رد الاباطيل عن نهضة الحسين علیه السلام

اشارة

عنوان : رد الأباطيل عن نهضة الحسين عليه السلام
پديدآورندگان : امام سوم حسين بن علي(ع)(توصيف گر)
عبدالله حسين(پديدآور)
نوع : متن
جنس : كتاب
الكترونيكي
زبان : عربي
صاحب محتوا : موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان
توصيفگر : تاريخ اسلام
قيام عاشورا
دفع شبهات
وضعيت نشر : قم: موسسه فرهنگي و اطلاع رساني تبيان، 1387
ويرايش : -
خلاصه :
مخاطب :
يادداشت : ,ملزومات سيستم: ويندوز 98+ ؛ با پشتيباني متون عربي؛ + IE6شيوه دسترسي: شبكه جهاني وبعنوان از روي صفحه نمايش عنوانداده هاي الكترونيكيعنوان قراردادي: رد الاباطيل عن نهضة الحسين عليه السلام
شناسه : oai:tebyan.net/34909
تاريخ ايجاد ركورد : 1388/11/17
تاريخ تغيير ركورد : -
تاريخ ثبت : 1389/7/4
قيمت شيء ديجيتال : رايگان

الاهداء

إلي أصحاب الكساء أصحاب العزاء… سيدي رسول الله (ص) … سيدي أمير المؤمنين علي (ع) … سيدتي فاطمة بنت محمد (ص) سيدة نساء العالمين … سيدي الحسن السبط (ع) … إلي سيدي سيد الشهداء … إلي الآخذ بثأره ثار الله المهدي (عج) … إلي كل بطل من أبطال كربلاء … إلي البطل الكبير الصغير عبد الله الرضيع … إلي كل قلب يمتلأ حزنا وغما مع إطلالة عاشوراء … أرجوك إلهي أن تكتبني في زمرتهم وتحشرني معهم …

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيممقدمة إن نعم الله تعالي علي أمة الإسلام أكثر من نعمه علي جميع الأمم.. فقد حظيت هذه الأمة بمقومات تجعلها أفضل أمة، فدينها مرضي عند الله، وقرآنها لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، ورسولها أكرم خلق الله عنده تبارك وتعالي، ولكن.. وعلي رغم تلك النعم الإلهية المباركة فإن تاريخ هذا الدين العظيم يصدم قارئه بما يحويه بين دفتيه مما تعرض له المسلمون من ظلم وقتل وسبي وتشريد. بل الأدهي من ذلك أن رسول الله نفسه لم يسلم من الأذي والتكذيب عليه، وأما آله فقد سامهم بعض من ادعي الاسلام ألوان العذاب والاضطهاد، حتي كأن الله قد أوصي الأمة بقتلهم لا بمودتهم واتباعهم. ويتضح ذلك بجلاء في مصاب رسول الله (ص)، بقتل سبطه سيد الشهداء الإمام الحسين (ع)، فقد ارتكبت حكومة بني أمية أسوأ جريمة في حقه عليه السلام وحق أهل بيته وكوكبة أصحابه الذين قل نظيرهم علي هذه الأرض، وسجل لنا التاريخ ذلك ونقله إلينا المؤرخون والمحدثون بما يندي له الجبين! لقد اهتزت الأمة الإسلامية من أقصاها إلي أقصاها لقتل الإمام الحسين عليه السلام، في عصره وفي كل العصور.. علي اختلاف مذاهبها ومشاربها... لكن للأسف أن هناك شرذمة لا يتعاطفون مع أهل البيت (ع)، بل كانوا يرصدون – كما ينقل ابن كثير وابن عساكر- لشيعة أهل البيت (ع) ومحبيهم ويسفكون دماءهم ويحبسوهم ليمنعوهم حتي من إظهار الحزن، كما حدث في بغداد في أحداث دامية في أيام تسلطهم. وقد حالت بعد ذلك رحمة الله زمناً بين تلك الشرذمة وما يفعلون من إثارة الفتن، وبدأنا نلمس من المنصفين من اخواننا من أهل السنة التعاون الجميل والتعاطف النبيل مع إخوانهم الشيعة في أيام العزاء، بل إن بعضهم ليشارك ويحترم تلك الأيام كما شيعة أهل البيت (ع)، ولكن بوادر الشيطان قد ظهرت، فعادت الشرذمة للظهور، وجاءوا بقلوب قاسية وعقول خاوية يريدون النَّيل من هذا التعاون وهذه الألفة بين المسلمين، ليفرقوا صدورا مؤتلفة علي محبة أهل البيت (ع)، وهذا دين النواصب أني كانوا، فلا غرابة ولكن الواجب يقتضي توعية الجميع تجاه سمومهم التي ينشرونها باسم الدين، لذا كانت هذه السطور.

الهدف من هذه الرسالة

قد أثبتت الأيام بأن كثيرا من أهل السنة يتعاطفون مع مصاب أهل البيت (ع) كما الشيعة، بل ويتوسلون بهم، فهؤلاء يحيطون بمراقد أهل البيت (ع) في المدينة المنورة والعراق ومصر وخراسان، متوسلين باكين متباركين مما أوغر صدورا خصبة يرتع فيها الشيطان، فجاء أولئك الجهلة وقد اختلط عليهم الأمر ليهدموا تلك العلاقة بين المسلمين وأهل البيت المطهرين (ع). إنا نعتقد جازمين بأن المنصفين من أهل السنة لا يقيمون وزنا لأمثال أولئك المتعصبين الذين يتقنون رسم النصوص دون أن يعوها، وحمل الأسفار دون أن يفهموها. حيث يلاحظ الجميع تلك المنشورات الخبيثة التي توزع في أيام عزاء سيد الشهداء وإحياء ذكري مصابه، منددة بمثل هذه الشعائر الإسلامية مفرقة بيننا كمسلمين. يستغل أصحابها اختلافنا في الاجتهادات، غافلين عن اجتماعنا علي محبة أهل البيت (ع) الذين نفرح لفرحهم ونحزن لحزنهم.

من الذي يفرق بين المسلمين

إننا لنعجب ممن ينشر تلك المنشورات، فبينما يجعل كاتبهم عنوان منشوره البغيض بعبارة (لماذا يزرع الشقاق بين المسلمين سنويا) إلا أنه يغفل عن أنه هو زارع الفرقة بما تحويه منشوراته من مغالطات وأكاذيب، فيا عجبا لهذا الكاتب الجاهل الذي يعتبر إقامة مظاهر الحزن علي الحسين (ع) زرعا للشقاق بين المسلمين، ويغفل عن أنه غارق في إيذاء المسلمين بنشر أكاذيبه في كل سنة. وللمتابع أن يلاحظ أن الشيعة منذ زمن طويل يقيمون الشعائر والمراسم الحسينية في الحسينيات العامرة بجوار إخوانهم السنة وفي قلب مناطقهم بكل رحابة صدر، فأي شقاق تحقق لولا بروز تلك الدعوات الشاذة؟ نعم إن بذر الشقاق تزامن مع ظهور بعض العقليات السلفية المتحجرة في مجتمع عرف بالتسامح والمودة؟ ولو أن هذا الكاتب الجاهل يعلم ما يدور في هذه الحسينيات من تربية وتعليم ونصح وتذكير، ومفاهيم أخلاقية تبني الإنسان المؤمن ليـُؤمَن شر لسانه ويده وقلبه ببركة هذه الحسينيات، ولساهم بنفسه في إعمار هذه الشعائر كغيره من أهل السنة والشيعة المحبين لأهل البيت (ع)، ولكن كيف ذلك؟ وهل يرجي القبول بالحق ممن سيطر عليه قرينه؟

المنشور الاسود

تناولت الشرذمة المتمسلفة في منشورها قصة مقتل الحسين (ع)، وأظهروا قراطيسهم بمظهر البحث العلمي في عرض ذلك الحدث الأليم، ولكن من خلال الأسطر التالية التي نكتبها سيتبين لك أيها القارئ مدي الجهل الذي يعيشونه في معرفة التاريخ الإسلامي وانقيادهم لبعض مشايخهم المتعصبين دون دراسة أو تمحيص لمصادر التاريخ ومجرياته، وسيتبين لك من خلال هذه المناقشة أنهم انتقائيون في قراءتهم التاريخ قائدهم الهوي، فلا أصول علمية عندهم ولاهم يحزنون! وهنا نتعرض لنقاط وردت في إحدي تلك المنشورات مع بعض الردود الكافية لفضح تعصبهم، والله المستعان.

لماذا لم يتخذ يوم وفاة النبي مأتما

في البدء ذكر الكاتب قول ابن كثير: ورسول الله سيد ولد آدم في الدنيا والآخرة، وقد قبضه الله إليه كما مات الأنبياء قبله ولم يتخذ أحد يوم موتهم مأتما. نقول: إن هذا الكاتب وأمثاله يتغافلون عن الحق، فالشيعة يحيون ذكري وفاة الرسول (ص) وعلي (ع) وغيره من الأئمة. وإن كان يقصد التميز الموجود في إحياء ذكري سيد الشهداء (ع) فليعلم أن ذكري شهادة الإمام الحسين (ع) هي ذكري مأساة لا مثيل لها، فقتله جريمة عالمية نظهر موقفنا منها وبراءتنا ممن قتل سبط الرسول وحبيبه، ونعلن أننا نواليه وندين ما فعله أعداؤه. إن زيارة خاطفة يقوم بها أي من المنصفين لهذه المجالس ودور العبادة والحسينيات المباركة، يجد أننا نبكي علي رسول الله (ص) وأهل بيته جميعا ونتبرك بذلك، فليس البكاء مخصوصاً للحسين (ع)، هذا فضلاً عن الأحاديث النبوية وعن أهل البيت عليهم السلام التي تبين خصوصية ظلامة الحسين عليه السلام وأهميتها عند الرسول وأهل بيته، فنحن نتأسي بهم.

ظهور الكرامات عند مقتل الحسين

قال الكاتب: ولا ذكر أحد أنه ظهر يوم موتهم وقبلهم شيء مما ادعاه هؤلاء يوم مقتل الحسين من الأمور المتقدمة نقول: أن هذا جهل من الكاتب، أو كذب مبين، فإن الأحاديث والنصوص في كتبهم ذكرت حدوث ظواهر كونية في ذلك اليوم، وقد كذب من قال أنه لم يتحقق في السابقين شيء من تلك الأمور، فهذا ابن كثير نفسه يقول في تفسيره ج3 ص 28: وقد روي ابن جرير … عن يحيي بن سعيد قال: سمعت سعيد بن المسيب يقول: ظهر بختنصر علي الشام فخرب بيت المقدس وقتلهم ثم أتي دمشق فوجد بها دما يغلي علي كبا فسألهم ما هذا الدم؟ فقالوا: أدركنا آباءنا علي هذا وكلما ظهر عليه الكبا ظهر قال فقتل علي ذلك الدم سبعين ألفا من المسلمين وغيرهم فسكن، وهذا صحيح إلي سعيد بن المسيب وهذا هو المشهور. وقال في كتابه (قصص الأنبياء) ص 416: وقال أبو عبيدة القاسم بن سلام … عن سعيد بن المسيب قال: قدم بختنصر دمشق فإذا هو بدم يحيي بن زكريا يغلي فسأل عنه فأخبروه فقتل علي دمه سبعين ألفا فسكن، وهذا إسناد صحيح إلي سعيد بن المسيب وهو يقتضي أنه قتل بدمشق وإن قصة بختنصر كانت بعد المسيح كما قاله عطاء والحسن البصري … فالله أعلم. ثم روي قصة مقتل يحيي عن ابن عساكر عن سعيد بن عبد العزيز عن قاسم مولي معاوية ثم قال: قال سعيد بن عبدالعزيز: وهي دم كل نبي، ولم يزل يفور حتي وقف عنده أرميا (ع) فقال: أيها الدم أفنيت بني إسرائيل فاسكن بإذن الله فسكن ….

جريمة قتل الحسين و جريمة قتل نبي الله يحيي

إن الروايات الصحيحة الواردة في مصادر السنة تقارن بين جريمة قتل يحيي عليه السلام وقتل الحسين (ع) فقد روي الحاكم في مستدركه ج3 ص 178 (195) بستة طرق عن أبي نعيم: ثنا عبدالله بن حبيب بن أبي ثابت عن أبيه عن سعيد بن جبير عن ابن عباس (رض) قال: أوحي الله تعالي إلي محمد (ص) إني قتلت بيحيي بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا، إن هذا الحديث الشريف يعتبر قتل الحسين عليه السلام خطرا عظيما يعادل قتل نبي الله يحيي عليه السلام!! فكيف يصح لمن يدعي العلم أن ينكر الظواهر الكونية يوم مقتل الحسين (ع) و يستنكر البكاء علي الحسين؟!! وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل: إني قتلت علي دم يحيي بن زكريا وإني قاتل علي دم ابن ابنتك. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. وقد صححه الذهبي في التلخيص علي شرط مسلم. إن المنصف يري أن قتل الحسين عليه السلام وبشهادة جده المصطفي صلي الله عليه وآله جريمة عظيمة من جرائم التاريخ البشري، أراد تعالي أن يخلدها كما هو الحال في جريمة قتل نبي الله يحيي (ع)، إذ لا يقل الحسين (ع) عن خاصة أولياء الله كما هو واضح في الأحاديث النبوية الشريفة.

