نور الابصار في احوال الائمه التسعه الابرار (الامام الباقر علیه السلام)

اشارة

عنوان : نور الأبصار في أحوال الأئمة التسعة الأبرار
پديدآورندگان : حائري مازندراني، مهدي، 1261؟-1344.(پديدآور)
حسن صالحي(مترجم)
نوع : متن
جنس : كتاب
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : سرگذشت نامه هاي فردي
امامان[1]
وضعيت نشر : قم: موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ,ملزومات سيستم: ويندوز 98+ ؛ با پشتيباني متون عربي؛ + IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكيعنوان ديگر: نور الأبصار في أحوال الأئمة التسعة الأبرار من ذرية الحسين عليه و عليهم الصلوات و السلام
شناسه : oai:tebyan.net/37218
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/12/2
تاريخ تغيير ركورد : -
تاريخ ثبت : 1389/7/4
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

في ذكر حالات امامنا الباقر و ولادته و احوال والدته و اسمائه و كناه

بابن الذي بلسانه و بيانه هدي الأنام و نزل التنزيل عن فضله نطق الكتاب و بشرت بقدومه التوراة و الانجيل لولا انقطاع الوحي بعد محمد قلنا محمد من أبيه بديل [ صفحه 44] هو مثله في الفضل الا انه لم يأته برسالة جبريل ولد سيدنا و مولانا وصي الاوصياء و وارث علم الانبياء الحاضر الذاكر و الخاشع الصابر معدن الحلم و باقر العلم الذي اظهر الدين اظهارا و كان للأسلام منارا الصادع بالحق و الناطق بالصدق و باقر العلم بقرا و ناشره نشرا لم تأخذه في الله لومة لائم و كان لأمره غير مكاتم و لعدوه مراغم النور الباهر و القمر الزاهر و العلم الظاهر ابوجعفر محمد بن علي الباقر عليه افضل الصلاة و السلام ولد في يوم الجمعة أو الثلاثاء غرة رجب بالمدينة أبوه زين‌العابدين علي بن الحسين عليه‌السلام و أمه فاطمة أم‌عبدالله بنت الحسن بن علي (ع) كانت من خيرات النساء و قال الصادق (ع) صديقة لم يدرك مثلها في آل الحسن (ع) و لها كرامات قيل كانت قاعدة عند جدار فئصدع الجدار و سمعت منه هدة شديدة فوضعت يدها تحت الجدار و قالت لا و حق المصطفي ما أذن الله لك في السقوط علي فبقي معلقا حتي زجاته فتصدق عنها زين‌العابدين (ع) بمائة دينار و اسمه الشريف محمد و كنيته ابوجعفر و ألقابه الهادي و الامين و الشاكر و الباقر و الشبيه لأنه كان يشبه رسول‌الله (ص) كما اخبرني النبي (ص) لجابر بن عبدالله الانصاري يا جابر ستدرك رجلا من أهل بيتي اسمه اسمي و شمائله شمائلي يبقر العلم بقرا و كان جابر يقعد في مسجد رسول‌الله (ص) و ينادي يا باقر يا باقر العلم فكان أهل المدينة يقولون ان الرجل ليهجر و هو يقول و الله ما اهجر ولكني سمعت رسول‌الله (ص) يقول يا جابر يوشك ان تبقي حتي تلقي ولدا لي من الحسين عليه‌السلام يقال له محمد يبقر علم النبيين بقرا فاذا لقيته فاقرأه مني السلام فكان جابر ينتظر قدومه الي ان لقيه يوما فقال له أقبل يا غلام فاقبل ثم قال له [ صفحه 45] ادبر فادبر ثم قال و الذي نفس جابر بيده هذا و الله شمائل رسول‌الله (ص) يا غلام ما اسمك قال اسمي محمد قال ابن من قال ابن علي بن الحسين (ع) فقال يا سيدي فدتك نفسي فاذا أنت الباقر قال نعم ابلغني ما حملت رسول‌الله (ص) فاقبل اليه يقبل رأسه و يقول بابي أنت و امت و ابوك رسول‌الله (ص) يقرؤك السلام قال (ع) يا جابر علي رسول‌الله ما دامت السموات و الارض و عليك السلام مما بلغت يا جابر السلام و كان الباقر (ع) يأتيه علي وجه الكرامة لصحبته من رسول‌الله (ص) و كان جابر يأتيه في طرفي النهار و يتعلم منه حتي دخل عليه و يوما و جلس عنده فالتفت روحي فداه اليه و قال يا جابر اثبت وصيتك فانك راحل الي ربك فبكي جابر و قال يا سيدي و ما علمك بذلك فهذا عهد معهود عهده الي رسول‌الله (ص) فقال (ع) له و الله يا جابر لقد اعطاني الله علم ما كان و ما يكون و ما هو كائن الي يوم القيامة في [الانوار البهية] عن ميمون القداح عن جعفر بن محمد عن أبيه الباقر (ع) قال دخلت علي جابر بن عبدالله الانصاري (ره) فسلمت عليه فرد علي السلام ثم قال لي من أنت و ذلك بعد ما كف بصره فقلت محمد بن علي بن الحسين (ع) فقال يا بني ادن مني فدنوت منه فقبل يدي ثم اهوي الي رجلي يقبلهما فتنحيت عنه ثم قال لي ان رسول‌الله (ص) يقرؤك السلام فقلت و علي رسول‌الله السلام و رحمة الله و بركاته و كيف ذلك يا جابر فقال كنت معه ذات يوم فقال لي يا جابر لعلك تبقي حتي تلقي رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين (ع) يهب الله له النور و الحكمة فاقرأه مني السلام و لنعم ما قال الشاعر فيه: يا عروة الدين المنيع و بحر علم العارفينا يا قبلة للأولياء و كعبة للطائفينا [ صفحه 46] من أهل‌بيت لم يزالوا في البرية محسنينا التائبين العابدين الصائمين القائمينا العالمين الحافظين الراكعين الساجدينا يا من اذا نام الوري باتوا قياما ساهرينا و سمي الباقر لأنه كان يبقر عن علم الاولين و الآخرين قال الشيخ المفيد و لم يظهر عن احد من ولد الحسن و الحسين (ع) من علم الدين و الآثار و السنة و علم القرآن و السيرة و فنون الأدب ما ظهر عن ابي‌جعفر (ع) و فيه قال المادح: يا باقر العلم لأهل النقي و خير من لبي علي الاجبل قال محمد بن مسلم سألته عن ثلاثين الف حديث من المشكلات و المعضلات فاجابني عنها و كانت الشيعة قبل ان يكون ابوجعفر (ع) و هم لا يعرفون