الامام الحادي عشر الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام‌

اشارة

‏عنوان و نام پديدآور : الامام الحادي عشرالحسن العسكري عليه‌السلام/ تاليف شوري المولفين لموسسه في طريق الحق
‏مشخصات نشر : قم: موسسه في طريق الحق، ۱۴۲۵ق. = ۲۰۰۴م. = ۱۳۸۳.
‏مشخصات ظاهري : ص ۳۸
‏شابك : ۲۰۰۰ريال
‏وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
‏يادداشت : عربي.
‏يادداشت : چاپ دوم
‏يادداشت : عنوان روي جلد: الامام الحادي عشر: الامام‌الحسن‌بن علي العسكري عليه‌السلام.
‏يادداشت : كتابنامه به‌صورت زيرنويس
‏عنوان روي جلد : الامام الحادي عشر: الامام‌الحسن‌بن علي العسكري عليه‌السلام.
‏عنوان ديگر : الامام الحادي عشر: الامام الحسن‌بن علي العسكري عليه‌السلام
‏عنوان ديگر : الامام الحسن‌بن علي العسكري عليه‌السلام
‏موضوع : حسن‌بن علي(ع)، امام يازدهم، ۲۶۰ - ۲۳۲ق. -- سرگذشتنامه
‏شناسه افزوده : موسسه در راه حق
‏رده بندي كنگره : BP۵۰/الف‌۷۵
‏رده بندي ديويي : ۲۹۷/۹۵۸۴
‏شماره كتابشناسي ملي : م‌۸۳-۲۸۶۱۹

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم ان الامام لها محمد الحسن بن علي العسكري عليه‌السلام هو الامام الحادي عشر للمسلمين بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم و قد ولد في سنة (232) هجرية قمرية في مدينة «سامراء». و والده الكريم هو الامام العاشر الهادي عليه‌السلام، و امه الجليلة هي السيدة التقية الكريمة «حديثة» و تسمي ايضا ب «سوسن». و كان الامام عليه‌السلام يسكن في مدينة سامراء في محلة تسمي ب «العسكر» [1] و لهذا فقد اشتهر ب «العسكري»، و أشهر القابه الأخري «الزكي» و«النقي»، و كنيته «ابومحمد». و قد بلغ عمره (22) عاما حينما استشهد الامام العاشر عليه‌السلام. و امتدت فترة امامته بعد والده ست سنوات، و مجموع عمره الشريف هو (28) عاما، و استشهد و هو في هذا العمر سنة (260) هجرية، و له ولد واحد هو آخر امام من الأئمة الاثني عشر [ صفحه 4] و هو صاحب الزمان الحجة بن الحسن المهدي، ارواحنا لتراب مقدمه الفداء، ولي امرنا و امام زماننا، الذي سترت شمس وجوده وراء سحاب غيبته، و متي ماشاءالله فانه سوف يظهر و ينهض و يطهر الأرض من وجود الظالمين و يملؤها بالعدل و القسط. و يقول الذين شاهدوا الامام العسكري عليه‌السلام انه كان حنطي اللون كبير العينين حسن الصورة رشيق القد و بهيبة و جلال. و قد عاصر الامام الحادي عشر (عليه‌السلام) خلال حياته خلافة ستة من الخلفاء العباسيين و هم: المتوكل و المنتصر و المستعين و المعتز و المهتدي و المعتمد، و اخيرا استشهد الامام في زمان المعتمد [2] . [ صفحه 5]

امامته

ان كل واحد من أئمتنا المعصومين عليهم‌السلام لم يكتف بالروايات العامة التي تذكر أسماء جميع الأئمة من اولهم الي الامام الثاني عشر في تنصيب الامام الذي يأتي بعده، و انما كان يعلن للشيعة و الخواص من اصحابه اسم الامام الذي يخلفه بصراحة تامة حتي يؤكد الموضوع و يرفع اي ابهام أولبس. و بالنسبة للامام العسكري فقد وردت روايات كثيرة في هذا المضمار نشيرهنا الي بعضها: 1- يقول ابوهاشم الجعفري، و هو من اكبر رواة الشيعة الموثقين و من أصحاب الأئمة (عليهم‌السلام) المقربين: سمعت اباالحسن صاحب العسكر عليه‌السلام يقول: الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف؟ فقلت: و لم جعلني الله فداك؟ فقال: لانكم لا ترون شخصه و لا يحل لكم ذكره باسمه. قلت فكيف نذكره؟ قال: قولوا: الحجة من آل محمد [ صفحه 6] صلي الله عليه و آله و سلم. [3] . 2- يقول الصقر بن ابي‌دلف: «سمعت الامام الهادي عليه‌السلام يقول: «ان الامام بعدي الحسن ابني و بعد الحسن ابنه القائم الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما». [4] . 3- يقول النوفلي: «كنت مع ابي‌الحسن (الامام الهادي) عليه‌السلام في صحن داره فمربنا محمد ابنه، فقلت له جعلت فداك هذا صاحبنا (امامنا) بعدك؟ فقال: «لا، صاحبكم من بعدي الحسن». [5] . 4- و يقول يحيي بن يسار القنبري: «اوصي ابوالحسن (الامام الهادي) عليه‌السلام: الي ابنه الحسن قبل مضي وفاته باربعة اشهر و اشار اليه بالامر (الامامة [ صفحه 7] و الخلافة) من بعده، و اشهرني علي ذلك و جماعة من الموالي» [6] . 5- و يقول ابوبكر الفهفكي: «كتب الي ابوالحسن الامام الهادي (عليه‌السلام): ابومحمد ابني (الامام العسكري عليه‌السلام) اصح آل محمد غريزة و اوثقهم حجة و هو الأكبر من ولدي و هو الخلف و اليه تنتهي عري الامامة و احكامنا، فما كنت سائلي عنه فاسأله عنه فعنده ما تحتاج اليه». [7] .