مقتل الحسين

اشارة

قال الكاتب مدعيا أنه ينقل قصة مقتل الإمام الحسين كما أثبتها الثقات من أهل العلم: بلغ أهل العراق أن الحسين لم يبايع يزيد بن معاوية وذلك سنة 60هـ فأرسلوا إليه الرسل والكتب يدعونه فيها إلي البيعة وذلك أنهم لا يريدون يزيدولا أباه ولا عثمان ولا عمر ولا أبا بكر إنهم لا يريدون إلا عليا وأولاده. نقول: أولاً: لم يحدد الكاتب المصدر الذي اعتمده، وهذا أول التدليس! فأين الثقاة الذين قال إنه ينقل عنهم؟!! ثانياً: حاول الكاتب أن يظهر أن قتلة الحسين هم من الشيعة الذين يرفضون أبا بكر وعمر وأنهم لا يريدون إلا علياً وأولاده. والجواب: أنهم شيعة آل أبي سفيان كما خاطبهم الإمام الحسين عليه السلام، وهذه بعض النصوص التي تبين مذهب أهل الكوفة في ذلك الزمن، فقد نقل ابن بطة أحد علماء السنة في (المنتقي) ص360: عن عبد الله بن زياد بن جدير قال: قدم أبو إسحاق السبيعي الكوفة قال لنا شمر بن عطية: قوموا إليه فجلسنا إليه فتحدثوا فقال أبو إسحـاق: خرجت من الكوفة وليس أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما وقدمت الآن وهم يقولون ويقولون ولا والله ما أدري ما يقولون. وقال محب الدين الخطيب في حاشية المنتقي: هذا نص تاريخي عظيم في تحديد تطور التشيع فإن أبا إسحاق السبيعي كان شيخ الكوفة وعالمها ولد في خلافة أمير المؤمنين عثمان قبل شهادته بثلاث سنين وعمّر حتي توفي سنة 127هـ وكان طفلا في خلافة أمير المؤمنين علي …. إذاً، فأبو إسحاق شيخ الكوفة وعالمها كان يبلغ من العمر ثمان وعشرين عاما في سنة استشهاد الإمام الحسين (ع)، ومنه نفهم بأن الناس في الكوفة – في ذلك العام بالذات – كانوا علي حسب قوله: ليس منهم أحد يشك في فضل أبي بكر وعمر وتقديمهما، وبناءا علي ذلك فالذين كاتبوا الإمام الحسين (ع) ثم خانوه وقتلوه لم يكونوا شيعة يقدمون علي بن أبي طالب (ع) علي أبي بكر وعمر. وقد ذكر التاريخ أن عبيد الله بن زياد قد سجن الشيعة المخلصين للإمام الحسين عليه السلام، حتي امتلأت سجونه منهم.. فهؤلاء هم الشيعة في ذلك الوقت! ولذا قال الذهبي في (ميزان الاعتدال) ج1 ص 5: التشيع بلا غلو ولا تحرف فهذا كثير في التابعين وتابعيهم مع الدين والورع والصدق فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية وهذه مفسدة بينة … فالشيعي الغالي في زمان السلف وعرفهم هو من تكلم في عثمان والزبير وطلحة ومعاوية وطائفة ممن حارب علياً رضي الله عنه وتعرض لسبهم. هذا ما يرد كلامه من نصوص السنة، وأما من نصوص الشيعة: فمنه ما ذكره الكليني في (روضة الكافي) ص50 في خطبة لأمير المؤمنين (ع) قال عنها العلامة المجلسي في مرآة العقول ج25ص131: إن الخبر عندي معتبر لوجوه ذكرها محمد بن سليمان في كتاب (منتخب البصائر): عن سليم بن قيس الهلالي قال:خطب أمير المؤمنين (ع) … فقال: قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله (ص) متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس علي تركها وحولتها إلي مواضعها وإلي ما كانت في عهد رسول الله (ص) لتفرق عني جندي حتي أبقي وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله وسنة رسول الله (ص) … إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادي بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر، ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذا الأمة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلي النار. وهذا يثبت للقاريء بأن أكثرية الذين راسلوا الحسين (ع) من أهل الكوفة لم يكونوا ممن يقدمونه علي غيره كما يفعل الشيعة الموالون، كيف وأهل الكوفة لم يقدموا علياً (ع) علي الخليفتين وهو أولي بالتقديم من الحسين (ع)؟ وهذا يخالف ادعاء الكاتب، الذي ينسب كلامه للثقات من أهل العلم، ولم يذكر مصدراً واحداً يثبت مزاعمه الباطلة!!

الصحابة و منعهم الحسين عن الخروج

اشاره

قال الكاتب: وحاول منعه كثير من الصحابة ونصـحوه بعدم الخروج مثل ابن عباس وابن عمر وابن الزبير وأبي سعيد الخدري وابن عمرو وأخيه محمد بن الحنفية وغيرهم، وندعو القارئ هنا لتفحص حقيقة كلام الكاتب: نقول لو كانت هناك فطرة سليمة لقيل إنه يجب علي الصحابة الذين ذكروا نصرة الإمام الحسين (ع) وطاعته، لا أنه يجب عليه أن يطيعهم كما يطلب الكاتب!! فنحن نعرف أن النبي صلي الله عليه وآله أخبر المسلمين بأن أمته سوف تقتل ولده الحسين في كربلاء! وكان الحسين والصحابة يعلمون بذلك؟ نعم، الحسين كان أدري من غيره بما سيحدث له بإخبار مسبق من رسول الله صلي الله عليه وآله، وروايات الشيعة والسنة تؤكد ذلك، فهذه عمرة بنت عبدالرحمن كما ذكر ابن كثير في ج8 ص 176 ترسل إليه تطلب منه عدم الخروج وتقول: أشهد لسمعت عائشة تقول إنها سمعت رسول الله (ص) يقول: يقتل الحسين بأرض بابل، فلما قرأ كتابها قال: فلا بد لي إذا من مصرعي ومضي. وذكر أيضا في ص 180 قال (ع) للفرزدق: لو لم أعجل لأخذت. وكذلك ما رواه في ص183 عن يزيد الرشك من قوله (ع): ولا أراهم إلا قاتليَّ! وعن معاوية بن قرة أن الامام الحسين قال: والله لتعتدن عليّ كما اعتدت بنو إسرائيل في السبت! وعن جعفر الضبعي عنه (ع): والله لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي. وذكر ابن كثير في ص 185 قول الإمام الحسين لمن طلب منه الرجوع: إنه ليس بخفي علي ما قلت وما رأيت ولكن الله لا يغلب علي أمره، ثم ارتحل قاصدا الكوفة! فخروج الحسين عليه السلام كان بعلم منه بقتلـه، بل كان يعلم بتفاصيل مقتله الشريف أيضاً. وأما نصائح من ذكرهم الكاتب، فنقول:

نصيحة ابن عباس للحسين

نقل ابن كثير ج 8ص172 عن ابن عباس قال: استشارني الحسين بن علي في الخروج فقلت لولا أن يزري بي وبك الناس لشبثت يدي في رأسك فلم أتركك تذهب فكان الذي رد علي أن قال لأن أقتل في مكان كذا وكذا أحب إلي من أن أقتل بمكة قال فكان هذا الذي سلي نفسي عنه. إذاً، فقد استسلم ابن عباس لرأي الحسين عليه السلام عندما علم أن بني أمية قد عزموا علي قتله أينما كان، وأن خروجه إنما هو لئلا يستحل بيت الله الحرام، وتفهّم ابن عباس موقف الحسين عليه السلام! وبهذا يظهر لك زيف قول الكاتب إن ابن عباس نهاه ومنعه!! روي الحاكم عن ابن عباس (رض) قال أوحي الله تعالي إلي محمد (ص): إني قتلت بيحيي بن زكريا سبعين ألفا وإني قاتل بابن ابنتك سبعين ألفا وسبعين ألفا، هذا لفظ حديث الشافعي، وفي حديث القاضي أبي بكر بن كامل: إني قتلت علي دم يحيي بن زكريا وإني قاتل علي دم بن ابنتك وقد مر تصحيح الحاكم والذهبي للحديث، وهذا الحديث له دلالة عظيمة جدا بمكانة الإمام الحسين (ع) عند الله تعالي، لا ينالها إلا صاحب حق، وإلا فهل يدعي الكاتب أن المخطئ الذي كان في خروجه فساد عظيم.. يقارنه الله بيحيي النبي (ع)، بل يغضب له غضبا يفوق غضبه وانتقامه لـه؟ البصير يفهم.. وأما عمي القلب فمرض عضال. ونقل الحاكم أيضا في (المستدرك) ج4ص439 (8201) عن ابن عباس (رض) قال: رأيت النبي (ص) فيما يري النائم نصف النهار أشعث أغبر معه قارورة فيها دم فقلت:يا نبي الله ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه لم أزل ألتقطه منذ اليوم، قال: فأحصي ذلك اليوم فوجدوه قتل قبل ذلك بيوم، قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط مسلم ولم يخرجاه، وقال الذهبي: علي شرط مسلم. قال ابن كثير في تاريخه ج8 ص 217: وقال أبو القاسم البغوي: حدثنا محمد بن هارون أبو بكر ثنا إبراهيم بن مجمد الرقي وعلي بن الحسن الرازي قالا ثنا سعيد بن عبدالملك أبو واقد الحراني ثنا عطاء بن مسلم ثنا أشعث بن سحيم عن أبيه قال: سمعت أنس بن الحارث يقول سمعت رسول الله (ص) يقول: إن ابني – يعني الحسين – يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم ذلك فلينصره. قال خرج أنس بن الحارث إلي كربلاء فقتل مع الحسين. ويظهر من ابن حجر في ترجمة أنس بن الحارث ج1 ص 68من كتابه (الإصابة) قبوله للرواية قال: قتل مع الحسين بن علي سمع النبي (ص) قاله محمد عن سعيد بن عبد الملك الحراني عن عطاء بن مسلم حدثنا أشعث بن سحيم عن أبيه سمعت أنس بن الحارث ورواه البغوي وابن السكن وغيرهما من هذا الوجه ومتنه سمعت رسول الله (ص) يقول إن ابني هذا يعني الحسين يقتل بأرض يقال لها كربلاء فمن شهد منكم فلينصره قال فخرج أنس بن الحارث إلي كربلاء فقتل بها مع الحسين قال البخاري يتكلمون في سعيد يعني راويه وقال البغوي لا أعلم رواه غيره وقال ابن السكن ليس يروي إلا من هذا الوجه ولا يعرف لأنس غيره، قلت وسيأتي ذكر أبيه الحارث بن نبيه في مكانه ووقع في التجريد للذهبي: لا صحبة له وحديثه مرسل وقال المزي له صحبة فوهم، انتهي. ولا يخفي وجه الرد عليه مما أسلفناه وكيف يكون حديثه مرسلا وقد قال سمعت وقد ذكره في الصحابة البغوي وابن السكن وابن شاهين والدعولي وابن زير والباوردي وابن مندة وأبو نعيم وغيرهم. انتهي كلام ابن حجر. والبخاري إن عبر عن سعيد بقوله يتكلمون في سعيد وهي تفيد بأنه غير جازم بشيء ضده، لكن ابن حبان ذكره في كتابه الثقات: ج8 ص 267. فهل يأمر رسول الله (ص) بنصرة شخص مخطئ، أم هو التعصب الذي دعا الكاتب إلي إنكار كون أنس من الصحابة، وذلك كطريق وحيد لرد الرواية وما يترتب عليها.

نصيحة ابن عمر المزعومة

أما عبدالله بن عمر فقد كان معروفاً بمبدأ الخضوع للحاكم مهما كان، حيث بايع يزيد وهو يعلم أنه شارب الخمور مرتكب الفجور.. ولم يترك هذا المبدأ إلا عند بيعة الأمة لعلي أمير المؤمنين (ع) الذي هو من هو، (راجع ابن كثير ج7 ص 253)، وقد ندم علي فعله! فالذي يندم علي أفعاله، ويبايع يزيد مع أقل تهديد، كيف يعتد الامام الحسين (ع) بموقفه ونصحه؟ كما أن ما ذكروه عن نصيحة أبي سعيد الخدري وغيره غير ثابت، وحتي لو ثبت، فقد عرفت أن الإمام الحسين عليه السلام يعمل بما أمر به جده المصطفي صلي الله عليه وآله، الذي لا ينطق عن الهوي، إن هو إلا وحي يوحي!

