أفضل الأعياد : عيد الغدير ، فضائله وآدابه

هوية الكتاب

بطاقة تعريف: صدری، مهدی، 1347 -

عنوان المؤلف واسمه: أفضل الأعياد : عيد الغدير ، فضائله وآدابه/ مهدي الصدري.

تفاصيل النشر: تهران: دلیل ما، 1438 ق.= 1396.

مواصفات المظهر: 64 ص.

شابک : 978-964-397-831-0

حالة الاستماع: فاپا (چاپ دوم)

لسان : العربية.

ملحوظة : چاپ دوم.

ملحوظة : چاپ اول: 1391 (فیپا).

ملحوظة : ببليوغرافيا مع ترجمة.

موضوع : عيد الغدير

'Id al-Ghadir

تصنيف الكونجرس: BP259/7/ص4الف7 1396

تصنيف ديوي: 297/737

رقم الببليوغرافيا الوطنية: 2936962

معلومات التسجيل الببليوغرافي: فاپا

محرر رقمي:محمد المنصوري

ص: 1

اشارة

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ اَلْرَحیمْ

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنَ الْمُتَمَسِّكِينَ بِوَلايَةِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِمُ السَلام .

نحن نعرف عيد الغدير وفضله ، ونعلم بوقوع حادثة قبل قرون إلاّ أنها لا تُنسى أبدا ، ولقد ثبت وقوعها فى التأريخ بحيث لم يبق مجالٌ لأحد في الردّ عليها وإنكارها أو التشكيك فيها .

والذي يهمّنا الآن هو إحياء ذكرى «الغدير» في المجتمع من خلال المحافظة على سننه وآدابه والاحتفال والاحتفاء بعيده .

ولقد كان الخلفاء والولاة يمنعون رواية الحديث عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ولاسيما إذا كان في فضائل اهل بيته عليهم السلام فهل تراهم يسمحون بالتعييد في يوم الغدير وإحيائه ؟!

أجل كان البعض من علماء البلاط ورواة الحديث يأبون نقل حديث الغدير، ويصرّون على إخفائه وكتمانه ، وينكرون على من رواه !(1) فهل تراهم يقبلون أن يتخذوا هذا اليوم عيدا ؟!

ص: 3


1- . انظر العوالم 15 / 123 ، 139 .

وحتى خيار هذه الأُمة وأبرارها - بل وغيرهم ! - وإن نقلوا حديث الغدير ، وكتبوه، وحفظوه طيلة حياتهم ونقلوه جيلاً بعد جيل إلى أن وصل إلينا إلاّ أنهم لم يقدروا على الاحتفال بعيده بصورة رسمية إلى أوائل الدولة العباسية، ولذا كان مولانا الصادق عليه السلام يذكره سؤالاً في ذلك ليثير أذهانهم إلى التعييد فيه(1) وربّما سأله غير واحد من الرواة: هل للسملين عيدٌ غير الفطر والأضحى و ...؟!(2)

و نحن إذا أردنا إحياء هذا اليوم العظيم لابدّ وأن نتأمل فيما ورد عن المعصومين عليهم السلام في فضائله وآدابه وسننه لنكون على بصيرة من أمرنا ومعرفة بعظمته ومجده .

وهذه رسالة وجيزة ألّفتُها لهذا الغرض في فصلين :

الفصل الأول : في تمجيد يوم الغدير وبيان فضائله.

الفصل الثاني : في ذكر آدابه وسننه.

راجيا أن يكون هذا الجهد اليسير مقبولاً عند صاحب الغدير ووارثه ، وأنا أُقدّمه متضرّعا إليه :

يا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ

فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللّه َ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ .

عيد الغدير 1432، قم المقدسة

مهدي الصدري

ص: 4


1- . لاحظ الرواية المرقمة : 8 .
2- . انظر : الروايات المرقمة : 6 ، 13 ، 31 ، 35 ، 36 ، 37 .

الفصل الأول: تمجيد يوم الغدير وبيان فضائله

اشارة

إنما بدأ بتعظيم يوم الغدير ربّنا جلّت عظمته بإنزال آيات عديدة ناظرة إلى جوانب الغدير المختلفة، ولاسيّما قوله عزّوجلّ: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلاَمَ دِيناً) . [المائدة (5) : 3] حيث يدلّ على عظمة هذا اليوم ومكانته لدى الملأ الأعلى.

وقد جعله اللّه العيد الاكبر ، وأثاب على آدابه وسننه مثوبات جليلة لا تُحصى كثرةً، ووعد شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام ومحبّيه أن يغفر ذنوبهم، ويصفح عن زللهم، ويقبل طاعاتهم ، ويشكر سعيهم . وهذا كلّه يدلّ دلالة واضحة على تعظيم اللّه تعالى لهذا اليوم بحيث لايدانيه في الفضل يوم غيره.

ثم اجتماع الملائكة في هذا اليوم في الفردوس الأعلى احتفالاً به، وكذا صعود جبرئيل عليه السلام على كرسي الكرامة بإزاء البيت المعمور في جموع الملائكة، واستغفاره للشيعة تبجيلاً من أهل السماء ليوم الغدير .

إن معرفة الأنبياء عليهم السلام بحرمة هذا اليوم ، وصيامهم فيه، وتوصية الأُمم بتعييده تكشف عن مدى اهتمامهم به وتوجههم إليه .

و النبي الأعظم صلى اللّه عليه وآله أوصى بأن يتخذوه عيدا، ورآه أعظم الأعياد.

ص: 5

و الأئمة عليهم السلام لهم عناية خاصّة بهذا اليوم وإحيائه والاحتفال بعيده، وهذا أمر واضح لمن تأمّل في أقوالهم وسيرتهم العملية، وما هذه الروايات التي بين يديك إلاّ نبذة يسيرة ممّا وصل إلينا منها .(1)

و الأمر لا يختم بعظمته في هذه النشأة ، بل يوكّل اللّه ُ به في القيامة الملائكةَ المقرّبين والأنبياء المرسلين والأوصياء المنتجبين وأولياءه المخلصين حتى يوردونه الجنان، ويزفّ إلى اللّه تعالى كما تزفّ العروس إلى خدرها !

وإليك بعض ما ورد في فضله ومجده وعظمته:

ضرورة معرفة فضل يوم الغدير

1 . قال مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام - في ضمن رواية - : واللّه لو عرف الناس فضل هذا اليوم بحقيقته ، لصافحتهم الملائكة في كل يوم عشر مرات .(2)

ص: 6


1- . ولقد كان للرواة اهتمام خاصّ بنقل فضائل يوم الغدير ومذاكرتها كما قال علي بن الحسن بن فضّال - الذي يروي ما يأتي في الروايات المرقّمة : 1 ، 12 ، 18 ، 72 ، 76 - : قال لي محمد بن عبد اللّه : لقد تردّدت إلى أحمد بن محمد ابن أبي نصر البزنطي - أنا وأبوك والحسن بن جهم - أكثر من خمسين مرة وسمعنا منه !
2- . التهذيب 6/24 ، الإقبال 2/269 - 270 الطبع الحجري : 468، فرحة الغري 132 - 133 ، بحارالأنوار 94/118 - 119 وراجع : مصباح المتهجد 737 ، المناقب 2/243 ، مصباح الزائر 153 ، الوسائل 14/388 - 389، بحارالأنوار 8/182 - 183 و 37/163 - 164 .

أفضل الأعياد

2 . عن مولانا الصادق ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله : يوم غدير خم أفضل أعياد أُمّتي ، وهو اليوم الذي أمرني اللّه تعالى ذكره فيه بنصب أخي علي ابن أبي طالب عليه السلام عَلَما لأُمتي ، يهتدون به من بعدي ، وهو اليوم الذي أكمل اللّه فيه الدين ، وأتمّ على أُمّتي فيه النعمة ، ورضي لهم الإسلام دينا .

