الیاقوتُ فی علم الکلام

هوية الكتاب

موجدة

في عِلمُ الكَلام

لابی الحق ابراهيم بن نوبخت

من كبار متکلمی الشیعة

تحقیق و تقدیم

علی اکبر ضیائی

کتابخانه عمومی

حضرت آیة الله العظمی مرعشی نجفی «رحمة الله علیه» قم

الكتاب : کتاب الیاقوت فی علم الکلام

المؤلف : ابی اسحاق ابراهیم بن نوبخت

تحقیق: علی اکبر ضیایی

نشر: مکتبة آیة الله العظمی المرعشی النجفی العامة-قم المقدسة

التاريخ : 1413ه.ق الطبعةالاولی

تنضيد الحروف : میلاد

طبع: مطبعة اسماعیلیان

العدد : 1000 نسخه

محرر الرقمي: السيد علي بطحايي

ص: 1

اشارة

کتابخانه عمومی

حضرت آیة الله العظمی مرعشی نجفی «رحمة الله علیه» قم

الكتاب : کتاب الیاقوت فی علم الکلام

المؤلف : ابی اسحاق ابراهیم بن نوبخت

تحقیق: علی اکبر ضیایی

نشر: مکتبة آیة الله العظمی المرعشی النجفی العامة-قم المقدسة

التاريخ : 1413ه.ق الطبعةالاولی

تنضيد الحروف : میلاد

طبع: مطبعة اسماعیلیان

العدد : 1000 نسخه

ص: 2

بسم الله الرحمن الرحیم

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد الله على نواله،و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و الأطائب من آله.

من تراث الشيعة الأقدمين في علم الكلام ، و لعلّه اوّل كتاب كلامي شيعي كما يعتقده بعض الباحثين ، هذه الرسالة الماثلة أمام القارىء الكريم (الياقوت) ، وهي مع اختصارها الشديد حوت امّهات المسائل الكلامية ورؤوس ما يعتقده الإمامية ، و هي من مؤلفات ابي اسحاق ابراهيم بن نوبخت المعروفة اسرته بالتبرز في علم الكلام.

و كان يؤسفنا أنّ هذا الأثر الممتاز لم يزل مطموراً في زوايا الخمول و لم ينتشر بالشكل اللائق ، حتى قيض الله تعالى الاستاذ المحقق بمقابلته على نسختين مخطوطتين و التعليق عليه بما يلزم و يتهيأ للطبع بالضوابط المرسومة للمحققين.

و لما كان من أهداف مكتبتنا العامة إحياء التراث الشيعي ، رأينا الاسراع في طبعه مشاركة منا في (مؤتمر الشيخ المفيد) الذي نحن على عتبة انعقاده في هذه السنة ، ونرى أنه مشاركة في إحياء ذكرى هذا العالم الكبير الذي لم يزل ولا يزال مفخرة للشيعة على مدى الأعصار و السنين.

نسأل الله تعالى العون والتوفيق وأن يأخذ بايدينا وجميع العاملين في إحياء مآثرالدين.

قم المقدسة

15 رجب 1413

الامين العام

السيد محمود المرعشي

ص: 4

فهرس الموضوعات

المقدمة:

بنو نوبخت

المؤلف

عهد المؤلف

آراؤه الكلامية

آثاره

تحقيق النص

المتن:

في النظر وما يتعلق به

في الجوهر والعرض

في أحكام الجواهر والأعراض

في أن العالم لا يجب أن يكون أبدياً

في الموجودات

في إثبات الصانع و توحيده وأحكام صفاته

في أن الصفات ثابتة من وجوب وجوده فقط

دقيقة في أنه تعالى مبتهج بذاته

في العدل

ص: 5

في أفعال القلوب ونظرائها

في التكاليف

نكت من التوحيد

في تتبع اعتراضات مخالفينا في التوحيد

في تتبع اعتراضاتهم في مسائل العدل

في مسائل الوعد والوعيد

في تتبع اعتراضات الخصم على مسائل الوعد والوعيد

في النبوات

في تتبع الاعتراضات على النبوّة

في الإعادة وأحكامها

جمل متفرّقة

في عصمة الأنبياء والردّ على مخالفي الملة أجمع

في الإمامة

في تتبع اعتراضات مخالفينا في وجوب الإمامة والعصمة

في إثبات إمامة أمير المؤمنين (عليه السلام) بعد الرسول (صلی الله عليه وآله) بغير فصل

في تتبع اعتراضاتهم

في تتبع اعتراضاتهم

في أدلة أخر على النص

في إمامة الأحد عشر بعده

فهرس المصادر:

المصادر العربية

المصادر الفارسية

المصادر الأوروبية

ص: 6

تقديم و شكر

بمناسبة انعقاد مؤتمر الشيخ المفيد أقدم إلى العالم الإسلامي هذا الكتاب الكلامي القيم و هو باكورة أعمالي في حقل التحقيق راجياً من الله أن يكون فيه الخير و النفع وأن يضيف لبنة إلى صرح الفكر الإسلامي و يجلي صفحة هامة من سفره النفيس و إنّني لأعتذر مسبقاً عما يكون في هذا العمل من نقص و قصور لا يخلو منهما باحث مهما بذل من الجهد و استفرغ من الوسع.

و لا ينقضي حقُّ السيد أحمد الحسيني من شكري، لإهدائه إليَّ نسخته الخطية من هذا الكتاب.

علي أكبر ضيائي

طهران - 1412ه.ق / 1992م

ص: 7

ص: 8

المقدمة

اشارة

ص: 9

ص: 10

بنو نوبخت

بنو نُوبخت (1) بیت معروف من الشيعة منسوبون إلى نوبخت الفارسي المنجِّم (2) نبغ منهم كثير من أهل العلم و المعرفة بالكلام و الأخبار و النجوم (3)

و الفرق الإسلامية و اشتهر منهم بعلم الكلام جماعة أشهرهم أبو سهل إسماعيل بن علي النوبختي و أبو محمد الحسن بن موسى النوبختي و أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت و كان لهم إلمام بالفلسفة و سائر علوم الأوائل و نظر في الأصول و اطلاع على الكتب الفلسفية المترجمة إلى العربية و الحركات

ص: 11


1- المشهور أنّ نوبخت بضم النون و الظاهر أن هذا معرّب نَوْبخت بفتح النون و هو لفظ فارسي مركّب معناه جديد البخت و الطالع (أفندى،رياض العلماء،38/6) و قال السمعاني: النوبختي بضم النون أو فتحها و فتح الباء الموحدة و سكون الخاء المعجمة و في آخرها التاء المنقوطة من فوقها باثنتين، هذه النسبة إلى نوبخت و هو اسم لبعض أجداد أبي محمد الحسن بن الحسين بن علي بن عباس بن إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت (189/13 - 190) و انظر أيضاً: ابن الاثير الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، 328/3؛ ابن طاووس، فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم، النجف، 211 - 212.
2- المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب، باريس، 1874م، 290/8؛ الخطيب البغدادي، تاريخ بغداد أو مدينة السلام، بيروت، دار الكتاب العربي، 67/1؛ أبو ريحان البيروني، الآثار الباقية، حققه إدوارد زاخائو، 1923م، ص 270؛ الطبری، محمد بن جرير تاريخ الطبري، تحقيق محمد أبو الفضل إبراهيم، بيروت، دار سویدان 632/7 648
3- من مدائحهم بعلم النجوم ما مدحهم به ابن الرومي الشيعي و أفرط على عادة الشعراء فقال: اعلم الناس بالنجوم بنونو *** بخت علماً لم يأتهم بالحساب بل بأن شاهدوا السماء علوّاً *** يترقى في المكرمات الصعاب ساوروها بكل علياء حتى *** بلغوها مفتوحة الأبواب راجع عن هذه الابيات: فرج المهموم في تاریخ علماء النجوم، لابن طاووس، النجف، 1368 ق.

السياسية في عهد الدولة العباسية.

و لمّا كان لبعضهم مخالفات يسيرةً في خصوص بعض المسائل مع سائر متكلمي الإمامية و أهل الفقه و الحديث منهم، تعرّض متكلموا الإمامية لجملة منها في أثناء كتبهم و أشاروا إلى من يوافقهم في تلك المسائل أو يخالفهم.

و الظاهر أنَّ الشيخ المفيد هو أول من أشار إلى هذه الاختلافات الكلامية في كتابه المسمّى ب- «أوائل المقالات في المذاهب و المختارات». قال المؤلف (1) في مقدمته: «فإنّي بتوفيق الله ومشيئته مثبتٌ في هذا الكتاب ما آثر إثباته من فَرقِ ما بين الشيعة والمعتزلة و فصل ما بين العدلية من الشيعة و مَنْ ذهب إلى العدل من المعتزلة و الفرق ما بينهم من بعد و ما بين الإمامية فيما اتفقوا عليه من خلافهم فيه من الأصول و ذاكرٌ في أصل ذلك ما اجتبيتُه أنا من المذاهب المتفرّعة في أصول التوحيد و العدل و القول من اللطيف من الكلام و ماكان وفاقاً منه لبني نوبخت - رحمهم الله - و ما هو الخلاف لآرائهم في المقال و ما يوافق ذلك مذهبه من أهل الأعتزال و غيرهم من أصحاب الكلام، ليكون أصلاً معتمداً فيما يمتحن للاعتقاد، و قد تعرّض الشَّيخ المفيد لآرائهم الكلامية في أثناء كتابه مرات كثيرة.

و تعرّض تلميذه السَّيِّد المرتضى رحمة الله علیه لبعض آرائهم في كتاب الذخيرة وجاء بعدهما شيخ الطائفة أبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي رحمة الله علیه وأشار إلى آرائهم في كتاب تمهيد الأصول في علم الكلام و هو شرح على القسم النظري من جمل العلم و العمل للسَّيِّد المرتضى وأيضاً الفيلسوف الكبير خواجه نصير الدين الطوسي رحمه الله في كتاب تلخيص المحصّل و العلامة الحلّي رحمه الله كشف المراد في شرح تجريد الاعتقاد و كتاب أنوار الملكوت في شرح الياقوت و جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي في كتاب إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين. ثم انتشرت آراؤهم في الكتب الكلامية و ذاعت شهرتهم بين متكلمي الإمامية و

ص: 12


1- المفيد، أوائل المقالات، 2 - 1.

المعتزلة وتعرضت آراؤهم للبحث و النقد في عالم الفكر الإسلامي.

المؤلِّف

اسمه أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت على ما قاله العلامة الحلّي في مقدمة كتاب أنوار الملكوت في شرح الياقوت: و قد صنف شيخنا الأقدم و إمامنا الأعظم أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت - قدست روحه الزكية و نفسه العلية - مختصراً سمّاه الياقوت (1) لكنه اشتهر باسم ابن نوبخت في الكتب الكلامية.

اما المؤرخون فاختلفوا في اسمه، فقال الميرزا عبد الله أفندى الإصبهاني: «ابن نوبخت قد يطلق على الشيخ إسماعيل بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت الفاضل المتكلّم المعروف الذي هو من قدماء الإمامية، صاحب الياقوت في علم الكلام (2) ، و قال : إنَّ هذا الإسم أعني - ابن نوبخت - يطلق على إسماعيل بن نوبخت الذي كان معاصراً لأبن نواس الشاعر و على الشيخ إسماعيل بن علي بن نوبخت المتكلم الذي كان من كبار الشيعة و على أبي الحسن علي بن أحمد بن نوبخت (3) و لا ندري ما هو مستنده في هذا القول و لكننا وجدنا في الكتب الكلامية أنّ هذا الاسم - أي ابن نوبخت - يطلق فقط على مؤلّف الياقوت، لا غيره من بني نوبخت.

و قال السيد حسن الصدر: «أبو إسحاق إسماعيل بن إسحاق بن أبي سهل بن نوبخت صاحب كتاب الياقوت في الكلام الذي شرحه العلامة ابن المطهر الحلّي، ثم أشار إلى قول العلامة في مقدمة كتاب أنوار الملكوت في أن مؤلف الياقوت هو أبو إسحاق ابن نوبخت و لكنه لم يشر إلى اسمه أعني ابراهيم و زعم أن اسمه إسماعيل (4).

ص: 13


1- أنوار الملكوت، ص 2.
2- رياض العلماء: 38/6
3- نفس المصدر وانظر قول محسن الأمين في أعيان الشيعة، 274/2
4- الشيعة وفنون الإسلام، 69؛ تأسيس الشيعة، 364 - 365.

و قال الشيخ عباس القمي (1): «و من غلمان أبي سهل أبو الحسن السرسنجردي و اسمه محمد بن بشير و يعرف بالحمدوني منسوباً إلى آل حمدون وحفيده أبو إسحاق إبراهيم بن إسحاق بن أبي سهل صاحب كتاب الياقوت في الكلام الذي شرحه العلامة (رحمه الله)».

و قال محمد إقبال الآشتياني (2): «كلما ذُكِرَ في الكتب الكلامية قولٌ من الياقوت ذكر اسم المؤلف «ابن نوبخت»، إلا أنّ العلامة في مقدّمة أنوار الملكوت ذكر أنَّه الشيخ أبو إسحاق إبراهيم بن نوبخت و هذه الكنية و الإسم رأيتهما في ثلاث نسخ من كتاب أنوار الملكوت بشكل واحد وبدون اختلاف ومع تصريح العلامة باسم المؤلف ما علمت دليل الميرزا عبد الله أفندي مؤلّف رياض العلماء ومن تبعه من المؤلفين المتأخِّرين في العراق و سوريا بأنّ اسم المؤلف إسماعيل و أنه إسماعيل بن أبي سهل بن نوبخت و مستند صاحب الرياض في ذلك غير معلوم».

و تردّد محقق كتاب أنوار الملكوت (3) في اسم المؤلف و قال: «لكنني لا أرى ترجيحاً لقول العلامة على قول صاحب الرياض، إذ لو كان قرب عهد المؤلف من العلامة مرجِّحاً لقوله، فتضلّع صاحب الرياض في تراجم العلماء و تبحره فيه أيضاً يرجح قوله، و لكنه اختار في نهاية القول ما قاله العلامة، لأنَّ خلاف ذلك يحتاج إلى دليل قاطع.

و أما مستند قول الميرزا عبد الله أفندي في اسم أبيه وجدّه فغير معلوم أيضاً و تبعه في ذلك الشيخ عباس القمي و السيد حسن الصدر و أمَّا إذا علمنا أن عهد المؤلف بعيد جدّاً عن عهد أبي سهل بحيث يبعد أن يكون المؤلّف حفيداً له و لنا دلائل تؤيِّد ذلك، فإنا نشُك في ما قاله أفندي الإصبهاني في اسم ابيه و جدّه.

ص: 14


1- الكنى و الألقاب، 14/1 - 95.
2- خاندان نوبختی 167.
3- أنوار الملكوت، «و» مقدمة.

و جاء في كتاب بعض مثالب النواصب في نقض بعض فضائح الروافض (1) الذي ألّف في حدود 560ق اسمُ إبراهيم النوبختي و لكن لا ندري أ هو مؤلف الياقوت، أم هو إبراهيم آخر غير مؤلف هذا الكتاب و أما إبراهيم الذي أشار إليه الشيخ الطوسي في كتاب الغيبة (2) فهو غير مؤلّف الياقوت، لانّ من ذكره، الشيخ كان حيَّاً في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع وعهد المؤلف - أعني أبا إسحاق إبراهيم بن نوبخت - في رأينا بعيد عنه جداً.

عهدُ المؤلف

وقع في تحديد عهد المؤلف خلافٌ كبيرٌ بين المؤرِّخين الإسلاميين و المستشرقين.

لم يحدد الميرزا عبد الله أفندي (3) عهد المؤلّف، لكنَّه يعتقد أنَّ مؤلّف الياقوت هو حفيد أبي سهل بن نوبخت (كان حيّاً في القرن الثاني) و هذا يعني أنّ أبا إسحاق كان يعيش في حدود القرن الثالث و زعم السيد حسن الصدر (4)- رحمه الله تعالى - أنّ أبا إسحاق عاش في القرن الثاني واستند إلى قول الجاحظ البصري (5)

«كان أبو نواس يرتعي (6) على خوان إسماعيل بن نوبخت كما ترتعي الإبل في الحمض (7)

بعد طول الخلة (8)، ثم كان جزاؤه منه أنّه قال:

خبز اسماعیل کالوشی (9) *** إذا ما شقّ يُرفا

ص: 15


1- 2 / 184، 186
2- صص 226 - 227؛ خاندان نوبختي، 170.
3- رياض العلماء 38/6
4- تأسيس الشيعة، 364 - 365.
5- البخلاء، ص 105
6- يرتعي: يأكل.
7- الحمض ماكان فيه ملوحة.
8- الخلة خلاف الحمض.
9- الوشي: الثوب المرقوم.

ثم قال الصدر: «أبو نواس مات سنة ثمان وتسعين ومائة وقيل: قبل ذلك، فلا بُدّ أن يكون إسماعيل بن إسحاق المذكور من أعيان المائة الثانية و لا أعرف إسماعيل قبله في آل نوبخت، ثم استند إلى قول الميرزا أفندي في أنَّ إسماعيل بن نوبخت كان معاصراً لأبي نواس الشاعر و لكن ليس لدينا أيّ دليل على أنّ اسمه إسماعيل، لا إبراهيم و مع هذا الشك يبقى دليل السيد الصدر مشكوكاً فيه.

و زعم الفاضل عباس إقبال الاشتياني (1) أنّ أبا إسحاق ابن نوبخت صنّف الياقوت في حدود 340 ق / 950 م و له دلائل متعدّدة تؤيِّدُ نظره واشتهر هذا القول عنه بين المستشرقين (2).