حكومة الخلفاء العباسيين في زمان الامام العسكري

لقد عاصر الامام خلال فترة امامته القصيرة - ست سنوات - حكومة ثلاثة خلفاءهم المعتز و المهتدي و المعتمد. فالمعتز العباسي حل محل ابن‌عمه المستعين، و استشهد الامام الهادي عليه‌السلام أثناء حكم المعتز، و استشهد أو سم مجموعة من العلويين أيضا في ظل خلافة هذا الخليفة الظالم. و في احدي المرات ألقي المعتز بأخيه المؤيد الي غياهب السجن و أمر بضربه أربعين سوطا، و لم يطلق سراحه من السجن حتي خلع نفسه من ولاية العهد، و مرة اخري أدخله السجن و لما سمع ان فريقا من الأتراك يخطط لانقاذ المؤيد من السجن فقد أمر بقتله، و بناء علي ذلك فقد لف في [ صفحه 8] لحاف مسموم و أغلق طرفاه لفظ انفاسه، و عندئذ استدعوا الفقهاء و القضاة التابعين للبلاط الي مشاهدة جسده ليتعرفوا علي انه ليس فيه أثر تعذيب و ليظهروا للناس انه مات بصورة طبيعية! [8] . و في غضون حكم المعتز أسر اكثر من سبعين شخصا من العلويين و آل جعفر الطيار و آل عقيل بن ابي‌طالب الذين ثاروا في الحجاز و جاءوا بهم الي سامراء [9] ، و كان المحبون للامام العسكري عليه‌السلام يعيشون الضيق و العذاب في زمان هذا الخليفة المجرم، و بعضهم كتب رسالة الي الامام عليه‌السلام يشكو فيها من الأوضاع، فأجابهم الامام: بعد ثلاثة أيام يحصل الفرج و الخلاص [10] ، و قد تحقق ماتنبأ به الامام حيث ثار الجنود الأتراك الموجودون في البلاط العباسي علي المعتز لانهم رأوه لا يحقق لهم مصالحهم و اضطروه الي خلع نفسه من الخلافة ثم ألقوه في سرداب و أحكموا اغلاق بابه حتي هلك في داخله [11] . و بعد المعتز استلم المهتدي زمام الخلافة، و سار هذا الظالم سيرة النفاق، فكان يتظاهر بالزهد و يجتنب البذخ في الظاهر كما انه قام بنفي النساء المغنيات و منع المنكرات الأخري و تظاهر باعادة الحقوق العادلة للمظلومين، لكنه احتفظ بالامام العسكري عليه‌السلام مدة [ صفحه 9] من الزمن في السجن، بل و حتي اتخذ قرارا بقتله الا ان الأجل لم يمهله فأهلكه الله تعالي. و أثناء خلافة المهتدي ثارت طائفة من العلويين سيق بعضهم الي السجن و هناك لفظوا آخر أنفاسهم. يقول احمد بن محمد: «كتبت علي ابي‌محمد (الامام العسكري) عليه‌السلام، حين اخذ المهتدي في قتل الموالي: يا سيدي الحمدلله الذي شغله عنا، فقد بلغني انه يتهددك و يقول و الله لأجلينهم عن جديد الأرض، فوقع ابومحمد عليه‌السلام بخطه: ذلك اقصر لعمره، عد من يومك هذا خمسة ايام و يقتل في اليوم السادس بعد هوان و استخفاف يمر به، فكان كما قال عليه‌السلام» [12] . فقتل المهتدي في تمرد للاتراك من جيشه و حل محله المعتمد [13] . و لم يكن للمعتمد - كسائر اسلافه - من مهمة سوي البذخ و الاسراف و الظلم و كان مفرطا في اللهو و اللعب بحيث تسلط تدريجا أخوه الموفق علي شؤون الدولة و أصبحت كل الأمور بيده و صار المعتمد عاطلا من الناحية العملية و هو خليفة بالاسم، فحسب، و بعد موت الموفق سيطر ابنه المعتضد علي شؤون عمه المعتمد، و أخيرا مات المعتمد عام (279) هجري و استلم الخلافة رسميا من بعده المعتضد [14] . [ صفحه 10] و خلال حكم المعتمد استشهد الامام العسكري عليه‌السلام، و قتلت أيضا مجموعة من العلويين، و بعضهم تم قتله بأفجع صورة، و حتي بعد القتل فقد مثلوا [15] بأجسادهم [16] . و قال بعض المؤرخين انه قد جرت معارك و صراعات عديدة في حكومة المعتمد حتي ناهز عدد القتلي نصف مليون قتيل [17] . و علي كل حال فاهتمام المجتمع بالأئمة المعصومين و عدم تنازلهم عليهم‌السلام للخلفاء الظالمين قد أدي الي نمو الأحقاد في انفس الظالمين و قسوتهم علي الأئمة المعصومين، و كان الامام العسكري عليه‌السلام - مثل آبائه الكرام - يواجه باستمرار اضطهاد الحكومة و رقابتها، و في احدي المرات أرسل الامام الي سجن صالح بن وصيف اثناء حكومة المهتدي، فقالوا له ضيق عليه و لا توسع، فقال لهم صالح: ما اصنع به و قد وكلت به رجلين شر من قدرت عليه فقد صارا من العبادة و الصلاة و الصيام الي امر عظيم، ثم أمر باحضار الموكلين فقال لهما: و يحكما ما شأنكما في امر هذا الرجل؟ فقالا: ما نقول في رجل يصوم النهار و يقوم الليل كله لا يتكلم و لا يتشاغل بغير العبادة، فاذا نظر الينا ارتعدت فرائصنا و داخلنا ما لا نملكه من انفسنا [18] . [ صفحه 11] و في مرة اخري سلم ابومحمد عليه‌السلام الي نحرير (و هو سجان آخر) و كان يضيق عليه و يؤذيه، فقالت له امرأته: اتق الله فانك لا تدري من في منزلك و ذكرت له صلاحه و عبادته و قالت له اني اخاف عليك منه، فقال: و الله لأرمينه بين السباع ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمي به اليها و لم يشكوا في أكلها له، فنظروا الي الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه عليه‌السلام قائما يصلي و هي حوله فأمر باخراجه الي داره [19] . و قد سجن الامام العسكري عليه‌السلام مع اخيه جعفر في زمان المعتمد علي يدي علي جرين و كان المعتمد يسأل عليا عن اخباره في كل وقت فيخبره انه يصوم النهار و يصلي الليل فسأله يوما من الأيام عن خبره فأخبره بمثل ذلك فقال له امض الساعة اليه و اقرأه مني السلام و قل له انصرف الي منزلك مصاحبا. قال علي جرين: فجئت الي باب الحبس فوجدت حمارا مسرجا فدخلت عليه فوجدته جالسا و قد لبس خفه و طيلسانه و شاشه فلما رآني نهض فأديت اليه الرسالة فركب فلما استوي علي الحمار وقف، فقلت له ما وقوفك يا سيدي؟ فقال لي: حتي يجي‌ء جعفر، فقلت: انما امرني باطلاقك دونه،فقال لي: حتي يجي‌ء جعفر، فقلت: انما امرني باطلاقك دونه، فقال لي: ترجع اليه فتقول له خرجنا من دار واحدة جميعا فاذا رجعت و ليس هو معي كان في ذلك مالاخفاء به عليك، فمضي و عاد فقال: يقول لك: قد اطلقت جعفرا لك لاني جسته بجنايته علي [ صفحه 12] نفسه و عليك و ما يتكلم به، و خلي سبيله فصار معه الي داره [20] . مما شرحناه بصور مجملة و مضغوطة من سيرة حكومة الخلفاء و سلوكها مع الامام يظهر ان الامام العسكري عليه‌السلام كان يعيش فترة صعبة و مليئة بالاضطهاد، و كانت الحكومات دائما تراقب الامام مراقبة شديدة، و قد اودعته السجن مرات عديدة، و يشهد التاريخ انه حتي في الفترات التي لم يكن الامام فيها داخل السجن فقد كان الذهاب و المجي‌ء اليه مراقبا، و الشيعة و المحبون لا يستطيعون التردد عليه و الاتصال به بسهولة، و كان بعض الشيعة يصل احيانا الي دار الامام بمساعدة بعض العلويين، و ننقل هذا النص من كتاب «كشف الغمة»: قال ابوقاسم: خرج رجل من العلويين من سر من رأي في ايام ابي‌محمد (الامام العسكري) عليه‌السلام الي الجبل (القسم الجبلي من غرب ايران الي همدان و قزوين) يطلب الفضل فتلقاه رجل بحلوان (پل ذهاب)، فقال من اين اقبلت؟ قال: من سر من رأي، قال هي تعرف درب كذا و موضع كذا؟ قال: نعم، فقال: عندك من اخبار الحسن بن علي شي‌ء؟ قال: لا، قال: فما اقدمك الجبل؟ قال طلب الفضل، قال: فلك عندي خمسون دينارا فاقبضها و انصرف معي الي سر من رأي حتي توصلني الي الحسن بن علي، [ صفحه 13] فقال: نعم، فأعطاه خمسين دينارا و عاد العلوي معه الي سر من رأي فاستأذنا علي الامام فأذن لهما فدخلا... [21] . و يمكننا ان نفهم من هذا النص مكانة الامام خارج السجن ماذا كانت؟ والي اي حد كان مراقبا من قبل السلطة، بحيث لا يستطيع محبوه ان يتصلوا به بسهولة و انما كانوا يصلون اليه بالتخطيط و الاحتياط، و حتي العلويون و الاقارب ما كانوا يستطيعون التردد عليه كثيرا.

