مسند الإمام الرضا أبي الحسن علي إبن موسی علیهما السلام المجلد 2

هویة الکتاب

مسند الإمام الرضا أبي الحسن علي إبن موسی علیهما السلام

جامع:عطاردی قوچانی، عزیز الله

تعداد جلد: 2

لسان:العربية

الناشر: دار الصفوة - بیروت لبنان

سنة النشر: 1413 هجری قمری|1993 میلادی

محرر الرقمي: میثم الحیدري

ص: 1

اشارة

حتى أتاك اليقين، فجزاك اللّه يا رسول اللّه أفضل ما جزى نبيّا عن أمّته، اللّهم فصلّ على محمّد و آله أفضل ما صلّيت على إبراهيم إنك حميد مجيد(1).

3 - الصدوق بإسناده عن ابن فضال قال: قال الرّضا عليه السّلام: من لم يقدر على ما يكفر به ذنوبه، فليكثر من الصّلاة على محمّد و آله، فإنّها تهدم الذّنوب هدما، قال:

و قال: الصّلاة على محمّد و آله تعدل عند اللّه عزّ و جلّ التسبيح و التهليل و التكبير(2).

4 - الصدوق قال: أبي رحمه اللّه قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد قال: حدّثنا أبي، عن ابن المغيرة قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: من قال في دبر صلاة الصّبح و صلاة المغرب قبل أن يثني رجليه أو يكلّم أحدا: «إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً اللّهم صلّ على محمّد النبيّ و ذريّته» قضى اللّه له مائة حاجة، سبعون في الدّنيا و ثلاثون في الآخرة، قال: صلاة اللّه رحمة اللّه من اللّه و صلاة ملائكته تزكية منهم له و صلاة المؤمنين دعاء منهم له، و من سر آل محمّد في الصّلاة على النّبي و آله «اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد في الأوّلين، و صلّ على محمّد و آل محمّد في الآخرين، و صلّ على محمّد و آل محمّد في الملاء الأعلى، و صلّ على محمّد و آل محمّد في المرسلين.

اللّهم أعط محمّدا و آل محمّد الوسيلة، و الشرف و الفضيلة، و الدّرجة الكبيرة، اللّهم إنّي آمنت بمحمّد صلى اللّه عليه و آله و لم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته و ارزقني صحبته، و توفّني على ملّته، و اسقني عن حوضه مشربا رويّا سائغا هنيئا لا أظماء بعده أبدا إنّك على كلّ شيء قدير.

اللّهم كما آمنت بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لم اره فعرفني في الجنان وجهه، اللّهم بلّغ روح محمّد عنّي تحيّة كثيرة و سلاما» فإنّ من صلّى على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بهذه الصلوات

ص: 2


1- قرب الاسناد: 225
2- عيون الاخبار: 1-294

هدمت ذنوبه، و محيت خطاياه، و دام سروره، و استجيب دعاؤه، و أعطي أمله و بسط له في رزقه، و أعين على عدوّه، و هيّئ له سبب أنواع الخير، و يجعل من رفقاء نبيّه في الجنان الأعلى، يقولهنّ ثلاث مرّات غدوة و ثلاث مرّات عشيّة(1).

5 - أبو جعفر الطوسى قال: علي بن حاتم، عن عليّ بن الحسين، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه عن ابن المغيرة عن الرّضا عليه السّلام: «اللّهم صلّ على محمّد و آله في الأوّلين.

و صلّ على محمّد و آله في الآخرين، و صلّ على محمّد و آله في الملأ الأعلى، و صلّ على محمّد و آله في النبيّين و المرسلين، اللّهمّ أعط محمّدا صلى اللّه عليه و آله الوسيلة و الشرف و الفضيلة و الدرجة الكبيرة.

اللّهمّ إني آمنت بمحمّد عليه و آله السّلام و لم أره، فلا تحرمني يوم القيامة رؤيته و ارزقني صحبته، و توفّني على ملّته، و اسقني من حوضه مشربا رويّا لا أظماء بعده أبدا إنك على كلّ شيء قدير، اللّهمّ كما آمنت بمحمّد صلى اللّه عليه و آله و لم أره فعرّفني في الجنان وجهه، اللّهم أبلغ روح محمّد عنّي تحية كثيرة و سلاما.

ثم ادع بما بدا لك ثمّ اسجد و قل في سجودك: «اللّهم إني أسألك يا سامع كلّ صوت و يا بارئ النفوس بعد الموت، و يا من لا تغشاه الظلمات، و لا تتشابه عليه الأصوات، و لا تغلّطه الحاجات، يا من لا ينسي شيئا لشيء، و لا يشغله شيء عن شيء، أعط محمّدا و آل محمّد صلواتك عليه و عليهم أفضل ما سألوا و خير ما سألوك و خير ما سئلت لهم و خير ما سألتك لهم و خير ما أنت مسئول لهم إلى يوم القيامة(2).

6 - ورّام بن أبي فراس - رحمه اللّه - مرسلا عن الرضا عليه السّلام أنه قال: من لم يقدر على ما يكفّر به ذنوبه، فليكثر من الصلاة على محمّد و آله، فإنها تهدم الذّنوب هدما(3).

ص: 3


1- ثواب الاعمال: 187
2- التهذيب: 3-86
3- تنبيه الخواطر: 2-156

ص: 4

3- باب فضل الجمعة

7 - الكليني قال: عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: إنّ يوم الجمعة سيّد الأيّام يضاعف اللّه فيه الحسنات و يمحو فيه السيئات و يرفع فيه الدّرجات، و يستجيب فيه الدّعوات و يكشف فيه الكربات و يقضي فيه الحوائج العظام، و هو يوم المزيد للّه عتقاء و طلقاء من النار، ما دعا به أحد من الناس و قد عرف حقّه و حرمته إلاّ كان حقا على اللّه عزّ و جلّ أن يجعله من عتقائه و طلقائه من النار، فان مات في يومه و ليلته مات شهيدا و بعث آمنا و ما استخفّ أحد بحرمته و ضيّع حقّه إلاّ كان حقّا على اللّه عزّ و جل أن يصليه نار جهنّم إلاّ أن يتوب(1).

8 - عنه - رحمه اللّه - عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه عن إسحاق بن إبراهيم، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرّضا عليه السّلام قال: قلت له: بلغني أنّ يوم الجمعة أقصر الأيّام ؟ قال: كذلك هو، قلت: جعلت فداك كيف ذاك ؟ قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى يجمع أرواح المشركين تحت عين الشّمس، فإذا ركدت الشمس عذّب اللّه أرواح المشركين بركود الشمس ساعة، فإذا كان يوم الجمعة لا يكون للشمس ركود، رفع اللّه عنهم العذاب لفضل يوم الجمعة، فلا يكون للشمس ركود(2).

9 - الحميري بإسناده عن الرّضا عليه السّلام قال: تقرأ في ليلة الجمعة الجمعة و سبّح اسم ربك الأعلى، و في الغداة الجمعة و قل هو اللّه أحد، و في الجمعة الجمعة و المنافقين، و القنوت في الركعة الاولى قبل الرّكوع(3).

10 - الصدوق قال: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقاق رضي اللّه عنه،

ص: 5


1- الكافى: 3-414
2- الكافى: 3-416 و مصباح المتهجد: 196
3- قرب الاسناد: 211

قال: حدّثنا محمّد بن هارون الصّوفي، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن موسى بن أيوب الرّويانى عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني رضي اللّه عنه عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرّضا عليه السّلام: يا ابن رسول اللّه ما تقول في الحديث الذي يرويه الناس عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل كلّ ليلة جمعة إلى السّماء الدنيا.

فقال: لعن اللّه المحرّفين الكلم عن مواضعه، و اللّه ما قال رسول اللّه كذلك، إنّما قال:

إنّ اللّه تبارك و تعالى ينزل ملكا إلى السّماء الدنيا كلّ ليلة في الثلث الآخر و ليلة الجمعة في أوّل اللّيل فيأمره فينادي هل من سائل فاعطيه، هل من تائب فأتوب عليه هل من مستغفر فأغفر له، يا طالب الخير أقبل و يا طالب الشرّ أقصر، فلا يزال ينادي بهذا حتّى يطلع الفجر، فإذا طلع الفجر عاد إلى محلّه من ملكوت السماء، حدثنى بذلك أبي عن جدّي، عن آبائه، عن رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله(1)

4- باب فضل لا إله الا اللّه

11 - الصدوق - رحمه اللّه - قال: حدثنا أبو منصور أحمد بن إبراهيم بن بكر الخوري بنيسابور، قال: حدّثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن هارون الخوري، قال: حدّثنا جعفر بن محمد بن زياد الفقيه الخوري، قال: حدّثنا أحمد بن عبد اللّه الجويباري، و يقال له: الهروي و النهرواني و الشيباني عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السّلام.

قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ لا إله الاّ اللّه كلمة عظيمة كريمة على اللّه عزّ و جلّ ، من قالها مخلصا استوجب الجنّة، و من قالها كاذبا عصمت ماله و دمه و كان مصيره الى النّار(2).

ص: 6


1- الفقيه: 1-271 و العيون 1-126
2- التوحيد: 23.

12 - و بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قال: لا إله الاّ اللّه في ساعة من ليل أو نهار طلست ما في صحيفته من السيّئات(1).

13 - و بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ للّه عزّ و جلّ عمودا من ياقوتة حمراء، رأسه تحت العرش، و أسفله على ظهر الحوت في الأرض السابعة السفلى فاذا قال العبد: لا إله الا اللّه اهتزّ العرش و تحرّك العمود، و تحرّك الحوت، فيقول اللّه تبارك و تعالى: اسكن يا عرشي فيقول: كيف أسكن و أنت لم تغفر لقائلها، فيقول اللّه تبارك و تعالى: اشهد و اسكان سماواتى أني قد غفرت لقائلها(2).

14 - و بهذا الإسناد، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قال حين يدخل السوق:

«سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله الا اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت، بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير» أعطي من الأجر عدد ما خلق اللّه إلى يوم القيامة(3).

15 - الطوسي بإسناده عن أبي محمد الفحّام قال: حدّثني عمّي عمر بن يحيى الفحّام قال: حدّثني عبد اللّه بن أحمد بن عامر قال: حدّثني أبي أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثني علي بن موسى الرضا عليه السّلام قال: حدّثني أبي موسى بن جعفر قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي محمّد بن علي قال: حدّثني أبي علي ابن الحسين قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ قال: حدّثني أبي أمير المؤمنين عليه و عليهم السلام قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قال في كلّ يوم مائة مرّة: «لا إله إلا اللّه الملك الحقّ المبين» استجلب به الغنى و استدفع به الفقر و سدّ عنه باب النار و استفتح به باب الجنة(4).

ص: 7


1- التوحيد: 23.
2- التوحيد: 23 و العيون: 2-31.
3- عيون الاخبار: 2-31.
4- أمالى الطوسى: 1-285.

5- باب فضل لا حول و لا قوة الا باللّه

16 - الصدوق بإسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه، عن عليّ بن الحسين عن أبيه، عن علي بن أبي طالب عليهم السّلام أنه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أنعم اللّه تعالى عليه نعمة، فليحمد اللّه تعالى، و من استبطأ [عليه] الرّزق فليستغفر اللّه، و من حزنه أمر فليقل: لا حول و لا قوة الا باللّه(1).

17 - الطبرسي مرسلا قال الرضا عليه السّلام: كان أبي يقول: من قال: «لا حول و لا قوة إلا باللّه» صرف اللّه عنه تسعة و تسعين نوعا من بلاء الدنيا أيسرها الخنق(2).

18 - المحدث النوري - رحمه اللّه - عن علي بن طاوس في كتاب فلاح السائل بإسناده عن أبي محمّد هارون بن موسى، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن الحسين بن حسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام عن أبي الحسن - يعني الرضا - عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام من قال: «بسم اللّه الرحمن الرحيم و لا حول و لا قوة إلا باللّه العلي العظيم» سبع مرات و هو ثان رجله بعد المغرب قبل أن يتكلّم و بعد الصبح قبل أن يتكلّم صرف اللّه تعالى عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أدناها الجذام و البرص و السلطان و الشيطان(3)

ص: 8


1- عيون الاخبار: 2-46.
2- مكارم الاخلاق: 360.
3- مستدرك الوسائل: 1-349.

6- باب فضل رجب

19 - الصدوق بإسناده قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: رجب شهر اللّه الأصمّ يصبّ اللّه فيه الرحمة على عباده، و شهر شعبان تنشعب فيه الخيرات، و في أوّل ليلة من شهر رمضان تغلّ المردة من الشياطين و يغفر في كلّ ليلة سبعين ألفا فإذا كان في ليلة القدر غفر اللّه بمثل ما غفر في رجب و شعبان و رمضان إلى ذلك اليوم إلا رجل بينه و بين أخيه شحناء، فيقول اللّه عزّ و جل: انظروا هؤلاء حتى يصطلحوا(1).

20 - الطوسي قال: أخبرني جماعة عن ابن قولويه عن ابن همّام، عن جعفر ابن محمّد بن مالك، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام في أيّ شهر نزور الحسين عليه السّلام فقال: في النصف من رجب و النصف من شعبان، و يستحبّ الغسل فيه أيضا، و يستحبّ أن يدعو بدعاء أمّ داود فاذا أراد ذلك، فليصم اليوم الثالث عشر و الرابع عشر و الخامس عشر، فاذا كان عند الزوال اغتسل، فإذا زالت الشمس صلّى الظهر و العصر، يحسن ركوعهنّ و سجودهنّ و يكون في موضع خال لا يشغله شاغل و لا يكلّمه إنسان.

فإذا فرغ من الصلاة استقبل القبلة و قرء الحمد مائة مرّة و سورة الإخلاص مائة مرّة، و آية الكرسي عشر مرّات ثمّ يقرأ بعد ذلك سورة الأنعام و بني إسرائيل و الكهف و لقمان و يس و الصّافات و حم السّجدة و حم عسق و حم الدّخان و الفتح و الواقعة و الملك و ن و إذا السّماء انشقّت و ما بعدها إلى آخر القرآن.

فإذا فرغ من ذلك قال و هو مستقبل القبلة: صدق اللّه العظيم الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم ذو الجلال و الإكرام، الرّحمن الرحيم الحليم الكريم، الّذي ليس

ص: 9


1- عيون الاخبار: 2-71.

كمثله شيء و هو السميع البصير و الخبير، شهد اللّه أنّه لا إله إلاّ هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم، و بلّغت رسله الكرام و أنا على ذلك من الشاهدين.

اللهمّ لك الحمد و لك المجد، و لك العزّ و لك الفخر و لك القهر و لك النّعمة و لك العظمة، و لك الرحمة، و لك المهابة، و لك السلطان، و لك البهاء، و لك الامتنان و لك التسبيح، و لك التقديس، و لك التهليل، و لك التكبير، و لك ما يرى، و لك ما لا يرى، و لك ما فوق السّماوات العلى، و لك ما تحت الثرى و لك الأرضون السفلى و لك الآخرة و الاولى، و لك ما ترضى به من الثناء و الحمد، و الشكر و النعماء.

اللهمّ صلّ على جبرئيل أمينك على وحيك، و القويّ على أمرك، و المطاع في سماواتك، و محالّ كراماتك المتحمّل لكلماتك، الناصر لأنبيائك، المدمّر لأعدائك اللهمّ صلى على ميكائيل، ملك رحمتك و المخلوق لرأفتك و المستغفر المعين لأهل طاعتك. اللهمّ صلّ على إسرافيل حامل عرشك. و صاحب الصور المنتظر لأمرك، و الوجل المشفق من خيفتك، اللهمّ صلّ على حملة العرش الطّاهرين، و على السفرة الكرام البررة الطيّبين، و على ملائكتك الكرام الكاتبين، و على ملائكة الجنان و خزنة النيران، و ملك الموت و الأعوان يا ذا الجلال و الاكرام.

اللهمّ صلّ على أبينا آدم، بديع فطرتك الّذي أكرمته بسجود ملائكتك و أبحته جنّتك، اللهمّ صلّ على أمّنا حوّاء المطهرة من الرّجس المصفّاة من اللّبس المفضلة من الإنس، المتردّدة بين محالّ القدس.

اللهم صلّ على هابيل و شيث و إدريس، و نوح، و هود، و صالح، و إبراهيم و إسحاق، و يعقوب، و يوسف، و الأسباط، و لوط، و شعيب، و أيّوب، و موسى، و هارون، و يوشع، و ميشا، و الخضر، و ذي القرنين، و يونس، و إلياس، و اليسع، و ذي الكفل، و طالوت، و داود، و سليمان، و زكريّا، و شعيا، و يحيى، و تؤرخ، و متّى، و إرميا، و حيقوق و دانيال و عزير، و عيسى، و شمعون، و جرجيس، و الحواريّين و الأتباع و خالد و حنظلة.

ص: 10

اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحم محمدا و آل محمّد، و بارك على محمّد و آل محمّد كما صلّيت و رحمت، و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، اللّهم صل على الأوصياء و السّعداء و الشهداء، و أئمة الهدى، اللّهم صلّ على الأبدال و الأوتاد و السيّاح و العبّاد و المخلصين و الزّهاد و أهل الجدّ و الاجتهاد و اخصص محمّدا و أهل بيته بأفضل صلواتك و أجزل كراماتك، و بلغ روحه و جسده. مني تحية و سلاما، و زده فضلا و شرفا و كرما، حتّى تبلغه أعلى درجات الشّرف من النبيّين و المرسلين و الأفاضل المقرّبين اللّهم و صلّ على من سمّيت و من لم اسمّ من ملائكتك و أنبيائك و رسلك و أهل طاعتك و أوصل صلواتي إليهم و إلى أرواحهم و اجعلهم إخوانى فيك و أعوانى على دعائك، اللّهم إنّى أستشفع بك إليك و بكرمك إلى كرمك، و بجودك إلى جودك، و برحمتك إلى رحمتك، و بأهل طاعتك إليك و أسألك اللّهم بكلّ ما سألك به أحد منهم من مسئلة شريفة غير مردودة بما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيّبة.

يا اللّه يا رحمن، يا رحيم، يا حليم، يا كريم، يا عظيم، يا جليل يا منيل، يا جميل، يا كفيل، يا وكيل، يا مقيل، يا مجير، يا خبير، يا منير، يا مبير يا منيع يا مديل يا محيل، يا كبير يا قدير، يا بصير، يا شكور يا برّ، يا طاهر، يا قاهر، يا ظاهر يا باطن يا ساتر يا محيط، يا مقتدر، يا حفيظ، يا متجبر يا قريب، يا ودود يا حميد يا مجيد، يا مبدئ يا معيد، يا شهيد يا محسن، يا مجمل يا منعم، يا مفضل، يا قابض يا باسط يا هادى يا مرسل، يا مرشد، يا مسدّد يا معطى، يا مانع، يا دافع، يا رافع يا باقي يا واقي يا خلاّق، يا وهّاب يا نوّاب.

يا فتّاح يا نفّاح يا مرتاح، يا من بيده كلّ مفتاح يا نفّاع يا رؤف، يا عطوف يا كافي، يا شافي، يا معافي، يا وفيّ ، يا مهيمن، يا عزيز، يا جبّار يا متكبّر، يا سلام، يا مؤمن، يا أحد، يا صمد يا نور، يا مدبّر يا فرد، يا وتر، يا قدّوس، يا ناصر، يا مونس يا باعث يا وارث يا عالم، يا حاكم، يا بادى يا متعالي يا مصوّر يا مسلّم يا مستجيب

ص: 11

يا قائم، يا دائم، يا عليم يا حكيم، يا جواد، يا بارئ، يا بارّ يا سارّ، يا عدل يا فاضل، يا ديّان يا حنّان يا منّان، يا سميع يا بديع يا حفيظ، يا معين، يا ناشر يا غافر يا مسهل يا ميسّر يا مميت يا محيي يا نافع يا رازق يا مقدّر يا مسبّب يا مغيث، يا مغني يا مقنى، يا خالق، يا راصد يا واحد، يا حاضر يا جابر، يا حافظ يا شديد، يا غياث يا عابد، يا قابض يا من على فاستعلى، فكان بالمنظر الأعلى، يا من قرب فدنى، و بعد فنأى، و علم السرّ فأخفى، يا من إليه التدبير و له المقادير و يا من العسير عليه سهل يسير، يا من هو على ما يشاء قدير.

يا مرسل الرّياح، يا فالق الاصباح، يا باعث الأرواح، يا ذا الجود و السّماح، يا رادّ ما قد فات يا ناشر الأموات، يا جامع الشتات، يا رازق من يشاء بغير حساب، يا فاعل ما يشاء كيف يشاء، يا ذا الجلال و الاكرام يا حيّ يا قيّوم، يا حيّ حين لا حيّ ، يا حىّ يا محيى الموتى، يا حيّ لا إله إلاّ أنت، يا بديع السّماوات و الأرض.

يا إلهي و سيّدي صلّ على محمّد و آل محمّد، و بارك على محمّد و آل محمّد، كما صلّيت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم، إنّك حميد مجيد، و أرحم ذلّي و فاقتي و فقري و انفرادي و وحدتي و خضوعي بين يديك و اعتمادي عليك، و تضرّعي إليك، أدعوك دعا الخاضع الذّليل، الخاشع الخائف المشفق، البائس المهين الحقير الجائع الفقير العائذ المستجير، المقرّ بذنبه، المستغفر منه، المستكين لربّه، دعاء من أسلمته ثقته و رفضته أحبّته و عظمت فجيعته، دعاء حرق حزين ضعيف مهين بائس مسكين بك مستجير.

اللّهم و أسألك بأنّك مليك و أنّك ما تشاء من أمر يكون و أنك على ما تشاء قدير، و أسألك بحرمة هذا الشّهر الحرام، و البيت الحرام، و البلد الحرام، و الركن و المقام، و المشعر الحرام و بحقّ نبيك محمّد عليه و آله السلام، يا من وهب لآدم شيثا و لإبراهيم إسماعيل و إسحاق، و يا من ردّ يوسف على يعقوب، و يا من كشف بعد البلاء ضرّ أيّوب يا رادّ موسى على أمّه و يا زائد الخضر في علمه، و يا من وهب لداود سليمان

ص: 12

و لزكريّا يحيى و لمريم عيسى.

يا حافظ بنت شعيب، و يا كافل ولد أمّ موسى، أسألك أن تصلّى على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لي ذنوبي كلّها و تجيرنى من عذابك و توجب لي رضوانك و أمانك و إحسانك و غفرانك و جنانك، و أسألك أن تفكّ عنّي كلّ حلفة بينى و بين من يؤذيني و تفتح لي كلّ باب و تليّن لي كلّ صعب و تسهّل لي كلّ عسير و تخرص عنّي كلّ ناطق بشرّ و تكفّ عنّي كلّ باغ و تكبت كلّ عدّو لي و حاسد.

و تمنع منّي كلّ ظالم و تكفيني كلّ عائق بحول بيني و بين ولدي و يحاول أن يفرق بينى و بين طاعتك و يثبّطني عن عبادتك يا من ألجم الجن المتمرّدين و قهر عتاة الشياطين و أذلّ رقاب المتجبرين، و ردّ كيدا المتسلّطين عن المستضعفين، أسألك بقدرتك على ما تشاء و تسهيلك لما تشاء كيف تشاء أن تجعل قضاء حاجتي في ما تشاء».

ثمّ اسجد على الأرض و عفر خديك و قل: «اللّهم لك سجدت و بك آمنت فارحم ذلّي و فاقتي و اجتهادى و تضرّعى و مسكنتي و فقري إليك يا ربّ » و اجتهد أن تسحّ عيناك و لو بقدر رأس الذّبابة دموعا فإنّ ذلك علامة الاجابة(1)

7- باب فضل شعبان

21 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رضي اللّه عنه، قال حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ ، قال: أخبرنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه، قال سمعت على بن موسى الرّضا عليه السّلام يقول: من استغفر اللّه تبارك و تعالى في شعبان سبعين مرّة غفر اللّه له ذنوبه و لو كانت مثل عدد النّجوم.(2)

22 - عنه - رحمه اللّه قال: حدثنا محمّد بن بكران النقّاش؛ و محمّد بن إبراهيم بن

ص: 13


1- مصباح المتهجد: 561.
2- عيون الاخبار: 1-291 و الامالى: 11.

إسحاق المؤدّب رضي اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمداني، عن على بن الحسن بن على بن فضّال، عن أبيه قال: سألت علي بن موسى الرّضا عليهما السلام عن ليلة النصف من شعبان، قال: هي ليلة يعتق اللّه فيها الرّقاب من النّار، و يغفر فيها الذنوب الكبار.

قلت: فهل فيها صلاة زيادة على صلاة سائر اللّيالي فقال: ليس فيها شيء موظّف و لكن إن أحببت أن تتطوّع فيها بشيء فعليك بصلاة جعفر بن أبي طالب عليه السّلام، و أكثر فيها من ذكر اللّه عزّ و جل و من الاستغفار و الدعاء، فإنّ أبي عليه السّلام، كان يقول: الدعاء فيها مستجاب قلت له: إنّ الناس يقولون؛ إنها ليلة الصكاك فقال: تلك ليلة القدر في شهر رمضان.(1)

23 - الطوسيّ بإسناده قال: و روى سعد بن سعد عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السلام لا ينام ثلث ليال، ليلة ثلث و عشرين من رمضان و ليلة الفطر و النصف من شعبان و فيها تقسيم الأرزاق و الآجال و ما يكون في السنّة.(2)

24 - ابن طاوس بإسناده، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ قال: دخلت على أبى الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام في آخر جمعة من شهر شعبان، فقال لي يا أبا صلت إنّ شعبان قد مضى أكثره، و هذا آخر جمعة فيه، فتدارك فيما بقي تقصيرك فيما مضى منه، و عليك بالإقبال على ما يعنيك و أكثر من الدّعاء و الاستغفار و تلاوة القرآن، و تب إلى اللّه من ذنوبك ليقبل شهر رمضان، إليك و أنت مخلص للّه عزّ و جلّ .

و لا تدعنّ أمانة في عنقك إلاّ أدّيتها و في قلبك حقدا على مؤمن إلاّ نزعته، و لا ذنبا أنت مرتكبه إلاّ أقلعت عنه، و اتّق اللّه و توكل عليه في سرّ أمرك، و علانيتك، و من يتوكل على اللّه فهو حسبه إن اللّه بالغ أمره قد جعل اللّه لكل شيء قدرا و أكثر من أن تقول في

ص: 14


1- عيون الاخبار: 1-292.
2- مصباح المتهجد: 594.

ما بقي من هذا الشّهر: «اللّهمّ إن لم تكن غفرت لنا فيما مضى من شعبان فاغفر لنا فيما بقي منه» فانّ اللّه تبارك و تعالى يعتق في هذا الشّهر رقابا من النّار لحرمة هذا الشهر.(1)

8- باب فضل رمضان و ادعيته

25 - ابن طاوس قال: روّيناه بإسنادنا إلى جديّ أبي جعفر الطوسيّ ، باسناده إلى علي بن الحسن بن فضّال، من كتاب الصّيام، و رواه أيضا ابن أبي قرّة في كتابه و اللفظ واحد فقالا معا عن أيوب بن يقطين أنه كتب إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام يسأله أن يصحّح له هذا الدعاء فكتب إليه: نعم و هو دعاء أبي جعفر عليه السّلام بالأسحار في شهر رمضان.

قال ابي: قال أبو جعفر عليه السّلام لو يعلم النّاس من عظم هذه المسائل عند اللّه و سرعة إجابته لصاحبها لاقتتلوا عليه، و لو بالسيوف، و اللّه يختصّ برحمته من يشاء، و قال أبو جعفر عليه السّلام: لو حلفت لبررت أنّ اسم اللّه الأعظم قد دخل فيها، فاذا دعوتم فاجتهدوا في الدعاء فانه من مكنون العلم، و اكتموه إلاّ من أهله، و ليس من أهله المنافقون و المكذّبون و الجاهدون و هو دعاء المباهلة.

تقول: اللّهم إني أسألك من بهائك بأبهاه و كلّ بهائك بهيّ ، اللّهم إني أسألك ببهائك كلّه.

اللّهم إني أسألك من جمالك بأجمله و كلّ جمالك جميل اللّهم إني أسألك بجمالك كلّه.

اللّهم إني أسألك من جلالك بأجلّه و كلّ جلالك جليل، اللّهم إني أسألك بجلالك كلّه.

ص: 15


1- اقبال الاعمال: 8.

اللّهم إني أسألك من عظمتك بأعظمها و كلّ عظمتك عظيمة، اللّهم إني أسألك بعظمتك كلّها.

اللّهم إني أسألك من نورك بأنوره و كلّ نورك نيّر، اللّهم إني أسألك بنورك كلّه.

اللّهم إني أسألك من رحمتك بأوسعها و كلّ رحمتك واسعة، اللّهم إني أسألك برحمتك كلّها.

اللّهم إني أسألك من كلماتك بأتمّها و كلّ كلماتك تامّة، اللّهم إني أسألك بكلماتك كلّها.

اللّهم إني أسألك من كمالك بأكمله و كلّ كمالك كامل، اللّهم إني أسألك بكمالك كلّه.

اللّهم إني أسألك من أسمائك بأكبرها و كلّ أسمائك كبيرة اللّهم إني أسألك بأسمائك كلها.

اللّهم إني أسألك من عزّتك بأعزّها و كلّ عزّتك عزيزه، اللّهم إني أسألك بعزّتك كلّها.

اللّهم إني أسألك من مشيّتك بأمضاها و كلّ مشيّتك ماضية اللّهم إني أسألك بمشيّتك كلّها.

اللّهم إني أسألك من قدرتك بالقدرة التي استطلت بها على كلّ شيء، و كلّ قدرتك مستطيلة اللّهم إني أسألك بقدرتك كلّها.

اللّهم إني أسألك من علمك بأنفذه و كلّ علمك نافذ، اللّهم إني أسألك بعلمك كلّه.

اللّهم إني أسألك من قولك بأرضاه و كلّ قولك رضيّ ، اللّهم إني أسألك بقولك كله.

اللّهم إني أسألك من مسائلك بأحبّها و كلّ مسائلك إليك حبيبة اللّهم إنّي

ص: 16

أسألك بمسائلك كلّها.

اللّهم إني أسألك من شرفك بأشرفه و كلّ شرفك شريف، اللّهم إني أسألك بشرفك كلّه.

اللّهم إني أسألك من سلطانك بأدومه و كلّ سلطانك دائم، اللّهم إني أسألك بسلطانك كلّه.

اللّهم إني أسألك من ملكك بأفخره و كلّ ملك فاخر، اللّهم إنّي أسألك بملكك كلّه.

اللّهم إني أسألك من علوّك بأعلاه و كلّ علوّك عال، اللّهم إني أسألك بعلوّك كله.

اللّهم إني أسألك من منّك بأقدمه و كلّ منّك قديم، اللّهم إني أسألك بمنك كله.

اللّهم إني أسألك من آياتك بأكرمها، و كلّ آياتك كريمة، اللّهم إني أسألك بآياتك كلّها.

اللّهم إني أسألك بما أنت فيه من الشّأن و الجبروت، و أسألك بكلّ شأن وحده و جبروت وحدها.

اللّهم إنّي أسألك بما تجيبني [به] حين أسألك فأجبني يا اللّه.(1)

9- باب فضل يوم الغدير

26 - علي بن طاوس - رحمه اللّه - قال: فيما نذكره من فضل يوم الغدير من كتاب النشر و الطيّ ، رواه عن الرضا عليه السّلام قال: إذا كان يوم القيمة زفت أربعة أيام إلى اللّه كما زفّ العروس إلى خدرها، قيل: ما هذه الأيّام قال: يوم الأضحى و يوم الفطر، و يوم

ص: 17


1- اقبال الاعمال: 76.

الجمعة، و يوم الغدير، و إنّ يوم الغدير بين الأضحى و الفطر و الجمعة كالقمر بين الكواكب و هو اليوم الّذي نجا فيه إبراهيم الخليل من النار فصامه شكر اللّه.

و هو اليوم الّذي أكمل اللّه به الدّين في إقامة النبيّ عليه السّلام عليّا أمير المؤمنين علما و أبان فضيلته و وصايتة، فصام ذلك اليوم و إنّه ليوم الكمال، و يوم مرغمة الشيطان و يوم تقبّل أعمال الشيعة و محبّى آل محمّد، و هو اليوم الّذي يعمد اللّه فيه إلى ما عمله المخالفون، فيجعله هباء منثورا، و هو اليوم الّذي يأمر جبرئيل عليه السّلام أن ينصب كرسيّ كرامة اللّه بإزاء بيت المعمور و يصعده جبرئيل عليه السّلام و تجتمع إليه الملائكة من جميع السموات و يثنون على محمّد و يستغفرون لشيعة أمير المؤمنين و الائمة عليهم السّلام و محبّيهم من ولد آدم عليه السّلام.

و هو اليوم الّذي يأمر اللّه فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبّي أهل البيت و شيعتهم، ثلاثة أيام من يوم الغدير و لا يكتبون عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لمحمد و عليّ و الأئمة، و هو اليوم الذي جعله اللّه لمحمد و آله و ذوي رحمته و هو اليوم الذي يزيد اللّه في حال من عبد فيه، و وسع على عياله و نفسه و إخوانه و يعتقه اللّه من النّار.

و هو اليوم الذي يجعل اللّه فيه سعى الشيعة مشكورا، و ذنبهم مغفورا، و عملهم مقبولا، و هو يوم تنفيس الكرب و يوم تحطيط الوزر، و يوم الحباء و العطية، و يوم نشر العلم و يوم البشارة و العيد الاكبر، و يوم يستجاب فيه الدعاء و يوم الموقف العظيم، و يوم لبس الثياب، و نزع السّواد، و يوم الشرط المشروط و يوم نفى الغموم، و يوم الصّفح عن مذنبى شيعة أمير المؤمنين.

و هو يوم السبقة و يوم إكثار الصلاة على محمّد و آل محمّد و يوم الرّضا و يوم عيد أهل بيت محمّد و يوم قبول الأعمال و يوم طلب الزّيادة، و يوم استراحة المؤمنين، و يوم المتاجرة و يوم التودّد، و يوم الوصول الى رحمة اللّه و يوم التزكية، و يوم ترك الكبائر و الذنوب، و يوم العبادة و يوم تفطير الصّائمين فمن فطر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما و فئاما الى أن عدّ عشرا.

ثمّ قال: أو تدرى ما الفئام ؟ قال: لا قال: مائة ألف و هو يوم التهنئة يهنّى بعضكم بعضا

ص: 18

فإذا لقى المؤمن أخاه يقول: الحمد للّه الّذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام، و هو يوم التبسّم في وجوه النّاس من أهل الإيمان فمن تبسّم في وجه أخيه يوم الغدير نظر اللّه إليه يوم القيمة بالرحمة، و قضى له ألف حاجة، و بنى له قصرا في الجنة من درّة بيضاء و نضر وجهه.

و هو يوم الزينة فمن تزيّن ليوم الغدير غفر اللّه له كلّ خطيئة عملها، صغيرة و كبيرة و بعث اللّه إليه ملائكة يكتبون له الحسنات، و يرفعون له الدرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم، فإن مات مات شهيدا، و إن عاش عاش سعيدا، و من أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء و الصدّيقين و من زار فيه مؤمنا أدخل اللّه قبره سبعين نورا و وسع في قبره و يزور قبره كلّ يوم سبعون ألف ملك و يبشّرونه بالجنة.

و في يوم الغدير عرض اللّه الولاية على أهل السموات السّبع، فسبق إليها أهل السماء السابعة فزيّن بها العرش، ثمّ سبق إليها أهل السّماء الرابعة، فزينها بالبيت المعمور، ثمّ سبق إليها أهل السماء الدنيا فزينها بالكواكب ثمّ عرضها على الأرضين فسبقت مكة فزيّنها بالكعبة ثمّ سبق إليها المدينة فزيّنها بالمصطفى محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ سبقت إليها الكوفة فزيّنها بأمير المؤمنين عليه السّلام و عرضها على الجبال فأوّل جبل أقرّ بذلك ثلاثة أجبل: العقيق و جبل الفيروزج و جبل الياقوت فصارت هذه الجبال جبالهن و أفضل الجواهر.

ثم سبقت إليها جبال آخر فصارت معادن الذهب و الفضّة، و ما لم يقرّ بذلك و لم يقبل صارت لا تنبت شيئا و عرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا و ما أنكر صار ملحا اجاجا، و عرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا، و ما لم يقبل صار مرّا ثمّ عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوتا، و ما أنكرها صار أخرس مثل اللكن.

و مثل المؤمنين في قبولهم ولاء أمير المؤمنين في يوم غدير خمّ كمثل الملائكة في سجودهم لآدم و مثل من أبي ولاية أمير المؤمنين في يوم الغدير مثل إبليس و في هذا اليوم انزلت هذه الآية «اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ » و ما بعث اللّه نبيا إلاّ و كان يوم بعثه

ص: 19

مثل يوم الغدير عنده و عرف حرمته إذ نصب لامته وصيا و خليفة من بعده في ذلك اليوم(1).

27 - عليّ بن طاوس قال: في كتاب كمال الزيارات قال أخبرنا أبو علي أحمد ابن محمّد بن عمّار الكوفيّ قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن - فضال، عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال كنّا عند الرّضا عليه السّلام و المجلس غاصّ بأهله فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس فقال الرضا عليه السّلام: حدّثني أبي عن أبيه عليهما السّلام قال: إنّ يوم الغدير في السّماء أشهر منه في الأرض إنّ للّه عز و جل في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من ذهب و لبنة من فضّة فيه مائة ألف قبّة من ياقوتة حمراء و مائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ترابه المسك و العنبر.

فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من لبن و نهر من عسل، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ و أجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات فإذا كان يوم الغدير، ورد إلى ذلك القصر أهل السّماوات يسبحون اللّه و يقدّسونه و يهلّلون، فتطاير تلك الطيور فتقع في ذلك الماء، تتمرّغ على ذلك المسك و العنبر، فإذا اجتمعت الملائكة طارت تلك الطيور، فتنفض ذلك و إنهم فى ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة عليها السّلام.

فاذا كان آخر اليوم نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء و الزلل إلى قابل في مثل هذا اليوم تكرمة لمحمد و علي عليهما السلام ثمّ التفت فقال لى يا بن - أبي نصر أين ما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السّلام، فإنّ اللّه تبارك و تعالى يغفر لكلّ مؤمن و مؤمنة، و مسلم و مسلمة ذنوب ستين سنة، و يعتق من النّار ضعف ما عتق من شهر رمضان و ليلة القدر و ليلة الفطر و لدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين و أفضل على إخوانك في هذا اليوم و سرّ فيه كل مؤمن و مؤمنة.

ثم قال يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا و إنكم لمن امتحن اللّه قلبه للإيمان مستذلّون مقهورون ممتحنون يصبّ البلاء عليهم صبا ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم

ص: 20


1- اقبال الاعمال: 468.

و اللّه لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقة لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرات و لو لا أني أكره التطويل لذكرت فضل هذا اليوم و ما أعطى اللّه لمن عرفه ما لا يحصى بعدد قال على بن الحسن بن فضال: قال لى محمّد بن عبد اللّه: لقد ترددت إلى أحمد بن محمّد أنا و أبوك و الحسن بن الجهم أكثر من خمسين مرّة سمعناه منه(1).

خطبة أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه فى يوم الغدير

28 - الطوسي قال: أخبرنا جماعة عن أبي محمد هارون بن موسى التلعكبريّ قال: حدّثنا أبو الحسن عليّ بن أحمد الخراسانيّ الحاجب في شهر رمضان سنة سبع و ثلثين و ثلاثمائة، قال: حدّثنا سعيد بن هارون أبو عمر و المروزيّ و قد زاد على الثمانين قال: حدّثنا الفيّاض بن محمّد بن عمر الطوسي بطوس سنة تسع و خمسين و مأتين، و قد بلغ التسعين، أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام في يوم الغدير و بحضرته جماعة من خاصّته قد احتبسهم للإفطار و قد قدّم إلى منازلهم الطعام و البرّ و الصلات و الكسوة حتى الخواتيم و النّعال، و قد غيّر من أحوالهم و أحوال حاشيته و جدّدت لهم آلة غير الآلة الّتي جرى الرّسم بابتذالها قبل يومه و هو يذكر فضل اليوم و قديمه.

و كان من قوله عليه السّلام: حدّثني الهادي أبي قال حدثني الصادق جدّي قال حدّثني الباقر قال: حدّثني سيّد العابدين قال: حدّثني أبي الحسين قال: اتفق في بعض سني أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه الجمعة و الغدير، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم، فحمد اللّه و أثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله، و أثنى عليه ثناء لم يتوجه إليه غيره فكان مما حفظ من ذلك قوله:

الحمد للّه الّذي جعل الحمد من غير حاجة منه إلى حامديه طريقا من طرق الاعتراف بلاهوتيّته و صمدانيّته، و ربّانيّته، و سببا إلى المزيد من رحمته و محجّة للطالب من فضله و كمن في إبطان اللفظ حقيقة الاعتراف له بأنّه المنعم على كلّ حمد باللفظ و إن عظم، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له شهادة نزعت عن إخلاص

ص: 21


1- اقبال الاعمال: 464.

الطوىّ و نطق اللسان بها عمرة عن صدق خفيّ أنّه الخالق البارئ المصوّر له الأسماء الحسنى ليس كمثله شيء.

إذ كان الشيء من مشيّته و كان لا يشبهه مكوّنه، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله استخلصه في القدم على سائر الامم على علم منه، انفرد عن التشاكل و التماثل من أبناء الجنس و انتجبه آمرا و ناهيا عنه أقامه في ساير عالمه في الأداء مقامه إذ كان لا تدركه الأبصار، و هو يدرك الأبصار و لا تحويه خواطر الأفكار، و لا تمثله غوامض الظنون في الأسرار لا إله إلاّ هو الملك الجبار.

قرن الاعتراف بنبوّته بالاعتراف بلاهوتيّته، و اختصّه من تكرمته بما لم يلحقه فيه أحد من بريّته، فهو أهل ذلك بخاصّته و خلّته إذ لا يختصّ من يشوبه التغيير و لا يخالل من يلحقه التظنين، و أمر بالصلاة عليه مزيدا في تكرمته و تطريقا للداعى إلى إجابته، فصلى اللّه عليه و كرّم و شرف، و عظّم مزيدا لا يلحقه التفنيد و لا ينقطع على التأبيد و أنّ اللّه تعالى اختصّ لنفسه من بعد نبيّه صلى اللّه عليه و آله من بريّته خاصّة علاهم بتعليته و سما بهم إلى رتبته و جعلهم الدّعاة بالحقّ إليه و الأدلاّء بالإرشاد عليه لقرن قرن و زمن زمن.

أنشأهم في القدم قبل كل مذروّ و مبروّ أنوارا أنطقها بتحميده و ألهمها شكره و تمجيده و جعلها الحجج على كلّ معترف له بملكة الربوبيّة و سلطان العبوديّة و استنطق بها الخرسات بأنواع اللّغات بخوعا له بأنه فاطر الأرضين و السموات و أشهدهم خلقه و وليّهم ما شاء من أمره و جعلهم تراجم مشيّته و ألسن إرادته عبيدا لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى و هم من خشيته مشفقون.

يحكمون بأحكامه و يستنّون بسنّته، و يعتمدون حدوده و يؤدّون فرضه و لم يدع الخلق في بهم صمّاء و لا في عمياء بكماء، بل جعل لهم عقولا مازجت شواهدهم و تفرّقت في هياكلهم و حققتها في نفوسهم و استعبد لها حواسهم فقرّر بها على أسماع و نواظر و أفكار و خواطر، ألزمهم بها حجته و أراهم بها محجته و أنطقهم عما تشهد به

ص: 22

بألسن ذربة بما قام فيها من قدرته و حكمته و بيّن عندهم بها لتهلك من هلك عن بينة و يحى من حيّ عن بيّنة و أنّ اللّه لسميع عليم بصير شاهد خبير.

ثمّ إنّ اللّه عزّ و جل جمع لكم معشر المؤمنين في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين و لا يقوم أحدهما إلاّ بصاحبه، ليكمّل عندكم جميل صنعه و يقفكم على طريق رشده و يقفوا بكم آثار المستضيئين بنور هدايته، و يشملكم منهاج قصده و يوفّر عليكم هنيي رفده فجعل الجمعة مجمعا ندب إليه لتطهير ما كان قبله، و غسل ما أوقعته مكاسب السوء من مثله إلى مثله و ذكرى للمؤمنين، و تبيان خشية المتقين.

و وهب من ثواب الأعمال فيه أضعاف ما وهب لأهل طاعته في الأيّام قبله و جعله لا يتمّ إلاّ بالايتمار لما أمر به و الانتهاء عمّا نهى عنه، و البخوع بطاعته فيما حثّ عليه و ندب إليه فلا يقبل توحيده إلاّ بالاعتراف لنبيّه صلى اللّه عليه و آله بنبوّته، و لا يقبل دينا إلاّ بولاية من أمر بولايته و لا تنتظم أسباب طاعته إلاّ بالتمسّك بعصمته، و عصم أهل ولايته.

فأنزل على نبيّه صلى اللّه عليه و آله في يوم الدّوح ما بيّن به عن إرادته في خلصائه و ذوى اجتبائه و أمره بالبلاغ و ترك الحفل بأهل الزيغ و النفاق و ضمن له عصمته منهم، و كشف من خبايا أهل الريب و ضمائر أهل الارتداد ما رمز فيه فعقله المؤمن و المنافق فأعنّ معنّ و ثبت على الحقّ ثابت، و ازدادت جهلة المنافق و حميّة المارق و وقع العضّ على النواجد و الغمز على السواعد، و نطق ناطق و نعق ناعق، و نشق ناشق، و استمرّ على ما رقيّته مارق و وقع الإذعان من طائفة باللّسان دون حقائق الأيمان، و من طائفة باللسان و صدق الإيمان.

و أكمل اللّه دينه و أقرّ عين نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و المؤمنين و المتابعين و كان ما شهده بعضكم و بلغ بعضكم و تمّت كلمة اللّه الحسنى على الصابرين و دمّر اللّه ما صنع فرعون و هامان و قارون و جنودهم و ما كانوا يعرشون و بقيت حثالة من الضّلال لا يألون الناس خبالا يقصدهم اللّه في ديارهم، و يمحو اللّه آثارهم و يبيد معالمهم و يعقبهم عن قرب الحشرات و يلحقهم بمن بسط أكفّهم و مدّ أعناقهم و مكنهم من دين اللّه حتّى بدّلوه و من حكمه

ص: 23

حتّى غيّروه و سيأتي نصر اللّه على عدوّه لحينه و اللّه لطيف خبير و في دون ما سمعتم كفاية و بلاغ.

فتأمّلوا رحمكم اللّه ما ندبكم اللّه إليه و حثكم عليه و اقصدوا شرعه و اسلكوا نهجه و لا تتّبعوا السّبل فتفرّق بكم عن سبيله إنّ هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و دفعت الدّرج و وضحت الحجج، و هو يوم الإيضاح و الإفصاح عن المقام الصراح، و يوم كمال الدين و يوم العهد المعهود، و يوم الشاهد و المشهود، و يوم تبيان العقود عن النفاق و الجحود و يوم البيان عن حقايق الأيمان، و يوم دحر الشيطان و يوم البرهان.

هذا يوم الفصل الذي كنتم توعدون، هذا يوم الملاء الأعلى الّذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الإرشاد و يوم محنة العباد و يوم الدّليل على الروّاد، و هذا يوم أبدى خفايا الصدور، و مضمرات الأمور هذا يوم النّصوص على أهل الخصوص هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس، هذا يوم يوشع، هذا يوم شمعون، هذا يوم الأمن المأمون، هذا يوم إظهار المصون من المكنون، هذا يوم إبلاء السرائر.

فلم يزل عليه السّلام يقول: هذا يوم، هذا يوم. فراقبوا اللّه عزّ و جل و اتقوه و اسمعوا له، و أطيعوه و احذروا المكر و لا تخادعوه و فتّشوا ضمائركم و لا تواروه و تقرّبوا إلى اللّه تعالى بتوحيده، و طاعة من أمركم أن تطيعوه، و لا تمسّكوا و لا يجنح بكم الغيّ فتضلوا عن سبيل الرّشاد باتباع أولئك الذين ضلّوا و أضلّوا.

قال اللّه عزّ من قائل في طائفة ذكرهم بالذّم في كتابه: إِنّٰا أَطَعْنٰا سٰادَتَنٰا وَ كُبَرٰاءَنٰا فَأَضَلُّونَا اَلسَّبِيلاَ رَبَّنٰا آتِهِمْ ضِعْفَيْنِ مِنَ اَلْعَذٰابِ وَ اِلْعَنْهُمْ لَعْناً كَبِيراً و قال تعالى: «وَ إِذْ يَتَحٰاجُّونَ فِي اَلنّٰارِ، فَيَقُولُ اَلضُّعَفٰاءُ لِلَّذِينَ اِسْتَكْبَرُوا: إِنّٰا كُنّٰا لَكُمْ تَبَعاً ... فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنّٰا مِنْ عَذٰابِ اَللّٰهِ مِنْ شَيْ ءٍ قٰالُوا لَوْ هَدٰانَا اَللّٰهُ لَهَدَيْنٰاكُمْ » .

أ فتدرون الاستكبار ما هو؟ هو ترك الطاعة لمن أمر بطاعته و الترفع على من ندبوا إلى متابعته و القرآن ينطق من هذا عن كثير إن تدبّره متدبر، زجره و وعظه و اعلموا أيها المؤمنون أنّ اللّه عزّ و جل قال: «إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلَّذِينَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُمْ بُنْيٰانٌ مَرْصُوصٌ » أ تدرون ما سبيل اللّه، و من سبيله، و من صراط اللّه و من طريقه.

ص: 24

أنا صراط اللّه الذي من لم يسلكه بطاعة اللّه فيه هوى به إلى النار، و أنا سبيله الذي نصبني للاتباع، بعد نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أنا قسيم الجنة و النار، و أنا حجة اللّه عز و جل على الفجّار و الأبرار و أنا نور الانوار، فانتبهوا من رقدة الغفلة و بادروا بالعمل قبل حلول الأجل و سابقوا إلى مغفرة من ربّكم قبل أن يضرب بالسور بباطن الرحمة و ظاهر العذاب، فتنادون فلا يسمع نداؤكم، و تضجّون فلا يحتل بضجيجكم و قبل أن تستغيثوا فلا تغاثوا.

سارعوا إلى الطاعات قبل فوت الأوقات، فكان قد جاءكم هادم اللذات فلا مناص نجاء و لا محيص تخليص، عودوا رحمكم اللّه بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم و بالبرّ بإخوانكم و الشكر للّه عزّ و جلّ على ما منحكم، و اجمعوا يجمع اللّه شملكم و تبارّوا يصل اللّه الفتكم و تهادوا نعمة اللّه كما منكم بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله أو بعده إلاّ في مثله و البرّ فيه يثمر المال و يزيد في العمر، و التعاطف فيه يقتضي رحمة اللّه و عطفه.

و هيّئوا لإخوانكم و عيالكم عن فضله بالجهد من جودكم و بما تناله القدرة من استطاعتكم و أظهروا البشر فيما بينكم و السرور في ملاقاتكم، و الحمد للّه على ما منحكم و عودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم و ساووا ضعفاءكم في مآكلكم و ما تناله القدرة من استطاعتكم، و على حسب إمكانكم فالدرهم فيه بمائة ألف درهم و المزيد من اللّه عزّ و جل.

و صوم هذا اليوم مما ندب اللّه إليه و جعل الجزاء العظيم كفالة عنه، حتى لو تعبد له عبد من العبيد فى الشبيبة من ابتداء الدنيا إلى انقضائها صائما نهارها قائما ليلها إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه الدنيا عن كفاية، و من أسعف أخاه مبتدأ و برّه راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم و قام ليلته.

و من فطر مؤمنا في ليلته فكانما فطر فئاما و فئاما يعدّها بيده عشرة، فنهض ناهض و قال و ما الفئام ؟ قال مائة الف نبيّ و صدّيق و شهيد فكيف بمن تكفّل عددا من المؤمنين و المؤمنات، و أنا ضمينه على اللّه تعالى الأمان من الكفر و الفقر، و إن مات

ص: 25

فى ليلته أو يومه أو بعده إلى مثله، من غير ارتكاب كبيرة، فأجره على اللّه.

و من استدان لإخوانه و أعانهم فأنا الضامن على اللّه إن بقّاه قضاه و إن قبضه حمله عنه فاذا تلاقيتم، فتصافحوا بالتسليم و تهانوا للنعمة في هذا اليوم و ليبلغ الحاضر الغائب، و الشاهد البائن، و ليعد الغنىّ على الفقير، و القويّ على الضعيف، أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بذلك، ثمّ أخذ عليه السّلام فى خطبة الجمعة و جعل صلاة جمعته صلاة عيده و انصرف بولده و شيعته، إلى منزل أبي محمّد الحسن بن علي عليهما السّلام بما أعدّ لهم من طعامه، و انصرف غنيهم و فقيرهم برفده إلى عياله(1).

10- باب «فضل محرم و عاشوراء»

29 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق، قال أخبرنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ عن على بن الحسن بن فضّال عن أبي الحسن علي بن موسى الرّضا عليه السّلام قال: من ترك السعى في حوائجه يوم عاشوراء قضى اللّه له حوائج الدّنيا و الآخرة، و من كان يوم عاشوراء يوم مصيبته و حزنه و بكائه جعل اللّه عزّ و جلّ يوم القيمة يوم فرحه و سروره و قرّت بنا في الجنان عينه، و من سمّى يوم عاشوراء يوم بركة و ادّخر لمنزله شيئا لم يبارك له فيما ادّخر، و حشر يوم القيمة مع يزيد و عبيد اللّه و عمر بن سعد لعنهم اللّه إلى أسفل درك من النّار(2).

30 - عليّ بن طاوس قال: فمن الأحاديث عن الأئمة المعقول الّذي يصدّق فيها المنقول للمعقول، ما رويناه بعدّة طرق إلى الشيخ أبي جعفر محمّد بن علي بن بابويه من أماليه بإسناده عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال. الرّضا عليه السّلام: إن المحرّم

ص: 26


1- مصباح المتهجد: 524.
2- عيون الاخبار: 1-26 و اقبال الاعمال: 578.

شهر كان أهل الجاهلية يحرّمون فيه القتال، فاستحلّت فيه دمائنا و هتكت فيه حرمتنا و سبي فيه ذرارينا و نسائنا، و اضرمت النيران في مضاربنا و انتهب ما فيها من ثقلنا، و لم يرع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حرمة في أمرنا.

إنّ يوم الحسين أقرح جفوننا و أسبل دموعنا، و أذلّ عزيزنا يا أرض كربلاء أورثتنا الكرب و البلاء إلى يوم القيمة فليبك الباكون، فإنّ البكاء عليه يحطّ الذّنوب العظام ثم قال: كان أبي صلوات اللّه عليه إذا دخل شهر المحرّم لا يرى ضاحكا و كانت كائبة تغلب عليه حتّى يمضى منه عشرة أيّام فإذا كان يوم العاشر كان ذلك اليوم يوم مصيبته و حزنه و بكائه، و يقول هذا اليوم الّذي قتل فيه الحسين صلى اللّه عليه(1).

31 - عنه قال: و من المنقول من أمالى محمّد بن على بن بابويه رضوان اللّه جل جلاله عليه ما رويناه أيضا بإسناده الى الرّيان بن شبيب قال دخلت على الرّضا عليه السّلام في أوّل يوم من المحرم، فقال لي: يا ابن شبيب أ صائم أنت ؟ فقلت: لا. فقال إنّ هذا اليوم هو الّذي دعا فيه زكريا عليه السّلام ربّه عزّ و جلّ ، فقال: ربّ هب لى من لدنك ذريّة طيّبة إنك سمع الدعاء.

فاستجاب اللّه له و أمر ملائكته فنادت زكريّا و هو قائم يصلي في المحراب أنّ اللّه يبشّرك بيحى مصدّقا، فمن صام هذا اليوم، ثمّ دعا اللّه عزّ و جلّ استجاب كما استجاب لزكريّا عليه السّلام، ثمّ قال: يا ابن شبيب إنّ المحرّم هو الشهر الّذي كان أهل الجاهلية فيما مضى يحرّمون فيه الظلم و القتال لحرمته.

فما عرفت هذه الأمّة حرمة شهرها و لا حرمة نبيها صلوات اللّه عليه و آله لقد قتلوا في هذا الشهر ذرّيته و سبوا نساءه، و انتهبوا ثقله فلا غفر اللّه ذلك لهم أبدا يا ابن شبيب إن كنت باكيا فابك للحسين بن على بن أبي طالب عليهم السّلام فانّه ذبح كما يذبح الكبش و قتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ما لهم في الارض مشبهون.

و لقد بكت السموات و الأرضون لقتله و لقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لينصروه فوجدوه قد قتل، فهم عند قبره شعث غبر إلى أن يقوم القائم فيكونون

ص: 27


1- اقبال الاعمال: 544.

من أنصاره و شعارهم يا آل ثارات الحسين عليه السّلام امطرت السماء دما و ترابا أحمر يا ابن شبيب إن بكيت على الحسين عليه السّلام حتّى يصير دموعك على خدّيك غفر اللّه لك كلّ ذنب أذنبته، صغيرا كان أو كبيرا قليلا كان أو كثيرا يا بن شبيب إن سرك أن تلقى اللّه عزّ و جلّ و لا ذنب عليك فزر الحسين عليه السّلام يا ابن شبيب إن سرّك أن تسكن الغرف المبنيّة في الجنة مع النبيّ و آله صلوات اللّه عليهم فالعن قتلة الحسين عليه السّلام.

يا ابن شبيب إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين فقل متى ذكرته يا ليتنى كنت معهم فأفوز فوزا عظيما، يا ابن شبيب إن سرّك أن تكون معنا في الدّرجات العلى من الجنان فاحزن لحزننا و افرح لفرحنا عليك بولايتنا فلو أنّ رجلا تولى حجرا لحشره اللّه معه يوم القيمة(1).

32 - عنه - رحمه اللّه - قال: ما روينا باسنادنا إلى محمّد بن عبد اللّه بن المطلب الشيباني باسناده إلى محمّد بن فضيل الصيرفي قال: حدّثنا علي بن موسى الرضا عليه السّلام عن أبيه عن جده عن آبائه عليهم السّلام قال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: يصلى أوّل يوم من المحرّم ركعتين فإذا فرغ رفع يديه و دعا بهذا الدّعاء ثلث مرّات:

اللهم أنت الاله القديم و هذه سنة جديدة فأسألك فيها العصمة من الشيطان و القوّة على هذه النفس الأمّارة بالسوء و الاشتغال بما يقربنى إليك يا كريم يا ذا الجلال و الإكرام يا عماد من لا عماد له يا ذخيرة من لا ذخيرة له يا حرز من لا حرز من لا حرز له يا غياث من لا غياث له، يا سند من لا سند له يا كنز من لا كنز له، يا حسن البلاء يا عظيم الرّجاء يا عز الضعفاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا منعم يا مجمل يا مفضل يا محسن.

أنت الّذي سجد لك سواد الليل، و نور النهار و ضوء القمر، و شعاع الشمس و دوىّ الماء، و حفيف الشجر يا اللّه لا شريك لك، اللهم اجعلنا خيرا مما يظنون و اغفر لنا ما لا يعلمون و لا تؤاخذنا بما يقولون حسبى اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكلت و هو ربّ العرش العظيم آمنا به كلّ من عند ربنا و ما يذكّر إلا أولو الباب ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا

ص: 28


1- اقبال الاعمال: 444.

وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهّاب(1).

11- باب «فضل بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ »

33 - الصدوق - قال: حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر المعروف بأبي الحسن الجرجانيّ رضى اللّه عنه قال: حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد و على بن محمّد بن سيار، عن أبويهما عن الحسن بن على، عن أبيه على بن محمّد عن أبيه محمّد بن على، عن أبيه الرضا على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن على، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على عن أخيه الحسن بن علي عليهم السّلام.

قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام إنّ بسم اللّه الرحمن الرحيم آية من فاتحة الكتاب و هى سبع آيات تمامها: «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: إنّ اللّه عز و جل قال لي: يا محمّد و لقد آتيناك سبعا من المثانى و القرآن العظيم فأفرد الامتنان عليّ بفاتحة الكتاب، و جعلها بإزاء القرآن العظيم و إنّ اللّه عزّ و جل خصّ محمّدا صلى اللّه عليه و آله و شرّفه بها و لم يشرك معه فيها أحدا من أنبيائه ما خلا سليمان عليه السّلام فانه أعطاه منها «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ » يحكى عن بلقيس حين قالت «أُلْقِيَ إِلَيَّ كِتٰابٌ كَرِيمٌ إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمٰانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ » .

ألا فمن قرأها معتقدا لموالاة محمّد و آله الطيبين، منقادا لأمرها مؤمنا بظاهرها و باطنها أعطاه اللّه عزّ و جل بكلّ حرف منها حسنة، كل واحدة منها أفضل له من الدنيا و ما فيها من أصناف أموالها و خيراتها، و من استمع الى قاري يقرئها كان له بقدر ما للقاري فليستكثر أحدكم من هذا الخير المعرض لكم، فانه غنيمة لا يذهبنّ أو انه فتبقى قلوبكم في الحسرة(2).

ص: 29


1- اقبال الاعمال: 553.
2- عيون الاخبار: 1-301.

34 - عنه - رحمه اللّه - قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان، عن الرضا على بن موسى عليهما السّلام أنه قال: إنّ بسم اللّه الرحمن الرحيم أقرب إلى اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلى بياضها قال و قال الرّضا عليه السّلام: كان أبي عليه السّلام إذا خرج من منزله، قال: بسم اللّه الرحمن الرحيم خرجت بحول اللّه و قوّته لا بحولي و قوتي بل بحولك و قوتك يا ربّ متعرّضا به لرزقك فأتنى به في عافية(1):

12- باب «فضل فاتحه الكتاب»

35 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر الأسترآباديّ رضي اللّه عنه، قال:

حدّثنا يوسف بن محمّد بن زياد و علي بن محمّد بن سيار، عن أبويهما، عن الحسن بن علي عن أبيه على بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه الرضا على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن على. عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين ابن عليّ عن أبيه أمير المؤمنين على بن ابى طالب عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه.

قال اللّه عزّ و جلّ : قسمت فاتحة الكتاب بينى و بين عبدي، فنصفها لى و نصفها لعبدي، و لعبدي ما سأل. إذا قال العبد: بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ قال اللّه جل جلاله:

بدأ عبدي باسمي و حق عليّ أن أتمّم له أموره و ابارك له في أحواله، فإذا قال: «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ » قال اللّه جل جلاله: حمدني عبدي و علم أنّ النعم التى له من عندي و أنّ البلايا التى دفعت عنه فبطولي، اشهدكم أنى أضيف له إلى نعم الدنيا نعم الآخرة و أدفع عنه بلايا الآخرة كما دفعت عنه بلايا الدنيا.

فإذا قال: «اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ » قال اللّه جلّ جلاله: شهد لي عبدي أني الرحمن الرحيم أشهدكم لأوفرنّ من رحمتي حظّه و لأجزلنّ من عطائي نصيبه، فاذا قال: «مٰالِكِ

ص: 30


1- عيون الاخبار: 2-5.

يَوْمِ اَلدِّينِ » قال اللّه جل جلاله: اشهدكم كما اعترف أني أنا مالك يوم الدّين لأسهلنّ يوم الحساب حسابه، و لأتجاوزنّ ، عن سيئاته فاذا قال: «إِيّٰاكَ نَعْبُدُ» قال اللّه عز و جل:

صدق عبدي إياى يعبد، اشهدكم لاثيبنّه على عبادته ثوابا يغبطه كلّ من خالفه في عبادته لي.

فاذا قال: «وَ إِيّٰاكَ نَسْتَعِينُ » : قال اللّه عز و جلّ : بي استعان عبدي و التجأ إليّ اشهدكم لاعيننّه على أمره و لأغيثنّه في شدائده، و لآخذنّ بيده يوم نوائبه، فاذا قال: «اِهْدِنَا اَلصِّرٰاطَ اَلْمُسْتَقِيمَ » إلى آخر السورة، قال اللّه عزّ و جلّ هذا لعبدى، و لعبدي ما سأل فقد استجبت لعبدى و أعطيته ما أمل و آمنته مما منه و جل، قال: و قيل لأمير المؤمنين عليه السّلام يا أمير المؤمنين أخبرنا عن بسم اللّه الرحمن الرحيم» أ هي من فاتحة الكتاب فقال نعم: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقرأها و يعدّها آية منها. و يقول فاتحة الكتاب هي السبع المثانى(1).

13- باب فضل السجود

36 - الصدوق قال: حدّثنا أبى رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي الوشّاء قال: سمعت الرضا عليه السّلام، يقول:

إذا نام العبد و هو ساجد قال اللّه تبارك و تعالى: عبدي قبضت روحه و هو في طاعتي(2).

37 - عنه - رحمه اللّه - قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطالقانيّ ، قال:

حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفيّ ، قال حدّثنا عليّ بن الحسن عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: السجدة بعد الفريضة شكر للّه تعالى ذكره على ما وفق له العبد من أداء فريضة، و أدنى ما يجزئ فيها من القول أن يقال: شكرا

ص: 31


1- عيون الاخبار: 1-300.
2- عيون الاخبار: 11-280.

للّه شكرا للّه ثلاث مرّات، قلت: فما معنى قوله شكرا للّه قال يقول: هذه السجدة منّي شكرا للّه عزّ و جلّ على ما وفّقني له من خدمته و أداء فرائضه، و الشّكر موجب للزيادة فإن كان في الصلاة تقصير لم يتمّ بالنوافل تمّ بهذه السجدة(1).

38 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، قال: سمعت الرضا عليه السّلام، يقول أقرب ما يكون العبد من اللّه عزّ و جلّ و هو ساجد، و ذلك قوله تبارك و تعالى «وَ اُسْجُدْ وَ اِقْتَرِبْ » (2).

39 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه و محمّد بن يحيى العطار جميعا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحجّال، عن سليمان الجعفري قال: قال الرضا عليه السّلام جاءت ريح و أنا ساجد، و جعل كلّ إنسان يطلب موضعا و أنا ساجد ملحّ في الدعاء على ربّي عزّ و جلّ حتى سكنت(3).

40 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، رضي اللّه عنه، قال:

حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار؛ عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: رأيت أبا الحسن عليه السّلام إذا سجد يحرّك ثلث أصابع من أصابعه واحدة بعد واحدة تحريكا خفيفا كأنّه يعدّ التسبيح ثمّ يرفع رأسه، قال: و رأيته يركع ركوعا أخفض من ركوع كلّ من رأيته يركع، كان إذا ركع جنح بيديه(4).

41 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: سمعته يقول: إذا نام العبد و هو ساجد، قال اللّه عزّ و جلّ للملائكة: انظر و إلى عبدي قبضت روحه و هو في طاعتي(3).

ص: 32


1- عيون الاخبار: 1-281.
2- عيون الاخبار: 2-7. (3و4) عيون الاخبار: 2-7.
3- عيون الاخبار: 2-8.

42 - عنه قال: حدّثني أبي رضي اللّه عنه: قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن حفص المروزيّ قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السّلام: قل في سجدة الشكر مائة مرة شكرا شكرا و إن شئت عفوا عفوا(1).

14- باب الدعاء عند رؤية الهلال

43 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ قال حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة قال: حدّثنا دارم بن قبيصة، قال حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا رأى الهلال قال أيّها الخلق المطيع الدّائب السريع المتصرّف في ملكوت الجبروت بالتقدير، ربّي و ربّك اللّه، اللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السلامة و الإسلام و الإحسان، و كما بلّغتنا أوله فبلّغنا آخره و اجعله شهرا مباركا تمحو فيه السيّئات، و تثبت لنا فيه الحسنات، و ترفع لنا فيه الدّرجات يا عظيم الخيرات(2).

15- باب فضل صلاة الليل

44 - الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن موسى، عن أخيه عليّ بن موسى الرضا عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام، قال: سئل عليّ بن الحسين عليهما السّلام ما بال المجتهدين باللّيل من أحسن

ص: 33


1- عيون الاخبار: 1-280.
2- عيون الاخبار: 2-71.

الناس وجها؟ قال: لأنّهم خلوا باللّه فكساهم اللّه من نوره(1).

45 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن عليّ بن أبي عبد اللّه عن أبي الحسن عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جلّ : «وَ رَهْبٰانِيَّةً اِبْتَدَعُوهٰا مٰا كَتَبْنٰاهٰا عَلَيْهِمْ إِلاَّ اِبْتِغٰاءَ رِضْوٰانِ اَللّٰهِ » قال: صلاة الليل(2).

46 - الصدوق - رحمه اللّه - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: إنّ اللّه عزّ و جلّ ديكا عرفه تحت العرش، و رجلاه في تخوم الارض السابعة السفلى إذا كان في الثلث الأخير من الليل سبّح اللّه تعالى ذكره بصوت يسمعه كلّ شيء ما خلا الثقلين الجنّ و الإنس فتصيح عند ذلك ديكة الدنيا(3).

16- باب الدعاء عند الاذان

47 - الصدوق قال: حدّثنا أبي رحمه اللّه: قال حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن عباس مولى الرّضا عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عليه السّلام قال: كان أبو عبد اللّه الصادق عليه السّلام يقول من قال حين يسمع أذان الصبح: اللّهمّ إنّي أسألك بإقبال نهارك و إدبار ليلك و حضور صلواتك و أصوات دعاتك أن تتوب عليّ إنك أنت التواب الرحيم، و قال مثل ذلك إذا سمع أذان المغرب ثمّ مات من يومه أو من ليلته تلك مات تائبا(4).

ص: 34


1- عيون الاخبار: 1-282.
2- عيون الاخبار: 1-282.
3- عيون الاخبار: 2-72.
4- أمالي الصدوق: 160 و العيون: 1-253.

17- باب الدعاء عند لبس الجديد

48 - الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه و عليّ بن عبد اللّه الورّاق، قال:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني عليّ بن الحسين الخياط النيسابوريّ قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد بن عبد اللّه بن موسى بن جعفر عن ياسر الخادم(1)، عن أبي الحسن العسكري، عن أبيه، عن جدّه عليّ بن موسى الرضا عليهم السّلام أنّه كان يلبس ثيابه، ممّا يلى يمينه، فإذا لبس ثوبا جديدا دعا بقدح من ماء فقرأ عليه إنا أنزلناه في ليلة القدر عشر مرّات، و قل هو اللّه أحد عشر مرّات و قل يا أيها الكافرون عشر مرّات، ثمّ نضحه على ذلك الثوب ثمّ قال من فعل هذا بثوبه من قبل أن يلبسه لم يزل في رغد من عيشه ما بقي منه سلك(2).

17- باب الدعاء لصاحب الامر

49 - الطوسي بإسناده روي يونس بن عبد الرحمن أنّ الرّضا عليه السّلام كان يأمر لصاحب الأمر بهذا: «اللّهمّ ادفع عن وليّك و خليفتك و حجّتك على خلقك و لسانك المعبّر عنك، الناطق بحكمتك، و عينك، الناظرة بإذنك، و شاهدك على عبادك، الجحجاح المجاهد، العائذ بك، العابد عندك، و أعذه من شرّ جميع ما خلقت و برأت

ص: 35


1- قال الصدوق - رحمه اللّه - ياسر الخادم قد لقى الرضا و حديثه عن ابى الحسن العسكرى غريب.
2- عيون الاخبار: 1-315.

و أنشأت، و صوّرت و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه، و عن شماله، و من فوقه و من تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به.

و احفظ فيه رسولك و آباءه أئمّتك و دعائم دينك و اجعله في وديعتك الّتي لا يضيع، و في جوارك الّذي لا يخفر، و فى منعك و عزّك الذي لا يقهر، و آمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به، و اجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه، و انصره بنصرك العزيز و أيّده بجندك الغالب و قوّه بقوّتك و اردفه بملائكتك و وال من والاه و عاد من عاداه و ألبسه درعك الحصينة و حفّه بالملائكة حفّا.

اللّهمّ اشعب به الصّدع، و ارتق به الفتق و أمت به الجور و أظهر به العدل و زيّن بطول بقائه الأرض و أيّده بالنصر و انصره بالرّعب و قوّ ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم من نصب له و دمّر من غشّه و اقتل به جبابرة الكفر و عمده و دعائمه و اقصم به رءوس الضلالة و شارعة البدع و مميتة السنّة، و مقوية الباطل و ذلّل به الجبابرة و أبر به الكافرين، و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برّها و بحرها، و سهلها، و جبلها، حتّى لا تدع منهم ديّارا و لا تبقى لهم آثارا.

اللّمّ طهّر منهم بلادك و اشف منهم عبادك، و أعزّ به المؤمنين و أحي به سنن المرسلين و دارس حكم النبيّين و جدّد به ما امتحى من دينك و بدّل من حكمك، حتّى تعيد دينك به و على يديه جديدا غضّا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه و حتّى تنزه بعدله ظلم الجور، و تطفئ به نيران الكفر، و توضح به معاقد الحقّ ، و مجهول العدل، فإنّه عبدك، الذي استخلصته لنفسك و اصطفيته على غيبك، و عصمته من الذنوب، و برأته من العيوب، و طهّرته من الرّجس و سلّمته من الدّنس.

اللّهم فانّا نشهد له يوم القيمة و يوم حلول الطّامّة أنّه لم يذنب ذنبا و لا أتى حوبا و لم يرتكب معصية و لم يضيّع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدّل لك فريضة و لم يغيّر لك شريعة، و أنّه الهادي المهتديّ الطاهر التقيّ ، النّقي الرّضي الزّكي.

اللّهم أعطه في نفسه و أهله و ولده و ذرّيته و أمّته، و جميع رعيّته ما تقرّ به

ص: 36

عينه، و تسرّ به نفسه و تجمع له ملك المملكات كلّها، قريبها و بعيدها، عزيزها و ذليلها حتّى يجري حكمه، على كلّ حكم، و تغلب بحقّه على كلّ باطل.

اللّهم اسلك بنا على يده منهاج الهدى، و المحجة العظمى، و الطريقة الوسطى، الّتي يرجع إليها الغالى و يلحق بها التالي و قوّنا على طاعته و ثبّتنا على مشايعته و امنن علينا بمتابعته و اجعلنا فى حزبه القوّامين بأمره و الصّابرين معه، الطالبين رضاك بمناصحته حتى تحشرنا يوم القيامة فى أنصاره و أعوانه و مقوّية سلطانه.

اللّهم و اجعل ذلك لنا خالصا من كلّ شكّ و شبهة، و رياء و سمعة، حتى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به إلاّ وجهك و حتى تحلّنا محلّه و تجعلنا في الجنّة معه و أعذنا من السامة و الكسل و الفترة و اجعلنا ممّن تنتصر به لدينك و تعزّ به نصر وليك و لا تستبدل بنا غيرنا فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا كثير.

اللّهم صلّ على ولاة عهده و الأئمة من بعده و بلغهم آمالهم و زد فى آجالهم و أعزّ نصرهم و تمّم لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم و ثبّت دعائمهم و اجعلنا لهم أعوانا و على دينك أنصارا، فإنّهم معادن كلماتك و خزّان علمك و صفوتك من خلقك و أوليائك و سلائل أوليائك و صفوة أولاد نبيك، و السّلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته(1).

19- باب دعاء الفرج

50 - الطوسى عن المفيد، عن أبي الحسن أحمد بن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن عيسى، عن الريّان بن الصلت، قال: سمعت الرّضا عليّ بن موسى عليه السّلام يدعوا بكلمات نحفظها عنه، فما دعوت بها في شدّة إلاّ

ص: 37


1- مصباح المتهجد: 286

فرّج اللّه عنّي و هي: «اللّهم أنت ثقتي في كلّ كرب و أنت رجائي في كلّ شدّة، و أنت لي في كلّ أمر ينزل بي ثقتي و عدتي، كم من كرب يضعف عنه الفؤاد، و تقلّ فيه الحيلة و تعى فيه الامور، و يخذل فيه القريب و البعيد، و الصّديق و يشمت فيه العدوّ أنزلته بك، و شكوته إليك راغبا إليك فيه عمّن سواك، ففرّجته و كشفته، و كفيتنيه فأنت وليّ كلّ نعمة، و صاحب كلّ حاجة و منتهى كلّ رغبة، فلك الحمد كثيرا و لك المنّ فاضلا، بنعمتك يتمّ الصالحات يا معروفا بالمعروف، و يا من هو بالمعروف أنلني من معروفك معروفا، تغنيني به عن معروف من سواك برحمتك يا أرحم الراحمين(1).

20- باب دعاء العافية

51 - الطوسي عن علي بن حاتم، عن محمّد بن أبي عبد اللّه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السّلام أنه قال: هذا دعاء العافية «يا اللّه يا وليّ العافية، و المنّان بالعافية، و رازق العافية، و المنعم بالعافية، و المتفضّل بالعافية، عليّ و على جميع خلقه و رحمان الدنيا و الآخرة و رحيمهما، صلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل لنا فرجا و مخرجا، و ارزقني العافية و دوام العافية فى الدّنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين(2).

52 - عليّ بن طاوس قال: و تقول ما روي عن الرّضا عليه السّلام أنّه قال: هذا دعاء العافية «يا اللّه يا ولىّ العافية، و المنّان بالعافية، و المنعم بالعافية، و المتفضّل بالعافية عليّ و على جميع خلقك، رحمن الدنيا و الآخرة، و رحيمهما صلّ على محمّد و آل محمّد، و عجّل لنا فرجا و مخرجا و ارزقنا العافية و دوام العافية فى الدّنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين.

ص: 38


1- أمالي الطوسى: 1-33
2- التهذيب: 3-95

ثم تصلّى ركعتين و تقول:

اللّهم، إني أسألك برحمتك الّتي وسعت كلّ شيء، و بقدرتك الّتي قهرت كلّ شيء و بجبروتك الّتي غلبت كلّ شيء، و بقوّتك الّتي لا يقوم لها شيء، و بعظمتك الّتي ملأت كلّ شيء و بعلمك الّذي أحاط بكلّ شيء، و بوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء و بنور وجهك الّذي أضاء له كلّ شيء يا منّان يا نور.

يا أوّل الأوّلين و يا آخر الآخرين، يا اللّه يا رحمن، يا اللّه يا رحيم، يا اللّه أعوذ بك من الذّنوب الّتي تحدث النّقم، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تورث النّدم، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تحبس القسم، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تهتك العصم، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تمنع القضاء، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تحبس الدّعا، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تعجّل الفناء، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تقطع الرّجاء، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تورث الشّقاء و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تظلم الهواء و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تكشف الغطاء، و أعوذ بك من الذّنوب الّتي تحبس غيث السّماء.

ثم تصلى ركعتين و تقول: ما روي عنهم عليهم السّلام و الدّعاء المتقدّم اللّهم إنّك حفظت الغلامين لصلاح أبويهما و دعاك المؤمنون، فقالوا ربّنا لا تجعلنا فتنة للقوم الظالمين، اللّهم إنّي انشدك برحمتك و انشدك بنبيّك نبي الرحمة، و انشدك بعلي و فاطمة، و انشدك بحسن و حسين صلواتك عليه و عليهم أجمعين و انشدك بأسمائك و أركانك كلّها، و انشدك بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم الأعظم الّذي إذا دعيت به لم تردّ ما كان أقرب الى طاعتك و أبعد من معصيتك و أوفى بعهدك، و أقضى بحقّك.

فأسألك أنّ تصلّى على محمّد و آل محمّد و أن تنشطني له و أن تجعلنى لك عبدا شاكرا، تجد من خلقك من تعذّبه غيري و لا أجد من يغفر لي إلاّ أنت، أنت عن عذابي غنيّ و أنا إلى رحمتك فقير، أنت موضع كلّ شكوى و شاهد كلّ نجوى، منتهى كلّ حاجة و منج من كلّ عسرة، و غوث كلّ مستغيث.

فأسألك أن تصلّى علي محمّد و آل محمّد، و أن تعصمني بطاعتك من معصيتك و بما أحببت

ص: 39

عمّا كرهت و بإيمان عن الكفر و بالهدى عن الضّلالة، و باليقين عن الريبة و بالأمانة عن الخيانة، و بالصّدق عن الكذب، و بالحقّ عن الباطل و بالتقوى عن الإثم، و بالمعروف عن المنكر و بالذّكر عن النسيان.

اللّهم صل على محمّد و آل محمّد و عافني ما أحييتني و ألهمني الشّكر على ما أعطيتنى، و كن بي رحيما، فإذا فرغت من الدّعاء.

فاسجد و قل في سجودك: اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد، و اعطف عن ظلمي و جرمي بحلمك و جودك، يا ربّ يا كريم، يا من لا يخيب سائله و لا ينفد نائله، يا من علا فلا شيء فوقه، و يا من دنا فلا شيء دونه، صلّ على محمّد و آل محمّد و ادع بما أحببت.

ثم تصلى ركعتين و تقول يا عماد من لا عماد له، و يا حرز من لا حرز له، و يا سند من لا سند له، و يا غياث من لا غياث له، و يا حرز من لا حرز له(1)، يا كريم العفو، يا حسن البلاء، يا عظيم الرجاء، يا غوث الضّعفاء يا منقذ الغرقى، يا منجى الهلكى، يا محسن، يا مجمل، يا منعم، يا مفضل، أنت الّذي سجد لك سواد اللّيل و نور النّهار، و ضوء القمر، و شعاع الشمس، و غريز الماء، و حفيف الشجر يا اللّه يا اللّه لك الأسماء الحسنى، لا شريك لك يا ربّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و نجّنا من النّار بعفوك، و أدخلنا الجنّة برحمتك و زوّجنا من الحور العين بجودك، و صلّ على محمّد و آل محمّد، و افعل بى ما أنت أهله يا أرحم الراحمين إنّك على كلّ شيء قدير و ادع بما أحببت.

ثم تصلى ركعتين و تقول: اللّهم إنّي أسألك بأسمائك الحميدة الكريمة الّتي إذا وضعت على الأشياء ذلّت لها، و إذا طلبت بها الحسنات أدركت، و إذا اريد بها صرف السّيئات صرفت، و أسألك بكلماتك التّامّات الّتي لو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام، و البحر يمدّه من بعد سبعة أبحر، ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيز حكيم، يا حيّ يا قيّوم، يا كريم يا عليّ ، يا عظيم، يا أبصر المبصرين، و يا أسمع السّامعين و يا أسرع الحاسبين، و يا أحكم الحاكمين، و يا أرحم الرّاحمين أسألك

ص: 40


1- كذا فى المصدر.

بعزّتك و أسألك بكلّ حرف أنزلته في كتاب، أن تصلّى على محمّد و آل محمّد و ادع بما بدا لك.

ثم تصلى ركعتين و تقول: سبحان من أكرم محمّدا صلى اللّه عليه و آله، سبحان من انتجب محمّدا، سبحان من انتجب عليّا، سبحان من خصّ الحسن و الحسين، سبحان من فطم بفاطمة من أحبّها من النّار، سبحان من خلق السّماوات و الأرض، سبحان من استعبد أهل السّماوات و الأرضين بولاية محمّد و آل محمّد، سبحان من خلق الجنّة لمحمّد و آل محمّد، سبحان من يورثها محمّدا و آل محمّد و شيعتهم، سبحان من خلق النار من أجل أعداء محمّد و آل محمّد سبحان من يملكها محمّدا و آل محمّد، و شيعتهم، سبحان من خلق الدّنيا و الآخرة و ما سكن فى الليل و النّهار لمحمّد و آل محمّد، الحمد للّه كما ينبغى للّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه كما ينبغي للّه و صلى اللّه على محمّد و آل محمّد و على جميع المرسلين حتّى يرضى اللّه.

اللّهم من أياديك و هي أكثر من أن تحصى، و من نعمك و هي أجلّ من أن تغادر أن يكون عدوّي عدوّك، و لا صبر لى على أناتك فعجّل هلاكهم و بوارهم و دمارهم.

ثم تصلى ركعتين و تقول: «بسم اللّه الرحمن الرحيم اللهم فاطر السموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة الرحمن الرحيم، إني أعهد إليك في دار الدنيا أني أشهد أن لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك و أنّ محمّدا عبدك و رسولك، و أنّ الدين كما شرعت، و الإسلام كما وصفت، و الكتاب كما أنزلت، و القول كما حدّثت و أنّك أنت اللّه الحقّ المبين جزى اللّه محمّدا خيرا لجزاء و حيّا اللّه محمّدا و آل محمّد بالسلام(1)

ص: 41


1- اقبال الاعمال: 180.

21- باب فضل آية الكرسى

53 - الصدوق رحمه اللّه باسناده عن عليّ عليه السّلام قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قرأ آية الكرسيّ مائة مرّة كان كمن عبد اللّه طول حياته(1).

54 - عنه قال: حدّثني محمّد بن الحسن رضي اللّه عنه قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن الجهم، عن إبراهيم بن مهزم عن رجل سمع أبا الحسن الرضا عليه السّلام يقول: من قرأ آية الكرسي عند منامه لم يخف الفالج إن شاء اللّه، و من قرأها بعد كلّ صلاة لم يضرّه ذو حمّة(2).

55 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال أتى أخوان إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالا: يا رسول اللّه إنّا نريد الشام في تجارة فعلّمنا ما نقول ؟ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بعد إذا آويتما إلى منزل فصليا العشاء الآخرة، فإذا وضع أحدكما جنبه على فراشه بعد الصلاة، فليسبح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السّلام و ليقرأ آية الكرسي فانه محفوظ من كل شيء و إنّ لصوصا تبعوهما، حتى نزلا فبعثوا غلاما لينظر كيف حالهما ناموا أم مستيقظون فانتهى الغلام عليهم و قد وضع أحدهما جنبه على فراشه و قرأ آية الكرسي و سبّح تسبيح فاطمة الزهراء عليها السّلام.

قال: فإذا عليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلاّ حائطين فرجع إلى أصحابه، فقال: لا و اللّه ما رأيت إلاّ حائطين مبنيين، فقالوا أخزاك اللّه لقد كذّبت بل ضعفت و جبنت فقاموا فنظروا فلم يجدوا إلاّ حائطين مبنيين فداروا بالحائطين فلم يروا إنسانا فانصرفوا إلى موضعهم، فلما كان من الغد جاءوا إليهما،

ص: 42


1- عيون الاخبار: 56.
2- ثواب الاعمال: 101.

فقالوا: أين كنتما؟ فقالا: ما كنّا إلاّ هاهنا، ما برحنا، فقالوا: لقد جئنا فما رأينا إلاّ حائطين مبنيين فحدّثا ناما قصّتكما؟ فقالا: أتينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعلّمنا «آية الكرسي» و تسبيح فاطمة الزهراء عليها السّلام، ففعلنا، فقالوا: انطلقا فو اللّه لا تبعكما أبدا و لا يقدر عليكما لصّ بعد هذا الكلام(1).

22- باب صلاة الحوائج

56 - محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن دويل، عن مقاتل بن مقاتل قال:

قلت للرّضا عليه السّلام جعلت فداك علمني دعاء لقضاء الحوائج، فقال: إذا كانت لك حاجة إلى اللّه عزّ و جل مهمّة فاغتسل و ألبس أنظف ثيابك، و شمّ شيئا من الطيب، ثم أبرز تحت السماء فصلّ ركعتين تفتتح الصلاة فتقرأ فاتحة الكتاب، و قل هو اللّه أحد خمس عشرة مرّة، ثم تركع فتقرأ خمس عشرة مرّة، ثم تتمّها على مثال صلاة التسبيح غير أنّ القراءة خمس عشرة مرّة، فإذا سلّمت فاقرأها خمس عشرة مرّة، ثمّ تسجد فتقول في سجودك: «اللهمّ إنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل سواك فإنّك أنت اللّه الحق المبين اقض إليّ حاجة كذا و كذا السّاعة السّاعة» و تلحّ فيما أردت.

57 - الطبرسي رحمه اللّه مرسلا عن الرضا عليه السّلام: يصلّي ركعتين، يقرأ في كلّ واحد منهما «الحمد» مرّة و «إنّا أنزلناه» ثلاث عشرة مرّة، فإذا فرغ سجد و قال: «اللهمّ يا فارج الهمّ و يا كاشف الغمّ ، و مجيب دعوة المضطرّين و رحمن الدنيا و رحيم الآخرة صلّ على محمّد و آل محمّد، و ارحمني رحمة تطفئ بها عني غضبك و سخطك و تغنيني بها عمّن سواك، ثمّ يلصق خدّه الأيمن بالأرض و يقول: «يا مذلّ كلّ جبّار عنيد و يا معزّ كل ذليل، و حقّك قد بلغ المجهود منّي في أمر كذا ففرّج عنّي،

ص: 43


1- مكارم الاخلاق: 292.

ثمّ يلصق خدّه الأيسر بالأرض و يقول مثل ذلك، ثمّ يعود إلى سجوده على جبهة و يقول مثل ذلك، فإنّ اللّه سبحانه يفرّج غمّه و يقضي حاجته.

58 - الطوسي - رحمه اللّه - بإسناده عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام أنه قال:

من كانت له حاجة، قد ضاق بها ذرعا، فلينزلها باللّه تعالى جلّ اسمه، قلت كيف يصنع ؟ قال: فليصم صوم الأربعاء، و الخميس و الجمعة ثم ليغسل رأسه بالخطمي يوم الجمعة و يلبس أنظف ثيابه و يتطيب بأطيب طيبه.

ثمّ يقدم صدقة على امرئ مسلم بما تيسر من ماله، ثمّ ليبرز إلى آفاق السماء و لا يحتجب، و يستقبل القبلة، و يصلّى ركعتين، يقرأ في الأوّلة فاتحة الكتاب و قل هو اللّه أحد خمس عشر مرة ثمّ ليركع و يقرأها خمس عشرة مرّة، ثم يرفع رأسه فيقرئها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد فيقرئها خمس عشرة مرّة.

ثمّ يرفع رأسه فيقرئها خمس عشرة مرّة، ثمّ يسجد ثانية فيقرئها خمس عشر مرّة، ثمّ يرفع رأسه فيقرئها خمس عشر مرّة، ثم ينهض فيقول مثل ذلك في الثانية فإذا جلس للتشهّد قرأها خمس عشر مرة، ثم يتشهّد و يسلّم، و يقرئها بعد التسليم خمس عشرة مرّة، ثمّ يخرّ ساجدا فيقرئها خمس عشر مرّة.

ثمّ يضع خدّه الأيمن على الأرض، فيقرئها خمس عشر مرة، ثمّ يضع خدّه الأيسر على الأرض، فيقرأ مثل ذلك، ثمّ يخرّ ثانيا فيقول و هو ساجد يبكي: يا جواد، يا ماجد، يا واحد، يا أحد، يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد، يا من هو هكذا و لا هكذا غيره، أشهد أنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك باطل، إلاّ وجهك جلّ جلالك، يا معزّ كلّ ذليل، و يا مذلّ كلّ عزيز، تعلم كربتي فصلّ على محمّد و آل محمّد و فرّج عني.

ثمّ تقلّب خدّك الأيمن و تقول ذلك: ثلثا، ثم تقلّب خدك الأيسر و تقول:

مثل ما قال أبو الحسن عليه السّلام، فاذا فعل ذلك يقضى اللّه حاجته، و ليتوجّه في حاجته إلى اللّه بمحمد و آله عليه و عليهم السّلام و يسمّيهم عن آخرهم.(1)

ص: 44


1- مصباح المتهجد: 238.

23- باب قضاء الحوائج

59 - الطوسى بإسناده قال: روى مقاتل بن مقاتل قال: قلت للرضا عليه السّلام:

جعلت فداك علّمني دعاء لقضاء الحاجة، فقال: إذا كانت لك حاجة إلى اللّه، فاغتسل و ألبس أنظف ثيابك و شمّ شيئا من الطيّب، ثم ابرز تحت السّماء، فصلّ ركعتين تفتتح الصلاة فتقرأ الحمد و قل هو اللّه أحد خمس عشر مرّة، ثم تركع و تقرأ خمس عشر مرة على مثال صلاة التسبيح غير أنّ القراءة خمس عشر مرة ثمّ تسجد فتقول في سجودك: اللّهم إنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل و مضمحلّ سواك فإنّك اللّه الحق المبين اقض لي حاجة كذا و كذا السّاعة و تلحّ فيما أردت.(1)

24- باب الاعتكاف

60 - الصدوق بإسناده عن الرضا قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام لا اعتكاف بالصوم.(2)

ص: 45


1- مصباح المتهجد: 370.
2- عيون الاخبار: 2-38.

25- باب الدعاء للخنازير

61 - الطبرسى مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: خرج لجارية لنا خنازير في عنقها فأتاني آت فقال: يا عليّ قل لها فلتقل: «يا رؤف يا رحيم يا ربّ يا سيّدي» تكرّره قال: فقالت، فأذهب اللّه عزّ و جلّ عنها(1):

62 - على بن طاوس - رحمه اللّه - قال: في دعاء يزيل مرض الخنازير، رويناه في كتاب الدّعاء للحسين بن سعيد بإسناده إلى الرّضا عليه السّلام قال: و قال هذا دعاء دعى به جعفر بن سليمان و دعاء من ائتمن فخان و قابل الإحسان بالكفران، اللّهم إني وجدت في كتابك الصّادق أنك مدحت إبراهيم خليلك عليه السّلام لمّا جادلك عن الكافرين، في قولك جلّ جلالك: «يُجٰادِلُنٰا فِي قَوْمِ لُوطٍ إِنَّ إِبْرٰاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوّٰاهٌ مُنِيبٌ » و وجدتك قد منعت محمّدا نبيّك سيّد المرسلين أن يجادلك في الخائنين الآثمين فقلت له جلّ جلالك «وَ لاٰ تُجٰادِلْ عَنِ اَلَّذِينَ يَخْتٰانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يُحِبُّ مَنْ كٰانَ خَوّٰاناً أَثِيماً» .

فعرفت عند ذلك أنّ الخيانة و...(2) و النّفاق أعظم عندك من الكفر و الشّقاق، و وجدتك تقول: «و من بُغِيَ عَلَيْهِ لَيَنْصُرَنَّهُ اَللّٰهُ » و وجدتك تقول: «وَ لاٰ يَحِيقُ اَلْمَكْرُ اَلسَّيِّئُ إِلاّٰ بِأَهْلِهِ » و وجدتك تقول؛ «فَمَنْ نَكَثَ فَإِنَّمٰا يَنْكُثُ عَلىٰ نَفْسِهِ » و وجدتك قد فرّقت بين ذوى الأرحام بالآثام فعاديت قابيل لمّا عصاك و واليت هابيل، لما والاك، و هما من أب واحد و أمّ واحدة، و غرّقت ولد نوح لمّا عصاك، و نصرت أباه لما طلب رضاك و أردت من آدم أن يعادى ولده قابيل لما أخرجته من حماك و من نوح أن يعادى ولده، و لا يشفع له في الخلاص من الهلاك.

اللّهم و إنك سترت عنّي سوء سريرة فلان حتى اغتررت بعلانيته و وثقت إلى

ص: 46


1- ذيل مهج الدعوات: 15
2- كذا فى المصدر.

أمانته و صحبته، و زكيته بما ظهر لي خلاف تزكيته و قد كنت أوصيت إليه بأولادي ليكون أميالهم في اتباع مرادي، و قد خانني في نفس ما أوصيت إليه و وثقت به منه و دخل تحت لفظ الخائن الّذي منعت رسولك من المجادلة عنه.

اللّهم فلا تجادلني عن الانتصاف منه، اللّهم و قد بغى عليّ في حال سكوني إليه فأسألك إنجاز الوعد لمن بغى عليه، و قد مكر بي فيما لو كنت حاضرا ما أقدم عليه، و جعلك دوني في المراقبة فيما بلغ حاله إليه و إن كنت تعلم يا إلهى أنّه كان قد حلف أنّه معي على الصّفاء و الوفاء و نكث الأيمان الّتي شهدت بها عليه.

اللّهم و إن كنت تعلم ما بأيدينا من الحجّة عليه و أننا أخّرنا ذلك بحسب ما هديتنا إليه و لو أمرتنا بهذه الوصلة و ارتضيتها لنا أننا كنّا ندعو فيها إليك و ترغّب أهلها في الإقبال عليك، و نحثّهم على الصّلوات و العبادات و الصدقات، و نفع أهل الضّرورات، و مصلحة الأحياء منهم و الأموات، و أنّ فلانا قد اجتمع معهم في ظاهر العادات على خلاف هذه الإرادات و أنه و إيّاهم متّفقون على مجرد اللّذّات و اتّباع الشّهوات و منع الزّكوات، و إهمال قضاء الديون الواجبات عن الأموات و يضيعون أعمارهم و ما يقدرون عليه في النّدامات فنحن داعون عليهم لما قد فوّضنا فيه إليك لتقدّم منه ما تشاء و تؤخّر ما تشاء و توكلنا عليك.

فانصر اللّهم أقرب الفريقين إليك، و اجعل من عقوبة المجترئين عليك، المهوّنين في المنافسة فيما يزلف لديك تخليصهم من هذه التبعات بتعجيل الممات، و الآفات، و تعثيرهم من سائر الحركات و السّكنات و قطعهم عن استحقاق العقوبات، و عن الاستخفاف بما يحب لك و لرسولك من الحرمات، تقتلهم بسيف نحوسهم و ذهاب نفوسهم، و تفريق ما اجتمعوا عليه من مخالفتك، و مفارقة إرادتك و مراقبتك، و حل بينهم و بين إتلاف نعمتك في معصيتك و اسلبها منهم و ارفع حلمك عنهم و اجعلهم عظة تردع غيرهم عن اتّباع آثارهم و خلّصهم عن آصارهم و اصرارهم و صن مقدس حضرتك في شريف بيوتك من جرأتهم عليك و اجعل ذلك رحمة لهم، و تخفيفا من عقوباتهم عند قدومهم عليك.

ص: 47

فأنت تعلم يا إلهى أنّك جعلت لى قدوة على الانتصاف منهم و بكثير من طرق الإمكان و لكني ما آمن أن يدخل في انتصافى خلل في الزيادة و النقصان و أنّ الانتصاف لي بيد عدلك و حلمك و فضلك أنا آمن من خطر عواقبه، و واثق بكمال مطالبه، اللّهم و قد رأيت في الحديث أنّ من أحسن إلى أحد أو نصره، فقابل إحسانه بالكفران و نصره بالخذلان إنك تستجيب دعاءه عليه، و قد حضرت إحسانى إلى من أحسنت منهم إليه و نصرتي له فيما احتاجوا مني إليه، اللّهم فأرني تصديق الحديث المنقول و اجعل ذلك آية لك و معجزة للمبلغ الرسول اللّهم فإنك تعلم أنّ من جملة إحساني إليه بسترى عليه(1).

26- باب الدعاء للضالة

63 - الطبرسى قال: روي عن الرّضا عليه السّلام قال: إذا ذهب لك ضالّة أو متاع فقل: «وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ اَلْغَيْبِ » إلى قوله: «فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ »، ثمّ تقول: «اللّهم إنّك تهدى من الضلالة و تنجي من العمى و تردّ الضّالّة، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي و ردّ ضالّتي و صلّ على محمّد و آله و سلّم(2).

ص: 48


1- مكارم الاخلاق: 453
2- مكارم الاخلاق: 446

27- باب الدعاء لرفع السحر

64 - الطبرسي مرسلا عن محمّد بن عيسى قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن السحر؟ فقال: هو حقّ و هو يضرّ بإذن اللّه تعالى، فإذا أصابك ذلك فارفع يدك حذاء وجهك و اقرأ عليها «باسم اللّه العظيم باسم اللّه العظيم ربّ العرش العظيم إلا ذهبت و انقرضت» قال: و سأله رجل عن العين ؟ فقال: حقّ ، فإذا أصابك ذلك فارفع كفيّك حذاء وجهك و اقرأ «اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ » و «قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ » و المعوّذتين و امسحهما على نواصيك فإنّه نافع بإذن اللّه(1).

28- باب الدعاء لحمى الربع

65 - المفيد بإسناده عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قال لى: ما لي أراك مصفرا؟ فقلت: هذا الحمّى الربع قد ألحّت عليّ ، قال:

فدعا بدواة و قرطاس ثمّ كتب: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، أبجد، هوّز، حطّي، عن فلانة بن فلانة» ثمّ دعا بخيط فأتي بخيط مبلول، فقال: ائتني بخيط لم يمسّه الماء، فاتى بخيط يابس، فشدّ وسطه و عقد علي الجانب الأيمن أربعة و عقد على الأيسر ثلاث عقد، و قرأ على كل عقدة الحمد و المعوذتين و آية الكرسى، ثمّ دفعه إلى و قال: شدّه على عضدك الأيمن و لا تشدّه على الأيسر(2).

66 - الطبرسىّ مرسلا عن الوشاء، قال: دخل رجل على الرّضا عليه السّلام فقال له:

ص: 49


1- مكارم الاخلاق 477
2- الاختصاص: 18

ما لي أراك مصفارا قال: حمى الربع، قد ألحت عليّ فدعا بدواة و كتب: «بسم اللّه الرحمن الرحيم بسم اللّه و باللّه أبجد، هوّز، حطّى، عن فلابن فلانة بإذن اللّه تعالى» ثمّ تختم فى أسفل الكتاب سبع مرّات خاتم سليمان عليه السّلام، ثمّ طواه، ثمّ قال: يا معتّب ائتني بسلك لم يصبه الماء و لا البزاق فأتاه به فعقد عليه، ثمّ أدناه من فيه فعقد من جانب أربع عقد، يقرأ على كل عقدة فاتحة الكتاب و المعوّذتين و التوحيد و آية الكرسى و على الجانب الأخر ثلاث عقد، يقرأ عليها مثل ذلك و ناوله إيّاه.

و قال: اربطه على عضدك الأيمن و اقرأ آية الكرسي و اختم و لا تجامع عليه و في رواية ثمّ أدرج الكتاب و دعا بخيط مبلول، فقال: ائتوني بخيط يابس فعقد وسطه و عقد على الأيمن أربع عقد و على الأيسر ثلاث عقد، و قرأ على كلّ عقدة أمّ الكتاب و المعوّذتين و قل هو اللّه أحد و آية الكرسيّ علي الترتيب، ثمّ قال: هاك؛ شدّه على عضدك الأيمن و لا تجامع(1).

67 - عنه - رحمه اللّه - قال: ذكر أبو ذكريا الحضرميّ أنّ أبا الحسن عليه السّلام كتب له هذا الكتاب و كان يحمّ حمّى الرّبع، و أمر أن يكتب على يده اليمنى: «باسم اللّه جبرئيل» و على يده اليسرى «باسم اللّه ميكائيل» و على رجله اليمنى «باسم اللّه إسرافيل» و على رجله اليسرى «باسم اللّه عزرائيل باسم اللّه لا يرون فيها شمسا و لا زمهريرا» و بين كتفيه «باسم اللّه العزيز الجبار»(2).

29- باب الاحراز و الرقى

68 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن موسى المتوكّل - رضى اللّه عنه - قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، قال: لمّا نزل أبو الحسن عليّ بن موسى

ص: 50


1- مكارم الاخلاق: 463
2- مكارم الاخلاق: 464

الرّضا عليهما السّلام قصر حميد بن قحطبة نزع ثيابه و ناولها حميدا، فاحتملها و ناولها جارية له لتغسلها؟ فما لبثت أن جاءت و معها رقعة فناولتها حميدا، فقالت: وجدتها في جيب أبي الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، فقلت: جعلت فداك إنّ الجارية وجدت رقعة في جيب قميصك، فما هي ؟ قال: يا حميد هذه عوذة لا نفارقها، فقلت: لو شرّفتنى بها قال عليه السّلام: هذه عوذة من أمسكها في جيبه كان مدفوعا عنه، و كانت له حرز من الشيطان الرّجيم و من السلطان.

ثم أملى عليّ حميد العوذة و هي: «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، بسم اللّه إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أو غير تقىّ ، أخذت باللّه السميع البصير على سمعك و بصرك لا سلطان لك عليّ ، و لا على سمعي و لا بصري، و لا على شعري، و لا على بشري و لا على لحمي و لا على دمي و لا على مخي و لا على عصبي، و لا على عظامي، و لا على أهلي و لا عليّ ، فارزقني ربّي، سترت بيني و بينك بسترة النبوّة الّذي استتر به أنبياء اللّه من سلطان الفراعنة جبرائيل عن يميني و ميكائيل عن يساري، و إسرافيل من ورائي و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمامى و اللّه مطلع على ما يمنعك و يمنع الشيطان منى، اللّهم لا يغلب جهله أناتك أن يستفزّني و يستخفني اللّهم إليك التجأت، اللّهم إليك التجات اللّهم إليك التجات.(1)

69 - الطبرسى - رحمه اللّه قال: و كان أبو الحسن الرّضا عليه السّلام إذا نظر إلى هذه الكواكب الّتي يقال لها: السها في بنات النعش قال: «اللّهم ربّ هوذ بن آسية آمني شرّ كل عقرب و حيّة»، قال: و كان يقول: من تعوّذ بها ثلاث مرّات حين ينظر إليها باللّيل لم يصبه عقرب و لا حيّة.(2)

70 - الطبرسى مرسلا عن الرضا عليه السّلام: «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا » «اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ » أخذت سمعك و بصرك بسمع اللّه و بصره و أخذت قوتك و سلطانك بقوّة اللّه و سلطان اللّه الحاجز بينى و بينك، بما حجز به

ص: 51


1- عيون الاخبار: 2-137.
2- مكارم الاخلاق: 338.

أنبياءه و رسله و سترهم من الفراعنة، و سطواتهم؛ جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و محمّد أمامي و اللّه محيط بي يحجزك عنّي، و يحول بينك و بيني بحوله و قوّته، حسبي اللّه و نعم الوكيل، ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن» و يكتب آية الكرسيّ على التنزيل و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العليّ العظيم و يحملها.(1)

30- باب الدعاء عند السفر

71 - الحميرى - رحمه اللّه - عن أحمد بن عيسى بن أسباط قال: قلت لأبى الحسن ما ترى أخرج برا أو بحرا فإنّ طريقنا مخوف شديد الخطر، فقال اخرج برّا ثمّ قال: و لا عليك أن تأتي مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فتصلي ركعتين في غير وقت فريضة، تستخير اللّه مائة مرة فان خرج لك على البحر، فقل الذي قال اللّه تبارك و تعالى: «اِرْكَبُوا فِيهٰا بِسْمِ اَللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ » فاذا اضطرب فقل: «بسم اللّه اسكن بسكينة اللّه و قرّ بوقار اللّه، و اهد بإذن اللّه لا حول و لا قوة إلاّ باذن اللّه».

قلنا له أصلحك اللّه ما السكينة ؟ قال ريح تخرج من الجنة لها صورة كصورة الإنسان و رائحته طيبة و هي الّتي نزلت على إبراهيم صلوات اللّه عليه، فأقبلت تدور حول أركان البيت و هو يضع الأساطين، قلنا: هي من الّتي قال فيه سكينة من ربكم و بقيّة مما ترك آل موسى و آل هارون تحمله الملائكة قال تلك السكينة كانت في التابوت و كانت فيها طست تغسل فيها قلوب الأنبياء، و كان التابوت يدور في بني اسرائيل مع الأنبياء.

ثم أقبل علينا فقال: فما تابوتكم قلنا: السّلاح قال: صدّقتم هو تابوتكم، ثم قال:

فإن خرجت برا فقل الّذي قال اللّه: «سُبْحٰانَ اَلَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا لَمُنْقَلِبُونَ » فإنّه ليس عبد يقول عند ركوبه فيقع من بعير أو دابّة، فيضره

ص: 52


1- مكارم الاخلاق: 481.

بشيء باذن اللّه، و قال إذا خرجت من منزلك فقل: بسم اللّه آمنت باللّه توكلت على اللّه لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، فإنّ الملائكة تضرب وجوه الشياطين، و تقول قد سمّى اللّه و آمن باللّه و توكّل على اللّه و قال لا حول و لا قوة إلاّ باللّه.(1)

72 - البرقي، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن سنان، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: كان أبي يقول إذا خرج من منزله: «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ ، خرجت بحول اللّه و قوّته لا بحول منّي و لا قوّة، بل بحولك و قوّتك يا ربّ متعرّضا لرزقي فأتني به في عافية».(2)

73 - الطبرسي مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال إذا خرجت من منزلك في سفر أو حضر فقل: «بسم اللّه آمنت باللّه توكلت على اللّه، ما شاء اللّه لا حول و لا قوة إلاّ باللّه» فتلقاه الشيطان فتضرب الملائكة وجوهها و تقول: ما سبيلكم عليه، و قد سمّى اللّه و آمن به و توكّل عليه و قال: «مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ ».(3)

74 - عنه مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا ركب الرّجل الدّابة، فسمّي، ردفه ملك يحفظه حتّى ينزل، فإن ركب و لم يسمّ ردفه شيطان فيقول تغنّ فإن قال: لا أحسن، قال: تمنّ ؛ فلا يزال يتمنّى حتّى ينزل.(4)

75 - عنه قال: قال عليه السّلام: من قال إذا ركب الدابّة: «بسم اللّه و لا قوة إلاّ باللّه الحمد للّه الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين» حفظت له نفسه و دابّته حتّى ينزل، و في رواية اخرى ما يقال عند الركوب: «الحمد للّه الّذي هدانا للإسلام و علّمنا القرآن و منّ علينا بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، سبحان الّذي سخّر لنا و ما كنّا له مقرنين و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون و الحمد للّه ربّ العالمين.

اللّهم أنت الحامل على الظهر، و المستعان على الأمر و أنت الصّاحب في السفر

ص: 53


1- قرب الاسناد: 218.
2- المحاسن: 352.
3- مكارم الاخلاق: 282.
4- مكارم الاخلاق: 284.

و الخليفة في الأهل و المال و الولد، اللّهم أنت عضدي و ناصري» و إذا مضت بك راحلتك فقل في طريقك: خرجت بحول اللّه و قوته بغير حول منّي و لا قوّة و لكن بحول اللّه و قوته، برئت إليك يا ربّ من الحول و القوّة.

اللّهم إنّي أسألك بركة سفري هذا و بركة أهله، اللّهم إنّي أسألك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا تسوقه إلى و أنا خافض فى عافية، بقوتك و قدرتك، اللّهم إنّى سرت في سفرى هذا بلا ثقة منّى بغيرك و لا رجاء لسواك، فارزقنى في ذلك شكرك و عافيتك و وفّقني لطاعتك و عبادتك حتّى ترضي و بعد الرّضا [يا ذا الجلال و الإكرام برحمتك يا أرحم الراحمين].(1)

31- باب ادعية الرضا عليه السلام

76 - عنه قال: حدّثني السيد الامام أبو البركات محمّد بن إسماعيل الحسيني المشهدي قال: حدّثني المفيد أبو الوفاء عبد الجبّار بن عبد اللّه المقري قال حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن بن على الطوسى؛ و أخبرنا الشيخ الفقيه أبو القاسم الحسن بن علي بن محمّد الجوينى رحمه اللّه و أخبرنى الشيخ أبو عبد اللّه الحسن بن حمد بن محمّد بن طحال المقداديّ ، قدس اللّه روحه و أخبرنا الشيخ أبو على بن محمّد بن الحسن الطوسى، قال حدّثنا والدي رحمه اللّه.

و أخبرنى شيخى و جدّى، قال حدّثنا والدي الفقيه أبو الحسن قال حدّثنا الشيخ أبو جعفر محمّد بن الحسن الطوسى قال حدثنا عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن سعيد، قال حدّثنا الحسن بن على بن فضّال قال حدّثنا محمّد بن أورمة قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرضا عليه السّلام أنّه قال: رقعة الجيب عوذة لكلّ شيء «بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ بسم اللّه اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أخذت

ص: 54


1- مكارم الاخلاق: 284.

بسمع اللّه و بصره على أسماعكم و أبصاركم و بقوّة اللّه على قوتكم، لا سلطان لكم على فلان بن فلانة و لا على ذريّته و لا على أهله و لا على أهله بيته، سترت بيني و بينكم بستر النبوّة الذي استتروا به من سطوات الجبابرة و الفراعنة جبرئيل عن أيمانكم و ميكائيل عن يساركم و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمامكم و اللّه يطلّ عليكم بمنعه نبيّ اللّه و بمنع ذريّته و أهل بيته منكم و من الشياطين ما شاء اللّه لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العلى العظيم».

اللّهم إنّه لا يبلغ جهله أناتك و لا تبتله و لا يبلغ مجهود نفسه، عليك توكّلت و أنت نعم المولى و نعم النصير؛ حرسك اللّه يا فلابن فلانة و ذرّيتك ممّا تخاف على أحد من خلقه و صلّى اللّه على محمّد و آله و يكتب آية الكرسى على التنزيل «اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ ... يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ » و يكتب «لا حول و لا قوة إلاّ باللّه العليّ العظيم لا ملجأ من اللّه إلاّ إليه و حسبي اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ » و أسلم في رأس الشهباء فيها طا، لسلسبيلا، و يكتب صلّى اللّه على محمّد و آله الطيّبين الطاهرين).(1)

77 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام: «بسم اللّه الرحمن الرحيم، يا من لا شبيه له و لا مثال له، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و لا خالق إلاّ أنت، تفني المخلوقين و تبقي أنت حلمت عمّن عصاك و فى المغفرة رضاك».(2)

78 - عنه - رحمه اللّه - عن الرضا عليه السّلام قال: الفزع الفزع إليك يا ذا المحاضرة و الرّغبة إليك يا من به المفاخرة و أنت اللّهم مشاهد هواجيس النفوس، و مراصد حركات القلوب و مطالع مسرات السرائر، من غير تكلف و لا تعسّف و قد ترى اللّهم ما ليس عنك بمنطوي و لكن حلمك آمن أهله عليه جرأة و تمرّدا و عتوّا و عنادا و ما يعانيه أوليائك من تعفية آثار الحقّ و دروس معالمه، و تزيد الفواحش و استمرار أهلها عليها و ظهور الباطل و غموم التغاشم و التراضي بذلك في المعاملات و المتصرّفات مذ جرت به العادات و صار

ص: 55


1- مهج الدعوات: 34.
2- مهج الدعوات: 35.

كالمفروضات و المسنونات.

اللّهم فبادر الّذي من أعنته به، فاز من أيّدته لم يخف لمز لمّاز، و خذ الظّالم أخذا عنيفا و لا تكن له راحما و لا به رءوفا، اللّهم اللهمّ ، اللهمّ بادرهم، اللهمّ عاجلهم، اللهمّ لا تمهلهم، اللهمّ غادرهم بكرة و هجيرة و سحرة، و بياتا و هم نائمون، و ضحي و هم يلعبون و مكرا و هم يمكرون، و فجاة و هم آمنون.

اللّهم بدّدهم و بدّد أعوانهم و افلل أعضادهم و اهرم جنودهم و أفلل حدّهم و اجتثّ سنامهم، و أضعف عزائمهم، اللّهم امنحنا أكتافهم و ملّكنا أكنافهم و بدّلهم بالنعم النّقم و بدّلنا من محاذرتهم و بغيهم السّلامة و أغنمناهم أكمل المغنم اللّهم لا تردّ عنهم بأسك الذي إذا حلّ بقوم فساء صباح المنذرين.(1)

79 - عنه - قال: لمّا مات أبو الحسن الرضا على بن موسى صلوات اللّه عليه وجد عليه تعويذ معلّق و في آخره عوذة ذكر أنّ آبائه عليهم السّلام كانوا يقولون إنّ جدهم عليّا صلوات اللّه عليه كان يتعوّذ بها من الأعداء و كانت معلّقة في قراب سيفه و في آخرها أسماء اللّه عزّ و جل و أنه عليه السّلام شرط على ولده و أهله أن لا يدعوا بها على أحد فانّ من دعا به لم يحجب دعائه عن اللّه جلّ اسمه و تقدّست أسماؤه و هو:

«اللّهم بك استفتح و بك أستنجح و بمحمد صلى اللّه عليه و آله أتوجّه، اللّهم سهل لى حزونته و كلّ حزونة، و ذلّل لي صعوبته و كلّ صعوبة و اكفنى مئونته و كلّ مئونة، و ارزقنى معروفه و ودّه و اصرف عنّي ضرّه و معرّته إنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب، أَلاٰ إِنَّ أَوْلِيٰاءَ اَللّٰهِ لاٰ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لاٰ هُمْ يَحْزَنُونَ ، إِنّٰا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ طه حم لاٰ يُنْصَرُونَ و جَعَلْنٰا فِي أَعْنٰاقِهِمْ أَغْلاٰلاً فَهِيَ إِلَى اَلْأَذْقٰانِ فَهُمْ مُقْمَحُونَ وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ .

أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ طَبَعَ اَللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ وَ سَمْعِهِمْ وَ أَبْصٰارِهِمْ وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْغٰافِلُونَ لاٰ جَرَمَ أَنَّ اَللّٰهَ يَعْلَمُ مٰا يُسِرُّونَ وَ مٰا يُعْلِنُونَ ، فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللّٰهُ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ ، وَ تَرٰاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ ، صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاٰ يَرْجِعُونَ طسم تِلْكَ آيٰاتُ اَلْكِتٰابِ اَلْمُبِينِ

ص: 56


1- مهج الدعوات: 58.

لَعَلَّكَ بٰاخِعٌ نَفْسَكَ أَلاّٰ يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ ، إِنْ نَشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِمْ مِنَ اَلسَّمٰاءِ آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنٰاقُهُمْ لَهٰا خٰاضِعِينَ «الأسماء».

اللّهم انّى أسألك بالعين الّتي لا تنام و بالعزّ الّذي لا يرام، و بالملك الّذي لا يضام، و بالنّور الذي لا يطفى و بالوجه الّذي لا يبلى، و بالحياة الّذي لا تموت، و بالصمديّة الّتي لا تقهر، و بالديمومية الّتي لا تفنى و بالاسم الّذي لا يردّ، و بالربوبيّة الّتي لا تستذلّ أن تصلّى على محمّد و آل محمّد و أن تفعل بى كذا و كذا و تذكر حاجتك تقضى إنشاء اللّه تعالى.(1)

80 - عنه رحمه اللّه عن الرضا عليه السّلام التي تعوّذ بها لمّا القي في بركة السّباع وجدت ما هذا لفظه، قال الفضل بن الرّبيع: لمّا اصطبح الرّشيد يوما ثمّ استدعى حاجبه، فقال له امض إلى علي بن موسى العلوي أخرجه من الحبس و ألقه في بركة السّباع فما زلت ألطف به و أرفق و لا يزداد إلاّ غضبا و قال: و اللّه لئن لم تلقه إلى السباع لألقينّك عوضه.

قال فمضيت إلى عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام فقلت له إنّ أمير المؤمنين أمرنى بكذا و كذا، قال افعل ما امرت فاني مستعين باللّه تعالى عليه و أقبل بهذه العوذة و هو يمشى معى إلى أن ينتهى إلى البركة، ففتحت بابها و أدخلته فيها، و فيها أربعون سبعا، و عندي من الغمّ و القلق أن يكون قتل مثله على يدي وعدت إلى موضعي.

فلما انتصف الليل أتانى خادم فقال لى إنّ أمير المؤمنين يدعوك فصرت إليه فقال:

لعلّي أخطأت البارحة بخطيئة أو أتيت منكرا فإنى رأيت البارحة مناما، هالني و ذاك إنى رأيت جماعة من الرّجال دخلوا عليّ و بأيديهم سائر السّلاح و في وسطهم رجل كانّه القمر و دخل إلى قلبى هيبته، فقال لي قائل: هذا أمير المؤمنين - صلوات اللّه عليه، و على أبنائه - فتقدّمت إليه لأقبل قدميه فصرفني عنه و قال: «فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ وَ تُقَطِّعُوا أَرْحٰامَكُمْ » .

ص: 57


1- مهج الدعوات: 247.

ثم حوّل وجهه فدخل بابا فانتبهت مذعورا لذلك فقلت يا أمير المؤمنين أمرتنى أن القي موسى(1) للسباع فقال ويلك ألقيته فقلت إي و اللّه! فقال امض و انظر ما حاله فاخذت الشمع بين يدىّ و طالعته، فاذا هو قائم يصلّي و السباع حوله قعدت إليه فاخبرته فلم يصدّقنى و نهض و اطلع إليه، فشاهده فى تلك الحال فقال: السلام عليك يا ابن عمّ ، فلم يجبه حتى فرغ من صلاته، ثم قال و عليك السلام يا ابن عمّ قد كنت أرجو أن لا تسلّم عليّ في مثل هذا الموضع، فقال أقلني فاني معتذر إليك فقال له: قد نجانا اللّه تعالى بلطفه فله الحمد.

ثمّ أمر بإخراجه فأخرج، فقال: فلا و اللّه ما تبعه سبع، فلما حضر بين يدي الرشيد عانقه ثمّ حمله إلى مجلسه و دفعه فوق سريره، و قال له: يا ابن عمّ إن أردت المقام عند نا ففى الرّحب و السعة و قد أمرنا لك و لأهلك بمال و ثياب، فقال له لا حاجة إلى في المال و لا الثياب و لكن فى قريش نفر يفرق ذلك عليهم و ذكر له قوما فأمر له بصلة و كسوة.

ثمّ أمره أن يركب على بغال البريد إلى المواضع الّذي يحبّ فأجابه إلى ذلك، و قال لى شيّعه فشيّعته إلى بعض الطريق و قلت له يا سيدى إن رأيت أن تطول عليّ بالعوذة، فقال: منعنا أن ندفع عوذنا و تسبيحنا إلى كلّ أحد و لكن لك عليّ حقّ الصحبة و الخدمة، فاحتفظ بها فكتبتها في دفتر و شدّدتها فى منديل في كمي فما دخلت إلى أمير المؤمنين إلاّ ضحك إلى و قضى حوائجى و لا سافرت الاّ كان حرز أو أمانا من كلّ خوف و لا وقعت في شدّة إلاّ دعوت بها ففرّج عنّي ثم ذكرها.

يقول عليّ بن موسى بن طاوس مصنّف هذا الكتاب: و بما كان هذا الحديث عن الكاظم موسى بن جعفر صلوات اللّه عليه لأنه كان محبوسا عند الرّشيد لكنّني ذكرت هذا كما وجدته و هو: «بسم اللّه الرحمن الرحيم لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له أنجز وعده، و نصر عبده، و أعزّ جنده و هزم الأحزاب وحده، فله الملك و له الحمد، الحمد للّه ربّ العالمين أمسيت و أصبحت فى حمى اللّه الّذي لا يستباح و ذمّته الّتي لا ترام و لا تخفر و في عزّ اللّه الّذي لا يذلّ و لا يقهر و فى حزبه الّذي لا يغلب و فى جنده الّذي

ص: 58


1- كذا فى المصدر.

لا يهزم، و حريمه الّذي لا يستباح.

باللّه استجرت و باللّه أصبحت و باللّه استنجحت و تعوّذت و انتصرت و تقوّيت، و بعزّة اللّه قوّيت على أعدائى، و بجلال اللّه و كبريائه ظهرت عليهم، و قهرتهم بحول اللّه و قوته، و استعنت عليهم باللّه و فوّضت أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ و حسبى اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ .

وَ تَرٰاهُمْ يَنْظُرُونَ إِلَيْكَ وَ هُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ أَتىٰ أَمْرُ اَللّٰهِ فلجت حجة اللّه غلبت كلمة أعداء اللّه الفاسقين و جنود إبليس أجمعين لَنْ يَضُرُّوكُمْ إِلاّٰ أَذىً وَ إِنْ يُقٰاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ اَلْأَدْبٰارَ ثُمَّ لاٰ يُنْصَرُونَ ، ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ اَلذِّلَّةُ أَيْنَ مٰا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلاً ، لاٰ يُقٰاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلاّٰ فِي قُرىً مُحَصَّنَةٍ أَوْ مِنْ وَرٰاءِ جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً، وَ قُلُوبُهُمْ شَتّٰى ذٰلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاٰ يَعْقِلُونَ .

تحصنت منهم بالحصن المحفوظ، فما اسطاعوا أن يظهروه و ما استطاعوا له نقبا أويت إلى ركن شديد و التجات إلى كهف رفيع و تمسكت بالحبل المتين و تدرّعت بدرع اللّه الحصينة و تدرّقت بدرقة أمير المؤمنين و تعوّذت بعوذة سليمان بن داود، و تختمت بخاتمة فأنا حيثما سلكت آمن مطمئنّ و عدوّي في الأهوال حيران، قد حف بالمهانة، و البس الذّلّ و قمع بالصّغار ضربت على نفسى سرادق الحياطة و لبست درع الحفظ و علّقت على هيكل الهيبة، و تتوّجت بتاج الكرامة.

و تقلّدت بسيف العزّ الّذي لا يفلّ و خفيت عن أعين الباغين الناظرين و تواريت عن الظنون و أمنت على نفسي و سلمت من أعدائي بجلال اللّه فهم لي خاضعون و عنّى نافرون كأنّهم حمر مستنفرة فرّت من قسورة قصرت أيديهم عن بلوغي و عميت أبصارهم عن رؤيتى و خرست ألسنتهم عن ذكري، و ذهلت عقولهم عن معرفتي، و تخوّفت قلوبهم و ارتعدت فرائصهم، و نفوسهم من مخافتي.

يا اللّه الّذي لا إله إلاّ هو يا هو يا من لا إله إلاّ هو افلل جنودهم، و اكسر شوكتهم، و نكّس رءوسهم و أعم أبصارهم، فضلّت أعناقهم لى خاضعين و انهزم جيشهم، و ولّوا مدبرين، سيهزم الجمع و يولّون الدّبر بل الساعة موعدهم و الساعة أدهى و

ص: 59

أمرّ وَ مٰا أَمْرُ اَلسّٰاعَةِ إِلاّٰ كَلَمْحِ اَلْبَصَرِ ، علوت عليهم بعلو اللّه الّذي كان يعلو به صاحب الحروب منكّس الرّايات و مبيد الأقران، و تعوّذت بأسماء اللّه الحسنى، و كلماته العليا، و ظهرت على أعدائي ببأس شديد و أمر رشيد، و أذللتهم و قمعت رءوسهم و ظلّت أعناقهم لي خاضعين فخاب من ناواني و هلك من عادانى.

و أنا المؤيّد المنصور و المظفّر المتوّج المحبور و قد لزمت كلمة التقوى و استمسكت بالعروة الوثقى، و اعتصمت بحبل اللّه المتين فلن يضرّني كيدا الكائدين و حسد الحاسدين، أبد الآبدين و دهر الداهرين، فلن يراني أحد و يقدر عليّ أحد قل إنّما أنا أدعو ربّي و لا أشرك به أحدا، أسألك يا متفضّل أن تتفضل عليّ بالأمن و الإيمان على نفسي و روحي بالسّلامة من أعدائى و أن تحول بينى و بين شرّهم بالملائكة الغلاظ الشّداد لاٰ يَعْصُونَ اَللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ .

و أيّدني بالجند الكثيفة و الأرواح العظيمة المطيعة فيجيبونهم بالحجّة البالغة و يقذفونهم بالحجر الدامغ، و يضربونهم بالسيف القاطع، و يرمونهم بالشّهاب الثاقب، و الحريق الملتهب، و الشّواظ المحرق، وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جٰانِبٍ ، دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذٰابٌ وٰاصِبٌ ، قذفتهم و زجرتهم بفضل بسم اللّه الرحمن الرّحيم بطه و يس، و الذّاريات، و الطواسين و تنزيل القرآن العظيم، و الحواميم و بكهيعص و بكاف كفيت و بهاء هديت و بياء يسّر لي و بعين علوت و بصاد صدقت إنّه لا إله إلاّ هو.

و ب ن وَ اَلْقَلَمِ وَ مٰا يَسْطُرُونَ و بِمَوٰاقِعِ اَلنُّجُومِ و ب اَلطُّورِ وَ كِتٰابٍ مَسْطُورٍ فِي رَقٍّ مَنْشُورٍ، وَ اَلْبَيْتِ اَلْمَعْمُورِ، وَ اَلسَّقْفِ اَلْمَرْفُوعِ ، وَ اَلْبَحْرِ اَلْمَسْجُورِ إِنَّ عَذٰابَ رَبِّكَ لَوٰاقِعٌ مٰا لَهُ مِنْ دٰافِعٍ ، فولّوا مدبرين على أعقابهم ناكصين و في ديارهم خائفين، فَوَقَعَ اَلْحَقُّ وَ بَطَلَ مٰا كٰانُوا يَعْمَلُونَ فَغُلِبُوا هُنٰالِكَ وَ اِنْقَلَبُوا صٰاغِرِينَ وَ أُلْقِيَ اَلسَّحَرَةُ سٰاجِدِينَ فَوَقٰاهُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِ مٰا مَكَرُوا وَ حٰاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ اَلْعَذٰابِ .

وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اَللّٰهُ وَ اَللّٰهُ خَيْرُ اَلْمٰاكِرِينَ ، اَلَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ اَلنّٰاسُ إِنَّ اَلنّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزٰادَهُمْ إِيمٰاناً وَ قٰالُوا حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اِتَّبَعُوا رِضْوٰانَ اَللّٰهِ وَ اَللّٰهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ، أعوذ بك من همزات الشياطين و أعوذ

ص: 60

بك ربّ أن يحضرون.

اللّهم إنّى أعوذ بك من شرّ ما أخاف و أحذر، و أسألك من خير ما عندك فسيكفيكهم اللّه و هو السميع العليم لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن شمالى، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمامي و اللّه عزّ و جل يظلّ عليّ يمنعكم منّي و يمنع الشيطان الرجيم، يا من جعل بين البحرين حاجزا احجز بينى و بين أعدائي حتى لا يصلوا إلى بسوء، سترت بينى و بينهم بستر اللّه الّذي يستتر به من سطوات الفراعنة و من كان في ستر اللّه كان محفوظا.

حسبى الّذي يكفي و ما لا يكفى أحد سواه وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ ، اللّهم اضرب على سرادقات حفظك الّذي لا يهتكه الرياح، و لا تخرقه الرماح، و اكفني شرّ ما أخافه بروح قدسك الّذي من ألقيته عليه كان مستورا عن عيون النّاظرين، و كبيرا في صدور الخلائق أجمعين، و وفق لي أسمائك الحسنى و كلماتك العليا، صلاحي في جميع ما اؤمله من خير الدّنيا و الآخرة و اصرف عنّى أبصار النّاظرين، و اصرف عنّى شرّ قلوبهم و شر ما يضمرون إلى خير ما لا يملكه غيرك.

اللّهم إنّك أنت مولاى و ملاذي، فبك ألوذ و أنت معاذي فبك أعوذ يا من دان له رقاب الجبابرة و خضعت له عماليق الفراعنة أجرنى اللّهم من خزيك و كشف سترك و نسيان ذكرك و الإضراب عن شكرك، أنا في كنفك ليلي و نهاري و يومي و قراري و انتباهي و انتشاري ذكرك شعاري و ثناؤك دثاري.

اللّهم إنّ خوفي أمسى و أصبح مستجيرا بك و بأمانك، من خوفك، و سوء عذابك و اضرب عليّ سرادقات حفظك و ارزقني حفظ عنايتك برحمتك يا أرحم الراحمين. آمين آمين يا ربّ العالمين.(1)

81 - عنه - رحمه اللّه - قال: وجدناه من كتاب أصل يونس بن بكير قال: و سألت سيدي أن يعلمني دعاء أدعو به عند الشّدائد، فقال لى يا يونس تحفظ ما أكتبه لك

ص: 61


1- مهج الدعوات: 248.

و ادع به في كلّ شدة تجاب و تعطى ما تتمنّاه.

ثمّ كتب لى بسم اللّه الرحمن الرحيم اللّهم إنّ ذنوبى و كثرتها قد أخلقت وجهى عندك و حجبتني عن استيهال رحمتك و باعدتنى عن استجاب مغفرتك و لو لا تعلقي بآلائك و تمسكي بالدّعاء و ما وعدت أمثالى من المسرفين و أشباهى من الخاطئين و أوعدت القانطين من رحمتك و بقولك يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ و حذرت القانطين من رحمتك فقلت و من يقنط من رحمة ربّه إلاّ الضّالّون.

ثم ندبتنا برأفتك إلى دعائك فقلت ادعونى استجب لكم إنّ الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين إلهى لقد كان ذلّ الأياس عليّ مشتملا و القنوط من رحمتك ملتحفا إلهي لقد وعدت المحسن ظنّه بك ثوابا و أوعدت المسيء ظنّه بك عقابا.

اللّهم و قد أمسك رمقى حسن الظنّ بك في عتق رقبتى من النّار و تغمد زلّتى و إقالة عثرتى اللّهم قلت في كتابك و قولك الحق الذي لا خلف له، و لا تبديل: «يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ » ، و ذلك يوم النشور إذا نفخ في الصّور و بعثر ما في القبور.

اللّهم إنّى أوفى و أشهد، و اقرّ و لا أنكر و لا أجحد، و اسرّ و اعلن، و ابطن بأنك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك و أنّ محمّد عبدك و رسولك صلى اللّه عليه و آله و أنّ عليّا أمير المؤمنين سيّد الأوصياء و وارث علم الأنبياء علم الدين و مبير المشركين و مميّز المنافقين و مجاهد المارقين، و إمامى و حجّتى و عروتي و صراطي و دليلي و حجّتي و من لا أثق بأعمالي و لو زكت و لا أراها منجية لي و لو صلحت إلاّ بولايته و الائتمام به و الإقرار بفضائله و القبول من حملتها و التسليم لرواتها.

و أقر بأوصيائه من أبنائه أئمة و حججا و أدلّة و سرجا و أعلاما و منارا و سادة و أبرارا و أومن بسرّهم و جهرهم و ظاهرهم و باطنهم و شاهدهم و غائبهم، و حيّهم و ميتهم لا شكّ في ذلك و لا ارتياب عند لحولك(1) و لا انقلاب.

ص: 62


1- كذا فى المصدر.

اللّهم فادعنى يوم حشري و نشري بإمامتهم و أنقذني بهم يا مولاى من حرّ النيران و إن لم ترزقنى روح الجنان، فإنّك إن أعتقتنى من النّار كنت من الفائزين.

اللّهم و قد أصبحت يومى هذا لا ثقة لي و لا رجاء و لا لجأ و لا مفزع، و لا منجا غير من توسّلت بهم إليك، متقرّبا إلى رسولك محمّد صلى اللّه عليه و آله ثمّ عليّ أمير المؤمنين و الزهراء سيّدة نساء العالمين و الحسن و الحسين و عليّ و محمّد، و جعفر، و موسى، و على و محمّد و علي، و الحسن و من بعدهم يقيم المحجّة إلى الحجّة المستورة من ولد المرجو للامّة من بعده.

اللّهم فاجعلهم في هذا اليوم و ما بعده حصنى من المكاره، و معقلي من المخاوف و نجني بهم من كلّ عدّو و طاغ و باغ و فاسق و من شرّ ما أعرف و ما أنكر و ما أستتر عنّي و ما أبصر و من شرّ كلّ دابة ربّي آخذ بناصيتها إنّك على صراط مستقيم.

اللّهم بتوسّلي بهم إليك و تقربي بمحبتهم و تحصّني بإمامتهم افتح على في هذا اليوم أبواب رزقك و انشر على رحمتك و جنّبني إلى خلقك و جنبني بغضهم و عداوتهم، إنّك على كلّ شيء قدير.

اللّهم و لكل متوسل ثواب و لكلّ ذي شفاعة حق فأسألك بمن جعلته إليك و قدّمته أمام طلبتي أن تعرّفني بركة يومي هذا و شهرى هذا و عامي هذا اللّهم و هم مفزعى و معونتي في شدّتي و رخائي و عافيتي، و بلائى و نومى و يقظتي و ظعنى و إقامتى و عسرى و يسرى، و علانيتى و سرّى و إصباحى و إمسائى و تقلبي و مثواى و سرّي و جهري.

اللّهم فلا تخيّبني بهم من نائلك و لا تقطع رجائي من رحمتك، و لا تؤيسنى من روحك و لا تبتلني بانغلاق أبواب الأرزاق و انسداد مسالكها و ارتياح مذاهبها و أفتح لي من لدنك فتحا يسيرا و اجعل لي من كلّ ضنك مخرجا و إلى كلّ سعة منهجا إنّك أرحم الرّاحمين و صلى اللّه على محمّد و آله الطيبين الطاهرين آمين رب العالمين.(1)

82 - عنه قال: و من ذلك دعاء آخر لمولانا الرضا عليه السّلام رويناه بإسنادنا إلى

ص: 63


1- مهج الدعوات: 253.

الشيخ أبى جعفر بن بابويه في كتاب عيون اخبار الرّضا عليه السّلام أنّ رجلا جاء إلى الصادق عليه السّلام فشكى إليه رجلا يظلمه فقال له أين أنت عن دعوة المظلوم الّتي علمها النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأمير المؤمنين عليه السّلام ما دعا بها مظلوم على ظالم إلا نصره اللّه تعالى و كفاه و إياه «و هو»:

«اللّهم طمّه بالبلاء طمسا و غمّه بالبلاء غمّا و قمّه بالأذى قمّا و ارمه بيوم لا معادله و ساعة لا مردّ لها، و أبح حريمه و صلّ على محمّد و أهل بيته عليه و عليهم السّلام و قنى شرّه و اكفنى أمره و اصرف عنّى كيده و احرج قلبه و سدّ فاه عنّي، وَ خَشَعَتِ اَلْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ فَلاٰ تَسْمَعُ إِلاّٰ هَمْساً وَ عَنَتِ اَلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اَلْقَيُّومِ وَ قَدْ خٰابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ صه صه صه صه صه صه.(1)

83 - عنه قال: و من ذلك دعاء اخر لمولانا الرّضا عليه السّلام رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد اللّه من كتابه يرفعه قال: قال أبو الحسن الرّضا عليه السّلام وجد رجل من الصحابة صحيفة أتى بها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فنادى الصلاة جامعة فلا تخلف أحد لا ذكر و لا انثى، فرقى المنبر فقرأها فاذا كتاب يوشع بن نون وصىّ موسى فإذا فيها.

«بسم اللّه الرحمن الرحيم إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ ألا إنّ خير عباد اللّه التّقي الخفي و أن شرّ عباد اللّه المشار إليه بالأصابع فمن أحب أن يكتال بالمكيال الأوفى و أن يؤدّى الحقوق الّتي أنعم اللّه بها عليه فليقل في كل يوم: سبحان اللّه كما ينبغى للّه و لا إله إلاّ اللّه كما ينبغى للّه و الحمد للّه كما ينبغى للّه و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه و صلّى اللّه على محمّد و أهل بيته النبيّ العربى الهاشمي و صلى اللّه على جميع المرسلين و النبيّين حتى يرضى اللّه.

و نزل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قد ألحّوا في الدّعا فصبر هنيئة ثمّ رقى المنبر فقال من أحب ان يعلوا ثنائه على ثناء المجاهدين، فليقل هذا القول في كلّ يوم و إن كانت له حاجة قضيت أو عدّو كبت أو دين قضى أو كرب كشف و خرق كلامه السموات حتى يكتب في اللّوح المحفوظ.

ص: 64


1- مهج الدعوات: 256.

84 - و من ذلك دعاء آخر لمولانا الرّضا عليه السّلام في سجدة الشكر رويناه بإسنادنا إلى سعد بن عبد اللّه في كتاب فضل الدّعا، و قال أبو جعفر عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا و بكير بن صالح، عن سليمان بن جعفر عن الرّضا قالا: دخلنا عليه و هو ساجد في سجدة الشكر فأطال في سجوده ثم رفع رأسه فقلنا له: أطلت السجود، فقال من دعا في سجدة شكر بهذا الدّعا، كان كالرّامي مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم بدر.

قالا: قلنا: فنكتبه قال اكتبا إذا أنتما سجدتما سجدة الشكر فتقولا: «اللّهم العن الذين بدّلا دينك و غيرا نعمتك و اتهما رسولك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و خالفا ملتك و صدا عن سبيلك و كفرا آلاءك و ردّا عليك كلامك و استهزءا برسولك و قتلا ابن نبيك و حرّفا كتابك و جحدا آياتك و سخرا بآياتك و استكبرا عن عبادتك و قتلا أوليائك و جلسا في مجلس لم يكن لهما بحقّ و حملا النّاس على أكتاف آل محمّد.

اللّهم العنهما لعنا يتلو بعضه بعضا و احشرهما و أتباعهما إلى جهنّم ذرقا اللّهم إنا نتقرب إليك باللعنة لهما و البراءة منهما في الدنيا و الآخرة، اللّهم العن قتلة أمير المؤمنين و قتلة الحسين بن عليّ و ابن فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، اللّهم زدهما عذابا فوق عذاب و هوانا فوق هوان و ذلاّ فوق ذلّ و خزيا فوق خزى.

اللّهم دعّهما في النّار دعّا و اركسهما في أليم عقابك ركسا، اللّهم احشرهما و أتباعهما إلى جهنّم زمرا، اللّهم فرّق جمعهم و شتّت أمرهم و خالف بين كلمتهم، و بدّد جماعتهم و العن أئمّتهم و اقتل قادتهم و سادتهم و كبرائهم و العن رؤسائهم و أكسر رايتهم، و ألق البأس بينهم و لا تبق منهم ديارا، اللّهم العن أبا جهل و الوليد لعنا يتلو بعضه بعضا و يتبع بعضه بعضا.

اللّهم العنهما لعنا يلعنهما به كلّ ملك مقرّب و كلّ نبىّ مرسل و كلّ مؤمن امتحنت قلبه للايمان، اللّهم العنهما لعنا يتعوذ منه أهل النار اللّهم العنهما لعنا لم يخطر لأحد ببال، اللّهم العنهما في مستسرّ سرك و ظاهر علانيتك و عذّبهما عذابا في التقدير، و شارك معهما ابنتيهما و أشياعهما و محبيهما و من شايعهما إنّك سميع الدّعاء

ص: 65

و صلى اللّه على محمّد و آله أجمعين.(1)

85 - عنه قال و من ذلك حجاب على بن موسى عليهما السّلام استسلمت مولاى لك و أسلمت نفسى إليك، و توكلت في كل أمورى عليك و أنا عبدك و ابن عبديك اخبأني اللّهم في سترك عن شرار خلقك، و اعصمنى من كلّ اذى و سوء بمنّك و اكفنى شرّ كلّ ذى شرّ بقدرتك اللّهم من كادنى أو أرادنى فانّى أدرأ بك في نحره و استعين بك منه و استعيذ منه بحولك و قوتك و شدّ عنّى أيدى الظالمين، إذ كنت ناصرى لا إله إلاّ أنت يا أرحم الراحمين و آله العالمين، أسألك كفاية الأذى و العافية و الشفاء، و النصر علي الأعداء و التوفيق لما تحبّ ربنا و ترضى يا إله العالمين يا جبّار السموات و الأرضين يا ربّ محمّد و آله الطيبين الطاهرين صلواتك عليهم أجمعين.(2)

86 - عنه قال: و من كتاب تعبير الرؤيا لمحمد بن يعقوب الكلينى ما هذا لفظه:

أحمد عن الوشّاء عن أبى الحسن الرّضا عليه السّلام قال رأيت أبى عليه السّلام في المنام قال يا بنيّ إذا كنت في شدّة فأكثر أن تقول: يا رؤف يا رحيم، و الّذي تراه في المنام كما تراه في اليقظة.

و حدّثني صديقنا الملك مسعود ختم اللّه جلّ . جلاله له بإنجاز الوعود أنّه رأى في منامه شخصا يكلّمه من وراء حائط و لم ير وجهه و يقول: يا صاحب القدر و الأقدار و الهمّ و المهام، عجّل فرج عبدك و وليك و الحجّة القائم بأمرك في خلقك و اجعل لنا في ذلك الخيرة.

87 - الصدوق قال: حدثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطار النيسابوريّ بنيسابور في شعبان سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة، قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابورى عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرّضا عليه السلام يقول في دعائه: «سبحان من خلق

ص: 66


1- مهج الدعوات: 56.
2- مهج الدعوات: 333.