و امّا ما ذهب إليه ابنا نوبخت في معنى المكلّف على ما قاله السيد المرتضى (3) فلا نعلم ما المراد منهما، لا سيما اذا علمنا أنّ الشيخ ابن نوبخت ذهب إلى خلاف ما نسب إلى ابني نوبخت في معنى المكلّف.

نقل بول كراوز (4) عن الميرزا محمد خان القزويني أنَّ منهج أبي إسحاق ابن نوبخت في تأليف الياقوت يدلّ أن عهد المؤلف قريب من عهد العلامة الحلي (ت. 726 ه.ق).

و اعتقد هنري كوربن (5) أنَّ أبا إسحاق هو أوّلُ من نظّم الفلسفة الإسلامية في كتاب

ص: 16


1- خاندان نوبختی 168 - 170.
2- فؤاد سزجين، تاريخ التراث العربي، 1(3)/295 - 296؛ کارل بروکلمان، تاريخ الأدب العربي، 328/3 - 329.
3- الذخيرة، 114 ، قال السيد المرتضى: «قالوا: إنّ الحيّ الفعّال هو الذات من الذوات، ليست بجوهر متحيز ولا حال ولا عرض في هذه الجملة وإن كان يفعل فيها ويدبرها ويصرفها وهذا المذهب محكي عن معمر وإليه كان يذهب ابنا نوبخت
4- Paul Kraus," Raziana | ', Orientalia, IV [1935), P.306 وانظر أيضاً في: : محمد بن زكريا الرازي، السيرة الفلسفية، حققه بول كراوز وترجمه إلى الفارسية عباس اقبال يونسكو، 83 - 84 (مقدمة).
5- Henry Corbin, " Imamologie Et Philosophie', Le Shi'isme Imamite, Paris, 1970,P.146.

الياقوت في حدود 350 ق / 961م و تبعه خواجه نصير الدين الطوسي و أتمّ فعله.

و قد أشرنا إلى أقوال العلماء في تحديد عهد المؤلّف و نحن نعتقد أنَّ المؤلّف عاش بين النصف الثاني من القرن الخامس و النصف الأول من القرن السابع و لنا دلائل متعدّدة نشير إليها بالاختصار كما يلي:

1. إنّ المعتقدات الكلامية للمصنّف في هذا الكتاب لا تناسب الأفكار التي نسبها الشيخ المفيد إلى بني نوبخت في كتاب أوائل المقالات و التي نسبها السيد المرتضى في

كتاب الذخيرة (1) والشيخ الطوسي في كتاب تمهيد الأصول في علم الكلام (2)

و الظاهر أن ولفرد مادلونغ هو أول من نبّه على هذا الموضوع من المقارنة بين أقوال بني نوبخت في أوائل المقالات و كتاب الياقوت و أعتقد أنَّ زمن تأليف الياقوت يجب أن يكون القرن الخامس أو بعده (3)

2. ذهب أبو إسحاق ابن نوبخت إلى أن مناط حاجة الممكن إلى العلة هو الإمكان. و قال خواجه نصير الدين الطوسي: «و القائلون بكون الإمكان علّة الحاجة هم الفلاسفة و المتأخرون من المتكلمين و القائلون بكون الحدوث علّة لها هم الأقدمون منهم(4)»

و الجدير بالذكر أنَّ خواجه نصير الدين الطُوسي وُلِدَ في 597 ق ومات في 672 ق و هذا يدل على أنَّ أبا إسحاق كان معاصراً لنصير الدين الطوسي.

3. شرح هذا الكتاب ابن أبي الحديد المعتزلي (5) الذي مات في سنة 656 ق و هذا يعني أنَّ زمن تأليف الياقوت لا يكون بعد النصف الأول من القرن السابع و المقارنة بين هذا

ص: 17


1- ص 114.
2- ص 164 .
3- Wilferd Madelung. "Imamism And Mutazilite Theology", La Shiisme Imamite, Paris, 1970, P.15.
4- تلخيص المحصل، 120.
5- محمد باقر الخوانساري، روضات الجنات 22/5؛ السيد حسن الصدر، تأسيس الشيعة، 365.

الكتاب و كتاب محصل أفكار المتقدمين و المتأخرين لفخر الدين الرازي (ت . 606 ق) تكشف لنا أنَّ الياقوت قد الّف على ترتيب كتاب الرازي و المؤلف - أي أبو إسحاق - قبل بعض آراء الرازي وردّ على البعض الآخر(1).

آراؤه الكلامية

تشير إليها كما يلي:

1. ذهبت الحكماء إلى زيادة الوجود على الماهية في الذهن، لأ في الخارج و استدلّوا على ذلك بصحة سلب الوجود عن الماهية و بافتقار حمل الوجود على الماهية إلى الدليل و بانفكاك الماهية من الوجود في الذهن و بلزوم اتحاد كل الماهيات لو كان الوجود عيناً لها وبلزوم التسلسل لو كان الوجود جزءاً للماهية (2).

أما أبو الحسن الأشعري وأبو الحسين البصري و أبو إسحاق ابن نوبخت فذهبوا إلى أنَّ الوجود هو نفس الماهيات واجبة كانت أو ممكنة (3)

2. ذهب الشيخ أبو إسحاق إلى أن الإيمان هو التصديق القلبي فقط، كما ذهب إليه كمال الدين ابن ميثم في قواعده (4) و جمال الدين مقداد بن عبد الله السيوري الحلّي في إرشاده (5) و اما المحقِّق الطُوسي و العلامة الحلّي فذهبا إلى أنه التصديق بالقلب واللسان معاً (6) و ذهب ابن أبي الجمهور الإحسايي (7) إلى أنَّ الإيمان لغةً هو التصديق و أما شرعاً فهو التصديق

ص: 18


1- قد تعرض الشيخ أبو إسحاق ابن نوبخت لتعريف الموجود على رأي الحكماء والمتكلمين معاً، مثلما عرفه فخر الدين الرازي في كتاب المحصّل، راجع عنه: تلخيص المحصّل قول الماتن، صص 93، 122.
2- راجع: الحاج ملا هادي السبزواري، غرر الفرائد في فن الحكمة 45/1 - 50.
3- أنوار الملكوت، 47.
4- قواعد المرام، 170 - 171.
5- إرشاد الطالبين 442.
6- إرشاد الطالبين 438
7- التحفة الكلامية مخطوط، 51 - 54.

القلبي للرسول في كل ما عُلِمَ مجيئه به بالضرورة، أي فيما علم أنّه مِن الدين، بحيث يعلمه العامة من غير افتقار إلى نظر و استدلال، كوجوب الصلاة و حرمة الخمر و نحو ذلك.

3. ذهب الشيخ أبو إسحاق ابن نوبخت إلى أنّ الأجسام يجوز خلوّها عن الأعراض إلا اللون و الطعم و الرّائحة كالهواء و ذهبت المعتزلة و الحكماء و فخر الدين الرازي و العلامة الحلي إلى جواز خلوّها عن الأعراض إلا الكون وقيّد المحقق الطُّوسي بالمذوقة و المرئية و المشمومة و خالفت الأشاعرة في ذلك وقالوا بامتناع خلوها عن شيء من الأعراض(1).

4. ومن معتقداته أن ماهيته تعالى معلومة كوجوده (2).

5. و انّ ماهيته تعالى الوجود المعلوم.

6. و اعتقد انَّ اللَّذة العقلية عليه تعالى جائزة ، مع تفسيرها بإرادة الكمال من حيث أنّه كمال (3).

7 . و ذهب إلى انّ استحقاق الثواب والعقاب سمعيّ، لأعقلي و أمّا جمهور المعتزلة فيذهب إلى أنه عقلي، لا سمعي (4)

8. و ذهب إلى أنّ العلم بدوام الثواب والعقاب سمعيّ وقالت المعتزلة أنه عقلي واختاره

المحقق الطوسي والعلامة الحلي وذهبت المرجئة إلى أنه سمعي (5).

9. و له في مبحث الإرادة و الحركة و السكون آراء يطول ذكرها.

ص: 19


1- إرشاد الطالبين 57.
2- نفس المصدر.
3- رجال الخاقاني، 146 - 147 .
4- أنوار الملكوت، ص 170 - 171.
5- كشف المراد، ص 436 - 437

آثاره

الف: الياقوت

و هو هذا الكتاب الذي بين يدي القارىء و هو كلّ ما وصل إلينا من المصنف و قد أشرنا إلى بعض آراء المصنف في هذا الكتاب. و أوّل من شرح هذا الكتاب عبد الحميد بن محمد المدائني المعروف بابن أبي الحديد (1) ثمّ شرحه العلامة الحلّي و سمّاه أنوار الملكوت في شرح الياقوت و حقّقه السيد محمد النجمي الزنجاني و طبع في جامعة طهران و أعيد بالأوفست في 1363 ش في قم المقدسة و مع ذلك وجدنا فيه أخطاء كثيرة و قمنا بتحقيقه مرة أخرى وقوّمنا متنه واستخرجنا الأقوال و علّقنا عليه و سيخرج قريباً إن شاء الله تعالى.

و من الجدير بالذكر أنّ المقارنة بين المباحث الكلامية المطروحة في كتابي الياقوت و نهج المسترشدين للعلامة الحلي ترشدنا إلى أن العلامة كان إلى حد كبير متأثراً بابن نوبخت وأسلوبه البياني في كتاب الياقوت.

و شرح أنوار الملكوت السيد عميد الدين الأعرجي الحلّى و قمنا بتحقيقه أيضاً وعرّفنا به في مجلة تراثنا الرقم 27.

ثمّ شرح الياقوت أيضاً الشيخ شهاب الدين إسماعيل بن الشيخ شرف الدين أبي عبد الله الحسين العاملي وسماه أرجوزة في شرح الياقوت(2)

ب: الابتهاج

والمراد منه اللذة العقلية واتفق الحكماء وبعض المتكلمين على ثبوتها الله تعالى، لأنّه

ص: 20


1- محمد باقر الخوانساري، روضات الجنّات 22/5؛ السيد حسن الصدر، تأسيس الشيعة، 365.
2- رياض العلماء 83/1؛ إعجاز حسين النيسابوري الكنتوري، كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب و الأسفار الرقم 165؛ الذريعة، 480/1.

تعالى مدرك لأكمل الموجودات - أعني ذاته ، فيكون ملتذّاً بها و ذهب إليه ابن نوبخت في كتاب الياقوت وبسط القول في كتابه المسمى ب«الابتهاج» و ذكر العلامة الحلي في أنوار الملكوت (1) أنّه ما عثر على هذا الكتاب وقال ابن أخت العلامة السيّد عميد الدين الأعرجي الحلي في شرحه لأنوار الملكوت أنّه ما عثر على هذا الكتاب ايضاً (2) و نحن نقول كذلك.

تحقيق النص

اعتمدنا في تحقيق هذا الكتاب على نسختين قديميّتين هما:

1. نسخة کتبت فی سنة 733 ه.ق محفوظة فی مکتبة الامام الرضا - علیه السلام- فی مشهد برقم 1077 و هی الأصل فی هذا التحقیق.

2. نسخة تاريخها سنة 754ق ورمزت لها «ب».

علي أكبر ضيائي

1412 ه.ق.

ص: 21


1- نسخة كتبت في سنة 733 ه. ق. محفوظة في مكتبة الإمام الرضا - عليه السلام - في مشهد برقم 1077 و هي الأصل في هذا التحقيق.
2- إشراق اللاهوت في نقد شرح الياقوت، مخطوط، 170؛ الذريعة، 62/1؛ علي اصغر حلبي، تاريخ فلاسفه ايراني ص 107 - 108؛ خاندان نوبختي، ص 177 - 180؛ کشف المراد، ص 320؛ محمد بن زكريا الرازي، السيرة الفلسفية، 84 - 85 رجال الخاقاني، ص 146 - 147 ؛ Paul kraus, Raziana I, Orientalia, IV [1935], P.306 راجع عن قول الحكماء والمتكلمين في اللذة: فخر الدين الرازي، معالم أصول الدين، ص 50 ؛ أبو منصور البغدادي أصول الدين، ص 45؛ جميل صليبا، المعجم الفلسفي، 123/1 - 126؛ الإشارات والتنبيهات، 337/3؛ محمد علی بن محمد حسين الحسيني المرعشي الشهرستاني، جامع در ترجمه نافع، ص 77 - 78؛ النافع يوم الحشر، طهران، 1370 ق، ص 23 - 24.

ص: 22

الصورة

ص: 23

الصورة

ص: 24

الصورة

ص: 25

الصورة

ص: 26

المتن

اشارة

بسم الله الرحمن الرحيم

(و به نستعین، ربّ اختم بالخير و عجِّل) (1).

مسألة : فی النظروما یتعلق به

مسألة (2): فی النظروما یتعلق به

على العبد نعم جمة، فلابُدّ من (3) أن يعرف المنعم فيشكره، ولا طريق إلى هذه المعرفة الواجبة إلّا النّظر، لأنّ التقليد متردّد بين من لا ترجيح فيهم و قول المعصوم لا يكون حجّة إلّا إذا كان معصوماً و من معرفة الله تعالى (4) تستفاد عصمته (5) فيكون دوراً. والنظر طريق إلى العلم (6) وتقسيم الخصم (7) في استفادته من الضرورة أو (8) النظر ينعكس عليه في الإبطال (9)، إن لم نتعرّض لنقض (10) تقسيمه و التهويلات بخبط أهل

ص: 27


1- لم يرد ما بين القوسين في «ب».
2- كلمة «مسألة» لم ترد في «ب».
3- كلمة «من» ليست في الأصل.
4- عبارة «تعالى» لم ترد في الاصل.
5- أبطل المصنف قول الملاحدة حيث جعلوا المعارف متوقفة على قول المعصوم، راجع أنوار الملكوت، ص 5.
6- أنكر بعض الاوائل النظر وزعموا أنه لا يفضي إلى العلم وحصروا مدارك العلوم في الحواس والأخبار المتواترة.
7- وقد تعرض فخر الدين الرازي لهذا التقسيم وقال: «احتج المنكرون للنظر مطلقاً بأمور أربعة: أولها العلم بأنّ الاعتقاد الحاصل عقيب النظر علم لا يجوز أن يكون ضرورياً، إذ كثيراً ما ينكشف الأمر بخلافه ولا نظرياً وإلا لزم التسلسل وهو محال (تلخيص المحصل، ص 49 )
8- في «ب»: «و» بدل «أو».
9- هذه الكلمة غير مقروء في «ب».
10- في «ب»: لنقص.

الكلام تدلّ على الصعوبة، لا التعذر (1).

ووجوبه عقلي و إلّا أدّى إلى إفحام الرُّسل من مكذبيهم وهو أول الواجبات (2) و قيل القصد إليه (3).

والدليل السمعي لا يفيد اليقين أصلاً، لجواز الاشتراك و التخصيص و المجاز إلى غير ذلك عليه و يفيده مع القرائن الظاهرة (4)، و ما يبنى (5) عليه صدق الرسول لا يكتسب (6) من جهته.

والعلم معرفة المعلوم على ما هو به (7) و قد حدّه شيوخنا أيضاً بما يقتضي سكون النفس (8) و منه ضروري كالمشاهد (9) و مكتسب كالتوحيد.

و العلم بالدّليل مغاير للعلم بالمدلول و يستلزمه و العلم بكون الدليل دليلاً مغايرٌ للعلم بالدليل والمدلول معاً.

ص: 28


1- انظر أيضاً قول إمام الحرمين الجويني في الشامل في أصول الدين، ص 7 - 8 و قول فخر الدين الرازي في تلخيص المحصل، ص 50 وأشارا إلى هاتين الشبهتين وأجابا عنهما بما أجاب ابن نوبخت.
2- و هذا مذهب ابن نوبخت و معتزلة البصرة وأبي إسحاق الإسفرايني والسيد المرتضى و أبي منصور البغدادي. انظر: تلخيص المحصل، ص 59 و أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 210.
3- وهذا قول إمام الحرمين، راجع عنه: تلخيص المحصل. ص 59
4- هذا القول اختيار فخر الدين الرازي في المحصل، راجع عنه: تلخيص المحصل، ص 67
5- في ((ب)): بنى
6- في «ب»: لا مكتسب.
7- نسب أبو منصور البغدادي هذا القول إلى الكعبي (أصول الدين، ص5)
8- نسب أبو منصور هذا القول إلى أبي هاشم الجبائي، نفس المصدر والحق أنَّ العلم غني عن التعريف لوجوه: الأول: إنَّ المعرفة والعلم مترادفان، فلا يصح أخذ أحدهما في تعريف الآخر. الثاني: إنَّ المعلوم لا يعلم إلا بالعلم، فتعريف العلم به دور صريح. الثالث: الكيفيات الوجدانية لظهورها لا يمكن تحديدها، لعدم انفكاكه عن تحديد الشيء بالأخفى والعلم منها. راجع عن هذه الوجوه أنوار الملكوت، ص 13؛ كشف المراد، ص 241.
9- في «ب»: كالمشاهدة.

والنظر يولّد العلم (1) كسائر الأسباب المولّدة لمسبباتها (2) والمعارف مقدورة لنا، لأنَّ الجهل يقع بنا (3)ومن {قدر

} (4) على الشيء قدر على ضده وليست المعارف الضرورية

كالمكتسبة، للتفاوت في المشقة الموجبة لارتفاع الدرجة.

ص: 29


1- في «ب» وشرح أنوار الملكوت (الورقة (20): مولّدٌ للعلم
2- إلى هذا ذهبت المعتزلة، اما الأشاعرة كإمام الحرمين ذهبوا إلى أن النظر يتضمن العلم إذا صح وانتهى ولم تستعقبه آفة تضادّ العلم وأرادوا من التضمن العلم راجع عن قول الأشاعرة في ذلك: الشامل في أصول الدين لإمام الحرمين، ص 10 - 11.
3- في «ب»: يقع منا.
4- لم ترد هذه الكلمة في الأصل.