مناسك حجهم و حلالهم و حرامهم حتي كان ابوجعفر (ع) ففتح لهم و بين لهم مناسك حجهم حلالهم و حرامهم في (المناقب) قالت حبابة الوالبية رأيت رجلا بمكة أصيلا بالملتزم أو بين الباب و الحجر علي صعدة من الارض و علي رأسه عمامة من خز و الغزالة تخال علي ذلك الجبال كالعمايم علي فهم الرجال و قد صاعد كفه و طرفه نحو السماء فلما انئال الناس عليه يستفتونه عن المعضلات و يستفتحونه عن المشكلات فلم يرم حتي افتاهم في الف مسأله ثم نهض يريد رحله و مناد ينادي بصوت صهل الا ان هذا هو النور الابلج المسرج و النسيم الأرج و الحق المرج الا ان هذا باقر علم الرسل و هذا مبين السبل هذا خير من وشج في أصلاب أهل السفينة هذا ابن‌فاطمة الغراء العذراء الزهراء هذا بقية الله في ارضه هذا ناموس الدهر هذا ابن‌محمد و خديجة و علي و فاطمة و هذا منار الدين القائمة و آخرون يقولون من هو فقالوا هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي‌طالب عليه‌السلام و كفي [ صفحه 47] في فضله و علمه (ع) ان القضاة و العلماء ما كانوا يتمكنون من الجلوس عنده فاذا مثل أحدهم بين يديه كان ترتعد فرائصه و يتغير لونه و لم يقدر علي التكلم. و في (المناقب) قال ابوحمزة الثمالي حج ابوجعفر [ع] و حج هشام ابن عبدالملك في سنة و أقبل الناس ينثالون علي ابي‌جعفر [ع] فتعجب هشام من اجتماع الناس عليه فقال له عكرمه من هذا و عليه سيماء زهرة العلم لأجربنه فلما مثل بين يديه ارتعدت فرائصه و اسقط في يد ابي‌جعفر (ع) و قال بابن رسول‌الله لقد جلست مجالس كثيرة بين يدي ابن‌عباس و غيره فما ادركني ما ادركني آنفا فقال له ابوجعفر (ع) ويلك يا عبيد أهل الشام انك بين يدي بيوت أذن الله ان ترفع و يذكر فيها اسمه. و روي عن عبدالله بن عطي المكي قال ما رأيت العلماء عند أحد قط اصغر منهم عند ابي‌جعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) و لقد رأيت الحكم ابن عتيبة مع جلالته في القوم بين يديه كأنه صبي بين يدي معلمه و كان جابر بن يزيد الجعفي اذا روي عن محمد بن علي (ع) شيئا يقول حدثني وصي الاوصياء و وارث علوم الانبياء محمد بن علي بن الحسين (ع) و اخبر النبي (ص) عن علمه في (الانوار البهية). قال روي عن النبي (ص) قال اذا مضي الحسين (ع) قام بالأمر بعد علي ابنه (ع) و هو الامام و الحجة و يخرج الله من صلب علي ولدا سمي و اشبه الناس بي علمه علمي و حكمه حكمي و هو الامام و الحجة بعد أبيه و قال ابن حجر مع نصبه و شدة عداوته في (الصواعق) في حقه [ع] هو باقر العلم و جامعه و شاهر علمه و رافعه صفا قلبه و زكا علمه و عمله و طهرت نفسه [ صفحه 48] و شرف خلقه و عمرت اوقاته بطاعة الله و له من الرسوخ في مقامات العارفين ما يكل عنه السنة الواصفين و له كلمات كثيرة في السلوك و المعارف لا تحتملها هذه العجالة انتهي و مما اظهر من علمه (ع) كما في الكتب المعتبرة لما أذن له هشام بالأنصراف الي المدينة من الشام خرج (ع) من عنده فمر بميدان في آخره اناس من النصاري قعود فسأل (ع) من هؤلاء قيل له هؤلاء القسيسون و الرهبان و هذا عالم لهم في الغار يخرج في كل سنة مرة واحدة يستفتونه فيفتي لهم فلف (ع) رأسه بفاضل ثوبه فقعد عندهم قال الصادق (ع) كنت مع ابي فخرج العالم النصراني و كان شيخا كبيرا و قد شد حاجبيه بحريرة صفراء فقامت المصاري اجلالا له واقعدوه في صدر المجلس فادار نظره التفت الي ابي و قال أمنا أنت أم من الأمة المرحومة قال (ع) من الأمة المرحومة قال من علمائها أم من حبالها قال لست من جهالها فاضطرب شديدا و قال أنا اسألك عن اشياء قال سل قال من أين ادعيتم ان أهل الجنة يطعمون و يشربون و لا يحدثون و لا يبولون و ما الدليل فيما تدعونه من مشاهد لا يجهل قال (ع) الجنين في بطن أمه يطعم و يشرب و لا يحدث فاضطرب اضطرايا شديدا و قال هلا زعمت انك لست من علمائها قال لست من جهالها قال اخبرني عن ساعة ليست هي من ساعات الليل و لا من ساعات النهار قال (ع) ما بين طلوع الفجر الي طلوع الشمس قال فمن أي الساعات قال من ساعات الجنة فيها تفيق مرضانا و يهدأ فيها المبتلي و يرقد فيها الساهر جعلها في الدنيا رغبة للراغبين و للآخرة دليلا للعالمين و حجة بالغة علي الجاحدين المتكبرين فقال النصراني و الله لأسألك عن مسألة لا تهدي الي الجواب عنها ابدا قال (ع) سل عما تريد قال اخبرني عن مولودين والدا في [ صفحه 49] يوم واحد و ماتا في يوم واحد و عمر أحدهما خمسون و الآخر مائة و خمسون سنة قال (ع) ذاك عزيز و عزيز ولدا في يوم واحد فلما بلغ مبلغ الرجال مر عزيز و هو حماره بانطاكية و هي خاوية علي عروشها فرأي عظاما بالية فقال اني يحيي هذه الله بعد موتها فاماته الله مائة عام ثم بعثه علي حماره و طعامه و شرابه و عاد الي داره و اخوه عزيز لا يعرفه لأنه شاب و عزيز شيخ كبير فعاش خمسا و عشرين سنة مع أخيه ثم ماتا في يوم واحد و له خمسون سنة و لعزيز مائة و خمسون سنة فقام النصراني علي قدميه و قال جئتموني باعلم مني حتي هتكني و فضحني و الله ما رأيت قط من أعلم هذا الرجل و لا كلمتكم بكلمة و هذا الرجل بالشام ردوني الي كهفي و ردوه الي مكانه فبلغ الخبر الي هشام فامتلأ غيظا و غضبا دخل زيد بن علي بن الحسين (ع) علي هشام فقال اللعين يا زيد ما فعل اخوك البقرة فقال زيد سماه رسول‌الله (ص) باقر العلم و انت تسميه بقرة اذا لأختلفتما و لم يزل اللعين مغتاظا و يحتال في قتل ابي‌جعفر حتي ارسل اليه بسرج فرس قد عمل فيه السم علي يدي زيد بن الحسن فلما اتي به قال (ع) ويحك يا زيد ما اعظم ما اتيت به و ما يجري علي يديك اني لأعرف الشجرة التي قد عمل منها السرج ولكن هكذا قدر فويل لمن اجري الله علي يديه الشر فاسرج له فركب فلما نزل تورم جسده فامر باكفان له و كان فيه ثوب ابيض أحرم فيه و قال اجعلوه في اكفاني و عاش ثلاثا ثم مضي لسبيله قال الصادق (ع) و ذلك السرج عندنا معلق ليكون حاضرا يوم ينتقم من الكافر و شبيه ذلك السرج القميص الذي سلب من الحسين (ع) و هو ايضا معلق و تنظر اليه فاطمة كل يوم و تصرخ اذا كان يوم القيامة. [ صفحه 50]

