سرشناسه : علیبن ابیطالب(ع)، امام اول، ۲۳ قبل از هجرت - ق۴۰
عنوان و نام پدیدآور : نهج البلاغه/ و هو مجموع ما اختارهالشریف ابوالحسن محمدالرضیبن الحسن الموسوی؛ من کلام امیرالمومنین ابیالحسن علیبن ابیطالب ...؛ ضبط نصبه و ابتکر فها رشد العلمیه صبحی الصالح
مشخصات نشر : قم: موسسه دار الهجره، ۱۴۰۷ق. = ۱۳۶۵.
مشخصات ظاهری : ص ۸۵۳
وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی
یادداشت : افست از روی چاپ بیروت، ۱۳۸۷ ه.ق
یادداشت : بهمناسبت اولین نمایشگاه کتاب تهران.
یادداشت : گردآورنده این کتاب ابوالحسن محمدبن الحسین معروف به سید رضی است.
یادداشت : چاپ پنجم: ۱۳۷۳؟؛ بها: ۶۰۰۰ ریال
موضوع : علیبن ابیطالب(ع)، امام اول، ۲۳ قبل از هجرت - ۴۰ق. -- خطبهها
موضوع : علیبن ابیطالب(ع)، امام اول، ۲۳ قبل از هجرت - ۴۰ق. -- کلمات قصار
شناسه افزوده : شریف الرضی، محمدبن حسین، ۴۰۶ - ۳۵۹ق. گردآورنده
رده بندی کنگره : BP۳۸ ۱۳۶۵
رده بندی دیویی : ۲۹۷/۹۵۱۵
شماره کتابشناسی ملی : م۶۸-۲۲۰۵
ص:1
ص:33
بسم الله الرحمن الرحیم أما بعدحمد الله ألذی جعل الحمد ثمنا لنعمائه ومعاذا من بلائه ووسیلا إلی جنانه وسببا لزیادة إحسانه والصلاة علی رسوله نبی الرحمة وإمام الأئمة وسراج الأمة المنتخب من طینة الکرم وسلالة المجد الأقدم ومغرس الفخار المعرق وفرع العلاء المثمر المورق و علی أهل بیته مصابیح الظلم وعصم الأمم ومنار الدین الواضحة ومثاقیل الفضل الراجحة صلی الله علیهم أجمعین صلاة تکون إزاء لفضلهم ومکافأة لعملهم وکفاء لطیب فرعهم وأصلهم ماأنار فجر ساطع وخوی نجم طالع فإنی کنت فی عنفوان السن وغضاضة الغصن ابتدأت بتألیف کتاب فی خصائص الأئمة ع یشتمل علی محاسن أخبارهم وجواهر کلامهم حدانی علیه غرض ذکرته فی صدر الکتاب وجعلته أمام الکلام وفرغت من الخصائص التی تخص أمیر المؤمنین علیا ع وعاقت عن إتمام بقیة الکتاب محاجزات الأیام ومماطلات الزمان
-روایت-1-ادامه دارد
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی لَا یَبلُغُ مِدحَتَهُ القَائِلُونَ وَ لَا یحُصیِ نَعمَاءَهُ العَادّونَ وَ لَا یؤُدَیّ حَقّهُ المُجتَهِدُونَ ألّذِی لَا یُدرِکُهُ بُعدُ الهِمَمِ وَ لَا یَنَالُهُ غَوصُ الفِطَنِ ألّذِی لَیسَ لِصِفَتِهِ حَدّ مَحدُودٌ وَ لَا نَعتٌ مَوجُودٌ وَ لَا وَقتٌ مَعدُودٌ وَ لَا أَجَلٌ مَمدُودٌ فَطَرَ الخَلَائِقَ بِقُدرَتِهِ وَ نَشَرَ الرّیَاحَ بِرَحمَتِهِ وَ وَتّدَ بِالصّخُورِ مَیَدَانَ أَرضِهِ أَوّلُ الدّینِ مَعرِفَتُهُ وَ کَمَالُ مَعرِفَتِهِ التّصدِیقُ بِهِ وَ کَمَالُ التّصدِیقِ بِهِ تَوحِیدُهُ وَ کَمَالُ تَوحِیدِهِ الإِخلَاصُ لَهُ وَ کَمَالُ الإِخلَاصِ لَهُ نفَیُ الصّفَاتِ عَنهُ لِشَهَادَةِ کُلّ صِفَةٍ أَنّهَا غَیرُ المَوصُوفِ وَ شَهَادَةِ کُلّ مَوصُوفٍ أَنّهُ غَیرُ الصّفَةِ فَمَن وَصَفَ اللّهَ سُبحَانَهُ فَقَد قَرَنَهُ وَ مَن قَرَنَهُ فَقَد ثَنّاهُ وَ مَن ثَنّاهُ فَقَد جَزّأَهُ وَ مَن جَزّأَهُ فَقَد جَهِلَهُ وَ مَن
أَنشَأَ الخَلقَ إِنشَاءً وَ ابتَدَأَهُ ابتِدَاءً بِلَا رَوِیّةٍ أَجَالَهَا وَ لَا تَجرِبَةٍ استَفَادَهَا وَ لَا حَرَکَةٍ أَحدَثَهَا وَ لَا هَمَامَةِ نَفسٍ اضطَرَبَ فِیهَا أَحَالَ الأَشیَاءَ لِأَوقَاتِهَا وَ لَأَمَ بَینَ مُختَلِفَاتِهَا وَ غَرّزَ غَرَائِزَهَا وَ أَلزَمَهَا أَشبَاحَهَا عَالِماً بِهَا قَبلَ ابتِدَائِهَا مُحِیطاً بِحُدُودِهَا وَ انتِهَائِهَا عَارِفاً بِقَرَائِنِهَا وَ أَحنَائِهَا ثُمّ أَنشَأَ سُبحَانَهُ فَتقَ الأَجوَاءِ وَ شَقّ الأَرجَاءِ وَ سَکَائِکَ الهَوَاءِ فَأَجرَی فِیهَا مَاءً مُتَلَاطِماً تَیّارُهُ مُتَرَاکِماً زَخّارُهُ حَمَلَهُ عَلَی مَتنِ الرّیحِ العَاصِفَةِ وَ الزّعزَعِ القَاصِفَةِ فَأَمَرَهَا بِرَدّهِ وَ سَلّطَهَا عَلَی شَدّهِ وَ قَرَنَهَا إِلَی حَدّهِ الهَوَاءُ مِن تَحتِهَا فَتِیقٌ وَ المَاءُ مِن فَوقِهَا دَفِیقٌ ثُمّ أَنشَأَ سُبحَانَهُ رِیحاً اعتَقَمَ مَهَبّهَا وَ أَدَامَ مُرَبّهَا وَ أَعصَفَ مَجرَاهَا وَ أَبعَدَ مَنشَأَهَا فَأَمَرَهَا بِتَصفِیقِ المَاءِ الزّخّارِ وَ إِثَارَةِ مَوجِ البِحَارِ فَمَخَضَتهُ مَخضَ
ثُمّ فَتَقَ مَا بَینَ السّمَوَاتِ العُلَا فَمَلَأَهُنّ أَطوَاراً مِن مَلَائِکَتِهِ مِنهُم سُجُودٌ لَا یَرکَعُونَ وَ رُکُوعٌ لَا یَنتَصِبُونَ وَ صَافّونَ لَا یَتَزَایَلُونَ وَ مُسَبّحُونَ لَا یَسأَمُونَ لَا یَغشَاهُم نَومُ العُیُونِ وَ لَا سَهوُ العُقُولِ وَ لَا فَترَةُ الأَبدَانِ وَ لَا غَفلَةُ النّسیَانِ وَ مِنهُم أُمَنَاءُ عَلَی وَحیِهِ وَ أَلسِنَةٌ إِلَی رُسُلِهِ وَ مُختَلِفُونَ بِقَضَائِهِ وَ أَمرِهِ وَ مِنهُمُ الحَفَظَةُ لِعِبَادِهِ وَ السّدَنَةُ لِأَبوَابِ جِنَانِهِ وَ مِنهُمُ الثّابِتَةُ فِی الأَرَضِینَ السّفلَی أَقدَامُهُم وَ المَارِقَةُ مِنَ السّمَاءِ العُلیَا أَعنَاقُهُم وَ الخَارِجَةُ مِنَ الأَقطَارِ أَرکَانُهُم وَ المُنَاسِبَةُ لِقَوَائِمِ العَرشِ أَکتَافُهُم نَاکِسَةٌ دُونَهُ أَبصَارُهُم مُتَلَفّعُونَ تَحتَهُ بِأَجنِحَتِهِم مَضرُوبَةٌ بَینَهُم وَ بَینَ مَن دُونَهُم حُجُبُ العِزّةِ وَ أَستَارُ القُدرَةِ لَا یَتَوَهّمُونَ رَبّهُم بِالتّصوِیرِ
ثُمّ جَمَعَ سُبحَانَهُ مِن حَزنِ الأَرضِ وَ سَهلِهَا وَ عَذبِهَا وَ سَبَخِهَا تُربَةً سَنّهَا بِالمَاءِ حَتّی خَلَصَت وَ لَاطَهَا بِالبَلّةِ حَتّی لَزَبَت فَجَبَلَ مِنهَا صُورَةً ذَاتَ أَحنَاءٍ وَ وُصُولٍ وَ أَعضَاءٍ وَ فُصُولٍ أَجمَدَهَا حَتّی استَمسَکَت وَ أَصلَدَهَا حَتّی صَلصَلَت لِوَقتٍ مَعدُودٍ وَ أَمَدٍ مَعلُومٍ ثُمّ نَفَخَ فِیهَا مِن رُوحِهِ فَمَثُلَت إِنسَاناً ذَا أَذهَانٍ یُجِیلُهَا وَ فِکَرٍ یَتَصَرّفُ بِهَا وَ جَوَارِحَ یَختَدِمُهَا وَ أَدَوَاتٍ یُقَلّبُهَا وَ مَعرِفَةٍ یَفرُقُ بِهَا بَینَ الحَقّ وَ البَاطِلِ وَ الأَذوَاقِ وَ المَشَامّ وَ الأَلوَانِ وَ الأَجنَاسِ مَعجُوناً بِطِینَةِ الأَلوَانِ المُختَلِفَةِ وَ الأَشبَاهِ المُؤتَلِفَةِ وَ الأَضدَادِ المُتَعَادِیَةِ وَ الأَخلَاطِ المُتَبَایِنَةِ مِنَ الحَرّ وَ البَردِ وَ البَلّةِ وَ الجُمُودِ وَ استَأدَی اللّهُ سُبحَانَهُ المَلَائِکَةَ وَدِیعَتَهُ لَدَیهِم وَ عَهدَ وَصِیّتِهِ إِلَیهِم فِی الإِذعَانِ بِالسّجُودِ لَهُ وَ الخُنُوعِ لِتَکرِمَتِهِ فَقَالَ سُبحَانَهُاسجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلّا إِبلِیسَاعتَرَتهُ الحَمِیّةُ وَ غَلَبَت عَلَیهِ الشّقوَةُ وَ تَعَزّزَ بِخِلقَةِ النّارِ وَ استَوهَنَ خَلقَ الصّلصَالِ فَأَعطَاهُ اللّهُ النّظِرَةَ استِحقَاقاً لِلسّخطَةِ وَ استِتمَاماً لِلبَلِیّةِ وَ إِنجَازاً لِلعِدَةِ فَقَالَفَإِنّکَ مِنَ المُنظَرِینَ إِلی یَومِ الوَقتِ المَعلُومِ
-قرآن-935-976-قرآن-1196-1251
وَ اصطَفَی سُبحَانَهُ مِن وَلَدِهِ أَنبِیَاءَ أَخَذَ عَلَی الوحَیِ مِیثَاقَهُم وَ عَلَی تَبلِیغِ الرّسَالَةِ أَمَانَتَهُم لَمّا بَدّلَ أَکثَرُ خَلقِهِ عَهدَ اللّهِ إِلَیهِم فَجَهِلُوا حَقّهُ وَ اتّخَذُوا الأَندَادَ مَعَهُ وَ اجتَالَتهُمُ الشّیَاطِینُ عَن مَعرِفَتِهِ وَ اقتَطَعَتهُم عَن عِبَادَتِهِ فَبَعَثَ فِیهِم رُسُلَهُ وَ وَاتَرَ إِلَیهِم أَنبِیَاءَهُ لِیَستَأدُوهُم مِیثَاقَ فِطرَتِهِ وَ یُذَکّرُوهُم منَسیِّ نِعمَتِهِ وَ یَحتَجّوا عَلَیهِم بِالتّبلِیغِ وَ یُثِیرُوا لَهُم دَفَائِنَ العُقُولِ وَ یُرُوهُم آیَاتِ المَقدِرَةِ مِن سَقفٍ فَوقَهُم مَرفُوعٍ وَ مِهَادٍ تَحتَهُم مَوضُوعٍ وَ مَعَایِشَ تُحیِیهِم وَ آجَالٍ تُفنِیهِم وَ أَوصَابٍ تُهرِمُهُم وَ أَحدَاثٍ تَتَابَعُ عَلَیهِم وَ لَم یُخلِ اللّهُ سُبحَانَهُ خَلقَهُ مِن نبَیِّ مُرسَلٍ أَو کِتَابٍ مُنزَلٍ أَو حُجّةٍ لَازِمَةٍ أَو مَحَجّةٍ قَائِمَةٍ رُسُلٌ لَا تُقَصّرُ بِهِم قِلّةُ عَدَدِهِم وَ لَا کَثرَةُ المُکَذّبِینَ لَهُم مِن سَابِقٍ سمُیَّ لَهُ مَن بَعدَهُ
إِلَی أَن بَعَثَ اللّهُ سُبحَانَهُ مُحَمّداً رَسُولَ اللّهِص لِإِنجَازِ عِدَتِهِ وَ إِتمَامِ نُبُوّتِهِ مَأخُوذاً عَلَی النّبِیّینَ مِیثَاقُهُ مَشهُورَةً سِمَاتُهُ کَرِیماً مِیلَادُهُ وَ أَهلُ الأَرضِ یَومَئِذٍ مِلَلٌ مُتَفَرّقَةٌ وَ أَهوَاءٌ مُنتَشِرَةٌ وَ طَرَائِقُ مُتَشَتّتَةٌ بَینَ مُشَبّهٍ لِلّهِ بِخَلقِهِ أَو مُلحِدٍ فِی اسمِهِ أَو مُشِیرٍ إِلَی غَیرِهِ فَهَدَاهُم بِهِ مِنَ الضّلَالَةِ وَ أَنقَذَهُم بِمَکَانِهِ مِنَ الجَهَالَةِ ثُمّ اختَارَ سُبحَانَهُ لِمُحَمّدٍص لِقَاءَهُ وَ رضَیَِ لَهُ مَا عِندَهُ وَ أَکرَمَهُ عَن دَارِ الدّنیَا وَ رَغِبَ بِهِ عَن مَقَامِ البَلوَی فَقَبَضَهُ إِلَیهِ کَرِیماًص وَ خَلّفَ فِیکُم مَا خَلّفَتِ الأَنبِیَاءُ فِی أُمَمِهَا إِذ لَم یَترُکُوهُم هَمَلًا بِغَیرِ طَرِیقٍ وَاضِحٍ وَ لَا عَلَمٍ قَائِمٍ
کِتَابَ رَبّکُم فِیکُم مُبَیّناً حَلَالَهُ وَ حَرَامَهُ وَ فَرَائِضَهُ وَ فَضَائِلَهُ وَ نَاسِخَهُ وَ مَنسُوخَهُ وَ رُخَصَهُ وَ عَزَائِمَهُ وَ خَاصّهُ وَ عَامّهُ وَ عِبَرَهُ وَ أَمثَالَهُ وَ مُرسَلَهُ وَ مَحدُودَهُ وَ مُحکَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ مُفَسّراً مُجمَلَهُ وَ مُبَیّناً غَوَامِضَهُ بَینَ مَأخُوذٍ مِیثَاقُ عِلمِهِ وَ مُوَسّعٍ
وَ فَرَضَ عَلَیکُم حَجّ بَیتِهِ الحَرَامِ ألّذِی جَعَلَهُ قِبلَةً لِلأَنَامِ یَرِدُونَهُ وُرُودَ الأَنعَامِ وَ یَألَهُونَ إِلَیهِ وُلُوهَ الحَمَامِ وَ جَعَلَهُ سُبحَانَهُ عَلَامَةً لِتَوَاضُعِهِم لِعَظَمَتِهِ وَ إِذعَانِهِم لِعِزّتِهِ وَ اختَارَ مِن خَلقِهِ سُمّاعاً أَجَابُوا إِلَیهِ دَعوَتَهُ وَ صَدّقُوا کَلِمَتَهُ وَ وَقَفُوا مَوَاقِفَ أَنبِیَائِهِ وَ تَشَبّهُوا بِمَلَائِکَتِهِ المُطِیفِینَ بِعَرشِهِ یُحرِزُونَ الأَربَاحَ فِی مَتجَرِ عِبَادَتِهِ وَ یَتَبَادَرُونَ عِندَهُ مَوعِدَ مَغفِرَتِهِ جَعَلَهُ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَی لِلإِسلَامِ عَلَماً وَ لِلعَائِذِینَ حَرَماً فَرَضَ حَقّهُ وَ أَوجَبَ حَجّهُ وَ کَتَبَ عَلَیکُم وِفَادَتَهُ فَقَالَ سُبحَانَهُوَ لِلّهِ عَلَی النّاسِ حِجّ البَیتِ مَنِ استَطاعَ إِلَیهِ سَبِیلًا وَ مَن کَفَرَ فَإِنّ اللّهَ غنَیِّ عَنِ العالَمِینَ
-قرآن-657-776
أَحمَدُهُ استِتمَاماً لِنِعمَتِهِ وَ استِسلَاماً لِعِزّتِهِ وَ استِعصَاماً مِن مَعصِیَتِهِ وَ أَستَعِینُهُ فَاقَةً إِلَی کِفَایَتِهِ إِنّهُ لَا یَضِلّ مَن هَدَاهُ وَ لَا یَئِلُ مَن عَادَاهُ وَ لَا یَفتَقِرُ مَن کَفَاهُ فَإِنّهُ أَرجَحُ مَا وُزِنَ وَ أَفضَلُ مَا خُزِنَ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ شَهَادَةً مُمتَحَناً إِخلَاصُهَا مُعتَقَداً مُصَاصُهَا نَتَمَسّکُ بِهَا أَبَداً مَا أَبقَانَا وَ نَدّخِرُهَا لِأَهَاوِیلِ مَا یَلقَانَا فَإِنّهَا عَزِیمَةُ الإِیمَانِ وَ فَاتِحَةُ الإِحسَانِ وَ مَرضَاةُ الرّحمَنِ وَ مَدحَرَةُ الشّیطَانِ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِالدّینِ المَشهُورِ وَ العَلَمِ المَأثُورِ وَ الکِتَابِ المَسطُورِ وَ النّورِ السّاطِعِ وَ الضّیَاءِ اللّامِعِ وَ الأَمرِ الصّادِعِ إِزَاحَةً لِلشّبُهَاتِ وَ احتِجَاجاً بِالبَیّنَاتِ وَ تَحذِیراً بِالآیَاتِ وَ تَخوِیفاً بِالمَثُلَاتِ وَ النّاسُ فِی فِتَنٍ انجَذَمَ فِیهَا حَبلُ الدّینِ وَ تَزَعزَعَت سوَاَریِ الیَقِینِ وَ اختَلَفَ النّجرُ وَ تَشَتّتَ الأَمرُ وَ ضَاقَ المَخرَجُ وَ عمَیَِ المَصدَرُ فَالهُدَی خَامِلٌ وَ العَمَی شَامِلٌ عصُیَِ الرّحمَنُ وَ نُصِرَ الشّیطَانُ وَ خُذِلَ الإِیمَانُ فَانهَارَت دَعَائِمُهُ وَ تَنَکّرَت مَعَالِمُهُ وَ دَرَسَت
هُم مَوضِعُ سِرّهِ وَ لَجَأُ أَمرِهِ وَ عَیبَةُ عِلمِهِ وَ مَوئِلُ حُکمِهِ وَ کُهُوفُ کُتُبِهِ وَ جِبَالُ دِینِهِ بِهِم أَقَامَ انحِنَاءَ ظَهرِهِ وَ أَذهَبَ ارتِعَادَ فَرَائِصِهِ
زَرَعُوا الفُجُورَ وَ سَقَوهُ الغُرُورَ وَ حَصَدُوا الثّبُورَ لَا یُقَاسُ بِآلِ مُحَمّدٍص مِن هَذِهِ الأُمّةِ أَحَدٌ وَ لَا یُسَوّی بِهِم مَن جَرَت نِعمَتُهُم عَلَیهِ أَبَداً هُم أَسَاسُ الدّینِ وَ عِمَادُ الیَقِینِ إِلَیهِم یفَیِءُ الغاَلیِ وَ بِهِم یُلحَقُ التاّلیِ وَ لَهُم خَصَائِصُ حَقّ الوِلَایَةِ وَ فِیهِمُ الوَصِیّةُ وَ الوِرَاثَةُ الآنَ إِذ رَجَعَ الحَقّ إِلَی أَهلِهِ وَ نُقِلَ إِلَی مُنتَقَلِهِ
أَمَا وَ اللّهِ لَقَد تَقَمّصَهَا فُلَانٌ وَ إِنّهُ لَیَعلَمُ أَنّ محَلَیّ مِنهَا مَحَلّ القُطبِ مِنَ الرّحَی یَنحَدِرُ عنَیّ السّیلُ وَ لَا یَرقَی إلِیَّ الطّیرُ فَسَدَلتُ دُونَهَا ثَوباً وَ طَوَیتُ عَنهَا کَشحاً وَ طَفِقتُ أرَتئَیِ بَینَ أَن أَصُولَ بِیَدٍ جَذّاءَ أَو أَصبِرَ عَلَی طَخیَةٍ عَمیَاءَ یَهرَمُ فِیهَا الکَبِیرُ وَ یَشِیبُ فِیهَا الصّغِیرُ وَ یَکدَحُ فِیهَا مُؤمِنٌ حَتّی یَلقَی رَبّهُ
فَرَأَیتُ أَنّ الصّبرَ عَلَی هَاتَا أَحجَی فَصَبَرتُ وَ فِی العَینِ قَذًی وَ فِی الحَلقِ شَجًا أَرَی ترُاَثیِ نَهباً حَتّی مَضَی الأَوّلُ لِسَبِیلِهِ فَأَدلَی بِهَا إِلَی فُلَانٍ بَعدَهُ ثُمّ تَمَثّلَ بِقَولِ الأَعشَی
شَتّانَ مَا یوَمیِ عَلَی کُورِهَا || وَ یَومُ حَیّانَ أخَیِ جَابِرِ
فَیَا عَجَباً بَینَا هُوَ یَستَقِیلُهَا فِی حَیَاتِهِ إِذ عَقَدَهَا لِآخَرَ بَعدَ وَفَاتِهِ لَشَدّ مَا تَشَطّرَا ضَرعَیهَا فَصَیّرَهَا فِی حَوزَةٍ خَشنَاءَ یَغلُظُ کَلمُهَا وَ یَخشُنُ مَسّهَا وَ یَکثُرُ العِثَارُ فِیهَا وَ الِاعتِذَارُ مِنهَا فَصَاحِبُهَا کَرَاکِبِ الصّعبَةِ إِن أَشنَقَ لَهَا خَرَمَ وَ إِن أَسلَسَ
فَمَا راَعنَیِ إِلّا وَ النّاسُ کَعُرفِ الضّبُعِ إلِیَّ یَنثَالُونَ عَلَیّ مِن کُلّ جَانِبٍ حَتّی لَقَد وُطِئَ الحَسَنَانِ وَ شُقّ عطِفاَیَ مُجتَمِعِینَ حوَلیِ کَرَبِیضَةِ الغَنَمِ فَلَمّا نَهَضتُ بِالأَمرِ نَکَثَت طَائِفَةٌ وَ مَرَقَت أُخرَی وَ قَسَطَ آخَرُونَ کَأَنّهُم لَم یَسمَعُوا اللّهَ سُبحَانَهُ یَقُولُتِلکَ الدّارُ الآخِرَةُ نَجعَلُها لِلّذِینَ لا یُرِیدُونَ عُلُوّا فِی الأَرضِ وَ لا فَساداً وَ العاقِبَةُ لِلمُتّقِینَبَلَی وَ اللّهِ لَقَد سَمِعُوهَا وَ وَعَوهَا وَ لَکِنّهُم
-قرآن-316-433
وهی من أفصح کلامه علیه السلام و فیهایعظ الناس ویهدیهم من ضلالتهم ویقال إنه خطبها بعدقتل طلحة والزبیر
-روایت-1-114
بِنَا اهتَدَیتُم فِی الظّلمَاءِ وَ تَسَنّمتُم ذُروَةَ العَلیَاءِ وَ بِنَا أَفجَرتُم عَنِ السّرَارِ وُقِرَ سَمعٌ لَم یَفقَهِ الوَاعِیَةَ وَ کَیفَ یرُاَعیِ النّبأَةَ مَن أَصَمّتهُ الصّیحَةُ رُبِطَ جَنَانٌ لَم یُفَارِقهُ الخَفَقَانُ مَا زِلتُ أَنتَظِرُ بِکُم عَوَاقِبَ الغَدرِ وَ أَتَوَسّمُکُم بِحِلیَةِ المُغتَرّینَ حَتّی ستَرَنَیِ عَنکُم جِلبَابُ الدّینِ وَ بَصّرَنِیکُم صِدقُ النّیّةِ أَقَمتُ لَکُم عَلَی سَنَنِ الحَقّ فِی جَوَادّ المَضَلّةِ حَیثُ تَلتَقُونَ وَ لَا دَلِیلَ وَ تَحتَفِرُونَ وَ لَا تُمِیهُونَ الیَومَ أُنطِقُ لَکُمُ العَجمَاءَ ذَاتَ البَیَانِ عَزَبَ رأَیُ امرِئٍ تَخَلّفَ عنَیّ مَا شَکَکتُ فِی الحَقّ مُذ أُرِیتُهُ لَم یُوجِس مُوسَی ع خِیفَةً عَلَی نَفسِهِ بَل أَشفَقَ مِن غَلَبَةِ الجُهّالِ وَ دُوَلِ الضّلَالِ الیَومَ تَوَاقَفنَا عَلَی سَبِیلِ الحَقّ وَ البَاطِلِ مَن وَثِقَ بِمَاءٍ لَم یَظمَأ
أَیّهَا النّاسُ شُقّوا أَموَاجَ الفِتَنِ بِسُفُنِ النّجَاةِ وَ عَرّجُوا عَن طَرِیقِ المُنَافَرَةِ وَ ضَعُوا تِیجَانَ المُفَاخَرَةِ أَفلَحَ مَن نَهَضَ بِجَنَاحٍ أَوِ استَسلَمَ فَأَرَاحَ هَذَا مَاءٌ آجِنٌ وَ لُقمَةٌ یَغَصّ بِهَا آکِلُهَا وَ مجُتنَیِ الثّمَرَةِ لِغَیرِ وَقتِ إِینَاعِهَا کَالزّارِعِ بِغَیرِ أَرضِهِ.
فَإِن أَقُل یَقُولُوا حَرَصَ عَلَی المُلکِ وَ إِن أَسکُت یَقُولُوا جَزِعَ مِنَ المَوتِ هَیهَاتَ بَعدَ اللّتَیّا وَ التّیِ وَ اللّهِ لَابنُ أَبِی طَالِبٍ آنَسُ بِالمَوتِ مِنَ الطّفلِ بثِدَیِ أُمّهِ بَلِ اندَمَجتُ عَلَی مَکنُونِ عِلمٍ لَو بُحتُ بِهِ لَاضطَرَبتُم اضطِرَابَ الأَرشِیَةِ فِی الطوّیِّ البَعِیدَةِ
وَ اللّهِ لَا أَکُونُ کَالضّبُعِ تَنَامُ عَلَی طُولِ اللّدمِ حَتّی یَصِلَ إِلَیهَا طَالِبُهَا وَ یَختِلَهَا رَاصِدُهَا وَ لکَنِیّ أَضرِبُ بِالمُقبِلِ إِلَی الحَقّ المُدبِرَ عَنهُ وَ بِالسّامِعِ المُطِیعِ العاَصیَِ المُرِیبَ أَبَداً حَتّی یأَتیَِ عَلَیّ یوَمیِ فَوَاللّهِ مَا زِلتُ مَدفُوعاً عَن حقَیّ مُستَأثَراً عَلَیّ مُنذُ قَبَضَ اللّهُ نَبِیّهُ صَلّی اللّهُ عَلَیهِ وَ سَلّمَ حَتّی یَومِ النّاسِ هَذَا
اتّخَذُوا الشّیطَانَ لِأَمرِهِم مِلَاکاً وَ اتّخَذَهُم لَهُ أَشرَاکاً فَبَاضَ وَ فَرّخَ فِی صُدُورِهِم وَ دَبّ وَ دَرَجَ فِی حُجُورِهِم فَنَظَرَ بِأَعیُنِهِم وَ نَطَقَ بِأَلسِنَتِهِم فَرَکِبَ بِهِمُ الزّلَلَ وَ زَیّنَ لَهُمُ الخَطَلَ فِعلَ مَن قَد شَرِکَهُ الشّیطَانُ فِی سُلطَانِهِ وَ نَطَقَ بِالبَاطِلِ عَلَی لِسَانِهِ
یَزعُمُ أَنّهُ قَد بَایَعَ بِیَدِهِ وَ لَم یُبَایِع بِقَلبِهِ فَقَد أَقَرّ بِالبَیعَةِ وَ ادّعَی الوَلِیجَةَ فَلیَأتِ عَلَیهَا بِأَمرٍ یُعرَفُ وَ إِلّا فَلیَدخُل فِیمَا خَرَجَ مِنهُ
وَ قَد أَرعَدُوا وَ أَبرَقُوا وَ مَعَ هَذَینِ الأَمرَینِ الفَشَلُ وَ لَسنَا نُرعِدُ حَتّی نُوقِعَ وَ لَا نُسِیلُ حَتّی نُمطِرَ
أَلَا وَ إِنّ الشّیطَانَ قَد جَمَعَ حِزبَهُ وَ استَجلَبَ خَیلَهُ وَ رَجِلَهُ وَ إِنّ معَیِ لبَصَیِرتَیِ مَا لَبّستُ عَلَی نفَسیِ وَ لَا لُبّسَ عَلَیّ وَ ایمُ اللّهِ لَأُفرِطَنّ لَهُم حَوضاً أَنَا مَاتِحُهُ لَا یَصدُرُونَ عَنهُ وَ لَا یَعُودُونَ إِلَیهِ
تَزُولُ الجِبَالُ وَ لَا تَزُل عَضّ عَلَی نَاجِذِکَ أَعِرِ اللّهَ جُمجُمَتَکَ تِد فِی الأَرضِ قَدَمَکَ ارمِ بِبَصَرِکَ أَقصَی القَومِ وَ غُضّ بَصَرَکَ وَ اعلَم أَنّ النّصرَ مِن
عِندِ اللّهِ سُبحَانَهُ
وَ قَد قَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ وَدِدتُ أَنّ أخَیِ فُلَاناً کَانَ شَاهِدَنَا لِیَرَی مَا نَصَرَکَ اللّهُ بِهِ عَلَی أَعدَائِکَ فَقَالَ لَهُ ع أَ هَوَی أَخِیکَ مَعَنَا فَقَالَ نَعَم قَالَ فَقَد شَهِدَنَا وَ لَقَد شَهِدَنَا فِی عَسکَرِنَا هَذَا أَقوَامٌ فِی أَصلَابِ الرّجَالِ وَ أَرحَامِ النّسَاءِ سَیَرعَفُ بِهِمُ الزّمَانُ وَ یَقوَی بِهِمُ الإِیمَانُ
کُنتُم جُندَ المَرأَةِ وَ أَتبَاعَ البَهِیمَةِ رَغَا فَأَجَبتُم وَ عُقِرَ فَهَرَبتُم أَخلَاقُکُم دِقَاقٌ وَ عَهدُکُم شِقَاقٌ وَ دِینُکُم نِفَاقٌ وَ مَاؤُکُم زُعَاقٌ وَ المُقِیمُ بَینَ أَظهُرِکُم مُرتَهَنٌ بِذَنبِهِ وَ الشّاخِصُ عَنکُم مُتَدَارَکٌ بِرَحمَةٍ مِن رَبّهِ کأَنَیّ بِمَسجِدِکُم کَجُؤجُؤِ
أَرضُکُم قَرِیبَةٌ مِنَ المَاءِ بَعِیدَةٌ مِنَ السّمَاءِ خَفّت عُقُولُکُم وَ سَفِهَت حُلُومُکُم فَأَنتُم غَرَضٌ لِنَابِلٍ وَ أُکلَةٌ لِآکِلٍ وَ فَرِیسَةٌ لِصَائِلٍ
وَ اللّهِ لَو وَجَدتُهُ قَد تُزُوّجَ بِهِ النّسَاءُ وَ مُلِکَ بِهِ الإِمَاءُ لَرَدَدتُهُ فَإِنّ فِی العَدلِ سَعَةً وَ مَن ضَاقَ عَلَیهِ العَدلُ فَالجَورُ عَلَیهِ أَضیَقُ
ذمِتّیِ بِمَا أَقُولُ رَهِینَةٌوَ أَنَا بِهِ زَعِیمٌ إِنّ مَن صَرّحَت لَهُ العِبَرُ عَمّا بَینَ یَدَیهِ مِنَ المَثُلَاتِ حَجَزَتهُ التّقوَی عَن تَقَحّمِ الشّبُهَاتِ أَلَا وَ إِنّ بَلِیّتَکُم قَد عَادَت کَهَیئَتِهَا یَومَ بَعَثَ اللّهُ نَبِیّهُص وَ ألّذِی بَعَثَهُ بِالحَقّ لَتُبَلبَلُنّ بَلبَلَةً وَ لَتُغَربَلُنّ غَربَلَةً وَ لَتُسَاطُنّ سَوطَ القِدرِ حَتّی یَعُودَ أَسفَلُکُم أَعلَاکُم وَ أَعلَاکُم أَسفَلَکُم وَ لَیَسبِقَنّ سَابِقُونَ کَانُوا قَصّرُوا وَ لَیُقَصّرَنّ سَبّاقُونَ کَانُوا سَبَقُوا وَ اللّهِ مَا کَتَمتُ وَشمَةً وَ لَا کَذَبتُ کِذبَةً وَ لَقَد نُبّئتُ بِهَذَا المَقَامِ وَ هَذَا الیَومِ أَلَا وَ إِنّ الخَطَایَا خَیلٌ شُمُسٌ حُمِلَ عَلَیهَا أَهلُهَا وَ خُلِعَت لُجُمُهَا فَتَقَحّمَت بِهِم فِی النّارِ أَلَا وَ إِنّ التّقوَی مَطَایَا ذُلُلٌ حُمِلَ عَلَیهَا أَهلُهَا
-قرآن-33-53
شُغِلَ مَنِ الجَنّةُ وَ النّارُ أَمَامَهُ سَاعٍ سَرِیعٌ نَجَا وَ طَالِبٌ بطَیِءٌ رَجَا وَ مُقَصّرٌ فِی النّارِ هَوَی الیَمِینُ وَ الشّمَالُ مَضَلّةٌ وَ الطّرِیقُ الوُسطَی هیَِ الجَادّةُ عَلَیهَا باَقیِ الکِتَابِ وَ آثَارُ النّبُوّةِ وَ مِنهَا مَنفَذُ السّنّةِ وَ إِلَیهَا مَصِیرُ العَاقِبَةِ هَلَکَ مَنِ ادّعَی وَخابَ مَنِ افتَری مَن أَبدَی صَفحَتَهُ لِلحَقّ هَلَکَ وَ کَفَی بِالمَرءِ جَهلًا أَلّا یَعرِفَ قَدرَهُ لَا یَهلِکُ عَلَی التّقوَی سِنخُ أَصلٍ وَ لَا یَظمَأُ عَلَیهَا زَرعُ قَومٍ فَاستَتِرُوا فِی بُیُوتِکُموَ أَصلِحُوا ذاتَ بَینِکُم وَ التّوبَةُ مِن وَرَائِکُم وَ لَا یَحمَد حَامِدٌ إِلّا رَبّهُ وَ لَا یَلُم لَائِمٌ إِلّا نَفسَهُ
-قرآن-317-332-قرآن-520-545
إنّ أَبغَضَ الخَلَائِقِ إِلَی اللّهِ رَجُلَانِ رَجُلٌ وَکَلَهُ اللّهُ إِلَی نَفسِهِ فَهُوَ جَائِرٌ عَن قَصدِ السّبِیلِ مَشغُوفٌ بِکَلَامِ بِدعَةٍ وَ دُعَاءِ ضَلَالَةٍ فَهُوَ فِتنَةٌ لِمَنِ افتَتَنَ بِهِ ضَالّ عَن هدَیِ مَن کَانَ قَبلَهُ مُضِلّ لِمَنِ اقتَدَی بِهِ فِی حَیَاتِهِ وَ بَعدَ وَفَاتِهِ حَمّالٌ خَطَایَا غَیرِهِ رَهنٌ بِخَطِیئَتِهِ
وَ رَجُلٌ قَمَشَ جَهلًا مُوضِعٌ فِی جُهّالِ الأُمّةِ عَادٍ فِی أَغبَاشِ الفِتنَةِ عَمٍ بِمَا فِی عَقدِ الهُدنَةِ قَد سَمّاهُ أَشبَاهُ النّاسِ عَالِماً وَ لَیسَ بِهِ بَکّرَ فَاستَکثَرَ مِن جَمعٍ مَا قَلّ مِنهُ خَیرٌ مِمّا کَثُرَ حَتّی إِذَا ارتَوَی مِن مَاءٍ آجِنٍ وَ اکتَثَرَ مِن غَیرِ طَائِلٍ جَلَسَ بَینَ النّاسِ قَاضِیاً ضَامِناً لِتَخلِیصِ مَا التَبَسَ عَلَی غَیرِهِ فَإِن نَزَلَت بِهِ إِحدَی المُبهَمَاتِ هَیّأَ لَهَا حَشواً رَثّا مِن رَأیِهِ ثُمّ قَطَعَ بِهِ فَهُوَ مِن لَبسِ الشّبُهَاتِ فِی مِثلِ نَسجِ العَنکَبُوتِ لَا یدَریِ أَصَابَ أَم أَخطَأَ فَإِن أَصَابَ خَافَ أَن یَکُونَ قَد أَخطَأَ وَ إِن أَخطَأَ رَجَا أَن یَکُونَ قَد أَصَابَ جَاهِلٌ خَبّاطُ جَهَالَاتٍ عَاشٍ رَکّابُ عَشَوَاتٍ لَم یَعَضّ عَلَی العِلمِ
تَرِدُ عَلَی أَحَدِهِمُ القَضِیّةُ فِی حُکمٍ مِنَ الأَحکَامِ فَیَحکُمُ فِیهَا بِرَأیِهِ ثُمّ تَرِدُ تِلکَ القَضِیّةُ بِعَینِهَا عَلَی غَیرِهِ فَیَحکُمُ فِیهَا بِخِلَافِ قَولِهِ ثُمّ یَجتَمِعُ القُضَاةُ بِذَلِکَ
عِندَ الإِمَامِ ألّذِی استَقضَاهُم فَیُصَوّبُ آرَاءَهُم جَمِیعاً وَ إِلَهُهُم وَاحِدٌ وَ نَبِیّهُم وَاحِدٌ وَ کِتَابُهُم وَاحِدٌ
أَم أَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ دِیناً نَاقِصاً فَاستَعَانَ بِهِم عَلَی إِتمَامِهِ أَم کَانُوا شُرَکَاءَ لَهُ فَلَهُم أَن یَقُولُوا وَ عَلَیهِ أَن یَرضَی أَم أَنزَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ دِیناً تَامّاً فَقَصّرَ الرّسُولُص عَن تَبلِیغِهِ وَ أَدَائِهِ وَ اللّهُ سُبحَانَهُ یَقُولُما فَرّطنا فِی الکِتابِ مِن شَیءٍ وَ فِیهِ تِبیَانٌ لِکُلّ شَیءٍ وَ ذَکَرَ أَنّ الکِتَابَ یُصَدّقُ بَعضُهُ بَعضاً وَ أَنّهُ لَا اختِلَافَ فِیهِ فَقَالَ سُبحَانَهُوَ لَو کانَ مِن
عِندِ غَیرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِیهِ اختِلافاً کَثِیراً وَ إِنّ القُرآنَ ظَاهِرُهُ أَنِیقٌ وَ بَاطِنُهُ عَمِیقٌ لَا تَفنَی عَجَائِبُهُ وَ لَا تنَقضَیِ غَرَائِبُهُ وَ لَا تُکشَفُ الظّلُمَاتُ إِلّا بِهِ
-قرآن-276-308-قرآن-438-507
مَا یُدرِیکَ مَا عَلَیّ مِمّا لِی عَلَیکَ لَعنَةُ اللّهِ وَ لَعنَةُ اللّاعِنِینَ حَائِکٌ ابنُ حَائِکٍ مُنَافِقٌ ابنُ کَافِرٍ وَ اللّهِ لَقَد أَسَرَکَ الکُفرُ مَرّةً وَ الإِسلَامُ
فَإِنّکُم لَو قَد عَایَنتُم مَا قَد عَایَنَ مَن مَاتَ مِنکُم لَجَزِعتُم وَ وَهِلتُم وَ سَمِعتُم وَ أَطَعتُم وَ لَکِن مَحجُوبٌ عَنکُم مَا قَد عَایَنُوا وَ قَرِیبٌ مَا یُطرَحُ الحِجَابُ وَ لَقَد بُصّرتُم إِن أَبصَرتُم وَ أُسمِعتُم إِن سَمِعتُم وَ هُدِیتُم إِنِ اهتَدَیتُم وَ بِحَقّ أَقُولُ لَکُم لَقَد جَاهَرَتکُمُ العِبَرُ وَ زُجِرتُم بِمَا فِیهِ مُزدَجَرٌ وَ مَا یُبَلّغُ عَنِ اللّهِ بَعدَ رُسُلِ السّمَاءِ إِلّا البَشَرُ
فَإِنّ الغَایَةَ أَمَامَکُم وَ إِنّ وَرَاءَکُمُ السّاعَةَ تَحدُوکُم تَخَفّفُوا
أَلَا وَ إِنّ الشّیطَانَ قَد ذَمّرَ حِزبَهُ وَ استَجلَبَ جَلَبَهُ لِیَعُودَ الجَورُ إِلَی أَوطَانِهِ وَ یَرجِعَ البَاطِلُ إِلَی نِصَابِهِ وَ اللّهِ مَا أَنکَرُوا عَلَیّ مُنکَراً وَ لَا جَعَلُوا بیَنیِ وَ بَینَهُم نَصِفاً
وَ إِنّهُم لَیَطلُبُونَ حَقّاً هُم تَرَکُوهُ وَ دَماً هُم سَفَکُوهُ فَلَئِن کُنتُ شَرِیکَهُم فِیهِ فَإِنّ لَهُم لَنَصِیبَهُم مِنهُ وَ لَئِن کَانُوا وَلُوهُ دوُنیِ فَمَا التّبِعَةُ إِلّا عِندَهُم وَ إِنّ أَعظَمَ حُجّتِهِم لَعَلَی أَنفُسِهِم یَرتَضِعُونَ أُمّاً قَد فَطَمَت وَ یُحیُونَ بِدعَةً قَد أُمِیتَت یَا خَیبَةَ الداّعیِ مَن دَعَا وَ إِلَامَ أُجِیبَ وَ إنِیّ لَرَاضٍ بِحُجّةِ اللّهِ عَلَیهِم وَ عِلمِهِ فِیهِم
فَإِن أَبَوا أَعطَیتُهُم حَدّ السّیفِ وَ کَفَی بِهِ شَافِیاً مِنَ البَاطِلِ وَ نَاصِراً لِلحَقّ وَ مِنَ العَجَبِ بَعثُهُم إلِیَّ أَن أَبرُزَ لِلطّعَانِ وَ أَن أَصبِرَ لِلجِلَادِ هَبِلَتهُمُ الهَبُولُ لَقَد کُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا أُرهَبُ بِالضّربِ وَ إنِیّ لَعَلَی یَقِینٍ مِن ربَیّ وَ غَیرِ شُبهَةٍ مِن دیِنیِ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ الأَمرَ یَنزِلُ مِنَ السّمَاءِ إِلَی الأَرضِ کَقَطَرَاتِ المَطَرِ إِلَی کُلّ نَفسٍ بِمَا قُسِمَ لَهَا مِن زِیَادَةٍ أَو نُقصَانٍ فَإِن رَأَی أَحَدُکُم لِأَخِیهِ غَفِیرَةً فِی أَهلٍ أَو مَالٍ أَو نَفسٍ فَلَا تَکُونَنّ لَهُ فِتنَةً فَإِنّ المَرءَ المُسلِمَ مَا لَم یَغشَ دَنَاءَةً تَظهَرُ فَیَخشَعُ لَهَا إِذَا ذُکِرَت وَ یُغرَی بِهَا لِئَامُ النّاسِ کَانَ کَالفَالِجِ الیَاسِرِ ألّذِی یَنتَظِرُ أَوّلَ فَوزَةٍ مِن قِدَاحِهِ تُوجِبُ لَهُ المَغنَمَ وَ یُرفَعُ بِهَا عَنهُ المَغرَمُ وَ کَذَلِکَ المَرءُ المُسلِمُ البرَیِءُ مِنَ الخِیَانَةِ یَنتَظِرُ مِنَ اللّهِ إِحدَی الحُسنَیَینِ إِمّا داَعیَِ اللّهِ فَمَا
عِندَ اللّهِ خَیرٌ لَهُ وَ إِمّا رِزقَ اللّهِ فَإِذَا هُوَ ذُو أَهلٍ وَ مَالٍ وَ مَعَهُ دِینُهُ وَ حَسَبُهُ وَ إِنّ المَالَ وَ البَنِینَ حَرثُ الدّنیَا وَ العَمَلَ الصّالِحَ حَرثُ الآخِرَةِ وَ قَد یَجمَعُهُمَا اللّهُ تَعَالَی لِأَقوَامٍ فَاحذَرُوا مِنَ اللّهِ مَا حَذّرَکُم
أَیّهَا النّاسُ إِنّهُ لَا یسَتغَنیِ الرّجُلُ وَ إِن کَانَ ذَا مَالٍ عَن عِترَتِهِ وَ دِفَاعِهِم عَنهُ بِأَیدِیهِم وَ أَلسِنَتِهِم وَ هُم أَعظَمُ النّاسِ حَیطَةً مِن وَرَائِهِ وَ أَلَمّهُم لِشَعَثِهِ وَ أَعطَفُهُم عَلَیهِ
عِندَ نَازِلَةٍ إِذَا نَزَلَت بِهِ وَ لِسَانُ الصّدقِ یَجعَلُهُ اللّهُ لِلمَرءِ فِی النّاسِ خَیرٌ لَهُ مِنَ المَالِ یَرِثُهُ غَیرُهُ
ومنهاأَلَا لَا یَعدِلَنّ أَحَدُکُم عَنِ القَرَابَةِ یَرَی بِهَا الخَصَاصَةَ أَن یَسُدّهَا باِلذّیِ لَا یَزِیدُهُ إِن أَمسَکَهُ وَ لَا یَنقُصُهُ إِن أَهلَکَهُ وَ مَن یَقبِض یَدَهُ عَن عَشِیرَتِهِ فَإِنّمَا تُقبَضُ مِنهُ عَنهُم یَدٌ وَاحِدَةٌ وَ تُقبَضُ مِنهُم عَنهُ أَیدٍ کَثِیرَةٌ وَ مَن تَلِن حَاشِیَتُهُ یَستَدِم مِن قَومِهِ المَوَدّةَ
قال السید الشریف أقول الغفیرة هاهنا الزیادة والکثرة من قولهم للجمع الکثیر الجم الغفیر والجماء الغفیر ویروی عفوة من أهل أومال والعفوة الخیار من الشیء یقال أکلت عفوة الطعام أی خیاره . و ماأحسن المعنی ألذی أراده ع بقوله و من یقبض یده عن عشیرته ... إلی تمام الکلام فإن الممسک خیره عن
-روایت-1-ادامه دارد
وَ لعَمَریِ مَا عَلَیّ مِن قِتَالِ مَن خَالَفَ الحَقّ وَ خَابَطَ الغیَّ مِن إِدهَانٍ وَ لَا إِیهَانٍ فَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ فِرّوا إِلَی اللّهِ مِنَ اللّهِ وَ امضُوا فِی ألّذِی نَهَجَهُ لَکُم وَ قُومُوا بِمَا عَصَبَهُ بِکُم فعَلَیِّ ضَامِنٌ لِفَلجِکُم آجِلًا إِن لَم تُمنَحُوهُ عَاجِلًا
مَا هیَِ إِلّا الکُوفَةُ أَقبِضُهَا وَ أَبسُطُهَا إِن لَم تکَوُنیِ إِلّا أَنتِ تَهُبّ أَعَاصِیرُکِ فَقَبّحَکِ اللّهُ
إِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص نَذِیراً لِلعَالَمِینَ وَ أَمِیناً عَلَی التّنزِیلِ وَ أَنتُم مَعشَرَ العَرَبِ عَلَی شَرّ دِینٍ وَ فِی شَرّ دَارٍ مُنِیخُونَ بَینَ حِجَارَةٍ خُشنٍ وَ حَیّاتٍ صُمّ تَشرَبُونَ الکَدِرَ وَ تَأکُلُونَ الجَشِبَ وَ تَسفِکُونَ دِمَاءَکُم وَ تَقطَعُونَ أَرحَامَکُم الأَصنَامُ فِیکُم مَنصُوبَةٌ وَ الآثَامُ بِکُم مَعصُوبَةٌ
فَنَظَرتُ فَإِذَا لَیسَ لِی مُعِینٌ إِلّا أَهلُ بیَتیِ فَضَنِنتُ بِهِم عَنِ المَوتِ وَ أَغضَیتُ عَلَی القَذَی وَ شَرِبتُ عَلَی الشّجَا وَ صَبَرتُ عَلَی أَخذِ الکَظَمِ وَ عَلَی أَمَرّ مِن طَعمِ العَلقَمِ
ومنها وَ لَم یُبَایِع حَتّی شَرَطَ أَن یُؤتِیَهُ عَلَی البَیعَةِ ثَمَناً فَلَا ظَفِرَت یَدُ البَائِعِ وَ خَزِیَت أَمَانَةُ المُبتَاعِ فَخُذُوا لِلحَربِ أُهبَتَهَا وَ أَعِدّوا لَهَا عُدّتَهَا فَقَد شَبّ لَظَاهَا وَ عَلَا سَنَاهَا وَ استَشعِرُوا الصّبرَ فَإِنّهُ أَدعَی إِلَی النّصرِ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ الجِهَادَ بَابٌ مِن أَبوَابِ الجَنّةِ فَتَحَهُ اللّهُ لِخَاصّةِ أَولِیَائِهِ وَ هُوَ لِبَاسُ التّقوَی وَ دِرعُ اللّهِ الحَصِینَةُ وَ جُنّتُهُ الوَثِیقَةُ فَمَن تَرَکَهُ رَغبَةً عَنهُ أَلبَسَهُ اللّهُ ثَوبَ الذّلّ وَ شَمِلَهُ البَلَاءُ وَ دُیّثَ بِالصّغَارِ وَ القَمَاءَةِ وَ ضُرِبَ عَلَی قَلبِهِ بِالإِسهَابِ وَ أُدِیلَ الحَقّ مِنهُ بِتَضیِیعِ الجِهَادِ وَ سِیمَ الخَسفَ وَ مُنِعَ النّصَفَ
أَلَا وَ إنِیّ قَد دَعَوتُکُم إِلَی قِتَالِ هَؤُلَاءِ القَومِ لَیلًا وَ نَهَاراً وَ سِرّاً وَ إِعلَاناً وَ قُلتُ لَکُمُ اغزُوهُم قَبلَ أَن یَغزُوکُم فَوَاللّهِ مَا غزُیَِ قَومٌ قَطّ فِی عُقرِ دَارِهِم إِلّا ذَلّوا فَتَوَاکَلتُم وَ تَخَاذَلتُم حَتّی شُنّت عَلَیکُمُ الغَارَاتُ وَ مُلِکَت عَلَیکُمُ الأَوطَانُ وَ هَذَا أَخُو غَامِدٍ وَ قَد وَرَدَت خَیلُهُ الأَنبَارَ وَ قَد قَتَلَ حَسّانَ بنَ حَسّانَ البکَریِّ وَ أَزَالَ خَیلَکُم عَن مَسَالِحِهَا وَ لَقَد بلَغَنَیِ أَنّ الرّجُلَ مِنهُم کَانَ یَدخُلُ عَلَی المَرأَةِ المُسلِمَةِ وَ الأُخرَی المُعَاهِدَةِ فَیَنتَزِعُ حِجلَهَا وَ قُلُبَهَا
یَا أَشبَاهَ الرّجَالِ وَ لَا رِجَالَ حُلُومُ الأَطفَالِ وَ عُقُولُ رَبّاتِ الحِجَالِ لَوَدِدتُ أنَیّ لَم أَرَکُم وَ لَم أَعرِفکُم مَعرِفَةً وَ اللّهِ جَرّت نَدَماً وَ أَعقَبَت سَدَماً قَاتَلَکُمُ اللّهُ لَقَد مَلَأتُم قلَبیِ قَیحاً وَ شَحَنتُم صدَریِ غَیظاً وَ جرَعّتمُوُنیِ نُغَبَ التّهمَامِ أَنفَاساً وَ أَفسَدتُم عَلَیّ رأَییِ بِالعِصیَانِ وَ الخِذلَانِ حَتّی لَقَد قَالَت قُرَیشٌ إِنّ ابنَ أَبِی
أَمّا بَعدُ فَإِنّ الدّنیَا أَدبَرَت وَ آذَنَت بِوَدَاعٍ وَ إِنّ الآخِرَةَ قَد أَقبَلَت وَ أَشرَفَت بِاطّلَاعٍ أَلَا وَ إِنّ الیَومَ المِضمَارَ وَ غَداً السّبَاقَ وَ السّبَقَةُ الجَنّةُ وَ الغَایَةُ النّارُ أَ فَلَا تَائِبٌ مِن خَطِیئَتِهِ قَبلَ مَنِیّتِهِ أَ لَا عَامِلٌ لِنَفسِهِ قَبلَ یَومِ بُؤسِهِ أَلَا وَ إِنّکُم فِی أَیّامِ أَمَلٍ مِن وَرَائِهِ أَجَلٌ فَمَن عَمِلَ فِی أَیّامِ أَمَلِهِ قَبلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَد نَفَعَهُ عَمَلُهُ وَ لَم یَضرُرهُ أَجَلُهُ وَ مَن قَصّرَ فِی أَیّامِ أَمَلِهِ قَبلَ حُضُورِ أَجَلِهِ فَقَد خَسِرَ عَمَلُهُ وَ ضَرّهُ أَجَلُهُ أَلَا فَاعمَلُوا فِی الرّغبَةِ کَمَا تَعمَلُونَ فِی الرّهبَةِ أَلَا وَ إنِیّ لَم أَرَ کَالجَنّةِ نَامَ طَالِبُهَا وَ لَا کَالنّارِ نَامَ هَارِبُهَا أَلَا وَ إِنّهُ مَن لَا یَنفَعُهُ الحَقّ یَضُرّهُ البَاطِلُ وَ مَن لَا یَستَقِیمُ بِهِ الهُدَی یَجُرّ بِهِ الضّلَالُ إِلَی الرّدَی أَلَا وَ إِنّکُم قَد أُمِرتُم بِالظّعنِ وَ دُلِلتُم عَلَی الزّادِ وَ إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ
أَیّهَا النّاسُ المُجتَمِعَةُ أَبدَانُهُم المُختَلِفَةُ أَهوَاؤُهُم کَلَامُکُم یوُهیِ الصّمّ الصّلَابَ وَ فِعلُکُم یُطمِعُ فِیکُمُ الأَعدَاءَ تَقُولُونَ
لَو أَمَرتُ بِهِ لَکُنتُ قَاتِلًا أَو نَهَیتُ عَنهُ لَکُنتُ نَاصِراً غَیرَ أَنّ مَن نَصَرَهُ لَا یَستَطِیعُ أَن یَقُولَ خَذَلَهُ مَن أَنَا خَیرٌ مِنهُ وَ مَن خَذَلَهُ لَا یَستَطِیعُ أَن یَقُولَ نَصَرَهُ مَن هُوَ خَیرٌ منِیّ وَ أَنَا جَامِعٌ لَکُم أَمرَهُ استَأثَرَ فَأَسَاءَ الأَثَرَةَ وَ جَزِعتُم فَأَسَأتُمُ الجَزَعَ وَ لِلّهِ حُکمٌ وَاقِعٌ فِی المُستَأثِرِ وَ الجَازِعِ
لَا تَلقَیَنّ طَلحَةَ فَإِنّکَ إِن تَلقَهُ تَجِدهُ کَالثّورِ عَاقِصاً قَرنَهُ یَرکَبُ الصّعبَ وَ یَقُولُ هُوَ الذّلُولُ وَ لَکِنِ القَ الزّبَیرَ فَإِنّهُ أَلیَنُ عَرِیکَةً فَقُل لَهُ یَقُولُ لَکَ ابنُ خَالِکَ عرَفَتنَیِ بِالحِجَازِ وَ أنَکرَتنَیِ بِالعِرَاقِ فَمَا عَدَا مِمّا بَدَا
قال السید الشریف و هو ع أول من سمعت منه هذه الکلمة أعنی فما عدا مما بدا
-روایت-1-79
أَیّهَا النّاسُ إِنّا قَد أَصبَحنَا فِی دَهرٍ عَنُودٍ وَ زَمَنٍ کَنُودٍ یُعَدّ فِیهِ المُحسِنُ مُسِیئاً وَ یَزدَادُ الظّالِمُ فِیهِ عُتُوّاً لَا نَنتَفِعُ بِمَا عَلِمنَا وَ لَا نَسأَلُ عَمّا جَهِلنَا وَ لَا نَتَخَوّفُ قَارِعَةً حَتّی تَحُلّ بِنَا
وَ النّاسُ عَلَی أَربَعَةِ أَصنَافٍ مِنهُم مَن لَا یَمنَعُهُ الفَسَادَ فِی الأَرضِ إِلّا مَهَانَةُ نَفسِهِ وَ کَلَالَةُ حَدّهِ وَ نَضِیضُ وَفرِهِ وَ مِنهُم المُصلِتُ
وَ بقَیَِ رِجَالٌ غَضّ أَبصَارَهُم ذِکرُ المَرجِعِ وَ أَرَاقَ دُمُوعَهُم خَوفُ المَحشَرِ فَهُم بَینَ شَرِیدٍ نَادّ وَ خَائِفٍ مَقمُوعٍ وَ سَاکِتٍ مَکعُومٍ وَ دَاعٍ مُخلِصٍ وَ ثَکلَانَ مُوجَعٍ قَد أَخمَلَتهُمُ التّقِیّةُ وَ شَمِلَتهُمُ الذّلّةُ فَهُم فِی بَحرٍ أُجَاجٍ أَفوَاهُهُم ضَامِزَةٌ وَ قُلُوبُهُم قَرِحَةٌ قَد وَعَظُوا حَتّی مَلّوا وَ قُهِرُوا حَتّی ذَلّوا وَ قُتِلُوا حَتّی قَلّوا
فَلتَکُنِ الدّنیَا فِی أَعیُنِکُم أَصغَرَ مِن حُثَالَةِ القَرَظِ وَ قُرَاضَةِ الجَلَمِ وَ اتّعِظُوا بِمَن کَانَ قَبلَکُم قَبلَ أَن یَتّعِظَ بِکُم مَن بَعدَکُم وَ ارفُضُوهَا ذَمِیمَةً فَإِنّهَا قَد رَفَضَت مَن کَانَ أَشغَفَ بِهَا مِنکُم
قال الشریف رضی الله عنه أقول و هذه الخطبة ربما نسبها من لاعلم له إلی معاویة وهی من کلام أمیر المؤمنین ع ألذی لایشک فیه وأین الذهب من الرغام وأین العذب من الأجاج و قددل علی ذلک الدلیل الخریت ونقده الناقد البصیر عمرو بن بحر الجاحظ فإنه ذکر هذه الخطبة فی کتاب البیان والتبیین وذکر من نسبها إلی معاویة ثم تکلم من بعدها بکلام فی معناها جملته أنه قال و هذاالکلام بکلام علی ع أشبه وبمذهبه فی تصنیف الناس و فی الإخبار عما هم علیه من القهر والإذلال و من التقیة والخوف ألیق قال ومتی وجدنا معاویة فی حال من الأحوال یسلک فی کلامه مسلک الزهاد ومذاهب العباد
-روایت-1-600
عندخروجه لقتال أهل البصرة، و فیهاحکمة مبعث الرسل ، ثم یذکر فضله ویذم الخارجین
قَالَ عَبدُ اللّهِ بنُ عَبّاسِ رضَیَِ اللّهُ عَنهُ دَخَلتُ عَلَی أَمِیرِ المُؤمِنِینَ ع بذِیِ قَارٍ وَ هُوَ یَخصِفُ نَعلَهُ فَقَالَ لِی مَا قِیمَةُ هَذَا النّعلِ فَقُلتُ لَا قِیمَةَ لَهَا فَقَالَ ع وَ اللّهِ لهَیَِ أَحَبّ إلِیَّ مِن إِمرَتِکُم إِلّا أَن أُقِیمَ حَقّاً أَو أَدفَعَ بَاطِلًا ثُمّ خَرَجَ فَخَطَبَ النّاسَ فَقَالَ
إِنّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمّداًص وَ لَیسَ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ یَقرَأُ کِتَاباً وَ لَا یدَعّیِ نُبُوّةً فَسَاقَ النّاسَ حَتّی بَوّأَهُم مَحَلّتَهُم وَ بَلّغَهُم مَنجَاتَهُم فَاستَقَامَت قَنَاتُهُم وَ اطمَأَنّت صَفَاتُهُم
أَمَا وَ اللّهِ إِن کُنتُ لفَیِ سَاقَتِهَا حَتّی تَوَلّت بِحَذَافِیرِهَا مَا عَجَزتُ وَ لَا جَبُنتُ وَ إِنّ مسَیِریِ هَذَا لِمِثلِهَا فَلَأَنقُبَنّ البَاطِلَ حَتّی یَخرُجَ الحَقّ مِن جَنبِهِ
مَا لِی وَ لِقُرَیشٍ وَ اللّهِ لَقَد قَاتَلتُهُم کَافِرِینَ وَ لَأُقَاتِلَنّهُم مَفتُونِینَ وَ إنِیّ لَصَاحِبُهُم بِالأَمسِ کَمَا أَنَا صَاحِبُهُمُ الیَومَ وَ اللّهِ مَا تَنقِمُ مِنّا قُرَیشٌ إِلّا أَنّ اللّهَ اختَارَنَا عَلَیهِم فَأَدخَلنَاهُم فِی حَیّزِنَا فَکَانُوا کَمَا قَالَ الأَوّلُ
أَدَمتَ لعَمَریِ شُربَکَ المَحضَ صَابِحاً || وَ أَکلَکَ بِالزّبدِ المُقَشّرَةَ البُجرَا
وَ نَحنُ وَهَبنَاکَ العَلَاءَ وَ لَم تَکُن || عَلِیّاً وَ حُطنَا حَولَکَ الجُردَ وَ السّمرَا
أُفّ لَکُم لَقَد سَئِمتُ عِتَابَکُمأَ رَضِیتُم بِالحَیاةِ الدّنیا مِنَ الآخِرَةِعِوَضاً وَ بِالذّلّ مِنَ العِزّ خَلَفاً إِذَا دَعَوتُکُم إِلَی جِهَادِ عَدُوّکُم دَارَت أَعیُنُکُم کَأَنّکُم مِنَ المَوتِ فِی غَمرَةٍ وَ مِنَ الذّهُولِ فِی سَکرَةٍ یُرتَجُ عَلَیکُم حوَاَریِ فَتَعمَهُونَ وَ کَأَنّ قُلُوبَکُم مَألُوسَةٌ فَأَنتُم لَا تَعقِلُونَ مَا أَنتُم لِی بِثِقَةٍ سَجِیسَ اللیّاَلیِ وَ مَا أَنتُم بِرُکنٍ یُمَالُ بِکُم وَ لَا زَوَافِرُ عِزّ یُفتَقَرُ إِلَیکُم مَا أَنتُم إِلّا کَإِبِلٍ ضَلّ رُعَاتُهَا فَکُلّمَا جُمِعَت مِن جَانِبٍ انتَشَرَت مِن آخَرَ لَبِئسَ لَعَمرُ اللّهِ سُعرُ نَارِ الحَربِ أَنتُم تُکَادُونَ وَ لَا تَکِیدُونَ وَ تُنتَقَصُ أَطرَافُکُم فَلَا تَمتَعِضُونَ لَا یُنَامُ عَنکُم وَ أَنتُم فِی غَفلَةٍ سَاهُونَ غُلِبَ وَ اللّهِ المُتَخَاذِلُونَ وَ ایمُ اللّهِ إنِیّ لَأَظُنّ بِکُم أَن لَو حَمِسَ الوَغَی وَ استَحَرّ المَوتُ قَدِ انفَرَجتُم عَنِ ابنِ أَبِی طَالِبٍ انفِرَاجَ الرّأسِ وَ اللّهِ إِنّ امرَأً یُمَکّنُ عَدُوّهُ مِن نَفسِهِ یَعرُقُ لَحمَهُ وَ یَهشِمُ عَظمَهُ وَ یفَریِ جِلدَهُ لَعَظِیمٌ عَجزُهُ ضَعِیفٌ مَا ضُمّت عَلَیهِ جَوَانِحُ صَدرِهِ أَنتَ فَکُن ذَاکَ إِن شِئتَ فَأَمّا أَنَا فَوَاللّهِ دُونَ أَن أعُطیَِ ذَلِکَ ضَربٌ بِالمَشرَفِیّةِ تَطِیرُ مِنهُ فَرَاشُ
-قرآن-36-80
أَیّهَا النّاسُ إِنّ لِی عَلَیکُم حَقّاً وَ لَکُم عَلَیّ حَقّ فَأَمّا حَقّکُم عَلَیّ فَالنّصِیحَةُ لَکُم وَ تَوفِیرُ فَیئِکُم عَلَیکُم وَ تَعلِیمُکُم کَیلَا تَجهَلُوا وَ تَأدِیبُکُم کَیمَا تَعلَمُوا وَ أَمّا حقَیّ عَلَیکُم فَالوَفَاءُ بِالبَیعَةِ وَ النّصِیحَةُ فِی المَشهَدِ وَ المَغِیبِ وَ الإِجَابَةُ حِینَ أَدعُوکُم وَ الطّاعَةُ حِینَ آمُرُکُم
الحَمدُ لِلّهِ وَ إِن أَتَی الدّهرُ بِالخَطبِ الفَادِحِ وَ الحَدَثِ الجَلِیلِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ لَا شَرِیکَ لَهُ لَیسَ مَعَهُ إِلَهٌ غَیرُهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُص
أَمّا بَعدُ فَإِنّ مَعصِیَةَ النّاصِحِ الشّفِیقِ العَالِمِ المُجَرّبِ تُورِثُ الحَسرَةَ وَ تُعقِبُ النّدَامَةَ وَ قَد کُنتُ أَمَرتُکُم فِی هَذِهِ الحُکُومَةِ أمَریِ
فَأَنَا نَذِیرٌ لَکُم أَن تُصبِحُوا صَرعَی بِأَثنَاءِ هَذَا النّهَرِ وَ بِأَهضَامِ هَذَا الغَائِطِ عَلَی غَیرِ بَیّنَةٍ مِن رَبّکُم وَ لَا سُلطَانٍ مُبِینٍ مَعَکُم قَد طَوّحَت بِکُمُ الدّارُ وَ احتَبَلَکُمُ المِقدَارُ وَ قَد کُنتُ نَهَیتُکُم عَن هَذِهِ الحُکُومَةِ فَأَبَیتُم عَلَیّ إِبَاءَ المُنَابِذِینَ حَتّی صَرَفتُ رأَییِ إِلَی هَوَاکُم وَ أَنتُم مَعَاشِرُ أَخِفّاءُ الهَامِ سُفَهَاءُ الأَحلَامِ وَ لَم آتِ لَا أَبَا لَکُم بُجراً وَ لَا أَرَدتُ لَکُم ضُرّاً
فَقُمتُ بِالأَمرِ حِینَ فَشِلُوا وَ تَطَلّعتُ حِینَ تَقَبّعُوا وَ نَطَقتُ
وَ إِنّمَا سُمّیَتِ الشّبهَةُ شُبهَةً لِأَنّهَا تُشبِهُ الحَقّ فَأَمّا أَولِیَاءُ اللّهِ فَضِیَاؤُهُم فِیهَا الیَقِینُ وَ دَلِیلُهُم سَمتُ الهُدَی وَ أَمّا أَعدَاءُ اللّهِ فَدُعَاؤُهُم فِیهَا الضّلَالُ وَ دَلِیلُهُمُ العَمَی فَمَا یَنجُو مِنَ المَوتِ مَن خَافَهُ وَ لَا یُعطَی البَقَاءَ مَن أَحَبّهُ
عندعلمه بغزوة النعمان بن بشیر صاحب معاویة لعین التمر، و فیهایبدی عذره ، ویستنهض الناس لنصرته
مُنِیتُ بِمَن لَا یُطِیعُ إِذَا أَمَرتُ وَ لَا یُجِیبُ إِذَا دَعَوتُ لَا أَبَا
قَالَ ع کَلِمَةُ حَقّ یُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ نَعَم إِنّهُ لَا حُکمَ إِلّا لِلّهِ وَ لَکِنّ هَؤُلَاءِ یَقُولُونَ لَا إِمرَةَ إِلّا لِلّهِ وَ إِنّهُ لَا بُدّ لِلنّاسِ مِن أَمِیرٍ بَرّ أَو فَاجِرٍ یَعمَلُ فِی إِمرَتِهِ المُؤمِنُ وَ یَستَمتِعُ فِیهَا الکَافِرُ وَ یُبَلّغُ اللّهُ فِیهَا الأَجَلَ وَ یُجمَعُ بِهِ الفیَءُ وَ یُقَاتَلُ بِهِ العَدُوّ وَ تَأمَنُ بِهِ السّبُلُ وَ یُؤخَذُ بِهِ لِلضّعِیفِ مِنَ القوَیِّ حَتّی یَستَرِیحَ بَرّ وَ یُستَرَاحَ مِن فَاجِرٍ
أَیّهَا النّاسُ إِنّ الوَفَاءَ تَوأَمُ الصّدقِ وَ لَا أَعلَمُ جُنّةً أَوقَی مِنهُ وَ مَا یَغدِرُ مَن عَلِمَ کَیفَ المَرجِعُ وَ لَقَد أَصبَحنَا فِی زَمَانٍ قَدِ اتّخَذَ أَکثَرُ أَهلِهِ الغَدرَ کَیساً وَ نَسَبَهُم أَهلُ الجَهلِ فِیهِ إِلَی حُسنِ الحِیلَةِ مَا لَهُم قَاتَلَهُمُ اللّهُ قَد یَرَی الحُوّلُ القُلّبُ وَجهَ الحِیلَةِ وَ دُونَهَا مَانِعٌ مِن أَمرِ اللّهِ وَ نَهیِهِ فَیَدَعُهَا رأَیَ عَینٍ بَعدَ القُدرَةِ عَلَیهَا وَ یَنتَهِزُ فُرصَتَهَا مَن لَا حَرِیجَةَ لَهُ فِی الدّینِ
أَیّهَا النّاسُ إِنّ أَخوَفَ مَا أَخَافُ عَلَیکُمُ اثنَانِ اتّبَاعُ الهَوَی وَ طُولُ الأَمَلِ فَأَمّا اتّبَاعُ الهَوَی فَیَصُدّ عَنِ الحَقّ وَ أَمّا طُولُ الأَمَلِ
إِنّ استعِداَدیِ لِحَربِ أَهلِ الشّامِ وَ جَرِیرٌ عِندَهُم إِغلَاقٌ لِلشّامِ وَ صَرفٌ لِأَهلِهِ عَن خَیرٍ إِن أَرَادُوهُ وَ لَکِن قَد وَقّتّ لِجَرِیرٍ وَقتاً لَا یُقِیمُ بَعدَهُ إِلّا مَخدُوعاً أَو عَاصِیاً وَ الرأّیُ عنِدیِ مَعَ الأَنَاةِ فَأَروِدُوا وَ لَا أَکرَهُ لَکُمُ الإِعدَادَ وَ لَقَد ضَرَبتُ أَنفَ هَذَا الأَمرِ وَ عَینَهُ وَ قَلّبتُ ظَهرَهُ وَ بَطنَهُ فَلَم أَرَ لِی فِیهِ إِلّا القِتَالَ أَوِ الکُفرَ بِمَا جَاءَ مُحَمّدٌص إِنّهُ قَد کَانَ عَلَی الأُمّةِ وَالٍ أَحدَثَ أَحدَاثاً وَ أَوجَدَ النّاسَ مَقَالًا فَقَالُوا ثُمّ نَقَمُوا فَغَیّرُوا
قَبّحَ اللّهُ مَصقَلَةَ فَعَلَ فِعلَ السّادَةِ وَ فَرّ فِرَارَ العَبِیدِ فَمَا أَنطَقَ مَادِحَهُ حَتّی أَسکَتَهُ وَ لَا صَدّقَ وَاصِفَهُ حَتّی بَکّتَهُ وَ لَو أَقَامَ لَأَخَذنَا مَیسُورَهُ وَ انتَظَرنَا بِمَالِهِ وُفُورَهُ
الحَمدُ لِلّهِ غَیرَ مَقنُوطٍ مِن رَحمَتِهِ وَ لَا مَخلُوّ مِن نِعمَتِهِ وَ لَا مَأیُوسٍ مِن مَغفِرَتِهِ وَ لَا مُستَنکَفٍ عَن عِبَادَتِهِ ألّذِی لَا تَبرَحُ مِنهُ رَحمَةٌ وَ لَا تُفقَدُ لَهُ نِعمَةٌ
وَ الدّنیَا دَارٌ منُیَِ لَهَا الفَنَاءُ وَ لِأَهلِهَا مِنهَا الجَلَاءُ وَ هیَِ حُلوَةٌ خَضرَاءُ وَ قَد عَجِلَت لِلطّالِبِ وَ التَبَسَت بِقَلبِ النّاظِرِ فَارتَحِلُوا مِنهَا بِأَحسَنِ مَا بِحَضرَتِکُم مِنَ الزّادِ وَ لَا تَسأَلُوا فِیهَا فَوقَ الکَفَافِ وَ لَا تَطلُبُوا مِنهَا أَکثَرَ مِنَ البَلَاغِ
عندعزمه علی المسیر إلی الشام و هودعاء دعا به ربه
عندوضع رجله فی الرکاب
أللّهُمّ إنِیّ أَعُوذُ بِکَ مِن وَعثَاءِ السّفَرِ وَ کَآبَةِ المُنقَلَبِ وَ سُوءِ المَنظَرِ فِی الأَهلِ وَ المَالِ وَ الوَلَدِ أللّهُمّ أَنتَ الصّاحِبُ فِی السّفَرِ وَ أَنتَ الخَلِیفَةُ فِی الأَهلِ وَ لَا یَجمَعُهُمَا غَیرُکَ لِأَنّ المُستَخلَفَ لَا یَکُونُ مُستَصحَباً وَ المُستَصحَبُ لَا یَکُونُ مُستَخلَفاً
قال السید الشریف رضی الله عنه وابتداء هذاالکلام مروی عن رسول الله ص و قدقفاه أمیر المؤمنین ع بأبلغ کلام وتممه بأحسن تمام من قوله و لایجمعهما غیرک إلی آخر الفصل
-روایت-1-183
کأَنَیّ بِکِ یَا کُوفَةُ تُمَدّینَ مَدّ الأَدِیمِ العکُاَظیِّ تُعرَکِینَ بِالنّوَازِلِ وَ تُرکَبِینَ بِالزّلَازِلِ وَ إنِیّ لَأَعلَمُ أَنّهُ مَا أَرَادَ بِکِ جَبّارٌ سُوءاً إِلّا ابتَلَاهُ اللّهُ بِشَاغِلٍ وَ رَمَاهُ بِقَاتِلٍ
عندالمسیر إلی الشام قیل إنه خطب بها و هوبالنخیلة خارجا من الکوفة إلی صفین
الحَمدُ لِلّهِ کُلّمَا وَقَبَ لَیلٌ وَ غَسَقَ وَ الحَمدُ لِلّهِ کُلّمَا لَاحَ نَجمٌ وَ خَفَقَ وَ الحَمدُ لِلّهِ غَیرَ مَفقُودِ الإِنعَامِ وَ لَا مُکَافَإِ الإِفضَالِ أَمّا بَعدُ فَقَد بَعَثتُ مقُدَمّتَیِ وَ أَمَرتُهُم بِلُزُومِ هَذَا المِلطَاطِ حَتّی یَأتِیَهُم أمَریِ وَ قَد رَأَیتُ أَن أَقطَعَ هَذِهِ النّطفَةَ إِلَی شِرذِمَةٍ مِنکُم مُوَطّنِینَ أَکنَافَ دِجلَةَ فَأُنهِضَهُم مَعَکُم إِلَی عَدُوّکُم وَ أَجعَلَهُم مِن أَمدَادِ القُوّةِ لَکُم
قال السید الشریف أقول یعنی ع بالملطاط هاهنا السمت ألذی أمرهم بلزومه و هوشاطئ الفرات ویقال ذلک أیضا لشاطئ البحر وأصله مااستوی من الأرض ویعنی بالنطفة ماء الفرات و هو من غریب العبارات وعجیبها
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی بَطَنَ خَفِیّاتِ الأَمُوُرِ وَ دَلّت عَلَیهِ أَعلَامُ الظّهُورِ وَ امتَنَعَ عَلَی عَینِ البَصِیرِ فَلَا عَینُ مَن لَم یَرَهُ تُنکِرُهُ وَ لَا قَلبُ مَن أَثبَتَهُ یُبصِرُهُ سَبَقَ فِی العُلُوّ فَلَا شَیءَ أَعلَی مِنهُ وَ قَرُبَ فِی
إِنّمَا بَدءُ وُقُوعِ الفِتَنِ أَهوَاءٌ تُتّبَعُ وَ أَحکَامٌ تُبتَدَعُ یُخَالَفُ فِیهَا کِتَابُ اللّهِ وَ یَتَوَلّی عَلَیهَا رِجَالٌ رِجَالًا عَلَی غَیرِ دِینِ اللّهِ فَلَو أَنّ البَاطِلَ خَلَصَ مِن مِزَاجِ الحَقّ لَم یَخفَ عَلَی المُرتَادِینَ وَ لَو أَنّ الحَقّ خَلَصَ مِن لَبسِ البَاطِلِ انقَطَعَت عَنهُ أَلسُنُ المُعَانِدِینَ وَ لَکِن یُؤخَذُ مِن هَذَا ضِغثٌ وَ مِن هَذَا ضِغثٌ فَیُمزَجَانِ فَهُنَالِکَ یسَتوَلیِ الشّیطَانُ عَلَی أَولِیَائِهِ وَ یَنجُوالّذِینَ سَبَقَت لَهُم مِنَ اللّهِالحُسنی
-قرآن-457-478-قرآن-491-497
قَدِ استَطعَمُوکُمُ القِتَالَ فَأَقِرّوا عَلَی مَذَلّةٍ وَ تَأخِیرِ مَحَلّةٍ أَو رَوّوا السّیُوفَ مِنَ الدّمَاءِ تَروَوا مِنَ المَاءِ فَالمَوتُ فِی حَیَاتِکُم مَقهُورِینَ
أَلَا وَ إِنّ الدّنیَا قَد تَصَرّمَت وَ آذَنَت بِانقِضَاءٍ وَ تَنَکّرَ مَعرُوفُهَا وَ أَدبَرَت حَذّاءَ فهَیَِ تَحفِزُ بِالفَنَاءِ سُکّانَهَا وَ تَحدُو بِالمَوتِ جِیرَانَهَا وَ قَد أَمَرّ فِیهَا مَا کَانَ حُلواً وَ کَدِرَ مِنهَا مَا کَانَ صَفواً فَلَم یَبقَ مِنهَا إِلّا سَمَلَةٌ کَسَمَلَةِ الإِدَاوَةِ أَو جُرعَةٌ کَجُرعَةِ المَقلَةِ لَو تَمَزّزَهَا الصّدیَانُ لَم یَنقَع فَأَزمِعُوا عِبَادَ اللّهِ الرّحِیلَ عَن هَذِهِ الدّارِ المَقدُورِ عَلَی أَهلِهَا الزّوَالُ وَ لَا یَغلِبَنّکُم فِیهَا الأَمَلُ وَ لَا یَطُولَنّ عَلَیکُم فِیهَا الأَمَدُ
فَوَاللّهِ لَو حَنَنتُم حَنِینَ الوُلّهِ العِجَالِ وَ دَعَوتُم بِهَدِیلِ الحَمَامِ وَ جَأَرتُم جُؤَارَ متُبَتَلّیِ الرّهبَانِ وَ خَرَجتُم إِلَی اللّهِ مِنَ الأَموَالِ وَ الأَولَادِ التِمَاسَ القُربَةِ إِلَیهِ فِی ارتِفَاعِ دَرَجَةٍ عِندَهُ أَو غُفرَانِ
وَ تَاللّهِ لَوِ انمَاثَت قُلُوبُکُمُ انمِیَاثاً وَ سَالَت عُیُونُکُم مِن رَغبَةٍ إِلَیهِ أَو رَهبَةٍ مِنهُ دَماً ثُمّ عُمّرتُم فِی الدّنیَا مَا الدّنیَا بَاقِیَةٌ مَا جَزَت أَعمَالُکُم عَنکُم وَ لَو لَم تُبقُوا شَیئاً مِن جُهدِکُم أَنعُمَهُ عَلَیکُمُ العِظَامَ وَ هُدَاهُ إِیّاکُم لِلإِیمَانِ
وَ مِن تَمَامِ الأُضحِیّةِ استِشرَافُ أُذُنِهَا وَ سَلَامَةُ عَینِهَا فَإِذَا سَلِمَتِ الأُذُنُ وَ العَینُ سَلِمَتِ الأُضحِیّةُ وَ تَمّت وَ لَو کَانَت عَضبَاءَ القَرنِ تَجُرّ رِجلَهَا إِلَی المَنسَکِ
