عنوان و نام پديدآور : الامام الثاني: الامام الحسن/ المولف [و مترجم] لجنه التحرير في طريق الحق
مشخصات نشر : قم: موسسه في طريق الحق، ۱۴۰۹ق. = ۱۳۶۷.
مشخصات ظاهري : ص ۲۴
شابك : بها:۵۰ريال
وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي
يادداشت : عنوان اصلي: پيشواي دوم: حضرت امام حسن(ع).
يادداشت : كتابنامه بهصورت زيرنويس
موضوع : حسنبن علي(ع)، امام دوم، ق۵۰ - ۳
شناسه افزوده : موسسه در راه حق
رده بندي كنگره : BP۴۰/پ۹۰۴۳ ۱۳۶۷
رده بندي ديويي : ۲۹۷/۹۵۲
شماره كتابشناسي ملي : م۶۸-۳۶۵۵
بسم الله الرحمن الرحيم
سبط النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و أول ولد لأميرالمؤمنين و فاطمة عليهماالسلام، ولد في النصف من شهر رمضان، في السنة الثالثة من الهجرة. [1] .
و قدم النبي صلي الله عليه و اله و سلم الي بيت علي عليهالسلام ليهنئه، و سماه «الحسن» من قبل الله. [2] .
أمضي السبط مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم ما يناهز سبعة سنوات من حياته [9] و كان يحبه الجد حبا جما، شديدا، و كثيرا ما كان
[ صفحه 2]
يحمله علي كتفيه و يقول: «اللهم اني أحبه فأحبه» [8] .
«من أحب الحسن و الحسين فقد أحبني، و من أبغضهما فقد أبغضني» [9] .
و يقول صلي الله عليه و آله و سلم أيضا «الحسن و الحسين سيدا شباب أهل الجنة» [8] .
و يقول صلي الله عليه و آله و سلم أيضا عنهما عليهماالسلام «ابناي هذان امامان، قاما أو قعدا» [9] .
و لما يملكه الامام الحسن عليهالسلام من سمو في التفكير، و شموخ روح، كان النبي صلي الله عليه و آله و سلم يتخذه شاهدا علي بعض عهوده، بالرغم من صغر سنه، و قد ذكر الواقدي، أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم عقد عهدا مع ثقيف، و قد كتبه خالد بن سعيد، و اتخذ الامام الحسن و الحسين عليهماالسلام شاهدين عليه. [8] .
و جائت روايات كثيرة ناطقة بان آية التطهير نزلت في رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهمالسلام. [9] .
[ صفحه 3]
صحب الامام الحسن عليهالسلام أباه عليهالسلام و عاونه في شؤونه، معترضا علي الجائرين، و مدافعا عن المحرومين و المظلومين.
و حين أبعد أبوذر الي الربذة، أمر عثمان بأن لا يودعه أحد، و لكن الامام الحسن و أخوه الكريم عليهماالسلام، مع أبيهم الماجد عليهالسلام و دعوا بحرارة هذا الانسان المتحرر المشرد، و حين وداعه، استنكروا حكم عثمان، و أظهروا استياءهم منه، و حرضوا أباذر علي الثبات و الصمود. [10] .
في سنة 36 هجرية، اصطحب أباه من المدينة الي البصرة، ليخمد نار حرب الجمل التي أشعلتها عائشة و طلحة و الزبير.
و قبل الدخول للبصرة، ذهب الي الكوفة، بأمر من الامام علي عليهالسلام مع عمار، الصحابي الكبير الطاهر، لتعبئة الناس هناك، و بعد ذلك عاد الي البصرة،مع الناس لنصرة الامام عليهالسلام. [11] .
و بخطاباته القوية و الرائعة، كشف النقاب عن أكاذيب عبدالله بن الزبير الذي نسب للامام علي عليهالسلام زورا قتل عثمان، و كانت له مساهماته في المعركة، الي أن عادوا منتصرين. [12] .
و كان مع أبيه أيضا في معركة صفين، و سطر ملاحم و بطولات فيها.
و في هذا المعركة، بعث معاوية عبيدالله بن عمر اليه، فقال للامام
[ صفحه 4]
الحسن عليهالسلام يمنيه بالخلافة (ان أباك قد وتر قريشا أولا و آخرا، و قد شنئوه فهل لك أن تخلعه و نوليك هذا الأمر؟) نعم ان الامام قد وترهم و لكن في سبيل الاسلام، فقد حاولوا لف لوائه، فناجزهم الامام فقتل جبابرتهم، و أباد طغاتهم و هزم جموعهم، و هم من أجل ذلك يحملون له حقدا و عداءا، و من هنا قال له الامام الحسن «كلا، و الله لا يكون ذلك» [13] .