مسألة: القول في الجوهر والعرض

الجوهر المتحيّز (1) والعرض الحال في المتحيّز و لا واسطة بينهما والجسم ما يتركب (2) من ثمانية جواهر فصاعداً (3) ولا بُد في كل جسم من الانتهاء إلى الجوهر و أنكره النظام.

و النقطة لازمة له و الكرة فوق السطح تلاقيه (4) بجزء غير منقسم و إلا لكان (5) الشكل مضلعاً وقد فرضناه كريّاً(6).

ص: 30


1- هذا التعريف مع غض النظر عن نقصانه وأنه التعريف بالجنس، نص عليه إمام الحرمين الجويني بقوله: الجوهر المتحيّز :وقيل: الجوهر ماله حجم وقيل: الجوهر ما يقبل العرض، فأما العرض فقد قيل: ما يقوم بالجوهر وقيل: ما يطرأ على الجواهر لمع الأدلّة، ص (77).
2- في ((ب)): مركب.
3- نسب أبو الحسن الاشعري مقالات الإسلاميين، ص (303 هذا التعريف للجسم إلى معمّر ونسبه الإيجى (شرح المواقف 293/6 - (294) إلى الجبائي وهو قول أكثر المعتزلة والمراد منه أنّ الجسم هو الطويل العريض العميق وأقل الأجسام ثمانية أجزاء وإذا انضم جزء إلى جزء حدث طول وان العرض يكون بانضمام جزئين إليهما وان العمق يحدث بأن يطبق على أربعة أجزاء فتكون الثمانية الاجزاء جسماً عريضاً طويلاً عميقاً، راجع عن هذا التعريف: إرشاد الطالبين، ص 30؛ تلخيص المحصل، ص 142 - 143.
4- النظام هو أبو إسحاق إبراهيم بن سيّار المعروف بالنظام وهو شيخ أبي عثمان عمرو بن جاحظ وهو معدود من أذكياء المعتزلة وذوى النباهة فيهم وذهب إلى إبطال الجزء الذي لا يتجزأ، انظر، الفرق بين الفرق، ص 131؛ أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 36؛ الفصل في الملل و الاهواء والنحل، 92/5؛ تلخيص المحصل، ص 184
5- في «ب»: وإلا كان
6- في «ب»: كرتا

والأجسام متماثلة، لاستوائها في التحيّز و اشتباهها بتقدير الاستواء في الأعراض.

و قد يخلو الجسم من الطعم واللون والرّيح كالهواء (1)وهي مرئية واعتبارها بالحصول في الحيّز المبطل لشبهة القوم في العرض (2).

ولا بد في العالم من الخلاء(3) وإلا لزم أنَّ العالم لا يزال منتقلاً عند تنقل بعوضة واحدة وهذا محال.

و الحركة حصول الجوهر في حيّز عقيب حصوله في حيّز قبله والسكون حصوله في حيّز واحدٍ أكثر (4) من زمان واحد (5) وليس حصوله بمعنى(6)، بل نفس الحصول

الحركة(7) .

ص: 31


1- نسب أبو الحسن الأشعري مقالات الإسلاميين، ص (310 هذا القول إلى أبي الحسين الصالحي وأصحابه، انظر: أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 56 - 57؛ شرح المواقف، 234/7؛ وذهب أبو الحسن الأشعري وأبو منصور البغدادي إلى الاستحالة انظر: أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 56 - 57، أما فخر الدين الرازي وهو من الأشاعرة فذهب إلى الجواز وقال: الأجسام يجوز خلوها عن الألوان والروائح خلافاً لأصحابنا، لنا أن الهواء لا لون له ولا طعم له (تلخيص المحصل، ص 212)
2- الشبهة هي أن الأجسام لا ترى ولا يرى إلا اللون والألوان أعراض وهو قول أبي الحسين الصالحي ومن قال بقوله وقال بعض المعتزلة: يرى اللون والملون و لا ترى الحركات والسكون وسائر الأعراض وقال معمر: إنما تدرك أعراض الجسم، فأما الجسم فلا يجوز أن يدرك، انظر : مقالات الإسلاميين، ص 363؛ الفصل في الملل والأهواء والنحل، 66/5 - 69.
3- المراد من الخلاء كون الجسمين بحيث لا يتماسان ولا يكون بينهما ما يماسانه.
4- في «ب»: في حيّز أكثر
5- راجع عن هذين التعريفين مع اختلاف يسير تلخيص المحصل، 148 - 149
6- في «ب»: لمعنى
7- وهذا ردّ على من قال: إن الحركة والسكون هي الأكوان ونسب أبو الحسن الأشعري (مقالات الإسلاميين، 352 - 353) هذا القول إلى أبي علي محمد بن عبد الوهاب الجبائي ونسبه العلامة الحلّي (أنوار الملكوت، ص (25) إلى السيد المرتضى والبهشمية وهم أتباع أبي هاشم عبد السلام بن محمد الجبائي، لاحظ ترجمته في تاريخ بغداد، 55/11؛ وفيات الأعيان، 183/3؛ الملل والنحل، 98/1 في هامش الفصل في الملل والأهواء والنحل؛ الفرق بين الفرق، ص 184 ولاحظ ترجمة أبي على الجبائي في: وفيات الأعيان 267/4 - 4269 الملل والنحل، 18/1 في هامش الفصل لابن حزم الظاهري؛ الفرق بين الفرق، ص 183؛ مذاهب الإسلاميين، 280/1 وما بعدها.

والأعراض لا يصحّ عليها البقاء و الانتقال (1)لأنهما عرضان والعرض لايقوم بالعرض (2).

ص: 32


1- في «ب»: الانتقال والبقاء.
2- اختلف المتكلمون في بقاء الأعراض، فأحاله الأشاعرة والكعبي وأجازت الكرامية بقاء جميع الأعراض واما المعتزلة فأقوالهم مختلفة، انظر لمع الأدلة، ص 77؛ أصول الدين لأبي منصور، ص 50 - 52. وانظر عن قول الكرامية: الفرق بين الفرق، ص 217 - 218.

مسألة: [ القول في أحكامها ]

مسألة: {القول فی احکامها} (1)الأجسام حادثة (2) لأنها إذا أختصت بجهة فهي إما للنّفس ويلزم منه عدم الانتقال أو لغيره وهو إما موجب (3)" أو مختار.

والمختار قولنا و الموجب يبطل ببطلان التسلسل و لأنّها لا تخلو (4) من الأعراض الحادثة لعدمها المعلوم والقديم لا يعدم، لأنه واجب الوجود، إذ لو كان وجوده جائزاً لكان إما بالمختار وقد فرضناه قديماً، أو بالموجب ويلزم (5) منه استمرار الوجود فالمقصود (6)أيضاً حاصل.

وبطلان التسلسل بفرض نقصان (7) جملة، فإما أن لا يؤثر أو يؤثر وكلاهما محالان. ولأنَّ ما لا يتناهى لا ينقضي بالأفراد ولأن حركات بعض الأفلاك أكثر من بعض و قبول التفاوت في مثل هذا محال ومعلومات القديم ومقدوراته ليست أعداداً متحققة لانهاية لها، بل المعلوم الصلاحية.

و حجّة الخصم أنَّ حدوث العالم بعد أن لم يحدث يفتقر إلى مخصص و يلزم

ص: 33


1- هذه العبارة في الأصل مفقودة.
2- راجع عن حدوث الأجسام أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 68 - 69.
3- في الأصل: واجب.
4- في «ب»: لا تحلوا. ه. في الأصل: يستلزم.
5- فی الاصل: یستلزم
6- في «ب»: والمقصود.
7- في «ب»: يفرض بنقصان. في الأصل: بل العلوم الصلاحية.

المذهب ولأنَّ الإمكان متحقق أزلاً، فلا بد من محل(1) وأيضاً فهو جواد، فكيف يكون مدة عاطلاً عن الجود. و هذا كله يدفعه أن فرض قدم الحادث محال، فلا مخصص سواه وعليه تُخرَّج الشُّبَه.

ص: 34


1- انظر عن قول المعتزلة والردّ عليه: أصول الدين لأبي منصور البغدادي، ص 71.

مسألة: العالم لا يجب كونه أبدياً

لأنَّ قبول الماهية للعدم من لوازمها، فكيف يكون أبدياً.

[و] (1)شبهة الخصم ناشية من كيفية الأعدام، لأنَّ عدم الشَّيء إمّا بمُعدِمٍ أو بضد أو انتفاء شرط وفي الانتفاء ما يتجه أوّلاً والضَّدُّ يلزمه (2) الدور والمعدوم(3) لا يفعل النفي ولا بد من الوجود وهو الضّد. وهذه الشبهة باطلة بالواحد منا ونلتزم الضَّدَّ والعلة غير محوجة إلى المعلول.

ص: 35


1- في «ب»، والواو لم ترد في الأصل.
2- في «ب»: يلزم الدور.
3- في شرح أنوار الملكوت المعدوم.

القول في الموجودات

وجود الشيء نفس ذاته (1) وإلا لزم التسلسل ووجب (2) قيام الموجود بالمعدوم

وكلاهما محال.

والمعدوم غير ذات في العدم والعلم المدعى و التميز (3)حاصل في المستحيل والوجود وفيما لساعدون (4)على أنه غير متحقق و إن كان ممكناً.

والموجود امّا أن يكون لا أوّل له وهو القديم أو يكون وهو الحادث. والقديم لا يستند إلى الفاعل، إن كان مختاراً (5)ويستند إليه، إن كان موجباً.

والموجود إما أن يكون (6)واجباً أو ممكناً. خواص الواجب لذاته أن لا يكون وجوده بغيره وإلا ينافي (7)الحالُ حالَ فرض عدم الغير وأن لا يتركَّب عن الغير وإلا لكان (8)محتاجاً إليه وأن لا يكون وجوده زائداً عليه وإلا لزم الاستغناء (9)عنه أو تنافى الوجوب والإمكان أو لزم تأثير المعدوم في

ص: 36


1- وهذا مذهب أبي الحسين البصري وأبي الحسن الأشعري وجماعة من المتكلمين.
2- في «ب» وجوب قيام.
3- في الأصل: التمييز.
4- في «ب»: ساعدون يساعدون.
5- في «ب»: إذا كان مختاراً.
6- في ((ب)) والموجود أنما ان يكون.
7- في «ب»: تنافى.
8- في «ب»: كان.
9- (عنه) لم ترد في «ب».

الموجود والكلُّ محال وأن لا يصح عدمه وإلا كان وجوده مفتقراً إلى عدم موجب العدم. فيتنافي (1) الفرضان(2).

خواص الممكن لذاته أن لا يوجد أحد طرفيه إلا بأمر منفصل وأن لا يكون أحد

الطرفين أولى به والحاجة إلى الموثر من الإمكان، لا من الحدوث(3).

ص: 37


1- . في «ب»: فتنافى.
2- في الاصل الفره ضان.
3- هذا قول الحكماء والمتأخرين من المتكلمين، أما قدماء المتكلمين فذهبوا إلى خلاف ذلك، راجع عنه: لمع الأدلة، ص 82 شرح المواقف، 3 - 4 / 150 وبعد؛ شرح المقاصد، 126/1 وبعد؛ تلخيص المحصل، 120 كشف المراد، ص 445 إرشاد الطالبين، ص 155 - 157؛ شوارق الإلهام، ص 89 - 90؛ العلامة الحلّي، إيضاح المقاصد من عين القواعد، ص 89 - 90؛ المواقف في علم الكلام، ص 75.

القول في [ إثبات ] الصانع وتوحيده وأحكام صفاته

القول فی {اثبات} (1)

وثبوت حدث يوجب ثبوت صانع، لأنه ممكن، فلا بد له من مؤثر(2).

والصانع قادر مختار و إلا لزم قدم العالم لقدم موجبه وإحالة العالم على فاعل أوجبه الموجب مستفادة(3) البطلان من الشرع وهو كافٍ.

والقدح بعدم بقاء القادرية، لو فرضناه تهويل؛ فإِنَّه في الحقيقة عدم الأمور الإضافية ولا وجود لها إلا في الذهن.

وهو عالم، لوقوع (4)الأفعال المُحْكَمَةِ منه والمحتذي والزنبور عالمان ولأنَّ المحتذي إن كان فعله فهو (5) عالم وإلّا كان قديماً (6)وسنبطله.

وهو حي ومعناه أنه لا يمتنع عليه صدور الفعل(7) وسَنُبيَّته (8)

ص: 38


1- لم ترد هذه الكلمة في النسختين ولكنها وردت في أنوار الملكوت، ص 59.
2- هذا الدليل مبني على أن مناط حاجة المعلول إلى العلة الإمكان، لا الحدوث، راجع، المباحث المشرقية، 133/1؛ لمع الأدلة، 82؛ شرح - المقاصد، 126/1 ،وبعد، شرح المواقف 3 - 150/4 تلخيص المحصل ص 120؛ كشف المراد، 305؛ إيضاح المقاصد، ص 97؛ التمهيد للباقلاني، ص 44 - 45؛ قواعد المرام في علم الكلام، ص 63 - 67 .
3- في «ب»: مستفاد البطلان.
4- في (ب): بوقوع.
5- في «ب»: فهو قبله.
6- راجع عنه : قواعد المرام، ص 85-86
7- في الأصل: صدور فعل.
8- في الأصل: «تبينه»، وفي «ب»: هذه الكلمة غير مقروء والظاهر انها «سنبينه» أي في مبحث القدرة.

وهو سميع بصير، أي يعلم ما يسمعه ويبصره (1) وادّعاء أمرٍ زائد (2)على العلم لا يتلقى إلّا من الشاهد ومدركه الحواس فكيف نثبته غائباً والاعتماد على المشاركة في الحياة وعدم الآفة لا يُغني لما ذكرناه و (3) لأنّ حياته مخالفة لحياتنا، فلا يلزم الاشتراك في كل حكم، فحياتنا مصححة للشهوة دون حياته.

وهو مريد، أي يعلم المصلحة في فعل، فيدعوه (4) علمُه إلى إيجاده ولا زيادة على ذلك من الشاهد وهو غير ثابت غائباً ، لأَن الزائد إن كان للذات أو المعنى القديم أو الحادث فيه أو في الجماد أو لا في محل ، فهو باطل بالمنافاة للكراهية وبما تبطل به المعاني القديمة وباستحالة حدوثه وباستحالة قيام الإرادة بالجماد وبوجوب رجوع حكم الإرادة إلى الحي وباستحالة حلول عرض لا في محل (5)وتقديم الأفعال وتأخيرها وأمر عباده ونهيه وعقاب أهل الآخرة إلى غير ذلك يكفي فيه الداعي وإذا تأملته وجدته صحيحاً. وهو متكلم واستفادته من السمع ومعناه أنه فاعل الكلام(6)، لأنَّه في اللغة كذلك وإلا لزم أَنْ يُقال: تكلّم المصروع والصدى.

وقول الخصم بكلام النفس ،باطل ، لأنا لا نعلمه ولا نجده وأيضاً فهو متتابع متوالٍ (7)

ص: 39


1- في الأصل: ما نسمعه وبصره.
2- في «ب» أمراً زائداً
3- الواو لم ترد في «ب».
4- في «ب»: ما يدعوه.
5- ذهبت معتزلة البصرة والسيد المرتضى وأبو الصلاح الحلبي إلى أن الباريء تعالى مريد بإرادة حادثة، لا في محل وقدرة عليه الشيخ أبو إسحاق بقوله: باستحالة حلول عرض لا في محل وذهبت الأشاعرة إلى أنه تعالى مريد بإرادة قديمة أزلية، راجع عن هذه الأقوال: لمع الأدلة، ص 84 - 85 10 - 91؛ تقريب المعارف في الكلام لأبي الصلاح الحلبي، ص 50 - 51؛ كشف المراد 50 - 51؛ كشف المراد، ص 314؛ محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين لفخر الدين الرازي، ص 243 - 244؛ الإبانة عن أصول الديانة، ص 42 - 47.
6- في «ب»: للكلام.
7- في «ب»: متوالى.

إن صح، فكيف يثبت قدمه (1).

وهو غني ، أي لا حاجة له إلى غيره وإلا لكان ناقصاً ومنه يستفاد الكمال.

والقول (2) بالمعاني القديمة باطل، لأن العلم بذا غير العلم بذا، فيلزم إثبات قدماء لا نهاية لها ولأنه إن حلّ فيه لم يعقل وإلا لم يكن عالماً أولى منا ولأنَّ قديماً (3)غير الله {تعالى} (4) باطل بالإجماع وأيضاً فلم يكن (5)هذا ذاتاً وذلك (6) صفة أولى من عکسه.