قال السید الشریف والمنسک هاهنا المذبح
-روایت-1-43
فَتَدَاکّوا عَلَیّ تَدَاکّ الإِبِلِ الهِیمِ یَومَ وِردِهَا وَ قَد أَرسَلَهَا
أَمّا قَولُکُم أَ کُلّ ذَلِکَ کَرَاهِیَةَ المَوتِ فَوَاللّهِ مَا أبُاَلیِ دَخَلتُ إِلَی المَوتِ أَو خَرَجَ المَوتُ إلِیَّ وَ أَمّا قَولُکُم شَکّاً فِی أَهلِ الشّامِ فَوَاللّهِ مَا دَفَعتُ الحَربَ یَوماً إِلّا وَ أَنَا أَطمَعُ أَن تَلحَقَ بیِ طَائِفَةٌ فتَهَتدَیَِ بیِ وَ تَعشُوَ إِلَی ضوَئیِ وَ ذَلِکَ أَحَبّ إلِیَّ مِن أَن أَقتُلَهَا عَلَی ضَلَالِهَا وَ إِن کَانَت تَبُوءُ بِآثَامِهَا
وَ لَقَد کُنّا مَعَ رَسُولِ اللّهِص نَقتُلُ آبَاءَنَا وَ أَبنَاءَنَا وَ إِخوَانَنَا وَ أَعمَامَنَا مَا یَزِیدُنَا ذَلِکَ إِلّا إِیمَاناً وَ تَسلِیماً وَ مُضِیّاً عَلَی
أَمّا إِنّهُ سَیَظهَرُ عَلَیکُم بعَدیِ رَجُلٌ رَحبُ البُلعُومِ مُندَحِقُ البَطنِ یَأکُلُ مَا یَجِدُ وَ یَطلُبُ مَا لَا یَجِدُ فَاقتُلُوهُ وَ لَن تَقتُلُوهُ أَلَا وَ إِنّهُ سَیَأمُرُکُم بسِبَیّ وَ البَرَاءَةِ منِیّ فَأَمّا السّبّ فسَبُوّنیِ فَإِنّهُ لِی زَکَاةٌ وَ لَکُم نَجَاةٌ وَ أَمّا البَرَاءَةُ فَلَا تَتَبَرّءُوا منِیّ فإَنِیّ وُلِدتُ عَلَی الفِطرَةِ وَ سَبَقتُ إِلَی الإِیمَانِ وَ الهِجرَةِ
أَصَابَکُم حَاصِبٌ وَ لَا بقَیَِ مِنکُم آثِرٌ أَ بَعدَ إیِماَنیِ بِاللّهِ
مَصَارِعُهُم دُونَ النّطفَةِ وَ اللّهِ لَا یُفلِتُ مِنهُم عَشَرَةٌ وَ لَا یَهلِکُ مِنکُم عَشَرَةٌ
قال الشریف یعنی بالنطفة ماء النهر وهی أفصح کنایة عن الماء و إن کان کثیرا جما و قدأشرنا إلی ذلک فیما تقدم
عندمضی ماأشبهه
-روایت-1-131
کَلّا وَ اللّهِ إِنّهُم نُطَفٌ فِی أَصلَابِ الرّجَالِ وَ قَرَارَاتِ النّسَاءِ
لَا تُقَاتِلُوا الخَوَارِجَ بعَدیِ فَلَیسَ مَن طَلَبَ الحَقّ فَأَخطَأَهُ کَمَن طَلَبَ البَاطِلَ فَأَدرَکَهُ
قال الشریف یعنی معاویة وأصحابه
-روایت-1-36
وَ إِنّ عَلَیّ مِنَ اللّهِ جُنّةً حَصِینَةً فَإِذَا جَاءَ یوَمیِ انفَرَجَت عنَیّ وَ أسَلمَتَنیِ فَحِینَئِذٍ لَا یَطِیشُ السّهمُ وَ لَا یَبرَأُ الکَلمُ
أَلَا إِنّ الدّنیَا دَارٌ لَا یُسلَمُ مِنهَا إِلّا فِیهَا وَ لَا یُنجَی بشِیَءٍ کَانَ لَهَا ابتلُیَِ النّاسُ بِهَا فِتنَةً فَمَا أَخَذُوهُ مِنهَا لَهَا أُخرِجُوا مِنهُ وَ حُوسِبُوا عَلَیهِ وَ مَا أَخَذُوهُ مِنهَا لِغَیرِهَا قَدِمُوا عَلَیهِ وَ أَقَامُوا فِیهِ فَإِنّهَا
عِندَ ذوَیِ العُقُولِ کفَیَءِ الظّلّ بَینَا تَرَاهُ سَابِغاً حَتّی قَلَصَ وَ زَائِداً حَتّی نَقَصَ
فَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ وَ بَادِرُوا آجَالَکُم بِأَعمَالِکُم وَ ابتَاعُوا مَا یَبقَی لَکُم بِمَا یَزُولُ عَنکُم وَ تَرَحّلُوا فَقَد جُدّ بِکُم وَ استَعِدّوا لِلمَوتِ فَقَد أَظَلّکُم وَ کُونُوا قَوماً صِیحَ بِهِم فَانتَبَهُوا وَ عَلِمُوا أَنّ الدّنیَا لَیسَت لَهُم بِدَارٍ فَاستَبدَلُوا فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً وَ لَم یَترُککُم سُدًی وَ مَا بَینَ أَحَدِکُم وَ بَینَ الجَنّةِ أَوِ النّارِ إِلّا المَوتُ أَن یَنزِلَ بِهِ وَ إِنّ غَایَةً تَنقُصُهَا اللّحظَةُ وَ تَهدِمُهَا السّاعَةُ لَجَدِیرَةٌ بِقِصَرِ المُدّةِ وَ إِنّ غَائِباً یَحدُوهُ الجَدِیدَانِ اللّیلُ وَ النّهَارُ لحَرَیِّ بِسُرعَةِ الأَوبَةِ وَ إِنّ قَادِماً یَقدُمُ بِالفَوزِ أَوِ الشّقوَةِ لَمُستَحِقّ لِأَفضَلِ العُدّةِ فَتَزَوّدُوا فِی الدّنیَا مِنَ الدّنیَا مَا تَحرُزُونَ بِهِ أَنفُسَکُم غَداً فَاتّقَی عَبدٌ رَبّهُ نَصَحَ نَفسَهُ وَ قَدّمَ تَوبَتَهُ وَ غَلَبَ شَهوَتَهُ فَإِنّ أَجَلَهُ مَستُورٌ عَنهُ وَ أَمَلَهُ خَادِعٌ لَهُ وَ الشّیطَانُ مُوَکّلٌ بِهِ یُزَیّنُ لَهُ المَعصِیَةَ لِیَرکَبَهَا وَ یُمَنّیهِ التّوبَةَ لِیُسَوّفَهَا إِذَا هَجَمَت مَنِیّتُهُ عَلَیهِ أَغفَلَ مَا یَکُونُ عَنهَا فَیَا لَهَا حَسرَةً عَلَی کُلّ ذیِ غَفلَةٍ أَن یَکُونَ عُمُرُهُ عَلَیهِ حُجّةً وَ أَن تُؤَدّیَهُ أَیّامُهُ إِلَی الشّقوَةِ نَسأَلُ اللّهَ سُبحَانَهُ أَن یَجعَلَنَا وَ إِیّاکُم مِمّن لَا تُبطِرُهُ نِعمَةٌ وَ لَا تُقَصّرُ بِهِ عَن طَاعَةِ رَبّهِ غَایَةٌ وَ لَا تَحُلّ بِهِ بَعدَ المَوتِ نَدَامَةٌ وَ لَا کَآبَةٌ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی لَم تَسبِق لَهُ حَالٌ حَالًا فَیَکُونَ أَوّلًا قَبلَ أَن یَکُونَ آخِراً وَ یَکُونَ ظَاهِراً قَبلَ أَن یَکُونَ بَاطِناً کُلّ مُسَمّی بِالوَحدَةِ غَیرَهُ قَلِیلٌ وَ کُلّ عَزِیزٍ غَیرَهُ ذَلِیلٌ وَ کُلّ قوَیِّ غَیرَهُ ضَعِیفٌ وَ کُلّ مَالِکٍ غَیرَهُ مَملُوکٌ وَ کُلّ عَالِمٍ غَیرَهُ مُتَعَلّمٌ وَ کُلّ قَادِرٍ غَیرَهُ یَقدِرُ وَ یَعجَزُ وَ کُلّ سَمِیعٍ غَیرَهُ یَصَمّ عَن لَطِیفِ الأَصوَاتِ وَ یُصِمّهُ کَبِیرُهَا وَ یَذهَبُ عَنهُ مَا بَعُدَ مِنهَا وَ کُلّ بَصِیرٍ غَیرَهُ یَعمَی عَن خفَیِّ الأَلوَانِ وَ لَطِیفِ الأَجسَامِ وَ کُلّ ظَاهِرٍ غَیرَهُ بَاطِنٌ وَ کُلّ بَاطِنٍ غَیرَهُ غَیرُ ظَاهِرٍ لَم یَخلُق مَا خَلَقَهُ لِتَشدِیدِ سُلطَانٍ وَ لَا تَخَوّفٍ مِن عَوَاقِبِ زَمَانٍ وَ لَا استِعَانَةٍ عَلَی نِدّ مُثَاوِرٍ وَ لَا شَرِیکٍ مُکَاثِرٍ وَ لَا ضِدّ مُنَافِرٍ وَ لَکِن خَلَائِقُ مَربُوبُونَ وَ عِبَادٌ دَاخِرُونَ لَم یَحلُل فِی الأَشیَاءِ فَیُقَالَ هُوَ کَائِنٌ وَ لَم یَنأَ عَنهَا فَیُقَالَ هُوَ مِنهَا بَائِنٌ لَم یَؤُدهُ خَلقُ مَا ابتَدَأَ وَ لَا تَدبِیرُ مَا ذَرَأَ وَ لَا وَقَفَ بِهِ عَجزٌ عَمّا خَلَقَ وَ لَا وَلَجَت عَلَیهِ شُبهَةٌ فِیمَا قَضَی وَ قَدّرَ بَل قَضَاءٌ مُتقَنٌ وَ عِلمٌ مُحکَمٌ وَ أَمرٌ مُبرَمٌ المَأمُولُ مَعَ النّقَمِ المَرهُوبُ مَعَ النّعَمِ
مَعَاشِرَ المُسلِمِینَ استَشعِرُوا الخَشیَةَ وَ تَجَلبَبُوا السّکِینَةَ وَ عَضّوا عَلَی النّوَاجِذِ فَإِنّهُ أَنبَی لِلسّیُوفِ عَنِ الهَامِ وَ أَکمِلُوا اللّأمَةَ وَ قَلقِلُوا السّیُوفَ فِی أَغمَادِهَا قَبلَ سَلّهَا وَ الحَظُوا الخَزرَ وَ اطعُنُوا الشّزرَ وَ نَافِحُوا بِالظّبَی وَ صِلُوا السّیُوفَ بِالخُطَا وَ اعلَمُوا أَنّکُم بِعَینِ اللّهِ وَ مَعَ ابنِ عَمّ رَسُولِ اللّهِ فَعَاوِدُوا الکَرّ وَ استَحیُوا مِنَ الفَرّ فَإِنّهُ عَارٌ فِی الأَعقَابِ وَ نَارٌ یَومَ الحِسَابِ وَ طِیبُوا عَن أَنفُسِکُم نَفساً وَ امشُوا إِلَی المَوتِ مَشیاً سُجُحاً وَ عَلَیکُم بِهَذَا السّوَادِ الأَعظَمِ وَ الرّوَاقِ المُطَنّبِ فَاضرِبُوا ثَبَجَهُ فَإِنّ الشّیطَانَ کَامِنٌ فِی کِسرِهِ وَ قَد قَدّمَ لِلوَثبَةِ یَداً وَ أَخّرَ لِلنّکُوصِ رِجلًا فَصَمداً صَمداً حَتّی ینَجلَیَِ لَکُم عَمُودُ الحَقّوَ أَنتُمُ الأَعلَونَ وَ اللّهُ مَعَکُم وَ لَن یَتِرَکُم أَعمالَکُم
-قرآن-783-849
فَهَلّا احتَجَجتُم عَلَیهِم بِأَنّ رَسُولَ اللّهِص وَصّی بِأَن
وَ قَد أَرَدتُ تَولِیَةَ مِصرَ هَاشِمَ بنَ عُتبَةَ وَ لَو وَلّیتُهُ إِیّاهَا لَمّا خَلّی لَهُمُ العَرصَةَ وَ لَا أَنهَزَهُمُ الفُرصَةَ بِلَا ذَمّ لِمُحَمّدِ بنِ أَبِی بَکرٍ فَلَقَد کَانَ إلِیَّ حَبِیباً وَ کَانَ لِی رَبِیباً
کَم أُدَارِیکُم کَمَا تُدَارَی البِکَارُ العَمِدَةُ وَ الثّیَابُ المُتَدَاعِیَةُ
ملَکَتَنیِ عیَنیِ وَ أَنَا جَالِسٌ فَسَنَحَ لِی رَسُولُ اللّهِص فَقُلتُ یَا رَسُولَ اللّهِ مَا ذَا لَقِیتُ مِن أُمّتِکَ مِنَ الأَوَدِ وَ اللّدَدِ فَقَالَ ادعُ عَلَیهِم فَقُلتُ أبَدلَنَیِ اللّهُ بِهِم خَیراً مِنهُم وَ أَبدَلَهُم بیِ شَرّاً لَهُم منِیّ
قال الشریف یعنی بالأود الاعوجاج وباللدد الخصام و هذا من أفصح الکلام
-روایت-1-76
أَمّا بَعدُ یَا أَهلَ العِرَاقِ فَإِنّمَا أَنتُم کَالمَرأَةِ الحَامِلِ حَمَلَت فَلَمّا أَتَمّت أَملَصَت وَ مَاتَ قَیّمُهَا وَ طَالَ تَأَیّمُهَا وَ وَرِثَهَا أَبعَدُهَا. أَمَا وَ اللّهِ مَا أَتَیتُکُمُ اختِیَاراً وَ لَکِن جِئتُ إِلَیکُم سَوقاً وَ لَقَد بلَغَنَیِ أَنّکُم تَقُولُونَ عَلِیّ یَکذِبُ قَاتَلَکُمُ اللّهُ تَعَالَی فَعَلَی مَن أَکذِبُ أَ عَلَی اللّهِ فَأَنَا أَوّلُ مَن آمَنَ بِهِ أَم عَلَی نَبِیّهِ فَأَنَا أَوّلُ مَن صَدّقَهُ کَلّا وَ اللّهِ لَکِنّهَا لَهجَةٌ غِبتُم عَنهَا وَ لَم تَکُونُوا مِن أَهلِهَا وَیلُ أُمّهِ کَیلًا بِغَیرِ ثَمَنٍ لَو کَانَ لَهُ وِعَاءٌوَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِینٍ
-قرآن-574-608
أللّهُمّ داَحیَِ المَدحُوّاتِ وَ دَاعِمَ المَسمُوکَاتِ وَ جَابِلَ القُلُوبِ عَلَی فِطرَتِهَا شَقِیّهَا وَ سَعِیدِهَا
اجعَل شَرَائِفَ صَلَوَاتِکَ وَ نوَاَمیَِ بَرَکَاتِکَ عَلَی مُحَمّدٍ عَبدِکَ وَ رَسُولِکَ الخَاتِمِ لِمَا سَبَقَ وَ الفَاتِحِ لِمَا انغَلَقَ وَ المُعلِنِ الحَقّ بِالحَقّ وَ الدّافِعِ جَیشَاتِ الأَبَاطِیلِ وَ الدّامِغِ صَولَاتِ الأَضَالِیلِ کَمَا حُمّلَ فَاضطَلَعَ قَائِماً بِأَمرِکَ مُستَوفِزاً فِی مَرضَاتِکَ غَیرَ نَاکِلٍ عَن قُدُمٍ وَ لَا وَاهٍ فِی عَزمٍ وَاعِیاً لِوَحیِکَ حَافِظاً لِعَهدِکَ مَاضِیاً عَلَی نَفَاذِ أَمرِکَ حَتّی أَورَی قَبَسَ القَابِسِ وَ أَضَاءَ الطّرِیقَ لِلخَابِطِ وَ هُدِیَت بِهِ القُلُوبُ بَعدَ خَوضَاتِ الفِتَنِ وَ الآثَامِ وَ أَقَامَ بِمُوضِحَاتِ الأَعلَامِ وَ نَیّرَاتِ الأَحکَامِ فَهُوَ أَمِینُکَ المَأمُونُ وَ خَازِنُ عِلمِکَ المَخزُونِ وَ شَهِیدُکَ یَومَ الدّینِ وَ بَعِیثُکَ بِالحَقّ وَ رَسُولُکَ إِلَی الخَلقِ
أللّهُمّ افسَح لَهُ مَفسَحاً فِی ظِلّکَ وَ اجزِهِ مُضَاعَفَاتِ الخَیرِ مِن فَضلِکَ أللّهُمّ وَ أَعلِ عَلَی بِنَاءِ البَانِینَ بِنَاءَهُ وَ أَکرِم لَدَیکَ مَنزِلَتَهُ وَ أَتمِم لَهُ نُورَهُ وَ اجزِهِ مِنِ ابتِعَاثِکَ لَهُ مَقبُولَ الشّهَادَةِ مرَضیِّ المَقَالَةِ ذَا مَنطِقٍ عَدلٍ وَ خُطبَةٍ فَصلٍ أللّهُمّ اجمَع بَینَنَا وَ بَینَهُ فِی بَردِ العَیشِ وَ قَرَارِ النّعمَةِ وَ مُنَی الشّهَوَاتِ وَ أَهوَاءِ اللّذّاتِ
قَالُوا أُخِذَ مَروَانُ بنُ الحَکَمِ أَسِیراً یَومَ الجَمَلِ فَاستَشفَعَ الحَسَنَ وَ الحُسَینَ ع إِلَی أَمِیرِ المُؤمِنِینَ ع فَکَلّمَاهُ فِیهِ فَخَلّی سَبِیلَهُ فَقَالَا لَهُ یُبَایِعُکَ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ قَالَ ع أَ وَ لَم یبُاَیعِنیِ بَعدَ قَتلِ عُثمَانَ لَا حَاجَةَ لِی فِی بَیعَتِهِ إِنّهَا کَفّ یَهُودِیّةٌ لَو باَیعَنَیِ بِکَفّهِ لَغَدَرَ بِسَبّتِهِ أَمَا إِنّ لَهُ إِمرَةً کَلَعقَةِ الکَلبِ أَنفَهُ وَ هُوَ أَبُو الأَکبُشِ الأَربَعَةِ وَ سَتَلقَی الأُمّةُ مِنهُ وَ مِن وَلَدِهِ یَوماً أَحمَرَ
لَقَد عَلِمتُم أنَیّ أَحَقّ النّاسِ بِهَا مِن غیَریِ وَ وَ اللّهِ لَأُسلِمَنّ مَا سَلِمَت أُمُورُ المُسلِمِینَ وَ لَم یَکُن فِیهَا جَورٌ إِلّا عَلَیّ خَاصّةً التِمَاساً لِأَجرِ ذَلِکَ وَ فَضلِهِ وَ زُهداً فِیمَا تَنَافَستُمُوهُ مِن زُخرُفِهِ وَ زِبرِجِهِ
أَ وَ لَم یَنهَ بنَیِ أُمَیّةَ عِلمُهَا بیِ عَن قرَفیِ أَ وَ مَا وَزَعَ الجُهّالَ ساَبقِتَیِ عَن تهُمَتَیِ وَ لَمَا وَعَظَهُمُ اللّهُ بِهِ أَبلَغُ مِن لسِاَنیِ أَنَا حَجِیجُ المَارِقِینَ وَ خَصِیمُ النّاکِثِینَ المُرتَابِینَ وَ عَلَی کِتَابِ اللّهِ تُعرَضُ الأَمثَالُ وَ بِمَا فِی الصّدُورِ تُجَازَی العِبَادُ
رَحِمَ اللّهُ امرَأً سَمِعَ حُکماً فَوَعَی وَ دعُیَِ إِلَی رَشَادٍ فَدَنَا وَ أَخَذَ بِحُجزَةِ هَادٍ فَنَجَا رَاقَبَ رَبّهُ وَ خَافَ ذَنبَهُ قَدّمَ خَالِصاً وَ عَمِلَ صَالِحاً اکتَسَبَ مَذخُوراً وَ اجتَنَبَ مَحذُوراً وَ رَمَی غَرَضاً وَ أَحرَزَ عِوَضاً کَابَرَ هَوَاهُ وَ کَذّبَ مُنَاهُ جَعَلَ الصّبرَ مَطِیّةَ نَجَاتِهِ وَ التّقوَی عُدّةَ وَفَاتِهِ رَکِبَ الطّرِیقَةَ الغَرّاءَ وَ لَزِمَ المَحَجّةَ البَیضَاءَ اغتَنَمَ المَهَلَ وَ بَادَرَ الأَجَلَ وَ تَزَوّدَ مِنَ العَمَلِ
إِنّ بنَیِ أُمَیّةَ لیَفُوَقّوُننَیِ تُرَاثَ مُحَمّدٍص تَفوِیقاً وَ اللّهِ لَئِن بَقِیتُ لَهُم لَأَنفُضَنّهُم نَفضَ اللّحّامِ الوِذَامَ التّرِبَةَ
قال الشریف ویروی التراب الوذمة و هو علی القلب قال الشریف و قوله ع لیفوقوننی أی یعطوننی من المال قلیلا کفواق الناقة و هوالحلبة الواحدة من لبنها. والوذام جمع وذمة وهی الحزة من الکرش أوالکبد تقع فی التراب فتنفض
-روایت-1-227
أللّهُمّ اغفِر لِی مَا أَنتَ أَعلَمُ بِهِ منِیّ فَإِن عُدتُ فَعُد عَلَیّ بِالمَغفِرَةِ أللّهُمّ اغفِر لِی مَا وَأَیتُ مِن نفَسیِ وَ لَم تَجِد لَهُ وَفَاءً عنِدیِ أللّهُمّ اغفِر لِی مَا تَقَرّبتُ بِهِ إِلَیکَ بلِسِاَنیِ ثُمّ خَالَفَهُ قلَبیِ أللّهُمّ اغفِر لِی رَمَزَاتِ الأَلحَاظِ وَ سَقَطَاتِ الأَلفَاظِ وَ شَهَوَاتِ الجَنَانِ وَ هَفَوَاتِ اللّسَانِ
أَ تَزعُمُ أَنّکَ تهَدیِ إِلَی السّاعَةِ التّیِ مَن سَارَ فِیهَا صُرِفَ عَنهُ السّوءُ وَ تُخَوّفُ مِنَ السّاعَةِ التّیِ مَن سَارَ فِیهَا حَاقَ بِهِ الضّرّ فَمَن صَدّقَکَ بِهَذَا فَقَد کَذّبَ القُرآنَ وَ استَغنَی عَنِ الِاستِعَانَةِ بِاللّهِ فِی نَیلِ المَحبُوبِ وَ دَفعِ المَکرُوهِ وَ تبَتغَیِ فِی قَولِکَ لِلعَامِلِ بِأَمرِکَ أَن یُولِیَکَ الحَمدَ دُونَ رَبّهِ لِأَنّکَ بِزَعمِکَ أَنتَ هَدَیتَهُ إِلَی السّاعَةِ التّیِ نَالَ فِیهَا النّفعَ وَ أَمِنَ الضّرّ
ثم أقبل ع علی الناس فقال
أَیّهَا النّاسُ إِیّاکُم وَ تَعَلّمَ النّجُومِ إِلّا مَا یُهتَدَی بِهِ فِی بَرّ أَو بَحرٍ فَإِنّهَا تَدعُو إِلَی الکَهَانَةِ وَ المُنَجّمُ کَالکَاهِنِ وَ الکَاهِنُ کَالسّاحِرِ وَ السّاحِرُ کَالکَافِرِ وَ الکَافِرُ فِی النّارِ سِیرُوا عَلَی اسمِ اللّهِ
مَعَاشِرَ النّاسِ إِنّ النّسَاءَ نَوَاقِصُ الإِیمَانِ نَوَاقِصُ الحُظُوظِ
أَیّهَا النّاسُ الزّهَادَةُ قِصَرُ الأَمَلِ وَ الشّکرُ
عِندَ النّعَمِ وَ التّوَرّعُ
عِندَ المَحَارِمِ فَإِن عَزَبَ ذَلِکَ عَنکُم فَلَا یَغلِبِ الحَرَامُ صَبرَکُم وَ لَا تَنسَوا
عِندَ النّعَمِ شُکرَکُم فَقَد أَعذَرَ اللّهُ إِلَیکُم بِحُجَجٍ مُسفِرَةٍ ظَاهِرَةٍ وَ کُتُبٍ بَارِزَةِ العُذرِ وَاضِحَةٍ
مَا أَصِفُ مِن دَارٍ أَوّلُهَا عَنَاءٌ وَ آخِرُهَا فَنَاءٌ فِی حَلَالِهَا حِسَابٌ وَ فِی حَرَامِهَا عِقَابٌ مَنِ استَغنَی فِیهَا فُتِنَ وَ مَنِ افتَقَرَ فِیهَا حَزِنَ وَ مَن سَاعَاهَا فَاتَتهُ وَ مَن قَعَدَ عَنهَا وَاتَتهُ وَ مَن أَبصَرَ بِهَا بَصّرَتهُ وَ مَن أَبصَرَ إِلَیهَا أَعمَتهُ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی عَلَا بِحَولِهِ وَ دَنَا بِطَولِهِ مَانِحِ کُلّ غَنِیمَةٍ وَ فَضلٍ وَ کَاشِفِ کُلّ عَظِیمَةٍ وَ أَزلٍ أَحمَدُهُ عَلَی عَوَاطِفِ کَرَمِهِ وَ سَوَابِغِ نِعَمِهِ وَ أُومِنُ بِهِ أَوّلًا بَادِیاً وَ أَستَهدِیهِ قَرِیباً هَادِیاً وَ أَستَعِینُهُ قَاهِراً قَادِراً وَ أَتَوَکّلُ عَلَیهِ کَافِیاً نَاصِراً وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداًص عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ لِإِنفَاذِ أَمرِهِ وَ إِنهَاءِ عُذرِهِ وَ تَقدِیمِ نُذُرِهِ
أُوصِیکُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ ألّذِی ضَرَبَ الأَمثَالَ وَ وَقّتَ لَکُمُ الآجَالَ وَ أَلبَسَکُمُ الرّیَاشَ وَ أَرفَغَ لَکُمُ المَعَاشَ وَ أَحَاطَ بِکُمُ الإِحصَاءَ وَ أَرصَدَ لَکُمُ الجَزَاءَ وَ آثَرَکُم بِالنّعَمِ السّوَابِغِ
فَإِنّ الدّنیَا رَنِقٌ مَشرَبُهَا رَدِغٌ مَشرَعُهَا یُونِقُ مَنظَرُهَا وَ یُوبِقُ مَخبَرُهَا غُرُورٌ حَائِلٌ وَ ضَوءٌ آفِلٌ وَ ظِلّ زَائِلٌ وَ سِنَادٌ مَائِلٌ حَتّی إِذَا أَنِسَ نَافِرُهَا وَ اطمَأَنّ نَاکِرُهَا قَمَصَت بِأَرجُلِهَا وَ قَنَصَت بِأَحبُلِهَا وَ أَقصَدَت بِأَسهُمِهَا وَ أَعلَقَتِ المَرءَ أَوهَاقَ المَنِیّةِ قَائِدَةً لَهُ إِلَی ضَنکِ المَضجَعِ وَ وَحشَةِ المَرجِعِ وَ مُعَایَنَةِ المَحَلّ وَ ثَوَابِ العَمَلِ. وَ کَذَلِکَ الخَلَفُ بِعَقبِ السّلَفِ لَا تُقلِعُ المَنِیّةُ اختِرَاماً وَ لَا یرَعوَیِ البَاقُونَ اجتِرَاماً یَحتَذُونَ مِثَالًا وَ یَمضُونَ أَرسَالًا إِلَی غَایَةِ الِانتِهَاءِ وَ صَیّورِ الفَنَاءِ
حَتّی إِذَا تَصَرّمَتِ الأُمُورُ وَ تَقَضّتِ الدّهُورُ وَ أَزِفَ النّشُورُ أَخرَجَهُم مِن ضَرَائِحِ القُبُورِ وَ أَوکَارِ الطّیُورِ وَ أَوجِرَةِ السّبَاعِ وَ مَطَارِحِ المَهَالِکِ سِرَاعاً إِلَی أَمرِهِ مُهطِعِینَ إِلَی مَعَادِهِ رَعِیلًا صُمُوتاً قِیَاماً صُفُوفاً یَنفُذُهُمُ البَصَرُ وَ یُسمِعُهُمُ
عِبَادٌ مَخلُوقُونَ اقتِدَاراً وَ مَربُوبُونَ اقتِسَاراً وَ مَقبُوضُونَ احتِضَاراً وَ مُضَمّنُونَ أَجدَاثاً وَ کَائِنُونَ رُفَاتاً وَ مَبعُوثُونَ أَفرَاداً وَ مَدِینُونَ جَزَاءً وَ مُمَیّزُونَ حِسَاباً قَد أُمهِلُوا فِی طَلَبِ المَخرَجِ وَ هُدُوا سَبِیلَ المَنهَجِ وَ عُمّرُوا مَهَلَ المُستَعتِبِ وَ کُشِفَت عَنهُم سُدَفُ الرّیَبِ وَ خُلّوا لِمِضمَارِ الجِیَادِ وَ رَوِیّةِ الِارتِیَادِ وَ أَنَاةِ المُقتَبِسِ المُرتَادِ فِی مُدّةِ الأَجَلِ وَ مُضطَرَبِ المَهَلِ
فَیَا لَهَا أَمثَالًا صَائِبَةً وَ مَوَاعِظَ شَافِیَةً لَو صَادَفَت قُلُوباً زَاکِیَةً وَ أَسمَاعاً وَاعِیَةً وَ آرَاءً عَازِمَةً وَ أَلبَاباً حَازِمَةً فَاتّقُوا اللّهَ تَقِیّةَ مَن سَمِعَ فَخَشَعَ وَ اقتَرَفَ فَاعتَرَفَ وَ وَجِلَ فَعَمِلَ وَ حَاذَرَ فَبَادَرَ وَ أَیقَنَ فَأَحسَنَ وَ عُبّرَ فَاعتَبَرَ وَ حُذّرَ فَحَذِرَ وَ زُجِرَ فَازدَجَرَ وَ أَجَابَ فَأَنَابَ وَ رَاجَعَ فَتَابَ وَ اقتَدَی
ومنهاجَعَلَ لَکُم أَسمَاعاً لتِعَیَِ مَا عَنَاهَا وَ أَبصَاراً لِتَجلُوَ عَن عَشَاهَا وَ أَشلَاءً جَامِعَةً لِأَعضَائِهَا مُلَائِمَةً لِأَحنَائِهَا فِی تَرکِیبِ صُوَرِهَا وَ مُدَدِ عُمُرِهَا بِأَبدَانٍ قَائِمَةٍ بِأَرفَاقِهَا وَ قُلُوبٍ رَائِدَةٍ لِأَرزَاقِهَا فِی مُجَلّلَاتِ نِعَمِهِ وَ مُوجِبَاتِ مِنَنِهِ وَ حَوَاجِزِ عَافِیَتِهِ وَ قَدّرَ لَکُم أَعمَاراً سَتَرَهَا عَنکُم وَ خَلّفَ لَکُم عِبَراً مِن آثَارِ المَاضِینَ قَبلَکُم مِن مُستَمتَعِ خَلَاقِهِم وَ مُستَفسَحِ خَنَاقِهِم أَرهَقَتهُمُ المَنَایَا دُونَ الآمَالِ وَ شَذّبَهُم عَنهَا تَخَرّمُ الآجَالِ لَم یَمهَدُوا فِی سَلَامَةِ الأَبدَانِ وَ لَم یَعتَبِرُوا فِی أُنُفِ الأَوَانِ فَهَل یَنتَظِرُ أَهلُ بَضَاضَةِ الشّبَابِ إِلّا حوَاَنیَِ الهَرَمِ وَ أَهلُ غَضَارَةِ الصّحّةِ إِلّا نَوَازِلَ السّقَمِ وَ أَهلُ مُدّةِ البَقَاءِ إِلّا آوِنَةَ الفَنَاءِ مَعَ قُربِ الزّیَالِ وَ أُزُوفِ الِانتِقَالِ وَ عَلَزِ القَلَقِ وَ أَلَمِ المَضَضِ وَ غُصَصِ الجَرَضِ وَ تَلَفّتِ
وَ اعلَمُوا أَنّ مَجَازَکُم عَلَی الصّرَاطِ وَ مَزَالِقِ دَحضِهِ وَ أَهَاوِیلِ زَلَلِهِ وَ تَارَاتِ أَهوَالِهِ فَاتّقُوا اللّهَ عِبَادَ اللّهِ تَقِیّةَ ذیِ لُبّ شَغَلَ التّفَکّرُ قَلبَهُ وَ أَنصَبَ الخَوفُ بَدَنَهُ وَ أَسهَرَ التّهَجّدُ غِرَارَ نَومِهِ وَ أَظمَأَ الرّجَاءُ هَوَاجِرَ یَومِهِ وَ ظَلَفَ الزّهدُ شَهَوَاتِهِ وَ أَوجَفَ الذّکرُ بِلِسَانِهِ وَ قَدّمَ الخَوفَ لِأَمَانِهِ وَ تَنَکّبَ المَخَالِجَ عَن وَضَحِ السّبِیلِ وَ سَلَکَ أَقصَدَ المَسَالِکِ إِلَی
أُوصِیکُم بِتَقوَی اللّهِ ألّذِی أَعذَرَ بِمَا أَنذَرَ وَ احتَجّ بِمَا نَهَجَ وَ حَذّرَکُم عَدُوّاً نَفَذَ فِی الصّدُورِ خَفِیّاً وَ نَفَثَ فِی الآذَانِ نَجِیّاً فَأَضَلّ وَ أَردَی وَ وَعَدَ فَمَنّی وَ زَیّنَ سَیّئَاتِ الجَرَائِمِ وَ هَوّنَ مُوبِقَاتِ العَظَائِمِ حَتّی إِذَا استَدرَجَ قَرِینَتَهُ وَ استَغلَقَ رَهِینَتَهُ أَنکَرَ مَا زَیّنَ وَ استَعظَمَ مَا هَوّنَ وَ حَذّرَ مَا أَمّنَ
أَم هَذَا ألّذِی أَنشَأَهُ فِی ظُلُمَاتِ الأَرحَامِ وَ شُغُفِ الأَستَارِ نُطفَةً دِهَاقاً وَ عَلَقَةً مِحَاقاً وَ جَنِیناً وَ رَاضِعاً وَ وَلِیداً وَ یَافِعاً ثُمّ مَنَحَهُ قَلباً حَافِظاً وَ لِسَاناً لَافِظاً وَ بَصَراً لَاحِظاً لِیَفهَمَ مُعتَبِراً وَ یُقَصّرَ مُزدَجِراً حَتّی إِذَا قَامَ اعتِدَالُهُ وَ استَوَی
عَجَباً لِابنِ النّابِغَةِ یَزعُمُ لِأَهلِ الشّامِ أَنّ فِیّ دُعَابَةً وَ أنَیّ امرُؤٌ تِلعَابَةٌ أُعَافِسُ وَ أُمَارِسُ لَقَد قَالَ بَاطِلًا وَ نَطَقَ آثِماً أَمَا وَ شَرّ القَولِ الکَذِبُ إِنّهُ لَیَقُولُ فَیَکذِبُ وَ یَعِدُ فَیُخلِفُ وَ یُسأَلُ فَیَبخَلُ وَ یَسأَلُ فَیُلحِفُ وَ یَخُونُ العَهدَ وَ یَقطَعُ الإِلّ فَإِذَا کَانَ
عِندَ الحَربِ فأَیَّ زَاجِرٍ وَ آمِرٍ هُوَ مَا لَم تَأخُذِ السّیُوفُ مَآخِذَهَا فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ کَانَ أَکبَرُ أَکبَرَ مَکِیدَتِهِ أَن یَمنَحَ القَرمَ سَبّتَهُ أَمَا وَ اللّهِ إنِیّ لیَمَنعَنُیِ مِنَ اللّعِبِ ذِکرُ المَوتِ وَ إِنّهُ لَیَمنَعُهُ مِن قَولِ الحَقّ نِسیَانُ الآخِرَةِ إِنّهُ لَم یُبَایِع مُعَاوِیَةَ حَتّی شَرَطَ أَن یُؤتِیَهُ أَتِیّةً وَ یَرضَخَ لَهُ عَلَی تَرکِ الدّینِ رَضِیخَةً
وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ الأَوّلُ لَا شَیءَ قَبلَهُ وَ الآخِرُ لَا غَایَةَ لَهُ لَا تَقَعُ الأَوهَامُ لَهُ عَلَی صِفَةٍ وَ لَا تُعقَدُ القُلُوبُ مِنهُ عَلَی کَیفِیّةٍ وَ لَا تَنَالُهُ التّجزِئَةُ وَ التّبعِیضُ وَ لَا تُحِیطُ بِهِ الأَبصَارُ وَ القُلُوبُ
دَرَجَاتٌ مُتَفَاضِلَاتٌ وَ مَنَازِلُ مُتَفَاوِتَاتٌ لَا یَنقَطِعُ نَعِیمُهَا وَ لَا یَظعَنُ مُقِیمُهَا وَ لَا یَهرَمُ خَالِدُهَا وَ لَا یَبأَسُ سَاکِنُهَا
قَد عَلِمَ السّرَائِرَ وَ خَبَرَ الضّمَائِرَ لَهُ الإِحَاطَةُ بِکُلّ شَیءٍ وَ الغَلَبَةُ لِکُلّ شَیءٍ وَ القُوّةُ عَلَی کُلّ شَیءٍ
فَلیَعمَلِ العَامِلُ مِنکُم فِی أَیّامِ مَهَلِهِ قَبلَ إِرهَاقِ أَجَلِهِ وَ فِی فَرَاغِهِ قَبلَ أَوَانِ شُغُلِهِ وَ فِی مُتَنَفّسِهِ قَبلَ أَن یُؤخَذَ بِکَظَمِهِ وَ لیُمَهّد لِنَفسِهِ وَ قَدَمِهِ وَ لیَتَزَوّد مِن دَارِ ظَعنِهِ لِدَارِ إِقَامَتِهِ فَاللّهَ اللّهَ
عِبَادَ اللّهِ إِنّ مِن أَحَبّ عِبَادِ اللّهِ إِلَیهِ عَبداً أَعَانَهُ اللّهُ عَلَی نَفسِهِ فَاستَشعَرَ الحُزنَ وَ تَجَلبَبَ الخَوفَ فَزَهَرَ مِصبَاحُ الهُدَی فِی قَلبِهِ وَ أَعَدّ القِرَی لِیَومِهِ النّازِلِ بِهِ فَقَرّبَ عَلَی نَفسِهِ البَعِیدَ وَ هَوّنَ الشّدِیدَ نَظَرَ فَأَبصَرَ وَ ذَکَرَ فَاستَکثَرَ وَ ارتَوَی مِن عَذبٍ فُرَاتٍ سُهّلَت لَهُ مَوَارِدُهُ فَشَرِبَ نَهَلًا وَ سَلَکَ سَبِیلًا جَدَداً قَد خَلَعَ سَرَابِیلَ الشّهَوَاتِ وَ تَخَلّی مِنَ الهُمُومِ إِلّا هَمّاً وَاحِداً انفَرَدَ بِهِ فَخَرَجَ مِن صِفَةِ العَمَی وَ مُشَارَکَةِ أَهلِ الهَوَی وَ صَارَ مِن مَفَاتِیحِ أَبوَابِ الهُدَی وَ مَغَالِیقِ أَبوَابِ الرّدَی قَد أَبصَرَ طَرِیقَهُ وَ سَلَکَ سَبِیلَهُ وَ عَرَفَ مَنَارَهُ وَ قَطَعَ غِمَارَهُ وَ استَمسَکَ مِنَ العُرَی بِأَوثَقِهَا وَ مِنَ الحِبَالِ بِأَمتَنِهَا فَهُوَ مِنَ الیَقِینِ عَلَی مِثلِ ضَوءِ الشّمسِ قَد نَصَبَ نَفسَهُ لِلّهِ سُبحَانَهُ فِی أَرفَعِ الأُمُورِ مِن إِصدَارِ کُلّ وَارِدٍ عَلَیهِ وَ تَصیِیرِ کُلّ فَرعٍ إِلَی أَصلِهِ مِصبَاحُ ظُلُمَاتٍ کَشّافُ
وَ آخَرُ قَد تَسَمّی عَالِماً وَ لَیسَ بِهِ فَاقتَبَسَ جَهَائِلَ مِن جُهّالٍ وَ أَضَالِیلَ مِن ضُلّالٍ وَ نَصَبَ لِلنّاسِ أَشرَاکاً مِن حَبَائِلِ غُرُورٍ وَ قَولِ زُورٍ قَد حَمَلَ الکِتَابَ عَلَی آرَائِهِ وَ عَطَفَ الحَقّ عَلَی أَهوَائِهِ یُؤمِنُ النّاسَ مِنَ العَظَائِمِ وَ یُهَوّنُ کَبِیرَ الجَرَائِمِ یَقُولُ أَقِفُ
عِندَ الشّبُهَاتِ وَ فِیهَا وَقَعَ وَ یَقُولُ أَعتَزِلُ البِدَعَ وَ بَینَهَا اضطَجَعَ فَالصّورَةُ صُورَةُ إِنسَانٍ وَ القَلبُ قَلبُ حَیَوَانٍ لَا یَعرِفُ بَابَ الهُدَی فَیَتّبِعَهُ وَ لَا بَابَ العَمَی فَیَصُدّ عَنهُ وَ ذَلِکَ مَیّتُ الأَحیَاءِ
فَأَینَ تَذهَبُونَ وَ أَنّی تُؤفَکُونَ وَ الأَعلَامُ قَائِمَةٌ وَ الآیَاتُ وَاضِحَةٌ وَ المَنَارُ مَنصُوبَةٌ فَأَینَ یُتَاهُ بِکُم وَ کَیفَ تَعمَهُونَ
-قرآن-1-18
ومنها حَتّی یَظُنّ الظّانّ أَنّ الدّنیَا مَعقُولَةٌ عَلَی بنَیِ أُمَیّةَ تَمنَحُهُم دَرّهَا وَ تُورِدُهُم صَفوَهَا وَ لَا یُرفَعُ عَن هَذِهِ الأُمّةِ سَوطُهَا وَ لَا سَیفُهَا وَ کَذَبَ الظّانّ لِذَلِکَ بَل هیَِ مَجّةٌ مِن لَذِیذِ العَیشِ یَتَطَعّمُونَهَا بُرهَةً ثُمّ یَلفِظُونَهَا جُملَةً
أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ لَم یَقصِم جبَاّریِ دَهرٍ قَطّ إِلّا بَعدَ تَمهِیلٍ وَ رَخَاءٍ وَ لَم یَجبُر عَظمَ أَحَدٍ مِنَ الأُمَمِ إِلّا بَعدَ أَزلٍ وَ بَلَاءٍ وَ فِی دُونِ مَا استَقبَلتُم مِن عَتبٍ وَ مَا استَدبَرتُم مِن خَطبٍ مُعتَبَرٌ وَ مَا کُلّ ذیِ قَلبٍ بِلَبِیبٍ وَ لَا کُلّ ذیِ سَمعٍ بِسَمِیعٍ وَ لَا کُلّ نَاظِرٍ بِبَصِیرٍ فَیَا عَجَباً وَ مَا لِیَ لَا أَعجَبُ مِن خَطَإِ هَذِهِ الفِرَقِ عَلَی اختِلَافِ حُجَجِهَا فِی دِینِهَا لَا یَقتَصّونَ أَثَرَ نبَیِّ وَ لَا یَقتَدُونَ بِعَمَلِ وصَیِّ وَ لَا یُؤمِنُونَ بِغَیبٍ وَ لَا یَعِفّونَ عَن عَیبٍ یَعمَلُونَ فِی الشّبُهَاتِ وَ یَسِیرُونَ فِی الشّهَوَاتِ المَعرُوفُ فِیهِم مَا عَرَفُوا وَ المُنکَرُ عِندَهُم مَا أَنکَرُوا مَفزَعُهُم فِی المُعضِلَاتِ إِلَی أَنفُسِهِم وَ تَعوِیلُهُم فِی المُهِمّاتِ عَلَی آرَائِهِم کَأَنّ کُلّ امرِئٍ مِنهُم إِمَامُ نَفسِهِ قَد أَخَذَ مِنهَا فِیمَا یَرَی بِعُرًی ثِقَاتٍ وَ أَسبَابٍ مُحکَمَاتٍ
أَرسَلَهُ عَلَی حِینِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ طُولِ هَجعَةٍ مِنَ الأُمَمِ
الحَمدُ لِلّهِ المَعرُوفِ مِن غَیرِ رُؤیَةٍ وَ الخَالِقِ مِن غَیرِ رَوِیّةٍ
رَوَی مَسعَدَةُ بنُ صَدَقَةَ عَنِ الصّادِقِ جَعفَرِ بنِ مُحَمّدٍ ع أَنّهُ قَالَ خَطَبَ أَمِیرُ المُؤمِنِینَ بِهَذِهِ الخُطبَةِ عَلَی مِنبَرِ الکُوفَةِ وَ ذَلِکَ أَنّ رَجُلًا أَتَاهُ فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ صِف لَنَا رَبّنَا مِثلَ مَا نَرَاهُ عِیَاناً لِنَزدَادَ لَهُ حُبّاً وَ بِهِ مَعرِفَةً فَغَضِبَ وَ نَادَی الصّلَاةَ جَامِعَةً فَاجتَمَعَ النّاسُ حَتّی غَصّ المَسجِدُ بِأَهلِهِ فَصَعِدَ المِنبَرَ وَ هُوَ مُغضَبٌ مُتَغَیّرُ اللّونِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَی عَلَیهِ وَ صَلّی عَلَی النّبِیّص ثُمّ قَالَ
-روایت-1-2-روایت-83-524
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی لَا یَفِرُهُ المَنعُ وَ الجُمُودُ وَ لَا یُکدِیهِ الإِعطَاءُ وَ الجُودُ إِذ کُلّ مُعطٍ مُنتَقِصٌ سِوَاهُ وَ کُلّ مَانِعٍ مَذمُومٌ مَا خَلَاهُ وَ هُوَ المَنّانُ بِفَوَائِدِ النّعَمِ وَ عَوَائِدِ المَزِیدِ وَ القِسَمِ عِیَالُهُ الخَلَائِقُ ضَمِنَ أَرزَاقَهُم وَ قَدّرَ أَقوَاتَهُم وَ نَهَجَ سَبِیلَ الرّاغِبِینَ إِلَیهِ وَ الطّالِبِینَ مَا لَدَیهِ وَ لَیسَ بِمَا سُئِلَ بِأَجوَدَ مِنهُ بِمَا لَم یُسأَل الأَوّلُ ألّذِی لَم یَکُن لَهُ قَبلٌ فَیَکُونَ شَیءٌ قَبلَهُ وَ الآخِرُ ألّذِی لَیسَ لهُ بَعدٌ فَیَکُونَ شَیءٌ بَعدَهُ وَ الرّادِعُ أنَاَسیِّ الأَبصَارِ عَن أَن تَنَالَهُ أَو تُدرِکَهُ مَا اختَلَفَ عَلَیهِ دَهرٌ فَیَختَلِفَ مِنهُ الحَالُ وَ لَا کَانَ فِی مَکَانٍ فَیَجُوزَ عَلَیهِ الِانتِقَالُ وَ لَو وَهَبَ مَا تَنَفّسَت عَنهُ مَعَادِنُ الجِبَالِ وَ ضَحِکَت عَنهُ أَصدَافُ البِحَارِ مِن فِلِزّ اللّجَینِ وَ العِقیَانِ وَ نُثَارَةِ الدّرّ وَ حَصِیدِ المَرجَانِ مَا أَثّرَ ذَلِکَ فِی جُودِهِ وَ لَا أَنفَدَ سَعَةَ مَا عِندَهُ وَ لَکَانَ عِندَهُ مِن ذَخَائِرِ الأَنعَامِ
فَانظُر أَیّهَا السّائِلُ فَمَا دَلّکَ القُرآنُ عَلَیهِ مِن صِفَتِهِ فَائتَمّ بِهِ وَ استَضِئ بِنُورِ هِدَایَتِهِ وَ مَا کَلّفَکَ الشّیطَانُ عِلمَهُ مِمّا لَیسَ فِی الکِتَابِ عَلَیکَ فَرضُهُ وَ لَا فِی سُنّةِ النّبِیّص وَ أَئِمّةِ الهُدَی أَثَرُهُ فَکِل عِلمَهُ إِلَی اللّهِ سُبحَانَهُ فَإِنّ ذَلِکَ مُنتَهَی حَقّ اللّهِ عَلَیکَ وَ اعلَم أَنّ الرّاسِخِینَ فِی العِلمِ هُمُ الّذِینَ أَغنَاهُم عَنِ اقتِحَامِ السّدَدِ المَضرُوبَةِ دُونَ الغُیُوبِ الإِقرَارُ بِجُملَةِ مَا جَهِلُوا تَفسِیرَهُ مِنَ الغَیبِ المَحجُوبِ فَمَدَحَ اللّهُ تَعَالَی اعتِرَافَهُم بِالعَجزِ عَن تَنَاوُلِ مَا لَم یُحِیطُوا بِهِ عِلماً وَ سَمّی تَرکَهُمُ التّعَمّقَ فِیمَا لَم یُکَلّفهُمُ البَحثَ عَن کُنهِهِ رُسُوخاً فَاقتَصِر عَلَی ذَلِکَ وَ لَا تُقَدّر عَظَمَةَ اللّهِ سُبحَانَهُ عَلَی قَدرِ عَقلِکَ فَتَکُونَ مِنَ الهَالِکِینَ هُوَ القَادِرُ ألّذِی إِذَا ارتَمَتِ الأَوهَامُ لِتُدرِکَ مُنقَطَعَ قُدرَتِهِ وَ حَاوَلَ الفِکرُ المُبَرّأُ مِن خَطَرَاتِ الوَسَاوِسِ أَن یَقَعَ عَلَیهِ فِی عَمِیقَاتِ غُیُوبِ مَلَکُوتِهِ وَ تَوَلّهَتِ القُلُوبُ إِلَیهِ لتِجَریَِ فِی کَیفِیّةِ صِفَاتِهِ وَ غَمَضَت مَدَاخِلُ العُقُولِ فِی حَیثُ لَا تَبلُغُهُ الصّفَاتُ لِتَنَاوُلِ عِلمِ ذَاتِهِ رَدَعَهَا وَ هیَِ تَجُوبُ مهَاَویَِ سُدَفِ الغُیُوبِ مُتَخَلّصَةً إِلَیهِ سُبحَانَهُ
وَ نَظَمَ بِلَا تَعلِیقٍ رَهَوَاتِ فُرَجِهَا وَ لَاحَمَ صُدُوعَ انفِرَاجِهَا
ثُمّ خَلَقَ سُبحَانَهُ لِإِسکَانِ سَمَاوَاتِهِ وَ عِمَارَةِ الصّفِیحِ الأَعلَی مِن مَلَکُوتِهِ خَلقاً بَدِیعاً مِن مَلَائِکَتِهِ وَ مَلَأَ بِهِم فُرُوجَ فِجَاجِهَا وَ حَشَا بِهِم فُتُوقَ أَجوَائِهَا وَ بَینَ فَجَوَاتِ تِلکَ الفُرُوجِ زَجَلُ المُسَبّحِینَ مِنهُم فِی حَظَائِرِ القُدُسِ وَ سُتُرَاتِ الحُجُبِ
کَبَسَ الأَرضَ عَلَی مَورِ أَموَاجٍ مُستَفحِلَةٍ وَ لُجَجِ بِحَارٍ زَاخِرَةٍ تَلتَطِمُ أوَاَذیِّ أَموَاجِهَا وَ تَصطَفِقُ مُتَقَاذِفَاتُ أَثبَاجِهَا وَ تَرغُو زَبَداً کَالفُحُولِ
عِندَ هِیَاجِهَا فَخَضَعَ جِمَاحُ المَاءِ المُتَلَاطِمِ لِثِقَلِ حَملِهَا وَ سَکَنَ هَیجُ ارتِمَائِهِ إِذ وَطِئَتهُ
أللّهُمّ أَنتَ أَهلُ الوَصفِ الجَمِیلِ وَ التّعدَادِ الکَثِیرِ إِن تُؤَمّل فَخَیرُ مَأمُولٍ وَ إِن تُرجَ فَخَیرُ مَرجُوّ أللّهُمّ وَ قَد بَسَطتَ لِی فِیمَا لَا أَمدَحُ بِهِ غَیرَکَ وَ لَا أثُنیِ بِهِ عَلَی أَحَدٍ سِوَاکَ وَ لَا أُوَجّهُهُ إِلَی مَعَادِنِ الخَیبَةِ وَ مَوَاضِعِ الرّیبَةِ وَ عَدَلتَ بلِسِاَنیِ عَن مَدَائِحِ الآدَمِیّینَ
دعَوُنیِ وَ التَمِسُوا غیَریِ فَإِنّا مُستَقبِلُونَ أَمراً لَهُ وُجُوهٌ وَ أَلوَانٌ لَا تَقُومُ لَهُ القُلُوبُ وَ لَا تَثبُتُ عَلَیهِ العُقُولُ وَ إِنّ الآفَاقَ قَد أَغَامَت وَ المَحَجّةَ قَد تَنَکّرَت. وَ اعلَمُوا أنَیّ إِن أَجَبتُکُم رَکِبتُ بِکُم مَا أَعلَمُ وَ لَم أُصغِ إِلَی قَولِ القَائِلِ وَ عَتبِ العَاتِبِ وَ إِن ترَکَتمُوُنیِ فَأَنَا کَأَحَدِکُم وَ لعَلَیّ أَسمَعُکُم وَ أَطوَعُکُم لِمَن وَلّیتُمُوهُ أَمرَکُم وَ أَنَا لَکُم وَزِیراً خَیرٌ لَکُم منِیّ أَمِیراً
أَمّا بَعدَ حَمدِ اللّهِ وَ الثّنَاءِ عَلَیهِ أَیّهَا النّاسُ فإَنِیّ فَقَأتُ عَینَ الفِتنَةِ وَ لَم یَکُن لیِجَترَِئَ عَلَیهَا أَحَدٌ غیَریِ بَعدَ أَن مَاجَ غَیهَبُهَا وَ اشتَدّ کَلَبُهَا فاَسألَوُنیِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنیِ فَوَ ألّذِی نفَسیِ بِیَدِهِ لَا تسَألَوُنیِ عَن شَیءٍ فِیمَا بَینَکُم وَ بَینَ السّاعَةِ وَ لَا عَن فِئَةٍ تهَدیِ مِائَةً وَ تُضِلّ مِائَةً إِلّا أَنبَأتُکُم بِنَاعِقِهَا وَ قَائِدِهَا وَ سَائِقِهَا وَ مُنَاخِ رِکَابِهَا وَ مَحَطّ رِحَالِهَا وَ مَن یُقتَلُ مِن أَهلِهَا قَتلًا وَ مَن یَمُوتُ مِنهُم مَوتاً وَ لَو قَد فقَدَتمُوُنیِ وَ نَزَلَت بِکُم کَرَائِهُ الأُمُورِ وَ حَوَازِبُ الخُطُوبِ لَأَطرَقَ کَثِیرٌ مِنَ السّائِلِینَ وَ فَشِلَ کَثِیرٌ مِنَ المَسئُولِینَ وَ ذَلِکَ إِذَا قَلّصَت حَربُکُم وَ شَمّرَت عَن سَاقٍ وَ ضَاقَتِ الدّنیَا عَلَیکُم ضِیقاً تَستَطِیلُونَ مَعَهُ أَیّامَ البَلَاءِ عَلَیکُم حَتّی یَفتَحَ اللّهُ لِبَقِیّةِ الأَبرَارِ مِنکُم إِنّ الفِتَنَ إِذَا أَقبَلَت شَبّهَت وَ إِذَا أَدبَرَت نَبّهَت یُنکَرنَ مُقبِلَاتٍ وَ یُعرَفنَ مُدبِرَاتٍ یَحُمنَ حَومَ الرّیَاحِ یُصِبنَ بَلَداً وَ یُخطِئنَ بَلَداً أَلَا وَ إِنّ أَخوَفَ الفِتَنِ عنِدیِ عَلَیکُم فِتنَةُ بنَیِ أُمَیّةَ فَإِنّهَا فِتنَةٌ عَمیَاءُ مُظلِمَةٌ عَمّت خُطّتُهَا وَ خَصّت بَلِیّتُهَا
فَتَبَارَکَ اللّهُ ألّذِی لَا یَبلُغُهُ بُعدُ الهِمَمِ وَ لَا یَنَالُهُ حَدسُ الفِطَنِ
فَاستَودَعَهُم فِی أَفضَلِ مُستَودَعٍ وَ أَقَرّهُم فِی خَیرِ مُستَقَرّ تَنَاسَخَتهُم کَرَائِمُ الأَصلَابِ إِلَی مُطَهّرَاتِ الأَرحَامِ کُلّمَا مَضَی مِنهُم سَلَفٌ قَامَ مِنهُم بِدِینِ اللّهِ خَلَفٌ
حَتّی أَفضَت کَرَامَةُ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَی إِلَی مُحَمّدٍص فَأَخرَجَهُ مِن أَفضَلِ المَعَادِنِ مَنبِتاً وَ أَعَزّ الأَرُومَاتِ مَغرِساً مِنَ الشّجَرَةِ التّیِ صَدَعَ مِنهَا أَنبِیَاءَهُ وَ انتَجَبَ مِنهَا أُمَنَاءَهُ عِترَتُهُ خَیرُ العِتَرِ وَ أُسرَتُهُ خَیرُ الأُسَرِ وَ شَجَرَتُهُ خَیرُ الشّجَرِ نَبَتَت فِی حَرَمٍ وَ بَسَقَت فِی کَرَمٍ لَهَا فُرُوعٌ طِوَالٌ وَ ثَمَرٌ لَا یُنَالُ فَهُوَ إِمَامُ مَنِ اتّقَی وَ بَصِیرَةُ مَنِ اهتَدَی سِرَاجٌ لَمَعَ ضَوؤُهُ وَ شِهَابٌ سَطَعَ نُورُهُ وَ زَندٌ بَرَقَ لَمعُهُ سِیرَتُهُ القَصدُ وَ سُنّتُهُ الرّشدُ وَ کَلَامُهُ الفَصلُ وَ حُکمُهُ العَدلُ أَرسَلَهُ عَلَی حِینِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ هَفوَةٍ عَنِ العَمَلِ وَ غَبَاوَةٍ مِنَ الأُمَمِ
اعمَلُوا رَحِمَکُمُ اللّهُ عَلَی أَعلَامٍ بَیّنَةٍ فَالطّرِیقُ نَهجٌ
بَعَثَهُ وَ النّاسُ ضُلّالٌ فِی حَیرَةٍ وَ حَاطِبُونَ فِی فِتنَةٍ قَدِ استَهوَتهُمُ الأَهوَاءُ وَ استَزَلّتهُمُ الکِبرِیَاءُ وَ استَخَفّتهُمُ الجَاهِلِیّةُ الجَهلَاءُ حَیَارَی فِی زَلزَالٍ مِنَ الأَمرِ وَ بَلَاءٍ مِنَ الجَهلِ فَبَالَغَص فِی النّصِیحَةِ وَ مَضَی عَلَی الطّرِیقَةِ وَ دَعَا إِلَی الحِکمَةِوَ المَوعِظَةِ الحَسَنَةِ
-قرآن-307-331
الحَمدُ لِلّهِ الأَوّلِ فَلَا شَیءَ قَبلَهُ وَ الآخِرِ فَلَا شَیءَ بَعدَهُ وَ الظّاهِرِ فَلَا شَیءَ فَوقَهُ وَ البَاطِنِ فَلَا شَیءَ دُونَهُ
مُستَقَرّهُ خَیرُ مُستَقَرّ وَ مَنبِتُهُ أَشرَفُ مَنبِتٍ فِی مَعَادِنِ الکَرَامَةِ وَ مَمَاهِدِ السّلَامَةِ قَد صُرِفَت نَحوَهُ أَفئِدَةُ الأَبرَارِ وَ ثُنِیَت إِلَیهِ أَزِمّةُ الأَبصَارِ دَفَنَ اللّهُ بِهِ الضّغَائِنَ وَ أَطفَأَ بِهِ الثّوَائِرَ أَلّفَ بِهِ إِخوَاناً وَ فَرّقَ بِهِ أَقرَاناً أَعَزّ بِهِ الذّلّةَ وَ أَذَلّ بِهِ العِزّةَ کَلَامُهُ بَیَانٌ وَ صَمتُهُ لِسَانٌ
وَ لَئِن أَمهَلَ الظّالِمَ فَلَن یَفُوتَ أَخذُهُ وَ هُوَ لَهُ بِالمِرصَادِ عَلَی مَجَازِ طَرِیقِهِ وَ بِمَوضِعِ الشّجَا مِن مَسَاغِ رِیقِهِ أَمَا وَ ألّذِی نفَسیِ بِیَدِهِ لَیَظهَرَنّ هَؤُلَاءِ القَومُ عَلَیکُم لَیسَ لِأَنّهُم أَولَی بِالحَقّ مِنکُم وَ لَکِن لِإِسرَاعِهِم إِلَی بَاطِلِ صَاحِبِهِم وَ إِبطَائِکُم عَن حقَیّ وَ لَقَد أَصبَحَتِ الأُمَمُ تَخَافُ ظُلمَ رُعَاتِهَا وَ أَصبَحتُ أَخَافُ ظُلمَ رعَیِتّیِ استَنفَرتُکُم لِلجِهَادِ فَلَم تَنفِرُوا وَ أَسمَعتُکُم فَلَم تَسمَعُوا وَ دَعَوتُکُم سِرّاً وَ جَهراً فَلَم تَستَجِیبُوا وَ نَصَحتُ لَکُم فَلَم تَقبَلُوا أَ شُهُودٌ کَغُیّابٍ وَ عَبِیدٌ کَأَربَابٍ أَتلُو عَلَیکُم الحِکَمَ فَتَنفِرُونَ
انظُرُوا أَهلَ بَیتِ نَبِیّکُم فَالزَمُوا سَمتَهُم وَ اتّبِعُوا أَثَرَهُم فَلَن یُخرِجُوکُم مِن هُدًی وَ لَن یُعِیدُوکُم فِی رَدًی فَإِن لَبَدُوا فَالبُدُوا وَ إِن نَهَضُوا فَانهَضُوا وَ لَا تَسبِقُوهُم فَتَضِلّوا وَ لَا تَتَأَخّرُوا عَنهُم فَتَهلِکُوا لَقَد رَأَیتُ أَصحَابَ مُحَمّدٍص فَمَا أَرَی أَحَداً یُشبِهُهُم مِنکُم لَقَد کَانُوا یُصبِحُونَ شُعثاً غُبراً وَ قَد بَاتُوا سُجّداً وَ قِیَاماً یُرَاوِحُونَ بَینَ جِبَاهِهِم وَ خُدُودِهِم وَ یَقِفُونَ عَلَی مِثلِ الجَمرِ مِن ذِکرِ مَعَادِهِم کَأَنّ بَینَ أَعیُنِهِم رُکَبَ المِعزَی مِن طُولِ سُجُودِهِم إِذَا ذُکِرَ اللّهُ هَمَلَت أَعیُنُهُم حَتّی تَبُلّ جُیُوبَهُم وَ مَادُوا کَمَا یَمِیدُ الشّجَرُ یَومَ الرّیحِ العَاصِفِ خَوفاً مِنَ العِقَابِ وَ رَجَاءً لِلثّوَابِ
وَ اللّهِ لَا یَزَالُونَ حَتّی لَا یَدَعُوا لِلّهِ مُحَرّماً إِلّا استَحَلّوهُ وَ لَا عَقداً إِلّا حَلّوهُ وَ حَتّی لَا یَبقَی بَیتُ مَدَرٍ وَ لَا وَبَرٍ إِلّا دَخَلَهُ ظُلمُهُم وَ نَبَا بِهِ سُوءُ رَعیِهِم وَ حَتّی یَقُومَ البَاکِیَانِ یَبکِیَانِ بَاکٍ یبَکیِ لِدِینِهِ وَ بَاکٍ یبَکیِ لِدُنیَاهُ وَ حَتّی تَکُونَ نُصرَةُ أَحَدِکُم
نَحمَدُهُ عَلَی مَا کَانَ وَ نَستَعِینُهُ مِن أَمرِنَا عَلَی مَا یَکُونُ وَ نَسأَلُهُ المُعَافَاةَ فِی الأَدیَانِ کَمَا نَسأَلُهُ المُعَافَاةَ فِی الأَبدَانِ عِبَادَ اللّهِ أُوصِیکُم بِالرّفضِ لِهَذِهِ الدّنیَا التّارِکَةِ لَکُم وَ إِن لَم تُحِبّوا تَرکَهَا وَ المُبلِیَةِ لِأَجسَامِکُم وَ إِن کُنتُم تُحِبّونَ تَجدِیدَهَا فَإِنّمَا مَثَلُکُم وَ مَثَلُهَا کَسَفرٍ سَلَکُوا سَبِیلًا فَکَأَنّهُم قَد قَطَعُوهُ وَ أَمّوا عَلَماً فَکَأَنّهُم قَد بَلَغُوهُ وَ کَم عَسَی المجُریِ إِلَی الغَایَةِ أَن یجَریَِ إِلَیهَا حَتّی یَبلُغَهَا وَ مَا عَسَی أَن یَکُونَ بَقَاءُ مَن لَهُ یَومٌ لَا یَعدُوهُ وَ طَالِبٌ حَثِیثٌ مِنَ المَوتِ یَحدُوهُ وَ مُزعِجٌ فِی الدّنیَا حَتّی یُفَارِقَهَا رَغماً فَلَا تَنَافَسُوا فِی عِزّ الدّنیَا وَ فَخرِهَا وَ لَا تَعجَبُوا بِزِینَتِهَا وَ نَعِیمِهَا وَ لَا تَجزَعُوا مِن ضَرّائِهَا وَ بُؤسِهَا فَإِنّ عِزّهَا وَ فَخرَهَا إِلَی انقِطَاعٍ وَ إِنّ زِینَتَهَا وَ نَعِیمَهَا إِلَی زَوَالٍ وَ ضَرّاءَهَا وَ بُؤسَهَا إِلَی
الحَمدُ لِلّهِ النّاشِرِ فِی الخَلقِ فَضلَهُ وَ البَاسِطِ فِیهِم بِالجُودِ یَدَهُ نَحمَدُهُ فِی جَمِیعِ أُمُورِهِ وَ نَستَعِینُهُ عَلَی رِعَایَةِ حُقُوقِهِ وَ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ غَیرُهُ وَ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ بِأَمرِهِ صَادِعاً وَ بِذِکرِهِ
الحَمدُ لِلّهِ الأَوّلِ قَبلَ کُلّ أَوّلٍ وَ الآخِرِ بَعدَ کُلّ آخِرٍ وَ بِأَوّلِیّتِهِ وَجَبَ أَن لَا أَوّلَ لَهُ وَ بِآخِرِیّتِهِ وَجَبَ أَن لَا آخِرَ لَهُ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ شَهَادَةً یُوَافِقُ فِیهَا السّرّ الإِعلَانَ وَ القَلبُ اللّسَانَ أَیّهَا النّاسُلا یَجرِمَنّکُم شقِاقیِ وَ لَا یَستَهوِیَنّکُم
-قرآن-279-302
وَ ذَلِکَ یَومٌ یَجمَعُ اللّهُ فِیهِ الأَوّلِینَ وَ الآخِرِینَ لِنِقَاشِ الحِسَابِ وَ جَزَاءِ الأَعمَالِ خُضُوعاً قِیَاماً قَد أَلجَمَهُمُ العَرَقُ وَ رَجَفَت
ومنهافِتَنٌ کَقِطَعِ اللّیلِ المُظلِمِ لَا تَقُومُ لَهَا قَائِمَةٌ وَ لَا تُرَدّ لَهَا رَایَةٌ تَأتِیکُم مَزمُومَةً مَرحُولَةً یَحفِزُهَا قَائِدُهَا وَ یَجهَدُهَا رَاکِبُهَا أَهلُهَا قَومٌ شَدِیدٌ کَلَبُهُم قَلِیلٌ سَلَبُهُم یُجَاهِدُهُم فِی سَبِیلِ اللّهِ قَومٌ أَذِلّةٌ
عِندَ المُتَکَبّرِینَ فِی الأَرضِ مَجهُولُونَ وَ فِی السّمَاءِ مَعرُوفُونَ فَوَیلٌ لَکِ یَا بَصرَةُ
عِندَ ذَلِکِ مِن جَیشٍ مِن نِقَمِ اللّهِ لَا رَهَجَ لَهُ وَ لَا حَسّ وَ سَیُبتَلَی أَهلُکِ بِالمَوتِ الأَحمَرِ وَ الجُوعِ الأَغبَرِ
أَیّهَا النّاسُ انظُرُوا إِلَی الدّنیَا نَظَرَ الزّاهِدِینَ فِیهَا الصّادِفِینَ عَنهَا فَإِنّهَا وَ اللّهِ عَمّا قَلِیلٍ تُزِیلُ الثاّویَِ السّاکِنَ وَ تَفجَعُ المُترَفَ الآمِنَ لَا یَرجِعُ مَا تَوَلّی مِنهَا فَأَدبَرَ وَ لَا یُدرَی مَا هُوَ آتٍ مِنهَا فَیُنتَظَرَ سُرُورُهَا مَشُوبٌ بِالحُزنِ وَ جَلَدُ الرّجَالِ
ومنهاالعَالِمُ مَن عَرَفَ قَدرَهُ وَ کَفَی بِالمَرءِ جَهلًا أَلّا یَعرِفَ قَدرَهُ وَ إِنّ مِن أَبغَضِ الرّجَالِ إِلَی اللّهِ تَعَالَی لَعَبداً وَکَلَهُ اللّهُ إِلَی نَفسِهِ جَائِراً عَن قَصدِ السّبِیلِ سَائِراً بِغَیرِ دَلِیلٍ إِن دعُیَِ إِلَی حَرثِ الدّنیَا عَمِلَ وَ إِن دعُیَِ إِلَی حَرثِ الآخِرَةِ کَسِلَ کَأَنّ مَا عَمِلَ لَهُ وَاجِبٌ عَلَیهِ وَ کَأَنّ مَا وَنَی فِیهِ سَاقِطٌ عَنهُ
ومنها وَ ذَلِکَ زَمَانٌ لَا یَنجُو فِیهِ إِلّا کُلّ مُؤمِنٍ نُوَمَةٍ إِن شَهِدَ لَم یُعرَف وَ إِن غَابَ لَم یُفتَقَد أُولَئِکَ مَصَابِیحُ الهُدَی وَ أَعلَامُ السّرَی لَیسُوا بِالمَسَایِیحِ وَ لَا المَذَایِیعِ البُذُرِ أُولَئِکَ یَفتَحُ اللّهُ لَهُم أَبوَابَ رَحمَتِهِ وَ یَکشِفُ عَنهُم ضَرّاءَ نِقمَتِهِ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداًص وَ لَیسَ أَحَدٌ مِنَ العَرَبِ یَقرَأُ کِتَاباً وَ لَا یدَعّیِ نُبُوّةً وَ لَا وَحیاً فَقَاتَلَ بِمَن أَطَاعَهُ مَن عَصَاهُ یَسُوقُهُم إِلَی مَنجَاتِهِم وَ یُبَادِرُ بِهِمُ السّاعَةَ أَن تَنزِلَ بِهِم یَحسِرُ الحَسِیرُ وَ یَقِفُ الکَسِیرُ فَیُقِیمُ عَلَیهِ حَتّی یُلحِقَهُ غَایَتَهُ إِلّا هَالِکاً لَا خَیرَ فِیهِ حَتّی أَرَاهُم مَنجَاتَهُم وَ بَوّأَهُم مَحَلّتَهُم فَاستَدَارَت رَحَاهُم وَ استَقَامَت قَنَاتُهُم وَ ایمُ اللّهِ لَقَد کُنتُ مِن سَاقَتِهَا حَتّی تَوَلّت بِحَذَافِیرِهَا وَ استَوسَقَت فِی قِیَادِهَا مَا ضَعُفتُ وَ لَا جَبُنتُ وَ لَا خُنتُ وَ لَا وَهَنتُ وَ ایمُ اللّهِ لَأَبقُرَنّ البَاطِلَ حَتّی أُخرِجَ الحَقّ مِن خَاصِرَتِهِ
حَتّی بَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص شَهِیداً وَ بَشِیراً وَ نَذِیراً خَیرَ البَرِیّةِ طِفلًا وَ أَنجَبَهَا کَهلًا وَ أَطهَرَ المُطَهّرِینَ شِیمَةً وَ أَجوَدَ المُستَمطَرِینَ دِیمَةً
فَمَا احلَولَت لَکُمُ الدّنیَا فِی لَذّتِهَا وَ لَا تَمَکّنتُم مِن رَضَاعِ أَخلَافِهَا إِلّا مِن بَعدِ مَا صَادَفتُمُوهَا جَائِلًا خِطَامُهَا قَلِقاً وَضِینُهَا قَد صَارَ حَرَامُهَا
عِندَ أَقوَامٍ بِمَنزِلَةِ السّدرِ المَخضُودِ وَ حَلَالُهَا بَعِیداً غَیرَ مَوجُودٍ وَ صَادَفتُمُوهَا وَ اللّهِ ظِلّا مَمدُوداً إِلَی أَجلٍ مَعدُودٍ فَالأَرضُ لَکُم شَاغِرَةٌ وَ أَیدِیکُم فِیهَا مَبسُوطَةٌ وَ أیَدیِ القَادَةِ عَنکُم مَکفُوفَةٌ وَ سُیُوفُکُم عَلَیهِم مُسَلّطَةٌ وَ سُیُوفُهُم عَنکُم مَقبُوضَةٌ أَلَا وَ إِنّ لِکُلّ دَمٍ ثَائِراً وَ لِکُلّ حَقّ طَالِباً وَ إِنّ الثّائِرَ فِی دِمَائِنَا کَالحَاکِمِ فِی حَقّ نَفسِهِ وَ هُوَ اللّهُ ألّذِی لَا یُعجِزُهُ مَن طَلَبَ وَ لَا
أَیّهَا النّاسُ استَصبِحُوا مِن شُعلَةِ مِصبَاحٍ وَاعِظٍ مُتّعِظٍ وَ امتَاحُوا مِن صَفوِ عَینٍ قَد رُوّقَت مِنَ الکَدَرِ عِبَادَ اللّهِ لَا تَرکَنُوا إِلَی جَهَالَتِکُم وَ لَا تَنقَادُوا لِأَهوَائِکُم فَإِنّ النّازِلَ بِهَذَا المَنزِلِ نَازِلٌ بِشَفَا جُرُفٍ هَارٍ یَنقُلُ الرّدَی عَلَی ظَهرِهِ مِن مَوضِعٍ إِلَی مَوضِعٍ لرِأَیٍ یُحدِثُهُ بَعدَ رأَیٍ یُرِیدُ أَن یُلصِقَ مَا لَا یَلتَصِقُ وَ یُقَرّبَ مَا لَا یَتَقَارَبُ فَاللّهَ اللّهَ أَن تَشکُوا إِلَی مَن لَا یشُکیِ شَجوَکُم وَ لَا یَنقُضُ بِرَأیِهِ مَا قَد أَبرَمَ لَکُم إِنّهُ لَیسَ عَلَی الإِمَامِ إِلّا مَا حُمّلَ مِن أَمرِ رَبّهِ الإِبلَاغُ فِی المَوعِظَةِ وَ الِاجتِهَادُ فِی النّصِیحَةِ وَ الإِحیَاءُ لِلسّنّةِ وَ إِقَامَةُ الحُدُودِ عَلَی مُستَحِقّیهَا وَ إِصدَارُ السّهمَانِ عَلَی أَهلِهَا فَبَادِرُوا العِلمَ مِن قَبلِ تَصوِیحِ نَبتِهِ وَ مِن قَبلِ أَن تُشغَلُوا بِأَنفُسِکُم عَن مُستَثَارِ العِلمِ مِن
عِندِ أَهلِهِ وَ انهَوا عَنِ المُنکَرِ وَ تَنَاهَوا عَنهُ فَإِنّمَا أُمِرتُم باِلنهّیِ بَعدَ التنّاَهیِ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی شَرَعَ الإِسلَامَ فَسَهّلَ شَرَائِعَهُ لِمَن وَرَدَهُ وَ أَعَزّ أَرکَانَهُ عَلَی مَن غَالَبَهُ فَجَعَلَهُ أَمناً لِمَن عَلِقَهُ وَ سِلماً لِمَن دَخَلَهُ وَ بُرهَاناً لِمَن تَکَلّمَ بِهِ وَ شَاهِداً لِمَن خَاصَمَ عَنهُ وَ نُوراً لِمَنِ استَضَاءَ بِهِ وَ فَهماً لِمَن عَقَلَ وَ لُبّاً لِمَن تَدَبّرَ وَ آیَةً لِمَن تَوَسّمَ وَ تَبصِرَةً لِمَن عَزَمَ وَ عِبرَةً لِمَنِ اتّعَظَ وَ نَجَاةً لِمَن صَدّقَ وَ ثِقَةً لِمَن تَوَکّلَ وَ رَاحَةً لِمَن فَوّضَ وَ جُنّةً لِمَن صَبَرَ فَهُوَ أَبلَجُ المَنَاهِجِ وَ أَوضَحُ الوَلَائِجِ مُشرَفُ المَنَارِ مُشرِقُ الجَوَادّ مضُیِءُ المَصَابِیحِ کَرِیمُ المِضمَارِ رَفِیعُ الغَایَةِ جَامِعُ الحَلبَةِ مُتَنَافِسُ السّبقَةِ شَرِیفُ الفُرسَانِ التّصدِیقُ مِنهَاجُهُ وَ الصّالِحَاتُ مَنَارُهُ وَ المَوتُ غَایَتُهُ وَ الدّنیَا مِضمَارُهُ وَ القِیَامَةُ حَلبَتُهُ وَ الجَنّةُ سُبقَتُهُ
حَتّی أَورَی قَبَساً لِقَابِسٍ وَ أَنَارَ عَلَماً لِحَابِسٍ فَهُوَ أَمِینُکَ المَأمُونُ وَ شَهِیدُکَ یَومَ الدّینِ وَ بَعِیثُکَ نِعمَةً
وَ قَد بَلَغتُم مِن کَرَامَةِ اللّهِ تَعَالَی لَکُم مَنزِلَةً تُکرَمُ بِهَا إِمَاؤُکُم وَ تُوصَلُ بِهَا جِیرَانُکُم وَ یُعَظّمُکُم مَن لَا فَضلَ لَکُم عَلَیهِ وَ لَا یَدَ لَکُم عِندَهُ وَ یَهَابُکُم مَن لَا یَخَافُ لَکُم سَطوَةً وَ لَا لَکُم عَلَیهِ إِمرَةٌ وَ قَد تَرَونَ عُهُودَ اللّهِ مَنقُوضَةً فَلَا تَغضَبُونَ وَ أَنتُم لِنَقضِ ذِمَمِ آبَائِکُم تَأنَفُونَ وَ کَانَت أُمُورُ اللّهِ عَلَیکُم تَرِدُ وَ عَنکُم تَصدُرُ وَ إِلَیکُم تَرجِعُ فَمَکّنتُمُ الظّلَمَةَ مِن مَنزِلَتِکُم وَ أَلقَیتُم إِلَیهِم أَزِمّتَکُم وَ أَسلَمتُم أُمُورَ اللّهِ فِی أَیدِیهِم یَعمَلُونَ بِالشّبُهَاتِ وَ یَسِیرُونَ فِی الشّهَوَاتِ وَ ایمُ اللّهِ لَو فَرّقُوکُم تَحتَ کُلّ کَوکَبٍ لَجَمَعَکُمُ اللّهُ لِشَرّ یَومٍ لَهُم
وَ قَد رَأَیتُ جَولَتَکُم وَ انحِیَازَکُم عَن صُفُوفِکُم تَحُوزُکُمُ الجُفَاةُ الطّغَامُ وَ أَعرَابُ أَهلِ الشّامِ وَ أَنتُم لَهَامِیمُ العَرَبِ وَ یَآفِیخُ الشّرَفِ وَ الأَنفُ المُقَدّمُ وَ السّنَامُ الأَعظَمُ وَ لَقَد شَفَی وَحَاوِحَ صدَریِ أَن رَأَیتُکُم بِأَخَرَةٍ تَحُوزُونَهُم کَمَا حَازُوکُم وَ تُزِیلُونَهُم عَن مَوَاقِفِهِم کَمَا أَزَالُوکُم حَسّاً بِالنّصَالِ وَ شَجراً بِالرّمَاحِ تَرکَبُ أُولَاهُم أُخرَاهُم کَالإِبِلِ الهِیمِ المَطرُودَةِ تُرمَی عَن حِیَاضِهَا وَ تُذَادُ عَن مَوَارِدِهَا
الحَمدُ لِلّهِ المتُجَلَیّ لِخَلقِهِ بِخَلقِهِ وَ الظّاهِرِ لِقُلُوبِهِم بِحُجّتِهِ خَلَقَ الخَلقَ مِن غَیرِ رَوِیّةٍ إِذ کَانَتِ الرّوِیّاتُ لَا تَلِیقُ إِلّا بذِوَیِ الضّمَائِرِ وَ لَیسَ بذِیِ ضَمِیرٍ فِی نَفسِهِ خَرَقَ عِلمُهُ بَاطِنَ غَیبِ السّتُرَاتِ وَ أَحَاطَ بِغُمُوضِ عَقَائِدِ السّرِیرَاتِ
اختَارَهُ مِن شَجَرَةِ الأَنبِیَاءِ وَ مِشکَاةِ الضّیَاءِ وَ ذُؤَابَةِ العَلیَاءِ وَ سُرّةِ البَطحَاءِ وَ مَصَابِیحِ الظّلمَةِ وَ یَنَابِیعِ الحِکمَةِ
ومنهاطَبِیبٌ دَوّارٌ بِطِبّهِ قَد أَحکَمَ مَرَاهِمَهُ وَ أَحمَی مَوَاسِمَهُ یَضَعُ ذَلِکَ حَیثُ الحَاجَةُ إِلَیهِ مِن قُلُوبٍ عمُیٍ وَ آذَانٍ صُمّ وَ أَلسِنَةٍ بُکمٍ مُتَتَبّعٌ بِدَوَائِهِ مَوَاضِعَ الغَفلَةِ وَ مَوَاطِنَ الحَیرَةِ لَم یَستَضِیئُوا بِأَضوَاءِ الحِکمَةِ وَ لَم یَقدَحُوا بِزِنَادِ العُلُومِ الثّاقِبَةِ فَهُم فِی ذَلِکَ کَالأَنعَامِ السّائِمَةِ وَ الصّخُورِ القَاسِیَةِ قَدِ انجَابَتِ السّرَائِرُ لِأَهلِ البَصَائِرِ وَ وَضَحَت مَحَجّةُ الحَقّ لِخَابِطِهَا وَ أَسفَرَتِ السّاعَةُ عَن وَجهِهَا وَ ظَهَرَتِ العَلَامَةُ لِمُتَوَسّمِهَا مَا لِی أَرَاکُم أَشبَاحاً بِلَا أَروَاحٍ وَ أَروَاحاً بِلَا أَشبَاحٍ وَ نُسّاکاً بِلَا صَلَاحٍ وَ تُجّاراً بِلَا أَربَاحٍ وَ أَیقَاظاً نُوّماً وَ شُهُوداً غُیّباً وَ نَاظِرَةً عَمیَاءَ وَ سَامِعَةً صَمّاءَ وَ نَاطِقَةً بَکمَاءَ رَایَةُ ضَلَالٍ قَد قَامَت عَلَی قُطبِهَا وَ تَفَرّقَت بِشُعَبِهَا تَکِیلُکُم بِصَاعِهَا وَ تَخبِطُکُم بِبَاعِهَا قَائِدُهَا خَارِجٌ مِنَ المِلّةِ قَائِمٌ عَلَی الضّلّةِ