الخلق بقدرته و أتقن ما خلق بحكمته، و وضع كلّ شيء منه موضعه بعلمه، سبحان من يَعْلَمُ خٰائِنَةَ اَلْأَعْيُنِ وَ مٰا تُخْفِي اَلصُّدُورُ ، و لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ ءٌ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْبَصِيرُ. (1)

32- باب نوادر الادعية

88 - الحميرى بإسناده عن البزنطي قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: كان على ابن الحسين إذا ناجى ربه قال: «اللّهم إنما قويت على معاصيك بنعمك».(2)

89 - الصدوق قال: حدّثني محمّد بن الحسن رضى اللّه عنه قال: حدّثني محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن أبى همّام إسماعيل بن همّام، عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام قال: دعوة العبد سرا دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية.(3)

90 - عنه قال: حدّثنا أبو عبد اللّه الحسين بن محمّد الأشنانى الرازي العدل ببلخ قال: حدثنا علي بن مهرويه القزويني، عن داود بن سليمان الفراء عن علي بن موسى الرضا عليهما السّلام عن أبيه عن آبائه عن على عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّ موسى بن عمران لمّا ناجى ربّه عزّ و جل قال: يا ربّ أ بعيد أنت مني فأناديك، أم قريب فأناجيك فأوحى اللّه عزّ و جل إليه: أنا جليس من ذكرني، فقال موسى عليه السلام: يا رب إنّى أكون في حال أجلّك أن أذكرك فيها، فقال: يا موسى اذكرنى على كلّ حال.(4)

91 - عنه - رحمه اللّه - قال: حدّثنا أبو الحسن أحمد بن الصقر الصائغ و أبو الحسن

ص: 67


1- عيون الاخبار: 1-118.
2- قرب الاسناد: 222.
3- ثواب الاعمال: 193 و مكارم الاخلاق: 316.
4- عيون الاخبار: 1-127.

علي بن محمّد بن مهرويه قالا: حدّثنا عبد الرحمن بن أبى حاتم، قال: حدّثنا أبى قال:

حدثنا الحسن بن الفضيل أبو محمّد مولى الهاشميّين بالمدينة قال: حدثنا علي بن جعفر بن محمّد عن أبيه عليهم السّلام، قال.

أرسل أبو جعفر الدوانيقيّ إلى جعفر بن محمّد عليهما السّلام ليقتله و طرح له سيفا و نطعا و قال للربيع: إذا أنا كلّمته ثمّ ضربت بإحدى يدى على الأخرى فاضرب عنقه، فلمّا دخل جعفر بن محمّد عليه السّلام و نظر إليه من بعيد يحرّك شفتيه و أبو جعفر على فراشه، و قال: مرحبا و أهلا بك يا أبا عبد اللّه، ما أرسلنا إليك إلا رجاء أن نقضى دينك و نقضى ذمامك.

ثمّ سائله مسائلة لطيفة عن أهل بيته و قال: قد قضى اللّه دينك و أخرج جائزتك يا ربيع لا تمضينّ ثالثة حتى يرجع جعفر إلى أهله، فلما خرج قال له الربيع: يا أبا عبد اللّه أ رأيت السيف إنما كان وضع لك و النطع، فأىّ شيء رايتك تحرّك به شفتيك ؟ قال جعفر عليه السّلام، نعم يا ربيع لما رأيت الشرّ في وجهه قلت: «حسبى الربّ من المربوبين و حسبي الخالق من المخلوقين، و حسبي الرازق من المرزوقين، و حسبي اللّه ربّ العالمين، حسبي من هو حسبى، حسبي من لم يزل حسبي، حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ ».(1)

92 - عنه قال: حدثنا أبى رضى اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه عن أحمد ابن محمّد بن عيسى عن الحسن بن على بن فضال قال: رأيت أبا الحسن عليه السّلام و هو يريد أن يودّع للخروج إلى العمرة فأتى القبر عن موضع رأس النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد المغرب، فسلّم على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لزق بالقبر ثم انصرف حتى أتى القبر.

فقام إلى جانبه يصلي فألزق منكبه الأيسر بالقبر قريبا من الاسطوانة التي دون الاسطوانة المخلفة عند رأس النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و صلّى ست ركعات أو ثمان ركعات في نعليه قال: و كان مقدار ركوعه و سجوده ثلاث تسبيحات أو أكثر، فلمّا فرغ سجد

ص: 68


1- عيون الاخبار: 1-304.

سجدة أطال فيها حتى بلّ عرقه الحصى، قال: و ذكر بعض أصحابه أنه ألصق خده بأرض المسجد.(1)

93 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: حسّنوا القرآن بأصواتكم فإنّ الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا، و قرأ «و اللّه يَزِيدُ فِي اَلْخَلْقِ مٰا يَشٰاءُ ».(2)

94 - الطوسى باسناده عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السّلام قال: سمعته يقول:

ينبغي للرّجل إذا أصبح أن يقرأ بعد التعقيب خمسين آية.(3)

95 - الطبرسى مرسلا عن الرضا عليه السّلام أنه يقول لأصحابه: عليكم بسلاح الأنبياء، فقيل و ما صلاح الأنبياء قال عليه السّلام الدعاء.(4)

96 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: إذا دعا أحدكم على عدوّه فليقل: «اللّهم اطرقه بلية لا اخت لها و أبح حريمه، يا من يكفى من كلّ شيء و لا يكفى منه شيء صل على محمّد و آل محمّد و اكفنى مئونته بلا مئونة».(5)

97 - عنه مرسلا إذا فزعت من رجل فقل: «حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ ، أمتنع بحول اللّه و قوّته من حولهم و قوّتهم و أمتنع بربّ الفلق من شرّ ما خلق ما شاء اللّه لا قوة إلاّ باللّه.(6)

98 - عنه مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: شكار جل إلى أبي عبد اللّه عليه السّلام الفقر فقال: أذّن إذا سمعت الأذان كما يؤذّن المؤذّن.(7)

99 - عنه مرسلا و قال أبو الحسن عليه السّلام إذا مرض أحدكم فليؤذن للنّاس أن يدخلوا، فليس من أحد إلاّ و له دعوة مستجابة.(8)

100 - الطبرسي - رحمه اللّه - مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: اشتكت جارية لي

ص: 69


1- عيون الاخبار 2-17.
2- عيون الاخبار: 2-69.
3- التهذيب: 2-138.
4- مكارم الاخلاق: 316.
5- مكارم الاخلاق: 403.
6- مكارم الاخلاق: 403.
7- مكارم الاخلاق: 403.
8- مكارم الاخلاق: 417.

و كان لها قدر، فأتاني آت في المنام فقال لي: قل لها: تقول: يا ربّاه، يا سيداه، صلّ على محمّد و أهل بيته، و اكشف عني ما أجد، فانّ فلان بن فلان نجا من النار بهذه الدعوة.(1)

101 - محمّد بن المشهدي في المزار الكبير بإسناده، عن أبي القاسم محمّد بن عليّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: من أراد الطين من التربة، فقال: «سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله الاّ اللّه و اللّه أكبر» مع كلّ حبة منها كتب اللّه له بها ستة آلاف حسنة و محا عنه ستة آلاف سيئة، و رفع له ستة آلاف درجة، و أثبت له من الشفاعة مثلها.(2)

102 - على بن طاوس قال: دعاء مروىّ عن مولانا عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام من كتاب كنوز النجاح أيضا رواه أبو جعفر ابن بابويه عن مشايخه رحمة اللّه عليهم قال: كان عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام بمدينة مرو و معه ثلاث مائة و ستّون رجلا من شيعته من بلاد شتّى.

فأخبر المأمون بانّ الرضا عليه السّلام يتأهّب للخروج، و يدعو الناس لذلك، فأمر المأمون بطرد أصحابه عن بابه، فاغتمّ الرضا لذلك و حزن، فاغتسل و قال لابن الصلت اصعد السطح فانظر ما ذا تبيّن من القوم حتى أصلّي أنا ركعتين فصلّى ركعتين و رفع يده في القنوت و قال.

«اللّهم يا ذا القدرة الجامعة و الرّحمة الواسعة، و المنن المتتابعة، و الآلاء المتوالية و الأيادي الجميلة، و المواهب الجزيلة، يا من لا يوصف بتمثيل، و لا يمثل بنظير، و لا يغلب بظهير، يا من خلق فرزق، و ألهم فانطق، و ابتدع فشرع، و علا فارتفع، و قدّر فأحسن و صوّر فأتقن، و احتجّ فأبلغ و أنعم فأسبغ، و أعطى فأجزل و منح فأفضل يا من سما في العزّ ففاق خواطف الأبصار، و دنا في اللطف فجاز هواجس الافكار، يا من تفرّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه، و توحد في كبريائه فلا ضدّ له في جبروت شأنه.

ص: 70


1- مكارم الاخلاق: 431.
2- مستدرك الوسائل: 1-248.

يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام، و انحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام، يا عالم خطرات قلوب العالمين، و شاهد لحظات أبصار النّاظرين يا من عنت الوجوه لهيبته، و خضعت الرّقاب لعظمته و جلالته، و وجلت القلوب من خيفته و ارتعدت الفرائص من فرقه يا بديء يا بديع، يا قويّ يا منيع، يا عليّ ، يا رفيع، صل على من شرّفت الصلاة عليه، و انتقم لي ممّن ظلمني و استخفّ بي و طرد الشيعة عن بابي و أذقه مرارة الذلّ و الهوان كما أذاقنيها و اجعله طريد الأرجاس و شريد الأنجاس قال: فلما فرغ الرضا عليه السّلام عن دعائه هذا اجتمعت الغوغاء على باب المأمون و طرد عن البلد.(1)

ص: 71


1- ذيل مهج الدعوات: 22.

كتاب الاحتجاجات

1- باب احتجاجه مع الزنادقة و اهل الاديان

1 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه رضي اللّه عنه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم قال: حدّثني أبو سمينة محمّد بن عليّ الصيرفي، عن محمّد بن عبد اللّه الخراساني خادم الرضا عليه السّلام قال: دخل رجل من الزّنادقة على الرضا عليه السّلام، و عنده جماعة، فقال له أبو الحسن عليه السّلام: أيها الرجل أ رأيت إن كان القول قولكم و ليس هو كما تقولون، ألسنا و إيّاكم شرعا سواء و لا يضرّنا ما صلينا و صمنا و ذكّينا و أقررنا فسكت.

فقال أبو الحسن عليه السّلام: و إن يكن القول قولنا و هو كما نقول، أ لستم قد هلكتم و نجونا، فقال: رحمك اللّه فأوجدني كيف هو و أين هو؟ قال: ويلك إنّ الّذي ذهبت إليه غلط، هو أيّن الأين و كان و لا أين و هو كيف الكيف و كان، و لا كيف و لا يعرف بكيفوفية و لا بأينونيّة، و لا يدرك بحاسّة و لا يقاس بشيء قال الرجل: فإذا إنّه لا شيء إذا لم يدرك بحاسة من الحواسّ .

فقال أبو الحسن عليه السّلام: ويلك لمّا عجزت حواسّك عن إدراكه أنكرت ربوبيّته، و نحن إذا عجزت حواسّنا عن إدراكه أيقنا أنّه ربّنا - خلاف الأشياء - قال الرجل:

فأخبرني متى كان ؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام: أخبرني متى لم يكن، فأخبرك متى كان قال الرّجل: فما الدّليل عليه ؟ قال: أبو الحسن عليه السّلام: إنّي لمّا نظرت إلى جسدي فلم يمكني فيه زيادة و لا نقصان في العرض و الطّول، و دفع المكاره عنه و جرّ المنفعة إليه علمت أنّ لهذا البنيان

ص: 72

بانيا، فأقررت به مع ما أرى من دوران الفلك بقدرته، و إنشاء السّحاب و تصريف الرياح و مجرى الشمس و القمر و النّجوم و غير ذلك من الآيات العجيبات المتقنات، علمت أنّ لهذا مقدّرا و منشئا، قال الرجل: فلم احتجب ؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام إنّ الاحتجاب عن الخلق لكثرة ذنوبهم، فأمّا هو فلا يخفى عليه خافية في آناء اللّيل و النهار، قال: فلم لا تدركه حاسّة البصر؟ قال: للفرق بينه و بين خلقه الّذين تدركهم حاسّة الأبصار منهم، و من غيرهم، ثم هو أجلّ من أن يدركه بصر أو يحيط به و هم أو يضبطه عقل.

قال: فحدّه لى قال: لا حدّ له، قال: و لم ؟ قال: لأنّ كلّ محدود متناه إلى حدّ و إذا احتمل التحديد احتمل الزّيادة و اذا احتمل الزيادة احتمل النقصان، فهو غير محدود، و لا متزايد و لا متناقص و لا متجزّئ، و لا متوهّم، قال الرجل: فأخبرني عن قولكم: إنّه لطيف سميع بصير عليم حكيم أ يكون السميع إلاّ بالاذن، و البصير إلاّ بالعين، و اللّطيف إلاّ بعمل اليدين و الحكيم إلاّ بالصنعة ؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام: إنّ اللطيف منّا على حدّ اتخاذ الصنعة، أو ما رأيت الرّجل منّا يتّخذ شيئا يلطف في اتّخاذه فيقال: ما ألطف فلانا فكيف لا يقال للخالق الجليل: لطيف إذ خلق خلقا لطيفا و جليلا و ركّب في الحيوان أرواحا و خلق كلّ جنس متباينا عن جنسه في الصّورة لا يشبه بعضه بعضا فكلّ له لطف من الخالق اللطيف الخبير في تركيب صورته.

ثمّ نظرنا إلى الأشجار و حملها أطائبها المأكولة منها و غير المأكولة فقلنا عند ذلك: إنّ خالقنا لطيف لا كلطف خلقه في صنعتهم، و قلنا: إنّه سميع لا يخفى عليه أصوات خلقه ما بين العرش إلى الثّرى من الذرة إلى أكبر منها في برها و بحرها و لا تشتبه عليه لغاتها، فقلنا عند ذلك إنّه سميع لا باذن.

و قلنا: إنّه بصير لا ببصر لأنّه يرى أثر الذرة السحماء في اللّيلة الظلماء على الصخرة السوداء، و يرى دبيب النمل في اللّيلة الدجيّة و يرى مضارّها و منافعها و أثر سفادها و فراخها و نسلها فقلنا عند ذلك إنّه بصير لا كبصر خلقه، قال: فما برح حتّى أسلم و فيه

ص: 73

كلام غير هذا.(1)

2 - الصدوق قال: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار رضى اللّه عنه بنيسابور سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري قال: سمعت الفضل بن شاذان يقول: سأل رجل من الثنوية أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهما السّلام و أنا حاضر فقال له: إنّى أقول: إنّ صانع العالم اثنان فما الدّليل علي أنّه واحد؟ فقال: قولك: إنّه اثنان دليل على أنّه واحد لأنّك لم تدّع الثاني إلاّ بعد إثباتك الواحد، فالواحد مجمع عليه و أكثر من واحد مختلف فيه.(2)

3 - الصدوق قال: حدّثنا أبو محمّد جعفر بن على بن أحمد الفقيه القمّي ثمّ الإيلاقي رضى اللّه عنه، قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن عليّ بن صدقة القمّي، قال: حدثنى أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الأنصاريّ الكجّيّ قال: حدّثني من سمع الحسن بن محمّد النوفلىّ ثمّ الهاشمى، يقول: لمّا قدم على بن موسى الرّضا عليه السّلام إلى المأمون أمر الفضل بن سهل أن يجمع له أصحاب المقالات مثل الجاثليق و رأس الجالوت و رؤساء الصابئين و الهربذ الأكبر، و أصحاب زردهشت و قسطاس الرّومى و المتكلّمين ليسمع كلامه و كلامهم فجمعهم الفضل بن سهل، ثمّ أعلم المأمون باجتماعهم، فقال: أدخلهم عليّ : ففعل، فرحّب بهم المأمون.

ثمّ قال لهم: إني إنّما جمعتكم لخير، و أحببت أن تناظر و ابن عمّي هذا المدنيّ القادم عليّ ، فاذا كان بكرة فاغدوا عليّ و لا يتخلف منكم أحد فقالوا: السمع و الطاعة يا أمير المؤمنين نحن مبكّرون إن شاء اللّه.

قال الحسن بن محمّد النوفلى:

فبينا نحن في حديث لنا عند أبي الحسن الرضا عليه السّلام إذ دخل علينا ياسر الخادم و كان يتولّى أمر أبى الحسن عليه السّلام فقال: يا سيدي إنّ أمير المؤمنين يقرئك السلام

ص: 74


1- التوحيد: 250.
2- التوحيد: 269.

فيقول: فداك أخوك إنه اجتمع إليّ اصحاب المقالات و أهل الأديان و المتكلّمون من جميع الملل، فرأيك في البكور علينا إن أحببت كلامهم و إن كرهت كلامهم فلا تتجشّم و إن أحببت أن نصير إليك خفّ ذلك علينا.

فقال أبو الحسن عليه السّلام: أبلغه السلام و قل له: قد علمت ما أردت و أنا صائر إليك بكرة إن شاء اللّه قال الحسن بن محمّد النوفلى: فلمّا مضى ياسر التفت إلينا، ثمّ قال لي:

يا نوفلىّ أنت عراقيّ و رقّة العراقى غير غليظ فما عندك في جمع ابن عمّك علينا أهل الشرك و أصحاب المقالات ؟ فقلت: جعلت فداك يريد الامتحان و يحبّ أن يعرف ما عندك، و لقد بنى على أساس غير وثيق البنيان و بئس و اللّه ما بنى.

فقال لى: و ما بناؤه في هذا الباب ؟ قلت: إنّ أصحاب البدع و الكلام خلاف العلماء و ذلك أنّ العالم لا ينكر غير المنكر و أصحاب المقالات و المتكلّمون و أهل الشرك أصحاب إنكار و مباهتة، و إنّ احتججت عليهم أنّ اللّه واحد قالوا: صحح وحدانيّته و إن قلت: إنّ محمّدا رسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قالوا: أثبت رسالته، ثمّ يباهتون الرّجل و هو يبطل عليهم بحجّته، و يغالطونه حتّى يترك قوله فاحذرهم جعلت فداك.

قال: فتبسّم عليه السّلام ثمّ قال: يا نوفليّ أ تخاف أن يقطعوا عليّ حجّتي قلت:

لا و اللّه ما خفت عليك قطّ و إني لأرجو أن يظفرك اللّه لهم إن شاء اللّه فقال لى: يا نوفلي تحبّ أن تعلم متى يندم المأمون، قلت: نعم، قال: إذا سمع احتجاجى على أهل التوراة بتوراتهم، و على أهل الإنجيل بإنجيلهم، و على أهل الزّبور بزبورهم و على الصابئين بعبرانيتهم و على الهرابذة بفارسيتهم و على أهل الرّوم بروميتهم و على أصحاب المقالات بلغاتهم فاذا قطعت كلّ صنف و دحضت حجّته و ترك مقالته و رجع إلى قولي علم المأمون أنّ الموضع الّذي هو بسبيله ليس هو بمستحق له فعند ذلك تكون الندامة منه، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العلي العظيم.

فلمّا أصبحنا أتانا الفضل بن سهل فقال له: جعلت فداك ابن عمّك ينتظرك، و قد اجتمع القوم فما رأيك في إتيانه، فقال الرضا عليه السّلام: تقدمنى فإنّي صائر إلى ناحيتكم إن شاء اللّه ثمّ ، توضأ عليه السّلام وضوء الصلاة و شرب شربة سويق و سقانا منه، ثمّ

ص: 75

خرج و خرجنا معه حتّى دخلنا على المأمون، فإذا المجلس غاصّ بأهله و محمّد بن جعفر في جماعة الطّالبيين و الهاشميّين و القوّاد حضور.

فلمّا دخل الرضا عليه السّلام قام المأمون و قام محمّد بن جعفر و قام جميع بني هاشم فما زالوا وقوفا و الرضا عليه السّلام جالس مع المأمون حتى أمرهم بالجلوس فجلسوا، فلم يزل المأمون مقبلا عليه يحدّثه ساعة ثمّ التفت إلى الجاثليق، فقال: يا جاثليق هذا ابن عمّى على بن موسى بن جعفر، و هو من ولد فاطمة بنت نبينا و ابن علي بن أبي طالب عليهم السّلام فأحب أن تكلّمه و تحاجّه و تنصفه، فقال الجاثليق، يا أمير المؤمنين كيف احاجّ رجلا يحتج عليّ بكتاب أنا منكره و نبيّ لا أومن به.

فقال له الرضا عليه السّلام: يا نصرانيّ فان احتججت عليك بإنجيلك أ تقرّ به ؟! قال الجاثليق: و هل أقدر على دفع ما نطق به الإنجيل، نعم و اللّه أقربه على رغم أنفي، فقال له الرضا عليه السّلام: سل عمّا بدا لك و افهم الجواب، قال الجاثليق: ما تقول في نبوّة عيسى عليه السّلام و كتابه هل تنكر منهما شيئا؟ قال الرضا عليه السّلام أنا مقر بنبوّة عيسى و كتابه و ما بشّر به أمّته و أقرّ به الحواريون و كافر بنبوّة كل عيسى لم يقرّ بنبوّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بكتابه و لم يبشّر به أمّته قال الجاثليق أ ليس إنّما تقطع الأحكام بشاهدي عدل ؟ قال: بلى قال: فأقم شاهدين من غير أهل ملتك على نبوّة محمّد ممّن لا تنكره النصرانية و سلنا مثل ذلك من غير أهل ملّتنا.

قال الرّضا عليه السّلام الآن جئت بالنصفة يا نصراني ألا تقبل منّي العدل المقدّم عند المسيح عيسى بن مريم، قال الجاثليق و من هذا العدل ؟ سمه لي قال: ما تقول في يوحنا الدّيلمى قال: بخّ بخّ ذكرت أحبّ الناس إلى المسيح، قال: فأقسمت عليك هل نطق الإنجيل أنّ يوحنّا قال: إنّ المسيح أخبرني بدين محمّد العربي و بشّرني به إنّه يكون من بعده، فبشّرت به الحواريين فآمنوا به ؟! قال الجاثليق: قد ذكر ذلك يوحّنا عن المسيح و بشّر بنبوّة رجل و بأهل بيته و وصيّه و لم يلخّص متى يكون ذلك و لم يسمّ لنا القوم فنعرفهم، قال الرضا عليه السّلام

ص: 76

فإن جئناك بمن يقرأ الإنجيل فتلا عليك ذكر محمّد و أهل بيته و أمّته أ تؤمن به ؟ قال:

شديدا.

قال الرضا عليه السّلام: لقسطاس الروميّ كيف حفظك للسفر الثالث من الإنجيل قال:

ما احفظني له، ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال له: أ لست تقرأ الإنجيل ؟! قال:

بلى لعمري، قال: فخذ على السفر الثالث، فإن كان فيه ذكر محمّد و أهل بيته و امته سلام اللّه عليهم فأشهدوا لي و إن لم يكن فيه ذكره فلا تشهدوا لي.

ثم قرأ عليه السّلام السّفر الثالث حتى إذا بلغ ذكر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وقف، ثم قال: يا نصراني إني أسألك بحق المسيح و أمه أتعلم أني عالم بالإنجيل قال: نعم، ثم تلا علينا ذكر محمّد و أهل بيته و أمّته ثمّ قال: ما تقول يا نصراني هذا قول عيسى بن مريم ؟! فان كذبت ما ينطق به الإنجيل فقد كذبت عيسى و موسى عليهما السّلام و متى أنكرت هذا الذّكر وجب عليك القتل لأنّك تكون قد كفرت بربّك و بنبيّك و بكتابك.

قال الجاثليق: لا انكر ما قد بان لي في الإنجيل و إنّي لمقرّ به، قال الرضا عليه السّلام:

اشهدوا على إقراره ثمّ قال: يا جاثليق، سل عمّا بدا لك، قال الجاثليق: أخبرني عن حواري عيسى بن مريم كم كان عدّتهم، و عن علماء الإنجيل كم كانوا قال الرضا عليه السّلام:

على الخبير سقطت، أمّا الحواريّون فكانوا اثنى عشر رجلا و كان أفضلهم و أعلمهم الوقاء.

و أمّا علماء النصارى فكانوا ثلاثة رجال: يوحّنا الأكبر بأج، و يوحّنا بقرقيسيا، و يوحّنا الدّيلمي بزجان، و عنده كان ذكر النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ذكر أهل بيته و امته و هو الّذي بشّر أمّة عيسى و بني إسرائيل به، ثم قال: عليه السّلام يا نصراني و اللّه إنّا لنؤمن بعيسى الّذي آمن بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما ننقم على عيساكم شيئا إلاّ ضعفه و قلّة صيامه و صلاته قال الجاثليق: أفسدت و اللّه علمك و ضعّفت أمرك، و ما كنت ظننت إلاّ أنّك أعلم أهل الإسلام.

قال: الرّضا عليه السّلام و كيف ذلك: قال الجاثليق: من قولك: إنّ عيساكم كان ضعيفا قليل الصّيام قليل الصلاة، و ما أفطر عيسى يوما قطّ، و لا نام بليل قطّ، و ما زال

ص: 77

صائم الدّهر، قائم اللّيل، قال الرضا عليه السّلام فلمن كان يصوم، و يصلّى ؟ قال: فخرس الجاثليق و انقطع، قال الرّضا عليه السّلام، يا نصرانى إنّي أسألك عن مسألة قال: سل فإن كان عندي علمها أجبتك.

قال الرضا عليه السّلام ما أنكرت أنّ عيسى كان يحيى الموتى بإذن اللّه عزّ و جل، قال الجاثليق: أنكرت ذلك من قبل، أن من أحيا الموتى و أبرأ الأكمه و الأبرص فهو ربّ مستحقّ لأن يعبد، قال الرضا عليه السّلام، فإنّ اليسع قد صنع مثل ما صنع عيسى مشى على الماء و أحيا الموتى و أبرأ الأكمه و الأبرص، فلم يتخذه امته ربّا و لم يعبده أحد من دون اللّه عزّ و جل، و لقد صنع حزقيل النبيّ عليه السّلام، مثل ما صنع عيسى بن مريم عليه السّلام فأحيا خمسة و ثلاثين ألف رجل من بعد موتهم بستّين سنة.

ثمّ التفت إلى رأس الجالوت فقال له: يا رأس الجالوت أ تجد هؤلاء في شباب بني إسرائيل في التوراة اختارهم بخت نصر من سبي بني إسرائيل حين غزا بيت المقدّس ثمّ انصرف بهم إلى بابل فأرسله اللّه عزّ و جل إليهم فأحياهم، هذا في التوراة لا يدفعه إلاّ كافر منكم قال: رأس الجالوت قد سمعنا به و عرفناه، قال: صدقت.

ثمّ قال: عليه السّلام يا يهوديّ خذ على هذا السفر من التوراة فتلا عليه السّلام علينا من التورات آيات، فأقبل يهوديّ يترجّح لقراءته و يتعجّب، ثم أقبل على النصراني فقال:

يا نصرانيّ أ فهؤلاء كانوا قبل عيسى أم عيسى كان قبلهم، قال: بل كانوا قبله، قال الرّضا عليه السّلام: لقد اجتمعت قريش إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسألوه أن يحيى لهم موتاهم فوجّه معهم علي بن أبي طالب عليه السّلام.

فقال له: اذهب إلى الجبانة فناد بأسماء هؤلاء الرّهط الذين يسألون عنهم بأعلى صوتك، يا فلان و يا فلان و يا فلان، يقول لكم محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قوموا بإذن اللّه عزّ و جل، فقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم، فأقبلت قريش تسألهم عن أمورهم.

ثمّ أخبروهم أنّ محمّدا قد بعث نبيا، و قالوا: وددنا أنّا أدركناه فنؤمن به و لقد أبرأ الاكمه و الأبرص و المجانين و كلّمه البهائم، و الطير و الجنّ و الشياطين و لم نتخذه

ص: 78

ربا من دون اللّه عزّ و جل و لم ننكر لأحد من هؤلاء فضلهم، فمتى اتخذتم عيسى ربا جاء لكم أن تتخذوا اليسع و حزقيل ربا لانهما قد صنعا مثل ما صنع عيسى من إحياء الموتى و غيره، أنّ قوما من بني إسرائيل هربوا من بلادهم من الطاعون و هم ألوف حذر الموت.

فأماتهم اللّه في ساعة واحدة فعمد أهل تلك القرية فحظروا عليهم حظيرة فلم يزالوا فيها حتّى نخرت عظامهم و صاروا رميما، فمرّ بهم نبي من أنبياء بني اسرائيل فتعجّب منهم و من كثرة العظام البالية فأوحى اللّه إليه: أ تحبّ أن أحييهم لك فتنذرهم قال: نعم يا ربّ ، فأوحى اللّه عزّ و جل إليه أن نادهم.

فقال: أيتها العظام البالية قومي باذن اللّه عزّ و جل فقاموا أحياء أجمعون ينفضون التراب عن رءوسهم ثمّ إبراهيم عليه السّلام خليل الرحمن حين أخذ الطيور و قطعهنّ قطعا ثمّ وضع على كلّ جبل منهنّ جزأ ثم ناداهن فأقبلن سعيا إليه، ثم موسى بن عمران و أصحابه و السبعون الذين اختارهم صاروا معه إلى الجبل فقالوا له: إنّك قد رأيت اللّه سبحانه فأرناه كما رأيته.

فقال لهم: إني لم أره. فقالوا: لن نؤمن لك حتّى نرى اللّه جهرة، فأخذتهم الصاعقة فاحترقوا عن آخرهم و بقى موسى وحيدا، فقال: يا ربّ اخترت سبعين رجلا من بني إسرائيل فجئت بهم و أرجع وحدي فكيف يصدّقني قومي بما أخبرهم به، فلو شئت أهلكتهم من قبل و إيّاي أ فتهلكنا بما فعل السفهاء منّا، فأحياهم اللّه عزّ و جل من بعد موتهم.

و كلّ شيء ذكرته لك من هذا لا تقدر على دفعه لانّ التوراة و الإنجيل و الزبور و الفرقان قد نطقت به، فان كان كل من أحيا الموتى و أبرأ الاكمه و الأبرص و المجانين يتّخذ ربّا من دون اللّه، فاتخذ هؤلاء كلّهم أربابا ما تقول يا نصرانيّ ، قال الجاثليق القول قولك و لا إله إلاّ اللّه.

ثمّ التفت عليه السّلام إلى رأس الجالوت فقال: يا يهوديّ أقبل عليّ أسألك بالعشر الآيات التي انزلت على موسى بن عمران عليه السّلام، هل تجد في التوراة مكتوبا نبأ محمّد

ص: 79

و أمته إذا جاءت الامة الاخيرة أتباع راكب البعير يسبّحون الربّ جدا جدا تسبيحا جديدا في الكنائس الجدد، فليفرغ بنوا إسرائيل إليهم و إلى ملكهم لتطمئنّ قلوبهم فانّ بأيديهم سيوفا ينتقمون بها من الامم الكافرة في أقطار الارض. هكذا هو في التوراة مكتوب ؟! قال رأس الجالوت: نعم إنا لنجده كذلك ثم قال للجاثليق: يا نصرانيّ كيف علمك بكتاب شعيا؟ قال أعرفه حرفا حرفا، قال الرّضا عليه السّلام لهما: أ تعرفان هذا من كلامه: يا قوم إني رأيت صورة راكب الحمار لا بسا جلابيب النور، و رأيت راكب البعير ضوؤه مثل ضوء القمر، فقالا: قد قال ذلك شعيا، قال الرّضا عليه السّلام يا نصرانيّ هل تعرف في الإنجيل قول عيسى: إني ذاهب إلى ربي و ربّكم و الفار قليطا جاء هو الذي يشهد لي بالحقّ كما شهدت له و هو الذي يفسّر لكم كلّ شيء و هو الذي يبدي فضائح الامم، و هو الذي يكسر عمود الكفر؟ فقال الجاثليق: ما ذكرت شيئا ممّا في الإنجيل إلاّ و نحن مقرّون به، فقال:

أ تجد هذا في الإنجيل ثابتا يا جاثليق ؟! قال نعم. قال الرضا عليه السّلام: يا جاثليق ألا تخبرني عن الإنجيل الأوّل حين افتقدتموه عند من وجدتموه و من وضع لكم هذا الإنجيل، قال له: ما افتقدنا الإنجيل إلاّ يوما واحدا حتّى وجدناه غضّا طريّا فأخرجه إلينا يوحنّا و متى.

فقال له الرّضا عليه السّلام ما أقلّ معرفتك بسرّ الإنجيل و علمائه، فان كان كما تزعم فلم اختلفتم في الإنجيل، إنّما وقع الاختلاف في هذا الإنجيل الذي في أيديكم اليوم فلو كان على العهد الاوّل لم تختلفوا فيه و لكنّي مفيدك علم ذلك، اعلم أنّه لمّا افتقد الإنجيل الأوّل اجتمعت النصارى إلى علمائهم فقالوا لهم: قتل عيسى بن مريم عليه السّلام و افتقدنا الإنجيل و أنتم العلماء فما عندكم ؟ فقال لهم لوقاء و مرقابوس: إنّ الإنجيل في صدورنا، و نحن نخرجه إليكم سفرا سفرا في كل أحد، فلا تحزنوا عليه و لا تخلّوا الكنائس، فانّا سنتلوه عليكم في كلّ أحد سفرا سفرا حتّى نجمعه لكم كلّه، فقعد لوقاء و مرقابوس و يوحنّا و متى

ص: 80

و وضعوا لهم هذا الإنجيل بعد ما افتقدتم الإنجيل الأوّل و إنّما كان هؤلاء الأربعة تلاميذ تلاميذ الأوّلين، أعلمت ذلك ؟ قال الجاثليق: أمّا هذا فلم أعلمه و قد علمته الآن، و قد بان لي من فضل علمك بالإنجيل و سمعت أشياء ممّا علمته، شهد قلبي أنّها حقّ فاستزدت كثيرا من الفهم: فقال له الرضا عليه السّلام: فكيف شهادة هؤلاء عندك قال جائزة، هؤلاء علماء الإنجيل و كل ما شهدوا به فهو حقّ فقال الرضا عليه السّلام للمأمون و من حضره من أهل بيته و من غيرهم: اشهدوا عليه، قالوا: قد شهدنا.

ثم قال للجاثليق: بحقّ الابن و أمّه هل تعلم أنّ متى قال: إنّ المسيح هو ابن داود بن إبراهيم بن إسحاق بن يعقوب بن يهود ابن حضرون و قال مرقابوس: في نسبة عيسى بن مريم: إنّه كلمة اللّه أحلّها في جسد الآدمى فصارت إنسانا، و قال الوقاء إنّ عيسى ابن مريم و أمّه كانا إنسانين من لحم و دم فدخل فيهما روح القدس.

ثمّ إنّك تقول من شهادة عيسى على نفسه، حقّا أقول لكم يا معشر الحواريّين إنّه لا يصعد إلى السماء إلاّ ما نزل منها إلاّ راكب البعير خاتم الأنبياء، فانّه يصعد إلى السماء و ينزل، فما تقول في هذا القول ؟ قال الجاثليق: هذا قول عيسى لا ننكره قال الرّضا عليه السّلام: فما تقول في شهادة الوقاء، و مرقابوس و متى على عيسى و ما نسبوه إليه ؟ قال الجاثليق: كذبوا على عيسى.

قال الرّضا عليه السّلام: يا قوم أ ليس قد زكّاهم و شهد أنّهم علماء الإنجيل و قولهم حقّ ، فقال الجاثليق: يا عالم المسلمين أحبّ أن تعفيني من أمر هؤلاء، قال الرضا عليه السلام: فانّا قد فعلنا، سل يا نصراني، عمّا بدا لك، قال الجاثليق: ليسألك غيري فلا و حقّ المسيح ما ظننت أنّ في علماء المسلمين مثلك.

فالتفت الرّضا عليه السّلام إلى رأس الجالوت فقال له: تسألني أو أسألك ؟ قال: بل أسألك، و لست أقبل منك حجّة إلاّ من التوراة أو من الإنجيل أو من زبور داود أو ممّا في صحف إبراهيم و موسى فقال الرّضا عليه السّلام: لا تقبل منّي حجّة إلاّ بما تنطق به التوراة، على لسان موسى بن عمران، و الإنجيل على لسان عيسى بن مريم، و الزبور

ص: 81

على لسان داود، فقال رأس الجالوت: من أين تثبت نبوّة محمّد؟ قال الرّضا عليه السّلام: شهد بنبوّته صلّى اللّه عليه و آله و سلّم موسى بن عمران و عيسى بن مريم و داود خليفة اللّه عزّ و جل في الأرض، فقال له أثبت قول موسى بن عمران قال الرضا عليه السلام: هل تعلم يا يهودي أنّ موسى أوصى بني إسرائيل فقال لهم: إنّه سيأتيكم نبيّ هو من إخوتكم فيه فصدّقوا، و منه فاسمعوا، فهل تعلم أنّ لبني إسرائيل إخوة غير ولد إسماعيل إن كنت تعرف قرابة إسرائيل من إسماعيل و النسب الذي بينهما من قبل إبراهيم عليه السّلام ؟ فقال رأس الجالوت: هذا قول موسى لا ندفعه، فقال له الرّضا عليه السّلام: هل جاءكم من إخوة بني إسرائيل نبيّ غير محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لا: قال الرّضا عليه السّلام: أو ليس قد صحّ هذا عندكم ؟! قال: نعم و لكنّي أحبّ أنّ تصحّحه لي من التوراة.

فقال له الرّضا عليه السّلام هل تنكر أنّ التوراة تقول لكم: جاء النور من جبل طور سيناء، و أضاء لنا من جبل ساعير و استعلن علينا من جبل فاران، قال رأس الجالوت: أعرف هذه الكلمات و ما أعرف تفسيرها.

قال الرّضا عليه السّلام، أنا اخبرك به، أمّا قوله: جاء النّور من جبل طور سيناء فذلك وحى اللّه تبارك و تعالى الّذي أنزله على موسى عليه السّلام على جبل طور سيناء، و أمّا قوله: و أضاء لنا من جبل ساعير، فهو الجبل الّذي أوحى اللّه عزّ و جل إلى عيسى بن مريم عليه السّلام و هو عليه، و أمّا قوله: و استعلن علينا من جبل فاران، فذلك جبل من جبل مكّة بينه و بينها يوم.

و قال شعيا النبيّ عليه السّلام فيما تقول أنت و أصحابك في التوراة: رأيت راكبين أضاء لهما الأرض أحدهما راكب على حمار، و الآخر على جمل، فمن راكب الحمار و من راكب الجمل ؟! قال رأس الجالوت: لا أعرفهما فخبّرني بهما قال عليه السّلام: أمّا راكب الحمار فعيسى بن مريم و أمّا راكب الجمل، فمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أ تنكر هذا من التوراة، قال لا ما أنكره.

ثمّ قال الرّضا عليه السّلام هل تعرف حيقوق النبيّ قال: نعم إني به لعارف، قال

ص: 82

عليه السلام فانّه قال و كتابكم ينطق به: جاء اللّه بالبيان من جبل فاران، و امتلئت السماوات من تسبيح أحمد و أمّته، يحمل خيله في البحر كما يحمل في البرّ يأتينا بكتاب جديد بعد خراب بيت المقدّس - يعني بالكتاب القرآن - أ تعرف هذا و تؤمن به. قال رأس الجالوت: قد قال ذلك حيقوق عليه السّلام و لا ننكر قوله.

قال الرضا عليه السّلام: و قد قال داود في زبوره و أنت تقرأ: اللهم ابعث مقيم السنة بعد الفترة، فهل تعرف نبيّا أقام السنّة بعد الفترة غير محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال رأس الجالوت:

هذا قول داود نعرفه و لا ننكره و لكن عني بذلك عيسى، و أيّامه هي الفترة.

قال الرضا عليه السّلام: جهلت أنّ عيسى لم يخالف السنّة و قد كان موافقا لسنّة التوراة حتّى رفعه اللّه إليه، و في الإنجيل مكتوب: إنّ ابن البرّة ذاهب و الفارقليطا جاء من بعده و هو الذي يخفّف الآصار، و يفسّر لكم كلّ شيء، و يشهد لي كما شهدت له، أنا جئتكم بالأمثال، و هو يأتيكم بالتأويل أ تؤمن بهذا في الإنجيل ؟! قال: نعم لا انكره.

فقال له الرّضا عليه السّلام: يا رأس الجالوت أسألك عن نبيك موسى بن عمران فقال:

سل. قال ما الحجّة على أنّ موسى ثبتت نبوّته ؟ قال اليهوديّ إنّه جاء بما لم يجيء به أحد من الأنبياء قبله قال له، مثل ما ذا؟ قال: مثل فلق البحر، و قلبه العصا حيّة تسعى و ضربه الحجر فانفجرت منه العيون، و إخراجه يده بيضاء للنّاظرين و علامات لا يقدر الخلق على مثلها.

قال له الرضا عليه السّلام: صدقت إذا كانت حجة على نبوّته أنّه جاء بما لا يقدر الخلق على مثله أ فليس كلّ من ادّعى أنّه نبيّ ثمّ جاء بما لا يقدر الخلق على مثله وجب عليكم تصديقه قال لا: لأنّ موسى لم يكن له نظير لمكانته من ربّه، و قربه منه و لا يجب علينا الإقرار بنبوّة من ادّعاها حتّى يأتي من الأعلام بمثل ما جاء به.

قال الرضا عليه السّلام فكيف أقررتم بالأنبياء الذين كانوا قبل موسى عليه السّلام و لم يفلقوا البحر و لم ينفجروا من الحجر اثنتي عشرة عينا، و لم يخرجوا أيديهم بيضاء مثل إخراج موسى يده بيضاء و لم يقبل العصا حيّة تسعى ؟! قال له اليهودي: قد

ص: 83

خبرتك أنّه متى جاءوا على دعوى نبوّتهم من الآيات بما لا يقدر الخلق على مثله و لو جاءوا بما لم يجيء به موسى، أو كان على غير ما جاء به موسى وجب تصديقهم.

قال الرضا عليه السّلام: يا رأس الجالوت فما يمنعك من الاقرار بعيسى بن مريم و قد كان يحيى الموتى و يبرئ الاكمه و الأبرص، و يخلق من الطين كهيئة الطير، ثم ينفخ فيه فيكون طيرا بإذن اللّه ؟ قال رأس الجالوت: يقال إنّه فعل ذلك و لم نشهده.

قال له الرضا عليه السّلام: أ رأيت ما جاء به موسى من الآيات شاهدته ؟! أ ليس إنما جاء في الأخبار به من ثقات أصحاب موسى أنه فعل ذلك قال: بلى، قال: فكذلك أتتكم الأخبار المتواترة بما فعل عيسى بن مريم فكيف صدقتم بموسى و لم تصدّقوا بعيسى، فلم يحر جوابا.

قال الرضا عليه السّلام: و كذلك أمر محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما جاء به و أمر كلّ نبيّ بعثه اللّه و من آياته أنّه كان يتيما فقيرا راعيا أجيرا لم يتعلّم كتابا و لم يختلف الى معلّم، ثم جاء بالقرآن الّذي فيه قصص الأنبياء و أخبارهم حرفا حرفا و أخبار من مضى و من بقى إلى يوم القيمة.

ثمّ كان يخبرهم بأسرارهم و ما يعملون في بيوتهم، و جاء بآيات كثيرة لا تحصى قال رأس الجالوت: لم يصحّ عندنا خبر عيسى و لا خبر محمّد و لا يجوز لنا أن نقرّ لهما بما لم يصحّ .

قال الرّضا عليه السّلام: فالشاهد الّذي شهد لعيسى و لمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم شاهد زور فلم يحر جوابا، ثم دعا عليه السّلام بالهربذ الأكبر فقال له الرّضا عليه السّلام: أخبرنى عن زردهشت الّذي تزعم أنّه نبيّ ما حجّتك على نبوّته ؟ قال: إنّه أتى بما لم يأتنا به أحد قبله و لم نشهده و لكنّ الأخبار من أسلافنا وردت علينا بأنّه أحلّ لنا ما لم يحلّه غيره فاتّبعناه، قال عليه السّلام: أ فليس إنّما أتتكم الأخبار فاتبعتموه ؟! قال: بلى قال: فكذلك سائر الأمم السالفة أتتهم الأخبار بما أتى به النبيّون، و أتى به موسى و عيسى و محمّد صلوات اللّه عليهم فما عذركم في ترك الاقرار لهم، إذ كنتم إنّما أقررتم بزردهشت من قبل الأخبار المتواترة، بانّه جاء بما

ص: 84

لم يجيء به غيره ؟! فانقطع الهربذ مكانه.

فقال الرضا عليه السّلام: يا قوم إن كان فيكم أحد يخالف الإسلام و أراد أن يسأل فليسأل غير محتشم، فقام إليه عمران الصابي و كان واحدا في المتكلمين فقال: يا عالم الناس لو لا أنّك دعوت إلى مسألتك لم اقدم عليك بالمسائل، و لقد دخلت الكوفة و البصرة و الشام و الجزيرة و لقيت المتكلمين فلم أقع على أحد يثبت لي واحدا ليس غيره قائما بوحدانيّته أ فتأذن لي أن أسألك ؟.

قال الرضا عليه السّلام: إن كان في الجماعة عمران الصابئ فأنت هو، فقال: أنا هو فقال عليه السّلام: سل يا عمران و عليك بالنصفة و إيّاك و الخطل و الجور، قال: و اللّه يا سيدي ما اريد إلاّ أن تثبت لي شيئا أتعلّق به فلا أجوزه.

قال عليه السّلام: سل عمّا بدا لك، فازدحم عليه الناس و انضمّ بعضهم إلى بعض، فقال عمران الصابئ: أخبرني عن الكائن الأوّل و عمّا خلق، قال: عليه السّلام: سألت فافهم أمّا الواحد فلم يزل واحدا كائنا لا شيء، معه بلا حدود و لا أعراض، و لا يزال كذلك ثمّ خلق خلقا مبتدعا مختلفا بأعراض و حدود مختلفة لا في شيء أقامه و لا في شيء حدّه و لا على شيء حذاه و لا مثّله له.

فجعل من بعد ذلك الخلق صفوة و غير صفوة و اختلافا و ائتلافا و ألوانا و ذوقا و طعما لا لحاجة كانت منه إلى ذلك و لا لفضل منزلة لم يبلغها إلاّ به، و لا رأى لنفسه فيما خلق زيادة و لا نقصانا، تعقل هذا يا عمران ؟ قال: نعم و اللّه يا سيدي.

قال عليه السّلام: و اعلم يا عمران أنّه لو كان خلق ما خلق لحاجة لم يخلق إلا من يستعين به على حاجته و لكان ينبغي أن يخلق أضعاف ما خلق لأنّ الأعوان كلّما كثروا كان صاحبهم أقوى، و الحاجة يا عمران لا يسعها لأنه لم يحدث من الخلق شيئا إلاّ حدثت فيه حاجة أخرى و لذلك أقول: لم يخلق الخلق لحاجة، و لكن نقل بالخلق الحوائج بعضهم إلى بعض و فضّل بعضهم على بعض بلا حاجة منه إلى من فضل و لا نقمة منه على من أذلّ ، فلهذا خلق..

قال عمران: يا سيدي هل كان الكائن معلوما في نفسه عند نفسه، قال الرضا

ص: 85

عليه السلام: إنّما تكون المعلمة بالشيء لنفي خلافه و ليكون الشيء نفسه بما نفي عنه موجودا، و لم يكن هناك شيء يخالفه فتدعوه الحاجة إلى نفي ذلك الشيء عن نفسه بتحديد علم منها، أ فهمت يا عمران قال: نعم و اللّه يا سيدي فأخبرني بأي شيء علم ما علم أ بضمير أم بغير ذلك ؟ قال الرضا عليه السّلام: أ رأيت إذا علم بضمير هل تجد بدّا من أن تجعل لذلك الضمير حدّا ينتهى إليه المعرفة ؟! قال عمران: لا بدّ من ذلك، قال الرضا عليه السّلام:

فما ذلك الضمير فانقطع و لم يحر جوابا. قال الرضا عليه السّلام: لا بأس، إن سألتك عن الضمير نفسه تعرفه بضمير آخر؟! فقال الرضا عليه السّلام: أفسدت عليك قولك و دعواك يا عمران، أ ليس ينبغي أن تعلم أنّ الواحد ليس يوصف بضمير، و ليس يقال له أكثر من فعل و عمل و صنع و ليس يتوهّم منه مذاهب و تجزئة كمذاهب المخلوقين و تجزئتهم فاعقل ذلك و ابن عليه ما علمت صوابا. قال عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن حدود خلقه كيف هي و ما معانيها و على كم نوع يتكوّن.

قال عليه السّلام: قد سألت فافهم إنّ حدود خلقه على ستّة أنواع و ملموس و موزون و منظور إليه، و ما لا وزن له، و هو الروح و منها منظور إليه و ليس له وزن و لا لمس و لا حسّ و لا ذوق و التقدير، و الأعراض، و الصور و العرض و الطول، و منها العمل و الحركات التي تصنع الأشياء و تعلمها و تغييرها من حال إلى حال و تزيدها و تنقصها.

و أمّا الأعمال و الحركات فانّها تنطلق لأنّها لا وقت لها أكثر من قدر ما يحتاج إليه، فاذا فرق من الشيء انطلق بالحركة و بقي الأثر و يجري مجرى الكلام الذي يذهب و يبقى أثره. قال له عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن الخالق إذا كان واحدا لا شيء غيره و لا شيء معه أ ليس قد تغيّر بخلقه الخلق قال الرضا عليه السّلام: لم يتغير عزّ و جل بخلق الخلق و لكنّ الخلق يتغيّر بتغييره، قال عمران: فباي شيء عرفناه.

قال عليه السّلام: بغيره قال: فأي شيء غيره ؟ قال الرضا عليه السّلام: مشيته و اسمه و صفته و ما أشبه ذلك، و كل ذلك محدث مخلوق مدبّر، قال عمران: يا سيدي فأيّ شيء

ص: 86

هو؟ قال عليه السّلام: هو نور. بمعنى أنّه هاد لخلقه من أهل السماء و أهل الارض، و ليس لك على أكثر من توحيد إيّاه قال عمران: يا سيدي أ ليس قد كان ساكتا قبل الخلق لا ينطق ثمّ نطق ؟ قال الرضا عليه السّلام: لا يكون السكون إلاّ عن نطق قبله، و المثل في ذلك أنّه لا يقال للسراج: هو ساكت لا ينطق و لا يقال: إنّ السراج ليضيء فيما يريد أن يفعل بنا لأنّ الضوء من السراج ليس بفعل منه و لا كون و إنما هو ليس شيء غيره، فلمّا استضاء لنا قلنا: قد أضاء لنا حتى استضأنا به، فبهذا تستبصر أمرك، قال عمران:

يا سيدي فإنّ الذي كان عندي أنّ الكائن قد تغيّر في فعله عن حاله بخلقه الخلق.

قال الرضا: أحلت يا عمران في قولك: إنّ الكائن يتغيّر في وجه من الوجوه حتى يصيب الذات منه ما يغيره، يا عمران هل تجد النار يغير تغيير نفسها، أو هل تجد الحرارة تحرق نفسها، أو هل رأيت بصيرا قطّ رأى بصره ؟ قال عمران: لم أر هذا، ألا تخبرني أ هو في الخلق أم الخلق فيه.

قال الرضا عليه السّلام جلّ يا عمران عن ذلك ليس هو في الخلق و لا الخلق فيه، تعالى عن ذلك، و سأعلّمك و تعرفه به، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، أخبرني عن المرآة أنت فيها أم هي فيك ؟! فان كان ليس واحد منكما في صاحبه، فبأيّ شيء استدللت بها على نفسك ؟! قال عمران: بضوء بينى و بينها.

فقال الرضا عليه السّلام: هل ترى من ذلك الضوء في المرآة أكثر مما تراه في عينك:

قال نعم: قال الرضا عليه السّلام: فأرناه فلم يحر جوابا، قال الرضا عليه السّلام فلا أرى النور إلاّ و قد دلّك و دلّ المرآة على أنفسكما من غير أن يكون في واحد منكما، و لهذا أمثال كثيرة غير هذا لا يجد الجاهل فيها مقالا و للّه المثل الأعلى.

ثمّ التفت عليه السّلام إلى المأمون فقال: الصلاة قد حضرت، فقال عمران: يا سيدي لا تقطع عليّ مسألتي فقد رقّ قلبي قال الرضا عليه السّلام: نصلّى و نعود، فنهض و نهض المأمون، فصلّى الرضا عليه السّلام داخلا و صلّى النّاس خارجا خلف محمّد بن جعفر، ثمّ خرجا، فعاد الرضا عليه السّلام إلى مجلسه و دعا بعمران فقال: سل يا عمران.

ص: 87

قال: يا سيدي ألا تخبرني عن اللّه عزّ و جل هل يوحد بحقيقة أو يوحد بوصف، قال الرضا عليه السّلام: إن اللّه المبدئ الواحد الكائن الاوّل، لم يزل واحدا لا شيء معه، فردا لا ثاني معه لا معلوما و لا مجهولا، و لا محكما و لا متشابها، و لا مذكورا و لا منسيا، و لا شيئا يقع عليه اسم شيء من الأشياء غيره، و لا من وقت كان و لا إلى وقت يكون و لا بشيء قام و لا إلى شيء يقوم، و لا إلى شيء استند، و لا في شيء استكن، و ذلك كلّه قبل الخلق إذ لا شيء و ما أوقعت عليه من الكلّ فهى صفات محدثة و ترجمة يفهم بها من فهم.

و اعلم أنّ الابداع و المشيّة و الإرادة معناها واحد، و أسماؤها ثلاثة، و كان أوّل إبداعه و إرادته و مشيّته الحروف التي جعلها أصلا لكلّ شيء و دليلا على كلّ مدرك و فاصلا لكلّ مشكل. و تلك الحروف تفريق كلّ شيء من اسم حقّ و باطل أو فعل أو مفعول أو معنى أو غير معنى، و عليها اجتمعت الأمور، كلّها، و لم يجعل للحروف في إبداعه لها معنى غير أنفسها يتناهى و لا وجود لأنّها مبدعة بالإبداع، و النّور في هذا الموضع أوّل فعل اللّه الّذي هو نور السماوات و الأرض.

و الحروف هي المفعول بذلك الفعل و هي الحروف التي عليها الكلام و العبارات كلّها من اللّه عزّ و جل، علّمها خلقه، و هي ثلاثة و ثلاثون حرفا، فمنها ثمانية و عشرون حرفا، تدل على اللغات العربيّة، و من الثمانية و العشرين اثنان و عشرون حرفا تدلّ على اللغات السريانيّة. و العبرانيّة، و منها خمسة أحرف متحرّفة في سائر اللغات من العجم لأقاليم اللغات كلّها و هي خمسة أحرف تحرّفت من الثمانية و العشرين، الحرف من اللغات فصارت الحروف ثلاثة و ثلاثين حرفا.

فأمّا الخمسة المختلفة فتحجج لا يجوز ذكرها أكثر مما ذكرناه ثمّ جعل الحروف بعد إحصائها و إحكام عدّتها فعلا منه كقوله عزّ و جل: «كُنْ فَيَكُونُ » و كن منه صنع و ما يكون به المصنوع، فالخلق الأوّل من اللّه عزّ و جل الإبداع لا وزن له و لا حركة و لا سمع و لا لون و لا حسّ .

و الخلق الثاني الحروف لا وزن لها و لا لون، و هي مسموعة موصوفة غير منظور

ص: 88

إليها، و الخلق الثالث ما كان من الأنواع كلّها محسوسا ملموسا ذا ذوق منظورا إليه و اللّه تبارك و تعالى سابق للابداع لأنّه ليس قبله عزّ و جل شيء، و لا كان معه شيء و الابداع سابق للحروف و الحروف لا تدلّ على غير أنفسها.

قال المأمون: و كيف لا تدلّ على غير أنفسها؟ قال الرضا عليه السّلام: لأن اللّه تبارك و تعالى لا يجمع منها شيئا لغير معنى أبدا، فاذا ألّف منها أحرفا أربعة أو خمسة أو ستة أو أكثر من ذلك أو أقلّ لم يؤلفها لغير معنى و لم يك إلاّ لمعنى محدث لم يكن قبل ذلك شيئا قال عمران: فكيف لنا بمعرفة ذلك.

قال الرضا عليه السّلام: أمّا المعرفة فوجه ذلك و بابه أنّك تذكر الحروف إذا لم ترد بها غير أنفسها ذكرتها فردا فقلت: ا ب ت ث ج ح خ حتى تأتي على آخرها، فلم تجد لها معنى غير أنفسها، فاذا ألّفتها و جمعت منها أحرفا و جعلتها اسما و صفة لمعنى ما طلبت و وجه ما عنيت كانت دليلة على معانيها داعية إلى الموصوف بها، أ فهمته ؟ قال: نعم.

قال الرّضا عليه السّلام: و اعلم أنّه لا يكون صفة لغير موصوف و لا اسم لغير معنى و لا حدّ لغير محدود، و الصفات و الأسماء كلّها تدلّ على الكمال و الوجود و لا تدلّ على الإحاطة كما تدلّ على الحدود الّتي هي التربيع و التثليث و التسديس لأنّ اللّه عز و جل و تقدّس تدرك معرفته بالصفات و الأسماء، و لا تدرك بالتحديد بالطول و العرض و القلّة و الكثرة و اللّون و الوزن و ما أشبه ذلك، و ليس يحلّ باللّه جلّ و تقدّس شيء من ذلك حتّى يعرفه خلقه بمعرفتهم أنفسهم بالضرورة التي ذكرنا.

و لكن يدلّ على اللّه عزّ و جل بصفاته و يدرك بأسمائه و يستدلّ عليه بخلقه حتى لا يحتاج في ذلك الطالب المرتاد إلى رؤية عين، و لا استماع اذن و لا لمس كفّ و لا إحاطة بقلب، فلو كانت صفاته جلّ ثناؤه لا تدلّ عليه و أسماؤه لا تدعو إليه و المعلمة من الخلق لا تدركه لمعناه كانت العبادة من الخلق لأسمائه و صفاته دون معناه، فلو لا أنّ ذلك كذلك لمكان المعبود الموحد غير اللّه تعالى لأنّ صفاته و أسماءه غيره، أ فهمت قال: نعم يا سيدي زدني.

ص: 89

قال الرضا عليه السّلام إياك و قول الجهال أهل العمى و الضلال الّذي يزعمون أنّ اللّه عزّ و جلّ و تقدّس موجود في الآخرة للحساب و الثواب و العقاب، و ليس بموجود في الدنيا للطاعة و الرجاء و لو كان في الوجود للّه عزّ و جل نقص و اهتضام لم يوجد في الآخرة أبدا، و لكنّ القوم تاهوا و عموا و صمّوا عن الحقّ من حيث لا يعلمون، و ذلك قوله عزّ و جل «وَ مَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ فَهُوَ فِي اَلْآخِرَةِ أَعْمىٰ وَ أَضَلُّ سَبِيلاً» يعنى أعمى عن الحقائق الموجودة.

و قد علم ذوو الألباب أنّ الاستدلال على ما هناك لا يكون إلاّ بما هاهنا، و من أخذ علم ذلك برأيه و طلب وجوده و إدراكه عن نفسه دون غيرها لم يزدد من علم ذلك إلاّ بعدا، لأنّ اللّه عزّ و جلّ جعل علم ذلك خاصة عند قوم يعقلون و يعلمون و يفهمون قال عمران: يا سيدي ألا تخبرني عن الابداع خلق هو أم غير خلق ؟ قال الرّضا عليه السّلام: بل خلق ساكن لا يدرك بالسكون، و إنّما صار خلقا لأنّه شيء محدث، و اللّه الّذي أحدثه فصار خلقا له، و إنّما هو اللّه عزّ و جل و خلقه لا ثالث بينهما و لا ثالث غيرهما، فما خلق اللّه عزّ و جل لم يعد أن يكون خلقه و قد يكون الخلق ساكنا و متحرّكا، و مختلفا و مؤتلفا و معلوما و متشابها و كلّ ما وقع عليه حدّ فهو خلق اللّه عزّ و جل.

و اعلم أنّ كلّما أوجدتك الحواسّ فهو معنى مدرك للحواسّ ، و كلّ حاسّة تدلّ على ما جعل اللّه عزّ و جل لها في إدراكها، و الفهم من القلب بجميع ذلك كلّه و اعلم أنّ الواحد الّذي هو قائم بغير تقدير و لا تحديد، خلق خلقا مقدّرا بتحديد و تقدير و كان الذي خلق خلقين اثنين التقدير و المقدّر، فليس في كلّ واحد منهما لون و لا ذوق و لا وزن، فجعل أحدهما يدرك بالآخر و جعلهما مدركين بأنفسهما، و لم يخلق شيئا فردا قائما بنفسه دون غيره للّذي أراد من الدلالة على نفسه و إثبات وجوده.

و اللّه تبارك و تعالى فرد واحد لا ثاني معه يقيمه و لا يعضده و لا يمسكه، و الخلق يمسك بعضه بعضا بإذن اللّه و مشيّته، و إنّما اختلف النّاس في هذا الباب حتّى تاهوا

ص: 90

و تحيّروا و طلبوا الخلاص من الظلمة بالظلمة في وصفهم اللّه بصفة أنفسهم فازدادوا من الحقّ بعدا.

و لو وصفوا اللّه عزّ و جل بصفاته و وصفوا المخلوقين بصفاتهم لقالوا بالفهم و اليقين و لما اختلفوا، فلما طلبوا من ذلك ما تحيّروا فيه ارتبكوا و اللّه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. قال عمران: يا سيدي أشهد أنّه كما وصفت، و لكن بقيت لي مسألة.

قال: سل عمّا أردت، قال: أسألك عن الحكيم في أيّ شيء هو، و هل يحيط به شيء، و هل يتحوّل من شيء إلى شيء، أو به حاجة إلى شيء؟ قال الرضا عليه السّلام:

أخبرك يا عمران فاعقل ما سألت عنه فانّه من أغمض ما يرد على المخلوقين في مسائلهم و ليس يفهمه المتفاوت عقله، العاذب علمه و لا يعجز عن فهمه أولو العقل المنصفون.

أمّا أوّل ذلك فلو كان خلق ما خلق لحاجة منه لجاز لقائل أن يقول: يتحوّل إلى ما خلق لحاجته إلى ذلك، و لكنّه عزّ و جلّ لم يخلق شيئا لحاجته و لم يزل ثابتا لا في شيء و لا على شيء إلاّ أنّ الخلق يمسك بعضه بعضا و يدخل بعضه في بعض و يخرج منه، و اللّه عزّ و جل و تقدّس بقدرته يمسك ذلك كلّه، و ليس يدخل في شيء و لا يخرج منه و لا يؤده حفظه، لا يعجز عن إمساكه، و لا يعرف أحد، من الخلق كيف ذلك إلاّ اللّه عزّ و جل.

و من اطّلعه عليه من رسله و أهل سرّه و المستحفظين لأمره و خزّانه القائمين بشريعته، و إنّما أمره كَلَمْحِ اَلْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ إذا شاء شيئا، فَإِنَّمٰا يَقُولُ لَهُ : «كُنْ فَيَكُونُ » بمشيّته و إرادته، و ليس شيء من خلقه أقرب إليه من شيء، و لا شيء، منه هو أبعد منه من شيء، أ فهمت يا عمران ؟ قال نعم يا سيدي قد فهمت، و أشهد أنّ اللّه على ما وصفته و وحدته، و أنّ محمّدا عبده المبعوث بالهدى و دين الحقّ ، ثم خرّ ساجدا نحو القبلة و أسلم.

قال الحسن بن محمّد النوفلي: فلمّا نظر المتكلّمون إلى كلام عمران الصابئ و كان جدلا لم يقطعه عن حجّته أحد قطّ لم يدن من الرضا عليه السّلام أحد منهم و لم يسألوه عن شيء و أمسيناه فنهض المأمون و الرّضا عليه السّلام فدخلا و انصرف النّاس و كنت

ص: 91

مع جماعة من أصحابنا إذ بعث إلى محمّد بن جعفر فأتيته.

فقال لي: يا نوفلي أما رأيت ما جاء به صديقك لا و اللّه ما ظننت أنّ عليّ بن موسى خاض في شيء من هذا قطّ. و لا عرفناه به إنّه كان يتكلّم بالمدينة أو يجتمع إليه أصحاب الكلام قلت: قد كان الحاجّ يأتونه و يسألونه عن أشياء من حلالهم و حرامهم فيجيبهم، و كلّمه من يأتيه لحاجة.

فقال محمّد بن جعفر: يا أبا محمّد إنّي أخاف عليه أن يحسده هذا الرّجل فيسمّه أو يفعل به بليّة، فأشر عليه بالإمساك عن هذه الأشياء، قلت: إذا لا يقبل منّى، و ما أراد الرّجل إلاّ امتحانه ليعلم هل عنده شيء من علوم آبائه عليهم السّلام فقال لي: قل له إنّ عمّك قد كره هذا الباب و أحبّ أن تمسك عن هذه الأشياء لخصال شتى.

فلمّا انقلبت إلى منزل الرّضا عليه السّلام أخبرته بما كان من عمّه محمّد بن جعفر فتبسّم ثمّ قال: حفظ اللّه عمّي ما أعرفني به لم كره ذلك ؟ يا غلام صر إلى عمران الصابئ فأتنى به. فقلت: جعلت فداك أنا أعرف موضعه هو عند بعض إخواننا من الشيعة، قال عليه السّلام فلا بأس قرّبوا إليه دابّة، فصرت إلى عمران فأتيته به فرحّب به و دعا بكسوة فخلعها عليه و حمله، و دعا بعشرة آلاف درهم فوصله بها.

فقلت: جعلت فداك حكيت فعل جدّك أمير المؤمنين عليه السّلام، فقال: هكذا نحبّ ، ثم دعا عليه السّلام بالعشاء فأجلسني عن يمينه و أجلس عمران عن يساره حتّى إذا فرغنا قال لعمران: انصرف مصاحبا و بكّر علينا نطعمك طعام المدينة فكان عمران بعد ذلك يجتمع عليه المتكلّمون من أصحاب المقالات فيبطل أمرهم حتّى اجتنبوه، و وصله المأمون بعشرة آلاف درهم، و أعطاه الفضل مالا و حمله، و ولاّه الرّضا عليه السّلام صدقات بلخ فأصاب الرّغائب(1).

4 - عنه - رحمه اللّه - قال: حدثنا أحمد بن زياد - رضي اللّه عنه - قال حدّثنا على ابن إبراهيم بن هاشم قال حدّثنا القاسم بن محمّد البرمكي قال حدثنا أبو الصلت الهروي

ص: 92


1- التوحيد: 417-441 و العيون: 1-154. و فى توليته صدقات بلخ نظر.

لما جمع المأمون لعلي بن موسى الرضا عليه السّلام أهل المقالات من أهل الإسلام و الديانات من اليهود و النصارى و المجوس و الصابئين و ساير أهل المقالات فلم يقم أحد إلاّ و قد ألزمه حجته كانه قد القم حجرا.

فقام إليه علي بن محمّد بن الجهم فقال له: يا بن رسول اللّه أ تقول بعصمة الأنبياء قال: بلى قال: فما تعمل في قول اللّه عزّ و جل «وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ » و قوله عزّ و جل، «وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ » و قوله: في يوسف «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا» و قوله عزّ و جل في داود «وَ ظَنَّ دٰاوُدُ أَنَّمٰا فَتَنّٰاهُ » و قوله في نبيه محمّد صلى اللّه عليه و آله و سلّم «وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اَللّٰهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى اَلنّٰاسَ وَ اَللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ ».

فقال مولانا الرّضا عليه السّلام: ويحك يا علي اتق اللّه و لا تنسب إلى أنبياء اللّه الفواحش و لا تتأوّل كتاب اللّه عزّ و جل برأيك، فانّ اللّه عزّ و جل: «يقول وَ مٰا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اَللّٰهُ وَ اَلرّٰاسِخُونَ فِي اَلْعِلْمِ » أما قوله عزّ و جل في آدم عليه السّلام، وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ ، فانّ اللّه عزّ و جل خلق آدم حجة في أرضه و خليفة في بلاده لم يخلقه للجنة و كانت المعصية من آدم في الجنة لا في الأرض لتتمّ مقادير أمر اللّه عزّ و جل.

فلمّا أهبط إلى الارض و جعل حجة و خليفة عصم بقوله عزّ و جل: «إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ ، وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ » و أما قوله عزّ و جل وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ إنما ظنّ أنّ اللّه عزّ و جل لا يضيق عليه رزقه ألا تسمع قول اللّه عزّ و جل «وَ أَمّٰا إِذٰا مَا اِبْتَلاٰهُ ربّه فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ » أي ضيّق عليه، و لو ظن أنّ اللّه لا يقدر عليه لكان قد كفر.

و أما قوله عزّ و جل في يوسف: «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا» فانها همّت بالمعصية و همّ يوسف بقتلها إن أجبرته لعظم ما داخله، فصرف اللّه عنه قتلها و الفاحشة، و هو قوله «كَذٰلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ اَلسُّوءَ - يعني القتل - وَ اَلْفَحْشٰاءَ » يعني الزنا و أما داود فما يقول من قبلكم فيه.

فقال على بن الجهم يقولون: إنّ داود كان في محرابه يصلّي إذ تصوّر له

ص: 93

إبليس على صورة طير أحسن ما يكون من الطيور، فقطع صلاته و قام ليأخذ الطير فخرج الطير إلى الدار، فخرج في أثره فطار الطير إلى السطح فصعد في طلبه فسقط الطير في دار أورياء بن حنان، فاطلع داود في أثر الطير فاذا بامرأة اوريا تغتسل فلما نظر إليها هويها و كان أوريا قد أخرجه في بعض غزواته، فكتب إلى صاحبه أن أقدم أوريا أمام الحرب، فقدم فظفر اوريا بالمشركين فصعب ذلك على داود.

فكتب الثانية أن قدمه أمام التابوت فقتل أوريا رحمه اللّه و تزوّج داود بامرأته قال: فضرب الرضا عليه السّلام بيده على جبهته، و قال: إنا للّه و إنا إليه راجعون لقد نسبتم نبيا من أنبياء اللّه الى التهاون بصلاته حتى خرج في أثر الطير، ثمّ بالفاحشة ثمّ بالقتل فقال يا بن رسول اللّه فما كانت خطيئته فقال: ويحك إنّ داود إنّما ظن أنّ ما خلق اللّه عزّ و جل خلقا هو أعلم منه.

فبعث اللّه عزّ و جل إليه الملكين فتسوّرا المحراب فقالا: خَصْمٰانِ بَغىٰ بَعْضُنٰا عَلىٰ بَعْضٍ ، فَاحْكُمْ بَيْنَنٰا بِالْحَقِّ وَ لاٰ تُشْطِطْ وَ اِهْدِنٰا إِلىٰ سَوٰاءِ اَلصِّرٰاطِ إِنَّ هٰذٰا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَ تِسْعُونَ نَعْجَةً وَ لِيَ نَعْجَةٌ وٰاحِدَةٌ فَقٰالَ أَكْفِلْنِيهٰا وَ عَزَّنِي فِي اَلْخِطٰابِ فعجل داود عليه السلام على المدعى عليه، ف قٰالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤٰالِ نَعْجَتِكَ إِلىٰ نِعٰاجِهِ و لم يسأل المدعى البينة. على ذلك، و لم يقبل على المدعى عليه فيقول ما يقول.

فكان هذا خطيئة حكمه لا ما ذهبتم إليه ألا تسمع قول اللّه عزّ و جل يقول يٰا دٰاوُدُ إِنّٰا جَعَلْنٰاكَ خَلِيفَةً فِي اَلْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ اَلنّٰاسِ بِالْحَقِّ الى آخر الآية فقلت يا بن رسول اللّه فما قصته مع اوريا.

فقال الرضا عليه السّلام: إنّ المرأة في أيام داود إذا مات بعلها أو قتل لا تتزوّج بعده أبدا، و أول من أباح اللّه عزّ و جل له أن يتزوج بامرأة قتل بعلها داود عليه السّلام، فذلك الذي شقّ على اوريا أما محمّد نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قول اللّه عزّ و جل له: «وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اَللّٰهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى اَلنّٰاسَ وَ اَللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ » فان اللّه عزّ و جل عرف نبيه صلى اللّه عليه و آله أسماء أزواجه في دار الدنيا و أسماء أزواجه في الآخرة و إنهن امهات المؤمنين واحد من سمى له زينب بنت جحش و هي يومئذ تحت زيد بن حارثة.

ص: 94

فأخفى صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اسمها في نفسه و لم يبده له لكيلا يقول أحد من المنافقين أنه قال في امرأة في بيت رجل أنها أحد أزواجه من امهات المؤمنين، و خشى قول المنافقين قال اللّه عزّ و جل: وَ اَللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ في نفسك و أنّ اللّه عزّ و جل ما تولى تزويج أحد من خلقه إلاّ تزويج حواء من آدم و زينب من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فاطمة من علي عليه السلام.

قال: فبكى عليّ بن الجهم و قال: يا بن رسول اللّه أنا تائب إلى اللّه عزّ و جل أن أنطق في أنبياء اللّه بعد يومي هذا إلاّ بما ذكرته(1).

5 - عنه رحمه اللّه قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني و الحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتب، و علي بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنهم، قالوا حدثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى صاحب السابريّ ، قال: سألني أبو قرّة صاحب الجاثليق أن أوصله إلى الرضا عليه السّلام فاستأذنته في ذلك.

فقال عليه السّلام: أدخله عليّ فلما دخل عليه قبّل بساطه و قال: هكذا علينا في ديننا أن نفعل بأشراف أهل زماننا، ثمّ قال: أصلحك اللّه ما تقول في فرقة ادّعت دعوى فشهدت لهم فرقة اخرى معدّلون ؟ قال: الدعوى لهم، قال: فادعت فرقة اخرى دعوى، فلم يجدوا شهودا من غيرهم قال لا شيء لهم.

قال: فإنا نحن ادّعينا أنّ عيسى روح اللّه و كلمته ألقاها، فوافقنا على ذلك المسلمون، و ادّعى المسلمون أنّ محمّدا نبيّ ، فلم نتابعهم عليه و ما أجمعنا عليه خير مما افترقنا فيه.

فقال له الرضا عليه السّلام: ما اسمك قال: يوحنا، قال يا يوحنا إنا آمنا بعيسى بن مريم عليه السّلام روح اللّه و كلمته الذي كان يؤمن بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و يبشر به، و يقرّ على نفسه أنه عبد مربوب.

فإن كان عيسى الذي هو عندك روح اللّه و كلمته ليس هو الذي آمن بمحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و بشّر به، و لا هو الذي أقرّ للّه عزّ و جل بالعبوديّة

ص: 95


1- أمالي الصدوق: 55.

و الربوبية، فنحن منه برآء، فأين اجتمعنا؟! فقام و قال لصفوان بن يحيى: قم فما كان أغنانا عن هذا المجلس(1).

6 - الراوندي بإسناده قال منها: قال أبو إسماعيل السنديّ : سمعت بالسّند أنّ للّه في العرب حجّة، فخرجت منها في الطلب فدللت على الرّضا عليه السّلام فقصدته فدخلت عليه و أنا لا أحسن من العربيّة كلمة فسلّمت بالسنديّة، فردّ عليّ بلغتي فجعلت اكلّمه بالسنديّة و هو يجيبني بالسنديّة، فقلت له: إني سمعت بالسّند أنّ للّه في العرب حجة فخرجت في الطلب.

فقال بلغتي: نعم أنا هو ثمّ قال: فسل عمّا تريد فسألته عمّا أردته، فلمّا أردت القيام من عنده قلت إنّي لا أحسن من العربيّة شيئا، فادع اللّه أن يلهمنيها لأتكلّم بها مع أهلها، فمسح يده على شفتي، فتكلّمت بالعربيّة من وقتي، و رأس الجالوت و أمر القوم أن يسألوا ما بدا لهم، فجمعهم كلّهم و الزيدية و المعتزلة و هم لا يعلمون لما يدعوهم الحسن بن محمّد.

فلما تكاملوا ثنيّ للرضا عليه السّلام و سادة فجلس عليها، ثمّ قال: السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته، هل تدرون لم بدأتكم بالسلام، فقالوا لا، قال: لتطمئنّ أنفسكم، فقالوا: و من أنت يرحمك اللّه ؟ قال: أنا علي بن موسى و ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، صلّيت اليوم الفجر مع والي المدينة في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و أقرأني بعد ما صلّينا كتاب صاحبه إليه و استشارني في كثير من أموره.

فأشرت عليه بما فيه الحظّ له و وعدته أن أصير إليه بالعشيّ ، بعد العصر من هذا اليوم ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه و أنا واف له بما وعدته به، و لا حول و لا قوة إلاّ باللّه، فقال الجماعة: يا بن رسول اللّه ما نريد مع هذا الدليل برهانا، و أنت عندنا لصادق القول، و قاموا ليصرفوا.

فقال لهم الرضا: لا تصرفوا فانّما جئتكم لتسألوا عمّا شئتم من آثار النبوّة و علامات الإمامة الّتي لا يجدونه إلاّ عندنا أهل البيت، فهلمّوا مسائلكم فابتدأ عمرو

ص: 96


1- عيون الاخبار: 2-230.

ابن هذّاب و قال: إنّ محمّد بن الفضل الهاشميّ ذكر عنك أشياء لا تقبلها القلوب، فقال الرّضا عليه السّلام: و ما تلك، قال أخبرنا عنك أنّك تعرف كلّ ما أنزله اللّه و أنّك تعرف كلّ لسان و لغة.

فقال الرّضا عليه السّلام: صدق محمّد بن الفضل، فأنا خبّرته بذلك، فهلمّوا فاسألوا قالوا: فانا نختبرك كلّ شيء بالألسن و اللّغات و هذا هنديّ و هذا روميّ و هذا فارسيّ و هذا تركيّ فأحضرناهم.

قال: فليتكلّموا بما أحبّوا أجب كلّ واحد منهم بلسانه إن شاء اللّه تعالى، فسأل كلّ واحد منهم مسئلة بلسانه و لغته، فأجابهم عمّا سألوا بألسنتهم، و لغاتهم فتحير النّاس فتعجّبوا و أقرّوا جميعا أنه أفصح منهم بلغاتهم، ثمّ نظر الرّضا عليه السّلام إلى ابن هذّاب فقال: إن أنا أخبرتك أنّك ستبلى في هذه الأيّام بدم ذي رحم لك لكنت مصدّقا لي، قال: لا فانّ الغيب لا يعلمه إلاّ اللّه تعالى.

قال عليه السّلام: أو ليس إنّه يقول: «عٰالِمُ اَلْغَيْبِ فَلاٰ يُظْهِرُ عَلىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاّٰ مَنِ اِرْتَضىٰ مِنْ رَسُولٍ » فرسول اللّه عند اللّه مرتضى و نحن ورثة ذلك الرسول الّذي أخلفه اللّه على ما يشاء من غيبه فعل ما كان و ما يكون إلى يوم القيمة، و أمّا الّذي أخبرتك يا ابن هذّاب الكائن إلى خمسة أيّام، فان لم يصحّ لك ما قلت في هذه المدّة و إلاّ فإني كاذب مفتر و إن صحّ فتعلم أنّك الرّاد على اللّه و على رسوله.

و لك دلالة اخرى أما أنك مصاب ببصرك و تصير مكفوفا فلا تبصر سهلا و لا جبلا و هذا كائن بعد أيّام، و لك عندي دلالة أخرى أنك تحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص قال محمّد بن الفضل تاللّه لقد نزل ذلك كلّه بابن هذّاب فقيل له أصدق الرضا عليه السلام أم كذب ؟ فقال: لقد علمت في الوقت الذي أخبرني به أنه كائن و لكني كنت أتجلّد.

ثمّ إنّ الرضا عليه السلام التفت إلى الجاثليق و قال: هل دلّ الإنجيل على نبوّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: لو دلّ الإنجيل على ذلك لما جحدناه، فقال عليه السلام: أخبرني عن السكينة التي لكم في السفر الثالث، فقال الجاثليق: اسم من أسماء اللّه تعالى لا يجوز لنا أن نظهره.

ص: 97

قال الرّضا عليه السّلام: فإن قررتك أنّه اسم محمّد و ذكره و إقرار عيسى به و أنّه بشر بني إسرائيل بمحمد لتقر به و لا تنكره ؟ فقال الجاثليق: إن فعلت أقررت فإنّي لا أردّ الإنجيل و لا أجحده قال الرّضا عليه السّلام: فخذ عليّ في السفر الثالث الّذي فيه ذكر محمّد و بشارة عيسى بمحمد. فقال الجاثليق: هات.

فأقبل الرّضا عليه السّلام يتلو ذلك السّفر من الإنجيل حتى بلغ ذكر محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال يا جاثليق من هذا النبيّ الموصوف ؟ قال الجاثليق صفه، قال لا أصفه إلاّ بما وصفه اللّه هو صاحب النّاقة و العصى و الكساء «اَلنَّبِيَّ اَلْأُمِّيَّ اَلَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي اَلتَّوْرٰاةِ وَ اَلْإِنْجِيلِ ، يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ يَنْهٰاهُمْ عَنِ اَلْمُنْكَرِ وَ يُحِلُّ لَهُمُ اَلطَّيِّبٰاتِ وَ يُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ اَلْخَبٰائِثَ ، وَ يَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ اَلْأَغْلاٰلَ اَلَّتِي كٰانَتْ عَلَيْهِمْ » يهدى الى الطريق الأقصد، و المنهاج الأعدل و الصّراط الأقوم.

سألتك يا جاثليق بحقّ عيسى روح اللّه و كلمته هل تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبيّ فأطرق الجاثليق مليّا و علم أنّه إن جحد الإنجيل كفر، فقال نعم هذه الصفّة في الإنجيل و قد ذكر عيسى في الإنجيل هذا النبيّ و قد صحّ في الإنجيل و أقررت بما فيه من صفة محمّد.

قال: فخذ عليّ في السّفر الثاني فإني اوجدك ذكره و ذكر وصيّه و ذكر ابنته فاطمة و ذكر الحسن و الحسين عليهم السّلام فلمّا سمع الجاثليق و رأس الجالوت علما أنّ الرّضا عليه السّلام عالم بالتورية و الإنجيل، فقالا و اللّه قد أتى بما لا يمكننا ردّه، و لا دفعه إلاّ بجحود الإنجيل و التورية و الزبور و قد بشر به موسى و عيسى جميعا و لكن لم يتقرر عندنا بالصحة أنه محمّد هذا.

فامّا اسمه محمّد فلا يجوز لنا أن نقرّ لكم بنبوّته و نحن شاكون أنه محمدكم، فقال الرضا عليه السّلام: احتججتم بالشك فهل بعث اللّه قبله أو بعده من ولد آدم إلى يومنا هذا نبيا اسمه محمّد و تجدونه في شيء من الكتب الّتي أنزلها على جميع الأنبياء غير محمدنا فاحجموا عن جوابه و قالوا لا يجوز لنا أن نقر لكم بأنه محمّدكم، لأنّا إن أقررنا لك بمحمد و وصيّه و ابنته و ابنيهما على ما ذكرت أدخلتمونا في الاسلام كرها.

ص: 98

فقال الرضا عليه السّلام: أنت يا جاثليق آمن في ذمة اللّه و ذمّة رسوله، لأنّه لا يبدؤك منّا شيء تكره ممّا تخافه و تحذره فقال أمّا إذا قد أمنتني فإنّ هذا النبىّ الّذي اسمه محمّد، و هذا الوصيّ الّذي اسمه عليّ و هذه البنت الّتي اسمها فاطمة و هذان السبطان اللّذان اسمهما الحسن و الحسين في التوراة و الإنجيل و الزبور.

قال الرّضا عليه السّلام: فهذا الذي ذكرته في التورية و الإنجيل و الزبور من اسم هذا النبيّ و هذا الوصي و هذه البنت و هذين السّبطين صدق و عدل أم كذب و زور قال بل صدق و عدل، و ما قال اللّه إلاّ الحق، فلما أخذ الرّضا عليه السّلام إقرار الجاثليق بذلك قال لرأس الجالوت: فاسمع الآن السّفر الفلاني من زبور داود عليه السّلام.

قال: هات بارك اللّه فيك و عليك و على من ولدك فتلا الرّضا عليه السّلام السّفر الأوّل من الزبور، حتى انتهى إلى ذكر محمّد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين فقال سألتك يا رأس الجالوت بحقّ اللّه أ هذا في زبور داود عليه السّلام و لك من الأمان و الذمّة و العهد ما قد أعطيته الجاثليق فقال راس الجالوت نعم هذا بعينه في الزّبور بأسمائهم.

فقال الرّضا عليه السّلام: فبحقّ العشر الآيات الّتي أنزلها اللّه تعالى على موسى بن عمران في التورية هل تجد صفة محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين في التوراة منسوبين إلى العدل و الفضل، قال نعم و من جحد هذا فهو كافر بربّه و أنبيائه.

فقال له الرّضا عليه السّلام: فخذ عليّ في سفر كذا من التورية فأقبل الرّضا عليه السّلام يتلو التورية و أقبل رأس الجالوت يتعجّب من تلاوته و بيانه و فصاحته و لسانه، حتى إذا بلغ ذكر محمّد قال رأس الجالوت: نعم، هذا أحماد و بنت أحماد و إيليا و شبر و شبّير تفسيره بالعربيّة محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين.

فتلا الرّضا عليه السّلام إلى آخره، فقال راس الجالوت: لما فرغ من تلاوته و اللّه يا بن محمّد لو لا الرّئاسة الّتي حصلت لي على جميع اليهود لآمنت بأحماد و اتبعت أمرك، فو اللّه الّذي أنزل التورية على موسى، و الزبور على داود، ما رأيت أقرأ التورية و الإنجيل و الزّبور منك و لا رأيت أحدا أحسن بيانا و تفسيرا و فصاحة لهذه الكتب منك.

فلم يزل الرّضا عليه السّلام معهم في ذلك إلى وقت الزّوال، فقال لهم حين حضر

ص: 99

وقت الزّوال أنا أصلّي و اصير إلى المدينة للوعد الّذي وعدت به والي المدينة ليكتب جواب كتابه، و أعود إليكم بكرة إنشاء اللّه تعالى قال فاذّن عبد اللّه سليمان و أقام.

و تقدّم الرضا عليه السّلام فصلّى بالنّاس و خفّف القراءة و ركع تمام السّنة و انصرف فلمّا كان من الغد عاد إلى مجلسه ذلك فأتوه بجارية رومية فكلمها بالروميّة و الجاثليق يسمع و كان فهما بالروميّة.

فقال الرّضا عليه السّلام: أيّما أحبّ إليك محمّد أم عيسى ؟ فقالت: كان فيما مضى عيسى أحبّ إلى حين لم أكن عرفت محمّدا، فأما بعد أن عرفته فمحمّد الآن أحبّ إلى من عيسى، و من كلّ نبي، فقال لها الجاثليق: فإذا كنت دخلت في دين محمّد فتبغضين عيسى قالت: معاذ اللّه بل احبّ عيسى و أومن به و لكن محمّد أحبّ إليّ .

فقال الرّضا عليه السّلام للجاثليق فسر للجماعة ما تكلّمت به الجارية و ما قلت أنت لها و ما أجابتك به، ففسّر الجاثليق للجماعة ما تكلّمت به الجارية و ما قال لها، ثمّ قال الجاثليق يا بن محمّد هاهنا رجل سندي و هو نصراني و هو صاحب احتجاج و كلامه بالسّندية في دين النصرانيّة فقال عليه السّلام احضره فاحضر فتكلّم معه بالسنديّة، ثمّ أقبل يحاجّه و ينقله من شيء الى شيء بالسنديّة في دين النصرانية فسمعنا السنديّ يقول بثطى بثطى بثطله بالسنديّة.

فقال الرضا عليه السّلام: قد وحد اللّه بالسنديّة، ثم كلمه في عيسى و مريم فلم يزل يدرجه من حال إلى حال إلى أن قال بالسنديّة: أشهد أن لا إله الاّ اللّه و أشهد ان محمّدا رسول اللّه، ثم رفع منطقة كانت عليه فظهر من تحتها زنّار في وسطه فقال اقطعه أنت بيدك يا بن رسول اللّه.

فدعا الرّضا عليه السّلام بسكين فقطعه، ثمّ قال لمحمد بن الفضل الهاشمى: خذ السّندى الى الحمّام فطهره و اكسه و عياله و احملهم جميعا إلى المدينة، فلمّا فرغ من مخاطبة القوم قال قد صحّ عندكم صدق ما كان محمّد بن الفضل يلقى عليكم عنّى قالوا بأجمعهم: نعم و بان لنا منك فوق ذلك أضعافا مضاعفة.

و قد ذكر لنا محمّد بن الفضل أنّك تحمل إلى خراسان فقال صدق محمّد إلاّ أنى احمل

ص: 100

مكرها مبجلا معظما. قال محمّد بن الفضل فشهد له الجماعة بالإمامة عندنا تلك الليلة فلمّا أصبح ودّع الجماعة و أوصانى بما أراد، و مضى و تبعته أشيّعه، حتى إذا صرفانى وسط القرية عدل عن الطريق و صلّى أربع ركعات.

ثمّ قال يا محمّد انصرف في حفظ اللّه غمّض طرفك فغمضته، ثم قال افتح عينيك ففتحتهما فاذا أنا على باب منزلي بالبصرة و لم أر الرّضا عليه السّلام قال و حملت السّندي و عياله الى المدينة وقت الموسم(1).

7 - عنه رحمه اللّه - قال: و منها: ما روى في دخول الرّضا عليه السّلام إلى الكوفة قال محمّد بن الفضل كان ممّا أوصانى عليه فى وقت منصرفه من البصرة أن قال لي صر إلى الكوفة فأجمع الشّيعة هناك و أعلمهم أنّى قادم عليهم و أمرنى أن أترك في دار حفص بن عمير اليشكري.

فصرت إلى الكوفة فأعلمت الشيعة أنّ الرّضا عليه السّلام قادم عليهم و أنا يوما عند نصر بن مزاحم إذ مرّ بى سلام خادم الرضا عليه السّلام فقلت: إنّه قد قدم فبادرت إلى دار حفص بن عمير فإذا هو بالدّار فسلّمت عليه قال: احتشد من طعام تصلحه للشّيعة فقلت قد احتشدت و فرغت مما يحتاج إليه.

فقال: الحمد للّه على توفيقك فجمعنا الشيعة فلمّا أكلوا قال: يا محمّد انظر من بالكوفة من المتكلّمين و العلماء فاحضرهم، فأحضرناهم فقال لهم الرّضا عليه السّلام: انى اريد أن أجعل لكم حظا من نفسي كما جعلت لأهل البصرة و أن اللّه قد أعلمنى بكلّ كتاب أنزله.

ثم أقبل على علماء النصارى و اليهود فعل كفعله في البصرة فاعترفوا له بذلك بأجمعهم و كان من علماء النّصارى رجل...(2) يعرف بالعلم و الجدل و يعرف الإنجيل فقال له:

يا جاثليق هل تعرف لعيسى صحيفة فيها خمسة أسماء يعلقها في عنقه إذا كان بالمغرب

ص: 101


1- الخرائج: 204.
2- كذا فى الاصل.

و أراد الشرق فتحملها فأقسم على اللّه باسم واحد من الخمسة أن تنطوى له الأرض فيصير من المغرب إلى المشرق و من المشرق إلى المغرب في لحظة.

فقال له الجاثليق: لا علم لي بالصحيفة و أما الأسماء الخمسة فقد كانت معه بلا شكّ يسأل اللّه بها أو بواحد منها يعطيه اللّه كلما يسأله، قال: اللّه اكبر إذا لم تنكر الأسماء فهو الغرض، ثمّ قال يا معشر النّاس أ ليس قد أنصف من يحاجّ خصمه بملّته و كتابه، و نبيّه و شريعته قالوا بأجمعهم نعم.

قال الرّضا عليه السّلام: فاعلموا أنّه ليس بالإمام بعد محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلاّ من قام بما قام به محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، حين يفضي الأمر إليه و ما يكون الإمام إماما و لا يصحّ الإمامة إلا لمن حاجّ الامم بالبراهين الإمامة فقال راس الجالوت: و ما هذا الدليل على الامام.

قال أن يكون عالما بالتورية و الإنجيل و الفرقان الحكيم، فيحاجّ أهل التورية بتوراتهم و أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل القرآن بقرآنهم حتى يكون عالما بالتورية و الإنجيل و الزّبور و الفرقان الحكيم، فيحاجّ كل أمّة بكتابهم و أن يكون عالما بجميع اللّغات، حتى لا يخفى عليه لسان، ثمّ يكون مع ذلك تقيّا نقيّا من كلّ دنس طاهرا من كل عيب، عادلا منصفا، حكيما، رءوفا، رحيما، حليما، غفورا عطوفا، بارّا صادقا مشفقا أمينا مأمونا راتقا.

فقام إليه نصر بن مزاحم فقال: يا بن رسول اللّه ما تقول في جعفر بن محمّد؟ فقال:

ما أقول. في إمام شهدت الامّة قاطبة بأنّه كان أعلم أهل زمانه قال: فما تقول في موسى بن جعفر قال كان مثله، قال فإنّ الناس قد تحيّروا في أمره قال: إنّ موسى ابن جعفر عمّر برهة من دهره، فكان يكلّم الأنباط بلسانهم و يكلّم أهل خراسان بالدرّية و أهل الرّوم بالروميّة و يكلّم العجم بألسنتهم فكان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود و النّصارى، فيحاجهم بكتبهم و ألسنتهم.

فلمّا نفدت مدّته و كان وقت وفاته أتاني مولى برسالته يقول: يا بني إنّ الأجل فقد نفد و المدّة قد انقضت و أنت وصي أبيك، فإنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا كان وقت زمانه دعا عليّا و أوصاه و دفع إليه صحيفة الّتي كان فيها الأسماء خصّ اللّه بها الأنبياء

ص: 102

و الأوصياء. ثمّ قال يا على ادن منّى فدنا منه، ثم، قال اخرج لسانك فأخرجه فختمه بخاتمه.

ثمّ قال يا على، اجعل لسانى في فيك فتمصّه و ابلع عنى كلّما تجد في فيك، ففعل علي ذلك، فقال إنّ اللّه فهمك ما فهمني و بصرك ما بصّرني و أعطاك من العلم ما أعطاني إلاّ النبوة فإنّه لا نبيّ بعدي ثم كذلك إماما بعد امام، فلمّا قضي موسى عليه السّلام علمت كلّ لسان و كلّ كتاب و ما كان و ما سيكون بغير تعلّم، و هذا سرّ الأنبياء أودعه اللّه فيهم و الأنبياء اودعوه إلى أوصيائهم و من لم يعرف ذلك و يحقّقه فليس هو على شيء و لا قوّة الاّ باللّه(1).

2- باب احتجاجه مع سليمان المروزى

8 - ابن شهرآشوب قال: و مما أجاب عليه السّلام بحضرة المامون لصباح بن نصر الهندى و عمران الصّابي عن مسائلهما قال عمران: العين نور مركبّة أم الروح تبصر الأشياء من منظرها قال: العين شحمة و هو البياض و السواد و النظر للرّوح دليله أنّك تنظر فيه فترى صورتك في وسط و الإنسان لا يرى صورته الاّ في ماء أو مرآة و ما أشبه ذلك قال صباح فاذا عميت العين كيف صارت الروح قائمة و النظر ذاهب قال عليه السّلام كالشمس طالعة يغشاها الظلام قال أين تذهب الروح.

قال عليه السّلام: أين يذهب الضّوء الطالع من الكوّة إذا سدّت الكوّة قال أوضح لى ذلك قال الرّوح مسكنها في الدماغ و شعاع منبثّ في الجسد بمنزلة الشمس دائرتها في السّماء و شعاعها منبسط في الارض فاذا غابت الدّائرة فلا شمس و إذا قطع الرّاس فلا روح قالا فما بال الرّجل يلتحى دون المرأة.

ص: 103


1- الخرائج: 406.

قال عليه السّلام: زين اللّه الرّجال باللّحى و جعلها فضلا يستدلّ بها على الرّجال من النساء، قال عمران ما بال الرّجل إذا كان مؤنثا و المرأة إذا كانت مذكّرة قال عليه السّلام ذلك أنّ المرأة إذا حملت و صار الغلام منها في الرحم موضع الجارية كان مؤنثا و إذا صارت الجارية موضع الغلام كانت مذكّرة و ذلك انّ موضع الغلام في الرحم ممّا يلى ميامنها و الجارية ممّا يلي مياسرها، و ربّما ولدت المرأة ولدين فى بطن واحد فإن عظم ثدياها جميعا تحمل توأمين و إن عظم أحد ثديها كان ذلك دليلا على أنّه تلد واحدا لأنّه إذا كان الثدي الأيمن أعظم كان المولود ذكرا و إذا كان الايسر أعظم كان المولود انثى و اذا كانت حاملا فضمر ثديها الايمن فانّها تسقط غلاما و اذا ضمر ثديها الأيسر فانّها تسقط انثى و اذا ضمر جميعا(1) قالا من أىّ شيء الطول و القصر في الإنسان فقال عليه السّلام من قبل النطفة و إذا خرجت من الذكر فاستدارت جاء القصر و إن استطالت جاء الطّول قال صباح ما أصل الماء قال عليه السّلام: أصل الماء خشية اللّه بعضه من السّماء و يسلكه في الارض ينابيع و بعضه ماء عليه الارضون و أصله واحد عذب فرات قال: فكيف منها عيون نفطه و كبريت و منها قار و ملح و ما أشبه ذلك قال عليه السّلام غيره الجوهر و انقلبت كانقلاب العصير خمرا و كما انقلبت الخمر فصارت خلاًّ و كما يخرج من بين فرث و دم لبنا خالصا قال فمن أين أخرجت أنواع الجواهر، قال انقلبت منها كانقلاب النطفة علقة ثمّ خلقه مجتمعة مبنيّة على المتضادات الاربع قال عمران إذا كانت الأرض خلقت من الماء و الماء البارد رطب فكيف صارت الارض باردة يابسة قال عليه السّلام سلبت النّداوة فصارت يابسة قال الحرّ أنفع من البرد لانّ الحرّ من حرّ الحياة و البرد من برد الموت و كذلك السموم القاتلة الحارّ منها أسلم و أقلّ ضررا من السموم الباردة(2).

9 - الصدوق - رحمه اللّه - قال حدّثنا أبو محمّد جعفر بن على بن أحمد الفقيه رضي اللّه عنه -، قال: أخبرنا أبو محمّد الحسن بن محمّد بن على بن صدقة القميّ ، قال:

حدّثني أبو عمرو محمّد بن عمر بن عبد العزيز الأنصارىّ الكجّي، قال: حدّثني من سمع

ص: 104


1- كذا.
2- مناقب آل ابى طالب: 2-406.

الحسن بن محمّد النوفليّ يقول: قدم سليمان المروزىّ متكلّم خراسان على المأمون فأكرمه و وصله.

ثمّ قال له: إنّ ابن عمي عليّ بن موسى قدم عليّ من الحجاز و هو يحبّ الكلام و أصحابه، فلا عليك أن تصير إلينا يوم التروية لمناظرته، فقال سليمان: يا أمير المؤمنين إنّى أكره أن أسأل مثله في مجلس في جماعة من بني هاشم، فينتقص عند القوم إذا كلّمني و لا يجوز الاستقصاء عليه.

قال المأمون: إنّما وجهت إليك لمعرفتي بقوّتك و ليس مرادي إلاّ أن تقطعه عن حجّة واحدة فقطّ: فقال سليمان: حسبك يا أمير المؤمنين. اجمع بيني و بينه و خلني و إيّاه و ألزم فوجّه المأمون إلى الرضا عليه السّلام، فقال: إنّه قدم علينا رجل من أهل مرو و هو واحد خراسان من أصحاب الكلام، فإن خفّ عليك أن تتجشّم المصير إلينا فعلت.

فنهض عليه السّلام للوضوء و قال لنا: تقدّموني و عمران الصابي معنا، فصرنا إلى الباب فأخذ ياسر و خالد بيديّ فأدخلاني على المأمون، فلمّا سلمت قال: أين أخي أبو الحسن أبقاه اللّه قلت: خلّفته يلبس ثيابه و أمرنا أن نتقدّم، ثمّ قلت: يا أمير المؤمنين إنّ عمران مولاك معي و هو بالباب، فقال: من عمران ؟ قلت الصابئ الّذي أسلم على يدك.

قال: فليدخل فدخل فرحب به المأمون، ثمّ قال له: يا عمران لم تمت حتى صرت من بنى هاشم، قال: الحمد للّه الّذي شرّفني بكم يا أمير المؤمنين، فقال له المأمون يا عمران هذا سليمان المروزي متكلّم خراسان، قال عمران: يا أمير المؤمنين إنّه يزعم أنّه واحد خراسان في النظر و ينكر البداء، قال: فلم لا تناظره ؟ قال عمران:

ذلك إليه.

فدخل الرّضا عليه السّلام فقال: في أيّ شيئي كنتم ؟ قال عمران: يا ابن رسول اللّه هذا سليمان المروزيّ فقال سليمان: أ ترضى بأبي الحسن و بقوله فيه ؟ قال عمران: قد رضيت بقول أبي الحسن في البداء على أن يأتيني فيه بحجّة أحتجّ بها على نظرائى من أهل

ص: 105

النظر قال المأمون: يا أبا الحسن ما تقول فيما تشاجرا فيه ؟ قال: و ما أنكرت من البداء يا سليمان، و اللّه عزّ و جل يقول: «أَ وَ لاٰ يَذْكُرُ اَلْإِنْسٰانُ أَنّٰا خَلَقْنٰاهُ مِنْ قَبْلُ وَ لَمْ يَكُ شَيْئاً» و يقول عزّ و جل: «وَ هُوَ اَلَّذِي يَبْدَؤُا اَلْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ » و يقول: «بَدِيعُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ » و يقول عزّ و جل: «يَزِيدُ فِي اَلْخَلْقِ مٰا يَشٰاءُ » و يقول «وَ بَدَأَ خَلْقَ اَلْإِنْسٰانِ مِنْ طِينٍ » و يقول عزّ و جل: «وَ آخَرُونَ مُرْجَوْنَ لِأَمْرِ اَللّٰهِ إِمّٰا يُعَذِّبُهُمْ وَ إِمّٰا يَتُوبُ عَلَيْهِمْ » و يقول عزّ و جل: «وَ مٰا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَ لاٰ يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاّٰ فِي كِتٰابٍ » .

قال سليمان: هل رويت فيه شيئا عن آبائك ؟ قال: نعم، رويت عن أبي عبد اللّه عليه السّلام أنّه قال: «إنّ للّه عزّ و جل علمين، علما مخزونا مكنونا لا يعلمه إلاّ هو من ذلك يكون البداء و علما علمه ملائكته و رسله، فالعلماء من أهل بيت نبيّه يعلمونه، قال سليمان: أحبّ أن تنزعه لي من كتاب اللّه عزّ و جلّ قال عليه السّلام: قول اللّه عزّ و جل لنبيّه صلى اللّه عليه و آله و سلم «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمٰا أَنْتَ بِمَلُومٍ » أراد هلاكهم ثمّ بد اللّه فقال: «وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ اَلذِّكْرىٰ تَنْفَعُ اَلْمُؤْمِنِينَ » قال سليمان: زدنى جعلت فداك.

قال الرضا عليه السّلام: لقد أخبرنى أبي عن آبائه أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله قال: إنّ اللّه عزّ و جل أوحى إلى نبيّ من أنبيائه: أن أخبر فلان الملك أنّي متوفّيه إلى كذا و كذا فأتاه ذلك النبيّ فأخبره فدعا اللّه الملك و هو على سريره حتّى سقط من السرير، فقال: يا ربّ أجلنى يشبّ طفلى و أفضى أمرى فأوحى اللّه عزّ و جلّ إلى ذلك النبيّ أن ائت فلان الملك فأعلمه أنّي قد أنسيت في أجله و زدت في عمره خمس عشرة سنة.

فقال ذلك النبيّ : يا ربّ إنّك لتعلم أني لم أكذب قطّ، فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: إنّما أنت عبد مأمور، فأبلغه ذلك و اللّه لا يسأل عمّا يفعل، ثمّ التفت إلى سليمان فقال: أحسبك ضاهيت اليهود في هذا الباب قال: أعوذ باللّه من ذلك، و ما قالت اليهود؟ قال: قالت «يَدُ اَللّٰهِ مَغْلُولَةٌ » يعنون أنّ اللّه قد فرغ من الأمر فليس يحدث شيئا.

ص: 106

فقال اللّه عزّ و جل: «غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمٰا قٰالُوا» و لقد سمعت قوما سألوا أبي موسى بن جعفر عليهما السّلام عن البداء فقال: و ما ينكر الناس من البداء و أن يقف اللّه قوما يرجيهم لأمره قال سليمان: ألا تخبرنى عن «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» في أيّ شيء أنزلت ؟ قال الرّضا: يا سليمان ليلة القدر يقدّر اللّه عزّ و جل فيها ما يكون من السنة إلى السنة من حياة أو موت أو خير أو شرّ، أو رزق فما قدره من تلك الليلة فهو من المحتوم، قال سليمان: الآن قد فهمت جعلت فداك فزدنى.

قال عليه السّلام: يا سليمان إنّ من الأمور امورا موقوفة عند اللّه تبارك و تعالى يقدّم منها ما يشاء و يؤخر ما يشاء، يا سليمان إنّ عليّا عليه السّلام كان يقول: العلم علمان: فعلم علمه اللّه ملائكته و رسله، فما علمه ملائكته و رسله فإنّه يكون و لا يكذّب نفسه و لا ملائكته و لا رسله.

و علم عنده مخزون لم يطّلع عليه أحدا من خلقه يقدّم منه ما يشاء و يؤخّر منه ما يشاء و يمحو ما يشاء و يثبت ما يشاء، قال سليمان للمأمون: يا أمير المؤمنين لا أنكر بعد يومى هذا البداء، و لا أكذّب به إن شاء اللّه، فقال المأمون: يا سليمان سل أبا الحسن عمّا بدا لك و عليك بحسن الاستماع و الإنصاف، قال: سليمان: يا سيّدى أسألك ؟ قال الرضا عليه السّلام: سل عمّا بدا لك قال: ما تقول فيمن جعل الإرادة اسما و صفة مثل حيّ و سميع و بصير و قدير، قال الرضا عليه السّلام: إنّما قلتم حدثت الأشياء و اختلف لأنّه شاء و أراد و لم تقولوا حدثت و اختلفت لأنه سميع و بصير، فهذا دليل على أنّها ليست بمثل سميع و لا بصير و لا قدير، قال سليمان: فانه لم يزل مريدا.

قال يا سليمان فإرادته غيره قال نعم: قال: فقد أثبتّ معه شيئا غيره لم يزل قال سليمان: ما أثبت، قال الرضا عليه السّلام: أ هي محدثة، قال سليمان لا ما هي محدثة، فصاح المأمون و قال: يا سليمان مثله يعايا أو يكابر، عليك بالإنصاف أ ما ترى من حولك

ص: 107

من أهل النظر ثمّ قال: كلّمه يا أبا الحسن فإنّه متكلّم خراسان، فأعاد عليه المسألة فقال: هي محدثة.

يا سليمان فإنّ الشيء إذا لم يكن أزليّا كان محدثا، و إذا لم يكن محدثا كان أزليّا قال سليمان: إرادته منه كما أنّ سمعه منه و بصره منه و علمه منه، قال الرضا عليه السّلام:

فإرادته نفسه قال لا، قال عليه السّلام: فليس المريد مثل السميع و البصير، قال سليمان:

إنّما أراد نفسه كما سمع نفسه و أبصر نفسه و علم نفسه.

قال الرضا عليه السّلام: ما معنى أراد نفسه أراد أن يكون شيئا أو أراد أن يكون حيّا أو سميعا أو بصيرا أو قديرا؟! قال نعم: قال الرضا عليه السّلام أ فبإرادته كان ذلك ؟! قال الرضا عليه السّلام فليس لقولك أراد، أن يكون حيّا سميعا بصيرا معنى إذا لم يكن ذلك بإرادته قال سليمان: بلى: قد كان ذلك بإرادته.

فضحك المأمون و من حوله و ضحك الرضا عليه السّلام ثمّ قال لهم، ارفقوا بمتكلّم خراسان يا سليمان فقد حال عندكم عن حاله و تغيّر عنها و هذا ممّا لا يوصف اللّه عزّ و جل به، فانقطع، ثمّ قال الرضا عليه السّلام يا سليمان أسألك مسألة، قال: سل جعلت فداك قال أخبرنى عنك و عن أصحابك تكلمون النّاس بما يفقهون و يعرفون، أو بما لا يعرفون ؟! قال: بل بما يفقهون و يعرفون.

قال الرّضا عليه السّلام: فالّذي يعلم النّاس أنّ المريد غير الإرادة و أنّ المريد قبل الإرادة و أنّ الفاعل قبل المفعول و هذا يبطل قولكم: إنّ الإرادة و المريد شيء واحد قال: جعلت فداك ليس ذلك منه على ما يعرف الناس و لا على ما يفقهون، قال عليه السّلام فأراكم ادّعيتم علم ذلك بلا معرفة، و قلتم: الإرادة كالسمع و البصر إذا كان ذلك عندكم على ما لا يعرف و لا يعقل، فلم يحر جوابا.

ثمّ قال الرّضا عليه السّلام: يا سليمان هل يعلم اللّه عزّ و جل جميع ما في الجنة و النار؟! قال سليمان نعم، قال: أ فيكون ما علم اللّه عزّ و جل أنّه يكون من ذلك ؟ قال نعم، قال: فاذا كان حتّى لا يبقى منه شيء إلاّ كان، أ يزيدهم أو يطويه عنهم ؟! قال سليمان بل يزيدهم، قال: فأراه في قولك: قد زادهم ما لم يكن في علمه أنّه

ص: 108

يكون قال: جعلت فداك و المزيد لا غاية له.

قال عليه السّلام: فليس يحيط علمه عندكم بما يكون فيهما إذا لم يعرف غاية ذلك، و إذا لم يحط علمه بما يكون فيها لم يعلم ما يكون فيها قبل أن يكون، تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا، قال سليمان: إنّما قلت لا يعلمه لأنّه لا غاية لهذا، لأنّ اللّه عزّ و جلّ وصفهما بالخلود، و كرهنا أن نجعل لهما انقطاعا.

قال الرّضا عليه السّلام: ليس علمه بذلك بموجب لانقطاعه عنهم لانّه قد يعلم ذلك ثمّ يزيدهم ثمّ لا يقطعه عنهم، و كذلك قال اللّه عزّ و جل في كتابه: «كُلَّمٰا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنٰاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهٰا لِيَذُوقُوا اَلْعَذٰابَ » و قال عزّ و جل لأهل الجنّة: «عَطٰاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» و قال عزّ و جل: «وَ فٰاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاٰ مَقْطُوعَةٍ وَ لاٰ مَمْنُوعَةٍ » فهو جلّ و عزّ يعلم ذلك و لا يقطع عنهم الزيادة أ رأيت ما أكل أهل الجنّة و ما شربوا أ ليس يخلف مكانه قال: بلى، قال: أ فيكون يقطع ذلك عنهم و قد أخلف مكانه ؟! قال سليمان: لا قال:

فكذلك كلّ ما يكون فيها إذا أخلف مكانه فليس بمقطوع عنهم، قال سليمان: بل يقطع عنهم فلا يزيدهم:

قال الرضا عليه السّلام: إذا يبيد ما فيها، و هذا يا سليمان إبطال الخلود و خلاف الكتاب، لأنّ اللّه عزّ و جل يقول: «لَهُمْ مٰا يَشٰاؤُنَ فِيهٰا وَ لَدَيْنٰا مَزِيدٌ» و يقول عزّ و جل: «عَطٰاءً غَيْرَ مَجْذُوذٍ» و يقول عزّ و جل «وَ مٰا هُمْ مِنْهٰا بِمُخْرَجِينَ » و يقول عزّ و جل: «خٰالِدِينَ فِيهٰا أَبَداً» و يقول عزّ و جل «وَ فٰاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ لاٰ مَقْطُوعَةٍ وَ لاٰ مَمْنُوعَةٍ » فلم يحر جوابا.

ثمّ قال الرّضا عليه السّلام: يا سليمان ألا تخبرني عن الإرادة فعل هي أم غير فعل:

قال بل هي فعل، قال: فهي محدثة لأنّ الفعل كلّه محدث، قال: ليست بفعل، قال: فمعه غيره لم يزل، قال سليمان: الإرادة هي الإنشاء قال: يا سليمان هذا الّذي ادّعيتموه على ضرار و أصحابه من قولهم: إنّ كلّ ما خلق اللّه عزّ و جل في سماء أو أرض أو بحر أو برّ، من كلب أو خنزير أو قرد أو إنسان أو دابة إرادة اللّه عزّ و جل و إنّ إرادة اللّه عزّ و جلّ تحيى و تموت، و تذهب، تأكل و تشرب و تنكح و تلد، و تظلم

ص: 109

و تفعل الفواحش و تكفر و تشرك، فتبرّئ منها و تعاديها، و هذا حدّها قال سليمان:

إنّها كالسمع و البصر و العلم.

قال الرّضا عليه السّلام: قد رجعت إلى هذا ثانية، فأخبرني عن السمع و البصر و العلم أ مصنوع قال سليمان: لا قال الرضا عليه السّلام: فكيف نفيتموه فمرّة قلتم لم يرد و مرّة قلتم أراد، و ليست بمفعول له ؟! قال سليمان! إنّما ذلك كقولنا مرّة علم و مرّة لم يعلم: قال الرّضا عليه السّلام: ليس ذلك سواء لأنّ نفي المعلوم ليس بنفي العلم، و نفي المراد نفي الإرادة أن تكون، لانّ الشيء إذا لم يرد لم يكن إرادة، و قد يكون العلم ثابتا و إن لم يكن المعلوم بمنزلة البصر فقد يكون الإنسان بصيرا و إن لم يكن المبصر و يكون العلم ثابتا و إن لم يكن المعلوم، قال سليمان: إنّها مصنوعة.

قال عليه السّلام: فهي محدثة ليست كالسمع و البصر لانّ السمع و البصر ليسا بمصنوعين و هذه مصنوعة، قال سليمان: إنّها صفة من صفاته لم تزل، قال: فينبغي أن يكون الإنسان لم يزل لأنّ صفته لم تزل، قال سليمان لا لأنّه لم يفعلها.

قال الرّضا عليه السّلام: يا خراسانيّ ما أكثر غلطك، أ فليس بإرادة و قوله تكوّن الأشياء قال سليمان: لا، قال: فاذا لم يكن بإرادته و لا مشيّته و لا أمره و لا بالمباشرة فكيف يكون ذلك ؟! تعالى اللّه عن ذلك، فلم يحر جوابا.

ثمّ قال الرّضا عليه السّلام: ألا تخبرني عن قول اللّه عز و جل: «وَ إِذٰا أَرَدْنٰا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنٰا مُتْرَفِيهٰا فَفَسَقُوا فِيهٰا» يعني بذلك أنّه يحدث إرادة ؟! قال له نعم، قال فاذا أحدث إرادة كان قولك: إنّ الإرادة هي هو أم شيء منه باطلا، لأنّه لا يكون أن يحدث نفسه و لا يتغيّر عن حاله، تعالى اللّه عن ذلك، قال سليمان: إنّه لم يكن عني بذلك أنّه يحدث إرادة، قال: فما عني به ؟ قال عني فعل الشيء.

قال الرّضا عليه السّلام: ويلك كم تردّد هذه المسألة، و قد أخبرتك أنّ الإرادة محدثة لأنّ فعل الشيء محدّث، قال: فليس لها معنى قال الرّضا عليه السّلام: قد وصف نفسه عندكم حتى وصفها بالإرادة بما لا معنى له، فاذا لم يكن لها معنى قديم و لا حديث بطل قولكم: إنّ اللّه لم يزل مريدا. قال سليمان: إنّما عنيت أنها فعل من اللّه لم

ص: 110

يزل، قال: ألا تعلم أنّ ما لم يزل لا يكون مفعولا و حديثا و قديما في حالة واحدة فلم يحر جوابا.

قال الرّضا عليه السّلام: لا بأس، أتمم مسألتك، قال سليمان: قلت: إنّ الإرادة صفة من صفاته، قال الرّضا عليه السّلام: كم تردّد عليّ أنّها صفة من صفاته، و صفته محدثة أو لم تزل ؟! قال سليمان: محدثة، قال الرّضا عليه السلام: اللّه أكبر فالإرادة محدثة، و إن كانت صفة من صفاته لم تزل فلم يرد شيئا، قال الرّضا عليه السلام: إنّ ما لم يزل لا يكون مفعولا، قال سليمان: ليس الأشياء إرادة و لم يرد شيئا.

قال الرّضا عليه السلام: وسوست يا سليمان فقد فعل و خلق ما لم يرد خلقه و لا فعله، و هذه صفة من لا يدري ما فعل، تعالى اللّه عن ذلك. قال سليمان: يا سيدي قد أخبرتك أنّها كالسمع و البصر و العلم، قال المأمون: ويلك يا سليمان كم هذا الغلط و التردّد اقطع هذا و خذ في غيره إذا لست تقوي على هذا الردّ.

قال الرّضا عليه السلام: دعه يا أمير المؤمنين لا تقطع عليه مسألته فيجعلها حجّة، تكلّم يا سليمان، قال: قد أخبرتك أنها كالسمع و البصر و العلم، قال الرّضا عليه السلام: لا بأس، أخبرني عن معنى هذه، أ معنى واحد أم معان مختلفة ؟! قال سليمان: بل معنى واحد، قال الرّضا عليه السلام: فمعنى الإرادات كلّها معنى واحد قال سليمان: نعم.

قال الرّضا عليه السلام: فإن كان معناها معنى واحدا كانت إرادة القيام و إرادة القعود و إرادة الحياة و إرادة الموت إذا كانت إرادته واحدة لم يتقدّم بعضها بعضا و لم يخالف بعضها بعضا، و كان شيئا واحدا قال سليمان: إنّ معناها مختلف، قال عليه السلام فأخبرني عن المريد أ هو الإرادة أو غيرها؟ قال سليمان: بل هو الإرادة.

قال الرضا عليه السلام: فالمريد عندكم يختلف إن كان هو الإرادة ؟ قال: يا سيدي ليس الا إرادة المريد، قال عليه السلام فالإرادة محدثة، و إلاّ فمعه غيره افهم و زد في مسألتك. قال سليمان: فانّها اسم من أسمائه، قال الرضا عليه السلام: هل

ص: 111

سمّى نفسه بذلك ؟ قال سليمان، لا لم يسمّ نفسه بذلك قال الرضا عليه السلام: فليس لك أ تسمّيه بما لم يسمّ به نفسه ؟ قال: قد وصف نفسه بأنّه مريد.

قال الرضا عليه السّلام: ليس صفته نفسه أنّه مريد إخبارا عن أنّه إرادة و لا إخبارا عن أنّ الإرادة اسم من أسمائه، قال سليمان لأنّ إرادته علمه، قال الرضا عليه السّلام: يا جاهل فإذا علم الشيء فقد أراده، قال سليمان: أجل، قال عليه السّلام: فإذا لم يرده لم يعلمه، قال سليمان: أجل، قال عليه السّلام: من أين قلت ذاك، و ما الدليل على أنّ إرادته علمه و قد يعلم ما لا يريده أبدا، و ذلك قوله عزّ و جل: «وَ لَئِنْ شِئْنٰا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ » فهو يعلم كيف يذهب به و يذهب به أبدا قال سليمان: لانّه قد فرغ من الأمر فليس يزيد فيه شيئا.

قال الرّضا عليه السّلام: هذا قول اليهود، فكيف قال عزّ و جل «اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ » قال سليمان: إنّما عني بذلك أنه قادر عليه، قال عليه السّلام: أ فيعد ما لا يفى به ؟ فكيف قال عزّ و جلّ «يَزِيدُ فِي اَلْخَلْقِ مٰا يَشٰاءُ » و قال عزّ و جل: «يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ » و قد فرغ الأمر فلم يحر جوابا.

قال الرّضا عليه السّلام: يا سليمان هل يعلم أنّ إنسانا يكون و لا يريد أن يخلق إنسانا أبدأ و أنّ إنسانا يموت اليوم و لا يريد أن يموت اليوم ؟ قال سليمان نعم: قال الرضا عليه السّلام: فيعلم أنّه يكون ما يريد أن يكون أو يعلم أنّه يكون ما لا يريد أن يكون ؟! قال: يعلم أنّهما يكونان جميعا، قال الرضا عليه السّلام:

إذن يعلم أنّ إنسانا حيّ ميّت، قائم قاعد، أعمى بصير في حال واحدة و هذا هو المحال قال: جعلت فداك فانّه يعلم أنّه يكون أحدهما دون الآخر.

قال عليه السّلام: لا بأس فأيّهما يكون ؟ الّذي أراد أن يكون، أو الّذي لم يرد أن يكون قال سليمان: الّذي أراد أن يكون فضحك الرضا عليه السّلام و المأمون و أصحاب المقالات قال الرضا عليه السّلام: غلطت و تركت قولك: إنّه يعلم أنّ إنسانا يموت اليوم و هو لا يريد أن يموت اليوم و إنّه يخلق خلقا و هو لا يريد أن يكون، قال سليمان: فانّما قولي:

إنّ الإرادة ليست هو و لا غيره.

ص: 112

قال الرضا عليه السّلام: يا جاهل إذا قلت: ليست هو فقد جعلتها غيره و إذا قلت:

ليست هي غيره فقد جعلتها هو، قال سليمان: فهو، يعلم فكيف يصنع الشيء قال عليه السّلام:

نعم، قال سليمان: فإنّ ذلك إثبات للشيء قال الرّضا عليه السّلام: أحلت لأنّ الرّجل قد يحسن البناء و إن لم يبن و يحسن الخياط و إن لم يخط و يحسن صنعة الشيء و إن لم يصنعه أبدا.

ثم قال له: يا سليمان هل يعلم أنّه واحد لا شيء معه ؟! قال: نعم: قال: أ فيكون ذلك إثباتا للشيء؟! قال سليمان: ليس يعلم أنّه واحد لا شيء معه: قال الرضا عليه السّلام أ فتعلم أنت ذاك ؟! قال فأنت يا سليمان أعلم إذا قال سليمان: المسألة محال: قال: محال عندك أنّه واحد لا شيء معه، و أنّه سميع، بصير، حكيم، عليم و قادر؟! قال: نعم: قال عليه السّلام: فكيف أخبر اللّه عزّ و جل أنّه واحد حتّى سميع، بصير، عليم خبير و هو لا يعلم ذلك، و هذا ردّ ما قال و تكذيبه، تعالى اللّه عن ذلك.

ثمّ ، قال الرضا عليه السّلام: فكيف يريد صنع ما لا يدرى صنعه، و لا ما هو؟! و إذا كان الصانع لا يدري كيف يصنع الشيء قبل أن يصنعه فانّما هو متحيّر، تعالى اللّه عن ذلك، قال سليمان: فإنّ الإرادة القدرة، قال الرضا عليه السّلام و هو عزّ و جل يقدر على ما لا يريده أبدأ، و لا بدّ من ذلك لأنّه قال تبارك و تعالى: «وَ لَئِنْ شِئْنٰا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ » ، فلو كانت الإرادة هى القدرة، كان قد أراد أن يذهب به لقدرته، فانقطع سليمان، قال المأمون عند ذلك: يا سليمان هذا أعلم هاشميّ ، ثمّ تفرّق القوم.(1)

ص: 113


1- التوحيد: 441-454.

3- باب احتجاجه مع العلماء فى مجلس المأمون

10 - على بن شعبة مرسلا قال: لما حضر على بن موسى عليهما السّلام مجلس المأمون و قد اجتمع فيه جماعة علماء أهل العراق و خراسان: فقال المأمون: أخبروني عن معنى هذه الآية: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا اَلْكِتٰابَ اَلَّذِينَ اِصْطَفَيْنٰا مِنْ عِبٰادِنٰا» الآية، فقالت العلماء: أراد اللّه الأمة كلّها. فقال المأمون: ما تقول يا أبا الحسن ؟.

فقال الرضا عليه السّلام: لا أقول. كما قالوا و لكن أقول: أراد اللّه تبارك و تعالى بذلك العترة الطاهرة عليهم السّلام: و قال المأمون: و كيف عنى العترة دون الأمّة ؟ فقال الرضا عليه السّلام: لو أراد الأمّة لكانت بأجمعها في الجنة، لقول اللّه: «فَمِنْهُمْ ظٰالِمٌ لِنَفْسِهِ وَ مِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ، وَ مِنْهُمْ سٰابِقٌ بِالْخَيْرٰاتِ بِإِذْنِ اَللّٰهِ ذٰلِكَ هُوَ اَلْفَضْلُ اَلْكَبِيرُ» .

ثم جعلهم في الجنة، فقال عز و جل: «جَنّٰاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهٰا» فصارت الوراثة للعترة الطاهرة لا لغيرهم، ثم قال الرضا عليه السّلام: هم الذين وصفهم اللّه في كتابه فقال:

«إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» و هم الّذين قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «إنى مخلّف فيكم الثقلين كتاب اللّه و عترتى أهل بيتى لن يفترقا حتّى يردا عليّ الحوض». انظروا كيف تخلفوني فيهما، يا أيها النّاس لا تعلّموهم فإنهم أعلم منكم.

قالت العلماء: أخبرنا يا أبا الحسن عن العترة هم الآل أو غير الآل، فقال الرضا عليه السّلام: هم الآل. فقالت العلماء: فهذا رسول اللّه يؤثر عنه أنّه قال: «أمّتي آلي» و هؤلاء أصحابه يقولون بالخبر المستفيض الذي لا يمكن دفعه: «آل محمّد أمّته» فقال الرضا عليه السّلام: أخبرونى هل تحرم الصدقة على آل محمّد؟ قالوا: نعم. قال عليه السّلام:

فتحرم على الامة ؟ قالوا: لا.

ص: 114

قال عليه السّلام: هذا فرق بين الآل و بين الأمة. ويحكم أين يذهب بكم، أ صرفتم عن الذّكر صفحا أم أنتم قوم مسرفون أ ما علمتم أنما وقعت الرواية في الظاهر على المصطفين المهتدين دون سائرهم ؟! قالوا: من أين قلت يا أبا الحسن ؟ قال عليه السّلام: من قول اللّه: «لَقَدْ أَرْسَلْنٰا نُوحاً وَ إِبْرٰاهِيمَ وَ جَعَلْنٰا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا اَلنُّبُوَّةَ وَ اَلْكِتٰابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ، وَ كَثِيرٌ مِنْهُمْ فٰاسِقُونَ » فصارت وراثة النبوة و الكتاب في المهتدين دون الفاسقين.

أ ما علمتم أنّ نوحا سأل ربّه، و قال «رَبِّ إِنَّ اِبْنِي مِنْ أَهْلِي وَ إِنَّ وَعْدَكَ اَلْحَقُّ » و ذلك أنّ اللّه وعده أن ينجيه و أهله، فقال له ربّه تبارك و تعالى «إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صٰالِحٍ ، فَلاٰ تَسْئَلْنِ مٰا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنَ اَلْجٰاهِلِينَ » فقال المأمون: فهل فضّل اللّه العترة على سائر الناس.

فقال الرّضا عليه السّلام: إنّ اللّه العزيز الجبّار فضّل العترة على سائر الناس في محكم كتابه. قال المأمون: أين ذلك من كتاب اللّه فقال الرضا عليه السّلام: في قوله تعالى:

«إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ » و قال في موضع آخر: «أَمْ يَحْسُدُونَ اَلنّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» .

ثم ردّ المخاطبة في أثر هذا إلى سائر المؤمنين فقال: «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ » يعنى الذين أورثهم الكتاب و الحكمة و حسدوا عليهما بقوله: «أَمْ يَحْسُدُونَ اَلنّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آتَيْنٰا آلَ إِبْرٰاهِيمَ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحِكْمَةَ وَ آتَيْنٰاهُمْ مُلْكاً عَظِيماً» ، يعنى الطاعة للمصطفين الطاهرين و الملك هاهنا الطاعة لهم.

قالت العلماء: هل فسر اللّه تعالى الاصطفاء في الكتاب ؟ فقال الرضا عليه السّلام: فسر الاصطفاء في الظاهر سوى الباطن في اثنى عشر موضعا فأوّل ذلك قول اللّه: «وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ - و رهطك المخلصين هكذا في قراءة ابي بن كعب و هى ثابتة في مصحف عبد اللّه بن مسعود - فلما أمر عثمان زيد بن ثابت أن يجمع القرآن خنس هذه الآية

ص: 115

و هذه منزلة رفيعة و فضل عظيم و شرف عال حين عنى اللّه عز و جل بذلك الآل فهذه واحدة.

و الآية الثانية في الاصطفاء قول اللّه: «إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً» و هذا الفضل الذي لا يجحده معاند لأنه فضل بين.

و الآية الثالثة حين ميّز اللّه الطاهر بن من خلقه أمر نبيه في آية الابتهال، فقال:

قل يا محمّد - تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ » فأبرز النبي صلى اللّه عليه و آله عليا و الحسنين و فاطمة عليهم السّلام فقرن أنفسهم بنفسه، فهل تدرون ما معني قوله: وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ، قالت العلماء: عنى به نفسه.

قال أبو الحسن عليه السّلام: غلطتم، إنما عنى به عليا عليه السّلام و مما يدلّ على ذلك قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين قال: لينتهينّ بنو وليعة أو لابعثن إليهم رجلا كنفسي يعنى عليا عليه السّلام: فهذه خصوصية لا يتقدمها أحد. و فضل لا يختلف فيه بشر. و شرف لا يسبقه إليه خلق، إذا جعل نفس علي عليه السّلام كنفسه فهذه الثالثة.

و أما الرابعة: فإخراجه الناس من مسجده ما خلا العترة حين تكلّم الناس في ذلك و تكلّم العبّاس، فقال: يا رسول اللّه تركت عليا و أخرجتنا، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله:

ما أنا تركته و أخرجتكم و لكنّ اللّه تركه و أخرجكم، و في هذا بيان قوله لعلى عليه السّلام:

«أنت منى بمنزلة هارون من موسى» قالت العلماء: فأين هذا من القرآن.

قال أبو الحسن عليه السّلام أوجدكم في ذلك قرآنا أقرؤه عليكم، قالوا: هات. و قال عليه السلام قول اللّه عزّ و جلّ : «وَ أَوْحَيْنٰا إِلىٰ مُوسىٰ وَ أَخِيهِ أَنْ تَبَوَّءٰ ا لِقَوْمِكُمٰا بِمِصْرَ بُيُوتاً وَ اِجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً » في هذه الآية منزلة هارون من موسى و فيها أيضا منزلة على عليهم السّلام من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و مع هذا دليل ظاهر في رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين قال:

«إنّ هذا المسجد لا يحلّ لجنب و لا لحائض إلا لمحمّد و آل محمّد». فقالت العلماء: هذا الشرح و هذا البيان لا يوجد إلا عندكم - معشر أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

قال أبو الحسن عليه السّلام: و من ينكر لنا ذلك و رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: «أنا مدينة العلم و عليّ بابها فمن أراد مدينة العلم فليأتها من بابها» ففيما أوضحنا و شرحنا

ص: 116

من الفضل و الشرف و التقدمة و الاصطفاء و الطهارة ما لا ينكره إلا معاند. و للّه عزّ و جلّ الحمد على ذلك، فهذه الرابعة.

و أما الخامسة فقول اللّه عزّ و جلّ : «وَ آتِ ذَا اَلْقُرْبىٰ حَقَّهُ » خصوصية خصهم اللّه العزيز الجبار بها و اصطفاهم على الأمّة. فلما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: ادعو لي فاطمة فدعوها له. فقال: يا فاطمة. قالت: لبيك يا رسول اللّه فقال. إنّ فدك لم يوجف عليها بخيل و لا ركاب و هي لي خاصة دون المسلمين. و قد جعلتها لك لما أمرني اللّه به فخذيها لك و لولدك. فهذه الخامسة.

و أما السادسة: فقول اللّه عزّ و جل: «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ » فهذه خصوصية للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دون الأنبياء و خصوصية للآل دون غيرهم و ذلك أنّ اللّه حكى عن الأنبياء في ذكر نوح عليه السّلام يٰا قَوْمِ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ مٰالاً إِنْ أَجرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ وَ مٰا أَنَا بِطٰارِدِ اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّهُمْ مُلاٰقُوا رَبِّهِمْ وَ لٰكِنِّي أَرٰاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ » .

و حكى عن هود عليه السّلام قال: «لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ أَجْرِيَ إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِي فَطَرَنِي أَ فَلاٰ تَعْقِلُونَ » و قال لنبيّه صلى اللّه عليه و آله «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ » .

و لم يفرض اللّه مودتّهم إلاّ و قد علم أنّهم لا يرتدّون عن الدّين أبدا و لا يرجعون إلى ضلالة أبدا.

و أخرى أن يكون الرّجل وادّا للرّجل فيكون بعض أهل بيته عدوا له فلا يسلم قلب، فأحبّ اللّه أن لا يكون في قلب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على المؤمنين شيء إذ فرض عليهم مودّة ذي القربى فمن أخذ بها و أحبّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أحبّ أهل بيته عليهم السّلام لم يستطع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يبغضه. و من تركها و لم يأخذها و أبغض أهل بيت نبيه صلّى اللّه عليه و آله فعلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يبغضه؛ لأنه قد ترك فريضة من فرائض اللّه. و أيّ فضيلة و أيّ شرف يتقدم هذا.

و لما أنزل اللّه هذه الآية على نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم» و «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ » قام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في أصحابه، فحمد اللّه و أثنى عليه و قال: «أيها الناس

ص: 117

إن اللّه قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه» فلم يجبه أحد، فقام فيهم يوما ثانيا، فقال مثل ذلك، فلم يجبه أحد.

فقام فيهم يوم الثالث، فقال: «أيها الناس إن اللّه قد فرض عليكم فرضا فهل أنتم مؤدّوه» فلم يجبه أحد فقال: أيها الناس إنه ليس ذهبا و لا فضة و لا مأكولا و لا مشروبا قالوا: فهات إذا؟ فتلا عليهم هذه الآية. فقالوا أمّا هذا فنعم، فما و فى به أكثرهم.

ثم قال ابو الحسن عليه السّلام: حدثنى أبي، عن جدي، عن آبائه، عن الحسين بن - علي عليهم السّلام قال: اجتمع المهاجرون و الأنصار إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقالوا: إنّ لك يا رسول اللّه مئونة في نفقتك و فيمن يأتيك من الوفود و هذه أموالنا مع دمائنا فاحكم فيها بارّا مأجورا، أعط ما شئت و أمسك ما شئت من غير حرج.

فأنزل اللّه عزّ و جلّ عليه الرّوح الأمين فقال: يا محمّد «قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ » لا تؤذوا قرابتي من بعدي، فخرجوا فقال أناس منهم: ما حمل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ترك ما عرضنا عليه إلا ليحثّنا على قرابته من بعده إن هو إلا شيء افتراه في مجلسه و كان ذلك من قولهم عظيما، فأنزل اللّه هذه الآية: «أَمْ يَقُولُونَ اِفْتَرٰاهُ قُلْ إِنِ اِفْتَرَيْتُهُ فَلاٰ تَمْلِكُونَ لِي مِنَ اَللّٰهِ شَيْئاً هُوَ أَعْلَمُ بِمٰا تُفِيضُونَ فِيهِ كَفىٰ بِهِ شَهِيداً بَيْنِي وَ بَيْنَكُمْ وَ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ » .

فبعث إليهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله فقال: هل من حدث ؟ فقالوا: اي و اللّه يا رسول اللّه لقد تكلّم بعضنا كلاما عظيما فكرهناه، فتلا عليهم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فبكوا و اشتدّ بكاؤهم فأنزل اللّه تعالى: «وَ هُوَ اَلَّذِي يَقْبَلُ اَلتَّوْبَةَ عَنْ عِبٰادِهِ وَ يَعْفُوا عَنِ اَلسَّيِّئٰاتِ ، وَ يَعْلَمُ مٰا تَفْعَلُونَ » فهذا السادسة.

و أما السابعة فيقول اللّه: «إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً» و قد علم المعاندون منهم أنه لما نزلت هذه الآية قيل يا رسول اللّه قد عرفنا التسليم عليك فكيف الصلاة عليك ؟ فقال: تقولون. «اللهم صلّ على محمّد و آل محمّد كما صليت على إبراهيم و آل ابراهيم إنك حميد مجيد» و هل بينكم معاشر الناس في هذا اختلاف ؟ قالوا: لا. فقال المأمون: هذا ما لا اختلاف فيه أصلا و عليه

ص: 118

الإجماع فهل عندك في الآل شيء أوضح من هذا القرآن ؟ قال أبو الحسن عليه السّلام: أخبرونى عن قول اللّه «يس وَ اَلْقُرْآنِ اَلْحَكِيمِ إِنَّكَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ عَلىٰ صِرٰاطٍ مُسْتَقِيمٍ » فمن عنى بقوله: يس: قال العلماء: يس محمّد ليس فيه شكّ ، قال أبو الحسن عليه السّلام: أعطى اللّه محمّدا و آل محمّد من ذلك فضلا لم يبلغ أحد كنه وصفه لمن عقله و ذلك أنّ اللّه لم يسلّم على أحد إلا على الأنبياء صلوات اللّه عليهم.

فقال تبارك و تعالى: «سَلاٰمٌ عَلىٰ نُوحٍ فِي اَلْعٰالَمِينَ » و قال: «سَلاٰمٌ عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ » و قال: «سَلاٰمٌ عَلىٰ مُوسىٰ وَ هٰارُونَ » و لم يقل: سلام على آل نوح. و لم يقل: سلام على «آل إبراهيم و لا قال: سلام على آل موسى و هارون و قال عزّ و جل سلام عليّ آل يس:» يعنى آل محمّد. فقال المأمون: لقد علمت أنّ في معدن النبوّة شرح هذا و بيانه. فهذه السابعة.

و اما الثامنة فقول اللّه عزّ و جلّ : «وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ » فقرن سهم ذي القربى مع سهمه و سهم رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فهذا فصل بين الآل و الأمة، لأنّ اللّه جعلهم في حيز و جعل الناس كلهم في حيز دون ذلك، و رضي لهم ما رضي لنفسه، و اصطفاهم فيه و ابتدأ بنفسه ثم ثنىّ برسوله ثمّ بذى القربى في كل ما كان من الفيء و الغنيمة و غير ذلك ممارضيه عزّ و جل لنفسه و رضيه لهم فقال و قوله الحق: «وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ » .

فهذا توكيد مؤكّد و أمر دائم لهم إلى يوم القيمة في كتاب اللّه الناطق الذي «لاٰ يَأْتِيهِ اَلْبٰاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ لاٰ مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ» و أما قوله: وَ اَلْيَتٰامىٰ وَ اَلْمَسٰاكِينِ » فإن اليتيم إذا انقطع يتمه خرج من المغانم و لم يكن له نصيب و كذلك المسكين إذا انقطعت مسكنته لم يكن له نصيب في المغنم و لا يحل له أخذه و سهم ذى القربى إلى يوم القيامة قائم فيهم للغنى و الفقير، لانه لا أحد أغنى من اللّه و لا من رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

فجعل لنفسه منها سهما و لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، سهما فما رضي لنفسه و لرسوله رضيه لهم و كذلك الفيء ما رضيه لنفسه، و لنبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم رضيه لذى القربى كما جاز لهم في الغنيمة

ص: 119

فبدأ بنفسه، ثمّ برسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم بهم و قرن سهم بسهم اللّه و سهم رسوله صلّى اللّه عليه و آله و كذلك في الطاعة قال عزّ و جل «يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اَللّٰهَ وَ أَطِيعُوا اَلرَّسُولَ وَ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْكُمْ » .

فبدأ بنفسه، ثمّ برسوله صلّى اللّه عليه و آله، ثم بأهل بيته و كذلك آية الولاية «إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَ رَسُولُهُ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا» فجعل ولايتهم مع طاعة الرسول مقرونة بطاعته كما جعل سهمه مع سهم الرسول مقرونا بأسهم في الغنيمة و الفيء فتبارك اللّه ما أعظم نعمته على أهل هذا البيت، فلما جاءت قصة الصدقة نزّه نفسه عزّ ذكره و نزّه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نزه أهل بيته عنها.

فقال: «إِنَّمَا اَلصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اَلْعٰامِلِينَ عَلَيْهٰا وَ اَلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي اَلرِّقٰابِ وَ اَلْغٰارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اَللّٰهِ » فهل تجد في شيء من ذلك أنه جعل لنفسه سهما، أو لرسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أو لذي القربي لأنه لما نزّهم عن الصدقة نزّه نفسه و نزّه رسوله و نزّه أهل بيته لا بل حرّم عليهم، لأن الصدقة محرّمة على محمّد و أهل بيته و هي أوساخ الناس لا تحلّ لهم لأنهم طهروا من كلّ دنس و رسخ، فلما طهّرهم و اصطفاهم رضي لهم ما رضي لنفسه و كره لهم ما كره لنفسه.

و أما التاسعة فنحن أهل الذكر الّذين قال اللّه في محكم كتابه: «فَسْئَلُوا أَهْلَ اَلذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لاٰ تَعْلَمُونَ » . فقال العلماء إنما عني بذلك اليهود و النصارى. قال أبو - الحسن عليه السلام و هل يجوز ذلك إذا يدعونا إلي دينهم و يقولون إنه أفضل من دين الاسلام ؟؟ فقال المأمون: فهل عندك في ذلك شرح يخالف ما قالوا يا أبا الحسن ؟ قال: نعم الذكر رسول اللّه و نحن أهله و ذلك بين في كتاب اللّه يقوله في سورة الطلاق:

«فَاتَّقُوا اَللّٰهَ يٰا أُولِي اَلْأَلْبٰابِ اَلَّذِينَ آمَنُوا قَدْ أَنْزَلَ اَللّٰهُ إِلَيْكُمْ ذِكْراً رَسُولاً يَتْلُوا عَلَيْكُمْ آيٰاتِ اَللّٰهِ مُبَيِّنٰاتٍ » فالذكر رسول اللّه و نحن أهله. فهذه التاسعة.

و أما العاشرة فقول اللّه عزّ و جل في آية التحريم: «حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهٰاتُكُمْ وَ بَنٰاتُكُمْ وَ أَخَوٰاتُكُمْ إلى آخرها» أخبروني هل تصلح ابنتى أو انبة ابنتي أو ما تناسل من صلبى لرسول اللّه أن يتزوّجها لو كان حيا؟، قالوا لا. قال عليه السّلام: فاخبرونى هل كانت ابنة أحدكم

ص: 120

تصلح له أن يتزوّجها، قالوا: بلى. قال فقال عليه السّلام: ففى هذا بيان أنا من آله و لستم من آله لو كنتم من آله لحرّمت عليه بناتكم كما حرمت عليه بناتى، لأنا من آله و أنتم من امته، فهذا فرق بين الآل و الامة إذا لم تكن الآل فليست منه. فهذه العاشرة.

و أما الحادية عشرة فقوله في سورة المؤمن حكاية عن قول رجل: «وَ قٰالَ رَجُلٌ مُؤْمِنٌ مِنْ آلِ فِرْعَوْنَ يَكْتُمُ إِيمٰانَهُ أَ تَقْتُلُونَ رَجُلاً أَنْ يَقُولَ رَبِّيَ اَللّٰهُ وَ قَدْ جٰاءَكُمْ بِالْبَيِّنٰاتِ مِنْ رَبِّكُمْ » الآية. فكان ابن خال فرعون فنسبه إلى فرعون بنسبه و لم يضفه إليه بدينه و كذلك خصّصنا نحن إذ كنا من آل رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله بولادتنا منه و عمّمنا الناس بدينه، فهذا فرق ما بين الآل و الامة. فهذه الحادية عشر.

و امّا الثانية عشرة قوله: «وَ أْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاٰةِ وَ اِصْطَبِرْ عَلَيْهٰا» فخصنا بهذه الخصوصيّة إذا أمرنا مع أمره، ثم خصّنا دون الامّة، فكان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يجيء الى باب علي و فاطمه عليهما السّلام بعد نزول هذه الآية تسعة أشهر في كلّ يوم عند حضور كلّ صلاة خمس مرّات فيقول: «الصلاة يرحمكم اللّه» و ما أكرم اللّه أحدا من ذرارى الأنبياء بهذه الكرامة الّتي أكرمنا اللّه بها و خصنا من جميع أهل بيته فهذا فرق ما بين الآل و الامة و الحمد للّه رب العالمين و صلّى اللّه على محمّد نبيه(1).

11 - الصدوق - رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الحسن بن الوليد رضي اللّه عنه، قال: حدثنا محمّد بن عمر الكاتب، عن محمّد بن زياد القلزميّ عن محمّد بن أبي زياد الجدّى صاحب الصّلاة بجدّة، قال: حدّثني محمّد بن يحيى بن عمر بن علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام يتكلّم بهذا الكلام عند المأمون فى التوحيد:

قال: ابن أبي زياد: و رواه لي و أملى أيضا أحمد بن عبد اللّه العلويّ مولى لهم و خالا لبعضهم، عن القاسم بن أيوب العلويّ ، أنّ المأمون لما أراد أن يستعمل الرضا عليه السّلام جمع بنى هاشم، فقال لهم: إنى أريد أن أستعمل الرضا على هذا الأمر من بعدي،

ص: 121


1- تحف العقول: 313

فحسده بنو هاشم، و قالوا: أتولّي رجلا جاهلا ليس له بصر بتدبير الخلافة، فابعث إليه رجلا يأتناه فترى من جهله ما تستدل به عليه فبعث إليه، فاتاه.