و في هذه المعركة لم يتوقف ابدا عن نصرة أبيه، و حتي النهاية، كان معه، و حين انتخب شخصان من قبل المعسكرين (معسكر الامام علي عليهالسلام، و معاوية)، ليقوموا بمهمة الحكمين، في مصير الأمة، و كان حكمهم ظالما، خطب الامام الحسن عليهالسلام بأمر أبيه خطابة ملتهبة:
«أيها الناس، قد أكثرتم في هذين الرجلين، و انما بعثا ليحكما بالكتاب علي الهوي، فحكما بالهوي علي الكتاب، و من كان هكذا لم يسم حكما و لكنه محكوم عليه». [14] .
و حين حضرت أميرالمؤمنين عليهالسلام الوفاة، عين الامام الحسن عليهالسلام محله، بوصية مسبقة من النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و أشهد علي ذلك، سائر أبنائه الكرام، و كبار الشيعة. [15] .
[ صفحه 5]
كان له توجه خاص لله، و كان يظهر هذا التوجه أحيانا علي ملامح وجهه، أثناء وضوئه، و حين يتوضأ، كان يتغير لونه، و يرتجف، و حين كان يسأل عن سبب ارتعاد فرائصه،كان يجيب عليهالسلام، انه واقف أمام الله جل جلاله، فحق للانسان أن يرتجف، و ترتعد فرائصه.
روي عن الامام الصادق عليهالسلام: «أن الحسن بن علي بن أبيطالب عليهالسلام، كان أعبد الناس في زمانه و أزهدهم و أفضلهم، و كان اذا حج حج ماشيا و ربما مشي حافيا، و كان اذا ذكر الموت بكي، و اذا ذكر القبر بكي، و اذا ذكر البعث و النشور بكي، و اذا ذكر العرض علي الله تعالي ذكره شهق شهقة يغشي عليه منها.... [16] .
و قد حج خمسة و عشرين حجة ماشيا، و ربما بدون نعل. [17] .
سمع عليهالسلام رجلا الي جنبه في المسجد الحرام يسأل الله أن يرزقه عشرة آلاف درهم، فانصرف الي بيته و بعث اليه بعشرة آلاف
[ صفحه 6]
درهم.
و حيت جارية للحسن عليهالسلام بطاقة ريحان، فقال لها:؟ أنت حرة لوجه الله» فقيل له في ذلك، فقال: أدبنا الله تعالي فقال «و اذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها» و كان أحسن منها اعتاقها». [18] .
و قد قسم كل ما يملكه نصفين، ثلاث مرات في حياته، و حتي نعله، ثم وزعه في سبيل الله كما يقول عنه الرواي مخاطبا اياه «و قد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتي النعل و النعل». [19] .
«روي أن شاميا رأي الامام الحسن عليهالسلام راكبا فجعل يلعنه و الحسن لا يرد،فلما فرغ أقبل الحسن عليهالسلام فسلم عليه و ضحك فقال: أيها الشيخ أظنك غريبا و لعلك شبهت، فلو استعتبتنا أعتبناك، و لو سألتنا أعطيناك، و لو استرشدتنا أرشدناك، و لو استحملتنا أحملناك، و ان كنت جائعا أشبعناك، و ان كنت عريانا كسوناك، و ان كنت محتاجا أغنيناك، و ان كنت طريدا آويناك، و ان كان لك حاجة قضيناها لك، فلو حركت رحلك الينا و كنت ضيفنا الي وقت ارتحالك كان أعود عليك؛ لأن لنا موضعا رحبا وجاها عريضا و مالا كثيرا.
فلما سمع الرجل كلامه بكي، ثم قال: أشهد أنك خليفة الله في
[ صفحه 7]
أرضه، ألله أعلم حيث يجعل رسالته». [20] .
و مروان بن الحكم، الذي لم يتوقف لحظة عن الحاق الأذي بالامام عليهالسلام، لما مات الحسن، بكي مروان في جنازته، فقال له الحسين، أتبكيه و قد كنت تجرعه ما تجرعه؟ فقال: اني كنت أفعل ذلك الي أحلم من هذا، و أشار بيده الي الجبل. [21] .
خطب الامام الحسن بن علي عليهالسلام، في صبيحة الليلة التي قبض فيها أميرالمؤمنين عليهالسلام: «فحمد الله و أثني عليه و صلي علي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، ثم قال: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل، و لا يدركه الآخرون بعمل، لقد كان يجاهد مع رسول الله فيقيه بنفسه، و كان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يوجهه برايته و لا يرجع حتي يفتح الله علي يديه.
و ما خلف صفراء و لا بيضاء - اشارة للذهب و الفضة - الا سبع مأة درهم، فضلت عن عطائه أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.
ثم خنقته العبرة، فبكي و بكي الناس معه.
و من أجل أن لا تنحرف الامامه عن مسارها الصحيح الأصيل، اضاف بعد ذلك: أنا ابن البشير أنا ابنالنذير أنا ابنالداعي الي الله
[ صفحه 8]
باذنه أنا ابنالسراج المنير أنا من أهل بيت أذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا، أنا من أهل بيت فرض الله مودتهم في كتابه فقال تعالي «قل لا أسئلكم عليه أجرا الا المودة في القربي و من يفترف حسنة نزد له فيها حسنا» [22] ، فالحسنة مودتنا أهل البيت.