کُلّ شَیءٍ خَاشِعٌ لَهُ وَ کُلّ شَیءٍ قَائِمٌ بِهِ غِنَی کُلّ فَقِیرٍ وَ عِزّ کُلّ ذَلِیلٍ وَ قُوّةُ کُلّ ضَعِیفٍ وَ مَفزَعُ کُلّ مَلهُوفٍ مَن تَکَلّمَ سَمِعَ نُطقَهُ وَ مَن سَکَتَ عَلِمَ سِرّهُ وَ مَن عَاشَ فَعَلَیهِ رِزقُهُ وَ مَن مَاتَ فَإِلَیهِ مُنقَلَبُهُ لَم تَرَکَ العُیُونُ فَتُخبِرَ عَنکَ بَل کُنتَ قَبلَ الوَاصِفِینَ مِن خَلقِکَ لَم تَخلُقِ الخَلقَ لِوَحشَةٍ وَ لَا استَعمَلتَهُم لِمَنفَعَةٍ وَ لَا یَسبِقُکَ مَن طَلَبتَ وَ لَا یُفلِتُکَ مَن أَخَذتَ وَ لَا یَنقُصُ سُلطَانَکَ مَن عَصَاکَ وَ لَا یَزِیدُ فِی مُلکِکَ مَن أَطَاعَکَ وَ لَا یَرُدّ أَمرَکَ مَن سَخِطَ قَضَاءَکَ وَ لَا یسَتغَنیِ عَنکَ مَن تَوَلّی عَن أَمرِکَ کُلّ سِرّ عِندَکَ عَلَانِیَةٌ وَ کُلّ غَیبٍ عِندَکَ شَهَادَةٌ أَنتَ الأَبَدُ فَلَا أَمَدَ لَکَ وَ أَنتَ المُنتَهَی فَلَا مَحِیصَ عَنکَ وَ أَنتَ المَوعِدُ فَلَا مَنجَی مِنکَ إِلّا إِلَیکَ بِیَدِکَ نَاصِیَةُ کُلّ دَابّةٍ وَ إِلَیکَ مَصِیرُ کُلّ نَسَمَةٍ سُبحَانَکَ مَا أَعظَمَ شَأنَکَ سُبحَانَکَ مَا أَعظَمَ مَا نَرَی مِن خَلقِکَ وَ مَا أَصغَرَ کُلّ عَظِیمَةٍ فِی جَنبِ قُدرَتِکَ وَ مَا أَهوَلَ مَا نَرَی مِن
ومنها مِن مَلَائِکَةٍ أَسکَنتَهُم سَمَاوَاتِکَ وَ رَفَعتَهُم عَن أَرضِکَ هُم أَعلَمُ خَلقِکَ بِکَ وَ أَخوَفُهُم لَکَ وَ أَقرَبُهُم مِنکَ لَم یَسکُنُوا الأَصلَابَ وَ لَم یُضَمّنُوا الأَرحَامَ وَ لَم یُخلَقُوا مِن مَاءٍ مَهِینٍ وَ لَم یَتَشَعّبهُم رَیبُ المَنُونِ وَ إِنّهُم عَلَی مَکَانِهِم مِنکَ وَ مَنزِلَتِهِم عِندَکَ وَ استِجمَاعِ أَهوَائِهِم فِیکَ وَ کَثرَةِ طَاعَتِهِم لَکَ وَ قِلّةِ غَفلَتِهِم عَن أَمرِکَ لَو عَایَنُوا کُنهَ مَا خفَیَِ عَلَیهِم مِنکَ لَحَقّرُوا أَعمَالَهُم وَ لَزَرَوا عَلَی أَنفُسِهِم وَ لَعَرَفُوا أَنّهُم لَم یَعبُدُوکَ حَقّ عِبَادَتِکَ وَ لَم یُطِیعُوکَ حَقّ طَاعَتِکَ
سُبحَانَکَ خَالِقاً وَ مَعبُوداً بِحُسنِ بَلَائِکَ
عِندَ خَلقِکَ خَلَقتَ دَاراً وَ جَعَلتَ فِیهَا مَأدُبَةً مَشرَباً وَ مَطعَماً وَ أَزوَاجاً وَ خَدَماً وَ قُصُوراً وَ أَنهَاراً وَ زُرُوعاً وَ ثِمَاراً ثُمّ أَرسَلتَ دَاعِیاً یَدعُو إِلَیهَا فَلَا الداّعیَِ أَجَابُوا وَ لَا فِیمَا رَغّبتَ رَغِبُوا وَ لَا إِلَی مَا شَوّقتَ إِلَیهِ اشتَاقُوا أَقبَلُوا عَلَی جِیفَةٍ قَدِ افتَضَحُوا بِأَکلِهَا وَ اصطَلَحُوا عَلَی
حَتّی إِذَا بَلَغَ الکِتَابُ أَجَلَهُ وَ الأَمرُ مَقَادِیرَهُ وَ أُلحِقَ آخِرُ الخَلقِ بِأَوّلِهِ وَ جَاءَ مِن أَمرِ اللّهِ مَا یُرِیدُهُ مِن تَجدِیدِ خَلقِهِ أَمَادَ السّمَاءَ وَ فَطَرَهَا وَ أَرَجّ الأَرضَ وَ أَرجَفَهَا وَ قَلَعَ جِبَالَهَا وَ نَسَفَهَا وَ دَکّ بَعضُهَا بَعضاً مِن هَیبَةِ جَلَالَتِهِ وَ مَخُوفِ سَطوَتِهِ وَ أَخرَجَ مَن فِیهَا فَجَدّدَهُم بَعدَ إِخلَاقِهِم وَ جَمَعَهُم بَعدَ تَفَرّقِهِم ثُمّ مَیّزَهُم لِمَا یُرِیدُهُ مِن مَسأَلَتِهِم عَن خَفَایَا الأَعمَالِ وَ خَبَایَا الأَفعَالِ وَ جَعَلَهُم فَرِیقَینِ أَنعَمَ عَلَی هَؤُلَاءِ وَ انتَقَمَ مِن هَؤُلَاءِ فَأَمّا أَهلُ الطّاعَةِ فَأَثَابَهُم بِجِوَارِهِ وَ خَلّدَهُم فِی دَارِهِ حَیثُ لَا یَظعَنُ النّزّالُ وَ لَا تَتَغَیّرُ بِهِمُ
ومنها فی ذکر النبی ص
قَد حَقّرَ الدّنیَا وَ صَغّرَهَا وَ أَهوَنَ بِهَا وَ هَوّنَهَا وَ عَلِمَ أَنّ اللّهَ زَوَاهَا عَنهُ اختِیَاراً وَ بَسَطَهَا لِغَیرِهِ احتِقَاراً فَأَعرَضَ عَنِ الدّنیَا بِقَلبِهِ وَ أَمَاتَ ذِکرَهَا عَن نَفسِهِ وَ أَحَبّ أَن تَغِیبَ زِینَتُهَا عَن عَینِهِ لِکَیلَا یَتّخِذَ مِنهَا رِیَاشاً أَو یَرجُوَ فِیهَا مَقَاماً بَلّغَ عَن رَبّهِ مُعذِراً وَ نَصَحَ لِأُمّتِهِ مُنذِراً وَ دَعَا إِلَی الجَنّةِ مُبَشّراً وَ خَوّفَ مِنَ النّارِ مُحَذّراً
نَحنُ شَجَرَةُ النّبُوّةِ وَ مَحَطّ الرّسَالَةِ وَ مُختَلَفُ المَلَائِکَةِ
إِنّ أَفضَلَ مَا تَوَسّلَ بِهِ المُتَوَسّلُونَ إِلَی اللّهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَی الإِیمَانُ بِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ الجِهَادُ فِی سَبِیلِهِ فَإِنّهُ ذِروَةُ الإِسلَامِ وَ کَلِمَةُ الإِخلَاصِ فَإِنّهَا الفِطرَةُ وَ إِقَامُ الصّلَاةِ فَإِنّهَا المِلّةُ وَ إِیتَاءُ الزّکَاةِ فَإِنّهَا فَرِیضَةٌ وَاجِبَةٌ وَ صَومُ شَهرِ رَمَضَانَ فَإِنّهُ جُنّةٌ مِنَ العِقَابِ وَ حَجّ البَیتِ وَ اعتِمَارُهُ فَإِنّهُمَا یَنفِیَانِ الفَقرَ وَ یَرحَضَانِ الذّنبَ وَ صِلَةُ الرّحِمِ فَإِنّهَا مَثرَاةٌ فِی المَالِ وَ مَنسَأَةٌ فِی الأَجَلِ وَ صَدَقَةُ السّرّ فَإِنّهَا تُکَفّرُ الخَطِیئَةَ وَ صَدَقَةُ العَلَانِیَةِ فَإِنّهَا تَدفَعُ مِیتَةَ السّوءِ وَ صَنَائِعُ المَعرُوفِ فَإِنّهَا تقَیِ مَصَارِعَ الهَوَانِ أَفِیضُوا فِی ذِکرِ اللّهِ فَإِنّهُ أَحسَنُ الذّکرِ وَ ارغَبُوا فِیمَا وَعَدَ المُتّقِینَ فَإِنّ وَعدَهُ أَصدَقُ الوَعدِ وَ اقتَدُوا بهِدَیِ نَبِیّکُم فَإِنّهُ أَفضَلُ الهدَیِ وَ استَنّوا بِسُنّتِهِ فَإِنّهَا أَهدَی السّنَنِ
وَ تَعَلّمُوا القُرآنَ فَإِنّهُ أَحسَنُ الحَدِیثِ وَ تَفَقّهُوا فِیهِ فَإِنّهُ رَبِیعُ القُلُوبِ وَ استَشفُوا بِنُورِهِ فَإِنّهُ شِفَاءُ الصّدُورِ وَ أَحسِنُوا تِلَاوَتَهُ فَإِنّهُ أَنفَعُ القَصَصِ وَ إِنّ العَالِمَ العَامِلَ بِغَیرِ عِلمِهِ کَالجَاهِلِ الحَائِرِ ألّذِی لَا یَستَفِیقُ مِن جَهلِهِ بَلِ الحُجّةُ عَلَیهِ أَعظَمُ وَ الحَسرَةُ لَهُ أَلزَمُ وَ هُوَ
عِندَ اللّهِ أَلوَمُ
أَمّا بَعدُ فإَنِیّ أُحَذّرُکُمُ الدّنیَا فَإِنّهَا حُلوَةٌ خَضِرَةٌ حُفّت بِالشّهَوَاتِ وَ تَحَبّبَت بِالعَاجِلَةِ وَ رَاقَت بِالقَلِیلِ وَ تَحَلّت بِالآمَالِ وَ تَزَیّنَت بِالغُرُورِ لَا تَدُومُ حَبرَتُهَا وَ لَا تُؤمَنُ فَجعَتُهَا غَرّارَةٌ ضَرّارَةٌ حَائِلَةٌ زَائِلَةٌ نَافِدَةٌ بَائِدَةٌ أَکّالَةٌ غَوّالَةٌ لَا تَعدُو إِذَا تَنَاهَت إِلَی أُمنِیّةِ أَهلِ الرّغبَةِ فِیهَا وَ الرّضَاءِ بِهَا أَن تَکُونَ کَمَا قَالَ اللّهُ تَعَالَی سُبحَانَهُکَماءٍ أَنزَلناهُ مِنَ السّماءِ فَاختَلَطَ بِهِ نَباتُ الأَرضِ فَأَصبَحَ هَشِیماً تَذرُوهُ الرّیاحُ وَ کانَ اللّهُ عَلی کُلّ شَیءٍ مُقتَدِراً لَم یَکُنِ امرُؤٌ مِنهَا فِی حَبرَةٍ إِلّا أَعقَبَتهُ بَعدَهَا عَبرَةً وَ لَم یَلقَ فِی سَرّائِهَا بَطناً إِلّا مَنَحَتهُ مِن ضَرّائِهَا ظَهراً
-قرآن-450-590
هَل تُحِسّ بِهِ إِذَا دَخَلَ مَنزِلًا أَم هَل تَرَاهُ إِذَا تَوَفّی أَحَداً بَل کَیفَ یَتَوَفّی الجَنِینَ فِی بَطنِ أُمّهِ أَ یَلِجُ عَلَیهِ مِن بَعضِ جَوَارِحِهَا أَم الرّوحُ أَجَابَتهُ بِإِذنِ رَبّهَا أَم هُوَ سَاکِنٌ مَعَهُ فِی أَحشَائِهَا کَیفَ یَصِفُ إِلَهَهُ مَن یَعجَزُ عَن صِفَةِ مَخلُوقٍ مِثلِهِ
وَ أُحَذّرُکُمُ الدّنیَا فَإِنّهَا مَنزِلُ قُلعَةٍ وَ لَیسَت بِدَارِ نُجعَةٍ قَد تَزَیّنَت بِغُرُورِهَا وَ غَرّت بِزِینَتِهَا دَارُهَا هَانَت عَلَی رَبّهَا فَخَلَطَ حَلَالَهَا بِحَرَامِهَا وَ خَیرَهَا بِشَرّهَا وَ حَیَاتَهَا بِمَوتِهَا وَ حُلوَهَا بِمُرّهَا لَم یُصفِهَا اللّهُ تَعَالَی لِأَولِیَائِهِ وَ لَم یَضِنّ بِهَا عَلَی أَعدَائِهِ خَیرُهَا
الحَمدُ لِلّهِ الوَاصِلِ الحَمدَ بِالنّعَمِ وَ النّعَمَ بِالشّکرِ نَحمَدُهُ عَلَی آلَائِهِ کَمَا نَحمَدُهُ عَلَی بَلَائِهِ وَ نَستَعِینُهُ عَلَی هَذِهِ النّفُوسِ البِطَاءِ عَمّا أُمِرَت بِهِ السّرَاعِ إِلَی مَا نُهِیَت عَنهُ وَ نَستَغفِرُهُ مِمّا أَحَاطَ بِهِ عِلمُهُ وَ أَحصَاهُ کِتَابُهُ عِلمٌ غَیرُ قَاصِرٍ وَ کِتَابٌ غَیرُ مُغَادِرٍ وَ نُؤمِنُ بِهِ إِیمَانَ مَن عَایَنَ الغُیُوبَ وَ وَقَفَ عَلَی المَوعُودِ إِیمَاناً نَفَی إِخلَاصُهُ الشّرکَ وَ یَقِینُهُ الشّکّ وَ نَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَحدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَنّ مُحَمّداً صَلّی اللّهُ عَلَیهِ وَ آلِهِ وَ سَلّمَ عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ شَهَادَتَینِ تُصعِدَانِ القَولَ وَ تَرفَعَانِ العَمَلَ لَا یَخِفّ مِیزَانٌ تُوضَعَانِ فِیهِ وَ لَا یَثقُلُ مِیزَانٌ تُرفَعَانِ عَنهُ أُوصِیکُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ التّیِ هیَِ الزّادُ وَ بِهَا المَعَاذُ زَادٌ مُبلِغٌ وَ مَعَاذٌ مُنجِحٌ دَعَا إِلَیهَا أَسمَعُ دَاعٍ وَ وَعَاهَا خَیرُ وَاعٍ فَأَسمَعَ دَاعِیهَا وَ فَازَ وَاعِیهَا عِبَادَ اللّهِ إِنّ تَقوَی اللّهِ حَمَت أَولِیَاءَ اللّهِ مَحَارِمَهُ وَ أَلزَمَت قُلُوبَهُم مَخَافَتَهُ حَتّی أَسهَرَت لَیَالِیَهُم وَ أَظمَأَت هَوَاجِرَهُم فَأَخَذُوا الرّاحَةَ بِالنّصَبِ وَ الریّّ بِالظّمَإِ وَ استَقرَبُوا الأَجَلَ
أللّهُمّ قَدِ انصَاحَت جِبَالُنَا وَ اغبَرّت أَرضُنَا وَ هَامَت دَوَابّنَا وَ تَحَیّرَت فِی مَرَابِضِهَا وَ عَجّت عَجِیجَ الثّکَالَی عَلَی أَولَادِهَا وَ مَلّتِ التّرَدّدَ فِی مَرَاتِعِهَا وَ الحَنِینَ إِلَی مَوَارِدِهَا أللّهُمّ فَارحَم أَنِینَ الآنّةِ وَ حَنِینَ الحَانّةِ أللّهُمّ فَارحَم حَیرَتَهَا فِی مَذَاهِبِهَا وَ أَنِینَهَا فِی مَوَالِجِهَا أللّهُمّ خَرَجنَا إِلَیکَ حِینَ اعتَکَرَت عَلَینَا حَدَابِیرُ السّنِینَ وَ أَخلَفَتنَا مَخَایِلُ الجُودِ فَکُنتَ
قال السید الشریف رضی الله عنه قوله ع انصاحت جبالنا أی تشققت من المحول یقال انصاح الثوب إذاانشق ویقال أیضا انصاح النبت وصاح وصوح إذاجف ویبس کله بمعنی . و قوله وهامت دوابّنا أی عطشت والهُیام العطش . و قوله حدابیر السنین جمع حِدبار وهی الناقة التی أنضاها السیر فشبه بهاالسنة التی فشا فیهاالجدب قال ذو الرمة
-روایت-1-336
حدابیر ماتنفک إلامناخة || علی الخسف أونرمی بهابلدا قفرا
و قوله و لاقزع ربابها القزع القطع الصغار المتفرقة من السحاب . و قوله و لاشَفّان ذهابها فإن تقدیره و لاذات شَفّان ذهابها والشَفّان الریح الباردة والذهاب الأمطار اللینة فحذف ذات لعلم السامع به
-روایت-1-207
أَرسَلَهُ دَاعِیاً إِلَی الحَقّ وَ شَاهِداً عَلَی الخَلقِ فَبَلّغَ رِسَالَاتِ رَبّهِ غَیرَ وَانٍ وَ لَا مُقَصّرٍ وَ جَاهَدَ فِی اللّهِ أَعدَاءَهُ غَیرَ وَاهِنٍ وَ لَا مُعَذّرٍ إِمَامُ مَنِ اتّقَی وَ بَصَرُ مَنِ اهتَدَی
ومنها وَ لَو تَعلَمُونَ مَا أَعلَمُ مِمّا طوُیَِ عَنکُم غَیبُهُ إِذاً لَخَرَجتُم إِلَی الصّعُدَاتِ تَبکُونَ عَلَی أَعمَالِکُم وَ تَلتَدِمُونَ عَلَی أَنفُسِکُم وَ لَتَرَکتُم أَموَالَکُم لَا حَارِسَ لَهَا وَ لَا خَالِفَ عَلَیهَا وَ لَهَمّت کُلّ امرِئٍ مِنکُم نَفسُهُ لَا یَلتَفِتُ إِلَی غَیرِهَا وَ لَکِنّکُم نَسِیتُم مَا
فَلَا أَموَالَ بَذَلتُمُوهَا للِذّیِ رَزَقَهَا وَ لَا أَنفُسَ خَاطَرتُم بِهَا للِذّیِ خَلَقَهَا تَکرُمُونَ بِاللّهِ عَلَی عِبَادِهِ وَ لَا تُکرِمُونَ اللّهَ فِی عِبَادِهِ فَاعتَبِرُوا بِنُزُولِکُم مَنَازِلَ مَن کَانَ قَبلَکُم وَ انقِطَاعِکُم عَن أَوصَلِ إِخوَانِکُم
أَنتُمُ الأَنصَارُ عَلَی الحَقّ وَ الإِخوَانُ فِی الدّینِ وَ الجُنَنُ یَومَ البَأسِ وَ البِطَانَةُ دُونَ النّاسِ بِکُم أَضرِبُ المُدبِرَ وَ أَرجُو طَاعَةَ المُقبِلِ فأَعَیِنوُنیِ بِمُنَاصَحَةٍ خَلِیّةٍ مِنَ الغِشّ سَلِیمَةٍ مِنَ الرّیبِ فَوَاللّهِ إنِیّ لَأَولَی النّاسِ بِالنّاسِ
فَقَالَ ع مَا بَالُکُم أَ مُخرَسُونَ أَنتُم فَقَالَ قَومٌ مِنهُم یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ إِن سِرتَ سِرنَا مَعَکَ فَقَالَ ع مَا بَالُکُم لَا سُدّدتُم لِرُشدٍ وَ لَا هُدِیتُم لِقَصدٍ أَ فِی مِثلِ هَذَا ینَبغَیِ لِی أَن أَخرُجَ وَ إِنّمَا یَخرُجُ فِی مِثلِ هَذَا رَجُلٌ مِمّن أَرضَاهُ مِن شُجعَانِکُم وَ ذوَیِ بَأسِکُم وَ لَا ینَبغَیِ لِی أَن أَدَعَ الجُندَ وَ المِصرَ وَ بَیتَ المَالِ وَ جِبَایَةَ الأَرضِ وَ القَضَاءَ بَینَ المُسلِمِینَ وَ النّظَرَ فِی حُقُوقِ المُطَالِبِینَ ثُمّ أَخرُجَ فِی کَتِیبَةٍ أَتبَعُ أُخرَی أَتَقَلقَلُ تَقَلقُلَ القِدحِ فِی الجَفِیرِ الفَارِغِ وَ إِنّمَا أَنَا قُطبُ الرّحَی
تَاللّهِ لَقَد عُلّمتُ تَبلِیغَ الرّسَالَاتِ وَ إِتمَامَ العِدَاتِ وَ تَمَامَ الکَلِمَاتِ وَ عِندَنَا أَهلَ البَیتِ أَبوَابُ الحُکمِ وَ ضِیَاءُ الأَمرِ أَلَا وَ إِنّ شَرَائِعَ الدّینِ وَاحِدَةٌ وَ سُبُلَهُ قَاصِدَةٌ مَن أَخَذَ بِهَا لَحِقَ وَ غَنِمَ وَ مَن وَقَفَ عَنهَا ضَلّ وَ نَدِمَ اعمَلُوا لِیَومٍ تُذخَرُ لَهُ الذّخَائِرُ وَ تُبلَی فِیهِ السّرَائِرُ وَ مَن لَا یَنفَعُهُ حَاضِرُ لُبّهِ فَعَازِبُهُ عَنهُ أَعجَزُ وَ غَائِبُهُ أَعوَزُ وَ اتّقُوا نَاراً حَرّهَا شَدِیدٌ وَ قَعرُهَا بَعِیدٌ وَ حِلیَتُهَا
هَذَا جَزَاءُ مَن تَرَکَ العُقدَةَ أَمَا وَ اللّهِ لَو أنَیّ حِینَ أَمَرتُکُم بِهِ حَمَلتُکُم عَلَی المَکرُوهِ ألّذِی یَجعَلُ اللّهُ فِیهِ خَیراً فَإِنِ استَقَمتُم هَدَیتُکُم وَ إِنِ اعوَجَجتُم قَوّمتُکُم وَ إِن أَبَیتُم تَدَارَکتُکُم لَکَانَتِ الوُثقَی وَ لَکِن بِمَن وَ إِلَی مَن أُرِیدُ أَن أدُاَویَِ بِکُم وَ أَنتُم داَئیِ کَنَاقِشِ الشّوکَةِ بِالشّوکَةِ وَ هُوَ یَعلَمُ أَنّ ضَلعَهَا مَعَهَا أللّهُمّ قَد مَلّت أَطِبّاءُ هَذَا الدّاءِ الدوّیِّ وَ کَلّتِ النّزعَةُ بِأَشطَانِ الرکّیِّ أَینَ القَومُ الّذِینَ دُعُوا إِلَی الإِسلَامِ فَقَبِلُوهُ وَ قَرَءُوا القُرآنَ فَأَحکَمُوهُ وَ هِیجُوا إِلَی الجِهَادِ فَوَلِهُوا وَلَهَ اللّقَاحِ إِلَی أَولَادِهَا وَ سَلَبُوا السّیُوفَ أَغمَادَهَا وَ أَخَذُوا بِأَطرَافِ الأَرضِ زَحفاً زَحفاً وَ صَفّاً صَفّاً بَعضٌ هَلَکَ وَ بَعضٌ نَجَا لَا یُبَشّرُونَ بِالأَحیَاءِ وَ لَا یُعَزّونَ عَنِ
أَ کُلّکُم شَهِدَ مَعَنَا صِفّینَ فَقَالُوا مِنّا مَن شَهِدَ وَ مِنّا مَن لَم یَشهَد قَالَ فَامتَازُوا فِرقَتَینِ فَلیَکُن مَن شَهِدَ صِفّینَ فِرقَةً وَ مَن لَم یَشهَدهَا فِرقَةً حَتّی أُکَلّمَ کُلّا مِنکُم بِکَلَامِهِ وَ نَادَی النّاسَ فَقَالَ أَمسِکُوا عَنِ الکَلَامِ وَ أَنصِتُوا لقِوَلیِ وَ أَقبِلُوا بِأَفئِدَتِکُم إلِیَّ فَمَن نَشَدنَاهُ شَهَادَةً فَلیَقُل بِعِلمِهِ فِیهَا ثُمّ کَلّمَهُم ع بِکَلَامٍ طَوِیلٍ مِن جُملَتِهِ أَن قَالَ ع أَ لَم تَقُولُوا
عِندَ رَفعِهِمُ المَصَاحِفَ حِیلَةً وَ غِیلَةً وَ مَکراً وَ خَدِیعَةً
وَ أَیّ امرِئٍ مِنکُم أَحَسّ مِن نَفسِهِ رَبَاطَةَ جَأشٍ
عِندَ اللّقَاءِ
فَقَدّمُوا الدّارِعَ وَ أَخّرُوا الحَاسِرَ وَ عَضّوا عَلَی الأَضرَاسِ فَإِنّهُ أَنبَی لِلسّیُوفِ عَنِ الهَامِ وَ التَوُوا فِی أَطرَافِ الرّمَاحِ فَإِنّهُ أَموَرُ لِلأَسِنّةِ وَ غُضّوا الأَبصَارَ فَإِنّهُ أَربَطُ لِلجَأشِ وَ أَسکَنُ لِلقُلُوبِ وَ أَمِیتُوا الأَصوَاتَ فَإِنّهُ أَطرَدُ لِلفَشَلِ وَ رَایَتَکُم فَلَا تُمِیلُوهَا وَ لَا تُخِلّوهَا وَ لَا تَجعَلُوهَا إِلّا بأِیَدیِ شُجعَانِکُم وَ المَانِعِینَ الذّمَارَ مِنکُم فَإِنّ الصّابِرِینَ عَلَی نُزُولِ الحَقَائِقِ هُمُ الّذِینَ یَحُفّونَ بِرَایَاتِهِم وَ یَکتَنِفُونَهَا حِفَافَیهَا وَ وَرَاءَهَا
إِنّا لَم نُحَکّمِ الرّجَالَ وَ إِنّمَا حَکّمنَا القُرآنَ هَذَا القُرآنُ إِنّمَا هُوَ خَطّ مَسطُورٌ بَینَ الدّفّتَینِ لَا یَنطِقُ بِلِسَانٍ وَ لَا بُدّ لَهُ مِن تَرجُمَانٍ وَ إِنّمَا یَنطِقُ عَنهُ الرّجَالُ وَ لَمّا دَعَانَا القَومُ إلَی أَن نُحَکّمَ بَینَنَا القُرآنَ لَم نَکُنِ الفَرِیقَ المتُوَلَیَّ عَن کِتَابِ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَی وَ قَد قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُفَإِن تَنازَعتُم فِی شَیءٍ فَرُدّوهُ إِلَی اللّهِ وَ الرّسُولِفَرَدّهُ إِلَی اللّهِ أَن نَحکُمَ بِکِتَابِهِ وَ رَدّهُ إِلَی الرّسُولِ أَن نَأخُذَ بِسُنّتِهِ فَإِذَا حُکِمَ بِالصّدقِ فِی کِتَابِ اللّهِ فَنَحنُ أَحَقّ النّاسِ بِهِ وَ إِن حُکِمَ بِسُنّةِ رَسُولِ اللّهِص فَنَحنُ أَحَقّ النّاسِ وَ أَولَاهُم بِهَا وَ أَمّا قَولُکُم لِمَ جَعَلتَ بَینَکَ وَ بَینَهُم أَجَلًا فِی التّحکِیمِ فَإِنّمَا فَعَلتُ ذَلِکَ لِیَتَبَیّنَ الجَاهِلُ وَ یَتَثَبّتَ العَالِمُ وَ لَعَلّ اللّهَ أَن یُصلِحَ فِی هَذِهِ الهُدنَةِ أَمرَ هَذِهِ الأُمّةِ وَ لَا تُؤخَذَ بِأَکظَامِهَا فَتَعجَلَ عَن تَبَیّنِ الحَقّ وَ تَنقَادَ لِأَوّلِ الغیَّ إِنّ أَفضَلَ النّاسِ
عِندَ اللّهِ مَن کَانَ العَمَلُ بِالحَقّ أَحَبّ إِلَیهِ وَ إِن نَقَصَهُ وَ کَرَثَهُ مِنَ البَاطِلِ وَ إِن جَرّ إِلَیهِ فَائِدَةً وَ زَادَهُ فَأَینَ یُتَاهُ بِکُم وَ مِن أَینَ أُتِیتُم استَعِدّوا لِلمَسِیرِ إِلَی قَومٍ حَیَارَی عَنِ الحَقّ لَا یُبصِرُونَهُ وَ مُوزَعِینَ بِالجَورِ لَا
-قرآن-377-438
أَ تأَمرُوُنیّ أَن أَطلُبَ النّصرَ بِالجَورِ فِیمَن وُلّیتُ عَلَیهِ وَ اللّهِ لَا أَطُورُ بِهِ مَا سَمَرَ سَمِیرٌ وَ مَا أَمّ نَجمٌ فِی السّمَاءِ نَجماً لَو کَانَ المَالُ لِی لَسَوّیتُ بَینَهُم فَکَیفَ وَ إِنّمَا المَالُ مَالُ اللّهِ أَلَا وَ إِنّ إِعطَاءَ المَالِ فِی غَیرِ حَقّهِ تَبذِیرٌ وَ إِسرَافٌ وَ هُوَ یَرفَعُ صَاحِبَهُ فِی الدّنیَا وَ یَضَعُهُ فِی الآخِرَةِ وَ یُکرِمُهُ فِی النّاسِ وَ یُهِینُهُ
عِندَ اللّهِ وَ لَم یَضَعِ امرُؤٌ مَالَهُ فِی غَیرِ حَقّهِ وَ لَا
عِندَ غَیرِ أَهلِهِ إِلّا حَرَمَهُ اللّهُ شُکرَهُم وَ کَانَ لِغَیرِهِ وُدّهُم فَإِن زَلّت بِهِ النّعلُ یَوماً فَاحتَاجَ إِلَی مَعُونَتِهِم فَشَرّ خَلِیلٍ وَ أَلأَمُ خَدِینٍ
فَإِن أَبَیتُم إِلّا أَن تَزعُمُوا أنَیّ أَخطَأتُ وَ ضَلَلتُ فَلِمَ تُضَلّلُونَ عَامّةَ أُمّةِ مُحَمّدٍص بضِلَاَلیِ وَ تَأخُذُونَهُم بخِطَئَیِ وَ تُکَفّرُونَهُم بذِنُوُبیِ سُیُوفُکُم عَلَی عَوَاتِقِکُم تَضَعُونَهَا مَوَاضِعَ البُرءِ وَ السّقمِ وَ تَخلِطُونَ مَن أَذنَبَ بِمَن لَم یُذنِب وَ قَد عَلِمتُم أَنّ رَسُولَ اللّهِص رَجَمَ الزاّنیَِ المُحصَنَ ثُمّ صَلّی عَلَیهِ ثُمّ وَرّثَهُ أَهلَهُ وَ قَتَلَ القَاتِلَ وَ وَرّثَ مِیرَاثَهُ أَهلَهُ وَ قَطَعَ السّارِقَ وَ جَلَدَ الزاّنیَِ غَیرَ المُحصَنِ ثُمّ قَسَمَ عَلَیهِمَا مِنَ الفیَءِ وَ نَکَحَا المُسلِمَاتِ فَأَخَذَهُم رَسُولُ اللّهِص بِذُنُوبِهِم وَ أَقَامَ حَقّ اللّهِ فِیهِم وَ لَم یَمنَعهُم سَهمَهُم مِنَ الإِسلَامِ وَ لَم یُخرِج أَسمَاءَهُم مِن بَینِ أَهلِهِ ثُمّ أَنتُم شِرَارُ النّاسِ وَ مَن رَمَی بِهِ الشّیطَانُ مَرَامِیَهُ وَ ضَرَبَ بِهِ تِیهَهُ وَ سَیَهلِکُ فِیّ صِنفَانِ مُحِبّ مُفرِطٌ یَذهَبُ بِهِ الحُبّ إِلَی غَیرِ الحَقّ وَ مُبغِضٌ مُفرِطٌ یَذهَبُ بِهِ البُغضُ إِلَی غَیرِ الحَقّ وَ خَیرُ النّاسِ فِیّ حَالًا النّمَطُ الأَوسَطُ فَالزَمُوهُ وَ الزَمُوا السّوَادَ الأَعظَمَ فَإِنّ یَدَ اللّهِ مَعَ الجَمَاعَةِ وَ إِیّاکُم وَ الفُرقَةَ فَإِنّ الشّاذّ مِنَ النّاسِ لِلشّیطَانِ کَمَا أَنّ الشّاذّ مِنَ الغَنَمِ لِلذّئبِ
یَا أَحنَفُ کأَنَیّ بِهِ وَ قَد سَارَ بِالجَیشِ ألّذِی لَا یَکُونُ لَهُ غُبَارٌ وَ لَا لَجَبٌ وَ لَا قَعقَعَةُ لُجُمٍ وَ لَا حَمحَمَةُ خَیلٍ یُثِیرُونَ الأَرضَ بِأَقدَامِهِم کَأَنّهَا أَقدَامُ النّعَامِ
قال الشریف یومئ بذلک إلی صاحب الزنج
-روایت-1-43
ثُمّ قَالَ ع وَیلٌ لِسِکَکِکُمُ العَامِرَةِ وَ الدّورِ المُزَخرَفَةِ التّیِ لَهَا أَجنِحَةٌ کَأَجنِحَةِ النّسُورِ وَ خَرَاطِیمُ کَخَرَاطِیمِ
کأَنَیّ أَرَاهُم قَوماً کَأَنّ وُجُوهَهُمُ المَجَانّ المُطَرّقَةُ یَلبَسُونَ السّرَقَ وَ الدّیبَاجَ وَ یَعتَقِبُونَ الخَیلَ العِتَاقَ وَ یَکُونُ هُنَاکَ استِحرَارُ قَتلٍ حَتّی یمَشیَِ المَجرُوحُ عَلَی المَقتُولِ وَ یَکُونَ المُفلِتُ أَقَلّ مِنَ المَأسُورِ فَقَالَ لَهُ بَعضُ أَصحَابِهِ لَقَد أُعطِیتَ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ عِلمَ الغَیبِ فَضَحِکَ ع وَ قَالَ لِلرّجُلِ وَ کَانَ کَلبِیّاً یَا أَخَا کَلبٍ لَیسَ هُوَ بِعِلمِ غَیبٍ وَ إِنّمَا هُوَ تَعَلّمٌ مِن ذیِ عِلمٍ وَ إِنّمَا عِلمُ الغَیبِ عِلمُ السّاعَةِ وَ مَا عَدّدَهُ اللّهُ سُبحَانَهُ بِقَولِهِإِنّ اللّهَ عِندَهُ عِلمُ السّاعَةِ وَ یُنَزّلُ الغَیثَ وَ یَعلَمُ ما فِی الأَرحامِ وَ ما تدَریِ نَفسٌ ما ذا تَکسِبُ غَداً وَ ما تدَریِ نَفسٌ بأِیَّ أَرضٍ تَمُوتُالآیَةَ فَیَعلَمُ اللّهُ سُبحَانَهُ مَا فِی الأَرحَامِ مِن ذَکَرٍ أَو أُنثَی وَ قَبِیحٍ أَو جَمِیلٍ وَ سخَیِّ أَو بَخِیلٍ وَ شقَیِّ أَو سَعِیدٍ وَ مَن یَکُونُ فِی النّارِ حَطَباً أَو فِی الجِنَانِ لِلنّبِیّینَ مُرَافِقاً فَهَذَا عِلمُ الغَیبِ ألّذِی لَا یَعلَمُهُ أَحَدٌ إِلّا اللّهُ وَ مَا سِوَی ذَلِکَ فَعِلمٌ عَلّمَهُ اللّهُ نَبِیّهُص فَعَلّمَنِیهِ وَ دَعَا لِی بِأَن یَعِیَهُ صدَریِ وَ تَضطَمّ عَلَیهِ جوَاَنحِیِ
-قرآن-558-722
عِبَادَ اللّهِ إِنّکُم وَ مَا تَأمُلُونَ مِن هَذِهِ الدّنیَا أَثوِیَاءُ مُؤَجّلُونَ وَ مَدِینُونَ مُقتَضَونَ أَجَلٌ مَنقُوصٌ وَ عَمَلٌ مَحفُوظٌ فَرُبّ دَائِبٍ مُضَیّعٌ وَ رُبّ کَادِحٍ خَاسِرٌ وَ قَد أَصبَحتُم فِی زَمَنٍ لَا یَزدَادُ الخَیرُ فِیهِ إِلّا إِدبَاراً وَ لَا الشّرّ فِیهِ إِلّا إِقبَالًا وَ لَا الشّیطَانُ فِی هَلَاکِ النّاسِ إِلّا طَمَعاً فَهَذَا أَوَانٌ قَوِیَت عُدّتُهُ وَ عَمّت مَکِیدَتُهُ وَ أَمکَنَت فَرِیسَتُهُ اضرِب بِطَرفِکَ حَیثُ شِئتَ مِنَ النّاسِ فَهَل تُبصِرُ إِلّا فَقِیراً یُکَابِدُ فَقراً أَو غَنِیّاً بَدّلَ نِعمَةَ اللّهِ کُفراً أَو بَخِیلًا اتّخَذَ البُخلَ بِحَقّ اللّهِ وَفراً أَو مُتَمَرّداً کَأَنّ بِأُذُنِهِ عَن سَمعِ المَوَاعِظِ وَقراً أَینَ أَخیَارُکُم وَ صُلَحَاؤُکُم وَ أَینَ أَحرَارُکُم وَ سُمَحَاؤُکُم وَ أَینَ المُتَوَرّعُونَ فِی مَکَاسِبِهِم وَ المُتَنَزّهُونَ فِی مَذَاهِبِهِم أَ لَیسَ قَد ظَعَنُوا جَمِیعاً عَن هَذِهِ الدّنیَا الدّنِیّةِ وَ العَاجِلَةِ المُنَغّصَةِ وَ هَل خُلِقتُم إِلّا فِی حُثَالَةٍ لَا تلَتقَیِ إِلّا بِذَمّهِمُ الشّفَتَانِ استِصغَاراً لِقَدرِهِم وَ ذَهَاباً عَن ذِکرِهِم فَإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیهِ راجِعُونَظَهَرَ الفَسَادُ فَلَا مُنکِرٌ مُغَیّرٌ وَ لَا زَاجِرٌ مُزدَجِرٌ أَ فَبِهَذَا تُرِیدُونَ أَن تُجَاوِرُوا اللّهَ فِی دَارِ قُدسِهِ وَ تَکُونُوا أَعَزّ أَولِیَائِهِ عِندَهُ هَیهَاتَ لَا یُخدَعُ اللّهُ عَن
-قرآن-1040-1078
یَا أَبَا ذَرّ إِنّکَ غَضِبتَ لِلّهِ فَارجُ مَن غَضِبتَ لَهُ إِنّ القَومَ خَافُوکَ عَلَی دُنیَاهُم وَ خِفتَهُم عَلَی دِینِکَ فَاترُک فِی أَیدِیهِم مَا خَافُوکَ عَلَیهِ وَ اهرُب مِنهُم بِمَا خِفتَهُم عَلَیهِ فَمَا أَحوَجَهُم إِلَی مَا مَنَعتَهُم وَ مَا أَغنَاکَ عَمّا مَنَعُوکَ وَ سَتَعلَمُ مَنِ الرّابِحُ غَداً وَ الأَکثَرُ حُسّداً وَ لَو أَنّ السّمَاوَاتِ وَ الأَرَضِینَ کَانَتَا عَلَی عَبدٍ رَتقاً ثُمّ اتّقَی اللّهَ لَجَعَلَ اللّهُ لَهُ مِنهُمَا مَخرَجاً لَا یُؤنِسَنّکَ إِلّا الحَقّ وَ لَا یُوحِشَنّکَ إِلّا البَاطِلُ فَلَو قَبِلتَ دُنیَاهُم لَأَحَبّوکَ وَ لَو قَرَضتَ مِنهَا لَأَمّنُوکَ
أَیّتُهَا النّفُوسُ المُختَلِفَةُ وَ القُلُوبُ المُتَشَتّتَةُ الشّاهِدَةُ أَبدَانُهُم وَ الغَائِبَةُ عَنهُم عُقُولُهُم أَظأَرُکُم عَلَی الحَقّ وَ أَنتُم تَنفِرُونَ عَنهُ
نَحمَدُهُ عَلَی مَا أَخَذَ وَ أَعطَی وَ عَلَی مَا أَبلَی وَ ابتَلَی البَاطِنُ
ومنهافَإِنّهُ وَ اللّهِ الجِدّ لَا اللّعِبُ وَ الحَقّ لَا الکَذِبُ وَ مَا هُوَ إِلّا المَوتُ أَسمَعَ دَاعِیهِ وَ أَعجَلَ حَادِیهِ فَلَا یَغُرّنّکَ سَوَادُ النّاسِ مِن نَفسِکَ وَ قَد رَأَیتَ مَن کَانَ قَبلَکَ مِمّن جَمَعَ المَالَ وَ حَذِرَ الإِقلَالَ وَ أَمِنَ العَوَاقِبَ طُولَ أَمَلٍ وَ استِبعَادَ أَجَلٍ کَیفَ نَزَلَ بِهِ المَوتُ فَأَزعَجَهُ عَن وَطَنِهِ وَ أَخَذَهُ مِن مَأمَنِهِ مَحمُولًا عَلَی أَعوَادِ المَنَایَا یَتَعَاطَی بِهِ الرّجَالُ الرّجَالَ حَملًا عَلَی المَنَاکِبِ وَ إِمسَاکاً بِالأَنَامِلِ أَ مَا رَأَیتُمُ الّذِینَ یَأمُلُونَ بَعِیداً وَ یَبنُونَ مَشِیداً وَ یَجمَعُونَ کَثِیراً کَیفَ أَصبَحَت بُیُوتُهُم قُبُوراً وَ مَا جَمَعُوا بُوراً وَ صَارَت أَموَالُهُم لِلوَارِثِینَ وَ أَزوَاجُهُم لِقَومٍ آخَرِینَ لَا فِی حَسَنَةٍ یَزِیدُونَ وَ لَا مِن سَیّئَةٍ یَستَعتِبُونَ فَمَن أَشعَرَ التّقوَی قَلبَهُ بَرّزَ مَهَلُهُ وَ فَازَ عَمَلُهُ فَاهتَبِلُوا هَبَلَهَا وَ اعمَلُوا لِلجَنّةِ عَمَلَهَا فَإِنّ الدّنیَا لَم تُخلَق لَکُم دَارَ مُقَامٍ بَل خُلِقَت لَکُم مَجَازاً لِتَزَوّدُوا مِنهَا الأَعمَالَ إِلَی دَارِ القَرَارِ فَکُونُوا مِنهَا عَلَی أَوفَازٍ وَ قَرّبُوا الظّهُورَ لِلزّیَالِ
وَ انقَادَت لَهُ الدّنیَا وَ الآخِرَةُ بِأَزِمّتِهَا وَ قَذَفَت إِلَیهِ السّمَاوَاتُ وَ الأَرَضُونَ مَقَالِیدَهَا وَ سَجَدَت لَهُ بِالغُدُوّ وَ الآصَالِ الأَشجَارُ النّاضِرَةُ وَ قَدَحَت لَهُ مِن قُضبَانِهَا النّیرَانَ المُضِیئَةَ وَ آتَت أُکُلَهَا بِکَلِمَاتِهِ الثّمَارُ الیَانِعَةُ
منها وَ کِتَابُ اللّهِ بَینَ أَظهُرِکُم نَاطِقٌ لَا یَعیَا لِسَانُهُ وَ بَیتٌ لَا تُهدَمُ أَرکَانُهُ وَ عِزّ لَا تُهزَمُ أَعوَانُهُ
منهاأَرسَلَهُ عَلَی حِینِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ تَنَازُعٍ مِنَ الأَلسُنِ فَقَفّی بِهِ الرّسُلَ وَ خَتَمَ بِهِ الوحَیَ فَجَاهَدَ فِی اللّهِ المُدبِرِینَ عَنهُ وَ العَادِلِینَ بِهِ
منها وَ إِنّمَا الدّنیَا مُنتَهَی بَصَرِ الأَعمَی لَا یُبصِرُ مِمّا وَرَاءَهَا شَیئاً وَ البَصِیرُ یَنفُذُهَا بَصَرُهُ وَ یَعلَمُ أَنّ الدّارَ وَرَاءَهَا فَالبَصِیرُ مِنهَا
منها وَ اعلَمُوا أَنّهُ لَیسَ مِن شَیءٍ إِلّا وَ یَکَادُ صَاحِبُهُ یَشبَعُ مِنهُ وَ یَمَلّهُ إِلّا الحَیَاةَ فَإِنّهُ لَا یَجِدُ فِی المَوتِ رَاحَةً وَ إِنّمَا ذَلِکَ بِمَنزِلَةِ الحِکمَةِ التّیِ هیَِ حَیَاةٌ لِلقَلبِ المَیّتِ وَ بَصَرٌ لِلعَینِ العَمیَاءِ وَ سَمعٌ لِلأُذُنِ الصّمّاءِ وَ ریِّ لِلظّمآنِ وَ فِیهَا الغِنَی کُلّهُ وَ السّلَامَةُ کِتَابُ اللّهِ تُبصِرُونَ بِهِ وَ تَنطِقُونَ بِهِ وَ تَسمَعُونَ بِهِ وَ یَنطِقُ بَعضُهُ بِبَعضٍ وَ یَشهَدُ بَعضُهُ عَلَی بَعضٍ وَ لَا یَختَلِفُ فِی اللّهِ وَ لَا یُخَالِفُ بِصَاحِبِهِ عَنِ اللّهِ قَدِ اصطَلَحتُم عَلَی الغِلّ فِیمَا بَینَکُم وَ نَبَتَ المَرعَی عَلَی دِمَنِکُم وَ تَصَافَیتُم عَلَی حُبّ الآمَالِ وَ تَعَادَیتُم فِی کَسبِ الأَموَالِ لَقَدِ استَهَامَ بِکُمُ الخَبِیثُ وَ تَاهَ بِکُمُ الغُرُورُ وَ اللّهُ المُستَعَانُ عَلَی نفَسیِ وَ أَنفُسِکُم
وَ قَد تَوَکّلَ اللّهُ لِأَهلِ هَذَا الدّینِ بِإِعزَازِ الحَوزَةِ وَ سَترِ العَورَةِ
یَا ابنَ اللّعِینِ الأَبتَرِ وَ الشّجَرَةِ التّیِ لَا أَصلَ لَهَا وَ لَا فَرعَ أَنتَ تکَفیِنیِ فَوَ اللّهِ مَا أَعَزّ اللّهُ مَن أَنتَ نَاصِرُهُ وَ لَا قَامَ مَن أَنتَ مُنهِضُهُ اخرُج عَنّا أَبعَدَ اللّهُ نَوَاکَ ثُمّ ابلُغ جَهدَکَ فَلَا أَبقَی اللّهُ عَلَیکَ إِن أَبقَیتَ
لَم تَکُن بَیعَتُکُم إیِاّیَ فَلتَةً وَ لَیسَ أمَریِ وَ أَمرُکُم وَاحِداً إنِیّ أُرِیدُکُم لِلّهِ وَ أَنتُم ترُیِدوُننَیِ لِأَنفُسِکُم أَیّهَا النّاسُ أعَیِنوُنیِ عَلَی أَنفُسِکُم وَ ایمُ اللّهِ لَأُنصِفَنّ المَظلُومَ مِن ظَالِمِهِ وَ لَأَقُودَنّ الظّالِمَ بِخِزَامَتِهِ حَتّی أُورِدَهُ مَنهَلَ الحَقّ وَ إِن کَانَ کَارِهاً
وَ اللّهِ مَا أَنکَرُوا عَلَیّ مُنکَراً وَ لَا جَعَلُوا بیَنیِ وَ بَینَهُم نِصفاً وَ إِنّهُم لَیَطلُبُونَ حَقّاً هُم تَرَکُوهُ وَ دَماً هُم سَفَکُوهُ فَإِن کُنتُ شَرِیکَهُم فِیهِ فَإِنّ لَهُم نَصِیبَهُم مِنهُ وَ إِن کَانُوا وَلُوهُ دوُنیِ فَمَا الطّلِبَةُ إِلّا قِبَلَهُم وَ إِنّ أَوّلَ عَدلِهِم لَلحُکمُ عَلَی أَنفُسِهِم إِنّ معَیِ لبَصَیِرتَیِ مَا لَبَستُ وَ لَا لُبِسَ عَلَیّ وَ إِنّهَا لَلفِئَةُ البَاغِیَةُ فِیهَا الحَمَأُ وَ الحُمّةُ وَ الشّبهَةُ المُغدِفَةُ وَ إِنّ الأَمرَ لَوَاضِحٌ وَ قَد زَاحَ البَاطِلُ عَن
منه فَأَقبَلتُم إلِیَّ إِقبَالَ العُوذِ المَطَافِیلِ عَلَی أَولَادِهَا تَقُولُونَ البَیعَةَ البَیعَةَ قَبَضتُ کفَیّ فَبَسَطتُمُوهَا وَ نَازَعَتکُم یدَیِ فَجَاذَبتُمُوهَا أللّهُمّ إِنّهُمَا قطَعَاَنیِ وَ ظلَمَاَنیِ وَ نَکَثَا بیَعتَیِ وَ أَلّبَا النّاسَ عَلَیّ فَاحلُل مَا عَقَدَا وَ لَا تُحکِم لَهُمَا مَا أَبرَمَا وَ أَرِهِمَا المَسَاءَةَ فِیمَا أَمّلَا وَ عَمِلَا وَ لَقَدِ استَثَبتُهُمَا قَبلَ القِتَالِ وَ استَأنَیتُ بِهِمَا أَمَامَ الوِقَاعِ فَغَمَطَا النّعمَةَ وَ رَدّا العَافِیَةَ
یَعطِفُ الهَوَی عَلَی الهُدَی إِذَا عَطَفُوا الهُدَی عَلَی الهَوَی وَ یَعطِفُ الرأّیَ عَلَی القُرآنِ إِذَا عَطَفُوا القُرآنَ عَلَی الرأّیِ
ومنها حَتّی تَقُومَ الحَربُ بِکُم عَلَی سَاقٍ بَادِیاً نَوَاجِذُهَا مَملُوءَةً أَخلَافُهَا حُلواً رَضَاعُهَا عَلقَماً عَاقِبَتُهَا أَلَا وَ فِی غَدٍ وَ سیَأَتیِ
لَن یُسرِعَ أَحَدٌ قبَلیِ إِلَی دَعوَةِ حَقّ وَ صِلَةِ رَحِمٍ وَ عَائِدَةِ کَرَمٍ فَاسمَعُوا قوَلیِ وَ عُوا منَطقِیِ عَسَی أَن تَرَوا هَذَا الأَمرَ مِن بَعدِ هَذَا الیَومِ تُنتَضَی فِیهِ السّیُوفُ وَ تُخَانُ فِیهِ العُهُودُ حَتّی یَکُونَ بَعضُکُم أَئِمّةً لِأَهلِ الضّلَالَةِ وَ شِیعَةً لِأَهلِ الجَهَالَةِ
وَ إِنّمَا ینَبغَیِ لِأَهلِ العِصمَةِ وَ المَصنُوعِ إِلَیهِم فِی السّلَامَةِ أَن یَرحَمُوا أَهلَ الذّنُوبِ وَ المَعصِیَةِ وَ یَکُونَ الشّکرُ هُوَ الغَالِبَ عَلَیهِم وَ الحَاجِزَ لَهُم عَنهُم فَکَیفَ بِالعَائِبِ ألّذِی عَابَ أَخَاهُ وَ عَیّرَهُ بِبَلوَاهُ أَ مَا ذَکَرَ مَوضِعَ سَترِ اللّهِ عَلَیهِ مِن ذُنُوبِهِ مِمّا هُوَ أَعظَمُ مِنَ الذّنبِ ألّذِی عَابَهُ بِهِ وَ کَیفَ یَذُمّهُ بِذَنبٍ قَد رَکِبَ مِثلَهُ فَإِن لَم یَکُن رَکِبَ ذَلِکَ الذّنبَ بِعَینِهِ فَقَد عَصَی اللّهَ فِیمَا سِوَاهُ مِمّا هُوَ أَعظَمُ مِنهُ وَ ایمُ اللّهِ لَئِن لَم یَکُن عَصَاهُ فِی الکَبِیرِ وَ عَصَاهُ فِی الصّغِیرِ لَجَرَاءَتُهُ عَلَی عَیبِ النّاسِ أَکبَرُ یَا عَبدَ اللّهِ لَا تَعجَل فِی عَیبِ أَحَدٍ بِذَنبِهِ فَلَعَلّهُ مَغفُورٌ لَهُ وَ لَا تَأمَن عَلَی نَفسِکَ صَغِیرَ مَعصِیَةٍ فَلَعَلّکَ مُعَذّبٌ عَلَیهِ فَلیَکفُف مَن عَلِمَ مِنکُم عَیبَ غَیرِهِ لِمَا یَعلَمُ مِن عَیبِ نَفسِهِ وَ لیَکُنِ الشّکرُ شَاغِلًا لَهُ عَلَی مُعَافَاتِهِ مِمّا ابتلُیَِ بِهِ غَیرُهُ
أَیّهَا النّاسُ مَن عَرَفَ مِن أَخِیهِ وَثِیقَةَ دِینٍ وَ سَدَادَ طَرِیقٍ فَلَا
وَ لَیسَ لِوَاضِعِ المَعرُوفِ فِی غَیرِ حَقّهِ وَ
عِندَ غَیرِ أَهلِهِ مِنَ الحَظّ فِیمَا أَتَی إِلّا مَحمَدَةُ اللّئَامِ وَ ثَنَاءُ الأَشرَارِ وَ مَقَالَةُ الجُهّالَ مَا دَامَ مُنعِماً عَلَیهِم مَا أَجوَدَ یَدَهُ وَ هُوَ عَن ذَاتِ اللّهِ بِخَیلٌ
فَمَن آتَاهُ اللّهُ مَالًا فَلیَصِل بِهِ القَرَابَةَ وَ لیُحسِن مِنهُ الضّیَافَةَ وَ لیَفُکّ بِهِ الأَسِیرَ وَ العاَنیَِ وَ لیُعطِ مِنهُ الفَقِیرَ وَ الغَارِمَ وَ لیَصبِر نَفسَهُ عَلَی الحُقُوقِ وَ النّوَائِبِ ابتِغَاءَ الثّوَابِ فَإِنّ فَوزاً بِهَذِهِ الخِصَالِ شَرَفُ مَکَارِمِ الدّنیَا وَ دَرکُ فَضَائِلِ الآخِرَةِ إِن شَاءَ اللّهُ
أَلَا وَ إِنّ الأَرضَ التّیِ تُقِلّکُم وَ السّمَاءَ التّیِ تُظِلّکُم مُطِیعَتَانِ لِرَبّکُم وَ مَا أَصبَحَتَا تَجُودَانِ لَکُم بِبَرَکَتِهِمَا تَوَجّعاً لَکُم وَ لَا زُلفَةً إِلَیکُم وَ لَا لِخَیرٍ تَرجُوَانِهِ مِنکُم وَ لَکِن أُمِرَتَا بِمَنَافِعِکُم فَأَطَاعَتَا وَ أُقِیمَتَا عَلَی حُدُودِ مَصَالِحِکُم فَقَامَتَا إِنّ اللّهَ یبَتلَیِ عِبَادَهُ
عِندَ الأَعمَالِ السّیّئَةِ بِنَقصِ الثّمَرَاتِ وَ حَبسِ البَرَکَاتِ وَ إِغلَاقِ خَزَائِنِ الخَیرَاتِ لِیَتُوبَ تَائِبٌ وَ یُقلِعَ مُقلِعٌ وَ یَتَذَکّرَ مُتَذَکّرٌ وَ یَزدَجِرَ مُزدَجِرٌ وَ قَد جَعَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ الِاستِغفَارَ سَبَباً لِدُرُورِ الرّزقِ وَ رَحمَةِ الخَلقِ فَقَالَ سُبحَانَهُاستَغفِرُوا رَبّکُم إِنّهُ کانَ غَفّاراً یُرسِلِ السّماءَ عَلَیکُم مِدراراً وَ یُمدِدکُم بِأَموالٍ وَ بَنِینَ وَ یَجعَل لَکُم جَنّاتٍ وَ یَجعَل لَکُم أَنهاراًفَرَحِمَ اللّهُ امرَأً استَقبَلَ تَوبَتَهُ وَ استَقَالَ خَطِیئَتَهُ وَ بَادَرَ مَنِیّتَهُ أللّهُمّ إِنّا خَرَجنَا إِلَیکَ مِن تَحتِ الأَستَارِ وَ الأَکنَانِ وَ بَعدَ عَجِیجِ البَهَائِمِ وَ الوِلدَانِ رَاغِبِینَ فِی رَحمَتِکَ وَ رَاجِینَ فَضلَ نِعمَتِکَ وَ خَائِفِینَ مِن عَذَابِکَ وَ نِقمَتِکَ أللّهُمّ فَاسقِنَا غَیثَکَ وَ لَا تَجعَلنَا مِنَ
-قرآن-648-805
بَعَثَ اللّهُ رُسُلَهُ بِمَا خَصّهُم بِهِ مِن وَحیِهِ وَ جَعَلَهُم حُجّةً لَهُ عَلَی خَلقِهِ لِئَلّا تَجِبَ الحُجّةُ لَهُم بِتَرکِ الإِعذَارِ إِلَیهِم فَدَعَاهُم بِلِسَانِ الصّدقِ إِلَی سَبِیلِ الحَقّ أَلَا إِنّ اللّهَ تَعَالَی قَد کَشَفَ الخَلقَ کَشفَةً لَا أَنّهُ جَهِلَ مَا أَخفَوهُ مِن مَصُونِ أَسرَارِهِم وَ مَکنُونِ ضَمَائِرِهِم وَ لَکِن
أَینَ الّذِینَ زَعَمُوا أَنّهُمُ الرّاسِخُونَ فِی العِلمِ دُونَنَا کَذِباً وَ بَغیاً عَلَینَا أَن رَفَعَنَا اللّهُ وَ وَضَعَهُم وَ أَعطَانَا وَ حَرَمَهُم وَ أَدخَلَنَا وَ أَخرَجَهُم بِنَا یُستَعطَی الهُدَی وَ یُستَجلَی العَمَی إِنّ الأَئِمّةَ مِن قُرَیشٍ غُرِسُوا فِی هَذَا البَطنِ مِن هَاشِمٍ لَا تَصلُحُ عَلَی سِوَاهُم وَ لَا تَصلُحُ الوُلَاةُ مِن غَیرِهِم
منهاآثَرُوا عَاجِلًا وَ أَخّرُوا آجِلًا وَ تَرَکُوا صَافِیاً وَ شَرِبُوا آجِناً کأَنَیّ أَنظُرُ إِلَی فَاسِقِهِم وَ قَد صَحِبَ المُنکَرَ فَأَلِفَهُ وَ بَسِئَ بِهِ وَ وَافَقَهُ حَتّی شَابَت عَلَیهِ مَفَارِقُهُ وَ صُبِغَت بِهِ خَلَائِقُهُ ثُمّ أَقبَلَ مُزبِداً کَالتّیّارِ لَا یبُاَلیِ مَا غَرّقَ أَو کَوَقعِ النّارِ فِی الهَشِیمِ لَا یَحفِلُ مَا حَرّقَ أَینَ العُقُولُ المُستَصبِحَةُ بِمَصَابِیحِ الهُدَی وَ الأَبصَارُ اللّامِحَةُ إِلَی مَنَارِ التّقوَی أَینَ القُلُوبُ التّیِ وُهِبَت لِلّهِ وَ عُوقِدَت عَلَی طَاعَةِ اللّهِ ازدَحَمُوا عَلَی الحُطَامِ وَ تَشَاحّوا عَلَی الحَرَامِ وَ رُفِعَ لَهُم عَلَمُ
أَیّهَا النّاسُ إِنّمَا أَنتُم فِی هَذِهِ الدّنیَا غَرَضٌ تَنتَضِلُ فِیهِ المَنَایَا مَعَ کُلّ جَرعَةٍ شَرَقٌ وَ فِی کُلّ أَکلَةٍ غَصَصٌ لَا تَنَالُونَ مِنهَا نِعمَةً إِلّا بِفِرَاقِ أُخرَی وَ لَا یُعَمّرُ مُعَمّرٌ مِنکُم یَوماً مِن عُمُرِهِ إِلّا بِهَدمِ آخَرَ مِن أَجَلِهِ وَ لَا تُجَدّدُ لَهُ زِیَادَةٌ فِی أَکلِهِ إِلّا بِنَفَادِ مَا قَبلَهَا مِن رِزقِهِ وَ لَا یَحیَا لَهُ أَثَرٌ إِلّا مَاتَ لَهُ أَثَرٌ وَ لَا یَتَجَدّدُ لَهُ جَدِیدٌ إِلّا بَعدَ أَن یَخلَقَ لَهُ جَدِیدٌ وَ لَا تَقُومُ لَهُ نَابِتَةٌ إِلّا وَ تَسقُطُ مِنهُ مَحصُودَةٌ وَ قَد مَضَت أُصُولٌ نَحنُ فُرُوعُهَا فَمَا بَقَاءُ فَرعٍ بَعدَ ذَهَابِ أَصلِهِ
منها وَ مَا أُحدِثَت بِدعَةٌ إِلّا تُرِکَ بِهَا سُنّةٌ فَاتّقُوا البِدَعَ وَ الزَمُوا المَهیَعَ إِنّ عَوَازِمَ الأُمُورِ أَفضَلُهَا وَ إِنّ مُحدِثَاتِهَا شِرَارُهَا
إِنّ هَذَا الأَمرَ لَم یَکُن نَصرُهُ وَ لَا خِذلَانُهُ بِکَثرَةٍ وَ لَا بِقِلّةٍ وَ هُوَ دِینُ اللّهِ ألّذِی أَظهَرَهُ وَ جُندُهُ ألّذِی أَعَدّهُ وَ أَمَدّهُ حَتّی بَلَغَ مَا بَلَغَ وَ طَلَعَ حَیثُ طَلَعَ وَ نَحنُ عَلَی مَوعُودٍ مِنَ اللّهِ وَ اللّهُ مُنجِزٌ وَعدَهُ وَ نَاصِرٌ جُندَهُ وَ مَکَانُ القَیّمِ بِالأَمرِ مَکَانُ النّظَامِ مِنَ الخَرَزِ یَجمَعُهُ وَ یَضُمّهُ فَإِنِ انقَطَعَ النّظَامُ تَفَرّقَ الخَرَزُ وَ ذَهَبَ ثُمّ لَم یَجتَمِع بِحَذَافِیرِهِ أَبَداً وَ العَرَبُ الیَومَ وَ إِن کَانُوا قَلِیلًا فَهُم کَثِیرُونَ بِالإِسلَامِ عَزِیزُونَ بِالِاجتِمَاعِ فَکُن قُطباً وَ استَدِرِ الرّحَی بِالعَرَبِ وَ أَصلِهِم دُونَکَ نَارَ الحَربِ فَإِنّکَ إِن شَخَصتَ مِن هَذِهِ الأَرضِ انتَقَضَت عَلَیکَ العَرَبُ مِن أَطرَافِهَا وَ أَقطَارِهَا حَتّی یَکُونَ مَا تَدَعُ وَرَاءَکَ مِنَ العَورَاتِ أَهَمّ إِلَیکَ مِمّا بَینَ یَدَیکَ إِنّ الأَعَاجِمَ إِن یَنظُرُوا إِلَیکَ غَداً یَقُولُوا هَذَا أَصلُ العَرَبِ فَإِذَا اقتَطَعتُمُوهُ استَرَحتُم فَیَکُونُ ذَلِکَ أَشَدّ لِکَلَبِهِم عَلَیکَ وَ طَمَعِهِم فِیکَ فَأَمّا مَا ذَکَرتَ مِن مَسِیرِ القَومِ إِلَی قِتَالِ المُسلِمِینَ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ هُوَ أَکرَهُ لِمَسِیرِهِم مِنکَ وَ هُوَ أَقدَرُ عَلَی تَغیِیرِ مَا یَکرَهُ
فَبَعَثَ اللّهُ مُحَمّداًص بِالحَقّ لِیُخرِجَ عِبَادَهُ مِن عِبَادَةِ الأَوثَانِ إِلَی عِبَادَتِهِ وَ مِن طَاعَةِ الشّیطَانِ إِلَی طَاعَتِهِ بِقُرآنٍ قَد بَیّنَهُ وَ أَحکَمَهُ لِیَعلَمَ العِبَادُ رَبّهُم إِذ جَهِلُوهُ وَ لِیُقِرّوا بِهِ بَعدَ إِذ جَحَدُوهُ وَ لِیُثبِتُوهُ بَعدَ إِذ أَنکَرُوهُ فَتَجَلّی لَهُم سُبحَانَهُ فِی کِتَابِهِ مِن غَیرِ أَن یَکُونُوا رَأَوهُ بِمَا أَرَاهُم مِن قُدرَتِهِ وَ خَوّفَهُم مِن سَطوَتِهِ وَ کَیفَ مَحَقَ مَن مَحَقَ بِالمَثُلَاتِ وَ احتَصَدَ مَنِ احتَصَدَ بِالنّقِمَاتِ
وَ إِنّهُ سیَأَتیِ عَلَیکُم مِن بعَدیِ زَمَانٌ لَیسَ فِیهِ شَیءٌ أَخفَی مِنَ الحَقّ وَ لَا أَظهَرَ مِنَ البَاطِلِ وَ لَا أَکثَرَ مِنَ الکَذِبِ عَلَی اللّهِ وَ رَسُولِهِ وَ لَیسَ
عِندَ أَهلِ ذَلِکَ الزّمَانِ سِلعَةٌ أَبوَرَ مِنَ الکِتَابِ إِذَا تلُیَِ حَقّ تِلَاوَتِهِ وَ لَا أَنفَقَ مِنهُ إِذَا حُرّفَ عَن مَوَاضِعِهِ وَ لَا فِی البِلَادِ شَیءٌ أَنکَرَ مِنَ المَعرُوفِ وَ لَا أَعرَفَ مِنَ المُنکَرِ فَقَد نَبَذَ الکِتَابَ حَمَلَتُهُ وَ تَنَاسَاهُ
أَیّهَا النّاسُ إِنّهُ مَنِ استَنصَحَ اللّهَ وُفّقَ وَ مَنِ اتّخَذَ قَولَهُ دَلِیلًا هدُیَِ للِتّیِ هیَِ أَقُومُ فَإِنّ جَارَ اللّهِ آمِنٌ وَ عَدُوّهُ خَائِفٌ وَ إِنّهُ لَا ینَبغَیِ لِمَن عَرَفَ عَظَمَةَ اللّهِ أَن یَتَعَظّمَ فَإِنّ رِفعَةَ الّذِینَ یَعلَمُونَ مَا عَظَمَتُهُ أَن یَتَوَاضَعُوا لَهُ وَ سَلَامَةَ الّذِینَ یَعلَمُونَ مَا قُدرَتُهُ أَن یَستَسلِمُوا لَهُ فَلَا تَنفِرُوا مِنَ الحَقّ نِفَارَ الصّحِیحِ مِنَ الأَجرَبِ وَ الباَرِئِ مِن ذیِ السّقَمِ وَ اعلَمُوا أَنّکُم لَن تَعرِفُوا الرّشدَ حَتّی تَعرِفُوا ألّذِی
کُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا یَرجُو الأَمرَ لَهُ وَ یَعطِفُهُ عَلَیهِ دُونَ صَاحِبِهِ لَا یَمُتّانِ إِلَی اللّهِ بِحَبلٍ وَ لَا یَمُدّانِ إِلَیهِ بِسَبَبٍ کُلّ وَاحِدٍ مِنهُمَا حَامِلُ ضَبّ لِصَاحِبِهِ وَ عَمّا قَلِیلٍ یُکشَفُ قِنَاعُهُ بِهِ وَ اللّهِ لَئِن أَصَابُوا ألّذِی یُرِیدُونَ لَیَنتَزِعَنّ هَذَا نَفسَ هَذَا وَ لَیَأتِیَنّ هَذَا عَلَی هَذَا قَد قَامَتِ الفِئَةُ البَاغِیَةُ فَأَینَ المُحتَسِبُونَ فَقَد سُنّت لَهُمُ السّنَنُ وَ قُدّمَ لَهُمُ الخَبَرُ وَ لِکُلّ ضَلّةٍ عِلّةٌ وَ لِکُلّ نَاکِثٍ شُبهَةٌ وَ اللّهِ لَا أَکُونُ کَمُستَمِعِ اللّدمِ یَسمَعُ الناّعیَِ وَ یَحضُرُ الباَکیَِ ثُمّ لَا یَعتَبِرُ
أَیّهَا النّاسُ کُلّ امرِئٍ لَاقٍ مَا یَفِرّ مِنهُ فِی فِرَارِهِ الأَجَلُ مَسَاقُ النّفسِ وَ الهَرَبُ مِنهُ مُوَافَاتُهُ کَم أَطرَدتُ الأَیّامَ أَبحَثُهَا عَن مَکنُونِ هَذَا الأَمرِ فَأَبَی اللّهُ إِلّا إِخفَاءَهُ هَیهَاتَ عِلمٌ مَخزُونٌ أَمّا وصَیِتّیِ فَاللّهَ لَا تُشرِکُوا بِهِ شَیئاً وَ مُحَمّداًص فَلَا تُضَیّعُوا سُنّتَهُ أَقِیمُوا هَذَینِ العَمُودَینِ وَ أَوقِدُوا هَذَینِ المِصبَاحَینِ وَ خَلَاکُم ذَمّ مَا لَم تَشرُدُوا حُمّلَ کُلّ امرِئٍ مِنکُم مَجهُودَهُ وَ خُفّفَ عَنِ الجَهَلَةِ رَبّ رَحِیمٌ وَ دِینٌ قَوِیمٌ وَ إِمَامٌ عَلِیمٌ أَنَا بِالأَمسِ صَاحِبُکُم وَ أَنَا الیَومَ عِبرَةٌ لَکُم وَ غَداً مُفَارِقُکُم غَفَرَ اللّهُ لِی وَ لَکُم إِن تَثبُتِ الوَطأَةُ فِی هَذِهِ المَزَلّةِ فَذَاکَ وَ إِن تَدحَضِ القَدَمُ فَإِنّا کُنّا فِی أَفیَاءِ أَغصَانٍ وَ مَهَابّ رِیَاحٍ وَ تَحتَ ظِلّ غَمَامٍ اضمَحَلّ فِی الجَوّ مُتَلَفّقُهَا وَ عَفَا فِی الأَرضِ مَخَطّهَا وَ إِنّمَا کُنتُ جَاراً جَاوَرَکُم بدَنَیِ أَیّاماً وَ سَتُعقَبُونَ منِیّ جُثّةً خَلَاءً سَاکِنَةً بَعدَ حَرَاکٍ وَ صَامِتَةً بَعدَ نُطقٍ لِیَعِظکُم هدُوُیّ وَ خُفُوتُ إطِراَقیِ وَ سُکُونُ أطَراَفیِ فَإِنّهُ أَوعَظُ لِلمُعتَبِرِینَ مِنَ المَنطِقِ
وَ أَخَذُوا یَمِیناً وَ شِمَالًا ظَعناً فِی مَسَالِکِ الغیَّ وَ تَرکاً لِمَذَاهِبِ الرّشدِ فَلَا تَستَعجِلُوا مَا هُوَ کَائِنٌ مُرصَدٌ وَ لَا تَستَبطِئُوا مَا یجَیِءُ بِهِ الغَدُ فَکَم مِن مُستَعجِلٍ بِمَا إِن أَدرَکَهُ وَدّ أَنّهُ لَم یُدرِکهُ وَ مَا أَقرَبَ الیَومَ مِن تَبَاشِیرِ غَدٍ یَا قَومِ هَذَا إِبّانُ وُرُودِ کُلّ مَوعُودٍ وَ دُنُوّ مِن طَلعَةِ مَا لَا تَعرِفُونَ أَلَا وَ إِنّ مَن أَدرَکَهَا مِنّا یسَریِ فِیهَا بِسِرَاجٍ مُنِیرٍ وَ یَحذُو فِیهَا عَلَی مِثَالِ الصّالِحِینَ لِیَحُلّ فِیهَا رِبقاً وَ یُعتِقَ فِیهَا رِقّاً وَ یَصدَعَ شَعباً وَ یَشعَبَ صَدعاً فِی سُترَةٍ عَنِ النّاسِ لَا یُبصِرُ القَائِفُ أَثَرَهُ وَ لَو تَابَعَ نَظَرَهُ ثُمّ لَیُشحَذَنّ فِیهَا قَومٌ شَحذَ القَینِ النّصلَ تُجلَی بِالتّنزِیلِ أَبصَارُهُم وَ یُرمَی بِالتّفسِیرِ فِی مَسَامِعِهِم وَ یُغبَقُونَ کَأسَ الحِکمَةِ بَعدَ الصّبُوحِ
منها وَ طَالَ الأَمَدُ بِهِم لِیَستَکمِلُوا الخزِیَ وَ یَستَوجِبُوا الغِیَرَ حَتّی إِذَا اخلَولَقَ الأَجَلُ وَ استَرَاحَ قَومٌ إِلَی الفِتَنِ وَ أَشَالُوا عَن لَقَاحِ حَربِهِم لَم یَمُنّوا عَلَی اللّهِ بِالصّبرِ وَ لَم یَستَعظِمُوا بَذلَ أَنفُسِهِم فِی الحَقّ حَتّی إِذَا وَافَقَ وَارِدُ القَضَاءِ انقِطَاعَ مُدّةِ البَلَاءِ حَمَلُوا بَصَائِرَهُم عَلَی أَسیَافِهِم وَ دَانُوا لِرَبّهِم بِأَمرِ وَاعِظِهِم حَتّی إِذَا قَبَضَ اللّهُ رَسُولَهُص رَجَعَ قَومٌ عَلَی الأَعقَابِ وَ غَالَتهُمُ السّبُلُ وَ اتّکَلُوا عَلَی الوَلَائِجِ وَ وَصَلُوا غَیرَ الرّحِمِ وَ هَجَرُوا السّبَبَ ألّذِی أُمِرُوا بِمَوَدّتِهِ وَ نَقَلُوا البِنَاءَ عَن رَصّ أَسَاسِهِ فَبَنَوهُ فِی غَیرِ مَوضِعِهِ مَعَادِنُ کُلّ خَطِیئَةٍ وَ أَبوَابُ کُلّ ضَارِبٍ فِی غَمرَةٍ قَد مَارُوا فِی الحَیرَةِ وَ ذَهَلُوا فِی السّکرَةِ عَلَی سُنّةٍ مِن آلِ فِرعَونَ مِن مُنقَطِعٍ إِلَی الدّنیَا رَاکِنٍ أَو مُفَارِقٍ لِلدّینِ مُبَایِنٍ
وَ أَحمَدُ اللّهَ وَ أَستَعِینُهُ عَلَی مَدَاحِرِ الشّیطَانِ وَ مَزَاجِرِهِ وَ الِاعتِصَامِ مِن حَبَائِلِهِ وَ مَخَاتِلِهِ وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً
ثُمّ إِنّکُم مَعشَرَ العَرَبِ أَغرَاضُ بَلَایَا قَدِ اقتَرَبَت فَاتّقُوا سَکَرَاتِ النّعمَةِ وَ احذَرُوا بَوَائِقَ النّقمَةِ وَ تَثَبّتُوا فِی قَتَامِ العِشوَةِ وَ اعوِجَاجِ الفِتنَةِ
عِندَ طُلُوعِ جَنِینِهَا وَ ظُهُورِ کَمِینِهَا وَ انتِصَابِ قُطبِهَا وَ مَدَارِ رَحَاهَا تَبدَأُ فِی مَدَارِجَ خَفِیّةٍ وَ تَئُولُ إِلَی فَظَاعَةٍ جَلِیّةٍ شِبَابُهَا کَشِبَابِ الغُلَامِ وَ آثَارُهَا کَآثَارِ السّلَامِ یَتَوَارَثُهَا الظّلَمَةُ بِالعُهُودِ أَوّلُهُم قَائِدٌ لِآخِرِهِم وَ آخِرُهُم مُقتَدٍ بِأَوّلِهِم یَتَنَافَسُونَ فِی دُنیَا دَنِیّةٍ وَ یَتَکَالَبُونَ عَلَی جِیفَةٍ مُرِیحَةٍ وَ عَن قَلِیلٍ یَتَبَرّأُ التّابِعُ مِنَ المَتبُوعِ وَ القَائِدُ مِنَ المَقُودِ فَیَتَزَایَلُونَ بِالبَغضَاءِ وَ یَتَلَاعَنُونَ
عِندَ اللّقَاءِ ثُمّ یأَتیِ بَعدَ ذَلِکَ طَالِعُ الفِتنَةِ الرّجُوفِ وَ القَاصِمَةِ الزّحُوفِ فَتَزِیغُ قُلُوبٌ بَعدَ استِقَامَةٍ وَ تَضِلّ رِجَالٌ بَعدَ سَلَامَةٍ وَ تَختَلِفُ الأَهوَاءُ
عِندَ هُجُومِهَا وَ تَلتَبِسُ الآرَاءُ
عِندَ نُجُومِهَا مَن أَشرَفَ لَهَا قَصَمَتهُ وَ مَن سَعَی فِیهَا حَطَمَتهُ یَتَکَادَمُونَ فِیهَا تَکَادُمَ الحُمُرِ فِی العَانَةِ قَدِ اضطَرَبَ مَعقُودُ
الحَمدُ لِلّهِ الدّالّ عَلَی وُجُودِهِ بِخَلقِهِ وَ بِمُحدَثِ خَلقِهِ عَلَی أَزَلِیّتِهِ
منها قَد طَلَعَ طَالِعٌ وَ لَمَعَ لَامِعٌ وَ لَاحَ لَائِحٌ وَ اعتَدَلَ مَائِلٌ وَ استَبدَلَ اللّهُ بِقَومٍ قَوماً وَ بِیَومٍ یَوماً وَ انتَظَرنَا الغِیَرَ انتِظَارَ المُجدِبِ المَطَرَ وَ إِنّمَا الأَئِمّةُ قُوّامُ اللّهِ عَلَی خَلقِهِ وَ عُرَفَاؤُهُ عَلَی عِبَادِهِ وَ لَا یَدخُلُ الجَنّةَ إِلّا مَن عَرَفَهُم وَ عَرَفُوهُ وَ لَا یَدخُلُ النّارَ إِلّا مَن أَنکَرَهُم وَ أَنکَرُوهُ إِنّ اللّهَ تَعَالَی خَصّکُم بِالإِسلَامِ وَ استَخلَصَکُم لَهُ وَ ذَلِکَ لِأَنّهُ اسمُ سَلَامَةٍ وَ جِمَاعُ کَرَامَةٍ اصطَفَی اللّهُ تَعَالَی مَنهَجَهُ وَ بَیّنَ حُجَجَهُ مِن ظَاهِرِ عِلمٍ وَ بَاطِنِ حُکمٍ لَا تَفنَی غَرَائِبُهُ
وَ هُوَ فِی مُهلَةٍ مِنَ اللّهِ یهَویِ مَعَ الغَافِلِینَ وَ یَغدُو مَعَ المُذنِبِینَ بِلَا سَبِیلٍ قَاصِدٍ وَ لَا إِمَامٍ قَائِدٍ
منها حَتّی إِذَا کَشَفَ لَهُم عَن جَزَاءِ مَعصِیَتِهِم وَ استَخرَجَهُم مِن جَلَابِیبِ غَفلَتِهِمُ استَقبَلُوا مُدبِراً وَ استَدبَرُوا مُقبِلًا فَلَم یَنتَفِعُوا بِمَا أَدرَکُوا مِن طَلِبَتِهِم وَ لَا بِمَا قَضَوا مِن وَطَرِهِم إنِیّ أُحَذّرُکُم وَ نفَسیِ هَذِهِ المَنزِلَةَ فَلیَنتَفِعِ امرُؤٌ بِنَفسِهِ فَإِنّمَا البَصِیرُ مَن سَمِعَ فَتَفَکّرَ وَ نَظَرَ فَأَبصَرَ وَ انتَفَعَ بِالعِبَرِ ثُمّ سَلَکَ جَدَداً وَاضِحاً یَتَجَنّبُ فِیهِ الصّرعَةَ فِی المهَاَویِ وَ الضّلَالَ فِی
فَأَفِق أَیّهَا السّامِعُ مِن سَکرَتِکَ وَ استَیقِظ مِن غَفلَتِکَ وَ اختَصِر مِن عَجَلَتِکَ وَ أَنعِمِ الفِکرَ فِیمَا جَاءَکَ عَلَی لِسَانِ النّبِیّ الأمُیّّص مِمّا لَا بُدّ مِنهُ وَ لَا مَحِیصَ عَنهُ وَ خَالِف مَن خَالَفَ ذَلِکَ إِلَی غَیرِهِ وَ دَعهُ وَ مَا رضَیَِ لِنَفسِهِ وَ ضَع فَخرَکَ وَ احطُط کِبرَکَ وَ اذکُر قَبرَکَ فَإِنّ عَلَیهِ مَمَرّکَ وَ کَمَا تَدِینُ تُدَانُ وَ کَمَا تَزرَعُ تَحصُدُ وَ مَا قَدّمتَ الیَومَ تَقدَمُ عَلَیهِ غَداً فَامهَد لِقَدَمِکَ وَ قَدّم لِیَومِکَ فَالحَذَرَ الحَذَرَ أَیّهَا المُستَمِعُ وَ الجِدّ الجِدّ أَیّهَا الغَافِلُوَ لا یُنَبّئُکَ مِثلُ خَبِیرٍ إِنّ مِن عَزَائِمِ اللّهِ فِی الذّکرِ الحَکِیمِ التّیِ عَلَیهَا یُثِیبُ وَ یُعَاقِبُ وَ لَهَا یَرضَی وَ یَسخَطُ أَنّهُ لَا یَنفَعُ عَبداً وَ إِن أَجهَدَ نَفسَهُ وَ أَخلَصَ فِعلَهُ أَن یَخرُجَ مِنَ الدّنیَا لَاقِیاً رَبّهُ بِخَصلَةٍ مِن هَذِهِ الخِصَالِ لَم یَتُب مِنهَا أَن یُشرِکَ بِاللّهِ فِیمَا افتَرَضَ عَلَیهِ مِن عِبَادَتِهِ أَو یشَفیَِ غَیظَهُ بِهَلَاکِ نَفسٍ أَو یَعُرّ بِأَمرٍ فَعَلَهُ غَیرُهُ أَو یَستَنجِحَ حَاجَةً إِلَی النّاسِ بِإِظهَارِ بِدعَةٍ فِی دِینِهِ أَو یَلقَی النّاسَ بِوَجهَینِ أَو یمَشیَِ
-قرآن-561-590