في حالات الامام ابي‌جعفر الباقر و معجزاته

يابني طه و نون و القلم حبكم فرض علي كل الأمم انتم اكرم ان عد الوري انتم اعلم ماش بقدم انتم للدين أعلام اذا غاب منكم علم لاح علم فوض الله اليكم امره فحكمتم حسب ما كان حكم و بكم تفخر املاك العلي اذ لكم اضحت عبيدا و خدم كان ابوجعفر الباقر (ع) و هو باقر العلم و جامعه و شاهد الحكم و رافعه و متفوق دره و راضعه صفا قلبه و زكا عمله و طهرت نفسه و شرفت اخلاقه و عمرت بطاعة الله اوقاته و رسخت في مقام التقوي قدمه و ظهرت عليه سمات الاتقياء و طهارة الاصفياء فالمناقب تسبق اليه و الصفات تشرق به و هو عليه‌السلام مع ما وصف من الفضل في العلم و السؤدد و الرياسة و الأمامة ظاهر الجود و مشهور الكرم في الخاصة و العامة معروفا بالتفضل و الاحسان مع كثرة عياله و توسط حاله قال ابوعبدالله (ع) كان ابي اقل أهل بيته مالا و اعظمهم مؤنة كان يدخل عليه اخوانه فلا يخرجون من عنده حتي يطعمهم الطعام الطيب و يكسوهم الثياب الحسنة و يهب الدراهم لهم من خمسمائة الي ستمائة و الي الالف و يقول ما حسنة الدنيا الا صلة الاخوان و المعارف قال سفيان الثوري ما لقينا أباجعفر الا و حمل الينا النفقة و الصلة و الكسوة و يقول هذا معدة لكم. و روي عن الحسن بن كثير قال شكوت الي ابي‌جعفر محمد بن علي (ع) الحاجة و جفاء الاخوان فقال بئس الاخ أخا يرعاك غنبا و يقطعك [ صفحه 51] فقيرا ثم أمر غلامه فاخرج كيسا فيه سبعمائة درهم و قال استنفق هذه فاذا نفدت فاعلمني و كان روحي له الفداء لا يمل من صلة الاخوان و قاصديه و مؤمليه و راجيه و يقول [ع] اعرف المودة لك في قلب اخيك بماله في قلبك كان [ع] أصدق الناس لهجة و أحسنهم بهجة و أبذلهم مهجة و أعبدهم عبادة و أزهدهم زهادة قال الصادق عليه‌السلام كان أبي‌كثير الذكر لقد كنت امشي معه و هو يذكر الله و أكل معه الطعام و انه ليذكر الله و انه يحدث القوم و يذكر الله و كنت أري لسانه لازقا بحنكه و كان يجمعنا و يأمرنا بالذكر حتي تطلع الشمس و يأمر بالقراءة من كان يقرأ منا و من كان لا يقرأ منا أمره بالذكر و اذا احزنه أمر جمع النساء و الصبيان ثم دعا و امنوا و روي انه [ع] خرج حاجا فلما دخل المسجد و نظر الي البيت بكي حتي علا صوته ثم طاف بالبيت و صلي عند المقام فرفع رأسه من سجوده فاذا موضع سجوده مبتل من كثرة دموعه. و كان عليه‌السلام قليل الضحك و اذا ضحك قال اللهم لا تمقتنني و كان يقول في جوف الليل في تضرعه أمرتني فلم ائتمر و نهيتني فلم انزجر فها انا ذا عبدك بين يديك و لا اعتذر و كان له خلق عظيم و هو احلم الناس قال له يوما رجل نصراني أنت البقر قال أنا الباقر قال أنت ابن الطباخة قال [ع] ذاك حرفتها قال أنت ابن السوداء الزنحبية البذية قال (ع) ان كنت صدقت غفر الله لها و ان كنت كذبت غفر الله لك فاسلم النصراني الظاهر ان له أم‌ولد كانت تحضنه فكان (ع) يسميها أما و أما امه فهي فاطمة أم‌عبدالله بنت الحسن بن علي عليه‌السلام و هو اول من اجتمعت له ولادة الحسن و الحسين و هو هاشمي من هاشميين و علوي من علويين ففي [ صفحه 52] هذا المقام نأخذ بذكر شي‌ء من معاجزه و معالي اموره في المناقب و البحار كان رجل من أهل الشام و مركزه بالمدينة يختلف الي مجلس ابي‌جعفر (ع) و يقول يا محمد لا احضر في مجلسك حبا لي منك كيف و اعلم ان طاعة الله و طاعة رسوله و طاعة أميرالمؤمنين في بغضكم ولكن أراك رجلا فصيحا لك أدب و حسن كلام فانما اختلافي اليك لهذا و كان (ع) يقول له خيرا و يقول لن تخفي عليه خافية فلم يلبث الشامي الا قليلا حتي مرض و اشتد مرضه فدعا وليه و قال اذا أنا قضيت نجي فأت محمد بن علي وسله ان يصلي علي فلما كان نصف الليل برد و سجوه الي ان طلع الشمس خرج وليه الي المسجد و اتي أباجعفر و قال ان فلانا هلك و سألك ان تصلي عليه فقال (ع) لا تعجلوا علي صاحبكم حتي اتيكم فأخذ و ضوءا و صلي ركعتين و دعا بدعاء و خر ساجدا ثم قام و اتي منزل الشامي و دخل عليه و دعاه باسمه فاجاب ثم أجلسه و أسنده و دعا له بسويق فسقاه فلم يلبث الا قليلا حتي فتح الشامي عينيه و قال اشهد انك حجة الله و ابن‌حجته علي خلقه و بابه الذي منه يؤتي فمن اتي من غيرك خاب و خسر و ضل ضلالا بعيدا قال ابوجعفر عليه‌السلام و ما دعاك الي هذا قال اشهد انه قد عرج بروحي و فارقت جسدي فسمعت مناديا ينادي ردوا روحه عليه سأل ذلك محمد بن علي الباقر (ع) فردوا علي فقال ابوجعفر (ع) أما علمت ان الله يحب العبد و يبغض عمله و يبغض العبد و يحب عمله فصار بعد ذلك من أصحاب ابي‌جعفر (ع). و من معاجزه قال جابر بن يزيد الجعفي خرجت مع ابي‌جعفر عليه‌السلام الي الحج و أنا زميله اذ اقبل و رشان فوقع علي عضادتي محمله فهدل و ترنم