نصيحة ابن الزبير المزعومة

وأما خلط الكاتب نصيحة ابن الزبير بجملة النصائح فعجب من القول، لأن مصادر التاريخ تذكر عكس ذلك فقد كان ينصح الإمام الحسين (ع) أن يخرج إلي العراق، وقد نقل ابن كثير ج 8ص172 قول ابن الزبير: أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت عنها فلما خرج من عنده قال الحسين: قد علم ابن الزبير أنه ليس له من الأمر معي شيء وأن الناس لم يعدلوا بي غيري فود أني خرجت لتخلو له، ونقل في ص175: ولزم ابن الزبير الحجر ولبس المعافري وجعل يحرض الناس علي بني أمية وكان يغدو ويروح إلي الحسين ويشير إليه أن يقدم العراق ويقول: هم شيعتك وشيعة أبيك. حتي قد ظن أبو سلمة بن عبد الرحمن بأن الحسين خرج متأثراً بكلام ابن الزبير، ففي ص176 أورد ابن كثير: وقال أبو سلمة بن عبد الرحمن: وقد كان ينبغي لحسين أن يعرف أهل العراق ولا يخرج إليهم ولكن شجعه علي ذلك ابن الزبير، وكتب إليه المسور بن مخرمة: إياك أن تغتر بكتب أهل العراق وبقول ابن الزبير الحق بهم فإنهم ناصروك. ومن مسلمات التاريخ أن ابن الزبير لم يكن يوما ما ناصحا للإمام الحسين (ع) بل قد أثبت ابن كثير في تاريخه ج 8ص 178 قول ابن عباس لابن الزبير وهو مغضب: يابن الزبير قد أتي ما أحببت قرت عينك هذا أبو عبد الله خارج ويتركك والحجاز، وذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3 ص 297: فقال ابن عباس للحسين لولا أن يزري بي وبك لنشبت يدي في رأسك ولو أعلم أنك تقيم إذا لفعلت ثم بكي وقال أقررت عين ابن الزبير ثم قال بعد لابن الزبير: قد أتي ما أحببت أبو عبد الله يخرج إلي العراق ويتركك والحجازيا لك من قـنبرة بمعـمر خلا لك البر فبيضي واصفريونقري ما شئت أن تنقري صيادك اليوم قتيل فابشـري

نصيحة ابن عمرو المزعومة لا أصل لها

من أين جاء الكاتب بهذه النصيحة المدعاة؟! فلم يذكر التاريخ أي لقاء تم بين الحسين (ع) وعبد الله بن عمرو، بل ينقل ابن كثير ج 8ص173 خلاف ذلك عن يحيي بن معين حدثنا أبوعبيدة ثنا سليم بن حيان عن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمرو: عجل حسين قدره والله لو أدركته ما تركته يخرج إلا أن يغلبني. والكاتب يقول رواه يحيي بن معين بسند صحيح ويتغافل عن سند ابن كثير إلي يحيي بن معين في حين أن سند يحيي كما في ابن عساكر مضطرب فيقول في (تاريخ دمشق) ج14 ص 202 يحيي بن معين نا أبو عبيدة نا سليم بن حيان قال الحراني: سليمان بن سعيد بن مينا قال سمعت عبد الله بن عمر يقول: عجل حسين قدره … نعم قال المحقق: بالأصل عمرو والمثبت عن الترجمة المطبوعة، والمهم هنا أن سليم ينقل عن سليمان بن سعيد لا سعيد بن مينا، فضلا عن وجود نسخ أنه ابن عمر لا عمرو. بل إن الفرزدق يروي خلاف ذلك كما في طبقات ابن سعد (ترجمة الإمام الحسين) وهو من الجزء الذي طبع علي حدة بتحقيق السيد الطباطبائي ص 63 عن الفرزدق:قال لما خرج الحسين بن علي رحمه الله لقيت عبدالله بن عمرو فقلت له: إن هذا الرجل قد خرج فما تري؟ قال: أري أن تخرج معه، فإنك إن أردت الدنيا أصبتها وإن أردت الآخرة أصبتها، فمن أين احتطب الكاتب هذه النصيحة والمنع المزعوم؟!!

نصيحة محمد بن الحنفية

روي ابن سعد ما ذكره ابن عساكر في ج14 ص211: وتبعهم محمد بن الحنفية فأدرك حسينا بمكة وأعلمه أن الخروج ليس له برأي. ولكن ما يرويه الطبري يختلف عن ذلك فقد ذكر في ج4 ص253 أنه قال: تنح بتبعتك عن يزيد بن معاوية وعن الأمصار ما استطعت ثم ابعث رسلك إلي الناس فادعهم إلي نفسك فإن بايعوا لك حمدت الله علي ذلك وإن أجمع الناس علي غيرك لم ينقص الله بذلك دينك ولا عقلك …. وبهذا يتضح أن محمد بن الحنفية لم يخالفه في أصل الخروج ولكن اقترح تفاصيل أخري، فأجابه الحسين (ع): يا أخي قد نصحت فأشفقت فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا. هذا وللحسين جواب شامل لكل من عارضه علي الخروج هو ما ذكره ابن كثير في ج8ص176 في رده علي عبد الله بن جعفر الذي كتب له كتابا يحذره أهل العراق ويناشده الله إن شخص إليهم فكتب إليه الحسين: إني رأيت رؤيا ورأيت رسول الله (ص) أمرني بأمر وأنا ماض له ولست بمخبر بها أحدا حتي ألاقي عملي.

الحسين و أهل الكوفة

يظن البعض بأنهم يعرفون ما لا يعرفه الإمام الحسين عليه السلام في شأن أهل الكوفة، وكيف يخفي علي الحسين (ع) تذبذب نفوس أهل الكوفة وقد عاشرهم إبان حياة أمير المؤمنين علي (ع)، ولم ينس قوله فيهم: اللهم إني قد مللتهم وملوني وقوله: يا أشباه الرجال ولا رجال. وقد كانت خيانتهم للحسن عليه السلام علي مرأي من عينيه، ولازال الحسين يسمع صدي دعاء علي (ع) عليهم. وقد صرح عليه السلام بأنه ذاهب إلي الشهادة كما نقلنا، فادعاء الكاتب أن خروجه من أجل الدنيا والسلطة قدح في طهارة الحسين عليه السلام وتكذيب لجده المصطفي صلي الله عليه وآله بأنه سيد شباب أهل الجنة. وسوف يسأل الكاتب عن هذا الظلم والعداء لأهل بيت النبي الطاهرين.

النهضة الحسينية لم تكن نتيجة ضغط من أبناء مسلم بن عقيل

قال كاتب المنشور: وجاء الحسين خبر مسلم بن عقيل عن طريق الرسول الذي أرسله مسلم فهم الحسين بالرجوع فامتنع أبناء مسلم وقالوا لا ترجع حتي نأخذ بثأر أبينا فنزل الحسين علي رأيهم. ونقول: أولاً: الرواية ضعيفة السند إذ فيها خالد بن يزيد بن عبدالله القسري، وقد قال عنه الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج9 ص 410: وكان صاحب حديث ومعرفة وليس بالمتقن ينفرد بالمناكير... قال أبو جعفر العقيلي: لا يتابع علي حديثه، وقال أبو حاتم: ليس بقوي، وذكره ابن عدي... وقال: أحاديثه لا يتابع عليها لا إسنادا ولا متنا، فعبارة فهمّ بالرجوع من منكرات خالد هذا. ثانياً: استغل الكاتب خطأ في تاريخ ابن كثير، فسعي أن يوهم أن كلمة لا ترجع إنما هي أمر من أبناء مسلم بن عقيل للإمام الحسين (ع) فهم الذين أجبروه علي الاستمرار. ولكن بالرجوع إلي ما نقله الطبري وسائر المؤرخين، نري أن أبنـاء مسلم قالوا: والله لا نرجع حتي نصيب بثأرنا أو نقتل، ثم قال الإمام (ع): لا خير في الحياة بعدكم فسار، رواه الطبري في تاريخه ج4 ص 292، وابن حجر في الإصابة ج2ص16، والمزي في تهذيب الكمال ج6ص427، ورواه الذهبي في سير أعلام النبلاء ج3ص308. ولكن الكاتب بني علي هذه الكلمة لا ترجع المنقولة خطأ بدلا من لا نرجع، وأضاف عبارة: فنزل الحسين علي رأيهم ولم يذكر هذا أحد من المؤرخين علي الإطلاق.. وهذا جهل، أو تعمد لتحريف الحقائق! ثالثا: وأما الحادثة كما رواها الشيخ المفيد في الإرشاد ج2 ص75 خالية من تلك الزيادة بل فيها: فنظر – أي الحسين (ع) – إلي بني عقيل فقال: ما ترون؟ فقد قتل مسلم فقالوا: والله لا نرجع حتي نصيب ثأرنا أو نذوق ما ذاق، فأقبل علينا الحسين (ع) وقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء، وكذلك رواه الخوارزمي في (مقتل الحسين) ص 327. وكيف ينتظر أن ينساق الحسين عليه السلام مع أبناء مسلم وهم أتباعه وتحت أمره ورأيه؟ بل كيف يتراجع وهو الذي عارض ناصحيه كما يقول الكاتب سابقا؟ وهل يرتاب الحسين بن علي (ع) ويتزعزع عند أول مشكلة تواجهه بينما هو خارج للشهادة ويدرك أن المصيبة جسيمة؟ ولو أن الحسين (ع) كان من أولئك الذين تغلبهم العصبية البغيضة لانتقم لمقتل أخيه الامام السبط الحسن عليهما السلام، خصوصا مع ما حدث عند دفنه من منع عائشة وبني أمية دفنه عند جده (ص)، وإثارة بني هاشم جميعا، لكنه آثر الصبر.

افتراء نسب الي الحسين أنه قال: أضع يدي في يد يزيد

قال الكاتب: فانطلق الحسين يسير نحو طريق الشام نحو يزيد فلقيته الخيول بكربلاء بقيادة عمر بن سعد. وقال: ولما رأي الحسين هذا الجيش العظيم علم أنه لا طاقة له بهم وقال إني أخيركم بين أمرين: أن تدعوني أرجع أو تتركوني أذهب إلي يزيد في الشام فقال له عمر بن سعد أرسل إلي يزيد وأرسل أنا إلي عبيد الله فلم يرسل الحسين إلي يزيد. و الكاتب يعرض النصوص بشكل مخل و أما ما أورده الطبري في تاريخه في أحداث سنة 61 ج4 ص311: عن حسان بن فائد بن بكر العبسي قال أشهد أن كتاب عمر بن سعد جاء إلي عبيد الله بن زياد وأنا عنده فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإني حيث نزلت بالحسين بعثت إليه رسولي فسألته عما أقدمه وماذا يطلب ويسأل فقال كتب إلي أهل هذه البلاد وأتتني رسلهم فسألوني القدوم ففعلت فأما إذ كرهوني فبدا لهم غير ما أتتني به رسلهم فأنا منصرف عنهم فلما قرئ الكتاب علي ابن زياد قال: الآن إذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص. وروي الطبري ج4 ص 313: قال أبو مخنف وأما ما حدثنا به المجالد بن سعيد والصقعب ابن زهير الأزدي وغيرهما من المحدثين قالوا إنه قال اختاروا مني خصالا ثلاثا إما أن أرجع إلي المكان الذي أقبلت منه وإما أن أضع يدي في يد يزيد بن معاوية فيري فيما بيني وبينه رأيه وإما أن تسيروني إلي أي ثغر من ثغور المسلمين شئتم فأكون رجلا من أهله لي ما لهم وعلي ما عليهم قال أبو مخنف فأما عبدالرحمن بن جندب فحدثني عن عقبة بن سمعان قال صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة إلي مكة ومن مكة إلي العراق ولم أفارقه حتي قتل وليس من مخاطبته الناس كلمة بالمدينة ولا بمكة ولا في الطريق ولا في العراق ولا في عسكر إلي يوم مقتله إلا وقد سمعتها ألا والله ما أعطاهم ما يتذاكر الناس وما يزعمون من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية ولا أن يسيروه إلي ثغر من ثغور المسلمين ولكنه قال دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة حتي ننظر ما يصير من أمر الناس. فالطبري يروي الرواية التي تتحدث عن الخيارات ثلاثة، ثم يروي عن عقبة بن سمعان - الذي عاصر الأحداث - إنكارا واضحا لما ذكر في الرواية السابقة أي ما تبناه كاتب المنشور و عرضه بشكل مخل هذا بالإضافة إلي شخصية الحسين (ع) وتربيته وما ورثه من أبيه (ع) لا تتناسب مع مثل هذا الموقف الذي يريد أن يصوره الكاتب، وكأن الحسين (ع) قد ندم علي خروجه أو خاف هذه الجموع، كيف وشجاعته واضحة في صفحات التاريخ، وهو الذي بشره رسول الله(ص) بهذا الموقف الإيماني العظيم، وقد قرأت رسالة عمرة بنت عبد الرحمن قبل فقرات ورد الحسين (ع) عليها. ولعل الحجة الأبلغ علي الكاتب المحرف، ما رواه إمامه ابن كثير في (البداية والنهاية) ج 8ص 190، قال: ولكن طلب منهم أحد أمرين إما أن يرجع من حيث جاء، وإما أن يدعوه يذهب في الأرض العريضـة حتي ينظر ما يصير أمر الناس إليه وكذلك نقل ابن الأثير في (الكامل) ج3 ص 165.ت بل إن ابن الجوزي ينقل عكس هذا الادعاء في تاريخه (المنتظم)، حيث ينقل رفض الحسين (ع) أن يضع يده بيد يزيد وذلك في ج4ص155، قال: فنادي- الحسين (ع)- يا شبث بن ربعي يا قيس بن الأشعث يا حجار ألم تكتبوا إلي قالوا لم نفعل فقال فإذا كرهتموني دعوني انصرف عنكم فقال له قيس أولا تنزل علي حكم ابن عمك – أي يزيد – فإنه لن يصل إليك منهم مكروه فقال لا والله لا أعطيهم بيدي إعطاء الذليل. ورواه أيضا ابن كثير في تاريخه ج8 ص194. ويؤكد ذلك ما نقله الذهبي في تاريخ الإسلام الجزء المتعلق بأحداث سنة (61-80) من الهجرة ص12 قول الحسين (ع): ألا ترون إلي الحق لا يعمل به وإلي الباطل لا يتناهي عنه ليرغب المؤمن في لقاء اللـه، وإني لا أري الموت إلا سعادة والحياة مع الظالمين إلا برما، وهذه هي الحقيقة التي تتناسب مع شخصية سبط النبي صلي الله عليه وآله وابن علي (ع)، الذي تربي تحت بارقة ذو الفقار، لا ما استنتجه الكاتب ليقلل من شأن موقف الحسين (ع) ويرفع من قيمة يزيد حفيد آكلة الأكباد.

