بناء المقالة الفاطمية

اشارة

سرشناسه : ابن طاوس ، احمدبن موسی ، - ق 673

عنوان و نام پديدآور : بناآ المقاله الفاطمیه فی نقض الرساله العثمانیه [عمروبن بحر جاحظ]/ تالیف جمال الدین ابی الفضائل احمدبن موسی بن طاوس ؛ تحقیق علی العدنانی الغریفی

مشخصات نشر : قم : موسسه آل البیت (ع )، الاحیاآ التراث ، 1411ق . = 1369.

مشخصات ظاهری : ص 535

فروست : (موسسه آل البیت (ع )، الاحیاآ التراث 119)

شابک : بها:2000ریال

وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی

یادداشت : کتابنامه : ص . 528 - 520

عنوان دیگر : رساله عثمانیه . شرح

موضوع : جاحظ، عمروبن بحر، 255 - 150ق . رساله عثمانیه -- نقد و تفسیر

موضوع : علی بن ابی طالب (ع )، امام اول ، 23 قبل از هجرت - 40ق . -- اثبات خلافت

موضوع : شیعه -- دفاعیه ها و ردیه ها

شناسه افزوده : جاحظ، عمروبن بحر، 255 - 150ق .، رساله عثمانیه

شناسه افزوده : عدنانی غریفی ، علی ، مصحح

رده بندی کنگره : BP223/52 /ج 2ر5082

رده بندی دیویی : 297/452

شماره کتابشناسی ملی : م 69-2660

بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية

تأليف السيد جمال الدين أبي الفضائل أحمد بن موسي بن طاوس المتوفي سنة 673-ه

[ صفحه 51]

بسم الله الرحمن الرحيم النازل علي الخواطف بأكف الشوارق وأشهد أن لاإله إلا الله شهادة يفتح بنانها أبواب المغالق ويشرح بيانها نجاة المصدق الموافق وأشهد أن محمد بن عبد الله رسوله أنبل الخلائق و أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب تلوه في السوابق وشرف الخلائق و أن حبه برهان الأنساب اللواحق

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 52]

و أن أولياءه من طينة مماجده

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 53]

السوامق و أن أعداءه حلفاء

مداحض المزالق أخدان البوائق بالأثر الصادق عن أشرف ناطق صلي الله عليه و علي آله صلاة يسفر فجرها عن الدوام المترادف المتتابع المتلاحق . و بعد فإن أباعثمان الجاحظ صنف كتابه المسمي بالرسالة العثمانية ابتدأه غيرحامد لإله البرية و لامعترف له بالربانية و لاشاهد لنبيه بالرسالة الجلية و لالأهله وأصحابه بالمرتبة العلية شاردا في بيداء هواه سامدا في ظلماء عماه .زعم مخاصما شرف أمير المؤمنين ص بكلمات سردها ولفظات زعم أنه شيدها رادا علي نفسه في تقريرات مناقب مولانا أمير المؤمنين ص سددها ومجدها هازلا في مقام جاد جاهلا في نظام استعداد مادا في الأول باعه القصير إلي أعناق الكواكب وذراعه الكسير إلي النجوم الثواقب .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 54]

و لاغلاب و قدبذت مفاخرنا || سوابق الجرد للعلياء تستبق

أواصر حلقت في الجو أخمصها || وبعدها شيم للشهب تعتنق

أبت مفاخرة الأمثال لامثل || لنا مدان له روح العلي خلق

فكيف يهضمنا فرع لغير علي || و لافروع لها مجد سما ورق

يري زخارفه خطفا لممتنع || كظامئ غاله في ظمئه غرق

فشام منها بروقا لايحالفها || نصر ويكشف عن ديجورها الفلق

كيما يعد بليغا جد مالسن || والشمس في الجو لايغتالها الغسق

فتنا

بسؤددنا الغايات وائتلقت || بدورنا في سماء الفخر تتسق

فلابليغ له في هضمنا طمع || و لافصيح يحلي جيده الملق

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

. و قدكانت هذه الرسالة وصلت إلي قبل هذه الأوقات وصدفتني عن الإيراد عليها حواجز المعارضات وأنشدت بلسان المعتذر عن دحضها ونقضها صورة هذه الأبيات بعدكلمات

-روایت-از قبل-164

و بعدفلو نصت كتائب محرب || وبي رمق نصت إليه الكتائب

[ صفحه 55]

ولكن رمي عن قوسه مترفها || و قدقيدتني بالفتور النوائب

علي أنه عار علي البدر كاملا || ببهجته تخفي النجوم الثواقب

إذااحتج يبغي رفعة عن مدي الدجي || و قدسترت وجه النجوم الغياهب

وعار علي مجد اليراع إذاانبري || يدافع عن تفخيمه ويحارب

تبين سيجلو الدهر نجمي مشرقا || إذاصافحت كف التراب الترائب

و قال لسان حار في القول من لها || وتطري إذاجن الظلام الكواكب

. و بعد ذلك أحضر الولد عبدالكريم أبقاه الله النسخة بعينها

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 56]

وشرع يقرأ علي شيئا منها فأجج مني نارا أخمدتها الحوائل وعيون قول أجمدتها القواطع النوازل

-روایت-از قبل-99

عزائم منا لايبوخ اضطرامها || إذاالبغي سلت للقاء مضاربه

نجلي بها من كل خطب ظلامه || ويشقي بهانجد نجيب نحاربه

فكيف إذا لم نلق خصما تهزه

|| عزائم في أقصي الحضيض كواكبه

. هذا و إن كانت جدود المزاج منوطة بالكلال وفجاج الفراغ مربوطة بحرج المجال لكن الصانع إذااهتم كاد يجعل آثاره في أعضاء مهجته

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 57]

وزايل الإغضاء عن رحمة نقيبته وبتلك المواد الضعيفة قدعزمت علي رمي عمرو بنبال الصواب و إن كان بناؤه ملتحفا لذاته بالخراب فليس للراد عليه فضيلة استنباط عيون الألباب بل العاجز مشكور علي النهوض إلي مبارزة ضعيف الذباب .فأقول إنه عرض لي مع صاحب الرسالة نوع كلفة قد لايحصل مثلها لنقض نقض كتاب المشجر مع عظماء المعتزلة كالجبائي وأعيان من جماعته و أبي الحسين البصري في الرد علي السيد المرتضي و هوالحاذق المبرز في صناعته إذ هاتيك المباحث يجتمع لها العقل فيصادمها صدام الكتائب ويصارمها صرام فوارس المقانب و هذه المباحث مهينة

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 58]

فإن أهملها الباحث استظهرت عليه و إن صمد لها رآها دون العزم الناهض فيما يقصد إليه تهوين منعت منه الحكمة والاعتبار واستعداد يخالطه التصغير والاحتقار فالقريحة معه إذن بين متجاذبين ضدين ومتداعيين حربين و ذلك مادة العناء وجادة الشقاء.

-روایت-از قبل-248

و ليس العلي في منهل لذ شربه || ولكن بتتويج الجباه المتاعبا

مزايا لها

في الهاشميين منزل || يجاوز معناها النجوم الثواقبا

إذا ماامتطي بطن اليراع أكفهم || كفي غربه سمر القنا والقواضبا

. وأقول إنك إذاتأملت تقرير قواعد كتاب الجاحظ رأيته مبنيا علي الباطل إذ سمي فرقة بالعثمانية ثم جعل ينطق بغير الصواب عنها ملقحا الفتن بينها و بين الفرقة الإمامية متعديا قواعد الحرورية.شرع يقرر إسلام أبي بكر وتقديمه علي إسلام أمير المؤمنين ص إذ كان إسلام علي ع لاعبرة به لصغره و إن كان أول هذاظاهر في كلامه وسوف أنازله إن شاء الله في ورده وصدره مقدما علي ذلك أبياتا تليق بهذه المقامات وتلتحق بهاالتحاق النجوم بالسماوات

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 59]

فأقول

-روایت-از قبل-10

رميت أباعثمان نفسك ضلة || بسهم متي يرشق يذقك المتالفا

تريد انتقاصا للنجوم ترفعت || بعزم تخوم تبتغي النجم خاطفا

زللت وغرتك الدنا غيرناصح || لنفسك للكأس الوبيئة راشفا

بكف لها من هاشم أي معصم || يفل بها يوم الزحام المزاحفا

إذاقصدت منها البنان مغاورا || غدا عزمه من مأزم الحرب صادفا

فلافئة تحمي الشريد و قدجري || طريدا يضم الحتف منه المعاطفا

مواقف لم يدرس علي الدهر رسمها || هزمنا بها يوم اللقاء المواقفا

.زعم الناصب أبوعثمان أن الناس اختلفوا في إسلام أمير

المؤمنين ع فقال المكثر إنه أسلم و له تسع سنين وزعم المقلل أنه أسلم و له خمس سنين و قال الناصب في ذلك غيرالحق فإن كان ماعرف فهو جد جاهل بالسيرة ذو إقدام علي القول من تلقاء نفسه و إن كان عرف و قال غير ماعرف فهو كذب صريح دال علي العصبية علي أمير المؤمنين ع وبغضه كفر بالنقل المعتبر.بيان الأول مارواه الشيخ الفاضل الكبير المعظم العارف الحافظ الخبير الناقد أبوعمر يوسف بن عبد الله بن محمد بن عبدالبر النمري

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 60]

الشاطبي و هو غيرمتهم ونقلته من كتابي ألذي اخترته منه قال أخبرنا أبوالقاسم خلف بن قاسم بن سهل رحمه الله قال حدثنا أبو الحسن علي بن محمد بن إسماعيل الطوسي قال حدثنا أبوالعباس محمد بن إسحاق بن ابراهيم السراج قال حدثنا محمد بن مسعود قال حدثنا عبدالرزاق قال حدثنامعمر عن قتادة عن الحسن قال أسلم علي و هوأول من أسلم و هو ابن خمس عشرة سنة أوست عشرة سنة.

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 61]

قال وضاح مارأيت أحدا قط أعلم بالحديث من محمد بن مسعود و لابالرأي من سحنون . وذكر المشار

إليه قبل هذا ماصورته قال الحسن الحلواني و حدثنا عبدالرزاق قال حدثنامعمر عن قتادة عن الحسن قال أسلم علي و هو ابن خمس عشرة سنة. و قال عن ابن إسحاق أول ذكر آمن بالله ورسوله علي بن أبي طالب و هويومئذ ابن عشر سنين . قال أبوعمر قيل أسلم علي و هو ابن ثلاث عشرة سنة وقيل ابن اثنتي عشرة سنة وقيل ابن خمس عشرة سنة وقيل ابن ست عشرة سنة وقيل ابن عشر

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 62]

وقيل ابن ثمان . وذكر عمر بن شبة عن ابن المدائني عن ابن جعدبة عن نافع عن ابن عمر قال أسلم علي و هو ابن ثلاث عشرة سنة. قال وذكر أبوزيد عمر بن شبة قال حدثناسريج بن النعمان قال حدثناالوليد بن السائب عن ميمون بن مهران عن ابن عمر قال أسلم علي بن أبي طالب و هو ابن ثلاث عشرة سنة وتوفي و هو ابن ثلاث وستين سنة. قال أبوعمر هذاأصح ماقيل في ذلك و قدروي عن ابن عمر من وجهين جيدين . و أمابيان الوجه الثاني من كون بغضته كفرا فيدل عليه مارواه أحمد بن حنبل عن مسافر الحميري عن أبيه عن أم

سلمة تقول سمعت رسول الله ص يقول لعلي ع لايبغضك مؤمن و لايحبك منافق

-روایت-از قبل-601

.

[ صفحه 63]

و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من سنن أبي داود عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه إنا كنا لنعرف المنافقين ببغضهم علي بن أبي طالب ص .

[ صفحه 64]

و من الكتاب أيضا من صحيح البخاري بحذف الإسناد قالت أم سلمة قال النبي ص لايحب عليا منافق و لايبغضه مؤمن

-روایت-1-2-روایت-83-120

.

[ صفحه 65]

و من مسند ابن حنبل في جملة حديث عن النبي ص في علي بن أبي طالب لايحبه إلامؤمن و لايبغضه إلامنافق في غير ذلك من آثار عدة تركت إثباتها إذ نحن في غير هذه المباحث . وذكر ماحاصله إن إسلامه مع قلة العمر تلقين القيم ورياضة السائس و بعد أن يكون في ذلك السن هوتام العقل . وهي عصبية منه لاتستند إلي برهان وإنما دأب الناصب تكثير الألفاظ مع قلة الحاصل منها وصدود الحق عنها. وادعي أنه يعلم أن طباعه كطباع حمزة غيرمسند ذلك إلي أمارة

[ صفحه 66]

فضلا عن دليل . وتعلق بأن أمير المؤمنين ع لم يدع ذلك . و ألذي يرد علي قول الناصب

أن أباعمرو المغربي الشاطبي قال

إن النبي ص قال عن علي إنه أول أصحابي إسلاما

-روایت-1-2-روایت-38-91

فلو كان تلقينا لامزية له في ذلك علي غيره لمامدحه النبي ص بذلك . وروي ذلك في إسناد متصل عن سلمان عن النبي ص و أما أن عليا ماتمدح بوفور العقل وسداد الرأي المقررين شرف إسلامه فيكفي في ذلك قوله ع متمدحا إني أول من صلي

[ صفحه 67]

مع رسول الله ص .

[ صفحه 68]

وروي المشار إليه أن النبي ص استنبئ يوم الاثنين وصلي علي يوم الثلاثاء. إذاعرفت هذافتمدحه بالإسلام ينبئ أنه كان يري ذلك فخرا تماما وشرفا باذخا و لو كان علي سبيل التلقين تقليدا غيربان له علي قاعدة

[ صفحه 69]

لذهب معني التمدح به و في ذلك رد علي الناصب . وتعلق الناصب في كون إسلام أمير المؤمنين ع ما كان فرعا لتمام آرائه و هوصبي بأنه لو كان كذلك لاحتج به . وذكر فنونا تجري في هذاالباب غثة ساقطة ألفاظا سمينة جدا هزيلة المعني جدا يسأمها اللبيب ويعافها الأريب و لو لا أنه لايليق بمن دخل في أمر أن يتعاجز عنه لرأيت ترك الخوض في هذاالوشل المهين أولي من الدخول فيه وأيضا فإن الخصم

وذا الذهن الغال قديؤثر عنده كلام الهازل ويقرر عنده قواعد الباطل . والجواب عما قال بما أن من أعيان الصحابة من كان يناظر رسول الله ص فيما يأمر به ويرد عليه و هوحي بين أظهرهم في عزرئاسة ينافس عليها وإمامة يسارع إليها فكيف يؤثر قول علي ع بعده في شيءحاصله الدفع عن مراتب الملك وتسنم درجات العز. ونتنزل عن هذا ونقول للناصب و أنت بالآخرة معرض عن موالاة أمير المؤمنين ع وموازرته

[ صفحه 70]

مع كون الانحراف عنه كفرا. و بعد فإن أبلغ ما كان يقول أمير المؤمنين ص في مدح فطنته وطباعه

إني كنت أيام الصبوة صحيح الذهن مقوم الفطنة

-روایت-1-2-روایت-3-52

و أي وازع هذاللخصم عن مخاصمته علي الملك ومصادمته عن مراتب المجد بل لوذكر هذا كان بمقام الطرد له عن الرئاسة والدفع له عن الإمامة إذ هوتعلق غث يضع المتعلق به ويهبط درجات المتمسك بهديه . قال الناصب و لو أن عليا كان أيضا بالغا لكان إسلام زيد وخباب أفضل من إسلامه لأن الرجلين تركا المألوف و علي نشأ علي

[ صفحه 71]

الإسلام . و ألذي يقال للناصب إنه ماكفاه الانحراف عن أمير المؤمنين حتي

ضم إلي ذلك الانحراف عن رسول الله ص يناظره ويقاهره .بيانه أن رسول الله ص علي مارويناه عن صاحب كتاب الاستيعاب و هومروي من طريق غيره أثني علي أمير المؤمنين ص بتقدم إسلامه و إذا كان إسلامه في حال الطفولية بمقام الشرف علي غيره فكيف ما إذا كان إسلامه بعدانتظام سداده وتمام رشاده . ثم إن التعلق ألذي تعلق به باغض أمير المؤمنين ضعيف من جهة الاعتبار بما أن أمير المؤمنين قبل الإسلام كان يخالط الكفار كمايخالطهم زيد وخباب ويسمع مقالتهم كمايسمعها الرجلان فإن كان والحال هذه عنده من السداد التام والنقد المعتبر ما لايعتد بما سمع فهذه مرتبة له شريفة نفسانية قدسية تعاف مهابط الخطإ وتترك مساقط الضلال يفضل بها من سواه ويعلو بهاقذال غيره و إن كان لاينفر عنها و لايوافق عليها فهو أيضا نوع شرف يفوق به غيره ويتميز به علي من سواه . و أي منقبة لمن رجع عن عبادة الأصنام وخدمة الأوثان و قدبلغ رشده وعرف قصده إلي خدمة الصانع الأزلي الأبدي هل هذا عند من

[ صفحه 72]

عقل من المناقب البليغة في شيء أومما يستطرف . قال عدو أمير المؤمنين ص

و لو كان علي أسلم بالغا مدركا و كان مع إدراكه وبلوغه كهلا كان إسلام زيد وخباب أفضل من إسلامه لأن من أسلم و هويعلم أن له ظهرا كأبي طالب وردء كبني هاشم ليس كغيره . و لم أحك فص كلامه لأنه حشو بغيض غمام لاغيث فيه وقشر لالب يقارنه ويدانيه . والجواب عنه بما أنه كان ينبغي أن يقرر أن علياص لوخلا من أبي طالب لوقف عن الإسلام و إذا لم يفعل ذلك فقد فجر إذ حكم علي غيب وادعي مشاركة إله الوجود في خاص صفات مجده و هوكفر. ثم مايدريه أن خبابا وزيدا ماكانا آمنين بجوار بعض رؤساء الكفار كما كان غيرهما آمنا بذلك من أذي المشركين ثم مايدريه أنهما لماأسلما كانا بمقام إظهار الإسلام والإشكال إنما يتوجه بذلك . ثم مايدري مبغض أمير المؤمنين عدو رسول الله بل عدو الله

إذ قدروي ابن حنبل وغيره أن رسول الله ص قال أللهم وال من والاه وعاد من عاداه

-روایت-1-2-روایت-53-90

أن زيدا وخبابا كانا مقيمين بين كفار متعصبين

[ صفحه 73]

علي رسول الله ص و هذا إن كان كما قلت فالإشكال زائل و إن لم يكن فقد كان ينبغي أن ينبه

عليه ليتم تعلقه . وزعم مؤذي أمير المؤمنين ع بل مؤذي رسول الله ص بالنقل الثابت من طريق الخصم

عن رسول الله ص أنه قال من آذي عليا فقد آذاني

-روایت-1-2-روایت-32-57

وصورة مااعتمد المشار إليه أذي

[ صفحه 74]

لأمير المؤمنين فتبرهن ماقلته . قال المشار إليه وإسلام أبي بكر أفضل من إسلام زيد وخباب لأنهما كانا مغمورين و كان أبوبكر ظاهرا معروفا فإسلامه أجمل وأنبل و الناس إلي قوله أميل . وادعي أن أبابكر كان له مال و أن عتبة بن ربيعة كان فقيرا و أنه كان يغشاه . و لم يبرهن علي شيء من ذلك بنقل من سيرة معروفة و كتاب مشهور و قدأظهرنا كذبه في مقدمة عمر أمير المؤمنين ع أوبغضته و من كان بهذه الصفة فدعواه غيرمتقبلة وحكايته جد مهملة و قدأكثر أصحابنا الطعن علي دعوي عتبة و أنه كان خياطا. ونقول مع هذا مايدري مفارق علي بل مفارق رسول الله ص بل مفارق الله أن خبابا لو كان بحال أبي بكر ما كان يكون كحالهما في الإسلام إذ البرهان إنما يتقرر حيث يريد الإثبات بهذا. و أما قوله إن الناس كانوا إلي إسلامه أميل فمما يحتاج إلي دليل والدليل علي صواب مارميت

به صاحب الرسالة مانقلته من كتاب

[ صفحه 75]

فضائل علي ع رواية ولده عنه ماصورته

قال وحدثني أبي قال حدثني ابن نمير قال حدثناعامر بن السبط قال حدثنا أبوالجحاف عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر الغفاري قال قال رسول الله ص يا علي إنه من فارقني فقد فارق الله و من فارقك فقد فارقني

-روایت-1-2-روایت-151-215

. وزعم أن أبابكر رضوان الله عليه كان داعية رسول الله ص و ليس هذامما نحن فيه من تقدم الإسلام أوشرف

[ صفحه 76]

مقامات الإسلام في شيءإذ للفضائل والتفاخر مقام غير هذاالمقام مع أن الإسكافي أجاب عن هذاالكلام بما هومعروف .

[ صفحه 77]

و أما أنافأري التباعد عن قذف خلصاء الصحابة والتنازح عن التعرض بالقرابة. قال المخذول عند الله تعالي بدليل

مارواه الخوارزمي أن رسول الله ص قال أللهم انصر من نصره واخذل من خذله

-روایت-1-2-روایت-46-83

ماصورته و لاسواء إسلام من أسلم علي أن يمون ويكلف وإسلام من كان يمان قبل إسلامه ويكلف بعدإسلامه وفرق بين الكهل الدافع والحدث و أن أبابكر كان يلقي في الله ورسوله ما لم يكن علي يلقاه . هذا شيء من معني كلامه متعصبا علي أمير المؤمنين ع

ويكفيه في الجواب بعدثبوت ماظهر من انحرافه عن أمير المؤمنين ع قوله تعالي إِنّ الّذِينَ يُؤذُونَ اللّهَ وَ رَسُولَهُ إلي قوله تعالي مُهِيناً. و قدسبق تنبيه علي هذا ويزيده وضوحا

-قرآن-341-382-قرآن-401-408

مارواه أبوالمؤيد الخوارزمي عن عمرو بن خالد عن زيد بن علي قال حدثني و هوآخذ

-روایت-1-2

[ صفحه 78]

بشعره قال حدثني أبي علي بن الحسين ع و هوآخذ بشعره قال حدثني حسين بن علي و هوآخذ بشعره قال حدثني علي بن أبي طالب ع و هوآخذ بشعره قال حدثني رسول الله ص و هوآخذ بشعره قال يا علي من آذي شعرة منك فقد آذاني و من آذاني فقد آذي الله و من آذي الله لعنه ملك السماوات و الأرض

-روایت-196-306

. وتقرير ذلك بما يأتي من الرواية

عن رسول الله ص أنه قال لعلي أنت مني بمنزلة رأسي من بدني ورواه صاحب كتاب الاستيعاب

-روایت-1-2-روایت-22-98

. والجواب عما قاله أنه أحال علي دعوي في أن أبابكر رضوان الله عليه كان يلقي في الله ورسوله ما لم يكن علي يلقاه ولئن سلمنا ذلك فليس هذا من العلم بأن إسلام أبي بكر أشرف من إسلام علي إلا بعد أن يثبت بالبرهان أن أبابكر لماأسلم

علم أوغلب علي ظنه أنه يؤذي و أن أمير المؤمنين علم أوغلب علي ظنه أنه لايؤذي بل ألذي كان يظهر

[ صفحه 79]

غير ذلك إذ أمير المؤمنين و رسول الله ص كانا فيما أتياه بمقام المتعرضين للفتك بهما لأنهما أصل القاعدة في تغيير سنن الشرك فإقدامه علي الإسلام بدء تعرض للتلف و أما أن أباطالب كان منيعا في قومه فمن عرف السيرة عرف أن بني هاشم لم يكونوا بمقام المقاومة للمشركين كافة من قريش وغيرهم بل من بطون قريش عدا بني هاشم فلو اغتالا رسول الله ص وعليا عجز بنو هاشم عن مصارمتهم ومصادمتهم وخاصة إذا كان الفاتك بهما غيرمشهور والقاصد إليهما بالاغتيال غيرمعلوم . وفيما أوردته وأورده إن شاء الله تعالي علي صاحب الرسالة أنه إن كان بمقام مذعن بما قلت وحاد عنه فهو مبغض لامحالة فيكفيه وعيد بغضة أمير المؤمنين ص و إن كان بمقام جاهل فهو حال في مقام المحذور إذ دخل في باب مخطر من غير أن يعرف ماينتهي خطره إليه فالرزية قلادة المذكور بين معرفته وجهالته . و أما أن أبابكر أسلم علي أن يمون ويكلف وكون علي كان يمان

[ صفحه 80]

ويكلف

بعدالإسلام فقول هاذ أي برهان قام علي ماذكر أوأمارة. و أما أن أمير المؤمنين كان يمان ويكلف بعدإسلامه فرد ظاهر علي رسول الله ص إذ لو كان إسلامه ضعيف القواعد مامدحه رسول الله في عدة روايات مشرفات له علي غيره فيلحقه إذن من الوعيد ثمرات قوله تعالي وَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَ مِن بَعدِ ما تَبَيّنَ لَهُ الهُدي وَ يَتّبِع غَيرَ سَبِيلِ المُؤمِنِينَ نُوَلّهِ ما تَوَلّي وَ نُصلِهِ جَهَنّمَ وَ ساءَت مَصِيراً و أما أنه كان يكلف بعدالإسلام فدعوي لابرهان عليها. ومتي فتح باب البحث كيف كان ساغ أن يقول قائل إن أباعثمان ملحد من غيردليل و كما أن هذا لايقوم به حجة قبل إقامة برهانه فكذا هذا. و أما أنه فرق بين إسلام الحدث والكهل فقد أجبنا عن مثله . قال شانئ أمير المؤمنين ع ماحاصله إن أبابكر كان فيه معاضدة لرسول الله ص بعدإسلامه و ليس هذامعني يتعلق بالإسلام ألذي البحث فيه بل هو شيءخارج عن ذلك . و لو كان ذلك في مقابلة قول من قال إنه مادافع و لانصر رسول الله أصلا كان لذلك وجه لكن هذا ماجري فإذن المذكور يسر

-قرآن-278-432

[ صفحه 81]

حسوا في

ارتغاء من بغضه أمير المؤمنين ص و مع الإضراب عن هذافسوف يأتي الكلام في نصرة أمير المؤمنين رسول الله ونصرة غيره له . وادعي أن أبابكر ضرب علي إسلامه و ليس المفتون كالوادع قال الله تعالي وَ الفِتنَةُ أَشَدّ مِنَ القَتلِ. وبني الناصب علي أن المراد بالفتنة العنت والأذي متعرضا بأمير المؤمنين ع . والجواب عن ذلك بما أن هذا شيء لاتعلق له بتقدم الإسلام و لابشرف إسلام هذا من إسلام ذاك إذ ألذي يدعي وقوعه من الضرب كان بعدالإسلام لامعه و ماثبت أيضا و هومتهم في حكايته وروايته فإذن هذا من باب المفاخرة خاصة مقطوع عما نحن و هو فيه . والجواب عنه مع ثبوته وثبوت مرتبة له بذلك بما أن إسلام أبي بكر رضوان الله عليه كان فرعا لإسلام أمير المؤمنين ع و ليس ببعيد أن يحث المقتبل الكهل علي فعل المحاسن واعتماد الفضائل إذ يقول الشيخ كيف يصلح لي أن أسبق و أناذو سن وأغلب و أناذو حنكة يغلبني الأحداث ويتقدمني الناشئون .

-قرآن-213-244

[ صفحه 82]

و إذا كان الأمر كذا فمناسب أن يكون لإسلام أمير المؤمنين ع حصة في إسلام أبي بكر رضوان الله

عليه ومهما حصل به من ثواب الإسلام وتوابع ذلك كان له فيه النصيب الأوفر اعتبارا بما أنه كان الأصل بما وصل إليه . و من المنقول

من سن سنة حسنة كان له أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة

-روایت-1-2-روایت-3-68

وكذا نقول في إسلام غيره من الصحابة والتابعين و من يتلوهم من المسلمين . وأري كلام الجاحظ حاصله أن أبابكر رضوان الله عليه ذو ثواب فيما وصل إليه من الضرب أوبكونه لم يرجع عن الإسلام و لم يحد عنه . والأول غيرمفضل له علي أمير المؤمنين وغيره من الهاشميين إذ حصل لهم من المتاعب وحصر قريش لهم في الشعب والترهيب مايرجح علي ذلك إذ كانوا معرضين للموت جوعا أو غيرجوع و هو من أشد المجاهدات . و قدبذل أمير المؤمنين ص نفسه في مرضاة الله وأثني عليه في قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِرواه من لايتهم للإمامية بل هو إلي التهمة عليهم أقرب أبوإسحاق الثعلبي في كتابه

-قرآن-493-551

[ صفحه 83]

كشف البيان و أن أمير المؤمنين آثر رسول الله ص بعمره و ماثبت ذلك لغيره عندضربه مثبتا له ثوابا يشهد له لسان كلام الكتاب العزيز

و إن كان يريد بالفضيلة كونه لم يرجع عن الإسلام فلاينبغي أن يوصف عين من أعيان الصحابة بالمبالغة في أنه ماارتد عندضرب و قدصبر علي ذلك غيره أوأشد منه ممن صبر. و أماتفسير مبغض أمير المؤمنين ع الفتنة بالأذي والعنت فإنه إن كان ماعرف ماذكر أهل التفسير في ذلك فهو ناقص جدا إذ كان بمقام الغفلة عن اعتبار معاني كتاب الله تعالي خائضا في تفسيره برأيه بانيا له علي غيرأسه وملعون علي ماروي من فسر القرآن برأيه .

وروي الواحدي بإسناده المتصل عن ابن عباس عن رسول الله ص

-روایت-1-2

[ صفحه 84]

قال من قال في القرآن بغير علم فليتبوأ مقعده من النار

-روایت-8-63

. و إن ادعي فيه عن المفسرين النقل فهو بعيد إذ المفسرون فسروا الآية بأن المراد من الفتنة الكفر.فسره الثعلبي والواحدي إذ الكفار عيروا المسلمين بالقتل في الشهر الحرام فقال الله تعالي والفتنة التي أنتم عليها من الكفر أشد من القتل في الشهر الحرام في قصة معروفة جرت وكيف يتقدر أن يقول إله العالم إن شيئا مما كان يجري من أذي المسلمين أعظم من القتل . قال مبغض أمير المؤمنين ص فلو كان علي بن أبي طالب قدساوي أبابكر

في الإسلام لقد كان فضله أبوبكر بأن أعتق من المعذبين المفتونين بمكة و أنه كان يلقي الأذي مدة المقام بمكة و علي وادع .أقول إنا قدبينا ماجري لبني هاشم من الأذي الشديد والخوف القاهر وبذل أمير المؤمنين نفسه فكيف يكون وادعا من هذاسبيله هذابغض صريح من أبي عثمان لأمير المؤمنين ع فالوعيد المناط

[ صفحه 85]

بالكافرين لاحق به لامحالة إذ بغضته بما ثبت في الصحيح عندالقوم كفر. و أما أن أبابكر رضوان الله عليه أعتق من المعذبين من أعتق فمما لم يثبت برهانه و لوثبت فإنه فرق بين من أعتق شخصا أوشخصين من الأذي الدنيوي و بين من أعتق من لايحصي من العذاب الأخروي الأبدي إذ بأمير المؤمنين قامت دعائم الإسلام وقعدت قوائم الشرك و قدتأتي الرواية بك يهتدي المهتدون بعدي وتقرير المعني منها. وذكر شانئ أمير المؤمنين ع حديث الغار و هذا غير مانحن فيه و قدسلف تقرير ذلك وسيأتي الكلام عليه إن شاء الله تعالي . وادعي أن جماعة أسلموا علي يده منهم خمسة من أصحاب الشوري وكلهم يفي بالخلافة وهم أكفاء علي ومنازعوه الرئاسة والإمامة فقد أسلم علي يده أكثر ممن

أسلم بالسيف لأن هؤلاء أكثر من جميع الناس . و ألذي أقول علي شانئ أمير المؤمنين ص ثم عدو الله إنه شرع معظما الجماعة المشار إليهم من أصحاب الشوري و إن كلهم يفون بالخلافة فإن ألذي يقال عليه إن الشوري ليست فخرا دينيا لمن كان داخلا فيها.

[ صفحه 86]

فإن قيل لو لم يكونوا أرباب خصائص ماعول عمر عليهم قلنا هذا ليس دالا علي فضيلة باطنة توازي فضيلة من شهد له الخصم بصلاح الباطن وشهد له النبي ص بأن الشاك فيه بائر وسوف يأتي الحديث في هذابفصه عندالحاجة إليه . و يقول لسان الجارودية إن إدخال من أدخل في الشوري إنما يثبت فضلهم لو كان المدخل لهم رسول الله أو من لايتهم في تدبيره بوجه من الوجوه وأين ذاك أضربنا عن هذا فإن المدخل لهم في الشوري عابهم وتنقصهم .

[ صفحه 88]

أضربنا عن هذا فإن ألذي نحن فيه حال الإسلام وتقدمه

[ صفحه 89]

و أي الإسلامين وقع حين ماوقع سريعا لافيما عقب من الفضائل والخصائص إذ ذلك له باب مفتوح جدا ولأمير المؤمنين ع فيه الفضل المتعين ألذي لايشاركه فيه غيره و لايدانيه فيه سواه والسير تكشف

عنه من طرق القوم ليس هذاموضع الإبانة عنه .أضربنا عن هذا فإن شانئ أمير المؤمنين ع حاد عن الطريق اللاحب في بحثه إما نقصا في قريحته أوبغضا لأمير المؤمنين ع متباعدا عن موالاته وموازرته إذ علماء القوم وكتبهم محشوة من كون الفتنة العظمي كانت بين طلحة والزبير وعثمان رضوان الله عليهم أجمعين فكان فرع ذلك قتله رضوان الله عليه ثم كان فرع ذلك وقعة الجمل فقتل طلحة والزبير وقتل من الفريقين أمة كبيره .ذكر الروحي أن المقتولين من أصحاب طلحة والزبير ثمانية آلاف وقيل سبعة عشر ألفا وقتل من أصحاب أمير المؤمنين ع نحو من ألف وذكر أنه قطع علي زمام الجمل سبعون يدا. ثم كان فرع قتل عثمان بعد ذلك حرب صفين فقتل من أصحاب

[ صفحه 90]

أمير المؤمنين ع خمسة وعشرون ألفا و من أصحاب معاوية خمسة وأربعون ألفا. وفشا الضلال وولي عتاة بني أمية وضربت المصاحف بالسهام من عتاتهم وسم الحسن ع وقتل الحسين ع سيدا شباب أهل الجنةص وجري غير ذلك من فنون الفتن . هذه كانت العاقبة بالجماعة الذين من بهم أبوعثمان علي الإسلام . و أماأنهم كانوا يفون بالخلافة

فبهت محض إذ طلحة والزبير رضوان الله عليهما كذباه بطعنهما علي عثمان رضوان الله عليه وبطعن عثمان عليهما ومحاربته ومجاذبته . قال لسان الجارودية ولقد أحسن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل في جوابه لطلحة إذ قال له إن عمك أدخلني في الشوري و لم يدخلك فقال له إنه خافك علي الإسلام أو علي المسلمين و لم يخفني . ثم بيان كونهما غيرصالحين للخلافة بما أنهما خرجا علي الخليفة علي بن أبي طالب والخروج علي الإمام فسق عندقوم و عندآخرين كفر.أضربنا عن ذلك فهو تدبير غيرمقترن بالحكمة التي تليق بمن يستحق

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 91]

الخلافة و هوواف بهاإذ الرواية رويت بأنهما كانا يختصمان علي الخلافة و ليس أحدهما أظهر من صاحبه ويتجافيان أمير المؤمنين ع ومفارقته مفارقة الله وحربه حرب الرسول بما روي من طريق القوم وسوف أثبته بفصه و من يكون بهذه الصفات كيف يفي بتدبير الخلافة أو يكون أهلا لها. و أما أمير المؤمنين ع فإنه مهد قواعد الإسلام بإسلامه أولا وبكونه وقي رسول الله بمهجته و هوأصل الإسلام فكل المسلمين حقا في ضيافة أمير المؤمنين ع لأنه وقي لهم بنفسه أصل الإسلام وتعرض للحمام

ثم بعد ذلك حطم قرون الشرك بصولته وبدد جمعهم بمنازلته حتي ذلت صعاب الشرك وخامت عزة الكفر و لو لاسيوفه البواتر وغروبها القواطر ما ألذي كان يغني إسلام من أشار إليه و قدجري لهما يوم أحد أعني عثمان وطلحة رضوان الله عليهما مارواه السدي مما لاأري حكايته إذ متعين علي الإنسان قطع لسانه عن

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 92]

القدح فيمن يجب تعظيمه و لاتحل مسبته فلامسلم علي وجه الأرض إلا ولأمير المؤمنين ع عليه حق السيد المحسن علي عبده و لانسبة إذ فرق بين مخلص من معاطب الغضب الإلهي والعذاب الأبدي موقع في سعادات الثواب الأبدي و بين سيد أحسن إلي عبدإحسانا منقطع المدة داثر الجدة. ثم أي نسبة بين من أعتق نفرا من العذاب الدنيوي و بين من أعتق من لايحصي عددهم إلا الله من العذاب الأبدي هذاالقسم الأخير حلية أمير المؤمنين ع الواضحة براهينها اللائح يقينها والقسم الأول دعوي و مع ثبوتها فهي مقصرة عن مجد أمير المؤمنين ع الشامخ وشرفه الباذخ ألذي تعدي ذري الأفلاك وزاحم شرف الأملاك بل كان له الشرف عليهم والسبق الأعظم لأخصهم و هذاتأكيد لكلام

سلف سؤالا وجوابا. و أما أن إسلام من ذكر أكثر من جميع الناس فإنه قول غيرمستند إلي أصل و لامبني علي قاعدة بل قدسلف عن قرب تقرير الضرر بجماعة ممن ذكر. وتعلق شانئ أمير المؤمنين ص في فضل من أشار إليه بقوله تعالي فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي وَ صَدّقَ بِالحُسني إلي قوله وَ ما لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزي وذكر أنه أنفق أربعين

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 93]

ألفا علي نوائب الإسلام . و ألذي يقال علي هذا إن شانئ أمير المؤمنين ع شرع في تنقص أمير المؤمنين ثم أتبع ذلك بتنقص الكتاب المجيد نجاة العبيد إذ الآيةفَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقيفأسقط من الكتاب المجيد حرفا إما عمدا أوجهلا وادعي أن سبب نزول الآية صنع من صنع وصدقة من تصدق و قال بعض الشيعة عند ذلك روي أبوإسحاق الثعلبي و هوممن لايتهم أنها نزلت في أبي الدحداح و إن كان قدروي ماادعي الشانئ روايته و هومرجوح إذ هوملتحف بالتهمة مشتمل بالشك بخلاف غيره إذ المحكي أن أبابكر رضوان الله عليه كان خياطا وقيل معلما و هذاحال بعيد عن ضم الأموال النزرة فكيف عن ألجمة الدثرة. وسوف يأتي الإيراد التام علي ماادعاه من نزول الآية فيمن ذكر و

أماالصدقة بأربعين ألفا فإن الجارودية تبعد.فضل شانئ أمير المؤمنين ع غيره عليه بأنه لم يكن للنبي

-روایت-از قبل-777

[ صفحه 94]

ع عنده يد بخلاف علي في كونه تحت عناية رسول الله ص وتقرير هذاكون إسلام ذاك لألحق بخلاف إسلام علي ومتابعته لرسول الله ص إذ يخشي العار في مخالفته . و ألذي يقال علي هذا. إن شانئ أمير المؤمنين ص تعدي حدود الخوارج المارقين شر الخلق والخليقة بما ثبت من الرواية عن الرسول ص فهو لذلك أخفض وأخفض من اليهود والنصاري وغيرهم من أصناف الكفار رتبة. قوله إنه لم يكن علي من أشار إليه يد من رسول الله ص قول بغير علم و مايدريه بذلك حتي يدعيه .سلمنا أنه أراد ماعرف أن له عليه يدا وعرف أن له علي أمير المؤمنين ع يدا لكن قوله إن أمير المؤمنين ع أسلم خوف العار أويجوز أن يكون أسلم خوف العار فإن أراد الأول

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 95]

فإن اللعن متوجه إليه إذ هوساب لرسول الله ص . قال ابن السمعاني في كتابه وحدثني أبي قال حدثنايحيي بن أبي بكر قال حدثناإسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي عبد الله الجدلي قال

دخلت علي أم سلمة رضي الله عنها فقالت أيسب رسول الله فيكم فقلت لها معاذ الله أوسبحان الله أوكلمة نحوها قالت سمعت رسول الله يقول من سب عليا فقد سبني

-روایت-از قبل-354

ورواه ابن المغازلي من طريق ابن عباس رضي الله عنه فأشهد علي

-روایت-1-2-روایت-59-ادامه دارد

[ صفحه 96]

رسول الله ص سمعته أذناي ووعاه قلبي يقول لعلي بن أبي طالب ع يا علي من سبك فقد سبني و من سبني فقد سب الله عز و جل و من سب الله عز و جل أكبه الله علي منكبيه في النار

-روایت-از قبل-188

.

[ صفحه 97]

و إن قال أردت يجوز أن يكون أسلم خوف العار قلت

فقد روي أبوبكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري قال حدثنا محمد بن عبيد الزيات قال حدثناعباد بن يعقوب قال حدثناداود بن سليمان قال حدثنا عبد الله بن محمدالقرشي عن أبي علي الخراساني عن ابن عباس قال قال رسول الله ص يحشر الشاك في علي من قبره و في عنقه طوق من نار فيه ثلاثمائة شعبة علي كل شعبة شيطان يكلح في وجهه حتي يوقفه موقف القيامة

-روایت-1-2-روایت-229-360

. ويتعلق في فضل من أشار إليه علي علي ع بقوله تعالي لا يسَتوَيِ مِنكُم

مَن أَنفَقَ مِن قَبلِ الفَتحِالآية قال فما ظنك بمن قاتل وأنفق قبل الهجرة. والجواب عن هذابما أنا ماعرفنا أن أحدا قاتل قبل الهجرة و إذاعرفت هذابان لك أن الرجل مدغل في الدين ويبين ذلك نصرته لمذهب

-قرآن-58-106

[ صفحه 98]

ثم خذلانه له ونصرته لمذهب يخالفه قاعدة من لايتقيد بقيد و لايرتبط برباط. قال الناصب فإن قالوا عرفنا أن أبابكر أنفق قبل الهجرة فلانعرفه قاتل قبل الهجرة فقتال علي بعدالهجرة أفضل من إنفاق أبي بكر قبل الهجرة.قلنا إن أبابكر و إن لم يقاتل فقد قتل مرارا قبل الهجرة و إن لم يمت . والجواب بما أن خصمه لايوافقه علي أن المشار إليه أنفق درهما واحدا ولأن كان أنفق ماقيل من المال الجم و ماورد فيه ماورد في

[ صفحه 99]

جانب أمير المؤمنين ع من الممادح عندصدقته بالخاتم علي مارواه الخصم و عندمناجاته علي مارواه المخالف و عندصدقته بأربعة

[ صفحه 100]

دراهم علي مارووه عندصدقته المذكورة عندسورة هل أتي فإنه يشكل الحال فيه علي منصور أبي عثمان . و أما أن من أشار إليه قتل قبل الهجرة مرارا فإنه قول لايستند إلي

[ صفحه 101]

برهان و إذاكانت المباحث مبنية علي تناول القلم

وسطر مايميل إليه طبع الساطر كان ذلك فتحا لباب يغلب فيه المحق الصادق وتظهر عنده حجة المماذق المنافق . قال مبغض أمير المؤمنين ع الفاقد للحمية والعزمات الأبية عبدالدنيا مملوك هواه فليس لعلي موقف من المواقف إلا ولأبي بكر أفضل منه إما في ذلك الموقف وإما في غيره ولأبي بكر مواقف لايشركه فيها علي و لاغيره . و ألذي أقول علي هذا إن الناصب عدل عن المباحث النقلية والاعتبارية إلي مدافعة الأمور الضرورية رادا علي رسول الله سيد البرية. أماوجه الأول والأخير فظاهر و أمابيان ماأشرت إليه من مدافعة المعلوم فإن الفضائل الظاهرة في الذهن التام والحكمة الباهرة والعلوم الزاهرة والشجاعة القاهرة والاجتهادات الفاخرة والأنساب الطاهرة. و أماالعقل والقوة الحافظة فإنها كانت تاج مولانا أمير المؤمنين ص يشهد بذلك مشهور خطابته ومبرور بلاغته لايجحد ذلك إلامعاند مجاحد أوجاهل عن سنن المعرفة حائد والحكمة مضمون ماأشرت إليه .فأما القوة الحافظة فإن ابن عباس رضي الله عنه كان يسمع

[ صفحه 102]

الشي ء سماعا فيحفظه حتي أنه كان يسد أذنه عندسماع مقول النوائح لئلا يحفظه بالغريزة و كان يقول مارأيت أذكي من علي بن أبي طالب لمامدحت قوته الحافظة. و أماالعلوم الزاهرة

فكذا عيانا ورواية عن رسول الله ص من طريق الخصم .

[ صفحه 107]

و أماالشجاعة فهو شيءتعرفه النصاري كمايعرفه المسلمون والبعداء كمايعرفه الأقربون .

[ صفحه 108]

و أماالاجتهادات فقد تضمنت السيرة حاله ص في ذلك حتي أنه يكاد يموت من خشية الله بحيث يحرك فلايتحرك ويزوي فلاينزوي .

[ صفحه 109]

روي ذلك أبوالدرداء و ليس من عدادنا. و أماالأنساب فله الصفوة منها و أماالفضائل الباطنة فيدل عليها قرائن أحواله ص وميمون سيرته و أنه كان لايغضي علي شيءيقتضي مخالفة رسم الله إلا أن يكون مقهورا عندإغضائه ومساهلته و قدتضمنت الآثار النبوية من ذلك فنونا معروفة ينقلها المخالف لنا وبينها و بين ألذي ذهب إليه أبو

[ صفحه 110]

عثمان اختلاف بين جدا.فإما ضلال أبي عثمان وتكذيبه أوصواب الرد علي رسول الله ص والثاني باطل فتعين الأول . وادعي الراد علي رسول الله ص إن محنة أمير

[ صفحه 111]

المؤمنين يوم بدر إلي آخر الغزوات كانت دون محنة المسلمين قبل الهجرة. و قدبينا أن أمير المؤمنين ع كان الممتحن قبل الهجرة وجماعة بني هاشم ثم الممتحن يبذل روحه يقي بها رسول الله ص حتي فضله الله تعالي بذلك علي جبرئيل وميكائيل حسب

مارواه الخصم وأشار إليه .أضربنا عن هذافأين لقاء الأبطال وممارسة القتال والتعرض لشبا الرماح الخطية والسيوف المشرفية والمتاعب المتباينة القضية

[ صفحه 112]

و بين ضرب رجل كمازعم ناصره بسوط أوخشبة لايخاف منها اختلاس مهجة و لاينتاط بهااقتباض روح . و كان منصور الناصب غيرخائض بحار تلك الأعماق و لامباشر شفرات الرقاق من أتم مناقبه كونه مع رسول الله ص علي العريش و أمير المؤمنين ع المخالط لتلك الأهوال مخالطة المهج للأشباح والحياة للأرواح والحبيب للحبيب والقريب للقريب .

-روایت-1-341

يستعذب الموت مسرورا بمشهده || إذايعض به المقدامة الذكر

. واعترض الناصب علي نفسه بما ذكرته من حال المبيت علي الفراش وأجاب بالذي لقي منصوره قبل الهجرة و قدأجبنا عنه عن قرب . وأجاب بما أنه فرق بين حال الحدث وذي الحنكة في طاعتيهما إذ الحدث الغرير في عزصاحبه عزه والكهل الحكيم لايرجع تسويده لمن سوده إلي رهطه . والجواب عن هذابما أجبناه عنه عند قوله إن منصوره لايخاف العار و علي يخاف العار ونقول هاهنا إنه راد علي إله الوجود عمله أو علي رسوله حكايته عنه إذ الرواية من طريق المخالف أن إله

الوجود أثني بالمبيت علي أمير المؤمنين ع و ذلك دليل علي كمال فضيلته و من صنع شيئا للدنيا الفانية أو علي غيرقاعدة تامة لايشكره إله الوجود علي فعلته ويفضله علي أخص ملائكته .

