عنوان و نام پديدآور : الانوار الباهره بفضائل اهل البيت النبوي و الذريه الطاهره/عبدالله بن عبدالقادر التليدي المغربي ؛ تحقيق محمد كاظم الموسوي
مشخصات نشر : تهران: مجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلاميه، 1388.
مشخصات ظاهري : 224ص.
فروست : سلسله فضايل اهل البيت عند اهل السنه؛ 5
شابك : :9648889791
وضعيت فهرست نويسي : در انتظار فهرستنويسي (اطلاعات ثبت)
يادداشت : س-93/89
شماره كتابشناسي ملي : 2150432
عن ابن عمر رضي الله عنه: أن رجلا من أهل العراق سأله عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر:النظروا الي هذا يسأل عن دم البعوض و قد قتلوا ابن رسول الله صلي الله عليه و آله، و سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول:«ان الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا [1] .
و عن بريدة رضي الله تعالي عنه قال: كان رسول الله صلي الله عليه و آله يخطبنا اذ جاء الحسن و الحسين عليهما قميصان أحمران [ صفحه 166] يمشيان و يعثران، فنزل رسول الله صلي الله عليه و آله من المنبر فحملهما و وضعهما بين يديه، ثم قال:«صدق الله (أنما أموالكم و أولادكم فتنة) نظرت الي هذين الصبيين يمشيان و يعثران، فلم أصبر حتي قطعت حديثي و رفعتهما» [2] .
و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و آله:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة». [3] . [ صفحه 167]
عن البراء بن عازب: أن رسول الله صلي الله عليه و آله أبصر حسنا و حسينا فقال:«اللهم اني أحبهما فأحبهما» [4] . و في الحديث فضيلة هامة للحسنين، حيث ان النبي صلي الله عليه و اله أخبر بانه يحبهما، و سأل الله عزوجل أن يحبهما، و من أحبه الله و رسوله فقد سعد و فاز، و أحرز علي كل خير من خيري الدنيا و الآخرة، فهنيئا لهما لذلك.
عن ابن مسعود قال: [ صفحه 168] كان النبي صلي الله عليه و آله يصلي و الحسن و الحسين يثبان علي ظهره فيباعدهما الناس، فقال صلي الله عليه و اله:«دعوهما بأبي هما و أمي، من أحبني فليحب هذين. [5] . و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه و اله:«من أحبهما فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني» [6] يعني:الحسن و الحسين. و في الحديثين فضل ظاهر لهما رضي الله تعالي عنهما، حيث جعلت محبة [ صفحه 169] رسول الله صلي الله عليه و اله منوطة بمحبتهما، فيكون ذلك من لوازم الايمان، كما أن من أضمر لهما الحقد و البغضاء كان ممقوتا و بالتالي مبغضا لرسول الله صلي الله عليه و اله، و يالها من خيبة و من خسارة، و قد قدمنا نحوا من هذا في الباب الأول. [ صفحه 171]
هو سبط رسول الله صلي الله عليه و اله و حبه و ريحانته و حب أميرالمؤمنين، و هو ابن الزهراء، و جد الأشراف و الذرية الطاهرة، الصالح المصلح، الطيب الطاهر. ولد في رمضان في السنة الثالثة من الهجرة [7] ، و ولي الخلافة بعد قتل أبيه و بايعه أربعون ألفا علي القتل، ثم زهد فيها و سلمها لمعاوية؛ زهدا في الدنيا، و حقنا لدماء المسلمين. [8] . و توفي سنة 49 ه، و قيل غير ذلك [9] ، مسموما من طرف أيدي الآثمين من [ صفحه 172] بني امية. [10] .