ثم جلس، فقام عبدالله بن العباس بين يديه فقال: «معاشر الناس هذا - اشارة للامام الحسن عليهالسلام - ابن نبيكم و وصي امامكم فبايعوه».
فاستجاب له الناس و قالوا ما أحبه الينا و أوجب حقه علينا و بادروا الي البيعة له بالخلافة. [23] .
فلما بلغ معاوية بن أبيسفيان وفاة أميرالمؤمنين عليهالسلام و بيعة الناس ابنه الحسن عليهالسلام دس رجلا من حمير الي الكوفة و رجلا من بني القين الي البصرة، ليكتبا اليه بالأخبار، و يفسدا علي الحسن عليهالسلام الأمور.
فعرف ذلك الحسن عليهالسلام. فأمر باستخراج الحميري من عند لحام بالكوفة فأخرج و أمر بضرب عنقه، و كتب الي البصرة باستخراج القيني من بني سليم فأخرج و ضربت عنقه، و كتب الحسن عليهالسلام الي معاوية:
«أما بعد: فانك دسست الرجال للأحتيال و الاعتيال و أرصدت العيون كأنك تحب اللقاء، و ما أوشك ذلك، فتوقعه، انشاء الله
[ صفحه 9]
تعالي».
و من الرسائل التي بعثهاالامام عليهالسلام لمعاوية، و التي نقلها ابن أبيالحديد، هذه الرسالة:
«... فلما توفي - رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم - تنازعت سلطان العرب فقالت قريش: نحن قبيلته و أسرته و أولياؤه، فرأت العرب أن القول ما قالت قريش، فأنعمت و سلمت اليهم، ثم حاججنا نحن قريشا بمثل ما حاججت به العرب، فلم تنصفنا قريش انصاف العرب لها، فلما صرنا أهل بيت محمد و أولياءه الي محاجتهم و طلب النصف منهم باعدونا و استولوا بالاجماع علي ظلمنا و مراغمتنا و العنت منهم لنا، و أمسكنا عن منازعتهم مخافة علي الدين أن يجد المنافقون و الأحزاب في ذلك مغمزا يثلمونه به، أو يكون لم بذلك سبب الي ما أرادوا من افساده.
فاليوم فليتعجب المتعجب من توثبك يا معاوية علي أمر لست من أهله، لا بفضل في الدين معروف، و لا أثر في الاسلام محمود، و أنت ابن حزب من الأحزاب، و ابنأعدي قريش لرسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و لكتابه، و الله حسيبك، فسترد فتعلم لمن عقبي الدار، و بالك لتلقين عن قليل ربك، ثم ليجزينك بما قدمت يداك، و ما الله بظلام للعبيد، ان عليا لما مضي لسبيله، و لاني المسلمون الأمر بعده، فأسأل الله ألا يؤتينا في الدنيا الزائلة شيئا ينقصنا به في الآخرة مما عنده من كرامة.
و انما حملني علي الكتاب اليك الاعذار فيما بيني و بين الله عزوجل في
[ صفحه 10]
أمرك، و لك في ذلك ان فعلته الحظ الجسيم، و الصلاح للمسلمين، فدع التمادي في الباطل، و ادخل فيما دخل فيه الناس من بيعتي، فانك تعلم أني أحق بهذا الأمر منك عند الله و عند كل أواب حفيظ و له قلب منيب، و اتق الله ودع البغي، و احقن دماء المسلمين، فو الله مالك خير في أن تلقي الله من دمائهم بأكثر مما أنت لاقيه فيه، و ان أنت أبيت الا التمادي في غيك سرت اليك بالمسلمين فحاكمتك، حتي يحكم الله بيننا و هو خير الحاكمين».
فكتب معاوية اليه: - «.. و الحال فيما بيني و بينك اليوم مثل الحال التي كنتم عليها أنتم و أبوبكر بعد وفاة النبي صلي الله عليه و اله و سلم، فلو علمت أنك أضبط مني للرعية، و أحوط علي هذه الأمة و أحسن سياسة، و أقوي علي جمع الأموال، و أكيد للعدو، لأجبتك الي ما دعوتني اليه، و رأيتك لذلك أهلا، و لكن قد علمت أني أطول منك ولاية، و أقدم منك بهذه الأمة تجربة، و أكبر منك سنا، فأنت أحق أن تجيبني الي هذه المنزلة التي سألتني، فادخل في طاعتي، و لك الأمر من بعدي، و لك ما في بيت مال العراق من مال بالغا ما بلغ تحمله الي حيث أحببت، و لك خراج أي كور العراق شئت... و السلام» [24] .
ان معاوية قد تمسك في عدم بيعته للامام الحسن، بنفس الحجج الواهية التي تشبثت بها قريش حين أعرضت عن بيعة أميرالمؤمنين عليهالسلام.