ثم مددت يدي لأخذه فصاح علي ابوجعفر عليه‌السلام و قال مه [ صفحه 53] يا جابر فانه قد استجار بنا قلت و ما الذي شكا اليك قال شكا الي ان يفرخ في هذا الجبل منذ ثلاث سنين و ان حية تأتيه و تأكل فراخه فسألني ان ادعو الله ليقتلها ففعلت قال جابر فسرنا حتي السحر قال انزل فنزلنا ثم تنحي عن الطريق و جلس علي روضة من الارض ذات رملة فاقبل يكشف الرملة يمنة و يسرة و هو يقول أللهم اسقنا و طهرنا اذا بدا حجرا بيض بين الرمل فقلعه فنبع له عين ماء ابيض صاف فتوضأ و توضأنا و شرب منه و شربنا منه ثم ارتحلنا و غابت الماء فاصبحنا خلف قرية و نخيلات فعمد ابوجعفر الي نخلة يابسة و قال أيتها النخلة اطعمينا مما جعل الله فيك فرأيت النخلة قد اثمرت من ساعتها و صارت الثمرة رطبا ثم انحنت تلك النخلة حتي اخذنا من ثمرها و أكلنا و اذا اعرابي فلما رأي قال ما رأيت ساحرا كاليوم فقال (ع) لا تكذبن علي يا اعرابي نحن أهل‌بيت النبوة ليس منا ساحر و لا كاهن ولكنا علمنا اسما من اسماء الله و اذا بها سألنا اعطينا واجبنا. و في البحار روي الحسن بن مسلم عن ابيه قال دعاني الباقر (ع) الي طعام فجلست اذ أقبل و رشان منتوف الرأس حتي سقط بين يديه و معه و رشان آخر فهدل فرد الباقر (ع) بمثل هديله فطار فقلنا للباقر (ع) ما قالا و ما قلت قال (ع) انه اتهم زوجته بغيره فنقر رأسها و أراد أن يلاعنها عندي فقال لها بيني و بينك من يحكم بحكم داود و آل داود و يعرف منطق الطير و لا يحتاج الي شهود فاخبرته ان الذي ظن بها لم يكن كما ظن فانصرفا علي صلح في البحار قال محمد بن مسلم كنت مع ابي‌جعفر (ع) بين مكة و المدينة و انا اسير علي حمار لي و هو علي بغلته اذ اقبل ذئب من رأس الجبل حتي انتهي الي ابي‌جعفر (ع) فحبس البغلة و دنا الذئب حتي وضع يده [ صفحه 54] علي قربوس السرج و مدعنقه الي اذنه و ادني ابوجعفر اذمه منه ساعة ثم قال امض فقد فعلت فرجع مهر و لا قال قلت جعلت فداك لقد رأيت عجبا قال (ع) او تدري ما قال و ما قلت له قلت الله و رسوله أعلم قال انه قال لي يابن رسول‌الله ان زوجتي في ذاك الجبل و قد تعسر عليها ولادتها فادع الله ان يخلصها و لا يسلط علي احد من شيعتكم احدا من نسلي قلت له قد فعلت.

في معجزات الباقر

و من معجزاته (ع) ما روي في البحار عن ابي‌بصير قال دخلت علي ابي‌عبدالله و ابي‌جعفر (ع) فقلت لهما انتما ورثة رسول‌الله (ص) قال نعم قلت فرسول‌الله وارث الانبياء علم كلما علموا فقال لي نعم فقلت انتم تقدرون علي ان تحيوا الموتي و تبرؤا الاكمه و الابرص فقال لي نعم باذن الله ثم قال ادن مني يا أبابصير فمسح يده علي عيني و وجهي فابصرت الشمس و السماء و الارض و البيوت و كل شي‌ء في الدار قال اتحب ان تكون هكذا و لك ما للناس و عليك ما عليهم يوم القيامة أو تعود كما كنت و لك الجنة خالصا قلت اعود كما كنت فقال فمسح علي عيني فعدت كما كنت. و من معجزاته قال في البحار روي ابوعتيبة قال كنت عند ابي‌جعفر (ع) فدخل رجل فقال أنا من أهل الشام اتولاكم و ابري‌ء من عدوكم و ابي كان يتولي بني‌امية و كان له مال كثير و لم يكن له ولد غيري و كان مسكنه بالرملة و كانت له جنينة يتخلي فيها بنفسه فلما مات طلبت المال فلم اظفر به و لا اشك انه دفنه و اخفاه مني قال ابوجعفر (ع) افتحب ان تراه و تسأله أين موضع ماله قال اي و الله اين لفقير محتاج فكتب ابوجعفر كتابا و ختمه بخاتمه ثم قال انطلق بهذا الكتاب الليلة الي البقيع حتي [ صفحه 55] تتوسطه ثم تنادي يادرجان يادرجان فانه يأتيك رجل معتم فادفع اليه كتابي و قل أنا رسول محمد بن علي بن الحسين (ع) فانه يأتيك بابيك فاسأله بما بدا لك فاخذ الرجل الكتاب و انطلق قال ابوعتيبة فلما كان من الغداتيت أباجعفر لأنظر ما حال الرجل فاذا هو علي الباب ينتظر ان يؤذن فاذن له فدخلنا جميعا فقال الرجل الله يعلم عنده من يضع العلم قد انطلقت البارحة و فلعت ما امرت فاتأتي الرجل و قال لا تبرح من مكانك حتي اتيك بابيك فاتاني برجل اسود فقال هذا ابوك قلت ما هو ابي قال غيره اللهب و دخان الجحيم و العذاب الأليم قلت أنت ابي قال نعم قلت فما غيرك عن صورتك و هيأتك قال يا بني كنت اتولي بني‌امية و افضلهم علي أهل‌بيت النبي (ص) بعد النبي فعذبني الله بذلك و كنت انت تتولاهم و كنت ابغضتك علي ذلك و حرمتك مالي فرؤيته عنك و أنا اليوم علي ذلك من النادمين فانطلق يا بني الي جنيئتي فاحفر تحت الزيتونة و خذ المال مائة الف درهم فادفع الي محمد بن علي خمسين الفا و الباقي لك ثم قال و أنا منطلق حتي آخذ المال و آتيك بمالك قال ابوعتيبة فلما كان من القابل سألت أباجعفر (ع) ما فعل الرجل صاحب المال قال قد اتاني بخمسين الف درهم فقضيت بها دينا علي و ابتعت بها ارضا بناحية خيبر و وصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي (بيان) جنينة أي مال يستره عني قال الفيروز آبادي الجنين كل مستور و في بعض النسخ جنة و هو اظهر أي كان يتخلي في جنته و قد ظن انه كان لدفن المال و علي الاول يحتمل ان يكون تصغير الجنة. و من معاجزه (ع) اخباره بالمغيبات و قال ابوبصير كنت مع الباقر (ع) في مسجد رسول‌الله (ص) قاعدا احدث بامامات علي بن الحسين (ع) [ صفحه 56] اذ دخل الدوانيقي و داود بن سليمان قبل ان افضي الملك الي ولد العباس و ما قعدا لي الباقر (ع) الا داود فقال الباقر (ع) ما منع الدوانيقي ان يأتي الي قال فيه جفاء قال