تحريف الكاتب لموقف الحر بن يزيد الرياحي

قال الكاتب: وكان قد انضم إلي الحسيـن من جيش الكوفة ثلاثون رجلا علي رأسهم الحر بن يزيد التميمي، ولما عاب عليه قومه ذلك، قال: والله إني أخير نفسي بين الجنة والنار. إنها كذبة تضاف إلي غيرها!وجملة عاب عليه قومه ذلك بعد انضمامه إلي معسكر الحسين (ع)، فهو تحريف لعبارة ابن كثير في البداية والنهاية حيث قال: فلامه بعض أصحابه علي الذهاب إلي الحسين وكل ناطق بالضاد يعرف بأن اللوم غير التعييب، رغم أن ابن كثير نفسه في ج 8 ص 195 قد اختصر النص اختصارا مخلا إذا ما قارناها بالعبارة التي نقلها ابن جرير الطبري ج 4 ص 325: فأخذ يدنو نحو الحسين قليلا قليلا، فقال له رجل من قومه يقال له المهاجر بن أوس ما تريد يا ابن يزيد أتريد أن تحمل فسكت وأخذه مثل العرواء، فقال له يا ابن يزيد: والله إن أمرك لمريب والله ما رأيت منك في موقف قط مثل شيء أراه الآن ولو قيل لي من أشجع أهل الكوفة رجلا ما عدوتك فما هذا الذي أري منك، قال: إني والله أخير نفسي بين الجنة والنار ووالله لا أختار علي الجنة شيئا ولو قطعت وحرقت، ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين (ع). فنلاحظ أن ابن كثير بدأ بالتحريف، ثم جاء الكاتب واستعمل التزييف!! وما فعلهما إلا من تأثير الهوي والتعصب. ولا حول ولا قوة إلا بالله.

افتراؤه بأن الحسين لم يمنع من الماء

اشارة

قال الكاتب: وأما قصة منع الماء وأنه مات عطشانا وغير ذلك من الزيادات التي إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. لقد زاد هذا الكاتب في بغضه لأهل البيت عليهم السلام، وحبه لقاتليهم، علي أسياده وأئمته، فاستعمل الكذب الصريح المخالف لقول إمامه ابن كثير!! قال ابن كثير في النهاية ص 186: وهذه صفة مقتله مأخوذة من كلام أئمة هذا الشأن لا كما يزعمه أهل التشيع من الكذب، فما يقوله ابن كثير هنا كما يزعم خال عن الكذب، وهو يرد كذب هذا الكاتب! يقول عن عطش الإمام الحسين (ع) في ج 8 ص 189: فرد عليه ابن زياد: أن حل بينهم وبين الماء كما فعل بالتقي الزكي المظلوم أمير المؤمنين عثمان بن عفان … وجعل أصحاب عمر بن سعد يمنعون أصحاب الحسين الماء، فالحديث عن منع الماء حديث أئمة هذا الشأن – حسب قول ابن كثير – وليس حديث الشيعة كما زعم الكاتب! وروي ذلك الطبري في تاريخه ج4 ص 311 أيضا. وروي الطبري في ص 312: ولما اشتد علي الحسين وأصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه فبعثه في ثلاثين فارسا … واستقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل؟ فقال جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأتمونا عنه، قال: فاشرب هنيئا، قال: لا والله لا أشرب منه قطرة وحسين عطشان … فقال لا سبيل إلي سقي هؤلاء وإنما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم عن الماء …. وذكر في ص 195 وهو يتحدث عن حر بن يزيد: ثم ضرب فرسه فلحق بالحسين فاعتذر إليه بما تقدم ثم قال: يا أهل الكوفة لأمكم الهبل، أدعوتم الحسين إليكم حتي إذا أتاكم أسلمتموه … وحلتم بينه وبين الماء الفرات الذي يشرب منه الكلب والخنزير وقد صرعهم العطش؟. ما الذي يجنيه كاتب المنشور من نفي العطش عن الحسين (ع)؟ هل يريد تقليل التعاطف مع الحسين (ع) ظانا بأن أصل هذا التعاطف هو مجرد العطش؟ فإن نفاه نفي مظلومية الحسين (ع)؟ أم أنه يريد أن يكون جنديا إعلاميا من جيش ابن سعد، إن لم يسعفه الزمن أن يكون محاربا مع إمامه يزيد؟ فللمتتبع أن يدرك أن عطش الحسين من مسلمات يوم الطف، فقد روي ابن كثير ج8 ص 203: وقد اشتد عطش الحسين فحاول أن يصل إلي أن يشرب من ماء الفرات فما قدر بل مانعوه فخلص إلي شربة منه فرماه رجل يقال له حصين بن تميم في حنكه فأثبته فانتزعه الحسين من حنكه ففار الدم فتلقاه بيديه ثم رفعهما إلي السماء وهما مملوءتان دما ثم رمي به إلي السماء وقال: اللهم أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تذر علي الأرض منهم أحدا ودعا عليهم دعاءا بليغا قال فوالله إن مكث الرجل الرامي له إلا يسيرا حتي صب الله عليه الظمأ فجعل لا يروي إلي أن مات. وقد أنشد الحاكم النيسابوري في ذلك:جاءوا برأسـك يا بن بنت محمد مـتزملا بدمـائه تزميـلاوكأن بك يا بن بنـت محـمد قتلوا جهارا عامدين رسولاقتلوك عطشانا ولم يتـدبروا في قتلك القـرآن والتنزيلاويكـبرون بأن قـتلت وإنـما قتلوا بك التكـبير والتهليلاراجع شعر النيسابوري في تاريخ ابن كثير ج 8ص216. وروي ذلك ابن الأثير في (الكامل) ج3ص181، وابن سعد في (الطبقات الكبري) في ترجمة الإمام الحسين (ع) ص74، وابن عساكر في (تاريخ دمشق) ج14ص223، والمزي في (تهذيب الكمال) ج6ص430، والذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج3ص311، والدينوري في (الأخبار الطوال) ص251، وابن الجوزي في (المنتظم) ج4ص156، وابن أعثم في (الفتوح) ج5ص111. فماذا بقي بعد ذلك من مصادر للتاريخ لم تذكر قصة منع الماء و عطش الحسين (ع) ليقول ذلك الكاتب في كذبته المفضوحة: إنما تذكر لدغدغة المشاعر فلا يثبت منها شيء. نعوذ بالله من الخذلان والهوي!

رد انكاره للكرامات التي ظهرت

اشاره

قال: وأما ما روي من أن السماء صارت تمطر دما أو أن الجدر كان يكون عليها الدم أو ما يرفع حجر إلا ويوجد تحـته دم أو ما يذبحـون جزورا إلا صار كله دما فهذه كلها أكاذيب تذكر لإثارة العواطف ليس لها أسانيد صحيحة هل نقول ما أعجله؟ أم ما أجهله؟ فقد تعجل الكاتب إرضاء لهواه بالجزم بأن هذه الروايات كلها ليست لها أسانيد صحيحة، بينما رواها الثقات من أهل العلم – عنده -، بل رواها ابن كثير علي تعصبه، ولم يجزم بردها عند الحديث عن دلائل النبوة، إذ قال في ج6ص259 من (البداية والنهاية): إلي غير ذلك مما في بعضها نكارة وفي بعضها احتمال والله أعلم فإذا نفي بعضها ابن كثير المتعصب واحتمل صحة بعضها، فإن هذا قد تجاوزه في التعصب أو النصب حتي نفاها كلها، وهذه المصادر السنية لتلك الكرامات:

ما روي من ان السماء صارت تمطر دما

روي الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص 196 عن أم حكيم قالت: قتل الحسين وأنا يومئذ جويرية فمكثت السماء أياما مثل العلقة. ثم قال: رواه الطبراني ورجاله إلي أم حكيم رجال الصحيح.

ما روي من كسوف الشمس

وروي في ص 197 عن أبي قبيل قال: لما قتل الحسين بن علي انكسفت الشمس كسفة حتي بدت الكواكب نصف النهار حتي ظننا أنها هي (أي القيامة)، رواه الطبراني وإسناده حسن. ونقل ذلك أيضا السيوطي في (تاريخ الخلفاء) وأرسله إرسال المسلمات فقال في ص 207: ولما قتل الحسين مكثت الدنيا سبعة أيام والشمس علي الحيطان كالملاحف المعصفرة والكواكب يضرب بعضها بعضا وكسفت شمس ذلك اليوم واحمرت آفاق السماء ستة أشهر بعد قتله ثم لا زالت الحمرة تري فيها بعد ذلك ولم تكن تري فيها قبله. وروي الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج3ص312 عن ابن سيرين: لم تبك السماء علي أحد بعد يحيي (ع) إلا علي الحسين، و نقله البيهقي في (دلائل النبوة) ج7 ص468، وأبو نعيم الأصفهاني في (معرفة الصحابة) ج2ص662. وعلم بأن هذا لا يتعارض مع قوله (ص): أن الشمس والقمر لا ينخسفان لموت أحد ولا لحياته، حيث أن خسوف الشمس قد جاء نتيجة جرم البشر بقتل هذا السبط المطهّر (ع) لا مجرد موت إنسان كما ينص الخبر، وذلك مصداقا لقول تعالي: (ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت ايدي الناس ليذيقهم بعض الذي عملوا) وهذا هو الحال في جريمة قتل الحسين وأهل بيته (ع)، فبعد هذا كله، هل يصح كلام الكاتب؟

الدم الذي ظهر علي الجدر

والطريف أنه مذكور في رواية الطبري عن حصين بن عبد الرحمن وقد صرح الكاتب بحسن سندها حينما استشهد بالرواية زاعما طلب الحسين أن يضع يده في يد يزيد!! قال ابن جرير الطبري في ج4 ص296: قال حصين: فلما قتل الحسين لبثوا شهرين أو ثلاثة كأنما تلطخ الحوائط بالدماء ساعة تطلع الشمس حتي ترتفع فهذه رغم أنها صحيحة عنده لم يأخذ بها، لأنها لا تصب في صالحه!

و ما رفع حجر الا وجد تحته دم

روي الهيثمي فيمجمع الزوائد ج9 ص 196 عن الزهري قال: قال لي عبدالملك أي واحد أنت إن أعلمتني أي علامة كانت يوم قتل الحسين فقال قلت لم ترفع حصاة ببيت المقدس إلا وجد تحتها دم عبيط فقال لي عبدالملك إني وإياك في هذا الحديث لقرينان، رواه الطبراني ورجاله ثقات. وعن الزهري قال: ما رفع بالشام حجر يوم قتل الحسين بن علي إلا عن دم، رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح. وروي ذلك الذهبي في (سير أعلام النبلاء) ج3ص314، والبيهقي في (دلائل النبوة) ج7 ص468، وأبو نعيم الأصفهاني في (معرفة الصحابة) ج2ص667، هذا ما رواه المخالف ومع ذلك ينكره، فبأي حديث بعده يؤمن الكاتب؟

ذبحوا جزورا فصار كله دما

قال الهيثمي في مجمع الزوائد ج9 ص 196: عن دويد الجعفي عن أبيه قال: لما قتل الحسين انتهبت جزور من عسكره فلما طبخت إذا هي دم، رواه الطبراني ورجاله ثقات. ورواه أبو نعيم الأصفهاني في معرفة الصحابة ج2 ص 667.

الفتن و الحوادث الغريبة

قال ابن كثير في ج8 ص220: وأما روي من الأحاديث والفتن التي أصابت من قتله فأكثرها صحيح فإنه قل من نجا من أولئك الذين قتلوه من آفة وعاهة في الدنيا، فلم يخرج منها حتي أصيب بمرض وأكثرهم أصابه الجنون.ن وقال في ج6 ص 259: وقد روي حماد بن سلمة عن عمار بن أبي عمارة عن أم سلمة أنها سمعت الجن تنوح علي الحسين بن علي وهذا صحيح، وقال الهيثمي في (المجمع) ج9 ص 199عن الخبر الأخير: رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح تري! هل يظن هذا الكاتب أنه لا يوجد أحد يكشف كذبه؟!!

