُّطَبِ ثُمَّ مَسَحَ بِیَدِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی النَّخْلَهِ،وَ قَالَ:

عُودِی جِذْعاً بِإِذْنِ اللَّهِ فَعَادَتْ بِسِیرَتِهَا الْأُولَی (2).

و روی فیه جمله من المعجزات السابقه.

218-وَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ[عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ]فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّهُ خَلَعَ خَاتَمَهُ وَ وَضَعَهُ عَلَی الْأَرْضِ ثُمَّ تَکَلَّمَ بِشَیْ ءٍ فَانْصَدَعَتْ الْأَرْضِ وَ انْفَرَجَتْ فَإِذَا نَحْنُ بِبَحْرٍ عَجَّاجٍ فِی وَسَطِهِ سَفِینَهٌ خَضْرَاءُ مِنْ زَبَرْجَدٍ أَخْضَرَ فِی وَسَطِهَا قُبَّهٌ مِنْ دُرَّهٍ بَیْضَاءَ حَوْلَهَا دَارِ خَضْرَاءَ ثُمَّ تَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ فَثَارَ مَاءُ الْبَحْرِ وَ ارْتَفَعَ مَعَ السَّفِینَهِ،فَقَالَ لَنَا:

ادْخُلُوهَا فَدَخَلْنَا الْقُبَّهَ الَّتِی فِی السَّفِینَهِ ثُمَّ قَالَ لَهَا:سِیرِی بِقُدْرَهِ اللَّهِ فَسَارَتْ حَتَّی انْتَهَیْنَا إِلَی جَزِیرَهٍ عَظِیمَهٍ وَ إِذَا فِیهَا قِبَابٌ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ أَوْمَی بِیَدِهِ وَ تَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ وَ إِذَا نَحْنُ فَوْقَ الْأَرْضِ فِی مَنْزِلِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَخْرَجَ خَاتَمَهُ وَ خَتَمَ الْأَرْضَ بَیْنَ یَدَیْهِ

ص:199


1- (1) تأویل الآیات:ج 204/1،ح 12.
2- (2) عیون المعجزات:77.

فَلَمْ أَرَ فِیهَا صَدْعاً وَ لاَ فُرْجَهً (1).

الفصل الحادی و الثلاثون

219-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّجَاشِیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ هِشَامِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السَّائِبِ الْعَالِمِ الْمَشْهُورِ بِالْفَضْلِ وَ الْعِلْمِ،قَالَ: اعْتَلَلْتُ عِلَّهً عَظِیمَهً فَنَسِیتُ عِلْمِی فَجَلَسْتُ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَقَانِی الْعِلْمَ فِی کَأْسٍ فَعَادَ إِلَیَّ عِلْمِی وَ رَوَاهُ الْعَلاَّمَهُ فِی الْخُلاَصَهِ أَیْضاً مُرْسَلاً (2).

الفصل الثانی و الثلاثون

220-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ فَهْدٍ فِی عُدَّهِ الدَّاعِی عَنْ عَبْدِ الْغَفَّارِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ قَدِمَ الْکُوفَهَ عَلَی عَهْدِ الْمَنْصُورِ فَلَمَّا خَرَجَ مِنْهَا یُرِیدُ الْمَدِینَهَ شَیَّعَهُ الْعُلَمَاءُ فَتَقَدَّمَ الْمُشَیِّعُونَ فَإِذَا هُمْ بِأَسَدٍ عَلَی الطَّرِیقِ فَقَالَ رَجُلٌ مِنْهُمْ:قِفُوا حَتَّی یَجِیءَ جَعْفَرٌ فَنَنْظُرَ مَا یَصْنَعُ؟فَجَاءَ جَعْفَرٌ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَذَکَرُوا لَهُ حَالَ الْأَسَدِ فَأَقْبَلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَتَّی دَنَا مِنَ الْأَسَدِ فَأَخَذَ بِأُذُنِهِ حَتَّی نَحَّاهُ عَنِ الطَّرِیقِ (3).

الفصل الثالث و الثلاثون

221-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: تَرْجِعُ إِلَی الْکُوفَهِ وَ یُولَدُ لَکَ ابْنٌ تُسَمِّیهِ عِیسَی،وَ یُولَدُ لَکَ بَعْدَهُ ابْنٌ تُسَمِّیهِ مُحَمَّداً،وَ یُولَدُ لَکَ بَعْدَهُمَا بِنْتَانِ فِی ثَلاَثِ سِنِینَ فَکَانَ کَمَا قَالَ (4).

222-وَ عَنْهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِمَوْتِ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ قَبْلَ أَنْ یَمُوتَ وَ فِی أَیِّ یَوْمٍ یَمُوتُ،وَ أَخْبَرَهُ بِقَتْلِ دَاوُدَ بْنِ عَلِیٍّ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ وَ صَلْبِهِ وَ سَبَبِ ذَلِکَ قَبْلَ أَنْ یَقَعَ ذَلِکَ مِنْهُ (5).

223-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ یُونُسَ بْنِ ظَبْیَانَ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ:أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِمَا فِی نَفْسِهِ وَ کَانَ أَضْمَرَ أَنْ یَرَی مِنْهُ مَا یَزِیدُهُ یَقِیناً بِإِمَامَتِهِ،فَقَالَ لَهُ:یَا مُفَضَّلُ نَاوِلْنِی تِلْکَ النَّوَاهَ فَنَاوَلَهُ إِیَّاهَا فَغَرَسَهَا فِی دَارِهِ بِإِصْبَعِهِ،وَ دَعَا بِدُعَاءٍ فَإِذَا

ص:200


1- (1) عیون المعجزات:84.
2- (2) الرّجال:434،ح[1166].
3- (3) عدّه الدّاعی:87.و فی نسخه ثانیه:عن الحسن.
4- (4) الهدایه الکبری:253.
5- (5) الهدایه الکبری:254.

بِهَا قَدْ نَبَتَتْ نَخْلَهٌ وَ ارْتَفَعَتْ وَ أَثْمَرَتْ وَ قَالَ لَهُ:هُزَّهَا فَهَزَّهَا فَنَثَرَتْ رُطَباً أَصْفَی مِنَ الْجَوْهَرِ،وَ أَعْطَرَ مِنَ الْمِسْکِ وَ الْعَنْبَرِ،وَ قَالَ:اِلْتَقِطْ وَ کُلْ وَ أَهْدِ إِلَی شِیعَتِنَا فَفَعَلَ (1).

224-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ رَأَی فِی الطَّرِیقِ رَجُلاً قَدْ مَاتَ حِمَارُهُ وَ هُوَ یَبْکِی عَلَیْهِ فَدَعَا لَهُ فَأَحْیَاهُ اللَّهُ وَ أَخْبَرَ الْمُفَضَّلُ بِأَنَّ صَاحِبَ الْحِمَارِ یُشَنِّعُ عَلَیْهِ بِالْکُوفَهِ،وَ یَنْسُبُهُ إِلَی السِّحْرِ وَ الْکِهَانَهِ،وَ یُخْبِرُ النَّاسَ بِخَبَرِ الْحِمَارِ فَتَفْرَحُ الشِّیعَهُ وَ یُشَنِّعُ أَکْثَرُ الْمُخَالِفِینَ فَکَانَ کَمَا قَالَ (2).

225-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی هَارُونَ الْمَکْفُوفِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:

أَنَّهُ دَعَا لَهُ فَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ بَصَرَهُ،وَ دَعَا عَلَی عَدُوٍّ لَهُ کَانَ بَصِیراً فَأَعْمَاهُ اللَّهُ (3).

الفصل الرابع و الثلاثون

226-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ قَیْسِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: رَأَیْتُ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ رَفَعَ مَنَارَهَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِیَدِهِ الْیُسْرَی وَ حِیطَانَ الْقَبْرِ بِیَدِهِ الْیُمْنَی،وَ بَلَغَ بِهِمَا عَنَانَ السَّمَاءِ«اَلْحَدِیثَ» (4).

227-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: رَأَیْتُ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ جِیءَ إِلَیْهِ بِسَمَکٍ مَمْلُوحٍ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی سَمَکَهٍ فَمَشَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ الْأَرْضَ فَأَرَانَا دِجْلَهَ وَ الْفُرَاتَ تَحْتَ قَدَمَیْهِ،ثُمَّ أَرَانَا السُّفُنَ فِی الْبَحْرِ،ثُمَّ أَرَانَا مَطْلِعَ الشَّمْسِ وَ مَغْرِبَهَا فِی أَسْرَعَ مِنَ اللَّمْحِ (5).

228-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الصَّدُوحِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ سُئِلَ عَنْ مَسْأَلَهٍ فَغَضِبَ حَتَّی امْتَلَأَ مِنْهُ مَسْجِدُ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ بَلَغَ أُفُقَ السَّمَاءِ وَ هَاجَتْ لِغَضَبِهِ رِیحٌ سَوْدَاءُ حَتَّی کَادَتْ تَقْلَعُ الْمَدِینَهَ،فَلَمَّا هَدَأَ هَدَأَتْ لِهُدُوئِهِ«اَلْحَدِیثَ» (6).

229-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ تَقْدِرُ أَنْ تُمْسِکَ الشَّمْسَ بِیَدِکَ؟فَقَالَ:لَوْ شِئْتُ لَحَجَبْتُهَا عَنْکَ!فَقُلْتُ:اِفْعَلْ فَرَأَیْتُهُ وَ قَدْ جَرَّهَا کَمَا تَجُرُّ الدَّابَّهَ بِعِنَانِهَا،وَ اسْوَدَّتْ وَ انْکَسَفَتِ وَ ذَلِکَ بِعَیْنِ أَهْلِ الْمَدِینَهِ کُلِّهِمْ حَتَّی رَدَّهَا (7).

ص:201


1- (1) الهدایه الکبری:255.
2- (2) الهدایه الکبری:256.
3- (3) الهدایه الکبری:257.
4- (4) دلائل الإمامه:248/ح 2/166.
5- (5) دلائل الإمامه:249،ح 3/167.
6- (6) دلائل الإمامه:249،ح 4،168.
7- (7) دلائل الإمامه:249،ح 5/169.

230-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ وَهْبٍ قَالَ: أُتِیَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِشَاهٍ حَائِلٍ عَجْفَاءَ فَمَسَحَ ضَرْعَهَا فَدَرَّتْ اللَّبَنُ وَ اسْتَوَتْ (1).

231-وَ عَنْهُ عَنْ قَبِیصَهَ قَالَ: کُنْتُ مَعَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَارْتَفَعَ حَتَّی غَابَ ثُمَّ رَجَعَ وَ مَعَهُ طَبَقٌ مِنْ رُطَبٍ«اَلْحَدِیثَ» (2).

232-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَارَهَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ أَظَلَّتْنَا هَاجِرَهٌ صَعْبَهٌ فَأَظْهَرَ لَنَا ثَلْجاً وَ عَسَلاً،وَ نَهَراً یَجْرِی فِی دَارِهِ مِنْ غَیْرِ حَفْرٍ وَ ذَلِکَ بِالْمَدِینَهِ حَیْثُ لاَ ثَلْجَ وَ لاَ عَسَلَ وَ لاَ مَاءَ جَارِیاً (3).

233-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُهَلَّبِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: قُلْتُ لِلصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَتَی یَعْرِفُ الْعَبْدُ إِمَامَهُ قَالَ:إِنْ فَعَلَ کَذَا وَ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی حَائِطٍ فَإِذَا الْحَائِطُ ذَهَبَ،ثُمَّ وَضَعَ یَدَهُ عَلَی أُسْطُوَانَهٍ فَأَوْرَقَتْ مِنْ سَاعَتِهَا (4).

234-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ اللَّیْثِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ: صَحِبْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَتَّی أَتَی الْغَرِیَّ فِی لَیْلَهٍ مِنَ الْکُوفَهِ،ثُمَّ رَأَیْتُهُ مَشَی عَلَی الْمَاءِ وَ رَجَعَ إِلَی الْمَدِینَهِ وَ لَمْ یَنْقُصْ مِنَ اللَّیْلِ شَیْ ءٌ (5).

235-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَعْرُوفٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ نَبَشَ الرَّمْلَ قَرِیباً مِنَ النَّجَفِ فَخَرَجَ لَهُ الْمَاءُ فَتَطَهَّرَ لِلصَّلاَهِ وَ قَامَ فَصَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ دَعَا، ثُمَّ قَالَ:لاَ تُحَدِّثْ بِمَا رَأَیْتَ (6).

236-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَوْرَهَ بْنِ کُلَیْبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِأَنَّ عِشْرِینَ دِینَاراً تَکْفِیهِ حَتَّی یَمُوتَ فَکَانَ کَمَا قَالَ (7).

237-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَمَّارٍ السَّابَاطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّ جَمَاعَهً بَعَثُوا مَعَهُ بِدَنَانِیرَ إِلَیْهِ فَقُطِعَ عَلَیْهِ الطَّرِیقُ.ثُمَّ رَدُّوا عَلَیْهِ مَالَهُ،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَهُ بِمَا کَانَ،وَ بِعَدَدِ الدَّنَانِیرِ (8).

238-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ جَابِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ:أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ:مَاتَتْ أُمِّی فَقَالَ:اِذْهَبْ فَائْتِ بِأُمِّکَ فَذَهَبَ فَجَاءَ بِهَا فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَیْهِ

ص:202


1- (1) دلائل الإمامه:250،ح 6/170.
2- (2) دلائل الإمامه:250،ح 7/171.
3- (3) دلائل الإمامه:250،ح 8/172.
4- (4) دلائل الإمامه:250،ح 9/173.
5- (5) دلائل الإمامه:251،ح 10/174.
6- (6) دلائل الإمامه:252،ح 12/176.
7- (7) دلائل الإمامه:258،ح 21/185.
8- (8) دلائل الإمامه:263،ح 30/194.

قَالَتْ:هَذَا الَّذِی أَمَرَ مَلَکَ الْمَوْتِ بِتَرْکِی (1).

239-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ لَمَّا أَذِنَ لَهُ الْمَنْصُورُ فِی الرُّجُوعِ إِلَی الْمَدِینَهِ صَحِبَهُ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ،فَرَکِبَ أَسَداً مُسْرَجاً مُلْجَماً وَ أَرْدَفَ الْمُفَضَّلَ فَوَرَدَ الْمَدِینَهَ فِی لَیْلَهٍ وَاحِدَهٍ.

240-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الْکَابُلِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَرْسَلَهُ إِلَی غَیْضَهٍ بِرُقْعَهٍ لَهُ وَ قَالَ لَهُ:أَیُّ سَبُعٍ جَاءَ مَعَکَ فَجِئْنِی بِهِ فَجَاءَ مَعَهُ سَبُعٌ، قَالَ:فَلَمَّا حَضَرَ کَلَّمَهُ فَعَجِبْتُ مِنْ سُکُونٍ السَّبُعِ ثُمَّ مَضَی السَّبُعُ فَمَا مَکَثَ إِلاَّ وَقْتاً حَتَّی طَلَعَ السَّبُعُ وَ مَعَهُ کِیسٌ فِی فِیهِ فَقُلْتُ:هَذَا شَیْ ءٌ عَجِیبٌ!فَقَالَ:یَا أَبَا خَالِدٍ هَذَا کِیسٌ،وَجَّهَ بِهِ إِلَیَّ فُلاَنٌ مَعَ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ،فَاحْتَجْتُ إِلَیْهِ فَبَعَثْتُ هَذَا السَّبُعَ فَجَاءَ بِهِ،یَا أَبَا خَالِدٍ لاَ تَبْرَحْ حَتَّی یَأْتِیَ الْمُفَضَّلُ،فَأَقَمْتُ أَیَّاماً،ثُمَّ قَدِمَ الْمُفَضَّلُ فَأُخْبِرَ بِذَلِکَ،ثُمَّ أَحْضَرَ السَّبُعَ حَتَّی عَرَفَهُ (2).

241-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رِزَامٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِکِتَابٍ دَفَعَهُ إِلَیْهِ الْمَنْصُورُ وَ بِمَا فِی الْکِتَابِ وَ بِمَا انْتَهَی أَمْرُهُ إِلَیْهِ.

242-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلاَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:

أَنَّهُ أَخْبَرَ رَجُلاً بِأَنَّ زَوْجَتَهُ تَمُوتُ بَعْدَ ثَلاَثَهِ أَیَّامٍ فَمَاتَتْ بَعْدَهَا (3).

243-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ اللَّیْثِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ کَانَ عَلَی أَبِی قُبَیْسٍ فَدَعَا وَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّی أَشْتَهِی مِنْ هَذَا الْعِنَبِ فَأَطْعِمْنِیهِ،اَللَّهُمَّ وَ إِنَّ بُرْدَیَّ قَدْ خَلُقَا فَاکْسُنِی،قَالَ:فَمَا اسْتَتَمَّ الْکَلاَمَ حَتَّی نَظَرْتُ إِلَی سَلَّهِ عِنَبٍ وَ بُرْدَیْنِ مَصْبُوغَیْنِ (4).

وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَهَ الشَّافِعِیُّ فِی کِتَابِهِ مَطَالِبِ السَّئُولِ نَحْوَهُ .

244-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ کَانَ مَعَهُ فِی طَرِیقِ الْحَجِّ فَنَزَلَ فِی أَرْضٍ قَفْرٍ لاَ مَاءَ فِیهَا فَضَرَبَ الْأَرْضَ بِرِجْلِهِ فَنَبَعَ لَهُ عَیْنُ مَاءٍ فَالْتَفَتَ فَإِذَا بِجِذْعِ نَخْلَهٍ فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَیْهِ فَهَزَّهُ فَاخْضَرَّ مِنْ أَسْفَلِهِ إِلَی أَعْلاَهُ،ثُمَّ جَذَبَهُ فَأَطْعَمَنِی مِنْهُ اثْنَیْنِ وَ ثَلاَثِینَ نَوْعاً مِنَ الرُّطَبِ (5).

ص:203


1- (1) دلائل الإمامه:269،ح 38/202.
2- (2) دلائل الإمامه:274،ح 44/208.
3- (3) دلائل الإمامه:275،ح 46/210.
4- (4) دلائل الإمامه:278،ح 49/212.
5- (5) دلائل الإمامه:298،ح 90/254.

245-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الْمَنْصُورَ جَمَعَ لَهُ سَبْعِینَ سَاحِراً،فَعَمِلُوا لَهُ سَبْعِینَ صُورَهً مِنْ صُوَرِ السِّبَاعِ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا قَسْوَرَهُ خُذْهُمْ فَوَثَبَ کُلُّ سَبُعٍ مِنْهَا عَلَی صَاحِبِهِ فَافْتَرَسَهُ فِی مَکَانِهِ (1).

246-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:کُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ هُوَ رَاکِبٌ فَمَرَرْنَا بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ وَ هُوَ رَاکِبٌ فَلَمَّا بَصُرَ بِنَا شَالَ الْمِقْرَعَهَ لِیَضْرِبَ بِهَا فَخِذَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:فَأَوْمَی إِلَیْهَا الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَفَّتْ یَمِینُهُ وَ الْمِقْرَعَهُ فِیهَا،فَقَالَ لَهُ:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ بِالرَّحِمِ إِلاَّ عَفَوْتَ عَنِّی فَأَوْمَی إِلَیْهِ الصَّادِقُ بِیَدِهِ فَرَجَعَتْ یَدُهُ «اَلْحَدِیثَ» (2).

و روی أیضا معجزات کثیره جدا مما سبق.و روی علی بن محمد المالکی فی کتاب الفصول المهمه جمله من المعجزات السابقه.

الفصل الخامس و الثلاثون

247-وَ رَوَی مَوْلاَنَا أَحْمَدُ الْأَرْدَبِیلِیُّ فِی کِتَابِ حَدِیقَهِ الشِّیعَهِ،قَالَ:رُوِیَ بِسَنَدٍ صَحِیحٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ،قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِنَا لِلصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ ظَهَرَ فِی هَذَا الزَّمَانِ قَوْمٌ یُقَالُ لَهُمُ الصُّوفِیَّهُ فَمَا تَقُولُ فِیهِمْ؟فَقَالَ:إِنَّهُمْ مِنْ أَعْدَائِنَا فَمَنْ مَالَ إِلَیْهِمْ فَهُوَ مِنْهُمْ،وَ سَوْفَ یُحْشَرُ مَعَهُمْ، وَ سَیَکُونُ أَقْوَامٌ یَدَّعُونَ حُبَّنَا،وَ یَمِیلُونَ إِلَیْهِمْ وَ یَتَشَبَّهُونَ بِهِمْ،وَ یُلَقِّبُونَ أَنْفُسَهُمْ بِلَقَبِهِمْ وَ یُوَلُّونَ أَقْوَالَهُمْ،أَلاَ فَمَنْ مَالَ إِلَیْهِمْ فَلَیْسَ مِنَّا وَ إِنَّا مِنْهُ بُرَآءُ،وَ مَنْ أَنْکَرَهُمْ وَ رَدَّ عَلَیْهِمْ کَانَ کَمَنْ جَاهَدَ الْکُفَّارَ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (3).

248-قَالَ:وَ رَوَی الشَّیْخُ الْمُفِیدُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْإِمَامِ الْحَسَنِ الْعَسْکَرِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ یَا أَبَا هَاشِمٍ سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ وُجُوهُهُمْ ضَاحِکَهٌ مُسْتَبْشِرَهٌ وَ قُلُوبُهُمْ مُظْلِمَهٌ مُکَدَّرَهٌ إِلَی أَنْ قَالَ:عُلَمَاؤُهُمْ شِرَارُ خَلْقِ اللَّهِ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ لِأَنَّهُمْ یَمِیلُونَ إِلَی الْفَلْسَفَهِ وَ التَّصَوُّفِ،وَ أَیْمٌ اللَّهِ إِنَّهُمْ لَمِنْ أَهْلِ الْعُدُولِ وَ التَّحَرُّفِ،

ص:204


1- (1) دلائل الإمامه:299،ح 90/254.
2- (2) دلائل الإمامه:300،ح 92/256.
3- (3) مستدرک الوسائل ج 323/12 ح[14205]15.

الْحَدِیثَ...وَ قَالَ فِی آخِرِهِ:هَذَا مَا حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی عَنْ آبَائِهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ مِنْ أَسْرَارِنَا (1).

و روی أیضا أکثر المعجزات السابقه و الآتیه للأئمه الاثنی عشر علیهم السّلام و کذا کثیرا من النصوص علیهم.

الفصل السادس و الثلاثون

249-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ قَالَ:أَسْنَدَ النَّیْشَابُورِیُّ إِلَی الرَّقِّیِّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رَجُلٌ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ:أَنَّ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْصَلَهُ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی سَاحِلِ الْبَحْرِ مَسِیرَهَ أَرْبَعَهِ أَیَّامٍ فِی سَاعَهٍ وَاحِدَهٍ،وَ أَنَّهُ تَفَلَ فِی الْبَحْرِ فَتَشَقَّقَتْ أَمْوَاجُهُ وَ ضَجَّ بِالشَّهَادَتَیْنِ وَ الْإِقْرَارِ بِعَلِیٍّ وَ أَوْلاَدِهِ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ خَرَجَ حُوتٌ فَکَلَّمَهُ بِکَلاَمٍ طَوِیلٍ (2).

250-قَالَ:وَ أَسْنَدَ الْحَاجِبُ إِلَی دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ: أَنَّهُ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الدَّارَ فَإِذَا بَحْرٌ وَ سَفِینَهٌ فَرَکِبَا فِیهَا إِلَی جَزِیرَهٍ فِیهَا قِبَابُ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فَسَلَّمَا عَلَیْهِمْ ثُمَّ رَجَعَا (3).

أقول:تقدم الحدیث.

251-قَالَ: وَ شَکَا رَجُلٌ إِلَیْهِ زَوْجَتَهُ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهَا تَمُوتُ بَعْدَ ثَلاَثٍ فَکَانَ کَمَا قَالَ (4).

252-قَالَ: وَ جَاءَهُ غُلاَمٌ فَقَالَ:مَاتَتْ أُمِّی،فَقَالَ:لَمْ تَمُتْ فَدَخَلَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَإِذَا هِیَ قَاعِدَهٌ،فَقَالَ لاِبْنِهَا:شَهِّهَا،فَاشْتَهَتْ زَبِیباً مَطْبُوخاً فَأَطْعَمَهَا، فَقَالَ لَهُ:قُلْ لَهَا:اَلرَّسُولُ(إِنَّ ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ ظ)بِالْبَابِ یَأْمُرُکَ بِأَنْ تُوصِیَ فَأَوْصَتْ، ثُمَّ مَاتَتْ (5).

253-قَالَ:وَ قَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ: مَا حَقُّ الْإِمَامِ؟فَقَالَ لَوْ قَالَ لِهَذَا سِرْ لَأَجَابَ فَسَارَ جَبَلٌ هُنَاکَ فَقَالَ:لَمْ أَعْنِکَ (6).

254-قَالَ:وَ قَالَ دَاوُدُ الرَّقِّیِّ: کَانَ عَلَیَّ دَیْنٌ قَدْ أَحْزَنَنِی فَسَمِعْتُ فَوْقَ رَأْسِی هَاتِفاً یَقُولُ:لاَ یُقْضَی حَتَّی تَحْفَظَ الْقُرْآنَ فَرَفَعْتُ رَأْسِی فَإِذَا الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الرِّیحِ

ص:205


1- (1) مستدرک سفینه البحار:ج 299/8.
2- (2) الصّراط المستقیم:ج 133/2.
3- (3) الصّراط المستقیم:ج 133/2.
4- (4) الصّراط المستقیم:ج 187/2،ح 11.
5- (5) الصّراط المستقیم:ج 187/2،ح 13.
6- (6) الصّراط المستقیم:ج 188/2 ح 17.

فَحَفِظْتُ لَهُ الْقُرْآنَ فَقُضِیَ دَیْنِی (1).

255-قَالَ:وَ قَالَ الْمُعَلَّی بْنُ خُنَیْسٍ لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: بِالْبَابِ قَوْمُ یَزْعُمُونَ أَنَّهُ لَیْسَ لَکُمْ فَضْلٌ عَلَیْهِمْ فَأَخَذَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ نَوَاهً فَغَرَسَهَا فَنَبَتَتْ وَ حَمَلَتْ بُسْراً فَأَخَذَ مِنْهَا وَاحِدَهً وَ شَقَّهَا وَ أَخْرَجَ مِنْهَا رَقّاً فَقَالَ:اِقْرَأْ فَإِذَا فِیهِ الْبَسْمَلَهُ وَ الشَّهَادَتَانِ وَ أَسْمَاءُ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ إِلَی آخِرِهِمْ (2).

256-قَالَ: وَ اسْتَرْجَعَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْماً فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِکَ،فَقَالَ:قُتِلَ عَمِّی زَیْدٌ السَّاعَهَ فَکَتَبَ التَّارِیخَ وَ جَاءَ مِنَ الْعِرَاقِ الْخَبَرُ فَطَابَقَهُ (3).

257-وَ رَوَی أَنَّ رَجُلاً قَالَ: لاَ یَعِیشُ لِی وَلَدٌ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَعِیشُ أَوْلاَدُکَ فَعَاشَ لَهُ ثَلاَثَهٌ وَ رَوَی جُمْلَهً کَثِیرَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ (4).

الفصل السابع و الثلاثون

و روی محمّد بن علی بن شهرآشوب فی کتاب المناقب کثیرا من المعجزات السابقه.

258-وَ فِی حَدِیثِ عَلِیٍّ أَنَّهُ قَالَ لَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: تَعْلَمُ أَنَّکَ خَلَّفْتَ فِی مَنْزِلِکَ ثَلاَثَ مِائَهِ دِرْهَمٍ قُلْتُ:إِذَا رَجَعْتَ اصْرِفْهَا وَ ابْعَثْ بِهَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الدِّعْبِلِیِّ،قَالَ:وَ اللَّهِ مَا تَرَکْتَ فِی بَیْتِی شَیْئاً إِلاَّ وَ قَدْ أَخْبَرْتَنِی بِهِ (5).

259-وَ عَنْ مُعَتِّبٍ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِزَیْدٍ: أَوْصِنِی فَإِنَّکَ مَقْتُولٌ مَصْلُوبٌ مُحْرَقٌ بِالنَّارِ (6).

260-وَ رَوَی حَدِیثَ قَوْلِهِ لِعَائِذٍ ابْتِدَاءً قَبْلَ أَنْ یَسْأَلَهُ: مَنْ أَتَی اللَّهَ بِالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ الْمَفْرُوضَهِ لَمْ یَسْأَلْ عَمَّا سِوَی ذَلِکَ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ نَوَادِرِ الْحِکْمَهِ لِمُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ (7).

261-: وَ رَوَی حَدِیثَ الْإِخْبَارِ بِجَنَابَهِ أَبِی بَصِیرٍ مِنْ دَلاَئِلِ الْإِمَامَهِ وَ مُعْجِزَاتِهِمْ لاِبْنِ بَابَوَیْهِ (8).

262-وَ عَنْ سَدِیرٍ الصَّیْرَفِیِّ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ دَفَعَ إِلَیْهِ مَالاً

ص:206


1- (1) الصّراط المستقیم:ج 188/2،ح 18.
2- (2) الصّراط المستقیم:ج 188/2،ح 19.
3- (3) الصّراط المستقیم:ج 188/2،ح 23.
4- (4) الصّراط المستقیم:ج 189/2،ح 24.
5- (5) مناقب آل أبی طالب:ج 351/3.
6- (6) مناقب آل أبی طالب:ج 352/3.
7- (7) مناقب آل أبی طالب:ج 353/3.
8- (8) مناقب آل أبی طالب:ج 353/3.

فَأَخَذَ مِنْهُ دِینَاراً لِیَمْتَحِنَهُ بِهِ فَأَخْبَرَهُ بِفِعْلِهِ وَ قَصْدِهِ (1).

و روی أحادیث کثیره فی إخباره بالمغیبات و فی إجابه دعائه تقدم بعضها،و کذا فی خرق العادات.

263-قَالَ:وَ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ سَعْدٍ الْقُمِّیِّ قَالَ أَبُو الْفَضْلِ بْنُ دُکَیْنٍ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ رَاشِدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ:سَأَلْتُ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلاَمَهً فَقَالَ:

سَلْنِی مَا شِئْتَ أُخْبِرُکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَقُلْتُ أَخٌ لِی مَاتَ فِی هَذِهِ الْمَقَابِرِ فَتَأْمُرُهُ أَنَ یُجِیبَنِی،قَالَ فَمَا کَانَ اسْمُهُ؟قُلْتُ:أَحْمَدُ،قَالَ:یَا أَحْمَدُ!قُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ بِإِذْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،فَقَامَ وَ اللَّهِ وَ هُوَ یَقُولُ آیَهٌ (2).

و روی عده أحادیث قریبه من ذلک.

264-وَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: بَلَغَ السَّیِّدَ الْحِمْیَرِیَّ أَنَّهُ ذُکِرَ عِنْدَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ السَّیِّدُ کَافِرٌ،فَأَتَاهُ فَقَالَ:یَا سَیِّدِی أَنَا کَافِرٌ مَعَ شِدَّهِ حُبِّی لَکُمْ وَ مُعَادَاتِی النَّاسَ فِیکُمْ؟قَالَ:وَ مَا یَنْفَعُکَ ذَاکَ وَ أَنْتَ کَافِرٌ بِحُجَّهِ الدَّهْرِ وَ الزَّمَانِ؟ثُمَّ أَخَذَ بِیَدِهِ وَ أَدْخَلَهُ بَیْتاً فَإِذَا فِی الْبَیْتِ قَبْرٌ فَصَلَّی رَکْعَتَیْنِ،ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ عَلَی الْقَبْرِ فَصَارَ الْقَبْرُ قِطَعاً فَخَرَجَ شَخْصٌ مِنْ قَبْرِهِ یَنْفُضُ التُّرَابَ عَنْ رَأْسِهِ وَ لِحْیَتِهِ فَقَالَ لَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَنْ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ الْمُسَمَّی بِابْنِ الْحَنَفِیَّهِ،قَالَ:فَمَنْ أَنَا؟فَقَالَ:جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حُجَّهُ الدَّهْرِ فَخَرَجَ السَّیِّدُ وَ هُوَ یَقُولُ:(تَجَعْفَرْتُ بِاسْمِ اللَّهِ فِیمَنْ تَجَعْفَرَا) (3).

265-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی کَثِیرٍ الْکُوفِیِّ قَالَ:

کُنْتُ لاَ أَخْتِمُ صَلاَتِی وَ لاَ أَسْتَفْتِحُهَا إِلاَّ بِلَعْنِهِمَا فَرَأَیْتُ فِی مَنَامِی طَائِراً مَعَهُ تَوْرٌ مِنَ الْجَوْهَرِ فِیهِ شِبْهُ الْخَلُوقِ فَنَزَلَ إِلَی الْبَیْتِ الْمُحِیطِ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ أَخْرَجَ شَخْصَیْنِ مِنَ الضَّرِیحِ فَخَلَّقَهُمَا بِذَلِکَ الْخَلُوقِ فِی عَوَارِضِهِمَا،ثُمَّ رَدَّهُمَا إِلَی الضَّرِیحِ وَ عَادَ مُرْتَفِعاً،فَسَأَلْتُ مَنْ حَوْلِی:مَنْ هَذَا الطَّائِرُ وَ مَا هَذَا الْخَلُوقُ؟فَقَالُوا:هَذَا مَلَکٌ یَجِیءُ فِی کُلِّ لَیْلَهِ جُمُعَهٍ یُخَلِّقُهُمَا فَأَزْعَجَنِی مَا رَأَیْتُ فَأَصْبَحْتُ لاَ تَطِیبُ نَفْسِی بِلَعْنِهِمَا فَدَخَلْتُ عَلَی الصَّادِقِ فَلَمَّا رَآنِی ضَحِکَ وَ قَالَ:رَأَیْتَ الطَّائِرَ؟فَقُلْتُ:نَعَمْ، فَقَالَ:اِقْرَأْ: إِنَّمَا النَّجْوی مِنَ الشَّیْطانِ (4)إِلَی أَنْ قَالَ:وَ اللَّهِ مَا هُوَ مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِهِمَا لِإِکْرَامِهِمَا،بَلْ هُوَ مَلَکٌ مُوَکَّلٌ بِمَشَارِقِ الْأَرْضِ وَ مَغَارِبِهَا،إِذَا قُتِلَ قَتِیلٌ ظُلْماً

ص:207


1- (1) مناقب آل أبی طالب:ج 354/3.
2- (2) مناقب آل أبی طالب:ج 365/3.
3- (3) مناقب آل أبی طالب:ج 370/3.
4- (4) سوره المجادله:10.

أَخَذَ مِنْ دَمِهِ فَطَوَّقَهُمَا بِهِ فِی رِقَابِهِمَا لِأَنَّهُمَا سَبَبُ کُلِّ ظُلْمٍ مُذْ کَانَا (1).

الفصل الثامن و الثلاثون

و روی علی بن الحسین المسعودی فی کتاب إثبات الوصیّه جمله من المعجزات السابقه کإخباره بخلافه بنی العباس،و قوله:یتلاعب بها الصبیان من ولد العباس و أنه ضرب بیده علی منکب السفاح و قال:یملکها هذا أولا،ثم ضرب بیده الأخری علی منکب المنصور و قال:یتلاعب بها الصبیان من ولد هذا.و ذکر جمله من أخباره مع المنصور (2).

266-قَالَ:وَ رَوَی السَّیَّارِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ:حَدِّثْنِی عَنِ الْقَوْمِ فَقَالَ:اَلْحَدِیثُ أَحَبُّ إِلَیْکَ أَمِ الْمُعَایَنَهُ؟قُلْتُ:اَلْمُعَایَنَهُ فَقَالَ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِئْتِنِی بِالْقَضِیبِ فَمَضَی فَأَحْضَرَهُ فَأَمَرَهُ فَضَرَبَ بِیَدِهِ الْأَرْضَ ضَرْبَهً فَانْشَقَّتْ عَنْ بَحْرٍ أَسْوَدَ،ثُمَّ ضَرَبَ الْبَحْرَ بِالْقَضِیبِ فَانْفَلَقَ عَنْ صَخْرَهٍ سَوْدَاءَ،فَضَرَبَ الصَّخْرَهَ فَانْفَتَحَ فِیهَا بَابٌ فَإِذَا بِالْقَوْمِ جَمِیعاً لاَ یُحْصَوْنَ کَثْرَهً وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّهٌ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ لِی:ذَاکَ الْجِبْتُ وَ ذَاکَ الطَّاغُوتُ،وَ ذَاکَ الرِّجْسُ قَرْمَانُ،وَ ذَاکَ اللَّعِینُ ابْنُ اللَّعِینِ وَ لَمْ یَزَلْ یَعُدُّهُمْ بِأَسْمَائِهِمْ کُلِّهِمْ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ لِلصَّخْرَهِ انْطَبِقِی عَلَیْهِمْ إِلَی یَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ (3).

الفصل التاسع و الثلاثون

267-وَ رَوَی عَبْدُ الْمَلِکِ بْنُ حُکَیْمٍ فِی کِتَابِهِ الَّذِی رَوَاهُ هَارُونُ بْنُ مُوسَی التَّلَّعُکْبَرِیُّ بِإِسْنَادِهِ عَنْهُ عَنْ بَشِیرٍ النَّبَّالِ قَالَ: کُنْتُ عَلَی الصَّفَا وَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ عَلَیْهَا إِذْ انْحَدَرَ وَ انْحَدَرْتُ مَعَهُ وَ أَقْبَلَ أَبُو الدَّوَانِیقِ عَلَی حِمَارَتِهِ وَ مَعَهُ جُنْدُهُ عَلَی خَیْلٍ وَ عَلَی إِبِلٍ،فَزَحَمُوا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَتَّی خِفْتُ عَلَیْهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ خَیْلِهِمْ وَ أَقْبَلْتُ أَقِیهِ بِنَفْسِی وَ أَکُونُ بَیْنَهُمْ وَ بَیْنَهُ،قَالَ:فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:یَا رَبِّ عَبْدُکَ وَ خَیْرُ خَلْقِکَ فِی أَرْضِکَ وَ هَؤُلاَءِ شَرٌّ مِنَ الْکِلاَبِ قَدْ کَانُوا یُتْعِبُونَهُ!قَالَ:فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ:یَا بَشِیرُ!قُلْتُ:لَبَّیْکَ قَالَ:اِرْفَعْ طَرْفَکَ لِتَنْظُرَ،قَالَ:فَإِذَا وَ اللَّهِ وَاقِیَهٌ مِنْ اللَّهِ أَعْظَمُ مِمَّا عَسَیْتُ أَنْ أَصِفَهُ،قَالَ:فَقَالَ یَا بَشِیرُ إِنَّا أُعْطِینَا مَا تَرَی وَ لَکِنَّا أُمِرْنَا أَنْ

ص:208


1- (1) مناقب آل أبی طالب:ج 363/3.
2- (2) معجم أحادیث الإمام المهدیّ(علیه السلام):ج 436/3،ح 991.
3- (3) عیون المعجزات:86.

نَصْبِرَ فَصَبَرْنَا (1).

الفصل الأربعون

268-وَ رَوَی هَارُونُ بْنُ مُوسَی التَّلَّعُکْبَرِیُّ عَلَی مَا وَجَدْتُهُ بِخَطِّ الشَّیْخِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْقُمِّیِّ نَقْلاً مِنْ خَطِّ التَّلَّعُکْبَرِیِّ قَالَ أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْقَاسِمِ الْیَشْکُرِیُّ الْخَزَّازُ الْکُوفِیُّ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الطَّبَّالِ سَنَهَ 328 قَالَ:وَ مَوْلِدِی سَنَهَ 23(کَذَا)قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ مَعْرُوفٍ الْهِلاَلِیَّ الْخَزَّازَ فِی سَنَهِ 25 وَ کَانَ قَدْ أَتَتْ عَلَیْهِ مِائَهٌ وَ ثَمَانٌ وَ عِشْرُونَ سَنَهً،قَالَ: مَضَیْتُ إِلَی الْحِیرَهِ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَدْنَانِی وَ مَضَی إِلَی قَبْرِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَتَبِعْتُهُ،فَلَمَّا صَارَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ غَمَزَهُ الْبَوْلُ فَاعْتَزَلَ عَنِ الْجَادَّهِ فَبَالَ وَ نَبَشَ الرَّمْلَ بِیَدِهِ فَخَرَجَ الْمَاءُ فَتَطَهَّرَ لِلصَّلاَهِ وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ، ثُمَّ دَعَا رَبَّهُ ثُمَّ ذَکَرَ الدُّعَاءَ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ قَالَ:یُقْتَلُ فِی هَذَا الْوَجْهِ سَبْعُونَ أَلْفاً،قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ فَقَدْ قُتِلَ فِی الْهَبِیرِ وَ غَیْرِهِ شَبِیهٌ بِهَذَا،قَالَ:وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی هَذَا الْخَبَرِ:لاَ بُدَّ أَنْ یَخْرُجَ رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ،وَ لاَ بُدَّ أَنْ یُمْسِکَ الرَّایَهَ الْبَیْضَاءَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ فَاجْتَمَعَ أَوَّلَ بَنِی رُوَاسٍ وَ مَضَوْا یُرِیدُونَ الصَّلاَهَ فِی الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فِی سَنَهِ 25 وَ کَانُوا قَدْ عَقَدُوا عِمَامَهً بَیْضَاءَ عَلَی قَنَاهٍ،فَأَمْسَکَهَا مُحَمَّدُ بْنُ مَعْرُوفٍ وَقْتَ خُرُوجِ یَحْیَی بْنِ عُمَرَ وَ قَالَ:وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی هَذَا الْخَبَرِ:

وَ تَجِفُّ فُرَاتُکُمْ فَجَفَّ الْفُرَاتُ،وَ قَالَ أَیْضاً:یَجِیئُونَکُمْ قَوْمٌ صِغَارُ الْأَعْیُنِ فَیُخْرِجُونَکُمْ عَنْ دُورِکُمْ،قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ:فَجَاءَنَا کُنْجُورٌ وَ الْأَتْرَاکُ مَعَهُ،فَأَخْرَجُوا النَّاسَ مِنْ دُورِهِمْ،قَالَ:وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ:وَ تَجِیءُ السِّبَاعُ إِلَی دُورِکُمْ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ:فَجَاءَتِ السِّبَاعُ إِلَی دُورِنَا،قَالَ:وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ کَأَنِّی بِجَنَائِزِکُمْ تُحْفَرُ قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ:فَرَأَیْنَا ذَلِکَ کُلَّهُ قَالَ:وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَخْرُجُ رَجُلٌ أَشْقَرُ ذُو سِبَالٍ یُنْصَبُ لَهُ کُرْسِیٌّ عَلَی بَابِ دَارِ عَمْرِو بْنِ حُرَیْثٍ یَدْعُو إِلَی الْبَرَاءَهِ مِنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ یَقْتُلُ خَلْقاً مِنَ الْخَلْقِ وَ یُقْتَلُ فِی یَوْمِهِ قَالَ:فَرَأَیْنَا ذَلِکَ (2).

تکمله لهذا الباب

ننقل فیها جمله من معجزاته علیه السّلام عن کتب أهل السنه مما لم ینقل عنها المصنف(قده).

ص:209


1- (1) البحار مستدرک الوسائل:ج 453/9 ح[11316]2.
2- (2) بحار الأنوار ج 94/47 ح 106.

منها

مَا رَوَاهُ ابْنُ الْمَغَازِلِیِّ فِی«مَنَاقِبِهِ»(ص 143 مخطوط)قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِیُّ سَنَهَ أَرْبَعٍ وَ ثَلاَثِینَ وَ أَرْبَعِمِائَهٍ،ثَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَعْرُوفُ بِابْنِ الْکَاتِبِ الْبَغْدَادِیُّ قَالَ:ثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِیُّ،ثَنَا أَبُو غلاته بِمِصْرَ،ثَنَا جَدِّی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمِصْرِیُّ ثَنَا وَهْبٌ قَالَ:سَمِعْتُ اللَّیْثَ بْنَ سَعْدٍ یَقُولُ: حَجَجْتُ سَنَهَ عَشْرٍ وَ مِائَهٍ فَطُفْتُ بِالْبَیْتِ وَ سَعَیْتُ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَهِ وَ رَقِیتُ أَبَا قُبَیْسٍ فَوَجَدْتُ رَجُلاً یَدْعُو وَ هُوَ یَقُولُ:یَا رَبِّ یَا رَبِّ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ:یَا ذَا الْجَلاَلِ وَ الْإِکْرَامِ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ:أَیْ رَبِّ أَیْ رَبِّ حَتَّی انْقَطَعَ نَفَسُهُ ثُمَّ قَالَ:اَللَّهُمَّ إِنَّ بُرْدَیَّ قَدْ خَلُقَاً فَاکْسُنِی وَ أَنَا جَائِعٌ فَأَطْعِمْنِی فَمَا شَعُرْتُ إِلاَّ سَلَّهَ عِنَبٍ لاَ عَجَمَ لَهُ وَ بُرْدَیْنِ مَلْقِیَّیْنِ فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ وَ جَلَسْتُ لِآکُلَ مَعَهُ فَقَالَ لِی:مَهْ قُلْتُ لَهُ:أَنَا شَرِیکُکَ فِی هَذَا الْخَیْرِ فَقَالَ:لِمَا ذَا قُلْتُ:کُنْتَ تَدْعُو وَ أَنَا أُؤَمِّنُ عَلَی دُعَائِکَ فَقَالَ لِی:کُلْ وَ لاَ تَدَّخِرْ شَیْئاً فَأَکَلْنَا وَ لَیْسَ فِی الْبَلَدِ إِذْ ذَاکَ عِنَبٌ ثُمَّ انْصَرَفْنَا عَنْ رَیٍّ وَ لَمْ یَنْقُصْ مِنْ السَّلَّهِ شَیْ ءٌ ثُمَّ قَالَ:خُذْ أَحَدَ الْبُرْدَیْنِ إِلَیْکَ فَقُلْتُ:أَنَا عَنْهُمَا غَنِیٌّ فَقَالَ لِی:فَتَوَارَ عَنِّی حَتَّی أَلْبَسَهُمَا فَتَوَارَیْتُ فَلَبِسَهُمَا وَ أَخَذَ الْأَخْلاَفَ بِیَدِهِ وَ نَزَلَ فَاتَّبَعْتُهُ فَلَقِیَهُ سَائِلٌ فَقَالَ لَهُ:اُکْسُنِی کَسَاکَ اللَّهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَأَعْطَاهُ الْأَخْلاَفَ فَاتَّبَعْتُ السَّائِلَ فَقُلْتُ:

مَنْ هَذَا؟فَقَالَ لِی:هَذَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«مَطَالِبُ السَّئُولِ»ص 83 ط طُهْرَانِ«جَامِعُ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 5 الْحَلَبِیِّ بِالْقَاهِرَهِ.

«مِفْتَاحُ النَّجَا»:ص 168 مخطوط«إِسْعَافُ الرَّاغِبِینَ»اَلْمَطْبُوعُ بِهَامِشِ نُورِ الْأَبْصَارِ ص 250 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«اَلصَّوَاعِقَ»ص 121 ط حَلَبَ«تَذْکِرَهُ السِّبْطِ» ص 354 ط الْغَرِیِّ«صِفَهِ الصَّفْوَهِ»ج 2 ص 173 ط حَلْبَ«اَلْمُخْتَارِ»ص 18 نُسْخَهٍ الظاهریه بِدِمَشْقَ«وَسِیلَهً النَّجَاهِ»ص 355 ط لکهنو«وَسِیلَهً المآل»ص 10 مخطوط.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 207 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

حَدَّثَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ قَالَ: حَجَّ الْمَنْصُورُ فِی سَنَهِ سَبْعٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَهٍ وَ لَمَّا قَدِمَ الْمَدِینَهَ قَالَ لِلرَّبِیعِ:اِبْعَثْ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ مَنْ یَأْتِینَا بِهِ سَعْیاً قَتَلَنِی اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْهُ فَتَغَافَلَ الرَّبِیعُ عَنْهُ وَ نَاسَاهُ فَأَعَادَ عَلَیْهِ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی وَ أَغْلَظَ لَهُ فِی

ص:210

الْقَوْلِ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ الرَّبِیعُ فَلَمَّا حَضَرَ قَالَ لَهُ الرَّبِیعُ:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ اذْکُرِ اللَّهَ تَعَالَی فَإِنَّهُ قَدْ أَرْسَلَ إِلَیْکَ مَا لاَ دَافِعَ لَهُ غَیْرُ اللَّهِ وَ إِنِّی أَتَخَوَّفُ عَلَیْکَ فَقَالَ جَعْفَرٌ:لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّهَ إِلاَّ بِاللَّهِ الْعَظِیمِ ثُمَّ إِنَّ الرَّبِیعَ دَخَلَ بِهِ عَلَی الْمَنْصُورِ فَلَمَّا رَآهُ الْمَنْصُورُ أَغْلَظَ لَهُ بِالْقَوْلِ فَقَالَ:یَا عَدُوَّ اللَّهِ اتَّخَذَکَ أَهْلُ الْعِرَاقِ إِمَاماً یَجْبُونَ إِلَیْکَ زَکَاهَ أَمْوَالِهِمْ تُلْحِدُ فِی سَلْطَنَتِی وَ تَبْتَغِی إِلَیَّ الْغَوَائِلَ قَتَلَنِی اللَّهُ إِنْ لَمْ أَقْتُلْکَ فَقَالَ جَعْفَرٌ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ سُلَیْمَانَ أُعْطِیَ فَشَکَرَ،وَ إِنَّ أَیُّوبَ ابْتُلِیَ فَصَبَرَ،وَ إِنَّ یُوسُفَ ظُلِمَ فَغَفَرَ،فَهَؤُلاَءِ أَنْبِیَاءُ اللَّهِ وَ إِلَیْهِمْ یَرْجِعُ نَسَبُکَ وَ لَکَ فِیهِمْ أُسْوَهٌ حَسَنَهٌ،فَقَالَ الْمَنْصُورُ:أَجَلْ لَقَدْ صَدَقْتَ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ارْتَفَعَ إِلَیَّ هَاهُنَا عِنْدِی ثُمَّ قَالَ:یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ إِنَّ فُلاَنَ الْفُلاَنِیِّ أَخْبَرَنِی عَنْکَ بِمَا قُلْتُ لَکَ فَقَالَ:أَحْضِرْهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لِیُوَاقِفَنِی عَلَی ذَلِکَ،فَأُحْضِرَ الرَّجُلُ الَّذِی سَعَی بِهِ إِلَی الْمَنْصُورِ فَقَالَ لَهُ الْمَنْصُورُ:أَ حَقّاً مَا حَکَیْتَ لِی عَنْ جَعْفَرٍ فَقَالَ:

نَعَمْ،یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ جَعْفَرٌ:فَاسْتَحْلِفْهُ عَلَی ذَلِکَ فَبَدَرَ الرَّجُلُ وَ قَالَ:وَ اللَّهِ الْعَظِیمِ الَّذِی لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَالِمِ الْغَیْبِ وَ الشَّهَادَهِ الْوَاحِدِ الْأَحَدِ الْفَرْدِ الصَّمَدِ الَّذِی لَمْ یَلِدْ وَ لَمْ یُولَدْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُ کُفُواً أَحَدٌ وَ أَخَذَ یَعُدُّ فِی صِفَاتِ اللَّهِ،فَقَالَ جَعْفَرٌ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یَحْلِفُ بِمَا أَسْتَحْلِفُ بِهِ وَ یَتْرُکُ یَمِینَهُ هَذَا فَقَالَ الْمَنْصُورُ:حَلِّفْهُ بِمَا تَخْتَارُ فَقَالَ جَعْفَرٌ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قُلْ بَرِئْتُ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ وَ قُوَّتِهِ وَ الْتَجَأْتُ إِلَی حَوْلِی وَ قُوَّتِی لَقَدْ فَعَلَ کَذَا وَ کَذَا فَامْتَنَعَ الرَّجُلُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ الْمَنْصُورُ مُنْکِراً فَحَلَفَ بِهَا فَمَا کَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ ضَرَبَ بِرِجْلِهِ الْأَرْضَ وَ قَضَی مَیِّتاً مَکَانَهُ فِی الْمَجْلِسِ فَقَالَ الْمَنْصُورُ:جُرُّوا بِرِجْلِهِ وَ أَخْرِجُوهُ لَعَنَهُ اللَّهُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفَرَجُ بَعْدَ الشِّدَّهِ» ص 70 ط الْقَاهِرَهِ«کِفَایَهٌ الطَّالِبُ»ص 307 ط الْغَرِیِّ«تَذْکِرَهُ السِّبْطِ»ص 353 ط الْغَرِیِّ«صِفَهِ الصَّفْوَهِ»ج 2 ص 176 ط حَلْبَ«اَلْمُخْتَارِ»ص 18 نُسْخَهٍ ظاهریه دِمَشْقَ «مَطَالِبِ السئول»ص 82 ط طُهْرَانِ«رَوْضِ الرَّیَاحِینِ»ص 58 ط الْقَاهِرَهِ«اَلْآیَاتِ الْبَیِّنَاتِ»ص 162 ط الرِّبَاطُ«نُورٍ الْأَبْصَارُ»ص 197 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«مَقْتَلِ الْحُسَیْنِ»ج 2 ص 113 ط الزهرا«اَلصَّوَاعِقَ»ص 120 ط الْقَاهِرَهِ«التدوین»ج 1 ص 151 نُسْخَهٍ مکتبه الإسکندریه«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 4 ط الْحَلَبِیِّ بِالْقَاهِرَهِ«وَسِیلَهً النَّجَاهِ»ص 359 ط لکهنو.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«یَنَابِیعَ الْمَوَدَّهِ»(ص 332 ط اسلامبول)قَالَ:

ص:211

وَ قَدْ ذَکَرَ أَهْلُ السِّیَرِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ الْمَحْضَ بْنَ الْحَسَنِ الْمُثَنَّی بْنِ الْحَسَنِ السِّبْطِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ کَانَ شَیْخَ بَنِی هَاشِمٍ فِی زَمَانِهِ جَمَعَ الْمَحَاسِنَ الْکَثِیرَهَ وَ هُوَ وَالِدُ مُحَمَّدٍ الْمُلَقَّبِ بِالنَّفْسِ الزَّکِیَّهِ وَ وَالِدُ إِبْرَاهِیمَ أَیْضاً فَلَمَّا کَانَ فِی أَوَاخِرِ دَوْلَهِ بَنِی مَرْوَانَ وَ ضَعْفِهِمْ أَرَادَ بَنُو هَاشِمٍ أَنْ یُبَایِعُوا مِنْهُمْ مَنْ یَقُومُ بِالْأَمْرِ فَاتَّفَقُوا عَلَی مُحَمَّدٍ وَ إِبْرَاهِیمَ ابْنَیْ عَبْدِ اللَّهِ الْمَحْضِ فَلَمَّا اجْتَمَعُوا لِذَلِکَ أَرْسَلُوا إِلَی جَعْفَرٍ الصَّادِقِ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:

إِنَّهُ یُفْسِدُ أَمْرَکُمْ فَلَمَّا دَخَلَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ سَأَلَهُمْ عَنْ سَبَبِ اجْتِمَاعِهِمْ فَأَخْبَرُوهُ فَقَالَ لِعَبْدِ اللَّهِ:یَا ابْنَ عَمِّی إِنِّی لاَ أَکْتُمُ خَیْرِیَّهَ أَحَدٍ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّهِ إِنِ اسْتَشَارَنِی فَکَیْفَ لاَ أَدُلُّ عَلَی صَلاَحِکُمْ فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:مُدٌّ یَدَکَ لِنُبَایِعَکَ قَالَ جَعْفَرٌ:وَ اللَّهِ إِنَّهَا لَیْسَتْ لِی وَ لاَ لاِبْنَیْکَ وَ إِنَّهَا لِصَاحِبِ الْقَبَاءِ الْأَصْفَرِ وَ اللَّهِ لَیَلْعَبَنَّ بِهَا صِبْیَانُهُمْ وَ غِلْمَانُهُمْ ثُمَّ نَهَضَ وَ خَرَجَ،وَ کَانَ الْمَنْصُورُ الْعَبَّاسِیُّ یَوْمَئِذٍ حَاضِراً وَ عَلَیْهِ قَبَاءٌ أَصْفَرُ،فَکَانَ کَمَا قَالَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلصَّوَاعِقُ»ص 121 ط مِصْرَ«جَامِعُ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 4 ط الْحَلَبِیِّ بِمِصْرَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْآیَاتِ الْبَیِّنَاتِ»(ص 159 ط المطبعه الوطنیه بِبَلْدَهِ الرِّبَاطِ).

رَوَی بِسَنَدِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ الْهَاشِمِیِّ،ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْمَازِنِیُّ،ثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ عَنِ الرَّبِیعِ حَاجِبِ الْمَنْصُورِ قَالَ: لَمَّا أُسْنِدَتِ الْخِلاَفَهُ لِأَبِی جَعْفَرٍ یَعْنِی الْمَنْصُورَ الْعَبَّاسِیَّ قَالَ لِی:یَا رَبِیعُ ابْعَثْ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ(یَعْنِی جَعْفَرَ الصَّادِقَ بْنَ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ).قَالَ:فَقُمْتُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ فَقُلْتُ:أَیَّ بَلِیَّهٍ یُرِیدُ أَنْ یَفْعَلَ وَ أَوْهَمْتُهُ أَنِّی أُرِیدُ أَنْ أَفْعَلَ ثُمَّ أَتَیْتُهُ بَعْدَ سَاعَهٍ فَقَالَ:أَ لَمْ أَقُلْ لَکَ ابْعَثْ إِلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ فَوَ اللَّهِ لَتَأْتِیَنِّی بِهِ أَوْ لَأَقْتُلَنَّکَ شَرَّ قَتْلَهٍ قَالَ:فَذَهَبْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ:أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَامَ مَعِی فَلَمَّا دَنَوْنَا مِنَ الْبَابِ قَامَ فَحَرَّکَ شَفَتَیْهِ ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ فَلَمْ یَرُدَّ عَلَیْهِ وَ وَقَفَ فَلَمْ یَجْلِسْ،ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:یَا جَعْفَرُ أَنْتَ الَّذِی أَلَّبْتَ وَ کَثَّرْتَ، وَ حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ،عَنْ جَدِّهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ قَالَ:یُنْصَبُ لِلْغَادِرِ یَوْمَ الْقِیَامَهِ لِوَاءٌ یُعْرَفُ بِهِ،قَالَ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ:حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَبِیهِ،عَنْ جَدِّهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ عَلَی آلِهِ قَالَ:یُنَادِی مُنَادٍ یَوْمَ الْقِیَامَهِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ أَلاَ فَلْیَقُمْ مَنْ کَانَ أَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ فَلاَ یَقُومُ مِنْ عِبَادِهِ إِلاَّ الْمُتَفَضِّلُونَ فَمَا زَالَ یَقُولُ حَتَّی سَکَنَ مَا بِهِ وَ لاَنَ لَهُ،فَقَالَ:اِجْلِسْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ارْتَفِعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ثُمَّ دَعَا بِدُهْنٍ فِیهِ غَالِیَهٌ فَأَرَاقَهُ عَلَیْهِ بِیَدِهِ وَ الْغَالِیَهُ تَقْطُرُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ثُمَّ

ص:212

قَالَ:اِنْصَرِفْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فِی حِفْظِ اللَّهِ تَعَالَی ثُمَّ قَالَ:یَا رَبِیعُ أَتْبِعْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَائِزَتَهُ وَ أَضْعِفْهَا.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«عَیْنُ الْأَدَبِ وَ السِّیَاسَهِ» الْمَطْبُوعُ بهامش غُرَرِ الْخَصَائِصِ ص 182 ط الْقَاهِرَهِ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«فَصْلِ الْخِطَابِ»(عَلَی مَا فِی یَنَابِیعَ الْمَوَدَّهِ ص 381 ط اسلامبول) قَالَ:

دَعَا أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ وَزِیرَهُ لَیْلَهً وَ قَالَ:اِئْتِنِی بِجَعْفَرٍ الصَّادِقِ حَتَّی أَقْتُلَهُ قَالَ:

هُوَ رَجُلٌ أَعْرَضَ عَنِ الدُّنْیَا وَ وُجِّهَ بِعِبَادَهِ الْمَوْلَی فَلاَ یَضُرُّکَ قَالَ الْمَنْصُورُ:إِنَّکَ تَقُولُ بِإِمَامَتِهِ وَ اللَّهِ إِنَّهُ إِمَامُکَ وَ إِمَامِی وَ إِمَامُ الْخَلاَئِقِ أَجْمَعِینَ وَ الْمُلْکُ عَقِیمٌ فَأْتِنِی بِهِ قَالَ الْوَزِیرُ:فَذَهَبْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَوَجَدْتُهُ فِی الصَّلاَهِ وَ بَعْدَ فَرَاغِهِ قُلْتُ لَهُ:یَدْعُوکَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فَقَامَ وَ انْطَلَقَ بِی وَ قَبْلَ مَجِیئِهِ قَالَ الْمَنْصُورُ لِعَبِیدِهِ:إِذَا رَفَعْتُ قَلَنْسُوَتِی عَنْ رَأْسِی اقْتُلُوهُ قَالَ الْوَزِیرُ:لَمَّا جِئْنَا بِالْبَابِ اسْتَقْبَلَهُ الْمَنْصُورُ وَ أَدْخَلَهُ وَ أَجْلَسَهُ فِی الصَّدْرِ وَ رَکَعَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَقَالَ:سَلْ حَاجَتَکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَالَ:حَاجَتِی أَنْ لاَ تَدْعُنِی حَتَّی آتِیَکَ بِاخْتِیَارِی وَ خَلَّیْتَنِی بَیْنِی وَ بَیْنَ عِبَادَهِ رَبِّی،قَالَ:لَکَ ذَلِکَ وَ انْصَرَفَ وَ اقْشَعَرَّ الْمَنْصُورُ وَ نَامَ وَ أَلْقَیْنَا عَلَیْهِ الْأَثْوَابَ وَ قَالَ لِی:لاَ تَذْهَبْ حَتَّی أَنْ أَسْتَیْقِظَ،فَنَامَ نَوْمَهً طَوِیلَهً حَتَّی فَاتَتْ صَلاَتُهُ مِنَ الْأَوْقَاتِ الثَّلاَثَهِ ثُمَّ انْتَبَهَ وَ تَوَضَّأَ وَ صَلَّی الْفَائِتَهَ فَسَأَلْتُهُ مَا وَقَعَ لَکَ؟قَالَ:لَمَّا قَدِمَ الصَّادِقُ فِی دَارِی رَأَیْتُ ثُعْبَاناً عَظِیماً أَحَدُ شَفَتَیْهِ فَوْقَ الصُّفَّهِ وَ الْآخَرُ تَحْتَهَا وَ یَقُولُ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ:إِنْ آذَیْتَهُ ابْتَلَعْتُکَ مَعَ الصُّفَّهِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«وَسِیلَهُ النَّجَاهِ»ص 335 ط لکهنو«اَلْأَخْبَارِ الْمُوَفَّقِیَّاتِ»ص 149 ط بَغْدَادَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 211 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ فَالْتَفَتُّ فَإِذَا عَنْ یَسَارِهِ کَلْبٌ أَسْوَدُ فَقَالَ لَهُ:مَا لَکَ قَبَّحَکَ اللَّهُ مَا أَشَدَّ مُسَارَعَتَکَ فَإِذَا هُوَ فِی الْهَوَاءِ یُشْبِهُ الطَّائِرَ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِکَ فَقَالَ:هَذَا أَعْثَمُ بَرِیدُ الْجِنِّ مَاتَ هِشَامٌ السَّاعَهَ وَ هُوَ طَائِرٌ یَنْعَاهُ.

ص:213

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 211 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: اشْتَرَیْتُ مِنْ مَکَّهَ بُرْدَهً وَ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لاَ تَخْرُجَ مِنْ مِلْکِی حَتَّی تَکُونَ کَفَنِی،فَخَرَجْتُ بِهَا إِلَی عَرَفَهَ فَوَقَفْتُ فِیهَا الْمَوْقِفَ ثُمَّ انْصَرَفْتُ إِلَی الْمُزْدَلِفَهِ فَبَعْدَ أَنْ صَلَّیْتُ فِیهَا الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ رَفَعْتُهَا وَ طَوَیْتُهَا وَ وَضَعْتُهَا تَحْتَ رَأْسِی وَ نِمْتُ،فَلَمَّا انْتَبَهَتْ لَمْ أَجِدْهَا فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِکَ غَمّاً شَدِیداً،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ صَلَّیْتُ وَ أَفَضْتُ مَعَ النَّاسِ إِلَی مِنًی فَإِنِّی وَ اللَّهِ فِی الْمَسْجِدِ الْخَیْفِ إِذْ أَتَانِی رَسُولُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ یَقُولُ لِی:قَالَ لَکَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ:تَأْتِنَا فِی هَذِهِ السَّاعَهِ فَقُمْتُ مُسْرِعاً حَتَّی دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ وَ هُوَ فِی فُسْطَاطِهِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ:یَا إِبْرَاهِیمُ نَحْنُ نُحِبُّ أَنْ نُعْطِیَکَ بُرْدَهً تَکُونُ لَکَ کَفَناً قُلْتُ:وَ الَّذِی خَلَقَ إِبْرَاهِیمَ لَقَدْ کَانَتْ مَعِی بُرْدَهٌ نَعُدُّهَا لِذَلِکَ وَ لَقَدْ ضَاعَتْ مِنِّی فِی الْمُزْدَلِفَهِ فَأَمَرَ غُلاَمَهُ فَأَتَانِی بِبُرْدَهٍ فَتَنَاوَلْتُهَا فَإِذَا هِیَ وَ اللَّهِ بُرْدَتِی بِعَیْنِهَا فَقُلْتُ:بُرْدَتِی یَا سَیِّدِی فَقَالَ:خُذْهَا وَ احْمَدِ اللَّهَ تَعَالَی یَا إِبْرَاهِیمُ فَقَدْ جَمَعَ اللَّهُ عَلَیْکَ یَا إِبْرَاهِیمُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثَ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 198 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«وَسِیلَهِ النَّجَاهِ»(ص 357 ط گلشن فَیْضِ بلکهنو)قَالَ:

رُوِیَ أَنَّ جَمَاعَهً حَضَرُوا عِنْدَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلُوهُ عَنِ الطُّیُورِ الَّتِی أَحْیَاهَا اللَّهُ لِإِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَادَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِدَّهً مِنَ الطُّیُورِ ثُمَّ أَمَرَهُمْ بِذَبْحِهَا فَذَبَحُوهَا وَ قَطَّعُوا أَعْضَاءَهَا ثُمَّ نَادَی الطُّیُورَ فَأَحْیَاهَا اللَّهُ تَعَالَی بِدُعَائِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 208 ط الْغَرِیِّ):

رَوَی أَنْ دَاوُدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ قَتَلَ الْمُعَلَّی بْنَ خُنَیْسٍ مَوْلَی کَانَ لِجَعْفَرِ الصَّادِقِ«رض»فَأَخَذَ مَالَهُ فَبَلَغَ ذَلِکَ جَعْفَراً فَدَخَلَ إِلَی دَارِهِ وَ لَمْ یَزَلْ لَیْلَهُ کُلَّهُ قَائِماً إِلَی الصَّبَاحِ وَ لَمَّا کَانَ وَقْتُ السَّحَرِ سَمِعَ مِنْهُ وَ هُوَ یَقُولُ فِی مُنَاجَاتِهِ:یَا ذَا الْقُوَّهِ الْقَوِیَّهِ وَ یَا ذَا الْمِحَالِ الشَّدِیدِ وَ یَا ذَا الْعِزَّهِ الَّتِی کُلُّ خَلْقِکَ لَهَا ذَلِیلٌ اکْفِنَا هَذَا الطَّاغِیَهِ وَ انْتَقِمْ لَنَا مِنْهُ، فَمَا کَانَ إِلاَّ أَنِ ارْتَفَعَتْ الْأَصْوَاتُ بِالصُّرَاخِ وَ الْعَوِیلِ وَ قِیلَ مَاتَ دَاوُدُ بْنُ عَلِیٍّ فَجْأَهً.

ص:214

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 198 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«وَسِیلَهَ النَّجَاهِ»ص 357 ط لکهنو.

و منها

رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 208 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ لَمَّا بَلَغَ جَعْفَرَ الصَّادِقَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَوْلُ الْحَکَمِ بْنِ عَبَّاسٍ الْکَلْبِیَّ:

صَلَبْنَا لَکُمْ زَیْداً عَلَی جِذْعِ نَخْلَهٍ وَ لَمْ أَرَ مَهْدِیّاً عَلَی الْجِذْعِ یُصْلَبُ

فَرَفَعَ جَعْفَرٌ یَدَیْهِ إِلَی السَّمَاءِ وَ هُمَا تَرْتَعِشَانِ فَقَالَ:اَللَّهُمَّ سَلَّطْ عَلَی الْحَکَمِ بْنِ الْعَبَّاسِ الْکَلْبِیِّ کَلْباً مِنْ کِلاَبِکَ،فَبَعَثَهُ بَنُو أُمَیَّهَ إِلَی الْکُوفَهِ فَافْتَرَسَهُ الْأَسَدُ فِی الطَّرِیقِ وَ اتَّصَلَ ذَلِکَ بِالصَّادِقِ فَخَرَّ سَاجِداً وَ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی أَنْجَزَنَا مَا وَعَدَنَا.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«فرائد السمطین»مخطوط «نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 198 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«وَسِیلَهُ النَّجَاهِ»ص 361 ط لکهنو.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 197 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ)قَالَ:

کَانَ جَعْفَرٌ الصَّادِقُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مُجَابَ الدَّعْوَهِ إِذَا سَأَلَ اللَّهَ شَیْئاً لاَ یُتِمُّ قَوْلَهُ إِلاَّ وَ هُوَ بَیْنَ یَدَیْهِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«إِسْعَافُ الرَّاغِبِینَ» الْمَطْبُوعُ بِهَامِشِ نُورِ الْأَبْصَارِ ص 250 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«وَسِیلَهِ النَّجَاهِ»(ص 358 ط لکهنو):

وَ مِنْ جُمْلَهِ کَرَامَاتِهِ مَا رُوِیَ عَنْ جَمَاعَهٍ قَالُوا:کُنَّا مَعَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ فِی طَرِیقِ مَکَّهَ فَنَزَلْنَا تَحْتَ نَخْلَهٍ یَابِسَهٍ فَتَحَرَّکَ شَفَتَاهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَانَ یَقْرَأُ دُعَاءً لاَ نَفْهَمُهَا فَإِذَا تَوَجَّهَ إِلَی النَّخْلَهِ فَقَالَ:أَطْعِمِینَا مِمَّا أَوْدَعَهُ اللَّهُ فِیکَ فَصَارَتِ النَّخْلَهُ مُثْمِرَهً مَمْلُوءَهً بِالرُّطَبِ فَنَاَدانَا فَقَالَ:

أَقْبِلُوا فَکُلُوا مِنْهَا بِسْمِ اللَّهِ فَأَکَلْنَا فَوَجَدْنَاهَا أَطْیَبَ طَعَامٍ أَکَلْنَاهُ مُنْذُ الْیَوْمِ،وَ کَانَ هُنَاکَ أَعْرَابِیٌّ فَأَنْکَرَ عَلَیْهِ وَ قَالَ:هَذَا سِحْرٌ مُبِینٌ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:نَحْنُ وَرَثَهُ الْأَنْبِیَاءِ نَدْعُو اللَّهَ فَیُسْتَجَابُ لَنَا فَإِنْ شِئْتَ نَدْعُو اللَّهَ فَیُمْسَخُکَ کَلْباً فَقَالَ الْأَعْرَابِیُّ:سَلْ بِذَلِکَ،فَلَمَّا دَعَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مُسِخَ الْأَعْرَابِیُّ کَلْباً فَأَقْبَلَ إِلَی بَیْتِهِ فَکَانَ أَهْلُهُ یَضْرِبُونَهُ بِالْعَصَا فَرَجَعَ الْأَعْرَابِیُّ عِنْدَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ یَسِیلُ الدَّمْعُ مِنْ عَیْنَیْهِ فَتَرَحَّمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَعَا فَأَعَادَهُ اللَّهُ إِلَی صُورَتِهِ.

ص:215

الباب الثانی و العشرون: النصوص علی إمامه أبی الحسن موسی بن جعفر الکاظم علیه السّلام

اشاره

النصوص علی إمامه أبی الحسن موسی بن جعفر الکاظم علیه السّلام

مضافا إلی ما تقدم منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قُلْتُ لَهُ: إِنْ کَانَ کَوْنٌ وَ لاَ أَرَانِی اللَّهُ فَبِمَنْ آتَمُّ؟فَأَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی مُوسَی،قَالَ:قُلْتُ:إِنْ حَدَثَ بِمُوسَی حَدَثٌ فَبِمَنْ آتَمُّ؟قَالَ:بِوَلَدِهِ «اَلْحَدِیثَ» (1).

2-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَلاَّءِ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: خُذْ بِیَدِی مِنَ النَّارِ،مَنْ لَنَا بَعْدَکَ؟فَدَخَلَ عَلَیْهِ أَبُو إِبْرَاهِیمَ وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ،فَقَالَ:هَذَا صَاحِبُکُمْ فَتَمَسَّکْ بِهِ (2).

3-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ مُعَاذِ بْنِ کَثِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قُلْتُ لَهُ: اسْأَلِ اللَّهَ الَّذِی رَزَقَ أَبَاکَ مِنْکَ هَذِهِ الْمَنْزِلَهَ أَنْ یَرْزُقَکَ مِنْ عَقِبِکَ قَبْلَ الْمَمَاتِ مِثْلَهَا،قَالَ:قَدْ فَعَلَ اللَّهُ ذَلِکَ قُلْتُ:مَنْ هُوَ جُعِلْتُ فِدَاکَ؟فَأَشَارَ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ یَعْنِی:مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ هُوَ رَاقِدٌ،فَقَالَ هَذَا الرَّاقِدُ،وَ هُوَ غُلاَمٌ (3).

4-وَ عَنْهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو عَلِیٍّ الْأَرَّجَانِیُّ الْفَارِسِیُّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَنْزِلِهِ فَإِذَا هُوَ فِی بَیْتٍ لَهُ(کَذَا خ ل فِی دَارِهِ وَ هُوَ یَدْعُو وَ عَلَی یَمِینِهِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ یُؤَمِّنُ عَلَی دُعَائِهِ،فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ عَرَفْتَ انْقِطَاعِی إِلَیْکَ وَ خِدْمَتِی لَکَ،فَمَنْ وَلِیُّ النَّاسِ بَعْدَکَ؟فَقَالَ:إِنَّ مُوسَی قَدْ لَبِسَ الدِّرْعَ وَ سَاوَی عَلَیْهِ،فَقُلْتُ لَهُ:لاَ أَحْتَاجُ بَعْدَ هَذَا إِلَی شَیْ ءٍ (4).

ص:216


1- (1) الکافی:ج 286/1،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 307/1،ح 1.
3- (3) الکافی:ج 308/1،ح 2.
4- (4) الکافی:ج 308/1،ح 3.

5-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُوسَی الصَّیْقَلِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ هُوَ غُلاَمٌ فَقَالَ:اِسْتَوْصِ بِهِ،وَ ضَعْ أَمْرَهُ عِنْدَ مَنْ تَثِقُ بِهِ مِنْ إِخْوَانِکَ (1).

6-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ:حَدَّثَنِی إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی یَوْماً فَسَأَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِیٍّ فَقَالَ لَهُ:

جُعِلْتُ فِدَاکَ إِلَی مَنْ نَفْزَعُ وَ یَفْزَعُ النَّاسُ بَعْدَکَ؟فَقَالَ:إِلَی صَاحِبِ الثَّوْبَیْنِ الْأَصْفَرَیْنِ وَ الْغَدِیرَتَیْنِ یَعْنِی الذُّؤَابَتَیْنِ وَ هُوَ الطَّالِعُ عَلَیْکَ مِنَ الْبَابِ یَفْتَحُ الْبَابَیْنِ جَمِیعاً بِیَدَیْهِ فَمَا لَبِثْنَا أَنْ طَلَعَتْ عَلَیْنَا کَفَّانِ آخِذَهً بِالْبَابَیْنِ فَفَتَحَهُمَا،ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْنَا أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

7-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْقَلاَّءِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: ذَکَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ.وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ غُلاَمٌ.فَقَالَ:هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِی لَمْ یُولَدْ فِینَا مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَکَهً عَلَی شِیعَتِنَا مِنْهُ ثُمَّ قَالَ:لاَ تَجْفُوا إِسْمَاعِیلَ (3).

8-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ لَهُ مَنْصُورُ بْنُ حَازِمٍ:بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنَّ الْأَنْفُسَ یُغْدَی عَلَیْهَا وَ یُرَاحُ فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ فَمَنْ؟قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِذَا کَانَ ذَلِکَ فَهُوَ صَاحِبُکُمْ،.وَ ضَرَبَ عَلَی مَنْکِبِ أَبِی الْحَسَنِ.اَلْأَیْمَنِ فِیمَا أَعْلَمُ.وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ خُمَاسِیٌّ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ جَالِسٌ مَعَنَا (4).

9-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قُلْتُ لَهُ: إِنْ کَانَ کَوْنٌ وَ لاَ أَرَانِی اللَّهُ ذَلِکَ فَبِمَنْ آتَمُّ؟قَالَ:

فَأَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ«اَلْحَدِیثَ» (5).

10-وَ عَنْهُ وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ فِی أَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَتَّی قَالَ لَهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:هُوَ صَاحِبُکَ الَّذِی

ص:217


1- (1) الکافی:ج 308/1،ح 4.
2- (2) الکافی:ج 308/1،ح 5.
3- (3) الکافی:ج 309/1،ح 8.
4- (4) الکافی:ج 308/1،ح 6.
5- (5) الکافی:ج 286/1،ح 5.

سَأَلْتَ عَنْهُ،فَقُمْ إِلَیْهِ فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ،فَقُمْتُ[إِلَیْهِ]حَتَّی قَبَّلْتُ یَدَهُ وَ رَأْسَهُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ لَهُ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَمَّا إِنَّهُ لَمْ یُؤْذَنْ لَنَا فِی أَوَّلَ مِنْکَ قَالَ:قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَأُخْبِرُ بِهِ أَحَداً؟قَالَ:نَعَمْ أَهْلَکَ وَ وُلْدَکَ (1).

11-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ فُضَیْلٍ عَنْ طَاهِرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَانَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَلُومُ عَبْدَ اللَّهِ وَ یُعَاتِبُهُ وَ یَعِظُهُ وَ یَقُولُ:مَا مَنَعَکَ أَنْ تَکُونَ مِثْلَ أَخِیکَ فَوَ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْرِفُ النُّورَ فِی وَجْهِهِ،فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ:أَ لَیْسَ أَبِی وَ أَبُوهُ وَاحِداً وَ أُمِّی وَ أُمُّهُ وَاحِدَهً فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّهُ مِنْ نَفْسِی وَ أَنْتَ ابْنِی (2).

أقول:وجه النص أن الأفضل الإمام لما ثبت عقلا و نقلا و لم یثبت لغیر عبد اللّه فضل علی موسی علیه السّلام بل ثبت فضله علیهم أیضا.

12-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَی رَأْسِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ هُوَ فِی الْمَهْدِ،فَجَعَلَ یُسَارُّهُ طَوِیلاً فَجَلَسْتُ حَتَّی فَرَغَ،فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ:اُدْنُ مِنْ مَوْلاَکَ فَسَلِّمْ[عَلَیْهِ]«اَلْحَدِیثَ»وَ فِی آخِرِهِ:فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِنْتَهِ إِلَی قَوْلِهِ تَرْشُدْ (3).

أقول:هذا النص قریب من نص الغدیر من قوله علیه السّلام:من کنت مولاه فعلیّ مولاه و فی بقیه الحدیث إعجاز لموسی علیه السّلام.

13-وَ عَنْهُ عَنْ مُعَلًّی عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ قَالَ:

سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ فَقَالَ:إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لاَ یَلْهُو وَ لاَ یَلْعَبُ،فَأَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ صَغِیرٌ وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مَکِّیَّهٌ وَ هُوَ یَقُولُ لَهَا:اُسْجُدِی لِرَبِّکَ فَضَمَّهُ إِلَیْهِ وَ قَالَ:بِأَبِی وَ أُمِّی مَنْ لاَ یَلْهُو وَ لاَ یَلْعَبُ (4).

14-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ صَفْوَانَ عَنِ ابْنِ مُسْکَانَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ: دَعَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْماً وَ نَحْنُ عِنْدَهُ فَقَالَ لَنَا:عَلَیْکُمْ بِصَاحِبِکُمْ هَذَا،فَهُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُکُمْ بَعْدِی (5).

ص:218


1- (1) الکافی:ج 309/1،ح 9.
2- (2) الکافی:ج 310/1،ح 10.
3- (3) الکافی:ج 310/1،ح 11.
4- (4) الکافی:ج 311/1 ح 15.
5- (5) الکافی:ج 310/1،ح 12.

15-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یُونُسَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ عَنْ أَبِی أَیُّوبَ النَّحْوِیِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ فِی جَوْفِ اللَّیْلِ فَأَتَیْتُهُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:هَذَا کِتَابُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ یُخْبِرُنَا أَنَّ جَعْفَرَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَدْ مَاتَ،ثُمَّ قَالَ:اُکْتُبْ فَکَتَبْتُ صَدْرَ الْکِتَابِ ثُمَّ قَالَ لِی:اُکْتُبْ إِنْ کَانَ أَوْصَی إِلَی رَجُلٍ وَاحِدٍ بِعَیْنِهِ فَقَدَّمَهُ فَاضْرِبْ عُنُقَهُ،قَالَ:فَرَجَعَ الْجَوَابُ إِلَیْهِ:إِنَّهُ قَدْ أَوْصَی إِلَی خَمْسَهٍ أَحَدُهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ الْمَنْصُورُ،وَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ،وَ عَبْدُ اللَّهِ،وَ مُوسَی،وَ حَمِیدَهُ (1).

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ النَّضْرِ بْنِ سُوَیْدٍ بِنَحْوٍ مِنْ هَذَا إِلاَّ أَنَّهُ ذَکَرَ أَنَّهُ أَوْصَی إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ الْمَنْصُورِ،وَ عَبْدِ اللَّهِ،وَ مُوسَی،وَ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ مَوْلًی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ:لَیْسَ إِلَی قَتْلِ هَؤُلاَءِ سَبِیلٌ.

أقول:لا منافاه بینهما لاحتمال أن یکون أوصی مرتین فی الظاهر إلی الجماعه للتقیه و دفع الضرر عن موسی علیه السّلام،و أوصی مرارا عند خواص شیعته إلی موسی علیه السّلام وحده.

16-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ عُبَیْسِ بْنِ هِشَامٍ قَالَ:

حَدَّثَنِی عُمَرُ الرُّمَّانِیِّ عَنْ فَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنِّی لَعِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ أَقْبَلَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ.وَ هُوَ غُلاَمٌ.فَالْتَزَمْتُهُ وَ قَبَّلْتُهُ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَنْتُمُ السَّفِینَهُ وَ هَذَا مَلاَّحُهَا،قَالَ:فَحَجَجْتُ مِنْ قَابِلٍ وَ مَعِی أَلْفَا دِینَارٍ فَبَعَثْتُ بِأَلْفٍ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَلْفٍ إِلَیْهِ.فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:یَا فَیْضُ عَدَلْتَهُ بِی؟قُلْتُ:إِنَّمَا فَعَلْتُ ذَلِکَ لِقَوْلِکَ،فَقَالَ:أَمَا وَ اللَّهِ!مَا أَنَا فَعَلْتُ ذَلِکَ بَلِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَعَلَ بِهِ (2).

17-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنِّی قَدْ سَأَلْتُ أَبَاکَ وَ قُلْتُ:مَنِ الَّذِی یَکُونُ مِنْ بَعْدِکَ؟فَأَخْبَرَنِی أَنَّکَ أَنْتَ هُوَ،فَلَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ذَهَبَ النَّاسُ یَمِیناً وَ شِمَالاً،وَ قُلْتُ فِیکَ أَنَا وَ أَصْحَابِی«اَلْحَدِیثَ» (3).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی الْجَهْمِ مِثْلَهُ .

ص:219


1- (1) الکافی:ج 310/1،ح 13.
2- (2) الکافی:ج 313/1،ح 12.
3- (3) الکافی:ج 311/1،ح 16.

18-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْحَکَمِ الْأَرْمَنِیِّ قَالَ:حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ،وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَهَ جَمِیعاً عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ الزَّیْدِیِّ قَالَ: لَقِیتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ نَحْنُ نُرِیدُ الْعُمْرَهَ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ إِلَی أَنْ قَالَ:قُلْتُ:إِنِّی أَنَا وَ أَبِی لَقِینَاکَ هَاهُنَا، وَ أَنْتَ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ أَبِی:بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی أَنْتُمْ کُلُّکُمْ أَئِمَّهٌ مُطَهَّرُونَ وَ الْمَوْتُ لاَ یَعْرَی مِنْهُ أَحَدٌ،فَأَحْدِثْ إِلَیَّ شَیْئاً أُحَدِّثْ بِهِ مَنْ یَخْلُفُنِی مِنْ بَعْدِی فَلاَ یَضِلُّ،فَقَالَ:نَعَمْ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ هَؤُلاَءِ وُلْدِی،وَ هَذَا سَیِّدُهُمْ.وَ أَشَارَ إِلَیْکَ.وَ قَدْ عُلِّمَ الْحُکْمَ وَ الْفَهْمَ وَ السَّخَاءَ وَ الْمَعْرِفَهَ بِمَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ،وَ مَا اخْتَلَفُوا فِیهِ مِنْ أَمْرِ دِینِهِمْ وَ دُنْیَاهُمْ،وَ فِیهِ حُسْنُ الْخُلُقِ وَ حُسْنُ الْجَوَابِ،وَ هُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ «اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ،وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ کُلِّهِمْ قَالُوا:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّامِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحُسَیْنِ مَوْلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ الزَّیْدِیِّ نَحْوَهُ .

19-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عُمَرَ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنِّی سَأَلْتُ أَبَاکَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَنِی بِکَ«اَلْحَدِیثَ» (2).

20-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ الرِّزَامِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثِ وِلاَدَهِ وَلَدِهِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:وَ قَدْ وَلَدَتْ حَمِیدَهُ سَلَّمَهَا اللَّهُ وَ وَهَبَ لِی غُلاَماً وَ هُوَ خَیْرُ مَنْ بَرَأَ اللَّهُ فِی خَلْقِهِ،وَ قَدْ أَخْبَرَتْنِی حَمِیدَهُ عَنْهُ بِأَمْرٍ ظَنَّتْ أَنِّی لاَ أَعْرِفُهُ وَ لَقَدْ کُنْتُ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهَا ذَکَرَتْ أَنَّهُ سَقَطَ مِنْ بَطْنِهَا حِینَ سَقَطَ وَاضِعاً یَدَیْهِ عَلَی الْأَرْضِ،رَافِعاً طَرْفَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّ ذَلِکَ أَمَارَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَمَارَهُ الْوَصِیِّ مِنْ بَعْدِهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَجَامَعْتُ فَعَلِقَتْ

ص:220


1- (1) الکافی:ج 314/1،ح 14.
2- (2) الکافی:ج 312/1،ح 5.

بِهَذَا الْمَوْلُودِ وَ هُوَ وَ اللَّهِ صَاحِبُکُمْ مِنْ بَعْدِی (1).

وَ رَوَاهُ الْبَرْقِیُّ فِی الْمَحَاسِنِ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ مِثْلَهُ .

21-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ سَابِقِ بْنِ الْوَلِیدِ،عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: حَمِیدَهُ مُصَفَّاهٌ مِنَ الْأَدْنَاسِ کَسَبِیکَهِ الذَّهَبِ،مَا زَالَتِ الْأَمْلاَکُ تَحْرُسُهَا،حَتَّی أُدِّیَتْ إِلَیَّ کَرَامَهً مِنَ اللَّهِ لِی وَ الْحُجَّهِ مِنْ بَعْدِی (2).

و روی أکثر هذه الأحادیث الطبرسی فی کتاب إعلام الوری نقلا من کتاب الکلینی و روی أکثر هذه الأحادیث أیضا المفید فی الإرشاد بأسانیده.

22-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ رَفَعَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ قَالَ: دَخَلَ أَبُو حَنِیفَهَ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:رَأَیْتُ ابْنَکَ مُوسَی یُصَلِّی وَ النَّاسُ یَمُرُّونَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلاَ یَنْهَاهُمْ وَ فِیهِ مَا فِیهِ!فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اُدْعُوا لِی مُوسَی،فَقَالَ:یَا بُنَیَّ! إِنَّ أَبَا حَنِیفَهَ یَذْکُرُ أَنَّکَ صَلَّیْتَ وَ النَّاسُ یَمُرُّونَ بَیْنَ یَدَیْکَ فَلَمْ تَنْهَهُمْ؟فَقَالَ:نَعَمْ،إِنَّ الَّذِی کُنْتُ أُصَلِّی لَهُ کَانَ أَقْرَبَ إِلَیَّ مِنْهُمْ یَقُولُ اللَّهُ: وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ قَالَ:فَضَمَّهُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی نَفْسِهِ،وَ قَالَ:بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا مُسْتَوْدَعَ الْأَسْرَارِ (3).

الفصل الأول

23-وَ رَوَی الشَّیْخُ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیِّ قَالَ:أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ،قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ طُوسَ وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَدَخَلَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ صَبِیٌّ فَأَجْلَسَهُ عَلَی فَخِذِهِ وَ أَقْبَلَ یُقَبِّلُ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ،ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ:یَا طُوسِیُّ إِنَّهُ الْإِمَامُ وَ الْخَلِیفَهُ وَ الْحُجَّهُ بَعْدِی«اَلْحَدِیثَ» (4).

الفصل الثانی

24-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ

ص:221


1- (1) الکافی:ج 385/1،ح 1.
2- (2) الکافی:ج 477/1،ح 2.
3- (3) الکافی:ج 297/3،ح 4.
4- (4) تهذیب الأحکام:ج 108/6،ح(191)7.

عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ زَکَرِیَّا بْنِ آدَمَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَعَلَنِیَ اللَّهُ فِدَاکَ وَ قَدَّمَنِی لِلْمَوْتِ قَبْلَکَ إِنْ کَانَ کَوْنٌ فَإِلَی مَنْ؟قَالَ:إِلَی ابْنِی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَانَ ذَلِکَ الْکَوْنُ فَوَ اللَّهِ مَا شَکَکْتُ فِی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ طَرْفَهَ عَیْنٍ قَطُّ«اَلْحَدِیثَ» (1).

25-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ سَلَمَهَ بْنِ مُحْرِزٍ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ رَجُلاً مِنَ الْعِجْلِیَّهِ قَالَ لِی:إِلَی کَمْ عَسَی أَنْ یَبْقَی لَکُمْ هَذَا الشَّیْخُ إِنَّمَا هُوَ سَنَهً أَوْ سَنَتَیْنِ،ثُمَّ یَهْلِکُ وَ تَصِیرُونَ لَیْسَ لَکُمْ أَحَدٌ تَنْظُرُونَ إِلَیْهِ؟فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ لاَ قُلْتَ لَهُ:

هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ أَدْرَکَ مَا تُدْرِکُ الرِّجَالُ«اَلْحَدِیثَ» (2).

26-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَیْهَقِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الصَّوْلِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی الْمُبَرَّدُ قَالَ:حَدَّثَنِی الرِّیَاشِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو عَاصِمِ وَ رَوَاهُ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَکَلَّمَ یَوْماً بَیْنَ یَدَیْ أَبِیهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَحْسَنَ فَقَالَ:یَا بُنَیَّ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی جَعَلَکَ خَلَفاً مِنَ الْآبَاءِ،وَ سُرُوراً مِنَ الْأَبْنَاءِ،وَ عِوَضاً مِنَ الْأَصْدِقَاءِ (3).

الفصل الثالث

27-وَ رَوَی الصَّدُوقُ بْنُ بَابَوَیْهِ أَیْضاً فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ قَالَ:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ،عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمَدَانِیِّ قَالَ:قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَخْبِرْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ عَنْ زُرَارَهَ هَلْ کَانَ یَعْرِفُ حَقَّ أَبِیکَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟ قَالَ:نَعَمْ فَقُلْتُ لِمَ بَعَثَ ابْنَهُ عُبَیْداً لِیَعْرِفَ الْخَبَرَ إِلَی مَنْ أَوْصَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟فَقَالَ:إِنَّ زُرَارَهَ کَانَ یَعْرِفُ أَمْرَ أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ نَصَّ أَبِیهِ عَلَیْهِ وَ إِنَّمَا بَعَثَهُ لِیَتَعَرَّفَ مِنْ أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ هَلْ یَجُوزُ لَهُ أَنْ یَرْفَعَ التَّقِیَّهَ فِی إِظْهَارِ أَمْرِهِ،وَ نَصِّ أَبِیهِ عَلَیْهِ؟ وَ إِنَّهُ لَمَّا أَبْطَأَ عَلَیْهِ ابْنُهُ طُولِبَ بِإِظْهَارِ قَوْلِهِ فِی أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمْ یُحِبَّ أَنْ یُقْدِمَ عَلَی

ص:222


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 33/2 ح 6.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 38/2،ح 20.
3- (3) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 135/1،ح 4.

ذَلِکَ دُونَ أَمْرِهِ،فَرَفَعَ الْمُصْحَفَ وَ قَالَ:اَللَّهُمَّ إِنَّ إِمَامِی مَنْ أَثْبَتَ هَذَا الْمُصْحَفُ إِمَامَتَهُ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

28-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ النَّخَعِیِّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَزِیدَ النَّوْفَلِیِّ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی لَوْ عَهِدْتَ إِلَیْنَا فِی الْخَلَفِ مِنْ بَعْدِکَ فَقَالَ:یَا مُفَضَّلُ الْإِمَامُ بَعْدِی ابْنِی مُوسَی«اَلْحَدِیثَ» (2).

29-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ نَافِعٍ الْوَرَّاقِ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ قَالَ:قَالَ لِی هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْبَلْخِیُّ: قَدْ مَاتَ إِسْمَاعِیلُ الَّذِی کُنْتُمْ تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْنَاقَکُمْ وَ جَعْفَرٌ شَیْخٌ کَبِیرٌ یَمُوتُ غَداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ فَتَبْقَوْنَ بِلاَ إِمَامٍ!فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ لَهُ!فَأَخْبَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَقَالَتِهِ فَقَالَ:هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ!أَبَی اللَّهُ،وَ اللَّهِ لاَ یَنْقَطِعُ هَذَا الْأَمْرُ حَتَّی یَنْقَطِعَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ،فَإِذَا رَأَیْتَهُ فَقُلْ لَهُ:هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ یَکْبُرُ فَیُزَوِّجُهُ فَیُولَدُ لَهُ فَیَکُونُ خَلَفاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ (3).

الفصل الرابع

30-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ الْمُوسَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَلَفٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ وَضَّاحٍ عَنْ یَزِیدَ الصَّائِغِ قَالَ: لَمَّا وُلِدَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَمَلْتُ لَهُ أَوْضَاحاً وَ أَهْدَیْتُهَا إِلَیْهِ فَلَمَّا أَتَیْتُ بِهَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِی:یَا یَزِیدُ أَهْدَیْتَهَا وَ اللَّهِ لِقَائِمِ آلِ مُحَمَّدٍ (4).

أقول:ذکر الشیخ أن المراد القائم من بعده بلا فصل،و قد روی عنهم علیهم السّلام أن کل واحد منهم قائم زمانه کما مضی و یأتی.

31-وَ عَنِ الْمُوسَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْمَدَائِنِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ اسْتَنْقَذَ بَنِی إِسْرَائِیلَ مِنْ فِرْعَوْنِهَا بِمُوسَی بْنِ عِمْرَانَ،وَ إِنَّ اللَّهَ یَسْتَنْقِذُ هَذِهِ الْأُمَّهَ مِنْ فِرْعَوْنِهَا بِسَمِیِّهِ (5).

ص:223


1- (1) کمال الدین:75.
2- (2) کمال الدین:334،ح 4.
3- (3) کمال الدین:657،ح 2.
4- (4) الغیبه:44،ح 26.
5- (5) الغیبه:45،ح 27.

قال الشیخ:الوجه فیه أن اللّه استنقذهم بأن دلهم علی إمامته و الإبانه عن حقه بخلاف ما ذهب إلیه الواقفه.

32-وَ عَنْهُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سَمَاعَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ ابْنِی هَذَا یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ هُوَ الْقَائِمُ وَ هُوَ مِنَ الْمَحْتُومِ (1).

33-وَ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَّمٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: مِنَ الْمَحْتُومِ أَنَّ ابْنِی قَائِمُ هَذِهِ الْأُمَّهِ وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

أقول:قد عرفت الوجه فیه و فی الذی قبله.

34-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِزْقِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْوَلِیدِ الطَّرِیفِیِّ قَالَ: کُنْتُ لَیْلَهً عِنْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ نَادَی غُلاَمَهُ فَقَالَ:اِنْطَلِقْ فَادْعُ لِی سَیِّدَ وُلْدِی،فَقَالَ الْغُلاَمُ:

مَنْ هُوَ؟فَقَالَ:فُلاَنٌ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ:فَاتَّبِعْهُ وَ أَطِعْهُ، وَ صَدِّقْهُ،وَ أَعْطِهِ الرِّضَا مِنْ نَفْسِکَ (3).

35-وَ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَمِیلٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ الْقَمَّاطِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ قَالَ: أَنْشَدْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ هَذِهِ الْقَصِیدَهَ:

فَإِنْ تَکُ أَنْتَ الْمُرْتَجَی لِلَّذِی نَرَی فَتِلْکَ الَّتِی مِنْ ذِی الْعُلاَ فِیکَ نَطْلُبُ

فَقَالَ:لَیْسَ أَنَا صَاحِبَ هَذِهِ الصِّفَهِ وَ لَکِنْ هَذَا صَاحِبُهَا،وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

36-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ صَاحِبِ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ؟قَالَ:

صَاحِبُ الْبَهِیمَهِ،وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی نَاحِیَهِ الدَّارِ وَ مَعَهُ عَنَاقٌ مَکِّیَّهٌ وَ هُوَ یَقُولُ لَهَا:

اسْجُدِی لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَکَ (5).

37-وَ عَنْهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مَعْمَرٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مِنَ الْمَحْتُومِ أَنَّ ابْنِی هَذَا هُوَ الْقَائِمُ (6).

ص:224


1- (1) الغیبه:48،ح 33.
2- (2) الغیبه:48،ح 34.
3- (3) الغیبه:48،ح 35.
4- (4) الغیبه:49،ح 36.
5- (5) الغیبه:752 ح 41.
6- (6) الغیبه:52،ح 42.

38-وَ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَلاَّمٍ عَنْ زُرْعَهَ عَنِ الْمُفَضَّلِ،عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَاءَهُ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَمَّا إِنَّهُ صَاحِبُکُمْ «اَلْحَدِیثَ» (1).

أقول:هذه الأخبار و نحوها شبهه الواقفیه و قد أبطلها الشیخ و غیره بما تقدم و یأتی من النصوص المتواتره علی الأئمه الاثنی عشر علیهم السّلام و علی الرضا و سائر الأئمه بخصوصهم إلی المهدی علیه السّلام و بما تواتر من موت الکاظم و معجزات الرضا و أولاده علیهم السّلام و بعدم صراحه هذه الأخبار و کونها آحادا شاذه غیر متواتره و معارضها متواتر،و یکون أکثر رواتها من الواقفیه فهم متهمون فیها لو کان المراد منها ما ذهبوا إلیه؛و بانقراض القائل بالوقف و استحاله انقراض أهل الحق بالنص علی ذلک منهم علیهم السّلام،و بکون الکتاب المشتمل علیها و هو کتاب نصره الواقفه غیر معتمد، و مؤلفه غیر ثقه و لا معتبر الروایه،و بما تواتر عن الأئمه علیهم السّلام من ذم الواقفه و لعنهم و تکفیرهم،و بما تواتر عن رؤساء الواقفیه من أنهم إنما قالوا بالوقف طمعا فی أموال موسی بن جعفر علیه السّلام التی کانت فی أیدیهم و بما ثبت من أنهم وضعوا أخبارا فی نصره مذهبهم،و اعترف بذلک کل من تاب منهم و ترک الوقف و غیر ذلک من الوجوه.

الفصل الخامس

39-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ لَهُ طَوِیلٍ فِی أَمْرِ أَبِی الْحَسَنِ حَتَّی قَالَ لَهُ:هُوَ الَّذِی سَأَلْتَ عَنْهُ،فَقُمْ فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ،فَقُمْتُ حَتَّی قَبَّلْتُ رَأْسَهُ وَ یَدَهُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ کَانَ یُونُسُ بْنُ ظَبْیَانَ مِنْ رُفَقَائِی فَلَمَّا أَخْبَرْتُهُمْ حَمِدُوا اللَّهَ عَلَی ذَلِکَ،وَ قَالَ یُونُسُ:لاَ وَ اللَّهِ حَتَّی أَسْمَعَ ذَلِکَ مِنْهُ وَ کَانَتْ بِهِ عَجَلَهٌ،فَلَمَّا انْتَهَیْتُ إِلَی الْبَابِ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ لَهُ وَ قَدْ سَبَقَنِی:یَا یُونُسُ الْأَمْرُ کَمَا قَالَ لَکَ فَیْضٌ فَقَالَ:

سَمِعْتُ وَ أَطَعْتُ (2).

40-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ فَضَالَهَ عَنْ مِسْمَعٍ کِرْدِینٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ رَجُلاً قَالَ:سَمِعْتُهُ یَقُولُ فِی إِسْمَاعِیلَ

ص:225


1- (1) الغیبه:58،ح 53.
2- (2) بصائر الدّرجات:356،ح 11.

خِلاَفَ مَا ظَنَّ النَّاسُ فِیهِ،فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْکُوفَهِ:وَ اللَّهِ لاَ سَمِعْتُ وَ لاَ أَطَعْتُ حَتَّی أَسْمَعَهُ مِنْهُ قَالَ:ثُمَّ خَرَجَ مُتَوَجِّهاً إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ تَبِعْتُهُ فَدَخَلَ فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا فُلاَنُ أَ یُرِیدُ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُؤْتَی صُحُفاً مُنَشَّرَهً،إِنَّ الَّذِی أَخْبَرَکَ بِهِ فُلاَنٌ هُوَ الْحَقُّ،إِنَّ فُلاَناً إِمَامُکَ وَ صَاحِبُکَ مِنْ بَعْدِی-یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ-لاَ یَدَّعِیهَا فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ إِلاَّ کَذَّابٌ مُفْتَرٍ (1).

41-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبَانٍ قَالَ: ذَکَرَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْأَوْصِیَاءَ وَ ذَکَرْتُ إِسْمَاعِیلَ،فَقَالَ:لاَ وَ اللَّهِ یَا أَبَا مُحَمَّدٍ مَا ذَاکَ إِلَیْنَا،مَا هُوَ إِلاَّ إِلَی اللَّهِ یَنْزِلُ وَاحِدٌ بَعْدَ وَاحِدٍ (2).

42-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ ابْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: سَأَلْتُهُ وَ طَلَبْتُ إِلَیْهِ أَنْ یَجْعَلَ هَذَا الْأَمْرَ لِإِسْمَاعِیلَ؛فَأَبَی اللَّهُ إِلاَّ أَنْ یَجْعَلَهُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

الفصل السادس

43-وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِیسَی شَلَقَانَ،قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ،فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً قَبْلَ أَنْ أَجْلِسَ:

یَا عِیسَی مَا مَنَعَکَ أَنْ تَلْقَی ابْنِی فَتَسْأَلَهُ عَنْ جَمِیعِ مَا تُرِیدُ؟قَالَ عِیسَی:فَذَهَبْتُ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی:مَا صَنَعْتَ یَا عِیسَی؟فَقُلْتُ لَهُ:أَتَیْتُهُ فَأَخْبَرَنِی مُبْتَدِئاً مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ جَمِیعِ مَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهُ،فَعَلِمْتُ وَ اللَّهِ عِنْدَ ذَلِکَ أَنَّهُ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ،فَقَالَ:یَا عِیسَی إِنَّ ابْنِی هَذَا الَّذِی رَأَیْتَ لَوْ سَأَلْتَهُ عَمَّا بَیْنَ دَفَّتَیِ الْمُصْحَفِ لَأَجَابَکَ فِیهِ بِعِلْمِهِ «اَلْحَدِیثَ» (4).

و روی حدیثا طویلا تقدم فی معجزات النبی صلی اللّه علیه و آله و سلم فیه نص علی الکاظم علیه السّلام.

الفصل السابع

44-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ

ص:226


1- (1) بصائر الدّرجات:359،ح 7.
2- (2) بصائر الدّرجات:491،ح 4.
3- (3) بصائر الدّرجات:492،ح 11.
4- (4) قرب الإسناد:335،ح 1237.

قَالَ:سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ جَعْفَرٍ الصَّادِقَ یَقُولُ:سَمِعْتُ أَبِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ لِجَمَاعَهٍ مِنْ خَاصَّتِهِ وَ أَصْحَابِهِ: اسْتَوْصُوا بِابْنِی مُوسَی خَیْراً فَإِنَّهُ أَفْضَلُ وُلْدِی وَ مَنْ أُخَلِّفُهُ بَعْدِی،وَ هُوَ الْقَائِمُ مَقَامِی عَلَی کَافَّهِ الْخَلْقِ مِنْ بَعْدِی (1).

وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ .

قال الطبرسی بعد ما نقل أکثر أحادیث الکلینی السابقه:و نقل هذا الحدیث و أمثال هذه الأخبار کثیره.

الفصل الثامن

45-وَ رَوَی سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قَالَ أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ مُبْتَدِئاً: تَلْقَی رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ یَسْأَلُکَ عَنِّی،فَقُلْ لَهُ:هُوَ الْإِمَامُ الَّذِی قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ«اَلْحَدِیثَ» (2).

46-وَ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَضَی الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَتْ وَصِیَّتُهُ فِی الْإِمَامَهِ لِمُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ«اَلْحَدِیثَ» (3).

47-وَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْخُرَاسَانِیِّ: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ،أَنَّ أَعْرَابِیّاً جَاءَ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی الْکُوفَهِ فَأُخْبِرَ أَنَّ الصَّادِقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ مَاتَ فَشَهِقَ أَبُو حَمْزَهَ الثُّمَالِیُّ وَ ضَرَبَ بِیَدَیْهِ الْأَرْضَ،ثُمَّ سَأَلَ الْأَعْرَابِیُّ:هَلْ سَمِعْتَ لَهُ بِوَصِیَّهٍ؟قَالَ:

أَوْصَی إِلَی ابْنِهِ عَبْدِ اللَّهِ وَ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی وَ إِلَی الْمَنْصُورِ،فَقَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی لَمْ یُضِلَّنَا دَلَّ عَلَی الصَّغِیرِ،وَ بَیَّنَ عَلَی الْکَبِیرِ،وَ سَتَرَ الْأَمْرَ الْعَظِیمَ،فَقُلْتُ لَهُ:فَسِّرْ لِی؟ فَقَالَ لِی إِنَّ الْکَبِیرَ ذُو عَاهَهٍ،وَ دَلَّ عَلَی الصَّغِیرِ بِأَنْ أَدْخَلَ یَدَهُ مَعَ الْکَبِیرِ،وَ سَتَرَ الْأَمْرَ الْعَظِیمَ حَتَّی إِذَا سَأَلَ الْمَنْصُورُ مَنْ وَصِیُّهُ قِیلَ أَنْتَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ لَمْ یَقُلْ لَکَ أَبُو حَمْزَهَ الثُّمَالِیُّ بِظَهْرِ الْکُوفَهِ کَذَا وَ کَذَا؟قُلْتُ:نَعَمْ، قَالَ:کَذَلِکَ یَکُونُ الْمُؤْمِنُ إِذَا نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ کَانَ عَلَّمَهُ بِالْوَجْهِ،ثُمَّ قَالَ:قُمْ إِلَی ثِقَاتِ أَصْحَابِ الْمَاضِی فَسَلْهُمْ عَنْ نَصِّهِ؟قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ الْخُرَاسَانِیُّ:فَلَقِیتُ جَمَاعَهً کَثِیرَهً مِنْهُمْ فَشَهِدُوا بِالنَّصِّ عَلَی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

48-قَالَ:وَ سُئِلَ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ صَاحِبِ الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِهِ فَقَالَ: صَاحِبُ

ص:227


1- (1) إعلام الوری:ج 14/2.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 307/1،ح 1.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 308/1،ح 2.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 329/1،ح 22.

الْأَمْرِ لاَ یَلْهُو وَ لاَ یَلْعَبُ،إِذْ أَقْبَلَ ابْنُهُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَعَهُ بَهِیمَهٌ وَ هُوَ یَقُولُ لَهَا:اُسْجُدِی لِرَبِّکِ فَأَخَذَهُ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَضَمَّهُ إِلَیْهِ،وَ قَالَ:بِأَبِی وَ أُمِّی مَنْ لاَ یَلْهُو وَ لاَ یَلْعَبُ،إِنَّهُ أَفْضَلُ وُلْدِی،وَ أَفْضَلُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِی،وَ هُوَ الْقَائِمُ مَقَامِی،وَ الْحُجَّهُ لِلَّهِ عَلَی بَاقِی خَلْقِهِ مِنْ بَعْدِی (1).

الفصل التاسع

49-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ حِلْیَهِ الْأَوْلِیَاءِ لِلْحَافِظِ أَبِی نُعَیْمٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ مُوسَی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ یُوصِیهِ بِهَذِهِ الْوَصِیَّهِ،فَکَانَ مِمَّا حَفِظْتُ مِنْهَا أَنْ قَالَ:یَا بُنَیَّ اقْبَلْ وَصِیَّتِی وَ احْفَظْ مَقَالَتِی،وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا (2).

50-وَ رَوَی فِیهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ صِفَهِ الصَّفْوَهِ لِأَبِی الْفَرَجِ بْنِ الْجَوْزِیِّ قَالَ:قِیلَ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: مَا بَلَغَ بِکَ مِنْ حُبِّکَ ابْنَکَ مُوسَی؟قَالَ:وَدِدْتُ أَنْ لَیْسَ لِی وَلَدٌ غَیْرُهُ حَتَّی لاَ یَشْرَکَهُ فِی حُبِّی لَهُ أَحَدٌ (3).

أقول:هذا نص خفی من جهات لا یخفی علی المتأمل.

الفصل العاشر

وَ قَالَ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ: کَانَ الْإِمَامُ بَعْدَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْنَهُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لاِجْتِمَاعِ خِلاَلِ الْفَضْلِ وَ الْکَمَالِ وَ لِنَصِّ أَبِیهِ عَلَیْهِ بِالْإِمَامَهِ وَ الْإِشَارَهِ بِهَا إِلَیْهِ،ثُمَّ قَالَ:وَ مِمَّنْ رَوَی صَرِیحَ النَّصِّ بِالْإِمَامَهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی ابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ شُیُوخِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ خَاصَّتِهِ،وَ بِطَانَتِهِ وَ ثِقَاتِهِ الْفُقَهَاءِ الصَّالِحِینَ رَحْمَهُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ الْمُفَضَّلُ بْنُ عُمَرَ الْجُعْفِیُّ،وَ مُعَاذُ بْنُ کَثِیرٍ،وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ وَ الْفَیْضُ بْنُ الْمُخْتَارِ،وَ یَعْقُوبُ بْنُ السَّرَّاجِ وَ سُلَیْمَانُ بْنُ خَالِدٍ وَ صَفْوَانُ الْجَمَّالُ وَ غَیْرُهُمْ مِمَّنْ یَطُولُ بِذِکْرِهِمْ الْکِتَابُ (4).

قَالَ:وَ قَدْ رَوَی ذَلِکَ مِنْ إِخْوَتِهِ إِسْحَاقُ وَ عَلِیٌّ ابْنَا جَعْفَرٍ وَ کَانَا مِنَ الْفَضْلِ وَ الْوَرَعِ عَلَی مَا لاَ یَخْتَلِفُ فِیهِ اثْنَانِ،ثُمَّ رَوَی جُمْلَهً مِنَ الْأَحَادِیثِ السَّابِقَهِ مِنْ طَرِیقِ

ص:228


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 896/2.
2- (2) کشف الغمّه:ج 370/2.
3- (3) بحار الأنوار:ج 209/75،ح 78.
4- (4) الإرشاد:ج 216/2.

الْکُلَیْنِیِّ وَ غَیْرِهِ،وَ قَدْ نَقَلَ جَمِیعَ مَا ذَکَرْنَا وَ أَشَرْنَا إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ (1).

الفصل الحادی عشر

51-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ عَنْ أَبِی نَجِیحٍ،عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ.وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی نَجِیحٍ عَنِ الْفَیْضِ بْنِ الْمُخْتَارِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ،أَنَّهُ قَالَ لاِبْنِهِ إِسْمَاعِیلَ: مَا أَقُولُ لَکَ الْزَمْنِی فَلاَ تَفْعَلْ،فَقَامَ إِسْمَاعِیلُ وَ خَرَجَ،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ مَا عَلَی إِسْمَاعِیلَ أَنْ لاَ یَلْزَمَکَ إِذَا أَفَضَتْ إِلَیْهِ الْأَشْیَاءُ مِنْ بَعْدِکَ کَمَا أَفْضَتْ إِلَیْکَ مِنْ أَبِیکَ؟فَقَالَ:یَا فَیْضُ لَیْسَ إِسْمَاعِیلُ کَأَنَا مِنْ أَبِی، فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَدْ کُنَّا لاَ نَشُکُّ أَنَّ الرِّحَالَ سَتُحَطُّ إِلَیْهِ وَ قَدْ قُلْتَ فِیهِ مَا قُلْتَ فَإِنْ کَانَ مَا نَخَافُ وَ أَسْأَلُ اللَّهَ الْعَافِیَهَ فَإِلَی مَنْ؟قَالَ:فَأَمْسَکَ عَنِّی إِلَی أَنْ قَالَ،بَعْدَ مَا ذَکَرَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَخَلَ عَلَیْهِ:فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَا فَیْضُ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَفْضَتْ إِلَیْهِ صُحُفُ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی فَائْتَمَنَ عَلَیْهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلِیّاً، وَ ائْتَمَنَ عَلَیْهَا عَلِیٌّ الْحَسَنَ وَ ائْتَمَنَ عَلَیْهَا الْحَسَنُ الْحُسَیْنَ وَ ائْتَمَنَ عَلَیْهَا الْحُسَیْنُ عَلِیَّ بْنَ الْحُسَیْنِ،وَ ائْتَمَنَ عَلَیْهَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ،وَ ائْتَمَنَنِی عَلَیْهَا أَبِی فَکَانَتْ عِنْدِی،وَ قَدْ ائْتَمَنْتُ عَلَیْهَا ابْنِی هَذَا عَلَی حَدَاثَتِهِ وَ هِیَ عِنْدَهُ فَعَرَفْتُ مَا أَرَادَ، فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ زِدْنِی،فَقَالَ:یَا فَیْضُ إِنَّ أَبِی کَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ لاَ تُرَدَّ لَهُ دَعْوَهٌ أَقْعَدَنِی عَلَی یَمِینِهِ،فَدَعَا وَ أَمَّنْتُ عَلَی دُعَائِهِ فَلاَ تُرَدُّ لَهُ دَعْوَهٌ وَ[أَنَا]کَذَلِکَ أَصْنَعُ بِابْنِی إِلَی أَنْ قَالَ:قُلْتُ:زِدْنِی،قَالَ:إِنِّی لَأَجِدُ بِابْنِی هَذَا مَا کَانَ یَجِدْ یَعْقُوبُ بِیُوسُفَ، قُلْتُ:یَا سَیِّدِی زِدْنِی،قَالَ:هُوَ صَاحِبُکَ الَّذِی سَأَلْتَ عَنْهُ فَأَقِرَّ لَهُ بِحَقِّهِ «اَلْحَدِیثَ» (2).

52-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَبَّاحٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَامِرٍ،عَنْ أَبَانٍ عَنْ حَبِیبٍ الْخَثْعَمِیِّ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ مُوسَی فَجَلَسَ،فَقَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا ابْنَ أَبِی یَعْفُورٍ هَذَا خَیْرُ وُلْدِی وَ أَحَبُّهُمْ إِلَیَّ«اَلْحَدِیثَ» (3).

ص:229


1- (1) الإرشاد:ج 216/2.
2- (2) بحار الأنوار:ج 259/47،ح 27.
3- (3) بحار الأنوار:ج 268/48،ح 28.

الفصل الثانی عشر

53-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی فِی حَدِیثٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا حَانَ أَمْرُهُ،وَ قَرُبَ وَقْتُهُ أَحْضَرَ ابْنَهُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَلَّمَ إِلَیْهِ السِّلاَحَ وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَصَّ عَلَیْهِ بِمَشْهَدِ جَمَاعَهٍ مِنْ مَوَالِیهِ وَ شِیعَتِهِ (1).

الفصل الثالث عشر

54-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ فِی مَعْرِفَهِ الْأَئِمَّهِ قَالَ:قَالَ بَعْضُ شِیعَهِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: دَخَلْتُ عَلَی جَعْفَرٍ وَ مُوسَی بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ یُوصِیهِ بِهَذِهِ الْوَصِیَّهِ فَحَفِظْتُهَا،فَکَانَ فِیمَا أَوْصَاهُ بِهِ أَنْ قَالَ لَهُ:یَا بُنَیَّ اقْبَلْ وَصِیَّتِی وَ اقْبَلْ مَقَالَتِی فَإِنَّکَ إِنْ حَفِظْتَهَا تَعِشْ سَعِیداً،وَ تَمُتْ حَمِیداً (2). ثم ذکر الوصیه و روی جمله من النصوص السابقه نقلها من ارشاد المفید.

الفصل الرابع عشر

و روی محمّد بن علی بن شهرآشوب فی کتاب المناقب قال:صح لأهل النص من طرف المؤالف و المخالف بأن الأئمه اثنا عشر،و کان الصادق علیه السّلام قد نص علی ابنه موسی علیه السّلام،و أشهد علی ذلک ابنیه إسحاق و علیا،و المفضل بن عمر، و معاذ بن کثیر،و عبد الرحمن بن الحجاج،و الفیض بن المختار،و یعقوب السراج،و حمران بن أعین،و أبا بصیر،و داود الرقی،و یونس بن ظبیان و یزید بن سلیط،و سلیمان بن خالد و صفوان الجمال،و الکتب بذلک شاهده (3).

55-وَ عَنْ زُرَارَهَ بْنِ أَعْیَنَ عَنِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ مَوْتِ إِسْمَاعِیلَ وَ دَفْنِهِ،وَ أَنَّهُ أَخَذَ بِیَدِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ: هُوَ حَقٌّ وَ الْحَقُّ مَعَهُ وَ مِنْهُ إِلَی أَنْ یَرِثَ اللَّهُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَیْهَا (4).

الفصل الخامس عشر

56-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا قَرُبَ أَمْرُهُ دَعَا أَبَا إِبْرَاهِیمَ مُوسَی ابْنَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ الْوَصِیَّهَ وَ مَوَارِیثَ الْأَنْبِیَاءِ وَ نَصَّ عَلَیْهِ بِحَضْرَهِ خَوَاصِّ مَوَالِیهِ.

ص:230


1- (1) عیون المعجزات:84.
2- (2) بحار الأنوار:ج 202/75،ح 33.
3- (3) مناقب آل أبی طالب:ج 228/1.
4- (4) مناقب آل أبی طالب:ج 229/1.

57-وَ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ابْنِی الْإِمَامُ بَعْدِی. و ذکر جمله من الأحادیث السابقه.

الفصل السادس عشر

58-وَ رَوَی زَیْدٌ النَّرْسِیُّ فِی کِتَابِ الَّذِی رَوَاهُ هَارُونُ بْنُ مُوسَی التَّلَّعُکْبَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْمُحَمَّدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ زَیْدٍ النَّرْسِیِّ عَنْ عُبَیْدِ بْنِ زُرَارَهَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَا بَدَا لِلَّهِ مِنْ بَدَاءٍ أَعْظَمُ مِنْ بَدَائِهِ فِی إِسْمَاعِیلَ ابْنِی (1).

59-وَ عَنْ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنِّی نَاجَیْتُ اللَّهَ وَ نَازَلْتُهُ فِی إِسْمَاعِیلَ ابْنِی أَنْ یَکُونَ مِنْ بَعْدِی فَأَبَی رَبِّی إِلاَّ أَنْ یَکُونَ مُوسَی ابْنِی (2).

60-وَ عَنْ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: إِنَّ شَیْطَاناً قَدْ وَلَعَ بِابْنِی إِسْمَاعِیلَ یَتَصَوَّرُ فِی صُورَتِهِ لِیَفْتِنَ النَّاسَ؛وَ إِنَّهُ لاَ یَتَصَوَّرُ فِی صُورَهِ نَبِیٍّ وَ لاَ وَصِیِّ نَبِیٍّ،فَمَنْ قَالَ لَکَ:إِنَّ إِسْمَاعِیلَ ابْنِی حَیٌّ لَمْ یَمُتْ فَإِنَّمَا ذَلِکَ الشَّیْطَانُ یَتَصَوَّرُ لَهُ فِی صُورَهِ إِسْمَاعِیلَ،مَا زِلْتُ أَبْتَهِلُ إِلَی اللَّهِ فِی إِسْمَاعِیلَ ابْنِی أَنْ یُحْیِیَهُ لِی وَ أَنْ یَکُونَ الْقَیِّمَ مِنْ بَعْدِی،فَأَبَی رَبِّی ذَلِکَ،وَ إِنَّ هَذَا شَیْ ءٌ لَیْسَ إِلَی الرَّجُلِ مِنَّا یَضَعُهُ حَیْثُ یَشَاءُ،وَ إِنَّمَا ذَلِکَ عَهْدٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْهَدُهُ اللَّهُ إِلَی مَنْ یَشَاءُ،فَشَاءَ اللَّهُ أَنْ یَکُونَ ابْنِی مُوسَی وَ أَبَی أَنْ یَکُونَ إِسْمَاعِیلُ،وَ لَوْ جَهَدَ الشَّیْطَانُ أَنْ یَتَمَثَّلَ بِابْنِی مُوسَی مَا قَدَرَ عَلَی ذَلِکَ أَبَداً فَالْحَمْدُ لِلَّهِ (3).

ص:231


1- (1) مجموعه الرسائل:ج 116/2.
2- (2) البحار:269/47 ح 42.
3- (3) البحار:269/47،ح 43.

الباب الثالث و العشرون: معجزات أبی الحسن موسی بن جعفر الکاظم علیه السّلام

اشاره

معجزات أبی الحسن موسی بن جعفر الکاظم علیه السّلام

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ: مَرَّ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِامْرَأَهٍ بِمِنًی وَ هِیَ تَبْکِی وَ صِبْیَانُهَا حَوْلَهَا یَبْکُونَ،وَ قَدْ مَاتَتْ لَهَا بَقَرَهٌ فَدَنَا مِنْهَا ثُمَّ قَالَ:مَا یُبْکِیکَ یَا أَمَهَ اللَّهِ؟قَالَتْ:یَا عَبْدَ اللَّهِ!إِنَّ لَنَا صِبْیَاناً یَتَامَی وَ کَانَتْ لِی بَقَرَهٌ مَعِیشَتِی وَ مَعِیشَهُ صِبْیَانِی کَانَ مِنْهَا وَ قَدْ مَاتَتْ؛وَ بَقِیتُ مُنْقَطِعاً بِی وَ بِوُلْدِی لاَ حِیلَهَ لَنَا فَقَالَ لَهَا:یَا أَمَهَ اللَّهِ هَلْ لَکِ أَنْ أُحْیِیَهَا لَکِ؟فَأُلْهِمَتْ أَنْ قَالَتْ:نَعَمْ یَا عَبْدَ اللَّهِ،فَتَنَحَّی وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ ثُمَّ رَفَعَ یَدَهُ هُنَیْئَهً وَ حَرَّکَ شَفَتَیْهِ ثُمَّ قَامَ فَصَوَّتَ بِالْبَقَرَهِ فَنَخَسَهَا نَخْسَهً أَوْ ضَرَبَهَا بِرِجْلِهِ فَاسْتَوَتْ عَلَی الْأَرْضِ قَائِمَهً.فَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَی الْبَقَرَهِ صَاحَتْ وَ قَالَتْ:

عِیسَی بْنُ مَرْیَمَ وَ رَبِّ الْکَعْبَهِ!فَخَالَطَ النَّاسَ وَ صَارَ بَیْنَهُمْ وَ مَضَی (1). و رواه الصفار فی بصائر الدرجات عن أحمد بن محمّد مثله.

2-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی بْنِ بَشَّارٍ عَنْ شَیْخٍ مِنْ أَهْلِ قَطِیعَهِ الرَّبِیعِ فِی حَدِیثٍ،أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُ وَ لِجَمَاعَهٍ وَ هُوَ فِی حَبْسِ السِّنْدِیِّ بْنِ شَاهَکَ: أُخْبِرُکُمْ أَیُّهَا النَّفَرُ أَنِّی قَدْ سُقِیتُ السَّمَّ فِی سَبْعِ تَمَرَاتٍ وَ أَنَا غَداً أَخْضَرُّ وَ بَعْدَ غَدٍ أَمُوتُ،قَالَ:فَنَظَرْتُ إِلَی السِّنْدِیِّ یَضْطَرِبُ وَ یَرْتَعِدُ مِثْلَ السَّعَفَهِ (2). وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ،وَ فِی الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ مُرْسَلاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ یَعْقُوبَ وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی .

أقول:موافقه الخبر للمخبر عنه معلومه فإنه توفی فی حبس السندی،علی أنه لو استطاع الإنکار لأنکر حینئذ و قد روی ما قلناه صریحا.

3-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ یَعْقُوبَ السَّرَّاجِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ وَاقِفٌ عَلَی رَأْسِ

ص:232


1- (1) الکافی:ج 484/1،ح 6.
2- (2) الکافی:ج 259/1،ح 2.

أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ فِی الْمَهْدِ فَجَعَلَ یُسَارُّهُ طَوِیلاً فَجَلَسْتُ حَتَّی فَرَغَ فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ:اُدْنُ مِنْ مَوْلاَکَ فَسَلِّمْ عَلَیْهِ فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ بِلِسَانٍ فَصِیحٍ ثُمَّ قَالَ لِی:اِذْهَبْ فَغَیِّرِ اسْمَ ابْنَتِکَ الَّتِی سَمَّیْتَهَا أَمْسِ فَإِنَّهُ اسْمٌ یُبْغِضُهُ اللَّهُ وَ کَانَتْ لِی ابْنَهٌ سَمَّیْتُهَا بِالْحُمَیْرَاءِ،فَقَالَ لِی أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِنْتَهِ إِلَی قَوْلِهِ تَرْشُدْ فَغَیَّرْتُ اسْمَهَا (1).

4-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الضَّحَّاکِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ قَالَ: جِئْتُ إِلَی أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَالٍ فَأَخَذَ بَعْضَهُ وَ تَرَکَ بَعْضَهُ فَقُلْتُ:أَصْلَحَکَ اللَّهُ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَرَکْتَهُ؟فَقَالَ:إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ یَطْلُبُهُ مِنْکَ،فَلَمَّا جَاءَ نَعْیُهُ بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْنُهُ فَسَأَلَنِی ذَلِکَ الْمَالَ،فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ (2).

5-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْحَکَمِ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ جَمِیعاً عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ: إِنِّی أُؤْخَذُ فِی هَذِهِ السَّنَهِ،وَ الْأَمْرُ بَعْدِی إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ لَیْسَ لَهُ أَنْ یَتَکَلَّمَ إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِ هَارُونَ بِأَرْبَعِ سِنِینَ،ثُمَّ قَالَ:یَا یَزِیدُ فَإِذَا مَرَرْتَ بِهَذَا الْمَوْضِعِ وَ لَقِیتَهُ وَ سَتَلْقَاهُ فَبَشِّرْهُ أَنَّهُ سَیُولَدُ لَهُ غُلاَمٌ أَمِینٌ مَأْمُونٌ مُبَارَکٌ وَ سَیُعْلِمُکَ أَنَّکَ قَدْ لَقِیتَنِی فَأَخْبِرْهُ أَنَّ الْجَارِیَهَ الَّتِی یَکُونُ مِنْهَا هَذَا الْغُلاَمُ جَارِیَهٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ مَارِیَهَ جَارِیَهِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أُمِّ إِبْرَاهِیمَ فَإِنْ قَدَرْتَ أَنْ تُبَلِّغَهَا مِنِّی السَّلاَمَ فَافْعَلْ (3)«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ وَقَعَ کَمَا أَخْبَرَ.

6-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ: فِی حَدِیثٍ أَنْ إِخْوَهَ الرِّضَا رَافَعُوهُ إِلَی الْقَاضِی،وَ ادَّعُوا فِی أَمْوَالِ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ:وَ أَبْرَزُوا وَجْهَ أُمِّ أَحْمَدَ فِی مَجْلِسِ الْقَاضِی وَ ادَّعَوْا أَنَّهَا لَیْسَتْ إِیَّاهَا حَتَّی کَشَفُوا عَنْهَا وَ عَرَفُوهَا، فَقَالَتْ عِنْدَ ذَلِکَ:قَدْ وَ اللَّهِ قَالَ لِی سَیِّدِی هَذَا:إِنَّکِ سَتُؤْخَذِینَ جَبْراً،وَ تُخْرَجِینَ إِلَی الْمَجَالِسِ.فَزَجَرَهَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ قَالَ[لَهَا]:اُسْکُتِی فَإِنَّ النِّسَاءَ إِلَی الضَّعْفِ؛مَا أَظُنُّهُ قَالَ مِنْ هَذَا شَیْئاً (4).

أقول:قولها:هذا،الظاهر أنه مقول القول فهو مفعول به أو مفعول مطلق علی اختلاف القولین للنحویین فی مثله و ما بعده بیان له،فالقائل موسی بن

ص:233


1- (1) الکافی:ج 310/1،ح 11.
2- (2) الکافی:ج 313/1،ح 13.
3- (3) الکافی:ج 315/1،ح 14.
4- (4) الکافی:ج 318/1،ح 15.

جعفر علیه السّلام؛و یحتمل أن یکون أرادت بسیدی الرضا علیه السّلام لأنه کان حاضرا، و علی هذا فالإعجاز له علیه السّلام.

7-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَقْدَمَ إِلَی الْعِرَاقِ بِسَنَهٍ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:یَا مُحَمَّدُ أَمَا إِنَّهُ سَیَکُونُ فِی هَذِهِ السَّنَهِ حَرَکَهٌ فَلاَ تَجْزَعْ لِذَلِکَ،قَالَ:قُلْتُ وَ مَا یَکُونُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَدْ أَقْلَقَنِی مَا ذَکَرْتَ؟فَقَالَ:أَصِیرُ إِلَی هَذَا الطَّاغِیَهِ،أَمَا إِنَّهُ لاَ یَبْدَأُنِی مِنْهُ سُوءٌ وَ مِنَ الَّذِی یَکُونُ مِنْ بَعْدِهِ،ثُمَّ ذَکَرَ النَّصَّ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:قُلْتُ وَ اللَّهِ لَئِنْ مَدَّ اللَّهُ لِی فِی الْعُمُرِ لَأُسَلِّمَنَّ لَهُ حَقَّهُ،وَ لَأُقِرَّنَّ لَهُ بِإِمَامَتِهِ قَالَ:صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ،یَمُدُّ اللَّهُ فِی عُمُرِکَ وَ تُسَلِّمُ لَهُ حَقَّهُ وَ تُقِرُّ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَهِ مَنْ یَکُونُ مِنْ بَعْدِهِ (1)«اَلْحَدِیثَ».

أقول:موافقه هذه الأخبار لمخبرها معلوم بالنقل الذی بلغنا.

8-وَ قَدْ تَقَدَّمَ حَدِیثُ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ: صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِخَاتَمِهِ بَعْدَ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فَانْطَبَعَتْ (2).

9-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی یَحْیَی الْوَاسِطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ قَالَ: کُنَّا بِالْمَدِینَهِ بَعْدَ وَفَاهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ أَنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدَ أَبِیهِ وَ ذَلِکَ أَنَّهُمْ رَوَوْا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ:اَلْأَمْرُ فِی الْکَبِیرِ مَا لَمْ تَکُنْ بِهِ عَاهَهٌ قَالَ:فَدَخَلْنَا عَلَیْهِ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَهٍ فَأَجَابَ فِیهَا وَ أَخْطَأَ قَالَ:فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ حَیَارَی لاَ نَدْرِی إِلَی أَیْنَ نَتَوَجَّهُ نَقُولُ إِلَی الْمُرْجِئَهِ إِلَی الْقَدَرِیَّهِ،إِلَی الزَّیْدِیَّهِ،إِلَی الْمُعْتَزِلَهِ إِلَی الْخَوَارِجِ؟فَنَحْنُ کَذَلِکَ إِذْ رَأَیْتُ رَجُلاً شَیْخاً لاَ أَعْرِفُهُ،یُومِئُ إِلَیَّ بِیَدِهِ فَتَبِعْتُ الشَّیْخَ حَتَّی وَرَدَ بِی عَلَی بَابِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ خَلاَّنِی وَ مَضَی،فَإِذَا خَادِمٌ بِالْبَابِ فَقَالَ لِیَ:اُدْخُلْ رَحِمَکَ اللَّهُ فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ ابْتِدَاءً مِنْهُ:لاَ إِلَی الْمُرْجِئَهِ،وَ لاَ إِلَی الْقَدَرِیَّهِ،وَ لاَ إِلَی الزَّیْدِیَّهِ،وَ لاَ إِلَی الْمُعْتَزِلَهِ وَ لاَ إِلَی الْخَوَارِجِ،إِلَیَّ إِلَیَّ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ عَلَیْکَ إِمَامٌ؟قَالَ:لاَ،فَتَدَاخَلَنِی شَیْ ءٌ لاَ یَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ إِعْظَاماً لَهُ وَ هَیْبَهً أَکْثَرُ مِمَّا کَانَ یَحُلُّ بِی مِنْ أَبِیهِ إِذَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ قُلْتُ لَهُ:فَأَسْأَلُکَ جُعِلْتُ فِدَاکَ عَمَّا کُنْتُ أَسْأَلُ عَنْهُ أَبَاکَ؟فَقَالَ:سَلْ تُخْبَرْ وَ لاَ تُذِعْ فَإِنْ

ص:234


1- (1) الکافی:ج 319/1،ح 16.
2- (2) الکافی:ج 347/1،ح 4.

أَذَعْتَ فَهُوَ الذَّبْحُ،قَالَ:فَسَأَلْتُهُ فَإِذَا هُوَ بَحْرٌ لاَ یُنْزَفُ (1)«اَلْحَدِیثَ».

وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ النُّعْمَانِ عَنْ أَبِی یَحْیَی مِثْلَهُ .

10-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلاَنٍ الْوَاقِفِیِّ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی أَحْتَجُّ عَلَیْکَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ،فَدُلَّنِی عَلَی الْمَعْرِفَهِ قَالَ:فَأَخْبَرَهُ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَا کَانَ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَخْبَرَهُ بِأَمْرِ الرَّجُلَیْنِ فَقَبِلَ مِنْهُ،ثُمَّ قَالَ لَهُ:مَنْ کَانَ بَعْدَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟قَالَ:

الْحَسَنُ وَ الْحُسَیْنُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی نَفْسِهِ ثُمَّ سَکَتَ فَقَالَ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ فَمَنْ هُوَ الْیَوْمَ؟قَالَ:إِنْ أَخْبَرْتُکَ تَقْبَلُ؟قَالَ:بَلَی جُعِلْتُ فِدَاکَ،قَالَ:أَنَا هُوَ قَالَ:فَشَیْ ءٌ أَسْتَدِلُّ بِهِ؟قَالَ:اِذْهَبْ إِلَی تِلْکَ الشَّجَرَهِ-وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أُمِّ غَیْلاَنَ-فَقُلْ لَهَا:

یَقُولُ لَکِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ أَقْبِلِی،قَالَ:فَأَتَیْتُهَا فَرَأَیْتُهَا وَ اللَّهِ تَخُدُّ الْأَرْضَ خَدّاً حَتَّی وَقَفَتْ بَیْنَ یَدَیْهِ،ثُمَّ أَشَارَ إِلَیْهَا فَرَجَعَتْ قَالَ:فَأَقَرَّ بِهِ (2). وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ مِثْلَهُ.وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ فُلاَنٍ الْوَاقِفِیِّ.

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ،وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ، وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ،وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً عَنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ.وَ رَوَاهُ الْفَتَّالُ فِی رَوْضَهِ الْوَاعِظِینَ . ،و کذا جمله کثیره من معجزات الأئمه علیهم السّلام السابقه و الآتیه.

11-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: کَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هُلَیْلٍ یَقُولُ بِعَبْدِ اللَّهِ فَصَارَ إِلَی الْعَسْکَرِ فَرَجَعَ عَنْ ذَلِکَ فَسَأَلْتُهُ عَنْ سَبَبِ رُجُوعِهِ،فَقَالَ:إِنِّی عَرَضْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِکَ فَوَافَقَنِی فِی طَرِیقٍ ضَیِّقٍ فَمَالَ نَحْوِی حَتَّی إِذَا حَاذَانِی أَقْبَلَ نَحْوِی بِشَیْ ءٍ مِنْ فِیهِ،فَوَقَعَ عَلَی صَدْرِی فَأَخَذْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَقٌّ فِیهِ مَکْتُوبٌ:مَا کَانَ هُنَالِکَ وَ لاَ کَذَلِکَ (3).

12-وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ رَنْجَوَیْهِ عَنْ

ص:235


1- (1) الکافی:ج 352/1،ح 7.
2- (2) الکافی:ج 353/1،ح 8.
3- (3) الکافی:ج 355/1،ح 14.

عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَکَمِ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُفَضَّلِ مَوْلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ الْحُسَیْنُ بْنُ عَلِیٍّ الْمَقْتُولُ بِفَخٍّ وَ احْتَوَی عَلَی الْمَدِینَهِ دَعَا مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ إِلَی الْبَیْعَهِ، فَأَتَاهُ فَقَالَ لَهُ:یَا ابْنَ عَمِّ لاَ تُکَلِّفْنِی مَا کَلَّفَ ابْنُ عَمِّکَ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ فَیَخْرُجُ مِنِّی مَا لاَ أُرِیدُ کَمَا خَرَجَ مِنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ مَا لَمْ یَکُنْ یُرِیدُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ وَدَّعَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ وَدَّعَهُ:إِنَّکَ مَقْتُولٌ فَأَجِدِ الضِّرَابَ فَإِنَّ الْقَوْمَ فُسَّاقٌ یُظْهِرُونَ إِیمَاناً وَ یَسْتُرُونَ شِرْکاً،وَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ،أَحْتَسِبُکُمْ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ عُصْبَهٍ.ثُمَّ خَرَجَ الْحُسَیْنُ وَ کَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا کَانَ فَقُتِلُوا کُلُّهُمْ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

13-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ جَمِیعاً عَنْ أَبِی قَتَادَهَ الْقُمِّیِّ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الزُّبَالِیِّ قَالَ: لَمَّا قُدِّمَ بِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی الْمَهْدِیِّ الْقُدْمَهَ الْأُولَی نَزَلَ زُبَالَهَ فَکُنْتُ أُحَدِّثُهُ فَرَآنِی مَغْمُوماً،فَقَالَ:یَا أَبَا خَالِدٍ! مَا لِی أَرَاکَ مَغْمُوماً؟فَقُلْتُ:وَ کَیْفَ لاَ أَغْتَمُّ وَ أَنْتَ تُحْمَلُ إِلَی هَذَا الطَّاغِیَهِ وَ لاَ أَدْرِی مَا یُحْدِثُ فِیکَ؟فَقَالَ:لَیْسَ عَلَیَّ بَأْسٌ،إِذَا کَانَ شَهْرُ کَذَا وَ کَذَا وَ یَوْمُ کَذَا فَوَافِنِی فِی أَوَّلِ الْمِیلِ.فَمَا کَانَ لِی هَمٌّ إِلاَّ إِحْصَاءَ الشُّهُورِ وَ الْأَیَّامِ حَتَّی کَانَ ذَلِکَ الْیَوْمُ،فَوَافَیْتُ الْمِیلَ فَمَا زِلْتُ عِنْدَهُ حَتَّی کَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغِیبَ فَوَسْوَسَ الشَّیْطَانُ فِی صَدْرِی وَ تَخَوَّفْتُ أَنْ أَشُکَّ فِیمَا قَالَ،فَبَیْنَمَا أَنَا کَذَلِکَ إِذْ نَظَرْتُ إِلَی سَوَادٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ نَاحِیَهِ الْعِرَاقِ فَاسْتَقْبَلْتُهُمْ فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَمَامَ الْقِطَارِ عَلَی بَغْلَهٍ فَقَالَ:إِیهاً یَا أَبَا خَالِدٍ!فَقُلْتُ:لَبَّیْکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَ:لاَ تَشُکَّ وَدَّ الشَّیْطَانُ أَنَّکَ شَکَکْتَ، فَقُلْتُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَّصَکَ مِنْهُمْ،فَقَالَ:إِنَّ لِی إِلَیْهِمْ عَوْدَهً لاَ أَتَخَلَّصُ مِنْهُمْ (2).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ نَحْوَهُ.

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ أَبِی خَالِدٍ الزُّبَالِیِّ نَحْوَهُ.وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

14-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ وَ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ،أَنَّ رَجُلاً نَصْرَانِیّاً سَأَلَ رَبَّهُ ثَلاَثِینَ سَنَهً أَنْ یُرْشِدَهُ إِلَی خَیْرِ الْأَدْیَانِ فَأَتَاهُ

ص:236


1- (1) الکافی:ج 366/1،ح 18.
2- (2) الکافی:ج 477/1،ح 3.

آتٍ فِی النَّوْمِ فَأَرْشَدَهُ إِلَی عَالِمٍ بِعَلْیَاءِ دِمَشْقَ فَأَرْشَدَهُ ذَلِکَ الْعَالِمُ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ أَعْلَمُ النَّاسِ،فَأَتَی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَأَلَهُ عَنْ أَشْیَاءَ فَأَجَابَهُ، وَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَهُ:لاَ تَقُومُ مِنْ مَجْلِسِکَ هَذَا حَتَّی یَهْدِیَکَ اللَّهُ.وَ سَأَلَهُ النَّصْرَانِیِّ عَنْ بَوَاطِنِ أَحْوَالِهِ فَأَخْبَرَهُ فَأَسْلَمَ وَ قَالَ بِإِمَامَتِهِ (1).

15-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَیْهِ رَاهِبٌ وَ رَاهِبَهٌ فَسَأَلاَهُ عَنْ مَسَائِلَ فَأَجَابَ عَنْهَا،وَ سَأَلَهُمَا عَنْ مَسَائِلَ فَلَمْ یَقْدِرَا عَلَی جَوَابِهِا،وَ سَأَلاَهُ عَنْ بَوَاطِنِ أَحْوَالِهِمَا،وَ خَفَایَا أُمُورِهِمَا فَأَجَابَ فَأَسْلَمَا (2).

16-وَ عَنْهُمَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحَ یَنْعَی إِلَی رَجُلٍ نَفْسَهُ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:وَ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَتَی یَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِهِ،فَالْتَفَتَ إِلَیَّ شِبْهَ الْمُغْضَبِ فَقَالَ:یَا إِسْحَاقُ کَانَ رُشَیْدٌ الْهَجَرِیُّ یَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلاَیَا وَ الْإِمَامُ أَوْلَی بِعِلْمِ ذَلِکَ!ثُمَّ قَالَ:یَا إِسْحَاقُ اصْنَعْ مَا أَنْتَ صَانِعٌ فَإِنَّ عُمُرَکَ قَدْ فَنِیَ وَ إِنَّکَ تَمُوتُ إِلَی سَنَتَیْنِ،وَ إِخْوَتُکَ وَ أَهْلُ بَیْتِکَ لاَ یَلْبَثُونَ بَعْدَکَ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی تَتَفَرَّقَ کَلِمَتُهُمْ وَ یَخُونَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً حَتَّی یَشْمَتَ بِهِمْ عَدُوُّهُمْ،فَکَانَ هَذَا فِی نَفْسِکَ فَقُلْتُ:إِنِّی أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا عَرَضَ فِی صَدْرِی.فَلَمْ یَلْبَثْ إِسْحَاقُ بَعْدَ هَذَا الْمَجْلِسِ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی مَاتَ،فَمَا أَتَی عَلَیْهِمْ إِلاَّ قَلِیلٌ حَتَّی قَامَ بَنُو عَمَّارٍ بِأَمْوَالِ النَّاسِ فَأَفْلَسُوا (3).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُعَاوِیَهَ عَنْ إِسْحَاقَ نَحْوَهُ .

17-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ الْبَجَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِیلَ دَخَلَ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یُرِیدُ بَغْدَادَ فَوَدَّعَهُ فَقَالَ لَهُ:أَوْصِنِی یَا عَمِّ فَقَالَ:أُوصِیکَ أَنْ تَتَّقِیَ اللَّهَ فِی دَمِی؛ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَیْهِ مَعَ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ ثَلاَثَمِائَهِ دِینَارٍ،وَ أَرْبَعَهَ آلاَفِ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لَهُ:إِذَا کُنْتَ تَخَافُ مِنْهُ مِثْلَ الَّذِی ذَکَرْتَ فَلِمَ تُعِینُهُ عَلَی نَفْسِکَ؟فَقَالَ:إِذَا وَصَلْتُهُ وَ قَطَعَنِی قَطَعَ اللَّهُ أَجَلَهُ،قَالَ:فَمَضَی عَلَی وَجْهِهِ حَتَّی دَخَلَ عَلَی هَارُونَ فَسَلَّمَ

ص:237


1- (1) الکافی:ج 480/1،ح 4.
2- (2) الکافی:ج 481/1،ح 5.
3- (3) الکافی:ج 484/1،ح 7.

عَلَیْهِ بِالْخِلاَفَهِ،وَ قَالَ:مَا ظَنَنْتُ أَنَّ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَتَیْنِ حَتَّی رَأَیْتُ عَمِّی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ یُسَلَّمُ عَلَیْهِ بِالْخِلاَفَهِ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ هَارُونُ بِمِائَهِ أَلْفِ دِرْهَمٍ،فَرَمَاهُ اللَّهُ بِالذُّبَحَهِ فَمَا نَظَرَ مِنْهَا إِلَی دِرْهَمٍ وَ لاَ مَسَّهُ (1).

18-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ ابْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: اشْتَرَیْتُ إِبِلاً وَ أَنَا مُقِیمٌ بِالْمَدِینَهِ فَأَعْجَبَتْنِی إِعْجَاباً شَدِیداً فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَذَکَرْتُهَا لَهُ فَقَالَ:مَا لَکَ وَ لِلْإِبِلِ أَ مَا عَلِمْتَ أَنَّهَا کَثِیرَهُ الْمَصَائِبِ؟قَالَ:فَمِنْ إِعْجَابِی بِهَا أَکْرَیْتُهَا وَ بَعَثْتُ بِهَا مَعَ غِلْمَانٍ لِی إِلَی الْکُوفَهِ،قَالَ:فَسَقَطَتْ کُلُّهَا فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ: فَلْیَحْذَرِ الَّذِینَ یُخالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِیبَهُمْ فِتْنَهٌ أَوْ یُصِیبَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ (2)(3).

19-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ وَصِیِّ عَلِیِّ بْنِ السَّرِیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنَّ عَلِیَّ بْنَ السَّرِیِّ تُوُفِّیَ وَ أَوْصَی إِلَیَّ فَقَالَ:رَحِمَهُ اللَّهُ،قُلْتُ:وَ إِنَّ ابْنَهُ جَعْفَراً وَقَعَ عَلَی أُمِّ وَلَدٍ لِأَبِیهِ فَأَمَرَنِی أَنْ أُخْرِجَهُ مِنَ الْمِیرَاثِ،قَالَ:فَقَالَ لِی:

أَخْرِجْهُ مِنَ الْمِیرَاثِ وَ إِنْ کُنْتَ صَادِقاً فَسَیُصِیبُهُ خَبَلٌ إِلَی أَنْ قَالَ:قَالَ الْوَصِیُّ:فَأَصَابَهُ الْخَبَلُ بَعْدَ ذَلِکَ قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْوَشَّاءُ:فَرَأَیْتُهُ بَعْدَ ذَلِکَ وَ قَدْ أَصَابَهُ الْخَبَلُ (4).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ وَ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ،وَ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ کَمَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

20-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْخُزَاعِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ،وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَمِّهِ حَمْزَهَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ،وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ النَّهْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سُوَیْدٍ،عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی کِتَابٍ طَوِیلٍ کَتَبَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ یَقُولُ فِیهِ: إِنِّی أَوَّلَ مَا أُنْهِی إِلَیْکَ،أَنِّی أَنْعَی إِلَیْکَ نَفْسِی فِی لَیَالِیَّ هَذِهِ غَیْرَ نَادِمٍ وَ لاَ جَازِعٍ،وَ لاَ شَاکٍّ فِیمَا هُوَ کَائِنٌ مِمَّا قَضَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ حَتَمَ (5).

ص:238


1- (1) الکافی:ج 74/5،ح 1.
2- (2) سوره النور:63.
3- (3) الکافی:ج 543/6،ح 7.
4- (4) الکافی:ج 61/7،ح 15.
5- (5) الکافی:ج 124/8،ح 95.

أقول:موته علیه السّلام بالسم فی الحبس مشهور متواتر فهو إخبار بما یکون و قد وافق الخبر المخبر عنه.

21-وَ عَنْهُمْ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: تَدْرِی لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَحَیَّرَ ابْنُ قِیَامَا؟قَالَ:قُلْتُ:لاَ قَالَ:إِنَّهُ تَبِعَ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَتَاهُ عَنْ یَمِینِهِ وَ عَنْ شِمَالِهِ وَ هُوَ یُرِیدُ مَسْجِدَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَالْتَفَتَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:مَا تُرِیدُ حَیَّرَکَ اللَّهُ (1).

22-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ خَطَّابِ بْنِ مَسْلَمَهَ قَالَ: کَانَ عِنْدِی امْرَأَهٌ تَصِفُ هَذَا الْأَمْرَ وَ کَانَ أَبُوهَا کَذَلِکَ وَ کَانَتْ سَیِّئَهَ الْخُلُقِ وَ کُنْتُ أَکْرَهُ طَلاَقَهَا لِمَعْرِفَتِی بِإِیمَانِهَا وَ إِیمَانِ أَبِیهَا،فَلَقِیتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ طَلاَقِهَا،فَابْتَدَأَنِی وَ قَالَ:إِنَّ أَبِی کَانَ زَوَّجَنِی ابْنَهَ عَمٍّ لِی وَ کَانَتْ سَیِّئَهَ الْخَلْقِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا مَاتَ أَبِی طَلَّقْتُهَا،فَقُلْتُ:اَللَّهُ أَکْبَرُ أَجَابَنِی وَ اللَّهِ عَنْ حَاجَتِی مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَهٍ.وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ عَنْ خَطَّابِ بْنِ مَسْلَمَهَ نَحْوَهُ (2).

الفصل الأول

23-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَلَمٍ مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ أَکْتُبَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَسْأَلُهُ أَ یَتَنَوَّرُ الرَّجُلُ وَ هُوَ جُنُبٌ؟قَالَ:فَکَتَبَ إِلَیَّ ابْتِدَاءً:

النُّورَهُ تَزِیدُ الْجُنُبَ نَظَافَهً،وَ لَکِنْ لاَ یُجَامِعِ الرَّجُلُ مُخْتَضِباً،وَ لاَ یُجَامِعْ امْرَأَهً مُخْتَضِبَهً.وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ سَعِیدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ سَلَمٍ مَوْلَی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ مِثْلَهُ (3).

24-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْبِلاَدِ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ وَ قَدْ هَیَّأْنَا نَحْواً مِنْ ثَلاَثِینَ مَسْأَلَهً نَبْعَثُ بِهَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَدْخِلْ لِی هَذِهِ الْمَسْأَلَهَ وَ لاَ تُسَمِّنِی لَهُ،سَلْهُ عَنِ الْعُمْرَهِ الْمُفْرَدَهِ عَلَی صَاحِبِهَا طَوَافُ النِّسَاءِ؟قَالَ:فَجَاءَ الْجَوَابُ فِی الْمَسَائِلِ کُلِّهَا غَیْرَهَا فَقُلْتُ لَهُ:أَعِدْهَا

ص:239


1- (1) الکافی:ج 347/8،ح 546.
2- (2) الکافی:ج 55/6،ح 2.
3- (3) تهذیب الأحکام:ج 377/1،ح(1164)22.

فِی مَسَائِلَ أُخَرَ فَجَاءَ الْجَوَابُ فِیهَا کُلِّهَا غَیْرَ مَسْأَلَتِی؟فَقُلْتُ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ:

إِنَّ هَاهُنَا لَشَیْئاً أَفْرِدِ الْمَسْأَلَهَ بِاسْمِی،فَقَدْ عَرَفْتَ مَقَامِی بِحَوَائِجِکَ فَکَتَبَ بِهَا إِلَیْهِ فَجَاءَهُ الْجَوَابُ:أَنْ نَعَمْ هُوَ وَاجِبٌ لاَ بُدَّ مِنْهُ«اَلْحَدِیثَ» (1).

الفصل الثانی

25-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْحُجَّهِ عَلَی النَّاسِ بَعْدَهُ؟ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ:یَا سُلَیْمَانُ!إِنَّ عَلِیّاً ابْنِی وَ وَصِیِّی وَ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَی النَّاسِ بَعْدِی «اَلْحَدِیثَ» (2).

26-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ:حَدَّثَنِی صَاحِبُ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ الرَّبِیعِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الرَّشِیدَ دَعَاهُ لَیْلَهً وَ قَالَ:سِرْ إِلَی حَبْسِنَا فَأَخْرِجْ مُوسَی بْنَ جَعْفَرِ بْنِ[مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ]وَ ادْفَعْ إِلَیْهِ ثَلاَثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ اخْلَعْ عَلَیْهِ خَمْسَ خِلَعٍ،وَ احْمِلْهُ عَلَی ثَلاَثَهِ مَرَاکِبَ،وَ خَیِّرْهُ بَیْنَ الْمُقَامِ مَعَنَا وَ الرَّحِیلِ إِلَی أَیِّ بِلاَدٍ أَرَادَ وَ أَحَبَّ،فَقُلْتُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ تَأْمُرُ بِإِطْلاَقِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ؟قَالَ:نَعَمْ،فَکَرَّرْتُ عَلَیْهِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ؛فَقَالَ:نَعَمْ،وَیْلَکَ تُرِیدُ أَنْ أَنْقُضَ الْعَهْدَ؟فَقُلْتُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَا الْعَهْدُ؟فَقَالَ:بَیْنَمَا أَنَا فِی مَرْقَدِی هَذَا إِذْ سَاوَرَنِی أَسْوَدُ مَا رَأَیْتُ مِنَ السُّودَانِ أَعْظَمَ مِنْهُ،فَقَعَدَ عَلَی صَدْرِی،وَ قَبَضَ عَلَی حَلْقِی،وَ قَالَ:حَبَسْتَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ظَالِماً فَقُلْتُ لَهُ:أَنَا أُطْلِقُهُ،وَ أَهَبُ لَهُ،وَ أَخْلَعُ عَلَیْهِ،فَأَخَذَ عَلَیَّ عَهْدَ اللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ مِیثَاقَهُ بِذَلِکَ،ثُمَّ قَامَ عَنْ صَدْرِی وَ قَدْ کَادَتْ نَفْسِی تَخْرُجُ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَطْلَقَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ سَأَلَهُ عَنِ السَّبَبِ فِی هَذِهِ الْکَرَامَهِ؟فَذَکَرَ أَنَّهُ رَأَی النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی النَّوْمِ وَ عَلَّمَهُ صَلاَهً وَ دُعَاءً بِتَعْجِیلِ الْفَرَجِ قَالَ:فَفَعَلْتُ وَ کَانَ الَّذِی رَأَیْتَ (3).

27-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْمَدَنِیُّ عَنْ أَبِی

ص:240


1- (1) تهذیب الأحکام:ج 439/5،ح(1524)170.
2- (2) بحار الأنوار:ج 15/49 ح 9.
3- (3) بحار الأنوار:ج 343/88 ح 4.

مُحَمَّدٍ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ عَنْ أَبِیهِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الرَّشِیدَ غَضِبَ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخَذَ سَیْفاً وَ طَلَبَهُ لِلْعُقُوبَهِ وَ الْقَتْلِ،فَقَالَ لَهُ رَسُولُهُ:اِسْتَعِدَّ لِلْعُقُوبَهِ یَا أَبَا إِبْرَاهِیمَ رَحِمَکَ اللَّهُ،فَقَالَ:أَ وَ لَیْسَ مَعِی مَنْ یَمْلِکُ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهَ وَ لَنْ یَقْدِرَ الْیَوْمَ عَلَی سُوءٍ یَفْعَلُهُ بِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی؛ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَدْخَلَهُ عَلَی الرَّشِیدِ فَأَکْرَمَهُ وَ وَثَبَ إِلَیْهِ قَائِماً وَ عَانَقَهُ وَ قَالَ لَهُ:مَرْحَباً بِابْنِ عَمِّی وَ أَخِی وَ وَارِثِ نِعْمَتِی ثُمَّ أَجْلَسَهُ عَلَی فَخِذَیْهِ ثُمَّ قَالَ:اِئْتُونِی بِحُقَّهِ الْغَالِیَهِ فَأُتِیَ بِهَا فَفَتَحَهَا فَغَلَّفَهُ بِیَدِهِ،ثُمَّ أَمَرَ أَنْ یُحْمَلَ بَیْنَ یَدَیْهِ خِلَعٌ وَ بَدْرَتَانِ دَنَانِیرُ،فَقَالَ الْفَضْلُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ!أَرَدْتَ أَنْ تُعَاقِبَهُ فَخَلَعْتَ عَلَیْهِ وَ أَکْرَمْتَهُ؟فَقَالَ:یَا فَضْلُ!إِنَّکَ لَمَّا ذَهَبْتَ لِتَجِیئَنِی بِهِ رَأَیْتُ أَقْوَاماً قَدْ أَحْدَقُوا بِدَارِی وَ بِأَیْدِیهِمْ حِرَابٌ قَدْ أَغْرَزُوهَا فِی أَصْلِ الدَّارِ یَقُولُونَ:إِنْ آذَی ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ خَسَفْنَا بِهِ،وَ إِنْ أَحْسَنَ إِلَیْهِ تَرَکْنَاهُ وَ انْصَرَفْنَا عَنْهُ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ سَأَلَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَمَّا قَالَهُ حَتَّی کُفِیَ أَمْرَ الرَّشِیدِ،فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ دَعَا بِدُعَاءِ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ ذَکَرَ الدُّعَاءَ (1).

28-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یَحْیَی الْمُکَتِّبُ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الطِّیبِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ هَارُونَ الْحِمْیَرِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّوْفَلیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ:أُنْهِیَ الْخَبَرُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ عِنْدَهُ جَمَاعَهٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ بِمَا عَزَمَ عَلَیْهِ مُوسَی بْنُ الْمَهْدِیِّ فِی أَمْرِهِ،فَقَالَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ:مَا تُشِیرُونَ؟فَقَالُوا:نَرَی أَنْ تَتَبَاعَدَ عَنْهُ،وَ أَنْ تُغَیِّبَ شَخْصَکَ عَنْهُ لِأَنَّهُ لاَ یُؤْمَنُ شَرُّهُ،فَتَبَسَّمَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ (2):

زَعَمَتْ سَخِینَهُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبَّهَا فَلَیُغْلَبَنَّ مُغَالِبَ الْغَلاَّبِ

ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَعَا عَلَیْهِ بِدُعَاءٍ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ تَفَرَّقَ الْقَوْمُ فَمَا اجْتَمَعُوا إِلاَّ لِقِرَاءَهِ الْکِتَابِ الْوَارِدِ بِمَوْتِ مُوسَی بْنِ الْمَهْدِیِّ.

وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ مِثْلَهُ.

وَ رَوَاهُ الطُّوسِیُّ فِی الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنِ ابْنِ الْغَضَائِرِیِّ عَنْ ابْنِ بَابَوَیْهِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ الثَّانِی.

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً عَنْ کِتَابِ نَثْرِ الدُّرَرِ اللَّآلِئِ .

ص:241


1- (1) بحار الأنوار:ج 216/48،ح 16.
2- (2) عیون أخبار الرضا(علیه السلام)ج 77/2 ح 7.

29-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ الْمُکَتِّبُ وَ أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ تَاتَانَهَ وَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ،وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالُوا:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُفْیَانَ بْنِ نِزَارٍ فِی حَدِیثِ دُخُولِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی الرَّشِیدِ وَ إِکْرَامِهِ لَهُ یَقُولُ فِیهِ الْمَأْمُونُ: ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَیَّ وَ عَلَی الْأَمِینِ وَ الْمُؤْتَمَنِ فَقَالَ:یَا عَبْدَ اللَّهِ وَ یَا مُحَمَّدُ وَ یَا إِبْرَاهِیمُ امْشُوا بَیْنَ یَدَیِ عَمِّکُمْ وَ سَیِّدِکُمْ خُذُوا بِرِکَابِهِ،وَ سَوُّوا عَلَیْهِ رِکَابَهُ،وَ شَیِّعُوهُ إِلَی مَنْزِلِهِ،فَأَقْبَلَ عَلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ سِرّاً فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَبَشَّرَنِی بِالْخِلاَفَهِ وَ قَالَ لِی:إِذَا مَلَکْتَ هَذَا الْأَمْرَ فَأَحْسِنْ إِلَی وَلَدِی ثُمَّ انْصَرَفْنَا (1).

30-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:سَمِعْتُ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِنَا یَقُولُ: لَمَّا حَبَسَ الرَّشِیدُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَنَّ عَلَیْهِ اللَّیْلُ فَخَافَ نَاحِیَهَ هَارُونَ أَنْ یَقْتُلَهُ،فَجَدَّدَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ طَهُورَهُ وَ اسْتَقْبَلَ بِوَجْهِهِ الْقِبْلَهَ،وَ صَلَّی لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ دَعَا بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ فَقَالَ:یَا سَیِّدِی نَجِّنِی مِنْ حَبْسِ هَارُونَ وَ خَلِّصْنِی مِنْ یَدِهِ وَ ذَکَرَ الدُّعَاءَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا دَعَا مُوسَی بِهَذِهِ الدَّعَوَاتِ أَتَی هَارُونَ رَجُلٌ أَسْوَدُ فِی مَنَامِهِ وَ بِیَدِهِ سَیْفٌ قَدْ سَلَّهُ،فَوَقَفَ عَلَی رَأْسِ هَارُونَ وَ هُوَ یَقُولُ:یَا هَارُونُ!أَطْلِقْ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ إِلاَّ ضَرَبْتُ عِلاَوَتَکَ بِسَیْفِی هَذَا،فَخَافَ هَارُونُ مِنْ هَیْبَتِهِ ثُمَّ دَعَا الْحَاجِبَ فَقَالَ لَهُ:اِذْهَبْ إِلَی السِّجْنِ فَأَطْلِقْ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ«اَلْحَدِیثَ» (2).

وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی بِهَذَا السَّنَدِ وَ رَوَاهُ الطُّوسِیُّ فِی الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ الْغَضَائِرِیِّ عَنْ ابْنِ بَابَوَیْهِ بِالْإِسْنَادِ نَحْوَهُ .

31-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ،وَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَخِیهِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: اسْتَدْعَی الرَّشِیدُ رَجُلاً یُبْطِلُ بِهِ أَمْرَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ یَقْطَعُهُ وَ یُخْجِلُهُ فِی الْمَجْلِسِ فَابْتَدَرَ لَهُ رَجُلٌ مُعَزِّمٌ فَلَمَّا حَضَرَتِ الْمَائِدَهُ عَمِلَ نَامُوساً عَلَی الْخُبْزِ،فَکَانَ کُلَّمَا رَامَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَنَاوَلَ رَغِیفَ مِنَ الْخُبْزِ طَارَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ اسْتَفَزَّ هَارُونَ

ص:242


1- (1) بحار الأنوار ج 131/48 ح 4.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام)ج 87/2 ح 13.

الْفَرَحُ وَ الضَّحِکُ بِذَلِکَ،فَلَمْ یَلْبَثْ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ رَفَعَ رَأْسَهُ عَلَی أَسَدٍ مُصَوَّرٍ عَلَی بَعْضِ السُّتُورِ فَقَالَ:یَا أَسَدَ اللَّهِ خُذْ عَدُوَّ اللَّهِ،قَالَ:فَوَثَبَتْ تِلْکَ الصُّورَهِ کَأَعْظَمِ مَا تَکُونُ مِنَ السِّبَاعِ فَافْتَرَسَتْ ذَلِکَ الْمُعَزِّمَ فَخَرَّ هَارُونُ وَ نُدَمَاؤُهُ مَغْشِیّاً عَلَیْهِمْ،فَطَارَتْ عُقُولُهُمْ مِنْ هَوْلِ مَا رَأَوْهُ،فَلَمَّا أَفَاقُوا مِنْ ذَلِکَ قَالَ هَارُونُ لِأَبِی الْحَسَنِ:بِحَقِّی عَلَیْکَ لَمَّا سَأَلْتَ الصُّورَهَ أَنْ تَرُدَّ مَا ابْتَلَعَتْهُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ!فَقَالَ:إِنْ کَانَتْ عَصَا مُوسَی رَدَّتْ مَا ابْتَلَعَتْهُ مِنْ حِبَالِ الْقَوْمِ وَ عِصِیِّهِمْ،فَإِنَّ هَذِهِ الصُّورَهَ تَرُدُّ مَا ابْتَلَعَتْهُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ فَکَانَ ذَلِکَ أَعْمَلَ الْأَشْیَاءِ فِی إِفَاتَهِ نَفْسِهِ.وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی بِهَذَا السَّنَدِ مِثْلَهُ (1).

32-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ قَالَ: إِنَّ هَارُونَ الرَّشِیدَ لَمَّا ضَاقَ صَدْرُهُ مِمَّا کَانَ یَظْهَرُ لَهُ مِنْ فَضْلِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَا کَانَ یَبْلُغُهُ عَنْهُ مِنْ قَوْلِ الشِّیعَهِ بِإِمَامَتِهِ وَ اخْتِلاَفِهِمْ فِی السَّیْرِ إِلَیْهِ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ، فَخَشِیَهُ عَلَی نَفْسِهِ وَ مِلْکِهِ،فَفَکَّرَ فِی قَتْلِهِ بِالسَّمِّ؛فَدَعَا بِرُطَبٍ فَأَکَلَ مِنْهُ،ثُمَّ أَخَذَ صِینِیَّهً فَوَضَعَ فِیهَا عِشْرِینَ رُطَبَهً وَ أَخَذَ سِلْکاً فَعَرَکَهُ فِی السَّمِّ فَأَدْخَلَهُ فِی سَمِّ الْخَیَّاطِ، وَ أَخَذَ رَطْبَهً مِنْ ذَلِکَ الرُّطَبِ فَأَقْبَلَ یُرَدِّدُ إِلَیْهَا ذَلِکَ السَّمَّ بِذَلِکَ الْخَیْطِ حَتَّی عَلِمَ أَنَّهُ قَدْ حَصَلَ ذَلِکَ السَّمَّ فِیهَا،فَاسْتَکْثَرَ مِنْهُ ثُمَّ رَدَّهَا فِی ذَلِکَ الرُّطَبِ،وَ قَالَ لِخَادِمٍ لَهُ:

احْمِلْ هَذِهِ الصِّینِیَّهَ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ لَهُ:إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَدْ أَکَلَ مِنْ هَذَا الرُّطَبِ وَ تَنَغَّصَ لَکَ بِهِ،وَ هُوَ یُقْسِمُ عَلَیْکَ بِحَقِّهِ لَمَّا أَکَلْتَهَا عَنْ آخِرِ رُطَبَهٍ،فَإِنِّی اخْتَرْتُهَا لَکَ بِیَدِی وَ لاَ تَتْرُکْهُ یُبْقِی مِنْهَا شَیْئاً،وَ لاَ یَطْعَمُ مِنْهَا أَحَداً،فَأَتَاهُ الْخَادِمُ وَ بَلَغَهُ الرِّسَالَهُ فَقَالَ:اِئْتِنِی بِخِلاَلٍ،فَنَاوَلَهُ الْخِلاَلَ وَ قَامَ بِإِزَائِهِ وَ هُوَ یَأْکُلُ وَ کَانَتْ لِلرَّشِیدِ کَلْبَهٌ تَعَزُّ عَلَیْهِ فَجَذَبَتْ نَفْسَهَا،وَ خَرَجَتْ تَجُرُّ سَلاَسِلَهَا مِنْ ذَهَبٍ وَ جَوْهَرٍ حَتَّی حَاذَتْ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَبَادَرَ بِالْخِلاَلِ إِلَی الرُّطَبَهِ الْمَسْمُومَهِ وَ رَمَی بِهَا إِلَی الْکَلْبَهِ؛ فَأَکَلَتْهَا فَلَمْ تَلْبَثْ أَنْ ضَرَبَتْ بِنَفْسِهَا الْأَرْضَ وَ عَوَتْ وَ تَهَرَّتْ قِطْعَهً قِطْعَهً، وَ اسْتَوْفَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَاقِیَ الرُّطَبِ وَ حَمَلَ الْغُلاَمُ الصِّینِیَّهَ وَ صَارَ بِهَا إِلَی الرَّشِیدِ،فَقَالَ لَهُ:

قَدْ أَکَلَ الرُّطَبَ عَنْ آخِرِهِ؟قَالَ:نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ،قَالَ:فَکَیْفَ رَأَیْتَهُ؟قَالَ:مَا أَنْکَرَتْ مِنْهُ شَیْئاً یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ:ثُمَّ وَرَدَ عَلَیْهِ خَبَرُ الْکَلْبَهِ وَ أَنَّهَا قَدْ تَهَرَّتْ وَ مَاتَتْ فَقَلِقَ الرَّشِیدُ مِنْ ذَلِکَ قَلَقاً شَدِیداً وَ اسْتَعْظَمَهُ؛وَ وَقَفَ عَلَی الْکَلْبَهِ فَوَجَدَهَا مُتَهَرِّیَهً

ص:243


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام)ج 90/1 ح 1.

بِالسَّمِّ،فَأُحْضِرَ الْخَادِمُ وَ دَعَا بِسَیْفٍ وَ نُطْعٍ وَ قَالَ لَهُ:لَتَصْدُقَنِّی عَنْ خَبَرِ الرُّطَبَهِ أَوْ لَأَقْتُلَنَّکَ؟فَقَالَ لَهُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنِّی حَمَلْتُ الرُّطَبَ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَبْلَغْتُهُ سَلاَمَکَ وَ قُمْتُ بِإِزَائِهِ وَ طَلَبَ مِنِّی خِلاَلاً،فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ فَأَقْبَلَ یَغْرِزُ فِی الرُّطَبَهِ بَعْدَ الرُّطَبَهِ فَیَأْکُلُهَا حَتَّی مَرَّتِ الْکَلْبَهُ فَغَرَزَ الْخِلاَلَ فِی رُطَبَهٍ مِنْ تِلْکَ الرُّطَبِ فَرَمَی بِهَا؛فَأَکَلَتْهَا الْکَلْبَهُ وَ أَکَلَ هُوَ بَاقِیَ الرُّطَبِ فَکَانَ مَا تَرَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ!فَقَالَ الرَّشِیدُ:مَا رَبِحْنَا مِنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ إِلاَّ أَنَا أَطْعَمْنَاهُ جَیِّدَ الرُّطَبِ وَ ضَیَّعْنَا سَمْناً، وَ قَتَلَ کَلْبَتَنَا،مَا بِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ مِنْ حِیلَهٍ!ثُمَّ إِنْ سَیِّدَنَا مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَعَا بِالْمُسَیَّبِ وَ ذَلِکَ قَبْلَ وَفَاتِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِثَلاَثَهِ أَیَّامٍ وَ کَانَ مُوَکَّلاً بِهِ،فَقَالَ لَهُ:یَا مُسَیَّبُ! قَالَ:لَبَّیْکَ یَا مَوْلاَیَ،فَقَالَ:إِنِّی ظَاعِنٌ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ إِلَی الْمَدِینَهِ مَدِینَهِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،لِأَعْهَدَ إِلَی عَلِیٍّ ابْنِی مَا عَهِدَهُ إِلَیَّ أَبِی؛وَ أَجْعَلَهُ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی،وَ آمُرَهُ بِأَمْرِی.

قَالَ الْمُسَیَّبُ:فَقُلْتُ لَهُ:یَا مَوْلاَیَ کَیْفَ تَأْمُرُنِی أَنْ أَفْتَحَ لَکَ الْأَبْوَابَ وَ أُغْلِقَهَا، وَ الْحَرَسُ مَعِی عَلَی الْأَبْوَابِ؟فَقَالَ:یَا مُسَیَّبُ ضَعُفَ یَقِینُکَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ فِینَا؟ قُلْتُ:لاَ یَا سَیِّدِی،قَالَ:فَمَهْ؟قُلْتُ:یَا سَیِّدِی ادْعُ اللَّهَ أَنْ یُثْبِتَنِی،فَقَالَ:اَللَّهُمَّ ثَبِّتْهُ، ثُمَّ قَالَ:إِنِّی أَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ بِاسْمِهِ الْعَظِیمِ الَّذِی دَعَا بِهِ آصَفُ حَتَّی جَاءَ بِسَرِیرِ بِلْقِیسَ وَ وَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیِ سُلَیْمَانَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَبْلَ ارْتِدَادِ طَرْفِهِ إِلَیْهِ حَتَّی یَجْمَعَ بَیْنِی وَ بَیْنَ ابْنِی عَلِیٍّ بِالْمَدِینَهِ،قَالَ الْمُسَیَّبُ:فَنَهَضَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَدْعُو فَفَقَدْتُهُ عَنْ مُصَلاَّهُ فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً عَلَی قَدَمَیَّ حَتَّی رَأَیْتُهُ قَدْ عَادَ إِلَی مَکَانِهِ وَ أَعَادَ الْحَدِیدَ إِلَی رِجْلَیْهِ،فَخَرَرْتُ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ سَاجِداً لِوَجْهِی،شَاکِراً عَلَی مَا أَنْعَمَ بِهِ عَلَیَّ مِنْ مَعْرِفَتِهِ،فَقَالَ لِی:اِرْفَعْ رَأْسَکَ یَا مُسَیَّبُ وَ اعْلَمْ أَنَّنِی رَاحِلٌ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی ثَالِثِ هَذَا الْیَوْمِ،قَالَ:

فَبَکَیْتُ فَقَالَ:لاَ تَبْکِی یَا مُسَیَّبُ،فَإِنَّ عَلِیّاً ابْنِی هُوَ إِمَامُکَ وَ مَوْلاَکَ مِنْ بَعْدِی فَاسْتَمْسِکْ بِوَلاَیَتِهِ،فَإِنَّکَ لَنْ تَضِلَّ مَا لَزِمْتَهُ،فَقُلْتُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ،قَالَ:ثُمَّ إِنَّ سَیِّدِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَعَا فِی لَیْلَهِ یَوْمِ الثَّالِثِ فَقَالَ:إِنِّی عَلَی مَا عَرَفْتُکَ مِنَ الرَّحِیلَ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،فَإِذَا دَعَوْتُ بِشَرْبَهٍ مِنْ مَاءٍ فَشَرِبْتُهَا وَ رَأَیْتَنِی قَدْ انْتَفَخْتُ وَ ارْتَفَعَ بَطْنِی، وَ اصْفَرَّ لَوْنِی وَ احْمَرَّ وَ اخْضَرَّ،وَ تَلَوَّنَ أَلْوَاناً فَخَبِّرِ الطَّاغِیَهَ بِوَفَاتِی،وَ إِذَا رَأَیْتَ فِیَّ هَذَا الْحَدِیثَ فَإِیَّاکَ أَنْ تُخْبِرَ بِهِ أَحَداً،وَ لاَ عَلَی مَنْ عِنْدِی إِلاَّ بَعْدَ وَفَاتِی،قَالَ الْمُسَیَّبُ بْنُ زُهَیْرٍ:فَلَمْ أَزَلْ أَرْقُبُ وَعْدَهُ حَتَّی دَعَا بِالشَّرْبَهِ،فَشَرِبَهَا ثُمَّ دَعَانِی فَقَالَ:یَا مُسَیَّبُ إِنَّ هَذَا الرِّجْسَ السِّنْدِیَّ بْنَ شَاهَکَ سَیَزْعَمُ أَنَّهُ یَتَوَلَّی غُسْلِی وَ دَفْنِی وَ هَیْهَاتَ أَنْ یَکُونَ ذَلِکَ أَبَداً،فَإِذَا حُمِلْتُ إِلَی الْمَقْبَرَهِ الْمَعْرُوفَهِ بِمَقَابِرِ قُرَیْشٍ فَأَلْحِدُونِی بِهَا وَ لاَ تَرْفَعُوا

ص:244

قَبْرِی أَکْثَرَ مِنْ أَرْبَعِ أَصَابِعَ مُفَرَّجَاتٍ،وَ لاَ یَأْخُذُوا مِنْ تُرْبَتِی شَیْئاً لِتَتَبَرَّکُوا بِهِ،فَإِنَّ کُلَّ تُرْبَهٍ لَنَا مُحَرَّمَهٌ إِلاَّ تُرْبَهَ جَدِّیَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَهَا شِفَاءً لِشِیعَتِنَا وَ أَوْلِیَائِنَا،قَالَ:ثُمَّ رَأَیْتُ شَخْصاً أَشْبَهَ الْأَشْخَاصِ بِهِ جَالِساً إِلَی جَانِبِهِ،وَ کَانَ عَهْدِی بِسَیِّدِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ غُلاَمٌ،فَأَرَدْتُ سُؤَالَهُ،فَصَاحَ بِی سَیِّدِی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:أَ لَیْسَ قَدْ نَهَیْتُکَ یَا مُسَیَّبُ،فَلَمْ أَزَلْ صَابِراً حَتَّی قَضَی وَ غَابَ الشَّخْصُ،ثُمَّ أَنْهَیْتُ الْخَبَرَ إِلَی الرَّشِیدِ فَوَافَی السِّنْدِیُّ بْنُ شَاهَکَ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُهُمْ بِعَیْنِی وَ هُمْ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ یُغَسِّلُونَهُ فَلاَ تَصِلُ أَیْدِیهِمْ إِلَیْهِ،وَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ یُحَنِّطُونَهُ وَ یُکَفِّنُونَهُ وَ أَرَاهُمْ لاَ یَصْنَعُونَ بِهِ شَیْئاً،وَ رَأَیْتُ ذَلِکَ الشَّخْصَ یَتَوَلَّی غُسْلَهُ وَ تَحْنِیطَهُ وَ تَکْفِینَهُ،وَ هُوَ یُظْهِرُ الْمُعَاوَنَهُ لَهُمْ وَ هُمْ لاَ یَعْرِفُونَهُ،فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ أَمْرِهِ قَالَ لِی ذَلِکَ الشَّخْصُ:یَا مُسَیَّبُ مَهْمَا شَکَکْتَ فِیهِ فَلاَ تَشُکَّنَّ فِیَّ أَنَا إِمَامُکَ وَ مَوْلاَکَ،وَ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَیْکَ بَعْدَ أَبِی،یَا مُسَیَّبُ!مَثَلِی مَثَلُ یُوسُفَ الصِّدِّیقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَثَلُهُمْ مَثَلُ إِخْوَتِهِ حِینَ دَخَلُوا عَلَیْهِ فَعَرَفَهُمْ وَ هُمْ لَهُ مُنْکِرُونَ،ثُمَّ حُمِلَ حَتَّی دُفِنَ فِی مَقَابِرِ قُرَیْشٍ وَ لَمْ یُرْفَعْ قَبْرُهُ أَکْثَرَ مِمَّا أَمَرَ بِهِ، ثُمَّ رَفَعُوا قَبْرَهُ بَعْدَ ذَلِکَ وَ بَنَوْا عَلَیْهِ (1).

33-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ رَبِیعِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ قَالَ: کَانَ وَ اللَّهِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ الْمُتَوَسِّمِینَ یَعْلَمُ مَنْ یَقِفُ عَلَیْهِ بَعْدَ مَوْتِهِ وَ یَجْحَدُ الْإِمَامَهَ بَعْدَ إِمَامَتِهِ،وَ کَانَ یَکْظِمُ غَیْظَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ لاَ یُبْدِی لَهُمْ مَا یَعْرِفُهُ مِنْهُمْ،فَسُمِّیَ الْکَاظِمَ لِذَلِکَ (2).

34-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا حَمْزَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ فِی حَدِیثٍ قَالَ: کَانَ الْحُسَیْنُ بْنُ قِیَاماً وَاقِفاً فِی الطَّوَافِ فَنَظَرَ إِلَیْهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:مَا لَکَ حَیَّرَکَ اللَّهُ فَوَقَفَ عَلَیْهِ بَعْدَ الدَّعْوَهِ (3).

35-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَامِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بُطَّهَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ

ص:245


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام)ج 93/1 ح 6.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام)ج 103/2 ح 1.
3- (3) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام)ج 227/1 ح 13.

جَعْفَرٍ الْمَرْوَزِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: إِنَّ ابْنِی عَلِیّاً مَقْتُولٌ بِالسَّمِّ ظُلْماً،وَ مَدْفُونٌ إِلَی جَنْبِ هَارُونَ بِطُوسَ مَنْ زَارَهُ کَانَ کَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (1).

الفصل الثالث

36-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ قَالَ:

وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ الْبَرْقِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادٍ الْمُهَلَّبِیِّ،قَالَ: لَمَّا حَبَسَ هَارُونُ الرَّشِیدُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَظْهَرَ الدَّلاَئِلَ وَ الْمُعْجِزَاتِ وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ تَحَیَّرَ الرَّشِیدُ، فَدَعَا یَحْیَی بْنَ خَالِدٍ الْبَرْمَکِیَّ فَقَالَ لَهُ:یَا أَبَا عَلِیٍّ أَ مَا تَرَی مَا نَحْنُ فِیهِ مِنْ هَذِهِ الْعَجَائِبِ؟ إِلَی أَنْ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبَّادِ:وَ أَخْبَرَنِی مُوسَی بْنُ یَحْیَی بْنِ خَالِدٍ أَنَّ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:یَا عَلِیُّ أَنَا مَیِّتٌ وَ إِنَّمَا بَقِیَ مِنْ أَجَلِی أُسْبُوعٌ فَاکْتُمْ أَمْرِی،وَ ائْتِنِی یَوْمَ الْجُمُعَهِ عِنْدَ الزَّوَالِ،وَ صَلِّ عَلَیَّ أَنْتَ وَ أَوْلِیَائِی فُرَادَی،وَ انْظُرْ إِذَا سَارَ هَذَا الطَّاغِیَهُ إِلَی الرِّقَّهِ وَ عَادَ إِلَی الْعِرَاقِ لاَ یَرَاکَ وَ لاَ تَرَاهُ لِنَفْسِکَ،فَإِنِّی رَأَیْتُ فِی نَجْمِکَ وَ نَجْمِ وُلْدِکَ وَ نَجْمِهِ أَنَّهُ یَأْتِی عَلَیْکُمْ فَاحْذَرُوهُ،ثُمَّ قَالَ:یَا أَبَا عَلِیِّ أَبْلِغْهُ عَنِّی یَقُولُ لَکَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ:

رَسُولِی یَأْتِیکَ یَوْمَ الْجُمُعَهِ فَیُخْبِرُکَ،وَ سَتَعْلَمُ غَداً إِذَا جَاثَیْتُکَ بَیْنَ یَدَیِ اللَّهِ تَعَالَی مَنِ الظَّالِمُ وَ الْمُعْتَدِی عَلَی صَاحِبِهِ وَ السَّلاَمُ فَخَرَجَ یَحْیَی وَ احْمَرَّتْ عَیْنَاهُ مِنَ الْبُکَاءِ حَتَّی دَخَلَ عَلَی هَارُونَ فَأَخْبَرَهُ بِقِصَّتِهِ وَ مَا وَرَدَ عَلَیْهِ،فَقَالَ لَهُ هَارُونُ:إِنْ لَمْ یَدَّعِ النُّبُوَّهَ بَعْدَ أَیَّامٍ فَمَا أَحْسَنَ حَالَنَا!؟فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ الْجُمُعَهِ تُوُفِّیَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ خَرَجَ هَارُونُ إِلَی الْمَدَائِنِ قَبْلَ ذَلِکَ وَ أَخْرَجَ النَّاسَ حَتَّی نَظَرُوا إِلَیْهِ ثُمَّ دُفِنَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

37-وَ قَالَ:وَ أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبْدُونٍ عَنْ أَبِی الْفَرَجِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الْأَصْفَهَانِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ أَبِیهِ: فِی حَدِیثِ السَّبَبِ فِی أَخْذِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ لِعَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ قَدْ أَرَادَ الْخُرُوجَ إِلَی بَغْدَادَ:اُنْظُرْ یَا ابْنَ أَخِی أَنْ لاَ تُیْتِمَ أَوْلاَدِی، وَ أَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِمِائَهِ دِینَارٍ وَ أَرْبَعَهِ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَلَمَّا قَامَ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِمَنْ حَضَرَهُ:وَ اللَّهِ لَیَسْعَیَنَّ فِی دَمِی وَ یُیْتِمَنَّ أَوْلاَدِی«اَلْحَدِیثَ».وَ فِیهِ أَنَّهُ سَعَی بِهِ حَتَّی قُبِضَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قُتِلَ بِالسَّمِّ (3).

ص:246


1- (1) عیون أخبار الرضا(علیه السلام)ج 291/1 ح 23.
2- (2) الغیبه:25،ح 5.
3- (3) الغیبه:27،ح 6.و فی نسخه ثانیه:عبد اللّه بدل عبید اللّه.

38-قَالَ:وَ رَوَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: إِنَّ بَنِی فُلاَنٍ یَأْخُذُونَنِی فَیَحْبِسُونَنِی،قَالَ:وَ ذَلِکَ وَ إِنْ طَالَ فَإِلَی سَلاَمَهٍ. قال الشیخ:معناه إلی سلامه من دینه (1).

39-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ عُقْدَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ التَّیْمُلِیِّ عَنْ حَرْثِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّحَّانِ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُسَاوِرٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ:دَخَلَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلَهُ عَنْ أَشْیَاءَ فَأَجَابَهُ ثُمَّ قَالَ: یَا عَلِیُّ صَاحِبُکَ یَقْتُلُنِی،فَبَکَی عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ وَ قَالَ:یَا سَیِّدِی وَ أَنَا مَعَهُ؟قَالَ:

لاَ یَا عَلِیُّ لاَ تَکُونُ مَعَهُ وَ لاَ تَشْهَدُ قَتْلِی«اَلْحَدِیثَ» (2).

40-قَالَ:وَ رَوَی ابْنُ عُقْدَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفَضَّالِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ وَ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ جَمِیعاً عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ وَ ابْنِ مُسْکَانَ قَالاَ: کُنَّا عِنْدَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ قَالَ:یَدْخُلُ عَلَیْکُمْ السَّاعَهَ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ صَبِیٌّ (3).

41-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ أَنَّ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُمَا: یَعْنِی زِیَادَ الْقَنْدِیِّ وَ ابْنَ مُسْکَانَ إِنْ جَحَدْتُمَاهُ حَقَّهُ أَوْ خُنْتُمَاهُ فَعَلَیْکُمَا لَعْنَهُ اللَّهِ وَ الْمَلاَئِکَهِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ،یَا زِیَادُ لاَ تَنْجُبُ أَنْتَ وَ لاَ أَصْحَابُکَ أَبَداً،قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مَحْبُوبٍ:فَلَمْ نَزَلْ نَتَوَقَّعُ لِزِیَادٍ دَعْوَهَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَتَّی ظَهَرَ مِنْهُ أَیَّامَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَا ظَهَرَ،وَ مَاتَ زِنْدِیقاً (4).

42-قَالَ:وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عُقْبَهَ بْنِ خَالِدٍ قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ بَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ وَ لَیْسَ لَکَ وَلَدٌ؟فَقَالَ: یَا عُقْبَهُ!إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لاَ یَمُوتُ حَتَّی یَرَی وَلَدَهُ مِنْ بَعْدِهِ (5).

الفصل الرابع

43-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیُّ فِی کِتَابِ

ص:247


1- (1) الغیبه:61،ح 59.
2- (2) الغیبه:66،ح 68.
3- (3) الغیبه:68،ح 71.
4- (4) الغیبه:68،ح 71.
5- (5) الغیبه:222،ح 184.

الْمَحَاسِنِ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

[فِی حَدِیثِ وِلاَدَهِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ]قَالَ:لَقَدْ أَخْبَرَتْنِی حَمِیدَهُ بِأَمْرٍ ظَنَّتْ أَنِّی لاَ أَعْرِفُهُ،وَ لَقَدْ کُنْتُ أَعْلَمَ بِهِ مِنْهَا ذَکَرَتْ أَنَّهُ لَمَّا سَقَطَ مِنْ بَطْنِهَا سَقَطَ وَاضِعاً یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ،رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ،فَأَخْبَرْتُهَا أَنَّ تِلْکَ أَمَارَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَمَارَهُ الْوَصِیِّ مِنْ بَعْدِهِ،إِلَی أَنْ قَالَ فِی وَصْفِ وِلاَدَهِ الْإِمَامِ:أَمَّا وَضْعُ یَدِهِ عَلَی الْأَرْضِ فَإِنَّ مُنَادِیاً یُنَادِیهِ مِنْ بُطْنَانِ الْعَرْشِ مِنْ قِبَلِ رَبِّ الْعِزَّهِ بِاسْمِهِ وَ اسْمِ أَبِیهِ یَا فُلاَنَ بْنَ فُلاَنٍ،أَنْتَ صَفْوَتِی مِنْ خَلْقِی وَ خَلِیفَتِی فِی أَرْضِی،إِلَی أَنْ قَالَ:فَإِذَا انْقَضَی صَوْتُ الْمُنَادِی أَجَابَهُ هُوَ،وَ هُوَ وَاضِعٌ یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ رَافِعٌ رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ شَهِدَ اللّهُ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ وَ الْمَلائِکَهُ وَ أُولُوا الْعِلْمِ قائِماً بِالْقِسْطِ لا إِلهَ إِلاّ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (1)قَالَ:فَإِذَا قَالَ ذَلِکَ أَعْطَاهُ اللَّهُ الْعِلْمَ الْأَوَّلَ وَ الْعِلْمَ الْآخِرَ (2).

وَ رَوَاهُ الْکُلَیْنِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ فِی وِلاَدَهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِثْلَهُ .

الفصل الخامس

44-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زِیَادٍ الْمِیثَمِیِّ عَنِ الْحَسَنِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ فَسَأَلَهُ فَلَمْ یَجِدْ عِنْدَهُ شَیْئاً،فَخَرَجَ وَ فَکَّرَ فِی نَفْسِهِ:أَصِیرُ إِلَی قَوْلِ الزَّنَادِقَهِ،لاَ بَلْ إِلَی قَوْلِ الْخَوَارِجِ،بَلْ إِلَی الْمُرْجِئَهِ، بَلْ إِلَی الْقَدَرِیَّهِ؟وَ إِنَّ رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُ تُحِبُّ أَنْ أَسْتَأْذِنَ لَکَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا نَظَرَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،قَالَ لِی مُبْتَدِئاً:یَا هِشَامُ لاَ إِلَی الزَّنَادِقَهِ وَ لاَ إِلَی الْخَوَارِجِ،وَ لاَ إِلَی الْمُرْجِئَهِ،وَ لاَ إِلَی الْقَدَرِیَّهِ وَ لَکِنْ إِلَیْنَا!قُلْتُ:أَنْتَ صَاحِبِی،ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَجَابَنِی عَمَّا أَرَدْتُ (3)وَ رَوَاهُ الْکُلَیْنِیُّ کَمَا مَرَّ.

وَ عَنِ الْهَیْثَمِ النَّهْدِیِّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ سَهْلٍ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَالِمٍ نَحْوَهُ .

ص:248


1- (1) سوره آل عمران:18.
2- (2) محاسن البرقی:ج 315/2،ح 32.
3- (3) بصائر الدرجات:272،ح 4.

45-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ[مُحَمَّدٍ عَنِ]الْحُسَیْنِ بْنِ بَرَّهَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَنَهَ الْمَوْتِ بِمَکَّهَ وَ هِیَ سَنَهُ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَهٍ فَقَالَ لِی:مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَصْحَابِکُمْ مَرِیضٌ؟فَقُلْتُ:عُثْمَانُ بْنُ عِیسَی مِنْ أَوْجَعِ النَّاسِ، فَقَالَ لِی:قُلْ لَهُ فَلْیَخْرُجْ،ثُمَّ قَالَ لِی:مَنْ هَاهُنَا؟فَعَدَدْتُ عَلَیْهِ ثَمَانِیَهً،فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِ أَرْبَعَهٍ وَ کَفَّ عَنْ أَرْبَعَهٍ فَمَا أَمْسَیْنَا مِنْ غَدٍ حَتَّی دَفَنَّا الْأَرْبَعَهَ الَّذِینَ کَفَّ عَنْ إِخْرَاجِهِمْ، قَالَ عُثْمَانُ:وَ خَرَجْتُ أَنَا فَأَصْبَحْتُ مُعَافًی (1).

46-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ مَحْمُومٌ وَ وَجْهُهُ إِلَی الْحَائِطِ قَالَ:فَتَنَاوَلَ بَعْضَ أَهْلِ بَیْتِهِ یَذْکُرُهُ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا خَیْرُ خَلْقِ اللَّهِ فِی زَمَانِهِ یُوصِینَا بِالْبِرِّ وَ یَقُولُ فِی رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ هَذَا الْقَوْلَ قَالَ:فَحَوَّلَ وَجْهَهُ إِلَیَّ،وَ قَالَ:إِنَّ الَّذِی سَمِعْتَ مِنَ الْبِرِّ،إِنِّی إِذَا قُلْتُ هَذَا لَمْ یُصَدِّقُوا قَوْلَهُ عَلَیَّ،وَ إِنْ لَمْ أَقُلْ هَذَا صَدَّقُوا قَوْلَهُ عَلَیَّ (2).

47-وَ عَنْ سَلَمَهَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ مُرَازِمٍ قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَهَ وَ جَارِیَهٌ فِی الدَّارِ الَّتِی نَزَلْنَا بِهَا،فَأَعْجَبَتْنِی فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْتَمْتِعَ مِنْهَا،فَأَبَتْ أَنْ تُزَوِّجَنِی نَفْسَهَا قَالَ:فَجِئْتُ بَعْدَ الْعَتَمَهِ،فَقَرَعْتُ الْبَابَ فَکَانَتْ هِیَ الَّتِی فَتَحَتْ لِی،فَوَضَعْتُ یَدِی عَلَی صَدْرِهَا فَبَادَرَتْنِی حَتَّی دَخَلْتُ،فِیمَا أَصْبَحْتُ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا مُرَازِمُ لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ خَلاَ ثُمَّ لَمْ یَرِعْ قَلْبُهُ (3).

48-وَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْحَمْرَاءِ فِی مَشْرَبَهٍ مُشْرِفَهٍ عَلَی الْبَرِّ وَ الْمَائِدَهُ بَیْنَ أَیْدِینَا إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَأَی رَجُلاً مُسْرِعاً فَرَفَعَ یَدَهُ عَنِ الطَّعَامِ،فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ فَصَعِدَ إِلَیْهِ فَقَالَ:

الْبُشْرَی جُعِلْتُ فِدَاکَ مَاتَ الزُّبَیْرِیُّ فَأَطْرَقَ إِلَی الْأَرْضِ وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ وَ اصْفَرَّ وَجْهُهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:إِنِّی أَحْتَسِبُهُ قَدِ ارْتَکَبَ فِی لَیْلَتِهِ هَذِهِ ذَنْباً لَیْسَ بِأَکْبَرِ ذَنْبِهِ ثُمَّ قَالَ:

مِمّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً (4)ثُمَّ مَدَّ یَدَهُ فَأَکَلَ فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ جَاءَ رَجُلٌ مَوْلًی لَهُ،فَقَالَ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ مَاتَ الزُّبَیْرِیُّ،فَقَالَ:وَ مَا کَانَ سَبَبُ مَوْتِهِ؟قَالَ:

شَرِبَ الْخَمْرُ الْبَارِحَهَ فَغَرِقَ فِیهِ وَ مَاتَ (5).

ص:249


1- (1) بصائر الدرجات:286،ح 16.
2- (2) بصائر الدرجات:258،ح 11.
3- (3) بصائر الدرجات:267،ح 10.
4- (4) سوره نوح:25.
5- (5) بصائر الدرجات:268،ح 12.

أقول:و یأتی هذا فی معجزات الرضا علیه السّلام و یأتی فیه کلام.

49-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ هِشَامٍ قَالَ: أَرَدْتُ شِرَاءَ جَارِیَهٍ بِمِنًی وَ کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَسْتَشِیرُهُ فِی ذَلِکَ،فَأَمْسَکَ وَ لَمْ یُجِبْنِی إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ رَجَعَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَکَتَبَ إِلَیَّ لاَ بَأْسَ بِهَا إِنْ لَمْ یَکُنْ فِی عُمُرِهَا قِلَّهٌ،قَالَ:فَأَمْسَکْتُ عَنْ شِرَائِهَا فَلَمْ أَخْرُجْ مِنْ مَکَّهَ حَتَّی مَاتَتْ (1). وَ رَوَی الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ هِشَامِ بْنِ الْحَکَمِ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

50-وَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: اسْتَقْرَضَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ وَ کَتَبَ کِتَاباً وَ وَضَعَهُ عَلَی یَدِی وَ قَالَ:إِنْ حَدَثَ بِی حَدَثٌ فَخَرِّقْهُ،قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ:فَخَرَجْتُ مِنْ مَکَّهَ فَلَقِیَنِی أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ بِمِنًی فَقَالَ لِی:یَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ خَرِّقِ الْکِتَابَ،قَالَ:فَفَعَلْتُ وَ قَدِمْتُ الْکُوفَهَ فَسَأَلْتُ عَنْ شِهَابٍ، فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فِی وَقْتٍ لَمْ یَکُنْ فِیهِ بَعَثَ الْکِتَابَ (2).

51-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَعِیدٍ الدَّعْشِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: اشْتَکَی عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَتَّی أَشْرَفَ عَلَی الْمَوْتِ قَالَ:

فَکُنَّا مُجْتَمِعِینَ عِنْدَهُ فَدَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَعَدَ فِی نَاحِیَهٍ،وَ إِسْحَاقُ عَمِّی عِنْدَ رَأْسِهِ یَبْکِی،فَقَعَدَ قَلِیلاً ثُمَّ قَامَ فَلَقِیتُهُ فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ یَلُومُکَ إِخْوَتُکَ وَ أَهْلُ بَیْتِکَ،یَقُولُونَ:دَخَلْتَ عَلَی عَمِّکَ وَ هُوَ فِی الْمَوْتِ ثُمَّ خَرَجْتَ،فَقَالَ:أَیُّ أَخِی! أَ رَأَیْتَ هَذَا الْبَاکِیَ سَیَمُوتُ وَ یَبْکِی ذَاکَ عَلَیْهِ!قَالَ فَبَرِئَ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ اشْتَکَی إِسْحَاقُ فَمَاتَ وَ بَکَی مُحَمَّدٌ عَلَیْهِ (3).

52-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُعَلًّی عَنْ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ سَیْفِ بْنِ عَمِیرَهَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: سَمِعْتُ الْعَبْدَ الصَّالِحِ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَنْعَی إِلَی رَجُلٍ نَفْسَهُ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:وَ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَتَی یَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِهِ؟ فَقَالَ شِبْهَ الْمُغْضَبِ:یَا إِسْحَاقُ قَدْ کَانَ رُشَیْدٌ الْهَجَرِیُّ یَعْلَمُ عِلْمَ الْمَنَایَا وَ الْبَلاَیَا، فَالْإِمَامُ أَوْلَی بِذَلِکَ (4).

53-وَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ قَالَ:

ص:250


1- (1) بصائر الدّرجات:283،ح 4.
2- (2) بصائر الدّرجات:283،ح 5.
3- (3) بصائر الدّرجات:284،ح 7.
4- (4) بصائر الدّرجات:284،ح 9.

قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ أَصْحَابَنَا قَدْ قَدِمُوا مِنَ الْکُوفَهِ فَذَکَرُوا أَنَّ الْمُفَضَّلَ شَدِیدُ الْوَجَعِ فَادْعُ اللَّهَ لَهُ،فَقَالَ:قَدِ اسْتَرَاحَ وَ کَانَ هَذَا الْکَلاَمُ بَعْدَ مَوْتِهِ بِثَلاَثَهِ أَیَّامٍ (1). وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ کَمَا یَأْتِی .

54-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَکَّهَ فَقَالَ:مَنْ هَاهُنَا مِنْ أَصْحَابِکُمْ؟فَعَدَدْتُ عَلَیْهِ ثَمَانِیَهَ أَنْفُسٍ فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِ أَرْبَعَهٍ،وَ سَکَتَ عَنْ أَرْبَعَهٍ فَمَا کَانَ إِلاَّ یَوْمَهُ وَ مِنَ الْغَدِ فَمَاتَ الْأَرْبَعَهُ،وَ خَرَجَ الْأَرْبَعَهُ فَسَلِمُوا (2).

55-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ خَالِدِ بْنِ نَجِیحٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قَالَ لِی افْرُغْ فِیمَا بَیْنَکَ وَ بَیْنَ مَنْ کَانَ لَهُ مَعَکَ عَمَلٌ فِی سَنَهِ أَرْبَعٍ وَ سَبْعِینَ وَ مِائَهٍ إِلَی أَنْ قَالَ:فَبَقِیَ خَالِدٌ بِمَکَّهَ تِلْکَ السَّنَهِ خَمْسَهَ عَشَرَ یَوْماً فَمَاتَ (3).

56-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَشِیرٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مَرْوَانَ عَنْ سَمَاعَهَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَطَلْتُ الْجُلُوسَ عِنْدَهُ،فَقَالَ:أَ تُحِبُّ أَنْ تَرَی أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟فَقُلْتُ:نَعَمْ وَدِدْتُ وَ اللَّهِ، قَالَ:قُمْ وَ ادْخُلِ الْبَیْتَ فَدَخَلْتُ الْبَیْتَ فَإِذَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَاعِداً (4).

57-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ:قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: الْإِمَامُ یَعْلَمُ إِذَا مَاتَ؟قَالَ:نَعَمْ یَعْلَمُ بِالتَّعْلِیمِ حَتَّی یَتَقَدَّمَ فِی الْأَمْرِ،قُلْتُ:وَ عَلِمَ أَبُو الْحَسَنِ بِالرُّطَبِ وَ الرُّمَّانِ الْمَسْمُومَیْنِ اللَّذَیْنِ بَعَثَ إِلَیْهِ یَحْیَی بْنُ خَالِدٍ؟قَالَ:نَعَمْ،قُلْتُ:فَأَکَلَهُ وَ هُوَ یَعْلَمُ؟قَالَ:لِیَنْفُذَ فِیهِ الْحُکْمُ (5).

الفصل السادس

58-وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ جَدِّهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَتْنِی جَارِیَهٌ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَتْ تُوَضِّیهِ وَ کَانَتْ خَادِمَهً صَادِقَهً،قَالَتْ:وَضَّیْتُهُ بِقُدَیْدَ وَ هُوَ عَلَی مِنْبَرٍ وَ أَنَا أَصُبُّ عَلَیْهِ الْمَاءَ،فَجَرَی الْمَاءُ عَلَی الْمِیزَابِ فَإِذَا قُرْطَانِ مِنْ ذَهَبٍ فِیهِمَا دُرٌّ مَا رَأَیْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ!فَرَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:هَلْ رَأَیْتِ؟فَقُلْتُ:نَعَمْ قَالَ:خَمِّرِیهِ بِالتُّرَابِ وَ لاَ تُخْبِرِی بِهِ أَحَداً!قَالَتْ:فَفَعَلْتُ وَ مَا أَخْبَرْتُ أَحَداً حَتَّی مَاتَ (6).

ص:251


1- (1) بصائر الدرجات:284،ح 10.
2- (2) بصائر الدرجات:285،ح 11.
3- (3) بصائر الدرجات:285،ح 12.
4- (4) بصائر الدرجات:296،ح 8.
5- (5) بصائر الدرجات:501،ح 3.
6- (6) قرب الإسناد:270،ح 1074.

59-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ بَشِیرٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَیْسٍ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ الْأَوَّلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یَحْلِفُ أَنْ لاَ یُکَلِّمَ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْأَرْقَطِ أَبَداً،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا یَأْمُرُ بِالْبِرِّ وَ الصِّلَهِ وَ یَحْلِفُ أَنْ لاَ یُکَلِّمَ ابْنَ عَمِّهِ أَبَداً؟قَالَ:فَقَالَ هَذَا مِنْ بِرِّیِ بِهِ،هُوَ لاَ یَصْبِرُ أَنْ یَذْکُرَنِی وَ یَعِیبُنِی فَإِذَا عَلِمَ النَّاسُ أَنِّی لاَ أُکَلِّمُهُ لَمْ یَقْبَلُوا مِنْهُ،أَمْسَکَ عَنْ ذِکْرِی فَکَانَ خَیْراً لَهُ (1).

60-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ:حَدَّثَنِی حَمَّادُ بْنُ عِیسَی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْبَصْرَهِ فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ ادْعُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَرْزُقَنِی دَاراً،وَ زَوْجَهً،وَ وَلَداً،وَ خَادِماً وَ الْحَجَّ فِی کُلِّ سَنَهٍ،قَالَ:فَرَفَعَ یَدَهُ ثُمَّ قَالَ:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ،وَ ارْزُقْ حَمَّادَ بْنَ عِیسَی دَاراً وَ زَوْجَهً وَ وَلَداً وَ خَادِماً،وَ الْحَجَّ خَمْسِینَ سَنَهً قَالَ حَمَّادٌ:فَلَمَّا اشْتَرَطَ خَمْسِینَ سَنَهً عَلِمْتُ أَنِّی لاَ أَحُجُّ أَکْثَرَ مِنْ خَمْسِینَ سَنَهً،قَالَ حَمَّادٌ وَ قَدْ حَجَجْتُ ثَمَانِیَهَ وَ أَرْبَعِینَ سَنَهً،وَ هَذِهِ دَارِی قَدْ رُزِقْتُهَا،وَ هَذِهِ زَوْجَتِی وَرَاءَ السِّتْرِ تَسْمَعُ کَلاَمَکُمْ،وَ هَذَا ابْنِی،وَ هَذِهِ خَادِمِی،وَ قَدْ رُزِقْتَ کُلِّ ذَلِکَ،فَحَجَّ بَعْدَ هَذَا الْکَلاَمِ حِجَّتَیْنِ تَمَامَ الْخَمْسِینَ،ثُمَّ خَرَجَ بَعْدَ الْخَمْسِینَ حَاجّاً فَزَامَلَ أَبَا الْعَبَّاسِ النَّوْفَلِیَّ،فَلَمَّا صَارَ فِی مَوْضِعٍ الْإِحْرَامِ دَخَلَ یَغْتَسِلُ فَجَاءَ الْوَادِی فَحَمَلَهُ فَغَرِقَ فَمَاتَ رَحِمَنَا اللَّهُ وَ إِیَّاهُ قَبْلَ أَنْ یَحُجَّ زِیَادَهً عَلَی الْخَمْسِینَ، وَ قَبْرُهُ بِسَیَالَهَ (2).

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ،وَ الْعَلاَّمَهُ فِی الْخُلاَصَهِ کَمَا مَرَّ فِی مُعْجِزَاتِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ لَعَلَّ کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا دَعَا لِحَمَّادِ بْنِ عِیسَی وَ یَکُونُ دُعَاءُ الْکَاظِمِ فِی حَیَاهِ أَبِیهِ،أَوْ بَعْدَ مَوْتِهِ،وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الاِخْتِصَاصِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْمُؤْمِنِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ حَمْدَوَیْهِ.عَنِ الْعُبَیْدِیِّ عَنْ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی مِثْلَهُ .

61-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: حَجَجْتُ أَیَّامَ خَالِی إِسْمَاعِیلَ بْنِ إِلْیَاسَ فَکَتَبْنَا إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَتَبَ خَالِی:إِنَّ لِی بَنَاتٍ وَ لَیْسَ لِی ذَکَرٌ،وَ قَدْ قَلَّ رِجَالُنَا وَ قَدْ خَلَّفْتُ امْرَأَتِی وَ هِیَ حَامِلٌ،فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهُ غُلاَماً وَ سَمِّهِ فَوَقَّعَ فِی الْکِتَابِ:قَدْ قَضَی اللَّهُ حَاجَتَکَ وَ سَمِّهِ مُحَمَّداً فَقَدِمْنَا الْکُوفَهَ وَ قَدْ وُلِدَ لِی غُلاَمٌ قَبْلَ دُخُولِی الْکَعْبَهَ بِسِتَّهِ أَیَّامٍ وَ دَخَلْنَا یَوْمَ سَابِعِهِ،قَالَ أَبُو

ص:252


1- (1) قرب الإسناد:302،ح 1188.
2- (2) قرب الإسناد:310،ح 1210.

مُحَمَّدٍ:فَهُوَ وَ اللَّهِ الْیَوْمَ رَجُلٌ لَهُ أَوْلاَدٌ (1).

62-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَاجِیَهَ: أَنَّهُ کَانَ اشْتَرَی طَیْلَسَاناً طِرَازِیّاً أَزْرَقَ بِمِائَهِ دِرْهَمٍ وَ حَمَلَهُ مَعَهُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کُنْتُ أَخْرُجُ أَنَا وَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَجَّاجِ وَ کَانَ قَیِّماً لِأَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَبَعَثَ بِمَا کَانَ مَعَهُ،فَکَتَبَ اطْلُبُوا لِی سَاجاً طِرَازِیّاً أَزْرَقَ،فَطَلَبُوهُ بِالْمَدِینَهِ فَلَمْ یُوجَدْ عِنْدَ أَحَدٍ، فَقُلْتُ لَهُ:هَذَا هُوَ مَعِی،وَ مَا جِئْتُ بِهِ إِلاَّ لَهُ،فَبَعَثُوا إِلَیْهِ،وَ قَالُوا:قَدْ أَصَبْنَاهُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ،وَ لَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ اشْتَرَیْتُ طَیْلَسَاناً مِثْلَهُ وَ مَا عَلِمَ بِهِ أَحَدٌ،فَلَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِینَهَ أَرْسَلَ إِلَیْهِمْ اطْلُبُوا لِی طَیْلَسَاناً مِثْلَهُ مَعَ ذَلِکَ الرَّجُلِ فَسَأَلُونِی فَقُلْتُ:هُوَ ذَا مَعِی فَبَعَثُوا بِهِ إِلَیْهِ (2).

63-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ نَاجِیَهَ،عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ:

اسْتَقْرَضْتُ مِنْ غَالِبٍ مَوْلَی الرَّبِیعِ سِتَّهَ آلاَفِ دِرْهَمٍ تَمَّتْ بِهَا بِضَاعَتِی،وَ دَفَعَ إِلَیَّ شَیْئاً أَدْفَعُهُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ قَالَ:إِذَا قَضَیْتَ مِنَ السِّتَّهِ آلاَفِ دِرْهَمٍ حَاجَتَکَ فَادْفَعْهَا أَیْضاً إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَلَمَّا قَدِمْتُ الْمَدِینَهَ بَعَثْتُ إِلَیْهِ بِمَا کَانَ مَعِی وَ الَّذِی مِنْ قِبَلِ غَالِبٍ،فَأَرْسَلَ إِلَیَّ:فَأَیْنَ السِّتَّهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ؟إِلَی أَنْ قَالَ:فَبَعَثْتُ بِهَا إِلَیْهِ (3).

64-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَّانِ الْوَاسِطِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ بَکْرٍ قَالَ: دَفَعَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ الْأَوَّلُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رُقْعَهً فِیهَا حَوَائِجُ،وَ قَالَ:اِعْمَلْ بِمَا فِیهَا،فَوَضَعْتُهَا تَحْتَ الْمُصَلَّی وَ تَوَانَیْتُ عَنْهَا،فَمَرَرْتُ فَإِذَا الرُّقْعَهُ فِی یَدِهِ،فَسَأَلَنِی عَنِ الرُّقْعَهِ؟فَقُلْتُ:فِی الْبَیْتِ،فَقَالَ:یَا مُوسَی إِذَا أَمَرْتُکَ بِالشَّیْ ءِ فَاعْمَلْهُ،وَ إِلاَّ غَضِبْتُ عَلَیْکَ فَعَلِمْتُ أَنَّ الَّذِی دَفَعَهَا إِلَیْهِ بَعْضُ صِبْیَانِ الْجِنِّ (4).

65-وَ عَنْهُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ شَلَقَانَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ!فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً قَبْلَ أَنْ أَجْلِسَ:یَا عِیسَی مَا مَنَعَکَ أَنْ تَلْقَی ابْنِی فَتَسْأَلَهُ عَنْ جَمِیعِ مَا تُرِیدُ قَالَ:فَذَهَبْتُ إِلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ قَاعِدٌ فِی الْکِتَابِ وَ عَلَی شَفَتَیْهِ أَثَرُ الْمِدَادِ،فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً:

یَا عِیسَی إِنَّ اللَّهَ أَخَذَ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ عَلَی النُّبُوَّهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:وَ أَعَارَ قَوْماً الْإِیمَانَ زَمَاناً، ثُمَّ سَلَبَهُمْ إِیَّاهُ وَ إِنَّ أَبَا الْخَطَّابِ مِمَّنْ أُعِیرَ الْإِیمَانَ وَ سَلَبَهُ اللَّهُ إِیَّاهُ،إِلَی أَنْ قَالَ:

ص:253


1- (1) قرب الإسناد:332،ح 1231.
2- (2) قرب الإسناد:332،ح 1232.
3- (3) قرب الإسناد:332،ح 1233.
4- (4) قرب الإسناد:333،ح 1234.

فَأَخْبَرَنِی مُبْتَدِئاً مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ«اَلْحَدِیثَ» (1).

66-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ کَلَّمَ غُلاَماً بِالْحَبَشَیَّهِ،ثُمَّ قَالَ:لَعَلَّکَ عَجِبْتَ مِنْ کَلاَمِی إِیَّاهُ بِالْحَبَشَیَّهِ!لاَ تَعْجَبْ،فَمَا خَفِیَ عَلَیْکَ مِنْ أَثَرِ الْإِمَامِ أَعْجَبُ!إِلَی أَنْ قَالَ:

کَذَلِکَ الْعَالِمِ لاَ یَنْقُصُ عِلْمُهُ،وَ لاَ تَنْفَدُ عَجَائِبُهُ (2).

67-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ،عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:قَالَ:قَالَ لِی: أَیْنَ نَزَلْتَ؟فَقُلْتُ لَهُ:نَزَلْتُ أَنَا وَ رَفِیقٌ لِی فِی دَارِ فُلاَنٍ،فَقَالَ:بَادِرُوا حَوِّلُوا ثِیَابَکُمْ،وَ اخْرُجُوا مِنْهَا السَّاعَهَ،قَالَ:فَبَادَرْتُ وَ أَخَذْتُ ثِیَابَنَا وَ خَرَجْنَا،فَلَمَّا صِرْنَا خَارِجاً عَنِ الدَّارِ،اِنْهَدَمَتْ الدَّارُ (3).

68-وَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِیِّ،عَنِ الْوَشَّاءِ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ:لاَ وَ اللَّهِ لاَ یَرَی أَبُو جَعْفَرٍ بَیْتَ اللَّهِ أَبَداً،فَقَدِمْتُ الْکُوفَهَ،فَأَخْبَرْتُ أَصْحَابَنَا،فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ،فَلَمَّا بَلَغَ الْکُوفَهَ قَالَ لِی أَصْحَابُنَا فِی ذَلِکَ،فَقُلْتُ:لاَ وَ اللَّهِ لاَ یَرَی بَیْتَ اللَّهِ أَبَداً إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا نَزَلَ بِئْرَ مَیْمُونٍ أَتَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَجَدْتُهُ فِی الْمِحْرَابِ قَدْ سَجَدَ،فَأَطَالَ السُّجُودَ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ فَقَالَ:اُخْرُجْ فَانْظُرْ مَا یَقُولُ النَّاسُ،فَخَرَجْتُ فَسَمِعْتُ الْوَاعِیَهَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ،فَرَجَعْتُ فَأَخْبَرْتُهُ،فَقَالَ:اَللَّهُ أَکْبَرُ مَا کَانَ لِیَرَی بَیْتَ اللَّهِ أَبَداً (4).

69-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ النُّعْمَانِ،عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ: کَتَبَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.قَالَ عُثْمَانُ:وَ کُنْتُ حَاضِراً بِالْمَدِینَهِ.:تَحَوَّلْ عَنْ مَنْزِلِکَ،فَاغْتَمَّ بِذَلِکَ فَلَمْ یَتَحَوَّلْ،فَعَادَ إِلَیْهِ الرَّسُولُ تَحَوَّلْ عَنْ مَنْزِلِکَ،ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ الثَّالِثَهَ تَحَوَّلْ عَنْ مَنْزِلِکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا کَانَ سَحَرُ تِلْکَ اللَّیْلَهِ خَرَجْنَا إِلَی الْمَسْجِدِ فَجَاءَ فَقَالَ:سَقَطَ وَ اللَّهِ مَنْزِلِی السُّفْلِیُّ وَ الْعُلْوِیُّ (5).

70-وَ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ إِبْرَاهِیمَ بْنَ عَبْدِ الْحَمِیدِ قَالَ لَهُ:إِنِّی أَرَدْتُ أَنْ آتِیَ رَجُلاً مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَشْتَرِیَ مِنْهُ مِنَ

ص:254


1- (1) قرب الإسناد:335،ح 1237.
2- (2) قرب الإسناد:336،ح 1238.
3- (3) قرب الإسناد:336،ح 1239.
4- (4) قرب الإسناد:337،ح 1240.
5- (5) قرب الإسناد:337،ح 1241.

التَّمَّارِ فَقَالَ:وَ قَدْ أَمِنْتُمْ الْجَرَادِ؟إِلَی أَنْ قَالَ:فَمَا مَرَّتْ بِنَا خَامِسَلهً حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ جَرَاداً فَأَکَلَ عَامَّهَ مَا فِی النَّخْلِ (1).

71-وَ عَنْهُ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی قَالَ: وَهَبَ رَجُلٌ جَارِیَهً لاِبْنِهِ فَوَلَدَتْ مِنْهُ أَوْلاَداً فَقَالَتِ الْجَارِیَهُ:قَدْ کَانَ أَبُوکَ وَطِئَنِی قَبْلَ أَنْ یَهَبَنِی لَکَ!فَسُئِلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْهَا؟فَقَالَ:لاَ تُصَدَّقُ إِنَّمَا تَفِرُّ مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ،فَقِیلَ لِلْجَارِیَهِ، فَقَالَتْ:صَدَقَ وَ اللَّهِ مَا هَرَبْتُ إِلاَّ مِنْ سُوءِ خُلُقِهِ (2).

72-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الطَّیَالِسِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ،عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْمَاضِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ،قَالَ: الْإِمَامُ یُخْبِرُ النَّاسَ بِمَا فِی غَدٍ، وَ یُکَلِّمُ النَّاسَ بِکُلِّ لِسَانٍ،ثُمَّ قَالَ:اَلسَّاعَهَ أُعْطِیکَ عَلاَمَهً تَطْمَئِنُّ إِلَیْهَا،فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ فَتَکَلَّمَ بِالْعَرَبِیَّهِ فَأَجَابَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْفَارِسِیَّهِ (3).

وَ رَوَی الْحِمْیَرِیُّ فِی کِتَابِ الدَّلاَئِلِ جُمْلَهً مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ کَمَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

الفصل السابع

و روی الفضل بن الحسن الطبرسی فی کتاب إعلام الوری عن أحمد بن مهران عن محمّد بن علی،عن أبی بصیر مثله.

73-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ،قَالَ: حَمَلَ الرَّشِیدُ فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ ثِیَاباً أَکْرَمَهُ بِهَا،وَ کَانَ فِی جُمْلَتِهَا دُرَّاعَهُ خَزٍّ سَوْدَاءُ مِنْ لِبَاسِ الْمُلُوکِ مُثْقَلَهً بِالذَّهَبِ وَ تَقَدَّمَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ بِحَمْلِ تِلْکَ الثِّیَابِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَضَافَ إِلَیْهَا مَالاً کَانَ أَعَدَّهُ عَلَی رَسْمٍ لَهُ فِیمَا یَحْمِلُهُ إِلَیْهِ مِنْ خُمْسِ مَالِهِ فَلَمَّا وَصَلَ ذَلِکَ الْمَالُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَبِلَ الْمَالَ وَ الثِّیَابَ وَ رَدَّ الدُّرَّاعَهَ عَلَی یَدِ غَیْرِ الرَّسُولِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ،وَ کَتَبَ إِلَیْهِ احْتَفِظْ بِهَا وَ لاَ تُخْرِجْهَا مِنْ یَدِکَ فَسَیَکُونُ لَکَ بِهَا شَأْنٌ تَحْتَاجُ إِلَیْهَا مَعَهُ،فَارْتَابَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ بِرَدِّهَا عَلَیْهِ وَ لَمْ یَدْرِ مَا سَبَبُ ذَلِکَ،فَاحْتَفَظَ بِالدُّرَّاعَهِ فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ تَغَیَّرَ ابْنُ یَقْطِینٍ عَلَی غُلاَمٍ لَهُ کَانَ یَخْتَصُّ بِهِ،فَصَرَفَهُ عَنْ خِدْمَتِهِ فَسَعَی بِهِ إِلَی الرَّشِیدِ،وَ قَالَ:إِنَّهُ یَقُولُ بِإِمَامَهِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ،وَ یَحْمِلُ إِلَیْهِ خُمْسَ مَالِهِ فِی کُلِّ سَنَهٍ،وَ قَدْ حَمَلَ إِلَیْهِ الدُّرَّاعَهَ الَّتِی

ص:255


1- (1) قرب الإسناد:338،ح 1242.
2- (2) قرب الإسناد:306،ح 1199.
3- (3) قرب الإسناد:339،ح 1244.

أَکْرَمَهُ بِهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی وَقْتِ کَذَا وَ کَذَا فَاسْتَشَاطَ الرَّشِیدُ غَضَباً،وَ قَالَ:لَأَکْشِفَنَّ عَنْ هَذِهِ الْحَالِ وَ أَمَرَ بِإِحْضَارِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ فَلَمَّا مَثُلَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ:مَا فَعَلْتَ بِتِلْکَ الدُّرَّاعَهِ الَّتِی کَسَوْتُکَ بِهَا؟فَقَالَ:هِیَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عِنْدِی فِی سَفَطٍ مَخْتُومٍ فِیهِ طِیبٌ،وَ قَدْ احْتَفَظْتُ بِهَا،وَ کُلَّمَا أَصْبَحْتُ فَتَحْتُ السَّفَطَ وَ نَظَرْتُ إِلَیْهَا تَبَرُّکاً بِهَا وَ أُقَبِّلُهَا وَ أَرُدُّهَا إِلَی مَوْضِعِهَا،وَ کُلَّمَا أَمْسَیْتُ صَنَعْتُ مِثْلَ ذَلِکَ فَقَالَ:أَحْضِرْهَا السَّاعَهَ،قَالَ:نَعَمْ،وَ أَنْفَذَ بَعْضَ خَدَمِهِ،وَ قَالَ:اِمْضِ إِلَی الْبَیْتِ الْفُلاَنِیِّ،وَ افْتَحْ الصُّنْدُوقَ،وَ جِئْنِی بِالسَّفَطِ الَّذِی فِیهِ بِخَتْمِهِ فَلَمْ یَلْبَثِ الْغُلاَمُ أَنْ جَاءَ بِالسَّفَطِ مَخْتُوماً وَ وَضَعَ بَیْنَ یَدَیِ الرَّشِیدِ فَفَکَّ خَتْمَهُ وَ نَظَرَ إِلَی الدُّرَّاعَهِ مَطْوِیَّهً مَلْفُوفَهً فِی الطِّیبِ فَسَکَنَ غَضَبُ الرَّشِیدِ،وَ قَالَ:اُرْدُدْهَا إِلَی مَکَانِهَا وَ انْصَرِفْ رَاشِداً فَلَنْ أُصَدِّقَ عَلَیْکَ بَعْدَهَا أَبَداً سَاعِیاً،وَ أَمَرَ لَهُ بِجَائِزَهٍ سَنِیَّهٍ،وَ أَمَرَ بِضَرْبِ السَّاعِی أَلْفَ سَوْطٍ فَضَرَبَ نَحْوَ خَمْسِمِائَهِ سَوْطٍ فَمَاتَ فِی ذَلِکَ (1).

74-قَالَ:وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ،قَالَ: اخْتَلَفَتْ الرِّوَایَهُ بَیْنَ أَصْحَابِنَا فِی مَسْحِ الرِّجْلَیْنِ فِی الْوُضُوءِ أَ هُوَ مِنَ الْأَصَابِعِ إِلَی الْکَعْبَیْنِ أَمْ مِنَ الْکَعْبَیْنِ إِلَی الْأَصَابِعِ؟فَکَتَبَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ أَصْحَابَنَا قَدِ اخْتَلَفُوا فِی مَسْحِ الرِّجْلَیْنِ،فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَکْتُبَ بِخَطِّکَ مَا یَکُونُ عَلَیْهِ عَمَلِی فَعَلْتَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَکَتَبَ إِلَیْهِ فَهِمْتُ مَا ذَکَرْتَ مِنَ الاِخْتِلاَفِ فِی الْوُضُوءِ،وَ الَّذِی آمُرُکَ بِهِ فِی ذَلِکَ أَنْ تَتَمَضْمَضُ ثَلاَثاً،وَ تَسْتَنْشِقَ ثَلاَثاً وَ تَغْسِلَ وَجْهَکَ ثَلاَثاً وَ تُخَلِّلَ لِحْیَتَکَ،وَ تَمْسَحَ رَأْسَکَ کُلَّهُ وَ تَمْسَحَ ظَاهِرَ أُذُنَیْکَ وَ بَاطِنَهُمَا،وَ تَغْسِلَ رِجْلَیْکَ إِلَی الْکَعْبَیْنِ ثَلاَثاً،وَ لاَ تُخَالِفَ ذَلِکَ إِلَی غَیْرِهِ،فَلَمَّا وَصَلَ الْکِتَابُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ،تَعَجَّبَ مِمَّا رَسَمَ لَهُ فِیهِ مِمَّا جَمِیعُ الْعِصَابَهِ عَلَی خِلاَفِهِ ثُمَّ قَالَ:مَوْلاَیَ أَعْلَمُ بِمَا قَالَ!وَ أَنَا مُمْتَثِلٌ أَمْرَهُ فَکَانَ یَعْمَلُ فِی وُضُوئِهِ عَلَی هَذِهِ، قَالَ:وَ سُعِیَ بِعَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ إِلَی الرَّشِیدِ،وَ قِیلَ إِنَّهُ رَافِضِیٌّ مُخَالِفٌ لَکَ،فَقَالَ الرَّشِیدُ لِبَعْضِ خَاصَّتِهِ قَدْ کَثُرَ الْقَوْلُ عِنْدِی فِی عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ وَ مَیْلِهِ إِلَی الرَّفْضِ،وَ قَدْ امْتَحَنْتُهُ مِرَاراً،فَمَا ظَهْرُتْ مِنْهُ عَلَی مَا یُقْرَفُ بِهِ،فَقِیلَ لَهُ:إِنَّ الرَّافِضَهَ تُخَالِفُ فِی الْوُضُوءِ فَتُخَفِّفُهُ وَ لاَ تَغْسِلُ الرِّجْلَیْنِ،فَامْتَحِنْهُ مِنْ حَیْثُ لاَ یَعْلَمُ بِالْوُقُوفِ عَلَی وُضُوئِهِ،فَتَرَکَهُ مُدَّهً وَ نَاطَهُ بِشَیْ ءٍ مِنْ شُغُلِهِ فِی الدَّارِ حَتَّی دَخَلَ وَقْتُ الصَّلاَهِ،وَ کَانَ عَلِیٌّ یَخْلُو فِی حُجْرَهٍ مِنَ الدَّارِ لِوُضُوئِهِ وَ صَلاَتِهِ،فَلَمَّا دَخَلَ وَقْتُ الصَّلاَهِ وَقَفَ

ص:256


1- (1) إعلام الوری:ج 20/2.

الرَّشِیدُ مِنْ وَرَاءِ حَائِطِ الْحُجْرَهِ بِحَیْثُ یَرَی عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ،وَ لاَ یَرَاهُ هُوَ فَدَعَا بِالْمَاءِ وَ تَوَضَّأَ عَلَی مَا أَمَرَهُ الْإِمَامُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَلَمْ یَمْلِکِ الرَّشِیدُ نَفْسَهُ حَتَّی أَشْرَفَ عَلَیْهِ بِحَیْثُ یَرَاهُ،ثُمَّ نَادَاهُ:کَذَبَ یَا عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ مَنْ زَعَمَ أَنَّکَ مِنَ الرَّافِضَهِ،وَ صَلَحَتْ حَالُهُ عِنْدَهُ،وَ وَرَدَ کِتَابُ أَبِی الْحَسَنِ:اِبْتِدَاءً مِنَ الْآنَ یَا عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ تَوَضَّأْ کَمَا أَمَرَ اللَّهِ، اغْسِلْ وَجْهَکَ مَرَّهً فَرِیضَهً وَ أُخْرَی إِسْبَاغاً وَ اغْسِلْ یَدَیْکَ مِنَ الْمِرْفَقَیْنِ کَذَلِکَ،وَ امْسَحْ بِمُقَدَّمِ رَأْسِکَ وَ ظَاهِرِ قَدَمَیْکَ مِنْ فَضْلِ نَدَاوَهِ وَضُوئِکَ،فَقَدْ زَالَ مَا کُنْتُ أَخَافُهُ عَلَیْکَ وَ السَّلاَمُ (1).

وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ،وَ الَّذِی قَبْلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِیسَ وَ الَّذِی قَبْلَهُمَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ.

وَ رَوَی الْأَحَادِیثَ الثَّلاَثَهَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ .

75-قَالَ الطَّبْرِسِیُّ:وَ رَوَی الْحَسَنُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ أَبِی عُثْمَانَ،عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ:یَا فُلاَنُ أَنْتَ تَمُوتُ إِلَی شَهْرٍ،قَالَ:فَأَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی کَأَنَّهُ یَعْلَمُ آجَالَ شِیعَتِهِ،فَقَالَ لِی:یَا إِسْحَاقُ تَمُوتُ إِلَی سَنَتَیْنِ وَ یَتَشَتَّتُ مَالُکَ وَ عِیَالُکَ وَ أَهْلُ بَیْتِکَ وَ یُفْلِسُونَ إِفْلاَساً شَدِیداً،قَالَ:فَکَانَ کَمَا قَالَ (2).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ إِسْحَاقَ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَحْوَهُ .

76-قَالَ:وَ رَوَی عَمَّارٌ السَّابَاطِیُّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: آخِرُ دَوْلَهِ بَنِی الْعَبَّاسِ ضِرَامٌ مُؤَجَّجٌ تَلْتَهِبُ فَإِنَّ الْمُتَوَقِّی لَهُمْ فَائِزٌ (3).

الفصل الثامن

و روی قطب الدین سعید بن هبه اللّه الراوندی فی کتاب الخرائج و الجرائح جمله من المعجزات السابقه منها:کلامه بکل لغه،و منها:قوله لهشام بن سالم:لا إلی الزیدیه و لا إلی المعتزله إلی آخره،و منها:قصه خلعه الرشید علی علیّ بن یقطین،و منها ما کتب به إلیه من أمر الوضوء،و منها:أمر الشجره بالإتیان إلیه فأتت و منها:ابتداؤه بجواب الذی أراد السؤال عن أبی الخطاب و منها:إخباره بقدوم الجاریه و شرائها و ولادتها الرضا علیه السّلام و غیر ذلک.

ص:257


1- (1) إعلام الوری:ج 21/2.و فی نسخه ثانیه:محمد بن المفضل بدل:الفضل.
2- (2) إعلام الوری:ج 23/2.
3- (3) إعلام الوری:ج 280/2.

77-وَ رَوَی فِیهِ أَیْضاً عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قَالَ أَبِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِعَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ مُبْتَدِئاً: تَلْقَی رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الْمَغْرِبِ یَسْأَلُکَ عَنِّی،فَقُلْ لَهُ:هُوَ الْإِمَامُ الَّذِی قَالَ لَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَإِذَا سَأَلَکَ عَنِ الْحَلاَلِ وَ الْحَرَامِ فَأَجِبْهُ،قَالَ:فَمَا عَلاَمَتُهُ؟قَالَ:رَجُلٌ جَسِیمٌ طَوِیلٌ اسْمُهُ یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ وَ هُوَ رَائِدُ قَوْمِهِ،وَ إِنْ أَرَادَ الدُّخُولَ عَلَیَّ فَأَحْضِرْهُ عِنْدِی ثُمَّ ذَکَرَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ أَنَّهُ رَأَی الرَّجُلَ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:

فَالْتَمَسَ مِنِّی الْوُصُولَ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَوْصَلْتُهُ إِلَیْهِ،فَلَمَّا رَآهُ قَالَ:یَا یَعْقُوبَ بْنَ یَزِیدَ قَدِمْتَ أَمْسِ وَ وَقَعَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ أَخِیکَ خُصُومَهٌ فِی مَوْضِعِ کَذَا حَتَّی تَشَاتَمْتُمَا وَ لَیْسَ هَذَا مِنْ دِینِی وَ لاَ دَیْنِ آبَائِی،وَ لاَ نَأْمُرُ بِهَذَا أَحَداً!فَاتَّقِ اللَّهِ فَإِنَّکُمَا سَتَفْتَرِقَانِ عَنْ قَرِیبٍ بِمَوْتٍ،فَأَمَّا أَخُوکَ فَیَمُوتُ فِی سَفْرَتِهِ هَذِهِ قَبْلَ أَنْ یَصِلَ إِلَی أَهْلِهِ،وَ تَنْدَمُ أَنْتَ عَلَی مَا کَانَ مِنْکَ إِلَیْهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:قَدْ کَانَ حَضَرَ أَجَلُکَ فَوَصَلْتَ عَمَّتَکَ بِمَا وَصَلْتَهَا فِی مَنْزِلِ کَذَا وَ کَذَا،فَفَسَحَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَجَلِکَ عِشْرِینَ سَنَهً قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ:وَ لَقِیتُ الرَّجُلَ مِنْ قَابِلٍ بِمَکَّهَ فَأَخْبَرَنِی أَنَّ أَخَاهُ تُوُفِّیَ وَ دَفَنَهُ فِی الطَّرِیقِ قَبْلَ أَنْ یَصِلَ إِلَی أَهْلِهِ (1).

78-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ الْمُفَضَّلَ بْنَ عُمَرَ قَالَ: لَمَّا قَضَی الصَّادِقُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَتْ وَصِیَّتُهُ فِی الْإِمَامَهِ لِمُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَادَّعَی أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ الْإِمَامَهَ وَ کَانَ أَکْبَرَ وُلْدِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی ذَلِکَ الْوَقْتِ،وَ هُوَ الْمَعْرُوفُ بِالْأَفْطَحِ فَأَمَرَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِجَمْعٍ حَطَبٍ کَثِیرٍ فِی وَسَطِ دَارِهِ فَأَرْسَلَ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ یَسْأَلُهُ الْمَصِیرَ إِلَیْهِ،فَلَمَّا صَارَ عِنْدَهُ مَعَ جَمَاعَهٍ مِنْ وُجُوهِ الْإِمَامِیَّهِ فَلَمَّا جَلَسَ إِلَیْهِ أَخُوهُ عَبْدُ اللَّهِ أَمَرَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ تُضْرَمَ النَّارُ فِی ذَلِکَ الْحَطَبَ فَأُضْرِمَتْ،وَ لاَ یَعْلَمُ النَّاسُ مَا سَبَبُ ذَلِکَ؟حَتَّی صَارَ الْحَطَبُ کُلُّهُ جَمْراً،ثُمَّ قَامَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ جَلَسَ بِثِیَابِهِ فِی وَسَطِ النَّارِ وَ أَقْبَلَ یُحَدِّثُ النَّاسَ سَاعَهً،ثُمَّ قَامَ فَنَفَضَ ثِیَابَهُ وَ رَجَعَ إِلَی الْمَجْلِسِ فَقَالَ لِأَخِیهِ عَبْدِ اللَّهِ:إِنْ کُنْتَ تَزْعُمُ أَنَّکَ الْإِمَامُ بَعْدَ أَبِیکَ فَاجْلِسْ فِی ذَلِکَ الْمَجْلِسِ قَالُوا:فَرَأَیْنَا عَبْدَ اللَّهِ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ،ثُمَّ قَامَ یَجُرُّ رِدَاءَهُ حَتَّی خَرَجَ مِنْ دَارِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

79-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ مَنْصُورٍ قَالَ:سَمِعْتُ أَبِی یَقُولُ:

سَمِعْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: نَاعِیاً إِلَی رَجُلٍ مِنَ الشِّیعَهِ نَفْسَهُ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:وَ إِنَّهُ لَیَعْلَمُ مَتَی یَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْ شِیعَتِهِ؟فَالْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ:اِصْنَعْ مَا أَنْتَ

ص:258


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 308/1،ح 1.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 309/1،ح 2.

صَانِعٌ فَإِنَّ عُمُرَکَ قَدْ بَقِیَ مِنْهُ دُونَ سَنَتَیْنِ،وَ کَذَلِکَ أَخُوکَ لاَ یَلْبَثُ بَعْدَکَ إِلاَّ شَهْراً وَاحِداً حَتَّی یَمُوتَ.وَ کَذَلِکَ عَامَّهُ أَهْلِکَ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّ مَا أَخْبَرَ بِهِ وَقَعَ کَمَا قَالَ (1).

80-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ وَاضِحٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:قَالَ أَبِی لِلْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلاَ: اشْتَرِ لِی جَارِیَهً نُوبِیَّهً،فَقَالَ الْحُسَیْنُ:أَعْرِفُ وَ اللَّهِ جَارِیَهً نُوبِیَّهً نَفِیسَهً أَحْسَنَ مَا رَأَیْتُ مِنْ النُّوبَهِ لَوْ لاَ خَصْلَهٌ لَکَانَتْ مِنْ شَأْنِکَ،قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ مَا تِلْکَ الْخَصْلَهُ؟قَالَ:لاَ تَعْرِفُ کَلاَمَکَ،وَ لاَ أَنْتَ تَعْرِفُ کَلاَمَهَا،فَتَبَسَّمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ:

اذْهَبْ حَتَّی تَشْتَرِیَهَا،فَلَمَّا دَخَلَتْ بِهَا عَلَیْهِ،قَالَ لَهَا بِلُغَتِهَا:مَا اسْمُکِ؟قَالَتْ:

مُؤنِسَهٌ،فَقَالَ:أَنْتِ مُؤنِسَهُ قَدْ کَانَ لَکِ اسْمٌ غَیْرُ هَذَا وَ قَدْ کَانَ اسْمُکِ قَبْلَ هَذَا حَبِیبَهَ؟ قَالَتْ:صَدَقْتَ«اَلْحَدِیثَ» (2).

و فیه أنه أخبر بولاده غلام فکان کما قال.

81-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ(ابْنِ أَبِی حَمْزَهَ ظ)قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ ثَلاَثُونَ غُلاَماً مِنَ الْمَمْلُوکَهِ قَدْ اشْتُرُوا لَهُ،فَتَکَلَّمَ غُلاَمٌ مِنْهُمْ فَأَجَابَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِلُغَتِهِ«اَلْحَدِیثَ» (3).

و فیه أنه کلّم الجمیع بلغاتهم،و أن بعضهم کان یقول لبعض:هو أفصح منا بلغاتنا.

أقول:وجه الإعجاز أنه ما کان أحد یظن أنه یعرف تلک اللغات،و لا کان أحد یعرفها کلها غیره.

82-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ: أَخَذَ بِیَدِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ یَوْماً فَخَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی الصَّحْرَاءِ،فَإِذَا نَحْنُ بِرَجُلٍ مَغْرِبِیٍّ عَلَی الطَّرِیقِ یَبْکِی وَ بَیْنَ یَدَیْهِ حِمَارٌ مَیِّتٌ وَ رَحْلُهُ مَطْرُوحٌ،فَقَالَ لَهُ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا شَأْنُکَ؟قَالَ:کُنْتُ مَعَ رُفَقَائِی نُرِیدُ الْحَجَّ فَمَاتَ حِمَارِی هَاهُنَا وَ بَقِیتُ وَحْدِی،وَ مَضَی أَصْحَابِی وَ أَنَا مُتَحَیِّرٌ لَیْسَ لِی شَیْ ءٌ أَحْمِلُ عَلَیْهِ!فَقَالَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَعَلَّهُ لَمْ یَمُتْ، قَالَ:مَا تَرْحَمُنِی حَتَّی تَلْهُوَ بِی بِاسْتِهْزَاءٍ،فَدَنَا مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الْحِمَارِ وَ تَکَلَّمَ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ،وَ أَخَذَ قَضِیباً کَانَ مَطْرُوحاً فَضَرَبَهُ بِهِ وَ صَاحَ عَلَیْهِ،فَوَثَبَ الْحِمَارُ سَلِیماً«اَلْحَدِیثَ» (4).

ص:259


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 310/1،ح 3.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 310/1،ح 4.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 312/1،ح 5.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 314/1،ح 6.

83-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ الْمُعَلَّی بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ بَکَّارٍ الْقُمِّیِّ،قَالَ: حَجَجْتُ أَرْبَعِینَ حِجَّهً،وَ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً یَقُولُ فِیهِ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُ:اُخْرُجْ السَّاعَهَ حَتَّی تَصِیرَ إِلَی فَیْدَ فَإِنَّکَ تُوَافِی قَوْماً یَخْرُجُونَ إِلَی الْکُوفَهِ،وَ خُذْ هَذَا الْکِتَابَ فَادْفَعْهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ قَالَ:فَانْطَلَقْتُ فَوَ اللَّهِ مَا تَلَقَّانِی خَلْقٌ حَتَّی صِرْتُ إِلَی فَیْدَ فَإِذَا قَوْمٌ قَدْ تَهَیَّئُوا لِلْخُرُوجِ إِلَی الْکُوفَهِ مِنَ الْغَدِ، فَاشْتَرَیْتُ بَعِیراً وَ صَحِبْتُهُمْ فَدَخَلْتُهَا لَیْلاً إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَتَیْتُ مَنْزِلِی فَأُخِبْرُتُ أَنَّ اللُّصُوصَ دَخَلُوا حَانُوتِی قَبْلَ قُدُومِی بِأَیَّامٍ،فَلَمَّا أَنْ أَصْبَحْتُ صَلَّیْتُ الْفَجْرَ فَإِذَا أَنَا بِقَارِعٍ یَقْرَعُ عَلَیَّ الْبَابَ،فَخَرَجْتُ فَإِذَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ فَقَالَ:هَاتِ کِتَابَ سَیِّدِی فَأَخْرَجْتُ الْکِتَابَ وَ سَلَّمْتُهُ إِلَیْهِ فَفَضَّهُ وَ قَرَأَهُ ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ:یَا بَکَّارُ دَخَلَ عَلَیْکَ اللُّصُوصُ قُلْتُ نَعَمْ قَالَ:إِنَّ اللَّهَ قَدْ رَدَّهُ عَلَیْکَ!قَدْ أَمَرَنِی مَوْلاَیَ وَ مَوْلاَکَ أَنْ أُخْلِفَ عَلَیْکَ مَا ذَهَبَ مِنْکَ وَ أَخْرَجَ صُرَّهً فِیهَا أَرْبَعُونَ دِینَاراً فَدَفَعَهَا إِلَیَّ،قَالَ:

فَقَوَّمْتُ مَا ذَهَبَ مِنِّی فَإِذَا قِیمَتُهُ أَرْبَعُونَ دِینَاراً،فَقَرَأَ عَلَیَّ الْکِتَابَ وَ فِیهِ:اِدْفَعْ إِلَی بَکَّارٍ قِیمَهَ مَا ذَهَبَ مِنْ حَانُوتِهِ وَ هُوَ أَرْبَعُونَ دِینَاراً (1).

84-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ إِسْحَاقَ بْنَ عَمَّارٍ قَالَ: لَمَّا حَبَسَ هَارُونُ الرَّشِیدُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّ رَجُلاً کَانَ مُوَکَّلاً بِهِ فِی الْحَبْسِ فَقَالَ لَهُ:إِنَّ نَوْبَتِی قَدِ انْقَضَتْ وَ أَنَا عَلَی الاِنْصِرَافِ،فَإِذَا کَانَ لَکَ حَاجَهٌ فَأْمُرْنِی بِهَا حَتَّی آتِیَکَ بِهَا، فَقَالَ:مَا لِی حَاجَهٌ،فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا أَعْجَبَ هَذَا یَسْأَلُنِی أَنْ أُکَلِّفَهُ حَاجَهً مِنْ حَوَائِجِی وَ هُوَ مَیِّتٌ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ.وَ فِیهِ أَنَّهُمْ أَرْسَلُوا رَجُلاً مَعَهُ یَأْتِی بِخَبَرِهِ فَأَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ مَاتَ فِی تِلْکَ اللَّیْلَهِ فَجْأَهً مِنْ غَیْرِ عِلَّهٍ (2).

85-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رَوَاهُ دَاوُدُ الرَّقِّیُّ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ رَجُلٌ مِنْ خُرَاسَانَ یَقُولُ فِیهِ: رَأَیْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَرَأَیْنَا غَرَائِبَ دَلاَئِلِهِ أَدَباً وَ عِلْماً وَ مَنْطِقاً،فَقَالَ لِیَ:اِحْمِلْ مَا مَعَکَ،فَحَمَلْتُهُ إِلَی حَضْرَتِهِ،فَأَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی کِیسٍ فِیهِ دَرَاهِمُ امْرَأَهٍ،فَقَالَ لِی:اِفْتَحْهُ،فَفَتَحْتُهُ،فَقَالَ لِی:قَلِّبْهُ فَقَلَبْتُهُ فَظَهَرَ دِرْهَمٌ، ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِمَا قَالَتِ الْمَرْأَهُ وَ قَالَ لَهُ:أَ لَمْ یَقُلْ لَکَ أَبُو حَمْزَهَ الثُّمَالِیُّ کَذَا وَ کَذَا؟ قَالَ:بَلَی وَ فِی آخِرِ الْحَدِیثِ أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمْ یَقْبَلْ إِلاَّ دَرَاهِمَ الْمَرْأَهِ،فَلَمَّا رَجَعَ الْخُرَاسَانِیُّ وَجَدَ بَاقِیَ أَصْحَابِ الدَّرَاهِمِ صَارُوا فَطَحِیَّهً وَ وَجَدَ الْمَرْأَهَ عَلَی اعْتِقَادِهَا

ص:260


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 321/1،ح 13.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 322/1،ح 14.

الصَّحِیحِ،وَ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَیْهَا قِیمَهَ کَفَنٍ فَمَاتَتْ بَعْدَ ثَلاَثَهِ أَیَّامٍ (1).

86-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ الْبَطَائِنِیِّ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: مَضْمُونُهُ أَنَّهُ کَانَ رَاکِباً عَلَی بَغْلَهٍ وَ قَدْ خَرَجَ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی ضَیْعَهٍ فَاعْتَرَضَهُ أَسَدٌ فَجَعَلَ الْأَسَدُ یَتَذَلَّلُ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ یُهَمْهِمُ،فَوَقَفَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَضَعَ الْأَسَدُ یَدَهُ عَلَی کِفْلِ بَغْلَتِهِ،ثُمَّ تَنَحَّی الْأَسَدُ،فَحَوَّلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَجْهَهُ إِلَی الْقِبْلَهِ ثُمَّ دَعَا وَ أَوْمَی إِلَی الْأَسَدِ فَانْصَرَفَ،قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:

مَا شَأْنُ هَذَا الْأَسَدِ؟فَقَالَ:إِنَّهُ خَرَجَ إِلَیَّ یَشْکُو عُسْرَ الْوِلاَدَهِ عَلَی لَبْوَتِهِ وَ سَأَلَنِی أَنْ أَسْأَلَ اللَّهَ أَنْ یُفَرِّجَ عَنْهَا (2).

وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ .

87-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَخْرَسَ یَذْکُرُ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِسُوءٍ،فَاشْتَرَیْتُ سِکِّیناً وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی:وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ إِذَا خَرَجَ مِنَ الْمَسْجِدِ،فَأَقَمْتُ عَلَی ذَلِکَ وَ جَلَسْتُ فَمَا شَعَرْتُ إِلاَّ بِرُقْعَهِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِیهَا مَکْتُوبٌ:بِحَقِّی إِلاَّ مَا کَفَفْتَ عَنِ الْأَخْرَسِ،وَ إِنَّ اللَّهَ یُغْنِی عَنِّی وَ هُوَ حَسْبِی،فَمَا بَقِیَ أَیَّاماً إِلاَّ وَ مَاتَ (3).

88-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنْ مُعَتِّبٍ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

فِیهِ:أَنَّهُ تَکَلَّمَ مَعَ خَمْسَهِ غِلْمَانٍ بِخَمْسَهِ أَلْسُنِ مُخْتَلِفَهٍ (4).

89-قَالَ: وَ إِنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَعَا عَلِیَّ بْنَ إِسْمَاعِیلَ ابْنَ أَخیِهِ، فَقَالَ:إِنَّ هَارُونَ یَدْعُوکَ فَلاَ تَخْرُجُ إِلَیْهِ،إِلَی أَنْ قَالَ:اِتَّقِ اللَّهَ،وَ لاَ تُیْتِمْ أَوْلاَدِی، وَ أَمَرَ لَهُ بِثَلاَثِمِائَهِ دِرْهَمٍ،فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ:وَ اللَّهِ لَیَسْعَیَنَّ فِی دَمِی«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّهُ کَانَ کَمَا قَالَ وَ أَنَّهُ دَعَا عَلَیْهِ فَاسْتُجِیبَ لَهُ فِیهِ (5).

90-قَالَ: وَ کَانَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَحْبُوساً بِبَغْدَادَ عِنْدَ شَرِّ النَّاسِ مِنْ مَوَالِی بَنِی الْعَبَّاسِ فَطَرَحَهُ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی فِیهِ السِّبَاعُ الْجِیَاعُ،فَلَمَّا أَصْبَحُوا وَ لَمْ یَشُکُّوا أَنَّهُ لَمْ یَبْقَ مِنْ مُوسَی إِلاَّ الْعِظَامُ وَجَدُوهُ قَائِماً یُصَلِّی،وَ السِّبَاعُ حَوْلَهُ کَالسَّنَانِیرِ (6).

ص:261


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 330/1،ح 22.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 649/2،ح 1.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 651/2،ح 3.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 742/2 ح 59.
5- (5) الخرائج و الجرائح:ج 945/2.
6- (6) الخرائج و الجرائح:ج 941/2.

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ بَعْضَ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الرَّاوَنْدِیِّ .

الفصل التاسع

91-وَ رَوَی رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنْ أَحْمَدَ الْبَزَّازِ قَالَ: إِنَّ الرَّشِیدَ لَمَّا أَحْضَرَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی بَغْدَادَ وَ فَکَّرَ فِی قَتْلِهِ، فَلَمَّا کَانَ قَبْلَ قَتْلِهِ بِیَوْمَیْنِ،قَالَ لِلْمُسَیَّبِ،.وَ کَانَ مِنَ الْحَرَسِ عَلَیْهِ لَکِنَّهُ کَانَ مِنْ أَوْلِیَائِهِ.وَ کَانَ الرَّشِیدُ قَدْ سَلَّمَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی السِّنْدِیِّ بْنِ شَاهَکَ،وَ أَمَرَهُ أَنْ یُقَیِّدَهُ بِثَلاَثِ قُیُودٍ مِنَ الْحَدِیدِ وَزْنُهَا ثَلاَثُونَ رِطْلاً،قَالَ:فَاسْتَدْعَی الْمُسَیَّبَ نِصْفَ اللَّیْلِ، وَ قَالَ:إِنِّی ظَاعِنٌ عَنْکَ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ إِلَی الْمَدِینَهِ لِأَعْهَدَ إِلَی مَنْ بِهَا عَهْداً یَعْمَلُ بِهِ بَعْدِی فَقَالَ الْمُسَیَّبُ یَا مَوْلاَیَ کَیْفَ أَفْتَحُ لَکَ الْأَبْوَابَ وَ الْحَرَسُ قِیَامٌ؟فَقَالَ:مَا عَلَیْکَ!ثُمَّ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی الْقُصُورِ الْمُشَیَّدَهِ وَ الْأَبْنِیَهِ الْعَالِیَهِ،وَ الدُّورِ الْمُرْتَفِعَهِ،فَصَارَتْ أَرْضاً،ثُمَّ قَالَ لِی:یَا مُسَیَّبُ کُنْ عَلَی هَیْئَتِکَ فَإِنِّی رَاجِعٌ إِلَیْکَ بَعْدَ سَاعَهٍ فَقُلْتُ:یَا مَوْلاَیَ أَ لاَ أَقْطَعُ لَکَ الْحَدِیدَ؟!قَالَ:فَنَفَضَهُ فَإِذَا هُوَ مُلْقًی،قَالَ:ثُمَّ خَطَا خُطْوَهٍ فَغَابَ عَنْ عَیْنِی،ثُمَّ ارْتَفَعَ الْبُنْیَانُ کَمَا کَانَ،قَالَ الْمُسَیَّبُ:فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً عَلَی قَدَمَیَّ حَتَّی رَأَیْتُ الْأَبْنِیَهَ وَ الْجُدْرَانَ قَدْ خَرَّتْ سَاجِدَهً إِلَی الْأَرْضِ،وَ إِذَا سَیِّدِی قَدْ أَقْبَلَ وَ دَخَلَ إِلَی مَجْلِسِهِ وَ أَعَادَ الْحَدِیدَ إِلَیْهِ«اَلْحَدِیثَ» (1).

أقول:قد تقدم هذا فی حدیث طویل،و وجه الإعاده ما فیه من الزیاده.

92-قَالَ:وَ مِنْ ذَلِکَ مَا رَوَاهُ الْمُسَیَّبُ: أَنَّ الرَّشِیدَ لَمَّا أَرَادَ قَتْلَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَرْسَلَ إِلَی عُمَّالِهِ فِی الْأَطْرَافِ،فَقَالَ:اِلْتَمِسُوا لِی قَوْماً لاَ یَعْرِفُونَ اللَّهَ أَسْتَعِینُ بِهِمْ فِی مُهِمٍّ لِی،فَأَرْسَلُوا إِلَیْهِ قَوْماً وَ یُقَالُ لَهُمْ الْعَبَدَهُ فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَیْهِ وَ کَانُوا خَمْسِینَ رَجُلاً، أَنْزَلَهُمْ فِی بَیْتٍ مِنْ بُیُوتِ دَارِهِ قُرْبَ الْمَطْبَخِ،ثُمَّ حَمَلَ إِلَیْهِمْ الْمَالَ وَ الثِّیَابَ وَ الْجَوَاهِرَ،وَ الْأَشْرِبَهَ وَ الْخَدَمَ،ثُمَّ اسْتَدْعَاهُمْ،وَ قَالَ:مَنْ رَبُّکُمْ؟فَقَالُوا:مَا نَعْرِفُ رَبّاً وَ مَا سَمِعْنَا بِهَذِهِ الْکَلِمَهِ فَخَلَعَ عَلَیْهِمْ،ثُمَّ قَالَ لِلتَّرْجُمَان:قُلْ لَهُمْ:إِنَّ لِی عَدُوّاً فِی هَذِهِ الْحُجْرَهِ فَادْخُلُوا عَلَیْهِ،وَ قَطِّعُوهُ،فَدَخَلُوا بِأَسْلِحَتِهِمْ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ الرَّشِیدُ یَنْظُرُ مَا ذَا یَفْعَلُونَ،فَلَمَّا رَأَوْهُ رَمَوْا أَسْلِحَتَهُمْ وَ خَرُّوا لَهُ سُجَّداً، فَجَعَلَ مُوسَی یَمُرُّ بِیَدِهِ عَلَی رُءُوسِهِمْ وَ هُمْ یَبْکُونَ وَ هُوَ یُخَاطِبُهُمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ،فَلَمَّا رَأَی

ص:262


1- (1) مدینه المعاجز:ج 383/6 ح 128/2058.

الرَّشِیدُ ذَلِکَ غُشِیَ عَلَیْهِ وَ صَاحَ بِالتَّرْجُمَانِ أَخْرِجْهُمْ،فَأَخْرَجَهُمْ یَمْشُونَ الْقَهْقَرَی إِجْلاَلاً لِمُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ رَکِبُوا خُیُولَهُمْ وَ أَخَذُوا الْأَمْوَالَ وَ مَضَوْا (1).

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ بَعْضَ الْأَحَادِیثِ مِنْ کِتَابِ الرَّاوَنْدِیِّ .

الفصل العاشر

93-وَ رَوَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ فِی الْمَزَارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الزَّیَّاتِ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ قُطْرُبٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَرَّ بِهِ ابْنُهُ وَ هُوَ شَابٌّ حَدَثٌ وَ بَنُوهُ مُجْتَمِعُونَ عِنْدَهُ،فَقَالَ:إِنَّ ابْنِی هَذَا یَمُوتُ فِی أَرْضِ غُرْبَهٍ،فَمَنْ زَارَهُ مُسَلِّماً لِأَمْرِهِ عَارِفاً بِحَقِّهِ کَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ کَشُهَدَاءِ بَدْرٍ (2).

الفصل الحادی عشر

94-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَتَی بِامْرَأَهٍ قَدْ صَارَ وَجْهُهَا قَفَاهَا،فَوَضَعَ یَدَهُ الْیُمْنَی فِی جَبِینِهَا وَ یَدَهُ الْیُسْرَی مِنْ خَلْفِ ذَلِکَ،ثُمَّ عَصَرَ وَجْهَهَا مِنَ الْیَمِینِ،ثُمَّ قَالَ:إِنَّ اللَّهَ لاَ یُغَیِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّی یُغَیِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ،فَرَجَعَ وَجْهُهَا،فَقَالَ:اِحْذَرِی أَنْ تَفْعَلِی کَمَا فَعَلْتِ،قَالُوا:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ مَا فَعَلْتُ؟فَقَالَ:ذَلِکَ مَسْتُورٌ إِلاَّ أَنْ تَتَکَلَّمَ بِهِ،فَاسْأَلُوهَا؟فَقَالَتْ کَانَتْ لِی ضَرَّهٌ فَقُمْتُ أُصَلِّی فَظَنَنْتُ أَنَّ زَوْجِی مَعَهَا، فَالْتَفَتُّ إِلَیْهَا فَرَأَیْتُهَا قَاعِدَهً وَ لَیْسَ هُوَ مَعَهَا،فَرَجَعَ وَجْهُهَا کَمَا کَانَ (3).

الفصل الثانی عشر

95-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْإِرْبِلِیُّ فِی کِتَابِ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ مَطَالِبِ السَّئُولِ لاِبْنِ طَلْحَهَ الشَّافِعِیِّ،وَ رَأَیْتُهُ أَیْضاً أَنَا فِی کِتَابِ ابْنِ طَلْحَهَ،وَ حَکَی عَلِیِّ بْنُ عِیسَی بَعْدَ نَقْلِهِ:أَنَّ جَمَاعَهً مِنْ أَرْبَابِ التَّأْلِیفِ وَ الْمُحَدِّثِینَ ذَکَرُوهُ مِنْهُمْ الشَّیْخُ ابْنُ الْجَوْزِیِّ فِی کِتَابِیَهْ إِثَارَهِ الْعَزْمِ السَّاکِنِ إِلَی أَشْرَفِ الْأَمَاکِنِ وَ کِتَابِ صِفَهِ الصَّفْوَهِ، قَالَ:وَ ذَکَرَهُ الْحَافِظُ عَبْدُ الْعَزِیزِ بْنُ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِیُّ،قَالَ:وَ حَکَی لِی بَعْضُ الْأَصْحَابِ أَنَّ الْقَاضِیَ ابْنَ خَلاَّدٍ الرَّامْهُزِیَّ ذَکَرَهُ فِی کِتَابِهِ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ وَ صُورَهُ

ص:263


1- (1) شرح الزّیاره الجامعه:186.
2- (2) المزار:507 ح[790]5.
3- (3) تفسیر العیّاشیّ:ج 205/2،ح 18.

الْحَدِیثَ فِی کِتَابِ ابْنِ طَلْحَهَ قَالَ خُشْنَامُ بْنُ حَاتِمٍ الْأَصَمُّ قَالَ أَبِی:قَالَ لِی شَقِیقٌ الْبَلْخِیُّ: خَرَجْتُ حَاجّاً فِی سَنَهِ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَهٍ فَنَزَلْتُ الْقَادِسِیَّهَ فَبَیْنَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَی النَّاسِ فِی زِینَتِهِمْ وَ کَثْرَتِهِمْ فَنَظَرْتُ إِلَی فَتًی حَسَنِ الْوَجْهِ شَدِیدِ السُّمْرَهِ ضَعِیفٍ فَوْقَ ثِیَابِهِ ثَوْبٌ مِنْ صُوفٍ مُشْتَمِلٍ بِشَمْلَهٍ فِی رِجْلَیْهِ نَعْلاَنِ،وَ قَدْ جَلَسَ مُنْفَرِداً،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا الْفَتَی مِنَ الصُّوفِیَّهِ یُرِیدُ أَنْ یَکُونُ کَلاًّ عَلَی النَّاسِ فِی طَرِیقِهِمْ،وَ اللَّهِ لَأَمْضِیَنَّ إِلَیْهِ وَ لَأُوَبِّخَنَّهُ،فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَلَمَّا رَآنِی مُقْبِلاً،قَالَ:یَا شَقِیقُ اِجْتَنِبُوا کَثِیراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ثُمَّ تَرَکَنِی وَ مَضَی،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ عَظِیمٌ قَدْ تَکَلَّمَ بِمَا فِی نَفْسِی،وَ نَطَقَ بِاسْمِی!وَ مَا هَذَا إِلاَّ عَبْدٌ صَالِحٌ،لَأَلْحَقَنَّهُ وَ لَأَسْأَلَنَّهُ أَنْ یُحَلِّلَنِی،فَأَسْرَعْتُ فِی أَثَرِهِ فَلَمْ أَلْحَقْهُ وَ غَابَ عَنْ عَیْنِی،فَلَمَّا نَزَلْنَا وَاقِصَهَ فَإِذَا بِهِ یُصَلِّی وَ أَعْضَاؤُهُ تَضْطَرِبُ،وَ دُمُوعُهُ تَجْرِی،فَقُلْتُ:هَذَا صَاحِبِی أَمْضِی إِلَیْهِ وَ أَسْتَحِلُّهُ فَصَبَرْتُ حَتَّی جَلَسَ وَ أَقْبَلْتُ نَحْوَهُ فَلَمَّا رَآنِی مُقْبِلاً قَالَ:یَا شَقِیقُ اتْلُ وَ إِنِّی لَغَفّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی ثُمَّ تَرَکَنِی وَ مَضَی فَقُلْتُ:إِنَّ هَذَا الْفَتَی لَمِنَ الْأَبْدَالِ!لَقَدْ تَکَلَّمَ عَلَی سِرِّی مَرَّتَیْنِ فَلَمَّا نَزَلْنَا زُبَالَهَ إِذَا بِالْفَتَی قَائِمٌ عَلَی الْبِئْرِ،وَ بِیَدِهِ رَکْوَهٌ یُرِیدُ أَنْ یَسْتَقِیَ مَاءً فَسَقَطَتِ الرَّکْوَهَ مِنْ یَدِهِ فِی الْبِئْرِ،وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ فَرَأَیْتُهُ وَ قَدْ رَمَقَ السَّمَاءَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ:

أَنْتَ رِیِّی إِذَا ظَمِئْتُ إِلَی الْمَاءِ وَ قُوتِی إِذَا أَرَدْتُ الطَّعَامَا

اللَّهُمَّ سَیِّدِی مَا لِی غَیْرُهَا فَلاَ تُعْدِمِنِیهَا،قَالَ شَقِیقٌ:فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ الْبِئْرَ وَ قَدِ ارْتَفَعَ مَاؤُهَا فَمَدَّ یَدَهُ وَ أَخَذَ الرَّکْوَهَ وَ مَلَأَهَا مَاءً فَتَوَضَّأَ وَ صَلَّی أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ مَالَ إِلَی کَثِیبِ رَمْلِ فَجَعَلَ یَقْبِضُ بِیَدِهِ وَ یَطْرَحُهُ فِی الرَّکْوَهَ وَ یُحَرِّکْهُ وَ یَشْرَبُ فَأَقْبَلْتُ إِلَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ،فَقُلْتُ:أَطْعِمْنِی مِنْ فَضْلِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْکَ،فَقَالَ:

یَا شَقِیقُ لَمْ تَزَلْ نِعْمَهُ اللَّهِ عَلَیْنَا ظَاهِرَهً وَ بَاطِنَهً فَأَحْسِنْ ظَنَّکَ بِرَبِّکَ،ثُمَّ نَاوَلَنِی الرَّکْوَهَ فَشَرِبْتُ مِنْهَا،فَإِذَا هُوَ سَوِیقٌ وَ سُکَّرٌ،فَوَ اللَّهِ مَا شَرِبْتُ قَطُّ أَلَذَّ مِنْهُ،وَ لاَ أَطْیَبَ رِیحاً، فَشَبِعْتُ وَ رَوِیتُ وَ بَقِیتُ أَیَّاماً لاَ أَشْتَهِی طَعَاماً وَ لاَ شَرَاباً،ثُمَّ لَمْ أَرَهُ حَتَّی دَخَلْنَا مَکَّهَ فَرَأَیْتُهُ لَیْلَهً إِلَی أَنْ قَالَ:فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ رَأَیْتُهُ یَقْرُبُ مِنْهُ:مَنْ هَذَا الْفَتَی؟فَقَالَ:هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، فَقُلْتُ:قَدْ عَجِبْتُ أَنْ تَکُونَ هَذِهِ الْعَجَائِبُ إِلاَّ لِمِثْلِ هَذَا السَّیِّدِ،وَ لَقَدْ نَظَمَ بَعْضُ الْمُتَقَدِّمِینَ وَاقِعَهَ شَقِیقٍ مَعَهُ فِی أَبْیَاتٍ طَوِیلَهٍ اقْتَصَرْتُ عَلَی ذِکْرِ بَعْضِهَا فَقَالَ:

1-سَلْ شَقِیقَ الْبَلْخِیَّ عَنْهُ وَ مَا عَایَنَ مِنْهُ وَ مَا الَّذِی کَانَ أَبْصَرَ

ص:264

2-قَالَ:لَمَّا حَجَجْتُ عَایَنْتُ شَخْصاً شَاحِبَ اللَّوْنِ نَاحِلَ الْجِسْمِ أَسْمَرَ

3-سَائِراً وَحْدَهُ وَ لَیْسَ لَهُ زَادٌ فَمَا زِلْتُ دَائِماً أَتَفَکَّرُ

4-وَ تَوَهَّمْتُ أَنَّهُ یَسْأَلُ النَّاسَ وَ لَمْ أَدْرِ أَنَّهُ الْحَجُّ الْأَکْبَرُ

5-ثُمَّ عَایَنْتُهُ وَ نَحْنُ نُزُولٌ دُونَ فَیْدَ عَلَی الْکَثِیبِ الْأَحْمَرِ

6-یَضَعُ الرَّمْلَ فِی الْإِنَاءِ وَ یَشْرَبْ هُ فَنَادَیْتُهُ وَ عَقْلِی مُحَیَّرٌ

7-اِسْقِنِی شَرْبَهً فَنَاوَلَنِی مِنْهُ فَعَایَنْتُهُ سَوِیقاً وَ سُکَّرَ

8-فَسَأَلْتُ الْحَجِیجَ مَنْ یَکُ هَذَا؟ قِیلَ:هَذَا الْإِمَامُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ (1)

وَ رَوَاهُ الْعَلاَّمَهُ فِی مِنْهَاجِ الْکَرَامَهِ،قَالَ:رَوَی ابْنُ الْجَوْزِیِّ مِنَ الْحَنَابِلَهِ عَنْ شَقِیقٍ الْبَلْخِیِّ وَ ذَکَرَ نَحْوَهُ.

وَ رَوَاهُ صَاحِبُ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا بِإِسْنَادِهِ وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ قَالَ:وَ رَوَاهُ ابْنُ الْجَوْزِیِّ فِی کِتَابِهِ مَعَالِمِ الْعِتْرَهِ النَّبَوِیَّهِ وَ رَوَاهُ الرَّامْهُزِیُّ فِی کِتَابِ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ«اِنْتَهَی».

وَ رَوَی الْمَالِکِیُّ أَیْضاً جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ .

96-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ أَیْضاً نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ،قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی السَّنَهِ الَّتِی قُبِضَ فِیهَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:کَمْ أَتَی لَکَ؟قَالَ:تِسْعَ عَشْرَهَ سَنَهً،قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:إِنَّ أَبَاکَ أَسَرَّ إِلَیَّ سِرّاً وَ حَدَّثَنِی بِحَدِیثٍ فَأَخْبِرْنِی بِهِ؟فَقَالَ:قَالَ لَکَ کَذَا وَ کَذَا حَتَّی نَسَقَ عَلَیَّ مَا أَخْبَرَنِی بِهِ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

97-وَ عَنْ مَوْلًی لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنَّا مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ قَدِمَ الْبَصْرَهَ فَلَمَّا أَنْ کَانَ قُرْبَ الْمَدَائِنِ رَکِبْنَا فِی أَمْوَاجٍ کَثِیرَهٍ،وَ خَلْفَنَا سَفِینَهٌ فِیهَا امْرَأَهٌ تُزَفُّ إِلَی زَوْجِهَا،فَمَا لَبِثْنَا أَنْ سَمِعْنَا صَیْحَهً فَقَالَ:مَا هَذَا؟قَالُوا:ذَهَبَتِ الْعَرُوسُ لِتَغْتَرِفَ مَاءً فَوَقَعَ مِنْهَا سِوَارٌ مِنْ ذَهَبٍ فَصَاحَتْ،فَقَالَ:اِحْبِسُوا وَ قُولُوا لِمَلاَّحِهِمْ یَحْبِسْ فَحَبَسْنَا وَ حَبَسَ مَلاَّحُهُمْ فَاتَّکَی عَلَی السَّفِینَهِ وَ هَمَسَ قَلِیلاً،وَ قَالَ:قُولُوا لِمَلاَّحِهِمْ یَتَّزِرْ بِفُوطَهٍ وَ یَنْزِلْ فَیَتَنَاوَلِ السِّوَارَ فَنَظَرْنَا فَإِذَا السِّوَارُ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ،وَ إِذَا مَاءٌ قَلِیلٌ فَنَزَلَ الْمَلاَّحُ فَأَخَذَ السِّوَارَ،فَقَالَ:أَعْطِهَا وَ قُلْ لَهَا:تَحْمَدِ اللَّهَ رَبَّهَا ثُمَّ عَبَرْنَا،

ص:265


1- (1) کشف الغمّه:ج 3/3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 32/3.

فَقَالَ لَهُ أَخُوهُ إِسْحَاقُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ الدُّعَاءُ الَّذِی دَعَوْتَ بِهِ عَلِّمْنِیهِ؟فَقَالَ:نَعَمْ وَ ذَکَرَ الدُّعَاءَ (1).

98-وَ عَنْ عِیسَی الْمَدَائِنِیِّ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ:أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَلَّمَ عَلَیْهِ فَقَالَ لَهُ ابْتِدَاءً وَ عَلَیْکَ السَّلاَمُ ارْجِعْ فَقَدْ انْهَدَمَ بَیْتُکَ عَلَی مَتَاعِکَ قَالَ:فَانْصَرَفْتُ فَإِذَا الْبَیْتُ قَدْ انْهَدَمَ عَلَی الْمَتَاعِ فَاکْتَرَیْتُ قَوْماً یَکْشِفُونَ عَنْ مَتَاعِی،فَاسْتَخْرَجْتُهُ فَمَا ذَهَبَ لِی شَیْ ءٌ،وَ لاَ افْتَقَدْتُهُ غَیْرَ سَطْلٍ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:سَلْ جَارِیَهَ صَاحِبِ الدَّارِ فَقُلْ لَهَا:أَنْتَ رَفَعْتَ السَّطْلَ فَرُدِّیهِ فَإِنَّهَا سَتَرُدُّهُ عَلَیْکَ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ قَالَ لَهَا،فَرَدَّتْهُ (2).

99-قَالَ:وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ أَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الرَّیِّ یُقَالُ لَهُ:جُنْدَبٌ،فَسَلَّمَ عَلَیْهِ ثُمَّ جَلَسَ فَسَأَلَ أَبُو الْحَسَنِ فَأَکْثَرَ السُّؤَالَ،ثُمَّ قَالَ:یَا جُنْدَبُ مَا فَعَلَ أَخُوکَ؟فَقَالَ:اَلْخَیْرُ وَ هُوَ یُقْرِئُکَ السَّلاَمُ،فَقَالَ لَهُ:أَعْظَمُ اللَّهُ أَجْرَکَ فِی أَخِیکَ،فَقَالَ لَهُ:وَرَدَ إِلَیَّ کِتَابُهُ مِنَ الْکُوفَهِ لِثَلاَثَهَ عَشَرَ یَوْماً بِالسَّلاَمَهِ،فَقَالَ:یَا جُنْدَبُ وَ اللَّهِ مَاتَ بَعْدَ کِتَابِهِ إِلَیْکَ بِیَوْمَیْنِ،وَ دَفَعَ إِلَی امْرَأَتِهِ مَالاً وَ قَالَ:لِیَکُنْ هَذَا الْمَالُ عِنْدَکَ فَإِذَا قَدِمَ أَخِی فَادْفَعِیهِ إِلَیْهِ،وَ قَدْ أَوْدَعَتْهُ الْأَرْضَ فِی الْبَیْتِ الَّذِی کَانَ یَسْکُنُهُ،فَإِذَا أَنْتَ أَتَیْتَهَا فَتَلَطَّفْ لَهَا وَ أَطْمِعْهَا فِی نَفْسِکَ،فَإِنَّهَا سَتَدْفَعُهُ إِلَیْکَ،قَالَ عَلِیٌّ:وَ کَانَ جُنْدَبٌ رَجُلاً جَمِیلاً قَالَ عَلِیٌّ:فَلَقِیتُ جُنْدَباً یَوْماً بَعْدَ مَا فُقِدَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلْتُهُ؟فَقَالَ یَا عَلِیُّ وَ اللَّهِ مَا زَادَ وَ لاَ نَقَصَ فِی الْکِتَابِ وَ لاَ فِی الْمَالِ (3).

100-وَ عَنْ خَالِدٍ قَالَ: خَرَجْتُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ فِی عَرْصَهِ دَارِهِ جَالِسٌ،فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ وَ قَدْ کُنْتُ أَتَیْتُهُ لِأَسْأَلَهُ عَنْ رَجُلٍ کُنْتُ سَأَلْتُهُ حَاجَهً فَلَمْ یَفْعَلْ فَالْتَفَتَ إِلَیَّ وَ قَالَ:یَنْبَغِی لِأَحَدِکُمْ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ إِذَا کَانَتْ لِأَحَدِکُمْ إِلَی أَخِیهِ حَاجَهٌ لاَ یُمْکِنُهُ قَضَاؤُهَا فَلاَ یَذْکُرُهُ إِلاَّ بِخَیْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ یُوقِعُ ذَلِکَ فِی صَدْرِهِ فَیَقْضِی حَاجَتَهُ«اَلْحَدِیثَ» (4).