فقال له بنو هاشم: يا أبا الحسن اصعد المنبر و انصب لنا علما نعبد اللّه عليه، فصعد عليه السّلام المنبر، فقعد مليا لا يتكلّم مطرقا، ثمّ انتقض انتقاضة و استوى قائما و حمد اللّه تعالى و أثنى عليه و صلّى على نبيّه و أهل بيته ثم قال: أوّل عبادة اللّه تعالى معرفته، و أصل معرفة اللّه توحيده، و نظام توحيد اللّه تعالى نفى الصفات عنه، لشهادة العقول أنّ كل صفة و موصوف مخلوق، و شهادة كل موصوف أنّ له خالقا ليس بصفة و لا موصوف، و شهادة كلّ صفة و موصوف بالاقتران.

و شهادة الاقتران بالحدوث و شهادة الحدوث بالامتناع من الأزل الممتنع من الحدوث، فليس اللّه، من عرف بالتشبيه ذاته، و لا إياه و حدّه من اكتنهه و لا حقيقته أصاب من مثّله، و لا به صدّق من نهاه و لا صمده من أشار إليه، و لا إياه عنى من شبهه و لا له تذلّل من بعضه و لا إياه أراد من توهمه.

كلّ معروف بنفسه مصنوع، و كلّ قائم في سواء معلول، بصنع اللّه يستدلّ عليه، و بالعقول تعتقد معرفته، و بالفطرة تثبت حجّته، خلق اللّه الخلق حجابا بينه و بينهم و مباينته إياهم و مفارقته أينيتهم و ابتداءه إياهم دليلهم على أن لا ابتداء له بعجز كلّ مبتداء عن ابتداء غيره و أدوات إياهم دليلهم على أن لا أدوات فيه، لشهادة الأدوات بفاقة المادّين.

فأسماؤه تعبير و أفعاله تفهيم، و ذاته حقيقة، و كنهه تفريق، بينه و بين خلقه، و غيوره تحديد لما سواه، فقد جهل اللّه من استوصفه، و قد تعدّاه من اشتمله، و قد أخطأه من اكتنهه، و من قال: كيف ؟ فقد شبّهه و من قال: لم فقد علّله و من قال متى ؟ فقد وقته، و من قال: فيم ؟ فقد ضمنه و من قال: الى م ؟ فقد نهاه، و من قال: حتى م ؟ فقد غياه، و من غياه فقد غاياه، و من غاياه فقد جزاه و من جزّأه فقد وصفه، و من وصفه فقد ألحد. فيه و لا يتغيّر اللّه بانغيار المخلوق كما لا يتحدّد بتحديد المحدود أحد لا بتأويل عدد ظاهر لا بتأويل المباشرة متجلّي لا باستقلال رؤية، باطن لا بمزايلة، مباين لا بمسافة،

ص: 122

قريب لا بمداناة، لطيف لا بتجسّم، موجود لا بعد عدم، فاعل لا باضطرار، مقدّر لا بحول فكرة، مدبر لا بحركة، مريد لا بهمامة، شاء لا بهمة، مدرك لا بمجسة، سميع لا بآلة، بصير لا بأداة.

لا تصحبه الأوقات و لا تضمنه الأماكن، و لا تأخذه السنات، و لا تحدّه الصفات، و لا تقيده الأدوات سابق الأوقات كونه و العدم وجوده و الابتداء أزله، بتشعيره المشاعر عرف أن لا مشعر له، و بتجهيره الجواهر عرف أن لا جوهر له و بمضادّته بين الأشياء عرف أن لا ضدّ له، و بمقارنته بين الامور عرف أن لا قرين له، ضادّ النور بالظلمة و الجلاية بالبهم و الحسو بالبلل، و الصرد بالحرور.

مؤلف بين متعادياتها، مفرّق بين متدانياتها دالة بتفريقها على مفرقها، و بتأليفها على مؤلفها، ذلك قوله تعالى: «وَ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ » ففرق بها بين قبل و بعد ليعلم أن لا قبل له و لا بعد، شاهدة بغرائزها أن لا غريزة لمغرزها دالّة بتفاوتها، أن لا تفاوت لمفاوتها مخبرة بتوقيتها أن لا وقت لموقتها.

حجب بعضها عن بعض، ليعلم أن لا حجاب بينه و بينها غيرها، له معنى الربوبية إذ لا مربوب، و حقيقة الإلهية إذ لا مألوه، معنى العالم و لا معلوم، و معنى الخالق و لا مخلوق، و تأويل السمع و لا مسموع، ليس مذ خلق استحقّ معنى الخالق، و لا بإحداثه البرايا استفاد معنى البرائية، كيف و لا تغيبه «مذ» و لا تدنيه «قد» و لا يحجبه «لعلّ » و لا توقته «متّى» و لا يشتمله «حين» و لا تقاربه «مع».

إنما تحد الأدوات أنفسها و تشير الآلة إلى نظائرها، و في الأشياء يوجد أفعالها منعتها مذ القديمة و حمّتها قد مذ الأزلية، لو لا الكلمة افترقت فدلّت على مفرقها و تباينت فأعربت عن مبانيها لما تجلّى صانعها للعقول، و بها احتجب عن الرؤية، و إليها تحاكم الأوهام: و فيها أثبت غيره، و منها أنبط الدليل. و بها عرفها الإقرار و بالعقول يعتقد التصديق باللّه.

و بالإقرار يكمل الإيمان به، و لا ديانة إلاّ بعد معرفة، و لا معرفة إلاّ بالإخلاص و لا إخلاص مع التشبيه، و لا نفى مع إثبات الصفات للتشبيه، فكلّ ما في الخلق لا يوجد

ص: 123

في خالقه، و كلّ ما يمكن فيه يمتنع في صانعه، لا تجرى عليها الحركة و السكون، و كيف يجرى عليه ما هو أجراه أو يعود فيه ما هو ابتداه ؟! إذا لتفاوتت ذاته و لتجزّأ كنهه و لا امتنع من الأزل معناه.

و لمّا كان للباري معنى غير معنى المبروّ، و لوحد له وراء إذا لحدّ له أمام، و لو التمس له التمام إذا لزمه النقصان، كيف يستحقّ الأزل من لا يمتنع من الإنشاء و إذا لقامت فيه آية المصنوع، و لتحوّل دليلا بعد ما كان مدلولا عليه، ليس في مجال القول حجّة، و لا في المسألة عنه جواب، و لا في معناه للّه تعظيم، و لا في إبانته عن الخلق ضيم إلا بامتناع الازليّ أن يثني، و لما لا بديء له أن يبتدأ لا إله إلا اللّه العلى العظيم كذب العادلون و ضلّوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا و صلّى اللّه علي محمّد و أهل بيته الطاهرين(1).

12 - عنه قال حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ - رضى اللّه عنه - قال:

حدثني أبي عن حمدان بن سليمان النيسابوريّ ، عن عليّ بن محمّد بن الجهم، قال:

حضرت مجلس المأمون و عنده الرّضا علي بن موسى عليهما السّلام، فقال له المأمون: يا ابن رسول اللّه أ ليس من قولك: أنّ الأنبياء معصومون ؟ قال: بلى، قال: فما معنى قول اللّه عز و جل: «وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ » .

فقال عليه السّلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى قال لآدم: اُسْكُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُكَ اَلْجَنَّةَ وَ كُلاٰ مِنْهٰا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمٰا وَ لاٰ تَقْرَبٰا هٰذِهِ اَلشَّجَرَةَ و أشار لهما إلى شجرة الحنطة «فَتَكُونٰا مِنَ اَلظّٰالِمِينَ :» و لم يقل لهما: لا تأكلا من غيرها، لما أن وسوس الشيطان إليهما و قال:

«مٰا نَهٰاكُمٰا رَبُّكُمٰا عَنْ هٰذِهِ اَلشَّجَرَةِ » و إنما ينهيكما أن تقربا غيرها، و لم ينهكما عن الأكل منها «إِلاّٰ أَنْ تَكُونٰا مَلَكَيْنِ أَوْ تَكُونٰا مِنَ اَلْخٰالِدِينَ وَ قٰاسَمَهُمٰا إِنِّي لَكُمٰا لَمِنَ اَلنّٰاصِحِينَ » .

و لم يكن آدم و حوّاء شاهدا قبل ذلك من يحلف باللّه كاذبا «فَدَلاّٰهُمٰا بِغُرُورٍ

ص: 124


1- عيون الاخبار: 1-149.

فَأَكَلاٰ مِنْهٰا» ثقة بيمينه باللّه و كان ذلك من آدم قبل النبوّة، و لم يكن ذلك بذنب كبير استحقّ به دخول النار، و إنما كان من الصغائر الموهوبة التي تجوز على الأنبياء قبل نزول الوحى عليهم، فلما اجتباه اللّه تعالى و جعله نبيا كان معصوما، لا يذنب صغيرة و لا كبيرة، قال اللّه عز و جل: «وَ عَصىٰ آدَمُ رَبَّهُ فَغَوىٰ ثُمَّ اِجْتَبٰاهُ رَبُّهُ ، فَتٰابَ عَلَيْهِ وَ هَدىٰ » و قال عز و جل: «إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرٰاهِيمَ وَ آلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ » فقال له المأمون: فما معنى قول اللّه عزّ و جلّ : «فَلَمّٰا آتٰاهُمٰا صٰالِحاً جَعَلاٰ لَهُ شُرَكٰاءَ فِيمٰا آتٰاهُمٰا» .

فقال له الرّضا عليه السّلام: إنّ حواء ولدت لآدم خمس مائة بطن ذكرا و أنثى، و أنّ آدم عليه السّلام و حوّاء عاهدا اللّه عزّ و جلّ و دعواه، و قالا. «لَئِنْ آتَيْتَنٰا صٰالِحاً لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلشّٰاكِرِينَ فَلَمّٰا آتٰاهُمٰا صٰالِحاً» من النسل خلقا سويا بريا من الزّمانة و العاهة و كان ما آتاهما صنفين صنفا ذكرانا و صنفا أناثا، فجعل الصنفان للّه تعالى ذكره شركاء فيما آتاهما و لم يشكراه كشكر أبويهما له عزّ و جلّ قال اللّه تبارك، و تعالى: «فَتَعٰالَى اَللّٰهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ » .

فقال المأمون: أشهد أنّك ابن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حقا، فأخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ في حقّ إبراهيم عليه السّلام: «فَلَمّٰا جَنَّ عَلَيْهِ اَللَّيْلُ رَأىٰ كَوْكَباً قٰالَ هٰذٰا رَبِّي» فقال الرضا عليه السّلام: إنّ إبراهيم وقع إلى ثلاثة أصناف صنف يعبد الزهرة، و صنف يعبد القمر، و صنف يعبد الشمس، و ذلك حين خرج من السّرب الذي أخفى فيه «فَلَمّٰا جَنَّ عَلَيْهِ اَللَّيْلُ » فرأى الزّهرة، قال: «هٰذٰا رَبِّي» على الإنكار و الاستخبار، «فَلَمّٰا أَفَلَ » الكوكب قال «لاٰ أُحِبُّ اَلْآفِلِينَ » لأنّ الأفول من صفات المحدث، لا من صفات القدم.

فَلَمّٰا رَأَى اَلْقَمَرَ بٰازِغاً قٰالَ : «هٰذٰا رَبِّي» علي الإنكار و الاستخبار: «فَلَمّٰا أَفَلَ قٰالَ لَئِنْ لَمْ يَهْدِنِي رَبِّي لَأَكُونَنَّ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلضّٰالِّينَ » يقول: لو لم يهدني ربّي لكنت من القوم الضالّين، «فَلَمّٰا أصبح» و رَأَى اَلشَّمْسَ بٰازِغَةً قٰالَ هٰذٰا رَبِّي هٰذٰا أَكْبَرُ من الزّهرة و القمر على الإنكار و الاستخبار، لا على الأخبار و الإقرار «فَلَمّٰا أَفَلَتْ » قال للأصناف

ص: 125

الثلاثة من عبدة الزّهرة و القمر و الشّمس: «يٰا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِمّٰا تُشْرِكُونَ إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ حَنِيفاً وَ مٰا أَنَا مِنَ اَلْمُشْرِكِينَ » .

و إنما أراد إبراهيم عليه السّلام بما قال أن يبيّن لهم بطلان دينهم، و يثبت عندهم أنّ العبادة لا تحقّ لما كان بصفة الزهرة و القمر و الشمس، و إنما تحقّ العبادة لخالقها و خالق السموات و الأرض، و كان ما احتجّ به على قومه مما ألهمه اللّه تعالى و آتاه كما قال اللّه عزّ و جلّ : «وَ تِلْكَ حُجَّتُنٰا آتَيْنٰاهٰا إِبْرٰاهِيمَ عَلىٰ قَوْمِهِ » .

فقال المأمون: للّه درك يا ابن رسول اللّه فأخبرني عن قول إبراهيم عليه السّلام: «رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ اَلْمَوْتىٰ قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ ، قٰالَ بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» قال الرّضا عليه السّلام: إنّ اللّه تبارك و تعالى كان أوحى إلى ابراهيم عليه السّلام: أني متّخذ من عبادي خليلا إن سألني إحياء الموتى أجبته، فوقع في نفس إبراهيم: أنّه ذلك الخليل، فقال:

«رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِ اَلْمَوْتىٰ قٰالَ أَ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قٰالَ بَلىٰ وَ لٰكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي» على الخلّة.

قال: «فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ اَلطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ إِلَيْكَ ثُمَّ اِجْعَلْ عَلىٰ كُلِّ جَبَلٍ مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ اُدْعُهُنَّ يَأْتِينَكَ سَعْياً وَ اِعْلَمْ أَنَّ اَللّٰهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ » فأخذ إبراهيم عليه السّلام نسرا و طاوسا و بطّا و ديكا، فقطعهنّ و خلطهنّ ، ثمّ جعل على كلّ جبل من الجبال الّتي حوله، و كانت عشرة منهنّ جزء، و جعل مناقيرهنّ بين أصابعه، ثمّ دعاهنّ بأسمائهنّ و وضع عنده حبا و ماء، فتطايرت تلك الاجزاء بعضها إلى بعض حتّى استوت الأبدان، و جاء كلّ بدن حتى انضمّ إلى رقبته و رأسه.

فخلى إبراهيم عليه السّلام عن مناقيرهنّ ، فطرن، ثمّ وقعن فشر بن من ذلك الماء و التقطن من ذلك الحبّ و قلن: يا نبى اللّه أحييتنا، أحياك اللّه، فقال إبراهيم: بل اللّه يحيي و يميت و هو على كل شيء قدير، قال المأمون: بارك اللّه فيك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول اللّه عز و جلّ «فَوَكَزَهُ مُوسىٰ فَقَضىٰ عَلَيْهِ قٰالَ : هٰذٰا مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ » .

قال الرضا عليه السّلام: إنّ موسى دخل مدينة من مدائن فرعون عَلىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهٰا ، و ذلك بين المغرب و العشاء فَوَجَدَ فِيهٰا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاٰنِ هٰذٰا مِنْ شِيعَتِهِ وَ هٰذٰا مِنْ عَدُوِّهِ ، فَاسْتَغٰاثَهُ اَلَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى اَلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فقضى موسى على العدوّ و بحكم اللّه تعالى ذكره «فَوَكَزَهُ » فمات» قال «هٰذٰا مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ » يعنى الاقتتال الّذي كان وقع بين الرّجلين، لا ما فعله موسى عليه السّلام من قتله إنه يعنى الشيطان «عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ » .

ص: 126

قال الرضا عليه السّلام: إنّ موسى دخل مدينة من مدائن فرعون عَلىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِنْ أَهْلِهٰا ، و ذلك بين المغرب و العشاء فَوَجَدَ فِيهٰا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلاٰنِ هٰذٰا مِنْ شِيعَتِهِ وَ هٰذٰا مِنْ عَدُوِّهِ ، فَاسْتَغٰاثَهُ اَلَّذِي مِنْ شِيعَتِهِ عَلَى اَلَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فقضى موسى على العدوّ و بحكم اللّه تعالى ذكره «فَوَكَزَهُ » فمات» قال «هٰذٰا مِنْ عَمَلِ اَلشَّيْطٰانِ » يعنى الاقتتال الّذي كان وقع بين الرّجلين، لا ما فعله موسى عليه السّلام من قتله إنه يعنى الشيطان «عَدُوٌّ مُضِلٌّ مُبِينٌ » .

فقال المأمون: فما معنى قول موسى «رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي» قال:

يقول: إني وضعت نفسي غير موضعها بدخولى هذه المدينة «فَاغْفِرْ لِي» اى استرني من أعدائك لئلاّ يظفروا بى فيقتلوني «فَغَفَرَ لَهُ إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ » قال موسى عليه السّلام: «رَبِّ بِمٰا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ » من القوة حتى قتلت رجلا بوكزة «فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيراً لِلْمُجْرِمِينَ » بل أجاهد في سبيلك بهذه القوّة حتى رضي «فَأَصْبَحَ » موسى عليه السّلام «فِي اَلْمَدِينَةِ خٰائِفاً يَتَرَقَّبُ فَإِذَا اَلَّذِي اِسْتَنْصَرَهُ بِالْأَمْسِ يَسْتَصْرِخُهُ » على آخر «قٰالَ (لَهُ ) مُوسىٰ إِنَّكَ لَغَوِيٌّ مُبِينٌ » قاتلت رجلا بالأمسى و تقاتل هذا اليوم، لأوذينّك و أراد أن يبطش به.

«فَلَمّٰا أَنْ أَرٰادَ أَنْ يَبْطِشَ بِالَّذِي هُوَ عَدُوٌّ لَهُمٰا» و هو من شيعته، «قٰالَ يٰا مُوسىٰ أَ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَنِي كَمٰا قَتَلْتَ نَفْساً بِالْأَمْسِ إِنْ تُرِيدُ إِلاّٰ أَنْ تَكُونَ جَبّٰاراً فِي اَلْأَرْضِ وَ مٰا تُرِيدُ أَنْ تَكُونَ مِنَ اَلْمُصْلِحِينَ » قال المأمون: جزاك اللّه عن أنبيائه خيرا يا أبا الحسن، فما معنى قول موسى لفرعون: «فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ » .

قال الرضا عليه السّلام: إنّ فرعون قال لموسى: لما أتاه: «وَ فَعَلْتَ فَعْلَتَكَ اَلَّتِي فَعَلْتَ وَ أَنْتَ مِنَ اَلْكٰافِرِينَ » بي «قٰالَ » موسى: «فَعَلْتُهٰا إِذاً وَ أَنَا مِنَ اَلضّٰالِّينَ » عن الطريق بوقوعي إلى مدينة من مدائنك، «فَفَرَرْتُ مِنْكُمْ لَمّٰا خِفْتُكُمْ فَوَهَبَ لِي رَبِّي حُكْماً وَ جَعَلَنِي مِنَ اَلْمُرْسَلِينَ » و قد قال اللّه عزّ و جلّ لنبيّه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «أَ لَمْ يَجِدْكَ يَتِيماً فَآوىٰ » يقول: أ لم يجدك وحيدا فآوى إليك الناس «وَ وَجَدَكَ ضَالاًّ» يعنى عند قومك «فَهَدىٰ » أى هديهم إلى معرفتك «وَ وَجَدَكَ عٰائِلاً فَأَغْنىٰ » يقول: أغناك بأن جعل دعائك مستجابا.

قال المأمون: بارك اللّه فيك يا ابن رسول اللّه، فما معنى قول اللّه عزّ و جلّ :

ص: 127

«وَ لَمّٰا جٰاءَ مُوسىٰ لِمِيقٰاتِنٰا وَ كَلَّمَهُ رَبُّهُ قٰالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قٰالَ لَنْ تَرٰانِي» كيف يجوز أن يكون كلّم اللّه موسى بن عمران عليه السّلام لا يعلم أنّ اللّه تبارك و تعالى ذكره لا يجوز عليه الرّؤية حتّى يسأله هذا السؤال ؟ فقال الرضا عليه السّلام: إنّ كليم اللّه موسى بن عمران عليه السّلام علم أنّ اللّه تعالى أعزّ أن يرى بالأبصار، و لكنّه لمّا كلّمه اللّه عزّ و جل و قرّبه نجيّا، رجع إلى قومه فأخبرهم أنّ اللّه عزّ و جلّ كلمه و قرّبه و ناجاه، فقالوا «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ » حتّى نستمع كلامه كما سمعت و كان القوم سبعمائة ألف رجل، فاختار منهم سبعين ألفا، ثم اختار منهم سبعة آلاف، ثم اختار منهم سبعمائة، ثم اختار منهم سبعين رجلا لميقات ربهم.

فخرج بهم إلى طور سيناء فأقامهم في سفح الجبل و صعد موسى إلى الطور و سئل اللّه تعالى: أن يكلّمه، و يسمعهم كلامه، فكلّمه اللّه تعالى ذكره و سمعوا كلامه من فوق و أسفل و يمين و شمال و وراء و أمام، لانّ اللّه عزّ و جلّ أحدثه في الشجرة و جعله منبعثا منها حتّى سمعوه من جميع الوجوه، فقالوا: «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ » بانّ هذا الّذي سمعناه كلام اللّه: «حَتّٰى نَرَى اَللّٰهَ جَهْرَةً » .

فلمّا قالوا هذا القول العظيم و استكبروا و عتوا بعث اللّه عزّ و جلّ عليهم صاعقة فأخذتهم بظلمهم، فماتوا، فقال موسى: يا ربّ ما أقول لبني إسرائيل اذا رجعت إليهم و قالوا: إنك ذهبت بهم فقتلتهم ؟! لانّك لم تكن صادقا فيما ادّعيت من مناجات اللّه عزّ و جلّ إياك فأحياهم اللّه و بعثهم، معه فقالوا إنك لو سألت اللّه أن يريك ننظر إليه لأجابك و كنت تخبرنا كيف هو فنعرفه حقّ معرفته ؟ فقال موسى: يا قوم إنّ اللّه تعالى لا يرى بالأبصار و لا كيفيّة له، و إنما يعرف بآياته و يعلم بأعلامه، فقالوا: «لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ » حتى تسأله، فقال موسى: يا رب إنّك قد سمعت مقالة بني إسرائيل و أنت أعلم بصلاحهم فأوحى اللّه جلّ جلاله:

يا موسى سلني ما سألوك، فلن أؤاخذك بجهلهم، فعند ذلك قال موسى عليه السّلام:

«رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قٰالَ لَنْ تَرٰانِي وَ لٰكِنِ اُنْظُرْ إِلَى اَلْجَبَلِ فَإِنِ اِسْتَقَرَّ مَكٰانَهُ » و هو

ص: 128

يهوى «فَسَوْفَ تَرٰانِي» .

فَلَمّٰا تَجَلّٰى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ » بآية من آياته «جَعَلَهُ دَكًّا وَ خَرَّ مُوسىٰ صَعِقاً فَلَمّٰا أَفٰاقَ قٰالَ : سُبْحٰانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ » يقول: رجعت إلى معرفتي بك عن جهل قومي «وَ أَنَا أَوَّلُ اَلْمُؤْمِنِينَ » منهم بأنك لا ترى، فقال المأمون: للّه درّك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول اللّه عز و جلّ : «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِهٰا لَوْ لاٰ أَنْ رَأىٰ بُرْهٰانَ رَبِّهِ » .

فقال الرضا عليه السّلام: لقد همّت به، و لو لا أن رأى برهان ربه لهمّ كما همّت به لكنّه كان معصوما، و المعصوم لا يهمّ بذنب و لا يأتيه، و لقد حدّثني أبي عن أبيه الصادق عليه السّلام، أنه قال: همّت بأن تفعل، و همّ بأن لا يفعل، فقال المأمون: للّه درّك يا أبا الحسن فأخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ : «وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ » .

فقال الرّضا عليه السّلام: ذاك يونس بن متّى عليه السّلام: ذهب مغاضبا لقومه فظنّ استيقن «أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ » أى لن نضيق عليه رزقه، و منه قوله عزّ و جلّ : «وَ أَمّٰا إِذٰا مَا اِبْتَلاٰهُ فَقَدَرَ عَلَيْهِ رِزْقَهُ » أي ضيق و قتر «فَنٰادىٰ فِي اَلظُّلُمٰاتِ » أى ظلمة الليل و ظلمة بطن الحوت: «أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ » بتركي مثل هذه العبادة الّتي قد فرغتني لها في بطن الحوت، فاستجاب اللّه له، و قال عزّ و جلّ «فَلَوْ لاٰ أَنَّهُ كٰانَ مِنَ اَلْمُسَبِّحِينَ لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلىٰ يَوْمِ يُبْعَثُونَ » .

فقال المأمون: للّه درّك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول اللّه عز و جل: «حَتّٰى إِذَا اِسْتَيْأَسَ اَلرُّسُلُ وَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جٰاءَهُمْ نَصْرُنٰا» قال الرضا عليه السّلام يقول اللّه عز و جل: «حَتّٰى إِذَا اِسْتَيْأَسَ اَلرُّسُلُ » من قومهم و ظنّ قومهم أنّ الرسل قد كذبوا جاء الرسل نصرنا، فقال المأمون: للّه درك يا أبا الحسن، فاخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ » لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ» .

قال الرضا عليه السّلام: لم يكن أحد عند مشركي أهل مكة أعظم ذنبا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لأنهم كانوا يعبدون من دون اللّه ثلاثمائة و ستين صنما، فلمّا جاءهم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم؛

ص: 129

بالدّعوة إلى كلمة الإخلاص كبر ذلك عليهم و عظم، و قالوا: «أَ جَعَلَ اَلْآلِهَةَ إِلٰهاً وٰاحِداً إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ ءٌ عُجٰابٌ وَ اِنْطَلَقَ اَلْمَلَأُ مِنْهُمْ أَنِ اِمْشُوا وَ اِصْبِرُوا عَلىٰ آلِهَتِكُمْ إِنَّ هٰذٰا لَشَيْ ءٌ يُرٰادُ مٰا سَمِعْنٰا بِهٰذٰا فِي اَلْمِلَّةِ اَلْآخِرَةِ إِنْ هٰذٰا إِلاَّ اِخْتِلاٰقٌ » .

فلما فتح اللّه عزّ و جلّ على نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مكة، قال له يا محمّد: «إِنّٰا فَتَحْنٰا لَكَ » مكة «فَتْحاً مُبِيناً لِيَغْفِرَ لَكَ اَللّٰهُ مٰا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِكَ وَ مٰا تَأَخَّرَ» عند مشركي أهل مكّة و من بقي منهم لم يقدر على إنكار التوحيد عليه إذا دعا الناس إليه، فصار ذنبه عندهم في ذلك مغفورا بظهوره عليهم.

فقال المأمون: للّه درّك يا أبا الحسن، فأخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ : «عَفَا اَللّٰهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ » ؟ قال الرضا عليه السّلام: هذا ممّا نزل بإياك أعنى و اسمعى يا جاره خاطب اللّه عزّ و جلّ نبيّه و أراد به أمته، و كذلك قوله: تعالى «لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَ لَتَكُونَنَّ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ » و قوله عزّ و جلّ : «وَ لَوْ لاٰ أَنْ ثَبَّتْنٰاكَ لَقَدْ كِدْتَ تَرْكَنُ إِلَيْهِمْ شَيْئاً قَلِيلاً» .

قال صدقت يا ابن رسول اللّه فأخبرني عن قول اللّه عزّ و جلّ : «وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِ وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اِتَّقِ اَللّٰهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اَللّٰهُ مُبْدِيهِ وَ تَخْشَى اَلنّٰاسَ وَ اَللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ » قال الرضا عليه السّلام: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قصد دار زيد بن حارثة بن شراحيل الكلبيّ في أمر أراده، فرأي امرأته تغتسل، فقال لها: سبحان الذي خلقك و إنما أراد بذلك تنزيه الباري عزّ و جلّ عن قول من زعم أنّ الملئكة بنات اللّه.

فقال اللّه عزّ و جل: «أَ فَأَصْفٰاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ وَ اِتَّخَذَ مِنَ اَلْمَلاٰئِكَةِ إِنٰاثاً إِنَّكُمْ لَتَقُولُونَ قَوْلاً عَظِيماً» فقال النبيّ : لما رآها تغتسل: سبحان الذي خلقك أن يتخذ له ولدا، يحتاج إلى هذا التطهير و الاغتسال فلما عاد زيد إلى منزله أخبرته امرأته بمجيء رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قوله لها: سبحان الّذي خلقك فلم يعلم زيد ما أراد بذلك و ظنّ أنه قال ذلك لما أعجبه من حسنها.

فجاء إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و قال له: يا رسول اللّه إنّ امرأتي في خلقها سوء و إني

ص: 130

أريد طلاقها، فقال له النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أمسك عليك زوجك و اتّق اللّه و قد كان اللّه عزّ و جل عرفه عدد أزواجه، و إنّ تلك المرأة منهنّ فأخفى ذلك في نفسه و لم يبده لزيد، و خشي الناس أن يقولوا: أن محمّدا يقول لمولاه: إنّ امرأتك ستكون لي زوجة، يعيبونه بذلك.

فأنزل اللّه عزّ و جل: «وَ إِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اَللّٰهُ عَلَيْهِ » يعنى بالاسلام، «وَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ » يعنى بالعتق «أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَ اِتَّقِ اَللّٰهَ وَ تُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اَللّٰهُ مُبْدِيهِ ، وَ تَخْشَى اَلنّٰاسَ وَ اَللّٰهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشٰاهُ » ثم إنّ زيد بن حارثة طلّقها و اعتدت منه، فزوّجها اللّه عزّ و جل من نبيه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و أنزل بذلك قرآنا، فقال عز و جل: «فَلَمّٰا قَضىٰ زَيْدٌ مِنْهٰا وَطَراً زَوَّجْنٰاكَهٰا لِكَيْ لاٰ يَكُونَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوٰاجِ أَدْعِيٰائِهِمْ إِذٰا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَراً وَ كٰانَ أَمْرُ اَللّٰهِ مَفْعُولاً» .

ثم علم اللّه عزّ و جل أنّ المنافقين سيعيبونه بتزويجها، فأنزل اللّه تعالى: «مٰا كٰانَ عَلَى اَلنَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمٰا فَرَضَ اَللّٰهُ لَهُ » فقال المأمون: لقد شفيت صدرى يا بن رسول اللّه و أو ضحت لي ما كان ملتبسا عليّ فجزاك اللّه عن أنبيائه و عن الاسلام خيرا.

قال على بن محمّد بن الجهم: فقام المأمون إلى الصلاة و أخذ بيد محمّد بن جعفر بن محمّد عليهما السّلام و كان حاضر المجلس و تبعتهما فقال له المأمون: كيف رأيت ابن أخيك ؟ فقال له: عالم و لم نره يختلف إلى أحد من أهل العلم، فقال المأمون: إنّ ابن أخيك من أهل بيت النبيّ الذين قال فيهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ألا إن أبرار عترتى و أطائب أرومتي أحلم الناس صغار او أعلم الناس كبارا، فلا تعلّموهم فانهم أعلم منكم، لا يخرجونكم من باب هدى و لا يدخلونكم في باب ضلالة.

و انصرف الرضا عليه السّلام إلى منزله، فلما كان من الغد غدوت عليه و أعلمته ما كان من قول المأمون و جواب عمّه محمّد بن جعفر له، فضحك عليه السّلام، ثم قال: يا ابن الجهم لا يغرّنك ما سمعته منه، فإنّه سيغتالني و اللّه تعالى ينتقم لي منه.(1)

ص: 131


1- عيون الاخبار: 1-195.

13 - عنه قال: حدثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ، قال: حدّثني أبي، عن أحمد بن علي الأنصاري، عن أبى الصلت الهرويّ ، قال: قال المأمون يوما للرضا عليه السّلام:

يا أبا الحسن أخبرني عن جدّك أمير المؤمنين باىّ وجه هو قسيم الجنّة و النار و بأيّ معنى فقد كثر فكرى في ذلك ؟ فقال له الرضا عليه السّلام: يا أمير المؤمنين أ لم ترو، عن أبيك، عن آبائه، عن عبد اللّه بن عباس أنه قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يقول: حبّ عليّ إيمان و بغضه كفر فقال بلى، فقال الرضا عليه السّلام: فقسمة الجنة و النار إذا كانت على حبّه و بغضه فهو قسيم الجنة و النار.

فقال المأمون: لا أبقاني اللّه بعدك يا أبا الحسن أشهد أنك وارث علم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال أبو الصلت الهرويّ : فلما انصرف الرّضا عليه السّلام إلي منزله أتيته، فقلت له، يا ابن رسول اللّه ما أحسن ما أجبت به أمير المؤمنين ؟ فقال الرضا عليه السّلام: يا أبا الصّلت إنما كلمته من حيث هو، و لقد سمعت أبي يحدّث عن آبائه عن عليّ عليه السّلام أنّه قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا عليّ أنت قسيم الجنة يوم القيامة، تقول للنار هذا لي و هذا لك(1).

14 - عنه قال: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقي؛ قال: حدثني محمّد بن يحيى الصوليّ قال: حدثني أحمد بن محمّد بن إسحاق الطالقاني؛ قال: حدثني أبي قال: حلف رجل بخراسان بالطّلاق أنّ معاوية ليس من أصحاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أيام كان الرضا عليه السّلام بها فأفتى الفقهاء بطلاقها فسئل الرّضا عليه السلام، فأفتى: أنها لا تطلّق.

فكتب الفقهاء رقعة و أنفذوها إليه، و قالوا له: من أين قلت يا ابن رسول اللّه أنها لا تطلق ؟ فوقع عليه السّلام في رقعتهم: قلت هذا من روايتكم، عن أبي سعيد الخدريّ أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لمسلمة يوم الفتح و قد كثروا عليه: أنتم خير و أصحابي خير و لا

ص: 132


1- عيون الاخبار: 2-86.

هجرة بعد الفتح، فأمطل الهجرة و لم يجعل هؤلاء أصحابا له، قال: فرجعوا إلى قوله.(1)

15 - عنه رحمه اللّه قال: حدثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ رضي اللّه عنه قال: حدثنى أبي قال: حدّثنا أحمد بن عليّ الأنصاري، عن الحسن بن الجهم، قال:

حضرت مجلس المأمون يوما و عنده عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام و قد اجتمع الفقهاء و أهل الكلام من الفرق المختلفة فسأله بعضهم، فقال له: يا ابن رسول اللّه باىّ شيء تصحّ الإمامة لمدّعيها؟ قال: بالنصّ و الدّليل، قال له: فدلالة الإمام فيما هي ؟ قال في العلم و استجابة الدّعوة، قال: فما وجه إخباركم بما يكون قال: ذلك بعهد معهود إلينا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله قال: فما وجه إخباركم بما في قلوب الناس.

قال عليه السّلام له: أ ما بلغك قول الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اتقوا فراسة المؤمن فإنّه ينظر بنور اللّه قال: بلى؛ قال و ما من مؤمن إلاّ و له فراسة ينظر بنور اللّه على قدر إيمانه، و مبلغ استبصاره و علمه، و قد جمع اللّه الأئمة منّا ما فرّقه في جميع المؤمنين، و قال عز و جل في محكم كتابه: «إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ » فأول المتوسّمين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ثم أمير المؤمنين عليه السّلام من بعده ثمّ الحسن و الحسين و الأئمة من ولد الحسين عليهم السّلام إلى يوم القيمة.

قال: فنظر إليه المأمون فقال له: يا أبا الحسن زدنا ممّا جعل اللّه لكم أهل البيت فقال الرضا عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جل قد أيدنا بروح منه مقدّسة مطهّرة ليست بملك لم تكن مع أحد ممّن مضى إلا مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هي مع الأئمة منا تسدّدهم و توفقهم و هو عمود من نور بيننا و بين اللّه عز و جلّ .

قال له المأمون: يا أبا الحسن بلغني أنّ قوما يغلون فيكم و يتجاوزون فيكم الحدّ؟ فقال الرضا عليه السّلام: حدّثني أبي موسى بن جعفر؛ عن أبيه، عن جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه علي ابن

ص: 133


1- عيون الاخبار: 2-87.

أبي طالب عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: لا ترفعوني فوق حقّي فإنّ اللّه تبارك تعالى اتّخذني عبدا قبل أن يتخذنى نبيا.

قال اللّه تبارك و تعالى: «مٰا كٰانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اَللّٰهُ اَلْكِتٰابَ وَ اَلْحُكْمَ وَ اَلنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ : لِلنّٰاسِ كُونُوا عِبٰاداً لِي مِنْ دُونِ اَللّٰهِ وَ لٰكِنْ كُونُوا رَبّٰانِيِّينَ بِمٰا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ اَلْكِتٰابَ وَ بِمٰا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ ، وَ لاٰ يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا اَلْمَلاٰئِكَةَ وَ اَلنَّبِيِّينَ أَرْبٰاباً أَ يَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ » .

قال عليه السّلام: يهلك فيّ اثنان و لا ذنب لي، محبّ مفرط و مبغض مفرّط و أنا أبرأ إلى اللّه تبارك و تعالى ممن يغلو فينا و يرفعنا فوق حدّنا كبراءة عيسى بن مريم عليه السّلام من النصارى، قال اللّه تعالى: «وَ إِذْ قٰالَ اَللّٰهُ يٰا عِيسَى اِبْنَ مَرْيَمَ أَ أَنْتَ قُلْتَ لِلنّٰاسِ اِتَّخِذُونِي وَ أُمِّي إِلٰهَيْنِ مِنْ دُونِ اَللّٰهِ قٰالَ سُبْحٰانَكَ مٰا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مٰا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِنْ كُنْتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِي وَ لاٰ أَعْلَمُ مٰا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنْتَ عَلاّٰمُ اَلْغُيُوبِ مٰا قُلْتُ لَهُمْ إِلاّٰ مٰا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اُعْبُدُوا اَللّٰهَ رَبِّي وَ رَبَّكُمْ وَ كُنْتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مٰا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمّٰا تَوَفَّيْتَنِي كُنْتَ أَنْتَ اَلرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَ أَنْتَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ شَهِيدٌ» .

و قال عزّ و جل: «لَنْ يَسْتَنْكِفَ اَلْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْداً لِلّٰهِ وَ لاَ اَلْمَلاٰئِكَةُ اَلْمُقَرَّبُونَ » و قال عز و جل: مَا اَلْمَسِيحُ اِبْنُ مَرْيَمَ إِلاّٰ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ اَلرُّسُلُ وَ أُمُّهُ صِدِّيقَةٌ كٰانٰا يَأْكُلاٰنِ اَلطَّعٰامَ » و معناه إنهما كانا يتغوّطان، فمن ادّعى للأنبياء ربوبية و ادّعى للائمة ربوبية أو نبوة أو لغير الأئمة إمامة فنحن منه براء في الدنيا و الآخرة.

فقال المأمون: يا أبا الحسن فما تقول في الرّجعة فقال الرضا عليه السّلام: إنها لحقّ قد كانت في الامم السالفة و نطق به القرآن و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يكون في هذه الأمة كلّ ما كان في الامم السالفة حذو النعل بالنعل و القذّة بالقذّة قال عليه السّلام إذا خرج المهدي من ولدي نزل عيسى بن مريم عليه السّلام فصلّى خلفه.

و قال عليه السّلام: إنّ الاسلام بدء غريبا و سيعود غريبا فطوبى للغرباء قيل: يا رسول اللّه ثمّ يكون ما ذا، قال ثمّ يرجع الحقّ إلى أهله فقال المأمون يا أبا الحسن فما تقول في القائلين بالتناسخ ؟ فقال الرّضا عليه السلام: من قال بالتناسخ فهو كافر باللّه العظيم

ص: 134

مكذّب بالجنّة و النار قال المأمون: ما تقول في المسوخ ؟ قال الرضا عليه السلام اولئك قوم غضب اللّه عليهم، فمسخهم، فعاشوا ثلاثة أيام ثم ماتوا و لم يتناسلوا، فما يوجد في الدنيا من القردة و الخنازير و غير ذلك مما وقع عليهم اسم المسوخيّة فهو مثل ما لا يحلّ أكلها و الانتفاع بها قال المأمون: لا أبقاني اللّه بعدك يا أبا الحسن، فو اللّه ما يوجد العلم الصحيح إلا عند أهل هذا البيت و إليك انتهت علوم آبائك فجزاك اللّه عن الإسلام و أهله خيرا.

قال الحسن بن الجهم: فلما قام الرضا عليه السلام تبعته فانصرف إلى منزله، فدخلت عليه و قلت له: يا ابن رسول اللّه، الحمد للّه الّذي وهب لك من جميل رأى أمير المؤمنين ما حمله على ما أرى من إكرامه لك و قبوله لقولك.

فقال عليه السّلام: يا بن الجهم لا يغرّنك ما ألفيته عليه من إكرامي و الاستماع منّي فانه سيقتلنى بالسمّ و هو ظالم إلى أني اعرف ذلك بعهد معهود إلى من آبائى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فاكتم هذا ما دمت حيا.

قال الحسن بن الجهم: فما حدّثت أحدا بهذا الحديث إلى أن مضى عليه السّلام بطوس مقتولا بالسمّ و دفن في دار حميد بن قحطبة الطائى في القبة التي فيها قبر هارون الرشيد الى جانبه.(1)

16 - عنه - قال: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن أحمد البيهقيّ ، قال حدّثني محمّد بن يحيى الصّولي، قال: يحكى عن الرّضا عليه السّلام خبر مختلف الألفاظ لم تقع لي روايته باسناد أعمل عليه و قد اختلف الألفاظ من الرواة إلاّ أني سآتي به و بمعانيه و إن اختلفت ألفاظه كان المأمون في باطنه يحبّ سقطات الرّضا عليه السّلام و أن يعلوه المحتج و إن أظهر غير ذلك فاجتمع عنده الفقهاء و المتكلمون فدسوا إليهم أن ناظروه في الإمامة.

فقال لهم الرضا عليه السّلام: اقتصروا على واحد منكم يلزمكم ما يلزمه، فرضوا برجل

ص: 135


1- عيون الاخبار: 2-200.

يعرف بيحيى بن الضحاك السمرقنديّ و لم يكن بخراسان مثله، فقال الرضا عليه السّلام:

يا يحيى سل عما شئت فقال: نتكلّم في الإمامة، كيف ادّعيت لمن لم يؤمّ و تركت من أمّ و وقع الرضا به، فقال له: يا يحيى أخبرني عمن صدّق كاذبا على نفسه أو كذّب صادقا على نفسه أ يكون محقّا مصيبا أو مبطلا مخطأ؟ فسكت يحيى؛ فقال له المأمون:

أجبه؛ فقال: يعفينى أمير المؤمنين من جوابه، فقال المأمون: يا أبا الحسن عرّفنا الغرض في هذه المسألة.

فقال: لا بدّ ليحيى من أن يخبر عن أئمته أنهم كذبوا على أنفسهم أو صدقوا؟ فإن زعم أنهم كذبوا فلا أمانة لكذّاب، و إن زعم أنهم صدقوا، فقد قال أوّلهم: وليتكم و لست بخيركم، و قال تاليه كانت بيعته فلتة، فمن عاد لمثلها فاقتلوه، فو اللّه ما رضي لمن فعل مثل فعلهم إلا بالقتل، فمن لم يكن بخير الناس و الخيرية لا تقع الا بنعوت منها العلم، و منها الجهاد، و منها ساير الفضائل و ليست فيه.

و من كانت بيعته فلتة يجب القتل على من فعل مثلها، كيف يقبل عهده الى غيره و هذه صورته ؟! ثمّ يقول على المنبر: أنّ لي شيطانا يعترينى، فاذا مال بى فقومونى و إذا أخطأت فارشدوني فليسوا أئمة بقولهم إن صدقوا أو كذبوا، فما عند يحيى في هذا جواب، فعجب المأمون من كلامه، و قال يا أبا الحسن ما في الارض من يحسن هذا سواك.(1)

ص: 136


1- عيون الاخبار: 2-231.

كتاب الطهارة

1- باب المياه

1 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلى رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن البئر يكون في المنزل للوضوء، فتقطر فيها قطرات من بول أو دم، أو يسقط فيها شيء من عذرة كالبعرة و نحوها، ما الّذي يطهرها حتّى يحلّ الوضوء منها للصّلاة ؟، فوقّع عليه السلام، بخطّه في كتابى: تنزح منها دلاء.(1)

2 - و بهذا الإسناد قال: ماء البئر واسع لا يفسده شيء إلاّ أن يتغيّر [به].(2)

3 - عنه، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن عبّاد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن محمّد بن القاسم، عن أبي الحسن عليه السّلام في البئر يكون بينها و بين الكنيف خمسة أذرع أو اقلّ أو أكثر يتوضأ منها، قال: ليس يكره من قرب و لا بعد يتوضأ منها و يغتسل ما لم يتغيّر الماء،(3)

4 - الصدوق بإسناده عن الرّضا عليه السّلام قال: ليس يكره من قرب و لا بعد بئر يغتسل منها و يتوضّأ ما لم يتغيّر الماء.(4)

5 - الطوسي قال: أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالى عن أبي القاسم جعفر بن محمّد عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت

ص: 137


1- الكافى: 3-5 و التهذيب: 1-244.
2- الكافى: 3-5 و التهذيب: 1-409 و الاستبصار: 1-44.
3- الكافى: 3-8.
4- من لا يحضره الفقيه: 1-13.

إلى رجل أسأله أن يسأل أبا الحسن الرضا عليه السّلام فقال: ماء البئر واسع لا يفسده شيء إلاّ أن يتغيّر ريحه أو طعمه فينزح منه حتى يذهب الرّيح و يطيب لأنّ له مادّة.(1)

2- باب الاحداث

6 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان قال: سأل الرّضا عليه السّلام رجل و أنا حاضر فقال: إنّ بي جرحا في مقعدتي فأتوضّأ و أستنجي ثمّ أجد بعد ذلك الندى و الصفرة من المقعدة أفا عيد الوضوء؟ فقال: و قد اتقيت ؟ فقال: نعم، قال: لا و لكن رشّه بالماء و لا تعد الوضوء.(2)

7 - عنه، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرضا عليه السّلام الطنفسة و الفراش يصيبهما البول كيف يصنع بهما و هو ثخين كثير الحشو، قال:

يغسل ما ظهر منه في وجهه.(3)

8 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:

سمعت الرّضا عليه السّلام يقول: يستنجى و يغسل ما ظهر منه على الشرج و لا تدخل فيه الأنملة.(4)

9 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن إسحاق، عن سعدان عبد الرحمن قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام في خصيّ يبول فيلقى من ذلك شدّة و يرى

ص: 138


1- التهذيب 1-234.
2- الكافى: 3-19.
3- الكافى: 3-55 و الفقيه: 1-41 و التهذيب: 1-251.
4- الكافى: 3-17 و الفقيه: 1-21 و التهذيب: 1-45 و الاستبصار: 1-51.

البلل بعد البلل، قال: يتوضّأ ثمّ ينتضح في النهار مرّة واحدة.(1)

10 - الصدوق قال: و روي أنّ أبا الحسن الرّضا عليه السّلام كان يستيقظ من نومه فيتوضّأ و لا يستنجي و قال: كالمتعجّب من رجل سمّاه بلغني أنّه إذا خرجت منه ريح استنجى.(2)

11 - عنه قال: و سئل الرّضا عليه السّلام عن الرّجل يطأ في الحمام و في رجليه الشقاق فيطأ البول و النّورة، فيدخل الشقاق أثر أسود ممّا وطئه من القذر و قد غسله، كيف يصنع به و برجله الّتي و وطئ بها أ يجزيه الغسل، أم يخلل أظفاره بأظفاره و يستنجي، فيجد الرّيح من أظفاره و لا يرى شيئا؟ فقال: لا شيء عليه من الرّيح و الشقاق بعد غسله، و لا بأس أن يتدلّك الرّجل في الحمّام بالسويق و الدّقيق و النخالة، فليس فيما ينفع البدن إسراف إنما الإسراف فيما أتلف المال، و أضرّ بالبدن، و الدم إذا أصاب الثوب فلا بأس بالصلاة فيه، ما لم يكن مقداره مقدار درهم واف، و الوافي ما يكون وزنه درهما و ثلثا.

و ما كان دون الدّرهم الوافي فقد يجب غسله و لا بأس بالصّلاة فيه، و إن كان الدّم دون حمصة فلا بأس بأن لا يغسل إلاّ يكون دم الحيض فإنّه يجب غسل الثوب منه، و من البول و المنى، قليلا كان أو كثيرا و تعاد منه الصّلاة علم به أو لم يعلم.(3)

12 - عنه - رحمه اللّه - قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه، عن أبيه عن محمّد بن أحمد بن عمران الأشعريّ عن إبراهيم بن هاشم و غيره، عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، أنّه قال: نهي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن يجيب الرّجل أحدا و هو على الغائط و يكلّمه، حتى يفرغ.(4)

ص: 139


1- الكافى: 3-20.
2- الفقيه: 1-22 و التهذيب: 1-44.
3- الفقيه: 1-42.
4- علل الشرائع: 1-268 و التهذيب: 1-27.

13 - الطوسي بإسناده عن الهيثم بن مسروق النهديّ عن محمّد بن إسماعيل قال:

دخلت على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، و في منزله كنيف مستقبل القبلة و سمعته يقول من بال حذاء القبلة ثمّ ذكر فانحرف عنها إجلالا للقبلة و تعظيما لها لم يقم من مقعده ذلك حتّى يغفر اللّه له.(1)

14 - عنه قال: و أخبرني الشيخ أيّده اللّه عن أحمد بن محمّد بن الحسن ابن الوليد قال: أخبرني أبي عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سهل، عن زكريا بن آدم، قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الناصور، فقال: إنّما ينقض الوضوء ثلاث: البول و الغائط و الرّيح(2).

15 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالى، عن أحمد بن محمّد بن الحسن ابن الوليد عن أبيه، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن عليّ بن محبوب الأشعريّ ، عن أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن القيّ و الرّعاف و المدّة أ تنقض الوضوء أم لا؟ قال: لا تنقض شيئا(3).

16 - عنه قال: روى الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل، عن أبي الحسن عليه السلام قال: سألته عن المذي فأمرني بالوضوء منه، ثم أعدت عليه سنة اخرى فأمرني بالوضوء منه، و قال: إنّ عليا عليه السّلام أمر المقداد أن يسأل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، - و استحيا أن يسأله - فقال: فيه الوضوء، قلت فان لم أتوضأ، قال: لا بأس به(4).

17 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن ابن أبي عمير قال: حدّثني يعقوب ابن يقطين قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الرّجل يمذي و هو في الصلاة من شهوة، أو من غير شهوة قال: المذي منه الوضوء(5).

18 - عنه قال: الصفّار، عن معاوية بن حكيم، عن علي بن الحسن بن رباط

ص: 140


1- التهذيب: 1-352 و الاستبصار: 1-47.
2- التهذيب: 1-10.
3- التهذيب: 1-16.
4- التهذيب: 1-18.
5- التهذيب: 1-21.

عن الكاهلي قال: سألت الرّضا عليه السّلام، عن المذي فقال: ما كان منه بشهوة، فتوضأ منه(1).

19 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن بنت إلياس قال: سمعته يقول: رأيت أبي صلوات اللّه عليه و قدر عف بعد ما توضّأ دما سائلا، فتوضأ(2).

20 - عنه - رحمه اللّه - قال: أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالى، عن أحمد بن محمّد عن أبيه، عن الحسين بن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمّد ابن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الرجل يدخل يده في الإناء و هي قذرة قال: يكفي الاناء(3).

3- باب الحيض و الاستحاضة

21 - الطوسي باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن أدنى ما يكون من الحيض، فقال: أدناه ثلاثة و أبعده عشرة(4).

22 - عنه باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن الحائض كم تستظهر؟ فقال: تستظهر بيوم أو يومين أو ثلاثة(5).

23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن

ص: 141


1- التهذيب: 1-19.
2- التهذيب: 1-13.
3- التهذيب: 1-156 و الاستبصار: 1-47.
4- التهذيب: 1-156 و الاستبصار: 1-130.
5- التهذيب: 1-171 و الاستبصار: 1-149.

أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الطامث كم حدّ جلوسها؟ فقال: تنتظر عدّة ما كانت تحيض، ثم تستظهر بثلاثة أيّام، ثمّ هي مستحاضة(1).

24 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيّده اللّه تعالى، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الطّامث و حدّ جلوسها، فقال: تنتظر عدّة ما كانت تحيض، ثم تستظهر بثلاثة أيام ثمّ هي مستحاضة(2).

25 - عنه باسناده عن أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرّضا عليه السّلام الجارية النصرانيّة تخدمك، و أنت تعلم أنها نصرانيّة لا تتوضأ و لا تغسل من جنابة ؟ قال: لا بأس تغسل يديها(3).

26 - عنه باسناده عن صفوان قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الحبلى ترى الدم ثلاثة أيام أو أربعة أيام تصلّي ؟ قال: تمسك عن الصلاة(4).

4- باب الجنابة و الاغسال

27 - الحميري، عن البزنطي عن الرضا عليه السّلام قال: في غسل الجنابة تغسل يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك ثمّ تدخلها في الإناء ثمّ اغسل ما أصاب منك ثمّ افض على رأسك و سائر جسدك(5).

28 - الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت للرّضا عليه السّلام، الرّجل يجنب، فيصيب جسده و رأسه الخلوق و الطيب

ص: 142


1- التهذيب: 1-172 و الاستبصار: 1-149.
2- التهذيب: 1-172.
3- التهذيب: 1-399.
4- الاستبصار: 1-139.
5- قرب الاسناد: 216.

و الشيء اللّكد، مثل علك الروم و الطرار و ما أشبهه، فيغتسل فإذا فرغ وجد شيئا قد بقي في جسده من أثر الخلوق و الطيّب، و غيره قال: لا بأس(1).

29 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الرّجل يجامع المرأة قريبا من الفرج فلا ينزلان، متى يجب الغسل ؟ فقال: إذا التقى الختانان فقد وجب الغسل، فقلت التقاء الختانين هو غيبوبة الحشفة ؟ قال: نعم(2).

30 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعري قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الرّجل يلمس فرج جاريته حتى تنزل الماء من غير أن يباشر، يعبث بها بيده حتى تنزل ؟ قال: إذا انزلت من شهوة فعليها الغسل(3).

31 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الرّجل يجامع المرأة فيما دون الفرج، و تنزل المرأة عليها غسل ؟ قال: نعم(4).

32 - عنه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الغسل يوم الجمعة، فقال: واجب على كلّ ذكر و أنثى عبد أو حرّ(5).

33 - عنه عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن محمّد بن عبد اللّه قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن غسل يوم الجمعة فقال: واجب على كلّ ذكر و أنثى عبد أو حرّ(6).

ص: 143


1- الكافى: 3-51 و التهذيب: 1-130.
2- الكافى: 3-46 و التهذيب: 1-18 و الاستبصار: 1-108.
3- الكافى: 3-47.
4- الكافى: 3-47.
5- الكافى: 3-41 و التهذيب: 1-111 و الاستبصار: 1-103.
6- الكافى: 3-42 و التهذيب 1-114.

34 - الصدوق قال: و كتب الرّضا عليه السّلام إلى محمّد بن سنان فيما كتب إليه من جواب مسائله: علّة غسل الجنابة النّظافة لتطهير الإنسان ممّا أصاب من أذاه و تطهير سائر جسده، لأنّ الجنابة خارجة من كلّ جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده كله، و علّة التخفيف في البول و الغائط، أنه أكثر و أدوم من الجنابة، فرضي اللّه فيه بالوضوء لكثرته و مشقّته و مجيئه بغير إرادة منه و لا شهوة، و الجنابة لا تكون إلاّ بالاستلذاذ منهم و الإكراه لأنفسهم(1).

35 - عنه قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس رضي اللّه عنه، قال: أخبرنا أبي عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن النضر، قال: سألت الرّضا عليه السلام عن القوم يكونون في السّفر، فيموت منهم ميّت، و معهم جنب و معهم ماء قليل قدر ما يكتفى أحدهما به أيهما يبدأ به ؟ قال يغتسل الجنب و يترك الميّت لأنّ هذا فريضة و هذا سنّة(2).

36 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن علي ما جيلويه رحمه اللّه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن محمّد بن عليّ الكوفي، عن محمّد بن سنان، و حدثنا علي بن أحمد بن محمّد بن عمران الدّقّاق، و محمّد بن أحمد السناني، و عليّ بن عبد اللّه الورّاق، و الحسين بن إبراهيم بن أحمد ابن هشام المكتّب رضي اللّه عنهم ؟ قالوا: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن محمّد ابن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس، قال: حدّثنا القاسم بن الرّبيع الصحّاف عن محمّد بن سنان.

و حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه البرقيّ و عليّ بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة، و أبو جعفر محمّد بن موسى البرقي بالرّي رحمهم اللّه، قالوا: حدّثنا محمّد بن عليّ ما جيلويه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان أنّ عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام كتب عليه في جواب مسائله:

علة، غسل الجنابة النّظافة و تطهير الانسان نفسه مما أصاب من أذاه و تطهير

ص: 144


1- الفقيه: 1-44.
2- عيون الاخبار: 2-82.

ساير جسده، لأنّ الجنابة خارجة من كلّ جسده، فلذلك وجب عليه تطهير جسده كلّه، و علّة التخفيف في البول و الغائط، لأنّه أكثر و أدوم من الجنابة، فرضي فيه بالوضوء لكثرته و مشقته و مجيئه بغير إرادة منهم و لا شهوة، و الجنابة لا تكون إلاّ باستلذاذ منهم و الإكراه لأنفسهم.

و علّة، غسل العيدين و الجمعة و غير ذلك من الأغسال، لما فيه من تعظيم العبد ربّه و استقباله الكريم الجليل و طلب المغفرة لذنوبه، و ليكون لهم يوم عيد معروف يجتمعون فيه على ذكر اللّه تعالى، فجعل فيه الغسل تعظيما لذلك اليوم و تفضيلا له على ساير الأيام، و زيادة في النوافل و العبادة، و لتكون تلك طهارة له من الجمعة إلى الجمعة(1).

37 - عنه بإسناده عن الفضل بن شاذان قال: فإن قال قائل: فلم لم يأمروا بالغسل من هذه النّجاسة كما أمروا بالغسل من الجنابة ؟ قيل: لأنّ هذا شيء دائم غير ممكن للخلق الاغتسال منه كلّما يصيب ذلك و «لاٰ يُكَلِّفُ اَللّٰهُ نَفْساً إِلاّٰ وُسْعَهٰا» و الجنابة ليست هي أمر دائم إنّما هي شهوة تصيبها إذا أراد و يمكنه تعجيلها و تأخيرها الأيام الثلاثة و الأقلّ و الأكثر، و ليس ذلك هكذا(2).

38 - الطوسي باسناده عن محمّد بن إسماعيل، قال: سألت الرّضا عليه السّلام، عن الرّجل يجامع المرأة فيما دون الفرج و تنزل المرأة هل عليها غسل ؟ قال: نعم(3).

39 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده اللّه تعالى عن أبي جعفر محمّد بن عليّ عن محمّد بن الحسن، و أحمد بن محمّد، عن أبيه محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن علي بن محمّد، عن رجل، عن سليمان بن حفص المروزيّ قال قال أبو الحسن عليه السّلام: الغسل بصاع من ماء، و الوضوء بمدّ من ماء و صاع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خمسة أمداد، و المدّ وزن مائتين و ثمانين درهما، و الدّرهم وزن ستة دوانيق و الدّانق

ص: 145


1- عيون الاخبار: 2-88.
2- عيون الاخبار: 2-105.
3- التهذيب: 1-125.

وزن ستة حبّات، و الحبّة وزن حبتي شعير من أوساط الحبّ لا من صغاره و لا من كباره(1).

40 - عنه بإسناده عن الحسين بن النّضر الأرمنيّ قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت و معهم جنب و معهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهما، أيهما يبدأ به ؟ قال: يغتسل الجنب و يترك الميّت لأنّ هذا فريضة و هذا سنة(2).

41 - عنه باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن ذويل، عن مقاتل بن مقاتل، قال: قلت للرضا عليه السّلام: جعلت فداك علّمني دعاء لقضاء الحوائج، قال: فقال: إذا كانت لك حاجة إلى اللّه تعالى مهمّة، فاغتسل و البس أنظف ثيابك، و ذكر الحديث(3).

42 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن المرأة و ليها قميصها أو إزارها يصيبه من بلل الفرج، و هي جنب أ تصلّي فيه ؟ قال: إذا اغتسلت صلّت فيهما.(4)

43 - عنه بإسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن أبى الحسن الرّضا عليه السّلام، قال: سألته عن الرّجل يقرأ في الحمّام و ينكح فيه ؟ قال: لا بأس به.(5)

44 - عنه بإسناده عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسى قال سألت الرضا عليه السّلام عن الخادم، يكون لولد الرّجل أو لوالده أو لأهله، هل يحلّ له أن يتجرّد بين يديها أم لا؟ قال: أمّا الولد فلا أرى به بأسا.(6)

45 - عنه قال: أخبرني الشيخ رحمه اللّه عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الحسين ابن الحسن بن أبان، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمّد قال: سألت أبا الحسن

ص: 146


1- التهذيب: 1-135.
2- التهذيب: 1-110.
3- التهذيب: 1-117.
4- التهذيب: 1-368.
5- التهذيب: 1-371.
6- التهذيب: 1-372.

الرّضا عليه السّلام عن غسل الجنابة. فقال: تغسل يدك اليمنى من المرفق إلى أصابعك، و تبول إن قدرت على البول، ثمّ تدخل يدك في الإناء ثم اغسل ما أصابك منه ثمّ أفض على رأسك و جسدك و لا وضوء فيه.(1)

46 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال:

سألت الرّضا عليه السّلام، عن المذي فأمرني بالوضوء منه، ثمّ أعدت عليه في سنة اخرى فأمرني بالوضوء فقال: إنّ عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أمر المقداد بن الأسود أن يسأل النبيّ صلى اللّه عليه و آله و استحيى أن يسأله فقال فيه الوضوء.(2)

47 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الاشعريّ قال سألت الرضا عليه السّلام عن الرجل يلمس فرج جاريته حتى تنزل الماء من غير أن يباشر، يعبث بها بيده حتى تنزل ؟ قال: إذا انزلت من شهوة فعليها الغسل.(3)

48 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال:

سألت أبا الحسن عليه السلام عن المرأة ترى في منامها فتنزل، أ عليها غسل ؟ قال:

نعم.(4)

49 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن الصفّار، عن محمّد بن عبد الحميد الطائي قال: حدّثني محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قلت له: تلزمني المرأة أو الجارية من خلفي و أنا متكئ على جنب فتتحرّك على ظهري فتأيتها الشهوة و تنزل الماء أ فعليها الغسل أم لا؟ قال: نعم إذا جاءت الشهوة و أنزلت الماء وجب عليها الغسل.(5)

ص: 147


1- الاستبصار: 1-123.
2- الاستبصار: 1-92.
3- الاستبصار: 1-108.
4- الاستبصار: 1-108.
5- الاستبصار: 1-105 و الكافى: 3-47.

5- باب الوضوء و التيمم

50 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سهل، عن زكريّا ابن آدم قال سألت الرّضا عليه السّلام عن النّاسور أ ينقض الوضوء؟ قال: إنما ينقض الوضوء ثلاث: البول و الغائط و الرّيح.(1)

51 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن رجل به علّة لا يقدر على الاضطجاع، و الوضوء يشتدّ عليه و هو قاعد مستند بالوسائد، فربما اغفى و هو قاعد على تلك الحال قال: يتوضأ، قلت له: إنّ الوضوء يشتدّ عليه لحال علّته ؟ فقال: إذا خفي عليه الصوت فقد وجب الوضوء عليه، و قال: يؤخر الظهر و يصلّيها مع العصر يجمع بينهما و كذلك المغرب و العشاء.(2)

52 - عنه، عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل بن مهران قال:

كتبت إلى الرضا عليه السّلام أسأله عن حدّ الوجه فكتب: من أوّل الشعر إلى آخر الوجه و كذلك الجبينين.(3)

53 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أخيه إسحاق بن إبراهيم، عن محمّد بن إسماعيل ابن بزيع عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: فرض اللّه علي النساء في الوضوء للصّلاة أن يبتدئن بباطن أذرعهنّ و في الرّجال بظاهر الذّراع.(4)

54 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر

ص: 148


1- الكافى: 3-36 و الاستبصار: 1-86.
2- الكافى: 3-37.
3- الكافى: 3-28.
4- الكافى: 3-28.

عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال سألته: عن المسح على القدمين كيف هو؟ فوضع كفّه على الأصابع فمسحها إلى الكعبين إلى ظاهر القدم، فقلت: جعلت فداك لو أنّ رجلا قال باءصبعين من أصابعه هكذا؟ فقال: لا، إلاّ بكفّه.(1)

55 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، و محمّد بن إسماعيل، عن الفضل ابن شاذان عن صفوان بن يحيى، عن عبد الرحمن بن الحجّاج قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الكسير تكون عليه الجبائر، أو تكون به الجراحة كيف يصنع بالوضوء و عند غسل الجنابة، و غسل الجمعة ؟ قال: يغسل ما وصل إليه الغسل ممّا ظهر ممّا ليس عليه الجبائر، و يدع ما سوى ذلك ممّا لا يستطيع غسله و لا ينزع الجبائر و [لا] يعبث بجراحته.(2)

56 - الصدوق بإسناده قال: قال الرضا عليه السّلام: فرض اللّه عزّ و جل على الناس في الوضوء أن تبدأ المرأة بباطن ذراعيها و الرّجل بظاهر الذراع.(3)

57 - عنه قال: و سئل أبو الحسن عليه السّلام: عن رجل احتاج إلى الوضوء للصلاة و لم يقدر على الماء بقدر ما يتوضأ به أو يتيمم ؟ فقال: بل يشتري، قد أصابنى مثل ذلك، فاشتريت و توضأت و ما يسوؤني بذلك مال كثير.(4)

58 - عنه قال: و كتب أبو الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام إلى محمّد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: إنّ علة الوضوء الّتي من أجلها صار على العبد غسل الوجه و الذّراعين، و مسح الرأس و القدمين، فلقيامه بين يدي اللّه تعالى و استقباله إيّاه بجوارحه الظاهرة و ملاقاته بها الكرام الكاتبين، فيغسل الوجه للسجود و الخضوع و يغسل اليدين ليقلبهما و يرغب بهما و يرهب و يتبتّل و يمسح الرأس و القدمين، لأنهما ظاهران مكشوفان، يستقبل بهما كلّ حالاته، و ليس فيهما من الخضوع و التبتّل ما في

ص: 149


1- الكافى: 3-30 و الاستبصار: 1-62.
2- الكافى: 3-32.
3- الفقيه: 1-30 و التهذيب: 1-86.
4- الفقيه: 1-23.

الوجه، و الذّراعين.(1)

59 - عنه قال: حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان قال: حدّثني عمّى أبو عبد اللّه محمد بن شاذان قال: حدّثنا الفضل بن شاذان قال: حدثنا محمّد بن إسماعيل عن الرضا عليه السلام قال: قال أبو جعفر: لا ينقض الوضوء إلاّ ما خرج من طرفيك الّذين جعلهما اللّه لك أو قال: الّذين أنعم اللّه عليك.(2)

60 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه قال حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن إبراهيم بن أبي محمود، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن القيء و الرّعاف و المدة و الدّم أ ينقض الوضوء فقال: لا ينقض شيئا.(3)

61 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن(4) سعد بن عبد اللّه قال حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: سألته عن الدّواء يكون على يدى الرّجل أ يجزيه أن يمسح في الوضوء على الدّواء المطلى عليه ؟ فقال: نعم يمسح عليه و يجزيه.(5)

62 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال:

حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سهل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام عن الرّجل يبقى عن وجهه إذا توضأ؟ فقال: يجزيه أن يبلّه من بعض جسده.(6)

63 - عنه عن أبي بكر البغدادي، عن على بن محمّد، عن دارم بن قبيصة قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام عن جابر ابن عبد اللّه، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في قبة آدم و رأيت بلال الحبشيّ و قد خرج من

ص: 150


1- الفقيه: 1-35 و العلل: 1-265 و العيون: 2-89.
2- عيون الاخبار: 2-8.
3- عيون الاخبار: 2-22.
4- كذا.
5- عيون الاخبار: 2-22.
6- عيون الاخبار: 2-22.

عنده و معه فضل وضوء رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله فابتدره النّاس فمن أصاب منه شيئا يمسح به وجهه، و من لم يصب منه شيئا أخذ من يدى صاحبه، فمسح به وجهه، و كذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين عليه السّلام.(1)

64 - الطوسي قال: أخبرني الشيخ أيده اللّه تعالى، عن أحمد بن محمّد عن أبيه، عن إسماعيل بن همّام الكنديّ عن الرّضا عليه السّلام قال: التيمم ضربة للوجه و ضربة للكفين.(2)

65 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده اللّه تعالى عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن مطر، عن بعض أصحابنا قال:

سألت الرّضا عليه السّلام، عن الرّجل لا يصيب الماء و لا التراب أ يتيمم بالطين ؟ فقال: نعم صعيد طيب و ماء طهور،.(3)

66 - عنه قال: أخبرني الشيخ أيده اللّه تعالى، عن أحمد بن محمّد، عن أبيه، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين، و محمّد بن عيسى، و موسى بن عمر بن يزيد الصيقل عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام في الرّجل تصيبه الجنابة و به قروح أو جروح، أو يكون يخاف على نفسه البرد قال: لا يغتسل يتيمم.(4)

67 - عنه باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الدواء إذا كان على يدي الرجل أ يجزيه أن يمسح على طلاء الدّواء؟ فقال: نعم يجزيه أن يمسح عليه(5).

68 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال: سألت

ص: 151


1- عيون الاخبار: 2-69.
2- التهذيب: 1-210 و الاستبصار: 1-171.
3- التهذيب: 1-190.
4- التهذيب: 1-196.
5- الاستبصار: 1-76.

أبا الحسن عليه السّلام أ يجوز للرّجل أن يمسح قدميه بفضل رأسه ؟ فقال برأسه لا، فقلت:

أ بماء جديد؟ فقال: برأسه نعم(1).

69 - عنه باسناده عن الحسين بن عبيد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن يحيى، عن أبيه عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن أبي همام عن أبي الحسن عليه السّلام في وضوء الفريضة في كتاب اللّه قال: المسح، و الغسل في الوضوء للتنظيف(2).

70 - عنه باسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن العبّاس، عن أبي همام، عن الرّضا عليه السّلام قال: يتيمّم لكلّ صلاة حتّى يوجد الماء(3).

71 - عنه باسناده عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن أحمد، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن القيء و الرّعاف و المدة أ ينقض الوضوء أم لا؟ قال: لا ينقض شيئا(4).

72 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن بنت إلياس قال: سمعته يقول: رأيت أبي عليه السّلام و قد رعف بعد ما توضّأ دما سائلا، فتوضأ(5).

73 - عنه باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد ابن يحيى، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، قال: أخبرني من رأى أبا الحسن عليه السلام بمنى يمسح ظهر قدميه من أعلى القدم إلى الكعب، و من الكعب إلى أعلى القدم(6).

74 - الكليني - رحمه اللّه - عن علي بن محمّد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن إسحاق الأحمر، عن الحسن بن علي الوشاء، قال: دخلت على الرضا عليه السّلام و بين يديه إبريق يريد أن يتهيأ منه للصلاة، فدنوت منه لأصبّ عليه، فأبى ذلك و قال: مه يا حسن فقلت له: لم تنهاني أن أصبّ على يدك تكره أن أوجر؟

ص: 152


1- الاستبصار: 1-58.
2- الاستبصار: 1-58.
3- الاستبصار: 1-64.
4- الاستبصار: 1-163.
5- الاستبصار: 1-84.
6- الاستبصار: 1-85.

قال: توجر أنت و أوزر أنا، فقلت له: و كيف ذلك ؟ فقال: أ ما سمعت اللّه عزّ و جلّ يقول: «فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» و ها أنا ذا أتوضأ للصلاة و هي العبادة، فاكره أن يشركني فيها أحد(1).

75 - الصدوق - رحمه اللّه - بإسناده عن الفضل بن شاذان قال: فإن قال قائل: فلم امروا بالوضوء و بدء به ؟ قيل له: لأن يكون العبد طاهرا إذا قام بين يدي الجبّار، و عند مناجاته إياه مطيعا له فيما أمره نقيّا من الأدناس و النجاسة، مع ما فيه من ذهاب الكسل و طرد النعاس، و تزكية الفؤاد للقيام بين يدي الجبار.

فإن قال قائل: فلم وجب ذلك على الوجه و اليدين، و الرأس، و الرّجلين ؟ قيل: لأنّ العبد إذا قام بين يدي الجبّار، فإنما ينكشف عن جوارحه، و يظهر ما وجب فيه الوضوء، و ذلك بأنه بوجهه يسجد و يخضع، و بيده يسأل و يرغب، و يرهب، و يتبتّل، و ينسك، و برأسه يستقبل في ركوعه و سجوده و برجليه يقوم و يقعد فإن قال قائل: فلم وجب الغسل على الوجه و اليدين، و جعل المسح على الرأس و الرجلين، و لم يجعل ذلك غسلا كلّه أو مسحا كلّه، قيل: لعلل شتّى، منها أنّ العبادة العظمى إنما هي الركوع و السجود، و إنما يكون الركوع و السجود بالوجه و اليدين، لا بالرأس و الرجلين.

و منها أنّ الخلق لا يطيقون في كلّ وقت غسل الرأس و الرّجلين، و يشتدّ ذلك عليهم في البرد و السفر و المرض، و أوقات من اللّيل و النهار، و غسل الوجه و اليدين أخفّ من غسل الرأس و الرجلين، و إذا وضعت الفرائض على قدر أقلّ الناس طاقة من أهل الصحة، ثم عمّ فيها القويّ و الضعيف.

و منها أنّ الرأس و الرجلين ليس هما في كلّ وقت باديان ظاهران كالوجه و اليدين لموضع العمامة و الخفّين و غير ذلك.

فإن قال قائل: فلم وجب الوضوء مما خرج من الطرفين خاصة، و من النوم

ص: 153


1- الكافى: 3-69.

دون سائر الأشياء، قيل: لانّ الطرفين هما طريق النجاسة، و ليس للإنسان طريق تصيبه النجاسة من نفسه، إلاّ منهما، فأمروا بالطهارة عند ما تصيبهم تلك النجاسة من أنفسهم.

و أما النوم، فلأنّ النائم إذا غلب عليه النوم يفتح كلّ شيء منه، و استرخى، فكان أغلب الأشياء عليه في الخروج منه الريح، فوجب عليه الوضوء لهذه العلّة(1).

ص: 154


1- عيون الاخبار: 2-104.

كتاب الصلاة

1- باب فضل الصلاة

1 - الكليني عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن الوشّاء، قال: سمعت الرّضا عليه السّلام يقول: أقرب ما يكون العبد من اللّه عزّ و جل و هو ساجد، و ذلك قوله عزّ و جل «وَ اُسْجُدْ وَ اِقْتَرِبْ » (1).

2 - عنه عن أبي داود، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: الصلاة قربان كلّ تقيّ :(2).

3 - الصدوق بإسناده قال: قال الرّضا عليه السّلام: الصّلاة لها أربعة آلاف باب(3).

4 - عنه قال: كتب الرّضا عليّ بن موسى عليه السّلام إلى محمّد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله: إنّ علة الصلاة أنها إقرار بالرّبوبية للّه عزّ و جلّ ، و خلع الأنداد و قيام بين يدي الجبّار جلّ جلاله بالذّلة و المسكنة و الخضوع و الاعتراف، و الطّلب للإقالة من سالف الذّنوب، و وضع الوجه على الأرض كلّ يوم إعظاما للّه جلّ جلاله و أن يكون ذاكرا غير ناس و لا بطر.

و يكون خاشعا متذلّلا راغبا طالبا للزيادة في الدّين و الدنيا مع ما فيه من الإيجاب، و المداومة على ذكر اللّه عزّ و جل باللّيل و النهار و لئلاّ ينسى العبد سيّده و مدبّره و خالقه، فيبطر و يطغى و يكون ذلك في ذكره لربّه عزّ و جلّ ، و قيامه بين يديه

ص: 155


1- الكافى: 3-264.
2- الكافى: 3-265 و الفقيه: 1-136.
3- الفقيه: 1-124 و العيون: 1-255 - و الخصال: 638 و التهذيب: 2-142.

زاجرا له عن المعاصي، و مانعا له من أنواع الفساد:(1)

5 - عنه قال: و ذكر الفضل بن شاذان عن الرضا عليه السّلام علّة اخرى و هي إنه إنما صارت التكبيرات في أوّل الصلاة سبعا، لأنّ أصل الصلاة ركعتان، و استفتاحهما بسبع تكبيرات، تكبيرة الافتتاح و تكبيرة في الركوع، و تكبيرتي السجدتين، و تكبيرة الرّكوع في الثانية و تكبيرتي السجدتين.

فإذا كبّر الإنسان في أوّل صلاته سبع تكبيرات، ثمّ نسي شيئا من تكبيرات الافتتاح من بعد أو سها عنها لم يدخل عليه نقص في صلاته(2).

6 - عنه قال: و قال الرّضا عليه السّلام: إنّما جعل القراءة في الركعتين الأوّلتين و التسبيح في الأخيرتين للفرق بين ما فرض اللّه عزّ و جل من عنده و بين ما فرضه اللّه تعالى من عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(3).

7 - عنه عن الفقيه المروزى، عن أبي بكر النيسابوري، عن الطائي، عن أبيه عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا يزال الشّيطان ذعرا من المؤمن ما حافظ على الصلوات الخمس، فإذا ضيّعهن تجرّأ عليه و أوقعه في العظائم(4).

8 - عنه بهذا الإسناد عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أدّى فريضة، فله عند اللّه دعوة مستجابة(5).

9 - عنه بهذا الإسناد عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا كان يوم القيمة يدعى بالعبد فأوّل شيء يسأل عنه الصلاة فإن جاء بها تامّة و إلاّ زخّ به في النار(6).

10 - عنه بهذا الاسناد عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تضيّعوا صلواتكم فإنّ من ضيّع صلاته حشر مع قارون و هامان، و كان حقّا على اللّه أن يدخله النّار مع المنافقين، فالويل لمن لم يحافظ على صلواته و أداء سنّة نبيه(7).

ص: 156


1- الفقيه: 1-139 و العيون: 2-103 و العلل: 2-7.
2- الفقيه: 1-200.
3- الفقيه: 1-202.
4- عيون الاخبار: 2-28.
5- عيون الاخبار: 2-28.
6- عيون الاخبار: 2-31.
7- عيون الاخبار: 2-31.

11 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن عمر الحافظ البغداديّ ، قال: حدّثني أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الحسينيّ قال: حدّثني عيسى بن مهران، قال: حدّثني أبو الصلت عبد السلام بن صالح قال: حدّثني عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام. عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين، عن عليّ عليهم السّلام قال: قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا لم يستطع الرّجل أن يصلّي قائما فليصلّ جالسا، فإن لم يستطع أن يصلّى جالسا فليصل مستلقيا، ناصبا رجليه حيال القبلة يؤمى إيماء(1).

12 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ ، قال:

حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة، قال: حدّثنا الحسين بن محمّد العلويّ بالجحفة، قال:

حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، عن أبيه، عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السلام.

قال: خرج علينا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و في يده خاتم فضّة جزع يمانيّ ، فصلّى بنا فلمّا قضى صلاته دفعه إليّ ، و قال: يا عليّ تختمّ به في يمينك و صلّ فيه، أو ما علمت أنّ الصلاة في الجزع سبعون صلاة ؟ و أنه يسبّح و يستغفر و أجره لصاحبه و باللّه العصمة و التوفيق(2).

13 - حدّثنا الشيخ الجليل المفيد أبو عبد اللّه محمّد بن النعمان أدام اللّه تأييده قال: حدّثنا أبو بكر محمّد بن عمر الجعابيّ ، قال: حدّثنا أبي، قال: حدّثنا الرّضا عليّ بن موسى عليهما السّلام، قال: حدّثني أبي العبد الصالح موسى بن جعفر، قال: حدثني أبي الصادق جعفر بن محمّد، قال: حدّثني أبي الباقر محمّد بن عليّ ، قال: حدّثني أبي زين العابدين علي بن الحسين قال: حدّثني، أبي الحسين بن علي الشّهيد، قال:

حدّثني أبي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من

ص: 157


1- عيون الاخبار: 2-68.
2- عيون الاخبار: 2-132.

أدّى فريضة فله عند اللّه دعوة مستجابة(1).

2- باب الاذان و الاقامة و التكبير

14 - الكليني عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السّلام قال: يؤذّن الرّجل و هو جالس، و لا يقم إلاّ و هو قائم، و تؤذّن و أنت راكب، و لا تقم إلاّ و أنت على الأرض(2).

15 - عنه، عن محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: القعود بين الأذان و الإقامة في الصلاة كلّها إذا لم يكن قبل الإقامة صلاة يصلّيها(3).

16 - عنه عن عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن راشد، قال: حدّثني هشام بن إبراهيم أنّه شكى إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام سقمه، و أنّه لا يولد، فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله، قال ففعلت فأذهب اللّه عني سقمى، و كثر ولدي، قال محمّد بن راشد، و كنت دائم العلّة ما انفكّ منها في نفسي و جماعة خدمي و عيالي فلمّا سمعت ذلك من هشام عملت به فأذهب اللّه عني و عن عيالي العلل(4).

17 - الصدوق قال: روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي عن الرضا عليه السّلام، أنه قال: يؤذّن الرّجل و هو جالس، و يؤذّن و هو راكب(5).

18 - عنه - رحمه اللّه - قال: و في رواية العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال: من أذّن و أقام، صلّى ورائه صفان من الملائكة، و إن أقام بغير أذان صلّى عن يمينه واحد، و عن شماله واحد، ثمّ قال: اغتنم الصفّين(6).

ص: 158


1- أمالي المفيد: 76.
2- الكافى: 3-305.
3- الكافى: 3-306
4- الكافى: 3-308.
5- الفقيه: 1-183
6- الفقيه: 1-186.

19 - عنه قال: و شكا هشام بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام سقمه، و أنه لا يولد له ولد، فأمره أن يرفع صوته بالأذان في منزله، قال: ففعلت ذلك، فأذهب اللّه عني سقمي، و كثر ولدي.

قال محمّد بن راشد: و كنت دائم العلّة ما أنفك منها في نفسي و جماعة من خدمي و عيالي، حتّى أني كنت أبقي و ما لي أحد يخدمني، فلمّا سمعت ذلك من هشام عملت به، قال: فأذهب اللّه عني و عن عيالي العلل. و الحمد للّه(1).

20 - عنه قال: و ذكر الفضل بن شاذان رحمه اللّه من العلل عن الرّضا عليه السّلام أنّه قال: إنما أمر الناس بالأذان لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيرا للناس، و تنبيها للغافلين و تعريفا لمن جهل الوقت، و اشتغل عنه و يكون المؤذّن بذلك داعيا لعبادة الخالق و مرغبا فيها، و مقرّا له بالتوحيد، مجاهرا بالايمان، معلنا بالإسلام مؤذّنا لمن ينساها.

و إنما يقال له: مؤذّن لأنه يؤذّن بالأذان بالصلاة، و إنّما بدأ فيه بالتكبير، و ختم بالتهليل لأنّ اللّه عزّ و جل أراد أن يكون الابتداء بذكره و اسمه، و اسم اللّه في التكبير في أوّل الحرف و في التهليل في آخره، و إنما جعل مثنى مثنى، ليكون تكرارا في آذان المستمعين، مؤكّدا عليهم إن سها أحد عن الأول لم يسهه عن الثانى، و لأنّ الصلاة ركعتان، فبذلك جعل الأذان مثنى مثنى.

و جعل التكبير في أوّل الأذان أربعا لأنّ أوّل الأذان إنما يبدأ غفلة و ليس قبله كلام ينبّه المستمع له، فجعل الأوّلتان تنبيها للمستمعين لما بعده من الأذان و جعل بعد التكبير الشهادتان، لأنّ أوّل الأيمان هو التوحيد، و الإقرار للّه تبارك و تعالى بالوحدانية و الإقرار للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالرسالة و أنّ إطاعتهما و معرفتهما مقرونتان و لأنّ أصل الإيمان إنما هو الشهادتان.

فجعل شهادتين شهادتين كما جعل في ساير الحقوق شاهدان فاذا أقرّ العبد للّه

ص: 159


1- الفقيه: 1-189 و التهذيب: 2-59.

عزّ و جلّ بالوحدانيّة و أقرّ للرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بالرسالة، فقد أقرّ بجملة الإيمان لأنّ أصل الإيمان إنما هو باللّه و برسوله، و إنما جعل بعد الشهادتين الدّعاء إلى الصلاة لأنّ الأذان إنما وضع لموضع الصلاة و إنّما هو نداء إلى الصلاة في وسط الأذان و الدّعاء إلى الفلاح و إلى خير العمل و جعل ختم الكلام باسمه كما فتح باسمه.(1)

21 - عنه - رحمه اللّه - عن الفضل بن شاذان قال: فإن قال [قائل]: أخبرني عن الأذان لم امروا؟ قيل: لعلل كثيرة، منها: أن يكون تذكيرا للساهي، و تنبيها للغافل و تعريفا لمن جهل الوقت، و اشتغل عن الصلاة و ليكون ذلك داعيا إلى عبادة الخالق مرغبا فيها مقرا له بالتوحيد مجاهرا بالايمان معلنا بالإسلام مؤذنا لمن نسيها، و إنما يقال: مؤذّن لأنه يؤذّن بالصّلاة.(2)

22 - عنه قال: حدثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أحمد بن عبد اللّه الخلنجي عن أبي علي الحسن بن راشد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن تكبيرة الافتتاح، فقال: سبع قلت: روى عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه كان يكبّر واحدة فقال: إنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يكبّر واحدة يجهر بها و يسرّ ستا.(3)

23 - عنه عن الجعابي، عن الحسن الرازي عن الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن علي عن النبيّ عليهما السّلام، قال: المؤذّنون أطول الناس أعناقا يوم القيمة.(4)

24 - الحميري عن البزنطي قال: و سألته عن القعدة بين الأذان و الإقامة، فقال:

القعدة بينهما إذا لم يكن نافلة، و قال: تؤذّن و أنت راكب و جالس، و لا تقيم إلا و أنت على الأرض و أنت قائم.(5)

25 - الطوسى بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن إسحاق ابن آدم، عن أبي العباس المفضل بن حسّان الدّالاني عن زكريا بن آدم قال قلت لأبي

ص: 160


1- الفقيه: 1-195
2- عيون الاخبار: 2-105
3- عيون الاخبار: 1-278.
4- عيون الاخبار: 2-61.
5- قرب الاسناد: 211.

الحسن الرضا عليه السّلام: جعلت فداك كنت في صلاتي فذكرت في الركعة الثانية و أنا في القراءة أني لم اقم فكيف أصنع ؟ قال: اسكت موضع قراءتك و قل قد قامت الصلاة، قد قامت الصلاة، ثم امض في قراءتك و صلاتك و قد تمت صلاتك(1).

26 - عنه بإسناده عن سعد، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد ابن أبي نصر عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال: قلت له: رجل نسى أن يكبر تكبيرة الافتتاح حتّى كبّر للرّكوع فقال: أجزأه.(2)

3- باب فضل المساجد

27 - الطوسى بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن ابن علي الوشّاء، عن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الصلاة في المسجد الحرام و الصلاة في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الفضل سواء؟ قال: نعم، و الصلاة فيما بينهما تعدل ألف صلاة.(3)

4- باب القراءة

28 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد، عن البرقي. عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن رجل قرأ في ركعة الحمد، و نصف سورة، هل يجزيه في الثانية أن لا يقرأ الحمد و يقرأ ما بقي من السورة ؟ فقال: يقرأ الحمد ثمّ يقرأ ما بقي من السورة.(4)

ص: 161


1- التهذيب: 2-278 و الاستبصار: 1-303.
2- الاستبصار: 1-353.
3- التهذيب: 3-250.
4- الاستبصار: 1-316.

5- باب القنوت

29 - الصدوق قال: حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان، قال: حدّثني عمّي أبو عبد اللّه محمّد بن شاذان قال: حدّثنا الفضل بن شاذان، قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن القنوت في الفجر و الوتر، فقال:

قبل الركوع.(1)

30 - الطوسي بإسناده عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعريّ ، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن القنوت هل يقنت في الصلوات كلها أم فيما يجهر فيها بالقراءة ؟ قال: ليس القنوت إلاّ في الغداة و الجمعة و الوتر و المغرب.(2)

31 - عنه باسناده عن علي بن مهزيار، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قال: أبو جعفر عليه السّلام: في القنوت إن شئت فاقنت و إن شئت فلا تقنت، قال أبو الحسن: و إذا كانت التقية فلا تقنت و أنا أتقلّد هذا.(3)

6- باب التشهد

32 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبى الحسن عليه السلام: جعلت فداك التّشهد الّذي في الثانية تجزئ أن أقوله في الرّابعة ؟ قال نعم.(4)

ص: 162


1- عيون الاخبار: 2-17 و الاستبصار: 1-340.
2- التهذيب: 2-91.
3- الاستبصار: 1-340.
4- التهذيب: 2-101 و الاستبصار: 1-342.

7- باب اللباس و المكان

33 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن إسماعيل ابن سعد الأحوص قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السلام، عن الصلاة في جلود السباع فقال: لا تصلّ فيها قال: و سألته هل يصلّي الرّجل في ثوب أبريسم ؟ فقال:

لا.(1)

34 - عنه عن أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن السيّاريّ ، عن أبى يزيد القسميّ - و قسم من اليمن بالبصرة - عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام أنّه سأله عن جلود الدّارش الّتي يتّخذ منها الخفاف قال: فقال: لا تصلّ فيها فإنّها تدبغ بخرء الكلاب.(2)

35 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن محمّد بن عبد اللّه الواسطيّ ، عن قاسم الصّيقل قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام: أني أعمل أغماد السيوف من جلود الحمر الميتة فيصيب ثيابي فأصلّي فيها؟ فكتب عليه السّلام إلى: اتّخذ ثوبا لصلاتك، فكتبت إلى أبي جعفر الثاني عليه السّلام كنت كتبت إلي أبيك عليه السّلام بكذا و كذا فصعب عليّ ذلك فصرت أعملها من جلود الحمر الوحشيّة الذكيّة فكتب عليه السّلام إليّ : كلّ أعمال البرّ بالصبر يرحمك اللّه، فإن كان ما تعمل وحشيّا ذكيّا فلا بأس.(3)

36 - الحميري عن البزنطي قال: و سألته عن الخفاف، الرّجل يأتي السوق ليشتري الخفّ لا يدري زكيّ هو أم لا؟ ما تقول في الصلاة فيه و هو لا يدري ؟ قال: نعم أنا أشتري الخفّ من السوق و اصلّي فيه و ليس عليكم المسألة، و سألته عن الجبّة الفرو، يأتي

ص: 163


1- الكافى: 2-400 و التهذيب: 2-205.
2- الكافى: 3-403.
3- الكافى: 3-407 و التهذيب: 2-358.

الرّجل سوقا من أسواق المسلمين فيشتري الجبّة لا يدري أ هي زكيّة أم لا، يصلّى فيها؟ قال: نعم.(1)

37 - الصدوق قال: و سأل إسماعيل بن عيسى أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الجلود و الفراء يشتريه الرجل في سوق من أسواق الجبل، أ يسأل عن ذكاته إذا كان البائع مسلما غير عارف ؟ قال عليه السّلام: عليكم أن تسألوا عنه، إذا رأيتم المشركين يبيعون ذلك، و إن رأيتموهم يصلّون فلا تسألوا عنه(2)

38 - عنه قال: و قال إبراهيم بن أبي محمود للرّضا عليه السّلام: الرجل يصلّي على سرير من ساج و يسجد على الساج ؟ قال: نعم.(3)

39 - عنه قال: و قد روي عن سليمان بن جعفر الجعفرى أنه قال: رأيت الرضا عليه السّلام يصلّي في جبّة خزّ.(4)

40 - عنه قال: و سأل محمّد بن إسماعيل بن بزيع أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الصلاة في الثوب المعلم، فكره ما فيه من التماثيل.(5)

41 - عنه - رحمه اللّه - قال: و قال الرضا عليه السّلام: كلّ طريق يوطأ أو يتطرّق كانت فيه جادّة أو لم تكن، لا ينبغى الصلاة فيه، قيل: فأين يصلّى ؟ قال ؟ يمنة و يسرة.(6)

42 - عنه قال: و سأل موسى بن عمر بن بزيع أبا الحسن الرضا عليه السّلام فقال له:

أشدّ الإزار و المنديل فوق قميصى في الصلاة ؟ فقال: لا بأس.(7)

43 - عنه - رحمه اللّه - قال: حدّثنا محمّد بن علي ماجيلويه، عن محمّد بن يحيى العطار

ص: 164


1- قرب الاسناد: 227.
2- الفقيه 1-167 و التهذيب: 2-371.
3- الفقيه: 1-169.
4- الفقيه: 1-170 و التهذيب: 2-212.
5- الفقيه: 1-172.
6- الفقيه: 1-156 و التهذيب: 2-220.
7- الفقيه: 1-66 و التهذيب: 2-214.

عن محمّد بن أحمد بن محمّد السياريّ ، عن أبي يزيد القسمي - و قسم حيّ من اليمن بالبصرة - عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنه سأله عن جلود الدارش الّتي يتخذ منها الخفاف، قال: فقال:

لا تصلّ فيها فإنها تدبغ بخرء الكلاب.(1)

44 - الطوسى بإسناده عن الحسين بن سعيد، قال: قرأت كتاب محمّد بن إبراهيم إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام يسأل عن الصلاة في ثوب حشوه قزّ فكتب إليه: قرأته لا بأس بالصلاة فيه.(2)

45 - عنه بإسناده، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن زياد، عن الرّيان بن الصّلت قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن لبس فراء السمّور و السنجاب و الحواصل، و ما أشبهها و المناطق، و الكيمخت، و المحشوّ بالقزّ و الخفاف من أصناف الجلود، فقال: لا بأس بهذا كلّه إلاّ بالثعالب.(3)

46 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن المصلّي و البساط يكون عليه، تماثيل، أ يقوم عليه فيصلى أم لا؟ فقال و اللّه إني لأكره ذلك، و عن رجل و عنده بساط عليه تمثال، فقال أ تجدها هنا مثالا، فقال: لا تجلس عليه و لا تصلى عليه.(4)

47 - عنه بإسناده، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرّضا عليه السّلام، قال: سألته عن الخفّاف يأتى السوق، فيشترى الخفّ لا يدري أ ذكيّ هو أم لا، ما تقول في الصلاة فيه و هو لا يدري أ يصلّى فيه ؟ قال: نعم أنا أشتري الخفّ من السوق و يصنع لي و أصلي فيه و ليس عليكم المسألة.(5)

48 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد، عن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن جلود الخزّ فقال: هو ذا نحن نلبس، فقلت: ذاك الوبر جعلت

ص: 165


1- علل الشرائع: 2-33 و التهذيب: 2-382.
2- التهذيب: 2-364.
3- التهذيب: 2-369.
4- التهذيب: 2-370.
5- التهذيب: 2-371.

فداك، فقال: إذا حلّ وبره حلّ جلده.(1)

49 - عنه بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن عمرو، عن محمّد بن إسماعيل عن الرّضا عليه السّلام في الرجل يصلّى قال: يكون بين يديه كومة من تراب أو يخطّ بين يديه بخط.(2)

50 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد بن أبي زيد قال: سئل الرضا عليه السّلام عن جلود الثعالب الذكية، قال: لا تصل فيها.(3)

51 - عنه بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن عليّ بن مهزيار عن رجل سأل الرضا عليه السّلام عن الصلاة في جلود الثعالب، فنهي عن الصلاة فيها، و في الّذي يليه، فلم أدري أيّ الثوبين الّذي يلصق بالوبر أو الّذي يلصق بالجلد؟ فوقع عليه السّلام بخطّه الّذي يلصق بالجلد، و ذكر أبو الحسن عليه السّلام أنّه سئل عن هذه المسألة فقال: لا تصلّ في الّذي فوقه و لا الّذي تحته.(4)

52 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن الوليد بن أبان، قال قلت للرضا عليه السّلام: أصلّي في الفنك و السنجاب ؟ قال: نعم فقلت: يصلّى في الثعالب إذا كانت ذكية قال: لا تصلّ فيها.(5)

53 - عنه باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السلام: عن الصلاة في الخزّ فقال: صلّ فيه.(6)

54 - عنه بإسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاّد عن الرّضا عليه السّلام قال: لا بأس بالصلاة بين المقابر ما لم يتخذ القبر قبلة.(7)

ص: 166


1- التهذيب: 2-382.
2- التهذيب: 2-387.
3- التهذيب: 2-206.
4- التهذيب: 2-206.
5- التهذيب: 2-207.
6- التهذيب: 2-212.
7- التهذيب: - 228.

55 - عنه بإسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضال، عن الحسن ابن الجهم، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال: كلّ طريق يوطأ فلا تصلّ عليه قال: قلت:

إنه قد روي عن جدّك أنّ الصلاة على الظواهر لا بأس بها، قال: ذاك ربّما سايرنى عليه الرّجل قال: قلت: فإن خاف الرّجل على متاعه الضيعة ؟ قال: فإن خاف الضيعة فليصلّ .(1)

56 - عنه - رحمه اللّه - بإسناده عن محمّد بن يعقوب، عن سهل، عن بعض أصحابه، عن الحسن بن الجهم قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: أعترض السوق، فاشتري خفّا لا أدرى أ زكيّ هو أم لا؟ قال: صلّ فيه، قلت: و النّعل ؟ قال: مثل ذلك، قلت، إني أضيق من هذا، قال: أ ترغب عنا؟ كان أبو الحسن عليه السّلام يفعله.(2)

8- باب اوقات الصلاة

57 - الكليني عن عليّ بن محمّد؛ و محمّد بن الحسن، عن سهل بن زياد، عن إسماعيل ابن مهران قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام ذكر أصحابنا أنّه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر و العصر و إذا غربت دخل وقت المغرب و العشاء الآخرة إلاّ أنّ هذه قبل هذه في السفر و الحضر، و إنّ وقت المغرب إلى ربع اللّيل، فكتب كذلك الوقت، غير أنّ وقت المغرب ضيّق و آخر وقتها ذهاب الحمرة و مصيرها إلى البياض في افق المغرب.(3)

58 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن عليّ ، عن سليمان ابن جعفر الجعفريّ قال: سمعت الرّضا عليه السّلام يقول، إنّه لا ينبغى لأحد أن يصلّي إذا

ص: 167


1- التهذيب: 2-221.
2- التهذيب: 2-234.
3- الكافى: 3-271.

طلعت الشمس لأنها تطلع بقرني شيطان فإذا ارتفعت و صفت فارقها، فيستحبّ الصلاة في ذلك الوقت و القضاء و غير ذلك، فإذا انتصف النهار قارنها، فلا ينبغي لأحد أن يصلّي في ذلك الوقت، لأنّ أبواب السماء قد غلقت فإذا زالت الشمس و هبّت الريح فارقها.(1)

59 - الطوسي باسناده، عن علي بن سيف، عن محمّد بن عليّ قال: صحبت الرضا عليه السلام في السفر فرأيته يصلّي المغرب إذا أقبلت الفحمة من المشرق - يعني السواد.(2)

60 - عنه بإسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن أبي همّام إسماعيل ابن همّام قال: رأيت الرّضا عليه السّلام و كنّا عنده لم يصلّ المغرب حتّى ظهرت النجوم، ثمّ قام يصلّي بنا على باب دار ابن محمود.(3)

61 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعيد بن جناح، عن بعض أصحابنا عن الرّضا عليه السّلام، قال: إنّ أبا الخطّاب قد كان أفسد عامّة أهل الكوفة و كانوا لا يصلّون المغرب حتى يغيب الشفق، و إنّما ذلك للمسافر و الخائف، و لصاحب الحاجة.(4)

62 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت الرّضا عليه السّلام عن ركعتي الفجر فقال: احشو بهما صلاة اللّيل.(5)

63 - عنه باسناده، عن سعد عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال، قلت: لأبي الحسن عليه السّلام: ركعتي الفجر اصلّيهما قبل الفجر أو بعد الفجر؟ فقال: قال أبو جعفر عليه السّلام: احش بهما صلاة اللّيل و صلّهما قبل الفجر.(6)

ص: 168


1- علل الشرائع: 2-32.
2- التهذيب: 2-29 و الاستبصار: 1-265.
3- التهذيب: 2-30 و الاستبصار: 1-264.
4- التهذيب: 2-33 و الاستبصار: 1-268.
5- التهذيب: 2-132 و الاستبصار: 1-283.
6- التهذيب: 2-133 و الاستبصار: 1-283.

64 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسى، قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الرّجل يصلّي الأولى ثمّ يتنفّل، فيدركه وقت العصر من قبل أن يفرغ من نافلته فيبطئ، بالعصر، يقضي نافلته أو يصلّيها بعد العصر أو يؤخّرها حتّى يصليها في وقت آخر؟ قال: يصلّي العصر و يقضى نافلته في يوم آخر.(1)

65 - عنه بإسناده عن سهل بن زياد عن إسماعيل بن مهران قال، كتبت إلى الرّضا عليه السّلام: ذكر أصحابنا أنه إذا زالت الشمس فقد دخل وقت الظهر و العصر و إذا غربت دخل وقت المغرب و العشاء الآخرة، إلاّ أنّ هذه قبل هذه في السفر و الحضر، و أنّ وقت المغرب إلى ربع اللّيل، فكتب كذلك الوقت غير أنّ وقت المغرب ضيّق و أنّ مصيرها إلى البياض في أفق المغرب.(2)

66 - عنه بإسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن العبّاس، عن إسماعيل بن همّام عن أبي الحسن عليه السّلام. أنه قال: في الرجل يؤخر الظهر حتى يدخل وقت العصر آخر وقتها ذهاب الحمرة، فإنّه يبدأ بالعصر ثمّ يصلى الظهر.(3)

9- باب ما يسجد عليه

67 - الكليني عن أحمد بن إدريس: و غيره، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن أبي الحسن الرّضا صلوات اللّه عليه قال:

لا تسجد على القير و لا على القفر و لا على الصاروج.(4)

67 - الصدوق قال: و روي عن ياسر الخادم أنه قال: مرّ بي أبو الحسن عليه السّلام

ص: 169


1- التهذيب: 2-275 و الاستبصار: 1-291.
2- الاستبصار: 1-270.
3- الاستبصار: 1-289.
4- الكافى: 3-331 و الاستبصار: 1-334.

و أنا أصلّي على الطبريّ ، و قد ألقيت عليه شيئا فقال لي: ما لك لا تسجد عليه أ ليس هو من نبات الأرض ؟(1)

69 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن أبي طالب بن الصّلت، عن القاسم بن الفضيل قال: قلت للرضا عليه السّلام: جعلت فداك الرّجل يسجد على كمّه من إذا الحرّ و البرد قال: لا بأس به.(2)

70 - الطوسى باسناده عن إبراهيم بن أبي محمود، قال: قلت للرّضا عليه السّلام:

الرّجل يصلّي على سرير من ساج و يسجد على الساج ؟ قال: نعم.(3)

71 - عنه بإسناده، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن السجود على الثّلج قال: لا تسجد على السبخة و لا على الثلج.(4)

72 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد عن داود الصرمي قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام قلت له: إني أخرج في هذا الوجه، و ربما لم يكن موضع اصلّي فيه من الثلج، فكيف أصنع ؟ فقال: إن أمكنك أن لا تسجد على الثلج، فلا تسجد عليه و إن لم يمكنك فسوّه و اسجد عليه.(5)

10- باب احكام السهو

73 - الحميري عن البزنطي قال: و سألته عن رجل صلّى ركعتين ثمّ ذكر في الثانية و هو راكع إنّه ترك سجدة في الأولى، فقال: كان أبو الحسن عليه السّلام يقول: إذا تركت السّجدة في الركعة الأولى و لم تدر واحدة أو اثنتين، استقبلت الصلاة حتّى تصحّ لك الاثنتان، و إذا كان في الثالث و الرّابع و ترك سجدة بعد أن يكون قد حفظت

ص: 170


1- الفقيه: 1-174 و العلل: 2-35 و التهذيب: 1-318 و الاستبصار 1-331.
2- التهذيب: 2-306.
3- التهذيب: 2-310.
4- الاستبصار: 1-335.
5- الاستبصار: 1-335.

الرّكوع و السجود، أعدت السجدة.(1)

74 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء و الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: قال لي أبو الحسن الرّضا عليه السلام: الإعادة في الرّكعتين الأوّلتين و السهو في الرّكعتين الأخرتين.(2)

75 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السّلام: إذا كثر عليك السهو في الصلاة، فامض على صلاتك و لا تعد.(3)

76 - الطوسي بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد الأشعريّ قال: قال الرّضا عليه السّلام في سجدتى السهو: إذا نقصت قبل التسليم و إذا زدت فبعده.(4)

77 - الطوسى بإسناده عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قلت له: رجل نسي أن يكبّر تكبيرة الافتتاح، حتى كبّر للركوع فقال: أجزأه.(5)

11- باب صلاة المسافر

78 - الحميرى عن البزنطي قال و سألته عن الرّجل يريد السفر إلى ضياعه في كم يقصر؟ فقال: ثلاثة، و سألته عن المقيم بمكة الطواف له أفضل أو الصلاة ؟ قال:

الصلاة(6)

ص: 171


1- قرب الاسناد: 241 و الاستبصار: 1-360.
2- الكافى: 3-350 و التهذيب: 2-177 و الاستبصار: 1-33.
3- الفقيه: 1-224.
4- التهذيب: 2-195 و الاستبصار 1-380.
5- التهذيب: 2-144.
6- قرب الاسناد: 226.

79 - الكلينى عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء قال: سمعت الرّضا عليه السّلام، يقول: إذا زالت الشّمس و أنت في المصر، و أنت تريد السفر فأتمّ ، فاذا خرجت بعد الزّوال قصّر العصر.(1)

80 - الصدوق قال: ذكر الفضل بن شاذان النيسابوريّ رحمه اللّه في العلل الّتي سمعها من الرضا عليه السّلام: أنّ الصلاة إنّما قصرت في السفر، لأنّ الصلاة المفروضة أوّلا إنما هي عشر ركعات، و السّبع إنما زيدت فيما بعد، فخفّف اللّه عزّ و جلّ عن العبد تلك الزيادة لموضع سفره و تعبه و نصبه، و اشتغاله بأمر نفسه و ظعنه، و إقامته، لئلا يشتغل عما لا بدّ منه من معيشته، رحمة للّه عزّ و جلّ و تعطّفا عليه، إلاّ صلاة المغرب فإنّها لا تقصر لأنها صلاة مقصرة له في الأصل.

و إنما وجب التقصير له في الأصل، و إنّما وجب التقصير في ثمانية لا أقلّ من ذلك و لا أكثر لأنّ ثمانية فراسخ مسيرة يوم للعامّة و القوافل و الأثقال فوجب التقصير في مسيرة يوم، و لو لم يجب في مسيرة يوم لما وجب في مسيرة ألف سنة، و ذلك لأنّ كلّ يوم يكون بعد هذا اليوم، فانما هو نظير هذا اليوم، فلو لم يجب في هذا اليوم لما وجب في نظيره إذا كان نظيره مثله لا فرق بينهما.

و إنما ترك تطوّع النهار و لم يترك تطوّع اللّيل، لأنّ كلّ صلاة لا يقصّر فيها في تطوّعها، و ذلك أنّ المغرب لا تقصير فيها فلا تقصير فيما بعدها من التطوّع، و كذلك الغداة لا تقصير فيها، فلا تقصير فيما قبلها من التطوّع، و إنما صارت العتمة مقصورة و ليس تترك ركعتيها لانّ الركعتين ليستا من الخمسين، و إنما هي زيادة في الخمسين تطوّعا ليتمّ بهما بدل كلّ ركعة من الفريضة، ركعتين من التطوع، و إنما جاز للمسافر و المريض أن يصلّيا صلاة اللّيل في أوّل اللّيل لاشتغاله و ضعفه، و ليحرز صلاته فيستريح المريض في وقت راحته، و ليشتغل المسافر باشغاله و ارتحاله و سفره.(2)

ص: 172


1- الكافى: 3-434 و التهذيب: 2-177 و الاستبصار: 1-364.
2- الفقيه: 1-290.

81 - عنه قال: و سأل ذكريا بن آدم أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن التقصير في كم يقصّر الرّجل إذا كان في ضياع أهل بيته و أمره جائز فيها يسير في الضياع يومين و ليلتين و ثلاثة أيام و لياليهن ؟ فكتب: التقصير في مسير يوم و ليلة.(1)

82 - عنه قال: و روى محمّد بن أبي عمير، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن امرأة كانت في طريق مكّة فصلّت ذاهبة و جائية المغرب ركعتين ركعتين فقال: ليس عليها إعادة.(2)

83 - عنه قال: و في رواية الحسين بن سعيد، عن ابن أبي عمير، عن محمّد بن إسحاق ابن عمّار عن أبي الحسن عليه السّلام قال: ليس عليها قضاء.(3)

84 - عنه قال: ما رواه محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن أبي الحسن عليه السّلام، قال سألته عن الرجل يقصّر في ضيعته فقال: لا بأس ما لم ينو مقام عشرة أيام، إلاّ أن يكون له بها منزل يستوطنه، قال: قلت له. ما الاستيطان ؟ فقال: أن يكون له بها منزل يقيم فيه ستة أشهر، فإذا كان كذلك يتمّ فيها متى دخلها.(4)

85 - عنه عن الفقيه أبي الحسن المروزي عن أبي بكر النيسابورى، عن الطائي عن أبيه عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال علي بن أبي طالب عليه السّلام صلّى بنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم صلاة السفر، فقرأ في الأولى، قل يا أيها الكافرون، و في الثانية قل هو اللّه أحد، ثمّ قال: قرأت لكم ثلث القرآن و ربعه.(5)

86 - عنه بهذا الاسناد عن جعفر بن محمّد عليه السّلام، قال: سئل محمّد بن علي عليهما السّلام. عن الصلاة في السفر، فذكر أنّ أباه عليه السّلام كان يقصّر الصلاة في السفر.(6)

87 - عنه قال: حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان قال: حدّثني عمّى أبو عبد اللّه محمّد بن شاذان قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الرّضا عليه السلام قال:

سألته عن الصلاة بمكة و المدينة تقصير أو تمام ؟ فقال: قصر ما لم تعزم على مقام

ص: 173


1- الفقيه: 1-287.
2- الفقيه: 1-287.
3- الفقيه: 1-287.
4- الفقيه: 1-288.
5- عيون الاخبار: 2-38.
6- عيون الاخبار: 2-45.

عشرة.(1)

88 - الطوسى بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر عن الرّضا عليه السّلام قال:

سألته عن الرجل يريد السّفر في كم يقصّر فقال: في ثلاثة برد.(2)

89 - عنه بإسناده، عن محمّد بن الحسن و غيره، عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد ابن أبى نصر قال: سألت الرّضا عليه السّلام، عن الرّجل يخرج إلى ضيعته فيقيم اليوم و اليومين و الثلاث أ يقصّر أم يتمّ؟ قال، يتمّ الصلاة كلّما أتى ضيعة من ضياعه(3)

90 - الطوسى باسناده عن عليّ بن حديد قال: سألت الرّضا عليه السّلام، فقلت إنّ أصحابنا اختلفوا في الحرمين فبعضهم يقصّر، و بعضهم يتمّ و أنا ممّن يتمّ على ما رواه أصحابنا في التمام، و ذكرت عبد اللّه بن جندب أنه كان يتمّ قال: رحم اللّه ابن جندب ثمّ قال لي، لا يكون الإتمام إلاّ أن تجمع على إقامة عشرة أيام و صلّ النوافل ما شئت قال ابن حديد: و كان محبتي أن يأمرنى بالإتمام.(4)

91 - عنه بإسناده عن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن رجل، عن صفوان قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الرّجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجلا على رأس ميل، فلم يزل يتبعه حتّى بلغ النهروان و هي أربعة فراسخ من بغداد أ يفطر إذا أراد الرّجوع و يقصّر قال: لا يقصّر و لا يفطر، لانّه خرج من منزله و ليس يريد السفر ثمانية فراسخ، إنما خرج يريد أن يلحق صاحبه في بعض الطريق، فتمادى به السير إلى الموضع الّذي بلغه.

و لو أنه خرج من منزله يريد النهروان ذاهبا و جائيا لكان عليه أن ينوي من اللّيل سفرا و الافطار، فإن هو أصبح، و لم ينو السّفر فبدا له من بعد أن أصبح في السفر، قصّر

ص: 174


1- عيون الاخبار: 2-81. و التهذيب: 5-426.
2- التهذيب: 3-209 و الاستبصار: 1-380.
3- التهذيب: 3-214 و الاستبصار: 1-230.
4- التهذيب: 5-426 و الاستبصار: 2-331.

و لم يفطر يومه ذلك(1).

92 - عنه بإسناده عن الصفار عن الحسن بن عليّ ، عن أحمد بن هلال، عن أبي سعيد الخراساني قال: دخل رجلان علي أبي الحسن الرضا عليه السّلام بخراسان فسألاه عن التقصير فقال: لأحدهما وجب عليك التقصير، لأنّك قصدتني، و قال للآخر: وجب عليك التمام، لأنك قصدت السلطان.(2)

12- باب احكام الصبيان

93 - الصدوق قال و روى أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرضا عليه السّلام قال: يؤخذ الغلام بالصلاة و هو ابن سبع سنين، و لا تغطّى المرأة شعرها منه حتى يحتلم(3).

13- باب سجدتى الشكر

94 - عنه قال: و روي عن سليمان بن حفص المروزي أنه قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا عليه السّلام، قل في سجدة الشكرة مائة مرة: شكرا شكرا و إن شئت عفوا. عفوا(4).

95 - عنه قال: و سأل سعد بن سعد عن الرضا عليه السّلام عن سجدة الشكر فقال:

أرى أصحابنا يسجدون بعد الفريضة سجدة واحدة و يقولون: هي سجدة الشكر فقال:

إنما الشكر إذا أنعم اللّه على عبده، أن يقول سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنا له مقرنين و إنا إلى ربنا لمنقلبون و الحمد للّه ربّ العالمين(5).

ص: 175


1- الاستبصار: 1-227.
2- الاستبصار: 1-235.
3- الفقيه: 3-276.
4- الفقيه: 1-218 و التهذيب: 2-109.
5- الفقيه: 1-218 و التهذيب: 2-111

باب صلاة الجماعة

96 - الصدوق قال: و روي سعد بن إسماعيل عن أبيه عن الرّضا عليه السّلام أنّه قال: سألته عن الرّجل يقارف الذنب يصلي خلفه أم لا؟ قال: لا(1).

97 - عنه قال و روى محمّد بن سهل عن الرّضا عليه السّلام أنه قال: الإمام يحمل أوهام من خلفه، إلاّ تكبيرة الافتتاح(2).

98 - الطوسى بإسناده عن أحمد بن محمّد عيسى، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن الحسين ابن يسار المدائنيّ أنه سمع من يسأل الرّضا عليه السّلام، عن رجل صلّى إلى جانب رجل، فقام عن يساره و هو لا يعلم كيف يصنع، ثمّ علم هو و هو في الصلاة ؟ قال: يحوّله عن يمينه(3)

99 - عنه باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن موسى بن الحسن، و الحسن بن عليّ عن أحمد بن هلال عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال قلت له:

اني أدخل مع هؤلاء في صلاة المغرب فيعجّلوني إلى ما أن أؤذّن و اقيم و لا أقرأ إلاّ الحمد حتّى يركع، أ يجزيني ذلك ؟ فقال: نعم يجزيك الحمد وحدها(4).

100 - عنه باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سهل الأشعري عن أبيه عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عمن ركع مع إمام يقتدى به، ثمّ رفع رأسه قبل الإمام قال: يعيد ركوعه معه(5).

101 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي بن فضال، عن الحسن بن الجهم، قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الرجل يصلي بالقوم في مكان ضيق و يكون بينهم و بينه ستر، يجوز أن يصلّى بهم، قال: نعم(6):

ص: 176


1- الفقيه: 1-249 و التهذيب: 3-277.
2- الفقيه: 1-264 و التهذيب: 2-144.
3- التهذيب: 3-26.
4- التهذيب: 3-37.
5- التهذيب: 3-47.
6- التهذيب: 3-276.

102 - عنه بإسناده عن البرقي عن ابن فضّال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام: في رجل كان خلف إمام يأتمّ به، فركع قبل أن يركع الإمام و هو يظنّ أنّ الإمام قد ركع فلمّا ركع رآه لم يركع فرفع رأسه، ثمّ أعاد الركوع مع الإمام أ يفسد عليه ذلك صلاته أم تجوز تلك الركعة ؟ فكتب: يتمّ صلاته و لا يفسد ما صنع صلاته(1).

103 عنه بإسناده عن محمّد بن عيسى، عن صفوان، عن محمّد بن عبد اللّه، عن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الإمام يصلّي في موضع، و الذين خلفه يصلّون في موضع أسفل منه، أو يصلّي في موضع و الذين خلفه في موضع أرفع منه فقال: يكون مكانهم مستويا، قال: قلت: فيصلّى وحده، فيكون موضع سجوده أسفل من مقامه، فقال: إذا كان وحده فلا بأس(2)

15- باب صلاة الكسوف

104 - الصدوق قال: و روى عن علي بن الفضل الواسطي أنّه قال كتبت إلي الرّضا عليه السّلام إذا انكسف الشمس و القمر و أنا راكب لا أقدر على النزول ؟ فكتب عليه السّلام إليّ : صلّ على مركبك الذي أنت عليه(3).

16- باب صلاة العيدين

105 - الصدوق قال: و روى سعد بن سعد عن الرضا عليه السّلام في المسافر إلى مكة و غيرها، هل عليه صلاة العيدين: الفطر و الأضحى ؟ قال: نعم إلا بمنى يوم النّحر(4).

ص: 177


1- التهذيب: 3-277.
2- التهذيب: 3-282.
3- الفقيه: 1-346.
4- الفقيه: 1-323.

106 - عنه قال: و في العلل التى تروى عن الفضل بن شاذان النيسابوري - رضي اللّه عنه - و يذكر أنه سمعها من الرّضا عليه السّلام أنه قال: إنما جعل يوم الفطر العيد ليكون للمسلمين مجتمعا يجتمعون فيه، و يبرزون للّه عز و جلّ و يمجدونه على ما منّ عليهم، فيكون يوم عيد، و يوم اجتماع، و يوم فطر، و يوم زكاة و يوم رغبة، و يوم تضرّع، و لأنه أوّل يوم من السنة، يحلّ فيه الأكل و الشّرب لأنّ أوّل شهور السنة عند أهل الحقّ شهر رمضان.

فأحبّ اللّه عزّ و جل أن يكون لهم في ذلك مجمع يحمدونه فيه، و يقدّسونه و إنّما جعل التكبير فيها أكثر منه في غيرها من الصلاة، لأنّ التكبير إنّما هو التعظيم للّه و تمجيد على ما هدى و عافا كما قال اللّه عز و جل: «وَ لِتُكَبِّرُوا اَللّٰهَ عَلىٰ مٰا هَدٰاكُمْ وَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ » و إنما جعل فيها اثنتا عشرة تكبيرة لأنّه يكون في ركعتين اثنتا عشرة تكبيرة، و جعل سبع في الأولى و خمس في الثانية و لم يسوّ بينهما لأنّ السنة في صلاة الفريضة أن تستفتح بسبع تكبيرات.

فلذلك بدأ هاهنا بسبع تكبيرات، و جعل في الثانية خمس تكبيرات لأنّ التحريم من التكبير في اليوم و اللّيلة خمس تكبيرات و ليكون في الركعتين جميعا وترا وترا(1).

107 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن التكبير في العيدين قال: التكبير في الأولى سبع تكبيرات قبل القراءة و في الأخيرة خمس تكبيرات بعد القراءة.(2)

17- باب النوافل

108 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن يحيى بن حبيب قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام: يكون عليّ الصّلاة النّافلة متى

ص: 178


1- الفقيه: 1-330.
2- التهذيب: 3-131 و الاستبصار: 1-450.

أقضيها؟ فكتب عليه السّلام: أية ساعة شئت من ليل أو نهار(1).

109 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن سليمان، عن سعد، عن مقاتل بن مقاتل، عن أبي الحارث قال: سألته يعنى الرضا عليه السّلام، عن الأربع ركعات بعد المغرب في السفر يعجلني الجمّال و لا يمكنّى الصلاة على الأرض هل أصلّيها في المحمل ؟ فقال: نعم صلها في المحمل(2).

110 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: صلّ ركعتي الفجر في المحمل(3).

111 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس قال: حدّثني إسماعيل بن سعد الأحوص قال: قلت للرضا عليه السّلام: كم الصلاة من ركعة ؟ فقال:

إحدى و خمسون ركعة(2).

112 - الحميرى عن البزنطى عن الرضا عليه السّلام قال: في النوافل يوم الجمعة ستّ ركعات بكرة و ست ركعات ضحوة، و ركعتان إذا زالت الشمس، و ستّ ركعات بعد الجمعة(3).

113 - الصدوق قال: أبي رحمه اللّه قال حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن إسماعيل بن موسى بن جعفر، عن أخيه عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام عن جدّه عليهم السّلام قال: سئل علي بن الحسين عليه السّلام ما بال المتهجّدين باللّيل من أحسن الناس وجها، قال: لأنهم خلوا باللّه فكساهم اللّه من نوره(4).

114 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن صفوان ابن يحيى قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن التطوّع بالنهار و أنا فى سفر، فقال: لا و لكن تقضى صلاة اللّيل بالنهار، و أنت في سفر، فقلت: جعلت فداك، صلاة النهار التي

ص: 179


1- الكافى: 3-454. (2و3) الكافى: 3-441.
2- الكافى: 3-446.
3- قرب الاسناد: 211.
4- علل الشرائع: 2-54.

اصليها في الحضر أقضيها بالنهار في السفر؟ فقال: أمّا أنا فلا أقضيها(1).

115 - عنه عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد الأشعرى عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الوتر أ فصل أم وصل ؟ قال: فصل(2).

116 - عنه عن محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن ابن أسباط، عن إبراهيم بن أبي البلاد قال: صلّيت خلف الرّضا عليه السّلام في المسجد الحرام صلاة الليل فلمّا فرغ جعل مكان الضجعة سجدة(3).

117 - عنه عن بنان بن محمّد، عن سعد بن السندىّ ، عن علي بن عبد اللّه بن عمران عن الرضا عليه السّلام قال: إذا كنت في صلاة الفجر فخرجت و رأيت الصّبح فزد ركعة إلى الركعتين صلّيتهما قبل و اجعله وترا(4).

118 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن ساعات الوتر قال: أحبّها إلى الفجر الأوّل و سألته عن أفضل ساعات اللّيل، قال: الثلث الباقي، و سألته عن الوتر بعد فجر الصبح قال: نعم قد كان أبي ربّما أوتر بعد ما انفجر الصّبح(5).

119 - عنه عن محمّد بن يعقوب، عن علي بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: من صلّى المغرب و بعدها أربع ركعات، و لم يتكلّم حتى يصلّى عشر ركعات، يقرأ في كلّ ركعة بالحمد، و قل هو اللّه أحد كانت عدل عشر رقاب(6).

120 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال قال: سأل الحسن بن الجهم أبا الحسن الرّضا عليه السّلام لابن أسباط فقال له: ما ترى له ؟ و ابن أسباط حاضر و نحن جميعا نركب البحر أو البرّ إلى مصر، و أخبره بخبر طريق البرّ فقال: ائت المسجد في غير وقت صلاة فريضة فصّل ركعتين و استخر اللّه مائة مرّة ثمّ انظر أيّ شيء يقع في

ص: 180


1- التهذيب: 2-16 و الاستبصار: 1-221.
2- التهذيب: 2-128 و الاستبصار: 2-348.
3- التهذيب: 2-137.
4- التهذيب 2-338.
5- التهذيب: 2-339.
6- التهذيب: 3-310.

قلبك فاعمل به، و قال له الحسن: البرّ أحبّ إلى قال: و إلى(1).

121 - عنه بإسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر قال قلت: لأبي الحسن عليه السّلام، إنّ أصحابنا يختلفون في صلاة التطوّع بعضهم يصلى أربعا و أربعين و بعضهم يصلّى خمسين فأخبرني بالّذي تعمل به أنت، كيف هو حتّى أعمل بمثله ؟ فقال: اصلّي واحدة و خمسين ركعة، ثمّ قال: أمسك و عقد بيده: الزوال ثمانية، و أربعا بعد الظهر و أربعا قبل العصر، و ركعتين بعد المغرب، و ركعتين قبل العشاء الآخرة، و ركعتين بعد العشاء من قعود تعدّ ان بركعة من قيام، و ثماني صلاة الليل و الوتر ثلاثا، و ركعتي الفجر، و الفرائض سبع عشرة فذلك إحدى و خمسون ركعة(2).

122 - عنه عن سعد، عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام أنّ أبا الحسن عليه السّلام كان إذا اغتمّ ترك الخمسين(3).

123 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه إسماعيل بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السّلام: عن الرّجل يصلّي الأولى ثمّ يتنفّل فيدركه وقت العصر من قبل أن يفرغ من نافلته، فيبطئ بالعصر، ثمّ يقضي نافلته بعد العصر أو يؤخّرها، حتّى يصلّيها في وقت آخر، قال: يصلي العصر، و يقضى نافلته في يوم آخر(4).

124 - عنه عن محمّد بن يعقوب، عن محمّد بن يحيى، و غيره، عن سهل بن زياد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن الرّضا عليه السّلام: الصلاة النافلة يوم الجمعة ستّ ركعات صدر النهار، و ستّ ركعات عند ارتفاعه و ركعتان إذا زالت الشمس، ثمّ تصلّى الفريضة ثمّ صلّ بعدها ستّ ركعات(5).

ص: 181


1- التهذيب: 3-311 و الكافى: 3-471.
2- التهذيب: 2-14.
3- التهذيب: 2-11.
4- التهذيب: 2-167 و الاستبصار: 1-291.
5- التهذيب: 2-10 و الاستبصار: 1-409.

125 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن سعد بن سعد الأشعري، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الصلاة يوم الجمعة كم ركعة قبل الزوال ؟ قال: ستّ ركعات بكرة، و ستّ بعد ذلك اثنى عشرة ركعة، و ستّ بعد ذلك ثمانى عشرة ركعة، و ركعتان بعد الزّوال فهذه عشرون ركعة و ركعتان بعد العصر فهذه ثنتان و عشرون ركعة.(1)

126 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد، عن البرقي عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الرّجل يكون في بيته و هو يصلّي و هو يرى أنّ عليه الليل، ثمّ يدخل عليه الآخر من الباب فقال: قد أصبحت هل يصلّي الوتر أم لا أو يعيد شيئا من صلاة الليل ؟ قال: يعيد إن صلاّها مصبحا(2).

127 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن التطوّع يوم الجمعة قال: ستّ ركعات في صدر النهار، و ستّ ركعات قبل الزّوال و ركعتان إذا زالت الشمس، و ستّ ركعات بعد الجمعة، فذلك عشرون ركعة سوى الفريضة(3).

128 - عنه قال: أخبرني الشيخ رحمه اللّه عن أبي جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين عن أبيه، و محمّد بن الحسن، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن قال: حدّثني إسماعيل بن سعد الأشعري القمّي قال: قلت: للرّضا عليه السّلام كم الصلاة من ركعة قال: إحدى و خمسون ركعة(4).

129 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن يحيى بن حبيب، قال، سألت الرضا عليه السّلام، عن أفضل ما يتقرّب به العباد إلى اللّه عزّ و جلّ من الصلاة ؟ قال:

ستّ و أربعون ركعة فرائضه و نوافله، قلت: هذه رواية زرارة قال: أو ترى أحدا كان أصدع بالحقّ منه(5).

ص: 182


1- التهذيب: 2-246 و الاستبصار، 1-411.
2- الاستبصار: 1-292.
3- الاستبصار: 1-410.
4- الاستبصار: 1-218.
5- الاستبصار: 1-219.

130 - عنه عن إبراهيم بن أبي إسحاق الأحمريّ النهاونديّ ، عن محمّد بن الحسين و عمرو بن عثمان، و محمّد بن خالد، و عبد اللّه بن الصّلت، و محمّد بن عيسى، و جماعة أيضا، عن محمّد ابن سنان قال: قال الرّضا عليه السّلام: كان أبي يزيد في العشر الأواخر في شهر رمضان في كلّ ليلة عشرين(1) ركعة.

ص: 183


1- الاستبصار: 1-466.

كتاب الصوم

1- باب فضائل شهر رمضان

1 - الصدوق قال: روى الحسين بن سعيد، عن ابن فضّال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام أسأله عن قوم عندنا يصلّون و لا يصومون شهر رمضان، و ربّما احتجت إليهم يحصدون لي، فإذا دعوتهم للحصاد لم يجيبوني حتّى اطعمهم، و هم يجدون من يطعمهم فيذهبون إليهم و يدعوني، و أنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان فكتب عليه السّلام بخطّه أعرفه: (أطعمهم).(1)

2 - عنه قال: روي عن ياسر الخادم، قال: قلت للرّضا عليه السّلام: هل يكون شهر رمضان تسعة و عشرين يوما؟ فقال: إنّ شهر رمضان: لا ينقص من ثلاثين يوما أبدا.(2)

3 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق - رضى اللّه عنه - قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الكوفي قال: حدّثنا عليّ بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ شهر رمضان شهر عظيم، يضاعف اللّه فيه الحسنات، و يمحو فيه السيّئات، و يرفع فيه الدّرجات، من تصدّق في هذا الشّهر بصدقة غفر اللّه له، و من أحسن فيه إلى ما ملكت يمينه غفر اللّه له، و من حسن فيه خلقه غفر اللّه له، و من كظم فيه غيظه غفر اللّه له، و من وصل فيه رحمه غفر اللّه له.

ص: 184


1- الفقيه: 2-110.
2- الفقيه: 2-110 و عيون الاخبار: 1-293.

ثم قال: صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ شهركم هذا ليس كالشهور، إنه إذا أقبل إليكم أقبل بالبركة و الرحمة، و إذا أدبر عنكم أدبر بغفران الذنوب هذا شهر، الحسنات فيه مضاعفة، و أعمال الخير فيه مقبولة، من صلّى منكم في هذا الشّهر للّه عزّ و جل ركعتين يتطوّع بهما غفر اللّه له، ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ الشقيّ حقّ الشقيّ من خرج منه هذا الشهر، و لم يغفر ذنوبه، فحينئذ يخسر حين يفوز المحسنون بجوائز الربّ الكريم.

4 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم قال: حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ قال:

حدّثنا على بن الحسن بن فضّال، عن أبيه، عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه الصّادق جعفر بن محمّد، عن أبيه الباقر محمّد بن عليّ ، عن أبيه زين العابدين عليّ بن الحسين، عن أبيه سيد الشهداء الحسين بن علي، عن أبيه سيّد الوصيين أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خطبنا ذات يوم فقال:

أيها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر اللّه بالبركة و المغفرة، شهر هو عند اللّه أفضل الشّهور، و أيّامه أفضل الأيام، و لياليه أفضل اللّيالي، و ساعاته، أفضل السّاعات، هو شهر دعيتم فيه إلى ضيافة اللّه و جعلتم فيه من أهل كرامة اللّه أنفاسكم فيه تسبيح، و نومكم فيه عبادة، و عملكم فيه مقبول، و دعاؤكم فيه مستجاب، فاسألوا اللّه ربكم بنيات صادقة، و قلوب طاهرة أن يوفقكم لصيامه و تلاوة كتابه.

فإنّ الشقي من حرم غفران اللّه في هذا الشهر العظيم و اذكروا بجوعكم و عطشكم فيه جوع القيمة و عطشه، و تصدّقوا على فقرائكم و مساكينكم و قروا كباركم، و ارحموا صغاركم، و صلوا أرحامكم و احفظوا ألسنتكم، و غصّوا عما لا يحلّ النظر إليه أبصاركم و عمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم، و تحننوا على أيتام الناس يتحنّن على أيتامكم.

و توبوا إلى اللّه من ذنوبكم و ارفعوا إليه أيديكم بالدّعاء في أوقات صلواتكم فإنّها أفضل السّاعات، ينظر اللّه عزّ و جلّ فيها بالرّحمة إلى عباده، يجيبهم إذا

ص: 185

ناجوه، و يلبيهم إذا نادوه، و يعطيهم إذا سألوه، و يستجيب لهم إذا دعوه، أيها الناس إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم، ففكوها باستغفاركم، و ظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفّفوا عنها بطول سجودكم، و اعلموا أنّ اللّه تعالى ذكره أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين و السّاجدين، و أن لا يروعهم بالنّار، يوم يقوم الناس لربّ العالمين.

أيها الناس من فطر منكم صائما مؤمنا في هذا الشّهر كان له بذلك عند اللّه عتق نسمة، و مغفرة لما مضى من ذنوبه، فقيل: يا رسول اللّه و ليس كلّنا يقدر على ذلك فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اتّقوا النار و لو بشقّ تمرة و النار و لو بشربة من ماء.

أيها الناس من حسن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز على الصراط يوم تزلّ فيه الأقدام، و من خفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه خفّف اللّه عليه حسابه و من كفّ فيه شره كفّ اللّه عنه غضبه يوم يلقاه، و من أكرم فيه يتيما أكرمه اللّه يوم يلقاه، و من وصل فيه رحمه و صله اللّه برحمته يوم يلقاه، و من قطع فيه رحمه قطع اللّه عنه رحمته يوم يلقاه.

و من تطوّع فيه بصلاة كتب اللّه له براءة من النار، و من أدّى فيه فرضا كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور، و من أكثر فيه من الصلاة عليّ ثقل اللّه ميزانه يوم تخفف الموازين، و من تلافيه آية من القرآن كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.

أيها الناس إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة، فاسألوا ربّكم لا يغلقها عليكم، و أبواب النيران مغلقة فاسألوا ربّكم لا يفتحها عليكم، و الشياطين مغلولة فاسألوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم.

قال أمير المؤمنين عليه السّلام: فقمت فقلت: يا رسول اللّه ما أفضل الأعمال في هذا الشّهر فقال يا أبا الحسن: أفضل الأعمال في هذا الشّهر، الورع عن محارم اللّه عزّ و جل ثم بكى، فقلت: يا رسول اللّه ما يبكيك، فقال يا على أبكى لما يستحلّ منك في هذا الشهر، كأني بك و أنت تصلّي لربّك و قد انبعث أشقى الأوّلين و الآخرين شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك على قرنك فخضب منها لحيتك.

ص: 186

قال أمير المؤمنين عليه السّلام: قلت: يا رسول اللّه، و ذلك في سلامة من ديني فقال في سلامة من دينك، ثم قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا عليّ من قتلك، فقد قتلني و من أبغضك، فقد أبغضني، و من سبّك فقد سبّني لأنك مني كنفسي، روحك من روحي و طينتك من طينتي إنّ اللّه تبارك و تعالى خلقني و إياك و اصطفاني و إياك، و اختارني للنبوّة و اختارك للإمامة.

فمن أنكر إمامتك، فقد أنكر نبوّتي يا علي أنت وصيّي و أبو ولدي، و زوج ابنتي، و خليفتي على أمّتي في حياتي و بعد موتي، أمرك أمري، و نهيك نهيي اقسم بالذّي بعثني بالنبوّة و جعلني خير البريّة، إنك لحجّة اللّه على خلقه و أمينه على سرّه و خليفته على عباده.(1)

5 - الطوسي باسناده عن موسى بن بكير عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال:

فطرك أخاك الصّائم أفضل من صيامك، (و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من فطر صائما كان له مثل أجره من غير أن ينتقص منه شيء، و ما عمل بقوّة ذلك الطعام من برّ) و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلم: في آخر جمعة من شعبان بعد أن حمد اللّه و أثنى عليه:

فقد أظلّكم شهر رمضان من فطر فيه صائما، كان له بذلك عند اللّه عزّ و جل عتق رقبة و مغفرة ذنوبه فيما مضى، قيل يا رسول اللّه: ليس كلّنا يقدر على أن يفطر صائما قال: إنّ اللّه كريم يعطي هذا الثواب لمن يقدر إلا على مذقة من لبن يفطر بها أو شربة ماء عذب أو تمرات لا يقدر على أكثر من ذلك.(2)

2- باب يوم الشك

6 - الصدوق قال: و روى عبد العظيم الحسنى، عن سهل بن سعد قال: سمعت

ص: 187


1- أمالي الصدوق: 57 و العيون: 1-295.
2- مصباح المتهجد: 433.

الرّضا عليه السّلام يقول: الصوم للرّؤية و الفطر للرؤية، و ليس منّا من صام قبل الرؤية و أفطر قبل الرؤية، قال قلت له: يا ابن رسول اللّه فما ترى في صوم يوم الشّك فقال:

حدّثني أبي عن جدّي عن آبائه عليهم السّلام قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: لئن أصوم يوما من شهر شعبان أحبّ إلى من أن أفطر يوما من شهر رمضان.(1)

7 - الطوسى باسناده عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن عليه السّلام قال: كنت جالسا عنده آخر يوم من شعبان، فلم أره صائما فأتوه بمائدة فقال: ادن و كان ذلك بعد العصر قلت له: جعلت فداك صمت اليوم فقال لي: و لم ؟ قلت جاء عن أبي عبد اللّه عليه السّلام في اليوم الّذي يشكّ فيه أنه قال: يوم وفق اللّه له.

قال: أ ليس تدرون إنما ذلك إذا كان لا يعلم أ هو من شعبان أم من شهر رمضان فصامه الرّجل، و كان من شهر رمضان كان يوما وفق اللّه له فأما و ليس علّة و لا شبهة فلا، فقلت: أفطر الآن ؟ فقال: لا قلت: و كذلك في النوافل ليس لى أن أفطر بعد الظّهر قال: نعم.(2)

8 - عنه - باسناده عن عليّ بن مهزيار عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن اليوم الذي يشكّ فيه و لا يدرى أ هو من شهر رمضان أو من شعبان، فقال: شهر رمضان من الشّهور يصيبه ما يصيب الشّهور من الزيادة و النقصان، فصوموا للرؤية، و أفطروا للرؤية و لا يعجبني أن يتقدّمه أحد بصيام يوم و ذكر الحديث.(3)

3- باب ادب الصائم

9 - الكلينى، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن

ص: 188


1- الفقيه: 2-80.
2- التهذيب: 4-166.
3- التهذيب: 4-166.

سعد الأشعريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عمّن يصيبه الرّمد في شهر رمضان هل يذرّ عينه بالنّهار و هو صائم ؟ قال: يذرّها إذا أفطر و لا يذرّها و هو صائم.(1)

10 - الصدوق قال: و سأل أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرجل يحتقن، تكون به العلّة في شهر رمضان، فقال: الصائم لا يجوز له أن يحتقن و لا يجوز للصائم أن يستعط، و لا بأس أن يصبّ الدّواء في أذنه، و لا بأس أن يزقّ الفرخ و يمضغ الخبز للرّضيع من أن يبلع شيئا، و لا بأس أن يشمّ الطيب إلا المسحوق منه يصعد إلى دماغه، و لا بأس بأن يذوق الطبّاخ المرق و هو صائم بلسانه من غير أن يبلعه، ليعرف حلوه من حامضه.(2)

11 - عنه قال: حدّثنا علي بن أحمد قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدّثنا القاسم بن الرّبيع الصّحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

علة الصوم لعرفان مسّ الجوع و العطش، و ليكون العبد ذليلا، مستكينا، مأجورا محتسبا، صابرا، فيكون ذلك دليلا على شدائد الآخرة مع ما فيه من الانكسار له عن الشهوات، واعظا له في العاجل دليلا على الآجل، ليعلم شدّة مبلغ ذلك من أهل الفقر و المسكنة في الدّنيا و الآخرة.(3)

12 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال على بن أبي طالب عليه السّلام: ثلاثة لا يعرض لأحدكم نفسه لهنّ و هو صائم: الحمام و الحجامة، و المرأة الحسناء.(4)

13 - الطوسي باسناده عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن

ص: 189


1- الكافى: 4-111.
2- الفقيه: 2-69.
3- علل الشرائع: 2-65 و العيون: 2-91.
4- عيون الاخبار: 2-39.

موسى بن أبي الحسن الرازى عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سأله بعض جلسائه عن السّواك في شهر رمضان قال جائز، فقال بعضهم: إنّ السواك تدخل رطوبته في الجوف فقال: ما تقول في السواك الرطب تدخل رطوبته في الحلق ؟ فقال: الماء للمضمضة أرطب من السواك الرّطب.(1)

14 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السّلام أنّه سأله عن الرّجل يحتقن تكون به العلة في شهر رمضان، فقال: الصائم لا يجوز له أن يحتقن.(2)

15 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحسن عن أبيه قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام: ما تقول في التلطف بالأشياف يستدخله الإنسان، و هو صائم فكتب عليه السّلام: لا بأس بالجامد.(3)

4- باب من اصبح جنبا

16 - الطوسى باسناده عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه، إسماعيل بن عيسى قال سألت الرّضا عليه السّلام عن رجل أصابته جنابة في شهر رمضان، فنام حتّى يصبح أيّ شيء عليه قال: لا يضرّه هذا و لا يفطر فإنّ أبي عليه السّلام قال: قالت عائشة إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصبح جنبا من جماع غير احتلام قال: لا يفطر و لا يبالي.

و رجل أصابته جنابة، فبقى نائما حتّى يصبح أيّ شيء يجب عليه ؟ قال: لا شيء عليه يغتسل، و رجل أصابته جنابة في آخر الليل، فقام ليغتسل و لم يصب ماء فذهب يطلبه، أو بعث من يأتيه فعسر عليه حتّى أصبح كيف يصنع ؟ قال: يغتسل إذا

ص: 190


1- التهذيب: 4-293 و الاستبصار: 2-92.
2- التهذيب: 4-204 و الاستبصار: 2-83.
3- التهذيب: 4-204 و الاستبصار: 2-83.

جاءه ثمّ يصلّى(1).

17 - عنه باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن أبي جعفر، عن سعد بن إسماعيل ابن عيسى، عن أبيه قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن رجل أصابته جنابة في شهر رمضان فنام عمدا حتى أصبح أيّ شيء عليه ؟ قال: لا يضرّه هذا و لا يفطر و لا يبالي، فإنّ أبي عليه السّلام قال: قالت عائشة: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أصبح جنبا من جماع غير احتلام(2).

18 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته عن رجل أصاب من أهله في شهر رمضان أو أصابته جنابة، ثم ينام حتى يصبح متعمّدا قال: يتمّ ذلك اليوم و عليه قضاؤه(3).

19 - الطوسي باسناده عن محمّد بن الحسن الصفّار عن الحسن بن عليّ ، عن أحمد ابن هلال، عن أبي سعيد الخراساني قال: دخل رجلان على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام بخراسان فسألاه عن التقصير، فقال لأحدهما وجب عليك التقصير، لأنك قصدتني، و قال للآخر: وجب عليك التّمام لأنك قصدت السلطان(4).

20 - عنه عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن إبراهيم بن هاشم، عن رجل عن صفوان قال: سألت الرضا عليه السّلام عن رجل خرج من بغداد يريد أن يلحق رجلا على رأس ميل فلم يزل يتبعه حتى بلغ النهروان و هي أربعة فراسخ من بغداد أ يفطر إذا أراد الرجوع و يقصّر؟ فقال: لا يقصّر، و لا يفطر لأنه خرج من منزله و ليس يريد السفر ثمانية فراسخ، و إنما خرج يريد أن يلحق صاحبه في بعض الطريق فتمادى به السير إلى الموضع الّذي بلغه، و لو أنه خرج من منزله يريد النهروان ذاهبا و جائيا لكان عليه أن ينوى من اللّيل سفرا و الإفطار، فإن هو أصبح و لم ينو السفر فبدا له من بعد أن

ص: 191


1- التهذيب: 4-210 و الاستبصار: 2-85.
2- التهذيب: 4-26 و الاستبصار: 2-88.
3- الاستبصار: 2-86.
4- التهذيب: 4-220 و الاستبصار: 1-235.

أصبح في السّفر قصر و لم يفطر يومه ذلك(1).