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 113]

أضربنا عن هذا فإن ألذي ينبغي أن يبني عليه المسلم جميل الظن في الأعيان دون التهمات الهادمة الأديان وشأن أمير المؤمنين ع في تفصيله وجملته بعيد عما قال الناصب في مباحثه . ثم إن ذكر الغرارة غلط من أبي عثمان إذ كان الغرير وغيره لابد أن يعرف أن عزمسوده القريب منه عزه . و أما أنه إذا كان منصوره حكيما عرف أن تسويد رسول الله ع غيرراجع إلي رهطه فإنه قول باطل إذ كيف تقلبت الحال فإن أبابكر قرشي فيشرك رسول الله في عزه . فإن قال الأول أرجح قلت قدأجبت أولا عن هذه التفرقة بما أنه مايدريه أنه لو كان علي غيرقريب من رسول الله ص لم ينهض بما نهض به أبوبكر. وبيان أن العلة ليست ماذكر وفور الثناء الجم من الله تعالي علي علي بالمبيت مفضلا له علي جبرئيل وميكائيل . وفرق بين

الغار والمبيت بما أن الأول يقيني والثاني ظني . والجواب بما أنه يقيني أن أمير المؤمنين ع بات علي الفراش و أما مايدعي كونه معلوما من حال الغار فإن القرآن ماصرح به بل هورواية كما أن المبيت رواية و مايبقي إلا أن يقول إن الغار متواتر

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 114]

والمبيت غيرمتواتر و لايتعرض للقرآن في هذاالموضع إذ القرآن لاينهض به . و ألذي يقال عليه إن الإمامية تدعي التواتر في المبيت كماادعي غيرهم التواتر في الصحبة في الغار و مع تسليم قوله هذا فإن الإمامية تقول إنه لافضيلة فيه بل يذكرون ما لاأري ذكره ويقولون بيان عدم الفضيلة إن شخصا خائفا لجأ إلي غار و ليس في ذلك فضيلة دالة علي البسالة و لادليل علي العلم و لادليل علي الفصاحة و لادليل علي الزهد و لادليل علي السماح و لادليل علي صراحة نسب . و أماالحاصل من الآية فهو كون المشار إليه خاف و إن السكينة نزلت علي رسول الله ص . و أما ماتضمنته الآية من كونه رضوان الله عليه صاحبا فإن هذا غيردال علي غيرمجرد الصحبة ومجرد الصحبة لايقارنها مدح أوذم ولخصوم أبي عثمان مقالات فنون في هذاالمقام و لاأري خوضا تاما في

هذاالمقام . و قال الناصب لوثبت المبيت كماثبت الغار لم يكن في ذلك كثير طاعة فضلا عن أن يساوي أبابكر أويبرز عليه لأن الذين نقلوا

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 115]

ذلك نقلوا أنه قال له ليس يصل إليك شيءتكرهه . والجواب عن ذلك بما أنا لانسلم أن الذين رووا المبيت رووا ما قال هذه دعوي لانعرف برهانها و لانوافق عليها ورأينا راويها متهما جدا عيانا عدوا محضا فلايلتفت إلي دعواه .سلمنا أن الأمر كما قال لكن ألذي أراد به تنقص أمير المؤمنين ص به ينهض شرفه بليغا علي من أشار إليه إذ كان مولانا أمير المؤمنين ع مصدق من وعده بالسلامة من الأذي غيرمتهم له و لامتردد فعل العارف المحقق والمسلم المصدق بخلاف ماجري في قصة بطن خاخ

-روایت-از قبل-487

[ صفحه 116]

والحديبية. ثم بيان أن قول أبي عثمان باطل أن أمير المؤمنين ع لقي من المشركين أذي تضمنته السيرة فإن قبلنا قول أبي عثمان المتهم كذبنا قول غيره ممن لايتهم و ذلك مرجوح و قدأسلفنا أن الغار ليس دليل الشجاعة فقد انتقض مابني الجاحظ عليه كلامه . ثم إن قوما من أهل السنة يزعمون أن رسول الله ص نص علي أبي بكر بالخلافة كماتدعي الإمامية أنه

نص علي علي ع و إذا كان الأمر كذا فكيف لم يقدم علي لقاء الأبطال ومكافحة الرجال فإن كانت معارفه كمعارف غيره فأين الإقدام و إن كانت دون ذلك فأين المقام والمقام . وأقول إن ابن المغازلي روي نحو ماادعاه الناصب لكن في

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 117]

الرواية لايخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله عز و جل . إذاعرفت هذا فإن رسول الله ص لم يجزم بحياطته من المشركين وسلامته بل بناه علي مشية الله عز و جل . ويقوي هذه الرواية عن ابن عباس عن مسند ابن حنبل و هوأعرف من ابن المغازلي وأثبت قولا أن المشركين رموا عليا بالحجارة و هويتضور قدلف رأسه في الثوب لايخرجه حتي أهيج ثم كشف رأسه . و علي كل حال فإن أباعثمان ادعي أن الذين نقلوا أول الحديث نقلوا آخره و ليس الأمر كذا إذ ليس في رواية ابن حنبل ما في رواية ابن المغازلي فظهر بهته . والجواب التام بما أن رسول الله ص أخبر عن الله جل وعلا بتفخيم حال أمير المؤمنين ع عندمبيته علي الفراش فأبو عثمان إذن مصغر ماعظم الله تعالي محقر ماكبره

فيرد عليه وعيد المشاققة. قال مهين المقاصد عين المجاحد ماحاصله إن الجلاد ليس دليل الرئاسة إذ لو كان الأمر كذا لكان لغير النبي من الفضل ما ليس له إذ النبي ع لم يقتل إلاواحدا.

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 118]

قال و قدنجد الرجل قديقتل الأقران و لايستطيع أن يرفع طرفه في ذلك العسكر إلي رجل ليس فيه من قتل الأقران قليل و لاكثير لمعان هي عندهم أشرف من مشي ذلك المقاتل بسيفه وقتله لقرنه و إذاثبت أن رئيس العسكر وأشباهه قدثبتت لهم الرئاسة بغير المباشرة للقتل ثبت أن قتل الأقران ليس بدليل علي الفضيلة والرئاسة. و قال مامعناه إن الرئيس قطب أصحابه فحراسته حراستهم . واعلم أن هذاالكلام الغث يضيق علي ذي البصيرة الاهتمام بالرد عليه ويقطع لسان الأقلام عن القصد بالتهويش إليه و هوشبيه بكلام بليد عدم حسه أوبصير فقد دينه يحاول ستر الشمس بغير حجاب ومصاولة الشجعان بغير ساعد و لوشاءت الإمامية لرشقت بالشبه المناسبة وجوه الدلائل ورشفت بالتمويه شفاه الحق الفاصل لكن ذلك مذهب يعافه ذو الدين المعتبر ويتجافاه ذو الأنفة المؤيد. هذافيما يرجع إلي الشبه المقترنة

بالمناسبات المنوطة بالمقارنات . و أماالمسلك ألذي شرع الناقص فيه فإنه باب مسدود جدا عن عزمات عاقل أوتقريرات فاضل و مع هذافقد رأيت الجواب عما أورده وسرده غيرمدع في ذلك فضيلة خطيب أومنقبة أريب . قوله لو كان لقاء القرن دليل الرئاسة لكان النبي مرءوسا معني كلامه قول ساقط إذ الرئيس المقدم ترجع الآراء إليه ويعول أتباعه عليه فلو خالط القتال مكثرا مشغولا به عنهم أدي ذلك إلي اختلال الأحوال

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 119]

وبلوغ العدو منه و من أصحابه محبوب الآمال و لم يكن منصوره في مقام الرئاسة و رسول الله ص في مقام عزته ومنصب رئاسته حتي ينتظم كلامه منوطا بالمعاني الصائبة والتحريرات الغالبة. وأراه بهذا الكلام إما مدعيا أن المنصب كان لمنصوره دون رسول الله ص و هوكفر أو لا يقول بذلك فهو مدلس إن كان يفطن لما قال أوكودن لايدري معني ما به نطق و كل محذور بل هو في تصغيره أمر الجهاد مكذب للقرآن المجيد في قوله تعالي وَ فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ عَلَي القاعِدِينَ أَجراً عَظِيماً. مع أن الجاحظ محجوج بأن رسول الله ص قتل قرنا وبأنه يوم أحد كسرت رباعيته

في غير ذلك من مقامات كان فيهاالقوي القلب الرابط الجأش و علي خاطري أن عليا كان يقول كنا إذااحمر البأس اتقينا برسول الله ص

-روایت-از قبل-718

.

[ صفحه 120]

و أما قوله إن القرن قديترك النزال لمعان هي أشرف من ذلك فكلام ساقط كالأول لأنه أحال علي ما لاوجه له و علي قود ما قال يجوز أن يكون تارك الصلاة لمعني هوأشرف من الصلاة وتارك الحج أفضل من فاعله لمعني هوأشرف منه ونسوق الكلام في فنون التكاليف غيرمتعلقين بأمارة و لامتمسكين ببرهان بحيث لانرجح ذا الصلاة علي تاركها وفاعل الزكاة علي مهملها وفاعل الحج علي من قعد عنه لغير عذر عن الجميع يعرفه أويتوهمه و ذلك عين السفه وروح النقص وصورة حال فساد الذهن . وقول خاذل السنة إنه إذاثبت أنه ليس مأخوذا في شرف الرئيس القتل ثبت أن قتال الأقران ليس دليلا علي الفضل والرئاسة و أن الرئيس قطب أصحابه فحراسته حراستهم من أمهن الكلام وأسخفه إذ هو في المفاخرة بين منصوره و بين أمير المؤمنين ص فأين من أشار إليه في حياة رسول الله ص والرئاسة حتي يكون عذره عن

القتال عذر الرئيس عن النزال ولقاء الأبطال وتقحم الأهوال . ثم قال عدو السنة ماحاصلة إن لقاء الأبطال قد يكون بالطبيعة

[ صفحه 121]

و ذلك لايوازي فعل الدين لأن الدين مكتسب . واعلم أن هذاكلام يغار القلم من السعي في الرد عليه والقصد بالتحقير إليه إذ كان عدو السنة شرع مفاخرا بين منصوره و بين أمير المؤمنين ص و هوصاحب الدين ألذي لم يخالطه الشرك و لم يزايله الإيمان يدل عليه الآثار المعتبرة والعيان فهو الجامع بين الدين والسيف الحاوي قصبات الشرفين والناهض بفضيلة القسمين . ويرد علي خاذل السنة ماأوردناه من قبل من كونه رادا علي الكتاب المعظم المجيد في تفضيل المجاهد علي القاعد والمتحرك في الله علي الراكد. فإن قيل ذلك فيمن ثبت إخلاصه قلت فأمير المؤمنين صاحب ذلك بما تضمنته مطاوي هذه الأوراق بما يلتزم به المسلم ويتجافاه أهل النفاق . قال المباهت ماحاصله إن رسول الله ص أخبر عليا بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين علي ماترويه الشيعة و لافضيلة لمن عرف السلامة في الإقدام إلا أن يقولوا إن النبي ع قال ذلك عندوفاته و لاسبيل لهم إلي ذلك . و ألذي يقال علي هذاالكلام

السفيه إن الفضيلة لأمير المؤمنين بعدالرواية المشار إليها من وجوه أحدها كونه ص بني علي قول الرسول ص ويضاف إلي ذلك أن عدو أمير المؤمنين ذكر من

[ صفحه 122]

قبل أن التعذيب ألذي هوالفتنة أشد من القتل .فهب أن أمير المؤمنين ع ما كان يخاف الموت أما كان يخاف الفتنة وهي التعذيب ألذي ذهب عدو الله إلي أنه أعظم من القتل .الوجه الآخر أن عدو الله اختلف مابينه و بين الله ورسوله فيلزمه وعيدوَ مَن يُشاقِقِ الرّسُولَ إلي قوله مَصِيراًإذ كان رسول الله ينطق بإذن الله .

-قرآن-247-271-قرآن-283-290

و قدروي المحدثون من غيرنا أن رسول الله ص قال لقتل علي عمرو بن عبدود يعدل عمل أمتي إلي يوم القيامة أولضربة

-روایت-1-2-روایت-55-122

و هذاروح مانحاوله من الفضيلة ونحاوله من المجد.

[ صفحه 123]

وكذا الرواية الشهيرة أن جبرئيل ع كان ينادي لاسيف إلاذو الفقار و لافتي إلا علي وروي أنه نادي بهارضوان والملكان كريمان . وروي في العمدة بإسناده عن ابن المغازلي متصلا بمحمد بن عبيد الله بن أبي رافع قال نادي مناد يوم أحد لاسيف إلاذو الفقار و لافتي إلا علي .

[ صفحه 124]

و عن أبي جعفر محمد بن علي قال نادي ملك من السماء يوم بدر

يقال له رضوان لاسيف إلاذو الفقار و لافتي إلا علي

-روایت-1-2-روایت-38-121

.ينبه علي شرف مقامه علي من عداه وتفضيله علي من سواه مقررا أن الإيعاز إليه بمقاتلة الناكثين والقاسطين والمارقين كان بعدوقائعه المحمودة. و قد كان الجاحظ التمس منا تقرير ذلك ليتضح فجر فضيلة مولانا و قدتبرهن بمدح الله تعالي له وأيضا فإن إيراد الجاحظ إنما يتوجه بعض التوجه لوثبت أن مولانا كان عندالنزال منبها بقاه بعد رسول الله ص و ذلك منفي علي تقرير الجاحظ بيانه شكر الله تعالي له و أن الإيعاز إليه كان بعدالوقائع حسب الثناء من الله تعالي عليه بذلك ونقول إن الإيعاز إليه كان قبل مشكور منازلاته و أنه غيرذاكر عندها حصول نجاته لكن حيث تقرر عندالخائن أنه لامدح لآمن من المتالف عند

[ صفحه 125]

الإقدام تعين أن يكون الباري تقدس جلالا علم من حاله أنه بمقام النجدة و لو لم يوعز إليه بالسلامة من الحمام إذ لو لا ذلك امتنع شكره له و قدثبت وتبرهن ماقلناه . ويرد علي عدو الله أن الشيعة كماروت تقاتل الناكثين بعدي كذا روي الخصوم أن منصوره خليفة بعده و مع ذلك فلم ينهض إلي لقاء الأقران

ونزال الشجعان وخوض غمرات المعارك وارتصاص المآزم بالبيض السوافك فظهرت فضيلة من كان من وطيس الحرب في أواره و من لجة الموت في أعماق تياره . هذه المباحث بحثناها في بيان فضيلة أمير المؤمنين علي غيره في زمن رسول الله ص حراسة لمجده من أن يتقدم غيره عليه . و إن كانت بعض مباحث عدو رسول الله في غير هذاالمقام من كون أمير المؤمنين إذاثبتت شجاعته لايلزمه تقدمه علي غيره بهاإذ الرئيس لايباشر القتال فإن الجواب عن ذلك بما أن الرئيس تارة يباشر القتال ولهذا كان أمير المؤمنين ص يري ضرورته إلي ذلك ماسة في حرب صفين فقتل في ليلة خمسمائة إنسان و لو لم يباشر فإن من ضرورة الرئيس العام قوة المزاج وشجاعة النفس إذ الرئيس الجبان يضعف قلبه

[ صفحه 126]

عن مصادمة الجيوش بعساكره و إن كان قارا في منزله آمنا في محاله . وبتقدير ذلك يظهر العدو عليه و علي عساكره ورعيته و علي مجد الإسلام وعزته و هومحذور عند من حامي عن الإسلام بدينه الثابت وحميته . قال خاذل السنة فإذا كان رئيس الجيش أعظم عناء وأشدهم احتمالا فلاأجد أشبه

بالرئيس ممن اختاره الرئيس وزيرا وصاحبا ومعينا لأن الرجل إذا كان في رأي العين صاحب أمر الرئيس والمستولي علي الخاصة والعامة والقربة منه في ظعنه ومقامه وخلواته وهديه واستحقاقه و كان هوالمبتد ئ بالكلام عنده والمفزع في الحوائج بعده والثاني في الدعاء إلي الله ودينه و لانعلم هذه الخصال اجتمعت في غير أبي بكر الصديق رضي الله عنه و أن الناس كانوا يقولون أبوبكر الصديق وسرد المشار إليه من غث الكلام نحو هذا و ألذي يقال عليه إنه مخمد نار البلاغة مقيد لسان اليراعة إذ البهت المحض والكذب الصراح يقطع مواد الاعتبارات اللطيفة في دفعه

[ صفحه 127]

والتدقيقات الشريفة في قمعه كمن يقول هذه الشمس ليل والليل نهار والحجر رخو والماء صلب والنار باردة والثلج حار و لابأس أن نذكر مع هذاشيئا من التفصيل القامع زخارفه والكاشف عن بهته .ادعي الوزارة لمن أشار إليه والروايات المتكاثرة عن المخالف ألذي لايتهم أن ذلك وصف أمير المؤمنين ص و ما هوأبلغ منه .

روي الحافظ أبوبكر أحمد بن موسي بن مردويه قال حدثنا محمد بن أحمد بن ابراهيم حدثنا محمد بن العباس حدثناعباد بن يعقوب حدثنا علي

بن هاشم بن البريد عن عمرو بن حريث و حدثنا الحسن بن محمدالسكوني حدثنا محمد بن ابراهيم العامري حدثنايحيي بن الحسن بن الفرات حدثنا أبو عبدالرحمن المسعودي عن عمرو بن حريث عن ابراهيم بن سليمان عن الحصين الثعلبي عن أسماء بنت عميس قالت رأيت النبي ص بإزاء ثبير و هو

-روایت-1-2-روایت-389-ادامه دارد

[ صفحه 128]

يقول أشرق ثبير أللهم إني أسألك بما سألك أخي موسي أن تشرح لي صدري و أن تيسر لي أمري و أن تحلل عقدة من لساني كي يفقهوا قولي و أن تجعل لي وزيرا من أهلي عليا أخي أشركه في أمري واشدد به أزري كي نسبحك كثيرا ونذكرك كثيرا الآية

-روایت-از قبل-245

وروي أبوإسحاق الثعلبي عن الحسين بن محمد حدثنا موسي بن محمد حدثنا الحسين بن علي بن شبيب المقري حدثناعباد بن يعقوب حدثنا علي بن هاشم عن صباح بن يحيي المزني عن زكريا بن

-روایت-1-2

[ صفحه 129]

منشر عن أبي إسحاق عن البراء قال لمانزلت وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَ وذكر متنا مطولا أثبته في كتاب الأزهار منه ثم أنذرهم رسول الله ص فقال يابني عبدالمطلب إني أناالنذير إليكم من الله عز و جل والبشير لمايجي ء به أحد جئتكم بالدنيا والآخرة فأسلموا وأطيعوني تهتدوا من يؤاخيني ويؤازرني و يكون وليي ووصيي بعدي وخليفتي في أهلي ويقضي

ديني فأسكت القوم وأعاد ذلك ثلاثا كل ذلك يسكت القوم و يقول علي أنا فقال أنت فقام القوم وهم يقولون لأبي طالب أطع ابنك فقد أمر عليك

-روایت-37-509

.

[ صفحه 130]

و من طريف مايذكر في هذاالمقام ماوقفت عليه من كتاب جاماسب ويقال إن تاريخ المصنف أربعة ألف كذا سنة قال بعد أن ذكر فنونا واسم هذا النبي إشارة إلي الرسول محمدص مهرآزماي و يكون عمره ثلاث قرانات وسدس من يوم مولده و يكون موته بغتة لأنه اتفق طالع مولده الميزان وصاحب بيت الطالع في الخامس في بيت العافية يدل علي أنه يعتمد في زمن هذا النبي شابا مذكر

[ صفحه 131]

كذا ويخرجون علي أهله ووصيه وعقبه جماعة يكونون مقرين بدينه ويذكرونه بالقبيح ويقتلون أولاده وسبب ذلك أن اليد التي فيهاالجوهر واليد التي فيهاالكتاب للمشتري إلي جهة زحل و هوناظر إلي سائر أيدي الكواكب تدل وتوجب أنه يقع في دينهم الضعف بل علي الحقيقة لأنهم يخالفون دينه ويكونون يزيحون تنزيله ووزيره عن الحق . وذكر قبل ذلك وبعده فنونا عجيبة باهرة و في ذلك تقوية لسواد وجه المخذول . و أماالصحبة فقد ذكرنا بعض مايتعلق

بالكلام عليها. و أماكون منصوره مغنيا ترجيحا لذلك علي جانب أمير المؤمنين ص فإنه بغي ظاهر إذ كان أمير المؤمنين ع ردأه من حال الطفولية إلي حين مفارقته الدنيا تارة بالسيوف المشرفية وتارة باحتمال الأثقال حسب ماتضمنته هذه الرواية وغيرها من السير الجلية ما بين محاجزة أعدائه واحتمال المخاطرة من جرائه إلي إصلاح حذائه مختصا به إلي أن أدخله ضريحه و قدأهمله أكثر خلصائه حتي أن

[ صفحه 132]

الله تعالي قرن معونته له ص بمعونته له ومعونة جبرئيل أخص ملائكته في قوله تعالي في شأن عائشة وحفصة رضوان الله عليهماوَ إِن تَظاهَرا عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَ وَ المَلائِكَةُ بَعدَ ذلِكَ ظَهِيرٌإذ المراد بصالح المؤمنين علي ع ورواه الثعلبي ورفعه أبونعيم إلي النبي ص . قال صاحب كتاب الاستيعاب حدثنا أحمد بن محمد قال حدثنا أحمد بن الفضل قال حدثنا محمد بن جرير قال حدثنا

-قرآن-130-250

[ صفحه 133]

علي بن عبد الله الدهقان قال حدثنامفضل بن صالح عن سماك ابن حرب عن عكرمة عن ابن عباس قال لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره و هوأول عربي وعجمي صلي مع رسول الله ص و هو ألذي

كان معه لواؤه في كل زحف و هو ألذي صبر معه يوم فر عنه غيره و هو ألذي غسله وأدخله قبره . قال صاحب كتاب الاستيعاب و لم يتخلف عن مشهد شهده رسول الله ص منذ قدم المدينة إلاتبوك فإنه خلفه رسول الله علي المدينة و علي عياله بعده في غزوة تبوك فقال له أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لانبي بعدي . وروي قوله ع أنت مني بمنزلة هارون من موسي جماعة من الصحابة و هو من أثبت الآثار وأصحها.

[ صفحه 134]

أقول هذاجزء لاصيور له من كل ذكرته عندكلام عدو الإسلام لئلا يخلو كلامه من جواب وباقي دعاويه من الاختصاص وفنونه إحالة علي ما لاأعرفه من طرقنا و لاأعرف أن من خالفنا يذهب إليه علي الحد ألذي عول عليه . وإنما المشار إليه يأخذ العلم ويستطيب الكتابة فيكتب مايري ويستهدي قلمه ويؤم هواه . و ألذي يظهر لي من حاله الشاهدة بعداوة الإسلام أنه يأتي إلي أمير المؤمنين ع فيذكر فيه من المدائح والقول الجميل مايهيج به منافرة غيرشيعته ليسطوا بذلك علي شيعته و عليه ثم يأتي متعصبا لغيره مجدا في التعرض بأمير المؤمنين ص حتي يهيج خواطر

ذريته وشيعته ليسطوا علي غيره قادحين فيه إن لم يزجرهم زاجر عنه يقعد بمثابه متفرج مشتف من القبيلين يضرب هذاالقبيل بهذا القبيل غيرمنصف لأحدهما و لاحان عليهما أسوة بمروان بن الحكم إذ كان يرمي سهما في عسكر أمير المؤمنين ع وسهما في عسكره ويري الفتح بأي القبيلين كانت النازلة.

[ صفحه 135]

وذكر عدو أمير المؤمنين ع ألفاظا سردها من كون منصوره كان مع رسول الله ص ثاني اثنين في التقدم إلي الإسلام وثاني اثنين في الدعاء إلي الإسلام وثاني اثنين في كثرة المستجيبين وثاني اثنين في الغار وثاني اثنين في الهجرة وثاني اثنين في العريش . و ألذي يقال علي هذا أن أمير المؤمنين ع كان ثاني اثنين أحدهما رسول الله ص في التقدم إلي الإسلام و قدسبق تقريره حقا ويأتي أيضا بعد ما هومؤكد له وثاني اثنين أحدهما رسول الله في الحث علي الإسلام و قدذكرنا حال المستجيبين له مع ثبوت ذلك . و أماكونه ثاني اثنين إذ هما في الغار فقد ذكرنا مايتعلق بالغار وبإزائه أن عليا ع أوحد الكل في المبيت علي الفراش . و أماكونه ثاني اثنين في العريش مشرفا بذلك له علي أمير المؤمنين ع

خاطف أرواح الكفار قاطف رءوس الفجار مسعر هاتيك المواقف بنار عزائمه وضرام صوارمه بل مخمدها بسكب قواطر صوارمه فطريف إذ قدسبق له كلام في أنه ليس الوادع كالمفتون و لاالمستريح كالمتعب وأراه هاهنا قدنسي ماقرره وأنكر ماحرره . ثم هوبذلك راد علي كتاب الله تعالي المجيد في قوله لا يسَتوَيِ

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 136]

القاعِدُونَ مِنَ المُؤمِنِينَ غَيرُ أوُليِ الضّرَرِ وَ المُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ بِأَموالِهِم وَ أَنفُسِهِم عَلَي القاعِدِينَ دَرَجَةً وَ كُلّا وَعَدَ اللّهُ الحُسني وَ فَضّلَ اللّهُ المُجاهِدِينَ عَلَي القاعِدِينَ أَجراً عَظِيماً. وإنما الحكمة قضت بأن يعول في هاتيك المقامات علي أرباب النجدة ويستند فيها إلي أخدان العزائم

-روایت-از قبل-395

بني هاشم لاناكلين إذاألقنا || تحطم والبيض الرقاق تثلم

و قدسل باع الموت عضبا شفاره || تدر نفوس الصيد واليوم أيوم

إذاالتاحه الثبت الصئول توهما || أزال الحياة الخاطر المتوهم

و لا إلي غيرهم ممن لم يحسن الظن به في خوض أعماق الجلاد ومباشرة شفار الرقاق الحداد والفراسة نبوية بل مهذبه بالتدبيرات الإلهية. و أماكونه ثاني اثنين في الهجرة فإنه كذب صريح إذ كان مصعب بن عمير سبق إلي الهجرة قبل توجه رسول الله ص

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 137]

إلي

الجهات اليثربية والعرصات الطيبية. و من عدو أمير المؤمنين علي الإسلام بمسطح بن أثاثة وإسلامه علي يد أبي بكر و هوقاذف عائشة بالقبيح حكي ذلك عدو أمير المؤمنين الجاحظ وغيره . و هذا قدينبهك علي أن عدو الإسلام يسر حسوا في ارتغاء ويريد القدح في المسلمين وزوج سيد النبيين إذ أي مدحة تتعلق بما ذكر توازي ماحكاه من قدحه في عائشة بالزناء انتقم الله تعالي منه . وذكر الناصب أن أبابكر حث علي المشركين ببدر وكذا عمر. وأقول إني لست مصححا مايحكيه و لامستثبتا مايرويه لأني أراه عين المباهت في المعلومات فكيف في الروايات .أضربنا عن هذافأين القول وتخلف الفعل عنه من الفعل التام وقطف الثمرات منه إذ بسيف أمير المؤمنين ص ذلت رقاب

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 138]

الكفر ووهت دعائم الشرك وتمهدت أساس الإسلام فكل مسلم خول لأمير المؤمنين ص فابن عمه سيده الأصل و هوالفرع أصل الفروع وقوامها ورئيس الجموع وسنامها قتل في ذلك اليوم أربعة وأربعين ذكره بعض الفضلاء و قال آخر خمسة وثلاثين و ذلك شطر المقتولين عدا من شرك فيه منهم الوليد بن عتبة خال معاوية وحنظلة أخوه والعاص بن سعيد ألذي حاد

عنه عمر بن الخطاب وعمير بن عثمان عم طلحة وعتاب ومالك ابنا عبيد الله أخوا طلحة بن عبيد الله واقتصرت علي ذكر هؤلاء اختصارا.

-روایت-از قبل-480

وكم لأمير المؤمنين وقائعا || أذلت عزيز المجد من فرق الشرك

مناقب لايغتالها قدح قادح || إذااغتال معني غيرها خاطر الشك

. وكرر عدو الصحابة والقرابة كمال العريش و أن جماعة أعيانا شهدوا بدرا لأبي بكر بهم تعلق فتنة وجعل له نصيبا في مشهدهم . و ألذي يقال علي هذا أماالعريش فقد ذكرنا عن كثب مايتعلق به و أماتشريف من أشار إليه ممن كان له في تهذيبه نصيب من الجماعة الذين عينهم فهو وإياهم جميعا كانوا فرعا لأمير المؤمنين ع إذ كان أول الناس إسلاما كما

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 139]

سلف وكم حدث جذب شيخا إلي طريق الصواب وسدده وساقه إلي الحق وأرشده إذ يري الشيخ شابا حدثا أم كعبة الهدي وتجنب مداحض الضلال فيري أنه بالأخلق أن يؤم ماأم ويقصد ماقصد.أضربنا عن هذافمن ألذي وافقه علي ما قال من إرشاد من أشار إليه .سلمنا ذلك لكن بقدر ماأرشد رضوان الله عليه و كان له نصيب في جهاده كان بإزائه هضم عزمه في القعود علي العريش إذ يري

من اقتدي به غيرخائض فيما خاض و لاناهض فيما نهض فبالأخلق أن يقتدي به في الآخر كمااقتدي به في الأول . وبإزائه ماذكره المفضل بن سلمة من كونه لما قال لن نغلب اليوم من قلة هزم أصحاب رسول الله ص بها وانهزم معهم وكانوا اثني عشر ألفا أضعاف من كان ببدر مع أن أمير المؤمنين ع كماسلف قتل شطر المقتولين وتخلف الباقون و كان من تخلف من المقتولين قتل بالملائكة ومجموع أصحاب رسول الله ص فكم تكون حصة من أشار إليهم من ذلك وكم يكون قدر نصيبه من انصبائهم إن كانوا قتلوا وبإزاء ذلك الفرار يوم خيبر نقلته من كتاب فضائل علي ع تصنيف أحمد بن حنبل .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 141]

و من مناقب أمير المؤمنين ص في الغزاة البدرية مارواه الواحدي عند قوله تعالي هذانِ خَصمانِ اختَصَمُوا فِي رَبّهِمروي عن البخاري ومسلم أنها نزلت في حمزة وعبيدة و علي بن أبي طالب وعتبة وشيبة ابني ربيعة والوليد بن عتبة ورواه مرفوعا عن أبي ذر و أنه كان يقسم علي ذلك .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 142]

وزعم ملقح الفتن عدو الصحابة والقرابة أن منصوره خص بمخاطبته عندقذف مسطح لابنته بالذكر

و ليس ذلك كماأثني علي جملة المهاجرين والأنصار فقال وَ لا يَأتَلِ أُولُوا الفَضلِ مِنكُم وَ السّعَةِ أَن يُؤتُوا أوُليِ القُربي وَ المَساكِينَ وَ المُهاجِرِينَ.أقول إن هذاالترجيح من ملقح الفتن ماجهل مفرط بالسيرة و هوخلق من لااهتمام له بالإسلام أوحلية مغالط مدلس يهزأ في مباحثه و لايربطه رباط دين و لايقيده قيد حياء إذ أمير المؤمنين ص المخصوص بنزول القرآن المتكاثر فيه من طريق من ليس من عدادنا و لوجمع ذلك لكان عدة أجزاء وسأذكر نبذة يسيرة من ذلك من كتاب الشيخ

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 143]

الإمام الحافظ أبي نعيم أحمد بن عبد الله بن أحمد بن إسحاق بن موسي بن مهران الأصبهاني قال بعدالخطبة واعلم أدام الله رعايتك أن القرآن مجزأ علي أربعة أجزاء فربع فيه و في أهل بيته ومواليه وربع في مخالفه ومعاديه وربع حلال وحرام وربع فرائض وأحكام . وروي أبوالفرج الأصفهاني الأموي هذاالمعني أو مايناسبه عن علي ع بالسند المتصل صورة المتن قال

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 144]

نزل القرآن ربعا فينا وربعا في عدونا وربعا سير وأمثال وربعا فرائض وأحكام ولنا كرائم القرآن . وروي نحو هذا عن عدة طرق في كتابه المتعلق بما نزل

من القرآن في أهل البيت ع . وروي أبونعيم عن محمد بن عمر بن غالب قال حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خيثمة قال حدثناعباد بن يعقوب قال حدثنا موسي بن عثمان الحضرمي عن الأعمش عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله ص ماأنزل الله تعالي آية فيها ياأيها الذين آمنوا إلا و علي رأسها وأميرها

-روایت-از قبل-458

كذا حدثناه مرفوعا ورواه غيرمرفوع من عدة طرق و في بعض مارواه إلا و علي سيدها وشريفها.

[ صفحه 145]

وروي بإسناده عن ابن عباس قال لمانزلت إِنّما أَنتَ مُنذِرٌ وَ لِكُلّ قَومٍ هادٍأومأ بيده إلي منكب علي فقال أنت الهادي يا علي بك يهتدي المهتدون من بعدي

-روایت-1-2-روایت-37-168

. و من غريب مايرد علي المخذول مارواه أبوالفرج بإسناده المتصل عن عبدالرحمن بن أبي ليلي قال نزلت في علي ع ثمانون آية صفوا ماشركه فيهاأحد من هذه الأمة.

[ صفحه 146]

إذاعرفت هذافاعلم أن ملقح الفتن فضل علي علي غيره بجماعة يسيرة نزرة رغبهم منصوره في الإسلام كماادعي وهم الزبير وطلحة وسعد و عبدالرحمن وعثمان وبلال ومسطح وعامر بن فهيرة.أقول و قدنبهت علي شيء من قواعدهم أوقواعد أعيانهم عنده و

هذه الرواية الواردة من عدة طرق ومنها يا علي بك يهتدي المهتدون دالة علي أن كل مهتد بعده علي وجه الأرض إلي أن تقوم القيامة مهتدون بأمير المؤمنين ص فأين النفر الذين أشار إليهم ممن لايحصي عدده و لاتضبط أفراده مع حوادث جرت من أعيان من ذكر رضوان الله عليهم . وروي مرفوعا عن ابن عباس في قوله تعالي وَ قِفُوهُم إِنّهُم مَسؤُلُونَ قال عن ولاية علي بن أبي طالب ع فأين من

-قرآن-566-595

[ صفحه 147]

تسأل جميع الأمة عن ولايته ممن أمر مثلا بالنفقة علي ابن خالته قاذف ابنته و هوبمقام منهي عن كلفته وهي عندنا منزهة وإنما ملقح الفتن ذكرها في كتابه لأمر غيرمهم لايفي بذكرها لاأحسن الله تعالي جزاءه . وروي ما هومشهور من نزول قوله تعالي إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآية في علي ع وأقل مراتبها ناصركم فإذا أمير المؤمنين ناصر جميع المؤمنين فكل منهم مغموس في حقه مرموس في مواهبه .

-قرآن-253-289

وروي عن ابن عباس مرفوعا في قوله جل و عزإِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ أُولئِكَ هُم خَيرُ البَرِيّةِ أن النبي ع قال لعلي أنت وشيعتك تأتي أنت وشيعتك يوم القيامة راضين مرضيين ويأتي

عدوك غضابا مقمحين قال يا رسول الله و من عدوي قال من تبرأ منك ولعنك ثم قال رسول الله ص من قال رحم الله عليا رحمه الله

-روایت-1-2-روایت-30-350

.

[ صفحه 148]

إذاعرفت هذافاعلم أن ملقح الفتن بما أراد من ترجيح غيره عليه كاذب بالنقل ألذي لايتهم راويه و لايغلط من روي عنه ص وأقل المراتب أن يكون علي وشيعته خير البشر إذاكانت اللفظة بغير همز و إن كانت بهمزة كان الفضل بها علي جميع المكلفين بالإطلاق هذانوع تنبيه يليق بما نحن فيه في هذه الأوراق المختصرة. و قدروي ابن مردويه من نيف وأربعين طريقا أن عليا خير البشر

[ صفحه 149]

و هذامؤكد لرد ملقح الفتن علي رسول الله ص في تفضيل غير علي عليه . وذكر ملقح الفتن أن سعدا فخر عليه فلم يعارضه . و لايمتنع أن يكون غرض ملقح الفتن بذلك الطعن علي سعد ونحن لانستثبت ماحكاه إذ كان قدثبت أن من آذي عليا آذي رسول الله ص وثبت أن سبه سبه وثبت أن مفارق علي مفارق رسول الله ص وروي من طريق الخصم أن مبغض علي

منافق .

وروي المخالف لنا عن رسول الله ص أنه من مات علي بغض علي فلايبالي مات يهوديا أونصرانيا

-روایت-1-2-روایت-41-101

و قدروينا آنفا أن

[ صفحه 150]

عليا ع خير البشر و إذا كان الأمر كذا فمن حاول تقدمه عليه بالشرف وعلوه عليه بالمنزلة كان رادا علي رسول الله ص ومشاقا له ونحن ننزه خلصاء الصحابة عن ذلك . و لوثبت أن غيرسعد كان المخاطب لأمير المؤمنين ع بالفخر عليه و أنه سكت عنه لكان الوجه في الرد عليه منه كونه لايحفل بما وقع اعتبارا بما نظمته في مثل هذاالمقام أوفيما يناسبه والدهر مولع بأرباب السجايا الميمونة الكرام .

إذاالفلك الأعلي الأثير تعرضت || لعز علاه الساقطات النوازل

أبي مجده الأسمي الحجاج وعابه || بنادي النهي يوم الفخار التفاضل

. وشرع يصف سعدا مستثمرا من ذلك أنه مستجيب لمن نصره . ونحن غيرقادحين في سعد و لاينهض الثناء عليه بكون من حثه علي الإسلام أشرف من أمير المؤمنين ع سيد البشر حسب النقل ألذي أشرنا إليه و لا يكون سعد مدانيا لأمير المؤمنين في شرفه أومقارنا له في

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 151]

منزله فكيف فرعه ألذي يستثمر ملقح الفتن الشرف به لمن عول

عليه . قال ملقح الفتن مفارق أمير المؤمنين مامعناه إنكم إذاقلتم بأن المحارب أبلغ رتبة من الوادع كان ذلك طعنا علي رسول الله ص إذ كان علي محاربا و النبي ع وادعا. والجواب بما أن الكلام في كون غيرالرئيس وادعا وغيره محاربا يشرب كئوس المتاعب ويخضب من دماء الأقران بنان القواضب . وذكر ملقح الفتن عدو الدين ماحاصله إن الرئيس يعالج أتعابا كثيرة بخلاف المحارب . و هذاكلام مدغل إذ لم يكن منصوره أيام رسول الله رئيسا حتي يتم له ماأراد و هوموضع البحث .أضربنا عن هذاالكلام بأن الجارودية تمنع هذا وتقول لوسلمنا أن أتعاب الرئيس أشد لمافضل علي علي غيره إلا بعدتقرير أن ذلك الاجتهاد مشروع وأين ذاك .أضربنا عن هذا فإن أتعاب علي ع ماتحمله من أعباء

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 152]

الخلافة وأتعاب من تقدم عليه جزء يسير وعين اليقين شاهدة و لايساوي الأنزر الأغزر و لاالأصغر التافه الأكبر. وأخذ يصغر من حال عمرو بن عبدود وحال الوليد بن عتبة متعصبا علي أمير المؤمنين ع و هوبما أشار إليه مكذب رسول الله ص إذ كانت الرواية من طرق القوم لضربة علي بن أبي طالب

عمرو بن عبدود تعدل عمل أمتي إلي يوم القيامة

-روایت-از قبل-343

و لايقال لمن قتل نكسا أوصادم خائما أولاقي جبانا. هذا

وروي أخطب خطباء خوارزم في إسناده أن عليا ع لماقتل عمروا قال رسول الله ص أللهم أعط علي بن أبي طالب فضيلة لم تعطها أحدا قبله و لاتعطيها أحدا بعده

-روایت-1-2-روایت-40-163

.

[ صفحه 153]

و هذاشاهد تكثير النكاية في المشركين والأثر البين في الكافرين و قدذكر الثعلبي أن الجراح أثبتت عمرا يوم بدر فلم يحضر أحدا. و من أثبتته الجراح و بعدشرب كأسه أقدم علي الحرب متقدما أبطالا كثيرة كانوا معه في الجيش يطلب المبارزة عين الندب الشجاع وقلب أنجاد البهم المكافحين . وحكي الثعلبي صورة حال محاورته عليا قبل مصاولته تشهد بأن المشار إليه كان من النجدة في قلتها والشجاعة في ذروتها.

[ صفحه 154]

و لم يذكر المدغل طائلا حتي يكون الكلام بحسبه . ثم من المستغرب أن يكون لمنصور ملقح الفتن شرف بمحاربة مستجيبيه و لا يكون لأمير المؤمنين ع الشرف بمحاربة يمينه كماأسلفت . ولقد ضرب مقدم العلماء في زمنه ابن الخطيب الرازي المثل بأمير المؤمنين ع وحاتم هذا في شجاعته و هذا في سخاوته جاعلا ذلك في جانب الأمور الضرورية

والعلوم الجلية. ولقد بلغنا خبر طريف عن رجل يقال له مفرج الفرنجي و قدحضر

[ صفحه 155]

بساط بعض الملوك فسئل عن أمير المؤمنين ع وغيره فجهل غيره و قال عن أمير المؤمنين ص إنه مصور عندنا في البيع لاينال صورته إلابطاليا و هو رجل حاسر يلقي دارعا. و إن شروعنا في التنبيه علي هذايلحقنا بملقح الفتن في عبارة أوعقلية فلنقتصر علي هذاحذارا من خطر زلته . قال عدو السنة مامعناه إن الشيعة تري أن ألذي منع العرب من تقديمه كونه قتل منهم الأحبة في كلام بسيط ودافع بأن أباسفيان و كان وجها كان مع بني هاشم علي أبي بكر وذكر أباحذيفة وأطرأه و كان علي قتل أخاه . واعلم أن هذاكلام لاحاصل له ناصرا لملقح الفتن إذ الإمامية تقول أن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع منصوص عليه فسواء بايعته العرب أو لم تبايعه لاينقص ذلك ماثبت من النص المعلوم عليه و إن دوفعت عن النص فهم قائلون أنه كان أفضل الصحابة والأفضل مقدم سواء وقعت الموافقة علي بيعته أو لا. فإن قال إنما أردت أن الشيعة تقول إنه منصوص عليه وإنما

عدلوا عن النص لتلك العلة وهي قتل الأحبة من العرب .

[ صفحه 156]

قلت فقد كان ينبغي أن يبين ذلك و مابينه سلمنا أنه ذكر ذلك لكن أمير المؤمنين ع ما كان قتله مقصورا علي الجماعة الذين أشار إليهم حتي يتوجه الكلام إذ كان أمير المؤمنين ص قتل ولده حنظلة وشرك في عتبة وربيعة وقتل الوليد بن عتبة و علي الإيراد بحنظلة قول . ولقد تضمنت السيرة أنه قتل يوم أحد من أرباب الألوية تسعة فكيف من عداهم و له المناقب المأثورة في بني قريظة و ماصنعه في خيبر والأحزاب و غير ذلك من المقامات المعلومة والمصادمات المفهومة و قدفهم عمر ذلك و هوأقرب عهدا وأعرف بالقواعد فقال إن قريشا تنظر إليكم يعني بني هاشم نظر الثور إلي جازره . و لو لم تبن الإمامية دفع النص علي قتل أمير المؤمنين ع لأحبة المشركين لكان له وجه بما أنه ع كان مشغولا بجهاز النبي ع وخلا الجمهور بالملك فغلبوا عليه والحكم للحاضر. و هذا كما قال بعض الوعاظ و قدسئل عن خبر السقيفة فقال ضاق نطاق الوقت عن شرح ماتم ثم مات الشاه فاشتغل الرخ بتجهيزه تفرزن البيذق . أونقول إنهم أحسوا من أمير المؤمنين بخشونته في

الدين وحموسته في الحق فتجافاه من تجافاه لذلك .

[ صفحه 157]

أونقول إن أمير المؤمنين ع جمع محاسن الشرف فرأي كثير منهم أنه إذاانضم إلي ذلك شرف الرئاسة غارت نجومهم عندمجده النفساني والعرضي فرأوا تقديم غيره ممن ليس كذا. وأقول إن عمر فهم مايشبه هذا في قوله إن قومكم كرهوا أن تجتمع لكم الخلافة والنبوة. و قال إنه لم يحضر من بني هاشم غير علي وحضر من بني تيم رجلان أبوبكر وطلحة وربما كانت إشارته بذلك إلي وقعة أحد.أقول إن تمام المعني علي مذهب عدو الإسلام فبنو تيم أفضل من بني هاشم وأدفع وأشد عناء. والجواب عن هذابما أنه لم يجعل لرسول الله ص نصيبا في الحضور و أن وجوده وعدمه سيان فإن قال إنما أردت بذلك من عدا رسول الله ص قلت من اعتبر عرف أن حاصل الكلام يفيد بظاهره أن شرف القبيلة التيمية أشرف من القبيلة الهاشمية و إلافقد كان يكفي أن يقول إن بلاء علي دون بلاء فلان وفلان لكنه تلفظ بلفظ حاصله إن القبيلة أشرف من القبيلة و هوكذب وتكذيب لرسول الله ص فيكون كفرا.سلمنا أنه قال إن بلاء اثنين

من بني تيم أفضل و أحمد من بلاء علي و هوكذب متعمد أوقول جاهل جدا لايصلح له أن يجري في

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 158]

الصحائف يراعته و لاتسري في فلوات اللطائف عزمته إذ بسيف أمير المؤمنين ع قتل تسعة من أرباب الألوية فكيف بمن عداهم وقتل الواحد الفرد من أرباب الألوية يقاوم قتال جيش لاكتناف الصناديد بهاتيك البنود ومعرفتهم أن الحراسة بعزها المعقود وبكونهم روح الأنجاد الأمجاد الصابرين علي الجلاد قوام العساكر قوام عزها الباهر و ماعرفنا لمن أشار إليه اصطلام قرن أوكشف غمه بل ألذي نقله السدي أن طلحة استسلم وعزم علي ما لاأقدم علي حكايته و لاأري التهجم بروايته . و أما ابن عمه فما عرفت أنه ذكر في تلك الوقعة بمقام صيال ومحل جلاد. وتعلق في شجاعة منصوره بشتم بديل بن ورقاء يوم الحديبية وشتم عروة بن مسعود و كان ذلك و هو مع رسول الله ومعه أصحابه هذا هو

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 159]

المعروف قال لسان الجارودية عند هذا مع ثبوته

-روایت-از قبل-49

أين السباب لمفردين مسالمي || عزالرسول وحزبه الكرار

ألقي سلاحهما الأمان فلايد || ترجو الدفاع بصارم بتار

من خوض ملتطم الحتوف فسائح ||

أوسابح في موجه التيار

تستسلم الأنجاد فيه لضيغم || وتري الفرار منزها من عار

لو لاغلاب الموت كل مدرع || لكسا الممات ملابس الفرار

شهدت له الأسماع بعد وقبلها || عين العيان لحاضر نظار

صهر الرسول وسيفه ووصيه || وأخوه وارث علمه الزخار

حاز العلاء تقاصرت عن شأوه || شمس النهار ببرجها السيار

فليصمت المثني عليه وشانئ || حلي الجميع بحلية الإحصار

. وتعلق في شجاعته بتجهيز الجيش إلي أهل الردة وإصبائه علي ذلك . و هذاتعلق واه إذ هوقار والجيش هوالمصادم وعدة أولئك بالأخلق القلة وعدة الجيش بالكثرة فأين البسالة الباهرة الراجحة علي

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 160]

شجاعة أمير المؤمنين ع من هذا. وتعلق في شجاعته بأن رسول الله ص جعله علي ميمنته يوم حنين و لم يذكر أن عليا ع ثبت وذكر أن أبابكر ثبت في موضعه . و ألذي يقال علي هذاإنا لانعرف ثبوت ما قال و قدحكينا ماجرت عليه الحال في وقعة هوازن وهي وقعة يوم حنين من طريق المفضل بن سلمة و لوثبت فما عرفنا للمشار إليه قتيلا و لوثبت فما ذهب أحد إلي أن المشار إليه رضوان الله عليه ما كان بمقام من لايحضر حربا و لايقف في صف

حتي يتوجه الطعن بما قال بل هو في مقام المفاخرة بينه في النجدة و بين أمير المؤمنين ص و لانسبة بين نجدة أمير المؤمنين وصورة ماأشار إليه بل المروي أن أمير المؤمنين ع كان من الثابتين المحاربين الصابرين المصاولين . وذكر مخاطبة أبي بكر رسول الله في أسري بدر وإشارته بأخذ الفدية. وروي الثعلبي أن رسول الله ص قال في سياق حديث أبكي للذي علي أصحابك في أخذهم الفداء ولقد عرض علي عذابكم أدني من هذه الشجرة شجرة قريبة من نبي الله

-روایت-از قبل-896

. وذكر شيئا لانعرفه و إذافتح تصديق الخصم أعضل علي الفريقين .

[ صفحه 161]

وأقول إن غاش الإسلام لم يذكر مولانا أمير المؤمنين ع في الثابتين المجالدين و قدذكر الشيخ الأجل الفاضل أبوالبقاء هبة الله بن ناصر بن الحسين بن نصير رضي الله عنه ما أناحاكيه أوبعضه في هذه الحال قال إن المبارزين يوم بدر والصابرين يوم حنين لماولي الناس مدبرين سبعة علي والعباس وابنه الفضل و أبوسفيان بن الحارث وإخوان له و رجل من ولد الزبير بن عبدالمطلب و كان ثامنهم أيمن ابن أم أيمن و هوأيمن بن عبيد وكانت أم

أيمن مولاة رسول الله ص اسمها بركة واستشهد أيمن يومئذ. ثم قال و قال قوم كان علي والعباس والفضل وعقيل و أبوسفيان وربيعة ابنا الحرث وأيمن وأسامة بن زيد وذكر أن عليا كان لازم الثنية يمنع القوم أن يجوزوا إليه وذكر شعر العباس في ذلك

[ صفحه 162]

وسوف أذكر موضع الغرض منه إشارة إلي ذلك و هو

نصرنا رسول الله في الحرب سبعة || و قدفر من قدفر عنه فأقشعوا

وثامننا لاقي الحمام بسيفه || لمامسه في الله لايتوجع

. قال و في رواية أنهم كانوا تسعة وسمي من روي ذلك السبعة المذكورين في الرواية الأولي وسمي معهم عتبة ومعتبا ابني أبي لهب واستشهد علي ذلك بقول رجل من المسلمين

-روایت-1-171

لم يواس النبي غيربني هاشم || تحت السيوف يوم حنين

هرب الناس غيرتسعة رهط || فهم يهتفون فالناس أين

ومضي أيمن شهيدا سعيدا || حائزا في الجنان قرة عين

واعتبرت بعض المظان مما يرويه المفسرون من غيرنا فما رأيت

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 163]

لمن أشار إليه ذكرا فيمن ثبت . وذكر أن أباسفيان دخل علي أبي بكر رضوان الله عليه يستشفعه إلي رسول الله في زيادة الصلح فلم يفعل

ثم أتي عمر ثم عثمان ثم فاطمة ثم عليا وجعل صاحب الرسالة هذابرهان شرفه علي غيره . و ألذي يقال علي هذاإنه بدأ بمن طمع في موافقته اعتبارا بشفاعته في أساري بدر وأخذ الفدية منهم . وجعل آخر من خاطبه أبعدهم عن موافقته لأن أباسفيان صاحب رئاسة وانتقاد والحكمة قاضية بأن يدخل الإنسان من أسهل الأبواب وأيسر المطالب فإذاضاق عليه الباب السهل وتعذر عليه الوجه المتيسر عدل إلي غير ذلك من الوسائل الصعبة والوجوه المتعسرة. وبرهان ذلك أنه مهما شك الناس فيه فلايشكون في أن فاطمةص البضعة منه العزيزة عليه المعظمة عند الله تعالي زوج أقرب الناس إليه والدة ابنيه العزيزين لديه فلو كانت البداءة دليل الشرف ما كان أبوسفيان عداها ولهذا أن رسول الله ص لما قال ثلاث من كن فيه فهو منافق و إن صلي وصام من إذاحدث كذب و إذاوعد أخلف و إذااؤتمن خان

-روایت-از قبل-930

فعظم ذلك علي الصحابة وهابوه أن يسألوه فسألوا فاطمة أن تسأله . و من ذلك أنه لمانزل قوله تعالي وَ جيِ ءَ يَومَئِذٍ بِجَهَنّمَ

-قرآن-103-132

[ صفحه 164]

وهابوه أن يسألوه عن صورة مجيئها فلجئوا إلي علي في مسألته

. وكم لأمير المؤمنين ع من مناقب تدفع هباء هذه المقاصد مقلدة جيد مجده أشرف القلائد. وروي الثعلبي في تفسيره يقول سمعت أبامنصور الخمشاذي يقول سمعت محمد بن عبد الله الحافظ يقول سمعت أحمد بن حنبل يقول ماجاء لأحد من أصحاب رسول الله ص من الفضائل ماجاء لعلي بن أبي طالب .

