المجالس السنية في مناقب و مصائب العترة النبوية علیهم السلام

اشارة

سرشناسه : امين، محسن، 1865 - 1952م.

عنوان و نام پديدآور : المجالس السنيه في مناقب و مصائب العتره النبويه/ تاليف محسن الامين.

مشخصات نشر : قم: المكتبه الحيدريه ، 1428ق. = 2007م. = 1386.

مشخصات ظاهري : ج.

شابك : 100000ريال : دوره : 964-8163-83-9 ؛ 964-8163-81-2

يادداشت : چاپ دوم

يادداشت : اين كتاب در سالهاي مختلف توسط ناشرين مختلف منتشر شده است.

موضوع : چهارده معصوم -- فضايل

موضوع : چهارده معصوم -- مصائب

موضوع : وعظ

موضوع : شيعه -- تاريخ

موضوع : اسلام -- تاريخ

رده بندي كنگره : BP36/5 /6الف8 م3 1386

رده بندي ديويي : 297/95

شماره كتابشناسي ملي : 1179594

مولد العسكري و وفاته و كنيته و لقبه و نقش خاتمه و شاعره و اولاده

الامام بعد أبي الحسن علي بن محمد الهادي «ع» و حادي عشر أئمة المسلمين و خلفاء الله في العالمين و ثاني الحسنين ولده الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. ولد الحسن العسكري «ع» بالمدينة يوم الجمعة أو الاثنين في ربيع الأول أو في العاشر أو الرابع أو الثامن من ربيع الآخر سنة اثنتين و ثلاثين أو احدي و ثلاثين و مائتين و شخص الي العراق بشخوص والده اليها و له أربع سنين و شهور (و توفي) بسر من رأي يوم الجمعة مع صلاة الغداة أو الأحد أو الاربعاء لثمان ليال خلون من ربيع الأول علي المشهور أو في أول يوم منه أو في الثاني عشر منه أو في ربيع الآخر سنة ستين و مائتين و له يومئذ ثمان و عشرون أو تسع و عشرون سنة، أقام منها مع أبيه ثلاثا و عشرين سنة و أشهرا و بعد أبيه ست سنين أو خمس سنين و هي مدة امامته و خلافته و هي بقية ملك

المعتز أشهرا ثم ملك المهتدي و توفي في ملك المعتمد بعد مضي خمس سنين منه و دفن بسر من رأي في البيت الذي دفن فيه أبوه عليهما بجانبه في دارهما (امه) أم ولد يقال لها حديث أو حديثة (و قيل) سوسن و قيل سليل و لعلها سميت بجميع ذلك علي التعاقب. (كنيته) أبومحمد (أشهر القابه) العسكري و يلقب بالتقي و الخالص و الزكي و غيرها و انما لقب هو و أبوه بالعسكري لأن المحلة التي سكناها بسامراء كانت تسمي عسكرا أو ان سامراء نفسها تسمي عسكرا لأن عسكر المعتصم نزلها و كان هو و أبوه [ صفحه 660] و جده يعرف كل واحد منهم بابن الرضا (نقش خاتمه) سبحان من له مقاليد السماوات و الأرض (و قيل) انا لله شهيد (أو) ان الله شهيد (بوابه) عثمان بن سعيد العمري و ابنه محمد بن عثمان (شاعره) ابن الرومي علي ما في الفصول المهمة (له من الأولاد) ولده المسمي باسم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم المكني بكنيته ليس له ولد غيره. ابكي و هل يشفي الغليل بكائي بدرين قد غربا بسامراء علمين من رب البرية للوري نصبا با علي قنة العلياء نجمان يهدي السالكون لربهم بهداهما في الفتنة العمياء بعلي الهادي و بالحسن ابنه كشف الكروب و مدفع اللأواء يا آل أحمد ما ببعض صفاتكم و لو اجتهدت يفي جميع ثنائي اني و قد نطق الكتاب بمدحكم نصا فأخرس ألسن البلغاء و عليكم الصلوات في صلواتنا تتلي بكل صبيحة و مساء

صفته في خلقه و حليته و اخلاقه و اطواره

(أما صفته في خلقه و حليته) ففي الفصول المهمة: صفته بين السمرة و البياض و وصفه أحمد بن عبيدالله بن خاقان بانه اسمر اعين

حسن القامة جميل الوجه جيد البدن له جلالة و هيأة حسنة (و أما صفته في أخلاقه و اطواره) فقال أحمد بن عبيدالله بن خاقان المذكور ايضا انه لم ير و لم يسمع بمثله في هديه و سكونه [ صفحه 661] و عفافه و نبله و كرمه و تقديم اهل بيته و عيرهم و السلطان و سائر الناس اياه علي ذوي السن منهم و الخطر و انه عندهم في غاية الاجلال و الاعظام و المحل الرفيع و القول الجميل و انه لم ير له وليا و لا عدوا اهلا و هو يحسن القول فيه و الثناء عليه.