21 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن الرجل ينوي السفر في شهر رمضان، فيخرج من أهله بعد ما أصبح قال: إذا يصبح في أهله، فقد وجب عليه صيام ذلك اليوم، إلاّ أن يدلج دلجة(2).

6- باب القضاء و الكفارات

22 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سمعته يقول: إذا مات رجل و عليه صيام شهرين متتابعين من علّة، فعليه أن يتصدّق عن الشّهر الأوّل و يقضي الشهر الثاني(3).

23 - الصدوق قال: و سأل سليمان بن جعفر الجعفري أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرّجل يكون عليه أيام من شهر رمضان أ يقضيها متفرقة ؟ قال: لا بأس بتفرقة قضاء شهر رمضان إنّما الصيام الذي لا يفرّق صوم كفّارة الظهار و كفّارة الدّم و كفارة اليمين.

24 - عنه قال: حدّثنا أبو طالب المظفّر بن جعفر بن المظفر العلويّ السمرقنديّ رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه أبي النضر محمّد ابن مسعود العياشيّ . قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن شجاع عن محمّد بن عثمان، عن حميد بن محمّد، عن أحمد بن الحسن الصالح، عن أبيه، عن الفتح ابن يزيد الجرجاني أنّه كتب إلى أبي الحسن عليه السّلام يسأله عن رجل واقع امرأة في

ص: 192


1- التهذيب: 4-225 و الاستبصار: 1-227.
2- الاستبصار: 2-98 و التهذيب. 4-227.
3- الكافى: 4-124.

شهر رمضان من حلال أو حرام في يوم واحد عشر مرّات، قال: عليه عشر كفّارات، لكلّ مرّة كفارة، فإن أكل أو شرب فكفّارة يوم واحد(1).

25 - عنه قال: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس العطّار النيسابوريّ رضي اللّه عنه قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة النيسابوري، عن حمدان بن سليمان، عن عبد السلام بن صالح الهرويّ ، قال: قلت للرّضا عليه السّلام: يا بن رسول اللّه قد روى عن آبائك فيمن جامع في شهر رمضان أو أفطر فيه ثلاث كفارات، و روي عنهم أيضا كفارة واحدة فبأيّ الخبرين نأخذ؟ فقال عليه السّلام: بهما جميعا. قال: متى جامع الرجل حراما أو أفطر على حرام في شهر رمضان فعليه ثلاث كفارات، عتق رقبة و صيام شهرين متتابعين، و إطعام ستّين مسكينا و قضاء ذلك اليوم، و إن كان نكح حلالا أو أفطر على حلال، فعليه كفّارة واحدة و قضاء ذلك اليوم. و إن كان ناسيا فلا شيء عليه(2).

26 - الطوسي باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن علي بن أحمد بن أشيم قال: كتب الحسين إلى الرضا عليه السّلام: جعلت فداك، رجل نذر أن يصوم أياما معلومة فصام بعضها، ثمّ اعتلّ فأفطر أ يبتدى في صومه أم يحتسب بما مضى ؟ فكتب عليه السّلام: يحتسب بما مضى(3).

7- باب صوم يوم عاشوراء و عرفة

27 - الكليني بإسناده عن محمّد بن عيسى بن عبيد قال: حدّثني جعفر بن عيسى أخوه قال سألت الرضا عليه السّلام عن صوم عاشوراء و ما يقول الناس فيه، فقال: عن صوم

ص: 193


1- الفقيه: 2-95 و التهذيب: 4-274 و الاستبصار: 2-117.
2- عيون الاخبار: 1-254.
3- عيون الاخبار: 1-314.

ابن مرجانة تسألني، ذلك يوم صامه الأدعياء من آل زياد لقتل الحسين عليه السّلام، و هو يوم يتشأم به آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يتشأم به أهل الاسلام لا يصام و لا يتبرّك به.

يوم الاثنين، يوم نحس، قبض اللّه عزّ و جلّ فيه نبيّه، و ما أصيب آل محمّد إلاّ في يوم الاثنين فتشأمنا به و تبرّك به عدوّنا، و يوم عاشورا قتل الحسين صلوات اللّه عليه و تبرّك به ابن مرجانة و تشأم به آل محمّد صلّى اللّه عليهم، فمن صامهما أو تبرّك بهما لقى اللّه تبارك و تعالى ممسوخ القلب، و كان حشره مع الّذين سنّوا صومهما و التبرّك بهما(1).

28 - علي بن طاوس - رحمه اللّه - مرسلا عن ابن شبيب، عن مولانا الرضا عليه السلام و منها ما روى عن طرقهم إنّ من صام يوما من المحرّم محتسبا، جعل اللّه تعالى بينه و بين جهنّم جنّة كما بين السماء و الأرض(2).

8- باب صوم التطوع

29 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سهل، عن إدريس بن زيد، و عليّ بن إدريس قالا: سألنا الرّضا عليه السّلام عن الرجل نذر نذرا إن هو تخلّص من الحبس أن يصوم ذلك اليوم الذي تخلّص فيه، فيعجز عن الصّوم لعلّة أصابته أو غير ذلك، فمدّ للرّجل في عمره، و قد أجتمع عليه صوم كثير ما كفّارة ذلك الصّوم ؟ قال: يكفّر كلّ يوم بمدّ حنطة أو شعير(3).

30 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد، عن موسى بن بكر، عن محمّد ابن منصور قال سألت الرضا عليه السّلام عن رجل نذر نذرا في صيام، فعجز فقال: كان أبي

ص: 194


1- الكافى: 4-146 و التهذيب: 4-301.
2- اقبال الأعمال. 553.
3- الكافى. 4-143.

يقول: عليه مكان كلّ يوم مدّ(1).

31 - عنه - رحمه اللّه - عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام في رجل نذر على نفسه إن هو سلم من مرض أو تخلّص من حبس أن يصوم كلّ يوم أربعاء، و هو اليوم الّذي تخلّص فيه، فعجز عن الصّوم لعلّة أصابته أو غير ذلك فمدّ للرّجل في عمره و اجتمع عليه صوم كثير ما كفّارة ذلك ؟ قال: تصدّق لكلّ يوم بمدّ من حنطة أو ثمن مدّ(2).

32 - عنه عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، قال:

كتب الحسين إلى الرضا عليه السّلام جعلت فداك رجل نذر أن يصوم أياما معلومة فصام بعضها، ثمّ اعتلّ فأفطر أ يبتدى في صوم أم يحتسب بما مضى ؟ فكتب إليه: يحتسب ما مضى(3).

33 - عنه عن عدّة من أصحابنا عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن ابن أبي عمير، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الرّضا صلوات اللّه عليه قال:

سألته عن الرجل يجعل للّه عزّ و جلّ عليه صوم يوم مسمّى، قال: يصومه أبدا في السفر و الحضر(4).

34 - عنه عن سهل بن زياد، عن يوسف بن السخت، عن حمدان ابن النضر، عن محمّد بن عبد اللّه الصّيقل قال: خرج علينا أبو الحسن يعني الرضا عليه السّلام، في يوم خمسة و عشرين من ذي القعدة فقال: صوموا فإني أصبحت صائما، قلنا: جعلنا فداك أيّ يوم هو؟ فقال: يوم نشرت فيه الرّحمة و دحيت فيه الأرض و نصبت فيه الكعبة و هبط فيه آدم عليه السّلام(5).

35 - عنه عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن

ص: 195


1- الكافى. 4-143 و التهذيب. 4-313.
2- الكافى. 4-144 و الفقيه. 2-99.
3- الكافى. 4-141.
4- الكافى. 4-143.
5- الكافى. 4-149.

سعد الأشعريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن صوم ثلاثة أيام في الشّهر، هل فيه قضاء على المسافر؟ قال: لا(1).

36 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن المرزبان بن عمران قال: قلت للرّضا عليه السّلام أريد السفر فأصوم لشهري الّذي اسافر فيه ؟ قال: لا، قلت: فإذا قدمت أقضيه ؟ قال لا، كما لا تصوم كذلك لا تقضى(2).

37 - الصدوق قال: حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفّر العلويّ السمرقنديّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه، قال: حدّثنا عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضّال قال: حدّثنا محمّد بن الوليد، عن العباس بن هلال قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليهما السّلام يقول: من صام من شعبان يوما واحدا ابتغاء ثواب اللّه دخل الجنّة.

و من استغفر في كلّ يوم من شعبان سبعين مرّة حشر يوم القيامة في زمرة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و وجبت له من اللّه الكرامة، و من تصدّق في شعبان بصدقة و لو بشقّ تمرة حرّم اللّه جسده على النار، و من صام ثلاثا من شعبان و وصلها من صيام شهر رمضان كتب اللّه له صوم شهرين متتابعين(3).

38 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق رحمه اللّه قال حدّثنا أحمد بن محمّد الكوفي، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن أبيه عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام قال: من صام أوّل يوم من رجب رغبة في ثواب اللّه عزّ و جل، وجبت له الجنّة، و من صام يوما في وسطه شفع في مثل ربيعة و مضر، و من صام يوما في آخره جعله اللّه عزّ و جلّ من ملوك الجنّة و شفّعه في أبيه و أمّه و ابنه و ابنته و أخيه و أخته و عمّه و عمته، و خاله و خالته، و معارفه، و جيرانه و إن كان فيهم مستوجب للنّار(4).

39 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه

ص: 196


1- الكافى. 4-130.
2- الكافى. 4-130.
3- الخصال. 582 و العيون. 1-255.
4- أمالي الصدوق. 7 و العيون. 1-291.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من صام يوم الجمعة صبرا و احتسابا أعطي ثواب صيام عشرة أيام غرّ زهر، لا تشاكل أيام الدنيا(1).

40 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا دخل شهر شعبان، يصومه في أوله ثلاثا، و في وسطه و في آخره ثلاثا، و إذا دخل شهر رمضان يفطر قبله بيومين، ثمّ يصوم(2).

41 - الطوسي باسناده عن سهل بن زياد، عن أحمد ابن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الصيام في الشهر كيف هو؟ فقال: ثلاث في الشهر، في كلّ عشر يوم، إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، و ثلاثة أيام في الشهر صوم الدهر(3).

42 - عنه باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن موسى بن جعفر المدائني عن إبراهيم بن إسماعيل بن داود قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الصيام فقال: ثلاثة أيام في الشهر، الأربعاء و الخميس و الجمعة فقلت: إنّ أصحابنا يصومون أربعاء بين خميسين، فقال: لا بأس بذلك و لا بأس بخميس بين أربعاءين(4).

43 - عنه باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن بعض أصحابنا، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: بعث اللّه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله رحمة للعالمين في سبعة و عشرين من رجب، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه عزّ و جلّ له صيام ستين شهرا، و في خمسة و عشرين من ذي القعدة وضع اللّه البيت و هو أوّل رحمة وضعت على وجه الارض، فجعله اللّه عزّ و جلّ مثابة للناس و أمنا، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه له صيام ستين شهرا، و في أوّل يوم من ذي الحجة ولد إبراهيم خليل الرحمن، فمن صام ذلك اليوم كتب اللّه له صيام ستّين شهرا(5).

ص: 197


1- عيون الاخبار. 2-36.
2- عيون الاخبار. 2-71.
3- التهذيب: 4-302.
4- التهذيب: 4-304 و الاستبصار. 2-137.
5- التهذيب: 4-304.

44 - عنه باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن عليّ بن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام أسأله عن قوم عندنا يصلّون و لا يصومون شهر رمضان، و أنا أحتاج إليهم يحصدون لي فإذا دعوتهم إلى الحصاد لم يجيبوا حتّى أطعمهم و هم يجدون من يطعمهم فيذهبون إليه، و يدعوني و أنا أضيق من إطعامهم في شهر رمضان فكتب عليه السلام إلى بخطه أعرفه: أطعمهم.(1)

45 - على بن طاوس قال: رواه الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستى في كتاب الحسنى بإسناده إلى الشيخ الثّقة أحمد بن محمّد بن أبى نصر البزنطي رضوان اللّه عليه عن مولانا الرّضا عليه السّلام قال: من صام يوم الخامس و العشرين من رجب جعل اللّه صومه ذلك اليوم كفّارة سبعين سنة.(2)

46 - عنه قال: روى الشيخ جعفر بن محمّد الدوريستي في كتاب الحسنى بإسناده إلى الرّضا عليه السّلام قال و من صام يوم السادس و العشرين من رجب، جعل اللّه صومه ذلك اليوم كفّارة ثمانين سنة.(3)

9- باب الفطرة

47 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد الأشعريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الفطرة كم ندفع عن كل رأس من الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب ؟ قال: صاع بصاع النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.(4)

48 - عنه عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل البصرىّ ، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: كتبت إليه: الوصيّ يزكّى عن اليتامى زكاة الفطرة إذا كان لهم

ص: 198


1- التهذيب: 4-214.
2- اقبال الاعمال: 669.
3- اقبال الاعمال: 670.
4- الكافى: 4-171 و الفقيه: 2-115 و التهذيب: 4-80 و الاستبصار: 2-46.

مال ؟ فكتب لا زكاة على يتيم، و عن مملوك يموت مولاه، و هو عنه غائب في بلد آخر، و في يده مال لمولاه و يحضر الفطر أ يزكّى عن نفسه من مال مولاه و قد صار لليتامى ؟ قال نعم.(1)

49 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن بنان بن محمّد، عن أخيه عبد الرّحمن بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل قال: بعثت إلى أبى الحسن الرّضا عليه السّلام بدارهم لي و لغيرى و كتبت إليه اخبره أنّها من فطرة العيال، فكتب بخطّه: قبضت و قبلت.(2)

50 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن على بن إبراهيم الجعفريّ ، عن محمّد بن الفضيل عن الرّضا عليه السّلام قال لبعض مواليه يوم الفطر و هو يدعو له: يا فلان تقبّل اللّه منك و منّا ثمّ أقام حتّى كان يوم الأضحى، فقال له: يا فلان تقبّل اللّه منّا و منك، قال فقلت، له يا بن رسول اللّه قلت في الفطر شيئا و تقول في الأضحى غيره، قال: فقال: نعم إنّى قلت له في الفطر: تقبل اللّه منك و منّا لأنّه فعل مثل فعلي و تأسيت أنا و هو في الفعل و قلت له في الأضحى: تقبل اللّه منّا و منك لأنه يمكننا أن نضحى و لا يمكنه أن يضحى فقد فعلنا نحن غير فعله.(3)

51 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن الحرّانى، عن علي بن محمّد النوفلىّ قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام إنّى أفطرت يوم الفطر على تين و تمرة، فقال لى: جمعت بركة و سنّة.(4)

52 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن الحسن قال حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن ياسر القمّى عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام. قال:

الفطرة صاع من حنطة، أو صاع من شعير أو صاع من تمر أو صاع من زبيب و إنما خفّف الحنطة معاوية.(5)

ص: 199


1- الكافى: 4-172 و الفقيه: 2-117.
2- الكافى: 4-174 و الفقيه: 2-119.
3- الكافى: 4-181 و الفقيه: 2-113.
4- الكافى: 4-170 و الفقيه: 2-113.
5- علل الشرائع: 2-77 و الاستبصار: 2-49.

53 - عنه قال: حدثنا أبي و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنهما، قالا: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار، و أحمد بن إدريس جميعا، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ عن جعفر بن إبراهيم بن محمّد الهمدانيّ رحمهم اللّه - و كان معنا حاجّا - قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السّلام على يد أبي: جعلت فداك إنّ أصحابنا اختلفوا في الصاع فبعضهم يقول: الفطرة بصاع المدينة و بعضهم يقول: بصاع العراق، فكتب إلى الصاع ستّة أرطال بالمدني و تسعة أرطال بالعراقى، قال: و أخبرنى بالوزن، فقال يكون ألفا و مائة و سبعين درهما.(1)

54 - عنه قال: حدّثني حمزة بن محمّد بن أحمد بن جعفر بن محمّد بن زيد بن عليّ بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السّلام، قال: حدّثني أبو نصر قنبر بن علي بن شاذان، عن أبيه، عن الفضل بن شاذان، عن الرضا عليه السّلام، إلا أنه لم يذكر في حديثه أنه كتب ذلك إلى المأمون و ذكر فيه: الفطرة مدّين من حنطة و صاعا من الشعير و التمر و الزبيب.(2)

55 - الطوسى بإسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان بن يحيى، عن جعفر بن محمّد بن يحيى، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام في الفطرة قال: يعطى من الحنطة صاع، و من الشعير صاع، و من الأقط صاع.(3)

10- باب النوادر

56 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضى اللّه عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن ياسر الخادم قال: قلت للرّضا عليه السّلام: هل

ص: 200


1- عيون الاخبار: 1-309.
2- عيون الاخبار: 127.
3- و التهذيب: 4-70 و الاستبصار: 2-46.

يكون شهر رمضان، تسعة و عشرين يوما، فقال: إنّ شهر رمضان لا ينقص عن ثلاثين يوما.(1)

57 - الصدوق باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فإن قال: فلم جعل الصوم في شهر رمضان خاصّة دون ساير الشهور؟ قيل: لأنّ شهر رمضان هو الشهر الّذي أنزل فيه القرآن، و فيه فرق بين الحقّ و الباطل كما قال اللّه عزّ و جلّ شهر رمضان الّذي انزل فيه القرآن، هدى للناس و بيّنات من الهدى و الفرقان و فيه نبيء محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و فيه ليلة القدر الّتي هي خير من ألف شهر، و فيها يفرق كلّ أمر حكيم، و هو رأس السنة يقدر فيها ما يكون في السنة من خير أو شرّ، أو مضرّة أو منفعة، أو رزق أو أجل، و لذلك سمّيت ليلة القدر.

فإن قال: فلم أمروا بصوم شهر رمضان لا أقلّ من ذلك و لا أكثر؟ قيل: لأنه قوّة العبادة الّذي يعمّ فيها القويّ و الضّعيف، و إنّما أوجب اللّه الفرائض على أغلب الأشياء و أعمّ القويّ : ثم رخص لأهل الضّعف، و رغب أهل القوّة في الفضل و لو كانوا يصلحون على أقلّ من ذلك لنقصهم، و لو احتاجوا إلى أكثر من ذلك لزادهم.

فإن قال: فلم إذا حاضت المرأة لا تصوم و لا تصلّي ؟ قيل: لأنها في نجاسة فأحبّ اللّه أن لا تعبده إلاّ طاهرا، و لأنه لا صوم لمن لا صلاة له.

فإن قال: فلم صارت تقضى الصوم و لا تقضي الصلاة ؟ قيل: لعلل شتى، فمنها أنّ الصيام لا يمنعها من خدمة نفسها، و خدمة زوجها و إصلاح بيتها و القيام بأمرها و الاشتغال بمرمّة معيشتها و الصلاة تمنعها من ذلك كلّه، لأنّ الصلاة تكون في اليوم و اللّيلة مرارا، فلا تقوي على ذلك، و الصوم ليس كذلك.

و منها أنّ الصلاة فيها عناء و تعب و اشتغال الأركان، و ليس في الصّوم شيء من ذلك و إنما هو الإمساك عن الطعام و الشراب، و ليس فيه اشتغال الأركان.

و منها أنه ليس من وقت يجيء إلا تجب عليها فيه صلاة جديدة في يومها و ليلتها و ليس الصوم كذلك، لأنه ليس كلّما حدث يوم وجب عليها الصوم، و كلما حدث وقت

ص: 201


1- الخصال: 530.

الصلاة وجب عليها الصلاة.

فإن قال: فلم إذا مرض الرّجل أو سافر في شهر رمضان، فلم يخرج من سفره أو لم يفق من مرضه حتّى يدخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للأول و سقط القضاء فاذا أفاق بينهما أو أقام و لم يقضه، وجب عليه القضاء و الفداء؟ قيل: لأنّ ذلك الصوم إنّما وجب عليه في تلك السنة في ذلك الشهر.

فأما الّذي لم يفق فإنه لمّا أن مرّت عليه السنة كلها، و قد غلب اللّه عليه مثل المغمي عليه الّذي يغمى عليه يوما و ليلة فلا يجب عليه قضاء الصلوات كما قال الصادق عليه السّلام كلما غلب اللّه عليه العبد فهو أعذر له، لانه دخل الشهر و هو مريض فلم يجب عليه الصوم في شهره و لا سنته للمرض الّذي كان فيه و وجب عليه الفداء، لأنه بمنزلة من وجب عليه صوم، فلم يستطع أداه فوجب عليه الفداء كما قال اللّه عزّ و جل: «فَصِيٰامُ شَهْرَيْنِ مُتَتٰابِعَيْنِ ... فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعٰامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً» و كما قال اللّه عز و جل: «فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيٰامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ » فأقام الصدقة مقام الصيام إذا عسر عليه.

فإن قال: فلم فان لم يستطع إذ ذاك فهو الآن فيستطيع ؟ قيل له: لأنه لمّا دخل عليه شهر رمضان آخر وجب عليه الفداء للماضي، لأنّه كان بمنزلة من وجب عليه صوم في كفّارة فلم يستطعه، فوجب عليه الفداء، و إذا وجب الفداء سقط الصوم و الصوم ساقط و الفداء لازم، فإن أفاق فيما بينهما و لم يصمه وجب عليه الفداء لتضييعه و الصّوم لاستطاعته.

فإن قال: فلم جعل الصوم السنة قيل: ليكمل فيه الصوم المفرض.

فإن قال: فلم جعل في كلّ شهر ثلاثة أيام و في كل عشرة أيام يوما قيل: لأنّ اللّه تبارك و تعالى يقول: «مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ ، فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا» فمن صام في كلّ عشرة أيا يوما واحدا فكانما صام الدهر كلّه، كما قال سلمان الفارسى رحمة اللّه عليه: صوم ثلث أيام في شهر صوم الدهر كلّه، فمن وجد شيئا غير الدّهر فليصمه.

فإن قال: فلم جعل أول خميس من العشر الأول، و آخر خميس في العشر الآخر و أربعاء في العشر الأوسط؟ قيل: أما الخميس فإنه قال الصادق عليه السّلام: يعرض في

ص: 202

خميس أعمال العباد على اللّه عزّ و جلّ ، فأحبّ أن يعرض عمل العبد على اللّه تعالى و هو صائم.

فإن قال: فلم جعل آخر الخميس قيل: لأنه إذا عرض عليه عمل ثمانية أيام و العبد صائم كان أشرف و أفضل من أن يعرض عمل يومين و هو صائم، و إنما جعل الأربعاء في العشر الأوسط لأنّ الصادق عليه السّلام أخبر بأنّ اللّه عزّ و جل خلق النار في ذلك اليوم و فيه أهلك القرون الأولى، و هو يوم نحس مستمرّ، فأحبّ أن يدفع العبد عن نفسه نحس ذلك اليوم بصومه.

فإن قال: فلم وجب في الكفارة على من لم يجد تحرير رقبة الصيام دون الحجّ و الصلاة و غيرهما؟ قيل: لأنّ الصلاة و الحجّ و ساير الفرائض مانعة للإنسان من التقلب في أمر دنياه و مصلحة معيشته مع تلك العلل الّتي ذكرناها في الحائض الّتي تقضى الصيام و لا تقضى الصلاة.

فإن قال: فلم وجب عليه صوم شهرين متتابعين دون أن يجب عليه شهر واحد أو ثلاثة أشهر، قيل: لأنّ الفرض الّذي فرض اللّه على الخلق و هو شهر واحد، فضوعف في هذا الشهر في كفّارته توكيد او تغليظا عليه.

فإن قال: فلم جعلت متتابعين، قيل لئلا يهون عليه الأداء فيستخفّ به، لأنه إذا قضاه متفرقا هان عليه القضاء.(1)

58 - الطبرسى رفعه عن الرّضا عليه السّلام قال: تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك.(2).

ص: 203


1- عيون الاخبار: 2-116.
2- مكارم الاخلاق: 157.

كتاب الزكاة

1- باب علة الزكاة

1 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: ذكرت للرّضا عليه السّلام شيئا فقال: اصبر فإني أرجو أن يصنع اللّه لك إن شاء اللّه، ثمّ قال: فو اللّه ما أخر اللّه عن المؤمن من هذه الدّنيا خير له ممّا عجّل له فيها؛ ثمّ صغّر الدّنيا و قال: أيّ شيء هم.

ثمّ قال: إنّ صاحب النعمة على خطر إنّه يجب عليه حقوق اللّه فيها، و اللّه إنّه لتكون عليّ النعم من اللّه عزّ و جلّ فما أزال منها على وجل - و حرّك يده - حتّى أخرج من الحقوق التي يجب للّه عليّ فيها، فقلت: جعلت فداك أنت في قدرك تخاف هذا؟ قال نعم: فأحمد ربّي على ما منّ به عليّ .(1)

2 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قيل لأبي عبد اللّه عليه السّلام: لأيّ شيء جعل اللّه الزّكاة خمسة و عشرين في كلّ ألف، و لم يجعلها ثلاثين ؟ فقال: إنّ اللّه عزّ و جلّ جعلها خمسة و عشرين أخرج من أموال الأغنياء بقدر ما يكتفي به الفقراء، و لو أخرج النّاس زكاة أموالهم ما احتاج أحد.(2)

3 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن سعد بن سعد الأشعريّ ، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألت عن الرّجل تحلّ عليه الزكاة في السنة في ثلاث أوقات أ يؤخّرها حتّى يدفعها في وقت واحد؟ فقال: متى

ص: 204


1- الكافى: 3-502.
2- الكافى: 3-507.

حلّت أخرجها، و عن الزكاة في الحنطة و الشعير، و التمر، و الزبيب متى تجب على صاحبها قال: إذا ما صرم و إذا ما خرص.(1)

4 - الحميرى عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب قال: أخبرنا أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، عن الرّجل يكون في يده المتاع قد بار عليه و ليس يعطى به إلاّ أقلّ من رأس ماله، عليه زكاة ؟ قال: لا قلت: فإنّه مكث عنده عشر سنين، ثمّ باعه كم يزكّي سنة قال: سنة واحدة.(2)

5 - الصدوق قال: و كتب الرّضا عليّ بن موسى عليهم السّلام، إلى محمّد بن سنان فيما كتب إليه من جواب مسائله: إنّ علّة الزّكاة من أجل قوت الفقراء، و تحصين أموال الأغنياء، لأنّ اللّه عزّ و جل كلف أهل الصّحة القيام بشأن أهل الزّمانة و البلوى، كما قد قال تبارك و تعالى: «لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوٰالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ » في أموالكم إخراج الزكاة و في أنفسكم توطين الأنفس على الصبر مع ما في ذلك من أداء شكر نعم اللّه عزّ و جل.

و الطمع في الزّيادة مع ما فيه من الزّيادة و الرأفة و الرحمة لأهل الضعف، و العطف على أهل المسكنة و الحثّ لهم على المواساة و تقوية الفقراء و المعونة لهم على أمر الدين و موعظة لأهل الغنى و عبرة لهم ليستدلوا على فقراء الآخرة بهم، و ما لهم من الحثّ في ذلك على الشكر للّه تبارك و تعالى لما خوّلهم و أعطاهم، و الدّعاء و التضرّع و الخوف من أن يصيروا مثلهم في امور كثيرة في أداء الزكاة و الصدقات و صلة الأرحام و اصطناع المعروف.(3)

2- باب الانفاق

6 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، و محمّد بن يحيى، عن

ص: 205


1- الكافى: 3-523
2- قرب الاسناد: 223.
3- الفقيه 2-4 و العلل: 2-57 و العيون: 2-89.

أحمد بن محمّد بن عيسى جميعا، عن ابن أبي نصر قال: قرأت في كتاب أبي الحسن الرّضا إلى أبي جعفر عليهما السّلام: يا أبا جعفر بلغني أنّ الموالى إذا ركبت أخرجوك من الباب الصغير فإنّما ذلك من بخل منهم لئلاّ ينال منك أحد خيرا، و أسألك بحقّي عليك لا يكن مدخلك و مخرجك إلاّ من الباب الكبير.

فإذا ركبت فليكن معك ذهب و فضّة، ثمّ لا يسألك أحد شيئا إلاّ أعطيته، و من سألك من عمومتك أن تبرّه فلا تعطه أقلّ من خمسين دينارا و الكثير إليك، و من سألك من عمّاتك فلا تعطها أقلّ من خمسة و عشرين دينارا، و الكثير إليك، إنّي إنّما اريد بذلك أن يرفعك اللّه، فأنفق و لا تخش من ذي العرش إقتارا.(1)

7 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: دخل عليه مولى له فقال له، هل أنفقت اليوم شيئا؟ قال: لا و اللّه فقال أبو الحسن عليه السّلام: فمن أين يخلف اللّه علينا، أنفق و لو درهما واحدا.(2)

8 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن صندل، عن ياسر، عن اليسع بن حمزة قال كنت في مجلس أبي الحسن الرضا عليه السّلام أحدّثه، و قد اجتمع إليه خلق كثير يسألونه عن الحلال و الحرام إذ دخل عليه رجل طوال آدم، فقال: السلام عليك يا ابن رسول اللّه رجل من محبّيك و محبّي آبائك و اجدادك عليهم السّلام مصدرى من الحجّ و قد افتقدت نفقتى و ما معي ما أبلغ مرحلة فإن رأيت أن تنهضنى إلى بلدي و للّه عليّ نعمة فإذا بلغت بلدي تصدّقت بالّذي تولّتني عنك فلست موضع صدقة.

فقال له: اجلس رحمك اللّه و أقبل على الناس يحدّثهم حتّى تفرّقوا و بقى هو و سليمان الجعفرىّ و خيثمة و أنا فقال: أ تأذنون لي في الدخول ؟ فقال له سليمان: قدّم اللّه أمرك فقام فدخل الحجرة، و بقي ساعة ثمّ خرج و ردّ الباب و أخرج يده من أعلى الباب و قال: أين الخراسانى ؟ فقال: ها أنا ذا فقال: خذ هذه المائتي دينار و استعن بها في مئونتك و نفقتك و تبرّك بها و لا تصدّق بها عنّي و اخرج فلا أراك و لا ترانى.

ثمّ خرج، فقال له سليمان: جعلت فداك لقد أجزلت و رحمت، فلما ذا سترت وجهك

ص: 206


1- الكافى: 4-43.
2- الكافى: 3-44.

عنه ؟ فقال: مخافة أن أرى ذلّ السّؤال في وجهه لقضائي حاجته أ ما سمعت حديث رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: المستتر بالحسنة يعدل سبعين حجّة و المذيع بالسيّئة مخذول و المستتر بها مغفور له أ ما سمعت قول الأول:

متى آته يوما لأطلب حاجة *** رجعت إلى أهلي و وجهي بمائه (1)

9 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن عمر بن يزيد قال: أخبرت أبا الحسن الرضا عليه السّلام أنّى أصبت بابنين و بقي لي بنيّ صغير، فقال: تصدّق عنه ثم قال حين حضر قيامي، مر الصبي فليتصدّق بيده بالكسرة و القبضة و الشيء و إن قلّ فإنّ كلّ شيء يراد به اللّه و إن قلّ بعد أن تصدّق النيّة فيه عظيم.

إنّ اللّه عزّ و جل يقول: «فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ ، وَ مَنْ يَعْمَلْ مِثْقٰالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ » و قال: «فَلاَ اِقْتَحَمَ اَلْعَقَبَةَ ، وَ مٰا أَدْرٰاكَ مَا اَلْعَقَبَةُ فَكُّ رَقَبَةٍ أَوْ إِطْعٰامٌ فِي يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ ، يَتِيماً ذٰا مَقْرَبَةٍ أَوْ مِسْكِيناً ذٰا مَتْرَبَةٍ » علم اللّه عزّ و جل أنّ كلّ أحد لا يقدر على فكّ رقبة فجعل إطعام اليتيم و المسكين مثل ذلك تصدّق عنه.(2)

10 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن عرفة قال:

قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام: يا ابن عرفة إنّ النّعم كالإبل المعتقلة في عطنها على القوم ما أحسنوا جوارها فإذا أساءوا معاملتها و إنالتها نفرت عنهم.(3)

11 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سمعته يقول: كان رجل من بني إسرائيل و لم يكن له ولد فولد له غلام و قيل له: إنّه يموت ليلة عرسه، فمكث الغلام، فلمّا كان ليلة عرسه نظر إلى شيخ كبير ضعيف فرحمه الغلام، فدعاه فأطمعه فقال له السائل: أحييتني أحياك اللّه، قال: فأتاه آت فى النوم فقال له: سل ابنك ما صنع فسأله فخبّره

ص: 207


1- الكافى: 4-23.
2- الكافى: 3-4.
3- الكافى: 3-38.

بصنيعه قال: فأتاه الآتى مرّة أخرى في النوم، فقال له: إنّ اللّه أحيا لك ابنك بما صنع بالشّيخ.(1)

12 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: السخىّ يأكل طعام النّاس ليأكلوا من طعامه، و البخيل لا يأكل من طعام الناس لئلاّ يأكلوا من طعامه.(2)

13 - الصدوق قال: و قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام: ينبغي للرّجل أن يوسع على عياله لئلا يتمنّوا موته.(3)

14 - عنه قال: حدّثنا أحمد بن هارون الفاميّ ، قال: حدّثنا محمّد بن جعفر بن بطّة قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال: قال سمعت الرّضا عليه السلام يقول: لا يجتمع المال إلاّ بخصال خمس:

ببخل شديد، و أمل طويل، و حرص غالب، و قطيعة الرّحم، و إيثار الدنيا على الآخرة.(4)

15 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليهم السّلام قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

خير مال المرء و ذخائره الصدقة.(5)

16 - عنه بإسناده عن الرضا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: عفوت لكم عن صدقة الخيل و الرّقيق.(6)

17 - عنه باسناده عن الرضا عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: باكروا بالصدقة، فمن باكر بها لم يتخطاه الدعاء.(7)

ص: 208


1- الكافى: 3-7.
2- الكافى: 3-41.
3- الفقيه: 2-39.
4- الخصال: 282.
5- عيون الاخبار: 2-61.
6- عيون الاخبار: 2-61.
7- عيون الاخبار: 2-62.

3- باب زكاة مال الغائب

18 - الطوسى بإسناده عن أحمد بن محمّد عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قلت لأبي الحسن الرّضا عليهم السلام: الرّجل يكون له الوديعة و الدّين، فلا يصل إليهما ثمّ يأخذهما، متى تجب عليه الزكاة ؟ قال: إذا أخذهما ثمّ يحول عليه الحول يزكّي.(1)

4- باب مستحق الزكاة

19 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الرّجل له قرابة و موالي و أتباع يحبّون أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و ليس يعرفون صاحب هذا الأمر، أ يعطون من الزّكاة ؟ قال: لا.(2)

20 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: ينبغي للرّجل أن يوسع على عياله كيلا يتمنّوا موته و تلا هذه الآية: «وَ يُطْعِمُونَ اَلطَّعٰامَ عَلىٰ حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً» قال: الأسير عيال الرّجل ينبغي للرّجل إذا زيد في النعمة أن يزيد أسراءه في السعة عليهم، ثمّ قال: إنّ فلانا أنعم اللّه عليه بنعمة فمنعها اسراءه و جعلها عند فلان: فذهب اللّه بها،

ص: 209


1- التهذيب، 4-34 و الاستبصار: 2-28.
2- الكافى: 3-551 و التهذيب: 4-55.

قال معمر: و كان فلان حاضرا.(1)

21 - عنه - رحمه اللّه - عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن أبي نصر عن الرضا عليه السّلام قال: قال: صاحب النعمة يجب عليه التوسعة على عياله.(2)

22 - الصدوق قال: و قال الرضا عليه السّلام: إنّ بنى تغلب أنفوا من الجزية و سألوا عمر أن يعفيهم فخشي أن يلحقوا بالرّوم، فصالحهم على أن صرف ذلك عن رءوسهم و ضاعف عليهم الصدقة فرضوا بذلك، فعليهم ما صالحوا عليه و رضوا به إلى أن يظهر الحقّ .(3)

23 - عنه قال: و روى محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: بعثت إلى الرضا عليه السّلام بدنانير من قبل بعض أهلي و كتبت إليه اخبره أنّ فيها زكاة خمسة و سبعون و الباقي صلة فكتب عليه السّلام بخطه: قبضت و بعثت إليه بدنانير لي و لغيرى و كتبت إليه أنها من فطرة العيال فكتب عليه السّلام بخطه: قبضت.(4)

24 - الطوسى بإسناده عن محمّد بن يعقوب، عن عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ ، عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن الزكاة هل توضع فيمن لا يعرف، قال: لا و لا زكاة الفطرة.(5)

5- باب زكاة مال اليتيم

25 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السّلام أسأله عن الوصيّ أ يزكّى زكاة الفطرة عن اليتامى

ص: 210


1- الكافى: 4-11.
2- الكافى: 4-11.
3- الفقيه: 2-15.
4- الفقيه: 2-20 و التهذيب: 4-60.
5- التهذيب: 4-52.

إذا كان لهم مال ؟ قال: فكتب عليه السّلام: لا زكاة على يتيم.(1)

26 - الطوسى باسناده عن سعد، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن عبد الحميد، عن محمّد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن صبية صغار لهم مال بيد أبيهم أو أخيهم هل تجب على مالهم زكاة ؟ فقال: لا تجب في ما لهم زكاة حتى يعمل به، فإذا عمل به وجبت الزكاة، فأما إذا كان موقوفا فلا زكاة عليه.(2)

6- باب الخمس

27 - الكلينى عن أحمد، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر، عن الرضا عليه السّلام قال: سئل عن قول اللّه عزّ و جل: «وَ اِعْلَمُوا أَنَّمٰا غَنِمْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَأَنَّ لِلّٰهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِي اَلْقُرْبىٰ » فقيل له: فما كان للّه فلمن هو؟ فقال: لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و ما كان لرسول اللّه، فهو للإمام فقيل له: أ فرأيت إن كان صنف من الأصناف أكثر و صنف أقلّ ، ما يصنع به ؟ قال: ذاك إلى الإمام أ رأيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كيف يصنع ؟ أ ليس إنّما كان يعطى على ما يرى ؟ كذلك الإمام.(3)

28 - عنه عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحسين بن عبد ربّه قال: سرّح الرّضا عليه السّلام بصلة إلى أبي فكتب إليه أبي هل عليّ فيما سرّحت إليّ خمس، فكتب إليه لا خمس عليك فيما سرّح به صاحب الخمس.(4)

29 - عنه عن سهل، عن أحمد بن المثنّى قال: حدّثني محمّد بن زيد الطبريّ قال كتب رجل من تجّار فارس من بعض موالي أبي الحسن الرضا عليه السّلام يسأله الإذن في الخمس فكتب إليه: بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنّ اللّه واسع كريم، ضمن على العمل الثواب، و على الضيق الهمّ ، لا يخلّ مال إلاّ من وجه أحله اللّه، و إنّ الخمس عوننا على ديننا و على

ص: 211


1- الكافى: 3-541 و التهذيب: 4-30.
2- التهذيب: 4-28 و الاستبصار: 2-29.
3- الكافى: 1-544.
4- الكافى: 547.

عيالاتنا و على موالينا، و ما نبذله و نشتري من أعراضنا، ممّن نخاف سطوته، فلا تزووه عنّا و لا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه، فانّ إخراجه مفتاح رزقكم، و تمحيص ذنوبكم، و ما تمهدون لأنفسكم ليوم فاقتكم، و المسلم من يفي للّه بما عهد إليه و ليس المسلم من أجاب باللّسان و خالف بالقلب، و السلام.(1)

30 - عنه عن محمّد بن زيد، قال: قدم قوم من خراسان على أبى الحسن الرضا عليه السّلام فسألوه أن يجعلهم في حلّ من الخمس، فقال: ما أمحل هذا، تمحّضونا بالمودّة بألسنتكم و تزوون عنّا حقا جعله اللّه لنا، و جعلنا له و هو الخمس لا نجعل، لا نجعل، لا نجعل لأحد منكم في حلّ .(2)

31 - الصدوق قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن على بن الشاه الفقيه المروزي بمروالروذ في داره، قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابوريّ ، قال: حدثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد الطائي قال حدثنا أبي قال: حدثنا على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنا أهل بيت لا تحلّ لنا الصدقة و قد أمرنا باسباغ الطهور، و أن لا ننزى حمار اعلى عتيقة.(3)

32 - الطوسى باسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عما أخرج المعدن من قليل أو كثير هل فيه شيء؟ قال: ليس فيه شيء حتّى يبلغ ما يكون في مثله الزكاة عشرين دينارا.(4)

7- باب الخراج

33 - الطوسى بإسناده عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي بن أحمد بن أشيم، عن صفوان بن يحيى، و أحمد بن محمّد بن

ص: 212


1- الكافى: 1-547.
2- الكافى: 1-548.
3- عيون الاخبار: 2-29.
4- التهذيب: 4-138.

أبي نصر قال: ذكرنا له الكوفة و ما وضع عليها من الخراج، و ما سار فيها أهل بيته فقال: من أسلم طوعا تركت أرضه في يده و أخذ منه العشر مما سقت السماء، و الأنهار و نصف العشر، ممّا سقي بالرشا فيما عمروه منها، و ما لم يعمروه.

منها أخذه الإمام فيقبله ممّن يعمره و كان للمسلمين، و على المتقبلين في حصصهم العشر و نصف العشر، و ليس في أقلّ من خمسة أوساق شيء من الزكاة، و ما أخذ بالسيف، فذلك للإمام يقبله بالذى يرى، كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بخيبر قبل سوادها و بياضها، - يعنى أرضها و نخلها - و الناس، يقولون لا تصلح، قبالة الأرض و النخل، و قد قبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خيبر، و على المتقبلين، سوى قبالة الأرض و العشر و نصف العشر في حصصهم، ثمّ قال: إنّ أهل الطائف أسلموا و جعلوا عليهم العشر و نصف العشر، و أنّ أهل مكّة دخلها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عنوة و كانوا اسراء في يده فأعتقهم و قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء(1).

34 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال ذكرت لأبي الحسن الرّضا عليه السّلام الخراج و ما سار به أهل بيته ؟ فقال: العشر و نصف العشر على من أسلم تطوّعا تركت أرضه في يده و أخذ منه العشر و نصف العشر فيما عمر منها، و ما لم يعمر منها أخذه الوالي، فقبله ممّن يعمره، و كان للمسلمين و ليس فيما كان أقلّ من خمسة أوساق شيء.

و ما أخذ بالسيف، فذلك للإمام يقبله بالذي يرى كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بخيبر قبل أرضها، و نخلها، و الناس يقولون لا تصلح قبالة الأرض و النخل إذا كان البياض أكثر من السواد، قد قبل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خيبر و عليهم في حصصهم العشر و نصف العشر.(2)

ص: 213


1- التهذيب: 4-118.
2- التهذيب: 4-119.

كتاب الحج

1- باب ابتداء الكعبة و الحرم

1 - الكلينى عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الحرم، و أعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض و بعضها أبعد من بعض ؟ فقال: إنّ اللّه تعالى عزّ و جل لمّا أهبط آدم من الجنّة هبط على أبي قبيس فشكا إلى ربّه الوحشة، و أنّه لا يسمع ما كان يسمعه في الجنة، فأهبط اللّه عزّ و جلّ عليه ياقوتة حمراء فوضعها في موضع البيت، فكان يطوف بها آدم، فكان ضوءها يبلغ موضع الأعلام فيعلم الأعلام على ضوئها و جعله اللّه حرما(1).

2 - الصدوق قال: حدّثنا على بن أحمد بن موسى رحمه اللّه، قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العبّاس، قال حدّثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله علّة وضع البيت وسط الأرض لأنّه الموضع الذي، من تحته دحيت الأرض و كلّ ريح، تهبّ في الدنيا، فإنها تخرج من تحت الركن الشامي، و هى أوّل بقعة وضعت في الأرض لأنها الوسط ليكون الفرض لأهل المشرق و المغرب سواء(2).

3 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد رضي اللّه عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ عن محمّد بن إسماعيل البرمكيّ عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن الرضا عليه السّلام كتب إليه

ص: 214


1- الكافى: 4-195 و العيون: 284 و العلل: 2-107.
2- علل الشرائع: 2-82.

في ما كتب من جواب مسائله: سمّيت مكة مكة، لأنّ الناس كانوا يمكّون فيها، و كان يقال لمن قصدها قد مكا، و ذلك قول اللّه عز و جلّ «وَ مٰا كٰانَ صَلاٰتُهُمْ عِنْدَ اَلْبَيْتِ إِلاّٰ مُكٰاءً وَ تَصْدِيَةً » فالمكاء التصفير و التصدية صفق اليدين.(1)

2- باب فضل الحج و العمرة

4 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن العمرة أ واجبة هي ؟ قال: نعم، قلت: فمن تمتّع يجزئ عنه ؟ قال: نعم(2).

5 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضّال، عن الرّضا عليه السّلام قال: سمعته يقول ما وقف أحد في تلك الجبال إلاّ استجيب له، فأما المؤمنون، فيستجاب لهم في آخرتهم، و أما الكفّار فيستجاب لهم في دنياهم(3).

6 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و أحمد بن محمّد جميعا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبد اللّه قال: قلت للرّضا عليه السّلام: جعلت فداك إنّ أبي حدّثني عن آبائك عليهم السّلام أنّه قيل لبعضهم: إنّ في بلادنا موضع رباط يقال له قزوين و عدّوا يقال له: الدّيلم فهل من جهاد أوهل من رباط؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجّوه، ثمّ قال: فأعاد عليه الحديث ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول: عليكم بهذا البيت فحجّوه، ثم قال في الثالثة: أ ما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق علي عياله ينتظر أمرنا، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بدرا و إن لم يدركه كان كمن كان مع قائمنا في فسطاطه هكذا و هكذا - و جمع بين سبّابتيه - فقال أبو الحسن عليه السّلام: صدق هو على ما ذكر(4).

ص: 215


1- علل الشرائع: 2-83.
2- الكافى: 4-543
3- الكافى: 4-256.
4- الكافى: 4-260.

7 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن عليّ ، عن الحسن ابن الجهم عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: ما يقف أحد على تلك الجبال برّ و لا فاجر إلاّ استجاب اللّه له، فأمّا البرّ فيستجاب له في آخرته و دنياه، و أما الفاجر فيستجاب له في دنياه(1).

8 - الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعرى، عن سلمة بن الخطاب عن أحمد بن عليّ عن الحسن بن عليّ الدّيلمى مولى الرضا قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: من حجّ بثلاثة نفر من المؤمنين فقد اشترى نفسه من اللّه عزّ و جلّ بالثمن و لم يسأله من أين كسب ماله من حلال أو حرام(2).

9 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العبّاس، قال حدّثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن بن موسى الرّضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: أنّ علّة الحجّ الوفادة إلى اللّه عزّ و جل و طلب الزيادة و الخروج من كلّ ما اقترف، و ليكون تائبا ممّا مضى مستأنفا لما يستقبل، و ما فيه من استخراج الأموال و تعب الأبدان، و حظرها عن الشهوات و اللذات و التقرّب في العبادة إلى اللّه عزّ و جلّ و الخضوع و الاستكانة، و الذلّ شاخصا في الحرّ و البرد و الأمن و الخوف دائبا في ذلك دائما و ما فيه ذلك لجميع الخلق من المنافع و الرغبة و الرّهبة إلى اللّه عزّ و جلّ .

و منه ترك قساوة القلب و خساسة الأنفس و نسيان الذكر، و انقطاع الرّجاء و الأمل و تجديد الحقوق و حظر الأنفس عن الفساد، و منفعة من في المشرق و المغرب و في البرّ و البحر ممن يحجّ و ممن لا يحجّ من تاجر و جالب، و بايع و مشتري و كاسب و مسكين و قضاء حوائج أهل الاطراف و المواضع الممكن لهم، الاجتماع فيها كذلك ليشهدوا منافع لهم.

و علة فرض الحجّ مرّة واحدة، لأنّ اللّه تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم

ص: 216


1- الكافى: 4-262.
2- الخصال: 118 و العيون: 1-257.

قوّة فمن تلك الفرائض الحجّ المفروض واحدا ثمّ رغب أهل القوّة على قدر طاقتهم(1)

10 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه، قال:

حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطيّ ، قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: كيف صنعت في عامك، فقال: اعتمرت في رجب و دخلت متمتّعا و كذلك أفعل إذا اعتمرت(2).

11 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رحمه اللّه، قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبيه عن الحسين بن خالد، قال:

قلت لأبي الحسن عليه السّلام: لأيّ شيء صار الحاجّ لا يكتب عليه ذنب أربعة أشهر؟ قال لأنّ اللّه تعالى أباح للمشركين الحرم أربعة أشهر إذ يقول: «فَسِيحُوا فِي اَلْأَرْضِ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ» فمن ثمّ وهب لمن حجّ من المؤمنين البيت الذنوب أربعة أشهر(3).

12 - عنه باسناده عن الفضل بن شاذان قال: فان قال: لم أمر بالحجّ؟ قيل:

لعلّة الوفادة إلى اللّه عزّ و جلّ و طلب الزيادة و الخروج من كلّ ما اقترف العبد، تائبا ممّا مضى مستأنفا لما يستقبل مع ما فيه من إخراج الأموال و تعب الأبدان و الاشتغال عن الاهل و الولد و حظر الأنفس عن اللذات شاخص في الحرّ و البرد ثابت ذلك عليه دائم مع الخضوع و الاستكانة، و التذلل، مع ما في ذلك لجميع الخلق، من المنابع في شرق الأرض، و غربها و من في البرّ و البحر ممن يحجّ و ممّن لا يحجّ من تاجر و جالب و بايع و مشترى و كاسب و مسكين و مكار و فقير و قضاء حوائج أهل الاطراف في المواضع الممكن لهم الاجتماع فيها.

مع ما فيه من التفقه و نقل أخبار الأئمة عليهم السّلام إلى كل صقع و ناحية كما قال اللّه تعالى: «فَلَوْ لاٰ نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طٰائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي اَلدِّينِ وَ لِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذٰا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ و لِيَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ » .

ص: 217


1- علل الشرائع: 2-90
2- عيون الاخبار: 2-16.
3- عيون الاخبار: 2-83.

فإن قال فلم امروا بحجّة واحدة لا أكثر من ذلك ؟ قيل له: لأنّ اللّه تعالى وضع الفرائض على أدنى القوم مرّة كما قال اللّه عزّ و جل: «فَمَا اِسْتَيْسَرَ مِنَ اَلْهَدْيِ » يعنى شاة ليسع له القوىّ و الضعيف، و كذلك ساير الفرائض إنما وضعت على أدنى القوم قوّة فكان من تلك الفرائض الحجّ المفروض واحدا، ثم رغب بعد، أهل القوّة بقدر طاقتهم.

فإن قال: فلم أمر بالتمتّع بالعمرة إلى الحجّ؟ قيل ذلك تخفيف من ربّكم و رحمة لأن يسلم النّاس من إحرامهم و لا يطول عليهم ذلك، فتداخل عليهم الفساد و لا يكون الحجّ و العمرة واجبين جميعا فلا تعطل العمرة و لا تبطل، و لا يكون الحجّ مفردا من العمرة و يكون بينهما فصل تمييز، و قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: دخلت العمرة في الحجّ إلى يوم القيمة و لو لا أنّه عليه السّلام كان ساق الهدي، و لم يكن له أن يحلّ حتى يبلغ الهدى محله لفعل كما أمر الناس و لذلك قال: لو استقبلت من أمري ما استدبرت، لفعلت كما أمرتكم و لكني سقت الهدى و ليس لسائق الهدى أن يحلّ حتى يبلغ الهدي محلّه فقام إليه رجل(1)، فقال: يا رسول اللّه نخرج حجاجا و رءوسنا تقطر من ماء الجنابة فقال إنك لن تؤمن بهذا أبدا.

فإن قال: فلم جعل وقتها عشر ذي الحجّة قيل: لأنّ اللّه تعالى أحبّ أن يعبد بهذه العبادة في أيام التشريق و كان أوّل ما حجّت إليه الملائكة و طافت به في هذا الوقت فجعله سنة، و وقتا إلى يوم القيمة، فأما النبيّون آدم و نوح و إبراهيم و موسى و عيسى و محمّد صلّى اللّه عليه و عليهم أجمعين و غيرهم من الأنبياء إنما حجّوا في هذا الوقت فجعلت سنة في أولادهم إلى يوم القيمة(2).

13 - الطوسى باسناده عن ابن بنت الياس عن الرضا عليه السّلام قال: إنّ الحج و العمرة ينفيان الفقر و الذنوب كما ينفى الكير الخبث من الحديد.(3)

ص: 218


1- و هو عمر بن الخطاب كما ذكره الفريقين.
2- عيون الاخبار: 2-119.
3- التهذيب: 5-22.

3- باب احكام الحرم و المحرم

14 - الحميرى عن البزنطى قال: و سأله صفوان و أنا حاضر عن الرّجل يؤدّب مملوكه في الحرم فقال كان أبو جعفر ضرب فسطاطه في حدّ الحرم، ثمّ بعض أطنابه في الحرم و بعضها في الحلّ ، فاذا أراد أن يؤدّب بعض خدمه أخرجه من الحرم فأدّبه في الحلّ .(1)

15 - الكلينى عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن المحرم يشتري الجواري و يبيع ؟ قال: نعم.(2)

16 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: كتبت إليه أنّ بعض مواليك بالبصرة يحرمون ببطن العقيق، و ليس بذلك الموضع ماء و لا منزل، و عليهم في ذلك مئونة شديدة و يعجّلهم أصحابهم و جمالهم، و من وراء بطن العقيق بخمسة عشر ميلا منزل فيه ماء و هو منزلهم، الّذي ينزلون فيه فترى أن يحرموا من موضع الماء لرفقه بهم و خفته عليهم ؟ فكتب: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، وقّت المواقيت لأهلها، و لمن أتى عليها من غير أهلها و فيها رخصة لمن كانت به علّة فلا يجاوز الميقات إلاّ من علّة.(3)

17 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعا عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن محرم انكسرت

ص: 219


1- قرب الاسناد: 213.
2- الكافى: 4-473 و الفقيه: 2-308.
3- الكافى: 3-223.

ساقة أيّ شيء يكون حاله و أيّ شيء عليه ؟ قال: هو حلال من كلّ شيء، قلت من النساء و الثياب و الطيّب ؟ فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم.

و قال: أ ما بلغك قول أبي عبد اللّه عليه السّلام، حلني حيث حبستني لقدرك الّذي قدرت عليّ ، قلت، أصلحك اللّه ما تقول في الحجّ؟ قال: لا بدّ أن يحجّ من قابل: قلت: أخبرني عن المحصور و المصدود هما سواء؟ فقال: لا، قلت: فأخبرني عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين صدّه المشركون قضى عمرته ؟ قال: لا و لكنّه اعتمر بعد ذلك.(1)

18 - الصدوق قال: و روى البزنطي عن أبى الحسن عليه السّلام قال: سألته عن محرم أصاب أرنبا أو ثعلبا قال: في الأرنب دم شاة.(2)

19 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الحرم و أعلامه كيف صار بعضها أقرب من بعض و أبعد من بعض ؟ فقال: إنّ اللّه عزّ و جل لما أهبط آدم من الجنة أهبط على أبي قبيس، فشكى إلى ربّه عزّ و جلّ الوحشة و أنه لا يسمع ما كان يسمع في الجنة فأهبط اللّه عزّ و جل عليه ياقوتة حمراء، فوضعها في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السّلام و كان ضوئها يبلغ موضع الأعلام فعلمت الاعلام على ضوئها فجعله اللّه عز و جلّ حرما.(3)

20 - عنه قال: حدثنا أبي رضى اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال:

حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء ابن بنت إلياس، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنه قال: إذا أهلّ هلال ذي الحجّة و نحن بالمدينة، لم يكن لنا أن نحرم إلا بالحجّ لأنا نحرم من الشجرة، و هو الّذي وقت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و أنتم إذا قدمكم من العراق فأهلّ الهلال، فلكم أن تعتمروا، لأنّ بين أيديكم ذات عرق و غيرها ممّا وقت لكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال له الفضل: فلى الآن أن أتمتع و قد طفت بالبيت فقال

ص: 220


1- الكافى: 4-369.
2- الفقيه: 2-233.
3- علل الشرائع: 2-105.

له: نعم، فذهب بها محمّد بن جعفر إلى سفيان بن عيينة و أصحاب سفيان، فقال لهم: إنّ فلانا قال: كذا و كذا، فشنع على أبى الحسن عليه السّلام.(1)

21 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أخيه، إسحاق بن إبراهيم، عن مقاتل بن مقاتل؛ قال رأيت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، في يوم الجمعة في وقت الزوال على ظهر الطريق يحتجم و هو محرم.(2)

22 - عنه قال: حدّثنا الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان رضى اللّه عنه، قال: حدّثني عمّى محمّد بن شاذان، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السلام يحدّث عن أبيه، عن آبائه عن علي عليهم السّلام أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله احتجم و هو صائم محرم.(3)

23 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد ابن أحمد بن يحيى بن عمران الاشعريّ قال: حدّثنا موسى بن عمر، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: رأيت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام، و هو محرم خاتما.(4)

24 - الطوسىّ بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن المرأة تدخل مكة متمتعة فتحيض قبل أن تحلّ متى تذهب متعتها؟ قال: كان جعفر عليه السّلام يقول زوال الشمس من يوم التروية، و كان موسى عليه السّلام يقول صلاة الصبح من يوم التروية، فقلت: جعلت فداك عامّة مواليك يدخلون يوم التروية و يطوفون و يسعون ثم يحرمون بالحجّ .

فقال: زوال الشمس، فذكرت له رواية عجلان أبي صالح فقال: لا، إذا زالت الشمس ذهبت المتعة فقلت: فهي على إحرامها أو تجدّد إحرامها للحجّ؟ فقال: لا، هي على إحرامها، فقلت: فعليها هدي فقال: لا؟ إلا أن تحبّ أن تطوّع، ثم قال: أمّا

ص: 221


1- عيون الاخبار: 2-15.
2- عيون الاخبار: 2-16.
3- عيون الاخبار: 2-17.
4- عيون الاخبار: 2-17.

نحن فإذا رأينا هلال ذى الحجة قبل أن نحرم فاتتنا المتعة.(1)

25 - عنه بإسناده، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته عن محرم انكسرت ساقة، أىّ شيء حلّ له و أي شيء عليه ؟ قال: هو حلال من كلّ شيء فقلت: من النساء و الثياب و الطيب فقال: نعم من جميع ما يحرم على المحرم و قال: أما بلغلك قول أبي عبد اللّه عليه السّلام و حلّنى حيث حبستنى لقدرك الّذي قدرت عليّ ، قلت: أصلحك اللّه ما تقول في الحجّ؟ قال: لا بدّ أن يحجّ من قابل: قال: قلت فأخبرني عن المحصور و المصدود هما سواء قال: لا قلت: فأخبرني عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حين ردّه المشركون قضى عمرته، فقال: لا و لكنّه اعتمر بعد ذلك.(2)

26 - عنه بإسناده عن محمّد بن يعقوب، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد ابن أبى نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنه سئل عن المتمتع متى يقطع التلبية ؟ قال: إذا نظر إلى أعراش مكة عقبة ذي طوى قلت: بيوت مكة: قال: نعم.(3)

27 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السلام قال سألته عن رجل متمتع كيف يصنع ؟ قال: ينوي العمرة و يحرم بالحجّ .(4)

4- باب التلبية

28 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنّه سئل عن المتمتع متى يقطع التلبية، قال: إذا نظر إلى أعراش مكة عقبة ذي طوى قلت بيوت مكة ؟ قال: نعم.(5)

ص: 222


1- التهذيب: 4-391 و الاستبصار: 2-311.
2- التهذيب: 5-264.
3- التهذيب: 5-94 و الاستبصار: 2-176.
4- الاستبصار: 2-167.
5- الكافى: 4-399 و الاستبصار: 2-186.

29 - الحميرى عن البزنطى قال: و سألته عن الرجل يعتمر عمرة المحرم من أين يقطع التلبية قال: كان أبو الحسن عليه السّلام بقطع التلبية إذا نظر إلى بيوت مكّة، و سألته كيف أصنع إذا أردت الإحرام، قال: فقال: عقد الإحرام في دبر الفريضة حتّى إذا استوت بك البيداء قلبه قلت: أ رأيت إذا كنت محرما من طريق العراق قال: لبه اذا استوى بك بعيرك(1).

30 - الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد بن محمّد بن عمران الدقاق رضى اللّه عنه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن جعفر الأسديّ ، عن سهل بن زياد الأدميّ ، عن جعفر بن عثمان الدارميّ ، عن سليمان بن جعفر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن التلبية و علّتها؟ فقال: إنّ الناس إذا أحرموا ناداهم اللّه عزّ و جلّ ، فقال: عبادي و إمائي لأحرمنكم على النار كما أحرمتم لي، فيقولون: لبيك اللهم لبيك إجابة للّه عز و جلّ على ندائه إياهم(2).

5- باب الاستظلال

31 - الكلينى، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن جعفر بن المثنى الخطيب، عن محمّد بن الفضيل؛ و بشر بن إسماعيل قال: قال لي محمّد بن إسماعيل:

ألا أسرّك يا ابن مثنّى قال: قلت: بلى و قمت إليه، قال: دخل هذا الفاسق آنفا، فجلس قبالة أبي الحسن عليه السّلام، ثم أقبل عليه فقال له يا أبا الحسن: ما تقول في المحرم أ يستظلّ على المحمل ؟ فقال له: لا، قال: فيستظلّ في الخبأ، فقال له: نعم، فأعاد عليه القول شبه المستهزئ يضحك.

فقال: يا أبا الحسن فما فرق بين هذا و هذا فقال: يا أبا يوسف إنّ الدين ليس بقياس كقياسكم أنتم تلعبون بالدّين إنّا صنعنا كما صنع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قلنا كما قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، يركب راحلته فلا يستظلّ عليها و تؤذيه

ص: 223


1- قرب الاسناد: 223.
2- عيون الاخبار: 2-83.

الشمس فيستر جسده بعضه ببعض، و ربّما ستر وجهه بيده و إذا نزل استظل بالخباء و فيء البيت و فيء الجدار(1).

32 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام: هل يجوز للمحرم أن يمشى تحت ظلّ المحمل ؟ فكتب: نعم، قال: و سأله رجل عن الظلال للمحرم من أذى مطر أو شمس، و أنا أسمع فأمره أن يفدى شاة و يذبحها بمنى(2).

33 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبى محمود قال: قلت للرّضا عليه السّلام:

المحرم يظلّل على محمله و يفتدي إذا كانت الشمس و المطر يضرّ ان به ؟ قال، قلت:

كم الفداء؟ قال: شاة(3).

34 - الطوسى باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن الحسن بن علي، عن العباس بن معروف عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن المحرم له زميل فاعتلّ فظلّل على رأسه أله أن يستظلّ؟ قال: نعم(4).

35 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن سعد الأشعرىّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن المحرم يظلّل على نفسه فقال: أ من علّة ؟ قلت يؤذيه حرّ الشمس و هو محرم فقال: هي علة يظلّل و يفدي(5).

6- باب الصيد

36 - الحميري عن البزنطى قال: و سألته عن المتعمد في الصيد و الجاهل و الخطاء سواء فيه ؟ قال: لا قلت: الجاهل عليه شيء قال: نعم قلت له: جعلت فداك فالعمد بأيّ شيء

ص: 224


1- الكافى: 4-350.
2- الكافى: 4-351.
3- الكافى: 4-351.
4- التهذيب: 5-311 و الاستبصار: 2-185.
5- الاستبصار: 2-186 و التهذيب: 5-310.

يفضل صاحب الجهالة قال بالإثم و هو لاعب بدينه(1).

37 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن المحرم يصيد الصيد بجهالة، قال: عليه كفّارة، قلت فإنّه أصابه خطأ، قال: و أىّ شيء الخطاء عندك ؟ قلت: يرمى هذه النخلة، فيصيب نخلة أخرى، قال: نعم هذا الخطأ، و عليه الكفّارة، قلت: فانّه أخذ طائرا متعمدا فذبحه و هو محرم ؟ قال: عليه الكفّارة، قلت أ لست قلت: إنّ الخطأ و الجهالة و العمد ليسوا بسواء فلأيّ يفضل المتعمّد الجاهل و الخاطئ قال:

إنّه أثم و لعب بدينه(2).

38 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان بن يحيى عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: من أصاب طيرا في الحرم و هو محلّ فعليه القيمة و القيمة درهم يشتري به علفا لحمام الحرم(3).

7- باب نزول المزدلفة و منى

39 - البرقى - رحمه اللّه - عن الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قال أبو - عبد اللّه عليه السّلام: اذا أفاض الرّجل من منى، وضع ملك يده بين كتفيه، ثم قال له:

استأنف(4).

40 - الصدوق - رحمه اللّه - قال: حدّثنا علي بن أحمد رحمه اللّه قال حدّثنا محمّد بن - أبي عبد اللّه الكوفي عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن علي بن العباس قال حدّثنا القاسم بن الربيع الصّحاف عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن الرضا عليه السّلام كتب إليه العلة التي

ص: 225


1- قرب الاسناد: 233.
2- الكافى: 4-371.
3- الكافى: 4-233.
4- المحاسن: 1-66

من أجلها سمّيت منى منى إنّ جبرئيل عليه السّلام قال هناك يا إبراهيم تمنّ على ربك ما شئت، فتمنى إبراهيم في نفسه أن يجعل اللّه مكان ابنه إسماعيل كبشا يأمره بذبحه فداء له فأعطى مناه(1).

41 - الطوسى باسناده عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن ابى الحسن عليه السّلام، قال: حصى الجمار يكون مثل الأنملة و لا تأخذها سودا و لا بيضا و لا حمراء خذها كحلية منقطة، تخذفهن خذفا و تضعها على الابهام و تدفعها بظفر السبابة قال: و ارمها من بطن الوادى و اجعلهن على يمينك كلّهن و لا ترم أعلى الجمرة، و تقف عند الجمرتين الاوّلتين و لا تقف عند جمرة العقبة(2).

8- باب الذبح

42 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال: كان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يضحى بكبشين أملحين أقرنين(3).

43 - عنه قال: حدّثنا أبي رحمه اللّه، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن عليه السّلام: قال: قلت له عن كم تجزى البدنة ؟ قال: عن نفسة واحدة، قلت: فالبقرة ؟ قال: تجزى عن خمسة إذا كانوا يأكلون على مائدة واحدة.

قلت: كيف صارت البدنة لا تجزى إلاّ عن واحدة و البقرة تجزى عن خمسة ؟ قال: لأنّ البدنة لم تكن فيها من العلّة ما كان في البقرة إنّ الّذين أمروا قوم موسى عليه السّلام بعبادة العجل كانوا خمسة أنفس؛ و كانوا أهل بيت يأكلون على خوان واحد و هم أذينوية، و أخوه مبذويه و ابن أخيه و ابنته و امرأته هم الذين امروا بعبادة العجل و هم الذين ذبحوا البقرة الّتي أمر اللّه تبارك و تعالى بذبحها(4).

ص: 226


1- علل الشرائع: 2-120
2- التهذيب: 5-197
3- عيون الاخبار: 2-63
4- عيون الاخبار: 2-83

44 - الطوسى باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين، عن الحسن بن علي ابن فضال عن سوادة القطّان و على بن أسباط عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قالا: قلنا له: جعلنا فداك عزّت الأضاحي علينا بمكة، أ فيجزي اثنين أن يشتركا في شاة ؟ فقال:

نعم و عن سبعين(1).

45 - عنه عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن منصور بن العباس، عن علي بن أسباط عن بعض أصحابنا عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قلت: رجل تمتع بالعمرة إلى الحجّ و في عيبته ثياب له، أ يبيع من ثيابه شيئا و يشترى هديا؟ قال: لا، هذا مما يتزين به المؤمن، يصوم و لا يأخذ من ثيابه شيئا.(2)

9- باب رمى الجمرات

46 - الحميري، عن البزنطى قال: و قال في رمي الجمار ارمها في بطن الوادى و اجعلهنّ كلّهنّ عن يمينك و لا ترم أ علي الجمرة و ليكن الحصى مثل الأنملة و قال في الحصى لا تأخذها سوداء و لا بيضاء و لا حمراء، خذها كحلة منقطة تخذفهن خذفا تضعها على الإبهام و تدفعها بظهر السبابة، و قال: تقف عند الجمرتين الاوّلتين و لا تقف عند جمرة العقبة(3).

47 - الكلينى عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن همّام قال. سمعت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام يقول: لا ترمي الجمرة يوم النحر حتّى تطلع الشمس؛ و قال: ترمى الجمار من بطن الوادي و تجعل كل جمرة عن يمينك، ثمّ تنفتل في الشقّ الآخر إذ رميت جمرة العقبة.(4)

48 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر

ص: 227


1- التهذيب: 5-209.
2- التهذيب: 5-238.
3- قرب الاسناد: 211.
4- الكافى: 4-482.

عن أبي الحسن عليه السّلام قال: حصى الجمار تكون مثل الأنملة و لا تأخذها سوداء و لا بيضاء و لا حمراء خذها كحلية منقطة تخذ فهنّ خذفا و تضعها على الإبهام و تدفعها بظفر السّبابة و ارمها من بطن الواديّ و اجعلهنّ عن يمينك كلهنّ و لا ترم على الجمرة و تقف عند الجمرتين الأوّلتين و لا تقف عند جمرة العقبة.(1)

10- باب الحلق

49 - الكليني عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: إنّا حين نفرنا من منى أقمنا أيّاما، ثمّ حلقت رأسي طلب التلذّذ فدخلني من ذلك شيء؟ فقال: كان أبو الحسن صلوات اللّه عليه إذا خرج من مكّة، فأتي بثيابه حلق رأسه؛ قال: و قال في قول اللّه عزّ و جلّ : «ثُمَّ لْيَقْضُوا، تَفَثَهُمْ وَ لْيُوفُوا نُذُورَهُمْ » قال:

التفث تقليم الأظفار و طرح الوسخ و طرح الإحرام.(2)

50 - الصدوق قال: و روي أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: قلت له إنّ أصحابنا يروون أنّ حلق الرأس في غير حجّ و لا عمرة مثلة فقال: كان أبو الحسن عليه السّلام إذا قضى نسكه عدل إلى قرية يقال لها ساية فحلق.(3)

11- باب الطواف

51 - الكليني - رحمه اللّه - عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبيد اللّه قال: سئل الرّضا عليه السّلام عن الحجر الأسود و هل يقاتل عليه النّاس إذا كثروا؟ قال: إذا كان كذلك فأوم إليه إيماء بيدك.(4)

ص: 228


1- الكافى: 4-478.
2- الكافى: 4-503.
3- الفقيه: 2-309.
4- الكافى: 4-405 و التهذيب: 5-103.

52 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن أبى محمود قال:

قلت للرضا: عليه السّلام أ صلّى ركعتى طواف الفريضة خلف المقام حيث هو الساعة أو حيث كان على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: حيث هو الساعة.(1)

53 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام في الّذي عليه المشى في الحجّ : إذا رمى الجمار زار البيت راكبا و ليس عليه شيء.(2)

54 - الصدوق قال: روى الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همام المكّي عن أبي الحسن الرضا عن أبيه عليهم السّلام قال قال: أبو عبد اللّه عليه السّلام: في الّذي عليه المشي إذا رمى الجمرة زار البيت راكبا.(3)

55 - عنه قال: حدّثنا علي بن أحمد بن محمّد قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي، عن محمّد بن إسماعيل البرمكي، عن على بن عباس، عن القسم بن الربيع الصحاف عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة استلام الحجر أنّ اللّه تبارك و تعالى لما أخذ مواثيق بني آدم التقمه الحجر، فمن ثمّ كلّف الناس بمعاهدة ذلك الميثاق، و من ثمّ يقال عند الحجر: «أمانتي أدّيتها، و ميثاقي تعاهدته، لتشهد لي بالموافاة» و منه قول سلمان رضى اللّه عنه: ليجيئنّ الحجر يوم القيمة مثل جبل أبي قبيس له لسان و شفتان لمن وفاه بالموافاة.(4)

56 - عنه قال: حدّثنا علي بن أحمد رحمه اللّه قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل عن عليّ بن العباس قال: حدّثنا القاسم بن الرّبيع الصحاف عن محمّد بن سنان أنّ الرّضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علّة الطواف بالبيت أنّ اللّه تبارك و تعالى قال للملائكة: «إِنِّي جٰاعِلٌ فِي اَلْأَرْضِ خَلِيفَةً قٰالُوا: أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا وَ يَسْفِكُ اَلدِّمٰاءَ » فردّوا على اللّه تبارك و تعالى هذا الجواب.

ص: 229


1- الكافى: 4-423.
2- الكافى: 4-457.
3- الفقيه: 2-346.
4- علل الشرائع: 2-109 و العيون 2-91.

فعلموا أنهم أذنبوا فندموا فلا ذو العرش، فاستغفروا، فأحبّ اللّه عزّ و جل أن يتعبّد بمثل ذلك العباد فوضع في السماء الرابعة بيتا بحذاء العرش يسمّى الضراح ثم وضع في السماء الدنيا بيتا يسمى، (البيت) المعمور بحذاء الضراح، ثمّ وضع البيت، بحذاء البيت العمور، ثم أمر آدم عليه السّلام، فطاف به فتاب اللّه عليه و جرى ذلك في ولده إلى يوم القيمة.(1)

57 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ ، قال: حدّثني أبو سعيد الآدمى، عن أحمد بن موسى بن سعد، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: كنت معه في الطواف، فلما صرنا معه بحذاء الركن اليماني أقام عليه السّلام فرفع يديه، ثمّ قال: «يا اللّه يا وليّ العافية، و يا خالق العافية، و يا رازق العافية و المنعم و المنّان بالعافية، و المتفضل بالعافية عليّ و على جميع خلقك، يا رحمن الدنيا و الآخرة و رحيمها صل على محمّد و آل محمّد، و ارزقنا العافية و دوام العافية، و تمام العافية و شكر العافية في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين.(2)

58 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي محمود قال:

قلت للرضا عليه السّلام: استلم اليماني و الشامي و الغربي ؟ قال: نعم.(3)

59 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السّلام عن الرّجل يطوف الأسباع جميعا فيقرن ؟ فقال: لا، الاسبوع و ركعتان.(4)

60 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل ابن بزيع قال:

سألت الرضا عليه السّلام: عن صلاة طواف التطوّع بعد العصر؟ فقال: لا فذكرت له قول بعض آبائه عليهم السّلام أنّ الناس لم يأخذوا عن الحسن و الحسين عليهما السّلام إلا الصلاة بعد العصر

ص: 230


1- علل الشرائع: 3-91 و العيون: 2-91.
2- عيون الاخبار: 2-16.
3- التهذيب: 5-106 و الاستبصار: 2-216.
4- التهذيب: 5-116 و الاستبصار: 2-221.

بمكة فقال: نعم و لكن إذا رأيت الناس يقبلون على شيء فاجتنبه، فقلت: إنّ هؤلاء يفعلون فقال: لستم مثلهم.(1)

61 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن محمّد بن إسماعيل قال: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السّلام: هل يجوز للمحرم المتمتع أن يمسّ الطيب قبل أن يطوف طواف النساء؟ فقال: لا(2).

12- باب الكفارات

62 - الكلينى باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن عليه السّلام، قال:

سألته عن محرم أصاب أرنبا أو ثعلبا قال: في الأرنب شاة(3).

63 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه عن بعض أصحابه، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قلت له: رجل تمتع بالعمرة إلى الحجّ في عيبته ثياب له يبيع من ثيابه و يشترى هديه ؟ قال: لا هذا يتزيّن به المؤمن، يصوم و لا يأخذ شيئا من ثيابه،(4).

64 - عنه عن عدة من أصحابنا، عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن عبد اللّه الكرخىّ قال: قلت للرّضا عليه السّلام: المتمتّع يقدم ليس معه هدى أ يصوم ما لم يجب عليه ؟ قال:

يصر إلى يوم النحر فان لم يصب فهو ممّن يجدّ،(5).

65 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن سعد الاشعريّ القمي عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن المحرم يشترى الجواهر و يبيع ؟ قال: نعم(6).

ص: 231


1- التهذيب: 5-142 و الاستبصار: 307.
2- الاستبصار: 2-290.
3- الكافى: 4-387.
4- الكافى: 4-508.
5- الكافى: 4-510.
6- التهذيب: 5-331.

13- باب نيابة الحج

68 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد عن يعقوب بن يزيد عن جعفر الأحول، عن عثمان بن عيسى قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: ما تقول في الرّجل يعطي الحجة فيدفعها إلي غيره قال: لا بأس به(1).

69 - عنه عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد و سهل بن زياد جميعا، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر، عن محمّد بن عبد اللّه القمي قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرّجل يعطى الحجّة يحجّ بها و يوسع على نفسه، فيفضل منهما أ يردّها عليه قال: لا هي له.(2)

70 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن محمّد بن عبد اللّه قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن الرّجل يموت فيوصي بالحجّ من أين يحجّ عنه ؟ قال: على قدر ما له إن وسعه ما له فمن منزله، و إن لم يسعه ما له من منزله فمن الكوفة فإن. لم يسعه من الكوفة، فمن المدينة،(3).

71 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن على بن أحمد بن أشيم عن سليمان بن جعفر قال: سألت الرضا عليه السّلام عن امرأة صرورة حجت عن امرأة صرورة قال:

لا ينبغى(4).

ص: 232


1- الكافى: 4-309. و التهذيب: 5-417.
2- الكافى: 4-313 و التهذيب: 5-415.
3- الكافى: 4-308.
4- التهذيب: 5-414. و الاستبصار: 2-222.

14- باب الرجل يستدين و يحج

27 - الكلينى عن أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبي همّام قال: قلت للرضا عليه السّلام:

الرّجل يكون عليه الدين و يحضره الشيء، أ يقضى دينه أو يحجّ؟ قال: يقضى ببعض و يحجّ ببعض، قلت: فانّه لا يكون إلاّ بقدر نفقة الحجّ فقال: يقضي سنة و يحجّ سنة فقلت: أعطى المال من ناحية السلطان، قال: لا بأس عليكم(1)

15- باب وداع البيت

73 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد عن إبراهيم بن أبي محمود قال: رأيت أبا الحسن عليه السّلام ودّع البيت فلما أراد أن يخرج من باب المسجد خرّ ساجدا، ثمّ قام فاستقبل الكعبة فقال: «اللّهم إني أنقلب على ألاّ إله إلاّ أنت(2)»

74 - عنه عن الحسين بن سعيد، عن إسماعيل بن همّام قال: قال أبو الحسن عليه السّلام، دخل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم الكعبة في زوايا الأربع، صلّى في كلّ زاوية ركعتين(3).

75 - الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ قال: حدثني محمّد بن أحمد، عن الحسن بن عليّ بن كيسان، عن موسى بن سلام قال: اعتمر أبو الحسن الرضا عليه السّلام، فلمّا ودّع البيت و صار إلى باب الحناطين ليخرج منه وقف في صحن المسجد في ظهر الكعبة ثمّ رفع يديه فدعا، ثمّ التفت إلينا فقال: نعم المطلوب به الحاجة إليه، الصلاة فيه أفضل من

ص: 233


1- الكافى: 4-479 و الفقيه: 2-467.
2- الكافى: 4-531.
3- الكافى: 4-529.

الصلاة في غيره ستين سنة أو شهرا فلمّا صار، عند الباب قال: اللهم إني خرجت على أن لا إله إلا أنت(1).

76 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه قال:

حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: رأيت الرضا عليه السّلام، ودّع البيت، فلما أراد أن يخرج من باب المسجد خرّ ساجدا ثمّ قام فاستقبل القبلة، و قال: اللهم إنّي أنقلب على أن لا إله إلا اللّه(2).

16- باب فضل المسجد الحرام

77 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن أفضل موضع في المسجد يصلّي فيه، قال: الحطيم ما بين الحجر و باب البيت، قلت: و الّذي يلي ذلك في الفضل فذكر أنه عند مقام إبراهيم عليه السّلام، قلت: ثمّ الذي يليه في الفضل ؟ قال: في الحجر قلت: ثمّ الذي يلي ذلك ؟ قال: كلّما دنا من البيت(3).

78 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: سألته عن الرّجل يصلّي في جماعة في منزله بمكّة أفضل أو وحده في المسجد الحرام ؟ فقال: وحده(4).

79 - الحميري عن البزنطى قال: و سألته عن المقيم بمكة الطواف له أفضل أو الصلاة ؟ قال: الصلاة(5).

ص: 234


1- عيون الاخبار: 2-17.
2- عيون الاخبار: 2-18.
3- الكافى: 4-525.
4- الكافى: 4-527.
5- قرب الاسناد: 226.

17- باب النوادر

80 - الحميري عن البزنطي قال: و سألته عن الحرم و أعلامه كيف صار موضعها قريب و موضعها بعيد، فقال: إنّ آدم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا اهبط من الجنة هبط على أبي قبيس و من قبلكم يقولون بالهند، فشكى إلى ربه عزّ و جل الوحشة و أنه لا يسمع و لا يرى ما كان يسمع و يرى في الجنة، فأهبط اللّه إليه ياقوتة حمراء، فوضعت في موضع البيت فكان يطوف بها آدم عليه السّلام، و يأنس إليها فكان بلغ ضوئها موضع الأعلام فتعلم الأعلام على ضوئها.

و جعل اللّه تبارك و تعالى حدّها و قال في الطائف: إنّ إبراهيم عليه السّلام لمّا دعا ربّه أن يرزق أهله من كلّ الثمرات أمر اللّه تبارك و تعالى قطعة من الأرض فجاءت، فطافت بالبيت سبعا ثم أقرّها اللّه تبارك و تعالى في موضعها و إنما سميت الطائف بالطواف بالبيت(1).

81 - الحميري عن البزنطى: قال و كان أبو جعفر عليه السّلام يقول: ما من برّ و لا فاجر يقف بجبال عرفات فيدعو اللّه إلا استجاب له أما البرّ ففي حوائج الدنيا و الآخرة و أما الفاجر ففى أمر الدنيا(2).

ص: 235


1- قرب الاسناد: 212
2- قرب الاسناد: 221.

كتاب الزيارة

1- باب زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلم

1 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام، كيف السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، عند قبره ؟ فقال: قل: «السلام، عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا صفوة اللّه، السلام عليك يا أمين اللّه، أشهد أنّك قد نصحت لامّتك و جاهدت في سبيل اللّه و عبدته حتى أتاك اليقين، فجزاك أفضل ما جزى نبيّا عن أمّته، اللهم صلّى على محمّد و آل محمّد أفضل ما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد(1).

2 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحجّال؛ و الحسن بن علي، عن عليّ بن أسباط عن بعض أصحابنا أنّه لم يعرس، فأمره الرّضا عليه السّلام أن ينصرف فيعرّس(2).

3 - عنه عن أبى علي الاشعرى، عن ابن فضال قال: قال عليّ بن أسباط لأبي الحسن عليه السّلام و نحن نسمع: إنّا لم نكن عرّسنا، فأخبرنا ابن القاسم بن الفضيل أنّه سألك فأمرته بالعود إلى المعرّس فيعرّس فيه.

فقال: نعم، فقال له: فإنّا انصرفنا فعرّسنا فأيّ شيء نصنع ؟ قال: تصلّي فيه و تضطجع، و كان أبو الحسن عليه السّلام يصلّي بعد العتمة فيه، فقال له محمّد: فإن مرّ به في غير وقت صلاة مكتوبة، قال: بعد العصر قال: سئل أبو الحسن عليه السّلام عن ذا فقال:

ما رخص في هذا إلاّ في ركعتي الطواف فإنّ الحسن بن علي عليهما السّلام فعله، و قال:

يقيم حتّى يدخل وقت الصلاة.

ص: 236


1- الكافى: 4-552.
2- الكافى: 4-565.

قال: فقلت له: جعلت فداك فمن مرّ به بليل أو نهار يعرّس فيه، أو إنّما التعريس باللّيل ؟ فقال: إنّ مرّ به بليل أو نهار فليعرّس فيه(1).

4 - ابن قولويه قال: حدّثني الحسن بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى عن أبيه عن إبراهيم بن أبي البلاد قال قال: لي أبو الحسن عليه السّلام: كيف تقول في التسليم على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قلت: الّذي تعرفه، و رويناه، و قال أولا اعلّمك ما هو أفضل من هذا؟ قلت: نعم، جعلت فداك، فكتب لي و أنا قاعد بخطّه و قرأه عليّ إذا وقفت على قبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقل: «أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أشهد أنّك محمّد بن عبد اللّه، و أشهد أنّك خاتم النبيّين و أشهد أنّك قد بلغت رسالات ربّك و نصحت لامّتك و جاهدت في سبيل ربّك، و عبدته حتّى أتيك اليقين و أدّيت الّذي عليك من الحقّ .

اللهم صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نجيبك و أمينك، و صفيّك و خيرتك من خلقك أفضل ما صليت على أحد من أنبياءك و رسلك اللهم سلّم على محمّد و آل محمّد، كما سلّمت على نوح في العالمين و امنن على محمّد و آل محمّد، كما مننت على موسى و هارون و بارك على محمّد و آل محمّد كما باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

اللّهم صل على محمّد و آل محمّد و ترحّم على محمّد و آل محمّد، اللهم ربّ البيت الحرام و ربّ المسجد الحرام، و ربّ الركن و المقام، و ربّ البلد الحرام، و ربّ الحلّ و الحرام و ربّ المشعر الحرام بلّغ نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مني السلام»(2).

5 - عنه قال: حدّثني محمّد بن يعقوب الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال قلت لأبي الحسن عليه السّلام كيف السلام على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند قبره، فقال: «السلام عليك يا رسول اللّه، السلام عليك يا حبيب اللّه السلام عليك يا صفوة اللّه السلام عليك يا أمين اللّه أشهد أنّك قد نصحت لامتك و جاهدت في سبيل اللّه، و عبدته مخلصا حتى أتيك اليقين فجزاك اللّه أفضل ما جزى

ص: 237


1- الكافى: 4-566.
2- كامل الزيارات: 17.

نبيّا عن أمّته اللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد أفضل ما صليت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد(1).

6 - عنه قال: حدّثني الحسين بن محمّد بن عامر، عن المعلّى بن محمّد البصريّ عن عليّ بن أسباط، عن الحسن بن الجهم، قال قلت لأبي الحسن الرّضا عليه السّلام أيهما أفضل، رجل يأتي مكّة و لا يأتي المدينة أو رجل يأتي النبيّ و لا يأتي مكّة، قال فقال لي أيّ شيء تقولون أنتم ؟ قلت: نحن نقول في الحسين عليه السّلام فكيف في النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: أما لئن قلت ذلك لقد شهد أبو عبد اللّه عليه السّلام عيدا بالمدينة، فانصرف، فدخل على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فسلّم عليه ثمّ قال لمن حضره: أما لقد فضّلنا أهل البلدان كلّهم مكّة، فمن دونها لسلامنا على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(2).

2- باب زيارة امير المؤمنين عليه السلام

7 - ابن قولويه قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن عليّ بن يعقوب، عن عليّ بن الحسن بن على بن فضّال، عن أبيه، عن الحسن بن الجهم بن بكير، قال ذكرت لأبي الحسن عليه السّلام يحيى بن موسى و تعرّضه لمن يأتي قبر أمير المؤمنين عليه السّلام و أنّه كان ينزل موضعا كان يقال به الثوية يتنزّه إليه إلا و قبر أمير المؤمنين عليه السّلام فوق ذلك قليلا و هو الموضع الّذي روى صفوان الجمال أنّ أبا عبد اللّه وصفه له قال له فيما ذكر: إذا انتهيت إلى الغريّ ظهر الكوفة فاجعله خلف ظهرك و توجّه خلف النجف و تيامن قليلا فإذا انتهيت إلى الذكوات البيض و الثنيّة أمامه فذلك قبر أمير المؤمنين عليه السّلام و أنا أتيته كثيرا.

و من أصحابنا من لا يرى ذلك و يقول هو في المسجد و بعضهم يقول هو في القصر، فأردّ عليهم أنّ اللّه لم يكن ليجعل قبر أمير المؤمنين عليه السّلام في القصر في منازل الظالمين

ص: 238


1- كامل الزيارات: 18
2- كامل الزيارات: 35.

و لم يكن يدفن في المسجد و هم يريدون ستره فأيّنا أصوب قال: أنت أصوب منهم، أخذت بقول جعفر بن محمّد عليهما السّلام قال ثمّ قال لي: يا أبا محمّد ما أرى أحدا من أصحابنا يقول بقولك و لا يذهبك مذهبك فقلت له جعلت فداك أما ذلك شيء من اللّه، قال أجل إنّ اللّه يوفّق من يشاء، و يؤمن عليه فقل ذلك بتوفيق اللّه و احمده عليه(1).

8 - عنه قال حدّثني أبو علي أحمد بن عليّ بن مهدى قال حدّثني أبي عليّ بن صدقة الرّقي قال: حدّثني علي بن موسى، قال حدّثني أبي موسى بن جعفر عليه السّلام عن أبيه جعفر عليه السّلام قال زار زين العابدين عليّ بن الحسين عليه السّلام قبر أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و وقف على القبر فبكى ثم قال:

السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته السلام عليك يا أمين اللّه في أرضه و حجّته على عباده، السلام عليك يا أمير المؤمنين أشهد أنّك جاهدت في اللّه حقّ جهاده و عملت بكتابه، و اتبعت سنن نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، حتى دعاك اللّه إلى جواره، و قبضك إليه باختياره و ألزم أعدائك الحجّة في قتلهم إيّاك مع مالك من الحجج البالغة على جميع خلقه.

اللهم فاجعل نفسى مطمئنّة بقدرك، راضية بقضائك، مولعة بذكرك و دعائك، محبة لصفوة أوليائك، محبوبة في أرضك و سمائك، صابرة على نزول بلائك، شاكرة لفواضل نعمائك ذاكرة لسوابغ آلائك، مشتاقة إلى فرحة لقائك، متزوّدة التقوى ليوم جزائك مستنّة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدّنيا بحمدك و ثنائك.

ثمّ وضع خدّه على القبر و قال: «اللهم إنّ قلوب المخبتين إليك والهة و سبل الراغبين إليك شارعة، و أعلام القاصدين إليك واضحة، و أفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الدّاعين إليك صاعدة، و أبواب الإجابة لهم مفتحة، و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب إليك مقبولة، و عبرة من بكى من خوفك مرحومة، و الإعانة لمن استعان

ص: 239


1- كامل الزيارات: 35.

بك موجودة.

و الإغاثة لمن استغاث بك مبذولة، و عداتك لعبادك منجزة، و زلل من استقالك مقالة، و أعمال العاملين لديك محفوظة، و أرزاقك إلي الخلائق من لدنك نازلة و عوائد المزيد لهم متواترة و ذنوب المستغفرين مغفورة و حوائج خلقك عندك مقضية و جوائز السائلين عندك موفورة، و عوائد المزيد إليهم واصلة، و موائد المستطعمين معدّة، و مناهل الظماء لديك مترعة.

اللهم فاستجب دعائى و اقبل ثنائى و أعطنى رجائي و اجمع بينى و بين أوليائي بحقّ محمّد و عليّ و فاطمة، و الحسن و الحسين عليهم السّلام إنّك ولىّ نعمائى و منتهى رجائى و غاية مناي في منقلبي و مثواي أنت إلهى و سيّدي و مولاي اغفر لي و لأوليائنا و كفّ عنّا أعدائنا و اشغلهم عن أذانا، و أظهر كلمة الحقّ و اجعلها العليا و أدحض كلمة الباطل و اجعلها السفلى إنك على كل شيء قدير(1).

9 - و قال: حدثني محمّد بن الحسن بن الوليد رحمه اللّه فيما ذكر من كتابه الّذي سماه كتاب الجامع روى عن أبي الحسن عليه السّلام إنّه كان يقول عند قبر أمير المؤمنين عليه السّلام: السلام عليك يا ولي اللّه أشهد أنّك أوّل مظلوم و أوّل من غصب حقّه، صبرت و احتسبت حتى أتاك اليقين و أشهد أنّك لقيت اللّه و أنت شهيد عذّب اللّه قاتلك بأنواع العذاب، و جدّد عليه العذاب جئتك عارفا بحقك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك و من ظلمك ألقى على ذلك ربى إن شاء اللّه تعالى إنّ لي ذنوبا كثيرة، فاشفع لى عند ربك يا مولاى فانّ لك عند اللّه مقاما معلوما، و إنّ لك عند اللّه جاها عظيما و شفاعة و قد قال اللّه تعالى و لا يشفعون إلاّ لمن ارتضى.

و يقول عند قبر أمير المؤمنين عليه السّلام أيضا: الحمد للّه الذي أكرمنى بمعرفته و معرفة رسوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و من فرض اللّه طاعته رحمة منه لي و تطوّعا منه عليّ و منّ علي بالإيمان، الحمد للّه الذي سيّرني في بلاده و حملني على دوابّه و طوى لي البعيد و دفع عنّي المكروه حتّى أدخلني حرم نبيّه و أرانيه في عافية.

ص: 240


1- كامل الزيارات: 39.

الحمد للّه الذي جعلني من زوّار قبر وصى رسوله صلّى اللّه عليه و آله اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي هَدٰانٰا لِهٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لِنَهْتَدِيَ لَوْ لاٰ أَنْ هَدٰانَا اَللّٰهُ ، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّد اعبده و رسوله جاء بالحق من عنده و أشهد أنّ عليا عبد اللّه، و أخو رسوله.

اللهم عبدك و زائرك يتقرّب إليك، بزيارة قبر أخى نبيك و على كلّ مأتيّ حقّ لمن أتاه و زاره، و أنت خير مأتي و أكرم مزور و أسألك، يا اللّه يا رحمن يا رحيم: يا جواد، يا أحد، يا فرد، يا صمد، يا من لم يلد و لم يولد، و لم يكن له كفوا أحد أن تصلى على محمّد و آل محمّد و أهل بيته و أن تجعل تحفتك إيّاى من زيارتي في موقفي هذا فكاك رقبتى من النار، و اجعلني ممن يسارع في الخيرات و يدعوك رهبا و رغبا و اجعلني لك من الخاشعين.

اللهم إنك بشرتني علي لسان نبيك محمّد صلّى اللّه عليه و آله فقلت: «وَ بَشِّرِ اَلَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ » اللهم فإني بك مؤمن و بجميع أنبيائك موقن فلا توقفنى بعد معرفتهم موقفا تفضحني، به على رءوس الأشهاد بل أوقفنى معهم و توفنى على التصديق بهم فإنهم عبيدك و أنت خصصتهم بكرامتك و أمرتنى باتباعهم.

ثم، تدنو من القبر و تقول: السلام من اللّه. و السلام على محمّد بن عبد اللّه أمين اللّه على وحيه، و عزائم أمره، و معدن الوحي و التنزيل، و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كلّه و الشاهد على خلقه، و السراح المنير، و السلام عليه و رحمة اللّه و بركاته، اللهم صل على محمّد و أهل بيته المظلومين أفضل، و أكمل، و أرفع، و أشرف ما صليت على أحد من أنبيائك و رسلك و أصفيائك.

اللهم صل على عليّ أمير المؤمنين عبدك و خير خلقك بعد نبيك و أخي رسولك و وصيّه الّذي انتجبته من خلقك بعد نبيك و الدّليل على من بعثته برسالاتك، و ديان الدين بعدلك، و فصل قضائك بين خلقك و السلام عليه و رحمة اللّه و بركاته.

اللهم صل على الأئمّة من ولده القوامين بأمرك من بعده المطهرين الذين ارتضيتهم أنصارا لدينك، و حفظة لسرّك و شهداء على خلقك و أعلاما لعبادك، و تصلى عليهم ما استطعت، السلام على الائمة المستودعين، السلام على خالصة اللّه من خلقه، السلام

ص: 241

على الائمة المتوسّمين السلام على المؤمنين الذين قاموا بأمرك و وازر و أولياء اللّه و خافوا بخوفه السلام، على ملائكة اللّه المقرّبين.

ثم تقول السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته السّلام عليك يا حبيب اللّه، السلام عليك يا صفوة اللّه السلام عليك يا وليّ اللّه، السّلام عليك يا حجة اللّه السلام عليك يا عمود الدين و وارث علم الأولين و الآخرين، و صاحب الميسم و الصراط المستقيم أشهد أنّك قد أقمت الصلاة و آتيت الزكاة و أمرت بالمعروف، و نهيت عن المنكر، و اتبعت الرسول و تلوت الكتاب حقّ تلاوته، و جاهدت في اللّه حقّ جهاده، و نصحت للّه و لرسوله.

وجدت بنفسك صابرا محتسبا مجاهدا عن دين اللّه موقيا لرسول اللّه، طالبا ما عند اللّه راغبا فيما وعد اللّه و مضيت للذى كنت عليه شهيدا و شاهدا و مشهودا، فجزاك اللّه و عن رسوله، و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء لعن اللّه من قتلك و لعن اللّه من افترى عليك، و ظلمك و لعن اللّه من غصبك حقّك، و من بلغه ذلك فرضي به أنا إلى اللّه منهم براء، لعن اللّه أمّة خالفتك و أمّة جحدت ولايتك و أمّة تظاهرت عليك و أمّة قتلتك و امة حادت عنك، و خذلتك.

الحمد للّه الّذي جعل النّار مثواهم و بئس الورد المورود، و بئس ورد الواردين و بئس درك المدرك، اللّهم العن قتله أنبيائك و أوصياء أنبيائك، بجميع لعنائك و أصلهم حرّ نارك، اللّهم العن الجوابيت و الطواغيت و الفراعنة و اللاّت و العزّى و الجبت و كلّ ندّ يدعى من دون اللّه و كلّ مفتر على اللّه، اللّهم العنهم و أشياعهم و أتباعهم و أوليائهم و أعوانهم و محبّيهم لعنا كثيرا.

و تقول اللّهم العن قتلة أمير المؤمنين عليه السّلام ثلثا، اللّهم العن قتلة الحسن و الحسين عليهما السّلام ثلثا، اللّهم عذّبهم عذابا أليما لا تعذّبه أحدا من العالمين، و ضاعف عليهم عذابك كما شاقوا ولاة أمرك و أعدّ لهم عذابا تحلّه بأحد من خلقك.

اللّهم و ادخل على قتلة أنصار رسولك، و قتلة أنصار أمير المؤمنين، و على قتلة أنصار الحسن، و قتلة أنصار الحسين عليهم السّلام، و قتلة من قتل في ولاية آل محمّد أجمعين عذابا

ص: 242

مضاعفا في أسفل درك من الجحيم، و لا تخفّف من عذابك و هم فيه مبلسون ملعونون، ناكسوا رءوسهم عند ربهم قد عاينوا الندامة و الخزى الطويل بقتلهم عترة أنبيائك و رسلك و أتباعهم من عبادك الصالحين.

اللّهم العنهم في مستسرّ السرّ، و ظاهر العلانية في أرضك و سمائك، اللّهمّ اجعل لي لسان صدق في أوليائك، و حبّب إلى مشاهدهم، حتى تلحقني بهم، و تجعلنى لهم تبعا في الدنيا و الآخرة يا أرحم الراحمين.

ثمّ اجلس عند راسه عليه السّلام و قل: سلام اللّه و سلام ملائكته المقرّبين و المسلمين لك بقلوبهم، و الناطقين بفضلك و الشّاهدين على أنّك صادق أمين صدّيق عليك يا مولاي، السلام من اللّه عليك و على روحك و بدنك أشهد أنّك طهر طاهر مطهر و أشهد لك يا وليّ اللّه و وليّ رسوله بالبلاغ و الأداء و أشهد أنّك جنب اللّه، و أنّك باب اللّه و أنّك وجه اللّه الّذي منه يؤتي، و أنّك خليل اللّه و أنّك عبد اللّه و أخو رسوله و قد أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند اللّه و عند رسوله، أتيتك زائرا متقرّبا إلى اللّه بزيارتك طالبا خلاص نفسي متعوّذا بك من نار استحقها مثلي بما جنيته على نفسي.

أتيتك انقطاعا إليك و إلى ولدك الخلف من بعدك على بركة الحقّ فقلبي لك مسلّم و أمري لك متبع و نصرتي لك معدّة، و أنا عبد اللّه و مولاك في طاعتك و الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند اللّه و أنت يا مولاى من أمرنى اللّه بطاعته، و حثّني على برّه، و دلّنى على فضله و هداني إلى الجنّة، و رغبتى في الوفادة إليه و إلى طلب الحوائج عنده.

أنتم أهل بيت يسعد من تولاّكم، و لا تخيب من أتاكم و لا يخسر من هواكم، و لا يسعد من عاداكم لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم، أنتم أهل بيت الرحمة، و دعائم الدين، و أركان الأرض و الشجرة الطيبة.

اللّهم لا تخيب توجّهي إليك برسولك و آل رسولك، اللّهم أنت مننت عليّ

ص: 243

بزيارة مولاى و ولايته و معرفته، فاجعلني ممّن تنصره و تنصر به، و منّ عليّ بنصرك لدينك في الدنيا و الآخرة، اللّهم أحيني على ما حيّى عليه عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و أمتنى على ما مات عليه على بن أبي طالب عليه السّلام.(1)

10 - الطوسى عن محمّد بن أحمد بن داود، عن أبي علي أحمد بن عمار الكوفي قال:

حدّثنا أبي قال: حدّثنا علي بن الحسن بن فضال، عن محمّد بن عبد اللّه بن زرارة، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر، قال: كنا عند الرّضا عليه السّلام و المجلس غاصّ بأهلة فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس، فقال الرضا عليه السّلام: حدّثني أبي عن أبيه عليه السّلام قال:

إنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض، إنّ للّه في الفردوس الأعلى قصرا لبنة من فضّة و لبنة من ذهب، فيه مائة ألف قبّة من ياقوت حمراء، و مائة ألف خيمة من ياقوت أخضر، ترابه المسك و العنبر، فيه أربعة أنهار نهر من خمر و نهر من ماء، و نهر من لبن، و نهر من عسل، و حواليه أشجار جميع الفواكه عليه طيور أبدانها من لؤلؤ، و أجنحتها من ياقوت تصوت بألوان الأصوات.

إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السموات يسبّحون اللّه، و يقدّسونه و يهلّلونه، فتطاير تلك الطيور، فتقع في ذلك الماء و تتمرّغ على ذلك المسك و العنبر فإذا كان آخر ذلك اليوم ليتها دون نثار فاطمة عليهما السّلام فاذا كان آخر ذلك اليوم، نودوا انصرفوا إلى مراتبكم فقد أمنتم من الخطاء و الزلل إلى قابل في هذا اليوم تكرمة لمحمد صلّى اللّه عليه و آله، و على عليه السّلام.

ثمّ قال: يا بن أبي نصر أين كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السّلام:

فإنّ اللّه يغفر لكلّ مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة، ذنوب ستّين سنة، و يعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان و ليلة القدر، و ليلة الفطر، و الدرهم فيه ألف درهم لإخوانك العارفين، فأفضل على إخوانك في هذا اليوم و سرّ فيه كلّ مؤمن و مؤمنة.

ص: 244


1- كامل الزيارات: 41

ثمّ قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا و أنكم لممن أمتحن اللّه قلبه للإيمان مستقلّون، مقهورون، ممتحنون، يصبّ عليكم البلاء صبا، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم، و اللّه لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته لصافحتهم الملائكة في كلّ يوم عشر مرّات، و لو لا أنى أكره التطويل لذكرت من فضل هذا اليوم و ما أعطى اللّه فيه من عرفه ما لا يحصى بعدد.(1)

11 - عنه قال: و روى محمّد بن أبي نصر قال: كنت عند الرضا عليه السّلام و المجلس غاصّ بأهله فتذاكروا يوم الغدير، فأنكره بعض الناس، قال الرّضا عليه السّلام: حدثني أبي عن أبيه عليهم السّلام قال إنّ يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض و ساق الحديث إلى أن قال يا بن أبي نصر أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤمنين عليه السّلام، فإنّ اللّه تعالى يغفر لكلّ مؤمن و مؤمنة و مسلم و مسلمة ذنوب ستّين سنة، و يعتق من النّار ضعف ما أعتق في شهر رمضان، و ليلة القدر، و ليلة الفطر.

و الدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين، و أفضل على إخوانك في هذا اليوم و سرّ فيه كلّ مؤمن و مؤمنة، ثم قال: يا أهل الكوفة لقد أعطيتم خيرا كثيرا و إنّكم لممّن امتحن اللّه قلبه للايمان مستذلون، مقهورون، ممتحنون، يصب عليكم البلاء صبّا، ثم يكشفه كاشف الكرب العظيم و اللّه لو عرف الناس فضل هذا اليوم و ما أعطى اللّه عزّ و جلّ لمن عرفه و لا يحصى بعدد.(2)

3- باب زيارة الائمة عليهم السلام

12 - الصدوق قال: و روى الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: إنّ لكل إمام عهدا في عنق أوليائه و شيعته، و إنّ من تمام الوفاء بالعهد زيارة

ص: 245


1- التهذيب: 6-24.
2- مصباح المتهجد: 513.

قبورهم فمن زارهم رغبة في زيارتهم و تصديقا فيما رغبوا فيه، كان أئمتهم شفعاؤهم يوم القيامة.(1)

4- باب زيارة الحسين عليه السلام

13 - الصدوق باسناده عن الرضا عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام أنّه سئل عن زيارة قبر الحسين بن على عليهما السّلام قال: أخبرني أبي عليه السّلام: أنّ من زار قبر الحسين بن على عليه السّلام عارفا بحقه كتبه اللّه في عليّين ثم قال: إنّ حول قبر الحسين عليه السّلام، سبعين ألف ملك شعثا غبرا يبكون عليه إلى يوم القيمة.(2)

14 - ابن قولويه قال: حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، قال حدّثني علي بن الحسين، عن معمر بن خلاد عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال بينما الحسين عليه السّلام يسير في جوف اللّيل و هو متوجّه إلى العراق. و إذا برجل يرتجز و يقول. و حدّثني أبي رحمه اللّه عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد عن الرّضا عليه السّلام مثل ألفاظ سلمة.

قال: و هو يقول:

يا ناقتى لا تذعرى من زجر *** و شمّرى قبل طلوع الفجر

بخير ركبان و خير سفر *** حتى تحلّى بكريم القدر

بماجد الجدّ رحيب الصدر *** أبانه اللّه لخير أمر

ثمّة أبقاه بقاء الدهر

فقال الحسين بن علي عليهما السّلام:

ص: 246


1- الفقيه: 2-345 و العلل: 2-144 و العيون: 2-260 و كامل الزيارات: 122 و التهذيب: 6-79.
2- عيون الاخبار: 2-44.

سأمضي و ما بالموت عار على الفتى *** إذا ما نوى حقا و جاهد مسلما

و واسى الرّجال الصالحين بنفسه *** و فارق مثبورا و خالف مجرما

فإن عشت لم أقدم و إن متّ لم الم *** كفى بك موتا أن تذلّ و ترغما (1)

15 - عنه قال: حدّثني حكيم بن داود بن حكيم، عن سلمة بن أبي الخطاب عن الحسين بن عليّ بن صاعد البربري قيّما لقبر الرضا عليه السّلام، قال: حدّثني أبي قال: دخلت على الرضا عليه السّلام فقال لي: ترى هذه البومة، ما يقول الناس ؟ قال: قلت جعلت فداك جئنا نسألك فقال: هذه البومة كانت على عهد جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تأوى المنازل و القصور و الدور، و كانت اذا أكل الناس الطعام تطير و تقع أمامهم فيرمى إليها بالطعام و تسقى و ترجع إلى مكانها، فلمّا قتل الحسين عليه السّلام، خرجت من العمران إلى الخراب و الجبال و البراري و قالت: بئس الأمّة أنتم قتلتم ابن بنت نبيّكم و لا آمنكم على نفسي(2).

16 - عنه قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن جعفر الحميري، قال حدّثني أبو سعيد الحسين بن علي بن زكريّا العدوي البصريّ ، عن هيثم بن عبد اللّه الرمّاني عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام عن أبيه عليه السّلام، قال: قال أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد الصادق عليهما السلام: إنّ أيّام زائري الحسين عليه السّلام لا تحسب من أعمارهم و لا تعدّ من آجالهم(3).

17 - عنه قال: حدّثني أبي و جماعة مشايخي، عن سعد بن عبد اللّه قال: حدّثني أحمد بن علي بن عبيد الجعفي قال حدّثني محمّد بن أبي جرير القمى، قال سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام يقول لأبي: من زار الحسين بن علي عليهما السّلام عارفا بحقّه، كان من محدّثى اللّه فوق عرشه، ثمّ قرأ «إِنَّ اَلْمُتَّقِينَ فِي جَنّٰاتٍ وَ نَهَرٍ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ» (4).

ص: 247


1- كامل الزيارات: 95.
2- كامل الزيارات: 99.
3- كامل الزيارات: 136.
4- كامل الزيارات: 141.

18 - عنه قال: حدّثني أبي رحمه اللّه عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل، عن الخيبري، عن الحسين بن محمّد القمّي عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال من زار قبر أبي عبد اللّه عليه السّلام بشطّ الفرات، كان كمن زار اللّه فوق عرشه(1).

19 - عنه قال: حدّثني أبي و علي بن الحسين، و محمّد بن يعقوب رحمهم اللّه جميعا، عن علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سأل بعض أصحابنا أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عمّن أتى قبر الحسين عليه السلام، قال: تعدل عمرة(2).

20 - عنه باسناده عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان قال: سمعت الرّضا عليه السلام يقول: زيارة قبر الحسين عليه السّلام تعدل عمرة مبرورة متقبّلة(3).

21 - عنه قال: حدّثني أبي رحمه اللّه، و محمّد بن الحسن، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد و عبد اللّه ابني محمّد بن عيسى، عن موسى بن القسم، عن الحسن بن الجهم، قال قلت لأبي الحسن عليه السّلام: ما تقول في زيارة قبر الحسين عليه السّلام، فقال لي: ما تقول أنت فيه، فقلت: بعضنا يقول حجّة و بعضنا يقول عمرة، فقال: هو عمرة مقبولة(4).

22 - عنه قال: و حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن علي، قال حدّثنا إبراهيم بن يحيى القطان، عن أبيه أبي البلاد قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن زيارة قبر الحسين عليه السّلام، فقال: ما تقولون أنتم قلت: نقول حجّة و عمرة قال: تعدل عمرة مبرورة(5).

23 - عنه قال: حدّثني علي بن الحسين، عن سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن صفوان بن يحيى قال: سألت الرّضا

ص: 248


1- كامل الزيارات: 147.
2- كامل الزيارات: 154.
3- كامل الزيارات: 155.
4- كامل الزيارات: 155.
5- كامل الزيارات: 155.

عليه السلام عن زيارة قبر الحسين عليه السّلام أيّ شيء فيه من الفضل قال تعدل عمرة(1).

24 - عنه قال: حدّثني أبي، و محمّد بن عبد اللّه جميعا، عن عبد اللّه بن جعفر الحميري، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه عليّ بن مهزيار، عن محمّد بن سنان، قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول إنّ زيارة قبر الحسين عليه السّلام تعدل عمرة مبرورة متقبّلة(2).

25 - عنه قال: حدثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن - يحيى، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن زيارة قبر الحسين عليه السّلام أيّ شيء فيه من الفضل ؟ قال: تعدل عمرة(3).

26 - عنه قال: حدّثني محمّد بن جعفر، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام يقول: من أتى قبر الحسين عليه السّلام كتب اللّه له حجّة مبرورة(4).

27 - عنه عن أبيه: بإسناده، عن يونس، عن الرّضا عليه السّلام قال: من زار قبر الحسين عليه السّلام فقد حجّ و اعتمر، قال: قلت: يطرح عنه حجّة الإسلام قال: لا، هي حجّة الضّعيف حتى يقوى و يحجّ إلى بيت اللّه الحرام، أ ما علمت أنّ البيت يطوف به كلّ يوم سبعون ألف ملك حتى إذا أدركهم الليل صعدوا و نزلوا غيرهم فطافوا بالبيت حتّى الصبّاح، و إنّ الحسين عليه السّلام لأكرم على اللّه من البيت و أنّه في وقت كل صلاة لينزل عليه سبعون ألف ملك، شعث غبر لا تقع عليهم النوبة إلى يوم القيمة(5).

28 - عنه قال: حدّثني أبو عليّ محمّد بن همام بن سهيل، عن أبي عبد اللّه جعفر ابن محمّد بن مالك، عن الحسن بن محمّد الأبزاري عن الحسن بن محبوب، عن أحمد بن

ص: 249


1- كامل الزيارات: 155.
2- كامل الزيارات: 155.
3- كامل الزيارات: 155.
4- كامل الزيارات: 156.
5- كامل الزيارات: 159.

محمّد بن أبي نصر البزنطي قال: سألت الرّضا عليه السّلام في أيّ شهر نزور الحسين عليه السّلام قال: في النصف من رجب، و النصف من شعبان(1).

29 - و عن أحمد بن هلال، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن أبي الحسن الرضا عليه السلام مثله، غير أنّه قال أيّ الأوقات أفضل أن تزور فيه الحسين(2).

30 - عنه قال: حدثني أبي و جماعة، عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إليّ أبو الحسن الرّضا عليه السّلام من خراسان ثياب رزم، و كان بين ذلك طين فقلت للرسول: ما هذا قال: طين قبر الحسين عليه السّلام، ما كان يوجّه شيئا من الثياب و لا غيره إلاّ و يجعل فيه الطين و كان يقول هو أمان باذن اللّه(3).

31 - الطوسى باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن محمّد بن عبد اللّه، عن الحسين بن علي بن زكريا، عن الهيثم بن عبد اللّه، عن الرّضا عليّ بن موسى عليهما السّلام عن أبيه قال: قال الصادق عليه السّلام: إنّ أيام زائري الحسين بن عليّ عليهما السّلام لا تعدّ من آجالهم(4).

32 - عنه بإسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبي علي محمّد بن همّام ابن سهيل، عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمّد بن مالك الفزاريّ ، عن الحسن بن محمّد الأبزاري عن الحسن بن محبوب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام في أيّ شهر نزور الحسين عليه السّلام ؟ فقال: في النصف من رجب، و النصف من شعبان(5).

33 - محمّد بن يعقوب - رحمه اللّه - عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن هارون ابن مسلم، عن على بن حسّان، عن الرّضا عليه السّلام قال: سئل أبي عن إتيان قبر الحسين عليه السلام، فقال: صلّوا في المساجد حوله، و يجزئ في المواضع كلّها أن تقول:

«السلام على أولياء اللّه و أصفيائه، السلام على أمناء اللّه و أحبائه، السلام على

ص: 250


1- كامل الزيارات: 182.
2- كامل الزيارات: 182.
3- كامل الزيارات: 278.
4- التهذيب: 6-43.
5- التهذيب: 6-48 و اقبال الاعمال: 567.

أنصار اللّه و خلفائه، السلام على محالّ معرفة اللّه، السلام على مساكن ذكر اللّه، السلام على مظاهري أمر اللّه و نهيه، السلام على الدّعاة إلى اللّه، السلام على المستقرّين في مرضات اللّه، السلام على الممحّصين في طاعة اللّه، السلام على الأدلاّء على اللّه.

السلام على الّذين من والاهم فقد والى اللّه، و من عاداهم فقد عادى اللّه، و من عرفهم فقد عرف اللّه، و من جهلهم فقد جهل اللّه، و من اعتصم بهم فقد اعتصم باللّه، و من تخلّى منهم فقد تخلّى من اللّه، اشهد اللّه أني سلم لمن سالمتم، و حرب لمن حاربتم مؤمن بسرّكم و علانيتكم، مفوّض في ذلك كلّه إليكم.

لعن اللّه عدوّ آل محمّد من الجنّ و الإنس، و أبرأ إلى اللّه منهم و صلّى اللّه على محمّد و آله» هذا يجزى في الزيارات كلها، و تكثر من الصلاة على محمّد و آله، و تسمّى واحدا واحدا بأسمائهم و تبرأ إلى اللّه من أعدائهم، و تختر لنفسك من الدعاء ما أحببت و للمؤمنين و المؤمنات(1).

5- باب زيارة ابى الحسن موسى عليه السلام

34 - الكليني، عن محمّد بن جعفر الرزاز الكوفي، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عمن ذكره عن أبي الحسن عليه السّلام قال: تقول ببغداد: «السلام عليك يا وليّ اللّه، السلام عليك يا حجّة اللّه، السلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، السلام عليك يا من بد اللّه في شأنه، أتيتك عارفا بحقّك، معاديا لأعدائك، فاشفع لي عند ربك» و ادع اللّه وسل حاجتك، قال: و تسلّم بهذا على أبي جعفر عليه السّلام(2).

35 - الصدوق قال: روى الحسين بن محمّد القمّي، عن الرضا عليه السّلام أنه قال: من زار قبر أبي عليه السّلام ببغداد كان كمن زار قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم و قبر أمير المؤمنين عليه السلام، إلاّ أنّ لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين فضلهما(3).

ص: 251


1- الكافى: 4-478 و الفقيه: 2-369 و التهذيب: 6-102.
2- الكافى: 4-578.
3- الفقيه: 2-348.

36 - عنه قال: و روي عن الحسن بن عليّ الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن زيارة قبر أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام مثل زيارة الحسين عليه السّلام ؟ قال: نعم(1).

37 - ابن قولويه قال: و حدّثني محمّد بن جعفر الرّزاز، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الخيبريّ ، عن الحسين بن محمّد القمّي، قال: قال لي الرّضا عليه السّلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمير المؤمنين إلاّ أنّ لرسول اللّه و أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه و آله فضلهما، قال ثمّ قال لي: من زار قبر أبي عبد اللّه بشطّ الفرات كان كمن زار اللّه فوق كرسيّه(2).

38 - عنه قال: حدّثني عليّ بن الحسين بن موسى بن بابويه رحمه اللّه، عن سعد ابن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ الوشّاء قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن زيارة قبر أبي الحسن عليه السّلام أمثل زيارة قبر الحسين عليه السّلام قال: نعم(3).

39 - عنه قال: حدّثني أبي و عليّ بن الحسين، و محمّد بن الحسن رحمهم اللّه جميعا عن سعد بن عبد اللّه، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن يسار الواسطى، قال:

سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام ما لمن زار قبر أبيك صلوات اللّه عليه قال: فقال زوروه قال: قلت: فأيّ شيء فيه من الفضل ؟ قال: فقال: فيه من الفضل كفضل من زار والده، يعنى رسول اللّه - صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قلت: فإن خفت و لم يمكن لي الدخول قال: سلّم من وراء الجدار(4).

40 - عنه قال: حدّثني أبو العباس محمّد بن جعفر القريشيّ عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الخيبرى، عن الحسين بن محمّد الأشعرى القمّي قال: قال لي الرّضا عليه السّلام: من زار قبر أبي ببغداد كان كمن زار رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قبر أمير المؤمنين إلاّ أنّ لرسول اللّه و أمير المؤمنين فضلهما(5).

ص: 252


1- الفقيه: 2-348.
2- كامل الزيارات: 148.
3- كامل الزيارات: 298.
4- كامل الزيارات: 299.
5- كامل الزيارات: 99.

41 - ابن قولويه: قال: حدثني محمّد بن عبد اللّه بن جعفر، عن أبيه، عن هارون ابن مسلم، عن علي بن حسان الواسطيّ ، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السّلام في إتيان قبر أبي الحسن عليه السّلام قال: صلّوا في المساجد حوله(1).

42 - عنه قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن سعد بن عبد اللّه عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشاء عن الرضا عليه السّلام قال: زيارة قبر أبي مثل زيارة قبر الحسين عليه السّلام(2).

43 - و عنه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن عبدوس الخلنجيّ عن أبيه رحيم قال: قلت للرّضا عليه السّلام: جعلت فداك إنّ زيارة قبر أبي الحسن عليه السّلام ببغداد علينا فيها مشقّة و إنّما نأته فنسلّم عليه من وراء الحيطان، فما لمن زاره من الثواب ؟ قال فقال له: و اللّه مثل ما لمن أتى قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(3).

44 - عنه قال: و حدّثني محمّد بن الحسن، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن رحيم قال: قلت للرّضا عليه السّلام: إنّ زيارة قبر أبي الحسن عليه السّلام ببغداد علينا فيها مشقّة فما لمن زاره فقال له مثل ما لمن أتى قبر الحسين عليه السّلام من الثواب قال: دخل رجل فسلّم عليه، و جلس و ذكر بغداد و رداءة أهلها، و ما يتوقّع أن ينزل بهم من الخسف و الصّيحة و الصواعق و عدّد من ذلك أشياء قال: فقمت لأخرج فسمعت أبا الحسن عليه السّلام و هو يقول: أمّا أبو الحسن فلا(4).

6- باب زيارة قبر فاطمة بقم

45 - الطوسي باسناده عن الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن سلمة بن

ص: 253


1- كامل الزيارات: 299 و التهذيب: 6-81.
2- كامل الزيارات: 300.
3- كامل الزيارات: 300.
4- كامل الزيارات: 300.

الخطاب، عن عليّ بن ميسّر، عن ابن سنان قال: قلت للرضا عليه السّلام: ما لمن زار أباك ؟ قال: الجنة فزره(1).

46 - الصدوق قال: حدّثني أبي و محمّد بن موسى بن المتوكّل رضى اللّه عنه، قالا: حدّثنا على بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن زيارة فاطمه بنت موسى بن جعفر عليهما السّلام فقال: من زارها فله الجنة(2).

7- باب زيارة الصالحين

47 - ابن قولويه قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد، عن الحسن بن متيل، عن محمّد بن عبد اللّه بن مهران، عن عمرو بن عثمان قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: من لم يقدر على صلتنا، فليصل على صالحي موالينا، يكتب له ثواب صلتنا، و من لم يقدر على زيارتنا فليزر صالحي موالينا يكتب له ثواب زيارتنا(3).

48 - عنه قال: حدّثني أبي و محمّد بن يعقوب، و جماعة مشايخى، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد بن يحيى قال كنت بفيد، فمشيت مع عليّ بن بلال إلى قبر محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: فقال لي على بن بلال عن صاحب هذا القبر عن الرّضا عليه السّلام قال: من أتى أقبر أخيه المؤمن، ثمّ وضع يده على القبر و قرء إنّا أنزلناه سبع مرّات أمن يوم الفزع الأكبر(4).

49 - الصدوق باسناده قال: قال الرضا عليه السّلام: ما من عبد زار قبر مؤمن فقرأ عليه: «إِنّٰا أَنْزَلْنٰاهُ فِي لَيْلَةِ اَلْقَدْرِ» سبع مرّات، إلا غفر اللّه له و لصاحب القبر(5).

ص: 254


1- التهذيب: 6-82.
2- عيون الاخبار: 2-267.
3- كامل الزيارات: 319.
4- كامل الزيارات: 319.
5- الفقيه: 1-115.

كتاب النكاح

1- باب اصناف النساء و فضلهن

1 - الكلينى عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاد قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: قال: رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لابنة جحش: قتل خالك حمزة، قال: فاسترجعت و قالت: أحتسبه عند اللّه، ثمّ قال لها: قتل أخوك، فاسترجعت و قالت: أحتسبه عند اللّه ثمّ قال لها قتل زوجك، فوضعت يدها على رأسها و صرخت، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

ما يعدل الزّوج عند المرأة شيء(1).

2 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد البرقيّ ، عن إسماعيل بن مهران عن سليمان الجعفري عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قال أمير المؤمنين: خير نسائكم الخمس قيل، يا أمير المؤمنين و ما الخمس ؟ قال: الهيّنة، اللينة، المؤاتية الّتي إذا غضب زوجها لم تكتحل بغمض، حتى يرضى و إذا غاب عنها زوجها حفظته في غيبته فتلك عامل من عمال اللّه و عامل اللّه لا يخيب(2).

3 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن سعيد الرّقي قال: حدّثني سليمان بن جعفر الجعفريّ ، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لرجل تزوّجها سوداء ولودا، و لا تزوّجها حسناء عاقرا، فإنّي مباه بكم الأمم يوم القيامة، أو ما علمت أنّ الولدان تحت العرش يستغفرون لآبائهم يحضنهم إبراهيم و تربيهم سارة في جبل من مسك و عنبر و زعفران(3).

4 - عنه عن محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى،

ص: 255


1- الكافى: 5-506.
2- الكافى: 5-324.
3- الكافى: 5-334.

عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليهما السّلام قال: ما أفاد عبد فائدة خيرا من زوجة صالحة إذا رآها سرّته و إذا غاب عنها حفظته في نفسها و ماله(1).

5 - الصدوق قال: روى يعقوب بن يزيد، عن الحسين بن بشّار الواسطي قال:

كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام أنّ لي قرابة قد خطب إلى ابنتى و في خلقه سوء فقال لا تزوّجه إن كان سيّئ الخلق(2).

6 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن علي عليه السّلام قال: للمرأة عشرة عورات، فإذا زوّجت سترت لها عورة واحدة و إذا ماتت سترت عوراتها كلها(3).

7 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: خير نساء ركبن الإبل نساء قريش أحناه على زوج(4).

8 - الطوسى باسناده عن عليّ بن الحسن، عن الحسن بن عليّ بن يوسف، عن صفوان بن يحيى، عن عبد اللّه بن المغيرة، عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام، فقال أبي: هل لك من زوجة ؟ قال: لا قال: ما أحبّ أن لي الدّنيا و ما فيها و أنى أبيت ليلة ليس لي زوجة ثمّ قال أبي عليه السّلام: ركعتين يصلّيهما رجل متزوّج أفضل من رجل يقوم ليله و يصوم نهاره أعزب(5).

2- باب العقد و الشهود

9 - الصدوق قال: و سأل محمّد بن إسماعيل بن بزيع الرضا عليه السّلام عن الصبيّة يزوّجها أبوها، ثمّ يموت و هي صغيرة، ثم تكبر قبل أن يدخل بها زوجها، أ يجوز

ص: 256


1- الكافى: 5-327.
2- الفقيه 259:3.
3- عيون الاخبار: 2-39.
4- عيون الاخبار: 2-62.
5- التهذيب: 7-405.

عليها التزويج أم الأمر إليها؟ فقال: يجوز عليها تزويج أبيها(1).

10 - عنه قال: و روي عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرضا عليه السّلام عن امرأة ابتليت بشرب نبيذ، فسكرت، فزوّجت نفسها رجلا في سكرها، ثمّ أفاقت فأنكرت ذلك ثم ظنّت أنه يلزمها، فورعت منه، فأقامت مع الرّجل على ذلك التزويج أ حلال هولها؟ أم التزويج فاسد لمكان السكر، و لا سبيل للرّجل عليها؟ فقال:

إذا أقامت معه بعد ما أفاقت فهو رضاها فقلت: و هل يجوز التزويج عليها؟ فقال:

نعم(2).

11 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت الرّضا عليه السّلام، عن رجل تزوّج ببكر أو ثيّب لا يعلم أبوها و لا أحد من قراباتها، و لكن تجعل المرأة وكيلا فيزوّجها من غير علمهم قال: لا يكون ذا(3).

12 - عنه بإسناده عن علي بن إسماعيل الميثميّ ، عن الحسن بن علي، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السّلام قال: الأخ الأكبر بمنزلة الأب(4).

13 - الطوسى باسناده عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن الصلت قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الجارية الصغيرة؛ يزوّجها أبوها أ لها أمر إذا بلغت ؟ قال: لا و سألته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء أ لها مع أبيها أمر؟ فقال ليس لها مع أبيها أمر ما لم تثيب(5)

ص: 257


1- الفقيه: 3-250 و التهذيب: 7-371 و الاستبصار: 2-236.
2- الفقيه: 259 و التهذيب 392:7.
3- التهذيب: 7-385 و الاستبصار: 3-234.
4- التهذيب: 7-393.
5- الاستبصار: 3-236.

3- باب خطبة النكاح

14 - الكلينى عن أحمد بن محمّد، عن معاوية بن حكيم: قال خطب الرّضا عليه السّلام هذه الخطبة: الحمد للّه الّذي حمد في الكتاب نفسه، و افتتح بالحمد كتابه، و جعل الحمد أوّل جزاء محلّ نعمته، و آخر دعوى أهل جنته، و أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، شهادة أخلّصها له، و أدّخرها عنده، و صلى اللّه على محمّد خاتم النبوّة، و خير البرّية و على آله آل الرّحمة و شجرة النعمة، و معدن الرّسالة، و مختلف الملائكة.

و الحمد للّه الّذي كان في علمه السّابق و كتابه الناطق، و بيانه الصّادق، إنّ أحقّ الأسباب بالصلة و الأثرة و أولي الأمور بالرغبة فيه، سبب أوجب سببا، و أمر أعقب غنى فقال جلّ و عزّ: «وَ هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً، وَ كٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً» .

و قال: «وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ » و لو لم يكن في المناكحة و المصاهرة آية محكمة و لا سنّة متبعة، و لا أثر مستفيض لكان فيما جعل اللّه من برّ القريب و تقريب البعيد، و تأليف القلوب، و تشبيك الحقوق، و تكثير العدد، و توفير الولد، لنوائب الدهر، و حوادث الامور ما يرغب في دونه العاقل اللبيب و يسارع إليه الموفّق المصيب و يحرص عليه الأديب الأريب.

فأولى الناس باللّه من اتبع أمره و أنفذ حكمه و أمضى قضاءه و رجا جزاءه و فلان بن فلان من قد عرفتم حاله و جلاله، دعاه رضا نفسه و أتاكم إيثارا لكم و اختيارا لخطبة فلانة بنت فلان كريمتكم، و بذل لها من الصداق كذا و كذا فتلقوه بالإجابة و أجيبوه بالرّغبة و استخيروا اللّه في اموركم يعزم لكم على رشدكم، إن شاء اللّه نسأل اللّه أن يلحم

ص: 258

ما بينكم، بالبرّ و التقوى، و يؤلّفه بالمحبّة و الهوى و يختمه بالموافقة و الرّضا، إنّه سميع الدّعاء لطيف لما يشاء(1).

15 - عنه قال: بعض أصحابنا، عن عليّ بن الحسن بن فضّال، عن إسماعيل ابن مهران، عن أحمد بن محمّد أبي نصر قال: سمعت الرّضا عليه السّلام يقول، ثم ذكر الخطبة كما ذكر معاوية بن حكيم مثلها(2).

16 - عنه عن محمّد بن أحمد، عن بعض أصحابنا قال: كان الرّضا عليه السّلام يخطب في النّكاح: الحمد للّه إجلالا لقدرته، و لا إله إلاّ اللّه خضوعا لعزّته، و صلّى اللّه علي محمّد و آله عند ذكره «إنّ اللّه خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً» إلى آخر الآية(3).

17 - الطبرسى قال: و يستحبّ أن يخطب بخطبة الرّضا عليه السّلام تبرّكا بها، لانّها جامعة في معناها و هو: «الحمد للّه الّذي حمد في الكتاب نفسه و افتتح بالحمد كتابه، و جعله أوّل محلّ نعمته و آخر جزاء أهل طاعته، و صلّى اللّه على محمّد خير بريّته، و على آله أئمة الرّحمة و معادن الحكمة، و الحمد للّه الّذي كان في نبأه الصّادق و كتابه الناطق أنّ من أحقّ الأسباب بالصلة و أولى الأمور بالتقدمة سببا أمرا أعقب حسبا.

فقال جلّ ثناؤه: «وَ هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً، فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً وَ كٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً» و قال «وَ أَنْكِحُوا اَلْأَيٰامىٰ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰالِحِينَ مِنْ عِبٰادِكُمْ وَ إِمٰائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرٰاءَ يُغْنِهِمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ اَللّٰهُ وٰاسِعٌ عَلِيمٌ » و لو لم يكن في المناكحة و المصاهرة آية محكمة [منزلة] و لا سنّة متبعة، لكان فيما جعل اللّه فيها من برّ القريب و تألّف البعيد ما رغب فيه العاقل اللبيب و سارع إليه الموفق المصيب، فأولى النّاس باللّه من اتبع أمره و أنفذ حكمه، و أمضى قضاءه و رضي جزاءه و نحن نسأل اللّه تعالى أن ينجز لنا و لكم على أوفق الأمور.

ثم إنّ فلابن فلان من عرفتم مروّته و عقله و صلاحه و نبيّته و فضله و قد أحبّ

ص: 259


1- الكافى: 5-373.
2- الكافى: 5-374.
3- الكافى: 5-374.

شركتكم و خطب كريمتكم فلانة و بذل لها من الصداق كذا فشفعوا شافعكم و أنكحوا خاطبكم في يسر غير عسر، أقول قولى هذا و أستغفر اللّه لي و معكم(1).

18 - ابن شهرآشوب - رحمه اللّه - قال: روينا عن الرضا عليه السّلام فقال: الحمد للّه المحمود بنعمته، المعبود بقدرته، المطاع في سلطانه، المرغوب إليه فيما عنده، المرهوب من عذابه، النافذ أمره في سمائه و أرضه، خلق الخلق بقدرته و ميزهم بأحكامه، و أعزّهم بدينه، و أكرمهم بنبيّه محمّد - إنّ اللّه تعالى جعل المصاهرة نسبا لاحقا، و أمرا مفترضا، شجّ بها الأرحام، و ألزمها الانام، قال اللّه تعالى: «وَ هُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَ صِهْراً» ثم إنّ اللّه تعالي أمرني أن ازوّج فاطمة من عليّ ، و قد زوّجتها إياه على أربعمائة مثقال فضة، إن رضيت يا على، قال: رضيت يا رسول اللّه(2).

4- باب المهر

19 - الكلينى - رحمه اللّه - عن الحسين بن محمّد، و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعا، عن الوشاء، عن الرضا عليه السّلام قال: سمعته يقول: لو أنّ رجلا تزوّج امرأة و جعل مهرها عشرين ألفا و جعل لأبيها عشرة ألاف، كان المهر جائزا و الّذي جعل لأبيها فاسدا(3).

20 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و على بن إبراهيم، عن أبيه جميعا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: قول شعيب عليه السّلام «إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنْكِحَكَ إِحْدَى اِبْنَتَيَّ هٰاتَيْنِ ، عَلىٰ أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمٰانِيَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ » أيّ الأجلين قضى ؟

ص: 260


1- مكارم الاخلاق: 235.
2- مناقب آل ابى طالب: 2-107.
3- الكافى: 5-384 و التهذيب: 7-361.

قال: الوفاء منهما أبعدهما عشر سنين، قلت: فدخل بها قبل أن ينقضى الشرط أو بعد انقضائه، قال: قبل أن ينقضي، قلت له، فالرّجل يتزوّج المرأة و يشترط لأبيها إجارة شهرين يجوز ذلك ؟ فقال: إنّ موسى عليه السّلام قد علم أنّه سيتمّ له شرطه فكيف لهذا بأن يعلم أنّه سيبقى حتّى يفي له، و قد كان الرّجل على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتزوّج المرأة على السورة من القرآن و على الدّرهم و على القبضة من الحنطة(1).

21 - عنه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عليّ بن أبي حمزة قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: تزوّج رجل امرأة على خادم، قال: فقال لي: وسط من الخدم قال قلت: على بيت ؟ قال: وسط من البيوت(2).

22 - الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام كتب إليه في ما كتب من جواب مسائله قال: علّة المهر و وجوبه على الرّجل، و لا يجب على النساء أن يعطين أزواجهنّ قال: لأنّ على الرجل مئونة المرأة، و لأن المرأة بائعة نفسها، و الرجل مشترى، و لا يكون البيع بلا ثمن و لا الشراء بغير إعطاء الثمن مع أنّ النساء محظورات عن التعامل و المتجر مع علل كثيرة(3).

23 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، قال سألت أبا الحسن عليه السّلام عن مهر السنّة كيف صار خمسمائة درهم، فقال: إنّ اللّه تبارك و تعالى أوجب على نفسه أن لا يكبّر مؤمن مائة تكبيرة و يحمده مائة تحميدة و يسبّحه مائة تسبيحة و يهلّله مائة تهليلة و يصلى على محمّد و آل محمّد مائة مرّة، ثمّ يقول: اللّهم زوّجني من الحور العين إلا زوّجه اللّه حوراء من الجنّة و جعل ذلك مهرها، فمن ثم أوحى اللّه إلى نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

ص: 261


1- الكافى: 4145.
2- الكافى: 5-381.
3- علل الشرائع: 2-187 و العيون: 2-84.

أن يسنّ مهر المؤمنات خمسمائة درهم ففعل ذلك رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.(1)

24 - عنه قال: و علة المهر و وجوبه على الرّجال و لا يجب على النساء أن يعطين أزواجهنّ لأنّ للرجل مئونة المرأة، و لأنّ المرأة بائعة نفسها و الرّجل مشترى، و لا يكون البيع إلاّ بثمن و لا الشّراء بغير إعطاء الثمن، مع أنّ النساء محظورات عن التعامل و المتجر مع علل كثيرة.(2)

25 - عنه قال: حدّثنا الحسين بن أحمد بن إدريس، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن أبي نصر، عن الحسين بن خالد. قال: قلت: لأبي الحسن الرضا عليه السّلام:

جعلت فداك كيف صار مهور النساء خمسمائة درهم اثنتى عشرة أوقية و نشّ؟ قال إنّ اللّه عزّ و جلّ أوجب على نفسه ألاّ يكبّره مؤمن مائة تكبيرة و يسبحه مائة تسبيحة و يحمده مائة تحميدة و يهلّله مائة تهليلة و يصلّى على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، مائة مرة ثمّ يقول اللّهم زوّجنى من الحور العين إلا زوّجه اللّه حوراء، فمن ثمّ جعل مهور النسا خمسمائة درهم و أيما مؤمن خطب إلى أخيه حرمته بذل له خمسمائة درهم و لم يزوّجه فقد عقّه و استحقّ من اللّه عزّ و جل ألا يزوّجه حورا.(3)

26 - الطوسى باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد و عليّ بن إبراهيم عن أبيه جميعا، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: الرّجل يتزوّج المرأة على الصّداق المعلوم، فيدخل بها قبل أن يعطيها فقال: يقدم إليها ما قلّ أو كثر إلاّ أن يكون له وفاء من عرض إن حدث به حدث أدّى عنه فلا بأس.(4)

27 - عنه بإسناده عن سعيد بن إسماعيل، عن أبيه قال: سألت الرّضا عليه السلام عن رجل تزوّج امرأة بشرط أن لا يتوارثا و أن لا يطلب منها ولدا قال:

ص: 262


1- علل الشرائع: 2-185.
2- عيون الاخبار: 2-94.
3- عيون الاخبار: 2-84.
4- التهذيب: 7-358.

لا أحبّ .(1)

28 - عنه باسناده عن محمّد بن على بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبى نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سئل أبو الحسن الأوّل عن الرّجل يزوّج ابنته أله أن يأكل من صداقها؟ قال: ليس له ذلك.(2)

29 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السّلام عن خصيّ تزوّج امرأة على ألف درهم، ثم طلّقها بعد ما دخل بها قال: لها الألف الّذي أخذت منه و لا عدّة عليها.(3)

5- باب الاطعام عند النكاح

30 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد جميعا، عن الحسن بن علي الوشاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سمعته يقول: إنّ النجاشيّ لمّا خطب لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آمنة بنت أبي سفيان فزوّجه و دعا بطعام و قال: إنّ من سنن المرسلين الإطعام عند التزويج.(4)

31 - على بن شعبة مرسلا قال: قال الرّضا عليه السّلام: من السنّة إطعام الطعام عند التزويج.(5)

ص: 263


1- التهذيب: 7-375.
2- التهذيب: 7-375.
3- التهذيب: 7-375.
4- الكافى: - 367 و المحاسن: 418 و التهذيب: 7-409.
5- تحف العقول: 328.

6- باب الابكار

32 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السّلام في الرّجل يتزوّج المرأة على أنّها بكر، فيجدها ثيبا أ يجوز له أن يقيم عليها؟ قال: فقال: قد تفتق البكر من المركب و من النزوة.(1)

33 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن جزك قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام أسأله عن رجل تزوّج جارية بكرا فوجدها ثيبا، هل يجب لها الصداق وافيا أم ينقص ؟ قال: ينقص.(2)

34 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن عبد اللّه بن الصلت قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن الجارية الصغيرة يزوّجها أبوها أ لها أمر إذا بلغت ؟ قال: لا ليس لها مع أبيها أمر، قال: و سألته عن البكر إذا بلغت مبلغ النساء أ لها مع أبيها أمر؟ قال: لا ليس لها مع أبيها أمر ما لم تكبر.(3)

35 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قال أبو الحسن عليه السّلام: في المرأة البكر إذنها صماتها و الثيب أمرها إليها.(4)

36 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن هارون بن مسلم، عن بعض رجاله عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام: أنّ بعض بني هاشم دعاه مع جماعة من أهله فأتى بصبية له فأدناها أهل المجلس جمعيا إليهم، فلمّا دنت منه سأل عن سنّها فقيل: خمس

ص: 264


1- الكافى: 5-413.
2- الكافى: 5-394.
3- الكافى: 5-394.
4- الكافى: 5-533.

فنحّاها عنه.(1)

37 - الصدوق قال: أبي رحمه اللّه قال: حدّثنا القسم بن محمّد بن على بن إبراهيم النهاوندى، عن صالح بن راهويه، عن أبي جويد مولى الرضا عليه السّلام، قال: نزل جبرئيل على النبيّ صلى اللّه عليه و آله قال: يا محمّد إن ربّك يقرئك السلام و يقول: إنّ الأبكار، من النساء بمنزلة الثمر على الشجر، فإذا أينع الثمر فلا دواء له إلا اجتناؤه و إلاّ أفسدته الشمس و غيرته الريح و إنّ الأبكار إذا أدركن ما يدرك النساء فلا دواء لهنّ إلا البعول و إلاّ لم يؤمن عليهن الفتنة.

فصعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم المنبر فخطب الناس ثم أعلمهم ما أمرهم اللّه عزّ و جل به فقالوا: ممّن يا رسول اللّه ؟ فقال: من الاكفاء فقالوا: و من الأكفاء؟ فقال: المؤمنون بعضهم أكفاء بعض، ثمّ لم ينزل حتى زوّج ضباعة بنت زبير بن عبد المطلب المقداد بن الاسود ثمّ قال: أيها الناس إنى زوّجت ابنة عمي المقداد ليتضع النكاح.(2)

7- باب الجمع بين الاختين

38 - الكلينى عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار، عن يونس قال: قرأت في كتاب رجل إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام: جعلت فداك الرّجل يتزوّج المرأة متعة إلى أجل مسمّى فينقضى الأجل بينهما هل له أن ينكح أختها من قبل أن تنقضى عدّتها؟ فكيف لا يحلّ له أن يتزوجها حتى تنقضي عدّتها.(3)

39 - عنه عن أحمد بن محمّد، عمّن ذكره، عن الحسين بن بشر قال: سألت الرضا عليه السّلام، عن الرجل تكون له الجارية و لها ابنة فيقع عليها أ يصلح له أن يقع على ابنتها؟ فقال: أ ينكح الرّجل الصالح ابنته.(4)

ص: 265


1- الكافى: 5....
2- علل الشرائع: 2-465 و العيون: 1-289.
3- الكافى: 4-431.
4- الكافى: 5-433.

8- باب الخصيان

40 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن قناع الحرائر من الخصيان، فقال: كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن عليه السّلام و لا يتقنّعن، قلت: فكانوا أحرارا؟ قال لا: قلت: فالأحرار يتقنّع منهم ؟ قال: لا.(1)

41 - الطوسى باسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان ابن يحيى، عن محمّد بن مضارب قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الخصى يحلّل ؟ قال: لا يحلّل.(2)

42 - الطبرسى مرسلا، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال سألت الرضا عليه السّلام عن قناع النساء من الخصيان، فقال: كانوا يدخلون على بنات أبي الحسن عليه السّلام لا يتقنّعن، قلت و كانوا أحرارا؟ قال: لا، قلت: فالأحرار يتقنّعن منهم ؟ قال:

لا.(3)

9- باب اتيان النساء

43 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم قال: سمعت صفوان بن يحيى يقول: قلت للرضا عليه السّلام: إنّ رجلا من مواليك أمرني أن أسألك عن مسألة هابك و استحيي منك أن يسألك، قال: و ما هي ؟ قلت: الرّجل يأتي امرأته في دبرها، قال: ذلك له قال: قلت: فأنت تفعل ؟ قال: إنّا لا نفعل ذلك.(4)

ص: 266


1- الكافى: 5-532.
2- التهذيب: 7-475.
3- مكارم الاخلاق: 274.
4- الكافى: 5-540 و التهذيب: 8-403.