[ صفحه 11]
و لكن معاوية كان يعلم، في نفسه، بأن الامام أصلح منه، و لكن حب الرئاسة:و الدنيا، منعه من اتباع الحقيقة، و ذلك، لأنه كان يعلم جيدا بأن صغر السن في أمثال عيسي و يحيي، لم يكن مانعا عن النبوة، و كذلك الأمر في الامام خليفة النبي.
و لم يتخلف معاوية فحسب عن بيعة الامام عليهالسلام بل انه سعي للاطاحة بالامام عليهالسلام، و قد أمر البعض سرا باغتيال الامام، و من هنا كان الامام متدرعا خلف ثيابه بدرع، و كان لا يذهب لاقامة الصلاة بدون درع. [25] .
و معاوية هذا، الذي يتعلل بصغر عمر الامام، و يحتج به لعدم البيعة،قد نسي هذه الحجة، حين عين يزيد وليا للعهد من بعده، و عهد الي ولده الشاب بالخلافة، و طالب الناس بالبيعة له.
و قد كتب معاوية لعماله - متعللا بالعمل لتوحيد الامة الاسلامية و مواجهة النزاعات و الفوضي - بأن يقبلوا اليه بعدتهم و عديدهم، و قد عمل أولئك بما قال.
و قد عبئ معاوية هؤلاء و بعث بهم لمحاربة الامام عليهالسلام في العراق.
و أمر الامام حجر بن عدي، أن يهيأ القادة و الناس للحرب.
و علي الطريقة المألوفة آنذاك، أخذ المنادي يدور في أزقة الكوفة و هو يهتف «الصلاة»، و اندفع الناس للمسجد، و ارتقي الامام المنبر و قال: - بلغني أن معاوية بلغه أنا كنا أزمعنا علي المسير اليه فتحرك
[ صفحه 12]
لذلك، أخرجوا رحمكم الله الي معسكركم بالنخيلة.. فسكت الجميع.
و نهض عدي بن حاتم الطائي حين رأي سكوت الناس فقال: أنا ابنحاتم، سبحان الله، ما أقبح هذا المقام، ألا تجيبون امامكم و ابن بنت نبيكم... أما تخافون مقت الله و لا عيبها و لا عارها.
و قام قيس بن سعد بن عبادة، و معقل بن قيس، و زيادة بن صعصعة، فأنبوا الناس و لاموهم و حرضوهم، و خرج الناس فعسكروا و نشطوا للخروج. [26] .
اجتمعت حشود الناس في المعسكر، كانت تشكل عدة تيارات و جماعات، سوي الشيعة، و هي:
1 - الخوارج: الذين جاؤا فحسب لمحارة معاوية، لا لدعم الامام عليهالسلام، و تقبلهم له.
2 - أصحاب المطامع: الذين خرجوا طمعا بغنائم الحرب.
3 - أولئك الذين شاركوا في الحرب، اطاعة لرؤساء عشائرهم، و ليس لهم باعث ديني. [27] .
و أرسل الامام عليهالسلام جماعة من هؤلاء الجنود، الي مدينة الأنبار بقيادة الحكم، فانضم الي صفوف معاوية، و هكذا فعل القائد الآخر، فقد ذهب الامام بنفسه الي المدائن، و من هناك بعث باثني عشر ألف شخصا، كمقدمة الجيش، بقيادة عبيدالله بن عباس، لمقاتلة معاوية، و جعل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري معاونا له، فاذا قتل عبيدالله،
[ صفحه 13]
يحل محله قيس في القيادة.
فوجه معاوية الي قيس بألف ألف درهم علي أن يصير معه أو ينصرف عنه فأرسل اليه بالمال، و قال: تخد عني عن ديني. [28] .
و لكن القائد الأول للجيش، و هو عبيدالله بن العباس، اغتر بوعوده بالأموال، و انسل ليلا مع جماعة من خواصة لمعاوية، و بقي الجيش، في الصباح، بلاقائد، فصلي بهم قيس، و تولي القيادة، و أرسل الي الامام رسالة تنبئه بما حدث. [29] .
و كان قيس يقاتل ببطولة، و حين فشلت أساليب معاوية الخادعة و اغرائاته في قيس، أرسل معاوية جواسيس ليندسوا في صفوف جيش الامام، ليشيعوا كذبا و زورا، نبأ مصالحة قيس مع معاوية، و جماعة أخري من الجواسيس، ليقوموا باشاعة أخري، بأن الامام الحسن عليهالسلام صالح معاوية. [30] .
وبهذه الطريقة، انطلت الخدعة علي الخوارج، و أولئك الذين كانوا يرفضون الصلح، و فجأة هجموا بغضب علي خيمة الامام عليهالسلام، و انتهبوها، و حتي بساطه سرقوه، و قد أصيب الامام في فخذه بطعنة، و حمل الحسن (ع) الي المدائن و قد نزف نزفا شديدا و اشتدت به العلة. [31] .