101-وَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی قَالَ: کُنَّا مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی عُمْرَهٍ فَنَزَلْنَا بَعْضَ قُصُورِ الْأُمَرَاءِ وَ أَمَرَ بِالرَّحِیلِ فَشُدَّتِ الْمَحَامِلُ وَ رَکِبَ بَعْضُ الْغِلْمَانِ وَ کَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی بَیْتٍ فَقَامَ فَخَرَجَ فَقَامَ عَلَی بَابِهِ وَ قَالَ:حُطُّوا حُطُّوا فَقَالَ

ص:266


1- (1) کشف الغمّه:ج 32/3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 34/3.
3- (3) کشف الغمّه:ج 35/3.
4- (4) کشف الغمّه:ج 35/3.

إِسْمَاعِیلُ:وَ هَلْ تَرَی شَیْئاً؟فَقَالَ:إِنَّهُ سَیَأْتِیکُمْ رِیحٌ سَوْدَاءُ قَالَ:فَجَاءَتْنَا رِیحٌ سَوْدَاءُ قَالَ إِسْمَاعِیلُ وَ أَشْهَدُ لَقَدْ رَأَیْتُ جَمَلاً کَانَ لِی عَلَیْهِ کَنِیسَهٌ کُنْتُ أَرْکَبُ فِیهَا أَنَا وَ أَحْمَدُ أَخِی وَ لَقَدْ قَامَ ثُمَّ سَقَطَ عَلَی جَنْبِهِ بِالْکَنِیسَهِ (1).

102-وَ عَنْ زَکَرِیَّا بْنِ آدَمَ،قَالَ:سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: کَانَ أَبِی مِمَّنْ یُکَلِّمُ فِی الْمَهْدِ (2).

103-وَ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ مُوسَی: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً مَضْمُونُهُ:أَنَّ رَجُلاً بَعَثَ مَعَهُ مِائَهَ دِینَارٍ إِلَی أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَعَدَّهَا فِی الطَّرِیقِ فَإِذَا هِیَ تِسْعَهٌ وَ تِسْعُونَ فَوَضَعَ فِیهَا دِینَاراً مِنْ عِنْدِهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:إِنَّ فُلاَناً مَوْلاَکَ بَعَثَ إِلَیْکَ مَعِی بِشَیْ ءٍ،فَقَالَ:

هَاتِ،فَنَاوَلْتُهُ الصُّرَّهَ قَالَ:صُبَّهَا فَصَبَبْتُهَا فَنَشَرَهَا بِیَدِهِ وَ أَخْرَجَ دِینَارِی مِنْهَا،ثُمَّ قَالَ:

بَعَثَ إِلَیْنَا وَزْناً لاَ عَدَداً هَذَا مَا نَقَلَهُ مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ (3).

104-وَ رَوَی فِیهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الرَّاوَنْدِیِّ قَالَ: رُوِیَ أَنَّ هَارُونَ الرَّشِیدَ بَعَثَ یَوْماً إِلَی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی یَدِ ثِقَهٍ لَهُ طَبَقاً مِنَ السِّرْقِینِ الَّذِی هُوَ عَلَی هَیْئَهِ التِّینِ وَ أَرَادَ اسْتِخْفَافَهُ فَلَمَّا رَفَعَ الْإِزَارَ عَنْهُ فَإِذَا هُوَ مِنْ أَجْنَی التِّینِ وَ أَطْیَبِهِ،فَأَکَلَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَطْعَمَ الْحَامِلَ مِنْهُ،وَ رَدَّ بَعْضَهُ إِلَی هَارُونَ،فَلَمَّا تَنَاوَلَهُ هَارُونُ صَارَ سِرْقِیناً فِی فِیهِ وَ کَانَ فِی یَدِهِ تِیناً جَنِیّاً (4).

105-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا قَالَ إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ: أَقْبَلَ أَبُو بَصِیرٍ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ الْمَدِینَهِ یُرِیدُ الْعِرَاقَ فَنَزَلَ زُبَالَهَ فَدَعَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ الْبَطَائِنِیِّ وَ کَانَ تِلْمِیذاً لِأَبِی بَصِیرٍ،فَجَعَلَ یُوصِیهِ بِحَضْرَهِ أَبِی بَصِیرٍ،وَ یَقُولُ لَهُ یَا عَلِیُّ إِذَا صِرْنَا إِلَی الْکُوفَهِ تَقَدَّمْ فِی کَذَا وَ کَذَا،فَغَضِبَ أَبُو بَصِیرٍ وَ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ،وَ قَالَ:لاَ وَ اللَّهِ مَا أَرَی هَذَا الرَّجُلَ أَنَا أَصْحَبُهُ مُنْذُ حِینٍ وَ هُوَ یَتَخَطَّانِی بِحَوَائِجِهِ إِلَی بَعْضِ غِلْمَانِی؟فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ حُمَّ أَبُو بَصِیرٍ بِزُبَالَهَ فَدَعَا بِعَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ فَقَالَ:أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ مِمَّا حَلَّ فِی صَدْرِی مِنْ مَوْلاَیَ وَ مِنْ سُوءِ ظَنِّی بِهِ کَأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ أَنِّی مَیِّتٌ،وَ أَنِّی لاَ أَلْحَقُ الْکُوفَهَ!فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَافْعَلْ بِی کَذَا وَ تَقَدَّمْ فِی کَذَا،فَمَاتَ أَبُو بَصِیرٍ بِزُبَالَهَ (5).

106-قَالَ:وَ مِنْهَا:أَنَّ إِسْمَاعِیلَ بْنَ سَالِمٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ وَ إِسْمَاعِیلُ بْنُ أَحْمَدَ وَ قَالاَ لِی:خُذْ هَذِهِ الدَّنَانِیرَ فَأْتِ الْکُوفَهِ وَ الْحَقْ فُلاَناً فَاسْتَصْحَبْهُ

ص:267


1- (1) کشف الغمّه:ج 36/3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 37/3.
3- (3) کشف الغمّه:ج 37/3.
4- (4) کشف الغمّه:ج 42/3.
5- (5) کشف الغمّه:ج 43/3.

وَ اشْتَرِیَا رَاحِلَتَیْنِ وَ امْضِیَا بِالْکُتُبِ وَ مَا مَعَکُمَا مِنْ مَالٍ،فَادْفَعَاهُ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ، فَسِرْنَا حَتَّی إِذَا کُنَّا بِبَطْنِ الرَّمْلَهِ(الرِّمَّهِ ظ)وَ قَدْ اشْتَرَیْنَا عَلَفاً وَ وَضَعْنَاهُ بَیْنَ الرَّاحِلَتَیْنِ وَ جَلَسْنَا نَأْکُلُ فَبَیْنَمَا نَحْنُ کَذَلِکَ إِذْ طَلَعَ عَلَیْنَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَی بَغْلَهٍ لَهُ أَوْ بَغْلٍ، وَ خَلْفَهُ شَاکِرِیٌّ،فَلَمَّا رَأَیْنَاهُ وَثَبْنَا إِلَیْهِ،وَ سَلَّمْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ:هَاتَا مَا مَعَکُمَا،فَأَخْرَجْنَا وَ دَفَعْنَاهُ إِلَیْهِ،وَ أَخْرَجْنَا الْکُتُبَ وَ دَفَعْنَاهَا إِلَیْهِ فَأَخْرَجَ کُتُباً مِنْ کُمِّهِ فَقَالَ:هَذِهِ جَوَابَاتُ کُتُبِکُمْ فَانْصَرِفُوا فِی حِفْظِ اللَّهِ تَعَالَی.

فَقُلْنَا قَدْ فَنِیَ زَادُنَا وَ قَدْ قَرُبْنَا مِنَ الْمَدِینَهِ،فَلَوْ أَذِنْتَ لَنَا فَزُرْنَا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ تَزَوَّدْنَا زَاداً؟فَقَالَ:أَ بَقِیَ مَعَکُمَا مِنْ زَادِکُمَا شَیْ ءٌ؟فَقُلْنَا نَعَمْ فَقَالَ:اِئْتُونِی بِهِ، فَأَخْرَجْنَاهُ إِلَیْهِ فَقَبَضَهُ بِیَدِهِ،وَ قَالَ:هَذِهِ بُلْغَتُکُمْ إِلَی الْکُوفَهِ فِی حِفْظِ اللَّهِ فَرَجَعْنَا فَکَفَانَا الزَّادُ إِلَی الْکُوفَهِ (1).

و رواه الکشی فی کتاب الرجال عن محمّد بن مسعود عن الحسین بن اشکیب عن بکر بن صالح عن إسماعیل بن عباد القصری عن إسماعیل بن سلام نحوه.

الفصل الثالث عشر

107-وَ رَوَی الشَّیْخُ الْمُفِیدُ فِی الْمَجَالِسِ قَالَ:أَخْبَرَنِی أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ قَالَ:قَالَ حَمَّادُ بْنُ عِیسَی: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جُعِلْتُ فِدَاکَ ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً وَ لاَ یَحْرِمَنِی الْحَجَّ مَا دُمْتُ حَیّاً،قَالَ:فَدَعَا لِی فَرَزَقَنِی اللَّهُ ابْنِی هَذَا،وَ رُبَّمَا حَضَرْتُ أَیَّامَ الْحَجِّ وَ لاَ أَعْرِفُ لِلنَّفَقَهِ فِیهِ وَجْهاً فَیَأْتِی اللَّهُ بِهَا مِنْ حَیْثُ لاَ یَحْتَسِبُ (2).

الفصل الرابع عشر

108-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ نَصْرِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ سِجَادَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَضَّاحٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ[جَالِساً]حَتَّی دَخَلَ عَلَیْهِ رَجُلٌ مِنَ الشِّیعَهِ فَقَالَ لَهُ:یَا فُلاَنُ جَدِّدِ التَّوْبَهَ،وَ أَحْدِثْ عِبَادَهً فَإِنَّهُ لَمْ یَبْقَ مِنْ عُمُرِکَ إِلاَّ شَهْرٌ،قَالَ إِسْحَاقُ:فَقُلْتُ فِی نَفْسِی وَا عَجَبَاهْ کَأَنَّهُ یُخْبِرُنَا بِأَنَّهُ یَعْلَمُ آجَالَ شِیعَتِهِ.أَوْ قَالَ:آجَالَنَا.قَالَ:فَالْتَفَتَ إِلَیَّ مُغْضَباً،وَ قَالَ:یَا إِسْحَاقُ وَ مَا تُنْکِرُ مِنْ ذَلِکَ وَ قَدْ کَانَ الْهَجَرِیُّ مُسْتَضْعَفاً وَ کَانَ عِنْدَهُ

ص:268


1- (1) کشف الغمّه:ج 43/3.
2- (2) تهذیب المقال:ج 261/5،ح 3.

عِلْمُ الْمَنَایَا،وَ الْإِمَامُ أَوْلَی بِذَلِکَ مِنْ رُشَیْدٍ الْهَجَرِیِّ یَا إِسْحَاقُ أَمَا إِنَّهُ قَدْ بَقِیَ مِنْ عُمُرِکَ سَنَتَانِ«اَلْحَدِیثَ» (1).

109-وَ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی وَ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ،وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ فِی حَدِیثٍ:قَالَ: قَدْ کَانَ الرَّجُلُ یَأْتِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنِ الشَّیْ ءِ فَیَبْتَدِئُهُ بِهِ (2).

110-وَ عَنْ نَصْرِ بْنِ الصَّبَّاحِ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَصْرِیِّ،عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ عِیسَی بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: قَالَ:قُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ خَلَّفْتُ مَوْلاَکَ الْمُفَضَّلَ عَلِیلاً فَلَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ لَهُ!فَقَالَ:رَحِمَ اللَّهُ الْمُفَضَّلَ قَدِ اسْتَرَاحَ،قَالَ:فَخَرَجْتُ إِلَی أَصْحَابِنَا فَقُلْتُ لَهُمْ:قَدْ وَ اللَّهِ مَاتَ الْمُفَضَّلُ،قَالَ:ثُمَّ دَخَلْتُ الْکُوفَهَ فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ قَبْلَ ذَلِکَ بِثَلاَثَهِ أَیَّامٍ (3).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ کَمَا مَرَّ،وَ هَذِهِ الرِّوَایَهُ فِیهَا زِیَادَهُ تَوْضِیحِ فَلِذَا أَعَدْتُهَا .

111-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ الْفَارِسِیِّ عَنْ أَبِی الْقَاسِمِ الْحُلَیْسِیِّ عَنْ عِیسَی بْنِ هُوذَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ عَنْ رَجُلٍ عَنْ بَشَّارٍ مَوْلَی السِّنْدِیِّ بْنِ شَاهَکَ قَالَ: کُنْتُ مِنْ أَشَدِّ النَّاسِ بُغْضاً لِآلِ أَبِی طَالِبٍ فَدَعَانِی السِّنْدِیُّ بْنُ شَاهَکَ یَوْماً فَقَالَ لِی:یَا بَشَّارُ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ آتَمِنَکَ عَلَی مَا ائْتَمَنَنِی عَلَیْهِ هَارُونُ قُلْتُ:إِذَا لاَ أُبْقِی فِیهِ غَایَهً فَقَالَ:هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ قَدْ دَفَعَهُ إِلَیَّ وَ قَدْ وَکَّلْتُکَ بِحِفْظِهِ.فَجَعَلَهُ فِی دَارِ دُونَ حَرَمِهِ وَ وَکَّلَنِی عَلَیْهِ،فَکُنْتُ أُقَفِّلُ عَلَیْهِ عِدَّهَ أَقْفَالٍ،فَإِذَا مَضَیْتُ فِی حَاجَتِی وَکَّلْتُ امْرَأَتِی بِالْبَابِ فَلاَ تُفَارِقُهُ حَتَّی أَرْجِعَ،قَالَ بَشَّارٌ:فَحَوَّلَ اللَّهُ مَا کَانَ فِی قَلْبِی مِنَ الْبُغْضِ حُبّاً!قَالَ:فَدَعَانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْماً فَقَالَ:یَا بَشَّارُ امْضِ إِلَی سِجْنِ الْقَنْطَرَهِ فَادْعُ لِی هِنْدَ بْنَ الْحَجَّاجِ وَ قُلْ لَهُ:أَبُو الْحَسَنِ یَأْمُرُکَ بِالْمَصِیرِ إِلَیْهِ،فَإِنَّهُ سَیَنْهَرُکَ وَ یَصِیحُ عَلَیْکَ،فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ فَقُلْ لَهُ:أَنَا قَدْ قُلْتُ لَکَ وَ أَبْلَغْتُ الرِّسَالَهَ فَإِنْ شِئْتَ فَافْعَلْ مَا أَمَرَنِی،وَ إِنْ شِئْتَ فَلاَ تَفْعَلْ وَ اتْرُکْهُ وَ انْصَرِفْ،قَالَ:فَفَعَلْتُ مَا أَمَرَنِی وَ أَقْفَلْتُ الْأَبْوَابَ کَمَا کُنْتُ أُقَفِّلُ،وَ أَقْعَدْتُ امْرَأَتِی عَلَی الْبَابِ،وَ قُلْتُ لَهَا:لاَ تَبْرَحِی حَتَّی آتِیَکِ،وَ قَصَدْتُ إِلَی سِجْنِ الْقَنْطَرَهِ،فَدَخَلْتُ إِلَی هِنْدِ بْنِ الْحَجَّاجِ فَقُلْتُ:أَبُو الْحَسَنِ یَأْمُرُکَ بِالْمَصِیرِ إِلَیْهِ،قَالَ:فَصَاحَ عَلَیَّ وَ انْتَهَرَنِی قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ:أَنَا قَدْ أَبْلَغْتُکَ وَ قُلْتُ

ص:269


1- (1) اختیار معرفه الرّجال:ج 709/2،ح 765.
2- (2) البحار:158/25 ح 29.
3- (3) خاتمه المستدرک:ج 103/4.

لَکَ،فَإِنْ شِئْتَ فَافْعَلْ،وَ إِنْ شِئْتَ فَلاَ تَفْعَلْ وَ انْصَرَفْتُ وَ تَرَکْتُهُ وَ جِئْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَوَجَدْتُ امْرَأَتِی قَاعِدَهً عَلَی الْبَابِ وَ الْأَبْوَابُ مُغْلَقَهٌ فَلَمْ أَزَلْ أَفْتَحُ وَاحِداً وَاحِداً مِنْهَا حَتَّی انْتَهَیْتُ،فَوَجَدْتُهُ وَ أَعْلَمْتُهُ الْخَبَرَ فَقَالَ:نَعَمْ قَدْ جَاءَنِی وَ انْصَرَفَ،فَخَرَجْتُ إِلَی امْرَأَتِی فَقُلْتُ لَهَا:جَاءَ أَحَدٌ بَعْدِی فَدَخَلَ هَذَا الْبَابَ؟ فَقَالَتْ:لاَ وَ اللَّهِ مَا فَارَقْتُ الْبَابَ وَ لاَ فَتَحْتُ الْأَقْفَالَ حَتَّی جِئْتَ.

وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ الْأَنْبَارِیِّ أَخِی صَنْدَلٍ،قَالَ:بَلَغَنِی مِنْ جِهَهٍ أُخْرَی أَنَّهُ لَمَّا صَارَ إِلَیْهِ هِنْدُ بْنُ الْحَجَّاجِ قَالَ لَهُ الْعَبْدُ الصَّالِحُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ انْصِرَافِهِ:إِنْ شِئْتَ رَجَعْتَ إِلَی مَوْضِعِکَ وَ لَکَ الْجَنَّهُ،وَ إِنْ شِئْتَ انْصَرَفْتَ إِلَی مَنْزِلِکَ؟فَقَالَ:أَرْجِعُ إِلَی مَوْضِعِی إِلَی السِّجْنِ رَحِمَهُ اللَّهُ (1).

و روی الکشی جمله من المعجزات السابقه لم أنبّه علیها خوفا من الإطاله.

112-وَ قَالَ الْکَشِّیُّ وَجَدْتُ بِخَطِّ جَبْرَئِیلَ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِیهِ، قَالَ: دَخَلْتُ الْمَدِینَهَ وَ أَنَا مَرِیضٌ شَدِیدُ الْمَرَضِ،وَ أَخْبَرَنِی إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ أَنَّهُ أَقَامَ عَلِیٌّ بِالْمَدِینَهِ ثَلاَثَهَ أَیَّامٍ لاَ یَشُکُّ أَنَّهُ لاَ یَخْرُجُ مِنْهَا حَتَّی یَدْفِنَنِی،إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِقَدَحٍ فِیهِ مَاءٌ فَقَالَ الرَّسُولُ:یَقُولُ لَکَ أَبُو الْحَسَنِ اشْرَبْ هَذَا الْمَاءَ فَإِنَّ فِیهِ شِفَاءَکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ،فَفَعَلْتُ فَأَسْهَلَ بَطْنِی فَأَخْرَجَ اللَّهُ مَا کَانَ فِیهِ مِنَ الْأَذَی وَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ«اَلْحَدِیثَ» (2).

113-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْبَرَاثِیِّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی أَخِی فَقَالَ:مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ؟فَقَالَ:أَمَا إِنَّهُمْ یُفْتَنُونَ بَعْدَ مَوْتِی وَ یَقُولُونَ هُوَ الْقَائِمُ،وَ مَا الْقَائِمِ إِلاَّ بَعْدِی بِسِنِینَ (3).

الفصل الخامس عشر

114-وَ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ مُهَجِ الدَّعَوَاتِ عَنِ الشَّیْخِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ قَالَ: وَجَدْتُ فِی کُتُبِ أَصْحَابِنَا مَرْوِیّاً عَنِ الْمَشَایِخِ(ره)

ص:270


1- (1) بحار الأنوار:ج 241/48،ح 49.
2- (2) سماء المقال فی علم الرّجال:ج 416/1.
3- (3) بحار الأنوار:ج 266/48 ح 27.

أَنَّهُ لَمَّا هَمَّ الرَّشِیدُ بِقَتْلِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَعَا الْفَضْلَ بْنَ الرَّبِیعِ إِلَی أَنْ قَالَ:

تَصِیرُ إِلَی دَارِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ تَأْتِینِی بِرَأْسِهِ،قَالَ الْفَضْلُ:فَذَهَبْتُ إِلَی ذَلِکَ الْبَیْتِ فَرَأَیْتُ فِیهِ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی،فَجَلَسْتُ حَتَّی قَضَی صَلاَتَهُ وَ أَقْبَلَ إِلَیَّ وَ تَبَسَّمَ وَ قَالَ:عَرَفْتُ لِمَا ذَا حَضَرْتَ أَمْهِلْنِی حَتَّی أُصَلِّیَ رَکْعَتَیْنِ قَالَ:

فَأَمْهَلْتُهُ فَقَامَ فَتَوَضَّأَ وَ أَسْبَغَ الْوُضُوءَ وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ،وَ أَتَمَّ الصَّلاَهَ بِحُسْنِ رُکُوعِهَا وَ سُجُودِهَا،وَ قَرَأَ بَعْدَ صَلاَتِهِ هَذَا الْحِرْزَ فَانْدَرَسَ وَ سَاخَ فِی مَکَانِهِ وَ لاَ أَدْرِی أَ أَرْضٌ ابْتَلَعَتْهُ أَوْ سَمَاءٌ اخْتَطَفَتْهُ؟فَذَهَبْتُ إِلَی هَارُونَ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الْقِصَّهَ،فَبَکَی هَارُونُ ثُمَّ قَالَ:قَدْ أَجَارَهُ اللَّهُ مِنِّی وَ ذَکَرَ الدُّعَاءَ بِطُولِهِ وَ رَوَی عِدَّهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

الفصل السادس عشر

و فی کتاب عیون المعجزات المنسوب إلی السید المرتضی عده من المعجزات السابقه.

115-وَ فِیهِ أَیْضاً عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ سَأَلَهُ عَنْ أَعْدَاءِ أَهْلِ بَیْتِ النُّبُوَّهِ فَقَالَ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِئْتِنِی بِالْقَضِیبِ فَأَحْضَرَهُ فَقَالَ:

یَا مُوسَی اضْرِبْ بِهِ الْأَرْضَ،وَ أَرِهِمْ أَعْدَاءَ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَعْدَاءَنَا،فَضَرَبَ بِهِ الْأَرْضَ ضَرْبَهً فَانْشَقَّتِ الْأَرْضُ عَنْ بَحْرٍ أَسْوَدَ،ثُمَّ ضَرَبَ الْبَحْرَ بِالْقَضِیبِ فَانْفَلَقَ عَنْ صَخْرَهٍ سَوْدَاءَ،فَضَرَبَ الصَّخْرَهَ ضَرْبَهً فَانْفَتَحَ مِنْهَا بَابٌ،فَإِذَا بِالْقَوْمِ جَمِیعاً،ثُمَّ ذَکَرَ مَا هُمْ فِیهِ مِنَ الْعَذَابِ (2).

و روی جمله من المعجزات التی نذکرها فی الأبواب الآتیه لباقی الأئمه علیهم السّلام لم أنبّه علی روایتها بالتفصیل اختصارا.

الفصل السابع عشر

و روی الحسین بن حمدان الحضینی فی کتاب الهدایه فی الفضائل جمله من المعجزات السابقه.

116-وَ رَوَی بِإِسْنَادِهِ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِأَشْیَاءَ کَثِیرَهٍ مِمَّا أَضْمَرَهُ فِی نَفْسِهِ (3).

ص:271


1- (1) بحار الأنوار:ج 333/91 ح 5.
2- (2) عیون المعجزات:86.
3- (3) الهدایه الکبری:270.

الفصل الثامن عشر

117-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ:

لَحِقْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ الْکَاظِمَ الْغَیْظِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ فِی حَبْسِ الرَّشِیدِ فَرَأَیْتُهُ یَخْرُجُ مِنْ حَبْسِهِ وَ یَغِیبُ،ثُمَّ یَدْخُلُ مِنْ حَیْثُ لاَ یُرَی (1).

118-وَ عَنْهُ قَالَ: رَأَیْتُ الْکَاظِمَ الْغَیْظِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ الرَّشِیدِ وَ قَدْ خَضَعَ لَهُ فَقَالَ عِیسَی بْنُ زِیَادٍ(أَبَانٍ خ ل)یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ لِمَ تَخْضَعُ؟قَالَ:رَأَیْتُ مِنْ وَرَائِهِ أَفْعَی تَضْرِبُ بِنَابِهَا وَ تَقُولُ أَجِبْهُ بِالطَّاعَهِ وَ إِلاَّ بَلَعْتُکَ (2).

119-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ غَالِبِ بْنِ مُرَّهَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ غَالِبٍ قَالاَ: کُنَّا فِی حَبْسِ الرَّشِیدِ فَأُدْخِلَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ فَأَنْبَعَ اللَّهُ لَهُ عَیْناً،وَ أُنْبِتَ لَهُ شَجَرَهٌ فَکَانَ مِنْهَا یَأْکُلُ وَ یَشْرَبُ وَ نُهَنِّیهِ وَ کَانَ إِذَا دَخَلَ بَعْضُ أَصْحَابِ الرَّشِیدِ غَابَتْ حَتَّی لاَ تُرَی (3).

120-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْأَعْمَشِ قَالَ: رَأَیْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ الْکَاظِمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ أَتَی شَجَرَهٌ مَقْطُوعَهٌ مَوْضُوعَهٌ فَمَسَّهَا بِیَدِهِ فَأَوْرَقَتْ،ثُمَّ اجْتَنَی ثَمْراً وَ أَطْعَمَنِی (4).

121-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ رُشَیْقٍ قَالَ: وَجَّهَ بِی الرَّشِیدُ فِی قَتْلِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فَأَتَیْتُهُ لِأَقْتُلَهُ فَهَزَّ عَصاً کَانَتْ فِی یَدِهِ فَإِذَا هِیَ أَفْعَی وَ أَخَذَ هَارُونَ الْحُمَّی،وَ وَقَعَتْ الْأَفْعَی فِی عُنُقِهِ حَتَّی وَجَّهَ إِلَیَّ بِإِطْلاَقِهِ فَأَطْلَقْتُ عَنْهُ (5).

122-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ مَاهَانَ قَالَ: رَأَیْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَبْسِ الرَّشِیدِ وَ تَنْزِلُ عَلَیْهِ مَائِدَهٌ مِنَ السَّمَاءِ وَ یُطْعِمُ أَهْلَ السِّجْنِ کُلَّهُمْ،ثُمَّ یُصْعَدُ بِهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ یُنْقَصَ مِنْهَا شَیْ ءٌ (6).

123-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: أُدْخِلَ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِسِبَاعٍ لِتَأْکُلَهُ فَجَعَلَتْ تَلُوذُ بِهِ وَ تُبَصْبِصُ لَهُ وَ تَدْعُو لَهُ بِالْإِمَامَهِ،وَ تَعُوذُ بِهِ مِنْ شَرِّ الرَّشِیدِ،فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِکَ الرَّشِیدَ أَطْلَقَ عَنْهُ وَ قَالَ:أَخَافُ أَنْ یَفْتِنَنِی وَ یَفْتِنَ النَّاسَ وَ مَنْ مَعِی (7).

124-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْأَسْوَدِ قَالَ: رَأَیْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ

ص:272


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):320،ح 8/265.
2- (2) مناقب فاطمه(علیها السلام):320،ح 9/266.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):321،ح 10/267.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):321،ح 11/268.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):321،ح 12/269.
6- (6) مناقب فاطمه(علیها السلام):321،ح 13/270.
7- (7) مناقب فاطمه(علیها السلام):321،ح 14/271.

صَعِدَ إِلَی السَّمَاءِ وَ نَزَلَ وَ مَعَهُ حَرْبَهٌ مِنْ نُورٍ وَ قَالَ:أَ تُخَوِّفُونَنِی بِهَذَا؟یَعْنِی الرَّشِیدَ،لَوْ شِئْتُ لَطَعَنْتُهُ بِهَذِهِ الْحَرْبَهِ،فَأَبْلَغَ ذَلِکَ الرَّشِیدَ فَأُغْمِیَ عَلَیْهِ وَ أَطْلَقَهُ (1).

125-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ خَالِدٍ الْخَزَّازِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ:أَنَّهُ دَخَلَ عَلَیْهِ فَأَضْمَرَ فِی نَفْسِهِ شَیْئاً فَأَخْبَرَهُ بِهِ (2).

126-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْکَاهِلِیِّ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ:اِعْمَلْ فِی سَنَتِکَ خَیْراً فَقَدْ دَنَا أَجَلُکَ فَمَا لَبِثَ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی مَاتَ (3).

127-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَرْسَلَ مَعَهُ إِلَی رَجُلٍ بِثَمَانِیَهَ عَشَرَ دِرْهَماً وَ قَالَ قُلْ لَهُ:اِنْتَفِعْ بِهَا فَإِنَّهَا تَکْفِیکَ حَتَّی تَمُوتَ فَمَاتَ بَعْدَ عِشْرِینَ لَیْلَهً (4).

128-وَ عَنْ شُعَیْبٍ الْعَقَرْقُوفِیِّ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ بَعَثَ مَعَ عَبْدِهِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمِائَتَیْ دِینَارٍ مِنْهَا خَمْسُونَ دِینَاراً أَخَذَهَا مِنْ ابْنَتِهِ بِغَیْرِ رِضَاهَا،فَلَمَّا وَصَلَتْ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخْرَجَ الْخَمْسِینَ وَ رَدَّهَا،وَ قَالَ لِلْغُلاَمِ رُدَّهَا فَإِنَّ صَاحِبَتَهَا تَحْتَاجُ إِلَیْهَا (5).

129-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الزُّبَالِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِجُمْلَهِ مِنَ الْمَغِیبَاتِ (6).

130-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْعَلاَ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ کَانَ عِنْدَهُ فَاشْتَرَی لَهُ جَارِیَهً نُوبِیَّهً فَقَالَ:أَمَا إِنَّهَا سَتَلِدُ غُلاَماً لاَ یَکُونُ فِی وُلْدِی أَسْخَی مِنْهُ،قَالَ:فَمَا اسْمُهُ؟قَالَ:إِبْرَاهِیمُ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهَا وَلَدَتْ إِبْرَاهِیمَ (7).

131-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ أَمَرَهُ بِحِفْظِ کِتَابِ صَغِیرٍ مَخْتُومٍ،فَجَعَلَهُ فِی صُنْدُوقٍ مُقَفَّلٍ فِی جَوْفِ قِمَطْرٍ مُقَفَّلٍ،فِی بَیْتٍ مُقَفَّلٍ وَ کَانَتِ الْمَفَاتِیحُ مَعَهُ وَ إِذَا نَامَ جَعَلَهَا تَحْتَ رَأْسِهِ،فَلَمَّا حَجَّ وَ دَخَلَ عَلَیْهِ أَخْرَجَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْکِتَابَ مِنْ تَحْتِ مُصَلاَّهُ فَأَرَاهُ إِیَّاهُ فَعَرَفَهُ (8).

132-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ التَّبَّانِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ

ص:273


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):322،ح 15/272.
2- (2) مناقب فاطمه(علیها السلام):323،ح 17/274.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):330،ح 30/287.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):331،ح 32/289.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):333،ح 33/290.
6- (6) مناقب فاطمه(علیها السلام):335،ح 36/293.
7- (7) مناقب فاطمه(علیها السلام):338،ح 39/296.
8- (8) مناقب فاطمه(علیها السلام):342،ح 42/299.

نَبَّهَهُ مِنَ النَّوْمِ وَ أَخْرَجَهُ مِنْ دَارِهِ،وَ رَکِبَ نَاقَهً وَ أَرْدَفَهُ وَ سَارَ غَیْرَ بَعِیدٍ فَأَتَی قَبْرَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَنْزَلَ وَ صَلَّی أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ رَکْعَهً ثُمَّ سَارَ حَتَّی أَتَی الْکُوفَهَ،وَ إِنَّ الْکِلاَبَ وَ الْحَرَسَ لَقِیَامٌ مَا مِنْ کَلْبٍ وَ لاَ حَارِسٍ یُبْصِرُ شَیْئاً،وَ أَدْخَلَهُ الْمَسْجِدَ وَ صَلَّی سَبْعَ عَشْرَهَ رَکْعَهً ثُمَّ سَارَ غَیْرَ بَعِیدٍ وَ قَالَ:هَذَا قَبْرُ جَدِّی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ،ثُمَّ سَارَ غَیْرَ بَعِیدٍ فَأَدْخَلَهُ مَکَّهَ،ثُمَّ سَارَ غَیْرَ بَعِیدٍ فَأَدْخَلَهُ مَسْجِدَ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،ثُمَّ سَارَ غَیْرَ بَعِیدٍ حَتَّی أَتَی الشِّعْبَ شِعْبَ أَبِی جُبَیْرٍ،فَقَالَ یَا أَحْمَدُ أَ تُرِیدُ أَنْ أُرِیَکَ مِنْ دَلاَلاَتِ الْإِمَامَهِ؟قُلْتُ:نَعَمْ،فَقَالَ:یَا لَیْلُ أَدْبِرْ فَأَدْبَرَ اللَّیْلُ،ثُمَّ قَالَ:یَا نَهَارُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ النَّهَارُ بِالنُّورِ وَ الشَّمْسُ حَتَّی صَلَّیْنَا الزَّوَالَ،ثُمَّ قَالَ:یَا لَیْلُ أَقْبِلْ فَأَقْبَلَ ثُمَّ أَتَی الْجَبَلَ الْمُحِیطَ بِالدُّنْیَا ثُمَّ رَدَّنِی إِلَی فِرَاشِی (1). و روی أیضا کثیرا من المعجزات السابقه.

الفصل التاسع عشر

133-وَ رَوَی الشَّیْخُ کَمَالُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَهَ الشَّافِعِیُّ فِی کِتَابِ مَطَالِبِ السَّئُولِ مَا مُلَخَّصُهُ: أَنَّ بَعْضَ عُظَمَاءِ الْخُلَفَاءِ کَانَ لَهُ نَائِبٌ عَظِیمُ الشَّأْنِ فَلَمَّا انْتَقَلَ إِلَی اللَّهِ اقْتَضَتْ رِعَایَهُ الْخَلِیفَهِ لَهُ أَنْ یُقْدِمَ بِدَفْنِهِ فِی ضَرِیحٍ مُجَاوِرٍ لِضَرِیحِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ کَانَ فِی الْمَشْهَدِ نَقِیبٌ مَشْهُورٌ بِالصَّلاَحِ.فَذَکَرَ أَنَّهُ بَعْدَ دَفِنْ ذَلِکَ الْمُتَوَفَّی رَأَی فِی مَنَامِهِ:أَنَّ الْقَبْرَ قَدِ انْفَتَحَ وَ النَّارُ تَشْتَعِلُ فِیهِ وَ أَنَّ الْإِمَامَ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَاقِفٌ فَصَاحَ بِهَذَا النَّقِیبِ بِاسْمِهِ،وَ قَالَ لَهُ:تَقُولُ لِلْخَلِیفَهِ:قَدْ آذَتْنِی مُجَاوَرَهُ هَذَا الظَّالِمِ،فَاسْتَیْقَظَ النَّقِیبُ وَ کَتَبَ رُقْعَهً بِذَلِکَ إِلَی الْخَلِیفَهِ فَلَمَّا جَنَّ اللَّیْلُ، جَاءَ الْخَلِیفَهُ إِلَی الْمَشْهَدِ بِنَفْسِهِ وَ مَعَهُ خَدَمٌ وَ أَمَرَ بِکَشْفِ ذَلِکَ الْقَبْرِ،وَ نَقْلِ الْمَدْفُونِ إِلَی مَوْضِعٍ آخَرَ،فَلَمَّا کَشَفُوهُ رَأَوْا فِیهِ رَمَادَ الْحَرِیقِ وَ لَمْ یَجِدُوا لِلْمَیِّتِ أَثَراً قَالَ ابْنُ طَلْحَهَ:وَ لاَ شَکَّ أَنَّ ظُهُورَ الْکَرَامَهِ بَعْدَ الْمَوْتِ أَکْبَرُ دَلاَلَهً مِنْهَا حَالَ الْحَیَاهِ (2).

و روی أیضا حدیث شقیق کما مر.و روی علی بن محمّد المالکی فی کتاب الفصول المهمه جمله من المعجزات السابقه.

الفصل العشرون

134-وَ رَوَی السَّیِّدُ تَاجُ الدِّینِ الْعَامِلِیِّ فِی کِتَابِ التَّتِمَّهِ فِی تَوَارِیخِ الْأَئِمَّهِ: عِنْدَ ذِکْرِ مَوْتِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:لَمَّا مَاتَ أَمَرَ السِّنْدِیُّ بِوَضْعِهِ عَلَی الْجِسْرِ، وَ أَظْهَرَ لِلنَّاسِ أَنَّهُ مَاتَ بِقَضَاءِ اللَّهِ تَعَالَی وَ کَانَ النَّاسُ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ وَ لَیْسَ بِهِ جُرْحٌ،

ص:274


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):344،ح 45/302.
2- (2) کشف الغمّه ج 5/3.

قَالَ:وَ رُوِیَ أَنَّ بَعْضَ الْمُخْلِصِینَ مِنَ الْإِمَامِیَّهِ جَاءَ حِینَئِذٍ وَ النَّاسُ مُجْتَمِعُونَ وَ هُمْ یَقُولُونَ:مَاتَ بِغَیْرِ قَتْلٍ،فَقَالَ:أَنَا أَسْتَخْبِرُ مِنْهُ بِمَا ذَا مَاتَ؟فَقَالُوا:إِنَّهُ مَیِّتٍ فَکَیْفَ یُخْبِرُکَ؟فَدَنَا مِنْهُ وَ قَالَ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَنْتَ صَادِقٌ وَ أَبُوکَ صَادِقٌ،فَأَخْبِرْنَا أَ مَضَیْتَ مَوْتاً أَمْ قَتْلاً؟فَنَطَقَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ:قَتْلاً قَتْلاً قَتْلاً،ثُمَّ غُسِّلَ وَ کُفِّنَ«اَلْحَدِیثَ» (1).

و روی جمله من معجزات الأئمه علیهم السّلام السابقه و الآتیه.

الفصل الحادی و العشرون

135-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنِ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ،قَالَ: نَازَعَهُ یَعْنِی الْکَاظِمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْأَفْطَحُ فِی الْإِمَامَهِ،فَأَضْرَمَ نَاراً وَ جَلَسَ فِی وَسَطِهَا سَاعَهً یُحَدِّثُ النَّاسَ ثُمَّ قَامَ وَ قَالَ:إِنْ کُنْتَ إِمَاماً فَافْعَلْ ذَلِکَ فَخَرَجَ (2).

136-قَالَ: وَ فِی رِوَایَهٍ أُخْرَی أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَدْخَلَ یَدَهُ فَلَمْ یُخْرِجْهَا حَتَّی احْتَرَقَ الْحَطَبُ بَعْدَ أَنْ أَمَرَ عَبْدَ اللَّهِ بِذَلِکَ فَلَمْ یَفْعَلْ (3).

أقول:لا مانع من الجمع بأن یکون فعل الأمرین فی وقت واحد أو فی وقتین.

137-قَالَ: وَ أَخْبَرَ رَجُلاً مِنْ شِیعَتِهِ أَنَّهُ یَمُوتُ بَعْدَ سَنَتَیْنِ،وَ یَمُوتُ أَخُوهُ بَعْدَهُ بِشَهْرٍ فَکَانَ کَمَا قَالَ (4).

138-: وَ مَرَّ بِرَجُلٍ مَغْرِبِیٍّ حَاجٍّ مَاتَ حِمَارُهُ فَضَرَبَهُ بِقَضِیبِهِ فَعَاشَ (5).

139-قَالَ: وَ أَدْخَلَ رَجُلٌ امْرَأَهً یَتَمَتَّعُ بِهَا فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ الْإِمَامُ أَخْرِجْهَا سَرِیعاً وَ لاَ تَمَسَّهَا فَأَخْرَجَهَا وَ أَتَاهُ،فَقَالَ:إِنَّهَا مِنْ بَنِی أُمَیَّهَ أَهْلِ بَیْتِ اللَّعْنَهِ فَلاَ تُعِدْ،وَ تَزَوَّجْ ابْنَهً لِمَوْلَی أَبِی أَیُّوبَ فَإِنَّهَا قَدْ جَمَعَتْ مَا تُرِیدُ لِلدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ فَتَزَوَّجَهَا فَکَانَ کَمَا قَالَ (6).

140-قَالَ:وَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ: مَرَّتْ بِی امْرَأَهٌ وَ أَنَا عَلَی بَابِهِ،فَقُلْتُ لَوْ لاَ أَنَّهُ یَعْلَمُ بِمَکَانِی لاَتَّبَعْتُهَا فَتَمَتَّعْتُ بِهَا،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَأَخْرَجَ مِنْ تَحْتِ مِرْفَقِهِ صُرَّهً وَ قَالَ:اِلْحَقْهَا فَإِنَّهَا تَنْتَظِرُکَ عَلَی دُکَّانِ الْعَلاَّفِ فَصِرْتُ إِلَیْهَا فَوَجَدْتُهَا کَمَا قَالَ، فَقَالَتْ:جِئْتَنِی فَتَمَتَّعْتُ بِهَا (7).

ص:275


1- (1) الأنوار البهیه:202.
2- (2) الصراط المستقیم:ج 189/2،ح 2.
3- (3) الصراط المستقیم:ج 189/2،ح 2.
4- (4) الصراط المستقیم:ج 189/2،ح 3.
5- (5) الصراط المستقیم:ج 190/2،ح 8.
6- (6) الصراط المستقیم:ج 190/2،ح 9.
7- (7) الصراط المستقیم:ج 190/2،ح 10.

141-قَالَ: وَ دَخَلَ عَلَیْهِ السِّجْنَ أَبُو یُوسُفَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ صَاحِبَا أَبِی حَنِیفَهَ فَجَاءَهُ السِّنْدِیُّ بْنُ شَاهَکَ الْمُوَکَّلُ بِهِ فَقَالَ:هَلْ لَکَ مِنْ حَاجَهٍ؟فَقَالَ:لاَ،فَلَمَّا خَرَجَ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنَّهُ یَمُوتُ اللَّیْلَهَ،فَمَاتَ فَجْأَهً تِلْکَ اللَّیْلَهِ فَتَعَجَّبَا فَقَالَ:هَذَا مِنَ الْأَبْوَابِ الَّتِی أَخْبَرَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

142-وَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مُوسَی قَالَ: کُنَّا مَعَ الْإِمَامِ فِی عُمْرَهٍ فَحَمَلَنَا یَوْماً فَقَالَ:حُطُّوا فَسَتَأْتِیکُمْ رِیحٌ سَوْدَاءُ تَطْرُدُ بَعْضَ الْإِبِلِ فَکَانَ کَمَا قَالَ (2). و روی معجزات کثیره مما سبق.

الفصل الثانی و العشرون

و روی محمّد بن علی بن شهرآشوب فی المناقب کثیرا من المعجزات السابقه.

143-وَ عَنْ بُنَانِ بْنِ نَافِعٍ قَالَ: خَلَّفْتُ وَالِدِی مَعَ الْحَرَمِ فِی الْمَوْسِمِ،فَقَصَدْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا أَنْ قَرُبْتُ مِنْهُ هَمَمْتُ بِالسَّلاَمِ عَلَیْهِ،فَأَقْبَلَ عَلَیَّ بِوَجْهِهِ وَ قَالَ:بُرَّ حَجُّکَ یَا ابْنَ نَافِعٍ آجَرَکَ اللَّهُ فِی أَبِیکَ فَإِنَّهُ قَدْ قَبَضَهُ اللَّهُ إِلَیْهِ فِی هَذِهِ السَّاعَهِ،فَارْجِعْ فَخُذْ فِی جَهَازِهِ،فَبَقِیتُ مُتَحَیِّراً عِنْدَ قَوْلِهِ وَ قَدْ کُنْتُ خَلَّفْتُهُ وَ مَا بِهِ عِلَّهٌ،فَقَالَ:یَا ابْنَ نَافِعٍ أَ فَلاَ تُؤْمِنُ؟فَرَجَعْتُ فَإِذَا أَنَا بِالْجَوَارِی یَلْطِمْنَ خُدُودَهُنَّ، قُلْتُ:مَا وَرَاکُنَّ؟قُلْنَ:أَبُوکَ فَارَقَ الدُّنْیَا (3).

144-وَ عَنْ أَبِی عَلِیِّ بْنِ رَاشِدٍ وَ غَیْرِهِ فِی خَبَرٍ طَوِیلٍ: أَنَّهُ اجْتَمَعَتْ عِصَابَهُ الشِّیعَهِ بِنَیْسَابُورَ وَ اخْتَارُوا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ النَّیْسَابُورِیَّ فَدَفَعُوا إِلَیْهِ ثَلاَثِینَ أَلْفَ دِینَارٍ، وَ خَمْسِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ،وَ أَلْفَیْ شُقَّهٍ مِنَ الثِّیَابِ،وَ جُزْءاً فِیهِ مَسَائِلُ مِلْ ءَ سَبْعِینَ وَرَقَهٍ فِی کُلِّ وَرَقَهٍ مَسْأَلَهٌ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُمْ قَالُوا:مَنْ أَجَابَ عَنِ الْمَسَائِلِ وَ لَمْ یَنْکَسِرِ الْخَوَاتِیمُ فَهُوَ الْإِمَامُ الْمُسْتَحِقُّ لِلْمَالِ فَادْفَعْ إِلَیْهِ،وَ إِلاَّ فَرُدَّ إِلَیْنَا،فَدَخَلَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ وَ جَرَّبَهُ وَ خَرَجَ عَنْهُ قَائِلاً:رَبِّ اهْدِنِی إِلَی سَوَاءِ الصِّرَاطِ،قَالَ:فَبَیْنَمَا أَنَا وَاقِفٌ إِذَا أَنَا بِغُلاَمٍ یَقُولُ:أَجِبْ مَنْ تُرِیدُهُ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَتَی بِهِ دَارَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِجَمِیعِ مَا مَعَهُ بِالتَّفْصِیلِ وَ أَجَابَهُ عَنْ جَمِیعِ الْمَسَائِلِ (4).

145-قَالَ:وَ فِی کِتَابِ الْأَنْوَارِ: ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ:أَنَّ الرَّشِیدَ أَنْفَذَ إِلَی

ص:276


1- (1) الصّراط المستقیم:ج 191/2،ح 12.
2- (2) الصّراط المستقیم:ج 193/2،ح 27.
3- (3) مناقب آل أبی طالب:ج 406/3.
4- (4) مناقب آل أبی طالب:ج 409/3.

مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَارِیَهً تَخْدُمُهُ فِی السِّجْنِ فَرَدَّهَا عَلَیْهِ فَغَضِبَ فَأَرْسَلَهَا إِلَیْهِ، ثُمَّ أَنْفَذَ خَادِماً یَسْأَلُ عَنْ حَالِهَا فَرَآهَا سَاجِدَهً،فَأَخْبَرَهُ،فَقَالَ:عَلَیَّ بِهَا فَسَأَلَهَا عَنْ حَالِهَا؟فَقَالَتْ:إِنِّی کُنْتُ وَاقِفَهً عِنْدَهُ فَقُلْتُ لَهُ:یَا سَیِّدِی هَلْ لَکَ مِنْ حَاجَهٍ؟فَإِنِّی أُدْخِلْتُ عَلَیْکَ لِحَوَائِجِکَ قَالَ:فَمَا بَالَ هَؤُلاَءِ؟قَالَتْ:فَالْتَفَتُّ فَإِذَا رَوْضَهٌ مُزْهَرَهٍ لاَ أَبْلُغُ آخِرَهَا بِنَظَرِی،فِیهَا مَجَالِسُ مَفْرُوشَهٌ وَ عَلَیْهَا وُصَفَاءُ وَ وَصَائِفُ عَلَیْهِمُ الْحَرِیرُ الْأَخْضَرُ،وَ فِی أَیْدِیهِمْ الْأَبَارِیقُ وَ الْمَنَادِیلُ وَ مِنْ کُلِّ الطَّعَامِ فَخَرَرْتُ سَاجِدَهً (1).

الفصل الثالث و العشرون

146-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ لِعَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ کَانَ مُحِبّاً لِإِسْمَاعِیلَ ابْنِهِ وَ کَانَ یُثْنِیَ عَلَیْهِ خَیْراً فَتَشَاجَرَ قَوْمٌ مِنْ مَوَالِیهِ وَ مَوَالِی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ادَّعُوا لِإِسْمَاعِیلَ الْأَمْرَ فِی حَیَاهِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُمْ أَصْحَابُ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:بَاهِلُونَا فِیهِ،فَخَرَجُوا مَعَهُمْ إِلَی الصَّحْرَاءِ لِیُبَاهِلُوهُمْ فَأَظَلَّتِ الْجَمِیعَ غَمَامَهٌ،فَأَمْطَرَتْ عَلَی أَصْحَابِ أَبِی الْحَسَنِ دُونَ أُولَئِکَ فَاسْتَبْشَرُوا وَ رَجَعُوا. ،و روی جمله من المعجزات السابقه.

147-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ الثُّمَالِیِّ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ یَدَّعِی الْإِمَامَهَ فَدَعْهُ فَإِنَّهُ أَوَّلُ مَنْ یَلْحَقُنِی مِنْ أَهْلِی،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهِ قَالَ لِأَبِی بَصِیرٍ:

إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ لاَ یَعِیشُ أَکْثَرَ مِنْ سَنَهٍ فَلَمْ یَعِشْ أَکْثَرَ مِنْ تِلْکَ السَّنَهِ (2).

148-قَالَ: وَ رَوَی مِنْ جِهَاتٍ صَحِیحَهٍ:أَنَّ السِّنْدِیَّ أَطْعَمَهُ السَّمَّ فِی رُطَبٍ وَ أَنَّهُ أَکَلَ مِنْهَا عَشْرَ رُطَبَاتٍ،فَقَالَ لَهُ السِّنْدِیُّ:تَزْدَادُ فَقَالَ لَهُ:حَسْبُکَ قَدْ بَلَغْتَ مَا تَحْتَاجُ إِلَیْهِ فِیمَا أُمِرْتَ بِهِ،ثُمَّ أَحْضَرَ الْقُضَاهَ وَ الْعُدُولَ وَ أَرَاهُمْ إِیَّاهُ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

اشْهَدُوا أَنِّی صَحِیحُ الظَّاهِرِ لَکِنِّی مَسْمُومٌ سَأَحْمَرُّ فِی هَذَا الْیَوْمِ حُمْرَهً شَدِیدَهً مُنْکَرَهً، وَ أَصْفَرُّ غَداً صُفْرَهً شَدِیدَهً مُنْکَرَهً،وَ أَبْیَضُّ بَعْدَ غَدٍ،وَ أَمْضِی إِلَی رَحْمَهِ اللَّهِ وَ رِضْوَانِهِ فَمَضَی کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی آخِرِ الْیَوْمِ الثَّالِثِ (3).

الفصل الرابع و العشرون

149-وَ رَوَی بَعْضُ عُلَمَائِنَا فِی کِتَابٍ أَلَّفَهُ وَجَدْتُ نُسْخَهً فِی خِزَانَهِ أَمِیرِ

ص:277


1- (1) مناقب آل أبی طالب:ج 416/3.
2- (2) انظر دلائل الإمامه:329.
3- (3) بحار الأنوار:ج 248،48،ح 56.

الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّ جَمَاعَهً مِنْ أَصْحَابِهِ خَوَّفُوهُ وَ هُوَ بِالْمَدِینَهِ مِنْ مُوسَی بْنِ الْمَهْدِیِّ وَ أَخْبَرُوهُ أَنَّهُ یُرِیدُ قَتْلَهُ فَقَالَ:لَیَفْرَخْ رَوْعُکُمْ إِنَّهُ لاَ یَرِدُ أَوَّلُ کِتَابٍ مِنَ الْعِرَاقِ إِلاَّ بِمَوْتِ مُوسَی بْنِ الْمَهْدِیِّ قَالُوا:وَ مَا ذَاکَ أَصْلَحَکَ اللَّهُ؟قَالَ:قَدْ وَ حُرْمَهِ صَاحِبُ هَذَا الْقَبْرِ مَاتَ فِی یَوْمِهِ هَذَا،وَ إِنَّهُ لَحَقٌّ مِثْلَ مَا أَنَّکُمْ تَنْطِقُونَ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ تَفَرَّقُوا فَمَا اجْتَمَعُوا إِلاَّ لِقِرَاءَهِ الْکِتَابِ الْوَارِدِ بِمَوْتِ مُوسَی بْنِ الْمَهْدِیِّ، وَ الْبَیْعَهِ لِهَارُونَ الرَّشِیدِ (1).

تکمله لهذا الباب

ننقل فیها من معجزاته علیه السّلام عن کتب أهل السنه ما لم ینقل عنها المصنف (قده).

منها

مَا رَوَاهُ فِی«رَوْضِ الرَّیَاحِینِ»(ص 58 ط الْقَاهِرَهِ)قَالَ:

عَنْ شَقِیقٍ الْبَلْخِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ حَاجّاً فِی سَنَهِ تِسْعٍ وَ أَرْبَعِینَ وَ مِائَهٍ فَنَزَلْتُ الْقَادِسِیَّهَ فَبَیْنَمَا أَنَا أَنْظُرُ إِلَی النَّاسِ وَ زِینَتِهِمْ وَ کَثْرَتِهِمْ نَظَرْتُ فَتًی حَسَنَ الْوَجْهِ فَوْقَ ثِیَابِهِ ثَوْبُ صُوفٍ مُشْتَمِلاً بِشَمْلَهٍ وَ فِی رِجْلَیْهِ نَعْلاَنِ وَ قَدْ جَلَسَ مُنْفَرِداً فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا الْفَتَی مِنَ الصُّوفِیَّهِ یُرِیدُ أَنْ یَکُونَ کَلاًّ عَلَی النَّاسِ فِی طَرِیقِهِمْ وَ اللَّهِ لَأَمْضِیَنَّ إِلَیْهِ وَ لَأُوَبِّخَنَّهُ،فَدَنَوْتُ مِنْهُ فَلَمَّا رَآنِی مُقْبِلاً قَالَ:یَا شَقِیقُ اجْتَنِبُوا کَثِیراً مِنْ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ.

وَ تَرَکَنِی وَ مَضَی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ عَظِیمٌ قَدْ تَکَلَّمَ عَلَی مَا فِی نَفْسِی وَ نَطَقَ بِاسْمِی مَا هَذَا إِلاَّ عَبْدٌ صَالِحٌ لَأَلْحَقَنَّهُ وَ لَأَسْأَلَنَّهُ أَنْ یُحَلِّلَنِی،فَأَسْرَعْتُ فِی أَثَرِهِ فَلَمْ أَلْحَقْهُ وَ غَابَ عَنْ عَیْنِی فَلَمَّا نَزَلْنَا وَاقِصَهَ إِذَا بِهِ یُصَلِّی وَ أَعْضَاؤُهُ تَضْطَرِبُ وَ دُمُوعُهُ تَجْرِی فَقُلْتُ هَذَا صَاحِبِی أَمْضِی إِلَیْهِ وَ أَسْتَحِلُّهُ فَصَبَرْتُ حَتَّی جَلَسَ وَ أَقْبَلْتُ نَحْوَهُ،فَلَمَّا رَآنِی مُقْبِلاً قَالَ:یَا شَقِیقُ اقْرَأْ:وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَی،ثُمَّ تَرَکَنِی وَ مَضَی فَقُلْتُ إِنَّ هَذَا الْفَتَی لَمِنَ الْأَبْدَالِ قَدْ تَکَلَّمَ عَلَی سِرِّی مَرَّتَیْنِ فَلَمَّا نَزَلْنَا إِلَی مِنًی إِذَا بِالْفَتَی قَائِمٌ عَلَی الْبِئْرِ وَ بِیَدِهِ رَکْوَهٌ یُرِیدُ أَنْ یَسْتَقِیَ فَسَقَطَتْ

ص:278


1- (1) مستدرک الوسائل ج 67/16 ح 24.

الرَّکْوَهُ مِنْ یَدِهِ فِی الْبِئْرِ وَ أَنَا أَنْظُرُ إِلَیْهِ فَرَأَیْتُهُ قَدْ رَمَقَ السَّمَاءَ وَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ:

أَنْتَ رِیِّی إِذَا ظَمِئْتُ إِلَی الْمَاءِ وَ قُوتِی إِذَا أَرَدْتُ الطَّعَاماَ

اللَّهُمَّ أَنْتَ تَعْلَمُ یَا إِلَهِی وَ سَیِّدِی مَا لِی سِوَاهَا فَلاَ تُعْدِمْنِی إِیَّاهَا قَالَ شَقِیقٌ رَضِیَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْهُ:فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَیْتُ الْبِئْرَ قَدْ ارْتَفَعَ مَاؤُهَا فَمَدَّ یَدَهُ وَ أَخَذَ الرَّکْوَهَ وَ مَلَأَهَا مَاءً وَ تَوَضَّأَ وَ صَلَّی أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ مَالَ إِلَی کَثِیبٍ مِنْ رَمْلٍ فَجَعَلَ یَقْبِضُ بِیَدِهِ وَ یَطْرَحُهُ فِی الرَّکْوَهِ وَ یُحَرِّکُهُ وَ یَشْرَبُ فَأَقْبَلْتُ إِلَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ فَقُلْتُ:أَطْعِمْنِی مِنْ فَضْلِ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَیْکَ،فَقَالَ:یَا شَقِیقُ لَمْ تَزَلْ نِعْمَهُ اللَّهِ تَعَالَی عَلَیْنَا ظَاهِرَهً وَ بَاطِنَهً فَأَحْسِنْ ظَنَّکَ بِرَبِّکَ ثُمَّ نَاوَلَنِی الرَّکْوَهَ فَشَرِبْتُ مِنْهَا فَإِذَا سَوِیقٌ وَ سُکَّرٌ فَوَ اللَّهِ مَا شَرِبْتُ قَطُّ أَلَذَّ مِنْهُ وَ لاَ أَطْیَبَ مِنْهُ رِیحاً فَشَبِعْتُ وَ رَوِیتُ وَ أَقَمْتُ أَیَّاماً لاَ أَشْتَهِی طَعَاماً وَ لاَ شَرَاباً ثُمَّ لَمْ أَرَهُ حَتَّی دَخَلْنَا مَکَّهَ فَرَأَیْتُهُ لَیْلَهً فِی جَنْبِ قُبَّهِ الشَّرَابِ فِی نِصْفِ اللَّیْلِ یُصَلِّی بِخُشُوعٍ وَ أَنِینٍ وَ بُکَاءٍ فَلَمْ یَزَلْ کَذَلِکَ حَتَّی ذَهَبَ اللَّیْلُ فَلَمَّا رَأَی الْفَجْرَ جَلَسَ فِی مُصَلاَّهُ یُسَبِّحُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّی فَلَمَّا سَلَّمَ مِنْ صَلاَهِ الصُّبْحِ طَافَ بِالْبَیْتِ سَبْعاً وَ خَرَجَ فَتَبِعْتُهُ فَإِذَا لَهُ حَاشِیَهٌ وَ مَوَالٍ وَ هُوَ عَلَی خِلاَفِ مَا رَأَیْتُهُ فِی الطَّرِیقِ وَ دَارَ بِهِ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِ یُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لِبَعْضِ مَنْ رَأَیْتُهُ بِالْقُرْبِ مِنْهُ:مَنْ هَذَا الْفَتَی؟فَقَالَ هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ رِضْوَانُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ فَقُلْتُ قَدْ عَجِبْتُ بِکَوْنِ هَذِهِ الْعَجَائِبِ وَ الشَّوَاهِدِ إِلاَّ لِمِثْلِ هَذَا السَّیِّدِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«تَذْکِرَهُ السِّبْطِ»ص 357 ط الْغَرِیِّ.

«صِفَهُ الصَّفْوَهِ»ج 2 ص 158 ط حَلْبَ«اَلْمُخْتَارُ فِی مَنَاقِبِ الْأَخْیَارِ»ص 34 نُسْخَهٍ مکتبه الظاهریه بِدِمَشْقَ«اَلْحَدَائِقُ الْوَرْدِیَّهُ»ص 45 ط دِمَشْقَ«وَسِیلَهُ النَّجَاهِ» ص 367 ط لکهنو«مَطَالِبِ السئول»ص 83 ط طُهْرَانِ.

«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ»ص 215 ط الْغَرِیِّ«مِفْتَاحُ النجا»ص 182 مخطوط «اَلصَّوَاعِقَ»ص 121 ط حَلْبَ.

«إسعاف الرَّاغِبِینَ»اَلْمَطْبُوعُ بهامش نُورٍ الْأَبْصَارُ ص 247 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ «وَسِیلَهُ المآل»ص 211 نُسْخَهٍ ظاهریه دِمَشْقَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 218 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِدْرِیسَ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: حَمَلَ الرَّشِیدُ فِی بَعْضِ الْأَیَّامِ إِلَی

ص:279

عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ ثِیَاباً فَاخِرَهً أَکْرَمَهُ بِهَا وَ مِنْ جُمْلَتِهَا دُرَّاعَهٌ مَنْسُوجَهٌ بِالذَّهَبِ سَوْدَاءُ مِنْ لِبَاسِ الْخُلَفَاءِ فَأَنْفَذَ بِهَا عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ إِلَی مُوسَی الْکَاظِمِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَرَدَّهَا الْإِمَامُ إِلَیْهِ، وَ کَتَبَ إِلَیْهِ احْتَفِظْ بِهَا وَ لاَ تُخْرِجُهَا عَنْ یَدِکَ فَسَیَکُونُ لَکَ بِهَا شَأْنٌ،تَحْتَاجُ مَعَهُ إِلَیْهَا.

فَارْتَابَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ بِرَدِّهَا عَلَیْهِ،وَ لَمْ یَدْرِ مَا سَبَبُ کَلاَمِهِ ذَلِکَ ثُمَّ احْتَفَظَ بِالدُّرَّاعَهِ وَ جَعَلَهَا فِی سَفَطٍ وَ خَتَمَ عَلَیْهَا.

فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ ذَلِکَ بِمُدَّهٍ یَسِیرَهٍ تَغَیَّرَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ عَلَی بَعْضِ غِلْمَانِهِ مِمَّنْ کَانَ یَخْتَصُّ بِأُمُورِهِ وَ یَطَّلِعُ عَلَیْهَا فَصَرَفَهُ عَنْ خِدْمَتِهِ وَ طَرَدَهُ لِأَمْرٍ أَوْجَبَ ذَلِکَ مِنْهُ.

فَسَعَی الْغُلاَمُ بِعَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ إِلَی الرَّشِیدِ وَ قَالَ لَهُ:إِنَّ عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ یَقُولُ بِإِمَامَهِ مُوسَی الْکَاظِمِ،وَ إِنَّهُ یَحْمِلُ إِلَیْهِ فِی کُلِّ سَنَهٍ زَکَاهَ مَالِهِ،وَ الْهَدَایَا،وَ التُّحَفَ وَ قَدْ حَمَلَ إِلَیْهِ فِی هَذِهِ السَّنَهِ ذَلِکَ،وَ صَحِبَتْهُ الدُّرَّاعَهُ السَّوْدَاءُ الَّتِی أَکْرَمَهُ بِهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ فِی وَقْتِ کَذَا.

فَاسْتَشَاطَ الرَّشِیدُ لِذَلِکَ غَضَباً شَدِیداً وَ قَالَ لَأَکْشِفَنَّ عَنْ ذَلِکَ،فَإِنْ کَانَ الْأَمْرُ عَلَی مَا ذَکَرْتَ أَزْهَقْتُ رُوحَهُ،وَ ذَلِکَ مِنْ بَعْضِ جَزَائِهِ.

فَأَنْفَذَ فِی الْوَقْتِ وَ الْحِینِ،أَنْ یَحْضُرَ عَلِیُّ بْنُ یَقْطِینٍ فَلَمَّا مَثُلَ بَیْنَ یَدَیْهِ،قَالَ مَا فَعَلْتَ بِالدُّرَّاعَهِ السَّوْدَاءِ الَّتِی کَسَوْتُکَهَا وَ اخْتَصَصْتُکَ بِهَا مِنْ مُدَّهٍ مِنْ بَیْنِ سَائِرِ خَوَاصِی قَالَ:هِیَ عِنْدِی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فِی سَفَطٍ فِی طِیبٍ مَخْتُومٍ عَلَیْهَا.

فَقَالَ:أَحْضِرْهَا السَّاعَهَ،فَقَالَ نَعَمْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ السَّمْعَ وَ الطَّاعَهَ،فَاسْتَدْعَی بَعْضَ خَدَمِهِ فَقَالَ:اِمْضِ وَ خُذْ مِفْتَاحَ الْبَیْتِ الْفُلاَنِیِّ مِنْ دَارِی،وَ افْتَحِ الصُّنْدُوقَ الْفُلاَنِیَّ وَ ائْتِنِی بِالسَّفَطِ الَّذِی فِیهِ عَلَی حَالَتِهِ بِخَتْمِهِ،فَلَمْ یَلْبَثِ الْخَادِمُ إِلاَّ قَلِیلاً حَتَّی عَادَ وَ فِی صُحْبَتِهِ السَّفَطُ مَخْتُوماً عَلَی حَالَتِهِ بِخَتْمِهِ فَوَضَعَ بَیْنَ یَدَیِ الرَّشِیدِ فَأَمَرَ بِفَکِّ خَتْمِهِ فَفُکَّ،وَ فَتَحَ السَّفَطَ فَإِذَا بِالدُّرَّاعَهِ فِیهِ مَطْوِیَّهً،وَ مَدْفُونَهً بِالطِّیبِ عَلَی حَالِهَا لَمْ تَلْبَسْ وَ لَمْ تُدَنَّسْ وَ لَمْ یُصِبْهَا شَیْ ءٌ مِنَ الْأَشْیَاءِ،فَقَالَ لِعَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ:رُدَّهَا إِلَی مَکَانِهَا،وَ خُذْهَا وَ انْصَرِفْ رَاشِداً،فَلَنْ نُصَدِّقَ بَعْدَهَا عَلَیْکَ سَاعِیاً،وَ أَمَرَ أَنْ یُتْبَعَ بِجَائِزَهٍ سَنِیَّهٍ وَ أَمَرَ أَنْ یُضْرَبَ السَّاعِی أَلْفَ سَوْطٍ،فَضَرَبَ فَلَمَّا بَلَغُوا إِلَی خَمْسِمِائَهِ سَوْطٍ مَاتَ تَحْتَ الضَّرْبِ قَبْلَ الْأَلْفِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثَ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 251 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ«وَسِیلَهُ النَّجَاهِ»ص 368 ط لکهنو.

ص:280

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 138 ط مِصْرَ).

رُوِیَ عَنْ عِیسَی الْمَدَائِنِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ سَنَهً إِلَی مَکَّهَ فَأَقَمْتُ بِهَا مُجَاوِراً ثُمَّ قُلْتُ أَذْهَبُ إِلَی الْمَدِینَهِ فَأُقِیمُ بِهَا سَنَهً مِثْلَ مَا أَقَمْتُ بِمَکَّهَ فَهُوَ أَعْظَمُ لِثَوَابِی فَقَدِمْتُ الْمَدِینَهَ فَنَزَلْتُ طَرَفَ الْمُصَلَّی إِلَی جَنْبِ دَارِ أَبِی ذَرٍّ وَ جَعَلْتُ أَخْتَلِفُ إِلَی سَیِّدِنَا مُوسَی الْکَاظِمِ فَبَیْنَا أَنَا عِنْدَهُ فِی لَیْلَهٍ مُمْطَرَهٍ إِذْ قَالَ لِی یَا عِیسَی قُمْ فَقَدْ انْهَدَمَ الْبَیْتُ عَلَی مَتَاعِکَ فَقُمْتُ فَإِذَا الْبَیْتُ قَدِ انْهَدَمَ عَلَی الْمَتَاعِ فَاکْتَرَیْتُ قَوْماً کَشَفُوا عَنْ مَتَاعِی وَ اسْتَخْرَجْتُ جَمِیعَهُ وَ لَمْ یَذْهَبْ لِی غَیْرُ سَطْلٍ لِلْوُضُوءِ فَلَمَّا أَتَیْتُهُ مِنَ الْغَدِ قَالَ هَلْ فَقَدْتَ شَیْئاً مِنْ مَتَاعِکَ فَنَدْعُوَ اللَّهَ لَکَ بِالْخَلَفِ؟فَقُلْتُ مَا فَقَدْتُ غَیْرَ سَطْلٍ کَانَ لِی أَتَوَضَّأُ مِنْهُ فَأَطْرَقَ رَأْسَهُ مَلِیّاً ثُمَّ رَفَعَهُ فَقَالَ:قَدْ ظَنَنْتُ أَنَّکَ أُنْسِیتَهُ قَبْلَ ذَلِکَ فَأْتِ جَارِیَهَ رَبِّ الدَّارِ فَاسْأَلْهَا عَنْهُ وَ قُلْ لَهَا أُنْسِیتُ السَّطْلَ فِی بَیْتِ الْخَلاَءِ فَرُدِّیهِ قَالَ:فَسَأَلْتُهَا عَنْهُ فَرَدَّتْهُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ» ص 216 ط الْغَرِیِّ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«وَسِیلَهِ النَّجَاهِ»(ص 369 ط لکهنو)قَالَ:

رُوِیَ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ أَرْسَلَ کِتَاباً إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْمَدِینَهِ فَلَمَّا وَصَلَ الْجَمَاعَهُ إِلَی الْمَدِینَهِ لَقِیَهُمْ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ فَأَخْرَجَ کِتَاباً قَبْلَ أَنْ یَقْرَأَ کِتَابَ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ وَ قَالَ:فِیهِ جَوَابُ مَا فِی الْکِتَابِ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«تَارِیخِ بَغْدَادَ»(ج 13 ص 30 ط السَّعَادَهِ بِمِصْرَ)قَالَ:

حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلاَّلُ،حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ،حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الصَّوْلِیُّ،حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:سَمِعْتُ إِسْحَاقَ الْمَوْصِلِیَّ غَیْرَ مَرَّهٍ یَقُولُ حَدَّثَنِی الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِیعِ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّهُ لَمَّا حَبَسَ الْمَهْدِیُّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ رَأَی الْمَهْدِیُّ فِی النَّوْمِ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ وَ هُوَ یَقُولُ:

یَا مُحَمَّدُ فَهَلْ عَسَیْتُمْ إِنْ تَوَلَّیْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِی الْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحامَکُمْ .

قَالَ الرَّبِیعُ:فَأَرْسَلَ إِلَیَّ لَیْلاً فَرَاعَنِی ذَلِکَ،فَجِئْتُهُ فَإِذَا هُوَ یَقْرَأُ هَذِهِ الْآیَهَ وَ کَانَ أَحْسَنَ النَّاسِ صَوْتاً وَ قَالَ:عَلَیَّ بِمُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فَجِئْتُهُ بِهِ فَعَانَقَهُ وَ أَجْلَسَهُ إِلَی جَانِبِهِ،

ص:281

وَ قَالَ:یَا أَبَا الْحَسَنِ إِنِّی رَأَیْتُ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ فِی النَّوْمِ یَقْرَأُ عَلَیَّ کَذَا فَتُؤْمِنُنِی أَنْ تَخْرُجَ عَلَیَّ أَوْ عَلَی أَحَدٍ مِنْ وُلْدِی؟ فَقَالَ:وَ اللَّهِ لاَ فَعَلْتُ ذَاکَ وَ لاَ هُوَ مِنْ شَأْنِی،قَالَ:صَدَقْتَ.یَا رَبِیعُ أَعْطِهِ ثَلاَثَهَ آلاَفِ دِینَارٍ وَ رُدَّهُ إِلَی أَهْلِهِ إِلَی الْمَدِینَهِ.

قَالَ الرَّبِیعُ:فَأَحْکَمْتُ أَمْرَهُ لَیْلاً فَمَا أَصْبَحَ إِلاَّ وَ هُوَ فِی الطَّرِیقِ خَوْفَ الْعَوَائِقِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«مِرْآهُ الْجِنَانِ»ج 1 ص 394 ط حیدرآباد.«اَلصَّوَاعِقُ المحرقه»ص 123 ط حَلَبَ«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهِ» ص 214 ط الْغَرِیِّ«فَصَلِّ الْخَطَّابِ»عَلَی مَا فِی الینابیع ص 382 ط اسلامبول «اَلْمُخْتَارِ فِی مَنَاقِبِ الْأَخْیَارِ»ص 33 نُسْخَهٍ الظاهریه بِدِمَشْقَ«مَطَالِبِ السئول»ص 83 ط طُهْرَانِ«الشذورات الذَّهَبِیَّهُ»ص 89 ط بیروت«مِفْتَاحُ النجا»ص 172 مخطوط «أَخْبَارِ الْأَوَّلِ وَ آثَارَ الدُّوَلِ»ص 123 ط بَغْدَادَ«نُزْهَهِ الْجَلِیسِ»ج 2 ص 46«جالیه الْکَدَرِ»ص 205 ط مِصْرَ الْعَرَائِسَ الْوَاضِحَهِ«وَسِیلَهً النَّجَاهِ»ص 365 ط لکهنو.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 217 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ نَقَلَ صَاحِبُ کِتَابِ نَثْرِ الدُّرِّ: أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ الْکَاظِمَ ذَکَرَ لَهُ أَنَّ الْهَادِیَ قَدْ هَمَّ بِکَ قَالَ لِأَهْلِ بَیْتِهِ وَ مَنْ یَلِیهِ:مَا تُشِیرُونَ بِهِ عَلَیَّ مِنَ الرَّأْیِ؟فَقَالُوا نَرَی أَنْ تَتَبَاعَدَ عَنْهُ وَ أَنْ تُغَیِّبَ شَخْصَکَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لاَ یُؤْمَنُ عَلَیْکَ مِنْ شَرِّهِ فَتَبَسَّمَ ثُمَّ قَالَ:

زَعَمَتْ سَخِینَهُ أَنْ سَتَغْلِبُ رَبِّهَا وَ لَیُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الْغَلاَّبِ

ثُمَّ إِنَّهُ رَفَعَ یَدَهُ إِلَی السَّمَاءِ فَقَالَ:إِلَهِی کَمْ مِنْ عَدُوٍّ شَحَذَ لِی ظُبَهَ مُدْیَتِهِ وَ دَافَ لِی قَوَاتِلَ سُمُومِهِ وَ لَمْ تَنَمْ عَنِّی عَیْنُ حِرَاسَتِهِ فَلَمَّا رَأَیْتَ ضَعْفِی عَنْ احْتِمَالِ الْفَوَادِحِ وَ عَجْزِی عَنْ مُلِمَّاتِ الْجَوَائِحِ،صَرَفْتَ ذَلِکَ عَنِّی بِحَوْلِکَ وَ قُوَّتِکَ لاَ بِحَوْلِی وَ قُوَّتِی وَ أَلْقَیْتَهُ فِی الْحَفِیرِ الَّذِی احْتَفَرَهُ لِی خَائِباً مِمَّا أَمَّلَهُ فِی دُنْیَاهُ مُتَبَاعِداً عَنْ مَا یَرْجُوهُ فِی أُخْرَاهُ فَلَکَ الْحَمْدُ عَلَی قَدْرِ مَا عَمَّمْتَنِی فِیهِ مِنْ نِعَمِکَ وَ مَا تَوَلَّیْتَنِی مِنْ جُودِکَ وَ کَرَمِکَ اللَّهُمَّ فَخُذْهُ بِقُوَّتِکَ وَ افْلُلْ حَدَّهُ عَنِّی بِقُدْرَتِکَ وَ اجْعَلْ لَهُ شُغُلاً فِیمَا یَلِیهِ وَ عَجْزاً بِهِ عَمَّا یَنْوِیهِ اللَّهُمَّ وَ أَعِدْنِی عَلَیْهِ عَدْوَهً حَاضِرَهً تَکُونُ مِنْ غَیْظِی شِفَاءً وَ مِنْ حَنَقِی عَلَیْهِ وَفَاءً وَ صِلِ اللَّهُمَّ دُعَائِی بِالْإِجَابَهِ وَ انْظِمْ شِکَایَتِی بِالتَّغْیِیرِ وَ عَرِّفْهُ عَمَّا قَلِیلٍ مَا وَعَدْتَ بِهِ مِنْ الْإِجَابَهِ لِعَبِیدِکَ الْمُضْطَرِّینَ إِنَّکَ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِیمِ وَ الْمَنِّ الْجَسِیمِ.

ثُمَّ إِنَّ أَهْلَ بَیْتِهِ انْصَرَفُوا عَنْهُ فَمَا کَانَ بَعْدَ مُدَّهٍ یَسِیرَهٍ حَتَّی اجْتَمَعُوا لِقِرَاءَهِ

ص:282

الْکِتَابِ الْوَارِدِ عَلَی مُوسَی الْکَاظِمِ بِمَوْتِ مُوسَی الْهَادِی وَ فِی ذَلِکَ یَقُولُ بَعْضُهُمْ:

وَ سَارِیَهٍ لَمْ تَسْرِ فِی الْأَرْضِ تَبْتَغِی*مَحَلاًّ وَ لَمْ یَقْطَعْ بِهَا الْأَرْضَ قَاطِعُ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«وَسِیلَکهً النَّجَاهِ»(ص 369 ط لکهنو)قَالَ:

رُوِیَ أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ فِی سَفِینَهٍ عِنْدَ مَسِیرِهِ إِلَی بَصَرِهِ وَ کَانَ فِیهَا عَرُوسٌ سَقَطَتْ سِوَارُهَا فِی الْبَحْرِ فَدَعَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَظَهَرَتْ عَلَی سَطْحِ الْمَاءِ حَتَّی أَخَذَهَا.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«مُرُوجِ الذَّهَبِ»(ج 2 ص 356 ط السَّعَادَهِ بِمِصْرَ)قَالَ:

إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ مَالِکٍ الْخُزَاعِیَّ کَانَ عَلَی دَارِ هَارُونَ وَ شُرْطَتِهِ،قَالَ: أَتَانِی رَسُولُ هَارُونَ الرَّشِیدِ فِی وَقْتِ مَا جَاءَنِی فِیهِ قَطُّ فَنَزَعَنِی مِنْ مَوْضِعِی وَ مَنَعَنِی مِنْ تَغْیِیرِ ثِیَابِی فَرَاعَنِی ذَلِکَ فَلَمَّا صِرْتُ إِلَی الدَّارِ سَبَقَنِی الْخَادِمُ فَعَرَّفَ الرَّشِیدَ خَبَرِی فَأَذِنَ لِی فِی الدُّخُولِ عَلَیْهِ.

فَدَخَلْتُ فَوَجَدْتُهُ قَاعِداً عَلَی مُصَلاَّهُ فَسَلَّمْتُ فَسَکَتَ سَاعَهٍ فَطَارَ عَقْلِی وَ تَضَاعَفَ الْجَزَعُ عَلَیَّ.

ثُمَّ قَالَ لِی:یَا عَبْدَ اللَّهِ هَلْ تَدْرِی لِمَ طَلَبْتُکَ فِی هَذَا الْوَقْتِ،فَقُلْتُ:لاَ وَ اللَّهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ.

فَقَالَ:إِنِّی رَأَیْتُ فِی نَوْمِی السَّاعَهَ کَأَنَّ الْحُسَیْنَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ أَتَانِی وَ مَعَهُ حَرْبَهٌ،فَقَالَ:إِنْ خَلَّیْتَ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ وَ إِلاَّ نَحَرْتُکَ بِهَذِهِ الْحَرْبَهِ فَاذْهَبْ فَخَلِّ عَنْهُ،قَالَ:فَقُلْتُ لَهُ مُسْتَفْهِماً یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ السَّاعَهَ أُطْلِقُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ ثَلاَثاً،قَالَ نَعَمْ ثَلاَثاً امْضِ السَّاعَهَ فَأَطْلِقْهُ وَ أَعْطِهِ ثَلاَثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ،وَ قُلْ لَهُ إِنْ أَحْبَبْتَ الْمُقَامَ عِنْدَنَا فَلَکَ مَا تُحِبُّ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ الْمُضِیَّ إِلَی أَهْلِکَ فَاْلِإْذُن فِی ذَلِکَ إِلَیْکَ.قَالَ فَلَمَّا مَضَیْتُ إِلَی الْحَبْسِ لِأُخْرِجَهُ،فَلَمَّا رَآنِی الْإِمَامُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ وَثَبَ إِلَیَّ قَائِماً وَ ظَنَّ أَنِّی قَدْ أُمِرْتُ فِیهِ بِمَکْرُوهٍ،فَقُلْتُ لَهُ:لاَ تَحْزَنْ وَ لاَ تَخَفْ فَقَدْ أَمَرَنِی بِإِطْلاَقِکَ وَ إِنِّی دَافِعٌ إِلَیْکَ ثَلاَثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ هُوَ یَقُولُ لَکَ إِنْ أَحْبَبْتَ الْمُقَامَ قِبَلَنَا فَلَکَ عِنْدِی مَا تُحِبُّ وَ إِنْ أَحْبَبْتَ الْمُضِیَّ إِلَی أَهْلِکَ بِالْمَدِینَهِ فَالْإِذْنُ لَکَ فِی ذَلِکَ، وَ أَعْطَیْتُهُ ثَلاَثِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ خَلَّیْتُ سَبِیلَهُ،وَ قُلْتُ لَهُ:لَقَدْ رَأَیْتُ مِنْ أَمْرِکَ عَجَباً.

قَالَ:فَإِنِّی أُخْبِرُکَ بَیْنَمَا أَنَا نَائِمٌ إِذْ أَتَانِی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ لِی:یَا مُوسَی

ص:283

حُبِسْتَ مَظْلُوماً فَقُلْ هَذِهِ الْکَلِمَاتِ فَإِنَّکَ لاَ تَبِیتُ اللَّیْلَهَ فِی الْحَبْسِ،فَقُلْتُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی یَا رَسُولَ اللَّهِ مَا أَقُولُ؟قَالَ:قُلْ:

یَا سَامِعَ کُلِّ صَوْتٍ وَ یَا سَابِقَ کُلِّ فَوْتٍ وَ یَا کَاسِیَ الْعِظَامِ لَحْماً وَ مُنْشِرَهَا بَعْدَ الْمَوْتِ أَسْأَلُکَ بِأَسْمَائِکَ الْحُسْنَی وَ بِاسْمِکَ الْأَکْبَرِ الْأَعْظَمِ الْمَکْنُونِ الْمَخْزُونِ الَّذِی لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ أَحَدٌ مِنَ الْمَخْلُوقِینَ یَا حَلِیماً ذَا أَنَاهٍ لاَ یَعْجَلُ عَنْ أَنَاهٍ،یَا ذَا الْمَعْرُوفِ الَّذِی لاَ یَنْقَطِعُ أَبَداً وَ لاَ یُحْصَی عَدَداً فَرِّجْ عَنِّی فَکَانَ مَا تَرَی.

و روی هذا الحدیث فی غیره من کتب أهل السنه منها«نزهه الجلیس»ج 2 ص 47«وسیله النجاه»ص 366 ط لکهنو«الصواعق»ص 123 ط حلب«الشذورات الذهبیه»ص 91 ط بیروت«نزهه المجالس»ج 1 ص 86 ط القاهره«فصل الخطاب» علی ما فی الینابیع ص 383 ط اسلامبول.

و منها

مَا فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 138 ط مِصْرَ)قَالَ:

مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ:

رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی قَتَادَهَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ الزُّبَالِیِّ،قَالَ: قَدِمَ عَلَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی الْکَاظِمُ زُبَالَهَ وَ مَعَهُ جَمَاعَهٌ مِنْ أَصْحَابِ الْمَهْدِیِّ بَعَثَهُمْ لِإِحْضَارِهِ لَدَیْهِ إِلَی الْعِرَاقِ مِنَ الْمَدِینَهِ وَ ذَلِکَ فِی مَسْکَنِهِ الْأَوَّلِیِّ فَأَتَیْتُهُ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَسُرَّ بِرُؤیَتِی وَ أَوْصَانِی بِشِرَاءِ حَوَائِجَ وَ بِتَبْقِیَتِهَا عِنْدِی لَهُ فَرَآنِی غَیْرَ مُنْبَسِطٍ.

فَقَالَ:مَا لِی أَرَاکَ مُنْقَبِضاً،فَقُلْتُ:کَیْفَ لاَ أَنْقَبِضُ وَ أَنْتَ سَائِرٌ إِلَی هَذِهِ الْفِئَهِ الطَّاغِیَهِ وَ لاَ آمَنُ عَلَیْکَ.

فَقَالَ:یَا أَبَا خَالِدٍ لَیْسَ عَلَیَّ بَأْسٌ،فَإِذَا کَانَ فِی شَهْرِ کَذَا فِی الْیَوْمِ الْفُلاَنِیِّ مِنْهُ فَانْتَظِرْنِی آخِرَ النَّهَارِ مَعَ دُخُولِ اللَّیْلِ فَإِنِّی أُوَافِیکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.

قَالَ أَبُو خَالِدٍ:فَمَا کَانَ لِی هَمٌّ إِلاَّ إِحْصَاءُ تِلْکَ الشُّهُورِ وَ الْأَیَّامِ إِلَی ذَلِکَ الْیَوْمِ الَّذِی وَعَدَنِی بِالْمَجِیءِ فِیهِ فَخَرَجْتُ غُرُوبَ الشَّمْسِ فَلَمْ أَرَ أَحَداً فَلَمَّا کَانَ دُخُولُ اللَّیْلِ إِذَا بِسَوَادٍ قَدْ أَقْبَلَ مِنْ نَاحِیَهِ الْعِرَاقِ فَقَصَدْتُهُ فَإِذَا هُوَ عَلَی بَغْلَهٍ أَمَامَ الْقِطَارِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ سُرِرْتُ بِمَقْدَمِهِ وَ تَخَلُّصِهِ.

فَقَالَ لِی:أَ دَاخَلَکَ الشَّکُّ یَا أَبَا خَالِدٍ،فَقُلْتُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَّصَکَ مِنْ هَذِهِ الطَّاغِیَهِ،فَقَالَ:یَا أَبَا خَالِدٍ إِنَّ لَهُمْ إِلَیَّ عَوْدَهً لاَ أَتَخَلَّصُ مِنْهَا.

ص:284

و روی هذا الحدیث فی غیره من کتب أهل السنه منها«الفصول المهمه» ص 216 ط الغریّ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 217 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی قَالَ:قَالَ مُوسَی الْکَاظِمُ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ الْحَمِیدِ: وَ قَدْ لَقِیَهُ سَحَراً وَ إِبْرَاهِیمُ ذَاهِبٌ إِلَی قُبَا وَ مُوسَی دَاخِلٌ إِلَی الْمَدِینَهِ:یَا إِبْرَاهِیمُ إِلَی أَیْنَ؟ قَالَ:إِلَی قُبَا،قَالَ:فِی أَیِّ شَیْ ءٍ؟.

فَقَالَ:إِنَّا فِی کُلِّ سَنَهٍ نَشْتَرِی مِنْ هَذَا التَّمْرِ فَأَرَدْتُ أَنْ آتِیَ فِی هَذِهِ السَّنَهِ إِلَی رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَأَشْتَرِیَ مِنْهُ نَخْلاً.

فَقَالَ لَهُ مُوسَی:وَ قَدْ أَمِنْتُمْ الْجَرَادَ،ثُمَّ فَارَقَهُ فَوَقَعَ کَلاَمُهُ فِی صَدْرِهِ فَلَمْ یَشْتَرِ شَیْئاً،فَمَا مَرَّتْ خَامِسَهٌ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ جَرَاداً أَکَلَ عَامَّهَ النَّخْلِ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 223 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

رَوَی إِسْحَاقُ بْنُ عَمَّارٍ قَالَ: لَمَّا حَبَسَ هَارُونُ الرَّشِیدُ مُوسَی الْکَاظِمَ دَخَلَ عَلَیْهِ السِّجْنَ لَیْلاً أَبُو یُوسُفَ وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ صَاحِبَا أَبِی حَنِیفَهَ فَسَلَّمَا عَلَیْهِ وَ جَلَسَا عِنْدَهُ وَ أَرَادَا أَنْ یَخْتَبِرَاهُ بِالسُّؤَالِ لِیَنْظُرَا مَکَانَهُ مِنَ الْعِلْمِ فَجَاءَهُ بَعْضُ الْمُوَکَّلِینَ بِهِ،فَقَالَ لَهُ:

إِنَّ نَوْبَتِی قَدْ فَرَغَتْ وَ أُرِیدُ الاِنْصِرَافَ إِلَی غَدٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی.فَإِنْ کَانَ لَکَ حَاجَهٌ تَأْمُرُنِی أَنْ آتِیَکَ بِهَا مَعِی إِذَا جِئْتُکَ غَداً،فَقَالَ:مَا لِی حَاجَهٌ انْصَرِفْ.

ثُمَّ قَالَ لِأَبِی یُوسُفَ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ:إِنِّی لَأَعْجَبُ مِنْ هَذَا الرَّجُلِ یَسْأَلُنِی أَنْ أُکَلِّفَهُ حَاجَهً یَأْتِینِی بِهَا غَداً إِذَا جَاءَ وَ هُوَ مَیِّتٌ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ،فَأَمْسَکَا عَنْ سُؤَالِهِ وَ قَامَا وَ لَمْ یَسْأَلاَ عَنْ شَیْ ءٍ.

وَ قَالاَ:أَرَدْنَا أَنْ نَسْأَلَهُ عَنِ الْفَرْضِ وَ السُّنَّهِ أَخَذَ یَتَکَلَّمُ مَعَنَا فِی عِلْمِ الْغَیْبِ وَ اللَّهِ لَنُرْسِلُ خَلْفَ الرَّجُلِ مَنْ یَبِیتُ عِنْدَ بَابِ دَارِهِ وَ نَنْظُرُ مَا یَکُونُ مِنْ أَمْرِهِ فَأَرْسَلاَ شَخْصاً مِنْ جِهَتِهِمَا جَلَسَ عَلَی بَابِ ذَلِکَ الرَّجُلِ فَلَمَّا کَانَ أَثْنَاءَ اللَّیْلِ وَ إِذَا بِالصُّرَاخِ وَ الْوَاعِیَهِ فَقِیلَ لَهُمْ مَا الْخَبَرُ؟فَقَالُوا:مَاتَ صَاحِبُ الْبَیْتِ فَجْأَهً فَعَادَ إِلَیْهِمَا الرَّسُولُ وَ أَخْبَرَهُمَا بِذَلِکَ فَتَعَجَّبَا مِنْ ذَلِکَ غَایَهَ الْعَجَبِ.

ص:285

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«تَارِیخِ بَغْدَادَ»(ج 1 ص 120 ط الْقَاهِرَهِ)،قَالَ:

أَخْبَرَنَا الْقَاضِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ رَامِینَ الْأَسْتَرْآبَادِیُّ قَالَ أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الْقَطِیعِیُّ،قَالَ سَمِعْتُ الْحَسَنَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ أَبَا عَلِیٍّ الْخَلاَّلَ،یَقُولُ: مَا هَمَّنِی أَمْرٌ فَقَصَدْتُ قَبْرَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ فَتَوَسَّلْتُ بِهِ إِلاَّ سَهَّلَ اللَّهُ تَعَالَی لِی مَا أُحِبُّ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«مَطَالِبِ السئول فِی مَنَاقِبِ آلِ الرَّسُولِ»(ص 84 ط طُهْرَانِ)قَالَ:

وَ لَقَدْ قَرَعَ سَمْعِی ذِکْرُ وَاقِعَهٍ عَظِیمَهٍ وَ هِیَ أَنَّ مِنْ عُظَمَاءِ الْخُلَفَاءِ مَجَّدَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ کَانَ لَهُ نَائِبٌ کَبِیرُ الشَّأْنِ فِی الدُّنْیَا مِنْ مَمَالِیکِهِ الْأَعْیَانِ فِی وَلاَیَهٍ عَامَّهٍ طَالَتْ فِیهَا مُدَّتُهُ وَ کَانَ ذَا سَطْوَهٍ وَ جَبَرُوتٍ،فَلَمَّا انْتَقَلَ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی اقْتَضَتْ رِعَایَهُ الْخَلِیفَهُ لَهُ أَنْ یُقْدَمَ بِدَفْنِهِ فِی ضَرِیحٍ مُجَاوِرٍ لِضَرِیحِ الْإِمَامِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْمَشْهَدِ الْمُطَهَّرِ.

وَ کَانَ بِالْمَشْهَدِ الْمُطَهَّرِ نَقِیبٌ مَعْرُوفٌ مَشْهُودٌ لَهُ بِالصَّلاَحِ کَثِیرُ التَّرَدُّدِ وَ الْمُلاَزَمَهِ لِضَرِیحِ السَّیِّدِ الْجَلِیلِ وَ الْخِدْمَهِ لَهُ قَائِمٌ بِوَظَائِفِهَا فَذَکَرَ هَذَا النَّقِیبُ أَنَّ بَعْدَ دَفْنِ ذَلِکَ الْمُتَوَفَّی فِی ذَلِکَ الْقَبْرِ بَاتَ بِالْمَشْهَدِ،فَرَأَی فِی مَنَامِهِ أَنَّ الْقَبْرَ قَدِ انْفَتَحَ وَ النَّارُ تَشْتَعِلُ فِیهِ وَ قَدْ انْتَشَرَ مِنْهُ دُخَانٌ وَ رَائِحَهٌ فَثَارَ ذَلِکَ الْمَدْفُونُ فِیهِ إِلَی أَنْ مَلَأَتِ الْمَشْهَدَ وَ أَنَّ الْإِمَامَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَاقِفٌ فَصَاحَ لِهَذَا النَّقِیبِ بِاسْمِهِ وَ قَالَ لَهُ:تَقُولُ لِلْخَلِیفَهِ یَا فُلاَنُ وَ سَمَّاهُ بِاسْمِهِ لَقَدْ آذَیْتَنَا بِمُجَاوَرَهِ هَذَا الظَّالِمِ،وَ قَالَ کَلاَماً خَشِناً.

فَاسْتَیْقَظَ ذَلِکَ النَّقِیبُ وَ هُوَ یَرْعَدُ فَرَقاً وَ خَوْفاً فَلَمْ یَلْبَثْ أَنْ کَتَبَ وَرَقَهً وَ سَیْرَهً مُتَهَیِّأً فِیهَا صُورَهَ الْوَاقِعَهِ بِتَفْصِیلِهَا.

فَلَمَّا جَنَّ اللَّیْلُ جَاءَ الْخَلِیفَهُ إِلَی الْمَشْهَدِ الْمُطَهَّرِ بِنَفْسِهِ وَ مَعَهُ خَدَمٌ وَ اسْتَدْعَی النَّقِیبَ وَ دَخَلُوا إِلَی الضَّرِیحِ وَ أَمَرَ بِکَشْفِ ذَلِکَ الْقَبْرِ وَ نَقَلَ ذَلِکَ الْمَدْفُونَ إِلَی مَوْضِعٍ آخَرَ خَارِجَ الْمَشْهَدِ،فَلَمَّا کَشَفُوهُ وَجَدُوا فِیهِ رَمَادَ الْحَرِیقِ وَ لَمْ یَجِدُوا لِلْمَیِّتِ أَثَراً.

ص:286

الباب الرابع و العشرون: النصوص علی إمامه أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیه السّلام

اشاره

النصوص علی إمامه أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیه السّلام مضافا إلی ما تقدم منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: قَالَ:قُلْتُ لَهُ:إِنْ کَانَ کَوْنٌ وَ لاَ أَرَانِی اللَّهُ ذَلِکَ فَبِمَنْ آتَمُّ؟فَأَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی ابْنِهِ مُوسَی،قُلْتُ:فَإِنْ حَدَثَ بِمُوسَی حَدَثٌ فَبِمَنْ آتَمُّ؟قَالَ:بِوَلَدِهِ «اَلْحَدِیثَ» (1).

2-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ الصَّحَّافِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِساً فَدَخَلَ عَلَیْهِ ابْنُهُ عَلِیٌّ،فَقَالَ یَا عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ هَذَا عَلِیٌّ سَیِّدُ وُلْدِی،أَمَا إِنِّی قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی (2).

و رواه علی بن محمّد الخزاز فی کتاب الکفایه فی النصوص عن ابن بابویه عن علی بن محمّد الدقاق،عن محمّد بن الحسن عن سعد عن أحمد بن محمّد مثله.

و عن أحمد بن مهران،عن محمّد بن علی عن الحسین بن نعیم الصحاف قال:کنت عند العبد الصالح علیه السلام و فی نسخه الصفوانی قال:کنت أنا ثم ذکر مثله.

3-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّادٍ الْقَصْرِیِّ جَمِیعاً عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی قَدْ کَبِرَ سِنِّی فَخُذْ بِیَدِی مِنَ النَّارِ،قَالَ:فَأَشَارَ إِلَی ابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:هَذَا صَاحِبُکُمْ مِنْ بَعْدِی (3).

4-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ الْقَنْدِیِّ: وَ کَانَ مِنَ الْوَاقِفِیَّهِ

ص:287


1- (1) الکافی:ج 286/1،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 313/1،ح 10.
3- (3) الکافی:ج 312/1،ح 3.

قَالَ:دَخَلْتُ عَلَی أَبِی إِبْرَاهِیمَ وَ عِنْدَهُ ابْنُهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی:یَا زِیَادُ هَذَا ابْنِی فُلاَنٌ کِتَابُهُ کِتَابِی،وَ کَلاَمُهُ کَلاَمِی،وَ رَسُولُهُ رَسُولِی،وَ مَا قَالَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ (1).

5-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ:حَدَّثَنِی الْمَخْزُومِیُّ: وَ کَانَتْ أُمُّهُ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ.قَالَ:بَعَثَ إِلَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَمَعَنَا،ثُمَّ قَالَ:أَ تَدْرُونَ لِمَ دَعَوْتُکُمْ؟فَقُلْنَا:لاَ فَقَالَ:اِشْهَدُوا أَنَّ ابْنِی هَذَا وَصِیِّی وَ الْقَیِّمُ بِأَمْرِی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی،مَنْ کَانَ لَهُ عِنْدِی دَیْنٌ فَلْیَأْخُذْهُ مِنِ ابْنِی هَذَا،وَ مَنْ کَانَتْ لَهُ عِنْدِی عِدَهٌ،فَلْیُنْجِزْهَا مِنْهُ،وَ مَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ لِقَائِی فَلاَ یَلْقَنِی إِلاَّ بِکِتَابِهِ (2).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ:

وَ کَانَتْ أُمُّهُ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ وَ ذَکَرَ مِثْلَهُ،إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ:اِشْهَدُوا أَنَّ عَلِیّاً ابْنِی هَذَا وَصِیِّی وَ الْقَائِمُ بِأَمْرِی. و روی الذی قبله عن أبیه عن سعد عن محمّد بن عیسی بن عبید عن زیاد بن مروان القندی مثله،إلا أنه قال:و عنده ابنه علیّ.

6-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ جَمِیعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ: خَرَجَتْ إِلَیْنَا أَلْوَاحٌ مِنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ:عَهْدِی إِلَی أَکْبَرِ أَوْلاَدِی أَنْ یَفْعَلَ کَذَا وَ أَنْ یَفْعَلَ کَذَا،وَ فُلاَنٌ لاَ تُنِلْهُ شَیْئاً حَتَّی أَلْقَاکَ أَوْ یَقْضِیَ اللَّهُ عَلَیَّ الْمَوْتَ (3).

7-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَتَبَ إِلَیَّ مِنَ الْحَبْسِ:أَنَّ فُلاَناً سَیِّدُ وُلْدِی وَ قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی (4).

8-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْخَزَّازِ،عَنْ دَاوُدَ بْنِ سُلَیْمَانَ قَالَ:

قُلْتُ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنِّی أَخَافُ أَنْ یَحْدُثَ حَدَثٌ وَ لاَ أَلْقَاکَ فَأَخْبِرْنِی مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَکَ؟فَقَالَ:اِبْنِی فُلاَنٌ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (5).

9-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنِّی قَدْ سَأَلْتُ أَبَاکَ وَ قُلْتُ:مَنْ بَعْدَکَ؟فَأَخْبَرَنِی أَنَّکَ

ص:288


1- (1) الکافی:ج 312/1،ح 6.
2- (2) الکافی:ج 312/1،ح 7.
3- (3) الکافی:ج 312/1،ح 8.
4- (4) الکافی:ج 313/1،ح 10.
5- (5) الکافی:ج 313/1،ح 11.

أَنْتَ هُوَ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَخْبَرَنِی مَنِ الَّذِی یَکُونُ مِنْ بَعْدِکَ مِنْ وُلْدِکَ؟فَقَالَ:اِبْنِی فُلاَنٌ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ،قَالَ:حَدَّثَنَا سَعِیدُ بْنُ أَبِی الْجَهْمِ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ: مِثْلَهُ،إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ:اِبْنِی عَلِیٌّ.

وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ سَعِیدِ بْنِ أَبِی الْجَهْمِ مِثْلَهُ .

10-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الضَّحَّاکِ بْنِ الْأَشْعَثِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ قَالَ: جِئْتُ إِلَی أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَالٍ فَأَخَذَ بَعْضَهُ وَ تَرَکَ بَعْضَهُ،فَقُلْتُ:أَصْلَحَکَ اللَّهُ لِأَیِّ شَیْ ءٍ تَرَکْتَهُ عِنْدِی؟قَالَ:إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ یَطْلُبُهُ مِنْکَ،فَلَمَّا جَاءَ نَعْیُهُ بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلَنِی ذَلِکَ الْمَالَ فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ (2).

11-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی الْحَکَمِ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَارَهَ جَمِیعاً عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثِ النَّصِّ عَلَی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ هُوَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،وَ فِیهِ أُخْرَی خَیْرٌ مِنْ هَذَا کُلِّهِ،فَقَالَ لَهُ أَبِی:وَ مَا هِیَ.بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی.قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یُخْرِجُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ غَوْثَ هَذِهِ الْأُمَّهِ وَ غِیَاثَهَا وَ عَلَمَهَا وَ نُورَهَا وَ فَضْلَهَا وَ حِکْمَتَهَا،خَیْرَ مَوْلُودٍ وَ خَیْرَ نَاشِئٍ یَحْقُنُ اللَّهُ بِهِ الدِّمَاءَ وَ یُصْلِحُ بِهِ ذَاتَ الْبَیْنِ،وَ یَلُمُّ بِهِ الشَّعْثَ وَ یَشْعَبُ بِهِ الصَّدْعَ،وَ یَکْسُو بِهِ الْعَارِیَ،وَ یُشْبِعُ بِهِ الْجَائِعَ وَ یُؤْمِنُ بِهِ الْخَائِفَ وَ یُنْزِلُ اللَّهُ بِهِ الْقَطْرَ،وَ یَرْحَمُ بِهِ الْعِبَادَ خَیْرُ کَهْلٍ وَ خَیْرُ نَاشِئٍ،قَوْلُهُ حُکْمٌ وَ صَمْتُهُ عِلْمٌ،یُبَیِّنُ لِلنَّاسِ مَا یَخْتَلِفُونَ فِیهِ وَ یَسُودُ عَشِیرَتَهُ مِنْ قَبْلِ أَوَانِ حُلُمِهِ فَقَالَ لَهُ أَبِی:فَهَلْ وُلِدَ؟فَقَالَ:نَعَمْ وَ مَرَّتْ بِهِ السِّنُونَ (3).

12-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ عَنْ أَبِیهِ أَنَّهُ قَالَ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

أَخْبِرْنِی أَنْتَ بِمِثْلِ مَا أَخْبَرَنِی بِهِ أَبُوکَ؟فَقَالَ:إِنَّ أَبِی کَانَ فِی زَمَانٍ لَیْسَ هَذَا زَمَانَهُ، ثُمَّ قَالَ أُخْبِرُکَ أَنِّی خَرَجْتُ مِنْ مَنْزِلِی فَأَوْصَیْتُ إِلَی ابْنِی فُلاَنٍ،وَ أَشْرَکْتُ مَعَهُ بَنِیَّ فِی الظَّاهِرِ وَ أَوْصَیْتُهُ فِی الْبَاطِنِ،فَأَفْرَدْتُهُ وَحْدَهُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

ص:289


1- (1) الکافی:ج 313/1،ح 12.
2- (2) الکافی:ج 313/1،ح 13.
3- (3) الکافی:ج 313/1،ح 14.

وَ رَأَیْتُ.یَعْنِی فِی النَّوْمِ.وُلْدِی جَمِیعاً الْأَحْیَاءَ مِنْهُمْ وَ الْأَمْوَاتَ،فَقَالَ لِی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:هَذَا سَیِّدُهُمْ وَ أَشَارَ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ،فَهُوَ مِنِّی وَ أَنَا مِنْهُ وَ اللَّهُ مَعَ الْمُحْسِنِینَ،ثُمَّ قَالَ یَا یَزِیدُ هَذِهِ وَدِیعَهٌ عِنْدَکَ فَلاَ تُخْبِرْ بِهَا إِلاَّ عَاقِلاً أَوْ عَبْداً تَعْرِفُهُ صَادِقاً،وَ إِنْ سُئِلْتَ عَنِ الشَّهَادَهِ فَاشْهَدْ بِهَا،إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَقْبَلْتُ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقُلْتُ:قَدْ جَمَعْتَهُمْ لِی بِأَبِی وَ أُمِّی فَأَیُّهُمْ هُوَ؟قَالَ:هُوَ الَّذِی یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ هُوَ هَذَا.وَ أَخَذَ بِیَدِ عَلِیٍّ ابْنِی.إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنِّی أُؤْخَذُ فِی هَذِهِ السَّنَهِ وَ الْأَمْرُ بَعْدِی إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ بِالْإِسْنَادِ السَّابِقِ فِی النَّصِّ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَذَا الْحَدِیثُ الَّذِی قَبْلَهُ .

13-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ قَالَ: لَمَّا أَوْصَی أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَشْهَدَ إِبْرَاهِیمَ بْنَ مُحَمَّدٍ،ثُمَّ ذَکَرَ عَشْرَهً مِنَ الشُّهُودِ إِلَی أَنْ قَالَ:أَشْهَدَهُمْ أَنَّهُ یَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ إِنِّی قَدْ أَوْصَیْتُ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ وَ بَنِیَّ بَعْدُ مَعَهُ إِنْ شَاءَ وَ آنَسَ مِنْهُمْ رُشْداً وَ أَحَبَّ أَنْ یُقِرَّهُمْ فَذَاکَ لَهُ وَ إِنْ کَرِهَهُمْ وَ أَحَبَّ أَنْ یُخْرِجَهُمْ فَذَاکَ لَهُ وَ لاَ أَمْرَ لَهُمْ مَعَهُ،وَ أَوْصَیْتُ إِلَیْهِ بِصَدَقَاتِی وَ أَمْوَالِی وَ مَوَالِیَّ وَ صِبْیَانِیَ وَ وُلْدِی إِلَی أَنْ قَالَ:وَ أَیُّ سُلْطَانٍ أَوْ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ کَفَّهُ عَنْ شَیْ ءٍ أَوْ حَالَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ شَیْ ءٍ مِمَّا ذَکَرْتُ فِی کِتَابِی هَذَا أَوْ أَحَدٌ مِمَّنْ ذَکَرْتُ فَهُوَ مِنَ اللَّهِ وَ مِنْ رَسُولِهِ بَرِیءٌ وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ مِنْهُ بَرِیئَانِ، وَ عَلَیْهِ لَعْنَهُ اللَّهِ وَ غَضَبُهُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ بِإِدْخَالِ الَّذِینَ أَدْخَلْتُ مَعَهُ مِنْ وُلْدِی التَّنْوِیهَ بِأَسْمَائِهِمْ وَ التَّشْرِیفَ لَهُمْ،وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ بِطُولِهَا (2).

14-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ نُعَیْمٍ الْقَابُوسِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ ابْنِی عَلِیٌّ أَکْبَرُ وُلْدِی وَ أَبَرُّهُمْ عِنْدِی وَ أَحَبُّهُمْ إِلَیَّ وَ هُوَ یَنْظُرُ مَعِی فِی الْجَفْرِ،وَ لاَ یَنْظُرُ فِیهِ إِلاَّ نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ (3).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ(ره فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ نُعَیْمِ بْنِ قَابُوسَ نَحْوَهُ.

وَ رَوَی الَّذِی قَبْلَهُ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الصُّهْبَانِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ:أَنَّ إِبْرَاهِیمَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الْجَعْفَرِیَّ حَدَّثَهُ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ

ص:290


1- (1) الکافی:ج 313/1،ح 14.
2- (2) الکافی:ج 316/1،ح 15.
3- (3) الکافی:ج 312/1،ح 2.

أَهْلِ بَیْتِهِ عَنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ مِثْلَهُ .

15-وَ عَنْهُمْ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ: خَرَجَ إِلَیْنَا مِنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْبَصْرَهِ أَلْوَاحٌ مَکْتُوبٌ فِیهَا بِالْعَرْضِ عَهْدِی إِلَی أَکْبَرِ وُلْدِی یُعْطِی فُلاَنَ کَذَا وَ فُلاَنَ کَذَا«اَلْحَدِیثَ» (1).

16-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَ لاَ تَدُلُّنِی عَلَی مَنْ آخُذُ عَنْهُ دِینِی؟فَقَالَ:هَذَا ابْنِی عَلِیٌّ، إِنَّ أَبِی أَخَذَ بِیَدِی فَأَدْخَلَنِی إِلَی قَبْرِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ:یَا بُنَیَّ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ: إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَهً (2)وَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ إِذَا قَالَ قَوْلاً وَفَی بِهِ (3).

17-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْجَبَّارِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحُسَیْنِ اللُّؤْلُؤِیِّ عَنْ یَحْیَی بْنِ عَمْرٍو عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنِّی قَدْ کَبِرَتْ سِنِّی وَ دَقَّ عَظْمِی وَ إِنِّی سَأَلْتُ أَبَاکَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرَنِی بِکَ،فَقَالَ:هَذَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا (4).

18-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عُبَیْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ:وَ عَلِیٌّ ابْنُهُ جَالِسٌ بَیْنَ یَدَیْهِ.مَنْ ظَلَمَ ابْنِی هَذَا حَقَّهُ وَ جَحَدَهُ إِمَامَتَهُ مِنْ بَعْدِی کَانَ کَمَنْ ظَلَمَ عَلِیَّ بْنَ أَبِی طَالِبٍ حَقَّهُ وَ جَحَدَهُ إِمَامَتَهُ بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلِّمْ (5).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ.وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ نَقْلاً عَنْ الْکُلَیْنِیِّ،وَ کَذَا جُمْلَهً مِنْ أَحَادِیثِ النُّصُوصِ وَ الْمُعْجِزَاتِ فِی هَذَا الْبَابِ وَ غَیْرِهِ.

وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی أَکْثَرَ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ، وَ رَوَی أَکْثَرَهَا الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ رَوَاهَا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ .

ص:291


1- (1) الکافی:ج 313/1،ح 9.
2- (2) سوره البقره:30.
3- (3) الکافی:ج 312/1،ح 4.
4- (4) الکافی:ج 312/1،ح 5.
5- (5) الکافی:ج 319/1،ح 16.

الفصل الأول

19-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ مَنْ لاَ یَحْضُرُهُ الْفَقِیهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ حُمْرَانَ قَالَ:قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یُقْتَلُ حَفَدَتِی بِأَرْضِ خُرَاسَانَ فِی مَدِینَهٍ یُقَالُ لَهَا طُوسُ،مَنْ زَارَهُ إِلَیْهَا عَارِفاً بِحَقِّهِ أَخَذْتُهُ بِیَدِی یَوْمَ الْقِیَامَهِ وَ أَدْخَلْتُهُ الْجَنَّهَ وَ إِنْ کَانَ مِنْ أَهْلِ الْکَبَائِرِ،قَالَ:قُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ مَا عِرْفَانُ حَقِّهِ؟قَالَ:تَعْلَمُ أَنَّهُ مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ غَرِیبٌ شَهِیدٌ،مَنْ زَارَهُ عَارِفاً بِحَقِّهِ أَعْطَاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَجْرَ سَبْعِینَ شَهِیداً مِمَّنِ اسْتُشْهِدَ بَیْنَ یَدَیْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلَی حَقِیقَهٍ (1).

وَ رَوَاهُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ وَ الْأَمَالِی کَمَا مَرَّ فِی مُعْجِزَاتِ الصَّادِقِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ .

الفصل الثانی

20-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکُوفِیِّ قَالَ:أَخْبَرَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ طُوسَ:سَیَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ یَعْنِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رَجُلٌ یَکُونُ رِضًا لِلَّهِ فِی سَمَائِهِ وَ لِعِبَادِهِ فِی أَرْضِهِ،یُقْتَلُ فِی أَرْضِکُمْ بِالسَّمِّ ظُلْماً وَ عُدْوَاناً،وَ یُدْفَنُ بِهَا غَرِیباً أَلاَ فَمَنْ زَارَهُ فِی غُرْبَتِهِ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّهُ إِمَامٌ بَعْدَ أَبِیهِ مُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ کَانَ کَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (2).

الفصل الثالث

21-وَ رَوَی الشَّیْخُ الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ أَیْضاً فِی عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقُرَشِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ قَالَ:حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ،قَالَ:

لَمَّا اشْتَرَتِ الْحَمِیدَهُ أُمُّ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُمَّ الرِّضَا نَجْمَهَ ذَکَرَتْ حَمِیدَهُ أَنَّهَا رَأَتْ فِی الْمَنَامِ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ یَقُولُ لَهَا:یَا حَمِیدَهُ هَبِی نَجْمَهَ لاِبْنِکَ مُوسَی فَإِنَّهُ سَیُولَدُ لَهُ مِنْهَا وَلَدٌ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ فَوَهَبَتْهَا لَهُ فَلَمَّا وَلَدَتْ لَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَمَّاهَا

ص:292


1- (1) من لا یحضره الفقیه:ج 584/2،ح 3190.
2- (2) تهذیب الأحکام:ج 108/6 ح(191)7.

الطَّاهِرَهَ،وَ کَانَتْ لَهَا أَسْمَاءٌ مِنْهَا:نَجْمَهُ،وَ أَرْوَی،وَ سَکَنُ،وَ سَمَانُ،وَ تُکْتَمُ وَ هُوَ آخِرُ أَسْمَائِهَا (1).

22-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مِیثَمٍ[عَنْ أَبِیهِ]عَنْ نَجْمَهَ أُمِّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهَا لَمَّا وَلَدَتْهُ قَالَ لَهَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:خُذِیهِ فَإِنَّهُ بَقِیَّهُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ (2).

23-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْمَحْبُوبِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ،عَنْ أَبِی زَکَرِیَّا الْوَاسِطِیِّ عَنْ هِشَامِ بْنِ أَحْمَرَ: فِی حَدِیثِ شِرَاءِ أَبِی الْحَسَنِ الْأَوَّلِ أُمَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّ الْبَائِعَ قَالَ لَهُ:أُخْبِرُکَ عَنْ هَذِهِ الْوَصِیفَهِ،إِنِّی اشْتَرَیْتُهَا مِنْ أَقْصَی الْمَغْرِبِ فَلَقِیَتْنِی امْرَأَهٌ مِنْ أَهْلِ الْکِتَابِ،فَقَالَتْ:مَا یَنْبَغِی أَنْ تَکُونَ هَذِهِ الْوَصِیفَهُ عِنْدَ مِثْلِکَ،إِنَّ هَذِهِ الْجَارِیَهَ یَنْبَغِی أَنْ تَکُونَ عِنْدَ خَیْرِ أَهْلِ الْأَرْضِ،فَلاَ تَلْبَثُ عِنْدَهُ إِلاَّ قَلِیلاً حَتَّی تَلِدَ مِنْهُ غُلاَماً یُزَیِّنُ أَهْلَ مَشْرِقِ الْأَرْضِ وَ مَغْرِبِهَا،قَالَ:فَاشْتَرَیْتُهَا لَهُ فَلَمْ تَلْبَثْ عِنْدَهُ إِلاَّ قَلِیلاً حَتَّی وَلَدَتْ عَلِیّاً عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

24-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَصْبَغِ، عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ الْمِیثَمِیِّ.وَ کَانَ وَاقِفِیّاً.قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِیلَ عَنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدِ اشْتَکَی شَکَاهً شَدِیدَهً فَقُلْتُ:إِنْ کَانَ مَا أَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ لاَ یُرِیَنَاهُ فَإِلَی مَنْ؟قَالَ:إِلَی عَلِیٍّ ابْنِی، وَ کِتَابُهُ کِتَابِی،وَ هُوَ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی (4).

25-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ،وَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ عَنْ أَبِیهِ عَلِیٍّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ عِنْدَهُ ابْنُهُ عَلِیٌّ فَقَالَ:یَا عَلِیُّ هَذَا ابْنِی وَ قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی،قَالَ:فَضَرَبَ هِشَامُ بْنُ سَالِمٍ یَدَهُ عَلَی جَبْهَتِهِ وَ قَالَ:إِنَّا لِلَّهِ،نَعَی وَ اللَّهِ إِلَیْکَ نَفْسَهُ (5).

ص:293


1- (1) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 26/2،ح 3.
2- (2) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):10/1.
3- (3) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 27/2،ح 4.
4- (4) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 31/2،ح 1.
5- (5) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 31/2،ح 2.

26-وَ عَنْهُ عَنِ الصَّفَّارِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ وَ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی جَمِیعاً عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ الصَّحَّافِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الْعَبْدِ الصَّالِحِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِساً فَدَخَلَ عَلَیْهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا عَلِیُّ هَذَا سَیِّدُ وُلْدِی وَ قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی فَقَالَ هِشَامُ بْنُ صَالِحٍ:

أَخْبَرَکَ وَ اللَّهِ أَنَّ الْأَمْرَ فِیهِ مِنْ بَعْدِهِ (1).

27-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ السَّعْدَآبَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ زُرْبِیٍّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ:قَالَ لِی مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْتِدَاءً مِنْهُ:

هَذَا أَفْقَهُ وُلْدِی.وَ أَشَارَ إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ.وَ قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی (2).

28-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَصْبَغِ،عَنْ عُثْمَانَ (3)بْنِ الْقَاسِمِ،قَالَ:قَالَ لِی مَنْصُورُ بْنُ یُونُسَ بُزُرْجَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ یَعْنِی مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْماً فَقَالَ لِی:یَا مَنْصُورُ أَ مَا عَلِمْتَ مَا أَحْدَثْتُ فِی یَوْمِی هَذَا؟قُلْتُ:لاَ،قَالَ:صَیَّرْتُ ابْنِی عَلِیّاً وَصِیِّی وَ الْخَلَفَ مِنْ بَعْدِی،فَادْخُلْ عَلَیْهِ وَ هَنِئْهُ بِذَلِکَ وَ أَعْلِمْهُ أَنِّی أَمَرْتُکَ بِهَذَا،قَالَ:فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هَنَّیْتُهُ بِذَلِکَ وَ أَعْلَمْتُهُ أَنَّ أَبَاهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَمَرَنِی بِذَلِکَ،ثُمَّ جَحَدَ مَنْصُورٌ بَعْدَ ذَلِکَ،وَ أَخَذَ الْأَمْوَالَ الَّتِی کَانَتْ فِی یَدِهِ وَ کَنَزَهَا (4).

وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَصْبَغِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْقَاسِمِ مِثْلَهُ .

29-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی الْخَشَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ زَکَرِیَّا بْنِ آدَمَ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ،قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ ثُمَّ ذَکَرَ النَّصَّ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ مَکَثْتُ نَحْواً مِنْ ثَلاَثِینَ سَنَهً،ثُمَّ أَتَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنْ کَانَ کَوْنٌ فَإِلَی مَنْ؟فَقَالَ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ قَالَ:فَکَانَ ذَلِکَ الْکَوْنُ فَوَ اللَّهِ مَا شَکَکْتُ فِی عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ طَرْفَهَ عَیْنٍ (5).

ص:294


1- (1) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 31/2،ح 3.
2- (2) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 32/2،ح 4.
3- (3) فی نسخه ثانیه:غنام.
4- (4) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 32/2،ح 5.
5- (5) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 32/2،ح 6.

30-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ قَدْ کَبِرَ سِنِّی فَخَبِّرْنِی مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَکَ؟فَأَشَارَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ:هَذَا صَاحِبُکُمْ مِنْ بَعْدِی (1).

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سَعْدٍ نَحْوَهُ .

31-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ قَالَ:حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ،وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْخَزَّازِ،عَنْ دَاوُدَ الرَّقِّیِّ قَالَ: .قُلْتُ لِأَبِی إِبْرَاهِیمَ یَعْنِی مُوسَی الْکَاظِمِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

إِنِّی کَبِرْتُ وَ خِفْتُ أَنْ یَحْدُثَ بِی حَدَثٌ وَ لاَ أَلْقَاکَ،فَأَخْبِرْنِی:مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَکَ؟قَالَ:

ابْنِی عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

32-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْحُجَّهِ عَلَی النَّاسِ مِنْ بَعْدِهِ؟فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ:یَا سُلَیْمَانُ إِنَّ عَلِیّاً ابْنِی وَ وَصِیِّی، وَ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَی النَّاسِ بَعْدِی وَ هُوَ أَفْضَلُ وُلْدِی.فَإِنْ بَقِیتَ بَعْدِی فَاشْهَدْ لَهُ بِذَلِکَ عِنْدَ شِیعَتِی وَ أَهْلِ وَلاَیَتِی وَ الْمُسْتَخْبِرِینَ عَنْ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی (3).

33-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ قَالَ:حَدَّثَنَا زَکَرِیَّا بْنُ آدَمَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: کُنَّا عِنْدَ الْقَبْرِ نَحْواً مِنْ سِتِّینَ رَجُلاً مِنَّا وَ مِنْ مَوَالِینَا،إِذْ أَقْبَلَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ یَدُ عَلِیٍّ ابْنِهِ فِی یَدِهِ،فَقَالَ:

أَ تَدْرُونَ مَنْ أَنَا؟قُلْنَا أَنْتَ سَیِّدُنَا وَ کَبِیرُنَا،قَالَ:سَمُّونِی وَ انْسُبُونِی فَقُلْنَا:أَنْتَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ فَقَالَ:مَنْ هَذَا مَعِی؟فَقُلْنَا هُوَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ،فَقَالَ:

فَاشْهَدُوا أَنَّهُ وَکِیلِی فِی حَیَاتِی وَ وَصِیِّی بَعْدَ مَوْتِی (4).

ص:295


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 33/2،ح 7.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 33/2،ح 8.
3- (3) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 35/2 ح 11.
4- (4) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 36/2،ح 12.

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ عَنْ ابْنِ بَابَوَیْهِ عَنِ الدَّقَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ زَکَرِیَّا بْنِ آدَمَ مِثْلَهُ .

34-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَخْزُومٍ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْبَصْرَهِ أُرِیدُ الْمَدِینَهَ فَلَمَّا صِرْتُ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ لَقِیتُ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یَذْهَبُ بِهِ إِلَی الْبَصْرَهِ فَأَرْسَلَ إِلَیَّ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَدَفَعَ إِلَیَّ کُتُباً أَمَرَنِی أَنْ أُوصِلَهَا إِلَی الْمَدِینَهِ،فَقُلْتُ:إِلَی مَنْ أَدْفَعُهَا جُعِلْتُ فِدَاکَ؟ فَقَالَ:إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ فَإِنَّهُ وَصِیِّی،وَ الْقَائِمُ بِأَمْرِی وَ خَیْرُ بَنِیَّ (1).

35-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ کُلِّهِمْ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ: خَرَجَتْ إِلَیْنَا أَلْوَاحٌ مِنْ أَبِی إِبْرَاهِیمَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ فِی الْحَبْسِ فَإِذَا فِیهَا:عَهْدِی إِلَی أَکْبَرِ وُلْدِی (2). وَ رَوَاهُ الْکُلَیْنِیُّ مَعَ زِیَادَهٍ کَمَا مَرَّ .

36-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْمُظَفَّرُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ الْمُظَفَّرِ الْعَلَوِیُّ السَّمَرْقَنْدِیُّ قَالَ:

حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ الْعَیَّاشِیُّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:حَدَّثَنَا یُوسُفُ بْنُ السُّخْتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ الْعُرَیْضِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ حَیْدَرَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ الْهَاشِمِیِّ أَنَّهُ قَالَ: الْآنَ تَتَّخِذُ الشِّیعَهُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا إِمَاماً،قُلْتُ وَ کَیْفَ ذَاکَ؟قَالَ:دَعَاهُ أَبُوهُ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَوْصَی إِلَیْهِ (3).

37-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ خَطَّابٍ قَالَ: کَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَبْتَدِئُ بِالثَّنَاءِ عَلَی ابْنِهِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ یُطْرِیهِ وَ یَذْکُرُ مِنْ فَضْلِهِ وَ بِرِّهِ مَا لاَ یَذْکُرُهُ مِنْ غَیْرِهِ کَأَنَّهُ یُرِیدُ أَنْ یَدُلَّ عَلَیْهِ (4).

38-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ عَنْ إِسْحَاقَ وَ عَلِیٍّ ابْنَیْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُمَا دَخَلاَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَسْلَمَ بِمَکَّهَ فِی السَّنَهِ الَّتِی أُخِذَ فِیهَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَعَهُمَا

ص:296


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 36/2،ح 13.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 39/2،ح 23.
3- (3) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 37/2،ح 15.
4- (4) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 38/2،ح 21.

کِتَابُ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِخَطِّهِ فِیهِ حَوَائِجُ قَدْ أَمَرَهُ بِهَا فَقَالاَ:إِنَّهُ أَمَرَ بِهَذِهِ الْحَوَائِجِ فِی هَذَا الْوَجْهِ فَإِنْ کَانَ مِنْ أَمْرِهِ شَیْ ءٌ فَادْفَعْهُ إِلَی ابْنِهِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَإِنَّهُ خَلِیفَتُهُ وَ الْقَائِمُ بِأَمْرِهِ،وَ هَذَا کَانَ بَعْدَ النَّفْرِ بِیَوْمٍ بَعْدَ مَا أُخِذَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِنَحْوٍ مِنْ خَمْسِینَ یَوْماً،وَ أَشْهَدَ إِسْحَاقُ وَ عَلِیٌّ ابْنَا أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْحُسَیْنَ بْنَ أَحْمَدَ الْمِنْقَرِبیِّ وَ إِسْمَاعِیلَ بْنَ عَمْرَهَ وَ حَسَّانَ بْنَ مُعَاوِیَهَ،وَ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ صَاحِبَ الْخَتْمِ أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا وَصِیُّ أَبِیهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ جَعَلَهُ خَلِیفَتَهُ،وَ شَهِدَ اثْنَانِ بِهَذِهِ الشَّهَادَهِ،وَ اثْنَانِ قَالاَ خَلِیفَتُهُ وَ وَکِیلُهُ،فَقُبِلَتْ شَهَادَتُهُمَا عِنْدَ حَفْصِ بْنِ غِیَاثٍ الْقَاضِی (1).

39-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ حَیْدَرَ بْنِ أَیُّوبَ قَالَ: کُنَّا بِالْمَدِینَهِ فِی مَوْضِعٍ یُعْرَفُ بِالْقُبَا فِیهِ مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ فَجَاءَ بَعْدَ الْوَقْتِ الَّذِی کَانَ یَجِیئُنَا فَقُلْنَا لَهُ جُعِلْنَا فِدَاکَ مَا حَبَسَکَ؟قَالَ:دَعَانَا أَبُو إِبْرَاهِیمَ الْیَوْمَ سَبْعَهَ عَشَرَ رَجُلاً مِنْ وُلْدِ عَلِیٍّ وَ فَاطِمَهَ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فَأَشْهَدَنَا لِعَلِیٍّ ابْنِهِ بِالْوَصِیَّهِ وَ الْوَکَالَهِ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعْدَ مَوْتِهِ،وَ أَنَّ أَمْرَهُ جَائِزٌ عَلَیْهِ وَ لَهُ،ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ زَیْدٍ:وَ اللَّهِ یَا حَیْدَرُ لَقَدْ عَقَدَ لَهُ الْإِمَامَهَ الْیَوْمَ، وَ لَتَقُولَنَّ الشِّیعَهُ بِهِ مِنْ بَعْدِهِ،قَالَ حَیْدَرُ:بَلْ یُبْقِیهِ اللَّهُ وَ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا؟فَقَالَ:یَا حَیْدَرُ إِذَا أَوْصَی إِلَیْهِ فَقَدْ عَقَدَ لَهُ الْإِمَامَهَ،قَالَ عَلِیُّ بْنُ الْحَکَمِ:مَاتَ حَیْدَرُ وَ هُوَ شَاکٌّ (2).

40-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنِی عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ خَلَفٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَسَدِ بْنِ أَبِی الْعَلاَ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ بَشِیرٍ وَ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ قَالَ: أَوْصَی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی ابْنِهِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَتَبَ لَهُ کِتَاباً أَشْهَدَ فِیهِ سَبْعِینَ (3)رَجُلاً مِنْ وُجُوهِ أَهْلِ الْمَدِینَهِ (4).

41-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مَرْوَانَ(مَرَّارٍ ظ)وَ صَالِحِ بْنِ السِّنْدِیِّ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،عَنْ حُسَیْنِ بْنِ بَشِیرٍ قَالَ: أَقَامَ لَنَا أَبُو الْحَسَنِ

ص:297


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 46/2،ح 3.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 37/2،ح 16.
3- (3) فی نسخه ثانیه:ستّین.
4- (4) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 37/2،ح 17.

مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْنَهُ عَلِیّاً کَمَا أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عَلِیّاً یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ وَ قَالَ:یَا أَهْلَ الْمَدِینَهِ.أَوْ قَالَ:یَا أَهْلَ الْمَسْجِدِ.هَذَا وَصِیِّی مِنْ بَعْدِی (1).

42-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَرَّازِ قَالَ: خَرَجْنَا إِلَی مَکَّهَ وَ مَعَنَا عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ وَ مَعَهُ مَالٌ وَ مَتَاعٌ،فَقُلْتُ:مَا هَذَا:هَذَا لِلْعَبْدِ الصَّالِحِ أَمَرَنِی أَنْ أَحْمِلَهُ إِلَی عَلِیٍّ ابْنِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ أَوْصَی إِلَیْهِ (2).

قال الصدوق:إن علی بن أبی حمزه أنکر بعد ذلک وفاه موسی بن جعفر علیه السّلام و حبس المال عن الرضا علیه السّلام.

43-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ،عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِی أَیُّوبَ الْخَزَّازِ عَنْ سَلَمَهَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ قَدْ أَدْرَکَ مَا تُدْرِکُ الرِّجَالُ،وَ قَدِ اشْتَرَیْتُ لَهُ جَارِیَهً تُبَاحُ لَهُ،فَکَأَنَّکَ بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی وَ قَدْ وُلِدَ لَهُ بَقِیَّهُ خَلَفٍ أَیْضاً (3).

44-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْمُخْتَارِ قَالَ:

لَمَّا مَرَّ بِنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْبَصْرَهِ خَرَجَتْ إِلَیْنَا مِنْهُ أَلْوَاحٌ مَکْتُوبٌ فِیهَا بِالْعَرْضِ عَهْدِی إِلَی أَکْبَرِ أَوْلاَدِی (4). وَ رَوَاهُ الْکُلَیْنِیُّ مَعَ زِیَادَهٍ کَمَا مَرَّ .

45-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ عَلِیٌّ ابْنُهُ فِی حَجْرِهِ، وَ هُوَ یُقَبِّلُهُ وَ یَمَصُّ لِسَانَهُ وَ یَضَعُهُ عَلَی عَاتِقِهِ وَ یَضُمُّهُ إِلَیْهِ،وَ یَقُولُ:بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی!مَا أَطْیَبَ رِیحَکَ،وَ أَطْهَرَ خُلُقَکَ وَ أَبْیَنَ فَضْلَکَ!قُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ لَقَدْ وَقَعَ فِی قَلْبِی لِهَذَا الْغُلاَمِ مِنَ الْوُدِّ مَا لَمْ یَقَعْ إِلاَّ لَکَ،فَقَالَ لِی:یَا مُفَضَّلُ هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَتِی مِنْ أَبِی

ص:298


1- (1) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 37/2،ح 18.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 37/2،ح 19.
3- (3) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 38/2،ح 20.
4- (4) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 39/2،ح 24.

ذُرِّیَّهً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ وَ اللّهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ (1)قَالَ:قُلْتُ:هُوَ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ بَعْدَکَ؟قَالَ:نَعَمْ،مَنْ أَطَاعَهُ رَشَدَ،وَ مَنْ عَصَاهُ کَفَرَ (2).

46-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: قُلْتُ لِإِبْرَاهِیمَ بْنِ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا قَوْلُکَ فِی أَبِیکَ؟قَالَ:حَیٌّ،قُلْتُ:فَمَا قَوْلُکَ فِی أَخِیکَ أَبِی الْحَسَنِ؟قَالَ:هُوَ عَالِمٌ ثِقَهٌ صَدُوقٌ،قُلْتُ:فَإِنَّهُ یَقُولُ:إِنْ أَبَاکَ قَدْ مَضَی؟قَالَ:هُوَ أَعْلَمُ بِمَا یَقُولُ فَأَعَدْتُ عَلَیْهِ فَأَعَادَ عَلَیَّ،قُلْتُ:فَأَوْصَی أَبُوکَ؟قَالَ:

نَعَمْ قُلْتُ:إِلَی مَنْ أَوْصَی؟قَالَ:إِلَی خَمْسَهٍ مِنَّا وَ جَعَلَ عَلِیّاً الْمُقَدَّمَ عَلَیْنَا (3).

47-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْبَصْرِیِّ عَنْ عَمْرِو بْنِ وَاقِدٍ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لِلْمُسَیَّبِ:إِنِّی ظَاعِنٌ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ إِلَی الْمَدِینَهِ،مَدِینَهِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لِأَعْهَدَ إِلَی عَلِیٍّ ابْنِی مَا عَهِدَهُ إِلَیَّ أَبِی، وَ أَجْعَلُهُ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی،وَ آمُرُهُ بِأَمْرِی إِلَی أَنْ قَالَ:فَبَکَیْتُ فَقَالَ:لاَ تَبْکِی یَا مُسَیَّبُ فَإِنَّ عَلِیّاً ابْنِی هُوَ إِمَامُکَ وَ مَوْلاَکَ مِنْ بَعْدِی فَاسْتَمْسِکْ بِوَلاَیَتِهِ،فَإِنَّکَ لَنْ تَضِلَّ مَا لَزِمْتَهُ،فَقُلْتُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ (4).

48-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ حَفْصٍ الْمَرْوَزِیِّ قَالَ: إِنَّ هَارُونَ الرَّشِیدَ قُبِضَ عَلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،إِلَی أَنْ قَالَ:وَ نَصَّ عَلَی ابْنِهِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْإِمَامَهِ مِنْ بَعْدِهِ (5).

49-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ رَزِینٍ قَالَ: کَانَ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدِی مَالِ فَبَعَثَ فَأَخَذَ بَعْضَهُ وَ تَرَکَ عِنْدِی بَعْضَهُ،وَ قَالَ:مَنْ جَاءَکَ بَعْدِی یَطْلُبُ مَا بَقِیَ عِنْدَکَ فَإِنَّهُ صَاحِبُکَ،فَلَمَّا مَضَی أَرْسَلَ إِلَیَّ عَلِیٌّ ابْنُهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْعَثْ إِلَیَّ بِالَّذِی

ص:299


1- (1) سوره آل عمران:34.
2- (2) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 40/2،ح 28.
3- (3) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 46/2،ح 4.
4- (4) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 95/2،ح 6.
5- (5) عیون أخبار الرّضا(علیه السلام):ج 96/2،ح 7.

عِنْدَکَ وَ هُوَ کَذَا وَ کَذَا فَبَعَثْتُ إِلَیْهِ مَا کَانَ لَهُ عِنْدِی (1).

الفصل الرابع

50-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ قَالَ:

رَوَی أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیُّ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ جَمَاعَهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا مِنْهُمْ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ وَ الْحَسَنُ بْنُ مُوسَی الْخَشَّابُ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْحَسَنِ فِی حَدِیثٍ لَهُ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَسْأَلُکَ؟فَقَالَ:سَلْ إِمَامَکَ،فَقُلْتُ:مَنْ تَعْنِی؟فَإِنِّی لاَ أَعْرِفُ إِمَاماً غَیْرَکَ،قَالَ:هُوَ عَلِیٌّ ابْنِی قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی،قُلْتُ:سَیِّدِی أَنْقَذَنِی مِنَ النَّارِ فَإِنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:إِنَّکَ أَنْتَ الْقَائِمُ بِهَذَا الْأَمْرِ،قَالَ:أَ وَ لَمْ أَکُنْ قَائِماً بِهِ ثُمَّ قَالَ:یَا حَسَنُ مَا مِنْ إِمَامٍ یَکُونُ قَائِماً فِی أُمَّهٍ إِلاَّ وَ هُوَ قَائِمُهُمْ فَإِذَا مَضَی عَنْهُمْ فَالَّذِی یَلِیهِ هُوَ الْقَائِمُ وَ الْحُجَّهُ حَتَّی یَغِیبَ عَنْهُمْ فَکُلُّنَا قَائِمٌ فَاصْرِفْ جَمِیعَ مَا کُنْتَ تُعَامِلُنِی بِهِ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ وَ اللَّهِ وَ اللَّهِ مَا أَنَا فَعَلْتُ ذَاکَ بِهِ بَلِ اللَّهُ فَعَلَ بِهِ ذَاکَ حُبّاً (2).

51-قَالَ:وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَهَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی،وَ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ بُکَیْرٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی:إِنَّ جَعْفَراً عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ یَقُولُ:سَعِدَ امْرُؤٌ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی خَلَفَهُ مِنْ نَفْسِهِ،ثُمَّ أَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ابْنِهِ،فَقَالَ:هَذَا وَ قَدْ أَرَانِیَ اللَّهُ خَلَفِی مِنْ نَفْسِی (3).