44 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: سمعته يقول في التزويج قال: من السنة التزويج باللّيل لأنّ اللّه جعل اللّيل سكنا و النساء إنّما هنّ سكن.(1)

45 - عنه عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكر بن صالح عن سليمان بن جعفر الجعفريّ ، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: من أتى أهله في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد.(2)

46 - الصدوق قال: و روى عن معمر بن خلاّد عن الرضا عليه السّلام قال: سمعته يقول:

ثلاث من سنن المرسلين: العطر، و إحفاء الشعر، و كثرة الطروقة.(3)

47 - عنه قال: سأل صفوان بن يحيى أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرجل تكون عند المرأة الشابّة فيمسك عنها الأشهر و السنة لا يقربها، ليس يريد الإضرار بها يكون لهم مصيبة يكون في ذلك آثما؟ قال: إذا تركها أربعة أشهر كان آثما بعد ذلك(4)

48 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن السناني رضي اللّه عنه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ قال: حدّثنا سهل بن زياد الأدميّ ، عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني قال: حدّثني على بن محمّد العسكرى، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه عليهم السّلام.

قال: يكره للرّجل أن يجامع في أوّل ليلة من الشهر و في وسطه و في آخره، فإنه من فعل ذلك خرج الولد مجنونا، أ لا ترى ؟ أنّ المجنون أكثر ما يصرع في أوّل الشّهر و وسطه و آخره، و قال عليه السّلام: من تزوّج و القمر في العقرب لم ير الحسنى، و قال عليه السّلام:

من تزوّج في محاق الشهر فليسلم لسقط الولد(5).

ص: 267


1- الكافى: 5-366 و التهذيب: 6-415.
2- الكافى: 5-499.
3- الفقيه: 3-341 و التهذيب: 7-418 و الكافى: 5-320.
4- الفقيه: 4-256 و التهذيب: 8-412.
5- عيون الاخبار: 1-288.

49 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن عبد الملك و الحسين ابن على بن يقطين عن موسى بن عبد الملك، عن رجل قال سألت: أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن إتيان الرّجل المرأة من خلفها في دبرها فقال: أحلّتها آية من كتاب اللّه تعالى قول لوط عليه السّلام: «هٰؤُلاٰءِ بَنٰاتِي هُنَّ أَطْهَرُ لَكُمْ » و قد علم انّهم لا يريدون الفرج(1).

50 - عنه بإسناده عن معاوية بن حكيم، عن معمر بن خلاد عن الرضا عليه السّلام أنه قال: أيّ شيء يقولون في إتيان النساء في أعجازهن ؟ فقلت له: بلغني أنّ أهل الكتاب لا يرون بذلك بأسا فقال: إنّ اليهود كانت تقول: إذا أتى الرجل المرأة من خلفها خرج الولد أحول فأنزل اللّه تعالى: «نِسٰاؤُكُمْ حَرْثٌ لَكُمْ فَأْتُوا حَرْثَكُمْ أَنّٰى شِئْتُمْ » قال: من قبل و دبر خلافا لقول اليهود و لم يعن في إدبارهن(2).

10- باب الاماء و العبيد

51 - الكليني عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل قال:

سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرّجل تكون له الجارية، فيقبّلها هل تحلّ لولده ؟ قال: بشهوة، قلت نعم، قال: فقال: ما ترك شيئا إذا قبّلها بشهوة ثمّ قال: ابتداء منه إن جرّدها و نظر إليها بشهوة حرمت على أبيه و ابنه، قلت، إذا نظر الى جسدها؟ فقال: إذا نظر إلى فرجها و جسدها بشهوة حرمت عليه(3).

52 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي - الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الرّجل يتزوّج المرأة و يتزوّج أمّ ولد أبيها، فقال: لا بأس بذلك، فقلت له، بلغنا عن أبيك أنّ على بن الحسين عليهما السّلام تزوّج ابنة

ص: 268


1- الاستبصار: 3-343 و التهذيب: - 414.
2- التهذيب: 7-460.
3- الكافى: 5-418.

الحسن بن على عليهما السّلام و أمّ ولد الحسن، و ذلك أنّ رجلا من أصحابنا سألنى أن أسألك عنها.

فقال: ليس هكذا، إنّما تزوّج عليّ بن الحسين عليهما السّلام ابنة الحسن و أمّ ولد لعلي بن الحسين المقتول عندكم، فكتب بذلك عبد الملك بن مروان فعاب على عليّ ابن الحسين عليهما السّلام فكتب إليه في ذلك فكتب إليه الجواب، فلمّا قرأ الكتاب قال: إنّ عليّ بن الحسين عليهما السّلام يضع نفسه و إنّ اللّه يرفعه(1).

53 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل قال: كتبت إلى أبى الحسن عليه السّلام فى جارية لابن لي صغير، أ يجوز لي أن أطأها؟ فكتب: لا حتى تخلصها(2).

54 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن محبوب، قال: سألت الرضا عليه السّلام أني كنت وهبت لابنتي جارية حيث زوّجتها فلم تزل عندها في بيت زوجها حتّى مات زوجها، فرجعت إلى هى و الجارية أ فيحل لى الجارية أن أطأها؟ فقال: قوّمها بقيمة عادلة و أشهد على ذلك ثمّ إن شئت فطأها(3).

55 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال لا، يتمتّع بالأمة إلاّ بأذن أهلها(4).

56 - الطوسى باسناده عن محمّد بن آدم عن الرّضا عليه السّلام في الرّجل يقول لجاريته:

قد اعتقتك و جعلت صداقك عتقك قال: جاز العتق و الأمر إليها إن شاءت زوّجته نفسها و إن شاءت لم تفعل، فإن زوّجته نفسها فاحبّ له أن يعطيها شيئا(5).

57 - عنه باسناده عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سنان، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته عن الرّجل يتزوّج المرأة و يتزوّج أمّ ولد أبيها، فقال: لا بأس بذلك(6).

ص: 269


1- الكافى: 5-361.
2- الكافى: 5-471.
3- الكافى: 5-471.
4- الكافى: 5-463.
5- الاستبصار: 3-210.
6- التهذيب، 7-449.

58 - عنه باسناده عن الصفار عن أحمد بن محمّد، عن البرقي، عن علي بن إدريس قال: سألت الرضا عليه السّلام عن جارية كانت في ملكى فوطئتها ثمّ خرجت من ملكى فولدت جارية يحلّ لا بني أن يتزوّجها؟ قال: نعم لا بأس به قبل الوطء و بعد الوطء واحد(1).

59 - عنه بإسناده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت الرضا عليه السّلام عن امرأة أحلّت لزوجها جاريتها فقال: ذلك له، قلت: فإن خاف أن تكون تمزح قال: و كيف له بما في قلبها فإن علم أنها تمزح فلا(2).

60 - عنه باسناده عن محمّد بن الحسن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سهل عن محمّد بن منصور الكوفي قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الغلام يعبث بجارية لا يملكها و لم يدرك، أ يحلّ لأبيه أن يشتريها و يمسّها؟ قال: لا يحرّم الحرام الحلال(3).

11- باب المتعة

61 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم قال: كتب إليه الرّيان بن شبيب يعنى أبا الحسن عليه السّلام الرّجل يتزوّج المرأة متعة بمهر إلى أجل معلوم، و أعطاها بعض مهرها و أخرته بالباقي ثمّ دخل بها و علم بعد دخوله بها قبل أن يوفيها باقي مهرها، إنّما زوّجته نفسها و لها زوج مقيم معها أ يجوز له حبس باقى مهرها أم لا يجوز؟ فكتب عليه السّلام: لا يعطيها شيئا لانّها عصت اللّه عزّ و جلّ (4).

62 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل، عن ابي - الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قلت: له الرّجل يتزوّج متعة سنة أو أقلّ أو اكثر؟ قال: إذا كان شيئا معلوما إلى أجل معلوم؛ قال: قلت: و تبين بغير طلاق؛ قال:

ص: 270


1- التهذيب: 7-462.
2- التهذيب: 7-462.
3- التهذيب: 7-283.
4- الكافى: 5-461.

نعم(1).

63 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: لا يتمتّع بالأمة إلاّ بإذن أهلها(2).

64 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام: هل للرّجل أن يتمتّع من المملوكة بإذن أهلها و له امرأة حرّة ؟ قال: نعم إذا رضيت الحرّة قلت: فإن أذنت الحرّة يتمتع منها؟ قال: نعم و روى أيضا أنّه، لا يجوز أن يتمتّع بالأمة على الحرّة(3).

65 - عنه عن على بن إبراهيم، عن المختار بن محمّد بن المختار، عن محمّد بن الحسن، عن عبد اللّه بن الحسن جميعا، عن الفتح بن يزيد قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الشروط فى المتعة فقال: الشرط فيها بكذا و كذا، فإن قالت: نعم فذاك له جائز و لا تقول كما انهى إليّ أنّ أهل العراق يقولون: الماء مائى و الأرض لك، و لست أسقي أرضك الماء و إن نبت هناك نبت فهو لصاحب الأرض فإنّ شرطين في شرط فاسد فإن رزقت ولدا قبله و الأمر واضح فمن شاء التلبيس على نفسه لبس(4).

66 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل قال: سأل رجل أبا الحسن الرضا عليه السّلام و أنا أسمع: عن رجل يتزوّج امرأة متعة و يشترط عليها أن لا يطلب ولدها، فتأتى بعد ذلك بولد فشدّد في إنكار الولد و قال: أ يجحده إعظاما لذلك، فقال الرّجل: فإن اتهمها؟ فقال: لا ينبغي لك أن تتزوّج إلا مؤمنة أو مسلمة فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «اَلزّٰانِي لاٰ يَنْكِحُ إِلاّٰ زٰانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَ اَلزّٰانِيَةُ لاٰ يَنْكِحُهٰا إِلاّٰ زٰانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَ حُرِّمَ ذٰلِكَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ » (5).

ص: 271


1- الكافى: 5-459 أ التهذيب: 7-264 و الاستبصار: 3-151.
2- الكافى: 5-463.
3- الكافى: 5-463.
4- الكافى: 5-464.
5- الكافى: 5-454 و الفقيه: 3-292 و التهذيب: 7-269 و الاستبصار: 3-153.

67 - عنه، عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الرّجل يتزوّج المرأة متعة أ يحلّ له أن يتزوج ابنتها؟ قال: لا(1).

68 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد، قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرّجل يتزوّج المرأة متعة فيحملها من بلد إلى بلد؟ فقال: يجوز النكاح الآخر و لا يجوز هذا(2).

69 - عنه - رحمه اللّه - عن عليّ بن إبراهيم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: تزويج المتعة نكاح بميراث، و نكاح بغير ميراث، فإن اشترطت كان، و إن لم يشترط لم يكن، و روي أيضا ليس بينهما ميراث، اشترط أو لم يشترط(3).

70 - الصدوق - رحمه اللّه باسناده قال: و قال الرضا عليه السّلام: المتعة لا تحلّ إلاّ لمن عرفها، و هي حرام على من جهلها(4).

71 - عنه قال: و سأل الحسن التفليسي الرّضا عليه السّلام أ يتمتّع الرجل من اليهودية و النصرانية ؟ قال: أبو الحسن عليه السّلام: يتمتّع من الحرّة المؤمنة و هى أعظم حرمة منهما(5).

72 - عنه قال: و روى عن يونس بن عبد الرحمن قال: سألت الرضا عليه السّلام عن رجل تزوّج امرأة متعة، فعلم بها أهلها فزوجوها من رجل في العلانية و هي امرأة صدق قال: لا تمكن زوجها من نفسها حتى تنقضي عدّتها و شرطها، قلت: إن كان شرطها سنة و لا يصبر لها زوجها قال: فليتق اللّه زوجها و ليتصدّق عليها بما بقي له، فإنها قد ابتليت و الدار دار هدنة و المؤمنون في تقية.

ص: 272


1- الكافى: 5-422.
2- الكافى: 5-447.
3- الكافى: 5-465.
4- الفقيه: 3-292.
5- الفقيه: 3-293.

قلت: فإن تصدّق عليها بأيامها و انقضت عدّتها كيف تصنع ؟ قال: تقول لزوجها إذا دخلت به، يا هذا وثب عليّ أهلي فزوّجوني بغير أمري، و لم يستأمروني و إني الآن قد رضيت فاستأنف أنت اليوم و تزوّجنى تزويجا صحيحا بينى و بينك قال: قلت للرضا عليه السّلام: المرأة تتزوج متعة فينقضي شرطها فتتزوّج رجلا آخر قبل أن تنقضي عدّتها قال: ما عليك إنّما إثم ذلك عليها(1)

73 - عنه قال: و سأل أحمد بن محمّد بن أبي نصر الرضا عليه السّلام عن الرّجل يتزوّج المرأة متعة أ يحلّ له أن يتزوّج ابنتها بتاتا؟ قال: لا،(2).

74 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معاوية بن حكيم، عن إبراهيم بن عقبة، عن الحسن التفليسى قال: سألت الرّضا عليه السّلام، أ يتمتع من اليهوديّة و النصرانيّة ؟ فقال: التمتع من الحرّة المؤمنة أحبّ إلى و هي أعظم حرمة منهما(3).

75 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت الرضا عليه السّلام يتمتع بالأمة بإذن أهلها؟ قال: نعم إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول:

«فَانْكِحُوهُنَّ بِإِذْنِ أَهْلِهِنَّ » (4) .

76 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الرّجل يتمتع بأمة رجل بإذنه ؟ قال: نعم(5).

77 - عنه باسناده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرضا عليه السّلام: هل يجوز للرجل أن يتمتع من المملوكة بإذن أهلها و له امرأة حرّة ؟ فقال: نعم إذا كان بإذن أهلها إذا رضيت الحرّة قلت: فإن أذنت له الحرة يتمتع منها؟ قال: نعم(6).

ص: 273


1- الفقيه: 3-294.
2- الفقيه: 3-295 و التهذيب: 7-277.
3- التهذيب: 7-256 و الاستبصار: 3-144.
4- التهذيب: 7-257 و الاستبصار: 3-146.
5- الاستبصار: - 146 و التهذيب: 7-257.
6- التهذيب: 7-257 و الاستبصار: 3-146.

78 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته عن الرجل يكون عنده المرأة أ يحلّ له أن يتزوّج بأختها متعة ؟ قال: لا قلت: حكى زرارة عن أبي جعفر عليه السّلام إنما هي مثل الإمام يتزوّج ما شاء قال: لا هي، من الأربع(1).

79 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: اجعلوهن من الأربع فقال له صفوان بن يحي: أعلى الاحتياط قال: نعم(2).

80 - عنه باسناده عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ ، عن علي بن إدريس قال: سألت الرضا عليه السّلام عن جارية كانت في ملكي فوطئتها ثمّ خرجت من ملكي فولدت جارية أ يحلّ لا بني أن يتزوّجها؟ قال: نعم لا بأس، قبل الوطء و بعد الوطء واحد(3).

81 - عنه باسناده عن الحسين بن خالد الصير في قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن هذه المسألة فقال: كرّرها عليّ فقلت: له: إن كانت لى جارية فلم ترزق مني ولي ولد من غيرها، فبعتها فولدت من غيري ولي ولد من غيرها فأزوّج ولدي من غيرها ولدها؟ قال تزوج ما كان لها من ولد قبلك يقول قبل أن يكون لك(4).

12- باب نكاح الكوافر

82 - الكلينى عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن ابن الجهم قال: قال لي أبو الحسن الرضا عليه السّلام: يا أبا محمّد ما تقول في الرجل يتزوّج نصرانيّة على مسلمة ؟ قلت: جعلت فداك و ما يقول بين يديك قال: لتقولنّ فإنّ ذلك يعلم به قولي، قلت: لا يجوز تزويج النصرانيّة على مسلمة و لا غير مسلمة.

قال: و لم ؟ قلت لقول اللّه عزّ و جلّ ، «وَ لاٰ تَنْكِحُوا اَلْمُشْرِكٰاتِ حَتّٰى يُؤْمِنَّ »

ص: 274


1- الاستبصار: 3-148.
2- الاستبصار: 3-148.
3- الاستبصار: 174.
4- الاستبصار: 3-174.

قال: فما تقول في هذه الآية: «وَ اَلْمُحْصَنٰاتُ مِنَ اَلَّذِينَ أُوتُوا اَلْكِتٰابَ مِنْ قَبْلِكُمْ » قلت فقوله: «وَ لاٰ تَنْكِحُوا اَلْمُشْرِكٰاتِ » نسخت هذه الآية، فتبسّم ثم سكت(1).

83 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت الرضا عليه السّلام: عن الرجل تكون له الزوجة النصرانية فتسلم هل يحلّ لها أن تقيم معه ؟ قال: إذا أسلمت لم تحلّ له قلت: جعلت فداك فإن الزوج أسلم بعد ذلك أ يكونان على النكاح ؟ قال: لا، يتزوّج جديد(2).

84 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن نكاح اليهودية و النصرانيّة، فقال: لا بأس فقلت: فمجوسية فقال:

لا بأس به - يعنى متعة(3).

13- باب الاولاد و الرضاع

85 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و على بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن امرأة أرضعت ؟ جارية لزوجها ابن من غيرها، أ يحلّ للغلام ابن زوجها أن يتزوّج الجارية الّتي أرضعت ؟ فقال: اللبن للفحل(4).

86 - عنه - رحمه اللّه - عن علي بن إبراهيم، عن أبيه و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نجران عن محمّد بن عبيدة الهمدانى قال: قال الرضا عليه السّلام: ما يقول أصحابك في الرضاع قلت، كانوا يقولون اللبن للفحل، حتّى جاءتهم الرّواية عنك أنه يحرم

ص: 275


1- الكافى: 5-457 و التهذيب: 3-178.
2- التهذيب: 7-300 و الاستبصار: 3-181.
3- التهذيب: 7-256 و الاستبصار: 3-144.
4- الكافى: 5-440.

من الرضاع ما يحرم من النسب، فرجعوا إلى قولك، قال: فقال: و ذلك لأنّ أمير - المؤمنين سألني عنها البارحة، فقال لى: اشرح لى اللبن للفحل، و أنا أكره الكلام.

فقال لي كما أنت حتى أسألك عنها ما قلت في رجل كانت له امهات أولاد شتّى فأرضعت واحدة منهنّ بلبنها غلاما غريبا، أ ليس، كلّ شيء من ولد ذلك الرّجل من أمّهات أولاد شتّى محرّما على ذلك الغلام، قال: قلت: بلى، قال: فقال: أبو - الحسن عليه السّلام: فما بال الرضاع يحرم من قبل الفحل و لا يحرّم من قبل الامهات و إنّما الرّضاع من قبل الامّهات و إن كان لبن الفحل أيضا يحرم(1).

87 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد قال: كان داود بن زربي شكا ابنه إلى أبى الحسن عليه السّلام فيما أفسد له فقال له: استصلحه فما مائة ألف فيما أنعم اللّه به عليك(2).

88 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام يقول: قال: أبو جعفر عليه السّلام: إنّ النطفة تكون في الرحم أربعين يوما، ثم تصير علقة أربعين يوما، ثم تصير مضغة أربعين يوما، فإذا كمل أربعة أشهر بعث اللّه ملكين خلاّقين، فيقولان: يا ربّ ما تخلق ذكرا أو انثى فيؤمران.

فيقولان يا ربّ شقيّا أو سعيدا فيؤمران، فيقولان: يا ربّ ما أجله و ما رزقه، و كلّ شيء من حاله و عدّد من ذلك أشياء و يكتبان الميثاق بين عينيه، فإذا أكمل اللّه له الأجل بعث اللّه ملكا، فزجره زجرة فيخرج و قد نسي الميثاق، فقال الحسن بن الجهم: فقلت له: أ فيجوز أن يدعو اللّه فيحوّل الأنثى ذكرا و الذكر أنثى فقال: إنّ اللّه يفعل ما يشاء(3).

89 - عنه عن عليّ بن محمّد القاساني، عن أبي أيّوب سليمان بن مقبل المدائني

ص: 276


1- الكافى: 5-441 و التهذيب: 7-330 و الاستبصار: 3-200.
2- الكافى: 6-48.
3- الكافى: 6-13.

عن سليمان بن جعفر الجعفرىّ ، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه تبارك و تعالى على الإناث أرأف منه على الذكور و ما من رجل يدخل فرحة على امرأة بينه و بينها حرمة إلاّ فرّحه اللّه تعالى يوم القيامة(1).

90 - عنه عن محمّد بن يحي، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن الحسن بن سعيد قال: كنت أنا و ابن غيلان المدائنيّ دخلنا على أبي الحسن الرضا عليه السّلام فقال له:

ابن غيلان، أصلحك اللّه بلغني أنّه من كان له حمل، فنوى أن يسمّيه محمّدا ولد له غلام فقال: من كان له حمل فنوى أن يسمّيه عليّا ولد له غلام.

ثم قال: عليّ و محمّد و محمّد و علي شيئا واحدا قال: أصلحك اللّه إنّي خلّفت امرأتي و بها حبل فادع اللّه أن يجعله غلاما فأطرق إلى الأرض طويلا ثمّ رفع رأسه فقال له:

سمّه عليّا، فإنّه أطول لعمره فدخلنا مكّة فوافانا كتاب من المدائن أنّه قد ولد له غلام(2).

91 - عنه، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد الأشعريّ قال:

سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام: عن الرّجل يكون بعض ولده أحبّ إليه من بعض و يقدّم بعض ولده على بعض ؟ فقال: نعم قد فعل ذلك أبو عبد اللّه عليه السّلام، نحل محمّدا و فعل ذلك أبو الحسن عليه السّلام نحل أحمد شيئا، فقمت أنا به حتّى حزته له، فقلت: جعلت فداك الرّجل يكون بناته أحبّ من بنيه ؟ فقال: البنات و البنون في ذلك سواء إنّما هو بقدر ما ينزلهم اللّه عزّ و جلّ منه(3).

92 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفرى قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: لا يدخل الفقر بيتا فيه اسم محمّد أو أحمد أو عليّ أو الحسن أو الحسين، أو جعفر أو طالب، أو عبد اللّه أو فاطمة من النساء(4).

93 - الصدوق قال: و سأل سعد بن سعد الرضا عليه السّلام عن صبيّ هل يرضع

ص: 277


1- الكافى: 6-6.
2- الكافى: 6-11.
3- الكافى: 6-51.
4- الكافى: 6-19.

أكثر من سنتين فقال: عامين قلت: فان زاد على سنتين هل على أبويه من ذلك شيء؟ قال: لا(1).

94 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اختنوا أولادكم يوم السابع فإنه أطهر و أسرع لنبات اللحم(2).

95 - عنه بإسناده عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تسترضعوا الحمقاء و لا العمشاء فان اللبن يعدى(3).

96 - عنه بإسناده عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ليس للصبي لبن خير من لبن أمه(4).

97 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال: إنّ فاطمة عليها السّلام عقّت عن الحسن و الحسين عليهم السّلام و أعطت القابلة رجل شاة و دينارا(5).

98 - الصدوق - رحمه اللّه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله: اغسلوا صبيانكم من الغمر، فإنّ الشيطان يشمّ الغمر، فيفرغ الصبي في رقاده و يتأذّى بها الكاتبان(6).

99 - عنه - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله: إذا سمّيتم الولد محمّدا فأكرموا و أوسعوا له في المجالس، و لا تقبّحوا له وجها(7).

100 - عنه - رحمه اللّه - قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي بن فضال، عن أحمد بن أشيم، عن الرضا عليه السّلام قال: قلت له: جعلت فداك لم سمّوا العرب أولادهم بكلب، و نمر و فهد و أشباه ذلك ؟ قال: كانت العرب

ص: 278


1- الفقيه: 3-305.
2- عيون الاخبار: 2-28.
3- عيون الاخبار: 2-34.
4- عيون الاخبار: 2-34.
5- عيون الاخبار: 2-46.
6- عيون الاخبار: 2-69.
7- عيون الاخبار: 2-29.

أصحاب حرب، و كانت تهول على العدوّ بأسماء أولادهم، و يسمّون عبيدهم فرجا و مباركا و ميمونا، و أشباه ذلك يتيمّنون بها(1).

101 - الطوسى باسناده عن عدّة أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عليّ عن محمّد بن سنان عن الرضا عليه السّلام قال: أطعموا حبالاكم اللبان فإن يكن في بطنها غلام خرج ذكيّ القلب عالما شجاعا، و إن تكن جارية حسن خلقها و خلقتها و عظمت عجيزتها و حظيت عند زوجها(2).

102 - عنه باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان عن علي بن إسماعيل الدغشي، عن رجل من أهل الشام عن عبد اللّه بن أبان الزيات، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن رجل تزوّج بنت عمه و قد أرضعته أمّ ولد جدّه هل تحرم على الغلام أم لا؟ قال: لا(3).

103 - عنه - رحمه اللّه - باسناده عن محمّد بن يحيي، عن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن - عبد الملك، عن بكار بن الجرّاح، عن بسطام عن أبي الحسن عليه السّلام قال: لا يحرم من الرضاع إلا البطن الذي ارتضع منه(4).

104 - الطبرسى مرسلا عن الرضا عليه السّلام: قال: إنّ اللّه تبارك و تعالى إذا أراد بعبد خيرا لم يمته حتّى يريه الخلف، و روى: أنّ من مات بلا خلف، فكأنّ لم يكن في الناس، و من مات و له خلف فكأنّ لم يمت(5).

ص: 279


1- معانى الاخبار: 391.
2- التهذيب: 7-440.
3- الاستبصار: 3-202.
4- الاستبصار: 3-201.
5- مكارم الاخلاق: 251.

14- باب نوادر النكاح

105 - الكلينى عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عبد العزيز المهتديّ قال سألت الرّضا عليه السّلام و قلت: جعلت فداك، إنّ أخي مات و تزوّجت امرأته، فجاء عمّى أنّه قد كان تزوّجها سرّا، فسألتها عن ذلك فأنكرت أشدّ الإنكار و قالت: ما كان بيني و بينه شيء قطّ: فقال: يلزمك إقرارها و يلزمه إنكارها(1).

106 - عنه عن عليّ عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن المشرّقي، عن الرضا عليه السّلام قال: قلت له: ما تقول في رجل ادّعى أنّه خطب امرأة إلى نفسها و هي مازحة فسئلت المرأة عن ذلك فقالت: نعم، فقال: ليس بشيء: قلت: فيحلّ للرّجل أن يتزوّجها؟ قال: نعم(2).

107 - عنه - رحمه اللّه - عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطيّ ، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام: أنّ لى قرابة قد خطب إلى و في خلقه شيء فقال: لا تزوّجه إن كان سيئ الخلق(3).

108 - الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس عن محمّد بن أحمد، عن عليّ بن إسماعيل، عن محمّد بن عمرو بن سعيد، عن بعض أصحابه قال سمعت العبّاسى و هو يقول: استأذنت الرضا عليه السّلام، في النفقة على العيال فقال: بين المكروهين قال: فقلت: جعلت فداك لا و اللّه ما أعرف المكروهين: قال: بلى يرحمك اللّه أ ما تعرف أنّ اللّه عزّ و جلّ كره الاسراف و كره الإقتار فقال، «وَ اَلَّذِينَ إِذٰا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَ لَمْ يَقْتُرُوا وَ كٰانَ بَيْنَ ذٰلِكَ قَوٰاماً» (4).

ص: 280


1- الكافى؛ 5-563 و الاستبصار: 3-175.
2- الكافى: 5-563.
3- الكافى: 5-563.
4- الخصال: 54.

109 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضى اللّه عنه قال: حدّثنا محمّد ابن يحيى العطار قال: حدّثني أحمد، عن محمّد بن عيسى قال: كان ابن فضّال يروي عن أبي الحسن الثانى عليه السّلام، في أربعة أشياء خيار سنة: الجنون، و الجذام، و البرص و القرن(1).

110 - عنه قال: حدّثنا علي بن عبد اللّه الورّاق رضي اللّه عنه قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفي عن سهل بن زياد الآدمي عن عبد العظيم بن عبد اللّه الحسني، عن محمّد ابن عليّ الرضا، عن أبيه الرضا. عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن على، عن أبيه أمير - المؤمنين علي بن أبي طالب عليهم السّلام، قال: دخلت أنا و فاطمة على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فوجدته يبكي بكاء شديدا، فقلت: فداك أبى و امى يا رسول اللّه ما الذي أبكاك ؟ فقال: يا عليّ ليلة أسري بي إلى السماء رأيت نساء من أمّتي في عذاب شديد، فأنكرت شأنهنّ ؛ فبكيت لما رأيت من شدّة عذابهنّ ، و رأيت امرأة معلقة بشعرها يغلي دماغ رأسها، و رأيت امرأة معلّقة بلسانها، و الحميم يصبّ في خلفها، و رأيت امرأة معلّقة بثدييها و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها و النار توقد من تحتها، و رأيت امرأة قد شدّ رجلاها إلى يديها و قد سلّط عليها الحيّات و العقارب، و رأيت امرأة صماء عمياء خرساء في تابوت من نار يخرج دماغ رأسها من منخرها و بدنها منقطع من الجذام و البرص.

و رأيت امرأة معلّقة برجليها في تنور من النار، و رأيت امرأة تقطع لحم جسدها من مقدمها و مؤخّرها بمقاريض من نار، و رأيت امرأة يحرق وجهها و يداها و هي تأكل أمعائها، و رأيت امرأة رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار، و عليها ألف ألف لون من العذاب؛ و رأيت امرأة على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها، و تخرج من فيها و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقامع من نار.

ص: 281


1- الخصال: 245.

فقالت فاطمة عليها السّلام: حبيبى و قرّة عينى أخبرني ما كان عملهنّ و سيرتهنّ حتى وضع اللّه عليهنّ هذا العذاب ؟ فقال: يا بنيتى أمّا المعلّقة بشعرها فإنها كانت لا تغطّي شعرها من الرّجال، و أما المعلّقة بلسانه فإنها كانت تؤذي زوجها و أما المعلّقة بثدييها فانها كانت يمتنع من فراش زوجها، و أما المعلقة برجليها فإنها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها.

و أما التى كانت تأكل لحم جسدها فإنها كانت تزيّن بدنها للناس، و أما التي شدّ، يداها إلى رجليها و سلّط عليها الحيات و العقارب فإنها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض و لا تنتظف و كانت تستهين بالصلاة، و أما الصمّاء العمياء الخرساء فإنها كانت تلد من الزناء فتعلقه في عنق زوجها و أما التي كانت تقرض لحمها بالمقاريض، فإنها كانت تعرض نفسها على الرّجال، و أمّا التي كانت تحرق وجهها و بدنها و هي تأكل أمعائها، فإنها كانت قوّادة.

و أما الّتي، كان رأسها رأس الخنزير و بدنها بدن الحمار، فانها كانت، نمّامة كذابة، و أما الّتي كانت على صورة الكلب و النار تدخل في دبرها و تخرج من فيها فإنها كانت قينة نواحة حاسدة، ثمّ قال عليه السّلام: ويل لامرأة أغضبت زوجها و طوبى لامرأة رضى عنها زوجها.(1)

111 - عنه باسناده عن الرّضا عليه السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يا عليّ لا تتبع النظرة النظرة فليس لك إلا أوّل نظرة.(2)

112 - عنه قال: و حرّم النظر إلى شعور النساء المحجوبات بالأزواج و إلى غيرهنّ من النساء لما فيه من تهييج الرجال و ما يدعو التهييج إليه من الفساد، و الدخول فيما لا يحلّ و لا يحمل و كذلك ما أشبه الشعور إلاّ الّذي قال اللّه تعالى: «وَ اَلْقَوٰاعِدُ مِنَ اَلنِّسٰاءِ اَللاّٰتِي لاٰ يَرْجُونَ نِكٰاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنٰاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيٰابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجٰاتٍ بِزِينَةٍ » ،

ص: 282


1- عيون الاخبار: 2-10.
2- عيون الاخبار: 2-65.

أى غير الجلباب فلا بأس بالنظر إلى شعور مثلهنّ .(1)

113 - عنه قال: حدّثنا علي بن أحمد رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العبّاس قال: حدّثنا القسم بن الربيع الصحّاف عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرّجال من الميراث، لأنّ المرأة إذا تزوّجت أخذت و الرجل يعطى فلذلك و فرّ على الرجال و علّة اخرى في اعطاء الذكر مثل ما تعطى الانثى لأنّ الانثى في عيال الذكر إن احتاجت و عليه أن يعولها و عليه نفقتها و ليس على المرأة إنّ «الرجال قَوّٰامُونَ عَلَى اَلنِّسٰاءِ بِمٰا فَضَّلَ اَللّٰهُ بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ وَ بِمٰا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوٰالِهِمْ » .(2)

114 - على بن شعبة - رحمه اللّه - مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: صاحب النعمة يجب أن يوسع على عياله.(3)

115 - الطوسى باسناده عن الهيثم بن أبي مسروق النهديّ ، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، و محمّد بن الحسن الأشعريّ ، عن محمّد بن عبد اللّه الاشعريّ قال: قلت للرضا عليه السّلام:

الرّجل يتزوّج بالمرأة فيقع في قلبه أنّ لها زوجا قال: ما عليه، أ رأيت لو سألها البيّنة كان يجد من يشهد أن ليس لها زوج.(4)

116 - عنه باسناده عن الصفار عن يعقوب بن يزيد، عن أبي همّام إسماعيل بن همام قال: قال أبو الحسن عليه السّلام: قال محمّد بن علي عليه السّلام: في الرّجل يتزوّج المرأة و يزوّج بنتها ابنه فيفارقها و يتزوّجها آخر بعد، فتلد منه بنتا، فكره أن يتزوّجها أحد من ولده لأنّها كانت امرأته فطلقها فصار بمنزلة الأب و كان قبل ذلك أبا لها.(5)

117 - عنه باسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال قلت

ص: 283


1- عيون الاخبار: 2-97 و العلل: 2-251.
2- علل الشرائع: 2-257.
3- تحف العقول: 235.
4- التهذيب: 8-253.
5- التهذيب: 7-453 و الاستبصار: 3-176.

للرّضا عليه السّلام: يتزوّج الرّجل المرأة الّتي قبلته فقال سبحان اللّه ما حرّم اللّه عليه من ذلك.(1)

118 - ابن شهرآشوب - رحمه اللّه - مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: و علّة تزويج الرّجل أربع نسوة و التحريم، أن تتزوّج المرأة أكثر من واحد، لأنّ الرّجل إذا تزوّج أربعة كان الولد منسوبا إليه، و المرأة لو كان لها زوجان و أكثر من ذلك، لم يعرف الولد لمن هو، إذا هم مشتركون في نكاحها و في ذلك فساد الأب و المواريث و التعارف.

قال: و تحليل أربع نسوة لرجل واحد، لأنّهن أكثر من الرّجال، قال: و علة تزويج العبد اثنتين لا أكثر منه، لأنه نصف رجل فى النكاح و الطلاق، لا يملك نصفه.(2)

ص: 284


1- التهذيب: 7-455. الاستبصار: 3-176.
2- مناقب آل ابى طالب: 2-410.

كتاب الطلاق

1- باب الشهود فى الطلاق

1 - الحميري، عن البزنطى قال: و سألته عن رجل طلّق امرأة بعد ما غشاها بشاهدين عدلين، قال ليس هذا طلاقا فقلت له: فكيف طلاق السنّة، فقال يطلّقها إذا طهرت من حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين، فإن خالف ذلك ردّ إلى كتاب اللّه عزّ و جلّ ، قلت: فإنه طلّق على طهر من غير جماع بشهادة رجل و امرأتين، قال لا يجوز شهادة النساء في الطلاق.

قلت: فإنه أشهد رجلين ناصبيين على الطلاق يكون ذلك طلاقا، قال: كلّ من ولد على الفطرة جازت شهادته بعد أن تعرف منه صلاح في نفسه، و سألته عن رجل طلّق امرأة على طهر بشاهدين ثمّ راجعها و لم يجامعها بعد الرجعة حتى طهرت من حيضها، ثمّ طلّقها على طهر بشاهدين هل يقع عليها تلك التطليقة الثانيّة و قد راجعها و لم يجامعها؟ قال: نعم.(1)

2 - الكلينى عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال:

سألت أبا الحسن عليه السّلام عن رجل طلّق امرأته على طهر من غير جماع، و أشهد اليوم رجلا ثمّ مكث خمسة أيّام، ثمّ أشهد آخر فقال: إنّما امر أن يشهدا جميعا.(2)

3 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد بن أشيم قال:

ص: 285


1- قرب الاسناد: 214.
2- الكافى: 6-71 و التهذيب: 8-50.

سألته عن رجل طهرت امرأته من حيضها، فقال: فلانة طالق و قوم يسمعون كلامه، و لم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطّلاق عليها؟ قال: نعم، هي شهادة أ فتترك معلّقة.(1)

4 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن رجل كانت له امرأة طهرت من حيضها، فجاء إلى جماعة فقال:

فلانة طالق يقع عليها الطلاق و لم يقل لهم: أشهدوا؟ قال: نعم.(2)

5 - عنه عن عليّ عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سئل عن رجل طهرت امرأته من حيضها، فقال: فلانة طالق و قوم يسمعون كلامه و لم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها؟ قال: نعم، هذه شهادة.(3)

6 - عنه - رحمه اللّه - عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن رجل طلّق امرأة بعد ما غشيها بشهادة عدلين، فقال:

ليس هذا بطلاق، فقلت، جعلت فداك، كيف طلاق السنّة ؟ فقال: يطلّقها إذا طهرت من حيضها قبل أن يغشاها بشاهدين عدلين كما قال اللّه عزّ و جل في كتابه، فإن خالف ذلك ردّ إلى كتاب اللّه عزّ و جلّ فقلت له، فإن طلّق على طهر من غير جماع بشاهد و امرأتين ؟ فقال: لا تجوز شهادة النساء في الطلاق و قد تجوز شهادتهنّ مع غير هنّ في الدّم إذا حضرته، فقلت: فإن أشهد رجلين ناصبيّين على الطلاق أ يكون طلاقا؟ فقال:

من ولد على الفطرة اجيزت شهادته على الطلاق بعد أن تعرف منه خيرا.(4)

7 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن المرزبان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن رجل قال لامرأته: اعتدّي فقد خلّيت

ص: 286


1- الكافى: 6-71 و التهذيب: 8-49.
2- الكافى: 6-72 و التهذيب: 8-49.
3- الكافى: 6-72.
4- الكافى: 6-67 و التهذيب: 8-49.

سبيلك ثمّ أشهد علي رجعتها بعد ذلك بأيّام، ثمّ غاب عنها، قبل أن يجامعها حتّى مضت لذلك، أشهر بعد العدّة أو أكثر، فكيف تأمره ؟ قال إذا أشهد على رجعته فهي زوجته.(1)

8 - الصدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العباس، قال: حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، كتب إليه فيما كتب، من جواب مسائله:

علة ترك شهادة النساء في الطلاق و الهلال لضعفهنّ عن الرؤية و محاباتهن النساء في الطلاق.

فلذلك لا يجوز شهادتهنّ إلا فى موضع ضرورة مثل شهادة القابلة و ما لا يجوز للرّجل أن ينظروا إليه كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم، و في كتاب اللّه تبارك و تعالى «اِثْنٰانِ ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ » مسلمين «و آخَرٰانِ مِنْ غَيْرِكُمْ » كافرين و مثل شهادة الصبيان علي القتل إذا لم يوجد غيرهم.(2)

9 - الطوسي باسناده عن عليّ ، عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال: سئل عن رجل طهرت امرأته من حيضها فقال: فلانة طالق و قوم يسمعون كلامه و لم يقل لهم: أشهدوا أيقع الطلاق عليها؟ قال: نعم، هذه شهادة.(3)

10 - عنه باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل ابن بزيع عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن تفريق الشّاهدين في الطلاق، فقال: نعم و تعتدّ من أوّل الشاهدين، و قال: لا يجوز لها، يشهدا جميعا.(4)

ص: 287


1- الكافى: 6-74.
2- علل الشرائع: 2-195 و العيون: 2-95.
3- التهذيب: 8-49.
4- التهذيب: 8-50 و الاستبصار: 3-258.

2- باب العدة

11 - الكلينى عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قال: في المطلقة: إذا قامت البيّنة أنّه قد طلّقها منذ كذا فكانت عدّتها قد انقضت فقد بانت.(1)

12 - عنه عن علي بن إبراهيم عن أبيه، عن بعض أصحابه عن الرضا عليه السّلام في قول اللّه عزّ و جل: «لاٰ تُخْرِجُوهُنَّ ، مِنْ بُيُوتِهِنَّ ، وَ لاٰ يَخْرُجْنَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِينَ بِفٰاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ » قال: أذاها لأهل الرّجل و سوء خلقها.(2)

13 - عنه، عن بعض أصحابنا، عن عليّ بن الحسن التيمليّ ، عن عليّ بن أسباط عن محمّد بن عليّ بن جعفر قال: سأل المأمون الرضا عليه السّلام عن قول اللّه عزّ و جل: «لاٰ تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَ لاٰ يَخْرُجْنَ إِلاّٰ أَنْ يَأْتِينَ بِفٰاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ » قال: يعنى، بالفاحشة المبيّنة أن تؤذى أهل زوجها، فإذا فعلت، فإن شاء أن يخرجها قبل أن تنقضى عدّتها فعل.(3)

14 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: المتوفّى عنها زوجها، تعتدّ حين يبلغها، لأنّها تريد أن تحدّ عليه.

15 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن علي بن الفضل الواسطيّ قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام رجل طلق امرأته الّذي لا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره، فتزوّجها غلام لم يحتلم، قال: لا حتى يبلغ، فكتبت إليه

ص: 288


1- الكافى: 6-97.
2- الكافى: 6-97.
3- الكافى: 6-113.

ما حدّ البلوغ: فقال: ما أوجب على المؤمنين الحدود.(1)

16 - الحميرى عن البزنطي قال: و سأله صفوان و أنا حاضر عن رجل طلق امرأته و هو غائب فمضت أشهر فقال: إذا قامت البيّنة أنّه قد طلّقها منذ كذا و كذا و كانت عدّتها قد انقضت حلّت للأزواج، قلت: للمتوفى عنها زوجها، قال: هذه ليست مثل تلك هذه تعتدّ من يوم يبلغها الخبر إلا أنّ عليها أن تحدّ، و سأله صفوان و أنا حاضر عن الإيلاء فقال: إنّما يوقف إذا قدمته إلى السلطان أربعة أشهر ثمّ يقول له:

إمّا أن يطلّق و إمّا أن يمسك(2).

17 - الصدوق قال: و روى القاسم بن الرّبيع الصحّاف عن محمّد بن سنان، أنّ أيا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علّة الطلاق ثلاثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلاث، لرغبة تحدث أو سكون غضبه إن كان، و ليكن ذلك تخويفا و تأديبا للنساء و زجرا لهنّ عن معصية أزواجهنّ فاستحقّت المرأة الفرقة المباينة لدخولها فيما لا ينبغى من ترك طاعة زوجها، و علّة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات فلا يحلّ له عقوبة، لئلاّ يستخفّ بالطلاق، و لا يستضعف المرأة و ليكون ناظرا في أموره متيقظا معتبرا، و ليكون يأسا لهما من الاجتماع بعد تسع تطليقات(3).

18 - عنه قال: و روى عليّ بن الحسن بن علي بن فضّال، عن أبيه قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن العلّة الّتي من أجلها لا تحلّ المطلّقة للعدّة لزوجها حتّى تنكح زوجا غيره، فقال: إنّ اللّه عزّ و جل إنّما أذن في الطلاق مرّتين، فقال عزّ و جل:

«اَلطَّلاٰقُ مَرَّتٰانِ فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ » يعنى في التطليقة الثالثة و لدخوله فيما كره اللّه عزّ و جل له من الطلاق الثالث حرّمها، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره، لئلاّ يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق و لا تضار النساء، و المطلّقة للعدّة

ص: 289


1- الكافى: 6-76.
2- قرب الاسناد: 212.
3- الفقيه: 3-324.

إذا رأت أوّل قطرة من الدّم الثالث بانت من زوجها و لم تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره(1).

19 - عنه قال: حدّثنا علي بن أحمد رحمه اللّه قال حدّثنا محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن علي بن العبّاس قال: حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن على بن موسى الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علّة الطلاق ثلثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة إلى الثلث لرغبة تحدث أو سكون غضب إن كان، و ليكون ذلك تخويفا و تأديبا للنساء و زجرا الهنّ عن معصية أزواجهنّ .

فاستحقّت المرأة الفرقة المباينة لدخولها فيما لا ينبغي من معصية زوجها و علّة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات، فلا تحلّ له أبدا عقوبة لئلاّ يتلاعب بالطلاق و لا تستضعف المرأة و ليكون فاخرا في اموره، متيقظا معتبرا و ليكون يائسا لها من الاجتماع بعد تسع تطليقات، و علة طلاق المملوك اثنتين لأنّ طلاق الأمة على النصف و جعله اثنتين احتياطا، لكمال الفرائض كذلك في الفرق في العدّة للمتوفّى عنها زوجها(2).

20 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق الطّالقانيّ رضي اللّه عنه قال حدّثنا أحمد بن محمّد الهمدانيّ ، عن علي بن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن أبيه قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن العلّة الّتي من أجلها لا تحلّ المطلّقة للعدّة لزوجها حتّى تنكح زوجا غيره، فقال: إنّ اللّه تبارك و تعالى إنما أذن في الطلاق مرّتين فقال عزّ و جلّ :

«اَلطَّلاٰقُ مَرَّتٰانِ فَإِمْسٰاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسٰانٍ » يعنى في التطليقة الثالثة و لدخوله فيما كره اللّه عزّ و جلّ له من الطلاق الثالث حرمها عليه، فلا تحلّ له حتّى تنكح زوجا غيره، لئلاّ يوقع الناس الاستخفاف بالطلاق و لا تضارّ النساء(3).

ص: 290


1- الفقيه: 3-324.
2- علل الشرائع: 2-193.
3- علل الشرائع: 2-193 و العيون: 2-85.

21 - عنه باسناده قال: و علة الطلاق ثلثا لما فيه من المهلة فيما بين الواحدة الى الثلث لرغبة تحدث أو سكون غضبه إن كان، و ليكون ذلك تخويفا و تأديبا للنساء و زجرا لهنّ عن معصية ازواجهنّ ؛ فاستحقّت المرأة الفرقة و المباينة لدخولها، فيما لا ينبغى من معصية زوجها.

و علّة تحريم المرأة بعد تسع تطليقات، فلا تحلّ له أبدا عقوبة لئلا يتلاعب بالطلاق، و لا يستضعف المرأة، و ليكون ناظرا في اموره متيقظا معتبرا و ليكون يأسا لهما من الاجتماع بعد تسع تطليقات(1).

22 - الطوسى باسناده عن محمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان، عن محمّد بن مضارب قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الخصيّ يحلّل ؟ قال: لا يحلّل(2).

23 - عنه باسناده عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن المرزبان قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، عن رجل قال: لامرأته اعتدّى، فقد خليت سبيلك ثمّ أشهد على رجعتها بعد ذلك بأيام ثم غاب عنها قبل أن يجامعها حتّى مضت لذلك أشهر بعد العدّة أو أكثر فكيف تأمره ؟ قال: إذا أشهد على رجعته فهى زوجته(3).

24 - عنه بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن رجل يبيع جارية كان يعزل عنها، هل عليه منها استبراء؟ قال: نعم، و عن أدنى ما يجزئ من الاستبراء للمشترى و المبتاع ؟ قال: أهل المدينة يقولون حيضة و جعفر عليه السّلام، يقول حيضتان و سألته عن أدنى استبراء البكر فقال: أهل المدينة يقولون حيضة و كان جعفر عليه السّلام يقول:

ص: 291


1- عيون الاخبار: 2-95.
2- التهذيب: 8-34.
3- التهذيب: 8-49.

حيضتان(1).

25 - عنه باسناده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السّلام قال: البكر إذا طلّقت ثلاث مرّات و تزوّجت من غير نكاح، فقد بانت و لا تحلّ لزوجها حتّى تنكح زوجا غيره(2).

26 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت الرضا عليه السّلام عن رجل طلّق امرأته بشاهدين، ثمّ يراجعها و لم يجامعها بعد الرّجعة حتّى طهرت من حيضها ثمّ طلّقها على طهر بشاهدين، أيقع عليها التطليقة الثانية و قد راجعها و لم يجامعها؟ قال: نعم(3).

3- باب المطلقات ثلاثا

27 - الصدوق قال: حدّثنا، محمّد بن علي ماجيلويه، قال: حدّثنا، محمّد بن يحيي العطار عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن جعفر بن محمّد الاشعري، عن أبيه قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، عن تزويج المطلّقات ثلثا، فقال لي إن طلاقكم الثلاث لا يحلّ لغيركم و طلاقهم يحلّ لكم، لأنكم لا ترون الثلاث شيئا و هم يوجبونها(4).

28 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا الحسن بن أحمد المالكي قال: حدّثنا عبد اللّه بن طاوس سنة إحدى و أربعين و مأتين قال: قلت لأبي الحسن الرّضا عليه السّلام إنّ لي ابن أخ زوّجته ابنتى و هو يشرب الشرب و يكثر ذكر الطلاق

ص: 292


1- الاستبصار: 3-259.
2- الاستبصار: 3-298.
3- الاستبصار: 3-281.
4- عيون الاخبار: 2-85 و العلل: 2-197 و التهذيب: 8-59 و الاستبصار: 3-292.

فقال: إن كان من إخوانك فلا شيء عليه، و إن كان من هؤلاء فأبنها منه، فإنه عنى الفراق.

قال: قلت: جعلت فداك، أ ليس روي عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، أنه قال: إياكم و المطلّقات ثلاثا في مجلس واحد، فإنّهن ذوات أزواج ؟ فقال: ذلك ممّن كان من إخوانكم لا ممّن كان من هؤلاء، إنه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم.(1)

29 - الطوسى باسناده عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرضا عليه السّلام قال: البكر إذا طلقت ثلاثة مرّات و تزوّجت من غير نكاح فقد بانت، و لا تحلّ لزوجها حتى تنكح زوجا غيره.(2)

30 - عنه باسناده، عن الهيثم بن أبي مسروق، عن بعض أصحابنا قال: ذكر عند الرضا عليه السّلام بعض العلويّين ممّن كان ينقصه فقال: أما أنّه مقيم على حرام قلت: جعلت فداك و كيف ؟ و هى امرأته قال: لأنه قد طلّقها، قلت كيف طلّقها؟ قال: طلّقها و ذلك دينه فحرمت عليه.(3)

31 - عنه باسناده عن محمّد بن الحسين، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سأله رجل و أنا حاضر عن رجل طلّق امرأته ثلاثا في مجلس واحد قال:

فقال لى أبو الحسن عليه السّلام: من طلّق امرأته ثلاثا للسنّة، فقد بانت منه، قال: ثمّ التفت إلى فقال: فلان لا يحسن أن يقول مثل هذا.(4)

32 - عنه باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن علي بن أسباط، عن علي بن الفضل الواسطيّ قال: كتبت إلى الرّضا عليه السّلام رجل طلّق امرأته بالطلاق الّذي لا تحلّ له حتى تنكح زوجا غيره، فتزوّجها غلام لم

ص: 293


1- عيون الاخبار: 1-310 و معانى الاخبار: 263.
2- التهذيب: 8-66 و الاستبصار: 3-298.
3- الاستبصار: 3-291.
4- الاستبصار: 3-290.

يحتلم قال: لا حتّى يبلغ، و كتبت إليه ما حدّ البلوغ، فقال: ما أوجب على المؤمن الحدود.(1)

4- باب طلاق الخلع و المسترابة

33 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن المرأة تباري زوجها أو تختلع منه بشهادة شاهدين على طهر من جماع، هل تبين منه بذلك: أو هي امرأته ما لم يتبعها الطلاق ؟ فقال:

تبين منه، فإن شاء أن يردّ إليها ما أخذ منها و تكون امرأته فعل، قلت: إنه قد روي أنها لا تبين حتى يتبعها بالطلاق قال: ليس ذلك إذا خلع، فقلت تبين منه ؟ قال:

نعم.(2)

34 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ قال: سألت الرضا عليه السلام، عن المسترابة من المحيض كيف تطلق ؟ قال تطلق بالشهور.(3)

5- باب طلاق السكران و الاخرص و الصبى

35 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سألت الرضا عليه السّلام عن طلاق السكران و الصبيّ و المعتوه، و المغلوب على عقله و من لم يتزوّج بعد، فقال: لا يجوز.(4)

ص: 294


1- الاستبصار: 3-274.
2- الاستبصار: 4-318.
3- التهذيب: 8-68.
4- التهذيب: 8-73.

36 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن أحمد بن أشيم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت الرّضا عليه السّلام: عن الرّجل يكون عنده المرأة فيصمت فلا يتكلّم، قال: أخرس قلت: نعم، قال: فليعلم منه بغض لامرأته و كراهة لها قلت:

نعم أ يجوز أن يطلّق عنه وليه ؟ قال: لا و لكن يكتب و يشهد على ذلك، قلت:

أصلحك اللّه فإنه لا يكتب و لا يسمع كيف يطلقها؟ قال: بالّذي يعرف به من فعاله مثل ما ذكرت من كراهته لها أو بغضه لها.(1)

6- باب اللعان

37 - الكلينى باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام قلت له: أصلحك اللّه كيف الملاعنة قال: فقال: يعقد الإمام و يجعل ظهره إلى القبلة و يجعل الرّجل عن يمينه و المرأة عن يساره.(2)

38 - الصدوق قال: و سأل البزنطي أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، فقال له: أصلحك اللّه كيف الملاعنة ؟ قال: يقعد الإمام و يجعل ظهره إلى القبلة و يجعل الرّجل عن يمينه و المرأة و الصبيّ عن يساره.(3)

7- باب الظهار

39 - الكلينى عن أبي عليّ الأشعري، عن محمّد بن عبد الجبّار، عن صفوان قال سأل الحسين بن مهران أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن رجل ظاهر من أربع نسوة. فقال

ص: 295


1- التهذيب: 8-74 و الكافى: 6-128 و الفقيه: 3-333 و الاستبصار: 3-301.
2- الكافى: 6-165.
3- الفقيه: 3-336.

يكفّر لكلّ واحدة منهنّ كفّارة، و سأله عن رجل ظاهر من امرأته و جاريته ما عليه ؟ قال: عليه لكلّ واحدة منهما، كفارة عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو طعام ستّين مسكينا.(1)

40 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر، عن الرّضا عليه السّلام قال: الظهار لا يقع علي الغضب.(2)

41 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال عن عطية ابن رستم قال سألت الرضا عليه السّلام عن الرّجل يظاهر من امرأته ؟ قال: إن كان في يمين فلا شيء عليه.(3)

42 - عنه باسناده، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أبي سعيد الآدمي، عن القاسم بن محمّد الزيات قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: إني ظاهرت من امرأتي فقال لى: كيف قلت ؟ قال: قلت: أنت عليّ كظهر امي إن فعلت كذا و كذا، فقال لي: لا شيء عليك و لا تعد.(4)

8- باب النوادر

43 - الطوسى باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى اليقطينيّ قال:

بعث إلى أبو الحسن الرضا عليه السّلام رزم ثياب، و غلمانا و حجّة لأخى موسى بن عبيد و حجّة ليونس بن عبد الرّحمن، فأمرنا أن نحجّ عنه فكانت بيننا مائة دينار أثلاثا فيما بيننا فلما أردت أن أعي الثياب رأيت في أضعاف الثياب طينا فقلت للرسول: ما هذا فقال:

ليس يوجه بمتاع إلاّ جعل فيه طينا من قبر الحسين عليه السّلام.

ص: 296


1- الكافى: 6-158.
2- الكافى: 6-158 و التهذيب: 8-10.
3- التهذيب: 8-11.
4- التهذيب: 8-13 و الاستبصار: 3-260.

ثمّ قال الرسول: قال أبو الحسن عليه السّلام: هو أمان بإذن اللّه، و أمرنا بالمال بامور من صلة أهل بيته و قوم محاويج لا يؤبه لهم، و أمر بدفع ثلاثمائة دينار إلى رحم امرأة كانت له، و أمرني أن اطلّقها عنه و امتعها بهذا المال، و أمرني أن أشهد على طلاقها صفوان ابن يحيى و آخر نسي محمّد بن عيسى اسمه.(1)

44 - عنه باسناده عن الهيثم بن أبي مسروق، عن بعض أصحابنا قال: ذكر عند الرضا عليه السّلام بعض العلويّين ممن كان ينتقصه، فقال: أما أنه مقيم على حرام، قلت جعلت فداك، و كيف و هي امرأته ؟ قال: لأنه قد طلّقها، قلت: كيف طلّقها؟ قال:

طلّقها و ذاك دينه فحرمت عليه.(2)

ص: 297


1- التهذيب: 8-40.
2- التهذيب: 8-106.

كتاب المعيشة

1- باب الكسب و احراز القوت

1 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت: لأبي الحسن عليه السّلام: جعلت فداك ادعوا اللّه عزّ و جل أن يرزقني الحلال، فقال: أ تدري ما الحلال ؟ فقلت جعلت فداك، أما الّذي عندنا فالكسب الطيّب، فقال كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام يقول: الحلال قوت المصطفين، و لكن قل: أسألك من رزقك الواسع(1).

2 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد؛ و علي بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى جميعا، عن معمر بن خلاّد عن أبي الحسن الثاني عليه السّلام قال: نظر أبو جعفر عليه السّلام إلى رجل و هو يقول: اللّهم إني أسألك من رزقك الحلال، فقال أبو جعفر عليه السّلام: سألت قوت النبيّين، قل: اللّهم إنّي أسألك رزقا واسعا طيّبا من رزقك.(2)

3 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت الرّضا عليه السّلام، يقول: إنّ الإنسان إذا أدخل طعام سنة خفّ ظهره و استراح و كان أبو جعفر و أبو عبد اللّه عليهما السّلام لا يشتريان عقدة حتّى يحرز اطعام سنتهما.(3)

4 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن إسماعيل بن

ص: 298


1- الكافى: 5-59 و قرب الاسناد: 224.
2- الكافى: 5-89.
3- الكافى: 5-79.

مهران عن زكريا بن آدم، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال: الّذي يطلب من فضل اللّه عزّ و جلّ ما يكفّ به عياله، أعظم أجرا من المجاهدين في سبيل اللّه عزّ و جل(1)

5 - الصدوق قال: و سأل معمر بن خلاد أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن حبس الطعام سنة فقال: أنا أفعله - يعني بذلك إحراز القوت.(2)

6 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه رضي اللّه عنه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن محمّد، عن أيّوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفري عن الرّضا، عن آبائه، عن عليّ عليهم السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تعلّموا من الغراب خصالا ثلاثا: استتاره بالسفاد، و بكوره في طلب الرّزق، و حذره.(3)

2- باب المزارعة و بيع الثمار

7 - الصدوق قال: و كتب أبو همّام إلى أبي الحسن عليه السّلام في رجل استأجر ضيعة من رجل، فباع المؤاجر تلك الضيعة بحضرة المستأجر، و لم ينكر المستأجر البيع، و كان حاضرا له شاهدا عليه، فمات المشتري و له ورثة هل يرجع ذلك الشيء في ميراث الميت، أو يثبت في يد المستأجر إلى أن تنقضي إجارته ؟ فكتب، عليه السّلام: يثبت في يد المستأجر إلى أن تنقضى إجارته.(4)

8 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد، عن الوشاء قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الرّجل اشترى من رجل أرضا جربانا معلومة بمائة كرّ على أن يعطيه من الأرض

ص: 299


1- الكافى: 5-88.
2- الفقيه: 3-102.
3- الخصال: 99.
4- الفقيه: 3-160.

فقال: حرام، قال: فقلت له: فما تقول جعلني اللّه فداك أن يشتري منه الأرض بكيل معلوم، و حنطة من غيرها؟ قال: لا بأس.(1)

9 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن أحمد، عن يونس قال: كتبت إلى الرّضا عليه السّلام أسأله عن رجل تقبّل من رجل أرضا أو غير ذلك سنين مسماة، ثمّ إنّ المتقبل أراد بيع أرضه الّتي قبلها قبل انقضاء السنين المسماة هل للمتقبّل أن يمنعه من البيع قبل انقضاء أجله الّذي تقبلها منه إليه ؟ و ما يلزم المتقبّل له ؟ قال: فكتب عليه السّلام: له أن يبيع إذا اشترط على المشتري أنّ للمتقبّل من السنين ماله.(2)

10 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء قال:

سألت الرضا عليه السّلام، هل يجوز بيع النخل إذا حمل ؟ فقال: لا يجوز بيعه حتى يزهو قلت: و ما الزّهو جعلت فداك ؟ قال: يحمرّ و يصفرّ و شبه ذلك.(3)

3- باب النقد و النسيئة

11 - الكليني، عن أبي عليّ الأشعريّ ، عن الحسن بن عليّ بن عبد اللّه، عن عمه محمّد بن عبد اللّه، عن محمّد بن إسحاق بن عمّار قال: قلت للرّضا عليه السّلام: الرّجل يكون له المال قد حلّ على صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوّى مائة درهم بألف، و يؤخّر عنه المال إلى وقت ؟ قال لا بأس، قد أمرني أبي ففعلت ذلك، و زعم أنّه سأل أبا الحسن عليه السّلام عنها فقال له مثل ذلك(4).

12 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام إنّي أريد الخروج إلى بعض الجبل فقال: ما للنّاس بدّ من أن

ص: 300


1- التهذيب: 7-195.
2- التهذيب: 7-208.
3- التهذيب: 8-85 و الاستبصار: 3-87.
4- الكافى: 5-205.

يضطربوا سنتهم هذه، فقلت له؛ جعلت فداك إنّا إذا بعناهم بنسيئة كان أكثر للرّبح، قال: فبعهم بتأخير سنة، قلت، بتأخير سنتين ؟ قال: نعم، قلت: بتأخير ثلاث ؟ قال:

لا(1).

13 - الصدوق قال: و روي عن محمّد بن إسحاق بن عمّار قال: قلت للرّضا عليه السّلام:

الرجل يكون له المال، فيدخل على صاحبه يبيعه لؤلؤة تسوّى مائة درهم بألف درهم و يؤخّر عليه المال إلى وقت قال: لا بأس قد أمرنى أبي عليه السّلام ففعلت ذلك(2).

14 - الطوسى باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن محمّد بن الحسين، عن الفضل ابن كثير، عن محمّد بن عمرو قال: كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام إنّ امرأة من أهلنا أوصت أن تدفع إليك ثلاثين دينارا، و كان لها عندي فلم يحضرني، فذهبت إلى بعض الصيارفة فقلت: أسلفنى دنانير على أن اعطيك ثمن كلّ دينار ستّة و عشرين درهما، فأخذت منه عشرة دنانير بمائتين و ستّين درهما، و قد بعثت بها إليك فكتب إليّ :

وصلت الدنانير(3).

4- باب الاجارة و الاجير

15 - الكليني عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: كنت مع الرّضا عليه السّلام، في بعض الحاجة، فأردت أن أنصرف إلى منزلى فقال انصرف معي فبت عندي الليلة، فانطلقت معه، فدخل إلى داره مع المعتّب فنظر إلى غلمانه يعملون بالطّين أوارى الدّواب، و غير ذلك، و إذا معهم أسود ليس منهم فقال:

ص: 301


1- الكافى: 5-207.
2- الفقيه: 3-183 و التهذيب: 7-53.
3- الاستبصار: 3-95.

ما هذا الرّجل معكم ؟ فقالوا: يعاوننا و نعطيه شيئا.

قال: فأطعموه على أجرته ؟ فقالوا: لا هو يرضى منّا بما نعطيه، فأقبل عليهم يضربهم بالسوط و غضب لذلك غضبا شديدا، فقلت: جعلت فداك لم تدخل على نفسك ؟ فقال: إنّى قد نهيتهم عن مثل هذا غير مرّة أن يعمل معهم أحد حتّى يقاطعوه أجرة و اعلم أنّه ما من أحد يعمل لك شيئا بغير مقاطعة ثمّ زدته لذلك الشيء ثلاثة أضعاف على اجرته إلاّ ظنّ أنّك قد نقصته اجرته و إذا قاطعته ثمّ أعطيته أجرته حمدك على - الوفاء، فإن زدته حبّة عرف ذلك و رأى انّك قد زدته(1).

16 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد جميعا عن الوشّاء قال سألت الرّضا عليه السّلام: عن رجل يشتري من رجل أرضا جربانا معلومة بمائة كرّ على أن يعطيه من الأرض فقال: حرام، قال: قلت له: فما تقول جعلني اللّه فداك أن اشترى منه الأرض بكيل معلوم و حنطة من غيرها؟ قال: لا بأس:(2).

5- باب المياه و الارضين

17 - الكلينى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبد اللّه قال: سألت الرضا عليه السّلام عن الرجل تكون له الضيعة و تكون لها حدود تبلغ حدودها عشرين ميلا أو أقلّ و أكثر، يأتيه الرّجل فيقول: له: أعطنى من مراعي ضيعتك و أعطيك كذا و كذا درهما فقال: إذا كانت الضيعة له فلا بأس(3).

ص: 302


1- الكافى: 5-288 و التهذيب: 7-212.
2- الكافى: 5-265 و الفقيه: 3-151.
3- الكافى: 5-276 و التهذيب: 7-141.

18 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاد قال:

سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: إنّ رجلا أتى جعفرا صلوات اللّه عليه شبيها بالمستنصح له فقال له: يا أبا عبد اللّه كيف صرت اتّخذت الأموال قطعا متفرّقة، و لو كانت في موضع واحد كانت أيسر لمئونتها و أعظم لمنفعتها، فقال أبو عبد اللّه عليه السّلام: اتخذتها متفرّقة فإن أصاب هذا المال شيء سلم هذا المال، و الصرّة تجمع بهذا كلّه(1).

6- باب الرقيق

19 - عنه عن محمّد بن يحيي، و غيره، عن أحمد بن محمّد، عن أبى همّام قال:

سمعت الرضا عليه السّلام يقول: يردّ المملوك من أحداث السنة من الجنون، و الجذام، و البرص فقلنا: كيف يردّ من أحداث السنة ؟ قال: هذا أوّل السنة فإذا اشتريت مملوكا به شيء من هذه الخصال ما بينك و بين ذا الحجّة رددته صاحبه، فقال له محمّد بن عليّ فالإباق من ذلك قال: ليس الإباق من ذلك إلاّ ان يقيم البيّنة أنه كان آبق عنده(2).

20 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سهل، عن زكريا ابن آدم قال: سألت الرضا عليه السّلام: عن قوم من العدوّ صالحوا، ثمّ خفروا، و لعلّهم إنّما خفروا لأنّه لم يعدل عليهم، أ يصلح أن يشتري من سبيهم ؟ فقال: إن كان من عدوّ قد استبان عداوتهم، فاشتر منهم و إن كان نفروا و ظلموا فلا تبتع من سبيهم ؟ قال: و سألته عن سبى الدّيلم يسرق بعضهم من بعض، و يغير المسلمون عليهم بلا إمام أ يحلّ شراؤهم ؟ قال: إذا أقرّوا بالعبوديّة فلا بأس بشرائهم، و سألته عن قوم من أهل الذّمّة أصابهم جوع، فأتاه رجل بولده، فقال هذا لك فأطعمه و هو لك عبد،

ص: 303


1- الكافى: 5-91.
2- الكافى: 5-217.

فقال: لا تبتع حرّا فانّه لا يصلح لك، و لا من أهل الذّمة(1).

21 - الطوسى بإسناده، عن محمّد بن سهل، عن زكريّا بن آدم قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن قوم من العدوّ صالحوا ثمّ خفروا أو لعلهم إنما خفروا الأنه لم يعدل عليهم أ يصلح أن يشترى من سبيهم ؟ قال: إن كان من عدوّ قد استبان عداوتهم، فاشتر منهم، و إن كان قد نفروا فظلموا فلا يبتاع من سبيهم(2).

22 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سألت الرضا عليه السّلام، عن رجل من أهل الذمّة أصابهم جوع فأتي رجل بولد له، فقال: هذا لك أطعمه و هو لك عبد، قال: لا يبتاع حرّ، فانه لا يصلح لك و لا من أهل الذّمة(3).

23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي همّام قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: يردّ المملوك من أحداث السنة، من الجنون، و الجذام و البرص، فاذا اشتريت مملوكا فوجدت فيه شيئا من هذه الخصال ما بينك و بين ذي الحجّة فردّه على صاحبه، فقال له محمّد بن على: فآبق لا يردّ إلا أن يقيم البينة أنه آبق عنده(4).

24 - عنه باسناده عن سهل بن زياد، عن ابن فضّال، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: تردّ الجارية من أربع خصال: الجنون و الجذام و البرص، و القرن و الحدبة، لأنها تكون في الصدر تدخل الظهر و تخرج الصدر(5).

25 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال قال: سمعت رجلا يسأل أبا الحسن الرّضا عليه السّلام فقال إني اعالج الرّقيق فأبيعه، و الناس يقولون لا ينبغي فقال له عليه السّلام: و ما بأسه كلّ شيء مما يباع إذا اتّقى اللّه عزّ و جلّ فيه العبد فلا بأس(6).

ص: 304


1- الكافى: 5-210.
2- التهذيب: 7-41.
3- التهذيب: 7-77 و الاستبصار: 3-83.
4- التهذيب: 7-63.
5- التهذيب: 7-64.
6- الاستبصار: 3-63.

7- باب الدين و الربا و الرهن

26 - الكليني عن محمّد بن يحيى؛ و غيره، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن الفضيل قال: قلت للرّضا عليه السّلام: رجل اشترى دينا على رجل، ثمّ ذهب إلى صاحب الدّين فقال له: ادفع إلى ما لفلان عليك، فقد اشتريته منه قال: يدفع إليه قيمة ما دفع إلى صاحب الدّين و برئ الّذي عليه المال من جميع ما بقي عليه.(1)

27 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن سليمان، عن رجل من أهل الجزيرة يكنّى أبا محمّد قال: سأل الرّضا عليه السّلام رجل و أنا أسمع، فقال له:

جعلت فداك إنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ إِنْ كٰانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلىٰ مَيْسَرَةٍ » أخبرني عن هذه النظرة الّتي، ذكرها اللّه عزّ و جل في كتابه، لها حدّ يعرف إذا صار هذا المعسر إليه لا بدّ له من أن ينتظر و قد أخذ مال هذا الرّجل و أنفقه على عياله، و ليس له غلّة ينتظر إدراكها و لا دين ينتظر محلّه و لا مال غائب ينتظر قدومه.

قال: نعم ينتظر بقدر ما ينتهي خبره إلى الإمام فيقضي عنه ما عليه من سهم الغارمين إذا كان أنفقه في طاعة اللّه عزّ و جل، فإن كان قد أنفقه في معصية اللّه فلا شيء له على الإمام قلت: فما لهذا الرّجل الّذي ائتمنه و هو لا يعلم، فيما أنفقه في طاعة اللّه أم في معصيته قال يسعى له في ماله فيردّه عليه و هو صاغر.(2)

28 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس قال: كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام: أنّ لى على رجل ثلاثة آلاف درهم، و كانت تلك الدّراهم تنفق بين الناس تلك الأيّام، و ليست تنفق اليوم فلي عليه تلك الدّراهم بأعيانها، أو

ص: 305


1- الكافى: 5-100 و التهذيب: 6-191.
2- الكافى: 5-93 و التهذيب: 6-195.

ما ينفق اليوم بين الناس، قال فكتب إليّ : لك أن تأخذ منه ما ينفق بين الناس كما أعطيته ما ينفق بين الناس:(1)

29 - الصدوق قال: و كتب يونس بن عبد الرحمن إلى الرّضا عليه السّلام أنّه كان لى على رجل عشرة دراهم، و أنّ السلطان أسقط تلك الدراهم، و جاء بدراهم أعلى من تلك الدراهم و في تلك الدراهم الأولى اليوم وضيعة، فأيّ شيء لي عليه ؟ الدراهم الأولى الّتي أسقطها السلطان أو الدراهم الّتي أجازها السلطان ؟ فكتب: لك الدّراهم الاولى.(2)

30 - الصّدوق قال: حدّثنا عليّ بن أحمد، قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علّة تحريم الرّبا إنّما نهى اللّه عزّ و جلّ عنه، لما فيه من فساد الأموال لأنّ الإنسان إذ اشترى الدّرهم بالدّرهمين كان ثمن الدّرهم درهما، و ثمن الآخر باطلا، فبيع الرّبا و شرائه وكس على كلّ حال على المشترى و على البائع.

فحظر اللّه تبارك و تعالى على العباد الرّبا لعلّة فساد الأموال كما حظر على السفيه أن يدفع إليه ماله لما يتخوّف عليه من إفساده حتّى يؤنس منه رشدا، فلهذه العلّة حرّم الرّبا و بيع الدرهم بدرهمين يدا بيد، و علّة تحريم الربا بعد البيّنة لما فيه من الاستخفاف بالحرام المحرم و هي كبيرة بعد البيان و تحريم اللّه عزّ و جلّ لها و لم يكن ذلك منه الاستخفاف بالمحرّم للحرام و الاستخفاف بذلك دخول في الكفر.

و علّة تحريم الربا بالنسيئة لعلّة ذهاب المعروف و تلف الأموال، و رغبة الناس في الربح و تركهم القرض و صنايع المعروف، و لما في ذلك من الفساد و الظلم و فناء الأموال.(3)

ص: 306


1- الكافى: 5-252 و الاستبصار: 3-100.
2- الفقيه: 3-118 و التهذيب: 7-117 و الاستبصار: 3-99.
3- علل الشرائع: 2-167.

31 - الصدوق - رحمه اللّه - قال: و روى محمّد بن عيسى بن عبيد، عن سليمان بن حفص المروزيّ ، قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام في رجل مات و عليه دين، و لم يخلّف شيئا إلاّ رهنا في يد بعضهم، و لا يبلغ ثمنه أكثر من مال المرتهن، أ يأخذه بماله، أو هو و سائر الديان فيه شركاء؟.

فكتب عليه السّلام: جميع الديان في ذلك سواء، يوزعون بينهم بالحصص، قال:

و كتبت إليه في رجل مات و له ورثة، فجاء رجل و ادّعى عليه مالا، و إنّ عنده رهنا، فكتب عليه السّلام إن كان له على الميّت مال و لا بيّنة، له عليه فليأخذ ماله مما في يده و ليردّ الباقي علي ورثته، و متى أقرّ بما عنده، أخذ به و طولب بالبيّنة، على دعواه و أو في حقّه بعد اليمين، و متى لم يقم البيّنة. و الورثة، منكرون، فله عليهم يمين علم يحلفون باللّه ما يعلمون أنّ له على ميّتهم حقا.(1)

32 - الطوسى بإسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سهل، عن أبيه قال:

سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن رجل أوصى بدين فلا يزال يجيء من يدّعى عليه الشيء فيقيم عليه البيّنة أو يحلف، كيف تأمر فيه ؟ فقال: أرى أن يصالح عليه حتّى يؤدي أمانته.(2)

33 - عنه باسناده عن العباس، عن حماد بن عيسى، عن عمر بن يزيد، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته عن الرجل يركبه الدّين فيوجد متاع رجل عنده بعينة، قال: لا يحاصه الغرماء.(3)

34 - عنه باسناده عن محمّد بن عيسى، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن رجل كان لرجل عليه حقّ ، و قد كان جعله لولد صغار من عياله، فذكر الّذي عليه الدّين لصاحب الدّين ماله عليه، فقال: ليس عليك فيه من ضيق في الدنيا و لا في الآخرة، فهل يجوز له ما جعل منه و قد كان جعله لهم ؟ قال: نعم: يجوز، لكن

ص: 307


1- الفقيه: 3-198.
2- التهذيب: 6-189.
3- التهذيب: 6-193 و الاستبصار: 3-83.

يكون أعطاهم ثمّ نزعه منهم فجعله لك.(1)

35 - عنه باسناده، عن محمّد بن الحسين، عن صفوان بن يحيي، عن عليّ بن إسماعيل، عن رجل من أهل الشّام أنّه سأل أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، عن رجل عليه دين قد فدحه و هو يخالط الناس، و هو يؤتمن بسعة شراء الفضول من الطعام و الشراب فهل يحلّ له أم لا، و هل يحلّ له أن يتضلع من الطعام أم لا يحلّ له إلاّ قدر ما يمسك به نفسه، و يبلغه ؟ قال: لا بأس، بما أكل(2).

8- باب بيع الواحد بالاثنين

36 - الطوسي باسناده عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، قال: قال لي يونس:

كتبت إلى الرّضا عليه السّلام أنّ لي على رجل ثلاثة آلاف درهم، و كانت تلك الدّراهم تنفق بين النّاس تلك الأيّام، و ليس تنفق اليوم، أ لي عليه تلك الدراهم بأعيانها أو ما ينفق اليوم بين الناس ؟ فكتب عليه السّلام إليّ : ذلك أن تأخذ منه ما ينفق بين النّاس كما أعطيته ما ينفق بين الناس.(3)

38 - عنه باسناده عن السنديّ بن الرّبيع قال: حدّثني محمّد بن سعيد المدائنيّ عن الحسن بن صدقة، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قلت: له جعلت فداك أدخل المعادن و أبيع الجوهر بترابه بالدنانير و الدراهم، قال: لا بأس به قلت: و أنا أصرف الدّراهم بالدّراهم، و أصير الغلّة وضحا و أضير الوضح غلّة.

قال: إذا كان فيها دنانير فلا بأس، قال: فحكيت ذلك لعمار بن موسى الساباطيّ قال: كذا قال لي أبوه ثم قال لي؛ الدنانير أين تكون ؟ قلت لا أدرى قال عمّار: قال لي أبو عبد اللّه عليه السّلام: تكون مع الّذي ينقص.(4)

ص: 308


1- التهذيب: 6-193.
2- التهذيب: 6-194.
3- التهذيب: 7-166.
4- التهذيب: 7-117.

38 - عنه باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن الحسين، عن الفضيل بن كثير، عن محمّد بن عمرو قال: كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام أنّ امرأة من أهلنا أوصت أن تدفع إليك ثلاثين دينارا، و كان لها عندى فلم يحضرني، فذهبت إلى بعض الصيارفة فقلت: أسلفنى دنانير على أن أعطيك ثمن كلّ دينار ستة و عشرين درهما، فأخذت منه عشرة دنانير بمائتين و ستّين درهما، و قد بعثت بها إليك فكتب: إليّ وصلت الدنانير.(1)

9- باب العصير و الخمر

39 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد؛ و أحمد بن محمّد بن عيسى عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن بيع العصير، فيصير خمرا قبل أن يقبض الثمن، قال: فقال: لو باع ثمرته يعلم أنّه يجعله حراما لم يكن بذلك بأس فأمّا إذا كان عصيرا فلا يباع إلاّ بالنّقد.(2)

40 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي نجران، عن محمّد بن سنان عن معاوية بن سعد، عن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن نصرانيّ أسلم و عنده خمر و خنازير و عليه دين هل يبيع خمره و خنازيره فيقضي دينه ؟ فقال: لا.(3)

ص: 309


1- الاستبصار: 3-75.
2- الكافى: 5-230 و التهذيب: 7-138 و الاستبصار: 3-106.
3- الكافى: 5-232.

10- باب خيار الحيوان

41 - الطوسي باسناده عن محمّد بن يعقوب، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد بن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سمعته يقول: الخيار في الحيوان ثلاثة أيّام للمشتري و في غير الحيوان أن يتفرّقا و أحداث السنة يردّ بعد السنة قلت و ما أحداث السنة ؟ قال: الجنون و الجذام و البرص و القرن، فمن اشترى فحدث فيه هذه الأحداث فالحكم أن يردّ على صاحبه إلي تمام السنة من يوم اشتراه.(1)

42 - عنه باسناده عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن على بن فضّال قال: سمعت أبا الحسن على بن موسى الرضا عليه السّلام يقول: صاحب الحيوان المشتري بالخيار ثلاثة أيّام.(2)

43 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد، عن معاوية بن حكيم، عن محمّد بن حنان الجلاّب عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الرجل يشتري مائة شاة على أن يردّ منها كذا و كذا قال: لا يجوز.(3)

11- باب اجر المغنية

44 - الكليني عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن الرّضا صلوات اللّه عليه قال: خرجت و أنا اريد داود بن عيسى بن عليّ و كان ينزل بئر ميمون، و عليّ ثوبان غليظان، فرأيت امرأة عجوزا و معها جاريتان فقلت:

ص: 310


1- التهذيب: 7-63.
2- التهذيب: 7-67.
3- التهذيب: 7-81.

يا عجوز أتباع هاتان الجاريتان ؟ فقالت: لا يشتريهما مثلك، قلت: و لم، قالت: لأنّ إحداهما مغنية و الأخرى زامرة.

فدخلت على داود بن عيسى، فرفعني و أجلسني في مجلسي، فلمّا خرجت من عنده قال لأصحابه: تعلمون من هذا؟ هذا عليّ بن موسى الّذي يزعم أهل العراق أنّه مفروض الطاعة.(1)

45 - عنه، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سئل أبو الحسن الرضا عليه السلام عن شراء المغنّية فقال: قد تكون للرّجل الجارية تلهيه، و ما ثمنها إلاّ ثمن كلب، و ثمن الكلب سحت، و السحت في النّار.(2)

12- باب اللقطة

46 - الطوسي باسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الرجل يصيد الطّير الّذي يسوّى دراهم كثيرة، و هو مستوي الجناحين و هو يعرف صاحبه، أ يحلّ له إمساكه ؟ فقال: إذا عرف صاحبه ردّه عليه، و إن لم يكن يعرفه و ملك جناحيه فهو له و إن جاءك طالب لا تتهمه ردّه عليه.(3)

47 - عنه باسناده عن الصفار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن قال: سئل أبو الحسن الرّضا عليه السّلام و أنا حاضر فقال: جعلت فداك تأذن لي في السؤال فإنّ لي مسائل ؟ قال: سل عما شئت قال له: جعلت فداك رفيق كان لنا بمكّة فرحل عنها إلى منزله و رحلنا إلي منازلنا، فلما أن صرنا في الطريق أصبنا بعض متاعه معنا، فأيّ شيء نصنع به ؟ قال: فقال تحملونه حتى تحملوه إلى الكوفة قال: لسنا نعرفه

ص: 311


1- الكافى: 6-4178.
2- الكافى: 5-120 و التهذيب: 6-357 و الاستبصار: 3-61.
3- الفقيه: 3-198.

و لا نعرف بلده و لا نعرف كيف نصنع ؟ قال: إذا كان كذا فبعه و تصدّق بثمنه قال له:

على من جعلت فداك: قال على أهل الولاية.(1)

13- باب عمل السلطان

48 - الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن الحكم، عن الحسن بن الحسين الأنباريّ عن أبى الحسن الرّضا عليه السّلام قال: كتبت إليه أربعة عشر سنة استأذنته في عمل السلطان، فلما كان في آخر كتاب كتبته إليه: اذكر أنّي أخاف على خبط عنقي و أنّ السلطان يقول لي: إنّك رافضيّ و لسنا نشكّ في أنّك تركت العمل للسلطان للرّفض.

فكتب إلى أبو الحسن عليه السّلام: قد فهمت كتابك و ما ذكرت من الخوف على نفسك فإن كنت تعلم أنّك إذا ولّيت عملت في عملك بما أمر به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثمّ تصير أعوانك و كتابك أهل ملّتك فإذا صار إليك شيء و آسيت به فقراء المؤمنين، حتّى تكون واحدا منهم كان ذا بذا و إلاّ فلا.(2)

14- باب مال اليتيم

49 - الكليني عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرّجل يكون في يده مال لأيتام فيحتاج إليه فيمدّ يده فيأخذه و ينوي أن يردّه ؟ فقال: لا ينبغى له أن يأكل إلاّ القصد، لا

ص: 312


1- الكافى: 5-111 و التهذيب: 6-335.
2- الكافى: 5-128 و التهذيب: 6-329.

يسرف، فإن كان من نيّته أن لا يردّ عليهم فهو بالمنزل الّذي قال اللّه عزّ و جل:

«إِنَّ اَلَّذِينَ يَأْكُلُونَ أَمْوٰالَ اَلْيَتٰامىٰ ظُلْماً» (1) .

15- باب النوادر

50 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الهيثم بن أبي مسروق النهديّ ، عن موسى بن عمر بن بزيع قال: قلت للرّضا عليه السّلام: جعلت فداك إنّ الناس رووا أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، كان إذا أخذ في طريق رجع في غيره فكذا كان يفعل ؟ قال: فقال: نعم، و أنا أفعله كثيرا فافعله، ثمّ قال لي: أما إنّه أرزق لك(2).

51 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: كان أبو جعفر عليه السّلام يقول: لا يخنك الأمين و لكن ائتمنت الخائن(3).

52 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال قال: سمعت رجلا يسأل أبا الحسن الرّضا عليه السّلام فقال: إنّي أعالج الدّقيق و أبيعه و النّاس يقولون لا ينبغي، فقال له الرّضا عليه السّلام: و ما بأسه كلّ شيء ممّا يباع إذا اتّقى اللّه فيه العبد فلا بأس(4).

53 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن أسباط قال: كنت حملت معي متاعا إلى مكّة فبار عليّ فدخلت به المدينة على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام و قلت له: إنّي حملت متاعا قد بار عليّ و قد عزمت على أن أصير إلى مصر فأركب برّا أو بحرا، فقال: مصر الحتوف يقيّض لها أقصر النّاس أعمارا.

و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما أجمل في الطلب من ركب البحر، ثمّ قال لي: لا

ص: 313


1- الكافى: 6-13 و التهذيب: 7-226.
2- الكافى: 5-299
3- الكافى: 5-114.
4- الكافى: 5.

عليك أن تأتي قبر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فتصلّى عنده ركعتين فتستخير اللّه مائة مرّة فما عزم لك عملت به، فإن ركبت الظهر فقل: «الحمد للّه اَلَّذِي سَخَّرَ لَنٰا هٰذٰا وَ مٰا كُنّٰا لَهُ مُقْرِنِينَ وَ إِنّٰا إِلىٰ رَبِّنٰا لَمُنْقَلِبُونَ » و إن ركبت البحر فإذا صرت في السفينة فقل:

«بِسْمِ اَللّٰهِ مَجْرٰاهٰا وَ مُرْسٰاهٰا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ » .

فاذا هاجت عليك الأمواج فاتّك على يسارك و أوم إلي الموجة بيمينك و قل:

«قرّي بقرار اللّه و اسكني بسكينة اللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه (العليّ العظيم) قال: عليّ بن أسباط: فركبت البحر فكانت الموجة ترتفع فأقول ما قال فتتقشّع كأنّها لم تكن.

قال عليّ بن أسباط: و سألته فقلت: جعلت فداك ما السكينة ؟ قال ريح من الجنّة لها وجه كوجه الإنسان أطيب رائحة من المسك و هي الّتي أنزلها اللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بحنين فهزم المشركين(1).

54 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قطع السدر، فقال: سألني رجل من أصحابك عنه، فكتبت إليه قد قطع أبو الحسن عليه السّلام سدرا و غرس مكانه عنبا(2).

55 - الصدوق قال: و روى أبو هشام البصري عن الرّضا عليه السّلام أنه قال: من الفساد قطع الدرهم و الدينار و طرح النوى(3).

56 - عنه قال: و قال الرضا عليه السّلام: لا تبذل لاخوانك من نفسك ما ضرره عليك أكثر من نفعه لهم(4).

57 - عنه قال: و روى محمّد بن إسماعيل بن بزيع، عن الرّضا عليه السّلام قال:

سألته في مسألة كتب بها إليّ محمّد بن عبد اللّه القمّي الأشعريّ فقال: لنا ضياع فيها بيوت نيران يهدي إليها المجوس البقر و الغنم و الدّراهم، فهل لأرباب القرى أن

ص: 314


1- الكافى: 5-256.
2- الكافى: 5-293.
3- الفقيه: 3-102.
4- الفقيه: 3-103.

يأخذوا ذلك و لبيوت نيرانهم قوّام يقومون عليها؟ فقال أبو الحسن عليه السّلام: ليأخذ أصحاب القرى من ذلك فلا بأس به(1).

58 - الصدوق - رحمه اللّه - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: المغبون لا محمود و لا مأجور(2).

59 - عليّ بن شعبة الحرّاني - رحمه اللّه - مرسلا عن عليّ بن شعيب قال:

دخلت على أبي الحسن الرضا عليه السّلام فقال لي: يا عليّ من أحسن الناس معاشا؟ قلت: أنت يا سيدي أعلم به مني، فقال عليه السّلام: من حسن معاش غيره في معاشه.

يا عليّ من أسوأ الناس معاشا؟ قلت: أنت أعلم، قال: من لم يعش غيره في معاشه، يا عليّ أحسنوا جوار النعم فإنها وحشية، ما نأت عن قوم فعادت إليهم، يا عليّ إنّ شرّ الناس من منع رفده، و أكل وحده، و جلد عبده(3).

ص: 315


1- الفقيه: 3-192.
2- عيون الاخبار: 2-48.
3- تحف العقول: 330.

كتاب الصيد و الذبائح

1- باب صيد الليل

1 - الكلينى عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد أبي نصر قال: سألت الرّضا عليه السّلام: عن طروق الطير باللّيل في وكرها، فقال: لا بأس بذلك(1).

2 - الطوسي باسناده عن الصفار، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن يونس بن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قلت: جعلت فداك ما تقول في صيد الطير في أو كارها، و الوحش في أوطانها ليلا، فإنّ الناس يكرهون ذلك ؟ فقال: لا بأس بذلك(2).

2- باب صيد الطيور و السمك

3 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، عن رجل يصيد الطير يساوي دراهم كثيرة و هو مستوى الجناحين، و يعرف صاحبه أو يجيئه، فيطلبه من لا يتّهمه قال: لا يحلّ له إمساكه يردّه عليه، فقلت له فإن هو صاد ما هو مالك بجناحيه لا يعرف له طالبا؟ قال:

هو له(3).

ص: 316


1- الكافى: 6-215 و الاستبصار: 4-65.
2- الاستبصار: 4-65.
3- الكافى: 6-222.

4 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن علي بن محمّد بن سليمان، عن أبي أيوب المدينى، عن سليمان الجعفري، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام عن أبيه، عن جدّه عليهما السّلام، قال: لا تأكلوا القنبرة و لا تسبوها، و لا تعطوها الصبيان يلعبون بها، فإنّها كثيرة التسبيح للّه تعالى و تسبيحها لعن اللّه مبغضى آل محمّد عليهم السّلام(1).

5 - عنه باسناده قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام يقول: ما أزرع الزّرع لطلب الفضل فيه، و ما أزرعه إلاّ لينا له المعترّ، و ذو الحاجة و تناله القنبرة منه خاصّة من الطير(2).

6 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أبي عبد اللّه الجاموراني عن سليمان الجعفريّ قال: سمعت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، يقول: لا تقتلوا القنبرة، و لا تأكلوا لحمها فإنّها كثيرة التسبيح، تقول في آخر تسبيحها: لعن اللّه مبغضي آل محمّد عليهم السّلام(3).

7 - عنه عن محمّد بن الحسن، و عليّ بن إبراهيم الهاشمى، عن بعض أصحابنا، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال: قال عليّ بن الحسين عليهما السّلام: القنزعة، التي على رأس القنبرة من مسحة سليمان بن داود، و ذلك أنّ الذّكر أراد أن يسفد انثاه، فامتنعت عليه، فقال لها: لا تمتنعى، فما اريد إلاّ أن يخرج اللّه عزّ و جل مني نسمة تذكر به، فأجابته إلى ما طلب.

فلمّا أرادت أن تبيض قال لها: أين تريدين أن تبيضي ؟ فقالت له: لا أدرى أنحيه عن الطريق، قال لها: إني خائف أن يمرّ بك مارّ الطريق، و لكني أرى لك أن تبيضي قرب الطريق فمن يراك قربه توهّم أنك تعرضين للقط الحبّ من الطريق، فأجابته إلى ذلك و باضت و حضنت حتّى أشرفت على النقاب.

فبينا هما كذلك إذ طلع سليمان بن داود عليهما السّلام في جنوده و الطير تظلّه فقالت له هذا سليمان، قد طلع علينا في جنوده و لا آمن أن يحطمنا و يحطم بيضنا فقال لها:

ص: 317


1- الكافى: 6-225.
2- الكافى: 6-225.
3- الكافى: 6-255.

إنّ سليمان عليه السّلام لرجل رحيم بنا، فهل عندك شيء هيئته لفراخك إذا نقبن ؟ قالت:

نعم جرادة خبأتها منك أنتظر بها فراخي إذا نقبن فهل عند أنت شيء قال: نعم عندي تمرة خبّأتها منك لفراخي قالت: فخذ أنت تمرتك و آخذ أنا جرادتي و نعرض لسليمان عليه السّلام، فنهديهما له فإنّه رجل يحبّ الهدية.

فأخذ التمرة في منقاره و أخذت هي الجرادة في رجليها، ثمّ تعرّضا لسليمان عليه السّلام، فلمّا رآهما و هو على عرشه بسط يديه لهما، فأقبلا، فوقع الذكر على اليمين، و وقعت الأنثى على اليسار، و سألهما عن حالهما فأخبراه، فقبل هديّتهما و جنّب جنده عنهما و عن بيضهما، و مسح على رأسها و دعا لهما بالبركة، فحدثت القنزعة على رأسهما من مسحة سليمان عليه السّلام(1).

8 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقيّ ، عن علي بن محمّد بن سليمان، عن أبي أيّوب المديني، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: في كلّ جناح هدهد مكتوب بالسريانيّة، آل محمّد خير البرّية(2).

9 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن عليّ بن محمّد، عن أبي أيّوب المدينيّ عن سليمان الجعفري، عن أبى الحسن الرّضا عليه السّلام، قال: نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، عن قتل الهدهد و الصرد و الصوّام و النحلة(3).

10 - عنه عن أبي عليّ الأشعريّ ، عن الحسن بن عليّ ، عن عمّه محمّد، عن سليمان بن جعفر قال: حدثني إسحاق، صاحب الحيتان قال: خرجنا بسمك نتلقّى به أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، و قد خرجنا من المدينة و قد قدم هو من سفر له فقال:

ويحك يا فلان لعلّ معك سمكا؟ فقلت: نعم يا سيّدي، جعلت فداك فقال: انزلوا ثم قال، ويحك لعلّة ز هو؟ قال: قلت: نعم فأريته فقال: اركبوا لا حاجة لنا فيه، و الزهو

ص: 318


1- الكافى: 6-225.
2- الكافى: 6-224.
3- الكافى: 6-224.

سمك ليس له قشر(1).

11 - عنه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن صالح بن السندي، عن يونس قال:

كتبت إلى الرضا عليه السّلام: السمك لا يكون له، قشرا أ يؤكل ؟ فقال: إنّ من السّمك ما يكون له زعارة فيحتك بكلّ شيء فتذهب قشوره و لكن إذا اختلف طرفاه - يعني ذنبه و رأسه - فكله(2).

12 - الصدوق قال: و كتب محمّد بن إسماعيل بن بزيع، إلى الرّضا عليه السّلام:

اختلف الناس في الربيثا فما تأمرني فيها؟ فكتب عليه السّلام: لا بأس بها(3).

3- باب النحر و الذبح

13 - الكلينى عن محمّد بن يحيي، رفعه قال: قال أبو الحسن الرّضا عليه السّلام: إذا ذبحت الشاة و سلخت أو سلخ شيء منها قبل أن تموت لم يحل أكلها(4).

14 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه قال: سأل المرزبان الرّضا عليه السّلام عن ذبيحة الصبىّ قبل أن يبلغ، و ذبيحة المرأة فقال: لا بأس بذبيحة الخصيّ و الصّبي و المرأة إذا اضطرّوا إليه(5).

4- باب النطيحة و المتردية

15 - الكلينى، عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الوشّاء قال: سمعت

ص: 319


1- الكافى: 6-221.
2- الكافى: 6-221.
3- الفقيه: 3-215.
4- الكافى: 6-230.
5- الكافى: 6-238.

أبا الحسن عليه السّلام يقول: النطيحة و المتردّية و ما أكل السبع إذا ادركت ذكاته، فكل(1)

5- باب صيد الفهد و البازى

16 - الطوسى بإسناده عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد، عن زكريا بن آدم، قال: سألت الرضا عليه السّلام عن صيد البازي و الصّقر يقتل صيده، و الرّجل ينظر إليه قال: كل منه و إن كان قد أكل منه أيضا شيئا، قال: فرددت عليه ثلاث مرّات كلّ ذلك يقول هذا(2).

6- باب ذبيحة ولد الزنا و اهل الكتاب

17 - الصدوق قال و روي عن صفوان بن يحيى، قال: سأل المرزبان أبا الحسن عليه السّلام عن ذبيحة ولد الزنا و قد عرفناه بذلك، قال: لا بأس به و المرأة و الصبيّ إذا اضطرّوا إليه(3).

18 - الطوسى باسناده عن الصفار، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ عن أحمد بن محمّد، عن يونس بن بهمن، قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام، أهدى إليّ قرابة لي نصرانيّ دجاجا و فراخا قد شواها، و عمل لي فالوذجة فآكله ؟ قال: لا بأس به(4).

19 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه

ص: 320


1- الكافى: 6-235.
2- الاستبصار: 4-72.
3- الفقيه: 3-210.
4- الاستبصار: 4-86.

إسماعيل بن عيسى قال: سألت الرضا عليه السّلام عن ذبائح اليهود و النصارى، و طعامهم ؟ قال: نعم(1).

20 - عنه باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيي، عن أحمد بن أبي حمزة القمّي، عن زكريا بن آدم قال: قال، لي أبو الحسن عليه السّلام: إني أنهاك عن ذبيحة كلّ من كان على خلاف الّذي أنت عليه و أصحابك إلاّ في وقت الضرورة إليه(2).

ص: 321


1- الاستبصار: 4-86.
2- الاستبصار: 4-86.

كتاب الاطعمة

1- باب فضل العشاء

1 - البرقى عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن بعض أصحابنا، عن ذريح بن العبّاس، عن سعيد بن جناح عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: إذا اكتهل الرّجل فلا يدع أن يأكل باللّيل شيئا فإنّه أهدأ لنومه و أطيب للنكهة(1).

2 - الكلينى عن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: كان أبو الحسن عليه السّلام لا يدع العشاء و لو بكعكة، و كان يقول عليه السّلام: إنّه قوّة للجسم، و قال: و لا أعلمه إلاّ قال: و صالح للجماع(2).

3 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض الأهوازيّين، عن الرّضا عليه السّلام قال: قال: إنّ في الجسد عرقا يقال له: العشاء، فإن ترك الرّجل العشاء لم يزل يدعو عليه ذلك العرق، إلى أن يصبح يقول: أجاعك اللّه كما أجعتنى و أظمأك اللّه كما أظمأتني، فلا يدعنّ أحدكم العشاء و لو بلقمة من خبز أو شربة من ماء(3).

4 - الطبرسى مرسلا قال: قال أبو الحسن عليه السّلام: لا تدع العشاء و لو بكعكة، فإنّ فيه قوّة الجسد و لا أعلمه إلاّ قال: و صلاح [للزّواج بل] للجماع(4).

ص: 322


1- المحاسن: 422 و الكافى: 6-288.
2- الكافى: 6-288.
3- الكافى: 6-289.
4- مكارم الاخلاق: 222.

2- باب الملح

5 - البرقي عن محمّد بن علي، عن ابن أسباط، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال:

قال لنا أبو الحسن الرضا عليه السّلام: أيّ الإدام أجزأ؟ فقال بعضنا: اللحم، و قال: بعضنا:

الزّيت و قال بعضنا: السّمن، فقال هو: لا، بل الملح، لقد خرجنا إلى نزهة لنا و نسي الغلمان الملح، فما انتفعنا بشيء حتّى انصرفنا(1).

6 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إبراهيم بن أبي محمود قال: قال لنا الرضا عليه السّلام أيّ الآدام أحرى ؟ فقال بعضنا: اللحم، و قال بعضنا الزيت و قال بعضنا: السّمن، فقال هو عليه السّلام: لا بل الملح و لقد خرجنا إلى نزهة لنا و نسي بعض الغلمان، فذبحوا لنا شاة من أسمن ما يكون فما انتفعنا بشيء حتّى انصرفنا(2).

7 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعلى عليه السّلام: عليك بالملح، فانّه شفاء من سبعين داء أدناها الجذام، و البرص و الجنون(3).

8 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

من بدء بالملح أذهب اللّه عنه سبعون داء أقلّها الجذام(4).

3- باب احكام اللحوم

9 - البرقي عن سعد بن سعد الأشعريّ قال: قلت لأبي الحسن الرّضا عليه السّلام إنّ أهل بيتي لا يأكلون لحم الضّان قال: و لم ؟ قلت: يقولون: إنّه يهيّج لهم المرّة

ص: 323


1- المحاسن: 592.
2- الكافى: 6-326.
3- عيون الاخبار: 2-42.
4- عيون الاخبار: 2-42.

و الصفراء و الصّداع، و الأوجاع، فقال: يا سعد لو علم اللّه شيئا أكرم من الضأن لفدى به إسماعيل عليه السّلام(1).

10 - عنه، عن سعد بن سعد الاشعريّ ، قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن الآمص فقال: و ما هو؟ - فذهبت أصفه فقال: أ ليس اليحامير؟ قلت: بلى، قال: أ ليس يأكلونه بالخلّ و الخردل و الأبزار قلت: بلى، قال: لا بأس به(2).

11 - الكليني عن الحسين بن محمّد، عن معلى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام فقلت له: جعلت فداك إنّ أهل الجبل تثقل عندهم أليات الغنم، فيقطعونها، فقال: حرام هي فقلت: جعلت فداك فنصطبح بها؟ فقال: أ ما علمت أنّه يصيب اليد و الثوب و هو حرام(3).

12 - عنه عن عليّ بن محمّد، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه - أظنّه محمّد بن إسماعيل - قال: ذكر بعضنا اللحمان عند أبي الحسن الرّضا عليه السّلام فقال: ما لحم بأطيب من لحم الماعز قال: فنظر إليه أبو الحسن عليه السّلام و قال: لو خلق اللّه عزّ و جلّ مضغة هي أطيب من الضّان لفدى بها إسماعيل عليه السّلام(4).

13 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: إنّ أهل بيتي لا يأكلون لحم الضّأن قال: و لم ؟ قال: قلت إنّهم يقولون: إنّه يهيج بهم المرّة السوداء و الصداع و الأوجاع، فقال لى:

يا سعد فقلت: لبّيك قال: لو علم اللّه عزّ و جلّ شيئا أكرم من الضّأن لفدى به إسماعيل عليه السّلام(5).

14 - عنه عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرميّ ، عن سعد بن سعد قال قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: إنّ أهل بيتي يأكلون لحم الماعز و لا يأكلون لحم الضّان قال: و لم ؟ قلت: يقولون: إنّه لحم يهيّج المرار فقال عليه السّلام: لو علم اللّه

ص: 324


1- المحاسن: 467.
2- المحاسن: 472.
3- الكافى: 6-155.
4- الكافى: 6-310.
5- الكافى: 6-310.

عزّ و جل خيرا من الضّان لفدى به - يعني إسحاق، هكذا جاء في الحديث(1).

15 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرّضا عليه السّلام: إنّ الناس يقولون:

إنّ من لم يأكل اللحم ثلاثة أيام ساء خلقه، فقالوا: كذبوا و لكن من لم يأكل اللحم أربعين يوما تغيّر خلقه و بدنه و ذلك لانتقال النطفة في مقدار أربعين يوما(2).

16 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد الاشعريّ عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن أكل لحوم الدّجاج في الدّساكر، و هم لا يمنعونها من شيء تمرّ على العذرة مخلّى عنها و عن أكل بيضهنّ فقال: لا بأس به(3).

17 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن السيّاري، عن أحمد بن الفضل، عن يونس عن الرّضا عليه السّلام في السمك الجلال أنّه سأله عنه فقال: ينتظر به يوما و ليلة، و قال السيّاريّ إنّ هذا لا يكون إلاّ بالبصرة، و قال: في الدّجاج يحبس ثلاثة أيام و البطة سبعة أيّام و الشاة أربعة عشرة يوما، و البقرة ثلاثين يوما، و الابل أربعين يوما ثمّ تذبح(4).

18 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن عبد اللّه بن محمّد، عن عليّ بن الحكم، عن أبي إسماعيل قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن بيض الغراب: فقال: لا تأكله(5).

19 - عنه عن حميد بن زياد، عن عبد اللّه بن أحمد النهيكي، عن ابن أبي عمير، عن بشر بن مسلمة، عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام في جدي يرضع من خنزيرة ثمّ ضرب في الغنم قال: هو بمنزلة الجبن، فما عرفت بأنّه ضربه فلا تأكله و ما لم تعرفه فكله.(6)

ص: 325


1- الكافى: 6-301.
2- الكافى: 6-309.
3- الكافى: 6-252 و الاستبصار: 4-87.
4- الكافى: 6-252.
5- الكافى: 5-252.
6- الكافى: 6-250.

20 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن عبيد اللّه الدهقان عن درست، عن إبراهيم بن عبد الحميد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام قال:

حرّم من الشّاة سبعة أشياء: الدّم، و الخصيتان و القضيب و المثانة، و الغدد، و الطحال و المرارة.(1)

21 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن بكر بن صالح عن سليمان الجعفريّ ، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: الطاوس لا يحلّ أكله و لا بيضه.(2)

22 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن الحسن الأشعرى، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: الفيل مسخ كان ملكا زنّاء، و الذئب كان أعرابيّا ديوثا، و الأرنب مسخ كانت امرأة تخون زوجها و لا تغتسل من حيضها، و الوطواط، مسخ كان يسرق تمور الناس، و القردة و الخنازير قوم من بني إسرائيل اعتدّوا في السبت، و الجرّيث و الضبّ فرقة من بني إسرائيل لم يؤمنوا حيث نزلت المائدة على عيسى بن مريم عليه السّلام، فتاهوا في البحر، و فرقة في البرّ، و الفارة فهي الفويسقة، و العقرب كان نمّاما، و الدبّ و الزنبور كانت لحاما يسرق في الميزان.(3)

23 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن مسلم، عن أبي يحيى الواسطيّ قال: سئل الرّضا عليه السّلام عن الغراب الأبقع: فقال إنّه لا يؤكل، و قال: و من أحلّ لك الأسود؟(4)

24 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: الطاوس مسخ، كان رجلا جميلا. فكابر امرأة رجل مؤمن تحبّه، فواقع بها ثمّ راسلته بعد، فمسخهما اللّه عزّ و جلّ طاوسين

ص: 326


1- الكافى: 6-253.
2- الكافى: 6-245.
3- الكافى: 246.
4- الكافى: 6-246.

انثى و ذكرا و لا يؤكل لحمه و لا بيضه.(1)

25 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سيّد طعام الدّنيا و الآخرة اللحم، و سيّد شراب الدّنيا و الآخرة الماء و أنا سيّد ولد آدم و لا فخر.(2)

26 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سيّد طعام الدّنيا و الآخرة اللّحم ثمّ الأرز.(3)

27 - عنه بإسناده عن الرضا عليه السّلام عن على بن أبي طالب عليه السّلام قال: عليكم باللّحم، فإنّه ينبت اللّحم و من ترك اللّحم أربعين يوما ساء خلقه.(4)

28 - عنه باسناده عن الرضا عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال: ذكر عند النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اللّحم و الشحم، فقال: ليس منهما بضعة تقع في المعدة إلاّ انبتت مكانها شفاء و أخرجت من مكانها داء.(5)

29 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

يا عليّ إذا طبخت شيئا فأكثر المرقة، فإنها أحد اللّحمين، و اغرف للجيران، فإن لم يصيبوا من اللّحم يصيبوا من المرق.(6)

30 - عنه باسناده عن محمّد بن سنان أنّ عليّ بن موسى كتب في جواب مسائله: و حرّم ما أهلّ به لغير اللّه للّذي أوجب اللّه عزّ و جلّ على خلقه من الإقرار به، و ذكر اسمه على الذّبايح المحلّلة، و لئلاّ يسوى بين ما تقرب به إليه و بين ما جعل عبادة للشياطين و الأوثان، لأنّ في تسمية اللّه عزّ و جل الإقرار بربوبيّة و توحيده، و ما في الاهلال لغير اللّه من الشرك به و التّقرب به إلى غيره، ليكون ذكر اللّه و تسميته على الذبيحة فرقا بين ما أحلّ اللّه و بين ما حرّم اللّه.

و حرّم سباع الطّير، و الوحش، كلّها لأكلها من الجيف، و لحوم النّاس و العذرة

ص: 327


1- الكافى: 6-247.
2- عيون الاخبار: 2-35.
3- عيون الاخبار: 2-35.
4- عيون الاخبار: 2-41.
5- عيون الاخبار: 2-41.
6- عيون الاخبار: 2-73.

و ما أشبه ذلك، فجعل اللّه عزّ و جل دلائل ما أحلّ من الوحش و الطّير و ما حرّم كما قال أبي عليه السّلام: كلّ ذى ناب من السّباع و ذي مخلب من الطير فحرام، و كلّ ما كانت له قانصة من الطّير فحلال، و علّة أخرى يفرق بين ما أحلّ من الطير و ما حرّم قوله عليه السّلام: كل ما دفّ ، و لا تأكل ما صفّ .

و حرّم الأرنب لأنّها بمنزلة السنّور و لها مخاليب كمخاليب السنّور، و سباع الوحش فجرت مجريها، مع قذرها في نفسها و يكون منها من الدّم كما يكون من النساء لأنّها مسخ.

و حرّم الخنزير لأنّه مشوّه، جعله اللّه عزّ و جل عظة للخلق، و عبرة و تخويفا و دليلا على ما مسخ على خلقته، و لانّ غذاءه أقذر الاقذار مع كثيرة، و كذلك حرّم القرد، لانّه مسخ مثل الخنزير، و جعله عظة، و عبرة للخلق و دليلا على ما مسخ على خلقته و صورته و جعل فيه شبها من الإنسان، ليدلّ على أنّه من الخلق المغضوب عليهم.

و حرّمت الميتة، لما فيها من فساد الأبدان و الآفة، و لما أراد اللّه عزّ و جلّ أن يجعل تسميته سببا للتحليل و فرقا بين الحلال و الحرام.

و حرّم اللّه عزّ و جل الدّم كتحريم الميتة لما فيه من فساد الأبدان، و لأنّه يورث الماء الأصفر و يبخر الفم و ينتن الرّيح، و يسىء الخلق، و يورث القسوة للقلب، و قلّة الرأفة و الرّحمة حتّى لا يؤمن أن يقتل والده و صاحبه.

و حرّم الطّحال، لما فيه من الدّم، و لأنّ علّته و علّة الدّم و الميتة واحدة، لأنه يجري مجراها في الفساد.

و أحلّ اللّه تبارك و تعالى لحوم البقر و الغنم، و الإبل لكثرتها و إمكان وجودها، و تحليل بقر الوحش، و غيرها من أصناف ما يؤكل من الوحش المحلّلة، لأنّ غذائها غير مكروه و لا محرّم و لا هي مضرّة بعضها ببعض، و لا مضرّة بالإنس و لا في خلقتها تشويه.

و كره لحوم البغال، و الحمير الأهليّة لحاجة الناس إلى ظهورها و استعمالها

ص: 328

و الخوف من قتلها لا لقذر خلقتها، و لا لقذر غذائها.(1)

31 - الطوسى باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن لحوم البراذين و الخيل و البغال قال لا تأكلها.(2)

32 - الطبرسى مرسلا عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: اللّحم ينبت اللّحم، و من أدخل جوفه لقمة شحم أخرجت مثلها من الدّاء.(3)

33 - عنه مرسلا عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: لا أرى بأكل لحم الحبارى بأسا. لأنّه جيّد للبواسير، و وجع الظّهر و هو ممّا يعين على الجماع.(4)

34 - القطب الراوندي في دعواته عن الرّضا عليه السّلام قال: اشتر لنا من اللّحم المقاديم، و لا تشتر المآخير، فإنّ المقاديم أقرب من المرعى، و أبعد من الأذى.(5)

4- باب ما يسقط من الخوان

35 - البرقي عن أبيه، عن معمر بن خلاّد، قال: سمعت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام يقول: من أكل في منزله طعاما فسقط منه شيء فليتناوله، و من أكل في الصّحراء أو خارجا فليتركه للطّير و السّبع.(6)

36 - الصدوق بإسناده عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الّذي يسقط من المائدة مهور حو العين.(7)

ص: 329


1- عيون الاخبار: 2-93-94-97.
2- الاستبصار: 4-84.
3- مكارم الاخلاق: 181
4- مكارم الاخلاق: 184.
5- مستدرك الوسائل: 3-106.
6- المحاسن: 445 و الكافى: 6-300.
7- عيون الاخبار: 2-34 و مكارم الاخلاق: 162.

37 - عنه باسناده عن الرضا عن الحسين بن عليّ عليهما السّلام أنه دخل المستراح، فوجد لقمة ملقاة، فدفعها إلى غلام له فقال: يا غلام اذكرني بهذه اللّقمة إذا خرجت فأكلها الغلام، فلمّا خرج الحسين بن على عليهما السّلام قال: يا غلام أين اللّقمة ؟ قال: أكلتها يا مولاي، قال أنت حرّ لوجه اللّه تعالى، قال له رجل: أعتقته يا سيّدى ؟ قال: نعم سمعت جدّي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: من وجد لقمة ملقاة، فمسح منها أو غسل ما عليها، ثمّ أكلها لم تستقرّ في جوفه إلا أعتقه اللّه من النّار.(1)

5- باب الخبز

38 - الكليني عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عيسى، عن يعقوب ابن يقطين قال: قال: أبو الحسن الرّضا عليه السّلام: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: صغّروا رغفانكم فإنّ مع كلّ رغيف بركة: و قال يعقوب بن يقطين: رأيت أبا الحسن عليه السّلام يكسر الرّغيف إلى فوق.(2)

39 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبى الحسن الرّضا عليه السّلام قال: لا تقطعوا الخبز بالسكّين و لكن اكسروه باليد، و خالفوا العجم.(3)

40 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: فضل خبز الشعير على البرّ كفضلنا على الناس، و ما من نبيّ إلاّ و قد دعا لأكل الشعير و بارك عليه و ما دخل جوفا إلا و أخرج كلّ داء فيه، و هو قوت الأنبياء و طعام الأبرار أبى اللّه تعالى أن يجعل قوت أنبيائه إلا شعيرا.(4)

41 - الصدوق باسناده عن الرّضا عن أبيه عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليهم السّلام

ص: 330


1- عيون الاخبار: 3-43.
2- الكافى: 6-303.
3- الكافى: 6-217.
4- الكافى: 6-304.

قال: كنّا مع النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في حفر الخندق إذ جاءته فاطمة و معها كسرة خبز، فدفعتها إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال النبيّ عليه الصلاة و السلم ما هذه الكسرة ؟ قالت قرصا خبزتها للحسن و الحسين، جئتك منه بهذه الكسرة؛ فقال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أما أنه أوّل طعام دخل فم أبيك منذ ثلاث.(1)

6- باب الضيف

42 - الكليني عن الحسين بن محمّد، عن السيّارى، عن عبيد بن أبي عبد اللّه البغداديّ عمّن أخبره، قال نزل بأبي الحسن الرضا عليه السّلام ضيف و كان جالسا عنده يحدّثه في بعض اللّيل فتغيّر السراج، فمدّ الرّجل يده ليصلحه، فزبره أبو الحسن عليه السّلام ثمّ بادره بنفسه فأصلحه، ثمّ قال له: إنّا قوم لا نستخدم أضيافنا.(2)

43 - الصدوق قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف بن زريق البغداديّ قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة مولى الرّشيد، قال: حدّثني دارم و نعيم ابن صالح الطبريّ قالا: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، عن أبيه، عن جدّه، عن محمّد بن على، عن أبيه و محمّد بن الحنفية، عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من حقّ الضيف أن تمشي معه، فتخرجه من حريمك إلى الباب.(3)

7- باب الكليتين

44 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال: كان النبي

ص: 331


1- عيون الاخبار: 2-40.
2- الكافى: 6-283.
3- عيون الاخبار: 2-69.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يأكل الكليتين من غير أن يحرمهما، و يقول: لقربهما من البول.(1)

8- باب السكر

45 - الكليني عن أحمد بن محمّد، عن سهل: عن الرّضا عليه السّلام - أو قال بعض أصحابنا - عن الرضا عليه السّلام قال: السكر الطبرزد يأكل البلغم أكلا.(2)

46 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ياسر، عن الرضا عليه السّلام قال: السكر الطبرزد يأكل البلغم أكلا.(3)

9- باب الاشنان

47 - الكليني عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرميّ ، عن سعد بن سعد قال: قلت لأبي الحسن عليه السّلام: إنّا نأكل الأشنان فقال: كان أبو الحسن إذا توضأ ضمّ شفتيه و فيه خصال تكره أنه يورث السلّ ، و يذهب بماء الظهر و يوهى الركبتين فقلت: فالطين ؟ فقال: كلّ طين حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير، إلاّ طين قبر الحسين عليه السّلام، فإنّ فيه شفاء من كلّ داء، و لكن لا يكثر منه، و فيه أمان من كلّ خوف.(4)

48 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا علي بن موسى ابن جعفر بن أبي جعفر الكميدانيّ ، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد العزيز المهتدي، عن الرّضا عليه السّلام، قال: إنّما يغسل بالأشنان، خارج الفم، فأما داخل الفم

ص: 332


1- عيون الاخبار: 2-41.
2- الكافى: 6-33.
3- الكافى: 6-334.
4- الكافى: 6-378.

فلا يقبل الغمرة.(1)

10- باب اكل الطين

49 - الكليني عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قلت له: ما يروي الناس في أكل الطين و كراهيته، فقال: إنّما ذاك المبلول و ذاك المدر(2).

50 - عنه عن عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابنا، عن جعفر بن إبراهيم الحضرميّ عن سعد بن سعد قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الطين فقال: أكل الطين حرام مثل الميتة و الدّم و لحم الخنزير، إلاّ طين قبر الحسين عليه السّلام فإنّ فيه شفاء من كلّ داء و أمنا من كل خوف(3).

51 - الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضي اللّه عنه قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم، قال سأل بعض القوّاد أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن أكل الطين، و قال: إنّ بعض جواريه يأكلن الطين فغضب ثمّ قال: إنّ أكل الطين حرام مثل الميتة و الدم و لحم الخنزير فانها هنّ عن ذلك.

قال: و حدّثني ياسر، قال: كان الرّضا عليه السّلام إذا رجع يوم الجمعة من الجامع و قد أصابه العرق و الغبار رفع يديه و قال: اللهم إن كان فرجي ممّا أنا فيه بالموت، فعجّله إليّ الساعة و لم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض عليه السّلام.

قال ياسر: و كتب من نيسابور إلى المأمون أنّ رجلا من المجوس أوصى عند موته بمال جليل يفرق في الفقراء و المساكين ففرقه قاضي نيسابور على فقراء المسلمين فقال المأمون للرضا عليه السّلام: يا سيدي ما تقول في ذلك ؟ فقال الرضا عليه السّلام: إنّ المجوس

ص: 333


1- عيون الاخبار: 2-273.
2- الكافى: 6-266.
3- الكافى: 6-266.

لا يتصدّقون على فقراء المسلمين فاكتب إليه أن يخرج بقدر ذلك من صدقات المسلمين فيتصدّق به على فقراء المجوس.

و قال: علي بن إبراهيم بن هاشم و حدّثني ياسر و غيره عن الرضا عليه السّلام بأحاديث كثيرة لم أذكرها لأنّي سمعتها منذ دهر(1).

52 - الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمّد الطوسي قال: حدّثنا الشيخ السعيد الوالد - رحمه اللّه - قال: حدّثنا أبو خنيس، عن محمّد بن عبد اللّه قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن سعيد الهمداني، قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي بن فضال، قال: حدّثنا جعفر بن إبراهيم بن ناجية، قال: حدثنا سعد بن سعد الأشعري عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الطين الّذي يؤكل، يأكله الناس ؟ فقال: كلّ طين حرام كالميتة و الدّم، و ما اهلّ لغير اللّه به، ما خلا طين قبر الحسين عليه السّلام، فإنه شفاء من كلّ داء(2).

11- باب السويق

53 - البرقي عن السيّاريّ ، عن النّضر بن أحمد، عن عدّة من أصحابنا من أهل خراسان، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال: السّويق لما شرب له(3).

54 - عنه عن أبيه، عن محمّد بن عمرو قال: سمعت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام يقول: نعم القوت السّويق: إن كنت جائعا أمسك، و إن كنت شبعان أهضم طعامك(4).

55 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبي همّام، عن سليمان الجعفريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: نعم القوت السويق، إن كنت جائعا أمسك و إن كنت شبعانا هضم طعامك(5).

ص: 334


1- عيون الاخبار: 2-15.
2- أمالي الطوسى: 1-326.
3- المحاسن: 488.
4- المحاسن: 490.
5- الكافى: 6-305.

56 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن موسى بن الحسن، عن السيّاريّ ، عن عبيد اللّه ابن أبي عبد اللّه، قال: كتب أبو الحسن عليه السّلام، من خراسان إلى المدينة: لا تسقو أبا جعفر الثاني السّويق بالسكر فإنّه رديء للرّجال، و فسّر السيّاريّ ، عن عبيد اللّه أنّه يكره للرّجال فإنّه يقطع النكاح من شدّة برده مع السكر(1).

57 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ضعفت عن الصلاة و الجماع فنزلت عليّ قدر من السماء فأكلت منها فزاد في قوّتي قوّة أربعين رجالا في البطش و الجماع و هو الهريس(2).

58 - الطبرسي مرسلا قال الرضا عليه السّلام: السويق إذا غسّلته سبع مرّات و قلّبته من إناء إلى إناء يذهب هو بالحمّى و ينزل القوّة في الساقين و القدمين(3).

12- باب التمر و الرطب

59 - البرقي - رحمه اللّه - عن أبيه، عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: كانت نخلة مريم العجوة، و نزلت في كانون، و نزل مع آدم من الجنّة العتيق و العجوة؛ منهما تفرّق أنواع النخل(4).

60 - البرقي عن محمّد بن الحسن بن شمّون قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام أنّ بعض أصحابنا يشكو البخر، فكتب إليه: كل التّمر البراني، قال: و كتب إليه آخر يشكو يبسا فكتب إليه: كل التمر البرّاني على الرّيق، و اشرب عليه الماء، ففعل فسمن و غلبت عليه الرطوبة فكتب إليه يشكو ذلك، فكتب إليه: كل التمر البرّاني على الرّيق و لا تشرب عليه الماء فاعتدل(5).

ص: 335


1- الكافى: 6-307.
2- عيون الاخبار: 2-36.
3- مكارم الاخلاق: 219.
4- المحاسن: 530 و الكافى: 6-347.
5- المحاسن: 533.

61 - عنه، عن أبيه و بكر بن صالح جميعا عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: دعانا بعض آل عليّ عليه السّلام قال: فجاء الرّضا عليه السّلام و جئنا معه، قال فأكلنا و وقع على الكدّ، فألقى نفسه عليه، و الناس يدخلون و الموائد تنصب لهم، و هو مشرف عليهم و هم يتحدّثون، إذ نظر إليّ فأصغى برأسه، فقال: أبغنى قطعة تمر، قال: فخرجت فجئته بقطعة تمر في قطعة قربة، فأقبل يتناول و أنا قائم و هو مضطجع فتناول منها تمرات و هي بيدي، قال: ثمّ ركبنا دوابّنا، فقال: ما كان في طعامهم شيء أحبّ إليّ من التمرات الّتي أكلتها(1).

62 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل الرازيّ ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ ، قال: دخلت على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام و بين يديه تمر برّني و هو مجدّ في أكله، يأكله بشهوة فقال لي: يا سليمان ادن فكل قال: فدنوت منه فأكلت معه و أنا أقول له: جعلت فداك إنّي أراك تأكل هذا التمر بشهوة ؟ فقال: نعم إنّي لأحبه، قال: قلت و لم ذاك ؟.

قال: لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان تمريّا، و كان علي عليه السّلام تمريّا، و كان الحسن عليه السّلام تمريّا، و كان أبو عبد اللّه الحسين عليه السّلام تمريّا، و كان زين العابدين عليه السّلام تمريّا، و كان أبو جعفر عليه السّلام تمريّا، و كان أبو عبد اللّه عليه السّلام تمريّا، و كان أبي عليه السّلام تمريّا، و أنا تمريّ و شيعتنا يحبّون التّمر لأنّهم خلقوا من طينتنا و أعداؤنا - يا سليمان - يحبّون المسكر لأنّهم خلقوا من مارج من نار(2).

63 - الصدوق - رحمه اللّه - باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن علي ابن أبي طالب عليه السّلام قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إذا اكل التمر يطرح النوى على ظهر كفّه ثمّ يقذف به(3).

64 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم

ص: 336


1- المحاسن: 539.
2- الكافى: 6-345.
3- عيون الاخبار: 2-41.

أتي ببطّيخ و رطب فأكل منهما، و قال هذان الأطيبان(1).

65 - عنه بإسناده عن الرّضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كلوا التمر على الرّيق يقتل الديدان في البطن(2).

66 - عنه باسناده عن الرضا قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، يأكل الطلع و الجمار بالتمر، و يقول: إنّ إبليس لعنه اللّه يشتدّ غضبه و يقول: عاش ابن آدم حتّى أكل العتيق بالحديث(3).

67 - عنه بإسناده عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الكمأة من المنّ الّذي أنزل اللّه إلى بنى إسرائيل و هي شفاء للعين، و العجوة الّتي، في البرني من الجنّة و هي شفاء من السمّ (4).

13- باب الهندباء

68 - البرقي باسناده قال: قال الرّضا عليه السّلام: عليكم بأكل بقلة الهندباء فإنّه تزيد في المال و الولد، و من أحبّ أن يكثر ماله و ولده فليدمن أكل الهندباء(5).

69 - الطبرسي مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: الهندباء شفاء من ألف داء و ما من داء في جوف الإنسان إلا قمعه الهندباء، و دعا به يوما لبعض الحشم و قد كان تأخذه الحمّى و الصداع فأمر بأن يدقّ و يضمد على قرطاس و يصبّ عليه دهن بنفسج و يوضع على رأسه و قال: أما إنّه يقمع الحمّى و يذهب بالصداع(6).

ص: 337


1- عيون الاخبار: 2-42.
2- عيون الاخبار: 2-72.
3- عيون الاخبار: 2-75.
4- عيون الاخبار: 2-75.
5- المحاسن: 508.
6- مكارم الاخلاق: 198.

14- باب العنب و الزبيب

70 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السّلام قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كلوا العنب حبّة حبّة فإنه أهنأ و أمرأ(1).

71 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال: من أكل إحدى و عشرين زبيبة حمراء على الرّيق لم يجد في جسده شيئا يكرهه(2).

72 - الطبرسى مرسلا عن عليّ بن موسى، عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام أنه كان يأكل العنب بالخبز(3).

73 - عنه عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام أنه قال: العنب أدم و فاكهة و طعام و حلواء(4).

74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام يعجبه العنب فأتته جارية له بعنقود عنب، فوضعته بين يديه، فجاء سائل فأمر به فدفع إليه، فوشي غلامه بذلك إلى أمّ ولد له، فأمرته فاشتراه من السائل، ثمّ أتته به فوضعته بين يديه، فجاء سائل فسأل، فأمر به فدفع إليه ففعلت ذلك، ثلاثا، فلما كانت الرابعة أكله(5).

15- باب الاجاص

75 - الطبرسى مرسلا عن زياد القنديّ قال: دخلت على الرضا عليه السّلام، و بين

ص: 338


1- عيون الاخبار: 2-35.
2- عيون الاخبار: 2-41.
3- مكارم الاخلاق: 202.
4- مكارم الاخلاق: 198.
5- مكارم الاخلاق: 198.

يديه تور فيه إجاص أسود في إبانه، فقال: إنّه هاجت بي حرارة و أرى الإجاص يطفي الحرارة و يسكن الصفراء و أنّ اليابس يسكن الدّم [و يسكن الداء الدّويّ ] و هو للداء دواء بإذن اللّه عزّ و جل(1).

16- باب التفاح

76 - الطبرسى مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: التفّاح نافع من خصال: من السحر و السّم و اللمم و مما يعرض من الأمراض و البلغم العارض و ليس من شيء أسرع منفعة منه(2).

17- باب الغبيراء

77 - الصدوق بإسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن الحسين بن عليّ عليهم السّلام أنه قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على عليّ بن أبى طالب عليه السّلام، و هو محموم فأمره بأكل الغبيراء(3).

18- باب الزيت

78 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: عليكم بالزّيت فإنّه يكشف المرّة و يذهب البلغم، و يشدّ العصب، و يذهب بالضنى، و يحسن الخلق، و يطيب النّفس، و يذهب بالغمّ (4).

79 - عنه باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام

ص: 339


1- مكارم الاخلاق: 198.
2- مكارم الاخلاق: 196.
3- عيون الاخبار: 2-43.
4- عيون الاخبار: 2-35.

قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: عليكم بالزّيت، فكله و ادّهن به، فإنّ من أكله و ادّهن به، لم يقربه الشيطان أربعين يوما(1).

80 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: نعم الطعام الزّيت، يطيب النكهة و يذهب بالبلغم، و يصفّي اللّون و يشدّ العصب، و يذهب بالوصب، و يطفئ الغضب(2).

19- باب البطيخ

81 - البرقي عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: البطّيخ على الرّيق يورث الفالج(3).

82 - الكليني، عن عليّ بن إبراهيم، عن ياسر الخادم، عن الرضا عليه السّلام قال:

البطيخ على الرّيق يورث الفالج نعوذ باللّه منه(4).

83 - الطبرسي قال: قال الرّضا صلوات اللّه عليه:

أهدت لنا الأيام بطّيخة *** من حلل الأرض و دار السّلام

تجمع أوصافا عظاما و قد *** عدّدتها موصوفة بالنّظام

كذاك قال المصطفى المجتبى *** محمّد جدّي عليه السلام:

ماء و حلواء و ريحانة *** فاكهة حرض طعام إدام

تنقي المثانة و تصفي الوجوه *** تطيّب النكهة عشر تمام (5)

84 - عنه عن الرّضا عليه السّلام قال: البطّيخ على الرّيق يورث الفالج، و في رواية: القولنج(6).

ص: 340


1- عيون الاخبار: 2-42.
2- مكارم الاخلاق: 217.
3- المحاسن: 557 و مكارم الاخلاق: 442.
4- الكافى: 6-361.
5- مكارم الاخلاق: 210.
6- مكارم الاخلاق: 211.

20- باب الاترج

85 - الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: الخبز اليابس يهضم الأترج(1).

86 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن علي بن محمّد القاسانيّ عن أبى أيوب المدينيّ ، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ ، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام: أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان، يعجبه النظر إلى الأترج الأخضر و التفّاح الأحمر(2).

21- باب السفرجل

87 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال عليّ بن أبى طالب عليه السّلام: دخل طلحة بن عبيد اللّه على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و في يد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سفرجلة قد جاء بها إليه، و قال خذها، يا أبا محمّد فانّها تجمّ القلب(3).

88 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ ، قال:

حدّثنا عليّ بن محمّد بن عيينة، قال: حدّثنا دارم بن قبيصة قال حدّثني عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام عن أبيه موسى، عن أبيه جعفر، عن أبيه علي، عن أبيه الحسين، عن أبيه عليّ عليهم السّلام قال: دخلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوما و في يده سفر جلة، فجعل يأكل و يطعمني و يقول: كل يا علي، فإنّها هدية الجبّار إليّ و إليك، قال:

فوجدت فيها كلّ لذّة فقال: يا عليّ من أكل السفرجلة ثلاثة أيّام على الرّيق، صفا ذهنه،

ص: 341


1- الكافى: 6-360.
2- الكافى: 6-360.
3- عيون الاخبار: 2-41.

و امتلاء جوفه حلما و علما، و وقي من كيد إبليس و جنوده(1).

89 - الطبرسى مرسلا عن الرضا عليه السّلام، قال: أتي النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سفرجلا فضرب بيده على سفرجلة فقطعها، و كان يحبّه حبّا شديدا، فأكل و أطعم من بحضرته من أصحابه، ثمّ قال: عليكم بالسفرجل، فإنّه يجلو القلب و يذهب بطخاء الصدر(2).

22- باب العدس

90 - الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن السيّاريّ ، عن إبراهيم بن بسطام، عن رجل من أهل مر و قال: بعث إلينا الرّضا عليه السّلام و هو عندنا يطلب السّويق، فبعثنا إليه بسويق ملتوت فردّه و بعث إليّ أنّ السّويق إذا شرب على الرّيق و هو جاف أطفأ الحرارة و سكن المرّة و إذا لتّ لم يفعل ذلك(3).

91 - الصدوق بإسناده عن الرضا عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: قال لي رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: عليكم بالعدس فإنّه مبارك مقدّس، يرقّق القلب و يكثر الدّمعة، و قد بارك فيه سبعون نبيّا، آخرهم عيسى بن مريم عليه السّلام(4).

23- باب السلق

92 - البرقي، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: قال أبو الحسن الرّضا عليه السّلام:

يا أحمد كيف شهوتك للبقل، فقلت: إنّي لاشتهى عامّته، قال: فإذا كان كذلك فعليك بالسّلق، فإنّه ينبت على شاطئ الفردوس، و فيه شفاء من الأدواء، و هو يغلظ العظم و ينبت اللّحم، و لو لا أن تمسّه أيدى الخاطئين، لكانت الورقة منه تستر رجالا من

ص: 342


1- عيون الاخبار: 2-73.
2- مكارم الاخلاق: 195.
3- الكافى: 6-307.
4- عيون الاخبار: 2-41.

أحبّ البقول إلى احمد اللّه على معرفتك به، و في حديث آخر قال: يشدّ العقل و يصفى الدم(1).

93 - الكليني عن محمّد بن يحيي، عن عبد اللّه بن جعفر، عن محمّد بن عيسى، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام أنّه قال: أطعموا مرضاكم السّلق - يعني ورقه - فإنّ فيه شفاء و لا داء معه و لا غائلة له، و يهدئ نوم المريض و اجتنبوا أصله فإنّه يهيّج السوداء(2)

94 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: عليكم بالسلق، فإنّه ينبت على شاطئ نهر في الفردوس، و فيه شفاء من كلّ داء و هو يشدّ العصب، و يطفئ حرارة الدّم، و يغلّظ العظام. و لو لا أنّه تمسّه أيد خاطئة لكانت الورقة تستر رجلا، قال رجل: فقلت: جعلت فداك، كان أحبّ البقول إلى، قال: فاحمد اللّه على معرفتك(3).

95 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: أطعموا مرضاكم السّلق، فإنّ فيه شفاء و لا داء فيه، و لا غائلة و يهد أنوم المريض(4).

24- باب الكراث

96 - البرقي عن إبراهيم بن عتبة الخزاعيّ ، عن يحيي بن سليمان، قال:

رأيت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام بخراسان في روضة و هو يأكل الكرّاث فقلت له: جعلت فداك، إنّ الناس يروون أنّ الهندباء يقطر عليه كلّ يوم قطرة من الجنّة، فقال:

إن كان الهندباء يقطر عليه قطرة من الجنّة، فانّ الكرّاث منغمس في الماء في الجنّة قلت: فإنّه يسمّد فقال: لا يعلق به شيء(5).

97 - الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن داود بن أبي داود، عن رجل رأى أبا الحسن عليه السّلام بخراسان يأكل الكرّاث من البستان، كما هو،

ص: 343


1- المحاسن: 419.
2- الكافى: 6-369.
3- مكارم الاخلاق: 205.
4- مكارم الاخلاق: 206.
5- المحاسن: 513.

فقيل له: إنّ فيه السّماد، فقال عليه السّلام: لا تعلّق به منه شيء و هو جيّد للبواسير(1).

25- باب اللبان و الكماة

98 - الطبرسى مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: استكثروا من اللّبان و استفوه و امضغوه و أحبّ ذلك إلى المضغ، فإنّه ينزف بلغم المعدة و ينظفها، و يشدّ العقل و يمرئ الطعام(2).

99 - عنه مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الكمأة من المنّ و ماؤه شفاء للعين، و قال: عجوة البرنيّ من الجنّة و هي شفاء من السمّ (3).

26- باب الرمان

100 - البرقي، عن القاسم بن الحسن بن عليّ بن يقطين، قال: قال أبو الحسن الرّضا عليه السّلام: حطب الرّمّان ينفي الهوامّ (4).

101 - عنه، عن الحسين بن سعيد، عن عمرو بن إبراهيم، عن الخراساني قال:

أكل الرّمّان الحلو يزيد في ماء الرّجل، و يحسن الولد(5).

102 - الصدوق عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كلوا الرّمان، فليست منه حبّه تقع في المعدة إلاّ أنارت القلب، و أخرجت الشيطان أربعين يوما(6).

103 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أنه قال: كلوا الرمّان

ص: 344


1- الكافى: 6-365.
2- مكارم الاخلاق: 221.
3- مكارم الاخلاق: 222.
4- المحاسن: 545.
5- المحاسن: 546 و الكافى: 6-355.
6- عيون الاخبار: 2-35.

بشحمه فإنه دباغ للمعدة(1).

104 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ بن الحسين عليه السّلام قال: قال أبو عبد اللّه الحسين بن عليّ بن أبي طالب عليهما السّلام: إنّ عبد اللّه بن عبّاس كان يقول: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إذا أكل الرّمان لم يشرك أحدا فيها و يقول: في كلّ رمانة حبة من حبّات الجنّة(2).

27- باب التين

105 - البرقي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: التّين يذهب بالبخر، و يشدّ العظم و ينبت الشّعر، و يذهب بالدّاء حتى لا يحتاج معه إلى دواء، و قال: التين أشبه شيء بنبات الجنّة و هو يذهب بالبخر(3).

106 - الكلينى، عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: التّين يذهب بالبخر، و يشدّ الفم و العظم و ينبت الشعر، و يذهب الداء، و لا يحتاج معه إلى دواء، قال عليه السّلام: التّين أشبه شيء بنبات الجنة(4).

28- باب الباقلا

107 - البرقي عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال:

أكل الباقلا يمخخ السّاق و يولّد الدّم الطّريّ (5):

ص: 345


1- عيون الاخبار: 2-43.
2- عيون الاخبار: 2-43.
3- المحاسن: 554.
4- الكافى: 6-356 و مكارم الاخلاق: 197.
5- المحاسن: 506 و الكافى: 6-344.

108 - الطبرسى مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: الباقلى يمخّخ السّاقين و يولّد الدم الطريّ ، و قال: كلوا الباقلىّ بقشره، فإنّه يدبغ المعدّة(1):

29- باب الحمص

109 - البرقى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:

الحمّص جيّد لوجع الظّهر، و كان يدعو به قبل الطّعام و بعده(2).

110 - عنه عن نوح بن شعيب، عن نادر الخادم، قال: كان أبو الحسن الرّضا عليه السّلام يأكل الحمص المطبوخ قبل الطّعام و بعده(3).

111 - الكليني بإسناده عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن الرّضا عليه السّلام قال: الحمّص جيّد لوجع الظهر و كان يدعو به قبل الطعام و بعده(4).

30- باب الموز

112 - الكليني، عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير، عن يحيي بن موسى الصنعانيّ قال: دخلت على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام بمنى و أبو جعفر الثاني عليه السّلام على فخذه و هو يقشر له موزا و يطعمه(5).

113 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن أسباط، عن يحيي الصنعانى قال: دخلت على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، و هو بمكّة و هو يقشر موزا و يطعم أبا جعفر عليه السّلام فقلت له: جعلت فداك هذا المولود المبارك ؟ قال: نعم يا يحيي هذا المولود الّذي لم يولد في الاسلام مثله، مولود أعظم بركة على شيعتنا منه(6).

ص: 346


1- مكارم الاخلاق: 208.
2- المحاسن: 505.
3- المحاسن: 505 و الكافى: 6-342.
4- الكافى: 6-442.
5- الكافى: 6-360.
6- الكافى: 6-360.

31- باب القرع

114 - البرقي عن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن عرفة، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: شجرة اليقطين هي الدّباء و هي القرع(1).

115 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا طبختم فأكثروا القرع فإنّه يسلّ قلب الحزين(2).

116 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: إنه قال: عليكم بالقرع، فإنّه يزيد في الدماغ(3).

32- باب الارز

117 - الكلينى، عن محمّد بن يحيي، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنه قال: ما دخل جوف المسلول شيء أنفع له من خبز الأرزّ(4)

118 - الطبرسي مرسلا عن الرّضا عن أبيه، عن جدّه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سيد طعام الدنيا و الآخر اللّحم و الأرزّ(5).

33- باب الباذنجان

119 - البرقي عن السياريّ عن موسى بن هارون، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: الباذنجان عند جذاذ النخل لا داء فيه(6).

ص: 347


1- المحاسن: 520.
2- عيون الاخبار: 2-36.
3- عيون الاخبار: 2-41.
4- الكافى: 6-305.
5- مكارم الاخلاق: 177.
6- المحاسن: 526.

34- باب النوادر

120 - البرقي، عن إبراهيم بن هاشم، عن إبراهيم بن أبي محمود، قال أخبرني بعض أصحابنا قال: ذكر للرضا عليه السّلام الوضوء قبل الطّعام، فقال ذلك شيء أحدثته الملوك(1).

121 - الكليني عن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن نوح ابن شعيب عن ياسر الخادم قال: أكل الغلمان يوما فاكهة، و لم يستقصوا أكلها و رموا بها فقال لهم أبو الحسن عليه السّلام: سبحان اللّه إن كنتم استغنيتم، فإنّ أناسا لم يستغنوا أطعموه من يحتاج إليه(2).

122 - عنه باسناده عن نوح بن شعيب، عن ياسر الخادم، و نادر جميعا قالا: قال لنا أبو الحسن عليه السّلام: إن قمت على رءوسكم و أنتم تأكلون فلا تقوموا حتّى تفرغوا و لربّما دعا بعضنا فيقال له: هم يأكلون، فيقول: دعهم حتّى يفرغوا.(3)

123 - عنه قال: و روي عن نادر الخادم قال: كان أبو الحسن عليه السّلام: إذا أكل أحدنا لا يستخدمه، حتّى يفرغ من طعامه.(4)

124 - عنه قال: و روى نادر الخادم قال: كان أبو الحسن عليه السّلام، يضع جوزينجة على الأخرى و يناولني.(5)

125 - عنه عن أحمد، عن أبيه، عن سليمان الجعفري قال: قال أبو الحسن عليه السّلام:

ربّما أتى بالمائدة فأراد بعض القوم أن يغسل يده فيقول: من كانت يده نظيفة، فلا بأس أن يأكل من غير أن يغسل يده.(6)

126 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد قال:

ص: 348


1- المحاسن: 425.
2- الكافى: 6-297.
3- الكافى: 6-298.
4- الكافى: 6-298.
5- الكافى: 6-298.
6- الكافى: 6-298.

سمعت الرّضا عليه السّلام يقول: من أكل في منزله طعاما، فسقط منه شيء فليتناوله، و من أكل في الصحراء أو خارجا فليتركه لطائر أو سبع.(1)

127 - عنه عن عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر عن الرّضا عليه السلام قال: إذا أكلت شيئا فاستلق على قفاك، وضع رجلك اليمنى على اليسري.(2)

128 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا أكلتم الثريد فكلوا من جوانبه فإن الذّروة فيها البركة.(3)

129 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ليس شيء أبغض إلى اللّه من بطن ملأن.(4)

130 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: أتى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بطعام فأدخل إصبعه فيه، فإذا هو حارّ، فقال: دعوه، حتّى يبرد، فإنه أعظم بركة و أنّ اللّه تعالى لم يطعمنا الحارّة.(5)

131 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ عليه السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: خيركم من أطاب الكلام، و أطعم الطعام و صلّى باللّيل و الناس نيام.(6)

ص: 349


1- الكافى: 6-298.
2- الكافى: 6-299.
3- عيون الاخبار: 2-34.
4- عيون الاخبار: 2-36.
5- عيون الاخبار: 2-40.
6- عيون الاخبار: 2-290.