الباقر (ع) لا تذهب الايام حتي بلي أمر هذا الخلق و يطأ أعناق الرجال و يملك شرقها و غربها و يطول عمره فيها حتي يجمع من كنوز الاموال مالم يجتمع لأحد قبله فقام داود و اخبر الدوانيقي بذلك فاقبل اليه الدوانيقي و قال ما منعني من الجلوس اليك الا اجلالك فما الذي خبرني به داود فقال (ع) هو كائن قال و ملكنا قبل ملككم قال نعم قال يملك بعدي أحد من ولدي قال نعم قال فمدة بني‌امية اكثر أم مدتنا قال مدتكم اطول و ليتلقفن هذا الملك صبيانكم و يلعبون به كما يلعبون بالكرة هذا ما عهده الي ابي فلما ملك الدوانيقي تعجب من قول الباقر (ع) منها عن ابي الصبا الكناني قال صرت يوما الي باب ابي‌جعفر عليه‌السلام فقرعت الباب فخرجت الي و صيفة خماسية فضربت بيدي علي رأس ثديها فقلت لها قولي لمولاك اني بالباب فصاح من آخر الدار ادخل لا أم لك فدخلت و قلت و الله ما أردت بذلك ريبة و لا قصدت الا زيادة في يقيني فقال صدقت لئن ظننتم ان هذه الجدران تحجب ابصارنا كما تحجب ابصاركم اذا لا فرق بيننا و بينكم فاياك ان تعاد لمثلها عن ابي‌بصير قال كنت اقري‌ء امرأة القرآن و اعلمها اياه قال فمازحتها بشي‌ء فلما قدمت علي ابي‌جعفر (ع) قال لي يا أبابصير أي شي‌ء قلت للمرأة فقلت بيدي هكذا يعني غطيت وجهي فقال لا تعودن اليها و في خبر قال لأبي بصير ابلغها السلام فقل ابوجعفر يقرؤك السلام و يقول زوجي نفسك من ابي‌بصير قال فاتيتها فاخبرتها قالت الله قال لك ابوجعفر هكذا فحلفت لها فزوجت نفسها مني قال محمد [ صفحه 57] ابن مسلم قال لي ابوجعفر (ع) لئن ظننتم انا لا نراكم و لا نسمع كلامكم لبئس ما ظننتم لو كان كما تظنون انا لا نعلم ما انتم عليه و فيه ما كان لنا علي الناس فضل قلت اربي بعض ما استدل به قال وقع بينك و بين زميلك بالربذة حتي عيرك بنا و بحبنا و معرفتنا قلت أي و الله لقد كان ذلك قال فتراني قلت باطلاع الله ما أنا بساحر و لا كاهن و لا بمجنون لكنها من علم النبوة و نحدث بما يكون قلت من الذي يحدثكم بما نحن عليه قال احيانا ينكث في قلوبنا و ينقر في آذاتنا و مع ذلك فان لنا خدما من الجن مؤمنين و هم لنا شيعة و هم لنا اطوع منكم قلت مع كل رجل واحد منهم قال نعم يخبرنا بجميع ما انتم عليه و فيه قال الاسود بن سعيد كنت عند ابي‌جعفر (ع) فقال ابتداء من غير ان اسأله نحن حجة الله و نحن وجه الله و نحن عين الله في خلقه و نحن ولاة امر الله في عباده اترون ليس منا معكم اعين ناظرة و اسماع سامعة بئس ما رأيتم و الله لا يخفي علينا شي‌ء من اعمالكم فاحضرونا جميعا و عودوا انفسكم الخير و كونوا من أهله تعرفوا فاني بهذا امر ولدي و شيعتي ثم قال ان بيننا و بين كل ارض تري [1] مثل تري البناء فاذا امرنا في الارض بامر اخذنا ذلك التراب فاقبلت الينا الارض بكليتها و اسواقها و كورها حتي تنفذ فيها من امر الله ما أمر و ان الريح كما كانت مسخرة لسليمان فقد سخرها الله لمحمد (ص) و آله و لتري الخيط و لعل هذا الخيط هو الخيط الذي رآه جابر بن يزيد الجعفي في تلك القصة المشهورة و ذلك انه اشتك الشيعة الي زين‌العابدين (ع) ما يلقونه من بني‌امية فدعا الباقر (ع) و أمره ان يأخذ الخيط الذي نزل به جبرئيل الي النبي (ص) و يحركه تحريكا خفيفا فمضي الباقر (ع) الي المسجد فصلي فبه ركعتين ثم وضع خده [ صفحه 58] علي التراب و تكلم بكلمات ثم رفع رأسه فاخرج من كمه خيطا دقيقا تفوح منه رائحة المسك و اعطي لجابر طرفا منه فقال امض قال فمضيت ثم قال قف يا جابر فحرك الخيط تحريكا لينا خفيفا ثم قال اخرج فانظر ما حال الناس قال فخرجت من المجلس فاذا صياح و صراخ و ولولة من كل ناحية و اذا زلزلة شديدة و رجفة و هدة قد اخربت عامة دور المدينة و هلك تحتها اكثر من ثلاثين الف انسان ثم صعد الباقر عليه‌السلام المنارة و نادي با علي صوته ألا يا أيها الضالون المكذبون قال فظن الناس انه صوت من السماء فخروا لوجوههم و طارت افئدتهم و هم يقولون في سجودهم الأمان الأمان و انهم يسمعون الصيحة بالحق و لا يرون الشخص ثم قرأ (فخر عليهم السقف من فوقهم و أتاهم العذاب من حيث لا يشعرون) قال فلما نزل عنها و خرجنا من المسجد سألته عن الخيط قال هذا من البقية قلت و ما البقية يابن رسول‌الله قال يا جابر بقية مما ترك آل موسي و هرون تحمله الملائكة و يضعه جبرئيل لدينا اقول هذا الامام الهمام اعني امامنا الباقر (ع) بمجرد ما حرك الخيط تحريكا لينا خفيفا زلزل الارض و رجفها و هدها بحيث قد اخربت عامة دور المدينة و هلك تحتها ثلاثون الف انسان هذا يوم يظهر القدرة التي جعلها الله في يده و يوم آخر يظهر الاصطبار و التحمل الذي شاء الله لهم و وعدهم علي ذلك اجرا جزيلا صبر و تحمل بابي و امي هو و أبوه زين‌العابدين (ع) حتي اوثقوهم بحبل طويل و قيدوهم و غللوهم و كان الباقر (ع) في ذلك الوقت طفلا صغيرا و له من العمر اربع سنين و وردت عنه رواية قد احرقت أكبادنا و أقرحت أجفاننا و هي هذه قال الباقر (ع) اتي بنا يزيد بن معاوية لعنه الله بعد ما قتل الحسين بن علي (ع) و نحن اثني‌عشر غلاما [ صفحه 59] و كان اكبرنا يومئذ علي بن الحسين (ع) فادخلنا عليه و كان كل واحد منا مغلولة يده الي عنقه. رجالكم صرعي و أسري نساؤكم و اطفالكم في السبي تشكو حبالها الخ و في الانوار النعمانية و ادخلوهن و هن مربقات بحبل طويل و زجر بن قيس يجرهن و قال علي بن الحسين عليه‌السلام ادخلونا علي يزيد الخ.