و من مناقبه العظيمة التي امتاز بها و خصه الله بها أن الله عزوجل حقن به دماء المسلمين، و أصلح به ما كان بينهم من الحروب؛ تصديقا لما أخبر به النبي صلي الله عليه و آله عنه. فعن أبي بكرة رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلي الله عليه و اله علي المنبر و الحسن الي جنبه ينظر الي الناس مرة و اليه مرة [ صفحه 173] و يقول:«ان ابني هذا سيد، و لعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين» [11] . و قد حقق الله عزوجل هذه المعجزة بالحسن رضي الله تعالي عنه، فقد تنازل عن الخلافة، و تركها لمعاوية [12] ، لا لذلة، و لا من قلة، بل زهدا في الملك و الحياة، و رغبة فيما عند الله عزوجل، و حقنا لدماء المسلمين الذين كانوا علي استعداد لنشب حرب أخري جديدة. و بهذا الصلح الذي صدر منه رضي الله تعالي عنه انقضت مشكلة الخلاف، و أمن الناس، و سموا ذلك العام عام الجماعة [13] ، و قد عتب كثير من شيعة
الحسن عليه السلام عليه [ صفحه 174] في تنازله لمعاوية حتي سماه بعضهم عار المسلمين [14] فكان يقول لهم:العار و لا النار، رضي الله تعالي عنه. و في الحديث منقبة هامة للحسن حيث سماه النبي صلي الله عليه و آله سيدا، و أنه سيحظي بفضيلة سيخصه الله بها، و هي اصلاحه بين المسلمين المتعادين. [ صفحه 175] و يؤخذ من الحديث أن كل أفراد الجماعتين كانوا مسلمين، و من كان منهم فاجرا و فاسقا لا يخرجه ذلك عن الاسلام، و المعصية مهما كان عظمها لا تخرج الانسان عن الايمان الا عند الخوارج.
عن أسامة بن زيد رضي الله عنه عن النبي صلي الله عليه و آله أنه كان يأخذه و الحسن و يقول:«اللهم اني أحبهما فأحبهما» [15] . و في الحديث منقبة له مع الحسن، حيث أشهد رسول الله صلي الله عليه و آله الله عزوجل علي أنه يحبهما، ثم سأله تعالي أن يحبهما كذلك، و قد فعل، فان دعاء نبي الله عليه الصلاة و السلام مقبول لا يرد أبدا.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: كنت مع رسول الله صلي الله عليه و آله في سوق من أسواق المدينة، فانصرف و انصرفت معه، فقال:«ادع الحسن بن علي» فجاء الحسن يمشي و في عنقه السخاب [16] ، فقال النبي صلي الله عليه و آله بيده هكذا، فقال الحسن بيده هكذا، فأخذه النبي صلي الله عليه و آله و قال::اللهم اني أحبه فأحبه، و أحب من يحبه». [ صفحه 176] قال أبوهريرة:فما كان أحد أحب الي من الحسن بن علي بعد ما قال رسول الله صلي الله عليه و آله ما قال. [17] . و في الحديث منقبة للحسن أيضا، و أنه محبوب لله و لرسوله، و زاده تعالي اكراما، فجعل محبيه من المحبوبين له عزوجل. و في الحديث رد علي الروافض و غلاة الشيعة الذين يطعنون في راوية الاسلام و حافظ الصحابة:أبي هريرة الذي يصرح بأن الحسن كان أحب الناس اليه، و هو الذي صح عنه أنه طلب من الحسن أن يكشف له عن سرته ليقبلها حيث رأي رسول الله صلي الله عليه و آله، فكشف عن بطنه فقبل سرته، رواه أحمد و الحاكم [18] بسند صحيح، فهل مثل هذا يقال فيه:انه ناصبي و عدو لأهل البيت.