ثم قال صلى اللّه عليه وآله : معاشر الناس ، إن عليّا مني وأنا من علي ، خُلق من طينتي، وهو إمام الخلق بعدي ، يُبيّن لهم ما اختلفوا فيه من سنّتي ، وهو أمير المؤنين ، وقائد الغرّ المحجلين ، ويعسوب المؤنين ، وخير الوصيين ، وزوج سيدة نساء العالمين ، وأبو الأئمة المهديين .

معاشر الناس ! من أحبّ عليّا أحببته ، ومن أبغض عليّا أبغضته ، ومن وصل عليّا وصلته ، ومن قطع عليّا قطعته ، ومن جفا عليّا جفوته ، ومن والى عليّا واليته ، ومن عادى عليّا عاديته .

معاشر الناس ! أنا مدينة الحكمة وعلي بن أبي طالب بابها ، ولن تؤى المدينة إلاّ من قبل الباب ، وكذب من زعم أنه يحبني ويبغض عليّا .

معاشر الناس ! والذي بعثني بالنبوة ، واصطفاني على جميع البرية ، ما نصبت عليّا عَلَما لأُمتي في الأرض حتى نوّه الله باسمه في سماواته ، وأوجب ولايته على ملائكته .(1)

ص: 7


1- . الأمالي للشيخ الصدوق 188، التحصين 550، بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم 49 ، روضة الواعظين 102 ، بحارالأنوار 37/109 ، ولاحظ : الإقبال 2/264 الطبع الحجري : 466، بحارالأنوار 94 / 110 .

3 . عن غير واحد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : يوم غدير [الغدير] أفضل الأعياد ، وهو الثامن عشر من ذي الحجة ، وكان يوم الجمعة .(1)

4 . عن القاسم ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال : قيل لأبي عبد اللّه عليه السلام : للمؤنين من الأعياد غير العيدين والجمعة ؟ فقال : نعم ، لهم ما هو أعظم من هذا ، يوم أُقيم أمير المؤنين عليه السلام فعقد له رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله الولاية في أعناق الرجال والنساء بغدير خم .

فقلت : وأيّ يوم ذلك ؟ قال : الأيام تختلف ، ثم قال : يوم ثمانية عشر من ذي الحجة .(2)

5 . وروى أيضا حسن بن راشد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قلت : جعلت فداك ، للمسلمين عيد غير العيدين ؟ قال : نعم يا حسن ! أعظمهما وأشرفهما [أعظمها وأشرفها] .

قال: قلت له : وأيّ يوم هو ؟ قال : يوم نصب أمير المؤنين صلوات اللّه عليه عَلَما للناس . (3)

ص: 8


1- . الخصال 394 ، روضة الواعظين 392 ، بحارالأنوار 56/27 و 86/268 و 94/110، الوسائل 7/381 .
2- . ثواب الاعمال 74 - 75 ، بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم 371 ، بحارالأنوار 94/112، الوسائل 10/442 .
3- . مصباح المتهجد 736 - 737 ، الكافي 4/148 - 149 ، ثواب الأعمال 74 ، من لا يحضره الفقيه 2/90 ، التهذيب 4/305 ، بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم - 364، بحارالأنوار 37/172 و 94 / 111 ، الوسائل 10/440 - 441 ، وراجع : العُدد القوية 168 ، بحارالأنوار 95/322 .

6 . عن المفضل ، قال : قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : كم للمسلمين من عيد ؟ فقال : أربعة أعياد ، قال : قلت : قد عرفت العيدين والجمعة ، فقال لي : أعظمها وأشرفها يوم الثامن عشر من ذي الحجة ، وهو اليوم الذي أقام فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أمير المؤنين عليه السلام ، ونصبه للناس عَلَما .(1)

7 . عن زياد بن محمد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قلت : للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والفطر والأضحى ؟ قال : نعم ، اليوم الذي نصب فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أمير المؤنين عليه السلام .

قلت : وأيّ يوم هو يا بن رسول اللّه ؟ فقال: وما تصنع بذلك اليوم ، والأيام تدور؟! ولكنه الثامن عشر من ذي الحجة .(2)

8 . عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قلت : جعلت فداك ، للمسلمين عيد أفضل من الفطر والأضحى ويوم الجمعة ويوم عرفة ؟ قال : فقال لي: نعم ، أفضلها ، وأعظمها ، وأشرفها عند اللّه منزلة ، وهو اليوم الذي أكمل اللّه فيه الدين ، وأنزل على نبيه : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلامَ دِيناً) [المائدة (5): 3] .

قال : قلت : وأيّ يوم هو ؟ قال : فقال لي : إن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذا أراد أحدهم أن يعقد الوصية والإمامة للوصي من بعده ففعل ذلك ، جعلوا ذلك

ص: 9


1- . الخصال 264 ، بحارالأنوار 94 / 111، الوسائل 10/443 .
2- . مصباح المتهجد 736، مصباح الكفعمي 688، البلد الامين 263 ، الوسائل 10/443، جامع احاديث الشيعة 9 / 419 .

اليوم عيدا . وإنه اليوم الذي نصب فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله عليّا للناس عَلَما ، وأنزل فيه ما أنزل ، وكمل فيه الدين ، وتمّت فيه النعمة على المؤنين .(1)

9 . عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبيه ، قال : سألت ابا عبد اللّه عليه السلام : هل للمسلمين عيد غير يوم الجمعة والأضحى والفطر ؟ قال : نعم ، أعظمها حرمة !

قلت : وأيّ عيد هو جعلت فداك ؟! قال : اليوم الذي نصب فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أمير المؤنين عليه السلام ، وقال : «من كنت مولاه فعلى مولاه» .

قلت : وأيّ يوم هو ؟ قال : وما تصنع باليوم ؟! إن السنة تدور ، ولكنه يوم ثمانية عشر من ذي الحجة .(2)

10 . ويأتي في الدعاء المروي عن الشيخ المفيد رضوان اللّه عليه :

اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الْأَكْبَرَ ، وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّمَاءِ : يَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ ، وَفِي الْأَرْضِ : يَوْمَ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَالْجَمْعِ الْمَسْؤُولِ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَقْرِرْ بِهِ عُيُونَنَا ، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنَا ، وَلا تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ، وَاجْعَلْنَا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .(3)

ص: 10


1- . تفسير فرات الكوفى 117 - 118 ، بحارالأنوار 37 / 169 - 170 ، العوالم 15/ 210، ولاحظ : المستدرك 6/278.
2- . الكافي 4 / 149 ، الإقبال 2 / 263 الطبع الحجري : 465، بحارالأنوار 37 / 172 ، الوسائل 10/440 ، جامع احاديث الشيعة 9 / 419 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 79 .

11 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام - في ضمن رواية - : لعلّك ترى أن اللّه عزّوجلّ خلق يوما أعظم حرمة منه ؟! لا واللّه ، لا واللّه، لا واللّه .(1)

الشهرة السماوية أو عيد الملائكة !

12 . عن البزنطي ، قال : كنا عند الرضا عليه السلام ، والمجلس غاصٌّ بأهله ، فتذاكروا يوم الغدير ، فأنكره بعض الناس ، فقال الرضا عليه السلام : حدّثني أبي ، عن أبيه عليهماالسلام ، قال : إن يوم الغدير في السماء أشهر منه في الأرض !

إن للّه في الفردوس الأعلى قصرا لبنةً من فضة ولبنةً من ذهب ، فيه مائة ألف قبّة من ياقوتة حمراء ، ومائة ألف خيمة من ياقوت أخضر ، ترابه المسك والعنبر ، فيه أربعة أنهار : نهر من خمر ، ونهر من ماء ، ونهر من لبن ، ونهر من عسل ، حواليه أشجار جميع الفواكه، عليه طيور أبدانها من لؤلؤ وأجنحتها من ياقوت ، تصوت بألوان الأصوات.