في حالات ابي جعفر و ما ورد عليه من الأعداء

فروع رسول‌الله أصل غصونها و ايكتها طوبي و للغرس غارس عليهم لأجلال النبوة هيبة يشار اليهم و الرؤوس نواكس و قد توجوا بالعلم و استودعوا الهدي بهم تحسن الدنيا و تزهو المجالس ينابيع علم يستفيض بحكمة هداة اذا ما جاء للعلم قابس نجوم و أعلام اذا غاب آفل أنار لنا نجم و أشرق دامس قال الله تبارك و تعالي و هو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر و البحر في «بعض التفاسير» النجوم هم الأئمة (ع) و يؤيد مما قال رسول‌الله (ص) مثل أهل‌بيتي مثل النجوم كلما أفل نجم طلع نجم كما قال الشاعر: نجوم و أعلام اذا غاب آفل انار لنا نجم و اشرق دامس يعني اذا غاب أحد منهم جلس الآخر مقامه و قام بامر الخلافة لأن الارض لا تخلو من حجة الله علي الخلق فكما ان الخلق يستضيئون بضوء النجوم و يقطعون بها ظلمات البحر و البر فكذلك يستضيئون بشعاع أنوار الأئمة و يهتدون بهديهم و يقتبسون من اضواء علومهم و لولا هم لكان الناس [ صفحه 60] في حيرة و ضلالة و لم يهتدوا بغبرهم من أتاكم فقد نجا و من تخلف عنكم فقد هلك و كان الباقر (ع) يقول بلية الناس علينا عظيمة ان دعوناهم لم يستجيبوا لنا و ان تركناهم لم يهتدوا بغيرنا ما ينقم الناس منا نحن أهل‌بيت الرحمة و شجرة النبوة و معدن الحكمة و موضع الملائكة و مهبط الوحي و الأئمة الذين هم اوصياء رسول‌الله (ص) عددهم عدد شهور السنة و عدد نقباء بني‌اسرائيل و هم اثناعشر اماما علي و ابناه الحسن و الحسين عليهم‌السلام و تسعة من صلب الحسين (ع) أولهم زين‌العابدين علي بن الحسين ثم ابوجعفر الباقر محمد بن علي بن الحسين (ع) الذي كنا في ذكر حالاته و معاجزه و معالي اموره ففي هذا المجلس تذكر شيئا مما ورد عليه من المصائب و النوائب و الصدمات والاذيات للؤلمات قال الصادق (ع) حج هشام بن عبدالملك في سنة من السنين و حج في تلك السنة ابومحمد بن علي الباقر (ع) فخطب في الناس و قال في خطبته الحمدلله الذي بعث محمدا بالحق نبيا و أكرمنا به فنحن صفوة الله علي خلقه و خيرته من عباده و خلفاؤه فالسعيد من اتبعنا و الشقي من عادانا و خالفنا فاخبر بذلك هشام لعنه الله فغضب غضبا شديدا ولكن لم يتعرض هناك فلما انصرف الي دمشق و انصرفنا الي المدينة انقذ بريدا الي عامل المدينة باشخاص ابي و اشخاصي الي دمشق فلما وردنا دمشق حجبنا هشام لعنه الله ثلاثة أيام فلم يأذن لنا و في اليوم الرابع أذن لنا فلما صرنا ببابه قال اللعين لأصحابه اذا سكت انا من توبيخ ابي‌جعفر فلتوبخوه انتم ثم أمر ان يؤذن له فلما دخل عليه ابوجعفر (ع) قال السلام عليكم و عمهم بالسلام جميعا ثم جلس فازداد هشام عليه حنقا بتركه السلام عليه بالخلافة و جلوسه بغير اذنه فقال يا محمد بن علي لا يزال الرجل منكم قد شق [ صفحه 61] عصا المسلمين و دعا الي نفسه و زعم انه الامام سفها منه بغير علم و جعل يونجه فلما سكت أقبل القوم رجل بعد رجل يونجه فلما سكت القوم نهض الامام قائما و قال أيها الناس أين تذهبون و أين يراد بكم بنا هدي الله اولكم و بنا يختم آخركم فان يكن لكم ملك معجل فان لنا ملكا مؤجلا و ليس بعد ملكنا ملك لأنا أهل العاقبة يقول الله عزوجل (و العاقبة للمتقين) فأمر هشام به الي الحبس فلما صار الامام الي الحبس تكلم لم يبق في الحبس رجل الا ترشقه و حن اليه فجاء صاحب الحبس الي هشام و اخبره بخبره فامر به فاخرج من الحبس و قال ائتوني به و ادخلوه علي قال الامام جعفر بن محمد الصادق (ع) فلما دخلنا عليه فاذا هو قاعد علي سرير الملك و جنده و خاصته وقوف علي ارجلهم سماطان متسلحان و قد نصب البرجاس حذاه و اشياخ قومه يرمون فلما دخلنا و ابي أمامي و أنا خلفه فنادي ابي و قال يا محمد ارم مع اشياخ قومك الغرض فقال (ع) له اني قد كبرت عن الرمي فهل رأيت ان تعفيني فقال و حق من أعزنا بدينه و نبيه محمد صلي الله عليه و آله لا اعفيك ثم اومأ الي شيخ من بني‌امية ان اعطه قوسك فتناول ابي عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهما فوضعه في كبد القوس ثم انتزع و رمي وسط الغرض فنصبه فيه ثم رمي فيه الثانية فشق فواق سهمه الي نصله ثم تابع الرمي حتي شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض و هشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالك الي ان قال أجدت يا أباجعفر و أنت ارمي العرب و العجم هلا زعمت انك كبرت عن الرمي ثم أدركته ندامة علي ما قال قال الصادق عليه‌السلام و كان هشام لم يكن أحل قتل ابي و لا بعده في خلافته فهم به و اطرق الي الارض اطراقة يتروي فشيه و أنا و أبي واقفان حذاه مواجهان [ صفحه 62] له فلما وقوفنا غضب ابي فهم به و كان ابي اذا غضب نظر الي السماء نظر غضبان يري الناظر الغضب في وجهه فلما نظر هشام الي ذلك من ابي قال له يا محمد الي الي فصعد ابي