صفته في لباسه

فيستفاد أنه كان يلبس الطيلسان و مما رواه الشيخ في كتاب الغيبة أنه كان يلبس الثياب البيض الناعمة و يلبس مسحا اسود خشنا علي جلده و يقول هذا الله و هذا لكم. قوم لهم شرف العلياء من مضر و المرء يؤخذ في تحديده النسب

نص الهادي علي ابنه العسكري بالامامة

قال المفيد عليه الرحمة كان الامام بعد أبي الحسن علي بن محمد الهادي ابنه أبومحمد الحسن بن علي عليهماالسلام لاجتماع خلال الفضل فيه و تقدمه علي كافة أهل عصره فيما يوجب له الامامة و يقتضي له الرياسة من العلم و الزهد و كمال العقل و العصمة و الشجاعة و الشجاعة و الكرم و كثرة الاعمال المقربة الي الله جل اسمه ثم لنص ابيه عليه و اشارته بالخلافة اليه (ثم) أورد جملة من الاخبار الدالة علي نص ابيه عليه بالامامة من بعده (منها) ما رواه الكليني بسنده عن يحيي بن يسار قال أوصي ابوالحسن علي بن محمد الي ابنه الحسن قبل مضيه باربعة أشهر و أشار اليه بالامر من بعده [ صفحه 662] و أشهدني علي ذلك و جماعة من الموالي (و بسنده) عن النوفلي قال كنت مع أبي الحسن (يعني الهادي عليه السلام) فمر بنا محمد ابنه فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا بعدك فقال لا صاحبكم من بعدي الحسن (و بسنده) عن علي بن مهزيار قلت لابي الحسن عليه السلام ان كان كون و أعوذ بالله فالي من؟ قال عهدي الي الاكبر من ولدي يعني الحسن عليه السلام و بسنده قال كتب ابوالحسن عليه السلام ابومحمد ابني أصح آل محمد عريزة و أوثقهم حجة و هو الاكبر من ولدي و هو الخلف و اليه تنتهي عري الامامة و أحكامنا فما كنت مسائلي عنه فاسأله عنه فعنده

ما تحتاج اليه (و بسنده) عن داود بن القاسم الجعفري سمعت اباالحسن عليه السلام يقول الخلف من بعدي الحسن (و بسنده) عن جماعة من بني هاشم منهم الحسن بن الحسين الافطس انهم حضروا دار ابي الحسن علي الهادي عليه السلام يوم توفي ابنه محمد و قد بسط له في صحن داره و الناس جلوس حوله فقالوا قدرنا أن يكون حوله من الطالبيين و العباسيين و قريش مائة و خمسون رجلا سوي مواليه و سائر الناس اذ نظر الي ابنه الحسن و قد جاء مشقوق الجيب حتي قام عن يمينه و نحن لا نعرف فقال له يا بني احدث الله شكرا فقد أحدث فيك امرا فبكي الحسن «ع» و استرجع و قال الحمد لله رب العالمين و اياه أشكر و اياه أسأل تمام نعمه علينا و انا لله و انا اليه راجعون فسألنا عنه فقيل لنا هذا الحسن ابنه و قدرنا له في ذلك الوقت نحو عشرين سنة فيومئذ عرفناه و علمنا أنه قد اشار اليه بالامامة و أقامه مقامه (و بسنده) [ صفحه 663] عن محمد بن يحيي قال دخلت علي ابي الحسن علي الهادي «ع» بعد وفاة ابنه محمد فعزيته عنه و ابنه ابومحمد «ع» جالس فبكي ابومحمد فقال له ابوه ان الله قد جعل فيك خلفا منه فاحمد الله (و بسنده) عن علي بن جعفر قال كنت حاضرا اباالحسن الهادي «ع» لما توفي ابنه محمد فقال للحسن يا بني احدث الله شكرا فقد احدث الله فيك امرا (و بسنده) عن الانبازي قال كنت حاضرا عند وفاة محمد بن علي الهادي فجاء الهادي «ع» فوضع له كرسي فجلس عليه و حوله اهل بيته و ابومحمد ابنه قائم في ناحية فلما فرغ