وروي أخطب خطباء خوارزم في إسناده عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ماأحصوا فضائل علي بن أبي طالب

-روایت-1-2-روایت-79-174

.

[ صفحه 165]

و من طريق المشار إليه في سند متصل عن ابن عباس قال رجل لابن عباس سبحان الله ماأكثر مناقب علي وفضائله إني لأحسبها ثلاثة آلاف فقال ابن عباس أ و لاتقول إنها إلي ثلاثين ألفا أقرب . هذه تنبيهات اقتضت الحال سطرها والأمر في ظهوره أشهر من أن يحتاج إلي تفصيل . قال المباهت حكاية عن شيعة أمير المؤمنين ع و مايدعونه من فضله في العلم والتأويل و أنه كان يسأل و لايسأل و أنه ليس لأبي بكر فتيا كثيرة و لاكثير رواية و غير ذلك من فنون ذكرها أن العثمانية يعتبرون الفضل حين

وفاة النبي ص لابعده إذ الحادثات تحدث وتظهر علم من أجاب عنها ويعتبرون أيضا بمن كان أسد رأيا به في ذلك الوقت و هووقت وفاة النبي ع و هذا لم يثبت . قال والبناء علي أصالة الرأي وقوة العزم و لم يكن لعلي من ذلك شيءيفضل به أبابكر في ذلك الدهر فإنا نستدل علي صواب رأيه و أنه كان المفزع والرشد بعد رسول الله في المعضلات و عندالشبهات .

[ صفحه 166]

و ألذي أقول علي هذاالمعني و إن كان في طي كلام بسيط غث صورة حال أبكم يعد نفسه فصيحا وأخرس يري خرسه نطقا إذ البلاغة قلة الكلام وكثرة معانيه وشرف اللفظ ورقة حواشيه كما قال عبدالرحمن الكاتب

تزين معانيه ألفاظه || وألفاظه زائنات المعاني

لا في لفظ غث بسيط يسفر فجره عن معني قصير مع مغالطات وإيهامات تنضم إليه فتضع منه و لوانتاط بالبلاغة وارتبط بالفصاحة فكيف إذاضم بين الهذر والباطل والميل علي من خص بكرم الشمائل والمجد الكامل يريد الفضيلة بسعة لفظه و هو من النقص في قلته و من البكم في سامي درجته . ونقول وهي بلوي ابتلينا بمقارعتها واصطلينا بنار غيابتها أن أمير المؤمنين ص

كان صاحب ألوية رسول الله ص في حروبه وهي دليل البسالة وأمارة الأصالة إذ صاحب اللواء أمام الجيش يحتاج إلي قوة الرأي في التقدم به تارة والتأخر به تارة والثبات تارة. وأنفذه إلي اليمن و كان السديد المقاصد الشريف المصادر والموارد واستخلفه علي أهله بمدينته وجعله بمنزلة هارون من موسي في شرف

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 167]

منزلته و ذلك أمارة حصافته وأمانته وعلو مرتبته . وغيره لمانهض إلي مرحب خام عندمنازلته و لم يحسن الرأي في مبارزته و كان من رأيه في حياة النبي ص قرب العذاب من أصحاب النبي ع في الإشارة بأخذ الفدية وكذا لمااختلف وصاحبه فيمن تولي فنزل قوله تعالي لا تُقَدّمُوا بَينَ يدَيَ ِ اللّهِ وَ رَسُولِهِ و أما أمير المؤمنين ص فإن رسول الله ص لما قال له امض إلي نسيب مارية للصولة عليه فقال يا رسول الله تأمرني في الأمر فأكون فيه مثل السكة المحماة في العهن أم الشاهد يري ما لايري الغائب فقال ع بل الشاهد يري ما لايري الغائب

-روایت-از قبل-561

ثقة منه بميمون تدبيره المؤيد وتهذيبه المسدد.

[ صفحه 168]

و بعدوفاة رسول الله ص كان المشير علي عمر بإنفاذ العساكر والمقام بالمدينة فرجع إلي رأيه . لماجري

الحديث في أخذ

[ صفحه 169]

حلي الكعبة كان المشير بتبقيته علي قاعدته فبني الأمر علي ذلك و ماعرفنا لمنصوره مايناسب هذه التدبيرات المهمات الكليات والجزئيات . و أماالفقه

فإن المفسرين من غيرنا رووا عند قوله تعالي وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ أن رسول الله ص قال لعلي ع إن الله أمرني أن أدنيك و لاأقصيك و أن أعلمك وتعي وحق علي الله أن تعي

-روایت-1-2-روایت-31-187

.

[ صفحه 170]

و في هذامقنع في علمه أيام حياة الرسول ص . و من ذلك

مارواه أخطب خطباء خوارزم مرفوعا أن رسول الله ص قال من أراد أن ينظر إلي آدم في علمه و إلي نوح في فهمه و إلي يحيي بن زكريا في زهده و إلي موسي بن عمران في بطشه فلينظر إلي علي بن أبي طالب

-روایت-1-2-روایت-62-210

. وتقرير فضل مولانا في العلم كون الله تعالي علم آدم الأسماء

[ صفحه 171]

كلها و من روايته مرفوعا في جملة حديث يقول رسول الله ص و هوعيبة علمي فعلم رسول الله ص كله عنده و ذلك قبل وفاته ص .

[ صفحه 172]

و من ذلك أن رسول الله ص علمه ألف باب يفتح كل باب ألف باب و في ذلك يقول الشاعر

علمه

في مجلس واحد || ألف حديث حسبة الحاسب

كل حديث من أحاديثه || يفتح ألفا عجب العاجب

و كان من أحمد يوم الوغي || جلدة بين العين والحاجب

ولست مستوفيا مايليق بهذا الباب لكنا نذكر ما لابد منه . و أما بعدوفاته فمن ذلك تنبيهه أبابكر في قصة جرت لشارب

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 173]

خمر قال بعض الثقات إنها مروية من طريق الخاصة والعامة و أن أبابكر رجع إليه وكذا فهمه ماالكلاء جواب اليهودي و قدعجز عنه أبوبكر

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 174]

رضوان الله عليه . و من كتاب أحمد بن حنبل عن سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبوحسن . و من الكتاب أن عليا نبه عمر لماأراد أن يرجم المجنونة فصفح عنها و من رواية أخطب خطباء خوارزم أن مولانا ع نبه عمر علي ترك الحد علي الحامل فرجع إليه و قال عمر عجزت النساء أن تلد

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 175]

مثل علي بن أبي طالب لو لا علي لهلك عمر وكذا نبه عثمان والأمر في هذاواضح .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 176]

وذكر ملقح الفتن ساب الصحابة تنبيه أبي بكر عمر علي مادخل في قلبه من الإشكال بكون رسول الله ص لم يدخل مكة في

قصة الحديبية. و إذااعتبرت مقاصد عدو الدين ظهر لك أنه غيربان علي عقيدة و لاسالك جدد طريق .شرع يذكر في عمر من التردد مايلقيه أعداءه من القدح فيه و أي ضرورة قادته إلي ذلك لو لاتهمته علي أصحاب رسول الله ص يمدح شخصا ثم يقع فيه ويثني علي آخر ثم يضع منه . وذكر في المديحة أن عمر وعثمان جهلا أن رسول الله ص مات وكانا يدافعان عن ذلك و أن أبابكر نبههما و لاأري ذلك من المناقب . ثم إن ملقح الفتن كمانبه علي معرفة صحابي جهل صحابيين مقدمين وذكر قوله عندبذل من بذل من العرب الصلاة دون الزكاة لو

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 177]

منعوني عقال بعير لجاهدتهم . و قال إنه علم الجميع أن لفظة الوحدانية لاتمنع القتال لأنه قال إلابحقها و أن الجميع تعلموا منه ذلك . و هذا وأشباهه مما يشكل الحال فيه علي الجاحظ هي دعاو لاتستند إلي برهان و هوكون الجميع ماعرفوا وعرف هو. ثم إن ذلك تكذيب لرسول الله ص إذ كان علي عيبة علمه فكيف يعلم غيره ما لم يعلم إلا أن يقول أبوعثمان إن أبابكر أعلم من رسول الله بالأحكام

و هوكفر. و قال إن عليا كان يزكيه ويروي عنه و لم نسمعه روي عن علي شيئا و لازكاه و لافضله علي أن عليا قد كان عنده فاضلا عالما وجيها. و ألذي يقال علي كونه أخذ عنه وروي أنه دعوي سلمنا أنه روي عنه لكن قديروي الراوي رواية عن شخص و إن كان يعرفها من عدة طرق أو يكون مشافها بها من رسول الله ص إما ليكون ذلك حجة علي راويها أو علي من يحسن ظنه براويها إذ قدقررنا أن عليا حوي علم رسول الله فتعين التأويل . و أما أنه لم يرو عن علي شيئا و لازكاه مع معرفته بفضله وعلمه فإن الدرك علي مهمل الفضائل لا علي صاحب الفضائل والمجد الكامل .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 178]

و أما أنه مازكاه فيكفي في تزكية أمير المؤمنين ص تزكية إله الوجود حسب ماتضمنته عرصات الكتاب المجيد ألذي شرع الجاحظ في تسليط التصغير عليه والقصد بما يقتضي التحقير له علي ماأشار في بعض كتبه إليه . و بعد ذلك تزكية رسول الله ص بكونه سيد البشر وخير الخلق والخليقة و أنه المشهود له بالجنة في غير ذلك من

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 179]

مناقب حالية الأعناق جالية عنايات شبه المراق تشهد بهاعين المشاهدة

وتقرر أساسها أكف اليقين .

-روایت-از قبل-100

تراءت لأحداق العيون شهوده || فأكرم بها من شاهد لايكذب

تجلي بقطري نجره وفخاره || فلاالدجن يخفيه و لاالليل يحجب

و لاالشمس حلت في أجل بروجها || و لم يكم معناها ستار وغيهب

[ صفحه 180]

فلو أن أفواه الرجال عواطل || من القول قال المجد ها أنامقرب

أنضد من در العيان مناقبا || يذوب لها فخر البرايا ويذهب

أقول و إن لم ينظم القول ناظم || وأشدو و إن لم يلف قول يطرب

إلافليقل من قال أوظل صامتا || سواء لديه حاضرون وغيب

فلاصامت يمحو فخار ابن فاطم || علي و لاذو مقول يتعتب

. و بعد فإن الدرك علي تارك التزكية مع المعرفة بشرف المزكي الإحاطة بمماجد الرئيس .

-روایت-1-87

أراد أبوعثمان غمص ابن فاطم || علي فألقي نفسه في المعاطب

إذاالمجد يجلوه لسان مؤيد || ينظمه في سلك در المناقب

فكيف بغي نصرا لغير مشيد || فخارا تجلي عنده كالثواقب

. ثم إن كلام الجاحظ سيأتي والرواية عن أبي بكر رضوان الله عليه من جملة المحدثين من غيرنا أن رسول الله قال في علي و الحسن و الحسين وفاطمة

أناسلم لمن سالمهم حرب لمن حاربهم ولي لمن والاهم

-روایت-1-30-روایت-98-212

[ صفحه 181]

وهل تزكية أعظم من هذه إذ لوكانوا بمقام من يدخل في مهابط الزيغ ويلج في أبواب النقائص لم يكن هذاالوصف التام حليتهم والثناء العام صفتهم . وذكر أن عثمان اشتبهت عليه كلمة النجاة و أن أبابكر نبهه علي أنها الكلمة التي

قال النبي إني عرضتها علي عمي فأباها

-روایت-1-2-روایت-15-43

. وأول مانقول علي هذاكونه لم يسند ذلك إلي كتاب أوسند يبني عليه أو لايبني عليه وكونه جهل عثمان فبإزاء مامدح صحابيا ذم صحابيا. و قدبينا في كتابنا المتعلق بإيمان أبي طالب مايدفع ضعف هذه الحكاية عن رسول الله ص . وذكر حال جيش أسامة وتجهيزه والشيعة تقول إن المحذور قام في تأخره عنه ولهم في ذلك كلام طويل .

[ صفحه 182]

و بعدفهل يستغرب من ملك تجهيز الجيوش والاهتمام بما يقرر قواعد الملك . وذكر أنه كان المفزع في موضع دفن رسول الله . و ألذي يقال علي هذا إن الشيعة تروي الرأي في ذلك عن أمير المؤمنين ع وللجاحظ عادة بالتوسط عندالاختلاف فليكن الوساطة في أن أهل الرجل ابنته و ابن عمه ووصيه أعرف

بمقاصده من البعداء

[ صفحه 183]

المشتغلين عنه بعدوفاته بالاستيلاء علي مقاماته . و قدروي العلماء من غيرنا أن النبي ص نص علي موضع دفنه و هوأثبت من رواية يتهم راويها ويستغش حاكيها و قدأشرت إلي ذلك في كتاب الروح . وذكر من فضائل منصوره

أن رسول الله ص قال إن عبدا من عباد الله خير بين الدنيا والآخرة فاختار ما عند الله فبكي أبوبكر

-روایت-1-2-روایت-27-104

و لاأدري مابرهان كون ذلك من المناقب . وذكر من مناقبه تولية خالد وكأن المشار إليه كان جاهلا بالسيرة أومتجاهلا إذ كان لخالد في ولايته من المخاطر ماأنكره عمر.

[ صفحه 184]

وذكر من مناقبه تولية عمر رضوان الله عليه . و هذا رجل فاسد الذهن و إن تكثرت كلماته وتوافرت ألفاظه بيانه مخاطبة الخصم بما يعلم أنه لايوافق علي استحسانه و لايجامعه علي جميل اعتماده . قال عدو الله فأي فقه أشرف و أي علم أصح و أي مذهب أحمد

[ صفحه 185]

مما عددنا وكثرنا ثم أنتم هؤلاء تستطيعون أن تخبروا عن علي بن أبي طالب بموقف واحد من هذه الآراء وكلمة واحدة من هذاالكلام و من الصواب ألذي حكيناه عن أبي بكر في حياة النبي ص و عندوفاته و في أيام خلافته حتي كان علي

و رجل من المسلمين في ذلك الدهر سواء و مايخيل إلينا إلا أن ألذي قطعه عن كثير من ذلك حداثة سنه وتقديم المشيخة علي نفسه . و ألذي يقال علي هذا

و من البلية أن يخط يراعنا || في ذي المهازل كي يدال جوابا

أي شيءذكر حتي يستكثره ويستوفره فإنه بما ذكر بمقام قادح في أصحاب رسول الله ص إذ كان يري أن منصوره أفضلهم . و إذا كان ماأشار إليه نهاية الإكبار وغاية المدح فما يكون حال غيره ممن لايجري مجراه عنده و لايناسب مجده مجده و قدذكرنا علي ماذكر مااتفق مع نزارته وقلته . ومما ينبه من كلام رسول الله ص علي كذب أبي عثمان

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 186]

في كون المشار إليه كان صاحب الرأي المؤيد دون علي ص مارواه أخطب خطباء خوارزم مرفوعا إلي عبد الله بن مسعود قال قال رسول الله ص قسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء وأعطي الناس جزء واحدا

-روایت-از قبل-215

و من كتاب ابن المغازلي مرفوعا عن ابن عباس قال قال رسول الله أنادار الحكمة و علي بابها فمن أراد الحكمة فليأت الباب

-روایت-1-2-روایت-72-130

.

[ صفحه 187]

و أما قوله كان علي و رجل من المسلمين سواء فلقد

كذب مبالغا متي كان أمير المؤمنين ص هو و رجل من المسلمين سواء سابق المسلمين وواقي الرسول بالمهجة و ابن عمه وزوج سيدة النساء و أبوابنيه سيدي شباب أهل الجنة وريحانتيه ووزيره وصاحب لوائه وقابس علمه وأخوه و من صفات الرسول ص له

في حديث عن أخطب خطباء خوارزم مرفوع إلي أم سلمة تقول فيه وصرت إلي خدري استأذن ودخل إشارة إلي علي فقال رسول الله ص تعرفينه قلت نعم هذا علي بن أبي

-روایت-1-2-روایت-66-ادامه دارد

[ صفحه 188]

طالب قال صدقت سحنته من سحنتي ولحمه من لحمي ودمه من دمي و هوعيبة علمي اسمعي واشهدي هو و الله محيي سنتي اسمعي واشهدي لو أن عبدا عبد الله ألف عام من بعدألف بين الركن والمقام ثم لقي الله مبغضا لعلي لأكبه الله علي منخريه في نار جهنم

-روایت-از قبل-257

. و أماقول عدو الدين إن عليا سكت ترجيحا للشيوخ عليه ففي الشقشقية جواب هذاالكلام وغيرها مما حوته عرصات الصحائف وعرفه أهل النقل من الموافق والمخالف .روي أخطب خطباء خوارزم أن رسول الله ص دفع إليه الراية يوم بدر وعمره عشرون سنة وهي الوقعة الحاطمة قرون الشرك المؤيدة قواعد الإسلام فنهض بهانهضات الأنجاد

الكرام .

رفيع العماد طويل النجاد || ساد عشيرته أمردا

[ صفحه 189]

إذاالقوم مدوا بأعناقهم || إلي المجد مد إليه يدا

فنال ألذي فوق أعناقهم || من المجد ثم ثني مصعدا

يكلفه القوم ماعالهم || و إن كان أصغرهم مولدا

. و إذاتقرر هذافكيف يري أمير المؤمنين ع نفسه مرءوسا للأشياخ مع أن الله تعالي ورسوله ومناقبه أهلنه رئيسا للأشياخ و هو ابن عشرين فكيف و قدبلغ عندموت الرسول ص نيفا علي الثلاثين هذاخلف من القول ساقط. ثم إن أباعثمان هذي جدا في نظم كلامه لأنه ينقص أمير المؤمنين ع في علمه وفقهه ومناقبه ثم قال بعد إن ألذي نراه أن ألذي منع أمير المؤمنين من المقامات تقديمه الشيوخ عليه و قد كان ينبغي أن يكون نظم الكلام أنه كان تام الفضائل وإنما رأي تقديم الأشياخ للشيخوخة عليه وذكر من مناقبه صدق ظنه .أقول إن هذاكلام رجل دقيق الفطنة في إلقاح الفتن لا في لطائف المباحث لأنه يأتي إلي شخص يبالغ في سب أبيه أوسب إمامه علي غيروجه فإن لم يحجز ذلك المسافه دين أوعقل توغل

في الممدوح المشرف

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 190]

علي أبيه أو علي إمامه و يكون هوبمعزل يهزأ بالفريقين و لايحن بالطبيعة والدين إلي إحدي الطائفتين .بيان هذه الجملة أن أمير المؤمنين ع كان صاحب العلوم الغيبية والمواهب الكشفية حتي أنه حفر الآبار وألقي فيهاالنار وحفر غير ذلك وألقي فيها من يدعي ربوبيته وفتق ما بين ذلك لينزلوه عن درجات الإلهية فما وافقوا عليه حيث بهرتهم غرائبه وعجائبه و إلي الآن أمم لاترجع عن هذه الدعوي . و في ذلك تنبيه علي مكاشفاته لافراساته التي تخطئ وتصيب وتظفر وتخيب و لو لا أنانخاف من السأم وكون هذه الأوراق تخرج عن الحد ألذي وضعت له لذكرنا من ذلك تفاصيل لايدفعها إلامبغض شانئ غيرخاف علي فهم السيرة النبوية والقواعد الإسلامية أومعاند. ومما ينبه حمله علي هذه الحال قوله غيرمكتتم فو الله لاتسألوني عن فئة تضل مائة أوتهدي مائة إلاأنبأتكم بناعقها وسائقها ومناخ ركابها ومحط رحالها و من يقتل من أهلها قتلا ويموت موتا

-روایت-از قبل-851

[ صفحه 191]

شابهت نوره ذكاء || مع البدر بسر من المزايا عجاب

بهداه تبدو الهداية كالشمس بها || البدر حاسر عن نقاب

فإذاازور وجهها عنه أمسي || كاسف اللون مدرجا في حجاب

. و

من الطرائف أنه شرع يحكي عن الشعبي قوله إن عليا أحد القضاة وعمر و ماحكي مع بغضته عن قائل إن أبابكر أحدهم و قدحكينا ضرورة عمر إليه ضرورة التلميذ إلي مسدده والمعلم إلي مؤيده و هومأثور يكاد يلحق بالمتواترات .

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 192]

و قال عن علي ع و قدعلمنا أن له غيررجعة و لااثنتين و لاثلاثا وأقوالا لايجوزها أصحاب الفتيا. و قال و ما كان إلاكبعض فقهائهم الذين يكثر صوابهم ويقل خطؤهم . و ألذي يقال علي هذا مع كونه مما لايرضي به ذو أنفة من المخالفين أودين من المتباعدين حتي من الفرقة الخارجة الغوية إنه ادعي ما لانعرفه و قد كان ينبغي أن يبين وجهه الواضح بيانا ثابتا و مافعل ولكن العاجز الساقط يرمي سهاما طائشة يشغل بهاأندية الخطاب و إن كانت بعيدة عن الصواب . و أما أنه كان كأحد الفقهاء الذين يكثر صوابهم ويقل خطؤهم فهو فيما قال راد علي رسول الله ص لأنه قال الحق مع علي

-روایت-از قبل-588

رواه رجال القوم .

[ صفحه 193]

فإذن المشار إليه قدكذب رسول الله ص فيحيق به الكفر لامحالة و من يكون الحق معه مطلقا كيف يكون هو وغيره سواء. والمدحة التي مدحه بها رسول

الله ص تلحق في الاعتماد علي قوله الاعتماد علي قول رسول الله ص . و أما أن أصحاب الفتيا لايجوزون ما كان يبني مولانا عليه

فليس بعار والنقائص حلية || لمن حاد عن نهج الطريق المقوم

أضاءت دجي الخطب البهيم نجومه || إذااسود نجم بالقتام المفدم

بدا فتراءته العيون فمبصر || وطرف عم في حيرة أيما عم

. و بعد فإن الناصب بذلك قاذف لتارك الاعتماد علي فتاويه والبناء علي مايرتضيه .

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 194]

ثم القول بأنه كان كأحد الفقهاء فيه تكذيب لرسول الله ص إذ قدروي المخالف ألذي لايتهم أن رسول الله ص قال علي أقضاكم

-روایت-از قبل-133

. و من كان أقضي الناس كان عيبة علم رسول الله ص علي

مارواه الواحدي عند قوله تعالي وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ إن الله أمرني أن أدنيك و لاأقصيك و أن أعلمك وتعي وحق علي الله أن تعي

-روایت-1-2-روایت-20-144

و لاشبهة عنده أن عمر أحد الفقهاء العظماء العلماء و قد كان يضطر إليه اضطرار الفقير إلي الغني والضعيف إلي القوي .فإذن هو علي هذاقادح في عمر رضوان الله عليه إذ كان أمير المؤمنين ع عيانا علي ماترويه السنة و قدنبهنا عن قرب علي تفوقه في العلوم فما ظنك بمن

يأخذ عنه ويستثمر الأحكام منه و يقول لو لا علي لهلك عمر.

[ صفحه 195]

شرع في تنقص علي ع فبالغ في تنقص أحبته وطعن بما قال في أصحاب النبي ص وقرابته و قدبينا مايلزمه من المحذور وسنذكر بعد إن شاء الله تعالي مايتفق عندسقطات ترد منه بما يكشف الحق ويسفر عنه . قال ومما يقررهم به مارواه حمال الآثار من رجوعه و ما لايجوز من فتياه من قوله أجمع رأيي ورأي عمر علي عتق أمهات الأولاد ثم رأيت أن أرثهن و قال إنه رجع إلي رأي عمر في الجد وذكر أن زيدا حاج عليا في المكاتب فقال له أرأيت إن زني أكنت راجمه قال لا قال أرأيت إن شهد أتقبل شهادته قال لا قال زيد فهو إذن عبد مابقي عليه درهم فسكت علي .

[ صفحه 196]

وحكي عن الشعبي أنه رجع عن قوله في الحرام ثلث وكلم عثمان في الحجر علي عبد الله بن جعفرفاحتج عثمان بأن شريكه الزبير و أن عليا سكت و قال في المكاتب إنه إن أدي من ثمنه شيئا أنه يسترق بحساب ويعتق بحساب و قال في النصرانية تسلم وهي تحت

النصراني قال فهو أحق بها ما لم يخرجها من دار الهجرة و قال في رجل قال لامرأته اختاري فاختارته ثم قال لها اختاري فاختارته ثم قال لها الثالثة اختاري فاختارته قال أفرق بينهما فإذازني فعلت كذا وكذا و قال في أعور فقأ عين صحيح فأراد الصحيح أن يفقأ عين الأعور ألذي فقأ فقال لاتفقأها إلا أن تؤدي نصف الدية

[ صفحه 197]

و قال في الجد إنه سادس ستة وسابع سبعة وكتب إلي عبد الله و قال قطع الكتاب واجعله سابعا و قال في جارية وثبت عليها امرأة رجل غائب فافتضت عذرتها ثم قذفتها لتسقطها من عين بعلها وكانت خافت أن يتزوجها فرفع ذلك إليه فقال لبعض بنيه قل في هذه المسألة قال عليها صداق مثلها قال لوكلفت الإبل الطحين طحنت فاشتد تعجب أصحاب عبد الله من هذه المقالة و كان يري حك أصابع الصبيان إذاسرقوا و كان إذاقطع الرجل قطع القدم وترك العقب ليمشي عليه المقطوع و كان يقطع اليد من أصول الأصابع ويدع الكف قال وزعم عبد الله بن سلمة وغيره عن الأعمش عن الشعبي أو عن غيره أنه سئل عن رجل قال لامرأته

أنت طالق ألف تطليقة و له أربع نسوة فقال تبين بثلاث وتقسم الباقية علي نسائه . وذكر بعد هذاتعرضا بالأنبياء وغرضه من ذلك فإذا كان الأنبياء كذا

[ صفحه 198]

فكيف يكون علي منزها عن الغلط والخطإ. وسأذكر الجواب عن ذلك إن شاء الله تعالي بعدالجواب عن هذه الخرافات الساقط من قصدها الهابط من اعتمدها.أقول أما ماادعاه المشار إليه من كون علي رجع فلانعرف لذلك أصلا أصلا ومتي قبلت دعاوي كل قبيل علي قبيل كان ذلك قدحا في جميع البرية إذ كل يقدح في صاحبه ويقذعه ويرفعه ويضعه . و أماباقي الأسئلة فإني أقول علي ساب رسول الله ص

مارواه البخاري عنه قال الراوي سمعت رسول الله ص يقول أللهم أدر الحق مع علي حيث دار

-روایت-1-2-روایت-64-98

وروي أحمد بن موسي بن مردويه في كتاب المناقب من عدة طرق منها بإسناده إلي محمد بن أبي بكر قال حدثتني عائشة أن رسول الله ص قال الحق مع علي لن يفترقا حتي يردا علي الحوض

-روایت-1-2-روایت-101-188

[ صفحه 199]

وروي أخطب خطباء خوارزم بإسناده إلي ثابت مولي أبي ذر عن أم سلمة قالت سمعت رسول الله ص يقول علي مع القرآن والقرآن معه

لايفترقان حتي يردا علي الحوض

-روایت-1-2-روایت-106-168

.

[ صفحه 200]

وروي المشار إليه عدة أحاديث تقتضي أن النجاة في متابعته ومشايعته .

و من طريق أخطب خطباء خوارزم في إسناده إلي أبي بكر بن مردويه إلي الأصبغ بن نباتة في حديث عن زيد بن صوحان أنه سمعه من حذيفة بن اليمان يقول سمعت رسول الله ص يقول علي أميرالبررة قاتل الفجرة منصور من نصره مخذول من خذله ألا و إن الحق معه يتبعه ألا فميلوا معه

-روایت-1-2-روایت-178-282

و قال صاحب كتاب الاستيعاب وروي عنه ع أنه قال أنامدينة العلم و علي بابها فمن أراد العلم فليأته من بابه ورواه ابن المغازلي الشافعي مرفوعا من عدة طرق

-روایت-1-2-روایت-55-167

[ صفحه 201]

و قال ص أقضاكم علي

-روایت-1-2-روایت-13-26

. و قال عمر بن الخطاب أقضانا علي . وروي بإسناده عن إسماعيل بن خالد و قال قلت للشعبي إن مغيرة حلف بالله ماأخطأ علي في قضاء قط فقال الشعبي لقد أفرط.أقول لقد أفرط الشعبي سارق الدراهم في خفه خليط عبدالملك في

[ صفحه 202]

الرد علي رسول الله ص . وروي قول عمر علي أقضانا مرفوعا عنه وروي مرفوعا عن سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ من معضلة ليس لها أبوحسن ورفع حديثا إلي عبد الله قال كنا نتحدث أن

أقضي أهل المدينة علي بن أبي طالب . وروي حديثا رفعه إلي سعيد بن المسيب قال ما كان أحد من الناس يقول سلوني غير علي بن أبي طالب .

[ صفحه 203]

أقول ومثل أمير المؤمنين ع لا يقول ذلك مع كثرة الأعداء ووفور الشانئين إلا و هوبمقام المستظهر علي الجواب . ورفع حديثا إلي عائشة قال قالت عائشة من أفتاكم بصوم يوم عاشوراء قالوا علي قالت أماإنه أعلم الناس بالسنة. و في إسناد متصل عن ابن عباس و الله لقد أعطي علي تسعة أعشار العلم وايم الله لقد شاركهم في العشر العاشر. وروي حديثا عن الحسن الحلواني رفعه إلي ابن مسعود إن أقضي

[ صفحه 204]

أهل المدينة علي بن أبي طالب . هذابعض من كل أثبته في هذاالمقام إذاعرفت هذا فإن كان أبوعثمان عرف ماأثبته و قال ما قال فهو عين المكذب رسول الله الراد علي أصحابه عمر وغيره و إن يكن غيرعارف بما أثبتناه فأراه رجلا جاهلا بالسنة جدا متقحما في أخطار يسئل عنها إذ العلم ومعرفة السنة مقدم علي الخوض في المسائل الشرعية وفنون السنة المحمدية.أضربنا عن هذا فإن الراد علي رسول الله ص ماذكر مايؤخذ علي آحاد الفقهاء فكيف علي سيد الفقهاء إذ قدثبت

من غيرخلاف أن عليا من الفقهاء المعظمين و من اجتهد فلالوم عليه و لانقص يلحقه و إن خالفه غيره وتعدي قوله سواه . و لايقال إن غيره بمقام الصواب فيما قال و هوبمقام الخطإ فيما قال و قدثبتت الرواية عن رسول الله ص عندهم أن كل مجتهد مصيب و ليس فيما ذكر مايأباه العقل أوترد عليه السنة و هوص كيف اختلفت الحال صاحب الحكمة نصا ذكرته فيما سلف واعتبارا بالعيان في خطاباته وفنون تسليكاته وتدقيقاته وبليغ مناطقه وتنبيهاته فالظن به إذن أحسن ممن لم يرم في مثل هذه المزايا المعظمة بسهم أويحظ منها بنصيب

[ صفحه 205]

ولكن عدو الدين لايهاب عارا و لايقف بإزاء سنة ولنذكر من التفصيل مايليق . قوله إن عليا سكت لماراجعة عثمان في الحجر علي عبد الله بكون الزبير شريكه غيردال علي صواب فعل عثمان وزلل قول أمير المؤمنين ع إذ قدأغضي مقهورا علي ما هوأعظم من هذا و لم يكن عثمان سوقة بحكم أمير المؤمنين ع بل صاحب المنصب ألذي يومأ إليه و لوجد في المخالفة لكان الحاصل عن ذلك مصادمة عثمان وبني أمية وأتباع عثمان فرأي

البلية في الإغضاء أقل من البلية في المنابذة والحكمة تقتضي العمل بالراجح وإلغاء المرجوح . و أما قوله في المكاتب فهو عين الاعتبار الموزون إذ من قرر له شيء في مقابلة شيءفعمل جزءه كان له بحساب الجزء ألذي عمل من عمله جزء ماقرر له .أقول و هذاعندنا في المكاتبة المطلقة و أماامتناع رجمه فليس يلازم كونه لم يتحرر منه شيءبل لأن الرجم إنما يكون في جانب الحر المحض . و أما قوله في النصرانية فإن ألذي يروي عن بعض بنيه وهم أعرف بمذهبه أنه لايمكن النصراني من المبيت عندها ولكنه يأتيها بالنهار و أماالاختيار فهو كلام أراه مختلا.

[ صفحه 206]

و أماالأعور فإن التدبير فيه موزون جدا إذ كان في عين الأعور كمال نظره و في عين الصحيح شطر نظره فإذاأفسد الأعور علي الصحيح نصف بصره لم يكن للصحيح أن يفسد علي الأعور جميع نظره من غير مارد. و أما قوله في الجد فإنا لانعرفه مذهبا له و لو كان فأي محذور يلزم في ذلك . و أماالجارية وإلزام المرأة التي افتضتها بالمهر فإنه مناسب إذ الرجل لوافتض المرأة في نكاح استحقت كمال المهر فكذا هذا. و أما أن أصحاب عبد الله تعجبوا من ذلك

فإن الناقص لابد يستغرب تدبيرات الكامل لبعده منها ونزوحه عنها. و أما أنه كان يحك أصابع الصبيان فهو مذهبنا و هوعين الحكمة إذ المساواة له بالمكلفين غيرداخلة في الحكمة لضعف روابطه من قيود العقل التام خلقة والتجارب أخري والإهمال له بالكلية فتح لأبواب الفساد جدا إذ كان الصبي إذاعدم المؤاخذة تابع ذلك وأسرعت متابعته في أموال المسلمين وبتقدير أن يتقرر ذلك عندالمفسدين يسلطونه علي أموال البرية لامنهم عليه ويبلغ المفسدون أغراضهم بعدم الإنكار عليه و ذلك خلل عظيم . و أما مايتعلق بالقطع فليس في القرآن دليل علي قطع رجل السارق و أما مايتعلق باليد فإن الله تعالي قال فَاقطَعُوا أَيدِيَهُما و قال

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 207]

تعالي لِلّذِينَ يَكتُبُونَ الكِتابَ بِأَيدِيهِم ومعلوم أن الكتابة بالأصابع لابالكف و أما مايتعلق بالطلاق فإن في الطريق جهالة والمتن واه لايليق بشرف أمير المؤمنين و هذا عند أهل بيته وبنيه خلط من الحكم . و أما ماسبق الحديث فيه من طعنه علي الأنبياء فسأومئ إلي شيء منه لاأحسن الله تعالي جزاه . و إن السنة قضت بالستر علي من وقعت منه الزلة وصدرت عنه الخطيئة قال الله تعالي إِنّ الّذِينَ يُحِبّونَ

أَن تَشِيعَ الفاحِشَةُ فِي الّذِينَ آمَنُوا لَهُم عَذابٌ أَلِيمٌفكيف بسادات المؤمنين لووقع مثلا زلة أوصدرت عنهم خطيئة. و من المستغرب كونه يجادل بالهوي عن بعض الصحابة ويقوي خلاف ذلك بضعف الدين في الطعن علي الأنبياء ليقدح في عين الصحابة وسيدهم و قد قال الله تعالي وَ لا يَغتَب بَعضُكُم بَعضاً و هذاخذلان بين .شرع أولا في التعرض بآدم و قد قال الله تعالي وَ بِالوالِدَينِ

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 208]

إِحساناً و قال تعالي فَلا تَقُل لَهُما أُفّ وَ لا تَنهَرهُما وَ قُل لَهُما قَولًا كَرِيماً و هذاعكس مااعتمد أبوعثمان و قال تعالي وَ وَصّينَا الإِنسانَ بِوالِدَيهِ حُسناً و من الآثار والسنة شاهد بتوقير الوالد و ليس من توقيره ذكر نقائصه . وطعن علي موسي بقتل النفس بعدمغفرة الله تعالي له ذلك و قال الله تعالي وَ لا تَنابَزُوا بِالأَلقابِ بِئسَ الِاسمُ الفُسُوقُ بَعدَ الإِيمانِ وطعن علي ذي النون و ذلك بعدالرضا عنه .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 209]

وذكر قصة داود وسليمان و ليس ذلك من الأخذ في شيءلأنه غاية ماحكي أن قضية ذهبت عن داود وأصابها سليمان . وطعن علي داود بحديث الخصمين و ليس في ذلك طعن لأنهما جاءا معرفين له أن منازعة أوريا مرجوحة لكثرة نساء داود دون أوريا و لم يقل

أحد أن الأنبياء لايعاتبون ويسلكون وينتهون من قبل الله تعالي . وأورد علي رسول الله ص قوله تعالي عَبَسَ وَ تَوَلّي و قدذكر بعض الأفاضل أن ذلك العتاب لم يكن له بل لغيره . وأورد عليه لِيَغفِرَ لَكَ اللّهُ ما تَقَدّمَ مِن ذَنبِكَ وَ ما تَأَخّرَ و قدأجاب العلماء عن ذلك من وجوه أحدها ليغفر لغيرك ذنبه إليك . وأورد عليه المعاتبة في الأسري والجواب عنه بما أن عليا ع سلك الطريق وأوضحت له المحجة وتبينت له الأحكام بما ثبت من

-روایت-از قبل-692

[ صفحه 210]

كونه عيبة علم رسول الله ص فلاتقع منه مخالفة و أماغيره من الأنبياء فلانقول إنه نهي فخالف وأمر فجانب فإن قيل هذامنقوض بقصة آدم في قوله تعالي وَ لَقَد عَهِدنا إِلي آدَمَالآية وثبت نهيه عن الشجرة وإقدامه عليها. قلت قدذكر المفسرون أن إبليس قدحلف علي النصيحة و كان آدم من تعظيم الله بالمقام الأمجد و ماتوهم أن أحدا يحلف بالله كذبا فبني علي مابني . فإن قيل الإشكال موجود إذ بني علي قول إبليس دون قول الله تعالي . قلت لعله توهم النسخ فإن قيل لو كان الأمر كذا ماعوتب قلت عوتب علي بنائه علي الوهم فإن

قيل الإشكال بحاله إذ لو كان البناء علي الوهم حسنا ماعوتب علي ذلك قلت قدتقع المعاتبة علي ترك الأولي ويسمي فاعل المرجوح عاصيا. وأورد علي جميع الأنبياء بل علي جميع البشر من المأمورين والمنهيين قوله تعالي وَ لَو يُؤاخِذُ اللّهُ النّاسَ بِما كَسَبُواالآية فإذا كان الله

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 211]

قدأخبر بما تري عن المعصومين فلم يتبع قوم علي عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان خطاياهم وهفواتهم وللعمرية والعثمانية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه . قال و من أجهل ممن زعم أن عليا لم يخط قط و لم يعص قط و لم يضع شيئا قط مع هذا. و ألذي يقال علي معني الآية إنه تعالي أراد بها غيرالأنبياء بيانه السياق من قوله تعالي وَ لكِن يُؤَخّرُهُم إِلي أَجَلٍ مُسَمّيالآية و ذلك أمارة عتاب يوم القيامة وبقاء الذنوب وذنوب الأنبياء لوثبت كمايزعم قوم فإنها تقع مكفرة لايؤخذون بها في القيامة و ألذي يقال علي عدو الدين أيضا إنه بمقام البالغ في بغضة أمير المؤمنين الانحراف عنه و مع هذافإنه اجتهد و لم يذكر إلاأحكاما أفتي بها و قدبينا ماعندنا في ذلك جملة وتفصيلا. و أما أنانجي ء إلي علي أوآحاد المسلمين نلزمه الخطأ و إن

لم نعرفه والقبيح و إن لم نعلمه فهذا شيء لايرتضيه ذو دين و لايعتمده ذو بصيرة بل نحن بانون علي عدالة من جربنا صيانته وعرفنا في الدين طريقته وقاعدته إلي أن نعرف منه جريمة ونتحقق منه خطيئة خاصة من ورد الأثر النبوي في شأنه بأنه لايفارق الحق و لايزايل الصواب فإنا بانون علي أنه كذلك ظاهرا وباطنا.

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 212]

و أماغيره ممن لم يرد فيه ماورد فيه و لانعرف منه حوبا فإنا بانون علي عدالته ظاهرا ما لم نعلم منه مواقعة حوب وانتهاك حرمة. و أما أن قوما يتبعون عمر وعثمان فإن ذلك ليس قولا لجميع الشيعة و لايخلو الفرق من جاهل أومجتهد أوعاص فالدرك لازم لمن فعل العصيان و لايتعداه ذلك . و أما قوله إن للعثمانية والعمرية أن يعودوا عليهم بمثل ذلك وأكثر منه فقد كذب في ذلك وسب رسول الله ص وسب الله تعالي بما رواه ابن السمعاني مرفوعا إلي أم سلمة رضي الله عنها عن رسول الله ع وروي ابن مردويه عن النبي ع من سب عليا فقد سبني و في رواية فقد شتمني

-روایت-از قبل-575

وروي من طريق زيد بن علي

عن آبائه أن رجلا ساب عليا يوما و كان رجلا أجوف فسمع نبي الله صوته فخرج فأخذ بيده و قال يافلان لاتسبن عليا فإن من سب عليا فقد سبني و من سبني سبه الله في الدنيا والآخرة

-روایت-1-2-روایت-41-216

وروي ابن مردويه عن أم سلمة أيضا في إسناده عن أم سلمة عن رسول الله من سب عليا فقد سبني و من سبني سبه الله عز و جل من عدة طرق و من طريق الحسن بن علي في إسناد ذكره يقول سمعت جدي رسول الله ص يقول

-روایت-1-2-روایت-77-222

لاتسبوا عليا فمن سب عليا فقد سبني و من سبني فقد سب الله عز و جل و من سب الله عز و جل عذبه الله عز و جل

.

[ صفحه 213]

ورواه عن ابن عباس عن رسول الله و لم يذكر عذبه الله عز و جل و قدسلف أن أذاه أذي رسول الله وثمرات الجميع قلادة الجاحظ. و أماالكذب فظاهر نعرفه عيانا و من اعتبر السيرة عرف معني ما قلت و ذلك يقرر الوعيد ألذي أسلفناه و لاأري التعرض بصلحاء الصحابة رضي الله عنهم . قال ساب رسول الله ص بل ساب الله بما ثبت من الأثر وكيف يقولون

علي فوق الناس كلهم في صواب الرأي والفقه في الدين ونحن إذاسألنا الفقهاء وأصحاب الآثار والعلماء عن أصحاب القرآن الذين كانوا مخصوصين بحفظه علي عهد رسول الله ص قالوا زيد بن ثابت و أبوزيد وفلان و لم يذكروه في باب المخصوصين بحفظ القرآن أيام حياة رسول الله ص فإن سألناهم عن أصحاب الحروف والقراءات والوجوه الذين بقراءتهم يقرأ الناس وبقدر اختلافهم اختلف الناس قالوا زيد بن ثابت و أبي بن كعب و عبد الله بن مسعود و لم يذكر معهم و لم يقولوا هذا في قراءة علي وهكذا في

[ صفحه 214]

مصحف علي و إن سألناهم عن أصحاب التأويل والتفسير قالوا عبد الله بن العباس و الحسن وفلان وفلان و لم يذكروه . و ألذي يقال علي ساب الله تعالي و لاينبغي لنا مع هذا أن نستفضح سبه عليا إذ لنا بما ثبت من الرواية أنه ساب الله ورسوله عزية. و أما قوله إنه ليس من المعدودين في حفظ القرآن علي عهد رسول الله ص فإن الشيخ الفاضل أبا عبد الله بن محمد بن عبد الله الأهوازي قال و أماقراءة عاصم بن أبي النجود ورواها عنه من طريق أبي بكر

بن عياش و من طريق حفص بن سليمان عنه بالسند قال وقرأ علي أبي عبدالرحمن عبد الله بن حبيب السلمي وقرأ السلمي علي علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي علي النبي ص . قال الشيخ و أماقراءة حمزة وأسند قراءته إلي علي بن أبي طالب قال وقرأ علي النبي ص .

[ صفحه 215]

قال و أماقراءة الكسائي وذكر أنه من باكسايا قرية من سواد العراق ولد بالكوفة ونشأ بها وقرأ علي جماعة من أهلها منهم حمزة بن حبيب الزيات وقرأ حمزة علي جماعة منهم ابن أبي ليلي وقرأ ابن أبي ليلي علي أخيه وقرأ أخوه علي أبيه وقرأ أبوه علي علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقرأ علي علي النبي ص . قال و أمارواية يعقوب ورفع السند إلي سلام قال وقرأ سلام علي عاصم بن أبي النجود وقرأ علي أبي عمرو بن العلاء و علي عاصم بن أبي الصباح الجحدري وقرأ عاصم بن أبي النجود علي أبي عبدالرحمن السلمي وقرأ أبو عبدالرحمن السلمي علي علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي بن أبي طالب علي النبي ص . و

قال بعدكلام و قال روح قال لي يعقوب قرأت علي شهاب بن

[ صفحه 216]

شريفة المجاشعي في خمسة أيام وقرأ شهاب علي مسلم بن محارب المحاربي في سبعة أيام وقرأ مسلمة علي أبي الأسود ظالم بن عمر الدؤلي وقرأ أبوالأسود علي علي بن أبي طالب رضوان الله عليه وقرأ علي علي النبي ص . إذاعرفت هذاظهر لك أن أباعثمان باغض أمير المؤمنين ع إذ مثل هذا لايخفي عن مثله و من أبغض عليا فهو منافق لامحالة بالنص الصحيح النبوي جازاه الله تعالي سوء فعله . و هذا ألذي ذكرناه آت علي مايتعلق بحفظ القرآن و مايتبعه من القراءات والحروف . و من التعيين الدال علي كذبه ماذكره الثعلبي في تفسير الواقعة عند قوله تعالي وَ طَلحٍ مَنضُودٍ أن عليا ع قرأ وطلع منضود عن مولي الحسن بن علي و عن قيس بن سعد.

-قرآن-557-573

[ صفحه 217]

و أما مايتعلق بالتأويل والتفسير

فإن الشيخ الكبير المعظم العالم الحافظ ابن عبدالبر روي عن معمر عن وهب بن عبد الله عن أبي الطفيل قال شهدت عليا يخطب و هو يقول سلوني فو الله لاتسألوني عن شيء إلاأخبرتكم وسلوني عن كتاب الله فو الله ما من آية

إلا و أناأعلم بليل نزلت أم بنهار في سهل أم جبل

-روایت-1-2-روایت-140-283

[ صفحه 218]

وذكر أبوعمر الزاهد أنه ص قال لابن عباس القني إلي الجبان و أنه فسر له حروف الحَمدُ وهي خمسة إلي أن برق عمود الفجر و من هذاالحديث يقول ابن عباس ثم تفكرت فإذاعلمي بالقرآن في علم علي ع كالقرارة في المثعنجر

-روایت-1-2-روایت-22-224

وروي الثعلبي بإسناد عن ابن عباس قال بينما أنا في الحجر أتاني رجل فسأل عن وَ العادِياتِ ضَبحاًفقلت له الخيل حين تغير في سبيل

-روایت-1-2-روایت-44-ادامه دارد

[ صفحه 219]

الله ثم تأوي إلي الليل فيصنعون طعامهم ويورون نارهم فانفتل عني فذهب إلي علي بن أبي طالب و هوتحت سقاية زمزم فسأله عن وَ العادِياتِ ضَبحاً فقال سألت عنها أحدا قبلي قال نعم سألت عنها ابن عباس فقال الخيل حين تغير في سبيل الله قال اذهب فادعه لي فلما وقفت علي رأسه قال تفتي الناس بما لاعلم لك به و الله إن كانت لأول غزاة في الإسلام بدر و ما كان معنا إلافرسان فرس للزبير وفرس للمقداد بن الأسود فكيف تكون العادِياتِ ضَبحاًإنماالعادِياتِ ضَبحاًالإبل من عرفة إلي المزدلفة و من المزدلفة إلي مني قال ابن عباس فنزعت عن قولي ورجعت إلي ألذي

قال علي

-روایت-از قبل-590

. و هذاوارد علي عدو السنة ورودا جيدا إذ ذكر أن التفسير والتأويل كان المسئول عنهما ابن عباس و الحسن وغيرهما.

لعن الله من يسب عليا || وحسينا من سوقة وإمام

أيسب المطهرون جدودا || والكريم الأخوال والأعمام

[ صفحه 220]

وروي الثعلبي في تفسيره في إسناد متصل عن عبد الله بن عطاء قال كنت جالسا مع أبي جعفر في المسجد فرأيت عبد الله بن سلام فقلت هذا ألذي عنده علم الكتاب فقال إنما ذلك علي بن أبي طالب ع ورفعه إلي ابن الحنفية ورواه أبونعيم الحافظ عن محمد بن الحنفية مرفوعا من طريقين إلي عباد

-3-روایت-72-ادامه دارد

[ صفحه 221]

بن يعقوب

-روایت-از قبل-13

قال ساب رسول الله و إن سألناهم عن أصحاب الرواية والمشهورين بكثرة الإسناد عن رسول الله قالوا ابن عمر وجابر بن عبد الله وعائشة و أبوهريرة و لم يذكر معهم في هذاالباب . و ألذي يقال علي هذا مارويناه من كون عائشة أقرت أنه أعلم الناس بالسنة من طريق لايتهم وأوردنا أيضا أنه عيبة علم رسول الله ص . قال صاحب كتاب الاستيعاب و عن ابن عباس في إسناد ذكره قال كنا إذاأتانا الثبت عن علي لم نعدل به .

وروي صاحب العمدة

عن ابن المغازلي عن ابن عباس رضي الله عنه بإسناده عن النبي ع أنه قال علي مني كرأسي من بدني

-روایت-1-2-روایت-102-128

[ صفحه 222]

و إذاتقرر هذافكيف يقاس به غيره أويماثل به سواه فكيف مااعتمده الناقص ساب الله من ترجيح أبي هريرة عليه المتهم عندعمر وغيره من أعيان الصحابة المقدوح فيه جدا. و قد يكون العذر في كونه ص لم يذكر عندذكر أبي هريرة وشبهه رئاسة من أغفل ذكره برهان سفاهة أبي عثمان في كون ترك ذكره برهان غمضه إذ الخاص التمام لايذكر مع العامة والنجوم الثواقب لاتذكر مع السها.