علي السرير و أنا اتبعه فلما دنا من هشام قام اليه و اعتنقه واقعده عن يمينه ثم اعتنقني واقعدني عن يمين ابي ثم اقبل عليه بوجهه فقال له يا محمد لا تزال العرب و العجم يسودها قريش مادام فيهم مثلك و لله درك من علمك هذا الرمي و في كم تعلمته فقال ابي قد علمت ان أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثني ثم تركته فلما أراد أميرالمؤمنين مني ذلك عدت اليه فقال له ما رأيت مثل هذا الرمي قط مذ عقلت و ما ظننت ان في الارض احدا يرمي مثل هذا الرمي ايرمي جعفر مثل رميك فقال انا نحن نتوارث الكمال و التمام الذين انزلهما الله علي نبيه (ص) في قوله (اليوم اكملت لكم دينكم و اتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم الاسلام دينا) و الارض لا تخلو ممن يكمل هذه الامور التي يقصر غيرنا عنها قال فلما سمع ذلك من ابي انقلبت عينه اليمني فاحولت و احمر وجهه و كان ذلك علامة غضبه اذا غضب ثم اطرق هنيئة ثم رفع رأسه و سأل سؤالات و استشكل اشكالات و الامام (ع) أجاب عنها و القصة طويلة فليراجع في محله وكان من شأنهما ما كان الي ان اطرق طويلا ثم رفع رأسه فقال سل حاجتك فقال خلقت عيالي و أهلي مستوحشين لخروجي فقال قد أنس الله وحشتهم برجوعك اليهم و لا تقم سر من يومك فاعتنقه ابي و دعا له و فعلت أنا كفعل ابي ثم نهض و نهضت معه و ودعناه و خرجنا الي بابه فامر به فحمل علي البريد هو و اصحابه ليردوا الي المدينة و أمر اللعين ان لا تخرج الأسواق و حال بينهم و بين الطعام و الشراب فساروا ثلاثا لايجدون طعاما و لا شرابا حتي انتهوا [ صفحه 63] الي (مدين) و ارسل هشام من عنده رسولا علي طريقه الي المدينة و اشاع في الناس بان ابني ابي‌تراب الساحرين محمد بن علي و جعفر بن محمد الكذابين ما لا الي النصرانية و انحرفا عن الاسلام الي الكفر و تقربا الي القسيسين و الرهبانيين و يقول أميرالمؤمنين برئت الذمة ممن يشاريهما أو يبايعهما أو يصافحهما أو يسلم عليهما فانهما قد ارتدا عن الاسلام و رأي أميرالمؤمنين ان يقتلها و دوابهما و غلمانهما و من معهما شر قتلة قال فورد البريد الي مدينة مدين يقول الصادق (ع) فلما شارفنا مدينة مدين قدم ابي غلمانه ليرتادوا لنا منزلا و يشروا لدوابنا علفا و لنا طعاما فلما قرب غلماننا من باب مدينة مدين اغلقوا الباب في وجوهنا و شتمونا و شتموا عليا و قالوا لا نزول لكم عندنا و لا شراء و لا بيع يا كفار يا مشركون يا مرتدون يا كذابون يا شر الخلايق اجمعين فوقف غلماننا علي الباب حتي انتهينا اليهم فكلهم ابي و لين لهم القول و قال لهم اتقوا الله و لا تغلظوا فلسنا كما بلغكم و لا نحن كما يقولون و هبنا كما يقولون افتحوا لنا الباب و شارونا و بايعونا كما تشارون و تبايعون اليهود و النصاري و المجوس فقالوا انتم شر من اليهود و النصاري و المجوس لأن هؤلاء يؤدون الجزية و انتم ما تؤدون فقال لهم ابي افتحوا لنا الباب و انزلونا و خذوا منا الجزية كما تأخذون منهم فقالوا لا نفتح و لا كرامة لكم حتي تموتوا علي ظهور دوابكم جياعا أو تموت دوابكم تحتكم فوعظهم ابي فازدادوا عتوا و نشوزا قال الصادق (ع) فثني ابي رجله عن سرجه ثم قال لي مكانك يا جعفر لا تبرح ثم صعد الجبل و اشرف علي مدينة مدين و هم ينظرون اليه ما يصنع فلما صار في أعلاه استقبل بوجهه المدينة و وضع اصبعيه في اذنيه ثم نادي بأعلي صوته و الي (مدين أخاهم شعيبا قال يا قوم اعبدوا الله ما لكم [ صفحه 64] من اله غيره و لا تنقصوا المكيال و الميزان اني اريكم بخير و اني اخاف عليكم عذاب يوم محيط و يا قوم اوفوا المكيال و الميزان و لا تنجسوا الناس اشياءهم و لا تعثوا في الارض مفسدين بقية الله خير لكم ان كنتم مؤمنين) ثم قال نحن و الله بقية الله في الارض فامر الله ريحا سوداء مظلمة فهبت و احتملت صوت ابي فطرحته في اسماع الرجال و الصبيان و النساء فما بقي احد منهم الا و صعد السطوح و ابي مشرف عليهم و صعد فيمن صعد شيخ كبير السن فنظر الي ابي علي الجبل فنادي بأعلي صوته اتقوا الله يا أهل مدين فانه قد وقف ابن‌رسول‌الله (ص) الموقف الذي وقف فيه شعيب (ع) حين دعا علي قومه فان انتم لم تفتحوا له الباب و لم تنزلوه جاءكم من الله العذاب فاني اخاف عليكم و قد اعذر من انذر فلامهم و وبخهم و عيرهم فارتدعوا و خافوا و فزعوا و اقبلوا يعتذرون و فتحوا الباب و انزلونا فارتحلنا في اليوم الثاني و كتب جميع ذلك الي هشام لعنه الله فكتب هشام الي عامل مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيقتله و كتب الي عامل المدينة ان يحتال في سم ابي في طعام أو شراب و في رواية بعث اليه بسرج قد عمل فيه السم علي يدي زيد ابن الحسن السبط و كان زيد يخاصم الباقر (ع) في ميراث رسول‌الله (ص) و يقول له قاسمي ميراث رسول‌الله (ص) لأني من ولد الحسن و اولي بذلك منك و أنا من