من امر محمد التفت الي ابنه أبي محمد فقال يا بني احدث الله شكرا فقد أحدث الله فيك أمرا. شرف تتابع كابرا عن كابر كالرمح انبوبا علي أنبوب

مواعظ العسكري و حكمه و وصاياه

في بعض ما جاء عن ابي محمد الحسن العسكري عليه السلام من المواعظ و الحكم و الوصايا (قال ع) ان لكلام الله فضلا علي الكلام كفضل الله علي خلقه و لكلامنا فضل علي كلام الناس كفضلنا عليهم (و قال ع) لا تمار فيذهب بهاؤك و لا تمازح فيجترأ عليك (و قال ع) حب الابرار للابرار ثواب للابرار و حب الفجار للابرار فضيلة للابرار و بغض الفجار للابرار زين للابرار و بغض الابرار [ صفحه 664] للفجار خزي علي الفجار (و قال ع) من التواضع السلام علي كل من تمر به و الجلوس دون شرف المجالس (و قال ع) من الجهل الضحك من غير عجب (و قال ع) من الفواقر التي تقصم الظهر جار ان رأي حسنة أخفاها و ان رأي سيئة أفشاها (و قال ع) لشيعته اوصيكم بتقوي الله و الورع في دينكم و الاجتهاد لله و صدق الحديث و أداء الأمانة الي من ائتمنكم من بر او فاجر وطول السجود و حسن الجوار فبهذا جاء محمد صلي الله عليه و آله و سلم صلوا في عشائرهم و اشهدوا جنائزهم و عودوا مرضاهم و أودوا حقوقهم فان الرجل منكم اذا ورع في دينه و صدق في حديثه و أدي الامانة و حسن خلقه مع الناس قيل هذا شيعتي فيسرني ذلك اتقوا الله و كونوا زينا و لا تكونوا شينا جروا الينا كل مودة و ادفعوا عنا كل قبيح فانه ما قيل فينا من حسن فنحن اهله و ما قيل فينا من

سوء فما نحن كذلك لنا حق في كتاب الله و قرابة من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و تطهير من الله لا يدعيه غيرنا الا كذاب اكثروا و ذكر الله و ذكر الموت و تلاوة القرآن و الصلاة علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم فان الصلاة علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عشر حسنات احفظوا ما وصيتكم به و استودعكم الله و أقرأ عليكم السلام (و قال ع بئس العبد عبد يكون ذا وجهين و ذا لسانين يطري أخاه شاهدا و ياكله غائبا ان أعطي حسده و ان ابتلي خذله (و قال عليه السلام) الغضب مفتاح كل شر (و قال عليه السلام) أقل الناس راحة الحقود (و قال عليه السلام) اورع الناس من وقف عند الشبهة. أعبد الناس من أقام علي الفرائض. أزهد الناس من ترك الحرام. أشد الناس اجتهادا من [ صفحه 665] ترك الذنوب (و قال عليه السلام) من يزرع خيرا يحصد غبطة و من يزرع شرا يحصد ندامة لكل زارع ما زرع (و قال عليه السلام) لا يشغلك رزق مضمون عن عمل مفروض (و قال عليه السلام) ما ترك الحق عزيز الا ذل و لا أخذ به ذليل الا عز (وقال ع) صديق الجاهل تعب (و قال عليه السلام) خصلتان ليس فوقهما شي ء الايمان بالله و نفع الاخوان (و قال عليه السلام) ليس من الادب اظهار الفرح عند المحزون (و قال ع) رياضة الجاهل و رد المعتاد عن عادته كالمعجز (و قال ع) التواضع نعمة لا تحسد عليها (و قال ع) لا تكرم الرجل بما يشق عليه (و قال عليه السلام) من وعظ أخاه سرا فقد زانه و من وعظه