وَ نَاظِرُ قَلبِ اللّبِیبِ بِهِ یُبصِرُ أَمَدَهُ وَ یَعرِفُ غَورَهُ وَ نَجدَهُ دَاعٍ دَعَا وَ رَاعٍ رَعَی فَاستَجِیبُوا للِداّعیِ وَ اتّبِعُوا الراّعیَِ قَد خَاضُوا بِحَارَ الفِتَنِ وَ أَخَذُوا بِالبِدَعِ دُونَ السّنَنِ وَ أَرَزَ المُؤمِنُونَ وَ نَطَقَ الضّالّونَ المُکَذّبُونَ نَحنُ الشّعَارُ وَ الأَصحَابُ وَ الخَزَنَةُ وَ الأَبوَابُ وَ لَا تُؤتَی البُیُوتُ إِلّا مِن أَبوَابِهَا فَمَن أَتَاهَا مِن غَیرِ أَبوَابِهَا سمُیَّ سَارِقاً
منهافِیهِم کَرَائِمُ القُرآنِ وَ هُم کُنُوزُ الرّحمَنِ إِن نَطَقُوا صَدَقُوا وَ إِن صَمَتُوا لَم یُسبَقُوا فَلیَصدُق رَائِدٌ أَهلَهُ وَ لیُحضِر عَقلَهُ وَ لیَکُن مِن أَبنَاءِ الآخِرَةِ فَإِنّهُ مِنهَا قَدِمَ وَ إِلَیهَا یَنقَلِبُ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی انحَسَرَتِ الأَوصَافُ عَن کُنهِ مَعرِفَتِهِ وَ رَدَعَت
وَ مِن لَطَائِفِ صَنعَتِهِ وَ عَجَائِبِ خِلقَتِهِ مَا أَرَانَا مِن غَوَامِضِ الحِکمَةِ فِی هَذِهِ الخَفَافِیشِ التّیِ یَقبِضُهَا الضّیَاءُ البَاسِطُ لِکُلّ شَیءٍ وَ یَبسُطُهَا الظّلَامُ القَابِضُ لِکُلّ حیَّ وَ کَیفَ عَشِیَت أَعیُنُهَا عَن أَن تَستَمِدّ مِنَ الشّمسِ المُضِیئَةِ نُوراً تهَتدَیِ بِهِ فِی مَذَاهِبِهَا وَ تَتّصِلُ بِعَلَانِیَةِ بُرهَانِ الشّمسِ إِلَی مَعَارِفِهَا وَ رَدَعَهَا بِتَلَألُؤِ ضِیَائِهَا عَنِ المضُیِّ فِی سُبُحَاتِ إِشرَاقِهَا وَ أَکَنّهَا فِی مَکَامِنِهَا عَنِ الذّهَابِ فِی بُلَجِ ائتِلَاقِهَا فهَیَِ مُسدَلَةُ الجُفُونِ بِالنّهَارِ عَلَی حِدَاقِهَا وَ جَاعِلَةُ اللّیلِ سِرَاجاً تَستَدِلّ بِهِ فِی التِمَاسِ أَرزَاقِهَا فَلَا یَرُدّ أَبصَارَهَا إِسدَافُ ظُلمَتِهِ وَ لَا تَمتَنِعُ مِنَ المضُیِّ فِیهِ لِغَسَقِ دُجُنّتِهِ فَإِذَا أَلقَتِ الشّمسُ قِنَاعَهَا وَ بَدَت أَوضَاحُ نَهَارِهَا وَ دَخَلَ مِن إِشرَاقِ نُورِهَا عَلَی الضّبَابِ فِی وِجَارِهَا أَطبَقَتِ الأَجفَانَ عَلَی مَآقِیهَا
فَمَنِ استَطَاعَ
عِندَ ذَلِکَ أَن یَعتَقِلَ نَفسَهُ عَلَی اللّهِ عَزّ وَ جَلّ فَلیَفعَل فَإِن أطَعَتمُوُنیِ فإَنِیّ حَامِلُکُم إِن شَاءَ اللّهُ عَلَی سَبِیلِ الجَنّةِ وَ إِن کَانَ ذَا مَشَقّةٍ شَدِیدَةٍ وَ مَذَاقَةٍ مَرِیرَةٍ وَ أَمّا فُلَانَةُ فَأَدرَکَهَا رأَیُ النّسَاءِ وَ ضِغنٌ غَلَا فِی صَدرِهَا کَمِرجَلِ القَینِ وَ لَو دُعِیَت لِتَنَالَ مِن غیَریِ مَا أَتَت إلِیَّ لَم تَفعَل وَ لَهَا بَعدُ حُرمَتُهَا الأُولَی وَ الحِسَابُ عَلَی اللّهِ تَعَالَی
منه سَبِیلٌ أَبلَجُ المِنهَاجِ أَنوَرُ السّرَاجِ فَبِالإِیمَانِ یُستَدَلّ عَلَی الصّالِحَاتِ وَ بِالصّالِحَاتِ یُستَدَلّ عَلَی الإِیمَانِ وَ بِالإِیمَانِ یُعمَرُ العِلمُ وَ بِالعِلمِ یُرهَبُ المَوتُ وَ بِالمَوتِ تُختَمُ الدّنیَا وَ بِالدّنیَا تُحرَزُ الآخِرَةُ وَ بِالقِیَامَةِ تُزلَفُ الجَنّةُ وَ تُبَرّزُ الجَحِیمُ لِلغَاوِینَ وَ إِنّ الخَلقَ لَا مَقصَرَ لَهُم عَنِ القِیَامَةِ مُرقِلِینَ فِی مِضمَارِهَا إِلَی الغَایَةِ القُصوَی
منه قَد شَخَصُوا مِن مُستَقَرّ الأَجدَاثِ وَ صَارُوا إِلَی مَصَایِرِ الغَایَاتِ لِکُلّ دَارٍ أَهلُهَا لَا یَستَبدِلُونَ بِهَا وَ لَا یُنقَلُونَ عَنهَا وَ إِنّ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّیَ عَنِ المُنکَرِ لَخُلُقَانِ مِن خُلُقِ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ إِنّهُمَا لَا یُقَرّبَانِ مِن أَجَلٍ وَ لَا یَنقُصَانِ مِن رِزقٍ وَ عَلَیکُم بِکِتَابِ اللّهِ فَإِنّهُ الحَبلُ المَتِینُ وَ النّورُ المُبِینُ وَ الشّفَاءُ النّافِعُ وَ الریّّ النّاقِعُ وَ العِصمَةُ لِلمُتَمَسّکِ وَ النّجَاةُ لِلمُتَعَلّقِ لَا یَعوَجّ فَیُقَامَ وَ لَا یَزِیغُ فَیُستَعتَبَ وَ لَا تُخلِقُهُ کَثرَةُ الرّدّ وَ وُلُوجُ السّمعِ مَن قَالَ بِهِ صَدَقَ وَ مَن عَمِلَ بِهِ سَبَقَ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی جَعَلَ الحَمدَ مِفتَاحاً لِذِکرِهِ وَ سَبَباً لِلمَزِیدِ مِن فَضلِهِ وَ دَلِیلًا عَلَی آلَائِهِ وَ عَظَمَتِهِ عِبَادَ اللّهِ إِنّ الدّهرَ یجَریِ بِالبَاقِینَ کَجَریِهِ بِالمَاضِینَ لَا یَعُودُ مَا قَد وَلّی مِنهُ وَ لَا یَبقَی سَرمَداً مَا فِیهِ آخِرُ فَعَالِهِ کَأَوّلِهِ مُتَشَابِهَةٌ أُمُورُهُ مُتَظَاهِرَةٌ أَعلَامُهُ فَکَأَنّکُم بِالسّاعَةِ تَحدُوکُم حَدوَ الزّاجِرِ بِشَولِهِ فَمَن شَغَلَ نَفسَهُ بِغَیرِ نَفسِهِ تَحَیّرَ فِی الظّلُمَاتِ وَ ارتَبَکَ فِی الهَلَکَاتِ وَ مَدّت بِهِ شَیَاطِینُهُ فِی طُغیَانِهِ وَ زَیّنَت لَهُ سَیّئَ أَعمَالِهِ فَالجَنّةُ غَایَةُ السّابِقِینَ وَ النّارُ غَایَةُ المُفَرّطِینَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ التّقوَی دَارُ حِصنٍ عَزِیزٍ وَ الفُجُورَ دَارُ حِصنٍ ذَلِیلٍ لَا یَمنَعُ أَهلَهُ وَ لَا یُحرِزُ مَن لَجَأَ إِلَیهِ أَلَا وَ بِالتّقوَی تُقطَعُ حُمَةُ الخَطَایَا وَ بِالیَقِینِ تُدرَکُ الغَایَةُ القُصوَی عِبَادَ اللّهِ اللّهَ اللّهَ فِی أَعَزّ الأَنفُسِ عَلَیکُم وَ أَحَبّهَا إِلَیکُم فَإِنّ اللّهَ قَد أَوضَحَ لَکُم سَبِیلَ الحَقّ وَ أَنَارَ طُرُقَهُ فَشِقوَةٌ لَازِمَةٌ أَو سَعَادَةٌ دَائِمَةٌ فَتَزَوّدُوا فِی أَیّامِ الفَنَاءِ لِأَیّامِ البَقَاءِ قَد دُلِلتُم عَلَی الزّادِ وَ أُمِرتُم بِالظّعنِ وَ حُثِثتُم عَلَی المَسِیرِ فَإِنّمَا أَنتُم کَرَکبٍ
أَرسَلَهُ عَلَی حِینِ فَترَةٍ مِنَ الرّسُلِ وَ طُولِ هَجعَةٍ مِنَ الأُمَمِ وَ انتِقَاضٍ مِنَ المُبرَمِ فَجَاءَهُم بِتَصدِیقِ ألّذِی بَینَ یَدَیهِ وَ النّورِ المُقتَدَی بِهِ ذَلِکَ القُرآنُ فَاستَنطِقُوهُ وَ لَن یَنطِقَ وَ لَکِن أُخبِرُکُم عَنهُ أَلَا إِنّ فِیهِ عِلمَ مَا یأَتیِ وَ الحَدِیثَ عَنِ الماَضیِ وَ دَوَاءَ دَائِکُم وَ نَظمَ مَا بَینَکُم
ومنهافَعِندَ ذَلِکَ لَا یَبقَی بَیتُ مَدَرٍ وَ لَا وَبَرٍ إِلّا وَ أَدخَلَهُ الظّلَمَةُ تَرحَةً وَ أَولَجُوا فِیهِ نِقمَةً فَیَومَئِذٍ لَا یَبقَی لَهُم فِی السّمَاءِ عَاذِرٌ وَ لَا فِی الأَرضِ نَاصِرٌ أَصفَیتُم بِالأَمرِ غَیرَ أَهلِهِ وَ أَورَدتُمُوهُ غَیرَ مَورِدِهِ وَ سَیَنتَقِمُ اللّهُ مِمّن ظَلَمَ مَأکَلًا بِمَأکَلٍ وَ مَشرَباً بِمَشرَبٍ مِن مَطَاعِمِ العَلقَمِ وَ مَشَارِبِ الصّبِرِ
وَ لَقَد أَحسَنتُ جِوَارَکُم وَ أَحَطتُ بجِهُدیِ مِن وَرَائِکُم وَ أَعتَقتُکُم مِن رِبَقِ الذّلّ وَ حَلَقِ الضّیمِ شُکراً منِیّ لِلبِرّ القَلِیلِ وَ إِطرَاقاً عَمّا أَدرَکَهُ البَصَرُ وَ شَهِدَهُ البَدَنُ مِنَ المُنکَرِ الکَثِیرِ
أَمرُهُ قَضَاءٌ وَ حِکمَةٌ وَ رِضَاهُ أَمَانٌ وَ رَحمَةُ یقَضیِ بِعِلمٍ وَ یَعفُو بِحِلمٍ
أللّهُمّ لَکَ الحَمدُ عَلَی مَا تَأخُذُ وَ تعُطیِ وَ عَلَی مَا تعُاَفیِ وَ تبَتلَیِ حَمداً
منهایدَعّیِ بِزَعمِهِ أَنّهُ یَرجُو اللّهَ کَذَبَ وَ العَظِیمِ مَا بَالُهُ لَا یَتَبَیّنُ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلِهِ فَکُلّ مَن رَجَا عُرِفَ رَجَاؤُهُ فِی عَمَلِهِ وَ کُلّ
وَ لَقَد کَانَ فِی رَسُولِ اللّهِص کَافٍ لَکَ فِی الأُسوَةِ وَ دَلِیلٌ لَکَ عَلَی ذَمّ الدّنیَا وَ عَیبِهَا وَ کَثرَةِ مَخَازِیهَا وَ مَسَاوِیهَا إِذ قُبِضَت عَنهُ أَطرَافُهَا وَ وُطّئَت لِغَیرِهِ أَکنَافُهَا وَ فُطِمَ عَن رَضَاعِهَا وَ زوُیَِ عَن زَخَارِفِهَا
وَ إِن شِئتَ ثَنّیتُ بِمُوسَی کَلِیمِ اللّهِص حَیثُ یَقُولُرَبّ إنِیّ لِما أَنزَلتَ إلِیَّ مِن خَیرٍ فَقِیرٌ وَ اللّهِ مَا سَأَلَهُ إِلّا خُبزاً یَأکُلُهُ لِأَنّهُ کَانَ یَأکُلُ بَقلَةَ الأَرضِ وَ لَقَد کَانَت خُضرَةُ
-قرآن-61-111
وَ إِن شِئتَ ثَلّثتُ بِدَاوُدَص صَاحِبِ المَزَامِیرِ وَ قاَرِئِ أَهلِ الجَنّةِ فَلَقَد کَانَ یَعمَلُ سَفَائِفَ الخُوصِ بِیَدِهِ وَ یَقُولُ لِجُلَسَائِهِ أَیّکُم یکَفیِنیِ بَیعَهَا وَ یَأکُلُ قُرصَ الشّعِیرِ مِن ثَمَنِهَا
وَ إِن شِئتَ قُلتُ فِی عِیسَی ابنِ مَریَمَ ع فَلَقَد کَانَ یَتَوَسّدُ الحَجَرَ وَ یَلبَسُ الخَشِنَ وَ یَأکُلُ الجَشِبَ وَ کَانَ إِدَامُهُ الجُوعَ وَ سِرَاجُهُ بِاللّیلِ القَمَرَ وَ ظِلَالُهُ فِی الشّتَاءِ مَشَارِقَ الأَرضِ وَ مَغَارِبَهَا وَ فَاکِهَتُهُ وَ رَیحَانُهُ مَا تُنبِتُ الأَرضُ لِلبَهَائِمِ وَ لَم تَکُن لَهُ زَوجَةٌ تَفتِنُهُ وَ لَا وَلَدٌ یَحزُنُهُ وَ لَا مَالٌ یَلفِتُهُ وَ لَا طَمَعٌ یُذِلّهُ دَابّتُهُ رِجلَاهُ وَ خَادِمُهُ یَدَاهُ
فَتَأَسّ بِنَبِیّکَ الأَطیَبِ الأَطهَرِص فَإِنّ فِیهِ أُسوَةً لِمَن تَأَسّی وَ عَزَاءً لِمَن تَعَزّی وَ أَحَبّ العِبَادِ إِلَی اللّهِ المتُأَسَیّ
ابتَعَثَهُ بِالنّورِ المضُیِءِ وَ البُرهَانِ الجلَیِّ وَ المِنهَاجِ الباَدیِ وَ الکِتَابِ الهاَدیِ أُسرَتُهُ خَیرُ أُسرَةٍ وَ شَجَرَتُهُ خَیرُ شَجَرَةٍ أَغصَانُهَا مُعتَدِلَةٌ وَ ثِمَارُهَا مُتَهَدّلَةٌ مَولِدُهُ بِمَکّةَ وَ هِجرَتُهُ بِطَیبَةَ
أُوصِیکُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ وَ طَاعَتِهِ فَإِنّهَا النّجَاةُ غَداً وَ المَنجَاةُ أَبَداً رَهّبَ فَأَبلَغَ وَ رَغّبَ فَأَسبَغَ وَ وَصَفَ لَکُمُ الدّنیَا وَ انقِطَاعَهَا وَ زَوَالَهَا وَ انتِقَالَهَا فَأَعرِضُوا عَمّا یُعجِبُکُم فِیهَا لِقِلّةِ مَا یَصحَبُکُم مِنهَا أَقرَبُ دَارٍ مِن سَخَطِ اللّهِ وَ أَبعَدُهَا مِن رِضوَانِ اللّهِ فَغُضّوا عَنکُم عِبَادَ اللّهِ غُمُومَهَا وَ أَشغَالَهَا لِمَا قَد أَیقَنتُم بِهِ مِن فِرَاقِهَا وَ تَصَرّفِ حَالَاتِهَا فَاحذَرُوهَا حَذَرَ الشّفِیقِ النّاصِحِ وَ المُجِدّ الکَادِحِ وَ اعتَبِرُوا بِمَا قَد رَأَیتُم مِن مَصَارِعِ القُرُونِ قَبلَکُم قَد تَزَایَلَت أَوصَالُهُم وَ زَالَت أَبصَارُهُم وَ أَسمَاعُهُم وَ ذَهَبَ شَرَفُهُم وَ عِزّهُم وَ انقَطَعَ سُرُورُهُم وَ نَعِیمُهُم فَبُدّلُوا بِقُربِ
یَا أَخَا بنَیِ أَسَدٍ إِنّکَ لَقَلِقُ الوَضِینِ تُرسِلُ فِی غَیرِ سَدَدٍ وَ لَکَ بَعدُ ذِمَامَةُ الصّهرِ وَ حَقّ المَسأَلَةِ وَ قَدِ استَعلَمتَ فَاعلَم أَمّا الِاستِبدَادُ عَلَینَا بِهَذَا المَقَامِ وَ نَحنُ الأَعلَونَ نَسَباً وَ الأَشَدّونَ بِالرّسُولِص نَوطاً فَإِنّهَا کَانَت أَثَرَةً شَحّت عَلَیهَا نُفُوسُ قَومٍ وَ سَخَت عَنهَا نُفُوسُ آخَرِینَ وَ الحَکَمُ اللّهُ وَ المَعوَدُ إِلَیهِ القِیَامَةُ
وَ دَع عَنکَ نَهباً صِیحَ فِی حَجَرَاتِهِ || وَ لَکِن حَدِیثاً مَا حَدِیثُ الرّوَاحِلِ
وَ هَلُمّ الخَطبَ فِی ابنِ أَبِی سُفیَانَ فَلَقَد أضَحکَنَیِ الدّهرُ بَعدَ إِبکَائِهِ وَ لَا غَروَ وَ اللّهِ فَیَا لَهُ خَطباً یَستَفرِغُ العَجَبَ وَ یُکثِرُ
الحَمدُ لِلّهِ خَالِقِ العِبَادِ وَ سَاطِحِ المِهَادِ وَ مُسِیلِ الوِهَادِ وَ مُخصِبِ النّجَادِ لَیسَ لِأَوّلِیّتِهِ ابتِدَاءٌ وَ لَا لِأَزَلِیّتِهِ انقِضَاءٌ هُوَ الأَوّلُ وَ لَم یَزَل وَ الباَقیِ بِلَا أَجَلٍ خَرّت لَهُ الجِبَاهُ وَ وَحّدَتهُ الشّفَاهُ حَدّ الأَشیَاءَ
عِندَ خَلقِهِ لَهَا إِبَانَةً لَهُ مِن شَبَهِهَا لَا تُقَدّرُهُ الأَوهَامُ بِالحُدُودِ وَ الحَرَکَاتِ وَ لَا بِالجَوَارِحِ وَ الأَدَوَاتِ لَا یُقَالُ لَهُ مَتَی وَ لَا یُضرَبُ لَهُ أَمَدٌ بِحَتّی الظّاهِرُ لَا یُقَالُ مِمّ وَ البَاطِنُ لَا یُقَالُ فِیمَ لَا شَبَحٌ فَیُتَقَصّی وَ لَا مَحجُوبٌ فَیُحوَی لَم یَقرُب مِنَ الأَشیَاءِ بِالتِصَاقٍ وَ لَم یَبعُد عَنهَا بِافتِرَاقٍ وَ لَا یَخفَی عَلَیهِ مِن عِبَادِهِ شُخُوصُ لَحظَةٍ وَ لَا کُرُورُ لَفظَةٍ وَ لَا ازدِلَافُ رَبوَةٍ وَ لَا انبِسَاطُ خُطوَةٍ فِی لَیلٍ دَاجٍ وَ لَا غَسَقٍ
لَم یَخلُقِ الأَشیَاءَ مِن أُصُولٍ أَزَلِیّةٍ وَ لَا مِن أَوَائِلَ أَبَدِیّةٍ بَل خَلَقَ مَا خَلَقَ فَأَقَامَ حَدّهُ وَ صَوّرَ فَأَحسَنَ صُورَتَهُ لَیسَ لشِیَءٍ مِنهُ امتِنَاعٌ وَ لَا لَهُ بِطَاعَةِ شَیءٍ انتِفَاعٌ عِلمُهُ بِالأَموَاتِ المَاضِینَ کَعِلمِهِ بِالأَحیَاءِ البَاقِینَ وَ عِلمُهُ بِمَا فِی السّمَاوَاتِ العُلَی کَعِلمِهِ بِمَا فِی الأَرَضِینَ السّفلَی
منهاأَیّهَا المَخلُوقُ السوّیِّ وَ المُنشَأُ المرَعیِّ فِی ظُلُمَاتِ الأَرحَامِ وَ مُضَاعَفَاتِ الأَستَارِ.بُدِئتَمِن سُلالَةٍ مِن طِینٍ وَ وُضِعتَفِی قَرارٍ مَکِینٍ إِلی قَدَرٍ مَعلُومٍ وَ أَجَلٍ مَقسُومٍ تَمُورُ فِی بَطنِ أُمّکَ جَنِیناً لَا تُحِیرُ دُعَاءً وَ لَا تَسمَعُ نِدَاءً ثُمّ أُخرِجتَ مِن مَقَرّکَ إِلَی دَارٍ لَم تَشهَدهَا وَ لَم تَعرِف سُبُلَ مَنَافِعِهَا
-قرآن-117-138-قرآن-150-188
إِنّ النّاسَ ورَاَئیِ وَ قَدِ استسَفرَوُنیِ بَینَکَ وَ بَینَهُم وَ وَ اللّهِ مَا أدَریِ مَا أَقُولُ لَکَ مَا أَعرِفُ شَیئاً تَجهَلُهُ وَ لَا أَدُلّکَ عَلَی أَمرٍ لَا تَعرِفُهُ إِنّکَ لَتَعلَمُ مَا نَعلَمُ مَا سَبَقنَاکَ إِلَی شَیءٍ فَنُخبِرَکَ عَنهُ وَ لَا خَلَونَا بشِیَءٍ فَنُبَلّغَکَهُ وَ قَد رَأَیتَ کَمَا رَأَینَا وَ سَمِعتَ کَمَا سَمِعنَا وَ صَحِبتَ رَسُولَ اللّهِص کَمَا صَحِبنَا وَ مَا ابنُ أَبِی قُحَافَةَ وَ لَا ابنُ الخَطّابِ بِأَولَی بِعَمَلِ الحَقّ مِنکَ وَ أَنتَ أَقرَبُ إِلَی أَبِی رَسُولِ اللّهِص وَشِیجَةَ رَحِمٍ مِنهُمَا وَ قَد نِلتَ مِن صِهرِهِ مَا لَم یَنَالَا فَاللّهَ اللّهَ فِی نَفسِکَ فَإِنّکَ وَ اللّهِ مَا تُبَصّرُ مِن عَمًی وَ لَا تُعَلّمُ مِن جَهلٍ وَ إِنّ الطّرُقَ لَوَاضِحَةٌ وَ إِنّ أَعلَامَ الدّینِ لَقَائِمَةٌ فَاعلَم أَنّ أَفضَلَ عِبَادِ اللّهِ
عِندَ اللّهِ إِمَامٌ عَادِلٌ
ابتَدَعَهُم خَلقاً عَجِیباً مِن حَیَوَانٍ وَ مَوَاتٍ وَ سَاکِنٍ وَ ذیِ حَرَکَاتٍ
وَ مِن أَعجَبِهَا خَلقاً الطّاوُسُ ألّذِی أَقَامَهُ فِی أَحکَمِ تَعدِیلٍ وَ نَضّدَ أَلوَانَهُ فِی أَحسَنِ تَنضِیدٍ بِجَنَاحٍ أَشرَجَ قَصَبَهُ وَ ذَنَبٍ أَطَالَ مَسحَبَهُ إِذَا دَرَجَ إِلَی الأُنثَی نَشَرَهُ مِن طَیّهِ وَ سَمَا بِهِ مُطِلّا عَلَی رَأسِهِ کَأَنّهُ قِلعُ داَریِّ عَنَجَهُ نُوتِیّهُ یَختَالُ بِأَلوَانِهِ وَ یَمِیسُ بِزَیَفَانِهِ یفُضیِ کَإِفضَاءِ
وَ سُبحَانَ مَن أَدمَجَ قَوَائِمَ الذّرّةِ وَ الهَمَجَةِ إِلَی مَا فَوقَهُمَا مِن خَلقِ الحِیتَانِ وَ الفِیَلَةِ وَ وَأَی عَلَی نَفسِهِ أَلّا یَضطَرِبَ شَبَحٌ مِمّا أَولَجَ فِیهِ الرّوحَ إِلّا وَ جَعَلَ الحِمَامَ مَوعِدَهُ وَ الفَنَاءَ غَایَتَهُ
فَلَو رَمَیتَ بِبَصَرِ قَلبِکَ نَحوَ مَا یُوصَفُ لَکَ مِنهَا لَعَزَفَت نَفسُکَ عَن بَدَائِعِ مَا أُخرِجَ إِلَی الدّنیَا مِن شَهَوَاتِهَا وَ لَذّاتِهَا وَ زَخَارِفِ مَنَاظِرِهَا وَ لَذَهِلَت بِالفِکرِ فِی اصطِفَاقِ أَشجَارٍ غُیّبَت عُرُوقُهَا فِی کُثبَانِ المِسکِ عَلَی سَوَاحِلِ أَنهَارِهَا وَ فِی تَعلِیقِ کَبَائِسِ اللّؤلُؤِ الرّطبِ فِی عَسَالِیجِهَا وَ أَفنَانِهَا وَ طُلُوعِ تِلکَ الثّمَارِ مُختَلِفَةً فِی غُلُفِ أَکمَامِهَا تُجنَی مِن غَیرِ تَکَلّفٍ فتَأَتیِ عَلَی مُنیَةِ مُجتَنِیهَا وَ یُطَافُ عَلَی نُزّالِهَا فِی أَفنِیَةِ قُصُورِهَا بِالأَعسَالِ المُصَفّقَةِ وَ الخُمُورِ المُرَوّقَةِ قَومٌ لَم تَزَلِ الکَرَامَةُ تَتَمَادَی بِهِم حَتّی حَلّوا دَارَ القَرَارِ وَ أَمِنُوا نُقلَةَ الأَسفَارِ فَلَو شَغَلتَ قَلبَکَ أَیّهَا المُستَمِعُ بِالوُصُولِ إِلَی مَا یَهجُمُ عَلَیکَ مِن تِلکَ المَنَاظِرِ المُونِقَةِ لَزَهِقَت نَفسُکَ شَوقاً إِلَیهَا وَ لَتَحَمّلتَ مِن مجَلسِیِ هَذَا إِلَی مُجَاوَرَةِ أَهلِ القُبُورِ استِعجَالًا بِهَا جَعَلَنَا اللّهُ وَ إِیّاکُم مِمّن یَسعَی بِقَلبِهِ إِلَی مَنَازِلِ الأَبرَارِ بِرَحمَتِهِ
قال السید الشریف رضی الله عنه قوله ع یؤر بملاقحه الأر کنایة عن النکاح یقال أر الرجل المرأة یؤرها إذانکحها. و قوله ع کأنه قلع داری عنجه نوتیه القلع شراع السفینة وداری منسوب إلی دارین وهی بلدة علی البحر یجلب منها الطیب وعنجه أی عطفه یقال عنجت الناقة کنصرت أعنجها عنجا إذاعطفتها والنوتی الملاح . و قوله ع ضفتی جفونه أراد جانبی جفونه والضفتان الجانبان . و قوله ع وفلذ الزبرجد الفلذ جمع فلذة وهی القطعة. و قوله ع کبائس اللؤلؤ الرطب الکباسة العذق والعسالیج الغصون واحدها عسلوج
-روایت-1-518
لِیَتَأَسّ صَغِیرُکُم بِکَبِیرِکُم وَ لیَرأَف کَبِیرُکُم بِصَغِیرِکُم وَ لَا تَکُونُوا کَجُفَاةِ الجَاهِلِیّةِ لَا فِی الدّینِ یَتَفَقّهُونَ وَ لَا عَنِ اللّهِ یَعقِلُونَ کَقَیضِ بَیضٍ فِی أَدَاحٍ یَکُونُ کَسرُهَا وِزراً وَ یُخرِجُ حِضَانُهَا شَرّاً
ومنهاافتَرَقُوا بَعدَ أُلفَتِهِم وَ تَشَتّتُوا عَن أَصلِهِم فَمِنهُم آخِذٌ
أَیّهَا النّاسُ لَو لَم تَتَخَاذَلُوا عَن نَصرِ الحَقّ وَ لَم تَهِنُوا عَن تَوهِینِ البَاطِلِ لَم یَطمَع فِیکُم مَن لَیسَ مِثلَکُم وَ لَم یَقوَ مَن قوَیَِ عَلَیکُم لَکِنّکُم تِهتُم مَتَاهَ بنَیِ إِسرَائِیلَ وَ لعَمَریِ لَیُضَعّفَنّ لَکُمُ التّیهُ مِن بعَدیِ أَضعَافاً بِمَا خَلّفتُمُ الحَقّ وَرَاءَ ظُهُورِکُم وَ قَطَعتُمُ الأَدنَی وَ وَصَلتُمُ الأَبعَدَ وَ اعلَمُوا أَنّکُم إِنِ اتّبَعتُمُ الداّعیَِ لَکُم سَلَکَ بِکُم مِنهَاجَ الرّسُولِ وَ کُفِیتُم مَئُونَةَ الِاعتِسَافِ وَ نَبَذتُمُ الثّقلَ الفَادِحَ عَنِ الأَعنَاقِ
إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَنزَلَ کِتَاباً هَادِیاً بَیّنَ فِیهِ الخَیرَ وَ الشّرّ فَخُذُوا نَهجَ الخَیرِ تَهتَدُوا وَ اصدِفُوا عَن سَمتِ الشّرّ تَقصِدُوا الفَرَائِضَ الفَرَائِضَ أَدّوهَا إِلَی اللّهِ تُؤَدّکُم إِلَی الجَنّةِ إِنّ اللّهَ حَرّمَ حَرَاماً غَیرَ مَجهُولٍ وَ أَحَلّ حَلَالًا غَیرَ مَدخُولٍ وَ فَضّلَ حُرمَةَ المُسلِمِ عَلَی الحُرَمِ کُلّهَا وَ شَدّ بِالإِخلَاصِ وَ التّوحِیدِ حُقُوقَ المُسلِمِینَ فِی مَعَاقِدِهَا فَالمُسلِمُ مَن سَلِمَ المُسلِمُونَ مِن لِسَانِهِ وَ یَدِهِ إِلّا بِالحَقّ وَ لَا یَحِلّ أَذَی المُسلِمِ إِلّا بِمَا یَجِبُ بَادِرُوا أَمرَ العَامّةِ وَ خَاصّةَ أَحَدِکُم وَ هُوَ المَوتُ فَإِنّ النّاسَ أَمَامَکُم وَ إِنّ السّاعَةَ تَحدُوکُم مِن خَلفِکُم تَخَفّفُوا تَلحَقُوا فَإِنّمَا یُنتَظَرُ بِأَوّلِکُم آخِرُکُم اتّقُوا اللّهَ فِی عِبَادِهِ وَ بِلَادِهِ فَإِنّکُم مَسئُولُونَ حَتّی عَنِ البِقَاعِ وَ البَهَائِمِ أَطِیعُوا اللّهَ وَ لَا تَعصُوهُ وَ إِذَا رَأَیتُمُ الخَیرَ فَخُذُوا بِهِ وَ إِذَا رَأَیتُمُ الشّرّ فَأَعرِضُوا عَنهُ
یَا إِخوَتَاه إنِیّ لَستُ أَجهَلُ مَا تَعلَمُونَ وَ لَکِن کَیفَ لِی بِقُوّةٍ وَ القَومُ المُجلِبُونَ عَلَی حَدّ شَوکَتِهِم یَملِکُونَنَا وَ لَا نَملِکُهُم وَ هَا هُم هَؤُلَاءِ قَد ثَارَت مَعَهُم عِبدَانُکُم وَ التَفّت إِلَیهِم أَعرَابُکُم وَ هُم خِلَالَکُم یَسُومُونَکُم مَا شَاءُوا وَ هَل تَرَونَ مَوضِعاً لِقُدرَةٍ عَلَی شَیءٍ تُرِیدُونَهُ إِنّ هَذَا الأَمرَ أَمرُ جَاهِلِیّةٍ وَ إِنّ لِهَؤُلَاءِ القَومِ مَادّةً إِنّ النّاسَ مِن هَذَا الأَمرِ إِذَا حُرّکَ عَلَی أُمُورٍ فِرقَةٌ تَرَی مَا تَرَونَ وَ فِرقَةٌ تَرَی مَا لَا تَرَونَ وَ فِرقَةٌ لَا تَرَی هَذَا وَ لَا ذَاکَ فَاصبِرُوا حَتّی یَهدَأَ النّاسُ وَ تَقَعَ القُلُوبُ مَوَاقِعَهَا وَ تُؤخَذَ الحُقُوقُ مُسمَحَةً فَاهدَءُوا عنَیّ وَ انظُرُوا مَا ذَا یَأتِیکُم بِهِ أمَریِ وَ لَا تَفعَلُوا فَعلَةً تُضَعضِعُ قُوّةً وَ تُسقِطُ مُنّةً وَ تُورِثُ وَهناً وَ ذِلّةً وَ سَأُمسِکُ الأَمرَ مَا استَمسَکَ وَ إِذَا لَم أَجِد بُدّاً فَآخِرُ الدّوَاءِ الکیَّ
عندمسیر أصحاب الجمل إلی البصرة
إِنّ اللّهَ بَعَثَ رَسُولًا هَادِیاً بِکِتَابٍ نَاطِقٍ وَ أَمرٍ قَائِمٍ لَا یَهلِکُ عَنهُ
إِنّ هَؤُلَاءِ قَد تَمَالَئُوا عَلَی سَخطَةِ إمِاَرتَیِ وَ سَأَصبِرُ مَا لَم أَخَف عَلَی جَمَاعَتِکُم فَإِنّهُم إِن تَمّمُوا عَلَی فَیَالَةِ هَذَا الرأّیِ انقَطَعَ نِظَامُ المُسلِمِینَ وَ إِنّمَا طَلَبُوا هَذِهِ الدّنیَا حَسَداً لِمَن أَفَاءَهَا اللّهُ عَلَیهِ فَأَرَادُوا رَدّ الأُمُورِ عَلَی أَدبَارِهَا وَ لَکُم عَلَینَا العَمَلُ بِکِتَابِ اللّهِ تَعَالَی وَ سِیرَةِ رَسُولِ اللّهِص وَ القِیَامُ بِحَقّهِ وَ النّعشُ لِسُنّتِهِ
عندقیام الحجة کلّم به بعض العرب
وَ قَد أَرسَلَهُ قَومٌ مِن أَهلِ البَصرَةِ لَمّا قَرُبَ ع مِنهَا لِیَعلَمَ لَهُم مِنهُ حَقِیقَةَ حَالِهِ مَعَ أَصحَابِ الجَمَلِ لِتَزُولَ الشّبهَةُ مِن نُفُوسِهِم فَبَیّنَ لَهُ ع مِن أَمرِهِ مَعَهُم مَا عَلِمَ بِهِ أَنّهُ عَلَی الحَقّ ثُمّ قَالَ لَهُ بَایِع فَقَالَ إنِیّ رَسُولُ قَومٍ وَ لَا أُحدِثُ حَدَثاً حَتّی أَرجِعَ إِلَیهِم فَقَالَ ع
أَ رَأَیتَ لَو أَنّ الّذِینَ وَرَاءَکَ بَعَثُوکَ رَائِداً تبَتغَیِ لَهُم مَسَاقِطَ الغَیثِ
أللّهُمّ رَبّ السّقفِ المَرفُوعِ وَ الجَوّ المَکفُوفِ ألّذِی جَعَلتَهُ مَغِیضاً لِلّیلِ وَ النّهَارِ وَ مَجرًی لِلشّمسِ وَ القَمَرِ وَ مُختَلَفاً لِلنّجُومِ السّیّارَةِ وَ جَعَلتَ سُکّانَهُ سِبطاً مِن مَلَائِکَتِکَ لَا یَسأَمُونَ مِن عِبَادَتِکَ وَ رَبّ هَذِهِ الأَرضِ التّیِ جَعَلتَهَا قَرَاراً لِلأَنَامِ وَ مَدرَجاً لِلهَوَامّ وَ الأَنعَامِ وَ مَا لَا یُحصَی مِمّا یُرَی وَ مَا لَا یُرَی وَ رَبّ الجِبَالِ الروّاَسیِ التّیِ جَعَلتَهَا لِلأَرضِ أَوتَاداً وَ لِلخَلقِ اعتِمَاداً إِن أَظهَرتَنَا عَلَی عَدُوّنَا فَجَنّبنَا البغَیَ وَ سَدّدنَا لِلحَقّ وَ إِن أَظهَرتَهُم عَلَینَا فَارزُقنَا الشّهَادَةَ وَ اعصِمنَا مِنَ الفِتنَةِ
أَینَ المَانِعُ لِلذّمَارِ وَ الغَائِرُ
عِندَ نُزُولِ الحَقَائِقِ مِن أَهلِ الحِفَاظِ العَارُ وَرَاءَکُم وَ الجَنّةُ أَمَامَکُم
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی لَا توُاَریِ عَنهُ سَمَاءٌ سَمَاءً وَ لَا أَرضٌ أَرضاً
منها وَ قَد قَالَ قَائِلٌ إِنّکَ عَلَی هَذَا الأَمرِ یَا ابنَ أَبِی طَالِبٍ لَحَرِیصٌ فَقُلتُ بَل أَنتُم وَ اللّهِ لَأَحرَصُ وَ أَبعَدُ وَ أَنَا أَخَصّ وَ أَقرَبُ وَ إِنّمَا طَلَبتُ حَقّاً لِی وَ أَنتُم تَحُولُونَ بیَنیِ وَ بَینَهُ وَ تَضرِبُونَ وجَهیِ دُونَهُ فَلَمّا قَرّعتُهُ بِالحُجّةِ فِی المَلَإِ الحَاضِرِینَ هَبّ کَأَنّهُ بُهِتَ لَا یدَریِ مَا یجُیِبنُیِ بِهِ
أللّهُمّ إنِیّ أَستَعدِیکَ عَلَی قُرَیشٍ وَ مَن أَعَانَهُم فَإِنّهُم قَطَعُوا رحَمِیِ وَ صَغّرُوا عَظِیمَ منَزلِتَیَِ وَ أَجمَعُوا عَلَی منُاَزعَتَیِ أَمراً هُوَ لِی ثُمّ قَالُوا أَلَا إِنّ فِی الحَقّ أَن تَأخُذَهُ وَ فِی الحَقّ أَن تَترُکَهُ
فَخَرَجُوا یَجُرّونَ حُرمَةَ رَسُولِ اللّهِص کَمَا تُجَرّ الأَمَةُ
عِندَ شِرَائِهَا مُتَوَجّهِینَ بِهَا إِلَی البَصرَةِ فَحَبَسَا نِسَاءَهُمَا فِی بُیُوتِهِمَا وَ أَبرَزَا حَبِیسَ رَسُولِ اللّهِص لَهُمَا وَ لِغَیرِهِمَا فِی جَیشٍ مَا مِنهُم رَجُلٌ إِلّا وَ قَد أعَطاَنیِ الطّاعَةَ وَ سَمَحَ لِی بِالبَیعَةِ طَائِعاً غَیرَ مُکرَهٍ فَقَدِمُوا عَلَی عاَملِیِ بِهَا وَ خُزّانِ بَیتِ مَالِ المُسلِمِینَ وَ غَیرِهِم مِن أَهلِهَا فَقَتَلُوا طَائِفَةً صَبراً وَ طَائِفَةً غَدراً فَوَاللّهِ لَو لَم یُصِیبُوا مِنَ المُسلِمِینَ إِلّا رَجُلًا وَاحِداً مُعتَمِدِینَ لِقَتلِهِ بِلَا جُرمٍ جَرّهُ لَحَلّ لِی قَتلُ ذَلِکَ الجَیشِ کُلّهِ إِذ حَضَرُوهُ فَلَم یُنکِرُوا وَ لَم یَدفَعُوا عَنهُ بِلِسَانٍ وَ لَا بِیَدٍ دَع مَا أَنّهُم قَد قَتَلُوا مِنَ المُسلِمِینَ مِثلَ العِدّةِ التّیِ دَخَلُوا بِهَا عَلَیهِم
أَمِینُ وَحیِهِ وَ خَاتَمُ رُسُلِهِ وَ بَشِیرُ رَحمَتِهِ وَ نَذِیرُ نِقمَتِهِ
أَیّهَا النّاسُ إِنّ أَحَقّ النّاسِ بِهَذَا الأَمرِ أَقوَاهُم عَلَیهِ وَ أَعلَمُهُم
أَلَا وَ إِنّ هَذِهِ الدّنیَا التّیِ أَصبَحتُم تَتَمَنّونَهَا وَ تَرغَبُونَ فِیهَا وَ أَصبَحَت تُغضِبُکُم وَ تُرضِیکُم لَیسَت بِدَارِکُم وَ لَا مَنزِلِکُمُ ألّذِی خُلِقتُم لَهُ وَ لَا ألّذِی دُعِیتُم إِلَیهِ أَلَا وَ إِنّهَا لَیسَت بِبَاقِیَةٍ لَکُم وَ لَا تَبقَونَ عَلَیهَا وَ هیَِ وَ إِن غَرّتکُم مِنهَا فَقَد حَذّرَتکُم شَرّهَا فَدَعُوا غُرُورَهَا لِتَحذِیرِهَا وَ أَطمَاعَهَا لِتَخوِیفِهَا وَ سَابِقُوا فِیهَا إِلَی الدّارِ التّیِ دُعِیتُم إِلَیهَا وَ انصَرِفُوا بِقُلُوبِکُم عَنهَا وَ لَا یَخِنّنّ أَحَدُکُم خَنِینَ الأَمَةِ عَلَی مَا زوُیَِ عَنهُ مِنهَا وَ استَتِمّوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَیکُم بِالصّبرِ عَلَی طَاعَةِ اللّهِ
قَد کُنتُ وَ مَا أُهَدّدُ بِالحَربِ وَ لَا أُرَهّبُ بِالضّربِ وَ أَنَا عَلَی مَا قَد وعَدَنَیِ ربَیّ مِنَ النّصرِ وَ اللّهِ مَا استَعجَلَ مُتَجَرّداً لِلطّلَبِ بِدَمِ عُثمَانَ إِلّا خَوفاً مِن أَن یُطَالَبَ بِدَمِهِ لِأَنّهُ مَظِنّتُهُ وَ لَم یَکُن فِی القَومِ أَحرَصُ عَلَیهِ مِنهُ فَأَرَادَ أَن یُغَالِطَ بِمَا أَجلَبَ فِیهِ لِیَلتَبِسَ الأَمرُ وَ یَقَعَ الشّکّ. وَ وَ اللّهِ مَا صَنَعَ فِی أَمرِ عُثمَانَ وَاحِدَةً مِن ثَلَاثٍ لَئِن کَانَ ابنُ عَفّانَ ظَالِماً کَمَا کَانَ یَزعُمُ لَقَد کَانَ ینَبغَیِ لَهُ أَن یُوَازِرَ قَاتِلِیهِ وَ أَن یُنَابِذَ نَاصِرِیهِ. وَ لَئِن کَانَ مَظلُوماً لَقَد کَانَ ینَبغَیِ لَهُ أَن یَکُونَ مِنَ المُنَهنِهِینَ عَنهُ وَ المُعَذّرِینَ فِیهِ وَ لَئِن کَانَ فِی شَکّ مِنَ الخَصلَتَینِ لَقَد کَانَ ینَبغَیِ لَهُ أَن یَعتَزِلَهُ وَ یَرکُدَ
أَیّهَا النّاسُ غَیرُ المَغفُولِ عَنهُم وَ التّارِکُونَ المَأخُوذُ مِنهُم مَا لِی أَرَاکُم عَنِ اللّهِ ذَاهِبِینَ وَ إِلَی غَیرِهِ رَاغِبِینَ کَأَنّکُم نَعَمٌ أَرَاحَ بِهَا سَائِمٌ إِلَی مَرعًی وبَیِّ وَ مَشرَبٍ دوَیِّ وَ إِنّمَا هیَِ کَالمَعلُوفَةِ لِلمُدَی لَا تَعرِفُ مَا ذَا یُرَادُ بِهَا إِذَا أُحسِنَ إِلَیهَا تَحسَبُ یَومَهَا دَهرَهَا وَ شِبَعَهَا أَمرَهَا وَ اللّهِ لَو شِئتُ أَن أُخبِرَ کُلّ رَجُلٍ مِنکُم بِمَخرَجِهِ وَ مَولِجِهِ وَ جَمِیعِ شَأنِهِ لَفَعَلتُ وَ لَکِن أَخَافُ أَن تَکفُرُوا فِیّ بِرَسُولِ اللّهِص أَلَا وَ إنِیّ مُفضِیهِ إِلَی الخَاصّةِ مِمّن یُؤمَنُ ذَلِکَ مِنهُ وَ ألّذِی بَعَثَهُ بِالحَقّ وَ اصطَفَاهُ عَلَی الخَلقِ مَا أَنطِقُ إِلّا صَادِقاً وَ قَد عَهِدَ إلِیَّ بِذَلِکَ کُلّهِ وَ بِمَهلِکِ مَن یَهلِکُ وَ مَنجَی مَن یَنجُو وَ مَآلِ هَذَا الأَمرِ وَ مَا أَبقَی شَیئاً یَمُرّ عَلَی رأَسیِ إِلّا أَفرَغَهُ فِی أذُنُیَّ وَ أَفضَی بِهِ إلِیَّ أَیّهَا النّاسُ إنِیّ وَ اللّهِ مَا أَحُثّکُم عَلَی طَاعَةٍ إِلّا وَ أَسبِقُکُم إِلَیهَا وَ لَا أَنهَاکُم عَن مَعصِیَةٍ إِلّا وَ أَتَنَاهَی قَبلَکُم عَنهَا
انتَفِعُوا بِبَیَانِ اللّهِ وَ اتّعِظُوا بِمَوَاعِظِ اللّهِ وَ اقبَلُوا نَصِیحَةَ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ قَد أَعذَرَ إِلَیکُم بِالجَلِیّةِ وَ اتّخَذَ عَلَیکُمُ الحُجّةَ وَ بَیّنَ لَکُم مَحَابّهُ مِنَ الأَعمَالِ وَ مَکَارِهَهُ مِنهَا لِتَتّبِعُوا هَذِهِ وَ تَجتَنِبُوا هَذِهِ فَإِنّ رَسُولَ اللّهِص کَانَ یَقُولُ إِنّ الجَنّةَ حُفّت بِالمَکَارِهِ وَ إِنّ النّارَ حُفّت بِالشّهَوَاتِ وَ اعلَمُوا أَنّهُ مَا مِن طَاعَةِ اللّهِ شَیءٌ إِلّا یأَتیِ فِی کُرهٍ وَ مَا مِن مَعصِیَةِ اللّهِ شَیءٌ إِلّا یأَتیِ فِی شَهوَةٍ فَرَحِمَ اللّهُ امرَأً نَزَعَ عَن شَهوَتِهِ وَ قَمَعَ هَوَی نَفسِهِ فَإِنّ هَذِهِ النّفسَ أَبعَدُ شَیءٍ مَنزِعاً وَ إِنّهَا لَا تَزَالُ تَنزِعُ إِلَی مَعصِیَةٍ فِی هَوًی وَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ المُؤمِنَ لَا یُصبِحُ وَ لَا یمُسیِ إِلّا وَ نَفسُهُ ظَنُونٌ عِندَهُ فَلَا یَزَالُ زَارِیاً عَلَیهَا وَ مُستَزِیداً لَهَا فَکُونُوا کَالسّابِقِینَ قَبلَکُم وَ المَاضِینَ أَمَامَکُم قَوّضُوا مِنَ الدّنیَا تَقوِیضَ الرّاحِلِ وَ طَوَوهَا طیَّ المَنَازِلِ
وَ اعلَمُوا أَنّ هَذَا القُرآنَ هُوَ النّاصِحُ ألّذِی لَا یَغُشّ وَ الهاَدیِ ألّذِی لَا یُضِلّ وَ المُحَدّثُ ألّذِی لَا یَکذِبُ وَ مَا جَالَسَ هَذَا القُرآنَ أَحَدٌ إِلّا قَامَ عَنهُ بِزِیَادَةٍ أَو نُقصَانٍ زِیَادَةٍ فِی هُدًی أَو نُقصَانٍ مِن عَمًی وَ اعلَمُوا أَنّهُ لَیسَ عَلَی أَحَدٍ بَعدَ القُرآنِ مِن فَاقَةٍ وَ لَا لِأَحَدٍ قَبلَ القُرآنِ مِن غِنًی فَاستَشفُوهُ مِن أَدوَائِکُم وَ استَعِینُوا بِهِ عَلَی لَأوَائِکُم فَإِنّ فِیهِ شِفَاءً مِن أَکبَرِ الدّاءِ وَ هُوَ الکُفرُ وَ النّفَاقُ وَ الغیَّ وَ الضّلَالُ فَاسأَلُوا اللّهَ بِهِ وَ تَوَجّهُوا إِلَیهِ بِحُبّهِ وَ لَا تَسأَلُوا بِهِ خَلقَهُ إِنّهُ مَا تَوَجّهَ العِبَادُ إِلَی اللّهِ تَعَالَی بِمِثلِهِ وَ اعلَمُوا أَنّهُ شَافِعٌ مُشَفّعٌ وَ قَائِلٌ مُصَدّقٌ وَ أَنّهُ مَن شَفَعَ لَهُ القُرآنُ یَومَ القِیَامَةِ شُفّعَ فِیهِ وَ مَن مَحَلَ بِهِ القُرآنُ یَومَ القِیَامَةِ صُدّقَ عَلَیهِ فَإِنّهُ ینُاَدیِ مُنَادٍ یَومَ القِیَامَةِ أَلَا إِنّ کُلّ حَارِثٍ مُبتَلًی فِی حَرثِهِ وَ عَاقِبَةِ عَمَلِهِ غَیرَ حَرَثَةِ القُرآنِ فَکُونُوا مِن حَرَثَتِهِ وَ أَتبَاعِهِ وَ استَدِلّوهُ عَلَی رَبّکُم وَ استَنصِحُوهُ عَلَی أَنفُسِکُم وَ اتّهِمُوا عَلَیهِ آرَاءَکُم وَ استَغِشّوا فِیهِ أَهوَاءَکُم
العَمَلَ العَمَلَ ثُمّ النّهَایَةَ النّهَایَةَ وَ الِاستِقَامَةَ الِاستِقَامَةَ ثُمّ الصّبرَ الصّبرَ وَ الوَرَعَ الوَرَعَ إِنّ لَکُم نِهَایَةً فَانتَهُوا إِلَی نِهَایَتِکُم وَ إِنّ لَکُم عَلَماً فَاهتَدُوا بِعَلَمِکُم وَ إِنّ لِلإِسلَامِ غَایَةً فَانتَهُوا إِلَی
أَلَا وَ إِنّ القَدَرَ السّابِقَ قَد وَقَعَ وَ القَضَاءَ الماَضیَِ قَد تَوَرّدَ وَ إنِیّ مُتَکَلّمٌ بِعِدَةِ اللّهِ وَ حُجّتِهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَیإِنّ الّذِینَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَیهِمُ المَلائِکَةُ أَلّا تَخافُوا وَ لا تَحزَنُوا وَ أَبشِرُوا بِالجَنّةِ التّیِ کُنتُم تُوعَدُونَ وَ قَد قُلتُم رَبّنَا اللّهُ فَاستَقِیمُوا عَلَی کِتَابِهِ وَ عَلَی مِنهَاجِ أَمرِهِ وَ عَلَی الطّرِیقَةِ الصّالِحَةِ مِن عِبَادَتِهِ ثُمّ لَا تَمرُقُوا مِنهَا وَ لَا تَبتَدِعُوا فِیهَا وَ لَا تُخَالِفُوا عَنهَا فَإِنّ أَهلَ المُرُوقِ مُنقَطَعٌ بِهِم
عِندَ اللّهِ یَومَ القِیَامَةِ ثُمّ إِیّاکُم وَ تَهزِیعَ الأَخلَاقِ وَ تَصرِیفَهَا وَ اجعَلُوا اللّسَانَ وَاحِداً وَ لیَخزُنِ الرّجُلُ لِسَانَهُ فَإِنّ هَذَا اللّسَانَ جَمُوحٌ بِصَاحِبِهِ وَ اللّهِ مَا أَرَی عَبداً یتَقّیِ تَقوَی تَنفَعُهُ حَتّی یَخزُنَ لِسَانَهُ وَ إِنّ لِسَانَ المُؤمِنِ مِن وَرَاءِ قَلبِهِ وَ إِنّ قَلبَ المُنَافِقِ مِن وَرَاءِ لِسَانِهِ لِأَنّ المُؤمِنَ إِذَا أَرَادَ أَن یَتَکَلّمَ بِکَلَامٍ تَدَبّرَهُ فِی نَفسِهِ فَإِن کَانَ خَیراً أَبدَاهُ وَ إِن کَانَ شَرّاً وَارَاهُ وَ إِنّ المُنَافِقَ یَتَکَلّمُ بِمَا أَتَی عَلَی لِسَانِهِ لَا یدَریِ مَا ذَا لَهُ وَ مَا ذَا عَلَیهِ وَ لَقَد قَالَ رَسُولُ اللّهِص لَا یَستَقِیمُ إِیمَانُ عَبدٍ حَتّی یَستَقِیمَ قَلبُهُ وَ لَا یَستَقِیمُ قَلبُهُ حَتّی
-قرآن-152-317
وَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ المُؤمِنَ یَستَحِلّ العَامَ مَا استَحَلّ عَاماً أَوّلَ وَ یُحَرّمُ العَامَ مَا حَرّمَ عَاماً أَوّلَ وَ أَنّ مَا أَحدَثَ النّاسُ لَا یُحِلّ لَکُم شَیئاً مِمّا حُرّمَ عَلَیکُم وَ لَکِنّ الحَلَالَ مَا أَحَلّ اللّهُ وَ الحَرَامَ مَا حَرّمَ اللّهُ فَقَد جَرّبتُمُ الأُمُورَ وَ ضَرّستُمُوهَا وَ وُعِظتُم بِمَن کَانَ قَبلَکُم وَ ضُرِبَتِ الأَمثَالُ لَکُم وَ دُعِیتُم إِلَی الأَمرِ الوَاضِحِ فَلَا یَصَمّ عَن ذَلِکَ إِلّا أَصَمّ وَ لَا یَعمَی عَن ذَلِکَ إِلّا أَعمَی وَ مَن لَم یَنفَعهُ اللّهُ بِالبَلَاءِ وَ التّجَارِبِ لَم یَنتَفِع بشِیَءٍ مِنَ العِظَةِ وَ أَتَاهُ التّقصِیرُ مِن أَمَامِهِ حَتّی یَعرِفَ مَا أَنکَرَ وَ یُنکِرَ مَا عَرَفَ وَ إِنّمَا النّاسُ رَجُلَانِ مُتّبِعٌ شِرعَةً وَ مُبتَدِعٌ بِدعَةً لَیسَ مَعَهُ مِنَ اللّهِ سُبحَانَهُ بُرهَانُ سُنّةٍ وَ لَا ضِیَاءُ حُجّةٍ
وَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ لَم یَعِظ أَحَداً بِمِثلِ هَذَا القُرآنِ فَإِنّهُ حَبلُ اللّهِ المَتِینُ وَ سَبَبُهُ الأَمِینُ وَ فِیهِ رَبِیعُ القَلبِ وَ یَنَابِیعُ العِلمِ وَ مَا لِلقَلبِ جِلَاءٌ غَیرُهُ مَعَ أَنّهُ قَد ذَهَبَ المُتَذَکّرُونَ وَ بقَیَِ النّاسُونَ أَوِ المُتَنَاسُونَ فَإِذَا رَأَیتُم خَیراً فَأَعِینُوا عَلَیهِ وَ إِذَا رَأَیتُم شَرّاً فَاذهَبُوا
أَلَا وَ إِنّ الظّلمَ ثَلَاثَةٌ فَظُلمٌ لَا یُغفَرُ وَ ظُلمٌ لَا یُترَکُ وَ ظُلمٌ مَغفُورٌ لَا یُطلَبُ فَأَمّا الظّلمُ ألّذِی لَا یُغفَرُ فَالشّرکُ بِاللّهِ قَالَ اللّهُ تَعَالَیإِنّ اللّهَ لا یَغفِرُ أَن یُشرَکَ بِهِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِی یُغفَرُ فَظُلمُ العَبدِ نَفسَهُ
عِندَ بَعضِ الهَنَاتِ وَ أَمّا الظّلمُ ألّذِی لَا یُترَکُ فَظُلمُ العِبَادِ بَعضِهِم بَعضاً القِصَاصُ هُنَاکَ شَدِیدٌ لَیسَ هُوَ جَرحاً بِالمُدَی وَ لَا ضَرباً بِالسّیَاطِ وَ لَکِنّهُ مَا یُستَصغَرُ ذَلِکَ مَعَهُ فَإِیّاکُم وَ التّلَوّنَ فِی دِینِ اللّهِ فَإِنّ جَمَاعَةً فِیمَا تَکرَهُونَ مِنَ الحَقّ خَیرٌ مِن فُرقَةٍ فِیمَا تُحِبّونَ مِنَ البَاطِلِ وَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ لَم یُعطِ أَحَداً بِفُرقَةٍ خَیراً مِمّن مَضَی وَ لَا مِمّن بقَیَِ
-قرآن-179-217
یَا أَیّهَا النّاسُ طُوبَی لِمَن شَغَلَهُ عَیبُهُ عَن عُیُوبِ النّاسِ وَ طُوبَی لِمَن لَزِمَ بَیتَهُ وَ أَکَلَ قُوتَهُ وَ اشتَغَلَ بِطَاعَةِ رَبّهِ وَ بَکَی عَلَی خَطِیئَتِهِ فَکَانَ مِن نَفسِهِ فِی شُغُلٍ وَ النّاسُ مِنهُ فِی رَاحَةٍ
فَأَجمَعَ رأَیُ مَلَئِکُم عَلَی أَنِ اختَارُوا رَجُلَینِ فَأَخَذنَا عَلَیهِمَا أَن یُجَعجِعَا
عِندَ القُرآنِ وَ لَا یُجَاوِزَاهُ وَ تَکُونَ أَلسِنَتُهُمَا مَعَهُ وَ قُلُوبُهُمَا تَبَعَهُ فَتَاهَا عَنهُ وَ تَرَکَا الحَقّ وَ هُمَا یُبصِرَانِهِ وَ کَانَ الجَورُ هَوَاهُمَا وَ الِاعوِجَاجُ رَأیَهُمَا وَ قَد سَبَقَ استِثنَاؤُنَا عَلَیهِمَا فِی الحُکمِ بِالعَدلِ وَ العَمَلِ بِالحَقّ سُوءَ رَأیِهِمَا وَ جَورَ حُکمِهِمَا وَ الثّقَةُ فِی أَیدِینَا لِأَنفُسِنَا حِینَ خَالَفَا سَبِیلَ الحَقّ وَ أَتَیَا بِمَا لَا یُعرَفُ مِن مَعکُوسِ الحُکمِ
لَا یَشغَلُهُ شَأنٌ وَ لَا یُغَیّرُهُ زَمَانٌ وَ لَا یَحوِیهِ مَکَانٌ وَ لَا یَصِفُهُ لِسَانٌ لَا یَعزُبُ عَنهُ عَدَدُ قَطرِ المَاءِ وَ لَا نُجُومِ السّمَاءِ وَ لَا سوَاَفیِ الرّیحِ فِی الهَوَاءِ وَ لَا دَبِیبُ النّملِ عَلَی الصّفَا وَ لَا مَقِیلُ الذّرّ فِی اللّیلَةِ الظّلمَاءِ یَعلَمُ مَسَاقِطَ الأَورَاقِ وَ خفَیِّ طَرفِ
لَا تُدرِکُهُ العُیُونُ بِمُشَاهَدَةِ العِیَانِ وَ لَکِن تُدرِکُهُ القُلُوبُ بِحَقَائِقِ الإِیمَانِ قَرِیبٌ مِنَ الأَشیَاءِ غَیرَ مُلَابِسٍ بَعِیدٌ مِنهَا غَیرَ مُبَایِنٍ مُتَکَلّمٌ لَا بِرَوِیّةٍ مُرِیدٌ لَا بِهِمّةٍ صَانِعٌ لَا بِجَارِحَةٍ لَطِیفٌ لَا یُوصَفُ بِالخَفَاءِ کَبِیرٌ لَا یُوصَفُ بِالجَفَاءِ بَصِیرٌ لَا یُوصَفُ بِالحَاسّةِ رَحِیمٌ لَا یُوصَفُ بِالرّقّةِ تَعنُو الوُجُوهُ لِعَظَمَتِهِ وَ تَجِبُ القُلُوبُ مِن مَخَافَتِهِ
أَحمَدُ اللّهَ عَلَی مَا قَضَی مِن أَمرٍ وَ قَدّرَ مِن فِعلٍ وَ عَلَی ابتلِاَئیِ بِکُم أَیّتُهَا الفِرقَةُ التّیِ إِذَا أَمَرتُ لَم تُطِع وَ إِذَا دَعَوتُ لَم تُجِب إِن أُمهِلتُم خُضتُم وَ إِن حُورِبتُم خُرتُم وَ إِنِ اجتَمَعَ النّاسُ عَلَی إِمَامٍ طَعَنتُم وَ إِن أُجِئتُم إِلَی مُشَاقّةٍ نَکَصتُم. لَا أَبَا لِغَیرِکُم مَا تَنتَظِرُونَ بِنَصرِکُم وَ الجِهَادِ عَلَی حَقّکُم المَوتَ أَوِ الذّلّ لَکُم فَوَاللّهِ لَئِن جَاءَ یوَمیِ وَ لیَأَتیِنَیّ لَیُفَرّقَنّ بیَنیِ وَ بَینِکُم وَ أَنَا لِصُحبَتِکُم قَالٍ وَ بِکُم غَیرُ کَثِیرٍ لِلّهِ أَنتُم أَ مَا
بُعداً لَهُم کَمَا بَعِدَت ثَمُودُ أَمَا لَو أُشرِعَتِ الأَسِنّةُ إِلَیهِم وَ صُبّتِ السّیُوفُ عَلَی هَامَاتِهِم لَقَد نَدِمُوا عَلَی مَا کَانَ مِنهُم إِنّ الشّیطَانَ الیَومَ قَدِ استَفَلّهُم وَ هُوَ غَداً متُبَرَّئٌ مِنهُم وَ مُتَخَلّ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی إِلَیهِ مَصَائِرُ الخَلقِ وَ عَوَاقِبُ الأَمرِ نَحمَدُهُ عَلَی عَظِیمِ إِحسَانِهِ وَ نَیّرِ بُرهَانِهِ وَ نوَاَمیِ فَضلِهِ وَ امتِنَانِهِ حَمداً یَکُونُ لِحَقّهِ قَضَاءً وَ لِشُکرِهِ أَدَاءً وَ إِلَی ثَوَابِهِ مُقَرّباً وَ لِحُسنِ مَزِیدِهِ مُوجِباً وَ نَستَعِینُ بِهِ استِعَانَةَ رَاجٍ لِفَضلِهِ مُؤَمّلٍ لِنَفعِهِ وَاثِقٍ بِدَفعِهِ مُعتَرِفٍ لَهُ بِالطّولِ مُذعِنٍ لَهُ بِالعَمَلِ وَ القَولِ وَ نُؤمِنُ بِهِ إِیمَانَ مَن رَجَاهُ مُوقِناً وَ أَنَابَ إِلَیهِ مُؤمِناً وَ خَنَعَ لَهُ مُذعِناً وَ أَخلَصَ لَهُ مُوَحّداً وَ عَظّمَهُ مُمَجّداً وَ لَاذَ بِهِ رَاغِباً مُجتَهِداً
لَم یُولَدسُبحَانَهُ فَیَکُونَ فِی العِزّ مُشَارَکاً وَلَم یَلِدفَیَکُونَ مَورُوثاً
-قرآن-1-10-قرآن-56-64
وَ الحَمدُ لِلّهِ الکَائِنِ قَبلَ أَن یَکُونَ کرُسیِّ أَو عَرشٌ أَو سَمَاءٌ أَو أَرضٌ أَو جَانّ أَو إِنسٌ لَا یُدرَکُ بِوَهمٍ وَ لَا یُقَدّرُ بِفَهمٍ وَ لَا یَشغَلُهُ سَائِلٌ وَ لَا یَنقُصُهُ نَائِلٌ وَ لَا یَنظُرُ بِعَینٍ وَ لَا یُحَدّ بِأَینٍ وَ لَا یُوصَفُ بِالأَزوَاجِ وَ لَا یُخلَقُ بِعِلَاجٍ وَ لَا یُدرَکُ بِالحَوَاسّ وَ لَا یُقَاسُ بِالنّاسِ ألّذِی کَلّمَ مُوسَی تَکلِیماً وَ أَرَاهُ مِن آیَاتِهِ عَظِیماً بِلَا جَوَارِحَ وَ لَا أَدَوَاتٍ وَ لَا نُطقٍ وَ لَا لَهَوَاتٍ بَل إِن کُنتَ صَادِقاً أَیّهَا المُتَکَلّفُ لِوَصفِ رَبّکَ فَصِف جِبرِیلَ وَ مِیکَائِیلَ وَ جُنُودَ المَلَائِکَةِ المُقَرّبِینَ فِی حُجُرَاتِ القُدُسِ مُرجَحِنّینَ مُتَوَلّهَةً عُقُولُهُم أَن یَحُدّوا أَحسَنَ الخَالِقِینَ فَإِنّمَا یُدرَکُ بِالصّفَاتِ ذَوُو الهَیئَاتِ وَ الأَدَوَاتِ وَ مَن ینَقضَیِ إِذَا بَلَغَ أَمَدَ حَدّهِ بِالفَنَاءِ فَلَا إِلَهَ إِلّا هُوَ أَضَاءَ بِنُورِهِ کُلّ ظَلَامٍ وَ أَظلَمَ بِظُلمَتِهِ کُلّ نُورٍ
أُوصِیکُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ ألّذِی أَلبَسَکُمُ الرّیَاشَ وَ أَسبَغَ عَلَیکُمُ المَعَاشَ فَلَو أَنّ أَحَداً یَجِدُ إِلَی البَقَاءِ سُلّماً أَو لِدَفعِ المَوتِ سَبِیلًا لَکَانَ ذَلِکَ سُلَیمَانَ بنَ دَاوُدَ ع ألّذِی سُخّرَ لَهُ مُلکُ الجِنّ وَ الإِنسِ مَعَ النّبُوّةِ وَ عَظِیمِ الزّلفَةِ فَلَمّا استَوفَی طُعمَتَهُ وَ استَکمَلَ مُدّتَهُ رَمَتهُ قسِیِّ الفَنَاءِ بِنِبَالِ المَوتِ وَ أَصبَحَتِ الدّیَارُ مِنهُ
الحَمدُ لِلّهِ المَعرُوفِ مِن غَیرِ رُؤیَةٍ وَ الخَالِقِ مِن غَیرِ مَنصَبَةٍ خَلَقَ الخَلَائِقَ بِقُدرَتِهِ وَ استَعبَدَ الأَربَابَ بِعِزّتِهِ وَ سَادَ العُظَمَاءَ بِجُودِهِ وَ هُوَ ألّذِی أَسکَنَ الدّنیَا خَلقَهُ وَ بَعَثَ إِلَی الجِنّ وَ الإِنسِ رُسُلَهُ لِیَکشِفُوا لَهُم عَن غِطَائِهَا وَ لِیُحَذّرُوهُم مِن ضَرّائِهَا وَ لِیَضرِبُوا لَهُم أَمثَالَهَا وَ لِیُبَصّرُوهُم عُیُوبَهَا وَ لِیَهجُمُوا عَلَیهِم بِمُعتَبَرٍ مِن تَصَرّفِ مَصَاحّهَا وَ أَسقَامِهَا وَ حَلَالِهَا وَ حَرَامِهَا وَ مَا أَعَدّ اللّهُ لِلمُطِیعِینَ مِنهُم وَ العُصَاةِ مِن جَنّةٍ وَ نَارٍ وَ کَرَامَةٍ وَ هَوَانٍ أَحمَدُهُ إِلَی نَفسِهِ کَمَا استَحمَدَ إِلَی خَلقِهِ وَ جَعَلَلِکُلّ شَیءٍ قَدراً وَ لِکُلّ قَدرٍ أَجَلًا وَ لِکُلّ أَجَلٍ کِتَاباً
-قرآن-651-669
منهافَالقُرآنُ آمِرٌ زَاجِرٌ وَ صَامِتٌ نَاطِقٌ حُجّةُ اللّهِ عَلَی خَلقِهِ أَخَذَ عَلَیهِ مِیثَاقَهُم وَ ارتَهَنَ عَلَیهِم أَنفُسَهُم أَتَمّ نُورَهُ وَ أَکمَلَ بِهِ دِینَهُ وَ قَبَضَ نَبِیّهُص وَ قَد فَرَغَ إِلَی الخَلقِ مِن أَحکَامِ الهُدَی بِهِ فَعَظّمُوا مِنهُ سُبحَانَهُ مَا عَظّمَ مِن نَفسِهِ فَإِنّهُ
وَ أَوصَاکُم بِالتّقوَی وَ جَعَلَهَا مُنتَهَی رِضَاهُ وَ حَاجَتَهُ مِن خَلقِهِ فَاتّقُوا اللّهَ ألّذِی أَنتُم بِعَینِهِ وَ نَوَاصِیکُم بِیَدِهِ وَ تَقَلّبُکُم فِی قَبضَتِهِ إِن أَسرَرتُم عَلِمَهُ وَ إِن أَعلَنتُم کَتَبَهُ قَد وَکّلَ بِذَلِکَ حَفَظَةً کِرَاماً لَا یُسقِطُونَ حَقّاً وَ لَا یُثبِتُونَ بَاطِلًا وَ اعلَمُوا أَنّهُمَن یَتّقِ اللّهَ یَجعَل لَهُ مَخرَجاً مِنَ الفِتَنِ وَ نُوراً مِنَ الظّلَمِ وَ یُخَلّدهُ فِیمَا اشتَهَت نَفسُهُ وَ یُنزِلهُ مَنزِلَ الکَرَامَةِ عِندَهُ فِی دَارٍ اصطَنَعَهَا لِنَفسِهِ ظِلّهَا عَرشُهُ وَ نُورُهَا بَهجَتُهُ وَ زُوّارُهَا مَلَائِکَتُهُ وَ رُفَقَاؤُهَا رُسُلُهُ فَبَادِرُوا المَعَادَ وَ سَابِقُوا الآجَالَ فَإِنّ النّاسَ یُوشِکُ أَن یَنقَطِعَ بِهِمُ الأَمَلُ وَ یَرهَقَهُمُ الأَجَلُ وَ یُسَدّ عَنهُم بَابُ التّوبَةِ فَقَد أَصبَحتُم فِی مِثلِ مَا سَأَلَ إِلَیهِ الرّجعَةَ مَن کَانَ قَبلَکُم وَ أَنتُم بَنُو سَبِیلٍ عَلَی سَفَرٍ مِن دَارٍ
-قرآن-328-365
اسکُت قَبَحَکَ اللّهُ یَا أَثرَمُ فَوَاللّهِ لَقَد ظَهَرَ الحَقّ فَکُنتَ فِیهِ ضَئِیلًا شَخصُکَ خَفِیّاً صَوتُکَ حَتّی إِذَا نَعَرَ البَاطِلُ نَجَمتَ نُجُومَ قَرنِ المَاعِزِ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی لَا تُدرِکُهُ الشّوَاهِدُ وَ لَا تَحوِیهِ المَشَاهِدُ وَ لَا تَرَاهُ النّوَاظِرُ وَ لَا تَحجُبُهُ السّوَاتِرُ الدّالّ عَلَی قِدَمِهِ بِحُدُوثِ خَلقِهِ وَ بِحُدُوثِ خَلقِهِ عَلَی وُجُودِهِ وَ بِاشتِبَاهِهِم عَلَی أَن لَا شَبَهَ لَهُ ألّذِی صَدَقَ فِی مِیعَادِهِ وَ ارتَفَعَ عَن ظُلمِ عِبَادِهِ وَ قَامَ بِالقِسطِ فِی خَلقِهِ وَ عَدَلَ عَلَیهِم فِی حُکمِهِ مُستَشهِدٌ بِحُدُوثِ الأَشیَاءِ عَلَی أَزَلِیّتِهِ وَ بِمَا وَسَمَهَا بِهِ مِنَ العَجزِ عَلَی قُدرَتِهِ وَ بِمَا اضطَرّهَا إِلَیهِ مِنَ الفَنَاءِ عَلَی دَوَامِهِ وَاحِدٌ لَا بِعَدَدٍ وَ دَائِمٌ لَا بِأَمَدٍ وَ قَائِمٌ لَا بِعَمَدٍ تَتَلَقّاهُ الأَذهَانُ لَا بِمُشَاعَرَةٍ وَ تَشهَدُ لَهُ المرَاَئیِ لَا بِمُحَاضَرَةٍ لَم تُحِط بِهِ الأَوهَامُ بَل تَجَلّی لَهَا بِهَا وَ بِهَا امتَنَعَ مِنهَا وَ إِلَیهَا حَاکَمَهَا لَیسَ بذِیِ کِبَرٍ امتَدّت بِهِ النّهَایَاتُ فَکَبّرَتهُ تَجسِیماً وَ لَا بذِیِ عِظَمٍ تَنَاهَت بِهِ الغَایَاتُ فَعَظّمَتهُ تَجسِیداً بَل کَبُرَ شَأناً وَ عَظُمَ سُلطَاناً
وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ الصفّیِّ وَ أَمِینُهُ الرضّیِّص
وَ لَو فَکّرُوا فِی عَظِیمِ القُدرَةِ وَ جَسِیمِ النّعمَةِ لَرَجَعُوا إِلَی الطّرِیقِ وَ خَافُوا عَذَابَ الحَرِیقِ وَ لَکِنِ القُلُوبُ عَلِیلَةٌ وَ البَصَائِرُ مَدخُولَةٌ أَ لَا یَنظُرُونَ إِلَی صَغِیرِ مَا خَلَقَ کَیفَ أَحکَمَ خَلقَهُ وَ أَتقَنَ تَرکِیبَهُ وَ فَلَقَ لَهُ السّمعَ وَ البَصَرَ وَ سَوّی لَهُ العَظمَ وَ البَشَرَ انظُرُوا إِلَی النّملَةِ فِی صِغَرِ جُثّتِهَا وَ لَطَافَةِ هَیئَتِهَا لَا تَکَادُ تُنَالُ بِلَحظِ البَصَرِ وَ لَا بِمُستَدرَکِ الفِکَرِ کَیفَ دَبّت عَلَی أَرضِهَا وَ صُبّت عَلَی رِزقِهَا تَنقُلُ الحَبّةَ إِلَی جُحرِهَا وَ تُعِدّهَا فِی مُستَقَرّهَا تَجمَعُ فِی حَرّهَا لِبَردِهَا وَ فِی وِردِهَا لِصَدَرِهَا مَکفُولٌ بِرِزقِهَا مَرزُوقَةٌ بِوِفقِهَا لَا یُغفِلُهَا المَنّانُ وَ لَا یَحرِمُهَا الدّیّانُ وَ لَو فِی الصّفَا الیَابِسِ وَ الحَجَرِ الجَامِسِ وَ لَو فَکّرتَ فِی مجَاَریِ أَکلِهَا فِی عُلوِهَا وَ سُفلِهَا وَ مَا فِی الجَوفِ مِن شَرَاسِیفِ بَطنِهَا وَ مَا فِی الرّأسِ مِن عَینِهَا وَ أُذُنِهَا لَقَضَیتَ مِن خَلقِهَا عَجَباً وَ لَقِیتَ مِن وَصفِهَا تَعَباً فَتَعَالَی ألّذِی أَقَامَهَا عَلَی قَوَائِمِهَا وَ بَنَاهَا عَلَی دَعَائِمِهَا لَم یَشرَکهُ فِی فِطرَتِهَا فَاطِرٌ
وَ کَذَلِکَ السّمَاءُ وَ الهَوَاءُ وَ الرّیَاحُ وَ المَاءُ فَانظُر إِلَی الشّمسِ وَ القَمَرِ وَ النّبَاتِ وَ الشّجَرِ وَ المَاءِ وَ الحَجَرِ وَ اختِلَافِ هَذَا اللّیلِ وَ النّهَارِ وَ تَفَجّرِ هَذِهِ البِحَارِ وَ کَثرَةِ هَذِهِ الجِبَالِ وَ طُولِ هَذِهِ القِلَالِ وَ تَفَرّقِ هَذِهِ اللّغَاتِ وَ الأَلسُنِ المُختَلِفَاتِ فَالوَیلُ لِمَن أَنکَرَ المُقَدّرَ وَ جَحَدَ المُدَبّرَ زَعَمُوا أَنّهُم کَالنّبَاتِ مَا لَهُم زَارِعٌ وَ لَا لِاختِلَافِ صُوَرِهِم صَانِعٌ وَ لَم یَلجَئُوا إِلَی حُجّةٍ فِیمَا ادّعَوا وَ لَا تَحقِیقٍ لِمَا أَوعَوا وَ هَل یَکُونُ بِنَاءٌ مِن غَیرِ بَانٍ أَو جِنَایَةٌ مِن غَیرِ جَانٍ
وَ إِن شِئتَ قُلتَ فِی الجَرَادَةِ إِذ خَلَقَ لَهَا عَینَینِ حَمرَاوَینِ وَ أَسرَجَ لَهَا حَدَقَتَینِ قَمرَاوَینِ وَ جَعَلَ لَهَا السّمعَ الخفَیِّ وَ فَتَحَ لَهَا الفَمَ السوّیِّ وَ جَعَلَ لَهَا الحِسّ القوَیِّ وَ نَابَینِ بِهِمَا تَقرِضُ وَ مِنجَلَینِ بِهِمَا تَقبِضُ یَرهَبُهَا الزّرّاعُ فِی زَرعِهِم وَ لَا یَستَطِیعُونَ ذَبّهَا
مَا وَحّدَهُ مَن کَیّفَهُ وَ لَا حَقِیقَتَهُ أَصَابَ مَن مَثّلَهُ وَ لَا إِیّاهُ عَنَی مَن شَبّهَهُ وَ لَا صَمَدَهُ مَن أَشَارَ إِلَیهِ وَ تَوَهّمَهُ کُلّ مَعرُوفٍ بِنَفسِهِ مَصنُوعٌ وَ کُلّ قَائِمٍ فِی سِوَاهُ مَعلُولٌ فَاعِلٌ لَا بِاضطِرَابِ آلَةٍ مُقَدّرٌ لَا بِجَولِ فِکرَةٍ غنَیِّ لَا بِاستِفَادَةٍ لَا تَصحَبُهُ الأَوقَاتُ وَ لَا
أَلَا بأِبَیِ وَ أمُیّ هُم مِن عِدّةٍ أَسمَاؤُهُم فِی السّمَاءِ مَعرُوفَةٌ وَ فِی الأَرضِ مَجهُولَةٌ أَلَا فَتَوَقّعُوا مَا یَکُونُ مِن إِدبَارِ أُمُورِکُم وَ انقِطَاعِ وُصَلِکُم وَ استِعمَالِ صِغَارِکُم ذَاکَ حَیثُ تَکُونُ ضَربَةُ السّیفِ عَلَی المُؤمِنِ أَهوَنَ مِنَ الدّرهَمِ مِن حِلّهِ ذَاکَ حَیثُ یَکُونُ المُعطَی أَعظَمَ أَجراً مِنَ المعُطیِ ذَاکَ حَیثُ تَسکَرُونَ مِن غَیرِ شَرَابٍ بَل مِنَ النّعمَةِ وَ النّعِیمِ وَ تَحلِفُونَ مِن غَیرِ اضطِرَارٍ وَ تَکذِبُونَ مِن غَیرِ إِحرَاجٍ ذَاکَ إِذَا عَضّکُمُ البَلَاءُ کَمَا یَعَضّ القَتَبُ غَارِبَ البَعِیرِ مَا أَطوَلَ هَذَا العَنَاءَ وَ أَبعَدَ هَذَا الرّجَاءَ أَیّهَا النّاسُ أَلقُوا هَذِهِ الأَزِمّةَ التّیِ تَحمِلُ ظُهُورُهَا الأَثقَالَ مِن أَیدِیکُم وَ لَا تَصَدّعُوا عَلَی سُلطَانِکُم فَتَذُمّوا غِبّ فِعَالِکُم وَ لَا تَقتَحِمُوا مَا استَقبَلتُم مِن فَورِ نَارِ الفِتنَةِ وَ أَمِیطُوا عَن سَنَنِهَا وَ خَلّوا قَصدَ السّبِیلِ لَهَا فَقَد لعَمَریِ یَهلِکُ فِی لَهَبِهَا المُؤمِنُ وَ یَسلَمُ فِیهَا غَیرُ المُسلِمِ
أُوصِیکُم أَیّهَا النّاسُ بِتَقوَی اللّهِ وَ کَثرَةِ حَمدِهِ عَلَی آلَائِهِ إِلَیکُم وَ نَعمَائِهِ عَلَیکُم وَ بَلَائِهِ لَدَیکُم فَکَم خَصّکُم بِنِعمَةٍ وَ تَدَارَکَکُم بِرَحمَةٍ أَعوَرتُم لَهُ فَسَتَرَکُم وَ تَعَرّضتُم لِأَخذِهِ فَأَمهَلَکُم
وَ أُوصِیکُم بِذِکرِ المَوتِ وَ إِقلَالِ الغَفلَةِ عَنهُ وَ کَیفَ غَفلَتُکُم عَمّا لَیسَ یُغفِلُکُم وَ طَمَعُکُم فِیمَن لَیسَ یُمهِلُکُم فَکَفَی وَاعِظاً بِمَوتَی عَایَنتُمُوهُم حُمِلُوا إِلَی قُبُورِهِم غَیرَ رَاکِبینَ وَ أُنزِلُوا فِیهَا غَیرَ نَازِلِینَ فَکَأَنّهُم لَم یَکُونُوا لِلدّنیَا عُمّاراً وَ کَأَنّ الآخِرَةَ لَم تَزَل لَهُم دَاراً أَوحَشُوا مَا کَانُوا یُوطِنُونَ وَ أَوطَنُوا مَا کَانُوا یُوحِشُونَ وَ اشتَغَلُوا بِمَا فَارَقُوا وَ أَضَاعُوا مَا إِلَیهِ انتَقَلُوا لَا
فَسَابِقُوا رَحِمَکُمُ اللّهُ إِلَی مَنَازِلِکُمُ التّیِ أُمِرتُم أَن تَعمُرُوهَا وَ التّیِ رَغِبتُم فِیهَا وَ دُعِیتُم إِلَیهَا وَ استَتِمّوا نِعَمَ اللّهِ عَلَیکُم بِالصّبرِ عَلَی طَاعَتِهِ وَ المُجَانَبَةِ لِمَعصِیَتِهِ فَإِنّ غَداً مِنَ الیَومِ قَرِیبٌ مَا أَسرَعَ السّاعَاتِ فِی الیَومِ وَ أَسرَعَ الأَیّامَ فِی الشّهرِ وَ أَسرَعَ الشّهُورَ فِی السّنَةِ وَ أَسرَعَ السّنِینَ فِی العُمُرِ