إذا كان يوم الغدير ورد إلى ذلك القصر أهل السماوات يسبّحون اللّه ، ويقدّسونه ، ويهلّلونه ، فتطاير تلك الطيور ، فتقع في ذلك الماء ، وتمرّغ على ذلك المسك والعنبر ، فإذا اجتمعت الملائكة طارت فتنفض ذلك عليهم .

ص: 11


1- . راجع : كتاب المزار للشيخ المفيد 90 - 95 ، التهذيب 3/143 - 147 ، كتاب المزار لابن المشهدي 286 - 291 ، الإقبال 2/282 - 289 الطبع الحجري : 476 - 481، مصباح الزائر 167 ، العُدد القوية 166 - 167 ، مصباح الشيخ الكفعمي 412 ، 681 ، البلد الامين 165 - 166 ، 259 - 261 ، 263 ، بحارالأنوار 95/302 - 307 ، 321 ، الوسائل 3/238 و 8/89 - 90، المستدرك 6/274 - 275 مع اختلاف كثير .

وإنهم في ذلك اليوم ليتهادون نثار فاطمة عليهاالسلام ،(1) فإذا كان آخر اليوم نودوا : انصرفوا إلى مراتبكم ، فقد أمنتم الخطاء والزلل إلى قابل مثل هذا اليوم تكرمةً لمحمد وعلي عليهماالسلام .(2)

تكريم الأنبياء عليهم السلام لهذا اليوم

13 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام ، قال : ... وهو عيد اللّه الأكبر ، وما بعث اللّه عزّوجلّ نبيا إلاّ وتعيّد في هذا اليوم ، وعرف حرمته .

واسمه في السماء : يوم العهد المعهود، وفي الأرض : يوم الميثاق المأخوذ والجمع المشهود .(3)

14 . عن صفوان بن يحيى،(4) قال : سمعت الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام

يقول : الثامن عشر من ذي الحجة عيد اللّه الأكبر ، ما طلعت عليه شمس في يوم أفضل عند اللّه منه ، وهو [اليوم] الذي أكمل اللّه فيه دينه لخلقه ، وأتمّ عليهم نعمه، ورضي لهم الإسلام دينا ، وما بعث اللّه نبيا إلاّ أقام وصيه في مثل هذا اليوم، ونصبه عَلَما لأمته .(5)

ص: 12


1- . يعنى ما نثرت من شجرة طوبى من الدرّ والياقوت و اللؤلؤ وغيرها حين زوّجت عليهاالسلام في السماء . راجع : عوالم العلوم 11 / 1 / 463 - 466.
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 1 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 11 .
4- . أقول : الظاهر وقوع السقط في السند ؛ فإن يحيى لم يرو عن مولانا الصادق عليه السلام إلاّ مع الواسطة .
5- . الأمالي للشجري الزيدي القرن الخامس 1/146 طبعة عالم الكتب ، بيروت .

15 . قال مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام : وفي هذا اليوم أنزلت هذه الآية : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) [المائدة (5): 3]، وما بعث اللّه نبيا إلاّ وكان يوم بعثه مثل يوم الغدير عنده ، وعرف حرمته إذ نصب لأُمته وصيّا وخليفة من بعده في ذلك اليوم .(1)

يوم عرض الولاية على جميع الأشياء

16 . قال مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام : وفي يوم الغدير عرض اللّه الولاية على أهل السماوات السبع فسبق إليها أهل السماء السابعة فزيّن بها العرش ، ثم سبق إليها أهل السماء الرابعة فزيّنها بالبيت المعمور ، ثم سبق إليها أهل السماء الدنيا فزيّنها بالكواكب .

ثم عرضها على الأرضين فسبقت مكّة فزيّنها بالكعبة ، ثم سبقت إليها المدينة فزيّنها بالمصطفى محمد صلى اللّه عليه وآله ، ثم سبقت إليها الكوفة فزيّنها بأميرالمؤنين عليه السلام .

وعرضها على الجبال فأول جبل أقرّ بذلك ثلاثة جبال [أجبال - أجبل] : جبل العقيق ، وجبل الفيروزج ، وجبل الياقوت ، فصارت هذه الجبال جبالهنّ وأفضل الجواهر ، ثم سبقت إليها جبال أُخر ، فصارت معادن الذهب والفضة ، وما لم يقرّ بذلك ولم يقبل صارت لا تنبت شيئا .

ص: 13


1- . الإقبال 2 / 260 - 263 الطبع الحجري : 464 - 465، كشف المهم 65 - 69 وراجع : العوالم 15/222 - 225 .

وعرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبل منها صار عذبا وما أنكر صار ملحا أجاجا .

وعرضها في ذلك اليوم على النبات فما قبله صار حلوا طيبا ، وما لم يقبل صار مُرّا .

ثم عرضها في ذلك اليوم على الطير فما قبلها صار فصيحا مصوّتا ، وما أنكرها صار أخرس مثل اللكن .(1)

تجديد العهد والميثاق

17 . عن أبي هارون العبدي ، قال : دخلت على أبي عبد اللّه عليه السلام في اليوم الثامن عشر من ذي الحجة ، فوجدتُه صائما فقال : إن هذا اليوم يوم عظّم اللّه حرمته على المؤنين إذ أكمل اللّه لهم فيه الدين ، وتمّم عليهم النعمة ، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأول ، إذ أنساهم اللّه ذلك الموقف ، ووفّقهم للقبول منه ، ولم يجعلهم من أهل الإنكار الذين جحدوا.(2)

فضائل لا تُحصى

18 . قال مولانا أبو الحسن الرضا عليه السلام : ولولا أني أكره التطويل ، لذكرت من فضل هذا اليوم ، وما أعطاه اللّه [فيه] من عرفه ما لا يُحصى بعدد .(3)

ص: 14


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
2- . الإقبال 2/276 - 279 الطبع الحجري : 472 - 474، بحارالأنوار 95 / 298 - 300 وراجع : مصباح المتهجد 737 ، مصباح الزائر 167 ، الوسائل 8/90 و 10/444، المستدرك 6/275 - 276 و 7/517 - 518 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة 1 .

رفع الدرجات

19 . عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن أبيه ، عن جدّه ، عن آبائه عليهم السلام ، قال : إن الحسين عليه السلام قال : اتفق في بعض سني أميرالمؤنين عليه السلام الجمعة والغدير ، فصعد المنبر على خمس ساعات من نهار ذلك اليوم ، فحمد اللّه ، وأثنى عليه حمدا لم يسمع بمثله ، وأثنى عليه ما لم يتوجّه إليه غيره ، فكان

مما حفظ من ذلك :

الحمد للّه الذي جعل الحمد [على عباده] من غير حاجة منه إلى حامديه ... وإن اللّه تعالى جمع لكم - معشر المؤنين - في هذا اليوم عيدين عظيمين كبيرين ، لا يقوم أحدهما إلاّ بصاحبه ... .

إن هذا يوم عظيم الشأن ، فيه وقع الفرج ، ورفعت الدرج ، ووضحت الحجج ، وهو يوم الإيضاح ، والإفصاح من المقام الصراح ، ويوم كمال الدين ، ويوم العهد المعهود ، ويوم الشاهد والمشهود ، ويوم تبيان العقود عن النفاق والجحود ، ويوم البيان عن حقائق الإيمان ، ويوم دحر الشيطان ، ويوم البرهان .

هذا يوم الفصل الذي كنتم به تكذّبون [توعدون] ، هذا يوم الملاء الأعلى الذي أنتم عنه معرضون .

هذا يوم الإرشاد ، ويوم محنة العباد ، ويوم الدليل على الروّاد ، هذا يوم إبداء خفايا الصدور ومضمرات الأمور ، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص .

هذا يوم شيث، هذا يوم إدريس ، هذا يوم يوشع ، هذا يوم شمعون .