ولد الاكبر و جري بينهما ما جري حتي خرج زيد الي الشام و دخل علي هشام فسأله هشام من أين اقبلت قال زيد اتيتك من عند ساحر كذاب لا يحل لك تركه فاستشاط غضبا و هم بقتل الامام وصنع ما صنع حتي سم امامنا الباقر (ع) و وقع في فراشه متورم الجسد عن ابني يصير قال سمعت الصادق (ع) يقول ان ابي مرض مرضا شديدا حتي خفنا [ صفحه 65] عليه فبكي رأسه بعض اصحابه فنظر اليه و قال اني لست بميت في وجعي هذا قال فبره و مكث ماشاءالله من السنين فبين ما هو صحيح ليس به بأس فقال يا بني اني ميت يوم كذا فمات في ذلك اليوم فلما سم مرض و عاش بعد ذلك ثلاثة أيام فلما كانت ليلة وفاته جعل يناجي و به قال الصادق (ع) ما داني أبي بعد فراغه من مناجاته و قال يا بني ان هذه الليلة التي اقبض فيها لأني سمعت صوت ابي‌زين‌العابدين (ع) ناداني من وراء الجدار يا محمد تعال عجل و اناني بشراب و قال اشرب هذا اقول و نودي الحسين (ع) ايضا في يوم عاشوراء بمثل هذا النداء و جي‌ء بشراب ليشرب بمثل هذا الشراب كما قال شبيه رسول‌الله (ص) علي الأكبر (ع) لما سقط من علي ظهر جراده نادي يا أبه هذا جدي قد سقاني بكأسه الا و في شربة لا اظمأ بعدها ابدا و ان لك كأسا مذخورة تشربها الساعة و هو يقرؤك السلام و يقول لك العجل ثم ان الباقر (ع) اوصي بجميع وصاياه لولده و قال ولدي اذا أنا قضيت نجي فغسلني و حنطني و كفني في ثلاثة اثواب احدها رداء له حبرة كان يصلي فيه يوم الجمعة و ثوب آخر و قميص و عممني بعمامة و ليس تعد العمامة من الكفن يكفن الباقر (ع) في ثلاثة أثواب أو اربع و الحسين (ع) دفن بلا كفن. غسلته دماؤه قلبته ارجل الخيل كفنته الرمول و مما اوصي به الباقر (ع) ان قال ولدي جعفر اوقف لي من مالي كذا و كذا النوادب تندبني عشر سنين بمني أيام مني الحسين (ع) اوصي بان تندبه شيعته و قال: شيعتي مهما شربتم عذب ماء فاذكروني أو سمعتم بغريب أو شهيد فاندبوني [ صفحه 66] فلما اكمل وصيته تهيأ للقاء ربه غمض عينيه و مد يديه و رجليه عرق جبينه و سكن انينه و فارقت روحه الطيبة فقام الصادق (ع) لتجهيزه فغسله و حنطه و كفنه و صلي عليه قيل ان رجلا كان علي أميال من المدينة فرأي في منامه قيل له انطلق و صل علي ابي‌جعفر الباقر (ع) فان الملائكة تغسله في البقيع فجاء الرجل فوجد أباجعفر قد توفي فوقف حتي صلي عليه ثم ان الصادق (ع) بعد ما صلي عليه دفنه عند والده زين‌العابدين (ع) و رثاه زيد بن علي بن الحسين (ع) ثوي باقر العلم في ملحد اما الوري طيب المولد فمن لي سوي جعفر بعده امام الوري الأوحد الأمجد أباجعفر الخير أنت الأمام و أنت المرجي لبلوي غد و الآخر يقول: اذا غاب بدر الدحي فانظرن الي ابن النبي ابي‌جعفر تري خلفا منه يرزي به وبا لفرقدين و بالمشثري امام ولكن بلا شيعة و لا بمصلي و لا منبر توفي ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين (ع) بالمدينة يوم الاثنين سابع ذي‌الحجة سنة اربع عشرة و مائة و له سبع و خمسون سنة و قبره في البقيع مع والده و عمه الحسن (ع) في القبة التي فيها العباس و اوصي بل و كتب ان يكفن في ثلاثة اثواب و ان يرفع قبره و يرفع اربعة اصابع و اوصي بثمان مائة درهم لمأته و كان يري ذلك من السنة لأن رسول‌الله (ص) قال اتخذوا لآل جعفر طعاما فقد شغلوا نعم اتخاذ الطعام للمصابين سنة و لا سيما أيام اشتغالهم بالبكاء علي فقيدهم و أهل الكوفة أرادوا ان يعملوا بهذه [ صفحه 67] السنة حيث اطعموا آل الرسول و أيتام ابي‌عبدالله (ع) بعض التمر و الخبز و الجوز و ههنا نختم ما يتعلق بامامنا الباقر عليه‌السلام و له كلمات شريفة و مواعظ لطيفة قد اوردت بعضا منها بقدر هذا المختصر منها قال (ع) الكمال كل الكمال التفقه في الدين و الصبر علي النائبة و تقدير المعيشة و قال (ع) من لم يجعل الله له في نفسه واعظا فان مواعظ الناس لن تغني عنه شيئا و قال (ع) لجابر الجعفي اغتنم من أهل زمانك خمسا ان حضرت لم تعرف و ان غبت لم تفتقد و ان شهدت لم تشاور و ان قلت لم يقبل قولك و ان خطبت لم تتزوج و قال (ع) الحياء و الايمان مقرونان في قرن فاذا ذهب احدهما تبعهما صاحبه و قال لبعض شيعته و قد أراد سفرا فقال (ع) لما قال له اوصني فقال تسيرن سيرا و انت حاف و لا تنزلن عن دابتك ليلا الا و رجلاك في خف و لا تبولن في نفق و لا تذوقن بقلة و لا تشمها حتي تعلم ما هي و لا تشرب من سقاء حتي تعرف ما فيه و لا تسيرن الا مع من تعرف و احذر من لا تعرف و قال (ع) من اعطي الخلق و الرفق فقد اعطي الخير و الراحة و حسن حاله في دنياه و آخرته و من حرم الخلق و الرفق كان ذلك سبيلا الي كل شر و بلية الا من عصمه الله. (بيان) قرن حبل واحد يشد به. بعيران الخف النعال. النفق الثقب الذي في الارض السقاء القربة.

پاورقي

[1] التري بالضم خيط البناء.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.