فَمِنَ الإِیمَانِ مَا یَکُونُ ثَابِتاً مُستَقِرّاً فِی القُلُوبِ وَ مِنهُ مَا یَکُونُ عوَاَریِّ بَینَ القُلُوبِ وَ الصّدُورِ إِلَی أَجَلٍ مَعلُومٍ فَإِذَا کَانَت لَکُم بَرَاءَةٌ مِن أَحَدٍ فَقِفُوهُ حَتّی یَحضُرَهُ المَوتُ فَعِندَ ذَلِکَ یَقَعُ حَدّ البَرَاءَةِ
وَ الهِجرَةُ قَائِمَةٌ عَلَی حَدّهَا الأَوّلِ مَا کَانَ لِلّهِ فِی أَهلِ الأَرضِ
إِنّ أَمرَنَا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لَا یَحمِلُهُ إِلّا عَبدٌ مُؤمِنٌ امتَحَنَ اللّهُ قَلبَهُ لِلإِیمَانِ وَ لَا یعَیِ حَدِیثَنَا إِلّا صُدُورٌ أَمِینَةٌ وَ أَحلَامٌ رَزِینَةٌ
أَیّهَا النّاسُ سلَوُنیِ قَبلَ أَن تفَقدِوُنیِ فَلَأَنَا بِطُرُقِ السّمَاءِ أَعلَمُ منِیّ بِطُرُقِ الأَرضِ قَبلَ أَن تَشغَرَ بِرِجلِهَا فِتنَةٌ تَطَأُ فِی خِطَامِهَا وَ تَذهَبُ بِأَحلَامِ قَومِهَا
أَحمَدُهُ شُکراً لِإِنعَامِهِ وَ أَستَعِینُهُ عَلَی وَظَائِفِ حُقُوقِهِ عَزِیزَ الجُندِ عَظِیمَ المَجدِ
وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ دَعَا إِلَی طَاعَتِهِ وَ قَاهَرَ أَعدَاءَهُ جِهَاداً عَن دِینِهِ لَا یَثنِیهِ عَن ذَلِکَ اجتِمَاعٌ عَلَی تَکذِیبِهِ وَ التِمَاسٌ لِإِطفَاءِ نُورِهِ
فَاعتَصِمُوا بِتَقوَی اللّهِ فَإِنّ لَهَا حَبلًا وَثِیقاً عُروَتُهُ وَ مَعقِلًا مَنِیعاً ذِروَتُهُ وَ بَادِرُوا المَوتَ وَ غَمَرَاتِهِ وَ امهَدُوا لَهُ قَبلَ حُلُولِهِ وَ أَعِدّوا لَهُ قَبلَ نُزُولِهِ فَإِنّ الغَایَةَ القِیَامَةُ وَ کَفَی بِذَلِکَ وَاعِظاً لِمَن عَقَلَ وَ مُعتَبَراً لِمَن جَهِلَ وَ قَبلَ بُلُوغِ الغَایَةِ مَا تَعلَمُونَ مِن ضِیقِ الأَرمَاسِ وَ شِدّةِ الإِبلَاسِ وَ هَولِ المُطّلَعِ وَ رَوعَاتِ الفَزَعِ وَ اختِلَافِ الأَضلَاعِ وَ استِکَاکِ الأَسمَاعِ وَ ظُلمَةِ اللّحدِ وَ خِیفَةِ الوَعدِ وَ غَمّ الضّرِیحِ وَ رَدمِ الصّفِیحِ فَاللّهَ اللّهَ عِبَادَ اللّهِ فَإِنّ الدّنیَا مَاضِیَةٌ بِکُم عَلَی سَنَنٍ وَ أَنتُم وَ السّاعَةُ فِی قَرَنٍ وَ کَأَنّهَا قَد جَاءَت بِأَشرَاطِهَا وَ أَزِفَت بِأَفرَاطِهَا وَ وَقَفَت بِکُم عَلَی صِرَاطِهَا وَ کَأَنّهَا قَد أَشرَفَت بِزَلَازِلِهَا وَ أَنَاخَت بِکَلَاکِلِهَا وَ انصَرَمَتِ الدّنیَا بِأَهلِهَا وَ أَخرَجَتهُم مِن حِضنِهَا فَکَانَت کَیَومٍ مَضَی أَو شَهرٍ انقَضَی وَ صَارَ
الحَمدُ لِلّهِ الفاَشیِ فِی الخَلقِ حَمدُهُ وَ الغَالِبِ جُندُهُ وَ المتُعَاَلیِ جَدّهُ أَحمَدُهُ عَلَی نِعَمِهِ التّؤَامِ وَ آلَائِهِ العِظَامِ ألّذِی عَظُمَ حِلمُهُ فَعَفَا وَ عَدَلَ فِی کُلّ مَا قَضَی وَ عَلِمَ مَا یمَضیِ وَ مَا مَضَی مُبتَدِعِ الخَلَائِقِ بِعِلمِهِ وَ مُنشِئِهِم بِحُکمِهِ بِلَا اقتِدَاءٍ وَ لَا تَعلِیمٍ وَ لَا احتِذَاءٍ لِمِثَالِ صَانِعٍ حَکِیمٍ وَ لَا إِصَابَةِ خَطَإٍ وَ لَا حَضرَةِ مَلَإٍ
وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ ابتَعَثَهُ وَ النّاسُ یَضرِبُونَ فِی غَمرَةٍ وَ یَمُوجُونَ فِی حَیرَةٍ قَد قَادَتهُم أَزِمّةُ الحَینِ وَ استَغلَقَت عَلَی أَفئِدَتِهِم أَقفَالُ الرّینِ
عِبَادَ اللّهِ أُوصِیکُم بِتَقوَی اللّهِ فَإِنّهَا حَقّ اللّهِ عَلَیکُم وَ المُوجِبَةُ عَلَی اللّهِ حَقّکُم وَ أَن تَستَعِینُوا عَلَیهَا بِاللّهِ وَ تَستَعِینُوا بِهَا عَلَی اللّهِ فَإِنّ التّقوَی فِی الیَومِ الحِرزُ وَ الجُنّةُ وَ فِی غَدٍ الطّرِیقُ إِلَی الجَنّةِ مَسلَکُهَا وَاضِحٌ وَ سَالِکُهَا رَابِحٌ وَ مُستَودَعُهَا حَافِظٌ لَم تَبرَح عَارِضَةً نَفسَهَا عَلَی الأُمَمِ المَاضِینَ مِنکُم وَ الغَابِرِینَ لِحَاجَتِهِم إِلَیهَا غَداً إِذَا أَعَادَ اللّهُ مَا أَبدَی وَ أَخَذَ مَا أَعطَی وَ سَأَلَ عَمّا أَسدَی فَمَا أَقَلّ مَن قَبِلَهَا وَ حَمَلَهَا حَقّ حَملِهَا أُولَئِکَ الأَقَلّونَ عَدَداً وَ هُم أَهلُ صِفَةِ اللّهِ سُبحَانَهُ إِذ یَقُولُوَ قَلِیلٌ مِن عبِادیَِ الشّکُورُفَأَهطِعُوا بِأَسمَاعِکُم إِلَیهَا وَ أَلِظّوا بِجِدّکُم عَلَیهَا وَ اعتَاضُوهَا مِن کُلّ سَلَفٍ خَلَفاً وَ مِن کُلّ مُخَالِفٍ مُوَافِقاً أَیقِظُوا بِهَا نَومَکُم وَ اقطَعُوا بِهَا یَومَکُم وَ أَشعِرُوهَا قُلُوبَکُم وَ ارحَضُوا بِهَا ذُنُوبَکُم وَ دَاوُوا بِهَا الأَسقَامَ وَ بَادِرُوا بِهَا الحِمَامَ وَ اعتَبِرُوا بِمَن أَضَاعَهَا وَ لَا یَعتَبِرَنّ بِکُم مَن أَطَاعَهَا أَلَا فَصُونُوهَا وَ تَصَوّنُوا بِهَا وَ کُونُوا عَنِ الدّنیَا نُزّاهاً وَ إِلَی الآخِرَةِ وُلّاهاً وَ لَا تَضَعُوا مَن رَفَعَتهُ التّقوَی وَ لَا تَرفَعُوا مَن رَفَعَتهُ الدّنیَا وَ لَا تَشِیمُوا بَارِقَهَا وَ لَا تَسمَعُوا نَاطِقَهَا وَ لَا تُجِیبُوا نَاعِقَهَا وَ لَا تَستَضِیئُوا بِإِشرَاقِهَا وَ لَا تُفتَنُوا بِأَعلَاقِهَا فَإِنّ بَرقَهَا خَالِبٌ وَ نُطقَهَا
-قرآن-649-682
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی لَبِسَ العِزّ وَ الکِبرِیَاءَ وَ اختَارَهُمَا لِنَفسِهِ دُونَ
وَ جَعَلَ اللّعنَةَ عَلَی مَن نَازَعَهُ فِیهِمَا مِن عِبَادِهِ ثُمّ اختَبَرَ بِذَلِکَ مَلَائِکَتَهُ المُقَرّبِینَ لِیَمِیزَ المُتَوَاضِعِینَ مِنهُم مِنَ المُستَکبِرِینَ فَقَالَ سُبحَانَهُ وَ هُوَ العَالِمُ بِمُضمَرَاتِ القُلُوبِ وَ مَحجُوبَاتِ الغُیُوبِإنِیّ خالِقٌ بَشَراً مِن طِینٍ فَإِذا سَوّیتُهُ وَ نَفَختُ فِیهِ مِن روُحیِ فَقَعُوا لَهُ ساجِدِینَ فَسَجَدَ المَلائِکَةُ کُلّهُم أَجمَعُونَ إِلّا إِبلِیسَاعتَرَضَتهُ الحَمِیّةُ فَافتَخَرَ عَلَی آدَمَ بِخَلقِهِ وَ تَعَصّبَ عَلَیهِ لِأَصلِهِ فَعَدُوّ اللّهِ إِمَامُ المُتَعَصّبِینَ وَ سَلَفُ المُستَکبِرِینَ ألّذِی وَضَعَ أَسَاسَ العَصَبِیّةِ وَ نَازَعَ اللّهَ رِدَاءَ الجَبرِیّةِ وَ ادّرَعَ لِبَاسَ التّعَزّزِ وَ خَلَعَ قِنَاعَ التّذَلّلِ أَ لَا تَرَونَ کَیفَ صَغّرَهُ اللّهُ بِتَکَبّرِهِ وَ وَضَعَهُ بِتَرَفّعِهِ فَجَعَلَهُ فِی الدّنیَا مَدحُوراً وَ أَعَدّ لَهُ فِی الآخِرَةِ سَعِیراً
-قرآن-254-410
وَ لَو أَرَادَ اللّهُ أَن یَخلُقَ آدَمَ مِن نُورٍ یَخطَفُ الأَبصَارَ ضِیَاؤُهُ وَ یَبهَرُ العُقُولَ رُوَاؤُهُ وَ طِیبٍ یَأخُذُ الأَنفَاسَ عَرفُهُ لَفَعَلَ وَ لَو فَعَلَ لَظَلّت لَهُ الأَعنَاقُ خَاضِعَةً وَ لَخَفّتِ البَلوَی فِیهِ عَلَی المَلَائِکَةِ
فَاعتَبِرُوا بِمَا کَانَ مِن فِعلِ اللّهِ بِإِبلِیسَ إِذ أَحبَطَ عَمَلَهُ الطّوِیلَ وَ جَهدَهُ الجَهِیدَ وَ کَانَ قَد عَبَدَ اللّهَ سِتّةَ آلَافِ سَنَةٍ لَا یُدرَی أَ مِن سنِیِ الدّنیَا أَم مِن سنِیِ الآخِرَةِ عَن کِبرِ سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ فَمَن ذَا بَعدَ إِبلِیسَ یَسلَمُ عَلَی اللّهِ بِمِثلِ مَعصِیَتِهِ کَلّا مَا کَانَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِیُدخِلَ الجَنّةَ بَشَراً بِأَمرٍ أَخرَجَ بِهِ مِنهَا مَلَکاً إِنّ حُکمَهُ فِی أَهلِ السّمَاءِ وَ أَهلِ الأَرضِ لَوَاحِدٌ وَ مَا بَینَ اللّهِ وَ بَینَ أَحَدٍ مِن خَلقِهِ هَوَادَةٌ فِی إِبَاحَةِ حِمًی حَرّمَهُ عَلَی العَالَمِینَ
فَاحذَرُوا عِبَادَ اللّهِ عَدُوّ اللّهِ أَن یُعدِیَکُم بِدَائِهِ وَ أَن یَستَفِزّکُم بِنِدَائِهِ وَ أَن یُجلِبَ عَلَیکُم بِخَیلِهِ وَ رَجِلِهِ فلَعَمَریِ لَقَد فَوّقَ لَکُم سَهمَ الوَعِیدِ وَ أَغرَقَ إِلَیکُم بِالنّزعِ الشّدِیدِ وَ رَمَاکُم مِن مَکَانٍ قَرِیبٍ فَقَالَرَبّ بِما أغَویَتنَیِ لَأُزَیّنَنّ لَهُم فِی الأَرضِ وَ لَأُغوِیَنّهُم أَجمَعِینَقَذفاً بِغَیبٍ بَعِیدٍ وَ رَجماً بِظَنّ غَیرِ مُصِیبٍ صَدّقَهُ بِهِ أَبنَاءُ الحَمِیّةِ وَ إِخوَانُ العَصَبِیّةِ وَ فُرسَانُ الکِبرِ
-قرآن-270-351
أَلَا وَ قَد أَمعَنتُم فِی البغَیِ وَ أَفسَدتُم فِی الأَرضِ مُصَارَحَةً لِلّهِ بِالمُنَاصَبَةِ وَ مُبَارَزَةً لِلمُؤمِنِینَ بِالمُحَارَبَةِ فَاللّهَ اللّهَ فِی کِبرِ الحَمِیّةِ وَ فَخرِ الجَاهِلِیّةِ فَإِنّهُ مَلَاقِحُ الشّنَئَانِ وَ مَنَافِخُ الشّیطَانِ التّیِ خَدَعَ بِهَا الأُمَمَ المَاضِیَةَ وَ القُرُونَ الخَالِیَةَ حَتّی أَعنَقُوا فِی حَنَادِسِ جَهَالَتِهِ وَ مهَاَویِ ضَلَالَتِهِ ذُلُلًا عَن سِیَاقِهِ سُلُساً فِی قِیَادِهِ أَمراً تَشَابَهَتِ القُلُوبُ فِیهِ وَ تَتَابَعَتِ القُرُونُ عَلَیهِ وَ کِبراً تَضَایَقَتِ الصّدُورُ بِهِ
أَلَا فَالحَذَرَ الحَذَرَ مِن طَاعَةِ سَادَاتِکُم وَ کُبَرَائِکُم الّذِینَ تَکَبّرُوا عَن حَسَبِهِم وَ تَرَفّعُوا فَوقَ نَسَبِهِم وَ أَلقَوُا الهَجِینَةَ عَلَی رَبّهِم
فَاعتَبِرُوا بِمَا أَصَابَ الأُمَمَ المُستَکبِرِینَ مِن قَبلِکُم مِن بَأسِ اللّهِ وَ صَولَاتِهِ وَ وَقَائِعِهِ وَ مَثُلَاتِهِ وَ اتّعِظُوا بمِثَاَویِ خُدُودِهِم وَ مَصَارِعِ جُنُوبِهِم وَ استَعِیذُوا بِاللّهِ مِن لَوَاقِحِ الکِبرِ کَمَا تَستَعِیذُونَهُ مِن طَوَارِقِ الدّهرِ فَلَو رَخّصَ اللّهُ فِی الکِبرِ لِأَحَدٍ مِن عِبَادِهِ لَرَخّصَ فِیهِ لِخَاصّةِ أَنبِیَائِهِ وَ أَولِیَائِهِ وَ لَکِنّهُ سُبحَانَهُ کَرّهَ إِلَیهِمُ التّکَابُرَ وَ رضَیَِ لَهُمُ التّوَاضُعَ فَأَلصَقُوا بِالأَرضِ خُدُودَهُم وَ عَفّرُوا فِی التّرَابِ وُجُوهَهُم وَ خَفَضُوا أَجنِحَتَهُم لِلمُؤمِنِینَ وَ کَانُوا قَوماً
وَ لَقَد دَخَلَ مُوسَی بنُ عِمرَانَ وَ مَعَهُ أَخُوهُ هَارُونُ ع عَلَی فِرعَونَ وَ عَلَیهِمَا مَدَارِعُ الصّوفِ وَ بِأَیدِیهِمَا العصِیِّ فَشَرَطَا لَهُ إِن أَسلَمَ بَقَاءَ مُلکِهِ وَ دَوَامَ عِزّهِ فَقَالَ أَ لَا تَعجَبُونَ مِن هَذَینِ یَشرِطَانِ لِی دَوَامَ العِزّ وَ بَقَاءَ المُلکِ وَ هُمَا بِمَا تَرَونَ مِن حَالِ الفَقرِ وَ الذّلّ فَهَلّا ألُقیَِ عَلَیهِمَا أَسَاوِرَةٌ مِن ذَهَبٍ إِعظَاماً لِلذّهَبِ وَ جَمعِهِ وَ احتِقَاراً لِلصّوفِ وَ لُبسِهِ وَ لَو أَرَادَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِأَنبِیَائِهِ حَیثُ بَعَثَهُم أَن یَفتَحَ لَهُم کُنُوزَ الذّهبَانِ وَ مَعَادِنَ العِقیَانِ وَ مَغَارِسَ الجِنَانِ وَ أَن یَحشُرَ مَعَهُم طُیُورَ السّمَاءِ وَ وُحُوشَ الأَرَضِینَ لَفَعَلَ وَ لَو فَعَلَ لَسَقَطَ البَلَاءُ وَ بَطَلَ الجَزَاءُ
أَ لَا تَرَونَ أَنّ اللّهَ سُبحَانَهُ اختَبَرَ الأَوّلِینَ مِن لَدُن آدَمَص إِلَی الآخِرِینَ مِن هَذَا العَالَمِ بِأَحجَارٍ لَا تَضُرّ وَ لَا تَنفَعُ وَ لَا تُبصِرُ وَ لَا تَسمَعُ فَجَعَلَهَا بَیتَهُ الحَرَامَ ألّذِی جَعَلَهُ لِلنّاسِ قِیَاماً ثُمّ
فَاللّهَ اللّهَ فِی عَاجِلِ البغَیِ وَ آجِلِ وَخَامَةِ الظّلمِ وَ سُوءِ عَاقِبَةِ الکِبرِ فَإِنّهَا مَصیَدَةُ إِبلِیسَ العُظمَی وَ مَکِیدَتُهُ الکُبرَی التّیِ تُسَاوِرُ قُلُوبَ الرّجَالِ مُسَاوَرَةَ السّمُومِ القَاتِلَةِ فَمَا تکُدیِ أَبَداً وَ لَا تشُویِ أَحَداً لَا عَالِماً لِعِلمِهِ وَ لَا مُقِلّا فِی طِمرِهِ وَ عَن ذَلِکَ مَا حَرَسَ اللّهُ عِبَادَهُ المُؤمِنِینَ بِالصّلَوَاتِ وَ الزّکَوَاتِ وَ مُجَاهَدَةِ الصّیَامِ فِی الأَیّامِ المَفرُوضَاتِ تَسکِیناً لِأَطرَافِهِم وَ تَخشِیعاً لِأَبصَارِهِم وَ تَذلِیلًا لِنُفُوسِهِم وَ تَخفِیضاً لِقُلُوبِهِم وَ إِذهَاباً لِلخُیَلَاءِ عَنهُم وَ لِمَا فِی ذَلِکَ مِن تَعفِیرِ عِتَاقِ الوُجُوهِ بِالتّرَابِ تَوَاضُعاً وَ التِصَاقِ کَرَائِمِ الجَوَارِحِ بِالأَرضِ تَصَاغُراً وَ لُحُوقِ البُطُونِ بِالمُتُونِ مِنَ الصّیَامِ تَذَلّلًا مَعَ مَا فِی الزّکَاةِ مِن صَرفِ ثَمَرَاتِ الأَرضِ وَ غَیرِ ذَلِکَ إِلَی أَهلِ المَسکَنَةِ وَ الفَقرِ
انظُرُوا إِلَی مَا فِی هَذِهِ الأَفعَالِ مِن قَمعِ نَوَاجِمِ الفَخرِ وَ قَدعِ طَوَالِعِ الکِبرِ وَ لَقَد نَظَرتُ فَمَا وَجَدتُ أَحَداً مِنَ العَالَمِینَ یَتَعَصّبُ لشِیَءٍ مِنَ الأَشیَاءِ إِلّا عَن عِلّةٍ تَحتَمِلُ تَموِیهَ الجُهَلَاءِ أَو حُجّةٍ تَلِیطُ بِعُقُولِ السّفَهَاءِ غَیرَکُم فَإِنّکُم تَتَعَصّبُونَ لِأَمرٍ مَا یُعرَفُ لَهُ سَبَبٌ وَ لَا عِلّةٌ أَمّا إِبلِیسُ فَتَعَصّبَ عَلَی آدَمَ لِأَصلِهِ وَ طَعَنَ عَلَیهِ فِی خِلقَتِهِ فَقَالَ أَنَا ناَریِّ وَ أَنتَ طیِنیِّ
وَ أَمّا الأَغنِیَاءُ مِن مُترَفَةِ الأُمَمِ فَتَعَصّبُوا لِآثَارِ مَوَاقِعِ النّعَمِ فَقالُوا نَحنُ أَکثَرُ أَموالًا وَ أَولاداً وَ ما نَحنُ بِمُعَذّبِینَ فَإِن کَانَ لَا بُدّ مِنَ العَصَبِیّةِ فَلیَکُن تَعَصّبُکُم لِمَکَارِمِ الخِصَالِ وَ مَحَامِدِ الأَفعَالِ وَ مَحَاسِنِ الأُمُورِ التّیِ تَفَاضَلَت فِیهَا المُجَدَاءُ وَ النّجَدَاءُ مِن بُیُوتَاتِ العَرَبِ وَ یَعَاسِیبِ القَبَائِلِ بِالأَخلَاقِ الرّغِیبَةِ وَ الأَحلَامِ العَظِیمَةِ وَ الأَخطَارِ الجَلِیلَةِ وَ الآثَارِ المَحمُودَةِ فَتَعَصّبُوا لِخِلَالِ الحَمدِ مِنَ الحِفظِ لِلجِوَارِ وَ الوَفَاءِ بِالذّمَامِ وَ الطّاعَةِ لِلبِرّ وَ المَعصِیَةِ لِلکِبرِ وَ الأَخذِ بِالفَضلِ وَ الکَفّ عَنِ البغَیِ وَ الإِعظَامِ لِلقَتلِ وَ الإِنصَافِ لِلخَلقِ وَ الکَظمِ لِلغَیظِ
-قرآن-89-155
فَاعتَبِرُوا بِحَالِ وَلَدِ إِسمَاعِیلَ وَ بنَیِ إِسحَاقَ وَ بنَیِ إِسرَائِیلَ ع فَمَا أَشَدّ اعتِدَالَ الأَحوَالِ وَ أَقرَبَ اشتِبَاهَ الأَمثَالِ تَأَمّلُوا أَمرَهُم فِی حَالِ تَشَتّتِهِم وَ تَفَرّقِهِم لیَاَلیَِ کَانَتِ الأَکَاسِرَةُ وَ القَیَاصِرَةُ أَربَاباً لَهُم یَحتَازُونَهُم عَن رِیفِ الآفَاقِ وَ بَحرِ العِرَاقِ وَ خُضرَةِ الدّنیَا إِلَی مَنَابِتِ الشّیحِ وَ مهَاَفیِ الرّیحِ وَ نَکَدِ المَعَاشِ فَتَرَکُوهُم عَالَةً مَسَاکِینَ إِخوَانَ دَبَرٍ وَ وَبَرٍ أَذَلّ الأُمَمِ دَاراً وَ أَجدَبَهُم قَرَاراً لَا یَأوُونَ إِلَی جَنَاحِ دَعوَةٍ
فَانظُرُوا إِلَی مَوَاقِعِ نِعَمِ اللّهِ عَلَیهِم حِینَ بَعَثَ إِلَیهِم رَسُولًا فَعَقَدَ بِمِلّتِهِ طَاعَتَهُم وَ جَمَعَ عَلَی دَعوَتِهِ أُلفَتَهُم کَیفَ نَشَرَتِ النّعمَةُ عَلَیهِم جَنَاحَ کَرَامَتِهَا وَ أَسَالَت لَهُم جَدَاوِلَ نَعِیمِهَا وَ التَفّتِ المِلّةُ بِهِم فِی عَوَائِدِ بَرَکَتِهَا فَأَصبَحُوا فِی نِعمَتِهَا غَرِقِینَ وَ فِی خُضرَةِ عَیشِهَا فَکِهِینَ قَد تَرَبّعَتِ الأُمُورُ بِهِم فِی ظِلّ سُلطَانٍ قَاهِرٍ وَ آوَتهُمُ الحَالُ إِلَی کَنَفِ عِزّ غَالِبٍ وَ تَعَطّفَتِ الأُمُورُ عَلَیهِم فِی ذُرَی مُلکٍ ثَابِتٍ فَهُم حُکّامٌ عَلَی العَالَمِینَ وَ مُلُوکٌ فِی أَطرَافِ الأَرَضِینَ یَملِکُونَ الأُمُورَ عَلَی مَن کَانَ یَملِکُهَا عَلَیهِم وَ یُمضُونَ الأَحکَامَ فِیمَن کَانَ یُمضِیهَا فِیهِم لَا تُغمَزُ لَهُم قَنَاةٌ وَ لَا تُقرَعُ لَهُم صَفَاةٌ
أَلَا وَ إِنّکُم قَد نَفَضتُم أَیدِیَکُم مِن حَبلِ الطّاعَةِ وَ ثَلَمتُم حِصنَ اللّهِ المَضرُوبَ عَلَیکُم بِأَحکَامِ الجَاهِلِیّةِ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَدِ امتَنّ
أَنَا وَضَعتُ فِی الصّغَرِ بِکَلَاکِلِ العَرَبِ وَ کَسَرتُ نَوَاجِمَ قُرُونِ رَبِیعَةَ وَ مُضَرَ وَ قَد عَلِمتُم موَضعِیِ مِن رَسُولِ اللّهِص بِالقَرَابَةِ القَرِیبَةِ وَ المَنزِلَةِ الخَصِیصَةِ وضَعَنَیِ فِی حِجرِهِ وَ أَنَا وَلَدٌ یضَمُنّیِ إِلَی صَدرِهِ وَ یکَنفُنُیِ فِی فِرَاشِهِ وَ یمُسِنّیِ جَسَدَهُ وَ یشُمِنّیِ عَرفَهُ وَ کَانَ یَمضَغُ الشیّءَ ثُمّ یُلقِمُنِیهِ وَ مَا وَجَدَ لِی کَذبَةً فِی قَولٍ وَ لَا خَطلَةً فِی فِعلٍ وَ لَقَد قَرَنَ اللّهُ بِهِص مِن لَدُن أَن کَانَ فَطِیماً أَعظَمَ مَلَکٍ مِن مَلَائِکَتِهِ یَسلُکُ بِهِ طَرِیقَ المَکَارِمِ وَ مَحَاسِنَ أَخلَاقِ العَالَمِ لَیلَهُ وَ نَهَارَهُ وَ لَقَد کُنتُ أَتّبِعُهُ اتّبَاعَ الفَصِیلِ أَثَرَ أُمّهِ یَرفَعُ لِی فِی کُلّ یَومٍ مِن أَخلَاقِهِ عَلَماً وَ یأَمرُنُیِ بِالِاقتِدَاءِ بِهِ وَ لَقَد کَانَ یُجَاوِرُ فِی کُلّ سَنَةٍ بِحِرَاءَ فَأَرَاهُ وَ لَا یَرَاهُ غیَریِ وَ لَم یَجمَع بَیتٌ وَاحِدٌ یَومَئِذٍ
روُیَِ أَنّ صَاحِباً لِأَمِیرِ المُؤمِنِینَ ع یُقَالُ لَهُ هَمّامٌ کَانَ رَجُلًا عَابِداً فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ صِف لِیَ المُتّقِینَ حَتّی کأَنَیّ أَنظُرُ إِلَیهِم فَتَثَاقَلَ ع عَن جَوَابِهِ ثُمّ قَالَ یَا هَمّامُ اتّقِ اللّهَ وَ أَحسِن فَإِنّ اللّهَ مَعَ الّذِینَ اتّقَوا وَ الّذِینَ هُم مُحسِنُونَفَلَم یَقنَع هَمّامٌ بِهَذَا القَولِ حَتّی عَزَمَ عَلَیهِ فَحَمِدَ اللّهَ وَ أَثنَی عَلَیهِ وَ صَلّی عَلَی النّبِیّص ثُمّ قَالَ ع
-قرآن-260-319
أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَی خَلَقَ الخَلقَ حِینَ خَلَقَهُم غَنِیّاً عَن طَاعَتِهِم آمِناً مِن مَعصِیَتِهِم لِأَنّهُ لَا تَضُرّهُ مَعصِیَةُ مَن عَصَاهُ وَ لَا تَنفَعُهُ طَاعَةُ مَن أَطَاعَهُ فَقَسَمَ بَینَهُم مَعَایِشَهُم وَ وَضَعَهُم مِنَ الدّنیَا مَوَاضِعَهُم فَالمُتّقُونَ فِیهَا هُم أَهلُ الفَضَائِلِ مَنطِقُهُمُ الصّوَابُ وَ مَلبَسُهُمُ الِاقتِصَادُ وَ مَشیُهُمُ التّوَاضُعُ غَضّوا أَبصَارَهُم عَمّا حَرّمَ اللّهُ عَلَیهِم وَ وَقَفُوا أَسمَاعَهُم عَلَی العِلمِ النّافِعِ لَهُم نُزّلَت أَنفُسُهُم مِنهُم فِی البَلَاءِ کاَلتّیِ نُزّلَت فِی الرّخَاءِ وَ لَو لَا الأَجَلُ ألّذِی کَتَبَ اللّهُ عَلَیهِم لَم تَستَقِرّ أَروَاحُهُم فِی أَجسَادِهِم طَرفَةَ عَینٍ شَوقاً إِلَی الثّوَابِ وَ خَوفاً مِنَ العِقَابِ عَظُمَ الخَالِقُ فِی أَنفُسِهِم فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِی أَعیُنِهِم فَهُم وَ الجَنّةُ کَمَن قَد رَآهَا فَهُم فِیهَا مُنَعّمُونَ وَ هُم وَ النّارُ کَمَن قَد رَآهَا فَهُم فِیهَا مُعَذّبُونَ قُلُوبُهُم مَحزُونَةٌ وَ شُرُورُهُم مَأمُونَةٌ وَ أَجسَادُهُم نَحِیفَةٌ وَ حَاجَاتُهُم
نَحمَدُهُ عَلَی مَا وَفّقَ لَهُ مِنَ الطّاعَةِ وَ ذَادَ عَنهُ مِنَ المَعصِیَةِ وَ نَسأَلُهُ لِمِنّتِهِ تَمَاماً وَ بِحَبلِهِ اعتِصَاماً وَ نَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاضَ إِلَی رِضوَانِ اللّهِ کُلّ غَمرَةٍ وَ تَجَرّعَ فِیهِ کُلّ غُصّةٍ وَ قَد تَلَوّنَ لَهُ الأَدنَونَ وَ تَأَلّبَ عَلَیهِ الأَقصَونَ وَ خَلَعَت إِلَیهِ العَرَبُ أَعِنّتَهَا وَ ضَرَبَت إِلَی مُحَارَبَتِهِ بُطُونَ رَوَاحِلِهَا حَتّی أَنزَلَت بِسَاحَتِهِ عَدَاوَتَهَا مِن أَبعَدِ الدّارِ وَ أَسحَقِ المَزَارِ أُوصِیکُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ وَ أُحَذّرُکُم أَهلَ النّفَاقِ فَإِنّهُمُ الضّالّونَ المُضِلّونَ وَ الزّالّونَ المُزِلّونَ یَتَلَوّنُونَ أَلوَاناً وَ یَفتَنّونَ افتِنَاناً وَ یَعمِدُونَکُم بِکُلّ عِمَادٍ وَ یَرصُدُونَکُم بِکُلّ مِرصَادٍ قُلُوبُهُم دَوِیّةٌ وَ صِفَاحُهُم نَقِیّةٌ یَمشُونَ الخَفَاءَ وَ یَدِبّونَ الضّرَاءَ وَصفُهُم دَوَاءٌ وَ قَولُهُم شِفَاءٌ وَ فِعلُهُمُ الدّاءُ العَیَاءُ حَسَدَةُ الرّخَاءِ وَ مُؤَکّدُو البَلَاءِ وَ مُقنِطُو الرّجَاءِ لَهُم بِکُلّ طَرِیقٍ صَرِیعٌ وَ إِلَی کُلّ قَلبٍ شَفِیعٌ وَ لِکُلّ شَجوٍ دُمُوعٌ یَتَقَارَضُونَ الثّنَاءَ وَ یَتَرَاقَبُونَ الجَزَاءَ إِن سَأَلُوا أَلحَفُوا وَ إِن عَذَلُوا کَشَفُوا
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی أَظهَرَ مِن آثَارِ سُلطَانِهِ وَ جَلَالِ کِبرِیَائِهِ مَا حَیّرَ مُقَلَ العُقُولِ مِن عَجَائِبِ قُدرَتِهِ وَ رَدَعَ خَطَرَاتِ هَمَاهِمِ النّفُوسِ عَن عِرفَانِ کُنهِ صِفَتِهِ
وَ أَشهَدُ أَن لَا إِلَهَ إِلّا اللّهُ شَهَادَةَ إِیمَانٍ وَ إِیقَانٍ وَ إِخلَاصٍ وَ إِذعَانٍ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ أَرسَلَهُ وَ أَعلَامُ الهُدَی دَارِسَةٌ وَ مَنَاهِجُ الدّینِ طَامِسَةٌ فَصَدَعَ بِالحَقّ وَ نَصَحَ لِلخَلقِ
وَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّهُ لَم یَخلُقکُم عَبَثاً وَ لَم یُرسِلکُم هَمَلًا عَلِمَ مَبلَغَ نِعَمِهِ عَلَیکُم وَ أَحصَی إِحسَانَهُ إِلَیکُم فَاستَفتِحُوهُ وَ استَنجِحُوهُ وَ اطلُبُوا إِلَیهِ وَ استَمنِحُوهُ فَمَا قَطَعَکُم عَنهُ حِجَابٌ وَ لَا أُغلِقَ عَنکُم دُونَهُ بَابٌ وَ إِنّهُ لَبِکُلّ مَکَانٍ وَ فِی کُلّ حِینٍ وَ أَوَانٍ وَ مَعَ کُلّ إِنسٍ وَ جَانّ لَا یَثلِمُهُ العَطَاءُ وَ لَا یَنقُصُهُ الحِبَاءُ وَ لَا یَستَنفِدُهُ سَائِلٌ وَ لَا یَستَقصِیهِ نَائِلٌ وَ لَا یَلوِیهِ شَخصٌ عَن شَخصٍ وَ لَا یُلهِیهِ صَوتٌ عَن صَوتٍ وَ لَا تَحجُزُهُ هِبَةٌ عَن سَلبٍ وَ لَا یَشغَلُهُ غَضَبٌ عَن رَحمَةٍ وَ لَا تُولِهُهُ رَحمَةٌ عَن عِقَابٍ وَ لَا یُجِنّهُ البُطُونُ عَنِ الظّهُورِ وَ لَا یَقطَعُهُ الظّهُورُ عَنِ البُطُونِ قَرُبَ فَنَأَی وَ عَلَا فَدَنَا وَ ظَهَرَ فَبَطَنَ وَ بَطَنَ فَعَلَنَ وَ دَانَ وَ لَم یُدَن لَم یَذرَأِ الخَلقَ بِاحتِیَالٍ وَ لَا استَعَانَ بِهِم لِکَلَالٍ أُوصِیکُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ فَإِنّهَا الزّمَامُ وَ القِوَامُ فَتَمَسّکُوا بِوَثَائِقِهَا وَ اعتَصِمُوا بِحَقَائِقِهَا تَؤُل بِکُم إِلَی أَکنَانِ الدّعَةِ وَ أَوطَانِ السّعَةِ وَ مَعَاقِلِ الحِرزِ وَ مَنَازِلِ العِزّ فِی
بَعَثَهُ حِینَ لَا عَلَمٌ قَائِمٌ وَ لَا مَنَارٌ سَاطِعٌ وَ لَا مَنهَجٌ وَاضِحٌ
أُوصِیکُم عِبَادَ اللّهِ بِتَقوَی اللّهِ وَ أُحَذّرُکُمُ الدّنیَا فَإِنّهَا دَارُ شُخُوصٍ وَ مَحَلّةُ تَنغِیصٍ سَاکِنُهَا ظَاعِنٌ وَ قَاطِنُهَا بَائِنٌ تَمِیدُ بِأَهلِهَا مَیَدَانَ السّفِینَةِ تَقصِفُهَا العَوَاصِفُ فِی لُجَجِ البِحَارِ فَمِنهُمُ الغَرِقُ الوَبِقُ وَ مِنهُمُ الناّجیِ عَلَی بُطُونِ الأَموَاجِ تَحفِزُهُ الرّیَاحُ بِأَذیَالِهَا وَ تَحمِلُهُ عَلَی أَهوَالِهَا فَمَا غَرِقَ مِنهَا فَلَیسَ بِمُستَدرَکٍ وَ مَا نَجَا مِنهَا فَإِلَی مَهلَکٍ
وَ لَقَد عَلِمَ المُستَحفَظُونَ مِن أَصحَابِ مُحَمّدٍص أنَیّ لَم أَرُدّ عَلَی اللّهِ وَ لَا عَلَی رَسُولِهِ سَاعَةً قَطّ وَ لَقَد وَاسَیتُهُ بنِفَسیِ فِی المَوَاطِنِ التّیِ تَنکُصُ فِیهَا الأَبطَالُ وَ تَتَأَخّرُ فِیهَا الأَقدَامُ نَجدَةً أکَرمَنَیِ اللّهُ بِهَا وَ لَقَد قُبِضَ رَسُولُ اللّهِص وَ إِنّ رَأسَهُ لَعَلَی صدَریِ وَ لَقَد سَالَت نَفسُهُ فِی کفَیّ فَأَمرَرتُهَا عَلَی وجَهیِ وَ لَقَد وُلّیتُ غُسلَهُص وَ المَلَائِکَةُ أعَواَنیِ فَضَجّتِ الدّارُ وَ الأَفنِیَةُ مَلَأٌ یَهبِطُ وَ مَلَأٌ یَعرُجُ وَ مَا فَارَقَت سمَعیِ هَینَمَةٌ مِنهُم یُصَلّونَ عَلَیهِ حَتّی وَارَینَاهُ فِی ضَرِیحِهِ فَمَن ذَا أَحَقّ بِهِ منِیّ حَیّاً وَ مَیّتاً فَانفُذُوا عَلَی بَصَائِرِکُم وَ لتَصدُق
یَعلَمُ عَجِیجَ الوُحُوشِ فِی الفَلَوَاتِ وَ معَاَصیَِ العِبَادِ فِی الخَلَوَاتِ وَ اختِلَافَ النّینَانِ فِی البِحَارِ الغَامِرَاتِ وَ تَلَاطُمَ المَاءِ بِالرّیَاحِ العَاصِفَاتِ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً نَجِیبُ اللّهِ وَ سَفِیرُ وَحیِهِ وَ رَسُولُ رَحمَتِهِ
أَمّا بَعدُ فإَنِیّ أُوصِیکُم بِتَقوَی اللّهِ ألّذِی ابتَدَأَ خَلقَکُم وَ إِلَیهِ یَکُونُ مَعَادُکُم وَ بِهِ نَجَاحُ طَلِبَتِکُم وَ إِلَیهِ مُنتَهَی رَغبَتِکُم وَ نَحوَهُ قَصدُ سَبِیلِکُم وَ إِلَیهِ مرَاَمیِ مَفزَعِکُم فَإِنّ تَقوَی اللّهِ دَوَاءُ دَاءِ قُلُوبِکُم وَ بَصَرُ عَمَی أَفئِدَتِکُم وَ شِفَاءُ مَرَضِ أَجسَادِکُم وَ صَلَاحُ فَسَادِ صُدُورِکُم وَ طُهُورُ دَنَسِ أَنفُسِکُم وَ جِلَاءُ عَشَا أَبصَارِکُم
ثُمّ إِنّ هَذَا الإِسلَامَ دِینُ اللّهِ ألّذِی اصطَفَاهُ لِنَفسِهِ وَ اصطَنَعَهُ عَلَی عَینِهِ وَ أَصفَاهُ خِیَرَةَ خَلقِهِ وَ أَقَامَ دَعَائِمَهُ عَلَی مَحَبّتِهِ أَذَلّ الأَدیَانَ
ثُمّ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداًص بِالحَقّ
ثُمّ أَنزَلَ عَلَیهِ الکِتَابَ نُوراً لَا تُطفَأُ مَصَابِیحُهُ وَ سِرَاجاً لَا یَخبُو تَوَقّدُهُ وَ بَحراً لَا یُدرَکُ قَعرُهُ وَ مِنهَاجاً لَا یُضِلّ نَهجُهُ وَ شُعَاعاً لَا یُظلِمُ ضَوءُهُ وَ فُرقَاناً لَا یُخمَدُ بُرهَانُهُ وَ تِبیَاناً لَا تُهدَمُ أَرکَانُهُ وَ شِفَاءً لَا تُخشَی أَسقَامُهُ وَ عِزّاً لَا تُهزَمُ أَنصَارُهُ وَ حَقّاً لَا تُخذَلُ أَعوَانُهُ فَهُوَ مَعدِنُ الإِیمَانِ وَ بُحبُوحَتُهُ وَ یَنَابِیعُ العِلمِ وَ بُحُورُهُ وَ رِیَاضُ العَدلِ وَ غُدرَانُهُ وَ أثَاَفیِّ الإِسلَامِ وَ بُنیَانُهُ وَ أَودِیَةُ الحَقّ وَ غِیطَانُهُ وَ بَحرٌ لَا یَنزِفُهُ المُستَنزِفُونَ وَ عُیُونٌ لَا یُنضِبُهَا المَاتِحُونَ وَ مَنَاهِلُ
تَعَاهَدُوا أَمرَ الصّلَاةِ وَ حَافِظُوا عَلَیهَا وَ استَکثِرُوا مِنهَا وَ تَقَرّبُوا بِهَا فَإِنّهَاکانَت عَلَی المُؤمِنِینَ کِتاباً مَوقُوتاً أَ لَا تَسمَعُونَ إِلَی جَوَابِ أَهلِ النّارِ حِینَ سُئِلُواما سَلَکَکُم فِی سَقَرَ قالُوا لَم نَکُ مِنَ المُصَلّینَ وَ إِنّهَا لَتَحُتّ الذّنُوبَ حَتّ الوَرَقِ وَ تُطلِقُهَا إِطلَاقَ الرّبَقِ وَ شَبّهَهَا رَسُولُ اللّهِص
-قرآن-102-143-قرآن-205-260
ثُمّ إِنّ الزّکَاةَ جُعِلَت مَعَ الصّلَاةِ قُربَاناً لِأَهلِ الإِسلَامِ فَمَن أَعطَاهَا طَیّبَ النّفسِ بِهَا فَإِنّهَا تُجعَلُ لَهُ کَفّارَةً وَ مِنَ النّارِ حِجَازاً وَ وِقَایَةً فَلَا یُتبِعَنّهَا أَحَدٌ نَفسَهُ وَ لَا یُکثِرَنّ عَلَیهَا لَهَفَهُ فَإِنّ مَن أَعطَاهَا غَیرَ طَیّبِ النّفسِ بِهَا یَرجُو بِهَا مَا هُوَ أَفضَلُ مِنهَا فَهُوَ جَاهِلٌ بِالسّنّةِ مَغبُونُ الأَجرِ ضَالّ العَمَلِ طَوِیلُ النّدَمِ
ثُمّ أَدَاءَ الأَمَانَةِ فَقَد خَابَ مَن لَیسَ مِن أَهلِهَا إِنّهَا عُرِضَت عَلَی السّمَاوَاتِ المَبنِیّةِ وَ الأَرَضِینَ المَدحُوّةِ وَ الجِبَالِ ذَاتِ الطّولِ
إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَی لَا یَخفَی عَلَیهِ مَا العِبَادُ مُقتَرِفُونَ فِی لَیلِهِم وَ نَهَارِهِم لَطُفَ بِهِ خُبراً وَ أَحَاطَ بِهِ عِلماً أَعضَاؤُکُم شُهُودُهُ وَ جَوَارِحُکُم جُنُودُهُ وَ ضَمَائِرُکُم عُیُونُهُ وَ خَلَوَاتُکُم عِیَانُهُ
وَ اللّهِ مَا مُعَاوِیَةُ بِأَدهَی منِیّ وَ لَکِنّهُ یَغدِرُ وَ یَفجُرُ وَ لَو لَا کَرَاهِیَةُ الغَدرِ لَکُنتُ مِن أَدهَی النّاسِ وَ لَکِن کُلّ غُدَرَةٍ فُجَرَةٌ وَ کُلّ فُجَرَةٍ کُفَرَةٌ وَ لِکُلّ غَادِرٍ لِوَاءٌ یُعرَفُ بِهِ یَومَ القِیَامَةِ وَ اللّهِ مَا أُستَغفَلُ بِالمَکِیدَةِ وَ لَا أُستَغمَزُ بِالشّدِیدَةِ
أَیّهَا النّاسُ لَا تَستَوحِشُوا فِی طَرِیقِ الهُدَی لِقِلّةِ أَهلِهِ فَإِنّ النّاسَ قَدِ اجتَمَعُوا عَلَی مَائِدَةٍ شِبَعُهَا قَصِیرٌ وَ جُوعُهَا طَوِیلٌ أَیّهَا النّاسُ إِنّمَا یَجمَعُ النّاسَ الرّضَا وَ السّخطُ وَ إِنّمَا عَقَرَ نَاقَةَ ثَمُودَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَعَمّهُمُ اللّهُ بِالعَذَابِ لَمّا عَمّوهُ بِالرّضَا فَقَالَ سُبحَانَهُفَعَقَرُوها فَأَصبَحُوا نادِمِینَفَمَا کَانَ إِلّا أَن خَارَت أَرضُهُم بِالخَسفَةِ خُوَارَ السّکّةِ المُحمَاةِ فِی الأَرضِ الخَوّارَةِ أَیّهَا النّاسُ مَن سَلَکَ الطّرِیقَ الوَاضِحَ وَرَدَ المَاءَ وَ مَن خَالَفَ وَقَعَ فِی التّیهِ
-قرآن-336-368
عِندَ دَفنِ سَیّدَةِ النّسَاءِ فَاطِمَةَ ع کاَلمنُاَجیِ بِهِ رَسُولَ اللّهِص
عِندَ قَبرِهِ
السّلَامُ عَلَیکَ یَا رَسُولَ اللّهِ عنَیّ وَ عَنِ ابنَتِکَ النّازِلَةِ فِی جِوَارِکَ وَ السّرِیعَةِ اللّحَاقِ بِکَ قَلّ یَا رَسُولَ اللّهِ عَن صَفِیّتِکَ صبَریِ وَ رَقّ
أَیّهَا النّاسُ إِنّمَا الدّنیَا دَارُ مَجَازٍ وَ الآخِرَةُ دَارُ قَرَارٍ فَخُذُوا مِن مَمَرّکُم لِمَقَرّکُم وَ لَا تَهتِکُوا أَستَارَکُم
عِندَ مَن یَعلَمُ أَسرَارَکُم وَ أَخرِجُوا مِنَ الدّنیَا قُلُوبَکُم مِن قَبلِ أَن تَخرُجَ مِنهَا أَبدَانُکُم فَفِیهَا اختُبِرتُم وَ لِغَیرِهَا خُلِقتُم إِنّ المَرءَ إِذَا هَلَکَ قَالَ النّاسُ مَا تَرَکَ
تَجَهّزُوا رَحِمَکُمُ اللّهُ فَقَد نوُدیَِ فِیکُم بِالرّحِیلِ وَ أَقِلّوا العُرجَةَ عَلَی الدّنیَا وَ انقَلِبُوا بِصَالِحِ مَا بِحَضرَتِکُم مِنَ الزّادِ فَإِنّ أَمَامَکُم عَقَبَةً کَئُوداً وَ مَنَازِلَ مَخُوفَةً مَهُولَةً لَا بُدّ مِنَ الوُرُودِ عَلَیهَا وَ الوُقُوفِ عِندَهَا. وَ اعلَمُوا أَنّ مَلَاحِظَ المَنِیّةِ نَحوَکُم دَانِیَةٌ وَ کَأَنّکُم بِمَخَالِبِهَا وَ قَد نَشِبَت فِیکُم وَ قَد دَهَمَتکُم فِیهَا مُفظِعَاتُ الأُمُورِ وَ مُعضِلَاتُ المَحذُورِ.فَقَطّعُوا عَلَائِقَ الدّنیَا وَ استَظهِرُوا بِزَادِ التّقوَی
و قدمضی شیء من هذاالکلام فیما تقدم بخلاف هذه الروایة
-روایت-1-60
لَقَد نَقَمتُمَا یَسِیراً وَ أَرجَأتُمَا کَثِیراً أَ لَا تخُبرِاَنیِ أَیّ شَیءٍ کَانَ لَکُمَا فِیهِ حَقّ دَفَعتُکُمَا عَنهُ أَم أَیّ قَسمٍ استَأثَرتُ
إنِیّ أَکرَهُ لَکُم أَن تَکُونُوا سَبّابِینَ وَ لَکِنّکُم لَو وَصَفتُم أَعمَالَهُم وَ ذَکَرتُم حَالَهُم کَانَ أَصوَبَ فِی القَولِ وَ أَبلَغَ فِی العُذرِ وَ قُلتُم مَکَانَ سَبّکُم إِیّاهُم أللّهُمّ احقِن دِمَاءَنَا وَ دِمَاءَهُم وَ أَصلِح ذَاتَ بَینِنَا وَ بَینِهِم وَ اهدِهِم مِن ضَلَالَتِهِم حَتّی یَعرِفَ الحَقّ مَن جَهِلَهُ وَ یرَعوَیَِ عَنِ الغیَّ وَ العُدوَانِ مَن لَهِجَ بِهِ
املِکُوا عنَیّ هَذَا الغُلَامَ لَا یهَدُنّیِ فإَنِنّیِ أَنفَسُ بِهَذَینِ یعَنیِ الحَسَنَ وَ الحُسَینَ ع عَلَی المَوتِ لِئَلّا یَنقَطِعَ بِهِمَا نَسلُ رَسُولِ اللّهِص
قال السید الشریف قوله ع املکوا عنی هذاالغلام من أعلی الکلام وأفصحه
-روایت-1-76
أَیّهَا النّاسُ إِنّهُ لَم یَزَل أمَریِ مَعَکُم عَلَی مَا أُحِبّ حَتّی نَهِکَتکُمُ
مَا کُنتَ تَصنَعُ بِسِعَةِ هَذِهِ الدّارِ فِی الدّنیَا وَ أَنتَ إِلَیهَا فِی الآخِرَةِ کُنتَ أَحوَجَ وَ بَلَی إِن شِئتَ بَلَغتَ بِهَا الآخِرَةَ تقَریِ فِیهَا الضّیفَ وَ تَصِلُ فِیهَا الرّحِمَ وَ تُطلِعُ مِنهَا الحُقُوقَ مَطَالِعَهَا فَإِذاً أَنتَ قَد بَلَغتَ بِهَا الآخِرَةَ فَقَالَ لَهُ العَلَاءُ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ أَشکُو إِلَیکَ أخَیِ عَاصِمَ بنَ زِیَادٍ قَالَ وَ مَا لَهُ قَالَ لَبِسَ العَبَاءَةَ وَ تَخَلّی عَنِ الدّنیَا قَالَ عَلَیّ بِهِ فَلَمّا جَاءَ قَالَ یَا عدُیَّ نَفسِهِ لَقَدِ استَهَامَ بِکَ الخَبِیثُ أَ مَا رَحِمتَ أَهلَکَ
إِنّ فِی أیَدیِ النّاسِ حَقّاً وَ بَاطِلًا وَ صِدقاً وَ کَذِباً وَ نَاسِخاً وَ مَنسُوخاً وَ عَامّاً وَ خَاصّاً وَ مُحکَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ حِفظاً وَ وَهماً وَ لَقَد کُذِبَ عَلَی رَسُولِ اللّهِص عَلَی عَهدِهِ حَتّی قَامَ خَطِیباً فَقَالَ مَن کَذَبَ عَلَیّ مُتَعَمّداً فَلیَتَبَوّأ مَقعَدَهُ مِنَ النّارِ وَ إِنّمَا أَتَاکَ بِالحَدِیثِ أَربَعَةُ رِجَالٍ لَیسَ لَهُم خَامِسٌ
رَجُلٌ مُنَافِقٌ مُظهِرٌ لِلإِیمَانِ مُتَصَنّعٌ بِالإِسلَامِ لَا یَتَأَثّمُ وَ لَا
وَ رَجُلٌ سَمِعَ مِن رَسُولِ اللّهِ شَیئاً لَم یَحفَظهُ عَلَی وَجهِهِ فَوَهِمَ فِیهِ وَ لَم یَتَعَمّد کَذِباً فَهُوَ فِی یَدَیهِ وَ یَروِیهِ وَ یَعمَلُ بِهِ وَ یَقُولُ أَنَا سَمِعتُهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فَلَو عَلِمَ المُسلِمُونَ أَنّهُ وَهِمَ فِیهِ لَم یَقبَلُوهُ مِنهُ وَ لَو عَلِمَ هُوَ أَنّهُ کَذَلِکَ لَرَفَضَهُ
وَ رَجُلٌ ثَالِثٌ سَمِعَ مِن رَسُولِ اللّهِص شَیئاً یَأمُرُ بِهِ ثُمّ إِنّهُ نَهَی عَنهُ وَ هُوَ لَا یَعلَمُ أَو سَمِعَهُ یَنهَی عَن
وَ آخَرُ رَابِعٌ لَم یَکذِب عَلَی اللّهِ وَ لَا عَلَی رَسُولِهِ مُبغِضٌ لِلکَذِبِ خَوفاً مِنَ اللّهِ وَ تَعظِیماً لِرَسُولِ اللّهِص وَ لَم یَهِم بَل حَفِظَ مَا سَمِعَ عَلَی وَجهِهِ فَجَاءَ بِهِ عَلَی مَا سَمِعَهُ لَم یَزِد فِیهِ وَ لَم یَنقُص مِنهُ فَهُوَ حَفِظَ النّاسِخَ فَعَمِلَ بِهِ وَ حَفِظَ المَنسُوخَ فَجَنّبَ عَنهُ وَ عَرَفَ الخَاصّ وَ العَامّ وَ المُحکَمَ وَ المُتَشَابِهَ فَوَضَعَ کُلّ شَیءٍ مَوضِعَهُ وَ قَد کَانَ یَکُونُ مِن رَسُولِ اللّهِص الکَلَامُ لَهُ وَجهَانِ فَکَلَامٌ خَاصّ وَ کَلَامٌ عَامّ فَیَسمَعُهُ مَن لَا یَعرِفُ مَا عَنَی اللّهُ سُبحَانَهُ بِهِ وَ لَا مَا عَنَی رَسُولُ اللّهِص فَیَحمِلُهُ السّامِعُ وَ یُوَجّهُهُ عَلَی غَیرِ مَعرِفَةٍ بِمَعنَاهُ وَ مَا قُصِدَ بِهِ وَ مَا خَرَجَ مِن أَجلِهِ وَ لَیسَ کُلّ أَصحَابِ رَسُولِ اللّهِص مَن کَانَ یَسأَلُهُ وَ یَستَفهِمُهُ حَتّی إِن کَانُوا لَیُحِبّونَ أَن یجَیِءَ الأعَراَبیِّ وَ الطاّرِئُ فَیَسأَلَهُ ع حَتّی
وَ کَانَ مِنِ اقتِدَارِ جَبَرُوتِهِ وَ بَدِیعِ لَطَائِفِ صَنعَتِهِ أَن جَعَلَ مِن مَاءِ البَحرِ الزّاخِرِ المُتَرَاکِمِ المُتَقَاصِفِ یَبَساً جَامِداً ثُمّ فَطَرَ مِنهُ أَطبَاقاً فَفَتَقَهَا سَبعَ سَمَاوَاتٍ بَعدَ ارتِتَاقِهَا فَاستَمسَکَت بِأَمرِهِ وَ قَامَت عَلَی حَدّهِ وَ أَرسَی أَرضاً یَحمِلُهَا الأَخضَرُ المُثعَنجِرُ وَ القَمقَامُ المُسَخّرُ قَد ذَلّ لِأَمرِهِ وَ أَذعَنَ لِهَیبَتِهِ وَ وَقَفَ الجاَریِ مِنهُ لِخَشیَتِهِ وَ جَبَلَ جَلَامِیدَهَا وَ نُشُوزَ مُتُونِهَا وَ أَطوَادِهَا فَأَرسَاهَا فِی مَرَاسِیهَا وَ أَلزَمَهَا قَرَارَاتِهَا فَمَضَت رُءُوسُهَا فِی الهَوَاءِ وَ رَسَت أُصُولُهَا فِی المَاءِ فَأَنهَدَ جِبَالَهَا عَن سُهُولِهَا وَ أَسَاخَ قَوَاعِدَهَا فِی مُتُونِ أَقطَارِهَا وَ مَوَاضِعِ أَنصَابِهَا فَأَشهَقَ قِلَالَهَا وَ أَطَالَ أَنشَازَهَا وَ جَعَلَهَا لِلأَرضِ عِمَاداً وَ أَرّزَهَا فِیهَا أَوتَاداً فَسَکَنَت عَلَی حَرَکَتِهَا مِن أَن تَمِیدَ بِأَهلِهَا أَو تَسِیخَ بِحِملِهَا أَو تَزُولَ عَن مَوَاضِعِهَا فَسُبحَانَ مَن أَمسَکَهَا بَعدَ مَوَجَانِ
أللّهُمّ أَیّمَا عَبدٍ مِن عِبَادِکَ سَمِعَ مَقَالَتَنَا العَادِلَةَ غَیرَ الجَائِرَةِ وَ المُصلِحَةَ غَیرَ المُفسِدَةِ فِی الدّینِ وَ الدّنیَا فَأَبَی بَعدَ سَمعِهِ لَهَا إِلّا النّکُوصَ عَن نُصرَتِکَ وَ الإِبطَاءَ عَن إِعزَازِ دِینِکَ فَإِنّا نَستَشهِدُکَ عَلَیهِ یَا أَکبَرَ الشّاهِدِینَ شَهَادَةً وَ نَستَشهِدُ عَلَیهِ جَمِیعَ مَا أَسکَنتَهُ أَرضَکَ وَ سمَاوَاتِکَ ثُمّ أَنتَ بَعدُ المغُنیِ عَن نَصرِهِ وَ الآخِذُ لَهُ بِذَنبِهِ
الحَمدُ لِلّهِ العلَیِّ عَن شَبَهِ المَخلُوقِینَ الغَالِبِ لِمَقَالِ الوَاصِفِینَ الظّاهِرِ بِعَجَائِبِ تَدبِیرِهِ لِلنّاظِرِینَ وَ البَاطِنِ بِجَلَالِ عِزّتِهِ عَن فِکرِ
أَرسَلَهُ بِالضّیَاءِ وَ قَدّمَهُ فِی الِاصطِفَاءِ فَرَتَقَ بِهِ المَفَاتِقَ وَ سَاوَرَ بِهِ المُغَالِبَ وَ ذَلّلَ بِهِ الصّعُوبَةَ وَ سَهّلَ بِهِ الحُزُونَةَ حَتّی سَرّحَ الضّلَالَ عَن یَمِینٍ وَ شِمَالٍ
وَ أَشهَدُ أَنّهُ عَدلٌ عَدَلَ وَ حَکَمٌ فَصَلَ وَ أَشهَدُ أَنّ مُحَمّداً عَبدُهُ وَ رَسُولُهُ وَ سَیّدُ عِبَادِهِ کُلّمَا نَسَخَ اللّهُ الخَلقَ فِرقَتَینِ جَعَلَهُ فِی خَیرِهِمَا لَم یُسهِم فِیهِ عَاهِرٌ وَ لَا ضَرَبَ فِیهِ فَاجِرٌ أَلَا وَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَد جَعَلَ لِلخَیرِ أَهلًا وَ لِلحَقّ دَعَائِمَ وَ لِلطّاعَةِ عِصَماً وَ إِنّ لَکُم
عِندَ کُلّ طَاعَةٍ عَوناً مِنَ اللّهِ سُبحَانَهُ یَقُولُ
وَ اعلَمُوا أَنّ عِبَادَ اللّهِ المُستَحفَظِینَ عِلمَهُ یَصُونُونَ مَصُونَهُ وَ یُفَجّرُونَ عُیُونَهُ یَتَوَاصَلُونَ بِالوِلَایَةِ وَ یَتَلَاقَونَ بِالمَحَبّةِ وَ یَتَسَاقَونَ بِکَأسٍ رَوِیّةٍ وَ یَصدُرُونَ بِرِیّةٍ لَا تَشُوبُهُمُ الرّیبَةُ وَ لَا تُسرِعُ فِیهِمُ الغِیبَةُ عَلَی ذَلِکَ عَقَدَ خَلقَهُم وَ أَخلَاقَهُم فَعَلَیهِ یَتَحَابّونَ وَ بِهِ یَتَوَاصَلُونَ فَکَانُوا کَتَفَاضُلِ البَذرِ یُنتَقَی فَیُؤخَذُ مِنهُ وَ یُلقَی قَد مَیّزَهُ التّخلِیصُ وَ هَذّبَهُ التّمحِیصُ
فَلیَقبَلِ امرُؤٌ کَرَامَةً بِقَبُولِهَا وَ لیَحذَر قَارِعَةً قَبلَ حُلُولِهَا وَ لیَنظُرِ امرُؤٌ فِی قَصِیرِ أَیّامِهِ وَ قَلِیلِ مُقَامِهِ فِی مَنزِلٍ حَتّی یَستَبدِلَ بِهِ مَنزِلًا فَلیَصنَع لِمُتَحَوّلِهِ وَ مَعَارِفِ مُنتَقَلِهِ فَطُوبَی لذِیِ قَلبٍ سَلِیمٍ أَطَاعَ مَن یَهدِیهِ وَ تَجَنّبَ مَن یُردِیهِ وَ أَصَابَ سَبِیلَ السّلَامَةِ بِبَصَرِ مَن بَصّرَهُ وَ طَاعَةِ هَادٍ أَمَرَهُ وَ بَادَرَ الهُدَی قَبلَ أَن تُغلَقَ أَبوَابُهُ وَ تُقطَعَ أَسبَابُهُ وَ استَفتَحَ التّوبَةَ وَ أَمَاطَ الحَوبَةَ فَقَد أُقِیمَ عَلَی الطّرِیقِ وَ هدُیَِ نَهجَ السّبِیلِ
الحَمدُ لِلّهِ ألّذِی لَم یُصبِح بیِ مَیّتاً وَ لَا سَقِیماً وَ لَا مَضرُوباً عَلَی عرُوُقیِ بِسُوءٍ وَ لَا مَأخُوذاً بِأَسوَإِ عمَلَیِ وَ لَا مَقطُوعاً داَبرِیِ وَ لَا مُرتَدّاً عَن دیِنیِ وَ لَا مُنکِراً لرِبَیّ وَ لَا مُستَوحِشاً مِن إیِماَنیِ وَ لَا مُلتَبِساً عقَلیِ وَ لَا مُعَذّباً بِعَذَابِ الأُمَمِ مِن قبَلیِ أَصبَحتُ عَبداً مَملُوکاً ظَالِماً لنِفَسیِ لَکَ الحُجّةُ عَلَیّ وَ لَا حُجّةَ لِی وَ لَا أَستَطِیعُ أَن آخُذَ إِلّا مَا أعَطیَتنَیِ وَ لَا أتَقّیَِ إِلّا مَا وقَیَتنَیِ أللّهُمّ إنِیّ أَعُوذُ بِکَ أَن أَفتَقِرَ فِی غِنَاکَ أَو أَضِلّ فِی هُدَاکَ أَو أُضَامَ فِی سُلطَانِکَ أَو أُضطَهَدَ وَ الأَمرُ لَکَ أللّهُمّ اجعَل نفَسیِ أَوّلَ کَرِیمَةٍ تَنتَزِعُهَا مِن کرَاَئمِیِ وَ أَوّلَ وَدِیعَةٍ تَرتَجِعُهَا مِن وَدَائِعِ نِعَمِکَ عنِدیِ أللّهُمّ إِنّا نَعُوذُ بِکَ أَن نَذهَبَ عَن قَولِکَ أَو أَن نُفتَتَنَ عَن دِینِکَ أَو تَتَابَعَ بِنَا أَهوَاؤُنَا دُونَ الهُدَی ألّذِی جَاءَ مِن عِندِکَ
أَمّا بَعدُ فَقَد جَعَلَ اللّهُ سُبحَانَهُ لِی عَلَیکُم حَقّاً بِوِلَایَةِ أَمرِکُم وَ لَکُم عَلَیّ مِنَ الحَقّ مِثلُ ألّذِی لِی عَلَیکُم فَالحَقّ أَوسَعُ الأَشیَاءِ فِی
ثُمّ جَعَلَ سُبحَانَهُ مِن حُقُوقِهِ حُقُوقاً افتَرَضَهَا لِبَعضِ النّاسِ عَلَی بَعضٍ فَجَعَلَهَا تَتَکَافَأُ فِی وُجُوهِهَا وَ یُوجِبُ بَعضُهَا بَعضاً وَ لَا یُستَوجَبُ بَعضُهَا إِلّا بِبَعضٍ. وَ أَعظَمُ مَا افتَرَضَ سُبحَانَهُ مِن تِلکَ الحُقُوقِ حَقّ الواَلیِ عَلَی الرّعِیّةِ وَ حَقّ الرّعِیّةِ عَلَی الواَلیِ فَرِیضَةٌ فَرَضَهَا اللّهُ سُبحَانَهُ لِکُلّ عَلَی کُلّ فَجَعَلَهَا نِظَاماً لِأُلفَتِهِم وَ عِزّاً لِدِینِهِم فَلَیسَت تَصلُحُ الرّعِیّةُ إِلّا بِصَلَاحِ الوُلَاةِ وَ لَا تَصلُحُ الوُلَاةُ إِلّا بِاستِقَامَةِ الرّعِیّةِ فَإِذَا أَدّت الرّعِیّةُ إِلَی الواَلیِ حَقّهُ وَ أَدّی الواَلیِ إِلَیهَا حَقّهَا عَزّ الحَقّ بَینَهُم وَ قَامَت مَنَاهِجُ الدّینِ وَ اعتَدَلَت مَعَالِمُ العَدلِ وَ جَرَت عَلَی أَذلَالِهَا السّنَنُ فَصَلَحَ بِذَلِکَ الزّمَانُ وَ طُمِعَ فِی بَقَاءِ الدّولَةِ وَ یَئِسَت مَطَامِعُ الأَعدَاءِ. وَ إِذَا غَلَبَتِ الرّعِیّةُ وَالِیَهَا أَو أَجحَفَ الواَلیِ بِرَعِیّتِهِ اختَلَفَت هُنَالِکَ
أللّهُمّ إنِیّ أَستَعدِیکَ عَلَی قُرَیشٍ وَ مَن أَعَانَهُم فَإِنّهُم قَد قَطَعُوا رحَمِیِ وَ أَکفَئُوا إنِاَئیِ وَ أَجمَعُوا عَلَی منُاَزعَتَیِ حَقّاً کُنتُ أَولَی بِهِ مِن غیَریِ وَ قَالُوا أَلَا إِنّ فِی الحَقّ أَن تَأخُذَهُ وَ فِی الحَقّ أَن تُمنَعَهُ فَاصبِر مَغمُوماً أَو مُت مُتَأَسّفاً فَنَظَرتُ فَإِذَا لَیسَ لِی رَافِدٌ وَ لَا ذَابّ وَ لَا مُسَاعِدٌ إِلّا أَهلَ بیَتیِ فَضَنَنتُ بِهِم عَنِ المَنِیّةِ فَأَغضَیتُ عَلَی القَذَی وَ جَرِعتُ ریِقیِ عَلَی الشّجَا وَ صَبَرتُ مِن کَظمِ الغَیظِ عَلَی أَمَرّ مِنَ العَلقَمِ وَ آلَمَ لِلقَلبِ مِن وَخزِ الشّفَارِ
قال الشریف رضی الله عنه و قدمضی هذاالکلام فی أثناء خطبة متقدمة إلاأنی ذکرته هاهنا لاختلاف الروایتین
-روایت-1-112
فَقَدِمُوا عَلَی عمُاّلیِ وَ خُزّانِ بَیتِ المُسلِمِینَ ألّذِی فِی یدَیَّ وَ عَلَی أَهلِ مِصرٍ کُلّهُم فِی طاَعتَیِ وَ عَلَی بیَعتَیِ فَشَتّتُوا کَلِمَتَهُم وَ أَفسَدُوا
لَقَد أَصبَحَ أَبُو مُحَمّدٍ بِهَذَا المَکَانِ غَرِیباً أَمَا وَ اللّهِ لَقَد کُنتُ أَکرَهُ أَن تَکُونَ قُرَیشٌ قَتلَی تَحتَ بُطُونِ الکَوَاکِبِ أَدرَکتُ وتَریِ مِن بنَیِ عَبدِ مَنَافٍ وَ أفَلتَتَنیِ أَعیَانُ بنَیِ جُمَحَ لَقَد أَتلَعُوا أَعنَاقَهُم إِلَی أَمرٍ لَم یَکُونُوا أَهلَهُ فَوُقِصُوا دُونَهُ
قَد أَحیَا عَقلَهُ وَ أَمَاتَ نَفسَهُ حَتّی دَقّ جَلِیلُهُ وَ لَطُفَ غَلِیظُهُ وَ بَرَقَ لَهُ لَامِعٌ کَثِیرُ البَرقِ فَأَبَانَ لَهُ الطّرِیقَ وَ سَلَکَ بِهِ السّبِیلَ وَ تَدَافَعَتهُ الأَبوَابُ إِلَی بَابِ السّلَامَةِ وَ دَارِ الإِقَامَةِ وَ ثَبَتَت رِجلَاهُ بِطُمَأنِینَةِ بَدَنِهِ فِی قَرَارِ الأَمنِ وَ الرّاحَةِ بِمَا استَعمَلَ قَلبَهُ وَ أَرضَی رَبّهُ
أَلهاکُمُ التّکاثُرُ حَتّی زُرتُمُ المَقابِرَ یَا لَهُ مَرَاماً مَا أَبعَدَهُ وَ زَوراً مَا أَغفَلَهُ وَ خَطَراً مَا أَفظَعَهُ لَقَدِ استَخلَوا مِنهُم أَیّ مُدّکِرٍ وَ تَنَاوَشُوهُم مِن مَکَانٍ بَعِیدٍ أَ فَبِمَصَارِعِ آبَائِهِم یَفخَرُونَ أَم بِعَدِیدِ الهَلکَی یَتَکَاثَرُونَ یَرتَجِعُونَ مِنهُم أَجسَاداً خَوَت وَ حَرَکَاتٍ سَکَنَت وَ لَأَن یَکُونُوا عِبَراً أَحَقّ مِن أَن یَکُونُوا مُفتَخَراً وَ لَأَن یَهبِطُوا بِهِم جَنَابَ ذِلّةٍ أَحجَی مِن أَن یَقُومُوا بِهِم مَقَامَ عِزّةٍ لَقَد نَظَرُوا إِلَیهِم بِأَبصَارِ العَشوَةِ وَ ضَرَبُوا مِنهُم فِی غَمرَةِ جَهَالَةٍ وَ لَوِ استَنطَقُوا عَنهُم عَرَصَاتِ تِلکَ الدّیَارِ الخَاوِیَةِ وَ الرّبُوعِ الخَالِیَةِ لَقَالَت ذَهَبُوا فِی الأَرضِ ضُلّالًا وَ ذَهَبتُم فِی أَعقَابِهِم جُهّالًا تَطَئُونَ فِی هَامِهِم وَ تَستَنبِتُونَ فِی أَجسَادِهِم وَ تَرتَعُونَ فِیمَا لَفَظُوا وَ تَسکُنُونَ فِیمَا خَرّبُوا وَ إِنّمَا الأَیّامُ بَینَکُم وَ بَینَهُم بَوَاکٍ وَ نَوَائِحُ عَلَیکُم أُولَئِکُم سَلَفُ غَایَتِکُم وَ فُرّاطُ مَنَاهِلِکُم الّذِینَ کَانَت لَهُم مَقَاوِمُ العِزّ وَ حَلَبَاتُ الفَخرِ مُلُوکاً وَ سُوَقاً
-قرآن-1-45
عندتلاوته
یُسَبّحُ لَهُ فِیها بِالغُدُوّ وَ الآصالِ رِجالٌ لا تُلهِیهِم تِجارَةٌ وَ لا بَیعٌ عَن ذِکرِ اللّهِ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَ تَعَالَی جَعَلَ الذّکرَ جِلاءً لِلقُلُوبِ تَسمَعُ بِهِ بَعدَ الوَقرَةِ وَ تُبصِرُ بِهِ بَعدَ العَشوَةِ وَ تَنقَادُ بِهِ بَعدَ المُعَانَدَةِ وَ مَا بَرِحَ لِلّهِ عَزّت آلَاؤُهُ فِی البُرهَةِ بَعدَ البُرهَةِ وَ فِی أَزمَانِ الفَتَرَاتِ عِبَادٌ نَاجَاهُم فِی فِکرِهِم وَ کَلّمَهُم فِی ذَاتِ عُقُولِهِم فَاستَصبَحُوا بِنُورِ یَقَظَةٍ فِی الأَبصَارِ وَ الأَسمَاعِ وَ الأَفئِدَةِ یُذَکّرُونَ بِأَیّامِ اللّهِ وَ یُخَوّفُونَ مَقَامَهُ بِمَنزِلَةِ الأَدِلّةِ فِی الفَلَوَاتِ مَن أَخَذَ القَصدَ حَمِدُوا إِلَیهِ طَرِیقَهُ وَ بَشّرُوهُ بِالنّجَاةِ وَ مَن أَخَذَ یَمِیناً وَ شِمَالًا ذَمّوا إِلَیهِ الطّرِیقَ وَ حَذّرُوهُ مِنَ الهَلَکَةِ وَ کَانُوا کَذَلِکَ مَصَابِیحَ تِلکَ الظّلُمَاتِ وَ أَدِلّةَ تِلکَ الشّبُهَاتِ وَ إِنّ لِلذّکرِ لَأَهلًا أَخَذُوهُ مِنَ الدّنیَا بَدَلًا فَلَم تَشغَلهُم تِجَارَةٌ وَ لَا بَیعٌ عَنهُ یَقطَعُونَ بِهِ أَیّامَ الحَیَاةِ وَ یَهتِفُونَ بِالزّوَاجِرِ عَن مَحَارِمِ اللّهِ فِی أَسمَاعِ الغَافِلِینَ وَ یَأمُرُونَ بِالقِسطِ وَ یَأتَمِرُونَ بِهِ وَ یَنهَونَ عَنِ المُنکَرِ وَ یَتَنَاهَونَ عَنهُ فَکَأَنّمَا قَطَعُوا الدّنیَا إِلَی الآخِرَةِ وَ هُم فِیهَا فَشَاهَدُوا مَا وَرَاءَ ذَلِکَ فَکَأَنّمَا اطّلَعُوا غُیُوبَ أَهلِ البَرزَخِ
-قرآن-1-99
عندتلاوته
یا أَیّهَا الإِنسانُ ما غَرّکَ بِرَبّکَ الکَرِیمِأَدحَضُ مَسئُولٍ حُجّةً وَ أَقطَعُ مُغتَرّ مَعذِرَةً لَقَد أَبرَحَ جَهَالَةً بِنَفسِهِ یَا أَیّهَا الإِنسَانُ مَا جَرّأَکَ عَلَی ذَنبِکَ وَ مَا غَرّکَ بِرَبّکَ وَ مَا أَنّسَکَ بِهَلَکَةِ نَفسِکَ أَ مَا مِن دَائِکَ بُلُولٌ أَم لَیسَ مِن نَومَتِکَ یَقَظَةٌ أَ مَا تَرحَمُ مِن نَفسِکَ مَا تَرحَمُ مِن غَیرِکَ فَلَرُبّمَا تَرَی الضاّحیَِ مِن حَرّ الشّمسِ فَتُظِلّهُ أَو تَرَی المُبتَلَی بِأَلَمٍ یُمِضّ جَسَدَهُ فتَبَکیِ رَحمَةً لَهُ فَمَا صَبّرَکَ عَلَی دَائِکَ وَ جَلّدَکَ عَلَی مُصَابِکَ وَ عَزّاکَ عَنِ البُکَاءِ عَلَی نَفسِکَ وَ هیَِ أَعَزّ الأَنفُسِ عَلَیکَ وَ کَیفَ لَا یُوقِظُکَ خَوفُ بَیَاتِ نِقمَةٍ وَ قَد تَوَرّطتَ بِمَعَاصِیهِ مَدَارِجَ سَطَوَاتِهِ فَتَدَاوَ مِن دَاءِ الفَترَةِ فِی قَلبِکَ بِعَزِیمَةٍ وَ مِن کَرَی الغَفلَةِ فِی نَاظِرِکَ بِیَقَظَةٍ وَ کُن لِلّهِ مُطِیعاً وَ بِذِکرِهِ آنِساً وَ تَمَثّل فِی حَالِ تَوَلّیکَ عَنهُ إِقبَالَهُ عَلَیکَ یَدعُوکَ إِلَی عَفوِهِ وَ یَتَغَمّدُکَ بِفَضلِهِ وَ أَنتَ مُتَوَلّ عَنهُ إِلَی غَیرِهِ فَتَعَالَی مِن قوَیِّ مَا أَکرَمَهُ وَ تَوَاضَعتَ مِن ضَعِیفٍ مَا أَجرَأَکَ عَلَی مَعصِیَتِهِ وَ أَنتَ فِی کَنَفِ سِترِهِ
-قرآن-1-49
وَ اللّهِ لَأَن أَبِیتَ عَلَی حَسَکِ السّعدَانِ مُسَهّداً أَو أُجَرّ فِی الأَغلَالِ مُصَفّداً أَحَبّ إلِیَّ مِن أَن أَلقَی اللّهَ وَ رَسُولَهُ یَومَ القِیَامَةِ ظَالِماً لِبَعضِ العِبَادِ وَ غَاصِباً لشِیَءٍ مِنَ الحُطَامِ وَ کَیفَ أَظلِمُ أَحَداً لِنَفسٍ یُسرِعُ إِلَی البِلَی قُفُولُهَا وَ یَطُولُ فِی الثّرَی حُلُولُهَا وَ اللّهِ لَقَد رَأَیتُ عَقِیلًا وَ قَد أَملَقَ حَتّی استمَاَحنَیِ مِن بُرّکُم صَاعاً وَ رَأَیتُ صِبیَانَهُ شُعثَ الشّعُورِ غُبرَ الأَلوَانِ مِن فَقرِهِم کَأَنّمَا سُوّدَت وُجُوهُهُم بِالعِظلِمِ وَ عاَودَنَیِ مُؤَکّداً وَ کَرّرَ عَلَیّ القَولَ مُرَدّداً فَأَصغَیتُ إِلَیهِ سمَعیِ فَظَنّ أنَیّ أَبِیعُهُ دیِنیِ وَ أَتّبِعُ قِیَادَهُ مُفَارِقاً طرَیِقتَیِ فَأَحمَیتُ
أللّهُمّ صُن وجَهیِ بِالیَسَارِ وَ لَا تَبذُل جاَهیَِ
دَارٌ بِالبَلَاءِ مَحفُوفَةٌ وَ بِالغَدرِ مَعرُوفَةٌ لَا تَدُومُ أَحوَالُهَا وَ لَا یَسلَمُ نُزّالُهَا أَحوَالٌ مُختَلِفَةٌ وَ تَارَاتٌ مُتَصَرّفَةٌ العَیشُ فِیهَا مَذمُومٌ وَ الأَمَانُ مِنهَا مَعدُومٌ وَ إِنّمَا أَهلُهَا فِیهَا أَغرَاضٌ مُستَهدَفَةٌ تَرمِیهِم بِسِهَامِهَا وَ تُفنِیهِم بِحِمَامِهَا وَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّکُم وَ مَا أَنتُم فِیهِ مِن هَذِهِ الدّنیَا عَلَی سَبِیلِ مَن قَد مَضَی قَبلَکُم مِمّن کَانَ أَطوَلَ مِنکُم أَعمَاراً وَ أَعمَرَ دِیَاراً وَ أَبعَدَ آثَاراً أَصبَحَت أَصوَاتُهُم هَامِدَةً وَ رِیَاحُهُم رَاکِدَةً وَ أَجسَادُهُم بَالِیَةً وَ دِیَارُهُم خَالِیَةً وَ آثَارُهُم عَافِیَةً فَاستَبدَلُوا بِالقُصُورِ المَشَیّدَةِ وَ النّمَارِقِ المُمَهّدَةِ الصّخُورَ وَ الأَحجَارَ المُسَنّدَةَ وَ القُبُورَ اللّاطِئَةَ المُلحَدَةَ التّیِ قَد بنُیَِ عَلَی
أللّهُمّ إِنّکَ آنَسُ الآنِسِینَ لِأَولِیَائِکَ وَ أَحضَرُهُم بِالکِفَایَةِ لِلمُتَوَکّلِینَ عَلَیکَ تُشَاهِدُهُم فِی سَرَائِرِهِم وَ تَطّلِعُ عَلَیهِم فِی ضَمَائِرِهِم وَ تَعلَمُ مَبلَغَ بَصَائِرِهِم فَأَسرَارُهُم لَکَ مَکشُوفَةٌ وَ قُلُوبُهُم إِلَیکَ مَلهُوفَةٌ إِن أَوحَشَتهُمُ الغُربَةُ آنَسَهُم ذِکرُکَ وَ إِن صُبّت عَلَیهِمُ المَصَائِبُ لَجَئُوا إِلَی الِاستِجَارَةِ بِکَ عِلماً بِأَنّ أَزِمّةَ الأُمُورِ بِیَدِکَ وَ مَصَادِرَهَا عَن قَضَائِکَ
لِلّهِ بَلَاءُ فُلَانٍ فَلَقَد قَوّمَ الأَوَدَ وَ دَاوَی العَمَدَ وَ أَقَامَ السّنّةَ وَ خَلّفَ الفِتنَةَ ذَهَبَ نقَیِّ الثّوبِ قَلِیلَ العَیبِ أَصَابَ خَیرَهَا وَ سَبَقَ شَرّهَا أَدّی إِلَی اللّهِ طَاعَتَهُ وَ اتّقَاهُ بِحَقّهِ رَحَلَ وَ تَرَکَهُم فِی طُرُقٍ مُتَشَعّبَةٍ لَا یهَتدَیِ بِهَا الضّالّ وَ لَا یَستَیقِنُ المهُتدَیِ
قال الشریف و قدتقدم مثله بألفاظ مختلفة.