هذا يوم الأمن [و]المأمون ، هذا يوم إظهار المصون من المكنون ، هذا يوم بلوى [إبلاء - إبداء] السرائر .

ص: 15

فلم يزل عليه السلام يقول : هذا يوم ... هذا يوم ... .(1)

يوم منار الدين

20 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام أنه قال - لمن حضره من مواليه وشيعته - : أتعرفون يوما شيّد اللّه به الإسلام ، وأظهر به منار الدين ، وجعله عيدا لنا ولموالينا وشيعتنا ؟

فقالوا : اللّه ورسوله وابن رسوله أعلم ، أيوم الفطر هو يا سيدنا ؟

قال : لا ، قالوا : أفيوم الأضحى هو ؟ قال : لا ، وهذان يومان جليلان شريفان، ويوم منار الدين أشرف منهما ، وهو اليوم الثامن عشر من ذي الحجة .(2)

التأكيد على ولاية يوم الغدير

21 . عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : بني الإسلام على خمس : الصلاة ، والزكاة ، والصوم ، والحجّ ، والولاية ، ولم ينادِ بشيء ما نودي بالولاية يوم الغدير .(3)

ص: 16


1- . مصباح المتهجد 752 - 758، مصباح الزائر 156 - 160 ، الإقبال 2/254 - 260 الطبع الحجري : 461 - 464، مصباح الشيخ الكفعمي 695 - 701، بحارالأنوار 94 / 112 - 118 وراجع : المناقب 2/243 ، الوسائل 10/444 - 445 ، بحارالأنوار 37 / 164 ، العوالم 15/221 .
2- . الإقبال 2/279 الطبع الحجري : 474 - 475، بحارالأنوار 95 / 300 - 301 ، وراجع : المستدرك 6/276.
3- . الكافي 2 / 21 ، بحارالأنوار 65 / 332 - 331 .

النوروز غديرٌ شمسيٌ

22 . عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : يوم النيروز [النوروز] هو اليوم الذي أخذ فيه النبي صلى اللّه عليه وآله لأمير المؤنين عليه السلام العهد بغدير خم ، فأقرّوا له بالولاية ، فطوبى لمن ثبت عليها ، والويل لمن نكثها ... .

وهو اليوم الذي يظهر فيه قائمنا أهل البيت ... وما من يوم نيروز [نوروز ]إلاّ ونحن نتوقع فيه الفرج ؛ لأنه من أيامنا وأيام شيعتنا ، حفظه الفرس وضيّعتموه.(1)

23 . وفي رواية : ... وهو اليوم الذى أمر النبي صلى اللّه عليه وآله أصحابه أن يبايعوا

عليّا عليه السلام بإمرة المؤنين ... .

وهو اليوم الذي يظفر فيه قائمنا ... وما من يوم نيروز إلاّ ونحن نتوقع فيه الفرج ؛ لأنه من أيامنا وأيام شيعتنا ، حفظته العجم وضيّعتموه أنتم .(2)

خمسة أعياد في يوم الغدير

24 . قال ابن عباس : اجتمعت في ذلك اليوم خمسة أعياد : الجمعة ، والغدير ، وعيد اليهود والنصارى والمجوس ، ولم يجتمع هذا فيما سمع قبله .(3)

ص: 17


1- . راجع : المهذب البارع 1 / 194، عوالي اللآلي 3 / 41 ، الوسائل 8/173 ، بحارالأنوار 37 / 108 و 56 / 119 ، الحدائق 4 / 215 .
2- . راجع : بحارالأنوار 56 /92 ، المستدرك 6 / 353 ، جامع احاديث الشيعة 7 / 423 .
3- . المناقب 2 / 227 ، بحارالأنوار 37 / 156 .

آخر الفرائض

25 . عن أبي جعفر عليه السلام : إن الفريضة كانت تنزل ثم تنزل الفريضة الأُخرى ، فكانت الولاية آخر الفرائض ، فأنزل اللّه تعالى (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ

وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلامَ دِيناً) [المائدة (5): 3] ، فقال أبو جعفر عليه السلام : يقول اللّه : لا أُنزل عليكم بعد هذه الفريضة فريضة .(1)

يوم قبول أعمال الشيعة

26 . قال مولانا الرضا عليه السلام - في ضمن حديث - : ويوم تقبل أعمال الشيعة ومحبّي آل محمد عليهم السلام . وهو اليوم الذي يعمد اللّه فيه إلى ما عمله المخالفون فيجعله هباءً منثورا .(2)

استغفار جبرئيل للشيعة

27 . قال مولانا أبو الحسن الرضا عليه السلام : وهو اليوم الذي يأمر جبرئيل عليه السلام أن ينصب كرسي كرامة اللّه بإزاء بيت [البيت] المعمور ، ويصعده جبرئيل عليه السلام ، وتجتمع إليه الملائكة من جميع السماوات ، ويثنون على محمد [صلى اللّه عليه وآله]، ويستغفرون لشيعة أمير المؤنين والأئمة عليهم السلام ، ومحبيّهم من ولد آدم عليه السلام .(3)

ص: 18


1- . راجع : الكافي 1/289 ، تفسير العياشي 1 / 293 ، دعائم الإسلام 1/15 ، بحارالأنوار 37 / 138 . أقول : وروى السيوطي عن ابن عباس - في تفسير قوله تعالى: الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ ... - : فلم ينزل بعد هذا حلال ولا حرام . وروى نحو ذلك عن السدي . (الدرّ المنثور 2/257 ، 259) .
2- . إشارة إلى الآية الشريفة 23 من سورة الفرقان ، راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .

العفو عن زلل الشيعة

28 . قال مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام : وهو اليوم الذي يأمر اللّه فيه الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبّي أهل البيت وشيعتهم ثلاثة أيام من يوم الغدير ، ولا يكتبون عليهم شيئا من خطاياهم كرامة لمحمد وعلي والأئمة [صلوات اللّه عليهم اجمعين] .(1)

عيد أهل البيت عليهم السلام

29 . قال مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام : وهو اليوم الذي جعله اللّه لمحمد صلى الله عليه و آله وسلم وآله عليهم السلام وذوي رحمته [رحمه] .(2)

مَثَل المؤنين بالولاية

30 . قال مولانا أبو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام : ومَثَل المؤنين في قبولهم ولاء أمير المؤنين في يوم غدير خم كمثل الملائكة في سجودهم لآدم، ومَثَل من أبى ولاية أمير المؤنين في يوم الغدير مَثَل إبليس .(3)

ص: 19


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .

صرخة إبليس وغيظ الشياطين

31 . عن أبي عبد اللّه، عن أبيه عليهماالسلام ، قال: إن إبليس [عدو اللّه] رنّ أربع رنّات: يوم لُعن ، ويوم أُهبط إلى الأرض ، ويوم بعث النبي صلى اللّه عليه وآله ، ويوم الغدير .(1)

32 . عن أبي عبد اللّه عليه السلام - في حديث غدير خم - : أنه لمّا قال النبي صلى اللّه عليه وآله لعلي عليه السلام ما قال وأقامه للناس ، صرخ إبليس صرخةً فاجتمعت له العفاريت ، فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة ؟ فقال : ويلكم يومكم كيوم عيسى ، واللّه لأُضلنّ فيه الخلق .

قال : فنزل القرآن (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ) [سبأ (34) : 20] ، فقال : صرخ إبليس صرخةً فرجعت إليه العفاريت ، فقالوا: يا سيدنا ما هذه الصرخة الأخرى ؟ فقال : ويحكم حكى اللّه - واللّه - كلامي قرآنا، وأنزل عليه (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ) ، ثم رفع رأسه إلى السماء ، ثم قال : وعزّتك وجلالك لألحقنّ الفريق بالجميع .