[19] . [ صفحه 178]
عن أنس رضي الله عنه قال:لم يكن أحد أشبه بالنبي صلي الله عليه و آله من الحسن بن علي. [20] . و عن عقبة بن الحارث قال:رأيت أبابكر حمل الحسن و هو يقول: بأبي شبيه بالنبي ليس شبيها بعلي و علي يضحك. [21] . و في هذا منقبة له رضي الله تعالي عنه، حيث أكرمه الله عزوجل بشبهه بسيد الخلق و أشرفهم صلي الله عليه و آله. و هذا لا يعارض حديث أنس الآتي في الحسين أنه كان أشبههم برسول الله صلي الله عليه و آله، [ صفحه 179] فانه جاء في سنن الترمذي و غيره عن سيدنا علي عليه السلام قال:«الحسن أشبه رسول الله صلي الله عليه و آله ما بين الرأس الي الصدر، و الحسين أشبه النبي صلي الله عليه و آله ما كان أسفل من ذلك» [22] . و الله أعلم.
[1] صحيح البخاري 1371:3 و 2234:5، الجامع الصحيح للترمذي 657:5، مسند الطيالسي:261، مسند أبي يعلي 106:10، المعجم الكبير 127:3، الاصابة 68:2، سير أعلام النبلاء 281:3، تهذيب الكمال 401:6، تاريخ دمشق 129:14 بطريقين، البداية و النهاية 223:8، كنز العمال 114:12 و 673:13، ينابيع المودة 10:3. و عن أبي أيوب قال:دخلت علي رسول الله صلي الله عليه و آله و حسن و حسين يلعبان بين يديه و في حجره، فقلت:يا رسول الله، أتحبهما؟ قال:«و كيف لا أحبهما و هما ريحانتاي من الدنيا أشمهما». أخرجه في المعجم الكبير 156:4، كنز العمال 122:12، سبل الهدي 59:11، و في كشف الأستار 225:3، عن سعد، و في كنز العمال 113:12 عن أنس و أبي بكرة.
[2] الجامع الصحيح للترمذي، 658:5، مسند أحمد 354:5،السنن الكبري للنسائي 218:3، صحيح ابن حبان 403:13، تاريخ
دمشق 161:14، تهذيب الكمال 403:6.
[3] الجامع الصحيح للترمذي 656:5 و قال:«صحيح»، تحفة الأحوذي 253:10 و قال:«هذا الحديث مروي عن عدة من الصحابة من طرق كثيرة، و لذا عده السيوطي من المتواترات». الجامع الصغير 144:1 و قال:«صحيح عن عمر و علي و جابر و أبي هريرة و أسامة و البراء و ابن مسعود»، مصنف ابن أبي شيبة 512:7، مسند أحمد 3:3 و 62 و 82، مجمع الزوائد 292:9 عن عمر، و 294 عن جابر و أسامة و البراء و قال:«رواه الطبري و اسناده حسن» السنن الكبري للنسائي 149:5 بعدة طرق في أحدها:«ما استثني أحدا»، المعجم الكبير 35:3 و 36 و 37 و 38، فيض القدير 414:3 و قال:«قال الترمذي:صحيح، و قال المصنف، هذا متواتر»، نظم المتناثر في الحديث المتواتر:207 و ذكر أسماء الصحابة الذين رووه ثم قال:«نقل في فيض القدير، و في التيسير عن السيوطي:أنه متواتر»، سير أعلام النبلاء 521:3 و قال:«صححه الترمذي»، الاصابة 63:2 و قال:«و له طرق»، تهذيب الكمال 243:32، تاريخ دمشق 130:14 كشف الخفاء 318:1، خصائص أميرالمؤمنين للنسائي:123 و 124 و زاد في آخره:«ما استثني من ذلك»، تاريخ بغداد 181:2 و 369:6 و 91:11 و 4:12. و قد ورد هذا المعني و بهذا اللفظ في ضمن أحاديث أخر: منها:عن ابن عمر قال:قال رسول الله صلي الله عليه و آله:«الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة، و أبوهما خير منهما». سنن ابن ماجة 44:1، مستدرك الحاكم 182:3 و صححه و وافقه الذهبي، الجامع الصغير 441:1، و قال:«صحيح»، فيض القدير 415:3، المعجم الكبير 38:3 و 39، و 292:19، مجمع الزوائد 293:9 بعدة طرق في أحدها:«و أبوهما أفضل منهما»، الاصابة 252:6، كشف الخفاء 28:1، تهذيب الكمال 229:6، تاريخ دمشق 399:27 و