زعم الكاتب انه اعرف بمصلحة الاسلام من الحسين

قال لم يكن في خروج الحسين (ع) مصلحة لا في دين ولا دنيا ولذلك نهاه كثير من الصحابة وحاولوا منعه وهو قد هم بالرجوع لولا أولاد مسلم. ولنترك ابن العماد الحنبلي ليرد علي هذا: يقول الحنبلي في (شذرات الذهب) ج1 ص 68: والعلماء مجمعون علي تصويب قتال علي لمخالفيه لأنه الإمام الحق ونقل الاتفاق أيضا علي تحسين خروج الحسين. فتحسين خروجه مورد اتفاق العلماء، والقول بعدم وجود مصلحة هو وقاحة وجرأة من الكاتب علي مقام الحسين (ع)، فالكاتب يرفع شعار الدفاع عن الصحابة، ولكن النصب يقتضي أن يبرر أعمال يزيد ومعاوية وهم ثمار الشجرة الملعونة في القرآن، ويبلغ من جرأته أنه يخطئ الحسين المطهر (ع) بنص القرآن وسيد شباب أهل الجنة بنص جده المصطفي(ع)!! كل ذلك ليفضل أئمته بني أمية علي أهل بيت النبوة الطاهرين المطهرين!!

قوله ان خروج الحسين مفسده

قال الكاتب المزور: وكان في خروجه من الفساد ما لم يكن يحصل لو قعد في بلده ولكنه أمر الله تبارك وتعالي وما قدر الله كان ولو لم يشأ الناس. الغريب أن الكاتب يقول بأنه أمر الله، ثم يلوم الحسين عليه السلام علي الخروج، فإن كان جبر فلا ملامة علي الحسين (ع)، وإن كان مخيرا – وهو كذلك – فإنه أمر الله وقد أطاعه الحسين (ع)، فماذا يقصد الكاتب؟ أم أنه يهجر. ثم العجيب من أمر هذا الكاتب وأضرابه، يدعون تقديس الصحابة وعدالتهم ثم يتجرأ علي الإمام الحسين (ع) لخروجه علي يزيد. نعم مع أهل البيت (ع) يختل الميزان، وتظهر جرأة النواصب، وكأن أهل البيت ليسوا صحابة، لقد جعلوا القرآن عضين، يؤمنون ببعض ويكفرون ببعض.

ما هي جريمة الحسين

إن جريمة الحسين (ع) سيد شباب أهل الجنة، أنه رفض بيعة يزيد لأنه سلطان غاصب جائر، وقد جعل رسول الله (ص) أفضل الجهاد أن تعلن كلمة الحق أمامه وأمام أمثاله. وقد أوحي الله تعالي لنبيه في حق الحسين (ع): وإني قاتل سبعين ألفا وسبعين ألفا بابن ابنتك، فجعل الله تعالي الانتقام من إراقة دمه الطاهر أشد من انتقامه عز وجل لقتل نبيه يحيي (ع)، وهذه لا ينالها إلا صاحب حق، وإلا فهل يدعي الكاتب أن المخطئ الذي كان في خروجه فساد عظيم.. يقارن بيحيي النبي (ع)؟ وقد رد الحسين (ع) علي هذه الترهات قبل أن يتفوه بها مبغضوه، فقد نقل ابن كثير في تاريخه ج8 ص176: وكتب إليه عمرو بن سعيد بن العاص نائب الحرمين إني أسألك الله إن يلهمك رشدك وان يصرفك عما يرديك بلغني أنك قد عزمت علي الشخوص إلي العراق وإني أعيذك الله من الشقاق فإنك إن كنت خائفا فأقبل إلي فلك عندي الأمان والبر والصلة فكتب إليه الحسين إن كنت أردت بكتابك بري وصلتي فجزيت خيرا في الدنيا والآخرة وإنه لم يشاقق من دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إني من المسلمين. فكلام الإمام الحسين (ع): لم يشاقق من دعا إلي الله وعمل صالحا وقال إني من المسلمين إنما هو رد من الحسين الصحابي (ع) علي كلام الكاتب فهل يقبل به؟ لا أظن. ثم نسأل المنصفين: هل الفساد هو أن تجهر بصوتك لإحقاق الحق والدين والوقوف بوجه الظلمة أم أن الفساد هو مداهنة الظلمة ومد يد الخنوع والخضوع ليزيد، فصوروا بذلك أن الإسلام هو دين الضعف والذل أمام الجبابرة لا دين العزة، وذلك الضعف كان مقدمة واقعة الحرة بكل فظاعتها؟! فهل كان موقف الحسين (ع) عند الكاتب أسوء من موقف أولئك الذين مدوا ليزيد ليفعل ما يشاء؟ ألهذا لم نسمع نقدا صريحا لأنصار يزيد طوال القرون الماضية؟ لا، ولكنه النصب والعداوة الذي يدفع البعض ليتجرأ علي أهل البيت عليهم السلام، ويمدح الذين ركعوا أمام يزيد. المشتكي إلي الله رب العالمين.

البدعة و مراسم العزاء علي الامام الحسين

اشارة

قال: لا يجوز لمن خاف الله إذا تذكر قتل الحسين ومن معه أن يقوم بلطم الخدود وشق الجيوب والنوح وما شابه ذلك وما علم أن علي بن الحسين أو ابنه محمد أو ابنه جعفر أو موسي بن جعفر ما عرف عنهم ولا عن غيرهم من أئمة الهدي أنهم لطموا أو شقوا أو صاحوا فهؤلاء هم قدوتنا.. لابد أن نقرر بداية بأن العناوين العامة في الشريعة الإسلامية كإحياء أمر الدين وتوقير النبي (ص) بين المسلمين إنما هي عناوين شرعية عامة لا يناقش فيها مسلم، لذلك تري المسلمين قاطبة – إلا المتمسلفين - يدعون للاحتفال بالمولد النبوي الشريف ويوم الإسراء والمعراج وغيرها كمصاديق لإحياء أمر الدين.ومن السيرة التي يراها كل عاقل علي مر القرون يجد بأن للعرف أن يحدد الطريقة المناسبة لإحياء أمر الدين شريطة أن يصدق عليها توقير مقام النبي (ص) وإن لم يرد نص صريح بخصوص الكيفية. ولولا ذلك لما جاز تغيير وتطوير أساليب الدعوة كطباعة الكتب والتلفزيون والمذياع والندوات والمخيمات والمدارس الدينية، التي لم تكن في زمن الرسول (ص) ولا زمن الطبقة الأولي من المسلمين، ولكن مع تطور الزمن تطور أسلوب الدعوة. وهذا ليس بممنوع ولا هو بدعة، لأنه أمر مندوب إليه بعنوانه العام، وتحديد المصاديق موكول إلي العرف ما لم يدخل شيء منها في أحد عناوين المحرمة. وبناء علي ذلك، فإن من العناوين العامة في الدين إحياء أمر أهل البيت (ع) وتوقيرهم ومحبتهم وإظهار الحزن لأحزانهم والفرح لأفراحهم، فالله تعالي قد أمر بمودة أهل البيت (ع)، فهل تتصور المودة بالفرح بحزنهم والحزن بفرحهم؟ والمآتم الحسينية إنما هي مصداق من مصاديق تلك المودة المفروضة، وتلك المراسيم لم يرد فيها نهي ولا منع، لذا فهي جائزة أصالة، ويرجح كفة إقامتها لأنها إحياء لأمر الدين، وتتأكد بورود روايات عن الأئمة (ع) في الحث عليها. فإن منع الدين الحزن علي المؤمن فلنمنع الحزن علي الحسين (ع)؟ وإن لم يجز لرسول الله (ص) التأثر الشديد بمقتل حمزة،لم يجز لنا التأثر بمقتل الحسين (ع)؟ كيف والحسين (ع) أعز عند الله ورسوله (ص) من حمزة (ع)؟ كل ذلك حكم العقل والبداهة، فضلا عن وجود الأدلة الخاصة التي تدل علي فضل البكاء والنوح علي سيد الشهداء (ع) سنذكرها فيما يلي.