52-وَ عَنْهُ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ وَ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ یَافِعٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ خَارِجَهَ قَالَ:قَالَ لِی هَارُونُ بْنُ سَعْدٍ الْعِجْلِیُّ: قَدْ مَاتَ إِسْمَاعِیلُ الَّذِی کُنْتُمْ تَمُدُّونَ إِلَیْهِ أَعْنَاقَکُمْ،وَ جَعْفَرٌ شَیْخٌ کَبِیرٌ یَمُوتُ غَداً أَوْ بَعْدَ غَدٍ فَتَبْقَوْنَ بِلاَ إِمَامٍ،قَالَ:فَلَمْ أَدْرِ مَا أَقُولُ فَأَخْبَرْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَقَالَتِهِ،فَقَالَ:هَیْهَاتَ هَیْهَاتَ!أَبَی اللَّهُ أَنْ یَقْطَعَ هَذَا الْأَمْرَ حَتَّی یَنْقَطِعَ اللَّیْلُ وَ النَّهَارُ فَإِذَا رَأَیْتَهُ فَقُلْ لَهُ:هَذَا مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ یُکَبِّرُ وَ یُزَوِّجُهُ وَ یُولَدُ لَهُ فَیَکُونُ خَلَفاً إِنْ شَاءَ اللَّهُ (4).

ص:300


1- (1) عیون أخبار الرضا(علیه السلام):ج 237/1،ح 32.
2- (2) الغیبه:41،ح 20.
3- (3) الغیبه:41،ح 21.
4- (4) الغیبه:41،ح 22.

53-قَالَ:وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: یَظْهَرُ صَاحِبُنَا وَ هُوَ مِنْ صُلْبِ هَذَا.وَ أَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ.فَیَمْلَأُهَا عَدْلاً کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً،وَ تَصْفُو لَهُ الدُّنْیَا (1).

54-قَالَ:وَ رَوَی أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ قَالَ:سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ جَعْفَرٍ یَقُولُ: کُنْتُ عِنْدَ أَخِی مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ وَ اللَّهِ حُجَّهَ اللَّهِ فِی الْأَرْضِ بَعْدَ أَبِی صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِذْ طَلَعَ عَلَیْهِ ابْنُهُ عَلِیٌّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لِی:یَا عَلِیُّ هَذَا صَاحِبُکَ وَ هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَتِی مِنْ أَبِی،فَثَبَّتَکَ اللَّهُ عَلَی دِینِهِ،فَبَکَیْتُ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی:نَعَی إِلَیَّ وَ اللَّهِ نَفْسَهُ،وَ قَالَ:یَا عَلِیُّ لاَ بُدَّ مِنْ أَنْ تَمْضِیَ مَقَادِیرُ اللَّهِ فِیَّ وَ لِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُسْوَهٌ وَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ فَاطِمَهَ،وَ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ،وَ کَانَ هَذَا قَبْلَ أَنْ یَحْمِلَهُ هَارُونُ الرَّشِیدُ فِی الْمَرَّهِ الثَّانِیَهِ بِثَلاَثَهِ أَیَّامٍ،تَمَامَ الْخَبَرِ (2).

قال الشیخ و الأخبار فی ذلک أکثر من أن تحصی و هی موجوده فی کتب الإمامیه معروفه مشهوره.

55-قَالَ:وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدِ بْنِ عُقْدَهَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ نَصْرٍ التَّیْمِیِّ عَنْ حَرْثِ بْنِ الْحَسَنِ الطَّحَّانِ عَنْ یَحْیَی بْنِ الْمُسَاوِرِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ یَقْطِینٍ قَالَ لَهُ:مَنْ لَنَا بَعْدَکَ یَا سَیِّدِی قَالَ:عَلِیٌّ هَذَا هُوَ خَیْرُ مَنْ أُخَلِّفُ بَعْدِی هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَتِی مِنْ أَبِی هُوَ لِشِیعَتِی عُدَّهٌ،عِنْدَهُ عِلْمُ مَا یَحْتَاجُونَ إِلَیْهِ،سَیِّدٌ فِی الدُّنْیَا وَ سَیِّدٌ فِی الْآخِرَهِ وَ إِنَّهُ لِمِنَ الْمُقَرَّبِینَ (3).

56-قَالَ:وَ رَوَی ابْنُ عُقْدَهَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ،وَ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ جَمِیعاً عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی،عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ وَ ابْنِ مُسْکَانَ قَالَ: کُنَّا عِنْدَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ قَالَ:یَدْخُلُ عَلَیْکُمْ السَّاعَهَ خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ فَدَخَلَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ صَبِیٌّ،فَقُلْنَا:خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ؟قَالَ:نَعَمْ ثُمَّ دَنَا فَضَمَّهُ إِلَیْهِ فَقَبَّلَهُ (4).

57-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ أَنَّ أَبَا إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُمَا: .یَعْنِی زِیَادَ الْقَنْدِیَّ،وَ ابْنَ مُسْکَانَ.:إِنْ جَحَدْتُمَاهُ

ص:301


1- (1) الغیبه:42،ح 23.
2- (2) الغیبه:42،ح 24.
3- (3) الغیبه:66،ح 68.
4- (4) الغیبه:68،ح 71.

حَقَّهُ یَعْنِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَوْ خُنْتُمَاهُ،فَعَلَیْکُمَا لَعْنَهُ اللَّهِ وَ الْمَلاَئِکَهِ وَ النَّاسِ أَجْمَعِینَ یَا زِیَادُ لاَ تَنْجُبُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُکَ أَبَداً«اَلْحَدِیثَ» (1).

الفصل الخامس

58-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ خَلَفِ بْنِ حَمَّادٍ،عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ الصَّحَّافِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ:قَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَا عَلِیُّ هَذَا أَفْقَهُ وُلْدِی وَ قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی.وَ أَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی عَلِیٍّ ابْنِهِ (2).

59-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَیْمَنَ بْنِ مُحْرِزٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ:

سَمِعْتُهُ یَقُولُ:إِنَّ ابْنِی عَلِیّاً سَیِّدُ وُلْدِی وَ قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی (3).

60-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ نُعَیْمٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ یَقْطِینٍ قَالَ: کُنْتُ قَاعِداً عِنْدَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ ابْنُهُ عَلِیٌّ فَقَالَ هَذَا سَیِّدُ وُلْدِی وَ قَدْ نَحَلْتُهُ کُنْیَتِی (4).

الفصل السادس

61-وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ بِالْقَادِسِیَّهِ فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَکَ عَنْ شَیْ ءٍ إِلَی أَنْ قَالَ:إِنِّی سَأَلْتُ أَبَاکَ وَ هُوَ نَازِلٌ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ عَنْ خَلِیفَتِهِ مِنْ بَعْدِهِ؟فَدُلَّنِی عَلَیْکَ «اَلْحَدِیثَ» (5).

الفصل السابع

62-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ الْقُمِّیُّ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ جَمَاعَهٍ عَنْ مُوسَی بْنِ بُکَیْرٍ الْوَاسِطِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ:إِنَّ جَعْفَراً کَانَ یَقُولُ:سَعَدَ مَنْ لَمْ یَمُتْ حَتَّی یَرَی خَلَفَهُ مِنْ نَفْسِهِ،.ثُمَّ أَوْمَی بِیَدِهِ إِلَی عَلِیٍّ ابْنِهِ فَقَالَ.:هَذَا وَ قَدْ أَرَانِیَ اللَّهُ خَلَفِی مِنْ نَفْسِی (6).

ص:302


1- (1) الغیبه:68،ح 71.
2- (2) بصائر الدرجات:184،ح 7.
3- (3) بصائر الدرجات:184،ح 8.
4- (4) بصائر الدرجات:184،ح 9.
5- (5) قرب الإسناد:376،ح 1331.
6- (6) کفایه الأثر:273.

الفصل الثامن

63-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ أَبِی الصَّلْتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أَبِیهِ: أَنَّ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ یَقُولُ لِبَنِیهِ:هَذَا أَخُوکُمْ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی عَالِمُ آلِ مُحَمَّدٍ،فَسَلُوهُ عَنْ أَدْیَانِکُمْ،وَ احْفَظُوا مَا یَقُولُ لَکُمْ،فَإِنِّی سَمِعْتُ أَبِی جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ غَیْرَ مَرَّهٍ یَقُولُ لِی:إِنَّ عَالِمَ آلِ مُحَمَّدٍ لَفِی صُلْبِکَ وَ لَیْتَنِی أَدْرَکْتُهُ فَإِنَّهُ سَمِیُّ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

الفصل التاسع

64-وَ رَوَی سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ الْهَاشِمِیِّ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ قَالَ: أَتَیْتُ مُوسَی بْنَ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِیَوْمٍ وَاحِدٍ،فَقَالَ:إِنِّی مَیِّتٌ لاَ مَحَالَهَ،فَإِذَا وَارَیْتَنِی فِی لَحْدِی فَلاَ تُقِیمِنَّ وَ تَوَجَّهْ إِلَی الْمَدِینَهِ بِوَدَائِعِی هَذِهِ،فَأَوْصِلْهَا إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ الرِّضَا فَهُوَ وَصِیِّی وَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بَعْدِی (2).

65-قَالَ:وَ قَالَ الْکَاظِمُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: ابْنِی عَلِیٌّ أَکْبَرُ وُلْدِی وَ أَبَرُّهُمْ عِنْدِی وَ أَحَبُّهُمْ إِلَیَّ وَ هُوَ یَنْظُرُ مَعِی فِی الْجَفْرِ،وَ لَمْ یَنْظُرْ فِیهِ أَحَدٌ إِلاَّ نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ (3).

الفصل العاشر

و قال الشیخ المفید فی الإرشاد:کان الإمام بعد أبی الحسن موسی علیه السّلام ابنه أبا الحسن علی بن موسی الرضا علیه السّلام لفضله علی جماعه أخوته و أهل بیته و لنصّ أبیه علی إمامته من بعده،و إشارته إلیه بذلک دون جماعه أخوته و أهل بیته (4).

ثم قال:و ممن روی النص علی علی بن موسی الرضا علیه السّلام بالإمامه من أبیه و الإشاره بذلک إلیه من خاصته و ثقاته و أهل الورع و العلم و الفقه من شیعته:داود بن کثیر الرقی و محمّد بن إسحاق بن عمار و علی بن یقطین،و نعیم القابوسی، و الحسین بن المختار،و زیاد بن مروان المخزومی،و داود بن سلیمان،و نصر بن قابوس،و داود بن رزین،و یزید بن سلیط،و محمّد بن سنان،ثم روی أحادیث کثیره مما سبق من طریق الکلینی و غیره (5).

ص:303


1- (1) إعلام الوری:ج 65/2.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 341/1،ح 6.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 897/2.
4- (4) الإرشاد:ج 247/2.
5- (5) الإرشاد:ج 248/2.

الفصل الحادی عشر

66-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ سَلْمَانَ الصَّیْدِیِّ عَنْ نَصْرِ بْنِ قَابُوسَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَنْزِلِهِ فَوَقَّفَنِی عَلَی بَیْتٍ فِی الدَّارِ،فَدَفَعَ الْبَابَ فَإِذَا عَلِیٌّ ابْنُهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ فِی یَدِهِ کِتَابٌ یَنْظُرُ فِیهِ،فَقَالَ لِی:یَا نَصْرُ تَعْرِفُ هَذَا؟قُلْتُ:نَعَمْ هَذَا عَلِیٌّ ابْنُکَ، قَالَ:یَا نَصْرُ فَتَدْرِی مَا هَذَا الْکِتَابُ الَّذِی یَنْظُرُ فِیهِ؟قُلْتُ:لاَ،قَالَ:هُوَ الْجَفْرُ الَّذِی لاَ یَنْظُرُ فِیهِ إِلاَّ نَبِیٌّ أَوْ وَصِیُّ نَبِیٍّ (1).

الفصل الثانی عشر

و روی علی بن الحسین المسعودی فی کتاب إثبات الوصیه جمله من النصوص السابقه:

67-وَ رَوَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّ الرَّشِیدَ لَمَّا وَجَّهَ إِلَیْهِ فَوَافَاهُ الرُّسُلُ دَعَا بِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ أَکْبَرُ وُلْدِهِ،فَأَوْصَی إِلَیْهِ بِحَضْرَهِ جَمَاعَهٍ مِنْ خَوَاصِّهِ،وَ أَمَرَهُ بِمَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ،وَ نَحَلَهُ کُنْیَتَهُ وَ تُکَنَّی بِأَبِی إِبْرَاهِیمَ (2).

68-قَالَ:وَ رَوَی عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ حَیْدَرَهَ بْنِ أَیُّوبَ عَنْ یَزِیدَ بْنِ سَلِیطٍ قَالَ: دَعَانَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَشْهَدَنَا وَ نَحْنُ ثَلاَثُونَ رَجُلاً مِنْ بَنِی هَاشِمٍ أَنَّ عَلِیّاً ابْنَهُ وَصِیُّهُ وَ خَلِیفَتُهُ مِنْ بَعْدِهِ.

تکمله لهذا الباب

قد نقلنا عن کتب أهل السنه التی لم ینقل عنها المصنف(قده فی تعلیقتنا علی المجلد الأول من الکتاب جمله من الأحادیث المتضمنه علی نص رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم علی إمامه الأئمه الاثنی عشر المعصومین علیهم السّلام و ننقل هاهنا بعض النصوص الوارده عنه صلی اللّه علیه و آله و سلم فی إمامه الإمام الثامن علی الرضا علیه السّلام و بعض ما ورد عنه صلی اللّه علیه و آله و سلم أیضا فی شأنه و بعض النصوص الوارده فی إمامته عن أبیه علیه السّلام.

منها

مَا رَوَاهُ فِی«مِفْتَاحِ النَّجَا فِی مَنَاقِبِ آلِ الْعَبَا»(ص 176 مخطوط)قَالَ:

رَوَی أَنَّ حَمِیدَهَ لَمَّا اشْتَرَتْهَا(أَیْ أُمَّهُ الْمُسَمَّاهَ بِنَجِمَهَ)رَأَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ

ص:304


1- (1) التّحریر الطاوسی:581،ح 434.
2- (2) مکاتیب الرّسول:ج 46/2،ح 40.

فِی الْمَنَامِ یَقُولُ لَهَا:یَا حَمِیدَهُ هَبِی نَجْمَهَ لاِبْنِکَ مُوسَی فَإِنَّهُ سَیَلِدُ مِنْهَا خَیْرُ أَهْلِ الْأَرْضِ فَوَهَبَتْهَا لَهُ فَلَمَّا وَلَدَتِ الرِّضَا سَمَّاهَا طَاهِرَهً.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«تَارِیخُ الْإِسْلاَمِ وَ الرِّجَالِ» (ص 369 مخطوط) .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«مَوَدَّهِ الْقُرْبَی»(ص 140 ط لاهور).

رَوَی عَنِ الْإِمَامِ الرِّضَا عَنِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: سَتُدْفَنُ بَضْعَهٌ مِنِّی بِخُرَاسَانَ مَا زَارَهَا مَکْرُوبٌ إِلاَّ نَفَّسَ اللَّهُ کُرْبَتَهُ،وَ لاَ مُذْنِبٌ إِلاَّ غَفَرَ اللَّهُ لَهُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثَ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«یَنَابِیعُ الْمَوَدَّهِ»ص 265 ط إسلامبول .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«فَصْلِ الْخِطَابِ»(عَلَی مَا فِی الْیَنَابِیعِ ص 384 ط اسلامبول).

رَوَی عَنْ مُوسَی الْکَاظِمِ أَنَّهُ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ مَعَهُ فَقَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:یَا مُوسَی ابْنُکَ یَنْظُرُ بِنُورِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ یَنْطِقُ بِالْحِکْمَهِ،یُصِیبُ وَ لاَ یُخْطِئُ،یَعْلَمُ وَ لاَ یَجْهَلُ،قَدْ مُلِئَ عِلْماً وَ حُکْماً.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«مَوَدَّهِ الْقُرْبَی»(ص 140 ط لاهور).

رَوَی عَنْ عَائِشَهَ قَالَ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ: مَنْ زَارَ وَلَدِی بِطُوسَ فَإِنَّمَا حَجَّ مَرَّهً،قَالَتْ:

مَرَّهً،فَقَالَ:مَرَّتَیْنِ قَالَتْ:مَرَّتَیْنِ،فَقَالَ:ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَسَکَتَتْ عَائِشَهُ،فَقَالَ:وَ لَوْ لَمْ تَسْکُتِی لَبَلَغْتُ إِلَی سَبْعِینَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 226 ط الْغَرِیِّ).

رَوَی عَنِ الْمَخْزُومِیِّ وَ کَانَتْ أُمُّهُ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

بَعَثَ إِلَیْنَا مُوسَی الْکَاظِمُ فَجَمَعَنَا ثُمَّ قَالَ:أَ تَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُکُمْ؟فَقُلْنَا:لاَ.

قَالَ:اِشْهَدُوا أَنَّ ابْنِی هَذَا،وَ أَشَارَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا،هُوَ وَصِیِّی وَ الْقَائِمُ بِأَمْرِی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی،مَنْ کَانَ لَهُ عِنْدِی دَیْنٌ فَلْیَأْخُذْهُ مِنِ ابْنِی هَذَا،وَ مَنْ

ص:305

کَانَتْ لَهُ عِنْدِی عِدَهٌ فَلْیَسْتَنْجِزْهَا مِنْهُ،وَ مَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ بُدٌّ مِنْ لِقَائِی فَلاَ یَلْقَنِی إِلاَّ بِکِتَابِهِ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 225 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ مِمَّنْ رَوَی ذَلِکَ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ وَ الدِّینِ دَاوُدُ بْنُ کَثِیرٍ الرَّقِّیُّ،قَالَ: قُلْتُ لِمُوسَی الْکَاظِمِ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی قَدْ کَبِرَتْ سِنِّی فَخُذْ بِیَدِی وَ أَنْقِذْنِی مِنَ النَّارِ مِنْ صَاحِبِنَا بَعْدَکَ؟قَالَ:فَأَشَارَ إِلَی ابْنِهِ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا،فَقَالَ:هَذَا صَاحِبُکُمْ بَعْدِی.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«فَصْلِ الْخِطَابِ»(عَلَی مَا فِی یَنَابِیعِ الْمَوَدَّهِ ص 384 ط اسلامبول) قَالَ:

قَالَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: عَلِیٌّ ابْنِی أَکْبَرُ وُلْدِی،وَ أَسْمَعُهُمْ لِقَوْلِی، وَ أَطْوَعُهُمْ لِأَمْرِی،مَنْ أَطَاعَهُ رَشَدَ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 226 ط الْغَرِیِّ).

رَوَی عَنْ زِیَادِ بْنِ مَرْوَانَ الْعَبْدِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی مُوسَی الْکَاظِمِ وَ عِنْدَهُ ابْنُهُ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا،فَقَالَ لِی:یَا زِیَادُ هَذَا ابْنِی عَلِیٌّ،کِتَابُهُ کِتَابِی وَ کَلاَمُهُ کَلاَمِی وَ رَسُولُهُ رَسُولِی.وَ مَا قَالَ فَالْقَوْلُ قَوْلُهُ.

ص:306

الباب الخامس و العشرون: معجزات أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیه السّلام

اشاره

معجزات أبی الحسن علی بن موسی الرضا علیه السّلام

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ:قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: قَدْ کُنَّا نَسْأَلُکَ قَبْلَ أَنْ یَهَبَ اللَّهُ لَکَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکُنْتَ تَقُولُ:یَهَبُ اللَّهُ لِی غُلاَماً فَقَدْ وَهَبَهُ اللَّهُ لَکَ فَأَقَرَّ عُیُونَنَا «اَلْحَدِیثَ» (1).

2-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مَالِکِ بْنِ أَشْیَمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ: کَتَبَ ابْنُ قِیَامَا إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ کِتَاباً یَقُولُ فِیهِ:کَیْفَ تَکُونُ إِمَاماً وَ لَیْسَ لَکَ وَلَدٌ؟فَأَجَابَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ شِبْهَ الْمُغْضَبِ:وَ مَا عَلَّمَکَ أَنَّهُ لاَ یَکُونُ لِی وَلَدٌ؟وَ اللَّهِ لاَ تَمْضِی الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یَرْزُقَنِیَ اللَّهُ وَلَداً ذَکَراً«اَلْحَدِیثَ» (2).

3-وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ،عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ: الْإِمَامُ ابْنِی،ثُمَّ قَالَ:هَلْ یَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ یَقُولَ:اِبْنِی وَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ؟! (3).

4-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنُ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ قِیَامَا الْوَاسِطِیِّ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:أَ یَکُونُ إِمَامَانِ؟قَالَ:لاَ إِلاَّ وَ أَحَدُهُمَا صَامِتٌ،فَقُلْتُ لَهُ:هُوَ ذَا أَنْتَ لَیْسَ لَکَ صَامِتٌ.وَ لَمْ یَکُنْ وُلِدَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ بَعْدُ.،فَقَالَ:وَ اللَّهِ لَیَجْعَلَنَّ اللَّهُ مِنِّی مَا یُثْبِتُ بِهِ الْحَقَّ وَ أَهْلَهُ وَ یَمْحَقُ بِهِ الْبَاطِلَ وَ أَهْلَهُ فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَهٍ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ ابْنُ قِیَامَا وَاقِفِیّاً (4).

5-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ مِثْلَهُ وَ زَادَ فَقِیلَ لاِبْنِ قِیَامَا: أَ لاَ تُقْنِعُکَ هَذِهِ الْآیَهُ؟فَقَالَ:أَمَا وَ اللَّهِ إِنَّهَا لآَیَهٌ عَظِیمَهٌ وَ لَکِنْ کَیْفَ أَصْنَعُ بِمَا قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی ابْنِهِ (5).

ص:307


1- (1) الکافی:ج 321/1،ح 10.
2- (2) الکافی:ج 320/1،ح 4.
3- (3) الکافی:ج 320/1،ح 5.
4- (4) الکافی:ج 321/1،ح 7.
5- (5) الکافی:ج 354/1،ح 11.

6-وَ قَدْ تَقَدَّمَ حَدِیثُ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ: صَاحِبَهُ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فَانْطَبَعَتْ (1).

7-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ غَیْرِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا یَوْمَئِذٍ وَاقِفٌ،وَ قَدْ کَانَ أَبِی سَأَلَ أَبَاهُ عَنْ سَبْعِ مَسَائِلَ،فَأَجَابَهُ فِی سِتٍّ وَ سَکَتَ عَنِ السَّابِعَهِ فَقُلْتُ:وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ عَمَّا سَأَلَ أَبِی أَبَاهُ فَإِنْ أَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِیهِ کَانَتْ دَلاَلَهً،فَسَأَلْتُهُ فَأَجَابَ بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِیهِ أَبِی فِی الْمَسَائِلِ السِّتِّ،فَلَمْ یَزِدْ فِی الْجَوَابِ وَاواً وَ لاَ یَاءً وَ أَمْسَکَ عَنِ السَّابِعَهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ قَالَ:إِنَّهُ لَیْسَ أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا یُبْتَلَی بِبَلِیَّهٍ أَوْ یَشْتَکِی فَیَصْبِرُ عَلَی ذَلِکَ إِلاَّ کَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ أَلْفِ شَهِیدٍ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:مَا کَانَ لِهَذَا ذِکْرٌ،فَلَمَّا مَضَیْتُ وَ کُنْتُ فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ خَرَجَ بِی عِرْقُ الْمَدَنِیِّ فَلَقِیتُ مِنْهُ شِدَّهً،فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قَدْ بَقِیَ مِنْ وَجَعِی بَقِیَّهٌ،فَشَکَوْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ عَوِّذْ رِجْلِی وَ بَسَطْتُهَا بَیْنَ یَدَیْهِ،فَقَالَ:لَیْسَ عَلَی رِجْلِکَ هَذِهِ بَأْسٌ وَ لَکِنْ أَرِنِی رِجْلَکَ الصَّحِیحَهَ فَبَسَطْتُهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَعَوَّذَهَا،فَلَمَّا خَرَجْتُ لَمْ أَلْبَثْ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی خَرَجَ بِیَ الْعِرْقُ وَ کَانَ وَجَعُهُ یَسِیراً (2).

8-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: أَتَیْتُ خُرَاسَانَ وَ أَنَا وَاقِفٌ،فَحَمَلْتُ مَعِی مَتَاعاً،وَ کَانَ مَعِی ثَوْبٌ وَشِیٌّ فِی بَعْضِ الرِّزَمِ وَ لَمْ أَشْعُرْ بِهِ وَ لَمْ أَعْرِفْ مَکَانَهُ،فَلَمَّا قَدِمْتُ مَرْوَ وَ نَزَلْتُ فِی بَعْضِ مَنَازِلِهَا لَمْ أَشْعُرْ إِلاَّ وَ رَجُلٌ مَدَنِیٌّ مِنْ بَعْضِ مُوَلَّدِیهَا فَقَالَ لِی:إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ لَکَ:

ابْعَثْ إِلَیَّ بِالثَّوْبِ الْوَشِیِّ الَّذِی عِنْدَکَ،قَالَ:فَقُلْتُ:وَ مَنْ أَخْبَرَ أَبَا الْحَسَنِ بِقُدُومِی وَ أَنَا قَدِمْتُ آنِفاً وَ مَا عِنْدِی ثَوْبٌ وَشِیٌّ فَرَجَعَ إِلَیْهِ وَ عَادَ إِلَیَّ فَقَالَ:یَقُولُ لَکَ:بَلَی هُوَ فِی مَوْضِعِ کَذَا وَ کَذَا وَ رِزْمَهِ کَذَا وَ کَذَا،فَطَلَبْتُهُ فَوَجَدْتُهُ فِی أَسْفَلِ الرِّزْمَهِ فَبَعَثْتُ بِهِ إِلَیْهِ (3).

9-وَ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُغِیرَهِ قَالَ: کُنْتُ وَاقِفاً وَ حَجَجْتُ عَلَی تِلْکَ الْحَالِ،فَلَمَّا صِرْتُ بِمَکَّهَ خَلَجَ فِی صَدْرِی شَیْ ءٌ فَتَعَلَّقْتُ بِالْمُلْتَزَمِ ثُمَّ قُلْتُ:

اللَّهُمَّ قَدْ عَلِمْتَ طَلِبَتِی وَ إِرَادَتِی فَأَرْشِدْنِی إِلَی خَیْرِ الْأَدْیَانِ فَوَقَعَ فِی نَفْسِی أَنْ آتِیَ

ص:308


1- (1) الکافی:ج 346/1،ح 3.
2- (2) الکافی:ج 354/1،ح 10.
3- (3) الکافی:ج 354/1،ح 12.

الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَتَیْتُ الْمَدِینَهَ فَوَقَفْتُ بِبَابِهِ،وَ قُلْتُ لِلْغُلاَمِ:قُلْ لِمَوْلاَکَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ بِالْبَابِ فَسَمِعْتُ نِدَاهُ وَ هُوَ یَقُولُ:اُدْخُلْ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِیرَهِ،اُدْخُلْ یَا عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُغِیرَهِ،قَالَ:فَدَخَلْتُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ لِی:قَدْ أَجَابَ اللَّهُ دُعَاکَ وَ هَدَاکَ لِدِینِهِ فَقُلْتُ:أَشْهَدُ أَنَّکَ حُجَّهُ اللَّهِ وَ أَمِینُهُ عَلَی خَلْقِهِ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ شَاذَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ نَحْوَهُ.

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنِ ابْنِ الْمُغِیرَهِ وَ الَّذِی قَبْلَهُ عَنِ الْوَشَّاءِ عَلَی مَا ذَکَرَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

10-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُسَافِرٍ قَالَ: أَمَرَ أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حِینَ أُخْرِجَ بِهِ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یَنَامَ عَلَی بَابِهِ أَبَداً فِی کُلِّ لَیْلَهٍ مَا دَامَ حَیّاً إِلَی أَنْ یَأْتِیَهُ خَبَرُهُ،قَالَ:فَکُنَّا فِی کُلِّ لَیْلَهٍ نَفْرُشُ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الدِّهْلِیزِ ثُمَّ یَأْتِی بَعْدَ الْعِشَاءِ فَیَنَامُ،فَإِذَا أَصْبَحَ انْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ قَالَ:فَمَکَثَ عَلَی هَذِهِ الْحَالِ أَرْبَعَ سِنِینَ فَلَمَّا کَانَ لَیْلَهٌ مِنَ اللَّیَالِی أَبْطَأَ عَنَّا وَ فُرِشَ لَهُ فَلَمْ یَأْتِ کَمَا کَانَ یَأْتِی فَاسْتَوْحَشَ الْعِیَالُ وَ ذُعِرُوا،وَ دَخَلَنَا أَمْرٌ عَظِیمٌ مِنْ إِبْطَائِهِ،فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ أَتَی الدَّارَ وَ دَخَلَ إِلَی الْعِیَالِ وَ قَصَدَ إِلَی أُمِّ أَحْمَدَ فَقَالَ لَهَا:هَاتِی الَّذِی أَوْدَعَکِ أَبِی، فَصَرَخَتْ وَ لَطَمَتْ وَجْهَهَا،وَ شَقَّتْ جَیْبَهَا،وَ قَالَتْ:مَاتَ وَ اللَّهِ سَیِّدِی فَکَفَّهَا وَ قَالَ لَهَا:لاَ تَکَلَّمِی وَ لاَ تُظْهِرِیهِ حَتَّی یَجِیءَ الْخَبَرُ إِلَی الْوَالِی فَأَخْرَجَتْ إِلَیْهِ سَفَطاً وَ أَلْفَیْ دِینَارٍ،أَوْ أَرْبَعَهَ آلاَفِ دِینَارٍ فَدَفَعَتْ ذَلِکَ إِلَیْهِ أَجْمَعَ لاَ إِلَی غَیْرِهِ،وَ قَالَتْ:إِنَّهُ قَالَ لِی فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ،وَ کَانَتْ عِنْدَهُ أَثِیرَهً:اِحْتَفِظِی بِهَذِهِ الْوَدِیعَهِ عِنْدَکِ،لاَ تُطْلِعِی عَلَیْهَا أَحَداً حَتَّی أَمُوتَ فَإِذَا مَضَیْتُ فَمَنْ أَتَاکِ مِنْ وُلْدِی فَطَلَبَهَا مِنْکِ فَادْفَعِیهَا إِلَیْهِ وَ اعْلَمِی أَنْ قَدْ مِتُّ،وَ قَدْ جَاءَنِی وَ اللَّهِ عَلاَمَهُ سَیِّدِی فَقَبَضَ ذَلِکَ مِنْهَا وَ أَمَرَهُمْ بِالْإِمْسَاکِ جَمِیعاً إِلَی أَنْ وَرَدَ الْخَبَرُ وَ انْصَرَفَ وَ لَمْ یَعُدْ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْمَبِیتِ کَمَا کَانَ یَفْعَلُ،فَمَا لَبِثْنَا إِلاَّ أَیَّاماً یَسِیرَهً حَتَّی جَاءَتِ الْخَرِیطَهُ بِنَعْیِهِ فَعَدَدْنَا الْأَیَّامَ وَ تَفَقَّدْنَا الْوَقْتَ،فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فِی الْوَقْتِ الَّذِی فَعَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِیهِ مَا فَعَلَ مِنْ تَخَلُّفِهِ عَنِ الْمَبِیتِ، وَ قَبْضِهِ مَا قَبَضَ (2).

ص:309


1- (1) الکافی:ج 355/1،ح 13.
2- (2) الکافی:ج 381/1،ح 6.

11-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَحْرَشٍ قَالَ:حَدَّثَتْنِی حَکِیمَهُ بِنْتُ مُوسَی،قَالَتْ: رَأَیْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَاقِفاً عَلَی بَابِ بَیْتِ الْحَطَبِ وَ هُوَ یُنَاجِی وَ لَسْتُ أَرَی أَحَداً فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی لِمَنْ تُنَاجِی؟فَقَالَ:هَذَا عَامِرٌ الزَّهْرَائِیُّ أَتَانِی یَسْأَلُنِی وَ یَشْکُو إِلَیَّ،فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَ کَلاَمَهُ،فَقَالَ لِی:إِنَّکَ إِنْ سَمِعْتَ کَلاَمَهُ حُمِمْتَ سَنَهً،فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی أُحِبُّ أَنْ أَسْمَعَهُ،فَقَالَ لِیَ:اِسْمَعِی فَأُسْمِعْتُ فَسَمِعْتُ شِبْهَ الصَّفِیرِ وَ رَکِبَتْنِیَ الْحُمَّی فَحُمِمْتُ سَنَهً (1).

12-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَمَّنْ ذَکَرَهُ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: لَمَّا مَضَی أَبُو إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ تَکَلَّمَ أَبُو الْحَسَنِ خِفْنَا عَلَیْهِ فَقِیلَ لَهُ:إِنَّکَ قَدْ أَظْهَرْتَ أَمْراً عَظِیماً وَ إِنَّا نَخَافُ عَلَیْکَ هَذَا الطَّاغِیَهَ فَقَالَ:لِیَجْهَدْ جَهْدَهُ فَلاَ سَبِیلَ لَهُ عَلَیَّ (2). وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی مِثْلَهُ .

13-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَخِیهِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی بَیْتٍ دَاخِلٍ فِی جَوْفِ بَیْتٍ لَیْلاً فَرَفَعَ یَدَهُ فَکَانَتْ کَأَنَّ فِی الْبَیْتِ عَشَرَهَ مَصَابِیحَ وَ اسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَخَلَّی یَدَهُ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ (3).

14-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ جُمْهُورٍ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْغِفَارِیِّ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ شَکَا إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَیْناً لِرَجُلٍ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَقُلْ لَهُ کَمْ لَهُ عَلَیْهِ،وَ لَمْ یُسَمِّ لَهُ شَیْئاً.فَأَمَرَ لَهُ بِطَعَامٍ،فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ:اِرْفَعِ الْوِسَادَهَ وَ خُذْ مَا تَحْتَهَا،فَرَفَعَهَا فَإِذَا دَنَانِیرُ فَأَخَذَهَا وَ صَارَ إِلَی مَنْزِلِهِ قَالَ:فَدَعَوْتُ بِالسِّرَاجِ وَ نَظَرْتُ إِلَی الدَّنَانِیرِ فَإِذَا هِیَ ثَمَانٌ وَ أَرْبَعُونَ دِینَاراً وَ کَانَ فِیهَا دِینَارٌ یَلُوحُ فَأَعْجَبَنِی حُسْنُهُ،فَأَخَذْتُهُ وَ قَرَّبْتُهُ مِنَ السِّرَاجِ وَ إِذَا عَلَیْهِ نَقْشٌ وَاضِحٌ:حَقُّ الرَّجُلِ ثَمَانِیَهٌ وَ عِشْرُونَ دِینَاراً،وَ مَا بَقِیَ فَهُوَ لَکَ وَ لاَ وَ اللَّهِ مَا عَرَّفْتُ مَا لَهُ عَلَیَّ (4).

15-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ خَرَجَ مِنَ الْمَدِینَهِ فِی السَّنَهِ الَّتِی حَجَّ فِیهَا هَارُونُ یُرِیدُ الْحَجَّ،فَانْتَهَی إِلَی جَبَلٍ عَنْ یَسَارِ الطَّرِیقِ،وَ أَنْتَ ذَاهِبٌ إِلَی مَکَّهَ یُقَالُ لَهُ فَارِعٌ فَنَظَرَ أَبُو

ص:310


1- (1) الکافی:ج 395/1،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 387/1،ح 2.
3- (3) الکافی:ج 387/1،ح 3.
4- (4) الکافی:ج 488/1،ح 4.

الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَیْهِ ثُمَّ قَالَ بَانِی فَارِعٍ وَ هَادِمُهُ یُقَطَّعُ إِرْباً إِرْباً!فَلَمْ أَدْرِ مَا مَعْنَی ذَلِکَ فَلَمَّا وَلَّی وَافَی هَارُونُ ذَلِکَ الْمَوْضِعَ وَ صَعِدَ جَعْفَرُ بْنُ یَحْیَی ذَلِکَ الْجَبَلَ وَ أَمَرَ أَنْ یُبْنَی لَهُ ثَمَّ مَجْلِسٌ،فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ مَکَّهَ صَعِدَ إِلَیْهِ فَأَمَرَ بِهَدْمِهِ فَلَمَّا انْصَرَفُوا إِلَی الْعِرَاقِ قُطِّعَ إِرْباً إِرْباً (1).

16-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ[مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ]عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَهَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُوسَی قَالَ: أَلْحَحْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی شَیْ ءٍ أَطْلُبُهُ مِنْهُ،فَکَانَ یَعِدُنِی فَخَرَجَ ذَاتَ یَوْمَ یَسْتَقْبِلُ وَالِیَ الْمَدِینَهِ وَ کُنْتُ مَعَهُ، فَجَاءَ إِلَی قُرْبِ قَصْرِ فُلاَنٍ فَنَزَلَ تَحْتَ شَجَرَاتٍ وَ نَزَلْتُ مَعَهُ أَنَا وَ لَیْسَ مَعَنَا ثَالِثٌ، فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ هَذَا الْعِیدُ قَدْ أَظَلَّنَا وَ لاَ وَ اللَّهِ مَا أَمْلِکُ دِرْهَماً فَمَا سِوَاهُ فَحَکَّ بِسَوْطِهِ الْأَرْضَ حَکّاً شَدِیداً ثُمَّ ضَرَبَ بِیَدِهِ،فَتَنَاوَلَ مِنْهُ سَبِیکَهَ ذَهَبٍ ثُمَّ قَالَ:اِنْتَفِعْ بِهَا وَ اکْتُمْ مَا رَأَیْتَ (2).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی نَحْوَهُ وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ مِثْلَهُ .

17-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ یَاسِرٍ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُمْ لَیْلَهً:قُولُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ مَا یَنْزِلُ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ،فَلَمْ نَزَلْ نَقُولُ ذَلِکَ،قَالَ:فَلَمَّا صَلَّی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ الصُّبْحَ قَالَ لِیَ:اِصْعَدِ السَّطْحَ فَاسْتَمِعْ هَلْ تَسْمَعُ شَیْئاً فَلَمَّا صَعِدْتُ السَّطْحَ سَمِعْتُ الصَّیْحَهَ وَ الْتَحَمْتُ وَ کَثُرَتْ فَإِذَا نَحْنُ بِالْمَأْمُونِ قَدْ دَخَلَ مِنَ الْبَابِ الَّذِی کَانَ مِنْ دَارِهِ إِلَی دَارِ أَبِی الْحَسَنِ وَ هُوَ یَقُولُ:یَا سَیِّدِی یَا أَبَا الْحَسَنِ آجَرَکَ اللَّهُ فِی الْفَضْلِ فَإِنَّهُ قَدْ أَبَی وَ کَانَ قَدْ دَخَلَ الْحَمَّامَ فَدَخَلَ عَلَیْهِ قَوْمٌ بِالسُّیُوفِ فَقَتَلُوهُ وَ أُخِذَ مِمَّنْ دَخَلَ عَلَیْهِ ثَلاَثُ نَفَرٍ کَانَ أَحَدُهُمْ ابْنَ خَالِهِ الْفَضْلِ ذُو الْقَلَمَیْنِ، قَالَ:فَاجْتَمَعَ الْجُنْدُ وَ الْقُوَّادُ وَ مَنْ کَانَ مِنْ رِجَالِ الْفَضْلِ عَلَی بَابِ الْمَأْمُونِ فَقَالُوا:هَذَا اغْتَالَهُ وَ قَتَلَهُ یَعْنُونَ الْمَأْمُونَ وَ لَنَطْلُبَنَّ بِدَمِهِ،وَ جَاءُوا بِالنِّیرَانِ لِیُحْرِقُوا الْبَابَ،فَقَالَ الْمَأْمُونُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَا سَیِّدِی تَرَی أَنْ تَخْرُجَ إِلَیْهِمْ فَتُفَرِّقَهُمْ قَالَ یَاسِرٌ:فَرَکِبَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ لِیَ:اِرْکَبْ فَرَکِبْتُ فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ بَابِ الدَّارِ نَظَرَ إِلَی النَّاسِ وَ قَدْ تَزَاحَمُوا فَقَالَ لَهُمْ بِیَدِهِ:تَفَرَّقُوا تَفَرَّقُوا،قَالَ یَاسِرٌ:فَأَقْبَلَ النَّاسُ وَ اللَّهِ یَقَعُ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ وَ مَا أَشَارَ إِلَی أَحَدٍ إِلاَّ رَکَضَ وَ مَرَّ (3).

ص:311


1- (1) الکافی:ج 488/1،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 488/1،ح 6.
3- (3) الکافی:ج 491/1،ح 8.

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ نَحْوَهُ.

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ مِثْلَهُ .

18-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُسَافِرٍ،وَ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ مُسَافِرٍ قَالَ: لَمَّا أَرَادَ هَارُونُ بْنُ الْمُسَیَّبِ أَنْ یُوَاقِعَ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرٍ فَقَالَ لِی أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ اذْهَبْ إِلَیْهِ وَ قُلْ لَهُ:لاَ تَخْرُجْ غَداً فَإِنَّکَ إِنْ خَرَجْتَ غَداً هُزِمْتَ وَ قُتِلَ أَصْحَابُکَ،فَإِنْ سَأَلَکَ مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ هَذَا؟فَقُلْ:رَأَیْتُ فِی النَّوْمِ قَالَ:فَأَتَیْتُهُ فَقُلْتُ لَهُ،فَقَالَ:نَامَ الْعَبْدُ وَ لَمْ یَغْسِلْ اسْتَهُ،ثُمَّ خَرَجَ فَانْهَزَمَ وَ قُتِلَ أَصْحَابُهُ (1).

19-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ مُسَافِرٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمِنًی فَمَرَّ یَحْیَی بْنُ خَالِدٍ یُغَطِّی رَأْسَهُ مِنَ الْغُبَارِ،فَقَالَ:مَسَاکِینُ لاَ یَدْرُونَ مَا یَحُلُّ بِهِمْ فِی هَذِهِ السَّنَهِ ثُمَّ قَالَ:وَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا هَارُونُ وَ أَنَا کَهَاتَیْنِ وَ ضَمَّ إِصْبَعَیْهِ!قَالَ مُسَافِرٌ:فَوَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُ مَعْنَی حَدِیثِهِ حَتَّی دَفَنَّاهُ مَعَهُ (2).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنِ ابْنِ الْمُتَوَکِّلِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ.

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنِ الْوَشَّاءِ مِثْلَهُ .

20-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ، قَالَ أَخْبَرَنِی بَعْضُ أَصْحَابِنَا: أَنَّهُ حَمَلَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَالاً فَلَمْ أَرَهُ سُرَّ بِهِ قَالَ:فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِکَ وَ قُلْتُ فِی نَفْسِی:قَدْ حَمَلْتُ هَذَا الْمَالَ وَ لَمْ یُسَرَّ بِهِ فَقَالَ:یَا غُلاَمُ الطَّسْتَ وَ الْمَاءَ،فَقَعَدَ عَلَی کُرْسِیٍّ وَ قَالَ بِیَدِهِ لِلْغُلاَمِ:صُبَّ عَلَیَّ الْمَاءَ،قَالَ:

فَجَعَلَ یَسِیلُ مِنْ بَیْنِ أَصَابِعِهِ فِی الطَّسْتِ ذَهَبٌ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ:مَنْ کَانَ هَکَذَا یُبَالِی بِمَا حَمَلْتَهُ إِلَیْهِ؟! (3).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ عَلَی مَا نَقَلَهُ عَنْهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

21-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ عَمَّنْ ذَکَرَهُ قَالَ:

قِیلَ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّکَ لَتَتَکَلَّمُ بِهَذَا الْکَلاَمِ وَ السَّیْفُ یَقْطُرُ دَماً؟فَقَالَ:إِنَّ لِلَّهِ وَادِیاً مِنْ ذَهَبٍ حَمَاهُ بِأَضْعَفِ خَلْقِهِ النَّمْلِ فَلَوْ رَامَهُ الْبَخَاتِیُّ لَمْ تَصِلْ إِلَیْهِ (4).

ص:312


1- (1) الکافی:ج 491/1،ح 9.
2- (2) الکافی:ج 491/1،ح 9.
3- (3) الکافی:ج 491/1،ح 10.
4- (4) الکافی:ج 59/2،ح 11.

22-وَ عَنْهُ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دَاوُدَ النَّهْدِیِّ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ: دَخَلَ أَبُو سَعِیدٍ الْمُکَارِی عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهُ:أَبْلَغَ اللَّهُ مِنْ قَدْرِکَ أَنْ تَدَّعِیَ مَا ادَّعَی أَبُوکَ؟فَقَالَ:مَا لَکَ أَطْفَأَ اللَّهُ نُورَکَ،وَ أَدْخَلَ الْفَقْرَ بَیْتَکَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ افْتَقَرَ حَتَّی مَاتَ وَ لَمْ یَکُنْ عِنْدَهُ مَبِیتُ لَیْلَهٍ لَعَنَهُ اللَّهُ (1).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ.وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی الْفَقِیهِ مُرْسَلاً.وَ رَوَاهُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِیهِ وَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی وَ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیِّ.

وَ رَوَاهُ فِی مَعَانِی الْأَخْبَارِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ فِی تَفْسِیرِهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیِّ عَنْ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِثْلَهُ .

23-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّکَ قَدْ شَهَرْتَ نَفْسَکَ بِهَذَا الْأَمْرِ،وَ جَلَسْتَ مَجْلِسَ أَبِیکَ وَ سَیْفُ هَارُونَ یَقْطُرُ دَماً؟فَقَالَ:جَرَّأَنِی عَلَی ذَلِکَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:إِنْ أَخَذَ أَبُو جَهْلٍ مِنْ رَأْسِی شَعْرَهً فَاعْلَمُوا أَنِّی لَسْتُ بِنَبِیٍّ،وَ أَنَا أَقُولُ لَکُمْ:إِنْ أَخَذَ هَارُونُ مِنْ رَأْسِی شَعْرَهً فَاشْهَدُوا أَنِّی لَسْتُ بِإِمَامٍ (2).

وَ رَوَی الْمُفِیدُ فِی إِرْشَادِهِ جُمْلَهً کَثِیرَهً مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ عَنْ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ.وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ .

الفصل الأول

24-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ مَنْ لاَ یَحْضُرُهُ الْفَقِیهُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَمْدَانَ الدِّیوَانِیِّ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: مَنْ زَارَنِی عَلَی بُعْدِ دَارِی أَتَیْتُهُ یَوْمَ الْقِیَامَهِ فِی ثَلاَثَهِ مَوَاطِنَ حَتَّی أُخَلِّصَهُ مِنْ أَهْوَالِهَا:إِذَا تَطَایَرَتِ الْکُتُبُ یَمِیناً وَ شِمَالاً،وَ عِنْدَ الصِّرَاطِ،وَ عِنْدَ الْمِیزَانِ (3).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ دَاوُدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ السِّنْدِیِّ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ،عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ النَّیْسَابُورِیِّ عَنْ أَبِی

ص:313


1- (1) الکافی:ج 195/6،ح 6.
2- (2) الکافی:ج 257/8،ح 371.
3- (3) من لا یحضره الفقیه:ج 584/2،ح 3189.

صَالِحٍ عَنْ شُعَیْبِ بْنِ عِیسَی قَالَ:حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیُّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ إِسْحَاقَ النَّهَاوَنْدِیِّ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الدَّقَّاقِ،وَ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّنَانِیِّ وَ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقِ،وَ الْحُسَیْنِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْمُکَتِّبِ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْأَسَدِیِّ،عَنْ أَحْمَدَ بْنِ صَالِحٍ الرَّازِیِّ،عَنْ حَمْدَانَ الدِّیوَانِیِّ مِثْلَهُ .

25-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ،عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ قَالَ لَهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْخُرَاسَانِ:یَا بْنَ رَسُولِ اللَّهِ رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی الْمَنَامِ کَأَنَّهُ یَقُولُ لِی:کَیْفَ أَنْتُمْ إِذَا دُفِنَ فِی أَرْضِکُمْ بَضْعَتِی، وَ اسْتُحْفِظْتُمْ وَدِیعَتِی،وَ غُیِّبَ فِی تُرَابِکُمْ نَجْمِی؟فَقَالَ لَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَنَا الْمَدْفُونُ فِی أَرْضِکُمْ،وَ أَنَا بَضْعَهٌ مِنْ نَبِیِّکُمْ وَ أَنَا الْوَدِیعَهُ وَ النَّجْمُ،أَلاَ فَمَنْ زَارَنِی وَ هُوَ یَعْرِفُ مَا أَوْجَبَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مِنْ حَقِّی وَ طَاعَتِی،فَأَنَا وَ آبَائِی شُفَعَاؤُهُ یَوْمَ الْقِیَامَهِ «اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ مِثْلَهُ .

26-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یَقُولُ: وَ اللَّهِ مَا مِنَّا إِلاَّ مَقْتُولٌ شَهِیدٌ،قُلْتُ:وَ مَنْ یَقْتُلُکَ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ؟قَالَ:

شَرُّ خَلْقِ اللَّهِ فِی زَمَانِی یَقْتُلُنِی بِالسَّمِّ،ثُمَّ یَدْفِنُنِی فِی دَارِ مَضِیقَهٍ وَ أَرْضِ غُرْبَهٍ،أَلاَ فَمَنْ زَارَنِی فِی غُرْبَتِی کَتَبَ اللَّهُ لَهُ أَجْرَ مِائَهِ أَلْفِ شَهِیدٍ«اَلْحَدِیثَ» (2).

27-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ فِی خُرَاسَانَ لَبُقْعَهً یَأْتِی عَلَیْهَا زَمَانٌ تَصِیرُ مُخْتَلَفَ الْمَلاَئِکَهِ،فَلاَ یَزَالُ فَوْجٌ یَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ،وَ فَوْجٌ یَصْعَدُ إِلَی أَنْ یُنْفَخَ فِی الصُّورِ،فَقِیلَ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ وَ أَیَّهُ بُقْعَهٍ هَذِهِ؟قَالَ:هِیَ بِأَرْضِ طُوسَ،وَ هِیَ وَ اللَّهِ رَوْضَهٌ مِنْ رِیَاضِ الْجَنَّهِ،مَنْ زَارَنِی فِی تِلْکَ الْبُقْعَهِ کَانَ کَمَنْ زَارَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ«اَلْحَدِیثَ»،وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ (3).

ص:314


1- (1) من لا یحضره الفقیه:ج 584/2،ح 3191.
2- (2) من لا یحضره الفقیه:ج 585/2،ح 3192.
3- (3) من لا یحضره الفقیه:ج 585/2،ح 3193.

الفصل الثانی

و روی الصدوق ابن بابویه فی کتاب عیون أخبار الرضا علیه السّلام عن أحمد بن الحسن القطان و محمّد بن أحمد اللیثی،و محمّد بن إسحاق المکتب،و محمّد بن بکران النقاش کلهم عن أحمد بن محمّد بن سعید الهمدانی،عن علی بن الحسن بن علی بن فضال عن أبیه عن الرضا علیه السّلام مثله.

و روی الذی قبله عن محمّد بن موسی بن المتوکل عن علی بن إبراهیم عن أبیه عن أبی الصلت.و روی الذی قبلهما عن محمّد بن إسحاق الطالقانی عن أحمد بن محمّد بن سعید الهمدانی،عن علی بن الحسن بن علی بن فضال عن أبیه عن الرضا علیه السّلام مثله:

28-وَ قَالَ:حَدَّثَنِی تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مِیثَمٍ عَنْ أَبِیهِ قَالَ:سَمِعْتُ أُمِّی تَقُولُ سَمِعْتُ نَجْمَهَ أُمَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَقُولُ: لَمَّا حَمَلْتُ بِابْنِی عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمْ أَشْعُرْ بِثِقْلِ الْحَمْلِ،وَ کُنْتُ أَسْمَعُ فِی مَنَامِی تَسْبِیحاً وَ تَهْلِیلاً وَ تَحْمِیداً مِنْ بَطْنِی فَیُفْزِعُنِی ذَلِکَ وَ یَهُولُنِی،فَإِذَا انْتَبَهْتُ لَمْ أَسْمَعْ شَیْئاً،فَلَمَّا وَضَعْتُهُ وَقَعَ إِلَی الْأَرْضِ وَاضِعاً یَدَیْهِ عَلَی الْأَرْضِ رَافِعاً رَأْسَهُ إِلَی السَّمَاءِ یُحَرِّکُ شَفَتَیْهِ کَأَنَّهُ یَتَکَلَّمُ«اَلْحَدِیثَ» (1).

29-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلَی بْنِ أَحْمَدَ الْفَقِیهُ الْقُمِّیُّ ثُمَّ الْإِیلاَقِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:أَخْبَرَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ صَدَقَهَ الْقُمِّیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ الْأَنْصَارِیُّ الْکَشِّیُّ قَالَ:

حَدَّثَنِی مَنْ سَمِعَ الْحَسَنَ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیَّ الْهَاشِمِیَّ یَقُولُ: لَمَّا قَدِمَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی الْمَأْمُونِ أَمَرَ الْفَضْلَ بْنَ سَهْلٍ أَنْ یَجْمَعَ لَهُ أَصْحَابَ الْمَقَالاَتِ مِثْلَ الْجَاثَلِیقِ وَ رَأْسِ الْجَالُوتِ،وَ رُءُوسِ الصَّابِئِینَ وَ الْهِرْبِذِ الْأَکْبَرِ وَ أَصْحَابِ زَرْدِهِشْتَ وَ نَسْطَاسَ الرُّومِیِّ،وَ الْمُتَکَلِّمِینَ،فَجَمَعَهُمُ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ،إِلَی أَنْ قَالَ النَّوْفَلِیُّ:

فَبَیْنَمَا نَحْنُ فِی حَدِیثٍ لَنَا عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ یَاسِرٌ وَ کَانَ یَتَوَلَّی أَمْرَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ:یَا سَیِّدِی إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ یُقْرِئُکَ السَّلاَمَ وَ یَقُولُ لَکَ:

فِدَاکَ أَخُوکَ الْمَأْمُونُ،إِنَّهُ اجْتَمَعَ إِلَیَّ أَصْحَابُ الْمَقَالاَتِ،وَ أَهْلُ الْأَدْیَانِ وَ الْمُتَکَلِّمُونَ مِنْ جَمِیعِ أَهْلِ الْمِلَلِ،فَرَأْیُکَ فِی الْبُکُورِ عَلَیْنَا إِنْ أَحْبَبْتَ کَلاَمَهُمْ،وَ إِنْ کَرِهْتَ ذَلِکَ

ص:315


1- (1) عیون الأخبار:ج 29/2،ح 2.

فَلاَ تَتَجَشَّمْ،وَ إِنْ أَحْبَبْتَ أَنْ نَصِیرَ إِلَیْکَ خَفَّ ذَلِکَ عَلَیْنَا،فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَبْلِغْهُ السَّلاَمَ وَ قُلْ لَهُ:قَدْ عَلِمْتُ مَا أَرَدْتَ وَ أَنَا صَائِرٌ إِلَیْکَ بُکْرَهً إِنْ شَاءَ اللَّهُ.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ:فَلَمَّا مَضَی یَاسِرٌ الْتَفَتَ إِلَیْنَا ثُمَّ قَالَ لِی:یَا نَوْفَلِیُّ أَنْتَ عِرَاقِیٌّ وَ رِقَّهُ الْعِرَاقِیِّ غَیْرُ غَلِیظَهً،فَمَا عِنْدَکَ فِی جَمْعِ ابْنِ عَمِّکَ عَلَیْنَا أَهْلَ الشِّرْکِ وَ أَصْحَابَ الْمَقَالاَتِ؟فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ یُرِیدُ الاِمْتِحَانَ وَ یُحِبُّ أَنْ یَعْرِفُ مَا عِنْدَکَ،وَ لَقَدْ بَنَی عَلَی أَسَاسٍ غَیْرِ وَثِیقِ الْبُنْیَانِ وَ بِئْسَ وَ اللَّهِ مَا بَنَی،قَالَ لِی:وَ مَا بِنَاؤُهُ فِی هَذَا الْبَابِ؟قُلْتُ:إِنَّ أَصْحَابَ الْکَلاَمِ وَ الْبِدَعِ خِلاَفُ الْعُلَمَاءِ،وَ ذَلِکَ أَنَّ الْعَالِمَ لاَ یُنْکِرُ غَیْرَ الْمُنْکَرِ،وَ أَصْحَابُ الْمَقَالاَتِ وَ الْمُتَکَلِّمُونَ وَ أَهْلُ الشِّرْکِ أَصْحَابُ إِنْکَارٍ وَ مُبَاهَتَهٍ إِنْ احْتَجَجْتَ عَلَیْهِمْ بِأَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ،قَالُوا:صَحِّحْ وَحْدَانِیَّتَهُ؟وَ إِنْ قُلْتَ:إِنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ،قَالُوا:أَثْبِتْ رِسَالَتَهُ،ثُمَّ یُبَاهِتُونَ الرَّجُلَ وَ هُوَ یُبْطِلُ عَلَیْهِمْ بِحُجَّتِهِ وَ یُغَالِطُونَهُ حَتَّی یَتْرُکَ قَوْلِهِ،فَاحْذَرْهُمْ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَتَبَسَّمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ قَالَ:یَا نَوْفَلِیُّ تَخَافُ أَنْ یَقْطَعُوا عَلَیَّ حُجَّتِی؟فَقُلْتُ:لاَ وَ اللَّهِ مَا خِفْتُ عَلَیْکَ قَطُّ وَ إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ یُظْفِرَکَ اللَّهُ بِهِمْ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ:یَا نَوْفَلِیُّ أَ تُحِبُّ أَنْ تَعْلَمَ مَتَی یَنْدَمُ الْمَأْمُونُ؟ قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:إِذَا سَمِعَ احْتِجَاجِی عَلَی أَهْلِ التَّوْرَاهِ بِتَوْرَاتِهِم،وَ عَلَی أَهْلِ الْإِنْجِیلِ بِإِنْجِیلِهِمْ،وَ عَلَی أَهْلِ الزَّبُورِ بِزَبُورِهِمْ،وَ عَلَی الصَّابِئِینَ بِعِبْرَانِیَّتِهِمْ،وَ عَلَی الْهَرَابِذَهِ بِفَارسِیَّتِهِمْ،وَ عَلَی أَهْلِ الرُّومِ بِرُومِیَّتِهِمْ وَ عَلَی أَصْحَابِ الْمَقَالاَتِ بِلُغَاتِهِمْ فَإِذَا قَطَعْتُ کُلَّ صِنْفٍ وَ دَحَضْتُ حُجَّتَهُ،وَ تَرَکَ مَقَالَتَهُ وَ رَجَعَ إِلَی قَوْلِی،عَلِمَ الْمَأْمُونُ أَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِی هُوَ بِسَبِیلِهِ لَیْسَ بِمُسْتَحِقٍّ لَهُ،فَعِنْدَ ذَلِکَ تَکُونُ النَّدَامَهُ ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَضَرَ مَجْلِسَ الْمَأْمُونِ،وَ احْتَجَّ عَلَی جَمِیعِ أَهْلِ الْمَقَالاَتِ وَ خَصَمَهُمْ،وَ أَلْزَمَهُمْ حَتَّی سَکَتُوا،وَ أَسْلَمَ جَمَاعَهٌ مِنْهُمْ وَ الْحَدِیثُ طَوِیلٍ.

وَ فِیهِ أَنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا خَصَمَ أَکْثَرَهُمْ وَ سَکَتُوا،قَالَ:یَا قَوْمُ إِنْ کَانَ فِیکُمْ أَحَدٌ یُخَالِفُ الْإِسْلاَمَ فَأَرَادَ أَنْ یَسْأَلَ فَلْیَسْأَلْ غَیْرَ مُحْتَشِمٍ،فَقَامَ إِلَیْهِ عِمْرَانُ الصَّابِی وَ کَانَ وَاحِداً فِی الْمُتَکَلِّمِینَ فَقَالَ:یَا عَالِمَ النَّاسِ لَوْ لاَ أَنَّکَ دَعَوْتَ إِلَی مَسْأَلَتِکَ لَمْ أُقْدِمْ عَلَیْکَ بِالْمَسَائِلِ فَلَقَدْ دَخَلْتُ الْکُوفَهَ وَ الْبَصْرَهَ وَ الشَّامَ وَ الْجَزِیرَهَ وَ لَقِیتُ الْمُتَکَلِّمِینَ فَلَمْ أَجِدْ أَحَداً یُثْبِتُ لِی وَاحِداً لَیْسَ غَیْرَهُ،ثُمَّ ذَکَرَ احْتِجَاجَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَیْهِ وَ هُوَ طَوِیلٌ عَجِیبٌ،لاَ یَکَادُ یَفْهَمُهُ أَکَابِرُ الْعُلَمَاءِ إِلاَّ فَهْماً إِجْمَالِیّاً لِدِقَّتِهِ وَ عَدَمِ الْعِلْمِ بِاعْتِقَادِ عِمْرَانَ حِینَئِذٍ،وَ قَالَ عِمْرَانُ فِی آخِرِهِ:یَا سَیِّدِی قَدْ فَهِمْتُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَی مَا وَصَفْتَ، وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ الْمَبْعُوثُ بِالْهُدَی وَ دِینِ الْحَقِّ،ثُمَّ خَرَّ سَاجِداً نَحْوَ الْقِبْلَهِ وَ أَسْلَمَ،

ص:316

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ:فَلَمَّا نَظَرَ الْمُتَکَلِّمُونَ إِلَی کَلاَمِ عِمْرَانَ الصَّابِی وَ کَانَ جَدِلاً لَمْ یَقْطَعْهُ عَنْ حُجَّتِهِ أَحَدٌ مِنْهُمْ قَطُّ لَمْ یَدْنُ مِنَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَحَدٌ مِنْهُمْ وَ لَمْ یَسْأَلْهُ عَنْ شَیْ ءٍ،وَ أَمْسَیْنَا فَنَهَضَ الْمَأْمُونُ وَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلاَ،وَ انْصَرَفَ النَّاسُ (1).

وَ رَوَاهُ فِی کِتَابِ التَّوْحِیدِ بِهَذَا الْإِسْنَادِ.

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی الْإِحْتِجَاجِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ .

أقول:وجه الإعجاز فیه أمور:منها الإخبار بما یکون مع موافقه الواقع بعد الإخبار و هو ظاهر منه لمن نظر فیه تصریحا و تلویحا.

و منها:إلزامه لجمیع أهل المقالات و إسکاتهم حتی أسلم کثیر منهم و ذلک أمر کان قد عجز عنه جمیع أهل زمانه،کما یشهد به کل من عرف الأخبار و الآثار.

و منها:احتجاجه علیه السّلام علی أهل کل کتاب بکتابهم،و ذلک أیضا مما عجز عنه أهل زمانه و غیرهم و منها احتجاجه علی أهل المقالات بلسانهم و لم یعهد منه، و لا نقل عنه أنه تعلّم هذه اللغات من أحد و لا کان یعلمها أهل بلده الذین نشأ فیهم إلی غیر ذلک من الوجوه.

30-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ،وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُکَتِّبُ وَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالُوا:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ،قَالَ:حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْمَکِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الصَّلْتِ الْهَرَوِیُّ قَالَ: لَمَّا جَمَعَ الْمَأْمُونُ لِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَهْلَ الْمَقَالاَتِ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلاَمِ وَ الدِّیَانَاتِ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الصَّابِئِینَ وَ سَائِرِ أَهْلِ الْمَقَالاَتِ،فَلَمْ یَقُمْ أَحَدٌ إِلاَّ وَ قَدْ أَلْزَمَهُ حُجَّتَهُ کَأَنَّهُ قَدْ أُلْقِمَ حَجَراً،قَامَ إِلَیْهِ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّهُ سَأَلَ عَنْ آیَاتٍ تُنَافِی بِظَاهِرِهَا الْعِصْمَهَ فَأَجَابَهُ بِتَأْوِیلِهَا،فَتَابَ وَ رَجَعَ عَنِ الْقَوْلِ بِنَفْیِ الْعِصْمَهِ (2).

وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ .

أقول:قد عرفت وجه الإعجاز.

31-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّیْسَابُورِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ: أَنَّ الْمَأْمُونَ سَأَلَهُ عَنْ آیَاتٍ یُنَافِی ظَاهِرُهَا الْعِصْمَهَ

ص:317


1- (1) عیون الأخبار:ج 140/2،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 170/2،ح 1.

فَأَجَابَهُ بِأَحْسَنِ جَوَابٍ إِلَی أَنْ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ:فَقَامَ الْمَأْمُونُ إِلَی الصَّلاَهِ وَ أَخَذَ بِیَدِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،فَقَالَ:کَیْفَ رَأَیْتَ ابْنَ أَخِیکَ؟قَالَ:

عَالِمٌ وَ لَمْ نَرَهُ یَخْتَلِفُ إِلَی أَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ،فَقَالَ الْمَأْمُونُ:إِنَّ ابْنَ أَخِیکَ مِنْ أَهْلِ بَیْتِ النُّبُوَّهِ الَّذِینَ قَالَ فِیهِمُ النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:أَلاَ إِنَّ أَبْرَارَ عِتْرَتِی وَ أَطَایِبَ أَرُومَتِی أَحْلَمُ النَّاسِ صِغَاراً،وَ أَعْلَمُ النَّاسِ کِبَاراً،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ غَدَوْتُ عَلَیْهِ وَ أَعْلَمْتُهُ بِمَا کَانَ مِنْ قَوْلِ الْمَأْمُونِ وَ جَوَابِ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ لَهُ فَضَحِکَ ثُمَّ قَالَ:

یَا ابْنَ الْجَهْمِ لاَ یَغُرَّنَّکَ مَا سَمِعْتَهُ مِنْهُ فَإِنَّهُ سَیَقْتُلُنِی وَ اللَّهُ مُنْتَقِمٌ لِی مِنْهُ (1).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی الْإِحْتِجَاجِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْجَهْمِ .

أقول:فیه إعجازان ظاهران.

32-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: قَالَ:قَالَ لِی:لاَ بُدَّ مِنْ فِتْنَهٍ صَمَّاءَ صَیْلَمٍ یَسْقُطُ فِیهَا کُلُّ بِطَانَهٍ وَ وَلِیجَهٍ،وَ ذَلِکَ عِنْدَ فِقْدَانِ الثَّالِثِ مِنْ وُلْدِی«اَلْحَدِیثَ» (2).

33-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ النَّیْسَابُورِیُّ قَالَ:

سَمِعْتُ جَدَّتِی خَدِیجَهَ بِنْتَ حَمْدَانَ قَالَتْ: لَمَّا دَخَلَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِنَیْسَابُورَ نَزَلَ مَحَلَّهَ الْغَرْبِیِّ إِلَی أَنْ قَالَتْ:فَلَمَّا نَزَلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَارَنَا زَرَعَ لَوْزَهً فِی جَانِبٍ مِنْ جَوَانِبِ الدَّارِ فَنَبَتَتْ وَ صَارَتْ شَجَرَهً وَ أَثْمَرَتْ فِی سَنَهٍ،فَعَلِمَ النَّاسُ بِذَلِکَ،فَصَارُوا یَسْتَشْفُونَ بِلَوْزِ تِلْکَ الشَّجَرَهِ فَمَنْ أَصَابَتْهُ عِلَّهٌ تَبَرَّکَ بِالتَّنَاوُلِ مِنْ ذَلِکَ اللَّوْزِ مُسْتَشْفِیاً بِهِ فَعُوفِیَ،وَ مَنْ أَصَابَهُ رَمَدٌ جَعَلَ ذَلِکَ اللَّوْزَ عَلَی عَیْنَیْهِ فَعُوفِیَ،وَ کَانَتِ الْحَامِلُ إِذَا عَسِرَ عَلَیْهَا وِلاَدَتُهَا تَنَاوَلَتْ مِنْ ذَلِکَ اللَّوْزِ فَتَخِفُّ عَلَیْهَا الْوِلاَدَهُ وَ تَضَعُ مِنْ سَاعَتِهَا،وَ کَانَ إِذَا أَخَذَ دَابَّهً مِنَ الدَّوَابِّ الْقُولَنْجُ أَخَذَ مِنْ قُضْبَانِ تِلْکَ الشَّجَرَهِ فَأَمَرَّ عَلَی بَطْنِهَا فَتُعَافَی وَ یَذْهَبُ عَنْهَا رِیحُ الْقُولَنْجِ بِبَرَکَهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَمَضَتِ الْأَیَّامُ عَلَی تِلْکَ الشَّجَرَهِ فَیَبِسَتْ فَجَاءَ جَدِّی حَمْدَانُ فَقَطَعَ أَغْصَانَهَا فَعَمِیَ،وَ جَاءَ ابْنٌ لِحَمْدَانَ یُقَالُ لَهُ عَمْرٌو فَقَطَعَ تِلْکَ الشَّجَرَهَ مِنْ تِلْکَ الْأَرْضِ،فَذَهَبَ مَالُهُ کُلُّهُ بِبَابِ فَارِسَ،وَ کَانَ مَبْلَغَهُ سَبْعِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ إِلَی ثَمَانِینَ أَلْفَ دِرْهَمٍ وَ لَمْ یَبْقَ لَهُ شَیْ ءٌ«اَلْحَدِیثَ».وَ فِیهِ جُمْلَهٌ مِنَ الْکَرَامَاتِ لِهَذِهِ الشَّجَرَهِ أَیْضاً (3).

ص:318


1- (1) عیون الأخبار:ج 182/2،ح 1.و فی نسخه ثانیه:سیغتالنی بدل:سیقتلنی.
2- (2) عیون الأخبار:ج 9/1،ح 14.
3- (3) عیون الأخبار:ج 141/1،ح 1.

34-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی قَالَ:

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ صَالِحٍ الْهَرَوِیُّ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ نَیْسَابُورَ إِلَی الْمَأْمُونِ فَبَلَغَ قُرْبَ الْقَرْیَهِ الْحَمْرَاءِ،قِیلَ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ قَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَ فَلاَ تُصَلِّی؟فَنَزَلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:

ائْتُونِی بِمَاءٍ فَقِیلَ لَهُ:مَا مَعَنَا مَاءٌ فَبَحَثَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِیَدِهِ الْأَرْضَ فَنَبَعَ مِنْ الْمَاءِ مَا تَوَضَّأَ بِهِ هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ (1).

35-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْمُفَسِّرُ قَالَ:حَدَّثَنَا یُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَسَارٍ عَنْ أَبَوَیْهِمَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْعَسْکَرِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ: أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا جَعَلَهُ الْمَأْمُونُ وَلِیَّ عَهْدِهِ احْتُبِسَ الْمَطَرُ فَجَعَلَ بَعْضُ حَاشِیَهِ الْمَأْمُونِ وَ الْمُتَعَصِّبِینَ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُونَ:اُنْظُرُوا لِمَا جَاءَنَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا وَ صَارَ وَلِیَّ عَهْدِنَا فَحَبَسَ اللَّهُ عَنَّا الْمَطَرَ!وَ اتَّصَلَ ذَلِکَ إِلَی الْمَأْمُونِ فَاشْتَدَّ عَلَیْهِ،فَقَالَ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قَدْ احْتُبِسَ الْمَطَرُ فَلَوْ دَعَوْتَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ؟قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَفْعَلُ قَالَ:فَمَتَی تَفْعَلُ ذَلِکَ؟وَ کَانَ یَوْمُ الْجُمُعَهِ فَقَالَ:یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَتَانِی الْبَارِحَهَ فِی مَنَامِی وَ قَالَ:یَا بُنَیَّ انْتَظِرْ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ،وَ ابْرُزْ إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ اسْتَسْقِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَسْقِیهِمْ،وَ أَخْبِرْهُمْ بِمَا یُرِیدُ اللَّهُ مِمَّا لاَ یَعْلَمُونَ مِنْ حَالِهِ لِیَزْدَادَ عِلْمُهُمْ بِفَضْلِکَ وَ مَکَانِکَ مِنْ رَبِّکَ،فَلَمَّا کَانَ یَوْمَ الْإِثْنَیْنِ غَدَا إِلَی الصَّحْرَاءِ وَ خَرَجَ الْخَلاَئِقُ یَنْظُرُونَ،فَصَعِدَ الْمِنْبَرَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ،ثُمَّ قَالَ:یَا رَبِّ أَنْتَ عَظَّمْتَ حَقَّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَتَوَصَّلُوا بِنَا کَمَا أَمَرْتَ، وَ أَمَّلُوا فَضْلَکَ وَ رَحْمَتَکَ،وَ تَوَقَّعُوا إِحْسَانَکَ وَ نِعْمَتَکَ،فَاسْقِهِمْ سُقْیَا نَافِعاً عَاماً غَیْرَ رَائِثٍ وَ لاَ ضَائِرٍ،وَ لْیَکُنْ ابْتِدَاءُ مَطَرِهِمْ بَعْدَ انْصِرَافِهِمْ مِنْ مَشْهَدِهِمْ هَذَا إِلَی مَنَازِلِهِمْ وَ مَقَارِّهِمْ قَالَ:فَوَ الَّذِی بَعَثَ مُحَمَّداً عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْحَقِّ نَبِیّاً لَقَدْ نَسَجَتِ الرِّیَاحُ فِی الْهَوَاءِ الْغُیُومَ وَ أَرْعَدَتْ وَ أَبْرَقَتْ،وَ تَحَرَّکَ النَّاسُ کَأَنَّهُمْ یُرِیدُونَ التَّنَحِّی عَنِ الْمَطَرِ فَقَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:عَلَی رَسْلِکُمْ أَیُّهَا النَّاسِ فَلَیْسَ هَذَا الْغَیْمُ لَکُمْ،إِنَّمَا هُوَ لِأَهْلِ بَلَدٍ کَذَا وَ کَذَا،فَمَضَتِ السَّحَابَهُ وَ عَبَرَتْ ثُمَّ جَاءَتْ سَحَابَهٌ أُخْرَی تَشْتَمِلُ عَلَی رَعْدٍ وَ بَرْقٍ فَتَحَرَّکُوا،فَقَالَ:عَلَی رَسْلِکَ فَمَا هَذِهِ لَکُمْ،إِنَّمَا هِیَ لِأَهْلِ بَلَدِ کَذَا وَ کَذَا،فَمَا زَالَتْ حَتَّی جَاءَتْ عَشْرُ سَحَابَاتٍ وَ عَبَرَتْ یَقُولُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی کُلِّ وَاحِدَهٍ عَلَی رَسْلِکُمْ لَیْسَتْ هَذِهِ لَکُمْ،إِنَّمَا هِیَ لِأَهْلِ بَلَدِ کَذَا،ثُمَّ أَقْبَلَتْ سَحَابَهٌ حَادِیَهَ عَشَرَ،

ص:319


1- (1) عیون الأخبار:ج 147/1،ح 1.

فَقَالَ:یَا أَیُّهَا النَّاسُ هَذِهِ بَعَثَهَا اللَّهُ لَکُمْ،فَاشْکُرُوا اللَّهَ عَلَی تَفَضُّلِهِ عَلَیْکُمْ،وَ قُومُوا إِلَی مَنَازِلِکُمْ وَ مَقَارِّکُمْ،فَإِنَّهَا مُسَامِتَهٌ لَکُمْ وَ لِرُؤُوسِکُمْ،مُمْسَکَهٌ عَنْکُمْ إِلَی أَنْ تَدْخُلُوا إِلَی مَقَارِّکُمْ،ثُمَّ یَأْتِیکُمْ مِنَ الْخَیْرِ بِمَا یَلِیقُ بِکَرَمِ اللَّهِ جَلَّ جَلاَلُهُ،وَ نَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ وَ انْصَرَفَ النَّاسُ،فَمَا زَالَتِ السَّحَابَهُ مُمْسَکَهً حَتَّی قَرُبُوا مِنْ مَنَازِلِهِمْ،ثُمَّ جَاءَتْ بِوَابِلِ الْمَطَرِ فَمَلَأَتِ الْأَوْدِیَهَ وَ الْحِیَاضَ وَ الْغُدْرَانَ وَ الْفَلَوَاتِ،فَجَعَلَ النَّاسُ یَقُولُونَ:هَنِیئاً لِوَلَدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ کَرَامَاتُ اللَّهِ وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَابْتَدَأَ هَذَا الْحَاجِبُ الْمُتَضَمِّنُ لِلْوَضْعِ مِنَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لَهُ:إِنَّ النَّاسَ قَدْ أَکْثَرُوا فِیکَ الْحِکَایَاتِ وَ أَسْرَفُوا فِی وَصْفِکَ بِمَا أَرَی أَنَّکَ إِنْ وَقَفْتَ عَلَیْهِ بَرِئْتَ إِلَیْهِمْ مِنْهُ،فَأَوَّلُ ذَلِکَ مِنْهُ، وَ قَدْ دَعَوْتَ اللَّهَ فِی الْمَطَرِ الْمُعْتَادِ فَجَاءَ فَجَعَلُوهُ آیَهً مُعْجِزَهً لَکَ،أَوْجَبُوا لَکَ بِهَا أَنْ لاَ نَظِیرَ لَکَ فِی الدُّنْیَا،إِلَی أَنْ قَالَ:کَأَنَّکَ جِئْتَ بِمِثْلِ آیَهِ الْخَلِیلِ إِبْرَاهِیمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا أَخَذَ رُءُوسَ الطَّیْرِ بِیَدِهِ،وَ دَعَا أَعْضَاءَهَا الَّتِی کَانَ فَرَّقَهَا عَلَی الشِّعَابِ،فَأَتَتْهُ سَعْیاً وَ تَرَکَّبْنَ عَلَی الرُّءُوسِ وَ خَفَقْنَ وَ طِرْنَ بِإِذْنِ اللَّهِ تَعَالَی،فَإِنْ کُنْتَ صَادِقاً فِیمَا تَوَهَّمُ فَأَحْیِ هَذَیْنِ وَ سَلِّطْهُمَا عَلَیَّ فَإِنَّ ذَلِکَ یَکُونُ حِینَئِذٍ آیَهً مُعْجِزَهً،فَأَمَّا الْمَطَرُ الْمُعْتَادُ مَجِیئُهُ فَلَسْتَ أَنْتَ أَحَقَّ بِأَنْ یَکُونَ جَاءَ بِدُعَائِکَ مِنْ غَیْرِکَ الَّذِی دَعَا کَمَا دَعَوْتَ، وَ کَانَ الْحَاجِبُ أَشَارَ إِلَی أَسَدَیْنِ مُصَوَّرَیْنِ عَلَی مَسْنَدِ الْمَأْمُونِ،اَلَّذِی کَانَ مُسْتَنِداً إِلَیْهِ،وَ کَانَا مُتَقَابِلَیْنِ عَلَی الْمَسْنَدِ،فَغَضِبَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ صَاحَ بِالصُّورَتَیْنِ:دُونَکُمَا خُذَا الْفَاجِرَ فَافْتَرِسَاهُ وَ لاَ تَبْقِیَا لَهُ عَیْناً وَ لاَ أَثَراً،فَوَثَبَتِ الصُّورَتَانِ وَ قَدْ عَادَتَا أَسَدَیْنِ فَتَنَاوَلاَ الْحَاجِبَ وَ رَضَّاهُ وَ عَضَّاهُ،وَ هَشَّمَاهُ وَ أَکَلاَهُ وَ لَحَسَا دَمَهُ، وَ الْقَوْمُ یَنْظُرُونَ مُتَحَیِّرِینَ مِمَّا یُبْصِرُونَ،فَلَمَّا فَرَغَا مِنْهُ أَقْبَلاَ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ قَالاَ:

یَا وَلِیَّ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ مَا ذَا تَأْمُرُنَا أَنْ نَفْعَلَ بِهَذَا نَفْعَلُ بِهِ مَا فَعَلْنَا بِهَذَا؟.یُشِیرَانِ إِلَی الْمَأْمُونِ.فَغُشِیَ عَلَی الْمَأْمُونِ مِمَّا سَمِعَ مِنْهُمَا،فَقَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قِفَا،فَوَقَفَا،ثُمَّ قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:صُبُّوا عَلَیْهِ مَاءَ وَرْدٍ وَ طَیِّبُوهُ،فَفُعِلَ ذَلِکَ،وَ عَادَ الْأَسَدَانِ یَقُولاَنِ أَ تَأْذَنُ لَنَا أَنْ نُلْحِقَهُ بِصَاحِبِهِ الَّذِی أَفْنَیْنَاهُ؟فَقَالَ:لاَ،فَإِنَّ لِلَّهِ فِیهِ تَدْبِیراً هُوَ مُمْضِیهِ، فَقَالاَ:فَمَا ذَا تَأْمُرُنَا؟فَقَالَ:عُوداً إِلَی مَقَرِّکُمَا کَمَا کُنْتُمَا،فَعَادَا إِلَی الْمَسْنَدِ وَ صَارَا صُورَتَیْنِ کَمَا کَانَتَا،فَقَالَ الْمَأْمُونُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی کَفَانِی شَرَّ حُمَیْدِ بْنِ مِهْرَانَ یَعْنِی الرَّجُلَ الْمُفْتَرَسَ،ثُمَّ قَالَ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَذَا الْأَمْرُ لِجَدِّکُمْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ لَکُمْ وَ لَوْ شِئْتَ لَنَزَلْتُ عَنْهُ لَکَ؟فَقَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَوْ شِئْتُ لَمَا نَاظَرْتُکَ وَ لَمْ أَسْأَلْکَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ أَعْطَانِی مِنْ طَاعَهِ سَائِرِ خَلْقِهِ مِثْلَ مَا رَأَیْتَ مِنْ طَاعَهِ هَاتَیْنِ الصُّورَتَیْنِ،إِلاَّ جُهَّالَ بَنِی آدَمَ فَإِنَّهُمْ وَ إِنْ خَسِرُوا حُظُوظَهُمْ فَلِلَّهِ

ص:320

فِیهِمْ تَدْبِیرٌ«اَلْحَدِیثَ» (1).

36-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ،وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُؤَدِّبُ وَ حَمْزَهُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْعَلَوِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ قَالُوا:أَخْبَرَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِیِّ قَالَ:وَ حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نُعَیْمِ بْنِ شَاذَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِیِّ قَالَ: رُفِعَ إِلَی الْمَأْمُونِ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَعْقِدُ مَجَالِسَ الْکَلاَمِ وَ النَّاسُ یَفْتَتِنُونَ بِعِلْمِهِ، فَأَمَرَ مُحَمَّدَ بْنَ عَمْرٍو الطُّوسِیَّ حَاجِبَ الْمَأْمُونِ فَطَرَدَ النَّاسَ عَنْ مَجْلِسِهِ وَ أَحْضَرَهَ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ زَبَرَهُ وَ اسْتَخَفَّ بِهِ فَخَرَجَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ عِنْدِهِ مُغْضَباً وَ هُوَ یُدَمْدِمُ بِشَفَتَیْهِ وَ یَقُولُ:بِحَقِّ الْمُصْطَفَی وَ الْمُرْتَضَی،وَ سَیِّدَهِ النِّسَاءِ لَأَسْتَنْزِلَنَّ مِنْ حَوْلِ اللَّهِ بِدُعَائِی عَلَیْهِ مَا یَکُونُ سَبَباً لِطَرْدِ کِلاَبِ أَهْلِ هَذِهِ الْکُورَهِ إِیَّاهُ،وَ اسْتِخْفَافِهِمْ بِهِ وَ بِخَاصَّتِهِ وَ عَامَّتِهِ،ثُمَّ إِنَّهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ انْصَرَفَ إِلَی مَرْکَزِهِ وَ أَحْضَرَ الْمِیضَأَهَ وَ تَوَضَّأَ وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ وَ قَنَتَ فِی الثَّانِیَهِ فَقَالَ:وَ ذَکَرَ دُعَاءً طَوِیلاً.قَالَ عَبْدُ السَّلاَمِ بْنُ صَالِحٍ فَمَا اسْتَتَمَّ مَوْلاَیَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دُعَاءَهُ حَتَّی وَقَعَتِ الرَّجْفَهُ فِی الْمَدِینَهِ وَ ارْتَجَّ الْبَلَدُ،وَ ارْتَفَعَتِ الزَّعْقَهُ وَ الصَّیْحَهُ،وَ اسْتَفْحَلَتِ النَّعْرَهُ،وَ ثَارَتِ الْغَبَرَهُ،وَ هَاجَتِ الْقَاعَهُ فَلَمْ أُزَایِلْ مَکَانِی إِلَی أَنْ سَلَّمَ مَوْلاَیَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی:یَا أَبَا الصَّلْتِ اصْعَدِ السَّطْحَ فَإِنَّکَ سَتَرَی امْرَأَهً بَغِیَّهً غَثَّهً مُهَیِّجَهَ الْأَشْرَارِ،مُتَّسِخَهَ الْأَطْمَارِ،یُسَمِّیهَا أَهْلُ هَذِهِ الْکُورَهِ سَمَانَهَ لِغَبَاوَتِهَا وَ تَهَتُّکِهَا قَدْ أَسْنَدَتْ مَکَانَ الرُّمْحِ إِلَی نَحْرِهَا قَصَباً،وَ قَدْ شَدَّتْ وِقَایَهً لَهَا حَمْرَاءَ إِلَی طَرَفِهِ مَکَانَ اللِّوَاءِ فَهِیَ تَقُودُ جَیْشَ الْقَاعَهِ وَ تَسُوقُ عَسَاکِرَ الطَّغَامِ إِلَی قَصْرِ الْمَأْمُونِ وَ مَنَازِلِ قُوَّادِهِ«اَلْحَدِیثَ».وَ فِیهِ:أَنَّهُ رَأَی مَا أَخْبَرَ بِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ قَالَ:وَ طَرَدَ الْمَأْمُونَ وَ جُنُودَهُ أَسْوَأَ طَرْدٍ بَعْدَ إِذْلاَلٍ وَ اسْتِخْفَافٍ عَظِیمٍ (2).

37-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ:

حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: کَانَ الْمَأْمُونُ یَعْقِدُ مَجَالِسَ النَّظَرِ وَ یَجْمَعُ الْمُخَالِفِینَ لِأَهْلِ الْبَیْتِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ یُکَلِّمُهُمُ فِی إِمَامَهِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ تَفْضِیلِهِ عَلَی جَمِیعِ الصَّحَابَهِ تَقَرُّباً إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ لِأَصْحَابِهِ الَّذِینَ یَثِقُ بِهِمْ:لاَ تَغْتَرُّوا مِنْهُ

ص:321


1- (1) عیون الأخبار:ج 179/2،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 185/1،ح 1.

بِقَوْلِهِ،فَمَا یَقْتُلُنِی وَ اللَّهِ غَیْرُهُ،وَ لَکِنْ لاَ بُدَّ لِی مِنَ الصَّبْرِ حَتَّی یَبْلُغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ (1).

38-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیِّ،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَجَابَ الْمَأْمُونَ وَ قَدْ سَأَلَهُ عَنْ دَلاَلَهِ الْإِمَامِ،وَ عَنِ الْغُلُوِّ،وَ عَنِ الرَّجْعَهِ،وَ التَّنَاسُخِ وَ الْمُسُوخِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ فِی الْمَجْلِسِ الَّذِی اجْتَمَعَ فِیهِ الْفُقَهَاءُ وَ أَصْحَابُ الْکَلاَمِ مِنَ الْفِرَقِ الْمُخْتَلِفَهِ فَأَجَابَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِأَحْسَنِ جَوَابٍ،قَالَ الْمَأْمُونُ:لاَ أَبْقَانِیَ اللَّهُ بَعْدَکَ یَا أَبَا الْحَسَنِ فَوَ اللَّهِ مَا یُوجَدُ الْعِلْمُ الصَّحِیحُ إِلاَّ عِنْدَ أَهْلِ هَذَا الْبَیْتِ،وَ إِلَیْکَ انْتَهَی عِلْمُ آبَائِکَ،فَجَزَاکَ اللَّهُ عَنِ الْإِسْلاَمِ وَ أَهْلِهِ خَیْراً.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ:فَلَمَّا قَامَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَبِعْتُهُ فَانْصَرَفَ إِلَی مَنْزِلِهِ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَهَبَ لَکَ مِنْ جَمِیلِ رَأْیِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ مَا حَمَلَهُ عَلَی مَا أَرَی مِنْ کَرَامَتِهِ لَکَ وَ قَبُولِهِ لِقَوْلِکَ،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا ابْنَ الْجَهْمِ لاَ یَغُرَّنَّکَ مَا أَلْفَیْتَهُ عَلَیْهِ مِنْ إِکْرَامِی،وَ الاِسْتِمَاعِ مِنِّی فَإِنَّهُ سَیَقْتُلُنِی بِالسَّمِّ وَ هُوَ ظَالِمٌ لِی،أَعْرِفُ ذَلِکَ بِعَهْدٍ مَعْهُودٍ عَنْ آبَائِی عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَاکْتُمْ هَذَا عَلَیَّ مَا دُمْتَ حَیّاً.

قَالَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ:فَمَا حَدَّثْتُ أَحَداً بِهَذَا الْحَدِیثِ إِلَی أَنْ مَضَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَقْتُولاً بِالسَّمِّ وَ دُفِنَ فِی دَارِ حُمَیْدِ بْنِ قَحْطَبَهَ الطَّائِیِّ فِی الْقُبَّهِ الَّتِی فِیهَا قَبْرُ هَارُونَ الرَّشِیدِ إِلَی جَانِبِهِ (2).

39-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عُمَیْرِ (3)بْنِ یَزِیدَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَذَکَرْنَا مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ،فَقَالَ:إِنِّی جَعَلْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لاَ یُظِلَّنِی وَ إِیَّاهُ سَقْفُ بَیْتٍ أَبَداً،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی هَذَا یَأْمُرُنَا بِالْبِرِّ وَ الصِّلَهِ وَ یَقُولُ هَذَا لِعَمِّهِ!!فَنَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ:هَذَا مِنَ الْبِرِّ وَ الصِّلَهِ،إِنَّهُ مَتَی یَأْتِینِی وَ یَدْخُلُ عَلَیَّ فَیَقُولُ فِیَّ یُصَدِّقُهُ النَّاسُ،وَ إِذَا لَمْ یَدْخُلْ عَلَیَّ وَ لَمْ أَدْخُلْ عَلَیْهِ لَمْ یُقْبَلْ قَوْلُهُ إِذَا قَالَ (4).

40-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ قَالَ: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ الطَّائِفِیَّ کَتَبَ إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ

ص:322


1- (1) عیون الأخبار:ج 199/1،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 218/1،ح 1.
3- (3) فی نسخه ثانیه:عمر.
4- (4) عیون الأخبار:ج 221/1،ح 1.

یَشْکُو غَمَّهُ بِعَمَلِ السُّلْطَانِ وَ التَّلَبُّسِ بِهِ وَ أَمْرَ وَصِیَّتِهِ فِی یَدَیْهِ،فَکَتَبَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَمَّا الْوَصِیَّهُ فَقَدْ کُفِیتَ أَمْرَهَا،فَاغْتَمَّ الرَّجُلُ[وَ ظَنَّ]أَنَّهَا تُؤْخَذُ مِنْهُ،فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِکَ بِعِشْرِینَ یَوْماً (1).

41-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلاَّنَ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ الْقُمِّیِّ،قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بِی عَطَشٌ شَدِیدٌ،فَکَرِهْتُ أَنْ أَسْتَسْقِیَ فَدَعَا بِمَاءٍ وَ ذَاقَهُ وَ قَالَ:اِشْرَبْ فَإِنَّهُ بَارِدٌ فَشَرِبْتُ (2). وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ بِالْإِسْنَادِ الْمَذْکُورِ .

42-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی الْحَسَنِ دَاوُدَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الطَیِّبِ قَالَ:سَمِعْتُهُ یَقُولُ: لَمَّا تُوُفِّیَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَخَلَ[أَبُو الْحَسَنِ]عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ السُّوقَ فَاشْتَرَی کَلْباً وَ کَبْشاً وَ دِیکاً،فَلَمَّا کَتَبَ صَاحِبُ الْخَبَرَ إِلَی هَارُونَ بِذَلِکَ قَالَ:قَدْ أَمِنَّا جَانِبَهُ،وَ کَتَبَ الزُّبَیْرِیُّ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا قَدْ فَتَحَ بَابَهُ وَ دَعَا إِلَی نَفْسِهِ فَقَالَ هَارُونُ:وَا عَجَباً مِنْ هَذَا!یَکْتُبُ إِلَیَّ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدِ اشْتَرَی کَلْباً وَ کَبْشاً وَ دِیکاً وَ یَکْتُبُ فِیهِ بِمَا یَکْتُبُ (3).

43-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:حَدَّثَنَا یَعْقُوبُ بْنُ یَزِیدَ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ،وَ أَبُو مُحَمَّدٍ النِّیلِیُّ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَاهَوَیْهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الصَّائِغِ عَنْ عَمِّهِ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی خُرَاسَانَ أُؤَامِرُهُ فِی قَتْلِ رَجَاءِ بْنِ أَبِی الضَّحَّاکِ الَّذِی حَمَلَهُ إِلَی خُرَاسَانَ فَنَهَانِی عَنْ ذَلِکَ،وَ قَالَ:أَ تُرِیدُ أَنْ تَقْتُلَ نَفْساً مُؤْمِنَهً بِنَفْسٍ کَافِرَهٍ؟فَلَمَّا صَارَ إِلَی الْأَهْوَازِ قَالَ لِأَهْلِ الْأَهْوَازِ:اُطْلُبُوا لِی قَصَبَ سُکَّرٍ فَقَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْأَهْوَازِ مِمَّنْ لاَ یَعْقِلُ:أَعْرَابِیٌّ لاَ یَعْلَمُ أَنَّ الْقَصَبَ لاَ یُوجَدُ فِی الصَّیْفِ!فَقَالُوا:یَا سَیِّدِنَا إِنَّ الْقَصَبَ لاَ یُوجَدُ فِی هَذَا الْوَقْتِ،إِنَّمَا یَکُونُ فِی الشِّتَاءِ،قَالَ:بَلْ اطْلُبُوهُ فَإِنَّکُمْ سَتَجِدُونَهُ،فَقَالَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ:وَ اللَّهِ مَا طَلَبَ سَیِّدِی إِلاَّ مَوْجُوداً،فَأَرْسَلُوا إِلَی جَمِیعِ النَّوَاحِی فَجَاءَ أَکَرَهُ إِسْحَاقَ وَ قَالُوا:عِنْدَنَا

ص:323


1- (1) عیون الأخبار:ج 221/1،ح 2.
2- (2) عیون الأخبار:ج 222/1،ح 3.
3- (3) عیون الأخبار:ج 222/1،ح 4.

شَیْ ءٌ ادَّخَرْنَاهُ لِلْبَذْرِ نَزْرَعُهُ،فَکَانَتْ هَذِهِ إِحْدَی بَرَاهِینِهِ«اَلْحَدِیثَ» (1).

44-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی بْنِ عِمْرَانَ الْأَشْعَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ هَارُونَ الْحَارِثِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ قَالَ: کُنْتُ أَنَا وَ أَخِی عِنْدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَتَاهُ مَنْ أَخْبَرَهُ أَنَّهُ قَدْ رُبِطَ ذَقَنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ،فَمَضَی أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ مَضَیْنَا مَعَهُ وَ إِذَا لِحْیَاهُ قَدْ رُبِطَا وَ إِذَا إِسْحَاقُ بْنُ جَعْفَرٍ وَ وُلْدُهُ وَ جَمَاعَهُ آلِ أَبِی طَالِبٍ یَبْکُونَ،فَجَلَسَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ نَظَرَ فِی وَجْهِهِ فَتَبَسَّمَ،فَنَقِمَ مَنْ کَانَ فِی الْمَجْلِسِ عَلَیْهِ فَقَالَ بَعْضُهُمْ إِنَّمَا تَبَسَّمَ شَامِتاً بِعَمِّهِ!،فَقَامَ وَ خَرَجَ یُصَلِّی فِی الْمَسْجِدِ،فَقُلْتُ لَهُ:جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاکَ قَدْ سَمِعْتُ فِیکَ مِنْ هَؤُلاَءِ مَا تُکْرَهُ حِینَ تَبَسَّمْتَ،فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّمَا تَعَجَّبْتُ مِنْ بُکَاءِ إِسْحَاقَ وَ هُوَ یَمُوتُ وَ اللَّهِ قَبْلَهُ وَ یَبْکِیهِ مُحَمَّدٌ،قَالَ:فَبَرِئَ مُحَمَّدٌ وَ مَاتَ إِسْحَاقُ (2).

45-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ الْحَذَّاءِ قَالَ:حَدَّثَنِی یَحْیَی بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: مَرِضَ أَبِی مَرَضاً شَدِیداً فَأَتَاهُ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَعُودُهُ وَ عَمِّی إِسْحَاقُ جَالِسٌ یَبْکِی قَدْ جَزِعَ عَلَیْهِ جَزَعاً شَدِیداً قَالَ یَحْیَی:فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ:مِمَّا یَبْکِی عَمُّکَ؟قُلْتُ:یَخَافُ عَلَیْهِ مَا تَرَی،قَالَ:فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:لاَ تَغْتَمَّنَّ فَإِنَّ إِسْحَاقَ سَیَمُوتُ قَبْلَهُ قَالَ یَحْیَی:فَبَرِئَ أَبِی مُحَمَّدٌ وَ مَاتَ إِسْحَاقُ (3).

46-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ قَالَ:حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُوسَی قَالَ: لَمَّا خَرَجَ عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ بِمَکَّهَ وَ دَعَا إِلَی نَفْسِهِ وَ دُعِیَ بِأَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ وَ بُویِعَ لَهُ بِالْخِلاَفَهِ دَخَلَ عَلَیْهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَا مَعَهُ فَقَالَ:یَا عَمِّ لاَ تُکْذِبْ أَبَاکَ وَ لاَ أَخَاکَ فَإِنْ هَذَا أَمْرٌ لاَ یَتِمُّ،ثُمَّ خَرَجَ وَ خَرَجْتُ مَعَهُ إِلَی الْمَدِینَهِ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلاَّ قَلِیلاً حَتَّی أَتَی الْجَلُودِیُّ فَلَقِیَهُ فَهَزَمَهُ،ثُمَّ اسْتَأْمَنَ إِلَیْهِ فَلَبِسَ السَّوَادَ وَ صَعِدَ الْمِنْبَرَ فَخَلَعَ نَفْسَهُ وَ قَالَ:

إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لِلْمَأْمُونِ لَیْسَ لِی فِیهِ حَقٌّ،ثُمَّ خَرَجَ إِلَی خُرَاسَانَ فَمَاتَ بِخُرَاسَانَ (4).

ص:324


1- (1) عیون الأخبار:ج 222/1،ح 5.
2- (2) عیون الأخبار:ج 223/1،ح 6.
3- (3) عیون الأخبار:ج 223/1،ح 7.
4- (4) عیون الأخبار:ج 224/1،ح 8.

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ مُرْسَلاً عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

47-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی وَ سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ جَمِیعاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَثْرَمِ: وَ کَانَ عَلَی شُرْطَهِ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الْعَلَوِیِّ بِالْمَدِینَهِ أَیَّامَ أَبِی السَّرَایَا قَالَ:اِجْتَمَعَ إِلَیْهِ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ غَیْرُهُمْ مِنْ قُرَیْشٍ فَبَایَعُوهُ وَ قَالُوا لَهُ:لَوْ بَعَثْتَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ مَعَنَا وَ کَانَ أَمْرُنَا وَاحِداً؟قَالَ:فَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ:اِذْهَبْ إِلَیْهِ فَأَقْرِئْهُ السَّلاَمَ وَ قُلْ لَهُ:إِنَّ أَهْلَ بَیْتِکَ اجْتَمَعُوا وَ أَحَبُّوا أَنْ تَکُونَ مَعَهُمْ،فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَأْتِیَنَا فَافْعَلْ، فَأَتَیْتُهُ وَ هُوَ بِالْحَمْرَاءِ فَأَدَّیْتُ مَا أَرْسَلَنِی إِلَیْهِ،فَقَالَ لِی:أَقْرِئْهُ مِنِّی السَّلاَمَ وَ قُلْ لَهُ:إِذَا مَضَی عِشْرُونَ یَوْماً أَتَیْتُکَ قَالَ:فَجِئْتُهُ فَأَبْلَغْتُهُ مَا أَرْسَلَنِی بِهِ،فَمَکَثْنَا أَیَّاماً فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ ثَمَانِیَهَ عَشَرَ جَاءَنَا وَرْقَاءُ قَائِدُ الْجَلُودِیِّ فَقَاتَلَنَا وَ هَزَمَنَا وَ خَرَجْتُ هَارِباً نَحْوَ الصُّورَیْنِ، فَإِذَا هَاتِفٌ یَهْتِفُ بِی:یَا أَثْرَمُ فَالْتَفَتُّ إِلَیْهِ فَإِذَا أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یَقُولُ:

مَضَتِ الْعِشْرُونَ أَمْ لاَ؟وَ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ بْنَ حَسَنِ بْنِ حَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

48-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ:قَالَ لِی الرَّیَّانُ بْنُ الصَّلْتِ: وَ قَدْ کَانَ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ بَعَثَهُ إِلَی بَعْضِ کُورِ خُرَاسَانَ،فَقَالَ لِی:أُحِبُّ أَنْ تَسْتَأْذِنَ لِی عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَسْلَمَ عَلَیْهِ،وَ أَحَبَّ أَنْ یَکْسُوَنِی مِنْ ثِیَابِهِ وَ أَحَبَّ أَنْ یَهَبَ لِی مِنَ الدَّرَاهِمِ الَّتِی ضُرِبَتْ بِاسْمِهِ،فَدَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً:إِنَّ الرَّیَّانَ بْنَ الصَّلْتِ یُرِیدُ الدُّخُولَ عَلَیْنَا،وَ الْکِسْوَهَ مِنْ ثِیَابِنَا وَ الْعَطِیَّهَ مِنْ دَرَاهِمِنَا فَائْذَنْ لَهُ،فَأَذِنْتُ لَهُ فَدَخَلَ وَ سَلَّمَ فَأَعْطَاهُ ثَوْبَیْنِ وَ ثَلاَثِینَ دِرْهَماً مِنْ الدَّرَاهِمِ الْمَضْرُوبَهِ بِاسْمِهِ (2). وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَحْوَهُ .

49-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ مَاجِیلَوَیْهِ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ

ص:325


1- (1) عیون الأخبار:ج 224/1،ح 9.
2- (2) عیون الأخبار:ج 225/1،ح 10.

عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیِّ قَالَ: کُنَّا حَوْلَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ نَحْنُ شَبَابٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ،إِذْ مَرَّ عَلَیْنَا جَعْفَرُ بْنُ عُمَرَ الْعَلَوِیُّ وَ هُوَ رَثُّ الْهَیْئَهِ فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَی بَعْضٍ وَ ضَحِکْنَا مِنْ هَیْئَتِهِ،فَقَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

لَتَرَوْنَهُ عَنْ قَرِیبٍ کَثِیرَ الْمَالِ کَثِیرَ التَّبَعِ،فَمَا مَضَی إِلاَّ شَهْرٌ أَوْ نَحْوُهُ حَتَّی وَلِیَ الْمَدِینَهَ وَ حَسُنَتْ حَالُهُ،وَ کَانَ یَمُرُّ بِنَا وَ مَعَهُ الْخِصْیَانُ وَ الْحَشَمُ (1).

50-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَشَّارٍ قَالَ:قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ یَقْتُلُ مُحَمَّداً فَقُلْتُ لَهُ:عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ یَقْتُلُ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ؟فَقَالَ لِی:نَعَمْ عَبْدُ اللَّهِ الَّذِی بِخُرَاسَانَ یَقْتُلُ مُحَمَّدَ بْنَ زُبَیْدَهَ الَّذِی هُوَ بِبَغْدَادَ فَقَتَلَهُ (2).

51-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا حَمْزَهُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَلَوِیُّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِی نَجْرَانَ وَ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالاَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ قِیَاماً: وَ کَانَ مِنْ رُؤَسَاءِ الْوَاقِفِیَّهِ فَسَأَلْنَا أَنْ نَسْتَأْذِنَ لَهُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَفَعَلْنَا،فَلَمَّا صَارَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ لَهُ:أَنْتَ إِمَامٌ؟قَالَ:نَعَمْ،قَالَ:إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّکَ لَسْتَ بِإِمَامٍ،قَالَ:فَنَکَتَ فِی الْأَرْضِ طَوِیلاً مُنَکِّسَ الرَّأْسِ،ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیْهِ فَقَالَ:مَا أَعْلَمَکَ أَنِّی لَسْتُ بِإِمَامٍ؟فَقَالَ:إِنَّا قَدْ رُوِّینَا عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّ الْإِمَامَ لاَ یَکُونُ عَقِیماً وَ أَنْتَ قَدْ بَلَغْتَ هَذَا السِّنَّ وَ لَیْسَ لَکَ وَلَدٌ؟ قَالَ:فَنَکَسَ رَأْسَهُ أَطْوَلَ مِنَ الْمَرَّهِ الْأُولَی ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ:إِنِّی أُشْهِدُ اللَّهَ أَنَّهُ لاَ تَمْضِی الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یَرْزُقَنِیَ اللَّهُ وَلَداً مِنِّی،قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِی نَجْرَانَ:

فَعَدَدْنَا الشُّهُورَ مِنَ الْوَقْتِ الَّذِی قَالَ،فَوَهَبَ اللَّهُ لَهُ أَبَا جَعْفَرٍ فِی أَقَلَّ مِنْ سَنَهٍ «اَلْحَدِیثَ» (3).

52-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ عَنْ مُوسَی بْنِ هَارُونَ قَالَ: رَأَیْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ نَظَرَ إِلَی هَرْثَمَهَ بِالْمَدِینَهِ فَقَالَ:کَأَنِّی بِهِ وَ قَدْ حُمِلَ إِلَی هَارُونَ فَضُرِبَتْ عُنُقُهُ فَکَانَ کَمَا قَالَ (4). وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ مُوسَی بْنِ هَارُونَ عَلَی مَا نَقَلَهُ عَنْهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

53-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ

ص:326


1- (1) عیون الأخبار:ج 225/1،ح 11.
2- (2) عیون الأخبار:ج 226/1،ح 12.
3- (3) عیون الأخبار:ج 226/1،ح 13.
4- (4) عیون الأخبار:ج 227/1،ح 14.

إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی حَبِیبٍ النِّبَاجِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی الْمَنَامِ وَ قَدْ وَافَی النِّبَاجَ وَ قَدْ نَزَلَ بِهَا فِی الْمَسْجِدِ الَّذِی یَنْزِلُهُ الْحَاجُّ فِی کُلِّ سَنَهٍ فَکَأَنِّی مَضَیْتُ إِلَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ وَقَفْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ،وَ وَجَدْتُ عِنْدَهُ طَبَقاً مِنْ خُوصِ الْمَدِینَهِ فِیهِ تَمْرٌ صَیْحَانِیٌّ،فَکَأَنَّهُ قَبَضَ قَبْضَهً مِنْ ذَلِکَ التَّمْرِ فَعَدَّدْتُهُ فَکَانَ ثَمَانِیَ عَشْرَهَ تَمْرَهً،فَتَأَوَّلْتُ أَنِّی أَعِیشُ بِعَدَدِ کُلِّ تَمْرَهٍ سَنَهً،فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ عِشْرِینَ یَوْماً کُنْتُ فِی أَرْضٍ تُعْمَرُ بَیْنَ یَدَیَّ لِلزِّرَاعَهِ حَتَّی جَاءَنِی مَنْ أَخْبَرَنِی بِقُدُومِ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ الْمَدِینَهِ وَ نُزُولِهِ فِی ذَلِکَ الْمَسْجِدِ،وَ رَأَیْتُ النَّاسَ یَسْعَوْنَ إِلَیْهِ فَمَضَیْتُ نَحْوَهُ،فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی کُنْتُ رَأَیْتُ فِیهِ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ تَحْتَهُ حَصِیرٌ مِثْلَ مَا کَانَ تَحْتَهُ،وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقُ خُوصٍ فِیهِ تَمْرٌ صَیْحَانِیٌّ،فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ السَّلاَمَ وَ اسْتَدْنَانِی فَنَاوَلَنِی قَبْضَهً مِنْ ذَلِکَ التَّمْرِ،فَعَدَّدْتُهُ فَإِذَا عَدَدُهُ مِثْلُ ذَلِکَ التَّمْرِ الَّذِی نَاوَلَنِی رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقُلْتُ لَهُ:زِدْنِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،فَقَالَ:لَوْ زَادَکَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَزِدْنَاکَ (1).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی مِنْ جُمْلَهِ مَا أَوْرَدَهُ مِنْ مُعْجِزَاتِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ رِوَایَاتِ الْعَامَّهِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی مِثْلَهُ .

54-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ الثَّعَالِبِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمَعْرُوفُ بِالصَّفْوَانِیِّ قَالَ: خَرَجَتْ قَافِلَهٌ مِنْ خُرَاسَانَ إِلَی کِرْمَانَ فَقَطَعَ اللُّصُوصُ عَلَیْهِمْ الطَّرِیقَ،وَ أَخَذُوا مِنْهُمْ رَجُلاً اتَّهَمُوهُ بِکَثْرَهِ الْمَالِ،فَکَانَ فِی أَیْدِیهِمْ مُدَّهً یُعَذِّبُونَهُ لِیَفْتَدِیَ نَفْسَهُ مِنْهُمْ،وَ أَقَامُوهُ فِی الثَّلْجِ وَ مَلَأُوا فَاهُ مِنْ ذَلِکَ الثَّلْجِ وَ شَدُّوهُ فَرَحِمَتْهُ امْرَأَهٌ مِنْ نِسَائِهِمْ فَأَطْلَقَتْهُ وَ هَرَبَ،فَانْفَسَدَ فَمُهُ وَ لِسَانُهُ حَتَّی لَمْ یَقْدِرْ عَلَی الْکَلاَمِ،ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَی خُرَاسَانَ فَسَمِعَ بِخَبَرِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَّهُ بِنَیْسَابُورَ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ رَآهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی النَّوْمِ فَوَصَفَ لَهُ دَوَاءً ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْهِ،فَقَالَ لَهُ اذْهَبْ فَاسْتَعْمِلْ مَا وَصَفْتُهُ لَکَ فِی مَنَامِکَ،فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تُعِیدَ عَلَیَّ،فَقَالَ لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:خُذْ مِنَ الْکَمُّونِ وَ السَّعْتَرِ وَ الْمِلْحِ وَ دُقَّهُ،وَ خُذْ مِنْهُ فِی فَمِکَ مَرَّهً أَوْ مَرَّتَیْنِ فَإِنَّکَ سَتُعَافَی،قَالَ الرَّجُلُ:فَاسْتَعْمَلْتُ مَا وَصَفَ لِی فَعُوفِیتُ (2).

55-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ

ص:327


1- (1) عیون الأخبار:ج 227/1،ح 15.
2- (2) عیون الأخبار:ج 228/1،ح 16.

إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ:حَدَّثَنِی الرَّیَّانُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: لَمَّا أَرَدْتُ الْخُرُوجَ إِلَی الْعِرَاقِ عَزَمْتُ عَلَی تَوْدِیعِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:إِذَا وَدَّعْتُهُ سَأَلْتُهُ قَمِیصاً مِنْ ثِیَابِ جَسَدِهِ لِأُکَفَّنَ بِهِ،وَ دَرَاهِمَ مِنْ مَالِهِ أَصُوغُ بِهَا لِبَنَاتِی خَوَاتِیمَ،فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ شَغَلَنِی الْبُکَاءُ وَ الْأَسَی عَلَی فُرْقَتِهِ مِنْ مَسْأَلَتِهِ ذَلِکَ،فَلَمَّا خَرَجْتُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ صَاحَ بِی:یَا رَیَّانُ ارْجِعْ فَرَجَعْتُ،فَقَالَ لِی:أَ مَا تُحِبُّ أَنْ أَدْفَعَ إِلَیْکَ قَمِیصاً مِنْ ثِیَابِ جَسَدِی تُکَفَّنُ فِیهِ إِذَا فَنِیَ أَجَلُکَ؟أَ وَ مَا تُحِبُّ أَنْ أَدْفَعَ إِلَیْکَ دَرَاهِمَ لِتَصُوغَ بِهَا لِبَنَاتِکَ خَوَاتِیمَ؟فَقُلْتُ:

یَا سَیِّدِی قَدْ کَانَ فِی نَفْسِی أَنْ أَسْأَلَکَ ذَلِکَ فَمَنَعَنِی الْغَمُّ بِفِرَاقِکَ،فَرَفَعَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوِسَادَهَ وَ أَخْرَجَ قَمِیصاً فَدَفَعَهُ إِلَیَّ وَ رَفَعَ جَانِبَ الْمُصَلَّی فَأَخْرَجَ دَرَاهِمَ فَدَفَعَهَا إِلَیَّ فَعَدَدْتُهَا فَکَانَتْ ثَلاَثِینَ دِرْهَماً (1).

56-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ،قَالَ: کُنْتُ شَاکّاً فِی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَتَبْتُ إِلَیْهِ کِتَاباً أَسْأَلُهُ فِیهِ الْإِذْنَ عَلَیْهِ وَ أَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی إِذَا دَخَلْتُ عَلَیْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ ثَلاَثِ آیَاتٍ قَدْ عَقَدَتْ قَلْبِی عَلَیْهَا،قَالَ:فَأَتَانِی جَوَابُ مَا کَتَبْتُ بِهِ إِلَیْهِ:عَافَانَا اللَّهُ وَ إِیَّاکَ،أَمَّا مَا طَلَبْتَ مِنْ الْإِذْنِ عَلَیَّ فَإِنَّ الدُّخُولَ عَلَیَّ صَعْبٌ،وَ هَؤُلاَءِ قَدْ ضَیَّقُوا عَلَیَّ فَلَسْتَ تَقْدِرُ عَلَیْهِ الْآنَ وَ سَیَکُونُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ کَتَبَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِجَوَابِ مَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْآیَاتِ الثَّلاَثِ فِی الْکِتَابِ،وَ لاَ وَ اللَّهِ مَا ذَکَرْتُ لَهُ مِنْهُنَّ شَیْئاً وَ قَدْ بَقِیتُ مُتَعَجِّباً لِمَا ذَکَرَهَا فِی الْکِتَابِ،وَ لَمْ أَدْرِ أَنَّهُ جَوَابِی إِلاَّ بَعْدَ ذَلِکَ فَوَقَفْتُ عَلَی مَعْنَی مَا کَتَبَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

57-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِحِمَارٍ فَرَکِبْتُهُ وَ أَتَیْتُهُ،فَأَقَمْتُ عِنْدَهُ بِاللَّیْلِ إِلَی أَنْ مَضَی مِنْهُ مَا شَاءَ اللَّهُ،فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ یَنْهَضَ قَالَ لِی:لاَ أَرَاکَ تَقْدِرُ عَلَی الرُّجُوعِ إِلَی الْمَدِینَهِ؟قُلْتُ:أَجَلْ جُعِلْتُ فِدَاکَ،قَالَ:فَبِتْ عِنْدَنَا اللَّیْلَهَ وَ اغْدُ عَلَی بَرَکَهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،قَالَ:أَفْعَلُ جُعِلْتُ فِدَاکَ،قَالَ:یَا جَارِیَهُ افْرُشِی لَهُ فِرَاشِی، فَاطْرَحِی عَلَیْهِ مِلْحَفَتِی الَّتِی أَنَامُ فِیهَا،وَ ضَعِی تَحْتَ رَأْسِهِ وِسَادَتِی،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:

مَنْ أَصَابَ مَا أَصَبْتُ فِی لَیْلَتِی هَذِهِ؟لَقَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِی مِنَ الْمَنْزِلَهِ عِنْدَهُ وَ أَعْطَانِی مِنْ الْفَخْرِ مَا لَمْ یُعْطِهِ أَحَداً مِنْ أَصْحَابِنَا،بَعَثَ إِلَیَّ بِحِمَارِهِ فَرَکِبْتُهُ،وَ فَرَشَ لِی فِرَاشَهُ

ص:328


1- (1) عیون الأخبار:ج 229/1،ح 17.
2- (2) عیون الأخبار:ج 229/1،ح 18.

وَ بِتُّ فِی مِلْحَفَتِهِ،وَ وُضِعَتْ لِی وِسَادَتُهُ،مَا أَصَابَ مِثْلَ هَذَا أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِنَا قَالَ:

وَ هُوَ قَاعِدٌ مَعِی وَ أَنَا أُحَدِّثُ نَفْسِی فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِی:یَا أَحْمَدُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَتَی زَیْدَ بْنَ صُوحَانَ فِی مَرَضِهِ یَعُودُهُ فَافْتَخَرَ عَلَی النَّاسِ بِذَلِکَ،فَلاَ تَذْهَبَنَّ نَفْسُکَ إِلَی الْفَخْرِ،وَ تَذَلَّلْ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اعْتَمَدَ عَلَی یَدِهِ فَقَامَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1). وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی نَحْوَهُ .

58-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ الدَّقَّاقُ،قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنِی حَرِیزُ بْنُ حَازِمٍ عَنْ أَبِی مَسْرُوقٍ قَالَ:

دَخَلَ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَمَاعَهٌ مِنَ الْوَاقِفِیَّهِ فِیهِمْ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ الْبَطَائِنِیُّ، وَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ وَ الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ وَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِی سَعِیدٍ الْمُکَارِی فَقَالَ لَهُ عَلِیُّ بْنُ أَبِی حَمْزَهَ:جُعِلْتُ فِدَاکَ أَخْبِرْنَا عَنْ أَبِیکَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَا حَالُهُ؟فَقَالَ لَهُ:إِنَّهُ قَدْ مَضَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لَهُ:فَإِلَی مَنْ عَهِدَ؟فَقَالَ:إِلَیَّ،فَقَالَ لَهُ:إِنَّکَ لَتَقُولُ قَوْلاً مَا قَالَهُ أَحَدٌ مِنْ آبَائِکَ إِلَی عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ فَمَنْ دُونَهُ قَالَ:لَکِنْ قَدْ قَالَهُ خَیْرُ آبَائِی وَ أَفْضَلُهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،فَقَالَ لَهُ:أَ مَا تَخَافُ هَؤُلاَءِ عَلَی نَفْسِکَ؟فَقَالَ:لَوْ خِفْتُ عَلَیْهَا کُنْتُ عَلَیْهَا مُعِیناً،إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَتَاهُ أَبُو لَهَبٍ فَتَهَدَّدَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ:إِنْ خُدِشْتُ مِنْ قِبَلِکَ خَدْشَهً فَأَنَا کَذَّابٌ،فَکَانَتْ أَوَّلَ آیَهٍ نَزَعَ بِهَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ هِیَ أَوَّلُ آیَهٍ أَنْزِعُ بِهَا لَکُمْ إِنْ خُدِشْتُ خَدْشَهً مِنْ قِبَلِ هَارُونَ فَأَنَا کَذَّابٌ فَقَالَ لَهُ الْحَسَنُ بْنُ مِهْرَانَ:قَدْ أَتَانَا مَا نَطْلُبُ إِنْ أَظْهَرْتَ هَذَا الْقَوْلَ، فَقَالَ:فَتُرِیدُ مَا ذَا؟تُرِیدُ أَنْ أَذْهَبَ إِلَی هَارُونَ فَأَقُولَ:إِنِّی إِمَامٌ وَ إِنَّکَ لَسْتَ بِشَیْ ءٍ لَیْسَ هَکَذَا صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی أَوَّلِ أَمْرِهِ،إِنَّمَا قَالَ ذَلِکَ لِأَهْلِهِ وَ مَوَالِیهِ وَ مَنْ یَثِقُ بِهِمْ،فَخَصَّهُمْ بِهِ دُونَ النَّاسِ،وَ أَنْتُمْ تَعْتَقِدُونَ الْإِمَامَهِ لِمَنْ کَانَ قَبْلِی مِنْ آبَائِی وَ لاَ تَقُولُونَ إِنَّهُ إِنَّمَا یَمْنَعُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی أَنْ یُخْبِرَ أَنَّ أَبَاهُ حَیٌّ تَقِیَّهً فَإِنِّی لاَ أَتَّقِیکُمْ فِی أَنْ أَقُولَ:إِنِّی إِمَامُکُمْ فَکَیْفَ أَتَّقِیکُمْ فِی أَنْ أَقُولَ إِنَّ أَبِی حَیٌّ لَوْ کَانَ حَیّاً (2).

59-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُکَتِّبُ قَالَ:

حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ سَیَّارٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِیهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجَعَلْتُ أَسْتَفْهِمُهُ بَعْضَ مَا یُکَلِّمُنِی فَقَالَ لِی:نَعَمْ

ص:329


1- (1) عیون الأخبار:ج 229/1،ح 19.
2- (2) عیون الأخبار:ج 230/1،ح 20.

یَا سَمَاعُ،فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ کُنْتُ وَ اللَّهِ أُلَقَّبُ بِهَذَا فِی صِبَایَ وَ أَنَا فِی الْکِتَابِ، قَالَ:فَتَبَسَّمَ فِی وَجْهِی (1).

60-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السِّنَانِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ قَالَ:حَدَّثَنِی هَرْثَمَهُ بْنُ أَعْیَنَ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی وَ مَوْلاَیَ یَعْنِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی دَارِ الْمَأْمُونِ وَ کَانَ قَدْ ظَهَرَ فِی دَارِ الْمَأْمُونِ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ تُوُفِّیَ وَ لَمْ یَصِحَّ هَذَا الْقَوْلُ فَدَخَلْتُ أُرِیدُ الْإِذْنَ عَلَیْهِ قَالَ:وَ کَانَ بَعْضُ ثِقَاتِ خَدَمِ الْمَأْمُونِ غُلاَمٌ یُقَالُ لَهُ:صَبِیحٌ الدَّیْلَمِیُّ وَ کَانَ یَتَوَلَّی سَیِّدِی حَقَّ وَلاَیَتِهِ،وَ إِذَا صَبِیحٌ قَدْ خَرَجَ،فَلَمَّا رَآنِی قَالَ لِی:یَا هَرْثَمَهُ أَ لَسْتَ تَعْلَمُ أَنِّی ثِقَهُ الْمَأْمُونِ عَلَی سِرِّهِ وَ عَلاَنِیَتِهِ؟قُلْتُ:بَلَی،قَالَ:اِعْلَمْ یَا هَرْثَمَهُ أَنَّ الْمَأْمُونَ دَعَانِی وَ ثَلاَثِینَ غُلاَماً مِنْ ثِقَاتِهِ عَلَی سِرِّهِ وَ عَلاَنِیَتِهِ فِی الثُّلُثِ الْأَوَّلِ مِنَ اللَّیْلِ،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ قَدْ صَارَ لَیْلُهُ نَهَاراً مِنْ کَثْرَهِ الشُّمُوعِ،وَ بَیْنَ یَدَیْهِ سُیُوفٌ مَسْلُولَهً مَشْحُوذَهً مَسْمُومَهً،فَدَعَا بِنَا غُلاَماً غُلاَماً وَ أَخَذَ عَلَیْنَا الْعَهْدَ وَ الْمِیثَاقَ بِلِسَانِهِ وَ لَیْسَ بِحَضْرَتِنَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ غَیْرُنَا،فَقَالَ لَنَا:هَذَا الْعَهْدُ لاَزِمٌ لَکُمْ أَنَّکُمْ تَفْعَلُونَ مَا آمُرُکُمْ بِهِ،وَ لاَ تُخَالِفُوا مِنْهُ شَیْئاً،قَالَ:فَحَلَفْنَا لَهُ،فَقَالَ:یَأْخُذُ کُلُّ مِنْکُمْ سَیْفاً بِیَدِهِ،وَ امْضُوا حَتَّی تَدْخُلُوا عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حُجْرَتِهِ فَإِنْ وَجَدْتُمُوهُ قَائِماً أَوْ قَاعِداً أَوْ نَائِماً فَلاَ تُکَلِّمُوهُ وَ ضَعُوا أَسْیَافَکُمْ عَلَیْهِ،وَ اخْلُطُوا لَحْمَهُ وَ دَمَهُ وَ شَعْرَهُ وَ عَظْمَهُ وَ مُخَّهُ، ثُمَّ اقْلِبُوا عَلَیْهِ بِسَاطَهُ،وَ امْسَحُوا أَسْیَافَکُمْ بِهِ،وَ صِیرُوا إِلَیَّ وَ قَدْ جَعَلْتُ لِکُلِّ وَاحِدٍ مِنْکُمْ عَلَی هَذَا الْفِعْلِ وَ کِتْمَانِهِ عَشْرَ بِدَرٍ دَرَاهِمَ وَ عَشْرَ ضِیَاعٍ مُنْتَخَبَهٍ وَ الْخُطُوطُ عِنْدِی مَا حَیِیتُ وَ بَقِیتُ،قَالَ:فَأَخَذْنَا الْأَسْیَافَ بِأَیْدِینَا وَ دَخَلْنَا عَلَیْهِ فِی حُجْرَتِهِ فَوَجَدْنَاهُ مُضْطَجِعاً یَقْلِبُ طَرْفَهُ وَ یَدَیْهِ وَ یَتَکَلَّمُ بِکَلاَمٍ لاَ نَعْرِفُهُ،قَالَ:فَبَادَرَ الْغِلْمَانُ إِلَیْهِ بِالسُّیُوفِ وَ وَضَعْتُ سَیْفِی وَ أَنَا قَائِمٌ أَنْظُرُ إِلَیْهِ،وَ کَأَنَّهُ قَدْ عَلِمَ مَصِیرَنَا إِلَیْهِ فَلَبِسَ عَلَی بَدَنِهِ مَا لاَ تَعْمَلُ فِیهِ السُّیُوفُ فَطَوَوْا عَلَیْهِ بِسَاطَهُ وَ خَرَجُوا حَتَّی دَخَلُوا عَلَی الْمَأْمُونِ،فَقَالَ:مَا صَنَعْتُمْ؟قَالُوا:مَا أَمَرْتَنَا بِهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ،قَالَ:لاَ تُعِیدُوا شَیْئاً مِمَّا کَانَ،فَلَمَّا کَانَ عِنْدَ تَبَلُّجِ الْفَجْرِ خَرَجَ الْمَأْمُونُ فَجَلَسَ مَکْشُوفَ الرَّأْسِ مُحَلَّلَ الْأَزْرَارِ وَ أَظْهَرَ وَفَاتَهُ، وَ قَعَدَ لِلتَّعْزِیَهِ ثُمَّ قَامَ حَافِیاً وَ مَشَی لِیَنْظُرَ إِلَیْهِ وَ أَنَا بَیْنَ یَدَیْهِ،فَلَمَّا دَخَلَ عَلَیْهِ حُجْرَتَهُ سَمِعَ هَمْهَمَهً فَأُرْعِدَ ثُمَّ قَالَ:مَنْ عِنْدَهُ؟قُلْتُ:لاَ عِلْمَ لَنَا یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ،قَالَ:

فَأَسْرِعُوا وَ انْظُرُوا قَالَ صَبِیحٌ:فَأَسْرَعْنَا إِلَی الْبَابِ فَإِذَا سَیِّدِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِسٌ فِی مِحْرَابِهِ

ص:330


1- (1) عیون الأخبار:ج 231/1،ح 21.

یُصَلِّی وَ یُسَبِّحُ،فَقُلْتُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هُوَ ذَا نَرَی شَخْصاً فِی مِحْرَابِهِ یُصَلِّی وَ یُسَبِّحُ فَانْتَفَضَ الْمَأْمُونُ وَ ارْتَعَدَ وَ قَالَ:غَدَرْتُمُونِی لَعَنَکُمُ اللَّهُ،ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ مِنْ بَیْنِ الْجَمَاعَهِ،فَقَالَ لِی:یَا صَبِیحُ أَنْتَ تَعْرِفُهُ فَانْظُرْ مَنِ الْمُصَلِّی عِنْدَهُ؟قَالَ صَبِیحٌ:

فَدَخَلْتُ وَ تَوَلَّی الْمَأْمُونُ رَاجِعاً فَلَمَّا صِرْتُ عِنْدَ عَتَبَهِ الْبَابِ قَالَ لِی:یَا صَبِیحُ قُلْتُ:

لَبَّیْکَ یَا مَوْلاَیَ،وَ قَدْ سَقَطْتُ لِوَجْهِی،فَقَالَ:قُمْ یَرْحَمُکَ اللَّهُ، یُرِیدُونَ لِیُطْفِؤُا نُورَ اللّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ اللّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْکافِرُونَ (1)قَالَ:فَرَجَعْتُ إِلَی الْمَأْمُونِ فَوَجَدْتُ وَجْهَهُ کَقِطَعِ اللَّیْلِ الْمُظْلِمِ فَقَالَ لِی:یَا صَبِیحُ مَا وَرَاءَکَ؟قُلْتُ لَهُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ هُوَ وَ اللَّهِ جَالِسٌ فِی حُجْرَتِهِ وَ قَدْ نَادَانِی وَ قَالَ لِی:کَیْتَ وَ کَیْتَ قَالَ:فَشَدَّ أَزْرَارَهُ وَ أَمَرَ بِسَدِّ أَبْوَابِهِ وَ قَالَ:قُولُوا:إِنَّهُ کَانَ قَدْ غُشِیَ عَلَیْهِ وَ إِنَّهُ قَدْ أَفَاقَ،قَالَ هَرْثَمَهُ:فَأَکْثَرْتُ لِلَّهِ شُکْراً وَ حَمْداً ثُمَّ دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمَّا رَآنِی قَالَ:یَا هَرْثَمَهُ لاَ تُحَدِّثْ أَحَداً بِمَا حَدَّثَکَ بِهِ صَبِیحٌ إِلاَّ مَنِ امْتَحَنَ اللَّهُ قَلْبَهُ لِلْإِیمَانِ بِمَحَبَّتِنَا وَ وَلاَیَتِنَا، فَقُلْتُ:نَعَمْ،ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا هَرْثَمَهُ وَ اللَّهِ لاَ یَضُرُّنَا کَیْدُهُمْ شَیْئاً حَتَّی یَبْلُغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ (2).

61-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ،قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْأَسَدِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِیسَی الْخَرَّاطُ قَالَ:حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ قَالَ: أَتَیْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ بِقَنْطَرَهِ أَرْبَقَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقُلْتُ:مَا تَأْمُرُنِی قَالَ:اِقْتَدِ بِابْنِی مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِی،وَ أَمَّا أَنَا فَإِنِّی ذَاهِبٌ فِی وَجْهِ الْأَرْضِ لاَ أَرْجِعُ مِنْهُ بُورِکَ قَبْرٌ بِطُوسَ وَ قَبْرَانِ بِبَغْدَادَ قَالَ:قُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ قَدْ عَرَفْنَا وَاحِداً فَمَا الثَّانِی؟قَالَ:سَتَعْرِفُونَهُ،ثُمَّ قَالَ:قَبْرِی وَ قَبْرُ هَرُونَ هَکَذَا وَ ضَمَّ إِصْبَعَیْهِ (3).

62-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ عَنْ حَمْزَهَ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَرَّجَانِیِّ قَالَ: خَرَجَ هَارُونُ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ بَابٍ وَ خَرَجَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ بَابٍ فَقَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یَعْنِی هَارُونَ:

مَا أَبْعَدَ الدَّارَ وَ أَقْرَبَ اللِّقَا طُوسَ طُوسَ طُوسَ،یَا طُوسُ سَتَجْمَعُنِی وَ إِیَّاهُ (4).

63-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نُعَیْمِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ:أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَفْصٍ قَالَ:حَدَّثَنِی مَوْلَی الْعَبْدِ الصَّالِحِ مُوسَی بْنِ

ص:331


1- (1) سوره الصّفّ:8.
2- (2) عیون الأخبار:ج 231/1،ح 22.
3- (3) عیون الأخبار:ج 233/1،ح 23.
4- (4) عیون الأخبار:ج 233/1،ح 24.

جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کُنْتُ وَ جَمَاعَهٌ مَعَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَفَازَهٍ فَأَصَابَنَا عَطَشٌ شَدِیدٌ حَتَّی خِفْنَا عَلَی أَنْفُسِنَا وَ دَوَابِّنَا،فَقَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِئْتُوا مَوْضِعاً وَصَفَهُ لَنَا،فَإِنَّکُمْ تُصِیبُونَ الْمَاءَ فِیهِ،قَالَ:فَأَتَیْنَا الْمَوْضِعَ فَأَصَبْنَا الْمَاءَ وَ سَقَیْنَا دَوَابَّنَا حَتَّی رَوِیَتْ وَ رَوِینَا وَ مَنْ مَعَنَا فِی الْقَافِلَهِ ثُمَّ رَحَلْنَا،فَأَمَرَنَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِطَلَبِ الْعَیْنِ فَطَلَبْنَاهَا فَمَا أَصَبْنَا إِلاَّ بَعْرَ الْإِبِلِ وَ لَمْ نَجِدْ لِلْعَیْنِ أَثَراً،فَذَکَرْتُ ذَلِکَ لِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِ قَنْبَرَ کَانَ یَزْعُمُ أَنَّ لَهُ مِائَهً وَ عِشْرِینَ سَنَهً فَأَخْبَرَنِی الْقَنْبَرِیُّ بِمِثْلِ هَذَا الْحَدِیثِ سَوَاءً قَالَ:کُنْتُ أَنَا أَیْضاً مَعَهُ فِی خِدْمَتِهِ،وَ أَخْبَرَنِی الْقَنْبَرِیُّ أَنَّهُ کَانَ فِی ذَلِکَ مُصْعِداً إِلَی خُرَاسَانَ (1).

64-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ،قَالَ:حَدَّثَنِی مُخَوَّلٌ السِّجِسْتَانِیُّ،قَالَ: لَمَّا وَرَدَ الْبَرِیدُ بِإِشْخَاصِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی خُرَاسَانَ کُنْتُ أَنَا بِالْمَدِینَهِ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ لِیُوَدِّعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،فَوَدَّعَهُ مِرَاراً کُلَّ ذَلِکَ یَرْجِعُ إِلَی الْقَبْرِ،وَ یَعْلُو صَوْتُهُ بِالْبُکَاءِ وَ النَّحِیبِ فَتَقَدَّمْتُ إِلَیْهِ وَ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ وَ هَنَّأْتُهُ،فَقَالَ:ذَرْنِی فَإِنِّی أُخْرَجُ مِنْ جِوَارِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَمُوتُ فِی غُرْبَهٍ وَ أُدْفَنُ إِلَی جَنْبِ قَبْرِ هَارُونَ، قَالَ:فَخَرَجْتُ مُتَّبِعاً لِطَرِیقِهِ حَتَّی مَاتَ بِطُوسَ وَ دُفِنَ إِلَی جَنْبِ هَارُونَ الرَّشِیدِ (2).

65-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ السِّنَانِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعِیدُ بْنُ مَالِکٍ عَنْ أَبِی حَمْزَهَ عَنِ ابْنِ أَبِی کَثِیرٍ،قَالَ: لَمَّا تُوُفِّیَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَقَفَ النَّاسُ فِی أَمْرِهِ،فَحَجَجْتُ تِلْکَ السَّنَهَ فَإِذَا أَنَا بِعَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَضْمَرْتُ فِی قَلْبِی أَمْراً،فَقُلْتُ: أَ بَشَراً مِنّا واحِداً نَتَّبِعُهُ الْآیَهِ فَمَرَّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَالْبَرْقِ الْخَاطِفِ عَلَیَّ فَقَالَ:أَنَا وَ اللَّهِ الْبَشَرُ الَّذِی یَجِبُ عَلَیْکَ أَنْ تَتَّبِعَنِی، فَقُلْتُ:مَعْذِرَهً إِلَی اللَّهِ وَ إِلَیْکَ،فَقَالَ:مَغْفُورٌ لَکَ (3).

وَ قَالَ حَدَّثَنِی بِهَذَا الْحَدِیثِ غَیْرُ وَاحِدٍ مِنَ الْمَشَایِخِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْکُوفِیِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ .

66-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ نُعَیْمٍ الشَّاذَانِیُّ قَالَ:أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ:قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنِّی حِینَ أَرَادُوا الْخُرُوجَ بِی مِنَ الْمَدِینَهِ جَمَعْتُ عِیَالِی فَأَمَرْتُهُمْ أَنْ یَبْکُوا عَلَیَّ حَتَّی أَسْمَعَ

ص:332


1- (1) عیون الأخبار:ج 234/1،ح 25.
2- (2) عیون الأخبار:ج 234/1،ح 26.
3- (3) عیون الأخبار:ج 235/1،ح 27.

ثُمَّ فَرَّقْتُ فِیهِمْ اثْنَیْ عَشَرَ أَلْفَ دِینَارٍ،ثُمَّ قُلْتُ:أَمَا إِنِّی لاَ أَرْجِعُ إِلَی عِیَالِی أَبَداً (1).

67-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بُطَّهَ قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو مُحَمَّدٍ الْغِفَارِیُّ قَالَ: لَزِمَنِی دَیْنٌ ثَقِیلٌ،فَقُلْتُ:مَا لِقَضَاءِ دِینِی غَیْرُ سَیِّدِی وَ مَوْلاَیَ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ أَتَیْتُ مَنْزِلَهُ فَاسْتَأْذَنْتُ فَأَذِنَ لِی،فَلَمَّا دَخَلْتُ قَالَ ابْتِدَاءً:یَا بَا مُحَمَّدٍ قَدْ عَرَفْنَا حَاجَتَکَ،وَ عَلَیْنَا قَضَاءُ دَیْنِکَ،فَلَمَّا أَمْسَیْنَا أُتِی بِطَعَامٍ لِلْإِفْطَارِ فَأَکَلْنَا،فَقَالَ:یَا بَا مُحَمَّدٍ تَبِیتُ أَوْ تَنْصَرِفُ؟فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی إِنْ قَضَیْتَ حَاجَتِی فَالاِنْصِرَافُ أَحَبُّ إِلَیَّ،قَالَ:

فَتَنَاوَلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ تَحْتِ الْبِسَاطِ قَبْضَهً فَدَفَعَهَا إِلَیَّ فَخَرَجْتُ فَدَنَوْتُ مِنَ السِّرَاجِ،فَإِذَا هِیَ دَنَانِیرُ حُمْرٌ وَ صُفْرٌ،فَأَوَّلُ دِینَارٍ وَقَعَ فِی یَدِی وَ رَأَیْتُ نَقْشَهُ کَانَ عَلَیْهِ یَا بَا مُحَمَّدٍ الدَّنَانِیرُ خَمْسُونَ،سِتَّهٌ وَ عِشْرُونَ مِنْهَا لِقَضَاءِ دَیْنِکَ،وَ أَرْبَعَهٌ وَ عِشْرُونَ لِنَفَقَهِ عِیَالِکَ، فَلَمَّا أَصْبَحْتُ فَتَّشْتُ الدَّنَانِیرَ فَلَمْ أَجِدْ ذَلِکَ الدِّینَارَ،وَ إِذَا هِیَ لاَ تَنْقُصُ شَیْئاً (2).