[ صفحه 223]

ولقد بلي مولاناص بحداق عمه تجعل عماها دليل نقص ماخفي عنها برهان التهويش لمابعده الكمه منها ومعاندين لايزعهم عن البهت الشنيع دين و لايمنعهم عن الإفك البين حياء.

والشمس لايهبطها عائب || سيان دان أوغفول جهول

والنقص إذ ذاك علي عائب || قدقيدته بالصغار الكبول

. وذكر أن النبي ع قال أقرؤكم أبي و قال أفرضكم زيد وأعلمكم بالحلال معاذ

-روایت-1-8-روایت-28-82

. و ألذي يقال علي هذا إن ألذي يرويه الخصم غيرمتقبل علينا و بعد فلانعلم إلي من أشار بقوله أقرؤكم أفرضكم أعرفكم

والأشبه أن تكون إشارة إلي مخاطبين حاضرين و لايعرف من هم حتي تدري الفضيلة علي من . قال و إذاصرت إلي أن تسأل عن الاختيار وجودة الرأي والقوة في السلطان والضبط للعدو والعوام قالوا أبوبكر وعمر و إن سألت عن الفتوح قالوا أبوبكر وعمر وعثمان .

[ صفحه 224]

وذكر عدو الله أن عليا لم يكن له رأي وذكر خرافات لاتستند إلي دليل عمن لايبني علي قوله . و ألذي يقال علي هذا أنه رد علي رسول الله ص إذ قدشهد له بالحكمة الباهرة علي غيره ذكرنا ذلك من عدة طرق ولكن الدين قيد يمنع السياسة الدنياوية السلطانية التي يرضاها غيرالمتقيدين بمراسم الله المنقادين إلي تدبيره المنبعثين إلي أوامره المتباعدين عن معصيته و إلافأي وجه خفي عنه من فنون التدبير في حرب أوغيره و قدارتضاه رسول الله صاحب لوائه في حروبه وجعله رئيس الناس لماوجهه إلي اليمن فأحسن وجعله عوض مهجته في المدينة لماتوجه إلي تبوك . وينبهك علي أن ألذي كان المقيد له عن تدبير الدنيا كون المغيرة بن شعبة أشار عليه باستنابة معاوية فأبي عليه ثم جاءه فصوب رأيه في عزله فقال له نصحت في الأولي وغششت في

الثانية. أ لاتراه عرف وجه التدبير السياسي ومنعه منه التدبير الديني و لم يكن غيره عند من عرف السيرة متقيدا بهذه القيود. و قدذكر ابن أبي الحديد شيئا من هذا و لاأري التعرض بخلصاء الصحابة رضوان الله عليهم و قدذكرنا من تدبير غيره نبذة وذكرنا اقتداء أعيان الصحابة برأيه في عدة مواضع . و أماترجيحه منصوره و من تلاه بكثرة الفتوح فإن لسان الجارودية يجيب

[ صفحه 225]

عن هذابأن أمير المؤمنين ع كان مصدودا عن ذلك بحوادث السقيفة والشوري و كان مع ذلك في محاربة من أخبره رسول الله بمحاربتهم . وتقول الجارودية إن ألذي جري من الفتوح كان ببركة الإسلام وجهاد من جاهد من المسلمين وإشارة أمير المؤمنين ع بإنفاذ الجيوش إلي فارس وتخلف عمر عنهم و ذلك أصل روح الفتوح . و قدذكر أبوعمر يوسف بن عبدالبر صاحب كتاب الاستيعاب أنه لماورد علي عمر إجماع أهل أصبهان وهمدان والري وآذربيجان و أن ذلك أقلقه شاور أصحاب النبي ص فأشار عليه علي بن أبي طالب ع أن يبعث إلي أهل الكوفة فيسير ثلثاهم كذا ويبقي ثلثهم علي ذراريهم وأيضا إلي أهل البصرة و أن الله تعالي فتح عليه أصبهان و ذلك

ببركة رأي أمير المؤمنين ص . و هذاعاضد لماوصفناه به من حكمته ومجيد رأيه وشرف بصيرته . قال بعد ماحكينا عنه من الخرافات الرادة علي رسول الله ص في وصفه أمير المؤمنين ع بالحكمة والفضل الجم والخيرية علي جميع البشر إن عليا ما كان يساوي أبابكر و لايجاريه و لايدانيه و لايقاربه وإنه كان في طبقة أمثاله طلحة والزبير و عبدالرحمن وسعد. والجواب عن هذاالسبب بما أنه غيرمستغرب ممن سب الله تعالي أن

[ صفحه 226]

يسب عليا و قدسبق تقرير ذلك و أن الفرقة الخارجية لوسمعت بهذا أنفت منه فإن قائلهم ماتعدي الأخذ عليه بالتحكيم حيث يقول

كان علي قبل تحكيمه || جلدة بين العين والحاجب

و لو أن هذاالخبيث عول علي عمدة يبني عليها أوسيرة بينة يشار إليها كان لقوله وجه ولكنه يتفوه بما تفوه به غيرمعتمد علي أس و لابان علي أصل شغل الحنق الشانئ وقاعدة المبغض القالي . و قدذكرنا مايرد عليه من ذلك ونزيده إيضاحا بعدحديثين نذكرهما شاهدين بفضله علي جميع العرب أحدهما يقتضي الفضل علي جميع المسلمين . روي صاحب العمدة عن ابن المغازلي بإسناده المتصل عن رسول الله إن عليا سيد

المسلمين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين

-روایت-1-333-روایت-402-462

[ صفحه 227]

و في رواية عائشة بالسند إليها عن رسول الله ص فقال ياعائشة إذاسرك أن تنظري إلي سيد العرب فانظري إلي علي بن

-روایت-1-2-روایت-58-ادامه دارد

[ صفحه 228]

أبي طالب

-روایت-از قبل-13

[ صفحه 229]

وروي بالإسناد المتصل عن أنس قال قال رسول الله ص إن الله عز و جل خلق خلقا ليس من ولد آدم و لا من ولد إبليس يلعنون مبغض علي بن أبي طالب قيل يا رسول الله و من هم قال القنابر ينادون في السحر علي رءوس الشجر ألا لعنة الله علي مبغض علي بن أبي طالب

-روایت-1-2-روایت-59-275

وروي أبونعيم بإسناده إلي مقاتل بن سليمان في قول الله عز و جل وَ الّذِينَ يُؤذُونَ المُؤمِنِينَ وَ المُؤمِناتِ بِغَيرِ مَا اكتَسَبُواالآية نزلت في علي بن أبي طالب ع و ذلك أن نفرا من المنافقين كانوا يؤذونه ويكذبون عليه

-روایت-1-2-روایت-49-239

[ صفحه 230]

و في هاتين الروايتين دليل علي وعيد الجاحظ الشديد وفيما سلف عندالتنقيح شاهد بأن الجاحظ ساب الصحابة يفهمه من اعتبر. قال فإن قالوا إن عليا كان أزهد فيما تناحر الناس عليه ولأن أزهد الناس في الدنيا أعلمهم بأعمال الآخرة قلنا صدقتم في صفة الزهد ولكن أبابكر أزهد منه . وتعلق

بأنه كان ذا مال كثير فأنفقه في سبيل الله وكانت تركته يوم مات بعير ناضح و عبدصيقل مع الخلافة وكثرة الفتوح والغنائم والخراج والصدقة و كان علي مخفقا يعال و لايعول فاستفاد الرباع والمزارع والعيون والنخيل ومات ذا مال وأوقاف و مايحسب ماله ووقفه بينبع إلامثل كل شيءملكه أبوبكر مذ كان في الدنيا إلي أن فارقها وتزوج فأكثر وطلق فأكثر حتي عابه بذلك معاوية.

[ صفحه 231]

قال واستشهد وعنده تسع عشرة سرية وأربع نسوة عقائل و لاسواء من كان ذا مال فأنفقه و من كان مقلا فكسبه و لم يتزوج أبوبكر في خلافته امرأة و لااتخذ سرية و لاتفكه بشي ء. وذكر أنه رد عمالته علي بيت المال أوصي بذلك بني تيم و لم ينقل عن علي ذلك . وضعف مقابلة ذلك بكونه كان ينضح بيت المال في كل جمعة ويصلي فيه ركعتين بما أنه فرق بين من يعطي ماله إلي من يعطي مال غيره . ويحسن أن أنشد عند هذا

هتفت تباري البدر والبدر كامل || منير بدت في الخافقين ذوائبه

ترفع عن شبه و لومد باعه || ضياء تراءت زهره وثواقبه

يحالفه من طاب

فرعا ومحتدا || كمايتجافاه خبيث مناسبه

سيجني ثمار البغي والعرض قائم || و قدرجفت أخطاره ونوائبه

و كان قسيم الخلد والنار آمنا || به ري ظمآن عدته مشاربه

كمالأعاديه الشقاء وذائد || عن الحوض رصت بالنمير جوانبه

. وأقول بعد هذا غيرصالح في الطعن علي الصحابة بل علي من يسلط الطعن علي الصحابة والقرابة مؤكدا بذلك الوقيعة بين المسلمين . و من الجواب له عما سبح فيه كلام أمير المؤمنين ع

-روایت-1-159-روایت-160-ادامه دارد

[ صفحه 232]

لمعاوية و ما أنت والفاضل والمفضول والسائس والمسوس و ماللطلقاء وأبناء الطلقاء والتمييز بين المهاجرين الأولين وترتيب درجاتهم وتعريف طبقاتهم هيهات لقد حن قدح ليس منها وطفق يحكم فيها من عليه الحكم لها

-روایت-از قبل-217

في كلام بسيط لمولانا تضمنته مطاوي كتاب نهج البلاغة في الكتاب الشهير البليغ إلي معاوية هذاكلامه لمنافي كذا ذي عشيرة ورئاسة قديمة وحديثه و أما أبوعثمان فليس من ذوي الأنساب العريقة والمنازل في الدنيا الرفيعة فيحسد عليها أربابها وينازع أصحابها و لا له بالقبيلين تعلق نسب أوموالاة بعبودية علي ماأعرف . و هذايدلك علي أنه خبيث الولادة ردي ء الطبيعة

إذ النبي ص قال بوروا أولادكم بحب علي

-روایت-1-2-روایت-20-45

.

[ صفحه 233]

مارواه أخطب خطباء خوارزم مرفوعا إلي زيد بن يثيع

يسنده إلي أبي بكر يقول رأيت رسول الله خيم خيمة و هومتكئ علي قوس عربية و في الخيمة علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع فقال يامعشر المسلمين أناسلم لمن سالم أهل هذه الخيمة وحرب لمن حاربهم ولي لمن والاهم لايحبهم إلاسعيد الجد طيب الولادة و لايبغضهم إلاشقي الجد ردي ء الولادة فقال رجل يازيد أنت سمعت منه قال إي ورب الكعبة

-روایت-1-2-روایت-81-400

.

[ صفحه 234]

أمادعوي المشار إليه أنه كان لأبي بكر رضوان الله عليه مال كثير فأنفقه في سبيل الله فدعوي لم يثبت أبوعثمان برهانها و لم يوضح دليلها وللجارودية من الزيدية أن يقولوا فرق بين دعوي لم يعضدها البرهان ودعوي عضدها البرهان إذ قدروي غيرنا ممن لايتهم نزول الآي المتكاثر في صدقة علي وشكر الله تعالي له علي ذلك وثناءه عليه مثل قوله تعالي يُوفُونَ بِالنّذرِ وَ يَخافُونَ يَوماً كانَ شَرّهُ مُستَطِيراً وَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً وَ جَزاهُم بِما صَبَرُوا جَنّةً وَ حَرِيراً مُتّكِئِينَ فِيها عَلَي الأَرائِكِ لا يَرَونَ فِيها

-قرآن-358-778

أمادعوي المشار إليه أنه كان لأبي بكر رضوان

الله عليه مال كثير فأنفقه في سبيل الله فدعوي لم يثبت أبوعثمان برهانها و لم يوضح دليلها وللجارودية من الزيدية أن يقولوا فرق بين دعوي لم يعضدها البرهان ودعوي عضدها البرهان إذ قدروي غيرنا ممن لايتهم نزول الآي المتكاثر في صدقة علي وشكر الله تعالي له علي ذلك وثناءه عليه مثل قوله تعالي يُوفُونَ بِالنّذرِ وَ يَخافُونَ يَوماً كانَ شَرّهُ مُستَطِيراً وَ يُطعِمُونَ الطّعامَ عَلي حُبّهِ مِسكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً إِنّا نَخافُ مِن رَبّنا يَوماً عَبُوساً قَمطَرِيراً فَوَقاهُمُ اللّهُ شَرّ ذلِكَ اليَومِ وَ لَقّاهُم نَضرَةً وَ سُرُوراً وَ جَزاهُم بِما صَبَرُوا جَنّةً وَ حَرِيراً مُتّكِئِينَ فِيها عَلَي الأَرائِكِ لا يَرَونَ فِيها

شَمساً وَ لا زَمهَرِيراً وَ دانِيَةً عَلَيهِم ظِلالُها وَ ذُلّلَت قُطُوفُها تَذلِيلًا وَ يُطافُ عَلَيهِم بِآنِيَةٍ مِن فِضّةٍ وَ أَكوابٍ كانَت قَوارِيرَا قَوارِيرَا مِن فِضّةٍ قَدّرُوها تَقدِيراً...وَ يَطُوفُ عَلَيهِم وِلدانٌ مُخَلّدُونَ إِذا رَأَيتَهُم حَسِبتَهُم لُؤلُؤاً مَنثُوراً وَ إِذا رَأَيتَ ثَمّ رَأَيتَ نَعِيماً وَ مُلكاً كَبِيراً عالِيَهُم ثِيابُ سُندُسٍ خُضرٌ وَ إِستَبرَقٌ وَ حُلّوا أَساوِرَ مِن فِضّةٍ وَ سَقاهُم رَبّهُم شَراباً طَهُوراً إِنّ هذا كانَ لَكُم جَزاءً وَ كانَ سَعيُكُم مَشكُوراً

-قرآن-1-196-قرآن-200-506

روي ذلك الثعلبي و أبونعيم الحافظ رواه الثعلبي بأسانيد متعددة عن ابن عباس في قول الله عز و جل يُوفُونَ بِالنّذرِ وَ يَخافُونَ يَوماً كانَ شَرّهُ مُستَطِيراً قال مرض الحسن و الحسين فعادهما جدهما محمد رسول الله

ص ومعه أبوبكر وعمر وعادهما عامة العرب فقالوا يا أبا الحسن لونذرت نذرا و كل نذر لا يكون له وفاء فليس بشي ء فقال علي رضي الله عنه إن برأ ولداي مما بهما صمت لله ثلاثة أيام شكرا وذكر عن فاطمة وفضة نحو ذلك فبرءا و ليس عندآل محمدقليل و لاكثير فانطلق علي إلي شمعون بن حانا الخيبري و كان يهوديا فاستقرض منه ثلاثة أصوع من شعير و في حديث المزني عن ابن مهران

-روایت-1-2-روایت-82-600

فانطلق علي إلي جار له من اليهود يعالج الصوف يقال له شمعون بن حانا فقال هل لك أن تعطيني جزة من صوف تغزلها ابنة محمدص بثلاثة أصوع من شعير فقال نعم فأعطاه فجاء بالصوف والشعير فأخبر فاطمة بذلك فقبلت

[ صفحه 236]

وأطاعت فقامت فاطمة رضوان الله عليها إلي صاع فطحنته واختبزت منه خمسة أقراص لكل واحد منهم قرص وصلي علي مع النبي ص المغرب ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمدمسكين من مساكين المسلمين أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة وذكر شعرا قال فأعطوه الطعام ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا شيئا إلاالماء القراح فلما كان اليوم الثاني قامت

فاطمة إلي صاع فطحنته واختبزته وصلي علي مع النبي ص ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه فأتاهم يتيم فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمديتيم من

[ صفحه 237]

أولاد المهاجرين استشهد أبي يوم العقبة أطعموني أطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه علي رضي الله عنه وذكر شعرا قال فأعطوه الطعام ومكثوا يومين وليلتين لم يذوقوا شيئا إلاالماء القراح فلما كان في اليوم الثالث قامت فاطمة رضي الله عنها إلي الصاع الباقي فطحنته واختبزته وصلي علي مع النبي ص ثم أتي المنزل فوضع الطعام بين يديه إذ أتاهم أسير فوقف بالباب فقال السلام عليكم أهل بيت محمدتأسرونا وتشدونا و لاتطعمونا أطعموني فإني أسير محمدأطعمكم الله من موائد الجنة فسمعه علي وذكر شعرا

[ صفحه 238]

قال فأعطوه الطعام ومكثوا ثلاثة أيام ولياليها لم يذوقوا شيئا إلاالماء القراح . فلما أن كان في اليوم الرابع و قدقضوا نذرهم أخذ علي رضي الله عنه بيده اليمني الحسن وبيده اليسري الحسين وأقبل نحو رسول الله ص وهم يرتعشون كالفراخ من شدة الجوع فلما بصر به النبي ص قال يا أبا الحسن ماأشد مايسوؤني

ماأري بكم انطلق إلي ابنتي فاطمة فانطلقوا إليها وهي في محرابها قدلصق بطنها بظهرها من شدة الجوع وغارت عيناها فلما رآها النبي ص قال وا غوثاه يا أهل بيت محمدتموتون جوعا فهبط جبرئيل ع فقال يا محمدخذها هناك الله في أهل بيتك قال و ماآخذ ياجبرئيل فأقرأه هَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِ إلي قوله إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً إلي آخر السورة قال وزاد ابن مهران في هذاالحديث فوثب النبي ص

-قرآن-588-630-قرآن-642-713

[ صفحه 239]

حتي دخل علي فاطمة فلما رأي مابهم انكب عليهم يبكي ثم قال لهم أنتم منذ ثلاث فيما أري و أناغافل عنكم فهبط جبرئيل ع بالآيات إِنّ الأَبرارَ يَشرَبُونَ مِن كَأسٍ كانَ مِزاجُها كافُوراً عَيناً يَشرَبُ بِها عِبادُ اللّهِ يُفَجّرُونَها تَفجِيراً قال هي عين في دار النبي ص تفجر إلي دار الأنبياء ع و المؤمنين يُوفُونَ بِالنّذرِيعني عليا وفاطمة و الحسن و الحسين وجاريتهم فضة

-قرآن-136-251-قرآن-318-335

الغرض من الحديث . قال و الله ماقالوا ذلك بألسنتهم ولكنهم أضمروه في نفوسهم فأخبر الله تعالي بإضمارهم وذكر فنونا قال بعدها قال ابن عباس فبينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا ضوء كضوء الشمس و قدأشرقت الجنان بهافيقول أهل الجنة يارضوان قال ربنا عز و جل لا يَرَونَ فِيها شَمساً وَ لا

زَمهَرِيراًفيقول لهم رضوان ليست هذه بشمس و لاقمر ولكن هذه فاطمة و علي ضحكا ضحكا أشرقت الجنان من نور ضحكهما وفيهما أنزل الله سبحانه و تعالي هَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِ إلي قوله وَ كانَ

-قرآن-260-300-قرآن-439-481-قرآن-493-499

الغرض من الحديث . قال و الله ماقالوا ذلك بألسنتهم ولكنهم أضمروه في نفوسهم فأخبر الله تعالي بإضمارهم وذكر فنونا قال بعدها قال ابن عباس فبينا أهل الجنة في الجنة إذ رأوا ضوء كضوء الشمس و قدأشرقت الجنان بهافيقول أهل الجنة يارضوان قال ربنا عز و جل لا يَرَونَ فِيها شَمساً وَ لا زَمهَرِيراًفيقول لهم رضوان ليست هذه بشمس و لاقمر ولكن هذه فاطمة و علي ضحكا ضحكا أشرقت الجنان من نور ضحكهما وفيهما أنزل الله سبحانه و تعالي هَل أَتي عَلَي الإِنسانِ حِينٌ مِنَ الدّهرِ إلي قوله وَ كانَ

سَعيُكُم مَشكُوراً. وروي حديث الصدقة في حال الركوع أبونعيم من عدة طرق وكذا روي حديث الصدقة أمام النجوي من عدة طرق وكذا روي حديث الصدقة ليلا ونهارا و في السر والعلانية من عدة طرق .أقول و لو لم يكن إلاجوده بمهجته وشكر الله تعالي له علي فعلته المقترنة بمخالصته لكفي . و إن في القصة الأولي من المعني الأعظم والعلي الأضخم والمجد الأوسم

والدين الأقوم والسخاء الأشهر المعلم مايفوق صدقات البرايا علي مايعرف عدا رسول الله ص فإنه ذو الفخر ألذي لايصل فخر إليه و لاتقف بإزائه دعاو لايعلم برهانها و لايثبت أركانها و لوثبت لم تكن مناسبة لماذكرناه في هذه القصة و لا في آية النجوي ألذي تفرد علي دون المسلمين كافة بها وعاتب الله تعالي المسلمين عداه في البعد عنها.

-قرآن-1-19

[ صفحه 241]

مناقب لاترقي إليها عزائم || و لوحلقت فوق السماك العزائم

حواها أبونا غير مامتردد || يفرعها النجم المحلق هاشم

وكم للأوالي منقبا بابن فاطم || علي به يشقي العدو المخاصم

. و أما أن أبابكر رضوان الله عليه ماخلف طائلا مع كثرة الفتوح فإن أباعثمان صغر هذاالمعني إذ الفتوح للمسلمين كافة و له بهم أسوة رضوان الله عليه فعلي قول أبي عثمان لاشكر له و لامدح أيضا بإيصال أموال المسلمين إليهم . و أما أن عليا كان مخفقا يعال و لايعول واستفاد الرباع والمزارع والعيون والنخيل ومات ذا مال وأوقاف إن ذلك يوازي كل شيءملكه أبوبكر فإن ألذي يرد علي ملقح الفتن في ذلك أن تكراره كون علي ع يعال

إشارة إلي كون أمير المؤمنين في تربية رسول الله ص فلاوصمة في ذلك و لامذلة و لو لم يكن أخاه و ابن عمه العزيز عليه القريب إليه . ولقد أحسن أمية بن أبي الصلت مادح عبد الله بن

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 242]

جدعان في قوله

-روایت-از قبل-19

عطاؤك زين لامر ئ إن حبوته || يزين و ما كل العطاء يزين

فما إن يشين باذلا حر وجهه || إليك كمابعض العطاء يشين

. ولقد سعد وتمجد من كان مغذوا بطعام الرسول وكنف أشرف بذول يجمع له بين الغذاءين غذاء الطعام المعتاد والحكمة الهادية إلي طريق الرشاد ود من ملك ما بين خافقي المغارب والمشارق أن يكون مغذوهما المتشرف بهما. ويؤكد الجواب عن تعيير أمير المؤمنين ع بالإخفاق فنقول

-روایت-1-276

علا المجد فانخزلت دونه || نقائص لاترتقي مجده

[ صفحه 243]

وحنت إليه مزايا العلاء || فنجم السماء غدا عبده

فكل كمال له صاحب || يدافع عن مجده ضده

. و أما مااستفاده ص فإنه لم يخلفه بعده للوارث كماروي عنه بعض بنيه في وصفه ولقد تصدق بعين كأنها عنق جزور و قال لتطفئ عني حر النار شارحا لخوفه من الله تعالي و قدسئل هل كان علي يخاف ونعم المال ماوسع

المضطرين وجبر المكسورين ونقع غلة الصادين . و قدصرح عدو رسول الله بوقفه ص و قدروينا في صحيح الآثار صورة حال وقفيته من ذلك هذا ماأوصي به علي ابتغاء وجه الله ليولجني به الجنة ويصرفني به عن النار و يقول بعدكلام هذه صدقة واجبة بتلة حيا أنا أوميتا تنفق في كل نفقة أبتغي بهاوجه الله في سبيل الله ووجهه وذوي الرحم من بني هاشم وبني المطلب القريب . و في رواية أخري معتبرة الغرض منها أن رسول الله ص قسم الفي ء فأصاب عليا أرض فاحتفر فيهاعينا فخرج منها ماء ينبع في السماء كهيئة عنق الجزور فسماها عين ينبع فجاء البشير ليبشره فقال بشر الوارث بشر الوارث هي صدقة بتا بتلا في حجيج بيت الله وعابري سبيله

-روایت-1-595-روایت-632-865

الغرض من الحديث .

[ صفحه 244]

إذاعرفت هذافلو لا أن ملقح الفتن عدو مبين لأمير المؤمنين ص ما كان يعد هذه المقاصد في قبيل المعايب

إذامحاسني اللائي أمت بها || صارت ذنوبا فقل لي كيف أعتذر

علي نحت المعاني من أماكنها || و ما علي لهم أن تفهم البقر

.هل يعيب عاقل ساعيا في مواد الإحسان إلي الفقراء والقرباء والحج إلي بيت الله الحرام هذارأي مهين ممن اعتمده مزاج سوء

ممن قصده و غيرمستغرب ذلك من خليط ابن الزيات وعشيرة

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 245]

المتقلب في حطامه المغذو بشبهات طعامه . و هذايوضح لك حيف سفه الساقط إذ مدح أبابكر بكثرة المال وإنفاقه في سبيل الله مما لم يثبت برهانه وعاب أمير المؤمنين بكثرة المال مع إقراره بما وقفه في سبيل الله من الوقوف المتعددة وشهدت به الروايات من ذلك وغيره من نفقته في سبيل الله . و أما أنه خلف ذهبا أوفضة فإن صاحب كتاب الاستيعاب قال وثبت عن الحسن بن علي من وجوه أنه قال لم يترك أبي إلاثمانمائة درهم أوسبعمائة فضلت من عطائه كان يعدها لخادم يشتريها لأهله

-روایت-از قبل-493

[ صفحه 247]

قال صاحب كتاب الاستيعاب و أماتقشفه في لباسه ومطعمه فأشهر من هذاكله وذكر دليله في حال كسوته ص و في بعض مانقلته أنه كان يختم علي جراب فيه قوته لئلا يلت بدهن

و كان ص

-روایت-1-2

[ صفحه 248]

ينشد في تضاعيف ماروي عنه السيد الرضي من كلامه

-روایت-52-ادامه دارد

[ صفحه 249]

وحسبك داء أن تبيت ببطنة || وحولك أكباد تحن إلي القد

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

. و أما أنه أكثر التزويج معيرا له بذلك فإن ذلك طعن علي رسول الله

ص إذ كانت سنته حثه علي ذلك . و كان ص المكثر من النساء مات عن تسع و علي هذافطعن أبي عثمان طعن علي رسول الله ص فذكره لعلي إسرار للحسو في الارتغاء وطعن علي الكتاب المجيد في قوله تعالي لَقَد كانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ و قد قال سفيان بن عيينة إن كثرة النساء ليس من الدنيا فإنه لم يكن في الصحابة أزهد من علي بن أبي طالب و كان له سبع عشرة سرية وأربع نسوة.

-روایت-از قبل-325

[ صفحه 250]

و أما ماذكره من تعيير معاوية له بالطلاق المتكاثر فإني أراه واهما أومعاندا و في السيرة أنه ع كان يعتذر عن الطلاق بعزة من عنده من النسوان عليه . و أما أن أبابكر رضوان الله عليه أوصي أن ترد عمالته فهو قول لايمكننا الجواب عنه . ومدح أبابكر رضوان الله عليه بنزول الآي فيه قال و ليس هوكمن ذكره في جملة المؤمنين وجمهور الأنصار والمهاجرين وأعاد ذكر عائشة رضوان الله عليها وقذفها و أن الله تعالي أنزل براءتها. و هوقول ساقط بعيد من الأنفة وكرر قصة الغار و قدذكرنا ماعندنا في ذلك واستجهلنا المشار إليه و أنه منافق في كونه لايعرف مانزل في أمير المؤمنين ع

أوبعضه من الآي و هو لوضبط احتاج إلي عدة أجزاء. ومنع أن يكون ألذي نزلت عليه السكينة رسول الله ص لأنه كان رابط الجأش و هذاالجاهل بالسنة ماكأنه كان سمع القرآن و لايهمه فهمه و لاعلمه لأن الله تعالي قال في غير هذاالموضع في سورة الفتح مايشهد بجهل أبي عثمان بالكتاب أومعاندته قال الله تعالي فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وَ عَلَي المُؤمِنِينَ وَ أَلزَمَهُم كَلِمَةَ التّقوي وَ كانُوا أَحَقّ بِها وَ أَهلَها وَ كانَ اللّهُ بِكُلّ شَيءٍ عَلِيماً

-قرآن-903-1068

[ صفحه 251]

وأطال الكلام الغث في التعلق بحديث الغار وحكي أقوالا واردة عليه والبحث الغث المطول مما تسأمه النفوس وتعافه العقول ثم كرر حديث مسطح قاذف عائشة بالزناء فلاأحسن الله تعالي جزاءه وأسحقه . و قال وكذب إن أهل التأويل أجمعوا علي أنه عني بقوله وَ ألّذِي قالَ لِوالِدَيهِ أُفّ لَكُما عبدالرحمن بن أبي بكر في أبيه وأمه . والدليل علي كذبه و أنه ممن لايوثق برواياته وحكاياته إما لجهله البين أوكذبه الشنيع والأولي أن يقال أنه احتوي علي القسمين . قال الثعلبي في غضون تفسير سورة الأحقاف قال محمد بن زياد كتب معاوية إلي مروان حتي يبايع

الناس ليزيد فقال عبدالرحمن بن أبي بكر لقد جئتم بهاهرقلية أتبايعون لأبنائكم فقال مروان هذا ألذي يقول الله فيه وَ ألّذِي قالَ لِوالِدَيهِ أُفّ لَكُماالآية فسمعت عائشة بذلك فغضبت وقالت و الله ما هو به و لوشئت لسميته ولكن الله لعن أباك و أنت في صلبه و أنت فضض من لعنه الله . وأقول إن ألذي أشار إليه لوثبت لم يحسن أن يذكر من غرر مناقب من

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 252]

ارتضاه جمع كثير للخلافة وعولوا عليه في الرئاسة و لوصدر هذا من امرأة مااستكبر منها فكيف من مثله . مع ذلك فإن الحائد عن الطريق سب رجلا مسلما بعدإسلامه وادعي أن الجميع رووا كراهيته الإسلام و ما كان الأمر كذا وكيف يليق بعاقل أن يذكر مثل هذامخايرا بينه و بين فعلات العزمات الهاشميات رسول الله ص و علي وحمزة و جعفر وعبيدة بن الحارث وكونهم دعوا إلي الإسلام متعرضين لشبا الرماح وظبا الصفاح ومنازلة أهل الكفاح حتي قتل حمزة و جعفر وعبيدة في هاتيك المقامات وكسرت رباعية رسول الله ص ومعني الجميع عائد إليه . ويشابه هذا ماادعي من كون الحاضرين في بعض الغزوات علي ماسلف من بني

تيم أكثر من الهاشميين تفضيلا لأبي بكر رضوان الله عليه . و أما هوص فإنه كان في هاتيك المزاحف مجلي غياباتها مفرج كرباتها ممدوح إله الأرض والسماوات يحطم القرون ويخالط المنون ويستسهل الحزون ويجرع كأس الأهوال و لايتهيبها ويرتع منابت الأخطار و لايتجنبها حتي قامت دعائم الدين ووهت قوائم المعادين فله بذلك الحقوق الجمة علي كل مسلم صحت عقيدته بل و إن فسدت طريقته إذ كان ص صادم الخطوب ليقرر قواعد الإسلام ويسفر وجه الحق ويهدي أهل الضلالة خارجين عن الآثام .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 253]

مزايا إذا ماقابل الشمس ضوؤها || محا ضوؤها منه السناء المحلق

يحلي ذري تيجانها الحق إذ حوي || شوارد قدأضني علاها التفرق

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

. قال واجتمع أهل التأويل علي أن قوله أَ فَمَن يمَشيِ مُكِبّا عَلي وَجهِهِ أَهدي أَمّن يمَشيِ سَوِيّا عَلي صِراطٍ مُستَقِيمٍنزلت في أبي بكر و أبي جهل .أقول إني اعتبرت مااتفق من كتب التفسير تصانيف أهل السنة فما رأيت لماادعي الاتفاق عليه ذكرا أصلا و من فظيع سوء الأدب قوله قوله إشارة إلي إله الوجود غيرمعظم و لامفخم و لاذاكر له أصلا. و قال و قال تعالي فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي وَ

صَدّقَ بِالحُسنيالآية يعني أبابكر في إنفاقه المال وعتقه الرقاب والمعذبين وَ تَوَلّييعني أباجهل و ليس في الأرض صاحب تأويل خالف تأويلنا و لا

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 254]

رد قولنا إن هذه الآية نزلت في أبي بكر. و ألذي أقول علي هذاإنه كذب من عدة وجوه أناحاكيها عن جهة لاتتهم و لاتستغش . قال الثعلبي الشيخ المقدم في علم التفسير الشافعي و قال أبو عبدالرحمن السلمي والضحاك وَ صَدّقَ بِالحُسني لاإله إلا الله وهي رواية عطية عن ابن عباس و قال مجاهد بالجنة ودليله قوله لِلّذِينَ أَحسَنُوا الحُسني و قال قتادة ومقاتل والكلبي موعود الله . و قال ماصورته وقيل نزلت هذه الآية في أبي بكر الصديق رضي الله عنه و لم يسند ذلك و لاحكاه عن مفسر. ورواه أيضا مرفوعا من طريق هشام بن عروة عن سالم و عن هشام بن عروة عن أبيه وآل الزبير وجههم عبد الله وشيخهم ومقدمهم و كان عدوا للبيت العلوي . ورواها أيضا عن ابن الزبير عن سعيد بن المسيب غيرمرفوع و هذا ألذي حكيناه يظهر منه كذب المشار إليه لأنه ادعي أن معني الحُسنيالصدقة التي وقعت منه إجماعا. و قدحكيت عن جماعة ليس المرادبِالحُسنيالصدقة.وجه ثان في الأخذ عليه إذ حكي أن الجملة الأخيرة نزلت في

أبي جهل

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 255]

إجماعا وحكي الثعلبي عن الكلبي أنها نزلت في أبي سفيان بن حرب .وجه ثالث في الأخذ عليه في ادعائه الإجماع علي أنها نزلت في أبي بكر قال الثعلبي وأخبرنا أبوالقاسم يعقوب بن أحمد بن السروي العروضي في درب الحاجب أخبرنا أبوبكر محمد بن عبد الله العماني الحفيد حدثنا محمد بن سوار بن شبان حدثنا علي بن حجر عن إسحاق بن نجيح عن عطاء قال كان لرجل من الأنصار نخلة و كان له جار و كان يسقط من نخلها في دار جاره و كان صبيانه يتناولون فشكا ذلك إلي النبي ص فقال له النبي ص بعنيها بنخلة في الجنة فأبي قال فخرج فلقيه أبوالدحداح فقال له هل لك أن تبعنيها بحبس يعني حائطا فقال هي لك فأتي النبي ص فقال يا رسول الله أتشتريها مني بنخلة في الجنة قال نعم هي لك فدعي النبي ص جار الأنصاري فقال خذها فأنزل الله تعالي وَ اللّيلِ إِذا يَغشي إلي قوله إِنّ سَعيَكُم لَشَتّي أبوالدحداح والأنصاري صاحب النخلةفَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقي أبوالدحداح وَ صَدّقَ بِالحُسنييعني الثواب و إن الأَشقَيصاحب

-143-روایت-354-ادامه دارد

[ صفحه 256]

النخلة قال وَ سَيُجَنّبُهَا الأَتقَييعني أباالدحداح ألّذِي يؤُتيِ مالَهُ يَتَزَكّي أباالدحداح وَ ما لِأَحَدٍ عِندَهُ مِن نِعمَةٍ تُجزييكافئه بهايعني أباالدحداح فكان النبي ص يمر بذلك

الحبس وعذوقه دانية فيقول عذوق و أي عذوق لأبي الدحداح في الجنة

-روایت-از قبل-262

. وروي بعض أشياخنا عن ابن عباس أنها نزلت في أبي الدحداح وروي الواحدي في الوسيط و مايبعد أن يكون منحرفا عن أهل بيت النبوة قال حدثناالشيخ أبومعمر المفضل بن إسماعيل إملاء بجرجان سنة إحدي وثلاثين وأربعمائة أخبرنا أبو الحسن علي بن عمر الحافظ حدثنا أبو الحسن علي بن الحسين بن هارون حدثناالعباس بن عبد الله اليرفعي حدثناحفص بن عمر حدثناالحكم بن أبان عن عكرمة عن ابن عباس وذكر قصة النخلة و بين القصتين تفاوت و لم يذكر أباالدحداح بل ذكر رجلا

[ صفحه 257]

مجهولا فقال بعد ذلك فأنزل الله تعالي وَ اللّيلِ إِذا يَغشي وَ النّهارِ إِذا تَجَلّي وَ ما خَلَقَ الذّكَرَ وَ الأُنثي إِنّ سَعيَكُم لَشَتّي ثم حكي عن المفسرين بعد ذلك أنها نزلت في أبي بكر و لاأعرف في رجال الحديثين الذين رويناهما مقولا فيه متهما في الافتراء. إذاعرفت هذاظهر لك أن أباعثمان رجل ردي ء جدا أوجاهل جدا وكيف تقلبت الحال فهو غيرصالح للقاء الخصوم ومبارزة فرسان المباحث ومتي فتح باب الجهل والعناد فتح علي أبي عثمان من ذلك ما لاطاقة له به و هويأباه

. قال و أما قوله تعالي قُل لِلمُخَلّفِينَ مِنَ الأَعرابِ سَتُدعَونَ إِلي قَومٍ أوُليِ بَأسٍ شَدِيدٍ إلي قوله تعالي أَلِيماًفزعم ابن عباس أن القوم بنو حنيفة و أن أبابكر تولي حربهم وزعم غيره أنهم فارس والروم فإن المستثير إلي

-قرآن-42-142-قرآن-514-590-قرآن-609-616

[ صفحه 258]

قتال الروم أبوبكر و إن كان عمر هوالمقاتل لكسري فإن ذلك راجع إلي أبي بكر قال ومثل هذاكثير و لم يجئ المجي ء ألذي يحتج به المنصف والمرشد ولكن الحجة القاطعة وإجماع المفسرين في الآيات التي ذكرناها من قبل في قصة الغار والنصرة و في قصة مسطح و في قصة عبدالرحمن بن أبي بكر وأبويه ودعائهما إلي الإسلام وقصة أبي بكر و أبي جهل . و ألذي أقول علي هذاإنه لايلزم من الدعاء إلي قتال المشركين رئاسة من دعاهم بل كل مدعو إلي الصواب يتعين عليه الانبعاث سواء كان ذلك من رئيس أومرءوس شريف أومشروف . و أما مايتعلق بالغار فقد ذكرنا ماعندنا فيه و قدذكرنا مايتعلق بمسطح وكذا مايتعلق بعبد الرحمن وذكرنا مايصلح للورود علي كونه رضوان الله عليه دعا أبويه إلي الإسلام وذكرنا الجواب عن قصة أبي بكر و أبي جهل و مع ذلك فإن أباعثمان أكثر مايفيده التعلق بقصة

أبي بكر رضوان الله عليه و أبي جهل أنه رضوان الله عليه مسلم أونحو هذا و هذا لاينبغي أن يذكر في معرض المفاخرة لأمير المؤمنين ع إذ قدروينا من طريق أرباب الحديث أنه مانزلت آيةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إلا و علي أميرها حسب ماسلف .

-قرآن-969-995

وروي الثعلبي الشافعي السني بإسناده و لاأعرف فيه إماميا عن عبدالرحمن بن أبي ليلي عن أبيه قال قال رسول الله ص سباق الأمم ثلاثة لم يكفروا بالله طرفة عين علي بن أبي طالب

-روایت-1-2-روایت-128-ادامه دارد

[ صفحه 259]

وصاحب يس ومؤمن آل فرعون فهم الصديقون حبيب النجار مؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون و علي بن أبي طالب و هوأفضلهم

-روایت-از قبل-132

الغرض من الحديث . وأغفلت شيئا ذكره أبوعثمان فإنه قال و قدزعم جويبر عن الضحاك في قوله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قال أبوبكر وعمر و لم يسند أبوعثمان ذلك . قال و قدزعم عن الفضل بن دلهم عن الحسن في قوله فَسَوفَ يأَتيِ اللّهُ بِقَومٍ يُحِبّهُم وَ يُحِبّونَهُ قال وهم و الله أبوبكر وأصحابه و لم يسند ذلك .

-قرآن-95-165-قرآن-263-317

[ صفحه 260]

والعجب ممن يصادم الرجال مهملا الاحتياط والتحرز. و ألذي أقول

عند هذا إن أباعثمان كفانا مئونة البحث في هذه الجملة لأنه ضعفها وزيفها ونضرب عن هذا ونقول

إن أبانعيم الحافظ و ليس من عداد الإمامية قال حدثنا أبو عبد الله محمد بن مخلد قال حدثنا محمد بن عثمان بن أبي شيبة قال حدثنا ابراهيم بن محمد بن ميمون قال حدثنا محمد بن مروان عن محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس اتّقُوا اللّهَ وَ كُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ قال هو علي بن أبي طالب ع وروي الثعلبي عن ابن عباس

-روایت-1-2-روایت-237-340

أنها نزلت في علي وأصحابه

وذكر غير ذلك . و أماالآية الأخري فإن الواحدي حكي حكاية أنها في أبي بكر

[ صفحه 261]

وأصحابه في قتال أهل الردة

ورواه عن النبي مرفوعا أنهم قوم أبي موسي الأشعري عن عياض الأشعري قال ورواه الحاكم في صحيحه عن عثمان بن السماك عن عبدالملك بن محمد عن وهب عن جرير عن شعبة

-روایت-1-2-روایت-27-173

.أقول و قال محمد بن حبان أبوحاتم صاحب كتاب المجروحين و هو غيرمتهم فيما يذكره علي رجال المخالفين في الفضل بن دلهم سمعت الحنبلي يقول سمعت أحمد بن زهير يقول سألت يحيي بن معن عن الفضل بن دلهم فقال ضعيف الحديث . و أما

مايتعلق بالضحاك فقد ذكر ابن حبان ثلاثة بهذا الاسم وضعفهم وهم الضحاك بن بيراس والضحاك بن الأهوار والضحاك بن حجرة المسبحي . و قال و أما مايتعلق بجويبر بن سعد أصله من بلخ ضعفه يحيي بن

[ صفحه 262]

سعد يروي عن الضحاك أشياء مقلوبة فقال كان يحيي و عبدالرحمن لايحدثان عن جويبر بن سعد سمعت محمد بن محمود يقول قلت ليحيي بن معن جويبر كيف حديثه فقال ضعيف . قال وقالت العثمانية فإن زعمت الرافضة أن الله أنزل في علي آيا كثيرا وذكر قوله تعالي أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم وضعف الرواية ورجح قصة الغار ومسطح . وسوف نعتبر أصل هذه الرواية كذا حكي عن الأصحاب أن قوله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا ادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةًأنها نزلت في علي وسوف نعتبر أصل هذه الرواية إن شاء الله تعالي .أقول إني اعتبرت كتاب الشيخ العالم أبي الفرج الأصفهاني الأموي في الآي النازل في أهل البيت ع فرأيته قدروي من عدة طرق منها

-قرآن-255-319-قرآن-425-480

أخبرني أحمد بن الحسن قال حدثنا أبي قال حدثناحصين بن مخارق عن سعيد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة عن علي ع في

-روایت-1-2-روایت-117-ادامه دارد

[ صفحه 263]

قوله تعالي ادخُلُوا فِي السّلمِ كَافّةً

فقال ولايتنا أهل البيت

-روایت-از قبل-68

وروي من طريقين أحدهما عن الباقر والآخر عن علي بن الحسين ع أن الدخول في السلم ولاية آل محمد

-روایت-1-2-روایت-68-105

و في رواية أخري في الآية عن الباقر أنه قال أمروا و الله بولاية علي بن أبي طالب وآل محمد ع

-روایت-1-2-روایت-49-101

فرواها الشيخ المذكور بإسناده إلي أبي مريم قال سألت جعفر بن محمدالصادق عن هذه الآيةيا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَالآية فقال كان أمير المؤمنين ع منهم فقلت يا ابن رسول الله أكانت طاعته مفترضة فقال و الله ماكانت لأحد من هذه الأمة إلالرسول الله ص خاصة من أطاع رسول الله فليطع أمير المؤمنين من طاعة الله عز و جل

-روایت-1-2-روایت-53-353

ورواه بهذا الطريق أنها نزلت في علي بن أبي طالب وآل محمد ع

-روایت-1-2-روایت-23-70

قال وزعموا أن الله أنزل إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ

-قرآن-28-64

[ صفحه 264]

الآية.أقول والكلام ناقص إذ يفوته في علي . وروي هو غير ذلك من كونها نزلت في قصة أشار إليها قال و إن يكن الأمر علي غير ذلك فليس تأويل الرافضة بأقرب التأويل . و ألذي أقول علي هذا إن أباعثمان لم يسند روايته وكذا الواحدي و هو إلي العداوة أقرب لم يسند قوله أنها في

غير علي ع وإنما حكي ذلك حكاية.

[ صفحه 265]

إذن نحن نثبت مايدعيه الأصحاب بالروايات المتكاثرات المعتبرات و إذاتقرر ذلك حملنا قوله تعالي وَ هُم راكِعُونَبلفظ الجمع علي تفخيم أمير المؤمنين ع و قديأتي لفظ الجمع ويراد به الواحد قال الراجز

-قرآن-101-116

جاء الشتاء وقميصي أخلاق || شراذم يضحك مني النواق

و هذاظاهر في باب الأدب .الإشارة إلي جملة من الروايات في ذلك من طرق شيخ لايتهم نحكي منها المعني إيثارا للإيجاز فنقول روي الشيخ الحافظ أبوبكر أحمد بن موسي بن مردويه بإسناده المتصل إلي أبي رافع قال دخلت علي رسول الله ص و هونائم وحية في جانب البيت فكرهت أن أثب عليها وأوقظ رسول الله ص وخفت أن يكون يوحي إليه فاضطجعت بين الحية و بين النبي ص لأن كان فيهاسوء النبي ص دونه فمكثت ساعة فاستيقظ النبي ص و هو يقول إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَالحمد لله ألذي أتم لعلي نعمه وهنيئا لعلي تفضيل الله تعالي إياه

-روایت-1-128-روایت-217-645

[ صفحه 266]

وروي بإسناده المتصل عن ابن عباس في قول الله عز و جل إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ إلي قوله تعالي فَإِنّ حِزبَ

اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ قال أتي عبد الله بن سلام ورهطه من أهل الكتاب نبي الله فقالوا يا رسول الله إن بيوتنا قاصية لانجد أحدا يجالسنا ويخالطنا دون هذاالمسجد و إن قومنا لمارأونا صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا لايخالطونا و لايؤاكلونا فشق ذلك علينا فبينما هم يشكون ذلك إلي رسول الله ص إذ نزلت هذه الآية علي رسوله إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَفنودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول الله إلي المسجد و الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم وقاعد فإذامسكين يسأل فدخل رسول الله ص فقال أعطاك أحد شيئا قال نعم قال من قال ذاك الرجل القائم قال علي أي حال

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 267]

أعطاكها قال و هوراكع قال و ذلك علي بن أبي طالب فكبر رسول الله عند ذلك و هو يقول وَ مَن يَتَوَلّ اللّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا فَإِنّ حِزبَ اللّهِ هُمُ الغالِبُونَ ورواه بالسند المتصل إلي محمد بن السائب عن أبي صالح عن ابن عباس

-روایت-از قبل-257

فأنشد حسان بن ثابت يقول في ذلك

أباحسن تفديك نفسي ومهجتي || و كل بطي ء في الهدي ومسارع

أيذهب مدحي والمحبر ضائعا || و ماالمدح في جنب

الإله بضائع

فأنت ألذي أعطيت إذ كنت راكعا || أقول فدتك النفس ياخير راكع

فأنزل فيك الله خير ولاية || فبينها في محكمات الشرائع

وروي في إسناده المتصل عن جعفر بن محمد أنها نزلت في علي

-روایت-1-2-روایت-46-66

وروي عن الباقر كلاما يشتبه الحال فيه .

وروي بإسناده المتصل عن عبدالوهاب بن مجاهد عن ابن عباس إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا قال علي بن أبي طالب

-روایت-1-2-روایت-64-146

وروي مسندا إلي مجاهد أنها نزلت في علي بن أبي طالب و لم أحك اللفظ. وروي ذلك في إسناد متصل بعلي بن أبي طالب ع ورواه مرفوعا إلي عمار بن ياسر ورواه في إسناد متصل بميمون بن مهران عن ابن

[ صفحه 268]

عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب . ورواه في إسناد متصل بسلمة بن كهيل وروي ذلك في إسناد متصل عن الحسن بن زيد عن أبيه عن آبائه ورواه من طريق آخر عن ابن عباس و من طريقين آخرين و من طريق آخر متصل بابن عباس وروي بإسناده المتصل عن مجاهد ورواه بإسناد متصل عن السدي ورواه في إسناد متصل بالضحاك عن ابن عباس ورواه

الثعلبي في إسناد متصل بعباية الربعي في متن مطول حسن قال في سياقه قال أبوذر فو الله مااستتم رسول الله ص حتي أنزل عليه جبرئيل ع من عند الله عز و جل فقال يا محمداقرأ قال و ماأقرأ قال اقرأإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ. وذكر أن إعطاء السائل الخاتم كان بعين النبي ص ودعاءه بعد ذلك أللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري وحكي الثعلبي عن السدي وعتبة بن أبي حكيم وعتبة بن عبد الله إنما عني بقوله سبحانه وَ الّذِينَ آمَنُوا

-قرآن-550-673-قرآن-911-929

عباس أنها نزلت في علي بن أبي طالب . ورواه في إسناد متصل بسلمة بن كهيل وروي ذلك في إسناد متصل عن الحسن بن زيد عن أبيه عن آبائه ورواه من طريق آخر عن ابن عباس و من طريقين آخرين و من طريق آخر متصل بابن عباس وروي بإسناده المتصل عن مجاهد ورواه بإسناد متصل عن السدي ورواه في إسناد متصل بالضحاك عن ابن عباس ورواه الثعلبي في إسناد متصل بعباية الربعي في متن مطول حسن قال في

سياقه قال أبوذر فو الله مااستتم رسول الله ص حتي أنزل عليه جبرئيل ع من عند الله عز و جل فقال يا محمداقرأ قال و ماأقرأ قال اقرأإِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ. وذكر أن إعطاء السائل الخاتم كان بعين النبي ص ودعاءه بعد ذلك أللهم فاشرح لي صدري ويسر لي أمري واجعل لي وزيرا من أهلي عليا اشدد به ظهري وحكي الثعلبي عن السدي وعتبة بن أبي حكيم وعتبة بن عبد الله إنما عني بقوله سبحانه وَ الّذِينَ آمَنُوا

الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ علي بن أبي طالب مر به سائل و هو في المسجد فأعطاه خاتمه .أقول و قدروي الثعلبي بإسناد عن ابن عباس أنها نزلت في عبادة بن الصامت وأصحاب رسول الله ص .