مشروعية البكاء علي سيدالشهداء

اشاره

قال الكاتب: وما يذكر عن فضل البكاء في عاشوراء غير صحيح، إنما النياحة واللطم أمر من أمور الجاهلية التي نهي النبي (ص) عنها وأمر باجتنابها وليس هذا منطق أموي حتي يقف الشيعة منه موقف العداء بل هو منطق أهل البيت رضوان الله عليهم وهو مروي عنهم عند الشيعة كما هو مروي عنهم أيضا عند أهـل السنة، فقد روي ابن بابويه القمي في (من لا يحضره الفقيه) أن رسول الله (ص) قال: النياحة من عمل الجاهلية …. إن إشكال القوم علي الشيعة فيما يخص مراسيم إحياء ذكري سيد الشهداء عليه السلام محصورة في النقاط التالية: أ- منع البكاء علي الميت مطلقاً. واستدلوا علي ذلك بأن الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وقد رواه ابن عمر. ويرد عليه: أولا: لا شك ببطلان مثل هذا الادعاء خاصة مع وضوح بكاء النبي يعقوب علي ابنه يوسف عليهما السلام، في قوله تعالي: (وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم). ثانيا: إن عائشة لم تقبل بذلك وقد صرحت بأن ابن عمر لم يحفظ الرواية بصورة صحيحة وأن قوله هذا مخالف لقوله تعالي: (ولا تزر وازرة وزر أخري)، كما يروي ذلك البخاري في كتاب المغازي ومسلم في كتاب الجنائز. ب – الإشكال علي خصوص تكرار البكاء علي الإمام الحسين (ع) وإعادة ذكر مصيبته في كل سنة أولا: يرد هذا الأمر بأن يعقوب (ع) قد أشكل عليه أبناؤه كما ينقل عنهم القرآن الكريم (تالله تفتأ تذكر يوسف حتي تكون حرضا أو تكون من الهالكين)، فقوله تفتأ دليل علي تكراره ذلك الأمر، فحسب الشيعة فخرا أن تقتدي بأنبياء الله (ع) حينما يبكون علي أوليائه. ومكانة الحسين لا ينكرها إلا معاند، فشأنه عند الله تعالي يتجلي بما سبق ذكره من العلامات التي ظهرت في الكون وعبرت عن الغضب الإلهي علي قتلته (ع)، وكذلك في الحديث الذي مر ذكره من أن الله تعالي قد أوحي إلي نبيه (ص) بأنه عز وجل إذا كان قد انتقم لدم يحيي (ع) بقتل سبعين ألف فسوف ينتقم لدم الحسين (ع) بسبعين ألف وسبعين ألف. ثانيا: وقد أجاب الإمام زين العابدين (ع) بما دل من القرآن علي استمرار حزن يعقوب عند رده علي من أشكل عليه باستمرار حزنه علي أبيه كما أورده أبو نعيم الأصفهاني عن الحسين (ع) في (حلية الأولياء) ج3 ص 162عن كثرة بكائه - أي بكاء زين العابدين (ع)- فقال: لا تلوموني فإن يعقوب فقد سبطا من ولده فبكي حتي ابيضت عيناه ولم يعلم أنه مات وقد نظرت إلي أربعة عشر رجلا من أهـل بيتي في غزاة واحدة أفترون حزنهم يـذهب مـن قلبي؟. وهذا الإشكال من السلفيين هو نفس الإشكال علي إحياء ذكري المولد النبوي من التكرار السنوي للذكري، فالأمر محبب، وهو مثل تكرار دراسة الفقه أو الحديث أو القرآن الكريم. ج - النياحة: وقد أورد نصا من كتب الشيعة يصف النياحة بأنها من عمل الجاهلية، ويرد عليه: أولا: أن هذه الرواية موجودة في مصادر السنة قبل الشيعة ومع ذلك فإن من علماء السنة من أجاز النياحة ولم يعتبر هذا النص مانعا من جوازها، وقد أقر ابن حجر بهذا الخلاف في كتابه (فتح الباري) ج3 ص 161 عند شرحه لعنوان الباب الذي وضعه البخاري في صحيحه (باب ما يكره من النياحة علي الميت): قال الزين بن المنير: ما موصولة ومن لبيان الجنس فالتقدير الذي يكره من جنس البكاء وهو النياحة، والمراد بالكراهة كراهة التحريم لما تقدم من الوعيد عليه انتهي، ويحتمل أن تكون ما مصدرية ومن تبعيضة والتقدير كراهية بعض النياحة أشار إلي ذلك ابن المرابط وغيره ونقل ابن قدامة عن أحمد رواية أن النياحة لا تحرم وفيه نظر، وكأنه أخذه من كونه (ص) لمن ينه عمة جابر لما ناحت عليه فدل علي أن النياحة إنما تحرم إذا انضاف إليها فعل من ضرب خد أو شق جيب وفيه نظر … وكذلك بحث الأمر ابن القيم وذكر الخلاف في كتابه (عدة الصابرين) ج1 ص83 في الباب الثامن عشر في ذكر أمور تتعلق بالمصيبة من البكاء والندب … قائلا: وأما الندب و النياحة فنص أحمد علي تحريمها قال في رواية حنبل النياحة معصية وقال أصحاب الشافعي وغيرهم النوح حرام وقال ابن عبدالبر أجمع العلماء علي أن النياحة لا تجوز للرجال ولا للنساء. وقال بعض المتأخرين من أصحاب أحمد: يكره تنزيها وهذا لفظ أبي الخطاب في (الهداية) قال: ويكره الندب والنياحة وخمش الوجوه وشق الجيوب والتحفي، والصواب القول بالتحريم … وقال المبيحون لمجرد الندب والنياحة مع كراهتهم له: روي حرب عن واثلة بن الأسقع وأبي وائل (وهما من الصحابة) أنهما كانا يسمعها النوح ويسكتان. قالوا وفي الصحيحين عن أم عطية لما نزلت هذه الآية يا أيها النبي إذا جاءك المؤمنات يبايعنك … ونهانا عن النياحة فقبضت منا امرأة يدها فقالت: فلانة أسعدتني فأنا أريد أن أجزيها قالت: فما قال لها شيئا فذهبت فانطلقت ثم رجعت فبايعها. قالوا وهذا الإذن لبعضهن في فعله يدل علي أن النهي عنه تنزيه لا تحريم ويتعين حمله علي المجرد من تلك المفاسد جمعا بين الأدلة. انتهي المنقول من كلام ابن القيم. والقصد من إيراده أن بعض علماء السنة قال بجواز النياحة مع وجود الروايات الناهية عندهم كرواية النياحة من عمل الجاهلية فما هو جوابكم عن هذا، أفلا تسمح للفقه الشيعي أن يقول بالجواز مع ورود الرواية المذكورة في مصادرة. والعجب من ابن تيمية حينما يدافع عن يزيد يقول في منهاج السنة ج4 ص 559: وفي الجملة فما يعرف في الإسلام أن المسلمين سبوا امرأة يعرفون أنها هاشمية ولا سبي عيال الحسين (ع) بل لما دخلوا إلي بيت يزيد قامت النياحة في بيته وأكرمهم وخيرهم بين المقام عنده والذهاب إلي المدينة فاختاروا الرجوع إلي المدينة. فلاحظ أن ابن تيمية يمدح يزيدا علي إقامته النياحة علي الحسين (ع).. وهو قاتله!! ثانيا: أن علماء الطائفة لم يخف عليهم أمر الرواية، وكما كان لعلماء السنة آراء واجتهادات لفهم النص، كذلك كانت لعلمائنا رضوان الله تعالي عليهم. فينبغي للعاقل أن يطلع علي آراء علماء الطائفة وموقفهم تجاه هذا النص الشريف. ويكفي للقاريء ملاحظة ما ورد في كتاب (العروة الوثقي) وهو كتاب يحشد آراء مجموعة من علماء الشيعة الفقهية في حقبة من الزمان، حيث تجد في الجزء الأول ص 447 من كتاب الطهارة تحت عنوان مكروهات الدفن حديثا مفصلا حول تلك الأمور فيقول السيد اليزدي (ره): (1 مسألة) يجوز البكاء علي الميت ولو كان مع الصوت بل قد يكون راجحا كما إذا كان مسكنا للحزن وحرقة القلب بشرط أن لا يكون منافيا للرضا بقضاء الله، ولا فرق بين الرحم وغيره، بل قد مر استحباب البكاء علي المؤمن، بل يستفاد من بعض الأخبار جواز البكاء علي الأليف الضال والخبر الذي ينقل من أن الميت يعذب ببكاء أهله ضعيف مناف لقوله تعالي: (ولا تزر وازرة وزر أخري) وأما البكاء المشتمل علي الجزع وعدم الصبر فجائز ما لم يكن مقرونا بعدم الرضا بقضاء الله نعم يوجب حبط الأجر ولا يبعد كراهته. (2 مسألة) يجوز النوح علي الميت بالنظم والنثر ما لم يتضمن الكذب ولم يكن مشتملا علي الويل والثبور، لكن يكره في الليل ويجوز أخذ الأجرة عليه إذا لم يكن بالباطل، لكن الأولي أن لا يشترط أولا. (3 مسألة) لا يجوز اللطم والخدش وجز الشعر بل والصراخ الخارج عن حد الاعتدال علي الأحوط وكذا لا يجوز شق الثوب علي غير الأب والأخ والأحوط تركه فيهما أيضا. هذا علما بأن هذه الفتاوي بكراهة الجزع أو النياحة ناظرة إلي غير مصاب سيد الشهداء (ع) وأما مصابه أرواحنا له الفداء فقد وردت روايات خاصة عن أهل بيت العصمة (ع) تجعله مصابا مميزا عن غيره لا تشمله هاتك الأحكام. ثالثا: وفيما يخص روايات أهل البيت عليهم السلام، فقد روي الطوسي في أماليه كما عن البحار ج44 ص 280 عن المفيد عن ابن قولويه عن أبيه عن سعد عن ابن عيسي عن ابن محبوب عن أبي محمد الأنصاري عن معاوية بن وهب عن أبي عبدالله (ع) قال: كل الجزع والبكاء مكروه سوي الجزع والبكاء علي الحسين (ع). والسند تام فكل الرواة ثقات عدا أبو محمد الأنصاري وقد قال عنه السيد الخوئي (ره) في (المعجم) ج22 ص 36: أبو محمد الأنصاري هذا يعتد بقوله لقول محمد بن عبدالجبار في رواية الكافي المتقدمة أنه خير … وأما قول نصر بن الصباح من أنه مجهول لا يعرف فلا يعتني به لأن نصر بن الصباح ضعيف. ورواه ابن قولويه في (كامل الزيارات) مثل الرواية السابقة عن أبي عن سعد عن الجاموراني عن الحسن بن علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي عبد الله (ع) سمعته يقول: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء علي الحسين بن علي عليهما السلام فإنه فيه مأجور. فهذه الرواية صريحة في أن المكروه السابق لا يشمل الحزن علي سيد الشهداء الحسين (ع). هذا وقد أشبع الحديث عن ذلك العلامة في المنتهي فقد نقل عنه العلامة المجلسي في البحار ج82 ص 104: قال العلامة قدس الله روحه في المنتهي: البكاء علي الميت جائز غير مكروه إجماعا قبل خروج الروح وبعده إلا الشافعي فإنه كره بعد الخروج … والنياحة بالباطل محرمة إجماعا أما بالحق فجائزة إجماعا ويحرم ضرب الخدود ونتف الشعر وشق الثوب إلا في موت الأب والأخ فقد سوغ فيهما شق الثوب للرجل وكذا يكره الدعاء بالويل والثبور. وقال الشهيد نور الله ضريحه في (الذكري): يحرم اللطم والخدش وجز الشعر إجماعا قاله في المبسوط لما فيه من السخط لقضاء الله … واستثني الأصحاب إلا ابن إدريس شق الثوب علي موت الأب والأخ لفعل العسكري علي الهادي (ع) وفعل الفاطميات علي الحسين (ع) … وسئل الصادق (ع) عن أجر النائحة فقال: لا بأس قد نيح علي رسول الله (ص) وفي آخر لا بأس بكسب النائحة إذا قالت صدقا … وروي أبو حمزة عن الباقر (ع) مات ابن المغيرة فسألت أم سلمة النبي (ص) أن يأذن لها في المضي إلي مناحته فأذن لها وكان ابن عمها – ثم رثته بأبيات – وفي تمام الحديث فما عاب عليها النبي (ص) ذلك ولا قال شيئا. ثم قال قدس سره: يجوز الوقف علي النوائح لأنه فعل مباح فجاز صرف المال إليه ولخبر يونس بن يعقوب عن الصادق (ع) قال: قال لي أبو جعفر (ع) قف من مالي كذا وكذا لنوادب تندبني عشر سنين بمني أيام مني والمراد بذلك تنبيه الناس علي فضائله وإظهارها ليقتدي بها … وقد حرم الشيخ في المبسوط - وكذلك ابن حمزة - النوح وادعي الشيخ الإجماع، والظاهر أنهما أرادا النوح بالباطل أو المشتمل علي المحرم كما قيده في (النهاية) وفي (التهذيب) جعل كسبهما مكروها بعد روايته أحاديث النوح. ثم أول الشهيد (ره) أحاديث المانع المروية من طرق المخالفين بالحمل علي ما كان مشتملا علي الباطل أو المحرم لأن نياحة الجاهلية كانت كذلك غالبا، ثم قال: المراثي المنظومة جائزة عندنا وقد سمع الأئمة (ع) المراثي ولم ينكروها. انتهي ما نقله العلامة المجلسي.

البكاء علي الميت مستحب عند اهل السنة

هذا وقد ورد في مصادر العامة ما يدل علي أن البكاء علي الميت سنة سنها رسول الله (ص) فقد روي إسحاق بن راهويه في مسنده ج2 ص 599 رقم 1174 قال: أخبرنا النضر بن شميل نا محمد بن عمرو حدثني محمد بن إبراهيم عن عائشة قالت: مر رسول الله (ص) حين انصرف علي بني الأشهل فإذا نسائهم يبكين علي قتلاهم وكان استمر القتل فيهم يومئذ فقال رسول الله (ص): لكن حمزة لا بواكي له قال فأمر سعد بن معاذ نساء بني ساعدة أن يبكين عند باب المسجد علي حمزة فجعلت عائشة تبكي معهن فنام رسول الله (ص) فاستيقظ عند المغرب فصلي المغرب ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله لعشاء الآخرة فصلي العشاء ثم نام ونحن نبكي فاستيقظ رسول الله (ص) ونحن نبكي فقال: ألا أراهن يبكين حتي الآن مروهن فليرجعن ثم دعا لهن ولأزواجهن ولأولادهن. والرواية حسنة علي الأقل لوثاقة الكل إلا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي قال ابن حجر في التقريب ج2 ص 119: صدوق له الأوهام. ورواه أحمد في مسنده ج9 ص 38 مسند ابن عمر رقم 4984 قال: حدثنا زيد بن الحباب حدثني أسامة بن زيد حدثني نافع عن ابن عمر أن رسول الله (ص) لما رجع من أحد فجعلت نساء الأنصار يبكين علي من قتل من أزواجهن قال: فقال رسول الله (ص): ولكن حمزة لا بواكي له قال: ثم نام فاستنبه وهن يبكين قال: فهن اليوم إذا يبكين يندبن بحمزة وقد بين الحاكم في مستدركه ج1 ص 381 الأمر الأخير بقوله: وهو أشهر حديث بالمدينة فإن نساء المدينة لا يندبن موتاهن حتي يندبن حمزة وإلي يومنا هذا. ولعلك تلاحظ في هذه الرواية أنها لا تدل علي جواز البكاء علي الميت وندبه فحسب، بل إنها تدل علي مشروعية تحويل البكاء إلي عادة مستمرة لقرون طويلة. وقد ورد في المروي عن طريق أسامة بن زيد الليثي زيادة تدل بظاهرها علي نسخ الجواز وهي زيادة: مروهن فليرجعن ولا يبكين علي هالك بعد اليوم مسند أحمد ج9 ص 398. قال الكناني في (مصباح الزجاجة) ج2 ص47: هذا إسناد ضعيف لضعف أسامة بن زيد، وقال الشوكاني في (نيل الأوطار) ج4 ص 253: ورجال إسناد حديث ابن عمر ثقات إلا أسامة بن زيد الليثي ففيه مقال. ولكن حتي من لم يرفض هذه الزيادة من حيث السند، فإنه رفض كونها ناسخة كما صرح بذلك ابن القيم في كتابه (عدة الصابرين) ج1 ص 82 قال: وأما دعوي النسخ في حديث حمزة فلا يصح إذ معناه لا يبكين علي هالك بعد اليوم من قتلي أحد، ويدل علي ذلك أن نصوص الإباحة أكثرها متأخرة عن غزوة أحد منها حديث أبي هريرة إذ إسلامه وصحبته كانا في السنة السابعة ومنها البكاء علي جعفر وأصحابه وكان استشهادهم في السنة الثامنة ومنها البكاء علي زينب وكان موتها في السنة الثامنة أيضا ومنها البكاء علي سعد بن معاذ وكان موته في الخامسة ومنها البكاء عند قبر أمه وكان عام الفتح في السنة الثامنة.