-روایت-1-45
وَ بَسَطتُم یدَیِ فَکَفَفتُهَا وَ مَدَدتُمُوهَا فَقَبَضتُهَا ثُمّ تَدَاکَکتُم عَلَیّ تَدَاکّ الإِبِلِ الهِیمِ عَلَی حِیَاضِهَا یَومَ وِردِهَا حَتّی انقَطَعَتِ
فَإِنّ تَقوَی اللّهِ مِفتَاحُ سَدَادٍ وَ ذَخِیرَةُ مَعَادٍ وَ عِتقٌ مِن کُلّ مَلَکَةٍ وَ نَجَاةٌ مِن کُلّ هَلَکَةٍ بِهَا یَنجَحُ الطّالِبُ وَ یَنجُو الهَارِبُ وَ تُنَالُ الرّغَائِبُ
فَاعمَلُوا وَ العَمَلُ یُرفَعُ وَ التّوبَةُ تَنفَعُ وَ الدّعَاءُ یُسمَعُ وَ الحَالُ هَادِئَةٌ وَ الأَقلَامُ جَارِیَةٌ وَ بَادِرُوا بِالأَعمَالِ عُمُراً نَاکِساً أَو مَرَضاً حَابِساً أَو مَوتاً خَالِساً فَإِنّ المَوتَ هَادِمُ لَذّاتِکُم وَ مُکَدّرُ شَهَوَاتِکُم وَ مُبَاعِدُ طِیّاتِکُم زَائِرٌ غَیرُ مَحبُوبٍ وَ قِرنٌ غَیرُ مَغلُوبٍ وَ وَاتِرٌ غَیرُ مَطلُوبٍ قَد أَعلَقَتکُم حَبَائِلُهُ وَ تَکَنّفَتکُم غَوَائِلُهُ وَ أَقصَدَتکُم مَعَابِلُهُ وَ عَظُمَت فِیکُم سَطوَتُهُ وَ تَتَابَعَت عَلَیکُم عَدوَتُهُ
فَعَلَیکُم بِالجَدّ وَ الِاجتِهَادِ وَ التّأَهّبِ وَ الِاستِعدَادِ وَ التّزَوّدِ فِی مَنزِلِ الزّادِ وَ لَا تَغُرّنّکُمُ الحَیَاةُ الدّنیَا کَمَا غَرّت مَن کَانَ قَبلَکُم مِنَ الأُمَمِ المَاضِیَةِ وَ القُرُونِ الخَالِیَةِ الّذِینَ احتَلَبُوا دِرّتَهَا وَ أَصَابُوا غِرّتَهَا وَ أَفنَوا عِدّتَهَا وَ أَخلَقُوا جِدّتَهَا وَ أَصبَحَت مَسَاکِنُهُم أَجدَاثاً وَ أَموَالُهُم مِیرَاثاً لَا یَعرِفُونَ مَن أَتَاهُم وَ لَا یَحفِلُونَ مَن بَکَاهُم وَ لَا یُجِیبُونَ مَن دَعَاهُم فَاحذَرُوا الدّنیَا فَإِنّهَا غَدّارَةٌ غَرّارَةٌ خَدُوعٌ مُعطِیَةٌ مَنُوعٌ مُلبِسَةٌ نَزُوعٌ لَا یَدُومُ رَخَاؤُهَا وَ لَا ینَقضَیِ عَنَاؤُهَا وَ لَا یَرکُدُ بَلَاؤُهَا
ومنها فی صفة الزهاد
کَانُوا قَوماً مِن أَهلِ الدّنیَا وَ لَیسُوا مِن أَهلِهَا فَکَانُوا
فَصَدَعَ بِمَا أُمِرَ بِهِ وَ بَلّغَ رِسَالَاتِ رَبّهِ فَلَمّ اللّهُ بِهِ الصّدعَ وَ رَتَقَ بِهِ الفَتقَ وَ أَلّفَ بِهِ الشّملَ بَینَ ذوَیِ الأَرحَامِ بَعدَ العَدَاوَةِ الوَاغِرَةِ فِی الصّدُورِ وَ الضّغَائِنِ القَادِحَةِ فِی القُلُوبِ
فقال ع إِنّ هَذَا المَالَ لَیسَ لِی وَ لَا لَکَ وَ إِنّمَا هُوَ فیَءٌ لِلمُسلِمِینَ وَ جَلبُ أَسیَافِهِم فَإِن شَرِکتَهُم فِی حَربِهِم کَانَ لَکَ مِثلُ حَظّهِم وَ إِلّا فَجَنَاةُ أَیدِیهِم لَا تَکُونُ لِغَیرِ أَفوَاهِهِم
أَلَا وَ إِنّ اللّسَانَ بَضعَةٌ مِنَ الإِنسَانِ فَلَا یُسعِدُهُ القَولُ إِذَا امتَنَعَ وَ لَا یُمهِلُهُ النّطقُ إِذَا اتّسَعَ وَ إِنّا لَأُمَرَاءُ الکَلَامِ وَ فِینَا تَنَشّبَت عُرُوقُهُ وَ عَلَینَا تَهَدّلَت غُصُونُهُ
وَ اعلَمُوا رَحِمَکُمُ اللّهُ أَنّکُم فِی زَمَانٍ القَائِلُ فِیهِ بِالحَقّ قَلِیلٌ وَ اللّسَانُ عَنِ الصّدقِ کَلِیلٌ وَ اللّازِمُ لِلحَقّ ذَلِیلٌ أَهلُهُ مُعتَکِفُونَ عَلَی العِصیَانِ مُصطَلِحُونَ عَلَی الإِدهَانِ فَتَاهُم عَارِمٌ وَ شَائِبُهُم آثِمٌ وَ عَالِمُهُم مُنَافِقٌ وَ قَارِنُهُم مُمَاذِقٌ لَا یُعَظّمُ صَغِیرُهُم کَبِیرَهُم وَ لَا یَعُولُ غَنِیّهُم فَقِیرَهُم
رَوَی ذِعلَبٌ الیمَاَمیِّ عَن أَحمَدَ بنِ قُتَیبَةَ عَن عَبدِ اللّهِ بنِ یَزِیدَ عَن مَالِکِ بنِ دِحیَةَ قَالَ کُنّا
عِندَ أَمِیرِ المُؤمنِیِنَ ع وَ قَد ذُکِرَ عِندَهُ اختِلَافُ النّاسِ فَقَالَ
إِنّمَا فَرّقَ بَینَهُم مبَاَدِئُ طِینِهِم وَ ذَلِکَ أَنّهُم کَانُوا فِلقَةً
بأِبَیِ أَنتَ وَ أمُیّ یَا رَسُولَ اللّهِ لَقَدِ انقَطَعَ بِمَوتِکَ مَا لَم یَنقَطِع بِمَوتِ غَیرِکَ مِنَ النّبُوّةِ وَ الإِنبَاءِ وَ أَخبَارِ السّمَاءِ خَصّصتَ حَتّی صِرتَ مُسَلّیاً عَمّن سِوَاکَ وَ عَمّمتَ حَتّی صَارَ النّاسُ فِیکَ سَوَاءً وَ لَو لَا أَنّکَ أَمَرتَ بِالصّبرِ وَ نَهَیتَ عَنِ الجَزَعِ لَأَنفَدنَا عَلَیکَ مَاءَ الشّئُونِ وَ لَکَانَ الدّاءُ مُمَاطِلًا وَ الکَمَدُ مُحَالِفاً وَ قَلّا لَکَ وَ لَکِنّهُ مَا لَا یُملَکُ رَدّهُ وَ لَا یُستَطَاعُ دَفعُهُ بأِبَیِ أَنتَ وَ أمُیّ اذکُرنَا
عِندَ رَبّکَ وَ اجعَلنَا مِن بَالِکَ
فَجَعَلتُ أَتبَعُ مَأخَذَ رَسُولِ اللّهِص فَأَطَأُ ذِکرَهُ حَتّی انتَهَیتُ إِلَی العَرَجِ
قال السید الشریف رضی الله عنه فی کلام طویل قوله ع فأطأ ذکره من الکلام ألذی رمی به إلی غایتی الإیجاز والفصاحة أراد أنی کنت أعطی خبره ص من بدء خروجی إلی أن انتهیت إلی هذاالموضع فکنی عن ذلک بهذه الکنایة العجیبة
-روایت-1-235
فَاعمَلُوا وَ أَنتُم فِی نَفَسِ البَقَاءِ وَ الصّحُفُ مَنشُورَةٌ وَ التّوبَةُ مَبسُوطَةٌ وَ المُدبِرُ یُدعَی وَ المسُیِءُ یُرجَی قَبلَ أَن یَخمُدَ العَمَلُ وَ یَنقَطِعَ المَهَلُ وَ ینَقضَیَِ الأَجَلُ وَ یُسَدّ بَابُ التّوبَةِ وَ تَصعَدَ المَلَائِکَةُ فَأَخَذَ امرُؤٌ مِن نَفسِهِ لِنَفسِهِ وَ أَخَذَ مِن حیَّ لِمَیّتٍ وَ مِن فَانٍ لِبَاقٍ وَ مِن ذَاهِبٍ لِدَائِمٍ امرُؤٌ خَافَ اللّهَ وَ هُوَ مُعَمّرٌ إِلَی أَجَلِهِ وَ مَنظُورٌ إِلَی عَمَلِهِ امرُؤٌ أَلجَمَ نَفسَهُ بِلِجَامِهَا وَ زَمّهَا بِزِمَامِهَا فَأَمسَکَهَا بِلِجَامِهَا عَن معَاَصیِ اللّهِ وَ قَادَهَا بِزِمَامِهَا إِلَی طَاعَةِ اللّهِ
جُفَاةٌ طَغَامٌ وَ عَبِیدٌ أَقزَامٌ جُمِعُوا مِن کُلّ أَوبٍ وَ تُلُقّطُوا مِن کُلّ شَوبٍ مِمّن ینَبغَیِ أَن یُفَقّهَ وَ یُؤَدّبَ وَ یُعَلّمَ وَ یُدَرّبَ وَ یُوَلّی عَلَیهِ وَ یُؤخَذَ عَلَی یَدَیهِ لَیسُوا مِنَ المُهَاجِرِینَ وَ الأَنصَارِ وَ لَا مِنَالّذِینَ تَبَوّؤُا الدّارَ وَ الإِیمانَأَلَا وَ إِنّ القَومَ اختَارُوا لِأَنفُسِهِم أَقرَبَ القَومِ مِمّا تُحِبّونَ وَ إِنّکُمُ اختَرتُم لِأَنفُسِکُم أَقرَبَ القَومِ مِمّا تَکرَهُونَ وَ إِنّمَا عَهدُکُم بِعَبدِ اللّهِ بنِ قَیسٍ بِالأَمسِ یَقُولُ إِنّهَا فِتنَةٌ فَقَطّعُوا أَوتَارَکُم وَ شِیمُوا سُیُوفَکُم فَإِن کَانَ صَادِقاً فَقَد أَخطَأَ بِمَسِیرِهِ غَیرَ مُستَکرَهٍ وَ إِن کَانَ کَاذِباً فَقَد لَزِمَتهُ التّهَمَةُ فَادفَعُوا فِی صَدرِ عَمرِو بنِ العَاصِ بِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ خُذُوا مَهَلَ الأَیّامِ وَ حُوطُوا قوَاَصیَِ الإِسلَامِ أَ لَا تَرَونَ إِلَی بِلَادِکُم تُغزَی وَ إِلَی صَفَاتِکُم تُرمَی
-قرآن-252-290
هُم عَیشُ العِلمِ وَ مَوتُ الجَهلِ یُخبِرُکُم حِلمُهُم عَن عِلمِهِم
یَا ابنَ عَبّاسٍ مَا یُرِیدُ عُثمَانُ إِلّا أَن یجَعلَنَیِ جَمَلًا نَاضِحاً بِالغَربِ أَقبِل وَ أَدبِر بَعَثَ إلِیَّ أَن أَخرُجَ ثُمّ بَعَثَ إلِیَّ أَن أَقدُمَ ثُمّ هُوَ الآنَ یَبعَثُ إلِیَّ أَن أَخرُجَ وَ اللّهِ لَقَد دَفَعتُ عَنهُ حَتّی خَشِیتُ أَن أَکُونَ آثِماً
وَ اللّهُ مُستَأدِیکُم شُکرَهُ وَ مُوَرّثُکُم أَمرَهُ وَ مُمهِلُکُم فِی
عندمسیره من المدینة إلی البصرة
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیّ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ إِلَی أَهلِ الکُوفَةِ جَبهَةِ الأَنصَارِ وَ سَنَامِ العَرَبِ أَمّا بَعدُ فإَنِیّ أُخبِرُکُم عَن أَمرِ عُثمَانَ حَتّی یَکُونَ سَمعُهُ کَعِیَانِهِ إِنّ النّاسَ طَعَنُوا عَلَیهِ فَکُنتُ رَجُلًا مِنَ المُهَاجِرِینَ أُکثِرُ استِعتَابَهُ وَ أُقِلّ عِتَابَهُ وَ کَانَ طَلحَةُ وَ الزّبَیرُ أَهوَنُ سَیرِهِمَا فِیهِ الوَجِیفُ وَ أَرفَقُ حِدَائِهِمَا العَنِیفُ وَ کَانَ مِن عَائِشَةَ فِیهِ فَلتَةُ غَضَبٍ فَأُتِیحَ لَهُ قَومٌ فَقَتَلُوهُ وَ باَیعَنَیِ النّاسُ غَیرَ مُستَکرَهِینَ وَ لَا مُجبَرِینَ بَل طَائِعِینَ مُخَیّرِینَ وَ اعلَمُوا أَنّ دَارَ الهِجرَةِ قَد قَلَعَت بِأَهلِهَا وَ قَلَعُوا بِهَا وَ جَاشَت جَیشَ المِرجَلِ وَ قَامَتِ الفِتنَةُ عَلَی القُطبِ فَأَسرِعُوا إِلَی أَمِیرِکُم وَ بَادِرُوا جِهَادَ عَدُوّکُم إِن شَاءَ اللّهُ عَزّ وَ جَلّ
وَ جَزَاکُمُ اللّهُ مِن أَهلِ مِصرٍ عَن أَهلِ بَیتِ نَبِیّکُم أَحسَنَ مَا یجَزیِ العَامِلِینَ بِطَاعَتِهِ وَ الشّاکِرِینَ لِنِعمَتِهِ فَقَد سَمِعتُم وَ أَطَعتُم وَ دُعِیتُم فَأَجَبتُم
وَ روُیَِ أَنّ شُرَیحَ بنَ الحَارِثِ قاَضیَِ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ ع اشتَرَی عَلَی عَهدِهِ دَاراً بِثَمَانِینَ دِینَاراً فَبَلَغَهُ ذَلِکَ فَاستَدعَی شُرَیحاً وَ قَالَ لَهُ
بلَغَنَیِ أَنّکَ ابتَعتَ دَاراً بِثَمَانِینَ دِینَاراً وَ کَتَبتَ لَهَا کِتَاباً وَ أَشهَدتَ فِیهِ شُهُوداً
فَقَالَ لَهُ شُرَیحٌ قَد کَانَ ذَلِکَ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ قَالَ فَنَظَرَ إِلَیهِ نَظَرَ المُغضَبِ ثُمّ قَالَ لَهُ
یَا شُرَیحُ أَمَا إِنّهُ سَیَأتِیکَ مَن لَا یَنظُرُ فِی کِتَابِکَ وَ لَا یَسأَلُکَ عَن بَیّنَتِکَ حَتّی یُخرِجَکَ مِنهَا شَاخِصاً وَ یُسلِمَکَ إِلَی قَبرِکَ خَالِصاً فَانظُر یَا شُرَیحُ لَا تَکُونُ ابتَعتَ هَذِهِ الدّارَ مِن غَیرِ مَالِکَ أَو نَقَدتَ الثّمَنَ مِن غَیرِ حَلَالِکَ فَإِذَا أَنتَ قَد خَسِرتَ دَارَ الدّنیَا
فَإِن عَادُوا إِلَی ظِلّ الطّاعَةِ فَذَاکَ ألّذِی نُحِبّ وَ إِن تَوَافَتِ الأُمُورُ بِالقَومِ إِلَی الشّقَاقِ وَ العِصیَانِ فَانهَد بِمَن أَطَاعَکَ إِلَی مَن عَصَاکَ وَ استَغنِ بِمَنِ انقَادَ مَعَکَ عَمّن تَقَاعَسَ عَنکَ فَإِنّ المُتَکَارِهَ مَغِیبُهُ خَیرٌ مِن مَشهَدِهِ وَ قُعُودُهُ أَغنَی مِن نُهُوضِهِ
وَ إِنّ عَمَلَکَ لَیسَ لَکَ بِطُعمَةٍ وَ لَکِنّهُ فِی عُنُقِکَ أَمَانَةٌ وَ أَنتَ مُستَرعًی لِمَن فَوقَکَ لَیسَ لَکَ أَن تَفتَاتَ فِی رَعِیّةٍ وَ لَا تُخَاطِرَ إِلّا بِوَثِیقَةٍ وَ فِی یَدَیکَ مَالٌ مِن مَالِ اللّهِ عَزّ وَ جَلّ وَ أَنتَ مِن خُزّانِهِ حَتّی تُسَلّمَهُ إلِیَّ وَ لعَلَیّ أَلّا أَکُونَ شَرّ وُلَاتِکَ لَکَ وَ السّلَامُ
إِنّهُ باَیعَنَیِ القَومُ الّذِینَ بَایَعُوا أَبَا بَکرٍ وَ عُمَرَ وَ عُثمَانَ عَلَی مَا بَایَعُوهُم
أَمّا بَعدُ فَقَد أتَتَنیِ مِنکَ مَوعِظَةٌ مُوَصّلَةٌ وَ رِسَالَةٌ مُحَبّرَةٌ نَمّقتَهَا بِضَلَالِکَ وَ أَمضَیتَهَا بِسُوءِ رَأیِکَ وَ کِتَابُ امرِئٍ لَیسَ لَهُ بَصَرٌ یَهدِیهِ وَ لَا قَائِدٌ یُرشِدُهُ قَد دَعَاهُ الهَوَی فَأَجَابَهُ وَ قَادَهُ الضّلَالُ فَاتّبَعَهُ فَهَجَرَ لَاغِطاً وَ ضَلّ خَابِطاً
وَ مِنهُلِأَنّهَا بَیعَةٌ وَاحِدَةٌ لَا یُثَنّی فِیهَا النّظَرُ وَ لَا یُستَأنَفُ فِیهَا الخِیَارُ الخَارِجُ مِنهَا طَاعِنٌ وَ المرُوَیّ فِیهَا مُدَاهِنٌ
أَمّا بَعدُ فَإِذَا أَتَاکَ کتِاَبیِ فَاحمِل مُعَاوِیَةَ عَلَی الفَصلِ وَ خُذهُ بِالأَمرِ الجَزمِ ثُمّ خَیّرهُ بَینَ حَربٍ مُجلِیَةٍ أَو سِلمٍ مُخزِیَةٍ فَإِنِ اختَارَ الحَربَ فَانبِذ إِلَیهِ وَ إِنِ اختَارَ السّلمَ فَخُذ بَیعَتَهُ وَ السّلَامُ
فَأَرَادَ قَومُنَا قَتلَ نَبِیّنَا وَ اجتِیَاحَ أَصلِنَا وَ هَمّوا بِنَا الهُمُومَ وَ فَعَلُوا بِنَا الأَفَاعِیلَ وَ مَنَعُونَا العَذبَ وَ أَحلَسُونَا الخَوفَ وَ اضطَرّونَا إِلَی جَبَلٍ وَعرٍ وَ أَوقَدُوا لَنَا نَارَ الحَربِ فَعَزَمَ اللّهُ لَنَا عَلَی الذّبّ عَن حَوزَتِهِ وَ الرمّیِ مِن وَرَاءِ حُرمَتِهِ مُؤمِنُنَا یبَغیِ بِذَلِکَ الأَجرَ وَ کَافِرُنَا یحُاَمیِ عَنِ الأَصلِ وَ مَن أَسلَمَ مِن قُرَیشٍ خِلوٌ مِمّا نَحنُ فِیهِ بِحِلفٍ یَمنَعُهُ أَو عَشِیرَةٍ تَقُومُ دُونَهُ فَهُوَ مِنَ القَتلِ بِمَکَانِ أَمنٍ وَ کَانَ رَسُولُ اللّهِص إِذَا احمَرّ البَأسُ
وَ کَیفَ أَنتَ صَانِعٌ إِذَا تَکَشّفَت عَنکَ جَلَابِیبُ مَا أَنتَ فِیهِ مِن دُنیَا قَد تَبَهّجَت بِزِینَتِهَا وَ خَدَعَت بِلَذّتِهَا دَعَتکَ فَأَجَبتَهَا
فَإِذَا نَزَلتُم بِعَدُوّ أَو نَزَلَ بِکُم فَلیَکُن مُعَسکَرُکُم فِی قُبُلِ الأَشرَافِ أَو سِفَاحِ الجِبَالِ أَو أَثنَاءِ الأَنهَارِ کَیمَا یَکُونَ لَکُم رِدءاً وَ دُونَکُم مَرَدّاً وَ لتَکُن مُقَاتَلَتُکُم مِن وَجهٍ وَاحِدٍ أَوِ اثنَینِ وَ اجعَلُوا لَکُم رُقَبَاءَ فِی صیَاَصیِ الجِبَالِ وَ مَنَاکِبِ الهِضَابِ لِئَلّا یَأتِیَکُمُ العَدُوّ مِن مَکَانِ مَخَافَةٍ أَو أَمنٍ وَ اعلَمُوا أَنّ مُقَدّمَةَ القَومِ عُیُونُهُم وَ عُیُونَ المُقَدّمَةِ طَلَائِعُهُم وَ إِیّاکُم وَ التّفَرّقَ فَإِذَا نَزَلتُم فَانزِلُوا جَمِیعاً وَ إِذَا ارتَحَلتُم فَارتَحِلُوا جَمِیعاً وَ إِذَا غَشِیَکُمُ اللّیلُ فَاجعَلُوا الرّمَاحَ کِفّةً وَ لَا تَذُوقُوا النّومَ إِلّا غِرَاراً أَو مَضمَضَةً
اتّقِ اللّهَ ألّذِی لَا بُدّ لَکَ مِن لِقَائِهِ وَ لَا مُنتَهَی لَکَ دُونَهُ وَ لَا تُقَاتِلَنّ إِلّا مَن قَاتَلَکَ وَ سِرِ البَردَینِ وَ غَوّر بِالنّاسِ وَ رَفّه فِی السّیرِ وَ لَا تَسِر أَوّلَ اللّیلِ فَإِنّ اللّهَ جَعَلَهُ سَکَناً وَ قَدّرَهُ مُقَاماً لَا ظَعناً فَأَرِح فِیهِ بَدَنَکَ وَ رَوّح ظَهرَکَ فَإِذَا وَقَفتَ حِینَ یَنبَطِحُ السّحَرُ أَو حِینَ یَنفَجِرُ الفَجرُ فَسِر عَلَی بَرَکَةِ اللّهِ فَإِذَا لَقِیتَ العَدُوّ فَقِف مِن أَصحَابِکَ وَسَطاً وَ لَا تَدنُ مِنَ القَومِ دُنُوّ مَن یُرِیدُ أَن یُنشِبَ الحَربَ وَ لَا تَبَاعَد عَنهُم تَبَاعُدَ مَن یَهَابُ البَأسَ حَتّی یَأتِیَکَ أمَریِ وَ لَا یَحمِلَنّکُمُ شَنَآنُهُم عَلَی قِتَالِهِم قَبلَ دُعَائِهِم وَ الإِعذَارِ إِلَیهِم
وَ قَد أَمّرتُ عَلَیکُمَا وَ عَلَی مَن فِی حَیّزِکُمَا مَالِکَ بنَ الحَارِثِ الأَشتَرَ فَاسمَعَا لَهُ وَ أَطِیعَا وَ اجعَلَاهُ دِرعاً وَ مِجَنّاً فَإِنّهُ
لَا تُقَاتِلُوهُم حَتّی یَبدَءُوکُم فَإِنّکُم بِحَمدِ اللّهِ عَلَی حُجّةٍ وَ تَرکُکُم إِیّاهُم حَتّی یَبدَءُوکُم حُجّةٌ أُخرَی لَکُم عَلَیهِم فَإِذَا کَانَتِ الهَزِیمَةُ بِإِذنِ اللّهِ فَلَا تَقتُلُوا مُدبِراً وَ لَا تُصِیبُوا مُعوِراً وَ لَا تُجهِزُوا عَلَی جَرِیحٍ وَ لَا تَهِیجُوا النّسَاءَ بِأَذًی وَ إِن شَتَمنَ أَعرَاضَکُم وَ سَبَبنَ أُمَرَاءَکُم فَإِنّهُنّ ضَعِیفَاتُ القُوَی وَ الأَنفُسِ وَ العُقُولِ إِن کُنّا لَنُؤمَرُ بِالکَفّ عَنهُنّ وَ إِنّهُنّ لَمُشرِکَاتٌ وَ إِن کَانَ الرّجُلُ لَیَتَنَاوَلُ المَرأَةَ فِی الجَاهِلِیّةِ بِالفَهرِ أَوِ الهِرَاوَةِ فَیُعَیّرُ بِهَا وَ عَقِبُهُ مِن بَعدِهِ
أللّهُمّ إِلَیکَ أَفضَتِ القُلُوبُ وَ مُدّتِ الأَعنَاقُ وَ شَخَصَتِ الأَبصَارُ وَ نُقِلَتِ الأَقدَامُ وَ أُنضِیَتِ الأَبدَانُ أللّهُمّ قَد صَرّحَ
عندالحرب
لَا تَشتَدّنّ عَلَیکُم فَرّةٌ بَعدَهَا کَرّةٌ وَ لَا جَولَةٌ بَعدَهَا حَملَةٌ وَ أَعطُوا السّیُوفَ حُقُوقَهَا وَ وَطّئُوا لِلجُنُوبِ مَصَارِعَهَا وَ اذمُرُوا أَنفُسَکُم عَلَی الطّعنِ الدعّسیِّ وَ الضّربِ الطلّحَفیِّ وَ أَمِیتُوا الأَصوَاتَ فَإِنّهُ أَطرَدُ لِلفَشَلِ فَوَ ألّذِی فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ مَا أَسلَمُوا وَ لَکِنِ استَسلَمُوا وَ أَسَرّوا الکُفرَ فَلَمّا وَجَدُوا أَعوَاناً عَلَیهِ أَظهَرُوهُ
وَ أَمّا طَلَبُکَ إلِیَّ الشّامَ فإَنِیّ لَم أَکُن لِأُعطِیَکَ الیَومَ مَا مَنَعتُکَ أَمسِ وَ أَمّا قَولُکَ إِنّ الحَربَ قَد أَکَلَتِ العَرَبَ إِلّا حُشَاشَاتِ أَنفُسٍ بَقِیَت أَلَا وَ مَن أَکَلَهُ الحَقّ فَإِلَی الجَنّةِ وَ مَن أَکَلَهُ البَاطِلُ فَإِلَی النّارِ وَ أَمّا
وَ اعلَم أَنّ البَصرَةَ مَهبِطُ إِبلِیسَ وَ مَغرِسُ الفِتَنِ فَحَادِث أَهلَهَا بِالإِحسَانِ إِلَیهِم وَ احلُل عُقدَةَ الخَوفِ عَن قُلُوبِهِم
أَمّا بَعدُ فَإِنّ دَهَاقِینَ أَهلِ بَلَدِکَ شَکَوا مِنکَ غِلظَةً وَ قَسوَةً وَ احتِقَاراً وَ جَفوَةً وَ نَظَرتُ فَلَم أَرَهُم أَهلًا لِأَن یُدنَوا لِشِرکِهِم وَ لَا أَن یُقصَوا وَ یُجفَوا لِعَهدِهِم فَالبَس لَهُم جِلبَاباً مِنَ اللّینِ تَشُوبُهُ بِطَرَفٍ مِنَ الشّدّةِ وَ دَاوِل لَهُم بَینَ القَسوَةِ وَ الرّأفَةِ وَ امزُج لَهُم بَینَ التّقرِیبِ وَ الإِدنَاءِ وَ الإِبعَادِ وَ الإِقصَاءِ إِن شَاءَ اللّهُ
وَ إنِیّ أُقسِمُ بِاللّهِ قَسَماً صَادِقاً لَئِن بلَغَنَیِ أَنّکَ خُنتَ مِن فیَءِ المُسلِمِینَ شَیئاً صَغِیراً أَو کَبِیراً لَأَشُدّنّ عَلَیکَ شَدّةً تَدَعُکَ قَلِیلَ الوَفرِ ثَقِیلَ الظّهرِ ضَئِیلَ الأَمرِ وَ السّلَامُ
فَدَعِ الإِسرَافَ مُقتَصِداً وَ اذکُر فِی الیَومِ غَداً وَ أَمسِک مِنَ المَالِ بِقَدرِ ضَرُورَتِکَ وَ قَدّمِ الفَضلَ لِیَومِ حَاجَتِکَ أَ تَرجُو أَن یُعطِیَکَ اللّهُ أَجرَ المُتَوَاضِعِینَ وَ أَنتَ عِندَهُ مِنَ المُتَکَبّرِینَ وَ تَطمَعُ وَ أَنتَ مُتَمَرّغٌ فِی النّعِیمِ تَمنَعُهُ الضّعِیفَ وَ الأَرمَلَةَ أَن یُوجِبَ لَکَ ثَوَابَ المُتَصَدّقِینَ وَ إِنّمَا المَرءُ مجَزیِّ بِمَا أَسلَفَ وَ قَادِمٌ عَلَی مَا قَدّمَ وَ السّلَامُ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ المَرءَ قَد یَسُرّهُ دَرکُ مَا لَم یَکُن لِیَفُوتَهُ وَ یَسُوؤُهُ فَوتُ مَا لَم یَکُن لِیُدرِکَهُ فَلیَکُن سُرُورُکَ بِمَا نِلتَ مِن آخِرَتِکَ وَ لیَکُن أَسَفُکَ عَلَی مَا فَاتَکَ مِنهَا وَ مَا نِلتَ مِن دُنیَاکَ فَلَا تُکثِر بِهِ فَرَحاً وَ مَا فَاتَکَ مِنهَا فَلَا تَأسَ عَلَیهِ جَزَعاً وَ لیَکُن هَمّکَ فِیمَا بَعدَ المَوتِ
وصَیِتّیِ لَکُم أَلّا تُشرِکُوا بِاللّهِ شَیئاً وَ مُحَمّدٌص فَلَا تُضَیّعُوا سُنّتَهُ أَقِیمُوا هَذَینِ العَمُودَینِ وَ أَوقِدُوا هَذَینِ المِصبَاحَینِ وَ خَلَاکُم ذَمّ أَنَا بِالأَمسِ صَاحِبُکُم وَ الیَومَ عِبرَةٌ لَکُم وَ غَداً مُفَارِقُکُم إِن أَبقَ فَأَنَا ولَیِّ دمَیِ وَ إِن أَفنَ فَالفَنَاءُ میِعاَدیِ وَ إِن أَعفُ فَالعَفوُ لِی قُربَةٌ وَ هُوَ لَکُم حَسَنَةٌ فَاعفُواأَ لا تُحِبّونَ أَن یَغفِرَ اللّهُ لَکُم وَ اللّهِ مَا فجَأَنَیِ مِنَ المَوتِ وَارِدٌ کَرِهتُهُ وَ لَا طَالِعٌ أَنکَرتُهُ وَ مَا
-قرآن-383-422
هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِیّ بنُ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرُ المُؤمِنِینَ فِی مَالِهِ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ لِیُولِجَهُ بِهِ الجَنّةَ وَ یُعطِیَهُ بِهِ الأَمَنَةَ
مِنهَافَإِنّهُ یَقُومُ بِذَلِکَ الحَسَنُ بنُ عَلِیّ یَأکُلُ مِنهُ بِالمَعرُوفِ وَ یُنفِقُ مِنهُ بِالمَعرُوفِ فَإِن حَدَثَ بِحَسَنٍ حَدَثٌ وَ حُسَینٌ حیَّ قَامَ بِالأَمرِ بَعدَهُ وَ أَصدَرَهُ مَصدَرَهُ وَ إِنّ لاِبنیَ فَاطِمَةَ مِن صَدَقَةِ عَلِیّ مِثلَ ألّذِی لبِنَیِ عَلِیّ وَ إنِیّ إِنّمَا جَعَلتُ القِیَامَ بِذَلِکَ إِلَی ابنیَ فَاطِمَةَ ابتِغَاءَ وَجهِ اللّهِ وَ قُربَةً إِلَی رَسُولِ اللّهِص وَ تَکرِیماً لِحُرمَتِهِ وَ تَشرِیفاً لِوُصلَتِهِ وَ یَشتَرِطُ عَلَی ألّذِی یَجعَلُهُ إِلَیهِ أَن یَترُکَ المَالَ عَلَی أُصُولِهِ وَ یُنفِقَ مِن ثَمَرِهِ حَیثُ أُمِرَ بِهِ وَ هدُیَِ لَهُ وَ أَلّا یَبِیعَ مِن أَولَادِ نَخِیلِ هَذِهِ القُرَی وَدِیّةً حَتّی تُشکِلَ أَرضُهَا غِرَاساً
قال الشریف وإنما ذکرنا هنا جملا لیعلم بها أنه علیه السلام کان یقیم عماد الحق ، ویشرع أمثلة العدل ، فی صغیر الأمور وکبیرها ودقیقها وجلیلها.
-روایت-1-148
انطَلِق عَلَی تَقوَی اللّهِ وَحدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ لَا تُرَوّعَنّ مُسلِماً وَ لَا تَجتَازَنّ عَلَیهِ کَارِهاً وَ لَا تَأخُذَنّ مِنهُ أَکثَرَ مِن حَقّ اللّهِ فِی مَالِهِ فَإِذَا قَدِمتَ عَلَی الحیَّ فَانزِل بِمَائِهِم مِن غَیرِ أَن تُخَالِطَ أَبیَاتَهُم ثُمّ امضِ إِلَیهِم بِالسّکِینَةِ وَ الوَقَارِ حَتّی تَقُومَ بَینَهُم فَتُسَلّمَ عَلَیهِم وَ لَا تُخدِج بِالتّحِیّةِ لَهُم ثُمّ تَقُولَ عِبَادَ اللّهِ أرَسلَنَیِ إِلَیکُم ولَیِّ اللّهِ وَ خَلِیفَتُهُ لِآخُذَ مِنکُم حَقّ اللّهِ فِی أَموَالِکُم فَهَل لِلّهِ فِی أَموَالِکُم مِن حَقّ فَتُؤَدّوهُ إِلَی وَلِیّهِ فَإِن قَالَ قَائِلٌ لَا فَلَا تُرَاجِعهُ وَ إِن أَنعَمَ لَکَ مُنعِمٌ فَانطَلِق مَعَهُ مِن غَیرِ أَن تُخِیفَهُ أَو تُوعِدَهُ أَو
أَمَرَهُ بِتَقوَی اللّهِ فِی سَرَائِرِ أَمرِهِ وَ خَفِیّاتِ عَمَلِهِ حَیثُ لَا شَهِیدَ غَیرُهُ وَ لَا وَکِیلَ دُونَهُ وَ أَمَرَهُ أَلّا یَعمَلَ بشِیَءٍ مِن طَاعَةِ اللّهِ فِیمَا ظَهَرَ فَیُخَالِفَ إِلَی غَیرِهِ فِیمَا أَسَرّ وَ مَن لَم یَختَلِف سِرّهُ وَ عَلَانِیَتُهُ وَ فِعلُهُ وَ مَقَالَتُهُ فَقَد أَدّی الأَمَانَةَ وَ أَخلَصَ العِبَادَةَ وَ أَمَرَهُ أَلّا یَجبَهَهُم وَ لَا یَعضَهَهُم وَ لَا یَرغَبَ عَنهُم تَفَضّلًا بِالإِمَارَةِ عَلَیهِم فَإِنّهُمُ الإِخوَانُ فِی الدّینِ وَ الأَعوَانُ عَلَی استِخرَاجِ الحُقُوقِ وَ إِنّ لَکَ فِی هَذِهِ الصّدَقَةِ نَصِیباً مَفرُوضاً وَ حَقّاً مَعلُوماً وَ شُرَکَاءَ أَهلَ مَسکَنَةٍ وَ ضُعَفَاءَ ذوَیِ فَاقَةٍ وَ إِنّا مُوَفّوکَ حَقّکَ فَوَفّهِم حُقُوقَهُم وَ إِلّا تَفعَل فَإِنّکَ مِن أَکثَرِ النّاسِ خُصُوماً یَومَ القِیَامَةِ
فَاخفِض لَهُم جَنَاحَکَ وَ أَلِن لَهُم جَانِبَکَ وَ ابسُط لَهُم وَجهَکَ وَ آسِ بَینَهُم فِی اللّحظَةِ وَ النّظرَةِ حَتّی لَا یَطمَعَ العُظَمَاءُ فِی حَیفِکَ لَهُم وَ لَا یَیأَسَ الضّعَفَاءُ مِن عَدلِکَ عَلَیهِم فَإِنّ اللّهَ تَعَالَی یُسَائِلُکُم مَعشَرَ عِبَادِهِ عَنِ الصّغِیرَةِ مِن أَعمَالِکُم وَ الکَبِیرَةِ وَ الظّاهِرَةِ وَ المَستُورَةِ فَإِن یُعَذّب فَأَنتُم أَظلَمُ وَ إِن یَعفُ فَهُوَ أَکرَمُ وَ اعلَمُوا عِبَادَ اللّهِ أَنّ المُتّقِینَ ذَهَبُوا بِعَاجِلِ الدّنیَا وَ آجِلِ الآخِرَةِ فَشَارَکُوا أَهلَ الدّنیَا فِی دُنیَاهُم وَ لَم یُشَارِکُوا أَهلَ الدّنیَا فِی آخِرَتِهِم سَکَنُوا الدّنیَا بِأَفضَلِ مَا سُکِنَت وَ أَکَلُوهَا بِأَفضَلِ مَا أُکِلَت فَحَظُوا مِنَ الدّنیَا بِمَا حظَیَِ بِهِ المُترَفُونَ وَ أَخَذُوا مِنهَا مَا أَخَذَهُ الجَبَابِرَةُ المُتَکَبّرُونَ ثُمّ انقَلَبُوا عَنهَا بِالزّادِ المُبَلّغِ وَ المَتجَرِ الرّابِحِ أَصَابُوا لَذّةَ زُهدِ الدّنیَا فِی دُنیَاهُم وَ تَیَقّنُوا أَنّهُم
قال الشریف و هو من محاسن الکتب
-روایت-1-36
أَمّا بَعدُ فَقَد أتَاَنیِ کِتَابُکَ تَذکُرُ فِیهِ اصطِفَاءَ اللّهِ مُحَمّداًص لِدِینِهِ وَ تَأیِیدَهُ إِیّاهُ لِمَن أَیّدَهُ مِن أَصحَابِهِ فَلَقَد خَبّأَ لَنَا الدّهرُ مِنکَ عَجَباً إِذ طَفِقتَ تُخبِرُنَا بِبَلَاءِ اللّهِ تَعَالَی عِندَنَا وَ نِعمَتِهِ عَلَینَا فِی نَبِیّنَا فَکُنتَ فِی ذَلِکَ کَنَاقِلِ التّمرِ إِلَی هَجَرَ أَو داَعیِ مُسَدّدِهِ إِلَی النّضَالِ وَ زَعَمتَ أَنّ أَفضَلَ النّاسِ فِی الإِسلَامِ فُلَانٌ وَ فُلَانٌ فَذَکَرتَ أَمراً إِن تَمّ اعتَزَلَکَ
وَ قَد کَانَ مِنِ انتِشَارِ حَبلِکُم وَ شِقَاقِکُم مَا لَم تَغبَوا عَنهُ فَعَفَوتُ عَن مُجرِمِکُم وَ رَفَعتُ السّیفَ عَن مُدبِرِکُم وَ قَبِلتُ مِن مُقبِلِکُم فَإِن خَطَت بِکُمُ الأُمُورُ المُردِیَةُ وَ سَفَهُ الآرَاءِ الجَائِرَةِ إِلَی منُاَبذَتَیِ وَ خلِاَفیِ فَهَا أَنَا ذَا قَد قَرّبتُ جیِاَدیِ وَ رَحَلتُ رکِاَبیِ وَ لَئِن ألَجأَتمُوُنیِ إِلَی المَسِیرِ
فَاتّقِ اللّهَ فِیمَا لَدَیکَ وَ انظُر فِی حَقّهِ عَلَیکَ وَ ارجِع إِلَی مَعرِفَةِ مَا لَا تُعذَرُ بِجَهَالَتِهِ فَإِنّ لِلطّاعَةِ أَعلَاماً وَاضِحَةً وَ سُبُلًا نَیّرَةً وَ مَحَجّةً نَهجَةً وَ غَایَةً مُطّلَبَةً یَرِدُهَا الأَکیَاسُ وَ یُخَالِفُهَا الأَنکَاسُ مَن نَکَبَ عَنهَا جَارَ عَنِ الحَقّ وَ خَبَطَ فِی التّیهِ وَ غَیّرَ اللّهُ نِعمَتَهُ وَ أَحَلّ بِهِ نِقمَتَهُ فَنَفسَکَ نَفسَکَ فَقَد بَیّنَ اللّهُ لَکَ سَبِیلَکَ وَ حَیثُ تَنَاهَت بِکَ أُمُورُکَ فَقَد أَجرَیتَ إِلَی غَایَةِ خُسرٍ وَ مَحَلّةِ کُفرٍ فَإِنّ نَفسَکَ قَد أَولَجَتکَ شَرّاً وَ أَقحَمَتکَ غَیّاً وَ أَورَدَتکَ المَهَالِکَ وَ أَوعَرَت عَلَیکَ المَسَالِکَ
عندانصرافه من صفین
مِنَ الوَالِدِ الفَانِ المُقِرّ لِلزّمَانِ المُدبِرِ العُمُرِ المُستَسلِمِ لِلدّنیَا السّاکِنِ مَسَاکِنَ المَوتَی وَ الظّاعِنِ عَنهَا غَداً إِلَی المَولُودِ المُؤَمّلِ مَا لَا یُدرِکُ السّالِکِ سَبِیلَ مَن قَد هَلَکَ غَرَضِ الأَسقَامِ وَ رَهِینَةِ الأَیّامِ وَ رَمِیّةِ المَصَائِبِ وَ عَبدِ الدّنیَا وَ تَاجِرِ الغُرُورِ وَ غَرِیمِ المَنَایَا وَ أَسِیرِ المَوتِ وَ حَلِیفِ الهُمُومِ وَ قَرِینِ الأَحزَانِ وَ نُصُبِ الآفَاتِ وَ صَرِیعِ الشّهَوَاتِ وَ خَلِیفَةِ الأَموَاتِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ فِیمَا تَبَیّنتُ مِن إِدبَارِ الدّنیَا عنَیّ وَ جُمُوحِ الدّهرِ عَلَیّ وَ إِقبَالِ الآخِرَةِ إلِیَّ مَا یزَعَنُیِ عَن ذِکرِ مَن سوِاَیَ وَ الِاهتِمَامِ بِمَا ورَاَئیِ غَیرَ أنَیّ حَیثُ تَفَرّدَ بیِ دُونَ هُمُومِ النّاسِ هَمّ نفَسیِ فصَدَفَنَیِ رأَییِ وَ صرَفَنَیِ عَن هوَاَیَ وَ صَرّحَ لِی مَحضُ أمَریِ فَأَفضَی بیِ إِلَی جِدّ لَا یَکُونُ فِیهِ لَعِبٌ وَ صِدقٍ لَا یَشُوبُهُ کَذِبٌ وَ وَجَدتُکَ
عَضیِ بَل وَجَدتُکَ کلُیّ حَتّی کَأَنّ شَیئاً لَو أَصَابَکَ أصَاَبنَیِ وَ کَأَنّ المَوتَ لَو أَتَاکَ أتَاَنیِ فعَنَاَنیِ
یَا بنُیَّ أَکثِر مِن ذِکرِ المَوتِ وَ ذِکرِ مَا تَهجُمُ عَلَیهِ وَ تفُضیِ بَعدَ المَوتِ إِلَیهِ حَتّی یَأتِیَکَ وَ قَد أَخَذتَ مِنهُ حِذرَکَ وَ شَدَدتَ لَهُ أَزرَکَ وَ لَا یَأتِیَکَ بَغتَةً فَیَبهَرَکَ وَ إِیّاکَ أَن تَغتَرّ بِمَا تَرَی مِن إِخلَادِ أَهلِ الدّنیَا إِلَیهَا وَ تَکَالُبِهِم عَلَیهَا فَقَد نَبّأَکَ اللّهُ عَنهَا وَ نَعَت هیَِ لَکَ عَن نَفسِهَا وَ تَکَشّفَت لَکَ عَن مَسَاوِیهَا فَإِنّمَا أَهلُهَا کِلَابٌ عَاوِیَةٌ وَ سِبَاعٌ ضَارِیَةٌ یَهِرّ بَعضُهَا عَلَی بَعضٍ وَ یَأکُلُ عَزِیزُهَا ذَلِیلَهَا وَ یَقهَرُ کَبِیرُهَا صَغِیرَهَا نَعَمٌ مُعَقّلَةٌ وَ أُخرَی مُهمَلَةٌ قَد أَضَلّت عُقُولَهَا وَ رَکِبَت مَجهُولَهَا سُرُوحُ عَاهَةٍ بِوَادٍ وَعثٍ
رُوَیداً یُسفِرُ الظّلَامُ کَأَن قَد وَرَدَتِ الأَظعَانُ یُوشِکُ مَن أَسرَعَ أَن یَلحَقَ وَ اعلَم یَا بنُیَّ أَنّ مَن کَانَت مَطِیّتُهُ اللّیلَ وَ النّهَارَ فَإِنّهُ یُسَارُ بِهِ وَ إِن کَانَ وَاقِفاً وَ یَقطَعُ المَسَافَةَ وَ إِن کَانَ مُقِیماً وَادِعاً وَ اعلَم یَقِیناً أَنّکَ لَن تَبلُغَ أَمَلَکَ وَ لَن تَعدُوَ أَجَلَکَ وَ أَنّکَ فِی سَبِیلِ مَن کَانَ قَبلَکَ فَخَفّض فِی الطّلَبِ وَ أَجمِل فِی المُکتَسَبِ فَإِنّهُ رُبّ طَلَبٍ قَد جَرّ إِلَی حَرَبٍ وَ لَیسَ کُلّ طَالِبٍ بِمَرزُوقٍ وَ لَا کُلّ مُجمِلٍ بِمَحرُومٍ وَ أَکرِم نَفسَکَ عَن کُلّ دَنِیّةٍ وَ إِن سَاقَتکَ إِلَی الرّغَائِبِ فَإِنّکَ لَن تَعتَاضَ بِمَا تَبذُلُ مِن نَفسِکَ عِوَضاً وَ لَا تَکُن عَبدَ غَیرِکَ وَ قَد جَعَلَکَ اللّهُ حُرّاً وَ مَا خَیرُ خَیرٍ لَا یُنَالُ إِلّا بِشَرّ وَ یُسرٍ لَا یُنَالُ إِلّا بِعُسرٍ وَ إِیّاکَ أَن تُوجِفَ بِکَ مَطَایَا الطّمَعِ فَتُورِدَکَ مَنَاهِلَ
وَ تَلَافِیکَ مَا فَرَطَ مِن صَمتِکَ أَیسَرُ مِن إِدرَاکِکَ مَا فَاتَ مِن مَنطِقِکَ وَ حِفظُ مَا فِی الوِعَاءِ بِشَدّ الوِکَاءِ وَ حِفظُ مَا فِی یَدَیکَ أَحَبّ إلِیَّ مِن طَلَبِ مَا فِی یدَیَ غَیرِکَ وَ مَرَارَةُ الیَأسِ خَیرٌ مِنَ الطّلَبِ إِلَی النّاسِ وَ الحِرفَةُ مَعَ العِفّةِ خَیرٌ مِنَ الغِنَی مَعَ الفُجُورِ وَ المَرءُ أَحفَظُ لِسِرّهِ وَ رُبّ سَاعٍ فِیمَا یَضُرّهُ مَن أَکثَرَ أَهجَرَ وَ مَن تَفَکّرَ أَبصَرَ قَارِن أَهلَ الخَیرِ تَکُن مِنهُم وَ بَایِن أَهلَ الشّرّ تَبِن عَنهُم بِئسَ الطّعَامُ الحَرَامُ وَ ظُلمُ الضّعِیفِ أَفحَشُ الظّلمِ إِذَا کَانَ الرّفقُ خُرقاً کَانَ الخُرقُ رِفقاً رُبّمَا کَانَ الدّوَاءُ دَاءً وَ الدّاءُ دَوَاءً وَ رُبّمَا نَصَحَ غَیرُ النّاصِحِ وَ غَشّ المُستَنصَحُ وَ إِیّاکَ وَ الِاتّکَالَ عَلَی المُنَی فَإِنّهَا بَضَائِعُ النّوکَی وَ العَقلُ حِفظُ التّجَارِبِ وَ خَیرُ مَا جَرّبتَ مَا وَعَظَکَ بَادِرِ الفُرصَةَ قَبلَ أَن تَکُونَ غُصّةً لَیسَ کُلّ طَالِبٍ یُصِیبُ وَ لَا کُلّ غَائِبٍ یَئُوبُ وَ مِنَ الفَسَادِ إِضَاعَةُ الزّادِ وَ مَفسَدَةُ المَعَادِ وَ لِکُلّ أَمرٍ عَاقِبَةٌ سَوفَ یَأتِیکَ مَا قُدّرَ لَکَ التّاجِرُ مُخَاطِرٌ وَ رُبّ یَسِیرٍ أَنمَی مِن کَثِیرٍ لَا خَیرَ فِی
وَ إِیّاکَ وَ مُشَاوَرَةَ النّسَاءِ فَإِنّ رَأیَهُنّ إِلَی أَفنٍ وَ عَزمَهُنّ إِلَی وَهنٍ وَ اکفُف عَلَیهِنّ مِن أَبصَارِهِنّ بِحِجَابِکَ إِیّاهُنّ فَإِنّ شِدّةَ الحِجَابِ أَبقَی عَلَیهِنّ وَ لَیسَ خُرُوجُهُنّ بِأَشَدّ مِن إِدخَالِکَ مَن لَا یُوثَقُ بِهِ عَلَیهِنّ وَ إِنِ استَطَعتَ أَلّا یَعرِفنَ غَیرَکَ فَافعَل وَ لَا تُمَلّکِ المَرأَةَ مِن أَمرِهَا مَا جَاوَزَ نَفسَهَا فَإِنّ المَرأَةَ رَیحَانَةٌ وَ لَیسَت بِقَهرَمَانَةٍ وَ لَا تَعدُ بِکَرَامَتِهَا نَفسَهَا وَ لَا تُطمِعهَا فِی أَن تَشفَعَ لِغَیرِهَا وَ إِیّاکَ وَ التّغَایُرَ فِی غَیرِ مَوضِعِ غَیرَةٍ فَإِنّ ذَلِکَ یَدعُو الصّحِیحَةَ إِلَی السّقَمِ وَ البَرِیئَةَ إِلَی الرّیَبِ وَ اجعَل لِکُلّ إِنسَانٍ مِن خَدَمِکَ عَمَلًا تَأخُذُهُ بِهِ فَإِنّهُ أَحرَی أَلّا یَتَوَاکَلُوا فِی خِدمَتِکَ وَ أَکرِم عَشِیرَتَکَ فَإِنّهُم جَنَاحُکَ ألّذِی بِهِ تَطِیرُ وَ أَصلُکَ ألّذِی إِلَیهِ تَصِیرُ وَ یَدُکَ التّیِ بِهَا تَصُولُ
استَودِعِ اللّهَ دِینَکَ وَ دُنیَاکَ وَ اسأَلهُ خَیرَ القَضَاءِ لَکَ فِی العَاجِلَةِ وَ الآجِلَةِ وَ الدّنیَا وَ الآخِرَةِ وَ السّلَامُ
وَ أَردَیتَ جِیلًا مِنَ النّاسِ کَثِیراً خَدَعتَهُم بِغَیّکَ وَ أَلقَیتَهُم فِی مَوجِ بَحرِکَ تَغشَاهُمُ الظّلُمَاتُ وَ تَتَلَاطَمُ بِهِمُ الشّبُهَاتُ فَجَازُوا عَن وِجهَتِهِم وَ نَکَصُوا عَلَی أَعقَابِهِم وَ تَوَلّوا عَلَی أَدبَارِهِم وَ عَوّلُوا عَلَی أَحسَابِهِم إِلّا مَن فَاءَ مِن أَهلِ البَصَائِرِ فَإِنّهُم فَارَقُوکَ بَعدَ مَعرِفَتِکَ وَ هَرَبُوا إِلَی اللّهِ مِن مُوَازَرَتِکَ إِذ حَمَلتَهُم عَلَی الصّعبِ وَ عَدَلتَ بِهِم عَنِ القَصدِ فَاتّقِ اللّهَ یَا مُعَاوِیَةُ فِی نَفسِکَ وَ جَاذِبِ الشّیطَانَ قِیَادَکَ فَإِنّ الدّنیَا مُنقَطِعَةٌ عَنکَ وَ الآخِرَةَ قَرِیبَةٌ مِنکَ وَ السّلَامُ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ عیَنیِ بِالمَغرِبِ کَتَبَ إلِیَّ یعُلمِنُیِ أَنّهُ
أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَیِ مَوجِدَتُکَ مِن تَسرِیحِ الأَشتَرِ إِلَی عَمَلِکَ وَ إنِیّ لَم أَفعَل ذَلِکَ استِبطَاءً لَکَ فِی الجَهدَ وَ لَا ازدِیَاداً لَکَ فِی الجِدّ وَ لَو نَزَعتُ مَا تَحتَ یَدِکَ مِن سُلطَانِکَ لَوَلّیتُکَ مَا هُوَ أَیسَرُ عَلَیکَ مَئُونَةً وَ أَعجَبُ إِلَیکَ وِلَایَةً إِنّ الرّجُلَ ألّذِی کُنتُ وَلّیتُهُ أَمرَ مِصرَ کَانَ رَجُلًا لَنَا نَاصِحاً وَ عَلَی عَدُوّنَا شَدِیداً نَاقِماً فَرَحِمَهُ اللّهُ فَلَقَدِ استَکمَلَ أَیّامَهُ وَ لَاقَی
أَمّا بَعدُ فَإِنّ مِصرَ قَدِ افتُتِحَت وَ مُحَمّدُ بنُ أَبِی بَکرٍ رَحِمَهُ اللّهُ قَدِ استُشهِدَ فَعِندَ اللّهِ نَحتَسِبُهُ وَلَداً نَاصِحاً وَ عَامِلًا کَادِحاً وَ سَیفاً قَاطِعاً وَ رُکناً دَافِعاً وَ قَد کُنتُ حَثَثتُ النّاسَ عَلَی لَحَاقِهِ وَ أَمَرتُهُم بِغِیَاثِهِ قَبلَ الوَقعَةِ وَ دَعَوتُهُم سِرّاً وَ جَهراً وَ عَوداً وَ بَدءاً فَمِنهُمُ الآتیِ کَارِهاً وَ مِنهُمُ المُعتَلّ کَاذِباً وَ مِنهُمُ القَاعِدُ خَاذِلًا أَسأَلُ اللّهَ تَعَالَی أَن یَجعَلَ لِی مِنهُم فَرَجاً عَاجِلًا فَوَاللّهِ لَو لَا طمَعَیِ
عِندَ لقِاَئیِ عدَوُیّ فِی الشّهَادَةِ وَ توَطیِنیِ نفَسیِ عَلَی المَنِیّةِ لَأَحبَبتُ أَلّا أَلقَی مَعَ هَؤُلَاءِ یَوماً وَاحِداً وَ لَا ألَتقَیَِ بِهِم أَبَداً
فَسَرّحتُ إِلَیهِ جَیشاً کَثِیفاً مِنَ المُسلِمِینَ فَلَمّا بَلَغَهُ ذَلِکَ شَمّرَ هَارِباً وَ نَکَصَ نَادِماً فَلَحِقُوهُ بِبَعضِ الطّرِیقِ وَ قَد طَفّلَتِ الشّمسُ لِلإِیَابِ فَاقتَتَلُوا شَیئاً کَلَا وَ لَا فَمَا کَانَ إِلّا کَمَوقِفِ سَاعَةٍ حَتّی نَجَا جَرِیضاً بَعدَ مَا أُخِذَ مِنهُ بِالمُخَنّقِ وَ لَم یَبقَ مِنهُ غَیرُ الرّمَقِ فَلَأیاً بلِأَیٍ مَا نَجَا فَدَع عَنکَ قُرَیشاً وَ تَرکَاضَهُم فِی الضّلَالِ وَ تَجوَالَهُم فِی الشّقَاقِ وَ جِمَاحَهُم فِی التّیهِ فَإِنّهُم قَد أَجمَعُوا عَلَی حرَبیِ کَإِجمَاعِهِم عَلَی حَربِ رَسُولِ اللّهِص قبَلیِ فَجَزَت قُرَیشاً عنَیّ الجوَاَزیِ فَقَد قَطَعُوا رحَمِیِ وَ سلَبَوُنیِ سُلطَانَ ابنِ أمُیّ وَ أَمّا مَا سَأَلتَ عَنهُ مِن رأَییِ فِی القِتَالِ فَإِنّ رأَییِ قِتَالُ المُحِلّینَ حَتّی أَلقَی اللّهَ لَا یزَیِدنُیِ کَثرَةُ النّاسِ حوَلیِ عِزّةً وَ لَا تَفَرّقُهُم عنَیّ وَحشَةً وَ لَا تَحسَبَنّ ابنَ أَبِیکَ وَ لَو أَسلَمَهُ النّاسُ مُتَضَرّعاً مُتَخَشّعاً وَ لَا مُقِرّاً لِلضّیمِ وَاهِناً وَ لَا سَلِسَ الزّمَامِ
فَسُبحَانَ اللّهِ مَا أَشَدّ لُزُومَکَ لِلأَهوَاءَ المُبتَدَعَةِ وَ الحَیرَةِ المُتّبَعَةِ مَعَ تَضیِیعِ الحَقَائِقِ وَ اطّرَاحِ الوَثَائِقِ التّیِ هیَِ لِلّهِ طِلبَةٌ وَ عَلَی عِبَادِهِ حُجّةٌ فَأَمّا إِکثَارُکَ الحِجَاجَ عَلَی عُثمَانَ وَ قَتَلَتِهِ فَإِنّکَ إِنّمَا نَصَرتَ عُثمَانَ حَیثُ کَانَ النّصرُ لَکَ وَ خَذَلتَهُ حَیثُ کَانَ النّصرُ لَهُ وَ السّلَامُ
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیّ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ إِلَی القَومِ الّذِینَ غَضِبُوا لِلّهِ حِینَ
فَإِنّکَ قَد جَعَلتَ دِینَکَ تَبَعاً لِدُنیَا امرِئٍ ظَاهِرٍ غَیّهُ مَهتُوکٍ سِترُهُ یَشِینُ الکَرِیمَ بِمَجلِسِهِ وَ یُسَفّهُ الحَلِیمَ بِخِلطَتِهِ فَاتّبَعتَ أَثَرَهُ وَ طَلَبتَ فَضلَهُ اتّبَاعَ الکَلبِ لِلضّرغَامِ یَلُوذُ بِمَخَالِبِهِ وَ یَنتَظِرُ مَا یُلقَی إِلَیهِ مِن فَضلِ فَرِیسَتِهِ فَأَذهَبتَ دُنیَاکَ وَ آخِرَتَکَ وَ لَو
أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَیِ عَنکَ أَمرٌ إِن کُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أَسخَطتَ رَبّکَ وَ عَصَیتَ إِمَامَکَ وَ أَخزَیتَ أَمَانَتَکَ بلَغَنَیِ أَنّکَ جَرّدتَ الأَرضَ فَأَخَذتَ مَا تَحتَ قَدَمَیکَ وَ أَکَلتَ مَا تَحتَ یَدَیکَ فَارفَع إلِیَّ حِسَابَکَ وَ اعلَم أَنّ حِسَابَ اللّهِ أَعظَمُ مِن حِسَابِ النّاسِ وَ السّلَامُ
أَمّا بَعدُ فإَنِیّ کُنتُ أَشرَکتُکَ فِی أمَاَنتَیِ وَ جَعَلتُکَ شعِاَریِ وَ بطِاَنتَیِ وَ لَم یَکُن رَجُلٌ مِن أهَلیِ أَوثَقَ مِنکَ فِی نفَسیِ لمِوُاَساَتیِ وَ موُاَزرَتَیِ وَ أَدَاءِ الأَمَانَةِ إلِیَّ فَلَمّا رَأَیتَ الزّمَانَ عَلَی ابنِ عَمّکَ
أَمّا بَعدُ فإَنِیّ قَد وَلّیتُ النّعمَانَ بنِ عَجلَانَ الزرّقَیِّ عَلَی البَحرَینِ وَ نَزَعتُ یَدَکَ بِلَا ذَمّ لَکَ وَ لَا تَثرِیبٍ عَلَیکَ فَلَقَد أَحسَنتَ الوِلَایَةَ وَ أَدّیتَ الأَمَانَةَ فَأَقبِل غَیرَ ظَنِینٍ وَ لَا مَلُومٍ وَ لَا مُتّهَمٍ وَ لَا مَأثُومٍ فَلَقَد أَرَدتُ المَسِیرَ إِلَی ظَلَمَةِ أَهلِ الشّامِ وَ أَحبَبتُ أَن تَشهَدَ معَیِ فَإِنّکَ مِمّن أَستَظهِرُ بِهِ عَلَی جِهَادِ العَدُوّ وَ إِقَامَةِ عَمُودِ الدّینِ إِن شَاءَ اللّهُ
بلَغَنَیِ عَنکَ أَمرٌ إِن کُنتَ فَعَلتَهُ فَقَد أَسخَطتَ إِلَهَکَ وَ عَصَیتَ إِمَامَکَ أَنّکَ تَقسِمُ فیَءَ المُسلِمِینَ ألّذِی حَازَتهُ رِمَاحُهُم وَ خُیُولُهُم وَ أُرِیقَت عَلَیهِ دِمَاؤُهُم فِیمَنِ اعتَامَکَ مِن أَعرَابِ قَومِکَ فوَاَلذّیِ فَلَقَ الحَبّةَ وَ بَرَأَ النّسَمَةَ لَئِن کَانَ ذَلِکَ حَقّاً لَتَجِدَنّ لَکَ عَلَیّ هَوَاناً وَ لَتَخِفّنّ عنِدیِ مِیزَاناً فَلَا تَستَهِن بِحَقّ رَبّکَ وَ لَا تُصلِح دُنیَاکَ بِمَحقِ دِینِکَ فَتَکُونَ مِنَ الأَخسَرِینَ أَعمَالًا أَلَا وَ إِنّ حَقّ مَن قِبَلَکَ وَ قِبَلَنَا مِنَ المُسلِمِینَ فِی قِسمَةِ هَذَا الفیَءِ سَوَاءٌ یَرِدُونَ عنِدیِ عَلَیهِ وَ یَصدُرُونَ عَنهُ
وَ قَد عَرَفتُ أَنّ مُعَاوِیَةَ کَتَبَ إِلَیکَ یَستَزِلّ لُبّکَ وَ یَستَفِلّ غَربَکَ فَاحذَرهُ فَإِنّمَا هُوَ الشّیطَانُ یأَتیِ المَرءَ
أَمّا بَعدُ یَا ابنَ حُنَیفٍ فَقَد بلَغَنَیِ أَنّ رَجُلًا مِن فِتیَةِ أَهلِ البَصرَةِ دَعَاکَ إِلَی مَأدُبَةٍ فَأَسرَعتَ إِلَیهَا تُستَطَابُ لَکَ الأَلوَانُ وَ تُنقَلُ إِلَیکَ الجِفَانُ وَ مَا ظَنَنتُ أَنّکَ تُجِیبُ إِلَی طَعَامِ قَومٍ عَائِلُهُم مَجفُوّ وَ غَنِیّهُم مَدعُوّ فَانظُر إِلَی مَا تَقضَمُهُ
أَمّا بَعدُ فَإِنّکَ مِمّن أَستَظهِرُ بِهِ عَلَی إِقَامَةِ الدّینِ وَ أَقمَعُ بِهِ نَخوَةَ الأَثِیمِ وَ أَسُدّ بِهِ لَهَاةَ الثّغرِ المَخُوفِ فَاستَعِن بِاللّهِ عَلَی مَا أَهَمّکَ وَ اخلِطِ الشّدّةَ بِضِغثٍ مِنَ اللّینِ
أُوصِیکُمَا بِتَقوَی اللّهِ وَ أَلّا تَبغِیَا الدّنیَا وَ إِن بَغَتکُمَا وَ لَا تَأسَفَا عَلَی شَیءٍ مِنهَا زوُیَِ عَنکُمَا وَ قُولَا بِالحَقّ وَ اعمَلَا لِلأَجرِ وَ کُونَا لِلظّالِمِ خَصماً وَ لِلمَظلُومِ عَوناً أُوصِیکُمَا وَ جَمِیعَ ولَدَیِ وَ أهَلیِ وَ مَن بَلَغَهُ کتِاَبیِ بِتَقوَی اللّهِ وَ نَظمِ أَمرِکُم وَ صَلَاحِ ذَاتِ بَینِکُم فإَنِیّ سَمِعتُ جَدّکُمَاص یَقُولُ صَلَاحُ ذَاتِ البَینِ أَفضَلُ مِن عَامّةِ الصّلَاةِ وَ الصّیَامِ اللّهَ اللّهَ فِی الأَیتَامِ فَلَا تُغِبّوا أَفوَاهَهُم وَ لَا یَضِیعُوا بِحَضرَتِکُم
فَإِنّ البغَیَ وَ الزّورَ یُوتِغَانِ المَرءَ فِی دِینِهِ وَ دُنیَاهُ وَ یُبدِیَانِ خَلَلَهُ
عِندَ مَن یَعِیبُهُ وَ قَد عَلِمتُ أَنّکَ غَیرُ مُدرِکٍ مَا قضُیَِ فَوَاتُهُ وَ قَد رَامَ أَقوَامٌ أَمراً بِغَیرِ الحَقّ فَتَأَلّوا عَلَی اللّهِ فَأَکذَبَهُم فَاحذَر یَوماً یَغتَبِطُ فِیهِ مَن أَحمَدَ عَاقِبَةَ عَمَلِهِ وَ یَندَمُ مَن أَمکَنَ الشّیطَانَ مِن قِیَادِهِ فَلَم یُجَاذِبهُ وَ قَد دَعَوتَنَا إِلَی حُکمِ القُرآنِ وَ لَستَ مِن أَهلِهِ وَ لَسنَا إِیّاکَ أَجَبنَا وَ لَکِنّا أَجَبنَا القُرآنَ فِی حُکمِهِ وَ السّلَامُ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ الدّنیَا مَشغَلَةٌ عَن غَیرِهَا وَ لَم یُصِب صَاحِبُهَا مِنهَا شَیئاً إِلّا فَتَحَت لَهُ حِرصاً عَلَیهَا وَ لَهَجاً بِهَا وَ لَن یسَتغَنیَِ صَاحِبُهَا بِمَا نَالَ فِیهَا عَمّا لَم یَبلُغهُ مِنهَا وَ مِن وَرَاءِ ذَلِکَ فِرَاقُ مَا جَمَعَ وَ نَقضُ مَا أَبرَمَ وَ لَوِ اعتَبَرتَ بِمَا مَضَی حَفِظتَ مَا بقَیَِ وَ السّلَامُ
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیّ بنِ أَبِی طَالِبٍ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ إِلَی أَصحَابِ المَسَالِحِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ حَقّاً عَلَی الواَلیِ أَلّا یُغَیّرَهُ عَلَی رَعِیّتِهِ فَضلٌ نَالَهُ وَ لَا طَولٌ خُصّ بِهِ وَ أَن یَزِیدَهُ مَا قَسَمَ اللّهُ لَهُ مِن نِعَمِهِ دُنُوّاً مِن عِبَادِهِ وَ عَطفاً عَلَی إِخوَانِهِ أَلَا وَ إِنّ لَکُم عنِدیِ أَلّا أَحتَجِزَ دُونَکُم سِرّاً إِلّا فِی حَربٍ وَ لَا أطَویَِ دُونَکُم أَمراً إِلّا فِی حُکمٍ وَ لَا أُؤَخّرَ لَکُم حَقّاً عَن مَحَلّهِ وَ لَا أَقِفَ بِهِ دُونَ مَقطَعِهِ وَ أَن تَکُونُوا عنِدیِ فِی الحَقّ سَوَاءً فَإِذَا فَعَلتُ ذَلِکَ وَجَبَت لِلّهِ عَلَیکُمُ النّعمَةُ وَ لِی عَلَیکُمُ الطّاعَةُ وَ أَلّا تَنکُصُوا عَن دَعوَةٍ وَ لَا تُفَرّطُوا فِی صَلَاحٍ وَ أَن تَخُوضُوا الغَمَرَاتِ إِلَی الحَقّ فَإِن أَنتُم لَم تَستَقِیمُوا لِی عَلَی ذَلِکَ لَم یَکُن أَحَدٌ أَهوَنَ عَلَیّ مِمّنِ اعوَجّ مِنکُم ثُمّ أُعظِمُ لَهُ العُقُوبَةَ وَ لَا یَجِدُ عنِدیِ فِیهَا رُخصَةً فَخُذُوا هَذَا مِن أُمَرَائِکُم وَ أَعطُوهُم مِن أَنفُسِکُم مَا یُصلِحُ اللّهُ بِهِ أَمرَکُم وَ السّلَامُ
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیّ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ إِلَی أَصحَابِ الخَرَاجِ أَمّا بَعدُ فَإِنّ مَن لَم یَحذَر مَا هُوَ صَائِرٌ إِلَیهِ لَم یُقَدّم لِنَفسِهِ مَا یُحرِزُهَا وَ اعلَمُوا أَنّ مَا کُلّفتُم بِهِ یَسِیرٌ وَ أَنّ ثَوَابَهُ کَثِیرٌ وَ لَو لَم یَکُن فِیمَا نَهَی اللّهُ عَنهُ مِنَ البغَیِ وَ العُدوَانِ عِقَابٌ یُخَافُ لَکَانَ فِی ثَوَابِ اجتِنَابِهِ مَا لَا عُذرَ فِی تَرکِ طَلَبِهِ فَأَنصِفُوا النّاسَ مِن أَنفُسِکُم وَ اصبِرُوا لِحَوَائِجِهِم فَإِنّکُم خُزّانُ الرّعِیّةِ وَ وُکَلَاءُ الأُمّةِ وَ سُفَرَاءُ الأَئِمّةِ وَ لَا تُحشِمُوا أَحَداً عَن حَاجَتِهِ وَ لَا تَحبِسُوهُ عَن طَلِبَتِهِ وَ لَا تَبِیعُنّ لِلنّاسِ فِی الخَرَاجِ کِسوَةَ شِتَاءٍ وَ لَا صَیفٍ وَ لَا دَابّةً یَعتَمِلُونَ عَلَیهَا وَ لَا عَبداً وَ لَا تَضرِبُنّ أَحَداً سَوطاً لِمَکَانِ دِرهَمٍ وَ لَا تَمَسّنّ مَالَ أَحَدٍ مِنَ النّاسِ مُصَلّ وَ لَا مُعَاهَدٍ إِلّا أَن تَجِدُوا فَرَساً أَو سِلَاحاً یُعدَی بِهِ عَلَی أَهلِ الإِسلَامِ فَإِنّهُ لَا ینَبغَیِ لِلمُسلِمِ أَن یَدَعَ ذَلِکَ فِی أیَدیِ أَعدَاءِ الإِسلَامِ فَیَکُونَ شَوکَةً عَلَیهِ وَ لَا تَدّخِرُوا أَنفُسَکُم نَصِیحَةً وَ لَا الجُندَ حُسنَ سِیرَةٍ وَ لَا الرّعِیّةَ مَعُونَةً وَ لَا دِینَ اللّهِ قُوّةً وَ أَبلُوا فِی سَبِیلِ اللّهِ مَا استَوجَبَ عَلَیکُم فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَدِ اصطَنَعَ عِندَنَا
أَمّا بَعدُ فَصَلّوا بِالنّاسِ الظّهرَ حَتّی تفَیِءَ الشّمسُ مِن مَربِضِ العَنزِ وَ صَلّوا بِهِمُ العَصرَ وَ الشّمسُ بَیضَاءُ حَیّةٌ فِی عُضوٍ مِنَ النّهَارِ حِینَ یُسَارُ فِیهَا فَرسَخَانِ وَ صَلّوا بِهِمُ المَغرِبَ حِینَ یُفطِرُ الصّائِمُ وَ یَدفَعُ الحَاجّ إِلَی مِنًی وَ صَلّوا بِهِمُ العِشَاءَ حِینَ یَتَوَارَی الشّفَقُ إِلَی ثُلُثِ اللّیلِ وَ صَلّوا بِهِمُ الغَدَاةَ وَ الرّجُلُ یَعرِفُ وَجهَ صَاحِبِهِ وَ صَلّوا بِهِم صَلَاةَ أَضعَفِهِم وَ لَا تَکُونُوا فَتّانِینَ
بِسمِ اللّهِ الرّحمَنِ الرّحِیمِ هَذَا مَا أَمَرَ بِهِ عَبدُ اللّهِ عَلِیّ أَمِیرُ المُؤمِنِینَ مَالِکَ بنَ الحَارِثِ الأَشتَرَ
أَمّا بَعدُ فَقَد عَلِمتُمَا وَ إِن کَتَمتُمَا أنَیّ لَم أُرِدِ النّاسَ حَتّی أرَاَدوُنیِ وَ لَم أُبَایِعهُم حَتّی باَیعَوُنیِ وَ إِنّکُمَا مِمّن أرَاَدنَیِ وَ باَیعَنَیِ وَ إِنّ العَامّةَ لَم تبُاَیعِنیِ لِسُلطَانٍ غَالِبٍ وَ لَا لِعَرَضٍ حَاضِرٍ فَإِن
أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ قَد جَعَلَ الدّنیَا لِمَا بَعدَهَا وَ ابتَلَی فِیهَا أَهلَهَا لِیَعلَمَ أَیّهُم أَحسَنُ عَمَلًا وَ لَسنَا لِلدّنیَا خُلِقنَا وَ لَا باِلسعّیِ فِیهَا أُمِرنَا وَ إِنّمَا وُضِعنَا فِیهَا لنِبُتلَیَ بِهَا وَ قَدِ ابتلَاَنیِ اللّهُ بِکَ وَ ابتَلَاکَ بیِ فَجَعَلَ أَحَدَنَا حُجّةً عَلَی الآخَرِ فَعَدَوتَ عَلَی الدّنیَا بِتَأوِیلِ القُرآنِ فطَلَبَتنَیِ بِمَا لَم تَجنِ یدَیِ وَ لَا لسِاَنیِ وَ عَصَیتَهُ أَنتَ وَ أَهلُ الشّامِ بیِ وَ أَلّبَ عَالِمُکُم جَاهِلَکُم وَ قَائِمُکُم قَاعِدَکُم
اتّقِ اللّهَ فِی کُلّ صَبَاحٍ وَ مَسَاءٍ وَ خَف عَلَی نَفسِکَ الدّنیَا الغَرُورَ وَ لَا تَأمَنهَا عَلَی حَالٍ وَ اعلَم أَنّکَ إِن لَم تَردَع نَفسَکَ عَن کَثِیرٍ مِمّا تُحِبّ مَخَافَةَ مَکرُوهٍ سَمَت بِکَ الأَهوَاءُ إِلَی کَثِیرٍ مِنَ الضّرَرِ فَکُن لِنَفسِکَ مَانِعاً رَادِعاً وَ لِنَزوَتِکَ
عِندَ الحَفِیظَةِ وَاقِماً قَامِعاً
عندمسیره من المدینة إلی البصرة
أَمّا بَعدُ فإَنِیّ خَرَجتُ مِن حیَیّ هَذَا إِمّا ظَالِماً وَ إِمّا
وَ کَانَ بَدءُ أَمرِنَا أَنّا التَقَینَا وَ القَومُ مِن أَهلِ الشّامِ وَ الظّاهِرُ أَنّ رَبّنَا وَاحِدٌ وَ نَبِیّنَا وَاحِدٌ وَ دَعوَتَنَا فِی الإِسلَامِ وَاحِدَةٌ وَ لَا نَستَزِیدُهُم فِی الإِیمَانِ بِاللّهِ وَ التّصدِیقِ بِرَسُولِهِ وَ لَا یَستَزِیدُونَنَا الأَمرُ وَاحِدٌ إِلّا مَا اختَلَفنَا فِیهِ مِن دَمِ عُثمَانَ وَ نَحنُ مِنهُ بَرَاءٌ فَقُلنَا تَعَالَوا نُدَاوِ مَا لَا یُدرَکُ الیَومَ بِإِطفَاءِ النّائِرَةِ وَ تَسکِینِ العَامّةِ حَتّی یَشتَدّ الأَمرُ وَ یَستَجمِعَ فَنَقوَی عَلَی وَضعِ الحَقّ مَوَاضِعَهُ فَقَالُوا بَل نُدَاوِیهِ بِالمُکَابَرَةِ فَأَبَوا حَتّی جَنَحَتِ الحَربُ وَ رَکَدَت وَ وَقَدَت نِیرَانُهَا وَ حَمِشَت فَلَمّا ضَرّسَتنَا وَ إِیّاهُم وَ وَضَعَت مَخَالِبَهَا فِینَا وَ فِیهِم أَجَابُوا
عِندَ ذَلِکَ إِلَی ألّذِی دَعَونَاهُم إِلَیهِ فَأَجَبنَاهُم إِلَی مَا دَعَوا وَ سَارَعنَاهُم إِلَی مَا طَلَبُوا حَتّی استَبَانَت عَلَیهِمُ الحُجّةُ وَ انقَطَعَت مِنهُمُ المَعذِرَةُ فَمَن تَمّ عَلَی ذَلِکَ مِنهُم فَهُوَ ألّذِی أَنقَذَهُ اللّهُ مِنَ الهَلَکَةِ وَ مَن لَجّ وَ تَمَادَی فَهُوَ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ الواَلیَِ إِذَا اختَلَفَ هَوَاهُ مَنَعَهُ ذَلِکَ کَثِیراً مِنَ العَدلِ فَلیَکُن أَمرُ النّاسِ عِندَکَ فِی الحَقّ سَوَاءً فَإِنّهُ لَیسَ فِی الجَورِ عِوَضٌ مِنَ العَدلِ فَاجتَنِب مَا تُنکِرُ أَمثَالَهُ وَ ابتَذِل نَفسَکَ فِیمَا افتَرَضَ اللّهُ عَلَیکَ رَاجِیاً ثَوَابَهُ وَ مُتَخَوّفاً عِقَابَهُ وَ اعلَم أَنّ الدّنیَا دَارُ بَلِیّةٍ لَم یَفرُغ صَاحِبُهَا فِیهَا قَطّ سَاعَةً إِلّا کَانَت فَرغَتُهُ عَلَیهِ حَسرَةً یَومَ القِیَامَةِ وَ أَنّهُ لَن یُغنِیَکَ عَنِ الحَقّ شَیءٌ أَبَداً وَ مِنَ الحَقّ عَلَیکَ حِفظُ نَفسِکَ وَ الِاحتِسَابُ عَلَی الرّعِیّةِ بِجُهدِکَ فَإِنّ ألّذِی یَصِلُ إِلَیکَ مِن ذَلِکَ أَفضَلُ مِنَ ألّذِی یَصِلُ بِکَ وَ السّلَامُ
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیّ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ إِلَی مَن مَرّ بِهِ الجَیشُ مِن جُبَاةِ الخَرَاجِ وَ عُمّالِ البِلَادِ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ تَضیِیعَ المَرءِ مَا ولُیَّ وَ تَکَلّفَهُ مَا کفُیَِ لَعَجزٌ حَاضِرٌ وَ رأَیٌ مُتَبّرٌ وَ إِنّ تَعَاطِیَکَ الغَارَةَ عَلَی أَهلِ قِرقِیسِیَا وَ تَعطِیلَکَ مَسَالِحَکَ التّیِ وَلّینَاکَ لَیسَ بِهَا مَن یَمنَعُهَا وَ لَا یَرُدّ الجَیشَ عَنهَا لرَأَیٌ شَعَاعٌ فَقَد صِرتَ جِسراً لِمَن أَرَادَ الغَارَةَ مِن أَعدَائِکَ عَلَی أَولِیَائِکَ غَیرَ شَدِیدِ المَنکِبِ وَ لَا مَهِیبِ الجَانِبِ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ بَعَثَ مُحَمّداًص نَذِیراً لِلعَالَمِینَ وَ مُهَیمِناً عَلَی المُرسَلِینَ فَلَمّا مَضَی ع تَنَازَعَ المُسلِمُونَ الأَمرَ مِن بَعدِهِ فَوَاللّهِ مَا کَانَ یُلقَی فِی روُعیِ وَ لَا یَخطُرُ ببِاَلیِ أَنّ العَرَبَ تُزعِجُ هَذَا الأَمرَ مِن بَعدِهِص عَن أَهلِ بَیتِهِ وَ لَا أَنّهُم مُنَحّوهُ عنَیّ مِن بَعدِهِ فَمَا راَعنَیِ إِلّا انثِیَالُ النّاسِ عَلَی فُلَانٍ یُبَایِعُونَهُ فَأَمسَکتُ یدَیِ حَتّی رَأَیتُ رَاجِعَةَ النّاسِ قَد رَجَعَت عَنِ الإِسلَامِ یَدعُونَ إِلَی مَحقِ دَینِ مُحَمّدٍص فَخَشِیتُ إِن لَم أَنصُرِ الإِسلَامَ وَ أَهلَهُ أَن أَرَی فِیهِ ثَلماً أَو هَدماً تَکُونُ المُصِیبَةُ بِهِ عَلَیّ أَعظَمَ مِن فَوتِ وِلَایَتِکُمُ التّیِ إِنّمَا هیَِ مَتَاعُ أَیّامٍ قَلَائِلَ یَزُولُ مِنهَا مَا کَانَ کَمَا یَزُولُ السّرَابُ أَو کَمَا یَتَقَشّعُ السّحَابُ فَنَهَضتُ فِی تِلکَ الأَحدَاثِ حَتّی زَاحَ البَاطِلُ وَ زَهَقَ وَ اطمَأَنّ الدّینُ وَ تَنَهنَهَ
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیّ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ إِلَی عَبدِ اللّهِ بنِ قَیسٍ أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَیِ عَنکَ قَولٌ هُوَ لَکَ وَ عَلَیکَ فَإِذَا قَدِمَ رسَوُلیِ عَلَیکَ فَارفَع ذَیلَکَ وَ اشدُد مِئزَرَکَ وَ اخرُج مِن جُحرِکَ وَ اندُب مَن مَعَکَ فَإِن حَقّقتَ فَانفُذ وَ إِن تَفَشّلتَ فَابعُد وَ ایمُ اللّهِ لَتُؤتَیَنّ مِن حَیثُ أَنتَ وَ لَا تُترَکُ حَتّی یُخلَطَ زُبدُکَ بِخَاثِرِکَ وَ ذَائِبُکَ بِجَامِدِکَ وَ حَتّی تُعجَلُ عَن قِعدَتِکَ وَ تَحذَرَ مِن أَمَامِکَ کَحَذَرِکَ مِن خَلفِکَ وَ مَا هیَِ بِالهُوَینَی التّیِ تَرجُو وَ لَکِنّهَا الدّاهِیَةُ الکُبرَی یُرکَبُ جَمَلُهَا وَ یُذَلّلّ صَعبُهَا وَ یُسَهّلُ جَبَلُهَا فَاعقِل عَقلَکَ وَ املِک أَمرَکَ وَ خُذ نَصِیبَکَ وَ حَظّکَ فَإِن کَرِهتَ فَتَنَحّ إِلَی غَیرِ رَحبٍ وَ لَا فِی نَجَاةٍ فبَاِلحرَیِّ لَتُکفَیَنّ وَ أَنتَ نَائِمٌ حَتّی لَا یُقَالَ أَینَ فُلَانٌ وَ اللّهِ إِنّهُ لَحَقّ مَعَ مُحِقّ وَ مَا أبُاَلیِ مَا صَنَعَ المُلحِدُونَ وَ السّلَامُ
أَمّا بَعدُ فَإِنّا کُنّا نَحنُ وَ أَنتُم عَلَی مَا ذَکَرتَ مِنَ الأُلفَةِ وَ الجَمَاعَةِ فَفَرّقَ بَینَنَا وَ بَینَکُم أَمسِ أَنّا آمَنّا وَ کَفَرتُم وَ الیَومَ أَنّا استَقَمنَا وَ فُتِنتُم وَ مَا أَسلَمَ مُسلِمُکُم إِلّا کَرهاً وَ بَعدَ أَن کَانَ أَنفُ الإِسلَامِ کُلّهُ لِرَسُولِ اللّهِص حِزباً وَ ذَکَرتَ أنَیّ قَتَلتُ طَلحَةَ وَ الزّبَیرَ وَ شَرّدتُ بِعَائِشَةَ وَ نَزَلتُ بَینَ المِصرَینِ وَ ذَلِکَ أَمرٌ غِبتَ عَنهُ فَلَا عَلَیکَ وَ لَا العُذرُ فِیهِ إِلَیکَ وَ ذَکَرتَ أَنّکَ زاَئرِیِ فِی المُهَاجِرِینَ وَ الأَنصَارِ وَ قَدِ انقَطَعَتِ الهِجرَةُ یَومَ أُسِرَ أَخُوکَ فَإِن کَانَ فِیهِ عَجَلٌ فَاستَرفِه فإَنِیّ إِن أَزُرکَ فَذَلِکَ جَدِیرٌ أَن یَکُونَ اللّهُ إِنّمَا بعَثَنَیِ إِلَیکَ لِلنّقمَةِ مِنکَ وَ إِن تزَرُنیِ فَکَمَا قَالَ أَخُو بنَیِ أَسَدٍ
مُستَقبِلِینَ رِیَاحَ الصّیفِ تَضرِبُهُم || بِحَاصِبٍ بَینَ أَغوَارٍ وَ جُلمُودِ
وَ عنِدیِ السّیفُ ألّذِی أَعضَضتُهُ بِجَدّکَ وَ خَالِکَ وَ أَخِیکَ فِی
أَمّا بَعدُ فَقَد آنَ لَکَ أَن تَنتَفِعَ بِاللّمحِ البَاصِرِ مِن عِیَانِ الأُمُورِ فَقَد سَلَکتَ مَدَارِجَ أَسلَافِکَ بِادّعَائِکَ الأَبَاطِیلَ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ المَرءَ لَیَفرَحُ باِلشیّءِ ألّذِی لَم یَکُن لِیَفُوتَهُ وَ یَحزَنُ عَلَی الشیّءِ ألّذِی لَم یَکُن لِیُصِیبَهُ فَلَا یَکُن أَفضَلَ مَا نِلتَ فِی نَفسِکَ مِن دُنیَاکَ بُلُوغُ لَذّةٍ أَو شِفَاءُ غَیظٍ وَ لَکِن إِطفَاءُ بَاطِلٍ أَو إِحیَاءُ حَقّ وَ لیَکُن سُرُورُکَ بِمَا قَدّمتَ وَ أَسَفُکَ عَلَی مَا خَلّفتَ وَ هَمّکَ فِیمَا بَعدَ المَوتِ
أَمّا بَعدُ فَأَقِم لِلنّاسِ الحَجّوَ ذَکّرهُم بِأَیّامِ اللّهِ وَ اجلِس لَهُمُ العَصرَینِ فَأَفتِ المسُتفَتیَِ وَ عَلّمِ الجَاهِلَ وَ ذَاکِرِ العَالِمَ وَ لَا یَکُن لَکَ إِلَی النّاسِ سَفِیرٌ إِلّا لِسَانُکَ وَ لَا حَاجِبٌ إِلّا وَجهُکَ وَ لَا تَحجُبَنّ ذَا حَاجَةٍ عَن لِقَائِکَ بِهَا فَإِنّهَا إِن ذِیدَت عَن أَبوَابِکَ فِی أَوّلِ وِردِهَا لَم تُحمَد فِیمَا بَعدُ عَلَی قَضَائِهَا وَ انظُر إِلَی مَا اجتَمَعَ عِندَکَ مِن مَالِ اللّهِ فَاصرِفهُ إِلَی مَن قِبَلَکَ
-قرآن-36-63
أَمّا بَعدُ فَإِنّمَا مَثَلُ الدّنیَا مَثَلُ الحَیّةِ لَیّنٌ مَسّهَا قَاتِلٌ سَمّهَا فَأَعرِض عَمّا یُعجِبُکَ فِیهَا لِقِلّةِ مَا یَصحَبُکَ مِنهَا وَ ضَع عَنکَ هُمُومَهَا لِمَا أَیقَنتَ بِهِ مِن فِرَاقِهَا وَ تَصَرّفِ حَالَاتِهَا وَ کُن آنَسَ مَا تَکُونُ بِهَا أَحذَرَ مَا تَکُونُ مِنهَا فَإِنّ صَاحِبَهَا کُلّمَا اطمَأَنّ فِیهَا إِلَی سُرُورٍ أَشخَصَتهُ عَنهُ إِلَی مَحذُورٍ أَو إِلَی إِینَاسٍ أَزَالَتهُ عَنهُ إِلَی إِیحَاشٍ وَ السّلَامُ