شخصية الامام و خصائصه الأخلاقية

ان الفضائل الخلقية و الكمالات المعنوية للامام عليه‌السلام كانت راقية بحيث اضطر الاعداء - فضلا عن الاصدقاء - للاعتراف بعظمة الامام و علو شخصيته فقد روي الحسن بن محمد الاشعري و محمد بن يحيي و غيرهما قالوا: كان احمد بن عبيدالله بن الخاقان علي الضياع و الخراج بقم فجري في مجلسه يوما ذكر العلوية و مذاهبهم و كان شديد النصب [22] و الانحراف عن اهل البيت عليهم‌السلام فقال: ما رأيت و لا عرفت بسر من رأي رجلا من العلوية مثل الحسن بن علي بن محمد بن علي الرضا في هديه و سكونه و عفافه و نبله و كبرته [ صفحه 14] عند اهل بيته و بني‌هاشم كافة و تقديمهم اياه علي ذوي السن منهم و الخطر و كذلك كانت حاله عند القواد و الوزراء و عامة الناس فأذكر اني كنت يوما قائما علي رأس ابي [23] و هو يوم مجلسه للناس اذ دخل حجابه فقالوا ابومحمد بن الرضا (الامام العسكري عليه‌السلام) بالباب، فقال بصوت عال ائذنوا له، فتعجبت مما سمعت منهم و من جسارتهم ان يكنوا رجلا بحضرة ابي و لم يكن يكني عنده الا. خليفة او ولي عهد أو من امر السلطان ان يكني [24] فدخل رجل اسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حديث السن له جلالة و هيئة حسنة، فلما نظر اليه ابي‌قام فمشي اليه خطا و لا اعلمه فعل هذا بأحد من بني‌هاشم و القواد، فلما دني منه عانقه و قبل وجهه و صدره و أخذ بيده و اجلسه علي مصلاه الذي كان عليه و جلس الي جنبه مقبلا عليه بوجهه و جعل يكلمه و يفديه بنفسه و انا متعجب مما اري منه، اذ دخل الحاجب فقال: الموفق قد جاء، و كان الموفق اذا دخل علي ابي‌تقدمه حجابه و خاصة قواده فقاموا بين مجلس ابي و بين باب الدار سماطين الي ان يدخل و يخرج، فلم يزل ابي‌مقبلا علي ابي‌محمد عليه‌السلام يحدثه حتي نظر الي غلمان الخاصة فقال حينئذ له اذا شئت [25] جعلني الله فداك ثم قال لحجابه: خذوا به خلف السماطين [ صفحه 15] لايراه هذا، يعني الموفق، فقام وقام ابي‌فعانقه و مضي، فقلت لحجاب ابي و غلمانه: و يحكم من هذا الذي كنيتموه بحضرة ابي و فعل به ابي هذا الفعل؟ فقالوا: هذا علوي يقال له الحسن بن علي يعرف بابن الرضا، فازددت تعجبا و لم ازل يومي ذلك قلقا متفكرا في امره و امر ابي و ما رأيته منه حتي كان الليل، و كانت عادته ان يصلي العتمة (اي العشاء الآخرة) ثم يجلس فينظر فيما يحتاج اليه من المؤمرات و ما يرفعه الي السلطان. فلما صلي و جلس جئت و جلست بين يديه و ليس عنده احد، فقال لي يا احمد ألك حاجة؟ فقلت نعم يا أبت فان أذنت سألتك عنها، فقال: قد أذنت. قلت يا ابت: من الرجل الذي رأيتك بالغداة فعلت به ما فعلت من الاجلال و الكرامة و التبجيل و فديته بنفسك و ابويك؟ فقال: يا بني‌ذاك امام الرافضة [26] الحسن بن علي المعروف يابن الرضا [27] ، ثم سكت ساعة و انا ساكت ثم قال: يا بني‌لوزالت الامامة عن خلفائنا بني‌العباس ما استحقها احد من بني‌هاشم غيره لفضله و عفافه و صيانته و زهده و عبادته و جميل اخلاقه و صلاحه ولو رأيت اباه رأيت رجلا جزلا نبيلا فاضلا، فازددت قلقا و تفكرا و غيظا علي ابي و ما سمعته منه فيه و رأيت من فعله به، فلم تكن لي [ صفحه 16] همة بعد ذلك الا السؤال عن خبره و البحث عن امره فما سألت احدا من بني‌هاشم و القواد و الكتاب و القضاة و الفقهاء و ساير الناس الا وجدته عندهم في غاية الاجلال و الاعظام و المحل الرفيع و القول الجميل و التقديم له علي جميع اهل بيته و مشايخه فعظم قدره عندي اذ لم أر له وليا و لا عدوا الا و هو يحسن القول فيه و الثناء عليه [28] .

زهد الامام

يقول كامل بن ابراهيم المدني: فلما دخلت علي سيدي ابي‌محمد (الامام العسكري عليه‌السلام) نظرت الي ثياب بياض ناعمة عليه، فقلت في نفسي: ولي الله و حجته يلبس الناعم من الثياب و يأمرنا نحن بمواساة الاخوان و ينهانا عن لبس مثله؟ فقال متبسما: يا كامل و حسر ذراعيه فاذا مسح اسود خشن علي جلده، فقال: هذالله و هذا لكم [29] .

مراجعة محتاجين له

يقول محمد بن علي بن ابراهيم بن موسي بن جعفر: ضاق بنا الأمر فقال لي ابي: امض بنا حتي نصير الي هذا الرجل يعني ابامحمد (العسكري (ع)) فانه قد وصف عنه سماحة، [ صفحه 17] فقلت: تعرفه؟ قال: ما اعرفه و لا رأيته قط، قال: فقصدناه فقال لي ابي و هو في طريقه: ما احوجنا الي ان يأمر لنا بخمسمائة درهم مائتا درهم للكسوة و مائتا درهم للدين و مائة للنفقة، فقلت في نفسي: ليته امر لي بثلاثمائة درهم مائة اشتري بها حمارا و مائة للنفقة و مائة للكسوة و اخرج الي الجبل (و هو قسم من جبال غرب ايران الي همدان و قزوين)، قال: فلما وافينا الباب خرج الينا غلامه فقال: يدخل علي بن ابراهيم و محمد ابنه، فلما دخلنا عليه و سلمنا، قال لابي: ياعلي ما خلفك عنا الي هذا الوقت؟ فقال يا سيدي استحييت ان القاك علي هذه الحال، فلما خرجنا من عنده جاءنا غلامه فناول ابي‌صرة فقال: هذه خمسمائة درهم مائتان للكسوة و مائتان للدين و مائة للنفقة، و اعطاني صرة فقال: هذه ثلاثمائه درهم اجعل مائة في ثمن حمار و مائة للكسوة و مائة للنفقة و لا تخرج الي الجبل و صرالي سوراء (و هو مكان في العراق)... [30] .

عبادة الامام

ان الامام العسكري عليه‌السلام كآبائه الكرام كان أنموذجا في الاهتمام بعبادة الله، فعندما يحين وقت الصلاة فانه يعطل كل عمل في يده و لا يقدم علي الصلاة شيئا، يقول ابوهاشم الجعفري: دخلت علي ابي‌محمد (الامام العسكري) عليه‌السلام و كان [ صفحه 18] يكتب كتابا فحان وقت الصلاة الاولي فوضع الكتاب من يده وقام عليه‌السلام الي الصلاة... [31] . و نفس كيفية عبادة الامام كانت تحمل الآخرين علي ذكر الله، و احيانا كانت تغير وضع بعض الأفراد المنحرفين و تدلهم علي الطريق الصحيح، و قد نقلنا ما حدث من امر الامام و عبادته في سجن صالح بن وصيف [32] .