البكاء علي الحسين سنة سنها رسول الله

فقد كان (ص) أول من أخبر بواقعة شهادة الحسين (ع) وأول الباكين عليه عند ولادته (ع): روي ابن حبان في صحيحه ج6 ص 203 عن أنس بن مالك قال: استأذن ملك القطر ربه أن يزور النبي (ص) فأذن له فكان في يوم أم سلمة فقال النبي (ص): احفظي علينا الباب لا يدخل علينا أحد فبينا هي علي الباب إذ جاء الحسين بن علي فظفر فاقتحم ففتح الباب فدخل فجعل يتوثب علي ظهر النبي (ص) وجعل النبي يتلثمه ويقبله فقال له الملك: أتحبه؟ قال: نعم قال: أما إن أمتك ستقتله إن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه؟ قال: نعم فقبض قبضة من المكان الذي يقتل فيه فأراه إياه فجاءه بسهلة أو تراب أحمر فأخذته أم سلمة فجعلته في ثوبها. وأما بكاء (ص) عليه فقد روي أحمد في مسنده ج2 ص78 عن نجي أنه سار مع علي وكان صاحب مطهرته فلما حاذي نينوي وهو منطلق إلي صفين فنادي علي: اصبر أبا عبدالله اصبر أبا عبدالله بشط الفرات قلت: وماذا؟ قال: دخلت علي النبي (ص) ذات يوم وعيناه تفيضان؟ قال: بل قام من عندي جبريل قبل فحدثني أن الحسين يقتل بشط الفرات قال: فقال: هل لك إلي أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم فمد يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها فلم أملك عيني أن فاضتا. قال الهيثمي في (مجمع الزائد) ج9 ص 187 معلقا علي الرواية: رواه أحمد وأبو يعلي والبزار والطبراني ورجاله ثقات ولم ينفرد نجي بهذا. وروي الطبراني في (المعجم الكبير) ج3 ص 108 عن أم سلمة قال: كان رسول الله (ص) جالسا ذات يوم في بيتي فقال: لا يدخل علي أحد فانتظرت فدخل الحسين (رض) فسمعت نشيج رسول الله يبكي فاطلعت فإذا حسين في حجره والنبي (ص) يمسح جبينه وهو يبكي فقلت: والله ما علمت حين دخل فقال: إن جبريل عليه السلام كان معنا في البيت قال: تحبه؟ قلت: أما من الدنيا فنعم، قال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء فتناول جبريل عليه السلام من تربتها فأرها النبي (ص)، فلما بحسين حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: كربلاء قال: صدق الله ورسوله أرض كرب وبلاء. قال الهيثمي في (مجمع الزوائد) ج9 ص 189 معلقا علي سند الرواية: رواه الطبراني بأسانيد ورجال أحدها ثقات. وروي الحاكم في المستدرك علي الصحيحين ج3 ص176 (194) عن أم الفضل بنت الحارث أنها دخلت علي رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلما منكرا الليلة قال: ما هو قالت إنه شديد قال: ما هو قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري فقال رسول الله (ص): رأيت خيرا تلد فاطمة إن شاء الله غلاما فيكون في حجرك، فولدت فاطمة (ع) الحسن (ع) فكان في حجري كما قال رسول الله (ص) فدخلت يوما إلي رسول الله (ص) فوضعته في حجره ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله تهريقان من الدموع قالت: فقلت يا نبي الله بأبي وأمي مالك؟ قال: أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا فقلت: هذا فقال: نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء. هذه روايات صريحة في أن البكاء علي الحسين هي سنة رسول الله (ص) والشيعة يتبعون سنته (ص) في البكاء علي سيد الشهداء الحسين (ع).

اعداء اهل البيت يصومون يوم عاشوراء فرحا

قال: مما ورد من روايات في فضل صيام هذا اليوم من روايات الشيعة ما رواه الطوسي في الاستبصار … وما لا أكاد أفهمهم تجاهل علماء الشيعة للروايات الواضحة في بيان فضل صيام عاشوراء. لم يكن لصوم يوم العاشر من المحرم صدي كما نسمعه اليوم، ولا تركيز من قبل النواصب كما يفعلون اليوم، فهل يريدون بذلك أن يغطوا علي شناعة فعل يزيد في ذلك اليوم، دفاعا عن بني أمية. أما عند الشيعة فقد اختلفت آراء فقهاء الشيعة تبعا لاختلاف الروايات وتعارضها في مسألة صوم عاشوراء. إذ يبدو أن القدماء منهم (قده) قد حكموا باستحباب صوم يوم العاشر إن كان علي وجه الحزن، وحمل الشهيد الثاني معني الصوم علي الامتناع عن المفطرات إلي العصر لا علي المعني الشرعي للصـوم، فهو يرد القول باستحباب الصوم الشرعي، إذ يقول: لأن صومه متروك كما وردت به الرواية، وحكم المحقق البحراني من المتأخرين بالحرمة، ويفهم من السيد الطباطبائي في (الرياض) الاستحباب العام لا بالعنوان الخاص المؤكد عليه بالشريعة، ويؤيد صاحب (الجواهر) رأي القدماء، نعم ظاهر السيد الخوئي رحمه الله في كتابه (المستند) ترجيح الاستحباب الخاص. فالقول بأن علماء الشيعة تجاهلوا الروايات الدالة علي فضل صيام عاشوراء يكشف عن جهل الكاتب الشديد، بل هو توغل في الجهالة. إذا، فصوم عاشوراء إما أن يكون بالعنوان العام أو بالعنوان الخاص وكلاهما له مؤيد ومعارض، نعم هم يتفقون علي حرمة صوم العاشر بعنوان التبرك واعتباره يوم فرح كما ظاهر بعض النصوص الواردة في مصادر السنة وظاهر صيام بعضهم، فذاك موطن التشنيع من قبل الشيعة ورفضهم. ولعل القارئ المنصف يفهم ذلك عندما يقرأ ما صرح به ابن تيمية في ج25 ص 166 من (مجموعة الفتاوي): فعارض هؤلاء قوم إما من النواصب المتعصبين علي الحسين وأهل بيته وإما من الجهال … فوضعوا الآثار في شعائر الفرح والسرور يوم عاشوراء كالاكتحال و الاختضاب وتوسيع النفقات علي العيال وطبخ الأطعمة الخارجة عن العادة ونحو ذلك مما يفعل في الأعياد والمواسم فصار هؤلاء يتخذون يوم عاشوراء موسما كمواسم الأعياد والأفراح. وقال في (منهاج السنة) ج8 ص 151: وكذلك حديث عاشوراء والذي صح في فضله هو صومه وأنه يكفر سنة وأن الله نجي فيه موسي من الغرق وقد بسطنا الكلام عليه في موضع آخر وبينا أن كل ما يفعل فيه سوي الصوم بدعة مكروهة لم يستحبها أحد من الأئمة مثل الاكتحال والخضاب وطبخ الحبوب وأكل لحم الأضحية والتوسيع في النفقة وغير ذلك وأصل هذا من ابتداع قتلة الحسين ونحوهم. وقد أقر ابن كثير في تاريخه بأن يوم عاشوراء يتخذ يوم سرور عند النواصب من أهل الشام فقال في ج8 ص 220: وقد عاكس الرافضة والشيعة يوم عاشوراء النواصب من أهل الشام فكانوا إلي يوم عاشوراء يطبخون الحبوب ويغتسلون ويتطيبون ويلبسون أفخر ثيابهم ويتخذون ذلك اليوم عيدا يصنعون فيه أنواع الأطعمة ويظهرون السرور والفرح. وقال العيني في (عمدة القارئ) ج 5 ص 347: اتفق العلماء علي أن صوم يوم عاشوراء سنة وليس بواجب، نعم اختلق أعداء أهل البيت (ع) أحاديث في استحباب التوسعة علي العيال يوم عاشوراء والاغتسال والخضاب والاكتحال. قال ابن الجوزي في (الموضوعات) ج2 ص 112: قد تمذهب قوم من الجهال بمذهب أهل السنة فقصدوا غيظ الرافضة فوضعوا أحاديث في فضل عاشوراء ونحن براء من الفريقين، وقد صح أن رسول الله (ص) أمر بصوم عاشوراء إذ قال: إنه كفارة سنة، فلم يقنعوا بذلك حتي أطالوا وأعرضوا وترقوا في الكذب. إذا فمورد الخلاف في الحقيقة يتوجه إلي ما صدر بعنوان السرور والفرح والزينة يوم عاشوراء.. وما زالت تجد بقاياه الي يومنا هذا!! فاعتراضنا علي من وضعوا الأحاديث التي تتخذ يوم عاشوراء يوم فرح! منها ما عده ابن الجوزي في الموضوعات ج2 ص 115 عن عبدالله عن رسول الله (ص): من وسع علي أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته. وكذلك روي ابن الجوزي في كتابه الموضوعات عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص): من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبدا. فنكرر ونقول إن اعتراض الشيعة علي هذه الأمور لا علي مجرد الصيام، ويبدو من النصوص أن من ناقش مستحبات ذلك اليوم قد ربط ذكرها بالصيام، فغدا الصوم علامة علي فرح ذلك اليوم، مما جعل الصيام شعارا للفرحين مع الأيام إضافة للاكتحال والزينة ولبس الحلي والتوسعة علي العيال وغيرها، لذا ينبغي للصائم في هذا اليوم أن يكون صومه حزناً، ولا يفرح كما فرح أعداء الحسين وقاتلوه.

محاولة الكاتب تبرئة يزيد من قتل الحسين

قال لم يكن ليزيد يد في قتل الحسين قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إن يزيد بن معاوية لم يأمر بقتل الحسين باتفاق أهل النقل ولكن كتب إلي ابن زياد أن يمنعه عن ولاية العراق. نقول إليك النصوص التالية: نقل الطبري في تاريخه أحداث سنة 60 هـ ج 4 ص 250 رسالة يزيد بن معاوية إلي الوليد بن عتبة أمير المدينة أما بعد فخذ حسينا وعبد الله بن عمر وابن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتي يبايعوا والسلام، وروي ذلك ابن كثير في تاريخه ج8ص157. وذكر في عهد يزيد إلي عبيد الله الأمر بقتل مسلم بن عقيل: ثم دعا مسلم بن عمرو الباهلي وكان عنده فبعثه إلي عبيد الله بعهده إلي البصرة وكتب إليه معه أما بعد فإنه كتب إلي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشق عصا المسلمين فسر حين تقرأ كتابي هذا حتي تأتي أهل الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتي تثقفه فتوثقه أو تقتله أو تنفيه والسلام، روي ذلك ابن الجوزي في تاريخه (المنتظم) ج4ص142، وابن كثير في تاريخه ج8 ص164. ثم روي الطبري ج4 ص 296: عن جعفر بن سليمان الضبعي قال: قال الحسين: والله لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقة من جوفي فإذا فعلوا سلط الله عليهم من يذلهم حتي يكونوا أذل من فرم الأمة. ثم قوله لزينب بنت علي (ع) كما في الطبري ج4 ص 353 مؤكدا لنظرته في استحقاق الإمام (ع) للقتل لأنه خارجي خرج من الدين: إنما خرج من الدين أبوك وأخوك فقالت زينب بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك. وقال في ص 354: وجاء كتاب بأن سرح الأساري إلي قال فدعا عبيد الله بن زياد محفز بن ثعلبة وشمر بن ذي الجوشن فقال انطلقوا بالثقل والرأس إلي أمير المؤمنين يزيد بن معاوية قال: فخرجوا حتي قدموا علي يزيد فقام محفز بن ثعلبة فنادي بأعلي صوته جئنا برأس أحمق الناس وألأمهم فقال يزيد ما ولدت أم محفز ألأم وأحمق ولكنه قاطع ظالم قال فلما نظر يزيد إلي رأس الحسين قال: يفلقن هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما ولينظر القارئ رأي الذهبي في يزيد في (سير أعلام النبلاء) ج4ص37: قلت: وكان ناصبيا فظا غليظا جلفا يتناول المسكر ويفعل المنكر افتتح دولته بمقتل الحسين الشهيد واختتمها بواقعة الحرة فمقته الناس. وقال السيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص207: فقتل وجيء برأسه في طست حتي وضع بين يدي ابن زياد لعن الله قاتله وابن زياد معه ويزيد أيضا. فما هو وجه اللعن من السيوطي ليزيد إذا لم يكن له يد في قتله (ع)؟ وقد قال ابن كثير في تاريخه ج8 ص243: وقد أخطأ يزيد خطأ فاحشا في قوله لمسلم بن عقبة أن يبيح المدينة ثلاثة أيام وهذا خطأ كبير فاحش مع ما أنضم إلي ذلك من قتل خلق من الصحابة وأبنائهم وقد تقدم أنه قتل الحسين وأصحابه علي يدي عبيدالله بن زياد وقد وقع في هذه الثلاثة أيام من المفاسد العظيمة في المدينة النبوية ما يحد ولا يوصف. وقال الذهبي في تاريخ الإسلام الجزء الخاص لأحداث السنوات (61 - 80) ص 30: قلت ولما فعل يزيد بأهل المدينة ما فعل وقتل الحسين وأخوته وآله وشرب يزيد الخمر وارتكب أشياء منكرة بغضه الناس وخرج عليه غير واحد ولم يبارك الله في عمره وسؤالنا هو: أليست هذه أقوال علماء السنة أم لا يوجد عالم سني إلا ابن تيمية؟!

ندم يزيد المزعوم

قال: ولما بلغ يزيد قتل الحسين أظهر التوجع علي ذلك وظهر البكاء في داره نعم، قد بالغ يزيد في الندم حتي صار – لعنه الله – بعد هذا البكاء المزعوم ينكت الرأس الشريف بقضيب بيده، ثم يترنم بأشعار جاهلية كما سيأتي نقلا عن تاريخ ابن كثير، ثم ادعي أمام الجميع وبمواجهة العقيلة زينب بنت أمير المؤمنين (ع) أن بإمكانه أن يهدي ابنة الحسين (ع) جارية إلي أحد الحضور. فإن كان ندم فهو لما قاله السيوطي في (تاريخ الخلفاء) قال في ص 208: ولما قتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن زياد برؤوسهم إلي يزيد فسر بقتلهم أولا ثم ندم لما مقته المسلمون علي ذلك وأبغضه الناس وحق لهم أن يبغضوه. فأنت تري أيها القارئ أن ندمه سياسي للعواقب السيئة التي ترتبت علي جريمته لا لأنه يري قتل الحسين (ع) جريمة في نفسها.