447 34، البداية و النهاية 39:8 و قال:«من حديث علي و أبي سعيد و بريدة»، تاريخ بغداد 150:1 و 230:10. و من الأحاديث أيضا عن حذيفة عنه صلي الله عليه و اله:«ان ملكا استأذن ربه أن يسلم علي و يبشرني أن فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، و أن الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة». الجامع الصحيح للترمذي 660:5، مصنف ابن أبي شيبة 512:7، المعجم الكبير 37:3، الجامع الصغير 25:1 و قال:«صحيح»، مسند أحمد 391:5، السنن الكبري للنسائي 81:5 و 95 و 146 عن أبي هريرة، كنز العمال 96:12 و 102 و 64:13 و 665، فيض القدير 105:1 و قال:«قال المصنف:فيه دلالة علي فضلها علي مريم»، سير أعلام النبلاء 127:2، سبل الهدي 47:10، تدريب الراوي 225:2، تاريخ دمشق 269:12، حلية الأولياء 190:4. و انظر أيضا المعجم الكبير 40:3 و 58، و كنز العمال 119:12 و 120 و 666:13 و 675.
[4] الجامع الصحيح للترمذي 661:5 و قال:«حديث حسن صحيح»، مجمع الزوائد 287:9 عن أبي هريرة و قال:رواه البزار و اسناده حسن، و بطريق آخر عن ابن مسعود و في آخره:«و من أحبهما فقد أحبني» و بطريق آخر عن قرة بن اياس.
[5] صحيح ابن حبان 427:15، المعجم الكبير 47:3، مصنف ابن أبي شيبة 511:7، السنن الكبري للبيهقي 263:2، فضائل الصحابة، 20، مجمع الزوائد 287:9 و قال:«رواه أبويعلي و البزار و الطبراني باختصار، و رجال أبي يعلي ثقات». و روي مجردا فقط «من أحبني فليحب هذين» كما في مسند أبي يعلي 250:9، الاصابة 63:2، البداية و النهاية 225:8، تاريخ دمشق 200:13، مسند الطيالسي:327، السنن الكبري للنسائي 50:5. و قوله صلي الله عليه و اله:«بأبي هما و أمي» أي:فديتهما، و الباء هنا باء التفدية، أي:أفديك بأبي و أمي،
و هذه من المناقب والخصائص لهما عليهماالسلام لم يقلها النبي صلي الله عليه و اله لأحد و يفديهما بآبائه، و لفاطمة الزهراء عليهاالسلام مقام أعلي و أسمي، فقد فداها بنفسه المباركة و هي أفضل نفوس العالمين جميعا: فعن سودة قالت:كنت في حضر فاطمة حين ضربها المخاض، فجاء اليها النبي صلي الله عليه و آله فقال:«كيف هي؟ كيف ابنتي فديتها...» تهذيب الكمال 222:6 تاريخ دمشق 169:13، كنز العمال 615:13.
[6] مستدرك الحاكم 182:3 و صححه و وافقه الذهبي، سنن ابن ماجة 51:1، مجمع الزوائد 286:9، السنن الكبري للنسائي 49:5، مسند أحمد 288:2 و 440 و 531 فضائل الصحابة لأحمد، 20، مسند ابن راهويه 248:1، المعجم الكبير 48:3 بعدة طرق، مسند أبي يعلي 78:11، كنز العمال 119:12، الاصابة 62:2، سبل الهدي 27:11 عن ابن عباس، الشفاء للقاضي عياض 26:2، تاريخ دمشق 198:13، بعدة طرق و 132:14 عن ابن عباس، سير أعلام النبلاء 277:3، البداية و النهاية 40:8 و 223، تهذيب الكمال 229:6 و 437:8، نظم درر السمطين:209، ينابيع المودة 46:2، كشف الأستار عن زوائد البزار 227:3.