هداية المسلمين الي الحقيقة

روي بعض علماء اهل السنة و من جملتهم ابن‌الصباغ المالكي عن ابي‌هاشم الجعفري قوله: ثم لم تطل مدة ابي‌محمد الحسن (العسكري (ع)) في الحبس الا ان قحط الناس بسر من رأي قحطا شديدا فأمر الخليفة المعتمد علي الله ابن المتوكل بخروج الناس الي الاستسقاء فخرجوا ثلاثة ايام يستسقون و يدعون فلم يسقوا، فخرج الجاثليق (كبير الاساقفة) في اليوم الرابع الي الصحراء و خرج معه النصاري و الرهبان و كان فيهم راهب كلما مديده الي السماء و رفعها هطلت بالمطر، ثم خرجوا في اليوم الثاني و فعلوا كفعلهم أول يوم فهطلت السماء بالمطر و سقوا سقيا شديدا حتي استعفوا، فعجب الناس من ذلك و داخلهم الشك و صفا بعضهم الي دين النصرانية فشق ذلك علي الخليفة فأنفذ الي صالح [ صفحه 19] بن وصيف ان اخرج ابامحمد الحسن بن علي من السجن و ائتني به، فلما حضر ابومحمد الحسن عند الخليفة قال له: أدرك امة محمد فيما لحق بعضهم في هذه النازلة فقال ابومحمد: دعهم يخرجوا غدا اليوم الثالث، قال: قد استعفي الناس من المطر و استكفوا فما فايدة خروجهم؟ قال: لأزيل الشك عن الناس و ما وقعوا فيه من هذه الورطة التي افسدوا فيها عقولا ضعيفة، فأمر الخليفة الجاثليق و الرهبان ان يخرجوا ايضا في اليوم الثالث علي جاري عادتهم و ان يخرجوا الناس، فخرج النصاري و خرج لهم ابومحمد الحسن و معه خلق كثير، فوقف النصاري علي جاري عادتهم يستسقون الا ذلك الراهب مديديه رافعا لهما الي السماء، و رفعت النصاري و الرهبان ايديهم علي جاري عادتهم فغيمت السماء في الوقت و نزل المطر فأمر ابومحمد الحسن القبض علي يد الراهب و أخذ ما فيها فاذا بين اصابعه عظم آدمي فأخذه ابومحمد الحسن ولفه في خرقة و قال استسق، فانكشف السحاب و انقشع الغيم و طلعت الشمس فعجب الناس من ذلك، و قال الخليفة: ما هذا يا ابامحمد؟ فقال: عظم نبي من انبياء الله عزوجل ظفر به هؤلاء من بعض قبور الأنبياء و ما كشف عظم نبي تحت السماء الا هطلت بالمطر، و استحسنوا ذلك فامتحنوه فوجدوه كما قال، فرجع ابومحمد الحسن الي داره بسر من رأي و قد ازال عن الناس هذه الشبهة... [33] . [ صفحه 20]

ارشاد فيلسوف العراق

ان اسحاق الكندي كان فيلسوف العراق في زمانه اخذ في تأليف كتاب تخيل انه يستطيع ان يثبت فيه وجود تناقض في القرآن و شغل نفسه بذلك و تفرد به في منزله و ان بعض تلامذته دخل يوما علي الامام الحسن العسكري فقال له ابومحمد عليه‌السلام: أما فيكم رجل رشيد يردع استاذكم الكندي عما اخذ فيه من تشاغله بالقرآن، فقال التلميذ: نحن من تلامذته كيف يجوزمنا الاعتراض عليه في هذا أو في غيره، فقال له ابومحمد: أتؤدي اليه ما القيه اليك؟ قال: نعم، قال: فصر اليه و تلطف في مؤانسته و معونته علي ها هو بسبيله فاذا وقعت الانسة في ذلك فقل قد حضرتني مسالة اسألك عنها فانه يستدعي ذلك منك فقل له: ان اتاك هذا المتكلم بهذا القرآن هل يجوز ان يكون مراده بما تكلم منه غير المعاني التي قد ظننتها انك ذهبت اليها؟ فانه سيقول لك انه من الجائز لانه رجل يفهم اذا سمع، فاذا أوجب ذلك فقل له: فما يدريك لعله قد اراد غير الذي ذهبت انت اليه فيكون واضعا لغير معانيه. فصار الرجل الي الكندي و تلطف الي ان القي عليه هذه المسألة فقال له: اعد علي، فأعاد عليه فتفكر في نفسه و رأي ذلك محتملا في اللغة و سائغا في النظر، فقال: اقسمت عليك الا اخبرتني من اين لك؟ فقال: انه شي‌ء عرض بقلبي فأوردته عليك، فقال: كلا ما مثلك من اهتدي الي هذا و لا من بلغ هذه المنزلة فعرفني من اين لك هذا؟ فقال: امرني به ابومحمد فقال: الآن جئت به [ صفحه 21] و ما كان ليخرج هذا الا من ذلك البيت، ثم انه دعا بالنار و أحرق جميع ما كان ألفه [34] .

الجواب علي عدد من الأسئلة

أ - يقول ابوهاشم الجعفري: سأل الفهفكي ابامحمد (الامام العسكري عليه‌السلام) ما بال المرأة المسكينة تأخذ سهما واحدا و يأخذ الرجل سهمين؟ فقال: ان المرأة ليس عليها جهاد و لا نفقة و لا معقلة [35] ، انما ذلك علي الرجال، فقلت في نفسي: قد كان قيل لي ان ابن ابي‌العوجاء سأل اباعبدالله (الامام الصادق عليه‌السلام) عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذا الجواب، فأقبل ابومحمد (الامام العسكري عليه‌السلام) فقال: نعم هذه مسألة ابن ابي‌العوجاء و الجواب منا واحد اذا كان معني المسألة واحدا جري لآخرنا ما جري لأولنا، و أولنا و آخرنا في العلم و الأمر سواء، و لرسول الله و اميرالمؤمنين صلوات الله عليهما فضلهما [36] . ب - قال الحسن بن ظريف: كتبت الي ابي‌محمد (الامام العسكري عليه‌السلام) اسأله ما معني قول رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لأميرالمؤمنين عليه‌السلام: «من كنت مولاه فهذا علي [ صفحه 22] مولاه»؟ قال: اراد بذلك ان يجعله علما يعرف به حزب الله عند الفرقة [37] . ج- يقول القاسم الهروي: خرج توقيع من ابي‌محمد (الامام العسكري عليه‌السلام) الي بعض بني‌اسباط قال كتبت اليه اخبره عن اختلاف الموالي و أسأله اظهار دليل (معجزة) فكتب الي: و انما خاطب الله عزوجل العاقل و ليس احد يأتي بآية و يظهر دليلا اكثر مما جاء به خاتم النبيين و سيد المرسلين، فقالوا ساحرو كاهن و كذاب، و هدي الله من اهتدي، غير ان الأدلة يسكن اليها كثير من الناس. و ذلك ان الله عزوجل يأذن لنا فنتكلم و يمنع فنصمت، ولو أحب أن لا يظهر حقا ما بعث النبيين مبشرين و منذرين يصدعون بالحق في حال الضعف و القوة و ينطقون في أوقات ليقضي الله أمره و ينفذ حكمه الناس في طبقات شتي المستبصر علي سبيل نجاة متمسك بالحق متعلق بفرع و اصل غير شاك و لا مرتاب لا يجد عنه ملجأ. و طبقة لم تأخذ الحق من اهله فهم كراكب البحر يموج عند موجه و يسكن عند سكونه، و طبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد علي اهل الحق و دفع الحق بالباطل حسدا من عند انفسهم، فدع من ذهب يذهب يمينا و شمالا فالراعي اذا اراد ان يجمع غنمه [ صفحه 23] جمعها في اهون السعي. ذكرت ما اختلف فيه موالي فاذا كانت الرفعة و الكبر فلاريب، و من جلس مجالس الحكم (يعني الامام المعصوم) فهو اولي بالحكم، احسن رعاية من استرعيت، و اياك و الاذاعة و طلب الرياسة فانهما يدعو ان الي الهلكة. ذكرت شخوصك الي فارس فاشخص خار الله لك و تدخل مصر ان شاء الله آمنا و اقرأ من تثق به من موالي السلام و مرهم بتقوي الله العظيم واداء الأمانة و اعلمهم ان المذيع علينا حرب لنا. قال: فلما قرأت «تدخل مصر ان شاء الله آمنا» لم اعرف معني ذلك، فقدمت بغداد و عزيمتي الخروج الي فارس فلم يتهيأ ذلك فخرجت الي مصر [38] . د - و يقول محمد بن الحسن بن ميمون: كتبت اليه (اي الي الامام العسكري عليه‌السلام) اشكو الفقر، ثم قلت في نفسي: أليس قد قال ابوعبدالله (الامام الصادق عليه‌السلام): الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا، و القتل معنا خير من الحياة مع عدونا، فرجع الجواب: ان الله عزوجل محص اولياءنا اذا تكاثفت ذنوبهم بالفقر، و قد يعفو عن كثير منهم كما حدثتك نفسك الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا و القتل معنا خير من الحياة مع عدونا، و نحن كهف لمن التجأ الينا و نور لمن استبصربنا و عصمة [ صفحه 24] لمن اعتصهم بنا، من احبنا كان معنا في السنام الأعلي و من انحرف عنا فالي النار [39] .