قال : فقال النبي صلى اللّه عليه وآله : (بِسْمِ اللّه ِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ...) [الحجر (15) : 42] ، قال : صرخ إبليس صرخةً فرجعت إليه العفاريت ، فقالوا : يا سيدنا ما هذه الصرخة الثالثة ؟ قال : واللّه من أصحاب علي، ولكن بعزّتك وجلالك - يا ربّ - لأُزيّننّ لهم المعاصي حتى أُبغضهم إليك .

ص: 20


1- . قرب الاسناد 10 / 9 ، بحارالأنوار 37 / 121 و 60/241 .

فقال أبو عبد اللّه عليه السلام : والذي بعث بالحق محمدا لَلعفاريت والأبالسة على المؤنين أكثر من الزنابير على اللحم ، والمؤن أشدّ من الجبل ، والجبل يستقلّ منه بالفأس فينحت منه ، والمؤن لا يستقلّ على دينه !(1)

33 . دخل قتادة بن دعامة على أبي جعفر عليه السلام ، وسأله عن قوله عزّوجلّ : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ) [سبأ (34) : 20] .

قال : لمّا أمر اللّه نبيّه أن ينصب أمير المؤنين عليه السلام للناس - وهو قوله تعالى : (يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ وَإِن لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ) [المائدة (5) : 67 ]- أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله بيد علي عليه السلام بغدير خم ، وقال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» ، حثت الأبالسة التراب على رؤسها ، فقال لهم إبليس الأكبر لعنه اللّه : مالكم ؟! قالوا : قد عقد هذا الرجل عقدةً لا يحلّها إنسيٌ إلى يوم القيامة ، فقال لهم إبليس : كلاّ ! الذين حوله قد وعدوني فيه عدة ، ولن يخلفوني فيها! فأنزل اللّه سبحانه هذه الآية : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ) .(2)

34 . عن أبي جعفر عليه السلام ، قال : لمّا أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله بيد علي عليه السلام يوم الغدير ، صرخ إبليس في جنوده [أبالسته] صرخةً فلم يبق منهم أحد في برٍّ ولا بحرٍ إلاّ أتاه ، فقالوا : يا سيدهم ومولاهم ! ما ذا دهاك ، فما سمعنا

ص: 21


1- . تفسير العياشي 2 / 301 ، بحارالأنوار 37 / 165 - 164 و 60 / 256 ، تفسير نورالثقلين 3/185 .
2- . راجع : تفسير القمي 2 / 201 ، تأويل الآيات 2/474 ، بحارالأنوار 37/120 و 169 و 60 / 185 ، العوالم 15 / 125 - 126 .

لك صرخةً أوحش من صرختك هذه ؟! فقال لهم : فعل هذا النبي فعلاً إن تمّ [له] لم يعص اللّه أبدا ، فقالوا : يا سيدهم ! أنت كنت لآدم [من قبل] .

فلمّا قال المنافقون : إنه ينطق عن الهوى ، وقال أحدهما لصاحبه : أ ما ترى عينيه تدوران في رأسه كأنه مجنون - يعنون رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله - صرخ إبليس صرخةً بطرب ، فجمع أولياءه ، ثم قال: أما علتمم أني كنت لآدم من قبل؟! قالوا : نعم، قال أما آدم نقض العهد ولم يكفر بالربّ ، وهؤلاء نقضوا العهد وكفروا بالرسول !

فلمّا قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ، وأقام الناس غير علي عليه السلام ، لبس إبليس تاج الملك ، ونصب منبرا ، وقعد في الوثبة [الثوية] ، وجمع خيله

ورجله ، ثم قال لهم : اطربوا لا يطاع اللّه حتى يقوم إمام.

وتلا أبو جعفر عليه السلام : (وَلَقَدْ صَدَّقَ عَلَيْهِمْ إِبْلِيسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنينَ) [سبأ (34) : 20] ، قال أبو جعفر عليه السلام : كان تأويل هذه الآية لمّا قبض رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله ، والظن من إبليس حين قالوا لرسول اللّه صلى اللّه عليه وآله : إنه ينطق عن الهوى ، فظنّ بهم ظنّا فصدقوا ظنّه .(1)

يوم الغدير في القيامة

35 . عن المفضل بن عمر ، قال : قال لي أبو عبد اللّه صلوات اللّه عليه : إذا كان يوم القيامة زفّت أربعة أيام إلى اللّه عزّوجلّ كما تزفّ العروس إلى خدرها : يوم الفطر ،

ص: 22


1- . الكافي 8 / 344 - 345، تأويل الآيات 2/474 - 476 ، بحارالأنوار 28 / 256 - 257، تفسير نور الثقلين 4/333 - 334 .

ويوم الأضحى ، ويوم الجمعة ، ويوم غدير خم ، ويوم غدير خم بين الفطر والأضحى ويوم الجمعة كالقمر بين الكواكب .

و إن اللّه ليوكّل بغدير خم ملائكته المقربين ، وسيدهم يومئذ جبرئيل عليه السلام ، وأنبياء اللّه المرسلين ، وسيدهم يومئذ محمد صلى اللّه عليه وآله ، وأوصياء اللّه المنتجبين ، وسيدهم يومئذ أمير المؤنين ، وأولياء اللّه ، وساداتهم يومئذ سلمان وأبو ذر والمقداد و عمار حتى يورده الجنان ، كما يورد الراعي بغنمه الماء والكلاء .(1)

إكرام الشيعة بمعرفة يوم الغدير

تكرّرت في أدعية الغدير عبارات تدلّ على لطف اللّه سبحانه ومنّه وجوده وكرمه وتفضّله على شيعة أميرالمؤمنين عليه السلام ومحبّيه بأن أكرمهم وشرّفهم بولايته وبمعرفة هذا اليوم العظيم، كما ورد فى الدعاء:

36 . الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنَا فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ ، وَبَصَّرَنَا حُرْمَتَهُ ، وَكَرَّمَنَا بِهِ ، وَشَرَّفَنَا بِمَعْرِفَتِهِ ، وَهَدَانَا بِنُورِهِ .(2)

37 . اللَّهُمَّ ... كَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ بِأَنْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَهْلِ إِجَابَتِكَ وَأَهْلِ دِينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ ، وَوَفَّقْتَنِي لِذَلِكَ فِي مُبْتَدَإِ خَلْقِي تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَما

ص: 23


1- . الإقبال 2/264 - 265 الطبع الحجري : 466 ، وراجع : العُدد القوية 168 - 169 ، بحارالأنوار 95/323، الوسائل 10/445 - 446. و روى السيد بن طاووس رحمه الله قريبا منها - مع اختلاف و نقصان - فى ضمن رواية طويلة عن مولانا أبى الحسن الرضا عليه السلام فراجع مصادر الرواية المرقّمة 15 .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 79 .

وَجُودا ، ثُمَّ أَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلاً ، وَالْجُودَ جُودا ، وَالْكَرْمَ كَرَما رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلَى أَنْ جَدَّدْتَ ذَلِكَ الْعَهْدَ لِي تَجْدِيدا بَعْدَ تَجْدِيدِكَ خَلْقِي ، وَكُنْتُ نَسْيا مَنْسِيّا نَاسِيا سَاهِيا غَافِلاً ، فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَنِي ذَلِكَ ، وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ ، وَهَدَيْتَنِي لَهُ ... .

اللَّهُمَّ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأَجَبْنَا دَاعِيَكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الْحَمْدُ ... .(1)

38 . اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ شَرَّفْتَنَا فِيهِ بِوَلايَةِ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ صلوات اللّه عليه .(2)

39 . اللَّهُمَّ إِنَّا إِلَيْكَ نُوَجِّهُ وُجُوهَنَا فِي يَوْمِ عِيدِنَا الَّذِي شَرَّفْتَنَا فِيهِ بِوَلايَةِ مَوْلانَا أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلى اللّه عليه .(3)

40 . الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ كَمَا فَضَّلَنَا فِي دِينِهِ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَعَنَدَ ، وَفِي نَعِيمِ الدُّنْيَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ عَمَدَ ، وَهَدَانَا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صلى اللّه عليه وآله ، وَشَرَّفَنَا بِوَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ صلى اللّه عليه .(4)

ص: 24


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 53 .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 20 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 20 .
4- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 20 .