[7] أسد الغابة 14:2، و تهذيب الكمال 222:6، الاصابة 68:2، و هناك أقوال أخر في ولادته عليه السلام، منها:أنه ولد لأربع سنين و تسعة أشهر و نصف للهجرة، و ذكر غير ذلك، راجع المصادر المتقدمة.
[8] و مما يذكر أن الامام الحسن عليه السلام لم يصالح ابتداء و من دون سبب، و لو لا الخيانة التي حصلت في معسكره لما اضطر الامام عليه السلام للصلح، و قد حصل معه عليه السلام كما حصل مع أميرالمؤمنمين عليه السلام في صفين و قضية التحكيم و انشقاق العسكر، ولو لا ذلك ما كان عليه السلام يصالح الفئة الباغية. و قد صالح علي
شروط لم يف بها معاوية. و من أراد المزيد من التفاصيل عن هذا الصلح فعليه بكتاب «صلح الحسن» للعلامة آل ياسين رحمه الله.
[9] تاريخ خليفة بن خياط:153، أسد الغابة 14:2، و قال:«و قيل:سنة تسع و أربعين، و قيل:سنة خمسين، و قيل:احدي و خمسين». الآحاد و المثاني 301:1 و قال:«سنة ثمان و أربعين»، المعجم الكبير 25:3. [
[10] الجوهرة للبري 30 و قال:«و مات الحسن مسموما، يقال:ان امرأته جعدة بنت الأشعث بن قيس سمته، دس اليها معاوية أن تسمه، فاذا مات أعطاها أربعين ألفا و زوجها من يزيد». عون المعبود 127:11 و قال:«مات الحسن مسموما، سمته زوجته جعدة باشارة من يزيد بن معاوية سنة تسع و أربعين أو سنة خمسين». تاريخ الخلفاء:192 وقال:«توفي مسموما بالمدينة:سمته جعدة بنت الأشعث، دس اليها يزيد بن معاوية أن تسمه فيتزوجها، ففعلت». المنتظم 226:5 و قال:«فدس اليها يزيد أن سمي الحسن، حتي فعلت». أسد الغابة 20:2 تاريخ دمشق 300:13 و 302 و 257:14، التعديل و التجريح للباجي 475:1، عون المعبود 127:11. و يظهر من جميع المصادر المتقدمة أن قاتل الامام الحسن عليه السلام هو معاوية،لأن الامام مات في زمن معاوية، لا في زمن يزيد، و قد أظهر سروره عند سماعه ذلك، فقد روي ابن قتيبة في الامامة و السياسة 150:1:«كانت وفاته سنة احدي و خمسين، فكتب عامل المدينة الي معاوية بذلك، فأظهر فرحا و سرورا حتي سجد و سجد من معه!!». فالعجب ممن يظهر الفرح و السرور و يسجد شكرا لمقتل ابن رسول الله و سيد شباب أهل الجنة!! قال الحسن البصري:«أربع خصال في معاوية لو لم يكن فيه الا واحدة لكانت موبقة:ابتز هذه الأمة أمرها بغير مشورة منهم و فيهم بقايا الصحابة
و ذوي الفضل، و استخلف ابنه بعده سكيرا جهيرا يلبس الحرير و يضرب بالطنابير، و ادعي زيادا و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله:«الولد للفراش و للعاهر الحجر»،و قتله حجرا، فيا ويله من حجر و أصحابه» تاريخ الطبري 208:4، شرح النهج 262:2 و قال:«نقله الزبير بن بكار في الموفقيات، و رواه جميع الناس ممن عني بنقل الآثار و السير».