والاعتماد على تسميته عالماً ليس بشيء، لأنّ أهل اللغة لم يعلم (7) معنى ذلك ويثبته (8)على اعتقادها (9)واستفادة أمر زائد على الذات من دليل العالمية مسلَّم، لكنّه غير موجود في الخارج، بل في الذهن كالطول للطَّويل، والفعل المحكم يدل على أنه عالم، لا على ذات العلم. وليس بجسم ولا جوهر ولا عرض وإلا كان حدثاً، لما ذكرنا ولم يصح أن يفعل

ص: 40


1- ذهبت الامامية والزيدية والنجارية والمعتزلة والخوارج إلى ان كلامه تعالى حادث، خلافاً للأشعرية، انظر: كشف المراد، ص 315 - 316؛ إرشاد الطالبين، ص 219؛ تلخيص المحصل، ص 289؛ نهاية الاقدام في - علم الكلام، ص 268؛ الاقتصاد في الاعتقاد للغزالي، ص 73 - 83 الإبانة عن أصول الديانة ؛ معالم اصول الدين للرازي، ص 61.
2- وهو قول الأشاعرة، راجع: الإبانة عن أصول الديانة، ص 38 - 39؛ لمع الادلة، ص 87 - 89 نهاية الأقدام، ص 318 وللتفصيل في القول بالصفات وأنها قائمة بالذات، راجع: مذاهب الإسلاميين، 545/1- 548 وهذا القول يعارض القول بالأحوال والشيعة يعارضون القول بالأحوال وللتفصيل راجع: مذاهب الاسلاميين، 342/1 - 364؛ نهج الحق، ص 64 - 65؛ كشف المراد، ص 35 - 39، 296؛ قواعد المرام، ص 102.
3- في «ب»: قديمان.
4- عبارة «تعالى» لم ترد في الأصل.
5- في «ب»: لم يكن.
6- في «ب»: ذاك.
7- في «ب»: لم تعلم.
8- في ((ب)): غير مقروء وفي الأصل: «تبنيه».
9- في الأصل: اعتيادها.

الجسم وبهذا تبطل المعاني أيضاً في القدرة واستحالة خرق الإجماع في إثبات معنى دون(1) معنى.

وليس متحيّزاً (2) ، لأنه إن كان منقسماً فقد أبطلناه والاكان أصغر شيءٍ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً.

ولا حالاً في شيء وإلا يقوم بالمحل وهو مستغن (3)مطلقاً ويلزم قدم المحل أيضاً.

ولا تقوم الحوادث بذاته وإلا كان حادثاً.

ولا تصح رؤيته، لاستحالة الجهة عليه ووجوب رؤيته الآن لصحة أبصارنا وارتفاع الموانع والأعتذار بالعلم لا يغني، لأن مخالفة الدليل شاهداً جائز(4)، فعلى الخصم بيان مثله وآية النظر محذوفة المضاف ومعارضة بقوله تعالى: لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار (5)

عند (6)،التمدح وعليه يخرج قولهم بموجب الآية بناءً على العموم وحملهم لها على

بعض الأحوال، فتدبره (7)

ص: 41


1- في «ب»: نفي.
2- في «ب»: بمتحيز.
3- في الأصل: يستغنى.
4- في «ب»: شاهد جائزاً.
5- سورة الأنعام 6: 103. 6.
6- في «ب»: زيادة «و»: وعند.
7- أجمعت المعتزلة على أنّ الله سبحانه لا يُرى بالأبصار واختلفوا هل يُرى بالقلوب فقال أبو الهذيل وأكثر المعتزلة نرى الله بقلوبنا أننا نعلمه بقلوبنا وأنكره هشام الفوطي وعباد بن سليمان ذلك، راجع: مقالات الإسلاميين، ص 157؛ مذاهب الإسلاميين، 417/1 - 423؛ وراجع عن قول الأشاعرة: الإبانة، ص 6 - 48 لمع الأدلة، ص 101 - 105؛ الاقتصاد في الاعتقاد، ص 30 - 35؛ نهاية الأقدام، ص 356؛ معالم أصول الدين، ص 60؛ ورد الشيعة على الأشاعرة فلاحظ نهج الحق، ص 46 - 48؛ کشف المراد، ص 321 - 4324 الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، ص 195 - 198؛ إرشاد الطالبين، 241 - 249؛ التحفة الكلامية ص مخطوط، 25 - 26؛ تلخيص المحصل، ص 316 - 322.

وهو سبحانه تعالى (1) قادر على كل(2) ما يصح أن يكون مقدوراً، لأن نسبة الذات إلى كل ممكن متساوية وعلى أعمال عباده، لأنه إن اتصف بها قبل خلقه لم يزل وإن لم يكن متصفاً بها فقد فقدت العلة فكيف لا يفقد الحكم الذاتي واستحالة أن يبطل المتاخرُ المتقدم (3) وعلى أمثال أعمال العباد، فإنّ صفاتها أحوال عارضة لا تدخل في حقائقها.

وهو عالم بكل المعلومات لاستواء نسبة الذات إليها وبذاته والمغايرة المدعى اشتراطها تبطل بعلمنا بأنفسنا وبالجزئيات (4)، والتغير في الأمور الإضافية (5) لا يقتضي التغير في الذات (6)

وهو واحد، لأنّ إثبات ذاتين لا يتميّزان كإثبات ذات واحدة لها حكم ذاتين وأيضاً فهما مما يصح تمانعهما، فليفرض وقوعه، فيؤدي إلى الفساد (7)والأقوى الاعتماد على السمع. والماهية (8)باطلة لأنا نعلم وجوده وهو عين الذات والحقيقة.

وليس مخاطباً متكلّماً في الأزل لقبح خطاب المعدوم (9).

ص: 42


1- عبارة «تعالى» لم ترد في «ب»
2- كلمة «كل» لم ترد في «ب».
3- في «ب»: متقدماً .
4- في (ب): الجزئيات.
5- في «ب»: لاضافية.
6- في «ب»: لا يقتضي تغير الذات.
7- هذا دليل التمانع ومأخذه قوله تعالى: «لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا أى لتناقضت أحكامهما عند تقدير القادرين على الكمال.
8- في «ب»: المايته.
9- ذهبت إليه المعتزلة خلافاً للأشاعرة والكلابية، احتج أبو الحسن الأشعري على أن كلامه تعالى قديم بأنّ الله تعالى قال: «الله الأمر من قبل ومن بعد بعني من قبل أن يخلق ومن بعد ذلك وهذا يوجب أنّ الأمر غير مخلوق. فراجع عنه: الإبانة عن أصول الديانة، لأبي الحسن الأشعري، صص 19 - 20.

القول في الدلالة على أن الصفات ثابتة من وجوب وجوده فقط

مدبّر العالم إن كان واجب الوجود فهو المقصود وإن كان جائز الوجود افتقر إلى مؤثر، فيتسلسل أو ينتهي (1)إلى الواجب بذاته.

والموجود إما أن يتعلق وجوده بغيره بحيث يلزم من عدم الغير عدمه، أو لا يتعلّق والأوّل الممكن والثاني الواجب لذاته.

والله (2)تعالى ليس بعرض، لأن العرض يتقوّم بمحله وما يتقوّم بغيره فهو ممكن.

وليس بجسم لما ذكرناه أولاً.

وليس له وصف زائد على ذاته (3)لأنّه (4)إن تقوم وجوده به كانت ذاته مفتقرة إلى غيره وإن لم يتقوّم فهو معلول وعلته إما الذات ويستحيل كونها فاعلة قابلة أو غيرها ولا علاقة لواجب الوجود بغيره.

وليس بمتغيّر، لأن حدوث أمر في ذاته إن اقتضاه غيره كانت الذات متعلقة بالغير والذات يقتضي دوام التغيّر.

ص: 43


1- في الأصل: يؤدي وما أثبتناه موافق لنسخة «ب».
2- في (ب) فالله
3- ذهبت الأشاعرة إلى الزيادة والحكماء والمحققون من المتكلين إلى أنه نفسها واختاره المصنف.
4- في الأصل زيادة «إما» بعد «لأنه».

دقيقة

والمؤثر مبتهج بالذات، لأنّ علمه بكماله الأعظم يوجب له ذلك وكيف لأ والواحد منا يلتذ بكماله النقصاني وكونها في الشاهد من توابع [ اعتدال ](1)المزاج لا

ينفي (2) أن يكون في الغائب لغير ذلك لجواز تعدّد السبب.

ولسنا نقول: إنَّه يلتذُّ بخلق شيءٍ ليجب وجوده أزلاً، بل هو ملتذّ بذاته وهذه المسألة سطرنا فيها كتاباً [ منفرداً ] (3) وسميناه بكتاب الابتهاج.

ص: 44


1- زيادة في (ب).
2- في «ب»: لا ينتفي.
3- هذه زيادة في (ب) ولم ترد في الأصل.

القول في العدل

والأفعال قد يستقل العقل بقبح بعضها دون بعض و بحسنه كالظلم والإنصاف والكذب والصدق (1)، لأنه (2) معلوم ولا يستند إلى الشرع (3) لاستقباح الجاهلية له، فلا بدَّ من العقل ولأنا عند كونه ظلماً نحكم بقبحه، فالمؤثر فيه نفس كونه ظلماً.

ومنا من (4)ادعى الضّرورة في ذلك وهو حق ولهذا إذا شككنا في النّبوّة يرتفع قبح الزنا دون قبح الظلم. ولو كان الحسن للأمر لم تكن أفعال الصانع حسنة وانتفاء النهي مقابلة (5) في القبح انتفاء الأمر، فوجب أن تكون أفعاله قبيحة.

والصانع تعالى لا يفعل القبيح لعلمه بقبحه وغنائه (6)عنه واعتباره بالشاهد والتضرّر المدعى ملغى (7)حالة الغفلة والحسن إنّما يفعل لحسنه كالتكليف الذي

ص: 45


1- في «ب»: الصدق والكذب.
2- في «ب»: ولانه معلوم.
3- وهذا خلاف ما ذهبت إليه الأشاعرة والمجبرة حيث قالوا: إن التحريم والتحليل و الإيجاب والندب والحسن والقبح ترجع إلى قضية الكلام وموجب الأمر والنهي، راجع عن قولهم: الشامل في أصول الدين لإمام الحرمين الجويني، ص 26.
4- في هامش الأصل: المراد منه أبو الحسين البصري.
5- في «ب»: يقابله.
6- في «ب» غناوه وقول المؤلف وغنائه عطف على قوله بقبيحه» لا على قوله لعلمه»، على ما قاله العلامة في أنوار الملكوت، ص 108
7- في «ب»: يلغى.

لاغرض فيه إلا ذلك.

ونحن فاعلون (1) لأفعالنا الحسنة والقبيحة، لأنّها واقعة بحسب قصدنا والذّمّ والمدح يتعلق بهما والكسب هذيان (2)للزوم القول في فعل القلب على أصلهم و يلزمهم أن لا يكون الله تعالى (3) نعمة على كافر، بل ولا على مؤمن وأن تظهر المعجزات على يد الكاذب(4)، فلا نثق بالشرائع وأن يكون ظالماً جائراً والتعلق بالحاجة إلى مرجح والكلام فيه كالسالف، فلا بد فيه (5)من مرجّح ملجيء باطل، لأنّ المرجح العلم بما في الفعل من المصلحة له وكذلك في الوقت على أن ذلك بمنزلة طريقين للهارب (6)من السبع وقد أجمعنا على اشتراط المخصص وصدور فعل غير مشعور به ليس بشيء، لأنا استدللنا على العالمية بالأحكام وأين الأحكام فيما تذكرونه.

وليس القديم مريداً للقبائح (7) من عباده وعندنا لا يكاد الخلاف يتحقق هيهنا، لأنّ الإرادة هي العلم على ما سبق وإن سلمنا قول الشيوخ أمكننا(8) أن يدلّ عليه بالأمر والنهي وانّ الطاعة موافقة للإرادة، فيكون الكافر مطيعاً وأنّ الرّضا واجب بقضائه (9)،

ص: 46


1- في «ب»: فعالون.
2- نسب الشريف المرتضى في رسالة الحكايات نظرية الكسب إلى النجارية وهم أتباع الحسين بن محمد النجار (ت 230 ه-. ق) فرقة من المعتزلة ويقال لهم الحسينية أيضاً ونظرية الكسب هي أنّ الله تعالى خالق أفعال العباد كلها وليكن للعبد تأثير فيها بقدرة حادثة وقرر بعض الأشاعرة هذه النظرية أيضاً مثل أبي الحسن الأشعري وأبي بكر الباقلاني، كما ردّه بعض المعتزلة كالقاضي عبد الجبار، انظر: «رسالة الحكايات» في مجلة تراثنا، 118/16؛ نهج الحق 125 - 129؛ کشف المراد 322 - 323؛ الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، 206؛ مذاهب الإسلاميين، 616/1 - 618؛ أصول الدين لأبي منصور، 134 - 137.
3- عبارة «تعالى»: زيادة في الأصل.
4- في «ب» الكذاب.
5- في «ب»لم ترد«فيه».
6- في «ب»: طريقى الهارب.
7- في «ب»: للقبيح.
8- في «ب»: أمكنا.
9- في «ب»: بقضائه واجب.

فكيف يرضى بالكفر و تعلقهم بادعاء التعجيز ليس بشيءٍ وإِنما يكون عاجزاً لو لم يقدر على إجبارهم (1)وقد بينا أنه قادر.

وتقع الأفعال المتولدة منا أيضاً لتوجه الأمر والنهي إلى الفعل والترك وكيف لا وأصل القبائح وهو الظلم والكذب متولد.

ويقبح الألم (2)في الشاهد، لأنه عبث وهو أن يفعل لغرض ممكن الوصول من دونه، لأنه ظلم وهو ما لا نفع فيه ولا يستحق ولا يشارف الاستحقاق ويدخل في النّفع دفع الضرر ولأنه مفسدة ويحسن عند عرائه من هذه الوجوه ولا يقبح الألم لمجرد الضرر كالمستحق ولا يسمى ضرراً إلا عند الاستحقاق والظَّنّ في النّفع قائم مقام العلم.

وحسنه به معلوم (3)في الشاهد كالمبايعات (4)، ولا يكون الظلم (5)على هذا حسناً لنقل المنافع، لأنّ نقلها لم يكن مقصوداً فيه وحسنه لدفع الضرر معلوم كشرب المريض الدواء المرّ(6)، و(7)ليس في الشاهد علم متعلّق بالتحصيل، بل الظَّنّ؛ حتى قال الشيوخ : مثله في الأكل والضّرر المستحق حسن والظَّنّ كافٍ فيه كمن أذنب، وغاب عنا فإنّا ندمه مع جواز توبته. [و] (8)الصانع تعالى لا يفعل [الألم] (9)لدفع الضرر لقدرته على فعله ابتداءً

ص: 47


1- في الأصل: اخبارهم وما اثبتناه موافق لنسخة «ب».
2- في «ب»: الألم يقبح.
3- في «ب»: معلوم به.
4- في «ب»: المبياعات.
5- تكررت عبارة ولا يكون الظلم في الأصل.
6- في «ب»: للدواء المر.
7- لم ترد (و) في الأصل.
8- لم ترد «و» في الأصل.
9- هذه الكلمة لم ترد في الأصل وما أثبتناه موافق لنسخة «ب».

لأنهما (1)فعله، ولالظنّ ما لأنه عالم لنفسه، ولا لأنه يعلم أنه إن لم يولم زيداً فعل (2) ما يستحق به العقاب لقدرته (3)على العفو وقدرة العاصي على الامتناع، وإنما يفعله (4)للاعتبار ولا بد من عوض يُخرجه عن كونه ظلماً، و لأ يفعله للعوض فقط لحسن الابتداء به، إذ ليس كالنواب المقارن تعظيماً وتبجيلا لقبح (5)الابتداء به. وإذا ساوئ الألم اللذة في المصلحة لم يجز (6)فعل الألم، لإمكان التحصيل بغيره(7)

والتفضّل بالعوض.

وقول البكرية (8) هذيان، لأنا نعلم تألّمنا أطفالاً وتألم البهائم، وقول التناسخيّة أقرب منه؛ وقد قال شيوخنا القدماء (9) به وهو باطل، لوجوب تذكره ووقوع الألم في المعصومين ووجوب مقارنة الاستخفاف (10)له ووجوب الهرب منه والفزع والجزع، وما قدمناه في فعل غير المستحق يبطل قولهم جملةً.

ص: 48


1- في «ب»: ولأنهما.
2- في «ب»: فعلى.
3- في «ب»: بقدرته.
4- في «ب»: يفعل.
5- في (ب): يصح الابتداء به وهو خطأ.
6- في «ب»: لم يحسن.
7- في «ب»: لغيره.
8- هم أصحاب بكر ابن أخت عبد الواحد بن زيد، فزعموا أن الأطفال في المهد لا يألمون وإن قطعوا أو حرقوا وأجازوا أن يكونوا في وقت الضرب والقطع و الإحراق متلذذين مع ظهور البكاء والصياح منهم، راجع عن هذه الفرقة: الفرق بين الفرق، 212 - 213؛ مقالات الإسلاميين، 317/1؛ كشف المراد، 356 - 357؛ أنوار الملكوت، 125؛ إشراق اللاهوت، مخطوط في مكتبة الإمام الرضا (عليه السلام)، الورقة 96. . هم قائلون بتناسخ الأرواح في الأجساد والانتقال من شخص إلى شخص وما يلقي من الراحة والتعب والدعة والنصب وذهبوا إلى أن الألم انما يحسن بمجرد الاستحقاق راجع الملل والنحل للشهرستاني، 91؛ الفرق بين الفرق، 270 - 276؛ كشف المراد، 356-357؛ الفصل في الملل والاهواء والنحل، 1 / 10 - 94.
9- هذا القول مروي عن زرارة بن أعين من علمائنا المتقدمين
10- في «ب» مقارنته الاستحقاق.

والألم المبتداء منه سبحانه تعالى (1) في المكلف وغيره من غير علقة العبد عليه عوضه، وكذلك الآلام الواقعة بأمره وإباحته وإيجابه مع عدم الاستحقاق لفعله (2)ولا عوض على ذابح الشاة وإلا لم يكن الفعل حسناً كذابح السنور(3) وأيضاً فالعوض لا يربى (4)، على الألم ويحسن (5)منا أن نبتدى بذبح المحرمات وفاعل القتل دون الأمر يلتزم العوض لاختلاف الأمرين في التحسين و اللطف في الذبح وإن تحقق فعدم وجوبه لغيريّة

(6) المصلحة.