-قرآن-1-67

وروي الشيخ الفاضل العالم يحيي بن البطريق من طريق ابن المغازلي الشافعي بالإسناد ألذي له إليه قال أخبرنا محمد بن أحمد بن عثمان قال أخبرنا أحمد بن ابراهيم بن الحسن بن شاذان البزاز إذنا قال حدثنا الحسن بن علي العدوي قال حدثناسلمة بن شبيب قال حدثنا عبدالرزاق قال أخبرنا مجاهد عن ابن عباس في قوله تعالي

إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الّذِينَ آمَنُوا الّذِينَ يُقِيمُونَ الصّلاةَ وَ يُؤتُونَ الزّكاةَ وَ هُم راكِعُونَ قال نزلت في علي ع

-روایت-1-2-روایت-315-479

. و هذاطريق لاأعرف فيه متهما مقدوحا فيه

و في صحيح النسائي عن ابن سلام قال أتيت رسول الله ص فقلنا يا رسول الله إن قومنا حادونا لماصدقنا الله ورسوله وأقسموا لايكلموننا فأنزل الله تعالي إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآية ثم أذن بلال موذنه لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين ساجد وراكع وسائل يسأل فأعطي علي خاتمه و هوراكع فأخبر السائل رسول الله ص فقرأ

-روایت-1-2-روایت-42-ادامه دارد

[ صفحه 270]

علينا رسول الله إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُ إلي آخر الآية

-روایت-از قبل-72

.أقول إن الترجيح لمارويناه من وجوه أحدها كثرة الرواية والقائلين ونزارة هذه الرواية.الوجه الثاني أن أيام رسول الله عقبتها دول مختلفة منها دولة بني أمية و عبد الله بن الزبير والجميع أعداء مجاهرون إلاعمر بن عبدالعزيز و كان معاوية يبذل الرغائب علي الوضع من علي ع وسبه وكانوا يعلمون الصبيان في المكاتب فنونا تضع من علي ع حتي أن معاوية بذل لسمرة بن جندب أربعمائة ألف درهم علي معنيين يجعل أحدهما في علي والآخر في عبدالرحمن بن ملجم لعنه الله فأجاب إلي ذلك

و هو قوله تعالي وَ مِنَ النّاسِ مَن يشَريِ نَفسَهُ ابتِغاءَ مَرضاتِ اللّهِ والمعني الآخروَ إِذا تَوَلّي سَعي فِي الأَرضِ لِيُفسِدَ فِيهاالمعني المتعلق بالمدح في

-قرآن-511-569-قرآن-585-632

[ صفحه 271]

عبدالرحمن والمتعلق بالذم في علي . ثم إن الرواية عن ابن عباس ليس فيهاصورة حال وجملة من هذه الروايات فيهاصورة أحوال وهي قرينة صوابها و أمارواية ابن عباس إن صحت عنه فلعله سمع من غيرثقة فأدي ذلك علي ماسمع أوحسن ظنه مثلا بمن لم يحسن الظن به . وتعلق الجاحظ في الخلاف بفنون منها أن عليا كان أزهد الناس فكيف يحول الحول وعنده مال يجب فيه الزكاة. قال و لو كان ذلك كذلك ما كان بلغ من قدر صنيع رجل في إعطاء درهم ودرهمين من زكاته الواجبة ما إن يبلغ به إلي هذه القدر ألذي ليس فوقه قدر. قال وكيف اتفق له ألا يزكي إلا و هويصلي قال فإن لاتفيد الآية الدلالة إلا أن تكون مشهورة كقصة الغار أو يكون لفظه يدل علي غير ما قال غيرهم أو أن ينص الرسول علي أن هذه الآية نزلت في علي و لو كان كذلك مااختلف فيه أصحاب التأويل .

[ صفحه 272]

و ألذي أقول علي

هذه الجملة إن أباعثمان أسلف فيما مضي أن أبابكر أزهد من أمير المؤمنين وهاهنا ذكر أن أمير المؤمنين أزهد الناس فهو لامحالة كاذب في أحد القولين . قوله كيف يجامع الزهد استبقاء المال حولا يجب فيه الزكاة قول ساقط من وجوه أحدها أن الله تعالي قال لرسوله ص وَ لا تَجعَل يَدَكَ مَغلُولَةً إِلي عُنُقِكَ وَ لا تَبسُطها كُلّ البَسطِ فَتَقعُدَ مَلُوماً مَحسُوراً أي لاتكن بخيلا و لامتلافا فتعينت متابعته لَقَد كانَ لَكُم فِي رَسُولِ اللّهِ أُسوَةٌ حَسَنَةٌ.أضربنا عن هذافبناء الجاحظ علي أن الزكاة وجوبها محصور في حئول الحول دليل جهله إذ الغلات لايراعي في وجوبها الحول فلعل مولانا زرع زرعا أوجاءه ثمر نخل تعينت فيه الزكاة و كان أداؤه في وقت ذلك .أضربنا عن هذافهل يستنكر لزاهد أونبي أن يكون عنده خمسة أباعر لسفره وحركته ومنفعته الفنون في حضرته هذا لاينكره إلاسفيه لايعرف السنة و لامذاهب الحكمة وشرف المزايا إذ من بذل ما في يديه احتاج إلي غيره وذل لمن سواه والمؤمن لا

-قرآن-286-386-قرآن-432-483

[ صفحه 273]

يذل نفسه و ما كل نفس ترضي بالمهابط السفلية والرذائل الدنية. قوله و مابلغ من قدر الصدقة بدرهمين حتي يبلغ به هذاالمبلغ قلت هذا مع ألذي قررناه

من صواب الرواية بحث مع إله الوجود.أضربنا عن هذا فإن ألذي شرع فيه ناقضا لغرضنا بان لغرضنا إذ كان الشكر التمام كماذكر مع نزارة الدرهمين برهان إخلاص مولاناص و إلافهي نظرا إلي حقارتها ليست موضع المدح التام كماذكر.أضربنا عن هذافلعل الله تعالي جلاله أراد أن يوقظ أحداق الغافلين بالثناء الجم حيث لم يفعلوا مثل فعله مقوما لهم عوج غفلتهم بذلك .أضربنا عن هذافلعل الله تعالي جلاله أراد أن يبين أن كثيرا ممن يتصدق لاتقارن أعماله خلوص النية ليرجع إلي الله تعالي في إخلاص النية حيث يري أثرها.أضربنا عن هذافلعل الله تعالي أراد أن يبين لمن يبالغ في الثناء علي إنسان عندإعطاء الأموال الوافرة أن هاتيك الصدقات غيرمنوطة بالمقاصد الصالحات لئلا يعتمدوا عليه ويقصدوا في المهمات إليه فيزلوا.بيان ذلك أنهم يرون الثناء الجم توجه لأجل درهمين و لايتوجه إلي

[ صفحه 274]

غيره بإعطاء المال الجم أوليزيل عن خاطر من يظن أنه مخلص أنه مخلص لئلا يدخله الزهو والعجب . و أمااستطرافه لكونه أدي الزكاة في حال صلاته لا في غيرتلك الحال فإن الجواب عنه بما أنه رأي المحل القابل وقعود

من حضر عن مساعدته فرأي اغتنام رحمته أولأن الله تعالي بعث ذلك السائل ليظهر للحاضرين قدر عناية الله تعالي به عقيب صدقته بما أنزل من الآي في مدحته وإرغام الأعداء بتفخيم ناحيته من حضر منهم و من غاب عنهم . و أما قوله إنه إما لفظ دال أو مايناسب خبر الغار فقد بينا فيما روينا صريحا عن أعيان و عن النبي ص بقرائن أحوال أن الآية نزلت في أمير المؤمنين ع . و أماحديث الغار فقد تكرر وتكرر الجواب عنه و قال لسان الجارودية عنداستثمار الشرف منه

-روایت-1-687

علي أنني راض بأن أحمل الهوي || وأخلص منه لا علي و لاليا

. و أما قوله إن النبي لونص علي أن الآية في أمير المؤمنين مااختلفوا فيه فقول رجل جاهل بالسنة بعيد عن صواب النقل إذ الآثار النبوية مختلفة جدا و مالزم ذلك بطلانها.

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 275]

و علي قود بحث الجاحظ يلزم الطعن في القرآن المجيد إذ المسلمون مختلفون عنه حسب الآيات المختلفة في ظاهرها فلأن لزم الاختلاف في التأويل بطلان مااختلفوا فيه كان هذاسعيا في فساد القرآن و هوكفر و مايجهل مثل هذا إلاغبي . هذافيما يرجع إلي أحكام ليست أغراضا للمختلفين فكيف

ما هومظنة لاختلاف المختلفين ومنع قول من قال إن قول الله تعالي وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ علي .فقد ذكرنا ماعندنا في ذلك في مطاوي هذه الأوراق وقرائن الأحوال شاهدة بأنه المحل القابل لها و لو لم تنطق هذه الرواية بها و قدسلف تبيينه علي ذلك . قال وكذب إن النبي مات و لم يجمع القرآن إذ القراء المشهورون يروون عن الأوائل الذين مصدر القراءة عنهم أنهم قرءوه علي رسول الله ص فكيف يقرؤه من لايجمعه و قدذكر ابن عبدالبر المغربي أن جماعة جمعوا القرآن علي عهد رسول الله ص منهم علي .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 276]

و قدسبق من قبل في كلام المخذول علي ماحكيته عنه أن جماعة كانوا مخصوصين بحفظ القرآن علي عهد رسول الله فكيف يحفظ شيء لم يجمع بعد ولكن المخذول يتكلم بحسب الهوي غيرناظر في عاقبة. وطعن بما أن السائل إذاسأل عن علماء التأويل ذكروا ابن عباس ونحوه و لم يذكروه و قدسبق جواب الجاهل عن ذلك وأتمم ذلك فأقول إنه قد يكون إغفال ذكره لاشتهار أمره إذ الشمس لاتحتاج إلي دال عليها و لاكاشف لها و أما

أن أبابكر وعمر لايذكران في علماء التأويل كما قال فإن الوجه فيه عدم ضبطهما القرآن وحفظه فكيف يتأول متأول شيئا لايحويه و لايدريه . و قد كان عمر رضوان الله عليه حفظ البقرة في سبع عشرة سنة وقيل في اثنتي عشرة سنة ونحر جزورا. و هذايوضح عذره رضوان الله عليه في عدم المعرفة بالتأويل وكذا نعذر أبابكر في عدم المعرفة بالأب وعمر أيضا.

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 277]

ورجح عبد الله بن عباس في معرفة التأويل قال في معرفته و لم نجد عندأحد شطره و لاقريبا منه يعرض بأمير المؤمنين . ويكفينا في الشهادة علي تكذيبه ذل الحبر المعظم ابن عباس بين يديه واستخذاؤه عند مانبهه عليه من معني العادِياتِ عليه و قدسلف من طريق لايتهم فأراد الجاحظ أن يضع من علي فرفع منه إذ كان المدعي له معرفة التأويل ضارعا عنده مستفيدا منه مقرا علي نفسه بالعجز عن مداناته علي ماأسلفت فأراد الجاحظ أن يذم فمدح و أن يفضح فافتضح .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 278]

و أما أنه لوكانت الآية كماتزعم الروافض كما قال لعرفها ابن عباس فقد روينا عنه مايشهد بما حاولناه من غيرطريق الروافض كمازعم وأراه إشارة إلي قوله تعالي إِنّما وَلِيّكُمُ اللّهُ وَ رَسُولُهُالآية.ادعي

أن العثمانية فضلت أبابكر علي علي بما أن النبي ص سماه الصديق قال و لم يسم النبي عليا باسم يبينه به . و هذاقول جاهل بالسيرة أومعاند وكلا القسمين يمنعان ذا الدين أن يجاري أهل الفضل في ميادينه ويساميهم في براهينه إذ قدروي المحدثون من غيرنا أن رسول الله ص بانه بكونه أمير المؤمنين ذكر أخي السعيد رضي

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 279]

الدين قدس الله تعالي روحه فيما سطره إلي ماصورته

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 280]

و من جملته باب فيها كتاب له أول بخطبة وأخر نحو سبع كراريس تضمنت مائة وخمسة أحاديث عن ثمانية عشر شيخا برجالهم إلاشاذا عسي فيه بعض رجالهم كماذكر من عدها في تسمية مولانا علي ص في حياة النبي ص بأمير المؤمنين منها ماسماه الله تعالي جلاله به ومنها ماسماه جبرئيل ع به ومنها ماسماه رسول الله ص بالوحي . ومنها ماقاله و لم يذكر أنه أوحي إليه . ومنها ماسماه به حيوان صامت . ومنها ماسماه به جماد بإذن الله جل جلاله وذكر غير هذا. و في بعض ماذكرت مقنع إذ هو في مقابلة دعوي لاأصل لها. ثم من طريف الأمور أن يدعي إجماع المسلمين علي هذاالاسم و أنه لأبي بكر

دون غيره . واعلم أن ألذي يرد علي عدو السنة فيما قال مارواه الشيخ الثقة يحيي

-روایت-از قبل-645

[ صفحه 281]

بن البطريق من طريق الشيخ الجليل الحافظ ربع السنة أحمد بن حنبل بالإسناد ألذي له إليه في مسنده قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا أبي قال حدثنا ابن نمير و أبو أحمدالزبيري قالا حدثناالعلاء بن صالح عن المنهال بن عمر عن عمارة بن عبد الله قال سمعت عليا ع يقول أنا عبد الله وأخو رسوله قال ابن نمير في حديثه و أناالصديق الأكبر لايقولها بعد قال أبو أحمدبعدي إلاكاذب مفتر ولقد صليت قبل الناس سبع سنين قال أبو أحمد ولقد أسلمت قبل الناس بسبع سنين

-روایت-292-491

وتقرير العمل بهذه الرواية مارويناه من طريق القوم من أن الحق معه .

وبالإسناد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال حدثنا محمد

-روایت-1-2

[ صفحه 282]

قال حدثنا الحسن بن عبدالرحمن الأنصاري قال حدثناعمر بن سميع عن ابن أبي ليلي عن أبيه قال قال رسول الله ص الصديقون ثلاثة حبيب بن موسي النجار و هومؤمن آل يس وحزقيل مؤمن آل فرعون و علي بن أبي

طالب الثالث و هوأفضلهم و قدرويناه عن الثعلبي ورواه الشيخ يحيي عن ابن المغازلي

-روایت-123-307

إذاعرفت هذافأين التعلق بما لايعرف أصله من التعلق بما يعرف أصله من طريق من لايستغش و لايتهم . قال و إن جميع الأمة قالت ياخليفة رسول الله . و هذه نطقات عاجز عن إقامة البراهين فيتعلق بالدعوي مع العلم بعدم الموافقة من جماعة المسلمين عليها و إن الإجماع مع دفع العوارض التي في هذاالمقام وتحصيله استقراء في مقام الممتنع فكيف في مثل هذاالمقام والعيان يخالفها. وذكر أشعارا تساعده و إن استشهادا بشعر في مدح رئيس اجتمع أكثر

[ صفحه 283]

الناس عليه طريف إذ الشعراء يميلون إلي الجانب ألذي تحصل أغراضهم يذمون الممدوح ويمدحون المذموم أَ لَم تَرَ أَنّهُم فِي كُلّ وادٍ يَهِيمُونَ إلي آخر السورة. وعارض بالاعتماد علي قول رشيد الهجري والسيد الحميري

-قرآن-104-147

[ صفحه 284]

ومنصور النمري .

[ صفحه 285]

و ألذي يقال علي هذاالكلام و قديظنه معارضا قويا و ليس به إن أولئك المادحين مدحوا والدولة لمن مدحوه قائمة ونجومها ناجمة ورشيد مدح والأرواح من شيعة أمير المؤمنين تختطف اختطاف العقبان البغاث و كان رشيد أحدهم قطع ابن زياد يديه ورجليه وقطع لسانه وصلبه و

قد كان أمير المؤمنين ع أخبره بذلك وأخبر به ابن زياد لعنه الله و بعد ذلك لم ينزع عن بغضته ومسبته أسوة بقوم صالح . والحميري مدح والخليفة المنصور بن العباس و هوعدو هذاالبيت يصطلم أرواح أكابره مجدا في هدم سور مفاخره . والنمري كان علي ماأري في أيام الرشيد و مايتخيل لي أن بني أمية كثرته في اصطلامهم وترشيفهم كئوس حمامهم فأين المادح و هوآمن راغب من المادح و هوخائف آيس مع أن الذين أشار إليهم إن أوردوا أشعار من ذكر فليس علي جهة البرهان فإن كان الجاحظ توهم غير ذلك فقد غلط. وتعلق بقول ابن عباس لعائشة نحن سمينا أباك صديقا و هذا إن ثبت فمعناه بطريقنا سمي أبوك صديقا والقرائن دالة علي ذلك إذ فنون

[ صفحه 286]

كلمات ابن عباس تشهد لأمير المؤمنين ص بعلو الدرجات الساميات و أنه الشمس التي لاتكسفها يد الحادثات الصادق في اللهجات و أن حال بني هاشم مع ألذي تقدم عليهم ظاهر في المعاينات . قال ثم ألذي كان من تأمير النبي ص أبابكر عليه حين ولاة الموسم وبعثه علي الحاج سنة تسع وبعث عليا يقرأ آيات من سورة

براءة و كان الإمام و علي المأموم و كان أبوبكر الدافع و لم يكن لعلي أن يدفع حتي يدفع أبوبكر. و ألذي يقال علي هذا إن رسول الله ص بعثه علي الموسم مقدما حيث عرف أنه لاطعن و لاضرب و لاقتال و لاحرب أميرا علي من كان بعثه إليهم و ليس لأمير المؤمنين ص نصيب في تقديمه عليه إذ لم يكن عزم رسول الله أن يبعثه إلي مكة قبل أمر الله برد أبي بكر وأخذ الآيات منه فلما أخذها منه و فيهانوع منابذة للكفار بعث بها مع من لايهاب اللقاء و لايخاف الأعداء. و إذااعتبر هذاالمعني دل علي فضيلة أمير المؤمنين علي من سواه و أن غيره لايسد مسده و لاينهض معناه بمعناه و مابرهانه علي أن أبابكر

[ صفحه 287]

كان الإمام و علي المأموم و أنه لم يكن لعلي أن يدفع و قدبينا دفعه عن ذلك بأنه ولاه الموسم علي الجماعة الذين بعث إليهم و لم يكن علي ص ممن جري في خاطره المقدس أن يكون في جملتهم حاضرا مع جماعتهم . ثم الوجه المانع لكونه كان أميرا علي أمير المؤمنين قدوة للدافعين ماثبت

من كونه ص مسمي الله من رسول الله بأمير المؤمنين فإذن هو أمير كل من ثبت كونه مؤمنا من المؤمنين إلي يوم الدين . مع أن أباالفرج الأصفهاني الأموي روي في إسناد متصل بعبد الله بن عمر مايشهد بأن رسول الله خير أبابكر علي لسان أمير المؤمنين أن يتوجه مع علي و علي أمير عليه أويرجع فرجع و ماذكر أنه عاد. و أما أنه إمام في الصلاة

فإنهم يروون أن رسول الله ص قال يؤمكم أقرؤكم

-روایت-1-2-روایت-40-55

و لايختلف الناس في أن أمير المؤمنين أقرأ من أبي بكر رضوان الله عليه و هذامما لايحتاج إلي برهان يدل عليه ولأنه

[ صفحه 288]

بما أسلفنا وبغيره مما تركنا كان أفضل منه والمفضول لايتقدم علي من هوأفضل في كل شيء منه ولأنا

قدروينا أن رسول الله ص قال إنه إمام المتقين

-روایت-1-2-روایت-35-55

فكل من ثبت أنه متق فهو إمامه بالنص فكيف يتقدم المأموم الإمام والعجز السنام . وصادم الجاحظ و لم أكن تأملت كلامه في وجه بما أن مصادمة علي بقراءة الآيات لم يكن أبوبكر خاليا من خطر قراءتها لأنه الأمير. والجواب بما أن أمير المؤمنين ص المخاطر و أنه صاحب

الخطر بها والأمير المشار إليه عيال عليه . وأورد علي فضيلة أمير المؤمنين بكون

رسول الله قال لايؤديها إلا أنا أو رجل مني

-روایت-1-2-روایت-20-50

بأنه لم يكن بحضرته أبوبكر و ألذي يقال علي هذا أنه كذب بيان ذلك

من مسند ابن حنبل يرفع الحديث إلي أنس بن مالك أن رسول الله بعث براءة مع أبي بكر إلي أهل مكة فلما بلغ ذا الحليفة بعث إليه فرده و قال لايذهب بها إلا رجل من أهل بيتي فبعث عليا ع

-روایت-1-2-روایت-53-198

[ صفحه 289]

و في غير هذه الرواية

من طريق ابن حنبل

-روایت-1-2-روایت-22-ادامه دارد

[ صفحه 290]

قال رجل لو لا أن يقطع ألذي بيننا و بين ابن عمك من الحلف فقال علي لو لا أن رسول الله ص أمرني ألا أحدث شيئا حتي آتيه لقتلتك

-روایت-از قبل-140

و من تفسير الثعلبي من حديث مطول فخرج علي ع علي ناقة رسول الله ص العضباء حتي أدرك أبابكر بذي الحليفة فأخذها منه فرجع أبوبكر إلي النبي ص فقال يا رسول الله بأبي أنت وأمي أنزل في شيء قال لا ولكن لايبلغ عني غيري أو رجل مني

-روایت-1-2-روایت-38-248

.

[ صفحه 291]

فإذاعرفت هذابأن لك بهت الجاحظ أوجهله و كل محذور. ثم بيان نقصه في البصيرة أنه فرق في غيرموضع الفرق

إذ كلمة رسول الله ص لايبلغها عني إلا رجل مني لايفرق الحاصل منها بين حضور أبي بكر وغيبته . واعترض علي لسان العثمانية تفضيل علي بهذه الكلمة بما أن العقود وحلها ترجع إلي الحال أوبعض رهطه كأخ و ابن عم و هذه دعوي لانعرفها و لادليل عليها و علي قود ما قال كانت تقف حال من لانسب له قريبا في هذه الصورة. وذكر تقديمه له في الصلاة و لايعرف برهان ذلك وليست الإمامة عندهم في الصلاة برهان الفضيلة التامة. و قال حاكيا فيما يدل علي تفضيل النبي ص عليا

قوله يوم غدير خم و هوقابض علي يده و قدأشخصه قائما لمن بحضرته من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم عاد من عاداه ووال من والاه

-روایت-1-2-روایت-3-136

[ صفحه 292]

و قوله أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لانبي بعدي

-روایت-1-2-روایت-11-67

و قوله أللهم ائتني بأحب الناس إليك يأكل معي من هذاالطير ثلاثا كل ذلك يحجبه أنس طمعا أن يكون أنصاريا فأبي الله إلا أن يجعله الآكل والآتي والأحب

-روایت-1-2-روایت-11-164

و من ذلك أن النبي ص لماآخي بين أصحابه فقرن بين الإشكال وقرد بين الأمثال جعله أخاه من بين جميع أمته . وذكر ماحاصله أن

المناط الأقوم الإنصاف يريد بذلك التسوية بين إثبات ماروي في فضل أمير المؤمنين وفضل غيره في كلام بسيط يأتي بعده فنون أحاديث في فضل جماعة من الصحابة. و ألذي أقول عند هذامنصفا إن الحال في الروايات والانتفاع بهاينقسم قسمين أحدهما فيما يرجع إلي البناء عليها والثاني فيما يرجع إلي الإلزام بها.فأما ألذي ينتفع به فهو ماثبتت عدالة رواته أو كان المخبرون به متواترين و أما مايرجع إلي الإلزام فمهما كان مما يتعين علي الخصم الالتزام به فإذاوردت رواية تختص بمذهب ناصرة له فلاتخلو أن تكون من طريق قويم أو لاقويم فإن كان قويما فلاتخلو أن يكون بمقام الموافقة للخصم عليها أو لا فإن كان الأول كانت حجة في نفس الأمر

[ صفحه 293]

حجة علي الخصم و إن لم يوافق الخصم عليها و لاتلزم قواعده فليست حجة علي الخصم وهي نافعة للمذهب ألذي وردت من جهته و إن كانت واردة لا من طريق قويم وليست حجة عندأربابها و لا عندخصومهم و إن كانت واردة من جهة الخصم ناصرة لمذهب خصمه كانت حجة عليه يلزم بها وقرينة نافعة لخصمه ألذي لايعتمد اعتمادا تاما علي روايته . و إذاتقرر ذلك فإذاروي خصمنا حديثا ناصرا لنا كان حجة

عليه لامحالة إذا كان مما يبني عليه . أونقول إنه نوع حجة و إن لم يكن الحديث معتبرا بما أن التهمة زائلة عنه فالضعيف مما يرويه خصمنا بمقام القوي لهذه العلة. و إن روي حديثا في نصرته كان بمقام التهمة لايحتج به علينا كما إذاروينا حديثا من جهتنا نصادم به خصمنا فإنه لايخصمه و هوباق علي مذهبه إلا أن يقول يتعين عليه النظر في أصل المذهب ليبني علي مارويناه و ذلك لاينفع في باد ئ المدافعات بل هو شيءيرجع إلي ماينبغي للعاقل أن يعتمد عليه من تحرير المقاصد. و إن روي الخصم لنا[ له ] و عليه كان الترجيح لما عليه إذا كان ثبتا إلزاما وصحة لبعد التهمة و إن كان غيرثبت فقد ذكرنا ما فيه من كون ذلك أرجح فيما يتعلق بنا لبعده عن التهمة إذ المدلس لايتهم لنا إذا كان من جهتهم .

[ صفحه 294]

و إذاعرفت هذافنقول أماحديث الغدير وقول النبي ص في شأن علي من كنت مولاه إلي آخره

فإن الشيخ الحافظ المعظم ربع المنتسبين إلي السنة أحمد بن حنبل روي بإسناده ألذي لاأعرف فيه رافضيا كما يقول في قصة الغدير و في سياقه يقول البراء بن عازب عن النبي

ص وأخذ بيد علي فقال ألستم تعلمون أني أولي بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلي قال ألستم تعلمون أني أولي بكل مؤمن من نفسه قالوا بلي فأخذ بيد علي فقال أللهم من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر بعد ذلك فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت مولي كل مؤمن ومؤمنة

-روایت-1-2-روایت-179-494

وبإسناده ألذي لاأعرف فيه رافضيا كمازعم مرفوعا إلي زيد بن أرقم و قال في السياق فقال النبي أ ولستم تعلمون أ ولستم تشهدون أني

-روایت-1-2-روایت-101-ادامه دارد

[ صفحه 295]

أولي بكل مؤمن من نفسه قالوا بلي قال فمن كنت مولاه إلي آخره

-روایت-از قبل-71

وبإسناده عن أبي الطفيل وذكر نحوه و في آخره أللهم وال من والاه وعاد من عاداه

-روایت-1-2-روایت-29-88

وبإسناده عن أبي الطفيل عن أبي السريحة أوزيد بن أرقم شعبة الناسي قال من كنت مولاه فعلي مولاه

-روایت-1-2-روایت-78-107

وبإسناده عن رياح بن الحرث وسمع أن أباأيوب روي عن النبي من

-روایت-1-2-روایت-67-ادامه دارد

[ صفحه 296]

كنت مولاه فعلي مولاه

-روایت-از قبل-27

وبإسناده عن زاذان و أنه سمع ثلاثة عشر رجلا فشهدوا أنهم سمعوا رسول الله ص يقول من

كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه

-روایت-1-2-روایت-23-154

وبإسناده عن عطية العوفي عن زيد بن أرقم وروي نحو هذا عن النبي

-روایت-1-2

[ صفحه 297]

و قال إنما أخبرك بما سمعته

-روایت-32-33

وبإسناده عن سعيد بن وهب قال نشد علي الناس فقام خمسة أوستة من أصحاب النبي ع فشهدوا أن رسول الله ص قال من كنت مولاه فعلي مولاه

-روایت-1-2-روایت-34-144

وبإسناده عن أبي إسحاق سمعت عمر وزاد فيه أن رسول الله ص قال أللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره وأحب من أحبه وأبغض من أبغضه

-روایت-1-2-روایت-72-156

وبإسناده عن البراء بن عازب قال أقبلنا مع النبي ص في حجة الوداع و قال في السياق عن النبي ع في علي أللهم وال من والاه وعاد من عاداه فلقيه عمر فقال هنيئا لك يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولي كل مؤمن ومؤمنة

-روایت-1-2-روایت-37-231

[ صفحه 298]

وبإسناده عن زيد بن أرقم عن النبي ع في شأن علي من كنت مولاه فعلي مولاه

-روایت-1-2-روایت-56-85

وبإسناده عن طاوس عن أبيه عن النبي ع يقول في شأن علي من كنت مولاه فعلي مولاه

-روایت-1-2-روایت-65-94

وبإسناده عن بريدة عن أبيه قال

قال رسول الله ص من كنت مولاه فعلي مولاه

-روایت-1-2-روایت-57-86

وبإسناده عن بريدة عن النبي ع يقول في شأن علي من كنت مولاه فعلي مولاه

-روایت-1-2-روایت-55-84

[ صفحه 299]

ورواه ابن مردويه من طرق كثيرة جدا و هوممن لايتهم علي نفسه و أهل نحلته و هوأحد الحفاظ فمما روي فيه عن عمر الإقرار له بأنه مولاه فربما كانت رواية ابن مردويه خمس كراريس زائدا فناقصا. ورويت في بعض أسفاري يقول من رويت عنه عمي روي عنه نقله شيخ المحدثين وأحد أئمة المسلمين أحمد بن حنبل من ست طرق و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري إمام الحرمين من صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن و من صحيح الترمذي عن أبي سريحة وزيد بن أرقم ونقله الدارقطني في جامعه عن عمر بن الخطاب من طريقين . و عن ابن عباس من طريق آخر و عن عدي بن ثابت من طريق واحد. وساقه الإمام الحافظ النسائي في كتابه خصائص أمير المؤمنين ع من تسع طرق عن زيد بن يثيع من طريقين و عن زيد بن أرقم من طريقين و عن البراء بن عازب من طريق واحد و عن ابن حصين من

طريق عبد الله بن عمر. وساقه أبو جعفر محمد بن جرير الطبري صاحب التفسير

[ صفحه 300]

والتاريخ الكبير من خمسة وسبعين طريقا. ورواه أبوبكر الجويني من مائة وخمسة وعشرين طريقا ابن عبدة رواه من مائة وخمس طرق الحافظ أبوبكر بن مردويه يرويه عن مائة نفر من أصحاب رسول الله منهم نساء خمس الحافظ أبوالعلاء الهمداني يقول أناأرويه عن مائتين وثلاثين

[ صفحه 301]

طريقا ونقله مسلم بن الحجاج ومسلم بن الهيثم النيسابوري ورواه أبونعيم الحافظ في كتابه حلية الأولياء نقله الفقيه العدل أبو الحسن علي بن خمارويه الشافعي الواسطي من اثنين وسبعين طريقا منهم نساء ست منهم فاطمة بنت رسول الله ص وعائشة بنت أبي بكر الصديق وفاطمة بنت حمزة بن عبدالمطلب وأم سلمة زوج النبي ع وأم هانئ بنت أبي طالب وأسماء بنت عميس الخثعمية ورواه أبوالعباس أحمد بن عقدة من مائة طريق . قال الفقيه برهان الدين حجة الإسلام أبو جعفر محمد بن علي

[ صفحه 302]

الحمداني القزويني سمعت بعض أصحاب أبي حنيفة يقول شاهدت بالكوفة شابا بيده مجلدة يذكر فيهاروايات هذاالكتاب مكتوب عليه المجلدة الثامنة والعشرون من طريق خبر قوله ع من كنت مولاه فعلي مولاه ويتلوه

في المجلدة التاسعة أخبرني . و قدرأيت الاقتصار علي هذافكيف يتقدر من ذي لب أن يتهم هؤلاء و لاأعرفهم متهمين و لارافضة كمايزعم عدو أمير المؤمنين ع

قال الحافظ المعظم أبوعمر صاحب كتاب الاستيعاب الشاطبي و ليس من الروافض في شيء وروي أبوهريرة وجابر والبراء بن عازب وزيد بن أرقم كل واحد منهم عن النبي ص أنه قال يوم غدير خم من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه

-روایت-1-2-روایت-190-255

وبعضهم لايزيد علي من كنت مولاه فعلي مولاه .

وروي سعد بن أبي وقاص و أبوهريرة وسهل بن سعد وبريدة الأسلمي و أبوسعيد الخدري و عبدالرحمن بن عمر وعمران بن الحصين وسلمة بن الأكوع كلهم بمعني واحد عن النبي ص

-روایت-1-2

[ صفحه 303]

أنه قال يوم خيبر لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله ليس بفرار يفتح الله علي يديه ثم دعا له و هوأرمد فتفل في عينيه وأعطاه الراية ففتح الله عليه

-روایت-22-187

قال أبوعمر وهي كلها آثار ثابتة و أما

قوله ع أنت

-روایت-1-2-روایت-12-ادامه دارد

[ صفحه 304]

مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لانبي بعدي

-روایت-از قبل-53

فإن الحافظ المعظم صاحب

[ صفحه 305]

كتاب الاستيعاب المغربي قال رواه جماعة من الصحابة و هو من أثبت

الآثار

[ صفحه 306]

وأصحها رواه عن النبي ص سعد بن أبي وقاص وطريق حديث سعد فيه كثيرة جدا قدذكرها ابن أبي خيثمة وغيره . ورواه ابن عباس و أبوسعيد الخدري وأم سلمة وأسماء بنت عميس وجابر بن عبد الله وجماعة يطول ذكرهم . وأري ابن مردويه الشيخ المقدم الحافظ رواه في نحو كراستين ورواه الشيخ المعظم ابن البطريق في نحو كراسة وممن رواه الشيخ المعظم ربع السنة أحمد بن حنبل والبخاري

[ صفحه 307]

ومسلم . و أماحديث الطائر فرواه الشيخ الحافظ المعظم يحيي بن البطريق عن ربع السنة ابن حنبل و عن الشيخ الحافظ ابن المغازلي و من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع من صحيح أبي داود السجستاني و هو كتاب السنن .أقول مجموع الروايات نحو خمس قوائم قال الشيخ المعظم يحيي بن البطريق قال ابن المغازلي قال

[ صفحه 308]

أسلم روي هذاالحديث عن أنس بن مالك يوسف بن ابراهيم الواسطي وإسماعيل بن سليمان الأزرق والزهري وإسماعيل السدي وإسحاق بن عبد الله بن أبي طلحة وثمامة بن عبد الله بن أنس وسعيد بن زربي

قال ابن سمعان سعيد بن زربي إنما حدث به عن ثابت عن أنس . و قدروي جماعة عن أنس منهم سعيد بن المسيب و عبدالملك بن عمير ومسلم الملائي وسليمان بن حجاج الطائفي و ابن أبي الرجاء الكوفي أبوالهندي وإسماعيل بن عبد الله بن جعفر ونعيم بن سالم بن هبيرة وغيرهم . قال ابن سمعان وهم أسلم في قوله سعيد بن زربي لأن سعيد بن زربي إنما حدث به عن ثابت البناني عن أنس . و أماحديث المؤاخاة

[ صفحه 309]

فإن الشيخ العالم الفاضل يحيي بن البطريق رواه عن الشيخ المقدم ربع السنة أحمد بن حنبل رفعه إلي سعيد بن المسيب أن رسول الله ص آخي بين أصحابه فبقي رسول الله ص وبقي أبوبكر وعمر و علي فآخي بين أبي بكر وعمر و قال لعلي ع أنت أخي

-روایت-1-2-روایت-123-252

و في حديث آخر أن عليا لما قال آخيت بين الناس وتركتني قال ولمن تراني تركتك إنما تركتك لنفسي

-روایت-1-2-روایت-18-106

و في حديث آخر عن زيد بن أبي أوفي نحو الأول و فيه زوائد عدة منها و أنت معي في قصري في الجنة مع ابنتي فاطمة و أنت أخي ورفيقي

-روایت-1-2-روایت-39-135

[ صفحه 310]

ورواه بإسناده أيضا من طريق حذيفة. ورواه عن ابن المغازلي

[

صفحه 311]

من عدة طرق .

ورواه من الجمع بين الصحاح الستة لرزين العبدري من الجزء الثالث في باب مناقب أمير المؤمنين ع من سنن أبي داود وصحيح الترمذي قال عن ابن عمر لماآخي رسول الله ص بين أصحابه جاء علي ع تدمع عيناه فقال يا رسول الله آخيت بين أصحابك و لم تؤاخ بيني و بين أحد قال فسمعت النبي ع يقول أنت أخي في الدنيا والآخرة

-روایت-1-2-روایت-154-333

. وأقول إن الشيخ الحافظ ابن مردويه رواه في نحو سبع قوائم و ليس هذاالكتاب جمع الفضائل إذ ذلك لاينحصر وإنما ذكرنا ماينبه علي غرضنا ويدل عليه . ولنذكر الآن ماأورده الجاحظ علي هذه المتون ونتكلم عليه إن شاء الله تعالي . قال إن قوله ع وعاد من عاداه إنما سمعناه من

[ صفحه 312]

الشيع و لم نجد له أصلا في الحديث المحمول . و ألذي يقال علي هذا إن الجاحظ متهم فيما تقوله و هذا لاشبهة فيه و هوجاهل بالقرآن والسنة مدع المحال بيانه أنه جهل أن في القرآن فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلي رَسُولِهِ وادعي الإجماع علي أن قوله تعالي وَ ألّذِي قالَ لِوالِدَيهِ أُفّ لَكُمانزل في عبدالرحمن بن أبي بكر

وكذبته عائشة. وادعي الإجماع علي أن قوله تعالي فَأَمّا مَن أَعطي وَ اتّقينزل في أبي بكر ويرد عليه العيان وكذا غير هذامما ادعي فيه الإجماع و لانعرفه في الآحاد و قدأسلفنا قواعد الحديث جلية من جهة القوم ثابتة جدا. وكذا ادعي أن

-قرآن-183-225-قرآن-264-301-قرآن-386-411

قوله ع أنت مني بمنزلة هارون من موسي

-روایت-1-2-روایت-12-46

لم يروه إلاشخص و هوكذب صريح يرد عليه العيان و قدأسلفت ذلك . و قدأوردت من قواعد الحديث علي عين ماأنكره جملة كافية ويكفي في ثبوت ذلك كون المعظم ربع السنة ارتضي الرواية و هوأعلم بالحديث منه و لانسبة بينه وبينه و قدأسلفت من طريق أبي عمر الشاطبي صاحب كتاب

[ صفحه 313]

الاستيعاب الخبير العارف المعظم ألذي لايتهم و ليس من الرفض في شيء أن هذه الصورة التي أنكرها ثابتة فظهر كذب ملقح الفتن . و أماالرواية من طريق ابن مردويه فتكاد تلحق بالتواتر. و قال إن

قوله ع من كنت وليه فعلي وليه

-روایت-1-2-روایت-12-39

يشركه فيه سعد بن معاذ وكذب لأن اللفظة إما أن يريد بهاالأولي أوالناصر فإن كان الأول امتنع إجماعا إذ ماعرفنا بشرا يقول عن بشر إنه يقول كل من كان الرسول أولي به فإن سعدا أولي به

و إن كان يريد الناصر فمن أين اقتحم و قال إن كل من نصرته فإن سعدا ناصره هذاقول سفيه يتقحم في مساقط الزلل عيانا أوسفها. ثم إنه عدل عن قوله ع مولاه إلي وليه و قدروينا الرواية صريحة بمولاه و قال إنهم رووا لعلي كلاما قبيحا. و ألذي أقول علي عدو الله وعدو رسوله ساب الله ورسوله المنافق بالنص الصحيح عندالقوم ملعون القنابر علي مارويت من جهة من لايتهم إذ صورة هذاالكلام يقتضي بغضته أمير المؤمنين ع و ذلك ثمرته .أقول من ألذي روي و من ألذي قال ولأن فتح باب رووا فلنا

[ صفحه 314]

أن نقول سمعنا من يقول لعن الله الجاحظ وأخزاه وجعل مثواه درك الجحيم غيرمسندين ذلك إلي أصل ثابت وقاعدة و كما أن ذلك ما كان يجوز لنا قبل أن يثبت عندنا جوازه فكذا كان ينبغي له أن يتوقف كماتوقفنا وعدل المنافق بالرواية عن وجهها إلي كون ذلك إشارة إلي زيد بن حارثة و أن النبي ع قال من كنت مولاه فعلي مولاه و هذا لايقوله إلامعاند فاجر.أين نسبة مارويناه عمن لايتهم من الأشياخ المعظمين من صورة حال

هذاالقول و ماذهب إليه السفيه أبوعثمان وفرع علي هذاهذيانا لاأصل له علي قاعدته في التعرض بالكتاب والتصغير له . وذكر أنه أسلف في صدر كتابه أن إسلام زيد كان قبل إسلام علي و أنه دل علي فضيلة إسلامه علي إسلام علي وكذب كيف يكون الدليل في جهة الممتنع والبرهان في قبيل المتعذر و قدروي علماء الحديث وحفاظه خلاف ذلك فيما سلف ونؤكده إن شاء الله تعالي بما يقتضيه ضيق الوقت والرغبة في المبادرة.

[ صفحه 315]

روي الحافظ ابن مردويه قال حدثنا أبوبكر أحمد بن كامل بن خلف قال حدثنا علي بن المنزل الربيعي قال حدثنا ابراهيم بن سعيد قال حدثنا أمير المؤمنين المأمون قال حدثنا أبي الرشيد عن أبيه المهدي عن أبيه المنصور عن أبيه عن جده عن عبد الله بن عباس قال سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول قال النبي ص يا علي أنت أول المسلمين إسلاما و أنت أول المؤمنين إيمانا

-روایت-1-2-روایت-323-385

وروي المشار إليه فقال حدثنا عبد الله بن محمد بن عيسي قال حدثنا الحسين بن معاذ بن حرب قال حدثنامحفوظ بن أبي توبة وواصل بن عبدالأعلي قالا حدثناضرار

بن صرد قال حدثنامعتمر قال سمعت أبي يذكر عن الحسن عن أنس أن رسول الله ص قال علي أعلم الناس علما وأقدمهم سلما

-روایت-1-2-روایت-248-284

حدثنا ابراهيم بن محمد بن موسي حدثنا الحسن بن علي بن نصر قال حدثنا محمد بن السكن الأبلي قال حدثناداود بن المفضل الطائي قال حدثنا أبو محمدالسلمي عن محمد بن واسع عن عبد الله بن الصامت عن أبي ذر قال دخلنا علي النبي ص فقلنا من أحب أصحابك إليك فإن كان أميرا كنا معه و إن كان نائبة كنا من دونه قال هذا علي أقدمكم سلما وإسلاما

-روایت-1-2-روایت-220-355

[ صفحه 316]

وروي نحو كراستين مع ألذي نقلت من كتابه و ليس الغرض المبالغة في هذا وشبهه إذ ليس هذاموضع الإيغال في هذه المقامات .

ورواه صاحب العمدة عن أحمد بن حنبل في أسانيد كثيرة منها مارواه ولده عنه عن عبدالرزاق عن معمر قال أخبرني عثمان الجذري عن مقسم عن ابن عباس أن عليا أول من أسلم

-روایت-1-2-روایت-154-177

ورواه عن الثعلبي

[ صفحه 317]

والشافعي ابن المغازلي في عدة أحاديث . وأقول إن صاحب كتاب الاستيعاب المعظم ألذي ليس برافضي و لايتهم فضله وبعده عن الشيعة معروف ذكر ماصورته

وروي عن سلمان و

أبي ذر والمقداد وخباب وجابر و أبي سعيد الخدري وزيد بن أرقم أن علي بن أبي طالب أول من أسلم وفضله هؤلاء علي غيره

-روایت-1-2-روایت-83-144

و قال ابن إسحاق أول من آمن بالله ورسوله محمدص من الرجال علي بن أبي طالب و هوقول ابن شهاب إلا أنه قال من الرجال بعدخديجة و هوقول الجميع في خديجة وذكر غير ذلك في ممادحه ثم قال

حدثنا عبدالوارث بن سفيان حدثنا

-روایت-1-2

[ صفحه 318]

قاسم بن أصبغ قال حدثنا أحمد بن زهير بن حارث قال حدثنا الحسن بن حماد قال حدثنا أبوعوانة عن أبي بلخ عن عمر بن ميمون عن ابن عباس قال كان علي أول من آمن من الناس بعدخديجة

-روایت-145-188

قال أبوعمر هذاإسناد لامطعن فيه لأحد لصحته وثقة نقلته و هويعارض ماذكر عن ابن عباس في باب أبي بكر والصحيح في أمر أبي بكر أنه أول من أظهر.الإشارة إلي طريق الرواية في باب أبي بكر.

روي عن أبي بكر بن أبي شيبة قال حدثناشيخ لنا قال حدثنامجالد عن الشعبي عن ابن عباس أنه سئل عن أول الناس إسلاما فقال أ ماسمعت قول حسان إشارة إلي أبي بكر

-روایت-1-2-روایت-92-169

و ألذي أقول علي

هذاإنه ضعيف من وجوه أحدها جهالة الشيخ والثاني معرفتنا بأن الراوي الشعبي و هومنحرف عن أهل البيت صاحب

[ صفحه 319]

عبدالملك سارق الدراهم علي مايرويه الخصوم . و قال ابن حبان عن مجالد إنه كان ردي ء الحفظ يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل لايجوز الاحتجاج به وحكي عن يحيي بن معين أنه ضعيف و عن الشافعي مايناسب هذا. وذكر ابن حبان أنه روي عن الشعبي وذكر غير هذا. ثم إن ابن عباس ماصرح بالخلاف و لوثبتت الروايات متساوية كان الرجحان لمارووه لنا لاعلينا لبعد التهمة. قال و لو كان هذاالحديث مجتمعا علي أصله وصحة مخرجه و كان لايحتمل من التأويل إلامعني واحدا مااختلف في تأويله العلماء و لااضطربت فيه الفقهاء ولكان ذلك ظاهرا لكل من صح لبه وحسن بيانه و لاسيما إذا كان الحديث ليس مفصحا عن نفسه ومعربا عن تأويله إلا عن قصد الرسول وإرادته لأن يكفيهم مئونة الرؤية والأسباب المشككة فينبغي علي هذا أن يكون علماء العثمانية وفقهاء المرجئة تعرف من ذلك ماتعرف الروافض ولكنها تجحد ماتعرف وتنكر ماتعلم . وأري كلامه هذامتعلقا بخبر الغدير من كنت مولاه فعلي مولاه واعلم

[ صفحه 320]

أن هذاالكلام ساقط جدا من أين

يلزم إذااختلف الناس في تأويل الحديث المشار إليه أن يكون الذين أشار إليهم عارفين بما تعرف به الإمامية إذ القاعدة الحقة أن المختلفين قديختلفون فبعض يصيب في التأويل وبعض يخطئ . و هذاالكلام ألذي صدر عنه إن كان مافهم الدرك عليه فيه فهو بليد و إن كان عرفه وتعصب علي أمير المؤمنين ع فهو إذن منافق بالحديث الصحيح الشاهد بذلك ثم إنه لواتفقت الآراء وتناسبت الاجتهادات فإن الاختلاف في الظاهر لايندفع إذاكانت شائبة العناد وإنما كانت الاختلافات تقل إذاكانت المقاصد متناسبة في إيثار الحق ونزع سربال العصبية ومناسبة الاجتهادات والاعتبارات والعصبية موجودة والأذهان قدتتفاوت و علي هذا فلايلزم من وجود المحل القابل للتأويل اشتراك العقلاء جميعا في إصابة الصواب و لا أن حزبا منهم أقرب إلي إصابة الصواب إلابدليل يدل علي ذلك أوأمارة و ليس مع الجاحظ دليل علي الاشتراك و لاأمارة يعرفها علي أن حزبه فيما ذهب إليه من حزب القائلين بالإمامة فبطل قوله في لزوم الاشتراك وبطل أن يكون حزبه أرباب الأهلية للظفر بالصواب دون غيرهم . ويمكن أن يقال بعد هذا إن الجاحظ قال

إن الكلام لو لم يحتمل إلامعني واحدا ماوقع الاختلاف و هذا شيء ماأجبتم عنه . و ألذي يقال علي هذاإنه قد يكون الشي ء لايحتمل في الإنصاف إلامعني واحدا ويقع الاختلاف بالعباد أويحتمل معاني كثيرة يكون الصواب

[ صفحه 321]

في أحدها و هوتفسير الإمامية وبراهينهم الدالة علي ذلك هي مذكورة في مباحثهم . قال و لو كان هذاالحديث مجتمعا علي أصله ولكنه غامض التأويل كان العذر في جهل إمامته واسعا لأكثر المسلمين و جل الناقلين ولكبراء المتكلمين . واعلم أن الخصم يقول إنه ليس بغامض بل هومقترن بقرائن عدة دالة علي مراد رسول الله ص منه ذكرت في مواضعها وإنما عاند من عاند و من أعندهم صاحب الكلام لماتضمنت مطاوي هذه الأوراق من التنبيه عليه . قال ماحاصله إنه إذا كان الغرض بالنص تخفيف المئونة علي المكلفين وكون ذلك لايحصل في الاختيار فليكن بينا.قلنا للنص أسوة بغير ذلك من التكاليف التي لم تنقل إلينا ضرورية كالعلم بمكة ونحوها مع أن الإمامية يدعون العلم يقينا و أن من خالف ذلك حائد عن الطريق الحق .