[11] صحيح البخاري 962:2، مسند أحمد 38:5، السنن الكبري للبيهقي 265:6، مسند الطيالسي، 118، فضائل الصحابة لأحمد:20، الأذكار النووية:362، المعجم الكبير للطبراني 34:3، السنن الكبري للنسائي 71:6. لكن لدنيا ملاحظة حول ذيل الحديث، فانه لا ينسجم مع قوله صلي الله عليه و اله:«عمار تقتله الفئة الباغية»، و قد بان بعد قتل عمار ضلالهم بالقطع و اليقين، و لا ينسجم أيضا مع أمر النبي صلي الله عليه و آله لعلي بقتال الناكثين و القاسطين و المارقين. نعم، يمكن أن يقال:ان اطلاق لفظ الاسلام عليهم اطلاق مجازي، كما هو الحال في قول النبي صلي الله عليه و آله:«ستفترق أمتي علي ثلاث و سبعين فرقة، واحدة في الجنة و البقية في النار»، فقد أطلق علي الجميع لفظ أمتي، مع أن أكثرها في النار، و مثله قول القائل:بعض المسلمين في النار، فانه من الاطلاق المجازي، و الا لزم التنافي و التناقض في قول النبي صلي الله عليه و آله فلو كانوا مسلمين حقيقة فكيف يأمر النبي صلي الله عليه و آله بقتالهم؟!أفهل يأمر النبي صلي الله عليه و اله بقتال المسلم؟! حاشاه أو أن نقول:ان ذيل الحديث و هو:«و لعل الله.. الي آخره» مختلق ملصق بالحديث.
[12] لم يصالح الامام الحسن معاوية الا علي شروط، و لكن معاوية لم
يف بها و قال في خطبته في النخيلة:«ألا ان كل شي ء أعطيته الحسن بن علي تحت قدمي هاتين لا أفي به» مقاتل الطالبيين:45، شرح النهج 46:16 و قال:«قال أبواسحاق:و كان و الله غدرا».
[13] تسمية هذا العام بعام الجماعة تسمية أموية، و الحق أنه عام المحنة، ففي هذا العام كتب معاوية للآفاق «أن برئت الذمة ممن روي شيئا من فضائل أبي تراب و أهل بيته» و جعل في هذا العام سب علي علي منابر المسلمين سنة، و كتب بذلك الي الأمصار و الآفاق (شرح النهج 44:11) و تتبع شيعة أميرالمؤمنين و أنصاره و صالحي هذه الأمة و قتلهم و صلبهم، أمثال ميثم التمار و رشيد الهجري و كميل بن زياد و حجر بن عدي و أصحابه، و كانوا من خيار الصالحين. عن عائشة قالت:سمعت رسول الله صلي الله عليه و آله يقول:يقتل بعذراء أناس يغضب الله لهم و أهل السماء» (البداية و النهاية 252:6). و قام معاوية بدفن أنصار الامام علي عليه السلام و هم أحياء، كما فعل بعبدالرحمان بن حسان، دفنه حيا بقس الناطف، و قتل خيار التابعين، أمثال كدام بن حيان و قبيصة و محرز بن شهاب (تاريخ دمشق 301:34، و 111:50 و 264:49 و 80:57) و قتل الصحابي عروة بن كعب بن وائل (الاصابة 116:5)و عمر بن الحمق الخزاعي، و طيف برأسه في الشام، و هو أول رأس يهدي و يطاف به في الاسلام (البداية و النهاية 52:8، الاصابة 515:4) و عبدالله بن يحيي الحضرمي و أصحابه، و جويرية العبدي و غيرهم. و دام الحال من القتل و التنكيل حتي وصل الأمر ببني أمية أنهم اذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه (تاريخ دمشق 481:41،
تهذيب الكمال 429:20، سير أعلام النبلاء 102:5 و 413:7).