و حمله أصحابه الي المدائن، فأنزل بها علي سعد بن مسعود الثقفي -
[ صفحه 14]
و كان عامل أميرالمؤمنين بالمدائن و أقره الامام الحسن عليهالسلام - و بقي في دار الثقفي للمعالجة، و في خلال ذلك قالوا له، بأن بعض رؤساء القبائل الذين لم يملكوا الدافع الديني، أو أنهم كانوا يحملون العداء للامام، قد كتبوا الي معاوية سرا، و قد بعث معاوية تلك الرسائل بنفسها الي الامام و طلب منه الصلح متعهدا له بأنه يقبل كل شروط الامام. [32] .
و كان الامام يعاني المرض بشدة، و قد تفرق أصحابه عنه كل الي جهة، و لم يكن الجنود متوحدين في الهدف و المبدأ، و كل واحد منهم كان يسلك طريقا معينا، و لم تكن مواصلة الحرب في صالح الشيعة بل حتي الاسلام، و ذلك، لأن معاوية لو كان ينتصر في الحرب رسميا، لبدد أساس الاسلام، و لقضي علي جميع الشيعة المسلمين الحقيقيين تماما، و استأصلهم من الوجود.
لذلك اضطر الامام لتقبل الصلح بشروط كثيرة و صعبة. [33] .
و من هذه الشروط: -
1 - احترام دماء الشيعة، و الحفاظ عليها، و عدم تضييع حقوقهم و سحقها.
2 - الكف عن سب الامام علي عليهالسلام. [34] .
3 - أن يقسم معاوية مليون درهما علي يتامي معركة الجمل
[ صفحه 15]
و صفين.
4 - لم يلقب الامام عليهالسلام معاوية ب (أميرالمؤمنين) [35] .
5 - علي معاوية العمل علي أساس كتاب الله و سنة النبي صلي الله عليه و آله و سلم.
6 - يلزم علي معاوية، أن لا يعين بعد موته أحدا للخلافة. [36] .
و قد وافق معاوية علي هذه الشروط و شروط أخري، كلها تستهدف الحافظ علي الاسلام و خاصة الشيعة، و انتهت الحرب.
لا يفكر بعض المستشرقين في دراساتهم و بحوثهم بعمق حول القضايا، و لا يحيطون بكل أبعادها، و يتوصلون من مقدمات ضعيفة الي نتائج يعتقدون أنها متينة، قوية - في رأيهم -، و يعتمدون علي تذوقهم في تفسيرها.
و البعض من هؤلاء، و نتيجة، لقراءاته السطحية، و عدم اطلاعه: اعتقد بأن الامام الحسن عليهالسلام قد انهار و ضعف في حربه مع معاوية، و الا فانه كان يمكنه احراز النصر.
و لكن، لو كان هؤلاء يدرسون بعمق، النصوص الأصلية التي تتحدث عن تاريخ تلك المرحلة، مع ملاحظة كل جوانب القضية و ابعادها، فمن المحتم أنهم لا يصلون لمثل هذه النتيجة و الحكم، و ذلك.
[ صفحه 16]
لأن الامام عليهالسلام، بشهادة التاريخ، أمضي أيام حياه مع أبيه، ثابتا، شجاعا، و شارك معركة الجمل و صفين، و خاض لهيب الحرب ضد العدو، و ضرب بالسيف متقدما، جريئا، و عاد منتصرا.
اذن، فالامام الحسن عليهالسلام، لم يرهب الحرب و القتال، و هو نفسه كان يحرض الناس علي الحرب ضد معاوية...، و لكن كان يري الصلح ضروريا آنذاك، في تلك الظروف الخاصة المعينة، بالاضافة، الي العوامل السياسية الداخلية، و الحفاظ علي الشيعة، و المصالح الداخلية للاسلام، و حتي بالنسبة، للسياسية الاسلامية الخارجية، كان الصلح هو الرأي الأعمق، و مثيرا للدهشة و الحيرة. [37] .
و الأعجب من اعتقاد الجماعة الأولي، اعتقاد جماعة أخري من الكتاب، حيث يقولون: ان الامام عليهالسلام كان يري معاوية أصلح منه، لذلك تراجع الامام لصالح معاوية، و سلمه الخلافة، و بايعه.
مع أننا نعلم: و كما يظهر من رسائله قبل الصلح أو بعده، انه كان يري نفسه أصلح من معاوية في تولي الخلافة، و حين جاء معاوية الي الكوفة، و صعد المنبر و قال: «ان لاحسن بن علي رآني للخلافة أهلا، و لم ير نفسه لها أهلا» فلما فرغ من كلامه قام الحسن عليهالسلام و قال:... و بعد أن ذكر فضائل اهل البيت عليهمالسلام و حديث المباهلة،
[ صفحه 17]
قال: و ان معاوية زعم لكم أني رأيته للخلافة أهلا، فكذب معاوية، نحن أولي بالناس في كتاب الله و لسان نبيه صلي الله عليه و آله و سلم و لم نزل أهل البيت مظلومين منذ قبض الله نبيه صلي الله عليه و آله و سلم. [38] «الخبر».