[ صفحه 322]

وأيضا فإنا لانقول العلة في النص التخفيف بخلاف الاختيار إذ فيه نوع كلفة بل نقول الاختيار محال

بما قررناه ونقرره وتقرر بيننا و بين الخصم أنه لابد من إمام فتعين النص حسب ماتقوم به الحجة و قدروي ذلك من طرقنا وطرق القوم . وذكر لأرباب الإمامة بعد هذاتعلقهم بحديث الطائر قال المشار إليه قيل لهم أماواحدة فإن هذاالحديث ساقط عند أهل الحديث و بعدفإنه لم يأت إلا من قبل أنس وأنس وحده ليس بحجة و بعدفأنتم تكفرون أنسا فلا يكون قوله مبنيا عليه . و ألذي يقال علي هذا أن المشار إليه كذب في تضعيف الرواية بما نقلناه قبل من صواب طرقها ووضوح أسانيدها من طريق أرباب الحديث من غيرنا فالمشار إليه دائر بين الجهل المفرط والإقدام علي القول بالهوي في الآثار النبوية أومعاند لأمير المؤمنين فهو إذن منافق بالحديث الصحيح أوالأحاديث الصحاح من طرق القوم . و أما قوله إنه جاء من قبل أنس وحده فليس بحجة فإنه يرد عليه أن خبر الواحد حجة عندالمسلمين إلا من شذ منهم و قوله واه متروك ويعارض هذاالشيخ بما يرويه معتمدا عليه من طريق لايذكرها أصلا بل يروي مرسلا و هويريد بذلك الحجة والحديث الواحد عن

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 323]

الثقة خير من المرسل خاصة في موضع مصادمة الخصم و أما قوله أنس عندكم

كافر فإنها دعوي سلمنا ذلك جدلا لكن قدأسلفنا القاعدة في أن إيراد هذا وأمثاله حسن في باب الإلزام قال وأخري إنه إن كان هذاالحديث كماتقولون و قدصدقتم علي أنس فقد زعم أنس بزعمكم أنه كذب النبي ص في موقف ثلاث مرات و قدأمسك النبي عن الطعام و هويشتهيه و كل ذلك رواه أنس ويكذب له و قال إن الحديث أضعف حديث عندأصحاب الأثر.أقول إنا قدبينا الكذب في ضعف الخبر فضلا عن كونه أضعف حديث . و إذااعتبرت قول ملقح الفتن عدو أمير المؤمنين وبغضه رأيت الخوارج بالنسبة إليه علي سبيل المبالغة غلاة في حب أمير المؤمنين إذ كانوا إنما نقموا عليه التحكيم و هو شيءجنوه . و هذاالناصب ملقح الفتن ذو فنون في القول ساقطة بليغة وإنما قلت ذلك و هذاأمر يعقله من له أدني فطنة إذ كيف ضبط جميع الأحاديث النبوية وعرف أن هذاأضعفها ونحن عيانا نعرف أن فيهاالضعيف الساقط جدا يأتي في الجبر والتشبيه و غير ذلك من سقطات يثبتها ضعفاء الحديث لايشتبه حالها علي ناقد فكيف و قدروي هذاالحديث المحدثون المعتبرون في الصحيح عندهم .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه

324]

و أما إن أنسا كذب ثلاث مرات فلاأدري ماوجهه أماإنه كتم فلانزاع فيه ويكفي في براءته من الحوب عدم إنكار رسول الله ص وإقامة العذر له بأنه يحب قومه . قال و أماقولكم أن النبي ص قال أنت مني بمنزلة هارون من موسي إلا أنه لانبي بعدي

-روایت-از قبل-259

و أن النبي ص أراد بهذا أن يعلم الناس أن عليا وصيه وخليفته .فإنا نقول في ذلك وبالله وحده نستعين قال كلاما حاصله إن عليا مااستخلفه النبي ع في حياته ومنعها بعدالموت قال لأن هارون مات قبل موسي و علي هذافإما أن يكون الحديث باطلا أو له تأويل غير ماتأولتم . و ألذي يقال علي هذا أن الجاحظ جزم وأبرم بأنه ع لم يستخلف عليا في حال حياته و إذاعرفت هذافنقول تعين أن يكون ذلك بعدموته إذ الرواية صحيحة عن النبي ص وننازع مضطرين في أن هارون مات قبل موسي إذ لم يقرر برهان ذلك يقينا.

[ صفحه 325]

سلمنا ثبوت ذلك لكن يكون ذلك مشروطا أعني قول موسي اخلفني في أهلي أي إن بقيت بعدي و مابقي لكن أمير المؤمنين بقي فيكون الخليفة بعده .

قال و لو أن النبي ص أراد أن يجعله خليفة بعده لكان يقول أنت مني بمنزلة يوشع بن نون لأن يوشع كان خليفة موسي في بني إسرائيل . قال و إن ادعوا أن المراد بذلك الوزارة قلنا ماالمراد من الوزارة هل هي ماتشاكل الوزارة للملوك أوالمعاونة بحيث إن غاب أحدهما كان الآخر مؤازره . وساق الكلام إلي أن النبي ع لايجوز أن يستثني ما لايملكه و هوالنبوة مما يملكه و هوالخلافة. والجواب بما أن هارون كان شريك موسي في النبوة وخليفته فهذا ينقض كلاما بسيطا ذكره ومثله في هذاالإسهاب معجبا به كمثل رجل أطال فأعجبته الإطالة فقال لعربي عنده ماالعي عندكم قال ماكنت فيه منذ اليوم .

[ صفحه 326]

فإن قال هذاعين الإشكال لاغيره فإن الجواب عنه بما أنه إذا كان المعني من قوله ع أن جميع منازل هارون من موسي حاصلة لعلي مع النبي ص جاز أن يستثني النبوة و إن لم يكن ملكا له لئلا يتوهم متوهم أن الله تعالي قدجعل لعلي الشركة في النبوة كماكانت لهارون مع موسي ع . و قوله إن الخلافة يملكها رسول الله دون النبوة باطل إذ الإمامة عندالإمامية موقوفة علي تنصيص الله

تعالي كما أن النبوة موقوفة علي تنصيص الله تعالي و لو لم يكن هذا فإن إشكال الجاحظ زائل إذ قدبينا مايظهر منه أنه جائز أن يستثني ما لايملكه و هوالنبوة من الخلافة و لوكانت مما يملكه . قال و قدزعم قوم من العثمانية أن هذاالحديث باطل لتعذر تأويله .أقول قدبينا صواب وجه تأويله . قال ووجه آخر إن هذاالحديث لم يرو إلا عن عامر بن سعد فواحدة أن عامر بن سعد رواه عن أبيه و لوسمعنا من سعد نفسه لم يكن حجة علي غيره كالحجة علي علي في شهادته لأبي بكر وعمر بأنهما سيدا كهول أهل الجنة. و ألذي يقال علي هذا أنه كذب صريح ينبهك عليه ويدلك ماذكرناه

[ صفحه 327]

عن قرب في ذكر طرقه . و أما قوله كالحجة علي علي في مدحه أبابكر فإنا قدبينا كذب الجاحظ جدا وجهله للقرآن وجهله بالحديث وتهمته وبغضته أمير المؤمنين ص و من كان بهذه الصفة لايعتمد علي قوله . ثم من الفظيع أن يأتي مخاصما شرف أمير المؤمنين برواية يرويها غيرمسند لها إلي أشياخ و لامحيل بها علي كتاب فهو في هذاكالبقة في مصادمة العقاب والنملة في مصادمة أسود غاب ثم كيف يقول أمير المؤمنين ع هذا مع

قوله المعروف المشتهر جدا فيا لله وللشوري و قوله عبدت الله قبلهما وبعدهما. و لو لم يقل فمزاياه دالة عليه مانعة له من قوله ماسبقت الإشارة إليه . ثم كيف يقول علي ذلك رادا علي رسول الله ص بتفضيله علي البشر حسب مانطق به الأثر. ثم من عرف حال المحدثين المعتبرين وقدحهم في الأخبار كالدار قطني وشبهه والأعمش مطلقا اتهم صحيحها المنزه عن التهمات فكيف مرجوحها الملتحف بالتهمات الظاهرات .

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 328]

ثم روي الرواية عن عامر أن النبي ع قال إلا أنه ليس معي نبي هكذا رووه عن عامر بن سعد. وأقول إنه لوروي علي هذاالوجه ماقدح في الغرض إذ كان الله تعالي حكي عن موسي اخلفُنيِ فِي قوَميِ و قدقرر الجاحظ أن هذه الخلافة ماكانت و النبي ع حي فتعينت بعدوفاته تصديقا للرواية. ثم إن قوله هكذا رووه من ألذي رواه كذا بحوث سمريه في مقام البراهين اليقينية و هذانقص محض وزلل بين ولغط ظاهر. ثم بيان فساد الرواية كون الجنة ليس في سكانها كهول و مايبعد من خاطري أن الكهل في الجنة ابراهيم الخليل وحده فإذن يكون منصوره سيد ابراهيم الخليل والجميع يأبونه

و إن كان المراد به سيدا من مات كهلا في الدنيا فإذن منصوره سيد رسول الله ص وغيره من الأنبياء الذين ماتوا كهولا و هويأباه و إن لم يأب ذلك فهو كافر. و قال إن النبي ع قال هذاخالي أباهي به

-روایت-از قبل-788

فليأت كل امر ئ بخاله تفضيلا له علي كل خال في الأرض و قد كان علي خال جعدة بن هبيرة و لم يستثن أحدا.

[ صفحه 329]

أقول إنه إذا كان القول لايسند إلي برهان أمكن أن يقول قائل إن أخس الخلق الجاحظ فعلي هذا هوأخس من كذا وكذا من فنون الحيوانات و كما أن هذا لايقوم منه عرض فكذا هذا. و مع الإضراب عن هذافما البرهان علي أن جعدة كان موجودا حتي يتوجه الإيراد.أضربت عن هذا فإن هذامخصوص بكمال شرف أمير المؤمنين ع في الفنون من العلوم وغيرها من صنوف الخصائص المورقة الغصون .أضربنا عن هذا فإن في الآثار النبوية من طريق الخصم مايشهد بأن أمير المؤمنين ع وشيعته خير البرية و أنه سيد البشر و أنه سيد العرب و أنه وجماعة من أهله سادات أهل الجنة من طريق من لايتهم . وأيضا فإن الناس اختلفوا في أفضل

الصحابة و لم يذكروا الخال المشار إليه فأراه علي هذا لارافضيا و لاسنيا و لاخارجيا و لامتعلقا بمذهب من مذاهب المسلمين فيكون منافقا. ثم إن عدو السنة أراد أن يضع من علي ع فوضع من منصوره مبالغا بيانه . إن أولاد الأشعث بن قيس حضروا عندمعاوية بن أبي سفيان ففخر أولاد ابنة أبي قحافة علي إخوتهم من النخعية وكثروا فقال أولاد النخعية و الله لقد تزوج أبونا أمكم و هومأسور علي حكمه وتزوج أمنا و هومطلق علي حكمها.

[ صفحه 330]

و إذاتقرر هذافليكن خال رسول الله ص أشرف قدرا من منصوره و هويأباه و لو لم يأبه فلايرضي بذلك أحد من أهل السنة ويرون الجاحظ بذلك سابا لأبي بكر رضوان الله عليه وسب خلصاء الصحابة محذور فاعلم ذلك . ويمكن الرد علي هذابأن أبابكر لم يكن خالا في زمن رسول الله ص والإشكال إنما هومتوجه بهذا ثم إن الجاحظ مرمي بمذاهب المعتزلة فالمذاهب الأشعرية تتبرأ منه والمذاهب الحنبلية تتبرأ منه والمذاهب المالكية تتبرأ منه وكذا الشافعية والمذاهب الشيعية تتبرأ منه والمذاهب الكرامية تتبرأ منه و إن كان علي قواعد المثبتين الجواهر و مايبعد فقواعد القائلين بالصانع تتبرأ منه إذ مذهبهم آئل إلي ذلك و هونفي الصانع

و من كان هذاأشرف حليته فغير بدع الانحراف منه علي أمير المؤمنين ع وشيعته و أبوبكر وعمر يبرءان منه إذ لم ينقل عنهما إيغال في الطعن مع أن عمر مع ألذي عنده من حزونة المزاج والخشونة كان المثني عليه علي مارواه القوم يعتمد علي رأيه و يقول لو لا علي لهلك عمر ونحو هذا و قدأثبتناه فيما سلف و لاالمعتزلة راضية عنه إذ لاأعرف أحدا منهم يقول ألذي يقول بل فيهم من بلغنا أنه رد عليه وسخف رأيه وهذاه أحسن الله تعالي جزاء ذاك و هو أبو جعفرالإسكافي حسب ما

[ صفحه 331]

رأيت في كلام ابن عباد و له مقامات ساميات في تفضيل أمير المؤمنين ص وأحسن جزاء ابن عباد فيما قصد إليه . و عندالخصوم

أن رسول الله ص قال كونوا مع السواد الأعظم

-روایت-1-2-روایت-27-51

و هذاملقح الفتن عدل عن فنون الطرق وسلك في سبيل وعر جدا فحاق به غضب الله وغضب رسوله وغيرهما.أقول إن المشار إليه ذكر حديث المؤاخاة وادعي أن المؤاخاة كانت بين علي وسهل بن حنيف وادعي أن هذا لادافع له وأورد علي نفسه أن تكون المؤاخاة بين علي وسهل و بين النبي

و علي و ذلك لايتنافي وأورد علي ذلك أنه لم يجد بذلك إسنادا يثق به أصحاب الحديث و أنه كان ينبغي أن يؤاخي بينه و بين أفضل الأنصار حيث رضيه لنفسه . و ألذي يقال علي الجاهل بالكتاب والسنة عدو أمير المؤمنين ع إنا قدروينا فيما سلف الحديث من طريق ربع المنتسبين إلي

[ صفحه 332]

السنة أحمد بن حنبل و من الصحيح لرزين العبدري و من طريق ابن المغازلي و من طريق الحافظ ابن مردويه و ليس أحد من هؤلاء رافضيا خاصة مع تصحيح رزين للطريق فإذن الحديث في الصحيح برزين وبمن روي عنه فظهر زلل الجاحظ عدو الدين . أما أنه كان علي قود ماادعيناه أن يؤاخي بينه و بين أفضل الصحابة حيث رضيه لنفسه فهذيان إذ وجه المصالح يعرفها الحاضر ويجهلها الغائب و مايدرينا ماالوجه ألذي يراه رسول الله ص في ذلك و مايدرينا أن غيرسهل خير منه والبواطن إلي الله إلا أن ينص رسول الله ص أن فلانا أفضل من فلان كمانص في علي ع . ثم من وافق الجاحظ أن أمير المؤمنين كان أخا لسهل بن حنيف و أمامؤاخاة النبي لعلي ع فإنها

بالقرائن دالة علي تخصيصه له بالمنزلة وبقوله تركتك لنفسي . وأقول إن الجاحظ رد التعلق في نفي إمامة أبي بكر رضوان الله عليه بكونه كان في جيش أسامة في حال مرض رسول الله ص و كان يحث علي إنفاذ الجيش ويكرره إلي أن قبضه الله تعالي وأورد علي ذلك أن أحدا ماأنكر عليه الرجوع و لو كان خطأ أنكر. وللجارودية أن يجيبوا عن ذلك بأن الوقت كان أشغل من الإنكار لمرض رسول الله ص المخوف و قديعرف قوم بقدومه و قد

[ صفحه 333]

لايعرف و قديتوهم قوم أنه ورد لضرورة فلاينكرون أو أن أسامة أنفذه فلاينكرون أو أنه ليس بالمهم كونه في الجيش و لا هوالمقصود فلاينكرون أو أن بعضا عرف الخطأ وعياذا بالله و كان له غرض في قدومه فما أنكره .أضربنا عن هذا فإن غرض الجارودية يحصل بمجرد كون النبي حث علي تبعيده عن المدينة عندمرضه المخوف و هودون تدبير الرئاسة. قال و مايقرب من قولنا كون النبي ع قال انفذوا و لايليق بهذا الخطاب إلا أبوبكر. و هذه دعوي لايرضاها أصحاب النظر يرد عليها موارد كثيرة يفهمها العيي فضلا عن الناقد والمقصر فضلا عن المبرز. قال ووجه آخر و هوأنك لوجهدت أن

تجد بحديث من زعم أن أبابكر كان في جيش أسامة أصلا لم تجد. و ألذي يقال علي هذا أن من لايتهم في شرفه وسداده حكاه عن البلاذري و هوبموضع الضبط

[ صفحه 334]

عندهم ورواه أبوبكر الجوهري في كتاب السقيفة و لاأراه بموضع تهمة أصلا

عن أبي زيد قال حدثناحماد بن سلمة عن هشام بن عروة عن أبيه أن رسول الله جهز جيشا واستعمل عليهم أسامة بن زيد وفيهم أبوبكر وعمر

-روایت-1-2-روایت-65-138

. وروي محمد بن جرير و هوإمامي من طريق الواقدي أن أبابكر وعمر كانا في جيش أسامة.

[ صفحه 335]

و إن قيل إن ابن جرير موضع تهمة قلت قدأحال علي شيخ معروف لايتهم فلينظر كلامه . وتعلق بكون منصوره صلي بالناس والجارودية تمانع عن ثبوت ذلك .أقول إني قدرأيت الوفاء بما وعدت به من ذكر الأحاديث المتعلقة بفضل أبي بكر رضوان الله عليه وأقول عندها مايجي ء علي مذهب الجارودية و أنابري ء من الزيغ .ذكر الجاحظ أنهم يروون

عن النبي ع ليس أحد أمن علينا بصحبته وذات يده من أبي بكر

-روایت-1-2-روایت-17-68

أنه قال لوكنت متخذا من هذه الأمة خليلا لاتخذت أبابكر خليلا ولكن ود وإخاء

-روایت-1-2-روایت-13-83

قال وأعجب من هذا مايروون

أن النبي

ع قال في شكاته وقبل وفاته إن خليلي منكم أبوبكر

-روایت-1-2-روایت-3-69

. و ألذي يقال عند هذاإنا قدبينا أن رواية الخصوم لاتقبل في معارضة

[ صفحه 336]

الخصم و هوالجاحظ فقد تضمن كتابه هذا أن أمثال هذه الأحاديث لاعبرة بها وعول علي الغار ونحو ذلك و لاأستبعد أني حكيته بفصه . ثم إن قوله أمن يمكن أن يقال أنه أراد بمن علينا بذلك والجارودية يقول لسانها لاينبغي أن يمن بالصدقة علي غير رسول الله ص فكيف هو و هوصاحب الحقوق الجمة قال الله تعالي لا تُبطِلُوا صَدَقاتِكُم بِالمَنّ وَ الأَذي. و أماحديث الخلة والإخوة فيحتاج إلي أن يعرف من الراوي له من الخصوم فإن كان ضعيفا عندهم بطل التعلق به رأسا عندنا وعندهم و إن كان عندهم موثقا وبنوا علي روايته فإن الجارودية لاتتقبل رواية خصم لتهمته وتهمة من وثقه وكذا يقولون أعني الجارودية عند قوله اقتدوا بالذين من بعدي مع أن راويه عبدالملك بن عمير يقال أنه قتل

-قرآن-312-354

[ صفحه 337]

رسول الحسين بن علي ع و لانعلم إلي من أشار بالاقتداء وأين المصحح لهذه الرواية. وكذا يقال شيء من هذا علي قوله سيدا كهول أهل الجنة مسندا الرواية عن علي .أقول إن الجارودية يقول لسانها لو كان عندالجاحظ حياء

ماأورد علينا مثل هذاإذ هوحديث من لايدري ما يقول كيف يكذب أمير المؤمنين نفسه و رسول الله ص وكيف يرد علي معانيه وسؤدده ماشهدت به من الفضيلة علي غيره والفخر له علي من سواه إذ كان رسول الله ص شهد له بالفضيلة العالية والمذاهب السرية والأخلاق العلية مشرفا له بها علي غيره ظاهرا بها علي من عداه و قدسلف بيان ذلك . مع أن الجاحظ كفانا المئونة بضعف أمثال هذا و قدسلفت زيادة إيضاح في معني قوله سيدا كهول أهل الجنة. وكذا يقول لسان الجارودية علي مثله من شهادة علي للجماعة بالجنة وكذا يقولون علي مايروون من خبر الأحجار وقعود الثلاثة عليها وأنهم

[ صفحه 338]

الخلفاء من بعدي .

وراوي الحديث يعقوب بن أبي شيبة قال حدثني يحيي بن عبدالحميد قال حدثناحشرج بن نباته عن سعيد بن جمهان عن سفينة مولي رسول الله عن النبي ع قال ابن الوليد المحدث ببغداد

-روایت-1-2-روایت-159-186

إن يحيي بن عبدالحميد تكلم فيه أحمد بن حنبل واختلف الناس في جرحه وثقته و أماحشرج بن نباته فإن محمد بن حبان صاحب كتاب المجروحين و هولنا عدو قال ماصورته حشرج بن نباته يروي عن سعيد بن جمهان روي عنه

حماد بن سلمة ومروان بن معاوية كان قليل الحديث منكر الرواية لايجوز الاحتجاج بخبره إذاانفرد

روي عن سعيد بن جمهان عن سفينة أن النبي ع وضع حجرا ثم قال ليضع أبوبكر حجرا إلي جنب حجري ثم ليضع

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 339]

عمر حجرا إلي جنب حجر أبي بكر ثم ليضع عثمان حجره إلي جنب حجر عمر ثم قال هؤلاء الخلفاء من بعدي

-روایت-از قبل-103

أخبرناه أبويعلي قال حدثنايحيي الحماني قال حدثناحشرج بن نباته عن سعيد بن جمهان عن سفينة. وكذا روي غير هذامما لايعتمد عليه هوفكيف الخصم وروي حديث الميزان ألذي وضع فيه أبوبكر وعمر وعثمان في منام يرويه أبوبكرة لمعاوية و قدورد وافدا عليه طريق الرواية رواه أبوبكر الجوهري عن أبي يوسف قال حدثناسودة بن خليفة و موسي بن إسماعيل والأسود بن عامر بن شاذان ومعني حديثهم واحد قالوا حدثناحماد بن سلمة عن علي بن زيد و هومقدوح فيه عندهم وكذا علي

[ صفحه 340]

بن زيد و عبدالرحمن عمه زياد ساب أمير المؤمنين ع و أبوبكرة أخو زياد ابن أبيه ساب أمير المؤمنين ع والوفادة إلي الشام والجلساء شاميون . إذاعرفت هذا فإن الجارودية تخرف شيخا يورد مثل هذا علي خصومه قال وقالوا

قال النبي ص إن الله بعثني إليكم

جميعا فقلتم كذبت و قال لي صاحبي صدقت فهل أنتم

-روایت-1-2-روایت-18-ادامه دارد

[ صفحه 341]

تاركي وصاحبي

-روایت-از قبل-18

و ألذي يقول لسان الجارودية علي هذامثل ألذي قال علي غيره . ثم إن قوله أن جميع الناس كذبوه إلا أبابكر فإنه مشكل لثبوت تقدم إسلام غيره عليه وبلا خلاف خديجة. ثم ماأغث سياقه عند من اعتبر أكد هذابمثله وتعلق أيضا بقولهم

إن النبي ع قال إن أبابكر لم يسؤني قط

-روایت-1-2-روایت-22-47

و هذايرد عليه شيءمما أورده الجارودية علي مثله و هوظاهر التناقض مؤكد بكونه لم يسؤه في الماضي بيانه لفظة قط و علي هذافقد كان النبي لايسؤه كفر أبي بكر رضوان الله عليه والقول بذلك كفر. و قال بعد هذا مامعناه فإن كان مارويتموه في شأن علي حقا و مارووه في شأن أبي بكر حقا لزم التناقض وجهل الحال فيما يبني عليه من ذلك . وأقول إن الجارودية تقول أما ماروي من طرقكم لنا ووثقتم راويه فلامرية في أنه حجة عليكم و في نفس الأمر إذاأنصفتم لأن ذلك بعيد عن التهمة و مارويتموه لكم ووثقتموه فإنه مرجوح للتهمة و مارويتموه

[ صفحه 342]

علينا ووثقتموه فإنه مرجوح لامحالة عندنا وعندكم .

و إذاتقرر هذا فلاوجه للتوقف إذ الروايات في جانب أمير المؤمنين ع وفضله رواها الخصم ووثق رواتها وصححها كماسلف والمصحح عندهم في نصرتهم لايقف بإزاء ذلك علي ماسلف فكيف إذا كان ضعيفا عندالخصم . و إذاتقرر هذاوضح ماتقوله الإمامية وخفي ماعداه و لايورد علي هذامنصف والتكلف والمدافعة لاوجه له عند من كان ذا حياء وأنفة و الله الموفق . وكرر حديث صلاة أبي بكر بالناس و لايعرف ذلك إن ثبت أنه صدر بإذن رسول الله ص و لوثبت فلايدل علي إمامة ورئاسة عامة. وقرر كون الصلاة لاتكون إلابإذن من رسول الله ص حيث لم يقع إنكار. والجارودية تقول علي هذاإنه لامانع أن يكون المسلمون رأوا رجلا يصلي بالناس فتوهموا أن ذلك عن رضي و لايدرون باطن الحال فلم ينكروا. وعارض كون ذلك لا يكون عن إذن بأنه كيف يتقدر أن يجي ء رجل من

[ صفحه 343]

تلقاء نفسه يصلي . والجارودية لها أن تقول لامانع أن يكون بعض من كان عند النبي ع أشار بذلك و النبي ع لايعلم والمرض شاغل خاصة مرض الموت . وعارض من نازعه في الإجماع علي أبي بكر بالخلافة بأنه

لايعتد بالخلاف و فيه إشكال علي مدعي إمامته إذ كان النص غيرمعروف والإجماع ممتنع فتضعضعت أركان الرئاسة. وعارض بتخلف من تخلف عن أمير المؤمنين ع . والجواب عنه لوثبت بأن الإمامية لاتبني علي الإجماع بل علي النص المروي من طرق العامة والخاصة وبالأفضلية وتقرير ذلك في كتبهم واضح ليس هذاموضع ذكره . والمباحث لاتكرر في كل كتاب و لاينطق بهالسان الأقلام مع كل باحث بل مع أرباب الأهلية وذوي الأذهان المعتبرة الناقدة و إلي الآن ماعرفت ذلك جري و لارأيته روي رواية يصلح لناقد التعلق بهابل روايات مرسلات جدا و هوضعف بين . ومنها مارددناه من غير هذاالوجه بل أبنا ضعفه من طرفهم بل ألذي رأيته فيما بحثناه ودافع عنه طريقنا إليه من طرقهم أقوي من طرقهم فيما

[ صفحه 344]

يختصون به إلي مايرومونه . ولنا في منع إجماعهم مواد كثيرة قدتضمنتها طيات الاجتهاد وحوتها أكف الإرشاد. وادعي لمنصوره فضلا راجحا كاملا علي فضل غيره والجارودية تنازع في ذلك بما يروي من طريق الخصم رادا علي هذاالقول من الطرق المعتبرة الواضحة والمزايا المعلومة لأمير المؤمنين غيرمستفادة من نقل خاص وخبر

معين و لو لم يكن إلا مارواه أرباب الحديث من قول ربع السنة أحمد بن حنبل ماجاء لأحد من الصحابة من الفضائل ماجاء لعلي بن أبي طالب لكفي فكيف والأمر أجلي من هذا وأبين . وذكر حديث طلحة وخروجه عليه وعائشة وحرب أهل الشام وادعي أن سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل طعن عليه و علي طلحة وذكر شيئا من ذلك عن أسامة. و ألذي يقال علي هذاإنا قدأوردنا من طريق الخصم أن الحق مع

[ صفحه 345]

علي ع و إذاتقرر هذا كان الدرك علي الممتنع لا علي الممتنع منه . و أماحديث طلحة وعائشة فإن من عرف السيرة عرف أنهما كانا أصل وقعة البصرة القادحين في عثمان عرضاه للمتالف ثم خرجا آخذين بدمه و هذا لايجهله إلاجاهل بالسيرة جدا إذ هوظاهر عندالعدو العارف فضلا عن الصديق المؤالف . ثم إن أمير المؤمنين ع عندالجاحظ وغيره من المسلمين وقعت البيعة له وصحت و إذاتقرر هذافينبغي أن يقوم البرهان علي جواز الخروج عليه و ماعرفناه . ولهذه المباحث مواضع معروفة و هذا ألذي ذكرنا فيه مقنع إذ هوكيف تقلبت الحال أقوي من كلام الجاحظ عند من اعتبر وأنصف والمدافعات باب لايغلق إلابيد

الإنصاف . و لوأني مثلا أوردت ماأعرف مفصلا لأمكن الجاحظ أن يقول لانسلم و أن أحيل علي كتاب لهم يقول لاأقبل و إن قبل تأول و إن تأول عاند في تأويله و إن لم يتأول أضرب عن الجواب شرع في فحش أوقطع الحديث مارا في غلوائه ساريا في بيداء أهوائه . ونبرهن علي هذا ماأظهرناه عليه من البهت وفنون المدافعات عيانا

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 346]

و قدأسلفنا مايلزم من الدرك في الطعن علي أمير المؤمنين ع والمباعدة له من طريق القوم . ولنذكر ماروي من قول النبي ع إنك تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين

-روایت-از قبل-173

من طرق القوم إن شاء الله تعالي . قال أبوعمر الحافظ ابن عبدالبر صاحب كتاب الاستيعاب المغربي وروي من حديث علي و من حديث ابن مسعود وحديث أبي أيوب الأنصاري أنه أمر بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين . وروي عنه أنه قال ماوجدت إلاالقتال أوالكفر بما أنزل الله يعني و الله أعلم وَ جاهِدُوا فِي اللّهِ حَقّ جِهادِهِ و ما كان مثله هذاآخر كلامه . ثم قال وذكر أبو الحسن علي بن عمر الدارقطني في المؤتلف والمختلف قال حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا قال حدثناعباد بن

يعقوب قال حدثناعفان بن سنان قال حدثنا أبوحنيفة عن عطاء

-قرآن-298-333

[ صفحه 347]

قال قال ابن عمر ماآسي علي شيء إلا علي ألا أكون قاتلت الفئة الباغية و علي صوم الهواجر. وأقول

إن الشيخ العالم الفاضل يحيي بن البطريق روي في كتابه العمدة من الجمع بين الصحيحين قال وبالإسناد المقدم ذكره عن أبان بن سليمان عن النبي ص قال من سل علينا السيف

-روایت-1-2-روایت-161-ادامه دارد

[ صفحه 348]

فليس منا

-روایت-از قبل-13

أقول إنه أراد و الله أعلم من ديننا و قدأسلفت أن عليا من رسول الله بمنزلة الرأس من الجسد.

وروي أخطب خطباء خوارزم حديثا مرفوعا إلي أبي سعيد الخدري صورة لفظه أمرنا رسول الله ص بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين قلت يا رسول الله أمرتنا أن نقاتل هؤلاء فمع من قال مع علي بن أبي طالب معه يقتل عمار بن ياسر

-روایت-1-2-روایت-75-237

ورفع حديثا آخر إلي عبد الله قال خرج رسول الله ص فأتي منزل أم سلمة فجاء علي فقال رسول الله هذا و الله

-روایت-1-2-روایت-39-ادامه دارد

[ صفحه 349]

قاتل الناكثين والقاسطين والمارقين من بعدي

-روایت-از قبل-49

ورفع حديثا آخر إلي أبي أيوب نحو حديث ابن معبد ورفع حديثا آخر إلي النبي ع أنه

قال لعمار تقتلك الفئة الباغية ثم قال أخرجه مسلم في الصحيح

-روایت-1-2-روایت-84-153

[ صفحه 350]

و قال أخطب خطباء خوارزم فيما رواه في كتاب المناقب إن عليا ع فسر الناكثين بأصحاب الجمل والمارقين بالخوارج والقاسطين بأهل الشام

-روایت-1-2-روایت-58-143

و من كتاب الطرائف عن الخطيب أن أباأيوب فسر الناكثين والقاسطين بما فسره أمير المؤمنين ع و قال و أماالمارقون فهم أهل الطرفاوات و أهل السعيفات و أهل النخيلات و أهل النهروانات و الله ماأدري أين هم ولكن لابد من قتالهم .

[ صفحه 352]

و قد كان يونس بن حبيب يقول أحب أن أتولي حساب ثلاثة منهم طلحة والزبير ما ألذي نقما علي علي حتي خرجا عليه أوشيئا شبه هذاالمعني . هذا مانقلناه علي سبيل التخصيص و أما مايقال علي سبيل العموم

فإن ابن المغازلي الشافعي روي بإسناده عن ابن عباس رضي الله عنه قال قال رسول الله ص أتاني جبرئيل ع بدرنوك من

-روایت-1-2-روایت-100-ادامه دارد

[ صفحه 353]

الجنة فجلست عليه فلما صرت بين يدي ربي كلمني وناجاني فما علمني شيئا إلاعلمه عليا ثم دعاه إليه فقال يا علي سلمك سلمي وحربك حربي و أنت العلم فيما بيني و بين أمتي بعدي

-روایت-از قبل-186

. وذكر كلاما عن الشعبي لاطائل فيه

و هوعدو مبين من حزب عبدالملك و قدكانت للشعبي قصة في السرقة للدراهم و لاينبغي أن يقبل قول سارق و هو مع ذلك خليط بني مروان و أمير المؤمنين مشنوؤهم ص . قال عن الشعبي إنه لم يشهد الجمل ممن شهد بدرا أكثر من أربعة وقول الشعبي كلا قول و لو لم يشهد من أهل بدر إلاأربعة فإن الدرك عليهم إذ البيعة وقعت لأمير المؤمنين ع وصحت عندالخصوم فالمتخلف زاهق والناهض معه موفق لاحق و من عرف السير وعرف أصل القاعدة في حروب أمير المؤمنين ع كان

[ صفحه 354]

المصوب له و إن لم يرد حديث بأن موافقته صواب والعدول عنه خطأ.أول الحال أن أصحاب الجمل نقموا علي عثمان مانقم عليه غيرهم وكانوا محاربيه معاديه و علي مخاصم طلحة علي حمل الماء إليه وعائشة فحاله معها معلوم رواه الرواة ودونوه و قدذكر جملة منه صاحب كتاب الاستيعاب ألذي لايتهم فلما قتل عثمان شرعوا مطالبين عليا بدمه إلا أن خروجهم كان لغير ذلك لأنه لم يتجدد من علي شيءأصلا يخاصمونه عليه ويؤاخذونه به و لاطالت له مدة يحدث فيهاحوادث و لاعرفت محقا و لامبطلا ادعي ذلك

. ثم شرع معاوية يطالب بدم ابن عمه عثمان محاربا أمير المؤمنين ع باغيا عليه فكان ما كان .

و قد قال مولانا أمير المؤمنين ع فأينا كان أهدي لمقاتله

-روایت-1-2-روایت-37-62

ثم كان من الخوارج ما كان قهروه علي التحكيم فلما فعل حاربوه عليه و هذه أمور لايبني عليها من حديث خاص بل هذه سير يعرفها الخائضون في السير بل من قاربهم فضلا عن الإيغال معهم فيما أوغلوا فيه .

[ صفحه 355]

واعترض الطعن بخلاف سلمان علي أبي بكر بوهن حاله في الإسلام و هودفع للمعلوم وبأنه ولي لعمر بن الخطاب وبأنه كان عندعمر معظما و لا يكون عنده معظما من يطعن في أبي بكر ونبه علي ذلك بأن عمر نازل أبابكر في خالد بن سعيد لماعقد له علي أجناد الشام لماوقعت منه كلمة في بيعة أبي بكر حتي عزله . و ألذي يقال علي هذه الجملة أن أباعمر صاحب كتاب الاستيعاب المغربي قال في جملة صفاته أول مشاهده الخندق و لم يفته بعد ذلك مشهد مع رسول الله ص و كان خيرا فاضلا عالما زاهدا متقشفا وذكر جملة حسنة من حال زهده وتقشفه .

[ صفحه 356]

إذاعرفت هذافما بعد هذامرتبة في رفعة. فإن قيل هذا شيء علي غيرالرأي والاعتبار فإن

الجواب عنه بما أن عمر رضي رأيه واستنبله إذ جعله في مقام كسري بالمدائن و أما أنه لو كان طعن علي أبي بكر رضوان الله عليه ترك استنابته قياسا علي خالد فإن الجواب عنه بما أن الأمور استقرت وانتظمت ورأي من قاعدة سلمان سدادا ومعرفة باللغة العجمية وهي بمقام العدم في العرب فولاه بلادا اللسان فيهااللغة العجمية و قديغضي العاقل عن شيءلشي ء كمايكره شيئا لشي ء. و لم يكن ذا قوم يخاف علي الملك منه ويحاذر عليه بطريقة فهاتان علتان اقتضت تقديم سلمان العجمة وعدم القوم ومنع من تقديم خالد الكلمة المشار إليها وحصول القوم الذين لهم الشكيمة والقوة. و أما أنه ولي لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه فلأن الدين قاض بأنه إذارأي الإنسان مصلحة للمسلمين دخل في ولاية من كان و من ألذي شهد علي نية سلمان بأنه كان يمضي الأمور وينوي بذلك أنه نائب لعمر بن الخطاب رضوان الله عليه . وفسر كلمة سلمان رحمه الله تعالي في شأن البيعة كرداد ونكرداد بمعني أنكم صنعتم و ماصنعتم و أن المراد من ذلك أنكم أقمتم فاضلا

[ صفحه 357]

مجربا و لو كان غيره أفضل منه

. و ألذي يقال علي هذا أن الجارودية يكفيهم تفسير الجاحظ إذ سلمان أنكر ماجري إذ قدموا المفضول علي الفاضل إذ لو كان جيدا ماأنكره و لايرد علي هذالعل في تقديم المفضول مصلحة اقتضت تقدمه إذ لو كان ذلك كذلك لماأنكره سلمان .إما أن يكون المراد من قوله صنعتم و ماصنعتم صوابا أوبالعكس فإن كان الأول والثاني كان متناقضا لايقع من سديد إذ يكون المعني صنعتم صوابا بتقديمه و ماصنعتم صوابا بتقديمه و إن كان الثالث كان محصلا لغرض الجارودية والرابع باطل بالإجماع منا و من الجاحظ مع أن صورة ماأثبته بعض الثقات من صورة الكلمة كرديد ونكرديد وحق ميره ببرديد يعني فعلتم و مافعلتم وحق الرجل أذهبتم أي بايعتموه في حضرة الرسول و لم تفوا بالبيعة فكأنكم لم تبايعوه وأذهبتم حقه .منع دعوي من ادعي أن بلالا أنكر علي أبي بكر وعمر بكونه ولي لهما دمشق .أقول إن لسان الجارودية أجاب عن مثل هذا في حال سلمان . وادعي أن المقداد كان متنكرا لأمير المؤمنين ع مقويا بذلك

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 358]

أنه ماأنكر خلافة أبي بكر. و لانعرف هذاالتنكر بل المقرر عندالإمامية خلافه ويكفي الإمامية في الإيراد مخالفة من خالف و لو لم تثبت إلامخالفة خالد بن

سعيد في كلمته لكفي و ماقررته الإمامية من إنكار علي وجماعته و هوبحث طويل ذكره الأصحاب في كثير من كتبهم . وحكي قصة كاذبة لاأصل لها مكذبة رسول الله ص

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 359]

في قوله إن الحق مع علي منافية شرف أمير المؤمنين مرجحا قول ضباعة علي قول أمير المؤمنين ع . و إذابنيت المباحث علي هذافلقائل أن يقول إن الجاحظ كذب علي الله ورسوله غيربانين ذلك علي أصل و كما أن هذا لاينبغي قبل ثبوته فكذا ذاك .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 360]

وذكر شيئا يتعلق بحال عمار وطعنه علي عثمان و ليس هذاغرضا طائلا فنتحدث عليه و أنه ما كان ذلك قبل إحداثه وذكر شيئا يتعلق بطاعة عمار لعمر و أن أباذر كان يعظم عمر قال و لواعترضتم مائة من أصحاب النبي ص فقلتم إنهم كانوا طعانين علي أبي بكر مؤكدين خلافة علي ما كان عندنا في أمرهم حديث قائم و لاخبر شاهد. و قال إن حكم الممسك الرضا والتسليم . وأقول إن هذاغلط لأنه إذاكانت الخلافة فرع الوفاق وثبت أنه لاينسب إلي ساكت قول وقف الدليل إلا أن يقال إنا نعلم أن كل

ساكت راض بباطنه و هو من الباطل ألذي لايشتبه علي بصير. ومدح سيرة أبي بكر رضوان الله عليه و هويشكل إذ خلافة المشار إليه مبنية علي الإجماع و إذاامتنع أشكل شكر شيءمما جري فرعا عليها والإجماع متعذر فالشكر ممتنع بيانه أن الإجماع إنما يتقرر إذااتفق جميع أهل الإسلام ما بين المشرق إلي المغرب والجنوب والشمال والعلم بهذا ممتنع فامتنع مايبني عليه فامتنع شكر ماتفرع عن الخلافة فتبرهن الإشكال علي مذاهب الجارودية.

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 361]

و إن ادعي مدع أن محصل الإمامة غير ذلك من صنوف الإجماع فلنذكره و لاأري إلي ذلك سبيلا. و قال ماالشي ء ألذي كان علي أجزأ منه فيه و لم تكن الفتن إلا علي رأسه و لم تغلق الفتوح إلا في زمانه . و ألذي يقال علي هذاإنه تعرض برسول الله ص وسب له إذ سبه سبه كماسلف وأذاه أذاه و قدسلف أن عليا علي الحق فإن كان الجاحظ أراد أنه كان علي الخطأ فقد كذب رسول الله و إن ذهب إلي أنه كان فيما فعل علي الحق فلاعيب و إن قال لم يكن فيه علي غلط و

لاصواب بل هوأمر عارض فلاحيلة و لاذنب علي من لم يجن وكلام الجاحظ يظهر منه التنقص . و أماالفتن إذااعتبرت فإن لسان الجارودية يقول إن مسببها الشوري إذ جعل علي أسوة بغيره من أصحاب الشوري مع ألذي روي من لايتهم من كون عمر رضوان الله عليه قال إن ولوها عليا حملهم علي المحجة وسنذكر دليل قوله وربما ذكرنا عيبه غير علي وإنما أخذ علي علي الدعابة و قدبينا أنها أخلاق النبوة فالطعن علي علي بهامشكل فلما كان أحد ستة

-روایت-از قبل-912

[ صفحه 362]

تعلقت خواطر الحمية بها و علي كان يري نفسه حقا المحل القابل لها و أنه مستحق الخلافة فلما ولي عثمان ولي علي ضعف بمن عداه من رجال الشوري المتشوقين إلي الخلافة المتقوين بإدخالهم في الشوري وضم إلي ذلك حوادثه فقتل و كان الحادث ألذي جري بالبصرة بسبب قتله واختلاف الجماعة علي علي ع ثم كان فرع قتل عثمان صفين وقيام معاوية في الأخذ بثأره ثم كانت الواقعة الخارجية بسبب حرب صفين . و قدبينا مع قطع النظر عن النصوص الناصرة أمير المؤمنين ع أنه لم يكن سبب شيءمما جري

و أنه بمقام من بغي عليه عن قرب فكيف و قدثبت أن رسول الله ص أخبر بما جري من مخاصمته للناكثين والقاسطين والمارقين و أن عمارا رحمه الله تعالي تقتله الفئة الباغية في الصحيح وتلك المحاربات كانت الشاغلة عليا ع عن الفتوح فليس عليه درك ولأن ألزم الدرك غيرمهمل لزم ذلك الأنبياء في تخلف من تخلف عنهم واختلال أحوال الرعية فيما صدر منهم و هوباطل لامحالة. وذكر شيئا يتعلق بحال سلمان في موافقته و ليس ذلك مما يثبت حقا أوينقض باطلا لضعف أصله .الإشارة إلي ماوعدت به من ذكر قول عمر رضوان الله عليه إن ولوها

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 363]

عليا حملهم علي المحجة فأقول إن السيد المعظم المرتضي حكاه عن البلاذري في تاريخه صورة اللفظ إن ولوها الأجيلح سلك بهم الطريق قال ابن عمر فما يمنعك منه قال أكره أن أتحملها حيا وميتا. ونقلنا من كتاب السقيفة تصنيف الجوهري مايناسب هذا و قدروي صاحب كتاب الاستيعاب في إسناد لاأتهم فيه أحدا علي السنة معروفا بقول باطل متصل يقول في سياق الحديث فقال ويحك يا ابن عباس ماأدري ماأصنع بأمة محمد قلت و لم و

أنت بحمد الله قادر علي أن تضع ذلك مكان الثقة قال إني أراك تقول إن صاحبك أولي الناس بهايعني عليا قلت أجل و الله إني لأقول ذلك في سابقته وصهره قال إنه كماذكرت ولكنه كثير الدعابة.

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 364]

و لم أثبت ماأعرفه من الطرق في ذلك إذ هذاالموضع موضع إيجاز الغرض منه ماينهض بالرد علي الجاحظ ومنع أن يكون سلمان رضي الله عنه قال ما قال من الكلام الفارسي لأنه كان يريد تثبيت إمامة علي ع والحاضرون عرب . والجواب بما أن المصدور ينفث و لو كان خاليا ويتأوه و لو كان فريدا و لمارأي سلمان أن الرئاسة قدخرجت عن يد أربابها وغلب عليها الأبعد دون الأقرب والمفضول دون الأفضل قال ما قال اتباعا لعادة المكروب عندكربته وشدته . قال و إذا كان جميع من حضر لايعرف تفسير الكلمة تعين أن يكون سلمان فسرها لهم و لو كان كذا لنقل . وأقول إن هذافاسد و مايدري الجاحظ أنه ماحضر المجلس من يفهم الكلمة إذ العرب كانوا مترددين إلي بلاد فارس وغيرها فبين مستجد وتاجر أومعاشرين لمن كان هذافنه . أما أن العرب الذين حضروا ماخلطوا أعجميا و لا من خالط أعجميا

عرفوا منه شيئا من كلام العجم فتحكم ساقط مدفوع لايذهب إليه ذو حس و أما أنه لو كان فسرها لنقل فممنوع إذ الجمهور ممن حضر كانوا

-روایت-از قبل-917

[ صفحه 365]

بمقام الانحراف عن أمير المؤمنين ع مع أنه ليس كل مقول منقولا و لا كل منقول متصلا. وتعلق بأن سلمان لو قال ذلك وعرف أنكر عليه شيع أبي بكر. والجواب عن هذابما أن أباعثمان بعيد عن الحكمة نازح عن التدبير الموزون ذو لفظ غثه أكثر من سمينه لايعرف وجوه الرأي و لايستوري زند الاعتبار فلهذا يتفوه بما يتفوه به وينهض تارة مع أمير المؤمنين ع وتارة مع العباسية وتارة مع العثمانية يريد بذلك رضا الجميع و ذلك موضع السفه إذ الجميع عند ذلك ساخطون عليه ذامون له عائبون عليه فعله قادحون في دينه . و إذاعرفت هذا فإن الحكمة قاضية بأن الأمور إذااستقرت أو مااستقرت وطعن فيهاطاعن يريد نقض إبرامها وتهويشها أن يلغي حديثه ويقع الإضراب عن مراجعته لئلا يتسع الحديث ويتنبه المتنبه ويراجع ذهنه الغافل ويعطف علي تنقيبه العاقل و يكون ذلك مادة لنقض الإبرام ودحض ماأظفر به الوقت من المرام . واعترض التعلق

بمخالفة خالد بقوله يابني عبدمناف أرضيتم بأن يلي هذاالأمر غيركم بأن قال إن خالدا إن كان أراد عموم بني عبدمناف فليس لقول خالد معني و إن كان في قوم دون قوم فليس هوعاما و إن كان في عبدمناف للشرف والقرابة فالعباس أولي بذلك من علي

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 366]

وجميع بني عبدمناف .أقول إن الجارودية تستفسر أباعثمان فإن قال أردت بالشرف العلم والفضل والزهد والجهاد والمعاني النفسانية والكسبية فإن العيان يكذبه ولسان النبوة ولسان السيرة و إن أراد بالشرف تعظيم الرسول له وتعظيم الله له فقد كذب و إن أراد بالشرف أن العباس كان أكبر من علي فليس ذلك موضع الشرف و إن أراد أنه كان عندالصحابة أكبر قدرا من علي فقد كذب ولئن كان هذافهو قدح في الصحابة عظيم إذ يرجحون العباس رضي الله عنه علي علي ع ويؤيد ذلك أن عمر لم يدخله في الشوري و لاأهله رضي الله عنه لها. قال و أما قوله أرضيتم يابني عبدمناف فإنه لم يرد عليا بالتخصيص . وأطال كلامه الغث ألذي لاينهض بحجة إذ غرض الخصم أنه ماوافق علي خلافة أبي بكر

رضوان الله عليه والإجماع إنما ينتظم باتفاق الجميع و هوأصل الخلافة فإذاانتفي انتفت . و ليس الجارودية متعلقين بخلاف خالد في أن ذلك مثبت خلافة علي و لوصرح خالد بخلافة علي ماقامت من ذلك حجة عندعاقل إذ الرواية من طريق الخصم واردة باستخلافه و ماقامت عنده بذلك حجة فكيف تقوم بقول خالد هذامحال .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 367]

و قال إن خالدا رجع و هذه دعوي و قال إن الأنصار بعدقولهم منا أمير ومنكم أميررجعوا و هذاقول رجل جاهل بالسيرة أومعاند إذ رأس الأنصار مات علي الخلاف و هوسعد بن عبادة والأنصار خصمتهم رواية أبي بكر الأئمة من قريش . و قال عن علي ع و لوذكروه إشارة إلي من خالف ما كان لذكرهم دليل علي أنه أولي بالإمامة من أبي بكر مع ماعددناه من خصاله التي لايفي بها علي و لاغيره . و ألذي يقول لسان الجارودية في هذا إن النبي ص بني عليه وأثبت قصة الغار والعريش وربما تعلق بقصة مسطح وصدقة أبي بكر و قال إن ماسوي ذلك مما لايبر ئ من سقم و لايرد من حيرة يجب تركه في الجانبين . و ألذي يقول لسان الجارودية في هذاإنا

قدأجبنا عن حديث الغار والعريش والصدقة و عن حال مسطح وكذا أجبنا عن غير ذلك من فنون عددها في السيرة.