علانية فقد شانه (و قال عليه السلام) ما أقبح المؤمن ان تكون له رغبة تذله (و قال عليه السلام) ان للسخاء مقدارا فان زاد عليه فهو سرف و للحزم مقدارا فان زاد عليه فهوجبن و للاقتصاد مقدارا فان زاد عليه فهو بخل و للشجاعة مقدارا فان زاد عليه فهو تهور. و كفاك ادبا تجنبك ما تكره من غيرك. و لو عقل اهل الدنيا خربت. خير اخوانك من نسي ذنبك و ذكر احسانك اليه. اضعف الاعداء كيدا من اظهر عداوته. من أنس بالله استوحش من الناس جعلت الخبائث في بيت و جعل مفتاحه الكذب. اذا كان المقضي كائنا فالضراعة لماذا (و قال عليه السلام) من مدح غير المستحق فقد قام مقام التهم (و قال عليه السلام) من ركب ظهر الباطل نزل به دار الندامة. كلامهم فيه الشفاء من العمي و حبهم فرض علي كل مسلم [ صفحه 666]

كيفية وفاة العسكري

فيما جاء في كيفية وفاة الحسن العسكري عليه السلام (روي) المفيد في الارشاد بسنده عن الكليني عن جماعة (و روي) هذا الخبر ايضا الصدوق في اكمال الدين و بين الروايتين تفاوت في الزيادة و النقصان و نحن نجمع بينهما (قالوا) حضرنا في شعبان سنة ثمان و سبعين و مائتين بعد وفاة الحسن العسكري عليه السلام بثمان عشرة سنة أو اكثر مجلس احمد بن عبيدالله بن خاقان و هو عامل السلطان يومئذ علي الخراج و الضياع بكورة قم و كان شديد النصب و الانحراف عن اهل البيت فجري في مجلسه يوما ذكر المقيمين من آل أبي طالب بسر من رأي و مذاهبه و صلاحهم و أقدارهم عند السلطان فقال ما رأيت و لا اعرف بسر من رأي رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن

محمد بن علي الرضا في هديه و سكونه و عفافه و نبله و كرمه عند اهل بيته و السلطان و بني هاشم كافة و تقديمهم اياه علي ذوي السن منهم و الخطر و كذلك حاله عند القواد و الوزراء والكتاب و عامة الناس كنت يوما قائما علي رأس ابي و هو يوم مجلسه الناس اذ دخل حجابه فقالوا ابومحمد بن الرضا بالباب فقال بصوت عال ائذنوا له فتعجبت منه و منهم من جسارتهم ان يكنوا رجلا بحضرة أبي و لم يكن يكني عنده الا خليفة أو ولي عهد او من امر السلطان ان يكني فدخل رجل اسمر اعين حسن القامة جميل الوجه جيد البدن [ صفحه 667] حديث السن له جلالة و هيئة حسنة فلما نظر اليه ابي قام فمشي اليه خطوات و لا اعلمه فعل هذا باحد من بني هاشم و القواد و اولياء العهد فلما دنا منه عانقه و قبل وجهه و صدره (و منكبيه خ ل) و أخذ بيده و أجلسه علي مصلاه الذي كان عليه و جلس الي جنبه مقبلا عليه بوجهه و جعل يكلمه و يفديه بنفسه و ابويه و انا متعجب مما اري منه اذ دخل الحاجب فقال جاء الموفق (و هو اخو المعتمد الخليفة العباسي) و كان الموافق اذا دخل علي ابي تقدمه حجابه و خاصة قوادة فقاموا بين مجلس ابي و بين باب الدار سماطين الي ان يدخل و يخرج فلم يزل ابي مقبلا علي ابي محمد يحدثه حتي نظر الي غلمان الموفق فقال له حينئذ اذا شئت [1] جعلني الله فداك ابامحمد ثم قال لحجابه خذوا به خلف السماطين لا يراه هذا يعني الموفق فقام و قام ابي فعانقه و مضي فقلت لحجاب