رسالة الامام الي واحد من كبار علماء الشيعة في قم

و من جملة مكاتبات الامام عليه‌السلام مع اصحابه هذه الرسالة التي وجهها عليه‌السلام الي الشيخ الجليل علي بن الحسين بن بابويه القمي و هو من اكبر فقهاء الشيعة، و هذا هو نصها: «بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله رب العالمين و العاقبة للمتقين و الجنة للموحدين و النار للملحدين و لا عدوان الا علي الظالمين و لا اله الا الله احسن الخالقين و الصلاة علي خير خلقه محمد و عترته الطاهرين. أما بعد اوصيك يا شيخي و معتمدي و فقيهي اباالحسن علي بن الحسين القمي وفقك الله لمرضاته و جعل من صلبك اولادا صالحين برحمته بتقوي الله و اقام الصلاة و ايتاء الزكاة فانه لا تقبل الصلاة من مانع الزكاة و اوصيك بمغفرة الذنب و كظم الغيظ و صلة الرحم و مواساة الاخوان و السعي في حوائجهم في العسر و اليسر و الحلم عند الجهل و التفقه في الدين و التثبت في الأمور و التعاهد للقرآن و حسن الخلق و الامر بالمعروف و النهي عن المنكر، قال الله تعالي: «لا خير في كثير من نجواهم الا من امر بصدقة او معروف او اصلاح بين الناس» و اجتناب الفواحش كلها، و عليك بصلاة الليل... و من استخف بصلاة [ صفحه 25] الليل فليس منا فاعمل بوصيتي و أمر جميع شيعتي بما امرتك به حتي يعلموا عليه و عليك بالصبر و انتظار الفرج فان النبي صلي الله عليه و آله قال افضل اعمال امتي الفرج، و لا تزال شيعتنا في حزن حتي يظهر ولدي الذي بشر به النبي صلي الله عليه و آله انه يملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت ظلما و جورا (و هو الامام القائم عليه‌السلام) [40] فاصبر يا شيخي و معتمدي اباالحسن و أمر جميع شيعتي بالصبر فان الأرض لله يورثها من عباده من يشاء و العاقبة للمتقين و السلام عليك و علي جميع شيعتنا و رحمة الله و بركاته و حسبنا الله و نعم الوكيل نعم المولي و نعم النصير». [41] .

معاجزه و ارتباطه بعالم الغيب

ان الامام العسكري عليه‌السلام - كآبائه الكرام - يتمتع بارتباط خاص بالله تعالي الملائكة و عالم الغيب و له علوم تتعلق بماوراء هذا العالم و احاطة هي من لوازم الولاية التي هي من شؤون الامامة. و قد ذكرت الكتب و روايات العلماء موراد كثيرة من المعاجز و الاخبار الغيبي التي صدرت من الامام عليه‌السلام، [ صفحه 26] و استعراضها جميعا يحتاج الي كتاب مستقل، و نحن هنا في هذه الدارسة المضغوطة نكتفي بذكر عدة أمثلة من هذا الباب: 1- يقول ابوهاشم الجعفري: دخلت علي ابي‌محمد (الامام العسكري عليه‌السلام) يوما و أنا أريد أن أسأله ما أصوغ به خاتما أتبرك به فجلست و أنسيت ما جئت له، فلما ودعت و نهضت رمي الي بالخاتم فقال: أردت فضة فأعطيناك خاتما، ربحت الفص و الكرا، هناك الله يا اباهاشم. فقلت: يا سيدي اشهد انك ولي الله و امامي الذي ادين الله بطاعته، فقال: غفر الله لك يا اباهاشم [42] . 2- يقول ابوهاشم داوود بن القاسم: كنت في الحبس المعروف بحبس صالح بن وصيف الأحمر، انا و الحسن بن محمد العقيقي و محمد بن ابراهيم العمري و فلان و فلان، اذ ورد علينا ابومحمد الحسن (عليه‌السلام) و اخوه جعفر، فخففنا الي خدمته و كان المتولي لحبسه صالح بن وصيف، و كان معنا في الحبس رجل جميحي يقول: انه علوي. قال: فالتفت ابومحمد (عليه‌السلام) فقال: لولا ان فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متي يفرج عنكم، و أومأ الي الجميحي ان يخرج فخرج، فقال ابومحمد (عليه‌السلام): هذا الرجل ليس منكم فاحذروه فان في ثيابه قصة قد كتبها الي السلطان يخبره بما تقولون فيه، فقام بعضهم ففتش ثيابه فوجد فيها [ صفحه 27] القصة يذكرنا فيها بكل عظيمة... [43] . 3- و يقول محمد بن الربيع الشيباني: ناظرت رجلا من الثنوية (الذين يؤمنون بالهين) بالأهواز ثم قدمت سر من رأي و قد علق بقلبي شي‌ء من مقالته، فاني لجالس علي باب احمد بن الخضيب اذ أقبل ابومحمد من دارالعامة يوم الموكب فنظر الي و اشار بسبابته: أحد أحد فوحده، فسقطت مغشيا علي [44] . 4- يقول اسماعيل بن محمد: قعدت لابي محمد السحن (العسكري عليه‌السلام) علي باب داره حتي خرج فقمت في وجهه و شكوت اليه الحاجة و الضرورة و أقسمت اني لا املك الدرهم فما فوقه، فقال: تقسم و قد دفنت مأتي دينار، و ليس قولي هذا دفعا لك عن العطية اعطه يا غلام ما معك، فأعطاني الغلام مأة دينار، فشكرت الله تعالي و وليت، فقال (عليه‌السلام): ما اخوفني ان نفقد مأتي دينار احوج ما تكون اليها. فذهبت اليها فافتقدتها فاذا هي في مكانها فنقلتها الي موضع آخر و دفنتها من حيث لا يطلع احد ثم قعدت مدة طويلة فاضطررت اليها فجئت اطلبها في مكانها فلم اجدها فجئت و شق ذلك علي فوجدت [ صفحه 28] ابنا لي قد عرف مكانها و اخذها و ابعدها و لم يحصل لي شي‌ء فكان كما قال [45] . 5- يقول محمد بن عياش: تذاكرنا آيات الامام (معاجز الامام العسكري عليه‌السلام) فقال ناصبي: ان اجاب عن كتاب بلامداد (اي حبر) علمت انه حق، فكتبنا مسائل و كتب الرجل بلامداد علي ورق و جعل في الكتب و بعثنا اليه، فأجاب عن مسائلنا، و كتب علي ورقه (ورقة الناصبي) اسمه و اسم ابويه، فدهش الرجل فلما افاق اعتقد الحق [46] . 6- و يقول عمر بن ابي‌مسلم: كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا و يبلغني عنه ما اكره، و كان ملاصقا لداري، فكتبت الي ابي‌محمد (الامام العسكري عليه‌السلام) اسأله الدعاء بالفرج منه، فرجع الجواب ابشر بالفرج سريعا و أنت مالك داره، فمات بعد شهر و اشتريت داره فوصلتها بداري ببركته [47] . 7- يقول ابوحمزة نصير الخادم: سمعت ابامحمد (الامام العسكري) عليه‌السلام غير مرة يكلم غلمانه يلغاتهم و فيهم ترك و روم و صقالبة، فتعجبت من ذلك و قلت [ صفحه 29] هذا ولد بالمدينة و لم يظهر لأحد حتي مضي ابوالحسن عليه‌السلام و لا رأه احد فكيف هذا احدث نفسي بذلك، فأقبل علي فقال: ان الله عزوجل أبان حجته من ساير خلقه و اعطاه معرفة كل شي‌ء فهو يعرف اللغات و الأنساب و الحوادث، و لولا ذلك لم يكن بين الحجة و المحجوج فرق [48] .