68-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ هَارُونَ الْفَامِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ بُطَّهَ،قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ: کَانَ عِنْدِی جَارِیَتَانِ حَامِلَتَانِ فَکَتَبْتُ إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُعْلِمُهُ ذَلِکَ وَ أَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَ مَا فِی بُطُونِهِمَا ذَکَرَیْنِ وَ أَنْ یَهَبَ لِی ذَلِکَ قَالَ:فَوَقَّعَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ،ثُمَّ ابْتَدَأَنِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِکِتَابٍ مُفْرَدٍ نُسْخَتُهُ:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ إِلَی أَنْ قَالَ:یُولَدُ لَکَ غُلاَمٌ وَ جَارِیَهٌ إِنْ شَاءَ اللَّهُ،فَسَمِّ الْغُلاَمَ مُحَمَّداً وَ الْجَارِیَهَ فَاطِمَهَ عَلَی بَرَکَهِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ،قَالَ:فَوُلِدَ لِی غُلاَمٌ وَ جَارِیَهٌ عَلَی مَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

69-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ،عَنْ دَاوُدَ بْنِ رَزِینٍ قَالَ: کَانَ لِأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدِی مَالٌ فَبَعَثَ فَأَخَذَ بَعْضَهُ وَ تَرَکَ عِنْدِی بَعْضَهُ،وَ قَالَ:مَنْ جَاءَکَ بَعْدِی یَطْلُبُ مَا بَقِیَ عِنْدَکَ فَإِنَّهُ صَاحِبُکَ،فَلَمَّا مَضَی أَرْسَلَ إِلَیَّ عَلِیٌّ ابْنُهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

ابْعَثْ إِلَیَّ بِالَّذِی عِنْدَکَ وَ هُوَ کَذَا وَ کَذَا،فَبَعَثْتُ إِلَیْهِ مَا کَانَ لَهُ عِنْدِی (4).

70-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

ص:333


1- (1) عیون الأخبار:ج 235/1،ح 28.
2- (2) عیون الأخبار:ج 235/1،ح 29.
3- (3) عیون الأخبار:ج 236/1،ح 30.
4- (4) عیون الأخبار:ج 237/1،ح 32.

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: سَأَلَنِی الْعَبَّاسُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْأَشْعَثِ أَنْ أَسْأَلَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یُحْرِقَ کُتُبَهُ إِذَا قَرَأَهَا مَخَافَهَ أَنْ تَقَعَ فِی یَدِ غَیْرِهِ،قَالَ الْوَشَّاءُ:فَابْتَدَأَنِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِکِتَابٍ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ یُحْرِقَ کُتُبَهُ فِیهِ:أَعْلِمْ صَاحِبَکَ أَنِّی إِذَا قَرَأْتُ کَتَبَهُ إِلَیَّ حَرَّقْتُهَا (1).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنِ الْوَشَّاءِ عَلَی مَا نَقَلَ عَنْهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

71-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیِّ قَالَ:

تَمَنَّیْتُ فِی نَفْسِی إِذَا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ أَسْأَلَهُ کَمْ أَتَی عَلَیْکَ مِنَ السِّنِّ؟فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ جَعَلَ یَنْظُرُ إِلَیَّ وَ یَتَفَرَّسُ فِی وَجْهِی، ثُمَّ قَالَ:کَمْ أَتَی لَکَ؟فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ کَذَا وَ کَذَا،قَالَ:فَأَنَا أَکْبَرُ مِنْکَ،قَدْ أَتَی عَلَیَّ اثْنَانِ وَ أَرْبَعُونَ سَنَهً،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ قَدْ وَ اللَّهِ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَکَ عَنْ هَذَا، فَقَالَ:قَدْ أَخْبَرْتُکَ (2).

72-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ قَالَ:حَدَّثَنِی فَیْضُ بْنُ مَالِکٍ الْمَدَائِنِیُّ،قَالَ حَدَّثَنِی ذَرْوَانُ(زُرْقَانُ ظ)الْمَدَائِنِیُّ: بِأَنَّهُ دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُرِیدُ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ؟قَالَ:فَأَخَذَ بِیَدِی وَ وَضَعَهَا عَلَی صَدْرِهِ قَبْلَ أَنْ أَذْکُرَ شَیْئاً مِمَّا أَرَدْتُ ثُمَّ قَالَ لِی:یَا مُحَمَّدَ بْنَ آدَمَ إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ لَمْ یَکُنْ إِمَاماً،فَأَخْبَرَنِی بِمَا أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ. وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ وَرْدَانَ(زُرْقَانَ ظ)عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ (3).

73-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی الْیَقْطِینِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ هِشَامَ الْعَبَّاسِیَّ یَقُولُ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ أَنْ یُعَوِّذَنِی لِصُدَاعٍ أَصَابَنِی،وَ أَنْ یَهَبَ لِی ثَوْبَیْنِ مِنْ ثِیَابِهِ أُحْرِمُ فِیهِمَا،فَلَمَّا دَخَلْتُ سَأَلْتُ عَنْ مَسَائِلِی فَأَجَابَنِی وَ نَسِیتُ حَوَائِجِی فَلَمَّا قُمْتُ لِأَخْرُجَ فَأَرَدْتُ أَنْ أُوَدِّعَهُ،قَالَ لِی:اِجْلِسْ،فَجَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ، فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی رَأْسِی فَعَوَّذَنِی ثُمَّ دَعَا بِثَوْبَیْنِ مِنْ ثِیَابِهِ فَدَفَعَهُمَا إِلَیَّ وَ قَالَ:أَحْرِمْ

ص:334


1- (1) عیون الأخبار:ج 237/1،ح 33.
2- (2) عیون الأخبار:ج 237/1،ح 34.
3- (3) عیون الأخبار:ج 237/1،ح 35.

فِیهِمَا،قَالَ الْعَبَّاسِیُّ:وَ طَلَبْتُ بِمَکَّهَ ثَوْبَیْنِ سَعِیدِیَّیْنِ أُهْدِیهِمَا لاِبْنِی فَلَمْ أُصِبْ بِمَکَّهَ مِنْهَا شَیْئاً عَلَی نَحْوِ مَا أَرَدْتُ،فَمَرَرْتُ بِالْمَدِینَهِ فِی مُنْصَرَفِی فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَلَمَّا وَدَّعْتُهُ وَ أَرَدْتُ الْخُرُوجَ دَعَا بِثَوْبَیْنِ سَعِیدِیَّیْنِ عَلَی عَمَلِ الْوَشْیِ الَّذِی کُنْتُ طَلَبْتُهُ فَدَفَعَهُمَا إِلَیَّ (1).

74-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی بَعْضِ أَمْلاَکِهِ فِی یَوْمٍ لاَ سَحَابَ فِیهِ فَلَمَّا بَرَزْنَا قَالَ:حَمَلْتُمْ مَعَکُمْ الْمَمَاطِرَ؟قُلْنَا:لاَ وَ مَا حَاجَتُنَا إِلَی الْمَمَاطِرِ وَ لَیْسَ سَحَابٌ وَ لاَ نَتَخَوَّفُ الْمَطَرَ؟فَقَالَ:لَکِنِّی حَمَلْتُهُ وَ سَتُمْطَرُونَ، قَالَ:فَمَا مَضَیْنَا إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی ارْتَفَعَتْ سَحَابَهٌ وَ مُطِرْنَا حَتَّی أَهَمَّتْنَا أَنْفُسُنَا فَمَا بَقِیَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ ابْتَلَّ (2).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی نَقْلاً مِنْ کِتَابِ عُیُونِ الْأَخْبَارِ وَ کَذَا ثَلاَثَهَ عَشَرَ حَدِیثاً مِنَ الْأَحَادِیثِ السَّابِقَهِ.وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

75-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ،قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُوسَی بْنِ مِهْرَانَ: أَنَّهُ کَتَبَ إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَسْأَلُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ لاِبْنٍ لَهُ فَکَتَبَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَیْهِ وَهَبَ اللَّهُ لَکَ ذَکَراً صَالِحاً فَمَاتَ ابْنُهُ ذَلِکَ وَ وُلِدَ لَهُ ابْنٌ (3).

76-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْهَیْثَمِ بْنِ أَبِی مَسْرُوقٍ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: نَزَلْتُ بِبَطْنِ مَرٍّ فَأَصَابَنِی الْعِرْقُ الْمَدِینِیُّ فِی جَنْبِی وَ فِی رِجْلِی،فَدَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْمَدِینَهِ فَقَالَ:مَا لِی أَرَاکَ مُتَوَجِّعاً؟فَقُلْتُ:إِنِّی لَمَّا أَتَیْتُ بَطْنَ مَرٍّ أَصَابَنِی الْعِرْقُ الْمَدِینِیُّ فِی جَنْبِی وَ فِی رِجْلِی فَأَشَارَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی الَّذِی فِی جَنْبِی تَحْتَ الْإِبْطِ،وَ تَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ وَ تَفَلَ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لَیْسَ عَلَیْکَ بَأْسٌ مِنْ هَذَا وَ نَظَرَ إِلَی الَّذِی فِی رِجْلِی فَقَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَنْ یُبْلَی مِنْ شِیعَتِنَا بِبَلاَءٍ فَصَبَرَ کَتَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِثْلَ أَجْرِ أَلْفِ شَهِیدٍ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:لاَ أَبْرَأُ وَ اللَّهِ مِنْ رِجْلِی أَبَداً،قَالَ الْهَیْثَمُ:فَمَا زَالَ یَعْرِجُ مِنْهَا حَتَّی مَاتَ (4).

ص:335


1- (1) عیون الأخبار:ج 238/1،ح 36.
2- (2) عیون الأخبار:ج 238/1،ح 37.
3- (3) عیون الأخبار:ج 239/1،ح 38.
4- (4) عیون الأخبار:ج 239/1،ح 39.

77-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ أَبِی عَلِیٍّ الْحَسَنِ بْنِ رَاشِدٍ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَی أَحْمَالٍ فَأَتَانِی رَسُولُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَبْلَ أَنْ أَنْظُرَ فِی الْکُتُبِ،أَوْ أُوَجِّهَ بِهَا إِلَیْهِ،فَقَالَ لِی:یَقُولُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَرِّحْ إِلَیَّ بِدَفْتَرٍ وَ لَمْ یَکُنْ لِی فِی مَنْزِلِی دَفْتَرٌ أَصْلاً،قَالَ:فَقُلْتُ:

أَطْلُبُ مَا لاَ أَعْرِفُ بِالتَّصْدِیقِ لَهُ فَلَمْ أَجِدْ شَیْئاً وَ لَمْ أَقَعْ عَلَی شَیْ ءٍ،فَلَمَّا وَلَّی الرَّسُولُ قُلْتُ:مَکَانَکَ فَحَلَلْتُ بَعْضَ الْأَحْمَالِ فَلَقِیتُ دَفْتَراً لَمْ أَکُنْ عَلِمْتُ بِهِ إِلاَّ أَنِّی عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ یَطْلُبْ إِلاَّ الْحَقَّ فَوَجَّهْتُ بِهِ إِلَیْهِ (1).

78-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مَهْزِیَارَ عَنْ أَخِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ بْنِ یَزِیدَ الْکِرْمَانِیِّ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْمِصْرِیِّ قَالَ: قَدِمَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ الْإِذْنَ فِی الْخُرُوجِ إِلَی مِصْرَ أَتَّجِرُ إِلَیْهَا،فَکَتَبَ إِلَیَّ أَقِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ قَالَ:فَأَقَمْتُ سَنَتَیْنِ ثُمَّ قَدِمَ الثَّانِیَهَ فَکَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْتَأْذِنُهُ فَکَتَبَ إِلَیَّ اخْرُجْ مُبَارَکاً لَکَ صُنْعُ اللَّهِ لَکَ، فَإِنَّ الْأَمْرَ یَتَغَیَّرُ،قَالَ:فَخَرَجْتُ فَأَصَبْتُ بِهَا خَیْراً وَ وَقَعَ الْهَرْجُ بِبَغْدَادَ فَسَلِمْتُ مِنْ تِلْکَ الْفِتْنَهِ (2).

79-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْکُوفِیِّ عَنْ عَمِّهِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَارِثَهَ الْکَرْخِیِّ قَالَ: کَانَ لاَ یَعِیشُ لِی وَلَدٌ،وَ تُوُفِّیَ لِی بِضْعَهَ عَشَرَ مِنَ الْوَلَدِ،فَحَجَجْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَخَرَجَ إِلَیَّ وَ هُوَ مُتَّزِرٌ بِإِزَارٍ مُوَرَّدٍ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ یَدَیْهِ وَ سَأَلْتُهُ عَنْ مَسَائِلَ،ثُمَّ شَکَوْتُ إِلَیْهِ بَعْدَ ذَلِکَ مَا أَلْقَی مِنْ قِلَّهِ الْوَلَدِ،فَأَطْرَقَ طَوِیلاً وَ دَعَا مَلِیّاً،ثُمَّ قَالَ لِی:إِنِّی لَأَرْجُو أَنْ تَنْصَرِفَ وَ لَکَ حَمْلٌ،وَ أَنْ یُولَدَ لَکَ وَلَدٌ بَعْدَ وَلَدٍ،وَ تَمَتَّعَ بِهَا أَیَّامَ حَیَاتِکَ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا أَرَادَ أَنْ یَسْتَجِیبَ الدُّعَاءَ فَعَلَ وَ هُوَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ، قَالَ:فَانْصَرَفْتُ مِنَ الْحَجِّ إِلَی مَنْزِلِی فَأَصَبْتُ أَهْلِی بِنْتَ خَالِی حَامِلاً فَوَلَدَتْ لِی غُلاَماً سَمَّیْتُهُ إِبْرَاهِیمَ ثُمَّ حَمَلَتْ بَعْدَ ذَلِکَ فَوَلَدَتْ غُلاَماً سَمَّیْتُهُ مُحَمَّداً وَ کَنَّیْتُهُ بِأَبِی الْحَسَنِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَعَاشَ إِبْرَاهِیمُ نَیِّفاً وَ ثَلاَثِینَ سَنَهً،وَ عَاشَ أَبُو الْحَسَنِ أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ سَنَهً وَ لَمْ یَکُنْ یَعِیشُ لَهُ قَبْلَ ذَلِکَ وَلَدٌ إِلاَّ أَشْهُراً (3).

80-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ

ص:336


1- (1) عیون الأخبار:ج 239/1،ح 40.
2- (2) عیون الأخبار:ج 240/1،ح 41.
3- (3) عیون الأخبار:ج 240/1،ح 42.

الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ،عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ نَظَرَ إِلَی رَجُلٍ فَقَالَ لَهُ: یَا عَبْدَ اللَّهِ أَوْصِ بِمَا تُرِیدُ،وَ اسْتَعِدَّ لِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ،فَکَانَ کَمَا قَالَ،فَمَاتَ بَعْدَ ذَلِکَ بِثَلاَثَهِ أَیَّامٍ (1).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی بِإِسْنَادِهِ مِنْ طَرِیقِ الْعَامَّهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَعْدٍ مِثْلَهُ .

81-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ،عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَاشِمِیِّ،عَنِ الْمَأْمُونِ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ هَذِهِ الزَّاهِرِیَّهُ حُظْیَتِی،وَ لاَ أُقَدِّمُ عَلَیْهَا أَحَداً مِنْ جَوَارِیَّ،وَ قَدْ حَمَلَتْ غَیْرَ مَرَّهٍ وَ أَسْقَطَتْ،وَ هِیَ الْآنَ حَامِلٌ فَدُلَّنِی عَلَی مَا تُعَالَجُ بِهِ فَتَبَسَّمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:لاَ تَخَفْ مِنْ إِسْقَاطِهَا فَإِنَّهَا تَسْلَمُ وَ تَلِدُ غُلاَماً أَشْبَهَ النَّاسِ بِأُمِّهِ،لَهُ خِنْصِرٌ زَائِدَهٌ فِی یَدِهِ الْیُمْنَی لَیْسَتْ بِالْمُدْلاَهِ،وَ فِی رِجْلِهِ الْیُسْرَی خِنْصِرٌ زَائِدَهٌ لَیْسَتْ بِالْمُدْلاَهِ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ،فَوَلَدَتِ الزَّاهِرِیَّهُ غُلاَماً أَشْبَهَ النَّاسِ بِأُمِّهِ،فِی یَدِهِ الْیُمْنَی خِنْصِرٌ زَائِدَهٌ لَیْسَتْ بِالْمُدْلاَهِ،وَ فِی رِجْلِهِ الْیُسْرَی خِنْصِرٌ زَائِدَهٌ لَیْسَتْ بِالْمُدْلاَهِ کَمَا وَصَفَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِی (2).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ مُرْسَلاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ الْأَفْطَسِ نَحْوَهُ .

82-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَیْهَقِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الصَّوْلِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِیُّ قَالَ:سَمِعْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیَّ یَقُولُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثَ زُبَیْرِ بْنِ بَکَّارٍ قَالَ وَ کَانَ أَبُوهُ بَکَّارٌ قَدْ ظَلَمَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی شَیْ ءٍ فَدَعَا عَلَیْهِ فَسَقَطَ فِی وَقْتِ دُعَائِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ قَصْرِهِ فَانْدَقَّتْ عُنُقُهُ (3).

83-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الصَّوْلِیِّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبَّادٍ قَالَ:قَالَ الْمَأْمُونُ یَوْماً لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: نَدْخُلُ بَغْدَادَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَنَفْعَلُ کَذَا فَقَالَ لَهُ:تَدْخُلُ أَنْتَ بَغْدَادَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ مَا أَنَا وَ بَغْدَادَ!لاَ أَرَی بَغْدَادَ وَ لاَ تَرَانِی (4).

ص:337


1- (1) عیون الأخبار:ج 240/1،ح 43.
2- (2) عیون الأخبار:ج 241/1،ح 44.
3- (3) عیون الأخبار:ج 243/1،ح 1.
4- (4) عیون الأخبار:ج 244/1،ح 1.

84-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی وَ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ،قَالاَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحَکَمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ: لَمَّا کَانَتِ السَّنَهُ الَّتِی بَطَشَ فِیهَا هَارُونُ بِآلِ بَرْمَکَ،بَدَأَ بِجَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی وَ حَبْسِ یَحْیَی بْنِ خَالِدٍ وَ نَزَلَ بِالْبَرَامِکَهِ مَا نَزَلَ،وَ کَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَاقِفاً بِعَرَفَهَ یَدْعُو،ثُمَّ طَأْطَأَ رَأْسَهُ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِکَ؟فَقَالَ:إِنِّی کُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی الْبَرَامِکَهِ بِمَا فَعَلُوا بِأَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لِی الْیَوْمَ فِیهِمْ، فَلَمَّا انْصَرَفَ لَمْ یَلْبَثْ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی بَطَشَ بِجَعْفَرٍ وَ یَحْیَی وَ تَغَیَّرَتْ أَحْوَالُهُمْ (1). وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ عَنْهُ .

85-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَهَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی یَعْقُوبَ الْبَلْخِیِّ عَنْ مُوسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ عِیسَی بْنِ جَعْفَرٍ فِی حَدِیثٍ لِهَارُونَ الرَّشِیدِ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: مَا لِی وَ لَهُمْ لاَ یَقْدِرُونَ بِی عَلَی شَیْ ءٍ (2).

86-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَهِ وَ هَارُونُ یَخْطُبُ فَقَالَ:أَ تَرَوْنَنِی وَ إِیَّاهُ نُدْفَنُ فِی بَیْتٍ وَاحِدٍ! (3).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

87-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَمِّهِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْقَاسِمِ قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الْقُرَشِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ قَالَ:أَخْبَرَنِی مَنْ سَمِعَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَی هَارُونَ بِمِنًی أَوْ بِعَرَفَاتٍ فَقَالَ: أَنَا وَ هَارُونُ هَکَذَا.وَ ضَمَّ بَیْنَ إِصْبَعَیْهِ.فَکُنَّا لاَ نَدْرِی مَا یَعْنِی بِذَلِکَ،حَتَّی کَانَ مِنْ أَمْرِهِ بِطُوسَ مَا کَانَ،فَأَمَرَ الْمَأْمُونُ بِدَفْنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی جَنْبِ قَبْرِ هَارُونَ (4).

88-حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِیِّ قَالَ:سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ

ص:338


1- (1) عیون الأخبار:ج 245/1،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 246/1،ح 3.
3- (3) عیون الأخبار:ج 247/1،ح 1.
4- (4) عیون الأخبار:ج 26،247/1.

یَقُولُ: إِنِّی سَأُقْتَلُ بِالسَّمِّ مَظْلُوماً،وَ أُقْبَرُ إِلَی جَنْبِ هَارُونَ،وَ یَجْعَلُ اللَّهُ تُرْبَتِی مُخْتَلَفَ شِیعَتِی وَ أَهْلِ مَحَبَّتِی«اَلْحَدِیثَ» (1).

89-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَزَّکٍ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: کَانَ غِلْمَانٌ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْبَیْتِ صَقَالِبَهٌ وَ رُومِیَّهٌ،وَ کَانَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَرِیباً مِنْهُمْ فَسَمِعَهُمْ بِاللَّیْلِ یَتَرَاطَنُونَ بِالصَّقْلَبِیَّهِ وَ الرُّومِیَّهِ وَ یَقُولُونَ:إِنَّا کُنَّا نَفْصِدُ فِی کُلِّ سَنَهٍ فِی بِلاَدِنَا وَ لَیْسَ نَفْصِدُ هَاهُنَا، فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ وَجَّهَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی بَعْضِ الْأَطِبَّاءِ وَ قَالَ لَهُ:اِفْصِدْ فُلاَناً عِرْقَ کَذَا،وَ افْصِدْ فُلاَناً عِرْقَ کَذَا،وَ قَالَ لِی:یَا یَاسِرُ لاَ تَفْصُدُ أَنْتَ،فَفَصَدْتُ فَوَرِمَتْ یَدیِ وَ احْمَرَّتْ فَقَالَ لِی:یَا یَاسِرُ مَا لَکَ؟فَأَخْبَرْتُهُ،فَقَالَ:أَ لَمْ أَنْهَکَ عَنْ ذَلِکَ؟هَلُمَّ یَدَکَ فَمَسَحَ عَلَیْهَا وَ تَفَلَ فِیهَا ثُمَّ أَوْصَانِی أَنْ لاَ أَتَعَشَّی،فَکُنْتُ بَعْدَ ذَلِکَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ أَتَعَشَّی،ثُمَّ أُغَافِلُ فَأَتَعَشَّی فَیَضْرِبُ عَلَیَّ (2).

90-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو هَاشِمٍ دَاوُدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیُّ قَالَ:

کُنْتُ أَتَغَدَّی مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَیَدْعُو بَعْضَ غِلْمَانِهِ بِالصَّقْلَبِیَّهِ وَ الْفَارِسِیَّهِ،وَ رُبَّمَا بَعَثْتُ غُلاَمِی هَذَا بِشَیْ ءٍ مِنَ الْفَارِسِیَّهِ فَیُعَلِّمُهُ،وَ رُبَّمَا کَانَ یَنْغَلِقُ الْکَلاَمُ عَلَی غُلاَمِهِ بِالْفَارِسِیَّهِ فَیَفْتَحُ هُوَ عَلَی غُلاَمِهِ (3).

أقول:قد عرفت أن وجه الإعجاز معرفته علیه السّلام بجمیع اللغات من غیر أن یتعلّمها من أحد من الناس.

91-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: کَانَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُکَلِّمُ النَّاسَ بِلُغَاتِهِمْ وَ کَانَ وَ اللَّهِ أَفْصَحَ النَّاسِ وَ أَعْلَمَهُمْ بِکُلِّ لِسَانٍ وَ لُغَهٍ،فَقُلْتُ لَهُ یَوْماً:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی لَأَعْجَبُ مِنْ مَعْرِفَتِکَ بِهَذِهِ اللُّغَاتِ عَلَی اخْتِلاَفِهَا؟!فَقَالَ:یَا أَبَا الصَّلْتِ أَنَا حُجَّهُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ،وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِیَتَّخِذَ حُجَّهً عَلَی قَوْمٍ وَ هُوَ لاَ یَعْرِفُ لُغَاتِهِمْ أَ وَ مَا بَلَغَکَ قَوْلُ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُوتِینَا فَصْلَ الْخِطَابِ،فَهَلْ فَصْلُ الْخِطَابِ إِلاَّ مَعْرِفَهُ اللُّغَاتِ (4). وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ مِثْلَهُ .

ص:339


1- (1) عیون الأخبار:ج 248/1،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 250/1،ح 1.
3- (3) عیون الأخبار:ج 251/1،ح 3.
4- (4) عیون الأخبار:ج 251/1،ح 3.

92-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدٌ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ صَالِحُ بْنُ أَبِی حَمَّادٍ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: کَتَبْتُ مَعِی مَسَائِلَ کَثِیرَهً قَبْلَ أَنْ أَقْطَعَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ جَمَعْتُهَا فِی کِتَابٍ مِمَّا رُوِیَ عَنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ غَیْرِ ذَلِکَ وَ أَحْبَبْتُ أَنْ أَتَثَبَّتَ فِی أَمْرِهِ وَ أَخْتَبِرَهُ،فَحَمَلْتُ الْکِتَابَ فِی کُمِّی وَ صِرْتُ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَجِدَ مِنْهُ خَلْوَهً فَأُنَاوِلَهُ الْکِتَابَ،فَجَلَسْتُ نَاحِیَهً وَ أَنَا مُتَفَکِّرٌ فِی طَلَبِ الْإِذْنِ عَلَیْهِ،وَ بِالْبَابِ جَمَاعَهٌ جُلُوسٌ یَتَحَدَّثُونَ فَبَیْنَمَا أَنَا کَذَلِکَ فِی الْفِکْرَهِ وَ الاِحْتِیَالِ فِی الدُّخُولِ عَلَیْهِ إِذَا أَنَا بِغُلاَمٍ قَدْ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ وَ فِی یَدِهِ کِتَابٌ فَنَادَی:أَیُّکُمْ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْوَشَّاءُ ابْنُ بِنْتِ الْیَاسِ الْبَغْدَادِیِّ؟فَقُمْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ:أَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ،فَمَا حَاجَتُکَ؟فَقَالَ:هَذَا الْکِتَابُ أَمَرَنِی سَیِّدِی بِدَفْعِهِ إِلَیْکَ فَهَاکَ خُذْهُ،فَأَخَذْتُهُ وَ تَنَحَّیْتُ نَاحِیَهً فَقَرَأْتُهُ،فَإِذَا وَ اللَّهِ فِیهِ جَوَابُ مَسْأَلَهٍ مَسْأَلَهٍ فَعِنْدَ ذَلِکَ قَطَعْتُ عَلَیْهِ وَ تَرَکْتُ الْوَقْفِ (1).

93-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ غُلاَمَهُ وَ مَعَهُ رُقْعَهٌ فِیهَا:اِبْعَثْ إِلَیَّ بِثَوْبٍ مِنْ ثِیَابِ مَوْضِعِ کَذَا وَ کَذَا مِنْ ضَرْبِ کَذَا،فَکَتَبْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ لِلرَّسُولِ:لَیْسَ عِنْدِی ثَوْبٌ بِهَذِهِ الصِّفَهِ وَ مَا أَعْرِفُ هَذَا الضَّرْبَ مِنَ الْمَتَاعِ بِشَیْ ءٍ،فَأَعَادَ إِلَیَّ الرَّسُولُ:بَلَی فَاطْلُبْهُ فَأَعَدْتُ عَلَیْهِ الرَّسُولَ وَ قُلْتُ:لَیْسَ عِنْدِی مِنْ هَذَا الضَّرْبِ مِنَ الْمَتَاعِ شَیْ ءٌ،فَأَعَادَ عَلَیَّ الرَّسُولَ وَ قَالَ:

اطْلُبْ فَإِنَّ عِنْدَکَ مِنْهُ،قَالَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْوَشَّاءُ:وَ کَانَ قَدْ وَضَعَ مَعِی رَجُلٌ ثَوْباً مِنْهَا،وَ أَمَرَنِی بِبَیْعِهِ وَ کُنْتُ قَدْ نَسِیتُهُ،فَطَلَبْتُ کُلَّ شَیْ ءٍ کَانَ مَعِی فَوَجَدْتُهُ فِی سَفَطٍ تَحْتَ الثِّیَابِ کُلِّهَا فَحَمَلْتُهُ إِلَیْهِ (2).

94-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی،قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ الْحُسَیْنُ بْنُ خَالِدٍ،فَقَالَ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی أُرِیدُ الْخُرُوجَ إِلَی الْأَعْوَاضِ فَقَالَ:حَیْثُمَا ظَفِرْتَ بِالْعَافِیَهِ فَالْزَمْهُ فَلَمْ یُقْنِعْهُ ذَلِکَ،فَخَرَجَ یُرِیدُ الْأَعْوَاضِ فَقُطِعَ عَلَیْهِ الطَّرِیقُ وَ أُخِذَ کُلُّ شَیْ ءٍ کَانَ مَعَهُ مِنَ الْمَالِ (3).

95-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ،قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیُّ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ: فِی حَدِیثٍ أَنَّ الْمَأْمُونَ جَلَبَ عَلَی

ص:340


1- (1) عیون الأخبار:ج 252/1،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 252/1،ح 2.
3- (3) عیون الأخبار:ج 253/1،ح 1.

الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْمُتَکَلِّمِینَ مِنْ الْبُلْدَانِ طَمَعاً فِی أَنْ یَقْطَعَهُ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فَیَسْقُطَ مَحَلُّهُ عِنْدَ الْعُلَمَاءِ وَ یَشْتَهِرَ نَقْصُهُ عِنْدَ الْعَامَّهِ،فَکَانَ لاَ یُکَلِّمُهُ خَصْمٌ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ الْمَجُوسِ وَ الصَّابِئِینَ وَ الْبَرَاهِمَهِ وَ الْمُلْحِدِینَ وَ الدَّهْرِیَّهِ وَ لاَ خَصْمٌ مِنْ فِرَقِ الْمُسْلِمِینَ الْمُخَالِفِینَ لَهُ إِلاَّ قَطَعَهُ وَ أَلْزَمَهُ الْحُجَّهَ،وَ کَانَ النَّاسُ یَقُولُونَ:وَ اللَّهِ إِنَّهُ أَوْلَی بِالْخِلاَفَهِ مِنَ الْمَأْمُونِ (1).

أقول:قد عرفت وجه الإعجاز فی مثله.

96-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ قَالَ:حَدَّثَنَا یَاسِرٌ الْخَادِمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثَ وَفَاهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنَّهُ قَالَ لِلْمَأْمُونِ عِنْدَ مَوْتِهِ:أَحْسِنْ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مُعَاشَرَهَ أَبِی جَعْفَرٍ،فَإِنَّ عُمُرَکَ وَ عُمُرَهُ هَکَذَا وَ جَمَعَ بَیْنَ سَبَّابَتَیْهِ (2).

97-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ وَ أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ،وَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ، وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ تَاتَانَهَ،وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هِشَامٍ الْمُؤَدِّبُ،وَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالُوا:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: بَیْنَا أَنَا وَاقِفٌ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ قَالَ لِی:یَا أَبَا الصَّلْتِ ادْخُلْ إِلَی هَذِهِ الْقُبَّهِ الَّتِی فِیهَا قَبْرُ هَارُونَ فَائْتِنِی بِتُرَابٍ مِنْ أَرْبَعِ جَوَانِبِهَا،قَالَ:فَمَضَیْتُ فَأَتَیْتُهُ بِهَا،فَلَمَّا مَثُلْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ قَالَ لِی:نَاوِلْنِی هَذَا التُّرَابَ وَ هُوَ مِنْ عِنْدِ الْبَابِ فَنَاوَلْتُهُ فَأَخَذَهُ وَ شَمَّهُ ثُمَّ رَمَی بِهِ،ثُمَّ قَالَ:

سَیُحْفَرُ لِی هَاهُنَا فَتَظْهَرُ صَخْرَهٌ لَوْ اجْتَمَعَ عَلَیْهَا کُلُّ مِعْوَلٍ بِخُرَاسَانَ لَمْ یَتَهَیَّأْ قَلْعُهَا،ثُمَّ قَالَ فِی الَّذِی عِنْدَ الرَّجُلِ وَ الَّذِی عِنْدَ الرَّأْسِ مِثْلُ ذَلِکَ،ثُمَّ قَالَ:نَاوِلْنِی هَذَا التُّرَابَ وَ هُوَ مِنْ تُرْبَتِی،ثُمَّ قَالَ:سَیُحْفَرُ لِی فِی هَذَا الْمَوْضِعِ فَتَأْمُرُهُمْ أَنْ یَحْفِرُوا إِلَی سَبْعِ مَرَاقِیَ إِلَی أَسْفَلَ،وَ أَنْ یُشَقَّ لِی ضَرِیحَهٌ،فَإِنْ أَبَوْا إِلاَّ أَنْ یَلْحَدُوا فَتَأْمُرُهُمْ أَنْ یَجْعَلُوا اللَّحْدَ ذِرَاعَیْنِ وَ شِبْراً،فَإِنَّ اللَّهَ سَیُوَسِّعُهُ مَا شَاءَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِکَ فَإِنَّکَ تَرَی عِنْدَ رَأْسِی نَدَاوَهً فَتُکَلِّمُ بِالْکَلاَمِ الَّذِی أُعَلِّمُکَ فَإِنَّ الْمَاءَ یَنْبُعُ حَتَّی یَمْتَلِئَ اللَّحْدُ،وَ تَرَی فِیهِ حِیتَاناً صِغَاراً فَفُتَّ لَهَا الْخُبْزَ الَّذِی أُعْطِیکَ،فَإِنَّهَا تَلْتَقِطُهُ فَإِذَا لَمْ یَبْقَ مِنْهُ شَیْ ءٌ خَرَجَتْ مِنْهُ حُوتَهٌ کَبِیرَهٌ،فَالْتَقَطَتِ الْحِیتَانُ الصِّغَارُ حَتَّی لاَ یَبْقَی مِنْهَا شَیْ ءٌ ثُمَّ تَغِیبُ،فَإِذَا غَابَتْ

ص:341


1- (1) عیون الأخبار:ج 265/1،ح 3.
2- (2) عیون الأخبار:ج 269/1،ح 1.

فَضَعْ یَدَکَ عَلَی الْمَاءِ ثُمَّ تَکَلَّمْ بِالْکَلاَمِ الَّذِی أُعَلِّمُکَ،فَإِنَّهُ یَنْضُبُ الْمَاءُ فَلاَ یَبْقَی مِنْهُ شَیْ ءٌ،وَ لاَ تَفْعَلْ ذَلِکَ إِلاَّ بِحَضْرَهِ الْمَأْمُونِ ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا أَبَا الصَّلْتِ غَداً أَدْخُلُ إِلَی هَذَا الْفَاجِرِ،فَإِنْ أَنَا خَرَجْتُ وَ أَنَا مَکْشُوفُ الرَّأْسِ فَتَکَلَّمَ أُکَلِّمَکَ وَ إِنْ خَرَجْتُ وَ أَنَا مُغَطَّی الرَّأْسِ فَلاَ تُکَلِّمْنِی،وَ ذَکَرَ حَدِیثَ وَفَاتِهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَظَهَرَ کُلُّ شَیْ ءٍ عَلَی مَا وَصَفَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ،ثُمَّ قَالَ:فَلَمَّا رَأَی مَا ظَهَرَ مِنَ النَّدَاوَهِ وَ الْحِیتَانِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ قَالَ الْمَأْمُونُ:لَمْ یَزَلِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یُرِینَا عَجَائِبَهُ فِی حَیَاتِهِ حَتَّی أَرَانَاهَا بَعْدَ وَفَاتِهِ أَیْضاً «اَلْحَدِیثَ» (1)وَ فِیهِ أَیْضاً مُعْجِزَاتٌ أُخْرَی لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَأْتِی فِی مُعْجِزَاتِ وُلْدِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ إِیرَادِ تَتِمَّهِ هَذَا الْحَدِیثِ.

وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ.

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ نَحْوَهُ .

98-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبِی قَالَ:

حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُثَنًّی قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَلَفٍ الطَّاطَرِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی هَرْثَمَهُ بْنُ أَعْیَنَ قَالَ: کُنْتُ لَیْلَهً بَیْنَ یَدَیِ الْمَأْمُونِ حَتَّی مَضَی مِنَ اللَّیْلِ أَرْبَعُ سَاعَاتٍ،ثُمَّ أَذِنَ لِی فِی الاِنْصِرَافِ،فَانْصَرَفْتُ،فَلَمَّا مَضَی مِنَ اللَّیْلِ نِصْفُهُ قَرَعَ قَارِعٌ الْبَابَ فَأَجَابَهُ بَعْضُ غِلْمَانِی فَقَالَ لَهُ:قُلْ لِهَرْثَمَهَ أَجِبْ سَیِّدَکَ،قَالَ:فَقُمْتُ مُسْرِعاً وَ أَخَذْتُ عَلَیَّ أَثْوَابِی، وَ أَسْرَعْتُ إِلَی سَیِّدِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ الْغُلاَمُ بَیْنَ یَدَیَّ وَ دَخَلْتُ وَرَاءَهُ فَإِذَا أَنَا بِسَیِّدِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی صَحْنِ دَارِهِ جَالِسٌ فَقَالَ لِی:یَا هَرْثَمَهُ فَقُلْتُ:لَبَّیْکَ یَا مَوْلاَیَ، فَقَالَ لِی:اِجْلِسْ فَجَلَسْتُ،فَقَالَ لِی اسْمَعْ وَ عُ،یَا هَرْثَمَهُ!هَذَا أَوَانُ رَحِیلِی إِلَی اللَّهِ وَ لُحُوقِی بِجَدِّی وَ آبَائِی عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ،وَ قَدْ بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ،وَ قَدْ عَزَمَ هَذَا الطَّاغِی عَلَی سَمِّی فِی عِنَبٍ وَ رُمَّانٍ مَفْرُوکٍ،فَأَمَّا الْعِنَبُ فَإِنَّهُ یَغْمِسُ السِّلْکَ فِی السَّمِّ وَ یَجْذِبُهُ بِالْخَیْطِ بِالْعِنَبِ وَ أَمَّا الرُّمَّانُ فَإِنَّهُ یَطْرَحُ السَّمَّ فِی کَفِّ بَعْضِ غِلْمَانِهِ وَ یَفْرُکُ الرُّمَّانَ بِیَدِهِ لِیُلَطِّخَ حَبَّهُ فِی ذَلِکَ السَّمِّ وَ إِنَّهُ سَیَدْعُونِی فِی الْیَوْمِ الْمُقْبِلِ،وَ یُقَرِّبُ لِی الرُّمَّانَ وَ الْعِنَبَ وَ یَسْأَلُنِی أَکْلَهُمَا فَآکُلُهُمَا ثُمَّ یَنْفُذُ الْحُکْمُ وَ یَحْضُرُ الْقَضَاءُ،فَإِذَا أَنَا مِتُّ فَیَقُولُ:أَنَا أَغْسِلُهُ بِیَدِی،فَإِذَا قَالَ ذَلِکَ،فَقُلْ لَهُ عَنِّی بَیْنَکَ وَ بَیْنَهُ أَنَّهُ قَالَ لِی:لاَ تَتَعَرَّضْ لِغُسْلِی وَ لاَ تَکْفِینِی وَ لاَ لِدَفْنِی فَإِنَّکَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِکَ عَاجَلَکَ مِنَ الْعَذَابِ مَا أُخِّرَ عَنْکَ،وَ حَلَّ بِکَ أَلِیمُ مَا تَحْذَرُ فَإِنَّهُ سَیَنْتَهِی قَالَ:فَقُلْتُ:نَعَمْ یَا سَیِّدِی قَالَ:فَإِذَا خَلَّی بَیْنَکَ وَ بَیْنَ غُسْلِی فَیَجْلِسُ فِی عُلُوٍّ مِنْ أَبْنِیَتِهِ مُشْرِفاً عَلَی مَوْضِعِ غُسْلِی لِیَنْظُرَ فَلاَ تَتَعَرَّضْ یَا هَرْثَمَهُ

ص:342


1- (1) عیون الأخبار:ج 271/1،ح 1.

لِشَیْ ءٍ مِنْ غُسْلِی حَتَّی تَرَی فُسْطَاطاً أَبْیَضَ قَدْ ضُرِبَ مِنْ جَانِبِ الدَّارِ فَإِذَا رَأَیْتَ ذَلِکَ فَاحْمِلْنِی فِی أَثْوَابِی الَّتِی أَنَا فِیهَا،فَضَعْنِی مِنْ وَرَاءِ الْفُسْطَاطِ وَ قِفْ مِنْ وَرَائِهِ،وَ یَکُونُ مَنْ مَعَکَ دُونَکَ وَ لاَ تَکْشِفْ عَنِ الْفُسْطَاطِ حَتَّی تَرَانِی فَتَهْلِکَ فَإِنَّهُ سَیُشْرِفُ عَلَیْکَ وَ یَقُولُ لَکَ:یَا هَرْثَمَهُ أَ لَیْسَ قَدْ زَعَمْتَ أَنَّ الْإِمَامَ لاَ یَغْسِلُهُ إِلاَّ إِمَامٌ مِثْلُهُ،فَمَنْ یَغْسِلُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی وَ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ بِالْمَدِینَهِ مِنْ بِلاَدِ الْحِجَازِ وَ نَحْنُ بِطُوسَ،فَإِذَا قَالَ لَکَ ذَلِکَ فَأَجِبْهُ وَ قُلْ لَهُ:إِنَّا نَقُولُ أَنَّ الْإِمَامَ لاَ یَجِبُ أَنْ یَغْسِلَهُ إِلاَّ إِمَامٌ،فَإِنْ تَعَدَّی مُتَعَدٍّ فَغَسَلَ الْإِمَامَ لَمْ تَبْطُلْ إِمَامَهُ الْإِمَامِ لِتَعَدِّی غَاسِلِهِ،وَ لَمْ تَبْطُلْ إِمَامَهُ الْإِمَامِ الَّذِی بَعْدَهُ بِأَنْ غُلِبَ عَلَی غُسْلِ أَبِیهِ وَ لَوْ تُرِکَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بِالْمَدِینَهِ لَغَسَلَهُ ابْنُهُ مُحَمَّدٌ ظَاهِراً مَکْشُوفاً،وَ لاَ یَغْسِلُهُ الْآنَ أَیْضاً إِلاَّ هُوَ مِنْ حَیْثُ یَخْفَی،فَإِذَا ارْتَفَعَ الْفُسْطَاطُ فَسَوْفَ تَرَانِی مُدْرَجاً فِی أَکْفَانِی،فَضَعْنِی عَلَی نَعْشِی وَ احْمِلْنِی،فَإِذَا أَرَادَ أَنْ یَحْفِرَ قَبْرِی،فَإِنَّهُ سَیَجْعَلُ قَبْرَ أَبِیهِ هَارُونَ قِبْلَهً لِقَبْرِی وَ لَنْ یَکُونَ ذَلِکَ أَبَداً،فَإِذَا ضُرِبَتْ الْمَعَاوِلُ نَبَتْ عَنِ الْأَرْضِ وَ لَمْ یَنْحَفِرْ لَهُمْ مِنْهَا شَیْ ءٌ وَ لاَ مِثْلَ قُلاَمَهِ ظُفُرٍ،فَإِذَا اجْتَهَدُوا فِی ذَلِکَ فَصَعُبَ عَلَیْهِمْ فَقُلْ لَهُ عَنِّی:إِنِّی أَمَرْتُکَ أَنْ تَضْرِبَ مِعْوَلاً وَاحِداً فِی قِبْلَهِ أَبِیهِ هَارُونَ الرَّشِیدِ،فَإِذَا ضَرَبْتَ نَفَذَ فِی الْأَرْضِ إِلَی قَبْرٍ مَحْفُورٍ،وَ ضَرِیحٍ قَائِمٍ فَإِذَا انْفَرَجَ الْقَبْرُ فَلاَ تُنْزِلْنِی إِلَیْهِ حَتَّی یَفُورَ مِنْ ضَرِیحِهِ الْمَاءُ الْأَبْیَضُ فَیَمْلَأُ مِنْهُ ذَلِکَ الْقَبْرُ حَتَّی یَصِیرَ الْمَاءُ مَعَ وَجْهِ الْأَرْضِ،ثُمَّ یَضْطَرِبُ فِیهِ حُوتٌ بِطُولِهِ،فَإِذَا اضْطَرَبَ فَلاَ تُنْزِلْنِی إِلَی الْقَبْرِ حَتَّی إِذَا غَابَ الْحُوتُ وَ غَارَ الْمَاءُ فَأَنْزِلْنِی فِی ذَلِکَ الْقَبْرِ وَ أَلْحِدْنِی فِی ذَلِکَ الضَّرِیحِ،وَ لاَ تَتْرُکْهُمْ یَأْتُوا بِتُرَابٍ یُلْقُونَهُ عَلَیَّ،فَإِنَّ الْقَبْرَ یَنْطَبِقُ مِنْ نَفْسِهِ وَ یَمْتَلِئُ،قَالَ:قُلْتُ:نَعَمْ یَا سَیِّدِی،ثُمَّ قَالَ لِی:اِحْفَظْ مَا عَهِدْتُ إِلَیْکَ وَ اعْمَلْ بِهِ وَ لاَ تُخَالِفْ،قُلْتُ:أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ أُخَالِفُ لَکَ أَمْراً یَا سَیِّدِی،قَالَ هَرْثَمَهُ:ثُمَّ خَرَجْتُ بَاکِیاً حَزِیناً فَلَمْ أَزَلْ کَالْحَیَّهِ عَلَی الْمِفْلاَهِ لاَ یَعْلَمُ مَا فِی نَفْسِی إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَی،ثُمَّ دَعَانِی الْمَأْمُونُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَلَمْ أَزَلْ قَائِماً إِلَی ضُحَی النَّهَارِ،ثُمَّ قَالَ لِی:یَا هَرْثَمَهُ امْضِ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَقْرِئْهُ السَّلاَمَ وَ قُلْ لَهُ:تَصِیرُ إِلَیْنَا أَوْ نَصِیْرُ إِلَیْکَ؟فَإِذَا قَالَ لَکَ بَلْ نَصِیرُ إِلَیْهِ فَتَسْأَلُهُ عَنِّی أَنْ یَقْدَمَ ذَلِکَ،قَالَ:فَجِئْتُهُ فَلَمَّا طَلَعَتْ عَلَیْهِ قَالَ لِی:یَا هَرْثَمَهُ أَ لَیْسَ قَدْ حَفِظْتَ مَا أَوْصَیْتُکَ بِهِ؟قُلْتُ:بَلَی قَالَ:قَدِّمُوا نَعْلِی فَقَدْ عَلِمْتُ مَا أَرْسَلَکَ بِهِ،قَالَ:فَقَدَّمْتُ نَعْلَهُ إِلَیْهِ فَمَشَی إِلَیْهِ ثُمَّ ذَکَرَ الْحَدِیثَ وَ فِیهِ أَنَّ مَا أَخْبَرَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِهِ وَقَعَ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

ص:343


1- (1) عیون الأخبار:ج 275/1،ح 1.

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ الْعَبَّاسِ عَنْ هَرْثَمَهَ: إِلاَّ أَنَّهُ اخْتَصَرَهُ وَ ذَکَرَ مِنْهُ الْإِخْبَارَ بِجَعْلِ السَّمِّ فِی الْعِنَبِ وَ الرُّمَّانِ وَ أَشَارَ إِلَی مَضْمُونِ الْبَاقِی.

99-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ،قَالَ:قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلَی شَیْ ءٍ مِنَ الْقُبُورِ إِلاَّ إِلَی قُبُورِنَا أَلاَ وَ إِنِّی مَقْتُولٌ بِالسَّمِّ ظُلْماً مَدْفُونٌ فِی مَوْضِعِ غُرْبَهٍ فَمَنْ شَدَّ رَحْلَهُ إِلَی زِیَارَتِی اسْتُجِیبَ لَهُ دُعَاؤُهُ وَ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبَهُ (1).

100-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا تَمِیمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ تَمِیمٍ الْقُرَشِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبِی قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَلِیٍّ الْأَنْصَارِیُّ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ عَلَیْهِ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ قُمَّ فَسَلَّمُوا عَلَیْهِ فَرَدَّ عَلَیْهِمْ وَ قَرَّبَهُمْ،ثُمَّ قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَهُمْ:مَرْحَباً وَ أَهْلاً،فَأَنْتُمْ شِیعَتُنَا حَقّاً سَیَأْتِی عَلَیْکُمْ زَمَانٌ تَزُورُونَ تُرْبَتِی بِطُوسَ،أَلاَ فَمَنْ زَارَنِی وَ هُوَ عَلَی غُسْلٍ خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ کَیَوْمِهِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ (2).

101-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ:

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی،عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ:قَالَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنِّی سَأُقْتَلُ بِالسَّمِّ مَظْلُوماً،أَلاَ فَمَنْ زَارَنِی عَارِفاً بِحَقِّی غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَ مَا تَأَخَّرَ (3).

102-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ هِشَامٍ الْمُؤَدِّبُ، وَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالاَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَبْدِ السَّلاَمِ بْنِ صَالِحٍ الْهَرَوِیِّ قَالَ: دَخَلَ دِعْبِلُ بْنُ عَلِیٍّ الْخُزَاعِیُّ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَرْوَ فَقَالَ لَهُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی قَدْ قُلْتُ فِیکُمْ قَصِیدَهً وَ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لاَ أُنْشِدَهَا أَحَداً قَبْلَکَ،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:هَاتِهَا فَأَنْشِدْهُ:

مَدَارِسُ آیَاتٍ خَلَتْ مِنْ تِلاَوَهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی قَوْلِهِ:

وَ قَبْرٌ بِبَغْدَادَ لِنَفْسٍ زَکِیَّهٍ تَضَمَّنَهَا الرَّحْمَنُ فِی الْغُرُفَاتِ

ص:344


1- (1) عیون الأخبار:ج 285/1،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 291/1،ح 21.
3- (3) عیون الأخبار:ج 292/1،ح 27.

قَالَ لَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ لاَ أُلْحِقُ لَکَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ بَیْتَیْنِ بِهِمَا تَمَامُ قَصِیدَتُکَ؟ فَقَالَ:بَلَی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

وَ قَبْرٌ بِطُوسٍ یَا لَهَا مِنْ مُصِیبَهٍ تُوَقِّدُ فِی الْأَحْشَاءِ بِالْحُرُقَاتِ

إِلَی الْحَشْرِ حَتَّی یَبْعَثَ اللَّهُ قَائِماً یُفَرِّجُ عَنَّا الْهَمَّ وَ الْکُرُبَاتِ

فَقَالَ لَهُ دِعْبِلٌ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ هَذَا الْقَبْرُ الَّذِی فِی طُوسَ قَبْرُ مَنْ هُوَ؟فَقَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قَبْرِی،وَ لاَ تَنْقَضِی الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی تَصِیرَ طُوسُ مُخْتَلَفَ شِیعَتِی وَ زُوَّارِی،أَلاَ فَمَنْ زَارَنِی فِی غُرْبَتِی فِی طُوسَ کَانَ مَعِی فِی دَرَجَتِی یَوْمَ الْقِیَامَهِ مَغْفُوراً لَهُ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَرْسَلَ إِلَیْهِ مِائَهَ دِینَارٍ رَضَوِیَّهٍ،وَ جُبَّهَ خَزٍّ،وَ قَالَ:

احْتَفِظْ بِهَذِهِ الصُّرَّهِ فَإِنَّکَ سَوْفَ تَحْتَاجُ إِلَیْهَا،وَ أَنَّهُ انْصَرَفَ إِلَی وَطَنِهِ فَوَجَدَ اللُّصُوصَ قَدْ أَخَذُوا جَمِیعَ مَا کَانَ فِی مَنْزِلِهِ،فَبَاعَ الْمِائَهَ دِینَارٍ الَّتِی کَانَ وَهَبَهَا لَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ الشِّیعَهِ کُلَّ دِینَارٍ بِمِائَهِ دِرْهَمٍ فَحَصَلَ فِی یَدِهِ عَشْرَهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ فَذَکَرَ قَوْلَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنَّکَ سَتَحْتَاجُ إِلَی الدَّنَانِیرِ،وَ کَانَتْ لَهُ جَارِیَهٌ لَهَا مِنْ قَلْبِهِ مَحَلٌّ،فَرَمِدَتْ رَمَداً عَظِیماً فَأَدْخَلَ أَهْلَ الطِّبِّ عَلَیْهَا فَنَظَرُوا إِلَیْهَا،وَ قَالُوا:أَمَّا الْعَیْنُ الْیُمْنَی فَلَیْسَ لَنَا فِیهَا حِیلَهٌ وَ قَدْ ذَهَبَتْ،وَ أَمَّا الْیُسْرَی فَنَحْنُ نُعَالِجُهَا وَ نَجْتَهِدُ أَنْ تَسْلَمَ،فَاغْتَمَّ دِعْبِلٌ غَمّاً شَدِیداً،وَ جَزِعَ عَلَیْهَا جَزَعاً عَظِیماً،ثُمَّ ذَکَرَ مَا کَانَ مَعَهُ مِنْ وُصْلَهِ الْجُبَّهَ فَمَسَحَهَا عَلَی عَیْنَیِ الْجَارِیَهِ وَ عَصَبَهَا بِعِصَابَهٍ مِنْهَا مِنْ أَوَّلِ اللَّیْلِ فَأَصْبَحَتْ وَ عَیْنَاهَا أَصَحُّ مَا کَانَتَا مِنْ قَبْلُ بِبَرَکَهِ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

وَ رَوَاهُ فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ نَحْوَهُ.وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ.

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ أَحَادِیثَ کَثِیرَهً مِنْ عُیُونِ الْأَخْبَارِ نَقَلَهَا عَنْهُ کَمَا نَقَلْنَاهَا،إِلاَّ أَنَّهُ حَذَفَ أَسَانِیدَهَا .

الفصل الثالث

103-وَ رَوَی ابْنُ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَیْضاً فِی بَابِ ذِکْرِ مَا ظَهَرَ لِلنَّاسِ فِی وَقْتِنَا مِنْ بَرَکَهِ هَذَا الْمَشْهَدِ وَ عَلاَمَاتِهِ وَ اسْتِجَابَهِ الدُّعَاءِ فِیهِ.

قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُنَانِ الطَّائِیُّ قَالَ سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عُمَرَ النُّوقَانِیَّ یَقُولُ: بَیْنَمَا أَنَا نَائِمٌ بِنُوقَانَ فِی عُلْیَهٍ لَنَا فِی لَیْلَهٍ ظَلْمَاءَ إِذْ انْتَبَهْتُ فَنَظَرْتُ إِلَی

ص:345


1- (1) عیون الأخبار:ج 294/1،ح 34.

النَّاحِیَهِ الَّتِی فِیهَا مَشْهَدُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِسَنَابَادَ،فَرَأَیْتُ نُوراً قَدْ عَلاَ حَتَّی امْتَلَأَ مِنْهُ الْمَشْهَدُ وَ صَارَ مُضِیئاً کَأَنَّهُ نَهَارٌ،وَ کُنْتُ شَاکّاً فِی أَمْرِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ لَمْ أَکُنْ عَلِمْتُ أَنَّهُ حَقٌّ فَقَالَتْ لِی أُمِّی وَ کَانَتْ مُخَالِفَهً:مَا لَکَ؟فَقُلْتُ:رَأَیْتُ نُوراً سَاطِعاً قَدْ امْتَلَأَ مِنْهُ الْمَشْهَدُ بِسَنَابَادَ،فَقَالَتْ لِی أُمِّی:لَیْسَ ذَلِکَ بِشَیْ ءٍ وَ إِنَّمَا هَذَا مِنْ عَمَلِ الشَّیْطَانِ،قَالَ:فَرَأَیْتُ لَیْلَهً أُخْرَی مُظْلِمَهً أَشَدَّ ظُلْمَهً مِنَ اللَّیْلَهِ الْأُولَی مِثْلَ مَا کُنْتُ رَأَیْتُ مِنَ النُّورِ،وَ الْمَشْهَدُ قَدْ امْتَلَأَ مِنْهُ فَأَعْلَمْتُ أُمِّی ذَلِکَ وَ جِئْتُ بِهَا إِلَی الْمَکَانِ الَّذِی کُنْتُ فِیهِ حَتَّی رَأَتْ مَا رَأَیْتُ مِنَ النُّورِ،وَ امْتَلَأَ الْمَشْهَدُ مِنْهُ فَاسْتَعْظَمَتْ ذَلِکَ، وَ أَخَذَتْ فِی الْحَمْدِ لِلَّهِ إِلاَّ أَنَّهَا لَمْ تُؤْمِنْ بِهِ کَإِیمَانِی،فَقَصَدْتُ الْمَشْهَدَ فَوَجَدْتُ الْبَابَ مُغْلَقاً،فَقُلْتُ:اَللَّهُمَّ إِنْ کَانَ أَمْرُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَقّاً فَافْتَحْ هَذَا الْبَابَ،ثُمَّ دَفَعْتُهُ بِیَدِی فَانْفَتَحَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:لَعَلَّهُ لَمْ یَکُنْ مُغْلَقاً عَلَی مَا وَجَبَ فَغَلَّقْتُهُ حَتَّی عَلِمْتُ أَنَّهُ لَمْ یَکُنْ یُفْتَحُ إِلاَّ بِمِفْتَاحٍ،ثُمَّ قُلْتُ:اَللَّهُمَّ إِنْ کَانَ أَمْرُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ حَقّاً فَافْتَحْ لِی هَذَا الْبَابَ ثُمَّ دَفَعْتُهُ بِیَدِی فَانْفَتَحَ فَدَخَلْتُ وَ زُرْتُ وَ صَلَّیْتُ وَ اسْتَبْصَرْتُ فِی أَمْرِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَکُنْتُ أَقْصِدُهُ بَعْدَ ذَلِکَ فِی کُلِّ جُمُعَهٍ زَائِراً مِنْ نُوقَانَ،وَ أُصَلِّی عِنْدَهُ إِلَی وَقْتِی هَذَا (1).

104-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ عُبَیْدِ اللَّهِ النُّوقَانِیُّ،قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا مَنْصُورِ بْنَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ یَقُولُ لِلْحَاکِمِ بِطُوسَ الْمَعْرُوفِ بِالْبِیوَرْدِیِّ:هَلْ لَکَ وَلَدٌ؟ فَقَالَ:لاَ،فَقَالَ لَهُ أَبُو مَنْصُورٍ:لِمَ لاَ تَقْصِدُ مَشْهَدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ تَدْعُو اللَّهَ عِنْدَهُ حَتَّی یَرْزُقَکَ وَلَداً؟فَإِنِّی سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی فِی حَوَائِجَ فَقُضِیَتْ لِی،فَقَالَ الْحَاکِمُ:

فَقَصَدْتُ الْمَشْهَدَ عَلَی سَاکِنِهِ السَّلاَمُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ عِنْدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً، فَرَزَقَنِی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَلَداً ذَکَراً (2).

105-قَالَ الصَّدُوقُ ابْنُ بَابَوَیْهِ: لَمَّا اسْتَأْذَنْتُ الْأَمِینَ السَّعِیدَ رُکْنَ الدَّوْلَهِ فِی زِیَارَهِ مَشْهَدِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَذِنَ لِی فِی ذَلِکَ فِی رَجَبٍ سَنَهَ 352 فَلَمَّا انْقَلَبْتُ عَنْهُ رَدَّنِی وَ قَالَ لِی:هَذَا مَشْهَدٌ مُبَارَکٌ قَدْ زُرْتُهُ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ عِنْدَهُ حَوَائِجَ کَانَتْ فِی نَفْسِی فَقَضَاهَا لِی فَلاَ تُقَصِّرْ فِی الدُّعَاءِ لِی هُنَاکَ وَ الزِّیَارَهِ عَنِّی فَإِنَّ الدُّعَاءَ فِیهِ مُسْتَجَابٌ،فَضَمِنْتُ ذَلِکَ وَ وَفَیْتُ لَهُ بِهِ،فَلَمَّا عُدْتُ مِنَ الْمَشْهَدِ عَلَی سَاکِنِهِ التَّحِیَّهُ وَ السَّلاَمُ وَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ، قَالَ لِی:هَلْ دَعَوْتَ لَنَا وَ زُرْتَ عَنَّا؟فَقُلْتُ نَعَمْ:فَقَالَ لِی:قَدْ أَحْسَنْتَ،فَقَدْ صَحَّ لَنَا

ص:346


1- (1) عیون الأخبار:ج 311/1،ح 1.
2- (2) عیون الأخبار:ج 312/1،ح 2.

أَنَّ الدُّعَاءَ فِی ذَلِکَ الْمَشْهَدِ مُسْتَجَابٌ (1).

106-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَیْنِ الضَّبِّیُّ وَ مَا لَقِیتُ أَنْصَبَ مِنْهُ،وَ بَلَغَ مِنْ نَصْبِهِ أَنَّهُ کَانَ یَقُولُ:اَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ فَرْداً وَ یَمْتَنِعُ مِنَ الصَّلاَهِ عَلَی آلِهِ.

قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا بَکْرٍ الْحَمَّامِیَّ الْفَرَّا،فِی سِکَّهِ حَرْبِ نَیْشَابُورَ،وَ کَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِیثِ یَقُولُ: أَوْدَعَنِی بَعْضُ النَّاسِ وَدِیعَهً فَدَفَنْتُهَا وَ نَسِیتُ مَوْضِعَهَا فَلَمَّا أَتَی عَلَی ذَلِکَ مُدَّهٌ جَاءَنِی صَاحِبُ الْوَدِیعَهِ یُطَالِبُنِی بِهَا فَلَمْ أَعْرِفْ مَوْضِعَهَا،فَتَحَیَّرْتُ وَ اتَّهَمَنِی صَاحِبُ الْوَدِیعَهِ فَخَرَجْتُ مِنْ بَیْتِی مَغْمُوماً مُتَحَیِّراً،وَ رَأَیْتُ جَمَاعَهً مِنَ النَّاسِ یَتَوَجَّهُونَ إِلَی مَشْهَدِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَخَرَجْتُ مَعَهُمْ إِلَی الْمَشْهَدِ وَ زُرْتُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یُبَیِّنَ لِی مَوْضِعَ الدَّفِینَهِ،فَرَأَیْتُ هُنَاکَ فِیمَا یَرَی النَّائِمُ،کَأَنَّ آتِیاً أَتَانِی فَقَالَ:

دَفَنْتَ الْوَدِیعَهَ فِی مَوْضِعِ کَذَا وَ کَذَا فَرَجَعْتُ إِلَی صَاحِبِ الْوَدِیعَهِ فَأَرْشَدْتُهُ إِلَی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ الَّذِی رَأَیْتُهُ فِی الْمَنَامِ وَ أَنَا غَیْرُ مُصَدِّقٍ بِمَا رَأَیْتُ،فَقَصَدَ صَاحِبُ الْوَدِیعَهِ ذَلِکَ الْمَکَانِ فَحَفَرَهُ وَ اسْتَخْرَجَ مِنْهُ الْوَدِیعَهَ بِخَتْمِ صَاحِبِهَا،فَکَانَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِکَ یُحَدِّثُ النَّاسَ بِهَذَا الْحَدِیثِ وَ یَحُثُّهُمْ عَلَی زِیَارَهِ هَذَا الْمَشْهَدِ عَلَی سَاکِنِهِ التَّحِیَّهً وَ السَّلاَمُ (2).

107-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ التَّمِیمِیُّ الْهَرَوِیُّ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ الْحَسَنِ الْقُهُسْتَانِیَّ قَالَ: کُنْتُ بِمَرْوِاَلرُّودِ فَلَقِیتُ بِهَا رَجُلاً مِنْ أَهْلِ مِصْرَ مُجْتَازاً اسْمُهُ حَمْزَهُ قَدْ ذَکَرَ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْ مِصْرَ زَائِراً إِلَی مَشْهَدِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِطُوسَ وَ أَنَّهُ لَمَّا دَخَلَ الْمَشْهَدَ کَانَ قُرْبَ غُرُوبِ الشَّمْسِ،فَزَارَ وَ صَلَّی وَ لَمْ یَکُنْ ذَلِکَ الْیَوْمَ زَائِراً غَیْرُهُ،فَلَمَّا صَلَّی الْعَتَمَهَ أَرَادَ خَادِمُ الْقَبْرِ أَنْ یُخْرِجَهُ وَ یُغْلِقَ الْبَابَ،فَسَأَلَهُ أَنْ یُغْلِقَ عَلَیْهِ الْبَابَ وَ یَدَعَهُ فِی الْمَشْهَدِ لِیُصَلِّیَ فِیهِ،فَإِنَّهُ جَاءَ مِنْ بَلَدٍ شَاسِعٍ وَ لاَ یُخْرِجَهُ وَ أَنَّهُ لاَ حَاجَهَ لَهُ فِی الْخُرُوجِ،فَتَرَکَهُ وَ غَلَّقَ عَلَیْهِ الْبَابَ،وَ أَنَّهُ کَانَ یُصَلِّی وَحْدَهُ إِلَی أَنْ أَعْیَی فَجَلَسَ وَ وَضَعَ رَأْسَهُ بَیْنَ رُکْبَتَیْهِ لِیَسْتَرِیحَ سَاعَهً،فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ رَأَی فِی الْجِدَارِ مُوَاجِهَهَ وَجْهُهُ رُقْعَهً عَلَیْهَا هَذَانِ الْبَیْتَانِ:

مَنْ سَرَّهُ أَنْ یَرَی قَبْراً بِرُؤْیَتِهِ یُفَرِّجُ اللَّهُ عَمَّنْ زَارَهُ کَرَبَهُ

فَلْیَأْتِ ذَا الْقَبْرِ إِنَّ اللَّهَ أَسْکَنَهُ سُلاَلَهً مِنْ رَسُولِ اللَّهِ مُنْتَخَبَهً

قَالَ:فَقُمْتُ وَ أَخَذْتُ فِی الصَّلاَهِ إِلَی وَقْتِ السَّحَرِ،ثُمَّ جَلَسْتُ کَجَلْسَتِی الْأُولَی

ص:347


1- (1) عیون الأخبار:ج 312/1،ح 2.
2- (2) عیون الأخبار:ج 312/1،ح 3.

وَ وَضَعْتُ رَأْسِی عَلَی رُکْبَتَیَّ فَلَمَّا رَفَعْتُ رَأْسِی لَمْ أَرَ مِمَّا عَلَی الْجِدَارِ شَیْئاً،وَ کَانَ الَّذِی أَرَاهُ مَکْتُوباً رَطْباً کَأَنَّهُ کُتِبَ فِی تِلْکَ السَّاعَهِ،قَالَ:فَانْفَلَقَ الصُّبْحُ وَ خَرَجْتُ مِنْ هُنَاکَ (1).

108-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَلِیٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْمُعَاذِیُّ النَّیْسَابُورِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیٍّ الْبَصْرِیُّ الْمُعَدِّلُ،قَالَ: رَأَی رَجُلٌ مِنَ الصَّالِحِینَ فِیمَا یَرَی النَّائِمُ الرَّسُولُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَقَالَ لَهُ:یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ أَزُورُ مِنْ أَوْلاَدِکَ؟فَقَالَ:إِنَّ مِنْ أَوْلاَدِی مَنْ أَتَانِی مَسْمُوماً،وَ مِنْهُمْ مَنْ أَتَانِی مَقْتُولاً،فَقُلْتُ لَهُ:فَمَنْ أَزُورُ مِنْهُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ مَعَ تَشَتُّتِ أَمَاکِنِهِمْ وَ مَشَاهِدِهِمْ؟قَالَ:مَنْ هُوَ أَقْرَبُ مِنْکَ یَعْنِی بِالْمُجَاوَرَهِ وَ هُوَ مَدْفُونٌ بِأَرْضِ الْغُرْبَهِ.

قَالَ:فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ یَعْنِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟قَالَ:صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ،قُلْ:صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ قُلْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ،قُلْ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ ثَلاَثاً (2).

109-وَ عَنْهُ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَکَمِیُّ الْحَاکِمُ قَالَ:

خَرَجَ عَلَیْنَا رَجُلاَنِ مِنَ الرَّیِّ بِرِسَالَهِ بَعْضِ السَّلاَطِینِ بِهَا إِلَی الْأَمِیرِ نَصْرِ بْنِ أَحْمَدَ بِبُخَارَا وَ کَانَ أَحَدُهُمَا مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ وَ الْآخَرُ مِنْ أَهْلِ قُمَّ،وَ کَانَ الْقُمِّیُّ عَلَی الْمَذْهَبِ الَّذِی کَانَ قَدِیماً فِی النَّصْبِ،وَ کَانَ الرَّازِیُّ مُتَشَیِّعاً،فَلَمَّا بَلَغَا نَیْسَابُورَ قَالَ الرَّازِیُّ لِلْقُمِّیِّ:اَلاِبْتِدَاءُ بِزِیَارَهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ نَتَوَجَّهُ إِلَی بُخَارَا فَقَالَ الْقُمِّیُّ:قَدْ بَعَثَنَا سُلْطَانُنَا بِرِسَالَهٍ إِلَی الْحَضْرَهِ بِبُخَارَا،فَلاَ یَجُوزُ لَنَا أَنْ نَشْتَغِلَ بِغَیْرِهَا حَتَّی نَفْرُغَ مِنْهَا، فَقَصَدَا بُخَارَا وَ أَدَّیَا الرِّسَالَهَ وَ رَجَعَا حَتَّی حَاذَیَا طُوسَ فَقَالَ الرَّازِیُّ لِلْقُمِّیِّ:أَ لاَ تَزُورُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟فَقَالَ خَرَجْتُ مِنَ الرَّیِّ مُرْجِئاً لاَ أَرْجِعُ إِلَیْهَا رَافِضِیّاً!قَالَ:فَسَلَّمَ الرَّازِیُّ أَمْتِعَتَهُ وَ دَوَابَّهُ إِلَیْهِ وَ رَکِبَ حِمَاراً وَ قَصَدَ مَشْهَدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِخُدَّامِ الْمَشْهَدِ أَخْلُوا لِی الْمَشْهَدَ هَذِهِ اللَّیْلَهَ وَ ادْفَعُوا إِلَیَّ مِفْتَاحَهُ فَفَعَلُوا ذَلِکَ قَالَ:فَدَخَلْتُ الْمَشْهَدَ وَ غَلَّقْتُ الْبَابَ وَ زُرْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،ثُمَّ قُمْتُ عِنْدَ رَأْسِهِ وَ صَلَّیْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ ابْتَدَأْتُ فِی قِرَاءَهِ الْقُرْآنِ مِنْ أَوَّلِهِ قَالَ:فَکُنْتُ أَسْمَعُ صَوْتاً بِالْقُرْآنِ کَمَا أَقْرَأُ،فَقَطَعْتُ صَلاَتِی وَ دُرْتُ الْمَشْهَدَ کُلَّهُ وَ طَلَبْتُ نَوَاحِیَهُ فَلَمْ أَرَ أَحَداً فَعُدْتُ إِلَی مَکَانِی وَ أَخَذْتُ فِی الْقُرْآنِ فَکُنْتُ أَسْمَعُ الصَّوْتَ کَمَا أَقْرَأُ لاَ یَنْقَطِعُ فَسَکَتُّ هُنَیْئَهً وَ أَصْغَیْتُ بِأُذُنِی فَإِذَا الصَّوْتُ مِنَ الْقَبْرِ فَکُنْتُ أَسْمَعُ مِثْلَ مَا أَقْرَأُ حَتَّی بَلَغْتُ بِهِ آخِرَ سُورَهِ مَرْیَمَ،فَقَرَأْتُ:

ص:348


1- (1) عیون الأخبار:ج 313/1،ح 4.
2- (2) عیون الأخبار:ج 314/1،ح 5.

یَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِینَ إِلَی الرَّحْمنِ وَفْداً وَ نَسُوقُ الْمُجْرِمِینَ إِلی جَهَنَّمَ وِرْداً فَسَمِعْتُ الصَّوْتَ مِنَ الْقَبْرِ«یَوْمَ یُحْشَرُ الْمُتَّقُونَ إِلَی الرَّحْمَنِ وَفْداً وَ یُسَاقُ الْمُجْرِمُونَ إِلَی جَهَنَّمَ وِرْداً»حَتَّی خَتَمْتُ الْقُرْآنَ وَ خَتَمَ،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ رَجَعْتُ إِلَی نُوقَانَ،فَسَأَلْتُ مَنْ بِهَا مِنَ الْمُقْرِئِینَ عَنْ هَذِهِ الْآیَهِ؟فَقَالُوا:هَذَا فِی اللَّفْظِ وَ الْمَعْنَی یَسْتَقِیمُ لَکِنَّا لاَ نَعْرِفُهُ فِی قِرَاءَهِ أَحَدٍ،قَالَ:فَرَجَعْتُ إِلَی نَیْسَابُورَ فَسَأَلْتُ مَنْ بِهَا مِنَ الْمُقْرِئِینَ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَهِ فَلَمْ یَعْرِفْهَا أَحَدٌ مِنْهُمْ حَتَّی رَجَعْتُ إِلَی الرَّیِّ فَسَأَلْتُ بَعْضَ الْمُقْرِئِینَ،فَقُلْتُ:مَنْ قَرَأَ «یَوْمَ یُحْشَرُ الْمُتَّقُونَ إِلَی الرَّحْمَنِ وَفْداً وَ یُسَاقُ الْمُجْرِمُونَ إِلَی جَهَنَّمَ وِرْداً»؟فَقَالُوا:

(فَقَالَ ظ)مِنْ أَیْنَ جِئْتَ بِهَا؟فَقُلْتُ:وَقَعَ لِی احْتِیَاجٌ إِلَی مَعْرِفَتِهَا فِی أَمْرٍ حَدَثَ، فَقَالَ:هَذِهِ قِرَاءَهُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ مِنْ رِوَایَهِ أَهْلِ الْبَیْتِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ ثُمَّ اسْتَحْکَانِی السَّبَبَ الَّذِی مِنْ أَجْلِهِ سَأَلْتُ عَنْ هَذِهِ الْقِرَاءَهِ؟فَقَصَصْتُ عَلَیْهِ الْقِصَّهَ وَ صَحَّتْ لِی الْقِرَاءَهُ (1).

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْحَافِظِ عَبْدِ الْعَزِیزِ بْنِ الْأَخْضَرِ الْجَنَابِذِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ الرَّازِیِّ نَحْوَهُ .

110-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْمُعَاذِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْهَرَوِیُّ قَالَ: حَضَرَ الْمَشْهَدَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَلْخٍ وَ مَعَهُ مَمْلُوکٌ لَهُ فَزَارَ هُوَ وَ مَمْلُوکُهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَامَ الرَّجُلُ عِنْدَ رَأْسِهِ یُصَلِّی وَ مَمْلُوکُهُ عِنْدَ رِجْلَیْهِ،فَلَمَّا فَرَغَا مِنْ صَلاَتِهِمَا سَجَدا فَأَطَالاَ سُجُودَهُمَا فَرَفَعَ الرَّجُلُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ قَبْلَ الْمَمْلُوکِ،وَ دَعَا بِالْمَمْلُوکِ،فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ وَ قَالَ:لَبَّیْکَ یَا مَوْلاَیَ فَقَالَ:تُرِیدُ الْحُرِّیَّهَ؟قَالَ:

نَعَمْ فَقَالَ:أَنْتَ حُرٌّ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَمْلُوکَتِی فُلاَنَهُ بِبَلْخٍ حُرَّهٌ لِوَجْهِ اللَّهِ تَعَالَی،وَ قَدْ زَوَّجْتُهَا بِکَ بِکَذَا وَ کَذَا مِنَ الصَّدَاقِ،وَ ضَمِنْتُ لَهَا ذَلِکَ عَنْکَ،وَ ضَیْعَتِی الْفُلاَنِیَّهُ وَقْفٌ عَلَیْکُمَا،وَ عَلَی أَوْلاَدِکُمَا وَ عَلَی أَوْلاَدِ أَوْلاَدِکُمَا مَا تَنَاسَلُوا بِشَهَادَهِ هَذَا الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، فَبَکَی الْغُلاَمُ وَ حَلَفَ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بِالْإِمَامِ مَا کَانَ یَسْأَلُ فِی سُجُودِهِ إِلاَّ هَذِهِ الْحَاجَهَ بِعَیْنِهَا وَ قَدْ تَعَرَّفْتُ الْإِجَابَهَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِهَذِهِ السُّرْعَهِ (2).

111-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو عَلِیٍّ الْمُعَاذِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو النَّصْرِ الْمُؤَذِّنُ النَّیْسَابُورِیُّ قَالَ: أَصَابَتْنِی عِلَّهٌ شَدِیدَهٌ ثَقُلَ مِنْهَا لِسَانِی فَلَمْ أَقْدِرْ عَلَی الْکَلاَمِ فَخَطَرَ بِبَالِی أَنْ أَزُورَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَدْعُوَ اللَّهَ عِنْدَهُ وَ أَجْعَلَهُ شَفِیعِی إِلَیْهِ حَتَّی یُعَافِیَنِی مِنْ عِلَّتِی وَ یُطْلِقَ لِسَانِی،فَرَکِبْتُ حِمَاراً وَ قَصَدْتُ الْمَشْهَدَ وَ زُرْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قُمْتُ عِنْدَ

ص:349


1- (1) عیون الأخبار:ج 314/1،ح 6.
2- (2) عیون الأخبار:ج 315/1،ح 7.

رَأْسِهِ وَ صَلَّیْتُ رَکْعَتَیْنِ وَ سَجَدْتُ،وَ کُنْتُ فِی الدُّعَاءِ وَ التَّضَرُّعِ مُسْتَشْفِعاً بِصَاحِبِ هَذَا الْقَبْرِ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُعَافِیَنِی مِنْ عِلَّتِی،وَ یَحُلَّ عُقْدَهَ لِسَانِی فَذَهَبَ بِی النَّوْمُ فِی سُجُودِی،فَرَأَیْتُ فِی الْمَنَامِ کَأَنَّ الْقَبْرَ قَدْ انْفَرَجَ وَ خَرَجَ مِنْهُ رَجُلٌ کَهْلٌ آدَمُ شَدِیدُ الْأُدْمَهِ،فَدَنَا مِنِّی وَ قَالَ:یَا أَبَا النَّصْرِ قُلْ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،قَالَ:فَأَوْمَأْتُ إِلَیْهِ کَیْفَ أَقُولُ ذَلِکَ وَ لِسَانِی مُنْعَقِدٌ؟قَالَ:فَصَاحَ بِی صَیْحَهً وَ قَالَ:تُنْکِرُ لِلَّهِ قُدْرَهً؟قُلْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،قَالَ:فَانْطَلَقَ لِسَانِی فَقُلْتُ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ رَجَعْتُ إِلَی مَنْزِلِی رَاجِلاً وَ کُنْتُ أَقُولُ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ انْطَلَقَ لِسَانِی وَ لَمْ یَنْعَقِدْ بَعْدَ ذَلِکَ (1).

112-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْمُعَاذِیُّ قَالَ:سَمِعْتُ أَبَا النَّصْرِ الْمُؤَذِّنِ یَقُولُ: امْتَلَأَ السَّیْلُ یَوْماً بِسَنَابَاذَ،وَ کَانَ الْوَادِی أَعْلَی مِنَ الْمَشْهَدِ[فَأَقْبَلَ السَّیْلُ حَتَّی إِذَا قَرُبَ مِنْ الْمَشْهَدِ خِفْنَا عَلَی الْمَشْهَدِ مِنْهُ]فَارْتَفَعَ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ قُدْرَتِهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ وَقَعَ فِی قَنَاهٍ أَعْلَی مِنَ الْوَادِی وَ لَمْ یَسْقُطْ فِی الْمَشْهَدِ مِنْهُ شَیْ ءٌ (2).

113-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ السَّلِیطِیُّ النَّیْسَابُورِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الشَّیْبَانِیُّ النَّیْسَابُورِیُّ قَالَ: کُنْتُ فِی خِدْمَهِ الْأَمِیرِ نَصْرِ بْنِ أَبِی عَلِیٍّ الصَّغَانِیِّ صَاحِبِ الْجَیْشِ وَ کَانَ مُحْسِناً إِلَیَّ صَحِبْتُهُ إِلَی صَغَانِیَانَ،وَ کَانَ أَصْحَابُهُ یَحْسُدُونَنِی عَلَی مَیْلِهِ إِلَیَّ وَ إِکْرَامِهِ لِی،فَسَلَّمَ إِلَیَّ فِی بَعْضِ الْأَوْقَاتِ کِیساً فِیهِ ثَلاَثَهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ،وَ خَتَمَهُ وَ أَمَرَنِی أَنْ أُسْلِمَهُ فِی خِزَانَتِهِ،فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ،وَ جَلَسْتُ فِی الْمَکَانِ الَّذِی یَجْلِسُ فِیهِ الْحُجَّابُ،وَ وَضَعْتُ الْکِیسَ عِنْدِی وَ جَعَلْتُ أُحَدِّثُ النَّاسَ فِی شُغُلٍ لِی،فَسُرِقَ ذَلِکَ الْکِیسُ وَ لَمْ أَشْعُرْ بِهِ،وَ کَانَ لِلْأَمِیرِ أَبِی النَّصْرِ غُلاَمٌ یُقَالُ لَهُ خَطْلَخْ تَاشْ وَ کَانَ حَاضِراً،فَلَمَّا نَظَرْتُ لَمْ أَرَ الْکِیسَ،فَأَنْکَرَ جَمِیعُهُمْ أَنْ یَعْرِفَ لَهُ خَبَراً وَ قَالُوا لِی:مَا وَضَعْتَ هَاهُنَا شَیْئاً فَلَمَّا سَمِعْتُ هَذَا الاِفْتِعَالَ وَ کُنْتُ عَارِفاً بِحَسَدِهِمْ لِی،فَکَرِهْتُ تَعْرِیفَ أَبِی النَّصْرِ الصَّغَانِیِّ ذَلِکَ خَشْیَهَ أَنْ یَتَّهِمَنِی،وَ بَقِیتُ مُتَحَیِّراً مُتَفَکِّراً لاَ أَدْرِی مَنْ أَخَذَ الْکِیسَ،وَ کَانَ أَبِی إِذَا وَقَعَ لَهُ أَمْرٌ یَحْزُنُهُ فَزِعَ إِلَی مَشْهَدِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَزَارَهُ وَ دَعَا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَهُ وَ کَانَ یُکْفَی ذَلِکَ وَ یُفَرِّجُ اللَّهُ عَنْهُ،فَدَخَلْتُ إِلَی الْأَمِیرِ أَبِی النَّصْرِ مِنَ الْغَدِ،فَقُلْتُ لَهُ:أَیُّهَا الْأَمِیرُ تَأْذَنُ لِی فِی الْخُرُوجِ إِلَی طُوسَ فَلِی بِهَا شُغُلٌ؟فَقَالَ لِی:وَ مَا هُوَ؟قُلْتُ:لِی غُلاَمٌ طُوسِیُّ فَهَرَبَ مِنِّی وَ قَدْ فَقَدْتُ الْکِیسَ،وَ أَنَا أَتَّهِمُهُ بِهِ،فَقَالَ لِیَ:اُنْظُرْ أَنْ لاَ تُفْسِدَ حَالَکَ عِنْدَنَا،فَقُلْتُ:أَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ ذَلِکَ،فَقَالَ:وَ مَنْ یَضْمَنُ لِی الْکِیسَ إِنْ تَأَخَّرْتَ؟

ص:350


1- (1) عیون الأخبار:ج 315/1،ح 8.
2- (2) عیون الأخبار:ج 316/1،ح 9.

فَقُلْتُ:إِنْ لَمْ أَعُدْ بَعْدَ أَرْبَعِینَ یَوْماً فَمَنْزِلی وَ مِلْکِی بَیْنَ یَدَیْکَ،اُکْتُبْ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْخُزَاعِیِّ بِالْقَبْضِ عَلَی جَمِیعِ أَسْبَابِی بِطُوسَ.

فَأَذِنَ لِی وَ کُنْتُ أَکْتَرِی مِنْ مَنْزِلٍ إِلَی مَنْزِلٍ حَتَّی وَافَیْتُ الْمَشْهَدَ عَلَی سَاکِنِهِ السَّلاَمُ،فَزُرْتُ وَ دَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ رَأْسِ الْقَبْرِ أَنْ یُطْلِعَنِی عَلَی مَوْضِعِ الْکِیسِ، فَذَهَبَ بِی النَّوْمُ هُنَاکَ،فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی الْمَنَامِ یَقُولُ لِی:قُمْ قَدْ قَضَی اللَّهُ حَاجَتَکَ،فَقُمْتُ وَ جَدَّدْتُ الْوُضُوءَ وَ صَلَّیْتُ مَا شَاءَ اللَّهُ وَ دَعَوْتُ،فَذَهَبَ بِی النَّوْمُ فَرَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی الْمَنَامِ فَقَالَ لِی:اَلْکِیسُ سَرَقَهُ خَطْلَخْ تَاشْ،وَ دَفَنَهُ تَحْتَ الْکَانُونِ فِی بَیْتِهِ وَ هُوَ هُنَاکَ بِخَتْمِ أَبِی النَّصْرِ الصَّغَانِیِّ.

قَالَ:فَانْصَرَفْتُ إِلَی الْأَمِیرِ الصَّغَانِیِّ قَبْلَ الْمِیعَادِ بِثَلاَثَهِ أَیَّامٍ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قُلْتُ لَهُ:قَدْ قُضِیَتْ حَاجَتِی،فَقَالَ:لِلَّهِ الْحَمْدُ فَخَرَجْتُ فَغَیَّرْتُ ثِیَابِی وَ عُدْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ لِی:أَیْنَ الْکِیسُ فَقُلْتُ لَهُ:اَلْکِیسُ مَعَ خَطْلَخْ تَاشْ فَقَالَ:مِنْ أَیْنَ عَلِمْتَ؟ قُلْتُ:أَخْبَرَنِی بِهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی مَنَامِی عِنْدَ قَبْرِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:فَاقْشَعَرَّ بَدَنُهُ لِذَلِکَ وَ أَمَرَ بِإِحْضَارِ خَطْلَخْ تَاشْ،فَقَالَ لَهُ:أَیْنَ الْکِیسُ الَّذِی أَخَذْتَهُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ؟فَأَنْکَرَ وَ کَانَ مِنْ أَعَزِّ غِلْمَانِهِ فَأَمَرَ أَنْ یُهَدَّدَ بِالضَّرْبِ فَقُلْتُ:أَیُّهَا الْأَمِیرُ لاَ تَأْمُرْ بِضَرْبِهِ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَدْ أَخْبَرَنِی بِالْمَوْضِعِ الَّذِی وَضَعَهُ فِیهِ،فَقَالَ:وَ أَیْنَ هُوَ؟ قُلْتُ:فِی بَیْتِهِ مَدْفُونٌ تَحْتَ الْکَانُونِ بِخَتْمِ الْأَمِیرِ،فَبَعَثَ إِلَی مَنْزِلِهِ بِثِقَهٍ وَ أَمَرَهُ أَنْ یَحْفِرَ مَوْضِعَ الْکَانُونِ فَتَوَجَّهَ إِلَی مَنْزِلِهِ وَ حَفَرَ وَ أَخْرَجَ الْکِیسَ مَخْتُوماً،فَوَضَعَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَلَمَّا نَظَرَ الْأَمِیرُ إِلَی الْکِیسِ وَ خَتْمِهِ عَلَیْهِ قَالَ لِی:یَا أَبَا النَّصْرِ لَمْ أَکُنْ عَرَفْتُ فَضْلَکَ قَبْلَ هَذَا الْوَقْتِ وَ سَأَزِیدُ فِی بِرِّکَ وَ إِکْرَامِکَ وَ تَقْدِیمِکَ،وَ لَوْ عَرَّفْتَنِی أَنَّکَ تُرِیدُ قَصْدَ الْمَشْهَدِ لَحَمَلْتُکَ عَلَی دَابَّهٍ مِنْ دَوَابِّیَ قَالَ أَبُو النَّصْرِ:فَخَشِیتُ مِنْ أُولَئِکَ الْأَتْرَاکِ أَنْ یَحْقِدُوا عَلَیَّ عَلَی مَا جَرَی فَیُوقِعُونِی فِی بَلِیَّهٍ،فَاسْتَأْذَنْتُ الْأَمِیرَ وَ جِئْتُ إِلَی نَیْسَابُورَ وَ جَلَسْتُ فِی الْحَانُوتِ أَبِیعُ التِّینَ إِلَی وَقْتِی هَذَا وَ لاَ قُوَّهَ إِلاَّ بِاللَّهِ (1).

114-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ السَّلِیطِیُّ(ره) قَالَ:سَمِعْتُ الْحَاکِمَ الرَّازِیَّ صَاحِبَ أَبِی جَعْفَرٍ الْعُتْبِیِّ یَقُولُ: بَعَثَنِی أَبُو جَعْفَرٍ الْعُتْبِیُّ إِلَی أَبِی مَنْصُورِ بْنِ عَبْدِ الرَّزَّاقِ،فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ الْخَمِیسِ اسْتَأْذَنْتُهُ فِی زِیَارَهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ اسْمَعْ مِنِّی مَا أُحَدِّثُکَ بِهِ فِی أَمْرِ هَذَا الْمَشْهَدِ:کُنْتُ فِی أَیَّامِ شَبَابِی

ص:351


1- (1) عیون الأخبار:ج 316/1،ح 10.

أَتَعَصَّبُ عَلَی أَهْلِ هَذَا الْمَشْهَدِ وَ أَتَعَرَّضُ لِزُوَّارِهِ فِی الطَّرِیقِ،وَ أَسْلُبُ ثِیَابَهُمْ وَ نَفَقَاتِهِمْ وَ مُرَقَّعَاتِهِمْ،فَخَرَجْتُ مُتَصَیِّداً ذَاتَ یَوْمٍ فَأَرْسَلْتُ فَهْداً عَلَی غَزَالٍ فَمَا زَالَ یَتْبَعُهُ الْفَهْدُ حَتَّی أَلْجَأَهُ إِلَی حَائِطِ الْمَشْهَدِ،فَوَقَفَ الْغَزَالُ وَ وَقَفَ الْفَهْدُ مُقَابِلَهُ لاَ یَدْنُو مِنْهُ، فَجَهَدْنَا کُلَّ الْجَهْدِ بِالْفَهْدِ أَنْ یَدْنُوَ مِنْهُ،فَلَمْ یَنْبَعِثْ وَ کَانَ مَتَی فَارَقَ الْغَزَالُ مَوْضِعَهُ یَتْبَعُهُ الْفَهْدُ فَإِذَا الْتَجَأَ إِلَی الْحَائِطِ وَقَفَ فَدَخَلَ الْغَزَالُ جُحْراً فِی حَائِطِ الْمَشْهَدِ فَدَخَلْتُ الرِّبَاطَ فَقُلْتُ لِأَبِی النَّصْرَ الْمُقْرِی أَیْنَ الْغَزَالُ الَّذِی دَخَلَ هَاهُنَا الْآنَ؟فَقَالَ:لَمْ أَرَهُ فَدَخَلْتُ الْمَکَانَ الَّذِی دَخَلَهُ فَرَأَیْتُ بَعْرَ الْغَزَالِ وَ أَثَرَ الْبَوْلِ وَ لَمْ أَرَ الْغَزَالَ وَ فَقَدْتُهُ، فَنَذَرْتُ لِلَّهِ تَعَالَی أَنْ لاَ أُؤْذِیَ الزَّوَّارَ بَعْدَ ذَلِکَ وَ لاَ أَتَعَرَّضَ لَهُمْ إِلاَّ بِسَبِیلِ الْخَیْرِ، وَ کُنْتُ مَتَی دَهَمَنِی أَمْرٌ فَزِعْتُ إِلَی الْمَشْهَدِ فَزُرْتُهُ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی فِی حَاجَتِی فَیَقْضِیهَا لِی،وَ لَقَدْ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً ذَکَراً فَرُزِقْتُ وَلَداً حَتَّی إِذَا بَلَغَ وَ قُتِلَ عُدْتُ إِلَی مَکَانِی مِنَ الْمَشْهَدِ،وَ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَرْزُقَنِی وَلَداً ذَکَراً فَرَزَقَنِی ابْناً آخَرَ وَ لَمْ أَزَلْ أَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَی هُنَاکَ حَاجَهً إِلاَّ قَضَاهَا لِی،فَهَذَا مَا ظَهَرَ لِی مِنْ بَرَکَهِ هَذَا الْمَشْهَدِ عَلَی سَاکِنِهِ الصَّلاَهُ وَ السَّلاَمُ (1).

115-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ السَّلِیطِیُّ قَالَ:

حَدَّثَنَا أَبُو الطَّیِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْفَضْلِ السَّلِیطِیُّ قَالَ: خَرَجَ حَمَّوَیْهِ صَاحِبُ جَیْشِ خُرَاسَانَ ذَاتَ یَوْمٍ بِنَیْسَابُورَ عَلَی مَیْدَانِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ لِیَنْظُرَ إِلَی مَنْ کَانَ مَعَهُ مِنْ الْقُوَّادِ بِبَابِ عَقِیلٍ وَ کَانَ قَدْ أَمَرَ أَنْ یُبْنَی وَ یُجْعَلَ بِیمَارِسْتَانَ،فَمَرَّ بِهِ رَجُلٌ فَقَالَ الْغُلاَمُ لَهُ:اِتَّبِعْ هَذَا الرَّجُلَ وَ رُدَّهُ إِلَی الدَّارِ حَتَّی أَعُودَ،فَلَمَّا عَادَ الْأَمِیرُ حَمَّوَیْهِ إِلَی الدَّارِ أَجْلَسَ مَنْ کَانَ مَعَهُ مِنَ الْقُوَّادِ عَلَی الطَّعَامِ،فَلَمَّا جَلَسُوا عَلَی الْمَائِدَهِ قَالَ لِلْغُلاَمِ:أَیْنَ الرَّجُلُ؟قَالَ:هُوَ عَلَی الْبَابِ قَالَ:أَدْخِلْهُ فَلَمَّا أَدْخَلَهُ أَمَرَ أَنْ یَصُبَّ عَلَی یَدِهِ الْمَاءَ، وَ أَنْ یَجْلِسَ عَلَی الْمَائِدَهِ فَلَمَّا فَرَغَ قَالَ لَهُ:مَعَکَ حِمَارٌ؟قَالَ:لاَ فَأَمَرَ لَهُ بِحِمَارٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ:مَعَکَ دَرَاهِمُ لِلنَّفَقَهِ؟قَالَ:لاَ فَأَمَرَ لَهُ بِأَلْفِ دِرْهَمٍ وَ بِزَوْجِ جَوَالِقَ خُوْزِیَّهٍ وَ بِسُفْرَهٍ وَ بِآلاَتٍ ذَکَرَهَا،فَأُتِیَ بِجَمِیعِ ذَلِکَ ثُمَّ الْتَفَتَ حَمَّوَیْهِ إِلَی الْقُوَّادِ فَقَالَ لَهُمْ:

أَ تَدْرُونَ مَا هَذَا؟قَالُوا:لاَ قَالَ:اِعْلَمُوا أَنِّی کُنْتُ فِی شَبَابِی زُرْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ عَلَیَّ أَطْمَارٌ رَثَّهٌ،وَ رَأَیْتُ هَذَا الرَّجُلَ هُنَاکَ،وَ کُنْتُ أَدْعُو اللَّهَ عِنْدَ الْقَبْرِ أَنْ یَرْزُقَنِی وَلاَیَهَ خُرَاسَانَ،وَ سَمِعْتُ هَذَا الرَّجُلَ یَدْعُو اللَّهَ تَعَالَی وَ یَسْأَلُهُ مَا أَمَرْتُ لَهُ بِهِ،فَرَأَیْتُ حُسْنَ إِجَابَهِ اللَّهِ لِی فِیمَا دَعْوَتُهُ فِیهِ،بِبَرَکَهِ ذَلِکَ الْمَشْهَدِ،فَأَحْبَبْتُ أَنْ أُرِیَ حُسْنَ إِجَابَهِ اللَّهِ

ص:352


1- (1) عیون الأخبار:ج 318/1،ح 11.

تَعَالَی لِهَذَا الرَّجُلِ عَلَی یَدَیَّ،لَکِنْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ قِصَاصٌ فِی شَیْ ءٍ،قَالُوا:وَ مَا هُوَ؟ قَالَ:إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ لَمَّا رَآنِی وَ رَأَی عَلَیَّ تِلْکَ الْأَطْمَارَ الرَّثَّهِ وَ سَمِعَ طَلَبِی لِشَیْ ءٍ عَظِیمٍ فَصَغُرَ عِنْدَهُ مَحَلِّی فِی الْوَقْتِ وَ رَکَلَنِی بِرِجْلِهِ وَ قَالَ لِی:مِثْلُکَ بِهَذَا الْحَالِ یَطْمَعُ فِی وَلاَیَهِ خُرَاسَانَ وَ قَوَدَ الْجَیْشِ؟فَقَالَ الْقُوَّادُ:أَیُّهَا الْأَمِیرُ اعْفُ عَنْهُ وَ اجْعَلْهُ فِی حِلٍّ حَتَّی تَکُونَ قَدْ أَکْمَلْتَ الصَّنِیعَهَ إِلَیْهِ!قَالَ:قَدْ فَعَلْتُ،وَ کَانَ حَمَّوَیْهِ بَعْدَ ذَلِکَ یَزُورُ هَذَا الْمَشْهَدَ وَ زَوَّجَ ابْنَتَهُ مِنْ زَیْدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زَیْدٍ الْعَلَوِیِّ بَعْدَ قَتْلِ أَبِیهِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ بِجُرْجَانَ،وَ حَوَّلَهُ إِلَی قِصَرِهِ وَ سَلَّمَ إِلَیْهِ مَا سَلَّمَ مِنَ النِّعْمَهِ وَ کُلُّ ذَلِکَ لَمَّا کَانَ یَعْرِفُهُ مِنْ بَرَکَهُ هَذَا الْمَشْهَدِ.

وَ لَمَّا خَرَجَ أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادٍ الْعَلَوِیُّ(ره)وَ بَایَعَ لَهُ عِشْرُونَ أَلْفَ رَجُلٍ بِنَیْسَابُورَ،أَخَذَهُ الْخَلِیفَهُ وَ أَنْفَذَهُ إِلَی بُخَارَا،فَدَخَلَ حَمَّوَیْهِ وَ رَفَعَ قَیْدَهُ وَ قَالَ لِأَمِیرِ خُرَاسَانَ هَؤُلاَءِ أَوْلاَدُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ هُمْ جِیَاعٌ فَیَجِبُ أَنْ تَکْفِیَهُمْ حَتَّی لاَ یَخْرُجُوا إِلَی طَلَبِ مَعَاشٍ،فَأَخْرَجَ لَهُ رَسْماً فِی کُلِّ شَهْرٍ،وَ أَطْلَقَ عَنْهُ وَ رَدَّهُ إِلَی نَیْسَابُورَ،فَصَارَ ذَلِکَ سَبَباً لِمَا جُعِلَ لِأَهْلِ الشَّرَفِ بِبُخَارَا مِنَ الرَّسْمِ،وَ ذَلِکَ بِبَرَکَهِ هَذَا الْمَشْهَدِ عَلَی سَاکِنِهِ السَّلاَمُ (1).

116-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْحَاکِمُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ عَامِرٍ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ البیرودی الْحَاکِمُ بمروالرود وَ کَانَ مِنْ أَصْحَابِ الْحَدِیثَ یَقُولُ: حَضَرْتُ مَشْهَدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِطُوسَ،فَرَأَیْتُ رَجُلاً تُرْکِیّاً قَدْ دَخَلَ الْقُبَّهَ وَ وَقَفَ عِنْدَ الرَّأْسِ یَبْکِی وَ یَدْعُو بِالتُّرْکِیَّهِ،وَ یَقُولُ:یَا رَبِّ إِنْ کَانَ ابْنِی حَیّاً فَاجْمَعْ بَیْنِی وَ بَیْنَهُ وَ إِنْ کَانَ مَیِّتاً فَاجْعَلْنِی مِنْ خَبَرِهِ عَلَی عِلْمٍ وَ مَعْرِفَهٍ!قَالَ:وَ کُنْتُ أَعْرِفُ اللُّغَهَ التُّرْکِیَّهَ فَقُلْتُ لَهُ:أَیُّهَا الرَّجُلُ مَا لَکَ؟فَقَالَ:کَانَ لِیَ ابْنٌ وَ کَانَ مَعِی فِی حَرْبِ إِسْحَاقَ آبَادَ،فَفَقَدْتُهُ وَ لاَ أَعْرِفُ خَبَرُهُ وَ لَهُ أُمٌّ تُدِیمُ الْبُکَاءَ فَأَنَا أَدْعُو اللَّهَ تَعَالَی هَاهُنَا لِأَنِّی سَمِعْتُ أَنَّ الدُّعَاءِ فِی هَذَا الْمَشْهَدِ مُسْتَجَابٌ.

قَالَ:فَرَحِمْتُهُ وَ أَخَذْتُهُ بِیَدِی وَ أَخْرَجْتُهُ لِأُضِیفَهُ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ،فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ الْمَسْجِدِ لَقِینَا رَجُلاً طَوِیلاً مَخِیطاً عَلَیْهِ مُرْقَعَهٌ،فَلَمَّا بَصُرَ بِذَلِکَ التُّرْکِیِّ وَثَبَ إِلَیْهِ وَ عَانَقَهُ وَ بَکَی،وَ عَرَفَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا صَاحِبَهُ،فَإِذَا هُوَ ابْنُهُ الَّذِی کَانَ یَدْعُو اللَّهَ تَعَالَی أَنْ یَجْمَعَ بَیْنَهُ وَ بَیْنَهُ،وَ یَجْعَلَهُ مِنْ خَبَرِهِ عَلَی عِلْمٍ عِنْدَ قَبْرِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:

ص:353


1- (1) عیون الأخبار:ج 319/1،ح 12.

فَسَأَلْتُهُ کَیْفَ وَقَعْتَ إِلَی هَذَا الْمَوْضِعِ؟قَالَ:وَقَعْتُ إِلَی طَبَرِسْتَانَ بَعْدَ حَرْبِ إِسْحَاقَ آبَادَ،وَ رَبَّانِی دَیْلَمِیٌّ هُنَاکَ،فَالْآنَ لَمَّا کَبِرْتُ خَرَجْتُ فِی طَلَبِ أَبِی وَ أُمِّی،وَ قَدْ کَانَ خَفِیَ عَلَیَّ خَبَرُهُمَا وَ کُنْتُ مَعَ قَوْمٍ أَخَذُوا الطَّرِیقَ إِلَی هَاهُنَا،فَجِئْتُ مَعَهُمْ،فَقَالَ ذَلِکَ التُّرْکِیُّ:قَدْ ظَهَرَ لِی مِنْ أَمْرِ هَذَا الْمَشْهَدِ مَا صَحَّ لِی بِهِ یَقِینِی،وَ قَدْ آلَیْتُ عَلَی نَفْسِی أَنْ لاَ أُفَارِقَ هَذَا الْمَشْهَدَ مَا بَقِیتُ (1).

أقول:هذه الکرامات التی أوردها ابن بابویه فی هذا الباب مؤیده للمعجزات السابقه و الآتیه کما لا یخفی،و لیست مستقله بالإعجاز،و قد أوردتها للتأیید،علی أن المعجزات غنیه عن المؤیدات لتجاوزها حدّ التواتر.

الفصل الرابع

117-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ قَالَ:

رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ یَحْیَی بْنِ أَبِی الْبِلاَدِ قَالَ:قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: مَا فَعَلَ الشَّقِیُّ حَمْزَهُ بْنُ بَزِیعٍ؟قُلْتُ:هُوَ ذَا قَدْ قَدِمَ فَقَالَ:یَزْعُمُ أَنْ أَبِی هُوَ حَیٌّ هُمْ الْیَوْمَ شُکَّاکٌ وَ لاَ یَمُوتُونَ غَداً إِلاَّ عَلَی الزَّنْدَقَهِ!قَالَ صَفْوَانُ:فَقُلْتُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَ نَفْسِی:

هَذَا شُکَّاکٌ قَدْ عَرَفْتُهُمْ فَکَیْفَ یَمُوتُونَ عَلَی الزَّنْدَقَهِ؟فَمَا لَبِثَ إِلاَّ قَلِیلاً حَتَّی بَلَغَنَا عَنْ وَاحِدٍ مِنْهُمْ أَنَّهُ قَالَ عِنْدَ مَوْتِهِ:هُوَ کَافِرٌ بِرَبٍّ أَمَاتَهُ قَالَ صَفْوَانُ:فَقُلْتُ:هَذَا تَصْدِیقُ الْحَدِیثِ (2).

118-وَ قَالَ:رَوَی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ: وَ هُوَ مِنْ آلِ مِهْرَانَ وَ کَانُوا یَقُولُونَ بِالْوَقْفِ وَ کَانَ عَلَی رَأْیِهِمْ وَ کَاتَبَ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ تَعَنَّتَهُ فِی الْمَسَائِلِ فَقَالَ:کَتَبْتُ إِلَیْهِ کِتَاباً وَ أَضْمَرْتُ فِی نَفْسِی أَنِّی مَتَی دَخَلْتُ عَلَیْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ ثَلاَثِ مَسَائِلَ مِنَ الْقُرْآنِ،وَ هِیَ قَوْلُهُ تَعَالَی: أَ فَأَنْتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ أَوْ تَهْدِی الْعُمْیَ وَ قَوْلَهُ تَعَالَی فَمَنْ یُرِدِ اللّهُ أَنْ یَهْدِیَهُ یَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلامِ وَ قَوْلَهُ: إِنَّکَ لا تَهْدِی مَنْ أَحْبَبْتَ وَ لکِنَّ اللّهَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ قَالَ أَحْمَدُ:فَأَجَابَنِی عَنْ کِتَابِی وَ کَتَبَ فِی آخِرِهِ الْآیَاتِ الَّتِی أَضْمَرْتُهَا فِی نَفْسِی أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا وَ لَمْ أَذْکُرْهَا فِی کِتَابِی إِلَیْهِ فَلَمَّا وَصَلَ الْجَوَابُ أُنْسِیتُ مَا کُنْتُ أَضْمَرْتُهُ فَقُلْتُ:أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا مِنْ جَوَابِی؟ثُمَّ ذَکَرْتُ

ص:354


1- (1) عیون الأخبار:ج 320/1،ح 13.
2- (2) الغیبه:69،ح 72.

أَنَّهُ مَا أَضْمَرْتُهُ (1).

119-قَالَ الشَّیْخُ: ظَهَرَ مِنَ الْمُعْجِزَاتِ عَلَی یَدِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ الدَّالَّهِ عَلَی صِحَّهِ إِمَامَتِهِ وَ هِیَ مَذْکُورَهٌ فِی الْکُتُبِ،وَ لِأَجْلِهَا رَجَعَ جَمَاعَهٌ عَنِ الْقَوْلِ بِالْوَقْفِ مِثْلُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَجَّاجِ،وَ رِفَاعَهَ بْنِ مُوسَی،وَ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ،وَ جَمِیلِ بْنِ دَرَّاجٍ وَ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی،وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ،وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ وَ غَیْرِهِمْ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِیٍّ الْوَشَّاءُ کَانَ یَقُولُ بِالْوَقْفِ فَرَجَعَ وَ کَانَ سَبَبُهُ أَنَّهُ قَالَ:

خَرَجْتُ إِلَی خُرَاسَانَ فِی تِجَارَهٍ لِی،فَلَمَّا وَرَدْتُهُ بَعَثَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَطْلُبُ مِنِّی حِبَرَهً،وَ کَانَتْ بَیْنَ ثِیَابِی قَدْ خَفِیَ عَلَیَّ أَمْرُهَا،فَقُلْتُ:مَا مَعِی مِنْهَا شَیْ ءٌ، فَرَدَّ الرَّسُولَ وَ ذَکَرَ عَلاَمَتَهَا أَنَّهَا فِی سَفَطِ کَذَا،فَطَلَبْتُهَا فَکَانَ کَمَا قَالَ،فَبَعَثْتُ بِهَا إِلَیْهِ،ثُمَّ کَتَبْتُ مَسَائِلَ أَسْأَلُهُ عَنْهَا فَلَمَّا وَرَدْتُ بَابَهُ خَرَجَ إِلَیَّ جَوَابُ تِلْکَ الْمَسَائِلِ الَّتِی أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْهَا مِنْ غَیْرِ أَنْ أَظْهَرْتُهَا فَرَجَعَ عَنِ الْقَوْلِ بِالْوَقْفِ إِلَی الْقَطْعِ عَلَی إِمَامَتِهِ (2).

120-قَالَ:وَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ ابْنُ النَّجَاشِیِّ: مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِکُمْ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:اَلْإِمَامُ بَعْدِی ابْنِی،ثُمَّ قَالَ:هَلْ یَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ یَقُولَ:اِبْنِی وَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ (3).

121-قَالَ:وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْأَفْطَسُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الْمَأْمُونِ فَقَرَّبَنِی وَ حَیَّانِی ثُمَّ قَالَ:رَحِمَ اللَّهُ الرِّضَا مَا کَانَ أَعْلَمَهُ!لَقَدْ أَخْبَرَنِی بِعَجَبٍ سَأَلْتُهُ لَیْلَهً وَ قَدْ بَایَعَ لَهُ النَّاسُ فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ أَرَی لَکَ أَنْ تَمْضِیَ إِلَی الْعِرَاقِ وَ أَکُونَ خَلِیفَتَکَ بِخُرَاسَانَ،فَقَالَ:لاَ لَعَمْرِی وَ لَکِنَّهُ مِنْ دُونِ خُرَاسَانَ بِدَرَجَاتٍ،إِنَّ لَنَا هَاهُنَا مَکْثاً وَ لَسْتُ بِبَارِحٍ حَتَّی یَأْتِیَنِی الْمَوْتُ،وَ مِنْهُ الْمَحْشَرُ لاَ مَحَالَهَ،فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ وَ مَا عِلْمُکَ بِذَلِکَ؟فَقَالَ:عِلْمِی بِمَکَانِی کَعِلْمِکَ بِمَکَانِکَ قُلْتُ:وَ أَیْنَ مَکَانِی أَصْلَحَکَ اللَّهُ؟فَقَالَ:لَقَدْ بَعُدَتْ شُقَّهُ بَیْنِی وَ بَیْنِکَ،أَمُوتُ بِالْمَشْرِقِ وَ تَمُوتُ بِالْمَغْرِبِ، فَقُلْتُ:صَدَقْتَ وَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ وَ آلُ مُحَمَّدٍ،فَجَهَدْتُ الْجَهْدَ کُلَّهُ وَ أَطْمَعْتُهُ فِی الْخِلاَفَهِ وَ مَا سِوَاهَا فَمَا أَطْمَعَنِی فِی شَیْ ءٍ (4).

122-قَالَ الشَّیْخُ: وَ قِصَّتُهُ مَعَ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا أَمِیرُ

ص:355


1- (1) الغیبه:72،ح 76.
2- (2) الغیبه:72،ح 77.
3- (3) الغیبه:72،ح 78.
4- (4) الغیبه:73،ح 80.

الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ لَهَا:مَنْ طَبَعَ فِیهَا فَهُوَ إِمَامٌ وَ بَقِیتُ إِلَی أَیَّامِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَطَبَعَ فِیهَا،وَ قَدْ شَهِدْتُ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ وَ طَبَعُوا فِیهَا،وَ کَانَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ آخِرَ مَنْ لَقِیتُهُ،وَ مَاتَتْ بَعْدَ لِقَائِهَا إِیَّاهُ،وَ کَفَّنَهَا فِی قَمِیصِهِ قَالَ:وَ کَذَلِکَ قِصَّتُهُ مَعَ أُمِّ غَانِمٍ الْأَعْرَابِیَّهِ صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ أَیْضاً طَبَعَ فِیهَا أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ،وَ طَبَعَ بَعْدَهُ سَائِرُ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ إِلَی زَمَانِ أَبِی مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ (1).

الفصل الخامس

123-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: بَعَثَ إِلَیَّ بِمُصْحَفٍ فَفَتَحْتُهُ لِأَقْرَأَ فِیهِ،فَلَمَّا نَشَرْتُهُ نَظَرْتُ فِی(لَمْ یَکُنْ)فَإِذَا فِیهَا أَکْثَرُ مِمَّا فِی أَیْدِینَا أَضْعَافُهُ،فَقَدِمْتُ عَلَی قِرَاءَتِهَا،فَلَمْ أَعْرِفُ مِنْهَا شَیْئاً،فَأَخَذْتُ الدَّوَاهَ وَ الْقِرْطَاسَ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَکْتُبَهَا لِأَسْأَلَ عَنْهَا،فَأَتَانِی مُسَافِرٌ قَبْلَ أَنْ أَکْتُبَ مِنْهَا شَیْئاً،مَعَهُ مِنْدِیلٌ وَ خَیْطٌ وَ خَاتَمُهُ،فَقَالَ لِی:مَوْلاَیَ یَأْمُرُکَ أَنْ تَضَعَ الْمُصْحَفَ فِی مِنْدِیلٍ وَ تَخْتِمَهُ وَ تَبْعَثَ إِلَیْهِ بِالْخَاتَمِ قَالَ:فَفَعَلْتُ (2).

124-وَ عَنِ الْهَیْثَمِ النَّهْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفُضَیْلِ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَشْیَاءَ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ السِّلاَحَ فَأَغْفَلْتُهُ فَخَرَجْتُ وَ دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ بْنِ بَشِیرٍ،فَإِذَا غُلاَمُهُ وَ مَعَهُ رُقْعَهٌ وَ فِیهَا:بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَنَا بِمَنْزِلَهِ أَبِی وَ وَارِثُهُ،وَ عِنْدِی مَا کَانَ عِنْدَهُ (3).

125-وَ عَنْ مُوسَی بْنِ عُمَرَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْجَلاَّبِ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَخْرَسَ بِمَکَّهَ فَذَکَرَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَالَ مِنْهُ قَالَ:فَدَخَلْتُ مَکَّهَ،فَاشْتَرَیْتُ سِکِّیناً وَ قُلْتُ:وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّهُ إِذَا خَرَجَ،فَأَقَمْتُ عَلَی ذَلِکَ،فَمَا شَعَرْتُ إِلاَّ بِرُقْعَهِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ طَلَعَتْ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ بِحَقِّی عَلَیْکَ لَمَّا کَفَفْتَ عَنِ الْأَخْرَسِ فَإِنَّ اللَّهَ ثِقَتِی وَ هُوَ حَسْبِی (4).

126-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَعْرُوفِ بِغَزَّالٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ سُلَیْمَانَ مِنْ وُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِی طَالِبٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَائِطٍ لَهُ إِذْ جَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ بَیْنَ یَدَیْهِ،وَ أَخَذَ یَصِیحُ وَ یُکْثِرُ

ص:356


1- (1) الغیبه:75،ح 82.
2- (2) بصائر الدّرجات:266،ح 8.
3- (3) بصائر الدّرجات:272،ح 5.
4- (4) بصائر الدّرجات:272،ح 6.

الصِّیَاحَ وَ یَضْطَرِبُ،فَقَالَ لِی:یَا فُلاَنُ أَ تَدْرِی مَا یَقُولُ هَذَا الْعُصْفُورُ؟قُلْتُ:اَللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ،قَالَ:إِنَّهَا تَقُولُ إِنَّ حَیَّهً تُرِیدُ أَنْ تَأْکُلَ فِرَاخَی فِی الْبَیْتِ، فَخُذْ تِلْکَ النِّسْعَهَ وَ ادْخُلِ الْبَیْتَ وَ اقْتُلِ الْحَیَّهَ قَالَ:فَأَخَذْتُ النِّسْعَهَ وَ هِیَ الْعَصَا وَ دَخَلْتُ الْبَیْتَ،وَ إِذَا حَیَّهٌ تَجُولُ فِی الْبَیْتِ فَقَتَلْتُهَا (1).

الفصل السادس

127-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو الْعَبَّاسِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ فِی کِتَابِ قُرْبِ الْإِسْنَادِ قَالَ:حَدَّثَنِی الرَّیَّانُ بْنُ الصَّلْتِ قَالَ: کُنْتُ بِبَابِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِخُرَاسَانَ فَقُلْتُ لِمُعَمَّرٍ إِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَسْأَلَ سَیِّدِی یَکْسُونِی ثَوْباً مِنْ ثِیَابِهِ وَ یَهَبُ لِی شَیْئاً مِنْ الدَّرَاهِمِ الَّتِی ضُرِبَتْ بِاسْمِهِ؟فَأَخْبَرَنِی مُعَمَّرٌ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَسِیتُ ذَلِکَ فَابْتَدَأَنِی أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا مُعَمَّرُ لاَ یُرِیدُ الرَّیَّانُ أَنْ نَکْسُوَهُ مِنْ ثِیَابِنَا وَ نَهَبَ لَهُ مِنْ دَرَاهِمِنَا؟قَالَ:فَقُلْتُ:سُبْحَانَ اللَّهِ هَکَذَا وَ اللَّهِ کَانَ قَوْلُهُ لِی السَّاعَهَ بِالْبَابِ،قَالَ:إِنَّ الْمُؤْمِنَ مُوَفَّقٌ،قُلْ لَهُ فَلْیَجِئْ،فَأَدْخَلَنِی فَسَلَّمْتُ فَرَدَّ عَلَیَّ السَّلاَمَ وَ دَعَا لِی بِثَوْبَیْنِ مِنْ ثِیَابِهِ فَدَفَعَهُمَا إِلَیَّ،فَلَمَّا قُمْتُ وَضَعَ فِی یَدیِ ثَلاَثِینَ دِرْهَماً (2).

128-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: فِی سَنَهِ تِسْعٍ وَ تِسْعِینَ وَ مِائَهٍ یَکْشِفُ اللَّهُ الْبَلاَءَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ،وَ فِی سَنَهِ مِائَتَیْنِ یَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ،فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ أَخْبِرْنَا بِمَا یَکُونُ فِی سَنَهِ مِائَتَیْنِ فَقَالَ:لَوْ أَخْبَرْتُ أَحَداً لَأَخْبَرْتُکُمْ وَ قَدْ خَبَّرْتُ بِمَکَانَتِکُمْ إِلَی أَنْ قَالَ:

فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّکَ قُلْتَ لِی فِی عَامِنَا الْأَوَّلِ حَکَیْتَ عَنْ أَبِیکَ أَنَّ انْقِضَاءَ مُلْکِ آلِ فُلاَنٍ عَلَی رَأْسِ فُلاَنٍ وَ فُلاَنٍ فَقَالَ:أَ لَیْسَ بَنِی فُلاَنٍ خَمْسَهً وَ عِشْرِینَ رَجُلاً قَالَ:قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ سُلْطَانُ بَعْدِهِمَا قَالَ:قَدْ قُلْتُ ذَلِکَ،فَقُلْتُ:أَصْلَحَکَ اللَّهُ إِذَا انْقَضَی مُلْکُهُمْ یَمْلِکُ أَحَدٌ مِنْ قُرَیْشٍ قَالَ:لاَ قُلْتُ:یَکُونُ مَا ذَا؟قَالَ:یَکُونُ الَّذِی تَقُولُ أَنْتَ وَ أَصْحَابُکَ،قُلْتُ:تَعْنِی خُرُوجَ السُّفْیَانِیِّ قَالَ:لاَ قُلْتُ فَقِیَامُ الْقَائِمِ؟قَالَ یَفْعَلُ اللَّهُ مَا یَشَاءُ،قُلْتُ:فَأَنْتَ هُوَ؟قَالَ:لاَ حَوْلَ وَ لاَ قُوَّهَ إِلاَّ بِاللَّهِ وَ قَالَ:إِنَّ قُدَّامَ هَذَا الْأَمْرِ عَلاَمَاتٌ حَدَثٌ یَکُونُ بَیْنَ الْحَرَمَیْنِ قُلْتُ:وَ مَا ذَلِکَ الْحَدَثُ؟قَالَ عَصَبِیَّهٌ تَکُونُ،وَ یَقْتُلُ فُلاَنٌ مِنْ آلِ فُلاَنٍ خَمْسَهَ عَشَرَ رَجُلاً (3).

ص:357


1- (1) بصائر الدرجات:365،ح 19.
2- (2) قرب الإسناد:343،ح 1251.
3- (3) قرب الإسناد:271،ح 1326.

الفصل السابع

129-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ مَجْمَعِ الْبَیَانِ قَالَ: رُوِیَ عَنْ أَئِمَّهِ الْهُدَی عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ فِی ذَلِکَ یَعْنِی الْإِخْبَارِ بِالْغَائِبَاتِ،وَ ذِکْرِ جُمْلَهٍ مِنَ الْأَخْبَارِ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ مِثْلُ قَوْلِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:بُورِکَ قَبْرٌ بِطُوسَ وَ قَبْرَانِ بِبَغْدَادَ فَقِیلَ لَهُ:قَدْ عَرَفْنَا وَاحِداً فَمَا الْآخَرُ؟فَقَالَ:سَتَعْرِفُونَهُ،ثُمَّ قَالَ:قَبْرِی وَ قَبْرُ هَارُونَ هَکَذَا وَ ضَمَّ إِصْبَعَیْهِ (1).

130-: وَ قَوْلُهُ فِی الْقِصَّهِ الْمَشْهُورَهِ لِأَبِی حَبِیبٍ النَّاجِی وَ قَدْ نَاوَلَهُ قَبْضَهً مِنْ التَّمْرِ:لَوْ زَادَکَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَزِدْنَاکَ (2).

131-وَ قَوْلُهُ:فِی حَدِیثِ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَشَّاءِ: حِینَ قَدِمَ مَرْوَ مِنَ الْکُوفَهِ:

مَعَکَ حُلَّهَّ فِی السَّفَطِ الْفُلاَنِیِّ دَفَعَتْهَا إِلَیْکَ ابْنَتُکَ وَ قَالَتْ:اِشْتَرِ لِی بِثَمَنِهَا فَیْرُوزَجاً، وَ الْحَدِیثُ مَشْهُورٌ (3).

الفصل الثامن

132-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی عِنْدَ ذِکْرِ مُعْجِزَاتِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:فَمَا رَوَتْهُ الْعَامَّهُ مَا أَخْبَرَنِی بِهِ الْحَاکِمُ الْمُوَفَّقُ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ النُّوقَانِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ السَّمَرْقَنْدِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الصَّفَّارِ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الزَّاهِدِ عَنْ عَبْدِ الْعَزِیزِ الشِّیرَازِیِّ عَنْ عُمَرَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِرَاکَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ السُّورَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَحْمَدَ الْوَشَّاءِ الْکُوفِیِّ قَالَ: خَرَجْتُ مِنَ الْکُوفَهِ إِلَی خُرَاسَانَ فَقَالَتْ لِی ابْنَتِی:یَا أَبَتِ خُذْ هَذِهِ الْحُلَّهَ فَبِعْهَا وَ اشْتَرِ لِی بِثَمَنِهَا فَیْرُوزَجاً، قَالَ:فَأَخَذْتُهَا وَ شَدَّدْتُهَا فِی بَعْضِ ثِیَابِی وَ قَدِمْتُ مَرْوَ.فَنَزَلْتُ فِی بَعْضِ الْفَنَادِقِ فَإِذَا غِلْمَانُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْمَعْرُوفِ بِالرِّضَا قَدْ جَاءُونِی وَ قَالُوا:نُرِیدُ حُلَّهً نُکَفِّنُ فِیهَا بَعْضَ غِلْمَانِنَا،فَقُلْتُ:مَا هِیَ عِنْدِی فَمَضَوْا ثُمَّ عَادُوا وَ قَالُوا:مَوْلاَنَا یَقْرَأُ عَلَیْکَ السَّلاَمُ وَ یَقُولُ لَکَ:مَعَکَ حُلَّهٌ فِی السَّفَطِ الْفُلاَنِیِّ دَفَعَتْهَا إِلَیْکَ ابْنَتُکَ،وَ قَالَتْ:اِشْتَرِ لِی بِثَمَنِهَا فَیْرُوزَجاً وَ هَذِهِ ثَمَنُهَا،فَدَفَعْتُهَا إِلَیْهِمْ وَ قُلْتُ:وَ اللَّهِ لَأَسْأَلَنَّهُ عَنْ مَسَائِلَ،فَإِنْ أَجَابَنِی عَنْهَا فَهُوَ هُوَ!فَکَتَبْتُهَا وَ غَدَوْتُ إِلَی بَابِهِ فَلَمْ أَصِلْ إِلَیْهِ لِکَثْرَهِ الزِّحَامِ مِنْ النَّاسِ،فَبَیْنَمَا أَنَا جَالِسٌ إِذْ خَرَجَ إِلَیَّ خَادِمٌ فَقَالَ لِی:یَا عَلِیَّ بْنَ أَحْمَدَ هَذِهِ جَوَابَاتُ مَسَائِلِکَ الَّتِی مَعَکَ،فَأَخَذْتُهَا مِنْهُ فَإِذَا هِیَ جَوَابَاتُ مَسَائِلِی بِعَیْنِهَا (4).

ص:358


1- (1) مجمع البیان:ج 353/5.
2- (2) مجمع البیان:ج 353/5.
3- (3) مجمع البیان:ج 353/5.
4- (4) إعلام الوری:ج 53/2.

ثم روی الطبرسی حدیثین آخرین تقدما،و أشرنا إلی روایته لهما.

ثم قال:و ممّا روته الخاصه و أورد أربعه عشر حدیثا من عیون الأخبار و حدیثا من الکافی ثم قال:و أما ما ظهر للناس بعد وفاته من برکه مشهده المقدس و علاماته و العجائب التی شاهدها الخلق فیه،و أذعن العام و الخاص له،و أقرّ المخالف و المؤالف به إلی یومنا هذا فکثیر،خارج عن حدّ الإحصاء و العدّ،و لقد أبرئ فیه الأکمه و الأبرص و استجیبت الدعوات،و قضیت ببرکته الحاجات،و کشفت به الملمّات،و شاهدنا کثیرا من ذلک،و تیقنّاه و علمناه علما لا یتخالج الشک و الریب فی معناه«انتهی».

یقول محمّد بن الحسن الحرّ مؤلف هذا الکتاب:و لقد رأیت و شاهدت کثیرا من ذلک و تیقّنته کما شاهده الطبرسی و تیقّنه،فی مده مجاورتی لمشهد الرضا علیه السّلام،و ذلک سته و عشرون سنه،و سمعت من الأخبار فی ذلک ما تجاوز حدّ التواتر و لیس فی خاطری أنی دعوت فی هذا المشهد و طلبت فیه من اللّه حاجه إلا و قضیت لی و الحمد للّه،و تفصیل ذلک یضیق عنه المجال و یطول فیه المقال، فلذلک اکتفیت بالإجمال.

133-: وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ بِنْتاً مِنْ جِیرَانِنَا کَانَتْ خَرْسَاءَ،ثُمَّ زَارَتْ قَبْرَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْماً فَرَأَتْ عِنْدَ الْقَبْرِ رَجُلاً حَسَنَ الْهَیْئَهِ،ظَنَّتْ أَنَّهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهَا:مَا لَکِ لاَ تَتَکَلَّمِینَ؟تَکَلَّمِی فَنَطَقَتْ فِی الْحَالِ وَ زَالَ عَنْهَا الْخَرَسُ بِالْکُلِّیَّهِ،فَقُلْتُ فِیهَا هَذِهِ الْأَبْیَاتَ:

1-یَا کَلِیمَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ عَلَیْکَ السَّلاَمُ وَ الْإِکْرَامُ

2-کَلِّمِینِی عَسَی أَنْ یَکُونَ کَلِیماً لِکَلِیمِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ

3-أَ صَبَاکَ اصْطَبَاهُ أَمْ حُسْنُکَ اَلْبَارِعُ مِمَّا یَصْبُو إِلَیْهِ الْإِمَامُ

4-أَمْ أَرَانَا الْإِعْجَازُ فِیکَ وَ هَذَا اَلْوَجْهُ أَقْوَی مِنْ غَیْرِهِ وَ السَّلاَمُ (1)

134-قَالَ:وَ رَوَی عَنْ یَاسِرٍ الْخَادِمِ قَالَ: کَانَ غِلْمَانٌ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْبَیْتِ صَقَالِبَهً وَ رُومَ،وَ کَانَ أَبُو الْحَسَنِ قَرِیباً مِنْهُمْ،فَسَمِعَهُمْ بِاللَّیْلِ یَتَرَاطَنُونَ بِالصَّقْلَبِیَّهِ وَ الرُّومِیَّهِ وَ یَقُولُونَ:إِنَّا کُنَّا نَفْصِدُ فِی کُلِّ سَنَهٍ فِی بِلاَدِنَا،ثُمَّ لَیْسَ نَفْصِدُ هَاهُنَا،فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ وَجَّهَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی بَعْضِ الْأَطِبَّاءِ وَ قَالَ افْصِدْ فُلاَناً عِرْقَ کَذَا،

ص:359


1- (1) الأنوار البهیه للقمی:245.

وَ افْصِدْ فُلاَناً عِرْقَ کَذَا،ثُمَّ قَالَ:یَا یَاسِرُ لاَ تَفْتَصِدْ أَنْتَ،قَالَ:فَافْتَصَدْتُ فَوَرِمَتْ یَدَیِ،فَقَالَ لِی:یَا یَاسِرُ مَا لَکَ؟فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:أَ لَمْ أَنْهَکَ عَنْ ذَلِکَ؟هَلُمَّ یَدَکَ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَیْهَا وَ تَفَلَ فِیهَا،ثُمَّ أَوْصَانِی أَنْ لاَ أَتَعَشَّی،فَکُنْتُ بَعْدَ ذَلِکَ مَا شَاءَ اللَّهُ لاَ أَتَعَشَّی ثُمَّ أَتَغَافَلُ فَأَتَعَشَّی فَیَضْرِبُ عَلَیَّ (1).

135-قَالَ:وَ ذَکَرَ الْمَدَائِنِیُّ عَنْ رِجَالِهِ قَالَ: لَمَّا جَلَسَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِوَلاَیَهِ الْعَهْدِ إِلَی أَنْ قَالَ:نَظَرَ إِلَیَّ وَ کُنْتُ مُسْتَبْشِراً بِمَا جَرَی فَأَوْمَی إِلَیَّ أَنْ ادْنُ،فَدَنَوْتُ فَقَالَ لِی:مِنْ حَیْثُ لاَ یَسْمَعُهُ غَیْرِی.لاَ تَشْغَلْ قَلْبَکَ بِهَذَا الْأَمْرِ وَ لاَ تَسْتَبْشِرُ بِهِ فَإِنَّهُ شَیْ ءٌ لاَ یَتِمُّ (2).

الفصل التاسع

و روی قطب الدین سعید بن هبه اللّه الراوندی فی کتاب الخرائج و الجرائح جمله من المعجزات السابقه.

منها حدیث السبیکه الذهب التی خرجت لما حکّ بسوطه الأرض.

و منها إخباره عبد اللّه بن المغیره بإجابه دعائه لما طلب الهدایه.

و منها حدیث الثوبین السعیدیین.

و منها حدیث استسقائه و إخباره بکل سحابه أین تمطر.

و منها إحیاء الأسدین المصورین علی المخده حتی أکلا الرجل المعترض علیه.

و منها:إخباره بحمل الزاهریه جاریه المأمون و ولادتها.

و منها إخباره بمسائل الوشاء قبل أن یسأل.

136-وَ رَوَی فِیهِ أَیْضاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْهَمْدَانِیِّ قَالَ: رَکِبَنِی دَیْنٌ ضَاقَ بِهِ صَدْرِی،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:مَا أَجِدُ لِقَضَاءِ دَیْنِی إِلاَّ مَوْلاَیَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ، فَصِرْتُ إِلَیْهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَضَرَبَ بِیَدِهِ إِلَی الْأَرْضِ فَقَبَضَ مِنْهَا،وَ قَالَ:خُذْ هَذِهِ فَجَعَلْتُهَا فِی کُمِّی،فَإِذَا هِیَ دَنَانِیرُ فَانْصَرَفْتُ إِلَی مَنْزِلِی فَدَنَوْتُ مِنَ الْمِصْبَاحِ لِأَعُدَّ الدَّنَانِیرَ،فَوَقَعَ فِی یَدِی دِینَارٌ،فَإِذَا عَلَیْهِ مَکْتُوبٌ:هِیَ خَمْسُمِائَهِ دِینَارٍ،نِصْفُهَا لِدَیْنِکَ وَ النِّصْفُ الْآخَرُ لِنَفَقَاتِکَ فَلَمَّا رَأَیْتُ ذَلِکَ لَمْ أَعُدَّهَا،فَأَلْقَیْتُ الدَّنَانِیرَ تَحْتَ وِسَادَتِی

ص:360


1- (1) الأنوار البهیه للقمی:ج 70/2.
2- (2) الأنوار البهیه للقمی:ج 74/2.

وَ نِمْتُ،فَلَمَّا أَصْبَحْتُ طَلَبْتُ الدِّینَارَ بَیْنَ الدَّنَانِیرِ فَلَمْ أَجِدْهُ،وَ قَلَبْتُهَا عَشْرَ مَرَّاتٍ فَکَانَتْ خَمْسَمِائَهِ دِینَارٍ (1).

137-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِیِّ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِیهِ أَنَّهُ قَالَ لَهُ بِالْمَدِینَهِ:أَبْلِغْ أَصْحَابَنَا بِالْبَصْرَهِ وَ غَیْرَهَا أَنِّی قَادِمٌ عَلَیْهِمْ قُلْتُ:وَ مَتَی؟قَالَ:بَعْدَ ثَلاَثَهِ أَیَّامٍ مِنْ وُصُولِکَ وَ دُخُولِکَ الْبَصْرَهَ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ وَقَعَ ذَلِکَ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَنَّهُ حَضَرَ بِالْبَصْرَهِ ذَلِکَ الْیَوْمَ وَ حَضَرَ جَمَاعَهٌ کَثِیرُونَ، فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:صَلَّیْتُ الْیَوْمَ الْفَجْرَ مَعَ وَالِی الْمَدِینَهِ فِی مَسْجِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَقْرَأَنِی بَعْدَ أَنْ صَلَّیْنَا کِتَابَ صَاحِبِهِ إِلَیْهِ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ وَعَدْتُهُ أَنْ أَصِیرَ إِلَیْهِ بَعْدَ الْعَصْرِ مِنْ هَذَا الْیَوْمِ لِیَکْتُبَ عِنْدِی جَوَابَ کِتَابِ صَاحِبِهِ،وَ أَنَا وَافٍ لَهُ بِمَا وَعَدْتُهُ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ فَعَلَ ذَلِکَ (2).

138-: وَ فِیهِ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَنَّکَ تَعْرِفُ کُلَّ مَا أَنْزَلَهُ اللَّهُ وَ أَنَّکَ تَعْرِفُ کُلَّ لِسَانٍ وَ لُغَهٍ!فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:صَدَقَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ قَالَ:

فَأَنَا مُخْتَبِرُکَ قَبْلَ کُلِّ شَیْ ءٍ بِالْأَلْسُنِ وَ اللُّغَاتِ وَ هَذَا رُومِیٌّ وَ هَذَا هِنْدِیٌّ وَ هَذَا فَارِسِیٌّ وَ هَذَا تُرْکِیٌّ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ کَلَّمَهُمْ کُلَّهُمْ بِلُغَاتِهِمْ حَتَّی اعْتَرَفُوا بِأَنَّهُ أَفْصَحُ مِنْهُمْ بِهَا، قَالَ:ثُمَّ نَظَرَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی ابْنِ هَذَّابٍ فَقَالَ إِنْ أَنَا أَخْبَرْتُکَ أَنَّکَ سَتُبْلَی فِی هَذِهِ الْأَیَّامِ بِدَمِ ذِی رَحِمٍ لَکَ کُنْتَ مُصَدِّقاً بِهِ؟قَالَ:لاَ فَإِنَّ الْغَیْبَ لاَ یَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ فَقَالَ:

أَ لَیْسَ اللَّهُ یَقُولُ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً إِلاّ مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ فَرَسُولُ اللَّهِ عِنْدَ اللَّهِ مُرْتَضًی وَ نَحْنُ وَرَثَهُ ذَلِکَ الرَّسُولِ الَّذِی أَطْلَعَهُ اللَّهُ عَلَی مَا یَشَاءُ مِنْ غَیْبِهِ،فَعَلِمْنَا مَا کَانَ وَ مَا یَکُونُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ،وَ إِنَّ الَّذِی أَخْبَرْتُکَ بِهِ لَکَائِنٌ إِلَی خَمْسَهِ أَیَّامٍ،فَإِنْ لَمْ یَصِحَّ مَا قُلْتُ فِی هَذِهِ الْمُدَّهِ وَ إِلاَّ فَإِنِّی کَذَّابٌ مُفْتَرٍ،وَ إِنْ صَحَّ فَتَعْلَمُ أَنَّکَ الرَّادُّ عَلَی اللَّهِ وَ عَلَی رَسُولِهِ،وَ لَکَ دَلاَلَهٌ أُخْرَی أَمَا إِنَّکَ تُصَابُ بِبَصَرِکَ وَ تَصِیرُ مَکْفُوفاً وَ هَذَا کَائِنٌ بَعْدَ أَیَّامٍ،وَ لَکَ عِنْدِی دَلاَلَهٌ أُخْرَی أَنَّکَ تَحْلِفُ یَمِیناً کَاذِبَهً فَتُضْرَبُ بِالْبَرَصِ.

قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ:تَاللَّهِ لَقَدْ نَزَلَ ذَلِکَ کُلُّهُ بِابْنِ هَذَّابٍ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَحْضَرَ جَمَاعَهً مِنَ الْعُلَمَاءِ وَ جَاثَلِیقَ النَّصَارَی وَ رَأْسَ الْجَالُوتِ وَ احْتَجَّ عَلَیْهِمْ بِالتَّوْرَاهِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الزَّبُورِ کَمَا نَقَلْنَاهُ سَابِقاً،ثُمَّ قَالَ لَهُمْ عِنْدَ الزَّوَالِ:أَنَا أُصَلِّی وَ أَصِیرُ إِلَی الْمَدِینَهِ

ص:361


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 339/1،ح 3.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 341/1،ح 6.

لِلْوَعْدِ الَّذِی وَعَدْتُ بِهِ وَالِیَ الْمَدِینَهِ لِیَکْتُبَ جَوَابَ کِتَابِهِ وَ أَعُودُ إِلَیْکُمْ بُکْرَهً إِنْ شَاءَ اللَّهُ،قَالَ:فَصَلَّی وَ انْصَرَفَ فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ عَادَ إِلَی مَجْلِسِهِ ذَلِکَ،وَ أَتَوْهُ بِجَارِیَهٍ رُومِیَّهٍ فَکَلَّمَهَا بِالرُّومِیَّهِ،وَ الْجَاثَلِیقُ یَسْمَعُ وَ ذَکَرَ کَلاَمَهُ مَعَهَا،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ کَلَّمَ رَجُلاً سِنْدِیّاً بِالسِّنْدِیَّهِ،فَأَسْلَمَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ مُخَاطَبَهِ الْقَوْمِ قَالُوا:قَدْ ذَکَرَ لَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَنَّکَ تُحْتَمَلُ إِلَی خُرَاسَانَ قَالَ:صَدَقَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ أَلاَ إِنِّی أُحْمَلُ مُکَرَّماً مُبَجَّلاً مُعَظَّماً،قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ:فَشَهِدَ لَهُ الْجَمَاعَهُ بِالْإِمَامَهِ وَ بَاتَ عِنْدَنَا تِلْکَ اللَّیْلَهَ،فَلَمَّا أَصْبَحَ وَدَّعَ الْجَمَاعَهَ وَ أَوْصَانِی بِمَا أَرَادَ وَ مَضَی،وَ تَبِعْتُهُ حَتَّی إِذَا صِرْنَا فِی وَسَطِ الْقَرْیَهِ عَدَلَ عَنِ الطَّرِیقِ فَصَلَّی أَرْبَعَ رَکَعَاتٍ ثُمَّ قَالَ:یَا مُحَمَّدُ انْصَرِفْ فِی حِفْظِ اللَّهِ غَمِّضْ طَرْفَکَ ثُمَّ قَالَ:اِفْتَحْ عَیْنَکَ فَفَتَحْتُهَا فَإِذَا أَنَا عَلَی بَابِ مَنْزِلِی بِالْبَصْرَهِ (1).

139-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رَوَی فِی دُخُولِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْکُوفَهَ قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ:

وَ کَانَ فِیمَا أَوْصَانِی بِهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی وَقْتِ مُنْصَرَفِهِ مِنَ الْبَصْرَهِ أَنْ قَالَ:صِرْ إِلَی الْکُوفَهِ فَاجْمَعِ الشِّیعَهَ هُنَاکَ وَ أَعْلِمْهُمْ أَنِّی قَادِمٌ عَلَیْهِمْ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ قَدِمَ عَلَیْهِمْ وَ جَمَعَ الْعُلَمَاءَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ وَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی،وَ خَاصَمَهُمْ وَ کَلَّمَهُمْ بِلُغَاتِهِمْ وَ احْتَجَّ عَلَیْهِمْ بِکُتُبِهِمْ إِلَی أَنْ قَالَ:لَمَّا مَاتَ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلِمْتُ کُلَّ کِتَابٍ وَ کُلَّ لِسَانٍ وَ مَا کَانَ وَ مَا سَیَکُونُ بِغَیْرِ تَعَلُّمٍ (2).

140-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رَوَی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سَمُرَهَ قَالَ: مَرَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَاخْتَصَمْنَا فِی إِمَامَتِهِ فَلَمَّا خَرَجَ وَ خَرَجْتُ أَنَا وَ تَمِیمُ بْنُ یَعْقُوبَ السَّرَّاجُ مِنْ أَهْلِ بَرْقَهَ وَ نَحْنُ مُخَالِفُونَ لَهُ نَرَی رَأْیَ الزَّیْدِیَّهِ،فَلَمَّا صِرْنَا فِی الصَّحْرَاءِ وَ إِذَا نَحْنُ بِظِبَاءٍ فَأَوْمَی أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی خِشْفٍ مِنْهَا،فَإِذَا هُوَ قَدْ جَاءَ حَتَّی وَقَفَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَخَذَ یَمْسَحُ رَأْسَهُ وَ دَفَعَهُ إِلَی غُلاَمِهِ،فَجَعَلَ الْخِشْفُ یَضْطَرِبُ لِکَیْ یَرْجِعَ إِلَی مَرْعَاهُ فَکَلَّمَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِکَلاَمٍ لاَ نَفْهَمُهُ فَسَکَنَ،ثُمَّ قَالَ:یَا عَبْدَ اللَّهِ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ؟قُلْتُ:بَلَی یَا سَیِّدِی أَنْتَ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ أَنَا تَائِبٌ إِلَی اللَّهِ،ثُمَّ قَالَ لِلظَّبْیِ:اِذْهَبْ إِلَی مَرْعَاکَ،فَجَاءَ الظَّبْیُ وَ عَیْنَاهُ تَدْمَعَانِ فَتَمْسَحُ بِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ رَغَا فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

أَ تَدْرُونَ مَا یَقُولُ؟قُلْنَا:اَللَّهُ وَ ابْنُ رَسُولِهِ أَعْلَمُ،قَالَ:یَقُولُ دَعَوْتَنِی فَرَجَوْتُ أَنْ تَأْکُلَ مِنْ لَحْمِی فَأَجَبْتُکَ وَ حَزَنْتَنِی حِینَ أَمَرْتَنِی بِالذَّهَابِ (3).

ص:362


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 343/1،ح 6.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 351/1،ح 7.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 365/1،ح 21.

141-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی إِسْمَاعِیلُ بْنُ مِهْرَانَ قَالَ: أَتَیْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْماً أَنَا وَ أَحْمَدُ الْبَزَنْطِیُّ وَ کُنَّا تَشَاجَرْنَا فِی سِنِّهِ قَالَ أَحْمَدُ:إِذَا دَخَلْنَا عَلَیْهِ فَأَذْکِرْنِی حَتَّی أَسْأَلَهُ عَنْ ذَلِکَ،فَلَمَّا دَخَلْنَا عَلَیْهِ وَ سَلَّمْنَا وَ جَلَسْنَا أَقْبَلَ عَلَی أَحْمَدَ،وَ قَالَ:کَمْ أَتَی عَلَیْکَ مِنَ السِّنِینَ؟قَالَ:تِسْعٌ وَ ثَلاَثُونَ سَنَهً قَالَ:وَ لَکِنْ أَنَا قَدْ أَتَتْ عَلَیَّ ثَلاَثٌ وَ أَرْبَعُونَ سَنَهً (1).

142-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ: کُنَّا عِنْدَ رَجُلٍ بِمَرْوَ وَ کَانَ مَعَنَا رَجُلٌ وَاقِفِیٌّ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعَثَ إِلَیْهِ کِتَاباً یَأْمُرُهُ أَنْ یَدْعُوَهُ إِلَی هَذَا الْأَمْرِ،فَدَعَاهُ فَأَبَی ثُمَّ جَاءَ إِلَی الْوَشَّاءِ فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنَّهُ الْإِمَامُ الْمُفْتَرَضُ الطَّاعَهِ فَقُلْتُ لَهُ:وَ کَیْفَ ذَلِکَ؟قَالَ:أَتَانِی الْبَارِحَهَ فِی الْمَنَامِ فَقَالَ:یَا إِبْرَاهِیمُ وَ اللَّهِ لَتَرْجِعَنَّ إِلَی الْحَقِّ وَ زَعَمَ أَنَّهُ لَمْ یَطَّلِعْ عَلَیْهِ إِلاَّ اللَّهُ تَعَالَی (2).

143-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی الْحَسَنُ بْنُ سَعِیدٍ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ یُونُسَ قَالَ:

خَرَجْنَا نُرِیدُ مَکَّهَ فَنَزَلْنَا الْمَدِینَهَ وَ بِهَا هَارُونُ الرَّشِیدِ یُرِیدُ الْحَجَّ،فَأَتَانِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ:یَا فَضْلُ إِنَّ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ کَتَبَ إِلَی الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ بِعَشَرَهِ آلاَفِ دِینَارٍ وَ کَتَبَ بِهَا إِلَیْکَ فَادْفَعْهَا إِلَی الْحُسَیْنِ قَالَ:قُلْتُ:وَ اللَّهِ مَا لَهُمْ عِنْدِی قَلِیلٌ وَ لاَ کَثِیرٌ فَإِنْ أَخْرَجْتُهَا مِنْ عِنْدِی ذَهَبَتْ فَإِنْ کَانَ لَکَ فِی ذَلِکَ رَأْیٌ فَعَلْتُ،فَقَالَ:یَا فَضْلُ ادْفَعْهَا إِلَیْهِ فَإِنَّهُ سَتَرْجِعُ إِلَیْکَ قَبْلَ أَنْ تَصِیرَ إِلَی مَنْزِلِکَ،فَإِذَا أَنَا بِهِمْ وَ قَدْ طَلَبُوا مِنِّی الذَّهَبَ فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِمْ فَرَجَعَ الْمَالُ إِلَی مَنْزِلِی کَمَا قَالَ (3).

144-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَلاَّلِ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْکَ مِنْ هَذَا صَاحِبِ الْبُرْقَهِ قَالَ:لَیْسَ عَلَیَّ مِنْهُ بَأْسٌ إِنَّ لِلَّهِ بِلاَداً أَنْبَتَتِ الذَّهَبَ،قَدْ حَمَاهَا اللَّهُ تَعَالَی بِأَضْعَفِ خَلْقِهِ بِالنَّمْلِ،فَلَوْ أَرَادَتْهَا الْفِیَلَهُ مَا وَصَلَتْ إِلَیْهَا قَالَ:وَ الْبِلاَدُ بَیْنَ بَلْخٍ وَ الْبِنْتِ(وَ تَبَّتَ ظ)«اَلْحَدِیثَ» (4).

145-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ مَرِیضاً بِالْأَهْوَازِ فَأُتِیَ بِطَبِیبٍ فَنَعَتَ لَهُ بَقْلَهً فَقَالَ الطَّبِیبُ:لاَ أَعْرِفُ أَحَداً عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ یَعْرِفُ اسْمَهَا غَیْرُکَ قَالَ:فَابْغِ لِی قَصَبَ السُّکَّرِ قَالُوا:مَا هَذَا بِزَمَانِهِ قَالَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:هُمَا فِی أَرْضِکُمْ هَذِهِ وَ زَمَانُکُمْ هَذَا[وَ خُذْ مَعَکَ هَذَا]وَ امْضِیَا إِلَی

ص:363


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 365/1،ح 22.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 366/1،ح 23.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 368/1،ح 26.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 369/1،ح 27.

شَاذَرَوَانِ الْمَاءِ فَاعْبُرَاهُ فَیَرْتَفِعَ لَکُمَا جَوْخَانٌ أَیْ بَنْدَرٌ فَاقْصِدَاهُ فَتَجِدَانِ هُنَاکَ رَجُلاً أَسْوَدَ فِی جَوْخَانِهِ فَقُولاَ لَهُ:أَیْنَ مَنْبِتُ قَصَبِ السُّکَّرِ وَ أَیْنَ الْحَشِیشَهُ الْفُلاَنِیَهُ وَ ذَکَرَ أَنَّ الْأَمْرَ کَانَ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

146-قَالَ:وَ مِنْهَا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ الْبَزَنْطِیَّ قَالَ: کُنْتُ مِنَ الْوَاقِفِیَّهِ وَ أَشُکُّ فِی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ وَ أُنْسِیتُ مَا کَانَ أَهَمَّ لِی فَجَاءَ الْجَوَابُ عَنْ جَمِیعِهَا ثُمَّ قَالَ:وَ قَدْ نَسِیتُ مَا کَانَ أَهَمَّ الْمَسَائِلِ عِنْدَکَ فَاسْتَبْصَرْتُ «اَلْحَدِیثَ» (2).

147-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الصَّیْرَفِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ أَشْیَاءَ وَ أَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ سِلاَحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَأَغْفَلْتُهُ فَخَرَجْتُ وَ دَخَلْتُ إِلَی مَنْزِلِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَشَّارٍ(یَسَارٍ خ)فَإِذَا غُلاَمُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ أَتَی وَ مَعَهُ رُقْعَهٌ فِیهَا بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ أَنَا بِمَنْزِلَهِ أَبِی وَ وَارِثُهُ وَ عِنْدِی مَا کَانَ عِنْدَهُ وَ سِلاَحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ عِنْدِی (3).

148-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْحَمْرَاءِ فِی مُشْرِفَهٍ عَلَی الْبَرِّ وَ الْمَائِدَهُ بَیْنَ یَدَیْهِ إِذْ رَفَعَ رَأْسَهُ فَرَأَی رَجُلاً مُسْرِعاً فَرَفَعَ یَدَهُ عَنِ الطَّعَامِ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ فَصَعِدَ إِلَیْهِ فَقَالَ:اَلْآنَ مَاتَ الزُّبَیْرِیُّ فَأَطْرَقَ إِلَی الْأَرْضِ وَ تَغَیَّرَ لَوْنُهُ فَقَالَ:إِنِّی لَأَحْسَبُهُ قَدِ ارْتَکَبَ فِی لَیْلَتِهِ هَذِهِ ذَنْباً لَیْسَ بِأَکْبَرَ مِنْ ذُنُوبِهِ،قَالَ اللَّهُ تَعَالَی: مِمّا خَطِیئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً ثُمَّ مَدَّ یَدَهُ فَأَکَلَ فَمَا لَبِثَ أَنْ جَاءَ مَوْلًی لَهُ فَقَالَ:مَاتَ الزُّبَیْرِیُّ قَالَ:فَمَا سَبَبُ مَوْتِهِ؟قَالَ:

شُرْبُ الْخَمْرِ الْبَارِحَهَ فَغَرِقَ فِیهَا فَمَاتَ (4).

أقول:قد تقدم هذا فی معجزات الکاظم علیه السّلام و لعل المراد بأبی الحسن هناک الرضا علیه السّلام أو هذا الزبیری غیر ذاک الزبیری أو أخبر الرضا علیه السّلام فی زمان أبیه فی ذلک الیوم.

149-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الزُّبَیْدِ الرَّازِیِّ قَالَ: کُنْتُ فِی خِدْمَهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا جَعَلَهُ الْمَأْمُونُ وَلِیَّ عَهْدِهِ فَأَتَاهُ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ فِی کُمِّهِ مُدْیَهٌ مَسْمُومَهٌ وَ قَدْ قَالَ لِأَصْحَابِهِ وَ اللَّهِ لَآتِیَنَّ هَذَا الَّذِی یَزْعُمُ أَنَّهُ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ قَدْ

ص:364


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 661/2،ح 4.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 662/2 ح 5.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 663/2،ح 6.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 727/2،ح 31.

دَخَلَ لِهَذَا الطَّاغِیَهِ فِیمَا دَخَلَ،فَأَسْأَلُهُ عَنْ حُجَّتِهِ إِنْ کَانَ لَهُ حُجَّهٌ وَ إِلاَّ أَرَحْتُ النَّاسَ مِنْهُ.فَأَتَاهُ فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ فَأَذِنَ لَهُ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أُجِیبُکَ عَنْ مَسْأَلَتِکَ عَلَی شَرِیطَهٍ تَفِیَ لِی بِهَا،فَقَالَ:وَ مَا هَذِهِ الشَّرِیطَهُ؟قَالَ:إِنْ أَجَبْتُکَ بِجَوَابٍ یَلْزَمُکَ وَ تَرْضَاهُ تَکْسِرُ الَّذِی فِی کُمِّکَ وَ تَرْمِی بِهِ فَبَقِیَ الْخَارِجِیُّ مُتَحَیِّراً فَأَخْرَجَ الْمُدْیَهَ وَ کَسَرَهَا «اَلْحَدِیثَ»،وَ فِیهِ أَنَّهُ سَأَلَهُ فَأَجَابَهُ فَقَالَ:أَشْهَدُ أَنَّکَ ابْنُ نَبِیِّ اللَّهِ وَ أَنَّکَ صَادِقٌ (1).

150-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ زِیَادِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِخُرَاسَانَ وَ قُلْتُ:أَسْأَلُهُ مِنْ هَذِهِ الدَّنَانِیرِ الْمَضْرُوبَهِ بِاسْمِهِ؟فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ لِغُلاَمِهِ:إِنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ یَشْتَهِی مِنْ هَذِهِ الدَّنَانِیرِ الَّتِی عَلَیْهَا اسْمِی،فَهَلُمَّ بِثَلاَثِینَ مِنْهَا فَجَاءَ بِهَا الْغُلاَمُ فَأَخَذْتُهَا،ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی لَیْتَهُ کَسَانِی مِنْ بَعْضِ مَا عَلَیْهِ،فَالْتَفَتَ إِلَی غُلاَمِهِ وَ قَالَ:قُلْ لَهُمْ:لاَ یَغْسِلُوا ثِیَابِی وَ ائْتِنِی بِهَا کَمَا هِیَ،فَأَتَی بِقَمِیصٍ وَ سِرْوَالٍ وَ نَعْلٍ (2).

151-قَالَ الرَّاوَنْدِیُّ: وَ إِنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ احْتَاجَ إِلَی الْوُضُوءِ بِخُرَاسَانَ فَمَسَّ یَدَهُ عَلَی الْأَرْضِ فَنَبَعَ لَهُ عَیْنٌ وَ هِیَ مَعْرُوفَهٌ (3).

الفصل العاشر

152-وَ رَوَی رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا قَدِمَ مِنْ خُرَاسَانَ تَوَجَّهَتْ إِلَیْهِ الشِّیعَهُ مِنَ الْأَطْرَافِ،وَ کَانَ عَلِیُّ بْنُ أَسْبَاطٍ قَدْ تَوَجَّهَ إِلَیْهِ بِهَدَایَا وَ تُحَفٍ،فَأُخِذَتِ الْقَافِلَهُ وَ أُخِذَ مَالُهُ وَ هَدَایَاهُ، وَ ضُرِبَ عَلَی فِیهِ فَانْتَشَرَتْ نَوَاجِذُهُ فَرَجَعَ إِلَی قَرْیَهٍ هُنَاکَ وَ نَامَ فَرَأَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَنَامِهِ وَ هُوَ یَقُولُ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ هَدَایَاکَ وَ مَالَکَ وَصَلَتْ إِلَیْنَا،وَ أَمَّا غَمُّکَ بِثَنَایَاکَ فَخُذْ مِنْ السُّعْدِ الْمَسْحُوقِ وَ احْشُ بِهِ فَاکَ،قَالَ:فَانْتَبَهَ مَسْرُوراً وَ أَخَذَ مِنَ السُّعْدِ وَ حَشَا بِهِ فَاهُ، فَرَدَّ اللَّهُ عَلَیْهِ نَوَاجِذُهُ قَالَ:فَلَمَّا وَصَلَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ دَخَلَ عَلَیْهِ قَالَ:لَقَدْ وَجَدْتَ مَا قُلْنَاهُ لَکَ فِی السُّعْدِ حَقّاً،فَادْخُلْ هَذِهِ الْخِزَانَهَ فَانْظُرْ فَدَخَلَ فَإِذَا مَالُهُ وَ هَدَایَاهُ کُلٌّ عَلَی حِدَتِهِ (4).

153-قَالَ: وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ رَجُلاً مِنَ الْوَاقِفَهِ جَمَعَ مَسَائِلَ مُشْکِلَهً فِی طُومَارٍ وَ قَالَ فِی نَفْسِهِ إِنْ عَرَفَ مَعْنَاهَا فَهُوَ وَلِیُّ الْأَمْرِ،فَلَمَّا أَتَی الْبَابَ وَقَفَ لِیَخِفَّ الْمَجْلِسُ

ص:365


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 766/2،ح 86.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 769/2،ح 88.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 916/2.
4- (4) بحار الأنوار:ج 72/49 ح 95.

فَخَرَجَ إِلَیْهِ خَادِمٌ وَ بِیَدِهِ رُقْعَهٌ فِیهَا جَوَابُ مَسَائِلِهِ بِخَطِّ الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لَهُ الْخَادِمُ أَیْنَ الطُّومَارُ؟فَأَخْرَجَهُ فَقَالَ لَهُ:یَقُولُ لَکَ وَلِیُّ اللَّهِ هَذَا جَوَابُ مَا فِیهِ،فَأَخَذَهُ وَ مَضَی (1).

154-قَالَ: وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ یَوْماً فِی مَجْلِسِهِ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مَاتَ فُلاَنٌ،ثُمَّ صَبَرَ هُنَیْئَهً وَ قَالَ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ غُسِلَ وَ کُفِّنَ وَ حُمِلَ إِلَی حَضْرَتِهِ ثُمَّ صَبَرَ هُنَیْئَهً وَ قَالَ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهِ وُضِعَ فِی قَبْرِهِ وَ سُئِلَ عَنْ رَبِّهِ فَأَجَابَ ثُمَّ سُئِلَ عَنْ نَبِیِّهِ فَأَقَرَّ ثُمَّ عَنْ إِمَامِهِ فَأَخْبَرَ وَ عَنِ الْعِتْرَهِ فَعَدَّهُمْ ثُمَّ وَقَفَ عِنْدِی فَمَا بَالُهُ وَقَفَ؟فَمَا بَالُهُ وَقَفَ؟وَ کَانَ الرَّجُلُ وَاقِفِیّاً (2).

الفصل الحادی عشر

155-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْإِرْبِلِیُّ فِی کِتَابِ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ یُونُسَ قَالَ: کَتَبَ رَجُلٌ إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَسْأَلُهُ عَنْ مَسَائِلَ وَ أَرَادَ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنِ الثَّوْبِ الْمُلْحَمِ یَلْبَسُهُ الْمُحْرِمُ، وَ عَنْ سِلاَحِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَجَاءَ الْجَوَابُ وَ فِیهِ:لاَ بَأْسَ بِالْإِحْرَامِ فِی الثَّوْبِ الْمُلْحَمِ،وَ اعْلَمْ أَنَّ سِلاَحَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِمَنْزِلَهِ التَّابُوتِ فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ،یَدُورُ مَعَ کُلِّ عَالِمٍ حَیْثُ دَارَ (3).

156-وَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ جَعْفَرٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: قَالَ لِیَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ اشْتَرِ لِی جَارِیَهً مِنْ صِفَتِهَا کَذَا وَ کَذَا،فَأَصَبْتُ لَهُ جَارِیَهً عِنْدَ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَهِ کَمَا وَصَفَ فَاشْتَرَیْتُهَا وَ دَفَعْتُ الثَّمَنَ إِلَی مَوْلاَهَا وَ جِئْتُ بِهَا إِلَیْهِ فَأَعْجَبَتْهُ وَ وَقَعَتْ مِنْهُ فَمَکَثَ أَیَّاماً ثُمَّ لَقِیَنِی مَوْلاَهَا وَ هُوَ یَبْکِی فَقَالَ:اَللَّهَ اللَّهَ فِیَّ لَسْتُ أَهْنَأُ بِعَیْشٍ وَ لَیْسَ لِی قَرَارٌ وَ لاَ نَوْمٌ،فَکَلِّمْ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَرُدَّ عَلَیَّ الْجَارِیَهَ وَ یَأْخُذَ الثَّمَنَ،فَقُلْتُ لَهُ:أَ مَجْنُونٌ أَنْتَ أَنَا أَجْتَرِئُ أَنْ أَقُولَ لَهُ یَرُدَّهَا عَلَیْکَ،فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی مُبْتَدِئاً:یَا سُلَیْمَانُ صَاحِبُ الْجَارِیَهِ یُرِیدُ أَنْ نَرُدَّهَا عَلَیْهِ؟قُلْتُ:إِی وَ اللَّهِ قَدْ سَأَلَنِی أَنْ أَسْأَلَکَ قَالَ:فَرُدَّهَا عَلَیْهِ وَ خُذِ الثَّمَنَ،فَفَعَلْتُ وَ مَکَثْتُ أَیَّاماً،ثُمَّ لَقِیَنِی مَوْلاَهَا فَقَالَ:

جُعِلْتُ فِدَاکَ قُلْ لِأَبِی الْحَسَنِ یَقْبَلُ الْجَارِیَهَ فَإِنِّی لاَ أَنْتَفِعُ بِهَا وَ لاَ أَقْدِرُ أَدْنُو مِنْهَا، قُلْتُ:إِنِّی لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَبْتَدِئَهُ بِهَذَا،قَالَ:فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا

ص:366


1- (1) بحار الأنوار:ج 71/49 ح 95.
2- (2) بحار الأنوار:ج 71/49،ح 95.
3- (3) کشف الغمّه:ج 92/3.

سُلَیْمَانُ صَاحِبُ الْجَارِیَهِ یُرِیدُ أَنْ أَقْبِضَهَا وَ أَرُدَّ عَلَیْهِ الثَّمَنَ؟قُلْتُ:قَدْ سَأَلَنِی ذَلِکَ، قَالَ:فَرُدَّ عَلَیَّ الْجَارِیَهَ وَ خُذِ الثَّمَنَ (1).

157-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ قَالَ:قَالَ فُلاَنُ بْنُ مُحْرِزٍ: بَلَغَنَا أَنَّ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُعَاوِدَ أَهْلَهُ لِلْجِمَاعِ تَوَضَّأَ وُضُوءَ الصَّلاَهِ،فَأُحِبُّ أَنْ تَسْأَلَ أَبَا الْحَسَنِ الثَّانِیَ عَنْ ذَلِکَ،قَالَ الْوَشَّاءُ:فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ فَابْتَدَأَنِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ فَقَالَ:کَانَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا جَامَعَ وَ أَرَادَ أَنْ یُعَاوِدَ تَوَضَّأَ وُضُوءَ الصَّلاَهِ، وَ إِذَا أَرَادَ أَیْضاً تَوَضَّأَ وُضُوءَ الصَّلاَهِ فَخَرَجْتُ إِلَی الرَّجُلِ فَقُلْتُ:قَدْ أَجَابَنِی عَنْ مَسْأَلَتِکَ قَبْلَ أَنْ أَسْأَلَهُ (2).

158-وَ عَنْ حَنَانِ بْنِ سَدِیرٍ قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَکُونُ إِمَامٌ لَیْسَ لَهُ عَقِبٌ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَمَا إِنَّهُ لاَ یُولَدُ لِی إِلاَّ وَاحِدٌ وَ لَکِنَّ اللَّهَ یُنْشِئُ مِنْهُ ذُرِّیَّهً کَثِیرَهً (3).

159-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ أَخِیهِ: قَالَ دَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی بَیْتٍ دَاخِلٍ فِی جَوْفِ بَیْتٍ لَیْلاً،فَرَفَعَ یَدَهُ فَکَانَتْ کَأَنَّ فِی الْبَیْتِ عَشْرَهَ مَصَابِیحَ فَاسْتَأْذَنَ عَلَیْهِ رَجُلٌ فَخَلَّی یَدَهُ ثُمَّ أَذِنَ لَهُ (4).

قال علی بن عیسی بعد ما ذکر هذه الأحادیث و أحادیث کثیره أخر تقدمت من کتب أخر،و أشرنا إلی روایته لها هذا ما أردت نقله من کتاب الدلائل«انتهی».

160-وَ نَقَلَ مِنْ کِتَابِ الْخَرَائِجِ لِلرَّاوَنْدِیِّ عَنْ أَبِی إِسْمَاعِیلَ السِّنْدِیِّ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ لاَ یَعْرِفُ مِنَ الْعَرَبِیَّهِ کَلِمَهً وَاحِدَهً،قَالَ:فَجَعَلْتُ أُکَلِّمَهُ بِالسِّنْدِیَّهِ وَ یُجِیبُنِی بِهَا إِلَی أَنْ قَالَ:فَقُلْتُ إِنِّی لاَ أُحْسِنُ شَیْئاً مِنَ الْعَرَبِیَّهِ،فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یُلْهِمَنِیهَا لِأَتَکَلَّمَ بِهَا مَعَ أَهْلِهَا،فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی شَفَتَیَّ فَتَکَلَّمْتُ بِالْعَرَبِیَّهِ مِنْ وَقْتِی (5).

161-وَ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: إِنَّ امْرَأَتِی بِهَا حَمْلٌ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهُ ذَکَراً،فَقَالَ:هُمَا اثْنَانِ فَسَمِّ أَحَدَهُمَا عَلِیّاً،وَ الْأُخْرَی أُمَّ عُمَرَ قَالَ:فَقَدِمْتُ الْکُوفَهَ فَوُلِدَ لِی غُلاَمٌ وَ جَارِیَهٌ فِی بَطْنٍ (6).

ص:367


1- (1) کشف الغمه:ج 93/3.
2- (2) کشف الغمه:ج 94/3.
3- (3) کشف الغمه:ج 95/3.
4- (4) کشف الغمه:ج 96/3.
5- (5) کشف الغمه:ج 97/3.
6- (6) کشف الغمه:ج 98/3.

162-وَ عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: لَدَغَتْنِی عَقْرَبٌ فَأَقْبَلْتُ أَقُولُ:یَا رَسُولَ اللَّهِ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَأَنْکَرَ السَّامِعُ وَ تَعَجَّبَ مِنْ ذَلِکَ فَقَالَ لَهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَهْ فَوَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَی رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَ:وَ قَدْ کُنْتُ رَأَیْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی النَّوْمِ وَ لاَ وَ اللَّهِ مَا کُنْتُ أَخْبَرْتُ بِهِ أَحَداً (1).

163-قَالَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی: وَ فِی سَنَهِ سَبْعِینَ وَ سِتِّمِائَهٍ وَصَلَ فِی مَشْهَدِهِ الشَّرِیفِ أَحَدُ قُوَّامِهِ وَ مَعَهُ الْعَهْدُ الَّذِی کَتَبَهُ الْمَأْمُونُ بِخَطِّ یَدِهِ وَ بَیَّنَ سُطُورَهُ وَ فِی ظَهْرِهِ بِخَطِّ الْإِمَامِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَا هُوَ مَسْطُورٌ،ثُمَّ ذَکَرَ صُورَهَ الْعَهْدِ بِخَطِّ الْمَأْمُونِ إِلَی أَنْ قَالَ:

صُورَهُ مَا کَانَ عَلَی ظَهْرِ الْعَهْدِ بِخَطِّ الْإِمَامِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ ذَکَرَ کَلاَمَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَّ الْمَأْمُونَ قَدْ عَرَفَ حَقَّهُ قَالَ:وَ إِنَّهُ قَدْ جَعَلَ إِلَیَّ عَهْدَهُ وَ الْإِمْرَهَ الْکُبْرَی إِنْ بَقِیتُ بَعْدَهُ إِلَی أَنْ قَالَ وَ الْجَامِعَهُ وَ الْجَفْرُ یَدُلاَّنِ عَلَی ضِدِّ ذَلِکَ،وَ مَا أَدْرِی مَا یُفْعَلُ بِی وَ لاَ بِکُمْ،إِنِ الْحُکْمُ إِلاَّ لِلَّهِ ثُمَّ ذَکَرَ بَقِیَّهَ کَلاَمِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

الفصل الثانی عشر

164-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُوسَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَطَّابٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ دَعَا بِمَاءٍ فِی یَوْمِ عَرَفَهَ فَشَرِبَ ثُمَّ أَمَرَ غُلاَمَهُ أَنْ یَسْقِیَ شَیْخاً کَانَ بَعِیداً مِنْهُمْ،فَأَتَاهُ فَسَقَاهُ وَ کَانَ مَحْمُوماً فَزَالَتِ الْحُمَّی عَنْهُ فِی الْحَالِ.

165-: وَ ذَکَرَ أَنَّ رَجُلاً کَانَ یَقُولُ لِمَ لاَ یَجِیءُ مِنَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَا جَاءَ مِنْ آبَائِهِ یَعْنِی مِنَ الْبَرَاهِینِ؟فَجَاءَ مِنْهُ کِتَابٌ ابْتِدَاءً یُخْبِرُهُ بِأَسْمَاءِ جَمِیعِ بَنِیهِ وَ بَنَاتِهِ.

166-: وَ ذَکَرَ أَنَّ رَجُلاً آخَرَ کَتَبَ إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَطْلُبُ مِنْهُ أَنْ یُخْبِرَهُ بِمِثْلِ ذَلِکَ فَأَرْسَلَ یُخْبِرُهُ بِأَسْمَاءِ بَنِیهِ وَ بَنَاتِهِ وَ قَدْ اخْتَصَرْتُ الْحَدِیثَ لِطُولِهِ.

167-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزْدَادَ عَنْ یَحْیَی بْنِ مُحَمَّدٍ الرَّازِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: لَمَّا أُتِیَ بِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُخِذَ بِهِ عَلَی الْقَادِسِیَّهِ وَ لَمْ یَدْخُلِ الْکُوفَهَ أَخَذَ بِهِ عَلَی الْبَرِّ إِلَی الْبَصْرَهِ قَالَ:بَعَثَ إِلَیَّ بِمُصْحَفٍ فَفَتَحْتُهُ فَوَقَعَتْ فِی یَدِی سُورَهُ(لَمْ یَکُنْ)فَإِذَا هِیَ أَطْوَلُ وَ أَکْثَرُ مِمَّا یَقْرَأُهَا النَّاسُ،فَحَفِظْتُ مِنْهَا أَشْیَاءَ قَالَ:فَأَتَانِی مُسَافِرٌ وَ مَعَهُ مِنْدِیلٌ وَ خَاتَمٌ وَ طِینٌّ فَقَالَ:هَاتِ الْمُصْحَفَ فَدَفَعْتُهُ إِلَیْهِ فَوَضَعَتْهُ فِی الْمِنْدِیلَ وَ وَضَعَ عَلَیْهِ الطِّینَ وَ خَتَمَهُ،

ص:368


1- (1) کشف الغمّه:ج 98/3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 124/3.

فَذَهَبَ عَنِّی مَا کُنْتُ حَفِظْتُ مِنْهُ،فَجَهَدْتُ أَنْ أَذْکُرَ مِنْهُ حَرْفاً وَاحِداً فَلَمْ أَذْکُرْهُ (1).

168-وَ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی عَنْ یَزِیدَ بْنِ إِسْحَاقَ عَنْ أَخِیهِ مُحَمَّدٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ:أَنَّ یَزِیدَ کَانَ وَاقِفِیّاً وَ أَنَّهُ خَاصَمَ مُحَمَّداً ثُمَّ قَالَ لَهُ:سَلْ صَاحِبَکَ أَنْ یَدْعُوَ لِی إِنْ کَانَ کَمَا تَقُولُ یَعْنِی إِمَاماً،فَذَکَرَ مُحَمَّدٌ ذَلِکَ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَعَا لَهُ فَمَا لَبِثَ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی قَالَ بِالْحَقِّ (2).

169-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّ رَجُلاً أَرَادَ الدُّخُولَ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَنْ یَکْسُوَهُ مِنْ ثِیَابِهِ وَ یَهَبَ لَهُ مِنْ دَرَاهِمِهِ،وَ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَ بِذَلِکَ ابْتِدَاءً وَ فَعَلَ ذَلِکَ بِهِ قَبْلَ أَنْ یُسْأَلَ (3).

170-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ یُونُسَ قَالَ:سَمِعْتُ رَجُلاً مِنَ الطَّیَّارَهِ: یُحَدِّثُ أَبَا الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:

فَغَضِبَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ غَضَباً لَمْ یَمْلِکْ نَفْسَهُ وَ قَالَ:اُخْرُجْ عَنِّی لَعَنَکَ اللَّهُ وَ لَعَنَ مَنْ حَدَّثَکَ لَعْنَهً تَتْبَعُهَا أَلْفُ لَعْنَهٍ کُلُّ لَعْنَهٍ تُبْلِغُکَ إِلَی قَعْرِ جَهَنَّمَ،قَالَ یُونُسُ:فَقَامَ الرَّجُلُ فَمَا بَلَغَ الْبَابَ إِلاَّ عَشْرَ خُطًا حَتَّی صُرِعَ مَغْشِیّاً عَلَیْهِ،قَدْ قَاءَ رَجِیعَهُ وَ حُمِلَ مَیِّتاً فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَتَاهُ مَلَکٌ بِیَدِهِ عَمُودُ فَضَرَبَ عَلَی هَامَتِهِ ضَرْبَهً فَلَقَ فِیهَا مَثَانَتُهُ حَتَّی قَاءَ رَجِیعُهُ وَ عَجَّلَ اللَّهِ بِهِ إِلَی الْهَاوِیَهِ وَ الْحَدِیثُ مُخْتَصَرٌ (4).

الفصل الثالث عشر

171-وَ رَوَی السَّیِّدُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ مُهَجِ الدَّعَوَاتِ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: کَانَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ ذَاتَ یَوْمٍ جَالِساً فِی مَنْزِلِهِ،إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ رَسُولُ هَارُونَ الرَّشِیدِ فَقَالَ:أَجِبْ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَامَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ فَقَالَ لِی:یَا أَبَا الصَّلْتِ إِنَّهُ لاَ یَدْعُونِی فِی هَذَا الْوَقْتِ إِلاَّ لِدَاهِیَهٍ،وَ اللَّهِ لاَ یُمْکِنُهُ أَنْ یَعْمَلَ بِی شَیْئاً أَکْرَهُهُ لِکَلِمَاتٍ وَقَعَتْ إِلَیَّ مِنْ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،قَالَ:

فَخَرَجْتُ مَعَهُ حَتَّی دَخَلْنَا عَلَی هَارُونَ الرَّشِیدِ فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَرَأَ هَذَا الْحِرْزَ إِلَی آخِرِهِ،فَلَمَّا وَقَفَ بَیْنَ یَدَیْهِ نَظَرَ إِلَیْهِ هَارُونُ وَ قَالَ:یَا أَبَا الْحَسَنِ قَدْ أَمَرْنَا لَکَ بِمِائَهِ أَلْفِ دِرْهَمٍ وَ اکْتُبْ حَوَائِجَ أَهْلِکَ،فَلَمَّا وَلَّی عَنْهُ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ

ص:369


1- (1) بحار الأنوار:ج 54/89،ح 22.
2- (2) خلاصه الأقوال:66/253.
3- (3) بحار الأنوار:ج 29/49،ح 1.
4- (4) بحار الأنوار:ج 264/25،ح 3.

وَ هَارُونُ یَنْظُرُ إِلَیْهِ فِی قَفَاهُ وَ یَقُولُ:أَرَدْتُ وَ أَرَادَ اللَّهُ،وَ مَا أَرَادَ اللَّهُ خَیْرٌ (1).

172-قَالَ:وَ وَجَدْتُ مَا هَذَا لَفْظُهُ:قَالَ الْفَضْلُ بْنُ الرَّبِیعِ: اصْطَبَحَ الرَّشِیدُ یَوْماً ثُمَّ اسْتَدْعَی حَاجِبَهُ فَقَالَ:اِمْضِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الْعَلَوِیِّ وَ أَخْرِجْهُ مِنَ الْحَبْسِ وَ أَلْقِهِ فِی بِرْکَهِ السِّبَاعِ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَخَذَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی الْبِرْکَهَ فَفَتَحَ بَابَهَا وَ أَدْخَلَهُ فِیهَا وَ فِیهَا أَرْبَعُونَ سَبُعاً،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّ الْخَلِیفَهَ رَأَی رُؤْیَا هَائِلَهً وَ أَنَّهُ دَعَاهُ نِصْفَ اللَّیْلِ،فَأَمَرَهُ أَنْ یَذْهَبَ وَ یَنْظُرَ إِلَیْهِ،فَنَظَرَ إِلَیْهِ،فَإِذَا هُوَ قَائِمٌ یُصَلِّی وَ السِّبَاعُ حَوْلَهُ،ثُمَّ إِنَّ الرَّشِیدَ نَهَضَ حَتَّی نَظَرَ إِلَیْهِ کَذَلِکَ،فَأَمَرَ بِإِخْرَاجِهِ ثُمَّ أَکْرَمَهُ وَ أَمَرَ لَهُ بِصِلَهٍ وَ کِسْوَهٍ (2).

الفصل الرابع عشر

173-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهً دَخَلَتْ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لَهَا: مَا الَّذِی قَالَ لَکَ جَدِّی أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ؟قَالَتْ قَالَ لِی:وَ اللَّهِ إِنَّکَ تَرَیْنَ بُرْهَاناً عَظِیماً،فَقَالَ لَهَا:یَا حَبَابَهُ أَ مَا تَرَیْنَ بَیَاضَ شَعْرِکَ؟قَالَتْ:نَعَمْ قَالَ لَهَا:أَ تُحِبِّینَ أَنْ تُرِیَهُ أَسْوَدَ حَالِکاً؟قَالَتْ:نَعَمْ فَقَالَ لَهَا:أَ تُحِبِّینَ أَنْ تَکُونِی مَعَ سَوَادِ الشَّعْرِ شَابَّهً؟ فَقَالَتْ:بَلَی إِنَّ هَذَا الْبُرْهَانَ الْعَظِیمٌ،قَالَ:وَ أَعْظَمُ مِنْ ذَلِکَ مَا حَدَّثْتِ بِهِ نَفْسَکِ، قَالَتْ:فَدَعَا بِدَعَوَاتٍ خَفِیَّهٍ فَعُدْتُ وَ اللَّهِ شَابَّهً سَوْدَاءَ الشَّعْرِ حَالِکَهً،ثُمَّ دَخَلْتُ خَلْوَهً فِی جَانِبِ الدَّارِ وَ فَتَّشْتُ نَفْسِی فَوَجَدْتُنِی وَ اللَّهِ بِکْراً (3). و روی له جمله من المعجزات السابقه.

الفصل الخامس عشر

174-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَارَهَ بْنِ زَیْدٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ رَآهُ وَ عَلَی کَتِفِهِ الْأَیْمَنِ أَسَدٌ وَ عَلَی یَسَارِهِ أَفْعَی یَحْمِلاَنِ عَلَی کُلِّ مَنْ حَوْلَهُ،فَقَالَ الْمَأْمُونُ:تَلُومُونَنِی عَلَی مَحَبَّهِ هَذَا؟قَالَ:ثُمَّ رَأَیْتُهُ وَ قَدْ أَخْرَجَ مِنْ حَائِطٍ رُطَباً ثُمَّ أَطْعَمَهُمْ (4).

175-وَ عَنْهُ قَالَ: رَأَیْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَلَّمْتُهُ فِی رَجُلٍ أَنْ یَصِلَهُ بِشَیْ ءٍ، فَأَعْطَانِی مِخْلاَهَ تِبْنٍ فَاسْتَحَیْتُ أَنْ أُرَاجِعَهُ،فَلَمَّا وَصَلْتُ إِلَی بَابِ الرَّجُلِ فَتَحْتُهَا فَإِذَا

ص:370


1- (1) بحار الأنوار:ج 116/49،ح 7.
2- (2) بحار الأنوار:ج 75/62،ح 7.
3- (3) الهدایه الکبری:169.
4- (4) مناقب فاطمه و ولدها:362،ح 6/308.

کُلُّهَا دَنَانِیرُ فَاسْتَغْنَی الرَّجُلُ وَ عَقِبُهُ (1).

176-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ وَکِیعٍ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی آخِرِ أَیَّامِهِ فَقُلْتُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أُرِیدُ أَنْ أُحَدِّثَ عَنْکَ مُعْجِزَهً فَأَرِنِیهِ،فَرَأَیْتُهُ أَخْرَجَ لَنَا مَاءً مِنْ صَخْرَهٍ،فَأَسْقَانَا وَ شَرِبْنَا (2).

177-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سَعْدِ بْنِ سَلاَّمٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ جَمَاعَهً قَالُوا:لاَ یَصْلُحُ لِلْإِمَامَهِ فَکَلَّمُوهُ قَالَ:فَسَمِعْتُ الْجَمَادَ الَّذِی مِنْ تَحْتِهِ یَقُولُ:هُوَ إِمَامِی وَ إِمَامُ کُلِّ شَیْ ءٍ قَالَ:وَ إِنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَرَأَیْتُ الْحِیطَانَ وَ الْخَشَبَ تُکَلِّمُهُ وَ تُسَلِّمُ عَلَیْهِ (3).

178-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَارَهَ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی مِنْبَرِ الْعِرَاقِ فِی مَدِینَهِ الْمَنْصُورِ وَ الْمِنْبَرُ یُکَلِّمُهُ.

179-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مَعْبَدٍ الشَّامِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ قَدْ کَثُرَ الْخَوْضُ فِیکَ وَ فِی عَجَائِبِکَ،فَلَوْ شِئْتَ أَنْبَأْتَنِی بِشَیْ ءٍ أُحَدِّثُهُ عَنْکَ؟فَقَالَ وَ مَا تَشَاءُ؟فَقُلْتُ:تُحْیِی لِی أَبِی وَ أُمِّی،فَقَالَ:اِنْصَرِفْ إِلَی مَنْزِلِکَ فَقَدْ أَحْیَیْتُهُمَا فَانْصَرَفْتُ وَ هُمَا وَ اللَّهِ أَحْیَاءٌ فَأَقَامَا عِنْدِی عَشْرَهَ أَیَّامٍ ثُمَّ قَبَضَهُمَا اللَّهُ (4).

180-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَهْلٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ[فِی حَدِیثٍ]أَنَّهُ قَالَ لَهُ: مَا دَلاَلَهُ الْإِمَامِ عِنْدَکَ؟قَالَ:أَنْ یُخْبِرَ بِمَا وَارَی الْبَیْتُ،وَ أَنْ یُحْیِیَ وَ یُمِیتَ، فَقَالَ:أَنَا أَفْعَلُ ذَلِکَ أَمَّا الَّذِی مَعَکَ فَخَمْسَهُ دَنَانِیرَ وَ أَمَّا أَهْلُکَ فَإِنَّهَا مَاتَتْ مُنْذُ سَنَهٍ وَ قَدْ أَحْیَیْتُهَا السَّاعَهَ وَ أَتْرُکُهَا مَعَکَ سَنَهً أُخْرَی،وَ ذَکَرَ أَنَّ ذَلِکَ وَقَعَ کَمَا قَالَ (5).

181-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَارَهَ: فِی حَدِیثٍ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَرَاهُ فِی طَرِیقِ مَکَّهَ کَرَماً لَمْ یَرَ أَحْسَنَ مِنْهُ وَ أَشْجَارَ رُمَّانٍ فَتَزَوَّدَ مِنْهُ إِلَی مَکَّهَ (6).

182-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ لَمَّا کَانَ بِخُرَاسَانَ

ص:371


1- (1) مناقب فاطمه و ولدها:362،ح 8/310.
2- (2) مناقب فاطمه و ولدها:362،ح 7/309.
3- (3) مناقب فاطمه و ولدها:363،ح 9/311.
4- (4) مناقب فاطمه و ولدها:363،ح 10/312.
5- (5) مناقب فاطمه و ولدها:364،ح 12/314.
6- (6) مناقب فاطمه و ولدها:364،ح 13/315.

أَخْبَرَهُ بِوَفَاهِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَهَ الْبَطَائِنِیِّ فِی الْیَوْمِ الَّذِی مَاتَ فِیهِ،ثُمَّ وَرَدَ الْکِتَابُ مِنَ الْکُوفَهِ أَنَّهُ مَاتَ ذَلِکَ الْیَوْمَ (1).

183-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُرَازِمٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَضْمَرَ فِی نَفْسِهِ شَیْئاً فَأَخْبَرَهُ بِهِ وَ بِمَا قَدِمَ لِأَجْلِهِ (2).

184-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ کَثِیرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِمَا یَقَعُ بِیَحْیَی بْنِ خَالِدٍ وَ بَنِی بَرْمَکَ مِنَ الرَّشِیدِ لِکَوْنِهِمْ سَمُّوا أَبَاهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَلَّطَهُ اللَّهُ عَلَیْهِمْ.

185-وَ عَنْهُ: أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ کُلُّ مَا یَبْلُغُکَ عَنْ شُرْطَهِ الْخَمِیسِ وَ مَا یُحْکَی عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ الْأَعَاجِیبِ فَقَدْ وَ اللَّهِ أَرَانِیهِ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَعْنِی الرِّضَا وَ لَکِنِّی أُمِرْتُ أَنْ لاَ أَحْکِیَهُ (3).

186-وَ عَنْهُ قَالَ قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی السَّنَهِ الَّتِی مَاتَ فِیهَا هَارُونُ:إِنَّهُ قَدْ دَخَلَ فِی الْأَرْبَعِ وَ عِشْرِینَ سَنَهً وَ أَخَافُ أَنْ یَطُولَ عُمُرُهُ فَقَالَ:کَلاَّ إِنَّ أَیَادِیَ اللَّهِ عِنْدِی وَ عِنْدَ آبَائِی قَدْ تَمَّهُ(قَدِیمَهٌ ظ)لَنْ یَبْلُغَ الْأَرْبَعَ وَ عِشْرِینَ سَنَهً (4).

187-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُسَافِرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: کُنَّا رُبَّمَا خَبَأْنَا لَهُ الشَّیْ ءَ مِمَّا یُؤْکَلُ فَیَجِیءُ حَتَّی یُخْرِجَهُ وَ یُعْلِمُنَا أَنَّهُ عَلِمَ بِهِ.

188-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَخْبَرَ بِحَمْلِ هَرْثَمَهَ إِلَی مَرْوَ وَ ضَرْبِ عُنُقِهِ فَکَانَ کَمَا قَالَ (5).

189-وَ عَنْهُ: أَنَّهُ کَتَبَ إِلَیْهِ یَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ لاِبْنٍ لَهُ عَلِیلٍ،فَکَتَبَ إِلَیْهِ وَهَبَ اللَّهُ لَکَ وَلَداً صَالِحاً فَمَاتَ ابْنُهُ وَ وُلِدَ لَهُ ابْنٌ آخَرُ (6).

190-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ صَدَقَهَ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ دَخَلَ عَلَیْهِ فَأَرَاهُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ بَنِیهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ (7).

ص:372


1- (1) مناقب فاطمه و ولدها:365،ح 16/318.
2- (2) مناقب فاطمه و ولدها:371،ح 28/330.
3- (3) مناقب فاطمه و ولدها:372،ح 29/331.
4- (4) مناقب فاطمه و ولدها:373،ح 30/332.
5- (5) مناقب فاطمه و ولدها:373،ح 31/333.
6- (6) مناقب فاطمه و ولدها:374،ح 34/336.
7- (7) مناقب فاطمه و ولدها:376،ح 37/339.

و روی أیضا کثیرا من المعجزات السابقه.

الفصل السادس عشر

191-وَ رَوَی الشَّیْخُ کَمَالُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَهَ الشَّافِعِیُّ فِی کِتَابِ مَطَالِبِ السَّئُولِ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ کَانَ إِذَا دَخَلَ دَارَ الْمَأْمُونِ بَادَرَ الْخَدَمُ فَرَفَعُوا السُّتُورَ بَیْنَ یَدَیْهِ ثُمَّ تَوَاصَوْا فِیمَا بَیْنَهُمْ أَنَّهُ إِذَا جَاءَ لاَ یَرْفَعُونَ السِّتْرَ لَهُ فَلَمَّا جَاءَ مِنَ الْغَدِ وَ لَمْ یَرْفَعُوا لَهُ السِّتْرَ أَرْسَلَ اللَّهُ رِیحاً فَدَخَلَتْ فِی السِّتْرِ حَتَّی رَفَعَتْهُ أَکْثَرَ مِمَّا کَانُوا یَرْفَعُونَهُ لَهُ،فَدَخَلَ فَسَکَنَتْ وَ لَمَّا خَرَجَ فَعَلَتْ کَذَلِکَ،وَ قَدْ اخْتَصَرْتُ الْحَدِیثَ (1).

192-وَ رَوَی عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِزَیْنَبَ: الَّتِی ظَهَرَتْ بِخُرَاسَانَ وَ ادَّعَتْ أَنَّهَا مِنْ سُلاَلَهِ فَاطِمَهَ.إِنَّ مَنْ کَانَ حَقّاً مِنْ بَضْعَهِ فَاطِمَهَ وَ عَلِیٍّ فَإِنَّ لَحْمَهُ حَرَامٌ عَلَی السِّبَاعِ،فَأَلْقُوهَا لِلسِّبَاعِ،فَإِنْ کَانَتْ صَادِقَهً فَإِنَّ السِّبَاعَ لاَ تَقْرَبُهَا، وَ إِنْ کَانَتْ کَاذِبَهً تَفْتَرِسُهَا السِّبَاعُ،فَقَالَتْ:اِنْزِلْ أَنْتَ إِلَی السِّبَاعِ فَإِنْ کُنْتَ صَادِقاً فَإِنَّهَا لاَ تَقْرَبُکَ وَ إِلاَّ فَتَفْتَرِسُکَ،فَلَمْ یُکَلِّمْهَا وَ قَامَ فَقَالَ لَهُ السُّلْطَانُ:إِلَی أَیْنَ قَالَ:إِلَی بِرْکَهِ السِّبَاعِ وَ اللَّهِ لَأَنْزِلَنَّ إِلَیْهَا،فَقَامَ السُّلْطَانُ وَ النَّاسُ وَ فَتَحُوا بَابَ الْبِرْکَهِ فَنَزَلَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی السِّبَاعِ فَأَقْعَتْ کُلُّهَا عَلَی أَذْنَابِهَا،فَصَارَ یَأْتِی إِلَی وَاحِدٍ وَاحِدٍ یَمْسَحُ وَجْهَهُ وَ رَأْسَهُ وَ ظَهْرَهُ حَتَّی أَتَی عَلَی الْجَمِیعِ وَ النَّاسُ یَنْظُرُونَ إِلَیْهِ،ثُمَّ خَرَجَ فَأَنْزَلُوا الْمَرْأَهَ إِلَی السِّبَاعِ فَأَکَلُوهَا (2).

193-وَ رَوَی فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَخْبَرَ هَرْثَمَهَ بْنَ أَعْیَنَ بِأَنَّهُ یَأْکُلُ بَعْدَ أَیَّامٍ عِنَباً وَ رُمَّاناً مَسْمُوماً فَیَمُوتُ،وَ أَخْبَرَهُ فِی دَفْنِهِ بِأَشْیَاءَ تَقَدَّمَ ذِکْرُهَا (3).

أَقُولُ:وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ،وَ کَذَا عَلِیُّ بْنُ یُونُسَ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِیمِ .

الفصل السابع عشر

و روی محمد بن علی بن شهرآشوب فی المناقب کثیرا من المعجزات السابقه:

194-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ: أَنَّهُ کَتَبَ إِلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ کِتَاباً وَ أَضْمَرَ فِی نَفْسِهِ

ص:373


1- (1) مطالب السئول:457.456،الباب الثّامن.
2- (2) المصدر السّابق.
3- (3) المصدر السّابق:462.

أَنَّهُ مَتَی دَخَلَ عَلَیْهِ یَسْأَلُهُ عَنْ ثَلاَثِ آیَاتٍ قَالَ:فَأَجَابَنِی وَ کَتَبَ فِی آخِرِهِ الْآیَاتِ الَّتِی أَضْمَرْتُهَا (1).

195-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْأَفْطَسِ عَنِ الْمَأْمُونِ: فِی حَدِیثٍ أَنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَهُ بِمَوْتِهِ قَبْلَهُ وَ بِمَوْضِعِ دَفْنِهِ وَ أَنَّهُ یَمُوتُ بِالْمَشْرِقِ وَ یَمُوتُ الْمَأْمُونِ بِالْمَغْرِبِ.

196-وَ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ قَالَ: لَمَّا بَلَغَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِنَیْسَابُورَ إِلَی الْقَرْیَهِ الْحَمْرَاءِ قِیلَ لَهُ:قَدْ زَالَتِ الشَّمْسُ أَ فَلاَ تُصَلِّی؟فَنَزَلَ وَ دَعَا بِمَاءٍ فَقِیلَ لَهُ:مَا مَعَنَا مَاءٌ فَبَحَثَ بِیَدِهِ الْأَرْضَ،فَنَبَعَ مِنَ الْأَرْضِ مَاءٌ تَوَضَّأَ بِهِ هُوَ وَ مَنْ مَعَهُ،وَ أَثَرُهُ بَاقٍ إِلَی الْیَوْمِ (2).

197-قَالَ: وَ أَتَی رَجُلٌ مِنْ وُلْدِ الْأَنْصَارِ بِحُقَّهِ فِضَّهٍ مُقَفَّلٍ عَلَیْهَا،وَ قَالَ لَمْ یُتْحِفْکَ أَحَدٌ بِمِثْلِهَا،فَفَتَحَهَا وَ أَخَذَ مِنْهَا سَبْعَ شَعَرَاتٍ وَ قَالَ:هَذَا مِنْ شَعْرِ النَّبِیِّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَمَیَّزَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَرْبَعَ طَاقَاتٍ مِنْهَا وَ قَالَ:هَذَا شَعْرُهُ فَقَبِلَ فِی ظَاهِرِهِ دُونَ بَاطِنِهِ،ثُمَّ إِنَّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخْرَجَهُ مِنَ الشُّبْهَهِ بِأَنْ وَضَعَ الثَّلاَثَهَ عَلَی النَّارِ فَاحْتَرَقَتْ،ثُمَّ وُضِعَتِ الْأَرْبَعَهُ فَصَارَتْ کَالذَّهَبِ (3).

198-قَالَ:وَ رَوَی الْحِمْیَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْأَشْعَرِیِّ عَنِ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی خِدَاشٍ عَنْ حَنَانِ بْنِ السَّدِیرِ قَالَ:قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَکُونُ إِمَامٌ لَیْسَ لَهُ عَقِبٌ؟فَقَالَ:أَمَا إِنَّهُ لاَ یُولَدُ لِی إِلاَّ وَاحِدٌ وَ لَکِنَّ اللَّهَ یُنْشِیُ ء مِنْهُ ذُرِّیَّهً کَثِیرَهً (4).

تکمله لهذا الباب

ننقل فیها جمله من معجزاته علیه السّلام عن کتب أهل السنه مما لم ینقل منها المصنف(قده).

منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 147 ط مِصْرَ).

رَوَی عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: لَمَّا مَضَی مُوسَی الْکَاظِمُ وَ ظَهَرَ وَلَدُهُ مِنْ بَعْدِهِ عَلِیٌّ الرِّضَا خِفْنَا عَلَیْهِ وَ قُلْنَا لَهُ إِنَّا نَخَافُ عَلَیْکَ مِنْ هَذَا یَعْنِی هَارُونَ الرَّشِیدِ،قَالَ لَیَجْهَدَنَّ جُهْدَهُ فَلاَ سَبِیلَ لَهُ عَلَیَّ.

ص:374


1- (1) مناقب آل أبی طالب:ج 448/3.
2- (2) مناقب آل أبی طالب:ج 455/3.
3- (3) مناقب آل أبی طالب:ج 458/3.
4- (4) انظر کشف الغمّه:95/3.

قَالَ صَفْوَانَ:فَحَدَّثَنِی ثِقَهٌ أَنَّ یَحْیَی بْنَ خَالِدٍ الْبَرْمَکِیَّ،قَالَ لِهَارُونَ الرَّشِیدِ:

هَذَا عَلِیُّ بْنُ مُوسَی قَدْ تَقَدَّمَ وَ ادَّعَی الْأَمْرَ لِنَفْسِهِ فَقَالَ هَارُونُ یَکْفِینَا مَا صَنَعْنَا بِأَبِیهِ وَ تُرِیدُ أَنْ تَقْتُلَهُمْ جَمِیعاً.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ» ص 227 ط الْغَرِیِّ«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 311 ط حَلْبِیَ مِصْرَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«مَطَالِبِ السَّئُولِ»(ص 85 ط طُهْرَانِ)قَالَ:

إِنَّهُ کَانَ بِخُرَاسَانَ امْرَأَهٌ تُسَمَّی زَیْنَبَ فَادَّعَتْ أَنَّهَا عَلَوِیَّهٌ مِنْ سُلاَلَهِ فَاطِمَهَ عَلَیْهَا السَّلاَمُ وَ صَارَتْ تَصُولُ عَلَی أَهْلِ خُرَاسَانَ بِنَسَبِهَا فَسَمِعَ بِهَا عَلِیٌّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمْ یَعْرِفْ نَسَبَهَا فَأُحْضِرَتْ إِلَیْهِ فَرَدَّ نَسَبَهَا وَ قَالَ هَذِهِ کَذَّابَهٌ فَسَفِهَتْ عَلَیْهِ وَ قَالَتْ کَمَا قَدَحْتَ فِی نَسَبِی فَأَنَا أَقْدَحُ فِی نَسَبِکَ فَأَخَذَتْهُ الْغَیْرَهُ الْعَلَوِیَّهُ فَقَالَ لِسُلْطَانِ خُرَاسَانَ وَ کَانَ لِذَلِکَ السُّلْطَانِ بِخُرَاسَانَ مَوْضِعٌ وَاسِعٌ فِیهِ سِبَاعٌ مُسَلْسَلَهٌ لِلاِنْتِقَامِ مِنَ الْمُفْسِدِینَ یُسَمَّی ذَلِکَ الْمَوْضِعُ:بِرْکَهَ السِّبَاعِ إِذَا أَرَادَ الاِنْتِقَامَ مِنْ بَعْضِ الْمُجْرِمِینَ الْخَارِجِینَ عَلَیْهِ أَلْقَاهُ بَیْنَهُمْ فَافْتَرَسُوهُ لِوَقْتِهِ،فَأَخَذَ الرِّضَا بِیَدِ تِلْکَ الْمَرْأَهِ وَ أَحْضَرَهَا عِنْدَ ذَلِکَ السُّلْطَانِ وَ قَالَ هَذِهِ کَذَّابَهٌ عَلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَهَ وَ لَیْسَتْ مِنْ نَسْلِهِمَا فَإِنَّ مَنْ کَانَ حَقّاً صَوَاباً بَضْعَهً مِنْ فَاطِمَهَ وَ عَلِیٍّ فَإِنَّ لَحْمَهَا حَرَامٌ عَلَی السِّبَاعِ فَأَلْقُوهَا فِی بَحْرِ السِّبَاعِ فَإِنْ کَانَتْ صَادِقَهً فَإِنَّ السِّبَاعَ لاَ تَقْرَبُهَا وَ إِنْ کَانَتْ کَاذِبَهً فَتَفْتَرِسُهَا السِّبَاعُ.

فَلَمَّا سَمِعَتْ ذَلِکَ مِنْهُ قَالَتْ:فَانْزِلْ أَنْتَ إِلَی السِّبَاعِ فَإِنْ کُنْتَ صَادِقاً فَإِنَّهَا لاَ تَقْرَبُکَ وَ إِلاَّ فَتَفْتَرِسُکَ فَلَمْ یُکَلِّمْهَا وَ قَامَ فَقَالَ لَهُ ذَلِکَ السُّلْطَانِ إِلَی أَیْنَ فَقَالَ لَهُ إِلَی بِرْکَهِ السِّبَاعِ وَ اللَّهِ لَأَنْزِلَنَّ إِلَیْهَا.

فَقَامَ السُّلْطَانُ وَ النَّاسُ وَ الْحَاشِیَهُ وَ فَتَحُوا بَابَ تِلْکَ الْبِرْکَهِ فَنَزَلَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ النَّاسُ یَنْظُرُونَ مِنْ أَعْلَی الْبِرْکَهِ فَلَمَّا حَصَلَ بَیْنَ السِّبَاعِ أَقْعَتْ جَمِیعُهَا إِلَی الْأَرْضِ عَلَی أَذْنَابِهَا فَصَارَ یَأْتِی إِلَی وَاحِدٍ وَاحِدٍ یَمْسَحُ وَجْهَهُ وَ رَأْسَهُ وَ ظَهْرَهُ وَ السَّبُعُ یُبَصْبِصُ لَهُ هَکَذَا إِلَی أَنْ أَتَی عَلَی الْجَمِیعِ ثُمَّ طَلَعَ وَ النَّاسُ یُبْصِرُونَهُ،فَقَالَ لِذَلِکَ السُّلْطَانِ:

أَنْزِلْ هَذِهِ الْکَذَّابَهَ عَلَی عَلِیٍّ وَ فَاطِمَهَ لِیُبَیِّنَ لَکَ فَامْتَنَعَتْ فَأَلْزَمَهَا السُّلْطَانُ بِذَلِکَ وَ أَنْزَلَهَا أَعْوَانُهُ فَمُذْ رَآهَا السِّبَاعُ وَثَبُوا إِلَیْهَا وَ افْتَرَسُوهَا فَاشْتَهَرَ اسْمُهَا بِخُرَاسَانَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلصَّوَاعِقُ»ص 123 ط حَلْبَ .

ص:375

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 147 ط مِصْرَ)قَالَ:

لَمَّا جَعَلَهُ الْمَأْمُونُ وَلِیَّ عَهْدِهِ وَ أَقَامَهُ خَلِیفَهً مِنْ بَعْدِهِ کَانَ فِی حَاشِیَهِ الْمَأْمُونِ أُنَاسٌ کَرِهُوا ذَلِکَ وَ خَافُوا عَلَی خُرُوجِ الْخِلاَفَهِ مِنْ بَنِی الْعَبَّاسِ وَ عَوْدَهَا لِبَنِی فَاطِمَهَ فَحَصَلَ عِنْدَهُمْ مِنْ عَلِیٍّ الرِّضَا ابْنِ مُوسَی نُفُورٌ وَ کَانَ عَادَهُ الرِّضَا إِذَا جَاءَ إِلَی دَارِ الْمَأْمُونِ لِیَدْخُلَ بَادَرَ مَنْ فِی الدِّهْلِیزِ مِنَ الْحُجَّابِ وَ أَهْلِ النُّوبَهِ مِنَ الْخَدَمِ وَ الْحَشَمِ بِالْقِیَامِ لَهُ وَ السَّلاَمِ عَلَیْهِ وَ یَرْفَعُونَ لَهُ السِّتْرَ حَتَّی یَدْخُلَ،فَلَمَّا حَصَلَتْ لَهُمْ هَذِهِ النِّفْرَهُ وَ تَفَاوَضُوا فِی أَمْرِ هَذِهِ الْقِصَّهِ وَ دَخَلَ فِی قُلُوبِهِمْ مِنْهَا شَیْ ءٌ قَالُوا فِیمَا بَیْنَهُمْ:إِذَا جَاءَ یَدْخُلُ عَلَی الْخَلِیفَهِ بَعْدَ الْیَوْمَ نُعْرِضُ عَنْهُ وَ لاَ نَرْفَعُ لَهُ السِّتْرَ وَ اتَّفَقُوا عَلَی ذَلِکَ،فَبَیْنَمَا هُمْ جُلُوسٌ إِذْ جَاءَ عَلِیٌّ الرِّضَا عَلَی جَارِی عَادَتِهِ فَلَمْ یَمْلِکُوا أَنْفُسَهُمْ أَنْ قَامُوا وَ سَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ رَفَعُوا لَهُ السِّتْرَ عَلَی عَادَتِهِمْ فَلَمَّا دَخَلَ أَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ یَتَلاَوَمُونَ لِکَوْنِهِمْ مَا فَعَلُوا مَا اتَّفَقُوا عَلَیْهِ وَ قَالُوا الْکَرَّهَ الْآتِیَهَ إِذَا جَاءَ لاَ نَرْفَعُهُ.

فَلَمَّا کَانَ فِی الْیَوْمِ الثَّانِی وَ جَاءَ الرِّضَا عَلَی عَادَتِهِ قَامُوا وَ سَلَّمُوا عَلَیْهِ وَ لَمْ یَرْفَعُوا السِّتْرَ فَجَاءَتْ رِیحٌ شَدِیدَهٌ فَرَفَعَتِ السِّتْرَ أَکْثَرَ مِمَّا کَانُوا یَرْفَعُونَهُ فَدَخَلَ ثُمَّ عِنْدَ خُرُوجِهِ جَاءَتْ رِیحٌ مِنَ الْجَانِبِ الْآخَرِ فَرَفَعَتْهُ لَهُ وَ خَرَجَ فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ وَ قَالُوا إِنَّ لِهَذَا الرَّجُلِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَهً وَ لَهُ مِنْهُ عِنَایَهٌ انْظُرُوا إِلَی الرِّیحِ کَیْفَ جَاءَتْ وَ رَفَعَتْ لَهُ السِّتْرَ عِنْدَ دُخُولِهِ وَ عِنْدَ خُرُوجِهِ مِنَ الْجِهَتَیْنِ ارْجِعُوا إِلَی مَا کُنْتُمْ عَلَیْهِ مِنْ خِدْمَتِهِ فَهُوَ خَیْرٌ لَکُمْ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«جَامِعُ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ» ج 2 ص 312 ط حَلْبِیَ مِصْرَ«مَطَالِبِ السئول»ص 85 ط طُهْرَانِ«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ» ص 226 ط الْغَرِیِّ«أَخْبَارِ الدُّوَلِ وَ آثَارَ الْأَوَّلِ»ص 114 ط بَغْدَادَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 148 ط مِصْرَ).

رَوَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُوسَی قَالَ: کُنَّا حَوْلَ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیٍّ الرِّضَا ابْنِ مُوسَی وَ نَحْنُ شَبَابٌ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ إِذْ مَرَّ عَلَیْنَا جَعْفَرُ بْنُ عُمَرَ الْعَلَوِیُّ وَ هُوَ رَثُّ الْهَیْئَهِ فَنَظَرَ بَعْضُنَا إِلَی بَعْضٍ نَظَرَ مُسْتَزْرٍ لِهَیْئَتِهِ وَ حَالَتِهِ فَقَالَ الرِّضَا سَتَرَوْنَهُ عَنْ قَرِیبٍ کَثِیرَ الْمَالِ کَثِیرَ الْخَدَمِ حَسَنَ الْهَیْئَهِ،فَمَا مَضَی إِلاَّ شَهْرٌ وَاحِدٌ حَتَّی وَلِیَ أَمْرَ الْمَدِینَهِ وَ حَسُنَتْ

ص:376

حَالُهُ وَ کَانَ یَمُرُّ بِنَا کَثِیراً وَ حَوْلَهُ الْخَدَمُ وَ الْحَشَمُ یَسِیرُونَ بَیْنَ یَدَیْهِ فَنَقُومُ لَهُ وَ نُعَظِّمُهُ وَ نَدْعُو لَهُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«مِفْتَاحُ النجا»ص 176 «أَخْبَارِ الدُّوَلِ وَ آثَارَ الْأَوَّلِ»ص 114 ط بَغْدَادَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلصَّوَاعِقَ»(ص 122 ط البابی بِحَلَبَ)قَالَ:

وَ رَوَی الْحَاکِمُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی حَبِیبٍ قَالَ: رَأَیْتُ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی الْمَنَامِ فِی الْمَنْزِلِ الَّذِی یَنْزِلُ الْحَجَّاجُ بِبَلَدِنَا،فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ،فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ طَبَقاً مِنْ خُوصِ الْمَدِینَهِ فِیهِ تَمْرٌ صَیْحَانِیٌّ،فَنَاوَلَنِی مِنْهُ ثَمَانِیَ عَشْرَهَ،فَتَأَوَّلْتُ أَنْ أَعِیشَ عِدَّتَهَا فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ عِشْرِینَ یَوْماً قَدِمَ أَبُو الْحَسَنِ عَلِیٌّ الرِّضَا مِنَ الْمَدِینَهِ،وَ نَزَلَ ذَلِکَ الْمَسْجِدَ وَ هَرَعَ النَّاسُ بِالسَّلاَمِ عَلَیْهِ،فَمَضَیْتُ نَحْوَهُ،فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی رَأَیْتُ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ جَالِساً فِیهِ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ طَبَقٌ مِنْ خُوصِ الْمَدِینَهِ فِیهِ تَمْرٌ صَیْحَانِیٌّ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ،فَاسْتَدْنَانِی وَ نَاوَلَنِی قَبْضَهً مِنْ ذَلِکَ التَّمْرِ،فَإِذَا عِدَّتُهَا بِعَدَدِ مَا نَاوَلَنِی النَّبِیُّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی النَّوْمِ،فَقُلْتُ:زِدْنِی،فَقَالَ:لَوْ زَادَکَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَزِدْنَاکَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ»ص 22 ط الْغَرِیِّ«وَسِیلَهً المآل»ص 212 نُسْخَهٍ ظاهریه دِمَشْقَ«أَخْبَارِ الدُّوَلِ وَ آثَارَ الْأَوَّلِ» ص 114 ط بَغْدَادَ«مِفْتَاحُ النجا»ص 176«نُورٍ الْأَبْصَارُ»ص 147«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 311«نَتَائِجُ الْأَفْکَارِ القدسیه»ج 1 ص 80 ط دِمَشْقَ«وَسِیلَهً النَّجَاهِ» ص 385 .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلصَّوَاعِقِ الْمُحْرِقَهِ»(ص 122 ط البابی بِحَلَبَ)قَالَ:

قَالَ(أَیْ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ)لِرَجُلٍ: یَا عَبْدَ اللَّهِ أَوْصِ بِمَا تُرِیدُ وَ اسْتَعِدَّ لِمَا لاَ بُدَّ مِنْهُ فَمَاتَ الرَّجُلُ بَعْدَ ثَلاَثَهِ أَیَّامٍ،رَوَاهُ الْحَاکِمُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«فُصُولُ الْمُهِمَّهِ»ص 229 «نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 147«أَخْبَارِ الدُّوَلِ وَ آثَارَ الْأَوَّلِ»ص 114«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ» ج 2 ص 311 ط حَلْبِیَ بِمِصْرَ«نَتَائِجُ الْأَفْکَارِ القدسیه»ج 1 ص 80 .

ص:377

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 228 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

رُوِیَ عَنْ بَکْرِ بْنِ صَالِحٍ قَالَ: أَتَیْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ:اِمْرَأَتِی أُخْتُ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ وَ کَانَ مِنْ خَوَاصِّ شِیعَتِهِمْ بِهَا حَمْلٌ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَهُ ذَکَراً قَالَ:

هُمَا اثْنَانِ فَوَلَّیْتُ وَ قُلْتُ أُسَمِّی وَاحِداً مُحَمَّداً وَ الْآخَرَ عَلِیّاً،فَدَعَانِی وَ رَدَّنِی فَأَتَیْتُهُ فَقَالَ سَمِّ وَاحِداً عَلِیّاً وَ الْأُخْرَی أُمَّ عَمْرٍو،فَقَدِمْتُ الْکُوفَهَ فَوَلَدَتْ لِی غُلاَماً وَ جَارِیَهً فَسَمَّیْتُ الذَّکَرَ عَلِیّاً وَ الْأُنْثَی أُمَّ عَمْرٍو کَمَا أَمَرَنِی،وَ قُلْتُ لِأُمِّی مَا مَعْنَی أُمِّ عَمْرٍو؟قَالَتْ:

جَدَّتُکَ کَانَتْ تُسَمَّی أُمَّ عَمْرٍو.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 148 ط مِصْرَ«أَخْبَارِ الدُّوَلِ وَ آثَارَ الْأَوَّلِ»«جَامِعُ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 313 ط حَلْبِیَ مِصْرَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 229 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

رُوِیَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یَسَارٍ قَالَ:قَالَ لِیَ الرِّضَا: إِنَّ عَبْدَ اللَّهِ یَقْتُلُ مُحَمَّداً، فَقُلْتُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ هَارُونَ یَقْتُلُ مُحَمَّدَ بْنَ هَارُونَ؟قَالَ:نَعَمْ عَبْدُ اللَّهِ الْمَأْمُونُ یَقْتُلُ مُحَمَّدَ الْأَمِینَ فَکَانَ کَمَا قَالَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 147 ط مِصْرَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 238 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ ذَکَرَ الْمَدَائِنِیُّ قَالَ: لَمَّا جَلَسَ الرِّضَا ذَلِکَ الْمَجْلِسَ(أَیْ مَجْلِسَ بَیْعَهِ النَّاسِ لَهُ) وَ هُوَ لاَبِسٌ تِلْکَ الْخِلَعَ وَ الْخُطَبَاءُ یَتَکَلَّمُونَ وَ تِلْکَ الْأَلْوِیَهُ تَخْفِقُ عَلَی رَأْسِهِ،نَظَرَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا إِلَی بَعْضِ مَوَالِیهِ الْحَاضِرِینَ مِمَّنْ کَانَ یَخْتَصُّ بِهِ وَ قَدْ دَاخَلَهُ مِنَ السُّرُورِ مَا لاَ عَلَیْهِ مَزْیَدٌ،وَ ذَلِکَ لَمَّا رَأَی،فَأَشَارَ إِلَیْهِ الرِّضَا فَدَنَا مِنْهُ وَ قَالَ لَهُ فِی أُذُنِهِ سِرّاً:لاَ تَشْغَلْ قَلْبَکَ بِشَیْ ءٍ مِمَّا تَرَی مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَ لاَ تَسْتَبْشِرْ فَإِنَّهُ لاَ یَتِمُّ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثَ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«مِفْتَاحُ النَّجَا»ص 178 مخطوط .

ص:378

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 227 ط الْغَرِیِّ).

رَوَی عَنْ مُسَافِرٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا بِمِنًی فَمَرَّ یَحْیَی بْنُ خَالِدٍ الْبَرْمَکِیُّ وَ هُوَ مُغَطِّی وَجْهِهِ بِمِنْدِیلٍ مِنَ الْغُبَارِ فَقَالَ الرِّضَا(رض):مَسَاکِینُ هَؤُلاَءِ لاَ یَدْرُونَ مَا یَحُلُّ بِهِمْ فِی هَذِهِ السَّنَهِ،فَکَانَ مِنْ أَمْرِهِمْ مَا کَانَ قَالَ:وَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا أَنَا وَ هَارُونُ کَهَاتَیْنِ،وَ ضَمَّ إِصْبَعَیْهِ السَّبَّابَهَ وَ الْوُسْطَی قَالَ مُسَافِرٌ:فَوَ اللَّهِ مَا عَرَفْتُ مَعْنَی حَدِیثِهِ فِی هَارُونَ إِلاَّ بَعْدَ مَوْتِ الرِّضَا وَ دَفْنِهِ إِلَی جَانِبِهِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 147 ط مِصْرَ«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 312 ط حَلْبِیَ بِمِصْرَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 148 ط مِصْرَ)قَالَ:

رُوِیَ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیّاً الرِّضَا بْنَ مُوسَی فِی مَسْجِدِ الْمَدِینَهِ وَ هَارُونُ الرَّشِیدِ یَخْطُبُ قَالَ:تَرَوْنِی وَ إِیَّاهُ نُدْفَنُ فِی بَیْتٍ وَاحِدٍ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ» ص 228«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 2 ص 312 ط حَلْبِیَ بِمِصْرَ .

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«نُورٍ الْأَبْصَارُ»(ص 148 ط مِصْرَ).

رَوَی عَنْ حَمْزَهَ بْنِ جَعْفَرٍ الْأَرَّجَانِیِّ قَالَ: خَرَجَ هَارُونُ الرَّشِیدُ مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ مِنْ بَابٍ وَ خَرَجَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا مِنْ بَابٍ فَقَالَ الرِّضَا وَ هُوَ یَعْنِی هَارُونَ الرَّشِیدَ:یَا بُعْدَ الدَّارِ وَ قُرْبَ الْمُلْتَقَی یَا طُوسُ سَتَجْمَعِینِی وَ إِیَّاهُ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«جَامِعُ کَرَامَاتِ الْأَوْلِیَاءِ» ج 2 ص 313 ط حَلْبِیَ بِمِصْرَ .

و منها

قَالَ هَرْثَمَهُ بْنُ أَعْیَنَ: وَ کَانَ مِنْ خُدَّامِ الْخَلِیفَهِ عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ إِلاَّ أَنَّهُ کَانَ مُحِبّاً لِأَهْلِ الْبَیْتِ إِلَی الْغَایَهِ وَ یَعُدُّ نَفْسَهُ مِنْ شِیعَتِهِمْ وَ کَانَ قَائِماً بِخِدْمَهِ الرِّضَا وَ جَمَعَ مَصَالِحَهُ مُؤْثِراً لِذَلِکَ عَلَی جَمِیعِ أَصْحَابِهِ مَعَ تَقَدَّمَهُ عِنْدَ الْمَأْمُونِ وَ قُرْبِهِ مِنْهُ،قَالَ:

طَلَبَنِی سَیِّدِی أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی یَوْمٍ مِنَ الْأَیَّامِ.

ص:379

فَقَالَ لِی یَا هَرْثَمَهُ إِنِّی مُطْلِعُکَ عَلَی أَمْرٍ یَکُونُ سِرّاً عِنْدَکَ لاَ تُظْهِرْهُ لِأَحَدٍ مُدَّهَ حَیَاتِی فَإِنْ أَظْهَرْتَهُ حَالَ حَیَاتِی کُنْتُ خَصِیماً لَکَ عِنْدَ اللَّهِ،فَحَلَفْتُ لَهُ أَنِّی لاَ أَتَفَوَّهُ بِمَا یَقُولُهُ لِی مُدَّهَ حَیَاتِهِ.

فَقَالَ لِی:اِعْلَمْ یَا هَرْثَمَهُ أَنَّهُ قَدْ دَنَی رَحِیلِی وَ لُحُوقِی بِجَدِّی وَ آبَائِی وَ قَدْ بَلَغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ وَ إِنِّی أُطْعَمُ عِنَباً وَ رُمَّاناً مَفْتُوتاً فَأَمُوتُ وَ یَقْصِدُ الْخَلِیفَهُ أَنْ یَجْعَلَ قَبْرِی خَلْفَ قَبْرِ أَبِیهِ الرَّشِیدِ وَ إِنَّ اللَّهَ لاَ یُقْدِرُهُ عَلَی ذَلِکَ.

وَ إِنَّ الْأَرْضَ تَشْتَدُّ عَلَیْهِمْ فَلاَ تَعْمَلُ فِیهَا الْمَعَاوِلُ وَ لاَ یَسْتَطِیعُونَ حَفْرَ شَیْ ءٍ مِنْهَا فَتَکُونُ تُعْلِمُ یَا هَرْثَمَهُ أَنَّمَا مَدْفَنِی فِی الْجِهَهِ الْفُلاَنِیَّهِ مِنَ الْحَدِّ الْفُلاَنِیِّ بِمَوْضِعِ عَیْنِهِ لَهُ عِنْدَهُ،فَإِذَا أَنَا مِتُّ وَ جُهِّزْتُ فَأَعْلِمْهُ بِجَمِیعِ مَا قُلْتُهُ لَکَ لِیَکُونُوا عَلَی بَصِیرَهٍ مِنْ أَمْرِی وَ قُلْ لَهُ إِنْ وُضِعْتُ فِی نَعْشِی وَ أَرَادُوا الصَّلاَهَ عَلَیَّ فَلاَ یُصَلِّی عَلَیَّ وَ لْیَتَأَنَّ بِی قَلِیلاً فَإِنَّهُ یَأْتِیکُمْ رَجُلٌ عَرَبِیٌّ مُلَثَّمٌ عَلَی نَاقَهٍ لَهُ مُسْرِعٌ مِنْ جِهَهِ الصَّحْرَاءِ عَلَیْهِ وَعْثَاءُ السَّفَرِ، فَیُنِیخُ رَاحِلَتَهُ وَ یَنْزِلُ عَنْهَا فَیُصَلِّی عَلَیَّ وَ صَلُّوا مَعَهُ عَلَیَّ فَإِذَا فَرَغْتُمْ مِنَ الصَّلاَهِ عَلَیَّ وَ حَمَلْتُمُونِی إِلَی مَدْفَنِی الَّذِی عَیَّنْتُهُ لَکَ فَاحْفِرْ شَیْئاً یَسِیراً مِنْ وَجْهِ الْأَرْضِ تَجِدُ قَبْراً مُطْبَقاً مَغْمُوراً فِی قَعْرِهِ مَاءٌ أَبْیَضُ إِذَا کَشَفْتَ عَنْهُ الطَّبَقَاتِ نَضَبَ الْمَاءُ فَهَذَا مَدْفَنِی فَادْفِنُونِی فِیهِ،وَ اللَّهِ وَ اللَّهِ یَا هَرْثَمَهُ إِنْ تُخْبِرْ بِهَذَا أَوْ شَیْ ءٍ مِنْهُ قَبْلَ مَوْتِی قَالَ هَرْثَمَهُ فَوَ اللَّهِ مَا طَالَتِ الْأَنَاهُ حَتَّی أَکَلَ الرِّضَا عِنْدَ الْخَلِیفَهِ عِنَباً وَ رُمَّاناً مَفْتُوتاً فَمَاتَ..(إِلَی أَنْ قَالَ).

قَالَ هَرْثَمَهُ:فَدَخَلْتُ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ الْمَأْمُونِ لَمَّا رُفِعَ إِلَیْهِ مَوْتُ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا فَوَجَدْتُ الْمِنْدِیلَ فِی یَدِهِ،وَ هُوَ یَبْکِی عَلَیْهِ فَقُلْتُ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ثَمَّ کَلاَمٌ أَ تَأْذَنُ لِی أَنْ أَقُولَهُ لَکَ؟.

قَالَ:قُلْ،قُلْتُ:إِنَّ الرِّضَا أَسَرَّ إِلَیَّ فِی حَیَاتِهِ بِأَمْرِ وَ عَاهَدَنِی أَنْ لاَ أَبُوحَ بِهِ لِأَحَدٍ إِلاَّ لَکَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ قَصَصْتُ عَلَیْهِ الْقِصَّهَ الَّتِی قَالَهَا لِی مِنْ أَوَّلِهَا إِلَی آخِرِهَا وَ هُوَ مُتَعَجِّبٌ مِنْ ذَلِکَ ثُمَّ أَمَرَ بِتَجْهِیزِهِ وَ خَرَجْنَا بِجَنَازَتِهِ إِلَی الْمُصَلَّی وَ تَأَنَّیْنَا بِالصَّلاَهِ عَلَیْهِ قَلِیلاً فَإِذَا بِالرَّجُلِ قَدْ أَقْبَلَ عَلَی بَعِیرٍ مِنْ جِهَهِ الصَّحْرَاءِ کَمَا قَالَ وَ نَزَلَ وَ لَمْ یُکَلِّمْ أَحَداً فَصَلَّی عَلَیْهِ وَ صَلَّی النَّاسُ مَعَهُ وَ أَمَرَ الْخَلِیفَهُ بِطَلَبِ الرَّجُلِ فَلَمْ یَرَوْا لَهُ أَثَراً وَ لاَ لِبَعِیرِهِ.

ثُمَّ إِنَّ الْخَلِیفَهَ قَالَ:نَحْفِرُ لَهُ مِنْ خَلْفِ قَبْرِ الرَّشِیدِ،فَقُلْتُ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَ لَمْ نُخْبِرْکَ بِمَقَالَتِهِ قَالَ نُرِیدُ نَنْظُرُ إِلَی مَا قُلْتَهُ فَعَجَزَ الْحَافِرُونَ فَکَانَتِ الْأَرْضُ أَصْلَبَ مِنَ الصَّخْرِ الصَّوَّانِ وَ عَجَزُوا عَنْ حَفْرِهَا وَ تَعَجَّبَ الْحَاضِرُونَ مِنْ ذَلِکَ.

ص:380

وَ تَبَیَّنَ لِلْمَأْمُونِ صِدْقُ مَا قُلْتُهُ لَهُ عَنْهُ فَقَالَ:أَرِنِی الْمَوْضِعَ الَّذِی أَشَارَ إِلَیْهِ فَجِئْتُ بِهِمْ إِلَیْهِ فَمَا کَانَ إِلاَّ أَنْ کُشِفَ التُّرَابُ عَنْ وَجْهِ الْأَرْضِ فَظَهَرَتِ الْأَطْبَاقُ فَرَفَعْنَاهَا فَظَهَرَ مِنْ تَحْتِهَا قَبْرٌ مَعْمُولٌ وَ إِذَا فِی قَعْرِهِ مَاءٌ أَبْیَضُ وَ عَلَّمْتُ الْخَلِیفَهَ فَحَفَرُوا قَبْرَهُ عَلَی الصِّفَهِ الَّتِی ذَکَرْتُهَا لَهُ وَ أَشْرَفَ عَلَیْهِ الْمَأْمُونُ وَ أَبْصَرَهُ،ثُمَّ إِنَّ ذَلِکَ الْمَاءَ نَشَفَ مِنْ وَقْتِهِ فَوَارَیْنَاهُ وَ رَدَدْنَا فِیهِ الْأَطْبَاقَ عَلَی حَالِهَا وَ التُّرَابَ وَ لَمْ یَزَلِ الْخَلِیفَهُ الْمَأْمُونُ یَتَعَجَّبُ بِمَا رَأَی وَ مِمَّا سَمِعَهُ مِنِّی وَ یَتَأَسَّفُ عَلَیْهِ وَ یَنْدَمُ وَ کُلَّمَا خَلَوْتُ فِی خِدْمَتِهِ یَقُولُ لِی یَا هَرْثَمَهُ کَیْفَ قَالَ لَکَ أَبُو الْحَسَنِ الرِّضَا؟فَأُعِیدُ عَلَیْهِ الْحَدِیثَ فَیَتَلَهَّفُ وَ یَتَأَسَّفُ وَ یَقُولُ:إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 215 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ.

«أَئِمَّهِ الْهُدَی»ص 127 ط الْقَاهِرَهِ بِمِصْرَ«مَطَالِبِ السئول»ص 86 ط طُهْرَانِ «اَلْکَوَاکِبِ الدریه»ج 1 ص 256 ط الأزهریه بِمِصْرَ«مِفْتَاحُ النجا»ص 82 مخطوط .

ص:381

الباب السادس و العشرون: النصوص علی أبی جعفر محمد بن علی الجواد علیه السّلام

اشاره

النصوص علی أبی جعفر محمد بن علی الجواد علیه السّلام

مضافا إلی ما تقدم منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ سُئِلَ أَ تَکُونُ الْإِمَامَهُ فِی عَمٍّ أَوْ خَالٍ؟فَقَالَ:لاَ فَقُلْتُ:فَفِی أَخٍ؟قَالَ:لاَ قُلْتُ:فَفِی مَنْ؟قَالَ:

فِی وَلَدِی وَ هُوَ یَوْمَئِذٍ لاَ وَلَدَ لَهُ (1).

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ عَنْ ابْنِ بَابَوَیْهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ سَعْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ وَ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی مِثْلَهُ .

2-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنِ ابْنِ نَجْرَانَ عَنْ عِیسَی بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ النَّصِّ عَلَی مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: قُلْتُ فَإِنْ حَدَثَ بِمُوسَی حَدَثٌ فَبِمَنْ آتَمُّ؟قَالَ:بِوَلَدِهِ،قُلْتُ:فَإِنْ حَدَثَ بِوَلَدِهِ حَدَثٌ وَ تَرَکَ أَخاً کَبِیراً وَ ابْناً صَغِیراً فَبِمَنْ آتَمَّ؟قَالَ:بِوَلَدِهِ ثُمَّ هَکَذَا أَبَداً قُلْتُ:فَإِنْ لَمْ أَعْرِفْهُ وَ لَمْ أَعْرِفْ مَوْضِعَهُ؟قَالَ:تَقُولُ:اَللَّهُمَّ إِنِّی أَتَوَلَّی مَنْ بَقِیَ مِنْ حُجَجِکَ،فَإِنَّ ذَلِکَ یُجْزِیکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ (2).

3-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ وَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمَرْزُبَانِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثَ النَّصِّ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:یَا مُحَمَّدُ یَمُدُّ اللَّهُ فِی عُمُرِکَ وَ تُسَلِّمُ لَهُ حَقَّهُ وَ تُقِرُّ لَهُ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَهِ مَنْ یَکُونُ مِنْ بَعْدِهِ،قُلْتُ:وَ مَنْ ذَاکَ؟قَالَ:مُحَمَّدٌ ابْنُهُ قَالَ:

قُلْتُ:لَهُ الرِّضَا وَ التَّسْلِیمُ (3).

وَ رَوَاهُ الصَّدُوقُ فِی عُیُونِ الْأَخْبَارِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ مِثْلَهُ .

ص:382


1- (1) الکافی:ج 286/1،ح 3.
2- (2) الکافی:ج 286/1،ح 5.
3- (3) الکافی:ج 319/1،ح 16.

4-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ یَحْیَی بْنِ حَبِیبٍ الزَّیَّاتِ قَالَ:أَخْبَرَنِی مَنْ کَانَ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِساً: فَلَمَّا نَهَضُوا قَالَ لَهُمْ:اِلْقَوْا أَبَا جَعْفَرٍ فَسَلِّمُوا عَلَیْهِ وَ أَحْدِثُوا بِهِ عَهْداً فَلَمَّا نَهَضَ الْقَوْمُ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ:یَرْحَمُ اللَّهُ الْمُفَضَّلَ فَقَدْ کَانَ یَقْنَعُ بِدُونِ هَذَا (1).

وَ رَوَاهُ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ حَمْدَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَعِیدٍ الزَّیَّاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِیبٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا مِمَّنْ کَانَ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَ مِثْلَهُ .

5-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَ شَیْئاً فَقَالَ: مَا حَاجَتُکُمْ إِلَی ذَلِکَ؟هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِی وَ صَیَّرْتُهُ مَکَانِی وَ قَالَ:إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ یَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَکَابِرِنَا الْقُذَّهَ بِالْقُذَّهِ (2).

6-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِیهِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَاظَرَنِی فِی أَشْیَاءَ ثُمَّ قَالَ:یَا بَا عَلِیٍّ ارْتَفَعَ الشَّکُّ مَا لِأَبِی غَیْرِی (3).

أقول:قد تواترت الأخبار کما مرّ أن الإمامه لا تکون إلا فی الأولاد بعد الحسن و الحسین علیهما السّلام.

7-وَ عَنْهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ یَحْیَی قَالَ: قُلْتُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

کُنَّا نَسْأَلُکَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَلاَ أَرَانَا اللَّهُ یَوْمَکَ فَإِنْ کَانَ کَوْنٌ فَإِلَی مَنْ؟فَأَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ قَائِمٌ بَیْنَ یَدَیْهِ،فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ هَذَا ابْنُ ثَلاَثِ سِنِینَ؟ فَقَالَ:وَ مَا یَضُرُّهُ مِنْ ذَلِکَ،فَقَدْ قَامَ عِیسَی بِالْحُجَّهِ وَ هُوَ ابْنُ ثَلاَثِ سِنِینَ (4).

8-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ یَحْیَی عَنْ مَالِکِ بْنِ أَشْیَمَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَشَّارٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: وَ اللَّهِ لاَ تَمْضِی الْأَیَّامُ وَ اللَّیَالِی حَتَّی یَرْزُقَنِیَ اللَّهُ وَلَداً ذَکَراً یُفَرِّقُ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ (5).

9-وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ حُکَیْمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی

ص:383


1- (1) الکافی:ج 320/1،ح 1.
2- (2) الکافی:ج 320/1،ح 2.
3- (3) الکافی:ج 320/1،ح 3.
4- (4) الکافی:ج 321/1،ح 10.
5- (5) الکافی:ج 320/1،ح 4.و فی نسخه ثانیه:یسار بدل بشّار.

نَصْرٍ قَالَ: قَالَ لِیَ ابْنُ النَّجَاشِیِّ مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِکَ فَأَشْتَهِی أَنْ تَسْأَلَهُ فَدَخَلْتُ عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:اَلْإِمَامُ ابْنِی«اَلْحَدِیثَ» (1).

10-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ:ذَکَرْنَا عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ شَیْئاً فَقَالَ: وَ مَا حَاجَتُکُمْ إِلَی ذَاکَ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِی وَ صَیَّرْتُهُ فِی مَکَانِی (2).

11-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ ابْنِ قِیَامَا عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ:

وَ اللَّهِ لَیَجْعَلَنَّ اللَّهُ مِنِّی مَا یَثْبُتُ بِهِ الْحَقُّ وَ أَهْلُهُ،وَ یَمْحَقُ بِهِ الْبَاطِلُ وَ أَهْلُهُ فَوُلِدَ لَهُ بَعْدَ سَنَهٍ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

12-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ الْجَهْمِ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِساً فَدَعَا بِابْنِهِ وَ هُوَ صَغِیرٌ فَأَجْلَسَهُ فِی حَجْرِی فَقَالَ لِی:جَرِّدْهُ وَ انْزِعْ قَمِیصَهُ فَنَزَعْتُهُ فَقَالَ:اُنْظُرْ بَیْنَ کَتِفَیْهِ فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِی إِحْدَی کَتِفَیْهِ شَبِیهٌ بِالْخَاتَمِ دَاخِلٌ فِی اللَّحْمِ فَقَالَ:أَ تَرَی هَذَا کَانَ مِثْلُهُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ مِنْ أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4)؟.

أقول:هذا نص خفی لأنه یستفاد من بعض الأخبار أن ذلک من علامات الإمام.

13-وَ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ أَبِی یَحْیَی الصَّنْعَانِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَجِیءَ بِابْنِهِ أَبِی جَعْفَرٍ وَ هُوَ صَغِیرٌ،فَقَالَ:هَذَا الْمَوْلُودُ الَّذِی لَمْ یُولَدْ مَوْلُودٌ أَعْظَمُ بَرَکَهً عَلَی شِیعَتِنَا مِنْهُ (5).

أقول:وجه النص ما مرّ من أنه لا یکون الإمام إلا أفضل الناس.

14-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ:سَمِعْتُ إِسْمَاعِیلَ بْنَ إِبْرَاهِیمَ یَقُولُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ ابْنِی فِی لِسَانِهِ ثِقْلٌ،فَأَنَا أَبْعَثُ بِهِ إِلَیْکَ غَداً تَمْسَحُ عَلَی رَأْسِهِ وَ تَدْعُو لَهُ فَإِنَّهُ مَوْلاَکَ،فَقَالَ:هُوَ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَابْعَثْ بِهِ غَداً إِلَیْهِ (6).

15-وَ عَنْهُ عَنِ الْخَیْرَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: کُنْتُ وَاقِفاً بَیْنَ یَدَیْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ

ص:384


1- (1) الکافی:ج 320/1،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 321/1،ح 6.
3- (3) الکافی:ج 321/1،ح 7.
4- (4) الکافی:ج 321/1،ح 8.
5- (5) الکافی:ج 321/1،ح 9.
6- (6) الکافی:ج 321/1،ح 11.

بِخُرَاسَانَ فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ:یَا سَیِّدِی إِنْ کَانَ کَوْنٌ فَإِلَی مَنْ؟فَقَالَ:إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ فَکَأَنَّ الْقَائِلَ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عِیسَی رَسُولاً نَبِیّاً صَاحِبَ شَرِیعَهٍ مُبْتَدَأَهٍ فِی أَصْغَرَ مِنَ السِّنِّ الَّذِی فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ (1).

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنِ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی قَتَادَهَ عَنِ الْمَحْمُودِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی مَحْمُودٍ قَالَ:کُنْتُ وَاقِفاً وَ ذَکَرَ نَحْوَهُ .

16-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ وَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقَاسَانِیِّ جَمِیعاً عَنْ زَکَرِیَّا بْنِ یَحْیَی عَنِ النُّعْمَانِ الصَّیْرَفِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً حَاصِلُهُ الْإِشَارَهُ إِلَی وَلَدِهِ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالْإِمَامَهِ وَ إِخْبَارَهُ بِأَنَّ الْقَائِمَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ ذُرِّیَّتِهِ (2).

وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی تِسْعَهً مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ نَقْلاً عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ بِالْأَسَانِیدِ الْمَذْکُورَهِ لَکِنْ بَعْضُهَا یَأْتِی فِی مُعْجِزَاتِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

وَ رَوَی الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ وَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ عَشْرَهً مِنْهَا کَذَلِکَ .

الفصل الأول

17-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَیْنِ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْکُوفِیُّ الْأَسَدِیُّ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِیسَی الْخَرَّاطُ قَالَ:حَدَّثَنِی جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیُّ قَالَ: لَقِیتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ بِقَنْطَرَهِ أَرْبَقَ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ ثُمَّ جَلَسْتُ فَقُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنَّ أُنَاساً یَزْعُمُونَ أَنَّ أَبَاکَ حَیٌّ؟فَقَالَ:کَذَبُوا لَعَنَهُمُ اللَّهُ إِلَی أَنْ قَالَ قُلْتُ:فَمَا تَأْمُرُنِی قَالَ:اِقْتَدِ بِابْنِی مُحَمَّدٍ مِنْ بَعْدِی«اَلْحَدِیثَ» (3).

18-وَ قَالَ:حَدَّثَنِی الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ الْبَیْهَقِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الصَّوْلِیُّ قَالَ حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی عَبَّادٍ وَ کَانَ یَکْتُبُ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ ضَمَّهُ إِلَیْهِ الْفَضْلُ بْنُ سَهْلٍ قَالَ: مَا کَانَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَذْکُرُ مُحَمَّداً إِلاَّ بِکُنْیَتِهِ یَقُولُ:کَتَبَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ وَ کُنْتُ أَکْتُبُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ هُوَ صَبِیٌّ بِالْمَدِینَهِ

ص:385


1- (1) الکافی:ج 322/1،ح 13.
2- (2) الکافی:ج 322/1،ح 15.
3- (3) عیون الأخبار:ج 233/1،ح 23.

فَیُخَاطِبُهُ بِالتَّعْظِیمِ وَ تُرَدُّ کُتُبُ أَبِی جَعْفَرٍ فِی نِهَایَهِ الْبَلاَغَهِ وَ الْحُسْنِ،فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ أَبُو جَعْفَرٍ وَصِیِّی وَ خَلِیفَتِی مِنْ بَعْدِی (1).

الفصل الثانی

19-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ قَالَ قَالَ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ ابْنُ النَّجَاشِیِّ: مَنِ الْإِمَامُ بَعْدَ صَاحِبِکُمْ؟ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَخْبَرْتُهُ فَقَالَ:اَلْإِمَامُ بَعْدِی ابْنِی،ثُمَّ قَالَ:

هَلْ یَتَجَرَّأُ أَحَدٌ أَنْ یَقُولَ ابْنِی وَ لَیْسَ لَهُ وَلَدٌ (2).

الفصل الثالث

20-وَ رَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ قَالَ:قُلْتُ لَهُ:قَدْ سَأَلْتُکَ مُنْذُ سِنِینَ وَ لَیْسَ لَکَ وَلَدٌ عَنِ الْإِمَامَهِ فِیمَنْ تَکُونُ؟فَقُلْتَ:

فِی وَلَدِی وَ قَدْ وَهَبَ اللَّهُ لَکَ اثْنَیْنِ فَأَیُّهُمَا عِنْدَکَ بِمَنْزِلَتِکَ کَانَتْ عِنْدَ أَبِیکَ؟فَقَالَ لِی:

هَذَا الَّذِی سَأَلْتَ عَنْهُ لَیْسَ هَذَا وَقْتَهُ إِلَی أَنْ قَالَ:لَوْ کَانَ الَّذِی تَخَافُ کَانَ مِنِّی حُجَّهً أَحْتَجُّ بِهَا عَلَیْکَ وَ عَلَی غَیْرِکَ (3).

الفصل الرابع

21-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ فِی النُّصُوصِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ عُقْبَهَ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:قَدْ بَلَغْتَ مَا بَلَغْتَ وَ لَیْسَ لَکَ وَلَدٌ؟فَقَالَ:یَا عُقْبَهُ إِنَّ صَاحِبَ هَذَا الْأَمْرِ لاَ یَمُوتُ حَتَّی یَرَی خَلَفَهُ مِنْ بَعْدِهِ (4).

22-وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَا وَ صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَائِمٌ قَدْ أَتَی لَهُ ثَلاَثُ سِنِینَ،فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنْ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَ حَدَثَ حَدَثٌ فَمَنْ یَکُونُ بَعْدَکَ؟قَالَ:

ابْنِی هَذَا وَ أَوْمَی إِلَیْهِ فَقُلْنَا:وَ هُوَ فِی هَذَا السِّنِّ؟فَقَالَ:نَعَمْ وَ هُوَ فِی هَذَا السِّنِّ،إِنَّ

ص:386


1- (1) عیون الأخبار:ج 266/1،ح 1.
2- (2) الغیبه:73 ح 78.
3- (3) الغیبه:376 ح 1331.
4- (4) کفایه الأثر:279.

اللَّهَ احْتَجَّ بِعِیسَی بْنِ مَرْیَمَ وَ هُوَ ابْنُ سَنَتَیْنِ (1).

الفصل الخامس

و قال أبو علی الطبرسی فی کتاب إعلام الوری فی ذکر النصوص الداله علی إمامته علیه السّلام یدل علی إمامته بعد طریقه الاعتبار أی وجوب الإمامه و العصمه فی کل زمان و انتفاء ذلک فی زمانه عن غیره،و طریقه التواتر اللتین تقدم ذکرهما فی آبائه علیهم السّلام ما ثبت من إشاره أبیه إلیه بالإمامه.

و رواه الثقات من أصحابه و أهل بیته عنه مثل عمّه علی بن جعفر الصادق علیه السّلام و صفوان بن یحیی و معمر بن خلاد و ابن أبی نصر البزنطی و الحسن بن یسار و غیرهم ثم ذکر تسعه أحادیث من طریق الکلینی کما تقدم:

الفصل السادس

و قال المفید فی الإرشاد و کان الإمام بعد الرضا علی بن موسی ابنه محمّد بن علی علیه السّلام بالنص علیه و الإشاره إلیه و تکامل الفضل فیه.

ثم قال:فممّن روی النص عن أبی الحسن الرضا علیه السّلام علی ابنه أبی جعفر علیه السّلام بالإمامه علی بن جعفر بن محمّد الصادق علیه السّلام و صفوان بن یحیی و معمر بن خلاد و الحسین بن یسار و ابن أبی نصر البزنطی و ابن قیاما الواسطی و الحسن بن الجهم و أبو یحیی الصنعانی و الخیرانی و یحیی بن حبیب الزیات فی جماعه کثیره ثم روی عشره أحادیث من طریق الکلینی تقدمت.

و رواها علی بن عیسی فی کشف الغمه نقلا من إرشاد المفید:

الفصل السابع

23-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ شَهْرَآشُوبَ فِی الْمَنَاقِبِ عَنْ سِنَانِ (2)بْنِ نَافِعٍ قَالَ: سَأَلْتُ عَلِیَّ بْنَ مُوسَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَنْ صَاحِبُ هَذَا الْأَمْرِ بَعْدَکَ؟فَقَالَ:یَا ابْنَ نَافِعٍ یَدْخُلُ عَلَیْکَ مِنْ هَذَا الْبَابِ مَنْ وَرِثَ مَا وَرِثْتُهُ مَنْ قَبْلِی وَ هُوَ حُجَّهُ اللَّهِ تَعَالَی مِنْ بَعْدِی،فَبَیْنَا أَنَا کَذَلِکَ إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ دَخَلَ عَلَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ لِی:یَا ابْنَ نَافِعٍ سَلِّمْ وَ أَذْعِنْ لَهُ بِالطَّاعَهِ،فَرُوحُهُ رُوحِی

ص:387


1- (1) کفایه الأثر:279.
2- (2) فی نسخه ثانیه:بنان.

وَ رُوحِی رُوحُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ (1).

الفصل الثامن

و روی علی بن الحسین المسعودی فی کتاب إثبات الوصیه جمله من النصوص السابقه:

24-وَ رَوَی عَنْ صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِلرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنْ کَانَ کَوْنٌ فَإِلَی مَنْ؟فَأَشَارَ بِیَدِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

25-قَالَ:وَ رَوَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ قَالَ: دَخَلْتُ وَ صَفْوَانُ بْنُ یَحْیَی عَلَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمَ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَهُ،مَا تَمَّ لَهُ ثَلاَثُ سِنِینَ،فَقُلْنَا لَهُ:جَعَلَنَا اللَّهُ فِدَاکَ إِنْ.أَعُوذُ بِاللَّهِ.حَدَثَ حَدَثٌ مَنِ الْقَائِمُ بَعْدَکَ؟قَالَ ابْنِی هَذَا،قُلْتُ:وَ هُوَ فِی هَذَا السِّنِّ؟فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ احْتَجَّ بِعِیسَی وَ هُوَ ابْنُ سَنَتَیْنِ،إِنَّ الْإِمَامَهَ تَجْرِی مَجْرَی النُّبُوَّهِ (3).

تکمله لهذا الباب

قد نقلنا جمله من نصوص رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم علی إمامه الأئمه الاثنی عشر المعصومین علیهم السّلام عن کتب أهل السنه التی لم ینقل منها المصنف(قده فی تعلیقتنا علی المجلد الأول من الکتاب و إنما ننقل هاهنا جمله من النصوص الصادره من أبیه الرضا علیهما السّلام فی إمامته عن کتب أهل السنه.

منها ما رواه فی«الفصول المهمه»(ص 247 ط الغریّ).

روی عن صفوان بن یحیی قال قلت للرّضا قد کنّا نسألک قبل أن یهب اللّه لک أبا جعفر من القائم بعدک؟فتقول یهب اللّه لی غلاما و قد وهبک اللّه و أقرّ عیوننا به فإن کان کون و لا أرانا اللّه لک یوما فإلی من؟فأشار بیده إلی أبی جعفر و هو قائم بین یدیه و عمره إذ ذاک ثلاث سنین فقلت و هو ابن ثلاث قال و ما یضرّ من ذلک فقد قام عیسی بالحجّه و هو ابن أقلّ من ثلاث سنین.

ص:388


1- (1) مناقب آل أبی طالب:ج 494/3.
2- (2) بحار الأنوار:ج 256/14،ح 52.
3- (3) بحار الأنوار:ج 35/50،ح 22.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 247 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

وَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ: وَ ذَکَرَ شَیْئاً فَقَالَ مَا حَاجَتُکُمْ إِلَی ذَلِکَ هَذَا أَبُو جَعْفَرٍ قَدْ أَجْلَسْتُهُ مَجْلِسِی وَ صَیَّرْتُهُ مَکَانِی وَ قَالَ:إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ یَتَوَارَثُ أَصَاغِرُنَا عَنْ أَکَابِرِنَا الْقُذَّهَ بِالْقُذَّهِ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 247 ط الْغَرِیِّ)قَالَ:

رُوِیَ عَنِ الْجَیْرَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: کُنْتُ وَاقِفاً بَیْنَ یَدَیْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا بِخُرَاسَانَ فَقَالَ قَائِلٌ یَا سَیِّدِی إِنْ کَانَ کَوْنٌ إِلَی مَنْ؟ فَقَالَ:إِلَی ابْنِی أَبِی جَعْفَرٍ فَکَأَنَّ السَّائِلَ اسْتَصْغَرَ سِنَّ أَبِی جَعْفَرٍ فَقَالَ الرِّضَا إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ عِیسَی بْنَ مَرْیَمَ نَبِیّاً صَاحِبَ شَرِیعَهٍ مُبْتَدِئَهٍ فِی أَصْغَرَ مِنَ السِّنِّ الَّذِی فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ.

و منها

مَا رَوَاهُ فِی«فَصْلِ الْخِطَابِ»(عَلَی مَا فِی«یَنَابِیعِ الْمَوَدَّهِ»ص 386)قَالَ:

وَ رُوِیَ أَنَّ مُحَمَّدَ الْجَوَادَ دَخَلَ عَلَی عَمِّ أَبِیهِ عَلِیِّ بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ فَقَامَ وَ احْتَرَمَهُ وَ عَظَّمَهُ فَقَالُوا:إِنَّکَ عَمُّ أَبِیهِ وَ أَنْتَ تُعَظِّمُهُ فَأَخَذَ بِیَدِهِ لِحْیَتَهُ وَ قَالَ إِذَا لَمْ یَرَ اللَّهُ هَذِهِ الشَّیْبَهَ لِلْإِمَامَهِ أَرَاهَا أَهْلاً لِلنَّارِ إِذَا لَمْ أُقِرَّ بِإِمَامَتِهِ.

ص:389

الباب السابع و العشرون: معجزات أبی جعفر محمد بن علی الجواد علیه السّلام

اشاره

معجزات أبی جعفر محمد بن علی الجواد علیه السّلام

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی بَغْدَادَ فِی الدَّفْعَهِ الْأُولَی مِنْ خُرْجَتَیْهِ قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْکَ فِی هَذَا الْوَجْهِ فَإِلَی مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَکَ؟فَکَرَّ بِوَجْهِهِ إِلَیَّ ضَاحِکاً وَ قَالَ لَیْسَ حَیْثُ ظَنَنْتَ فِی هَذِهِ السَّنَهِ،فَلَمَّا أُخْرِجَ بِهِ الثَّانِیَهَ إِلَی الْمُعْتَصِمِ صِرْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ أَنْتَ خَارِجٌ فَإِلَی مَنْ هَذَا الْأَمْرِ مِنْ بَعْدِکَ؟فَبَکَی حَتَّی اخْضَلَّتْ لِحْیَتُهُ فَقَالَ:عِنْدَ هَذِهِ یُخَافُ عَلَیَّ «اَلْحَدِیثَ» (1).

2-وَ قَدْ تَقَدَّمَ حَدِیثُ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ: صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ (2).

3-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الطَّیِّبِ عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مَنْصُورٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی الْعَلاَ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَکْثَمَ الْقَاضِی: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ اللَّهِ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَکَ مَسْأَلَهً وَ إِنِّی وَ اللَّهِ لَأَسْتَحْیِی مِنْ ذَلِکَ،فَقَالَ لِی:أَنَا أُخْبِرُکَ قَبْلَ أَنْ تَسْأَلَنِی،تَسْأَلُنِی عَنِ الْإِمَامِ؟فَقُلْتُ:هُوَ وَ اللَّهِ هَذَا فَقَالَ:أَنَا هُوَ فَقُلْتُ:عَلاَمَهً؟فَکَانَ فِی یَدِهِ عَصًا فَنَطَقَتْ وَ قَالَتْ:إِنَّ مَوْلاَیَ إِمَامُ هَذَا الزَّمَانِ وَ هُوَ الْحُجَّهُ (3).

4-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ قَالَ:

رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ خَرَجَ فَأَحْدَدْتُ النَّظَرَ إِلَیْهِ وَ جَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَی رَأْسِهِ وَ رِجْلَیْهِ لِأَصِفَ قَامَتَهُ لِأَصْحَابِنَا بِمِصْرَ فَبَیْنَمَا أَنَا کَذَلِکَ حَتَّی قَعَدَ،فَقَالَ:یَا عَلِیُّ إِنَّ اللَّهَ احْتَجَّ فِی الْإِمَامَهِ بِمِثْلِ مَا احْتَجَّ بِهِ فِی النُّبُوَّهِ فَقَالَ وَ آتَیْناهُ الْحُکْمَ صَبِیًّا (4)وَ لَمّا بَلَغَ

ص:390


1- (1) الکافی:ج 323/1،ح 1.
2- (2) الکافی:ج 346/1،ح 3.
3- (3) الکافی:ج 353/1،ح 9.
4- (4) سوره مریم:12.

أَشُدَّهُ (1) وَ بَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَهً (2)فَقَدْ یَجُوزُ أَنْ یُؤْتَی الْحِکْمَهَ وَ هُوَ صَبِیٌّ،وَ قَدْ یَجُوزُ أَنْ یُؤْتَاهَا وَ هُوَ ابْنُ أَرْبَعِینَ سَنَهً (3).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَسْبَاطٍ نَحْوَهُ .

5-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ خَالِدٍ.قَالَ مُحَمَّدٌ:وَ کَانَ زَیْدِیّاً.قَالَ: کُنْتُ بِالْعَسْکَرِ فَبَلَغَنِی أَنَّ هُنَاکَ رَجُلاً مَحْبُوساً أُتِیَ بِهِ مِنْ نَاحِیَهِ الشَّامِ مَکْبُولاً وَ قَالُوا:إِنَّهُ تَنَبَّأَ،قَالَ عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ:فَأَتَیْتُ الْبَابَ وَ دَارَیْتُ الْبَوَّابِینَ وَ الْحَجَبَهَ حَتَّی وَصَلْتُ إِلَیْهِ فَإِذَا رَجُلٌ لَهُ فَهْمٌ،فَقُلْتُ:یَا هَذَا مَا قِصَّتُکَ وَ مَا أَمْرُکَ؟قَالَ:إِنِّی کُنْتُ رَجُلاً بِالشَّامِ أَعْبُدُ اللَّهَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُقَالُ لَهُ مَوْضِعُ رَأْسِ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَبَیْنَمَا أَنَا فِی عِبَادَتِی إِذْ أَتَانِی شَخْصٌ فَقَالَ لِی:قُمْ فَقُمْتُ مَعَهُ،فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِی مَسْجِدِ الْکُوفَهِ،فَقَالَ لِی:تَعْرِفُ هَذَا الْمَسْجِدَ؟ فَقُلْتُ:نَعَمْ هَذَا مَسْجِدُ الْکُوفَهِ،قَالَ:فَصَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ بِالْمَدِینَهِ،فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ سَلَّمْتُ وَ صَلَّی وَ صَلَّیْتُ مَعَهُ وَ صَلَّی عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا بِمَکَّهَ فَلَمْ أَزَلْ مَعَهُ حَتَّی قَضَی مَنَاسِکَهُ وَ قَضَیْتُ مَنَاسِکِی مَعَهُ،فَبَیْنَا أَنَا مَعَهُ إِذَا أَنَا فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی کُنْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فِیهِ بِالشَّامِ،وَ مَضَی الرَّجُلُ فَلَمَّا کَانَ فِی الْعَامِ الْقَابِلِ إِذَا أَنَا بِهِ فَفَعَلَ مِثْلَ فِعْلَتِهِ الْأُولَی،فَلَمَّا فَرَغْنَا مِنْ مَنَاسِکِنَا وَ رَدَّنِی إِلَی الشَّامِ وَ هَمَّ بِمُفَارَقَتِی قُلْتُ:

سَأَلْتُکَ بِحَقِّ الَّذِی أَقْدَرَکَ عَلَی مَا رَأَیْتُ إِلاَّ أَخْبَرْتَنِی مَنْ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی،قَالَ فَتَرَقَّی الْخَبَرُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ الزَّیَّاتِ،فَبَعَثَ إِلَیَّ وَ أَخَذَنِی وَ کَبَّلَنِی فِی الْحَدِیدِ،وَ حَمَلَنِی إِلَی الْعِرَاقِ قَالَ:

فَقُلْتُ لَهُ:فَارْفَعِ الْقِصَّهَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ فَفَعَلَ،وَ ذَکَرَ فِی قِصَّتِهِ مَا کَانَ،فَوَقَّعَ فِی قِصَّتِهِ:قُلْ لِلَّذِی أَخْرَجَکَ مِنَ الشَّامِ فِی لَیْلَهٍ إِلَی الْکُوفَهِ وَ مِنَ الْکُوفَهِ إِلَی الْمَدِینَهِ،وَ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی مَکَّهَ وَ رَدَّکَ مِنْ مَکَّهَ إِلَی الشَّامِ،أَنْ یُخْرِجَکَ مِنْ حَبْسِکَ هَذَا.

قَالَ عَلِیُّ بْنُ خَالِدٍ:فَغَمَّنِی ذَلِکَ مِنْ أَمْرِهِ،وَ رَقَقْتُ لَهُ وَ أَمَرْتُهُ بِالْعَزَاءِ وَ الصَّبْرِ ثُمَّ بَکَّرْتُ عَلَیْهِ،فَإِذَا الْجُنْدُ وَ صَاحِبُ الْحَرَسِ وَ خَلْقُ اللَّهِ،فَقُلْتُ:مَا هَذَا؟فَقَالُوا

ص:391


1- (1) سوره یوسف:22.
2- (2) سوره الأحقاف:15.
3- (3) الکافی:ج 384/1،ح 7.

الْمَحْمُولِ مِنَ الشَّامِ الَّذِی یَتَنَبَّأُ افْتُقِدَ الْبَارِحَهَ،فَلاَ یُدْرَی أَ خَسَفَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوِ اخْتَطَفَهُ الطَّیْرُ؟ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ نَحْوَهُ.وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ نَحْوَهُ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ وَ کَذَا الْأَوَّلُ.وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ عَنْ ابْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ مِثْلَهُ .

6-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ:حَدَّثَنِی شَیْخٌ مِنْ أَصْحَابِنَا یُقَالُ لَهُ:

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَزِینٍ قَالَ: کُنْتُ مُجَاوِراً بِالْمَدِینَهِ مَدِینَهِ الرَّسُولِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلِّمْ وَ کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَجِیءُ فِی کُلِّ یَوْمٍ مَعَ الزَّوَالِ إِلَی الْمَسْجِدِ،فَیَنْزِلُ فِی الصَّحْنِ وَ یَصِیرُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ یُسَلِّمُ عَلَیْهِ وَ یَرْجِعُ إِلَی بَیْتِ فَاطِمَهَ،فَیَخْلَعُ نَعْلَیْهِ وَ یَقُومُ فَیُصَلِّی،فَوَسْوَسَ إِلَیَّ الشَّیْطَانُ فَقَالَ لِی:إِذَا نَزَلَ فَاذْهَبْ حَتَّی تَأْخُذَ مِنَ التُّرَابِ الَّذِی یَطَأُ عَلَیْهِ،فَجَلَسْتُ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ أَنْتَظِرُهُ لِأَفْعَلَ هَذَا،فَلَمَّا أَنْ کَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ أَقْبَلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی حِمَارٍ لَهُ،فَلَمْ یَنْزِلْ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی کَانَ یَنْزِلُ فِیهِ،وَ جَاءَ حَتَّی نَزَلَ عَلَی الصَّخْرَهِ الَّتِی عَلَی بَابِ الْمَسْجِدِ ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ [قَالَ]:ثُمَّ رَجَعَ إِلَی الْمَکَانِ الَّذِی کَانَ یُصَلِّی فِیهِ فَفَعَلَ هَذَا أَیَّاماً،فَقُلْتُ إِذَا خَلَعَ نَعْلَیْهِ جِئْتُ فَأَخَذْتُ الْحَصَی الَّذِی یَطَأُ عَلَیْهِ بِقَدَمَیْهِ،فَلَمَّا أَنْ کَانَ مِنَ الْغَدِ جَاءَ عِنْدَ الزَّوَالِ فَنَزَلَ عِنْدَ الصَّخْرَهِ،ثُمَّ دَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ جَاءَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی کَانَ یُصَلِّی فِیهِ،فَصَلَّی فِی نَعْلَیْهِ وَ لَمْ یَخْلَعْهُمَا حَتَّی فَعَلَ ذَلِکَ أَیَّاماً، فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:لَمْ یَتَهَیَّأْ لِی هُنَا،وَ لَکِنِ أَذْهَبُ إِلَی بَابِ الْحَمَّامِ فَإِذَا دَخَلَ الْحَمَّامَ أَخَذْتُ مِنَ التُّرَابِ الَّذِی یَطَأُ عَلَیْهِ فَسَأَلْتُ عَنِ الْحَمَّامِ الَّذِی یَدْخُلُهُ فَقِیلَ لِی أَنَّهُ یَدْخُلُ حَمَّاماً بِالْبَقِیعِ لِرَجُلٍ مِنْ وُلْدِ طَلْحَهَ،فَتَعَرَّفْتُ الْیَوْمَ الَّذِی یَدْخُلُ فِیهِ الْحَمَّامَ،وَ صِرْتُ إِلَی بَابِ الْحَمَّامِ وَ جَلَسْتُ إِلَی الطَّلْحِیِّ أُحَدِّثُهُ وَ أَنَا أَنْتَظِرُ مَجِیئَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ الطَّلْحِیُّ:

إِنْ أَرَدْتَ دُخُولَ الْحَمَّامِ،فَقُمْ فَادْخُلْ،فَإِنَّهُ لاَ یَتَهَیَّأُ لَکَ ذَلِکَ بَعْدَ سَاعَهٍ،فَقُلْتُ:

وَ لِمَ؟قَالَ:لِأَنَّ ابْنَ الرِّضَا یُرِیدُ دُخُولَ الْحَمَّامِ،قَالَ:قُلْتُ وَ مَنِ ابْنُ الرِّضَا؟قَالَ:

رَجُلٌ مِنْ آلِ مُحَمَّدٍ،لَهُ صَلاَحٌ وَ وَرَعٌ،قُلْتُ:وَ لاَ یَجُوزُ أَنْ یَدْخُلَ مَعَهُ الْحَمَّامَ غَیْرُهُ؟ قَالَ:نُخْلِی لَهُ الْحَمَّامَ إِذَا جَاءَ قَالَ:فَبَیْنَا أَنَا کَذَلِکَ،إِذْ أَقْبَلَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَعَهُ غِلْمَانٌ لَهُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ غُلاَمٌ لَهُ مَعَهُ حَصِیرٌ حَتَّی أَدْخَلَهُ الْمَسْلَخَ فَبَسَطَهُ وَ وَافَی فَسَلَّمَ وَ دَخَلَ الْحُجْرَهَ

ص:392


1- (1) الکافی:ج 492/1،ح 1.

عَلَی حِمَارِهِ،فَدَخَلَ الْمَسْلَخَ وَ نَزَلَ عَلَی الْحَصِیرِ فَقُلْتُ لِلطَّلْحِیِّ:هَذَا الَّذِی وَصَفْتَهُ بِمَا وَصَفْتَ مِنَ الصَّلاَحِ وَ الْوَرَعِ فَقَالَ:یَا هَذَا لاَ وَ اللَّهِ مَا فَعَلَ هَذَا قَطُّ إِلاَّ فِی هَذَا الْیَوْمِ!فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا مِنْ عَمَلِی أَنَا جَنَیْتُهُ،ثُمَّ قُلْتُ:أَنْتَظِرُهُ حَتَّی یَخْرُجَ فَلَعَلِّی أَنَالُ مَا أَرَدْتُ إِذَا خَرَجَ،فَلَمَّا خَرَجَ وَ تَلَبَّسَ دَعَا بِالْحِمَارِ،فَأُدْخِلَ الْمَسْلَخَ وَ رَکِبَ مِنْ فَوْقِ الْحَصِیرِ وَ خَرَجَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:قَدْ وَ اللَّهِ آذَیْتُهُ وَ لاَ أَعُودُ أَرُومُ مَا رُمْتُ مِنْهُ أَبَداً وَ صَحَّ عَزْمِی عَلَی ذَلِکَ،فَلَمَّا کَانَ وَقْتُ الزَّوَالِ مِنْ ذَلِکَ الْیَوْمِ أَقْبَلَ عَلَی حِمَارِهِ حَتَّی نَزَلَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی کَانَ یَنْزِلُ فِیهِ فِی الصَّحْنِ،وَ دَخَلَ فَسَلَّمَ عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلِّمْ،وَ جَاءَ إِلَی الْمَوْضِعِ الَّذِی کَانَ یُصَلِّی فِیهِ فِی بَیْتِ فَاطِمَهَ،وَ خَلَعَ نَعْلَیْهِ وَ قَامَ یُصَلِّی (1).

7-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّیَّانِ قَالَ: احْتَالَ الْمَأْمُونُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِکُلِّ حِیلَهٍ فَلَمْ یُمْکِنْهُ فِیهِ شَیْ ءٌ،فَلَمَّا اعْتَلَّ وَ أَرَادَ أَنْ یَبْنِیَ عَلَیْهِ ابْنَتَهُ،دَفَعَ إِلَی مِائَتَیْ وَصِیفَهٍ مِنْ أَجْمَلِ مَا یَکُونُ،إِلَی کُلِّ وَاحِدَهٍ مِنْهُنَّ جَاماً فِیهِ جَوْهَرٌ یَسْتَقْبِلْنَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا قَعَدَ مَوْضِعَ الْأَخْتَانِ،(الْأَجْنَادِ،اَلْأَخْیَارِ خ ل) فَلَمْ یَلْتَفِتْ إِلَیْهِنَّ وَ کَانَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ مُخَارِقٌ صَاحِبُ صَوْتٍ وَ عُودٍ وَ ضَرْبٍ طَوِیلُ اللِّحْیَهِ،فَدَعَاهُ الْمَأْمُونُ فَقَالَ:یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ إِنْ کَانَ فِی شَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَأَنَا أَکْفِیکَ أَمْرَهُ،فَقَعَدَ بَیْنَ یَدَیْ أَبِی جَعْفَرٍ،فَشَهِقَ مُخَارِقٌ شَهْقَهً اجْتَمَعَ عَلَیْهِ أَهْلُ الدَّارِ وَ جَعَلَ یَضْرِبُ بِعُودِهِ وَ یُغَنِّی،فَلَمَّا فَعَلَ سَاعَهً وَ إِذَا أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لاَ یَلْتَفِتُ إِلَیْهِ لاَ یَمِیناً وَ لاَ شِمَالاً ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَالَ اتَّقِ اللَّهَ یَا ذَا الْعُثْنُونِ،قَالَ:فَسَقَطَ الْمِضْرَابُ مِنْ یَدِهِ وَ الْعُودُ،فَلَمْ یَنْتَفِعْ بِیَدَیْهِ إِلَی أَنْ مَاتَ،قَالَ:فَسَأَلَهُ الْمَأْمُونُ عَنْ حَالِهِ؟فَقَالَ لَمَّا صَاحَ بِی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَزِعْتُ فَزْعَهً لاَ أُفِیقُ مِنْهَا أَبَداً (2).

8-وَ عَنْهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَعِی ثَلاَثُ رِقَاعٍ غَیْرُ مُعَنْوَنَهٍ،وَ اشْتَبَهَتْ عَلَیَّ وَ اغْتَمَمْتُ فَتَنَاوَلَ إِحْدَاهَا وَ قَالَ:هَذِهِ رُقْعَهُ زِیَادِ بْنِ شَبِیبٍ،ثُمَّ تَنَاوَلَ الثَّانِیَهَ فَقَالَ:هَذِهِ رُقْعَهُ فُلاَنٍ، فَبُهِتُّ أَنَا فَنَظَرَ إِلَیَّ فَتَبَسَّمَ (3).

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ مِثْلَهُ .

9-وَ عَنْهُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَعْطَانِی

ص:393


1- (1) الکافی:ج 493/1،ح 2.
2- (2) الکافی:ج 495/1،ح 4.
3- (3) الکافی:ج 495/1،ح 5.

ثَلاَثَمِائَهِ دِینَارٍ،وَ أَمَرَنِی أَنْ أَحْمِلَهَا إِلَی بَعْضِ بَنِی عَمِّهِ وَ قَالَ:أَمَا إِنَّهُ سَیَقُولُ لَکَ دُلَّنِی عَلَی حَرِیفٍ یَشْتَرِی لِی بِهَا مَتَاعاً،فَدَلَّهُ عَلَیْهِ قَالَ:فَأَتَیْتُهُ بِالدَّنَانِیرِ فَقَالَ لِی:یَا أَبَا هَاشِمٍ دُلَّنِی عَلَی حَرِیفٍ یَشْتَرِی لِی بِهَا مَتَاعاً،فَقُلْتُ:نَعَمْ (1).

10-وَ عَنْهُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: کَلَّمَنِی جَمَّالٌ أَنْ أُکَلِّمَهُ لَهُ یُدْخِلَهُ فِی بَعْضِ أُمُورِهِ،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ لِأُکَلِّمَهُ لَهُ،فَوَجَدْتُهُ یَأْکُلُ وَ مَعَهُ جَمَاعَهٌ وَ لَمْ یُمْکِنِّی کَلاَمُهُ،فَقَالَ:یَا أَبَا هَاشِمٍ کُلْ.وَ وَضَعَ بَیْنَ یَدَیَّ.ثُمَّ قَالَ ابْتِدَاءً مِنْهُ.مِنْ غَیْرِ مَسْأَلَهٍ.:یَا غُلاَمُ انْظُرْ الْجَمَّالَ الَّذِی أَتَانَا بِهِ أَبُو هَاشِمٍ فَضُمَّهُ إِلَیْکَ (2).

11-وَ عَنْهُ عَنْ سَهْلٍ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: قَالَ:دَخَلْتُ مَعَهُ ذَاتَ یَوْمٍ بُسْتَاناً فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی لَمُولَعٌ بِأَکْلِ الطِّینِ،فَادْعُ اللَّهَ لِی فَسَکَتَ ثُمَّ قَالَ بَعْدَ أَیَّامٍ ابْتِدَاءً مِنْهُ:یَا أَبَا هَاشِمٍ قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ عَنْکَ أَکْلَ الطِّینِ،قَالَ أَبُو هَاشِمٍ:فَمَا شَیْ ءٌ أَبْغَضَ إِلَیَّ مِنْهُ الْیَوْمَ (3).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ أَخْبَارِ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ لِلشَّیْخِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ الطَّبْرِسِیُّ،وَ کَذَا الْأَحَادِیثُ الثَّلاَثَهُ الَّتِی قَبْلَهُ .

12-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْزَهَ الْهَاشِمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَوْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْهَاشِمِیِّ قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ صَبِیحَهَ عُرْسِهِ،حَیْثُ بَنَی بِابْنَهِ الْمَأْمُونِ،وَ کُنْتُ تَنَاوَلْتُ مِنَ اللَّیْلِ دَوَاءً فَأَوَّلُ مَنْ دَخَلَ عَلَیْهِ فِی صَبِیحَتِهِ أَنَا،وَ قَدْ أَصَابَنِی الْعَطَشُ وَ کَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ،فَنَظَرَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی وَجْهِی وَ قَالَ:أَظُنُّکَ عَطْشَانَ؟فَقُلْتُ:نَعَمْ فَقَالَ:یَا غُلاَمُ أَوْ یَا جَارِیَهُ اسْقِینَا مَاءً فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:اَلسَّاعَهَ یَأْتُونَهُ بِمَاءٍ مَسْمُومٍ فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِکَ،فَأَقْبَلَ الْغُلاَمُ وَ مَعَهُ الْمَاءُ،فَتَبَسَّمَ فِی وَجْهِی ثُمَّ قَالَ:یَا غُلاَمُ نَاوِلْنِی الْمَاءَ،فَتَنَاوَلَ الْمَاءَ فَشَرِبَ ثُمَّ نَاوَلَنِی فَشَرِبْتُ،ثُمَّ عَطِشْتُ أَیْضاً وَ کَرِهْتُ أَنْ أَدْعُوَ بِالْمَاءِ،فَفَعَلَ مِثْلَ مَا فَعَلَ فِی الْأُولَی،فَلَمَّا جَاءَ الْغُلاَمُ وَ مَعَهُ الْقَدَحُ قُلْتُ فِی نَفْسِی مِثْلَ مَا قُلْتُ فِی الْأُولَی،فَتَنَاوَلَ الْقَدَحَ ثُمَّ شَرِبَ،فَنَاوَلَنِی فَتَبَسَّمَ،قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَهَ فَقَالَ لِی:هَذَا الْهَاشِمِیُّ وَ أَنَا أَظُنُّهُ کَمَا یَقُولُونَ (4).

ص:394


1- (1) الکافی:ج 495/1،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 495/1،ح 5.و فیه فی نسخه ثانیه:و عنده جماعه بدل:و معه.
3- (3) الکافی:ج 495/1،ح 5.
4- (4) الکافی:ج 495/1،ح 6.

13-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: اسْتَأْذَنَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَوْمٌ مِنْ أَهْلِ النَّوَاحِی مِنَ الشِّیعَهِ،فَأَذِنَ لَهُمْ فَدَخَلُوا فَسَأَلُوهُ فِی مَجْلِسٍ وَاحِدٍ عَنْ ثَلاَثِینَ أَلْفَ مَسْأَلَهٍ،فَأَجَابَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ لَهُ عَشْرُ سِنِینَ (1).

14-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الْحَکَمِ عَنْ دِعْبِلِ بْنِ عَلِیٍّ: أَنَّهُ دَخَلَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَمَرَ لَهُ بِشَیْ ءٍ فَأَخَذَهُ وَ لَمْ یَحْمَدِ اللَّهَ، قَالَ:فَقَالَ لِی:وَ لِمَ لَمْ تَحْمَدِ اللَّهَ؟قَالَ:ثُمَّ دَخَلْتُ بَعْدُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَمَرَ لِی بِشَیْ ءٍ فَقُلْتُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ فَقَالَ لِی:تَأَدَّبْتَ (2).

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ دِعْبِلٍ وَ الَّذِی قَبْلَهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

أقول:وجه الإعجاز أنه لم یذکر أنه علیه السّلام کان حاضرا لما قال أبوه ما قال، و لا ذکر له ذلک فأخبر ببعض المغیبات.

15-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ،عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ،قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا مُحَمَّدُ حَدَثَ بِآلِ فَرَجٍ حَدَثٌ،فَقُلْتُ:مَاتَ عُمَرُ،فَقَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ حَتَّی أَحْصَیْتُ لَهُ أَرْبَعاً وَ عِشْرِینَ مَرَّهً فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی لَوْ عَلِمْتُ أَنَّ هَذَا یَسُرُّکَ لَجِئْتُ حَافِیاً أَعْدُو إِلَیْکَ قَالَ:

یَا مُحَمَّدُ أَ وَ لاَ تَدْرِی مَا قَالَ لَعَنَهُ اللَّهُ لِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ أَبِی؟قَالَ:قُلْتُ لاَ قَالَ:خَاطَبَهُ فِی شَیْ ءٍ فَقَالَ:أَظُنُّکَ سَکْرَانَ فَقَالَ أَبِی:اَللَّهُمَّ إِنْ کُنْتَ تَعْلَمُ أَنِّی أَمْسَیْتُ لَکَ صَائِماً فَأَذِقْهُ طَعْمَ الْحَرْبِ،وَ ذُلَّ الْأَسْرِ،فَوَ اللَّهِ إِنْ ذَهَبَتِ الْأَیَّامُ حَتَّی حُرِبَ مَالَهُ وَ مَا کَانَ لَهُ، ثُمَّ أُخِذَ أَسِیراً وَ هُوَ ذَا قَدْ مَاتَ لاَ رَحِمَهُ اللَّهُ،وَ قَدْ أَدَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنْهُ،وَ مَا زَالَ یُدِیلُ أَوْلِیَاءَهُ مِنْ أَعْدَائِهِ (3).