وَ تَمَسّک بِحَبلِ القُرآنِ وَ استَنصِحهُ وَ أَحِلّ حَلَالَهُ وَ حَرّم حَرَامَهُ وَ صَدّق بِمَا سَلَفَ مِنَ الحَقّ وَ اعتَبِر بِمَا مَضَی مِنَ الدّنیَا لِمَا بقَیَِ مِنهَا فَإِنّ بَعضَهَا یُشبِهُ بَعضاً وَ آخِرَهَا لَاحِقٌ بِأَوّلِهَا وَ کُلّهَا حَائِلٌ مُفَارِقٌ وَ عَظّمِ اسمَ اللّهِ أَن تَذکُرَهُ إِلّا عَلَی حَقّ وَ أَکثِر ذِکرَ المَوتِ وَ مَا بَعدَ المَوتِ وَ لَا تَتَمَنّ المَوتَ إِلّا بِشَرطٍ وَثِیقٍ وَ احذَر کُلّ عَمَلٍ یَرضَاهُ صَاحِبُهُ لِنَفسِهِ وَ یُکرَهُ لِعَامّةِ المُسلِمِینَ وَ احذَر کُلّ عَمَلٍ یُعمَلُ بِهِ فِی السّرّ وَ یُستَحَی مِنهُ فِی العَلَانِیَةِ وَ احذَر کُلّ عَمَلٍ إِذَا سُئِلَ عَنهُ صَاحِبُهُ أَنکَرَهُ أَو اعتَذَرَ مِنهُ وَ لَا تَجعَل عِرضَکَ غَرَضاً لِنِبَالِ القَولِ وَ لَا تُحَدّثِ النّاسَ بِکُلّ مَا سَمِعتَ بِهِ فَکَفَی بِذَلِکَ کَذِباً وَ لَا تَرُدّ عَلَی النّاسِ کُلّ مَا حَدّثُوکَ بِهِ فَکَفَی بِذَلِکَ جَهلًا وَ اکظِمِ الغَیظَ وَ تَجَاوَز
عِندَ المَقدَرَةِ وَ احلُم
عِندَ الغَضَبِ وَ اصفَح مَعَ الدّولَةِ تَکُن لَکَ العَاقِبَةُ وَ استَصلِح کُلّ نِعمَةٍ أَنعَمَهَا اللّهُ عَلَیکَ وَ لَا تُضَیّعَنّ نِعمَةً مِن نِعَمِ اللّهِ عِندَکَ وَ لیُرَ عَلَیکَ أَثَرُ مَا أَنعَمَ اللّهُ بِهِ عَلَیکَ وَ اعلَم أَنّ أَفضَلَ المُؤمِنِینَ أَفضَلُهُم تَقدِمَةً مِن نَفسِهِ وَ أَهلِهِ
أَمّا بَعدُ فَقَد بلَغَنَیِ أَنّ رِجَالًا مِمّن قِبَلَکَ یَتَسَلّلُونَ إِلَی مُعَاوِیَةَ فَلَا تَأسَف عَلَی مَا یَفُوتُکَ مِن عَدَدِهِم وَ یَذهَبُ عَنکَ مِن مَدَدِهِم فَکَفَی لَهُم غَیّاً وَ لَکَ مِنهُم شَافِیاً فِرَارُهُم مِنَ الهُدَی وَ الحَقّ وَ إِیضَاعُهُم إِلَی العَمَی وَ الجَهلِ فَإِنّمَا هُم أَهلُ دُنیَا مُقبِلُونَ عَلَیهَا وَ مُهطِعُونَ إِلَیهَا وَ قَد عَرَفُوا العَدلَ وَ رَأَوهُ وَ سَمِعُوهُ وَ وَعَوهُ وَ عَلِمُوا أَنّ النّاسَ عِندَنَا فِی الحَقّ أُسوَةٌ فَهَرَبُوا إِلَی الأَثَرَةِ فَبُعداً لَهُم وَ سُحقاً إِنّهُم وَ اللّهِ لَم یَنفِرُوا مِن جَورٍ وَ لَم یَلحَقُوا بِعَدلٍ وَ إِنّا لَنَطمَعُ فِی هَذَا الأَمرِ أَن یُذَلّلَ اللّهُ لَنَا صَعبَهُ وَ یُسَهّلَ لَنَا حَزنَهُ إِن شَاءَ اللّهُ وَ السّلَامُ
أَمّا بَعدُ فَإِنّ صَلَاحَ أَبِیکَ غرَنّیِ مِنکَ وَ ظَنَنتُ أَنّکَ تَتّبِعُ
أَمّا بَعدُ فَإِنّکَ لَستَ بِسَابِقٍ أَجَلَکَ وَ لَا مَرزُوقٍ مَا لَیسَ لَکَ وَ اعلَم بِأَنّ الدّهرَ یَومَانِ یَومٌ لَکَ وَ یَومٌ عَلَیکَ وَ أَنّ الدّنیَا دَارُ دُوَلٍ فَمَا کَانَ مِنهَا لَکَ أَتَاکَ عَلَی ضَعفِکَ وَ مَا کَانَ مِنهَا عَلَیکَ لَم تَدفَعهُ بِقُوّتِکَ
أَمّا بَعدُ فإَنِیّ عَلَی التّرَدّدِ فِی جَوَابِکَ وَ الِاستِمَاعِ إِلَی کِتَابِکَ لَمُوَهّنٌ رأَییِ وَ مُخَطّئٌ فرِاَستَیِ وَ إِنّکَ إِذ تحُاَولِنُیِ الأُمُورَ وَ ترُاَجعِنُیِ السّطُورَ کَالمُستَثقِلِ النّائِمِ تَکذِبُهُ أَحلَامُهُ وَ المُتَحَیّرِ القَائِمِ یَبهَظُهُ مَقَامُهُ لَا یدَریِ أَ لَهُ مَا یأَتیِ أَم عَلَیهِ وَ لَستَ بِهِ غَیرَ أَنّهُ بِکَ شَبِیهٌ وَ أُقسِمُ بِاللّهِ إِنّهُ لَو لَا بَعضُ الِاستِبقَاءِ لَوَصَلَت إِلَیکَ منِیّ قَوَارِعُ تَقرَعُ العَظمَ وَ تَهلِسُ اللّحمَ وَ اعلَم أَنّ الشّیطَانَ قَد ثَبّطَکَ عَن أَن تُرَاجِعَ أَحسَنَ أُمُورِکَ وَ تَأذَنَ لِمَقَالِ نَصِیحَتِکَ وَ السّلَامُ لِأَهلِهِ
هَذَا مَا اجتَمَعَ عَلَیهِ أَهلُ الیَمَنِ حَاضِرُهَا وَ بَادِیهَا وَ رَبِیعَةُ حَاضِرُهَا وَ بَادِیهَا أَنّهُم عَلَی کِتَابِ اللّهِ یَدعُونَ إِلَیهِ وَ یَأمُرُونَ بِهِ وَ یُجِیبُونَ مَن دَعَا إِلَیهِ وَ أَمَرَ بِهِ لَا یَشتَرُونَ بِهِ ثَمَناً وَ لَا یَرضَونَ
مِن عَبدِ اللّهِ عَلِیّ أَمِیرِ المُؤمِنِینَ إِلَی مُعَاوِیَةَ بنِ أَبِی سُفیَانَ أَمّا بَعدُ فَقَد عَلِمتَ إعِذاَریِ فِیکُم وَ إعِراَضیِ عَنکُم حَتّی کَانَ مَا لَا بُدّ مِنهُ وَ لَا دَفعَ لَهُ وَ الحَدِیثُ طَوِیلٌ وَ الکَلَامُ کَثِیرٌ وَ قَد أَدبَرَ مَا أَدبَرَ وَ أَقبَلَ مَا أَقبَلَ فَبَایِع مَن قِبَلَکَ وَ أَقبِل إلِیَّ فِی وَفدٍ مِن أَصحَابِکَ وَ السّلَامُ
عنداستخلافه إیاه علی البصرة
سَعِ النّاسَ بِوَجهِکَ وَ مَجلِسِکَ وَ حُکمِکَ وَ إِیّاکَ وَ الغَضَبَ فَإِنّهُ طَیرَةٌ مِنَ الشّیطَانِ وَ اعلَم أَنّ مَا قَرّبَکَ مِنَ اللّهِ یُبَاعِدُکَ مِنَ النّارِ وَ مَا بَاعَدَکَ مِنَ اللّهِ یُقَرّبُکَ مِنَ النّارِ
لَا تُخَاصِمهُم بِالقُرآنِ فَإِنّ القُرآنَ حَمّالٌ ذُو وُجُوهٍ تَقُولُ وَ یَقُولُونَ ... وَ لَکِن حَاجِجهُم بِالسّنّةِ فَإِنّهُم لَن یَجِدُوا عَنهَا مَحِیصاً
فَإِنّ النّاسَ قَد تَغَیّرَ کَثِیرٌ مِنهُم عَن کَثِیرٍ مِن حَظّهِم فَمَالُوا مَعَ الدّنیَا وَ نَطَقُوا بِالهَوَی وَ إنِیّ نَزَلتُ مِن هَذَا الأَمرِ مَنزِلًا مُعجِباً
أَمّا بَعدُ فَإِنّمَا أَهلَکَ مَن کَانَ قَبلَکُم أَنّهُم مَنَعُوا النّاسَ الحَقّ فَاشتَرَوهُ وَ أَخَذُوهُم بِالبَاطِلِ فَاقتَدَوهُ
قَالَ ع کُن فِی الفِتنَةِ کَابنِ اللّبُونِ لَا ظَهرٌ فَیُرکَبَ وَ لَا ضَرعٌ فَیُحلَبَ
وَ قَالَ ع أَزرَی بِنَفسِهِ مَنِ استَشعَرَ الطّمَعَ وَ رضَیَِ بِالذّلّ مَن کَشَفَ عَن ضُرّهِ وَ هَانَت عَلَیهِ نَفسُهُ مَن أَمّرَ عَلَیهَا لِسَانَهُ
وَ قَالَ ع البُخلُ عَارٌ وَ الجُبنُ مَنقَصَةٌ وَ الفَقرُ یُخرِسُ الفَطِنَ عَن حُجّتِهِ وَ المُقِلّ غَرِیبٌ فِی بَلدَتِهِ
وَ قَالَ ع العَجزُ آفَةٌ وَ الصّبرُ شَجَاعَةٌ وَ الزّهدُ ثَروَةٌ وَ الوَرَعُ جُنّةٌ وَ نِعمَ القَرِینُ الرّضَی
وَ قَالَ ع العِلمُ وِرَاثَةٌ کَرِیمَةٌ وَ الآدَابُ حُلَلٌ مُجَدّدَةٌ وَ الفِکرُ مِرآةٌ صَافِیَةٌ
وَ قَالَ ع صَدرُ العَاقِلِ صُندُوقُ سِرّهِ وَ البَشَاشَةُ حِبَالَةُ المَوَدّةِ وَ الِاحتِمَالُ قَبرُ العُیُوبِ
وَ الصّدَقَةُ دَوَاءٌ مُنجِحٌ وَ أَعمَالُ العِبَادِ فِی عَاجِلِهِم نُصبُ أَعیُنِهِم فِی آجَالِهِم
وَ قَالَ ع اعجَبُوا لِهَذَا الإِنسَانِ یَنظُرُ بِشَحمٍ وَ یَتَکَلّمُ بِلَحمٍ وَ یَسمَعُ بِعَظمٍ وَ یَتَنَفّسُ مِن خَرمٍ
وَ قَالَ ع إِذَا أَقبَلَتِ الدّنیَا عَلَی أَحَدٍ أَعَارَتهُ مَحَاسِنَ غَیرِهِ وَ إِذَا أَدبَرَت عَنهُ سَلَبَتهُ مَحَاسِنَ نَفسِهِ
وَ قَالَ ع خَالِطُوا النّاسَ مُخَالَطَةً إِن مِتّم مَعَهَا بَکَوا عَلَیکُم وَ إِن عِشتُم حَنّوا إِلَیکُم
وَ قَالَ ع إِذَا قَدَرتَ عَلَی عَدُوّکَ فَاجعَلِ العَفوَ عَنهُ شُکراً لِلقُدرَةِ عَلَیهِ
وَ قَالَ ع أَعجَزُ النّاسِ مَن عَجَزَ عَنِ اکتِسَابِ الإِخوَانِ وَ أَعجَزُ مِنهُ مَن ضَیّعَ مَن ظَفِرَ بِهِ مِنهُم
وَ قَالَ ع إِذَا وَصَلَت إِلَیکُم أَطرَافُ النّعَمِ فَلَا تُنَفّرُوا أَقصَاهَا بِقِلّةِ الشّکرِ
وَ قَالَ ع مَن ضَیّعَهُ الأَقرَبُ أُتِیحَ لَهُ الأَبعَدُ
وَ قَالَ ع مَا کُلّ مَفتُونٍ یُعَاتَبُ
وَ قَالَ ع تَذِلّ الأُمُورُ لِلمَقَادِیرِ حَتّی یَکُونَ الحَتفُ فِی التّدبِیرِ
وَ سُئِلَ ع عَن قَولِ الرّسُولِص غَیّرُوا الشّیبَ وَ لَا تَشَبّهُوا بِالیَهُودِ فَقَالَ ع إِنّمَا قَالَص ذَلِکَ وَ الدّینُ قُلّ فَأَمّا الآنَ وَ قَدِ اتّسَعَ نِطَاقُهُ وَ ضَرَبَ بِجِرَانِهِ فَامرُؤٌ وَ مَا اختَارَ
وَ قَالَ ع فِی الّذِینَ اعتَزَلُوا القِتَالَ مَعَهُ خَذَلُوا الحَقّ وَ لَم یَنصُرُوا البَاطِلَ
وَ قَالَ ع مَن جَرَی فِی عِنَان أَمَلِهِ عَثَرَ بِأَجَلِهِ
وَ قَالَ ع أَقِیلُوا ذوَیِ المُرُوءَاتِ عَثَرَاتِهِم فَمَا یَعثُرُ مِنهُم عَاثِرٌ إِلّا وَ یَدُ اللّهِ بِیَدِهِ یَرفَعُهُ
وَ قَالَ ع قُرِنَتِ الهَیبَةُ بِالخَیبَةِ وَ الحَیَاءُ بِالحِرمَانِ وَ الفُرصَةُ تَمُرّ مَرّ السّحَابِ فَانتَهِزُوا فُرَصَ الخَیرِ
وَ قَالَ ع لَنَا حَقّ فَإِن أُعطِینَاهُ وَ إِلّا رَکِبنَا أَعجَازَ الإِبِلِ وَ إِن طَالَ السّرَی
قال الرضی و هذا من لطیف الکلام وفصیحه ومعناه أنا إن لم نعط حقنا کنا أذلاء و ذلک أن الردیف یرکب عجز البعیر کالعبد والأسیر و من یجری مجراهما
-روایت-1-151
وَ قَالَ ع مَن أَبطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَم یُسرِع بِهِ نَسَبُهُ
وَ قَالَ ع مِن کَفّارَاتِ الذّنُوبِ العِظَامِ إِغَاثَةُ المَلهُوفِ وَ التّنفِیسُ عَنِ المَکرُوبِ
وَ قَالَ ع یَا ابنَ آدَمَ إِذَا رَأَیتَ رَبّکَ سُبحَانَهُ یُتَابِعُ عَلَیکَ نِعَمَهُ وَ أَنتَ تَعصِیهِ فَاحذَرهُ
وَ قَالَ ع مَا أَضمَرَ أَحَدٌ شَیئاً إِلّا ظَهَرَ فِی فَلَتَاتِ لِسَانِهِ وَ صَفَحَاتِ وَجهِهِ
وَ قَالَ ع امشِ بِدَائِکَ مَا مَشَی بِکَ
وَ قَالَ ع أَفضَلُ الزّهدِ إِخفَاءُ الزّهدِ
وَ قَالَ ع إِذَا کُنتَ فِی إِدبَارٍ وَ المَوتُ فِی إِقبَالٍ فَمَا أَسرَعَ المُلتَقَی
وَ قَالَ ع الحَذَرَ الحَذَرَ فَوَاللّهِ لَقَد سَتَرَ حَتّی کَأَنّهُ قَد غَفَرَ
وَ سُئِلَ ع عَنِ الإِیمَانِ فَقَالَ الإِیمَانُ عَلَی أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَی الصّبرِ وَ الیَقِینِ وَ العَدلِ وَ الجِهَادِ وَ الصّبرُ مِنهَا عَلَی أَربَعِ شُعَبٍ عَلَی الشّوقِ وَ الشّفَقِ وَ الزّهدِ وَ التّرَقّبِ فَمَنِ اشتَاقَ إِلَی الجَنّةِ سَلَا عَنِ الشّهَوَاتِ وَ مَن أَشفَقَ مِنَ النّارِ اجتَنَبَ المُحَرّمَاتِ وَ مَن زَهِدَ فِی الدّنیَا استَهَانَ بِالمُصِیبَاتِ وَ مَنِ ارتَقَبَ المَوتَ سَارَعَ إِلَی الخَیرَاتِ وَ الیَقِینُ مِنهَا عَلَی أَربَعِ شُعَبٍ عَلَی تَبصِرَةِ الفِطنَةِ وَ تَأَوّلِ الحِکمَةِ وَ مَوعِظَةِ العِبرَةِ وَ سُنّةِ الأَوّلِینَ فَمَن تَبَصّرَ فِی الفِطنَةِ تَبَیّنَت لَهُ الحِکمَةُ وَ مَن تَبَیّنَت لَهُ الحِکمَةُ عَرَفَ العِبرَةَ وَ مَن عَرَفَ العِبرَةَ فَکَأَنّمَا کَانَ فِی الأَوّلِینَ وَ العَدلُ مِنهَا عَلَی أَربَعِ شُعَبٍ عَلَی غَائِصِ الفَهمِ وَ غَورِ العِلمِ وَ زُهرَةِ الحُکمِ وَ رَسَاخَةِ الحِلمِ فَمَن فَهِمَ عَلِمَ غَورَ العِلمِ وَ مَن عَلِمَ غَورَ العِلمِ صَدَرَ عَن شَرَائِعِ الحُکمِ وَ مَن حَلُمَ لَم یُفَرّط فِی أَمرِهِ وَ عَاشَ فِی النّاسِ حَمِیداً وَ الجِهَادُ مِنهَا عَلَی أَربَعِ شُعَبٍ عَلَی الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّیِ عَنِ المُنکَرِ وَ الصّدقِ فِی المَوَاطِنِ وَ شَنَآنِ الفَاسِقِینَ فَمَن أَمَرَ بِالمَعرُوفِ شَدّ ظُهُورَ المُؤمِنِینَ وَ مَن نَهَی عَنِ المُنکَرِ أَرغَمَ أُنُوفَ الکَافِرِینَ وَ مَن صَدَقَ فِی المَوَاطِنِ قَضَی مَا عَلَیهِ وَ مَن شَنِئَ الفَاسِقِینَ وَ غَضِبَ لِلّهِ غَضِبَ اللّهُ لَهُ وَ أَرضَاهُ یَومَ القِیَامَةِ وَ الکُفرُ عَلَی أَربَعِ دَعَائِمَ عَلَی التّعَمّقِ
وَ قَالَ ع فَاعِلُ الخَیرِ خَیرٌ مِنهُ وَ فَاعِلُ الشّرّ شَرّ مِنهُ
وَ قَالَ ع کُن سَمحاً وَ لَا تَکُن مُبَذّراً وَ کُن مُقَدّراً وَ لَا تَکُن مُقَتّراً
وَ قَالَ ع أَشرَفُ الغِنَی تَرکُ المُنَی
وَ قَالَ ع مَن أَسرَعَ إِلَی النّاسِ بِمَا یَکرَهُونَ قَالُوا فِیهِ بِمَا لَا یَعلَمُونَ
وَ قَالَ ع مَن أَطَالَ الأَمَلَ أَسَاءَ العَمَلَ
وَ قَالَ ع وَ قَد لَقِیَهُ
عِندَ مَسِیرِهِ إِلَی الشّامِ دَهَاقِینُ الأَنبَارِ فَتَرَجّلُوا لَهُ وَ اشتَدّوا بَینَ یَدَیهِ فَقَالَ
مَا هَذَا ألّذِی صَنَعتُمُوهُ فَقَالُوا خُلُقٌ مِنّا نُعَظّمُ بِهِ أُمَرَاءَنَا فَقَالَ وَ اللّهِ مَا یَنتَفِعُ بِهَذَا أُمَرَاؤُکُم وَ إِنّکُم لَتَشُقّونَ عَلَی أَنفُسِکُم فِی دُنیَاکُم وَ تَشقَونَ بِهِ فِی آخِرَتِکُم وَ مَا أَخسَرَ المَشَقّةَ وَرَاءَهَا العِقَابُ وَ أَربَحَ الدّعَةَ مَعَهَا الأَمَانُ مِنَ النّارِ
وَ قَالَ ع لِابنِهِ الحَسَنِ ع یَا بنُیَّ احفَظ عنَیّ أَربَعاً وَ أَربَعاً لَا یَضُرّکَ مَا عَمِلتَ مَعَهُنّ إِنّ أَغنَی الغِنَی العَقلُ وَ أَکبَرَ الفَقرِ الحُمقُ وَ أَوحَشَ الوَحشَةِ العُجبُ وَ أَکرَمَ الحَسَبِ حُسنُ الخُلُقِ یَا بنُیَّ إِیّاکَ وَ مُصَادَقَةَ الأَحمَقِ فَإِنّهُ یُرِیدُ أَن یَنفَعَکَ فَیَضُرّکَ وَ إِیّاکَ وَ مُصَادَقَةَ البَخِیلِ فَإِنّهُ یَقعُدُ عَنکَ أَحوَجَ مَا تَکُونُ إِلَیهِ وَ إِیّاکَ وَ مُصَادَقَةَ الفَاجِرِ فَإِنّهُ یَبِیعُکَ بِالتّافِهِ وَ إِیّاکَ وَ مُصَادَقَةَ الکَذّابِ فَإِنّهُ کَالسّرَابِ یُقَرّبُ عَلَیکَ البَعِیدَ وَ یُبَعّدُ عَلَیکَ القَرِیبَ
وَ قَالَ ع لَا قُربَةَ بِالنّوَافِلِ إِذَا أَضَرّت بِالفَرَائِضِ
وَ قَالَ ع لِسَانُ العَاقِلِ وَرَاءَ قَلبِهِ وَ قَلبُ الأَحمَقِ وَرَاءَ لِسَانِهِ
قال الرضی و هذا من المعانی العجیبة الشریفة والمراد به أن العاقل لایطلق لسانه إلا بعدمشاورة الرویة ومؤامرة الفکرة والأحمق تسبق حذفات لسانه وفلتات کلامه مراجعة فکره ومماخضة رأیه فکأن لسان العاقل تابع لقلبه وکأن قلب الأحمق تابع للسانه
-روایت-1-258
و قدروی عنه ع هذاالمعنی بلفظ آخر و هو قوله
-روایت-1-50
قَلبُ الأَحمَقِ فِی فِیهِ وَ لِسَانُ العَاقِلِ فِی قَلبِهِ
ومعناهما واحد
-روایت-1-16
وَ قَالَ ع لِبَعضِ أَصحَابِهِ فِی عِلّةٍ اعتَلّهَا جَعَلَ اللّهُ مَا کَانَ مِن شَکوَاکَ حَطّاً لِسَیّئَاتِکَ فَإِنّ المَرَضَ لَا أَجرَ فِیهِ وَ لَکِنّهُ یَحُطّ السّیّئَاتِ وَ یَحُتّهَا حَتّ الأَورَاقِ وَ إِنّمَا الأَجرُ فِی القَولِ بِاللّسَانِ وَ العَمَلِ باِلأیَدیِ وَ الأَقدَامِ وَ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ یُدخِلُ بِصِدقِ النّیّةِ وَ السّرِیرَةِ الصّالِحَةِ مَن یَشَاءُ مِن عِبَادِهِ الجَنّةَ
قال الرضی وأقول صدق ع إن المرض لاأجر فیه لأنه لیس من قبیل مایستحق علیه العوض لأن العوض یستحق علی ما کان فی مقابلة فعل الله تعالی بالعبد من الآلام والأمراض و مایجری مجری ذلک والأجر والثواب یستحقان علی ما کان فی مقابلة فعل العبد فبینهما فرق قدبینه ع کمایقتضیه علمه الثاقب ورأیه الصائب
-روایت-1-320
وَ قَالَ ع فِی ذِکرِ خَبّابِ بنِ الأَرَتّ یَرحَمُ اللّهُ خَبّابَ بنَ الأَرَتّ فَلَقَد أَسلَمَ رَاغِباً وَ هَاجَرَ طَائِعاً وَ قَنِعَ بِالکَفَافِ وَ رضَیَِ عَنِ اللّهِ وَ عَاشَ مُجَاهِداً
وَ قَالَ ع طُوبَی لِمَن ذَکَرَ المَعَادَ وَ عَمِلَ لِلحِسَابِ وَ قَنِعَ بِالکَفَافِ وَ رضَیَِ عَنِ اللّهِ
وَ قَالَ ع لَو ضَرَبتُ خَیشُومَ المُؤمِنِ بسِیَفیِ هَذَا عَلَی أَن یبُغضِنَیِ مَا أبَغضَنَیِ وَ لَو صَبَبتُ الدّنیَا بِجَمّاتِهَا عَلَی المُنَافِقِ عَلَی أَن یحُبِنّیِ مَا أحَبَنّیِ وَ ذَلِکَ أَنّهُ قضُیَِ فَانقَضَی عَلَی لِسَانِ النّبِیّ الأمُیّّص أَنّهُ قَالَ یَا عَلِیّ لَا یُبغِضُکَ مُؤمِنٌ وَ لَا یُحِبّکَ مُنَافِقٌ
وَ قَالَ ع سَیّئَةٌ تَسُوءُکَ خَیرٌ
عِندَ اللّهِ مِن حَسَنَةٍ تُعجِبُکَ
وَ قَالَ ع قَدرُ الرّجُلِ عَلَی قَدرِ هِمّتِهِ وَ صِدقُهُ عَلَی قَدرِ مُرُوءَتِهِ وَ شَجَاعَتُهُ عَلَی قَدرِ أَنَفَتِهِ وَ عِفّتُهُ عَلَی قَدرِ غَیرَتِهِ
وَ قَالَ ع الظّفَرُ بِالحَزمِ وَ الحَزمُ بِإِجَالَةِ الرأّیِ وَ الرأّیُ بِتَحصِینِ الأَسرَارِ
وَ قَالَ ع احذَرُوا صَولَةَ الکَرِیمِ إِذَا جَاعَ وَ اللّئِیمِ إِذَا شَبِعَ
وَ قَالَ ع قُلُوبُ الرّجَالِ وَحشِیّةٌ فَمَن تَأَلّفَهَا أَقبَلَت عَلَیهِ
وَ قَالَ ع عَیبُکَ مَستُورٌ مَا أَسعَدَکَ جَدّکَ
وَ قَالَ ع أَولَی النّاسِ بِالعَفوِ أَقدَرُهُم عَلَی العُقُوبَةِ
وَ قَالَ ع السّخَاءُ مَا کَانَ ابتِدَاءً فَأَمّا مَا کَانَ عَن مَسأَلَةٍ فَحَیَاءٌ وَ تَذَمّمٌ
وَ قَالَ ع لَا غِنَی کَالعَقلِ وَ لَا فَقرَ کَالجَهلِ وَ لَا مِیرَاثَ کَالأَدَبِ وَ لَا ظَهِیرَ کَالمُشَاوَرَةِ
وَ قَالَ ع الصّبرُ صَبرَانِ صَبرٌ عَلَی مَا تَکرَهُ وَ صَبرٌ عَمّا تُحِبّ
وَ قَالَ ع الغِنَی فِی الغُربَةِ وَطَنٌ وَ الفَقرُ فِی الوَطَنِ غُربَةٌ
وَ قَالَ ع القَنَاعَةُ مَالٌ لَا یَنفَدُ
قال الرضی و قدروی هذاالکلام عن النبی ص
-روایت-1-47
وَ قَالَ ع المَالُ مَادّةُ الشّهَوَاتِ
وَ قَالَ ع مَن حَذّرَکَ کَمَن بَشّرَکَ
وَ قَالَ ع اللّسَانُ سَبُعٌ إِن خلُیَّ عَنهُ عَقَرَ
وَ قَالَ ع المَرأَةُ عَقرَبٌ حُلوَةُ اللّسبَةِ
وَ قَالَ ع إِذَا حُیّیتَ بِتَحِیّةٍ فحَیَّ بِأَحسَنَ مِنهَا وَ إِذَا أُسدِیَت إِلَیکَ یَدٌ فَکَافِئهَا بِمَا یرُبیِ عَلَیهَا وَ الفَضلُ مَعَ ذَلِکَ للِباَدِئِ
وَ قَالَ ع الشّفِیعُ جَنَاحُ الطّالِبِ
وَ قَالَ ع أَهلُ الدّنیَا کَرَکبٍ یُسَارُ بِهِم وَ هُم نِیَامٌ
وَ قَالَ ع فَقدُ الأَحِبّةِ غُربَةٌ
وَ قَالَ ع فَوتُ الحَاجَةِ أَهوَنُ مِن طَلَبِهَا إِلَی غَیرِ أَهلِهَا
وَ قَالَ ع لَا تَستَحِ مِن إِعطَاءِ القَلِیلِ فَإِنّ الحِرمَانَ أَقَلّ مِنهُ
وَ قَالَ ع العَفَافُ زِینَةُ الفَقرِ وَ الشّکرُ زِینَةُ الغِنَی
وَ قَالَ ع إِذَا لَم یَکُن مَا تُرِیدُ فَلَا تُبَل مَا کُنتَ
وَ قَالَ ع لَا تَرَی الجَاهِلَ إِلّا مُفرِطاً أَو مُفَرّطاً
وَ قَالَ ع إِذَا تَمّ العَقلُ نَقَصَ الکَلَامُ
وَ قَالَ ع الدّهرُ یُخلِقُ الأَبدَانَ وَ یُجَدّدُ الآمَالَ وَ یُقَرّبُ المَنِیّةَ وَ یُبَاعِدُ الأُمنِیّةَ مَن ظَفِرَ بِهِ نَصِبَ وَ مَن فَاتَهُ تَعِبَ
وَ قَالَ ع مَن نَصَبَ نَفسَهُ لِلنّاسِ إِمَاماً فَلیَبدَأ بِتَعلِیمِ نَفسِهِ قَبلَ تَعلِیمِ غَیرِهِ وَ لیَکُن تَأدِیبُهُ بِسِیرَتِهِ قَبلَ تَأدِیبِهِ بِلِسَانِهِ وَ مُعَلّمُ نَفسِهِ وَ مُؤَدّبُهَا أَحَقّ بِالإِجلَالِ مِن مُعَلّمِ النّاسِ وَ مُؤَدّبِهِم
وَ قَالَ ع نَفَسُ المَرءِ خُطَاهُ إِلَی أَجَلِهِ
وَ قَالَ ع کُلّ مَعدُودٍ مُنقَضٍ وَ کُلّ مُتَوَقّعٍ آتٍ
وَ قَالَ ع إِنّ الأُمُورَ إِذَا اشتَبَهَت اعتُبِرَ آخِرُهَا بِأَوّلِهَا
وَ مِن خَبَرِ ضِرَارِ بنِ حَمزَةَ الضبّاَئیِّ
عِندَ دُخُولِهِ عَلَی مُعَاوِیَةَ وَ مَسأَلَتِهِ لَهُ عَن أَمِیرِ المُؤمِنِینَ ع وَ قَالَ فَأَشهَدُ لَقَد رَأَیتُهُ فِی بَعضِ مَوَاقِفِهِ وَ قَد أَرخَی اللّیلُ سُدُولَهُ وَ هُوَ قَائِمٌ فِی مِحرَابِهِ قَابِضٌ عَلَی لِحیَتِهِ یَتَمَلمَلُ تَمَلمُلَ السّلِیمِ وَ یبَکیِ بُکَاءَ الحَزِینِ وَ یَقُولُ
یَا دُنیَا یَا دُنیَا إِلَیکِ عنَیّ أَ بیِ تَعَرّضتِ أَم إلِیَّ تَشَوّقتِ لَا حَانَ حِینُکِ هَیهَاتَ غرُیّ غیَریِ لَا حَاجَةَ لِی فِیکِ قَد طَلّقتُکِ
وَ مِن کَلَامٍ لَهُ ع لِلسّائِلِ الشاّمیِّ لَمّا سَأَلَهُ أَ کَانَ مَسِیرُنَا إِلَی الشّامِ بِقَضَاءٍ مِنَ اللّهِ وَ قَدَرٍ بَعدَ کَلَامٍ طَوِیلٍ هَذَا مُختَارُهُ
وَیحَکَ لَعَلّکَ ظَنَنتَ قَضَاءً لَازِماً وَ قَدَراً حَاتِماً لَو کَانَ ذَلِکَ کَذَلِکَ لَبَطَلَ الثّوَابُ وَ العِقَابُ وَ سَقَطَ الوَعدُ وَ الوَعِیدُ إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ أَمَرَ عِبَادَهُ تَخیِیراً وَ نَهَاهُم تَحذِیراً وَ کَلّفَ یَسِیراً وَ لَم یُکَلّف عَسِیراً وَ أَعطَی عَلَی القَلِیلِ کَثِیراً وَ لَم یُعصَ مَغلُوباً وَ لَم یُطَع مُکرِهاً وَ لَم یُرسِلِ الأَنبِیَاءَ لَعِباً وَ لَم یُنزِلِ الکُتُبَ لِلعِبَادِ عَبَثاً وَ لَا خَلَقَ السّمَاوَاتِ وَ الأَرضَ وَ مَا بَینَهُمَا بَاطِلًاذلِکَ ظَنّ الّذِینَ کَفَرُوا فَوَیلٌ لِلّذِینَ کَفَرُوا مِنَ النّارِ
-قرآن-490-557
وَ قَالَ ع خُذِ الحِکمَةَ أَنّی کَانَت فَإِنّ الحِکمَةَ تَکُونُ فِی صَدرِ المُنَافِقِ فَتَلَجلَجُ فِی صَدرِهِ حَتّی تَخرُجَ فَتَسکُنَ إِلَی صَوَاحِبِهَا فِی صَدرِ المُؤمِنِ
وَ قَالَ ع الحِکمَةُ ضَالّةُ المُؤمِنِ فَخُذِ الحِکمَةَ وَ لَو مِن أَهلِ النّفَاقِ
وَ قَالَ ع قِیمَةُ کُلّ امرِئٍ مَا یُحسِنُهُ
قال الرضی وهی الکلمة التی لاتصاب لها قیمة و لاتوزن بهاحکمة و لاتقرن إلیها کلمة
-روایت-1-87
وَ قَالَ ع أُوصِیکُم بِخَمسٍ لَو ضَرَبتُم إِلَیهَا آبَاطَ الإِبِلِ لَکَانَت لِذَلِکَ أَهلًا لَا یَرجُوَنّ أَحَدٌ مِنکُم إِلّا رَبّهُ وَ لَا یَخَافَنّ إِلّا ذَنبَهُ وَ لَا یَستَحِیَنّ أَحَدٌ مِنکُم إِذَا سُئِلَ عَمّا لَا یَعلَمُ أَن یَقُولَ لَا أَعلَمُ وَ لَا یَستَحِیَنّ أَحَدٌ إِذَا لَم یَعلَمِ الشیّءَ أَن یَتَعَلّمَهُ وَ عَلَیکُم بِالصّبرِ فَإِنّ الصّبرَ مِنَ الإِیمَانِ کَالرّأسِ مِنَ الجَسَدِ وَ لَا خَیرَ فِی جَسَدٍ لَا رَأسَ مَعَهُ وَ لَا فِی إِیمَانٍ لَا صَبرَ مَعَهُ
وَ قَالَ ع لِرَجُلٍ أَفرَطَ فِی الثّنَاءِ عَلَیهِ وَ کَانَ لَهُ مُتّهِماً أَنَا دُونَ مَا تَقُولُ وَ فَوقَ مَا فِی نَفسِکَ
وَ قَالَ ع بَقِیّةُ السّیفِ أَبقَی عَدَداً وَ أَکثَرُ وَلَداً
وَ قَالَ ع مَن تَرَکَ قَولَ لَا أدَریِ أُصِیبَت مَقَاتِلُهُ
وَ قَالَ ع رأَیُ الشّیخِ أَحَبّ إلِیَّ مِن جَلَدِ الغُلَامِ وَ روُیَِ مِن مَشهَدِ الغُلَامِ
وَ قَالَ ع عَجِبتُ لِمَن یَقنَطُ وَ مَعَهُ الِاستِغفَارُ
وَ حَکَی عَنهُ أَبُو جَعفَرٍ مُحَمّدُ بنُ عَلِیّ البَاقِرُ ع أَنّهُ
قَالَ کَانَ فِی الأَرضِ أَمَانَانِ مِن عَذَابِ اللّهِ وَ قَد رُفِعَ أَحَدُهُمَا فَدُونَکُمُ الآخَرَ فَتَمَسّکُوا بِهِ أَمّا الأَمَانُ ألّذِی رُفِعَ فَهُوَ رَسُولُ اللّهِص وَ أَمّا الأَمَانُ الباَقیِ فَالِاستِغفَارُ قَالَ اللّهُ تَعَالَیوَ ما کانَ اللّهُ لِیُعَذّبَهُم وَ أَنتَ فِیهِم وَ ما کانَ اللّهُ مُعَذّبَهُم وَ هُم یَستَغفِرُونَ
-قرآن-240-337
قال الرضی و هذا من محاسن الاستخراج ولطائف الاستنباط
-روایت-1-58
وَ قَالَ ع مَن أَصلَحَ مَا بَینَهُ وَ بَینَ اللّهِ أَصلَحَ اللّهُ مَا بَینَهُ وَ بَینَ النّاسِ وَ مَن أَصلَحَ أَمرَ آخِرَتِهِ أَصلَحَ اللّهُ لَهُ أَمرَ دُنیَاهُ وَ مَن کَانَ لَهُ مِن نَفسِهِ وَاعِظٌ کَانَ عَلَیهِ مِنَ اللّهِ حَافِظٌ
وَ قَالَ ع الفَقِیهُ کُلّ الفَقِیهِ مَن لَم یُقَنّطِ النّاسَ مِن رَحمَةِ اللّهِ وَ لَم یُؤیِسهُم مِن رَوحِ اللّهِ وَ لَم یُؤمِنهُم مِن مَکرِ اللّهِ
وَ قَالَ ع إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ تَمَلّ کَمَا تَمَلّ الأَبدَانُ فَابتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الحِکَمِ
وَ قَالَ ع أَوضَعُ العِلمِ مَا وُقِفَ عَلَی اللّسَانِ وَ أَرفَعُهُ مَا ظَهَرَ فِی الجَوَارِحِ وَ الأَرکَانِ
وَ قَالَ ع لَا یَقُولَنّ أَحَدُکُم أللّهُمّ إنِیّ أَعُوذُ بِکَ مِنَ الفِتنَةِ لِأَنّهُ لَیسَ أَحَدٌ إِلّا وَ هُوَ مُشتَمِلٌ عَلَی فِتنَةٍ وَ لَکِن مَنِ
وَ سُئِلَ عَنِ الخَیرِ مَا هُوَ فَقَالَ لَیسَ الخَیرُ أَن یَکثُرَ مَالُکَ وَ وَلَدُکَ وَ لَکِنّ الخَیرَ أَن یَکثُرَ عِلمُکَ وَ أَن یَعظُمَ حِلمُکَ وَ أَن تبُاَهیَِ النّاسَ بِعِبَادَةِ رَبّکَ فَإِن أَحسَنتَ حَمِدتَ اللّهَ وَ إِن أَسَأتَ استَغفَرتَ اللّهَ وَ لَا خَیرَ فِی الدّنیَا إِلّا لِرَجُلَینِ رَجُلٍ أَذنَبَ ذُنُوباً فَهُوَ یَتَدَارَکُهَا بِالتّوبَةِ وَ رَجُلٍ یُسَارِعُ فِی الخَیرَاتِ
وَ قَالَ ع لَا یَقِلّ عَمَلٌ مَعَ التّقوَی وَ کَیفَ یَقِلّ مَا یُتَقَبّلُ
وَ قَالَ ع إِنّ أَولَی النّاسِ بِالأَنبِیَاءِ أَعلَمُهُم بِمَا جَاءُوا بِهِ ثُمّ تَلَاإِنّ أَولَی النّاسِ بِإِبراهِیمَ لَلّذِینَ اتّبَعُوهُ وَ هذَا النّبِیّ وَ الّذِینَ آمَنُواالآیَةَ ثُمّ قَالَ إِنّ ولَیِّ مُحَمّدٍ مَن أَطَاعَ اللّهَ وَ إِن بَعُدَت لُحمَتُهُ وَ إِنّ عَدُوّ مُحَمّدٍ مَن عَصَی اللّهَ وَ إِن قَرُبَت قَرَابَتُهُ
-قرآن-88-177
وَ سَمِعَ ع رَجُلًا مِنَ الحَرُورِیّةِ یَتَهَجّدُ وَ یَقرَأُ فَقَالَ نَومٌ عَلَی یَقِینٍ خَیرٌ مِن صَلَاةٍ فِی شَکّ
وَ قَالَ ع اعقِلُوا الخَبَرَ إِذَا سَمِعتُمُوهُ عَقلَ رِعَایَةٍ لَا عَقلَ رِوَایَةٍ فَإِنّ رُوَاةَ العِلمِ کَثِیرٌ وَ رُعَاتَهُ قَلِیلٌ
وَ سَمِعَ رَجُلًا یَقُولُإِنّا لِلّهِ وَ إِنّا إِلَیهِ راجِعُونَ فَقَالَ إِنّ قَولَنَاإِنّا لِلّهِإِقرَارٌ عَلَی أَنفُسِنَا بِالمُلکِ وَ قَولَنَاوَ إِنّا إِلَیهِ راجِعُونَإِقرَارٌ عَلَی أَنفُسِنَا بِالهُلکِ
-قرآن-26-64-قرآن-87-98-قرآن-146-171
وَ قَالَ ع وَ مَدَحَهُ قَومٌ فِی وَجهِهِ فَقَالَ أللّهُمّ إِنّکَ أَعلَمُ بیِ مِن نفَسیِ وَ أَنَا أَعلَمُ بنِفَسیِ مِنهُم أللّهُمّ اجعَلنَا خَیراً مِمّا یَظُنّونَ وَ اغفِر لَنَا مَا لَا یَعلَمُونَ
وَ قَالَ ع لَا یَستَقِیمُ قَضَاءُ الحَوَائِجِ إِلّا بِثَلَاثٍ بِاستِصغَارِهَا لِتَعظُمَ وَ بِاستِکتَامِهَا لِتَظهَرَ وَ بِتَعجِیلِهَا لِتَهنُؤَ
وَ قَالَ ع یأَتیِ عَلَی النّاسِ زَمَانٌ لَا یُقَرّبُ فِیهِ إِلّا المَاحِلُ وَ لَا یُظَرّفُ فِیهِ إِلّا الفَاجِرُ وَ لَا یُضَعّفُ فِیهِ إِلّا المُنصِفُ یَعُدّونَ الصّدَقَةَ فِیهِ غُرماً وَ صِلَةَ الرّحِمِ
وَ رئُیَِ عَلَیهِ إِزَارٌ خَلَقٌ مَرقُوعٌ فَقِیلَ لَهُ فِی ذَلِکَ فَقَالَ
یَخشَعُ لَهُ القَلبُ وَ تَذِلّ بِهِ النّفسُ وَ یقَتدَیِ بِهِ المُؤمِنُونَ إِنّ الدّنیَا وَ الآخِرَةَ عَدُوّانِ مُتَفَاوِتَانِ وَ سَبِیلَانِ مُختَلِفَانِ فَمَن أَحَبّ الدّنیَا وَ تَوَلّاهَا أَبغَضَ الآخِرَةَ وَ عَادَاهَا وَ هُمَا بِمَنزِلَةِ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ وَ مَاشٍ بَینَهُمَا کُلّمَا قَرُبَ مِن وَاحِدٍ بَعُدَ مِنَ الآخَرِ وَ هُمَا بَعدُ ضَرّتَانِ
وَ عَن نَوفٍ البکَاَلیِّ قَالَ رَأَیتُ أَمِیرَ المُؤمِنِینَ ع ذَاتَ لَیلَةٍ وَ قَد خَرَجَ مِن فِرَاشِهِ فَنَظَرَ فِی النّجُومِ فَقَالَ لِی یَا نَوفُ أَ رَاقِدٌ أَنتَ أَم رَامِقٌ فَقُلتُ بَل رَامِقٌ قَالَ
یَا نَوفُ طُوبَی لِلزّاهِدِینَ فِی الدّنیَا الرّاغِبِینَ فِی الآخِرَةِ أُولَئِکَ قَومٌ اتّخَذُوا الأَرضَ بِسَاطاً وَ تُرَابَهَا فِرَاشاً وَ مَاءَهَا طِیباً وَ القُرآنَ شِعَاراً وَ الدّعَاءَ دِثَاراً ثُمّ قَرَضُوا الدّنیَا قَرضاً عَلَی مِنهَاجِ المَسِیحِ یَا نَوفُ إِنّ دَاوُدَ ع قَامَ فِی مِثلِ هَذِهِ السّاعَةِ مِنَ اللّیلِ فَقَالَ إِنّهَا لَسَاعَةٌ لَا یَدعُو فِیهَا عَبدٌ إِلّا استُجِیبَ لَهُ إِلّا أَن یَکُونَ عَشّاراً أَو عَرِیفاً أَو شُرطِیّاً أَو صَاحِبَ عَرطَبَةٍ
وَ هیَِ الطّنبُورُ أَو صَاحِبَ کَوبَةٍ
وَ هیَِ الطّبلُ وَ قَد قِیلَ أَیضاً إِنّ العَرطَبَةَ الطّبلُ وَ الکَوبَةَ الطّنبُورُ
وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ افتَرَضَ عَلَیکُم فَرَائِضَ فَلَا تُضَیّعُوهَا وَ حَدّ لَکُم حُدُوداً فَلَا تَعتَدُوهَا وَ نَهَاکُم عَن أَشیَاءَ فَلَا تَنتَهِکُوهَا وَ سَکَتَ لَکُم عَن أَشیَاءَ وَ لَم یَدَعهَا نِسیَاناً فَلَا تَتَکَلّفُوهَا
وَ قَالَ ع لَا یَترُکُ النّاسُ شَیئاً مِن أَمرِ دِینِهِم لِاستِصلَاحِ دُنیَاهُم إِلّا فَتَحَ اللّهُ عَلَیهِم مَا هُوَ أَضَرّ مِنهُ
وَ قَالَ ع رُبّ عَالِمٍ قَد قَتَلَهُ جَهلُهُ وَ عِلمُهُ مَعَهُ لَا یَنفَعُهُ
وَ قَالَ ع لَقَد عُلّقَ بِنِیَاطِ هَذَا الإِنسَانِ بَضعَةٌ هیَِ أَعجَبُ مَا فِیهِ وَ ذَلِکَ القَلبُ وَ ذَلِکَ أَنّ لَهُ مَوَادّ مِنَ الحِکمَةِ وَ أَضدَاداً مِن خِلَافِهَا فَإِن سَنَحَ لَهُ الرّجَاءُ أَذَلّهُ الطّمَعُ وَ إِن هَاجَ بِهِ الطّمَعُ أَهلَکَهُ الحِرصُ وَ إِن مَلَکَهُ الیَأسُ قَتَلَهُ الأَسَفُ وَ إِن عَرَضَ لَهُ الغَضَبُ اشتَدّ بِهِ الغَیظُ وَ إِن أَسعَدَهُ الرّضَی نسَیَِ التّحَفّظَ وَ إِن غَالَهُ الخَوفُ شَغَلَهُ الحَذَرُ وَ إِنِ اتّسَعَ لَهُ الأَمرُ استَلَبَتهُ الغِرّةُ وَ إِن أَفَادَ مَالًا أَطغَاهُ الغِنَی وَ إِن أَصَابَتهُ مُصِیبَةٌ فَضَحَهُ الجَزَعُ وَ إِن عَضّتهُ الفَاقَةُ شَغَلَهُ البَلَاءُ وَ إِن جَهَدَهُ الجُوعُ قَعَدَ بِهِ الضّعفُ وَ إِن أَفرَطَ بِهِ الشّبَعُ کَظّتهُ البِطنَةُ فَکُلّ تَقصِیرٍ بِهِ مُضِرّ وَ کُلّ إِفرَاطٍ لَهُ مُفسِدٌ
وَ قَالَ ع نَحنُ النّمرُقَةُ الوُسطَی بِهَا یَلحَقُ التاّلیِ وَ إِلَیهَا یَرجِعُ الغاَلیِ
وَ قَالَ ع لَا یُقِیمُ أَمرَ اللّهِ سُبحَانَهُ إِلّا مَن لَا یُصَانِعُ وَ لَا یُضَارِعُ وَ لَا یَتّبِعُ المَطَامِعَ
وَ قَالَ ع وَ قَد توُفُیَّ سَهلُ بنُ حُنَیفٍ الأنَصاَریِّ بِالکُوفَةِ بَعدَ مَرجِعِهِ مَعَهُ مِن صِفّینَ وَ کَانَ أَحَبّ النّاسِ إِلَیهِ
معنی ذلک أن المحنة تغلظ علیه فتسرع المصائب إلیه و لایفعل ذلک إلابالأتقیاء الأبرار والمصطفین الأخیار و هذامثل قوله ع
-روایت-1-128
مَن أَحَبّنَا أَهلَ البَیتِ فَلیَستَعِدّ لِلفَقرِ جِلبَاباً
و قدیؤول ذلک علی معنی آخر لیس هذاموضع ذکره
-روایت-1-51
وَ قَالَ ع لَا مَالَ أَعوَدُ مِنَ العَقلِ وَ لَا وَحدَةَ أَوحَشُ مِنَ العُجبِ وَ لَا عَقلَ کَالتّدبِیرِ وَ لَا کَرَمَ کَالتّقوَی وَ لَا قَرِینَ کَحُسنِ الخُلُقِ وَ لَا مِیرَاثَ کَالأَدَبِ وَ لَا قَائِدَ کَالتّوفِیقِ وَ لَا تِجَارَةَ کَالعَمَلِ الصّالِحِ وَ لَا رِبحَ کَالثّوَابِ وَ لَا وَرَعَ کَالوُقُوفِ
عِندَ الشّبهَةِ وَ لَا زُهدَ کَالزّهدِ فِی الحَرَامِ وَ لَا عِلمَ کَالتّفَکّرِ وَ لَا عِبَادَةَ کَأَدَاءِ الفَرَائِضِ وَ لَا إِیمَانَ کَالحَیَاءِ وَ الصّبرِ وَ لَا حَسَبَ کَالتّوَاضُعِ وَ لَا شَرَفَ کَالعِلمِ وَ لَا عِزّ کَالحِلمِ وَ لَا مُظَاهَرَةَ أَوثَقُ مِنَ المُشَاوَرَةِ
وَ قَالَ ع إِذَا استَولَی الصّلَاحُ عَلَی الزّمَانِ وَ أَهلِهِ ثُمّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظّنّ بِرَجُلٍ لَم تَظهَر مِنهُ حَوبَةٌ فَقَد ظَلَمَ وَ إِذَا استَولَی الفَسَادُ عَلَی الزّمَانِ وَ أَهلِهِ فَأَحسَنَ رَجُلٌ الظّنّ بِرَجُلٍ فَقَد غَرّرَ
وَ قِیلَ لَهُ ع کَیفَ نَجِدُکَ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ فَقَالَ ع کَیفَ یَکُونُ حَالُ مَن یَفنَی بِبَقَائِهِ وَ یَسقَمُ بِصِحّتِهِ وَ یُؤتَی مِن مَأمَنِهِ
وَ قَالَ ع کَم مِن مُستَدرَجٍ بِالإِحسَانِ إِلَیهِ وَ مَغرُورٍ بِالسّترِ عَلَیهِ وَ مَفتُونٍ بِحُسنِ القَولِ فِیهِ وَ مَا ابتَلَی اللّهُ أَحَداً بِمِثلِ الإِملَاءِ لَهُ
وَ قَالَ ع هَلَکَ فِیّ رَجُلَانِ مُحِبّ غَالٍ وَ مُبغِضٌ قَالٍ
وَ قَالَ ع إِضَاعَةُ الفُرصَةِ غُصّةٌ
وَ قَالَ ع مَثَلُ الدّنیَا کَمَثَلِ الحَیّةِ لَیّنٌ مَسّهَا وَ السّمّ النّاقِعُ فِی جَوفِهَا یهَویِ إِلَیهَا الغِرّ الجَاهِلُ وَ یَحذَرُهَا ذُو اللّبّ العَاقِلُ
وَ سُئِلَ ع عَن قُرَیشٍ فَقَالَ أَمّا بَنُو مَخزُومٍ
وَ قَالَ ع شَتّانَ مَا بَینَ عَمَلَینِ عَمَلٍ تَذهَبُ لَذّتُهُ وَ تَبقَی تَبِعَتُهُ وَ عَمَلٍ تَذهَبُ مَئُونَتُهُ وَ یَبقَی أَجرُهُ
وَ تَبِعَ جِنَازَةً فَسَمِعَ رَجُلًا یَضحَکُ فَقَالَ کَأَنّ المَوتَ فِیهَا عَلَی غَیرِنَا کُتِبَ وَ کَأَنّ الحَقّ فِیهَا عَلَی غَیرِنَا وَجَبَ وَ کَأَنّ ألّذِی نَرَی مِنَ الأَموَاتِ سَفرٌ عَمّا قَلِیلٍ إِلَینَا رَاجِعُونَ نُبَوّئُهُم أَجدَاثَهُم وَ نَأکُلُ تُرَاثَهُم کَأَنّا مُخَلّدُونَ بَعدَهُم ثُمّ قَد نَسِینَا کُلّ وَاعِظٍ وَ وَاعِظَةٍ وَ رُمِینَا بِکُلّ فَادِحٍ وَ جَائِحَةٍ
وَ قَالَ ع طُوبَی لِمَن ذَلّ فِی نَفسِهِ وَ طَابَ کَسبُهُ وَ صَلَحَت سَرِیرَتُهُ وَ حَسُنَت خَلِیقَتُهُ وَ أَنفَقَ الفَضلَ مِن مَالِهِ وَ أَمسَکَ الفَضلَ مِن لِسَانِهِ وَ عَزَلَ عَنِ النّاسِ شَرّهُ وَ وَسِعَتهُ السّنّةُ وَ لَم یُنسَب إلَی البِدعَةِ
قال الرضی أقول و من الناس من ینسب هذاالکلام إلی رسول الله ص وکذلک ألذی قبله
-روایت-1-90
وَ قَالَ ع غَیرَةُ المَرأَةِ کُفرٌ وَ غَیرَةُ الرّجُلِ إِیمَانٌ
وَ قَالَ ع لَأَنسُبَنّ الإِسلَامَ نِسبَةً لَم یَنسُبهَا أَحَدٌ قبَلیِ الإِسلَامُ هُوَ التّسلِیمُ وَ التّسلِیمُ هُوَ الیَقِینُ وَ الیَقِینُ هُوَ التّصدِیقُ وَ التّصدِیقُ هُوَ الإِقرَارُ وَ الإِقرَارُ هُوَ الأَدَاءُ وَ الأَدَاءُ هُوَ العَمَلُ
وَ قَالَ ع عَجِبتُ لِلبَخِیلِ یَستَعجِلُ الفَقرَ ألّذِی مِنهُ هَرَبَ وَ یَفُوتُهُ الغِنَی ألّذِی إِیّاهُ طَلَبَ فَیَعِیشُ فِی الدّنیَا عَیشَ الفُقَرَاءِ وَ یُحَاسَبُ فِی الآخِرَةِ حِسَابَ الأَغنِیَاءِ وَ عَجِبتُ لِلمُتَکَبّرِ ألّذِی کَانَ بِالأَمسِ نُطفَةً وَ یَکُونُ غَداً جِیفَةً وَ عَجِبتُ لِمَن شَکّ فِی اللّهِ وَ هُوَ یَرَی خَلقَ اللّهِ وَ عَجِبتُ لِمَن نسَیَِ المَوتَ وَ هُوَ یَرَی المَوتَی وَ عَجِبتُ لِمَن أَنکَرَ النّشأَةَ الأُخرَی وَ هُوَ یَرَی النّشأَةَ الأُولَی وَ عَجِبتُ لِعَامِرٍ دَارَ الفَنَاءِ وَ تَارِکٍ دَارَ البَقَاءِ
وَ قَالَ ع مَن قَصّرَ فِی العَمَلِ ابتلُیَِ بِالهَمّ وَ لَا حَاجَةَ لِلّهِ فِیمَن لَیسَ لِلّهِ فِی مَالِهِ وَ نَفسِهِ نَصِیبٌ
وَ قَالَ ع تَوَقّوُا البَردَ فِی أَوّلِهِ وَ تَلَقّوهُ فِی آخِرِهِ فَإِنّهُ یَفعَلُ فِی الأَبدَانِ کَفِعلِهِ فِی الأَشجَارِ أَوّلُهُ یُحرِقُ وَ آخِرُهُ یُورِقُ
وَ قَالَ ع عِظَمُ الخَالِقِ عِندَکَ یُصَغّرُ المَخلُوقَ فِی عَینِکَ
وَ قَالَ ع وَ قَد رَجَعَ مِن صِفّینَ فَأَشرَفَ عَلَی القُبُورِ بِظَاهِرِ الکُوفَةِ یَا أَهلَ الدّیَارِ المُوحِشَةِ وَ المَحَالّ المُقفِرَةِ وَ القُبُورِ المُظلِمَةِ یَا أَهلَ التّربَةِ یَا أَهلَ الغُربَةِ یَا أَهلَ الوَحدَةِ یَا أَهلَ الوَحشَةِ أَنتُم لَنَا فَرَطٌ سَابِقٌ وَ نَحنُ لَکُم تَبَعٌ لَاحِقٌ أَمّا الدّورُ فَقَد سُکِنَت وَ أَمّا الأَزوَاجُ فَقَد نُکِحَت وَ أَمّا الأَموَالُ فَقَد قُسِمَت هَذَا خَبَرُ مَا عِندَنَا فَمَا خَبَرُ مَا عِندَکُم ثُمّ التَفَتَ إِلَی أَصحَابِهِ فَقَالَ أَمَا لَو أُذِنَ لَهُم فِی الکَلَامِ لَأَخبَرُوکُم أَنّ خَیرَ الزّادِ التّقوَی
وَ قَالَ ع وَ قَد سَمِعَ رَجُلًا یَذُمّ الدّنیَا أَیّهَا الذّامّ لِلدّنیَا المُغتَرّ بِغُرُورِهَا المَخدُوعُ بِأَبَاطِیلِهَا أَ تَغتَرّ بِالدّنیَا ثُمّ تَذُمّهَا أَنتَ المُتَجَرّمُ عَلَیهَا أَم هیَِ المُتَجَرّمَةُ عَلَیکَ مَتَی استَهوَتکَ أَم مَتَی غَرّتکَ أَ بِمَصَارِعِ آبَائِکَ مِنَ البِلَی أَم بِمَضَاجِعِ أُمّهَاتِکَ تَحتَ الثّرَی کَم عَلّلتَ بِکَفّیکَ وَ کَم مَرّضتَ بِیَدَیکَ تبَتغَیِ لَهُمُ الشّفَاءَ وَ تَستَوصِفُ لَهُمُ
وَ قَالَ ع إِنّ لِلّهِ مَلَکاً ینُاَدیِ فِی کُلّ یَومٍ لِدُوا لِلمَوتِ وَ اجمَعُوا لِلفَنَاءِ وَ ابنُوا لِلخَرَابِ
وَ قَالَ ع الدّنیَا دَارُ مَمَرّ لَا دَارُ مَقَرّ وَ النّاسُ فِیهَا رَجُلَانِ رَجُلٌ بَاعَ فِیهَا نَفسَهُ فَأَوبَقَهَا وَ رَجُلٌ ابتَاعَ نَفسَهُ فَأَعتَقَهَا
وَ قَالَ ع لَا یَکُونُ الصّدِیقُ صَدِیقاً حَتّی یَحفَظَ أَخَاهُ فِی ثَلَاثٍ فِی نَکبَتِهِ وَ غَیبَتِهِ وَ وَفَاتِهِ
وَ قَالَ ع مَن أعُطیَِ أَربَعاً لَم یُحرَم أَربَعاً مَن أعُطیَِ الدّعَاءَ لَم یُحرَمِ الإِجَابَةَ وَ مَن أعُطیَِ التّوبَةَ لَم یُحرَمِ القَبُولَ وَ مَن أعُطیَِ الِاستِغفَارَ لَم یُحرَمِ المَغفِرَةَ وَ مَن أعُطیَِ الشّکرَ لَم یُحرَمِ الزّیَادَةَ
قال الرضی وتصدیق ذلک کتاب الله قال الله فی الدعاءادعوُنیِ أَستَجِب لَکُم و قال فی الاستغفاروَ مَن یَعمَل سُوءاً أَو یَظلِم نَفسَهُ ثُمّ یَستَغفِرِ اللّهَ یَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَحِیماً و قال فی الشکرلَئِن شَکَرتُم لَأَزِیدَنّکُم و قال فی التوبةإِنّمَا التّوبَةُ عَلَی اللّهِ لِلّذِینَ یَعمَلُونَ السّوءَ بِجَهالَةٍ ثُمّ یَتُوبُونَ مِن قَرِیبٍ فَأُولئِکَ یَتُوبُ اللّهُ عَلَیهِم وَ کانَ اللّهُ عَلِیماً حَکِیماً
-روایت-1-425
وَ قَالَ ع الصّلَاةُ قُربَانُ کُلّ تقَیِّ وَ الحَجّ جِهَادُ کُلّ ضَعِیفٍ وَ لِکُلّ شَیءٍ زَکَاةٌ وَ زَکَاةُ البَدَنِ الصّیَامُ وَ جِهَادُ المَرأَةِ حُسنُ التّبَعّلِ
وَ قَالَ ع استَنزِلُوا الرّزقَ بِالصّدَقَةِ
وَ قَالَ ع مَن أَیقَنَ بِالخَلَفِ جَادَ بِالعَطِیّةِ
وَ قَالَ ع تَنزِلُ المَعُونَةُ عَلَی قَدرِ المَئُونَةِ
وَ قَالَ ع مَا عَالَ مَنِ اقتَصَدَ
وَ قَالَ ع قِلّةُ العِیَالِ أَحَدُ الیَسَارَینِ
وَ قَالَ ع التّوَدّدُ نِصفُ العَقلِ
وَ قَالَ ع الهَمّ نِصفُ الهَرَمِ
وَ قَالَ ع یَنزِلُ الصّبرُ عَلَی قَدرِ المُصِیبَةِ وَ مَن ضَرَبَ یَدَهُ عَلَی فَخِذِهِ
عِندَ مُصِیبَتِهِ حَبِطَ عَمَلُهُ
وَ قَالَ ع کَم مِن صَائِمٍ لَیسَ لَهُ مِن صِیَامِهِ إِلّا الجُوعُ وَ الظّمَأُ وَ کَم مِن قَائِمٍ لَیسَ لَهُ مِن قِیَامِهِ إِلّا السّهَرُ وَ العَنَاءُ حَبّذَا نَومُ الأَکیَاسِ وَ إِفطَارُهُم
وَ قَالَ ع سُوسُوا إِیمَانَکُم بِالصّدَقَةِ وَ حَصّنُوا أَموَالَکُم بِالزّکَاةِ وَ ادفَعُوا أَموَاجَ البَلَاءِ بِالدّعَاءِ
وَ مِن کَلَامٍ لَهُ ع لِکُمَیلِ بنِ زِیَادٍ النخّعَیِّ قَالَ کُمَیلُ بنُ زِیَادٍ أَخَذَ بیِدَیِ أَمِیرُ المُؤمِنِینَ عَلِیّ بنُ أَبِی طَالِبٍ ع فأَخَرجَنَیِ إِلَی الجَبّانِ فَلَمّا أَصحَرَ تَنَفّسَ الصّعَدَاءَ ثُمّ قَالَ
یَا کُمَیلَ بنَ زِیَادٍ إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ أَوعِیَةٌ فَخَیرُهَا أَوعَاهَا فَاحفَظ عنَیّ مَا أَقُولُ لَکَ
وَ قَالَ ع المَرءُ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ
وَ قَالَ ع هَلَکَ امرُؤٌ لَم یَعرِف قَدرَهُ
وَ قَالَ ع لِرَجُلٍ سَأَلَهُ أَن یَعِظَهُ لَا تَکُن مِمّن یَرجُو الآخِرَةَ بِغَیرِ عَمَلٍ وَ یرُجَیّ التّوبَةَ بِطُولِ الأَمَلِ یَقُولُ فِی الدّنیَا بِقَولِ الزّاهِدِینَ وَ یَعمَلُ فِیهَا بِعَمَلِ الرّاغِبِینَ
وَ قَالَ ع لِکُلّ امرِئٍ عَاقِبَةٌ حُلوَةٌ أَو مُرّةٌ
وَ قَالَ ع لِکُلّ مُقبِلٍ إِدبَارٌ وَ مَا أَدبَرَ کَأَن لَم یَکُن
وَ قَالَ ع لَا یَعدَمُ الصّبُورُ الظّفَرَ وَ إِن طَالَ بِهِ الزّمَانُ
وَ قَالَ ع الراّضیِ بِفِعلِ قَومٍ کَالدّاخِلِ فِیهِ مَعَهُم وَ عَلَی کُلّ دَاخِلٍ فِی بَاطِلٍ إِثمَانِ إِثمُ العَمَلِ بِهِ وَ إِثمُ الرّضَی بِهِ
وَ قَالَ ع اعتَصِمُوا بِالذّمَمِ فِی أَوتَادِهَا
وَ قَالَ ع عَلَیکُم بِطَاعَةِ مَن لَا تُعذَرُونَ بِجَهَالَتِهِ
وَ قَالَ ع قَد بُصّرتُم إِن أَبصَرتُم وَ قَد هُدِیتُم إِنِ اهتَدَیتُم وَ أُسمِعتُم إِنِ استَمَعتُم
وَ قَالَ ع عَاتِب أَخَاکَ بِالإِحسَانِ إِلَیهِ وَ اردُد شَرّهُ بِالإِنعَامِ عَلَیهِ
وَ قَالَ ع مَن وَضَعَ نَفسَهُ مَوَاضِعَ التّهَمَةِ فَلَا یَلُومَنّ مَن أَسَاءَ بِهِ الظّنّ
وَ قَالَ ع مَن مَلَکَ استَأثَرَ
وَ قَالَ ع مَنِ استَبَدّ بِرَأیِهِ هَلَکَ وَ مَن شَاوَرَ الرّجَالَ شَارَکَهَا فِی عُقُولِهَا
وَ قَالَ ع مَن کَتَمَ سِرّهُ کَانَتِ الخِیَرَةُ بِیَدِهِ
وَ قَالَ ع الفَقرُ المَوتُ الأَکبَرُ
وَ قَالَ ع مَن قَضَی حَقّ مَن لَا یقَضیِ حَقّهُ فَقَد عَبَدَهُ
وَ قَالَ ع لَا طَاعَةَ لِمَخلُوقٍ فِی مَعصِیَةِ الخَالِقِ
وَ قَالَ ع لَا یُعَابُ المَرءُ بِتَأخِیرِ حَقّهِ إِنّمَا یُعَابُ مَن أَخَذَ مَا لَیسَ لَهُ
وَ قَالَ ع الإِعجَابُ یَمنَعُ الِازدِیَادَ
وَ قَالَ ع الأَمرُ قَرِیبٌ وَ الِاصطِحَابُ قَلِیلٌ
وَ قَالَ ع قَد أَضَاءَ الصّبحُ لذِیِ عَینَینِ
وَ قَالَ ع تَرکُ الذّنبِ أَهوَنُ مِن طَلَبِ المَعُونَةِ
وَ قَالَ ع کَم مِن أَکلَةٍ مَنَعَت أَکَلَاتٍ
وَ قَالَ ع النّاسُ أَعدَاءُ مَا جَهِلُوا
وَ قَالَ ع مَنِ استَقبَلَ وُجُوهَ الآرَاءِ عَرَفَ مَوَاقِعَ الخَطَإِ
وَ قَالَ ع مَن أَحَدّ سِنَانَ الغَضَبِ لِلّهِ قوَیَِ عَلَی قَتلِ أَشِدّاءِ البَاطِلِ
وَ قَالَ ع إِذَا هِبتَ أَمراً فَقَع فِیهِ فَإِنّ شِدّةَ تَوَقّیهِ أَعظَمُ مِمّا تَخَافُ مِنهُ
وَ قَالَ ع آلَةُ الرّیَاسَةِ سَعَةُ الصّدرِ
وَ قَالَ ع ازجُرِ المسُیِءَ بِثَوَابِ المُحسِنِ
وَ قَالَ ع احصُدِ الشّرّ مِن صَدرِ غَیرِکَ بِقَلعِهِ مِن صَدرِکَ
وَ قَالَ ع اللّجَاجَةُ تَسُلّ الرأّیَ
وَ قَالَ ع الطّمَعُ رِقّ مُؤَبّدٌ
وَ قَالَ ع ثَمَرَةُ التّفرِیطِ النّدَامَةُ وَ ثَمَرَةُ الحَزمِ السّلَامَةُ
وَ قَالَ ع لَا خَیرَ فِی الصّمتِ عَنِ الحُکمِ کَمَا أَنّهُ لَا خَیرَ فِی القَولِ بِالجَهلِ
وَ قَالَ ع مَا اختَلَفَت دَعوَتَانِ إِلّا کَانَت إِحدَاهُمَا ضَلَالَةً
وَ قَالَ ع مَا شَکَکتُ فِی الحَقّ مُذ أُرِیتُهُ
وَ قَالَ ع مَا کَذَبتُ وَ لَا کُذّبتُ وَ لَا ضَلَلتُ وَ لَا ضُلّ بیِ
وَ قَالَ ع لِلظّالِمِ الباَدیِ غَداً بِکَفّهِ عَضّةٌ
وَ قَالَ ع الرّحِیلُ وَشِیکٌ
وَ قَالَ ع مَن أَبدَی صَفحَتَهُ لِلحَقّ هَلَکَ
وَ قَالَ ع مَن لَم یُنجِهِ الصّبرُ أَهلَکَهُ الجَزَعُ
وَ قَالَ ع وَا عَجَبَاه أَ تَکُونُ الخِلَافَةُ بِالصّحَابَةِ وَ القَرَابَةِ
وَ قَالَ ع إِنّمَا المَرءُ فِی الدّنیَا غَرَضٌ تَنتَضِلُ فِیهِ المَنَایَا وَ نَهبٌ تُبَادِرُهُ المَصَائِبُ وَ مَعَ کُلّ جُرعَةٍ شَرَقٌ وَ فِی کُلّ أَکلَةٍ غَصَصٌ وَ لَا یَنَالُ العَبدُ نِعمَةً إِلّا بِفِرَاقِ أُخرَی وَ لَا یَستَقبِلُ یَوماً مِن عُمُرِهِ إِلّا بِفِرَاقِ آخَرَ مِن أَجَلِهِ فَنَحنُ أَعوَانُ المَنُونِ وَ أَنفُسُنَا نَصبُ الحُتُوفِ فَمِن أَینَ نَرجُو البَقَاءَ وَ هَذَا اللّیلُ وَ النّهَارُ لَم یَرفَعَا مِن شَیءٍ شَرَفاً إِلّا أَسرَعَا الکَرّةَ فِی هَدمِ مَا بَنَیَا وَ تَفرِیقِ مَا جَمَعَا
وَ قَالَ ع یَا ابنَ آدَمَ مَا کَسَبتَ فَوقَ قُوتِکَ فَأَنتَ فِیهِ خَازِنٌ لِغَیرِکَ
وَ قَالَ ع إِنّ لِلقُلُوبِ شَهوَةً وَ إِقبَالًا وَ إِدبَاراً فَأتُوهَا مِن قِبَلِ شَهوَتِهَا وَ إِقبَالِهَا فَإِنّ القَلبَ إِذَا أُکرِهَ عمَیَِ
وَ کَانَ ع یَقُولُ مَتَی أشَفیِ غیَظیِ إِذَا غَضِبتُ
وَ قَالَ ع وَ قَد مَرّ بِقَذَرٍ عَلَی مَزبَلَةٍ هَذَا مَا بَخِلَ بِهِ البَاخِلُونَ وَ روُیَِ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنّهُ قَالَ هَذَا مَا کُنتُم تَتَنَافَسُونَ فِیهِ بِالأَمسِ
وَ قَالَ ع لَم یَذهَب مِن مَالِکَ مَا وَعَظَکَ
وَ قَالَ ع إِنّ هَذِهِ القُلُوبَ تَمَلّ کَمَا تَمَلّ الأَبدَانُ فَابتَغُوا لَهَا طَرَائِفَ الحِکمَةِ
وَ قَالَ ع لَمّا سَمِعَ قَولَ الخَوَارِجِ لَا حُکمَ إِلّا لِلّهِ کَلِمَةُ حَقّ یُرَادُ بِهَا بَاطِلٌ
وَ قَالَ ع فِی صِفَةِ الغَوغَاءِ هُمُ الّذِینَ إِذَا اجتَمَعُوا غَلَبُوا وَ إِذَا تَفَرّقُوا لَم یُعرَفُوا وَ قِیلَ بَل قَالَ ع هُمُ الّذِینَ إِذَا اجتَمَعُوا ضَرّوا وَ إِذَا تَفَرّقُوا نَفَعُوا فَقِیلَ قَد عَرَفنَا مَضَرّةَ اجتِمَاعِهِم فَمَا مَنفَعَةُ افتِرَاقِهِم فَقَالَ یَرجِعُ أَصحَابُ المِهَنِ إِلَی مِهنَتِهِم فَیَنتَفِعُ النّاسُ بِهِم کَرُجُوعِ البَنّاءِ إِلَی بِنَائِهِ وَ النّسّاجِ إِلَی مَنسَجِهِ وَ الخَبّازِ إِلَی مَخبَزِهِ
وَ قَالَ ع وَ أتُیَِ بِجَانٍ وَ مَعَهُ غَوغَاءُ فَقَالَ لَا مَرحَباً بِوُجُوهٍ لَا تُرَی إِلّا
عِندَ کُلّ سَوأَةٍ
وَ قَالَ ع إِنّ مَعَ کُلّ إِنسَانٍ مَلَکَینِ یَحفَظَانِهِ فَإِذَا جَاءَ القَدَرُ خَلّیَا بَینَهُ وَ بَینَهُ وَ إِنّ الأَجَلَ جُنّةٌ حَصِینَةٌ
وَ قَالَ ع وَ قَد قَالَ لَهُ طَلحَةُ وَ الزّبَیرُ نُبَایِعُکَ عَلَی أَنّا شُرَکَاؤُکَ فِی هَذَا الأَمرِ لَا وَ لَکِنّکُمَا شَرِیکَانِ فِی القُوّةِ وَ الِاستِعَانَةِ وَ عَونَانِ عَلَی العَجزِ وَ الأَوَدِ
وَ قَالَ ع أَیّهَا النّاسُ اتّقُوا اللّهَ ألّذِی إِن قُلتُم سَمِعَ وَ إِن أَضمَرتُم عَلِمَ وَ بَادِرُوا المَوتَ ألّذِی إِن هَرَبتُم مِنهُ أَدرَکَکُم وَ إِن أَقَمتُم أَخَذَکُم وَ إِن نَسِیتُمُوهُ ذَکَرَکُم
وَ قَالَ ع لَا یُزَهّدَنّکَ فِی المَعرُوفِ مَن لَا یَشکُرُهُ لَکَ فَقَد یَشکُرُکَ عَلَیهِ مَن لَا یَستَمتِعُ بشِیَءٍ مِنهُ وَ قَد تُدرِکُ مِن شُکرِ الشّاکِرِ أَکثَرَ مِمّا أَضَاعَ الکَافِرُوَ اللّهُ یُحِبّ المُحسِنِینَ
-قرآن-192-220
وَ قَالَ ع کُلّ وِعَاءٍ یَضِیقُ بِمَا جُعِلَ فِیهِ إِلّا وِعَاءَ العِلمِ فَإِنّهُ یَتّسِعُ بِهِ
وَ قَالَ ع أَوّلُ عِوَضِ الحَلِیمِ مِن حِلمِهِ أَنّ النّاسَ أَنصَارُهُ عَلَی الجَاهِلِ
وَ قَالَ ع إِن لَم تَکُن حَلِیماً فَتَحَلّم فَإِنّهُ قَلّ مَن تَشَبّهَ بِقَومٍ إِلّا أَوشَکَ أَن یَکُونَ مِنهُم
وَ قَالَ ع مَن حَاسَبَ نَفسَهُ رَبِحَ وَ مَن غَفَلَ عَنهَا خَسِرَ وَ مَن خَافَ أَمِنَ وَ مَنِ اعتَبَرَ أَبصَرَ وَ مَن أَبصَرَ فَهِمَ وَ مَن فَهِمَ عَلِمَ
وَ قَالَ ع لَتَعطِفَنّ الدّنیَا عَلَینَا بَعدَ شِمَاسِهَا عَطفَ الضّرُوسِ عَلَی وَلَدِهَا وَ تَلَا عَقِیبَ ذَلِکَوَ نُرِیدُ أَن نَمُنّ عَلَی الّذِینَ استُضعِفُوا فِی الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِینَ
-قرآن-114-223
وَ قَالَ ع اتّقُوا اللّهَ تَقِیّةَ مَن شَمّرَ تَجرِیداً وَ جَدّ تَشمِیراً وَ کَمّشَ فِی مَهَلٍ وَ بَادَرَ عَن وَجَلٍ وَ نَظَرَ فِی کَرّةِ المَوئِلِ وَ عَاقِبَةِ المَصدَرِ وَ مَغَبّةِ المَرجِعِ
وَ قَالَ ع الجُودُ حَارِسُ الأَعرَاضِ وَ الحِلمُ فِدَامُ السّفِیهِ وَ العَفوُ زَکَاةُ الظّفَرِ وَ السّلُوّ عِوَضُکَ مِمّن غَدَرَ وَ الِاستِشَارَةُ عَینُ الهِدَایَةِ وَ قَد خَاطَرَ مَنِ استَغنَی بِرَأیِهِ وَ الصّبرُ یُنَاضِلُ الحِدثَانَ وَ الجَزَعُ مِن أَعوَانِ الزّمَانِ وَ أَشرَفُ الغِنَی تَرکُ المُنَی وَ کَم مِن عَقلٍ أَسِیرٍ تَحتَ هَوَی أَمِیرٍ وَ مِنَ التّوفِیقِ حِفظُ التّجرِبَةِ وَ المَوَدّةُ قَرَابَةٌ مُستَفَادَةٌ وَ لَا تَأمَنَنّ مَلُولًا
وَ قَالَ ع عُجبُ المَرءِ بِنَفسِهِ أَحَدُ حُسّادِ عَقلِهِ
وَ قَالَ ع أَغضِ عَلَی القَذَی وَ الأَلَمِ تَرضَ أَبَداً
وَ قَالَ ع مَن لَانَ عُودُهُ کَثُفَت أَغصَانُهُ
وَ قَالَ ع الخِلَافُ یَهدِمُ الرأّیَ
وَ قَالَ ع مَن نَالَ استَطَالَ
وَ قَالَ ع فِی تَقَلّبِ الأَحوَالِ عِلمُ جَوَاهِرِ الرّجَالِ
وَ قَالَ ع حَسَدُ الصّدِیقِ مِن سُقمِ المَوَدّةِ
وَ قَالَ ع أَکثَرُ مَصَارِعِ العُقُولِ تَحتَ بُرُوقِ المَطَامِعِ
وَ قَالَ ع لَیسَ مِنَ العَدلِ القَضَاءُ عَلَی الثّقَةِ بِالظّنّ
وَ قَالَ ع بِئسَ الزّادُ إِلَی المَعَادِ العُدوَانُ عَلَی العِبَادِ
وَ قَالَ ع مِن أَشرَفِ أَعمَالِ الکَرِیمِ غَفلَتُهُ عَمّا یَعلَمُ
وَ قَالَ ع مَن کَسَاهُ الحَیَاءُ ثَوبَهُ لَم یَرَ النّاسُ عَیبَهُ
وَ قَالَ ع بِکَثرَةِ الصّمتِ تَکُونُ الهَیبَةُ وَ بِالنّصَفَةِ یَکثُرُ المُوَاصِلُونَ وَ بِالإِفضَالِ تَعظُمُ الأَقدَارُ وَ بِالتّوَاضُعِ تَتِمّ النّعمَةُ وَ بِاحتِمَالِ المُؤَنِ یَجِبُ السّؤدُدُ وَ بِالسّیرَةِ العَادِلَةِ یُقهَرُ المنُاَوِئُ وَ بِالحِلمِ عَنِ السّفِیهِ تَکثُرُ الأَنصَارُ عَلَیهِ
وَ قَالَ ع العَجَبُ لِغَفلَةِ الحُسّادِ عَن سَلَامَةِ الأَجسَادِ
وَ قَالَ ع الطّامِعُ فِی وِثَاقِ الذّلّ
وَ سُئِلَ عَنِ الإِیمَانِ فَقَالَ الإِیمَانُ مَعرِفَةٌ بِالقَلبِ وَ إِقرَارٌ بِاللّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالأَرکَانِ
وَ قَالَ ع مَن أَصبَحَ عَلَی الدّنیَا حَزِیناً فَقَد أَصبَحَ لِقَضَاءِ اللّهِ سَاخِطاً وَ مَن أَصبَحَ یَشکُو مُصِیبَةً نَزَلَت بِهِ فَقَد أَصبَحَ یَشکُو رَبّهُ وَ مَن أَتَی غَنِیّاً فَتَوَاضَعَ لَهُ لِغِنَاهُ ذَهَبَ ثُلُثَا دِینِهِ وَ مَن قَرَأَ القُرآنَ فَمَاتَ فَدَخَلَ النّارَ فَهُوَ مِمّن کَانَ یَتّخِذُ آیَاتِ اللّهِ هُزُواً وَ مَن لَهِجَ قَلبُهُ بِحُبّ الدّنیَا التَاطَ قَلبُهُ مِنهَا بِثَلَاثٍ هَمّ لَا یُغِبّهُ وَ حِرصٍ لَا یَترُکُهُ وَ أَمَلٍ لَا یُدرِکُهُ
وَ قَالَ ع کَفَی بِالقَنَاعَةِ مُلکاً وَ بِحُسنِ الخُلُقِ
وَ قَالَ ع شَارِکُوا ألّذِی قَد أَقبَلَ عَلَیهِ الرّزقُ فَإِنّهُ أَخلَقُ لِلغِنَی وَ أَجدَرُ بِإِقبَالِ الحَظّ عَلَیهِ
وَ قَالَ ع فِی قَولِهِ تَعَالَیإِنّ اللّهَ یَأمُرُ بِالعَدلِ وَ الإِحسانِالعَدلُ الإِنصَافُ وَ الإِحسَانُ التّفَضّلُ
-قرآن-33-74
وَ قَالَ ع مَن یُعطِ بِالیَدِ القَصِیرَةِ یُعطَ بِالیَدِ الطّوِیلَةِ
قال الرضی ومعنی ذلک أن ماینفقه المرء من ماله فی سبیل الخیر والبر و إن کان یسیرا فإن الله تعالی یجعل الجزاء علیه عظیما کثیرا والیدان هاهنا عبارة عن النعمتین ففرق ع بین نعمة العبد ونعمة الرب تعالی ذکره بالقصیرة والطویلة فجعل تلک قصیرة و هذه طویلة لأن نعم الله أبدا تضعف علی نعم المخلوق أضعافا کثیرة إذ کانت نعم الله أصل النعم کلها فکل نعمة إلیها ترجع ومنها تنزع
-روایت-1-393
وَ قَالَ ع لِابنِهِ الحَسَنِ ع لَا تَدعُوَنّ إِلَی مُبَارَزَةٍ وَ إِن دُعِیتَ إِلَیهَا فَأَجِب فَإِنّ الداّعیَِ إِلَیهَا بَاغٍ وَ الباَغیَِ مَصرُوعٌ
وَ قَالَ ع خِیَارُ خِصَالِ النّسَاءِ شِرَارُ خِصَالِ الرّجَالِ الزّهوُ وَ الجُبنُ وَ البُخلُ فَإِذَا کَانَتِ المَرأَةُ مَزهُوّةً
وَ قِیلَ لَهُ صِف لَنَا العَاقِلَ فَقَالَ ع هُوَ ألّذِی یَضَعُ الشیّءَ مَوَاضِعَهُ فَقِیلَ فَصِف لَنَا الجَاهِلَ فَقَالَ قَد فَعَلتُ
قال الرضی یعنی أن الجاهل هو ألذی لایضع الشیء مواضعه فکأن ترک صفته صفة له إذ کان بخلاف وصف العاقل
-روایت-1-112
وَ قَالَ ع وَ اللّهِ لَدُنیَاکُم هَذِهِ أَهوَنُ فِی عیَنیِ مِن عِرَاقِ خِنزِیرٍ فِی یَدِ مَجذُومٍ
وَ قَالَ ع إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَغبَةً فَتِلکَ عِبَادَةُ التّجّارِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ رَهبَةً فَتِلکَ عِبَادَةُ العَبِیدِ وَ إِنّ قَوماً عَبَدُوا اللّهَ شُکراً فَتِلکَ عِبَادَةُ الأَحرَارِ
وَ قَالَ ع المَرأَةُ شَرّ کُلّهَا وَ شَرّ مَا فِیهَا أَنّهُ لَا بُدّ مِنهَا
وَ قَالَ ع مَن أَطَاعَ التوّاَنیَِ ضَیّعَ الحُقُوقَ وَ مَن أَطَاعَ الواَشیَِ ضَیّعَ الصّدِیقَ
وَ قَالَ ع الحَجَرُ الغَصِیبُ فِی الدّارِ رَهنٌ عَلَی خَرَابِهَا
وَ قَالَ ع یَومُ المَظلُومِ عَلَی الظّالِمِ أَشَدّ مِن یَومِ الظّالِمِ عَلَی المَظلُومِ
وَ قَالَ ع اتّقِ اللّهَ بَعضَ التّقَی وَ إِن قَلّ وَ اجعَل بَینَکَ وَ بَینَ اللّهِ سِتراً وَ إِن رَقّ
وَ قَالَ ع إِذَا ازدَحَمَ الجَوَابُ خفَیَِ الصّوَابُ
وَ قَالَ ع إِنّ لِلّهِ فِی کُلّ نِعمَةٍ حَقّاً فَمَن أَدّاهُ زَادَهُ مِنهَا وَ مَن قَصّرَ فِیهِ خَاطَرَ بِزَوَالِ نِعمَتِهِ
وَ قَالَ ع إِذَا کَثُرَتِ المَقدِرَةُ قَلّتِ الشّهوَةُ
وَ قَالَ ع احذَرُوا نِفَارَ النّعَمِ فَمَا کُلّ شَارِدٍ بِمَردُودٍ
وَ قَالَ ع الکَرَمُ أَعطَفُ مِنَ الرّحِمِ
وَ قَالَ ع مَن ظَنّ بِکَ خَیراً فَصَدّق ظَنّهُ
وَ قَالَ ع أَفضَلُ الأَعمَالِ مَا أَکرَهتَ نَفسَکَ عَلَیهِ
وَ قَالَ ع عَرَفتُ اللّهَ سُبحَانَهُ بِفَسخِ العَزَائِمِ وَ حَلّ العُقُودِ وَ نَقضِ الهِمَمِ
وَ قَالَ ع مَرَارَةُ الدّنیَا حَلَاوَةُ الآخِرَةِ وَ حَلَاوَةُ الدّنیَا مَرَارَةُ الآخِرَةِ
وَ قَالَ ع فَرَضَ اللّهُ الإِیمَانَ تَطهِیراً مِنَ الشّرکِ وَ الصّلَاةَ تَنزِیهاً عَنِ الکِبرِ وَ الزّکَاةَ تَسبِیباً لِلرّزقِ وَ الصّیَامَ ابتِلَاءً لِإِخلَاصِ الخَلقِ وَ الحَجّ تَقرِبَةً لِلدّینِ وَ الجِهَادَ عِزّاً لِلإِسلَامِ وَ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ مَصلَحَةً لِلعَوَامّ وَ النهّیَ عَنِ المُنکَرِ رَدعاً لِلسّفَهَاءِ وَ صِلَةَ الرّحِمِ مَنمَاةً لِلعَدَدِ وَ القِصَاصَ حَقناً لِلدّمَاءِ وَ إِقَامَةَ الحُدُودِ إِعظَاماً لِلمَحَارِمِ وَ تَرکَ شُربِ الخَمرِ تَحصِیناً لِلعَقلِ وَ مُجَانَبَةَ السّرِقَةِ إِیجَاباً لِلعِفّةِ وَ تَرکَ الزّنَی تَحصِیناً لِلنّسَبِ وَ تَرکَ اللّوَاطِ تَکثِیراً لِلنّسلِ وَ الشّهَادَاتِ استِظهَاراً عَلَی المُجَاحَدَاتِ وَ تَرکَ الکَذِبِ تَشرِیفاً لِلصّدقِ وَ السّلَامَ أَمَاناً مِنَ المَخَاوِفِ وَ الأَمَانَةَ نِظَاماً لِلأُمّةِ وَ الطّاعَةَ تَعظِیماً لِلإِمَامَةِ
وَ کَانَ ع یَقُولُ أَحلِفُوا الظّالِمَ إِذَا أَرَدتُم یَمِینَهُ بِأَنّهُ برَیِءٌ مِن حَولِ اللّهِ وَ قُوّتِهِ فَإِنّهُ إِذَا حَلَفَ بِهَا کَاذِباً عُوجِلَ العُقُوبَةَ وَ إِذَا حَلَفَ بِاللّهِ ألّذِی لَا إِلَهَ إِلّا هُوَ لَم یُعَاجَل لِأَنّهُ قَد وَحّدَ اللّهَ تَعَالَی
وَ قَالَ ع یَا ابنَ آدَمَ کُن وصَیِّ نَفسِکَ فِی مَالِکَ وَ اعمَل فِیهِ مَا تُؤثِرُ أَن یُعمَلَ فِیهِ مِن بَعدِکَ
وَ قَالَ ع الحِدّةُ ضَربٌ مِنَ الجُنُونِ لِأَنّ صَاحِبَهَا یَندَمُ فَإِن لَم یَندَم فَجُنُونُهُ مُستَحکِمٌ
وَ قَالَ ع صِحّةُ الجَسَدِ مِن قِلّةِ الحَسَدِ
وَ قَالَ ع لِکُمَیلِ بنِ زِیَادٍ النخّعَیِّ یَا کُمَیلُ مُر أَهلَکَ أَن یَرُوحُوا فِی کَسبِ المَکَارِمِ وَ یُدلِجُوا فِی حَاجَةِ مَن هُوَ نَائِمٌ فوَاَلذّیِ وَسِعَ سَمعُهُ الأَصوَاتَ مَا مِن أَحَدٍ أَودَعَ قَلباً سُرُوراً إِلّا وَ خَلَقَ اللّهُ لَهُ مِن ذَلِکَ السّرُورِ لُطفاً فَإِذَا نَزَلَت بِهِ نَائِبَةٌ جَرَی إِلَیهَا کَالمَاءِ فِی انحِدَارِهِ حَتّی یَطرُدَهَا عَنهُ کَمَا تُطرَدُ غَرِیبَةُ الإِبِلِ