ابي و غلمانه و يحكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة أبي و فعل به ابي هذا الفعل فقالوا هذا علوي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا فازددت تعجبا و لم ازل يومي ذلك قلقا متفكرا في امره و أمر ابي و مارأيته منه حتي كان الليل و كانت عادته ان يصلي العتمة ثم يجلس فينظر [ صفحه 668] فيما يحتاج اليه من المؤامرات و ما يرفعه الي السلطان فلما صلي و جلس جئت فجلست بين يديه فقال الك حاجة قلت نعم قال أذنت سألتك عنها قال قد أذنت قلت من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال و الكرامة و فديته نفسك و أبويك فقال يا بني ذاك امام الرافضة الحسن بن علي المعروف بابن الرضا و سكت ساعة ثم قال لو زالت الامامة عن خلفاء بني العباس ما استحقها أحد من بني هاشم غيره لفضله و عفافه و صيانته و زهده و عبادته و جميل أخلاقه و صلاحه و لو رأيت أباه رأيت رجلا جزيلا نبيلا فاضلا فازددت قلقا و تفكرا و غيظا علي أبي و ما سمعت منه فيه و ما رأيته من فعله به فلم تكن لي همة بعد ذلك الا السؤال عن خبره و البحث عن أمره فما سألت أحدا من بني هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و سائر الناس الا وجدته عندهم في غاية الاجلال و الاعظام و المحل الرفيع و القول الجميل و التقديم له علي جميع أهل بيته و مشايخه فعظم قدره عندي اذ لم أر له وليا و لا عدوا الا و هو يحسن القول فيه و الثناء عليه فقال له

بعض من حضر مجلسه من الأشعريين فما حال أخيه جعفر؟ فقال و من جعفر فيسأل خبره أو يقرن به؟ ان جعفرا معلن بالفسق ما جن شريب للخمور أقل من رأيت من الرجال و أهتكهم لنفسه خفيف قليل في نفسه. و لقد ورد علي السلطان و أصحابه في وقت وفاة الحسن بن علي ما تعجبت منه و ما ظننت [ صفحه 669] أنه يكون و ذلك أنه لما اعتل الحسن بعث الي أبي أن ابن الرضا [2] قد اعتل فركب من ساعته الي دار الخلافة ثم رجع مستعجلا و معه خمسة من خدم أميرالمؤمنين كلهم من ثقاته و خاصته فيهم تحرير و امرهم بلزوم دار الحسن و تعرف حاله و بعث الي نفر من المتطببين فامرهم بالاختلاف اليه و تعهده صباحا و مساء فلما كان بعد ذلك بيومين او ثلاثة أخبر انه قد ضعف فركب حتي بكر اليه و امر المتطببين بلزوم داره و بعث الي قاضي القضاة و أمره ان يختار عشرة ممن يوثق به في دينه و ورعه و امانته فبعث بهم الي دار الحسن و امرهم بلزومه ليلا و نهارا فلم يزالوا هناك حتي توفي فلما ذاع خبر وفاته صارت سر من رأي ضجة واحدة مات ابن الرضا و بعث السلطان الي داره من يفتشها و ختم علي جميع ما فيها و طلبوا اثر ولده و جاءوا بنساء لهن معروفة بالحبل فدخلن علي جواريه فنظرن اليهن فذكر بعضهن ان هناك جارية بها حمل فامر بها فجعلت في حجرة و وكل بها نحرير الخادم و أصحابه و نسوة معهم ثم اخذوا في تجهيزه و عطلت الاسواق و ركب بنوهاشم و القواد و الكتاب و القضاة و

المعدلون و سائر الناس الي جنازته فكانت سر من رأي يومئذ شبيها بالقيامة فلما فرغوا من تهيئته بعث السلطان الي ابي عيسي بن المتوكل فأمره بالصلاة عليه فلما وضعت [ صفحه 670] الجنازة للصلاة دنا ابوعيسي منه فكشف عن وجهه فعرضه علي بني هاشم من العلوية و العباسية و القواد و الكتاب و القضاة و المعدلين و قال هذا الحسن بن علي بن محمد بن الرضا مات حتف انفه علي فراشه و حضره من خدم اميرالمؤمنين فلان و فلان و من المتطببين فلان و فلان ثم غطي وجهه و صلي عليه و كبر خمسا و امر بحمله فحمل من وسط داره و دفن في البيت الذي دفن فيه ابوه عليهماالسلام فلما دفن و تفرق الناس اضطرب السلطان و اصحابه في طلب ولده و كثر التفتيش في المنازل و الدور و توقفوا عن قسمة ميراثه و لم يزل الذين وكلواو بحفظ الجارية التي توهموا فيها الحبل ملازمين لها سنتين و اكثر حتي تبين لهم بطلان الحبل فقسم ميراثه بين أمه و أخيه جعفر و ادعت امه وصيته و ثبت ذلك عند القاضي و السلطان علي ذلك يطلب اثر ولده (قال) احمد بن عبيدالله و لما دفن جاء جعفر اخوه الي ابي و قال له اجعل لي مرتبة ابي و اخي و اوصل اليك في كل سنة عشرين الف دينار فزبره ابي و أسمه ما كره و قال له يا أحمق ان السلطان أعزه الله جرد سيفه و سوطه في الذين زعموا ان اباك و خاك أئمة ليردهم عن ذلك فلم يقدر عليه و جهد أن يزيل أباك و اخاك عن تلك المرتبة فلم يتهيأ له ذلك فان كنت