16-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حَسَّانَ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: صَلَّیْتُ مَعَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَسْجِدِ الْمُسَیَّبِ،وَ صَلَّی بِنَا فِی مَوْضِعِ الْقِبْلَهِ سَوَاءً وَ ذَکَرَ أَنَّ السِّدْرَهَ الَّتِی فِی الْمَسْجِدِ کَانَتْ یَابِسَهً لَیْسَ عَلَیْهَا وَرَقٌ،فَدَعَا بِمَاءٍ وَ تَهَیَّأَ تَحْتَ السِّدْرَهِ،فَعَاشَتِ السِّدْرَهُ وَ أَوْرَقَتْ وَ حَمَلَتْ مِنْ عَامِهَا (4).

17-وَ عَنْ عِدَّهٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْحَجَّالِ وَ عَمْرِو بْنِ عُثْمَانَ جَمِیعاً،عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَهِ عَنِ الْمُطَرِّفِیِّ قَالَ: مَضَی أَبُو الْحَسَنِ

ص:395


1- (1) الکافی:ج 496/1،ح 7.
2- (2) الکافی:ج 496/1،ح 8.
3- (3) الکافی:ج 496/1،ح 9.
4- (4) الکافی:ج 497/1،ح 10.

الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ لِیَ عَلَیْهِ أَرْبَعَهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:ذَهَبَ مَالِی،فَأَرْسَلَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذَا کَانَ غَداً فَأْتِنِی،وَ لْیَکُنْ مَعَکَ مِیزَانٌ وَ أَوْزَانٌ،فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:مَضَی أَبُو الْحَسَنِ وَ لَکَ عَلَیْهِ أَرْبَعَهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ؟فَقُلْتُ:نَعَمْ، فَرَفَعَ الْمُصَلَّی الَّذِی کَانَ تَحْتَهُ فَإِذَا تَحْتَهُ دَنَانِیرُ،فَدَفَعَهَا إِلَیَّ وَ کَانَتْ قِیمَتُهَا فِی الْوَقْتِ أَرْبَعَهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ (1).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ.وَ رَوَی الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ قُولَوَیْهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ جُمْلَهً مِنَ الْأَحَادِیثِ السَّابِقَهِ وَ رَوَاهَا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ .

الفصل الأول

18-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ عُیُونِ أَخْبَارِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ وَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ وَ أَحْمَدُ بْنُ زِیَادِ بْنِ جَعْفَرٍ الْهَمْدَانِیُّ وَ أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ تَاتَانَهَ وَ الْحُسَیْنُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هِشَامٍ الْمُؤَدِّبُ وَ عَلِیُّ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْوَرَّاقُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالُوا:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الصَّلْتِ الْهَرَوِیِّ: فِی حَدِیثِ وَفَاهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّ الْمَأْمُونَ قَدَّمَ إِلَیْهِ عِنَباً مَسْمُوماً، وَ أَمَرَهُ أَنْ یَأْکُلَ مِنْهُ،فَأَکَلَ مِنْهُ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثَلاَثَ حَبَّاتِ،ثُمَّ رَمَی بِهِ وَ قَامَ،فَقَالَ الْمَأْمُونُ:إِلَی أَیْنَ؟قَالَ:إِلَی حَیْثُ وَجَّهْتَنِی وَ خَرَجَ مُغَطَّی الرَّأْسِ،فَلَمْ أُکَلِّمْهُ حَتَّی دَخَلَ الدَّارَ،فَأَمَرَ أَنْ یُغْلَقَ الْبَابُ فَغُلِقَ،ثُمَّ نَامَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی فِرَاشِهِ وَ مَکَثْتُ وَاقِفاً فِی صَحْنِ الدَّارِ مَهْمُوماً مَحْزُوناً.

فَبَیْنَمَا أَنَا کَذَلِکَ،إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ شَابٌّ حَسَنُ الْوَجْهِ،قَطَطُ الشَّعْرِ أَشْبَهُ النَّاسِ بِالرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَبَادَرْتُ إِلَیْهِ وَ قُلْتُ لَهُ:مِنْ أَیْنَ دَخَلْتَ وَ الْبَابُ مُغْلَقٌ؟فَقَالَ:اَلَّذِی جَاءَ بِی مِنَ الْمَدِینَهِ فِی هَذَا الْوَقْتِ هُوَ الَّذِی أَدْخَلَنِی الدَّارَ وَ الْبَابُ مُغْلَقٌ،فَقُلْتُ لَهُ:وَ مَنْ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا حُجَّهُ اللَّهِ عَلَیْکَ یَا أَبَا الصَّلْتِ،أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ،ثُمَّ مَضَی نَحْوَ أَبِیهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلَ وَ أَمَرَنِی بِالدُّخُولِ مَعَهُ فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَثَبَ إِلَیْهِ فَعَانَقَهُ وَ ضَمَّهُ إِلَی صَدْرِهِ،وَ قَبَّلَ مَا بَیْنَ عَیْنَیْهِ ثُمَّ سَحَبَهُ سَحْباً إِلَی فِرَاشِهِ وَ أَکَبَّ عَلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ یُقَبِّلُهُ وَ یُسَارُّهُ بِشَیْ ءٍ لَمْ أَفْهَمْهُ،وَ رَأَیْتُ عَلَی شَفَتَیِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ زَبَداً أَشَدَّ بَیَاضاً مِنَ الثَّلْجِ،وَ رَأَیْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَلْحَسُهُ بِلِسَانِهِ،ثُمَّ أَدْخَلَ یَدَهُ بَیْنَ ثَوْبِهِ

ص:396


1- (1) الکافی:ج 497/1،ح 11.

وَ صَدْرِهِ فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ شَیْئاً شَبِیهاً بِالْعُصْفُورِ،فَابْتَلَعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ مَضَی الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

فَقَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَا أَبَا الصَّلْتِ ائْتِنِی بِالْمُغْتَسَلِ وَ الْمَاءِ مِنَ الْخِزَانَهِ،فَقُلْتُ:

مَا فِی الْخِزَانَهِ مُغْتَسَلٌ وَ لاَ مَاءٌ،فَقَالَ:اِنْتَهِ إِلَی مَا آمُرُکَ بِهِ،فَدَخَلْتُ الْخِزَانَهَ فَإِذَا فِیهَا مُغْتَسَلٌ وَ مَاءٌ،فَأَخْرَجْتُهُ وَ شَمَّرْتُ ثِیَابِی لِأُغَسِّلَهُ مَعَهُ،فَقَالَ لِی:تَنَحَّ یَا أَبَا الصَّلْتِ فَإِنَّ لِی مَنْ یُعِینُنِی غَیْرُکَ،فَغَسَّلَهُ ثُمَّ قَالَ لِی ادْخُلِ الْخِزَانَهَ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ السَّفَطَ الَّذِی فِیهِ کَفَنُهُ وَ حَنُوطُهُ،فَدَخَلْتُ فَإِذَا أَنَا بِسَفَطٍ لَمْ أَرَهُ فِی تِلْکَ الْخِزَانَهِ قَطُّ فَکَفَّنَهُ وَ صَلَّی عَلَیْهِ، ثُمَّ قَالَ لِی:اِئْتِنِی بِالتَّابُوتِ،فَقُلْتُ:أَمْضِی إِلَی النَّجَّارِ حَتَّی یُصْلِحَ التَّابُوتَ،فَقَالَ:

قُمْ فَإِنَّ فِی الْخِزَانَهِ تَابُوتاً،فَدَخَلْتُ الْخِزَانَهَ فَوَجَدْتُ تَابُوتاً لَمْ أَرَهُ قَطُّ،فَأَتَیْتُهُ بِهِ فَأَخَذَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ مَا صَلَّی عَلَیْهِ فَوَضَعَهُ فِی التَّابُوتِ،وَ صَفَ قَدَمَیْهِ وَ صَلَّی رَکْعَتَیْنِ لَمْ یَفْرُغْ مِنْهُمَا حَتَّی عَلاَ التَّابُوتُ فَانْشَقَّ السَّقْفُ فَخَرَجَ مِنْهُ التَّابُوتُ وَ مَضَی.

فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ السَّاعَهَ یَجِیئُنَا الْمَأْمُونُ وَ یُطَالِبُنَا بِالرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَمَا نَصْنَعُ؟فَقَالَ لِی:اُسْکُتْ فَإِنَّهُ سَیَعُودُ،یَا أَبَا الصَّلْتِ مَا مِنْ نَبِیٍّ یَمُوتُ بِالْمَشْرِقِ وَ یَمُوتُ وَصِیُّهُ بِالْمَغْرِبِ إِلاَّ جَمَعَ اللَّهُ بَیْنَ أَرْوَاحِهِمَا وَ أَجْسَادِهِمَا،فَمَا أَتَمَّ الْحَدِیثَ حَتَّی انْشَقَّ السَّقْفُ وَ نَزَلَ التَّابُوتُ،فَقَامَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَاسْتَخْرَجَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنَ التَّابُوتِ وَ وَضَعَهُ عَلَی فِرَاشِهِ کَأَنَّهُ لَمْ یُغَسَّلْ وَ لَمْ یُکَفَّنْ،ثُمَّ قَالَ یَا أَبَا الصَّلْتِ قُمْ فَافْتَحْ لِلْمَأْمُونِ فَفَتَحْتُ الْبَابَ فَإِذَا الْمَأْمُونُ وَ الْغِلْمَانُ بِالْبَابِ إِلَی أَنْ قَالَ:ثُمَّ قَالَ لِیَ الْمَأْمُونُ:یَا أَبَا الصَّلْتِ عَلِّمْنِی الْکَلاَمَ الَّذِی تَکَلَّمْتَ بِهِ،قُلْتُ:وَ اللَّهِ لَقَدْ نَسِیتُ الْکَلاَمَ مِنْ سَاعَتِی وَ قَدْ کُنْتُ صَدَقْتُ فَأَمَرَ بِحَبْسِی وَ دَفَنَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ.

فَحُبِسْتُ سَنَهً فَضَاقَ عَلَیَّ الْحَبْسُ فَسَهِرْتُ لَیْلَهً وَ دَعَوْتُ اللَّهَ تَعَالَی بِدُعَاءٍ ذَکَرْتُ فِیهِ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ،وَ سَأَلْتُ اللَّهَ بِحَقِّهِمْ أَنْ یُفَرِّجَ عَنِّی،فَمَا أَسْتَتَمُّ الدُّعَاءَ حَتَّی دَخَلَ عَلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ:یَا أَبَا الصَّلْتِ ضَاقَ صَدْرُکَ؟فَقُلْتُ:إِی وَ اللَّهِ،قَالَ:قُمْ فَاخْرُجْ،ثُمَّ ضَرَبَ یَدَهُ إِلَی الْقُیُودِ الَّتِی کَانَتْ عَلَیَّ فَفَکَّهَا وَ أَخَذَ بِیَدِی وَ أَخْرَجَنِی مِنَ الدَّارِ وَ الْحَرَسَهُ وَ الْغِلْمَانُ یَرَوْنِی فَلَمْ یَسْتَطِیعُوا أَنْ یُکَلِّمُونِّی،وَ خَرَجْتُ مِنْ بَابِ الدَّارِ ثُمَّ قَالَ لِی:اِمْضِ فِی وَدَائِعِ اللَّهِ فَإِنَّکَ لَنْ تَصِلَ إِلَیْهِ وَ لَنْ یَصِلَ إِلَیْکَ أَبَداً قَالَ أَبُو الصَّلْتِ:فَلَمْ أَلْتَقِ مَعَ الْمَأْمُونِ إِلَی هَذَا الْوَقْتِ (1).

ص:397


1- (1) عیون الأخبار:ج 272/1،ح 1.

وَ رَوَاهُ فِی الْأَمَالِی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ وَ رَوَاهُ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِهِ وَ جَمَاعَهٌ مِنَ الْمُتَأَخِّرِینَ .

الفصل الثانی

19-وَ رَوَی الصَّدُوقُ ابْنُ بَابَوَیْهِ أَیْضاً فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ وَ إِتْمَامِ النِّعْمَهِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الدَّقَّاقُ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَارُونَ عَنْ أَبِی تُرَابٍ الرُّویَانِیِّ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَنَا أُرِیدُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنِ الْقَائِمِ أَ هُوَ الْمَهْدِیُّ أَوْ غَیْرُهُ؟ فَابْتَدَأَنِی فَقَالَ لِی:یَا أَبَا الْقَاسِمِ إِنَّ الْقَائِمَ مِنَّا هُوَ الْمَهْدِیُّ«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّازُ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ عَنِ ابْنِ بَابَوَیْهِ بِهَذَا السَّنَدِ .

الفصل الثالث

20-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: کَانَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَتَبَ إِلَیَّ کِتَاباً وَ أَمَرَنِی أَنْ لاَ أَفُکَّهُ حَتَّی یَمُوتَ یَحْیَی بْنُ أَبِی عِمْرَانَ قَالَ:فَمَکَثَ الْکِتَابُ عِنْدِی سَنَتَیْنِ فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ الَّذِی مَاتَ فِیهِ یَحْیَی بْنُ أَبِی عِمْرَانَ فَکَکْتُ الْکِتَابَ فَإِذَا فِیهِ:قُمْ بِمَا کَانَ یَقُومُ بِهِ إِلَی أَنْ قَالَ:کَانَ إِبْرَاهِیمُ یَقُولُ:کُنْتُ لاَ أَخَافُ الْمَوْتَ مَا کَانَ یَحْیَی بْنُ أَبِی عِمْرَانَ حَیّاً (2).

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْهَمْدَانِیِّ .

الفصل الرابع

21-وَ رَوَی أَبُو عَلِیٍّ الْفَضْلُ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی قَالَ:

رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی فِی کِتَابِ نَوَادِرِ الْحِکْمَهِ عَنْ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَنْ أُمَیَّهَ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: کُنْتُ بِالْمَدِینَهِ وَ کُنْتُ أَخْتَلِفُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ بِخُرَاسَانَ، وَ کَانَ أَهْلُ بَیْتِهِ وَ عُمُومَهُ أَبِیهِ،یَأْتُونَهُ وَ یُسَلِّمُونَ عَلَیْهِ فَدَعَا یَوْماً الْجَارِیَهَ فَقَالَ:قُولِی لَهُمْ یَتَهَیَّئُونَ لِلْمَأْتَمِ،فَلَمَّا تَفَرَّقُوا قَالُوا أَ لاَ سَأَلْنَاهُ مَأْتَمُ مَنْ؟فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِکَ فَقَالُوا مَأْتَمُ مَنْ؟قَالَ:مَأْتَمُ خَیْرِ مَنْ عَلَی ظَهْرِهَا،فَأَتَانَا خَبَرُ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ

ص:398


1- (1) کمال الدّین:377،ح 1.
2- (2) بصائر الدّرجات:282،ح 2.و فیه فی نسخه ثانیه:سنین بدل:سنتین.

بَعْدَ ذَلِکَ بِأَیَّامٍ،فَإِذَا هُوَ قَدْ مَاتَ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ (1).

22-قَالَ:وَ فِیهِ عَنْ حَمْدَانَ بْنِ سُلَیْمَانَ عَنْ أَبِی سَعِیدٍ الْأَرْمَنِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ:قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ کَتَبَ إِلَیَّ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: احْمِلُوا إِلَیَّ الْخُمُسَ فَإِنِّی لَسْتُ آخُذُهُ مِنْکُمْ سِوَی عَامِی هَذَا،فَقُبِضَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی تِلْکَ السَّنَهِ (2).

وَ نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ مِنْ کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

23-وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ: حَدِیثَ تَزْوِیجِ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْمَأْمُونِ وَ هُوَ طَوِیلٌ یَقُولُ فِی آخِرِهِ:فَلَمَّا انْصَرَفَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مِنْ عِنْدِ الْمَأْمُونِ بِبَغْدَادَ وَ مَعَهُ أُمُّ الْفَضْلِ إِلَی الْمَدِینَهِ،صَارَ إِلَی شَارِعِ بَابِ الْکُوفَهِ وَ النَّاسُ یُشَیِّعُونَهُ حَتَّی انْتَهَی إِلَی دَارِ الْمُسَیَّبِ عِنْدَ مَغِیبِ الشَّمْسِ،فَنَزَلَ وَ دَخَلَ الْمَسْجِدَ.وَ کَانَ فِی صَحْنِهِ نَبِقَهٌ لَمْ تَحْمِلْ بَعْدُ،فَدَعَا بِکُوزٍ فِیهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ فِی أَصْلِ النَّبِقَهِ وَ قَامَ وَ صَلَّی بِالنَّاسِ صَلاَهَ الْمَغْرِبِ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا خَرَجَ وَ انْتَهَی إِلَی النَّبِقَهِ رَآهَا النَّاسُ وَ قَدْ حَمَلَتْ حَمْلاً کَثِیراً حَسَناً،فَتَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِکَ وَ أَکَلُوا مِنْهَا فَوَجَدُوهُ نَبِقاً حُلْواً لاَ عَجَمَ لَهُ (3).

وَ رَوَاهُ الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ أَیْضاً مُرْسَلاً وَ رَوَاهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ إِرْشَادِ الْمُفِیدِ .

الفصل الخامس

24-وَ رَوَی سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مَیْمُونٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَکَّهَ قَبْلَ خُرُوجِهِ إِلَی خُرَاسَانَ،فَقُلْتُ لَهُ:إِنِّی أُرِیدُ الْمَدِینَهَ فَاکْتُبْ مَعِی کِتَاباً إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ،فَتَبَسَّمَ وَ کَتَبَ وَ صِرْتُ إِلَی الْمَدِینَهِ،وَ قَدْ کَانَ ذَهَبَ بَصَرِی فَأَخْرَجَ الْخَادِمُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَیْنَا،فَحَمَلَهُ إِلَی الْمَهْدِ إِلَی أَنْ قَالَ:اُدْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ مِنْهُ،فَمَدَّ یَدَهُ فَمَسَحَ بِهَا عَلَی عَیْنِی فَعَادَ إِلَیَّ بَصَرِی کَأَصَحِّ مَا کَانَ فَقَبَّلْتُ یَدَهُ وَ رِجْلَهُ وَ انْصَرَفْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا بَصِیرٌ (4).

25-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْجَعْفَرِیِّ عَنْ حَکِیمَهَ بِنْتِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ زَوْجَهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوَادِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: وَ ذَکَرَتْ حَدِیثاً طَوِیلاً فِیهِ أَنَّ الْمَأْمُونَ غَضِبَ عَلَی الْجَوَادِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ الْمَأْمُونِ سَکْرَانَ فَدَخَلَ عَلَی الْجَوَادِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ضَرَبَهُ بِالسَّیْفِ وَ ذَبَحَهُ بِهِ وَ قَطَّعَهُ إِرْباً إِرْباً،فَلَمَّا أَفَاقَ أَخْبَرُوهُ،فَنَدِمَ

ص:399


1- (1) إعلام الوری:ج 100/2.
2- (2) إعلام الوری:ج 100/2.
3- (3) إعلام الوری:ج 105/2.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 372/1،ح 1.

وَ أَرْسَلَ مَنْ یَأْتِیهِ بِخَبَرِهِ فَإِذَا لَیْسَ بِهِ أَثَرُ جُرْحٍ وَ بَدَنُهُ سَلِیمٌ مِنْهُ (1).

26-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أُورَمَهَ عَنِ الْحُسَیْنِ الْمُکَارِی قَالَ:

دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِبَغْدَادَ وَ هُوَ عَلَی مَا کَانَ مِنْ أَمْرِهِ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:

هَذَا الرَّجُلُ مَا یَرْجِعُ إِلَی مَوْطِنِهِ أَبَداً أَنَا أَعْرِفُ مَطْعَمَهُ،قَالَ:فَأَطْرَقَ رَأْسَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ ثُمَّ رَفَعَهُ وَ قَدِ اصْفَرَّ لَوْنُهُ فَقَالَ:یَا حُسَیْنُ خُبْزُ الشَّعِیرِ وَ مِلْحٌ جَرِیشٌ فِی حَرَمِ جَدِّی رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ أَحَبُّ إِلَیَّ مِمَّا تَرَانِی فِیهِ (2).

27-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ عَبَّاسٍ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: جِئْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَوْمَ عِیدٍ،فَشَکَوْتُ إِلَیْهِ ضِیقَ الْمَعَاشِ،فَرَفَعَ الْمُصَلَّی فَأَخَذَ مِنَ التُّرَابِ سَبِیکَهَ ذَهَبٍ فَأَعْطَانِیهَا فَخَرَجْتُ إِلَی السُّوقِ فَکَانَتْ سِتَّهَ عَشَرَ مِثْقَالاً (3).

28-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنِ ابْنِ أُورَمَهَ قَالَ: حَمَلَتْ إِلَیَّ امْرَأَهٌ شَیْئاً مِنْ حُلِیٍّ وَ شَیْئاً مِنَ الدَّرَاهِمِ وَ شَیْئاً مِنْ ثِیَابٍ،فَتَوَهَّمْتُ أَنَّ ذَلِکَ کُلَّهُ لَهَا وَ لَمْ أَسْأَلْهَا أَنَّ لِغَیْرِهَا فِی ذَلِکَ شَیْئاً،فَحَمَلْتُ ذَلِکَ إِلَی الْمَدِینَهِ مَعَ بِضَاعَاتٍ لِأَصْحَابِنَا،وَ کَتَبْتُ فِی الْکِتَابِ أَنَّنِی قَدْ بَعَثْتُ مِنْ قِبَلِ فُلاَنَهَ کَذَا وَ مِنْ قِبَلِ فُلاَنٍ کَذَا،وَ فُلاَنٍ کَذَا فَخَرَجَ فِی التَّوْقِیعِ قَدْ وَصَلَ مَا بَعَثْتَ مِنْ قِبَلِ فُلاَنٍ وَ فُلاَنٍ،وَ مِنْ قِبَلِ الْمَرْأَتَیْنِ یَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُمَا وَ مِنْکَ،إِلَی أَنْ قَالَ:فَلَمَّا انْصَرَفْتُ إِلَی الْبِلاَدِ جَاءَتْنِی الْمَرْأَهُ فَقَالَتْ:هَلاَّ وَصَلْتَ بِضَاعَتِی؟ فَقُلْتُ:نَعَمْ،فَقَالَتْ کَانَ لِی فِیهَا کَذَا وَ لِأُخْتِی کَذَا وَ هِیَ فُلاَنَهُ (4).

29-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا قَالَ أَبُو هَاشِمٍ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّ أَبِی مَاتَ وَ کَانَ لَهُ مَالٌ،وَ لَسْتُ أَقِفُ عَلَی مَالِهِ وَ لِیَ عِیَالٌ کَثِیرُونَ وَ أَنَا مِنْ مَوَالِیکُمْ،فَأَغِثْنِی!فَقَالَ:إِذَا صَلَّیْتَ الْعِشَاءَ الْآخِرَهَ فَصَلِّ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ آلِ مُحَمَّدٍ فَإِنْ أَبَاکَ یَأْتِیکَ فِی النَّوْمِ وَ یُخْبِرُکَ بِأَمْرِ الْمَالِ،فَفَعَلَ الرَّجُلُ فَرَأَی أَبَاهُ فِی النَّوْمِ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِالْمَالِ (5).

30-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی دَاوُدُ بْنُ مُحَمَّدٍ النَّهْدِیُّ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَشْعَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَضَیْتُ حَوَائِجِی،وَ قُلْتُ:إِنَّ

ص:400


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 372/1،ح 2.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 383/1،ح 11.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 383/1،ح 12.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 386/1،ح 15.
5- (5) الخرائج و الجرائح:ج 665/2،ح 5.

أُمَّ الْحَسَنِ تُقْرِئُکَ السَّلاَمَ وَ تَسْأَلُکَ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِکَ تَجْعَلُهُ کَفَناً لَهَا،فَقَالَ:قَدْ اسْتَغْنَتْ عَنْ ذَلِکَ وَ خَرَجْتُ لاَ أَدْرِی مَا مَعْنَی ذَلِکَ؟فَأَتَانِی الْخَبَرُ أَنَّهَا قَدْ مَاتَتْ قَبْلَ ذَلِکَ بِثَلاَثَهَ عَشَرَ یَوْماً (1).

31-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلِ بْنِ الْیَسَعِ قَالَ: کُنْتُ بِمَکَّهَ،فَصِرْتُ إِلَی الْمَدِینَهِ فَدَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ کِسْوَهٍ یَکْسُونِیهَا،فَلَمْ یَتَّفِقْ لِی أَنْ أَسْأَلَهُ حَتَّی وَدَّعْتُهُ إِلَی أَنْ قَالَ:

وَ خَرَجْتُ مِنَ الْمَدِینَهِ فَبَیْنَمَا أَنَا سَائِرٌ إِذْ رَأَیْتُ رَسُولاً وَ مَعَهُ ثِیَابٌ فِی مِنْدِیلٍ،وَ هُوَ یَتَخَلَّلُ الْقِطَارَ وَ یَسْأَلُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَهْلٍ الْقُمِّیِّ حَتَّی انْتَهَی إِلَیَّ فَقَالَ لِی:مَوْلاَکَ بَعَثَ إِلَیْکَ بِهَذَا (2).

32-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو سُلَیْمَانَ عَنْ صَالِحٍ الْیَعْقُوبِیِّ قَالَ: لَمَّا تَوَجَّهَ الْإِمَامُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لاِسْتِقْبَالِ الْمَأْمُونِ إِلَی نَاحِیَهِ الشَّامِ أَمَرَ أَبُو جَعْفَرٍ أَنْ یُعْقَدَ ذَیْلُ دَابَّتِهِ، وَ ذَلِکَ فِی یَوْمٍ صَائِفٍ شَدِیدِ الْحَرِّ لاَ یُوجَدُ الْمَاءُ،فَقَالَ بَعْضُ مَنْ مَعَهُ:لاَ عَهْدَ لَهُ بِرُکُوبِ الدَّوَابِّ فَإِنَّ مَوْضِعَ عَقْدِ ذَنَبِ الْبِرْذَوْنِ غَیْرُ هَذَا،قَالَ:فَمَا مَضَیْنَا إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی ضَلَلْنَا الطَّرِیقَ بِمَکَانِ کَذَا،وَ وَقَعْنَا فِی وَحَلٍ کَثِیرٍ فَفَسَدَ ثِیَابُنَا وَ مَا مَعَنَا،وَ لَمْ یُصِبِ الْإِمَامَ بِشَیْ ءٍ مِنْ ذَلِکَ (3).

33-قَالَ:وَ مِنْهَا:مَا رُوِیَ عَنِ ابْنِ أُورَمَهَ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْمُعْتَصِمَ دَعَا جَمَاعَهً مِنْ وُزَرَائِهِ فَقَالَ اشْهَدُوا لِی عَلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ زُوراً وَ اکْتُبُوا کِتَاباً أَنَّهُ أَرَادَ أَنْ یَخْرُجَ، ثُمَّ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ:إِنَّکَ أَرَدْتَ أَنْ تَخْرُجَ عَلَیَّ؟فَقَالَ:وَ اللَّهِ مَا فَعَلْتُ شَیْئاً مِنْ ذَلِکَ قَالَ:فَإِنَّ فُلاَناً وَ فُلاَناً شَهِدُوا عَلَیْکَ بِذَلِکَ فَأَحْضَرُوا فَقَالُوا:نَعَمْ هَذِهِ الْکُتُبُ أَخَذْنَاهَا مِنْ بَعْضِ غِلْمَانِکَ،قَالَ:وَ کَانَ جَالِساً فِی بَهْوٍ فَرَفَعَ أَبُو جَعْفَرٍ الثَّانِی یَدَهُ وَ قَالَ:اَللَّهُمَّ إِنْ کَانُوا کَذَبُوا عَلَیَّ فَخُذْهُمْ قَالَ:فَنَظَرْنَا إِلَی ذَلِکَ الْبَهْوِ کَیْفَ یَرْجُفُ وَ یَذْهَبُ وَ یَجِیءُ وَ کُلَّمَا قَامَ مِنَّا وَاحِدٌ وَقَعَ،فَقَالَ الْمُعْتَصِمُ:یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی تَائِبٌ مِمَّا قُلْتُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یُسْکِنَهُ،فَقَالَ:اَللَّهُمَّ أَسْکِنْهُ إِنَّکَ تَعْلَمُ أَنَّهُمْ أَعْدَاؤُکَ وَ أَعْدَائِی فَسَکَنَ (4).

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ جُمْلَهً مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ مِنْ کِتَابِ الْخَرَائِجِ .

ص:401


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 667/2،ح 9.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 668/2،ح 10.
3- (3) الخرائج و الجرائح:ج 669/2،ح 13.
4- (4) الخرائج و الجرائح:ج 670/2،ح 18.

الفصل السادس

34-وَ رَوَی رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الْهَاشِمِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِبَغْدَادَ،فَدَخَلَ عَلَیْهِ یَاسِرٌ الْخَادِمُ فَقَالَ:یَا سَیِّدِی إِنَّ سَیِّدَتَنَا أُمَّ جَعْفَرٍ تَسْتَأْذِنُکَ أَنْ تَصِیرَ إِلَیْهَا،فَقَالَ لِلْخَادِمِ:اِرْجِعْ فَإِنِّی فِی الْأَثَرِ،ثُمَّ قَامَ وَ رَکِبَ الْبَغْلَهَ وَ أَقْبَلَ حَتَّی قَدِمَ الْبَابَ،فَخَرَجَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ أُخْتُ الْمَأْمُونِ فَسَلَّمَتْ عَلَیْهِ وَ سَأَلَتْهُ الدُّخُولَ عَلَی أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْمَأْمُونِ،وَ قَالَتْ:یَا سَیِّدِی أُحِبُّ أَنْ أَرَاکَ مَعَ ابْنَتِی فِی مَوْضِعٍ وَاحِدٍ فَتُقِرَّ عَیْنِی،قَالَ:فَدَخَلَ وَ السُّتُورُ تُشَالُ بَیْنَ یَدَیْهِ فَمَا لَبِثَ أَنْ خَرَجَ رَاجِعاً وَ هُوَ یَقُولُ: فَلَمّا رَأَیْنَهُ أَکْبَرْنَهُ ثُمَّ جَلَسَ فَخَرَجَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ تَعْثُرُ فِی ذُیُولِهَا،وَ قَالَتْ یَا سَیِّدِی أَنْعَمْتَ عَلَیَّ بِنِعْمَهٍ فَلَمْ لاَ تُتِمَّهَا؟ فَقَالَ لَهَا:أَتَی أَمْرُ اللَّهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ إِنَّهُ قَدْ حَدَثَ مَا لاَ یَحْسُنُ إِعَادَتُهُ فَارْجِعِی إِلَی أُمِّ الْفَضْلِ فَاسْتَخْبِریهَا عَنْهُ فَرَجَعَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ فَأَعَادَتْ عَلَیْهَا مَا قَالَ،فَقَالَتْ:یَا عَمَّهُ وَ مَا أَعْلَمَهُ بِذَاکَ مِنِّی؟ثُمَّ قَالَتْ:کَیْفَ لاَ أَدْعُو عَلَی أَبِی وَ قَدْ زَوَّجَنِی سَاحِراً؟ثُمَّ قَالَتْ:یَا عَمَّهُ وَ اللَّهِ إِنَّهُ لَمَّا طَلَعَ عَلَیَّ جَمَالُهُ حَدَثَ عَلَیَّ مَا یَحْدُثُ لِلنِّسَاءِ،فَضَرَبْتُ یَدِی إِلَی أَثْوَابِی فَضَمَمْتُهَا قَالَ:فَبُهِتَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ مِنْ قَوْلِهَا،ثُمَّ خَرَجَتْ مَذْعُورَهَ وَ قَالَتْ:یَا سَیِّدِی وَ مَا حَدَثَ لَهَا؟قَالَ:هُوَ مِنْ أَسْرَارِ النِّسَاءِ قَالَتْ:یَا سَیِّدِی وَ تَعْلَمُ الْغَیْبَ؟قَالَ لاَ قَالَتْ فَنَزَلَ إِلَیْکَ الْوَحْیُ؟قَالَ:لاَ قَالَتْ:فَمِنْ أَیْنَ لَکَ عِلْمُ مَا لاَ یَعْلَمُهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ هِیَ؟قَالَ:وَ أَنَا أَیْضاً أَعْلَمُهُ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ،فَلَمَّا رَجَعَتْ أُمُّ جَعْفَرٍ قَالَتْ لَهُ:یَا سَیِّدِی وَ مَا إِکْبَارُ النِّسْوَهِ قَالَ:هُوَ مَا حَصَلَ لِأُمِّ الْفَضْلِ،فَعَلِمْتُ أَنَّهُ الْحَیْضُ (1).

الفصل السابع

35-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْأَرْبِلِیُّ فِی کِتَابِ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أُمَیَّهَ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِمَکَّهَ فِی السَّنَهِ الَّتِی قَدْ حَجَّ فِیهَا،ثُمَّ صَارَ إِلَی خُرَاسَانَ،وَ مَعَهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَبُو الْحَسَنِ یُوَدِّعُ الْبَیْتَ فَلَمَّا قَضَی طَوَافَهُ عَدَلَ إِلَی الْمَقَامِ فَصَلَّی عِنْدَهُ،فَصَارَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَی عُنُقِ مُوَفَّقٍ یَطُوفُ فَصَارَ إِلَی الْحِجْرِ فَجَلَسَ فِیهِ فَأَطَالَ،فَقَالَ لَهُ مُوَفَّقٌ:

قُمْ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَقَالَ:مَا أُرِیدُ أَنْ أَبْرَحَ مِنْ مَکَانِی هَذَا إِلاَّ أَنْ یَشَاءَ اللَّهُ وَ اسْتَبَانَ فِی وَجْهِهِ الْغَمُّ،فَأَتَی مُوَفَّقٌ أَبَا الْحَسَنِ فَقَالَ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ قَدْ جَلَسَ أَبُو جَعْفَرٍ فِی

ص:402


1- (1) بحار الأنوار:ج 83/50،ح 7.

الْحِجْرِ وَ هُوَ یَأْبَی أَنْ یَقُومَ،فَقَامَ أَبُو الْحَسَنِ فَأَتَی أَبَا جَعْفَرٍ فَقَالَ لَهُ:قُمْ یَا حَبِیبِی، فَقَالَ:مَا أُرِیدُ أَنْ أَبْرَحَ مِنْ مَکَانِی هَذَا فَقَالَ:بَلَی یَا حَبِیبِی،ثُمَّ قَالَ:کَیْفَ أَقُومُ وَ قَدْ وَدَّعْتَ الْبَیْتَ وَدَاعاً لاَ تَرْجِعُ؟فَقَالَ:قُمْ یَا حَبِیبِی فَقَامَ مَعَهُ (1).

36-وَ عَنِ ابْنِ بَزِیعٍ الْعَطَّارِ قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: الْفَرَجُ بَعْدَ الْمَأْمُونِ بِثَلاَثِینَ شَهْراً قَالَ:فَنَظَرْنَا فَمَاتَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ ثَلاَثِینَ شَهْراً (2).

37-وَ عَنْ مُعَمَّرِ بْنِ خَلاَّدٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ أَوْ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ.اَلشَّکُّ مِنْ أَبِی عَلِیٍّ.قَالَ:قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یَا مُعَمَّرُ ارْکَبْ،قُلْتُ:إِلَی أَیْنَ؟قَالَ:

ارْکَبْ کَمَا یُقَالُ لَکَ قَالَ:فَرَکِبْتُ فَانْتَهَیْتُ إِلَی وَادٍ أَوْ إِلَی وَهْدَهٍ.اَلشَّکُّ مِنْ أَبِی عَلِیٍّ.فَقَالَ لِی:قِفْ هَاهُنَا قَالَ:فَوَقَفْتُ فَأَتَانِی فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ أَیْنَ کُنْتَ؟ قَالَ:دَفَنْتُ أَبِی السَّاعَهَ وَ کَانَ بِخُرَاسَانَ (3).

38-قَالَ الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ-وَ کَانَ زَیْدِیّاً.قَالَ: خَرَجْتُ إِلَی بَغْدَادَ فَبَیْنَا أَنَا بِهَا إِذْ رَأَیْتُ النَّاسَ یَتَعَادَوْنَ وَ یَتَشَرَّفُونَ وَ یَقِفُونَ فَقُلْتُ:مَا هَذَا؟فَقَالُوا ابْنُ الرِّضَا ابْنُ الرِّضَا!فَقُلْتُ:وَ اللَّهِ لَأَنْظُرَنَّ إِلَیْهِ،فَطَلَعَ عَلَی بَغْلٍ أَوْ بَغْلَهٍ فَقُلْتُ لَعَنَ اللَّهُ أَصْحَابَ الْإِمَامَهِ حَیْثُ یَقُولُونَ إِنَّ اللَّهَ افْتَرَضَ طَاعَهَ هَذَا!فَعَدَلَ إِلَیَّ وَ قَالَ یَا قَاسِمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَ بَشَراً مِنَّا وَاحِداً نَتَّبِعُهُ إِنَّا إِذاً لَفِی ضَلاَلٍ وَ سُعُرٍ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:سَاحِرٌ وَ اللَّهِ فَعَدَلَ إِلَیَّ فَقَالَ: أَ أُلْقِیَ الذِّکْرُ عَلَیْهِ مِنْ بَیْنِنا بَلْ هُوَ کَذّابٌ أَشِرٌ قَالَ:

فَانْصَرَفْتُ وَ قُلْتُ بِالْإِمَامَهِ وَ شَهِدْتُ أَنَّهُ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ وَ اعْتَقَدْتُهُ (4).

39-وَ عَنْ أُمَیَّهَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ أَنَا وَ حَمَّادُ بْنُ عِیسَی عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ بِالْمَدِینَهِ لِنُوَدِّعَهُ فَقَالَ لَنَا:لاَ تَخْرُجَا الْیَوْمَ أَقِیمَا إِلَی غَدٍ،فَلَمَّا خَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ قَالَ لِی حَمَّادُ بْنُ عِیسَی:أَنَا أَخْرُجُ فَقَدْ خَرَجَ ثَقَلِی،فَقُلْتُ:أَمَّا أَنَا فَأُقِیمُ،فَخَرَجَ حَمَّادٌ فَجَرَی الْوَادِی تِلْکَ اللَّیْلَهَ فَغَرِقَ فِیهِ وَ قَبْرُهُ بِسَیَالَهَ (5). هَذِهِ الْأَحَادِیثُ نَقَلَهَا عَلِیُّ بْنُ عِیسَی مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ .

40-وَ نَقَلَ مِنْ کِتَابِ الرَّاوَنْدِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی بَکْرِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ ابْنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ: إِنَّ لِی جَارِیَهً تَشْتَکِی مِنْ رِیحٍ بِهَا،قَالَ:اِئْتِنِی بِهَا، فَأَتَیْتُهُ بِهَا فَقَالَ:مَا تَشْتَکِینَ یَا جَارِیَهُ؟قَالَتْ:رِیحاً فِی رُکْبَتَیَّ،فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَی رُکْبَتِهَا

ص:403


1- (1) کشف الغمّه:ج 155/3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 156/3.
3- (3) کشف الغمّه:ج 156/3.
4- (4) کشف الغمّه:ج 156/3.
5- (5) کشف الغمّه:ج 157/3.

مِنْ وَرَاءِ الثِّیَابِ فَخَرَجَتْ وَ مَا اشْتَکَتْ وَجَعاً بَعْدَ ذَلِکَ (1).

41-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ جَرِیرٍ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ جَالِساً فَذَهَبَتْ شَاهٌ لِمَوْلاَهُ فَأَخَذُوا بَعْضَ الْجِیرَانِ یَجُرُّونَهُمْ إِلَیْهِ،یَقُولُونَ:أَنْتُمْ سَرَقْتُمُ الشَّاهَ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَیْلَکُمْ خَلُّوا عَنْ جِیرَانِنَا فَلَمْ یَسْرِقُوا شَاتَکُمْ،اَلشَّاهُ فِی دَارِ فُلاَنٍ فَأَخْرِجُوهَا مِنْ دَارِهِ،فَخَرَجُوا فَوَجَدُوهَا فِی دَارِهِ،فَأَخْرَجُوا الرَّجُلَ وَ ضَرَبُوهُ وَ خَرَقُوا ثِیَابَهُ وَ هُوَ یَحْلِفُ أَنَّهُ لَمْ یَسْرِقْ هَذِهِ الشَّاهَ إِلَی أَنْ صَارُوا بِهِ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ، فَقَالَ:وَیْحَکُمْ ظَلَمْتُمُ الرَّجُلَ فَإِنَّ الشَّاهَ دَخَلَتْ دَارُهِ وَ هُوَ لاَ یَعْلَمُ بِهَا،ثُمَّ أَعَادَهُ فَوَهَبَ لَهُ شَیْئاً بَدَلَ مَا خُرِقَ مِنْ ثِیَابِهِ وَ ضَرْبِهِ (2).

42-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَیْرِ بْنِ وَاقِدٍ الرَّازِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرِ بْنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَعِی أَخِی وَ بِهِ بُهْرٌ شَدِیدٌ،فَشَکَا إِلَیْهِ ذَلِکَ الْبُهْرَ،فَقَالَ:عَافَاکَ اللَّهُ مِمَّا تَشْکُو،فَخَرَجْنَا مِنْ عِنْدِهِ وَ قَدْ عُوفِیَ فَمَا عَادَ إِلَیْهِ ذَلِکَ الْبُهْرُ إِلَی أَنْ مَاتَ (3).

43-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَیْرٍ قَالَ: کَانَ یُصِیبُنِی وَجَعٌ فِی خَاصِرَتِی فِی کُلِّ أُسْبُوعٍ وَ یَشْتَدُّ بِی أَیَّاماً،فَسَأَلْتُهُ أَنْ یَدْعُوَ لِی بِزَوَالِهِ عَنِّی،فَقَالَ:وَ أَنْتَ فَعَافَاکَ اللَّهُ فَمَا عَادَ إِلَی هَذِهِ الْغَایَهِ (4).

44-وَ عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ الْمُحْسِنِ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّهُ هَبَّتْ رِیحٌ شَدِیدَهٌ بَیْنَ مَکَّهَ وَ الْمَدِینَهِ،فَذَهَبَتْ بِعِمَامَتِهِ عَنْ رَأْسِهِ،فَلَمْ یَدْرِ کَیْفَ ذَهَبَتْ؟قَالَ فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ:یَا قَاسِمُ ذَهَبَتْ عِمَامَتُکَ فِی الطَّرِیقِ؟قُلْتُ:نَعَمْ،قَالَ:یَا غُلاَمُ أَخْرِجْ إِلَیْهِ عِمَامَتَهُ فَأَخْرَجَ إِلَیَّ عِمَامَتِی بِعَیْنِهَا (5).

الفصل الثامن

45-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْکَشِّیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ کُلْثُومٍ السَّرَخْسِیُّ عَنْ رَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِنَا یُعْرَفُ بِأَبِی زُنَیْبَهَ قَالَ: کُنَّا سَبْعَهَ نَفَرٍ فِی حُجْرَهٍ وَاحِدَهٍ بِبَغْدَادَ فِی زَمَانِ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَغَابَ عَنَّا أَحْکَمُ مِنْ عِنْدِ الْعَصْرِ وَ لَمْ یَرْجِعْ تِلْکَ اللَّیْلَهَ فَلَمَّا کَانَ جَوْفُ اللَّیْلِ جَاءَنَا تَوْقِیعٌ مِنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنَّ صَاحِبَکُمْ الْخُرَاسَانِیَّ مَذْبُوحٌ وَ مَطْرُوحٌ فِی لِبْدٍ فِی مَزْبَلَهٍ کَذَا وَ کَذَا،فَاذْهَبُوا فَدَاوُوهُ بِکَذَا وَ کَذَا،

ص:404


1- (1) کشف الغمّه:ج 159/3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 159/3.
3- (3) کشف الغمّه:ج 159/3.
4- (4) کشف الغمّه:ج 159/3.
5- (5) کشف الغمّه:ج 159/3.

فَذَهَبْنَا وَ وَجَدْنَاهُ مَطْرُوحاً کَمَا قَالَ،فَحَمَلْنَاهُ وَ دَاوَیْنَاهُ بِمَا أَمَرَنَا بِهِ فَبَرِئَ مِنْ ذَلِکَ (1).

الفصل التاسع

46-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ أَمَانِ الْأَخْطَارِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ مُنْیَهِ الدَّاعِی وَ غُنْیَهِ الْوَاعِی لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ التَّمِیمِیِّ بِإِسْنَادٍ ذَکَرَهُ ابْنُ طَاوُسٍ عَنْ أُمِّ عِیسَی بِنْتِ الْمَأْمُونِ زَوْجَهِ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ ذَکَرَتْ حَدِیثاً طَوِیلاً حَاصِلُهُ: أَنَّهَا کَانَتْ تَغَارُ عَلَیْهِ وَ تَشْکُوهُ إِلَی أَبِیهَا الْمَأْمُونِ،فَأَغَارَهَا مَرَّهً وَ شَکَتْهُ إِلَی أَبِیهَا وَ کَانَ سَکْرَانَ فَدَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَا زَالَ یَضْرِبُهُ بِالسَّیْفِ حَتَّی قَطَّعَهُ،ثُمَّ خَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ،فَلَمَّا ارْتَفَعَ النَّهَارُ أَفَاقَ فَأَخْبَرْتُهُ بِمَا فَعَلَ،فَاضْطَرَبَ وَ بَعَثَ یَاسِرَ الْخَادِمَ لِیُعَرِّفَهُ الْخَبَرَ فَلَمَّا رَجَعَ قَالَ:اَلْبُشْرَی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا هُوَ جَالِسٌ وَ عَلَیْهِ قَمِیصٌ،فَقُلْتُ:أُحِبُّ أَنْ تَهَبَ لِی قَمِیصَکَ هَذَا أُصَلِّی فِیهِ وَ أَتَبَرَّکَ بِهِ،وَ إِنَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَنْظُرَ إِلَی جَسَدِهِ هَلْ بِهِ جِرَاحَهٌ فَخَلَعَهُ وَ إِذَا لَیْسَ بِهِ أَثَرُ السَّیْفِ، قَالَ:فَبَکَی الْمَأْمُونُ (2). وَ رَوَاهُ فِی کِتَابِ مُهَجِ الدَّعَوَاتِ نَحْوَهُ .

الفصل العاشر

47-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَعْدَدْتُ لَهُ عَشْرَهَ مَسَائِلَ وَ کَانَ لِی حَمْلٌ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:إِنْ أَجَابَنِی عَنْ مَسَائِلِی سَأَلْتُهُ أَنْ یَدْعُوَ اللَّهَ لِی أَنْ یَجْعَلَهُ ذَکَراً فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیَّ قَالَ:یَا إِسْحَاقُ قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ لِی فَسَمِّهِ أَحْمَدَ،فَقُلْتُ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ هَذَا هُوَ الْحُجَّهُ الْبَالِغَهُ وَ انْصَرَفَ إِلَی بَلَدِهِ فَوُلِدَ لَهُ ذَکَرٌ وَ سَمَّاهُ أَحْمَدَ (3).

و روی جمله من المعجزات السابقه.

الفصل الحادی عشر

48-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ جَمَاعَهً مِنَ الشِّیعَهِ دَخَلُوا عَلَیْهِ وَ فِیهِمْ رَجُلٌ زَیْدِیٌّ یُظْهِرُ الْإِمَامَهَ مُدَّهَ أَرْبَعِینَ سَنَهً وَ لاَ تَعْلَمُ الشِّیعَهُ أَنَّهُ زَیْدِیٌّ،فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِبَعْضِ غِلْمَانِهِ:

خُذْ بِیَدِ هَذَا الزَّیْدِیِّ فَأَخْرِجْهُ،فَقَالَ بِإِمَامَتِهِ وَ إِمَامَهِ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمْ السَّلاَمُ،وَ قَالَ:عَلِمْتَ مِنِّی مَا لَمْ یَعْلَمْهُ إِلاَّ اللَّهُ (4).

ص:405


1- (1) بحار الأنوار:ج 64/50،ح 41.
2- (2) أمان الأخطار:75.
3- (3) عیون المعجزات:110.
4- (4) الهدایه الکبری:302.

49-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُوسَی بْنِ الْقَاسِمِ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَهٍ فَلَمْ یَعْرِفْهَا،فَرَأَی أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَنَامِهِ فَأَخْبَرَهُ بِهَا،فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ حَجَّ فَرَأَی أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَابْتَدَأَهُ وَ قَالَ لَهُ:مَا قَالَ لَکَ فُلاَنٌ؟فَأَخْبَرَهُ،فَقَالَ:مَا کَانَتْ رُؤْیَاکَ؟ فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ:أَنَا قُلْتُ لَکَ فِی مَنَامِکَ وَ أَنَا أَعَدْتُهُ السَّاعَهَ (1).

50-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِیدِ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ الثَّانِیَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَخْبَرَهُ ابْتِدَاءً: بِأَنَّهُ شَاکٌّ فِی إِمَامَتِهِ وَ أَمَرَهُ بِالتَّسْلِیمِ لَهُ،فَزَالَ عَنْهُ الشَّکُّ وَ قَالَ بِإِمَامَتِهِ،وَ الْحَدِیثُ طَوِیلٌ.

51-وَ عَنْهُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّ رَجُلاً خُرَاسَانِیّاً دَخَلَ عَلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ کَثِیرَ الْمَالِ،فَأَمَرَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِرُزْمَهِ عَمَائِمَ وَ قَالَ لِلْخُرَاسَانِیِّ:خُذْهَا فَإِنْ کُلَّ مَا مَعَکَ یُؤْخَذُ مِنْکَ فِی طَرِیقِکَ وَ تَبْقَی عَلَیْکَ هَذِهِ الْعَمَائِمُ،وَ تَحْتَاجُ إِلَیْهَا فَکَانَ کَمَا قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

الفصل الثانی عشر

52-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَکِیمَهَ بِنْتِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا وُلِدَ قَالَ:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ الثَّالِثِ عَطَسَ فَقَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ صَلَّی اللَّهُ عَلَی مُحَمَّدٍ وَ عَلَی الْأَئِمَّهِ الرَّاشِدِینَ (3).

53-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنِ الْمَحْمُودِیِّ عَنْ أَبِیهِ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا سَمَّتْهُ بِنْتُ الْمَأْمُونِ قَالَ لَهَا: وَ اللَّهِ لَیَبْتَلِیَنَّکِ اللَّهُ بِفَقْرٍ لاَ یَنْجَبِرْ وَ بَلاَءٍ لاَ یَنْسَتِرْ،وَ قَالَ لَهَا:أَبْلاَکِ اللَّهُ بِدَاءٍ لاَ دَوَاءَ لَهُ،فَکَانَ کَمَا قَالَ،وَ بُلِیَتْ بِعِلَّهٍ أَنْفَقَتْ عَلَیْهَا جَمِیعَ مَا تَمْلِکُ حَتَّی احْتَاجَتْ إِلَی رِفْدِ النَّاسِ،وَ وَقَعَتِ الْآکِلَهُ فِی فَرْجِهَا حَتَّی کَانَتْ تَنْکَشِفُ لِلطَّبِیبِ یَنْظُرُ إِلَیْهَا وَ یُشِیرُ عَلَیْهَا بِالدَّوَاءِ (4).

54-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ لَهُ شَعْرَهٌ.أَوْ قَالَ:وَفْرَهٌ.سَوْدَاءُ مَسَحَ یَدَهُ عَلَیْهَا فَاحْمَرَّتْ،ثُمَّ مَسَحَ عَلَیْهَا بِبَاطِنِ کَفِّهِ فَصَارَتْ سَوْدَاءَ کَمَا کَانَتْ،فَقُلْتُ:رَأَیْتُ أَبَاکَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لاَ أَشُکُّ یَضْرِبُ یَدَهُ إِلَی التُّرَابِ فَیَجْعَلُهُ دَنَانِیرَ وَ دَرَاهِمَ (5).

55-وَ عَنْهُ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً عِنْدَ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،إِذْ مَرَّ بِنَا فَرَسٌ أُنْثَی

ص:406


1- (1) الهدایه الکبری:307.
2- (2) الهدایه الکبری:310.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):384،ح 1/341.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):395،ح 5/345.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):398،ح 6/346.

فَقَالَ:هَذِهِ تَلِدُ اللَّیْلَهَ فَلْواً أَبْیَضَ النَّاصِیَهِ فِی وَجْهِهِ غُرَّهٌ فَکَانَ کَمَا قَالَ (1).

56-وَ عَنْهُ أَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ لَهُ: إِنَّ الَّتِی فِی مَنْزِلِکَ حُبْلَی بِابْنٍ أَعْوَرَ قَالَ:فَوُلِدَ لِی وَ اللَّهِ مُحَمَّدٌ وَ کَانَ أَعْوَرَ (2).

57-وَ عَنْهُ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَضْرِبُ بِیَدِهِ إِلَی وَرَقِ الزَّیْتُونَ، فَیَصِیرُ فِی کَفِّهِ وَرِقاً،فَأَخَذْتُ مِنْهُ کَثِیراً وَ أَنْفَقْتُهُ فِی الْأَسْوَاقِ فَلَمْ یَتَغَیَّرْ (3).

58-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی قَالَ: لَقِیتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی شَطِّ الدِّجْلَهِ فَالْتَقَی لَهُ حَتَّی عَبَرَ،وَ رَأَیْتُهُ بِالْأَنْبَارِ عَلَی شَطِّ الْفُرَاتِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِکَ (4).

59-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ حَکِیمِ بْنِ حَمَّادٍ قَالَ: رَأَیْتُ سَیِّدِی مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ أَلْقَی فِی الدَّجْلَهِ خَاتَماً فَوَقَفَتْ کُلُّ سَفِینَهٍ صَاعِداً وَ هَابِطاً،ثُمَّ قَالَ لِغُلاَمِهِ:أَخْرِجِ الْخَاتَمَ فَسَارَتِ الزَّوَارِقُ (5).

60-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُنَخَّلٍ قَالَ: لَقِیتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِسُرَّمَنْ رَأَی، فَسَأَلْتُهُ النَّفَقَهَ إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ،فَأَعْطَانِی مِائَهَ دِینَارٍ ثُمَّ قَالَ لِی:غَمِّضْ عَیْنَیْکَ، فَغَمَضْتُهَا ثُمَّ قَالَ لِی:اِفْتَحْ فَإِذَا أَنَا بِبَیْتِ الْمَقْدِسِ تَحْتَ الْقُبَّهِ فَتَحَیَّرْتُ فِی ذَلِکَ (6).

61-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْعَلاَ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَحُجُّ بِلاَ رَاحِلَهٍ وَ زَادٍ مِنْ لَیْلَتِهِ وَ یَرْجِعُ،وَ کَانَ لِی أَخٌ بِمَکَّهَ لِی مَعَهُ خَاتَمٌ،فَقُلْتُ لَهُ:تَأْخُذُ لِی مِنْهُ عَلاَمَهً فَرَجَعَ مِنْ لَیْلَتِهِ وَ مَعَهُ الْخَاتَمُ (7).

62-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُمَیْرٍ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَضَعُ یَدَهُ عَلَی مِنْبَرٍ،فَتُورِقُ کُلُّ شَجَرَهٍ مِنْ فَرْعِهَا وَ إِنِّی رَأَیْتُهُ یُکَلِّمَ شَاهً فَتُجِیبُهُ (8).

63-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَارَهَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقُلْتُ لَهُ:مَا عَلاَمَهُ الْإِمَامِ؟قَالَ:إِذَا فَعَلَ هَکَذَا،فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَی صَخْرَهٍ فَبَانَ أَصَابِعُهُ فِیهَا، وَ رَأَیْتُهُ یَمُدُّ الْحَدِیدَ بِلاَ نَارٍ وَ یَطْبَعُ عَلَی الْحِجَارَهِ بِخَاتَمِهِ (9).

ص:407


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):398،ح 7/347.
2- (2) مناقب فاطمه(علیها السلام):398،ح 7/347.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):398،ح 8/348.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):398،ح 9/349.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):398،ح 10/350.
6- (6) مناقب فاطمه(علیها السلام):399،ح 11/351.
7- (7) مناقب فاطمه(علیها السلام):399،ح 12/352.
8- (8) مناقب فاطمه(علیها السلام):399،ح 13/353.
9- (9) مناقب فاطمه(علیها السلام):399،ح 14/354.

64-وَ عَنْهُ قَالَ: رَأَیْتُ امْرَأَهً قَدْ حَمَلَتْ ابْناً لَهَا مَکْفُوفاً إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَمَسَحَ یَدَهُ عَلَیْهِ فَاسْتَوَی قَائِماً بَعْدُ وَ کَأَنْ لَمْ یَکُنْ فِی عَیْنِهِ ضَرَرٌ (1).

65-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ التَّنُوخِیِّ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ وَ هُوَ یُکَلِّمُ ثَوْراً فَحَرَّکَ الثَّوْرُ رَأْسَهُ فَقُلْتُ:لاَ وَ لَکِنْ فَأْمُرِ الثَّوْرَ أَنْ یُکَلِّمَکَ فَقَالَ لِلثَّوْرِ:قُلْ:

لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِیکَ لَهُ،فَقَالَ (2).

66-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَارَهَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: رَأَیْتُ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ قَصْعَهُ صِینِیٍّ،فَقَالَ یَا عُمَارَهُ أَ تَرَی مِنْ هَذَا عَجَباً؟قُلْتُ:نَعَمْ،فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهِ فَذَابَ حَتَّی صَارَ مَاءً ثُمَّ جَمَعَهُ فَجَعَلَهُ فِی قَدَحٍ ثُمَّ بَرَّدَهَا وَ مَسَحَهَا بِیَدِهِ فَإِذَا هِیَ قَصْعَهٌ کَمَا کَانَتْ،فَقَالَ مِثْلَ هَذَا فَلْتَکُنِ الْقُدْرَهُ (3).

67-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی نَصْرٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ لَمَّا کَانَ ابْنَ ثَمَانِیَهَ عَشَرَ شَهْراً دَفَعَ إِلَیْهِ کِتَاباً فَفَضَّهُ وَ قَرَأَهُ (4).

68-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ یَحْیَی بْنِ أَکْثَمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ:

أَنَّهُ طَلَبَ مِنْهُ عَلاَمَهَ الْإِمَامَهِ.وَ کَانَ فِی یَدِهِ عَصًا.فَنَطَقَتْ وَ قَالَتْ:إِنَّ مَوْلاَیَ إِمَامُ الزَّمَانِ مُحَمَّدٌ یَا یَحْیَی (5).

69-وَ بِإِسْنَادِهِ،عَنْ بَکْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ امْرَأَهً کَانَتْ تَشْکُو إِلَیْهِ رِیحاً بِهَا فَمَسَحَ بِیَدِهِ عَلَی رُکْبَتِهَا مِنْ وَرَاءِ الثِّیَابِ،وَ تَکَلَّمَ بِکَلاَمٍ،فَخَرَجَتْ وَ لاَ تَجِدُ شَیْئاً مِنَ الْوَجَعِ (6).

70-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَسْکَرٍ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ جَالِسٌ فِی وَسَطِ إِیْوَانٍ لَهُ یَکُونُ عَشْرَهَ أَذْرُعٍ وَ عَشَرَهَ أَذْرُعٍ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:مَا أَشَدَّ سُمْرَهَ مَوْلاَیَ وَ أَضْوَأَ جَسَدِهِ!قَالَ فَوَ اللَّهِ مَا أَتْمَمْتُ هَذَا الْقَوْلَ فِی نَفْسِی حَتَّی عَرِضَ فِی جَسَدِهِ وَ تَطَاوَلَ،وَ امْتَلَأَ بِهِ الْإِیْوَانُ إِلَی سَقْفِهِ مَعَ حِیطَانِهِ،ثُمَّ رَأَیْتُ لَوْنَهُ قَدْ أَظْلَمَ ثُمَّ ابْیَضَّ ثُمَّ احْمَرَّ ثُمَّ اخْضَرَّ،ثُمَّ تَنَاقَصَ جَسَدُهُ فَصَارَ فِی صُورَتِهِ الْأُولَی،وَ عَادَ لَوْنُهُ إِلَی اللَّوْنِ الْأَوَّلِ (7).وَ رَوَی أَیْضاً جُمْلَهً مِنْ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ.

ص:408


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):400،ح 15/355.
2- (2) مناقب فاطمه(علیها السلام):400،ح 16/356.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):400،ح 17/357.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):402،ح 21/361.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):402،ح 22/362.
6- (6) مناقب فاطمه(علیها السلام):403،ح 23/363.
7- (7) مناقب فاطمه(علیها السلام):404،ح 25/365.

الفصل الثالث عشر

71-وَ رَوَی الشَّیْخُ بَهَاءُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَامِلِیُّ فِی کِتَابِ مِفْتَاحِ الْفَلاَحِ قَالَ:نَقَلَ الْخَاصَّهُ وَ الْعَامَّهُ: أَنَّ الْمَأْمُونَ رَکِبَ یَوْماً إِلَی الصَّیْدِ،فَمَرَّ بِبَعْضِ أَزِقَّهِ الْبَغْدَادِ عَلَی جَمَاعَهٍ مِنَ الْأَطْفَالِ،فَخَافُوا وَ هَرَبُوا وَ بَقِیَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ فِی مَکَانِهِ،فَتَقَدَّمَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ فَقَالَ لَهُ:کَیْفَ لَمْ تَهْرُبْ کَمَا هَرَبَ أَصْحَابُکَ؟فَقَالَ:إِنَّ الطَّرِیقَ لَیْسَ ضَیِّقاً فَیَتَّسِعَ بِذَهَابِی،وَ لاَ لِی عِنْدَکَ ذَنْبٌ فَأَخَافَکَ لِأَجْلِهِ فَلِأَیِّ شَیْ ءٍ أَهْرُبُ،فَأَعْجَبَ کَلاَمُهُ الْمَأْمُونَ،فَلَمَّا خَرَجَ إِلَی خَارِجِ بَغْدَادَ أَرْسَلَ صَقْرَهُ فَارْتَفَعَ فِی الْهَوَاءِ وَ لَمْ یَسْقُطْ عَلَی الْأَرْضِ حَتَّی رَجَعَ وَ فِی مِنْقَارِهِ سَمَکَهٌ صَغِیرَهٌ،فَتَعَجَّبَ الْمَأْمُونُ مِنْ ذَلِکَ فَلَمَّا رَجَعَ تَفَرَّقَ الْأَطْفَالُ[وَ هَرَبُوا]إِلاَّ ذَلِکَ الطِّفْلَ،فَإِنَّهُ بَقِیَ فِی مَکَانِهِ کَمَا فِی الْمَرَّهِ الْأُولَی،فَتَقَدَّمَ إِلَیْهِ الْمَأْمُونُ وَ هُوَ ضَامٌّ کَفَّهُ عَلَی السَّمَکَهِ،وَ قَالَ لَهُ:قُلْ لِی أَیُّ شَیْ ءٍ فِی یَدِی؟فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَهُ:إِنَّ الْغَیْمَ حِینَ یَأْخُذُ مِنْ مَاءِ الْبَحْرِ یَدْخُلُهُ سَمَکٌ صِغَارٌ،فَتَسْقُطُ مِنْهُ فَیَصْطَادُهَا صُقُورُ الْمُلُوکِ،فَیَمْتَحِنُونَ بِهَا سُلاَلَهَ النُّبُوَّهِ،فَأَدْهَشَ ذَلِکَ الْمَأْمُونَ وَ قَالَ لَهُ مَنْ أَنْتَ؟قَالَ:أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ طَلْحَهَ الشَّافِعِیُّ فِی کِتَابِ مَطَالِبِ السَّئُولِ نَحْوَهُ.وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ .

الفصل الرابع عشر

و روی علی بن یونس فی کتاب الصراط المستقیم جمله من المعجزات السابقه:

72-وَ رَوَی عَنِ الْوَشَّاءِ قَالَ: قُلْتُ فِی نَفْسِی:أَسْأَلُ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَمِیصاً مِنْ ثِیَابِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَبَعَثَ إِلَیَّ بِقَمِیصٍ ابْتِدَاءً وَ قَالَ لِلرَّسُولِ:قُلْ لَهُ:هَذَا مِنَ الثِّیَابِ الَّتِی کَانَ یُصَلِّی فِیهَا الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ (2).

73-وَ عَنِ الصَّیْرَفِیِّ: وَ ذَکَرَ حَدِیثاً حَاصِلُهُ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِعِدَّهِ أَشْیَاءَ مِمَّا کَانَ أَضْمَرَهُ فِی نَفْسِهِ (3).

74-قَالَ:وَ قَالَ: لِأُمَیَّهَ بْنِ عَلِیٍّ وَ حَمَّادِ بْنِ عِیسَی:لاَ تَخْرُجَا الْیَوْمَ،فَخَرَجَ حَمَّادٌ فَغَرِقَ بِالسَّیْلِ (4).

ص:409


1- (1) مفتاح الفلاح:171.
2- (2) الصراط المستقیم:ج 200/2،ح 9.
3- (3) الصراط المستقیم:ج 200/2،ح 10.
4- (4) الصراط المستقیم:ج 201/2،ح 13.

75-وَ عَنْ عِمْرَانَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قُلْتُ لَهُ:إِنَّ زَوْجَتِی تَسْأَلُکَ ثَوْباً مِنْ ثِیَابِکَ یَکُونُ لَهَا کَفَناً،قَالَ:قَدْ اسْتَغْنَتْ عَنْهُ،فَخَرَجَ فَأُخْبِرَ أَنَّهَا مَاتَتْ قَبْلَ ذَلِکَ.

76-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَدِیدٍ قَالَ: خَرَجْنَا جَمَاعَهً حُجَّاجاً فَنُهِبْنَا،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْمَدِینَهَ،فَأَعْطَانِی دَنَانِیرَ وَ قَالَ:فَرِّقْهَا عَلَی قَدْرِ مَا ذَهَبَ لَکُمْ،فَفَعَلْتُ فَکَانَتْ بِقَدْرِهِ لاَ زِیَادَهً وَ لاَ نَقِیصَهً (1).

77-قَالَ: وَ دَخَلَ عَلَیْهِ مِنْ أَهْلِ الرَّیِّ جَمَاعَهٌ وَ فِیهِمْ رَجُلٌ زَیْدِیٌّ فَقَالَ لِغُلاَمِهِ:

خُذْ بِیَدِهِ وَ أَخْرِجْهُ،فَقَالَ الزَّیْدِیُّ:أَشْهَدُ أَنَّکَ حُجَّهُ اللَّهِ (2).

78-قَالَ: وَ أَخْبَرَ قَوْماً یَسْلُکُونَ طَرِیقَ الشَّامِ بِأَنَّهُمْ سَیَضِلُّونَ بِمَکَانِ کَذَا وَ یَنْتَهُونَ بِمَکَانِ کَذَا،فَکَانَ کَمَا قَالَ (3).

الفصل الخامس عشر

79-وَ رَوَی الْحَافِظُ أَبُو نُعَیْمٍ مِنْ عُلَمَاءِ أَهْلِ السُّنَّهِ فِی کِتَابِ حِلْیَهِ الْأَوْلِیَاءِ عَلَی مَا وَجَدْتُهُ مَنْقُولاً عَنْهُ بِخَطِّ بَعْضِ أَصْحَابِنَا قَالَ:حَکَی أَبُو یَزِیدَ الْبَسْطَامِیُّ قَالَ:

خَرَجْتُ مِنْ بِسْطَامَ قَاصِداً لِزِیَارَهِ الْبَیْتِ الْحَرَامِ،فَمَرَرْتُ بِالشَّامِ إِلَی أَنْ وَصَلْتُ إِلَی دِمَشْقَ،فَلَمَّا کُنْتُ بِالْغَوْطَهِ مَرَرْتُ بِقَرْیَهٍ مِنْ قُرَاهَا،فَرَأَیْتُ فِی الْقَرْیَهِ تَلَّ تُرَابٍ،وَ عَلَیْهِ صَبِیٌّ رُبَاعِیُّ السِّنِّ یَلْعَبُ بِالتُّرَابِ،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا صَبِیٌّ إِنْ سَلَّمْتُ عَلَیْهِ لَمَا یَعْرِفُ السَّلاَمَ وَ إِنْ تَرَکْتُ السَّلاَمَ أَخْلَلْتُ بِالْوَاجِبِ،فَأَجْمَعْتُ رَأْیِی عَلَی أَنْ أُسَلِّمَ عَلَیْهِ فَسَلَّمْتُ عَلَیْهِ،فَرَفَعَ رَأْسَهُ إِلَیَّ وَ قَالَ:وَ الَّذِی رَفَعَ السَّمَاءَ وَ بَسَطَ الْأَرْضَ لَوْ لاَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ رَدِّ السَّلاَمِ لَمَا رَدَدْتُ عَلَیْکَ،اِسْتَصْغَرْتَ أَمْرِی وَ اسْتَحْقَرْتَنِی لِصِغَرِ سِنِّی، عَلَیْکَ السَّلاَمُ وَ رَحْمَهُ اللَّهِ وَ بَرَکَاتُهُ وَ تَحِیَّاتُهُ وَ رِضْوَانُهُ،ثُمَّ قَالَ:صَدَقَ اللَّهُ وَ إِذا حُیِّیتُمْ بِتَحِیَّهٍ فَحَیُّوا بِأَحْسَنَ مِنْها وَ سَکَتَ.فَقُلْتُ:أَوْ رُدُّوهَا فَقَالَ:ذَاکَ فِعْلُ الْمُقَصِّرِ مِثْلِکَ،فَعَلِمْتُ أَنَّهُ مِنْ الْأَقْطَابِ الْمُؤَیَّدِینَ فَقَالَ:یَا بَایَزِیدُ مَا أَقْدَمَکَ إِلَی الشَّامِ مِنْ مَدِینَتِکَ بِسْطَامَ؟فَقُلْتُ:یَا سَیِّدِی قَصَدْتُ بَیْتَ اللَّهِ الْحَرَامَ إِلَی أَنْ قَالَ:فَنَهَضَ وَ قَالَ:

أَ عَلَی وُضُوءٍ أَنْتَ؟قُلْتُ:لاَ فَقَالَ:اِتْبَعْنِی فَتَبِعْتُهُ قَدْرَ عَشْرِ خُطًا،فَرَأَیْتُ نَهَراً أَعْظَمَ مِنَ الْفُرَاتِ،فَجَلَسَ وَ جَلَسْتُ وَ تَوَضَّأَ أَحْسَنَ وُضُوءٍ وَ تَوَضَّأْتُ،وَ إِذَا قَافِلَهٌ مَارَّهٌ فَتَقَدَّمْتُ إِلَی وَاحِدٍ مِنْهُمْ وَ سَأَلْتُهُ عَنِ النَّهَرِ؟فَقَالَ:هَذَا جَیْحُونُ،فَسَکَتُّ ثُمَّ قَالَ لِی

ص:410


1- (1) الصّراط المستقیم:ج 201/2،ح 15.
2- (2) الصّراط المستقیم:ج 201/2،ح 16.
3- (3) الصّراط المستقیم:ج 202/2،ح 17.

الْغُلاَمُ:قُمْ،فَقُمْتُ مَعَهُ وَ مَشَیْتُ مَعَهُ عِشْرِینَ خُطْوَهً وَ إِذَا نَحْنُ عَلَی نَهَرٍ أَعْظَمَ مِنَ الْفُرَاتِ وَ جَیْحُونَ،فَقَالَ لِی:اِجْلِسْ فَجَلَسْتُ وَ مَضَی،فَمَرَّ عَلَیَّ أُنَاسٌ فِی مَرْکَبٍ لَهُمْ فَسَأَلْتُهُمْ عَنِ الْمَکَانِ الَّذِی أَنَا فِیهِ؟فَقَالُوا نِیلُ مِصْرَ وَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَهَا فَرْسَخٌ أَوْ دُونَ فَرْسَخٍ وَ مَضَوْا،فَمَا کَانَ غَیْرُ سَاعَهٍ إِلاَّ وَ صَاحِبِی قَدْ حَضَرَ وَ قَالَ لِی:قُمْ قَدْ عُزِمَ عَلَیْنَا، فَقُمْتُ مَعَهُ قَدْرَ عِشْرِینَ خُطْوَهً فَوَصَلْنَا عِنْدَ غَیْبُوبَهِ الشَّمْسِ إِلَی نَخْلٍ کَثِیرٍ وَ جَلَسْنَا،ثُمَّ قَامَ وَ قَالَ لِی:اِمْشِ فَمَشَیْتُ خَلْفَهُ یَسِیراً وَ إِذَا نَحْنُ بِالْکَعْبَهِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَسَأَلْتُ الرَّجُلَ الَّذِی فَتَحَ الْکَعْبَهَ فَقَالَ:هَذَا سَیِّدِی مُحَمَّدٌ الْجَوَادُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ:اَللَّهُ أَعْلَمُ حَیْثُ یَجْعَلُ رِسَالاَتِهِ (1).

الفصل السادس عشر

و روی محمد بن علی بن شهرآشوب فی المناقب جمله من المعجزات السابقه:

80-وَ قَالَ: رُوِیَ أَنَّ امْرَأَتَهُ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْمَأْمُونِ سَمَّتْهُ فِی فَرْجِهِ بِمِنْدِیلٍ فَلَمَّا أَحَسَّ بِذَلِکَ قَالَ لَهَا:أَبْلاَکِ اللَّهُ بِدَاءٍ لاَ دَوَاءَ لَهُ،فَوَقَعَتِ الْآکِلَهُ فِی فَرْجِهَا حَتَّی مَاتَتْ مِنْ عِلَّتِهَا وَ الْحَدِیثُ مُخْتَصَرٌ (2).

الفصل السابع عشر

81-وَ قَالَ الشَّیْخُ أَبُو الصَّلاَحِ الْحَلَبِیُّ فِی کِتَابِ تَقْرِیبِ الْمَعَارِفِ: عِنْدَ ذِکْرِ بَعْضِ مُعْجِزَاتِ الْأَئِمَّهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ:وَ مِنْ ذَلِکَ تَوَضُّؤُ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی مَسْجِدٍ بِبَغْدَادَ یُعْرَفُ مَوْضِعُهُ بِدَارِ الْمُسَیَّبِ فِی أَصْلِ نَبِقَهٍ یَابِسَهٍ،فَلَمْ یَخْرُجْ مِنَ الْمَسْجِدِ حَتَّی اخْضَرَّتْ وَ أَنْبَتَتْ.حَدَّثَنِی الشَّیْخُ أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ:

حَدَّثَنَا الشَّیْخُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُفِیدِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ أَکَلَ مِنْ نَبِقِهَا وَ هُوَ لاَ عَجَمَ لَهُ وَ قِصَّهُ الشَّامِیِّ وَ تَخْلِیصُهُ مِنَ الْحَبْسِ مِنْ غَیْرِ مُبَاشَرَهٍ (3).

الفصل الثامن عشر

82-وَ رَوَی الْحِمْیَرِیُّ فِی قُرْبِ الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ (4)عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ رَآهُ فِی وَقْتِ طُفُولِیَّتِهِ

ص:411


1- (1) موسوعه الإمام الجواد علیه السّلام ج 231/1،ح(382)1.
2- (2) مناقب آل أبی طالب(علیه السلام):ج 497/3.
3- (3) تقریب المعارف:14 ح 4.
4- (4) فی نسخه ثانیه:الحسن.

قَالَ:فَدَنَوْتُ مِنْهُ وَ تَمَسَّحْتُ بِهِ وَ قُلْتُ:فُطْرُسِیَّهٌ فُطْرُسِیَّهٌّ فَعَادَ بَصَرِی بَعْدَ مَا کَانَ ذَهَبَ (1).

83-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُعَیْدٍ مَوْلًی لِوُلْدِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ذَکَرَ حَدِیثاً طَوِیلاً حَاصِلُهُ: أَنَّ عُمَرَ بْنَ فَرَجٍ الرُّخَّجِیَّ قَدِمَ الْمَدِینَهَ فَطَلَبَ رَجُلاً عَالِماً أَدِیباً مُخَالِفاً مُعَانِداً لِأَهْلِ الْبَیْتِ،فَأَمَرَهُ أَنْ یُلاَزِمَ أَبَا جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی صِغَرِهِ بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهِ،وَ أَنْ یَمْنَعَ الشِّیعَهَ مِنْهُ وَ یُعَلِّمَهُ الْعِلْمَ وَ الْأَدَبَ،فَحَبَسَهُ فِی الْقَصْرِ وَ کَانَ إِذَا خَرَجَ أَقْفَلَهُ،وَ إِذَا أَرَادَ أَنْ یُعَلِّمَهُ شَیْئاً وَجَدَهُ عَالِماً بِهِ،فَسُئِلَ عَنْهُ؟فَقَالَ مَا فِی الْمَدِینَهِ أَحَدٌ أَعْلَمُ مِنِّی إِلاَّ هَذَا الصَّبِیُّ،ثُمَّ قَالَ بِإِمَامَتِهِ فَسُئِلَ عَنْ ذَلِکَ؟فَقَالَ:هَذَا مَاتَ أَبُوهُ بِالْعِرَاقِ وَ هُوَ صَغِیرٌ بِالْمَدِینَهِ وَ نَشَأَ بَیْنَ هَذِهِ الْجَوَارِی السُّودِ فَمِنْ أَیْنَ عَلِمَ هَذَا؟ (2).

تکمله لهذا الباب

ننقل فیها جمله من معجزاته علیه السّلام عن کتب أهل السنّه مما لم ینقل عنها المصنف(قده).

مِنْهَا مَا نَقَلَهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 248 ط الْغَرِیِّ)،قَالَ:

اتَّفَقَ أَنَّ الْمَأْمُونَ خَرَجَ یَوْماً یَتَصَیَّدُ فَاجْتَازَ بِطَرَفِ الْبَلَدِ وَ ثَمَّ صِبْیَانٌ یَلْعَبُونَ وَ مُحَمَّدٌ الْجَوَادُ وَاقِفٌ عِنْدَهُمْ فَلَمَّا أَقْبَلَ الْمَأْمُونِ فَرَّ الصِّبْیَانُ وَ وَقَفَ مُحَمَّدٌ الْجَوَادُ وَ عُمُرُهُ إِذْ ذَاکَ تِسْعُ سِنِینَ فَلَمَّا قَرُبَ مِنْهُ الْخَلِیفَهُ نَظَرَ إِلَیْهِ وَ کَانَ اللَّهُ تَعَالَی أَلْقَی فِی قَلْبِهِ مَسْحَهَ قَبُولٍ،فَقَالَ لَهُ یَا غُلاَمُ مَا مَنَعَکَ أَنْ لاَ تَفِرَّ کَمَا فَرَّ أَصْحَابُکَ فَقَالَ لَهُ مُحَمَّدٌ الْجَوَادُ مُسْرِعاً یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَرَّ أَصْحَابِی خَوْفاً وَ الظَّنُّ بِکَ حَسَنٌ إِنَّهُ لاَ یَفِرُّ مِنْکَ مَنْ لاَ ذَنْبَ لَهُ وَ لَمْ یَکُنْ بِالطَّرِیقِ ضِیقٌ فَأَتَنَحَّی عَنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ،فَأَعْجَبَ الْمَأْمُونَ کَلاَمُهُ وَ حُسْنُ صُورَتِهِ.

فَقَالَ مَا اسْمُکَ یَا غُلاَمُ؟فَقَالَ:مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ الرِّضَا فَتَرَحَّمَ الْخَلِیفَهُ عَلَی أَبِیهِ وَ سَاقَ جَوَادَهُ إِلَی نَحْوِ وِجْهَتِهِ وَ کَانَ مَعَهُ بُزَاهُ الصَّیْدِ فَلَمَّا بَعُدَ عَنِ الْعِمَارَهِ أَخَذَ الْخَلِیفَهُ بَازِیّاً مِنْهَا وَ أَرْسَلَ عَلَی دُرَّاجَهٍ فَغَابَ الْبَازِیُّ عَنْهُ قَلِیلاً ثُمَّ عَادَ وَ فِی مِنْقَارِهِ سَمَکَهٌ صَغِیرَهٌ وَ بِهَا بَقَاءٌ مِنَ الْحَیَاهِ فَتَعَجَّبَ الْمَأْمُونُ مِنْ ذَاکَ غَایَهَ الْعَجَبِ ثُمَّ إِنَّهُ أَخَذَ السَّمَکَهَ فِی یَدِهِ وَ کَرَّ رَاجِعاً إِلَی دَارِهِ وَ تَرَکَ الصَّیْدَ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ وَ هُوَ مُتَفَکِّرٌ فِیمَا صَادَهُ الْبَازِیُّ مِنْ

ص:412


1- (1) لم نجدهما فی قرب الإسناد و لا غیره من المصادر.
2- (2) لم نجدهما فی قرب الإسناد و لا غیره من المصادر.

الْجَوِّ فَلَمَّا وَصَلَ مَوْضِعَ الصِّبْیَانِ وَجَدَهُمْ عَلَی حَالِهِمْ وَ وَجَدَ مُحَمَّداً مَعَهُمْ فَتَفَرَّقُوا عَلَی جَارِی عَادَتِهِمْ إِلاَّ مُحَمَّدٌ فَلَمَّا دَنَی مِنْهُ الْخَلِیفَهُ،قَالَ یَا مُحَمَّدُ قَالَ لَبَّیْکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مَا فِی یَدِی فَأَنْطَقَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِأَنْ قَالَ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی خَلَقَ فِی بَحْرِ قُدْرَتِهِ الْمُسْتَمْسَکِ فِی الْجَوِّ بِبَدِیعِ حِکْمَتِهِ سَمَکاً صِغَاراً فَصَادَ مِنْهَا بُزَاهُ الْخُلَفَاءِ کَیْ یَخْتَبِرَ بِهَا سُلاَلَهَ بَیْتِ الْمُصْطَفَی فَلَمَّا سَمِعَ الْمَأْمُونُ کَلاَمَهُ تَعَجَّبَ مِنْهُ وَ أَکْثَرَ وَ جَعَلَ یُطِیلُ النَّظَرَ فِیهِ وَ قَالَ أَنْتَ ابْنُ الرِّضَا حَقّاً وَ مِنْ بَیْتِ الْمُصْطَفَی صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ صِدْقاً.

وَ أَخَذَهُ مَعَهُ وَ أَحْسَنَ إِلَیْهِ وَ قَرَّبَهُ وَ بَالَغَ فِی إِکْرَامِهِ وَ إِجْلاَلِهِ وَ إِعْظَامِهِ فَلَمْ یَزَلْ مُشْفِقاً لِمَا ظَهَرَ لَهُ أَیْضاً بَعْدَ ذَلِکَ مِنْ بَرَکَاتِهِ وَ مُکَاشَفَاتِهِ وَ کَرَامَاتِهِ وَ فَضْلِهِ وَ عِلْمِهِ وَ کَمَالِ عَقْلِهِ وَ ظُهُورِ بُرْهَانِهِ مَعَ صِغَرِ سِنِّهِ وَ لَمْ یَزَلِ الْمَأْمُونُ مُتَوَفِّراً عَلَی تَبْجِیلِهِ وَ عَطَائِهِ وَ إِکْرَامِهِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«مَطَالِبُ السَّئُولِ»ص 87 ط طُهْرَانِ«اَلصَّوَاعِقَ المحرقه»ص 123 ط حَلْبَ«أَخْبَارِ الْأَوَّلِ وَ آثَارَ الدُّوَلِ»ص 115 ط بَغْدَادَ«یَنَابِیعَ الْمَوَدَّهِ»ج 3 ط الْعِرْفَانِ«أَئِمَّهِ الْهُدَی»ص 129 ط الْقَاهِرَهِ«نُورٍ الْأَبْصَارُ»ص 217 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ .

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 151 ط مِصْرَ)قَالَ:

حُکِیَ أَنَّهُ لَمَّا تَوَجَّهَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ الْجَوَادُ إِلَی الْمَدِینَهِ الشَّرِیفَهِ خَرَجَ مَعَهُ النَّاسُ یُشَیِّعُونَهُ لِلْوَدَاعِ فَسَارَ إِلَی أَنْ وَصَلَ إِلَی بَابِ الْکُوفَهِ عِنْدَ دَارِ الْمُسَیَّبِ فَنَزَلَ هُنَاکَ مَعَ غُرُوبِ الشَّمْسِ وَ دَخَلَ إِلَی مَسْجِدٍ قَدِیمٍ مُؤَسَّسٍ بِذَلِکَ الْمَوْضِعِ لِیُصَلِّیَ فِیهِ الْمَغْرِبَ وَ کَانَ فِی صَحْنِ الْمَسْجِدِ شَجَرَهُ نَبَقٍ لَمْ تَحْمِلْ قَطُّ فَدَعَا بِکُوزٍ فِیهِ مَاءٌ فَتَوَضَّأَ فِی أَصْلِ الشَّجَرَهِ وَ قَامَ یُصَلِّی فَصَلَّی مَعَهُ النَّاسُ الْمَغْرِبَ،ثُمَّ تَنَفَّلَ بِأَرْبَعِ رَکَعَاتٍ وَ سَجَدَ بَعْدَهُنَّ لِلشُّکْرِ ثُمَّ قَامَ فَوَدَّعَ النَّاسَ وَ انْصَرَفَ فَأَصْبَحَتِ النَّبِقَهُ وَ قَدْ حَمَلَتْ مِنْ لَیْلَتِهَا حَمْلاً حَسَناً فَرَآهَا النَّاسُ وَ قَدْ تَعَجَّبُوا مِنْ ذَلِکَ غَایَهَ الْعَجَبِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ» ص 252 ط الْغَرِیِّ«أَخْبَارِ الْأَوَّلِ وَ آثَارَ الدُّوَلِ»ص 116 ط بَغْدَادَ«جَامِعُ کرامات الْأَوْلِیَاءِ»ج 1 ص 168 ط الْحَلَبِیِّ بِمِصْرَ .

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 219 ط الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ).

ص:413

نَقْلِ بَعْضِ الْحُفَّاظِ: أَنَّ امْرَأَهً زَعَمَتْ أَنَّهَا شَرِیفَهٌ بِحَضْرَهِ الْمُتَوَکِّلِ فَسُئِلَ عَمَّنْ یُخْبِرُهُ بِذَلِکَ فَدَلَّ عَلَی مُحَمَّدٍ الْجَوَادِ فَأَرْسَلَ إِلَیْهِ فَجَاءَ فَأَجْلَسَهُ مَعَهُ عَلَی سَرِیرِهِ وَ سَأَلَهُ فَقَالَ:إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَ لَحْمَ أَوْلاَدِ الْحُسَیْنِ عَلَی السِّبَاعِ فَتَلَقَّی لِلسِّبَاعِ فَعَرَضَ عَلَیْهَا ذَلِکَ فَاعْتَرَفَتِ الْمَرْأَهُ بِکَذِبِهَا،ثُمَّ قِیلَ لِلْمُتَوَکِّلِ أَ لاَ تُجَرِّبُ ذَلِکَ فِیهِ فَأَمَرَ بِثَلاَثَهٍ مِنْ السِّبَاعِ فَجِیءَ بِهَا فِی صَحْنِ قَصْرِهِ ثُمَّ دَعَا بِهِ فَلَمَّا دَخَلَ مِنَ الْبَابِ أَغْلَقَهُ وَ السِّبَاعُ قَدْ أَصَمَّتِ الْأَسْمَاعَ مِنْ زَئِیرِهَا فَلَمَّا مَشَی فِی الصَّحْنِ یُرِیدُ الدَّرَجَهَ مَشَتْ إِلَیْهِ وَ قَدْ سَکَنَتْ فَتَمَسَّحَتْ بِهِ وَ دَارَتْ حَوْلَهُ وَ هُوَ یَمْسَحُهَا بِکُمِّهِ ثُمَّ رَبَضَتْ فَصَعِدَ لِلْمُتَوَکِّلِ فَتَحَدَّثَ مَعَهُ سَاعَهٍ ثُمَّ نَزَلَ فَفَعَلَتْ مَعَهُ کَفِعْلِهَا الْأَوَّلِ حَتَّی خَرَجَ فَأَتْبَعَهُ الْمُتَوَکِّلُ بِجَائِزَهِ عَظِیمَهٍ، وَ قِیلَ لِلْمُتَوَکِّلِ افْعَلْ کَمَا فَعَلَ ابْنُ عَمِّکَ فَلَمْ یَجْسُرْ عَلَیْهِ وَ قَالَ تُرِیدُونَ قَتْلِی ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ لاَ یَفْشُوا ذَلِکَ.

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 253 ط الْغَرِیِّ).

رُوِیَ عَنْ أَبِی خَالِدٍ قَالَ: کُنْتُ بِالْعَسْکَرِ فَبَلَغَنِی أَنَّ هُنَاکَ رَجُلاً مَحْبُوساً أُتِیَ بِهِ مِنْ الشَّامِ مُکَبَّلاً بِالْحَدِیدِ وَ قَالُوا إِنَّهُ تَنَبَّأَ فَأَتَیْتُ بَابَ السِّجْنِ وَ دَفَعْتُ شَیْئاً لِلسَّجَّانِ حَتَّی دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَإِذَا بِرَجُلٍ ذِی فَهْمٍ وَ عَقْلٍ وَ لُبٍّ فَقُلْتُ:یَا هَذَا مَا قِصَّتُکَ؟ قَالَ:إِنِّی کُنْتُ رَجُلاً بِالشَّامِ أَعْبُدُ اللَّهِ تَعَالَی فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی یُقَالُ إِنَّهُ نُصِبَ فِیهِ رَأْسُ الْحُسَیْنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَبَیْنَمَا أَنَا ذَاتَ یَوْمٍ فِی مَوْضِعِی مُقْبِلٌ عَلَی الْمِحْرَابِ أَذْکُرُ اللَّهَ إِذْ رَأَیْتُ شَخْصاً بَیْنَ یَدَیَّ فَنَظَرْتُ إِلَیْهِ فَقَالَ قُمْ فَقُمْتُ مَعَهُ فَمَشَی قَلِیلاً فَإِذَا أَنَا فِی مَسْجِدِ الْکُوفَهِ فَقَالَ لِی:تَعْرِفُ هَذَا الْمَسْجِدَ؟قُلْتُ نَعَمْ هَذَا مَسْجِدُ الْکُوفَهِ قَالَ فَصَلَّی فَصَلَّیْتُ مَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَمَشَی قَلِیلاً فَإِذَا نَحْنُ بِمَکَّهَ الْمُشَرَّفَهِ فَطَافَ بِالْبَیْتِ فَطُفْتُ مَعَهُ ثُمَّ خَرَجَ فَخَرَجْتُ مَعَهُ فَمَشَی قَلِیلاً فَإِذَا أَنَا بِمَوْضِعِی الَّذِی کُنْتُ فِیهِ بِالشَّامِ ثُمَّ غَابَ عَنِّی،فَبَقِیتُ مُتَعَجِّباً مِمَّا رَأَیْتُ فَلَمَّا کَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ فَإِذَا بِذَلِکَ الشَّخْصِ قَدْ أَقْبَلَ عَلَیَّ فَاسْتَبْشَرْتُ بِهِ فَدَعَانِی فَأَجَبْتُهُ فَفَعَلَ بِی کَمَا فَعَلَ بِی بِالْعَامِ الْمَاضِی،فَلَمَّا أَرَادَ مُفَارَقَتِی قُلْتُ لَهُ سَأَلْتُکَ بِحَقِّ الَّذِی أَقْدَرَکَ عَلَی مَا رَأَیْتُ مِنْکَ إِلاَّ مَا أَخْبَرْتَنِی مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ،فَحَدَّثْتُ بَعْضَ مَنْ کَانَ یَجْتَمِعُ لِی بِذَلِکَ فَرَفَعَ ذَلِکَ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ الزَّیَّاتِ فَبَعَثَ إِلَیَّ مَنْ أَخَذَنِی مِنْ مَوْضِعِی وَ کَبَّلَنِی فِی الْحَدِیدِ وَ حَمَلَنِی إِلَی الْعِرَاقِ وَ حَبَسَنِی کَمَا تَرَی وَ ادَّعَی عَلَیَّ بِالْمُحَالِ قُلْتُ لَهُ فَارْفَعْ عَنْکَ قِصَّهً

ص:414

إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ الزَّیَّاتِ؟قَالَ أَفْعَلْ فَکَتَبْتُ عَنْهُ قِصَّهً وَ شَرَحْتُ فِیهَا أَمْرَهُ وَ رَفَعْتُهَا إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِکِ،فَوَقَّعَ عَلَی ظَهْرِهَا:قُلْ لِلَّذِی أَخْرَجَکَ مِنَ الشَّامِ إِلَی هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الَّتِی ذَکَرْتَهَا یُخْرِجُکَ مِنَ السِّجْنِ الَّذِی أَنْتَ فِیهِ،فَقَالَ أَبُو خَالِدٍ فَاغْتَمَمْتُ لِذَلِکَ وَ سُقِطَ فِی یَدِی وَ قُلْتُ إِلَی غَدٍ آتِیهِ وَ آمُرُهُ بِالصَّبْرِ وَ أَعُدُّهُ مِنْ اللَّهِ بِالْفَرَجِ وَ أُخْبِرُهُ بِمَقَالَهِ هَذَا الرَّجُلِ الْمُتَجَبِّرِ قَالَ فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ بَاکَرْتُ السِّجْنَ فَإِذَا أَنَا بِالْحَرَسِ وَ الْجُنْدِ وَ أَصْحَابِ السِّجْنِ وَ نَاسٌ کَثِیرٌ فِی هَرْجٍ فَسَأَلْتُ مَا الْخَبَرُ فَقِیلَ لِی إِنَّ الرَّجُلَ الْمُتَنَبِّی الْمَحْمُولَ مِنَ الشَّامِ فُقِدَ الْبَارِحَهَ مِنَ السِّجْنِ وَحْدَهُ بِمُفْرَدِهِ وَ أَصْبَحَتْ قُیُودُهُ وَ الْأَغْلاَلُ الَّتِی کَانَتْ فِی عُنُقِهِ مَرْمِیٌّ بِهَا فِی السِّجْنِ لاَ نَدْرِی کَیْفَ خَلَصَ مِنْهَا وَ طُلِبَ فَلَمْ یُوجَدْ لَهُ أَثَرٌ وَ لاَ خَبَرٌ وَ لاَ یَدْرُونَ أ غَمَسَ فِی الْمَاءِ أَمْ عُرِجَ بِهِ إِلَی السَّمَاءِ فَتَعَجَّبْتُ مِنْ ذَلِکَ وَ قُلْتُ اسْتِخْفَافُ ابْنِ الزَّیَّاتِ بِأَمْرِهِ وَ اسْتِهْزَاؤُهُ بِمَا وَقَعَ بِهِ عَلَی قِصَّتِهِ خَلَّصُه مِنَ السِّجْنِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«نُورُ الْأَبْصَارِ»ص 219 طَبْعُ الْعُثْمَانِیَّهِ بِمِصْرَ .

ص:415

الباب الثامن و العشرون: النصوص علی إمامه أبی الحسن علی بن محمد الهادی علیه السّلام

اشاره

النصوص علی إمامه أبی الحسن علی بن محمد الهادی علیه السّلام مضافا إلی ما مر منها

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: إِلَی مَنْ هَذَا الْأَمْرُ بَعْدَکَ؟ فَقَالَ الْأَمْرُ مِنْ بَعْدِی إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ (1).

2-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْخَیْرَانِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَرْسَلَ إِلَیْهِ رَسُولاً مِنَ الْحَبْسِ،فَقَالَ لَهُ بِحُضُورِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی:إِنَّ مَوْلاَکَ یَقْرَأُ عَلَیْکَ السَّلاَمَ وَ یَقُولُ لَکَ:إِنِّی مَاضٍ وَ الْأَمْرُ صَائِرٌ إِلَی ابْنِی عَلِیٍّ،وَ لَهُ عَلَیْکُمْ بَعْدِی مَا کَانَ لِی عَلَیْکُمْ بَعْدَ أَبِی (2).

وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ.

وَ رَوَاهُمَا الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ وَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ .

3-قَالَ الْکُلَیْنِیُّ:وَ فِی نُسْخَهِ الصَّفْوَانِیِّ:مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْکُوفِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَیْنِ الْوَاسِطِیِّ أَنَّهُ سَمِعَ أَحْمَدَ بْنَ أَبِی خَالِدٍ یَحْکِی: أَنَّهُ أَشْهَدَهُ عَلَی هَذِهِ الْوَصِیَّهِ الْمَنْسُوخَهِ:«شَهِدَ أَحْمَدُ بْنُ أَبِی خَالِدٍ مَوْلَی أَبِی جَعْفَرٍ أَنَّ أَبَا جَعْفَرٍ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَشْهَدَهُ أَنَّهُ أَوْصَی إِلَی عَلِیٍّ ابْنِهِ بِنَفْسِهِ وَ إِخْوَانِهِ،وَ جَعَلَ أَمْرَ مُوسَی إِذَا بَلَغَ إِلَیْهِ،وَ جَعَلَ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ الْمُشَاوِرِ قَائِماً عَلَی تَرِکَتِهِ مِنَ الضَّیَاعِ وَ الْأَمْوَالِ وَ النَّفَقَاتِ وَ الرَّقِیقِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ،إِلَی أَنْ یَبْلُغَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،فَإِذَا بَلَغَ صَبَرَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْمُشَاوِرِ ذَلِکَ الْیَوْمَ إِلَیْهِ»،وَ ذَکَرَ الْوَصِیَّهَ وَ الشُّهُودَ وَ التَّارِیخَ سَنَهَ عِشْرِینَ وَ مِائَتَیْنِ (3).

الفصل الأول

4-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَزَّارُ الْقُمِّیُّ فِی کِتَابِ الْکِفَایَهِ قَالَ:حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ

ص:416


1- (1) الکافی:ج 323/1،ح 1.
2- (2) الکافی:ج 324/1،ح 2.
3- (3) الکافی:ج 325/1،ح 3.

مُحَمَّدٌ السِّنْدِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیِّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ عَنْ أُمَیَّهَ بْنِ عَلِیٍّ الْقَیْسِیِّ قَالَ:قُلْتُ لِأَبِی جَعْفَرٍ الثَّانِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَنِ الْخَلَفُ بَعْدَکَ؟فَقَالَ: ابْنِی عَلِیِّ،ثُمَّ قَالَ:أَمَا إِنَّهَا سَتَکُونُ حَیْرَهٌ«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ النُّعْمَانِیُّ فِی الْغَیْبَهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ هَمَّامٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مَابُنْدَادَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ هِلاَلٍ .

الفصل الثانی

و قال المفید فی الإرشاد و کان الإمام بعد أبی جعفر علیه السّلام ابنه أبا الحسن علی بن محمّد علیه السّلام،لاجتماع خصال الإمامه فیه،و تکامل فضله،و أنه لا وارث لمقام أبیه سواه و ثبوت النص علیه بالإمامه و الإشاره إلیه من أبیه بالخلافه،ثم روی الحدیثین السابقین ثم قال:و الأخبار فی ذلک کثیره جدا،إن عملنا علی إثباتها طال الکتاب (2).و نقل ذلک کلّه علی بن عیسی فی کشف الغمه من إرشاد المفید:

الفصل الثالث

5-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْجَوَادِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: أَنَّهُ لَمَّا حَضَرَتْهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْوَفَاهُ،نَصَرَ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَوْصَی إِلَیْهِ،وَ کَانَ سَلَّمَ السِّلاَحَ وَ الْمَوَارِیثَ إِلَیْهِ بِالْمَدِینَهِ وَ مَضَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ (3).

6-قَالَ:وَ حَدَّثَ الْحِمْیَرِیُّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ هِلاَلٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ بْنِ بَزِیعٍ قَالَ:قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: یُفْضِی هَذَا الْأَمْرَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ، وَ هُوَ ابْنُ سَبْعِ سِنِینَ ثُمَّ قَالَ:نَعَمْ وَ أَقَلَّ مِنْ سَبْعِ سِنِینَ کَمَا کَانَ عِیسَی (4).

7-قَالَ:وَ رَوَی الْحِمْیَرِیُّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الْکُوفِیِّ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ: إِنْ حَدَثَ بِکَ.وَ أَعُوذُ بِاللَّهِ.حَادِثٌ فَإِلَی مَنْ؟فَقَالَ:إِلَی ابْنِی هَذَا،یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ«اَلْحَدِیثَ» (5).

ص:417


1- (1) الکفایه:284.
2- (2) الإرشاد:ج 297/2.
3- (3) خاتمه المستدرک:ج 54/4،ح 21.
4- (4) موسوعه الإمام الجواد علیه السّلام:ج 561/1،ح(608)8.
5- (5) موسوعه الإمام الجواد 5:ج 561/1،ح(609)9.

تکمله لهذا الباب

قد نقلنا جمله من نصوص رسول اللّه صلی اللّه علیه و آله و سلم علی إمامه الأئمه الاثنی عشر المعصومین علیهم السّلام عن کتب أهل السنه التی لم ینقل عنها المصنف(قده فی تعلیقتنا علی المجلد الأول من الکتاب و نزید هاهنا حدیثا ننقله عن أبیه الجواد علیهما السّلام فی النص علی إمامته بعده و هو:

مَا رَوَاهُ فِی«اَلْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ»(ص 259 ط الْغَرِیِّ).

رَوَی عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدٌ الْجَوَادُ مِنَ الْمَدِینَهِ إِلَی بَغْدَادَ بِطَلِبَهِ الْمُعْتَصِمِ قُلْتُ لَهُ عِنْدَ خُرُوجِهِ:جُعِلْتُ فِدَاکَ إِنِّی أَخَافُ عَلَیْکَ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ فَإِلَی مَنِ الْأَمْرُ بَعْدَکَ؟فَبَکَی حَتَّی بُلَّ لِحْیَتُهُ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیَّ فَقَالَ:اَلْأَمْرُ مِنْ بَعْدِی لِوَلَدِی عَلِیٍّ.

ص:418

الباب التاسع و العشرون: معجزات أبی الحسن علی بن محمد الهادی علیه السّلام

اشاره

معجزات أبی الحسن علی بن محمد الهادی علیه السّلام

1-مُحَمَّدُ بْنُ یَعْقُوبَ فِی الْکَافِی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بَعْدَ مَا مَضَی ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ وَ أَنَا أُفَکِّرُ فِی نَفْسِی أُرِیدُ أَنْ أَقُولَ کَأَنَّهُمَا یَعْنِی أَبَا جَعْفَرٍ وَ أَبَا مُحَمَّدٍ فِی هَذَا الْوَقْتِ کَأَبِی الْحَسَنِ مُوسَی وَ إِسْمَاعِیلَ ابْنَیْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ،وَ أَنَّ قِصَّتَهُمَا کَقِصَّتِهِمَا إِذْ کَانَ أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُرْجَی بَعْدَ أَبِی جَعْفَرٍ،فَأَقْبَلَ عَلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَبْلَ أَنْ أَنْطِقَ فَقَالَ:نَعَمْ یَا أَبَا هَاشِمٍ بَدَا لِلَّهِ فِی أَبِی مُحَمَّدٍ بَعْدَ أَبِی جَعْفَرٍ مَا لَمْ یَکُنْ یُعْرَفُ لَهُ،کَمَا بَدَا لَهُ فِی مُوسَی بَعْدَ مُضِیِّ إِسْمَاعِیلَ مَا کَشَفَ بِهِ عَنْ حَالِهِ،وَ هُوَ کَمَا حَدَّثَتْکَ نَفْسُکَ وَ إِنْ کَرِهَ الْمُبْطِلُونَ«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ قَالَ:رَوَی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ وَ ذَکَرَ نَحْوَهُ .

أقول:البداء فی هذا و فی أمثاله هو الظهور للناس و الملائکه،لا للّه سبحانه لاستحاله الجهل علیه تعالی،و إنما ظهر من اللّه فعل ظهر بسببه أمر کان مخفیّا قبل ذلک،کما یستفاد من الأدله العقلیه و النصوص المتواتره،و قد ذکر نحو ذلک الشیخ و هذا البداء لیس فی أمر الإمامه بل فی موت الولد قبل أبیه.

2-وَ قَدْ تَقَدَّمَ حَدِیثُ حَبَابَهَ الْوَالِبِیَّهِ: صَاحِبَهِ الْحَصَاهِ الَّتِی طَبَعَ فِیهَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِخَاتَمِهِ بَعْدَ آبَائِهِ عَلَیْهِمُ السَّلاَمُ (2).

3-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ إِبْرَاهِیمَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ أَبِی الْفَضْلِ الْمِیشَائِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ فِی الْیَوْمِ الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالَ:إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ،مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ فَقِیلَ لَهُ:وَ کَیْفَ

ص:419


1- (1) الکافی:ج 327/1،ح 10.
2- (2) الکافی:ج 346/1،ح 3.

عَرَفْتَ؟قَالَ:لِأَنَّهُ تَدَاخَلَنِی ذِلَّهٌ لِلَّهِ لَمْ أَکُنْ أَعْرِفُهَا (1). وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی مِثْلَهُ .

4-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ مُعَلَّی بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الْوَشَّاءِ عَنْ خَیْرَانَ الْأَسْبَاطِیِّ قَالَ: لَمَّا قَدِمْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْمَدِینَهَ فَقَالَ لِی:مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَکَ؟قُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ خَلَّفْتُهُ فِی عَافِیَهٍ أَنَا أَقْرَبُ النَّاسِ عَهْداً بِهِ،عَهْدِی بِهِ مُنْذُ عَشَرَهِ أَیَّامٍ قَالَ:فَقَالَ لِی:إِنَّ أَهْلَ الْمَدِینَهِ یَقُولُونَ:إِنَّهُ مَاتَ،فَلَمَّا قَالَ لِیَ النَّاسُ عَلِمْتُ أَنَّهُ هُوَ ثُمَّ قَالَ لِی:مَا فَعَلَ جَعْفَرٌ؟قُلْتُ خَلَّفْتُهُ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالاً فِی السِّجْنِ، قَالَ:أَمَا إِنَّهُ صَاحِبُ الْأَمْرِ،مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّیَّاتِ؟قُلْتُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ النَّاسُ مَعَهُ وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ قَالَ:فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ شُؤْمٌ عَلَیْهِ،قَالَ:ثُمَّ سَکَتَ وَ قَالَ لِی:لاَ بُدَّ أَنْ تَجْرِیَ مَقَادِیرُ اللَّهِ وَ أَحْکَامُهُ یَا خَیْرَانُ،مَاتَ الْوَاثِقُ وَ قَدْ قَعَدَ الْمُتَوَکِّلُ جَعْفَرٌ وَ قَدْ قُتِلَ ابْنُ الزَّیَّاتِ،قُلْتُ:مَتَی جُعِلْتُ فِدَاکَ؟قَالَ:بَعْدَ خُرُوجِکَ بِسِتَّهِ أَیَّامٍ (2). وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ خَیْرَانَ نَحْوَهُ .

5-وَ عَنْهُ عَنْ مُعَلًّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقُلْتُ لَهُ:جُعِلْتُ فِدَاکَ فِی کُلِّ الْأُمُورِ أَرَادُوا إِطْفَاءَ أَمْرِکَ وَ التَّقْصِیرَ بِکَ حَتَّی أَنْزَلُوکَ هَذَا الْخَانَ الْأَشْنَعَ:خَانَ الصَّعَالِیکِ؟قَالَ:فَقَالَ هَاهُنَا أَنْتَ یَا ابْنَ سَعِیدٍ؟ثُمَّ أَوْمَی بِیَدِهِ فَقَالَ:اُنْظُرْ فَإِذَا أَنَا بِرَوْضَاتٍ آنِقَاتٍ،وَ رَوْضَاتٍ بَاسِرَاتٍ فِیهِنَّ خَیْرَاتٌ عَطِرَاتٌ،وَ وِلْدَانٌ کَأَنَّهُنَّ اللُّؤْلُؤُ الْمَکْنُونُ وَ أَطْیَارٌ وَ ظِبَاءٌ وَ أَنْهَارٌ تَفُورُ،فَحَارَ بَصَرِی وَ حَسِرَتْ عَیْنِی،فَقَالَ:حَیْثُ کُنَّا فَهَذَا لَنَا عَتِیدٌ لَسْنَا فِی خَانِ الصَّعَالِیکِ (3). وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ صَالِحِ بْنِ سَعِیدٍ مِثْلَهُ .

6-وَ عَنْهُ عَنْ مُعَلًّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ إِسْحَاقَ الْجَلاَّبِ قَالَ: اشْتَرَیْتُ لِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ غَنَماً کَثِیرَهً،فَدَعَانِی فَأَدْخَلَنِی مِنْ اصْطَبْلِ دَارِهِ إِلَی مَوْضِعٍ وَاسِعٍ لاَ أَعْرِفُهُ،فَجَعَلْتُ أُفَرِّقُ تِلْکَ الْغَنَمَ فِیمَنْ أَمَرَنِی بِهِ فَبَعَثْتُ إِلَی أَبِی جَعْفَرٍ وَ إِلَی وَالِدَتِهِ وَ غَیْرِهِمَا مِمَّنْ أَمَرَنِی،ثُمَّ اسْتَأْذَنْتُهُ فِی الاِنْصِرَافِ إِلَی بَغْدَادَ إِلَی وَالِدِی.وَ کَانَ ذَلِکَ یَوْمَ التَّرْوِیَهِ.فَکَتَبَ إِلَیَّ تُقِیمُ غَداً عِنْدَنَا ثُمَّ تَنْصَرِفُ،فَأَقَمْتُ فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ عَرَفَهَ أَقَمْتُ عِنْدَهُ وَ بِتُّ لَیْلَهَ الْأَضْحَی فِی رِوَاقٍ لَهُ فَلَمَّا کَانَ فِی السَّحَرِ أَتَانِی

ص:420


1- (1) الکافی:ج 381/1،ح 5.
2- (2) الکافی:ج 498/1،ح 1.
3- (3) الکافی:ج 498/1،ح 2 و فیه فی نسخه ثانیه:یاسرات بدل:باسرات.

فَقَالَ:یَا إِسْحَاقُ قُمْ،فَقُمْتُ فَفَتَحْتُ عَیْنِی فَإِذَا أَنَا بِبَغْدَادَ،قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَی وَالِدَیَّ وَ أَنَا فِی أَصْحَابِی،فَقُلْتُ لَهُمْ:عَرَّفْتُ بِالْعَسْکَرِ،وَ خَرَجْتُ بِبَغْدَادَ إِلَی الْعِیدِ (1).

وَ رَوَاهُ الصَّفَّارُ فِی بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

7-وَ عَنْهُ عَنْ مُعَلًّی عَنْ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ قَالَ:قَالَ لِی مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ: إِنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَتَبَ إِلَیْهِ اجْمَعْ أَمْرَکَ وَ خُذْ حِذْرَکَ،قَالَ:فَأَنَا فِی جَمْعِ أَمْرِی لَسْتُ أَدْرِی مَا کَتَبَ بِهِ إِلَیَّ حَتَّی وَرَدَ عَلَیَّ رَسُولٌ حَمَلَنِی مِنْ مِصْرَ مُقَیَّداً،وَ ضَرَبَ عَلَی کُلِّ مَا أَمْلِکُ وَ کُنْتُ فِی السِّجْنِ ثَمَانِیَ سِنِینَ،ثُمَّ وَرَدَ عَلَیَّ فِی السِّجْنِ مِنْهُ کِتَابٌ فِیهِ:یَا مُحَمَّدُ لاَ تَنْزِلْ فِی نَاحِیَهِ الْجَانِبِ الْغَرْبِیِّ،فَقَرَأْتُ الْکِتَابَ فَقُلْتُ:یَکْتُبُ إِلَیَّ هَذَا وَ أَنَا فِی السِّجْنِ إِنَّ هَذَا لَعَجَبٌ؟!فَمَا مَکَثْتُ أَنْ خُلِّیَ عَنِّی وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ (2).

8-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ قَالَ: وَ کَتَبَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ یَسْأَلُهُ عَنْ ضِیَاعِهِ فَکَتَبَ إِلَیْهِ:سَوْفَ تُرَدُّ عَلَیْکَ وَ مَا یَضُرُّکَ أَنْ لاَ تُرَدَّ عَلَیْکَ،فَلَمَّا أُشْخِصَ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَرَجِ إِلَی الْعَسْکَرِ کُتِبَ إِلَیْهِ بِرَدِّ ضِیَاعِهِ وَ مَاتَ قَبْلَ ذَلِکَ (3).

9-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنِ النَّوْفَلِیِّ قَالَ: کَتَبَ أَحْمَدُ بْنُ الْخَضِیبِ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ یَسْأَلُهُ الْخُرُوجَ إِلَی الْعَسْکَرِ فَکَتَبَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ یُشَاوِرُهُ،فَکَتَبَ إِلَیْهِ اخْرُجْ فَإِنَّ فِیهِ فَرَجَکَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَخَرَجَ فَلَمْ یَلْبَثْ إِلاَّ یَسِیراً حَتَّی مَاتَ (4).

10-وَ عَنْهُ عَنْ مُعَلًّی عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ قَالَ: رَأَیْتُهُ یَعْنِی مُحَمَّداً قَبْلَ مَوْتِهِ بِالْعَسْکَرِ فِی عَشِیَّهٍ وَ قَدِ اسْتَقْبَلَ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَنَظَرَ إِلَیْهِ وَ اعْتَلَّ مِنْ غَدٍ،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ عَائِداً بَعْدَ أَیَّامٍ مِنْ عِلَّتِهِ،وَ قَدْ ثَقُلَ فَأَخْبَرَنِی أَنَّهُ بَعَثَ إِلَیْهِ بِثَوْبٍ،فَأَخَذَهُ وَ أَدْرَجَهُ وَ وَضَعَهُ تَحْتَ رَأْسِهِ قَالَ:فَکُفِّنَ فِیهِ (5).

11-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَ ابْنِ الْخَضِیبِ فَقَالَ لَهُ ابْنُ الْخَضِیبِ:سِرْ فَقَالَ لَهُ:أَنْتَ الْمُقَدَّمُ،فَمَا لَبِثَ إِلاَّ أَرْبَعَهَ أَیَّامٍ حَتَّی وُضِعَ الدَّهَقُ عَلَی سَاقِ ابْنِ الْخَضِیبِ ثُمَّ نُعِیَ (6).

12-قَالَ:وَ رَوَی عَنْهُ: أَنَّهُ حِینَ أَلَحَّ عَلَیْهِ ابْنُ الْخَضِیبِ فِی الدَّارِ الَّتِی یَطْلُبُهَا مِنْهُ

ص:421


1- (1) الکافی:ج 498/1،ح 3.
2- (2) الکافی:ج 500/1،ح 5.
3- (3) الکافی:ج 500/1،ح 5.
4- (4) الکافی:ج 500/1،ح 5.
5- (5) الکافی:ج 500/1،ح 6.
6- (6) الکافی:ج 501/1،ح 6.

بَعَثَ إِلَیْهِ:لَأَقْعُدَنَّ بِکَ مِنَ اللَّهِ مَقْعَداً لاَ یَبْقَی لَکَ بَاقِیَهٌ،فَأَخَذَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تِلْکَ الْأَیَّامَ (1).

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ أَبِی یَعْقُوبَ وَ کَذَا الَّذِی قَبْلَهُ .

13-وَ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی أَبُو الطَّیِّبِ الْمُثَنَّی یَعْقُوبُ بْنُ یَاسِرٍ قَالَ کَانَ الْمُتَوَکِّلُ یَقُولُ: وَیْحَکُمْ قَدْ أَعْیَانِی أَمْرُ ابْنِ الرِّضَا أَبَی أَنْ یَشْرَبَ مَعِی أَوْ یُنَادِمَنِی أَوْ أَجِدَ مِنْهُ فُرْصَهً فِی هَذَا؟فَقَالُوا لَهُ:إِنْ لَمْ تَجِدْ مِنْهُ فَهَذَا أَخُوهُ مُوسَی قَصَّافٌ،عَزَّافٌ یَأْکُلُ وَ یَشْرَبُ وَ یَتَعَشَّقُ،قَالَ:فَابْعَثُوا إِلَیْهِ فَجِیئُوا بِهِ حَتَّی نُمَوِّهَ بِهِ عَلَی النَّاسِ وَ یَقُولُ ابْنِ الرِّضَا،فَکَتَبَ إِلَیْهِ وَ أُشْخِصَ مُکَرَّماً،وَ تَلَقَّاهُ جَمِیعُ بَنِی هَاشِمٍ وَ الْقُوَّادُ وَ النَّاسُ عَلَی أَنَّهُ إِذَا وَافَی أَقْطَعَهُ قَطِیعَهً،وَ بَنَی لَهُ وَ حَوَّلَ الْخَمَّارِینَ وَ الْقِیَانَ إِلَیْهِ وَ وَصَلَهُ وَ بَرَّهُ وَ جَعَلَ لَهُ مَنْزِلاً سَرِیّاً حَتَّی یَزُورَهُ هُوَ فِیهِ،فَلَمَّا وَافَی مُوسَی تَلَقَّاهُ أَبُو الْحَسَنِ فِی قَنْطَرَهِ وَصِیفٍ.وَ هُوَ مَوْضِعٌ یُتَلَقَّی فِیهِ الْقَادِمُونَ.فَسَلَّمَ عَلَیْهِ وَ وَفَّاهُ حَقَّهُ،ثُمَّ قَالَ لَهُ:إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ أَحْضَرَکَ لِیَهْتِکَکَ وَ یَضَعَ مِنْکَ،فَلاَ تُقِرَّ لَهُ أَنَّکَ شَرِبْتَ نَبِیذاً قَطُّ،فَقَالَ لَهُ مُوسَی:إِذَا کَانَ دَعَانِی لِهَذَا فَمَا حِیلَتِی؟قَالَ:فَلاَ تَضَعْ مِنْ قَدَرِکَ وَ لاَ تَفْعَلْ،فَإِنَّمَا أَرَادَ هَتْکَکَ،فَأَبَی عَلَیْهِ فَکَرَّرَ عَلَیْهِ،فَلَمَّا رَأَی أَنَّهُ لاَ یُجِیبُ قَالَ:أَمَا إِنَّ هَذَا مَجْلِسٌ لاَ تَجْتَمِعُ أَنْتَ وَ هُوَ عَلَیْهِ أَبَداً،فَأَقَامَ ثَلاَثَ سِنِینَ یُبَکِّرُ کُلَّ یَوْمٍ فَیُقَالُ قَدْ سَکِرَ،فَبَکِّرْ فَیُبَکِّرُ فَیُقَالُ قَدْ شَرِبَ دَوَاءً،فَمَا زَالَ عَلَی هَذَا ثَلاَثَ سِنِینَ حَتَّی قُتِلَ الْمُتَوَکِّلُ وَ لَمْ یَجْتَمِعْ مَعَهُ عَلَیْهِ (2). وَ رَوَاهُ الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ الْحَسَنِ الْحُسَیْنِیِّ مِثْلَهُ .

14-وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ قَالَ:أَخْبَرَنِی زَیْدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: مَرِضْتُ فَدَخَلَ عَلَیَّ الطَّبِیبُ لَیْلاً،فَوَصَفَ لِی دَوَاءً آخُذُهُ کَذَا وَ کَذَا یَوْماً فَلَمْ یُمْکِنْنِی فَلَمْ یَخْرُجِ الطَّبِیبُ مِنَ الْبَابِ حَتَّی وَرَدَ عَلَیَّ نَصْرٌ بِقَارُورَهٍ فِیهَا ذَلِکَ الدَّوَاءُ بِعَیْنِهِ،فَقَالَ لِی:أَبُو الْحَسَنِ یُقْرِئُکَ السَّلاَمَ وَ یَقُولُ خُذْ هَذَا الدَّوَاءَ کَذَا وَ کَذَا یَوْماً فَأَخَذْتُهُ فَشَرِبْتُهُ فَبَرِئْتُ،قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ:قَالَ لِی زَیْدُ بْنُ عَلِیٍّ:یَا ابْنَ الطَّاعِنِ أَیْنَ الْغُلاَهُ عَنْ هَذَا الْحَدِیثِ (3).

وَ رَوَی الطَّبْرِسِیُّ فِی إِعْلاَمِ الْوَرَی أَکْثَرَ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَعْقُوبَ وَ کَذَا الْمُفِیدُ فِی الْإِرْشَادِ وَ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً عَنْهُ .

ص:422


1- (1) الکافی:ج 501/1،ح 6.
2- (2) الکافی:ج 502/1،ح 8.
3- (3) الکافی:ج 502/1،ح 9.

الفصل الأول

15-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی التَّهْذِیبِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَیَّاشٍ قَالَ:حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ زِیَادٍ الْهَمَدَانِیُّ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ التُّسْتَرِیُّ قَالاَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ اللَّیْثِ الْمَکِّیُّ قَالَ:حَدَّثَنِی إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْعَلَوِیُّ الْعُرَیْضِیُّ قَالَ: وَ حَکَّ فِی صَدْرِی.مَا الْأَیَّامُ الَّتِی تُصَامُ؟فَقَصَدْتُ مَوْلاَنَا أَبَا الْحَسَنِ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِمَا السَّلاَمُ وَ هُوَ بِصَرْیَا وَ لَمْ أُبْدِ ذَلِکَ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ،فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ، فَلَمَّا بَصُرَ بِی قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَا إِسْحَاقُ جِئْتَ تَسْأَلُنِی عَنِ الْأَیَّامِ الَّتِی تُصَامُ فِیهِنَّ وَ هِیَ أَرْبَعَهٌ:أَوَّلُهُنَّ یَوْمُ السَّابِعِ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ رَجَبٍ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ الْیَوْمُ السَّابِعُ عَشَرَ مِنْ رَبِیعٍ الْأَوَّلِ،وَ الْخَامِسَ وَ الْعِشْرِینَ مِنْ ذِی الْقَعْدَهِ،وَ یَوْمُ الْغَدِیرِ،وَ قَالَ فِی آخِرِهِ:

قُلْتُ:صَدَقْتَ جُعِلْتُ فِدَاکَ،لِذَلِکَ قَصَدْتُ،أَشْهَدُ أَنَّکَ حُجَّهُ اللَّهِ عَلَی خَلْقِهِ (1).

وَ رَوَاهُ فِی مِصْبَاحِ الْمُتَهَجِّدِ عَنْ إِسْحَاقَ.وَ رَوَی الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ إِسْحَاقَ نَحْوَهُ .

الفصل الثانی

16-وَ رَوَی الصَّدُوقُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ بَابَوَیْهِ فِی کِتَابِ إِکْمَالِ الدِّینِ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ قَالَ:حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْفُرَاتِ قَالَ:أَخْبَرَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ عَنْ أُمِّهِ فَاطِمَهَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ الْهَیْثَمِ الْمَعْرُوفِ بِابْنِ شَبَانَهَ قَالَ: کُنْتُ فِی دَارِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَسْکَرِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْوَقْتِ الَّذِی وُلِدَ فِیهِ جَعْفَرٌ،فَرَأَیْتُ أَهْلَ الدَّارِ قَدْ سُرُّوا بِهِ،فَصِرْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَلَمْ أَرَهُ مَسْرُوراً بِذَلِکَ،فَقُلْتُ لَهُ:یَا سَیِّدِی مَا لِی أَرَاکَ غَیْرَ مَسْرُورٍ بِهَذَا الْمَوْلُودِ؟ فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:یَهُونُ عَلَیْکَ أَمْرُهُ فَإِنَّهُ سَیُضِلُّ خَلْقاً کَثِیراً (2). وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ مُرْسَلاً.

وَ رَوَاهُ الْحِمْیَرِیُّ فِی الدَّلاَئِلِ عَنْ فَاطِمَهَ بِنْتِ الْهَیْثَمِ عَلَی مَا نَقَلَهُ صَاحِبُ کَشْفِ الْغُمَّهِ .

ص:423


1- (1) تهذیب الأحکام:ج 305/4،ح(922)4.و فی نسخه ثانیه:عباس بدل:عیاش.
2- (2) کمال الدین:321،ح 2.

أقول:موافقه الخبر لما وقع معلومه مرویه.

17-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَاتِمٍ النَّوْفَلِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی الْوَشَّاءِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ طَاهِرٍ الْقُمِّیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الشَّیْبَانِیِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّخَّاسِ مِنْ وُلْدِ أَبِی أَیُّوبَ الْأَنْصَارِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

فِی حَدِیثِ شِرَاءِ أُمِّ الْقَائِمِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ لَهُ أَنْتُمْ ثِقَاتُنَا أَهْلَ الْبَیْتِ وَ إِنِّی مُزَکِّیکَ وَ مُشَرِّفُکَ بِفَضِیلَهٍ تَسْبِقُ بِهَا سَائِرَ الشِّیعَهِ فِی الْمُوَالاَهِ بِسِرٍّ أُطْلِعُکَ عَلَیْهِ وَ أُنْفِذُکَ فِی ابْتِیَاعِ أَمَهٍ،فَکَتَبَ کِتَاباً مُلَطِّفاً بِخَطٍّ رُومِیٍّ وَ لُغَهٍ رُومِیَّهٍ،فَطَبَعَ عَلَیْهَا بِخَاتَمِهِ وَ أَخْرَجَ شُقَّهً فِیهَا مِائَتَانِ وَ عِشْرُونَ دِینَاراً فَقَالَ:خُذْهَا وَ تَوَجَّهْ بِهَا إِلَی بَغْدَادَ وَ احْضُرْ مَعْبَرَ الْفُرَاتِ ضَحْوَهَ کَذَا فَإِذَا وَصَلَتْ إِلَی جَانِبِکَ زَوَارِیقُ السَّبَایَا،وَ بَرْزَنُ الْجَوَارِی مِنْهَا، فَسَتُحْدِقُ بِهِنَّ طَوَائِفُ الْمُبْتَاعِینَ مِنْ وُکَلاَءِ قُوَّادِ بَنِی الْعَبَّاسِ،وَ شَرَاذِمُ مِنْ فِتْیَانِ الْعِرَاقِ،فَإِذَا رَأَیْتَ ذَلِکَ فَأَشْرِفْ مِنَ الْبُعْدِ عَلَی الْمُسَمَّی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ النَّخَّاسِ عَامَّهَ نَهَارِکَ إِلَی أَنْ یَبْرُزَ لِلْمُبْتَاعِینَ جَارِیَهٌ صِفَتُهَا کَذَا وَ کَذَا،لاَبِسَهً حَرِیرَتَیْنِ صَفِیقَتَیْنِ تَمْتَنِعُ مِنَ السُّفُورِ وَ لَمْسِ الْمُعْرَضِ وَ الاِنْقِیَادِ لِمَنْ یُحَاوِلُ لَمْسَهَا وَ تَشْغَلُ نَظَرُهُ بِتَأَمُّلِ مَحَاسِنِهَا مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ الرَّقِیقِ،فَیَضْرِبُهَا النَّخَّاسُ فَتَصْرَخُ صَرْخَهً رُومِیَّهً،فَاعْلَمْ أَنَّهَا تَقُولُ:وَا هَتْکَ سِتْرَاهُ فَیَقُولُ بَعْضُ الْمُبْتَاعِینَ:هِیَ عَلَیَّ بِثَلاَثِمِائَهِ دِینَارٍ فَقَدْ زَادَنِی الْعَفَافُ فِیهَا رَغْبَهً فَتَقُولُ بِالْعَرَبِیَّهِ:لَوْ بَرَزْتَ لِی فِی زِیِّ سُلَیْمَانَ عَلَی سَرِیرِ مِلْکِهِ مَا بَدَتْ لِی فِیکَ رَغْبَهً فَأَشْفِقْ عَلَی مَالِکَ،فَیَقُولُ النَّخَّاسُ:وَ مَا الْحِیلَهُ وَ لاَ بُدَّ مِنْ بَیْعِکِ،فَتَقُولُ الْجَارِیَهُ:وَ مَا الْعَجَلَهُ؟وَ لاَ بُدَّ مِنْ اخْتِیَارِ مُبْتَاعٍ یَسْکُنُ قَلْبِی إِلَیْهِ وَ إِلَی أَمَانَتِهِ وَ دِیَانَتِهِ، فَعِنْدَ ذَلِکَ قُمْ إِلَی عُمَرَ بْنِ یَزِیدَ النَّخَّاسِ فَقُلْ لَهُ إِنَّ مَعِی کِتَاباً مُلَطِّفاً لِبَعْضِ الْأَشْرَافِ کَتَبَهُ بِلُغَهٍ رُومِیَّهٍ وَ خَطٍّ رُومِیٍّ،وَ وَصَفَ فِیهِ کَرَمَهُ وَ وَفَاءَهُ وَ نُبْلَهُ وَ سَخَاءَهُ.فَنَاوِلْهَا تَتَأَمَّلُ مِنْهُ أَخْلاَقَ صَاحِبِهِ،فَإِنْ مَالَتْ إِلَیْهِ وَ رَضِیَتْهُ فَأَنَا وَکِیلُهُ فِی ابْتِیَاعِهَا مِنْکَ.

قَالَ بِشْرُ بْنُ سُلَیْمَانَ النَّخَّاسُ:فَامْتَثَلْتُ جَمِیعَ مَا حَدَّهُ لِی مَوْلاَیَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی أَمْرِ الْجَارِیَهِ فَلَمَّا نَظَرَتْ فِی الْکِتَابِ بَکَتْ بُکَاءً شَدِیداً وَ قَالَتْ لِعُمَرَ بْنِ یَزِیدَ:بِعْنِی مِنْ صَاحِبِ هَذَا الْکِتَابِ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ اشْتَرَاهَا بِمَا کَانَ أَصْحَبَهُ إِیَّاهُ مِنَ الدَّنَانِیرِ وَ انْصَرَفَ بِالْجَارِیَهِ إِلَی حُجْرَتِهِ،فَمَا أَخَذَهَا الْقَرَارُ حَتَّی أَخْرَجَتْ کِتَابَ مَوْلاَیَ مِنْ جَیْبِهَا وَ هِیَ تُلْثِمُهُ وَ تَضُمُّهُ عَلَی خَدِّهَا،وَ تُطْبِقُهُ عَلَی جَفْنِهَا فَقُلْتُ لَهَا:

أَ تُلْثِمِیِنَ کِتَاباً لاَ تَعْرِفِینَ صَاحِبَهُ؟قَالَتْ:أَیُّهَا الْعَاجِزُ الضَّعِیفُ الْمَعْرِفَهِ بِمَحَلِّ أَوْلاَدِ الْأَنْبِیَاءِ،وَ سَاقَ الْحَدِیثَ وَ هُوَ عَجِیبٌ فِیهِ مُعْجِزَاتٌ غَرِیبَهٌ وَ رُؤْیَا عَجِیبَهٌ إِلَی أَنْ قَالَ:

فَلَمَّا انْکَفَأْتُ بِهَا إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی دَخَلْتُ عَلَی مَوْلاَنَا أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْکَرِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمَ

ص:424

فَقَالَ لَهَا:کَیْفَ أَرَاکِ اللَّهُ عِزَّ الْإِسْلاَمِ وَ ذُلَّ النَّصْرَانِیَّهِ،وَ شَرَفَ أَهْلِ بَیْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ قَالَتْ:کَیْفَ أَصِفُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّی؟قَالَ:فَإِنِّی أُحِبُّ أَنْ أُکْرِمَکِ،فَأَیُّمَا أَحَبُّ إِلَیْکِ عَشْرَهُ آلاَفِ دِرْهَمٍ أَوْ بُشْرَی لَکِ فِیهَا شَرَفُ الْأَبَدِ؟قَالَتْ:

بَلِ الشَّرَفُ قَالَ:فَأَبْشِرِی بِوَلَدٍ یَمْلِکُ الدُّنْیَا شَرْقاً وَ غَرْباً،وَ یَمْلَأُ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلاً کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً قَالَتْ:مِمَّنْ هُوَ؟قَالَ:مِمَّنْ خَطَبَکِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَیْلَهَ کَذَا مِنْ سَنَهِ کَذَا[وَ شَهْرِ کَذَا]؟مِنَ الرُّومِیَّهِ،قَالَتْ:مِنَ الْمَسِیحِ وَ وَصِیِّهِ.یَعْنِی فِی النَّوْمِ.قَالَ فَمِمَّنْ زَوَّجَکِ الْمَسِیحُ وَ وَصِیُّهُ؟قَالَتْ:مِنْ ابْنِکِ أَبِی مُحَمَّدٍ قَالَ:فَهَلْ تَعْرِفِینَهُ؟قَالَتْ:هَلْ خَلَوْتُ لَیْلَهً مِنْ زِیَارَتِهِ إِیَّایَ مُنْذُ اللَّیْلَهِ الَّتِی أَسْلَمْتُ فِیهَا عَلَی یَدِ سَیِّدَهِ النِّسَاءِ أُمِّهِ«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ الشَّیْخُ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ عَنْ جَمَاعَهٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الشَّیْبَانِیِّ عَنْ بِشْرِ بْنِ سُلَیْمَانَ النَّخَّاسِ مِثْلَهُ .

18-وَ قَالَ:حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الْکُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطُّهْرِیِّ عَنْ حَکِیمَهَ بِنْتِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثِ نَرْجِسَ: أَنَّ أَبَا مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ زَارَهَا وَ جَعَلَ یَنْظُرُ إِلَیْهَا،فَقُلْتُ:

أُرْسِلُهَا إِلَیْکَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ:اِسْتَأْذِنِی فِی ذَلِکِ أَبِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَتْ:فَلَبِسْتُ ثِیَابِی وَ أَتَیْتُ مَنْزِلَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَلَّمْتُ،فَبَدَأَنِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا حَکِیمَهُ ابْعَثِی نَرْجِسَ إِلَی ابْنِی أَبِی مُحَمَّدِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَتْ:فَقُلْتُ لَهُ:یَا سَیِّدِی عَلَی هَذَا قَصَدْتُکَ أَنْ أَسْتَأْذِنَکَ فِی ذَلِکَ (2).

الفصل الثالث

19-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنُ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْغَیْبَهِ قَالَ:

رَوَی سَعْدٌ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْکُلَیْنِیِّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّخَعِیِّ عَنْ شَاهَوَیْهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْجَلاَّبِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْکَرِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ لَمَّا مَاتَ ابْنُهُ أَبُو جَعْفَرٍ أَرَادَ أَنْ یَکْتُبَ إِلَیْهِ وَ یَسْأَلَهُ عَنِ الْإِمَامِ وَ خَافَ وَ بَقِیَ مُتَحَیِّراً،قَالَ:فَکَتَبْتُ إِلَیْهِ أَسْأَلُهُ الدُّعَاءَ بِأَنْ یُفَرِّجَ اللَّهُ عَنَّا فِی أَسْبَابِ مِنْ قِبَلِ السُّلْطَانِ کُنَّا نَغْتَمُّ بِهَا فِی غِلْمَانِنَا، فَرَجَعَ الْجَوَابُ بِالدُّعَاءِ وَ رَدِّ الْغِلْمَانِ عَلَیْنَا وَ کَتَبَ فِی آخِرِ الْکِتَابِ:أَرَدْتَ أَنْ تَسْأَلَ عَنِ

ص:425


1- (1) کمال الدّین:417،ح 1.
2- (2) کمال الدّین:426،ح 2.

الْخَلَفِ بَعْدَ مُضِیِّ أَبِی جَعْفَرٍ فَلاَ تَغْتَمَّ ثُمَّ ذَکَرَ النَّصَّ عَلَی أَبِی مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

الفصل الرابع

20-وَ رَوَی الشَّیْخُ أَبُو عَلِیٍّ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الطُّوسِیُّ فِی کِتَابِ الْأَمَالِی عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَنْصُورِیِّ قَالَ:حَدَّثَنِی عَمُّ أَبِی قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی الْمُتَوَکِّلِ یَوْماً وَ هُوَ یَشْرَبُ،فَدَعَانِی فَقُلْتُ لَهُ:

یَا سَیِّدِی مَا شَرِبْتُهُ قَطُّ قَالَ:أَنْتَ تَشْرَبُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فَقُلْتُ لَهُ:لَیْسَ تَعْرِفُ مَنْ فِی یَدَیْکَ إِنَّمَا یَضُرُّکَ وَ لاَ یَضُرُّهُ وَ لَمْ أُعِدْ ذَلِکَ عَلَیْهِ.