فإن علم سبحانه وقوعه وإلّا أقام (7)غيره مقامه وقد يكون نافي العبثية الأكل (8)وأمثاله والإلجاء أكد من الأمر وليس الهرب من السبع على الشوك(9) ملزماً للقديم عوضاً، بل للأسد (10) والمعرفة حاصلة من قبل إقدامه و في استخدام العبيد عوض (11) لهم عليه وجهة النواب غير (12)جهة العوض. وهو تعالى بالتمكين ضامن للانتصاف، لا العوض كدفعي (13) سيفاً إلى شخص ليقتل [به] (14)كافراً، فقتل به مؤمناً ولا يجوز أن يمكن أحداً من الظلم، إلا وله من الأعواض ما

ص: 49


1- في الأصل زيادة «تعالى».
2- في «ب»: كفعله.
3- في «ب»: المسنون.
4- في هامش الياقوت: أي لا يزيد (في نسخة الأصل).
5- في «ب»: والا لحسن.
6- في «ب»: لغيره.
7- في «ب»: قام.
8- في ((ب)): بالأكل.
9- في «ب»: ليس الهرب على الشوك من السباع.
10- في «ب»: الأسد.
11- في «ب»: عوضاً.
12- في «ب»: عين.
13- في «ب»: كدافعي.
14- زيادة في «ب».

يوازي ظلمه وإلا كان تعليقاً للواجب بالتفضّل وهو غير جائز (1). والعوض منقطع وإلا لم يحسن تحمل ضرر شاهداً (2) ولا جاز (3)إيلام الكافر المكلف واخترامه (4)، وحديث الغمّ والضرر هذيان (5) لجواز وصول العوض في الدينا أو جعله بحيث لا يشعر الإنسان بانقطاعه.

ولا يسقط العوض بالهبة ولا بالإبراء في الدارين معاً كما لا يسقط حق اليتيم والمحجور عليه بإبرائه منه والعوض يزيد بالتأخير إن (6)كان في التأخير مصلحة

وإلا فلا.

ص: 50


1- في «ب»: وهو جائز.
2- في «ب»: ضرراً مشاهداً.
3- في «ب»: والأجاز
4- في «ب»: احترامه وهو خطأ.
5- هذا رد قول أبي علي الجبائي في إثبات دوام العوض فقال أبو علي: لولا دوامه لزم التسلسل، لأن انقطاعه يوجب الغم والضرر وذلك ألم يستحق به عوضاً آخر فإن انقطع العوض الثاني فذلك يوجب الغم والضرر وذلك ألم وهكذا فيتسلسل وهو باطل.
6- في «ب: إذ.

القول في أفعال القلوب ونظرائها

القول فی أفعال القلوب و نظرائها(1)

العلم معرفة المعلوم على ما هو به وقد يتعلّق العلم الواحد] (2) بمعلومين كعلمنا بمنافاة الحركة للسكون، فإنّه لو لا أن نعلم به كلاهما لم يصح الأول(3).

والعلوم المتعلقة بالمعلومات المختلفة مختلفة، لأنَّ النظر منافٍ للعلم بالمدلول ومشروط بالعلم بالدليل.

والإرادة منّا القصد ومن الصانع العلم الدّاعي والفرق بين الإرادة والشهوة أنّ الإنسان المريض ينفر طبعه عن الدواء المر ويريده وليست إرادة الشيء كراهة ضده (4)، لوجودها حالة (5)الغفلة عن الضّد.

والعزم(6) إرادة جازمة حصلت بعد تردّدٍ والمحبّة الإرادة، لكنّها منه إرادة الثّواب

ص: 51


1- في «ب»: نظائرها.
2- زيادة في «ب».
3- اختلف المتكلمون في تعلق العلم المحدث بمعلومين وأكثر، فأجازه بعضهم و قال أبو الحسن الباهلي بجواز ذلك في العلم الضروري دون المكتسب وأوجب ذلك أبو منصور البغدادي حيث قال: الصحيح عندنا أن كل علم متعلق بمعلومين، لأنَّ من علم شيئاً كان عالماً به وبأنه عالم به، راجع: أصول الدين لأبي منصورالبغدادی، ص30
4- ذهب قوم كأبي منصور البغدادي إلى إرادة الشيء كراهة لعدمه وأبطل ذلك ابن نوبخت، راجع عنه: الفرق بين الفرق، 326.
5- في «ب»: حال.
6- في «ب»: والعدم.

ومنا إرادة الطاعة والرّضا قيل انّه الإرادة (1)وقيل: ترك الاعتراض (2) والإرادة لا تراد، كالشهوة لا تشتهى، والتمنّى لا يتمنّى.

وكلام النفس (3)هذيان وإلا لم يجز أن نَصِف أحداً بأنه غير متكلم أخرس كان أو ساكتاً.

والألم إدراك المنافي واللذة إدراك الملائم و ليس الخلاص عن الألم (4) للذة (5) المبصر مبتداءً لصورة جميلة(6). والقدرة عبارة عن سلامة الأعضاء وصحتها لاستحالة الانفكاك وقد أثبتها قوم(7) من أصحابنا معنى وهي ممّا يصح (8)وجودها واستدامتها بعده، إذ هي صحة الأعضاء.

" وقد نفى قوم كون القدرة قبل الفعل(9)، فيلزم عليه(10) " تكليف ما لا يطاق، وحدوث قدرته تعالى، أو قدم العالم، أو (11) إثبات أمر مستغن عنه، لأن الحاجة إليها وجوده وقد وُجد.

وهي متعلقة بالأضداد لتحققه فينا ولأنها لو تضادت لتضاد المقدورات لكنا على

ص: 52


1- نسب العلامة الحلّي هذا القول إلى أبي الحسن الأشعري، أنوار الملكوت، ص 139.
2- في «ب»: الإعراض.
3- هذه إشارة إلى قول الأشاعرة، لأنهم يثبتون معنى في النفس غير الإرادة وهو الكلام النفساني المغاير للحروف والأصوات، راجع عن قولهم: لمع الأدلة، 91 - 93
4- نسب إلى محمد بن زكريا المتطبب انّ اللذة راحة عن مولم أصول الدين لابى منصور البغدادي، 445 السيرة الفلسفية لمحمد بن زكريا، 84 - 85؛ وايضاً: Paul Kraus," Raziana I", Orientalia, IV [1935), P.306.
5- فی ((ب)) کلذّة
6- في «ب»: جملة.
7- في هامش الأصل: وهذا قول السيد المرتضى.
8- في الأصل: ما يصح وما اثبتناه موافق لنسخة «ب».
9- ذهب ابن نوبخت والمعتزلة والحكماء إلى أنّ القدرة متقدمة على الفعل وقالت الأشعرية إنها مقارنة.
10- في «ب»: ويلزم منه.
11- في «ب»: وإثبات.

أحوال متضادة وذلك باطل.

ولا بد من تعلق القدرة بشيءٍ وإلّا نقض (1)كونها قدرة وهي متعلقة بالحدوث، لأنه الحاصل بها.

وليست موجبة وإلا لزم إذا خلق الله تعالى في الضرير الأُمّي قدرة على الكتابة أن يكتب وأيضاً فإن كانت علة لم تتعلق إلا بالموجود وإن كانت سبباً وجب أن لا نستطيع ردّ المقدور وكلاهما باطلان.

وهي غير باقية لاستحالة قيام المعنى بالمعنى وهي موجودة قبل الفعل بزمان واحدٍ فإذا وجد استغنى عنها وعن مقارنتها.

ص: 53


1- في «ب»: نقص.

القول في التكاليف

من جملة شرائط التكليف العقل والقدرة والعلم بما كُلِّفَ به أو (1)التمكن من العلم به.

وما يشير إليه الإنسان بقوله: إنا هذه البنية والجملة(2)، لأنّ الأحكام ترجع إليها والإدراك يقع بها والأفعال المبتداة تظهر في أطرافها (3)وليست شيئاً في القلب (4) ، وإلا لم يصح (5) تحريك يد المريض [منه](6).

وأفعال الصانع لابد فيها (7) من الأغراض وإلا كانت عبئاً والغرض في التكليف التعريض لنفع عظيم لا يوصل إليه إلا به، إذ يقبح الابتداء بالثواب وتكليف المعلوم

ص: 54


1- في «ب»: و
2- ذهب ابن نوبخت إلى أنَّ المكلف هو هذه الجملة التي نشاهدها دون أبعاضها وبه تعلّقت الأحكام من أمر ونهي ومدح وذم واختاره السيد المرتضى في كتابه الذخيرة، ص 114.
3- في الأصل: أطرافنا وما أثبتناه موافق ل-«ب».
4- ذهب ابن الرواندي إلى أنّ الانسان جزء لا يتجزى في القلب وابن الراوندي هو أبو الحسين أحمد بن يحيى بن إسحاق (ت. (245 (ق) وهو منسوب إلى راوند وهي قرية من قرى قاشان بنواحي إصبهان له مقالة في علم الكلام وله مصنفات كثيرة منها : كتاب سماه «فضيحة المعتزلة» وكتب أبو الحسين عبد الرحيم بن محمد بن عثمان الخياط المعتزلي المتوفى في آخر القرن الثالث كتاب الانتصار والرد على ابن الراوندي الملحد ليرد به على «فضيحة المعتزلة»، راجع عنه وفيات الأعيان، الترجمة رقم 34؛ الفرق بين الفرق، 66.
5- قال العلامة الحلي؛ وفي بعض النسخ وإلا لصح تحريك يد المريض منه ثم قال: وأظنّ أنّ الثانية أصح أنوار الملكوت 150.
6- زيادة في «ب».
7- في الأصل: «فيه» وما أثبتناه موافق لنسخة «ب».

كفره حسن لأجل التعريض، وكفره من قبل نفسه لا من قبل القديم تعالى، ولهذا يحسن منا أن ندعو إلى الطعام مَنْ نعلم امتناعه وإلى الدِّينِ مَنْ نعلم إبائه. وقد قررنا أنه لا يفعل القبيح، فلا يجوز منه أن يُكلف عباده ما لا يطيقونه (1)، كما لا يجوز منه أن يكلف عباده ما لا يطيقونه، كما لا يجوز مخاطبة الجماد والعلم لا يؤثر في المعلوم، بل يتعلق به على ما هو عليه وكل فرض نفرض يقتضي فرضاً في الأزل يوافقه، إذ لو لم يكن كذلك لكان لا يجوز إلّا تكليف ما لا يُطاق ولم يَقُل به أحدٌ من العقلاء.

و (2) اللطف أمرٌ يفعله الله تعالى بالمكلف لا ضَرَرَ فيه يعلم عند وقوع الطاعة ولولاه لم يُطَعْ، فهو واجب الفعل لأنّ قاعدة التكليف (3) يقتضي إيجابه كالتمكين ولأنّ تركه لطف في ترك الطاعة واللطف في المفسدة مفسدة.

ومَن لُطفُه في فعل قبيح لا يحسن تكليفه لدوران الأمر بين ممتنعين ولو لم يفعل القديم لطفاً واجباً لم يحسن منه عقاب المكلّف، لأنّه لمنعه يفسد فكان الفساد منسوباً (4)إليه، لا إلى العبد.

والأصلح واجب في الدنيا إذ لا مانع منه وتركه بُخْل وأيضاً فعدم وقوعه ينقص (5) حقيقة القادر ولا إخلال منه تعالى بواجب، لأنه إنما يحرمنا ذلك لعلمه بوجود مفسدة فيه، وهكذا نقول (6)في مرض الطفل والبهيمة، وأهل الجنّة منزّهون عما ينفِّر

ص: 55


1- ذهبت الإمامية والمعتزلة إلى استحالة أن يكلف الله تعالى بما لا يُطاق وخالف فيه المجبرة، فإنهم جوزوه، أنور الملكوت، 152.
2- (و) زيادة في الأصل.
3- في «ب»: قاعدة المكلف.
4- في «ب»: مسنوياً.
5- في «ب»: تنقيص.
6- في «ب»: القول.

وزيادة الشّهوات تفتقر إلى زيادة البُنى (1)، فكان مفسدة من هذا الوجه.

والشكر المتعلّق [به] (2) هذيان لوجوده في الثواب و الأعواض(3) وفعل الأسباب مقابل بمثله وايضاً فشكره على الألطاف الدينية مشهور وقول إبراهيم عليه السلام (4):

وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الأَصْنَامَ ) (5)معلومٌ.

وكيف يحسن من العاقل أن يمنع الإنسان الصادي من بَحْرٍ يملكه أو يمنعه من السكون والاستظلال بظل داره ولفظ ما تناثر من حبه أو الانتفاع بما يلقيه من مأكله (6) رغبة عنه والصانع مالك خزائن الدنيا فهو بأن لا يمنعنا أولى.

ص: 56


1- في «ب»: الشيء.
2- هذه زيادة في «ب» ولم ترد في الأصل.
3- في «ب»: الأعراض.
4- قوله (عليه السلام) لم يرد في «ب».
5- سورة إبراهيم: الآية 35
6- في ((ب)): مما أكله.

نُكت من التوحيد

نکتٌ (1)من التوحید

أغفلناها(2) في بابها.

الصانع عالم فيما لم يزل، لأنه لو تجدّد له ذلك لقامت به الحوادث واستحال (3) أن يحدث العلم (4)، إِلّا وهو عالم.

وقادر فيما لم يزل، لأنه لو تجدّد له ذلك (5)لكان مفيد ذلك (6) إمّا هو ويلزم منه سبق القادرية أو غيره ولا بد أن يكون خلقه وكيف يخلقه وهو غير قادر.

وهو (7)حي فيما لم يزل لتداخل المعاني.

وهو قادر على القبيح وإلا لم يستحق مدحاً إذا لم يفعله ولم يصح أن يفعله ونحن الضعفاء.

وموجد الخير خيرٌ وموجد الشَّرِّ شرّير إنْ (8)عَنَوا به نفس المسألة فهو التزامنا (9)

ص: 57


1- في الأصل: نكتة وما أثبتناه موافق لإشراق اللاهوت ونسخة «ب»
2- في الأصل: أغفلنا وما أثبتناه موافق لنسخة «ب» وسائر الشروح.
3- في «ب»: استحالة.
4- في «ب»: العالم.
5- قوله «ذلك» مفقود في «ب».
6- في الأصل: مفيده لذلك وفي «ب»: مفيداً ذلك وكلاهما غير صحيح وما أثبتناه موافق لنسخ أنوار الملكوت و إشراق اللاهوت.
7- قوله «هو» لم يرد في «ب».
8- في «ب: فإن.
9- في «ب»: إلزامنا.

بمذهبنا، وإلا فلا معنى له وعدم الفعل إنما جاء لعدم الداعي، فكيف يسمح (1)بعدم المقتضي (2).

وقادرٌ(3) على خلاف المعلوم للإمكان (4).

وعلمه بأنّ العالم معدوم حال عدمه لم يتغيّر، لأنه علمه كذلك (5) في حالة مخصوصة وعلمه بغيره أيضاً في حالة أخرى، وقد ذهب قوم من شيوخنا(6) إلى حدوث العلم وذلك فزعاً (7)من تكليف المعلوم كفرُهُ وقد دلَّلنا على حُسْنِه.

ص: 58


1- في النسختين: يسمح والظاهر أنّ الأصح هو يتمسك.
2- أي بعدم القدرة.
3- في «ب»: قادراً.
4- في «ب»: الإمكان.
5- هكذا ورد في «ب» وفي الأصل: لذلك.
6- والمراد منه هشام بن الحكم.
7- في الأصل: فزع وما أثبتناء في المتن موافق لنسخة «ب» وفي نسخ أنوار الملكوت: فرعاً أو فرع وورد في إحدى النسخ من إشراق اللاهوت المحفوظة في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام «من لوازم بدلاً من هذه الكلمة وما أثبتناه هو أصح الأقوال وذلك موافق لشرح العلامة الحلّي في معنى هذه الجملة، حيث قال: نقل الشيخ - أي ابن نوبخت - عن هشام: أنه إنما صار إلى هذا المذهب، لأنه يؤدي إلى قبح تكليف الكافر ومعنى ذلك أنه إنما صار إلى هذا المذهب خوفاً وفزعاً من أن يؤدي إلى قبح تكليف الكافر.

القول في تتبع اعتراضات مخالفينا في التوحيد

على طريق الإشارة (1) الجملية، إحالتهم في العذر عن إبطال الموجب عدم (2) الصدور على مانع (3) يلزم منه أن لا يوجد العالم لاستحالة عدم القديم وإحالتهم العالم على فاعل صادر عن الموجب باطل، لوجوب صدور أمثاله، بل نحن كلُّنا عنه، فلا بدّ من مخصص غيره والكلام فيه كما في الأوّل والقدح في القادر الأزلي باستحالة قدم العالم فاسد، لأن المشدود قادر على المشي (4)، ولكن المانع منعه.

وليس سميعاً بصيراً بسمع وبصر، لأن الإبصار اتصال الشعاع بسطح المرئي، فلا يعقل إلا في الأجسام، وتفسيره بأنه حتى لا آفة به فاسد، لأنه فينا لمعنىً(5) لا يتحقق فيه فلا يحال به على الشاهد، بل هو العلم فقط.