مع أن الامام كما ذكرنا في قرارات صحيفة الصلح، لم يعتبره أميرالمؤمنين، اذن فكيف نقول بأنه قد بايعه؟ و علي تقدير أنه قد بايعه، لكان يلزم عليه العمل وفق أوامر معاوية، مع أن التاريخ يشهد، بأنه لم يخضع لأي أمر من أوامره، فحين تمرد الخوارج، أمر معاوية أن يزحف الامام لقتالهم، و لكن لم يهتم الامام بهذا الأمر أبدا و قال عليهالسلام: «لو آثرت أن أقاتل أحدا من أهل القبلة لبدأت بقتالك...» [39] .
فمن هنا نري، بأن الاعتقاد الباطل لبعض الكتاب، الذين يفتقدون الوجدان العلمي، و معرفة التاريخ، لم يكن الا افترائا و وهما كبيرا، و لم يكن صلح الامام عليهالسلام الا وفق المصالح الاسلامية الكبري، لا أنه عليهالسلام كان يري معاوية أصلح منه.
و يتسائل البعض: يجب علي القائد أن يستجيب في أعماله لمتطلبات المجتمع، اذن فلماذا لم يهتم الامام عليهالسلام برغبة الشيعة في
[ صفحه 18]
الحرب ضد معاوية؟
و نجيب: لأن مواصلة الحرب، لم تكن في صالح الاسلام و المسلمين، فلا يصلح للامام عليهالسلام أن يستجيب لرغباتهم و متطلباتهم.
و أساسا، فان قيادة الامام، في المعتقد الشيعي، قيادة الهية، نظير قيادة الأنبياء، و ذلك لأن الامام، مرتبط بالله، و يحدد مصالح المجتمع و متطلباته علي هذا الأساس، و ما يحدده هو الحق.
و كثيرا ما كان يعمل النبي صلي الله عليه و آله وسلم أو الامام عليهالسلام عملا، و لكن الناس حين ممارسة العمل، لا يدركون المصلحة فيه، و بعد مرور الأيام، يكتشفون عمق المصلحة فيه، و لزوم ممارسته.
فقد خرج النبي صلي الله عليه و آله و سلم من المدينة قاصدا زيارة بيت الله الحرام مع المسلمين، و حين بلغ الحديبية منعته قريش من الدخول لمكة، و ذلك لأن دخول النبي صلي الله عليه و آله و سلم و من معه، بدون اذنهم المسبق، كان يعد جرحا لكرامتهم، و تحديا سافرا لهم.
و استمرت اللقاءات و المذاكرات بينهم، و أخيرا توصلوا الي عقد الصلح بين المسلمين و قريش، لمدة ثلاث سنوات، و الالتزام بهذه البنود:
1 - أن تضع قريش في السنة القادمة بيت الله لمدة ثلاثة أيام تحت تصرف المسلمين و اختيارهم، حتي يمكن للمسلمين ممارسة أعمالهم و مناسكهم بكل حرية.
2 - أن لا يكون هناك أي نزاع بين قريش و المسلمين لمدة ثلاث سنوات، و أن يسمح للمسلمين الدخول لمكة، أو الخروج منها، دون أن يتعرض اليهم. [40] .
[ صفحه 19]
3 - أن يمكن للمسلمين القاطنين في مكة ممارسة أعمالهم و وظائفهم الدينية بصورة علنية.
4 - انما يلتزم بهذه البنود، بشرط واحد، و هو أن يرد المسلمين لمكة، كل شخص يفر من مكة من أجل اللجوء للمدينة، بينما لا يلزم علي قريش أن يردوا كل شخص يفر من المدينة الي مكة. [41] .
و قد أمضي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم، بنود هذا الصلح، و لكن المسلمين أغاضهم البند الأخير، و لم يخضعوا للصلح، [42] و كان عمر أشد المعارضين، فقال رسول الله «أنا عبدالله و رسوله لن أخالف أمره و لن يضيعني» [43] .
و هكذا كان، فقد انكشفت للجميع الفوائد و المصالح الكامنة في هذا الصلح، اذ أنه نتيجة لاخماد نار الحرب، و التقاء المسلمين بالمشركين و اختلاطهم بهم، أدي الي أن يتعرف المشركون علي حقيقة الاسلام، و نفوذ الاسلام الي قلوبهم، بحيث اعتنق الكثير منهم الاسلام، فلم يمر وقت طويل من عقد الصلح، حتي كان الاسلام هو الدين العام لأهل مكة. [44] .
يقول الزهري: لم يكن فتح أعظم من صلح الحديبية، و ذلك لأن المشركين اختلطوا بالمسلمين، فسمعوا كلامهم فتمكن الاسلام في
[ صفحه 20]
قلوبهم، و أسلم في ثلاث سنين خلق كثير، و كثر بهم سواد الاسلام.
و قال ابنهشام: و الدليل علي قول الزهري أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خرج الي الحديبية في ألف و أربع مئة، ثم خرج عام فتح مكة بعذ ذلك بسنتين في عشرة آلاف. [45] .
و قال الامام الصادق عليهالسلام «ما كانت قضية أعظم بركة منها». [46] .