قَالَ:فَلَمَّا کَانَ یَوْماً مِنَ الْأَیَّامِ قَالَ لِی الْفَتْحُ بْنُ الْخَاقَانِ:قَدْ ذُکِرَ لِلرَّجُلِ.یَعْنِی الْمُتَوَکِّلَ.مَالٌ یَجِیءُ مِنْ قُمَّ،وَ قَدْ أَمَرَنِی أَنْ أَرْصُدَهُ لِأُخْبِرَهُ بِهِ،فَقُلْ لِی:مِنْ أَیِّ طَرِیقٍ یَجِیءُ حَتَّی أَرْصُدَهُ وَ أَجْتَنِبَهُ،فَجِئْتُ إِلَی الْإِمَامِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَوَجَدْتُ عِنْدَهُ مَنْ أَحْتَشِمُهُ فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ لِی:لاَ یَکُونُ إِلاَّ خَیْراً یَا أَبَا مُوسَی لِمَ لَمْ تُعِدِ الرِّسَالَهَ الْأُولَی؟فَقُلْتُ أَجْلَلْتُکَ یَا سَیِّدِی فَقَالَ لِی:اَلْمَالِ یَجِیءُ اللَّیْلَهَ وَ لَیْسَ یَصِلُونَ إِلَیْهِ، فَبِتْ عِنْدِی،فَلَمَّا کَانَ اللَّیْلُ وَ قَامَ إِلَی وِرْدِهِ قَطَعَ الرُّکُوعَ بِالسَّلاَمِ وَ قَالَ لِی:قَدْ جَاءَ الرَّجُلُ وَ مَعَهُ الْمَالُ وَ قَدْ مَنَعَهُ الْخَادِمُ الْوُصُولَ إِلَیَّ فَاخْرُجْ خُذْ مَا مَعَهُ،فَخَرَجْتُ فَإِذَا مَعَهُ زِنْفِیلِجَهٌ فِیهَا الْمَالُ فَأَخَذْتُهُ وَ دَخَلْتُ بِهِ إِلَیْهِ فَقَالَ:قُلْ لَهُ:هَاتِ الْجُبَّهَ الَّتِی قَالَتْ لَکَ الْقُمِّیَّهُ إِنَّهَا ذَخِیرَهُ جَدَّتِهَا،فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَأَعْطَانِیهَا فَدَخَلْتُ بِهَا إِلَیْهِ فَقَالَ لِی:قُلْ لَهُ الْجُبَّهُ الَّتِی أَبْدَلْتَهَا مِنْهَا رُدَّهَا إِلَیْنَا،فَخَرَجْتُ إِلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ ذَلِکَ فَقَالَ:نَعَمْ قَدْ کَانَتْ أُخْتِی اسْتَحْسَنَتْهَا،فَأَبْدَلْتُهَا بِهَذِهِ الْجُبَّهِ وَ أَنَا أَمْضِی فَأَجِیءُ بِهَا فَقَالَ:اُخْرُجْ إِلَیْهِ فَقُلْ لَهُ:إِنَّ اللَّهَ یَحْفَظُ مَا لَنَا وَ عَلَیْنَا،هَاتِهَا مِنْ کِتْفِکَ،فَخَرَجْتُ إِلَی الرَّجُلِ،فَأَخْرَجَهَا مِنْ کَتِفِهِ فَغُشِیَ عَلَیْهِ،فَخَرَجَ إِلَیْهِ فَقَالَ لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:مَا لَکَ؟فَقَالَ لَهُ:قَدْ کُنْتُ شَاکّاً فَتَیَقَّنْتُ (2).

21-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفَحَّامِ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ تَخْرَبُ سُرَّ مَنْ رَأَی حَتَّی(لاَ ظ)یَکُونُ فِیهَا خَانٌ وَ بَقَّالٌ لِلْمَارَّهِ وَ عَلاَمَهُ تَدَارُکِ خَرَابِهَا تَدَارُکُ الْعِمَارَهِ فِی مَشْهَدِی مِنْ بَعْدِی (3).

22-وَ بِالْإِسْنَادِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَقُلْتُ لَهُ:یَا

ص:426


1- (1) الغیبه:201،ح 168.
2- (2) الأمالی:275،ح 66/528.
3- (3) الأمالی:281،ح 83/545.

سَیِّدِی إِنَّ هَذَا الرَّجُلَ قَدْ اطَّرَحَنِی وَ قَطَعَ رِزْقِی وَ مَالِی،وَ مَا أَتَّهِمُ فِی ذَلِکَ إِلاَّ عِلْمَهُ بِمُلاَزَمَتِی لَکَ فَإِذَا سَأَلْتُهُ شَیْئاً مِنْهُ یَلْزَمُهُ الْقَبُولُ مِنْکَ،فَیَنْبَغِی أَنْ تَتَفَضَّلَ عَلَیَّ بِمَسْأَلَتِهِ، فَقَالَ:تُکْفَی إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَلَمَّا کَانَ فِی اللَّیْلِ طَرَقَنِی رُسُلُ الْمُتَوَکِّلِ رَسُولاً یَتْلُو رَسُولاً، فَجِئْتُ وَ الْفَتْحُ قَائِمٌ عَلَی الْبَابِ إِلَی أَنْ قَالَ:فَدَخَلْتُ وَ إِذَا الْمُتَوَکِّلِ جَالِسٌ فِی فِرَاشِهِ، فَقَالَ:یَا أَبَا مُوسَی نَشْتَغِلُ عَنْکَ وَ تُنْسِینَا نَفْسَکَ،أَیُّ شَیْ ءٍ لَکَ عِنْدِی؟فَقُلْتُ:اَلصِّلَهُ الْفُلاَنِیَهُ وَ الرِّزْقُ الْفُلاَنِیُّ وَ ذَکَرْتُ أَشْیَاءَ فَأَمَرَ لِی بِهَا وَ بِضِعْفِهَا«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ کَانَ قَدْ دَعَا لَهُ وَ قَالَ:إِنَّ اللَّهَ عَلِمَ مِنَّا أَنَّا لاَ نَلْجَأُ فِی الْمُلِمَّاتِ إِلاَّ إِلَیْهِ وَ عَوَّدَنَا إِذَا سَأَلْنَا الْإِجَابَهَ (1).

23-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفَحَّامِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ بُطَّهَ عَنْ حُرٍّ الْکَاتِبِ عَنْ شُمَیْلَهَ الْکَاتِبِ وَ ذَکَرَ حَدِیثاً فِیهِ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِلْمُتَوَکِّلِ: مَا یَعْمَلُ أَحَدٌ بِکَ أَکْثَرَ مِمَّا تَعْمَلُهُ بِنَفْسِکَ فِی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ،فَلاَ یَبْقَی فِی الدَّارِ إِلاَّ مَنْ یَخْدُمُهُ وَ لاَ یُتْعِبُونَهُ بِشَیْلِ سَتْرٍ،وَ لاَ فَتْحِ بَابٍ وَ لاَ شَیْ ءٍ،وَ هَذَا إِذَا عَلِمَهُ النَّاسُ قَالُوا:لَوْ لاَ أَنَّهُ عَلِمَ اسْتِحْقَاقَهُ لِلْأَمْرِ مَا فَعَلَ بِهِ هَذَا،دَعْهُ إِذَا دَخَلَ عَلَیْکَ یُشِیلُ السِّتْرَ لِنَفْسِهِ،وَ یَمْشِی کَمَا یَمْشِی غَیْرُهُ فَیَمَسَّهُ بَعْضُ الْحَقْرَهِ فَتَقَدَّمَ أَنْ لاَ یُخْدَمَ وَ لاَ یُشَالَ بَیْنَ یَدَیْهِ سِتْرٌ،قَالَ:فَکَتَبَ صَاحِبُ الْخَبَرِ أَنَّ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ دَخَلَ الدَّارَ وَ لَمْ یُخْدَمْ وَ لاَ شَالَ أَحَدٌ بَیْنَ یَدَیْهِ سِتْراً فَهَبَّ هَوَاءٌ رَفَعَ السِّتْرَ فَدَخَلَ،فَقَالَ:اِعْرِفُوا حِینَ خُرُوجِهِ،فَذَکَرَ صَاحِبُ الْخَبَرِ أَنَّ هَوَاءً خَالَفَ ذَلِکَ الْهَوَاءَ شَالَ السِّتْرَ لَهُ فَقَالَ:لَیْسَ هَوَاءٌ یُشِیلُ السِّتْرَ شِیلُوا السِّتْرَ بَیْنَ یَدَیْهِ (2).

24-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفَحَّامِ عَنِ الْمَنْصُورِیِّ عَنْ عَمِّ أَبِیهِ وَ عَنْ عَمِّهِ عَنْ کَافُورٍ الْخَادِمِ قَالَ: کَانَ فِی الْمَوْضِعِ مُجَاوِرَ الْإِمَامِ صُنُوفٌ مِنَ النَّاسِ مِنْ أَهْلِ الصَّنَائِعِ وَ کَانَ الْمَوْضِعُ کَالْقَرْیَهِ،وَ کَانَ یُونُسُ النَّقَّاشَ یَغْشَی سَیِّدَنَا الْإِمَامَ وَ یَخْدُمُهُ،فَجَاءَهُ یَوْماً یَرْعَدُ! فَقَالَ لَهُ یَا سَیِّدِی أُوصِیکَ بِأَهْلِی خَیْراً،قَالَ:وَ مَا الْخَبَرُ؟قَالَ:عَزَمْتُ عَلَی الرَّحِیلِ، قَالَ:وَ لِمَ یَا یُونُسُ؟.وَ هُوَ یَتَبَسَّمُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.قَالَ یُونُسُ:اِبْنُ بِغَا وَجَّهَ إِلَیَّ بِفَصٍّ لَیْسَ لَهُ قِیمَهُ أَقْبَلْتُ أَنْقُشُهُ،فَکَسَرْتُهُ بِاثْنَیْنِ وَ مَوْعِدُهُ غَداً وَ هُوَ مُوسَی بْنُ بِغَا!إِمَّا أَلْفُ سَوْطٍ أَوِ الْقَتْلُ فَقَالَ:اِمْضِ إِلَی مَنْزِلِکَ،إِلَی غَدٍ فَرَجٌ فَمَا یَکُونُ إِلاَّ خَیْراً،فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ وَافَی بُکْرَهً یَرْعَدُ فَقَالَ:قَدْ جَاءَ الرَّسُولُ یَلْتَمِسُ الْفَصَّ فَقَالَ:اِمْضِ إِلَیْهِ فَمَا تَرَی إِلاَّ خَیْراً،فَقُلْتُ مَا أَقُولُ لَهُ یَا سَیِّدِی؟قَالَ:فَتَبَسَّمَ وَ قَالَ:اِمْضِ إِلَیْهِ وَ اسْمَعْ مَا یُخْبِرُکَ

ص:427


1- (1) الأمالی:285،ح 2/555.
2- (2) الأمالی:287،ح 3/556.

بِهِ،فَلَنْ یَکُونَ إِلاَّ خَیْراً قَالَ:فَمَضَی وَ عَادَ یَضْحَکُ،قَالَ:قَالَ لِی یَا سَیِّدِی:

الْجَوَارِی یَخْتَصِمْنَ فَیُمْکِنُکَ أَنْ تَجْعَلَهُ فِصَّیْنِ حَتَّی نُغْنِیَکَ؟فَقَالَ سَیِّدُنَا الْإِمَامُ:اَللَّهُمَّ لَکَ الْحَمْدُ إِذْ جَعَلْتَنَا مِمَّنْ یَحْمَدُکَ حَقّاً،فَأَیَّ شَیْ ءٍ قُلْتَ لَهُ؟قَالَ:قُلْتُ:أَمْهِلْنِی حَتَّی أَتَأَمَّلَ أَمْرَهُ کَیْفَ أَعْمَلُهُ فَقَالَ:أَصَبْتَ (1).

25-وَ عَنْ أَبِیهِ عَنِ الْفَحَّامِ عَنْ عَمِّهِ عَنْ کَافُورٍ الْخَادِمِ قَالَ:قَالَ لِیَ الْإِمَامُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: اتْرُکِ السَّطْلَ الْفُلاَنِیَّ فِی الْمَوْضِعِ الْفُلاَنِیِّ لِأَتَطَهَّرَ مِنْهُ لِلصَّلاَهِ،وَ أَنْفَذَنِی فِی حَاجَهٍ،وَ قَالَ:إِذَا عُدْتَ فَافْعَلْ ذَلِکَ لِیَکُونَ مُعَدّاً إِذَا تَهَیَّأَتْ لِلصَّلاَهِ فَاسْتَلْقَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ لِیَنَامَ وَ أُنْسِیتُ مَا قَالَ لِی،وَ کَانَتْ لَیْلَهً بَارِدَهً،فَحَسِسْتُ بِهِ قَدْ قَامَ إِلَی الصَّلاَهِ وَ ذَکَرْتُ أَنِّی لَمْ أَتْرُکِ السَّطْلَ،فَبَعُدْتُ عَنِ الْمَوْضِعِ خَوْفاً مِنْ لَوْمِهِ وَ تَأَلَّمْتُ لَهُ حَیْثُ یَسْعَی یَطْلُبُ الْإِنَاءَ،فَنَادَانِی بِنِدَاءِ مُغْضَبٍ،فَقُلْتُ:إِنَّا لِلَّهِ أَیُّ شَیْ ءٍ عُذْرِی أَنْ أَقُولَ نَسِیتُ مِثْلَ هَذَا وَ لَمْ أَجِدْ بُدّاً مِنْ إِجَابَتِهِ،فَجِئْتُ مَرْعُوباً فَقَالَ:یَا وَیْلَکَ مَا عَرَفْتَ رَسْمِی أَنِّی لاَ أَتَطَهَّرُ إِلاَّ بِمَاءٍ بَارِدٍ،فَسَخَّنْتَ لِی مَاءً وَ تَرَکْتَهُ فِی السَّطْلِ؟فَقُلْتُ:وَ اللَّهِ یَا سَیِّدِی مَا تَرَکْتُ السَّطْلَ وَ لاَ الْمَاءَ!فَقَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ وَ اللَّهِ لاَ تَرَکْنَا رُخْصَهً وَ لاَ رَدَدْنَا مِنْحَهً«اَلْحَدِیثَ» (2).

الفصل الخامس

26-وَ رَوَی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ فِی کِتَابِ بَصَائِرِ الدَّرَجَاتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ قَارِنٍ عَنْ رَجُلٍ کَانَ رَضِیعَ أَبِی جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: بَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَ مُؤَدِّبٍ لَهُ یُکَنَّی أَبَا ذَکْوَانَ وَ أَبُو جَعْفَرٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عِنْدَنَا أَنَّهُ بِبَغْدَادَ وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقْرَأُ فِی اللَّوْحِ عَلَی مُؤَدِّبِهِ،إِذْ بَکَی بُکَاءً شَدِیداً فَسَأَلَهُ الْمُؤَدِّبُ مِمَّ بُکَاؤُکَ؟فَلَمْ یُجِبْهُ فَقَالَ:اِئْذَنْ لِی بِالدُّخُولِ،فَأَذِنَ لَهُ فَارْتَفَعَ الصِّیَاحُ وَ الْبُکَاءُ مِنْ مَنْزِلِهِ،ثُمَّ خَرَجَ إِلَیْنَا فَسَأَلْنَاهُ عَنِ الْبُکَاءِ؟فَقَالَ:إِنَّ أَبِی قَدْ تُوُفِّیَ السَّاعَهَ،فَقُلْنَا:بِمَا عَلِمْتَ؟فَقَالَ:دَخَلَنِی مِنْ إِجْلاَلِ اللَّهِ مَا لَمْ أَکُنْ أَعْرِفُهُ قَبْلَ ذَلِکَ،فَعَلِمْتُ أَنَّهُ قَدْ مَضَی فَتَعَرَّفْنَا ذَلِکَ الْوَقْتَ مِنَ الْیَوْمِ وَ الشَّهْرِ،فَإِذَا هُوَ قَدْ مَضَی فِی ذَلِکَ الْوَقْتِ (3).

27-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِنَا عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ حُکَیْمٍ عَنْ أَبِی الْمُفَضَّلِ الشَّیْبَانِیِّ عَنْ هَارُونَ بْنِ الْفَضْلِ،قَالَ: رَأَیْتُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی الْیَوْمِ

ص:428


1- (1) الأمالی:288،ح 6/559.
2- (2) الأمالی:298،ح 34/587.
3- (3) بصائر الدّرجات:487،ح 2.

الَّذِی تُوُفِّیَ فِیهِ أَبُو جَعْفَرٍ فَقَالَ:إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ رَاجِعُونَ،مَضَی أَبُو جَعْفَرٍ فَقُلْنَا:کَیْفَ عَرَفْتَ ذَلِکَ؟فَقَالَ:تَدَاخَلَنِی ذِلَّهٌ لِلَّهِ لَمْ أَکُنْ أَعْرِفُهَا (1).

وَ رَوَاهُ بِطَرِیقٍ آخَرَ کَمَا مَرَّ مِنْ طَرِیقِ الْکُلَیْنِیِّ .

28-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ وَ هُوَ شَدِیدٌ الْعِلَّهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الْمِخَدَّهِ فَقَالَ:صَاحِبُکُمْ أَبُو فُلاَنٍ،فَقُلْتُ:

جُعِلْتُ فِدَاکَ تَخَافُ أَنْ یَکُونُوا هَؤُلاَءِ اغْتَالُوکَ عِنْدَ مَا رَأَوْا مِنْ شِدَّهِ عِلَّتِکَ؟قَالَ:

فَقَالَ:لَیْسَ عَلَیَّ بَأْسٌ،فَبَرِئَ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ (2).

الفصل السادس

29-وَ رَوَی أَبُو الْفَضْلِ بْنُ الْحَسَنِ الطَّبْرِسِیُّ فِی کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی نَقْلاً مِنْ کِتَابِ أَخْبَارِ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ لِأَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَیَّاشٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ یَعْقُوبَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ الْمَالِکِیِّ الْأَسَدِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: کُنْتُ بِالْمَدِینَهِ حِینَ مَرَّ بِهَا بِغَاءٌ أَیَّامَ الْوَاثِقِ فِی طَلَبِ الْأَعْرَابِ،فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اُخْرُجُوا بِنَا حَتَّی نَنْظُرَ إِلَی تَعْبِیَهِ هَذَا التُّرْکِیِّ،فَخَرَجْنَا فَوَقَفْنَا فَمَرَّتْ بِنَا تَعْبِیَتُهُ،فَمَرَّ بِنَا تُرْکِیٌّ فَکَلَّمَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ بِالتُّرْکِیَّهِ،فَنَزَلَ عَنْ فَرَسِهِ فَقَبَّلَ حَافِرَ دَابَّتِهِ قَالَ:فَحَلَّفْتُ التُّرْکِیَّ وَ قُلْتُ لَهُ:مَا قَالَ لَکَ الرَّجُلُ؟قَالَ:هَذَا نَبِیٌّ؟قُلْتُ:لَیْسَ هَذَا بِنَبِیٍّ قَالَ:دَعَانِی بِاسْمٍ سُمِّیتُ بِهِ فِی صِغَرِی فِی بِلاَدِ التُّرْکِ مَا عَلِمَهُ أَحَدٌ إِلَی السَّاعَهِ (3).

30-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ حُبْشِیٍّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مَالِکٍ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَکَلَّمَنِی بِالْهِنْدِیَّهِ،فَلَمْ أُحْسِنْ أَنْ أَرُدَّ عَلَیْهِ،.وَ کَانَ بَیْنَ یَدَیْهِ رَکْوَهٌ مَلْأَی حَصاً.فَتَنَاوَلَ حَصَاهً وَاحِدَهً،فَوَضَعَهَا فِی فِیهِ، فَمَصَّهَا ثَلاَثاً ثُمَّ رَمَی بِهَا إِلَیَّ،فَوَضَعْتُهَا فِی فَمِی فَوَ اللَّهِ مَا بَرِحْتُ مِنْ عِنْدِهِ حَتَّی تَکَلَّمْتُ بِثَلاَثَهٍ وَ سَبْعِینَ لِسَاناً أَوَّلُهَا الْهِنْدِیَّهُ (4).

31-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُقْعَدِ عَنْ یَحْیَی بْنِ زَکَرِیَّا الْخُزَاعِیِّ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی ظَاهِرِ سُرَّ مَنْ رَأَی نَتَلَقَّی بَعْضَ الطَّالِبِیِّینَ فَأَبْطَأَ حَرَسُهُ فَطُرِحَ لِأَبِی الْحَسَنِ غَاشِیَهُ السَّرْجِ،فَجَلَسَ عَلَیْهَا،وَ نَزَلْتُ عَنْ دَابَّتِی

ص:429


1- (1) بصائر الدّرجات:487،ح 3.
2- (2) بصائر الدّرجات:503،ح 10.
3- (3) إعلام الوری:ج 117/2.
4- (4) إعلام الوری:ج 116/2.

وَ جَلَسْتُ بَیْنَ یَدَیْهِ وَ هُوَ یُحَدِّثُنِی،فَشَکَوْتُ إِلَیْهِ قُصُورَ یَدَیَّ،فَأَهْوَی بِیَدِهِ إِلَی رَمْلِ کَانَ عَلَیْهِ جَالِساً فَنَاوَلَنِی مِنْهُ أَکُفّاً وَ قَالَ:اِتَّسَعْ بِهَذَا یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ اکْتُمْ مَا رَأَیْتَ،فَخَبَأْتُهُ مَعِی فَرَجَعْنَا فَأَبْصَرْتُهُ فَإِذَا هُوَ یَتَّقِدُ کَالنِّیرَانِ ذَهَباً أَحْمَرَ فَدَعَوْتُ صَائِغاً إِلَی مَنْزِلِی وَ قُلْتُ لَهُ اسْبُکْ لِی هَذَا فَسَبَکَهُ وَ قَالَ:مَا رَأَیْتُ ذَهَباً أَجْوَدَ مِنْهُ وَ هُوَ کَهَیْئَهِ الرَّمْلِ فَمِنْ أَیْنَ لَکَ هَذَا فَمَا رَأَیْتُ أَعْجَبَ مِنْهُ؟فَقُلْتُ:هَذَا شَیْ ءٌ عِنْدَنَا قَدِیماً تَدَّخِرُهُ لَنَا عَجَائِزُنَا عَلَی طُولِ الْأَیَّامِ (1).

32-وَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَبْدِ الْقَاهِرِ الطَّاهِرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الْأَشْتَرِ الْعَلَوِیِّ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی عَلَی بَابِ الْمُتَوَکِّلِ وَ أَنَا صَبِیٌّ فِی جَمْعِ النَّاسِ مَا بَیْنَ طَالِبِیٍّ إِلَی عَبَّاسِیٍّ إِلَی جَعْفَرِیٍّ،وَ کَانَ إِذَا جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ تَرَجَّلَ النَّاسُ کُلُّهُمْ حَتَّی یَدْخُلَ،فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضِ:لَمْ نَتَرَّجْل لِهَذَا الْغُلاَمِ وَ مَا هُوَ بِأَشْرَفِنَا وَ لاَ بِأَکْبَرِنَا سِنّاً؟ وَ اللَّهِ لاَ تَرَجَّلْنَا لَهُ،فَقَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ وَ اللَّهِ لَتَتَرَجَّلَنَّ لَهُ صَغْرَهً إِذَا رَأَیْتُمُوهُ فَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْ أَقْبَلَ وَ بَصُرُوا بِهِ حَتَّی تَرَجَّلَ لَهُ النَّاسُ کُلُّهُمْ،فَقَالَ لَهُمْ أَبُو هَاشِمٍ:أَ لَیْسَ زَعَمْتُمْ أَنَّکُمْ لاَ تَتَرَجَّلُونَ لَهُ؟فَقَالُوا لَهُ:وَ اللَّهِ مَا مَلَکْنَا أَنْفُسَنَا حَتَّی تَرَجَّلْنَا (2).

33-وَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّالِحِیِّ: أَنَّ أَبَا هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیَّ شَکَا إِلَی مَوْلاَنَا أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَا یَلْقَی مِنَ الشَّوْقِ إِلَیْهِ إِذَا انْحَدَرَ مِنْ عِنْدِهِ إِلَی بَغْدَادَ وَ قَالَ لَهُ:یَا سَیِّدِی ادْعُ اللَّهَ لِی فَمَا لِی مَرْکُوبٌ سِوَی بِرْذَوْنِیَ هَذَا عَلَی ضَعْفِهِ،فَقَالَ:قَوَّاکَ اللَّهُ یَا أَبَا هَاشِمٍ وَ قَوَّی بِرْذَوْنَکَ قَالَ:فَکَانَ أَبُو هَاشِمٍ یُصَلِّی الْفَجْرَ بِبَغْدَادَ،وَ یَسِیرُ عَلَی ذَلِکَ الْبِرْذَوْنِ فَیُدْرِکُ الزَّوَالَ مِنْ یَوْمِهِ ذَلِکَ فِی عَسْکَرِ سُرَّ مَنْ رَأَی وَ یَعُودُ مِنْ یَوْمِهِ إِلَی بَغْدَادَ إِذَا شَاءَ عَلَی ذَلِکَ الْبِرْذَوْنِ بِعَیْنِهِ،فَکَانَ هَذَا مِنْ أَعْجَبِ الدَّلاَئِلِ الَّتِی شُوهِدَتْ (3). هَذِهِ الْأَحَادِیثُ کُلُّهَا مِنْ کِتَابِ أَخْبَارِ أَبِی هَاشِمٍ لاِبْنِ عَیَّاشٍ.

وَ رَوَاهُ الرَّاوَنْدِیُّ فِی الْخَرَائِجِ عَنْ أَبِی هَاشِمٍ وَ کَذَا الْأَحَادِیثُ الثَّلاَثَهُ فِی أَوَّلِ هَذَا الْفَصْلِ .

34-قَالَ الطَّبْرِسِیُّ:وَ ذَکَرَ حَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ جُمْهُورٍ الْعَمِّیُّ فِی کِتَابِ الْوَاحِدَهِ قَالَ:حَدَّثَنِی أَخِی الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: کَانَ لِی صَدِیقٌ مُؤَدِّبٌ لِوُلْدِ بِغَاءَ

ص:430


1- (1) إعلام الوری:ج 118/2.
2- (2) إعلام الوری:ج 118/2.
3- (3) إعلام الوری:ج 119/2.

أَوْ وَصِیفٌ.اَلشَّکُّ مِنِّی.فَقَالَ لِی:قَالَ الْأَمِیرُ مُنْصَرَفَهُ مِنْ دَارِ الْخَلِیفَهِ:حَبَسَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ هَذَا الَّذِی یَقُولُونَ ابْنَ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْیَوْمَ وَ دَفَعَهُ إِلَی عَلِیِّ بْنِ کِرْکِرَ فَسَمِعْتُهُ یَقُولُ:أَنَا أَکْرَمُ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی مِنْ نَاقَهِ صَالِحٍ تَمَتَّعُوا فِی دارِکُمْ ثَلاثَهَ أَیّامٍ ذلِکَ وَعْدٌ غَیْرُ مَکْذُوبٍ قَالَ:وَ لَیْسَ یُفْصِحُ فِی الْکَلاَمِ وَ لاَ بِالْآیَهِ أَیُّ شَیْ ءٍ هَذَا؟قَالَ:قُلْتُ أَعَزَّکَ اللَّهُ یُوعِدُ انْظُرْ مَا یَکُونُ بَعْدَ ثَلاَثَهِ أَیَّامٍ،فَلَمَّا کَانَ مِنَ الْغَدِ أَطْلَقَهُ وَ اعْتَذَرَ إِلَیْهِ، فَلَمَّا کَانَ الْیَوْمُ الثَّالِثُ وَثَبَ عَلَیْهِ بَاعِنٌ وَ یَعْلُونُ وَ تَامِشٌ وَ جَمَاعَهٌ مِنْهُمْ فَقَتَلُوهُ وَ أَقْعَدُوا الْمُنْتَصِرَ وَلَدَهُ خَلِیفَهً (1).

35-قَالَ:وَ حَدَّثَنِی أَبُو الْحُسَیْنِ سَعِیدُ بْنُ سَهْلَوَیْهِ الْبَصْرِیُّ وَ کَانَ یُلَقَّبُ بِالْمَلاَّحِ قَالَ: کَانَ یَقُولُ بِالْوَقْفِ جَعْفَرُ بْنُ الْقَاسِمِ الْهَاشِمِیُّ الْبَصْرِیُّ وَ کُنْتُ عِنْدَهُ بِسُرَّمَنْ رَأَی إِذْ رَآهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی بَعْضِ الطُّرُقِ،فَقَالَ لَهُ:إِلَی کَمْ هَذِهِ النَّوْمَهُ؟أَ مَا آنَ لَکَ أَنْ تَنْتَبِهَ مِنْهَا؟فَقَالَ لِی جَعْفَرٌ:سَمِعْتَ مَا قَالَ لِی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ،قَدْ وَ اللَّهِ قَدَحَ فِی قَلْبِی شَیْئاً،فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ أَیَّامٍ حَدَثَ لِبَعْضِ أَوْلاَدِ الْخَلِیفَهِ وَلِیمَهٌ وَ دَعَانَا فِیهَا،وَ دَعَا أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَنَا،فَدَخَلْنَا فَلَمَّا رَأَوْهُ أَنْصَتُوا إِجْلاَلاً لَهُ،وَ جَعَلَ شَابٌّ فِی الْمَجْلِسِ لاَ یُوَقِّرُهُ،وَ جَعَلَ یَلْغَطُ وَ یَضْحَکُ،فَأَقْبَلَ عَلَیْهِ فَقَالَ:یَا هَذَا أَ تَضْحَکُ مِلْ ءَ فِیکَ وَ تَذْهَلُ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَنْتَ بَعْدَ ثَلاَثَهِ أَیَّامٍ مِنْ أَهْلِ الْقُبُورِ؟قَالَ:فَقُلْنَا هَذَا دَلِیلٌ حَتَّی نَنْظُرَ مَا یَکُونُ قَالَ:فَأَمْسَکَ الْفَتَی وَ کَفَّ عَمَّا هُوَ عَلَیْهِ وَ طَعِمْنَا وَ خَرَجْنَا فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ الْیَوْمِ اعْتَلَّ الْفَتَی وَ مَاتَ فِی الْیَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ أَوَّلِ النَّهَارِ وَ دُفِنَ فِی آخِرِهِ (2).

36-قَالَ:وَ حَدَّثَنِی سَعِیدٌ أَیْضاً قَالَ: اجْتَمَعْنَا أَیْضاً فِی وَلِیمَهٍ لِبَعْضِ أَهْلِ سُرَّ مَنْ رَأَی وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعَنَا فَجَعَلَ رَجُلٌ یَعْبَثُ وَ یَمْزَحُ وَ لاَ یَرَی لَهُ إِجْلاَلاً،فَأَقْبَلَ عَلَی جَعْفَرٍ فَقَالَ أَمَا إِنَّهُ لاَ یَأْکُلُ مِنْ هَذَا الطَّعَامِ وَ سَوْفَ یَرِدُ عَلَیْهِ مِنْ خَبَرِ أَهْلِهِ مَا یُنَغِّصُ عَلَیْهِ عَیْشَهُ،قَالَ:فَقُدِّمَتِ الْمَائِدَهُ قَالَ جَعْفَرٌ:لَیْسَ بَعْدَ هَذَا خَبَرٌ قَدْ بَطَلَ قَوْلُهُ،فَوَ اللَّهِ لَقَدْ غَسَلَ الرَّجُلُ یَدَهُ وَ أَهْوَی إِلَی الطَّعَامِ فَإِذَا غُلاَمُهُ دَخَلَ مِنْ بَابِ الْبَیْتِ یَبْکِی وَ قَالَ لَهُ:اِلْحَقْ أُمَّکَ فَقَدْ وَقَعَتْ مِنْ فَوْقِ الْبَیْتِ وَ هِیَ بِالْمَوْتِ،قَالَ جَعْفَرٌ:

فَقُلْتُ:وَ اللَّهِ لاَ وَقَفْتُ بَعْدَ هَذَا وَ قَطَعْتُ عَلَیْهِ (3).

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی فِی کَشْفِ الْغُمَّهِ جُمْلَهً مِنْ هَذِهِ الْأَحَادِیثِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ إِعْلاَمِ الْوَرَی .

ص:431


1- (1) إعلام الوری:ج 123/2.
2- (2) إعلام الوری:ج 123/2.
3- (3) إعلام الوری:ج 124/2.

الفصل السابع

37-وَ رَوَی سَعِیدُ بْنُ هِبَهِ اللَّهِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ عَنْ جَمَاعَهٍ مِنْ أَهْلِ أَصْفَهَانَ مِنْهُمْ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ وَ مُحَمَّدُ بْنُ عُلْوِیَّهَ قَالُوا: کَانَ بِأَصْفَهَانَ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ وَ کَانَ شِیعِیّاً فَقَالُوا لَهُ:مَا السَّبَبُ الَّذِی أَوْجَبَ عَلَیْکَ الْقَوْلَ بِإِمَامَهِ عَلِیٍّ النَّقِیِّ دُونَ غَیْرِهِ مِنْ أَهْلِ هَذَا الزَّمَانِ؟قَالَ:شَاهَدْتُ مَا أَوْجَبَ عَلَیَّ ذَلِکَ وَ هُوَ أَنِّی کُنْتُ رَجُلاً فَقِیراً،وَ کَانَ لِی لِسَانٌ وَ جُرْأَهٌ فَأَخْرَجَنِی أَهْلُ أَصْفَهَانَ سَنَهً مِنَ السِّنِینَ،فَخَرَجْتُ مَعَ قَوْمٍ آخَرِینَ إِلَی دَارِ الْمُتَوَکِّلِ فَتَظَلَّمْنَا فَبَیْنَمَا نَحْنُ بِالْبَابِ إِذْ خَرَجَ الْأَمْرُ بِإِحْضَارِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَأَقْبَلَ یَسِیرُ بَیْنَ النَّاسِ وَ هُوَ یَنْظُرُ إِلَیَّ وَ لاَ یَنْظُرُ یَمْنَهً وَ لاَ یَسْرَهً،وَ أَنَا أُکَرِّرُ فِی نَفْسِی الدُّعَاءَ لَهُ،فَلَمَّا صَارَ بِإِزَائِی أَقْبَلَ بِوَجْهِهِ عَلَیَّ فَقَالَ:اِسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاکَ وَ طَوَّلَ عُمُرَکَ وَ کَثَّرَ مَالَکَ وَ وُلْدَکَ،فَارْتَعَدْتُ مِنْ هَیْبَتِهِ وَ وَقَعْتُ بَیْنَ أَصْحَابِی،فَسَأَلُونِی مَا شَأْنُکَ؟فَقُلْتُ:خَیْرٌ وَ لَمْ أُخْبِرْ بِذَلِکَ مَخْلُوقاً،ثُمَّ انْصَرَفْنَا بَعْدَ ذَلِکَ إِلَی أَصْفَهَانَ،فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَیَّ الْخَیْرَ بِدُعَائِهِ وَ وُجُوهاً مِنَ الْمَالِ حَتَّی أَنَا الْیَوْمَ أُغْلِقُ بَابِی عَلَی مَا قِیمَتُهُ أَلْفُ أَلْفِ دِرْهَمٍ، سِوَی مَا لِی خَارِجَ دَارِی،وَ رُزِقْتُ عَشْرَهً مِنَ الْأَوْلاَدِ وَ قَدْ مَضَی لِی مِنَ الْعُمُرِ نَیِّفٌ وَ سَبْعُونَ سَنَهً،فَأَنَا أَقُولُ بِإِمَامَهِ ذَلِکَ الرَّجُلِ الَّذِی عَلِمَ مَا کَانَ فِی نَفْسِی،وَ اسْتَجَابَ اللَّهُ دُعَاءَهُ فِی أَمْرِی (1).

38-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رُوِیَ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَرْثَمَهَ قَالَ: دَعَانِی الْمُتَوَکِّلُ فَقَالَ:

اخْتَرْ ثَلاَثَمِائَهِ رَجُلٍ مِمَّنْ تُرِیدُ وَ اخْرُجُوا إِلَی الْکُوفَهِ فَخَلِّفُوا أَثْقَالَکُمْ فِیهَا وَ اخْرُجُوا عَلَی طَرِیقِ الْبَادِیَهِ إِلَی الْمَدِینَهِ وَ أَحْضِرُوا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی عِنْدِی مُعَظَّماً مُکَرَّماً مُبَجَّلاً،قَالَ:فَفَعَلْتُ وَ خَرَجْنَا،وَ کَانَ فِی أَصْحَابِی قَائِدٌ مِنَ الشُّرَاهِ وَ کَانَ لِی کَاتِبٌ یَتَشَیَّعُ وَ أَنَا عَلَی مَذْهَبِ الْحَشْوِیَّهِ،وَ کَانَ ذَلِکَ الشَّارِی یُنَاظِرُ الْکَاتِبَ،وَ کُنْتُ أَسْتَرِیحُ إِلَی مُنَاظَرَتِهِمَا لِقَطْعِ الطَّرِیقِ،فَلَمَّا انْتَصَفْنَا الْمَسَافَهَ،قَالَ الشَّارِی لِلْکَاتِبِ أَ لَیْسَ مِنْ قَوْلِ صَاحِبِکُمْ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ لَیْسَ مِنَ الْأَرْضِ بُقْعَهٌ إِلاَّ وَ هِیَ قَبْرٌ أَوْ سَتَکُونُ قَبْراً فَانْظُرْ إِلَی هَذِهِ الْبَرِیَّهِ أَیْنَ مَنْ یَمُوتُ فِیهَا حَتَّی یَمْلَأَهَا اللَّهُ قُبُوراً کَمَا تَزْعُمُونَ؟فَقُلْتُ لِلْکَاتِبِ:هَذَا مِنْ قَوْلِکُمْ؟قَالَ:نَعَمْ قُلْتُ:صَدَقَ أَیْنَ مَنْ یَمُوتُ فِی هَذِهِ الْبَرِیَّهِ الْعَظِیمَهِ حَتَّی تَمْتَلِئَ قُبُوراً وَ تَضَاحَکْنَا سَاعَهً مِنْ کَلاَمِ الشِّیعِیِّ،إِذْ انْخَذَلَ الْکَاتِبُ فِی أَیْدِینَا قَالَ:ثُمَّ سِرْنَا حَتَّی دَخَلْنَا الْمَدِینَهَ فَقَصَدْتُ بَابَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ

ص:432


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 392/1،ح 1.

عَلِیِّ بْنِ مُوسَی عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ،فَقَرَأَ الْکِتَابَ مِنَ الْمُتَوَکِّلِ،فَقَالَ:اِنْزِلُوا وَ لَیْسَ مِنْ جِهَتِی خِلاَفٌ قَالَ:فَلَمَّا صِرْتُ إِلَیْهِ مِنَ الْغَدِ وَ کُنَّا فِی تَمُّوزَ أَشَدَّ مَا یَکُونُ مِنَ الْحَرِّ فَإِذَا بَیْنَ یَدَیْهِ خَیَّاطٌ وَ هُوَ یَقْطَعُ مِنْ ثِیَابٍ غِلاَظٍ خِفَاتَیْنِ لَهُ وَ لِغِلْمَانِهِ ثُمَّ قَالَ لِلْخَیَّاطِ:

اجْمَعْ عَلَیْهَا جَمَاعَهً مِنَ الْخَیَّاطِینَ وَ اعْمِدْ عَلَی الْفَرَاغِ مِنْهَا یَوْمَکَ هَذَا،وَ بَکِّرْ بِهَا إِلَیَّ فِی مِثْلِ هَذَا الْوَقْتِ،ثُمَّ نَظَرَ إِلَیَّ وَ قَالَ:یَا یَحْیَی اقْضُوا وَطَرَکُمْ مِنَ الْمَدِینَهِ فِی هَذَا الْیَوْمِ،وَ اعْمِدْ عَلَی الرَّحِیلِ غَداً فِی هَذَا الْوَقْتِ قَالَ:فَخَرَجْتُ مِنْ عِنْدِهِ وَ أَنَا مُتَعَجِّبٌ مِنَ الْخِفَاتَیْنِ وَ أَقُولُ فِی نَفْسِی:نَحْنُ فِی تَمُّوزَ وَ حَرِّ الْحِجَازِ،وَ بَیْنَنَا وَ بَیْنَ الْعِرَاقِ مَسِیرُ عِشْرِینَ یَوْماً فَمَا یَصْنَعُ بِهَذِهِ الثِّیَابِ؟ثُمَّ قُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا رَجُلٌ لَمْ یُسَافِرْ وَ هُوَ یُقَدِّرُ أَنَّ کُلَّ سَفَرٍ یَحْتَاجُ فِیهِ إِلَی مِثْلِ هَذِهِ الثِّیَابِ،وَ أَتَعَجَّبُ مِنَ الرَّافِضَهِ حَیْثُ یَقُولُونَ بِإِمَامَتِهِ مَعَ فَهْمِهِ هَذَا!وَ عُدْتُ إِلَیْهِ مِنَ الْغَدِ فِی ذَلِکَ الْوَقْتِ،فَإِذَا الثِّیَابُ قَدْ أُحْضِرَتْ فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ:اُدْخُلُوا(ارْحَلُوا ظ)وَ خُذُوا لَنَا مَعَکُمْ مِنَ اللَّبَابِیدِ وَ الْبَرَانِسِ،ثُمَّ قَالَ:

ارْحَلْ یَا یَحْیَی،فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:هَذَا أَعْجَبُ مِنَ الْأَوَّلِ أَ یَخَافُ أَنْ یَلْحَقَنَا الشِّتَاءُ فِی الطَّرِیقِ حَتَّی أَخَذَ مَعَهُ اللَّبَابِیدَ وَ الْبَرَانِسِ؟وَ أَنَا أَسْتَصْغِرُ فَهَمُهُ!حَتَّی إِذَا وَصَلْنَا إِلَی مَوْضِعِ الْمُنَاظَرَهِ فِی الْقُبُورِ فَارْتَفَعَتْ سَحَابَهٌ وَ اسْوَدَّتِ وَ أَرْعَدَتْ وَ أَبْرَقَتْ حَتَّی إِذَا صَارَتْ عَلَی رُءُوسِنَا أَرْسَلَتْ عَلَیْنَا بَرَداً مِثْلَ الصُّخُوِر،وَ قَدْ شَدَّ عَلَی نَفْسِهِ وَ عَلَی غِلْمَانِهِ الْخِفَاتَیْنِ وَ لَبِسُوا اللَّبَابِیدَ وَ الْبَرَانِسَ،فَقَالَ لِغِلْمَانِهِ:اِدْفَعُوا إِلَی یَحْیَی لِبَادَهً وَ إِلَی الْکَاتِبِ بُرْنُساً وَ تَجْمَعُنَا وَ الْبَرَدُ یَأْخُذُنَا حَتَّی قَتَلَ مِنْ أَصْحَابِی ثَمَانِینَ رَجُلاً وَ زَالَتِ السَّحَابَهُ،وَ رَجَعَ الْحَرُّ کَمَا کَانَ،فَقَالَ لِی:یَا یَحْیَی مُرْ مَنْ بَقِیَ مِنْ أَصْحَابِکَ لِیَدْفِنَ مَنْ قَدْ مَاتَ مِنْ أَصْحَابِکَ ثُمَّ قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:هَکَذَا یَمْلَأُ اللَّهُ هَذَا الْبَرَّ قُبُوراً!قَالَ یَحْیَی:

فَرَمَیْتُ نَفْسِی عَنْ دَابَّتِی وَ عَدَوْتُ إِلَیْهِ وَ قَبَّلْتُ رِکَابَهُ وَ رِجْلَهُ،وَ قُلْتُ:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ،وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ،وَ أَنَّکُمْ خُلَفَاءُ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ،وَ قَدْ کُنْتُ کَافِراً وَ إِنِّی الْآنَ قَدْ أَسْلَمْتُ عَلَی یَدَیْکَ یَا مَوْلاَیَ،قَالَ یَحْیَی:فَتَشَیَّعْتُ وَ لَزِمْتُ خِدْمَتَهُ إِلَی أَنْ مَضَی (1).

39-قَالَ: وَ مِنْهَا أَنَّهُ کَانَ لِهِبَهِ اللَّهِ بْنِ أَبِی مَنْصُورِ الْمَوْصِلِیِّ بِدِیَارِ رَبِیعَهَ کَاتِبٌ نَصْرَانِیٌّ،وَ کَانَ مِنْ أَهْلِ الْکُفْرِ(الْکُفْرِ توتاظ)یُسَمَّی یُوسُفَ بْنَ یَعْقُوبَ،قَالَ:وَ کَانَتْ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ وَالِدِی صَدَاقَهٌ،قَالَ:فَوَافَی فَنَزَلَ عِنْدَ وَالِدِی فَقُلْتُ لَهُ:مَا شَأْنُکَ قَدِمْتَ فِی هَذَا الْوَقْتِ؟قَالَ:دُعِیتَ إِلَی حَضْرَهِ الْمُتَوَکِّلِ وَ مَا أَدْرِی مَا یُرِیدُ مِنِّی،إِلاَّ أَنِّی اشْتَرَیْتُ

ص:433


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 393/1،ح 2.

نَفْسِی مِنَ اللَّهِ بِمِائَهِ دِینَارٍ لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَعِی فَقَالَ لَهُ وَالِدِی:

قَدْ وُفِّقْتَ فِی هَذَا! قَالَ:وَ خَرَجَ إِلَی حَضْرَهِ الْمُتَوَکِّلِ وَ انْصَرَفَ إِلَیْنَا بَعْدَ أَیَّامٍ قَلاَئِلَ فَرَحاً وَ سُرُوراً، فَقَالَ لَهُ وَالِدِی:حَدِّثْنِی بِحَدِیثِکَ،فَقَالَ:سِرْتُ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی وَ مَا دَخَلْتُهَا قَطُّ، فَنَزَلْتُ فِی دَارٍ وَ قُلْتُ:أُحِبُّ أَنْ أُوصِلَ الْمِائَهَ الدِّینَارِ إِلَی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَبْلَ مَصِیرِی إِلَی بَابِ الْمُتَوَکِّلِ وَ قَبْلَ أَنْ یَعْرِفَ أَحَدٌ بِقُدُومِی،قَالَ:فَعَرَفْتُ أَنَّ الْمُتَوَکِّلَ قَدْ مَنَعَهُ مِنَ الرُّکُوبِ وَ أَنَّهُ مُلاَزِمٌ لِدَارِهِ،فَقُلْتُ:کَیْفَ أَصْنَعُ؟رَجُلٌ نَصْرَانِیٌّ یَسْأَلُ عَنْ دَارِ ابْنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ لاَ آمَنُ أَنْ یُنْذِرَ بِی فَیَکُونَ ذَلِکَ زِیَادَهً فِیمَا أُحَاذِرُهُ،فَفَکَّرْتُ سَاعَهً فِی ذَلِکَ فَوَقَعَ فِی نَفْسِی أَنْ أَرْکَبَ حِمَارِی وَ أَخْرُجَ فِی الْبَلَدِ وَ أَلاَّ أَمْنَعَهُ مِنْ حَیْثُ یَذْهَبُ لِعَلِیٍّ أَقِفُ عَلَی مَعْرِفَهِ دَارِهِ مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَ أَحَداً قَالَ:فَجَعَلْتُ الدَّنَانِیرَ فِی کَاغَذِهِ وَ جَعَلْتُهَا فِی کُمِّی فَرَکِبْتُ،فَکَانَ الْحِمَارُ یَخْتَرِقُ الشَّوَارِعَ وَ الْأَسْوَاقَ وَ یَمُرُّ بِی حَیْثُ یَشَاءُ إِلَی أَنْ صِرْتُ إِلَی بَابِ دَارٍ،فَوَقَفَ الْحِمَارُ فَجَهَدْتُ أَنْ یَزُولَ فَلَمْ یَزَلْ، فَقُلْتُ لِلْغُلاَمِ:سَلْ لِمَنْ هَذِهِ الدَّارُ؟فَقِیلَ لَهُ:هَذِهِ دَارُ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقُلْتُ:اَللَّهُ أَکْبَرُ دَلاَلَهٌ مُقْنِعَهٌ.

قَالَ:فَإِذَا خَادِمٌ أَسْوَدُ قَدْ خَرَجَ مِنَ الدَّارِ فَقَالَ:أَنْتَ یُوسُفُ بْنُ یَعْقُوبَ؟قُلْتُ:

نَعَمْ فَقَالَ:اِنْزِلْ فَنَزَلْتُ فَأَقْعَدَنِی فِی الدِّهْلِیزِ وَ دَخَلَ فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:وَ هَذِهِ دَلاَلَهٌ أُخْرَی مِنْ أَیْنَ عَرَفَ هَذَا الْغُلاَمُ اسْمِی وَ اسْمَ أَبِی؟وَ لَیْسَ فِی هَذَا الْبَلَدِ مَنْ یَعْرِفُنِی وَ لاَ دَخَلْتُهُ قَطُّ؟قَالَ:فَخَرَجَ الْغُلاَمُ فَقَالَ:أَیْنَ الْمِائَهُ الدِّینَارِ الَّتِی مَعَکَ فِی کُمِّکَ فِی الْکَاغَذَهِ هَاتِهَا؟فَنَاوَلْتُهُ إِیَّاهَا وَ قُلْتُ وَ هَذِهِ ثَالِثَهٌ ثُمَّ رَجَعَ إِلَیَّ فَقَالَ:اُدْخُلْ فَدَخَلْتُ، وَ هُوَ فِی مَجْلِسِهِ وَحْدَهُ فَقَالَ:یَا یُوسُفُ إِنَّ أَقْوَاماً یَزْعُمُونَ أَنَّ وَلاَیَتَنَا لاَ تَنْفَعُ أَمْثَالَکَ، کَذَبُوا وَ اللَّهِ إِنَّهَا لَتَنْفَعُ أَمْثَالَکَ امْضِ لِمَا وَافَیْتَ لَهُ،فَإِنَّکَ سَتَرَی مَا تُحِبُّ وَ سَیُولَدُ لَکَ وَلَدٌ مُبَارَکٌ قَالَ:فَمَضَیْتُ إِلَی بَابِ الْمُتَوَکِّلِ فَقُلْتُ کُلَّ مَا أَرَدْتُ وَ انْصَرَفْتُ قَالَ هِبَهُ اللَّهِ:فَلَقِیتُ ابْنَهُ بَعْدَ مَوْتِ أَبِیهِ وَ هُوَ مُسْلِمٌ حَسَنُ التَّشَیُّعِ،فَأَخْبَرَنِی أَنَّ أَبَاهُ مَاتَ عَلَی النَّصْرَانِیَّهِ وَ أَنَّهُ أَسْلَمَ بَعْدَ مَوْتِ وَالِدِهِ،وَ کَانَ یَقُولُ:أَنَا بِشَارَهُ مَوْلاَیَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (1).

40-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ: أَنَّهُ ظَهَرَ بِرَجُلٍ مِنْ أَهْلِ سُرَّ مَنْ رَأَی بَرَصٌ فَنَغَّصَ عَلَیْهِ عَیْشَهُ فَاجْتَمَعَ یَوْماً بِأَبِی عَلِیِّ الْفِهْرِیِّ فَشَکَا إِلَیْهِ حَالَهُ فَقَالَ لَهُ:

ص:434


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 396/1،ح 3.

لَوْ تَعَرَّضْتَ یَوْماً لِأَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ فَسَأَلْتَهُ أَنْ یَدْعُوَ لَکَ لَرَجَوْتُ أَنْ یَزُولَ عَنْکَ هَذَا،قَالَ:فَتَعَرَّضْتُ لَهُ یَوْماً فِی الطَّرِیقِ وَقْتَ مُنْصَرَفِهِ مِنْ دَارِ الْمُتَوَکِّلِ،فَلَمَّا نَظَرَ إِلَیْهِ قَامَ لِیَدْنُوَ مِنْهُ فَیَسْأَلَهُ ذَلِکَ،فَقَالَ لَهُ:تَنَحَّ عَافَاکَ اللَّهُ.وَ أَشَارَ إِلَیْهِ بِیَدِهِ.تَنَحَّ عَافَاکَ اللَّهُ،تَنَحَّ عَافَاکَ اللَّهُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ،فَرَجَعَ الرَّجُلُ وَ لَمْ یَجْسُرْ أَنْ یَدْنُوَ مِنْهُ وَ انْصَرَفَ وَ قَصَدَ الْفِهْرِیَّ فَعَرَّفَهُ الْحَالَ وَ مَا قَالَ،فَقَالَ لَهُ قَدْ دَعَا لَکَ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَسْأَلَهُ فَامْضِ فَإِنَّکَ سَتُعَافَی،فَانْصَرَفَ الرَّجُلُ إِلَی بَیْتِهِ فَبَاتَ تِلْکَ اللَّیْلَهَ فَلَمَّا أَصْبَحَ لَمْ یَرَ عَلَی بَدَنِهِ شَیْئاً مِنْ ذَلِکَ (1).

41-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو الْقَاسِمِ الْبَغْدَادِیُّ عَنْ زَرَّافَهَ صَاحِبِ الْمُتَوَکِّلِ أَنَّهُ قَالَ: وَقَعَ رَجُلٌ مُشَعْبِذٌ مِنْ نَاحِیَهِ الْهِنْدِ إِلَی الْمُتَوَکِّلِ یَلْعَبُ بِالْحُقَّهِ لَمْ یَرَ مِثْلَهُ،وَ کَانَ الْمُتَوَکِّلُ لَعَّاباً،فَأَرَادَ أَنْ یُخْجِلَ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَقَالَ لِذَلِکَ الرَّجُلِ:إِنْ أَنْتَ أَخْجَلْتَهُ فَلَکَ أَلْفُ دِینَارٍ،قَالَ تَقَدَّمْ بِخُبْزٍ رِقَاقٍ خِفَافٍ،وَ اجْعَلْهَا عَلَی الْمَائِدَهِ وَ أَقْعِدْنِی عَلَی جَنْبِهِ فَفَعَلَ،وَ أَحْضَرَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَتْ لَهُ مُصَوَّرَهٌ عَلَی وِسَادَهٍ وَ کَانَ عَلَیْهَا صُورَهُ أَسَدٍ.

وَ رَوَی أَنَّهُ کَانَ عَلَی بَابٍ مِنَ الْأَبْوَابِ صُورَهٌ عَلَی صُورَهِ أَسَدٍ،وَ جَلَسَ اللاَّعِبُ وَ قُدِّمَ الطَّعَامُ فَمَدَّ الْإِمَامُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَدَهُ إِلَی رِقَاقَهٍ،فَطَیَّرَهَا فِی الْهَوَاءِ فَمَدَّ یَدَهُ إِلَی أُخْرَی ثَانِیَهً فَطَیَّرَهَا کَذَلِکَ فِی الْهَوَاءِ،وَ مَدَّ یَدَهُ إِلَی أُخْرَی ثَالِثَهً وَ طَیَّرَهَا وَ تَضَاحَکَ الْجَمِیعُ، فَضَرَبَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَلَی تِلْکَ الصُّورَهِ الَّتِی عَلَی الْمُصَوَّرَهِ وَ قَالَ:خُذْ عَدُوَّ اللَّهِ،فَوَثَبَتْ تِلْکَ الصُّورَهُ فَابْتَلَعَتْ الرَّجُلَ اللاَّعِبَ وَ عَادَتْ إِلَی مَکَانِهَا کَمَا کَانَتْ، فَتَحَیَّرَ الْجَمِیعُ وَ نَهَضَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَمْضِی،فَقَالَ لَهُ الْمُتَوَکِّلُ:سَأَلْتُکَ إِلاَّ جَلَسْتَ وَ رَدَدْتَهُ،فَقَالَ:وَ اللَّهِ لاَ تَرَاهُ بَعْدَهَا تُسَلِّطُ أَعْدَاءَ اللَّهِ عَلَی أَوْلِیَاءِ اللَّهِ،فَخَرَجَ مِنْ عِنْدِهِ وَ لَمْ یُرَ الرَّجُلُ بَعْدَ ذَلِکَ (2).

42-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا قَالَ أَبُو هَاشِمٍ الْجَعْفَرِیُّ: أَنَّهُ کَانَ لِلْمُتَوَکِّلِ مَجْلِسٌ شَبَابِیکُ فِی حِیطَانِهِ وَ جَعَلَ فِیهَا الطُّیُورَ الَّتِی تَصُوتُ،فَإِذَا کَانَ یَوْمُ السَّلاَمِ جَلَسَ فِی ذَلِکَ الْمَجْلِسِ فَلاَ یَسْمَعُ مَا یُقَالُ لَهُ وَ لاَ یَسْمَعُ مَا یَقُولُ لاِخْتِلاَفِ أَصْوَاتِ تِلْکَ الطُّیُورِ،فَإِذَا وَافَاهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ سَکَتَتْ تِلْکَ الطُّیُورُ بِأَجْمَعِهَا،لاَ یُسْمَعُ لَهَا صَوْتٌ إِلَی أَنْ یَخْرُجَ مِنْ عِنْدِهِ فَإِذَا خَرَجَ مِنْ بَابِ الْمَجْلِسِ عَادَتِ الطُّیُورُ فِی أَصْوَاتِهَا،قَالَ:

ص:435


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 399/1،ح 5.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 401/1،ح 6.

وَ کَانَ عِنْدَهُ عِدَّهٌ مِنَ الْقَوَابِجِ فَکَانَتْ لاَ تَتَحَرَّکُ مِنْ مَوَاضِعِهَا حَتَّی یَنْصَرِفَ فَإِذَا انْصَرَفَ عَادَتْ فِی الْقِتَالِ (1).

43-قَالَ: وَ مِنْهَا مَا ظَهَرَتْ فِی أَیَّامِ الْمُتَوَکِّلِ امْرَأَهٌ تَدَّعِی أَنَّهَا زَیْنَبُ بِنْتُ فَاطِمَهَ بِنْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ وَ ذَکَرَ الْحَدِیثَ،وَ فِیهِ أَنَّهُ دَعَا مَشَایِخَ آلِ أَبِی طَالِبٍ فَاحْتَجُّوا عَلَیْهَا،بِأَنَّ زَیْنَبَ مَاتَتْ فِی سَنَهِ کَذَا فَقَالَتْ:إِنَّ أَمْرِی کَانَ مَسْتُوراً عَنِ النَّاسِ،ثُمَّ أَحْضَرُوا عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَهَهُنَا حُجَّهٌ تَلْزَمُهَا وَ تَلْزَمُ غَیْرَهَا،قَالُوا:

وَ مَا هِیَ؟قَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:لُحُومُ بَنِی فَاطِمَهَ مُحَرَّمَهٌ عَلَی السِّبَاعِ،فَأَنْزِلْهَا إِلَی السِّبَاعِ فَإِنْ کَانَتْ مِنْ وُلْدِ فَاطِمَهَ فَلاَ تَقْرَبُهَا السِّبَاعُ فَقَالَ لَهَا:مَا تَقُولِینَ؟قَالَتْ:إِنَّهُ یُرِیدُ قَتْلِی، قَالَ:فَهَهُنا جَمَاعَهٌ مِنْ وُلْدِ الْحَسَنِ وَ الْحُسَیْنِ،فَأَنْزِلْ مَنْ شِئْتَ مِنْهُمْ قَالَ:فَوَ اللَّهِ لَقَدْ تَغَیَّرَتْ وُجُوهُ الْجَمِیعِ فَقَالَ بَعْضُ الْمُبْغِضِینَ:هُوَ یُحِیلُ عَلَی غَیْرِهِ وَ لِمَ لاَ یَکُونُ هُوَ؟ فَمَالَ الْمُتَوَکِّلُ إِلَی ذَلِکَ رَجَاءَ أَنْ یَذْهَبَ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَکُونَ لَهُ فِی أَمْرِهِ صُنْعٌ،فَقَالَ لَهُ:

یَا أَبَا الْحَسَنِ لِمَ لاَ تَکُونُ أَنْتَ ذَلِکَ؟قَالَ:ذَلِکَ إِلَیْکَ قَالَ:فَافْعَلْ قَالَ:أَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ أُتِیَ بِسُلَّمٍ وَ فَتَحَ عَنِ السِّبَاعِ،وَ کَانَتْ سِتَّهٌ مِنَ الْأَسَدِ،فَنَزَلَ الْإِمَامُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَیْهَا، فَلَمَّا وَصَلَ وَ جَلَسَ صَارَتِ الْأُسُودُ إِلَیْهِ وَ رَمَتْ بِأَنْفُسِهَا بَیْنَ یَدَیْهِ،وَ مَدَّتْ بِأَیْدِیهَا وَ وَضَعَتْ رُءُوسَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ،وَ جَعَلَ یَمْسَحُ عَلَی کُلِّ وَاحِدٍ مِنْهَا بِیَدِهِ،ثُمَّ یُشِیرُ إِلَیْهِ بِیَدِهِ بِالاِعْتِزَالِ،فَیَعْتَزِلُ نَاحِیَهً حَتَّی اعْتَزَلَتْ کُلُّهَا،وَ وَقَفَتْ بِإِزَائِهِ فَقَالَ لَهُ الْوَزِیرُ:مَا هَذَا صَوَاباً فَبَادَرَ بِإِخْرَاجِهِ مِنْ هُنَاکَ قَبْلَ أَنْ یَنْتَشِرَ خَبَرُهُ«اَلْحَدِیثَ»وَ فِیهِ أَنَّهُ خَرَجَ ثُمَّ أَمَرَ بِطَرْحِهَا لِلسِّبَاعِ فَأَقَرَّتْ ثُمَّ اسْتَوْهَبَتْهَا أُمُّ الْمُتَوَکِّلِ مِنْهُ (2).

44-قَالَ:وَ مِنْهَا أَنَّ أَحْمَدَ بْنَ هَارُونَ قَالَ: کُنْتُ جَالِساً أُعَلِّمُ غُلاَماً مِنْ غِلْمَانِهِ فِی مَفَازَهِ دَارِهِ،إِذْ دَخَلَ عَلَیْنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ رَاکِباً عَلَی فَرَسٍ لَهُ،فَقُمْنَا إِلَیْهِ فَسَبَقَنَا فَنَزَلَ قَبْلَ أَنْ نَدْنُوَ مِنْهُ،فَأَخَذَ عَنَانَ فَرَسِهِ بِیَدِهِ فَعَلَّقَهُ فِی طُنُبٍ مِنْ أَطْنَابِ الْمَفَازَهِ،ثُمَّ دَخَلَ فَجَلَسَ مَعَنَا،فَأَقْبَلَ عَلَیَّ وَ قَالَ:مَتَی رَأْیُکَ أَنْ تَنْصَرِفَ إِلَی الْمَدِینَهِ؟ فَقُلْتُ:اَللَّیْلَهَ،قَالَ:إِذَا نَکْتُبُ کِتَاباً تُوصِلُهُ مَعَکَ إِلَی فُلاَنٍ التَّاجِرِ.قُلْتُ:نَعَمْ قَالَ:

یَا غُلاَمُ هَاتِ الدَّوَاهَ وَ الْقِرْطَاسَ،فَخَرَجَ الْغُلاَمُ لِیَأْتِیَ بِهِمَا مِنْ دَارٍ أُخْرَی فَلَمَّا غَابَ الْغُلاَمُ صَهَلَ الْفَرَسُ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ،فَقَالَ لَهُ بِالْفَارِسِیَّهِ:مَا هَذَا الْقَلَقُ؟فَصَرَخَ الثَّانِیَهَ وَ ضَرَبَ بِیَدِهِ فَقَالَ بِالْفَارِسِیَّهِ:لِی حَاجَهٌ أُرِیدُ أَنْ أَکْتُبَ کِتَاباً إِلَی الْمَدِینَهِ فَاصْبِرْ حَتَّی أَفْرَغَ،فَصَهَلَ الثَّالِثَهَ فَقَالَ:اِذْهَبْ فَبُلْ هُنَاکَ وَ رُثْ وَ ارْجِعْ وَ قِفْ مَکَانَکَ،فَرَفَعَ الْفَرَسُ

ص:436


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 404/1،ح 10.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 404/1،ح 11.

رَأْسَهُ وَ أَخْرَجَ الْعَنَانَ مِنْ مَوْضِعِهِ ثُمَّ خَرَجَ إِلَی نَاحِیَهِ الْبُسْتَانِ حَتَّی لاَ یَرَاهُ أَحَدٌ فِی ظَهْرِ الْمَفَازَهِ،فَبَالَ وَ رَاثَ وَ عَادَ إِلَی مَکَانِهِ،فَدَخَلَنِی مِنْ ذَلِکَ مَا اللَّهُ بِهِ عَلِیمٌ،وَ وَسْوَسَ الشَّیْطَانُ فِی قَلْبِی.

فَقَالَ:یَا أَحْمَدُ لاَ یَعْظُمْ عَلَیْکَ مَا رَأَیْتَ إِنَّ مَا أَعْطَی اللَّهُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ أَعْظَمُ مِمَّا أَعْطَی دَاوُدَ وَ آلَ دَاوُدَ،قُلْتُ صَدَقَ ابْنُ رَسُولِ اللَّهِ فَمَا قَالَ لَکَ وَ مَا قُلْتُ لَهُ؟ فَقَالَ:قَالَ لِی الْفَرَسُ:قُمْ فَارْکَبْ إِلَی الْبَیْتِ حَتَّی تُفَرِّجَ عَنِّی قُلْتُ لَهُ:مَا هَذَا الْقَلَقُ؟ قَالَ قَدْ تَعِبْتُ قُلْتُ:لِی حَاجَهٌ أُرِیدُ أَنْ أَکْتُبَ کِتَاباً إِلَی الْمَدِینَهِ،فَإِذَا فَرَغْتُ رَکِبْتُکَ قَالَ:إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَرُوثَ وَ أَبُولَ وَ أَکْرَهُ أَنْ أَفْعَلَ ذَلِکَ بَیْنَ یَدَیْکَ!فَقُلْتُ:اِذْهَبْ إِلَی نَاحِیَهِ الْبُسْتَانِ فَافْعَلْ مَا أَرَدْتَ ثُمَّ عُدْ إِلَی مَکَانِکَ،فَفَعَلَ الَّذِی رَأَیْتَ،ثُمَّ أَقْبَلَ الْغُلاَمُ وَ الدَّوَاهُ وَ الْقِرْطَاسُ مَعَهُ وَ قَدْ غَابَتِ الشَّمْسُ،فَوَضَعَهَا بَیْنَ یَدَیْهِ فَأَخَذَ فِی الْکِتَابَهِ حَتَّی أُظْلِمَ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَهُ فَلَمْ أَرَ الْکِتَابَ وَ ظَنَنْتُ أَنَّهُ أَصَابَهُ مِثْلُ مَا أَصَابَنِی،فَقُلْتُ لِلْغُلاَمِ:

قُمْ هَاتِ شَمْعَهً مِنَ الدَّارِ حَتَّی یُبْصِرَ مَوْلاَکَ کَیْفَ یَکْتُبَ،فَهَمَّ الْغُلاَمُ لِیَمْضِیَ،فَقَالَ:

لَیْسَ لِی إِلَی ذَلِکَ حَاجَهٌ،ثُمَّ کَتَبَ کِتَاباً طَوِیلاً إِلَی أَنْ غَابَ الشَّفَقُ،ثُمَّ قَطَعَهُ فَقَالَ لِلْغُلاَمِ:أَصْلِحْهُ فَأَخَذَ الْغُلاَمُ الْکِتَابَ وَ خَرَجَ مِنَ الْمَفَازَهِ لِیُصْلِحَهُ،ثُمَّ عَادَ إِلَیْهِ وَ نَاوَلَهُ إِیَّاهُ لِیَخْتِمَهُ فَخَتَمَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یَنْظُرَ فِی خَتْمِهِ،وَ هَلِ الْخَاتَمُ مَقْلُوبٌ أَوْ غَیْرُ مَقْلُوبٍ؟ فَنَاوَلَنِی الْکِتَابَ فَقُمْتُ لِأَذْهَبَ،فَعَرَضَ فِی قَلْبِی قَبْلَ أَنْ أَخْرُجَ مِنَ الْمَفَازَهِ أُصَلِّی قَبْلَ أَنْ آتِیَ الْمَدِینَهَ،فَقَالَ:یَا أَحْمَدُ صَلِّ الْمَغْرِبَ وَ الْعِشَاءَ الْآخِرَهَ فِی مَسْجِدِ الرَّسُولِ،ثُمَّ اطْلُبِ الرَّجُلَ فِی الرَّوْضَهِ فَإِنَّکَ تُوَافِقُهُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ قَالَ:فَخَرَجْتُ مُبَادِراً فَأَتَیْتُ الْمَسْجِدَ وَ قَدْ نُودِیَ لِلْعِشَاءِ الْآخِرَهِ فَصَلَّیْتُ الْمَغْرِبَ،ثُمَّ صَلَّیْتُ مَعَهُمْ الْعَتَمَهَ،وَ طَلَبْتُ الرَّجُلَ فِی الْمَوْضِعِ الَّذِی أَمَرَنِی بِهِ،فَوَجَدْتُهُ وَ أَعْطَیْتُهُ الْکِتَابَ،فَأَخَذَهُ وَ فَضَّهُ لِیَقْرَأَهُ فَلَمْ یَسْتَبِنْ قِرَاءَتَهُ فِی ذَلِکَ الْوَقْتِ،فَدَعَا بِسِرَاجٍ فَأَخَذْتُهُ فَقَرَأْتُهُ عَلَیْهِ فِی السِّرَاجِ بِالْمَسْجِدِ فَإِذَا خَطٌّ مُسْتَوٍ لَیْسَ حَرْفٌ مُلْتَصِقاً بِحَرْفٍ،وَ إِذَا الْخَاتَمُ مُسْتَوٍ لَیْسَ بِمَقْلُوبٍ «اَلْحَدِیثَ» (1).

45-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ أَبِی سُلَیْمَانَ قَالَ:حَدَّثَنِی ابْنُ أُورَمَهَ قَالَ:

خَرَجْتُ أَیَّامَ الْمُتَوَکِّلِ إِلَی سُرَّ مَنْ رَأَی،وَ دَخَلْتُ عَلَی سَعِیدٍ الْحَاجِبِ وَ قَدْ دَفَعَ الْمُتَوَکِّلُ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَیْهِ لِیَقْتُلَهُ،فَلَمَّا دَخَلْتُ عَلَیْهِ قَالَ:أَ تُحِبُّ أَنْ تَنْظُرَ إِلَی إِلَهِکَ؟قَالَ:قُلْتُ:سُبْحَانَ اللَّهِ إِلَهِی لاَ تُدْرِکُهُ الْأَبْصَارُ!قَالَ:هَذَا الَّذِی تَزْعُمُونَ أَنَّهُ

ص:437


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 408/1،ح 14.

إِمَامُکُمْ؟قُلْتُ:مَا أَکْرَهُ ذَلِکَ قَالَ:قَدْ أَمَرَنِی الْمُتَوَکِّلُ بِقَتْلِهِ وَ أَنَا فَاعِلُهُ غَداً وَ عِنْدَهُ صَاحِبُ الْبَرِیدِ،فَقَالَ:إِذَا خَرَجَ فَادْخُلْ إِلَیْهِ فَلَمْ أَلْبَثْ أَنْ خَرَجَ فَقَالَ لِیَ ادْخُلْ فَدَخَلْتُ الدَّارَ الَّتِی کَانَ فِیهَا مَحْبُوساً فَإِذَا بِحِیَالِهِ قَبْرٌ یُحْفَرُ،فَدَخَلْتُ وَ سَلَّمْتُ وَ بَکَیْتُ بُکَاءً شَدِیداً فَقَالَ:مَا یُبْکِیکَ؟قُلْتُ:لِمَا أَرَی!قَالَ لاَ تَبْکِ لِذَلِکَ فَإِنَّهُ لاَ یَتِمُّ لَهُمْ ذَلِکَ فَسَکَنَ مَا کَانَ بِی فَقَالَ:إِنَّهُ لاَ یَلْبَثُ أَکْثَرَ مِنْ یَوْمَیْنِ حَتَّی یَسْفِکَ اللَّهُ دَمَهُ وَ دَمَ صَاحِبِهِ الَّذِی رَأَیْتَهُ،قَالَ:وَ اللَّهِ مَا مَضَی غَیْرُ یَوْمَیْنِ حَتَّی قُتِلَ«اَلْحَدِیثَ» (1).

وَ رَوَاهُ ابْنُ طَاوُسٍ فِی کِتَابِ جَمَالِ الْأُسْبُوعِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الْخَرَائِجِ وَ الْجَرَائِحِ مِثْلَهُ .

46-قَالَ: وَ مِنْهَا حَدِیثُ تَلِّ الْمَخَالِی وَ ذَلِکَ أَنَّ الْمُتَوَکِّلَ.وَ قِیلَ الْوَاثِقُ.أَمَرَ الْعَسْکَرَ وَ هُمْ تِسْعُونَ أَلْفَ فَارِسٍ مِنَ الْأَتْرَاکِ السَّاکِنِینَ بِسُرَّمَنْ رَأَی أَنْ یَمْلَأَ کُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ مِخْلاَهَ فَرَسِهِ مِنَ الطِّینِ الْأَحْمَرِ،وَ یَجْعَلُوا بَعْضَهُ عَلَی بَعْضٍ فِی وَسَطِ بَرِّیَّهٍ وَاسِعَهٍ هُنَاکَ فَفَعَلُوا فَلَمَّا صَارَ مِثْلَ جَبَلٍ عَظِیمٍ،صَعِدَ فَوْقَهُ وَ اسْتَدْعَی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَالَ:اِسْتَحْضَرْتُکَ لِنَظَارَهِ خُیُولِی،وَ قَدْ کَانَ أَمَرَهُمْ أَنْ یَلْبَسُوا التَّجَافِیفَ وَ یَحْمِلُوا الْأَسْلِحَهَ وَ قَدْ عَرَضُوا بِأَحْسَنِ زِینَهٍ وَ أَتَمِّ عُدَّهٍ وَ أَعْظَمِ هَیْئَهٍ،وَ کَانَ غَرَضَهُ أَنْ یَکْسِرَ قَلْبَ کُلِّ مَنْ یَخْرُجُ عَلَیْهِ،وَ کَانَ خَوْفُهُ مِنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنْ یَأْمُرَ أَحَداً مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ أَنْ یَخْرُجَ عَلَی الْخَلِیفَهِ،فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ هَلْ تُرِیدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَیْکَ عَسْکَرِی؟قَالَ:نَعَمْ قَالَ:فَدَعَا اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَ تَعَالَی،فَإِذَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ مِنْ الْمَشْرِقِ إِلَی الْمَغْرِبِ مَلاَئِکَهٌ مُدَجَّجُونَ،فَغُشِیَ عَلَی الْخَلِیفَهِ فَقَالَ لَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ لَمَّا أَفَاقَ مِنْ غَشْیَتِهِ:نَحْنُ لاَ نُنَافِسُکُمْ فِی أَمْرِ الدُّنْیَا فَنَحْنُ مُشْتَغِلُونَ بِأَمْرِ الْآخِرَهِ فَلاَ عَلَیْکَ مِنِّی مِمَّا تَظُنُّ بَأْسٌ (2).

47-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی مُحَمَّدٌ الْبَصْرِیُّ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ خَالِ شِبْلٍ کَاتِبِ إِبْرَاهِیمَ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: کُنَّا أَجْرَیْنَا ذِکْرَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا أَبَا مُحَمَّدٍ لَمْ أَکُنْ فِی شَیْ ءٍ مِنْ هَذَا الْأَمْرِ وَ کُنْتُ أَعِیبُ عَلَی أَخِی وَ عَلَی أَهْلِ هَذَا الْقَوْلِ عَیْباً شَدِیداً بِالذَّمِّ وَ الشَّتْمِ،إِلَی أَنْ کُنْتُ فِی وَفْدِ الَّذِینَ أَوْفَدَ الْمُتَوَکِّلُ إِلَی الْمَدِینَهِ فِی إِحْضَارِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَخَرَجْنَا مِنَ الْمَدِینَهِ فَلَمَّا خَرَجَ وَ صِرْنَا فِی بَعْضِ الطَّرِیقِ طَوَیْنَا الْمَنْزِلَ،وَ کَانَ یَوْماً صَائِفاً شَدِیدَ الْحَرِّ،فَسَأَلْنَاهُ أَنْ یَنْزِلَ فَقَالَ:لاَ فَخَرَجْنَا وَ لَمْ نَطْعَمْ

ص:438


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 412/1،ح 17.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 414/1،ح 19.

وَ لَمْ نَشْرَبُ،فَلَمَّا اشْتَدَّ الْحَرُّ وَ الْجُوعُ وَ الْعَطَشُ وَ نَحْنُ إِذْ ذَاکَ فِی أَرْضٍ مَلْسَاءَ لاَ نَرَی بِهَا شَیْئاً مِنَ الظِّلِّ وَ الْمَاءِ،فَجَعَلْنَا نُشْخِصُ بِأَبْصَارِنَا نَحْوَهُ،قَالَ:وَ مَا لَکُمْ أَظُنُّکُمْ جِیَاعاً وَ قَدْ عَطِشْتُمْ؟فَقُلْنَا:إِی وَ اللَّهِ یَا سَیِّدَنَا قَدْ عَیِینَا قَالَ:عَرِّسُوا وَ کُلُوا وَ اشْرَبُوا، فَتَعَجَّبْتُ مِنْ قَوْلِهِ وَ نَحْنُ فِی صَحْرَاءَ مَلْسَاءَ لاَ نَرَی فِیهَا شَیْئاً نَسْتَرِیحُ إِلَیْهِ وَ لاَ مَاءً وَ لاَ ظِلاًّ،فَقَالَ:عَرِّسُوا فَابْتَدَرْتُ إِلَی الْقِطَارِ لِأُنِیخَ،ثُمَّ الْتَفَتُّ فَإِذَا أَنَا بِشَجَرَتَیْنِ عَظِیمَتَیْنِ یَسْتَظِلُّ تَحْتَهُمَا عَالَمٌ مِنَ النَّاسِ،وَ کُنْتُ أَعْرِفُ مَوْضِعَهُمَا أَنَّهُ أَرْضٌ بَرَاحٌ قَفْرٌ وَ إِذَا أَنَا بِعَیْنٍ تَسِیحُ عَلَی وَجْهِ الْأَرْضِ أَعْذَبِ مَاءٍ وَ أَبْرَدِهِ،فَنَزَلْنَا وَ أَکَلْنَا وَ شَرِبْنَا وَ اسْتَرَحْنَا،وَ إِنَّ فِینَا مَنْ سَلَکَ تِلْکَ الطَّرِیقَ مِرَاراً،فَوَقَعَ فِی قَلْبِی ذَلِکَ الْوَقْتَ أَعَاجِیبُ،وَ جَعَلْتُ أَحُدُّ النَّظَرَ إِلَیْهِ وَ أَتَأَمَّلُهُ طَوِیلاً،فَتَبَسَّمَ وَ طَوَی وَجْهَهُ عَنِّی فَقُلْتُ فِی نَفْسِی:وَ اللَّهِ لَأَعْرِفَنَّ هَذَا کَیْفَ هُوَ؟فَأَتَیْتُ مِنْ وَرَاءِ الشَّجَرَهِ وَ دَفَنْتُ سَیْفِی،وَ جَعَلْتُ عَلَیْهِ حَجَرَیْنِ وَ تَغَوَّطْتُ فِی ذَلِکَ الْمَوْضِعِ وَ تَهَیَّأْتُ لِلصَّلاَهِ،فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:اِسْتَرَحْتُمْ قُلْنَا:نَعَمْ قَالَ:فَارْتَحِلُوا عَلَی اسْمِ اللَّهِ فَارْتَحَلْنَا،فَلَمَّا أَنْ سِرْنَا سَاعَهً رَجَعْتُ عَلَی الْأَثَرِ فَأَتَیْتُ الْمَوْضِعَ وَ وَجَدْتُ الْأَثَرَ وَ السَّیْفَ،کَمَا وَضَعْتُهُ وَ الْعَلاَمَهَ،فَکَأَنَّ اللَّهَ لَمْ یَخْلُقْ ثَمَّ شَجَرَهً وَ لاَ مَاءً وَ لاَ ظِلاًّ وَ لاَ بَلَلاً،فَتَعَجَّبْتُ وَ رَفَعْتُ یَدَیَّ إِلَی السَّمَاءِ وَ سَأَلْتُ اللَّهَ تَعَالَی الثَّبَاتَ عَلَی الْمَحَبَّهِ لَهُ وَ الْإِیمَانَ بِهِ وَ أَخَذْتُ الْأَثَرَ فَلَحِقْتُ الْقَوْمَ،فَالْتَفَتَ إِلَیَّ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا أَبَا الْعَبَّاسِ فَعَلْتَهَا؟قُلْتُ:نَعَمْ یَا سَیِّدِی لَقَدْ کُنْتُ شَاکّاً فَأَصْبَحْتُ وَ أَنَا عِنْدَ نَفْسِی مِنْ أَغْنَی النَّاسِ بِکَ فِی الدُّنْیَا وَ الْآخِرَهِ،فَقَالَ:هُوَ کَذَلِکَ هُمْ مَعْدُودُونَ مَعْلُومُونَ لاَ یَزِیدُ رَجُلٌ وَ لاَ یَنْقُصُ رَجُلٌ (1).

48-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی أَبُو سَعِیدٍ سَهْلُ بْنُ زِیَادٍ قَالَ:حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ فَضْلُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ الْکَاتِبُ وَ نَحْنُ فِی دَارِهِ بِسُرَّ مَنْ رَأَی،فَجَرَی ذِکْرُ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ:یَا بَا سَعِیدٍ إِنِّی أُحَدِّثُکَ بِشَیْ ءٍ حَدَّثَنِی بِهِ أَبِی قَالَ: کُنَّا عِنْدَ الْمُعْتَزِّ وَ کَانَ أَبِی کَاتِبَهُ،فَدَخَلْنَا الدَّارَ وَ إِذَا الْمُتَوَکِّلُ عَلَی سَرِیرِهِ قَاعِدٌ،فَسَلَّمَ الْمُعْتَزُّ وَ وَقَفَ فَوَقَفْتُ خَلْفَهُ،وَ کَانَ إِذَا دَخَلَ عَلَیْهِ رَحَّبَ بِهِ وَ أَمَرَهُ بِالْقُعُودِ،فَأَطَالَ الْقِیَامَ وَ جَعَلَ یَرْفَعُ رِجْلاً وَ یَضَعُ أُخْرَی وَ هُوَ لاَ یَأْذَنَ لَهُ بِالْقُعُودِ وَ رَأَیْتُ وَجْهَهُ یَتَغَیَّرْ سَاعَهً بَعْدَ أُخْرَی وَ یُقْبِلُ عَلَی الْفَتْحِ بْنِ خَاقَانَ وَ یَقُولُ:هَذَا الَّذِی تَقُولُ فِیهِ مَا تَقُولُ!وَ یَرُدُّ عَلَیَّ الْقَوْلَ وَ الْفَتْحُ مُقْبِلٌ عَلَیْهِ یُسْکِتُهُ وَ یَقُولُ:مَکْذُوبٌ عَلَیْهِ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ هُوَ یَتَلَظَّی وَ یَقُولُ:وَ اللَّهِ لَأَقْتُلَنَّ هَذَا الْمُرَائِیَ الزِّنْدِیقَ وَ هَذَا الَّذِی یَدَّعِی الْکَذِبَ وَ یَطْعَنُ فِی دَوْلَتِی

ص:439


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 415/1،ح 20.

وَ قَالَ:جِیئُوا بِأَرْبَعَهٍ مِنْ الْخَزَرِ الْجِلاَفِ لاَ یَفْقَهُونَ،فَجِیءَ بِهِمْ وَ دَفَعَ إِلَیْهِمْ أَرْبَعَهَ أَسْیَافٍ وَ أَمَرَهُمْ أَنْ یُرَطِّنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ إِذَا دَخَلَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،وَ أَنْ یُقْبِلُوا عَلَیْهِ بِأَسْیَافِهِمْ فَیَخْبِطُوهُ،وَ هُوَ یَقُولُ:وَ اللَّهِ لَأُحْرِقَنَّهُ بَعْدَ الْقَتْلِ،وَ أَنَا مُنْتَصِبٌ قَائِمٌ خَلْفَ الْمُعْتَزِّ مِنْ وَرَاءِ السِّتْرِ،فَمَا عَلِمْتُ إِلاَّ بِأَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَدْ دَخَلَ وَ قَدْ بَادَرَ النَّاسُ قُدَّامَهُ،وَ قَالُوا جَاءَ فَالْتَفَتُّ وَ إِذَا أَنَا بِهِ وَ شَفَتَاهُ تَتَحَرَّکَانِ وَ هُوَ غَیْرُ مُکْتَرِثٍ وَ لاَ جَازِعٍ، فَلَمَّا بَصُرَ بِهِ الْمُتَوَکِّلُ رَمَی بِنَفْسِهِ عَنِ السَّرِیرِ إِلَیْهِ وَ سَبَقَهُ،فَانْکَبَّ عَلَیْهِ فَقَبَّلَ بَیْنَ عَیْنَیْهِ وَ یَدَیْهِ وَ سَیْفَهُ بِیَدِهِ،وَ هُوَ یَقُولُ:یَا سَیِّدِی یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ یَا خَیْرَ خَلْقِ اللَّهِ،یَا ابْنَ عَمِّی یَا مَوْلاَیَ یَا أَبَا الْحَسَنِ وَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَقُولُ:أُعِیذُکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ بِاللَّهِ أَعْفِنِی مِنْ هَذَا،فَقَالَ:مَا جَاءَ بِکَ یَا سَیِّدِی فِی هَذَا الْوَقْتِ؟قَالَ:جَاءَنِی رَسُولُکَ فَقَالَ:اَلْمُتَوَکِّلُ یَدْعُوکَ فَقَالَ:کَذَبَ ابْنُ الْفَاعِلَهِ ارْجِعْ یَا سَیِّدِی مِنْ حَیْثُ أَتَیْتَ،یَا فَتْحُ یَا عُبَیْدَ اللَّهِ یَا مُعْتَزُّ شَیِّعُوا سَیِّدَکُمْ وَ سَیِّدِی،فَلَمَّا بَصُرُوا بِهِ الْخَزَرُ خَرُّوا سُجَّداً مُذْعِنِینَ،فَلَمَّا خَرَجَ دَعَاهُمُ الْمُتَوَکِّلُ وَ قَالَ لِلتَّرْجُمَانِ:أَخْبِرْنِی بِمَا یَقُولُونَ،ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:لِمَ لَمْ تَفْعَلُوا مَا أَمَرْتُکُمْ بِهِ؟قَالُوا:شِدَّهُ هَیْبَتِهِ،رَأَیْنَا حَوْلَهُ أَکْثَرَ مِنْ مِائَهِ سَیْفٍ لَمْ نَقْدِرْ أَنْ نَتَأَمَّلَهُمْ فَمَنَعَنَا ذَلِکَ مِمَّا أَمَرْتَنَا بِهِ،وَ امْتَلَأَتْ قُلُوبُنَا مِنْ ذَلِکَ رُعْباً،فَقَالَ الْمُتَوَکِّلُ:یَا فَتْحُ هَذَا صَاحِبُکَ.وَ ضَحِکَ فِی وَجْهِ الْفَتْحِ وَ ضَحِکَ الْفَتْحُ فِی وَجْهِهِ.وَ قَالَ:اَلْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی بَیَّضَ وَجْهَهُ وَ أَنَارَ حُجَّتَهُ (1).

49-قَالَ:وَ مِنْهَا مَا رَوَی عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِیمَ الطَّائِفِیِّ قَالَ: مَرِضَ الْمُتَوَکِّلُ مِنْ خُرَاجٍ خَرَجَ بِهِ،فَلَمْ یَجْسُرْ أَحَدٌ أَنْ یَمَسَّهُ بِحَدِیدَهٍ وَ قَدْ أَشْرَفَ عَلَی الْمَوْتِ،فَنَذَرَتْ أُمُّهُ أَنْ تَحْمِلَ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ مَالاً جَزِیلاً مِنْ مَالِهَا،فَقَالَ لَهُ الْفَتْحُ بْنُ خَاقَانَ:قَدْ عَجَزَتِ الْأَطِبَّاءُ لَوْ بَعَثْتَ إِلَی هَذَا الرَّجُلِ یَعْنِی أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فَسَأَلْتَهُ فَرُبَّمَا کَانَ عِنْدَهُ حِیلَهٌ یُفَرِّجُ اللَّهُ بِهَا عَنْکَ،فَقَالَ:اِبْعَثُوا إِلَیْهِ،فَمَضَی الرَّسُولُ وَ رَجَعَ فَقَالَ:قَالَ:خُذُوا کُسْبَ الْغَنَمِ فَدِیفُوهُ بِمَاءِ وَرْدٍ،وَ ضَعُوهُ عَلَی الْخُرَاجِ،فَإِنَّهُ نَافِعٌ بِإِذْنِ اللَّهِ فَهَزِئَتِ الْأَطِبَّاءُ!فَقَالَ الْفَتْحُ:وَ هَلْ یَضُرُّ ذَلِکَ؟قَالُوا:لاَ وَ لَکِنْ لاَ یَنْفَعُ، فَقَالَ:وَ اللَّهِ لَأَرْجُوَنَّ فِیهِ الصَّلاَحَ،فَأُحْضِرَ الْکُسْبُ وَ دِیفَ بِمَاءِ الْوَرْدِ وَ وُضِعَ عَلَی الْخُرَاجِ فَانْفَتَحَ وَ خَرَجَ مَا کَانَ فِیهِ،وَ بُشِّرَتْ أُمُّ الْمُتَوَکِّلِ بِعَافِیَتِهِ،فَحَمَلَتْ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَشْرَهَ آلاَفِ دِینَارٍ تَحْتَ خَتْمِهَا،اَلْحَدِیثَ وَ فِیهِ إِعْجَازٌ آخَرُ (2).

ص:440


1- (1) الخرائج و الجرائح:ج 417/1،ح 21.
2- (2) الخرائج و الجرائح:ج 677/2،ح 8.

و روی علی بن عیسی فی کشف الغمه جمله من هذه الأحادیث نقلا من کتاب الخرائج:

الفصل الثامن

50-وَ رَوَی رَجَبٌ الْحَافِظُ الْبُرْسِیُّ فِی کِتَابِ مَشَارِقِ أَنْوَارِ الْیَقِینِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیِّ وَ مُحَمَّدِ الطَّلْحِیِّ قَالاَ: حَمَلْنَا مَالاً مِنْ خُمْسٍ وَ نُذُورٍ وَ هَدَایَا وَ جَوَاهِرَ اجْتَمَعَتْ فِی قُمْ وَ بِلاَدِهَا،وَ خَرَجْنَا نُرِیدُ بِهَا سَیِّدَنَا أَبَا الْحَسَنِ الْهَادِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَجَاءَنَا رَسُولُهُ فِی الطَّرِیقِ أَنِ ارْجِعُوا فَلَیْسَ هَذَا وَقْتَ الْوُصُولِ إِلَیْنَا،فَرَجَعْنَا إِلَی قُمْ وَ أَحْرَزْنَا مَا کَانَ عِنْدَنَا،فَجَاءَنَا أَمْرُهُ بَعْدَ أَیَّامٍ أَنْ أَنْفَذْنَا إِلَیْکُمْ إِبِلاً غَبْرَاءَ فَاحْمِلُوا عَلَیْهَا مَا عِنْدَکُمْ وَ خَلُّوا سَبِیلَهَا،قَالَ:فَحَمَلْنَاهَا وَ أَوْدَعْنَاهَا اللَّهَ،فَلَمَّا کَانَ مِنْ قَابِلٍ قَدِمْنَا عَلَیْهِ فَقَالَ:

انْظُرُوا إِلَی مَا حَمَلْتُمْ إِلَیْنَا فَنَظَرْنَا فَإِذَا الْمَنَائِحُ کَمَا هِیَ (1).

الفصل التاسع

51-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ عِیسَی الْأَرْبِلِیُّ فِی کِتَابِ کَشْفِ الْغُمَّهِ نَقْلاً مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ لِلْحِمْیَرِیِّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْوَشَّاءِ عَنْ أُمِّ مُحَمَّدٍ مَوْلاَهِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَتْ: جَاءَ أَبُو الْحَسَنِ قَدْ رَعِبَ حَتَّی جَلَسَ فِی حَجْرِ أُمِّ أَبِیهَا بِنْتِ مُوسَی،فَقَالَتْ لَهُ:مَا لَکَ؟فَقَالَ لَهَا:مَاتَ أَبِی وَ اللَّهِ السَّاعَهَ،فَقَالَتْ لَهُ:لاَ تَقُلْ هَذَا،فَقَالَ:هُوَ وَ اللَّهِ مَا أَقُولُ لَکَ قَوْلٌ:فَکَتَبْنَا ذَلِکَ الْیَوْمَ فَجَاءَتْ وَفَاهُ أَبِی جَعْفَرٍ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ (2).

52-قَالَ:وَ کَتَبَ إِلَیْهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مُصْعَبٍ الْمَدَائِنِیُّ یَسْأَلُهُ عَنِ السُّجُودِ عَلَی الزُّجَاجِ؟قَالَ: فَلَمَّا نَفَذَ الْکِتَابُ حَدَّثَتْ نَفْسِی أَنَّهُ مِمَّا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ وَ أَنَّهُمْ قَالُوا:لاَ بَأْسَ بِالسُّجُودِ عَلَی مَا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ؟قَالَ:فَجَاءَ الْجَوَابُ:لاَ تَسْجُدُ عَلَیْهِ وَ إِنْ حَدَّثَتْکَ نَفْسُکَ أَنَّهُ مِمَّا أَنْبَتَتِ الْأَرْضُ فَإِنَّهُ مِنَ الرَّمْلِ وَ الْمِلْحِ وَ الْمِلْحُ مَسْخٌ (3).

53-قَالَ:وَ حَدَثَ مُحَمَّدُ بْنُ شَرَفٍ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَمْشِی بِالْمَدِینَهِ فَقَالَ لِی أَ لَسْتَ ابْنَ شَرَفٍ؟قُلْتُ:بَلَی فَأَرَدْتُ أَنْ أَسْأَلَهُ عَنْ مَسْأَلَهٍ،فَابْتَدَأَنِی مِنْ غَیْرِ أَنْ أَسْأَلَهُ فَقَالَ:نَحْنُ عَلَی قَارِعَهِ الطَّرِیقِ وَ لَیْسَ هَذَا مَوْضِعَ مَسْأَلَهٍ (4).

54-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَغْدَادِیِّ قَالَ: کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنَّ

ص:441


1- (1) بحار الأنوار:ج 185/50،ح 62.
2- (2) کشف الغمّه:ج 177/3.
3- (3) کشف الغمّه:ج 178/3.
4- (4) کشف الغمّه:ج 178/3.

لَنَا حَانُوتَیْنِ خَلَّفَهُمَا لَنَا وَالِدُنَا،وَ أَرَدْنَا بَیْعَهُمَا،وَ قَدْ عَسِرَ عَلَیْنَا ذَلِکَ فَادْعُ اللَّهَ لَنَا یَا سَیِّدَنَا أَنْ یَتَیَسَّرْ لَنَا بَیْعُهُمَا بِأَصْلَحِ الثَّمَنِ،وَ یَجْعَلَ لَنَا فِی ذَلِکَ الْخِیَرَهَ،فَلَمْ یُجِبْهُمَا بِشَیْ ءٍ وَ انْصَرَفَ إِلَی بَغْدَادَ وَ الْحَانُوتَانِ قَدِ احْتَرَقَا (1).

55-وَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِنَّ لِی حَمْلاً فَادْعُ اللَّهَ لِی أَنْ یَجْعَلَهُ ابْناً،فَکَتَبَ إِلَیَّ إِذَا وُلِدَ لَکَ ابْنٌ فَسَمِّهِ مُحَمَّداً،قَالَ:فَوُلِدَ ابْنٌ وَ سَمَّیْتُهُ مُحَمَّداً (2).

56-قَالَ: وَ کَانَ لِیَحْیَی بْنِ زَکَرِیَّا حَمْلٌ،فَکَتَبَ إِلَیْهِ إِنَّ لِی حَمْلاً فَادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی ابْناً،فَکَتَبَ إِلَیْهِ:رُبَّ ابْنَهٍ خَیْرٌ مِنْ ابْنٍ فَوُلِدَتْ لَهُ ابْنَهٌ (3).

57-وَ عَنْ أَیُّوبَ بْنِ نُوحٍ قَالَ: کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ.وَ قَدْ تَعَرَّضَ لِی جَعْفَرُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ الْقَاضِی،وَ کَانَ یُؤْذِینِی بِالْکُوفَهِ-أَشْکُو إِلَیْهِ مَا یَنَالُنِی مِنْهُ مِنْ الْأَذَی،فَکَتَبَ إِلَیَّ تُکْفَی أَمْرَهُ إِلَی شَهْرَیْنِ،فَعُزِلَ عَنِ الْکُوفَهِ فِی شَهْرَیْنِ وَ اسْتَرَحْتُ مِنْهُ (4).

58-وَ عَنْ فَتْحِ بْنِ یَزِیدَ الْجُرْجَانِیِّ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّهُ قَالَ: یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ أَ تَأْذَنُ أَنْ أَسْأَلَکَ عَنْ مَسْأَلَهٍ؟فَقَالَ:إِنَّ الَّذِی اخْتَلَجَ فِی صَدْرِکَ إِنْ شَاءَ الْعَالِمُ أَنْبَأَکَ بِهِ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَخْبَرَهُ بِالْمَسْأَلَهِ وَ جَوَابِهَا،ثُمَّ أَخْبَرَهُ مَرَّهً أُخْرَی بِمَا خَطَرَ بِخَاطِرِهِ وَ أَجَابَهُ عَنْهُ (5).

59-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الرَّیَّانِ بْنِ الصَّلْتِ،قَالَ: کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَسْتَأْذِنُهُ فِی کَیْدِ عَدُوٍّ لَمْ یُمْکِنْ کَیْدُهُ،فَنَهَانِی عَنْ ذَلِکَ،وَ قَالَ کَلاَماً مَعْنَاهُ تُکْفَاهُ، فَکُفِیتُهُ وَ اللَّهِ أَحْسَنَ کِفَایَهٍ،ذَلَّ وَ افْتَقَرَ وَ مَاتَ أَسْوَأَ النَّاسِ حَالاً فِی دُنْیَاهُ وَ دِینِهِ (6).

60-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْحَجَّالِ قَالَ: کَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَا فِی خِدْمَتِکَ وَ أَصَابَتْنِی عِلَّهٌ فِی رِجْلِی لاَ أَقْدِرُ عَلَی النُّهُوضِ وَ الْقِیَامِ بِمَا یَجِبُ،فَإِنْ رَأَیْتَ أَنْ تَدْعُوَ اللَّهَ أَنْ یَکْشِفَ عَلَیَّ[إِلَی أَنْ قَالَ]:فَوَقَّعَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:کَشَفَ اللَّهُ عَنْکَ وَ عَنْ أَبِیکَ،وَ کَانَ بِأَبِی عِلَّهٌ وَ لَمْ أَکْتُبْ لَهُ فِیهَا،فَدَعَا لَهُ ابْتِدَاءً (7).

61-وَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَهْزِیَارَ قَالَ: بَعَثْتُ غُلاَماً لِی إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ کَانَ

ص:442


1- (1) کشف الغمّه:ج 178/3.
2- (2) کشف الغمّه:ج 179/3.
3- (3) کشف الغمّه:ج 179/3.
4- (4) کشف الغمّه:ج 179/3.
5- (5) کشف الغمّه:ج 180/3.
6- (6) کشف الغمّه:ج 182/3.
7- (7) کشف الغمّه:ج 182/3.

صَقْلاَبِیّاً قَالَ:فَرَجَعَ الْغُلاَمُ إِلَیَّ مُتَعَجِّباً فَقُلْتُ:مَا لَکَ یَا بُنَیَّ؟فَقَالَ:وَ کَیْفَ لاَ أَعْجَبُ مَا زَالَ یُکَلِّمُنِی بِالصَّقْلاَبِیَّهِ حَتَّی کَأَنَّهُ وَاحِدٌ مِنَّا (1).هَذَا مَا نَقَلَهُ عَلِیُّ بْنُ عِیسَی مِنْ کِتَابِ الدَّلاَئِلِ.

62-وَ نَقَلَ مِنْ کِتَابِ الرَّاوَنْدِیُّ فِی مُعْجِزَاتِ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ قَالَ: أَتَاهُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَیْتِهِ اسْمُهُ مَعْرُوفٌ،وَ قَالَ:جِئْتُکَ وَ مَا أَذِنْتَ لِی فَقَالَ:مَا عَلِمْتُ بِکَ،وَ أُخْبِرْتُ بَعْدَ انْصِرَافِکَ أَنَّکَ ذَکَرْتَنِی بِمَا لاَ یَنْبَغِی،فَحَلَفَ مَا فَعَلْتُ وَ عَلِمَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ کَاذِبٌ،فَقَالَ:اَللَّهُمَّ إِنَّهُ حَلَفَ کَاذِباً فَانْتَقِمْ مِنْهُ فَمَاتَ مِنَ الْغَدِ (2).

الفصل العاشر

63-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُوسَی بْنِ طَاوُسٍ الْحُسَیْنِیُّ فِی کِتَابِ مُهَجِ الدَّعَوَاتِ عَنِ الْیَسَعِ بْنِ حَمْزَهَ عَنْ عَمْرِو بْنِ مَسْعَدَهَ وَزِیرِ الْمُعْتَصِمِ الْخَلِیفَهِ: أَنَّهُ جَارَ عَلَیَّ بِالْمَکْرُوهِ الْفَظِیعِ حَتَّی تَخَوَّفْتُهُ عَلَی إِرَاقَهِ دَمِی وَ فَقْرِ عَقِبِی،فَکَتَبْتُ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ الْعَسْکَرِیِّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَشْکُو إِلَیْهِ مَا حَلَّ بِی،فَکَتَبَ:لاَ رَوْعَ عَلَیْکَ وَ لاَ بَأْسَ فَادْعُ اللَّهَ بِهَذِهِ الْکَلِمَاتِ یُخَلِّصْکَ اللَّهُ وَشِیکاً مِمَّا وَقَعْتَ فِیهِ،قَالَ الْیَسَعُ:فَدَعَوْتُ اللَّهَ بِالْکَلِمَاتِ الَّتِی کَتَبَ إِلَیَّ سَیِّدِی بِهَا فِی صَدْرِ النَّهَارِ،فَوَ اللَّهِ مَا مَضَی شَطْرُهُ حَتَّی جَاءَنِی رَسُولُ عَمْرِو بْنِ مَسْعَدَهَ فَقَالَ:أَجِبِ الْوَزِیرَ فَنَهَضْتُ فَدَخَلْتُ عَلَیْهِ،فَلَمَّا بَصُرَ بِی تَبَسَّمَ وَ أَمَرَ بِالْحَدِیدِ فَفُکَّ عَنِّی،وَ الْأَغْلاَلِ فَحُلَّتْ عَنِّی وَ أَمَرَ لِی بِخَلْعَهٍ مِنْ فَاخِرِ ثِیَابِهِ،وَ أَتْحَفَنِی بِطِیبٍ ثُمَّ أَدْنَانِی وَ قَرَّبَنِی وَ جَعَلَ یُحَدِّثُنِی وَ یَعْتَذِرُ إِلَیَّ،وَ رَدَّ عَلَیَّ مَا کَانَ أَخَذَ مِنِّی وَ أَحْسَنَ رِفْدِی (3).

الفصل الحادی عشر

64-وَ فِی کِتَابِ عُیُونِ الْمُعْجِزَاتِ الْمَنْسُوبِ إِلَی السَّیِّدِ الْمُرْتَضَی عَنْ أَبِی جَعْفَرِ بْنِ جَرِیرٍ الطَّبَرِیِّ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَلَوِیِّ عَنْ هَاشِمِ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ صَاحِبَ الْعَسْکَرِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ قَدْ أُتِیَ بِأَکْمَهَ فَأَبْرَأَهُ وَ رَأَیْتُهُ یُهَیِّئُ مِنَ الطِّینِ کَهَیْئَهِ الطَّیْرِ ثُمَّ یَنْفُخُ فِیهِ فَیَطِیرُ،فَقُلْتُ لَهُ:لاَ فَرْقَ بَیْنَکَ وَ بَیْنَ عِیسَی؟فَقَالَ:أَنَا مِنْهُ وَ هُوَ مِنِّی (4).

ص:443


1- (1) کشف الغمه:ج 182/3.
2- (2) کشف الغمه:ج 187/3.
3- (3) مهج الدعوات:ص 324 ط.الأعلمی.
4- (4) عیون المعجزات:120.

65-وَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ دَعَا اللَّهَ وَ قَدْ مَاتَ حِمَارٌ رَجُلٍ خُرَاسَانِیٍّ فَأَحْیَاهُ اللَّهُ (1).

66-: وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّهُ أَجَابَ رَجُلاً أَرَادَ أَنْ یَسْأَلَهُ عَنْ بَیْضِ طَائِرٍ قَبْلَ أَنْ یَسْأَلَهُ،وَ قَالَ:لاَ تَأْکُلْ بَیْضَ الطَّائِرِ الْفُلاَنِیِّ فَإِنَّهُ مِنَ الْمُسُوخِ (2).

67-: وَ فِی حَدِیثٍ آخَرَ أَنَّ رَجُلاً کَتَبَ إِلَیْهِ یَسْأَلُهُ عَمَّا بَقِیَ مِنْ خِلاَفَهِ الْمُتَوَکِّلِ فَکَتَبَ إِلَیْهِ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِینَ دَأَباً إِلَی قَوْلِهِ:ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ سَبْعٌ شِدَادٌ،إِلَی قَوْلِهِ:ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ عَامٌ فِیهِ یُغَاثُ النَّاسُ،فَقُتِلَ فِی أَوَّلِ الْخَامِسَ عَشَرَ (3).

الفصل الثانی عشر

68-وَ رَوَی أَحْمَدُ بْنُ عَلِیِّ بْنِ الْعَبَّاسِ النَّجَاشِیُّ فِی کِتَابِ الرِّجَالِ قَالَ:أَخْبَرَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُؤَدِّبُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ یَحْیَی الْأَوْدِیِّ عَنْ رَجُلٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الرِّضَا عَلَیْهِ السَّلاَمُ[فِی حَدِیثٍ]قَالَ: کُنَّا جُلُوساً مَعَهُ عَلَی بَابِ دَارِهِ وَ هُوَ جَارُنَا بِسُرَّ مَنْ رَأَی نَجْلِسُ مَعَهُ کُلَّ عَشِیَّهٍ نَتَحَدَّثُ مَعَهُ،إِذْ مَرَّ عَلَیْنَا قَائِدٌ مِنْ دَارِ السُّلْطَانِ وَ مَعَهُ خِلَعٌ،وَ مَعَهُ جَمْعٌ کَثِیرٌ مِنَ الْقُوَّادِ وَ الرَّجَّالَهِ وَ الشَّاکِرِیَّهِ وَ غَیْرِهِمْ، فَلَمَّا رَآهُ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ وَثَبَ إِلَیْهِ وَ سَلَّمَ عَلَیْهِ وَ أَکْرَمَهُ،فَلَمَّا مَضَی قَالَ:هُوَ فَرِحٌ بِمَا هُوَ فِیهِ وَ هُوَ یُدْفَنُ قَبْلَ الصَّلاَهِ،فَعَجِبْنَا مِنْ ذَلِکَ وَ قُمْنَا مِنْ عِنْدِهِ،وَ قُلْنَا:هَذَا عِلْمُ الْغَیْبِ فَتَعَاهَدْنَا ثَلاَثَهً إِنْ لَمْ یَکُنْ مَا قَالَ أَنْ نَقْتُلَهُ وَ نَسْتَرِیحَ مِنْهُ فَإِنِّی فِی مَنْزِلِی وَ قَدْ صَلَّیْتُ الْفَجْرَ إِذْ سَمِعْتُ غَلَبَهً:فَقُمْتُ إِلَی الْبَابِ فَإِذَا خَلْقٌ کَثِیرٌ مِنَ الْجُنْدِ وَ غَیْرِهِمْ یَقُولُونَ مَاتَ فُلاَنٌ الْبَارِحَهَ سَکِرَ وَ عَبَرَ مِنْ مَوْضِعٍ إِلَی مَوْضِعٍ فَوَقَعَ وَ انْدَقَّتْ عُنُقُهُ فَقُلْتُ:أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَ خَرَجْتُ أُحْضِرُهُ،فَإِذَا الرَّجُلُ کَمَا قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مَیِّتٌ فَمَا بَرِحْتُ حَتَّی دَفَنْتُهُ وَ رَجَعْتُ وَ تَعَجَّبْنَا جَمِیعاً مِنْ هَذَا الْحَالِ (4).

الفصل الثالث عشر

69-وَ رَوَی الْحُسَیْنُ بْنُ حَمْدَانَ الْحُضَیْنِیُّ فِی کِتَابِ الْهِدَایَهِ فِی الْفَضَائِلِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْقُمِّیِّ حَدِیثاً طَوِیلاً مُلَخَّصُهُ: أَنَّهُ حَمَلَ مَعَهُ أَلْطَافاً مِنْ قُمٍّ إِلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ أَرَادَ إِیصَالَهَا إِلَیْهِ فِی سَامَرَّاءَ فَلَمْ یَقْدِرْ،فَجَاءَهُ رَسُولٌ مِنْهُ ابْتِدَاءً اخْرُجْ إِلَی بَلَدِکَ وَ ارْدُدْ أَلْطَافَکَ الَّتِی حَمَلْتَهَا مَعَکَ،وَ احْذَرْ الْحَذَرَ کُلَّهُ أَنْ تُقِیمَ بِسُرَّمَنْ رَأَی

ص:444


1- (1) عیون المعجزات:120.
2- (2) عیون المعجزات:121.
3- (3) عیون المعجزات:121.
4- (4) بحار الأنوار:ج 187/50،ح 64.

أَکْثَرَ مِنْ سَاعَهٍ،فَإِنَّکَ إِنْ خَالَفْتَ وَ أَقَمْتَ عُوقِبْتَ،ثُمَّ ذَکَرَ أَنَّهُ أَقَامَ تِلْکَ اللَّیْلَهَ فَأَخَذَهُ الْحَرَسُ وَ الشُّرْطَهُ وَ نَهَبُوا مَا کَانَ مَعَهُ وَ حَبَسُوهُ سِتَّهَ أَشْهُرٍ،ثُمَّ جَاءَهُ رَسُولٌ مِنْهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:

الْیَوْمَ تَخْرُجُ مِنْ حَبْسِکَ فَصِرْ إِلَی بَلَدِکَ فَأُخْرِجَ مِنَ الْحَبْسِ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ (1).

70-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ فَارِسَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَخْبَرَ عَنْ الْمُتَوَکِّلِ أَنَّهُ یَخْرُجُ إِلَی الصَّیْدِ،فَیَرِدُ هُوَ وَ جَیْشُهُ عَلَی قَنْطَرَهٍ عَلَی نَهَرٍ،فَیَعْبُرُ سَائِرُ الْجَیْشِ وَ لاَ تَعْبُرُ دَابَّتُهُ،فَیَرْجِعُ فَیَسْقُطُ عَنْ فَرَسِهِ فَتَزِلُّ رِجْلُهُ وَ تَتَوَهَّنُ یَدَاهُ وَ یَمْرَضُ شَهْراً فَکَانَ کَمَا قَالَ (2).

71-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَنَّهُ قَالَ: إِنَّ هَذَا الطَّاغِیَهَ یَبْنِی مَدِینَهً بِسُرَّمَن رَأَی یَکُونُ حَتْفُهُ فِیهَا عَلَی یَدِ ابْنِهِ الْمُسَمَّی بِالْمُنْتَصِرِ وَ أَعْوَانُهُ عَلَیْهِ التُّرْکُ«اَلْحَدِیثَ» وَ فِیهِ أَنَّهُ وَقَعَ ذَلِکَ کَمَا قَالَ (3).

72-وَ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ طَوِیلٍ أَنَّ الْمُتَوَکِّلَ سَأَلَهُ عَنْ أَبِی طَالِبٍ فَأَجَابَهُ فَقَالَ لَهُ:یَا أَبَا الْحَسَنِ تَقْدِرُ أَنْ تُرِیَنِی اللَّیْلَهَ أَبَا طَالِبٍ فِی مَنَامِی؟فَقَالَ لَهُ:نَعَمْ فَرَآهُ الْمُتَوَکِّلُ تِلْکَ اللَّیْلَهَ فِی مَنَامِهِ وَ أَخْبَرَهُ بِمِثْلِ مَا قَالَهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (4).

73-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ دَاوُدَ الْقُمِّیِّ وَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الطَّلْحِیِّ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ أَبَا الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ أَرْسَلَ إِلَیْهِمَا:أَنَا رَاحِلٌ إِلَی اللَّهِ فِی هَذِهِ اللَّیْلَهِ،فَأَقِیمَا مَکَانَکُمَا حَتَّی یَأْتِیَکُمَا أَمْرُ ابْنِی أَبِی مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:وَ أَصْبَحْنَا وَ الْخَبَرُ شَائِعٌ بِوَفَاهِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ (5). و روی جمله من المعجزات السابقه.

الفصل الرابع عشر

74-وَ رَوَی صَاحِبُ کِتَابِ مَنَاقِبِ فَاطِمَهَ وَ وُلْدِهَا عَلَیْهَا السَّلاَمُ بِإِسْنَادِهِ عَنْ سُفْیَانَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ: رَأَیْتُ عَلِیَّ بْنَ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَ مَعَهُ جِرَابٌ لَیْسَ فِیهِ شَیْ ءٌ فَقُلْتُ لَهُ:أَ تُرَاکَ مَا تَصْنَعُ بِهَذَا؟فَقَالَ لِی:أَدْخِلْ یَدَکَ،فَأَدْخَلْتُ یَدِی وَ لَیْسَ فِیهِ شَیْ ءٌ ثُمَّ قَالَ لِی:عُدْ فَعُدْتُ فَإِذَا هُوَ مَمْلُوءٌ دَنَانِیرَ (6).

75-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عُمَارَهَ بْنِ زَیْدٍ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ هَلْ تَسْتَطِیعُ أَنْ تُخْرِجَ لَنَا مِنْ هَذِهِ الْأُسْتُوَانَهِ رُمَّاناً؟قَالَ:نَعَمْ وَ تَمْراً وَ عِنَباً وَ مَوْزاً فَفَعَلَ

ص:445


1- (1) الهدایه الکبری:315.
2- (2) الهدایه الکبری:319.
3- (3) الهدایه الکبری:320.
4- (4) الهدایه الکبری:321.
5- (5) الهدایه الکبری:342.
6- (6) مناقب فاطمه(علیها السلام):412،ح 3/370.

ذَلِکَ وَ أَکَلْنَا وَ حَمَلْنَا (1).

76-وَ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ لِعَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:أَ تَقْدِرُ أَنْ تَصْعَدَ إِلَی السَّمَاءِ حَتَّی تَأْتِیَ بِشَیْ ءٍ لَیْسَ فِی الْأَرْضِ لِنَعْلَمَ ذَلِکَ؟فَارْتَفَعَ فِی الْهَوَاءِ حَتَّی غَابَ ثُمَّ رَجَعَ وَ مَعَهُ طَیْرٌ مِنْ ذَهَبٍ فِی أُذُنَیْهِ أَشْنِفَهٌ مِنْ ذَهَبٍ،وَ فِی مِنْقَارِهِ دُرَّهٌ وَ هُوَ یَقُولُ:لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ عَلِیٌّ وَلِیُّ اللَّهِ قَالَ:هَذَا طَیْرٌ مِنْ طُیُورِ الْجَنَّهِ ثُمَّ سَیَّبَهُ وَ رَجَعَ (2).

77-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَزِیدَ قَالَ: کُنْتُ عِنْدَ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِذْ دَخَلَ عَلَیْهِ قَوْمٌ یَشْکُونَ الْجُوعَ،فَضَرَبَ یَدَهُ إِلَی الْأَرْضِ وَ کَانَ لَهُمْ بُرّاً وَ دَقِیقاً (3).

78-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّوْفَلِیِّ قَالَ:قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: لَمَّا بَدَا الْمَوْسُومُ بِالْمُتَوَکِّلِ بِعِمَارَهِ سُرَّ مَنْ رَأَی وَ الْحَفْرِیَهِ قَالَ:یَا عَلِیُّ إِنَّ هَذَا الطَّاغِیَهَ یُبْتَلَی بِبِنَاءِ مَدِینَهٍ لاَ تَتِمُّ،وَ یَکُونُ حَتْفُهُ فِیهَا قَبْلَ تَمَامِهَا عَلَی یَدِ فِرْعَوْنٍ مِنْ فَرَاعِنَهِ الْأَتْرَاکِ«اَلْحَدِیثَ» (4).

79-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُقْبِلٍ الدَّیْلَمِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ أَخْبَرَ رَجُلاً فَطَحِیّاً بِمَا أَضْمَرَهُ فِی نَفْسِهِ فَقَالَ بِإِمَامَتِهِ (5).

80-وَ عَنْهُ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّ رَجُلاً کَانَ لَهُ عَلَیْهِ أَرْبَعُمِائَهِ دِرْهَمٍ فَدَفَعَهَا إِلَیْهِ وَ أَخْبَرَهُ بِمَا أَضْمَرَ فِی نَفْسِهِ مِنْ شِرَاءِ النَّبِیذِ،فَنَدِمَ وَ تَابَ (6).

81-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِیلَ الْفَهْفَکِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ أَخْبَرَ نَصْرَانِیّاً بِمَا کَانَ أَضْمَرَهُ فِی نَفْسِهِ،فَتَعَجَّبَ ثُمَّ أَسْلَمَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ قَالَ بِإِمَامَتِهِ (7).

82-وَ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عِیسَی بْنِ الْحَسَنِ الْقُمِّیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ عَلَیْهِ السَّلاَمُ فِی حَدِیثٍ: أَنَّهُ دَعَا لَهُ وَ کَانَ بِهِ بَیَاضٌ فِی ذِرَاعِهِ وَ شَیْ ءٌ کَأَمْثَالِ الْجَوْزِ فَشَفَاهُ اللَّهُ وَ زَالَ عَنْهُ (8). و روی أیضا فیه جمله من المعجزات السابقه.

الفصل الخامس عشر

83-وَ رَوَی الشَّیْخُ بَهَاءُ الدِّینِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحُسَیْنِ بْنِ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَامِلِیُّ فِی

ص:446


1- (1) مناقب فاطمه(علیها السلام):412،ح 4/371.
2- (2) مناقب فاطمه(علیها السلام):413،ح 5/372.
3- (3) مناقب فاطمه(علیها السلام):413،ح 6/573.
4- (4) مناقب فاطمه(علیها السلام):414،ح 9/576.
5- (5) مناقب فاطمه(علیها السلام):416،ح 13/380.
6- (6) مناقب فاطمه(علیها السلام):417،ح 14/381.
7- (7) مناقب فاطمه(علیها السلام):418،ح 15/382.
8- (8) مناقب فاطمه(علیها السلام):420،ح 16/383.

کِتَابِ مِفْتَاحِ الْفَلاَحِ عَنْ بَعْضِ مَشَایِخِنَا قَالَ: رُوِیَ أَنَّ الْمُتَوَکِّلَ أَرَادَ الاِنْتِقَاصَ بِشَأْنِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ،فَرَکِبَ إِلَی مَکَانِ عَیَّنَهُ وَ أَمَرَ جَمِیعَ الْأُمَرَاءِ وَ الْأَشْرَافِ مِنْ بَنِی هَاشِمٍ وَ غَیْرِهِ أَنْ یَمْشُوا قُدَّامَهُ وَ بَیْنَ یَدَیْهِ،وَ لاَ یَرْکَبَ أَحَدٌ مِنْهُمْ قَطْعاً،وَ کَانَ قَصْدُهُ بِذَلِکَ احْتِقَارَ شَأْنِهِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ إِلَی أَنْ قَالَ:فَقَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:وَ اللَّهِ مَا نَاقَهُ صَالِحٍ بِأَعَزِّ مِنِّی- تَمَتَّعُوا فِی دَارِکُمْ ثَلاَثَهَ أَیَّامٍ ذَلِکَ وَعْدٌ غَیْرُ مَکْذُوبٍ،-فَلَمْ تَمْضِ إِلاَّ ثَلاَثَهَ أَیَّامٍ حَتَّی قُتِلَ الْخَلِیفَهُ لَیْلَهَ الرَّابِعِ (1).

وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَالِکِیُّ فِی کِتَابِ الْفُصُولِ الْمُهِمَّهِ فِی مَعْرِفَهِ الْأَئِمَّهِ جُمْلَهً مِنَ الْمُعْجِزَاتِ السَّابِقَهِ .

الفصل السادس عشر

و روی علی بن یونس فی کتاب الصراط المستقیم جمله من المعجزات السابقه:

84-وَ رَوَی عَنْ یَحْیَی بْنِ زَکَرِیَّا: أَنَّهُ کَانَ لَهُ حَمْلٌ فَقَالَ لِلْهَادِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ ادْعُ اللَّهَ أَنْ یَرْزُقَنِی ابْناً،فَقَالَ:رُبَّ ابْنَهٍ خَیْرٌ مِنْ ابْنٍ فَوُلِدَ لَهُ بِنْتٌ (2).

85-قَالَ: وَ شَکَا إِلَیْهِ أَیُّوبُ بْنُ نُوحٍ مَا یَنَالُهُ مِنْ الْأَذَی مِنْ ظَالِمٍ فَکَتَبَ إِنَّکَ تُکْفَاهُ إِلَی شَهْرً فَعُزِلَ فِی الشَّهْرِ (3).

86-وَ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عِیسَی قَالَ: رَأَیْتُ النَّبِیَّ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ فِی النَّوْمِ فَأَعْطَانِی کَفَّ تَمْرٍ فَعَدَدْتُهُ خَمْسَهً وَ عِشْرِینَ تَمْرَهً،فَلَمَّا قَدِمَ الْهَادِی عَلَیْهِ السَّلاَمُ دَخَلْتُ عَلَیْهِ فَأَعْطَانِی کَفَّ تَمْرٍ وَ قَالَ:لَوْ زَادَکَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ لَزِدْنَاکَ!فَعَدَدْتُ فَإِذَا هُوَ خَمْسٌ وَ عِشْرُونَ تَمْرَهً (4).

الفصل السابع عشر

و روی محمّد بن علی بن شهرآشوب فی المناقب کثیرا من المعجزات السابقه:

87-وَ رَوَی فِیهِ عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْقَاسِمِ الْجَعْفَرِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَیْهِ بِسُرَّمَنْ رَأَی وَ أَنَا أُرِیدُ الْحَجَّ لِأُوَدِّعَهُ،فَخَرَجَ مَعِی فَلَمَّا انْتَهَی إِلَی آخِرِ الْحَاجِزِ نَزَلَ وَ نَزَلْتُ مَعَهُ

ص:447


1- (1) مفتاح الفلاح:174.
2- (2) الصّراط المستقیم:ج 203/2،ح 4.
3- (3) الصّراط المستقیم:ج 203/2،ح 5.
4- (4) الصّراط المستقیم:ج 204/2،ح 13.

فَخَطَّ بِیَدِهِ الْأَرْضَ خِطَّهً شَبِیهَهً بِالدَّائِرَهِ،ثُمَّ قَالَ لِی:یَا عَمِّ خُذْ مَا فِی هَذِهِ تَکُونُ فِی نَفَقَتِکَ وَ تَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی حَجِّکَ،فَضَرَبْتُ بِیَدِی فَإِذَا سَبِیکَهُ ذَهَبٍ فَکَانَ فِیهَا مِائَتَا مِثْقَالٍ (1).

88-وَ عَنْ عَتَّابٍ فِی حَدِیثٍ أَنَّهُ قَالَ لَهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ: قَلْبِی مُتَعَلِّقٌ بِحَوَائِجَ الْتَمَسْتُهَا مِنْ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ لَهُ:إِنَّ حَوَائِجَکَ قَدْ قُضِیَتْ فَمَا کَانَ بِأَسْرَعَ مِنْ أَنْ جَاءَهُ الْبِشَارَاتِ بِقَضَاءِ حَوَائِجِهِ (2).

الفصل الثامن عشر

89-وَ رَوَی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ الْمَسْعُودِیُّ فِی کِتَابِ إِثْبَاتِ الْوَصِیَّهِ لِعَلِیٍّ عَلَیْهِ السَّلاَمُ عَنْ یَحْیَی بْنِ هَرْثَمَهَ قَالَ: رَأَیْتُ مِنْ دَلاَئِلِ أَبِی الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ الْأَعَاجِیبَ فِی طَرِیقِنَا، مِنْهَا أَنَّا نَزَلْنَا مَنْزِلاً لاَ مَاءَ فِیهِ فَأَشْرَفْنَا عَلَی التَّلَفِ،فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عَلَیْهِ السَّلاَمُ:کَأَنِّی أَعْرِفُ عَلَی أَمْیَالٍ مَوْضِعَ مَاءٍ،فَعَدَلَ بِنَا عَنِ الطَّرِیقِ فَسِرْنَا نَحْوَ سِتَّهِ أَمْیَالٍ،فَأَشْرَفْنَا عَلَی وَادٍ کَأَنَّهُ زَهْرُ الرِّیَاضِ فِیهِ عُیُونٌ وَ أَشْجَارٌ وَ زُرُوعٌ،وَ لَیْسَ فِیهَا أَحَدٌ فَنَزَلْنَا وَ شَرِبْنَا وَ سَقَیْنَا دَوَابَّنَا ثُمَّ تَزَوَّدْنَا وَ ارْتَوَیْنَا وَ رُحْنَا رَاحِلِینَ،فَلَمْ نَبْعُد أَنْ عَطِشْتُ وَ کَانَ لِی مَعَ بَعْضِ غِلْمَانِی کُوزُ فِضَّهٍ،فَإِذَا هُوَ قَدْ نَسِیَ الْکُوزَ فِی الْمَنْزِلِ،فَرَجَعْتُ أَضْرِبُ بِالسَّوْطِ عَلَی فَرَسٍ لِی جَوَادٍ سَرِیعٍ حَتَّی أَشْرَفْتُ عَلَی الْوَادِی،فَرَأَیْتُهُ جَدْباً یَابِساً لاَ مَاءَ فِیهِ وَ لاَ زَرْعٌ وَ لاَ خَضِرَهٌ وَ الْکُوزُ مَوْضُوعٌ فِی مَوْضِعِهِ الَّذِی تَرَکَهُ الْغُلاَمُ،فَأَخَذْتُهُ وَ انْصَرَفْتُ فَوَجَدْتُهُ عَلَیْهِ السَّلاَمُ وَاقِفاً یَنْتَظِرُنِی فَتَبَسَّمَ.

90-قَالَ یَحْیَی: وَ خَرَجَ فِی یَوْمٍ صَائِفٍ آخَرَ وَ نَحْنُ فِی ضَحْوٍ وَ شَمْسٍ حَامِیَهٍ تُحْرِقُ فَرَکِبَ مِنْ مِضْرَبِهِ وَ عَلَیْهِ مِمْطَرٌ وَ ذَنَبُ دَابَّتِهِ مَعْقُودٌ وَ تَحْتَهُ لِبْدٌ طَوِیلٌ،فَجَعَلَ کُلُّ مَنْ فِی الْعَسْکَرِ یَضْحَکُونَ تَعَجُّباً فَمَا سِرْنَا أَمْیَالاً حَتَّی ارْتَفَعَتْ سَحَابَهٌ وَ أَظْلَمَتْ وَ أَتَی الْمَطَرُ کَأَفْوَاهِ الْقِرَبِ،فَکِدْنَا نَتْلَفُ فَمَا زَالَ عَلَیْهِ السَّلاَمُ یَتَبَسَّمُ تَعَجُّباً.

91-قَالَ یَحْیَی: وَ صَارَتْ إِلَیْهِ فِی بَعْضِ الْمَنَازِلِ امْرَأَهٌ مَعَهَا ابْنٌ لَهَا مَرْمُودُ الْعَیْنِ فَدُلِلْنَا عَلَیْهِ فَفَتَحَ عَیْنَ الصَّبِیِّ حَتَّی رَأَیْتُهَا فَلَمْ أَشُکَّ أَنَّهَا ذَاهِبَهٌ،فَوَضَعَ یَدَهُ عَلَیْهَا لَحْظَهً یُحَرِّکُ شَفَتَیْهِ،ثُمَّ نَحَّاهَا،فَإِذَا عَیْنُ الْغُلاَمِ مَفْتُوحَهٌ صَحِیحَهٌ مَا بِهَا عِلَّهٌ.

و روی جمله من المعجزات السابقه.و روی عده أحادیث فی إخباره بالمغیبات.

ص:448


1- (1) مناقب آل أبی طالب:ج 512/3.
2- (2) مناقب آل أبی طالب:ج 516/3.

92-قَالَ: وَ رَوَی أَنَّهُ دَخَلَ دَارَ الْمُتَوَکِّلِ،فَقَامَ یُصَلِّی فَأَتَاهُ بَعْضُ الْمُخَالِفِینَ فَوَقَفَ بِحِیَالِهِ فَقَالَ لَهُ:إِلَی کَمْ هَذَا الرِّیَاءُ،فَأَسْرَعَ الصَّلاَهَ وَ سَلَّمَ ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَیْهِ فَقَالَ إِنْ کُنْتَ کَاذِباً فَسَحَتَکَ اللَّهُ،فَوَقَعَ الرَّجُلُ مَیِّتاً فَصَارَ حَدِیثاً فِی الدَّارِ.

تکمله لهذا الباب

ننقل فیها جمله من معجزاته علیه السّلام عن کتب العامه مما لم ینقل عنها المصنف (قده).

مِنْهَا مَا رَوَاهُ فِی«نُورِ الْأَبْصَارِ»(ص 153 ط مِصْرَ)قَالَ:

عَنِ الْأَسْبَاطِیِّ قَالَ: قَدِمْتُ عَلَی أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمَدِینَهَ الشَّرِیفَهَ مِنَ الْعِرَاقِ فَقَالَ لِی مَا خَبَرُ الْوَاثِقِ عِنْدَکَ؟فَقُلْتُ:خَلَّفْتُهُ فِی عَافِیَهٍ وَ أَنَا مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ بِهِ عَهْداً وَ هَذَا مَقْدَمِی مِنْ عِنْدِهِ وَ تَرَکْتُهُ صَحِیحاً فَقَالَ:إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ فَلَمَّا قَالَ لِی:إِنَّ النَّاسَ یَقُولُونَ إِنَّهُ قَدْ مَاتَ فَهِمْتُ أَنَّهُ یَعْنِی نَفْسَهُ فَسَکَتَ ثُمَّ قَالَ:مَا فَعَلَ ابْنُ الزَّیَّاتِ؟قُلْتُ:اَلنَّاسُ مَعَهُ وَ الْأَمْرُ أَمْرُهُ فَقَالَ:أَمَا إِنَّهُ شُؤْمٌ عَلَیْهِ ثُمَّ قَالَ:لاَ بُدَّ أَنْ تَجْرِیَ مَقَادِیرُ اللَّهِ وَ أَحْکَامُهُ یَا جَیْرَانُ مَاتَ الْوَاثِقُ وَ جَلَسَ جَعْفَرٌ الْمُتَوَکِّلُ وَ قُتِلَ ابْنُ الزَّیَّاتِ فَقُلْتُ:مَتَی؟قَالَ:بَعْدَ مَخْرَجِکَ بِسِتَّهِ أَیَّامٍ فَمَا کَانَ إِلاَّ أَیَّامٌ قَلاَئِلُ حَتَّی جَاءَ قَاصِدُ الْمُتَوَکِّلِ إِلَی الْمَدِینَهِ فَکَانَ کَمَا قَالَ.

وَ مِنْهَا مَا رَوَاهُ فِی«یَنَابِیعِ الْمَوَدَّهِ»(ج 3 ص 14 ط مطبعه الْعِرْفَانِ ببیروت)قَالَ:

وَ نَقَلَ الْمَسْعُودِیُّ: أَنَّ الْمُتَوَکِّلَ أَمَرَ بِثَلاَثَهٍ مِنَ السِّبَاعِ فَجِیءَ بِهَا فِی صَحْنِ قَصْرِهِ ثُمَّ دَعَا الْإِمَامَ عَلِیَّ النَّقِیَّ فَلَمَّا دَخَلَ أَغْلَقَ بَابَ الْقَصْرِ فَدَارَتِ السِّبَاعُ حَوْلَهُ وَ خَضَعَتْ لَهُ وَ هُوَ یَمْسَحُهَا بِکُمِّهِ ثُمَّ صَعِدَ إِلَی الْمُتَوَکِّلِ وَ تَحَدَّثَ مَعَهُ سَاعَهً ثُمَّ نَزَلَ فَفَعَلَتِ السِّبَاعُ مَعَهُ کَفِعْلِهَا الْأَوَّلِ حَتَّی خَرَجَ فَأَتْبَعَهُ الْمُتَوَکِّلُ بِجَائِزَهِ عَظِیمَهٍ فَقِیلَ لِلْمُتَوَکِّلِ إِنَّ ابْنَ عَمِّکَ یَفْعَلُ بِالسِّبَاعِ مَا رَأَیْتَ فَافْعَلْ بِهَا مَا فَعَلَ ابْنُ عَمِّکَ قَالَ:أَنْتُمْ تُرِیدُونَ قَتْلِی ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ لاَ یَفْشُوا ذَلِکَ.تُوُفِّیَ فِی سُرَّ مَنْ رَأَی فِی جُمَادَی الْآخِرَهِ سَنَهَ أَرْبَعٍ وَ خَمْسِینَ وَ مِائَتَیْنِ.

وَ رُوِیَ هَذَا الْحَدِیثُ فِی غَیْرِهِ مِنْ کُتُبِ أَهْلِ السُّنَّهِ مِنْهَا«اَلْفُصُولُ الْمُهِمَّهُ» ص 261 ط الْغَرِیِّ.

ص:449

الفهرس

الموضوع الصفحه الباب الثانی عشر:النصوص علی إمامه الحسن بن علی(علیه السلام)5

الباب الثالث عشر:معجزات الإمام الحسن(علیه السلام)18

الباب الرابع عشر:النصوص علی إمامه الحسین بن علی(علیه السلام)32

الباب الخامس عشر:معجزات الإمام الحسین(علیه السلام)36

الباب السادس عشر:النصوص علی إمامه علی بن الحسین(علیه السلام)58

الباب السابع عشر:معجزات الإمام علی بن الحسین(علیه السلام)62

الباب الثامن عشر:النصوص علی إمامه محمد الباقر(علیه السلام)90

الباب التاسع عشر:معجزات الإمام محمد الباقر(علیه السلام)94

الباب العشرون:النصوص علی إمامه جعفر الصادق(علیه السلام)128

الباب الحادی و العشرون:معجزات الإمام جعفر الصادق(علیه السلام)134

الباب الثانی و العشرون:النصوص علی إمامه موسی الکاظم(علیه السلام)216

الباب الثالث و العشرون:معجزات الإمام موسی الکاظم(علیه السلام)232

الباب الرابع و العشرون:النصوص علی إمامه علی بن موسی الرضا(علیه السلام)287

الباب الخامس و العشرون:معجزات الإمام علی موسی الرضا(علیه السلام)307

الباب،السادس و العشرون:النصوص علی إمامه محمد الجواد(علیه السلام)382

الباب السابع و العشرون:معجزات الإمام محمد الجواد(علیه السلام)390

الباب الثامن و العشرون:النصوص علی إمامه علی الهادی(علیه السلام)416

الباب التاسع و العشرون:معجزات الإمام علی الهادی(علیه السلام)419

ص:450

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَالَّذِینَ لَا یَعْلَمُونَ
الزمر: 9

المقدمة:
تأسّس مرکز القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان بإشراف آیة الله الحاج السید حسن فقیه الإمامي عام 1426 الهجري في المجالات الدینیة والثقافیة والعلمیة معتمداً علی النشاطات الخالصة والدؤوبة لجمع من الإخصائیین والمثقفین في الجامعات والحوزات العلمیة.

إجراءات المؤسسة:
نظراً لقلة المراکز القائمة بتوفیر المصادر في العلوم الإسلامیة وتبعثرها في أنحاء البلاد وصعوبة الحصول علی مصادرها أحیاناً، تهدف مؤسسة القائمیة للدراسات الکمبیوتریة في أصفهان إلی التوفیر الأسهل والأسرع للمعلومات ووصولها إلی الباحثین في العلوم الإسلامیة وتقدم المؤسسة مجاناً مجموعة الکترونیة من الکتب والمقالات العلمیة والدراسات المفیدة وهي منظمة في برامج إلکترونیة وجاهزة في مختلف اللغات عرضاً للباحثین والمثقفین والراغبین فیها.
وتحاول المؤسسة تقدیم الخدمة معتمدة علی النظرة العلمیة البحتة البعیدة من التعصبات الشخصیة والاجتماعیة والسیاسیة والقومیة وعلی أساس خطة تنوي تنظیم الأعمال والمنشورات الصادرة من جمیع مراکز الشیعة.

الأهداف:
نشر الثقافة الإسلامیة وتعالیم القرآن وآل بیت النبیّ علیهم السلام
تحفیز الناس خصوصا الشباب علی دراسة أدقّ في المسائل الدینیة
تنزیل البرامج المفیدة في الهواتف والحاسوبات واللابتوب
الخدمة للباحثین والمحققین في الحوازت العلمیة والجامعات
توسیع عام لفکرة المطالعة
تهمید الأرضیة لتحریض المنشورات والکتّاب علی تقدیم آثارهم لتنظیمها في ملفات الکترونیة

السياسات:
مراعاة القوانین والعمل حسب المعاییر القانونیة
إنشاء العلاقات المترابطة مع المراکز المرتبطة
الاجتنباب عن الروتینیة وتکرار المحاولات السابقة
العرض العلمي البحت للمصادر والمعلومات
الالتزام بذکر المصادر والمآخذ في نشر المعلومات
من الواضح أن یتحمل المؤلف مسؤولیة العمل.

نشاطات المؤسسة:
طبع الکتب والملزمات والدوریات
إقامة المسابقات في مطالعة الکتب
إقامة المعارض الالکترونیة: المعارض الثلاثیة الأبعاد، أفلام بانوراما في الأمکنة الدینیة والسیاحیة
إنتاج الأفلام الکرتونیة والألعاب الکمبیوتریة
افتتاح موقع القائمیة الانترنتي بعنوان : www.ghaemiyeh.com
إنتاج الأفلام الثقافیة وأقراص المحاضرات و...
الإطلاق والدعم العلمي لنظام استلام الأسئلة والاستفسارات الدینیة والأخلاقیة والاعتقادیة والردّ علیها
تصمیم الأجهزة الخاصة بالمحاسبة، الجوال، بلوتوث Bluetooth، ویب کیوسک kiosk، الرسالة القصیرة ( (sms
إقامة الدورات التعلیمیة الالکترونیة لعموم الناس
إقامة الدورات الالکترونیة لتدریب المعلمین
إنتاج آلاف برامج في البحث والدراسة وتطبیقها في أنواع من اللابتوب والحاسوب والهاتف ویمکن تحمیلها علی 8 أنظمة؛
1.JAVA
2.ANDROID
3.EPUB
4.CHM
5.PDF
6.HTML
7.CHM
8.GHB
إعداد 4 الأسواق الإلکترونیة للکتاب علی موقع القائمیة ویمکن تحمیلها علی الأنظمة التالیة
1.ANDROID
2.IOS
3.WINDOWS PHONE
4.WINDOWS

وتقدّم مجاناً في الموقع بثلاث اللغات منها العربیة والانجلیزیة والفارسیة

الکلمة الأخيرة
نتقدم بکلمة الشکر والتقدیر إلی مکاتب مراجع التقلید منظمات والمراکز، المنشورات، المؤسسات، الکتّاب وکل من قدّم لنا المساعدة في تحقیق أهدافنا وعرض المعلومات علینا.
عنوان المکتب المرکزي
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.