وإحالة الإرادة على (6) القصد باطل، لأنه لا دليل عليه وخلقها لا في محل (7)

ص: 59


1- في «ب»: الأشاعرة.
2- في الأصل: علم وما أثبتناه في المتن مأخوذ من نسخة «ب».
3- هذه الكلمة في «ب» غير مقروء
4- في «ب»: على المنى.
5- في «ب»: بمعنى وهذا أيضاً صحيح.
6- في «ب»: إلى.
7- ذهب أبو الهذيل إلى أن خلق الإرادة لا في محل واختاره السيد المرتضى في جمل العلم والعمل، حيث قال: من صفاته وإن كانت عن علة كونه مريداً وكارها، لأنه تعالى قد أمر ونهى ولا يكون الأمر والخبر أمراً ولا خبراً إلا بالأرادة والنهي لما يكون نهياً بالكراهة ولا يجوز أن يستحق هاتين الصفتين لنفسه لوجوب كونه مريداً كارها للشيء الواحد على الوجه الواحد ولا لعلة قديمة لما تبطل به الصفات القديمة ولا لعلة محدثة في غير حي لافتقار الإرادة إلى بنية ولا لعلة موجودة، لوجوب رجوع كلها إلى ذلك ولم يبق إلا أن توجد لا في محل، انظر: تمهيد الأصول المقدمة وأبطل الشيخ ابن نوبخت ذلك بقوله: وخلقها لا في محلّ معارض بخلقها في جمادٍ».

معارض بخلقها في جماد ومنعه لعدم الشرط يعكس عليهم بالإيطال، لأنهم نفوا الشرط وغيره مما زاد عليه.

وليس بقديم الكلام وتقسيم الخصم ذلك (1) إلى أنه يحل فيه أو في غيره وإبطال الثاني بوجوب الاشتقاق (2) ممنوع وكم من الأشياء القائمة بالمحال(3) ولا اشتقاق(4) كرائحة الكافور وغيرها (5) وأيضاً فالوجوب باطل عندهم، لأنه متلقى من السمع.

والوجود في الرؤية باطل، لوجوب رؤية الرؤية وغيرها ورؤية الطعم والرائحة وأيضاً فالوجود مختلف (6)لأنّه عين الذات والذوات منّا (7)متساوية، وهو مخالف (8)لها.

ص: 60


1- في «ب»: وتقسيم ذلك الخصم.
2- والمراد من الخصم في كلام الشيخ أبي إسحاق هو الأشاعرة، راجع عن قولهم: لمع الأدلة، 90.
3- في «ب»: باللمحال.
4- في «ب»: ولا الاشتقاق.
5- في «ب» بغيرها، بدلاً عن قوله: «وغيرها».
6- في «ب»: متخلف.
7- قوله «منا» لم يرد في «ب».
8- في «ب»: مخالق.

القول في تتبع اعتراضاتهم في مسائل العدل

إلزامهم في مسألة تحسين العقل وتقبيح (1) الكذب لتخليص [النبيء ] (2) باطل(3)، لأنه قبيح، لكنّ الحَسَنَ التّعريض و وقوع فعل الرعية(4) بحسب إرادة الملك وكذلك العبد السّيّد لا يطابق لما ذكرنا (5)للوجوب الفاصل.

وإلزام (6) الخصم إيجاد الجواهر لعلة الوجود المطّردة باطل، لأن تعلّق قدرته لا يعلّل ولو (7) علّل فمن أين أنَّ العلة فيه (8) هي الوجود دون غيره والتعليق بالمشيَّة ليس تعليقاً حقيقة، بل هو إيقاف حكم اليمين.

وإلزام (9) الخصم لنا في التولد (10) دفعاً وجذباً حصلا معاً فكان مقدوراً بين قادرين باطل، لأنهما بمنزلة شخص واحد ويستحيل وقوع الانتقال بهما وإن (11) ظنناه، كما نشاهده

ص: 61


1- في «ب»: تقبيحه.
2- هذه زيادة في «ب» ولم ترد في الأصل.
3- قالت الأشاعرة: انّ الكذب يحسن إذا تضمن تخليص نبي من ظالم، انظر: تلخيص المحصل، ص 340.
4- في «ب»: الرغبة.
5- في «ب»: ما ذكرناه.
6- في «ب»: وإلّا لزم.
7- في «ب»: فلو.
8- قوله «فيه» لم يرد في «ب».
9- في «ب»: وإلا لزم.
10- في «ب»: في التولية.
11- في «ب»: وإنّه.

والقدرة على إيجاد الداعية فى اللطف باطل، لعدم وقوع النواب المطلوب من التكليف.

ص: 62

القول في مسائل الوعد والوعيد

القول فی مسائل الوعد و الوعید(1)

ليس (2) في العقل ما يدلُّ على ثواب (3) ولا عقاب (4)، لكثرة النعم التي لا يستحق العبد معها جزاءً على طاعته وإن استحق فلا دليل على الدوام [قطعاً] (5)عقلاً، ولا عقاب؛ إذ لا يقتضي العقل تعذيب المسيء في الشاهد أبداً.

والإحباط باطل، لأنّ العقل لا يقتضي (6)محو (7)الإحسان الكثير بالإساءة (8)القليلة ولا منافاة بين الثَّواب والعقاب ولأنّ انتفاء الأقدم بالأحدث ليس أولى من عكسه وللزوم الدور المشهور ولأن الطارىء إن أحبط ويقي أدى إلى مخالفة قوله [ تعالى ](9): ﴿ فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ﴾ (10)

ص: 63


1- الوعيد هو أصل من الأصول الخمسة للمعتزلة وهو في اعتقادهم كل خبر يتضمن إيصال ضرر إلى الغير أو تفويت نفع عنه في المستقبل ولا فرق بين أن يكون حسناً مستحقاً أو لا يكون كذلك، انظر إشراق اللاهوت مخطوط في مكتبة الإمام الرضا الورقة 116؛ الفصل في الملل، 44/4؛ مذاهب الإسلاميين، 55/1 62-64؛ الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، 266 - 268 أوائل المقالات 99.
2- في ((ب)): قال وليس.
3- في الأصل في ثواب، وما أثبتناه في المتن موافق لنسخة «ب».
4- في «ب»: وعقاب.
5- هذه الكلمة زيادة في الأصل ولم ترد في «ب» وسائر الشروح.
6- في «ب»: لا يقضي.
7- في «ب»: بجزا.
8- في «ب» لإساءة.
9- هذه الزيادة لم ترد في الأصل ولكنها وردت في «ب».
10- سورة الزلزلة 99 : الآية 8

وإِنْ لَمْ يبقَ، استحال زوال شيءٍ (1) منهما، إذ لا مقتضي له إلا بإلزام (2) وجودهما حال عدمهما، لوجوب وجود العلة مع المعلول(3).

و الفاسق المؤمن لا يخلد في النار، لأن ثواب طاعته قد بطل أن يحبط وبقاؤه مع القول بنقله من الجنّة إلى النار خلاف الإجماع (4)، ولأنه تعالى وصف نفسه بأنه عفو غفور، فلو كانت الصغائر مكفّرة والكبائر غير مكفّرة لبطل الوصف وأيضاً فالجمع (5)بين العمومين في الآيتين المذكورتين واجبٌ لابد منه وعمومات الخصم(6) ظاهرة لا تفيد العلم ومعارضة بأمثالها. والشفاعة من النّبي صلّى الله عليه وآله (7) في أهل الكبائر متحققة، للخبر القاطع، ولوجوب شفاعتنا في النّبي عليه السلام لو لم يكن كذلك(8).

والتوبة لا يجب قبولها على الله تعالى (9)، لأن المُسيء في العُرف يحسن قبول توبته ويحسن الإعراض عنه والإجماع على الدعاء يمنع وجوبها (10)أيضاً.

والتّوبة على العبد واجبة، لقضاء العقل والشرع بوجوبها، وليس من شرطها الندم على جميع الذنوب وإلا لزم لو (11) اذنبت ذنوباً إلى شخص وكسرتُ منه قلمه ألّا تقبل

ص: 64


1- في ((ب)) شيئاً.
2- في الأصل: بالتزام وفي «ب» والشروح: بإلزام.
3- للردّ على الإحباط انظر : كشف المراد، 439 - 440.
4- في «ب»: خلافاً للإجماع.
5- في «ب»: فالجميع.
6- في «ب»: الخصوم
7- في «ب»: عليه السلام.
8- انظر عن آراء المعتزلة والأشاعرة والشيعة في الشفاعة: أوائل المقالات 52، 96؛ كشف المراد 443-444 ؛ الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، 247 - 250؛ أصول الدين لأبي منصور البغدادي، 244-245.
9- لم ترد عبارة «تعالى» في «ب».
10- في «ب»: وجوبهما.
11- في «ب»: إذ أذنبت.

توبتي لو لم أَذْكُرِ القلم وأعتذر من كسره وذلك باطل.

والمؤمن لا يصح منه الكفر(1) وإلّا أدى إلى تعذر استيفاء الح-ق م-ن-ه، لانعقاد الإجماع على أنه لا ينفك (2) عن إحدى النفعين(3).

والمؤمن إذا فسق يسمّى مؤمناً(4)، لأنّ الإيمان هو التصديق وهو مصدق وليست الطاعات جزءاً من الإيمان وإلا كان قوله تعالى](5): ﴿إنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصّالِحاتِ﴾ (6) تكراراً (7).

و سائر السمعيات من الصراط والميزان نقول به، لأنّ العقل يُجيز ذلك وقد ورد به الشرع، فكان حقاً.

ص: 65


1- في «ب»: لا يصح الكفر منه.
2- في الأصل: لا ينقل وما أثبتناه في المتن موافق لنسخة «ب» والشرح.
3- في «ب»: البتعتين.
4- وإلى هذا القول ذهبت الإمامية والمرجئة وأصحاب الحديث وجماعة الأشعرية، أنظر: كشف المراد، 454 تلخيص المحصل، 403.
5- لم ترد عبارة {تعالى}في الأصل.
6- سورة البقرة :2: الآية 277؛ سورة يونس، 10: الآية 9.
7- في «ب»: تكريراً.

القول في تتبع اعتراضات الخصم على مسائل الوعد والوعيد

ادعاؤه حسن المدح أبداً وقياس النواب عليه قياس من غير جامع. والتجاؤهم إلى الإغراء بالمعاصي واقع لو لم نقل بدوام (1)العقاب باطل بالتوبة عندهم.

ويسير العقاب كافٍ للعاقل واعتصا [مهم] (2) في الإحباط بما لو كسرت لغيري قلماً وأَنجَيْتُ (3) ولده من الهلكة باطل بإحسان الكافر إلينا، فإنّه يذمّ ويمدح معاً.

وعذرهم (4) في الشفاعة باعتبار الرتبة باطل لسقوطها في المشفوع فيه كسقوطها في المأمور به وإن اعتبرت في الشّافع والمشفوع إليه والآمر والمأمور.

ص: 66


1- في «ب»: بدوم.
2- في الأصل: اعتصا و في «ب»: اعتصا عتصامهم.
3- في «ب»: نجيت.
4- في «ب»: عدرتهم.

القول في النّبوّات

القول فی النبوات(1)

يجوز أن يعلم {سبحانه و} (2) تعالى أن لنا في بعض الأفعال مصالح أو مفاسد فبعث (3) الأنبياء لتعريف المكلف ذلك.

وشرط المعجز أن يكون من فعله تعالى (4)، أو جارياً مجرى فعله والغرض به التصديق.

محمّد رسول الله صلّى الله عليه وآله لظهور المعجز(5) على يده وهو القرآن، لأنه تحدى به وعجز العرب عن معارضته وتحدّيه به(6) في قوله تعالى: ﴿فَأْتُوا بِسُورَةٍ مِنْ مِثْلِهِ﴾ (7)

وغيرها من الآيات (8) وعجزوا عن معارضته ، لأنه لو عُورِضَ لَنُقِلَ وَعَجْزُهم عن المعارض كان للتعذر(9) دون غيره، لشدة شعفهم (10) بإطفاء نوره و إبطال أمره، فلو قدروا

ص: 67


1- العنوان لم يرد في «ب».
2- زيادة في «ب».
3- في «ب» وفي الأصل: فيبعث.
4- في (ب) وفي الأصل: من الله تعالى.
5- في «ب» وفي الأصل: المعجزة.
6- في الأصل ولم يرد قوله «به» في «ب».
7- سورة البقرة، 2: الآية 23
8- مثل قوله تعالى: «فَلَيْنِ اجْتَمَعَتِ الجن والإنس على أن يأتوا بمثل هَذَا القُرآنِ لا يأتون بمثله»، سورة الأسراء، 17: الآية 88 وقوله تعالى: «فأتوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثلِهِ مُفْتَرَيَاتٍ»، سورة هود، 11 : الآية 14.
9- في «ب»: للتعدق.
10- في هامش الأصل: أي حرصهم.

على المعارضة لعارضوه(1) .

و غير القرآن من الآيات دليل على صدقه كانشقاق القمر والإخبار عن الغيوب في مواضع كثيرة (2).

وظهور المعجزات على أيدي (3) الأولياء والأئمة جائز ودليله ظهور المعجز على آصف وعلى مريم إلى غير ذلك (4).

والأنبياء أفضل من الملائكة (5)، لاختصاصهم بشرف الرّسالة مع مشقة التكليف.

ص: 68


1- وهناك أقوال أخر في سبب الإعجاز فقال الجبائيان إن سبب إعجاز القرآن فصاحته وقال النظام والمرتضى هو الصرفة بمعنى أن الله تعالى صرف العرب ومنعهم عن المعارضة، انظر: كشف المراد 384 - 385 4 مذاهب الإسلاميين، 213/1 - 220؛ الملل والنحل للشهرستاني، 72/1
2- انظر: سورة القمر 54: الآية 45 سورة آل عمران 3: الآية 12؛ سورة الفتح، 48: الآية 27؛ سورة الحشر، 59: الآية 12
3- في (ب) وفي الاصل: يد.
4- مثلما نقلته الإمامية بالتواتر من ظهور المعجزات على أيدي الأئمة عليهم السلام أنوار الملكوت، 187؛ كشف المراد، 378
5- ذهبت الإمامية والأشاعرة إلى تفضيل الأنبياء على الملائكة على خلاف قول الحسين بن الفضل البجلي . الأشاعرة مع أكثر المعتزلة والفلاسفة بتفضيل الملائكة على الأنبياء، انظر: أصول الدين لابي منصور البغدادي 166 الفرق بين الفرق 343.

القول في تتبع الاعتراضات على النبوّة

القدح باستغناء العقل عنها فاسد، لأن العقل لا مدخل له إلا في الكليات. وتجويز أن يكون الموحي غير(1) ملك مدفوع (2)بإمكان اضطرار النبي إلى أنه ملك، إما بالعلم، أو بالعمل.

والقرآن لا يقدح في كونه من عند الله لجواز أن يكون الذي ألقاه شيطاناً، لأنه تعالى يجب عليه دفع ذلك الشيطان ومنعه [من ] (3) الإضلال وأيضاً الشيطان (4)، لا قدرة له على الإخبار عن الغيوب التي (5)تضمّنها القرآن.

وتجويز أن يكون النّبي صلى الله عليه وآله (6) أفصح العرب لا يمنع من معارضته بما يماثله، أو يقاربه(7) .

وتجويز وجود المعارضة - وإن لم تنقل(8)، كما نقوله في النّصّ عن الإمام - ليس بشيءٍ، لأنّ النّصّ(9) نقله أهل التواتر والمعارضة لم ينقلها يهودي ولا نصراني فضلاً

ص: 69


1- في «ب»: عن.
2- في «ب»: فاسد.
3- في «ب» ولم يرد في الأصل.
4- في «ب»: فالشيطان.
5- في «ب»: الذي.
6- في (ب): عليه السلام.
7- في «ب»: يقارنه.
8- في «ب»: وإن لم يفعل.
9- في «ب»: بأنّ النص.

عن المسلمين.

والقدح في كرامات الأولياء بالتنفير المدعى باطل، لأنه إنما يكون عند التحدّي، لا عند سواه والتمسك بكون الملك روحانياً لا تأثير له في الفضل على ما تقضي به أوائل العقول.

ص: 70

القول في الإعادة وأحكامها

الأجزاء بعد الموت تجمع وتؤلف، لإخبار الصادق بذلك واغتذاء الحيوان بمثله يعاد الأصل (1) دون الزائد (2) و إعادة المعدوم جائزة وإلا لم يصح جمع الأجزاء بعد التفرّق، لعدم الأعراض الاُوَل(3).

والجواهر باقية، لعلمي بأني [أنا] (4) الذي كُنتُ بالأَمْسِ، لا غير(5) و لا تنتفي بانتفاء ما يحتاج إليه لعدم الحاجة، فلا ينتفي إلا بضدٍّ.

ص: 71


1- في ((ب)): تعاد الأصيل.
2- غرض المصنف بهذا الكلام الجواب عن شبهة الأكل والمأكول، انظر: رسالة أضحوية لابن سينا، تحقيق سليمان دنيا، القاهرة، دار الفكر العربي، 1368 ق، ص 55 - 56؛ المواقف، 372 - 374 ؛ شرح المقاصد، 213 - 218؛ أسرار الحكم للسبزواري، 331 - 332؛ إرشاد الطالبين، 406 - 4410 المبدأ والمعاد لصدر الدين الشيرازي، 382 - 396؛ كشف المراد 432 إشراق اللاهوت الورقة 126.
3- في «ب» وفي الأصل: الأولى.
4- في «ب» والشروح.
5- في «ب»: لاغيره

جمل متفرّقة

الأمر بالمعروف واجب وكذلك النهي عن المنكر و من شرط وجوب النهي عن المنكر أن لا يغلب في ظنّ المنكر(1) مفسدة تلزم من الإنكار(2).

والأجل هو الوقت والميت يموت بأجله وليس كلّ مقتول يقتل بأجله وإلا كان الملك لو قتل أهل بلده في يوم كان مماتهم (3)واجبة وهو خرق العادة (4).