[14] هذا خطأ لم يثبت تاريخيا، و الموجود:قيل له:«يا مذل المؤمنين» قاله سفيان بن أبي ليلي، قال:السلام عليك يا مذل رقاب المؤمنين، فقال عليه السلام:«ما جر هذا منك الينا؟» فقلت:أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة، و سلمت الأمر الي اللعين ابن آكلة الأكباد و معك مائة ألف كلهم يموت دونك، فقال عليه السلام:«يا سفيان! انا أهل بيت اذا علمنا الحق تمسكنا به، و اني سمعت عليا يقول:سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله:لا تذهب الليالي و الأيام حتي يجتمع أمر هذه الأمة علي رجل واسع السرم (الدبر) ضخم البلعوم،يأكل و لا يشبع، و لا ينظر الله اليه، و لا يموت حتي لا يكون له في السماء عاذر، و لا في الأرض ناصر، و انه لمعاوية و اني عرفت أن الله بالغ أمره».مقاتل الطالبيين:44، الفتن للمروي:91، شرح النهج 44:16، جواهر المطالب للباعوني الشافعي 201:2، كنز العمال 349:11، ميزان الاعتدال 172:2.
[15] مسند أحمد 210:5، السنن الكبري للبيهقي 233:10، الآحاد و المثاني 327:1، السنن الكبري للنسائي 53:5، و هذا قاله النبي صلي الله عليه و آله للحسن و الحسين، كما تقدم.
[16] السخاب:القلادة. أو خيط ينظم فيه خرز يلبسه الصبيان و الجواري، و قيل:قلادة تعمل من قرنفل و محلب بدون جواهر. (الفائق في غريب الحديث 230:1، تاج العروس 295:1، عون المعبود 17:4.
[17] صحيح البخاري 2257:5 صحيح ابن حبان 417:15، مسند أحمد 331:2 و ليس فيه كلام أبي هريرة.
[18] مسند أحمد 255:2، مستدرك الحاكم 184:3.
[19] و القول بتوثيق الراوي أو القول بصلاحه لأجل فعل مثل هذا، عجيب، فالفعل صامت لا اطلاق فيه، و لا يدل علي شي ء. نعم فيه اشعار علي احترام المقابل.
لكنه لا يدل علي الوثاقة و لا حسن الحال، بل ليس فيه اشعار بذلك، و هو شبيه ما كان يقوم به بعض اليهود و المنافقين بأفعال تشعر بمزيد الاحترام للنبي صلي الله عليه و اله، اذ كانوا يقومون اذا مر النبي صلي الله عليه و آله أو الحسن و الحسين، لكنها لا تدل علي شي ء، و ليس فيها اشعار بحسن الحال فضلا عن الوثاقة، و هذا عند جميع علماء الاسلام. و لو تنزلنا جدلا و قلنا:ان الفعل يدل علي حسن الحال، فانه انما يدل عليه في زمان الفعل، و أما في غيره فلا يدل علي شي ء،خصوصا زمن حروب أميرالمؤمنين عليه السلام و ما حصل في تلك الأعوام من التمحيص و البلاء و انحراف الكثير، فان القول بوثاقة أحد فيها اعتمادا علي فعل قام به قبل ثلاثين سنة، مردود. يضاف اليه أن أباهريرة كان موضع اتهام الصحابة و أكثر الناس: قال العلامة الرافعي في آداب العرب 282:1:«كان عمر و عثمان و علي و عائشة ينكرون عليه و يتهمونه، و هو أول راوية اتهم في الاسلام، و كانت عائشة أشدهم انكارا عليه». و كان علي عليه السلام يقول:«لا أحد أكذب من هذا الدوسي علي رسول الله صلي الله عليه و آله» شرح النهج 24:20، و قال عليه السلام:«أكذب الأحياء علي رسول الله أبوهريرة الدوسي» شرح النهج 68:4. و قالت له عائشة مرارا، و كانت أشد الناس عليه:«أكثرت يا أباهريرة عن رسول الله» سير أعلام النبلاء:604:2. و كذبه عمر و ضربه بالدرة و قال:«قد أكثرت الرواية، و أحر بك أن تكون كاذبا علي رسول الله» شرح النهج 68:4. و قال:«لقد أكثرت، لتنتهين أو لألحقنك بجبال دوس» المحدث الفاصل:554.