بعض الكلمات المختارة من الامام العسكري

1- عليك بالاقتصاد و اياك و الاسراف [49] . 2- وقع لبهلول معه (اي مع الحسن بن علي عليهماالسلام) انه رأي و هو صبي يبكي و الصبيان يلعبون، فظن انه يتحسر علي ما في ايديهم، فقال: اشتري لك ما تلعب به؟ فقال (عليه‌السلام): يا قليل العقل ما للعب خلقنا، فقال له: فلماذا خلقنا؟ قال (عليه‌السلام): للعلم و العبادة، فقال له: من اين لك ذلك؟ قال: من قول الله عزوجل: «أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا و انكم الينا لا ترجعون» [50] . 3- لا تمار فيذهب بهاؤك و لا تمازح فيجتري عليك [51] . 4- من التواضع السلام علي كل من تمر به و الجلوس دون شرف [ صفحه 30] المجلس [52] . 5- اذا نشطت القلوب فأودعوها و اذا نفرت فودعوها [53] . 6- ليس من الأدب اظهار الفرح عند المحزون [54] . 7- التواضع نعمة لا يحسد عليها [55] . 8- من وعظ أخاه سرا فقد زانه و من وعظه علانية فقد شانه [56] . 9- كفاك أدبا لنفسك تجنبك ما تكره من غيرك [57] . 10- حسن الصورة جمال ظاهر و حسن العقل جمال باطن [58] . 11- ان الوصول الي الله عزوجل سفر لا يدرك الا بامتطاء الليل [59] . 12- جعلت الخبائث في بيت و الكذب مفاتيحها [60] . 13- ان للجود مقدارا فاذا زاد عليه فهو سرف [61] . 14- و ان للحزم مقدارا فاذا زاد عليه فهو جبن [62] .

بعض اصحاب الامام

صحيح ان الاصحاب المقربين للامام العسكري (عليه‌السلام) لم يكونوا كثيرين بسبب ما كان يعيشه الامام من محدوديات و ما كان يعيشه المجتمع من اضطهاد، الا ان هؤلاء الافراد القليلين الذين فازوا بمرافقة الامام و الانتفاع به يعتبرون من جملة كبار رجال الله [ صفحه 31] و من ابرز العلماء المتقين، و نذكرهنا باختصار بعضا من هؤلاء: 1- احمد بن اسحاق الأشعري القمي: و هو من الأصحاب المقربين و عمال الامام العسكري عليه‌السلام، و يعد كبير القميين، و كان يحمل مسائل اهل قم الي الامام و يستلم منه الجواب عليها، و قد ادرك ايضا زمان الامام الجواد و الامام الهادي عليهماالسلام و روي عنها كذلك [63] . و كتب احمد بن اسحاق رسالة الي الحسين بن روح القمي - النائب الثالث للامام في عصر الغيبة الصغري - يستأذنه في الحج، فأذن له و بعث اليه بثوب، فقال احمد بن اسحاق: نعي الي نفسي، فانصرف من الحج فمات بحلوان [64] . يقول سعد بن عبدالله فيما يتعلق بوفاة احمد بن اسحاق: اصابته الحمي في مكان يبعد ثلاثة فراسخ عن حلوان (پل ذهاب) و مرض مرضا شديدا بحيث يئسنا منه، و لما وصلنا الي حلوان أقمنا في خان فقال احمد: اتر كوني الليلة وحدي و اذهبوا الي أماكنكم، فذهب كل واحد منا الي مكانه الخاص، و قريب الصباح فكرت فيه و قلقت عليه، و بمجرد ان فتحت عيني شاهدت امامي كافورا خادم مولاي الامام العسكري عليه‌السلام و هو يقول: «احسن الله بالخير عزاءكم و جبر بالمحبوب رزيتكم». [ صفحه 32] ثم اضاف: لقدتم تغسيل و تكفين مرافقكم احمد، فانهضوا لدفنه، انه بسبب قربه الي الله تعالي كان اكرم منكم جميعا عند مولاكم. ثم غاب عن أنظارنا [65] . 2- ابوهاشم داوود بن القاسم الجعفري: - و هو من أحفاد جعفر الطيار عليه‌السلام [66] و من اعظم رجال اهل بيته و اهل بغداد، و كانت له منزلة رفيعة و مقام محمود عند الأئمة عليهم‌السلام، و قد ادرك الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري عليهم‌السلام، و كان من جملة الوكلاء و العمال للامام صاحب العصر و الزمان عليه‌السلام في أوائل الغيبة الصغري. و كان ابوهاشم مقربا جدا عند الأئمة عليهم‌السلام و يعد من محبيهم الواقعيين و أصحابهم الخاصين، و قد نقل عددا كبيرا من الروايات عنهم عليهم‌السلام و ألف كتابا أيضا، و هناك طائفة كبيرة من أبرز رجال الشيعة تروي عن كتابه هذا [67] . و كان ابوهاشم رجلا متحررا شجاعا غير مبال، فعندما جاءوا برأس يحيي بن عمر الزيدي [68] الي محمد بن عبدالله بن طاهر والي [ صفحه 33] بغداد بارك له البعض هذا النصر و هنأوه عليه، فذهب ابوهاشم الي هذا الوالي و خاطبه من دون تحفظ، ايها الأمير جئتك لأبارك لك شيئا لو كان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) حيا لأقام العزاء عليه! و سكت الوالي و لم يقل شيئا في جواب ابي‌هاشم [69] . 3- عبدالله بن جعفر الحميري: و هو من ابرز رجال قم و من جملة الأصحاب المقربين للامام العسكري عليه‌السلام، و قد ألف كتبا كثيرة، منها كتاب «قرب الاسناد» الذي كان و لا يزال مورد اهتمام كبار علماء الشيعة و فقهائها. و بعد عام (290) بقليل رحل الي الكوفة و اقتبس منه اهل الكوفة الحديث [70] . 4- ابوعمرو عثمان بن سعيد العمري: - و هو النائب الأول للامام القائم عجل الله تعالي فرجه الشريف أثناء الغيبة الصغري، و كان رجلا شريفا و موثقا و من كبار أصحاب و وكلاء الامام الهادي و الامام العسكري و الامام المهدي عليهم‌السلام، و قد نشأ وشب منذ سن الحادية عشرة في خدمة الامام الهادي عليه‌السلام و كان الرابط و الواسطة بين الناس و الامام الهادي [ صفحه 34] و الامام العسكري و الامام الغائب عليهم‌السلام، و كانت تظهر علي يديه أحيانا بعض الكرامات. و كما اشرنا من قبل فقد كان أول نائب من النواب الخاصين لامام العصر (عج)، و قبل ذلك كان الامام الهادي و الامام العسكري عليهماالسلام يرجعان الناس اليه ليتعلموا منه المسائل و الأحكام. و كل واحد من الامام الهادي و الامام العسكري (عليهاالسلام) كان يقول في حقه: ابوعمرو (عثمان بن سعيد) ثقتي و أميني، و ما ينقله فهو ينقل عني، و مايوصله اليكم فهو يوصله من قبلي [71] .