اذن فالذين يؤمنون حقا بامامة الائمة الطاهرين عليهمالسلام عليهم أن لا يعترضوا علي صلح الامام الحسن عليهالسلام، كما لم يعترض علي صلح النبي صلي الله عليه و آله و سلم مع قريش.
و لكن بعض الشيعة، لقصورهم، اعترضوا علي الامام عليهالسلام كما اعترض بعض المسلمين علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و أجابهم الامام عليهالسلام،بأن لا يتدخلوا في شؤون الامام عليهالسلام، لأن أعماله تجري وفق المصالح الحقيقية، و ان لم يفهم الآخرون أسرارها.
عن أبيسعيد عقيصا: قال، قلت للحسن بن علي بن أبيطالب عليهالسلام: يا ابن رسول الله، لم داهنت معاوية و صالحته، و قد علمت أن الحق لك دونه، و أن معاوية ضال باغ؟
فقال: «يا أباسعيد، ألست حجة الله تعالي ذكره علي خلقه، و اماما عليهم بعد أبي عليهالسلام قلت: بلي، قال ألست الذي قال
[ صفحه 21]
رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لي و لأخي: الحسن و الحسين امامان قاما أو قعدا؟ قلت بلي، قال: فأنا اذن امام لو قمت، و أنا امام اذا قعدت، يا أباسعيد علة مصالحتي لمعاوية، علة مصالحة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم لبني ضمرة، و بني أشجع، و لأهل مكة حين انصرف من الحديبية، أولئك كفار بالتنزيل و معاوية و أصحابه كفار بالتأويل، يا أباسعيد اذا كنت اماما من قبل الله تعالي ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة، و ان كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا.
ألا تري الخضر عليهالسلام لما خرق السفينة و قتل الغلام و أقام الجدار سخط موسي عليهالسلام فعله، لاشتباه وجه الحكمة عليه حتي أخبره فرضي، هكذا أنا سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه، و لو لا ما أتيت لما ترك شيعتنا علي وجه الأرض أحد الا قتل». [47] .
و قد كشف معاوية - بعد أن أمسك بمقدرات الأمور - عن وجهه الحقيقي البشع، فقد ذكر في خطاب له في النخيلة بعد الهدنة: - اني و الله ما قاتلتكم لتصلوا و لا لتصوموا و لا لتحجوا و لا لتزكوا انكم لتفعلون ذلك، و لكني قاتلتكم لأتأمر عليكم، و قد أعطاني الله ذلك و أنتم له كارهون، ألا و اني كنت منيت الحسن و أعطيته أشياء، و جميعها تحت
[ صفحه 22]
قدمي لا أفي بشئ منها له. [48] .
و لكن عمليا، كان يلاحظ أحيانا جانب الامام عليهالسلام لنفوذ شخصيته بين المسلمين كما يذكر ذلك ابن أبيالحديد: «طلب زياد رجلا من أصحاب الحسن عليهالسلام، ممن كان في كتاب الأمان، فكتب اليه الحسن: «من الحسن بن علي الي زياد، أما بعد، فقد علمت ما كنا أخذنا من الأمان لأصحابنا، و قد ذكر لي فلان أنك تعرضت له، فأحب ألا تعرضن له الا بخير و السلام.
و لكن زياد لم يخضع لأمر الامام عليهالسلام فكتب اليه:... و ايم الله لأطلبنه بين جلدك و لحمك...
فلما قرأ الحسن عليهالسلام الكتاب بعث به الي معاوية، فلما قرأه غضب، و كتب:... ان الحسن بن علي عليهالسلام كتب الي بأنك عرضت لصاحبه، فلا تعرضن له فاني لم أجعل لك عليه سبيلا. [49] .
و استخدم معاوية شتي الأساليب في أذي الامام عليهالسلام، و مطاردة أتباعه، و مراقبتهم بشدة، و كان يستهين الامام عليا عليهالسلام و أبناءه البررة عليهمالسلام، و ربما شتم الامام علي عليهالسلام في مجلس يحضره الامام الحسن عليهالسلام، [50] و ان كان الامام عليهالسلام يجيب
[ صفحه 23]
علي شتائمه علي الفور، جوابا حاسما لاذعا، و لكن بقاء الامام عليهالسلام في الكوفة كان مؤلما و موجعا له، لذلك عاد الي المدينة، و لكن هذه العودة لم تؤثر شيئا في تغيير الظروف السيئة التي يواجهها الامام و أنصاره، و ذلك، لأن والي المدينة، كان من أبشع عمال معاوية و هو مروان، هذا الشخص الذي يقول النبي صلي الله عليه و اله و سلم فيه: «هو الوزغ ابنالوزغ، الملعون ابنالملعون»، [51] فقد ضيق علي الامام عليهالسلام، و فرض عليه رقابة مشددة، و كذلك علي أتباع الامام عليهالسلام و أنصاره، و حتي زياراتهم و لقاءاتهم بالامام كانت محرجة لهم، و لذلك، و بالرغم من بقاء الامام عليهالسلام في المدينة عشر سنوات، و لكن التزود من نمير علومه و معارفة كان قليلا، لذلك كانت الروايت المروية عن الامام الحسن عليهالسلام قليلة جدا.