و اتهمه بسرقة بيت المال و قال له:«يا عدو الله و عدو المسلمين و عدو كتابه! سرقت مال الله» الطبقات الكبري 335:4 و فتوح البلدان 100:1. و كذبه مروان و قاله له:«يا أباهريرة، ان الناس قد قالوا:أكثر الحديث عن رسول الله، و انما قدم قبل وفاته بيسير» سير أعلام النبلاء 605:2. و نقل الذهبي في سير أعلام النبلاء 608:2 عن ابراهيم النخعي أنه قال:«كان أصحابنا يدعون من حديث أبي هريرة» و «ما كانوا يأخذون من حديث أبي هريرة الا ما كان حديث جنة أو نار». و قد شهد هو بنفسه علي تكذيب الناس له، ففي مسند أحمد 240:2، و السنن الكبري للنسائي 505:5:«كان يقول:انكم تزعمون أن أباهريرة يكثر الحديث علي رسول الله» و في 424:2 من المسند:«عن رزين قال:رأيته يضرب جبهته بيده و يقول:يا أهل العراق، تزعمون أني أكذب علي رسول الله»، و زاد ابن ماجة في السنن 130:1:«و قال:و قال لكم المهنا و علي الاثم»، و زاد في مصنف ابن أبي شيبة 41:6:«لتهتدوا و أضل» و مثل في تاريخ دمشق 95:5 و مسند ابن راهويه 53:1. و من طريف ما ينقل:أن رجلا يلبس حلة جديدة أتي أباهريرة، فقال له:انك تكثر الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله، فهل سمعته يقول في حلتي هذه شيئا؟! أخرجه في صحيح ابن حبان 491:12، تاريخ دمشق 354:67، البداية و النهاية 116:8. و يجدر هنا أن ننقل عنه موردين فقط: الأول:ما رواه البخاري في التاريخ الصغير 43:1، و الطبراني في المعجم الكبير 76:1:«قال أبوهريرة:دخلت علي رقية بنت رسول الله صلي الله عليه و اله و بيدها مشط...» الي آخره. و هذا كذب صريح، فان رقية بنت رسول الله صلي الله عليه و اله
ماتت وقت معركة بدر، و أبوهريرة أسلم بعد فتح خيبر بالاتفاق. الثاني:ما رواه البخاري في الصحيح 411:1، و ابن حبان في صحيحه 403:6،«قال:ثم صلي بنا النبي صلي الله عليه و آله الظهر و العصر فسلم في ركعتين، فقال له ذواليدين:أنقصت أم نسيت؟». و هذا أيضا كذب فان ذا اليدين استشهد ببدر قبل أن يسلم أبوهريرة بزمان، كما في الثقات لابن حبان 301:3، و الاصابة 598:4. و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء:608:2:«كان شعبة يقول:كان أبوهريرة يدلس» و نقله ابن حجر في الاصابة 67:1 و قال:«و التدليس أخو الكذب». هذا، و قد انتقده الكثير من أعلام أهل السنة المتأخرين، كالعلامة الرافعي، و السيد رشيد رضا صاحب المنار، و السيد محمد عبده شيخ الأزهر، و الدكتور طه حسين، و الدكتور أحمد أمين، و الشيخ العلامة محمود أبورية في كتابيه «شيخ المضيرة» و «أضواء علي السنة المحمدية»، و آخرين غيرهم.
[20] صحيح البخاري 1370:4، سبل الهدي 115:2.
[21] صحيح البخاري 1302:3، الاصابة 62:2، تهذيب الكمال 224:6، تاريخ دمشق 174:13، كنز العمال 246:13، نظم درر السمطين:202. و الظاهر أن المصنف نقله بالمعني. و الموجود في جميع المصادر غير هذا لفظا.
[22] صحيح ابن حبان 431:15، الآحاد و المثاني 299:1، مسند أحمد 99:1، كنز العمال 660:13، سبل الهدي 115:2، الذرية الطاهرة للدولابي:71.