كتاب الاشربة

1- باب شرب الماء

1 - البرقي، عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: لا بأس بكثرة شرب الماء على الطّعام، و أن لا يكثر منه، و قال: أ رأيت لو أنّ رجلا أكل مثل ذا طعاما (و جمع يريد كلتيهما لم يضمّهما و لم يفرقهما) ثمّ لم يشرب عليه الماء، أ ليس كانت تنشقّ معدته ؟!(1)

2 - الكليني، عن عليّ بن محمّد، عن بعض أصحابه، عن ياسر قال: قال أبو الحسن عليه السلام: عجبا لمن أكل مثل ذا و أشار بيده و لم يشرب عليه الماء كيف لا تنشقّ معدّته.(2)

3 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر الخادم، عن الرّضا عليه السّلام:

قال: لا بأس بكثرة شرب الماء على الطعام، و لا تكثر منه على غيره، و قال: أ رأيت لو أنّ رجلا أكل مثل ذا و جمع يديه - كلتيهما لم يضمهما و لم يفرقهما ثمّ لم يشرب عليه الماء كان ينشقّ معدته.(3)

4 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليه السّلام، أنه شرب قائما و قال: هكذا رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعل.(4)

5 - الطبرسي مرسلا عن ياسر الخادم قال: قال الرضا عليه السّلام: لا بأس بكثرة شرب الماء على الطعام، ثمّ قال: أ رأيت لو أن رجلا يأكل مثل ذا طعاما و جمع يديه كلتيهما

ص: 350


1- المحاسن: 572.
2- الكافى: 6-382.
3- الكافى: 6-282.
4- عيون الاخبار: 2-66.

و لم يجمعهما و لم يفرقهما، ثمّ لم يشرب عليه الماء لم يكن يتّسق بطنه.(1)

2- باب العسل و اللبن

6 - الصدوق باسناده عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن يكن في شيء شفاء ففي شرطة حجّام أو شربة عسل.(2)

7 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تردّوا شربة العسل على من أتاكم بها(3)

8 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ عليه السّلام، ثلاثة يزدن في الحفظ، و يذهبن بالبلغم:

قراءة القرآن، و العسل، و اللّبان.(4)

9 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ عليه السّلام، قال: الطيب نشرة، و العسل نشرة و الركوب نشرة، و النظر إلى الخضرة نشرة.(5)

10 - الطبرسي مرسلا عن أبي الحسن عليه السّلام قال: من تغيّر عليه ماء ظهره ينفع له اللّبن الحليب بالعسل، و في رواية اللّبن الحليب.(6)

11 - عنه مرسلا عن الرّضا عليه السلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه عزّ و جلّ جعل البركة في العسل، و فيه شفاء من الأوجاع، و قد بارك عليه سبعون نبيّا.(7)

12 - عنه مرسلا عن الجعفريّ قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: أبوال الإبل خير من ألبانها، و قد جعل اللّه الشّفاء في ألبانها.(8)

ص: 351


1- مكارم الاخلاق: 187.
2- عيون الاخبار: 2-35.
3- عيون الاخبار: 2-36.
4- عيون الاخبار: 2-38.
5- عيون الاخبار: 2-20.
6- مكارم الاخلاق: 187.
7- مكارم الاخلاق: 187.
8- مكارم الاخلاق: 220.

3- باب الاوانى

13 - البرقي، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع، قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن آنية الذّهب و الفضّة، فكرههما فقلت: قد روى بعض أصحابنا أنّه كانت لأبى الحسن عليه السّلام، مرآة ملبسة فضّة، فقال: لا و الحمد للّه إنّما كانت لها حلقة من فضّة و هي عندى، ثمّ قال: إنّ العبّاس حين عذر عمل له قضيب ملبّس من فضّة، من نحو ما يعمل للصبيان تكون فضّته نحوا من عشرة دراهم، فأمر به أبو الحسن عليه السّلام فكسره.(1)

14 - الكليني عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه: و الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد جميعا، عن عليّ بن أسباط عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سمعته يقول: و ذكر مصر فقال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تأكلوا في فخارها و لا تغسلوا رءوسكم بطينها، فإنّه يذهب بالغيرة و يورث الدياثة.(2)

4- باب الخل و السويق

15 - البرقي عن محمّد بن عليّ الهمدانيّ أنّ رجلا كان عند أبي الحسن الرضا عليه السّلام بخراسان، فقدّمت إليه مائدة عليها خلّ و ملح فافتتح عليه السّلام بالخلّ ، فقال الرّجل: جعلت فداك إنك أمرتنا أن نفتتح بالملح، فقال: هذا مثل هذا (يعنى الخلّ ) و إنّ الخلّ يشدّ الذّهن و يزيد في العقل.(3)

ص: 352


1- المحاسن. 482 و الكافى: 6-267.
2- الكافى: 6-376.
3- المحاسن: 487 و الكافى: 6-229.

16 - عنه عن السيّارى، عن النضر بن محمّد، عن عدّة من أصحابنا، من أهل خراسان، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: السويق لما شرب له.(1)

17 - الصدوق باسناده عن الرّضا عن أبيه، عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: كلوا خلّ الخمر، فإنّه يقتل الدّيدان في البطن، و قال: كلوا خلّ الخمر ما فسد، و لا تأكلوا ما أفسدتموه أنتم.(2)

18 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه، عن آبائه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: نعم الإدام الخلّ لا يفتقر أهل بيت عندهم الخلّ (3)

19 - الطوسى باسناده، عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن عبد العزيز المهتديّ قال: كتبت إلى الرّضا عليه السّلام: جعلت فداك العصير يصير خمرا، فيصب عليه الخلّ و شيء يغيره حتّى يصير خلاًّ، قال: لا بأس به(4)

5- باب الفقاع و العصير و الخمر

20 - الكليني، عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن موسى، عن الحسين بن المبارك، عن زكريّا بن آدم، قال سألت أبا الحسن عليه السّلام عن قطرة خمر أو نبيذ مسكر قطرت في قدر فيها لحم كثير و مرق كثير، فقال عليه السّلام: يهراق المرق، أو يطعمه لأهل الذمّة أو الكلاب، و اللحم فاغسله و كله.

قلت: فان قطر فيها الدّم فقال: الدّم تأكله النار إن شاء اللّه، قلت: فخمر أو نبيذ قطر في عجين أو دم، قال: فقال: فسد، قلت: أبيعه من اليهود و النصارى و أبيّن لهم فإنهم

ص: 353


1- المحاسن: 488.
2- عيون الاخبار: 2-40.
3- عيون الاخبار: 2-34.
4- الاستبصار: 4-93.

يستحلّون شربه، قال: نعم، قلت: و الفقاع هو بتلك المنزلة إذا قطر في شيء من ذلك، قال: أكره أن آكله إذا قطر في شيء من طعامي.(1)

21 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن إسماعيل، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن الفقاع فقال: هو خمر مجهول فلا تشربه يا سليمان، لو كان الدار لي أو الحكم، لقتلت بايعه و لجلدت شاربه(2).

22 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سنان قال:

سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن الفقّاع فقال: هو الخمر بعينها(3).

23 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عمرو بن سعيد، عن الحسن بن الجهم و ابن فضّال جميعا قالا: سألنا أبا الحسن عليه السّلام، عن الفقّاع فقال:

حرام و هو خمر مجهول، و فيه حدّ شارب الخمر(4).

24 - عنه - رحمه اللّه - عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن الوشاء قال: كتبت إليه - يعني الرضا عليه السّلام -: أسأله عن الفقاع، قال: فكتب حرام، و هو خمر، و من شربه كان بمنزلة شارب الخمر، قال: و قال أبو الحسن الأخير عليه السّلام: لو أنّ الدّار داري، لقتلت بايعه، و لجلدت شاربه، و قال أبو الحسن الأخير عليه السّلام: حدّه حدّ شارب الخمر، و قال عليه السّلام: هي خميرة استصغرها الناس(5).

25 - عنه، عن محمّد بن يحيى و غيره، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسين، عن محمّد بن إسماعيل، عن سليمان بن جعفر قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: ما تقول في شرب الفقاع ؟، فقال: خمر مجهول يا سليمان فلا تشربه، أما أنه يا سليمان لو

ص: 354


1- الكافى: 6-224 و التهذيب: 9-119.
2- الكافى: 6-222.
3- الكافى: 6-223.
4- الكافى: 6-223.
5- الكافى: 6-423 و التهذيب: 9-125.

كان الحكم لي و الدار لي لجلدت شاربه و لقتلت بايعه(1).

26 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد ابن إسماعيل قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن شرب الفقّاع فكرهه كراهة شديدة(2).

27 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن زكريّا بن أبي يحيى قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام: أسأله عن الفقّاع و أصفه له فقال: لا تشربه، فأعدت عليه كلّ ذلك أصفه له كيف يعمل ؟ فقال: لا تشربه و لا تراجعني فيه(3).

28 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن موسى، عن محمّد بن عيسى، عن الحسن ابن عليّ الوشّاء عن أبي الحسن الرّضا صلوات اللّه عليه، قال: كلّ مسكر حرام و كلّ مخمّر حرام و الفقّاع حرام(4).

29 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام أسأله عن الفقاع قال: فكتب يقول: هو الخمر و فيه حدّ شارب الخمر(5).

30 - الصدوق قال: روى لنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن قتيبة، عن الفضل بن شاذان قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: لما حمل رأس الحسين عليه السّلام إلى الشام أمر يزيد لعنه اللّه فوضع و نصبت عليه مائدة، فأقبل هو و أصحابه يأكلون و يشربون الفقاع، فلمّا فرغوا أمر بالرأس، فوضع في طست تحت سريره و بسط عليه رقعة الشطرنج، و جلس يزيد لعنه اللّه يلعب بالشطرنج و يذكر الحسين بن عليّ عليهما السّلام و أباه و جدّه عليهم السّلام و يستهزىء، بذكرهم

ص: 355


1- الكافى: 6-423 و التهذيب: 9-113.
2- الكافى: 6-424 و العيون: 2-18.
3- الكافى: 6-424 و التهذيب: 9-124.
4- الكافى: 6-424 و التهذيب: 9-124.
5- الكافى: 6-424 و التهذيب: 9-124.

فمتى قمّر صاحبه تناول الفقاع، فشرب ثلاث مرّات ثم صبّ فضلته على ما يلي الطست من الأرض، فمن كان من شيعتنا فليتورّع عن شرب الفقّاع و اللعب بالشطرنج و من نظر إلي الفقاع أو إلى الشطرنج، فليذكر الحسين عليه السّلام، و ليلعن يزيد و آل يزيد، يمحو اللّه عزّ و جل بذلك ذنوبه و لو كانت بعدد النجوم(1).

31 - عنه قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه عنه، قال:

حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن الريّان بن الصلت قال: سمعت الرّضا عليه السّلام يقول: ما بعث اللّه عزّ و جلّ نبيّا إلاّ بتحريم الخمر، و أن يقوله بأنّ اللّه يفعل ما يشاء، و أن يكون في تراثه الكندر، قال: و سمعته عليه السّلام يقول: لا تدخلوا بالليل بيتا مظلما إلاّ مع السراج(2).

32 - عنه عن الحاكم أبو محمّد جعفر بن نعيم بن شاذان، قال: حدّثني عمّى أبو عبد اللّه محمّد بن شاذان قال: حدّثنا الفضل بن شاذان قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل بن بزيع عن الرضا عليه السّلام قال: و سألته عن امرأة ابتليت بشرب نبيذ، فسكرت، فزوّجت نفسها من رجل في سكرها، ثمّ أفاقت، فأنكرت ذلك، ثم ظنت أنّه يلزمها فزوّجت منه، فأقامت مع الرّجل على ذلك التزويج، أ حلال هو لها أم التزويج فاسد لمكان السكر و لا سبيل للزّوج عليها؟ قال: إذا قامت بعد ما معه أفاقت، فهو رضاها قلت: و يجوز ذلك التزويج عليها؛ قال: نعم(3).

33 - عنه قال: حدّثنا الحسين بن أحمد رحمه اللّه، عن أبيه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن خالد، قال: قلت للرّضا عليه السّلام: إنّا روّينا عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أنّ من شرب الخمر لم تحسب صلاته أربعين صباحا، فقال: صدقوا فقلت:

و كيف لا تحسب صلاته أربعين صباحا لا أقلّ من ذلك و لا أكثر.

ص: 356


1- الفقيه: 4-301 و الاستبصار: 4-93.
2- عيون الاخبار: 2-15.
3- عيون الاخبار: 2-19.

قال لأنّ اللّه تبارك و تعالى قدّر خلق الإنسان، فصيّر النّطفة أربعين يوما ثمّ نقلها فصيّرها علقة أربعين يوما، ثمّ نقلها فصيّرها مضغة أربعين يوما، و هكذا إذا شرب الخمر بقيت مثانته على قدر ما خلق منه، و كذلك يجتمع غذاؤه و أكله و شربه تبقي في مثانته أربعين يوما(1).

34 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رحمه اللّه قال حدّثنا عليّ بن الحسين السعدآبادي، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه، عن محمّد بن سنان قال: سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى بن جعفر عليهم السّلام، يقول: حرّم اللّه عزّ و جلّ الخمر لما فيها من الفساد، و من تغييرها عقول شاربيها و حملها إيّاهم على إنكار اللّه عزّ و جل و الفرية عليه، و على رسله و ساير ما يكون منهم، من الفساد و القتل و القذف و الزّنا و قلّة الاحتجاز عن شيء من المحارم، فبذلك قضينا على كلّ مسكر من الأشربة أنّه حرام محرّم لأنّه يأتي من عاقبته ما يأتي من عاقبة الخمر، فليجتنب من يؤمن باللّه و اليوم الآخر و يتولاّنا و ينتحل مودّتنا كلّ شارب مسكر، فإنه لا عصمة بيننا و بين شاربه(2).

35 - الطوسي باسناده عن محمّد بن أحمد بن يحيى، عن محمّد بن عيسى بن عبيد عن عبد العزيز بن المهتديّ قال: كتبت إلى الرّضا عليه السّلام: جعلت فداك العصير يصير خمرا فيصبّ عليه الخلّ و شيء يغيّره حتى يصير خلاًّ؟ قال: لا بأس به(3).

36 - عنه باسناده عن عليّ بن السنديّ ، عن محمّد بن إسماعيل قال: سأل الرّضا عليه السّلام، رجل و أنا أسمع عن العصير يبيعه عن المجوس و اليهود و النّصارى و المسلم قبل أن يختمر، و يقبض ثمنه أو ينساه ؟ قال: لا بأس إذا بعته حلالا، فهو أعلم يعني العصير و ينسئ ثمنه(4).

ص: 357


1- علل الشرائع: 2-34.
2- علل الشرائع: 2-161.
3- التهذيب: 9-118.
4- التهذيب: 9-123.

6- باب النرد و الشطرنج و الغناء

37 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: النّرد و الشّطرنج و الأربعة عشر بمنزلة واحدة، و كلّ ما قومر عليه فهو ميسر.(1)

38 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن علي بن جعفر، عن الرّضا عليه السّلام قال: جاء رجل إلى أبي جعفر عليه السّلام فقال: يا أبا جعفر ما تقول في الشطرنج الّتي يلعب بها النّاس ؟ فقال: أخبرني أبي عليّ بن الحسين عن الحسين بن عليّ ، عن أمير المؤمنين عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من كان ناطقا فكان منطقه لغير ذكر اللّه عزّ و جلّ ، كان لاغيا، و من كان صامتا فكان صمته لغير ذكر اللّه كان ساهيا، ثمّ سكت، فقام الرّجل و انصرف.(2)

39 - عنه عن سهل بن زياد، عن عليّ بن سعيد، عن سليمان الجعفريّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: المطّلع في الشطرنج كالمطّلع في النار.(3)

40 - عنه باسناده عن ياسر الخادم، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: من نزّه نفسه عن الغناء، فإنّ في الجنّة شجرة يأمر اللّه الرّياح أن تحرّكها فيسمع لها صوتا لم يسمع بمثله و من لم يتنزّه عنه لم يسمعه.(4)

41 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عليّ بن الرّيان، عن يونس قال: سألت الخراسانيّ عليه السّلام و قلت: إنّ العبّاسي، ذكر أنّك ترخّص في الغناء فقال: كذب الزنديق، ما هكذا قلت له، سألني عن الغناء فقلت له: إنّ رجلا أتى

ص: 358


1- الكافى: 6-435.
2- الكافى: 6-437.
3- الكافى: 6-437.
4- الكافى: 6-434.

أبا جعفر عليه السّلام فسأله، عن الغناء، فقال: يا فلان إذا ميّز اللّه بين الحقّ و الباطل فأنّى يكون الغناء؟ فقال: مع الباطل فقال: قد حكمت.(1)

42 - الصدوق قال: حدّثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمدانيّ رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، قال: حدّثنا الرّيان بن الصلت، قال: سألت الرضا يوما بخراسان فقلت: يا سيّدي إنّ إبراهيم بن هاشم العباسيّ حكى عنك أنك رخصت له في استماع الغناء، فقال: كذب الزنديق إنّما سألني عن ذلك، فقلت له:

إنّ رجلا سأل أبا جعفر عليه السّلام عن ذلك، فقال له أبو جعفر عليه السّلام: إذا ميز اللّه بين الحقّ و الباطل فأين يكون الغناء؟ فقال: مع الباطل، فقال له أبو جعفر عليه السّلام: قد قضيت.(2)

43 - العياشي - رحمه اللّه مرسلا عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: الميسر هو القمار.(3)

44 - عنه مرسلا عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سمعته يقول: إنّ الشطرنج و النرد و أربعة عشر، و كلّ ما قومر عليه منها فهو ميسر.(4)

45 - عنه عن ياسر الخادم عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن الميسر قال: الثقل من كلّ شيء، قال: الخبز و الثقل ما يخرج بين المتراهنين من الدراهم و غيره.(5)

ص: 359


1- الكافى: 6-435.
2- عيون الاخبار: 2-14.
3- تفسير العياشى: 1-339.
4- تفسير العياشى: 1-339.
5- تفسير العياشى: 341.

كتاب التجمل

1- باب اللباس

1 - الحميرى - رحمه اللّه - عن البزنطى عن الرضا عليه السّلام قال: قال أبي ما تقول في اللباس الحسن ؟ فقلت بلغني أنّ الحسن كان يلبس، و أنّ جعفر بن محمّد عليهما السّلام كان يأخذ الثوب الجديد، فيأمر به، فيغمس في الماء فقال لي: البس و تجمّل، فإنّ عليّ بن الحسين كان يلبس الجبّة الخزّ بخمسمائة درهم، و المطرف الخزّ بخمسين دينارا، فيتشتأ فيه، فإذا خرج الشتاء باعه و تصدّق بثمنه، و تلا هذه الآية: «قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اَللّٰهِ اَلَّتِي أَخْرَجَ لِعِبٰادِهِ وَ اَلطَّيِّبٰاتِ مِنَ اَلرِّزْقِ » .(1)

2 - الكليني عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن الحسن بن عليّ الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام يلبس ثوبين في الصّيف يشتريان بخمسمائة درهم.(2)

3 - عنه عن عليّ بن محمّد بن بندار، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي جرير القمّى، قال: سألت الرّضا عن الرّيش أ ذكيّ هو؟ فقال كان أبي عليه السّلام يتوسّد الريش.(3)

4 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن ابن فضال، و سهل ابن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن ياسر قال: قال لي أبو الحسن عليه السّلام: اشتر لنفسك خزّا و إن شئت فوشيّا، فقلت: كلّ الوشيّ فقال: و ما الوشيّ؟ فقلت: ما لم يكن فيه قطن

ص: 360


1- قرب الاسناد: 210 و الكافى: 6-451.
2- الكافى: 6-441.
3- الكافى: 6-450.

يقولون: إنّه حرام قال: ألبس فيه قطن ؟(1)

5 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام يلبس الجبّة الخزّ بخمسين دينارا، و المطرف الخزّ بخمسين دينارا.(2)

6 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن البرقي، عن أبيه، عن سعد بن سعد، قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن جلود الخزّ فقال: هو ذا نلبس الخزّ فقلت: جعلت فداك ذاك الوبر، فقال: إذا حلّ وبره حلّ جلده(3)

7 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن البرقى، عن أبيه، عن جعفر بن عيسى قال: كتبت إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام أسأله عن الدّواب الّتي، يعمل الخزّ من وبرها أسباع هي ؟ فكتب عليه السّلام: لبس الخزّ الحسين بن عليّ و من بعده جدّي عليهما السّلام(4)

8 - الطبرسى باسناده عن أبي الخراش المهديّ قال: مرّ بنا بالبصرة مولى الرّضا عليه السّلام يقال له: عبيد فقال: دخل قوم من أهل خراسان على أبي الحسن عليه السّلام فقالوا له: إنّ الناس قد أنكروا عليك هذا اللباس الّذي تلبسه: قال: فقال لهم: إنّ يوسف بن يعقوب عليه السّلام كان نبيّا ابن نبىّ و ابن نبيّ و كان يلبس الدّيباج و يتّزر بالذهب و يجلس مجالس آل فرعون، فلم يضعه ذلك و إنّما يذمّ لو احتيج منه إلى قسطه، و إنّما على الإمام أنه إذا حكم عدل، و إذا وعد وفى، و إذا حدّث صدق، و إنّما حرّم اللّه الحرام بعينه ما قلّ منه و ما كثر، و أحلّ اللّه الحلال بعينه ما قلّ منه و ما كثر.(5)

9 - عنه عن محمّد بن عيسى قال: أخبرني من أخبر عنه أنّه قال: إنّ أهل الضّعف من مواليّ يحبّون أن أجلس على اللّبود، و ألبس الخشن، و ليس يتحمّل الزّمان ذلك.(6)

ص: 361


1- الكافى: 6-452.
2- الكافى: 6-450.
3- الكافى: 6-452.
4- الكافى: 6-452.
5- مكارم الاخلاق: 111.
6- مكارم الاخلاق: 111.

10 - عنه قال: و في رواية أخرى عن الرّضا عليه السّلام كان يلبس ثيابه ممّا يلى يمينه فإذا لبس ثوبا جديدا، دعا بقدح من ماء و قرأ عليه: إنّا أنزلناه عشرا، و قل هو اللّه أحد عشرا و قل يا أيها الكافرون عشرا، ثمّ رشّ ذلك الماء على ذلك الثّوب، ثمّ قال: فمن فعل ذلك لم يزل كان فى عيشة رغد ما بقى من ذلك الثوب سلك.(1)

11 - عنه باسناده عن معمر بن خلاد قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام يقول: و اللّه لئن صرت إلى هذه الأمر لآكلنّ الخبيث بعد الطيّب و لألبسنّ الخشن بعد الليّن و لأتعبنّ بعد الدّعة، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في وصيّة لأبى ذر رضى اللّه عنه:

يا أبا ذرّ إنّي ألبس الغليظ و أجلس على الأرض، و ألعق أصابعي، و أركب الحمار بغير سرج و أردف خلفي، فمن رغب عن سنّتي فليس منّي: يا أبا ذرّ البس الخشن من اللّباس و الصفيق من الثّياب لئلاّ يجد الفخر فيك مسلكا(2).

12 - عنه قال: و سئل الرّضا عليه السّلام عن جلود الثعالب و السنجاب و السّمور؟ فقال:

قد رأيت السنجاب على أبي و نهاني عن الثعالب و السمور(3).

13 - عنه قال: من مسموعات السيّد الإمام ناصح الدّين أبي البركات المشهدي رحمه اللّه عن محمّد بن عيسى، عن رجل قال: بعث إليّ أبو الحسن الرّضا عليه السّلام من خراسان ثياب رزم و كان بين ذلك طين، فقلت للرّسول: ما هذا، قال: طين قبر الحسين عليه السّلام ما يكاد يوجّه شيئا من الثّياب و لا غيره إلاّ و جعل فيه الطين، و كان يقول: أمان بإذن اللّه تعالى(4).

2- باب الخواتيم

14 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن صفوان، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قوّموا خاتم أبي عبد اللّه عليه السّلام فأخذه أبي منهم بسبعة

ص: 362


1- مكارم الاخلاق: 116.
2- مكارم الاخلاق: 131.
3- مكارم الاخلاق: 135.
4- مكارم الاخلاق: 292.

قال: قلت: بسبعة دراهم ؟ قال: بسبعة دنانير(1).

15 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كنت عند أبي الحسن الرّضا عليه السّلام فأخرج إلينا خاتم أبي عبد اللّه عليه السّلام و خاتم أبي الحسن عليه السّلام، و كان على خاتم أبي عبد اللّه، عليه السّلام «أنت ثقتي فاعصمنى من النّاس» و نقش خاتم أبي الحسن عليه السّلام:

«حَسْبِيَ اَللّٰهُ » و فيه وردة و هلال في أعلاه(2).

16 - الكليني باسناده، عن يونس بن عبد الرحمن قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن نقش خاتمه، و خاتم أبيه عليهما السّلام، قال: نقش خاتمي: «مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ » و نقش خاتم أبي: «حَسْبِيَ اَللّٰهُ » و هو الّذي كنت أتختّم به(3).

17 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد ابن أبي نصر، عن الرّضا عليه السّلام، قال: العقيق ينفي الفقر، و لبس العقيق ينفي النّفاق(4).

18 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن الوشّاء، عن الرّضا عليه السّلام قال: من ساهم بالعقيق، كان سهمه الأوفر(5).

19 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد عن الرّضا عليه السّلام، قال: كان أبو عبد اللّه عليه السّلام يقول: من اتّخذ خاتما فضّه عقيق لم يفتقر و لم يقض له إلاّ بالّتي هي أحسن(6).

20 - عنه عن عليّ بن إبراهيم. عن أبيه، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن الرّضا عليه السّلام قال: كان أبو عبد اللّه عليه السّلام يقول: تختموا باليواقيت فإنّها تنفي الفقر(7).

ص: 363


1- الكافى: 6-470.
2- الكافى: 6-473.
3- الكافى: 6-473.
4- الكافى: 6-470.
5- الكافى: 6-470.
6- الكافى: 6-471 و ثواب الاعمال: 207 و مكارم الاخلاق: 100.
7- الكافى: 6-471 و ثواب الاعمال: 210.

21 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام، قال: كان خاتم محمّد ابن عليّ عليهما السّلام مكتوب: «ظنيّ باللّه حسن، و النبيّ المؤتمن و بالوصيّ ذي المنن و بالحسين و الحسن»(1).

22 - عنه بإسناده عن الرّضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تختموا بالعقيق، فإنّه لا يصيب أحدكم غمّ ما دام ذلك عليه(2).

23 - عنه قال: حدّثني أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ ، عن الحسن بن أبي العقب الصيرفيّ عن الحسين بن خالد الصيرفيّ قال: قلت لأبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام:

الرّجل يستنجي و خاتمه في إصبعه، و نقشه لا إله إلاّ اللّه، فقال: أكره ذلك، فقلت له:

جعلت فداك أو ليس كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و كلّ واحد، من آبائك عليهم السّلام يفعل ذلك و خاتمة في إصبعه.

فقال: بلى، و لكن كانوا يتختّمون في اليد اليمنى، فاتّقوا اللّه و انظروا لأنفسكم قلت: و ما كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السّلام ؟ قال: و لم لا تسألني عمّا كان قبله ؟ قلت: فأنا أسألك، قال: نقش خاتم آدم عليه السّلام لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، هبط به معه و أنّ نوحا عليه السّلام، لمّا ركب السفينة أوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: يا نوح إن خفت الغرق فهلّلني ألفا ثمّ سلني النجاة أنجيك من الغرق و من آمن معك.

قال. فلمّا استوى نوح و من معه في السّفينة و رفع القلس و عصفت الريح عليهم فلم يأمن نوح عليه السّلام الغرق و أعجلته الرّيح، فلم يدرك له، أن يهلّل اللّه ألف مرّة فقال بالسّريانية: هيلوليا ألفا ألفا يا ماريا يا ماريا أيقن قال: فاستوى القلس و استقرّت فقال نوح عليه السّلام: إنّ كلاما نجّانى اللّه به من الغرق لحقيق أن لا يفارقني قال: فنقش في خاتمه لا إله إلاّ اللّه، ألف مرّة يا ربّ أصلحني.

ص: 364


1- عيون الاخبار: 2-15.
2- عيون الاخبار: 2-47.

قال: و إنّ إبراهيم عليه السّلام لمّا وضع في كفّة المنجنيق غضب جبرئيل عليه السّلام فأوحى اللّه عزّ و جلّ ما يبغضك يا جبرئيل ؟! قال جبرئيل: يا ربّ خليلك ليس من يعبدك على وجه الأرض غيره، سلّطت عليه عدّوك و عدوّه، فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه: أسكت إنّما يعجل العبد الذي يخاف الفوت مثلك، فأما أنا فإنّه عبدي آخذه إذا شئت.

قال: فطابت نفس جبرئيل عليه السّلام، فالتفت إلي إبراهيم عليه السّلام فقال: هل لك من حاجة ؟ قال أما إليك فلا، فأهبط اللّه عزّ و جلّ عنده خاتما فيه ستة أحرف، لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، فوّضت أمري إلى اللّه، اشتدّت ظهري إلى اللّه، حسبي اللّه، فأوحى اللّه عزّ و جلّ إليه أن يتختّم بهذا لخاتم فإني أجعل النار عليك بردا و سلاما.

قال: و كان نقش خاتم موسى عليه السّلام حرفين اشتقهما من التورية: اصبر توجر اصدق تنج قال: و كان نقش خاتم سليمان عليه السّلام سبحان من ألجم الجنّ بكلماته، و كان نقش خاتم عيسى عليه السّلام حرفين اشتقهما من الإنجيل طوبى لعبد ذكر اللّه من أجله، و ويل لعبد نسي اللّه من أجله، و كان نقش خاتم محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لا إله اللّه محمّد رسول اللّه.

و كان نقش خاتم أمير المؤمنين عليه السّلام، الملك للّه و كان نقش خاتم الحسن بن على عليهما السّلام العزّة للّه، و كان نقش خاتم الحسين عليه السّلام: إنّ اللّه بالغ أمره، و كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يتختم بخاتم أبيه الحسين عليه السّلام، و كان محمّد بن عليّ يتختم بخاتم الحسين بن عليّ عليهما السّلام.

و كان نقش خاتم جعفر بن محمّد عليهما السّلام: «إنّه وليي و عصمتي من خلقه»، و كان نقش خاتم أبي الحسن موسى بن جعفر عليهما السّلام، حسبي اللّه.

قال الحسين بن خالد: و بسط أبو الحسن الرّضا عليه السّلام كفّه و خاتم أبيه عليه السّلام في إصبعه حتّى أراني النقش و روي في غير هذا الحديث أنه كان نقش خاتم عليّ بن الحسين عليهما السّلام: خزي و شقي قاتل الحسين بن عليّ عليهما السّلام(1).

ص: 365


1- عيون الاخبار: 2-54.

24 - عنه باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليه السّلام قال: إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يتختم في يمينه(1).

25 - الصدوق قال: محمّد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغداديّ ، قال: حدّثنا عن على بن محمّد قال: حدّثنا أبو القاسم محمّد بن العباس بن موسى بن جعفر العلويّ ، و دارم بن قبيصة النهشليّ ، قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه محمّد بن عليّ ، عن عليّ بن الحسين، عن أبيه و محمّد بن الحنفية، عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: تختّموا بالعقيق فإنّه أوّل جبل أقرّ للّه تعالى بالوحدانية ولي بالنبوّة، و لك يا عليّ بالوصيّة و بشيعتك بالجنّة(2).

26 - الطوسي - رحمه اللّه قال: أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن محمّد قال: حدّثنا أبو - الطيب الحسن بن علي، قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الأنباري، قال: حدّثني أبو نصر محمّد بن أحمد الطائي قال: حدّثنا علي بن محمّد النصيريّ الكاتب، قال:

تزوّجت ابنة جعفر بن محمود الكاتب، و احببتها حبّا لم يحبّ أحد مثله، و ابطىء عليّ الولد، فصرت إلى أبى الحسن على بن موسى الرضا عليهما السّلام فذكرت ذلك له، فتبسّم و قال: اتخذ خاتما فصّه فيروزج و اكتب عليه: «رَبِّ لاٰ تَذَرْنِي فَرْداً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْوٰارِثِينَ » ففعلت ذلك، فما أتى عليّ حول حتى رزقت منها ولدا ذكرا(3).

27 - الطبرسى رحمه اللّه - قال: من كتاب اللباس، عن أبي الحسن عليه السّلام قال:

قاوموا خاتم أبي عبد اللّه عليه السّلام فأخذه أبى بسعة، قال: قلت: سبعة دراهم ؟ قال: سبعة دنانير(4).

28 - الطبرسى مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السّلام قال:

قلت له: إنا روّينا في الحديث أنّه كان نقش خاتم النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم «محمّد رسول اللّه» قال:

ص: 366


1- عيون الاخبار: 2-63.
2- عيون الاخبار: 2-70.
3- أمالي الطوسى: 1-46.
4- مكارم الاخلاق: 95.

صدقوا، قال: فقال لى: تدري ما كان نقش خاتم آدم عليه السّلام، قال: قلت: لا قال: كان نقش آدم «لا إله إلاّ اللّه، محمّد رسول اللّه، عليّ ولى اللّه».

قال ابن خالد: قال لى أبو الحسن عليه السّلام: إنّ اللّه أوحى إلى نوح عليه السّلام إذا استويت يا نوح أنت و من معك على الفلك فهلّل ألف مرّة ثمّ سلني حاجتك، قال:

فلمّا ركب و رفع القلص عصفت إليه الرّيح، فلم يأمن نوح الغرق حيث اضطربت السّفينة، فقال: إن أنا هلّلت ألف مرّة خفت أن تغرق السّفينة قبل أن أفرغ من ذلك فاجمل الأمر جملة بالسّريانيّة، فقال ألفا «هو هو هو يا بارئ اتفق» قال: فاستوت السّفينة و سلمه اللّه قال نوح: إنّ كلاما نجوت به و من معي ممّن آمن الغرق ينبغي أن أتختّم به و لا يفارقني.

قال الحسين بن خالد: فقلت لابي الحسن عليه الصلاة: و ما تفسير كلام نوح عليه السّلام قال: هذا كلام بالسريانيّة و تفسيره بالعربية لا إله إلاّ اللّه ألف مرّة يا اللّه أصلح.

قال: و كان نقش خاتم إبراهيم عليه السّلام ستّة أحرف نزل بها جبرئيل عليه السّلام، حين وضع كفّة المنجنيق.

فقال له: يا إبراهيم إنّ اللّه يقرؤك السلام و يقول لك: طب نفسا فلا بأس عليك و أمره أن يتختّم بذلك الخاتم، فجعل اللّه النار عليه بردا و سلاما و كانت الستّة أحرف أحرف هي «لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، توكّلت على اللّه، أسندت ظهري إلى اللّه، فوّضت أمري اللّه، لا حول و لا قوة إلا باللّه»، فكان هذا نقش خاتم إبراهيم عليه السّلام.

و كان نقش سليمان بن داود عليه السّلام: «سبحان من ألجم الجنّ بكلمته» و نقش خاتم موسى عليه السّلام حرفين اشتقهما من التوراة: «اصبر توجر اصدق تنج» و كان نقش خاتم عيسى عليه السّلام حرفين من الإنجيل «طوبى لعبد ذكر اللّه من أجله و الويل لعبد نسى اللّه من أجله»(1).

29 - عنه مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السّلام قال: كان

ص: 367


1- مكارم الاخلاق: 101.

نقش خاتم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، «محمّد رسول اللّه»، و خاتم أمير المؤمنين عليه السّلام «اللّه الملك» و خاتم الحسن بن على عليه السّلام «العزة للّه» و خاتم الحسين عليه السّلام «إِنَّ اَللّٰهَ بٰالِغُ أَمْرِهِ » و خاتم عليّ بن الحسين عليه السّلام خاتم أبيه و أبو جعفر الكبير عليه السّلام خاتمه خاتم جدّه الحسين أيضا، و خاتم جعفر بن محمّد عليه السّلام: «اللّه وليي و عصمتي من خلقه».

و خاتم أبي الحسن الأوّل عليه السلام: «حَسْبِيَ اَللّٰهُ » و أبي الحسن الثانى عليه السّلام «مٰا شٰاءَ اَللّٰهُ لاٰ قُوَّةَ إِلاّٰ بِاللّٰهِ » قال الحسين بن خالد. و مدّ يده إلى و قال عليه السّلام: خاتمي خاتم أبي، و نقش خاتم أبي جعفر الثاني عليه السّلام «حسبي اللّه حافظي» هكذا كان على خاتم أبي جعفر عليه السّلام، و على خاتم أبي الحسن الثالث عليه السّلام «اللّه الملك»(1).

30 - عنه مرسلا عن الرّضا عليه السّلام عن جدّه الصادق عليهما السّلام قال: كان نقش أبي محمّد بن عليّ الباقر عليه السّلام «ظنّي باللّه حسن و بالنبيّ المؤتمن و بالوصيّ ذى المنن و بالحسين و الحسن(2)».

31 - عنه مرسلا عن الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الثاني عليه السّلام قال:

قلت له: إنا روّينا عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، كان يستنجى و خاتمه في إصبعه، و كذلك كان يفعل أمير المؤمنين، عليه السّلام نقش خاتم النبيّ «محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم» قال: صدقوا قلت:

و كذلك ينبغي لنا أن نفعل ؟ قال: لا؟ إنّ أولئك كانوا يتختّمون في اليد اليمنى و إنّكم أنتم تتختمون في اليد اليسرى، قال: فسكت(3).

3- باب الحمام

32 - الكليني باسناده، عن عليّ بن الحكم؛ و على بن حسّان، عن سليمان الجعفريّ عن أبي الحسن عليه السّلام قال: الحمّام يوم و يوم لا، يكثر اللّحم و إدمانه في كلّ يوم يذيب

ص: 368


1- مكارم الاخلاق: 103.
2- مكارم الاخلاق: 104.
3- مكارم الاخلاق: 105.

شحم الكليتين(1).

33 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال، عن سليمان الجعفرى قال: مرضت حتّى ذهب لحمي، فدخلت على الرّضا صلوات اللّه عليه فقال: أ يسرّك أن يعود إليك لحمك، قلت: بلي قال: ألزم الحمام غبّا فإنه يعود إليك لحمك، و إيّاك أن تدمنه فإنّ إدمانه يورث السلّ (2).

34 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا تغسلوا رءوسكم بطين مصر فإنّه يذهب بالغيرة و يورث الدّياثة(3).

35 - الصدوق قال: حدّثني أبي رضى اللّه عنه، و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنهما قال: حدّثنا محمّد بن يحيي العطّار؛ و أحمد بن إدريس جميعا، عن محمّد بن أحمد بن يحيي بن عمران الأشعريّ ، قال: حدّثنا أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه عن بكر بن صالح، عن الجعفريّ قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: قلموا أظفاركم يوم الثلثاء، و استحمّوا يوم الأربعاء، و أصيبوا من الحجامة حاجتكم يوم الخميس، و تطيّبوا بأطيب طيبكم يوم الجمعة(4).

36 - الطبرسي مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: لا بأس أن يتدلّك الرّجل في الحمام بالسويق و الدّقيق و النخالة، و لا بأس أن يتدلّك بالملتوت بالزّيت، و ليس فيما ينفع البدن إسراف، إنّما الإسراف فيما أتلف المال و أضرّ بالبدن(5).

37 - عنه مرسلا عن الرّضا قال: من تنوّر يوم الجمعة فأصابه البرص، فلا يلومنّ إلاّ نفسه(6).

ص: 369


1- الكافى: 6-496.
2- الكافى: 6-497.
3- الكافى: 6-501.
4- عيون الاخبار: 1-279.
5- مكارم الاخلاق: 62.
6- مكارم الاخلاق: 68.

4- باب الفرش

38 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن إسماعيل ابن مهران، عن عبد اللّه بن المغيرة قال: سمعت الرّضا عليه السّلام يقول: قال قائل لأبي جعفر عليه السّلام: يجلس الرّجل على بساط فيه تماثيل ؟ فقال: الأعاجم تعظمه و إنا لنمتهنه(1).

39 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن العمركي بن عليّ ، عن عليّ بن جعفر قال: سألت أبا الحسن صلوات اللّه عليه عن الفراش الحرير و مثله من الديباج و المصلّى الحرير هل يصلح للرّجل النوم عليه و الاتكاء و الصلاة ؟ فقال: يفرشه و يقوم عليه و لا يسجد عليه(2)

5- باب الخضاب

40 - الكليني عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم، قال: دخلت على أبي الحسن عليه السّلام و قد اختضب بالسّواد فقلت: أراك قد اختضبت بالسّواد فقال: إنّ في الخضاب أجرا و الخضاب و التهيئة ممّا يزيد اللّه عزّ و جل في عفّة النساء و لقد ترك النساء عفّة بترك أزواجهنّ لهنّ التهيئة، قال: قلت بلغنا أنّ الحناء يزيد في الشيب قال: أيّ شيء يزيد في الشيب الشيب يزيد في كلّ يوم(3).

41 - الطبرسى مرسلا عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: دخلت على أبي الحسن عليه السّلام و هو مختضب بسواد، فقلت: جعلت فداك قد اختضبت بالسّواد، قال: إنّ في الخضاب أجرأ، إنّ الخضاب و التهيئة ممّا يزيد في عفّة النساء، و لقد

ص: 370


1- الكافى: 6-477.
2- الكافى: 6-477.
3- الكافى: 6-480.

ترك النساء العفّة لترك أزواجهنّ التهيئة لهنّ (1).

42 - عنه قال: من كتاب المحاسن، عن إسماعيل بن يوشع قال: قلت للرّضا عليه السّلام: إنّ فتاة قد ارتفعت علّتها، قال: اخضبت رأسها بالحنّاء، فإنّ الحيض سيعود إليها، قال: ففعلت ذلك، فعاد إليها الحيض(2).

43 - عنه مرسلا عن أبي الحسن قال: في الخضاب ثلاث خصال: هيبة في الحرب، و محبة إلى النساء، و يزيد في الباه(3).

44 - عنه مرسلا عن الحسن بن الجهم قال: قلت لعلي بن موسى عليه السّلام: خضبت، قال: نعم بالحناء، و الكتم، أ ما علمت أنّ في ذلك لأجرا، إنّها تحبّ أن ترى منك مثل الّذي تحبّ أن ترى منها - يعنى المرأة في التهيئة - و لقد خرجن النساء من العفاف إلى الفجور ما أخرجهنّ إلاّ قلّة تهيّئ أزواجهنّ (4)

45 - عنه قال: و من كتاب اللباس، عن عليّ بن موسى عليه السّلام قال: يكره أن يختضب الرّجل و هو جنب و قال عليه السّلام: من اختضب و هو جنب أو أجنب في خضابه لم يؤمن عليه أن يصيبه الشّيطان بسوء(5).

46 - عنه مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: السّداب يزيد في العقل غير أنّه ينثر ماء الظهر(6).

47 - عنه قال: من كتاب اللباس عن علي بن موسى عليهما السّلام قال: يكره أن يختضب الرّجل و هو جنب(7).

ص: 371


1- مكارم الاخلاق: 89.
2- مكارم الاخلاق: 90.
3- مكارم الاخلاق: 91.
4- مكارم الاخلاق: 91.
5- مكارم الاخلاق: 93.
6- مكارم الاخلاق: 205.
7- مكارم الاخلاق: 93.

6- باب قص الاظفار

48 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن عليّ بن أسباط عن خلف قال: رآني أبو الحسن عليه السّلام بخراسان و أنا اشتكي عيني، فقال: ألا أدلّك على شيء إن فعلته لم تشتك عينك، فقلت، بلى، فقال: خذ من أظفارك في كلّ خميس، قال: ففعلت، فما اشتكت عينى إلى يوم أخبرتك(1).

7- باب الطيب و المسك

49 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد عن الوشّاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: كانت لعلي بن الحسين عليهما السّلام إشبيدانة رصاص معلّقة فيها مسك، فإذا أراد أن يخرج و لبس ثيابه، و تناولها و أخرج منها فتمسّح به(2).

50 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا قال: الطيّب من أخلاق الأنبياء(3).

51 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن معمر بن خلاّد، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: لا ينبغي للرّجل أن يدع الطيب في كلّ يوم، فإن لم يقدر عليه فيوم و يوم لا، فإن لم يقدر ففي كلّ جمعة و لا يدع(4).

ص: 372


1- الكافى: 6-491.
2- الكافى: 6-514 و مكارم الاخلاق: 44 و فيه «مشكدانة».
3- الكافى: 6-510.
4- الكافى: 6-510 و الخصال: 392 و العيون: 1-259.

52 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن ياسر، عن أبي الحسن عليه السّلام قال:

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: قال لي حبيبي جبرئيل عليه السّلام: تطيّب يوما فيوما لا، و يوم الجمعة لا بدّ منه، و لا تترك له(1).

53 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد قال: أمرني أبو الحسن الرّضا عليه السّلام فعملت له دهنا فيه مسك و عنبر، فأمرني أن أكتب في قرطاس آية الكرسيّ و أمّ الكتاب و المعوّذتين و قوارع من القرآن و أجعله بين الخلاف و القارورة، ففعلت ثمّ أتيته به فتغلّف به و أنا أنظر إليه(2).

54 - الصدوق باسناده قال: قال الرّضا عليه السّلام: ينبغي للرّجل أن لا يدع أن يمسّ شيئا من الطيب في كلّ يوم، فإن لم يقدر فيوم و يوم لا، و إن لم يقدر ففى كلّ جمعة لا يدع ذلك(3).

55 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا على بن سليمان الرازيّ قال: حدّثنا محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر البزنطي، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال: قلت: كيف كان أوّل الطيب ؟ فقال لي، ما يقول من قبلكم فيه، قلت يقولون: إنّ آدم لمّا هبط بأرض الهند، فبكى على الجنّة سالت دموعه، فصارت عروقا في الأرض فصارت طيبا.

فقال: ليس كما يقولون: و لكن حوّاء كانت تغلف قرونها من أطراف شجرة الجنّة، فلمّا هبطت إلى الارض و بليت بالمعصية رأت الحيض. فأمرت بالغسل فنقضت قرونها، فبعث اللّه عزّ و جلّ ريحا طارت به و حفظته، فذرّت حيث شاء اللّه عزّ و جلّ ، فمن ذلك الطيّب(4).

56 - عنه بإسناده عن الرضا عليه السّلام عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: حباني رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، بالورد بكلتا يديه، فلمّا أدنيته إلى أنفي قال: إنّه سيد ريحان الجنّة

ص: 373


1- الكافى: 6-511.
2- الكافى: 6-516.
3- الفقيه: 1-276.
4- عيون الاخبار: 1-287.

بعد الآس(1)

57 - الطبرسى مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: كان يعرف موضع جعفر عليه السّلام في المسجد بطيب ريحه و موضع سجوده(2).

58 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: من أخلاق الأنبياء عليهم السّلام التطيّب(3).

8- باب سعة المنزل

59 - البرقى عن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد، قال: إنّ أبا الحسن عليه السّلام اشترى دارا و أمر مولى له يتحوّل إليها، و قال: إنّ منزلك ضيّق، فقال:

قد أجزأت هذه الدّار لأبي، فقال أبو الحسن عليه السّلام: إن كان أبوك أحمق فتبغي أن تكون مثله(4).

60 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه، عن نوح بن شعيب، عن سليمان بن رشيد، عن أبيه، عن بشير قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: العيش السعة في المنازل و الفضل في الخدم(5).

61 - الكلينى عن منصور بن العبّاس، عن سعيد، عن غير واحد أنّ أبا الحسن عليه السّلام سئل عن فضل عيش الدنيا، قال: سعة المنزل و كثرة المحبّين(6).

62 - الطبرسى قال و سئل أبو الحسن عليه السّلام عن أفضل عيش في الدّنيا؟ قال:

سعة المنزل و كثرة المحبين(7).

ص: 374


1- عيون الاخبار: 2-40.
2- مكارم الاخلاق: 44.
3- مكارم الاخلاق: 44.
4- المحاسن: 611.
5- الكافى: 6-526.
6- الكافى: 6-526.
7- مكارم الاخلاق: 143.

63 - قال: و عنه عليه السّلام، أيضا، قال: العيش بالسّعة في المنازل، و الفضل في الخدم(1).

9- باب الكحل

64 - الكليني عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: أراني أبو الحسن عليه السّلام، ميلا من حديد و مكحلة من عظام فقال: هذا كان لأبي الحسن فاكتحل به، فاكتحلت(2).

65 - الطبرسى مرسلا عن الرّضا عليه السّلام قال: من أصابه ضعف في بصره، فليكتحل سبعة مراود عند منامه من الإثمد، أربعة في اليمنى و ثلاثة في اليسرى، فانّه ينبت الشعر و يجلو البصر و ينفع اللّه بالكحلة منه بعد ثلاثين سنة(3).

66 - عنه قال: عن ابن فضّال، عن الحسن بن الجهم قال: أراني عليه السّلام ميلا من حديد فقال: كان هذا لأبى الحسن عليه السّلام فاكتحل به فاكتحلت(4).

67 - عنه قال: عن نادر الخادم، عنه عليه السّلام، أنّه قال لبعض من معه اكتحل، فعرض أنّه لا يحبّ الزينة في المنزل، فقال: اتّق اللّه و اكتحل و لا تدع الكحل، قال:

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من اكتحل فليوتر، من فعل فقد أحسن و من لم يفعل، فليس عليه شيء(5).

10- باب الشعر

68 - الكلينى عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن

ص: 375


1- مكارم الاخلاق: 143.
2- الكافى: 6-494.
3- مكارم الاخلاق: 48.
4- مكارم الاخلاق: 59.
5- مكارم الاخلاق: 49.

خلاّد، عن أبى الحسن عليه السّلام قال: ثلاث من عرفهنّ لم يدعهنّ : جزّ الشعر، و تشمير الثياب، و نكاح الإماء(1).

69 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت: لأبي الحسن عليه السّلام، إنّ أصحابنا يروون أنّ حلق الرأس في غير حجّ و لا عمرة مثلة فقال: كان أبو الحسن عليه السّلام، إذا قضا مناسكه عدل إلى قرية يقال لها: سايه فحلق(2).

70 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبد اللّه. عن أبي أيّوب المدينيّ ، عن سليمان الجعفريّ ، عن الرّضا، عن آبائه عليهم السّلام قال: الشيب في مقدّم الرأس يمن و في العارضين سخاء، و في الذوائب شجاعة، و في القفا شوم(3).

71 - على بن شعبة - رحمه اللّه - مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: ثلاث من سنن المرسلين: العطر و إحفاء الشعر، و كثرة الطروقة(4).

72 - الطبرسى مرسلا عن الرّضا عليه السّلام، قال: أربع من أخلاق الأنبياء:

التطيّب و التنظّف بالموسى و حلق الجسد بالنورة و كثرة الطروقة(5).

73 - عنه مرسلا عن يحيي بن حمّاد، عن سليمان بن يحيي، قال: تهيّأ الرّضا عليه السّلام يوما للرّكوب إلى باب المأمون و كنت في حرسه، فدعا بالمشط و جعل يمشط، ثمّ قال: يا سليمان أخبر أبى عن آبائه عليهم السّلام، عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: من أمرّ المشط على رأسه و لحيته و صدره سبع مرّات لم يقاربه داء أبدا(6).

74 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: القوا الشعر عنكم فإنه يحسن(7).

ص: 376


1- الكافى: 6-484.
2- الكافى: 6-686.
3- الكافى: 6-693 و الخصال: 235.
4- تحف العقول: 326.
5- مكارم الاخلاق: 69.
6- مكارم الاخلاق: 80.
7- مكارم الاخلاق: 69.

11- باب الخف

75 - الطبرسى مرسلا عن ياسر الخادم عنه، عليه السّلام قال: كان عليه السّلام يدخل المتوضأ في خفّ صغير(1):

12- باب الديك و الحمام و الدابة

76 - الكلينى عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، عن أحمد بن محمّد، عمّن أخبره عن ابن طيفور المتطبّب قال: سألني أبو الحسن عليه السّلام أيّ شيء تركب ؟ قلت:

حمارا فقال: بكم ابتعته، قلت: بثلاثة عشر دينارا فقال: إنّ هذا هو السرف أن تشترى حمارا بثلاثة عشر دينارا و تدع برذونا.

قلت: يا سيّدي إنّ مئونة البرذون أكثر من مئونة الحمار قال: فقال: إنّ الّذي يمون الحمار يمون البرذون، ما علمت أنّ من ارتبط دابّة متوقّعا به أمرنا و يغيظ به عدوّنا و هو منسوب إلينا أدرّ اللّه رزقه، و شرح صدره و بلّغه أمله، و كان عونا على حوائجه(2).

77 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، و أحمد بن محمّد جميعا، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفريّ ، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سمعته يقول:

أهدي أمير المؤمنين عليه السّلام، إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أربعة أفراس من اليمن فقال: سمها لى فقال: هي ألوان مختلفة قال: ففيها وضح ؟ فقال: نعم، فيها أشقر به وضح قال: فأمسكه عليّ ، قال: و فيها كميتان أوضحان فقال: أعطهما ابنيك قال: و الرابع أدهم بهيم

ص: 377


1- مكارم الاخلاق: 138.
2- الكافى: 6-535.

قال: بعه و استخلف به نفقة لعيالك إنّما يمن الخيل في ذوات الأوضاح(1).

78 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد و أحمد بن محمّد جميعا، عن ابن أبي نصر قال: سأل رجل الرضا عليه السّلام عن الزوج من الحمام يفرخ عنده يتزوّج الطير أمّه و ابنته قال: لا بأس بما كان بين البهائم(2).

79 - الصدوق قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن محمّد بن أحمد، عن إبراهيم بن حمويه، عن محمّد بن عيسى اليقطيني قال: قال الرّضا عليه السّلام:

في الدّيك الأبيض خمس خصال من خصال الأنبياء عليهم السّلام: معرفته بأوقات الصّلوات و الغيرة، و السخاء، و الشجاعة، و كثرة الطروقة(3).

80 - الطبرسي مرسلا عن الرّضا عليه السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أطفئوا المصابيح، لا تجرّها الفويسقة، فتحرق البيت و ما فيه(4).

81 - عنه مرسلا قال أبو الحسن عليه السّلام: لا ينبغي أن يخلو بيت أحدكم من ثلاثة و هنّ عمّار البيت: الهرّة، و الحمام، و الديك، فإن كان مع الدّيك أنيسة فلا بأس بذلك، لمن لا يقدرها(5).

82 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: على كلّ منخر من الدوابّ شيطان، فإذا أراد أحدكم أن يلجمها فليسمّ اللّه عزّ و جلّ (6).

ص: 378


1- الكافى: 6-535.
2- الكافى: 6-568.
3- الخصال: 298 و العيون: 1-277.
4- مكارم الاخلاق: 166.
5- مكارم الاخلاق: 167.
6- مكارم الاخلاق: 303.

كتاب الجهاد و المرابطة

1- باب فضل الجهاد

1 - الكلينى عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن محمّد بن عبد اللّه، و محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن العبّاس بن معروف عن صفوان بن يحيي، عن عبد اللّه بن المغيرة قال: قال محمّد بن عبد اللّه للرضا صلوات اللّه عليه و أنا أسمع: حدّثني أبي عن أهل بيته، عن آبائه عليهم السّلام، أنّه قال لبعضهم: إنّ في بلادنا موضع رباط يقال له: قزوين و عدوّا يقال له: الديلم، فهل من جهاد أو هل من رباط؟ فقال: عليكم بهذا البيت فحجّوه فأعاد عليه الحديث، فقال: عليكم بهذا البيت فحجّوه، أ ما يرضى أحدكم أن يكون في بيته ينفق على عياله من طوله ينتظر أمرنا، فإن أدركه كان كمن شهد مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بدرا، و إن مات منتظرا لأمرنا كان كمن كان مع قائمنا عليه السّلام، هكذا في فسطاطه - و جمع بين السبابتين - و لا أقول هكذا و جمع بين السّبابة و الوسطى - فإنّ هذه أطول من هذه فقال أبو الحسن عليه السلام:

صدق(1).

2 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن قول أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه: «و اللّه لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش» قال: في سبيل اللّه(2).

ص: 379


1- الكافى: 5-22.
2- الكافى: 5-53.

3 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه عزّ و جل يبغض رجلا يدخل عليه في بيته و لا يقاتل(1).

4 - عنه باسناده عن الرضا عن عليّ عليه السّلام، قال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: امرت أن اقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلاّ اللّه، فإذا قالوها فقد حرّم عليّ دمائهم و أموالهم(2)

5 - عنه عن الرضا قال: و حرّم اللّه الفرار من الزّحف لما فيه من الوهن في الدين و الاستخفاف بالرّسل، و الائمة العادلة و ترك نصرتهم على الأعداء، و العقوبة لهم على إنكار ما دعوا إليه من الإقرار بالرّبوبيّة و إظهار العدل و ترك الجور و إماتة الفساد، لما في ذلك من جرأة العدوّ على المسلمين و ما يكون في ذلك من السّبي و القتل و إبطال دين اللّه عزّ و جلّ و غيره من الفساد(3).

6 - عنه قال: أبي رحمه اللّه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبد الرحمن عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: قلت له: جعلت فداك إنّ رجلا من مواليك بلغه أنّ رجلا يعطي السيف و الفرس في السبيل، فأتاه فأخذهما منه ثمّ لقاه أصحابه فأخبره أنّ السبيل مع هؤلاء لا يجوز و أمروه بردّهما.

قال: فليفعل قال: قد طلب الرّجل فلم يجده و قيل له قد شخص الرجل، قال فليرابط، و لا يقاتل قال له: ففي مثل قزوين و الدّيلم و عسقلان و ما أشبه هذه الثغور فقال: نعم فقال له: يجاهد؟ فقال: لا إلاّ أن يخاف على ذراري المسلمين أ رأيتك، لو أنّ الرّوم دخلوا على المسلمين لم ينبغ لهم أن يبايعوهم، قال: يرابط و لا يقاتل، فإن خاف على بيضة الإسلام و المسلمين قاتل، فيكون قتاله لنفسه ليس للسلطان قال: قلت: فإن جاء العدو إلى الموضع الّذي هو فيه مرابط كيف يصنع ؟ قال: يقاتل عن بيضة الإسلام لا عن هؤلاء لأنّ في دروس الإسلام دروس ذكر محمّد

ص: 380


1- عيون الاخبار: 2-28.
2- عيون الاخبار: 2-66.
3- عيون الاخبار: 2-92.

صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(1).

7 - الطوسي باسناده عن البرقيّ ، عن سعد بن سعد الأشعريّ ، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن قول أمير المؤمنين عليه السّلام لألف ضربة بالسيف أهون من موت على فراش فقال: في سبيل اللّه(2).

8 - عنه باسناده عن إبراهيم بن هاشم، عن موسى، عن أبي الحسين الرازيّ عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام: قال: أتي رجل إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، بدينارين فقال:

يا رسول اللّه أريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه قال: أ لك والدان أو أحدهما؟ قال: نعم قال: اذهب فأنفقهما على والديك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل اللّه، فرجع ففعل، فأتاه بدينارين آخرين قال: قد فعلت و هذان ديناران اريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه.

قال: أ لك ولد؟ قال: نعم قال عليه السّلام: فاذهب فأنفقهما على ولدك فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل اللّه، فرجع ففعل فأتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول اللّه قد فعلت و هذان ديناران آخران اريد أن أحمل بهما في سبيل اللّه فقال: أ لك زوجة ؟ قال: نعم قال أنفقهما على زوجتك، فهو خير لك أن تحمل بهما في سبيل اللّه.

فرجع فأتاه بدينارين آخرين فقال: يا رسول اللّه، قد فعلت، و هذان ديناران اريد أن يحمل بهما في سبيل اللّه فقال: أ لك خادم، قال نعم، قال: اذهب فأنفقهما على خادمك فهو خير لك من أن تحمل بهما في سبيل اللّه ففعل، فأتاه بدينارين آخرين، فقال: يا رسول اللّه، و هذه ديناران أحمل بهما في سبيل اللّه فقال: احملهما و اعلم بأنهما ليسا بأفضل ديناريك(3).

ص: 381


1- علل الشرائع: 2-291 و الكافى: 5-21.
2- التهذيب: 6-123.
3- التهذيب: 6-171.

2- باب قتال أهل الضلال

9 - الطوسى باسناده عن محمّد بن سهل، عن زكريا بن آدم قال: سألت الرضا عليه السّلام عن قوم من العدوّ صالحوا ثمّ خفروا، و لعلّهم إنّما خفروا لأنّه لم يعدل عليهم، أ يصلح أن يشتري من سبيهم ؟ قال: إن كان من عدوّ قد استبان عداوتهم فاشتر منه، و إن كان قد نفروا أو ظلموا فلا تبتع من سبيهم(1).

10 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال: ذكر له رجل من بني فلان فقال: إنّما نخالفهم إذا كنّا مع هؤلاء الّذين خرجوا بالكوفة، فقال قاتلهم، فإنما ولد فلان مثل الترك و الرّوم و إنما هم ثغر من ثغور العدوّ فقاتلهم(2).

3- باب الامر بالمعروف و النهى عن المنكر

11 - الكليني عن عدّة من أصحابنا عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن محمّد بن عيسى عن محمّد بن عرفة قال: سمعت أبا الحسن الرضا عليه السّلام يقول: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول إذا أمتّي تواكلت الأمر بالمعروف و النّهي عن المنكر. فليأذنوا بوقاع من اللّه تعالى(3).

ص: 382


1- التهذيب: 6-162.
2- التهذيب: 6-144.
3- الكافى: 5-59 و التهذيب: 6-177.

12 - عنه عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أبيه عمّن ذكره عن الرّضا عليه السّلام عن الرّجل يكون في السفر و معه جارية له، فيجيء قوم يريدون أخذ جاريته أ يمنع جاريته من أن تؤخذ، و إن خاف على نفسه القتل ؟ قال: نعم، قلت:

و كذلك إن كانت معه امرأة قال: نعم، قلت: و كذلك الامّ و البنت و ابنة العمّ و القرابة يمنعهنّ و إن خاف على نفسه القتل ؟ قال: نعم، قلت، و كذلك المال يريدون أخذه في سفر فيمنعه و إن خاف القتل ؟ قال: نعم(1).

ص: 383


1- الكافى: 5-52.

كتاب الحدود

1- باب حد المحارب و السارق

1 - الكليني عن عليّ عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن عبيد اللّه بن إسحاق المدائني عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سئل عن قول اللّه عزّ و جل: «إِنَّمٰا جَزٰاءُ اَلَّذِينَ يُحٰارِبُونَ اَللّٰهَ وَ رَسُولَهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي اَلْأَرْضِ فَسٰاداً أَنْ يُقَتَّلُوا» الآية فما الّذي إذا فعله استوجب واحدة من هذه الأربع ؟ فقال: إذا حارب اللّه و رسوله، و سعى في الأرض فسادا، فقتل، قتل به، و إن قتل و أخذ المال قتل و صلب، و إن أخذ المال، و لم يقتل قطعت يده و رجله من خلاف و إن شهر السّيف، فحارب اللّه و رسوله و سعى في الأرض فسادا و لم يقتل و لم يأخذ المال ينفى من الأرض.

قلت: كيف ينفى و ما حدّ نفيه ؟ قال: ينفى من المصر الّذي فعل فيه ما فعل إلى مصر غيره، و يكتب إلى أهل ذلك المصر أنّه منفيّ فلا تجالسوه و لا تبايعوه و لا تناكحوه و لا تؤاكلوه، و لا تشاربوه، فيفعل ذلك به سنة، فإن خرج من ذلك المصر إلى غيره كتب إليهم بمثل ذلك حتّى تتمّ السنة، قلت: فان توجّه إلى أرض الشرك ليدخلها قال: إن توجّه إلى أرض الشرك ليدخلها قوتل أهلها(1).

2 - عنه عن عليّ عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن سليمان، عن عبيد اللّه ابن اسحاق، عن أبي الحسن عليه السّلام، مثله إلاّ أنّه قال في آخره: يفعل به ذلك سنة

ص: 384


1- الكافى: 7-246 و التهذيب: 10-133.

فإنّه سيتوب قبل ذلك و هو صاغر، قال: قلت: فإن أمّ أرض الشّرك يدخلها قال:

يقتل(1).

3 - الصدوق قال: روي عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أنّه قال: لا يزال العبد يسرق حتّى إذا استوفى دية يده أظهره اللّه عزّ و جل عليه(2).

4 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس، قال حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: حرّم قتل النفس لعلّة فساد الخلق في تحليله لو أحلّ ، و فنائهم و فساد التدبير(3).

2- باب حد الزانى

5 - الصدوق باسناده عن الرضا عليه السّلام قال: و حرّم الزنا لما فيه من الفساد من قتل النّفس، و ذهاب الأنساب و ترك التربية للأطفال، و فساد المواريث، و ما أشبه ذلك من وجوه الفساد(4).

6 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس، قال حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

حرّم اللّه عزّ و جلّ قذف المحصنات لما فيه من فساد الأنساب و نفى الولد، و إبطال المواريث

ص: 385


1- الكافى: 7-49.
2- الفقيه: 4-43.
3- علل الشرائع: 2-164.
4- عيون الاخبار: 2-92 و العلل: 2-165.

و ترك التربية و ذهاب المعارف و ما فيه من المساوي و العلل الّتي تؤدّي إلى فساد الخلق(1).

7 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس، قال حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: جعلت شهادة أربعة في الزنا و اثنان في ساير الحقوق لشدّة حصب المحصن لأنّ فيه القتل، فجعلت الشهادة فيه مضاعفة مغلّظة، لما فيه من قتل نفسه، و ذهاب نسب ولده و لفساد الميراث(2).

8 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

علّة ضرب الزاني على جسده بأشدّ الضرب، لمباشرة الزنا و استلذاذ الجسد كلّه به، فجعل الضرب عقوبة له و عبرة لغيره و هو أعظم الجنايات،(3)

9 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القسم بن الرّبيع الصّحاف عن محمّد بن سنان عن أبي الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: علّة تحريم الذكران للذكران، و الإناث للإناث، لما ركب في إناث و ما طبع عليه الذكران، و لما في إتيان الذكران الذكران، و الآنات الإناث من انقطاع النسل و فساد التدبير و خراب الدّنيا،(4)

10 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن سهل، عن زكريّا

ص: 386


1- علل الشرائع: 2-165.
2- علل الشرائع: 6-196.
3- علل الشرائع: 2-233.
4- علل الشرائع: 2-234.

ابن آدم قال: سألت الرضا عليه السّلام عن رجل وطئ جارية امرأته و لم تهبها له قال:

هو زان عليه الرّجم،(1)

3- باب حد من يأتى البهيمة

11 - الكلينى - رحمه اللّه - عن عليّ بن محمّد، عن صالح بن أبي حمّاد، عن بعض أصحابه، عن يونس، عن عبد اللّه بن سنان، عن أبى عبد اللّه عليه السّلام: و الحسين بن خالد، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام و صباح الحذّاء، عن إسحاق بن عمار عن أبى إبراهيم عليه السّلام في الرّجل يأتي البهيمة، فقالوا جميعا إن كانت البهيمة للفاعل ذبحت فإذا ماتت أحرقت بالنّار و لم ينتفع بها، و ضرب هو خمسة و عشرون سوطا ربع حدّ الزاني.

و إن لم تكن البهيمة له قوّمت فأخذ ثمنها منه و دفع إلى صاحبها، و ذبحت و أحرقت بالنار و لم ينتفع بها و ضرب خمسة و عشرون سوطا، فقلت؛ و ما ذنب البهيمة ؟ فقال: لا ذنب لها و لكن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فعل هذا و أمر به لكيلا يجتري الناس بالبهائم و ينقطع النسل،(2)

4- باب المرتد

12 - الطوسى باسناده عن الحسين بن سعيد قال قرأت بخطّ رجل إلى أبى الحسن الرّضا عليه السّلام: رجل ولد على الاسلام، ثمّ كفر و أشرك، و خرج عن الإسلام

ص: 387


1- التهذيب: 1-14 و الاستبصار: 4-206.
2- الكافى: 7-204 و التهذيب: 10-60 و الاستبصار: 4-222.

هل يستتاب، أو يقتل و لا يستتاب فكتب: يقتل فأمّا المرأة إذا ارتدّت فانها لا تقتل على كلّ حال، بل تخلد السجن إن لم ترجع إلى الإسلام،(1)

5- باب النوادر

13 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن أحمد ابن عمر الحلاّل قال: قال ياسر، عن بعض الغلمان عن أبي الحسن عليه السّلام، أنّه قال: لا يزال العبد يسرق حتّى إذا استوفي ثمن يده أظهرها اللّه عليه(2).

14 - عنه عن الحسين بن محمّد، عن عليّ بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشّاء قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: شتم رجل، على عهد جعفر بن محمّد عليهما السلام رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاتي به عامل المدينة فجمع النّاس فدخل عليه أبو عبد اللّه عليه السّلام، و هو قريب العهد بالعلّة، و عليه رداء له مورّد، فأجلسه في صدر المجلس و استأذنه في الاتّكاء و قال لهم: ما ترون ؟ فقال له عبد اللّه بن الحسن، و الحسن بن زيد، و غيرهما نرى أن يقطع لسانه، فالتفت العامل إلي ربيعة الرّأي و أصحابه فقال، ما ترون، فقال: يؤدّب، فقال له أبو عبد اللّه عليه السّلام: سبحان اللّه فليس بين رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و بين أصحابه فرق،(3)

ص: 388


1- الاستبصار: 4-254.
2- الكافى: 7-260.
3- الكافى: 7-266.

كتاب الديات

1- باب دية الاعضاء

1 - الكلينى عن علي بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، و عدّة من أصحابنا عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس أنه عرض على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام كتاب الدّيات، و كان فيه في ذهاب السمع كلّه ألف دينار، و الصوت كلّه من الغنن و البحح ألف دينار، و شلل اليدين كلتيهما و الشلل كلّه ألف دينار، و شلل الرّجلين ألف دينار، و الشفتين إذا استوصلتا ألف دينار، و الظهر إذا حدب ألف دينار و الذكر إذا استوصل ألف دينار، و البيضتين ألف دينار، و في صدغ الرّجل إذا أصيب فلم يستطع أن يلتفت الاّ ما انحرف الرّجل نصف الدية خمسمائة دينار، و ما كان دون ذلك فبحسابه،(1)

2 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، و عن أبيه عن ابن فضّال جميعا عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال يونس: عرضت عليه الكتاب، فقال؛ هو صحيح و قال ابن فضّال: قضي أمير المؤمنين عليه السّلام إذا أصيب الرّجل في إحدى عينيه فانّها تقاس ببيضته تربط على عينيه المصابة، و ينظر ما ينتهى بصر عينه الصّحيحة، ثمّ تغطى عينه الصحيحة و ينظر ما تنتهى عينه المصابة، فيعطى دينه من حساب ذلك.

و القسامة مع ذلك من الستة الإجزاء على قدر ما أصيبت من عينه، فإن كان سدس بصره فقد حلف هو وحده، و أعطى و إن كان ثلث بصره، حلف هو و حلف

ص: 389


1- الكافى: 7-311 و التهذيب: 10-255.

معه رجل و آخر، و إن كان نصف بصره حلف هو و حلف معه رجلان، و إن كان ثلثي بصره حلف هو و حلف معه ثلاثة نفر، و إن كان أربعة أخماس بصره، حلف هو و حلف معه أربعة نفر.

و إن كان بصره كلّه حلف هو، و حلف معه خمسة نفر، و كذلك القسامة، كلّها في الجروح، و إن لم يكن للمصاب بصره من يحلف معه ضوعفت عليه الأيمان إن كان سدس بصره حلف مرّة واحدة، و إن كان ثلث بصره حلف مرّتين، و إن كان أكثر على هذا الحساب، و إنّما القسامة على مبلغ منتهى بصره.

و إن كان السّمع فعلى نحو من ذلك غير أنّه يضرب له بشيء حتّى يعلم منتهى سمعه. ثمّ يقاس ذلك و القسامة على نحو ما ينقص من سمعه، فإن كان سمعه كلّه، فخيف منه فجور، فإنّه يترك حتّى إذا استقلّ نوما صيح به، فإن سمع قاس بينكم الحاكم برأيه.

و إن كان النقص في العضد و الفخذ، فإنّه يعلم قدر ذلك يقاس رجله الصّحيحة بخيط، ثمّ يقاس رجله المصابة، فيعلم قدر ما نقصت رجله، أو يده، فإن أصيب السّاق أو الساعد، فمن الفخذ و العضد يقاس، و ينظر الحاكم قدر فخذه،(1)

3 - الطوسى باسناده، عن محمّد بن الحسن بن الوليد، عن محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ظريف بن ناصح، و روى أحمد بن محمّد بن يحيى، عن العبّاس بن معروف، عن الحسن بن عليّ بن فضّال، عن ظريف ابن ناصح، و عليّ بن إبراهيم، عن أبيه عن ابن فضّال، عن ظريف بن ناصح.

و سهل بن زياد، عن الحسن بن ظريف، عن أبيه ظريف بن ناصح.

و رواه محمّد بن الحسن بن الوليد عن أحمد بن إدريس عن محمّد بن حسّان الرازى عن إسماعيل بن جعفر الكنديّ ، عن ظريف بن ناصح قال: حدّثني رجل يقال له عبد اللّه بن أيّوب قال: حدّثني أبو عمرو المتطبّب قال: عرضت هذه الرواية على أبي عبد اللّه عليه السّلام.

ص: 390


1- الكافى: 7-324 و التهذيب: 10-267.

و روى عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن ابن فضال، و محمّد بن عيسى، عن يونس جميعا عن الرّضا عليه السّلام، قالا: عرضنا عليه الكتاب، فقال: هو نعم حقّ و قد كان أمير المؤمنين عليه السّلام يأمر عمّاله بذلك، قال: أفتى عليه السّلام، في كلّ عظم له مخّ فريضة مسمّاة إذا كسر، فجبر على غير عثم و لا عيب.

فجعل فريضة الدّية ستة أجزاء، و جعل في الرّوح و الجنين، و الأشفار و الشلل و الأعضاء و الإبهام لكلّ جزء ستّة فرائض، و جعل دية الجنين مائة دينار، و جعل مني الرجل إلى أن يكون جنينا خمسة أجزاء، فاذا كان جنينا قبل أن تلجه الرّوح مائة دينار، فجعل للنّطفة عشرين دينارا، و هو الرّجل يفرغ عن عرسه، فيلقي النطفة و هو لا يريد ذلك.

فجعل فيها أمير المؤمنين عليه السّلام، عشرين دينارا الخمس، و للعلقة خمسى ذلك أربعين دينارا و ذلك للمرأة أيضا تطرق أو تضرب، فتلقيه، ثمّ المضغة ستّين دينارا إذا طرحته المرأة أيضا في مثل ذلك، ثمّ العظم ثمانين دينارا إذا طرحته المرأة، ثمّ الجنين أيضا مائة دينار إذا طرقهم عدوّ، فأسقطن النساء في مثل هذا أوجب على النساء ذلك من جهة المعقلة مثل ذلك.

فإذا ولد المولود، و استهلّ - و هو البكاء - فبيتوهم فقتلوا الصبيان ففيهم ألف دينار للذكر، و للانثى على مثل هذا الحساب على خمسمائة دينار، و أما المرأة إذا قتلت و هي حامل متمّ و لم تسقط ولدها و لم يعلم أذكر هو أم انثى، و لم يعلم بعدها مات أو قبلها فديته نصفان نصف دية الذّكر و نصف دية الانثى و دية المرأة كاملة بعد ذلك.

و أفتى في منيّ الرجل يفرغ عن عرسه فيعزل عنه الماء و لم يرد ذلك، نصف خمس المائة من دية الجنين عشرة دنانير، و إن أفرغ فيها عشرون دينارا و جعل في قصاص جراحته، و معقلته على قدر ديته، و هي مائة دينار، و قضي في دية جراحة الجنين، من حساب المائة، على ما يرون من جراح الرّجل و المرأة كاملة، و أفتى عليه السّلام في الجسد و جعله ستّة فرائض، النفس، و البصر، و السمع، و الكلام، و العقل، و نقص الصوت من الغنن و البحح، و الشّلل في اليدين و الرجلين

ص: 391

فجعل هذا بقياس ذلك الحكم، ثمّ جعل مع كلّ شيء، من هذه قسامة على نحو ما بلغت الدية، و القسامة في النفس جعل على العمد خمسين رجلا، و على الخطأ خمسة و عشرين رجلا، على ما بلغت ديته ألف دينار و على الجراح بقسامة ستّة نفر.

فما كان دون ذلك فبحسابه على ستّة نفر، و القسامة في النّفس، و السمع، و البصر، و العقل، و الصّوت من الغنن، و البحح، و نقص اليدين، و الرّجلين، فهذه ستّة أجزاء الرجل، فالدّية في النفس ألف دينار، و الأنف ألف دينار، و الضوء كلّه من العينين ألف دينار، و البحح ألف دينار، و شلل اليدين ألف دينار، و الرّجلين ألف دينار.

و ذهاب السمع كله ألف دينار، و الشّفتين إذا استوصلتا ألف دينار، و الظهر إذا أحدب ألف دينار، و الذكر ألف دينار، و اللّسان إذا استوصل ألف دينار، و الانثيين ألف دينار، و جعل عليه السّلام دية الجراحة في الأعضاء كلّها في الرأس و الوجه و سائر الجسد من السمع و البصر، و الصوت، و العقل، و اليدين و الرجلين في القطع و الكسر و الصدغ و البطط و الموضحة، و الدامية، و نقل العظام و الناقبة يكون في شيء من ذلك.

فما كان من عظم كسر، فجبر على غير عثم و لا عيب لم ينقل منه العظام، فانّ ديته معلومة، فاذا أوضح، و لم ينقل منه العظام فدية كسره، و دية موضحته و كلّ عظم كسر معلوم، فدية عظامه نصف دية كسره، و دية موضحته ربع دية كسره، ممّا وارت الثياب من ذلك غير قصبتي الساعد و الأصابع، و في قرحة لا تبرأ ثلث دية ذلك العضو الذي هي فيه.

فإذا اصيب الرّجل في إحدى عينيه، فإنها تقاس ببيضة تربط على عينه المصابة و ينظر ما ينتهي بصر عينه الصحيحة، ثم تغطّي عينه الصّحيحة، و ينظر ما ينتهي بصر عينه المصابة، فيعطي ديته من حساب ذلك، و القسامة مع ذلك من الستّة أجزاء القسامة على ستّة نفر على قدر ما اصيب من عينه.

ص: 392

فإن كان سدس بصره حلف الرّجل وحده، و أعطي، و إن كان ثلث بصره حلف هو و حلف معه رجل آخر، و إن كان نصف بصره حلف هو و حلف معه رجلان، و إن كان ثلثي بصره حلف هو و حلف معه ثلاثة رجال، و إن كان أربعة أخماس بصره حلف هو و حلف معه أربعة رجال و إن كان بصره كله حلف هو و حلف معه خمسة رجال ذلك في القسامة في العينين.

قال: و أفتى عليه السّلام، فيمن لم يكن له من يحلف معه، و لم يوثق به على ما ذهب الثلث حلف مرّتين، و إن كان النّصف حلف ثلاث مرّات، و إن كان الثلثين حلف أربع مرّات و إن كان خمسة أسداس حلف خمس مرّات، و إن كان بصره كلّه حلف ستّ مرّات ثم يعطى.

و إن أبي أن يحلف لم يعط إلاّ ما حلف عليه، و وثق منه بصدق، و الوالي يستعين في ذلك بالسّؤال و النّظر و التثبت في القصاص و الحدود، و القود، و إن أصاب سمعه شيء فعلى نحو ذلك، يضرب له شيء لكى يعلم منتهى سمعه، ثمّ يقاس ذلك، و القسامة على نحو ما نقص من سمعه.

فإن كان سمعه كلّه فعلى نحو ذلك، و إن خيف منه فجور، ترك حتّى يغفل ثم يصاح به، فإن سمع عاوده الخصوم إلى الحاكم، و الحاكم يعمل فيه برأيه، و يحطّ عنه بعض ما أخذ، و إن كان النقص في الفخذ أو في العضد، فإنّه يقاس بخيط تقاس رجله الصحيحة أو يده الصحيحة، ثمّ يقاس به المصابة فيعلم ما نقص من يده أو رجله و إن اصيب الساق أو الساعد من الفخذ و العضد يقاس، و ينظر الحاكم قدر فخذه.

و قضى عليه السلام في صدغ الرجل إذا اصيب، فلم يستطع أن يلتفت إلاّ ما انحرف الرّجل نصف الدّية خمسمائة دينار، و ما كان دون ذلك، فبحسابه.

و قضى عليه السّلام في شفر العين إلاّ على أن اصيب فشتر، فديته ثلث دية العين، مائة و ستة و ستّون دينارا و ثلثا دينار، و إن اصيب شفر العين الأسفل، فديته نصف دية

ص: 393

العين مائتا دينار و خمسون دينارا، فإن اصيب الحاجب فذهب شعره كلّه فديته نصف دية العين مائتا دينار و خمسون دينارا، فما اصيب منه فعلى حساب ذلك، فان قطعت روثة الأنف فديتها خمسمائة دينار نصف الدية.

و إن أنفذت فيه نافذة، لا تنسدّ بسهم أو برمح، فديته ثلاثمائة و ثلاث و ثلاثون دينارا و ثلث، و إن كان نافذة فبرئت و التأمت، فديتها خمس دية روثة الأنف مائة دينار فما أصيب فعلى حساب ذلك، فان كانت النافذة في أحد المنخرين إلى الخيشوم و هو الحاجز بين المنخرين، فديتها عشر دية روثة الانف لأنه النّصف، و الحاجز بين المنخرين خمسون دينارا.

و إن كانت الرّمية نفذت في أحد المنخرين و الخيشوم إلى المنخر الآخر، فديتها ستّة و ستّون دينارا، و ثلثا دينار، و إذا قطعت الشفة العليا، و استوصلت، فديتها نصف الدية خمسمائة دينار، فما قطع منها فبحساب ذلك، فان انشقت فبدا منها الأسنان ثم دوويت فبرئت و التأمت، فدية جرحها و الحكومة فيها خمس دية الشفة مائة دينار و ما قطع منها فبحساب ذلك.

و إن شترت و شينت شينا قبيحا، فديتها مائة دينار و ستّة و ستون دينارا، و ثلثا دينار، و دية الشفة السفلى إذا قطعت و استوصلت ثلثا الدية، كلها ستمائة و ستّة و ستون دينارا و ثلثا دينار، فما قطع منها فبحساب ذلك، فإن انشقت حتّى يبدو منها الاسنان ثمّ برئت و التأمت مائة دينار، و ثلث و ثلاثون دينارا و ثلث دينار، و إن اصيبت فثنيت شيئا فاحشا فديتها ثلاثمائة دينار، و ثلاث و ثلاثون دينارا و ثلث دينار و ذلك ثلث ديتها(1).

4 - عنه - رحمه اللّه - بإسناده عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال، و محمّد بن عيسى، عن يونس جميعا عن الرضا عليه السّلام ما أفتى به أمير المؤمنين عليه السّلام في الديات فما أفتى به في الجسد و جعله ستة فرائض: النفس، و البصر، و السمع، و الكلام، و نقص

ص: 394


1- التهذيب: 10-295.

الضوء من العين، و البحح و الشلل في اليدين و الرّجلين.

ثمّ جعل مع كلّ شيء من هذه قسامة على نحو ما بلغت ديته، و القسامة جعل في النفس على العمد خمسين رجلا، و جعل في النفس على الخطأ خمسة و عشرين رجلا و على ما بلغت ديته من الجوارح ألف دينار ستة نفر، فما كان دون ذلك فبحسابه من ستة نفر، و القسامة في النفس و السمع و البصر و العقل، و الضوء من العين، و البحح و نقص اليدين و الرجلين فهو من ستة أجزاء الرّجل.

تفسير ذلك: إذا اصيب الرجل من هذه الأجزاء الستة قيس ذلك، فإن كان سدس بصره أو سمعه أو كلامه، أو غير ذلك حلف هو وحده، و إن كان ثلث بصره، حلف هو و حلف منه رجل واحد، و إن كان نصف بصره حلف هو و حلف معه رجلان، و إن كان ثلثي بصره حلف هو و حلف معه ثلاثة نفر، و إن كان خمسة أسداس حلف هو و حلف معه أربعة نفر.

و إن كان بصره كلّه حلفه هو و حلف معه خمسة نفر، و كذلك القسامة كلّها في الجروح، فان لم يكن للمصاب من يحلف معه، ضوعفت عليه الأيمان، إن كان سدس بصره حلف مرّة واحدة، و إن كان الثلث حلف عليه مرّتين، و إن كان النصف حلف ثلاث مرّات، و إن كان الثلثين حلف أربع مرّات، و إن كان خمسة أسداس حلف خمس مرّات، و إن كان كلّه حلف ستة مرات ثم يعطى(1).

2- باب دية الصبى

5 - الطوسى باسناده عن الصفار، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أسلم الجبلىّ عن الحسين بن خالد و غيره عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام أيما ظئر قوم قتلت صبيا لهم، و هي نائمة، فانقلبت عليه فقتلته، فإن عليها الدّية من مالها خاصّة إن كانت إنما ظائرت طلبا للعزّ و الفخر، و إن كانت إنما ظائرت من الفقر فإن الدّية على عاقلتها(2).

ص: 395


1- التهذيب: 10-169.
2- التهذيب: 10-223.

3- باب قتيل الزحام

6 - الطوسى بإسناده عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن الحسين بن سيف، عن محمّد بن سليمان، عن أبي الحسن الثاني عليه السّلام، و محمّد بن عليّ ، عن محمّد بن أسلم، عن محمّد بن سليمان و يونس بن عبد اللّه قالا سألنا الرضا عليه السّلام عن رجل استغاث به قوم، لينقذهم من قوم يغيرون عليهم ليستبيحوا أموالهم؛ و ليسبوا ذراريهم فخرج الرجل يعدو بسلاحه في جوف اللّيل يغيث القوم الّذين استغاثوا به، فمرّ برجل قائم على شفير بئر يستقى منها فدفعه و هو لا يريد ذلك و لا يعلم.

فسقط في البئر فمات و مضى الرجل، فاستنقذ أموال اولئك القوم الّذين استغاثوا به، فلما انصرف إلى أهله قالوا له: ما صنعت قال: قد انصرف القوم عنهم و أمنوا و سلموا قالوا له: شعرت أنّ فلان بن فلان سقط في البئر، فمات قال: أنا و اللّه طرحته، قيل:

و كيف ذلك ؟ فقال: إنّي خرجت أعدو بسلاحي في ظلمة اللّيل و أنا أخاف الفوت، على القوم الّذين استغاثوا بي، فمررت بفلان و هو قائم يستقىء من البئر فزحمته فلم أرد ذلك فسقط فمات، فعلى من دية هذا.

فقال: ديته على القوم الّذين استنجدوا بالرّجل فأنجدهم، و أنقذ أموالهم و نساءهم و ذراريهم، أما أنه لو كان آجر نفسه باجرة لكانت الدية عليه، و على عاقلته دونهم، و ذلك أنّ سليمان بن داود عليه السّلام أتته امرأة عجوز مستعدية على الريح.

فقالت: يا نبي اللّه إني كنت قائمة على سطح و أنّ الريح طرحتني من السّطح فكسرت يدى فأفدني من الريح، فدعا سليمان بن داود عليه السّلام الرّيح فقال لها: ما دعاك إلى ما صنعت بهذه المرأة ؟ فقالت: صدقت يا نبي اللّه إنّ ربّ العزّة تعالى بعثني إلى سفينة بني فلان لانقذها من الغرق، و قد كانت أشرفت على الغرق، فخرجت في شدّتي و عجلتي إلى ما أمرني اللّه عزّ و جل به.

ص: 396

فمررت بهذه المرأة و هي على سطحها فعثرت بها، و لم أردها، فسقطت فانكسرت يدها، قال: فقال سليمان بن داود عليه السّلام: يا ربّ بما أحكم على الرّيح ؟ فأوحى اللّه عزّ و جل إليه: يا سليمان أحكم بأرش كسر يد هذه المرأة على أرباب السفينة الّتي أنقذتها الرّيح من الغرق فانه لا يظلم لديّ أحد من العالمين(1).

4- باب المسلم يقتل الذمى

7 - الكلينى عن عليّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، عن دماء المجوس و اليهود و النصارى هل عليهم و على من قتلهم شيء إذا غشّوا المسلمين، و أظهروا العداوة لهم ؟ قال: لا، إلاّ أن يكون متعوّدا لقتلهم، قال: و سألته عن المسلم هل يقتل بأهل الذمّة و أهل الكتاب إذا قتلهم ؟ قال: لا، إلا ان يكون متعوّدا لذلك لا يدع قتلهم، فيقتل و هو صاغر(2).

5- باب النوادر

8 - الكلينى عن الحسين بن محمّد، عن معلّى بن محمّد، و عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد جميعا، عن الوشّاء قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

لعن اللّه من قتل غير قاتله، أو ضرب غير ضاربه، و قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لعن اللّه من أحدث حدثا أو آوى محدثا. قلت: و ما المحدث ؟ قال: من قتل(3).

9 - عنه عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن فضال؛ و محمّد بن عيسى، عن يونس جميعا قال: عرضنا كتاب الفرائض عن أمير المؤمنين عليه السّلام على أبى الحسن الرضا

ص: 397


1- التهذيب: 10-203 و الكافى: 7-369.
2- الكافى: 7-309.
3- الكافى: 7-274.

عليه السّلام فقال: هو صحيح(1).

10 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن إدريس قال: حدّثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ ، عن محمّد بن عيسى بن عبيد رفعه إلى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، أنه قال: لا يزال العبد يسرق حتى إذا استوفى ثمن دية يده أظهره اللّه عليه(2).

11 - الصدوق باسناده، عن الرضا، عن أبيه عن آبائه، عن على بن أبي طالب عليه السّلام قال: ورثت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كتابين، كتاب اللّه و كتاب في قراب سيفي: قيل: يا أمير المؤمنين و ما الكتاب الّذي في قراب سيفك ؟ قال. من قتل غير قاتله أو ضرب غير ضاربه، فعليه لعنة اللّه(3).

ص: 398


1- الكافى: 7-330.
2- عيون الاخبار: 1-289.
3- عيون الاخبار: 2-40.

كتاب القضاء و الشهادة

1- باب من تجوز شهادته

1 - الكلينى عن محمّد بن يحيى، عن محمّد بن الحسن، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن الصّلت قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن رفقة كانوا في طريق، فقطع عليهم الطّريق فأخذوا اللصوص، فشهد بعضهم لبعض قال: لا تقبل شهادتهم، إلاّ باقرار من اللّصوص أو شهادة من غيرهم عليهم(1).

2 - الصدوق قال: و روي عن عبد اللّه بن المغيرة قال: قلت للرضا عليه السّلام: رجل طلق امرأته و أشهد شاهدين ناصبيّين قال: كلّ من ولد على الفطرة و عرف بالصلاح في نفسه جازت شهادته(2).

3 - عنه قال: و روى الحسن بن عليّ الوشاء، عن أحمد بن عمر قال: سألته عن قول اللّه عزّ و جل: «ذَوٰا عَدْلٍ مِنْكُمْ أَوْ آخَرٰانِ مِنْ غَيْرِكُمْ » قال: اللّذان منكم مسلمان و اللّذان من غيركم من أهل الكتاب، فإن لم تجد، من أهل الكتاب، فمن المجوس لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: سنوا بهم سنّة أهل الكتاب، و ذلك إذا مات الرّجل بأرض غربة فلم يجد مسلمين يشهدهما، فرجلان من أهل الكتاب(3).

ص: 399


1- الكافى: 7-394 و التهذيب: 6-248 و الفقيه: 3-25.
2- الفقيه: 3-28 و التهذيب: 6-283.
3- الفقيه: 3-29.

2- باب شهادة النساء

4 - الكلينى عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد جميعا، عن ابن محبوب، عن محمّد بن الفضيل قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام قال:

قلت له: تجوز شهادة النساء في نكاح أو طلاق، أو في رجم ؟ قال: تجوز شهادة النساء فيما لا يستطيع الرّجال أن ينظروا إليه و ليس معهنّ رجل و تجوز شهادتهنّ في النكاح إذا كان معهنّ رجل، و تجوز شهادتهنّ في حد الزّنى إذا كان ثلاثة رجال، و امرأتان و لا تجوز شهادة رجلين و أربع نسوة في الزّنى و الرّجم، و لا تجوز شهادتهنّ في الطلاق و لا في الدم(1).

5 - الصدوق باسناده عن الرضا عن أبيه عن آبائه قال، قال عليّ بن ابي طالب عليه السّلام سئل النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن امرأة قيل. إنّها زنت، فذكرت المرأة أنها بكر، فأمرني النبي أن آمر النساء أن ينظرن إليها، فنظرن إليها فوجدنها بكرا، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما كنت لأضرب من عليه خاتم من اللّه و كان يجيز شهادة النساء في مثل هذا(2).

6 - عنه باسناده عن الرضا قال: و علة ترك شهادة النساء في الطلاق و الهلال لضعفهنّ عن الرؤية و محاباتهنّ في الطلاق، فلذلك لا يجوز شهادتهنّ إلاّ في موضع ضرورة، مثل شهادة القابلة و ما لا يجوز للرّجال، أن ينظروا إليه كضرورة تجويز شهادة أهل الكتاب إذا لم يوجد غيرهم، و في كتاب اللّه عزّ و جلّ اثنان ذوى عدل منكم مسلمين، أو آخران من غيركم كافرين و مثل شهادة الصبيان على القتل إذا لم يوجد غيرهم(3).

7 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل، عن أبيه

ص: 400


1- الكافى: 7-391 و التهذيب: 6-264.
2- عيون الاخبار: 2-39.
3- عيون الاخبار: 2-95.

إسماعيل بن عيسى قال: سألت الرّضا عليه السّلام هل يجوز شهادة النساء في التزويج من غير أن يكون معهنّ رجل ؟ قال: لا، هذا لا يستقيم(1).

8 - عنه باسناده، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن امرأة ادّعى بعض أهلها أنها أوصت عند موتها من ثلثها بعتق رقبة لها، أ تعتق ذلك و ليس على ذلك شاهد إلا النساء؟ قال: لا تجوز شهادة النساء في هذا(2).

3- باب النوادر

9 - الحميرى عن البزنطي قال: و سمعت الرّضا عليه السّلام يقول: قال أبو حنيفة لأبي عبد اللّه: تجيزون بشاهد واحد، و يمين ؟ قال نعم قضى به رسول اللّه و قضى به عليّ عليه السّلام بين أظهركم بشاهد و يمين، فتعجب أبو حنيفة فقال أبو عبد اللّه: أعجب من هذا إنكم تقضون بشاهد واحد في مائة شاهد، و تجيزون بشهاداتهم بقوله، فقال له لا نفعل، فقال بلى تبعثون رجلا واحدا، فيسأل عن مائة شاهد، فتجيزون شهاداتهم بقوله و إنما هو رجل واحد، فقال أبو حنيفة: ايش فرق ما بين ظلال المحرم و الخباء فقال له أبو - عبد اللّه عليه السّلام: إنّ السنة لا تقاس(3).

10 - البرقى عن أبيه و عليّ بن عيسى الأنصارى، عن محمّد بن سليمان الدّيلمى، عن أبى خالد الهيثم الفارسىّ قال: سئل أبو الحسن الثّاني عليه السّلام، كيف صار الزّوج إذا قذف امرأته كانت أربع شهادات باللّه ؟ و كيف لم يجز لغيره، و إذا قذفها غير الزّوج جلد الحدّ و لو كان أخا أو ولدا؟ - قال: قد سئل جعفر بن محمّد الصادق عليه السّلام عن هذا فقال: ألا ترى أنّه إذا قذف الزّوج امرأته قيل له: و كيف علمت أنّها فاعلة ؟ قال:

«رأيت ذلك بعينى» كانت شهادته أربع شهادات باللّه، و ذلك أنّه يجوز للزّوج أن

ص: 401


1- التهذيب: 6-280 و الاستبصار: 3-25.
2- التهذيب: 6-280 و الاستبصار: 3-25.
3- قرب الاسناد: 211.

يدخل المدخل فى الخلوة الّتي لا يجوز لغيره أن يدخلها، و لا يشهدها ولد و لا والد فى الليل و النّهار، فلذلك صارت شهادته أربع شهادات إذا قال: «رأيت بعينىّ ».

و إذا قال: «لم أعاين» صار قاذفا في حدّ غيره، و ضرب الحدّ إلاّ أن يقيم البيّنة و أنّ غير الزّوج إذا قذف و ادّعى أنّه رأى ذلك بعينه قيل له: و أنت كيف رأيت ذلك بعينك و ما أدخلك ذلك المدخل الّذي رأيت هذا وحدك، أنت متهم في دعواك و إن كنت صادقا و أنت في حدّ التهمة فلا بدّ من أدبك بالحدّ الّذي أوجبه اللّه عليك، و إنّما صارت شهادة الزّوج أربع شهادات باللّه لمكان الأربع الشّهداء مكان كلّ شاهد يمين.

قال: و سألته كيف صارت عدّة المطلّقة ثلاث حيضات أو ثلاث أشهر؟ و صار في المتوفى عنها زوجها أربعة أشهر و عشرا، - قال: أمّا عدة المطلّقة ثلاث حيضات أو ثلاث أشهر لاستبراء الرّحم من الولد، و أمّا المتوفّى عنها زوجها، فانّ اللّه شرط للنساء شرطا فلم يحابهن فيه، و شرط عليهنّ شرطا فلم يحمل عليهنّ فيما شرط لهنّ ؛ بل شرط عليهن مثل ما شرط لهنّ ، فامّا الشرط عليهن فانّه جعل لهنّ في الايلاء أربعة أشهر، لأنّه علم أنّ ذلك، غاية صبر النساء. فقال في كتابه: «لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسٰائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ» فلم يجز للرّجال أكثر من أربعة أشهر في الايلاء، لانّه علم أنّ ذلك غاية صبر النساء عن الرّجال و أمّا ما شرط عليهنّ ، فقال: «عدّتهن أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً» يعنى إذا توفّى عنها زوجها، فأوجب عليها إذا أصيبت بزوجها و توفى عنها مثل ما أوجب لها في حياته إذا آلى منها، و علم أنّ غاية صبر المرأة أربعة أشهر في ترك الجماع، فمن ثمّ أوجبه عليها و لها(1).

11 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، عن سعد بن سعد، عن محمّد بن القاسم بن الفضيل، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته و قلت له: رجل من مواليك عليه دين لرجل مخالف يريد أن يعسره، و يحبسه، و قد علم أنّه ليس عنده و لا يقدر عليه و ليس لغريمه بينة، هل يجوز له أن يحلف له ليدفعه عن نفسه حتّى ييسّر اللّه له، و إن كان عليه الشهود من مواليك قد عرفوا أنّه لا يقدر، هل يجوز أن

ص: 402


1- المحاسن: 302.

يشهدوا عليه ؟ قال: لا يجوز أن يشهدوا عليه و لا ينوي ظلمه(1).

12 - الصدوق باسناده عن الرضا، عن الحسين بن على عليه السّلام أنه قال: اختصم إلى على بن أبي طالب عليه السّلام رجلان أحدهما باع الآخر بعيرا، استثنى الرأس و الجلد ثمّ بدا له أن ينحره قال: هو شريكه في البعير على قدر الرأس و الجلد(2).

13 - الطوسى باسناده عن أبي القاسم بن قولويه عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر الحميريّ عن محمّد بن الوليد: عن العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام ذكر أنه لو أفضى إليه الحكم، لأقرّ الناس على ما في أيديهم، و لم ينظر في شيء إلاّ بما حدث في سلطانه، و ذكر أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لم ينظر في حدث أحدثوه، و هم مشركون و إنّ من أسلم أقرّه على ما في يده(3).

14 - عنه باسناده عن أبي القاسم جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن عبد اللّه بن جعفر الحميرىّ ، عن محمّد بن الوليد قال: حدّثنا العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:

إنّ جعفر بن محمّد عليهما السّلام قال له أبو حنيفة: كيف، تقضون باليمين مع الشاهد الواحد فقال جعفر عليه السّلام: قضى به رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قضى به، على عليه السّلام عندكم، فضحك أبو حنيفة فقال جعفر عليه السّلام: أنتم تقضون بشهادة واحدة شهادة مائة فقال: ما نفعل، فقال: بلى تشهد مائة فترسلون واحدا يسأل عنهم، ثم تجيزون شهادتهم بقوله(4).

ص: 403


1- الكافى: 7-388.
2- عيون الاخبار: 2-43.
3- التهذيب: 6-295.
4- التهذيب: 6-296.

كتاب الايمان و النذور

1 - البرقى - رحمه اللّه - عن أبيه، عن صفوان بن يحيى، عن أبى الحسن و أحمد بن محمّد بن أبي نصر جميعا، عن أبى الحسن عليه السلام، قال: سألته عن الرّجل يستكره على اليمين فيحلف بالطّلاق و العتاق و صدقة ما يملك، أ يلزمه ذلك ؟ فقال:

لا، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: وضع عن أمّتى ما أكرهوا عليه، و ما لم يطيقوا، و ما أخطئوا(1).

2 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام، قال: سألته عن رجل حلف و ضميره على غير ما حلف، قال: اليمين على الضمير(2).

3 - عنه عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن صفوان بن يحيى قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن الرّجل يحلف و ضميره على غير ما حلف عليه قال: اليمين على الضمير(3).

4 - عنه عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ ، عن أبى الحسن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن رجل حلف في قطيعة رحم، فقال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا نذر في معصية و لا يمين في قطيعة رحم؛ قال: و سألته عن رجل أحلفه السلطان بالطلاق و غير ذلك فحلف قال: لا جناح عليه، و سألته عن رجل يخاف على ماله من السلطان، فيحلف لينجو به منه ؟ قال: لا جناح عليه، و سألته هل يحلف الرجل على مال أخيه كما على ماله ؟ قال: نعم(4).

5 - الصدوق قال: و سأل إسماعيل بن سعد أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الرجل

ص: 404


1- المحاسن: 339.
2- الكافى: 7-444.
3- الكافى: 7-444.
4- الكافى: 7-440.

يحلف باليمين و ضميره على غير ما حلف قال: اليمين على الضّمير - يعنى على ضمير المظلوم(1).

6 - عنه قال: حدّثنا عليّ بن أحمد، رحمه اللّه قال: حدثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العباس قال: حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحاف عن محمّد بن سنان أنّ الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله: العلّة في البيّنة في جميع الحقوق على المدّعي و اليمين على المدعى عليه، ما خلا الدّم.

لأنّ المدّعى عليه جاحد و لا يمكنه إقامة البينة على المجحود، و لانّه مجهول و صارت البينة في الدّم على المدّعى عليه و اليمين على المدّعى لأنّه حوط يحتاط به المسلمون، لئلاّ يبطل دم امرئ مسلم، و ليكون ذلك زاجرا و ناهيا للقاتل، لشدّة إقامة البيّنة عليه، لأنّ من شهد على أنّه لم يفعل قليل، و أما علّة القسامة أن جعل خمسين رجلا، فلما في ذلك من التغليظ و التشديد و الاحتياط لئلاّ يهدر دم امرئ مسلم(2).

ص: 405


1- الفقيه: 3-233.
2- علل الشرائع: 228.

كتاب الوصايا

1- باب الاقرار و المرض

1 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد، عن البرقيّ عن سعد بن سعد، عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن رجل مسافر حضره الموت فدفع مالا إلى رجل من التجّار، فقال له: إنّ هذا المال لفلان بن فلان، ليس لي فيه قليل و لا كثير، فادفعه إليه، يصرفه حيث شاء، فمات و لم يأمر فيه صاحبه الّذي جعله له بأمر و لا يدري صاحبه ما الّذي حمله على ذلك، كيف يصنع ؟ قال: يضعه حيث شاء(1).

2- باب من أوصى بسهم من ماله

2 - الكليني عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه، عن صفوان قال: سألت الرّضا عليه السّلام و محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن صفوان ؟ و أحمد بن محمّد بن أبي نصر قالا: سألنا أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن رجل أوصى بسهم من ماله و لا يدري السهم أىّ شيء هو؟ فقال: ليس عندكم فيما بلغكم عن جعفر، و لا عن أبي جعفر عليهما السلام فيها شيء، قلنا له: جعلنا فداك ما سمعنا أصحابنا يذكرون شيئا من هذا عن آبائك.

فقال: السهم واحد من ثمانية، فقلنا له: جعلنا فداك كيف صار واحدا من ثمانية فقال: أ ما تقرأ كتاب اللّه عزّ و جلّ ، قلت جعلت فداك إني لا قرأه و لكن لا أدري أيّ موضع هو؟ فقال: قول اللّه عزّ و جل: «إِنَّمَا اَلصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ اَلْمَسٰاكِينِ وَ اَلْعٰامِلِينَ

ص: 406


1- التهذيب: 9-160.

عَلَيْهٰا وَ اَلْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِي اَلرِّقٰابِ وَ اَلْغٰارِمِينَ وَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ وَ اِبْنِ اَلسَّبِيلِ » ثمّ عقد بيده ثمانية قال: و كذلك قسّمها رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على ثمانية أسهم، فالسّهم واحد من ثمانية(1).

3 - الطوسى باسناده عن محمّد بن علي بن محبوب، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن رجل أوصى بجزء من ماله، فقال: واحد من سبعة إنّ اللّه تعالى يقول: «لَهٰا سَبْعَةُ أَبْوٰابٍ لِكُلِّ بٰابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ » قلت فرجل أوصى بسهم من ماله، فقال: السهم واحد من ثمانية ثم قرأ «إِنَّمَا اَلصَّدَقٰاتُ لِلْفُقَرٰاءِ وَ اَلْمَسٰاكِينِ » إلى آخر الآية(2).

4 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن همّام الكنديّ ، عن الرضا عليه السّلام في رجل أوصى بجزء من ماله قال: الجزء من سبعة يقول: «لَهٰا سَبْعَةُ أَبْوٰابٍ لِكُلِّ بٰابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ » (3).

3- باب باب من يوصى بوصية مبهمة

5 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، عن أبي جميلة، عن الرّضا عليه السّلام قال: سألته عن الرجل أوصى لرجل بسيف، و كان في جفن و عليه حلية ؟ فقال له الورثة: إنّما لك النّصل و ليس لك المال، قال: فقال: لا، بل السيف بما فيه له، قال: فقلت: رجل أوصى لرجل بصندوق، و كان فيه مال فقال الورثة:

إنّما لك الصندوق، و ليس لك المال: قال: فقال أبو الحسن عليه السّلام: الصندوق بما فيه له(4).

ص: 407


1- الكافى: 7-41 و معانى الاخبار: 216 و التهذيب: 9-210.
2- التهذيب: 9-209 و الاستبصار: 4-132.
3- التهذيب: 9-209 و الاستبصار: 4-132.
4- الكافى: 7-44 و الفقيه: 4-161 و التهذيب: 9-211.

4- باب الوصية لامهات الاولاد

6 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: نسخت من كتاب بخطّ أبي الحسن عليه السّلام فلان مولاك توفّي ابن أخ له، و ترك أمّ ولد له ليس لها ولد، فأوصى لها بألف هل تجوز الوصية، و هل يقع عليها عتق، و ما حالها، رأيك فدتك نفسي ؟ فكتب عليه السلام: تعتق في الثلث و لها الوصيّة(1).

7 - عنه عن محمّد بن يحيي، عمّن ذكره، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام في أمّ الولد إذا مات عنها مولاها، و قد أوصى لها قال: تعتق في الثلث و لها الوصيّة(2).

8 - عنه عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن همّام، عن أبي الحسن عليه السّلام في رجل أوصى عند موته بمال لذوي قرابته، أو أعتق مملوكا له، و كان جميع ما أوصى به يزيد على الثلث، كيف يصنع في وصيّة ؟ فقال: يبدأ بالعتق فينفذه(3).

5- باب من مات على غير وصية

9 - الكلينى - رحمه اللّه - عن محمّد بن يحيي، و غيره، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الأشعرى قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن رجل مات بغير وصيّة و ترك أولادا ذكرانا و إناثا، و غلمانا صغارا، و ترك جواري و مماليك، هل

ص: 408


1- الكافى: 7-29 و الفقيه: 4-160 و التهذيب: 9-224.
2- الكافى: 7-29 و التهذيب: 9-424.
3- الكافى: 7-17 و الفقيه: 4-158.

يستقيم أن تباع الجواري ؟ قال: نعم(1).

6- باب من كان له ولد ثم نفاه

10 - الطوسى بإسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتديّ عن سعد بن سعد قال: سألته يعنى أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن رجل كان له ابن يدّعيه فنفاه، و أخرجه من الميراث و أنا وصيه، فكيف أصنع ؟ فقال عليه السّلام: لزمه الولد لإقراره بالمشهد لا يدفعه الوصيّ عن شيء قد علمه(2).

7- باب وصية اهل الضلال

11 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي طالب عبد اللّه بن الصّلت قال: كتب الخليل بن هاشم إلى ذي الرئاستين و هو والى نيسابور: أنّ رجلا من المجوس مات و أوصى للفقراء بشيء من ماله، فأخذه قاضي نيسابور، فجعله في فقراء المسلمين، فكتب الخليل إلى ذي الرئاستين بذلك، فسأل المأمون عن ذلك، فقال: ليس عندي في ذلك شيء فسأل أبا الحسن عليه السّلام، فقال أبو الحسن عليه السّلام: إنّ المجوسي لم يوص لفقراء المسلمين و لكن ينبغي أن يؤخذ مقدار ذلك المال من مال الصدقة فيردّ على فقراء المجوس(3).

12 - عنه عن على بن إبراهيم، عن أبيه، عن الريّان بن شبيب قال: أوصت ماردة لقوم نصارى فرّاشين بوصيّة فقال أصحابنا: اقسم هذا في فقراء المؤمنين من

ص: 409


1- الكافى: 7-66.
2- التهذيب: 9-235 و الكافى: 7-64.
3- الكافى: 7-16 و التهذيب: 9-202.

أصحابك، فسألت الرضا عليه السّلام فقلت: إنّ اختي أوصت بوصيّة لقوم نصارى، و أردت أصرف ذلك إلى قوم من أصحابنا مسلمين، فقال: امض الوصيّة على ما أوصت به قال اللّه تبارك و تعالى: «فَإِنَّمٰا إِثْمُهُ عَلَى اَلَّذِينَ يُبَدِّلُونَهُ » (1).

13 - الصدوق عن أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني رضي اللّه، عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن ياسر الخادم، قال: سأل بعض القوّاد أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن أكل الطين. و قال: إنّ بعض جواريه يأكلن الطين فغضب ثمّ قال: إنّ أكل الطّين حرام مثل الميتة و الدّم و لحم الخنزير، فأنهاهن عن ذلك.

قال: و حدّثني ياسر، قال: كان الرضا عليه السّلام اذا رجع يوم الجمعة من الجامع و قد أصابه العرق و الغبار رفع يديه، و قال: «اللّهم إن كان فرجي ممّا أنا فيه بالموت فعجله إلى الساعة» و لم يزل مغموما مكروبا إلى أن قبض عليه السّلام.

قال ياسر، و كتب من نيسابور إلى المأمون أنّ رجلا من المجوس أوصى عند موته بمال جليل يفرق فى الفقراء و المساكين، ففرّقه قاضى نيسابور على فقراء المسلمين، فقال المأمون للرضا عليه السّلام: يا سيّدى ما تقول في ذلك ؟ فقال الرضا عليه السّلام: إنّ المجوس لا يتصدّقون على فقراء المسلمين، فاكتب إليه أن يخرج بقدر ذلك من صدقات المسلمين، فيتصدّق به على فقراء المجوس، و قال عليّ بن إبراهيم بن هاشم: حدّثني ياسر، و غيره عن الرضا عليه السّلام بأحاديث كثيرة لم أذكرها لأني سمعتها منذ دهر(2).

8- باب نوادر الوصية

14 - الحميرى عن محمّد بن عيسى، قال: أتيت أنا و يونس بن عبد الرحمن باب الرضا عليه السّلام، و بالباب قوم قد استأذنوا عليه قبلنا و استأذنّا بعدهم و خرج الإذن

ص: 410


1- الكافى: 7-16.
2- عيون الاخبار: 2-15.

فقال: ادخلوا و تخلف يونس و من معه من آل يقطين، فدخل القوم و تخلّفنا، لما لبثوا أن خرجوا و اذن لنا، فدخلنا فسلّمنا عليه فردّ السلام ثمّ أمر بالجلوس.

فقال له يونس بن عبد الرحمن: يا سيّدي تأذن لي أن أسألك عن مسألة ؟ فقال له: سل و قال له يونس: أخبرني عن رجل من هؤلاء مات و أوصى أن يدفع من ماله فرس و ألف درهم، و سيف إلى رجل يرابط عنه، و يقاتل في بعض هذه الثغور، فعمد الوصيّ ، فدفع ذلك كلّه إلى رجل من أصحابنا، فأخذه و هو لا يعلم أنّه لم يأت لذلك وقت بعد، فما تقول يحلّ له أن يرابط عن هذا الرجل، في بعض هذه الثغور أم لا؟ فقال: يردّ على الوصىّ ما أخذ منه و لا يرابط، فأنه لم يأت لذلك وقت بعد فقال يردّه عليه فقال يونس: فانّه لا يعرف الوصي و لا يدري أين مكانه، فقال له الرضا عليه السّلام: يسأل عنه، فقال له يونس بن عبد الرحمن: فقد سئل عنه، فلم يقع عليه كيف يصنع ؟ فقال إن كان هذا فليرابط، و لا يقاتل، فقال يونس: فإنّه قد رابط، و جاءه العدوّ و كاد أن يدخل عليه في داره فما يصنع يقاتل أم لا؟ فقال له الرضا عليه السّلام: إذا كان ذلك كذلك، فلا يقاتل عن هؤلاء، و لكن يقاتل عن بيضة الإسلام، فانّ في ذهاب بيضة الإسلام اندراس ذكر محمّد عليه السّلام، فقال له يونس:

يا سيّدي إنّ عمك زيدا(1) قد خرج بالبصرة و هو يطلبني، و لا آمنه على نفسه فما ترى لى أخرج إلى البصرة أو أخرج إلى الكوفة ؟.

فقال: بل اخرج إلى الكوفة، فإذا قصره إلى البصرة قال: فخرجنا من عنده و لم نعلم معنى، فاذا حتى وافينا القادسية حتى جاء الناس منهزمين من البصرة يطلبون، يدخلون البدو و هزم أبو السريا و دخل بأزقة الكوفة و استقبلنا جماعة من الطالبيين بالقادسيّة متوجّهين نحو الحجاز، فقال لي يونس: فاذا هذا معناه، فصار من الكوفة إلى البصرة و لم يبدأ بسوء(2).

ص: 411


1- كذا و الظاهر ان اخاك زيدا و هذا هو المعروف بزيد النار الّذي خرج بالبصرة.
2- قرب الاسناد: 200.

15 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السّلام عن رجل حضره الموت فأوصى إلى ابنه و اخوين شهد الابن وصيّته و غاب الأخوان، فلمّا كان بعد أيّام، أبيا أن يقبلا الوصيّة مخافة أن يتوثّب عليهما ابنه و لم يقدرا أن يعملا بما ينبغي، فضمن لهما ابن عمّ لهما و هو مطاع فيهم أن يكفيهما ابنه.

فدخلا بهذا الشرط فلم يكفهما ابنه و قد اشترطا عليه ابنه و قالا: نحن نبرأ من الوصيّة و نحن في حلّ من ترك جميع الأشياء و الخروج منه، أ يستقيم أن يخلّيا ممّا في أيديهما و يخرجا منه ؟ قال: هو لازم لك فارفق على أيّ الوجوه كان. فإنّك مأجور لعلّ ذلك يحلّ بابنه(1).

16 - عنه عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن إسماعيل عن أبيه قال: سألت الرضا عليه السّلام عن وصيّ أيتام تدرك أيتامه، فيعرض عليهم أن يأخذوا الذي لهم، فيأبون عليه، كيف يصنع ؟ قال عليه السّلام: يردّه عليهم و يكرههم على ذلك(2)

17 - الطوسى باسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن إسماعيل بن سعد الاشعري عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن مال اليتيم هل للوصيّ أن يعيّنه أو يتّجر فيه ؟ قال: إن فعل فهو ضامن(3).

ص: 412


1- الكافى: 7-60 و التهذيب: 9-234.
2- الكافى: 7-68 و التهذيب: 9-240 و 245.
3- التهذيب: 9-241.

كتاب الجنائز

1- باب الموت

1 - الكليني عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد أو غيره، عن عليّ بن حديد، عن الرّضا عليه السّلام، قال: أكثر من يموت من موالينا بالبطن الذّريع(1).

2 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر المعروف بأبي الحسن الجرجاني رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه عن جدّه عن الرّضا عليه السّلام، عن أبيه موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال: قيل للصّادق عليه السّلام صف لنا الموت، قال: للمؤمن كأطيب ريح يشمّه، فينعس لطيبه، و ينقطع التعب و الألم كلّه عنه، و للكافر كلسع الأفاعى و لدغ العقارب. و أشدّ.

قيل: فإنّ قوما يقولون: إنّه أشدّ من نشر بالمناشير، و قرض بالمقاريض.

و رضخ بالأحجار، و تدوير قطب الأرحية على الأحداق، قال: كذلك هو على بعض الكافرين و الفاجرين، ألا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد، فذلكم الذي هو أشدّ من هذا الأمر عذاب الآخرة، فإنّه أشدّ من عذاب الدنيا.

قيل: فما بالنا نرى كافرا يسهل عليه النزع، فينطفي و هو يحدّث، و يضحك و يتكلّم ؟ و في المؤمنين أيضا من يكون كذلك، و في المؤمنين و الكافرين من يقاسى عند سكرات الموت هذه الشدائد.

فقال: ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو تعجيل ثواب، و ما كان من شديد فتمحيصه من ذنوبه ليرد الآخرة نقيّا نظيفا مستحقّا للثواب الأبد، لا مانع له دونه و ما كان من سهولة هناك على الكافر، فليوفى أجر حسناته في الدنيا ليرد الآخرة، و ليس له إلا ما يوجب عليه العذاب، و ما كان من شدّة على الكافر هناك، فهو ابتداء

ص: 413


1- الكافى: 3-112.

عذاب اللّه له، ذلكم بأنّ اللّه عدل لا يجور.

قال: و قيل للصادق عليه السّلام: أخبرنا عن الطاعون، فقال: عذاب اللّه لقوم و رحمة لآخرين، قالوا: و كيف تكون الرّحمة عذابا، قال: أ تعرفون أنّ نيران جهنّم عذاب على الكافرين و خزنة جهنّم معهم فيها و هي رحمة عليهم(1).

3 - عنه باسناده عن الرضا قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أكثروا من ذكر هادم اللذّات(2).

2- باب غسل الميت و تكفينه

4 - الصدوق قال: أخبرنا أبي رحمه اللّه، قال حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه، عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القسم بن ربيع الصحاف عن محمّد ابن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرّضا عليه السّلام كتب إليه في جواب مسائله:

علّة غسل الميت أنه يغسل لأن يطهر و ينظف من أدناس أمراض، و ما أصابه من صنوف علله، لأنّه يلقي الملائكة و يباشر أهل الآخرة، فيستحبّ إذا ورد على اللّه عزّ و جلّ و أهل الطهارة و يماسّونه و يماسّهم، أن يكون طاهرا نظيفا موجّها به إلى اللّه عزّ و جلّ ليطلب وجهه و ليشفع له.

و علة اخرى أنّه يقال: يخرج منه الأذى الذي خلق منه، فيكون غسله له و علّة اخرى اغتسال من غسّله أو لامسه، لظاهر ما أصابه من نضح الميّت، لأنّ الميّت إذا خرج الرّوح منه بقى أكثر آفته، فلذلك يتطهر له و يطهر(3).

5 - عنه قال: حدّثنا الحسين بن أحمد رحمه اللّه عن أبيه، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن النضر قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن القوم يكونون في السفر،

ص: 414


1- عيون الاخبار: 1-274.
2- عيون الاخبار: 2-70.
3- علل الشرائع: 1-283.

فيموت منهم ميّت، و معهم جنب، و معهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهم أيهم يبدأ به ؟ قال يغتسل الجنب و يترك الميت لأنّ هذا فريضة و هذا سنة(1).

6 - الطوسى بإسناده عن أبي علي الأشعري، عن بعض أصحابنا، عن ابن فضال، عن مروان، عن عبد الملك قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن رجل اشترى من كسوة الكعبة شيئا، فقضى ببعضه حاجته، و بقي بعضه في يده هل يصلح بيعه ؟ قال:

يبيع ما أراد و يهب ما لم يرد، و يستنفع به و يطلب بركته، قلت: أ يكفن به الميّت ؟ قال: لا.(2)

7 - عنه باسناده عن محمّد بن عيسى اليقطيني، عن يعقوب بن يقطين قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الميّت كيف يوضع على المغتسل موجها وجهه نحو القبلة ؟ أو يوضع على يمينه و وجهه نحو القبلة ؟ قال: يوضع كيف يتيسر فإذا طهر وضع كما يوضع في قبره(3).

8 - عنه بإسناده، عن الحسن بن النضر الأرمني قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن القوم يكونون في السفر فيموت منهم ميت و معهم جنب و معهم ماء قليل قدر ما يكفي أحدهما أيهما، يبدأ به ؟ قال: يغتسل الجنب و يترك الميّت لان هذا فريضة و هذا سنّة(4).

3- باب الصلاة على الميت

9 - البرقي، عن أبيه و محمّد بن على، عن محمّد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن قوم كسرت بهم سفينتهم في البحر فخرجوا عراة ليس عليهم إلاّ مناديل متزين بها، فاذا هم برجل ميّت عريان و ليس

ص: 415


1- علل الشرائع: 1-288.
2- التهذيب: 1-434.
3- التهذيب: 1-298.
4- الاستبصار: 1-102.

على القوم فضل ثوب يوارون به الرّجل، و كيف يصلون عليه و هو عريان ؟ فقال:

إذا كانوا كذلك فليحفروا قبره و ليضعوه في لحده و يواروا عورته بلبن أو حجارة أو تراب، و يصلّون عليه و يوارونه في قبره، قلت: و لا يصلّى عليه و هو مدفون ؟ - قال:

لا، لو جاز ذلك لأحد لجاز رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بل لا يصلّى على المدفون و لا على العريان(1).

10 - الكليني عن عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس قال: سألت الرّضا عليه السّلام قلت: جعلت فداك إنّ الناس يرفعون أيديهم في التكبير على الميّت في التكبيرة الأولى و لا يرفعون فيما بعد، ذلك فأقتصر على التكبيرة الأولى كما يفعلون أو أرفع يديّ في كلّ تكبيرة ؟ فقال: ارفع يدك في كلّ تكبيرة(2).

11 - عنه عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي هاشم الجعفريّ قال: سألت الرّضا عليه السّلام عن المصلوب، فقال: أ ما علمت أنّ جدّي عليه السّلام صلّى على عمّه قلت:

أعلم ذاك و لكنّي لا أفهمه مبيّنا، قال: ابيّنه لك إن كان وجه المصلوب إلى القبلة فقم على منكبه الأيمن و إن كان قفاه إلى القبلة، فقم على منكبه الأيسر، فإنّ بين المشرّق و المغرب قبلة، و إن كان منكبه الأيسر إلى القبلة، فقم على منكبه الأيمن و إن كان منكبه الأيمن الى القبلة فقم على منكبه الأيسر، و كيف كان منحرفا فلا تزايل مناكبه، و ليكن وجهك إلى ما بين المشرق و المغرب، و لا تستقبله، و لا تستدبره البتة، قال أبو هاشم: و قد فهمت إن شاء اللّه، فهمته و اللّه(3).

12 - الصدوق قال: و كتب الحسين بن سعيد إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام يسأله عن سرير الميّت يحمل، أله جانب يبدأ به في الحمل من جوانبه الأربع أو ما خفّ

ص: 416


1- المحاسن: 303.
2- الكافى: 3-184.
3- الكافى: 3-215 و التهذيب: 4-327.

على الرّجل يحمل من أيّ الجوانب شاء؟ فكتب عليه السّلام: من أيها شاء.

13 - عنه قال: و سئل عليه السّلام عن الجنازة يخرج معها بالنار؟ فقال: إنّ ابنة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخرج بها ليلا و معها مصابيح.

14 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن القاسم الأسترآباديّ ، رضي اللّه عنه، قال:

حدّثني يوسف بن محمّد، عن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمّد ابن عليّ ، عن أبيه علي بن موسى الرّضا عليه السّلام، عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه، عن عليّ عليهم السّلام قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لمّا أتاه جبرئيل بنعي النجاشيّ بكا بكاء حزين عليه و قال: إنّ أخاكم أصحمة - و هو اسم النجاشي - مات ثمّ خرج إلى الجبانة و صلّى عليه و كبّر سبعا، فخفض اللّه له كلّ مرتفع حتّى رأى جنازته و هو بالحبشة.

15 - الصدوق قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن بشار رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا أبو الفرج المظفّر بن أحمد بن الحسن القزوينيّ ؛ قال: أخبرنا أبو الفضل العباس ابن محمّد بن القاسم بن حمزة بن موسى بن جعفر، قال: حدّثني الحسن بن سهل القمي عن محمّد بن حامد، عن أبي هاشم الجعفريّ عن أبي الحسن عليه السّلام قال: سألته عن الصلاة على المصلوب.

قال: أ ما علمت أنّ جدى صلوات اللّه عليه صلّى على عمّه، قلت: أعلم ذلك، و لكنّي لم أفهمه مبيّنا قال: نبينه لك إن كان وجه المصلوب إلى القبلة، فقم على منكبه الأيمن، و إن كان قفاؤه إلى القبلة فقم على منكبه الأيسر، فإنّ ما بين المشرق و المغرب قبلة، و إن كان منكبه الأيسر الى القبلة، فقم على منكبه الأيمن. و ان كان منكبه الأيمن الى القبلة فقم على منكبه الأيسر، و كيف كان منحرفا فلا تزايلنّ مناكبه، و ليكن وجهك إلى ما بين المشرق و المغرب و لا تستقبله، و لا تستدبره البتة قال أبو هاشم، ثمّ قال الرضا عليه السّلام: قد فهمت إنشاء اللّه.

ص: 417

قال العطاردى: قال الصدوق: - رحمه اللّه - هذا حديث غريب لم أجده في شيء من الأصول و المصنفات و لا أعرفه إلا بهذا الاسناد(1).

16 - عنه باسناده عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن الحسين بن على عليهم السّلام، أنه قال: رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه كبّر على حمزة خمس تكبيرات، و كبّر على الشهداء بعد حمزة خمس تكبيرات، فلحق حمزة سبعون تكبيرة(2).

17 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد - رضي اللّه عنه قال:

حدّثنا محمّد بن الحسن الصفار: عن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن النضر، قال: قلت للرضا عليه السّلام: ما العلة في التكبير على الميت خمس تكبيرات ؟ قال: رووا أنها اشتقت من خمس صلوات، فقال: هذا ظاهر الحديث فأما في وجه آخر، فإنّ اللّه عزّ و جلّ قد فرض على العباد خمس فرائض: الصلاة، و الزكاة، و الصّيام، و الحجّ ، و الولاية، فجعل للميّت من كلّ فريضة تكبيرة واحدة، فمن قبل الولاية كبّر خمسا، و من لم يقبل الولاية كبّر أربعا، فمن أجل ذلك تكبرون خمسا و من خالفكم تكبر أربعا(3).

18 - الطوسى باسناده، عن علي بن الحسين، عن عبد اللّه بن جعفر، عن إبراهيم بن مهزيار، عن أخيه على، عن إسماعيل بن همام، عن أبي الحسن عليه السّلام قال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: صلّى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على جنازة فكبّر عليه خمسا و صلّى على آخر فكبّر عليه أربعا، فأما الّذي كبر عليه خمسا، فحمد اللّه و مجّده في التكبيرة الاولى و دعا في الثانية للنبيّ ، و دعا في الثالثة للمؤمنين و المؤمنات، و دعا في الرابعة للميت، و انصرف في الخامسة.

و أمّا الّذي كبر عليه أربعا، فحمد اللّه و مجّده في التكبيرة الاولى و دعا لنفسه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أهل بيته عليهم السّلام في الثانية و دعا للمؤمنين، و المؤمنات في الثالثة، و انصرف في الرابعة فلم يدع له، لأنه كان منافقا(4).

ص: 418


1- عيون الاخبار: 1-255.
2- عيون الاخبار: 2-45.
3- عيون الاخبار: 2-82.
4- التهذيب: 3-317 و الاستبصار: 1-375.

19 - عنه باسناده عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: قوم كسر بهم في بحر فخرجوا يمشون على الشط، فإذا هم برجل ميت عريان و القوم ليس عليهم إلاّ مناديل متزرين بها و ليس عليهم فضل ثوب يوارون الرجل فكيف يصلّون عليه، و هو عريان، فقال: إذا لم يقدروا على ثوب يوارون به عورته، فليحفروا قبره. و يضعوه في لحد يوارون عورته بلبن أو أحجار، أو بتراب ثمّ يصلّون عليه ثم يوارونه في قبره. قلت: و لا يصلّون عليه و هو مدفون بعد ما يدفن قال: لا لو جاز ذلك لأحد لجاز لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلا يصلّى علي المدفون و لا على العريان(1).

20 - عنه باسناده عن السياري، عن محمّد بن أسلم، عن رجل من أهل الجزيرة قال: قلت للرضا عليه السّلام: يصلّى على المدفون بعد ما يدفن ؟ قال: لا، لو جاز لأحد لجاز لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: بل لا يصلى على المدفون و لا على العريان(2).

21 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد، عن إسماعيل بن سعد الأشعريّ ، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن الصلاة على الميّت فقال: أما المؤمن فخمس تكبيرات، و أمّا المنافق فأربع و لا سلام فيهما(3).

22 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن إسماعيل ابن بزيع، عن عمّه حمزة بن بزيع، عن عليّ بن سويد عن الرضا عليه السّلام فيما يعلم، قال في الصلاة على الجنائز تقرأ في الاولى بامّ الكتاب، و في الثّانية تصلى على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و تدعو في الثالثة للمؤمنين و المؤمنات، و تدعو في الرابعة لميتك و الخامسة تنصرف بها(4).

23 - عنه باسناده عن أحمد بن محمّد، عن رجل عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:

قلت لكم: يصلى على الصبي إذا بلغ من السنين ؟ قال يصلّى عليه على كلّ حال إلاّ أن

ص: 419


1- التهذيب: 3-328.
2- التهذيب: 3-301 و الاستبصار: 1-475.
3- التهذيب: 3-192 و الاستبصار: 1-477.
4- التهذيب: 3-193 و الاستبصار: 1-477.

يسقط لغير تمام(1).

4- باب حد القبر و اللحد

24 - الكلينى عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه، عن أبي همّام إسماعيل بن - همام عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: حين، أحضر: إذا أنا ميّت فاحفروا أو شقوا لي شقا، فإن قيل لكم إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لحد له فقد صدقوا(2).

25 - الطوسى باسناده عن محمّد بن الحسين، عن محمّد بن هيثم، عن محمّد بن إسحاق قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: شيء يصنعه النّاس عندنا، يضعون أيديهم على القبر إذا دفن الميت قال: إنما ذلك لمن لم يدرك الصلاة عليه، فأما من أدرك الصلاة فلا(3).

5- باب التعزية

26 - الصدوق بإسناده عن الرضا عليه السّلام عن أبيه عليه السّلام قال: رأى الصّادق عليه السّلام رجلا قد اشتدّ جزعه على ولده فقال: يا هذا أ جزعت للمصيبة الصغرى و غفلت عن المصيبة الكبرى، لو كنت لما صار إليه ولدك مستعدّا لما اشتدّ جزعك عليه، فمصابك بتركك الاستعداد له أعظم من مصابك بولدك(4).

ص: 420


1- الاستبصار: 1-480.
2- الكافى: 3-166.
3- التهذيب: 10-169
4- عيون الاخبار: 2-52.

كتاب المواريث

1- باب ميراث الاولاد

1 - الكليني عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن إسماعيل بن مرّار، عن يونس ابن عبد الرحمن، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: قلت له: جعلت فداك كيف صار الرجل إذا مات و ولده من القرابة السواء ترث النساء نصف ميراث الرجال، و هنّ أضعف من الرّجال و أقلّ حيلة ؟ فقال: لأنّ اللّه عزّ و جلّ فضّل الرجال على النساء بدرجة، و لأنّ النساء يرجعن عيالا على الرّجال(1).

2 - الصدوق قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عليّ بن عبد اللّه البصريّ قال:

حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن خالد بن جبلة الواعظ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه عن أمير المؤمنين عليهم السّلام، أنه سأله رجل من أهل الشّام عن مسائل فكان، فيما سأله أن قال له لم صار الميراث لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ اَلْأُنْثَيَيْنِ ؟ قال: من قبل السنبلة كان عليها ثلاث حبّات فبادرت إليها حواء فأكلت منها حبّة و أطعمت آدم حبّتين، فمن أجل ذلك ورث الذكر مِثْلُ حَظِّ اَلْأُنْثَيَيْنِ (2).

3 - الطوسي بإسناده عن عليّ بن أسباط، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال:

سمعناه و ذكر كنز اليتيمين فقال: كان لوحا من ذهب فيه:

بسم اللّه الرحمن الرحيم، لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عجبت لمن أيقن بالموت

ص: 421


1- الكافى: 7-48 و التهذيب 9-274.
2- علل الشرائع: 2-258

كيف يفرح، و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن ؟! و عجبت لمن رأى الدّنيا و تقلّبها كيف يركن إليها؟! و ينبغي لمن عقل عن اللّه أن لا يستبطئ اللّه في رزقه و لا يتهمه في قضائه، فقال له حسين بن أسباط: فإلى من صار إلى أكبرهما؟ قال: نعم(1).

2- باب ميراث الاخوة و الاخوات

4 - الطوسى باسناده عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن إسماعيل بن بزيع. قال:

سألت الرّضا عليه السّلام عن ميّت ترك أمّه و اخوة و أخوات، فتقسّم هؤلاء ميراثه فاعطوا الامّ السدس و اعطوا الإخوة و الأخوات ما بقي، فمات الأخوات فأصابنى من ميراثه، فأحببت أن أسألك هل يجوز لي أخذ ما أصابني من ميراثها على هذه القسمة أم لا؟ فقال:

بلى، فقلت إنّ أمّ الميّت فيما بلغني قد دخلت في هذا الأمر أعنى الدين، فسكت قليلا ثمّ قال: خذه(2).

3- باب ميراث من علا من الاباء

5 - الطوسى باسناده، عن محمّد بن الحسن الصفار، عن معاوية حكيم، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن ابن بنت و بنت ابن قال: إنّ عليا عليه السلام كان لا يألو أن يعطى الميراث الأقرب قال: قلت: فأيهما أقرب ؟ قال: ابنة الابن(3).

ص: 422


1- التهذيب: 9-276.
2- التهذيب: 9-323.
3- التهذيب: 9-318

4- باب ميراث الغريق و المهدوم

6 - الطوسى باسناده عن محمّد بن الوليد، عن عباس بن الهلال، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: ذكر أنّ ابن أبي ليلى و ابن شبرمة دخلا المسجد الحرام فأتيا محمّد ابن علي عليهما السّلام فقال لهما: بما تقضيان ؟ فقالا: بكتاب اللّه و السنّة قال: فما لم تجده في الكتاب و السنة ؟ قالا: نجتهد رأينا قال: رأيكما أنتما؟! فما تقولان في امرأة و جاريتها كانتا ترضعان صبيّين فى بيت و سقط عليهما فماتتا، و سلم الصبيان ؟ قالا: القافة قال: القافة يتجهم منه لهما، قالا: فأخبرنا، قال ابن داود مولى له: جعلت فداك بلغني أنّ أمير المؤمنين عليا عليه السّلام قال: ما من قوم فوّضوا أمرهم إلى اللّه عزّ و جلّ ، و ألقوا سهامهم إلاّ خرج السهم الأصوب فسكت(1).

5- باب ميراث الخنثى

7 - الصدوق باسناده عن الرضا عن على بن أبي طالب عليه السّلام أنه ورث الخنثى من مبالته(2).

6- باب ميراث الازواج

8 - الصدوق قال: و كتب الرضا عليه السّلام إلى محمّد بن سنان فيما كتب من جواب

ص: 423


1- التهذيب: 9-363.
2- عيون الاخبار: 2-75.

مسائله: علّة المرأة أنها لا ترث من العقارات شيئا إلاّ قيمة الطوب و النفض، لأنّ العقار لا يمكن تغييره و قلبه، و المرأة قد يجوز أن ينقطع ما بينها، و بينه من العصمة و يجوز تغييرها و تبديلها، و ليس الولد و الوالد كذلك، لانّه لا يمكن التفصي منهما، و المرأة يمكن الاستبدال بها، فما يجوز أن يجيء و يذهب كان ميراثه فيما يجوز تبديله و تغييره إذا أشبهها و كان الثابت المستقيم، على حاله كمن مثله في الثبات و القيام(1).

9 - عنه قال: و كتب الرضا عليه السّلام إلى محمّد بن سنان فيما كتب من جواب مسائله:

علة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرجال من الميراث، لأنّ المرأة إذا تزوّجت أخذت و الرجل يعطى فلذلك وفر على الرّجال(2).

10 - عنه باسناده عن الرضا عليه السّلام قال: و علة إعطاء النساء نصف ما يعطى الرّجال من الميراث لأنّ المرأة إذا تزوّجت أخذت، و الرّجل يعطى، فلذلك وفر على الرجال، و علّة اخرى إعطاء الذكر مثلى ما يعطى الانثى، لأنّ الانثى في عيال الذكر ان احتاجت، و عليه أن يعولها، و عليه نفقتها، و ليس على المرأة أن تعول الرّجل و لا يؤخذ بنفقته، إن احتاج، فوفر اللّه تعالى على الرّجال لذلك، و ذلك قول اللّه عزّ و جلّ : «اَلرِّجٰالُ قَوّٰامُونَ عَلَى اَلنِّسٰاءِ بِمٰا فَضَّلَ اَللّٰهُ بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ وَ بِمٰا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوٰالِهِمْ » .

و علّة المراءة إنّها لا ترث من العقار شيئا إلاّ قيمة الطوب و النقض، لأنّ العقار لا يمكن تغييره و قلبه، و المرأة يجوز أن ينقطع ما بينها و بينه من العصمة و يجوز تغييرها و تبديلها، و ليس الولد و الوالد كذلك، لأنّه لا يمكن التفصّى منهما و المرأة يمكن الاستبدال بها، فما يجوز أن يجيء و يذهب لانّ ميراثه فيما يجوز تبديله و تغييره، إذا أشبهه، و كان الثابت المقيم على حاله كمن كان مثله في الثبات و القيام(3)

11 - الطوسى باسناده، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن البرقيّ ، عن محمّد بن القاسم

ص: 424


1- الفقيه: 4-251.
2- الفقيه: 4-253 و التهذيب: 9-398.
3- عيون الاخبار: 2-98

ابن الفضيل بن يسار البصرىّ قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام عن رجل مات و ترك امرأة قرابة، ليس له قرابة غيرها قال: يدفع المال كلّه إليها(1).

7- باب النوادر

12 - الحميري عن محمّد بن الوليد قال: حدّثني، حماد بن عثمان قال سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام، عن رجل مات و ترك امّا و أخا فقال يا شيخ عن الكتاب تسأل أو عن السّنة ؟ قال حماد: فظننت أنه يعنى عن قول الناس، قال: قلت: عن الكتاب قال:

إنّ عليّا عليه السّلام كان يورث الأقرب فالأقرب(2).

13 - عنه عن البزنطي قال: و سألته عن الميراث، فقال: كان جعفر عليه السّلام يقول:

نكاح بميراث و نكاح بغير ميراث إن اشترطت الميراث كان، و إن لم يشترط لم يكن(3).

ص: 425


1- التهذيب: 9-295 و الإستبصار: 4-151
2- قرب الاسناد: 201
3- قرب الاسناد: 212

كتاب الرجال و التاريخ

1- - ما روى فى ابى جرير القمى

1 - روى أصحابنا، عن الفضل بن كثير، عن عليّ بن عبد الغفّار المكفوف، عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعميّ قال: ذكر بين يدى أبي الحسن الرّضا عليه السّلام حمزة بن بزيع، فترحّم عليه، فقيل له: إنّه كان يقول بموسى و يقف، فترحم عليه ساعة ثمّ قال: من جحد حقّي كان كمن جحد حقّ آبائي عليهما السّلام و الصلاة(1).

2- - ما روى فى أبى حمزة الثمالى

2 - الكشى قال وجدت بخط أبي عبد اللّه محمّد بن أحمد بن نعيم الشاذاني قال: سمعت الفضل بن شاذان قال: سمعت الرّضا يقول: أبو حمزة الثّمالي في زمانه، كسلمان في زمانه، و ذلك أنّه خدم أربعة منّا: عليّ بن الحسين، و محمّد بن عليّ ، و جعفر بن محمّد و برهة من عصر موسى بن جعفر عليه السّلام، و يونس بن عبد الرحمن كذلك، هو سلمان في زمانه(2).

3- - ما روى فى احمد البزنطى

3 - الكشى قال: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد الفاريابي حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران قال: أخبرني أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: دخلت على أبي الحسن عليه السّلام أنا و صفوان بن يحيي، و محمّد بن سنان و أظنّه قال: عبد اللّه بن المغيرة، أو عبد اللّه بن جندب، و هو بصرى.

قال: فجلسنا عنده ساعة، ثمّ قمنا، فقال لي: أمّا أنت يا أحمد فاجلس، فجلست، فأقبل يحدّثني، فأسأله فيجيبني، حتّى ذهب عامّة الليل، فلمّا أردت الانصراف قال: لي يا أحمد تنصرف أو تبيت ؟ قلت: جعلت فداك ذلك إليك، إن أمرت بالانصراف

ص: 426


1- رجال الكشى: 512
2- رجال الكشى: 177

انصرفت، و إن أمرت بالقيام أقمت.

قال: أقم، فهذا الحرس و قد هدأ النّاس و ناموا، فقام و انصرف فلمّا ظننت أنّه قد دخل خررت للّه ساجدا فقلت: الحمد للّه، حجّة اللّه و وارث علم النبيّين أنس بي من بين إخوانى و حبّبني، فأنا في سجدتى و شكري، فما علمت إلاّ و قد رفسني برجله، ثمّ قمت فأخذ بيدى فغمزها.

ثمّ قال، يا أحمد إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام عاد صعصعة بن صوحان في مرضه، فلما قام من عنده قال: يا صعصعة لا تفتخرنّ على إخوانك بعيادتي إيّاك و اتّق اللّه ثمّ انصرف عنّي(1).

4 - عنه قال: محمّد بن الحسن البراقي، و عثمان بن حامد الكشّيان قالا:

حدّثنا محمّد بن يزداد، و حدّثنا الحسن بن عليّ بن نعمان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر، قال: كنت عند الرّضا عليه السّلام فأمسيت عنده: قال: فقلت أنصرف ؟ فقال لي لا تنصرف، فقد أمسيت قال: فقال لجاريته هاتي مضربتي و وسادتي، فافرشي لأحمد في ذلك البيت قال: فلما سيّرت في البيت دخلني شيء، فجعل يخطر ببالي من مثلى في بيت وليّ اللّه و على مهاده، فناداني يا أحمد إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام عاد صعصعة بن صوحان فقال، يا صعصعة لا تجعل عبادتي إيّاك فخرا على قومك، و تواضع للّه يرفعك اللّه(2).

5 - عنه عن محمّد بن الحسن، قال حدّثنا محمّد بن يزداد قال حدّثني أبو زكريا يحيى بن محمّد الرازيّ ، عن محمّد بن الحسين عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: لمّا اتي بأبي الحسن أخذ به على القادسيّة و لم يدخل الكوفة، و اخذ به على البرّ إلى البصرة قال: فبعث إلى مصحفا و أنا بالقادسية، ففتحته فوقعت بين يدى سورة «لم يكن» فإذا هى أطول و أكثر مما يقرأها الناس.

قال: فحفظت منه أشياء، قال: فأتاني مسافر و معه منديل و طين و خاتم فقال،

ص: 427


1- رجال الكشى: 490
2- رجال الكشى: 491

هات، فدفعته إليه. فجعله في المنديل و وضع عليه الطّين و ختمه فذهب عنّى ما كنت حفظت منه، فجهدت أن أذكر منه حرفا واحدا فلم أذكره(1).

4- - ما روى فى احمد بن سابق

6 - عنه عن نصر بن صباح قال: حدّثني أبو يعقوب إسحاق بن محمّد البصرىّ ، عن محمّد بن عبد اللّه بن مهران قال: حدّثني سليمان بن جعفر الجعفرىّ قال: كتب أبو الحسن الرضا عليه السّلام إلى يحيى بن أبي عمران و أصحابه قال: و قرأ يحيي بن أبي عمران الكتاب، فإذا فيه: عافانا اللّه و إياكم انظروا أحمد بن سابق لعنه اللّه، الأعثم الأشجّ و احذروه.