شهادته

كان خلفاء بني‌العباس و عمال حكومتهم قد سمعوا ان عدد أئمة اهل البيت عليهم‌السلام هو اثنا عشر اماما و ان الثاني عشر منهم سوف يظهر بعد غيبته و يطوي سجل الظالمين و يقضي علي حكومات الباطل و يملأ العالم بالقسط و العدل. و العلم بهذا الموضوع و لا سيما في هذه الأواخر (زمان الامام الهادي و الامام العسكري) كان يؤدي الي اضطراب الخلفاء، و لهذا كانوا يراقبون الامام العسكري بشدة، و يحبون كثيرا ان لا يولد للامام مولود، و جيمع شؤون الامام كانت مراقبة بطرق مختلفة، و حتي [ صفحه 35] انهم سجنوا الامام عدة مرات، و اخيرا لما رأي المعتمد العباسي ان اهتمام الناس و اقبالهم علي الامام يزداد يوما بعد يوم و ان السجن و الاضطهاد و الرقابة قد أدت الي تأثير معكوس فهو لم يتحمل ذلك و اتخذ قرارا بقتله فدس السم الي الامام خفية و استشهد صلوات الله عليه و علي آبائه الطاهرين في الثامن من ربيع الأول سنة (260) هجرية. و مدي نفوذ الامام في المجتمع و الخوف من تمرد الشيعة و العلويين قد اشاع الاضطراب في قلب المعتمد العباسي من احتمال انكشاف قضية دس السم للامام، و من هنا فانه كان يحاول اخفاء هذه الجريمة بأية طريقة، ينقل ابن صباغ المالكي في كتابه «الفصول المهمة» عن عبدالله بن خاقان، و هو احد اعضاء البلاط العباسي، قوله: لقد ورد علي الخليفة المعتمد علي الله احمد بن المتوكل في وقت وفاة ابي‌محمد الحسن بن علي العسكري ما تعجبنا منه و لا ظننا ان مثله يكون من مثله، و ذلك انه لما اعتل ابومحمد ركب خمسة من دارالخليفة من خدامه و ثقاته و خاصته، كل منهم نحرير فقه و امرهم بلزوم دار ابي‌الحسن و تعرف خبره و مشاركتهم له بحاله و جميع ما يحدث له في مرضه، و بعث اليه من خدام المتطببين و امرهم بالاختلاف اليه و تعهده صباحا و مساء فلما كان بعد ذلك بيومين او ثلاثا اخبروا الخليفة بان قوته قد سقطت و حركته قد ضعفت و بعيد ان يحي منه شي‌ء فأمر المتطببين بملازمته و بعث الخليفة الي القاضي بن بختيار ان يختار عشرة ممن يثق بهم و بدينهم و امانتهم يأمرهم الي [ صفحه 36] دار ابي‌محمد الحسن و بملازمته ليلا و نهارا فلم يزالوا هناك الي ان توفي بعد ايام قلايل، و لما رفع خبر وفاته ارتجت سر من رأي و قامت ضجة واحدة و عطلت الأسواق و غلقت ابوب الدكاكين و ركب بنوهاشم و الكتاب و القواد و القضاة و المعدلون و ساير الناس الي ان حضروا الي جنازته، فكانت سر من رأي في ذلك شبيها بالقيامة، فلما فرغوا من تجهيزه بعث الخليفة الي عيسي بن المتوكل اخيه بالصلاة عليه، فلما وضعت الجنازة للصلاة دني عيسي منه و كشف عن وجهه و عرضه علي بني‌هاشم من العلوية و العباسية و علي القضاة و الكتاب و المعدلين فقال: هذا ابومحمد العسكري مات حتف انفه علي فراشه و حضره من خدام اميرالؤمنين فلان و فلان ثم غطي وجهه و صلي عليه و أمر بحمله و دفنه، و كانت وفاة ابي‌محمد الحسن بن علي بسر من رأي في يوم الجمعة لثمان خلون من شهر ربيع الأول سنة ستين و مائتين للهجرة، و دفن في البيت الذي دفن فيه ابوه بدارهما من سر من رأي و له يومئذ من العمر ثمان و عشرون سنة [72] . مما نقلناه يتضح مدي ما كان للامام من مكانة رفيعة في المجتمع، و لماذا كانت الحكومة خائفة منه، و يعرف ايضا لماذا كان الخليفة خائفا من انكشاف قضية دس السم للامام و قتله و لماذا كان يعد الأرضية من قبل ليصور شهادة الامام بصورة انه موت طبيعي. [ صفحه 37] اجل ان الظالمين يرون وجود الأئمة المعصومين خطرا علي سلطانهم و يبذلون اقصي جهودهم لاطفاء نور هؤلاء القادة الحقيقيين، و لهذا يفرضون عليهم رقابة شديدة و يحاولون ما امكنهم ان يفصلوهم عن المجتمع و بالتالي يقدمون علي قتلهم. و بعد شهادة الامام العسكري عليه‌السلام أقدم - في الظاهر - المعتمد العباسي علي تقسيم ميراث الامام بين ام الامام و اخيه جعفر ليوحي للناس ان الامام العسكري لم يخلف وراءه ولدا حتي ييأس الشيعة من وجود الامام اللاحق، و اما في الباطن فقد وظف جواسيسه ليبحثوا و يدققوا و اذا ظفروا بولد له فليلقوا القبض عليه، وراح موظفوا الخليفة يسلطون الضغوط الشديدة علي اقارب الامام ولكنهم فشلوا في الظفر بالامام القائم عليه‌السلام،و الله سبحانه و تعالي قد حفظه و جعله في امان من كيد الظالمين، و صحيح ان الامام الحجة بن الحسن المهدي عليه‌السلام قد كف عن الاتصال الواضح بالناس و الحضور المعلن في المجتمع و اختار الغيبة بأمر الله لكي يأمن من شر الظالمين، الا ان الشيعة و خواص الامام العسكري - الذين طالما شاهدوا الامام القائم في صغره - كانوا مطمئنين بوجوده، و عند وفاة الامام العسكري عليه‌السلام ظهر الامام القائم أيضا في ساحة دار والده وقام بتنحية عمه جعفر الذي كان يريد الصلاة علي جثمان الامام العسكري و أدي هو بنفسه الصلاة علي جنازة والده الكريم [73] ، و خلال فترة الغيبة الصغري كان الشيعة [ صفحه 38] متصلين بالامام عن طريق نوابه الخاصين، و كان الامام يجيب علي اسئلة شيعته بواسطة اولئك النواب، و قد جرت كرامات و معاجز كثيرة علي أيدي هؤلاء النواب ساهمت في تقوية عقيدة المحببين و زيادة اطمئنانهم، و سوف نبين جانبا منها في الكراسة اللاحقة التي تتضمن شرح حياة الامام الثاني عشر ان شاء الله تعالي. و الحمدلله رب العالمين.