الفصل الثاني: آداب يوم الغدير وسننه

اشارة

اهتمّ الأئمة عليهم السلام بإحياء يوم الغدير وتعظيمه ، وأكّدوا على رعاية آدابه وسننه ، وعرّفونا قيمته ومكانته عند اللّه تعالى ببيان ما وعد اللّه من الثواب الجزيل على العبادة في ذلك اليوم من الغسل والصلاة والصيام والدعاء والإحسان الى المؤمنين . وإنك تجد في سيرتهم العملية تأكيدا على تكريمه والاعتناء بشأنه كزيارتهم أميرالمؤمنين عليه السلام وصيامهم وإطعامهم في ظهره وتفطيرهم في ليلته ، وصلتهم وغير ذلك ممّا مرّ ويأتي في النصوص .

آداب الغدير عن أمير الغدير

41 . عن أبي الحسن علي بن موسى الرضا ، عن آبائه ، عن أمير المؤنين عليهم السلام - في ضمن خطبة تقدّم بعضها - : ... عودوا - رحمكم اللّه - بعد انقضاء مجمعكم بالتوسعة على عيالكم ، والبرّ بإخوانكم ، والشكر للّه عزّوجلّ على ما منحكم، واجتمعوا [واجمعوا] يجمع اللّه شملكم ، وتبارّوا يصل اللّه أُلفتكم ، وتهانؤ نعمة اللّه كما هنّأكم [وتهادوا نعم اللّه كما منّاكم] اللّه بالثواب فيه على أضعاف الأعياد قبله وبعده إلاّ في مثله .

ص: 25

والبرّ فيه يثمر المال ، ويزيد في العمر ، والتعاطف فيه يقتضي رحمة اللّه وعطفه ، [فافرحوا وفرّحوا إخوانكم باللباس الحسن ، والرائحة الطيّبة ، والطعام] وهبوا [وهيّؤوا] لإخوانكم وعيالكم من فضله بالجهد من جودكم [بالجود من موجودكم]، وبما تناله القدرة من استطاعتكم ، وأظهروا البشر [البشرى] فيما بينكم ، والسرور في ملاقاتكم ، والحمد للّه [واحمدوا اللّه] على ما منحكم ، وعودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم ، وساووا بكم ضعفاءكم في مأكلكم ، وما تناله القدرة من استطاعتكم [و]على حسب إمكانكم، فالدرهم فيه بمائتي [بمائة ]ألف درهم، والمزيد من اللّه عزّوجلّ [ما لا درك له] .

وصوم هذا اليوم مما ندب اللّه إليه ، وجعل الجزاء العظيم كفالة عنه ، حتى لو تعبّد له عبد من العبيد في الشيبة [الشبيبة - التشبية] من ابتداء الدنيا إلى انقضائها [تقضّيها]، صائما نهارها ، قائما ليلها، إذا أخلص المخلص في صومه ، لقصرت إليه أيام الدنيا عن كفايته [كفائه] .

ومن أسعف أخاه مبتدئا ، وبرّه راغبا ، فله كأجر من صام هذا اليوم ، وقام ليلته.

ومن فطّر مؤنا في ليلته فكأنما فطّر فئاما وفئاما بعدها [يعدّها بيده] عشرة .

فنهض ناهض فقال : يا أمير المؤنين ما الفئام ؟ قال : مائة ألف نبي وصدّيق وشهيد ، فكيف بمن تكفّل عددا من المؤنين والمؤنات ؟! فأنا ضمينه على اللّه تعالى الأمان من الكفر والفقر .

ومن مات فييومه أو ليلته أو بعده إلى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على اللّه.

ص: 26

ومن استدان لإخوانه وأعانهم فأنا الضامن على اللّه إن بقاه قضاه ، وإن قبضه حمله عنه .

وإذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم ، وتهانوؤ(1) النعمة [بالنعمة ] في هذا اليوم .

وليبلغ الحاضر الغائب ، والشاهد البائن ، وليعد الغني على الفقير ، والقوي على الضعيف ، أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله بذلك .

ثم أخذ صلوات اللّه عليه في خطبة الجمعة ... وانصرف بولده وشيعته إلى منزل أبيمحمد الحسن بن علي عليه السلام بما أعدّ له من طعامه ، وانصرف غنيّهم وفقيرهم برفده إلى عياله .(2)

تعظيم الغدير خلافا للمخالفين

42 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام - في ضمن رواية تقدّم صدرها - : فإذا كان صبيحة ذلك اليوم وجب الغسل في صدر نهاره ، وأن يلبس المؤن أنظف ثيابه وأفخرها ، ويتطيّب إمكانه وانبساط يده ، ثم يقول :

اللَّهُمَّ إِنَّ هَذَا الْيَوْمَ شَرَّفْتَنَا فِيهِ بِوَلايَةِ وَلِيِّكَ عَلِيٍّ صلوات اللّه عليه ، وَجَعَلْتَهُ أَمِيرَالْمُؤمِنِينَ ، وَأَمَرْتَنَا بِمُوَالاتِهِ وَطَاعَتِهِ ، وَأَنْ نَتَمَسَّكَ بِمَا يُقَرِّبُنَا إِلَيْكَ وَيُزْلِفُنَا لَدَيْكَ أَمْرُهُ وَنَهْيُهُ .

اللَّهُمَّ قَدْ قَبِلْنَا أَمْرَكَ وَنَهْيَكَ ، وَسَمِعْنَا وَأَطَعْنَا لِنَبِيِّكَ ، وَسَلَّمْنَا ، وَرَضِينَا ،

ص: 27


1- . في بعض المصادر : وتهابوا ولم نجد له معنى يناسب المقام .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 19 .

فَنَحْنُ مَوَالِي عَلِيٍّ صلى اللّه عليه وَأَوْلِيَاؤهُ ، كَمَا أَمَرْتَ نُوَالِيهِ وَنُعَادِي مَنْ يُعَادِيهِ ، وَنَبْرَأُ مِمَّنْ تَبَرَّأَ مِنْهُ ، وَنُبْغِضُ مَنْ أَبْغَضَهُ ، وَنُحِبُّ مَنْ أَحَبَّهُ ، وَعَلِيٌّ صلى اللّه عليه مَوْلانَا كَمَا قُلْتَ ، وَإِمَامُنَا بَعْدَ نَبِيِّنَا صلى اللّه عليه وآله كَمَا أَمَرْتَ .

فإذا كان وقت الزوال أخذت مجلسك بهدوء وسكون ووقار وهيبة وإخبات ، وتقول :

الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ كَمَا فَضَّلَنَا فِي دِينِهِ عَلَى مَنْ جَحَدَ وَعَنَدَ ، وَفِي نَعِيمِ الدُّنْيَا عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ عَمَدَ ، وَهَدَانَا بِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ صلى اللّه عليه وآله ، وَشَرَّفَنَا بِوَصِيِّهِ وَخَلِيفَتِهِ فِي حَيَاتِهِ وَبَعْدَ مَمَاتِهِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ صلى اللّه عليه .

اللَّهُمَّ إِنَّ مُحَمَّدا صلى اللّه عليه وآله نَبِيُّنَا كَمَا أَمَرْتَ ، وَعَلِيّا صلى اللّه عليه مَوْلانَا كَمَا أَقَمْتَ ، وَنَحْنُ مَوَالِيهِ وَأَوْلِيَاؤهُ .