والسِّعرُ تقديرُ البَدَلِ(5) وهو مِنَ اللهِ تعالى عند الأفعال التي لا تقبح و منّا عند الأفعال القبيحة.

والرّزق ما صحّ أن ينتفع به وجائز أن يأكل الإنسان رزق غيره كما يأكل مال الغير وليس الرّزق مالاً فقط، بل يكون حياةً و ولداً إلى غير ذلك.

ص: 72


1- في (ب) غير مقروء.
2- ومن شروطهما أن يعرف الآمر والناهي وجه الفعل والتأثير في المخاطب.
3- في «ب»: حياتهم.
4- في (ب): للعادة.
5- في «ب»: البذل.

القول في عصمة الأنبياء والرد على مخالفي الملة أجمع

العصمة لطف يمنع (1) مَنِ اختص به مِنَ الخطاء ولا يمنعه على وجه القهر وإلا لم يكن المعصوم مثاباً ووجه عصمة الأنبياء أنهم لو لم يكونوا معصومين لأدّى إلى التنفير عن قبول أقوالهم وذلك ممّا (2) یدراءه (3) المعجز ودلالته.

وما يدعي(4) اليهود من استحالة النسخ (5)باطل، لجواز تغيّر المصلحة كما في المريض وعليه يخرج (6) قولهم إن لم يكن السبت(7) مصلحة كان الأمر به قبيحاً وإن كان مصلحة كان النهي عنه قبيحاً؛ على أن في التوراة أوامر كثيرة (8)منسوخة.

وادّعاؤهم انّ موسى قال: أنا خاتم النبيين (9)باطل، لأنهم لا تواتر لهم بحادثة بخت نصر؛ على أنّ الفاظ التأبيد لا تدلّ على الدوام كقصة دم الفصيح و العبد (10)10 المعتق.

ص: 73


1- في «ب» وفي الأصل: يمتنع.
2- في «ب» وفي الأصل: ذلك و مما.
3- أي يدفعه.
4- في «ب»: تدعي.
5- هذا قول الفريق الأول من اليهود وهم قائلون باستحالة النسخ عقلاً.
6- وقوله: «عليه يخرج» في نسخة «ب» ممسوح.
7- في «ب»: سبب.
8- في «ب»: كثر .
9- هذا قول الفريق الثاني من اليهود وهم يدعون تأبيد شرع موسى عليه السلام خبراً، راجع عن قولهم: أصول الدين لايي منصور البغدادي، 226، 326.
10- في «ب» وفي الأصل: عبد.

وادّعاء النَّصارى أقانيم الثَّلاثة (1) باطل (2) لأنّها إن كانت كالمعاني بطلت(3) وإن كانت عين الذات فهو مناقض(4) .

و قول المنجمين يبطله قدم الصانع واشتراط اختياره ويلزم عليه أن لا يستقر الفعل على حال (5)من الأحوال.

و قول أهل الطبيعة يبطل بمثل ذلك.

و قول التنوية فاسد(6) بنحو ما ذكرناه، وقد ألزموا اعتذار الجاني وغير ذلك.

و قول المجوس باطل بمثل ذلك.

و قول عبدة الأصنام يبطل، لعلمنا بعدم فعلها.

و قول الغلاة يبطل أصله، استحالة كون الباريء [تعالى] (7) جسماً، ومعجزات

أمير المؤمنين عليه السّلام معارضة بمعجزات موسى وعيسى عليهما السلام(8).

ص: 74


1- في «ب» وفي الأصل: أقانين الآلة.
2- راجع الفصل في الملل، 48/1 - 50؛ كشف المراد 318؛ مذاهب الإسلاميين، 446/1 - 448؛ شرح الأصول الخمسة للقاضي عبد الجبار، 295 - 298.
3- في «ب»: فقد بطل.
4- في «ب»: متناقض.
5- في «ب»: حالة.
6- في «ب»: باطل.
7- هذه الزيادة لم ترد في النسختين، بل في الشروح.
8- الغالية هم الذين غلوا في حق الائمة عليهم السلام حتى أخرجوهم من حدود الخلقية وحكموا فيهم بأحكام الإهية، فربما شبهوا واحداً من الأئمة بالإله ورتما شبهوا الإله بالخلق وهم على طرفي الغلو والتقصير وأنما نشأت شبهاتهم من مذاهب الحلولية ومذاهب التناسخية، منهم الخطابية والنصيرية والكاملية والإسحاقية.

[القول في الإمامة ]

الإمامة واجبة عقلاً، لأنها لطف يُقَرِّبُ(1) من الطاعة و يبعد (2)من المعصية، ويختل حال الخلق مع عدمها.

وقد ذكر أصحابنا فيها وجوهاً من إرشاده إلى الصنائع(3) و تمييز(4) الأغذية من السموم وغير ذلك.

و واجبة سمعاً أيضاً، لقوله ﴿والسّارِقُ والسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا﴾ (5)

والأمر بالشيء أمر بما لا يتم (6) ذلك الشيء إلا به(7)، ولقوله (8)عليه السلام: «الْأَئمةُ مِنْ قُرَيْش».

وهو إلزام وإجماع الصحابة حجّة على ذلك.

و واجب في الإمام عصمته وإلّا كانت علة الحاجة إليه فيه، فيؤدى إلى التسلسل وايضاً فنحن مأمورون بطاعته، فلو أمر بمعصيته لتناقض القول، فلا بد من عصمته،

ص: 75


1- في «ب»: تقرّب.
2- في «ب»: تبعد.
3- في «ب»: الصانع.
4- في (ب): تميز.
5- سورة المائدة، 5: الآية 41
6- في «ب»: بالاسم.
7- في «ب»: الاية.
8- في «ب»: وقوله.

ولأنه إمام والإمام من يفعل الشيء لأجله وإلا كانت اليهود والنصارى أئمة لنا ويستحيل التعبد باتباع غير المعصوم لقبحه، ولأنّ الاُمة مختلفة في الأحكام(1) ، فلابد من حجّة تقطع اختلافهم ويظهر لنا منه العلم، ولان الأدلة غيره باطلة من الرأى والخبر المفرد، فلابد من إثباته، ولأنّ الشريعة اما ان تحفظ (2)بالأمة أو به والأمة يجوز خطاؤها والا لم يكن (3) له عليه السلام أن يقول: «ألا لا ترجعوا بعدي(4) كفاراً». ولا قوله تعالى(5): ﴿ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ﴾(6) ، فلابد منه، ولأنّ خصائص الرسول(7) متحققة في الإمام من كونه يولي ولا يولى عليه(8) ویَعزل ولا يُعزَل إلى غيره، فوجب(9) عصمته كعصمته.

وواجب في الإمام أنه أفضل بالعلم والشجاعة والزهد، لقبح تقديم المفضول على الفاضل (10) وواجب أن لا يشذّ عنه (11)شيء من أحكام الشريعة (12) ، لقبحه كقبح نصب وزیر(13)

] . لا يضطلع باعباء الوزارة، والتمكن ليس بشيء وإلا لجاز(14) أن يولى البقّال

ص: 76


1- التزم العامة بعصمة الأمة وصرح به علماء الأصول منهم في بحث الإجماع وحجيته.
2- في «ب»: يحبط.
3- في «ب» لم يجز.
4- في «ب» من بعدي
5- عبارة «تعالى» لم ترد في «ب»
6- سورة آل عمران 3: الآية 144
7- في «ب». النبي.
8- قوله «عليه» لم يرد في «ب».
9- في «ب»: فوجوب.
10- اتفق العقلاء على قبح تقديم المفضول على الفاضل إلا القلانسي والحسين بن الفضل ومحمد بن اسحاق بن خزيمة فإن هؤلاء أجازوا إمامة المفضول، راجع أصول الدين لابي منصور البغدادي، 293، 304.
11- زيادة في «ب» ولم ترد في الأصل.
12- في «ب» وفي الأصل: الأحكام الشرعية.
13- في النسختين: الوزير والأصح ما أثبتناه في المتن
14- في «ب»: جاز.

وزیراً لتمکنه.

وواجب النّصّ ، لأن الشرط الخفى به تحققه إذا لابد من إبانته بالنص(1) أو المعجز، والعلم بالإصابة لا يكفي لقبحه في الاعتبار بالشاهد، والأفضلية (2) خفيّة(3) أيضاً لوجوب المساواة ثمّ النظر وهذا يظهر في كثرة(4) الثّواب ظهوراً بيناً ويستدل عليه(5) بامتناع التنفير وتحققه لو زاد ثواب أحد من رعيته عليه، ولأنّ الإمامة ركن عظيم كالصلوة وغيرها، فكما لم يثبت ذلك إلا بالنّصّ (6) ، فكذلك هيهنا.

ص: 77


1- في نسخة (ب) هذه العبارة مشوشة وفيها: وجوب النص والشرط الخفي تحققه لابد من اثباته بالنص.
2- في «ب»: لا فطبه.
3- في «ب»: حقيقة.
4- في (ب): كثير.
5- أي على وجوب المساوات، كما في هامش الأصل.
6- زعمت الأشاعرة أنّ النبي عليه السلام لم ينص على إمامة أحد بعده واحتجوا بأنه لو نص على ذلك لظهر وانتشر واحتجت عليه الإمامية بوجود التنصيص على إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد النبي صلى الله عليه و آله، راجع: لمع الأدلة، 114 - 115.

القول في تتبع اعتراضات مخالفينا في وجوب الإمامة والعصمة

القدح بغيبة الإمام والزامهم إيجاب ظهوره باطل، لوجود الطريق - كما قلناه - في المعرفة.

والزامهم (1) وجود أئمة متعدّدة باطل، لأنا نكتفي بخلفائه الذين يرجعون إليه. وقيام غيرها مقامها لا يصح، لأنه لا تعقل العصمة وكلامنا في رعية غير معصومين. وتخيّل امتناع جريان العصمة فاسد، لأنها ممّا يزجر عنها كالكبائر، لاسيَّما (2)عندنا. وحاجة أمير المؤمنين عليه السَّلام (3) إلى النّبي صلّى الله عليه وآله(4) ، لم يكن للامتناع (5) من القبيح، بل لتعلمه (6) الأحكام.

والتمسك بأنّ الحدود زمان الغيبة إما أن لا تسقط (7) فتحتاج إلى ظهوره أو تسقط (8) وهو نسخ للشريعة باطل؛ لأنَّ الحدود ثابتة في جنوب(9) مستحقيها، فإن أدركهم (10)

ص: 78


1- في «ب»: إلزاماتهم.
2- في «ب»: ولا سيما.
3- قوله: «عليه السلام لم يرد في «ب».
4- في الأصل إلى النبي عليه السلام صلّى الله عليه وآله وفي «ب» فمع النبي عليه السلام.
5- في «ب»: الامتناع.
6- في «ب»: لتعليم.
7- في «ب»: يسقط.
8- في «ب»: يسقط.
9- في «ب»: حقوق.
10- في ((ب)) وفي الأصل أدكهم.

ظهوره استوفاها وإلا فأمرهم إلى الله وإنمهم على المُخيف له. والاقتداء بنوّابه (1) في الأطراف (2) البعيدة لا يوجب عصمتهم، لأن الاقتداء بهم ما كان (3) لأجل فعلهم، ولهذا يقتدون بإمامهم.

واختلاف الشيعة كان لغيبة (4)الإمام، فما أجمعوا عليه حق، وما اختلفوا فيه رجعنا فيه إلى أصله.

وما يدعى من اختلاف [قول] (5)أمير المؤمنين عليه السلام دعاوي آحاد فاسدة وقد تكلّم أصحابنا عليها(6) في كتبهم.

والتمسك بوقوع البعد عن الإمام فلابد من النقل (7) وإذا اكتفى به ثُمَّ اكتفى به عن الإمام جملة فاسد، لأنه يكتفى به، لكون الإمام من ورائه وإذا عدم لم يوجد الحافظ. وتقديم عمرو بن العاص على أبي بكر وعمر(8) كان في السياسة وهو أعلم بها منهما.

القول في الاعتراض (9)على وجوب النّص ويتبعه التّسوية بين الأوصياء والأمراء والأئمة فاسد، لعدم اختصاصهم بالصفة الخفيّة، واعلم ان هذه الصفة إذا ثبت (10) لم يبق للخصوم مضطرب والكلام كله في ثبوتها وقد قرّرنا فيها ما تقرر بعون الله تعالى.

ص: 79


1- في «ب»: به وأنه.
2- في «ب»: الأطراق.
3- في «ب»: ما كانوا.
4- في «ب». بغيبة.
5- في (ب) ولم ترد هذه الكلمة في الأصل.
6- في «ب»: عليهم.
7- في «ب»: التفضل.
8- في «ب» عمرو.
9- في «ب»: الاعتراضات.
10- في «ب»: اذا لم يثبت.

القول في إثبات إمامة أمير المؤمنين عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله بغير فصل

القول في إثبات إمامة (1)أمير المؤمنين عليه السلام بعد الرسول صلى الله عليه وآله بغير فصل

الكلام على أن أبا بكر غير معصوم مع اشتراط العصمة تبطل إمامته، فتعين إمامة إمامنا. وأصحابنا على كثرتهم ينقلون أنه استخلفه بألفاظ صريحة كقوله: هذا خليفتي عليكم وإمامكم من بعدي وهم أهل تواتر وينقلون أن أسلافهم كانوا أهل تواتر، فدل على استواء الأطراف في الشروط(2) ولأنه لو حدثت(3) " هذه الدعاوى، لعلم وقت حدوثها(4)، كعلمنا (5)بالوقت الذي حدث فيه أقوال الفرق.

ونصه عليه {أفعالاً}(6) كنصه أقوالاً من إخائه له (7) وتزويجه ابنته وغير ذلك.

ولأنّ أصحابنا على كثرتهم ينقلون معجزاته عقيب ادعائه للإمامة (8)وذلك دليل

صدقه (9)

ولأن التوراة والإنجيل مصرّحان بإمامته في مواضع نقلها أصحابنا كثيرة.

ص: 80


1- في «ب»: إثبات أمير المؤمنين.
2- في «ب»: في الشرط.
3- في «ب»: لو حدث.
4- في «ب»: حدوثه.
5- في «ب»: لعلمنا.
6- زيادة في (ب) ولم ترد في الأصل.
7- قوله «له» لم يرد في «ب»
8- في «ب»: الإمامة.
9- في «ب»: صدق.

فی تتبع اعتراضاتهم

عدم علمهم بذلك لا يقدح في التواتر، لعدم مخالطتهم لنا ولدخول الشّبهة (1)والتقليد ولا يلزم مثل ذلك في {إنكار}(2) البلدان لعدم الدّاعي وبالدواعى فَارَقَ نقل

تأميره (3) وإمامَتِهِ نَقل تأمیر(4)، غَيْره وسائر الحوادث.

وتوضيحه أنّ كيفيات العبادات(5)، ممّا وقع فيها النزاع وفقد النقل القاطع، فلو كان ما ذكروه (6) دون ما ذكرناه (7) لم يقع النزاع كما لم يقع في الأصل، مع تساويهما في النص وإلا لم يصح الامتثال والاعتذار بوقوعها (8) مختلفاً يوجب نقل وقوعها(9) مختلفاً و

لأنّهم يقولون إنّ النّص وقع على الفعل وخالفناه لشبهة وهذا مما يمكن قوله لهم (10) هذا المقام ولأنَّ معجزات الرّسول عليه السَّلام قد وقعت ولم تتواتر وقد قابلهم أصحابنا في إنكار الثبوت وجودنا له ليس كتأمير(11) زيد في غزوة موتة بإنكار الانتفاء، إذ

ص: 81


1- في «ب: الشبه.
2- زيادة في «ب».
3- في «ب»: أن ينقل بامرته.
4- في «ب»: يأمره.
5- في «ب»: ولو صحت أن كتبنا من العبادات.
6- في((ب)) وفي الأصل: مما ذكروه.
7- في «ب»: ما ذكرنا.
8- في «ب»: بوقوعهما.
9- في «ب»: وقوعهما.
10- في «ب»: فواصلهم.
11- في «ب»: وجودنا له مير.

وجدناه ليس كانتفاء (1) النّصّ على أبي هريرة وكلّ جواب لهم فهو جوابنا. والالتجاء إلى سقوط تكليفهم إذا (2) لم يعلموا باطل، لأنهم قادرون على العلم بتخلية الشبهة و الاعتقادات الفاسدة، فهو كقول اليهودي(3) : إني(4) لم أعلم (5)، نبوّة محمد، فيسقط تكليفي.

والمعارضة بأبي بكر في ادّعاءِ النّصّ عليه فاسد، لأنه غير معصوم ولا أفضلهم ولا عالماً بكل الأحكام، فيستحيل النّصّ عليه ولأنّ أحداً (6) لا يدعي النّصّ عليه إلّا شذوذاً (7) انقرضوا وذهبوا وما يدعي ليس صريحاً، بل من أخفى الخفي وماظهر من حاله وحال أولياء. يمنع من وقوع النّصّ عليه وبمثل ذلك يبطل قول من عارضنا بالعباس(8). وعدم ذكر النص الجلي يوم السقيفة وموافقة بعضهم بعضاً عليه كان لدخول الشبهة. وظنّ القوم أن تقديم أبي بكر للصلاة ناسخ لما تَقَدَّم. وسكوت أمير المؤمنين عليه السّلام كان للتقيّة والخوف على النفس تارة والدين(9) أخرى وما نقل عنهم من التظلم يدل على ما ذكرناه.