عند شيعة ابيك و اخيك اماما فلا حاجة بك الي سلطان يرتبك مراتبهما و لا غير سلطان و ان لم تكن عندهم بهذه المنزلة لم تنلها بنا و استقله ابي عند ذلك و استضعفه و أمر ان يحجب عنه فلم يؤذن له بالدخول عليه حتي مات ابي و خرجنا و هو [ صفحه 671] علي تلك الحال و السلطان و يطلب اثر ولد الحسن بن علي الي اليوم و هو لا يجد الي ذلك سبيلا و شيعته مقيمون علي انه مات و خلف ولدا يقوم مقامه في الامامة (و قال المفيد في الارشاد) مرض ابومحمد عليه السلام في اول شهر ربيع الاول و توفي في الثامن منه و خلف ابنه المنتظر لدولة الحق و كان قد اخفي مولده و سترامره لصعوبة الوقت و شدة طلب سلطان الزمان له و اجتهاده في البحث عن امره و لما شاع من مذهب الشيعة الامامية فيه و عرف من انتظارهم له فلم يظهر ولده عليه السلام في حياته و لا عرفه الجمهور بعد وفاته و تولي جعفر بن علي اخو ابي محمد «ع» اخذ تركته و سعي في حبس جواري ابي محمد و اعتقال حلائله و شنع علي اصحابه بانتظارهم ولده و قطعهم بوجوده و القول بامامته و أغري بالقوم حتي أخافهم و شردهم و جري علي مخلفي ابي محمد بسبب ذلك كل عظيمة اعتقال و حبس و تهديد و تصغير و استخفاف و ذل و لم يظفر السلطان منهم بطائل و حاز جعفر ظاهرا تركة ابي محمد و اجتهد في القيام عند الشيعة مقامه و لم يقبل أحد منهم ذلك و لا اعتقده فيه (و روي) الصدوق في اكمال الدين عن بعض كتب التواريخ ان

ام ابي محمد «ع» قدمت من المدينة الي سر من رأي حين اتصل بها الخبر فكانت لها أقاصيص يطول شرحها مع اخيه جعفر من مطالبته اياها بميراثه و سعايته بها الي السلطان و كشف ما أمر الله عزوجل بستره (و قال) الصدوق في اكمال الدين وجدت في بعض كتب التواريخ انه لما توفي ابومحمد الحسن العسكري «ع» كان في [ صفحه 672] ليلة وفاته قد كتب بيده كتبا كثيرة الي المدينة و لم يحضره في ذلك الوقت الا صيقل الجارية و عقيد الخادم و من علم الله غيرهما قال عقيد فدعا بماء قد اغطي بالمصطكي فجئنا به اليه فقال ابدأ بالصلاة و بسطنا في حجره المنديل و اخذ من صيقل الماء فغسل به وجهه و ذراعيه مرة مرة و مسح علي رأسه و قدميه مسحا و صلي الصبح علي فراشه و اخذ القدح ليشرب فأقبل القدح يضرب ثناياه و يده ترتعد فأخذت صقيل القدح من يده و مضي من ساعته صلي الله عليه و صار الي كرامة الله جل جلاله (و روي) انه «ع» مضي مسموما سمه المعتمد (و في الفصول المهمة) ذهب كثير من الشيعة الي ان ابامحمد الحسن بن علي العسكري مات مسموما و كذلك ابوه وجده. سلام علي من سر من رامحله سلام علي المرجو في محكم الزبر سلام علي اولاد زمزم و الصفا و خيف مني و البيت و الركن و الحجر علي خمسة مني السلام و سبعة لعلهم ان يشفعوا ساعة الحشر [ صفحه 673]

مراثي الحسن العسكري

قال السيد صالح النجفي المعروف بالقزويني رحمه الله من قصيدة أيا صفوة الهادي و يا محيي الهدي و محكم دين المصطفي و هو دارس فكم