ثم تقوم وتصلّي شكرا للّه تعالى ركعتين ، تقرء في الأولى الحمد ، و(إِنَّا أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) ، و(قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) - كما أُنزلتا ، لا كما نقصتا - ثم تقنت ،(1) وتركع ، وتتمّ الصلاة ، وتسلّم ، وتخرّ ساجدا ، وتقول في سجودك :

اللَّهُمَّ إِنَّا إِلَيْكَ نُوَجِّهُ وُجُوهَنَا فِي يَوْمِ عِيدِنَا الَّذِي شَرَّفْتَنَا فِيهِ بِوَلايَةِ مَوْلانَا أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ صلى اللّه عليه ، عَلَيْكَ نَتَوَكَّلُ ، وَبِكَ نَسْتَعِينُ فِي أُمُورِنَا .

اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدَتْ وُجُوهُنَا وَأَشْعَارُنَا وَأَبْشَارُنَا وَجُلُودُنَا وَعُرُوقُنَا وَأَعْظُمُنَا وَأَعْصَابُنَا وَلُحُومُنَا وَدِمَاؤنَا .

ص: 28


1- . كذا في المصادر ، فلم يرد فيها الركعة الثانية وما يقرأ فيها .

اللَّهُمَّ إِيَّاكَ نَعْبُدُ ، وَلَكَ نَخْضَعُ ، وَلَكَ نَسْجُدُ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ ، وَدِينِ مُحَمَّدٍ ، وَوَلايَةِ عَلِيٍّ صلواتك عليهم أجمعين ، حُنَفَاءَ مُسْلِمِينَ ، وَمَا نَحْنُ مِنَ الْمُشْرِكِينَ ، وَلا مِنَ الْجَاحِدِينَ.

اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدِينَ الْمُعَانِدِينَ الْمُخَالِفِينَ لِأَمْرِكَ وَأَمْرِ رَسُولِكَ صلى اللّه عليه وآله .

اللَّهُمَّ الْعَنِ الْمُبْغِضِينَ لَهُمْ لَعْنا كَثِيرا لا يَنْقَطِعُ أَوَّلُهُ وَلا يَنْفَدُ آخِرُهُ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ ، وَثَبِّتْنَا عَلَى مُوَالاتِكَ وَمُوَالاةِ رَسُولِكَ وَآلِ رَسُولِكَ وَمُوَالاةِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ صلوات اللّه عليهم .

اللَّهُمَّ آتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً ، وَفِي الآخِرَةِ حَسَنَةً ، وَأَحْسِنْ مُنْقَلَبَنَا يَا سَيِّدَنَا وَمَوْلانَا .

ثم كل ، واشرب ، وأظهر السرور ، وأطعم إخوانك ، وأكثر برّهم ، واقض حوائج إخوانك إعظاما ليومك ، وخلافا على من أظهر فيه الاغتمام والحزن ، ضاعف اللّه حزنه وغمّه !(1)

عمل ثمانين شهرا !

43 . عن القاسم ، عن جدّه الحسن بن راشد ، قال أبو عبد اللّه عليه السلام : ... والعمل فيه يعدل العمل في ثمانين شهرا ، وينبغي أن يكثر فيه ذكر اللّه عزّوجلّ ، والصلاة على النبي صلى اللّه عليه وآله ويوسّع الرجل على عياله .(2)

ص: 29


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 20 .
2- . ثواب الاعمال 74 - 75 ، بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم 371 ، بحارالأنوار 94/112، الوسائل 10/442 .

44 . قال السيد ابن طاووس رحمه اللّه : ما رواه الشيوخ المعظّمون أبو جعفر محمد بن بابويه والمفيد محمد بن محمد بن النعمان وأبو جعفر محمد بن الحسن الطوسي [رحمه اللّه عليهم] - بإسنادهم جميعا - عن الصادق عليه السلام : إن العمل في يوم الغدير - ثمانية عشر ذي الحجة - يعدل العمل في ثمانين شهرا .(1)

يوم العبادة والإحسان

45 . عن زياد بن محمد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : ... ينبغي لكم أن تتقرّبوا إلى اللّه فيه بالبرّ ، والصوم ، والصلاة ، وصلة الرحم ، وصلة الإخوان ، فإن الأنبياء كانوا إذا أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك ، وأمروا به .(2)

اظهار السرور لأمر الولاية

46 . عن فرات بن أحنف ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : قلت : فما ينبغي لنا أن نعمل في ذلك اليوم ؟ قال : هو يوم عبادة ، وصلاة ، وشكر للّه وحمد له ، وسرور لما منّ اللّه به عليكم من ولايتنا ، وإني أُحبّ لكم أن تصوموه .(3)

الشكر على معرفة فضل يوم الغدير

47 . عن مولانا الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام فى ضمن حديث : فليذكر اللّه َ شيعتُنا على ما منّ عليهم بمعرفة هذا اليوم دون سائر الناس .

ص: 30


1- . الإقبال 2 / 264 الطبع الحجري : 465.
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 7 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 8 .

قال الراوي: فقلت: يا ابن رسول اللّه ، فما نصنع فيه ؟ فقال : تصومه ؛ فإن صيامه يعدل ستين شهرا ، وتحسن فيه إلى نفسك وعيالك وما ملكت يمينك بما قدرت عليه .(1)

الشكر على نعمة الولاية

48 . عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم يوم غدير خم : الحمد لله على إكمال الدين ، وإتمام النعمة، ورضى الربّ برسالتي ، وبالولاية لعلي من بعدي .(2)

وفي غير واحد من المصادر : الله أكبر على إكمال الدين ، وإتمام النعمة ، ورضى الربّ ، والولاية لعلي بن أبي طالب عليه السلام .(3)

49 . قال العلاّمة المجلسي رحمه اللّه : وجدت بخط بعض الأفاضل - نقلاً من خط الشهيد محمد بن مكي قدس اللّه روحهما - قال : روي عن النبي صلى اللّه عليه وآله : ان من السنن أن يقول المؤن في يوم الغدير - مائة مرة - :

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي جَعَلَ كَمَالَ دِينِهِ ، وَتَمَامَ نِعْمَتِهِ بِوَلايَةِ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام .(4)

ص: 31


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 14 .
2- . مناقب الإمام أميرالمؤنين عليه السلام للكوفي 1 / 409 ، ولاحظ : بحارالأنوار 37 / 134 .
3- . انظر مثلاً : بحارالأنوار 37 / 178 .
4- . بحارالأنوار 95 / 321 .

الاحتفال بيوم الغدير

50 . عن عبد الرحمن بن سالم ، عن أبيه ، قال : سألت ابا عبد اللّه عليه السلام : وما ينبغي لنا أن نفعل في ذلك اليوم ؟ قال : تذكرون اللّه عزّذكره فيه بالصيام والعبادة

والذكر لمحمد وآل محمد صلى اللّه عليه وآله ، وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله أوصى أمير المؤنين عليه السلام أن يتخذ ذلك اليوم عيدا ، وكذلك كانت الأنبياء عليهم السلام تفعل ، كانوا يوصون أوصياءهم بذلك فيتّخذونه عيدا .(1)

رغم الشياطين

51 . و إنه ليوم صيام وقيام وإطعام وصلة الإخوان ، وفيه مرضاة الرحمن ، ومرغمة الشيطان .(2)

البراءة من الظالمين

52 . عن حسن بن راشد ، عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : قلت: جعلت فداك، وما ينبغي لنا أن نصنع فيه؟ قال : تصومه - يا حسن! - وتكثر الصلاة فيه على محمد وأهل بيته ، وتتبرّء إلى اللّه ممن ظلمهم [وجحدهم حقّهم] ، فإن الأنبياء عليهم السلام كانت تأمر الأوصياء عليهم السلام باليوم الذي كان يُقام فيه الوصي أن يُتخذ عيدا . قال : قلت : ما لمن صامه منا ؟ قال : صيام ستين شهرا .(3)

ص: 32


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 9 .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 35 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 5 .