ادعاؤه بأن يزيد لم يسب لهم حريما بل أكرم أهل بيته و أجازهم حتي ردهم الي بلادهم

وتتجلي مظاهر التكريم من يزيد لأهل بيت الحسين (ع) الذي يدعيه الكاتب فيما نقله ابن كثير في تاريخه ج8 ص 211: فلما دخلت الرؤوس والنساء علي يزيد دعا أشراف الشام فأجلسهم حوله ثم دعا بعلي بن الحسين وصبيان الحسين ونسائه فأدخلن عليه والناس ينظرون، فقال لعلي بن الحسين يا علي أبوك قطع رحمي وجهل حقي ونازعني سلطاني فصنع الله به ما قد رأيت، فقال علي: ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب فقال يزيد لابنه خالد: أجبه، قال: فما دري خالد ما يرد عليه، فقال له يزيد: قل ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير …. وذكر في نفس الصفحة عن فاطمة بنت علي قالت: أن رجلا من أهل الشام أحمر قام إلي يزيد فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه يعنيني وكنت جارية وضيئة فارتعدت فزعة من قوله وظننت أن ذلك جائز لهم فأخذت بثياب أختي زينب وكانت أكبر مني وأعقل وكانت تعلم أن ذلك لا يجوز فقالت لذلك الرجل: كذبت والله ولؤمت وما ذلك لك وله، فغضب يزيد فقال لها: كذبت والله إن ذلك لي ولو شئت أن أفعله لفعلت قالت: كلا والله ما جعل الله ذلك لك إلا أن تخرج من ملتنا وتدين بغير ديننا قالت فغضب يزيد واستطار ثم قال إياي تستقبلين بهذا إنما خرج من الدين أبوك وأخوك فقالت زينب بدين الله ودين أبي ودين أخي وجدي اهتديت أنت وأبوك وجدك قال كذبت يا عدوة الله قالت: أنت أمير المؤمنين مسلط تشتم ظالما وتقهر بسلطانك قالت: فو الله لكأنه استحي فسكت، ثم قام ذلك الرجل فقال: يا أمير المؤمنين هب لي هذه، فقال له يزيد: أعزب وهب الله لك حتفا قاضيا. وذكر في ص 215: فأوفده إلي يزيد بن معاوية فوضع رأسه بين يديه وعنده أبوبرزة الأسلمي، فجعل يزيد ينكت بالقضيب علي فيه ويقول: يفلقن هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما فقال له أبو برزة: ارفع قضيبك فو الله لربما رأيت رسول الله (ص) واضعا فيه علي فيه يلثمه. ونحن نظن بأن كاتب المنشور لو كان متواجدا في ذاك المجلس لقال لأبي برزة: دع عنك هذا، فإن يزيدا يكرمه بهذا.

مستند غريب لتبرئة يزيد

قال: أن بني هاشم وبني أمية أبناء عمومة وذلك إن هاشم بن عبد مناف والد بني هاشم وبني عبد شمس بن عبد مناف والد بني أمية إخوان فالحسين ويزيد أبناء عمومة. إن أول ما يتبادر إلي ذهن العاقل هو التساؤل: ماذا يريد الكاتب من هذا الكلام؟ أيقول بأن أبناء العمومة يجوز لهم أن يقتلوا بعضهم ولاحق لكم بالتدخل؟ أم أنه يقول بأن أبناء العمومة لا يقتلون بعضهم؟ وعلي كلا الفرضين فإن هذا الكلام نابع وبوضوح من نفس تؤمن بالعصبية والقبلية أيما إيمان. وبغض النظر عن ذلك، فإننا قد رأينا في تاريخ حكام المسلمين أن الأخ لا يمانع في قتل أخاه في سبيل الملك فكيف بقرابة العمومة؟! وهل يريد أن يقول أيضاً أن المعلومات الواردة عن المعارك بين رسول الله (ص) وعتاة بني أمية كأبي سفيان غير صحيحة لأن رسول الله (ص) وأبا سفيان أبناء عمومة؟! نعم هناك قرابة ولكنها قرابة سوء كان يبغضها رسول الله (ص) فقد روي الحاكم في (المستدرك) ج4ص528 (8482): عن أبي برزة الأسلمي قال كان أبغض الأحياء إلي رسول الله (ص) بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف، قال الحاكم: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين ولم يخرجاه، وقال الذهبي في التلخيص: علي شرط البخاري ومسلم. ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) ج18 ص229 بإضافة قول عمران بن حصين: اكتم علي حتي أموت. وربما كانت هذه العداوة لاصطفاء الله تعالي بني هاشم دونهم كما يذكر ذلك مسلم في صحيحه ج4 ص 1782 عن واثلة عن رسول الله (ص): إن الله اصطفي كنانة من ولد إسماعيل واصطفي قريشا من كنانة واصطفي من قريش بني هاشم واصطفاني من بني هاشم، فكم حسدت الناس بني هاشم؟

مكان دفن رأس الحسين

قال: لم يثبت أن رأس الحسين أرسل إلي يزيد بالشام بل الصحيح أن الحسين قتل في كربلاء ورأسه أخذ إلي عبيد الله بن زياد في الكوفة. ا هذا رأي الكاتب الذي ينتقي من كتب التاريخ ويختار منها ما يوافق هواه، أما ابن كثير فيختلف رأيه عن رأي الكاتب إذ يقول في تاريخه ج8ص209: وقد اختلف العلماء بعدها في رأس الحسين هل سيره ابن زياد إلي الشام إلي يزيد أم لا علي قولين الأظهر منهما أنه سيره إليه وقد ورد في ذلك آثار كثيرة فالله أعلم. وقال في ص222: وأما رأس الحسين (رض) فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلي يزيد بن معاوية ومن الناس من أنكر ذلك وعندي أن الأول أشهر فالله أعلم. ثم نقل أخبارا منها ما رواه عن القاسم بن بخيت قال: لما وضع رأس الحسين بين يدي يزيد بن معاوية جعل ينكت بقضيب كان في يده في ثغره ثم قال: إن هذا وإيانا كما قال الحصين ابن الحمام المري: يفلقن هاما من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعق وأظلما وذكر في ج8 ص 208 من تاريخه: ثم أمر برأس الحسين فنصب بالكوفة وطيف به في أزقتها ثم سيره مع زحر بن قيس ومعه رؤوس أصحابه إلي يزيد بن معاوية بالشام وكان مع زحر جماعة من الفرسان منهم أبو بردة بن عوف الأزدي وطارق بن أبي ظبيان الأزدي فخرجوا حتي قدموا بالرؤوس كلها علي يزيد بن معاوية بالشام. ونقل في تاريخه ج8 ص 209: عن مجاهد قال: لما جيء برأس الحسين فوضع بين يدي يزيد تمثل بهذه الأبيات:ليت أشياخي ببدر شهـدوا جزع الخزرج في وقع الأسلفأهـلوا واستهـلوا فرحـا ثم قالوا لي هنيـا لا تسـلحين حكت بفنـاء بركـها واستحر القتل في عبد الأسلقد قتلنا الضعف من أشرافكم وعدلنـا ميل بدر فاعتـدلوقد صرح السيوطي في (تاريخ الخلفاء) ص 208 بإرسال الرأس إلي يزيد، فقال: ولما قتل الحسين وبنو أبيه بعث ابن زياد برؤوسهم إلي يزيد.

تشكيك الكاتب في مكان قبر الحسين

قال: ولا يعلم قبر الحسين ولا يعلم مكان رأسه عليه السلام. ولعل آخر ما في كنانة هذا الكاتب جهالته وزعمه أن قبر الإمام الحسين (ع) مجهول!! فانظر إلي ما يقوله ابن كثير في (البداية والنهاية) ج8 ص 221: وأما قبر الحسين (رض) فقد اشتهر عند كثير من المتأخرين أنه في مشهد علي بمكان من الطف عند نهر كربلاء فيقال إن ذلك المشهد مبني علي قبره… وذكر هشام بن الكلبي أن الماء لما أجري علي قبر الحسين ليمحي أثره نضب الماء بعد أربعين يوما فجاء أعرابي من بني أسد فجعل يأخذ قبضة قبضة ويشمها حتي وقع علي قبر الحسين فبكي وقال: بأبي أنت وأمي ما كان أطيبك تربتك ثم أنشأ يقول: أرادوا ليخفوا قبره عن عدوه فطيب تراب القبر دل علي القبر ومما يدل علي بقاء محله معروفا ما ينقله ابن كثير في ج10ص315: ثم دخلت سنة ست وثلاثون ومائتين وفيها أمر المتوكل بهدم قبر الحسين بن علي بن أبي طالب وما حوله من المنازل والدور. نقل ذلك الذهبي في سير أعلام النبلاء ج12ص35 معلقا: وكان المتوكل فيه نصب وانحراف. وذكر ذلك الطبري في تاريخه والسيوطي في تاريخ الخلفاء ج2ص347، ثم قال في ص356: ذكر أن الخليفة المنتصر بالله الذي كان راغبا في الخير قليل الظلم محسنا إلي العلويين وصولا لهم أزال عن آل أبي طالب ما كانوا فيه من الخوف والمحنة بمنعهم من زيارة قبر الحسين ورد علي آل الحسين فدك. بل كان القبر معروفا إلي عام 553 هـ قال ابن الجوزي في (المنتظم) ج10ص181:ثم دخلت سنة ثلاث وخمسين وخمسمائة … وفي ربيع الآخر خرج أمير المؤمنين بقصد الأنبار وعبر الفرات وزار قبر الحسين عليه السلام. وقال ابن كثير في تاريخه ج8 ص 222: وأما رأس الحسين فالمشهور عند أهل التاريخ وأهل السير أنه بعث به ابن زياد إلي يزيد بن معاوية ثم اختلفوا بعد ذلك في المكان الذي دفن فيه الرأس فروي محمد بن سعد: أن يزيد بعث برأس الحسين إلي عمرو بن سعبد نائب المدينة فدفنه عند أمه بالبقيع، وذكر ابن أبي الدنيا من طريق عثمان بن عبدالرحمن عن محمد بن عمر بن صالح - وهما ضعيفان – أن الرأس لم يزل في خزانة يزيد بن معاوية حتي توفي فأخذ من خزانته فكفن ودفن داخل باب الفراديس من مدينة دمشق قلت: ويعرف مكانه بمسد الرأس اليوم داخل باب الفراديس الثاني، وذكر ابن عساكر في تاريخه في ترجمته ريا حاضنة يزيد بن معاوية أن يزيد حين وضع رأس الحسين بين يديه تمثل بشعر ابن الزبعري يعني قوله:ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسلقال: ثم نصبه بدمشق ثلاثة أيام ثم وضع في خزائن السلاح حتي كان زمن سليمان بن عبدالملك جيء به إليه وقد بقي عظما أبيض فكفنه وطيبه وصلي عليه ودفنه في مقبرة المسلمين فما جاءت المسودة - يعني بني العباس - نبشوه وأخذوه معهم.

ختام الكلام

نحن – كشيعة – نعلم يقينا بأن من أهل السنة من يحب أهل البيت عليهم السلام، فأهل البيت (ع) ليسوا حكرا علي الشيعة، فقد أمر الله بمودتهم المسلمين جميعا، بل هناك من النصاري من يحبهم وقد تأثر بهم وكتب عنهم! ونحن نعلم أن هذه الفئة القليلة المتمسلفة فئة شاذة أموية، لا تمثل أيا من المذاهب السنية، وأنهم مهما ادعوا مودة أهل البيت النبوي (ع)، فهم يبغضونهم ويفضلون عليهم من ظلمهم وقتلهم!! (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) نرجو أن نكون قد وفقنا في تحصيل رضي الله تعالي ورضا رسول الله صلي الله عليه وآله، في الدفاع عن العترة الطاهرة، خاصة فلذة كبده الإمام الحسين عليه السلام. جعلنا الله من ناصريه وإن حال بيننا الزمن.والحمد لله رب العالمينالشيخ عبد الله حسينغرة محرم 1423 من الهجرة المباركة

هذا الكتاب

واجهت حركة الإمام الحسين (ع) و نهضته والتي كانت ضد قوي الكفر والنفاق التشكيك منذ اليوم الأول فاتهم (ع) بأنه شق صفوف المسلمين فردّ الإمام (ع) ذلك بقوله: لم يشاقق من دعا إلي الله وعمل صالحاً وقال إني من المسلمين. واتهم (ع) بأنه يريد الملك فرد (ع) بقوله: إني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولا مفسدا وإنما خرجت لطلب الإصلاح في أمتي جدي (ص). وانتهت تلك الأباطيل مع انتهاء دولة بني أمية، ولكن بقيت الروح الأموية تعيدها بين فينة وأخري، فكان ممن جهد في إحيائها ابن تيمية الحراني وتبعه في زماننا الراهن شرذمة من المتمسلفة ضاربين بذلك روايات رسول الله (ص) ومنهج أهل السنة وأهل البيت عرض الحائط نصرة للروح الأموية ونهج الطلقاء وأبناء الطلقاء. وهذا جُهدٍ كُتِبَ نُصْرَةً للحسين (ع)، ونُصرَةً لدين جده رسول الله (ص)، ردا للأباطيل التي تُنشَر في كل سنة في منشورات أنصار يزيد وحزبه، ونترك لك أيها القارئ تقييم الموضوعية والنهج العلمي المنصف والجاد في الردود المسطورة في هذا الكتيب.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.