و كان مروان يحاول الاستهانة بالامام علي عليهالسلام أمام الامام الحسن عليهالسلام، و ربما حرض البعض علي الاستهانة بالامام الحسن نفس. [52] .
و بعد مروان، أيضا، نهج سائر عمال المدينة بنهج مروان في الاستهانة بالامام و أذاه.
[ صفحه 24]
ان معاوية لم يكن مستعدا للتنازل عن الخلافة للامام الحسن عليهالسلام، متذرعا بصغر سن الامام عليهالسلام، و لكن هو نفسه، سعي جاهدا في تثبيت دعائم ولاية العهد لولده المجرم الفاجر يزيد، حتي لا تواجه خلافته المشاكل و التحديات بعد موته.
و كان يري في وجود الامام الحسن عليهالسلام عقبة كأداء في هذا السبيل، لأنه كان يعتقد بأنه بعد هلاكه، سيتجه الناس للامام عليهالسلام، لنفرتهم و استيائهم من بني أمية و أبناء معاوية، و من هنا استخدم شتي الأساليب الجهنمية، للقضاء علي الامام الحسن عليهالسلام و أخيرا، استشهد الامام عليهالسلام في (28) صفر سنة (50) هجرية، بسبب السم الذي دسه اليه معاوية، و دفن في مقبرة البقيع في المدينة، سلام الله عليه. [53] .
[1] الارشاد للمفيد، ص 169 و قد ذكر الكليني ان ولادته في السنة الثانية للهجرة.
[2] البحار، ج 43، ص 238.
[3] دلائل الامامة للطبري: ص 60.
[4] تاريخ الخلفاء، ص 188.
[5] البحار، ج 43، ص 264.
[6] تاريخ الخلفاء، ص 189.
[7] البحار، ج 43، ص 278.
[8] الطبقات الكبري، ج 1، ص 33.
[9] غاية المرام، ص 287.
[10] حياة الامام الحسن بن علي عليهالسلام، ج 1، ص 261 - 260.
[11] الطبقات الكبري، ج 3،ص 20.
[12] حياة الامام الحسن بن علي (ع) ج 1، ص 399 - 396.
[13] حياة الامام الحسن (ع)، ج 1، ص 444.
[14] حياة الامام الحسن (ع)، ج 1، ص 479.
[15] أصول الكافي، ج 1، ص 298 - 297.
[16] البحار، ج 43، ص 331.
[17] تاريخ الخلفاء، ص 190.
[18] البحار، ج 43، ص 343 - 342.
[19] البحار، ج 43، ص 332.
[20] البحار، ج 43، ص 344.
[21] تاريخ الخلفاء، ص 191.
[22] سورة الشوري، آية 23.
[23] الارشاد للمفيد، ص 170 - 169.
[24] شرح نهجالبلاغة، ابن أبيالحديد، ج 16، ص 35.
[25] البحار، ج 44، ص 33.
[26] شرح نهجالبلاغة، ابن أبيالحديد، ج 16، ص 40 - 37.
[27] الارشاد للمفيد، ص 171.
[28] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 214.
[29] الارشاد للمفيد، ص 172.
[30] تاريخ اليعقوبي،ج 2، ص 214.
[31] تاريخ اليعقوبي،ج 2، ص 215.
[32] الارشاد للمفيد، ص 173 - 172 و حياة الامام الحسن، ج 2 ص 100.
[33] تاريخ اليعقوبي: ج 2، ص 207 - 204.
[34] الارشاد للمفيد، ص 173.
[35] البحار، ج 44، ص 3 - 2.
[36] البحار،ج 44، ص 65.
[37] حياة الامام الحسن، ج 2، ص 108.
[38] البحار، ج 44، ص 62.
[39] الكامل لابنالأثير، ج 3، ص 409.
[40] تاريخ اليعقوبي، ج 2، ص 55 - 54.
[41] البحار، ج 20، ص 368 - 367.
[42] البحار، ج 20، ص 350.
[43] سيرة ابنهشام، ج 4، ص 317.
[44] البحار، ج 20، ص 368.
[45] سيرة ابنهشام، ج 4، ص 322.
[46] البحار، ج 20، ص 368.
[47] البحار، ج 44، ص 2.
[48] البحار، ج 44، ص 49.
[49] شرح نهجالبلاغة، لابن أبيالحديد، ج 16، ص 19 - 18.
[50] الارشاد للمفيد، ص 173.
[51] حياة الامام الحسن بن علي (ع)، ج 1، ص 218.
[52] تاريخ الخلفاء للسيوطي، ص 190.
[53] مروج الذهب، ج 2، ص 427 و دلائل الامامة، ص 60. و غيرها من المصادر، و في تاريخ وفاته أقوال أخري، يمكن مراجعتها في تاريخ الخلفاء، ص 192.
جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.