-روایت-از قبل-741

[ صفحه 368]

و إذاعرفت هذافاعلم أن عدو أمير المؤمنين محجوج بقوله في كون ألذي روي غير ماأشار إليه لاعبرة به و قدبينا الجواب عما أشار إليه . ولنذكر شيئا جمليا من ممادح أمير المؤمنين ع الثابتة عندالقوم فنقول ولقد أحسن ابن عبدالبر و هوممن لايتهم في قوله قال أبوعمر فضائله لايحيط بها كتاب و قدأكثر الناس من جمعها فرأيت الاقتصار منها علي النكت التي يحسن المذاكرة بها وحكي عن أحمد بن حنبل ماصورته قال أحمد بن حنبل وإسماعيل بن إسحاق القاضي لم يرو في فضل أحد من الصحابة بالأحاديث الحسان ماروي في فضائل علي بن أبي طالب وكذلك قال أحمد بن شعيب بن علي النسائي . و قال أخطب خطباء خوارزم في أول كتابه المناقب وذكر فضائل

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 369]

أمير المؤمنين أبي الحسن علي بن أبي طالب هذالفظه بل ذكر شيءمنها فإن ذكر جميعها يقصر عنه باع الإحصاء بل ذكر أكثرها يضيق عنه نطاق طاقة الاستقصاء ويدل علي صدق ماذكرت ماأنبأني الإمام الحافظ صدر الحفاظ أبوالعلاء الحسن بن أحمدالعطار الهمداني وقاضي

القضاة الإمام الأجل نجم الدين أبومنصور محمد بن الحسين بن محمدالبغدادي قالا أخبرنا الشريف الإمام الأجل نور الهدي أبوطالب الحسين بن محمد بن علي الزينبي رحمه الله عن الإمام محمد بن أحمد بن علي بن الحسن بن شاذان قال حدثناالمعافي بن زكريا أبوالفرج عن محمد بن أحمد بن أبي الثلج عن الحسن بن محمد بن بهرام عن يوسف بن موسي القطان عن جرير عن ليث عن مجاهد عن ابن عباس قال قال رسول الله ص لو أن الغياض أقلام والبحر مداد والجن حساب والإنس كتاب ماأحصوا فضائل علي بن أبي طالب

-روایت-از قبل-786

قال وبهذا الإسناد عن ابن شاذان قال حدثني أبو محمد

-روایت-1-2

[ صفحه 370]

الحسين بن أحمد بن مخلد المخلدي من كتابه عن الحسين بن إسحاق عن محمد بن زكريا عن جعفر بن محمد بن عمار عن أبيه عن جعفر بن محمد عن أبيه عن علي بن الحسين عن أبيه أمير المؤمنين ع قال قال رسول الله ص إن الله تعالي جعل لأخي علي فضائل لاتحصي كثرة فمن ذكر فضيلة من فضائله مقرا بهاغفر

الله له ماتقدم من ذنبه و من كتب فضيلة من فضائله لم تزل الملائكة تستغفر له مابقي لتلك الكتابة رسم و من استمع إلي فضيلة من فضائله غفر الله له الذنوب التي اكتسبها بالاستماع ثم قال النظر إلي علي عبادة وذكره عبادة و لايقبل الله إيمان عبد إلابولايته والبراءة من أعدائه

-روایت-225-602

. و قدرأيت الاقتصار علي هذاإذ الشروع في أمثال هذايقطعنا عما نحن بصدده من مبادرة الانتصار لمولانا أمير المؤمنين ص في فنون سوف يأتي في مطاوي هذه الأوراق . وذكر القصة في مناظرة علي أصحاب الشوري وهي جميلة جدا في إسناد مرفوع .

[ صفحه 374]

وكذا مدح ابن عباد مولاناص بغرائب فنون معلومة معروفة لاتدفع وكذا غيره . ونقلت من كتاب مقاتل الطالبيين بعد أن ذكر مصنفه فنونا من فضائل أمير المؤمنين ع ماصورته قال أبوالفرج علي بن الحسين قدأتينا علي صدر من أخباره فيه مقنع وفضائله رضوان الله عليه أكثر من أن تحصي والعامل فيها لا

[ صفحه 375]

موقع له في هذاالكتاب والإكثار منها يخرجه عما شرطناه من الاختصار وإنما ينبه علي من جهل عند الناس ذكره و لم يشع فيهم فضله و أما أمير المؤمنين فالمخالف والممالي والمضاد والموالي علي ما لايمكن

من غمضه و لايساغ ستره من فضائله المشهورة في العامة لاالمكتوبة عندالخاصة تغني من تفضيله بقول والاستشهاد عليه برواية.أقول فعلي قول أبي الفرج لاأري للجاحظ موضعا يذكر فيه إذ قدخرج عن قاعدة الموالين والممالين و لالوم علي أبي الفرج في قوله إذ ألذي شرع الجاحظ فيه شيء مايتخيل لعاقل أن بشرا يقدم عليه أويشير إليه جازاه الله تعالي بسيئ عمله . قال الجاحظ مامعناه إنا لانلتزم وفاق الكل وصورة كلامه

[ صفحه 376]

وكيف تتفق أطباعهم علي أسلوب واحد و الناس بين حاسد وراض وعصي وتقي وحكيم وسفيه وغالط ومصيب وعاقل وأحمق . و قال مامعناه إن رسول الله ص لمز تعلق بقوله تعالي وَ مِنهُم مَن يَلمِزُكَ قال و لو كان هذا وشبهه ناقضا إمامة أبي بكر كان لإمامة علي أنقض وأفسد وتعلق بخلاف من خالف عليه . و ألذي أقول علي هذا إن المثبت للخلافة لايخلو إما أن يكون اتفاق جميع الأمة حسب الخبر ألذي يروونه أمتي لاتجتمع علي ضلالة أواتفاق جميع عقلائهم أوإجماع المجربين منهم أوإجماع ديانيهم أواتفاق جميع علمائهم أو مايترتب من هذه الأقسام هذا ألذي يليق أن يذكر في القسمة فإن كان الأول

فلابد من اتفاق الجميع و إلافالإمامة غيرثابتة و ليس المراد من الجميع الذين كانوا في زمن النبي ع بل الأمة كافة إلي قيام القيامة و لايرد علي هذا أنه كانت تكون الإحالة علي

-قرآن-174-196

[ صفحه 377]

الممتنع إذ النبي ع ما قال ابنوا علي مااتفقت عليه أمتي بل أبان أن أمته شريفة لاتجتمع علي خطأ. وكيف ماتقلبت الأقسام فهذا المعني متعذر في التعلق بالرواية حسب مايريد الخصم و إن كان المراد أحد الأقسام المذكورة في زمن أبي بكر رضوان الله عليه وكذا فيما بعده من الأزمنة فلابد من برهان يدل عليه سلمناه لكن أين الإحاطة بجميع مااحتوي عليه أحد الأقسام . و إن قال المعول علي بعض من أعيان المسلمين فما برهانه بل ماأمارته ولئن ثبت ذلك لتكثرن الأئمة و إن قال بل هوإشارة إلي جماعة أعيان من الصحابة و لايتعدي أشكل لعدم البرهان عليه و من كون باب الاستدلال بالإجماع يصير مسدودا علي الخصم بعدالصحابة و هو لايوافق عليه . و إن تعلق الجاحظ بقوله كونوا مع السواد الأعظم فإنه لابد لثبوت هذه الرواية من أصل قطعي لأنه منع رواية أنس الثقة عندهم في شأن علي بكونه واحدا. ثم

ألذي يرد علي الرواية كونها قاضية بخلاف القرآن المجيد رادة عليه لأن الله تعالي قال إِلّا الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ وَ قَلِيلٌ ما هُم و قال تعالي وَ قَلِيلٌ مِن عبِاديِ َ الشّكُورُ في غير ذلك من الآي الناهض بأن

-قرآن-900-963-قرآن-978-1011

[ صفحه 378]

الزلل مع الغالب والصواب مع الأقل والعيان شاهد به . ومما أقوله في تضعيف الرواية بالسواد الأعظم ينبغي أن يكون راويها من غيرالسواد الأعظم منزها من التهمات عدلا في نفسه وأين ذاك . و أماقياس الجاحظ بحال النبي ع فإنه قول سفيه إذ نبوة النبي ع لم تثبت بالإجماع و لم تتقرر قواعدها بالبشر بل بخالق البشر و من كانت هذه مباحثه و من الجهالة بالسنة والقرآن مانبهنا عليه بمعزل عن منازلة أرباب الفضل ومصادمة أصحاب الاستنباط. و أما أنه لو كان هذا وأمثاله قادحا في خلافة أبي بكر كانت إمامة علي أنقض وأفسد فإن الإمامية لاتري البناء في إمامة علي علي الإجماع لتعذر الوصول كماذكرت إليه و لو كان ممكنا فإنهم غيربانين علي ذلك بل علي المنصوص في إمامته من جهة غيرشيعته و من جهة شيعته وبكون خصائصه المعظمة قدمته ومناقبه المفخمة رفعته ومزاياه الباهرة صدرته وأخرت غيره ممن لم يدانه

وباعدته ثم إن الجاحظ خذله الله تعالي أوغل في شرح حال انتقاض الأمور علي أمير المؤمنين ص في ألفاظ سردها تعاطي فيهاالبلاغة وتوخي بهاالفصاحة وهي إلي اللكن أقرب منها إلي البلاغة و إلي الحصر أدني منها إلي الخطابة كلام مخذولة معانيه طويلة ألفاظه طائشة مراميه يحاول به كسف الشمس بالهباء وخطف النجوم بغير يد من أعنان السماء قال في سياق كلامه ثم بعث رسولا قد

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 379]

اختاره بالحكم عليه و له وبعث خصمه رسولا قداختاره بالحكم عليه و له فكان رسوله المخدوع و رسول خصمه الخادع ثم رجعت الأمور إلي خصمه وانتزعت منه و من ولده مرة بالبطش ومرة بالحيلة. وذكر موافقة أصحاب عدو أمير المؤمنين لأميرهم ومخالفة أصحاب أمير المؤمنين له قال و هويسر حسوا في ارتغاء فلم يكن ذلك عارا عندنا و لاعندكم علي علي . و ألذي يقال علي هذا إن أمير المؤمنين ص لم يحكم من أشار إليه ولقد كذب فيما ادعاه بل كان رأيه تصويب مرامي الحتف إلي عدوه وإرهاف شفار الصوارم إلي مخالفة فشرع أعداؤه في رفع المصاحف عندصدام المزاحف واعتراض الأخطار الخواطف فأثر ذلك

في ضعفة أصحابه فبردوا أوار الحرب بجهالاتهم وصدوه عن إيثاره بسفاهاتهم . و قدكاد عبد الله بن بديل يقتنص عدوه فريسة عزمه وطعمة

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 380]

صارمه فلم يكن لهم فيه حيلة جلاد و لاعزيمة مصاولة بل اكتنفوه بالحجارة واعتوروه بالمكاثرة فقتلوه ووقف معاوية عليه و قدبهره حاله وبلغ منه صياله فأنشد مشيرا إليه

-روایت-از قبل-176

أخو الحرب إن عضت به الحرب عضها || و إن شمرت يوما له الحرب شمرا

كليث هزبر كان يحمي ذماره || رمته المنايا قصدها فتفطرا

ثم ألجأه سفهاء أتباعه إلي التحكيم وقهروه علي أن يحكم أبا موسي الأشعري فأجابهم جواب المضطر ووافقهم موافقة المقهور.

-روایت-1-126

و لاعار كم نجد أسالت دماءه || بعرض وكم عضب فرته النوازل

. و أماتعرضه ببنيه وانتزاع الرئاسة منهم وصرف الملك عنهم فليس مما يأخذه ناقد و لايطعن به نبيه إذ كانت مؤاتاة الأغراض ليست عنوان الفخر ومداناة المحاب ليست تيجان الشرف

-روایت-1-185

فكم في الأرض من عبدهجين || يقبل كفه حر هجان

[ صفحه 381]

و قدتعلو علي الرأس الذنابي || كمايعلو علي النار الدخان

. و لو أن خطابنا مع غيرالجاحظ من ذوي الشرف المتوجين بالمناقب لقلنا عندمجاراتنا في ميادين الفخر وسيرنا في

جدد الفخار

-روایت-1-123

علونا فلو مدت إلينا بنانها || يمين المناوي زايلتها المعاصم

وغلت بمجد من سنانا محلق || إذا مايمين قيدتها الأداهم

مفاخر ميراث ومجد مؤثل || رفيع الذري يشقي بهن المخاصم

ألا فلتقر عين النفاسة بعد ما || طما بحرنا المثعنجر المتلاطم

وتجف مغاني الجد في نيل بغية || تقاصر عنها السعي والسعي راغم

. و أماموافقة أصحاب معاوية له فلأنه داناهم في الأغراض وناسبهم في المقاصد ورضع هو وإياهم ثدي المحاب الفانية متفقين فصاروا يدا واحدة علي الموافقات وعضدا في المكاثرات وارتفع مولاناص بمجده والتمح جلال الله تعالي في آفاق بصيرته وسعادة الدار الباقية بعين فكره ومهانة الدار الفانية بلطيف نقده فحمي منها نفسه وأتباعه والأغلب علي الغرام بما صدهم عنه والأغزر علي الشعف بما صانهم منه فأعرضوا عن مراسمه واعترضوه فيما دبرته فنون حكمه وقبيل

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 382]

جهلوا شرفه والمجد الرفيع تقصر عن تكييفه الحداق وتخذل عن الوصول إلي سرائره الفطن فتري لذلك سهاها أبهي من ثواقبه وغياباتها أجلي من كواكبه . وبعض يري أن مناقبه خصم لمناصبه فيغار منه غيرة المرأة الشوهاء المسنة من الخرائد والمخشلب من الفرائد والكمال إذ ذاك لصاحبه والنقص علي من

لايدانيه في مناقبه وشرف مذاهبه .

-روایت-از قبل-337

لايوحش الربع المحلق شأوه || هجر البغاث محله وحماه

سقطت ونافاها فخارا شامخا || وأبي ارتفاعا أن تحل ذراه

. ثم أجري الجاحظ حديث قول عمر رضوان الله عليه كانت بيعة أبي بكر فلتة وقي الله شرها وأطال الخطاب في ذلك بلفظ حليته الهذر وطبيعته الخداع ومزاجه النقص حاصله أن البيعة سميت فلتة إذ سلمت من انتقاض الأمور قال و هذه مكرمة لايجوز أن يحبو بهاخالق العباد إلانبيا أوخليفة نبي .فنن ذلك و لوشئنا لفننا مقابلة تفنينه ألفاظ ومعاني لاتدانيها ألفاظه و لاتقرب منها معانيه لكن ذلك تضييع للوقت وشغل للنفوس

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 383]

والجوارح عما هوأنفع منه . و يقول لسان الجارودية و أناأستغفر الله إذاحكيت قول خصمه لكن كماذكرنا كلامه نذكر قواعد خصمه ليقوم العدل وتلوح وجوه المباحث قوله بعد ماأجبت عنه إن ألذي جري من حسم مواد الفساد يشكل بما أن الجارودية تقول إنه فتح باب اختلاف القلوب وتباين الآراء وتهييج العداوة والمنافرات واشتغال المسلمين بعض منهم ببعض عن أشد أعدائهم وأغلظ شانئيهم و لوأعطوا القوس راميها والسيف ربه وصدور المجالس أهاليها أمير

المؤمنين ص كان الخطر ألذي أشار إليه زائلا و ما بعد ذلك من فنون الفساد مفقودا إذ لوملك زمام الرئاسة أولا مااختلفت عليه الكلمة و لاشغبت عليه الخصوم و لانهضت إليه الكتائب لانهدت إليه العصب و لاتعرض بما جري من المخالفة لمراسمه عندولايته أحد. و كان ذلك فرع تبعيده عن المنصب وتأخيره عن الرتبة فطمع فيه من طمع وقوي عليه من قوي و كان أصل ذلك دفعه عن المقام وصرفه عن الرئاسة منزلا بعدمنزل ومقاما بعدمقام . و قدأسلفت شيئا يلحق بهذا و لو لم يكن إلامنع رسول الله عن كتب الصحيفة وأنها مانعة من الاختلاف بعده علي مارواه الخصوم لكفي و أن فتح باب الاختلاف كان عن المنع من كتب الصحيفة التي فرع كتابتها زوال الاختلاف . و أما قوله إن ألذي وقع من الفلتة لايجوز أن يحبو به الله تعالي إلانبيا أوخليفة نبي فإنه قول أبعد فيه ورد علي عمر رضوان الله عليه بيانه قوله

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 384]

فمن عاد إلي مثلها فاقتلوه بعد قوله وقي الله شرها ومراده بذلك من بايع بيعة مثلها عن غيرمشاورة واتفاق فاقتلوه . لاوجه للكلام غير هذا عند من اعتبر فإن قال إن غير

هذا لايشابهها في وجه المصلحة فلذلك قال فاقتلوه قلت هذاممنوع لأنه قال إلي مثلها والمثلية تمنع المخالفة في الصفات . و أما أنه لايجوز أن يهب الله تعالي مثل ألذي جري إلالنبي أوخليفة نبي فإنه افتراء محض وحكم علي الله تعالي بالباطل و ماالبرهان علي أن الله تعالي لايحبو بنعمة مع فرض كون ماوقع من جليل النعم غيرأنبيائه وخلفاء أنبيائه وكم رحمات لله تعالي جليلة تعم العصاة والطائعين والجناة والصالحين والمتعففين والمتمردين . وذكر بعد هذاتقريرا يدفع به محذور قول عمر رضوان الله عليه وقي الله شرها بكونه لوارتأي ما بعدوقوع شر. و قدأجبنا عن هذابأنه لايدل علي صواب ماوقع فإن قيل إن عليا كان مشغولا و هذايرد عليكم فيما أسلفتم من كون الصواب كان في التعويل علي علي ع .فالجواب بما أنه لم يكن ضرورة إلي حضوره بل نقول أولي الناس برسول الله قرابته الأدنون بشرفهم وفضلهم وزهادتهم وروحهم علي بن أبي طالب ع و في ذلك قطع لطمع كل طامع إذ هومناسب

-روایت-از قبل-1079

[ صفحه 385]

للعوائد و من أنصف عرف أنه لايرد علي ذلك وارد ممن سمعه

و في هذامانع لقوله إن هذه منزلة لايجوز أن يهبها الله تعالي إلالنبي أوخليفة نبي إذ بالذي أشرنا إليه كانت تنحسم مواد الانتشار ويرد الأمر إلي من هوأولي به في فنون خصائصه و قدذكرنا التنبيه عليها ولكن الشر ألذي خافه عمر رضوان الله عليه نشأ من دفع بني هاشم وغيرهم من بني عبدمناف وقريش والأنصار وجعل من جعل الأمر بخاصة نفسه من غيرمشاورة. ثم إن عمر رضوان الله عليه أثبت الشر وكلام الجاحظ يفيد أنه كان في ألذي جري دفع الشر و هذاغريب .اعترض الجاحظ قول من قال إن أبابكر احتج علي الأنصار بالنسب و أنه لو كان للنسب حكم لكان بنو هاشم أولي بأنه إنما فعل ذلك قطعا للشغب وبما أنه بدأ أولا بترجيح جانب المهاجرين قال و قددل أبوبكر في أول خطبة خطبها بني آدم وذكر منها بأن خيرهم من اتقي . و ألذي يقول لسان الجارودية علي هذا إن أحسم المواد للشغب لوذكر بني هاشم فلو لم يكن غرضه إلاحسم مادة الشغب وقطع الأنصار عن الرتبة لذكر بني هاشم ولكنه عدل عنهم لغرضه رضوان الله عليه في الخلافة.

-روایت-1-ادامه دارد

[

صفحه 386]

و أما أنه رجح أولا الهجرة فإن الجواب عنه بمثل ماأجبنا عن كونه ترك ذكر بني هاشم لأنهم جمعوا بين النسب والهجرة والفضل والجهاد وفنون أسباب التقدم . ثم إنه بكلامه هذايوهم أن الرواية بأن الأئمة من قريش لم يكن لها أصل و إلافقد كان الجواب غير ماأجاب به و ذلك طعن منه علي أبي بكر رضوان الله عليه أو علي رسول الله ص إذ الحاصل من الرواية الترجيح بالنسب القرشي . و أما أنه رجح في أول خطبة خطبها التقوي فإنه شيءوقع بعداستقرار الأمور له و هوترجيح للخيرية بالتقوي لاترجيح للخلافة بالتقوي . قال والعذر له في كونه ترك ذكر نفسه لأن تبريزه كان بينا علي المهاجرين وفضله كان ظاهرا علي السابقين . قال والدليل علي ذلك أنه لماروي للأنصار ماروي [ ماقالوا]فليكن غير أبي بكر. و ألذي يقول لسان الجارودية علي هذاإنا قدأسلفنا مايدل علي خلافه و إن البهت مهين والمغالبة بالقحة سفالة و أمادليله علي ما قال فغريب إذ الأنصار لماديس سعد بن عبادة مقدمهم وحاق به الخطر اشتغلوا به عن كل مناظرة وعوجلوا عن رفع أووضع كيف يكون الأتباع

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 387]

والرئيس بحال

القهر والمخاطرة وتكون الرعية المنتشرة وحدها بمقام المناظرة والمقاهرة هذاكلام ساقط جدا لايصدر عن مدبر و لايرد عن مراقب . قال وزعمت العثمانية أن أحدا لاينال الرئاسة في الدين بغير الدين وتعلق في ذلك بكلام بسيط عريض من يملأ كتابه ويكثر خطابه بألفاظ منضدة وحروف مسددة كانت أو غيرمسددة بيان ذلك إن الإمامية لاتذهب إلي أن استحقاق الرئاسة بالنسب فسقط جميع ماأسهب فيه الساقط ولكن الإمامية تقول إن كان النسب وجه الاستحقاق فبنو هاشم أولي به ثم علي أولاهم به و إن يكن بالسبب فعلي أولي به إذ كان صهر رسول الله ص و إن يكن بالتربية فعلي أولي به و إن يكن بالولادة من سيدة النساء فعلي أولي به و إن يكن بالهجرة فعلي مسببها بمبيته علي الفراش فكل مهاجري بعدمبيته في ضيافته عدا رسول الله إذ الجميع في مقام عبيده وخوله و إن يكن بالجهاد فعلي أولي به و إن يكن بحفظ الكتاب فعلي أولي به و إن يكن بتفسيره فعلي أولي به علي ماأسلفت و إن يكن بالعلم فعلي أولي به و إن يكن بالخطابة فعلي أولي به و إن يكن بالشعر فعلي

أولي به . قال الصولي فيما رواه كان أبوبكر شاعرا وعمر شاعرا و علي أشعرهم .

-روایت-از قبل-1071

[ صفحه 388]

و إن يكن بفتح أبواب المباحث الكلامية فعلي أولي به و إن يكن بحسن الخلق فعلي أولي به إذ عمر رضوان الله عليه شاهد به و إن يكن بالصدقات فعلي علي ماسلف أولي به و إن يكن بالقوة البدنية فعلي أولي به بيانه باب خيبر و إن يكن بالزهد فعلي أولي به في تقشفه وبكائه وخشوعه وفنون أسبابه وتقدم إيمانه و إن يكن بما روي عن النبي ص في فضله فعلي أولي به بيانه مارواه ابن حنبل وغيره علي ماسلف و إن يكن بالقوة الواعية فعلي أولي به بيانه قول النبي ص إن الله أمرني أن أدنيك و لاأقصيك و أن أعلمك وتعي وحق علي الله أن تعي

-روایت-1-472-روایت-487-567

و إن يكن بالرأي والحكم فعلي أولي به بيانه شهادة رسول الله ص له علي مامضي بالحكمة و غير ذلك مما نبهنا عليه فيما مضي . و إذاتقرر هذابان معني التعلق لمن يذكر النسب إذاذكره ولهذا تعجب أمير المؤمنين ع حيث يستولي علي الخلافة بالصحابة و لايستولي عليها بالقرابة والصحابة. ثم

إني أقول إن أباعثمان أخطأ في قوله إن أحدا لاينال الرئاسة في الدين بغير الدين بيانه أنه لوتخلي صاحب الدين من السداد ما كان أهلا للرئاسة و هومنع أن ينالها أحد إلابالدين والاستثناء من النفي إثبات حاضر في غير ذلك من صفات ذكرتها في كتابي المسمي بالآداب الحكمية متكثرة جدا ومنها ما هو

[ صفحه 389]

ضروري ومنها ما هودون ذلك . و من بغي عدو الإسلام أن يأتي متلفظا بما تلفظ به و أمير المؤمنين ع الخصم وتيجان شرفه المصادمة ومجد سؤدده المدفوع إذ هوصاحب الدين و به قام عموده ورست قواعده و به نهض قاعده وأفرغت علي جيد الإسلام قلائده . وأقول بعد هذا إن للنسب أثرا في الرئاسة قويا بيانه أنه إذاتقدم علي أرباب الشرف النسبي من لايدانيهم وقادهم من لايقاربهم و لايضاهيهم كانوا بالأخلق عنه نافرين آنفين بل إذاتقدم علي أهل الرئيس الفائت غيرعصبته وقادهم غيرالقريب الأدني من لحمته كانوا بالأخلق عنه حائدين متباعدين و له قالين و ذلك مظنة الفساد في الدين والدنيا و قدينخرم هذااتفاقا لكن المناط الظاهر هو ما إليه أشرت و عليه عولت . وأقول إن القرآن المجيد لماتضمن العناية بالأقربين

من ذرية رسول الله ص ومواددتهم كان ذلك مادة تقديمهم مع الأهلية التي لايرجح غيرهم عليهم فيهافكيف إذا كان المتقدم عليهم لايناسبهم فيها و لايدانيها. قال الثعلبي بعد قوله تعالي قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي بعد أن حكي شيئا ثم قال

-قرآن-912-972

فأخبرني الحسين بن محمد قال

-روایت-1-2

[ صفحه 390]

حدثنابرهان بن علي الصوفي قال حدثنا محمد بن عبد الله بن سليمان الحضرمي قال حدثناحرب بن الحسن الطحان قال حدثناحسين الأشقر عن قيس عن الأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لمانزلت قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيقالوا يا رسول الله من قرابتك هؤلاء الذين أوجبت علينا مودتهم قال علي وفاطمة وابناهما

-روایت-191-353

. وروي فنونا جمة غير هذا من البواعث علي محبة أهل البيت

فقال أخبرنا أبوحسان المزكي قال أخبرنا أبوالعباس محمد بن إسحاق قال حدثنا الحسن بن علي بن زياد السري قال حدثنايحيي بن عبدالحميد الحماني قال حدثناحسين الأشقر قال حدثناقيس قال حدثناالأعمش عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال لمانزلت قُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربيفقالوا يا رسول الله من هؤلاء الذين أمرنا

-روایت-1-2-روایت-241-ادامه دارد

[ صفحه 391]

الله بمودتهم قال علي وفاطمة وولدهما

-روایت-از قبل-42

و قال أخبرنا أبوبكر بن

الحرث قال حدثنا أبوالسبح قال حدثنا عبد الله محمد بن زكريا قال أخبرنا إسماعيل بن يزيد قال حدثناقتيبة بن مهران قال حدثنا عبدالغفور أبوالصباح عن أبي هاشم الرماني عن زاذان عن علي رضي الله عنه قال فينا في آل حم إنه لايحفظ مودتنا إلا كل مؤمن ثم قرأقُل لا أَسئَلُكُم عَلَيهِ أَجراً إِلّا المَوَدّةَ فِي القُربي

-روایت-1-2-روایت-237-353

. و قال الكلبي قل لاأسألكم علي الإيمان جعلا إلا أن توادوا قرابتي و قدرأيت أن أذكر شيئا من الآي ألذي يحسن أن تتحدث عنده . وتعلق بقوله تعالي وَ أَن لَيسَ لِلإِنسانِ إِلّا ما سَعي و ليس هذادافعا كون القرابة إذا كان ذا دين وأهلية أن يكون أولي من غيره وأحق ممن سواه بالرئاسة. وتعلق

-قرآن-151-187

بقول رسول الله لجماعة من بني عبدالمطلب إني لاأغني عنكم من الله شيئا

-روایت-1-2-روایت-3-79

وهي رواية لم يسندها عن رجال و لم يضفها إلي كتاب .

[ صفحه 392]

ومما يرد عليها

مارواه الثعلبي قال وأخبرنا يعقوب بن السري قال أخبرنا محمد بن عبد الله الحفيد قال حدثنا عبد الله بن أحمد بن عامر قال حدثني أبي حديث علي بن موسي الرضا ع قال حدثني أبي موسي بن جعفر قال حدثني أبي جعفر بن محمد قال حدثنا أبي محمد بن علي قال حدثنا أبي

علي بن الحسين قال حدثنا أبي الحسين بن علي قال حدثنا أبي علي بن أبي طالب ع قال قال رسول الله ص حرمت الجنة علي من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي و من اصطنع صنيعة إلي أحد من ولد عبدالمطلب و لم يجازه عليها فأنا جازيه به غدا إذالقيني في القيامة

-روایت-1-2-روایت-388-543

و من كتاب الشيخ العالم أبي عبد الله محمد بن عمران بن موسي المرزباني فيما

[ صفحه 393]

نزل من القرآن في أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع مايشهد بتكذيب قصد الجاحظ ماحكايته و من سورة النساء

حدثنا علي بن محمد قال حدثني الحسن بن الحكم الجبري قال حدثناحسن بن حسين قال حدثناحيان بن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله تعالي وَ اتّقُوا اللّهَ ألّذِي تَسائَلُونَ بِهِ وَ الأَرحامَالآية نزلت في رسول الله ص و أهل بيته وذوي أرحامه و ذلك أن كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا ما كان من سببه ونسبه إِنّ اللّهَ كانَ عَلَيكُم رَقِيباً

-روایت-1-2-روایت-138-372

والرواية عن عمر رضوان الله عليه شاهدة بمعني هذه الرواية حيث ألح بالتزويج عند أمير المؤمنين ص .

[ صفحه 394]

وتعلق بقوله تعالي وَ اتّقُوا يَوماً لا

تجَزيِ نَفسٌ عَن نَفسٍ شَيئاً وَ لا يُقبَلُ مِنها شَفاعَةٌ وَ لا يُؤخَذُ مِنها عَدلٌ وَ لا هُم يُنصَرُونَ.أقول إن الجاحظ جهل أوتجاهل إذ هي في شأن الكافرين لا في

-قرآن-22-148

[ صفحه 395]

سادات المسلمين أوأقرباء رسول رب العالمين .بيانه قوله تعالي وَ لا هُم يُنصَرُونَ وتعلق بقوله تعالي يَومَ لا يغُنيِ مَولًي عَن مَولًي شَيئاً و لم يتمم الآية تدليسا وانحرافا أوجهلا أو غير ذلك والأقرب بالأمارات الأول لأن الله تعالي تمم ذلك بقوله وَ لا هُم يُنصَرُونَ إِلّا مَن رَحِمَ اللّهُ إِنّهُ هُوَ العَزِيزُ الرّحِيمُ وخلصاء الذرية والقرابة مرحومون بالآي والأثر فسقط تعلقه مع أن هذاجميعه ليس داخلا في كون ذي الدين والأهلية لا يكون له ترجيح في الرئاسة وتعلق له بالرئاسة. وتعلق بقوله تعالي يَومَ لا يَنفَعُ مالٌ وَ لا بَنُونَ إِلّا مَن أَتَي اللّهَ بِقَلبٍ سَلِيمٍ و ليس هذامما يدخل في تقريره ألذي شرع فيه و إن كان حديثا خارجا عن ذلك فالجواب عنه بما أن المفسرين أوبعضهم قالوا في معني قوله تعالي سَلِيمٍ أي لايشرك و هذاصحيح . وتعلق بقوله تعالي اتّقُوا رَبّكُم وَ اخشَوا يَوماً لا يجَزيِ والِدٌ عَن وَلَدِهِ وَ لا مَولُودٌ و ليس هذا من الرئاسة الدنيوية في شيء

-قرآن-65-84-قرآن-106-146-قرآن-259-334-قرآن-520-593-قرآن-737-743-قرآن-789-866

[ صفحه 396]

و بعدفهو مخصوص بقرابة النبي ع بالأثر السالف عن الرضا. و بعد فإن المفسرين قالوا عند

قوله تعالي عَسي أَن يَبعَثَكَ رَبّكَ مَقاماً مَحمُوداًقالوا الشفاعة و إذا كان الرسول شافعا في عموم الناس فأولي أن يشفع في ذريته ورحمه وكذا قيل في قوله تعالي وَ لَسَوفَ يُعطِيكَ رَبّكَ فَتَرضيإنها الشفاعة. وتعلق بقوله تعالي وَ اتلُ عَلَيهِم نَبَأَ ابنيَ آدَمَ و ليس هذامما حاوله من سابق تقريره في شيء. وتعلق في قصة نوح وكنعان و ليس هذامما نحن فيه في شيءأين كنعان من سادات الإسلام . وتعلق بقوله تعالي لا يَنالُ عهَديِ الظّالِمِينَ وللإمامية في هذا

-قرآن-101-143-قرآن-256-289-قرآن-324-359-قرآن-518-547

[ صفحه 397]

مباحث سديدة إذ قالوا من سبق كفره ظالم لامحالة فيما مضي فلا يكون أهلا للرئاسة فهذه واردة علي الجاحظ لا له . ورووا في شيء من ذلك الرواية من طرق القوم وساق ما لاصيور له فيما نحن بصدده . و قال في تضاعيف ذلك ثم الدليل ألذي ليس فوقه دليل قوله وعنده أصحاب الشوري وكبار المهاجرين وجلة الأنصار و عليه العرب و هوموف علي قبره ينتظر خروج نفسه لو كان سالم حيا لم يخالجني فيه شك . وسالم مولي امرأة من الأنصار و كان حليفا لأبي حذيفة بن عتبة بمكة فلذلك كان يقال مولي أبي حذيفة. و ألذي أقول علي هذا إن الجاحظ أراد أن ينصر فخذل

و أن يعرف فجهل بيانه أن أبابكر رضوان الله عليه دفع الأنصار عن الرتبة بقوله إن رسول الله ص قال الأئمة من قريش

-روایت-1-634-روایت-659-675

[ صفحه 398]

و كان عمر رضوان الله عليه صاحب حله وعقده ومؤازرته ومعاضدته فأين الأئمة من قريش القاطعة للأنصار من قول عمر لو كان سالم حيا إلي آخره فليعتبر العاقل هذافإنه من غريب الملازم علي الجاحظ.

وروي الجوهري أن عمر روي أن الأئمة من قريش عن رسول الله ص

-روایت-1-2-روایت-30-69

و قدروي ابن حنبل في المسند حديثا متصلا بأبي رافع من متنه قال عمر لوأدركني أحد رجلين جعلت هذاالأمر إليه سالم مولي أبي حذيفة و أبوعبيدة بن الجراح . وحكي الجاحظ أن عمر فرض لولده في ألفين ولأسامة في ألفين وخمسمائة وعلل بأن أسامة خير من عبد الله وزيد بن حارثة كان أحب إلي رسول الله من عمر. و قال بعد هذا بعد أن أثني علي عمر فهل يقدر أحد أن يحكي عن علي مثل ألذي حكيناه عن عمر في التسوية أوشطره إذ أكثر مارأينا في أيديكم عنه قوله إني قرأت ما بين دفتي المصحف فلم أجد فيه لبني إسماعيل علي بني إسحاق فضلا فهذا قول إن قاله فليس فيه دليل علي

أنه أراد به الطعن علي عمر وإظهار خلافه لأن عليا قدملك الأرض أكثر من

[ صفحه 399]

خمس حجج فلو كان رأيه في خلاف عمر علي مايصفون و كان عمر عنده لايري التسوية في العطاء لقد كان غيردواوين عمر. و ألذي أقول علي هذاإني أراه كلاما مختلا بني علي أنه فضل أسامة علي ابنه ثم شرع يذكر أنه كان يسوي . و أما قوله فهل يقدر أحد أن يحكي عن علي مثل ألذي حكيناه عن عمر أوشطره فإن الجواب عنه نعم نقدر أن نحكي من تسوية أمير المؤمنين ع وعدله ما لامدفع عنه بشهود ثلاثة الأول

رسول الله ص في قوله إن الحق مع علي

-روایت-1-2-روایت-28-47

الثاني سيرته نقل ذلك من لايتهم الثالث قول عمر إن ولوها الأجيلح حملهم علي المحجة. و أماحكايته عن أمير المؤمنين ع أنه لايفضل ولد إسماعيل علي ولد إسحاق فليس منافيا لتقرير عدل عمر و لامثبتا له و قد كان ينبغي أن يحكي عن الإمامية الطعن بهذا علي عمر ثم تنازعهم في مدلوله . و أما قوله إن عليا كان يغير دواوين عمر عندمخالفته له في التدبير فقول ساقط إذ ما كل مراد مفعولا و لا كل قول مقبولا و قد كان أمير المؤمنين ع نهي

عن التراويح ومعه سنة رسول الله ص

[ صفحه 400]

وخالفه من خالفه في ذلك فكيف إذاجاء إلي قوم و قدرضعوا ثديا يريد أن يفطمهم منه ويرفع شفاههم عنه . وصادم أهل الإمامة بكونهم يوجبون الإمامة بالقرابة ويقولون

إن عليا قال إن ولد إسماعيل وإسحاق سواء

-روایت-1-2-روایت-16-46

. و ألذي أقول علي هذاإنه بهتان إذ الإمامية لاتجعل الإمامة ميراثا كالأموال و أما قوله إن ولد إسماعيل وإسحاق سواء فأراد أنه لافضل لأحد علي أحد بشي ء إلابالتقوي و هذاحق . قال وكيف غضبتم علي عمر لأنه فضل قريشا علي العرب والعرب علي العجم و لم تغضبوا علي أنفسكم حين فضلتم بني عبدالمطلب علي بني هاشم وساق الكلام و هذاكلام ساقط دال علي جهل قائله إذ كان ينبغي أن يكون معكوسا و هوتفضيل بني هاشم علي ولد عبدالمطلب و هوأيضا غلط لأن هاشما لم يعقب إلا من عبدالمطلب و من أسد في فاطمة بنت أسد أم علي ع إذ يكون الحاصل منه إنا نفضل عبدالمطلب علي بنيه ويلزم علي صورة ما قال أن نكون مفضلين عبدالمطلب وأسد علي بني عبدالمطلب علي التقديرين معا فإن هذاالإطلاق في الدعوي علينا كذب . و أماوجه الإشكال علي

أصحاب الإمامة فإنه غلط لأن أرباب الإمامة إذافضلوا بني هاشم علي غيرهم فإنما يفضلونهم بالنسب لا في قسمة أموال

[ صفحه 401]

بيت المال والإشكال إنما يلزم إذاجري هذا و ماجري . قال و لو أن قائلا قال أناأزعم أن الناس كلهم بعدبني عبدالمطلب لصلبه سواء كماقلتم إن الناس كلهم بعدبني هاشم سواء ورتب علي هذاحديثا أطال فيه و إذا كان الأصل مهدوما فما ظنك بفرعه إذ لا يقول أحد إن الناس كلهم بعدبني هاشم سواء في شرف الأنساب وذكر غير هذامما لاصيور له . قال و أما ماذكروا من أن الزبير خرج شادا بسيفه يوم السقيفة و بعد ذلك في كلام فيه بسط و قال بعده وكيف علمتم أن الزبير إنما شد بسيفه ليؤكد لعلي إمامة في فنون من هذاساقطة. و ألذي يقال علي هذا إن أبابكر أحمد بن عبدالعزيز الجوهري صاحب كتاب السقيفة و لاأعرفه في عدادنا بوجه من الوجوه قال أخبرنا أبوزيد عمر بن شبه قال حدثنا أحمد بن معاوية قال حدثناالنضر بن شميل قال حدثنا محمد بن عمرو عن سلمان بن عبدالرحمن قال رجع أبوبكر فجلس علي المنبر وبايعه الناس ودخل علي والزبير وناس من بني هاشم بيت فاطمة بنت

رسول الله ص فجاء

[ صفحه 402]

عمر فقال و ألذي نفسي بيده لتخرجن إلي البيعة أولنحرقن عليكم فخرج الزبير مصلتا بالسيف فاعتنقه رجل من الأنصار وزياد بن لبيد فدق به فبدر السيف فقال أبوبكر و هو علي المنبر اضرب به الحجر قال أبوعمر بن حماس فقد رأيت الحجر فيه أثر تلك الضربة الغرض من الحديث . وروي غير ذلك مرفوعا من كون عمر حضر عندفاطمة وتهددها بأن يحرق علي علي والزبير إذادخلا منزلها. وضعف الخائن مايروي في هذابما ثبت من محاربة الزبير لعلي وبأنه كان بين الزبير و أبي بكر أسباب واشجة فمن ذلك إسلامه علي يده واحتماله مئونته في مصاهرته حيث رغب إليه في تزويجه ابنته أسماء. و ألذي يقال علي هذا إن الزبير ظهرت عداوته لعلي ع بعد أن شم روائح الملك واستنشق نسيم الخلافة بإدخاله في الشوري . و ألذي أورده الخائن لايرد علي هذا و أما ماذكر من الأسباب الواشجة بينه و بين أبي بكر فقد كان ينبغي أن

[ صفحه 403]

يستدل علي أن ذلك كان وقت الخلافة موجودا و ماادعي ذلك و لوثبت ذلك و هوثابت ماقدح في الرواية إذ الأمر الفظيع تأباه الغرائز العربية وتغار منه النفوس

الأبية والأديان القوية و لانقول إن الزبير ما كان في وقت من الأوقات متدينا ولكنه بعد ماخرج علي الإمام العادل للعلة التي ذكرت . ويكفي أرباب الإمامة في مصادمة الزبير كون الإجماع ماحصل و هذاوارد علي أوائل كلامه . وذكر مناظرة الزبير لعلي يوم الشوري قال أخبرني بهذا الكلام أبوزفر عن ضراب قال وخبرني جماعة من العثمانية عن محمد بن عائشة. و ألذي يقال علي هذا إن الخائن متهم و قدبينا وجوه تهمته و لاحاجة إلي أن نذكر الفوائت بل الكتاب ليست منقطعة عنه موارد التهمات . والعجب أن يستدل علي الإمامية بروايته عن أبي زفر و من أبوزفر و عن ضراب و من ضراب ثم عمن روي ضراب إذ كان ليس من الصحابة و لاأراه من التابعين . و أماالرواية عن جماعة من العثمانية فمن الطرائف إيرادها في مساقط النزاع ومآزم المصاع علي الإمامية ولئن ثبتت فهي قادحة في الزبير لأنها تكذيب لماثبت عندالقوم من تفضيل أمير المؤمنين ع بلسان الرسالة.

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 404]

و قدأوردت في كتاب الروح علي هذه المناظرة المدعاة مايدحضها وينقضها و فيهاتصغير لرسول الله ص إذ فيهاتعيير علي بكونه كان في الشعب مع رسول الله ص . وادعي أن الروافض تقول

بأن حذيفة وعمارا كانا كافرين ثم تابا و لاأعرف هذاقولا لإمامي . وزعم أنهما قالا لايلي هذاالأمر بعدعمر إلاأصغر أبتر و لانعرف هذاأيضا بل مخالصتهما لأمير المؤمنين ص و أن عمارا قتل بين يديه و كان أحد الدلائل علي أن معاوية وأصحابه الفئة الباغية بما ثبت عن القوم و قدأسلفته في مطاوي هذاالكتاب قال فإن قالوا فما تقول في خطبة أبي بكر التي خطب بهاأول خلافته وليتكم ولست بخيركم وذكر وجه الطعن وذكر وجوها تنافي كون هذامحمولا علي الظاهر و ليس ذلك مما يوافق عليه الخصوم . وتعلق أيضا بكون عمر رضوان الله عليه قال كل أحد أفقه من عمر عندالنهي عن المغالاة في المهور. و هذاالتعلق مما تتعلق به الجارودية أيضا فهو محتاج إلي حمل

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 405]

كالأول قال لسان الجارودية والعجب من الخائن كيف يداوي الداء بالداء والعلة بالعلة. وقرر أيضا تأويله بتواضع أبي بكر لعمر رضوان الله عليهما و هوخير منه . و ألذي يقول لسان الجارودية إن كل إنسان أعلم بباطنه و مايدرينا أن أبابكر رضوان الله عليه ما كان يعرف فضل عمر في الباطن عليه أو أنه كان يتألفه لأنه عضده ويده في غير ذلك من وجوه التأويلات الدافعة لتأويله .

وادعي آثارا في فضيلة عمر و أبي عبيدة رواها من جهته غيرمرفوعة و لامسندة إلي رجل أصلا والغرض من مدح أبي عبيدة كونه موافقا علي بيعة أبي بكر رضوان الله عليه . قال و لو كان ذلك عن مواطأة منه لأبي بكر مااستعمل عليه خالد بن الوليد أميرا أيام حياته . والجارودية تقول لعله وجد من خالد الكفاءة التي لايجدها من أبي عبيدة فتعداه وأمر خالدا عليه . و قال أي بيعة أثبت من بيعة عقدها عبد الله بن مسعود و النبي ع يقول رضيت لأمتي مارضيه لها ابن أم عبد وكرهت لها ماكره لها ابن أم عبد

-روایت-از قبل-886

.

[ صفحه 406]

و هذه الرواية تحتاج إلي برهان الثبوت وهي مشكل عندالجارودية في شأن عثمان رضوان الله عليه . وذكر أن عبد الله بن مسعود أثني علي عثمان . والجارودية تقول لاتقوم رواية الخصم بإزاء المعلوم من واقعة عثمان و ابن مسعود. وتعلق في ثبوت بيعة أبي بكر رضوان الله عليه أن أبابكر لمااستقال قال علي و الله لانقيلك . والجارودية في هذاالمقام تستغرب هذاالقول جدا و يقول لسان حالها إن الشقشقية سمرنا واعتبار معانيها دأبنا فكيف تقابل بهذا مع هذا. وجاء بحديث سيدا كهول أهل الجنة و قدسلف الجواب

عنه . وذكر أن عليا قال ماأحد أحب إلي أن ألقي الله بمثل صحيفته من هذاالمسجي .

[ صفحه 407]

و هذايرجع حاصله إلي أن عليا كان يري أن أبابكر رضوان الله عليه خير من رسول الله ص والجارودية تورد علي هذاشيئا ماأري ذكره . وادعي نحو هذا من جنسه والجارودية علي مباحثها لاتنزع عنها. وذكر تزويج عمر رضوان الله عليه وتعلق بتسمية علي أولاده فلانا وفلانا بأسماء أئمته وقادته والجارودية لاتنزع عن مراتبها في مناظراتها عند هذه و لاأقدم علي ذكر ماتقتضيه مذاهبهم في ذلك إذ الكف عن أصحاب رسول الله ص الأخيار متعين واجب رضي الله تعالي عنهم وقدسهم . وتعجب من إلزام الروافض تسليمهم خبر المنزلة وغيره وكونهم لايلتزمون بصواب مايرويه .أقول إنه قدسبق الجواب عن هذا في جملة سلفت . وتقرر الجارودية هاهنا شيئا من ذلك فتقول فرق بين من أقر بما عليه و بين من ادعي علي خصمه ماينكره و لاشاهد له منه ولئن قبل قول كل

[ صفحه 408]

مدع ذهب نور الإسلام و غيرالإسلام إذ كل يروي مايرد علي خصمه ويدعي مايدحض مراسم مغالبه . وأعاد حديث إسلام علي في صغره و قدأجبنا

عنه وكرر حديث الغار والصديق والصلاة بالناس و قدسبق الجواب عنه . وتعلق بأن أبابكر عرفهم أن النبي ع مات و علي ماتكلم بذلك واعترض ذلك بأن عليا كان مشغولا بحزنه وفضل أبابكر بكونه عرف الأنصار فضل المهاجرين خوف الفتنة و علي بمعزل حتي كأنه كان غائبا واعترض ذلك . وتعترض الجارودية هذابما أن الجاحظ غلط في قوله حتي كأنه كان غائبا إذ ألذي كان ينبغي حيث كان علي غائبا إذ السيرة شهدت بأن البيعة وقعت و علي مشغول بجهاز رسول الله ص . وتتعجب الجارودية من ادعاء الفضيلة بتفضيل من فضل قريشا علي الأنصار و هومريد للتآمر عليهم و علي غيرهم بذلك .