پاورقي

[1] تسمي هذه المحلة ب «العسكر» لانها كانت قد اعدت لا سكان الجيش من الاتراك في البلاط العباسي. (تتمة المختصر في اخبار البشر ج 1 ص 348).
[2] البحار، ج 50، ص 239 - 235 و ص 325.
[3] كمال الدين، تأليف الشيخ الصدوق، ص 381 (يوجد اختلاف في الفتوي بين العلماء فيما يتعلق بين العلماء فيما يتعلق بذكر اسم الامام القائم عليه‌السلام، فبعض كبار العلماء و الفقهاء المتأخرين كالشيخ الانصاري و الملا محمد كاظم الخراساني و السيد محمد كاظم اليزدي يعتبرون ذكر اسمه الكريم امرا مكروها، و هناك طائفة من المتقدمين كالشيخ الطوسي و الشيخ المفيد... و يعدونه حراما مطلقا، و البعض الآخر من العلماء كالحاج النوري: كانت حرمته من المسلمات بين المتقدمين من علماء الشيعة الي زمان الخواجه نصيرالدين الطوسي، ثم وقع الاختلاف في هذا الحكم منذ زمان الشيخ البهائي. ليرجع من شاء الي كتاب النجم الثاقب، ص 48).
[4] كمال‌الدين، تأليف الشيخ الصدوق، ص 383.
[5] الارشاد للمفيد، ص 315.
[6] اعلام الوري، ص 370.
[7] الارشاد للمفيد، ص 317.
[8] تتمة المنتهي، ص 252.
[9] مروج الذهب، ج 4، ص 91. [
[10] البحار، ج 50، ص 251.
[11] مروج الذهب، ج 4، ص 95 - 91 - تتمة المنتهي، ص 254.
[12] الارشاد للمفيد، ص 324.
[13] تتمة المنتهي، ص 258 - 254.
[14] تتمة المنتهي، ص 268 - مروج الذهب، ج 4، ص 142 - 140.
[15] التمثيل: هو قطع اعضاء بدن الميت كاليد و الرجل و الأذن و الأنف و فصلها عنه.
[16] مقاتل الطالبيين، ص 690 - 685.
[17] مروج الذهب، ج 2، ص 120.
[18] الارشاد للمفيد، ص 324 - مهج الدعوات، تأليف السيد بن طاووس، ص 274 - البحار، ج 50، ص 330.
[19] الارشاد للمفيد، ص 325 - 324.
[20] مهج الدعوات، للسيد بن طاووس، ص 275.
[21] كشف الغمة، ج 3، ص 307.
[22] الناصبي: هو من يعادي الأئمة عليهم‌السلام و يعاندهم.
[23] ان والد أحمد هو عبيدالله بن خاقان و يعد من رجال البلاط العباسي و اعضاء الحكومة المهمين في سامراء.
[24] ذكر الرجل بكنيته دليل علي احترامه.
[25] يبدو ان هذه الجملة ناقصةو لعله اكمالها بالاشارة بيده ليفهم الخروج.
[26] ان اعداء اهل بيت النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) يسمون الشيعة باسم الرافضة.
[27] في مجتمع ذلك العصر و في بلاط الحكومة العباسية يسمون من جاء من الأئمة بعد الامام الرضا (عليه‌السلام) - من قبيل الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري عليهم‌السلام - باسم ابن الرضا.
[28] الارشاد للمفيد، ص 318.
[29] البحار، ج 50، ص 253.
[30] اصول الكافي، طبعة الآخوندي، ج 1، ص 506.
[31] البحار، ج 5، ص 304.
[32] الارشاد للمفيد، ص 324.
[33] احقاق الحق، ج 12، ص 464 - و قد نقل هذا الحديث ايضا ستة اشخاص آخرين من كبار علماء السنة.
[34] المناقب لابن شهر آشوب، ج 3، ص 525.
[35] دية القتل الخطأ تكون علي عاتق «العاقلة» من اقارب القاتل. و العاقلة هم اخوة القاتل و اعمامه و أبناء اخيه و أبناء عمه و ابوه و ابناؤه.
[36] اعلام الوري، طبعة النجف، ص 374.
[37] كشف الغمة، طبعة تبريز، ج 3، ص 303.
[38] كشف الغمة، طبعة تبريز، ج 3، ص 294 - 293.
[39] كشف الغمة، طبعة تبريز، ج 3، ص 300.
[40] ان المسلم المتقي و المقيد بالأحكام الالهية يشعر بصعوبة فائقة و مشاكل عديدة في مقابل الظالمين و البيئات الفاسدة، و يحاول بما أوتي من جهد المحافظة علي دينه في ظروف قاسيه، و لهذا فهو بحاجة الي الصبر من ناحية والي الامل بالفرج من ناحية اخري، و اذا تغلب عليه الجزع و اليأس فسوف ينحرف عن مسيره الصحيح.
[41] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161.
[42] اصول الكافي، ج 1 ز ص 512.
[43] اعلام الوري، ص 373 - نورالابصار، طبعة القاهرة، ص 183 - الفصول المهمة لابن صباغ المالكي، ص 286، مع بعض الاختلاف.
[44] كشف الغمة في معرفة الأئمة، ج 3، ص 305.
[45] احقاق الحق، ج 12، ص 470، نقلا عن الفصول المهمة لابن صباغ المالكي، ص 286.
[46] المناقب، طبعة النجف، ج 3، ص 538.
[47] كشف الغمة، ج 3، ص 302.
[48] الارشاد للمفيد، ص 322.
[49] احقاق الحق، ج 12، ص 467.
[50] احقاق الحق، ج 12، ص 473.
[51] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 160.
[52] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[53] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[54] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[55] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[56] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[57] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[58] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[59] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[60] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[61] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[62] الأنوار البهية، طبعة مشهد، ص 161 - 160.
[63] تنقيح المقال، ج 1، ص 50.
[64] اختيار معرفة الرجال، ص 557.
[65] منتهي الآمال، ص 279.
[66] جامع الرواة، ج 1، ص 307: «داوود بن القاسم بن اسحاق بن عبدلله بن جعفر بن ابي‌طالب...».
[67] تنقيح المقال، ج 1، ص 413 - 412 - و ليرجع من شاء الي الأجزاء التي تتناول حياد الامام التاسع و الامام العاشر و الامام الحادي عشر من بحارالأنوار.
[68] يحيي هو احد العلويين الاتقياء الشجعان و قد ثار علي حكومة المستعين العباسي و قتل.
[69] قاموس الرجال، ج 4، ص 59.
[70] تنقيح المقال، ج 2، ص 174.
[71] تنقيح المقال، ج 2، ص 245 - قاموس الرجال، ج 6، ص 245.
[72] الفصول المهمة، طبعة النجف، ص 288.
[73] كمال الدين، طبعة الآخوندي، ص 475.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.