للعدي من نعمة قد غرستها فلم تجن الا عكس ما أنت غارس و لما مضي الهادي أريت معاجزا بها أرغمت من شانئيك المعاطس و لما جفاك المستعين و ما اكتفي بافعاله و هو الحسود المنافس ابنت بأن الرجس بعد ثلاثة علي الرأس في قعر الجحيم لناكس وبشرت في بشري حليمة نرجسا بمولودها المولي الذي لا يقايس و وافتك بالمهدي أنوار وجهه تضي ء و تجلي من سناها الحنادس و طبع الحصي في خاتم منك معجز كعلمك بالأموات و هي دوارس و لو لاك لارتاب الأنام براهب تصوب اذا استسقي عليها الرواجس و أظهرت ما أخفاه من عظم مرسل فبانت لدي الناس الأمور اللوابس بوجهك يستسقي الغمام و للعدي بحبسك عنها الله للقطر حابس بنفسي من نالت به سر من رأي فخارا له تعنو النجوم الكوانس بنفسي من أبكي النبي مصابه و أظلم فيه دينه و هو شامس ينفسي محبوسا علي حبس حقه مضي و عليه المكرمات حبائس بنفسي من في كل يوم تسومه هوانا بنوالعباس و هي عوابس بنفسي من قاسي اذي الضيم منهم زمانا و ما فيهم به من يقايس بنفسي مسموما تشفت به العدي قضي و بها لم تشف منه النسائس بنفسي مكروبا قضي بعد سمه بكاه الموالي و العدو المشاكس [ صفحه 674] و شاب لما قد ناله كل مفرق و كل فؤاد فيه شبت مقابس فلا كان يوم العسكري فانه ليوم علي الدين الحنيفي ناحس حكي جده عمرا و سما و غربة و مارس من أعدائه ما يماس و لو لم ترج منكم النفس مدركا لأوتاركم أخنت عليها القوامس مليك له غر الملائك جحفل و ليث له غلب الليوث فرائس و سمر

لأوساط السراة حيازم و بيض لهامات الكماة قلانس سحاب ندي بالفضل يهمي و كوكب به تزهر الدنيا و تزهو البسابس امام الهدي ادرك بطلعتك الهدي فقد طمست أعلامه و المدارس عليكم سلام و السلام طهارة لأنفسنا ما ماس للبان مائس و قال علي بن عيسي الاربلي صاحب كشف الغمة رحمه الله تعالي يا راكبا يسري علي جسرة قد غبرت في أوجه الضمر عرج بسامراء و الثم ثري رمس الامام الحسن العسكري عرج علي من جده صاعد و مجده عال علي المشتري علي الامام الطاهر المجتبي علي الكريم الطاهر العنصر علي ولي الله في عصره و ابن خيار الله في الأعصر علي كريم صوب معروفه يربي علي صوب الحيا الممطر علي امام عدل أحكامه يسلط العرف علي المنكر و قل سلام الله وقف علي ذاك الجناب الممرع الأخضر [ صفحه 675] هم الأولي دلوا علي مذهب مثل الصباح الواضح المسفر يا سادتي ان ولائي لكم من خير ما قدمت للحشر و قال المؤلف عفا الله عن جرائمه في العسكريين عليهماالسلام ابكي و هل يشفي الغليل بكائي بدرين قد غربا بسامراء علمين من رب البرية للوري نصبا باعلي قنة العلياء نجمين يهدي السالكون لربهم بهداهما في الفتنة العمياء قد ضل من لا يهتدي بهداهماه و متي هداية خابط الظلماء و هما سبيل الله حقا من يحد عنه يته في ظلمة طخياء بعلي الهادي و بالحسن ابنه كشف الكروب و مدفع اللأواء يا آل أحمد ما ببعض صفاتكم و لو اجتهدت يفي جميع ثنائي أني و قد نطق الكتاب بمدحكم نصا فأخرس ألسن البلغاء و عليكم الصلوات في صلواتنا تتلي بكل صبيحة و مساء

پاورقي

[1] اي اذا شئت فقم

كانوا اذا انتهي المجلس و ارادوا ان يقوم الجليس يقولون له اذا شئت بحذف جواب الشرط اما تأدبا او لكثرة الاستعمال. - المؤلف -.

[2] مر أن العسكري و الهادي و الجواد كان يعرف كل منهم في زمانه بابن الرضا. - المؤلف -.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.