[ صفحه 409]

قال فإن قلنا إن عليا رضي بالشوري قالوا هذاللتقية. و هذاناهض بالجواب وتقريره فيا لله وللشوري و غير ذلك . قال فإن قيل فلم رضي بعبد الرحمن مختارا و عبدالرحمن عنده من عدوه وأدني منازله أن يكون مخوفا عنده وأدني من ذلك أن لا يكون الغلط مأمونا عليه . هذاآخر مارأيت من الكلام و هوغلط إذ يليق أن يكون تمامه قالوا للتقية و إذا كان الأمر كذا فقد حصل الجواب . قال قلنا وهلا أظهر من الخلاف

شيئا يسيرا إلينا وهلا نطق بحرف واحد بقدر مايتخذه الناس بعده حجة و لم يكن بلغ أقصي خلافهم يري وعيدا أوإيقاعا. والجواب بما أن هذاحديث متلاعب فيه جدا بما ظهر من إنكار مولانا أمير المؤمنين ص ماجري و من التفصيل

مارويناه بالسند عن أخطب خطباء خوارزم في كتابه المناقب فإنه قال وأخبرني الشيخ الإمام شهاب الدين أفضل الحفاظ أبوالنجيب سعد بن عبد الله بن الحسن

-روایت-1-2

[ صفحه 410]

الهمداني المعروف بالمروزي فيما كتب إلي من همدان أخبرنا الحافظ أبو علي الحسن بن أحمد بن الحسن الحداد بأصفهان فيما أذن لي في الرواية عنه أخبرني الشيخ الأديب أبويعلي عبدالرزاق بن عمرو بن ابراهيم الطهراني سنة ثلاث وسبعين وأربعمائة أخبرنا الإمام الحافظ طراز المحدثين أبوبكر أحمد بن موسي بن مردويه الأصبهاني حدثني قال الشيخ الإمام شهاب الدين أبوالنجيب سعد بن عبد الله الهمداني وأخبرني بهذا الحديث عاليا الحافظ سليمان بن ابراهيم الأصبهاني في كتابه إلي من أصبهان سنة ثمان وثمانين وأربعمائة عن أبي بكر أحمد بن موسي بن مردويه حدثني سليمان بن أحمدحدثني علي بن سعيد الرازي حدثني محمد بن حميد حدثني زافر بن أحمدحدثني الحارث بن محمد عن أبي الطفيل عامر

بن واثلة قال كنت علي الباب يوم الشوري فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت عليا يقول بايع الناس أبابكر و أنا و الله أولي بالأمر منه وأحق به فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا يضرب بعضهم رقاب بعض بالسيف ثم بايع أبوبكر لعمر و أنا و الله أولي بالأمر منه

-روایت-718-ادامه دارد

[ صفحه 411]

فسمعت وأطعت مخافة أن يرجع الناس كفارا ثم أنتم تريدون أن تبايعوا لعثمان إذن لاأسمع و لاأطيع إن عمر جعلني في خمسة أناسادسهم لايعرف لي فضل في الصلاح و لايعرفونه لي مما نحن فيه شرع سواء وايم الله لوأشاء أن أتكلم بما لايستطيع عربهم و لاعجمهم و لاالمعاهد منهم و لاالمشرك رد خصلة منها ثم قال أنشدكم بالله أيها الخمسة أمنكم أخو رسول الله غيري قالوا لا قال أمنكم أحد له عم مثل عمي حمزة بن عبدالمطلب أسد الله وأسد رسوله غيري قالوا لا قال أفيكم من له ابن عم مثل ابن عمي رسول الله قالوا لا قال أفيكم أحد له أخ مثل أخي المزين بالجناحين يطير مع الملائكة في الجنة قالوا لا قال أمنكم أحد له زوج مثل زوجتي فاطمة بنت رسول الله سيدة نساء

هذه الأمة قالوا لا قال أمنكم أحد له سبطان مثل الحسن و الحسين سبطي هذه الأمة ابني رسول الله غيري قالوا لا قال أمنكم أحد قتل مشركي قريش غيري قالوا لا قال أمنكم أحد وحد الله قبلي قالوا لا قال أمنكم أحد صلي إلي القبلتين غيري قالوا لا قال أمنكم أحد أمر الله بمودته غيري قالوا لا قال

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 412]

أمنكم أحد غسل رسول الله قبلي قالوا لا قال أمنكم أحد سكن المسجد يمر فيه جنبا قالوا لا قال أمنكم أحد ردت عليه الشمس بعدغروبها حتي صلي العصر غيري قالوا لا قال أمنكم أحد قال له رسول الله ص حين قرب إليه الطائر فأعجبه أللهم ائتني بأحب خلقك إليك يأكل معي من هذاالطائر فجئت و أنا لاأعلم ما كان من قوله فدخلت قال وإلي يارب غيري قالوا لا قال أمنكم أحد كان أعظم عناء عن رسول الله ص مني حين اضطجعت علي فراشه ووقيته بنفسي وبذلت مهجتي غيري قالوا لا قال أفيكم أحد كان يأخذ الخمس غيري و غيرفاطمة قالوا لا قال أفيكم أحد كان له سهم في الخاص وسهم في العام غيري قالوا لا قال أفيكم أحد يطهره كتاب

الله غيري حين سد رسول الله أبواب المهاجرين جميعا وفتح بابي حين قام إليه عماه حمزة والعباس فقالا يا

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 413]

رسول الله سددت أبوابنا وفتحت باب علي فقال النبي ع ما أنافتحت بابه و لاسددت أبوابكم بل الله فتح بابه وسد أبوابكم قالوا لا قال أفيكم أحد تمم الله نوره من السماء حتي قال وَ آتِ ذَا القُربي حَقّهُقالوا أللهم لا قال أفيكم أحد ناجي رسول الله ص ست عشرة مرة غيري حين قال يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيتُمُ الرّسُولَ فَقَدّمُوا بَينَ يدَيَ نَجواكُم صَدَقَةًقالوا أللهم لا قال أفيكم أحد غمض رسول الله قالوا لا قال أفيكم أحد آخر عهد برسول الله ص حين وضع في حفرته غيري قالوا لا

-روایت-از قبل-521

. و ليس الغرض استقصاء مانقل في هذاالباب إذ لذلك وغيره مظان في المطولات . وذكر كلاما حكاه عن أسماء لانعرف أصله و لايليق فرعه من غث

[ صفحه 414]

الكلام قال من قال ممازحة مع أمير المؤمنين ع استدل عن الجواب وتعلق ببيعة أمير المؤمنين و لاسيف علي رأسه و قدأثبت القاعدة الجارودية في السيف و لم يستوف ولهم في هذامقامات ومقالات وتعلقوا بالصحيح

من الحديث من طرق القوم أن عليا وبني هاشم لم يبايعوا إلي أن ماتت فاطمة ع و كان لها وجهة من الناس فضرع علي إلي مصالحة أبي بكر. وتعلق بأنه زكاهم فالجارودية تدفع ذلك بل تنقل تعتبه . وتعلق بأن أمير المؤمنين تعدي في مديحهم حتي قال لابن طلحة إني لأرجو أن أكون أنا وأبوك ممن قال الله تعالي إِخواناً عَلي سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ.أقول و هذا شيء لوثبت ماضر الجارودية و ما ألذي يضر عاقلا من صفح الله تعالي عن مجرم ولكن الدعاوي من غيربرهان والحديث الهذر علي غيرقاعدة مقلو عندأرباب الحمية مهجور في نادي الحياء

-قرآن-524-557

[ صفحه 415]

والأنفة. وذكر شيئا يتعلق بتسمية أمير المؤمنين ع أولاده بأسماء من تقدم . وذكر تزويج من تزوج عند أمير المؤمنين و قدسلف هذا وأعاد حديث أصحاب الردة متعلقا في ذلك بشجاعة الوالي و قدسبق الجواب عنه . وتعلق في شجاعة من ذكر بكون عثمان عندكم أجبن من الأول و قدامتنع من نزع الخلافة حتي قتل . والجارودية يقول لسانها في ذلك لعله مادري بما يئول الحال إليه والغرام بالملك يوقع في الخطر ويبعث علي المتالف . وأعاد حديث علي ع في كونه كان يعلم أنه يقاتل

الناكثين والقاسطين والمارقين و قدأسر إليه علم ما كان يحدث و هذا لايشبه اتخاذ أبي موسي حكما عليه و قدسبق الجواب عن هذابما أن المقهور معذور و من جملة ماأسر النبي إليه ذلك . وذكر شيئا يتعلق بكون الله تعالي أثني علي من بايع تحت الشجرة بعدكلام لم أر الخوض فيه إذ السباب البليغ مذاهب العامة ولسنا ممن يرضاه .

[ صفحه 416]

وذكر شيئا حاصله انقياد الرعية وكونه دليل الشرف و ألذي يقال علي هذا إن من ملك وتصدر أطيع و من تمكن وظهر اتبع هذا هوالغالب و قدتخالف الرعية راعيها وتعصي الأمة من تقدم عليها للعلل والفنون إما من نقصه أونقصها أونقصه ونقصها. وذكر أن عمر كان يعاتب أبابكر في خالد و أن أبابكر كان يقول لاأشيم سيفا سله رسول الله ص . و لاأعرف ماوجه الفضيلة في هذالمن ينصره بل فيه دخل ينطق به لسان الجارودية إذ كان خالد اعتمد في مالك بن نويرة مااعتمد فأنكر ذلك عمر عليه و علي من لم يؤاخذه . قال والعجب من هذه الأمة كيف اختلفت في رجلين أحدهما خير خلق الله والآخر شر خلق الله . و ألذي يقال علي هذاإنه

كلام محال إذ لاأعرف مسلما يقول إن أمير المؤمنين خير خلق الله بيانه بالاتفاق رسول الله ص فإن عليا مفضوله . و أما أبوبكر رضوان الله عليه فالأمر في كونه لايدعي له ذلك ظاهر و أما أن أحدهما شر خلق الله فإلي أي الرجلين أشار فهو قول بعيد من الصواب .

[ صفحه 417]

وتعجب أيضا كيف يقول من يقول بتفضيل علي علي أبي بكر وإنما الرجحان الفضل بالخصال التمام . هذا شيء من معني كلامه وكأنه يسفه شيعة أمير المؤمنين ص إذ يفضلونه علي أبي بكر مع مخالفة الخصم لهم في ذلك . و ألذي يقال علي هذا إن الجاحظ استغرب غيرمستغرب واستبعد غيرمستبعد.إذ لايمنع من القول الحق خلاف من خالف فيه و لولزم الباطل الخلاف أدي ذلك إلي ألا يصح شيء و لو قال العجب كيف يفضل علي علي غيره مع جمل من مناقبه التي لاتحتمل التأويل مع ألذي يدعي لغيره مما يحتمل فنون التأويل كان لكلامه وجه . و من الوارد عليه في تعجبه قوله وإنما الرجحان بالخصال التمام تصغيرا لشرف أمير المؤمنين ص وفضله التمام مما لايشتبه علي ذي حس و لايلتبس

علي ذي عقل . وتعجب أيضا كيف يقع التباس الحال بين أمير المؤمنين ع

[ صفحه 418]

و أبي بكر مع ألذي يقال من التفاوت بينهما. ولقد استطرف غيرمستطرف إذ كل متلبس بمذهب لابد ناصره كيف اختلفت الحال فيه ساريا في بيداء هواه سائرا في فلوات غرضه . و في السيرة أن رسول الله ص قال لمالك بن الصيف و كان حبرا سمينا إن التوراة تضمنت أن الله لايحب الحبر السمين فجحد التوراة وهي مذهبه و قال ماأنزل الله علي بشر من شيء

-روایت-1-183-روایت-184-353

وخاصة إذا كان الفريقان لايخلوان من ذي ذهن و لايعدمان ذا بلاغة.أقول و قدرأينا عيانا أباعثمان صاحب هذاالتعجب صنف كتابا ينصر فيه الأضداد يمدح الشي ء ويضع منه ويطري الفن وينزع قلائد الثناء عنه و من أعطي بلاغة وجري مع رياح هواه لايكاد يقف بإزائه شيء إن كان الرجل بطلا شجاعا مقداما ندبا قيل أهوج و إن كان مترددا متضجعا متريبا قيل جبان و إن كان سخيا قيل مبذر و إن كان متوقفا قيل شحيح و إن كان بليغا قيل متكلف و إن كان مقصرا قيل بليد و إن كان مشغولا بالعلوم قيل هوللنوافل مهمل و

إن اشتغل بالنوافل قيل هوللعلوم مهمل و إن كان حليما قيل ذليل و إن كان مؤاخذا قيل حقود. و قدرأينا في العيان ممدوحا جدا مذموما جدا والخلاف دائر بين

[ صفحه 419]

عقلاء مجربين ديانين ونري عيانا ترجيح المرجوح علي الراجح و هودائر بين عقلاء متدبرين معتبرين متدينين وموارد ذلك تارة الاشتباه وتارة البهت و ليس المختلف فيهما بمقام ملك أومنزلة قهر و قد لايرجي منهما المنافع و لايخاف منهما الانتقام فكيف إذاارتقبت سماء التفضل وهيبت سطوات الانتقام . ومما يؤكد ذلك أن في العقلاء من يقول أعلم بالضرورة أني فاعل غيرمقهور وآخر ينكر ذلك ويهزأ ممن يدعيه وربما سماه مشركا جاهلا بعيدا عن النقد نازحا عن الاعتبار وكذا كان في الوجود من أنكر البديهيات والمحسنات وصرائح البراهين المحررات وسلطان الأمزجة غالبا أقوي من سلطان الألباب ولهذا قل سالكو الطريق اللاحب وكثر سالكو الطريق الخائب وكذا في الوقت من يقول و هو علي ماأري مذهب أبي عثمان من كون الباري ماابتدع ذوات الجواهر وأنها بغير مؤثر و مع ذلك يدعي المعرفة بالصانع ولازم ذلك إنكار الصانع وكيف يستغرب شيء والأشاعرة تري أن الله ليس في حيز و لاجهة

و هويري هازءين ممن يخالف في ذلك . والمعتزلة تهزأ ممن يعتمده وتري هذا لايصلح أن يكون قولا لعاقل . والأشاعرة و من ضارعهم يقولون إن الباري تعالي لاينتج منه شيء ويجوز أن يصدق الكاذب و أنه لايفعل لغرض ويندرج تحت ذلك أنه لايفعل المعجزات لغرض التصديق و مع ذلك يثبتون نبوة الأنبياء وفعلها لأجل التصديق و هوجمع بين النقيضين و هومحال .

[ صفحه 420]

و من المسلمين من يقول بأن إعادة المعدوم محال والعقل شاهد بذلك ويتهمون عقل من يذهب إليه وآخرون معتبرون مهذبون يهزءون من قول من لا يقول به ويذهب إليه و كل منهم يري أن ألذي هو عليه جلي جدا لايشتبه علي ذي حس في غير ذلك من فنون يطول شرحها وهل خلا الوقت قط من أمثال هذه الأمور ممن عقل واطلع علي السيرة. و من التنبيه علي هذاادعاء فرعون الإلهية والجمهور موافقون له علي ذلك و من القصة في هذا أنه كان معه ألف ألف مسور وخمسمائة ألف مسور مع كل مسور ألف وغيرهم ممن لايذكر من ضعفة الناس والنساء وجماعة موسي

بتقدير ستمائة ألف وقبل ذلك نمرود يدعي الربوبية مخاصما لإبراهيم ومعه الجمهور الأكثر مع أن المشار إليهما كانا بمرأي من الناس معدومين ثم موجودين مصنوعين وعيسي ص قوم يدعون فيه الربوبية وبإزائهم من يقدح فيه أشد القدح . و علي بن أبي طالب ع أيضا الفرقة الخارجة تسبه والنصيرية تتألهه و قد كان في زمنه من يتألهه وآخرون يفضلون عليه من لايقارنه . وآخرون يرجحون عبادة الأصنام علي نهي الأنبياء عن ذلك و كل فريق يهزأ من فريق مع تباعد المذهبين جدا. و قال ثم تزعم الروافض من الدليل علي أن عليا كان

[ صفحه 421]

محقا دون طلحة والزبير

أن النبي ص ذكر زيد بن صوحان زيد و مازيد يسبق عضو منه إلي الجنة

-روایت-1-2-روایت-3-72

فقتل يوم الجمل فجعلوا الدليل علي صواب علي في قتاله أن زيدا قتل في طاعته قيل لهم و في قول النبي ع يسبقه عضو منه إلي الجنة دليل علي أن العضو لم يسبق إلي الجنة إلا و قدقطع في طاعة الله و قدأجمعوا علي أن يده قطعت يوم نهاوند. و ألذي يقال في هذا علي قواعد الجارودية إن غرض الجارودية لاينتقض في تصويب علي أما أنه يلزم منه تصويب عمر

رضوان الله عليه فلابل يلزم عنه أن أهل نهاوند كانوا ضلالا والمسلمون علي الحق كما أن أصحاب أمير المؤمنين علي الحق وعمر علي الحق ومحاربهم علي الباطل . فإن قيل إذالزم أن يكون أصحاب أمير المؤمنين علي الحق لزم أن

[ صفحه 422]

يكون علي علي الحق و إذاتقرر هذافالتزموا في كون أصحاب عمر علي الحق وعمر علي الحق و إلافما الفارق . والجواب بما أن الجارودية تقول إن عمر علي الحق في إنفاذ الجيوش وأصحابه علي الحق في المحاربة لكن لايلزم من ذلك إقرار برئاسة إذ مجاهدة الكفار حسن . فإن قيل هل لغير الرئيس تجهيز الجيوش أم لا فإن قلتم لاأشكل عليكم و إن قلتم نعم أشكل عليكم . وتقول الجارودية عند هذا ليس لغير الرئيس الحق أن يبعث الجيوش لكن الجيش المحارب عنداصطفاف الكتائب واصطفاف المقانب متعين عليه القتال فقاتلهم في النار ومقتولهم في الجنة مع أن أمير المؤمنين كان غاية الموافق علي إنفاذ الجيوش ونصرة الإسلام فأي جيش خرج فعن رضاه خرج وبرضاه انبعث وبيانه المشورة علي عمر بأنه لايلقي الجيوش بنفسه ويستعين علي الجهاد بالمسلمين فانبعاث الجيوش إذن

برضا الرئيس و لو لم يكن أمير المؤمنين مثلا يعرف منه الرضا والسخط فإن المسلمين إذالاقوا المشركين كيف كان لم يكونوا مأجورين في الدفاع عن أنفسهم وحوزة الإسلام بل مأجورين مشكورين مثابين . وذكر كلاما بسيطا في الاختيار عبارة طويلة ومعني قصير جثمان

[ صفحه 423]

بغير روح وعساكر من دون رئيس وساق الكلام في كونه ألزم إشكالا في معرفة الفاضل المؤهل للرئاسة وكأنه يذهب إلي أن المقدم الأفضل والغي بإدخال العامة في الاختيار وأجاب بأن الفاضل لايخفي وضرب المثل بعمرو بن عبيد ونحوه من الأعيان وانساق كلامه إلي اختيار عثمان غيرمكرهين و لامحمولين . وذكر أن الصحابة كان يعرف بعضهم بعضا وعولوا علي أبي بكر وادعي أن النبي ع لم يختر للأمة رئيسا و لواختار لكان خيرا لهم لكن ذلك لايلزم وضرب مثلا. و ألذي يقال علي هذا إن الدنيا مع سعة الأقاليم وتقاذف الجهات إذابني الأمر علي الاختيار أشكل الحال فيما بينهم عندالعزم علي إقامة رئيس عام أفضل لأنه إما أن يرتقب كل أهل إقليم تعرف من باقي الأقاليم حتي ينصبوا رئيسا أوينصب كل إقليم رئيسا من غير أن يرتقبوا جميع الأفاضل فيما عدا الإقليم ألذي

هم فيه فإن كان الأول أشكل جدا ونضرب المثل في ذلك عيانا فنقول إنا لانعرف من في أقاصي المغرب من العلماء والأفاضل و أهل العقد والنقد والتجربة والشجاعة وميمون التدبير الرئاسي في فنون كثيرة جمة يعتبر في جانب الرئيس وكذا هم قد لايعرفون وكذا غيرالبلاد المغربية من الأصقاع .

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 424]

و ذلك يقف الحكم ويتعطل به أمر الدنيا إذ حاجة الدنيا إلي الرئيس حاجة الجوارح إلي القلب والجسد إلي الروح وأين الناقد لمقادير الرجال والحال هذه و أنه مع اجتماع الجميع والتطلع علي أحوالهم يشكل فكيف مع ألذي ذكرت من تباعد الجهات ونبأ كذا المحال . و إن كان الفرض أن كل أهل إقليم يعينون علي رئيس حسب مايقع عندهم من التدبير أشكل إذ فيه اجتماع خلفاء متعددين و هوممنوع عند هذاالخصم و عندخصمه هذا مع إشكال فيه جدا إذ عقول أصحاب الاختيار متباينة جدا ونقدهم متغاير جدا و لواتفقوا مثلا في العقول والتجارب والدين والعلوم فإن بين هذه المزايا شائبة الهوي ومفاسد الأغراض و هذه العوارض مانعة من اتفاق من له أهلية الاختيار علي شخص واحد. ثم إن الفرق الإسلامية فنون هذاشيعي وهم فرق و هذاسني وهم

فرق بين معتزلي وأشعري وشافعي وحنفي وحنبلي ومالكي في غير ذلك من اختلافات بين المسائل في العقائد والفروع فكل قبيل لايرضي إلابرئيس علي مذهبه وخليفة علي طريقته و هذايؤدي إلي انتشار عظيم وفساد جم وربما كان ترك الرئيس أنفع للرعية من مداناته وأجدي لهم من مقاربته .

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 425]

أضربنا عن هذا ونقول هل المؤثر إجماع كل عاقل وعالم ومجرب أويكفي بعض منهم فإن كان الأول أعضل جدا و إن قيل بالثاني فلايخلو إما أن يكون عددا محصورا أو لا فإن كان الأول أشكل إقامة البرهان عليه و إن كان الثاني أشكل أيضا إقامة البرهان عليه والمثل ألذي ضربه بعمرو بن عبيد وشبهه يخص إقليما لاالأقاليم و قدأوردنا علي اعتبار الأقاليم أولا اعتبارها ما فيه مقنع . و أماادعاؤه أنهم اتفقوا علي عثمان غيرمكرهين و لامجبرين فإن الجاحظ يطالب بإقامة البرهان عليه والعيان يخالف ما قال وكذا ادعاؤه أنهم اجتمعوا علي أبي بكر رضوان الله عليه و لو لم يكن إلامخالفة سعد بن عبادة إلي أن مات أوقتل . فإن قال لانراعي اعتبار قول الجميع قلنا قدسبق الكلام عليه . و أما أن النبي ع ماعين

عليا رئيسا فإن الخصم ينازع في ذلك ويتعلق بالوارد من طريق الخصم عن النبي ع في إمامة أمير المؤمنين ع ولذلك مظان معروفة يعرفها من شاء الوقوف عليها. و أما أن الله تعالي لم يبن الأمر مع الرعية علي الأخف والأقرب بيانه ماتضمنه مثله من مسائل لوكشفت كشفا جيدا كان أخف وأرفه فإن الجواب عنه بما أنا والجاحظ جميعا متفقون علي أنه لابد من رئيس فالإمامية تقول يجب علي الله والجاحظ وحزبه يقولون يجب علي الأمة.

-روایت-از قبل-1152

[ صفحه 426]

إما من دليل العقل أوالنقل و إذا كان الأمر كذا فنقول الاختيار كماذكرته ممتنع قطعا فتعين النص و إذا كان الأمر كذا تعين في علي إذ الجاحظ لاتعلق له به في إمامة أبي بكر رضوان الله عليه و هذاآت علي سياق كلامه . وأورد علي ادعاء النص أن أحدا ماادعاه يوم السقيفة لأحد. والجواب عنه بما أن صاحب الحق لم يحضره و من حضر السقيفة كان بموضع الكراهية لذكره أعني الرؤساء والعامة لاعبرة لهم مع الرؤساء و قدرأينا المسلمين تفرقوا عن النبي و هوقائم يخطب و لم يحفلوا بملازمته و ذلك بمشهد منه ومرأي فكيف غير ذلك وهم

علي السلم رغبة في شراء حنطة وفروا عنه مع الحرب في وقعة هوازن إلا أمير المؤمنين ع ونفرا يسيرا وفر في يوم أحد من فر وجاء بعدمدة و فيه نزل قوله تعالي أَ فَرَأَيتَ ألّذِي تَوَلّيرواه الثعلبي و هوممن لايتهم و لم تدع الإمامية أن النص كان ينادي به علي المنابر ويسمعه البادي والحاضر وإنما كان بالمقام ألذي تنهض به الحجة علي الأعيان والمخالطين من الرؤساء أسوة بمهمات كثيرة من الشرائع و هذا شيءيندفع مع المواطاة والممالاة و هذابحث يحتمل بسطا. وذكر مقامات زعم كان يليق أن يذكر فيهاالنص و ماذكر فلو كان موجودا لذكر. والجواب علي قواعد الجارودية بما أن عليا ع لوصرح

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 427]

بالنص لكان في ذلك تعرض بخلافة أبي بكر وغيره ممن تلاه فأسر ثم إن الناس كانوا فيه بين متقبل له وجاحد فذكر ماينهض به الإنصاف لو كان ويقوم به الحجة عند من اعتبر مما لاخلاف فيه و لامنازعة لمتحر عنده . ثم إن من اعتبر عرف أن من الصحابة من أعرض عن صحيح النصوص وصريحها برأيه و لم يعتمد عليها و إذاعرف الإنسان أن ذكر دواء لمريض لايستعمل ويضر الطبيب ذكره كانت الحكمة موجودة في الإضراب عن ذكره وشغل الوقت بالخوض

فيه . وزعم الجاحظ أن عمر بن علي قال ماأعرف وصية رسول الله ص لأبي قال وأيضا و قدتعلمون أن الأمة كلها مع اختلاف أهوائها لاتعرف مما تدعون من أمر النص والوصية قليلا و لاكثيرا وإنما هي دعوي مقصورة فيكم لايعرفها سواكم . و قدرأيت أن أذكر ما هوقامع لدعواه و أن الجاحظ ما بين مباهت وجاهل والمتفنن المتطلع إذادافع عن شيءظاهر الأخلق به أن يكون مباهتا جاحدا معاندا.روي الشيخ الحافظ يحيي بن البطريق من طريق عبد الله بن أحمد بن حنبل حدثناهيثم بن خلف قال حدثنا محمد بن أبي عمر الدوري قال حدثناشاذان قال حدثنا جعفر بن زياد عن مطر عن أنس يعني ابن

-روایت-از قبل-824

[ صفحه 428]

مالك قال قلنا لسلمان سل النبي عن وصيه فقال له سلمان يا رسول الله من كان وصيك فقال ياسلمان من كان وصي موسي فقال يوشع بن نون قال وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب ع

-روایت-13-209

. و من تفسير الثعلبي حديث رفعه إلي النبي ع يتضمن الشهادة لعلي بالإخوة والمؤازرة والولاية والوصية بعده والخلافة في أهله بمعني الإمارة عليهم .

[ صفحه 429]

و في كتاب المناقب لابن المغازلي مايقتضي إقسام الله

تعالي بأنه وصي رسول الله بعده و هوسبب نزول قوله تعالي وَ النّجمِ إِذا هَوي إلي قوله بِالأُفُقِ الأَعلي بعد أن ذكر شيئا عن الحميدي مااتفق عليه مسلم والبخاري في معني الوصية صورته

-قرآن-121-140-قرآن-152-169

[ صفحه 430]

و في حديث ابن مهدي زيادة ذكرها أبومسعود و أبوبكر البرقاني و لم يخرجها البخاري و لامسلم فيما عندنا من كتابيهما وهي قال قال هذيل بن شرحبيل أبوبكر كان يتأمر علي وصي رسول الله ص .

و من كتاب أخطب خطباء خوارزم يرفع الحديث إلي سلمان الفارسي

-روایت-1-2

[ صفحه 431]

عن النبي ص أنه قال لعلي يا علي تختم باليمين تكن من المقربين قال يا رسول الله و ماالمقربون قال جبرئيل وميكائيل قال فبم أتختم يا رسول الله قال بالعقيق الأحمر فإنه جبل أقر لله بالوحدانية و لي بالنبوة و لك بالوصية ولولدك بالإمامة ولمحبيك بالجنة ولشيعتك بالفردوس

-روایت-17-289

و من حديث رفعه المذكور إلي أم سلمة يقول النبي ع

-روایت-1-2-روایت-57-ادامه دارد

[ صفحه 432]

ياأم سلمة لاتلوموني فإن جبرئيل أتاني من الله يأمر أن أوصي به عليا من بعدي وكنت بين جبرئيل و علي جبرئيل عن يميني و علي عن شمالي فأمرني جبرئيل أن آمر عليا بما هوكائن بعدي إلي يوم القيامة فاعذريني و لاتلوموني إن الله اختار من كل أمة نبيا واختار

لكل نبي وصيا و أنانبي هذه الأمة و علي وصيي في عشيرتي و أهل بيتي وأمتي من بعدي

-روایت-از قبل-353

[ صفحه 433]

و منه بحذف الإسناد عن أنس بن مالك قال قال رسول الله ص ياأنس اسكب لي وضوء ثم قام فصلي ركعتين ثم قال ياأنس أول من يدخل عليك من هذاالباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال قلت أللهم اجعله رجلا من الأنصار فكتمته إذ جاء علي فقال من هذا ياأنس فقلت علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم قام يمسح عرق وجهه ويمسح عرق وجه علي عن وجهه فقال يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئا ماصنعت بي قبل فقال مايمنعني و أنت تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم مااختلفوا فيه بعدي

-روایت-1-2-روایت-65-534

وروي أخطب خطباء خوارزم مرفوعا إلي علي ع قال

-روایت-1-2-روایت-54-ادامه دارد

[ صفحه 434]

خرجت مع رسول الله ص ذات يوم نمشي في طرقات المدينة إذ مررنا بنخل من نخلها فصاحت نخلة بأخري هذا النبي المصطفي و علي المرتضي ثم جزنا فصاحت ثانية بثالثة هذا موسي وأخوه هارون ثم جزناها فصاحت رابعة بخامسة هذانوح و ابراهيم ثم جزناها فصاحت سادسة بسابعة هذا محمدسيد النبيين

و علي سيد الوصيين فتبسم النبي ص ثم قال يا علي إنما سمي نخل المدينة صيحانيا لأنه صاح بفضلي وفضلك

-روایت-از قبل-396

و من كتاب ابن المغازلي الشافعي يرفعه إلي النبي ص يقول لفاطمة ووصينا خير الأوصياء و هوبعلك

-روایت-1-2-روایت-50-103

.

[ صفحه 436]

إذاعرفت هذاظهر لك غلط أبي عثمان فيما ادعاه من نفي الوصية و أن الأمة لاتعرف من ذلك قليلا و لاكثيرا ومنها مايتضمن الخلافة في أهله و أنه أمير المؤمنين و أن العقيق مقر له بالولاية ولولده بالإمامة ومنع الجاحظ الجميع . و إذاتقرر هذافاعلم أنه مقو لماذكرناه من الوجه في المدافعة عن

[ صفحه 437]

النص إذ هذاالشيخ ليس له سبب علي ماأعرف في المتقدمين علي علي ع و لامحل قابل للرئاسة والتقدم بطريقهم بحيث يكون خليفة متبوعا فهو متطلع علي السيرة فبالأخلق أن يكون دافع فما ظنك بغيره ممن يؤثر الرئاسة وأتباعهم ممن نفعهم نفعهم ورفعهم رفعهم ووضعهم وضعهم . و هذه الآثار من طرق القوم من جهات معروفة ليست من كتب الروافض كمايزعم وتدليس للشيعة كمايتوهم . قال وزعم ناس من العثمانية أن الله قداختار للناس إماما لأن الله تعالي قال وَ أَشهِدُوا ذوَيَ عَدلٍ مِنكُم و قدعرفنا صفة العدالة فمتي

رأيناها في إنسان علمنا أنه ألذي عنا الله بالآية و إن لم يسمه فيها وكذلك

-قرآن-463-494

قول الرسول ليؤمكم خياركم

-روایت-1-2-روایت-15-31

. و ألذي يقال عند هذا إن هذاأحد متعلقات الشيعة إذ قدقرروا أن

[ صفحه 438]

خير المسلمين علي بن أبي طالب وأوضحوا برهان ذلك عيانا وأثرا

فتي ماتخطي خطوة لدنية || و لامد في يوم إلي سوءة يدا

. وذكر التقدم في الصلاة و قدذكرنا الجواب عنه و أن أحدا من الإمامية لايوافق علما و لاظنا علي أن رسول الله ص أمر بذلك و لو كان فلايقدر أحد أن يقول إني أعلم كون علي كان مأموما لأبي بكر في الصلاة مقدما عليه و هوموضع غرض الخصم وادعي الجاحظ أن ألذي ذكره جمل جوابات العثمانية لجمل مسائل الرافضة والزيدية و لو لا أن فيما قدمه غني عما أخره لقد فسره كماأجمله في كلمات منمقات ولفظات ملفقات . وأقول علي هذاإنه بهت في إيهامه قصد الإيجاز بل ألذي ظهر منه أنه أطال من غيرحاجة وكرر من غيرضرورة وأساء الأدب من غيرمناسبة و في المثل أول الغي الاختلاط وأسوء القول الإفراط لكنا نحن نقول إنا لوأجرينا في ميادين البلاغة خيولها وبلغنا اليراعة أفانين سؤلها ومأمولها لصدعت غياهب الإيهام بفجر غايات

إبانتها وصرعت كتائب المغالط بسهام نهايات بسالتها وفجرت ينابيع الحكم من صفاة صلادتها وسجرت وطيس القول الألزم بشفاه أوارها وحرارتها ولكنها حالفت الإغضاء عن تشقيق المقال وخالفت انتضاء سيوف اللقاء بدقيق الجدال ورأت أن الحق إذا

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 439]

قامت بالقول اليسير دعائمه وحامت بالصول الحقير عزائمه وخامت به من الخصم غلواؤه وشكائمه فلاضرورة لها إذن إلي صفها صف المنازلات وخطفها عصف المبارزات وقنعت بأنفاس كتائبها عن خوض بحار المآزم ورفضت مراس مقانبها رفض الوادع الآمن نزال الجانح الخائم ورأت أن العار قلادة منازلته والفخار معقود بجبهات متاركته وكيف لا يكون الأمر كذا و أمير المؤمنين ع منصور مباحثنا وشرفه الفنون منثور منافثنا ومناقبه ترفرف علي أندية محافلنا وثواقبه تشرف علي أفنية لطائفنا تنطق لسان البليد وتطلق بنان الوليد وتخرس بيان الخطيب المجيد العنيد ولئن تفوه بلفظ فإن لفظه تخالفه سرائره ولبه يعاصفه ويقاهره فالحمد لله ألذي جعل لنا نصيبا من نزال الكتائب في خدمة مولانا بشفرات اليراع وقلبا مجيبا إلي الصيال بنيات تنافر مدافعات الخداع وتحثنا علي اللقاء حث الركاب إلي لقاء الأحباب وتحدنا عن التضجيع

حد الوالد الرءوف عن الولد الموافق فنون الأتعاب .

-روایت-از قبل-879

وها نحن نرجو من دفاع ابن فاطم || معاقل من يحلل بها لم يروع

يحث عليها منه عزم وسؤدد || تذري سنان الفخر غيرمدفع

أغث من رماه الدهر عن قوس فتكه || بسهم متي يقرع صفا القلب يصدع

ورو بصوب منك جدبا تباعدت || سحائبه يروي الربا غيرمقلع

و إلافمن للحادثات إذاعرت || يحايدها عزم الكمي المقنع

.

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 440]

أقول إنه ينبغي للعاقل أن يتدبر حال أبي عثمان الجاحظ ليعرف وجوه وجوب الرد عليه ولزوم السعي في الإيراد إليه .صنف هذاالكتاب ناصرا لفرقة سماها العثمانية و هوتدليس وتلبيس إذ ليس حاصل الكتاب متعلقا بالمسمين بهذه القضية. وصنف كتابا ينصر فيه فرقة سماها بالعباسية و لاأعرف فرقة تسمي بهذا الاسم كماتسمي الفرقة الشافعية بالشافعية والحنفية بالحنفية أصحاب مباحث عقلية أونقلية بل ابتدأ تقريرات ومباحثات ينصر من أراده ويحرر إصداره وإيراده . وصنف كتابا للفرقة العلوية بناه علي قواعدهم المشهورة الجلية يضرب القرابة عند ذلك بالقرابة والصحابة بالصحابة فأغري كل فريق بفريقه بما زبره من ترويقه وتنميقه و ماخلت مطاوي هذاالكتاب ألذي نحن بصدده من ضرب الأنساب بالأنساب والأصحاب بالأصحاب

شيمة متفرج علي أرباب المذاهب غيرحان علي دين ثابت الأساس باسق الذوائب أكد الفتنة وولد المحنة ومضي هازلا في مقام جاد مازحا في نظام استعداد وخاصة هذا كتاب العثمانية فإنه بالغ في تصغير أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص قلب الإسلام ويديه .

-روایت-از قبل-969

ولن يضر علا الأفلاك عائبه || والنقص إذ ذاك طوق المبغض الشاني

سيان إن جهل المهذار منقبها || أوعاند المجد قصد الخائف الجاني

مفاخر لأبي السبطين يعرفها || قلب البسيطة جهرا أي عرفان

[ صفحه 441]

روح المعالي الغوالي الزهر مقلتها || يمينها حل منها أي جثمان

سهم من الله لاتنمي رميته || سام تقاصر عنه مجد كيوان

إذن تجاذبت الأبناء فخرهم || بمن مضي فبه فخر لعدنان

بالحلم والعلم سباق سمام عدي || غيث لغلة حران وظمآن

أقام للدين رجلا طالما سقطت || بسيفه لابأوتار وخرصان

فكل من حوت الغبراء مقتبس || من نوره نازح الأوطان أودان

قطب لمضطرب الآراء مقتلع || أساس غي بني أساسها الباني

إذاتجمعت الآراء تعرفه || تفرقت عن ضلال التائه الواني

أوصعدت في بروج الجهد يغمضه || تجلببت بثياب الساقط الشاني

لايكسف الشمس بالإيهام عائبها ||

و لايزيل عنها عزتيجان

حلا ترائبنا التمجيد مفخرة || فباعنا لنجوم حلقت حان

بنا بقاء الدني إن نبق تبق بنا || و إن نزل هد منها أي أركان

فأي فخر يدانينا ومفخره || بحبنا نص آثار وقرآن

و غير ذلك من علياء ترمقها || عين التيقظ لاعين لوسنان

. وشرع في الطعن علي الأنبياء و قدذكرت عند ذلك مايليق من الأنباء لو أن هذاالشيخ ذكر ممادح خيار الأصحاب من دون التعرض بالقرباء اللباب

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 442]

حرم الطعن علي تقريراته والقصد بالتهويش لتعلقاته فليعتبر العاقل ماقلناه وليعرف أنابما حررناه وحكيناه عن لسان الجارودية وسطرناه .

-روایت-از قبل-142

نصرنا فتي أنصاره في حياطة || من الزيغ قول المرسل الحق شاهد

فتي قلد الإسلام سمط فخاره || ولولاه أضحي ركنه و هومائد

فلامهتد إلا عليه معاجه || و لاراشد إلالمسعاه حامد

أبونا فتي لايرهب الموت مقبلا || تعارضه منه الخطوب الرواصد

وطيس وغي الهيجاء يسجره القنا || ليوقظ جفن الحق والحق راقد

إذاظمئت بيض بكف مدجج || سقاها وحلت بعدذاك السواعد

فقفر ربي الدقعاء ريان فائض || يظلله ثوب من الأرض صاعد

فاعجب ببحر فوقه الترب سائر || بكف فتي تهدي إليه الفرائد

كمايتجافاه

الحسود نفاسة || وتدنو إليه بالغرام المحامد

كماعدت الأخلاق منه دعابة || و في الحرب عباس له الموت ساجد

كمايتغشاه المنون إذاغدا || يخاطب عز الله والليل هامد

ويعتنق البيض الرقاق فكاهة || كأن شفار المشرفي الخرائد

وكم لأمير المؤمنين مناقبا || علت وغلت لايطبيها المكايد

.كتبت هذاالكتاب المعروف بكتاب بناء المقالة الفاطمية في نقض الرسالة العثمانية لأبي عثمان عمرو بن بحر الجاحظ من نسخة صحيحة جيدة مقروءة علي المصنف رحمه الله تعالي و في ظهرها إجازة منه رحمه الله بخطه للقار ئ ماصورتها

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 443]

قرأ علي هذاالكتاب البناء من تصنيفي الولد العالم الأديب التقي حسن بن علي بن داود أحسن الله عاقبته وشرف خاتمته وأذنت له في روايته عني وكتب العبد الفقير إلي الله تعالي أحمد بن طاوس حامدا لله ومصليا علي رسوله والطاهرين من عترته والمهديين من ذريته . هذاآخر الإجازة و هذه النسخة المذكورة هي من جملة الكتب الموقوفة علي الحضرة الشريفة الغروية صلوات الله علي مشرفها وهي بخط ابن داود المذكور و هورحمه الله قدكتب في آخر هذاالكتاب ماصورته نجزت الرسالة والحمد لله علي نعمه وصلاته علي سيدنا محمد النبي وآله الطاهرين .كتبه العبد الفقير إلي الله تعالي

حسن بن علي بن داود ربيب صدقات مولانا المصنف ضاعف الله مجده وأمتعه الله بطول حياته وصلاته علي سيدنا محمد النبي وآله وسلامه . و كان نسخ الكتاب في شوال من سنة خمس وستين وستمائة. هذاآخر خط ابن داود رحمه الله تعالي ورضي عنه . و أناالفقير إلي الله الدائم الغفار الغني حسين الخادم الكتابدار في الغري في شهر محرم الحرام سنة 1091-حامدا ومصليا والحمد لله وحده .وجدت في آخر هذه النسخة المذكورة التي هي بخط بن داود رحمه الله مكتوبا بخط دقيق ماصورته هذه الأبيات كتبها أصغر عباد الله تعالي محمد بن الحسن بن محمد بن

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 444]

علجة إلي سيده ومولاه ووالده عزالدين عزنصره وجعلت فداه لماوصلت من الأردو المعظم في خدمة سيدي ومولاي وأخي شرف الدين جعلني من كل سوء فداه علي يد قاصد يبشر سيدي وإخوتي بالوصول إلي منزل السلامة والعافية في شعبان المبارك سنة أربع وثمانين وستمائة حامدا لله تعالي ومصليا علي رسوله والطاهرين من عترته غفر الله له ولوالديه ولأسلافه من المسلمين والمسلمات و المؤمنين والمؤمنات برحمته و منه والأبيات هذه

-روایت-از قبل-435

لله آلاما ألاقي || شوقا إلي أرض العراق

وعظيم

وجد ينقضي || عمر التفرق و هوباق

شطت عن الزوراء بي || دار فروحي في السياق

فارقتها بقضا الزمان || فبدر لهوي في محاق

لو لم أعدها مسرعا || لقضيت من عظم اشتياق

لماوصلنا أرضها || وغدت تبشرني رفاقي

وشممت من أرض العراق || نسيم لذات التلاق

أيقنت لي ولمن أحب || بجمع شمل واتفاق

فضحكت من طيب اللقاء || كمابكيت من الفراق

. ووجدت أيضا في آخر النسخة المذكورة التي هي بخط ابن داود رحمه الله تعالي مكتوبا ماصورته وجدت علي نسخة مولاي المصنف جمال الدنيا والدين أعز الله الإسلام والمسلمين ببقائه صورة هذاالنثر والنظم أقول و قدرأيت أن أنشد في مقابلة شيءمما تضمنته مقاصد أبي عثمان

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 445]

مايرد عليه ورود السيل الرفيع الغيطان

-روایت-از قبل-43

و من عجب أن يهزأ الليل بالضحي || ويهزأ بالأسد الغضاب الفراعل

ويسطو علي البيض الرفاق ثمامة || ويعلو علي الرأس الرفيع الأسافل

ويسمو علي حال من المجد عاطل || ويبغي المدي الأسمي العلي الأراذل

وينوي نزال الأضبط النجد صافر || ويزري بسحبان البلاغة باقل

ويبغي مزايا غاية السبق مقعد || و قدقيدته بالصغار السلاسل

غرائب لاينفك للدهر شيمة || فسيان فيهاآخر وأوائل

وللشهب الشم الزواهر مجدها ||

و إن جهلت تبغي مداها الجنادل

عدتك أمير المؤمنين نقائص || وجزت المدي تنحط عنك الكوامل

غلا فيك غال وانزوي منك ساقط || فسمتهما عن منهج الحق مائل

فاعجب فغال سار في تيه غيه || و قال رمته بالضلال المجاهل

ويغنيك مدح الآي عن كل مدحة || مناقب يتلوها خبير وجاهل

ومقت لمن يكسو القلائد مقته || إذ العرش لاتدنو إليه النوازل

ويعزي بأرباب الكمال مقلد || حلي المجد لاخال من المجد عاطل

. ووجدت أيضا في آخر الكتاب المشار إليه مكتوبا بخط ابن داود رحمه الله تعالي مكتوبا ما هذاصورته ورأيت في أواخر الكتاب المشار إليه بخط مولانا الإمام المصنف ضاعف

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 446]

الله إجلاله وأدام أيامه ماصورته وسطرت خلف جزارة جعلتها منذ زمن في مطاوي كتاب الجاحظ معتذرا عن الإيراد عليه والقصد بالرد إليه

-روایت-از قبل-138

و لم يعدنا التوفيق بعد و لم تحم || وصلنا بأطراف اليراع القواطع

فلم نبق رسما للغوي يؤمه || خيال غبي أوبصير مخادع

و من رام كسف الشمس أعيا مرامه || بهاء به يخفي ضياء السواطع

. و لماقابلناه بين يديه أدام الله علوه سطر هذه الأبيات علي آخر نسخته

-روایت-1-76

بلغنا قبالا للبناء و لم ندع || لشانئنا في القول

جدا و لاهزلا

و لاغلبتنا المعضلات و لم يخم || يراع يغل المشرفي إذاسلا

و لم تنتم التضجيع منا ملامح || و لم ترضه علا و لم ترضه نهلا

و ليس ببدع أن تشن كتائب || من الدهر يبغي مجد سؤددنا ذحلا

فيقذفنا عن قوس نجد وخائم || ويهدي لنا من كف معصمه نبلا

نزعنا بفرسان الفخار فؤاده || ومقلته والسمع والشكل والدلا

فقارضنا فاستنجدت نهضاتنا || عزائم تعلو الفرقدين و لاتعلي

ففتنا غلاب الدهر إذ ذاك وانبري || يخالص في لقيا مناقبنا الذلا

خطفنا بهاء الشمس تعمي بنورنا || حداق إذا ماالقرص في برجه حلا

ويخطفه حان و قال مباهت || ومطر يحلي جيده المجد والفضلا

و لوصدقت منا العزائم مدحة || لقلنا و مانخشي ملاما و لاعذلا

أبي شيخنا أن تنفس الشهب مجده || و لم يرها شكلا و لم يرها مثلا

إذاخالصتنا الروح جلت حباهها || مناسب لاتستردف النسب الفسلا

[ صفحه 447]

وفازت إذا ماالنار شب ضرامها || بهامهجات الشانئين لها نصلا

بنجم أمير المؤمنين اهتداؤنا || إذازاغ عن سمت المراشد من ضلا

وكم راغم أنفا تسامي وهومه || مقاما لنا من دونه الفلك الأعلي

تصادمنا والبدر لايلمح السها || و لوطرفت كف السها

عينه النجلا

و لولمح البدر السها عندغمضه || لظلت معاني اللوم في لمحه تتلي

. و قال مولانا المصنف عندعزمه علي التوجه إلي مشهد أمير المؤمنين ص لعرض الكتاب الميمون عليه مستجديا سيب يديه

-روایت-1-118

أتينا تباري الريح منا عزائم || إلي ملك يستثمر الغوث آمله

كريم المحيا ماأظل سحابه || فأقشع حتي يعقب الخصب هاطله

إذاأمل أشفت علي الموت روحه || أعادت عليه الروح فاتت شمائله

من الغرر الصيد الأماجد سنخه || نجوم إذا ماالجو غابت أوافله

إذااستنجدوا للحادث الضخم سددوا || سهامهم حتي تصاب مقاتله

وها نحن من ذاك الفريق يهزنا || رجاء تهز الأريحي وسائله

و أنت الكمي الأريحي فتي الوري || فرو سحابا تنعش الجدب هامله

و إلافمن يجلو الحوادث شمسه || وتكفي به من كل خطب نوازله

. و قال و قدتأخر حصول سفينة يتوجه فيها إلي الحضرة المقدسة الغروية صلي الله علي مشرفها

-روایت-1-92

لئن عاقني عن قصد ربعك عائق || فوجدي لايقاسي إليك طريق

تصاحب أرواح الشمال إذاسرت || فلاعائق إذ ذاك عنك يعوق

و لوسكنت ريح الشمال لحركت || سواكنها نفس إليك تشوق

[ صفحه 448]

إذانهضت روح الغرام وخلفت

|| جسوما يحيل الوامقين وميق

و ليس سواء جوهر متأيد || له نسب في الغابرين عريق

وجسم تباريه الحوادث ناحل || ببحر الحتوف الفاتكات غريق

أسير بكف الروح يجري بحكمها || و ليس سواء موثق وطليق

. ومما سطره أجل الله به أولياءه عندقراءتنا هذاالكتاب لدي الضريح المقدس عندالرأس الشريف ص لماقصدنا مشهد مولانا أمير المؤمنين ص إبان الزيارة الرجبية النبوية عرضنا عليه هذاالكتاب قارءين له بخدمته لائذين بحرم رأفته مستهطلين سحاب إغاثته في خلوة من الجماعات المتكاثرات الشاغلات وأنشد مجده بعض من كان معنا مااتفق من مخاطباتنا ومنافثاتنا و غير ذلك من كلام له يناسب حالنا في مقام حاثين عزائمه علي مبراتنا وإجابة دعواتنا ولجأنا إليه التجاء الجدب الداثر إلي السحاب والمسافر المبعد إلي الاقتراب والمريض إلي زوال الأوصاب وذي الجريض إلي إماطة مخاطر الفناء والذهاب و من فعل ذلك مع بعض أتباع مولاناص خليق باقتطاف ثمرات البغية من دوح يديه فكيف و هوالأصل الباذخ والملك العدل السامق الشامخ غيرمستغش في خيبة سائليه وإرجاء رجاء آمليه بل للبناء علي أن المسائل ناجحة و إن تأخرت والفواضل سانحة لديه و إن تبعدت

-روایت-1-859

يلوح بآفاق

المناجح سعدها || و إن قذفت بالبعد عنها العوائق

كماالغيث يرجي في زمان وتارة || تخاف عزاليه الدواني الدوافق

.

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 449]

وسطر رفع الله درجته رقعة في أول كتابه إلي مولانا علي ص صورتها العبد المملوك أحمد بن طاوس يقبل محال الشرف بثغور العبودية ويقبل علي جناب الجلال الأرأف بمبرور النية ويقيل في أندية الكمال الألطف بالمخالصات الصفية ويستغرض أهداف المراحم بجملة مخالصته الرضية ويستعرض إسعاف المكارم العلية ويسترفد منال المواهب العلوية فيستردف عيان إحسان السواكب العادية السرية الروية كمايستقدم ذمام الغرائز العربية ويستلزم زمام النحائز الهاشمية ويستوري زند المناقب الوضية ويستروي برد المشارب الهنيئة الغروية بوسائل الأواصر الفاطمية ورسائل سجايا المفاخر السخية

-روایت-از قبل-579

و من وعد استجلت بدور وعوده || حداق لآمال الرجاء المحلق

وبخدماته الشائعة بين البرية الذائعة بعين المشاهدة الجلية وسبحه في تيار بحار المنازلات العميقة القصية ولمحه بأنوار التوفيقات لطائف المنافثات السحيقة الخفية

-روایت-1-165

فكم صرعت كف اليراع مجالدا || يصادم فخر المجد قدملأ القطرا

تراه يريد النصر والنصر خاذل || فكان له مجد ابن فاطمة قبرا

تنوره منا العروم سواميا || و لوغارت الجوزاء واختفت الشعري

بكل شنأة من يراع غروبه || تفل بحديها المشحذة البترا

و لو لم

يكن فالبدر لابد واضح || و لوقصدت كف الوجود له سترا

علي أننا لانعدم الفخر شامخا || بمدحتنا نعلو بمنقبها النسرا

[ صفحه 450]

أتينا إلي الشمس المنيرة في الضحي || نريد لها عزا ونبغي لها نصرا

و من رام كشف الواضحات مؤكدا || وفاز بمغني حد منصبه قدرا

إليك أمير المؤمنين اعتذارنا || أبيت بيان القول ينتظم الدرا

وحليت أجياد العزائم حلية || من العجز إن همت بمدحكم تتري

لك الراحة العلياء بالفضل إذ سمي || فخارك يرضي النظم يعتقب النثرا

ولكننا عدنا بربع مروض || و من شام روضا ضم شائمه الزهرا

. والحمد لله وحده وصلاته علي سيدنا محمد النبي الأمي و علي آله الأطهار الأخيار وسلامه هذاآخر ماوجدته في ظهر الكتاب

-روایت-1-123

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.