وَ قَالَ ع إِذَا أَملَقتُم فَتَاجِرُوا اللّهَ بِالصّدَقَةِ
وَ قَالَ ع الوَفَاءُ لِأَهلِ الغَدرِ غَدرٌ
عِندَ اللّهِ وَ الغَدرُ بِأَهلِ الغَدرِ وَفَاءٌ
عِندَ اللّهِ
وَ قَالَ ع کَم مِن مُستَدرَجٍ بِالإِحسَانِ إِلَیهِ وَ مَغرُورٍ بِالسّترِ عَلَیهِ وَ مَفتُونٍ بِحُسنِ القَولِ فِیهِ وَ مَا ابتَلَی اللّهُ سُبحَانَهُ أَحَداً بِمِثلِ الإِملَاءِ لَهُ
قال الرضی و قدمضی هذاالکلام فیما تقدم إلا أن فیه هاهنا زیادة جیدة مفیدة
-روایت-1-79
فَإِذَا کَانَ ذَلِکَ ضَرَبَ یَعسُوبُ الدّینِ بِذَنَبِهِ فَیَجتَمِعُونَ إِلَیهِ کَمَا یَجتَمِعُ قَزَعُ الخَرِیفِ
قال الرضی الیعسوب السید العظیم المالک لأمور الناس یومئذ والقزع قطع الغیم التی لاماء فیها
-روایت-1-99
یرید الماهر بالخطبة الماضی فیها و کل ماض فی کلام أوسیر فهو شحشح والشحشح فی غیر هذاالموضع البخیل الممسک
-روایت-1-113
یرید بالقحم المهالک لأنها تقحم أصحابها فی المهالک والمتالف فی الأکثر فمن ذلک قحمة الأعراب و هو أن تصیبهم السنة فتتعرق أموالهم فذلک تقحمها فیهم وقیل فیه وجه آخر و هوأنها تقحمهم بلاد الریف أی تحوجهم إلی دخول الحضر
عندمحول البدو
-روایت-1-246
إِذَا بَلَغَ النّسَاءُ نَصّ الحِقَاقِ فَالعَصَبَةُ أَولَی
والنص منتهی الأشیاء ومبلغ أقصاها کالنص فی السیر لأنه أقصی ماتقدر علیه الدابة وتقول نصصت الرجل عن الأمر إذااستقصیت مسألته عنه لتستخرج ماعنده فیه فنص الحقاق یرید به الإدراک لأنه منتهی الصغر والوقت ألذی یخرج منه الصغیر إلی حد الکبیر و هو من أفصح الکنایات عن هذاالأمر وأغربها یقول فإذابلغ النساء ذلک فالعصبة أولی بالمرأة من أمها إذاکانوا محرما مثل الإخوة والأعمام وبتزویجها إن أرادوا ذلک . والحقاق محاقة الأم للعصبة فی المرأة و هوالجدال والخصومة وقول کل واحد منهما للآخر أناأحق منک بهذا یقال منه حاققته حقاقا مثل جادلته جدالا و قدقیل إن نص الحقاق بلوغ العقل و هوالإدراک لأنه ع إنما أراد منتهی الأمر ألذی تجب فیه الحقوق والأحکام . و من رواه نص الحقائق فإنما أراد جمع حقیقة هذامعنی ماذکره أبوعبید القاسم بن سلام . و ألذی عندی أن المراد بنص الحقاق هاهنا بلوغ المرأة إلی الحد ألذی یجوز فیه تزویجها وتصرفها فی حقوقها تشبیها بالحقاق من الإبل وهی جمع حقة وحق و هو ألذی استکمل ثلاث سنین ودخل فی الرابعة و
عند ذلک یبلغ إلی الحد ألذی یتمکن فیه من رکوب ظهره ونصه فی السیر والحقائق أیضا جمع حقة فالروایتان جمیعا ترجعان إلی معنی واحد و هذاأشبه بطریقة العرب من المعنی المذکور أولا
-روایت-1-1147
إِنّ الإِیمَانَ یَبدُو لُمظَةً فِی القَلبِ کُلّمَا ازدَادَ الإِیمَانُ ازدَادَتِ اللّمظَةُ
واللمظة مثل النکتة أونحوها من البیاض و منه قیل فرس ألمظ إذا کان بجحفلته شیء من البیاض
-روایت-1-94
إِنّ الرّجُلَ إِذَا کَانَ لَهُ الدّینُ الظّنُونُ یَجِبُ عَلَیهِ أَن یُزَکّیَهُ لِمَا مَضَی إِذَا قَبَضَهُ
فالظنون ألذی لایعلم صاحبه أیقبضه من ألذی هو علیه أم لافکأنه ألذی یظن به فمرة یرجوه ومرة لایرجوه و هذا من أفصح الکلام وکذلک کل أمر تطلبه و لاتدری علی أی شیء أنت منه فهو ظنون و علی ذلک قول الأعشی
-روایت-1-219
مایجعل الجد الظنون ألذی || جنب صوب اللجب الماطر
مثل الفراتی إذا ماطما || یقذف بالبوصی والماهر
والجد البئر العادیة فی الصحراء والظنون التی لایعلم هل فیهاماء أم لا
-روایت-1-75
أنّهُ شَیّعَ جَیشاً بِغَزیَةٍ فَقَالَ اعذِبُوا عَنِ النّسَاءِ مَا استَطَعتُم
ومعناه اصدفوا عن ذکر النساء وشغل القلب بهن وامتنعوا من المقاربة لهن لأن ذلک یفت فی عضد الحمیة ویقدح فی معاقد العزیمة ویکسر عن العدو ویلفت عن الإبعاد فی الغزو فکل من امتنع من شیءفقد عذب عنه والعاذب والعذوب الممتنع من الأکل والشرب
-روایت-1-250
کَالیَاسِرِ الفَالِجِ یَنتَظِرُ أَوّلَ فَوزَةٍ مِن قِدَاحِهِ
کُنّا إِذَا احمَرّ البَأسُ اتّقَینَا بِرَسُولِ اللّهِص فَلَم یَکُن أَحَدٌ مِنّا أَقرَبَ إِلَی العَدُوّ مِنهُ
ومعنی ذلک أنه إذاعظم الخوف من العدو واشتد عضاض الحرب فزع المسلمون إلی قتال رسول الله ص بنفسه فینزل الله علیهم النصر به ویأمنون مما کانوا یخافونه بمکانه . و قوله إذااحمر البأس کنایة عن اشتداد الأمر و قدقیل فی ذلک أقوال أحسنها أنه شبه حمی الحرب بالنار التی تجمع الحرارة والحمرة بفعلها ولونها ومما یقوی ذلک قول رسول الله ص و قدرأی مجتلد الناس یوم حنین وهی حرب هوازن الآن حمی الوطیس فالوطیس مستوقد النار فشبه رسول الله ص مااستحر من جلاد القوم باحتدام النار وشدة التهابها
-روایت-1-518
انقضی هذاالفصل ورجعنا إلی سنن الغرض الأول فی هذاالباب
وَ قَالَ ع لَمّا بَلَغَهُ إِغَارَةُ أَصحَابِ مُعَاوِیَةَ عَلَی الأَنبَارِ فَخَرَجَ بِنَفسِهِ مَاشِیاً حَتّی أَتَی النّخَیلَةَ وَ أَدرَکَهُ النّاسُ وَ قَالُوا یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ نَحنُ نَکفِیکَهُم
فَقَالَ مَا تکَفوُننَیِ أَنفُسَکُم فَکَیفَ تکَفوُننَیِ غَیرَکُم إِن کَانَتِ الرّعَایَا قبَلیِ لَتَشکُو حَیفَ رُعَاتِهَا وَ إنِنّیِ الیَومَ لَأَشکُو حَیفَ رعَیِتّیِ کأَنَنّیِ المَقُودُ وَ هُمُ القَادَةُ أَوِ المَوزُوعُ وَ هُمُ الوَزَعَةُ
وَ قِیلَ إِنّ الحَارِثَ بنَ حَوطٍ أَتَاهُ فَقَالَ أَ ترَاَنیِ أَظُنّ أَصحَابَ الجَمَلِ کَانُوا عَلَی ضَلَالَةٍ
فَقَالَ ع یَا حَارِثُ إِنّکَ نَظَرتَ تَحتَکَ وَ لَم تَنظُر فَوقَکَ فَحِرتَ إِنّکَ لَم تَعرِفِ الحَقّ فَتَعرِفَ مَن أَتَاهُ وَ لَم تَعرِفِ البَاطِلَ فَتَعرِفَ مَن أَتَاهُ
فَقَالَ الحَارِثُ فإَنِیّ أَعتَزِلُ مَعَ سَعِیدِ بنِ مَالِکٍ وَ عَبدِ اللّهِ بنِ عُمَرَ فَقَالَ ع
إِنّ سَعِیداً وَ عَبدَ اللّهِ بنَ عُمَرَ لَم یَنصُرَا الحَقّ وَ لَم یَخذُلَا البَاطِلَ
وَ قَالَ ع صَاحِبُ السّلطَانِ کَرَاکِبِ الأَسَدِ یُغبَطُ بِمَوقِعِهِ وَ هُوَ أَعلَمُ بِمَوضِعِهِ
وَ قَالَ ع أَحسِنُوا فِی عَقِبِ غَیرِکُم تُحفَظُوا فِی عَقِبِکُم
وَ قَالَ ع إِنّ کَلَامَ الحُکَمَاءِ إِذَا کَانَ صَوَاباً کَانَ دَوَاءً وَ إِذَا کَانَ خَطَأً کَانَ دَاءً
وَ سَأَلَهُ رَجُلٌ أَن یُعَرّفَهُ الإِیمَانَ فَقَالَ ع إِذَا کَانَ الغَدُ فأَتنِیِ حَتّی أُخبِرَکَ عَلَی أَسمَاعِ النّاسِ فَإِن نَسِیتَ مقَاَلتَیِ حَفِظَهَا عَلَیکَ غَیرُکَ فَإِنّ الکَلَامَ کَالشّارِدَةِ یَنقُفُهَا هَذَا وَ یُخطِئُهَا هَذَا
و قدذکرنا ماأجابه به فیما تقدم من هذاالباب و هو قوله الإیمان علی أربع شعب
-روایت-1-83
وَ قَالَ ع یَا ابنَ آدَمَ لَا تَحمِل هَمّ یَومِکَ ألّذِی لَم یَأتِکَ عَلَی یَومِکَ ألّذِی قَد أَتَاکَ فَإِنّهُ إِن یَکُ مِن عُمُرِکَ یَأتِ اللّهُ فِیهِ بِرِزقِکَ
وَ قَالَ ع أَحبِب حَبِیبَکَ هَوناً مَا عَسَی أَن یَکُونَ بَغِیضَکَ یَوماً مَا وَ أَبغِض بَغِیضَکَ هَوناً مَا عَسَی أَن یَکُونَ حَبِیبَکَ یَوماً مَا
وَ قَالَ ع النّاسُ فِی الدّنیَا عَامِلَانِ عَامِلٌ عَمِلَ فِی الدّنیَا لِلدّنیَا قَد شَغَلَتهُ دُنیَاهُ عَن آخِرَتِهِ یَخشَی عَلَی مَن یَخلُفُهُ الفَقرَ وَ یَأمَنُهُ عَلَی نَفسِهِ فیَفُنیِ عُمُرَهُ فِی مَنفَعَةِ غَیرِهِ وَ عَامِلٌ عَمِلَ فِی الدّنیَا لِمَا بَعدَهَا فَجَاءَهُ ألّذِی لَهُ مِنَ الدّنیَا بِغَیرِ عَمَلٍ فَأَحرَزَ الحَظّینِ مَعاً وَ مَلَکَ الدّارَینِ جَمِیعاً فَأَصبَحَ وَجِیهاً
عِندَ اللّهِ لَا یَسأَلُ اللّهَ حَاجَةً فَیَمنَعُهُ
وَ روُیَِ أَنّهُ ذُکِرَ
عِندَ عُمَرَ بنِ الخَطّابِ فِی أَیّامِهِ حلَیُ الکَعبَةِ وَ کَثرَتُهُ فَقَالَ قَومٌ
روُیَِ أَنّهُ ع رُفِعَ إِلَیهِ رَجُلَانِ سَرَقَا مِن مَالِ اللّهِ أَحَدُهُمَا عَبدٌ مِن مَالِ اللّهِ وَ الآخَرُ مِن عُرُوضِ النّاسِ
فَقَالَ ع أَمّا هَذَا فَهُوَ مِن مَالِ اللّهِ وَ لَا حَدّ عَلَیهِ مَالُ اللّهِ أَکَلَ بَعضُهُ بَعضاً وَ أَمّا الآخَرُ فَعَلَیهِ الحَدّ الشّدِیدُ فَقَطَعَ یَدَهُ
وَ قَالَ ع لَو قَدِ استَوَت قدَمَاَیَ مِن هَذِهِ المَدَاحِضِ لَغَیّرتُ أَشیَاءَ
وَ قَالَ ع اعلَمُوا عِلماً یَقِیناً أَنّ اللّهَ لَم یَجعَل لِلعَبدِ وَ إِن عَظُمَت حِیلَتُهُ وَ اشتَدّت طَلِبَتُهُ وَ قَوِیَت مَکِیدَتُهُ أَکثَرَ
وَ قَالَ ع لَا تَجعَلُوا عِلمَکُم جَهلًا وَ یَقِینَکُم شَکّاً إِذَا عَلِمتُم فَاعمَلُوا وَ إِذَا تَیَقّنتُم فَأَقدِمُوا
وَ قَالَ ع إِنّ الطّمَعَ مُورِدٌ غَیرُ مُصدِرٍ وَ ضَامِنٌ غَیرُ وفَیِّ وَ رُبّمَا شَرِقَ شَارِبُ المَاءِ قَبلَ رِیّهِ وَ کُلّمَا عَظُمَ قَدرُ الشیّءِ المُتَنَافَسِ فِیهِ عَظُمَتِ الرّزِیّةُ لِفَقدِهِ وَ الأمَاَنیِّ تعُمیِ أَعیُنَ البَصَائِرِ وَ الحَظّ یأَتیِ مَن لَا یَأتِیهِ
وَ قَالَ ع أللّهُمّ إنِیّ أَعُوذُ بِکَ مِن أَن تُحَسّنَ فِی لَامِعَةِ العُیُونِ علَاَنیِتَیِ وَ تُقَبّحَ فِیمَا أُبطِنُ لَکَ سرَیِرتَیِ مُحَافِظاً عَلَی رِثَاءِ النّاسِ مِن نفَسیِ بِجَمِیعِ مَا أَنتَ مُطّلِعٌ عَلَیهِ منِیّ فأَبُدیَِ لِلنّاسِ حُسنَ ظاَهرِیِ وَ أفُضیَِ إِلَیکَ بِسُوءِ عمَلَیِ تَقَرّباً إِلَی عِبَادِکَ وَ تَبَاعُداً مِن مَرضَاتِکَ
وَ قَالَ ع لَا وَ ألّذِی أَمسَینَا مِنهُ فِی غُبرِ لَیلَةٍ دَهمَاءَ تَکشِرُ عَن یَومٍ أَغَرّ مَا کَانَ کَذَا وَ کَذَا
وَ قَالَ ع قَلِیلٌ تَدُومُ عَلَیهِ أَرجَی مِن کَثِیرٍ مَملُولٍ مِنهُ
وَ قَالَ ع إِذَا أَضَرّتِ النّوَافِلُ بِالفَرَائِضِ فَارفُضُوهَا
وَ قَالَ ع مَن تَذَکّرَ بُعدَ السّفَرِ استَعَدّ
وَ قَالَ ع لَیسَتِ الرّوِیّةُ کَالمُعَایَنَةِ مَعَ الإِبصَارِ فَقَد تَکذِبُ العُیُونُ أَهلَهَا وَ لَا یَغُشّ العَقلُ مَنِ استَنصَحَهُ
وَ قَالَ ع بَینَکُم وَ بَینَ المَوعِظَةِ حِجَابٌ مِنَ الغِرّةِ
وَ قَالَ ع جَاهِلُکُم مُزدَادٌ وَ عَالِمُکُم مُسَوّفٌ
وَ قَالَ ع قَطَعَ العِلمُ عُذرَ المُتَعَلّلِینَ
وَ قَالَ ع کُلّ مُعَاجَلٍ یَسأَلُ الإِنظَارَ وَ کُلّ مُؤَجّلٍ یَتَعَلّلُ بِالتّسوِیفِ
وَ قَالَ ع مَا قَالَ النّاسُ لشِیَءٍ طُوبَی لَهُ إِلّا وَ قَد خَبَأَ لَهُ الدّهرُ یَومَ سَوءٍ
وَ سُئِلَ عَنِ القَدَرِ فَقَالَ طَرِیقٌ مُظلِمٌ فَلَا تَسلُکُوهُ وَ بَحرٌ عَمِیقٌ فَلَا تَلِجُوهُ وَ سِرّ اللّهِ فَلَا تَتَکَلّفُوهُ
وَ قَالَ ع إِذَا أَرذَلَ اللّهُ عَبداً حَظَرَ عَلَیهِ العِلمَ
وَ قَالَ ع کَانَ لِی فِیمَا مَضَی أَخٌ فِی اللّهِ وَ کَانَ یُعظِمُهُ فِی عیَنیِ صِغَرُ الدّنیَا فِی عَینِهِ وَ کَانَ خَارِجاً مِن سُلطَانِ بَطنِهِ فَلَا یشَتهَیِ مَا لَا یَجِدُ وَ لَا یُکثِرُ إِذَا وَجَدَ وَ کَانَ أَکثَرَ دَهرِهِ صَامِتاً فَإِن قَالَ بَذّ القَائِلِینَ وَ نَقَعَ غَلِیلَ السّائِلِینَ وَ کَانَ ضَعِیفاً مُستَضعَفاً فَإِن جَاءَ الجِدّ فَهُوَ لَیثُ غَابٍ وَ صِلّ وَادٍ لَا یدُلیِ بِحُجّةٍ حَتّی یأَتیَِ قَاضِیاً وَ کَانَ لَا یَلُومُ أَحَداً عَلَی مَا یَجِدُ العُذرَ فِی مِثلِهِ حَتّی یَسمَعَ اعتِذَارَهُ وَ کَانَ لَا یَشکُو وَجَعاً إِلّا
عِندَ بُرئِهِ وَ کَانَ یَقُولُ مَا یَفعَلُ وَ لَا یَقُولُ مَا لَا یَفعَلُ وَ کَانَ إِذَا غُلِبَ عَلَی الکَلَامِ لَم یُغلَب عَلَی السّکُوتِ وَ کَانَ عَلَی مَا یَسمَعُ أَحرَصَ مِنهُ عَلَی أَن یَتَکَلّمَ وَ کَانَ إِذَا بَدَهَهُ أَمرَانِ یَنظُرُ أَیّهُمَا أَقرَبُ إِلَی الهَوَی فَیُخَالِفُهُ فَعَلَیکُم بِهَذِهِ الخَلَائِقِ فَالزَمُوهَا وَ تَنَافَسُوا فِیهَا فَإِن لَم تَستَطِیعُوهَا فَاعلَمُوا أَنّ أَخذَ القَلِیلِ خَیرٌ مِن تَرکِ الکَثِیرِ
وَ قَالَ ع لَو لَم یَتَوَعّدِ اللّهُ عَلَی مَعصِیَتِهِ لَکَانَ یَجِبُ أَلّا یُعصَی شُکراً لِنِعَمِهِ
وَ قَالَ ع وَ قَد عَزّی الأَشعَثَ بنَ قَیسٍ عَنِ ابنٍ لَهُ
یَا أَشعَثُ إِن تَحزَن عَلَی ابنِکَ فَقَدِ استَحَقّت مِنکَ ذَلِکَ الرّحِمُ وَ إِن تَصبِر ففَیِ اللّهِ مِن کُلّ مُصِیبَةٍ خَلَفٌ یَا أَشعَثُ إِن صَبَرتَ جَرَی عَلَیکَ القَدَرُ وَ أَنتَ مَأجُورٌ وَ إِن جَزِعتَ جَرَی عَلَیکَ القَدَرُ وَ أَنتَ مَأزُورٌ یَا أَشعَثُ ابنُکَ سَرّکَ وَ هُوَ بَلَاءٌ وَ فِتنَةٌ وَ حَزَنَکَ وَ هُوَ ثَوَابٌ وَ رَحمَةٌ
وَ قَالَ ع عَلَی قَبرِ رَسُولِ اللّهِص سَاعَةَ دَفنِهِ
إِنّ الصّبرَ لَجَمِیلٌ إِلّا عَنکَ وَ إِنّ الجَزَعَ لَقَبِیحٌ إِلّا عَلَیکَ وَ إِنّ المُصَابَ بِکَ لَجَلِیلٌ وَ إِنّهُ قَبلَکَ وَ بَعدَکَ لَجَلَلٌ
وَ قَالَ ع لَا تَصحَبِ المَائِقَ فَإِنّهُ یُزَیّنُ لَکَ فِعلَهُ وَ یَوَدّ أَن تَکُونَ مِثلَهُ
وَ قَد سُئِلَ عَن مَسَافَةِ مَا بَینَ المَشرِقِ وَ المَغرِبِ فَقَالَ ع مَسِیرَةُ یَومٍ لِلشّمسِ
وَ قَالَ ع أَصدِقَاؤُکَ ثَلَاثَةٌ وَ أَعدَاؤُکَ ثَلَاثَةٌ
وَ قَالَ ع لِرَجُلٍ رَآهُ یَسعَی عَلَی عَدُوّ لَهُ بِمَا فِیهِ إِضرَارٌ بِنَفسِهِ إِنّمَا أَنتَ کَالطّاعِنِ نَفسَهُ لِیَقتُلَ رِدفَهُ
وَ قَالَ ع مَا أَکثَرَ العِبَرَ وَ أَقَلّ الِاعتِبَارَ
وَ قَالَ ع مَن بَالَغَ فِی الخُصُومَةِ أَثِمَ وَ مَن قَصّرَ فِیهَا ظُلِمَ وَ لَا یَستَطِیعُ أَن یتَقّیَِ اللّهَ مَن خَاصَمَ
وَ قَالَ ع مَا أهَمَنّیِ ذَنبٌ أُمهِلتُ بَعدَهُ حَتّی أصُلَیَّ رَکعَتَینِ وَ أَسأَلَ اللّهَ العَافِیَةَ
وَ سُئِلَ ع کَیفَ یُحَاسِبُ اللّهُ الخَلقَ عَلَی کَثرَتِهِم فَقَالَ ع کَمَا یَرزُقُهُم عَلَی کَثرَتِهِم فَقِیلَ کَیفَ یُحَاسِبُهُم وَ لَا یَرَونَهُ فَقَالَ ع کَمَا یَرزُقُهُم وَ لَا یَرَونَهُ
وَ قَالَ ع رَسُولُکَ تَرجُمَانُ عَقلِکَ وَ کِتَابُکَ أَبلَغُ مَا یَنطِقُ عَنکَ
وَ قَالَ ع مَا المُبتَلَی ألّذِی قَدِ اشتَدّ بِهِ البَلَاءُ بِأَحوَجَ إِلَی الدّعَاءِ ألّذِی لَا یَأمَنُ البَلَاءَ
وَ قَالَ ع النّاسُ أَبنَاءُ الدّنیَا وَ لَا یُلَامُ الرّجُلُ عَلَی حُبّ أُمّهِ
وَ قَالَ ع إِنّ المِسکِینَ رَسُولُ اللّهِ فَمَن مَنَعَهُ فَقَد مَنَعَ اللّهَ وَ مَن أَعطَاهُ فَقَد أَعطَی اللّهَ
وَ قَالَ ع مَا زَنَی غَیُورٌ قَطّ
وَ قَالَ ع کَفَی بِالأَجَلِ حَارِساً
وَ قَالَ ع یَنَامُ الرّجُلُ عَلَی الثّکلِ وَ لَا یَنَامُ عَلَی الحَرَبِ
قال الرضی ومعنی ذلک أنه یصبر علی قتل الأولاد و لایصبر علی سلب الأموال
-روایت-1-78
وَ قَالَ ع مَوَدّةُ الآبَاءِ قَرَابَةٌ بَینَ الأَبنَاءِ وَ القَرَابَةُ إِلَی المَوَدّةِ أَحوَجُ مِنَ المَوَدّةِ إِلَی القَرَابَةِ
وَ قَالَ ع اتّقُوا ظُنُونَ المُؤمِنِینَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَی جَعَلَ الحَقّ عَلَی أَلسِنَتِهِم
وَ قَالَ ع لَا یَصدُقُ إِیمَانُ عَبدٍ حَتّی یَکُونَ بِمَا فِی یَدِ اللّهِ أَوثَقَ مِنهُ بِمَا فِی یَدِهِ
وَ قَالَ ع لِأَنَسِ بنِ مَالِکٍ وَ قَد کَانَ بَعَثَهُ إِلَی طَلحَةَ وَ الزّبَیرِ لَمّا جَاءَ إِلَی البَصرَةِ یُذَکّرُهُمَا شَیئاً مِمّا سَمِعَهُ مِن رَسُولِ اللّهِص فِی مَعنَاهُمَا فَلَوَی عَن ذَلِکَ فَرَجَعَ إِلَیهِ فَقَالَ إنِیّ أُنسِیتُ ذَلِکَ الأَمرَ فَقَالَ ع إِن کُنتَ کَاذِباً فَضَرَبَکَ اللّهُ بِهَا بَیضَاءَ لَامِعَةً لَا تُوَارِیهَا العِمَامَةُ
قال الرضی یعنی البرص فأصاب أنسا هذاالداء فیما بعد فی وجهه فکان لایری إلامبرقعا
-روایت-1-88
وَ قَالَ ع إِنّ لِلقُلُوبِ إِقبَالًا وَ إِدبَاراً فَإِذَا أَقبَلَت فَاحمِلُوهَا عَلَی النّوَافِلِ وَ إِذَا أَدبَرَت فَاقتَصِرُوا بِهَا عَلَی الفَرَائِضِ
وَ قَالَ ع وَ فِی القُرآنِ نَبَأُ مَا قَبلَکُم وَ خَبَرُ مَا بَعدَکُم وَ حُکمُ مَا بَینَکُم
وَ قَالَ ع رُدّوا الحَجَرَ مِن حَیثُ جَاءَ فَإِنّ الشّرّ لَا یَدفَعُهُ إِلّا الشّرّ
وَ قَالَ ع لِکَاتِبِهِ عُبَیدِ اللّهِ بنِ أَبِی رَافِعٍ أَلِق دَوَاتَکَ وَ أَطِل جِلفَةَ قَلَمِکَ وَ فَرّج بَینَ السّطُورِ وَ قَرمِط بَینَ الحُرُوفِ فَإِنّ ذَلِکَ أَجدَرُ بِصَبَاحَةِ الخَطّ
وَ قَالَ ع أَنَا یَعسُوبُ المُؤمِنِینَ وَ المَالُ یَعسُوبُ الفُجّارِ
وَ قَالَ لَهُ بَعضُ الیَهُودِ مَا دَفَنتُم نَبِیّکُم حَتّی اختَلَفتُم فِیهِ فَقَالَ ع لَهُ إِنّمَا اختَلَفنَا عَنهُ لَا فِیهِ وَ لَکِنّکُم مَا جَفّت أَرجُلُکُم مِنَ البَحرِ حَتّی قُلتُم لِنَبِیّکُماجعَل لَنا إِلهاً کَما لَهُم آلِهَةٌ قالَ إِنّکُم قَومٌ تَجهَلُونَ
-قرآن-199-264
وَ قِیلَ لَهُ بأِیَّ شَیءٍ غَلَبتَ الأَقرَانَ فَقَالَ ع مَا لَقِیتُ رَجُلًا إِلّا أعَاَننَیِ عَلَی نَفسِهِ
قال الرضی یومئ بذلک إلی تمکن هیبته فی القلوب
-روایت-1-53
وَ قَالَ ع لِابنِهِ مُحَمّدِ ابنِ الحَنَفِیّةِ یَا بنُیَّ إنِیّ أَخَافُ عَلَیکَ الفَقرَ فَاستَعِذ بِاللّهِ مِنهُ فَإِنّ الفَقرَ مَنقَصَةٌ لِلدّینِ مَدهَشَةٌ لِلعَقلِ دَاعِیَةٌ لِلمَقتِ
وَ قَالَ ع لِسَائِلٍ سَأَلَهُ عَن مُعضِلَةٍ سَل تَفَقّهاً وَ لَا تَسأَل تَعَنّتاً فَإِنّ الجَاهِلَ المُتَعَلّمَ شَبِیهٌ بِالعَالِمِ وَ إِنّ العَالِمَ المُتَعَسّفَ شَبِیهٌ بِالجَاهِلِ المُتَعَنّتِ
وَ قَالَ ع لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ وَ قَد أَشَارَ إِلَیهِ فِی شَیءٍ لَم یُوَافِق رَأیَهُ لَکَ أَن تُشِیرَ عَلَیّ وَ أَرَی فَإِن عَصَیتُکَ فأَطَعِنیِ
وَ روُیَِ أَنّهُ ع لَمّا وَرَدَ الکُوفَةَ قَادِماً مِن صِفّینَ مَرّ بِالشّبَامِیّینَ فَسَمِعَ بُکَاءَ النّسَاءِ عَلَی قَتلَی صِفّینَ وَ خَرَجَ إِلَیهِ حَربُ بنُ شُرَحبِیلَ الشبّاَمیِّ وَ کَانَ مِن وُجُوهِ قَومِهِ فَقَالَ ع لَهُ أَ تَغلِبُکُم نِسَاؤُکُم عَلَی مَا أَسمَعُ أَ لَا تَنهَونَهُنّ عَن هَذَا الرّنِینِ وَ أَقبَلَ حَربٌ یمَشیِ مَعَهُ وَ هُوَ ع رَاکِبٌ فَقَالَ ع ارجِع فَإِنّ مشَیَ مِثلِکَ مَعَ مثِلیِ فِتنَةٌ للِواَلیِ وَ مَذَلّةٌ لِلمُؤمِنِ
وَ قَالَ ع وَ قَد مَرّ بِقَتلَی الخَوَارِجِ یَومَ النّهرَوَانِ بُؤساً لَکُم لَقَد ضَرّکُم مَن غَرّکُم فَقِیلَ لَهُ مَن غَرّهُم یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ فَقَالَ الشّیطَانُ المُضِلّ وَ الأَنفُسُ الأَمّارَةُ بِالسّوءِ غَرّتهُم باِلأمَاَنیِّ وَ فَسَحَت لَهُم باِلمعَاَصیِ وَ وَعَدَتهُمُ الإِظهَارَ فَاقتَحَمَت بِهِمُ النّارَ
وَ قَالَ ع اتّقُوا معَاَصیَِ اللّهِ فِی الخَلَوَاتِ فَإِنّ الشّاهِدَ هُوَ الحَاکِمُ
وَ قَالَ ع لَمّا بَلَغَهُ قَتلُ مُحَمّدِ بنِ أَبِی بَکرٍ
إِنّ حُزنَنَا عَلَیهِ عَلَی قَدرِ سُرُورِهِم بِهِ إِلّا أَنّهُم نَقَصُوا بَغِیضاً وَ نَقَصنَا حَبِیباً
وَ قَالَ ع العُمُرُ ألّذِی أَعذَرَ اللّهُ فِیهِ إِلَی ابنِ آدَمَ سِتّونَ سَنَةً
وَ قَالَ ع مَا ظَفِرَ مَن ظَفِرَ الإِثمُ بِهِ وَ الغَالِبُ بِالشّرّ مَغلُوبٌ
وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ فَرَضَ فِی أَموَالِ الأَغنِیَاءِ أَقوَاتَ الفُقَرَاءِ فَمَا جَاعَ فَقِیرٌ إِلّا بِمَا مُتّعَ بِهِ غنَیِّ وَ اللّهُ تَعَالَی سَائِلُهُم عَن ذَلِکَ
وَ قَالَ ع الِاستِغنَاءُ عَنِ العُذرِ أَعَزّ مِنَ الصّدقِ بِهِ
وَ قَالَ ع أَقَلّ مَا یَلزَمُکُم لِلّهِ أَلّا تَستَعِینُوا بِنِعَمِهِ عَلَی مَعَاصِیهِ
وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ جَعَلَ الطّاعَةَ غَنِیمَةَ الأَکیَاسِ
عِندَ تَفرِیطِ العَجَزَةِ
وَ قَالَ ع السّلطَانُ وَزَعَةُ اللّهِ فِی أَرضِهِ
وَ قَالَ ع فِی صِفَةِ المُؤمِنِ المُؤمِنُ بِشرُهُ فِی وَجهِهِ وَ حُزنُهُ فِی قَلبِهِ أَوسَعُ شَیءٍ صَدراً وَ أَذَلّ شَیءٍ نَفساً یَکرَهُ الرّفعَةَ وَ یَشنَأُ السّمعَةَ طَوِیلٌ غَمّهُ بَعِیدٌ هَمّهُ کَثِیرٌ صَمتُهُ مَشغُولٌ وَقتُهُ شَکُورٌ صَبُورٌ مَغمُورٌ بِفِکرَتِهِ ضَنِینٌ بِخَلّتِهِ سَهلُ الخَلِیقَةِ لَیّنُ العَرِیکَةِ نَفسُهُ أَصلَبُ مِنَ الصّلدِ وَ هُوَ أَذَلّ مِنَ العَبدِ
وَ قَالَ ع لَو رَأَی العَبدُ الأَجَلَ وَ مَصِیرَهُ لَأَبغَضَ الأَمَلَ وَ غُرُورَهُ
وَ قَالَ ع لِکُلّ امرِئٍ فِی مَالِهِ شَرِیکَانِ الوَارِثُ وَ الحَوَادِثُ
وَ قَالَ ع المَسئُولُ حُرّ حَتّی یَعِدَ
وَ قَالَ ع الداّعیِ بِلَا عَمَلٍ کاَلراّمیِ بِلَا وَتَرٍ
وَ قَالَ ع العِلمُ عِلمَانِ مَطبُوعٌ وَ مَسمُوعٌ وَ لَا یَنفَعُ المَسمُوعُ إِذَا لَم یَکُنِ المَطبُوعُ
وَ قَالَ ع صَوَابُ الرأّیِ بِالدّوَلِ یُقبِلُ بِإِقبَالِهَا وَ یَذهَبُ بِذَهَابِهَا
وَ قَالَ ع العَفَافُ زِینَةُ الفَقرِ وَ الشّکرُ زِینَةُ الغِنَی
وَ قَالَ ع یَومُ العَدلِ عَلَی الظّالِمِ أَشَدّ مِن یَومِ الجَورِ عَلَی المَظلُومِ
وَ قَالَ ع الغِنَی الأَکبَرُ الیَأسُ عَمّا فِی أیَدیِ النّاسِ
وَ قَالَ ع الأَقَاوِیلُ مَحفُوظَةٌ وَ السّرَائِرُ مَبلُوّةٌ وَکُلّ نَفسٍ بِما کَسَبَت رَهِینَةٌ وَ النّاسُ مَنقُوصُونَ مَدخُولُونَ إِلّا مَن عَصَمَ اللّهُ سَائِلُهُم مُتَعَنّتٌ وَ مُجِیبُهُم مُتَکَلّفٌ یَکَادُ أَفضَلُهُم رَأیاً یَرُدّهُ عَن فَضلِ رَأیِهِ الرّضَی وَ السّخطُ وَ یَکَادُ أَصلَبُهُم عُوداً تَنکَؤُهُ اللّحظَةُ وَ تَستَحِیلُهُ الکَلِمَةُ الوَاحِدَةُ
-قرآن-63-95
وَ قَالَ ع مَعَاشِرَ النّاسِ اتّقُوا اللّهَ فَکَم مِن مُؤَمّلٍ مَا لَا یَبلُغُهُ وَ بَانٍ مَا لَا یَسکُنُهُ وَ جَامِعٍ مَا سَوفَ یَترُکُهُ وَ لَعَلّهُ مِن بَاطِلٍ جَمَعَهُ وَ مِن حَقّ مَنَعَهُ أَصَابَهُ حَرَاماً وَ احتَمَلَ بِهِ آثَاماً فَبَاءَ بِوِزرِهِ وَ قَدِمَ عَلَی رَبّهِ آسِفاً لَاهِفاً قَدخَسِرَ الدّنیا وَ الآخِرَةَ ذلِکَ هُوَ الخُسرانُ المُبِینُ
-قرآن-298-355
وَ قَالَ ع مِنَ العِصمَةِ تَعَذّرُ المعَاَصیِ
وَ قَالَ ع مَاءُ وَجهِکَ جَامِدٌ یُقطِرُهُ السّؤَالُ فَانظُر
عِندَ مَن تُقطِرُهُ
وَ قَالَ ع الثّنَاءُ بِأَکثَرَ مِنَ الِاستِحقَاقِ مَلَقٌ وَ التّقصِیرُ عَنِ الِاستِحقَاقِ عیِّ أَو حَسَدٌ
وَ قَالَ ع أَشَدّ الذّنُوبِ مَا استَهَانَ بِهِ صَاحِبُهُ
وَ قَالَ ع مَن نَظَرَ فِی عَیبِ نَفسِهِ اشتَغَلَ عَن عَیبِ غَیرِهِ وَ مَن رضَیَِ بِرِزقِ اللّهِ لَم یَحزَن عَلَی مَا فَاتَهُ وَ مَن سَلّ سَیفَ البغَیِ قُتِلَ بِهِ وَ مَن کَابَدَ الأُمُورَ عَطِبَ وَ مَنِ اقتَحَمَ اللّجَجَ غَرِقَ وَ مَن دَخَلَ مَدَاخِلَ السّوءِ اتّهِمَ وَ مَن کَثُرَ کَلَامُهُ کَثُرَ خَطَؤُهُ وَ مَن کَثُرَ خَطَؤُهُ قَلّ حَیَاؤُهُ وَ مَن قَلّ حَیَاؤُهُ قَلّ وَرَعُهُ وَ مَن قَلّ وَرَعُهُ مَاتَ قَلبُهُ وَ مَن مَاتَ قَلبُهُ دَخَلَ النّارَ وَ مَن نَظَرَ فِی عُیُوبِ النّاسِ فَأَنکَرَهَا ثُمّ رَضِیَهَا لِنَفسِهِ فَذَلِکَ الأَحمَقُ بِعَینِهِ وَ القَنَاعَةُ مَالٌ لَا یَنفَدُ وَ مَن أَکثَرَ مِن ذِکرِ المَوتِ رضَیَِ مِنَ الدّنیَا بِالیَسِیرِ وَ مَن عَلِمَ أَنّ کَلَامَهُ مِن عَمَلِهِ قَلّ کَلَامُهُ إِلّا فِیمَا یَعنِیهِ
وَ قَالَ ع لِلظّالِمِ مِنَ الرّجَالِ ثَلَاثُ عَلَامَاتٍ یَظلِمُ مَن فَوقَهُ بِالمَعصِیَةِ وَ مَن دُونَهُ بِالغَلَبَةِ وَ یُظَاهِرُ القَومَ الظّلَمَةَ
وَ قَالَ ع
عِندَ تنَاَهیِ الشّدّةِ تَکُونُ الفَرجَةُ وَ
عِندَ تَضَایُقِ حَلَقِ البَلَاءِ یَکُونُ الرّخَاءُ
وَ قَالَ ع لِبَعضِ أَصحَابِهِ لَا تَجعَلَنّ أَکثَرَ شُغُلِکَ بِأَهلِکَ وَ وَلَدِکَ فَإِن یَکُن أَهلُکَ وَ وَلَدُکَ أَولِیَاءَ اللّهِ فَإِنّ اللّهَ لَا یُضِیعُ أَولِیَاءَهُ وَ إِن یَکُونُوا أَعدَاءَ اللّهِ فَمَا هَمّکَ وَ شُغُلُکَ بِأَعدَاءِ اللّهِ
وَ قَالَ ع أَکبَرُ العَیبِ أَن تَعِیبَ مَا فِیکَ مِثلُهُ
وَ هَنّأَ بِحَضرَتِهِ رَجُلٌ رَجُلًا بِغُلَامٍ وُلِدَ لَهُ فَقَالَ لَهُ لِیَهنِئکَ الفَارِسُ فَقَالَ ع لَا تَقُل ذَلِکَ وَ لَکِن قُل شَکَرتَ الوَاهِبَ وَ بُورِکَ لَکَ فِی المَوهُوبِ وَ بَلَغَ أَشُدّهُ وَ رُزِقتَ بِرّهُ
وَ بَنَی رَجُلٌ مِن عُمّالِهِ بِنَاءً فَخماً فَقَالَ ع أَطلَعَتِ الوَرِقُ رُءُوسَهَا إِنّ البِنَاءَ یَصِفُ لَکَ الغِنَی
وَ عَزّی قَوماً عَن مَیّتٍ مَاتَ لَهُم فَقَالَ ع إِنّ هَذَا الأَمرَ لَیسَ لَکُم بَدَأَ وَ لَا إِلَیکُمُ انتَهَی وَ قَد کَانَ صَاحِبُکُم هَذَا یُسَافِرُ فَعُدّوهُ فِی بَعضِ أَسفَارِهِ فَإِن قَدِمَ عَلَیکُم وَ إِلّا قَدِمتُم عَلَیهِ
وَ قِیلَ لَهُ ع لَو سُدّ عَلَی رَجُلٍ بَابُ بَیتِهِ وَ تُرِکَ فِیهِ مِن أَینَ کَانَ یَأتِیهِ رِزقُهُ فَقَالَ ع مِن حَیثُ یَأتِیهِ أَجَلُهُ
وَ قَالَ ع أَیّهَا النّاسُ لِیَرَکُمُ اللّهُ مِنَ النّعمَةِ وَجِلِینَ کَمَا یَرَاکُم مِنَ النّقمَةِ فَرِقِینَ إِنّهُ مَن وُسّعَ عَلَیهِ فِی ذَاتِ یَدِهِ فَلَم یَرَ ذَلِکَ استِدرَاجاً فَقَد أَمِنَ مَخُوفاً وَ مَن ضُیّقَ عَلَیهِ فِی ذَاتِ یَدِهِ فَلَم یَرَ ذَلِکَ اختِبَاراً فَقَد ضَیّعَ مَأمُولًا
وَ قَالَ ع یَا أَسرَی الرّغبَةِ أَقصِرُوا
وَ قَالَ ع لَا تَظُنّنّ بِکَلِمَةٍ خَرَجَت مِن أَحَدٍ سُوءاً وَ أَنتَ تَجِدُ لَهَا فِی الخَیرِ مُحتَمَلًا
وَ قَالَ ع إِذَا کَانَت لَکَ إِلَی اللّهِ سُبحَانَهُ حَاجَةٌ فَابدَأ بِمَسأَلَةِ الصّلَاةِ عَلَی رَسُولِهِص ثُمّ سَل حَاجَتَکَ فَإِنّ اللّهَ أَکرَمُ مِن أَن یُسأَلَ حَاجَتَینِ فیَقَضیَِ إِحدَاهُمَا وَ یَمنَعَ الأُخرَی
وَ قَالَ ع مَن ضَنّ بِعِرضِهِ فَلیَدَعِ المِرَاءَ
وَ قَالَ ع مِنَ الخُرقِ المُعَاجَلَةُ قَبلَ الإِمکَانِ وَ الأَنَاةُ بَعدَ الفُرصَةِ
وَ قَالَ ع لَا تَسأَل عَمّا لَا یَکُونُ ففَیِ ألّذِی قَد کَانَ لَکَ شُغُلٌ
وَ قَالَ ع الفِکرُ مِرآةٌ صَافِیَةٌ وَ الِاعتِبَارُ مُنذِرٌ نَاصِحٌ وَ کَفَی أَدَباً لِنَفسِکَ تَجَنّبُکَ مَا کَرِهتَهُ لِغَیرِکَ
وَ قَالَ ع العِلمُ مَقرُونٌ بِالعَمَلِ فَمَن عَلِمَ عَمِلَ وَ العِلمُ یَهتِفُ بِالعَمَلِ فَإِن أَجَابَهُ وَ إِلّا ارتَحَلَ عَنهُ
وَ قَالَ ع یَا أَیّهَا النّاسُ مَتَاعُ الدّنیَا حُطَامٌ مُوبِئٌ فَتَجَنّبُوا مَرعَاهُ قُلعَتُهَا أَحظَی مِن طُمَأنِینَتِهَا وَ بُلغَتُهَا أَزکَی مِن ثَروَتِهَا حُکِمَ عَلَی مُکثِرٍ مِنهَا بِالفَاقَةِ وَ أُعِینَ مَن غنَیَِ عَنهَا بِالرّاحَةِ مَن رَاقَهُ زِبرِجُهَا أَعقَبَت نَاظِرَیهِ کَمَهاً وَ مَنِ استَشعَرَ الشّغَفَ بِهَا مَلَأَت ضَمِیرَهُ أَشجَاناً لَهُنّ رَقصٌ عَلَی سُوَیدَاءِ قَلبِهِ هَمّ یَشغَلُهُ وَ غَمّ یَحزُنُهُ کَذَلِکَ حَتّی یُؤخَذَ بِکَظَمِهِ فَیُلقَی بِالفَضَاءِ مُنقَطِعاً أَبهَرَاهُ هَیّناً عَلَی اللّهِ فَنَاؤُهُ وَ عَلَی الإِخوَانِ إِلقَاؤُهُ وَ إِنّمَا یَنظُرُ المُؤمِنُ إِلَی الدّنیَا بِعَینِ الِاعتِبَارِ وَ یَقتَاتُ مِنهَا بِبَطنِ الِاضطِرَارِ وَ یَسمَعُ فِیهَا بِأُذُنِ المَقتِ وَ الإِبغَاضِ إِن قِیلَ أَثرَی قِیلَ أَکدَی وَ إِن فُرِحَ لَهُ بِالبَقَاءِ حُزِنَ لَهُ بِالفَنَاءِ هَذَا وَ لَم یَأتِهِم یَومٌ فِیهِ یُبلِسُونَ
وَ قَالَ ع إِنّ اللّهَ سُبحَانَهُ وَضَعَ الثّوَابَ عَلَی طَاعَتِهِ وَ العِقَابَ عَلَی مَعصِیَتِهِ ذِیَادَةً لِعِبَادِهِ عَن نِقمَتِهِ وَ حِیَاشَةً لَهُم إِلَی جَنّتِهِ
وَ قَالَ ع یأَتیِ عَلَی النّاسِ زَمَانٌ لَا یَبقَی فِیهِم مِنَ القُرآنِ إِلّا رَسمُهُ وَ مِنَ الإِسلَامِ إِلّا اسمُهُ وَ مَسَاجِدُهُم یَومَئِذٍ عَامِرَةٌ مِنَ البِنَاءِ خَرَابٌ مِنَ الهُدَی سُکّانُهَا وَ عُمّارُهَا شَرّ أَهلِ الأَرضِ مِنهُم تَخرُجُ الفِتنَةُ وَ إِلَیهِم تأَویِ الخَطِیئَةُ یَرُدّونَ مَن شَذّ عَنهَا فِیهَا وَ یَسُوقُونَ مَن تَأَخّرَ عَنهَا إِلَیهَا یَقُولُ اللّهُ سُبحَانَهُ فبَیِ حَلَفتُ لَأَبعَثَنّ عَلَی أُولَئِکَ فِتنَةً تَترُکُ الحَلِیمَ فِیهَا حَیرَانَ وَ قَد فَعَلَ وَ نَحنُ نَستَقِیلُ اللّهَ عَثرَةَ الغَفلَةِ
وَ روُیَِ أَنّهُ ع قَلّمَا اعتَدَلَ بِهِ المِنبَرُ إِلّا قَالَ أَمَامَ الخُطبَةِ أَیّهَا النّاسُ اتّقُوا اللّهَ فَمَا خُلِقَ امرُؤٌ عَبَثاً فَیَلهُوَ وَ لَا تُرِکَ سُدًی فَیَلغُوَ وَ مَا دُنیَاهُ التّیِ تَحَسّنَت لَهُ بِخَلَفٍ مِنَ الآخِرَةِ التّیِ قَبّحَهَا سُوءُ النّظَرِ عِندَهُ وَ مَا المَغرُورُ ألّذِی ظَفِرَ مِنَ الدّنیَا بِأَعلَی هِمّتِهِ کَالآخَرِ ألّذِی ظَفِرَ مِنَ الآخِرَةِ بِأَدنَی سُهمَتِهِ
وَ قَالَ ع لَا شَرَفَ أَعلَی مِنَ الإِسلَامِ وَ لَا عِزّ أَعَزّ مِنَ التّقوَی وَ لَا مَعقِلَ أَحسَنُ مِنَ الوَرَعِ وَ لَا شَفِیعَ أَنجَحُ مِنَ التّوبَةِ وَ لَا کَنزَ أَغنَی مِنَ القَنَاعَةِ وَ لَا مَالَ أَذهَبُ لِلفَاقَةِ مِنَ الرّضَی بِالقُوتِ وَ مَنِ اقتَصَرَ عَلَی بُلغَةِ الکَفَافِ فَقَدِ انتَظَمَ الرّاحَةَ وَ تَبَوّأَ خَفضَ الدّعَةِ وَ الرّغبَةُ مِفتَاحُ النّصَبِ
وَ قَالَ ع لِجَابِرِ بنِ عَبدِ اللّهِ الأنَصاَریِّ یَا جَابِرُ قِوَامُ الدّینِ وَ الدّنیَا بِأَربَعَةٍ عَالِمٍ مُستَعمِلٍ عِلمَهُ وَ جَاهِلٍ لَا یَستَنکِفُ أَن یَتَعَلّمَ وَ جَوَادٍ لَا یَبخَلُ بِمَعرُوفِهِ وَ فَقِیرٍ لَا یَبِیعُ آخِرَتَهُ بِدُنیَاهُ فَإِذَا ضَیّعَ العَالِمُ عِلمَهُ استَنکَفَ الجَاهِلُ أَن یَتَعَلّمَ وَ إِذَا بَخِلَ الغنَیِّ بِمَعرُوفِهِ بَاعَ الفَقِیرُ آخِرَتَهُ بِدُنیَاهُ یَا جَابِرُ مَن کَثُرَت نِعَمُ اللّهِ عَلَیهِ کَثُرَت حَوَائِجُ النّاسِ إِلَیهِ فَمَن قَامَ لِلّهِ فِیهَا بِمَا یَجِبُ فِیهَا عَرّضَهَا لِلدّوَامِ وَ البَقَاءِ وَ مَن لَم یَقُم فِیهَا بِمَا یَجِبُ عَرّضَهَا لِلزّوَالِ وَ الفَنَاءِ
وَ رَوَی ابنُ جَرِیرٍ الطبّرَیِّ فِی تَارِیخِهِ عَن عَبدِ الرّحمَنِ بنِ أَبِی لَیلَی الفَقِیهِ وَ کَانَ مِمّن خَرَجَ لِقِتَالِ الحَجّاجِ مَعَ ابنِ الأَشعَثِ أَنّهُ قَالَ فِیمَا کَانَ یَحُضّ بِهِ النّاسَ عَلَی الجِهَادِ إنِیّ سَمِعتُ عَلِیّاً رَفَعَ اللّهُ دَرَجَتَهُ فِی الصّالِحِینَ وَ أَثَابَهُ ثَوَابَ الشّهَدَاءِ وَ الصّدّیقِینَ یَقُولُ یَومَ لَقِینَا أَهلَ الشّامِ
أَیّهَا المُؤمِنُونَ إِنّهُ مَن رَأَی عُدوَاناً یُعمَلُ بِهِ وَ مُنکَراً یُدعَی إِلَیهِ فَأَنکَرَهُ بِقَلبِهِ فَقَد سَلِمَ وَ برَِئَ وَ مَن أَنکَرَهُ بِلِسَانِهِ فَقَد أُجِرَ وَ هُوَ أَفضَلُ مِن صَاحِبِهِ وَ مَن أَنکَرَهُ بِالسّیفِ لِتَکُونَ کَلِمَةُ اللّهِ هیَِ العُلیَا وَ کَلِمَةُ الظّالِمِینَ هیَِ السّفلَی فَذَلِکَ ألّذِی أَصَابَ سَبِیلَ الهُدَی وَ قَامَ عَلَی الطّرِیقِ وَ نَوّرَ فِی قَلبِهِ الیَقِینُ
وَ فِی کَلَامٍ آخَرَ لَهُ یجَریِ هَذَا المَجرَی فَمِنهُمُ المُنکِرُ لِلمُنکَرِ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ وَ قَلبِهِ فَذَلِکَ المُستَکمِلُ لِخِصَالِ الخَیرِ وَ مِنهُمُ المُنکِرُ بِلِسَانِهِ وَ قَلبِهِ وَ التّارِکُ بِیَدِهِ فَذَلِکَ مُتَمَسّکٌ بِخَصلَتَینِ مِن خِصَالِ الخَیرِ وَ مُضَیّعٌ خَصلَةً وَ مِنهُمُ المُنکِرُ بِقَلبِهِ وَ التّارِکُ بِیَدِهِ وَ لِسَانِهِ فَذَلِکَ ألّذِی ضَیّعَ أَشرَفَ الخَصلَتَینِ مِنَ الثّلَاثِ وَ تَمَسّکَ بِوَاحِدَةٍ وَ مِنهُم تَارِکٌ لِإِنکَارِ المُنکَرِ بِلِسَانِهِ وَ قَلبِهِ وَ یَدِهِ فَذَلِکَ مَیّتُ الأَحیَاءِ وَ مَا أَعمَالُ البِرّ کُلّهَا وَ الجِهَادُ فِی سَبِیلِ اللّهِ
عِندَ الأَمرِ بِالمَعرُوفِ وَ النهّیِ عَن المُنکَرِ إِلّا کَنَفثَةٍ فِی بَحرٍ لجُیّّ وَ إِنّ الأَمرَ بِالمَعرُوفِ وَ النهّیَ عَنِ المُنکَرِ لَا یُقَرّبَانِ مِن أَجَلٍ وَ لَا یَنقُصَانِ مِن رِزقٍ وَ أَفضَلُ مِن ذَلِکَ کُلّهِ کَلِمَةُ عَدلٍ
عِندَ إِمَامٍ جَائِرٍ
وَ عَن أَبِی جُحَیفَةَ قَالَ سَمِعتُ أَمِیرَ المُؤمِنِینَ ع یَقُولُ أَوّلُ مَا تُغلَبُونَ عَلَیهِ مِنَ الجِهَادِ الجِهَادُ بِأَیدِیکُم ثُمّ بِأَلسِنَتِکُم ثُمّ بِقُلُوبِکُم فَمَن لَم یَعرِف بِقَلبِهِ مَعرُوفاً وَ لَم یُنکِر مُنکَراً قُلِبَ فَجُعِلَ أَعلَاهُ أَسفَلَهُ وَ أَسفَلُهُ أَعلَاهُ
وَ قَالَ ع إِنّ الحَقّ ثَقِیلٌ مرَیِءٌ وَ إِنّ البَاطِلَ خَفِیفٌ وبَیِءٌ
وَ قَالَ ع لَا تَأمَنَنّ عَلَی خَیرِ هَذِهِ الأُمّةِ عَذَابَ اللّهِ
وَ قَالَ ع البُخلُ جَامِعٌ لمِسَاَوِئِ العُیُوبِ وَ هُوَ زِمَامٌ یُقَادُ بِهِ إِلَی کُلّ سُوءٍ
وَ قَالَ ع یَا ابنَ آدَمَ الرّزقُ رِزقَانِ رِزقٌ تَطلُبُهُ وَ رِزقٌ یَطلُبُکَ فَإِن لَم تَأتِهِ أَتَاکَ فَلَا تَحمِل هَمّ سَنَتِکَ عَلَی هَمّ یَومِکَ کَفَاکَ کُلّ یَومٍ عَلَی مَا فِیهِ فَإِن تَکُنِ السّنَةُ مِن عُمُرِکَ فَإِنّ اللّهَ تَعَالَی سَیُؤتِیکَ فِی کُلّ غَدٍ جَدِیدٍ مَا قَسَمَ لَکَ وَ إِن لَم تَکُنِ السّنَةُ مِن عُمُرِکَ فَمَا تَصنَعُ بِالهَمّ فِیمَا لَیسَ لَکَ وَ لَن یَسبِقَکَ إِلَی رِزقِکَ طَالِبٌ وَ لَن یَغلِبَکَ عَلَیهِ غَالِبٌ وَ لَن یُبطِئَ عَنکَ مَا قَد قُدّرَ لَکَ
قال الرضی و قدمضی هذاالکلام فیما تقدم من هذاالباب إلا أنه هاهنا أوضح وأشرح فلذلک کررناه علی القاعدة المقررة فی أول الکتاب
-روایت-1-136
وَ قَالَ ع رُبّ مُستَقبِلٍ یَوماً لَیسَ بِمُستَدبِرِهِ وَ مَغبُوطٍ فِی أَوّلِ لَیلِهِ قَامَت بَوَاکِیهِ فِی آخِرِهِ
وَ قَالَ ع الکَلَامُ فِی وَثَاقِکَ مَا لَم تَتَکَلّم بِهِ فَإِذَا تَکَلّمتَ بِهِ صِرتَ فِی وَثَاقِهِ فَاخزُن لِسَانَکَ کَمَا تَخزُنُ ذَهَبَکَ وَ وَرِقَکَ فَرُبّ کَلِمَةٍ سَلَبَت نِعمَةً وَ جَلَبَت نِقمَةً
وَ قَالَ ع لَا تَقُل مَا لَا تَعلَمُ بَل لَا تَقُل کُلّ مَا تَعلَمُ فَإِنّ اللّهَ فَرَضَ عَلَی جَوَارِحِکَ کُلّهَا فَرَائِضَ یَحتَجّ بِهَا عَلَیکَ یَومَ القِیَامَةِ
وَ قَالَ ع احذَر أَن یَرَاکَ اللّهُ
عِندَ مَعصِیَتِهِ وَ یَفقِدَکَ
عِندَ طَاعَتِهِ فَتَکُونَ مِنَ الخَاسِرِینَ وَ إِذَا قَوِیتَ فَاقوَ عَلَی طَاعَةِ اللّهِ وَ إِذَا ضَعُفتَ فَاضعُف عَن مَعصِیَةِ اللّهِ
وَ قَالَ ع الرّکُونُ إِلَی الدّنیَا مَعَ مَا تُعَایِنُ مِنهَا جَهلٌ وَ التّقصِیرُ فِی حُسنِ العَمَلِ إِذَا وَثِقتَ بِالثّوَابِ عَلَیهِ غَبنٌ وَ الطّمَأنِینَةُ إِلَی کُلّ أَحَدٍ قَبلَ الِاختِبَارِ لَهُ عَجزٌ
وَ قَالَ ع مِن هَوَانِ الدّنیَا عَلَی اللّهِ أَنّهُ لَا یُعصَی إِلّا فِیهَا وَ لَا یُنَالُ مَا عِندَهُ إِلّا بِتَرکِهَا
وَ قَالَ ع مَن طَلَبَ شَیئاً نَالَهُ أَو بَعضَهُ
وَ قَالَ ع مَا خَیرٌ بِخَیرٍ بَعدَهُ النّارُ وَ مَا شَرّ بِشَرّ بَعدَهُ الجَنّةُ وَ کُلّ نَعِیمٍ دُونَ الجَنّةِ فَهُوَ مَحقُورٌ وَ کُلّ بَلَاءٍ دُونَ النّارِ عَافِیَةٌ
وَ قَالَ ع أَلَا وَ إِنّ مِنَ البَلَاءِ الفَاقَةَ وَ أَشَدّ
وَ قَالَ ع مَن أَبطَأَ بِهِ عَمَلُهُ لَم یُسرِع بِهِ نَسَبُهُ وَ فِی رِوَایَةٍ أُخرَی مَن فَاتَهُ حَسَبُ نَفسِهِ لَم یَنفَعهُ حَسَبُ آبَائِهِ
وَ قَالَ ع لِلمُؤمِنِ ثَلَاثُ سَاعَاتٍ فَسَاعَةٌ ینُاَجیِ فِیهَا رَبّهُ وَ سَاعَةٌ یَرُمّ مَعَاشَهُ وَ سَاعَةٌ یخُلَیّ بَینَ نَفسِهِ وَ بَینَ لَذّتِهَا فِیمَا یَحِلّ وَ یَجمُلُ وَ لَیسَ لِلعَاقِلِ أَن یَکُونَ شَاخِصاً إِلّا فِی ثَلَاثٍ مَرَمّةٍ لِمَعَاشٍ أَو خُطوَةٍ فِی مَعَادٍ أَو لَذّةٍ فِی غَیرِ مُحَرّمٍ
وَ قَالَ ع ازهَد فِی الدّنیَا یُبَصّرکَ اللّهُ عَورَاتِهَا وَ لَا تَغفُل فَلَستَ بِمَغفُولٍ عَنکَ
وَ قَالَ ع تَکَلّمُوا تُعرَفُوا فَإِنّ المَرءَ مَخبُوءٌ تَحتَ لِسَانِهِ
وَ قَالَ ع خُذ مِنَ الدّنیَا مَا أَتَاکَ وَ تَوَلّ عَمّا تَوَلّی عَنکَ فَإِن أَنتَ لَم تَفعَل فَأَجمِل فِی الطّلَبِ
وَ قَالَ ع رُبّ قَولٍ أَنفَذُ مِن صَولٍ
وَ قَالَ ع کُلّ مُقتَصَرٍ عَلَیهِ کَافٍ
وَ قَالَ ع المَنِیّةُ وَ لَا الدّنِیّةُ وَ التّقَلّلُ وَ لَا التّوَسّلُ وَ مَن لَم یُعطَ قَاعِداً لَم یُعطَ قَائِماً وَ الدّهرُ یَومَانِ یَومٌ لَکَ وَ یَومٌ عَلَیکَ فَإِذَا کَانَ لَکَ فَلَا تَبطَر وَ إِذَا کَانَ عَلَیکَ فَاصبِر
وَ قَالَ ع نِعمَ الطّیبُ المِسکُ خَفِیفٌ مَحمِلُهُ عَطِرٌ رِیحُهُ
وَ قَالَ ع ضَع فَخرَکَ وَ احطُط کِبرَکَ وَ اذکُر قَبرَکَ
وَ قَالَ ع إِنّ لِلوَلَدِ عَلَی الوَالِدِ حَقّاً وَ إِنّ لِلوَالِدِ عَلَی الوَلَدِ حَقّاً فَحَقّ الوَالِدِ عَلَی الوَلَدِ أَن یُطِیعَهُ فِی کُلّ شَیءٍ إِلّا فِی مَعصِیَةِ اللّهِ سُبحَانَهُ وَ حَقّ الوَلَدِ عَلَی الوَالِدِ أَن یُحَسّنَ اسمَهُ وَ یُحَسّنَ أَدَبَهُ وَ یُعَلّمَهُ القُرآنَ
وَ قَالَ ع العَینُ حَقّ وَ الرّقَی حَقّ وَ السّحرُ حَقّ وَ الفَألُ حَقّ وَ الطّیَرَةُ لَیسَت بِحَقّ وَ العَدوَی لَیسَت بِحَقّ وَ الطّیبُ نُشرَةٌ وَ العَسَلُ نُشرَةٌ وَ الرّکُوبُ نُشرَةٌ وَ النّظَرُ إِلَی الخُضرَةِ نُشرَةٌ
وَ قَالَ ع مُقَارَبَةُ النّاسِ فِی أَخلَاقِهِم أَمنٌ مِن غَوَائِلِهِم
وَ قَالَ ع لِبَعضِ مُخَاطِبِیهِ وَ قَد تَکَلّمَ بِکَلِمَةٍ یُستَصغَرُ مِثلُهُ عَن قَولِ مِثلِهَا لَقَد طِرتَ شَکِیراً وَ هَدَرتَ سَقباً
قال الرضی والشکیر هاهنا أول ماینبت من ریش الطائر قبل أن یقوی ویستحصف والسقب الصغیر من الإبل و لایهدر إلا بعد أن یستفحل
-روایت-1-131
وَ قَالَ ع مَن أَومَأَ إِلَی مُتَفَاوِتٍ خَذَلَتهُ الحِیَلُ
وَ قَالَ ع وَ قَد سُئِلَ عَن مَعنَی قَولِهِم لَا حَولَ وَ لَا قُوّةَ إِلّا بِاللّهِ إِنّا لَا نَملِکُ مَعَ اللّهِ شَیئاً وَ لَا نَملِکُ إِلّا مَا مَلّکَنَا فَمَتَی مَلّکَنَا مَا هُوَ أَملَکُ بِهِ مِنّا کَلّفَنَا وَ مَتَی أَخَذَهُ مِنّا وَضَعَ تَکلِیفَهُ عَنّا
وَ قَالَ ع لِعَمّارِ بنِ یَاسِرٍ وَ قَد سَمِعَهُ یُرَاجِعُ المُغِیرَةَ بنَ شُعبَةَ کَلَاماً دَعهُ یَا عَمّارُ فَإِنّهُ لَم یَأخُذ مِنَ الدّینِ إِلّا مَا قَارَبَهُ مِنَ الدّنیَا وَ عَلَی عَمدٍ لَبَسَ عَلَی نَفسِهِ لِیَجعَلَ الشّبُهَاتِ عَاذِراً لِسَقَطَاتِهِ
وَ قَالَ ع مَا أَحسَنَ تَوَاضُعَ الأَغنِیَاءِ لِلفُقَرَاءِ طَلَباً لِمَا
عِندَ اللّهِ وَ أَحسَنُ مِنهُ تِیهُ الفُقَرَاءِ عَلَی الأَغنِیَاءِ اتّکَالًا عَلَی اللّهِ
وَ قَالَ ع مَا استَودَعَ اللّهُ امرَأً عَقلًا إِلّا استَنقَذَهُ بِهِ یَوماً مَا
وَ قَالَ ع مَن صَارَعَ الحَقّ صَرَعَهُ
وَ قَالَ ع القَلبُ مُصحَفُ البَصَرِ
وَ قَالَ ع التّقَی رَئِیسُ الأَخلَاقِ
وَ قَالَ ع لَا تَجعَلَنّ ذَرَبَ لِسَانِکَ عَلَی مَن أَنطَقَکَ وَ بَلَاغَةَ قَولِکَ عَلَی مَن سَدّدَکَ
وَ قَالَ ع کَفَاکَ أَدَباً لِنَفسِکَ اجتِنَابُ مَا تَکرَهُهُ مِن غَیرِکَ
وَ قَالَ ع مَن صَبَرَ صَبرَ الأَحرَارِ وَ إِلّا سَلَا سُلُوّ الأَغمَارِ
وَ فِی خَبَرٍ آخَرَ أَنّهُ ع قَالَ لِلأَشعَثِ بنِ قَیسٍ مُعَزّیاً عَنِ ابنٍ لَهُ
إِن صَبَرتَ صَبرَ الأَکَارِمِ وَ إِلّا سَلَوتَ سُلُوّ البَهَائِمِ
وَ قَالَ ع فِی صِفَةِ الدّنیَا تَغُرّ وَ تَضُرّ وَ تَمُرّ إِنّ اللّهَ تَعَالَی لَم یَرضَهَا ثَوَاباً لِأَولِیَائِهِ وَ لَا عِقَاباً لِأَعدَائِهِ وَ إِنّ أَهلَ الدّنیَا کَرَکبٍ بَینَا هُم حَلّوا إِذ صَاحَ بِهِم سَائِقُهُم فَارتَحَلُوا
وَ قَالَ لِابنِهِ الحَسَنِ ع لَا تُخَلّفَنّ وَرَاءَکَ شَیئاً مِنَ الدّنیَا فَإِنّکَ تَخَلّفُهُ لِأَحَدِ رَجُلَینِ إِمّا رَجُلٌ عَمِلَ فِیهِ بِطَاعَةِ اللّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِیتَ بِهِ وَ إِمّا رَجُلٌ عَمِلَ فِیهِ بِمَعصِیَةِ اللّهِ فشَقَیَِ بِمَا جَمَعتَ لَهُ فَکُنتَ عَوناً لَهُ عَلَی مَعصِیَتِهِ وَ لَیسَ أَحَدُ هَذَینِ حَقِیقاً أَن تُؤثِرَهُ عَلَی نَفسِکَ قَالَ الرضّیِّ وَ یُروَی هَذَا الکَلَامُ عَلَی وَجهٍ آخَرَ وَ هُوَ أَمّا بَعدُ فَإِنّ ألّذِی فِی یَدِکَ مِنَ الدّنیَا قَد کَانَ لَهُ أَهلٌ قَبلَکَ وَ هُوَ صَائِرٌ إِلَی أَهلٍ بَعدَکَ وَ إِنّمَا أَنتَ جَامِعٌ لِأَحَدِ رَجُلَینِ رَجُلٍ عَمِلَ فِیمَا جَمَعتَهُ بِطَاعَةِ اللّهِ فَسَعِدَ بِمَا شَقِیتَ بِهِ أَو رَجُلٍ عَمِلَ فِیهِ بِمَعصِیَةِ اللّهِ فَشَقِیتَ بِمَا جَمَعتَ لَهُ وَ لَیسَ أَحَدُ هَذَینِ أَهلًا أَن تُؤثِرَهُ عَلَی نَفسِکَ وَ لَا أَن تَحمِلَ لَهُ عَلَی ظَهرِکَ فَارجُ لِمَن مَضَی رَحمَةَ اللّهِ وَ لِمَن بقَیَِ رِزقَ اللّهِ
وَ قَالَ ع لِقَائِلٍ قَالَ بِحَضرَتِهِ أَستَغفِرُ اللّهَ ثَکِلَتکَ أُمّکَ أَ تدَریِ مَا الِاستِغفَارُ الِاستِغفَارُ دَرَجَةُ العِلّیّینَ وَ هُوَ اسمٌ وَاقِعٌ عَلَی سِتّةِ مَعَانٍ أَوّلُهَا النّدَمُ عَلَی مَا مَضَی وَ الثاّنیِ العَزمُ عَلَی تَرکِ العَودِ إِلَیهِ أَبَداً وَ الثّالِثُ أَن تؤُدَیَّ إِلَی المَخلُوقِینَ حُقُوقَهُم حَتّی تَلقَی اللّهَ أَملَسَ لَیسَ عَلَیکَ تَبِعَةٌ وَ الرّابِعُ أَن تَعمِدَ إِلَی کُلّ فَرِیضَةٍ عَلَیکَ ضَیّعتَهَا فتَؤُدَیَّ حَقّهَا وَ الخَامِسُ أَن تَعمِدَ إِلَی اللّحمِ
وَ قَالَ ع الحِلمُ عَشِیرَةٌ
وَ قَالَ ع مِسکِینٌ ابنُ آدَمَ مَکتُومُ الأَجَلِ مَکنُونُ العِلَلِ مَحفُوظُ العَمَلِ تُؤلِمُهُ البَقّةُ وَ تَقتُلُهُ الشّرقَةُ وَ تُنتِنُهُ العَرقَةُ
وَ روُیَِ أَنّهُ ع کَانَ جَالِساً فِی أَصحَابِهِ فَمَرّت بِهِمُ امرَأَةٌ جَمِیلَةٌ فَرَمَقَهَا القَومُ بِأَبصَارِهِم فَقَالَ ع
إِنّ أَبصَارَ هَذِهِ الفُحُولِ طَوَامِحُ وَ إِنّ ذَلِکَ سَبَبُ هِبَابِهَا فَإِذَا نَظَرَ أَحَدُکُم إِلَی امرَأَةٍ تُعجِبُهُ فَلیُلَامِس أَهلَهُ فَإِنّمَا هیَِ امرَأَةٌ کَامرَأَتِهِ
فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الخَوَارِجِقَاتَلَهُ اللّهُ کَافِراً مَا أَفقَهَهُ فَوَثَبَ القَومُ لِیَقتُلُوهُ فَقَالَ ع رُوَیداً إِنّمَا هُوَ سَبّ بِسَبّ أَو عَفوٌ عَن ذَنبٍ
وَ قَالَ ع کَفَاکَ مِن عَقلِکَ مَا أَوضَحَ لَکَ سُبُلَ غَیّکَ مِن رُشدِکَ
وَ قَالَ ع افعَلُوا الخَیرَ وَ لَا تَحقِرُوا مِنهُ شَیئاً
وَ قَالَ ع مَن أَصلَحَ سَرِیرَتَهُ أَصلَحَ اللّهُ عَلَانِیَتَهُ وَ مَن عَمِلَ لِدِینِهِ کَفَاهُ اللّهُ أَمرَ دُنیَاهُ وَ مَن أَحسَنَ فِیمَا بَینَهُ وَ بَینَ اللّهِ أَحسَنَ اللّهُ مَا بَینَهُ وَ بَینَ النّاسِ
وَ قَالَ ع الحِلمُ غِطَاءٌ سَاتِرٌ وَ العَقلُ حُسَامٌ قَاطِعٌ فَاستُر خَلَلَ خُلُقِکَ بِحِلمِکَ وَ قَاتِل هَوَاکَ بِعَقلِکَ
وَ قَالَ ع إِنّ لِلّهِ عِبَاداً یَختَصّهُمُ اللّهُ بِالنّعَمِ لِمَنَافِعِ العِبَادِ فَیُقِرّهَا فِی أَیدِیهِم مَا بَذَلُوهَا فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا مِنهُم ثُمّ حَوّلَهَا إِلَی غَیرِهِم
وَ قَالَ ع لَا ینَبغَیِ لِلعَبدِ أَن یَثِقَ بِخَصلَتَینِ العَافِیَةِ وَ الغِنَی بَینَا تَرَاهُ مُعَافًی إِذ سَقِمَ وَ بَینَا تَرَاهُ غَنِیّاً إِذِ افتَقَرَ
وَ قَالَ ع مَن شَکَا الحَاجَةَ إِلَی مُؤمِنٍ فَکَأَنّهُ شَکَاهَا إِلَی اللّهِ وَ مَن شَکَاهَا إِلَی کَافِرٍ فَکَأَنّمَا شَکَا اللّهَ
وَ قَالَ ع فِی بَعضِ الأَعیَادِ إِنّمَا هُوَ عِیدٌ لِمَن قَبِلَ اللّهُ صِیَامَهُ وَ شَکَرَ قِیَامَهُ وَ کُلّ یَومٍ لَا یُعصَی اللّهُ فِیهِ فَهُوَ عِیدٌ
وَ قَالَ ع إِنّ أَعظَمَ الحَسَرَاتِ یَومَ القِیَامَةِ حَسرَةُ رَجُلٍ کَسَبَ مَالًا فِی غَیرِ طَاعَةِ اللّهِ فَوَرِثَهُ رَجُلٌ فَأَنفَقَهُ فِی طَاعَةِ اللّهِ سُبحَانَهُ فَدَخَلَ بِهِ الجَنّةَ وَ دَخَلَ الأَوّلُ بِهِ النّارَ
وَ قَالَ ع إِنّ أَخسَرَ النّاسِ صَفقَةً وَ أَخیَبَهُم سَعیاً رَجُلٌ أَخلَقَ بَدَنَهُ فِی طَلَبِ مَالِهِ وَ لَم تُسَاعِدهُ المَقَادِیرُ عَلَی إِرَادَتِهِ فَخَرَجَ مِنَ الدّنیَا بِحَسرَتِهِ وَ قَدِمَ عَلَی الآخِرَةِ بِتَبِعَتِهِ
وَ قَالَ ع الرّزقُ رِزقَانِ طَالِبٌ وَ مَطلُوبٌ فَمَن طَلَبَ الدّنیَا طَلَبَهُ المَوتُ حَتّی یُخرِجَهُ عَنهَا وَ مَن طَلَبَ الآخِرَةَ طَلَبَتهُ الدّنیَا حَتّی یسَتوَفیَِ رِزقَهُ مِنهَا
وَ قَالَ ع إِنّ أَولِیَاءَ اللّهِ هُمُ الّذِینَ نَظَرُوا إِلَی بَاطِنِ الدّنیَا إِذَا نَظَرَ النّاسُ إِلَی ظَاهِرِهَا وَ اشتَغَلُوا بِآجِلِهَا إِذَا اشتَغَلَ النّاسُ بِعَاجِلِهَا فَأَمَاتُوا مِنهَا مَا خَشُوا أَن یُمِیتَهُم وَ تَرَکُوا مِنهَا مَا عَلِمُوا أَنّهُ سَیَترُکُهُم وَ رَأَوُا استِکثَارَ غَیرِهِم مِنهَا استِقلَالًا وَ دَرَکَهُم لَهَا فَوتاً أَعدَاءُ مَا سَالَمَ النّاسُ وَ سَلمُ مَا عَادَی النّاسُ بِهِم عُلِمَ الکِتَابُ وَ بِهِ عَلِمُوا وَ بِهِم قَامَ الکِتَابُ وَ بِهِ قَامُوا لَا یَرَونَ مَرجُوّاً فَوقَ مَا یَرجُونَ وَ لَا مَخُوفاً فَوقَ مَا یَخَافُونَ
وَ قَالَ ع اذکُرُوا انقِطَاعَ اللّذّاتِ وَ بَقَاءَ التّبِعَاتِ
وَ قَالَ ع اخبُر تَقلِهِ
قال الرضی و من الناس من یروی هذاللرسول ص ومما یقوی أنه من کلام أمیر المؤمنین ع ماحکاه ثعلب عن ابن الأعرابی قال المأمون لو لا أن علیا ع قال اخبر تقله لقلت اقله تخبر
-روایت-1-186
وَ قَالَ ع مَا کَانَ اللّهُ لِیَفتَحَ عَلَی عَبدٍ بَابَ الشّکرِ وَ یُغلِقَ عَنهُ بَابَ الزّیَادَةِ وَ لَا لِیَفتَحَ عَلَی عَبدٍ بَابَ الدّعَاءِ وَ یُغلِقَ عَنهُ بَابَ الإِجَابَةِ وَ لَا لِیَفتَحَ لِعَبدٍ بَابَ التّوبَةِ وَ یُغلِقَ عَنهُ بَابَ المَغفِرَةِ
وَ قَالَ ع أَولَی النّاسِ بِالکَرَمِ مَن عُرِفَت بِهِ الکِرَامُ
وَ سُئِلَ ع أَیّهُمَا أَفضَلُ العَدلُ أَوِ الجُودُ فَقَالَ ع العَدلُ یَضَعُ الأُمُورَ مَوَاضِعَهَا وَ الجُودُ یُخرِجُهَا مِن جِهَتِهَا وَ العَدلُ سَائِسٌ عَامّ وَ الجُودُ عَارِضٌ خَاصّ فَالعَدلُ أَشرَفُهُمَا وَ أَفضَلُهُمَا
وَ قَالَ ع النّاسُ أَعدَاءُ مَا جَهِلُوا
وَ قَالَ ع الزّهدُ کُلّهُ بَینَ کَلِمَتَینِ مِنَ القُرآنِ قَالَ اللّهُ سُبحَانَهُلِکَیلا تَأسَوا عَلی ما فاتَکُم وَ لا تَفرَحُوا بِما آتاکُم
-قرآن-82-140
وَ قَالَ ع مَا أَنقَضَ النّومَ لِعَزَائِمِ الیَومِ
وَ قَالَ ع الوِلَایَاتُ مَضَامِیرُ الرّجَالِ
وَ قَالَ ع لَیسَ بَلَدٌ بِأَحَقّ بِکَ مِن بَلَدٍ خَیرُ البِلَادِ مَا حَمَلَکَ
وَ قَالَ ع وَ قَد جَاءَهُ نعَیُ الأَشتَرِ رَحِمَهُ اللّهُ
مَالِکٌ وَ مَا مَالِکٌ وَ اللّهِ لَو کَانَ جَبَلًا لَکَانَ فِنداً وَ لَو کَانَ حَجَراً لَکَانَ صَلداً لَا یَرتَقِیهِ الحَافِرُ وَ لَا یوُفیِ عَلَیهِ الطّائِرُ
قال الرضی والفند المنفرد من الجبال
-روایت-1-39
وَ قَالَ ع قَلِیلٌ مَدُومٌ عَلَیهِ خَیرٌ مِن کَثِیرٍ مَملُولٍ مِنهُ
وَ قَالَ ع إِذَا کَانَ فِی رَجُلٍ خَلّةٌ رَائِقَةٌ فَانتَظِرُوا أَخَوَاتِهَا
وَ قَالَ ع لِغَالِبِ بنِ صَعصَعَةَ أَبِی الفَرَزدَقِ فِی کَلَامٍ دَارَ بَینَهُمَا
مَا فَعَلَت إِبِلُکَ الکَثِیرَةُ قَالَ دَغدَغَتهَا الحُقُوقُ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ فَقَالَ ع ذَلِکَ أَحمَدُ سُبُلِهَا
وَ قَالَ ع مَنِ اتّجَرَ بِغَیرِ فِقهٍ فَقَدِ ارتَطَمَ فِی الرّبَا
وَ قَالَ ع مَن عَظّمَ صِغَارَ المَصَائِبِ ابتَلَاهُ اللّهُ بِکِبَارِهَا
وَ قَالَ ع مَن کَرُمَت عَلَیهِ نَفسُهُ هَانَت عَلَیهِ شَهَوَاتُهُ
وَ قَالَ ع مَا مَزَحَ امرُؤٌ مَزحَةً إِلّا مَجّ مِن عَقلِهِ مَجّةً
وَ قَالَ ع زُهدُکَ فِی رَاغِبٍ فِیکَ نُقصَانُ حَظّ وَ رَغبَتُکَ فِی زَاهِدٍ فِیکَ ذُلّ نَفسٍ
و قال ع الغِنَی وَ الفَقرُ بَعدَ العَرضِ عَلَی اللّهِ
وَ قَالَ ع مَا زَالَ الزّبَیرُ رَجُلًا مِنّا أَهلَ البَیتِ حَتّی نَشَأَ ابنُهُ المَشئُومُ عَبدُ اللّهِ
وَ قَالَ ع مَا لِابنِ آدَمَ وَ الفَخرِ أَوّلُهُ نُطفَةٌ وَ آخِرُهُ جِیفَةٌ وَ لَا یَرزُقُ نَفسَهُ وَ لَا یَدفَعُ حَتفَهُ
وَ سُئِلَ مَن أَشعَرُ الشّعَرَاءِ فَقَالَ ع
وَ قَالَ ع أَلَا حُرّ یَدَعُ هَذِهِ اللّمَاظَةَ لِأَهلِهَا إِنّهُ لَیسَ لِأَنفُسِکُم ثَمَنٌ إِلّا الجَنّةَ فَلَا تَبِیعُوهَا إِلّا بِهَا
وَ قَالَ ع مَنهُومَانِ لَا یَشبَعَانِ طَالِبُ عِلمٍ وَ طَالِبُ دُنیَا
وَ قَالَ ع الإِیمَانُ أَن تُؤثِرَ الصّدقَ حَیثُ یَضُرّکَ عَلَی الکَذِبِ حَیثُ یَنفَعُکَ وَ أَلّا یَکُونَ فِی حَدِیثِکَ فَضلٌ عَن عَمَلِکَ وَ أَن تتَقّیَِ اللّهَ فِی حَدِیثِ غَیرِکَ
وَ قَالَ ع یَغلِبُ المِقدَارُ عَلَی التّقدِیرِ حَتّی تَکُونَ الآفَةُ فِی التّدبِیرِ
قال الرضی و قدمضی هذاالمعنی فیما تقدم بروایة تخالف هذه الألفاظ
-روایت-1-70
وَ قَالَ ع الحِلمُ وَ الأَنَاةُ تَوأَمَانِ یُنتِجُهُمَا عُلُوّ الهِمّةِ
وَ قَالَ ع الغِیبَةُ جُهدُ العَاجِزِ
وَ قَالَ ع رُبّ مَفتُونٍ بِحُسنِ القَولِ فِیهِ
وَ قَالَ ع الدّنیَا خُلِقَت لِغَیرِهَا وَ لَم تُخلَق لِنَفسِهَا
وَ قَالَ ع إِنّ لبِنَیِ أُمَیّةَ مِروَداً یَجرُونَ فِیهِ وَ لَو قَدِ اختَلَفُوا فِیمَا بَینَهُم ثُمّ کَادَتهُمُ الضّبَاعُ لَغَلَبَتهُم
قال الرضی والمرود هنا مفعل من الإرواد و هوالإمهال والإظهار و هذا من أفصح الکلام وأغربه فکأنه ع شبه المهلة التی هم فیهابالمضمار ألذی یجرون فیه إلی الغایة فإذابلغوا منقطعها انتقض نظامهم بعدها
-روایت-1-206
وَ قَالَ ع فِی مَدحِ الأَنصَارِ هُم وَ اللّهِ رَبّوُا الإِسلَامَ کَمَا یُرَبّی الفِلوُ مَعَ غَنَائِهِم بِأَیدِیهِمُ السّبَاطِ وَ أَلسِنَتِهِمُ السّلَاطِ
وَ قَالَ ع العَینُ وِکَاءُ السّهِ
قال الرضی و هذه من الاستعارات العجیبة کأنه یشبه السه بالوعاء والعین بالوکاء فإذاأطلق الوکاء لم ینضبط الوعاء و هذاالقول فی الأشهر الأظهر من کلام النبی ص و قدرواه قوم لأمیر المؤمنین ع وذکر ذلک المبرد فی کتاب المقتضب فی باب اللفظ بالحروف و قدتکلمنا علی هذه الاستعارة فی کتابنا الموسوم بمجازات الآثار النبویة
-روایت-1-330
وَ قَالَ ع فِی کَلَامٍ لَهُ وَ وَلِیَهُم وَالٍ فَأَقَامَ وَ استَقَامَ حَتّی ضَرَبَ الدّینُ بِجِرَانِهِ
وَ قَالَ ع یأَتیِ عَلَی النّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ یَعَضّ المُوسِرُ فِیهِ عَلَی مَا فِی یَدَیهِ وَ لَم یُؤمَر بِذَلِکَ قَالَ اللّهُ
وَ قَالَ ع یَهلِکُ فِیّ رَجُلَانِ مُحِبّ مُفرِطٌ وَ بَاهِتٌ مُفتَرٍ
قال الرضی و هذامثل قوله ع
-روایت-1-32
هَلَکَ فِیّ رَجُلَانِ مُحِبّ غَالٍ وَ مُبغِضٌ قَالٍ
وَ سُئِلَ عَنِ التّوحِیدِ وَ العَدلِ فَقَالَ ع
التّوحِیدُ أَلّا تَتَوَهّمَهُ وَ العَدلُ أَلّا تَتّهِمَهُ
و قال ع لَا خَیرَ فِی الصّمتِ عَنِ الحُکمِ کَمَا أَنّهُ لَا خَیرَ فِی القَولِ بِالجَهلِ
وَ قَالَ ع فِی دُعَاءٍ استَسقَی بِهِ
أللّهُمّ اسقِنَا ذُلُلَ السّحَابِ دُونَ صِعَابِهَا
قال الرضی و هذا من الکلام العجیب الفصاحة و ذلک أنه ع شبه السحاب ذوات الرعود والبوارق والریاح والصواعق بالإبل الصعاب التی تقمص برحالها وتقص برکبانها وشبه السحاب خالیة من تلک الروائع بالإبل الذلل التی تحتلب طیعة وتقتعد مسمحة
-روایت-1-249
وَ قِیلَ لَهُ ع لَو غَیّرتَ شَیبَکَ یَا أَمِیرَ المُؤمِنِینَ فَقَالَ ع الخِضَابُ زِینَةٌ وَ نَحنُ قَومٌ فِی مُصِیبَةٍ یُرِیدُ وَفَاةَ رَسُولِ اللّهِص
وَ قَالَ ع مَا المُجَاهِدُ الشّهِیدُ فِی سَبِیلِ اللّهِ بِأَعظَمَ أَجراً مِمّن قَدَرَ فَعَفّ لَکَادَ العَفِیفُ أَن یَکُونَ مَلَکاً مِنَ المَلَائِکَةِ
وَ قَالَ ع القَنَاعَةُ مَالٌ لَا یَنفَدُ
قال الرضی و قدروی بعضهم هذاالکلام لرسول الله ص
-روایت-1-56
وَ قَالَ ع لِزِیَادِ ابنِ أَبِیهِ وَ قَدِ استَخلَفَهُ لِعَبدِ اللّهِ بنِ العَبّاسِ عَلَی فَارِسَ وَ أَعمَالِهَا فِی کَلَامٍ طَوِیلٍ کَانَ بَینَهُمَا نَهَاهُ فِیهِ عَن تَقَدّمِ الخَرَاجِ.استَعمِلِ العَدلَ وَ احذَرِ العَسفَ وَ الحَیفَ فَإِنّ العَسفَ یَعُودُ بِالجَلَاءِ وَ الحَیفَ یَدعُو إِلَی السّیفِ
وَ قَالَ ع أَشَدّ الذّنُوبِ مَا استَخَفّ بِهَا صَاحِبُهُ
وَ قَالَ ع مَا أَخَذَ اللّهُ عَلَی أَهلِ الجَهلِ أَن یَتَعَلّمُوا حَتّی أَخَذَ عَلَی أَهلِ العِلمِ أَن یُعَلّمُوا
وَ قَالَ ع شَرّ الإِخوَانِ مَن تُکُلّفَ لَهُ
قال الرضی لأن التکلیف مستلزم للمشقة و هوشر لازم عن الأخ المتکلف له فهو شر الإخوان
-روایت-1-92
وَ قَالَ ع إِذَا احتَشَمَ المُؤمِنُ أَخَاهُ فَقَد فَارَقَهُ
قال الرضی یقال حشمه وأحشمه إذاأغضبه وقیل أخجله أواحتشمه طلب ذلک له و هومظنة مفارقته
-روایت-1-98
و هذاحین انتهاء الغایة بنا إلی قطع المختار من کلام أمیر المؤمنین علیه السلام ،حامدین للّه سبحانه علی ما منّ به من توفیقنا لضم ماانتشر من أطرافه ، وتقریب ما بعد من أقطاره . وتقرر العزم کماشرطنا أولا علی تفضیل أوراق من البیاض فی آخر کل باب من الأبواب ،لیکون لاقتناص الشارد، واستلحاق الوارد، و ماعسی أن یظهر لنا بعدالغموض ، ویقع إلینا بعدالشذوذ، و ماتوفیقنا إلاباللّه علیه توکلنا، و هوحسبنا ونعم الوکیل . و ذلک فی رجب سنة أربع مائة من الهجرة، وصلی اللّه علی سیدنا محمدخاتم الرسل ، والهادی إلی خیر السبل ، وآله الطاهرین ، وأصحابه نجوم الیقین .
بسم الله الرحمن الرحیم
جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.