قال أبو جعفر: و لم يكن أصحابنا يعرفون أنّه أشجّ أو به شجّة، حتّى كشف رأسه فإذا به شجّة - قال أبو جعفر محمّد بن عبد اللّه: و كان أحمد قبل ذلك يظهر القول بهذه المقالة، قال: فما مضت الأيام حتّى شرب الخمر و دخل في البلايا.(2).

5- - ما روى فى احمد بن عمر الحلبى

7 - عنه عن خلف بن حمّاد قال: حدّثني أبو سعيد الادميّ قال: حدّثني أحمد ابن عمر الحلبي قال دخلت على الرّضا عليه السّلام بمنى، فقلت له: جعلت فداك كنّا أهل بيت عطية و سرور، و نعمة و إنّ اللّه قد أذهب بذلك كلّه حتى احتجنا إلى من كان يحتاج إلينا، فقال لي: يا أحمد ما أحسن حالك يا أحمد بن عمر، فقلت له: جعلت فداك حالي ما أخبرتك.

فقال لي: يا أحمد أ يسرّك أنك على بعض ما عليه هؤلاء الجبّارون و لك الدنيا مملوءة ذهبا؟ فقلت له: لا و اللّه يا ابن رسول اللّه، فضحك ثمّ قال: ترجع من هاهنا إلى خلف فمن أحسن حالا منك، و بيدك صناعة لا تبيعها بملاء الدّنيا ذهبا، ألا أبشّرك ؟ فقلت نعم فقد سرّني اللّه بك و بآبائك.

فقال لي أبو جعفر عليه السّلام في قول اللّه عز و جلّ : «وَ كٰانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا» لوح

ص: 428


1- رجال الكشى: 492
2- رجال الكشى: 462

من ذهب فيه مكتوب «بسم اللّه الرحمن الرّحيم. لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، و من يرى الدّنيا و تغيّرها بأهلها كيف يركن إليها، و ينبغي لمن غفل عن اللّه أن لا يستبطئ اللّه في رزقه و لا يتهمه في قضائه، ثمّ قال: رضيت يا أحمد؟ قال: قلت: عن اللّه و عنكم أهل البيت(1).

6- - ما روى فى الحسن بن محبوب

8 - عنه عن أحمد بن على القمى السلوليّ قال حدّثني الحسن بن خرزاد، عن الحسين بن عليّ بن النعمان، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر قال: قلت لأبى الحسن الرّضا عليه السّلام: إنّ الحسن بن محبوب الزرّاد أتانا برسالة. قال: صدق لا تقل: الزرّاد، بل قل: السرّاد، إنّ اللّه تعالى يقول: «وَ قَدِّرْ فِي اَلسَّرْدِ» (2).

7- - ما روى فى الحسين بن مهران

9 - عنه عن حمدوية قال: حدّثنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا إسماعيل ابن مهران، عن أحمد بن محمّد قال: كتب الحسين بن مهران إلي أبي الحسن الرّضا عليه السّلام كتابا قال: فكان يمشي شاكّا في وقوفه. قال: فكتب إلى أبي الحسن عليه السّلام، يأمره و ينهاه، فأجابه أبو الحسن بجواب و بعث به إلى أصحابه فنسخوه و ردّوا إليه لئلاّ يستره حسين بن مهران، و كذلك كان يفعل إذا سئل عن شيء فأجيب سرّا بكتاب.

و هذه نسخة الكتاب الّذي أجابه به «بسم اللّه الرحمن الرحيم»، عافانا اللّه و إيّاك جاءني كتابك تذكر فيه الرّجل الّذي عليه الخيانة، و الغبن تقول أخذته، و تذكر ما تلقاني به، و تبعث إليّ بغيره فاحتججت، فأكثرت، و عممت عليه أمرا و أردت الدّخول في مثله تقول: إنه عمل في أمري بعقله و حيلته نظرا منه، لنفسه و إرادة أن تميل إليه قلوب الناس ليكون الأمر بيده و إليه يعمل فيه برأيه.

و يزعم أني طاوعته فيما أشار به عليّ و هذا أنت تشير عليّ فيما يستقيم عندك في العقل و الحيلة بعدك، لا يستقيم الأمر إلاّ بأحد الأمرين، إمّا قبلت الأمر على ما

ص: 429


1- رجال الكشى: 497
2- رجال الكشى: 489

كان، يكون عليه، و إما أعطيت القوم ما طلبوا، و قطعت عليهم، و إلاّ فالأمر عندنا معوج، و الناس غير مسلمين ما في أيديهم من مالى و ذاهبون به.

فالأمر ليس بعقلك و لا بحيلتك، يكون، و لا تفعل الّذي يحيله بالرأي و المشورة و لكنّ الأمر إلى اللّه عزّ و جلّ وحده لا شريك له يفعل في خلقه ما يشاء، من يهدي اللّه فلا مضلّ له و من يضلله فلا هادي له و لن تجد له مرشدا، فقلت: و أعمل في أمرهم و أحتلّ فيه، و كيف الحيلة و اللّه يقول: «وَ أَقْسَمُوا بِاللّٰهِ جَهْدَ أَيْمٰانِهِمْ لاٰ يَبْعَثُ اَللّٰهُ مَنْ يَمُوتُ ، بَلىٰ وَعْداً عَلَيْهِ حَقًّا في التّوراة و الإنجيل» إلى قوله عزّ و جل: «وَ لِيَقْتَرِفُوا مٰا هُمْ مُقْتَرِفُونَ » .

فلو تجيبهم، فيما سألوا عنه استقاموا و سلموا، و قد كان منّي ما أمرتك و أنكروا من بعدي و مدلي، و ما كان ذلك منّي إلاّ رجاء الإصلاح لقول أمير المؤمنين صلوات اللّه عليه «اقترفوا اقتربوا و سلوا فإنّ العلم يفيض فيضا» و جعل يمسح بطنه و يقول:

«ما ملئ طعام و لكن ملئته علما، و اللّه ما آية انزلت في برّ و لا بحر، و لا سهل، و لا جبل إلاّ أنا أعلمها و أعلم فيمن نزلت».

و قول أبي عبد اللّه عليه السّلام، إلى اللّه أشكو أهل المدينة إنّما أنا فيهم كالشّعرة ما أنتقل، يريدونني أن لا أقول الحقّ ، و اللّه لا أزال أقول الحقّ ، و اللّه لا أزال أقول الحقّ حتى أموت، فلمّا قلت حقّا اريد به حقن دمائكم، و جمع أمركم على ما كنتم عليه أن يكون سرّكم مكتوما، عندكم، غير فاش في غيركم.

و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: سرّا أسرّه اللّه إلى جبرئيل و أسرّه جبرائيل إلى محمّد و أسرّه محمّد إلى على عليه السّلام و أسرّه عليّ إلى من شاء».

ثمّ قال: قال أبو جعفر عليه السّلام: ثمّ أنتم تحدّثون به في الطّريق فأردت حيث مضى صاحبكم إن ألف أمركم عليكم، لئلاّ تضعوه في غير موضعه، و لا تسألوا عنه غير أهله، فتكونوا في مسألتكم إياهم هلكتم، فكم دعى إلي نفسه، و لم يكن داخله ثمّ قلتم: لا بدّ إذا كان ذلك منه يثبت على ذلك و لا يتحوّل عنه إلى غيره.

قلت لأنّه كان من التّقية و الكفّ أولى و ما إذا تكلّم فقد لزمه الجواب، فيما

ص: 430

يسأل عنه، و صار الّذي كنتم تزعمون أنّكم تدّعون به، فانّ الأمر مردود إلى غيركم و أنّ الفرض عليكم اتّباعهم، فيه إليكم، فصيرتم ما استقام في عقولكم، و آرائكم و صحّ به القياس عندكم. بذلك، لازما لما زعمتم من أن لا يصحّ أمرنا، و زعمتم حتّى يكون ذلك عليّ لكم.

فإن قلتم إن لم يكن كذلك لصاحبكم، فصار الأمر أن وقع إليكم، نبذتم أمر ربّكم وراء ظهوركم، فلا أتّبع أهوائكم، قلت ظللت إذا و ما أنا من المهتدين، و ما كان بدّ من أن تكونوا كما كان من قبلكم، قد أخبرتم أنّها السنن و الامثال القذّة بالقذّة و ما كان ما طلبتم من الكفّ أوّلا، و من الجواب آخرا شفاء لصدوركم، و لإذهاب شكّكم و ما كان بدّ من أن يكون ما قد كان منكم، و لا يذهب عن قلوبكم، حتّى يذهبه اللّه عنكم. و قدّر الناس كلّهم على أن يحبّونا و يعرفوا حقّنا، و يسلموا لأمرنا فعلوا و لكن اللّه يفعل ما يشاء، و يهدي إليه من أناب.

فقد أجبتك في مسائل كثيرة فانظر أنت و من أراد المسائل، منها و تدبّرها، فإن لم يكن في المسائل شفاء قد مضى إليكم منّي ما فيه حجة و معتبر و كثرة المسائل معتبة عندنا مكروهة، إنّما يريد أصحاب المسائل المحنة ليجدوا، سبيلا إلى الشبهة و الضّلال.

و من أراد لبسا لبس اللّه عليه، و وكله على نفسه، و لا ترى أنت و أصحابك أني أجبت بذلك، و إن شئت صمت، فذاك إليّ لا ما تقوله أنت و أصحابك لا تدرون، كذا و كذا، بل لا بدّ من ذلك إذا نحن منه على يقين، و أنتم منه في شكّ (1).

8- - ما روى فى الحسين بن قياما

10 - عنه عن حمدوية بن نصير قال: حدّثنا الحسن بن موسى، عن عبد الرحمن بن أبي نجران عن الحسين بن بشّار قال: استأذنت أنا و الحسين بن قياما على الرضا عليه السّلام في صربا، فأذن لنا، قال: أفرغوا من حاجتكم، قال له الحسين: تخلو الأرض من أن

ص: 431


1- رجال الكشى: 500.

يكون فيها إمام ؟ فقال: لا قال: فيكون فيها اثنان ؟ قال: لا إلاّ واحد صامت لا يتكلم قال: فقد علمت أنك لست بإمام.

قال و من أين علمت ؟ قال: إنه ليس لك ولد، و إنما هي في العقب فقال له:

فو اللّه لا تمضي الأيام و اللّيالي حتّى يولد ذكر من صلبى، يقوم مثل مقامي يحيي الحقّ و يمحي الباطل(1).

11 - عنه عن أبي صالح خلف بن حمّاد قال: حدّثني أبو سعيد سهل بن زياد الادمي، عن عليّ بن أسباط، عن الحسين بن الحسن، قال: قلت لأبي الحسن الرّضا إني تركت ابن قياما من أعداء خلق اللّه لك، قال: ذلك شرّ له، قلت: ما أسمع منك جعلت فداك. قال أعجب من ذلك إبليس كان في جوار اللّه عزّ و جلّ في القرب منه، فأمره فأبى و تعزّز و كان من الكافرين، فأملى اللّه له، و اللّه ما عذّب اللّه بشيء أشدّ من الإملاء و اللّه يا حسين ما عاهدهم اللّه بشيء أشدّ من الإملاء(2).

9- - ما روى فى حمزة بن بزيع

12 - عنه قال: روى أصحابنا، عن الفضل بن كثير، عن عليّ بن عبد الغفّار المكفوف، عن الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمي قال: ذكر بين يدي أبي الحسن الرضا عليه السلام حمزة بن بزيع، فترحم عليه، فقيل له: إنه كان يقول بموسى و يقف، فترحم عليه ساعة ثمّ قال: من جحد حقّي كان كمن جحد حق آبائي عليهم السّلام و الصلاة(3)،

13 - الطوسى قال: روى أحمد بن محمّد بن يحيي، عن أبيه، عن محمّد بن الحسين ابن أبي الخطاب، عن صفوان بن يحيى، عن إبراهيم بن يحيى بن أبي البلاد، قال: قال الرضا عليه السّلام: ما فعل الشقي حمزة بن بزيع، قلت: هو ذا هو قد قدم، فقال: يزعم أنّ أبى حيّ ، هم اليوم شكاك و لا يموتون غدا إلاّ على الزندقة.

ص: 432


1- رجال الكشى: 463.
2- رجال الكشى: 463.
3- رجال الكشى: 512.

قال صفوان: فقلت فيما بيني و بين نفسى: شكاك قد عرفتهم، فكيف يموتون على الزّندقة ؟ فما لبثنا إلاّ قليلا حتى بلغنا عن رجل منهم أنه قال عند موته: هو كافر بربّ أماته، قال صفوان: فقلت: هذا تصديق الحديث(1).

10- - ما روى فى دعبل الخزاعى الشاعر

14 - قال أبو عمرو: بلغني عن دعبل بن عليّ وفد على أبي الحسن الرّضا عليه السّلام بخراسان، فلمّا دخل عليه قال له: إني قد قلت قصيدة و جعلت في نفسى أن لا انشدها أحدا، أولى منك، فقال: هاتها، فأنشد قصيدته الّتي يقول فيها:

أ لم تر أنّي مذ ثلاثون حجّة *** أروح و أغدوا دائم الحسرات

أرى فيئهم في غيرهم متقسما *** و أيديهم من فيئهم قصرات

قال: فلمّا فرغ من إنشادها، قام أبو الحسن عليه السّلام و دخل منزله، و بعث إليه بخرقة خزّ فيها ستمائة دينار، و قال للجارية قولي له: يقول لك مولاى استعن بهذه على سفرك و أعذرنا، فقال لها دعبل: لا و اللّه ما لهذا أردت و لا له خرجت، و لكن قولي له: هب لي ثوبا من ثيابك، فردّها عليه أبو الحسن، و قال له: خذها و بعث إليه بجبّة من ثيابه.

فخرج دعبل حتّى ورد قم، و أهل قم ينظرون إلى الجبّة و أعطوه فيها ألف دينار، فأبى عليهم و قال: لا و اللّه و لا خرقة منها بألف دينار، ثمّ خرج من قم فاتّبعوه و قد أجمعوا عليه و أخذوا الجبة، فرجع إلى قم و كلّمهم فيها و قالوا ليس إليها سبيل و لكن إن شئت فهذه الألف الدينار، فقال: نعم و خرقة منها، فأعطوه ألف دينار و خرقة منها(2).

11- - ما روى فى ذريح المحاربى

15 - عنه قال: حدّثني خلف بن حمّاد قال حدّثني أبو سعيد قال: حدّثني

ص: 433


1- غيبة الشيخ: 45.
2- رجال الكشى: 425.

الحسن بن محمّد بن أبي طلحة، عن داود الرقيّ ، قال: قلت لأبي الحسن الرّضا عليه السّلام:

جعلت فداك إنّه و اللّه ما يلج في صدري من أمرك شيء إلاّ حديثا سمعته من ذريح يرويه عن أبي جعفر عليه السّلام قال لى: و ما هو؟ قال: سمعته يقول: سابعنا قائمنا إن شاء اللّه.

قال: صدقت و صدق ذريح و صدق أبو جعفر عليه السّلام، فازددت و اللّه شكّا، ثمّ قال لى: يا داود بن أبى خالد أما و اللّه لو لا أنّ موسى قال للعالم: «سَتَجِدُنِي إِنْ شٰاءَ اَللّٰهُ صٰابِراً» ما سأله عن شيء و كذلك أبو جعفر عليه السّلام، لو لا أن قال: «إن شاء الله» لكان كما قال، فقطعت عليه(1).

12- - ما روى فى زرارة بن اعين

16 - عنه قال: حدّثني محمّد بن قولويه قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه، قال:

حدّثني أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عيسى، و عليّ بن إسماعيل بن عيسى، عن محمّد بن عمرو بن سعيد بن الزّيات، عن يحيى بن محمّد بن أبى حبيب قال: سألت الرضا عليه السلام عن أفضل ما يتقرّب به العبد إلى اللّه من صلاته ؟ فقال ستّ و أربعون ركعة فرائضه و نوافله، فقلت: هذه رواية زرارة، فقال: أ ترى أحدا كان أصدع بحقّ من زرارة(2).

17 - عنه قال: حدّثني حمدوية، و إبراهيم ابنا نصير قالا: حدّثني العبيدي، عن هشام بن إبراهيم الختلي و هو المشرقي قال: قال لي أبو الحسن الخراساني عليه السّلام:

كيف تقولون في الاستطاعة بعد يونس تذهب فيها مذهب زرارة، و مذهب زرارة هو الخطاء، فقلت: لا و لكنّه - بأبي أنت و أمّي - ما تقول في الاستطاعة ؟ و قول زرارة فيمن قدّر و نحن منه براء و ليس من دين آبائك. و قال الآخرون بالجبر، و نحن منه براء و ليس من دين آبائك.

ص: 434


1- رجال الكشى: 320.
2- رجال الكشى: 129.

قال: فبأيّ شيء تقولون قلت: نقول بقول أبي عبد اللّه عليه السّلام و سئل عن قول اللّه عزّ و جلّ : «وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً» ما استطاعته ؟ فقال أبو عبد اللّه: صحّته و ماله، فنحن بقول أبي عبد اللّه نأخذ. قال: صدق أبو عبد اللّه هذا هو الحقّ (1).

13- - ما روى فى زرعة بن محمد

18 - عنه عن أبي عمرو قال: سمعت حمدوية قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن قتيبة قال: حدّثني الفضل قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ و محمّد بن يونس قالا، حدّثنا الحسن بن قياما الصيرفي قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام و قلت: جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال: مضى كما مضى آباؤه. فقلت: كيف أصنع بحديث حدّثني به زرعة ابن محمّد الحضرمي عن سماعة بن مهران أنّ أبا عبد اللّه عليه السّلام قال:

إنّ ابنى هذا فيه شبه من خمسة أنبياء: يحسد كما حسد يوسف عليه السّلام، و غاب كما غاب يونس، و ذكر ثلاثة أخر؟ قال: كذب زرعة ليس هكذا حديث سماعة إنما قال: صاحب هذا الأمر - يعنى القائم عليه السّلام فيه شبه من خمسة أنبياء، لم يقل ابني(2).

14- - ما روى فى زكريا ابن آدم القمى

19 - عنه قال: حدّثني محمّد بن قولويه قال: حدّثنا سعد بن أبى خلف، عن محمّد ابن حمزة بن اليسع، عن زكريا بن آدم، قال: قلت للرّضا عليه السّلام: إني أريد الخروج عن أهل بيتي، فقد كثر السفهاء فيهم، فقال: لا تفعل، فإنّ أهل بيتك يدفع عنهم بك كما يدفع عن أهل بغداد بأبى الحسن الكاظم عليه السّلام(3).

20 - و عنه عن سعد بن عبد اللّه، عن محمّد بن عيسى، عن أحمد بن الوليد، عن

ص: 435


1- رجال الكشى: 131.
2- رجال الكشى: 404
3- رجال الكشى: 496 و الاختصاص: 496

علي بن المسيّب قال: قلت للرضا عليه السّلام: شقّتي بعيدة و لست أصل إليك في كلّ وقت فعمن آخذ معالم دينى ؟ فقال: من زكريا بن آدم القمّي المأمون على الدّين و الدنيا قال علي بن المسيّب: فلما انصرف قدمت على زكريا بن آدم، فسألته عما احتجب إليه،(1)عنه عن أحمد بن وليد، عن على بن المسيب قال: قلت للرضا عليه السّلام: شقتى بعيدة و ذكر مثله.

21 - عنه عن عليّ بن محمّد قال: حدّثنا بنان بن محمّد، عن علي بن مهزيار عن بعض القمّيين بكتابه و دعائه لزكريا بن آدم، عن محمّد بن إسحاق، و الحسن بن محمّد قالا: خرجنا بعد وفاة زكريّا بن آدم، بثلاثة أشهر نحو الحجّ ، فتلقانا كتابه، عليه السّلام في بعض الطريق، فإذا فيه: ذكرت ما جرى من قضاء اللّه به في الرّجل المتوفي رحمه اللّه يوم ولد و يوم قبض و يوم يبعث حيا، فقد عاش أيام حياته عارفا بالحقّ ، قائلا به صابرا محتسبا للحقّ ، قائما بما يحبّ اللّه و رسوله: و مضى رحمه اللّه غير ناكث و لا مبدّل، فجزاه اللّه أجر نيّته و أعطاه خير امنيّته و ذكرت الرّجل الموصى إليه، و لم تعرف فيه رأينا و عندنا من المعرفة به أكثر مما وصفت يعنى الحسن بن محمّد بن عمران(2).

15- - ما روى فى زياد القندى و الرواسبى

22 - الطوسى - رحمه اللّه - قال: و روى ابن عقدة عن علي بن الحسن بن فضال، عن محمّد بن عمر بن يزيد، و علي بن أسباط جميعا قالا: قال لنا عثمان بن عيسى الرواسبي:

حدثني زياد القندي و ابن مسكان قالا: كنّا عند أبي إبراهيم عليه السّلام إذ قال: يدخل عليكم الساعة خير أهل الأرض، فدخل أبو الحسن الرّضا عليه السّلام و هو صبيّ .

فقلنا: خير أهل الأرض ؟! ثمّ دنا فضمّه إليه فقبّله، و قال: يا بني تدري ما ذا قال ذان ؟ قال: نعم يا سيّدي هذان يشكّان فيّ ، قال عليّ بن أسباط: فحدّثت بهذا

ص: 436


1- رجال الكشى: 496
2- رجال الكشى: 496

الحديث الحسن بن محبوب، فقال: نبز الحديث، لا و لكن حدّثني علي بن رئاب أنّ أبا إبراهيم عليه السّلام قال لها إن جحدتما حقّه أو خنتماه فعليكما لعنة اللّه و الملائكة و الناس أجمعين.

يا زياد لا تنجب أنت و أصحابك أبدا، قال عليّ بن رئاب: فلقيت زياد القندي فقلت له: بلغني أنّ أبا إبراهيم عليه السّلام قال لك: كذا و كذا، فقال: أحسبك قد خولطت، فمرّ و تركني، فلم اكلّمه و لا مررت به، قال الحسن بن محبوب: فلم نزل نتوقّع لزياد دعوة أبي إبراهيم عليه السّلام حتى ظهر منه أيام الرضا عليه السّلام ما ظهر و مات زنديقا(1).

16- - ما روى فى سعيد بن المسيب

23 - عنه عن محمّد بن مسعود قال: حدّثني علي بن الحسن بن فضّال، قال:

ذكر أبو الحسن الرّضا عليه السّلام أنّ طارقا مولى لبنى اميّة نزل ذا المروة عاملا على المدينة فلقيه بعض بنى امية و أوصاه بسعيد بن المسيّب، و كلّمه فيه و أثنى عليه و أخبره طارق أنه أمر بقتله، فأعلم سعيد بذلك، و قال له: تغيب، و قيل له: تنحّ عن مجلسك فإنه على طريقه فأبى.

فقال سعيد: اللّهم إنّ طارقا عبدا من عبيدك، ناصيته بيدك، و قلبه بين أصابعك تفعل فيه ما تشاء فأنسه ذكري و اسمي، فلمّا عزل طارق عن المدينة، لقيه الّذي كان كلمه في سعيد من بني اميّة بذى المروة فقال: كلمتك في سعيد لتشفعني فيه، فأبيت و شفعت فيه غيري! فقال: و اللّه ما ذكرته بعد إذ فارقتك حتّى كدت إليك.(2)

17- - ما روى فى سعيدة مولاة جعفر

24 - عنه عن محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن الحسن قال: حدّثني محمّد ابن الوليد، عن العباس بن هلال، عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام ذكر أنّ سعيدة مولاة

ص: 437


1- غيبة الشيخ: 25
2- رجال الكشى: 107

جعفر عليه السّلام كانت من أهل الفضل، كانت تعلّم كلمات سمعت من أبى عبد اللّه عليه السّلام فإنه كان عندها وصيّة رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلم.

و إنّ جعفرا قال لها: أسأل اللّه الّذي عرّفنيك في الدنيا أن يزوجنيك في الجنة و إنها كانت في قرب دار جعفر عليه السّلام لم تكن تري في المسجد إلاّ مسلمة على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خارجة إلى مكة أو قادمة من مكّة، و ذكر أنه كان آخر قولها: و قد رضينا الثواب و أمنّا العقاب(1).

18- - ما روى فى سفيان بن عيينة

25 - عنه عن محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن الحسن قال: حدّثنا محمّد ابن الوليد قال: حدّثنا العبّاس بن هلال قال: ذكر أبو الحسن الرّضا عليه السّلام أنّ سفيان بن عيينة لقى أبا عبد اللّه عليه السّلام، فقال له: يا أبا عبد اللّه إلى متى هذه التقية و قد بلغت هذا السن ؟ فقال: و الّذي بعث محمّد أبا الحقّ لو أنّ رجلا صلى ما بين الرّكن و المقام عمره، ثمّ لقي اللّه بغير ولايتنا أهل البيت للقى اللّه بميتة جاهليّة(2).

19- - ما روى فى صعصعة بن صوحان

26 - الطبرسي - رحمه اللّه - مرسلا عن أبى الحسن عليه السّلام قال: عاد أمير المؤمنين عليه السّلام صعصعة بن صوحان، ثمّ قال: يا صعصعة لا تفخر على إخوانك بعيادتي إياك، و انظر لنفسك، فكأنّ الأمر قد وصل إليك، و لا يلهينك الأمل(3).

20- - ما روى فى صفوان بن يحيى

27 - عنه قال: حدّثني محمّد بن قولويه، عن سعد، عن أيّوب بن نوح، عن جعفر بن محمّد بن إسماعيل، قال: أخبرنى معمر بن خلاّد قال: دفعت ما خرج من غلّة إسماعيل بن الخطّاب مما أوصى به إلى صفوان بن يحيى، فقال: رحم اللّه إسماعيل

ص: 438


1- رجال الكشى: 312
2- رجال الكشى: 334
3- مكارم الاخلاق: 416

ابن الخطاب رحم اللّه صفوان فإنهما من حزب آبائى، و من كان من حزبنا أدخله اللّه الجنّة، و مات صفوان بن يحيى في سنة عشر و مائتين بالمدينة، و بعث إليه أبو جعفر عليه السّلام، بحنوطه و كفنه و أمر إسماعيل بن موسى بالصلاة عليه،(1).

21- - ما روى فى على بن ابى حمزة

28 - عنه عن محمّد بن الحسين قال: حدّثني أبو عليّ الفارسي عن محمّد بن عيسى عن يونس بن عبد الرّحمن، قال: دخلت على الرضا عليه السّلام، فقال لي، مات على بن أبى حمزة: قلت: نعم: قال: قد دخل النار قال: ففزعت من ذلك قال: أما أنه سئل عن الإمام بعد موسى أبى فقال: لا أعرف إماما بعده، فقيل: لا فضرب في قبره ضربة اشتعل قبره نارا(2).

29 - عنه عن محمّد بن مسعود قال. حدّثني عليّ بن الحسين قال. على بن أبي حمزة كذّاب متهم قال. روى أصحابنا أنّ الرضا عليه السّلام، قال: بعد موته. اقعد عليّ ابن أبي حمزة في قبره، فسئل عن الأئمة فاخبر بأسمائهم حتى انتهى إليّ فسئل، فوقف فضرب على رأسه ضربة امتلاء قبره نارا(3).

30 - عنه قال: حدّثني حمدوية قال: حدّثني الحسن بن موسى، عن داود بن محمّد، عن أحمد بن محمّد قال: وقف عليّ أبو الحسن عليه السّلام، في بني زريق فقال لي و هو رافع صوته: يا أحمد، قلت: لبيك، قال: إنّه لمّا قبض رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، جهد الناس في إطفاء نور اللّه. فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره بأمير المؤمنين عليه السّلام.

فلمّا توفيّ أبو الحسن عليه السّلام، جهد على بن أبي حمزة في إطفاء نور اللّه فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره، و أنّ أهل الحقّ إذا دخل فيهم داخل سرّوا به، و إذا خرج منهم خارج لم يجزعوا عليه، و ذلك إنهم على يقين من أمرهم، و إنّ أهل الباطل إذا دخل فيهم داخل سرّوا به، و إذا خرج منهم خارج جزعوا عليه، و ذلك أنهم على شكّ من أمرهم، إنّ اللّه

ص: 439


1- رجال الكشى: 423
2- رجال الكشى: 376
3- رجال الكشى: 376.

جلّ جلاله يقول: «فَمُسْتَقَرٌّ وَ مُسْتَوْدَعٌ » قال: ثمّ قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: المستقرّ: الثابت و المستودع: المعار(1).

31 - عنه قال: حدّثني محمّد بن مسعود قال: حدّثنا جعفر بن أحمد، عن أحمد بن سليمان، عن منصور بن العباس البغداديّ قال: حدّثنا إسماعيل بن سهل قال: حدّثني بعض أصحابنا و سألنى أن أكتم اسمه، قال: كنت عند الرّضا عليه السّلام فدخل عليه عليّ بن أبي حمزة و ابن السرّاج و ابن المكاريّ ، فقال له ابن أبى حمزة: ما فعل أبوك ؟ قال:

مضى قال: مضى موتا؟ قال: نعم، قال. إلى من عهد؟ فقال: لى قال: فأنت إمام مفترض الطّاعة من اللّه ؟ قال: نعم. قال ابن السراج و ابن المكاري: قد و اللّه أمكنك من نفسه. قال: ويلك و بما أمكنت أ تريد أن أتي بغداد و أقول لهارون أنا إمام مفترض الطّاعة و اللّه ما ذلك عليّ و إنما قلت ذلك لكم عند ما بلغني من اختلاف كلمتكم و تشتّت أمركم، لئلاّ يصير سرّكم في ما يدعوكم.

قال له ابن أبي حمزة: لقد أظهرت شيئا ما كان يظهره أحد من آبائك، و لا يتكلّم به، قال: بلى، لقد تكلّم خير آبائي رسول اللّه، صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا أمره اللّه تعالى أن ينذر عشيرته الأقربين، جمع من أهل بيته أربعين رجلا و قال لهم: أنا رسول اللّه إليكم فكان أشدّهم تكذيبا له و تأليبا عليه عمّه أبو لهب.

فقال لهم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إن خدشنى خدش، فلست بنبيّ ، فهذا أوّل ما أبدع لكم من آية النبوّة و أنا أقول: إن خدشني هارون خدشا، فلست بإمام فهذا ما أبدع لكم من آية الإمامة، فقال له عليّ : أنّا روّينا عن آبائك أنّ الإمام لا يلي أمره إلاّ الإمام مثله.

فقال له أبو الحسن عليه السّلام فأخبرني عن الحسين بن عليّ عليه السّلام، كان إماما أو كان غير إمام ؟ قال: كان إماما، قال: فمن ولى أمره قال: عليّ بن الحسين. قال:

و أين كان عليّ بن الحسين عليه السّلام، قال: كان محبوسا في يد عبيد اللّه بن زياد في الكوفة،

ص: 440


1- رجال الكشى: 377.

قال: خرج و هم كانوا لا يعلمون: حتّى ولي أمر أبيه ثمّ انصرف ؟ فقال له أبو الحسن عليه السّلام: إنّ هذا الّذي أمكن عليّ بن الحسين عليه السّلام أن يأتى كربلاء، فيلي أمر أبيه، فهو أمكن صاحب هذا الأمر أن يأتي بغداد فيلي أمر أبيه، ثم ينصرف، و ليس في حبس و لا في إساءة قال له علي: إنا روينا أنّ الإمام لا يمضي حتّى يرى عقبه.

فقال أبو الحسن عليه السّلام: ما روّيتم في هذا الحديث غير هذا، قال: لا، قال: بلى و اللّه يقدر و يتمّ إلاّ القائم، و أنتم لا تدرون ما معناه و لم قيل ؟ قال له عليّ بلى و اللّه إنّ هذا لفى الحديث، قال له أبو الحسن عليه السلام: ويلك كيف اجترأت على شيء تدع بعضه، ثمّ قال: يا شيخ اتّق اللّه، و لا تكن من الصادّين عن دين اللّه تعالى(1).

32 - الحميرى عن الرضا: عليه السّلام و أمّا ابن أبي حمزة فانّما دعاه إلى مخالفتنا، و الخروج عن أمرنا إنّه عدا على مال لأبي الحسن عليه السّلام عظيم، فاقتطعه في حياة أبي الحسن و كابرني عليه و أبى أن يدفعه، و الناس كلّهم مسلمون و مجتمعون على تسليمهم الأشياء كلّها إليّ ، فلمّا حدث ما حدث في هلاك أبي الحسن اغتنم الفراق عليّ بن أبي حمزة و أصحابه إياي، و لعمري ما به من علّة إلاّ اقتطاعه المال و ذهابه به.

و أما ابن أبي حمزة فإنّه رجل تأوّل تأويلا لم يحسنه و لم يؤت عليه، فألقاه إلى النّاس فلجّ فيه، فكره إكذاب نفسه في إبطال قوله بأحاديث تأوّلها لم يحسن تأويلها، و لم يؤت عليها، و رأى أنه إذا لم يصدق بذلك لم يدر لعلّ ما خبره عنه السفياني و غيره إنّه كائن لا يكون منه شيء، و قال لهم: ليس يسقط قول آبائه بشيء و لعمري ما يسقط قول آبائي شيء، و لكن قصر علمه عن غايات ذلك، و حقائقه، فصار فتنة له و شبه عليه و فرّ من أمر فوقع فيه(2).

ص: 441


1- رجال الكشى: 393.
2- قرب الاسناد: 205.

33 - الطوسى - رحمه اللّه - قال: و روى أحمد بن محمّد بن عيسى، عن سعد بن سعد، عن أحمد بن عمر، قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول في ابن أبي حمزة: أ ليس هو الّذي يروى أنّ رأس المهدي يهدى إلى عيسى بن موسى، و هو صاحب السفياني، و قال: إنّ أبا إبراهيم عليه السّلام يعود إلى ثمانية أشهر، فما استبان لهم كذبه(1).

34 - عنه قال: و روى محمّد بن أحمد بن يحيى، عن بعض أصحابنا، عن محمّد بن عيسى ابن عبيد، عن محمّد بن سنان قال: ذكر علي بن أبي حمزة عند الرضا عليه السّلام فلعنه، ثمّ قال إنّ عليّ بن أبي حمزة أراد إن لا يعبد اللّه في سمائه و أرضه، فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره و لو كره المشركون، و لو كره اللّعين المشرك، قلت: المشرك ؟ قال: نعم و اللّه و إن رغم أنفه كذلك هو في كتاب اللّه «يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِؤُا نُورَ اَللّٰهِ بِأَفْوٰاهِهِمْ » و قد جرت فيه و في أمثاله أنه أراد أن يطفئ نور اللّه(2).

35 - ابن شهرآشوب - رحمه اللّه - مرسلا عن الحسن بن على الوشاء قال: دعاني سيدى الرضا عليه السّلام بمرو، فقال: يا حسن مات علي بن أبي حمزة البطائنى في هذا اليوم و ادخل في قبره الساعة، و دخلا عليه ملكا القبر فسألاه من ربك ؟ فقال: اللّه، ثمّ قالا من نبيك ؟ فقال: محمّد، فقالا: من وليك ؟ فقال عليّ بن أبي طالب قالا: ثمّ ، قال: الحسن قالا: ثم، قال: الحسين.

قالا: ثمّ ، قال: على بن الحسين، قالا: ثمّ من ؟ قال: محمّد بن على، قالا ثمّ من ؟ قال: جعفر بن محمّد، قالا: ثمّ من ؟ قال موسى بن جعفر، و قالا: ثمّ من ؟ فلجلج، فزجراه و قالا: ثمّ من ؟ فسكت، فقالا: أ فموسى بن جعفر أمرك بهذا، ثمّ ضرباه بمقمعة، من نار، فألهبا عليه قبره إلى يوم القيامة، فخرجت من عند سيدي، فورّخت ذلك اليوم فما مضت الأيام حتى وردت كتب الكوفيّين بموت البطائنى في ذلك اليوم و أنه دخل قبره في تلك الساعة(3).

ص: 442


1- غيبة الشيخ: 46
2- غيبة الشيخ: 46
3- مناقب آل ابى طالب: 493

22- - ما روى فى على بن خطاب

36 - عنه قال: حدّثني حمدوية قال: حدّثنا الحسن بن موسى قال: حدّثنا عليّ بن خطّاب - و كان واقفيا - قال: كنت في الموقف يوم عرفة، فجاء أبو الحسن الرّضا عليه السّلام، و معه بعض بني عمّه، فوقف أمامي و كنت محموما شديدا الحمّى، و قد أصابني عطش شديد.

فقال الرضا عليه السّلام، لغلام له شيئا لم أعرفه، فنزل الغلام و جاء بماء في مشربة فتناوله فشرب، و صبّ الفضلة على رأسه من الحرّ، ثم قال: املاء فملأ المشربة ثمّ قال: اذهب فاسق ذلك هذا الشيخ، قال: فجاءني بالماء فقال لي: أنت موعوك ؟ قلت:

نعم قال اشرب فشربت، فذهبت و اللّه الحمى، فقال لي يزيد بن إسحاق: ويحك يا عليّ فما تريد بعد هذا ما تنتظر؟ قلت: يا أخي دعنا. قال له يزيد: فحدّثت بحديث إبراهيم بن شعيب، و كان واقفيا مثله، قال كنت في مسجد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إلى جنبى إنسان ضخم آدم، فقلت له: من الرّجل ؟ فقال لي: مولى لبني هاشم قلت: فمن أعلم بنى هاشم ؟ قال: الرضا عليه السّلام قلت: فما باله لا يجيء عنه كما يجيء عن آبائه ؟ فقال لى: ما أدري ما تقول، و نهض و تركني، فلم ألبث إلاّ يسيرا حتّى جاءني بكتاب فدفعه إليّ فقرأته فإذا خطّ ليس بجيّد، فإذا فيه يا إبراهيم إنك نجل عن آبائك و إنّ لك من الولد كذا و كذا من الذكور فلان و فلان حتى عدّهم بأسمائهم و لك من البنات فلانة و فلانة حتى عدّ جميع البنات بأسمائهنّ و كانت بنت ملقبة بالجعفريّة، قال: فخطّ على اسمها، فلمّا قرأت الكتاب قال لى: هاته، قلت، دعه قال: لا، امرت أن أخذه منك فدفعته إليه، قال الحسن: و أجدهما ماتا على شكّهما،(1)،

ص: 443


1- رجال الكشى: 398

23- - ما روى فى عبد اللّه بن طاوس

37 - عنه قال: و كان عمره مائة سنة، وجدت في كتاب محمّد بن الحسن بن بندار القمّي بخطّه: حدثني الحسن بن أحمد المالكي قال: عبد اللّه بن طاوس في سنة ثمان و ثلاثين و مائتين قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام و قلت له: إنّ لي ابن أخ و قد زوّجته ابنتى و هو يشرب الشراب و يكثر ذكر الطلاق فقال له: إن كان من إخوانك فلا شيء عليه و إن كان من هؤلاء فانتزعها منه، فانما عنى الفراق.

فقلت له: أروى عن آبائك عليهم السّلام إياكم و المطلّقات ثلاثا في مجلس، فانهنّ ذوات أزواج فقال: هذا من إخوانكم لا منهم، إنه من دان بدين قوم لزمته أحكامهم، قال:

قلت له: إنّ يحيى بن خالد شتم أباك موسى بن جعفر عليه السّلام قال: نعم سمّه في ثلاثين رطبة، قلت له: فما كان يعلم أنها مسمومة ؟ قال: غاب عنه المحدّث. قلت: و من المحدّث ؟ قال: ملك أعظم من جبرئيل و ميكائيل كان مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو مع الأئمة عليهم السّلام و ليس كلّ ما طلب وجد.

ثمّ قال: إنك ستعمر، فعاش مائة سنة(1).

24- - ما روى فى على بن عبيد اللّه

38 - عنه قال: قرأت في كتاب محمّد بن الحسن بن بندار بخطه: حدثني محمّد ابن يحيى العطار قال حدثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن سليمان ابن جعفر قال: قال لي عليّ بن عبيد اللّه بن الحسين بن عليّ بن الحسين بن عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليهم أشتهي أن أدخل على أبي الحسن الرضا عليه السّلام اسلّم عليه قلت: فما يمنعك من ذلك ؟ قال: الإجلال و الهيبة له و أتقى عليه.

قال: فاعتلّ أبو الحسن عليه السّلام علّة خفيفة، و قد عاده الناس، فلقيت عليّ بن عبيد اللّه فقلت؛ قد جاءك ما تريد، قد اعتل أبو الحسن عليه السّلام علّة خفيفة و قد عاده الناس فإن أردت الدّخول عليه فاليوم. قال: فجاء إلى أبى الحسن عليه السّلام عائدا فلقيه

ص: 444


1- رجال الكشى: 503

أبو الحسن عليه السّلام بكلّ ما يحبّ من المنزلة و التعظيم، ففرح بذلك عليّ بن عبيد اللّه فرحا شديدا.

ثمّ مرض على بن عبيد اللّه فعاده أبو الحسن عليه السّلام و أنا معه، فجلس حتّى خرج من كان في البيت فلمّا خرجنا أخبرتنى مولاة لنا أنّ أمّ سلمة امرأة عليّ بن عبيد اللّه كانت من وراء الستر تنظر إليه، فلما خرج، خرجت و انكبّت على الموضع الّذي كان أبو الحسن عليه السّلام فيه جالسا تقبله و تتمسّح به.

قال سليمان: ثمّ دخلت على عليّ بن عبيد اللّه فأخبرني بما فعلت أمّ سلمة فخبّرت به أبا الحسن عليه السّلام فقال يا سليمان: إنّ عليّ بن عبيد اللّه و امرأته و ولده من أهل الجنة، يا سليمان إنّ ولد عليّ و فاطمه عليهم السّلام إذا عرفهم اللّه هذا الأمر لم يكونوا كالناس،(1)

25- - ما روى فى على بن مروان الجوانى

39 - عنه قال: حمدوية و إبراهيم قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسى قال:

كان الجواني خرج مع أبي الحسن عليه السّلام، إلى خراسان و كان من قرابته،(2)

26- - ما روى فى على بن يقطين

40 - عنه قال: محمّد بن مسعود قال: حدّثني محمّد بن نصير و جبرئيل بن أحمد قالا: حدّثنا محمّد بن عيسى قال: حدّثني يعقوب بن يقطين قال: سمعت أبا الحسن الخراساني عليه السّلام، يقول: أما أنّ عليّ بن يقطين مضى، و صاحبه عنه راض يعنى أبا الحسن عليه السّلام(3).

27- - ما روى فى قيس

41 - عنه قال: حدّثني محمّد بن مسعود قال: أخبرنا عليّ بن الحسن قال:

ص: 445


1- رجال الكشى: 495
2- رجال الكشى: 427
3- رجال الكشى: 466

حدّثني معمر بن خلاّد قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام: إنّ رجلا من أصحاب عليّ عليه السّلام يقال له قيس كان يصلّي، فلمّا صلّى ركعة أقبل أسود سالخ، فصار في موضع السجود، فلمّا نحّى جبينه عن موضعه تطوّق الأسود في عنقه ثمّ انساب في قميصه.

و إني أقبلت يوما من الفرع فحضرت الصلاة فنزلت، فصرت إلى ثمامة، فلمّا صلّيت ركعة أقبل أفعى نحوي فأقبلت على صلاتي لم اخفّفها و لم ينقص منها شيء، فدنا مني ثمّ رجع إلى ثمامة، فلمّا فرغت من صلاتي و لم اخفّف دعائي دعوت بعض من معي فقلت: دونك الأفعي تحت الثمامة، و من لم يخف إلاّ اللّه كفاه(1)

28- - ما روى فى محمد بن ابى زينب الاسدى

42 - عنه عن سعد قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن أبى يحيى بن سهل ابن زياد الواسطيّ و محمّد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر، و أبي يحيى الواسطيّ قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام: كان بنان يكذب على عليّ بن الحسين عليه السّلام، فأذاقه اللّه مرّ الحديد، و كان مغيرة بن سعيد يكذب على أبى جعفر عليه السّلام، فأذاقه اللّه مرّ الحديد.

و كان محمّد بن بشير يكذب على أبى الحسن موسى عليه السّلام، فأذاقه اللّه حرّ الحديد و كان أبو الخطّاب يكذب على أبي عبد اللّه عليه السّلام، فأذاقه اللّه حرّ الحديد، و الّذي يكذب عليّ محمّد بن فرات. قال؛ أبو يحيي و كان محمّد بن فرات من الكتّاب فقتله إبراهيم بن شكلة(2).

29- - ما روى فى محمد بن سنان

43 - عنه عن حمدويه: قال: حدّثنا أبو سعيد الأدمى، عن محمّد بن مرزبان عن محمّد بن سنان: قال: شكوت إلى الرّضا عليه السّلام، وجع العين فأخذ قرطاسا فكتب إلى

ص: 446


1- رجال الكشى: 88
2- رجال الكشى: 256

أبي جعفر عليه السّلام و هو أوّل شيء، فدفع الكتاب إلى الخادم، و أمرني أن أذهب معه و قال: اكتم فأتيناه و خادم قد حمله.

قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدى أبي جعفر عليه السّلام، فجعل أبو جعفر عليه السّلام، ينظر في الكتاب، و يرفع رأسه إلى السماء و يقول: ناج ففعل ذلك مرارا، فذهب كلّ وجع في عيني و أبصرت بصرا لا يبصره أحد. قال: فقلت لأبي جعفر عليه السّلام: جعلك اللّه شيخا على هذه الأمة، كما جعل عيسى بن مريم شيخا على بني إسرائيل.

قال: ثمّ قلت له: يا شبيه صاحب فطرس، قال: و انصرفت و قد أمرني الرضا عليه السّلام أن أكتم، فما زلت صحيح البصر حتى أذاعت ما كان من أبى جعفر عليه السّلام في أمر عيني فعاود في الوجع، قال: قلت لمحمّد بن سنان: ما عنيت بقولك يا شبيه صاحب فطرس.

فقال إنّ اللّه غضب على ملك من الملائكة، يدعى فطرس، فدقّ جناحه و رمي في جزيرة من جزائر البحر، فلما ولد الحسين عليه السّلام، بعث اللّه عزّ و جلّ جبرئيل إلى محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ليهنئه بولادة الحسين عليه السّلام، و كان جبرئيل صديقا لفطرس، فمرّ به و هو في الجزيرة مطروح، فخبّره بولادة الحسين عليه السّلام و ما أمر اللّه به، فقال له: هل لك أن أحملك على جناح من أجنحتي و أمضي بك إلى محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليشفع فيك ؟ فقال فطرس: نعم فحمله على جناح من أجنحته حتى أتى به محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فبلغه تهنئة ربّه تعالى، ثم حدّثه بقصّة فطرس فقال محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، لفطرس: امسح جناحك على مهد الحسين، و تمسّح به، ففعل ذلك فطرس، فجبر اللّه جناحه و ردّه إلى منزله مع الملائكة(1).

30- - ما روى فى محمد بن الفرات

44 - عنه قال: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد، حدّثني محمّد بن عبد اللّه بن مهران، قال: حدّثني بعض أصحابنا، عن محمّد بن فرات قال: كان يغلو في القول، و

ص: 447


1- رجال الكشى: 487

كان يشرب الخمر، فبعث إليه الرّضا عليه السّلام، خمرة فتمرة، فقال محمّد: إنما بعث بالخمرة لأصلي عليها و حثّني عليها، و التمر نهاني عن الأنبذة، قال نصر بن صباح:

محمّد بن الفرات كان بغداديّا(1).

45 - عنه قال: حدّثني الحسين بن الحسن القمي قال: حدّثني سعد بن عبد اللّه قال حدّثني العبيديّ ، عن يونس قال: قال أبو الحسن الرّضا عليه السّلام: يا يونس أ ما ترى إلى محمّد بن الفرات، و ما يكذب عليّ ، فقلت: أبعده اللّه و أسحقه و أشقاه فقال:

قد فعل اللّه ذلك به أذاقه اللّه حرّ الحديد، كما أذاق من كان قبله ممّن كذب علينا، يا يونس إنما قلت ذلك لتحذر عنه أصحابي و تأمرهم بلعنه، و البراءة منه فإنّ اللّه يبرأ منه،(2)

46 - عنه قال: قال سعد: و حدّثني ابن العبيديّ قال: حدّثني أخى جعفر بن عيسى، و عليّ بن إسماعيل الميثميّ ، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، أنه قال: آذاني محمّد بن الفرات آذاه اللّه و أذاقه اللّه حرّ الحديد، آذاني لعنه اللّه ما أذى أبو الخطّاب لعنه اللّه جعفر بن محمّد عليه السّلام، بمثله، و ما كذب علينا خطابي مثل ما كذب محمّد بن الفرات و اللّه، ما من أحد يكذب علينا إلاّ و يذيقه اللّه حرّ الحديد،(3)

31- - ما روى فى مرزبان بن عمران الاشعرى القمى

47 - الشيخ المفيد - رحمه اللّه - باسناده عن أحمد بن محمد، عن أبيه، و أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسن بن علي، عن المرزبان بن عمران القميّ الأشعريّ ، قال: قلت لأبى الحسن الرّضا عليه السّلام:

أسألك عن أهمّ الأشياء و الامور إليّ ، أ من شيعتكم أنا؟ فقال: نعم، قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: و اسمي مكتوب عندك ؟ قال: نعم.(4)

32- - ما روى فى مسافر مولى الرضا عليه السلام

48 - عنه عن حمدويه و إبراهيم قالا: حدّثنا أبو جعفر محمّد بن عيسى قال:

ص: 448


1- رجال الكشى: 464
2- رجال الكشى: 464
3- رجال الكشى: 464
4- الاختصاص: 88 و الكشى: 426

أخبرني مسافر قال: أمرني أبو الحسن عليه السّلام بخراسان فقال: ألحق بأبي جعفر فإنّه صاحبك(1).

33- - ما روى فى ميثم التمار

49 - عنه قال: و روي عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه صلوات اللّه عليهم، قال: أتى ميثم التّمار، دار أمير المؤمنين عليه السّلام، فقيل له إنّه نائم، فنادى بأعلى صوته انتبه أيها النّائم، فو اللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك، فانتبه أمير المؤمنين عليه السّلام، فقال: ادخلوا ميثما، فقال له: أيها النائم و اللّه لتخضبنّ لحيتك و رأسك فقال صدقت و أنت و اللّه لتقطعنّ يداك و رجلاك، و لسانك و ليقطعنّ من النخلة الّتي بالكناسة، فتشقّ أربع قطع، فتصلب أنت على ربعها، و حجر بن عديّ على ربعها، و محمّد بن أكثم على ربعها، و خالد بن مسعود على ربعها، قال ميثم: فشككت في نفسي و قلت: إنّ عليا ليخبرنا بالغيب، فقلت له، أو كائن ذلك يا أمير المؤمنين ؟ فقال: إي و ربّ الكعبة: كذا عهده إليّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: فقلت: و من يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: ليأخذنّك العتلّ الزّنيم، ابن الأمة الفاجرة، عبيد اللّه بن زياد، قال: و كان يخرج إلى الجبّانة، و أنا معه، فيمرّ بالنخلة فيقول لى؛ يا ميثم إنّ لك و لها شأنا من الشأن.

قال: فلمّا ولي عبيد اللّه بن زياد الكوفة و دخلها تعلّق علمه بالنخلة الّتي بالكناسة، فتخرّق، فتطير من ذلك فأمر بقطعها، فاشتراها رجل من التجارين، فشقّها أربع قطع، قال ميثم: فقلت لصالح ابني: فخذ مسمارا من حديد، فانقش عليه اسمي و اسم أبي، و دقّه في بعض تلك الأجذاع.

قال: فلمّا مضى بعد ذلك أيّام أتى قوم من أهل السّوق فقالوا: يا ميثم انهض معنا إلى الأمير نشكو إليه عامل السوق، و نسأله أن يعزله عنبا و يولّى علينا غيره، قال: و كنت خطيب القوم فنعيت لي، و أعجبه منطقي، فقال له عمرو بن حريث:

ص: 449


1- رجال الكشى: 426

أصلح اللّه الأمير تعرف هذا المتكلّم ؟ قال: و من هو؟ قال: هذا ميثم التمار، الكذّاب، مولى الكذّاب علي بن أبي طالب، قال: فاستوى جالسا فقال لي: ما يقول ؟ فقلت: كذب أصلح اللّه الأمير بل أنا الصّادق مولى الصّادق عليّ ابن أبي طالب أمير المؤمنين؛ فقال لي: لتبر أنّ من عليّ و لتذكرنّ مساويه، و تولّي عثمان، و تذكر محاسنه، أو لأقطعنّ يديك، و رجليك و لاصلبنّك.

فبكيت فقال لي: بكيت من القول دون الفعل ؟ فقلت: و اللّه ما بكيت من القول، و لا من الفعل، و لكنّي بكيت من شكّ كان دخلني يوم خبرني سيّدي و مولاي، فقال لي: و ما قال لك مولاك قال: فقلت أتيت الباب فقيل لي: إنه نائم فناديت انتبه أيها النائم، فو اللّه لتخضبنّ لحيتك من رأسك، فقال صدقت و أنت و اللّه لتقطعنّ يداك و رجلاك، و لسانك و لتصلبنّ ، فقلت: و من يفعل ذلك بي يا أمير المؤمنين ؟ فقال: يأخذك العتل الزّنيم ابن الامة الفاجرة عبيد اللّه بن زياد، قال: فامتلأ غيظا ثم، قال لي: و اللّه لأقطعنّ يديك و رجليك و لأدعنّ لسانك، حتّى أكذبك و أكذب مولاك، فأمر به فقطعت يداه و رجلاه ثم أخرج، و أمر به أن يصلب، فنادى بأعلى صوته: أيها الناس من أراد أن يسمع الحديث المكنون، عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام.

قال: فاجتمع الناس و أقبل يحدّثهم بالعجائب، قال: و خرج عمرو بن حريث، و هو يريد منزله، فقال: ما هذه الجماعة ؟ فقالوا: ميثم التمّار يحدّث الناس، عن على بن أبي طالب عليه السّلام قال: فانصرف مسرعا فقال: أصلح اللّه الأمير بادر و ابعث إلى هذا من يقطع لسانه فإنى لست آمن أن تتغيّر قلوب أهل الكوفة، فيخرجوا عليك.

قال: فالتفت إلى حرسيّ فوق رأسه فقال. اذهب فاقطع لسانه، قال: فأتاه الحرسيّ فقال له: يا ميثم، قال: ما تشاء قال: أخرج لسانك فقد أمرنى الأمير بقطعه قال ميثم: ألا زعم ابن الأمة الفاجرة أنه يكذبني و يكذب مولاي، هاك لساني قال:

ص: 450

فقطع لسانه و تشحّط ساعة في دمه، ثمّ مات، و أمر به فصلب، قال: صالح فمضيت بعد ذلك بأيّام، فاذا هو قد صلب على الرّبع الّذي كنت دققت فيه المسمار(1).

34- ما روى فى وهب بن وهب ابو البخترى

50 - عنه قال: ذكر أبو الحسن علي بن قتيبة بن محمّد بن قتيبة القتيبيّ ، عن عليّ ابن سلمة الكوفيّ : أبو البختريّ ، اسمه وهب بن وهب بن كثير بن زمعة بن الأسود صاحب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو ربّاه، و قال، عليّ أيضا: قال أبو محمّد الفضل بن شاذان:

كان أبو البختريّ من أكذب البرّية(2).

51 - عنه، عن محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن فضّال: حدّثنا محمّد بن الوليد البجليّ قال: حدّثنا العبّاس بن هلال، عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، قال العبّاس: سمعت رجلا يخبر أنّ أبا البختريّ كان يحدّث أنّ النار تستأمر في قرشيّ سبع مرّات، قال؛ فقال له أبو الحسن؛ قد قال اللّه عزّ و جلّ «عَلَيْهٰا مَلاٰئِكَةٌ غِلاٰظٌ شِدٰادٌ لاٰ يَعْصُونَ اَللّٰهَ مٰا أَمَرَهُمْ وَ يَفْعَلُونَ مٰا يُؤْمَرُونَ » (3)

52 - عنه قال، قال العبّاس: ذكر رجل لابي الحسن عليه السّلام، أبا البختريّ و حديثه عن جعفر و كان الرجل يكذبه، فقال له ابو الحسن عليه السّلام: لقد كذب على اللّه و ملائكته و رسله، ثم ذكر أبو الحسن عن أبيه أنه خرج مع أبي عبد اللّه جعفر جدّه عليه السّلام إلى نخلة حتّى إذا كان ببعض الطريق لقيته أمّ أبي البختريّ ، فوقف، و عدل بوجه دابّته، فأرسلت إليه بالسلام فردّ عليها السلام، فلمّا انصرف أبوه، و جدّه إلى المدينة، أتي قوم جعفر فذكروا له خطبة أم أبي البختريّ فقال لهم؛ ما أفعل(4).

35- ما روى فى هشام بن ابراهيم العباسى

53 - عنه عن محمّد بن الحسن قال؛ حدّثني عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن

ص: 451


1- رجال الكشى: 79.
2- رجال الكشى: 261.
3- رجال الكشى: 261.
4- رجال الكشى: 261.

الرّيان بن الصّلت قال؛ قلت لأبي الحسن عليه السّلام إنّ هشام بن إبراهيم العبّاسي زعم أنك أحللت له الغناء فقال؛ كذب الزنديق إنّما سألني، عنه فقلت له؛ سأل رجل أبا جعفر عليه السّلام، فقال له أبو جعفر؛ إذا فرّق اللّه بين الحقّ و الباطل، فأينما يكون الغناء؟ فقال الرجل: مع الباطل؛ فقال له أبو جعفر عليه السّلام؛ قد قضيت(1).

54 - عنه عن محمّد بن مسعود، قال، حدّثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن زيد عن رجل من أصحابنا، عن صفوان بن يحيى، و ابن سنان أنّهما سمعا أبا الحسن عليه السّلام، يقول: لعن اللّه العبّاسي، فانه زنديق و صاحبه يونس، فإنّهما يقولان بالحسن و الحسين(2).

55 - عنه عن محمّد بن مسعود قال؛ حدّثني عليّ قال؛ حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى عن أبي طالب عن معمر بن خلاد قال؛ سمعت الرضا عليه السّلام يقول؛ إنّ العبّاسي زنديق و كان أبوه زنديقا(3).

56 - عنه، عن محمّد بن مسعود قال؛ حدّثني أحمد، عن أبي طالب قال؛ حدّثني العبّاسي أنّه قال للرضا عليه السّلام: لم لا تدخل فيما سألك أمير المؤمنين ؟ قال: فقال فأنت أيضا عليّ يا عباسي، فقال: نعم و لتجبه إلى ما سألك أو لأعطينك القاضية يعنى السيف(4).

36- ما روى فى هشام بن الحكم

57 - عنه قال، حدّثني خمدويه قال؛ حدّثني محمّد بن عيسى، عن جعفر بن عيسى، عن عليّ بن يونس بن بهمن، قال؛ قلت للرضا عليه السّلام: جعلت فداك إنّ أصحابنا قد اختلفوا، فقال؛ أيّ شيء اختلفوا فيه ؟ احك لى من ذلك شيئا، قال: فلم يحضرني إلاّ ما قلت؛ جعلت فداك، من ذلك ما اختلف فيه زرارة و هشام بن الحكم، فقال

ص: 452


1- رجال الكشى: 422.
2- رجال الكشى: 422.
3- رجال الكشى: 422.
4- رجال الكشى: 422.

زرارة: إن المنفيّ ليس بشيء، و ليس بمخلوق، و قال هشام: إنّ المنفيّ شيء مخلوق فقال لي: قل في هذا بقول هشام و لا تقل بقول زرارة(1).

58 - عنه عن حمدوية بن نصير قال: حدّثنا محمّد بن عيسى العبيدي، قال:

حدّثني جعفر بن عيسى، قال: قال موسى بن الرّقي لأبي الحسن الثانى عليه السّلام: جعلت فداك، روى عنك المشرقي و أبو الأسود أنها سألاك عن هشام بن الحكم، فقلت ضالّ مضلّ شرك في دم أبي الحسن، فما تقول فيه يا سيدي نتولاه ؟ قال: نعم، فأعاد عليه نتولاّه على جهة الاستقطاع قال: نعم تولّوه، نعم تولّوه إذا قلت لك فاعمل به و لا تريد أن تغالب به، اخرج الآن فقل لهم: قد أمرني بولاية هشام بن الحكم، فقال المشرقي لنا بين يديه و هو يسمع: أ لم أخبرتكم أنّ هذا رأيه في هشام بن الحكم غير مرّة(2).

59 - عنه قال: حدّثنا حمدوية و إبراهيم ابنا نصير قالا: حدّثنا محمّد بن عيسى قال:

حدّثني رجل، عن عمر بن عبد العزيز بن أبي بشّار، عن سليمان بن جعفر الجعفريّ قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، عن هشام بن الحكم، قال: فقال لي، رحمه اللّه كان عبدا ناصحا، و أوذي من قبل أصحابه حسدا منهم له(3).

60 - عنه عن محمّد بن نصير قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن أحمد بن محمّد، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: أ ما كان لكم في أبي الحسن عليه السّلام، عظة ما ترى حال هشام بن الحكم، فهو الّذي صنع بأبي الحسن ما صنع و قال لهم و أخبرهم، أ ترى اللّه أن يغفر له ما ركب منا(4).

61 - عنه عن عليّ بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن العبّاس بن معروف عن أبي محمّد الحجّال، عن بعض أصحابنا عن الرضا عليه السّلام، قال: ذكر الرضا عليه السّلام العبّاسيّ ، فقال: هو من غلمان أبي الحارث، يعنى يونس بن عبد الرحمن و أبو الحارث

ص: 453


1- رجال الكشى: 229.
2- رجال الكشى: 229.
3- رجال الكشى: 330.
4- رجال الكشى: 237.

من غلمان هشام، و هشام من غلمان أبي شاكر، و ابو شاكر زنديق(1).

37- - ما روى فى هشام بن سالم

62 - عنه عن محمّد بن مسعود قال: حدّثني عليّ بن محمّد القمّي قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن خالد البرقيّ ، عن أبي عبد اللّه محمّد بن موسى بن عيسى، من أهل همدان، قال: حدّثني إشكيب بن عبدك الكيسانيّ قال: حدّثني عبد الملك بن هشام الحناط قال: قلت لابي الحسن الرّضا عليه السّلام: أسألك جعلني اللّه فداك ؟ قال: سل يا جبليّ ، عما ذا تسألني ؟ فقلت جعلت فداك زعم هشام بن سالم أنّ للّه عزّ و جلّ صورة و أنّ آدم خلق على مثل الربّ ، فنصف هذا، و نصف هذا، و أوميت إلى جانبي و شعر رأسى، و زعم يونس مولى آل يقطين، و هشام بن الحكم أنّ اللّه شيء لا كالأشياء و أنّ الأشياء بائنة منه، و أنه بائن من الأشياء.

و زعما أنّ إثبات الشيء أن يقال جسم فهو لا كالأجسام، شيء لا كالأشياء ثابت موجود غير مفقود، و لا معدوم، خارج من الحدّين حدّ الإبطال و حدّ التشبيه فبأىّ القولين أقول ؟ قال: فقال عليه السّلام: أراد هذا الإثبات، و هذا شبّه ربّه تعالى بمخلوق، تعالى اللّه الّذي ليس له شبه، و لا مثل و لا عدل، و لا نظير و لا هو بصفة المخلوقين، لا تقل بمثل ما قال هشام بن سالم، و قل بما قال مولى آل يقطين و صاحبه، قال: قلت فيعطى الزكاة من خالف هشاما في التوحيد؟ فقال برأسه: لا(2).

38- - ما روى فى أبى بصير يحيى بن القاسم

63 - عنه قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن قتيبة قال: حدّثني الفضل بن شاذان قال: حدّثنا محمّد بن الحسن الواسطيّ و محمّد بن يونس، قال: حدّثنا الحسن بن قياما

ص: 454


1- رجال الكشى: 237.
2- رجال الكشى: 241.

الصيرفيّ قال: حججت في سنة ثلاث و تسعين و مائة، و سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام فقلت: جعلت فداك ما فعل أبوك ؟ قال: مضى كما مضى آباؤه.

قلت فكيف أصنع بحديث حدّثني به يعقوب بن شعيب عن أبي بصير أنّ أبا عبد اللّه عليه السّلام، قال: إن جاءكم من يخبركم أنّ ابني هذا مات، و كفّن و قبر، و نفضوا أيديهم من تراب قبره فلا تصدّقوا به ؟ قال: قال: كذب أبو بصير ليس هكذا حدّثه إنما قال:

إن جاءكم عن صاحب هذا الأمر(1).

39- - ما روى فى يونس بن عبد الرحمن

64 - عنه عن على بن محمّد القتيبيّ قال: حدّثني الفضل بن شاذان قال: حدّثني محمّد بن الحسن الواسطى، و جعفر بن عيسى، و محمّد بن يونس، أنّ الرضا عليه السّلام ضمن ليونس الجنّة ثلاث مرّات(2).

65 - عنه قال: و قال الفضل بن شاذان: سمعت الثّقة يقول: سمعت الرّضا عليه السّلام، يقول، أبو حمزة الثماليّ في زمانه كسلمان في زمانه، و ذلك أنّه خدم منّا أربعة عليّ بن الحسين، و محمّد بن عليّ ، و جعفر بن محمّد، و برهة من عصر موسى بن جعفر عليهم السّلام، و يونس في زمانه كسلمان في زمانه(3).

66 - عنه قال: حدّثني آدم بن محمّد قال: حدّثني عليّ بن محمّد الدقاق النيسابورىّ قال: حدّثني محمّد بن موسى السمان قال: حدّثنا محمّد بن عيسى بن عبيد، عن أخيه جعفر بن عيسى قال: كنت عند أبى الحسن الرضا عليه السّلام، و عنده يونس بن عبد الرحمن إذا استأذن عليه قوم من أهل البصرة، فأومى أبو الحسن عليه السّلام إلى يونس ادخل البيت فاذا بيت مسبل عليه ستر، و إياك أن تتحرّك حتى تؤذن لك.

فدخل البصريون و أكثر و القول من الوقيعة. و القول في يونس و أبو الحسن، عليه السّلام، مطرق، حتّى لما أكثر و قاموا فودّعوا و خرجوا، فأذن ليونس بالخروج،

ص: 455


1- رجال الكشى: 402.
2- رجال الكشى: 409.
3- رجال الكشى: 410.

فخرج باكيا، فقال: جعلنى اللّه فداك أنا أحامي عن هذه المقالة و هذه حالي عند أصحابى فقال له أبو الحسن عليه السّلام: يا يونس فما عليك ممّا يقولون إذا كان إمامك عنك راضيا.

يا يونس حدّث الناس بما يعرفون، و اتركهم ممّا لا يعرفون كأنك تريد أن يكذب على اللّه في عرشه، يا يونس و ما عليك أن لو كان في يدك اليمنى درّة، ثمّ قال الناس بعرة، أو بعرة و قال الناس درّة، هل ينفعك ذلك شيئا؟ فقلت: لا فقال: هكذا أنت يا يونس إذا كنت على الصّواب و كان إمامك عنك راضيا لم يضرّك ما قال الناس(1).

67 - عنه قال: حدّثني عليّ بن محمّد القتيبيّ قال: حدّثني الفضل بن شاذان قال: سمعت الثقة يقول: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: يونس بن عبد الرحمن في زمانه كسلمان الفارسيّ في زمانه قال الفضل: و لقد حجّ يونس إحدى و خمسين حجّة آخرها عن الرضا عليه السّلام(2).

68 - عنه عن عليّ بن محمّد القتيبي قال: حدّثني أبو محمّد الفضل بن شاذان، قال:

حدّثني أبو جعفر البصريّ - و كان ثقة فاضلا صالحا - قال: دخلت مع يونس بن عبد الرحمن على الرضا عليه السّلام، فشكى إليه ما يلقي من أصحابه من الوقيعة، فقال الرّضا عليه السّلام: دارهم فإنّ عقولهم لا تبلغ(3).

69 - عنه عن حمدوية و إبراهيم قالا: حدّثنا محمّد بن عيسى، قال: حدّثني هشام المشرقي أنّه دخل على أبي الحسن الخراساني عليه السّلام قال: إنّ أهل البصرة سألوا عن الكلام، فقالوا، إنّ يونس يقول: إنّ الكلام ليس بمخلوق.

أما بلغكم قول أبي جعفر عليه السّلام حين سئل عن القرآن أ خالق هو أم مخلوق فقال لهم: ليس بخالق، و لا مخلوق، إنّما هو كلام الخالق، فقويت أمر يونس و قالوا إنّ يونس، يقول: إنّ من السنة أن يصلّي الإنسان ركعتين و هو جالس بعد العتمة

ص: 456


1- رجال الكشى: 411.
2- رجال الكشى: 412.
3- رجال الكشى: 413.

فقلت: صدق يونس(1).

70 - عنه عن عليّ بن الحسن بن عليّ بن فضال قال: حدّثني مروك بن عبيد، عن محمّد بن عيسى القمّي قال: توجهت إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام فاستقبلني يونس مولى آل يقطين فقال أين تذهب ؟ قلت: اريد أبا الحسن قال: اسأله عن هذه المسألة قل له: خلقت الجنة بعد؟ فإني أزعم أنّها لم تخلق.

قال: فدخلت على أبي الحسن عليه السّلام فجلست عنده، فقلت له: إنّ يونس مولى آل يقطين أودعنى إليك رسالة، قال: و ما هي قلت: قال: أخبرني عن الجنة خلقت بعد، فإني أزعم أنها لم تخلق، فقال: كذب فأين جنّة آدم ؟ عليه السّلام(2).

71 - عنه عن جبرئيل بن أحمد قال: سمعت محمّد بن عيسى، عن عبد العزيز بن المهتدي قال: قلت للرضا عليه السّلام: أن شقتي بعيدة فلست أصل إليك في كلّ وقت فآخذ معالم دينى من يونس مولى آل يقطين قال: نعم(3).

72 - عنه قال: حدثنى على بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن محمّد بن عيسى قال: قال ياسر الخادم أنّ أبا الحسن الثاني عليه السّلام أصبح في بعض الأيام فقال لي، رأيت البارحة مولى لعليّ بن يقطين، و بين عينيه غرّة بيضاء فتأوّلت ذلك على الدين(4).

73 - عنه عن علي قال: حدّثني محمّد بن أحمد عن يعقوب بن يزيد، عن مروك ابن عبيد، عن يزيد بن حمّاد، عن ابن سنان قال: قلت لابي الحسن عليه السّلام: إنّ يونس يقول إنّ الجنة و النار لم يخلقا، فقال: ما له لعنه اللّه و أين جنه آدم(5).

74 - عنه عن عليّ قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب، عن الحسن بن راشد، عن محمّد بن أبادية قال. كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام في يونس، فكتب: لعنه اللّه و لعن أصحابه، أو برئ اللّه منه و أصحابه(6).

ص: 457


1- رجال الكشى: 415.
2- رجال الكشى: 415.
3- رجال الكشى: 415.
4- رجال الكشى: 415.
5- رجال الكشى: 415.
6- رجال الكشى: 415.

75 - عنه عن عليّ بن محمّد قال قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن يعقوب بن يزيد عن الحسين بن بشار الواسطيّ ، عن يونس بهمن، قال: قال لي يونس اكتب إلى أبي الحسن عليه السّلام فاسأله عن آدم هل فيه من جوهرية اللّه شيء؟ قال: فكتب إليه، فأجابه هذه المسألة مسألة رجل على غير السنة، فقلت ليونس، فقال: لا يسمع ذا أصحابنا فيبرءون منك، قال: قلت ليونس: يبرءون منى أو منك ؟(1).

76 - عنه عن عليّ قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن الحسين بن راشد قال لما ارتحل أبو الحسن عليه السّلام إلى خراسان قال: قلنا ليونس هذا أبو الحسن حمل إلى خراسان فقال: إن دخل في هذا الأمر طائعا أو مكرها فهو طاغوت(2).

77 - عنه عن جعفر بن أحمد، عن يونس قال: قلت له عليه السّلام: قد عرفت انقطاعى إليك و إلى أبيك، و حلفته بحقّ اللّه، و حقّ رسوله و حقّ أهل بيته و سمّيتهم حتّى انتهيت إليه أن لا يخرج ما يخبرني به إلي الناس، و إني أرجو أن يقول أبي حيّ ثمّ سألته عن أبيه أ حيّ أم ميت ؟ فقال: قد و اللّه مات، قلت: جعلت فداك إنّ شيعتك أو قلت مواليك يروون أنّ فيه شبه أربعة أنبياء قال: قد و اللّه الّذي لا إله إلا هو هلك قال: قلت: هلاك غيبة أو هلاك موت ؟ فقال: هلاك موت و اللّه، قلت: جعلت فداك. فلعلك منى في تقيّة ؟ قال: فقال:

سبحان اللّه قد و اللّه مات قلت: حيث كان هو في المدنية و مات أبوه في بغداد فمن أين علمت موته ؟ قال: جاءني منه ما علمت به أنه قد مات قلت: فأوصى إليك ؟ قال: نعم قلت: فما شرك فيها أحد معك ؟ قال: لا، قلت: فعليك من إخوانك إمام ؟ فقال: لا قلت: فأنت إمام قال: نعم(3).

78 - عنه عن عليّ بن محمّد قال: حدّثني محمّد بن أحمد، عن بعض أصحابنا عن على بن محمّد بن عيسى، عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال قال: كنت عند الرضا عليه السّلام و معه كتاب. يقرأه في بابه حتّى ضرب به الأرض، فقال: كتاب ولد الزنا للزانية فكان كتاب يونس(4).

ص: 458


1- رجال الكشى: 415.
2- رجال الكشى: 416.
3- رجال الكشى: 417.
4- رجال الكشى: 417.

79 - عنه عن طاهر بن عيسى، قال: حدّثني جعفر بن أحمد قال: حدّثني الشجاعيّ ، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن يسار، عن الحسن بن بنت إلياس، عن يونس بن بهمن قال: قال يونس بن عبد الرحمن: كتبت إلى أبى الحسن الرضا عليه السّلام سألته عن آدم عليه السّلام، هل فيه من جوهرية الربّ شيء قال: فكتب إلى جواب كتابي ليس صاحب هذا المسألة على شيء من السنّة زنديق(1).

80 - عنه عن آدم بن محمّد القلانسى البلخيّ قال. حدّثني عليّ بن محمّد القمّى قال: حدّثني أحمد بن عيسى القمّي، عن يعقوب بن يزيد عن أبيه يزيد بن حماد، عن أبي الحسن عليه السّلام، قال: قلت: اصلّي خلف من لا أعرف ؟ فقال: لا تصلّ إلاّ خلف من تثق بدينه، فقلت له: أصلّي خلف يونس و أصحابه ؟ فقال: يأبى ذلك عليكم عليّ بن حديد آخذ بقوله فى ذلك ؟ قال: نعم قال فسألت على بن حديد عن ذلك فقال: لا تصلّ خلفه و لا خلف أصحابه(2).

81 - عنه عن آدم قال: حدّثني عليّ بن محمّد بن يزيد القمّى، قال: حدّثني أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن إبراهيم الحضيني الأهوازي قال: لما حمل أبو الحسن إلي خراسان قال يونس بن عبد الرحمن: إن دخل في هذا الأمر طائعا أو كارها انتقضت النبوّة من لدن آدم(3).

82 - عنه عن آدم بن محمّد قال: حدّثني علي بن محمّد القمّي قال: حدّثني أحمد ابن محمّد بن عيسى، عن عبد اللّه بن محمّد الحجّال قال: كنت عند أبي الحسن الرّضا عليه السّلام، إذ ورد عليه كتاب يقرأه فقرأه ثمّ ضرب به الأرض فقال: هذا كتاب ابن زان لزانية هذا كتاب زنديق لغير رشده، فنظرت إليه فإذا كتاب يونس(4).

83 - عنه عن عليّ بن محمّد القتيبيّ ، قال: حدّثني الفضل بن شاذان، قال:

حدثنى عبد العزيز بن المهتديّ - و كان خير قمّى رأيته و كان وكيل الرضا عليه السّلام و خاصّته - قال سألت الرضا صلوات اللّه عليه فقلت: إنى لا ألقاك فى كلّ وقت، فممّن

ص: 459


1- رجال الكشى: 417.
2- رجال الكشى: 418.
3- رجال الكشى.
4- رجال الكشى: 418.

آخذ معالم دينى ؟ قال: خذ عن يونس بن عبد الرحمن(1).

40- - ما روى فى الواقفية

84 - عنه قال: حدّثني محمّد بن مسعود، و محمّد بن الحسن البرانى قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن محمّد بن فارس قال: حدّثني أبو جعفر أحمد بن عبدوس الخلنجي أو غيره عن عليّ بن عبد اللّه الزّهريّ قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام أسأله عن الواقفة ؟ فكتب: الواقف عاند من الحقّ ، و مقيم على سيّئة، إن مات بها، كانت جهنم مأواه و بئس المصير(2).

85 - عنه عن جعفر بن معروف قال: حدثنى سهل بن يحيى قال: حدثنى الفضل ابن شاذان رفعه عن الرضا عليه السّلام قال: سئل عن الواقفة ؟ فقال: يعيشون حيارى و يموتون زنادقة(3).

86 - عنه قال: وجدت بخطّ جبرئيل بن أحمد في كتابه: حدّثني سهل بن زياد الادمي قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن الربيع الأقرع قال: حدّثني جعفر بن بكير قال حدّثني يوسف بن يعقوب، قال: قلت لأبي الحسن الرّضا عليه السّلام: اعطي هؤلاء الّذين يزعمون أنّ أباك حيّ من الزكاة شيئا؟ قال: لا تعطهم فإنّهم كفّار مشركون زنادقة(4).

87 - عنه قال: حدّثني عدّة من أصحابنا عن أبي الحسن الرّضا عليه السّلام قال:

سمعناه يقول: يعيشون شكّاكا و يموتون زنادقة، قال: فقال: حضرت رجلا منهم و قد احتضر. فسمعته يقول: هو كافر إن مات موسى بن جعفر عليه السّلام، قال: فقلت هذا هو(5)

88 - عنه عن أبي صالح خلف بن حامد الكشيّ . عن الحسن بن طلحة، عن بكر بن صالح، قال: سمعت الرّضا عليه السّلام، يقول: ما يقول الناس في هذه الآية ؟ قلت جعلت فداك فأيّ آية ؟ قال: قول اللّه عزّ و جلّ «وَ قٰالَتِ اَلْيَهُودُ يَدُ اَللّٰهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ

ص: 460


1- رجال الكشى: 406.
2- رجال الكشى: 387.
3- رجال الكشى: 388.
4- رجال الكشى: 388.
5- رجال الكشى: 389.

و لعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء».

قلت: اختلفوا فيها قال أبو الحسن عليه السّلام: و لكن أقول نزلت في الواقفة، إنّهم قالوا: لا إمام بعد موسى عليه السّلام، فردّ اللّه عليهم، بل يداه مبسوطتان، و اليد هو الإمام في باطن الكتاب، و إنّما عنى بقولهم: لا إمام بعد موسى بن جعفر(1).

89 - عنه عن خلف، عن الحسن بن طلحة المروزيّ ، عن محمّد بن عاصم قال:

سمعت الرضا عليه السّلام، يقول: يا محمّد بلغنى أنّك تجالس الواقفة ؟ قلت: نعم. جعلت فداك اجالسهم و أنا مخالف لهم قال: لا تجالسهم، فإنّ اللّه عزّ و جلّ يقول: «وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي اَلْكِتٰابِ أَنْ إِذٰا سَمِعْتُمْ آيٰاتِ اَللّٰهِ يُكْفَرُ بِهٰا وَ يُسْتَهْزَأُ بِهٰا فَلاٰ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتّٰى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ » يعنى بالآيات الأوصياء الذين كفروا بها الواقفة(2).

90 - عنه عن خلف قال: حدّثني الحسن بن عليّ ، عن سليمان الجعفريّ قال:

كنت عند أبي الحسن عليه السّلام بالمدينة إذ دخل عليه رجل من أهل المدينة، فسأله عن الواقفة، فقال أبو الحسن عليه السّلام: «مَلْعُونِينَ أَيْنَمٰا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَ قُتِّلُوا تَقْتِيلاً، سُنَّةَ اَللّٰهِ فِي اَلَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَ لَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اَللّٰهِ تَبْدِيلاً» و اللّه إنّ اللّه لا يبدلها حتى يقتلوا عن آخرهم(3).

91 - عنه عن محمّد بن الحسن البرانيّ قال: حدّثني أبو عليّ قال: حدّثني يعقوب ابن يزيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن رجل من أصحابنا قال: قلت للرضا عليه السّلام: جعلت فداك قوم قد وقفوا على أبيك، يزعمون أنه لم يمت، قال: كذبوا، و هم كفّار بما أنزل اللّه عزّ و جل على محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لو كان اللّه يمدّ في أجل أحد من بني آدم لحاجة الخلق إليه، لمدّ اللّه في أجل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(4).

92 - عنه عن محمّد بن الحسن البراني، قال: حدّثني أبو على الفارسي قال:

حدّثني ميمون النخّاس، عن محمّد بن الفضيل قال: قلت للرّضا عليه السّلام: جعلت فداك

ص: 461


1- رجال الكشى: 388.
2- رجال الكشى: 389.
3- رجال الكشى: 389.
4- رجال الكشى: 379.

ما حال قوم قد وقفوا على أبيك موسى عليه السّلام قال: لعنهم اللّه، ما أشدّ كذبهم، أما أنهم يزعمون أني عقيم و ينكرون من يلى هذا الأمر من ولدي(1).

93 - عنه عن محمّد بن الحسن البرانى قال: حدّثني أبو علي الفارسيّ عن محمّد بن الحسين الكوفيّ ، عن محمّد بن جبّار، عن عمر بن فرات قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام، عن الواقفة قال: يعيشون حيارى و يموتون، زنادقة(2).

94 - عنه عن إبراهيم بن محمّد بن العبّاس الختلي قال: حدّثني أحمد بن إدريس القمّي قال: حدّثني محمّد بن أحمد بن يحيى قال: حدّثني العبّاس بن معروف، عن الحجّال عن إبراهيم بن أبي البلاد، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام، قال: ذكرت الممطورة و شكهم فقال: يعيشون ما عاشوا في شكّ ثمّ يموتون زنادقة(3).

95 - عنه عن حمدوية قال: حدّثني: محمّد بن عيسى، عن إبراهيم بن عقبة قال: كتبت إليه يعنى أبا الحسن عليه السّلام: جعلت فداك قد عرفت بعض هذه الممطورة أ فأقنت عليهم في صلاتي ؟ قال: نعم اقنت عليهم في صلاتك(4).

96 - عنه عن خلف بن جابر الكشيّ قال: أخبرني الحسن بن طلحة المروزي عن يحيى بن المبارك قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام، بمسائل فأجابني، و كتبت و ذكرت في آخر الكتاب قول اللّه عزّ و جلّ : «مُذَبْذَبِينَ بَيْنَ ذٰلِكَ لاٰ إِلىٰ هٰؤُلاٰءِ ، وَ لاٰ إِلىٰ هٰؤُلاٰءِ » فقال: نزلت في الواقفة، و وجدت الجواب كلّه بخطه: ليس هم من المؤمنين و لا من المسلمين، هم ممن كذّب بآيات اللّه و نحن أشهر معلومات فلا جدال فينا و لا رفث و لا فسوق فينا، أنصب لهم، من العداوة يا يحيى ما استطعت(5).

97 - العياشى مرسلا، عن عبد اللّه بن جندب قال: كتب إلى أبو الحسن الرضا ذكرت رحمك اللّه هؤلاء القوم الّذين وصفت، إنهم كانوا بالأمس لكم إخوانا، و الّذي صار و إليه من الخلاف لكم، و العداوة لكم و البراءة منكم، و الّذين تأفكوا به من

ص: 462


1- رجال الكشى: 390.
2- رجال الكشى: 391.
3- رجال الكشى: 391.
4- رجال الكشى: 392.
5- رجال الكشى: 392.

حياة أبي صلوات اللّه عليه و رحمته، و ذكر في آخر الكتاب أنّ هؤلاء القوم سنح لهم شيطان اغترّهم بالشبهة و ليس عليهم أمر دينهم.

و ذلك لما ظهرت فريتهم، و اتّفقت كلمتهم، و كذبوا على عالمهم، و أراد و الهدى من تلقاء أنفسهم، فقالوا لم و من و كيف ؟ فأتاهم الهلك من مأمن احتياطهم، و ذلك بما كسبت أيديهم، و ما ربّك بظلاّم للعبيد، و لم يكن ذلك لهم و لا عليهم، بل كان الفرض عليهم و الواجب لهم من ذلك الوقوف عند التحيّر.

و ردّ ما جهلوه من ذلك إلى عالمه و مستنبطه، لأنّ اللّه يقول في محكم كتابه:

«وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَى اَلرَّسُولِ وَ إِلىٰ أُولِي اَلْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ اَلَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ » يعنى آل محمّد، و هم الّذين يستنبطون من القرآن و يعرفون الحلال و الحرام، و هم الحجة للّه على خلقه(1).

قال العطاردى:

قد مضى في الجزء الأول في كتاب الإمامة - باب دلالات الرضا - عليه السّلام أخبارا كثيرة يناسب هذا الكتاب فراجع.

ص: 463


1- تفسير العياشى: 1-260.

كتاب النوادر

1 - الحميري عن معاوية بن حكيم، عن البزنطي قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام: للناس في المعرفة صنع ؟ قال: لا قلت: لهم عليها ثواب. قال: يتطوّل عليهم بالثواب، كما يتطوّل عليهم بالمعرفة(1).

2 - الحميري عن البزنطي قال: و سألته عن القانع و المعترّ قال: القانع الّذي يقنع بما أعطيته، و المعترّ الّذي يعتريك، قال: و قلت للرضا عليه السّلام: إنّ رجلا من أصحابنا سمعي و أنا أقول: أنّ مروان بن محمّد، لو سئل عنه، عن صاحب القبر ما كان عنده منه علم، فقال الرّجل: إنما عنى بذلك، أبو بكر و عمر. فقال لقد جعلهما في موضع صدق.

قال جعفر بن محمّد عليه السّلام: إنّ مروان بن محمّد لو سئل عنه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ما كان عنده منه علم، لم يكن من الملوك الّذين سمّوا له، و إنّما كان له أمرا طرّا، قال أبو عبد اللّه و أبو جعفر، و عليّ بن الحسين، و الحسين بن عليّ و الحسن بن عليّ . و على بن أبي طالب و اللّه لو لا آية في كتاب اللّه حدّثناكم بما يكون إلى أن تقوم السّاعة، يمحو اللّه ما يشاء و يثبت و عنده أمّ الكتاب(2).

3 - عنه عن البزنطى قال: و سألته عن الحيطان السّبعة، قال كانت ميراثا من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، وقف، و كان رسول اللّه يأخذ منها ما ينفق على أضيافه و النائبة يلزمه فيها، فلمّا قبض جاء العبّاس يخاصم فاطمة عليها السّلام، فشهد عليّ و غيره أنها وقف، و هي الدّلال، و العواف، و الحسنى، و الصافية و مال أمّ إبراهيم و الميثب، و البرقة.

4 - عنه، عن البزنطي قال: و سألته عن قرب هذا الأمر، فقال: قال أبو عبد اللّه عليه السّلام حكاه عن أبي جعفر قال: أوّل علامات الفرج سنة خمسين و سبعين و مائة، و في سنة تسعين و مائة يخلع العرب أعنّتها، و في سنة تسع و سبعين و مائة يكون العناء،

ص: 464


1- قرب الاسناد: 207.
2- قرب الاسناد: 213.

و في سنة ثمان و مائه يكون الجلاء، فقال: أ ما ترى بني هاشم، قد انقلعوا بأهلهم، و أولادهم فقلت لهم الجلاء، قال و غيرهم في سنة تسع و تسعين و مائة، يكشف اللّه البلاء إن شاء اللّه.

و في سنة مأتين يفعل اللّه ما يشاء، فقلت له: جعلت فداك أخبرنا بما يكون في سنة مأتين ؟ قال: لو أخبرت أحدا لأخبرتكم، و قد خبّرتم، بمكانتكم ممّا كان هذا من رأى أنّه يظهر منّي إليكم، و لكن إذا أراد اللّه تبارك و تعالى إظهار شيء من الحقّ لم يقدر العباد على ستره.

فقلت له: جعلت فداك إنك قلت لي في عامنا الأوّل حكيت عن أبيك أنّ انقضاء ملك فلان على رأس فلان و فلان و ليس لبني فلان سلطان بعدهما، قال: قد قلت ذاك فقلت:

أصلحك اللّه إذا انقضى ملكهم يملك أحد من قريش يستقيم عليه الأمر؟ قال: لا.

قلت: يكون ما ذا؟ قال: يكون الّذي تقول أنت و أصحابك: قلت تعني خروج السفياني فقال: لا قلت: فقيام القائم عليه السّلام قال: يفعل اللّه ما يشاء، قلت فأنت هو؟ قال: لا حول و لا قوّة إلا باللّه.

و قال: إنّ قدّام هذا الأمر علامات حدث تكون بين الحرمين قلت: ما الحدث ؟ قال: عصبة تكون، و يقتل فلان من آل فلان خمسة عشر رجلا، قلت: جعلت فداك إنّ الكوفة قال: تبت لي و المعاش بها ضيق، و إنما كان معاشنا ببغداد، و هذا الجبل قد فتح على الناس منه باب رزق.

فقال: فإن أردت الخروج فاخرج فإنّها سنة مضطربة، و ليس للنّاس بدّ من معايشهم، فلا تدع الطلب، فقلت له: جعلت فداك إنّهم قوم ملأ. و نحن نحتمل التأخير، فنبايعهم بتأخير سنة، قال: نعم قلت: سنتين قال: بعهم قلت: ثلاث سنين قال: لا يكون لك شيء أكثر من ثلاث سنين(1).

5 - عنه عن البزنطي قال: و سمعته يقول: إنّ أهل الطائف أسلموا، فأعتقهم

ص: 465


1- قرب الاسناد: 217.

رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و جعل عليهم العشر، و نصف العشر، و أهل مكّة كانوا أسرى، فأعتقهم رسول اللّه و قال: أنتم الطّلقاء(1).

6 - عنه عن البزنطي قال: و كان أبو جعفر يقول: أربعة أحداث تكون قبل قيام القائم تدلّ خروجه، منها أحداث قد مضى منها ثلاثة، و بقي واحد قلنا: جعلنا فداك، و ما مضى منها؟ قال: رجب خلع فيها صاحب خراسان، و رجب وثب فيه عليّ بن زبيدة، و رجب يخرج فيه محمّد بن إبراهيم بالكوفة؛ قلنا له فالرّجب الرابع متّصل به قال هكذا قال أبو جعفر.

قال: و كان في الكنز الذي قال: «وَ كٰانَ تَحْتَهُ كَنْزٌ لَهُمٰا» لوح من ذهب فيه، بسم اللّه الرحمن الرحيم، محمّد رسول اللّه عجبت لمن أيقن بالموت كيف يفرح، و عجبت لمن أيقن بالقدر كيف يحزن، و عجبت لمن رأى الدنيا و تقلبها بأهلها كيف يركن إليها، و ينبغي لمن عقل عن اللّه أن لا يتّهم اللّه بتارك و تعالى في قضائه و لا يستبطئه في رزقه.

قلنا له: إنّ أهل مصر يزعمون أنّ بلادهم مقدّسة، قال و كيف ذلك ؟ قلت:

جعلت فداك يزعمون أنه يحشر من جبلهم سبعون ألفا يدخلون الجنّة بغير حساب، قال لا لعمري ما ذاك كذلك، و ما غضب اللّه على بنى إسرائيل إلا أدخلهم مصر، و لا رضي عنهم إلاّ أخرجهم منها إلى غيرها، و لقد أوحى اللّه تبارك و تعالى إلى موسى عليه السّلام أن يخرج عظام يوسف منها.

فاستدلّ موسى على من يعرف القبر، فدلّ على امرأة عمياء زمنة فسألها موسى أن تدلّه عليه، فأبت إلاّ على خصلتين، فيدعو اللّه أن يذهب بزمانها، و يصيرها اللّه في الجنة في الدّرجة التي هو فيها، فأعظم ذلك موسى، فأوحى اللّه إليه و ما يعظم عليك من هذا أعطها ما سألت، ففعل فوعدته طلوع القمر، فحبس اللّه القمر حتّى جاء موسى لموعده، فأخرج من النيل في سفط مرمر، فحمله موسى(2).

7 - عنه، عن البزنطى قال: قال: و كان أبو جعفر عليه السّلام يقول: ما من برّ و لا

ص: 466


1- قرب الاسناد: 227.
2- قرب الاسناد: 220.

فاجر يقف بجبال عرفات، فيدعو اللّه إلا استجاب له، أمّا البرّ ففي حوائج الدنيا و الآخرة، و أما الفاجر ففي أمر الدنيا(1)

8 - الكليني - رحمه اللّه - عن محمّد بن يحيي، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن علي ابن محمّد بن أشيم عن صفوان بن يحيي قال: سألت أبا الحسن الرّضا عليه السّلام، عن ذا الفقار سيف رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقال: نزل به جبرئيل عليه السّلام من السّماء و كانت حليته فضّة(2).

9 - عنه، عن محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن معمر بن خلاّد قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام، يقول: ربّما رأيت الرؤيا فأعبّرها و الرؤيا على ما تعبّر(3).

10 - عنه باسناده، عن أحمد بن محمّد، عن ابن فضال، عن الحسن بن الجهم قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: الرؤيا على ما تعبّر فقلت له: إنّ بعض أصحابنا روى أنّ رؤيا الملك كانت أضغاث أحلام، فقال أبو الحسن عليه السّلام: إنّ امرأة رأت على عهد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّ جزع بيتها قد انكسر، فأتت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقصّت عليه الرؤيا فقال لها النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يقدم زوجك و يأتي و هو صالح قد كان زوجها غائبا فقدم كما قال النبىّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

ثمّ غاب عنها زوجها غيبة أخرى فرأت في المنام كأنّ جذع بيتها قد انكسر فأتت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فقصّت عليه الرؤيا فقال لها: يقدم زوجك و يأتي صالحا فقدّم على ما قال ؟ ثمّ غاب زوجها ثالثة فرأت في منامها أنّ جذع بيتها قد انكسر فلقيت رجلا أعسر فقصّت عليه الرّؤيا فقال لها الرّجل السوء: يموت زوجك. قال: فبلغ ذلك النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فقال: ألا كان عبّر لها خيرا(4).

11 - الصفار - رحمه اللّه - قال: حدّثنا عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن

ص: 467


1- قرب الاسناد: 221
2- روضة الكافى: 267
3- روضة الكافى: 335
4- روضة الكافى: 335

صفوان بن يحيى، عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مثلت له امته في الطين فعرفهم بأسمائهم و أسماء آبائهم، و حلاهم، قال فقلت: جعلت فداك جميع الامة من أوّلها إلى آخرها قال: هكذا قال أبو جعفر، أو جعفر(1).

12 - عنه قال: حدّثنا أحمد بن محمّد، عن الحسن بن علي الوشاء قال: سمعت الرضا عليه السّلام يقول: إنّ الأعمال تعرض على رسول اللّه أبرارها و فجارها(2).

13 - الصدوق - رحمه اللّه - قال: حدثني الحسين بن أحمد، عن أبيه، عن محمّد ابن أحمد، عن إبراهيم بن هاشم، عن موسى بن أبي الحسن، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام قال: ظهر في بنى إسرائيل قحط شديد، سنين متواترة، و كان عند امرأة لقمة من خبز فوضعتها في فيها لتأكل فنادى السائل يا أمة اللّه الجوع.

فقالت المرأة: أتصدّق في مثل هذا الزمان فأخرجتها من فيها، فدفعتها إلى السائل، و كان لها ولد صغير يحتطب في الصحراء فجاء الذئب فاحتمله، فوقعت الصيحة فعدت الأم في أثر الذئب، فبعث اللّه تبارك و تعالى جبرئيل عليه السّلام، فأخرج الغلام من فم الذئب، فدفعه إلى أمه، فقال لها جبرئيل: يا أمة اللّه أرضيت لقمة بلقمة(3).

14 - الصدوق قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصريّ بإيلاق قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا قال:

حدّثنا موسى بن جعفر قال: حدّثنا جعفر بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال:

حدّثنا عليّ بن الحسين قال: حدّثنا الحسين بن عليّ عليهم السّلام.

قال: كان عليّ بن أبي طالب عليه السّلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: أخبرني عن النوم على كم وجه هو؟ فقال: النوم على أربعة أوجه: الأنبياء عليهم السّلام، تنام على أقفيتهم، مستلقين

ص: 468


1- بصائر الدرجات: 85
2- بصائر الدرجات: 425
3- ثواب الاعمال: 168

و أعينهم لا تنام متوقّعة لوحي اللّه عزّ و جلّ ، و المؤمن، ينام على يمينه، مستقبل القبلة و الملوك و أبناؤها تنام على شمائلها ليستمرءوا ما يأكلون، و إبليس و إخوانه و كلّ مجنون و ذو عاهة ينام على وجهه منبطحا(1).

15 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه قال:

حدّثنا محمّد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن محمّد، عن بكر بن صالح، عن سليمان الجعفريّ قال: سمعت أبا الحسن عليه السّلام يقول: الشوم في خمسة: للمسافر (في طريقه) الغراب الناعق عن يمينه و (الكلب) الناشر لذنبه، و الذّئب العاوي الّذي يعوي في وجه الرّجل، و هو مقع على ذنبه، يعوي ثمّ يرتفع؛ ثمّ ينخفض - ثلاثا - و الظبى السانح عن يمين إلى شمال، و البومة الصارخة، و المرأة الشمطاء تلقي فرجها، و الاتان العضباء (يعنى الجدعاء) فمن أوجس في نفسه من ذلك شيئا فليقل: «اعتصمت بك يا ربّ من شرّ ما أجد في نفسى فاعصمنى من ذلك»(2).

16 - عنه قال: حدّثنا أبي رضى اللّه عنه قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقىّ ، عن عليّ بن محمّد القاشاني، عن أبي أيوب المدينىّ ، عن سليمان بن جعفر الجعفرىّ ، عن الرّضا، عن آبائه، عن عليّ عليهم السّلام أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله و سلّم، نهي، عن قتل خمسة: الصرد، الصوّام، و الهدهد، و النحلة، و النملة، و الضفدع و أمر بقتل خمسة: الغراب، و الحدأة، و الحيّة، و العقرب، و الكلب العقور(3).

17 - عنه - رحمه اللّه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ البصريّ قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا قال: حدّثنا موسى بن جعفر: قال: حدّثنا جعفر بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن علي قال: حدّثنا علي بن الحسين قال: حدّثنا الحسين بن عليّ عليهم السّلام.

ص: 469


1- الخصال: 262
2- الخصال: 272
3- الخصال: 297

قال: كان عليّ بن أبى طالب عليه السّلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام، فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: اخبرني عن ستّة لم يركضوا في رحم ؟ فقال: آدم، و حوّاء، و كبش إبراهيم، و عصا موسى، و ناقة صالح، و الخفّاش الّذي عمله عيسى بن مريم فطار بإذن اللّه عزّ و جل(1).

18 - عنه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصريّ بإيلاق قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن جبلة الواعظ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطّائىّ قال: حدّثني أبي قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا قال: حدّثنا موسى بن جعفر قال: حدّثنا جعفر بن محمّد قال: حدّثنا محمّد بن عليّ قال:

حدّثنا عليّ بن الحسين قال: حدّثنا الحسين بن على عليهم السّلام.

قال: كان عليّ بن أبى طالب عليه السّلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل، فكان فيما سأله أن قال له: يا أمير المؤمنين أخبرني عن ألوان السماوات، و أسمائها؟ فقال له: إنّ اسم السماء الدنيا رفيع و هى من ماء و دخان، و اسم السماء الثانية قيدوم و هي على لون النحاس.

و السماء الثالثة اسمها الماروم، و هي على لون الشبه، و السماء الرّابعة اسمها أرقلون، و هي على لون الفضّة، و السماء الخامسة اسمها هيفون و هي على لون الذّهب و السماء السادسة اسمها عروس، و هي ياقوتة خضراء، و السماء السابعة اسمها عجماء، و هي درّة بيضاء(2).

19 - عنه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصريّ بإيلاق قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثني أبي قال: حدّثني على بن الحسين قال: حدّثني الحسين بن عليّ عليهم السّلام. قال:

قال أمير المؤمنين عليه السّلام: يوم السّبت يوم مكر و خديعة، و يوم الأحد، يوم غرس

ص: 470


1- الخصال: 322.
2- الخصال: 384.

و بناء، و يوم الاثنين يوم سفر و طلب، و يوم الثلثاء يوم حرب و دم، و يوم الأربعاء يوم شوم فيه يتطيّر الناس، و يوم الخميس يوم الدّخول على الامراء و قضاء الحوائج، و يوم الجمعة يوم خطبة و نكاح(1).

20 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن الحسن، رضي اللّه عنه قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطّار قال: حدثنا محمّد بن أحمد بن يحيى بن عمران الأشعريّ قال: حدّثنا السّيارى عن محمّد بن أحمد الدّقاق البغداديّ قال: كتبت إلي أبي الحسن الثانى عليه السّلام أسأله عن الخروج يوم الأربعاء لا يدور.

فكتب عليه السّلام: من خرج يوم الأربعاء لا يدور خلافا على أهل الطيرة، و وقي من كلّ آفة، و عوفى من كلّ داء و عاهة، و قضى اللّه له حاجته، و كتبت إليه مرّة أخرى أسأله عن الحجامة يوم الأربعاء لا يدور، فكتب عليه السّلام: من احتجم في يوم الاربعاء لا يدور، خلافا على أهل الطيرة عوفي من كلّ آفة، و وقي من كلّ عاهة، و لم تخضر محاجمه(2).

21 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن أحمد البغداديّ الورّاق قال: حدّثنا عليّ بن محمّد مولى الرّشيد قال: حدّثنا دارم بن قبيصة قال: حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا قال: حدّثني موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ عن أبيه عليّ بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عن أبيه عليّ بن أبى طالب عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تقوم السّاعة يوم الجمعة بين صلاة الظهر و العصر(3).

22 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن أحمد البغداديّ الورّاق، قال: حدّثنا عليّ بن محمّد بن جعفر بن أحمد بن عنبسة مولى الرّشيد قال: حدّثنا دارم بن قبيصة؛ و نعيم بن صالح الطبريّ قالا: حدّثنا عليّ بن موسى الرّضا، عن أبيه موسى عن أبيه جعفر، عن أبيه محمّد، عن أبيه على، عن أبيه الحسين، عن أبيه على بن أبي طالب عليهم السّلام قال

ص: 471


1- الخصال: 384.
2- الخصال: 386.
3- الخصال: 390.

قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللّهم بارك لامتي في بكورها يوم سبتها و خميسها(1).

23 - عنه - رحمه اللّه - قال: أبي - رحمه اللّه - قال: حدّثنا أحمد بن إدريس، عن الحسين بن عبد اللّه، عن محمّد بن عبد اللّه، و موسى بن عمر، و الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن ابن سنان قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الاسم ما هو؟ فقال عليه السّلام: [فهو] صفة لموصوف(2).

24 - عنه قال: حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي - رضى اللّه عنه - قال:

حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود العياشى، عن أبيه قال: حدّثنا علي بن الحسن بن علي ابن فضال، قال: حدّثنا محمّد بن الوليد، عن عباس بن هلال، عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام أنه ذكر: أنّ اسم إبليس «الحارث» و إنما قول اللّه عزّ و جل: «يٰا إِبْلِيسُ » يا عاصي، سمّي إبليس، لانه أبلس من رحمة اللّه عزّ و جلّ (3).

25 - عنه قال: أبي - رحمه اللّه - قال: حدّثنا محمّد بن يحيى العطار - رضى اللّه عنه - عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أحمد، عن إسماعيل، عن الخراساني يعنى الرّضا عليه السّلام قال: ليس الحمية من الشيء تركه، إنما الحمية من الشيء الاقلال منه(4).

26 - عنه قال: حدّثنا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوىّ السمرقندي - رضى اللّه عنه - قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن مسعود، عن أبيه محمّد بن مسعود، عن جعفر بن أحمد العمركيّ بن عليّ البوفكي، عن الحسن بن علي بن فضال، عن على بن موسى الرضا عليه السّلام عن أبيه موسى بن جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه على بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ ، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

إنّ الاسلام بدء قريبا و سيعود غريبا كما بدء، فطوبى للغرباء(5).

ص: 472


1- الخصال: 394.
2- معانى الاخبار: 2.
3- معانى الاخبار: 138.
4- معانى الاخبار: 238.
5- كمال الدين: 201.

27 - الطوسى باسناده عن عباد بن سليمان، عن سعد بن سعد، عن هشام بن إبراهيم، عن الرضا عليه السّلام قال: سألته عن الحمير ننزيها على الرّمك، لتنتج البغال أ يحلّ ذلك ؟ قال: نعم أنزها(1).

28 - عنه قال: و روي عن الرضا عليه السّلام، أنّه قال: لا قول إلاّ بعمل، و لا عمل، إلاّ بنيّة، و لا نيّة إلاّ بإصابة السنة(2).

29 - عنه باسناده عن سهل بن زياد، عن معاوية بن حكيم، عن الحسن بن فضّال قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام الرجل يسلفني في الطعام فيجىء الوقت ليس عندي طعامه اعطيه بقيمته دراهم ؟ قال: نعم(3).

30 - عنه عن ابن الصّلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدثني الحسن بن القاسم، قال: حدّثني بشير بن إبراهيم قال حدّثنا سليمان بن بلال قال: حدّثني على ابن موسى عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام قال: دخل رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، يوم فتح مكة، و الاصنام حول الكعبة، و كانت ثلاثمائة و ستين صنما، فجعل يطيفها بمخصرة في يده، و يقول: جاء الحقّ و زهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا، جاء الحقّ و ما يبدئ الباطل و ما يعيد، فجعلت تكبت لوجوهها(4).

31 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: حدّثنا عليّ بن محمّد قال: حدّثنا داود بن سليمان، قال: حدّثني عليّ بن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن عليّ بن الحسين عن أبيه، عن علي ابن أبي طالب عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: هل تدرون ما تفسير هذه الآية: «كَلاّٰ إِذٰا دُكَّتِ اَلْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا» قال: إذا كان يوم القيامة تقاد، جهنّم بسبعين ألف زمام بيد سبعين ألف ملك، فتشرد شردة لو لا أنّ اللّه تعالى حبسها لأحرقت السماوات و الارض(5).

ص: 473


1- التهذيب: 6-384.
2- التهذيب: 4-176.
3- الاستبصار: 3-75.
4- أمالي الطوسى: 1-346.
5- أمالي الطوسى: 1-346.

32 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدّثنا موسى ابن القاسم عن أبى الصلت، عن علي بن موسى، عن آبائه عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لا قول إلاّ بعمل، و لا قول و عمل إلاّ بنيّة، و لا قول و عمل و نية إلاّ باصابة السنة(1).

33 - عنه قال: أخبرنا ابن الصّلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا محمّد ابن عبد الملك قال: حدّثنا هارون بن عيسى قال: حدّثنا جعفر بن محمّد قال: حدّثني أبي قال: أخبرني عليّ بن موسى، عن أبيه عن أبي عبد اللّه عن أبيه، عن جابر بن عبد اللّه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: في خطبة.

إنّ أحسن الحديث كتاب اللّه، و خير الهدى هدى محمّد، و شرّ الامور محدثاتها و كلّ محدثة بدعة، و كلّ بدعة ضلالة، و كان إذا خطب قال في خطبته: أما بعد، فاذا ذكر الساعة اشتدّ صوته، و احمرّت وجنتاه ثمّ يقول: صبحتكم الساعة أو مسيتكم ثم يقول: بعثت أنا و الساعة كهذه، من هذه و يشير بإصبعيه(2).

34 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة، قال أخبرنا موسى ابن القاسم قال: أخبرني إسماعيل بن همّام، عن على بن موسى، عن أبيه، عن جدّه أنّ عليا عليه السّلام قال: يا رسول اللّه: إنّك تبعثني في الأمر أ فأكون فيه كالسكّة المحماة أم الشاهد يرى ما لا يرى الغائب ؟ قال: بل الشاهد يرى ما لا يرى الغائب(3).

35 - عنه - رحمه اللّه - قال: أخبرنا ابن الصّلت قال: أخبرني ابن عقدة قال أخبرني أبو عبد اللّه بن على قال: هذا كتاب جدي عبيد اللّه فقرأت فيه: أخبرني أبي عن عليّ بن موسى، عن أبيه عن جدّه، جعفر بن محمّد، عن آبائه عن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام قال: لما صرفت القبلة أتى رجل قوما في الصلاة فقال: إنّ القبلة قد صرفت، فتحوّلوا - و هم ركوع(4).

ص: 474


1- أمالي الطوسى: 1-346.
2- أمالي الطوسى: 1-347.
3- أمالي الطوسى: 1-347.
4- أمالي الطوسى: 1-347.

36 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت عن ابن عقدة قال: أخبرنا جعفر بن عنبسة ابن عمرو قال: حدّثنا سليمان بن يزيد قال: حدّثنا على بن موسى قال: حدّثني أبي عن أبيه أبى عبد اللّه عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليهم السّلام قال: الذبيح إسماعيل(1).

37 - عنه - رحمه اللّه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال:

أخبرني عليّ بن محمّد الحسينيّ قال: حدّثنا جعفر بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا عبيد اللّه بن علي قال: حدّثنا عليّ بن موسى عن أبيه عن جدّه عن آبائه عن علي عليه السّلام قال: كان إبراهيم أوّل من أضاف الضيف، و أوّل من شاب، فقال: ما هذا؟ قيل:

و قار في الدين و نور في الآخرة(2).

38 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: حدّثني الحسن ابن القاسم، قال: حدّثنا بشير بن إبراهيم قال: حدّثنا سليمان ابن بلال المدني قال: حدثني على بن موسى الرضا عليه السّلام عن أبيه، عن جعفر بن محمّد عن آبائه أنّ إبليس كان يأتي الأنبياء عليهم السّلام من لدن آدم إلى أن بعث اللّه المسيح عليه السّلام يتحدّث عندهم و يسائلهم، و لم يكن بأحد منهم أشدّ انسا منه بيحيى بن زكريا.

فقال له يحيى: يا أبا مرّة أنّ لى إليك حاجة، فقال له: أنت أعظم قدرا من أن أردّك بمسألة، فاسألني ما شئت فإنى غير مخالفك في أمر تريده، فقال يحيى: يا أبا مرّة أحبّ أن تعرض عليّ مصائدك و فخوخك التي تصطاد بها بنى آدم، فقال له إبليس: حبّا و كرامة، و واعده لغد، فلما أصبح يحيى عليه السّلام، قعد في بيته ينتظر الموعد و أجاف عليه الباب إغلاقا فما شعر حتى ساواه من خوخة كانت في بيته، فاذا وجهه صورة وجه القردة و جسده على صورة الخنزير و إذا عيناه مشقوقتان طولا، و فمه مشقوق طولا، و إذا أسنانه و فمه عظما واحدا بلا ذقن، و لا لحية، و له أربعة أيد، يدان في صدره و يدان في منكبه، و ذا عراقبه قوادمه، و أصابعه خلفه، و عليه

ص: 475


1- أمالي الطوسى: 1-348.
2- أمالي الطوسى: 1-348.

قباء و قد شدّ وسطه بمنطقة فيها خيوط معلقة من بين أحمر و أخضر، و أصفر و جميع الألوان.

فاذا بيده جرس عظيم و رأسه بيضة. و إذا في البيضة حديدة معلّقة شبيهة بالكلاب فلما تأمّله يحيى عليه السلام، قال له: ما هذه المنطقة التي في وسطك ؟ فقال: هذه المجوسيّة أنا الذي سننتها و زينتها لهم، فقال له: فما هذه الخيوط الألوان ؟ قال:

هذه جميع أصباغ النساء لا تزال المرأة تصبغ الصبغ، حتى تقع مع لونها فأفتتن الناس بها، فقال له: فما هذه الجرس الذي بيدك ؟ قال: هذا مجمع كل لذّة من طنبور، و بربط، و معزفة، و طبل و نأى و صرناى و أنّ القوم ليجلسون على شرابهم، فلا يستلذّونه فأحرّك الجرس فيما بينهم فإذا سمعوا استخفّهم الطرب، فمن بين من يرقص، و من بين من يفرقع أصابعه، و من بين من يشقّ ثيابه، فقال له: و أيّ الأشياء أقرّ لعينك ؟ فقال: النساء، هنّ فخوختي و مصائدى فإني إذا اجتمعت على دعوات الصالحين، و لعناتهم صرت إلى النساء فطابت نفسي بهنّ .

فقال له، يحيى عليه السّلام: فما هذه البيضة على رأسك ؟ قال: بها أتوقي دعوة المؤمنين، قال: فما هذه الحديدة التي أراها فيها؟ فقال: بهذه اقلّب قلوب الصالحين.

قال، يحيى عليه السّلام، فهل ظفرت بي ساعة قطّ؟ قال: لا و لكن فيك خصلة تعجبني.

قال يحيى: فما هي ؟ قال: أنت رجل أكول فاذا أفطرت أكلت و بشمت، فيمنعك ذلك من صلاتك، و قيامك بالليل، قال يحيى عليهم السّلام: فإني أعطي اللّه عهدا أني لا أشبع من الطعام حتى ألقاه. قال له إبليس: و انا اعطى اللّه عهدا أني لا أنصح مسلما حتّى ألقاه، ثمّ خرج فما عاد إليه بعد ذلك(1).

39 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنى المنذر بن محمّد قراءة قال: حدّثنا أحمد بن يحيى الضبّى قال حدّثنا موسى بن القاسم

ص: 476


1- أمالي الشيخ: 1-348.

عن علي بن جعفر، عن علي بن موسى بن جعفر، عن أبيه عن آبائه قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إنّ اللّه أخرجني و رجلا معي من ظهر إلى ظهر من صلب آدم حتى خرجنا من صلب أبينا فسبقته بفضل هذه على هذه، و ضمّ بين السبّابة و الوسطى و هو النبوة، فقيل له: و من هو يا رسول اللّه قال: على بن أبى طالب(1)

40 - عنه رحمه اللّه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال:

أخبرنا علي بن محمّد بن علي العلويّ قال: حدثني جعفر بن محمّد بن عيسى، قال: حدّثنا عبيد اللّه بن علي قال: حدّثنا عليّ بن موسى، عن أبيه عن جدّه عن آبائه عن عليّ عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: كلّ نسب و صهر منقطع يوم القيامة إلا نسبى و سببى(2).

41 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا أحمد ابن محمّد بن عبد الرحمن بن قسمى قراءة قال: حدّثنا محمّد بن عيسى المعيدىّ قال: حدّثنا مولى على بن موسى، عن على بن موسى، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه عن جدّه عن على عليهم السّلام إنهم قالوا: يا عليّ صف لنا نبيّا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، كاننا نراه فإنا مشتاقون إليه.

قال: كان النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أبيض اللّون، مشربا حمرة، أدعج العين سمط الشعر.

كثّ اللّحية ذا وفرة، دقيق المسربة كانما عنقه إبريق فضّة، يجرى في تراقيه الذّهب، له شعر من لبّته إلى سرّته، كقضيب خيط إلى السرة و ليس في بطنه و لا صدره شعر غيره، شثن الكفّين، و القدمين، شثن الكعبين، إذا مشى كأنّما ينقلع من صخر، إذا أقبل كأنّما ينحدر من صبب، إذا التفت التفت جميعا بأجمعه كلّه، ليس، بالقصير المتردّد، و لا بالطويل المتمغّط، و كان في وجهه تداوير، إذا كان في الناس غمرهم كأنما عرفه في وجهه اللؤلؤ عرقه أطيب من ريح المسك، ليس بالعاجز و لا باللئيم، أكرم الناس عشرة و ألينهم عريكة، و أجودهم كفّا، من خالطه بمعرفة أحبّه، و من رآه بديهة هابه، غرّة بين

ص: 477


1- أمالي الطوسى: 1-350
2- أمالي الطوسى: 1-350

عينيه يقول ناعته: لم أر قبله و لا بعده مثله، صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما(1).

42 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: حدثنا ابن عقدة قال: حدثنى على ابن محمّد بن على بن الحسين قال: حدثنا جعفر بن محمّد بن عيسى قال: حدثنا عبيد اللّه بن علي قال: حدّثنا علي بن موسى، عن أبيه عن جده عن آبائه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: إني لأعرف حجرا كان يسلم عليّ بمكة قبل أن أبعث أني لأعرفه الآن(2).

43 - عنه قال: و بالإسناد، عن علي بن موسى عن أبيه عن جدّه عن آبائه، عن على عليهم السّلام قال: انشقّ القمر بمكّة فلقتين، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أشهد و اشهدوا بهذا(3).

44 - عنه قال: و بالاسناد أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. قال يوم بدر: لا تأسروا أحدا من بني عبد المطلب فإنّما أخرجوا كرها(4).

45 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرني ابن عقدة قال: حدّثني الحسن ابن القاسم قال: حدّثنا أثير بن إبراهيم بن شيبان قال: حدّثنا سليمان ابن بلال قال:

حدثني على بن موسى، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه عن آبائه أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم دفع خيبر إلى أهلها بالشّطر، فلمّا كان عند الصرام بعث عبد اللّه بن رواحة، فخرصها عليهم، ثمّ قال: إن شئتم أخذتم بخرصنا و إن شئتم أخذنا و احتسبنا لكم، فقالوا: هذا الحق، بهذا اقامت السماوات و الأرض(5)،

46 - عنه قال: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا عبيد اللّه بن عليّ قال، هذا كتاب جدي عبيد اللّه بن علي فقرأت فيه أخبرني علي بن موسى أبو الحسن، عن أبيه، عن جدّه جعفر بن محمّد عن آبائه عن علي عليهم السّلام، أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قضى بابنة حمزة لخالتها و قال: الخالة والدة(6).

ص: 478


1- أمالي الطوسى: 1-350
2- أمالي الطوسى: 1-351
3- أمالي الطوسى: 1-351
4- أمالي الطوسى: 1-351
5- أمالي الطوسى: 1-351
6- أمالي الطوسى: 1-351

47 - عنه قال: أخبرنا ابن الصّلت عن ابن عقدة قال: حدّثنا عبد الملك الطّحان قال: حدّثنا هارون بن عيسى قال: حدّثنا عبد اللّه بن إبراهيم، عن عليّ بن موسى، عن أبيه عن أبي عبد اللّه عن آبائه عن على عليه السّلام، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سافر إلى بدر في شهر رمضان و افتتح مكّة في شهر رمضان(1).

48 - عنه قال: أخبرنا محمّد بن محمّد، قال: أخبرني الشريف أبو محمّد أحمد بن عيسى العلوي الزّاهد قال: حدّثنا حيدر بن محمّد بن نعيم السمرقندي، قال: حدّثنا أبو عمر محمّد بن عمرو الكشي قال: حدّثنا حمدوية بن بشر، عن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن خالد قال: قلت لأبي الحسن الرضا عليه السّلام أنّ عبد اللّه بن بكير، كان يروي حديثا و يتأوّله، و أنا أحبّ أن أعرضه عليك:

فقال: ما ذلك الحديث ؟ قلت: قال ابن بكير: حدّثني عبيد اللّه بن زرارة قال: كنت عند أبي عبد اللّه عليه السّلام أيام خروج محمّد بن عبد اللّه بن الحسن إذ دخل عليه رجل من أصحابنا، فقال له: جعلت فداك إنّ محمّد بن عبد اللّه قد خرج و أجابه الناس فما تقول في الخروج معه ؟ فقال: أبو عبد اللّه عليه السّلام: اسكن ما سكنت السماء و الأرض. فقال عبد اللّه بن بكير: فإذا كان الأمر هكذا لم يكن خروج ما سكنت السماء و الأرض، فما من قائم، و لا من خروج، فقال أبو الحسن عليه السّلام: صدق أبو عبد اللّه عليه السّلام و ليس الأمر على ما تأوّله ابن بكير، إنّما قال أبو عبد اللّه عليه السّلام اسكنوا ما سكنت السماء من النداء و الأرض من الخسف بالجيش(2).

49 - عليّ بن شعبة - رحمه اللّه - مرسلا قال: قال الرضا عليه السّلام: لم يخنك الأمين و لكن أتمنت الخائن.

50 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام قال: إذا أراد اللّه أمرا سلب العباد عقولهم،

ص: 479


1- أمالي الطوسى: 1-353.
2- أمالي الطوسى: 2-26.

فأنفذ أمره، و تمّت إرادته، فإذا أنفذ أمره ردّه إلى كلّ ذي عقل عقله، فيقول: كيف ذا و من أين ذا؟

51 - عنه عن الرضا عليه السّلام قال: ما من شيء من الفضول إلاّ و هو يحتاج إلى الفضول من الكلام.

52 - و قال عليه السّلام: الأخ الأكبر بمنزلة الأب.

53 - و سئل عليه السّلام عن السفلة، فقال: من كان له شيء يلهيه عن ذكر اللّه.

54 - و كان عليه السلام: يترّب الكتاب و يقول: لا بأس به، و كان إذا أراد أن يكتب تذكرات حوائجه كتب: بسم اللّه الرحمن الرحيم اذكر إن شاء اللّه، ثم يكتب ما يريد.

55 - و قال عليه السلام: إنّ اللّه يبغض القيل و القال، و إضاعة المال و كثرة السؤال.

56 - عنه قال: و حضر عليه السّلام يوما مجلس المأمون و ذو الرئاستين حاضر، فتذاكر و اللّيل و النهار، و أيّهما خلق قبل صاحبه، فسأل ذوا الرّئاستين الرّضا عليه السّلام عن ذلك فقال عليه السّلام له: أ تحبّ أن اعطيك الجواب من كتاب اللّه أم حسابك ؟ فقال: اريد أوّلا من الحساب، فقال عليه السّلام: أ ليس تقولون: إنّ طالع الدنيا السرطان، و إنّ الكواكب كانت في إشرافها، قال: نعم.

قال: فزحل في الميزان و المشتري في السرطان و المرّيخ في الجدي، و الزهرة في الحوت و القمر في الثور، و الشمس في وسط السماء في الحمل، و هذا لا يكون إلاّ نهارا قال: نعم قال: فمن كتاب اللّه ؟ قال: قوله: «لاَ اَلشَّمْسُ يَنْبَغِي لَهٰا أَنْ تُدْرِكَ اَلْقَمَرَ، وَ لاَ اَللَّيْلُ سٰابِقُ اَلنَّهٰارِ» أى أنّ النهار سبقه.

57 - و قال عليه السّلام: قبلة الامّ على الفم، و قبلة الاخت على الخدّ، و قبلة الإمام على بين عينيه.

58 - و قال عليه السّلام: ليس لبخيل راحة، و لا لحسود لذّة، و لا لملوك وفاء، و لا لكذوب مروّة.

ص: 480

59 - و قال صفوان بن يحيى: سألت الرضا عليه السّلام عن المعرفة هل للعباد فيها صنع ؟ قال عليه السّلام: لا، قلت: لهم فيها أجر؟ قال عليه السّلام: نعم تطوّل عليهم بالمعرفة، و تطوّل عليهم بالصواب(1).

60 - الطبرسي مرسلا عن الرضا، عن أبيه، عن آبائه عليهم السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما من قوم كانت لهم مشورة، فحضر معهم من اسمه محمّد أو أحمد، فأدخلوه في مشورتهم إلاّ كان خيرا لهم(2).

61 - عنه مرسلا عن أبي الحسن عليه السّلام قال: أنا الضّامن لمن خرج يريد سفرا متعمّما تحت حنكه أن لا يصيبه السرق و الغرق و الحرق(3).

62 - عنه مرسلا عن الرضا عليه السّلام سئل عنه عن السرج و اللّجام و فيه الفضّة، أ يركب به ؟ فقال عليه السّلام: إن كان مموّها لا يقدر على نزعه فلا بأس، و إلاّ فلا يركب به(4).

63 - أبو جعفر الطبرى - رحمه اللّه قال: أخبرنا الشيخ الفقيه الأمين أبو عبد اللّه محمّد بن أحمد بن شهريار الخازن - رحمه اللّه - في ذى القعدة سنة اثنا عشرة و خمسمائة بقراءتي عليه بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبى طالب عليه السّلام عند باب الوداع قال حدّثنا الشيخ الفقيه أبو عبد اللّه جعفر بن محمّد بن عباسى الدوريستى، بالمشهد المقدّس الغري، على ساكنه السلام فى شعبان سنة ثلاث و خمسين و أربعمائة و هو متوجه إلى مكة للحجّ .

قال: حدّثني أبي محمّد بن أحمد قال: حدّثني الشيخ أبو جعفر محمّد بن عليّ بن الحسين ابن بابويه، قال حدّثني أبي - رحمه اللّه - عن عليّ بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه قال حضرت مجلس الرضا عليه السلام و هو بالمدينة فشكا إليه رجل أخاه فأنشأ عليه السلام يقول:

ص: 481


1- تحف العقول: 326-327-329-331.
2- مكارم الاخلاق: 253.
3- مكارم الاخلاق: 281.
4- مكارم الاخلاق: 305.

اعذر أخاك على ذنوبه *** و استر و غطّ على عيوبه

و اصبر على بهت السفيه *** و للزمان على خطوبه

ودع الجواب تفضّلا *** و كل الظلوم إلى حسيبه (1)

64 - ابن شهرآشوب - رحمه اللّه - مرسلا قال: أتي رجل من ولد الأنصار بحقّة فضة، مقفّل عليها: لم يتحف أحد بمثلها، ففتحها و أخرج منها سبع شعرات، و قال هذا للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فميّز الرضا عليه السّلام أربع طاقات منها و قال: هذا شعره، فقبل في ظاهره دون باطنه، ثمّ إنّ الرضا عليه السّلام أخرجه من الشبهة، بأن وضع الثلاثة على النار فاحترقت، ثمّ وضع الأربعة فصارت كالذهب(2).

65 - و عنه قال: سئل عليه السّلام عن علة الخنثى فى الناس و البهائم ؟ قال: علة ذلك إنّ اللّه أراد أن يعرّف قدرته فيهم إنه قادر(3).

66 - الصدوق قال: حدثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن سليمان، قال: سأل رجل أبا الحسن عليه السّلام و هو في الطّواف فقال له: أخبرني عن الجواد، فقال: إنّ لكلامك وجهين، فان كنت تسأل عن المخلوق فإنّ الجواد الّذي يؤدّي ما افترض اللّه تعالى عليه، و البخيل من بخل بما افترض اللّه تعالى عليه، و إن كنت تعنى الخالق فهو الجواد إن أعطي، و هو الجواد، إن منع، لا إنه إن أعطى عبدا أعطاه ما ليس له، و إن منع منع ما ليس له(4)

67 - عنه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصرىّ بإيلاق قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جبلة الواعظ، قال: حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطّائي قال: حدّثنا أبي، قال حدّثنا، عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام قال: حدّثنا أبي موسى بن جعفر قال: حدّثنا أبي جعفر بن محمّد قال: حدّثنا أبي

ص: 482


1- بشارة المصطفى: 94.
2- مناقب آل أبى طالب: 2-401
3- مناقب آل أبى طالب: 2-410.
4- عيون الاخبار: 1-141.

محمّد بن عليّ ، قال: حدّثنا أبي علي بن الحسين، قال: حدثنا أبي الحسين بن على عليهم السلام.

قال: كان علي بن أبي طالب عليه السّلام بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام، فقال: يا أمير المؤمنين إني أسألك عن أشياء، فقال سل تفقّها، و لا تسأل تعنّتا فأحدق الناس بأبصارهم فقال: أخبرني عن أوّل ما خلق اللّه تعالى ؟ فقال عليه السّلام خلق النّور قال: فممّ خلقت السموات ؟ قال عليه السّلام: من بخار الماء قال: فممّ خلقت الأرض ؟ قال عليه السّلام من زبد الماء قال: فممّ خلقت الجبال ؟ قال: من الأمواج قال: فلم سمّيت مكّة أمّ القرى ؟ قال عليه السّلام، لأنّ الأرض دحيت من تحتها و سأله، عن السماء الدنيا مما هي ؟ قال: عليه السّلام من موج مكفوف و سأله عن طول الشمس و القمر و عرضهما قال: تسع مائة فرسخ في تسع مائة فرسخ، و سأله كم طول الكوكب و عرضه ؟ قال: اثنى عشر، فرسخا في مثلها و سأله عن ألوان السماوات السبع و أسمائها؟ فقال له: اسم السماء الدنيا رفيع، و هي من ماء و دخان، و اسم السماء الثانية قيدوم، و هي على لون النحاس، و السماء الثالثة اسمها: الماروم، و هي على لون الشبه و السماء الرابعة اسمها أرفلون و هي على لون الفضة، و السماء الخامسة اسمها هيعون و هي على لون الذهب، و السماء السادسة اسمها عروس و هي ياقوتة خضراء، و السماء السابعة اسمها عجماء و هي درّة بيضاء.

و سأله عن الثور ما باله غاضّ طرفه لم يرفع رأسه إلى السماء؟ قال عليه السّلام:

حياء من اللّه عزّ و جلّ لما عبد قوم موسى العجل نكس رأسه و سأل عمّن جمع بين الاختين ؟ فقال عليه السّلام: يعقوب بن إسحاق جمع بين حبار و راحيل، فحرم بعد ذلك فانزل «وَ أَنْ تَجْمَعُوا بَيْنَ اَلْأُخْتَيْنِ » و سأله عن المدّ و الجزر ما هما؟.

فقال: ملك من ملائكة اللّه عز و جل موكل بالبحار يقال له: رومان، فإذا وضع قدميه في البحر فاض، فإذا أخرجهما غاض، و سأله عن اسم أبي الجنّ فقال:

شومان، و هو الذي خلق من مارج من نار، و سأله: هل بعث اللّه عزّ و جل نبيا إلى

ص: 483

الجنّ؟ فقال عليه السّلام: نعم، بعث إليهم نبيا يقال له: يوسف فدعاهم إلى اللّه عزّ و جلّ فقتلوه، و سأله عن اسم إبليس ما كان في السماء؟ قال: كان اسمه الحارث و سأله لم سمّى آدم آدم ؟ قال عليه السّلام: لأنه خلق من أديم الأرض، و سأله لم صارت الميراث للذّكر مثل حظّ الانثيين ؟ فقال عليه السّلام: من قبل السنبلة كانت عليها ثلاث حبّات، فبادرت إليها حوّاء فأكلت منها حبّة و أطعمت آدم حبّتين، فمن ذلك ورث للذكر مثل الأنثيين، و سأله من خلق اللّه عزّ و جل من الأنبياء مختونا.

فقال عليه السّلام: خلق اللّه عزّ و جلّ آدم مختونا، و ولد شيث، مختونا و إدريس، و نوح، و سام بن نوح، و إبراهيم، و داود، و سليمان، و لوط، و إسماعيل، و موسى، و عيسى عليهم السّلام، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و سأله كم كان عمر آدم عليه السّلام ؟ فقال: تسعمائة سنة و ثلاثين سنة و سأل عن أوّل من قال الشعر، فقال آدم عليه السّلام: قال: و ما كان شعره ؟ قال عليه السّلام لما أنزل إلى الأرض من السماء فرأى تربتها وسعتها و هوائها و قتل قابيل هابيل قال آدم عليه السّلام:

تغيّرت البلاد و من عليها *** فوجه الأرض مغبر قبيح

تغيّر كلّ ذي طعم و لون *** و قلّ بشاشة الوجه المليح

أرى طول الحياة عليّ غما *** و هل أنا من حياتي مستريح

و ما لي لا أجود بسكب دمع *** و هابيل تضمّنه الضريح

قتل قابيل هابيلا أخاه *** فوا حزني لقد فقد المليح

فأجابه إبليس لعنه اللّه:

تنحّ عن البلاد و ساكنيها *** فبي في الخلد ضاق بك الفسيح

و كنت بها و زوجك في قرار *** و قلبك من أذى الدنيا مريح

فلم تنفكّ من كيدي و مكري *** إلى أن فاتك الثمن الربيح

و بدّل أهلها أثلا و خمطا *** بحبّات و أبواب منيح

فلولا رحمة الجبار أضحى *** بكفك من جنان الخلد ريح

ص: 484

و سأله عن بكاء آدم على الجنة و كم كانت دموعه التي جرت من عينيه ؟ فقال عليه السلام: بكى مائة سنة أي و خرج من عينه اليمنى مثل الدجلة و العين الأخرى مثل الفرات و سأله كم حجّ آدم من حجّة ؟ فقال عليه السّلام: سبعين حجّة ماشيا على قدميه، و أوّل حجة حجّها كان معه الصرد يدلّه على مواضع الماء، و خرج معه من الجنة، و قد نهى عن أكل الصرد و الخطاف و سأله ما باله لا يمشي ؟.

قال: لأنّه ناح على بيت المقدس، فطاف حوله أربعين عاما يبكي عليه، و لم يزل يبكي مع آدم عليه السّلام فمن هناك سكن البيوت و معه تسع آيات من كتاب اللّه عزّ و جل مما كان آدم عليه السّلام يقرأها في الجنّة و هي معه إلى يوم القيامة ثلاثة آيات من أوّل الكهف، و ثلاث آيات من سبحان الّذي أسرى و هي: «إِذٰا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ » و ثلاث آيات من يس و هي «وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا» و سأله عن أوّل من كفر و أنشأ الكفر؟ فقال عليه السّلام: إبليس لعنه اللّه و سأله عن اسم نوح ما كان ؟ فقال: اسمه السكن و إنما سمّى نوحا، لأنه ناح على قومه ألف سنة إلاّ خمسين عاما، و سأله عن سفينة نوح ما كان عرضها و طولها فقال: كان طولها ثمان مائة ذراع، و عرضها خمس مائة ذراع و ارتفاعها في السماء ثمانين ذراعا، ثمّ جلس الرّجل، فقام إليه آخر، فقال:

يا أمير المؤمنين أخبرنا عن أوّل شجرة غرست في الأرض.

فقال: العوسجة و منها عصى موسى عليه السّلام، و سأله عن أوّل شجرة نبتت في الأرض فقال: هي الدّباء و هو القرع، و سأله عن أوّل من حجّ من أهل السماء، فقال له:

جبرئيل، و سأله عن أوّل بقعة بسطت من الارض أيام الطوفان، فقال له: موضع الكعبة، و كانت زبرجد خضراء، و سأله عن أكرم واد على وجه الأرض فقال له: واد يقال له: سرنديب فسقط فيه آدم عليه السلام من السماء، و سأله عن شرّ واد على وجه الأرض.

فقال واد باليمن يقال له: برهوت، و هو من أودية جهنّم، و سأله عن سجن سار بصاحبه، فقال: الحوت سار بيونس بن متى، و سأله عن ستة لم يركضوا في رحم

ص: 485

فقال آدم و حوا و كبش إبراهيم و عصى موسى و ناقة صالح، و الخفاش الذي عمله عيسى ابن مريم عليه السلام و طار بإذن اللّه عزّ و جل، و سأله عن شيء مكذوب عليه ليس من الجنّ و لا من الانس، فقال: الذئب الذي كذب عليه إخوة يوسف و سأله عن شيء أوحى إليه ليس من الجنّ و لا من الإنس.

فقال: أوحى اللّه عز و جلّ إلى النحل و سأله عن أطهر موضع على وجه الأرض لا تحلّ الصلاة فيه، فقال له ظهر الكعبة و سأله عن موضع طلعت عليه الشمس ساعة من النهار و لا تطلع عليه أبدا. فقال ذلك البحر حين فلقه اللّه لموسى عليه السّلام، فأصابت أرضه الشمس و اطبق عليه الماء، فلن يصبه الشمس و سأله عن شيء شرب و هو حيّ ، و أكل و هو ميت فقال: تلك عصى موسى عليه السّلام، و سأله، عن نذير أنذر قومه ليس من الجنّ و لا من الإنس.

فقال: هي النملة، و سأله عن أوّل ما أمر بالختان ؟ فقال: إبراهيم عليه السّلام، و سأله عن أوّل من خفض من النساء، فقال: هاجر أمّ إسماعيل خفضتها سارة لتخرج من يمينها، و سأله عن أوّل امرأة جرّت ذيلها، فقال: هاجر لما هربت من سارة، و سأله عن أوّل من جرّ ذيله من الرجال، قال. قارون، و سأله عن أول من لبس النعلين فقال: إبراهيم، و سأله عن أكرم الناس نسبا.

فقال: صديق اللّه يوسف بن يعقوب إسرائيل اللّه بن إسحاق ذبيح اللّه بن إبراهيم خليل اللّه صلوات اللّه عليهم و سأله عن ستة من الأنبياء لهم اسمان، فقال: يوشع بن نون و هو ذو الكفل، و يقوب و هو إسرائيل، و الخضر و هو حليقا و يونس و هو ذا النون، و عيسى و هو المسيح، و محمّد و هو أحمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و سأله عن شيء يتنفس ليس له لحم و لا دم.

فقال له، ذاك الصبح إذا تنفس، و سأله عن خمسة من الأنبياء تكلّموا بالعربيّة فقال عليه السّلام: هو هود، و شعيب، و إسماعيل، و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ثمّ جلس و قام رجل آخر سأله و تعنّته فقال: يا أمير المؤمنين أخبرنا عن قول اللّه عزّ و جلّ ، «يَوْمَ يَفِرُّ اَلْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِيهِ وَ صٰاحِبَتِهِ وَ بَنِيهِ لِكُلِّ اِمْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ » من هم ؟.

ص: 486

فقال: عليه السّلام، قابيل يفرّ من هابيل و الّذي يفرّ من أمه موسى، و الّذي يفرّ من أبيه إبراهيم يعني الأب المربّى لا الوالد، و الّذي يفرّ من صاحبته لوط، و الّذي يفرّ من ابنه نوح، يفرّ من ابنه كنعان و سأله عن أوّل من مات فجأة، فقال عليه السّلام: داود مات على منبره يوم الأربعاء، و سأله عن أربعة لا يشبعن من أربع، فقال: الأرض من المطر، و الأنثى من الذكر، و العين من النظر، و العالم من العلم، و سأله عن أوّل من وضع سكة الدّنانير و الدراهم.

فقال: نمرود بن كنعان بعد نوح عليه السّلام، و سأله عن أوّل من عمل قوم لوط فقال عليه السّلام: إبليس لأنه أمكن من نفسه و سأله عن معنى هدير الحمام الراعبية فقال:

تدعو على أهل المعازف و القيان، و المزامير و العيدان، و سأله عن كنية البراق، فقال: عليه السّلام يكنى أبا هلال و سأله لم سمّى تبع الملك تبّعا؟ فقال عليه السّلام: لأنه كان غلاما كاتبا، و كان يكتب للملك الّذي كان قبله و كان إذا كتب باسم اللّه الّذي خلق صبحا و ريحا.

فقال الملك: اكتب و ابدأ باسم ملك الرعد، فقال لا أبدأ إلاّ باسم إلهى، ثم اعطف على حاجتك، فشكر اللّه عزّ و جلّ له ذلك، فأعطاه ملك ذلك الملك، فتابعه الناس علي ذلك، فسمّي تبعا، و سأله ما بال الماعز مدفوعة الذنب بادية الحياء و العورة فقال عليه السّلام: كان الماعز عصت نوحا عليه السّلام لما أدخلها السفينة، فدفعها، فكسر ذنبها و النعجة مستورة الحياء و العورة، لانّ النعجة بادرت بالدخول إلى السفينة، فمسح نوح عليه السّلام يده على حياها و ذنبها فاستترت بالالية، و سأله عن كلام أهل الجنة.

فقال: كلام أهل الجنة بالعربيّة و سأله عن كلام أهل النار، فقال: بالمجوسيّة و سأله عن النوم على كم وجه هو؟ فقال: أمير المؤمنين عليه السّلام: النوم على أربعة أصناف:

الأنبياء تنام على أقفيتها، مستلقية و أعينها لا تنام متوقعة لوحى ربها عزّ و جلّ و المؤمن ينام على يقينه مستقبل القبلة، و الملوك و أبنائها تنام على شمالها ليستمرءوا ما يأكلون و إبليس و أخواته و كلّ مجنون و ذو عاهة ينامون على وجوههم منبطحين.

ثمّ جلس و قام إليه رجل آخر، فقال: يا أمير المؤمنين أخبرني عن يوم الأربعاء

ص: 487

و تطيرنا منه و ثقله، و أيّ أربعاء هو؟ فقال عليه السّلام: آخر أربعاء في الشهور و هو المحاق و فيه قتل قابيل هابيل أخاه، و يوم الأربعاء ألقي إبراهيم عليه السّلام، في النار و يوم الأربعاء وضعوه في المنجنيق، و يوم الأربعاء غرق اللّه فرعون، و يوم الأربعاء جعل اللّه قرية لوط عاليها سافلها، و يوم الأربعاء أرسل اللّه عزّ و جل الريح على قوم عاد، و يوم الأربعاء أصبحت كالصريم.

و يوم الأربعاء سلّط اللّه عزّ و جل على نمرود البقّة، و يوم الأربعاء طلب فرعون موسى عليه السّلام، ليقتله، و يوم الأربعاء خرّ عليهم السقف من فوقهم، و يوم الأربعاء أمر فرعون بذبح الغلمان، و يوم الأربعاء خرب بيت المقدس، و يوم الأربعاء احرق مسجد سليمان بن داود باصطخر من كورة فارس، و يوم الأربعاء قتل يحيى بن زكريا، و يوم الأربعاء أظلّ قوم فرعون أوّل العذاب، و يوم الأربعاء خسف اللّه عزّ و جل بقارون، و يوم الأربعاء ابتلى أيوب عليه السّلام، بذهاب أهله و ولده و ماله.

و يوم الأربعاء أدخل يوسف عليه السّلام السجن، و يوم الأربعاء، قال اللّه عزّ و جل:

«أَنّٰا دَمَّرْنٰاهُمْ وَ قَوْمَهُمْ أَجْمَعِينَ » و يوم الأربعاء عقروا الناقة، و يوم الأربعاء أخذتهم الصيحة، و يوم الأربعاء أمطر عليهم حجارة من سجّيل، و يوم الاربعاء شجّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كسرت رباعيّته، و يوم الاربعاء أخذت العمالقة التابوت، و سأله عن الأيّام و ما يجوز فيها من العمل.

فقال أمير المؤمنين عليه السّلام: يوم السبت يوم مكر و خديعة، و يوم الأحد يوم غرس و بناء، و يوم الاثنين يوم حرب و دم، و يوم الثلثاء يوم سفر و طلب و يوم الاربعاء يوم شوم يتطيّر فيه الناس، و يوم الخميس يوم الدخول على الامراء و قضاء الحوائج، و يوم الجمعة يوم خطبة و نكاح(1).

68 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل رضي اللّه عنه، قال: حدثنا عبد اللّه بن جعفر الحميرى، عن إبراهيم بن هاشم، عن أحمد بن عامر الطائى، قال:

سمعت أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليهم السلام، يقول: يوم الاربعاء يوم نحس

ص: 488


1- عيون الاخبار: 1-240.

مستمرّ من احتجم فيه خيف عليه أن تخضرّ محاجمه، و من تنوّر، فيه خيف عليه البرص(1).

69 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن علي ما جيلويه رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا عمي محمّد بن أبي القاسم عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن علي بن محمّد، عن أبي أيّوب المديني عن سليمان بن جعفر الجعفرى، عن الرضا، عن آبائه، عن علي عليهم السّلام، قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: تعلّموا من الغراب خصالا ثلاث، استتاره بالسّفاد، و بكوره في طلب الرزق، و حذره(2).

70 - عنه قال: حدّثنا علي بن أحمد بن عبد اللّه بن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، و محمّد بن موسى البرقيّ و محمّد بن علي ماجيلويه، و محمّد بن عليّ بن هاشم، و عليّ بن عيسى المجاور رضي اللّه عنهم، قالوا: حدّثنا علي بن محمّد بن ماجيلويه، عن أحمد بن محمّد بن خالد، عن أحمد بن محمّد السيّاري، عن علي بن أسباط، قال قلت للرضا عليه السّلام: يحدث الامر أجد بدّا من معرفته و ليس في البلد الّذي أنا فيه أحد أستفتيه من مواليك، قال فقال: ايت فقيه البلد فاستفته في أمرك، فاذا أفتاك بشيء فخذ بخلافه فانّ الحق فيه(3).