واما نقل القوم لفضائله فليس موجباً ضلال أحد منهم وتفسيقه وليس كذلك نقل

ص: 82


1- في «ب»: كاكتفاء.
2- في «ب»: إذ.
3- في «ب»: اليهود.
4- في «ب»: أى.
5- في «ب» لم يعلموا.
6- في «ب»: ولا واحداً.
7- في «ب»: شذوذ.
8- في «ب»: القياس. زعمت طائفة من الراوندية أنّ الإمامة بعد النبي صلى الله عليه وآله كانت لعمه العباس واختلفوا منهم من زعم العباس استحق الإمامة بنص النبي صلى الله عليه وآله، لا بالوراثة من النبي (صلی الله عليه وآله) ومنهم من زعم انه استحقها بالوراثة من النبي (صلی الله عليه وآله)؛ انظر: أصول الدين لابن منصور، 281، 284 - 285 ؛ كشف المراد 392
9- في «ب»: للدين.

النّصّ الجليّ والنّصّ الخفي يقارب نقل الفضائل، لإمكان دخول الشبهة. القول في النّصّ الخفي مما لا شك في تواتره لاعتراف اليهوديّ (1)والنصراني به (2) فضلاً عن قول فرق المسلمين وذلك (3)قوله عليه السلام (4): (أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي) و قوله : ( مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَليَّ مَوْلاهُ) (5)، {إلى غيرهما من النصوص}(6)، ولفظة مولى صريحة في الإمامة، دليله أقوال أهل اللغة، لأنها (7) بمعنى أولى. ومنه قوله تعالى: ﴿النَّارُ هي مؤليكُمْ﴾ (8)

أي أولى بكم وإن كانت مشتركة، إلّا أنّ القرائن المنقولة في الخبر تدفع احتمال (9) غيرها وتهنية الصحابة لم تدل (10)على ذلك و إلا فأيّ معنى لتهنيته بذلك، مع أن النبي صلى الله عليه وآله (11) لم يزل يذكر فضائله وفضائل غيره ايضاً واحتجاجات أمير المؤمنين عليه السّلام في مواضع كثيرة تدلّ على ما ذكرناه ومقدّمة الخبر صريحة ايضاً وإلا لم يحسن فاء (12) التعقيب وخبر المنزلة دليل عليه (13)وإلا لم يكن للاستثناء فائدة.

ص: 83


1- في «ب»: لأنّ اليهودي.
2- في الأصل زيادة «به» وليست في «ب».
3- في «ب»: كذلك.
4- قوله عليه السلام» لم يرد في «ب».
5- هذا الحديث لم يرد في ((ب)).
6- ما بين الحاصرتين زيادة في «ب» فقط.
7- في «ب» وفي الأصل: أنّها.
8- سورة الحديد 57: الآية 16
9- في «ب»: احتمالاً.
10- في «ب». له تدلّ.
11- في «ب»: عليه السلام.
12- زيادة في الأصل فقط ولم يرد قوله «فاء» في «ب».
13- زيادة في الأصل فقط ولم يرد قوله «عليه» في «ب».

فی تتبع اعتراضاتهم

القدح بعدم الإمامة في الحال فاسد، لأنا نقول بها تارة ونحمل الكلام على الاستحقاق عاجلاً و التصرف أجلاً [ثانياً](1) أو نترك (2) الظاهر لدليل ثالثاً.

وحمله على واقعة زيد بن حارثة هذيان، لقتله في موتة والمقدّمة [تدفعه و] (3)تدفع كل احتمال ولا يصح(4)، حمله على وقت البيعة، لأنَّ النبي عليه السَّلام مولى(5) المتقدمين، ولأن أحداً لا يثبت الإمامة له(6)، إذ ذلك بالنص (7) وقد أبطل أصحابنا كل الاحتمالات و الإمامة ظاهرة وإرادة الغير تلبيس لا يجوز على الحكيم وليس هذا (8) كمتشابه القرآن اللطف في ذلك عند التأمل، دون هذا.

والقدح بموت هارون قبل موسى فاسد، لأنه مستحيل في الحيوة، ولأنه لو بقي لتصرّف، ولأنّ الاستثناء يدفَعُهُ. وحمله على خلافة المدينة فاسد، لأن غيره قد وليها، فأي فخر له في ذلك حتى يبتهج ويفتخر به والاستثناء يدفَعُهُ ايضاً.

ص: 84


1- زيادة في «ب» فقط.
2- في «ب»: ترك.
3- زيادة في «ب» فقط.
4- في «ب»: وإلا صح.
5- في «ب»: ولي
6- في «ب»: فيه الإمامة.
7- في «ب»: إلّا بالنص.
8- في «ب» وهذا

القولُ فِي أَدِلَّةٍ اُخَر عَلَى النَّصُ

القول فی أدلّة اُخَر(1) علی النَّص

وذلك قوله تعالى (2): ﴿إنما وليكم الله ورسوله﴾ (3)

ولا يجوز أن يخاطب به المؤمنين لأجل التهافت ولا خطاب الكفّار(4) للآية السابقة.

ودفع الخاتم معلوم بالإجماع ولا قدح (5)بالأفعال في الصلاة، لأنّ ذلك ليس بكثير(6) وقوله : (أنتَ وَصِيَّى) يدلُّ عليه. وولاية المدينة وترك عزله عنها يدلّ عليه.

وعزل أبي بكر عن برائة يدلّ على أنه لا يصلح للإمامة ولو لم يذكر (7)نصّاً أصلاً لصحّ مذهبنا، لأنّ العصمة المشترطة تقتضي النّص وقد اتفقنا على فقده في أبي بكر، فتعين في إمامنا.

وقدحهم بفترة الرسل ليس بشيء، لأنها ليست فترة (8)إمام والمعلوم من حال الأمم قبلنا ادعاء العصمة في أشخاص معينين.

ص: 85


1- في «ب»: أخرى.
2- زيادة «تعالى» لم ترد في ((ب)) .
3- سورة المائدة، 5: الآية 55
4- في «ب»: الكافر.
5- في «ب»: ولا القدح.
6- في «ب»: كثيراً.
7- في «ب»: ولم يذكر.
8- في الأصل: فطرة وفي «ب»: بفترة.

وقد قدح أصحابنا في الأخبار(1) بوجوه ليس هذا (2) موضع ذكرها وكذلك في أئمة الخصوم.

ص: 86


1- في «ب»: الاختيار.
2- في «ب». هنا.

القول في إمامة الأحد عشر بعده

نقل أصحابنا متواتراً (1) النَّصَّ عليهم بأسمائهم من الرّسول عليه السّلام يدل على إمامتهم وكذلك نقل النص من إمام على إمام بعده (2) وكتب الأنبياء سالفاً يدل عليهم و خصومنا في خبر مسروق معترفون بهم واشتراط العصمة يبطل غيرهم وإلا خرج الحق عن الأمة قاطبة.

ص: 87


1- في النسختين: متواتر والصحيح «متواتراً».
2- «بعده» زيادة في الأصل فقط.

ص: 88

فهرس المصادر

الف: المصادر العربية

1 . آغا بزرك الطهراني، الذريعة إلى تصانيف الشيعة، بيروت، دار الأضواء.

2. ابن أبي جمهور الإحسايي، التحفة الكلامية، مخطوط في جامعة طهران.

3. ابن الأثير الجزري، اللباب في تهذيب الأنساب، بيروت، دار صادر. 4

4 . ابن حزم الظاهري، علي بن أحمد، الفصل في الملل والأهواء والنحل، بيروت دار المعرفة 1406ه- . ق / 1986م.

5 . ابن خلكان أحمد بن محمد وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان، تحقيق إحسان عباس ، بیروت، دار صادر

6 . ابن سينا، أبو علي الحسين بن عبد الله، الإشارات والتنبيهات، طهران، دفتر نشر كتاب، 1404 ه.ق.

7. ابن سينا، أبو علي الحسين بن عبد الله رسالة أضحوية، تحقيق سليمان دنيا، القاهرة، دار الفكر العربي، 1368 ه.ق.

8. ابن طاووس، فرج المهموم في تاريخ علماء النجوم النجف الأشرف، 1368 ه. ق.

9. ابن ميثم البحراني ميثم بن علي، قواعد المرام في علم الكلام، تحقيق السيد أحمد الحسيني، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، 1406 ه.ق. 10

10. أبو الحسن الأشعري، علي بن إسماعيل، الإبانة عن أصول الديانة المدينة المنورة، الجامعة الإسلامية، 1975م.

ص: 89

11. أبو الحسن الأشعري، علي بن إسماعيل، مقالات الإسلاميين، قيسبادن، دار النشر فرانز ،شتاینر، 1980م.

12 . أبو ريحان البيروني، الآثار الباقية، تحقيق إدوارد زاخائو، 1923م. 13

13 . أبو الصلاح الحلبي، تقي الدين، تقريب المعارف في الكلام، تحقيق رضا الأستادي، قم، 1404 ه.ق.

14 . أبو منصور البغدادي عبد القاهر أصول الدين، استانبول، مطبعة الدولة، 1346ه- . ق / 1928م.

15 . أبو منصور البغدادي، عبد القاهر الفرق بن الفرق، تحقيق محمد محيي الدین عبد الحميد، بیروت، دار المعرفة.

16 . الأعرجي الحلّي، السيد عميد الدين إشراق اللاهوت في نقد شرح الياقوت، مخطوط في مكتبة الإمام الرضا عليه السلام، الرقم 7717

17. أفندي، الميرزا عبد الله رياض العلماء وحياض الفضلاء، تحقيق السيد أحمد الحسيني، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، 1401 ه.ق. 18

18 . الأمين، محسن، أعيان الشيعة تحقيق حسن الأمين، بيروت، دار التعارف للمطبوعات، 1983م.

19 . الإيجى، عضد الدين عبد الرحمن المواقف في علم الكلام، بيروت، عالم الكتب. 20

20 . الباقلاني، أبو بكر محمد بن الطيب التمهيد في الرد...، تحقيق محمود محمد الخضيري ومحمد عبد الهادي أبو ريدة، القاهرة، دار الفكر العربي، 1366 ه- . ق / 1947م.

21 . بدوي، عبد الرحمن، مذاهب الإسلاميين، بيروت، دار العلم للملايين، 1973م. 22

22 . التفتازاني سعد الدين، شرح المقاصد في الكلام، استانبول، 1305 ه.ق. 23

23 . الجاحظ البصري، أبو عثمان عمرو بن بحر، البخلاء، بیروت، دار صادر.

ص: 90

24 . الجرجاني، علي بن محمد، شرح المواقف في الكلام، مع تحشية حسن جلبي، مصر، 1325 ه.ق .

25 . الجويني، إمام الحرمين الشامل في أصول الدين تحقيق ر.م. فرانك، طهران، 25 مؤسسة المطالعات الإسلامية، 1360 ه- . ش /1981م.

26 . الجويني، إمام الحرمين، لمع الأدلة في قواعد عقائد أهل السنة والجماعة، تحقيق فوقیه حسین محمود الدار المصرية، ط 1. ، 1385 ه- . ق / 1965م.

27 . الحسني، السيد هاشم معروف الشيعة بين الأشاعرة والمعتزلة، بيروت، دار النشر للجامعيين.

28 . الحلي، الحسن بن يوسف، أنوار الملكوت في شرح الياقوت، تحقيق محمد نجمي الزنجاني، قم، مطبعة الرضي، 1363 ه- . ش / 1984م. 29 . 29. الحلّي، الحسن بن يوسف، إيضاح المقاصد من حكمة عين القواعد، تحقيق سيد . محمد مشكوة وعلينقي منزوي جامعة طهران، 1378 ه- . ق / 1959م.

30. الحلّي، الحسن بن يوسف، كشف المراد في شرح تجريد الإعتقاد، مع حواشي و تعليقات السيد إبراهيم الموسوي الزنجاني، بيروت، مؤسسة الأعلمي

للمطبوعات، 1399 ه.ق / 1979 م.

31 . الحلّي، الحسن بن يوسف، نهج الحق وكشف الصدق، تحقيق فرج الله الحسني، بیروت، دار الكتاب اللبناني، 1982م.

32. الخاقاني، علي رجال الخاقاني، تحقيق محمد صادق بحر العلوم، قم، مكتب الإعلام الإسلامي، 1404 ه-. ق.

33 . الخطيب البغدادي، أحمد بن علي، تاريخ بغداد أو مدينة السلام، بيروت، دار الكتاب العربي.

34. الخوانساري، محمد باقر روضات الجنات بيروت، دار الكتب العربية، 1390 ه.ق.

ص: 91

35 . الرازي، فخر الدين معالم أصول الدين تحقيق طه عبد الرؤوف سعد، بيروت، دار الكتاب العربي، 1404 ه- . ق / 1984م.

36 . الرازي، فخر الدين، محصل أفكار المتقدمين والمتأخرين، بيروت، 1984 م.

37 . الرازي، محمد بن زكريا السيرة الفلسفية، تحقيق بول كراوز وترجمة عباس إقبال طهران يونسكو، 1343 ه- . ش / 1964

38 السبزواري، ملاً ،هادي، غرر الفرائد في فنّ الحكمة، مع حواش من الشيخ محمد تقي الآملي، وتحقيق فاضل الحسيني الميلاني، مشهد، دار المرتضى. 39 . السبزواري ملا هادي أسرار الحكم، تحقيق فرزاد وتقديم توشیهیکو ایزوتسو، طهران، مطبعة مولى.

40 . السمعاني، عبدالكريم بن محمد الأنساب، حيدرآباد الدكن، 1383 ه- . ق / 1963م. 41

41 . السيوري الحلّي، الفاضل مقداد بن عبد الله، إرشاد الطالبين إلى نهج المسترشدين، تحقيق سيد مهدي الرجائي، قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي ط 1، 1405 ه- . ق .

42 . السيوري الحلّي، الفاضل مقداد بن عبد الله، النافع يوم الحشر، طهران، 1370 ه-. ق. 43

43 . الشهرستاني، محمد علي بن محمد حسین جامع در ترجمه نافع [د.م : د.ت.] 44

44 . الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، الملل والنحل، بيروت، دار المعرفة، 1406 ه- . ق / 1986م.

45 . الشهرستاني، محمد بن عبد الكريم، نهاية الأقدام في علم الكلام، تحقيق الفرد جيوم، لندن، مطبعة أكسفورد، 1934م.

46 . الصدر، السيد حسن الشيعة وفنون الإسلام، العراق، شركة النشر والطباعة العراقية.

47 . الصدر ، السيد حسن تأسيس الشيعة، تقديم سليمان ،دنيا، القاهرة، مطبعة النجاح، 1976 م.

ص: 92

48. صدرالدين الشيرازي، محمد بن إبراهيم المبدأ والمعاد، تحقيق جلال الدين آشتياني، طهران انجمن فلسفۀ ایران 1354 ه- ش / 1975م.

49 . صليبا، جميل ، المعجم الفلسفي، بيروت، دار الكتاب اللبناني، 1982م. 50

50 . الطوسي، محمد بن الحسن، تمهيد الأصول في علم الكلام، تحقيق عبد المحسن مشكوة الديني، جامعة طهران، 1362 ه- . ش / 1983م.

51 . الطوسي، محمد بن الحسن الغيبة النجف، مطبعة النعمان، 1385ه-. ق. 52

52 . الطوسي، خواجه نصير الدين، تلخيص المحصل، تحقيق عبد الله نوراني طهران مؤسسه مطالعات اسلامی 1359 ه-. ش. 1359

53 . الغزالي، أبو حامد محمد، الاقتصاد في الاعتقاد، بيروت، دار الكتب العلمية، 1983م. 54

54 . القاضي عبد الجبار المعتزلي، شرح الأصول الخمسة، تعليق أحمد بن الحسين بن أبي هاشم؛ تحقيق عبد الكريم عثمان ، القاهرة، مكتبة ،وهبة ط 1، 1965 م.

55 . القزويني الرازي عبد الجليل، النقض، تحقيق جلال الدين المحدث الارموي، طهران، 1371ه- . ق.

56 . القمي، عباس الكنى والألقاب، طهران، مكتبة الصدر، 1397ه- .ق.

57 . الكنتوري، إعجاز حسين النيسابوري، كشف الحجب والأستار عن أسماء الكتب والأسفار ،قم، مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي.

58 . اللاهيجي، عبد الرزاق، شوارق الإلهام في شرح تجريد الكلام، إصفهان، مكتبة المهدوي

59 . المرتضى، الشريف، الذخيرة، تحقيق السيد أحمد الحسيني، قم، جماعة المدرسين.

60. المرتضى، الشريف، رسالة الحكايات المطبوعة في مجلة تراثنا: 118/16.

61 . المسعودي، علي بن الحسين، مروج الذهب، باريس، 1874 م.

ص: 93

62 . المفيد، محمد بن محمد، أوائل المقالات في المذاهب والمختارات، تحقيق فضل

الله الزنجاني تبريز مكتبة سروش، 1359ه- . ش / 1980م.

ب: المصادر الفارسية

ب: المصادر الفارسیة

1 . اقبال ،آشتياني، محمد، خاندان نوبختي، طهران، مكتبة طهوري .

1345 ه- ش / 1966م.

2 - حلبي، على أصغر، تاریخ فلاسفه ایرانی طهران، زوّار، 1351ه-. ق.

ص: 94

ج: المصادر الاوروبية

1 - Brockelmann, Carl, Geschichte der Arabischen Litteratur, Leiden reprint, 1942.

2 - Corbin, Henry, Imamologia Et Philosophie', Le Shiisme Imamite, Paris, 1970.

3 - Kraus, Paul, Raziana I ', Orientalia, IV [1935).

4 - Madelung, Wilfred, Imamism And Mutazilite Theology", La Shlisme Imamite, Paris, 1970.

5 - Mcdermott, M., J., The Theology of AL- Shalk) AL- Mufid, Beyrouth, 1978.

6 - Sezgin, Fuat, Geschichte der Arabischen Schrifftums, Leiden, 1967.

ص: 95

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.