71 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقي، عن عليّ بن محمّد القاسانيّ ، عن أبي أيوب المدينيّ ، عن سليمان بن جعفر الجعفرىّ عن الرضا عليه السّلام، عن آبائه، عن علي عليهم السّلام، أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نهى عن قتل خمسة: الصرد و الصوم و الهدهد، و النحل و النملة، و الضفدع و أمر بقتل خمسة: الغراب، و الحداء، و الحية، و العقرب، و الكلب العقور(4).

72 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن قاسم الأسترآبادي رضي اللّه عنه، قال: حدثنى

ص: 489


1- عيون الاخبار: 1-248.
2- المصدر: 1-257.
3- المصدر: 1-275.
4- المصدر: 1-277 قال الصدوق - رحمه اللّه -: هذا امر اطلاق و رخصة، لا أمر وجوب و فرض.

يوسف بن محمّد بن زياد، عن أبيه، عن الحسن بن عليّ ، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه علي بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن آبائه عن على عليهم السّلام قال: إنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لمّا أتاه جبرئيل بنعي النجاشي بكى بكاء حزين عليه و قال: إنّ أخاكم أصحمة و هو اسم النجاشي مات، ثمّ خرج إلى الجبانة و كبر سبعا فخفض اللّه له كلّ مرتفع حتى رأى جنازته و هو بالحبشة(1).

73 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن القاسم المفسّر رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه الرضا علي بن موسى عن موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن عليّ ، عن أبيه عليّ بن الحسين ابن علي قال: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: كم من غافل ينسج ثوبا ليلبسه و إنما هو كفنه و يبنى بيتا ليسكنه و إنما هو موضع قبره(2).

74 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن إبراهيم بن إسحاق المؤدّب رضي اللّه عنه، قال:

حدّثنا أحمد بن محمّد بن سعيد الكوفي، قال: حدّثنا عليّ بن فضال، عن أبيه عن أبي الحسن على بن موسى الرضا عليه السّلام، عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن عليّ عليهم السّلام.

قال: لما حضرت الحسن بن علي الوفاة بكى، فقيل له: يا ابن رسول اللّه أ تبكي و مكانك من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مكانك الّذي أنت فيه، و قد قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فيك ما قال، و قد حججت عشرين حجّة ما شيا و قد قاسمت ربك مالك ثلاث مرات حتّى النعل، فقال: إنما أبكي لخصلتين لهول المطّلع و فراق الأحبة(3).

75 - عنه قال: حدثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدثنا محمّد بن يحيى العطار، عن عن أحمد بن محمّد بن، عيسى، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبد اللّه بن أحمد، عن إسماعيل الخراساني، عن الرضا عليه السّلام قال: ليس الحمية من الشيء تركه إنما الحمية من الشيء الإقلال منه(4).

ص: 490


1- عيون الاخبار: 1-279.
2- المصدر: 1-297.
3- المصدر: 1-303.
4- المصدر: 1-309.

76 - عنه قال: حدّثنا أبى رضى اللّه عنه، قال: حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال:

حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى قال: حدّثنا أبو همام إسماعيل بن همّام، عن الرضا عليه السّلام أنه قال: لرجل، أيّ شيء السكينة عندكم ؟ فلم يدرى القوم ما هي ؟ فقالوا: جعلنا اللّه فداك ما هى ؟ قال: ريح تخرج من الجنة طيبة، لها صورة كصورة الانسان تكون مع الأنبياء عليهم السّلام و هى التى أنزلت علي إبراهيم عليه السّلام، حين بنى الكعبة، فجعلت تأخذ كذا و كذا و تبنى الأساس عليها،(1)

77 - عنه قال: حدّثنا أبي رضي اللّه عنه، قال: حدّثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عيسى بن عبيد، عن محمّد بن عرفة. قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام يا بن عرفة إنّ النعم كالإبل المعقولة في عطنها على العوم ما أحسنوا جوارها فاذا أساءوا معاملتها و إنالتها نفرت عنهم(2).

78 - عنه قال: حدثنا أبي و محمّد بن الحسن بن أحمد بن الوليد رضى اللّه عنه، قالا؛ حدّثنا سعد بن عبد اللّه، قال: حدّثني محمّد بن عبد اللّه المسمعي، قال: حدّثني أحمد بن الحسن الميثميّ ، أنه سئل الرضا عليه السّلام. يوما و قد اجتمع عنده قوم من أصحابه و قد كانوا يتنازعون في الحديثين المختلفين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في الشيء الواحد، فقال عليه السّلام: إنّ اللّه عزّ و جلّ حرّم حراما و أحلّ حلالا و فرض فرائض فما جاء في تحليل ما حرّم اللّه أو تحريم ما أحلّ اللّه أو دفع فريضة في كتاب اللّه رسمها بين قائم بلا ناسخ، نسخ ذلك، فذلك مما لا يسع الأخذ به، لأنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يكن ليحرّم ما أحلّ اللّه و لا ليحلّل ما حرّم اللّه، و لا ليغيّر فرائض اللّه و أحكامه، كان في ذلك كله متبعا مسلما مؤدّيا عن اللّه و ذلك قول اللّه عز و جلّ : «إِنْ أَتَّبِعُ إِلاّٰ مٰا يُوحىٰ إِلَيَّ » فكان عليه السّلام متبعا للّه مؤديا عن اللّه ما أمره به من تبليغ الرسالة،

ص: 491


1- عيون الاخبار: 1-312
2- المصدر: 2-11

قلت: فإنه يرد عنكم الحديث في الشيء عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مما ليس في الكتاب و هو في السنّة، ثم يرد خلافه، فقال: و كذلك قد نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، عن أشياء نهى حرام فوافق في ذلك نهيه نهى اللّه تعالى، و أمر بأشياء فصار ذلك الأمر واجبا لازما كعدل فرائض اللّه تعالى، و وافق في ذلك أمره أمر اللّه تعالى.

فما جاء في النهى عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، نهى حرام، ثمّ جاء خلافه لم يسع استعمال ذلك، و كذلك فيما أمر به، لأنا لا نرخص فيما لم يرخص فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لا نأمر بخلاف ما أمر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إلا لعلّة خوف ضرورة فأما أن نستحلّ ما حرّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أو نحرّم ما استحلّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلا يكون ذلك أبدا، لأنا تابعون لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، مسلمون له كما كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تابعا لأمر ربه عزّ و جلّ مسلما له.

و قال عزّ و جلّ : «مٰا آتٰاكُمُ اَلرَّسُولُ فَخُذُوهُ ، وَ مٰا نَهٰاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا» و أنّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، نهى عن أشياء ليس نهى حرام، بل اعافة و كراهة، و أمر باشياء ليس أمر فرض و لا واجب بل أمر فضل و رجحان في الدّين، ثم رخص في ذلك للمعلول و غير المعلول فما كان عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نهى اعافة أو أمر فضل، فذلك الّذي يسع استعمال الرخص فيه.

إذا ورد عليكم عنا فيه الخبران باتفاق من يرويه في النهى و لا ينكره و كان الخبران صحيحين معروفين باتفاق الناقلة فيهما، يجب الأخذ بأحدهما أو بهما جميعا أو بأيهما شئت و أحببت موسع ذلك لك من باب التسليم لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الرّد إليه و إلينا و كان تارك ذلك من باب العناد و الإنكار و ترك التسليم لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مشركا باللّه العظيم.

فما ورد عليكم من خبرين مختلفين فأعرضوهما على كتاب اللّه فما كان في كتاب اللّه موجودا حلالا أو حراما فاتبعوا ما وافق الكتاب، ما لم يكن في الكتاب فاعرفوه على سنن النبي عليهما السّلام، فما كان في السنة موجودا منهيا عنه نهى حرام أو مأمورا به عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أمر إلزام فاتبعوا ما وافق نهى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أمره.

ص: 492

و ما كان في السنه اعافة او كراهة، ثم كان الخبر الآخر خلافه، فذلك رخصة فيما عافه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و كرهه و لم يحرّمه، فذلك الذي يسع الأخذ بهما جميعا أو بأيهما شئت وسعك الاختيار من باب التسليم و الاتباع، و الردّ إلى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ما لم تجدوه في شيء من هذه الوجوه، فردّوا إلينا علمه فنحن أولى بذلك و لا تقولوا فيه بآرائكم، و عليكم بالكفّ و التثبت و الوقوف و أنتم طالبون باحثون حتّى يأتيكم البيان من عندنا(1).

79 - عنه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن على بن الشاه الفقيه المروزىّ بمروالروز في داره، قال: حدّثنا أبو بكر بن محمّد بن عبد اللّه النيسابورى، عن عبد اللّه بن أحمد الطائى عن أبيه قال: حدثنى على بن موسى الرضا عن أبيه عن آبائه: قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، ما من مائدة وضعت و حضر عليها من اسمه أحمد أو محمّد إلاّ قدس ذلك المنزل في كلّ يوم مرّتين(2).

80 - و بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لمّا اسري بي إلى السّماء رأيت في السماء الثالثة رجلا قاعدا رجل له في المشرق و رجل له في المغرب، و بيده لوح ينظر فيه، و يحرّك رأسه، فقلت: يا جبرئيل من هذا؟ قال: هذا ملك الموت،(3).

81 - و بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: إذا كان يوم القيامة يقول اللّه عزّ و جل لملك الموت: يا ملك الموت و عزّتى و جلالي، و ارتفاعي في علوّي لأذيقنّك طعم الموت، كما أذقت عبادي،(4).

82 - و بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اللهمّ بارك لأمّتي في بكورها يوم سبتها و خميسها(5).

ص: 493


1- عيون الاخبار: 2 -
2- المصدر: 2-29
3- المصدر: 2-32
4- المصدر: 2-32
5- المصدر: 2-34

83 - و بهذا الأسناد قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، يسافر يوم الخميس، و يقول: فيه ترفع الأعمال إلى اللّه و تعقد فيه الولاية(1).

84 - و بهذا الإسناد قال: قال عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: من أراد البقاء و لا بقاء فليباكر الغداء و ليجود الحذاء و ليخفّف الرداء و ليقل غشيان النساء(2).

85 - و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: الطّاعون ميتة وحية(3).

86 - و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام قال: لا تجد في أربعين أصلع رجل سوء و لا تجد في أربعين كوسجا رجلا صالحا، و صلع سوء خير من كوسج صالح(4)

87 - عنه رحمه اللّه - قال: حدّثنا محمّد بن عمر بن محمّد بن سلم بن البراء الجعابى قال: حدّثني، أبو محمّد الحسن بن عبد اللّه بن محمّد بن العباس الرازي، قال: حدثنى سيدي علي بن موسى الرضا قال: حدثني أبى موسى بن جعفر، قال: حدّثني أبي جعفر بن محمّد، قال: حدثني أبي محمّد بن علي، قال: حدثني أبي علي بن الحسين، قال: حدّثني أبي الحسين بن عليّ ، قال: حدّثني أبي علي بن أبى طالب عليهم السّلام قال:

قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تعوّذ و باللّه من حبّ الحزن(5).

88 - و بهذا الإسناد عن عليّ بن أبي طالب عليه السّلام: عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال لبني هاشم: أنتم المستضعفون بعدي(6).

89 - و بهذا الإسناد عن عليّ عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: الاثنان و ما فوقهما جماعة(7):

90 - و بهذا الأسناد عن عليّ عليه السّلام قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تقتل عمّارا الفئة

ص: 494


1- عيون الاخبار: 2-37
2- المصدر: 2-38
3- المصدر: 2-42
4- المصدر: 2-45
5- المصدر: 2-61
6- المصدر: 2-61
7- المصدر: 2-61

الباغية(1).

91 - و بهذا الاسناد عن عليّ عليه السّلام قال: قال النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سلمان منّا أهل البيت،(2)

92 - و بهذا الاسناد عن عليّ عليه السّلام قال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أبو ذرّ صديق هذه الامّة(3).

93 - و بهذا الاسناد عن عليّ عليه السّلام قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قتل حيّة فقد قتل كافرا،(4).

94 - و بهذا الاسناد عن عليّ عليه السّلام قال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنه ذكر الكوفة فقال: يدفع عنها البلاء كما يدفع عن أخبية النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم(5).

95 - و بهذا الاسناد عن عليّ عليه السّلام. قال: من كذب بشفاعة رسول اللّه لم تنله(6)

96 - و بهذا الاسناد عن عليّ عليه السّلام، قال: قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: عمّار على الحقّ حين يقتل بين الفئتين، إحدى الفئتين على سبيلى و سنّتي، و الاخرى مارقة من الدّين خارجة عنه(7).

97 - عنه عن أبى بكر البغدادي، عن على بن محمد، عن دارم بن قبيصة، عن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام قال: سمعت أبي يحدّث عن أبيه، عن جدّه عليهم السلام، عن جابر بن عبد اللّه، قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في قبّة آدم، و رأيت بلال الحبشيّ و قد خرج من عنده و معه فضل وضوء رسول اللّه، فابتدره الناس فمن أصابه منه شيئا يمسح به وجهه، و من لم يصب منه شيئا أخذ من يدى صاحبه. فمسح به وجهه و كذلك فعل بفضل وضوء أمير المؤمنين عليه السّلام،(8).

ص: 495


1- عيون الاخبار: 2-63
2- المصدر: 2-64
3- عيون الاخبار: 2-65.
4- عيون الاخبار: 2-65.
5- المصدر: 2-65.
6- عيون الاخبار: 2-66.
7- المصدر: 2-66.
8- المصدر: 2-69.

98 - و بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من أذلّ مؤمنا أو حقّره لفقره، و قلّة ذات يده شهره اللّه علي جسر جهنم يوم القيمة،(1)

99 - و بهذا الإسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: يوحى اللّه عزّ و جلّ إلي الحفظة الكرام البررة، لا تكتبوا على عبدي و أمّتي ضجرهم و عثرتهم بعد العصر،(2).

100 - و بهذا الاسناد قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: اطفئوا المصابيح باللّيل.

لا تجرّها الفويسقة، فتحرق البيت و ما فيه(3).

101 - عنه قال: حدّثنا الحاكم أبو علي الحسين بن حامد البيهقىّ ، قال:

حدّثني محمّد بن يحيي الصولى؛ قال حدّثني محمّد بن موسى بن نصر الرازي، قال:

حدّثني أبي؛ قال سئل الرضا عليه السّلام، عن قول النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أصحابى كالنجوم بأيّهم اقتديتم اهتديتم، و عن قوله عليه السّلام،: دعوا لى أصحابي. فقال عليه السّلام: هذا صحيح يريد من لم يغيّر، و لم يبدل.

قيل: و كيف يعلم أنهم قد غيّروا أو بدّلوا؟ قال: لما يروونه من أنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: ليذادنّ برجال من أصحابي فيقال لي: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؛ فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: بعدا لهم و سحقا لهم أ فترى هذا لمن لم يغيّر و لم يبدّل(4).

102 - عنه قال: حدّثنا عبد الواحد بن محمّد بن عبدوس النيسابوريّ العطّار رضى اللّه عنه بنيسابور في شعبان سنة اثنين و خمسين و ثلاثمائة قال: حدّثنا علي بن محمّد بن قتيبة النيسابورىّ عن الفضل بن شاذان، قال سأل المأمون عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام أن يكتب له محض الإسلام على سبيل الايجاز و الاختصار.

فكتب عليه السّلام، له أنّ محض الاسلام شهادة أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له

ص: 496


1- عيون الاخبار: 2-70.
2- المصدر: 71.
3- المصدر: 2-74.
4- المصدر: 2-87.

إلها، واحدا، أحدا، فردا صمدا، قيوما، سميعا، بصيرا، قديرا قديما، قائما باقيا، عالما لا يجهل، قادرا لا يعجز، غنيّا لا يحتاج، عدلا لا يجور، و أنه خالق كل شيء و ليس كمثله شيء، لا شبه له، و لا ضدّ له و لا ندّ له، و لا كفوء له و أنّه المقصود بالعبادة، و الدعاء و الرّغبة و الرّهبة، و أن محمّدا عبده و رسوله و أمينه و صفيّه، و صفوته من خلقه، و سيّد المرسلين، و خاتم النبيين و أفضل العالمين، لا نبيّ بعده و لا تبديل لملّته، و لا تغيير لشريعته، و أنّ جميع ما جاء به محمّد بن عبد اللّه هو الحقّ المبين و التصديق به، و بجميع من مضى قبله من رسل اللّه و أنبيائه و حججه و التصديق بكتابه الصّادق العزيز الّذي لا يأتيه الباطل من بين يديه، و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد، و أنه المهيمن على الكتب كلّها، و أنّه حقّ من فاتحته إلى خاتمته، نؤمن بمحكمه و متشابهه، و خاصه و عامّة و وعده، و وعيده، و ناسخه و منسوخه، و قصصه و أخباره، لا يقدر أحد من المخلوقين أن يأتي بمثله، و أنّ الدليل بعده، و الحجّة علي المؤمنين و القائم بأمر المسلمين و الناطق عن القرآن و العالم بأحكامه، أخوه و خليفته و وصيه و وليه.

و الّذي كان منه بمنزلة، هارون من موسى، عليّ بن أبي طالب عليه السّلام أمير المؤمنين و إمام المتّقين و قائد الغرّ المحجّلين و أفضل الوصيّين و وارث علم النبيّين و المرسلين، و بعده الحسن و الحسين سيد اشباب أهل الجنّة، ثمّ عليّ بن الحسين زين العابدين، ثم محمّد بن عليّ باقر علم النبيّين، ثمّ ، جعفر بن محمّد الصادق وارث علم الوصيين، ثم موسى بن جعفر الكاظم، ثمّ على بن موسى الرضا، ثمّ محمّد بن عليّ ، ثمّ عليّ بن محمّد، ثمّ الحسن بن علي، ثمّ الحجة القائم المنتظر، صلوات اللّه عليهم أجمعين.

أشهد لهم بالوصيّة و الإمامة، و أنّ الأرض لا تخلو من حجّة للّه تعالى على خلقه في كلّ عصر و أوان و أنهم العروة الوثقى و أئمة الهدى و الحجّة على أهل الدنيا

ص: 497

إلى أن يرث اللّه الأرض و من عليها، و أنّ كل من خالفهم ضال مضلّ باطل تارك للحقّ و الهدى، و أنهم المعبرون عن القرآن بالناطقون، و عن الرّسول صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، بالبيان، و من مات و لم يعرفهم مات ميتة جاهلية.

و أنّ من دينهم الورع و العفة و الصدق و الصلاح، و الاستقامة، و الاجتهاد و أداء الأمانة إلى البرّ و الفاجر، و طول السّجود و صيام النهار و قيام الليل، و اجتناب المحارم، و انتظار الفرج بالصبر، و حسن العزاء، و كرم الصحبة، ثمّ الوضوء كما أمر اللّه تعالى في كتابه غسل الوجه و اليدين من المرفقين و مسح الرأس و الرجلين مرّة واحدة و لا ينقض الوضوء، إلاّ غائط أو بول أو ريح أو نوم أو جنابة.

و أنّ من مسح على الخفّين، فقد خالف اللّه تعالى و رسوله و ترك فريضته و كتابه، و غسل يوم الجمعة سنّة، و غسل العيدين و غسل دخول مكّة و المدينة و غسل الزيارة و غسل الإحرام و أوّل ليلة من شهر رمضان و ليلة سبعة عشرة، و ليلة تسعة عشرة و ليلة إحدى و عشرين، و ليلة ثلث و عشرين من شهر رمضان، هذه الأغسال سنة، و غسل الجنابة فريضة، و غسل الحيض و مثله، و الصلاة الفريضة: الظهر أربع ركعات، و العصر أربع ركعات، و المغرب ثلاث ركعات، و العشاء الآخرة أربع ركعات، و الغداة ركعتان هذه سبع عشر ركعة، و السنّة أربع و ثلثون ركعة ثمان ركعات قبل فريضة الظهر، و ثمان ركعات قبل العصر، و أربع ركعات بعد المغرب و ركعتان من جلوس بعد العتمة، تعدّان بركعة؛ و ثمان ركعات في السحر و الشفع و الوتر ثلث ركعات يسلّم بعد الركعتين و ركعتا الفجر؛ و الصلاة في أوّل الوقت أفضل، و فضل الجماعة على الفرد أربع و عشرون و لا صلاة خلف الفاجر، و لا يقتدى إلاّ بأهل الولاية، و لا يصلّى في جلود الميتة، و لا في جلود السّباع، و لا يجوز أن يقول في التشهد الأوّل: السلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين لانّ تحليل الصلاة التسليم.

فاذا قلت هذا فقد سلمت، و التقصير في ثمانية فراسخ و ما زاد، و إذا قصرت أفطرت،

ص: 498

و من لم يفطر لم يجزأ عنه صومه في السّفر، و عليه القضاء لأنّه، ليس عليه صوم السفر، و القنوت سنة واجبة في الغداة، و الظهر، و العصر، و المغرب، و العشاء الآخرة و الصلاة على الميّت خمس تكبيرات، فمن نقص فقد خالف سنة، و الميّت يسلّ ، من قبل رجليه، و يرفق به إذا أدخل قبره.

و الإجهار ببسم اللّه الرحمن الرحيم في جميع الصلاة سنة، و الزكاة الفريضة، في كلّ مأتي درهم خمسة دراهم، و لا يوجب فيما دون ذلك شيء، و لا تجب الزكاة على المال، حتّى يحول عليه الحول و لا يجوز أن يعطى الزكاة، غير أهل الولاية، المعروفين، و العشر من الحنطة و الشعير و التمر و الزبيب إذا بلغ خمسة أوساق الوسق ستون صاعا، و الصاع أربعة أمداد.

و زكاة الفطر فريضة على كلّ رأس صغير أو كبير حرّ أو عبد، ذكر أو أنثى من الحنطة و الشعير و التّمر و الزبيب، صاع و هو أربعة أمداد: و لا يجوز دفعها إلاّ إلى أهل الولاية و أكثر الحيض عشرة أيّام و أقله ثلاثة أيّام، و المستحاضة تختشى و تغتسل و تصلّى و الحائض تترك الصلاة و لا تقضي و تترك الصوم و تقضى.

و صيام شهر رمضان فريضة يصام للرؤية، و يفطر للرؤية و لا يجوز أن يصلّى التطوّع في جماعة، لانّ ذلك بدعة و كل بدعة ضلالة، و كل ضلالة في النار، و صوم ثلاثة أيّام من كلّ شهر سنّة في كلّ عشرة أيام يوم أربعا، بين خمسين، و صوم شعبان حسن لمن صامه، و إن قضيت فوائت شهر رمضان متفرقة أجزأ؛ و حجّ البيت فريضة على من استطاع إليه سبيلا، و السّبيل: الزاد و الراحلة مع الصّحة و لا يجوز الحجّ إلاّ تمتعا، و لا يجوز القران و الإفراد الّذي يستعمله العامة إلاّ لأهل مكّة و حاضريها و لا يجوز الإحرام دون الميقات قال اللّه تعالى: «وَ أَتِمُّوا اَلْحَجَّ وَ اَلْعُمْرَةَ لِلّٰهِ » و لا يجوز أن يضحى بالخصيّ لأنّه ناقص، و لا يجوز الموجوء.

و الجهاد واجب مع الإمام العدل و من قتل دون ماله فهو شهيد و لا يجوز قتل أحد من الكفّار في دار التقيّة إلاّ قاتل أو ساع في فساد، و ذلك إذا لم تخف على نفسك

ص: 499

و على أصحابك و التقية في دار التقية واجبة، و لا حنث على حلف تقيّة يدفع بها ظلما عن نفسه.

و الطلاق للسنّة على ما ذكره اللّه تعالى في كتابه و سنّة نبيه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و لا يكون طلاق لغير سنة و كلّ طلاق يخالف الكتاب، فليس بطلاق، كما أنّ كلّ نكاح يخالف الكتاب، فليس بنكاح، و لا يجوز أن يجمع بين أكثر من أربع حرائر، و إذا طلقت المرأة للعدّة ثلاث مرات لم تحلّ لزوجها حتّى تنكح زوجها غيره.

و قال أمير المؤمنين عليه السّلام: اتقوا تزويج المطلّقات ثلثا في موضع واحد، فانّهن ذوات أزواج، و الصلاة على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، واجبة في كلّ موطن و عند العطاس و الذبايح و غير ذلك، و حبّ أولياء اللّه تعالى واجب و كذلك بغض أعداء اللّه و البراءة منهم، و من أئمتهم. و برّ الوالدين واجب و إن كانا مشركين و لا طاعة لهما في معصية اللّه عزّ و جلّ و لا غيرهما فإنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق.

ذكاة الجنين ذكاة أمه إذا أشعر و أوبر. و تحليل المتعتين اللّتين أنزلهما اللّه تعالى في كتابه و سنّهما رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم متعة النساء و متعة الحجّ ، و الفرائض على ما أنزل اللّه تعالى في كتابه و لا عول فيها و لا يرث مع الولد و الوالدين أحد إلاّ الزّوج و المرأة، و ذو السهم أحقّ ممّن لا سهم له و ليست العصبة من دين اللّه.

و العقيقة عن المولود للذكر و الانثى واجبة و كذلك تسميته و حلق رأسه يوم السابع و يتصدّق بوزن الشعر ذهبا أو فضّة، و الختان سنة واجبة للرّجال، و مكرمة للنساء، و أنّ اللّه تبارك و تعالى لا يكلّف نفسا إلاّ وسعها، و أنّ أفعال العباد مخلوقه للّه تعالى خلق تقدير لا خلق تكوين، و اللّه خالق كل شيء.

و لا نقول بالجبر و التّفويض و لا يأخذ اللّه البري بالسّقيم، و لا يعذّب اللّه تعالى الأطفال بذنوب الآباء وَ لاٰ تَزِرُ وٰازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرىٰ و أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسٰانِ إِلاّٰ مٰا سَعىٰ ، و للّه أن يعفو و يتفضّل و لا يجور، و لا يظلم، لأنه تعالى منزّه من ذلك و لا يفرض اللّه عزّ و جل طاعة من يعلم، أنّه يضلّهم و يغويهم، و لا يختار لرسالته و لا يصطفي من عباده

ص: 500

من يعلم أنه يكفر به و بعبادته، و يعبد الشيطان دونه.

و أنّ الإسلام غير الإيمان، و كلّ مؤمن مسلم، و ليس كلّ مسلم مؤمن، و لا يسرق السارق حين يسرق، و هو مؤمن، و لا يزني الزاني حين يزني و هو مؤمن، و أصحاب الحدود مسلمون لا مؤمنون، و لا كافرون، و اللّه تعالى لا يدخل النار مؤمنا و قد وعده الجنة، و لا يخرج من النّار كافرا و قد أوعده النار و الخلود فيها، و لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دونه ذلك لمن يشاء.

و مذنبوا أهل التوحيد لا يخلدون في النار و يخرجون منها، و الشّفاعة جائزة لهم، و أنّ الدار اليوم دار تقيّة و هي دار الإسلام لا دار كفر و لا دار إيمان، و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر واجبان إذا أمكن، و لم يكن خيفة على النفس، و الإيمان هو أداء الأمانة و اجتناب جميع الكبائر و هو معرفة بالقلب و إقرار باللّسان و عمل بالأركان.

و التكبير في العيدين واجب في الفطر في دبر خمس صلوات، و يبدأ به في دبر صلاة المغرب، ليلة الفطر و في الأضحى في دبر عشر صلوات و يبدأ به من صلاة الظّهر يوم النحر، و بمنى في دبر خمس عشرة صلاة، و النفساء لا تقعد عن الصلاة أكثر من ثمانية عشر يوما، فان طهرت قبل ذلك صلّت و إن لم تطهر حتى تجاوز ثمانية عشر يوما اغتسلت و صلّت، عملت ما تعمل المستحاضة.

و نؤمن بعذاب القبر، و منكر و نكير، و البعث بعد الموت، و الميزان، و الصراط و البراءة من الّذين ظلموا آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و همّوا بإخراجهم و سنّوا ظلمهم و غيروا سنة نبيهم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و البراءة من الناكثين و القاسطين و المارقين، الّذين هتكوا حجاب رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و نكثوا بيعة إمامهم و أخرجوا المرأة و حاربوا أمير المؤمنين عليه السّلام و فتلوا الشيعة المتّقين رحمة اللّه عليهم واجبة.

و البراءة ممّن نفى الاخيار و شرّدهم و آوى الطرداء اللّعناء و جعل الأموال دولة بين الأغنياء و استعمل السّفهاء مثل معاوية و عمرو بن العاص لعينى رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و البراءة من أشياعهم و الّذين حاربوا أمير المؤمنين عليه السّلام و قتلوا الأنصار و المهاجرين

ص: 501

و أهل الفضل و الصّلاح من السابقين، و البراءة من أهل الاستيثار، و من أبي موسى الأشعري و أهل ولايته الّذين ضلّ سعيهم في الحياة الدنيا و هم يحسبون أنهم يحسنون صنعا.

اولئك الّذين كفروا بآيات ربهم، و بولاية أمير المؤمنين عليه السّلام و لقائه كفروا بأن لقوا اللّه بغير إمامته فحبطت أعمالهم فلا نقيم لهم يوم القيمة وزنا، فهم كلاب أهل النار و البراءة من الأنصاب و الأزلام أئمة الضلالة و قادة الجور كلّهم أوّلهم و آخرهم، و البراءة من أشباه عاقري الناقة أشقياء الأوّلين و الآخرين و ممن يتولّاهم.

و الولاية لأمير المؤمنين عليه السّلام، و الّذين مضوا على منهاج نبيّهم عليه السّلام و لم يغيّروا و لم يبدّلوا مثل سلمان الفارسيّ و أبي ذرّ الغفاريّ و المقداد بن الأسود و عمّار بن ياسر، و حذيفة اليمان و أبي الهيثم بن التيهان و سهل بن حنيف، و عبادة بن الصامت و أبي أيوب الأنصاريّ و خزيمه بن ثابت ذي الشهادتين، و أبي سعيد الخدريّ و أمثالهم رضي اللّه عنهم و رحمة اللّه عليهم و الولاية لا تباعهم، و المهتدين بهداهم و السّالكين منهاجهم رضوان اللّه عليهم.

و تحريم الخمر قليلها و كثيرها، و تحريم كلّ شراب مسكر قليله و كثيره، و ما أسكر كثيره فقليله حرام، و المضطرّ لا يشرب الخمر لأنها تقتله، و تحريم كلّ ذي ناب من السّباع و كلّ ذى مخلب من الطير، و تحريم الطّحال فإنّه دم و تحريم الجرّي و السمك و الطافي و المار ما هي، و الزمير، و كلّ سمك لا يكون له فلس.

و اجتناب الكبائر و هي قتل النفس الّتي حرّم اللّه تعالى، و الزّنا، و السرقة، و شرب الخمر، و عقوق الوالدين، و الفرار من الزحف، و أكل مال اليتيم ظلما و أكل الميتة و الدّم و لحم الخنزير، و ما أهلّ لغير اللّه به، من غير ضرورة و أكل الرّبا بعد البيّنة، و السحت، و الميسر و القمار، و البخس في المكيال و الميزان.

و قذف المحصنات و اللّواط، و شهادة الزور، و اليأس من روح اللّه، و الأمن من مكر اللّه، و القنوط من رحمة اللّه، و معونة الظالمين و الركون إليهم، و اليمين المغموس، و حبس الحقوق، من غير العسرة؛ و الكذب و الكبر، و الإسراف و التبذير، و الخيانة

ص: 502

و الاستخفاف بالحجّ ، و المحاربة لأولياء اللّه تعالى، و الاشتغال بالملاهى، و الإصرار على الذنوب(1).

104 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن موسى المتوكّل رضي اللّه عنه قال: حدثنا علي بن إبراهيم بن هاشم، عن أبيه، عن علي بن معبد، عن الحسين بن خالد الصير في قال: قال أبو الحسن الرضا عليه السّلام: من قال بالتناسخ فهو كافر، ثمّ قال عليه السّلام، لعن اللّه الغلاة إلاّ كانوا يهوديا إلاّ كانوا نصارى إلاّ كانوا قدريّة إلاّ كانوا مرجئة إلاّ كانوا حروريّة ثمّ قال عليه السّلام: لا تقاعدوهم، و لا تصادقوهم، و ابرءوا منهم برئ اللّه منهم(2).

105 - عنه قال: حدّثنا محمّد بن عليّ بن بشّار قال: حدّثنا أبو الفرج المظفّر ابن أحمد بن الحسن القزوينيّ ، قال: حدّثنا العبّاس بن محمّد بن قاسم بن حمزة بن موسى ابن جعفر عليه السّلام، قال حدثنا الحسن بن سهل القمّي عن محمّد بن خالد عن أبي هاشم الجعفريّ قال: سألت أبا الحسن الرضا عليه السّلام عن الغلاة و المفوضة.

فقال: الغلاة كفّار و المفوّضة مشركون، من جالسهم أو خالطهم أو آكلهم أو شاربهم أو واصلهم أو زوّجهم، أو تزوّج منهم، أو ائتمنهم على أمانة أو صدّق حديثهم أو أعانهم بشطر كلمة، خرج من ولاية اللّه عزّ و جل و ولاية رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. و ولايتنا أهل البيت(3).

106 - عنه قال: حدّثنا تميم بن عبد اللّه بن تميم القرشيّ ، قال: حدّثني أبى عن أحمد بن عليّ الأنصاري، عن أبي الصلت الهرويّ قال: قلت للرّضا عليه السّلام يا ابن رسول اللّه إنّ في سواد الكوفة قوما يزعمون أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لم يقع عليه السهو في صلاته، فقال: كذبوا لعنهم اللّه إنّ الّذي لا يسهو هو اللّه الّذي لا إله إلا هو(4).

قال: قلت: يا ابن رسول اللّه و فيهم قوم يزعمون أنّ الحسين بن علي عليه السّلام لم يقتل و أنه ألقي شبهه على حنظلة بن أسعد الشاميّ و أنه رفع إلى السماء كما رفع عيسى بن

ص: 503


1- عيون الاخبار: 2-121.
2- المصدر: 2-202.
3- عيون الاخبار: 2-203.
4- أجمعت الامامية على أن النبي لا يسهو مطلقا فى الاحكام و غيرها و خالفهم فى الاحكام الصدوق و شيخه ابن الوليد و مستند هما هذا الحديث.

مريم عليه السلام، و يحتجّون بهذه الآية «وَ لَنْ يَجْعَلَ اَللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً» .

فقال: كذبوا عليهم غضب اللّه و لعنته و كفروا بتكذيبهم لنبيّ اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، في إخباره بأنّ الحسين بن عليّ عليه السّلام سيقتل، و اللّه لقد قتل الحسين عليه السّلام، و قتل من كان خيرا من الحسين أمير المؤمنين، و الحسن بن عليّ عليهم السّلام، و ما منّا إلاّ مقتول و إني و اللّه لمقتول بالسمّ باغتيال من اغتالنى أعرف ذلك بعهد معهود إليّ من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أخبره به جبرئيل عن ربّ العالمين عزّ و جل.

و أما قول اللّه: «وَ لَنْ يَجْعَلَ اَللّٰهُ لِلْكٰافِرِينَ عَلَى اَلْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً» ، فإنه يقول لن يجعل اللّه لكافر على مؤمن حجّة، و لقد أخبر اللّه عزّ و جلّ عن كفّار قتلوا النبيين بغير الحقّ ، و مع قتلهم إياهم لن يجعل اللّه لهم على أنبيائه عليهم السّلام سبيلا من طريق الحجّة(1).

107 - عنه قال: حدّثنا الحاكم أبو عليّ الحسين بن أحمد البيهقي، قال: حدّثني محمّد بن يحيى الصولي قال: حدّثنا أبو ذكوان، قال: سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول سمعت علي بن موسى الرضا عليه السّلام، يقول: حلفت بالعتق إلاّ أعتقت رقبة و أعتقت بعدها جميع ما أملك إن كان برى، أنه خير من هذا و أوصى إلى عبد أسود من غلمانه بقرابتي من رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، إلاّ أن يكون لي عمل صالح فأكون أفضل به منه(2).

108 - عنه قال: حدّثنا أحمد بن يحيى المكتّب، قال: أخبرنا محمّد بن يحيى الصوليّ ، قال حدّثنا محمّد بن يزيد النحوي، قال: حدّثني ابن أبي عبدون، عن أبيه قال: لما حمل زيد بن موسى بن جعفر إلى المأمون، و قد كان خرج بالبصرة. و أحرق دور ولد العبّاس وهب المأمون جرمه لأخيه عليّ بن موسى الرضا عليهما السّلام، و قال له: يا أبا الحسن لئن خرج أخوك و فعل ما فعل. لقد خرج قبله زيد بن عليّ فقتل، و لو

ص: 504


1- عيون الاخبار: 2-203 قال الصدوق: و قد أخرجت ما رويته فى هذا المعنى فى كتاب ابطال الغلو و التفويض.
2- المصدر: 2-237.

لا مكانك منّي لقتلته، فليس ما أتاه بصغير.

فقال الرضا عليه السّلام: يا أمير المؤمنين لا تقس أخي زيدا إلى زيد بن عليّ ، فإنّه كان من علماء آل محمّد، غضب للّه عزّ و جل، فجاهد أعداءه حتّى قتل في سبيله. و لقد حدثنى أبي موسى بن جعفر عليهما السّلام أنّه سمع أباه جعفر بن محمّد بن علي عليهم السّلام، بقول:

رحم اللّه عمّى زيدا إنه دعا إلى الرضا من آل محمّد و لو ظفر لو في بما دعا إليه، و لقد استشار بي في خروجه، فقلت له: يا عمّ إن رضيت أن تكون المقتول المصلوب بالكناسة فشأنك، فلما ولي، قال جعفر بن محمّد: ويل لمن سمع واعيته فلم يجبه.

فقال المأمون: يا أبا الحسن أ ليس قد جاء فيمن ادّعى الإمامة بغير حقّها ما جاء؟ فقال الرّضا عليه السّلام: إنّ زيد بن عليّ لم يدّع ما ليس له بحقّ و إنه كان أتقى للّه من ذلك، إنه قال: أدعوكم إلى الرضا من آل محمّد عليهم السّلام و إنما جاء فيمن يدّعى أنّ اللّه تعالى نصّ عليه، ثمّ يدعو إلى غير دين اللّه، و يضلّ عن سبيله بغير علم، و كان زيد و اللّه ممن خوطب بهذه الآية، «وَ جٰاهِدُوا فِي اَللّٰهِ حَقَّ جِهٰادِهِ هُوَ اِجْتَبٰاكُمْ » (1).

109 - عنه قال: أخبرني علي بن حاتم، قال حدّثنا محمّد بن جعفر، و علي بن سليمان قال: حدّثنا أحمد بن محمّد قال: قال الرضا عليه السّلام: أ تدري لم سمّيت الطائف طائفا قلت لا، قال: لأنّ اللّه عزّ و جل لمّا دعا إبراهيم عليه السّلام أن يرزق أهله من كلّ الثمرات أمر بقطعة من الاردن، فسارت بثمارها حتى طافت بالبيت، ثمّ أمرها أن تنصرف إلى هذا الموضع الّذي سمّى الطائف فلذلك سمّي الطائف(2).

110 - عنه قال: حدثنا أبي رضي اللّه عنه قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم، عن أبيه عن إسماعيل بن مهران، عن محمّد بن الحسن بن زعلان قال: سألت أبا الحسن عليه السّلام عن المسوخ فقال اثنى عشر صنفا، و لها علل، فأما الفيل فإنه مسخ لانه كان ملكا زناء لوطيّا، و مسخ الدبّ لانه كان أعرابيّا ديّوثا و مسخت الأرنب لانها كانت امرأة تخون زوجها و لا تغسل من حيض، و لا جنابة، و مسخ الوطواط لانه كان يسرق تمور الناس.

ص: 505


1- عيون الاخبار: 1-248.
2- علل الشرائع: 2-127.

و مسخ سهيل لانّه كان عشّارا باليمن، و مسخت الزهرة لانها كانت امرأة، فتن بها هاروت و ماروت، و أما القردة و الخنازير، فإنهم قوم من بني إسرائيل اعتدّوا في السبت و أما الجرّي و الضّب، ففرقة من بني إسرائيل حين نزلت المائدة على عيسى لم يؤمنوا به فتاهوا فوقعت فرقة في البحر و فرقة في البرّ و أما العقرب فإنه كان رجلا نماما، و أما الزنبور فكان رجلا لحاما يسرق في الميزان(1).

111 - عنه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن علي بن عبد اللّه البصريّ قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جبلة الواعظ قال حدّثنا أبو القاسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا أبي قال حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عن أبيه موسى بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه على بن الحسين عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب عليهم السّلام قال: إنّ رجلا من أهل الشام سأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال ما بال الخطّاف لا يمشي.

قال: لانّه ناح على بيت المقدس فطاف حوله أربعين عاما يبكى عليه و لم يزل يبكي مع آدم عليه السّلام، فمن هناك سكن البيوت، و معه تسع آيات من كتاب اللّه عزّ و جلّ مما كان آدم يقرأه في الجنة و هي معه إلى يوم القيمة ثلث آيات من أوّل الكهف، و ثلث آيات من سبحان و إذا قرأت القرآن، و ثلث آيات من يس و جعلنا من بين أيديهم سدّا و من خلفهم سدّا(2).

112 - عنه قال: حدّثنا أبو الحسن محمّد بن عمرو بن عليّ بن عبد اللّه البصري قال: حدّثنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه بن أحمد بن جبلة الواعظ قال: حدّثنا أبو القسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائيّ قال حدّثنا أبي قال حدّثنا عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام عن أبيه عن آبائه، عن عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام أنه سأله رجل من أهل الشام عن مسائل فكان فيما سأله عن الثور ما باله غاضّ طرفه، لا يرفع رأسه إلى السماء قال حياء من

ص: 506


1- علل الشرائع: 2-171.
2- علل الشرائع: 2-179.

اللّه عزّ و جل لمّا عبد قوم موسى العجل نكس رأسه(1).

113 - عنه قال: حدثنا أبو الحسن محمّد بن عمر بن عليّ بن عبد اللّه البصرى قال:

حدّثنا أبو القسم عبد اللّه بن أحمد بن عامر الطائي قال: حدّثنا على بن موسى الرضا، عن أبيه، عن آبائه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام، أنه سئل عن المدّ و الجزر ما هما؟ فقال:

ملك موكّل بالبحار يقال له: رومان فاذا وضع قدمه في البحر فاض و اذا أخرجها غاض(2).

114 - عنه قال: حدثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العبّاس قال: حدّثنا القسم بن الرّبيع الصحّاف عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن الرضا عليه السّلام كتب إليه فيما كتب من جواب مسائله:

علة تحليل مال الولد للوالد بغير إذنه و ليس ذلك للولد، لأنّ الولد موهوب للوالد في قول اللّه عزّ و جلّ : «يَهَبُ لِمَنْ يَشٰاءُ إِنٰاثاً وَ يَهَبُ لِمَنْ يَشٰاءُ اَلذُّكُورَ» مع أنه المأخوذ بمئونته صغيرا و كبيرا و المنسوب إليه و المدعوّ له لقول اللّه عزّ و جلّ : «اُدْعُوهُمْ لِآبٰائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِنْدَ اَللّٰهِ » و قول النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أنت و مالك لأبيك و ليس الوالدة كذلك لا تأخذ من ماله إلا بإذنه أو بإذن الأب، لانّ الأب مأخوذ بنفقة الولد و لا تؤخذ المرأة بنفقة ولدها(3).

115 - عنه قال: حدثنا عليّ بن أحمد رحمه اللّه قال: حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه عن محمّد بن إسماعيل، عن عليّ بن العباس قال: حدّثنا القسم بن الربيع الصحاف، عن محمّد بن سنان أنّ أبا الحسن عليّ بن موسى الرضا عليه السّلام، كتب إليه بما في هذا الكتاب جواب كتابه إليه فيما كتب إليه، يسأله عنه: جاءني كتابك تذكر أنّ بعض أهل القبلة يزعم أنّ اللّه تبارك و تعالى لم يحلّ شيئا و لم يحرّمه لعلة أكثر من التعبد لعباده، بذلك قد ضلّ من قال ذلك ضلالا بعيدا و خسر خسرانا مبينا.

ص: 507


1- علل الشرائع: 2-159.
2- علل الشرائع: 2-180.
3- علل الشرائع: 2-207.

لأنه لو كان ذلك لكان جائز أن يستعبدهم بتحليل ما حرّم و تحريم ما أحلّ حتّى يستعبدهم بترك الصلاة و الصيام و أعمال البرّ كلّها و الإنكار له و لرسله و كتبه و الجحود بالزنا و السرقة و تحريم ذوات المحارم و ما أشبه ذلك من الامور التي فيها فساد التدبير و فناء الخلق إذا العلّة في التحليل و التحريم التعبد لا غيره، فكان كما أبطل اللّه عزّ و جلّ به قول من قال ذلك إنا وجدنا كلما أحلّ اللّه تبارك و تعالى ففيه صلاح العباد و بقائهم و لهم إليه الحاجة التي لا يستغنون عنها.

و وجدنا المحرّم من الأشياء لا حاجة بالعباد إليه و وجدناه مفسدا داعيا إلى الفناء و الهلاك، ثمّ رأيناه تبارك و تعالى قد أحلّ بعض ما حرّم في وقت الحاجة لما فيه من الصّلاح في ذلك الوقت نظير ما أحلّ من الميتة و الدّم و لحم الخنزير إذا اضطرّ إليها المضطرّ لما في ذلك الوقت من الصلاح و العصمة و دفع الموت.

فكيف أنّ الدّليل على أنه لم يحلّ ما يحلّ إلا لما فيه من المصلحة للأبدان و حرّم ما حرّم لما فيه من الفساد، و كذلك وصف في كتابه و أدّت عنه رسله و حججه كما قال أبو عبد اللّه عليه السّلام: لو يعلم العباد كيف كان بدء الخلق ما اختلف اثنان و قوله عليه السّلام:

ليس بين الحلال و الحرام إلا شيء يسير يحوله من شيء إلى شيء فيصير حلالا و حراما(1).

ص: 508


1- علل الشرائع: - 279.

كتاب الرواة عن الامام ابى الحسن الرضا عليه السّلام

اشارة

ص: 509

قد وعدنا في مقدّمة الجزء الأوّل أن نذكر رواة الامام أبي الحسن الرضا عليه السّلام في ذيل مسنده الشريف، فنقول: جمعنا و للّه الحمد - أسماء كلّ من نقل عنه عليه السّلام و جاء ذكرهم في روايات المسند، و رتّبناها على حروف المعجم ليسهل التناول، و بلغ عددهم ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا.

و يوجد في المسند روايات كثيرة مرسلة أو مضمرة و لم يذكر الراوي، و الأحاديث الّتي نقلناها عن تحف العقول، و مكارم الأخلاق كلّها مرسلة، و هكذا عمل ابن طاوس - رضوان اللّه عليه - فى كتبه.

و قد ذكر الشيخ الطائفة محمّد بن الحسن أبو جعفر الطوسى قدّس اللّه سرّه - في رجاله ثلاثمائة و خمسة عشر رجلا من أصحاب الرضا عليه السّلام، و لا يوجد بعضهم في روايات الرضا عليه السّلام التي جمعنا ها في المسند، و لم ينقل عنهم في المصادر التي كانت بأيدينا، و كذا لا يوجد في رجال الشيخ عدّة من الرّواة الذين جاء ذكرهم في المسند الذي خرّجناه.

العطاردى

ص: 510

1- - ابان

هكذا جاء من دون أيّ نسبة، و يحتمل أن يكون أبان بن محمّد البجلي المعروف بسنديّ البزّاز، و هو ابن اخت صفوان بن يحيي الراوى عن الرضا عليه السّلام كان ثقه وجها في أصحابنا الكوفيين، روي عنه الصفار و أحمد بن أبى عبد اللّه. و محمّد بن علي بن محبوب.

2- - ابراهيم بن ابى البلاد

إبراهيم بن أبي البلاد يحيي بن سليم و قيل ابن سليمان ثقة، روى عن الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السّلام و عمّر دهرا، و للرضا عليه السّلام إليه رسالة، و أثنى عليه، قارئ، أديب يكنى أبا يحيى، عنه الحسين بن سعيد و على بن أسباط.

3- - ابراهيم بن ابى محمود»

إبراهيم بن أبى محمود الخراسانى ثقة روى عن الرضا عليه السّلام و الجواد، له كتاب عنه أحمد بن محمّد بن عيسى، و عبد العظيم عبد اللّه الحسنى.

4- - ابراهيم بن بسطام»

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

5- - ابراهيم بن شعيب»

هو إبراهيم بن شعيب العقرقوفي من أصحاب الرضا عليه السّلام، و يحتمل أن يكون إبراهيم بن شعيب الواقفي من أصحاب الكاظم عليه السّلام قال في الخلاصة: إبراهيم بن شعيب واقفي لا أعتمد على روايته، و فى لسان الميزان: إبراهيم بن شعيب المدني روي عنه الواقدي.

«6 - ابراهيم بن عباس الصولى»

يظهر من الروايات التي رواها إبراهيم بن عبّاس عن الرضا عليه السّلام أنه كان من خواصه و جلسائه، و له روايات في سيرته عليه السّلام، و لكنّ المصادر خالية عن ذكره و لم

ص: 511

نجد له ترجمة فى كتب الرجال.

«7 - ابراهيم بن عبد الحميد»

قال فى جامع الرواة: إبراهيم بن عبد الحميد من أصحاب الرضا عليه السّلام ثقة، له أصل و في الفهرست: إبراهيم بن عبد الحميد الاسدي مولاهم، و هو اخو محمّد بن زرارة لأمه، له كتاب نوادر يرويه جماعة عنه ابن عمير و صفوان.

«8 - ابراهيم بن اسماعيل بن داود»

إبراهيم بن إسماعيل من أصحاب الرضا عليه السّلام روى عنه موسى بن جعفر المدائنى.

«8 - ابراهيم بن محمد الهمدانى»

قال فى الخلاصة: إبراهيم بن محمّد الهمداني، وكيل، كان حجّ أربعين حجّة، وثقه الكليني، و روى توكيله و جلالة قدره.

«10 - ابراهيم بن محمد الخزاز»

قال في جامع الرواة: إبراهيم محمّد الخزاز من أصحاب الرضا عليه السّلام روى عنه الحسن بن سعيد.

«11 - ابراهيم بن موسى»

هو إبراهيم موسى بن جعفر عليهما السّلام كان شيخا كريما، تقلّد الإمرة على اليمن في أيام المامون من قبل محمّد بن زيد الذي بايعه أبو السرايا بالكوفة، و مضى إليها ففتحها، و أقام بها مدّة، إلى أن كان من أمر أبي السرايا ما كان، و اخذ له الأمان من المأمون.

«12 - ابراهيم بن موسى القزاز»

لم نجده بهذا العنوان في كتب الرجال، و قال في جامع الرواة: إبراهيم بن موسى الأنصارى من أصحاب الرضا عليه السلام، و في لسان الميزان إبراهيم بن موسى الأنصارى ذكره النجاشى في شيوخ الشيعة عن علي بن موسى الرضا له كتاب النوادر.

ص: 512

13- - ابن ابى سعيد المكارى

الحسين بن أبي سعيد هاشم بن حيان المكاري، أبو عبد اللّه كان هو و أبوه وجهين في الواقفة، و كان الحسين ثقة في حديثه، ذكره أبو عمر الكشى في جملة الواقفة، و ذكر فيه ذموما، له كتاب نوادر كبير، عنه الحسن بن محمّد بن سماعة.

14- - ابن أبى كثير

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال و في جامع الرواة: ابن كثير اسمه عبد الوهّاب المعروف بابن كثير النهاوندي من أصحاب الرضا عليه السّلام.

15- - ابن السكيت

قال النجاشى: يعقوب بن إسحاق السكيت أبو يوسف، كان مقدما عند أبي جعفر الثانى و أبى الحسن عليهما السّلام، و له عن أبي جعفر عليه السّلام رواية و مسائل، و قتله المتوكل لأجل التشيع و أمره مشهور و كان وجيها في علم العربية إلى آخر ما قال، و لم يذكره من أصحاب الرضا عليه السّلام، و لكن حديثه موجود في المسند و العلم عند اللّه.

16- - ابن طيفور المتطبب

قال في جامع الرواة: ابن طيفور روى أحمد بن محمّد عمّن أخبره عن ابن طيفور المتطبّب، عن أبي الحسن عليه السّلام.

17- - أبو احمد الغازى

في جامع الرواة: أبو أحمد كنية لجماعة من المحدثين منهم محمّد بن أبي عمير المحدث الثقة، كان جليل القدر و عظيم المنزلة عند الخاصة و العامة روى عن الرضا عليه السّلام، و كان من أوثق الناس و أنسكهم و أعبدهم و أزهدهم.

18- - أبو جرير القمى

قال في الخلاصة: روى الكشى عن محمّد بن قولويه، عن سعد، عن أحمد بن محمّد ابن عيسى، عن محمّد بن حمزة بن اليسع عن ذكريا بن آدم أنّ الرضا عليه السّلام ترحّم عليه

ص: 513

و في جامع الرواة: أبو جرير القمّي وجه يروى عن الرّضا عليه السّلام، اسمه ذكريا بن إدريس ابن عبد اللّه.

19- - أبو جميلة

قال في الخلاصة: مفضل بن صالح أبو جميلة الأسدي، النخاس مولاهم، ضعيف كذاب يضع الحديث، روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن عليهما السّلام، و قال في جامع الرواة:

مات في حياة الرضا عليه السّلام.

«20 - أبو جويد مولى الرضا عليه السلام»

لم نجد له عنوانا في كتب الرجال و هو مجهول مهمل.

21- - أبو حبيب النباجى

قال النجاشى: أبو حبيب النباجى له كتاب، أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد، قال حدّثنا محمّد بن الحسن عن الحميري، عن أيوب بن نوح، عن صفوان، عن ابن مسكان عن أبي حبيب بكتابه.

قال العطاردى: قد ذكرنا خبره مع الرضا عليه السّلام في باب إشخاصه إلى خراسان عند نزوله بالنباج فليراجع الجزء الأوّل ص 54.

22- - أبو حيون مولى الرضا عليه السلام

قال النجاشى: أبو حيون لا يعرف بغير هذا، له كتاب في الملاحم، أخبرنا أحمد، عن محمّد بن الحسن، عن سعد، عن أحمد بن أبي عبد اللّه البرقى، عن ابن حيون بكتابه.

23- - أبو زيد المكى

قال في جامع الرواة: أبو زيد المكى مجهول، و ذكره العلامة في القسم الثانى من الخلاصة.

24- - أبو سعيد الخراسانى

أبو سعيد الخراساني من أصحاب الرضا عليه السّلام مجهول لا يعرف.

ص: 514

25- - أبو الحارث

لم نجد له ترجمة في كتب رجال الحديث.

26- - ابو الحسين الرازى

و هو أيضا كسابقه غير مذكور في كتب الرجال.

27- - ابو القاسم الفارسى

لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

28- - ابو قرة المحدث

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، و هو الذي أدخله صفوان بن يحيى على أبي الحسن الرضا عليه السّلام و سأله عن التوحيد و الحلال و الحرام و حديثه في كتاب التوحيد باب الرؤية.

29- - ابو عاصم

ذكره في جامع الرواة من أصحاب الصادق عليه السّلام و عنونه بأبى عاصم المدني، و يحتمل أن يكون أبو عاصم الكاهلى، لانّ الكاهلي روي عن الرضا عليه السّلام و حديثه في المسند.

30- - ابو عباد

يحتمل أن يكون هو عبيد بن مهران أبو عباد المدني و هو الذي روى عن يحيى ابن عبد اللّه بن حسن عن الصادق عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله إنّ في الفردوس لعينا أحلى من الشهد، و أطيب من المسك، فيها طينة خلقنا اللّه منها شيعتنا و هى الميثاق الذي، أخذ اللّه عليه ولاية علي بن أبي طالب، قال في لسان الميزان: ذكره ابن حبان فى الثقات و قال: يروى المقاطيع و المراسيل، مات سنة 254.

31- - ابو محمد الجزائرى

مجهول لا يعرف.

ص: 515

32- - ابو محمد المصرى

و هو أيضا مجهول، و يمكن أن يكون أبو محمّد البصري، فصحّف و اللّه أعلم.

33- - ابو محمد الغفارى

قال في جامع الرواة: أبو محمّد الغفاري، روي أحمد بن محمّد، عن محمّد بن عيسى عنه عن عبد اللّه بن إبراهيم، و زعم محمّد بن عيسى أنّ الغفاريّ من ولد أبى ذر رضي اللّه عنه.

34- - ابو محمد الرقى

لم نجد له ترجمة في كتب الرجال.

35- - ابو مسروق

قال في جامع الرواة: أبو مسروق و ابنه الهيثم كلاهما فاضلان، نقله الكشي عن حمدوية.

36- - ابو يحيى الواسطى

قال فى جامع الرواة: أبو يحيى الواسطى سهيل بن زياد لقى أبا محمّد العسكرى و نقل عن الشيخ في الفهرست أنه ذكره فى باب من لم يرو عنهم عليهم السّلام، و قال: أبو يحيى الموصلي من أصحاب الرضا عليه السّلام و نقل عن يونس أنّه قال: أبو يحيى الموصلي و لقبه كوكب الدم كان شيخا من الأخيار.

37- - ابو يزيد القسمى البصرى

هو من أهل البصرة، و قسم حىّ من اليمن، روى عن الرضا عليه السّلام قاله في جامع الرواة.

38- - احد بن ابى عبد اللّه

هو أحمد بن محمّد بن خالد البرقى المحدّث المعروف، ذكره الشيخ فى أصحاب الجواد و الهادي عليهما السّلام، و كان ثقة في نفسه، غير أنه أكثر الرواية عن الضعفاء و اعتمد المراسيل، قال ابن الغضائري طعن عليه القميّون، و ليس الطعن فيه إنما الطعن فيمن يروي عنه.

ص: 516

39- - أحمد بن الحسن الميثمى

قال الكشى: أحمد بن الحسن الميثمي كان واقفيا.

40- - احمد بن زكريا

قال في جامع الرواة: أحمد بن زكريا بن بابا من أصحاب الهادي عليه السّلام و قال الفضل بن شاذان: إنه من الكذابين المشهورين.

41- - احمد بن عامر الطائى

أحمد بن عامر بن سليمان بن صالح بن وهب بن عامر الّذي قتل مع الحسين عليه السّلام بكربلاء أبو الجعد، له نسخة عن الرضا عليه السّلام حسنة، عنه ابنه عبد اللّه، و قال:

ولد أبي سنة سبع و خمسين و مائة و لقيه عليه السّلام سنة أربع و تسعين و مائة.

42- - احمد بن عبد اللّه الجويبارى

الجويبارى غير مذكور في كتب رجال الشيعة و هو من رجال العامة، روى عن الرضا عليه السّلام و رواياته موجود فى طرق الصدوق، و في لسان الميزان: أحمد بن عبد اللّه الجويبارى و يقال: الجوبارى - و جويبار من عمل هراة و يعرف بستوق - قال ابن عدي كان يضع الحديث لابن كرام على ما يريده، فكان ابن كرام يخرجها في كتبه عنه.

43- - احمد بن عبد اللّه الكرخى

أحمد بن عبد اللّه الكرخى من غلمان يونس بن عبد الرحمن، قال على بن محمّد القتيبي: سألت طاهر بن محمّد عن أحمد بن عبد اللّه الكرخي إذا رأيته يروي كتبا كثيرة عنه فقال: كان كاتب إسحاق بن إبراهيم، فتاب و أقبل على تصنيف الكتب و يعرف بابن خانبه و كان من العجم.

44- - احمد بن عبد اللّه الكوفى

قال في جامع الرواة: أحمد بن عبد اللّه الكوفي صاحب إبراهيم بن إسحاق الأحمر يروى عنه كتب إبراهيم كلّها و إبراهيم هذا ضعيف في حديثه متهم فى دينه و في مذهبه ارتفاع و أمره مختلط.

ص: 517

45- - احمد بن عمر الحلال

كان يبيع الحلّ كوفى أنما طي ثقة رديء الأصل روى عن الرضا عليه السّلام قاله الشيخ، و قال فى الخلاصة: فعندي توقف في قبول روايته.

46- - احمد بن عمر الحلبى

قال في جامع الرواة: أحمد بن عمران الحلبى اثنان: أحدهما من رجال الصادق و الآخر من رجال الرّضا عليهما السّلام.

47- - احمد بن عمرة

لم نجده فى كتب رجال الحديث.

48- - احمد بن عيسى بن اسباط

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، و قال في جامع الرواة: أحمد بن عيسى روى عن عيلان عن أبي الحسن عليه السّلام.

49- - احمد بن مهدى بن صدقة الرقى

مجهول لا يعرف.

50- - احمد بن المعافا

ذكره فى جامع الرواة من أصحاب الهادي و الجواد عليهما السّلام و هو ثقة.

51- - احمد بن محمد بن ابى نصر البزنطى

قال في الخلاصة: أحمد بن محمّد بن أبي نصر أبو جعفر و قيل: أبو على المعروف بالبزنطي كوفي لقى الرضا عليه السّلام، و كان عظيم المنزلة، عنده، و هو ثقة جليل القدر، و كان له اختصاص بأبي الحسن الرضا و أبي جعفر عليهما السّلام، أجمع أصحابنا على تصحيح ما يصحّ عنه و أقرّوا له بالفقه.

52- - احمد بن موسى بن سعد

مجهول لا يعرف.

ص: 518

53- - ادريس بن يزيد

قال في جامع الرواة: إدريس بن يزيد بن عبد الرحمن أبو عبد اللّه الأزدي الكوفي، من أصحاب الصادق عليه السّلام و لم يذكره أحد من أصحاب الرضا عليه السّلام و نقل عن الخلاصة و رجال الشيخ إدريس بن عيسى الأشعري القمّي دخل على مولانا أبي الحسن الرضا عليه السّلام و روى حديثا واحدا و هو ثقة.

54- - اسحاق بن ابراهيم

قال في الخلاصة: إسحاق بن إبراهيم الحضيني جرت الخدمة على يده للرضا عليه السّلام، و كان الحسن بن سعيد أوصل إسحاق بن إبراهيم إلى الرضا حتّى جرت الخدمة على يده، و الأقرب قبول قوله.

55- - اسحاق بن راهويه الحنظلى المروزى

إسحاق بن راهويه المروزي من كبار الحفاظ و أئمة الحديث، حدث عن الرضا عليه السّلام بنيسابور، و أخذ بلجام بغلته و قال: حدّثني بحديث عن آبائك فحدّثه بالحديث الشائع المعروف: «كلمة لا إله إلا اللّه حصني فمن دخل حصني أمن من عذابي» و قد ذكرنا الحديث في كتاب التوحيد من المسند.

56- - اسحاق بن صباح

مجهول لا يعرف و لم يعنون في كتب رجال الفريقين.

57- - اسحاق بن موسى

قال في جامع الرواة: إسحاق بن موسى بن جعفر عليهما السّلام من أصحاب الرضا، و قال أيضا: إسحاق بن موسى بن عيسى العباسي من أصحاب الرضا.

58- - اسحاق صاحب الحيتان

هو من أصحاب الرضا عليه السّلام يروى عنه سليمان بن جعفر عنه عليه السّلام و له حديث في صيد السمك.

ص: 519

59- - اسماعيل بن ابى الحسن

لم يوجد هذا العنوان في كتب الرجال و يمكن أن يكون إسماعيل بن موسى بن جعفر عليهما السّلام الآتى ذكره.

60- - اسماعيل بن سعد الاشعرى

قال في الخلاصة: إسماعيل بن سعد الاحوص الأشعريّ القمّي ثقة من أصحاب الرضا عليه السّلام.

61- - اسماعيل بن عيسى

قال في جامع الرواة: إسماعيل بن عيسى روى عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام.

62- - اسماعيل بن محمد بن اسحاق

قال النجاشى: إسماعيل بن محمّد بن إسحاق بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين عليهم السّلام ثقة، روى عن جدّه إسحاق بن جعفر، و عمّ أبيه علي بن جعفر، و لم يذكر روايته عن الرضا عليه السّلام و لكنه موجود في رجال مسنده الذي خرّجناه.

63- - اسماعيل بن مهران

قال في الخلاصة: إسماعيل بن مهران بكسر الميم مولى كوفي يكنى أبا يعقوب ثقة نعمد عليه، روى عن جماعة من أصحابنا عن أبى عبد اللّه عليه السّلام ذكره أبو عمرو من أصحاب الرضا.

64- - اسماعيل بن موسى

قال النجاشى: إسماعيل بن موسى بن جعفر بن محمّد بن على بن الحسين عليهم السّلام سكن مصر و ولده بها، و له كتب، ثم ذكر كتبه.

65- - اسماعيل بن همام الكندى

قال في جامع الرواة: إسماعيل بن همام بن عبد الرحمن البصرى مولى كندة، أبو همام روى عن الرضا عليه السّلام ثقة هو و أبوه و جدّه، و ذكره في لسان الميزان.

ص: 520

66- - اسماعيل بن يوشع

مجهول لا يعرف، و لم يذكره الفريقين في رجالهم.

67- - أشعث بن حاتم

لم يعنون في كتب الرجال.

68- - امية بن على

قال النجاشي: امية بن علي القيسي الشامي ضعّفه أصحابنا، روى عن أبي جعفر الثاني له كتاب، قال ابن الغضائري: إنه يكنى أبا محمّد في عداد القميّين ضعيف الرواية في مذهبه ارتفاع.

69- - أيوب بن نوح

قال في جامع الرواة: أيوب بن نوح بن دراج ثقة من أصحاب الرضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام، له كتب و روايات و مسائل عن أبي الحسن الثالث، عظيم المنزلة، شديد الورع.

70- - أيوب بن يقطين

عنونه في جامع الرواة و لم يذكره من الأصحاب. و قال: روى محمّد بن عيسى عنه أو غيره عنهم.

71- - بريد بن عمير بن معاوية

لا يوجد له ذكر في كتب الرجال، و يمكن أن يكون مصحف يزيد بن عمر، قال في جامع الرواة: يزيد بن عمر بن بنت عثمان من أصحاب الرضا عليه السّلام و اللّه أعلم.

72- - بسطام

هكذا ذكر من دون إضافة و نسبة، و يحتمل أن يكون بسطام بن سابور، أو بسطام بن مرّة، و الأوّل من أصحاب أبي الحسن، و الثاني روى عنه معلّى بن محمّد البصري و بسطام بن سابور أبو الحسين الزيات الواسطى مولى ثقة.

ص: 521

73- - بشير

و هذا أيضا ذكر من دون إضافة و نسبة، و ليس في أصحاب الرضا من اسمه بشير، و يحتمل أن يكون بشير الدهان الراوي عن أبي الحسن موسى عليه السّلام.

74- - بشر بن مسلمة

قال في الخلاصة: بشر بن مسلمة من أصحاب الصادق عليه السّلام، و نقل في جامع الرواة عن الخلاصة أنه من أصحاب الكاظم عليه السّلام و لم نجد هذا في المطبوع، و لعلّه سهو من الأردبيلي - رحمه اللّه - أو كان موجودا في نسخته.

75- - بكر بن صالح

قال في جامع الرواة: بكر بن صالح الرازي الضبي مولى بني ضبة من أصحاب الرضا عليه السّلام و روى عن أبي الحسن موسى عليه السّلام ضعيف جدا كثير التفرد بالغرائب، و عنونه في القسم الثاني من الخلاصة.

76- - جعفر بن عيسى

جعفر بن عيسى بن عبيد من أصحاب الرضا عليه السّلام، روى الكشي بسنده عن هشام بن إبراهيم الختلي و هو المشرقي، أنّ أبا الحسن الثالث عليه السّلام شكا إليه جعفر ابن عيسى أصحابه، ثمّ قال عن يونس و هشام المشرقي: هما أدّبانا و علّمانا الكلام، فإن كنا على هدى ففزنا، و إن كنا على ضلال فهذان أضلاّنا، فمرنا تبركه، و نتوب إلى اللّه منه، فقال عليه السّلام: ما أعلمكم إلاّ على هدى، و جزاكم اللّه عن النصيحة القديمة و الحديثة خيرا.

77- - جعفر بن عيينة

لم نجده في كتب رجال الحديث و المصادر التي بأيدينا.

78- - جعفر بن محمد بن ابى زيد

في جامع الرواة: جعفر بن محمّد بن أبي زيد، أو أبي يزيد من أصحاب الرضا عليه السلام.

ص: 522

79- - جعفر بن محمد بن ابراهيم الهمدانى

أهمله علماء الرجال و لا يوجد في المصادر.

80- - الحارث بن الدلهاث مولى الرضا عليه السلام

لم نجده في كتب الرجال.

81- - الحسن التفليسى

الحسن التفليسي يكنى أبا محمّد من أصحاب الرضا عليه السّلام، عنه إبراهيم بن عقبة.

82- - الحسن الرازى

قال في جامع الرواة: الحسن بن الجهم الرازي من أصحاب الرضا عليه السّلام و يحتمل أن يكون الزراري.

83- - الحسن بن اسحاق العلوى

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال و في جامع الرواة: الحسن بن أسد بصريّ من أصحاب الرضا عليه السّلام.

84- - الحسن بن الجهم

قال النجاشى - رحمه اللّه - الحسن بن الجهم بن بكير بن أعين أبو محمّد الشيباني ثقة، روى عن أبي الحسن موسى و الرضا عليهما السّلام، له كتاب يختلف الروايات فيه.

85- - الحسن بن الحسين الانبارى

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، قال النجاشي: الحسن بن الحسين العرني النجار مدني له كتاب عن الرجال عن جعفر بن محمّد عليهما السّلام، و روى عنه عبد العظيم الحسني، و قال في لسان الميزان الحسن بن الحسين العرني الكوفي من رؤساء الشيعة.

86- - الحسن بن الحسين بن صالح الخثعمى

لم نجد هذا في كتب الرجال.

ص: 523

87- - الحسن بن راشد

الحسن بن راشد ثلاثة من المحدثين: أحدهم الحسن بن راشد أبو علي بغدادى مولى آل مهلب ثقة، روى عن أبي جعفر الجواد قاله في الخلاصة، و الثاني: مولى بني العباس كوفي أدرك الكاظم عليه السّلام كان وزير المهدى و موسى و هارون و روى عن الصادق عليه السّلام أيضا و الثالث: الحسين بن راشد الطفاوي ضعيف له كتاب نوادر حسن كثير العلم قاله النجاشى.

88- - الحسن بن سعيد

قال في جامع الرواة: الحسن بن سعيد الكوفي من أصحاب الرضا عليه السّلام.

89- - الحسن بن سليمان الملطى

لم نجده في كتب رجال الشيعة و في لسان الميزان: الحسن بن سليمان الملقب قبيطة، روى ابن عبد البرّ في التمهيد من طريقه عن عثمان بن محمّد بن ربيعة عن الدراوردي قال شيخنا في الذيل: الحسن بن سليمان هذا معدود من حفاظ الحديث، قال ابن يونس في تاريخ مصر كان ثقة حافظا مات في آخر جمادي الآخرة سنة إحدى و ستين و مائتين.

90- - الحسن بن سهل

الحسن بن سهل النوبختى أخو الفضل بن سهل ذو القلمين، ولى العراق و الحجاز و اليمن و كان من رجال الدولة العباسية و خدم المأمون و حارب مع أبي السرايا في العراق و تزوّج المأمون بابنته «پوران» و له أخبار مشهورة، و روى عن الرضا عليه روايات ذكرناها في المسند.

91- - الحسن بن شاذان الواسطى

في جامع الرواة: الحسن بن شاذان الواسطي روى عن أبي الحسن الرّضا عليه السلام.

ص: 524

92- - الحسن بن صدقة

قال في الخلاصة: الحسن بن صدقة المدائني قال ابن عقدة: أخبرنا على بن الحسن قال: الحسن بن صدقة المدائني، و أخوه مصدّق رويا عن أبى عبد اللّه و أبى الحسن عليه السّلام و كانوا ثقات و في تعديله بذلك نظر، الاولى التوقف.

93- - الحسن بن عبد اللّه الرازى التميمى

لم نجد له ترجمة في كتب الرجال و نقل في جامع الرواة عن الإرشاد للمفيد أنه من العباد الأتقياء الأخيار، و في الخلاصة الحسن بن عبد اللّه القمى يرمى بالغلوّ.

94- - الحسن بن على الوشاء

قال النجاشى: الحسن بن على بن زياد الوشاء بجلي كوفيّ ، قال أبو عمرو يكنّى بأبي محمّد الوشاء، و هو ابن بنت إلياس الصيرفيّ الخزاز من أصحاب الرضا عليه السّلام، و كان من وجوه هذه الطائفة.

95- - الحسن بن على بن فضال

قال في الخلاصة: الحسن بن على بن فضال التيملي مولى تيم بن ثعلبة يكنى أبا محمّد، روى عن الرضا عليه السّلام و كان خصيصا به، و كان جليل القدر، عظيم المنزلة، زاهدا ورعا، ثقة في رواياته.

96- - الحسن بن على

ثم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث:

97- - الحسن بن على بن محمد

و هذا أيضا كسابقه، و يمكن اتحادهما.

98- - الحسن بن على بن يحيى

مجهول لا يعرف و لم نجده في كتب رجال الفريقين.

99- - الحسن بن القاسم

قال في جامع الرواة: الحسن بن القاسم قال: حضر بعض ولد جعفر الموت،

ص: 525

فأبطأ عليه الرضا عليه السّلام فغمني ذلك، ثم جاءه فلم يلبث أن قام. فقمت معه، قلت:

جعلت فداك عمك في الحال الّتي هو فيها، تقوم و تدعه إلى آخر ما قال...

100- - الحسن بن محبوب

قال في الخلاصة: الحسن بن محبوب السراد و يقال: الزرّاد يكنّى أبا على مولى بجيلة، كوفي ثقة عين روى عن الرضا عليه السّلام، و كان جليل القدر، يعدّ فى الأركان الاربعة في عصره.

101- - الحسن بن محمد النوفلى

لم نجده في المصادر الّتي بأيدينا.

102- - الحسن بن بابا القمى

قال في الخلاصة: الحسن بن محمّد بن بابا القمى، ذكر أبو محمّد الفضل بن شاذان في بعض كتبه أنّ من المشهورين الكذابين ابن بابا القمّى، و روى الحميرى عنه عن الرضا عليه السّلام.

103- - الحسن بن النضر

روى في الخلاصة عن الكشي أنه قال: الحسن بن النضر من إخواننا، و لم يذكر فيمن يرو عنهم عليهم السّلام.

104- - الحسن بن محمد بن ابى طارق

لم يوجد بهذا العنوان رجل من أصحاب الحديث و قال في جامع الرواة:

الحسن بن محمّد بن أبى طلحة من أصحاب الرضا عليه السّلام و عدّه بعض الأصحاب من رجال الكاظم عليه السّلام.

105- - الحسن بن موسى الوشاء البغدادى

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في رجال الشيعة، و قال في التقريب: الحسن بن موسى الأشيب أبو علي البغدادي قاضي الموصل و غيرها ثقة من التاسعة مات سنة تسع أو عشر و مائتين.

ص: 526

106- - الحسين بن بشر

قال في الخلاصة: الحسين بن بشار مدائنى مولى زياد من أصحاب الرضا و الكاظم عليهما السّلام، قال الشيخ الطوسي - رحمه اللّه - إنه ثقة صحيح روى عن أبى الحسن عليه السّلام، و قال الكشي: رجع عن القول بالوقف و قال بالحقّ فأنا اعتمد على ما يرويه بشهادة الشيخين له، و إن كان طريق الكشى إلى الرجوع عن الوقف فيه نظر، لكنه عاضد لنصّ الشيخ عليه.

107- - الحسين بن ثوير بن ابى فاختة

قال في جامع الرّواة: الحسين بن ثور و في الخلاصة ثوير بن أبي فاختة هاشمي مولاهم بن أبي فاختة سعيد بن حمران مولى أمّ هانى بنت أبي طالب روى عن أبي جعفر و ابى عبد اللّه عليهما السّلام ثقة.

108- - الحسين بن خالد

قال في جامع الرواة: الحسين بن خالد الصيرفي من أصحاب الكاظم و الرضا عليهما السلام.

قال العطاردى و قد أكثر الرواية عن الرضا عليه السلام، و رواياته منتشرة في كتب المسند.

109- - الحسين بن عمر بن يزيد

قال في الخلاصة: الحسين بن عمر بن يزيد من أصحاب أبي الحسن الرضا عليه السلام ثقة.

110- - الحسين بن قياما الصيرفى

في الخلاصة: الحسين بن قياما الصيرفي من أصحاب الكاظم عليه السلام واقفيّ قال العطاردى و قد ذكرنا في كتاب الرجال من المسند ما يدلّ علي كيفية سلوكه مع الامام الرّضا عليه السلام فليراجع.

ص: 527

111- - الحسين بن محمد الاشعرى القمى

قال فى جامع الرواة: الحسين بن محمّد بن عمران الأشعري القمّي أبو عبد اللّه ثقة له كتاب عنه محمّد بن يعقوب.

112- - الحسين بن محمد العلوى

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

113- - الحسين بن مهران

قال في الخلاصة: الحسين بن مهران بن محمّد بن أبي نصر السكوني روى عن أبي الحسن موسى و الرضا عليهما السّلام، و كان واقفيا ضعيفا قليل المعرفة بالرضا عليه السلام ضعيف اليقين له كتاب عن موسى عليه السلام، لا أعتمد على روايته.

114- - الحسين بن موسى بن جعفر

قال في جامع الرواة: الحسين بن موسى بن جعفر عليهما السّلام، روى عن أبيه.

115- - الحسين بن النضر الارمنى

في جامع الرواة: الحسين بن النضر الأرمني روى أحمد بن محمّد بن عيسى عنه، عن أبي الحسن الرضا.

116- - الحسين بن يسار المدائنى

قال في الخلاصة: الحسين بن بشار المدائني مولى زياد ثقة من أصحاب الرضا عليه السلام، و قال الكشي: إنه رجع عن القول بالوقف، و قال بالحقّ ، قلت و قد ذكرناه في الحسين بن بشر و قد اختلف فيه النسخ، تارة يذكر بالحسين بن يسار المدائنى، و اخرى بالحسين بن بشار المدائني.

117- - الحسين بن يسار الواسطى

لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

ص: 528

118- - حكيمة ابنة ابى ابراهيم

قال في جامع الرواة: حكيمة بنت موسى عليه السّلام، روى محمّد بن حجرش عنها قالت: رأيت الرضا عليه السّلام.

119- - حماد بن عثمان

قال في الخلاصة، حماد بن عثمان الباب ثقة جليل القدر من أصحاب الرّضا عليه السلام و من أصحاب الكاظم، و الحسين أخوه و جعفر أولاد عثمان بن زياد الرواسبي فاضلون، خيار، ثقات، قال الكشي: عن حمدوية، عن أشياخه قال: حماد ممّن أجمعت العصابة على تصحيح ما يصحّ عنه.

و قال أيضا: حماد بن عثمان بن عمرو بن خالد الفزاري مولاهم كوفي، و كان يسكن عرزم، فذهب إليها، و أخوه عبد اللّه ثقتان، رويا عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و روى حماد عن أبي الحسن و الرضا عليهما السّلام و مات حماد بالكوفة - رحمه اللّه - سنة تسعين و مائة ذكرهما أبو العباس في كتابه.

120- - حمدان بن سليمان النيسابورى

قال في الخلاصة: حمدان بن سليمان أبو سعيد النيسابوريّ ، ثقة من وجوه أصحابنا.

121- - حمدان بن المعافا

قال في جامع الرواة: حمدان بن المعافا أبو جعفر الصبيحي من قصر صبيح مولى جعفر بن محمّد عليهما السّلام، روى عن الكاظم و الرّضا عليهما السّلام، قال ابن نوح: مات حمدان سنة خمس و ستّين و مائتين و قال: قال ابن معمر: إنّ أبا الحسن موسى و الرضا دعوا له.

122- - حمزة بن جعفر الارجانى

لم نجد له ترجمة في المصادر التي كانت بأيدينا.

123- - حمزة بن عبد المطلب الجعفى

و هذا أيضا غير مذكور في كتب الرّجال.

ص: 529

124- - حنان بن سدير

حنان بن سدير الصيرفي من أصحاب الكاظم عليه السّلام واقفيّ ، قاله الشيخ الطوسي رحمه اللّه و قال في موضع آخر: إنه ثقة. و عندي في روايته توقف. كذا في الخلاصة.

125- - خالد بن نجيح

قال في جامع الرواة: خالد بن نجيح الجواز الكوفي من أصحاب الصادق و الكاظم عليهما السّلام، و قال النجاشي: خالد بن نجيح الجوان مولى كوفي يكنى أبا عبد اللّه، روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن عليهما السّلام.

126- - خلف

قال في جامع الرواة: خلف بن سلمة بصريّ ، و خلف البصريّ من أصحاب الرضا و موسى عليهما السّلام.

127- - دارم بن قبيصة النهشلى

قال في الخلاصة: دارم بن قبيصة بن نهشل أبو الحسن السائح يروي عن الرضا عليه السلام، قال ابن الغضائري: لا يؤنس بحديثه و لا يوثق به، و له عنه عليه السلام كتاب الوجوه و النظائر و كتاب الناسخ و المنسوخ.

128- - داود بن رزين

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب رجال الحديث.

129- - داود الرقى

قال في الخلاصة: داود بن كثير مولى بني أسد، و أبوه كثير يكنى أبا خالد و هو يكنى أبا سليمان من أصحاب موسى بن جعفر عليهما السّلام، قال الشيخ الطوسي: إنه ثقة، قال أبو عمرو الكشى: و تذكر الغلاة أنه من أركانهم و تروى عنه المناكير من الغلوّ و تنسب إليه أقاويلهم، و لم أسمع أحدا من مشايخ العصابة يطعن عليه و عاش إلى زمان الرضا عليه السّلام، قال النجاشى: إنه ضعيف، و قال ابن الغضائري: إنه فاسد المذهب.

ص: 530

130- - داود بن سليمان الفراء

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، و قال في جامع الرواة: داود بن سليمان بن جعفر أبو أحمد القزويني، ذكره ابن نوح في رجاله: له كتاب عن الرضا عليه السّلام.

131- - داود بن سليمان الغازى

لم يذكر في كتب الرجال و يمكن اتحاده مع سابقه.

132- - داود الصرمى

قال الشيخ في الفهرست: داود الصرمى له مسائل أخبرنا بها عدّة من أصحابنا عن أبي المفضل، عن ابن بطة، عن أحمد بن أبي عبد اللّه عنه، و في جامع الرواة: داود بن مافنة الصرمي مولى بني قرّة، ثمّ بنى صرمة منهم، كوفيّ و روى عن الرضا عليه السّلام يكنى أبا سليمان و بقى إلى أيام أبى الحسن صاحب العسكر عليه السّلام و له مسائل إليه.

133- - داود بن القاسم ابو هاشم الجعفرى

قال الشيخ في الفهرست: داود بن القاسم الجعفرى يكنى أبا هاشم، من أهل بغداد جليل القدر، عظيم المنزلة عند الائمة عليهم السّلام، و قد شاهد الرضا و الجواد و الهادى و العسكريّ و صاحب الأمر عليهم السّلام و كان مقدّما عند السلطان و له كتاب.

134- - دعبل بن على الخزاعى

مادح أهل البيت و الذابّ عنهم عليهم السّلام، الشاعر المفلق، المشهور، دعبل بن عليّ الخزاعي من شعراء الرضا عليه السّلام و له قصيدة مشهورة ذكرناها في المسند، قال في الخلاصة:

دعبل أبو علي الخزاعي الشاعر مشهور في أصحابنا، حاله مشهور في الايمان، و علوّ المنزلة، عظيم الشأن، صنف كتاب طبقات الشعراء - رحمه اللّه تعالى.

135- - رجاء بن أبى الضحاك الخراسانى

كان من قرابة الفضل بن سهل النوبختى، و هو الذي أرسله المأمون إلى المدينة و أمره بإشخاص الرضا عليه السّلام إلى خراسان، و روى حديثا مفصلا عن الرضا عليه السّلام و ذكرناه في مقدمة الجزء الاوّل في باب سيرته عليه السّلام.

ص: 531

136- - رحيم بن عبدوس الخلنجى

قال في جامع الرواة: رحيم؛ على بن الحكم عنه عن أبى الحسن الرضا عليه السّلام.

137- - الريان بن شبيب

قال في الخلاصة: الريان بن شبيب خال المعتصم ثقة، قال النجاشى: سكن قم و روى عنه أهلها و جمع مسائل الصباح بن نصر الهندى للرضا عليه السّلام.

138- - الريان بن الصلت

قال الشيخ في الفهرست: الريان بن الصلت له كتاب، و في الخلاصة: الريان بن الصلت البغدادي، الأشعري القمّي، خراسانى الأصل أبو عليّ ، روى عن الرضا عليه السّلام كان ثقة صدوقا.

139- - زروان المدائنى

لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

140- - زكريا بن آدم القمى

قال في الخلاصة: زكريا بن آدم بن عبد اللّه بن سعد الأشعرىّ ، ثقة جليل القدر و كان له وجه عند الرضا عليه السّلام، و حجّ سنة من المدينة و كان زكريا بن آدم زميله إلى مكة.

141- - زكريا بن ابى يحيى

قال في جامع الرواة: زكريا أبو يحيى كوكب الدّم من أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا عليهم السّلام، و في الخلاصة عن الكشى، عن حمدوية، عن العبيدي، عن يونس قال:

أبو يحيى الموصلي لقبه كوكب الدم، و كان شيخا من الأخيار، و قال ابن الغضائري:

زكريا أبو يحيى كوكب الدم كوفي ضعيف روى عن أبي عبد اللّه.

142- - زياد القندى

قال الشيخ في الفهرست: زياد بن مروان القندي له كتاب، و في الخلاصة: زياد بن

ص: 532

مروان القندي، يكنى أبا الفضل و قيل أبا عبد اللّه الأنباري مولى بني هاشم، روى عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن و وقف في الرضا عليهم السّلام و بالجملة فهو عندي مردود.

143- - سعدان بن عبد الرحمن

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

144- - سعد بن سعد الاشعرى

قال الشيخ في الفهرست: سعد بن سعد الأشعري له كتاب، و في الخلاصة: سعد بن سعد بن الأحوص بن سعد بن مالك الأشعري القمي ثقة روى عن الرضا و أبي جعفر عليهما السّلام و روى الكشى عن أصحابنا عن أبي طالب عبد اللّه بن الصلت القمّى أنّ أبا جعفر عليه السّلام سأل اللّه أن يجزيه خيرا.

145- - سعيد بن جناح

قال في الخلاصة: سعيد بن جناح أصله كوفيّ ، نشأ ببغداد و مات بها، مولى الأزد و يقال: مولى جهينة، و أخوه أبو عامر، روى عن أبي الحسن و الرضا عليهما السّلام و كانا ثقتين.

146- - سعيد بن بلال المدنى

أهمله علماء الرجال و لم نجد له ذكرا، و في جامع الرواة: سليمان بن بلال من أصحاب الرضا عليه السّلام.

147- - سليمان بن حفص المروزى

قال في جامع الرواة: سليمان بن حفص المروزيّ من أصحاب الرضا عليه السّلام له كتاب.

148- - سليمان بن جعفر الجعفرى

قال الشيخ في الفهرست: سليمان بن جعفر الجعفري، ثقة له كتاب، و في الخلاصة سليمان بن جعفر بن إبراهيم بن محمّد بن علي بن عبد اللّه بن جعفر الطيار أبو محمّد الطالبي

ص: 533

الجعفرى، روى عن الرضا عليه السّلام و روى أبوه عن أبي عبد اللّه و أبي الحسن عليهما السّلام و كانا ثقتين.

149- - سليمان المروزى

قال في التقريب: سليمان بن صالح الليثي مولاهم أبو صالح المروزيّ يلقّب سلمويه ثقة من العاشرة، مات قبل سنة عشر و مائتين.

150- - سليمان بن يحيى

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الشيعة. و قال في التقريب: سليمان بن أبي يحيى حجازيّ ليس به بأس.

151- - سهل بن القاسم النوشجانى

هذا يروى عن الرّضا عليه السّلام روايات، و لكنه غير مذكور في كتب رجال الحديث.

152- - سوادة القطان

قال في جامع الرواة: سوادة القطان من أصحاب الرّضا عليه السّلام روى عنه الحسن ابن عليّ بن فضّال.

153- - صفوان بن يحيى

قال الشيخ في الفهرست: صفوان بن يحيى مولى بجيلة يكنى أبا محمّد، بيّاع السابريّ أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث و أعبدهم و كان يصلّى كلّ يوم خمسين و مائة ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة أشهر و يخرج زكاة ماله في السنة ثلاث مرّات.

154- - طلحة

قال في جامع الرواة: طلحة من أصحاب الرّضا عليه السّلام روى عنه يونس بن عبد الرحمن.

155- - عباس بن معروف

قال في الخلاصة: العباس بن معروف مولى جعفر بن عمران بن عبد اللّه الأشعرى

ص: 534

قمّي ثقة صحيح و قال في الفهرست: عبّاس بن معروف له كتب.

156- - عباس النجاشى الاسدى

في جامع الرواة: عباس النجاشي كوفي من أصحاب الرّضا عليه السّلام.

157- - عباس بن هلال

قال في جامع الرواة: عباس بن هلال الشاميّ من أصحاب الرّضا عليه السّلام روى عنه محمّد بن الوليد الخزّاز بنسخة و هي تختلف بحسب الرواة.

158- - عبد العظيم بن عبد اللّه الحسنى

السيّد الكريم و المحدث العظيم عبد العظيم بن عبد اللّه بن علي بن حسن بن زيد بن حسن بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام صاحب الروضة المعروفة و القبّة المشهورة بالرّي.

قال العطاردى: و قد ألفت كتابا في حالاته و نسبه و مسنده و مشيخته و قد طبع في 160 ورقة فليراجع.

159- - عبيد بن هلال مولى الرضا

لم نجد له ذكرا في كتب الرّجال.

160- - عبد الرحمن بن أبى نجران

قال في الخلاصة: عبد الرحمن بن أبي نجران اسمه عمرو بن مسلم التميمى مولى كوفي، أبو الفضل روى عن الرّضا عليه السّلام و روى أبوه عن أبي عبد اللّه عليه السّلام و كان عبد الرحمن ثقة معتمدا على ما يرويه.

161- - عبد الرحمن بن الحجاج

قال في الخلاصة: عبد الرحمن بن الحجاج البجليّ مولاهم، أبو عبد اللّه الكوفي بياع السابري، سكن بغداد، و رمي بالكيسانية، روى عن أبي عبد اللّه و أبى الحسن عليهما السّلام، و رجع إلى الحقّ ، و لقي الرّضا عليه السّلام، و كان ثقة ثقة، ثبتا، وجها، و كان وكيلا لأبى عبد اللّه، و مات في عصر الرّضا.

ص: 535

162- - عبد الرحمن بن يحيى

قال في جامع الرواة: عبد الرحمن بن يحيى العقيلى من أصحاب الكاظم عليه السلام.

163- - عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروى

قال العلامة الحلّي رحمه اللّه -: عبد السلام بن صالح أبو الصلت الهروي، روى عن الرضا عليه السّلام، ثقة صحيح الحديث.

164- - عبد العزيز بن المهتدى

قال في الخلاصة: عبد العزيز بن المهتدي بن محمّد بن عبد العزيز الأشعري القمّى ثقة روى عن الرضا عليه السّلام، قال الكشي: قال علي بن محمّد بن القتيبيّ : قال حدّثني الفضل قال: عبد العزيز و كان خير قمّي رأيته، و كان وكيلا للرضا عليه السّلام.

165- - عبد العزيز بن مسلم

عبد العزيز بن مسلم روى عن الرضا عليه السّلام حديثا مفصلا في الإمامة و قال: كنا في المسجد الجامع بمرو، و الناس يتكلّمون في أمر الإمامة، فعند ذلك خطب الرضا عليه السّلام و بيّن أوصاف الإمام و ذكرنا هذا الحديث في كتاب الإمامة فليراجع.

166- - عبد اللّه بن ابان الزيات

قال في جامع الرواة: عبد اللّه بن أبان الزيات كان مكينا عند الرضا عليه السّلام، قال: قلت للرضا عليه السّلام: ادع اللّه لي و لأهل بيتى فقال: أ و لست أفعل، و اللّه إنّ أعمالكم لتعرض عليّ في كلّ يوم و ليلة.

167- - عبد اللّه بن ابراهيم

عبد اللّه بن إبراهيم من أصحاب الرضا عليه السّلام و يمكن أن يكون هو عبد اللّه بن إبراهيم المدائنى.

ص: 536

168- - عبد اللّه بن جندب

قال في الخلاصة: عبد اللّه بن جندب البجليّ ، عربيّ ، كوفي من أصحاب الكاظم و الرضا عليهما السّلام ثقة، روى الكشي: أنّ أبا الحسن عليه السّلام أقسم أنه عنه راض، و رسول اللّه و اللّه تعالى عنه راضيان، قال الشيخ الطوسي: - رحمه اللّه - إنه كان وكيلا لأبي إبراهيم و أبي الحسن الرضا عليه السّلام، و كان عابدا رفيع المنزلة لديهما.

169- - عبد اللّه بن سمرة

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

170- - عبد اللّه بن الصلت

قال العلامة الحلّي: عبد اللّه بن الصلت يكنى أبا طالب القمى مولى تيم اللّه بن ثعلبة ثقة مسكون إلى روايته، روى عن الرضا عليه السّلام.

171- - عبد اللّه بن الطاوس

و قال أيضا: عبد اللّه بن طاوس من أصحاب الرضا عليه السّلام عاش مائه سنة، و لم أظفر له على تعديل ظاهر و على جرح، بل على ما يترجح به أنه من الشيعة.

172- - عبد اللّه بن قيس

غير مذكور في المصادر الّتي كانت بايدينا.

173- - عبد اللّه بن محمد التميمى الرازى

لم نجد بهذا العنوان ترجمة في كتب رجال الحديث، و في جامع الرواة: عبد اللّه ابن محمّد بن حضين الحضينى الأهوازى من أصحاب الرّضا عليه السّلام ثقة ثقة، و قيل: الحضيني جرت الخدمة على يده للرضا عليه السّلام.

174- - عبد اللّه بن محمد الحجال

قال في الخلاصة: عبد اللّه بن محمّد الحجال الأسدي مولاهم كوفي، و قيل: إنه مولى بنى تميم ثقة ثقة ثبت.

ص: 537

175- - عبد اللّه بن المغيرة

قال العلامة الحليّ : عبد اللّه بن المغيرة أبو محمّد البجليّ ، مولى جندب بن عبد اللّه ابن سفيان العلقي كوفيّ ثقة ثقة، لا يعدل به أحد من جلالته و دينه و ورعه.

176- - عبد الملك بن هشام الحناط

لم نجد هذا العنوان في كتب رجال الشيعة و في التقريب: عبد الملك بن هشام أبو هشام الزماري و قد ينسب إلى جدّه، صدوق.

177- - عبيد اللّه بن اسحاق المدائنى

قال في جامع الرواة: عبيد اللّه بن إسحاق المدائني من أصحاب الرضا عليه السّلام روى عنه عمرو بن عثمان، و محمّد بن سليمان.

178- - عبيد اللّه بن على

و فيه أيضا عبيد اللّه بن على بن سوارة من أصحاب الرضا عليه السّلام.

179- - عثمان بن عيسى

قال في جامع الرواة: عثمان بن عيسى أبو عمرو العامري الكلابي الرواسى، من أصحاب الكاظم و الرّضا عليهما السّلام، كان شيخ الواقفة و وجهها، و قال في الفهرست:

عثمان بن عيسى العامري واقفي المذهب له كتاب المياه.

180- - عطية بن رستم

قال: عطية بن رستم من أصحاب الرضا عليه السّلام مجهول.

181- - على بن أبى حمزة

قال الشيخ في الفهرست: على بن أبي حمزة البطائنى، واقفى المذهب، له أصل روّيناه، و قال في الخلاصة: على بن أبي حمزة و اسم أبي حمزة سالم البطائني، أبو الحسن مولى الأنصار كوفي، و كان قائد أبي بصير، روى عن أبي الحسن موسى و أبي عبد اللّه عليهما السّلام و قال على بن الحسن بن فضال: على بن أبي حمزة كذاب واقفي متّهم ملعون، و قال ابن الغضائرى: على بن أبى حمزة لعنه اللّه أصل الوقف و أشدّ الخلق.

ص: 538

قال العطاردى: و قد ذكرنا ما يتعلق به و ما جاء فيه عن الرّضا عليه السّلام في كتاب الرجال من المسند، فليراجع.

182- - على بن أحمد بن أشيم

قال في الخلاصة: على بن أحمد بن أشيم من أصحاب الرضا عليه السّلام مجهول.

183- - على بن ادريس

قال في جامع الرواة: على بن إدريس صاحب الرضا عليه السّلام روى عنه إبراهيم بن هاشم، و محمّد بن سهل.

184- - على بن اسباط

قال في الخلاصة: على بن أسباط بن سالم بياع الزطي أبو الحسن كوفى، قال الكشي: إنه كان فطحيا و لعلي بن مهزيار إليه رسالة في النقض عليه و قد روى عن الرّضا عليه السّلام من قبل ذلك و كان ثقة أوثق الناس و أصدقهم لهجة، فأنا أعتمد على روايته.

185- - على بن بلال

قال في جامع الرواة: على بن بلال بن أبى معاوية أبو الحسن المهلبى الأزدىّ شيخ من أصحابنا بالبصرة ثقة سمع الحديث و أكثر، و قال أيضا: على بن بلال بن بلال بغدادىّ من أصحاب أبى جعفر الثانى عليه السّلام.

186- - على بن جعفر

قال في الخلاصة: على بن جعفر أخو موسى بن جعفر الكاظم عليهما السّلام من أصحاب الرضا عليه السّلام ثقة. روى الكشى عنه ما يشهد بصحة عقيدته و تأدبه مع أبي جعفر الثانى عليه السلام و حاله أجلّ من ذلك، سكن العريض بضم العين المهملة من نواحى المدينة فنسب ولده إليها.

187- - على بن حديد

قال فيه أيضا: على بن حديد بن حكيم ضعفه شيخنا فى كتاب الاستبصار

ص: 539

و التهذيب لا يعول على ما ينفرد بنقله و قال الكشى: قال نصر بن الصباح: أنه فطحى من أهل الكوفة و كان أدرك الرضا عليه السّلام.

188- - على بن حسان

قال في جامع الرواة: علي بن حسان الواسطي أبو الحسين القصير عمر أكثر من مائة سنة روى عن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال ابن الغضائري: و من أصحابنا على بن حسان الواسطي ثقة ثقة، و روى الصدوق و الكليني رواياته عن الرضا عليه السّلام.

189- - على بن خطاب

قال في جامع الرواة: على بن خطاب من أصحاب الكاظم واقفي. قال الكشى:

عن حمدويه عن الحسن بن موسى، عن على بن خطاب قال: كنت في الموقف يوم عرفة و كنت محموما شديد الحمى و قد أصابني عطش شديد فأمر أبو الحسن الرّضا عليه السّلام غلاما إلى آخر الحديث.

190- - على بن رباط

و فيه أيضا: على بن رباط من أصحاب الرّضا عليه السّلام.

191- - على بن صاعد البربرى

لم نجد له عنوانا في المصادر التي كانت بأيدينا.

192- - على بن صدقة الرقى

لم نجد له ذكرا في كتب الرجال.

193- - على بن عبد اللّه الزهرى

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

194- - على بن عبد اللّه بن عمران

قال في جامع الرواة: على بن عبد اللّه بن عمران من أصحاب الرّضا عليه السّلام و قال في الخلاصة: علي بن عبد اللّه بن عمران القرشي أبو الحسن المخزومي الملقب بالميموني كان غاليا ضعيفا فاسد المذهب و الرواية، قلت و يمكن اتحادهما.

ص: 540

195- - على بن عقبة

قال في الخلاصة: علي بن عقبة بن خالد الأسدى أبو الحسن مولى كوفي، ثقة ثقة روى عن أبي عبد اللّه عليه السّلام.

196- - على بن فضال

قال الشيخ في الفهرست: على بن الحسن بن فضال فطحي المذهب ثقة كوفي، كثير العلم، واسع الرواية، و الأخبار، جيد التصانيف غير معاند، و كان قريب الأمر إلى أصحابنا الإمامية القائلين بالاثنى عشر، و كتبه في الفقه مستوفاة، في الأخبار حسنة، و قيل إنها ثلاثون كتابا، ثم عدّ كتبه و طرقه إليه.

197- - على بن الفضل الواسطى

قال في جامع الرواة: على بن الفضل الواسطى من أصحاب الرضا عليه السّلام روى عنه إبراهيم بن هاشم.

198- - على بن المسيب

و فيه أيضا: علي بن المسيّب عربيّ من أهل همدان من أصحاب الرضا عليه السلام ثقة.

199- - على بن مهران

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

200- - على السائى

قال في الخلاصة: على بن سويد السائي منسوب إلى ساية قرية بالمدينة ثقة من أصحاب الرضا عليه السّلام روى الكشي عنه قال: كتبت إلى أبي الحسن عليه السّلام و ذكر حديثا عن أبي الحسن موسى ما يشهد بأنه من آل محمّد عليهم السّلام و غير ذلك من إلهام الرشد و البصيرة في أمر دينه.

201- - على بن يونس بن بهمن

في جامع الرواة: علي بن يونس بن بهمن من أصحاب الرضا عليه السّلام.

ص: 541

202- - عمر الجعابى

هذا غير معنون في كتب الرجال.

203- - عمران الصابى

عمران الصابي كان من رؤساء الصابئين، و أعيانهم، ورد مجلس الرضا عليه السّلام و ناظره في التوحيد و الإسلام، فأجاب الرضا عليه السّلام مسائله، ثم أسلم على يده و حسن إسلامه، و أخباره مع الرضا مذكورة في كتاب التوحيد و الاحتجاجات من المسند.

204- - عمرو بن عثمان

عمرو بن عثمان الثقفي الخزاز، و قيل: الأزدي أبو علي كوفي ثقة، روى عن أبيه، عن سعد بن يسار، و كان عمرو بن عثمان نقيّ الحديث صحيح الحكايات، قال النجاشي: له كتب عنه علي بن الحسن بن فضال، و أحمد بن محمّد بن خالد.

205- - عمرو بن يزيد

قال الشيخ في الفهرست: عمر بن يزيد ثقة له كتاب و قال الكشي: عمر بن يزيد بياع السابري كوفي مولى ثقيف ثقة روى عن الكاظم عليه السّلام.

206- - عمير بن يزيد

لم نجد له ذكرا و لعله عمر بن يزيد المذكور آنفا.

207- - عون بن محمد كاتب الرضا عليه السّلام

غير معنون في كتب رجال الحديث.

208- - فاطمة بنت على بن موسى الرضا

جاء حديثها عن أبيها الرضا عليه السّلام في كتاب المواعظ، في المجلد الأوّل من المسند تحت رقم 28.

209- - الفتح بن يزيد الجرجانى

قال الشيخ في الفهرست: الفتح بن يزيد الجرجاني له كتاب، و في الخلاصة:

ص: 542

الفتح بن يزيد الجرجاني صاحب المسائل لأبي الحسن عليه السّلام، و اختلفوا أيهم هو، الرضا أم الثالث عليهم السّلام و الرّجل مجهول، و الاسناد إليه مدخول. قلت: و روايته عنه عليه السّلام مذكور في المسند.

210- - فضالة بن أيوب

قال في الخلاصة: فضالة بن أيوب الازدى من أصحاب أبي ابراهيم موسى الكاظم عليه السلام، سكن الأهواز، و كان ثقة في حديثه، مستقيما في دينه و نقل في جامع الرواة عن النجاشى أنه عدّه من أصحاب الرضا عليه السّلام.

211- - الفضل بن شاذان

قال في الفهرست: الفضل بن شاذان النيشابوري فقيه، متكلّم، جليل القدر، له كتب و مصنفات و قال العلامة الحلّى: الفضل بن شاذان بن الخليل أبو محمّد الازدى النيسابوري كان أبوه من أصحاب يونس، و روى عن أبى جعفر الثاني عليه السّلام، و قيل عن الرضا أيضا، و كان ثقة جليلا، فقيها، متكلّما، له عظم شأن فى هذه الطائفة.

212- - الفضل بن كثير

قال في جامع الرواة: الفضل بن كثير بغدادىّ ، ثم ذكر طرقه.

213- - الفضل بن يونس

قال الشيخ في الفهرست: الفضل بن يونس الكاتب له كتاب و قال في جامع الرواة:

الفضل بن يونس الكاتب البغدادي، روي عن أبى الحسن موسى عليه السّلام، أصله كوفي تحوّل إلى بغداد مولى واقفي، له كتاب، عنه الحسن بن محبوب.

214- - الفضيل بن يسار

قال في الخلاصة: الفضيل بن يسار النهدي أبو القاسم عربيّ ، بصريّ ، ثقة، عين جليل القدر، روى عن الباقر و الصادق عليهما السّلام و مات فى أيام الصادق، قلت: و حديثه عن الرضا موجود في المسند و هذا بعيد.

ص: 543

215- - الفياض بن محمد الطوسى

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

216- - قاسم الصيقل

قال في جامع الرواة: القاسم الصيقل من أصحاب الهادى عليه السّلام، محمّد بن عبد اللّه الواسطي عن قاسم الصيقل قال: كتبت إلى الرضا عليه السّلام.

217- - القاسم بن الفضيل

قال في الخلاصة: القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي البصرى أبو محمّد ثقة، روى عن أبي عبد اللّه عليه السّلام، قلت: و جاء في المسند روايته عن الرضا عليه السّلام.

218- - القاسم بن محمد الزيات

روى سهل بن زياد عنه عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام.

219- - الكاهلى

قال في جامع الرواة: عبد اللّه بن يحيى الكاهلى و هو الكاهل الكبير الأسدي، عربي كوفي من أصحاب الكاظم عليه السّلام، و كان وجها عند أبي الحسن و وصى به على بن يقطين فقال له: اضمن لي الكاهلي و عياله أضمن لك الجنة.

220- - مأمون الرشيد

له مسائل و روايات عن الإمام الرضا عليه السّلام مذكورة في المسند.

221- - محمد بن ابادية

غير معنون في كتب الرجال.

222- - محمد بن ابراهيم

يحتمل أن يكون هو محمّد بن إبراهيم بن أبي البلاد ثقة قليل الحديث و أبوه إبراهيم يروى عن الرضا عليه السّلام.

ص: 544

223- - محمد بن أبى جرير القمى

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث و أبوه أبو جرير من رواة الرضا عليه السّلام و قد سبق في محلّه.

224- - محمد بن أبى عباد

يظهر من روايته عن الرضا عليه السّلام أنه كان مشتهرا بالسماع و شرب النبيذ و قال سألت الرضا عن السماع، فقال: لأهل الحجاز فيه رأى و هو في حيز الباطل و اللّهو.

225- - محمد بن أبى يعقوب البلخى

لم نعثر عليه في المصادر التي كانت بأيدينا.

226- - محمد بن أحمد الدقاق البغدادى

و هذا أيضا كسابقه مجهول لا يعرف.

227- - محمد بن اسحاق بن عماد

قال في جامع الرواة: محمّد بن إسحاق بن عمار الصيرفي كوفي من أصحاب الكاظم و الرضا عليهما السّلام ثقة، و قال أبو جعفر بن بابويه: أنه واقفي، و في إرشاد المفيد: أنه من خاصة الكاظم و ثقاته، و أهل الورع و العلم و الفقه من شيعته.

228- - محمد بن اسحاق الطالقانى

في جامع الرواة: محمّد بن إسحاق شعر من أصحاب الرضا عليه السّلام هو أخو يزيد.

229- - محمد بن اسماعيل بن بزيع

قال في الفهرست: محمّد بن إسماعيل بن بزيع له كتاب في الحج، و في الخلاصة محمّد بن إسماعيل بن بزيع أبو جعفر مولى أبى جعفر المنصور، و قال الشيخ - رحمه اللّه - إنّ محمّد بن إسماعيل بن بزيع ثقة صحيح، و قال الكشي: كان محمّد بن إسماعيل من رجال أبي الحسن موسى عليه السّلام و أدرك أبا جعفر الثاني عليه السّلام.

ص: 545

330- - محمد الاشعرى

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في المصادر.

231- - محمد بن جزك

ذكره الشيخ في رجاله من أصحاب الهادى عليه السّلام و وثقه، و كذا في الخلاصة، روي عنه عبد اللّه بن جعفر.

232- - محمد بن الحسن الاشعرى

قال في جامع الرواة: محمّد بن الحسن بن أبي خالد الأشعري القمي، من أصحاب الرضا عليه السّلام.

233- - محمد بن الحسين

هكذا جاء من دون نسبة، و يحتمل أن يكون محمّد بن الحسين بن أبي خالد الذي أدرك أبا جعفر الثاني.

234- - محمد بن الحسين بن يزيد

في جامع الرواة: محمّد بن الحسين بن يزيد، روى على بن أسباط عنه، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام.

235- - محمد بن حنان الجلاب

و فيه أيضا قال: محمّد بن حنان الجلاب، روى عنه معاوية بن حكيم، عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام.

236- - محمد بن داود

هكذا جاء من دون نسبة، و يمكن أن يكون محمّد بن داود الأنصارى، أو محمّد بن داود البكري، الكوفي، أو محمّد بن داود الهمدانى الكوفي، و هم من أصحاب الصادق عليه السّلام.

ص: 546

237- - محمد بن زياد أبى عمير الازدى

قال في الفهرست: محمّد بن أبي عمير يكنى أبا أحمد من موالى الازد، و اسم أبي - عمير زياد، و كان من أوثق الناس عند الخاصة و العامة، و أنسكهم نسكا، و أورعهم و أعبدهم، و قد ذكره الجاحظ في كتابه فخر قحطان على عدنان بهذه الصفة التي وصفناه و ذكر أنه كان أوحد أهل زمانه في الأشياء كلّها، و أدرك من الأئمة عليهم السّلام ثلاثة: أبا إبراهيم و لم يرو عنه و أدرك الرضا و الجواد و روى عنهما.

238- - محمد بن سنان

قال الشيخ: محمّد بن سنان له كتب، و قد طعن عليه و ضعف، و كتبه مثل كتب الحسين على عددها و له كتاب النوادر و جميع ما رواه إلا ما كان فيها من تخليط أو غلوّ.

239- - محمد بن سليمان

قال في جامع الرواة: محمّد بن سليمان البصري الديلمى له كتاب يرمى بالغلوّ من أصحاب الكاظم و الرضا عليهما السّلام.

240- - محمد بن زيد الطبرى

و قال أيضا: محمّد بن زيد الطبري أصله كوفي من أصحاب الرضا عليه السّلام.

241- - محمد بن عاصم

في جامع الرواة: محمّد بن عاصم من أصحاب أبي عبد اللّه عليه السّلام.

242- - محمد بن عبد الرحمن الهمدانى

و فيه أيضا: محمّد بن عبد الرحمن الهمداني كتب إلى أبي الحسن الثالث عليه السّلام.

243- - محمد بن عبد اللّه

و فيه أيضا محمّد بن عبد اللّه الأشعري من أصحاب الرضا عليه السّلام:

ص: 547

244- - محمد بن عبد اللّه القمى

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في كتب الرجال، و لعله متحد مع سابقه.

245- - محمد بن عبد اللّه الطاهرى

في جامع الرواة: محمّد بن عبد اللّه الطاهري من أصحاب الرضا عليه السّلام.

246- - محمد بن عبد اللّه بن على بن الحسين بن زيد

غير معنون في كتب رجال الحديث.

247- - محمد بن عبد اللّه الخراسانى

قال في جامع الرواة: محمّد بن عبد اللّه الخراسانى خادم الرضا، قلت: و هو يروي عن الرضا أحاديث ذكرناها في المسند.

248- - محمد بن عبد اللّه الصيقل

و فيه أيضا: محمّد بن عبد اللّه الصيقل من أصحاب الرضا عليه السّلام روى عنه حمدان بن النضر.

249- - محمد بن عبيدة الهمدانى

و فيه أيضا: محمّد بن عبيد الهمدانى من أصحاب الرضا عليه السّلام روى عنه ابن أبي نجران.

250- - محمد بن عبيد اللّه

و فيه: أيضا: محمّد بن عبيد اللّه من أصحاب الرضا عليه السّلام روى عنه ابن أبي نصر.

251- - محمد بن عرفة

و فيه أيضا: محمّد بن عرفة روى عنه محمّد بن عيسى قال: قال لي الرضا عليه السّلام إلى آخر الحديث.

252- - محمد بن على بن أبى عبد اللّه

و فيه أيضا: محمّد بن على بن أبي عبد اللّه روى على بن أسباط عنه عن الرضا عليه السّلام.

ص: 548

253- - محمد بن على ابو القاسم

لم نجد بهذا العنوان في المصادر و قال في جامع الرواة: محمّد بن عليّ القرشيّ من أصحاب الرضا عليه السّلام.

254- - محمد بن على

مجهول، و مشترك بين عدّة من المحدّثين.

255- - محمد بن على الهمدانى

قال: في الخلاصة: محمّد بن علي بن إبراهيم الهمداني، قال ابن الغضائري: كانت لأبيه وصلة بأبي الحسن، و حديثه يعرف و ينكر، و يروي عن الضعفاء كثيرا، و يعتمد المراسيل.

256- - محمد بن على بن جعفر

قال: في جامع الرواة: محمّد بن علي بن جعفر من أصحاب الرضا عليه السّلام.

257- - محمد بن على بن الحسين بن يزيد

و فيه أيضا: محمّد بن عليّ بن الحسين بن يزيد بن علي بن الحسين بن على بن أبي طالب عليهم السّلام له نسخة عن الرضا عليه السّلام، عنه جعفر بن محمّد الحسني.

258- - محمد بن عمرو

قال الشيخ في الفهرست: محمّد بن عمرو الزيات له كتاب، و في الخلاصة: محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات المدائني ثقة عين روى عن الرضا عليه السّلام.

259- - محمد بن عمر بن يزيد

قال النجاشي: محمّد بن عمر بن يزيد بياع السابري روى عن أبى الحسن الرضا عليه السلام.

260- - محمد بن عيسى اليقطينى

قال في جامع الرواة: محمّد بن عيسى بن عبيد بن يقطين أبو جعفر اليقطيني مولى

ص: 549

بني أسد بن خزيمة، اختلف علماؤنا في شأنه، قال القتيبي: كان الفضل بن شاذان - رحمه اللّه - يحبّ العبيدى و يثني عليه و يمدحه، و يميل إليه، و يقول: ليس في أقرانه مثله، و قال النجاشي و العلامة: جليل القدر في أصحابنا، ثقة عين كثير الرواية حسن التصانيف، روى عن أبي جعفر الثانى عليه السّلام.

261- - محمد بن عمرو بن سعيد

و هو محمّد بن عمرو بن سعيد الزيات الّذي ترجمناه تحت رقم 258.

262- - محمد بن عمارة

في جامع الرواة: محمّد بن عمارة بن الأشعث من أصحاب الرضا عليه السّلام، روى عنه سعد بن سعد.

263- - محمد بن عيسى القمى

قال في الخلاصة: محمّد بن عيسى بن عبد اللّه بن سعد بن مالك الأشعري، أبو علي شيخ القميين، و وجه الأشاعرة، متقدم عند السلطان، و دخل على الرضا عليه السلام و سمع منه.

264- - محمد بن الفضيل الصيرفى

قال في جامع الرواة: محمّد بن الفضيل الصيرفي من أصحاب الرضا عليه السّلام، أزدي صيرفي يرمى بالغلوّ له كتاب.

265- - محمد بن القاسم بن الفضيل

و فيه أيضا: محمّد بن القاسم بن الفضيل بن يسار النهدي من أصحاب الرضا عليه السّلام له كتاب.

266- - محمد بن القاسم بن العباس العلوى

لم نجده في كتب رجال الحديث.

267- - محمد بن مضارب

محمّد بن مضارب، روى صفوان بن يحيى عنه عن الرضا عليه السّلام.

ص: 550

268- - محمد بن ميمون

روى حماد بن عيسى عنه عن الرضا عليه السّلام.

269- - محمد بن منصور الكوفى

في جامع الرواة: محمّد بن منصور الكوفي من أصحاب الرضا عليه السّلام، روى عنه محمّد بن سهل.

270- - محمد بن يحيى بن حبيب

و فيه أيضا: محمّد بن يحيى بن حبيب، قال: كتبت إلى أبي الحسن الرضا عليه السّلام.

271- - محمد بن يحيى بن عمر بن على بن ابى طالب

لم نجد له عنوانا في كتب الحديث.

272- - محمد بن يعقوب النهشلى

و هذا أيضا مجهول كسابقه.

273- - محمود بن ابى البلاد

لم نعثر له ترجمة في المصادر التى كانت بأيدينا.

274- - محول السجستاني

لم يعنون في كتب رجال الحديث، و كان محول في المدينة المنورة حين خروج الرضا عليه السّلام إلى خراسان، و ذكرنا حديثه معه عليه السّلام في كتاب الإمامة باب دلالات الرضا عليه السّلام.

275- - المرزبان بن عمران

قال النجاشي: المرزبان بن عمران بن عبد اللّه بن سعد الأشعريّ القمى، روى عن الرضا عليه السّلام، له كتاب عنه صفوان.

276- - مسافر

مسافر مولى أبي الحسن عليه السّلام و روى عنه روايات ذكرناها في المسند.

ص: 551

277- - معاوية بن حكيم

قال في الخلاصة: معاوية بن حكيم بن عمار الدهنى ثقة جليل في أصحاب الرضا عليه السّلام.

278- - معاوية بن سعد

قال في جامع الرواة: معاوية بن سعيد الكندي الكوفي له مسائل عن الرضا عليه السّلام.

279- - معبد بن عبد اللّه الشامى

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

280- - معمر بن خلاد

قال في الخلاصة: معمر بن خلاد أبو خلاد، بغداديّ ثقة روي عن الرضا عليه السّلام.

281- - مقاتل بن مقاتل

قال أيضا: مقاتل بن قياما واقفى خبيث من أصحاب الرضا عليه السّلام.

282- - موسى بن ابى الحسن الرازى

في جامع الرواة: موسى بن أبي الحسن الرازي، روى عنه إبراهيم بن هاشم عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام.

283- - موسى بن سيار

و قال أيضا: موسى بن سلمة كوفي، له كتاب عن الرّضا عليه السّلام.

284- - موسى بن على القرشى

لم نعثر له ترجمه في كتب رجال الحديث.

285- - موسى بن عمر بن بزيع

قال في الخلاصة: موسى بن عمر بن بزيع مولى المنصور من أصحاب أبي جعفر الثاني عليه السّلام كوفي ثقة، و روى عن الرضا عليه السّلام أيضا.

ص: 552

286- - موسى بن مهران

في جامع الرواة: موسى بن مهران من أصحاب الرضا عليه السّلام.

287- - موسى بن نصر الرازى

لم نجد له ذكرا في المصادر.

288- - مهدى بن سابق

و هذا أيضا كسابقه مجهول لا يعرف.

289- - ميسر

في جامع الرواة: ميسر بن أبي البلاد يكنى أبا إسماعيل من بني قيس بن ثعلبة من أصحاب الصادق و قال أيضا: ميسر بن عبد اللّه النخعى من أصحاب الصادق عليه السّلام.

290- - نادر الخادم

روى عن الرضا عليه السّلام روايات كثيرة ذكرناها في أبواب المسند.

291- - نصر بن على الجهضمى

روى مواليد الائمة عن الرضا عليه السّلام، و قال فى التقريب: نصر بن عليّ الجهضمى البصرى ثقة.

292- - نعيم بن صالح الطبرى

لم نجد له عنوانا في كتب الرجال.

293- - الوليد بن ابان

في جامع الرواة: الوليد بن أبان الضبي الرازي من أصحاب الرضا عليه السّلام.

294- - هارون بن موسى

قال أيضا: هارون بن موسى الأعور البصري القاري من أصحاب الصادق عليه السلام.

295- - هشام بن ابراهيم الراشدى

له نجد له ذكرا في كتب الرجال و المصادر.

ص: 553

296- - هشام بن ابراهيم المشرقى الختلى

هشام بن إبراهيم العباسي الّذي يقال له: المشرقي روى عن الرضا عليه السّلام له كتاب يونس، قال أبو النضر: سألنا الحسين بن إسكيب عن العباسى هاشم بن إبراهيم، و قلنا له أ كان من ولد العباس ؟ قال: لا كان من الشيعة و طلبه السلطان، فكتب كتب الزيدية و كتب آيات إمامة العباس، ثمّ دسّ إلى مغمزيه و اختفى و اطلع على كتبه، فقال:

هذا عباسى و آمنه و خلّى سبيله.

297- - هشام بن ابراهيم الاحمر

هشام بن إبراهيم صاحب الرضا عليه السّلام و روى عنه روايات

298- - الهيثم بن عبد اللّه الرمانى

كوفي روى عن موسى و الرضا عليهما السّلام له كتاب.

299- - الهيثم الفارسى ابو خالد

مجهول لا يعرف.

300- - ياسر الخادم

هو خادم الرضا عليه السلام، مولى حمزة بن اليسع الأشعري، له مسائل عن الرضا عليه السّلام.

301- - يحيى

هو يحيى بن إبراهيم بن أبي البلاد من أصحاب الرضا عليه السّلام، هو و أبوه أحد القراء.

302- - يحيى بن حبيب الزيات

روى أحمد بن محمّد بن عيسى عنه عن الرضا عليه السّلام.

303- - يحيى بن سعيد البلخى

لم نجد بهذا العنوان ذكرا في المعاجم الرجالية.

304- - يحيى بن المبارك

في جامع الرواة: يحيى بن المبارك من أصحاب الرضا عليه السّلام.

ص: 554

305- - يحيى بن محمد بن ابى حبيب

غير معنون في كتب الرجال.

306- - يحيى بن محمد بن جعفر

و هذا أيضا مجهول كسابقه.

307- - يحيى موسى الصنعانى

في جامع الرواة: يحيى بن موسى الصنعانى من أصحاب الرضا عليه السّلام، و قال:

دخلت على أبي الحسن الرضا و أبو جعفر على فخذه و هو يقشر له موزا و يطعمه.

308- - اليسع بن حمزة

قال أيضا: اليسع بن حمزة، محمّد بن صندل، عن ياسر، عنه عن أبي الحسن الرضا عليه السّلام.

309- - يعقوب بن يقطين

و قال أيضا: يعقوب بن يقطين من أصحاب الرضا عليه السّلام.

310- - يونس بن بكير

لم نجد له ذكرا في كتب رجال الحديث.

311- - يونس بن بهمن

قال في الخلاصة: يونس بن بهمن غال خطابي كوفي، يضع الحديث، روى عن أبى عبد اللّه عليه السّلام.

312- - يونس بن عبد الرحمن

قال الشيخ في الفهرست: يونس بن عبد الرحمن مولى آل يقطين له كتب كثيرة أكثر من ثلاثين كتابا، قال في الفهرست: يونس عبد الرحمن أبو محمد كان وجها في أصحابنا، متقدّما عظيم المنزلة، روى عن أبي الحسن موسى و الرضا عليهما السّلام.

قال العطاردى: قد ذكرنا ما يتعلق به، و الأخبار الّتي وردت في شأنه في كتاب الرجال من المسند فليراجع.

ص: 555

تمّ كتاب الرواة عن الرضا عليه السّلام و به تمّ المسند المبارك و الأخبار المروية عن الرضا عليه السّلام، و الحمد للّه رب العالمين و صلى اللّه على محمّد و آله الطاهرين و السلام علينا و على عباد اللّه الصالحين، و نسأل اللّه تعالى أن يحشرنا في زمرة محمّد و آله عليه و عليهم السلام، و أن يوردنا حوضهم و يسقينا بكأسهم.

اللهمّ تقبّل منّا هذا العمل الخالص، و وفّقنا فيما بقي من عمرنا بالأعمال الحسنة، اللهم إنا نشكو إليك فقد نبيّنا - صلوات اللّه عليه - و غيبة ولينا عليه السّلام و كثرة عدوّنا و قلّة عددنا، و شدّة الفتن بنا و تظاهر الزمان علينا.

كتبه بأنامله مؤلفه الفقير الى رحمة اللّه تعالى الشيخ عزيز اللّه العطاردى فى عصر يوم الاثنين التاسع و العشرين من شهر محرم الحرام سنة 1393.

ص: 556

فهرس الموضوعات كتاب الدعاء فيه 32 بابا و 102 حديثا

العنوان صفحة باب فضل الدعاء 2 باب الصلاة على رسول اللّه صلى اللّه عليه و آله 2 باب فضل الجمعة 5 باب فضل لا إله إلاّ اللّه 6 باب فضل رجب 9 باب فضل شعبان 13 باب فضل رمضان و أدعيته 15 باب فضل يوم الغدير 17 باب خطبة أمير المؤمنين عليه السّلام في يوم الغدير 21 باب فضل محرّم و عاشوراء 26 باب فضل بسم اللّه الرحمن الرحيم 29 باب فضل فاتحة الكتاب 30 باب فضل السجود 31 باب الدعاء عند رؤية الهلال 33 باب فضل صلاة اللّيل 33 باب الدعاء عند الأذان 34 باب الدعاء عند لبس الجديد 35 باب الدعاء لصاحب الأمر 35

ص: 557

العنوان صفحة باب دعاء الفرج 37 باب دعاء العافية 38 باب فضل آية الكرسى 42 باب صلاة الحوائج 43 باب قضاء الحوائج 45 باب الاعتكاف 45 باب الدعاء للخنازير 46 باب الدعاء للضالة 48 باب الدعاء لرفع السحر 49 باب الدعاء لحمّى الربع 49 باب الاحراز و الرقى 50 باب الدعاء عند السفر 52 باب أدعية الرضا عليه السّلام 54 باب نوادر الأدعية 67 كتاب الاحتجاجات فيه ثلاثة أبواب و ستة عشر حديثا باب احتجاجه مع الزنادقة و أهل الأديان 72 باب احتجاجه مع سليمان المروزى 103 باب احتجاجه مع العلماء في مجلس المأمون 114 كتاب الطهارة فيه خمسة أبواب و 75 حديثا باب المياه 137 باب الأحداث 138 باب الحيض و الاستحاضة 141 باب الجنابة و الأغسال 142

ص: 558

العنوان صفحة باب الوضوء و التيمّم 148 كتاب الصلاة و فيه 17 بابا و 130 حديثا باب فضل الصلاة 155 باب الأذان و الإقامة و التكبير 158 باب فضل المساجد 161 باب القراءة 161 باب القنوت 162 باب التشهد 162 باب اللباس و المكان 163 باب أوقات الصلاة 167 باب ما يسجد عليه 169 باب أحكام السهو 170 باب صلاة المسافر 171 باب أحكام الصبيان 175 باب سجدتي الشكر 175 باب صلاة الجماعة 176 باب صلاة الكسوف 177 باب صلاة العيدين 177 باب النوافل 178 كتاب الصوم و فيه عشرة أبواب و 58 حديثا باب فضائل شهر رمضان 183 باب يوم الشكّ 187 باب أدب الصائم 188

ص: 559

العنوان صفحة باب من أصبح جنبا 190 باب القضاء و الكفارات 192 باب صوم يوم عاشوراء و عرفة 193 باب صوم التطوّع 194 باب الفطرة 198 باب النوادر 200 كتاب الزكاة فيه سبعة أبواب و 34 حديثا باب علة الزكاة 204 باب الإنفاق 205 باب زكاة مال الغائب 209 باب مستحقّ الزكاة 209 باب زكاة مال اليتيم 210 باب الخمس 211 باب الخراج 212 كتاب الحج فيه 17 بابا و 80 حديثا باب ابتداء الكعبة 214 باب فضل الحجّ و العمرة 215 باب أحكام الحرم و المحرم 219 باب التلبية 222 باب الاستظلال 223 باب الصيد 212 باب نزول المزدلفة 225

ص: 560

العنوان صفحة باب الذبح 226 باب رمى الجمرات 227 باب الحلق 228 باب الطواف 228 باب الكفارات 231 باب نيابة الحجّ 232 باب الرّجل يستدين و يحجّ 233 باب وداع البيت 233 باب فضل المسجد الحرام 234 باب النوادر 235 كتاب الزيارة و فيه سبعة ابواب و 49 حديثا باب زيارة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم 236 باب زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام 238 باب زيارة الأئمة عليهم السّلام 245 باب زيارة الحسين عليه السّلام 246 باب زيارة أبي الحسن موسى عليه السّلام 251 باب زيارة قبر فاطمة بقم 253 باب زيارة الصالحين 254 كتاب النكاح و فيه 14 بابا و 118 حديثا باب أصناف النساء و فضلهنّ 255 باب العقد و الشهود 256 باب خطبة النكاح 258

ص: 561

العنوان صفحة باب المهر 260 باب الإطعام عند النكاح 263 باب الأبكار 264 باب الجمع بين الأختين 265 باب الخصيان 266 باب إتيان النساء 266 باب الإماء و العبيد 268 باب المتعة 270 باب نكاح الكوافر 274 باب الأولاد و الرضاع 275 باب نوادر النكاح 280 كتاب الطلاق فيه ثمانية أبواب و 44 حديثا باب الشهود فى الطلاق 285 باب العدّة 288 باب المطلّقات ثلاثا 292 باب طلاق الخلع و المسترابة 294 باب طلاق السكران و الأخرص و الصبى 294 باب اللّعان 295 باب الظهار 295 باب النوادر 296

ص: 562

كتاب المعيشة فيه 15 بابا و 59 حديثا العنوان صفحة باب الكسب و إحراز القوت 298 باب المزارعة و بيع الثمار 299 باب النقد و النسيئة 300 باب الاجارة و الأجير 301 باب المياه و الارضين 302 باب الرقيق 303 باب الدّين و الربا و الرّهن 305 باب بيع الواحد بالاثنين 308 باب العصير و الخمر 309 باب خيار الحيوان 310 باب أجر المغنية 310 باب اللّقطة 311 باب عمل السلطان 312 باب مال اليتيم 313 باب النوادر 313 كتاب الصيد و الذبائح فيه ستة أبواب و 20 حديثا باب صيد اللّيل 316 باب صيد الطيور و السمك 316 باب النحر و الذبح 319 باب النطيحة و المتردّية 319 باب الفهد و البازى 320

ص: 563

العنوان صفحة باب ذبيحة ولد الزنا و أهل الكتاب 320 كتاب الاطعمة فيه 34 بابا و 131 حديثا باب فضل العشاء 322 باب الملح 323 باب أحكام اللّحوم 323 باب ما يسقط من الخوان 329 باب الخبز 330 باب الضيف 331 باب الكليتين 331 باب السكر 332 باب الاشنان 332 باب أكل الطين 333 باب السويق 334 باب التمر و الرطب 335 باب الهندباء 337 باب العنب و الزبيب 338 باب الاجاص 338 باب التفاح 339 باب الغبيراء 239 باب الزيت 339 باب البطّيخ 340 باب الاترج 341

ص: 564

العنوان صفحة باب السفرجل 341 باب العدس 342 باب السلق 342 باب الكراث 343 باب اللّبان و الكمأة 344 باب الرمان 344 باب التين 345 باب الباقلا 345 باب الحمص 346 باب الموز 346 باب القرع 347 باب الارزّ 347 باب الباذنجان 347 باب النوادر 348 كتاب الاشربة فيه ستة أبواب و 45 حديثا باب شرب الماء 350 باب باب العسل و اللّبن 351 باب الأواني 352 باب الخلّ و السويق 352 باب الفقاع و العصير و الخمر 353 باب النرد و الشطرنج و الغناء 358

ص: 565

كتاب التجمل فيه 12 بابا و 82 حديثا العنوان صفحة باب اللّباس 360 باب الخواتيم 362 باب الحمّام 368 باب الفرش 370 باب الخضاب 370 باب الاظفار 272 باب الطيب و المسك 372 باب سعة المنزل 374 باب الكحل 375 باب الشعر 375 باب الخفّ 377 باب الديك و الحمام و الدابة 377 كتاب الجهاد و المرابطة فيه ثلاثة أبواب و 12 حديثا باب الجهاد 379 باب قتال أهل الضلال 382 باب الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر 382 كتاب الحدود فيه خمسة ابواب و 14 حديثا باب حدّ المحارب و السارق 384 باب حدّ الزانى 385 باب حدّ من يأتي البهيمة 387 باب المرتدّ 387 في جامع الرواة: يحيى بن المبارك من اصحاب الرضا عليه السّلام.

ص: 566

العنوان صفحة باب النوادر 388 كتاب الديات فيه خمسة ابواب و 11 حديثا باب دية الأعضاء 389 باب دية الصبيّ 395 باب قتيل الزّحام 396 باب المسلم يقتل الذمي 397 باب النوادر 397 كتاب القضاء و الشهادات و فيه ثلاثة أبواب و 14 حديثا باب من تجوز شهادته 399 باب شهادة النساء 400 باب النوادر 401 كتاب الأيمان و النذور فيه 6 أحاديث 404 كتاب الوصايا و فيه ثمانية أبواب و 17 حديثا باب الاقرار و المرض 406 باب من أوصى بسهم من ماله 406 باب من يوصي بوصيّة مبهمة 407 باب الوصية لامهات الأولاد 408 باب من مات على غير وصيّة 408 باب من كان له ولد ثم نفاه 409 باب وصية أهل الضلال 409 باب نوادر الوصيّة 410

ص: 567

كتاب الجنائز و فيه خمسة أبواب و 26 حديثا العنوان صفحة باب الموت 413 باب غسل الميت و تكفينه 414 باب الصلاة على الميت 415 باب حدّ القبر و اللّحد 420 باب التعزية 420 كتاب المواريث فيه سبعة أبواب و 13 حديثا باب ميراث الأولاد 421 باب ميراث الإخوة و الأخوات 422 باب ميراث من علا من الآباء 423 باب ميراث الغريق و المهدوم 423 باب ميراث الخنثى 423 باب ميراث الأزواج 423 باب النوادر 425 كتاب الرجال و التاريخ فيه 97 حديثا ما روي في أبي جرير القمي 426 ما روي في أبي حمزة الثمالي 426 ما روي في أحمد البزنطي 426 ما روي في أحمد بن سابق 428 ما روي في أحمد بن عمر الحلبي 428 ما روي في الحسن بن محبوب 429 ما روي في الحسين بن مهران 430

ص: 568

العنوان صفحة ما روي في الحسين بن قياما 431 ما روي في حمزة بن بزيع 432 ما روي في دعبل الخزاعي الشاعر 433 ما روي في ذريح المحاربي 433 ما روي في زرارة بن أعين 434 ما روي في زرعة بن محمّد 435 ما روي في زكريا ابن آدم القمي 435 ما روي في زياد القندي و الرواسبي 436 ما روي في سعيد بن المسيب 437 ما روي في سعيدة مولاة جعفر 437 ما روي في سفيان بن عيينة 438 ما روي في صعصعة بن صوحان 438 ما روي في صفوان بن يحيى 438 ما روي في على بن أبي حمزة 439 ما روي في عليّ بن خطاب 443 ما روي في عبد اللّه بن طاوس 444 ما روي في على بن عبيد اللّه 444 ما روي في على بن مروان الجواني 445 ما روي في علي بن يقطين 445 ما روي في قيس 445 ما روي في محمّد بن أبي زينب الأسدى 446 ما روي في محمّد بن سنان 446 ما روي في محمّد بن الفرات 447

ص: 569

العنوان صفحة ما روي في مرزبان بن عمران الأشعري القمي 448 ما روي في مسافر مولى الرضا عليه السّلام 448 ما روي في ميثم التمار 449 ما روي في وهب أبو البخترى 451 ما روي في هشام بن إبراهيم العباسي 451 ما روي في هشام بن الحكم 452 ما روي في هشام بن سالم 454 ما روي في أبي بصير يحيى بن القاسم 454 ما روي في يونس بن عبد الرحمن 455 ما روي في الواقفية 460 كتاب النوادر و فيه 115 حديثا 464 كتاب الرواة عن الرضا عليه السّلام 509

ص: 570

مصادر التحقيق

1 - إثبات الوصية للمؤرخ علي بن الحسين المسعودي طبع النجف 1374.

2 - الاحتجاج لأبي منصور أحمد بن على بن أبى طالب الطبرسى طبع النجف سنة 1386.

3 - أخبار أصبهان للحافظ أبى نعيم الأصبهاني طبع مدينة ليدن سنة 1934.

4 - الاختصاص للشيخ أبي عبد اللّه محمّد بن النعمان المفيد طبع مكتبة الصدوق سنة 1389.

5 - الإرشاد للشيخ المفيد طبع طهران سنة 1387.

6 - الاستبصار للشيخ أبي جعفر الطوسيّ طبع دار الكتب الإسلامية بالنجف سنة 1365.

7 - إعلام الورى لأمين الإسلام الطبرسيّ طبع المكتبة العلمية الإسلامية بطهران 1338 (ش).

8 - أمالي الشيخ أبي جعفر الصدوق طبع قم سنة 1373.

9 - أمالي الشيخ الطائفة الطوسي طبع النجف 1384.

10 - أمالي الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان العكبريّ البغداديّ طبع النجف 1381.

11 - الانساب تأليف تاج الاسلام أبي سعد السمعانيّ المروزى طبع حيدرآباد 1372.

12 - بحار الانوار للعلامة محمّد باقر المجلسى طبع المكتبة الاسلامية و دار الكتب الاسلامية بطهران.

13 - البداية و النهاية لابن كثير الدمشقى مطبعة السعادة بالقاهرة سنة 1351 ق.

ص: 571

14 - بشارة المصطفى لشيعة المرتضى لأبي جعفر محمّد بن عليّ الطبريّ طبع النجف 1369.

15 - بصائر الدرجات تأليف محمّد بن الحسن الصفّار طبع تبريز سنة 1380 16 - تاج العروس تأليف السيد محمّد مرتضى الحسيني الزبيدي طبع القاهرة 1306 ق.

17 - تاريخ ابن الوردي تأليف زين الدين ابن الوردى طبع دار المعرفة بيروت 1389.

18 - تاريخ الامم و الملوك لأبي جعفر الطبريّ طبع اروبا 1871. م.

19 - تاريخ بغداد للحافظ أبى بكر الخطيب البغداديّ طبع مصر.

20 - تاريخ خليفة بن خياط طبع النجف الأشرف سنة 1386.

21 - تاريخ الخلفاء للحافظ جلال الدين السيوطي مطبعة المدني بالقاهرة سنة 1383.

22 - تاريخ الموصل للشيخ أبى زكريا الأزدي طبع إحياء التراث الاسلاميّ بالقاهرة سنة 1387.

23 - تاريخ اليعقوبي طبع مكتبة الحيدرية بالنجف الأشرف سنة 1389.

24 - تحف العقول للشيخ أبي محمّد الحسن بن علي بن شعبة الحرانى طبع الأعلمي بيروت سنة 1389.

25 - التدوين في أخبار قزوين للرافعي مخطوط مكتبة الناصرية بلكهنو من بلاد الهند.

26 - تذكرة الخواص لأبي الفرج عبد الرحمن بن الجوزي طبع تهران 1295 ق.

27 - تفسير علي بن إبراهيم القمّي طبع طهران سنة 1313 ق.

28 - تفسير العياشي الطبعة الجديدة بتصحيح الشريف الحجة السيد هاشم الرسولي دام توفيقه.

ص: 572

29 - تقريب التهذيب للحافظ أحمد بن علي المعروف بابن حجر طبع لكهنو سنة 1356 ق.

30 - تنبيه الخواطر و نزهة النواظر للشيخ الزاهد ورّام بن أبى فراس طبع دار الكتب الاسلامية 1376 ق.

31 - التهذيب للشيخ أبي جعفر الطوسيّ طبع دار الكتب الاسلامية بالنجف سنة 1377.

32 - تهذيب التهذيب لابن جحر العسقلاني طبع حيدرآباد سنة 1325 ق.

33 - التوحيد للصدوق طبع مكتبه الصدوق سنة 1487.

34 - الثاقب في المناقب مخطوط مكتبة ملك الأهلية بطهران.

35 - ثواب الأعمال للشيخ الصدوق طبع مكتبة الصدوق سنة 1391.

36 - جامع الاخبار طبع مركز نشر الكتاب بطهران.

37 - جامع الرواة لمحمد بن على الاردبيلى طبع طهران سنة 1331 ش.

38 - جمهرة أنساب العرب لابن حزم الأندلسي طبع بيروت 1387.

39 - حلية الأولياء للحافظ أبي نعيم الاصبهاني طبع بيروت 1387.

40 - الخرائج للراوندي طبع طهران سنة 1305 ق.

41 - الخصال للشيخ الصدوق طبع مكتبة الصدوق سنة 1389.

42 - خلاصة الأقوال للعلامة الحلّي طبع النجف سنة 1381.

43 - رجال الطوسي للشيخ أبى جعفر الطوسي طبع النجف سنة 1381 ش.

44 - رجال الكشي مطبعة الآداب بالنجف الأشرف.

45 - رجال النجاشي للشيخ أبي العباس النجاشي طبع طهران.

46 - رشحات الفنون تأليف أمين الدين الحسيني الهروي مخطوط مكتبة ملا فيروز (كاماهال) ببمبئى من بلاد الهند.

47 - شذرات الذهب لابن عماد الحنبلي طبع مصر.

48 - صفات الشيعة للشيخ الصدوق طبع مكتبة شمس بطهران.

ص: 573

49 - صورة الأرض لابن حوقل طبع بيروت.

50 - علل الشرائع للشيخ الصدوق طبع قم سنه 1377.

51 - عيون الأخبار للشيخ الصدوق طبع قم سنة 1377.

52 - الغدير للشيخ المجاهد المحقق عبد الحسين الأميني قدس سره طبع دار الكتب الاسلامية بطهران سنة 1382.

53 - غيبة الطوسي طبع النجف.

54 - غيبة النعمانى.

55 - الفخري في الأحكام السلطانية تأليف ابن طباطبا طبع مصر 1381.

56 - فرج المهموم للسيد علي بن طاوس الحسني طبع النجف 1369.

57 - الفهرست للشيخ ابي جعفر الطوسى طبع النجف 1356 ق.

58 - قرب الاسناد للشيخ عبد اللّه بن جعفر الحميري طبع النجف 1369.

59 - الكافي للشيخ الأقدم محمّد بن يعقوب الكليني طبع دار الكتب الاسلامية بطهران سنه 1381 ق.

60 - كامل التواريخ لابن الأثير طبع بيروت 1388.

61 - كشف الغمة تأليف عليّ بن عيسى الاربلي طبع طهران.

62 - كمال الدين للشيخ الصدوق طبع مكتبة الصدوق سنة 1390.

63 - كنز الفوائد للشيخ أبي الفتح محمّد بن عليّ الكراجكي طبع طهران سنة 1307 ق.

64 - لسان الميزان للحافظ ابن حجر طبع حيدرآباد الدكن سنة.

65 - المحاسن لأحمد بن أبي عبد اللّه البرقي طبع الاستاذ السيد جلال الدين الارموي دامت توفيقاته سنة 1370.

66 - مرآة الجنان لليافعي اليمني طبع حيدرآباد سنه 1336 ق.

67 - مروج الذهب للمؤرّخ علي بن الحسين المسعودي طبع مصر.

68 - المزار تأليف محمّد بن المشهدي مخطوط لدى مكتبة العلامة الحجة آية اللّه

ص: 574

السيد شهاب الدين النجفي المرعشي دامت بركاته.

69 - مستدرك الوسائل للحاجّ ميرزا حسين النورى الطبرسى قدّس سرّه طبع طهران 1342 ش.

70 - مسند عبد العظيم الحسني للشيخ عزيز اللّه العطاردي - سلّمه اللّه و وفقه - طبع طهران 1342 ش.

71 - مطالب السئول تأليف ابن طلحة الشافعي طبع طهران سنة 1285 ق.

72 - معانى الأخبار للشيخ الصدوق طبع مكتبة الصدوق سنة 1379.

73 - معجم البلدان تأليف ياقوت الحمويّ طبع اروبا سنة 1866.

74 - مقاتل الطالبيّين لأبي الفرج الاصبهاني طبع النجف سنة 1385.

75 - مكارم الاخلاق تأليف أمين الاسلام الطبرسيّ طبع دار الكتب الاسلامية سنة 1376.

76 - مناقب آل أبي طالب لابن شهرآشوب المازندراني طبع طهران سنة 1317 ق.

77 - مناقب الخوارزمىّ طبع النجف.

78 - من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق طبع دار الكتب الاسلامية بالنجف سنة 1377.

79 - مهج الدعوات للسيد ابن طاوس طبع طهران 1323 ق.

80 - مواليد الائمة برواية نصر بن عليّ الجهضمي طبع النجف.

81 - النجوم الزاهرة في ملوك مصر و القاهرة لابن تغري بردي طبع مصر سنة 1383.

82 - نهاية الأرب للقلقشندي طبع مصر سنة 1383.

83 - وفيات الاعيان لابن خلكان طبع مصر سنه 1367.

84 - ينابيع المودّة للشيخ سليمان القندزي البلخي طبع النجف 1384.

ص: 575

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.