غسل يوم الغدير

ورد في الروايات استحباب غسل يوم الغدير(1) بل وجوبه - والوجوب هنا بمعنى الثبوت أو الاستحباب المؤكّد كما قيل - . قال الشيخ الطوسي - في شرح قول الشيخ المفيد (و غسل يوم الغدير سنّةٌ) - : ونحن نذكر فيما بعد عند ذكرنا صلاة اليوم الغدير ما يدلّ على أن الغسل في هذا اليوم مستحب مندوب إليه ، وعليه إجماع الفرقة المحقّة، لا يختلفون في ذلك .(2)

الحضور في الغدير بعد مضي قرون !

53 . عن أبي عبد اللّه عليه السلام - في رواية تقدّم صدرها - : ومن صلّى فيه ركعتين أيّ وقت شاء - وأفضل ذلك قرب الزوال ، وهي الساعة التي أُقيم فيها أمير المؤنين عليه السلام بغدير خم عَلَما للناس ، وذلك أنهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت - فمن صلّى ركعتين ، ثم سجد وشكر اللّه عزّوجلّ مائة مرة [أي يقول : (شُكْرا لِلَّهِ)] ، ودعا بهذا الدعاء بعد رفع رأسه من السجود ، الدعاء:

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ، وَأَنَّكَ وَاحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ ، لَمْ تَلِدْ ، وَلَمْ تُولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُوا أَحَدٌ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صلواتك عليه وآله ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ ، كَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ بِأَنْ جَعَلْتَنِي مِنْ أَهْلِ إِجَابَتِكَ وَأَهْلِ دِينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ ، وَوَفَّقْتَنِي لِذَلِكَ فِي مُبْتَدَإِ خَلْقِي تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَما وَجُودا ، ثُمَّ أَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلاً ، وَالْجُودَ

ص: 33


1- . كماترى في الروايات المرقمّة : 42، 53، ولاحظ ما نقلناه في هامش الرواية المرقّمة : 56 .
2- . تهذيب 1 / 114 .

جُودا ، وَالْكَرْمَ كَرَما رَأْفَةً مِنْكَ وَرَحْمَةً إِلَى أَنْ جَدَّدْتَ ذَلِكَ الْعَهْدَ لِي تَجْدِيدا بَعْدَ تَجْدِيدِكَ خَلْقِي ، وَكُنْتُ نَسْيا مَنْسِيّا نَاسِيا سَاهِيا غَافِلاً ، فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَنِي ذَلِكَ ، وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ ، وَهَدَيْتَنِي لَهُ فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ - يَا إِلَهِي وَسَيِّدِي وَمَوْلايَ - أَنْ تُتِمَّ لِي ذَلِكَ ، وَلا تَسْلُبَنِيهِ حَتَّى تَتَوَفَّانِي عَلَى ذَلِكَ وَأَنْتَ عَنِّي رَاضٍ فَإِنَّكَ أَحَقُّ الْمُنْعِمِينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ .

اللَّهُمَّ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأَجَبْنَا دَاعِيَكَ بِمَنِّكَ فَلَكَ الْحَمْدُ غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ ، آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ ، وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وآله ، وَصَدَّقْنَا وَأَجَبْنَا دَاعِيَ اللَّهِ ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فِي مُوَالاةِ مَوْلانَا وَمَوْلَى الْمُؤمِنِينَ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَبْدِ اللَّهِ ، وَأَخِي رَسُولِهِ ، وَالصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ ، وَالْحُجَّةِ عَلَى بَرِيَّتِهِ ، الْمُؤيَّدِ بِهِ نَبِيُّهُ وَدِينُهُ الْحَقُّ الْمُبِينُ عَلَما لِدِينِ اللَّهِ ، وَخَازِنا لِعِلْمِهِ ، وَعَيْبَةِ غَيْبِ اللَّهِ ، وَمَوْضِعِ سِرِّ اللَّهِ ، وَأَمِينِ اللَّهِ عَلَى خَلْقِهِ ، وَشَاهِدِهِ فِي بَرِيَّتِهِ .

اللَّهُمَّ إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِيا يُنادِي لِلاْءِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا ، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا ، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا ، وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ ، رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ ، وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ ، فَإِنَّا يَا رَبَّنَا - بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ - أَجَبْنَا دَاعِيَكَ ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَصَدَّقْنَاهُ ، وَصَدَّقْنَا مَوْلَى الْمُؤمِنِينَ ، وَكَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ فَوَلِّنَا مَا تَوَلَّيْنَا ، وَاحْشُرْنَا مَعَ أَئِمَّتِنَا فَإِنَّا بِهِمْ مُؤمِنُونَ مُوقِنُونَ ، وَلَهُمْ مُسَلِّمُونَ ، آمَنَّا بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَشَاهِدِهِمْ وَغَائِبِهِمْ وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ ، وَرَضِينَا بِهِمْ أَئِمَّةً وَقَادَةً وَسَادَةً ، وَحَسْبُنَا بِهِمْ بَيْنَنَا وَبَيْنَ اللَّهِ دُونَ خَلْقِهِ ، لا نَبْتَغِي بِهِمْ بَدَلاً ، وَلا نَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وَلِيجَةً ، وَبَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْبا مِنَ الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ، وَكَفَرْنَا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ وَالْأَوْثَانِ الْأَرْبَعَةِ

ص: 34

وَأَشْيَاعِهِمْ وَأَتْبَاعِهِمْ وَكُلِّ مَنْ وَالاهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالاْءِنْسِ مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلَى آخِرِهِ.

اللَّهُمَّ إِنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدِينُ بِمَا دَانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍ صلى اللّه عليه وعليهم ، وَقَوْلُنَا مَا قَالُوا ، وَدِينُنَا مَا دَانُوا بِهِ ، مَا قَالُوا بِهِ قُلْنَا ، وَمَا دَانُوا بِهِ دِنَّا ، وَمَا أَنْكَرُوا أَنْكَرْنَا ، وَمَنْ وَالَوْا وَالَيْنَا ، وَمَنْ عَادَوْا عَادَيْنَا ، وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا ، وَمَنْ تَبَرَّءُوا مِنْهُ تَبَرَّأْنَا مِنْهُ ، وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنَا عَلَيْهِ ، آمَنَّا ، وَسَلَّمْنَا ، وَرَضِينَا ، وَاتَّبَعْنَا مَوَالِيَنَا صلوات اللّه عليهم .

اللَّهُمَّ فَتَمِّمْ لَنَا ذَلِكَ وَلا تَسْلُبْنَاهُ ، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّا ثَابِتا عِنْدَنَا ، وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَعَارا ، وَأَحْيِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا عَلَيْهِ ، وَأَمِتْنَا إِذَا أَمَتَّنَا عَلَيْهِ .

آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنَا فَبِهِمْ نَأْتَمُّ ، وَإِيَّاهُمْ نُوَالِي ، وَعَدُوَّهُمْ عَدُوَّ اللَّهِ نُعَادِي ، فَاجْعَلْنَا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ فَإِنَّا بِذَلِكَ رَاضُونَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

ثم تسجد ، وتحمد اللّه مائة مرة ، وتشكر اللّه عزّوجلّ مائة مرة ، وأنت ساجد

[أي تقول : (الَحْمَدُ لِلَّهِ) مائة مرة ، و(شُكْرا لِلَّهِ) مائة مرة ] .

فإنه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله على ذلك ، وكانت درجته مع درجة الصادقين الذين صدقوا اللّه ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم ، وكان كمن شهد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وأمير المؤنين عليه السلام ومع الحسن والحسين عليهماالسلام ، وكمن يكون تحت راية القائم عليه السلام وفي فسطاطه من النجباء والنقباء .(1)

ص: 35


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 17 .

ذكر ابن المشهدي رحمه اللّه هذا الدعاء - مع اختلاف يسير ؛ فإنه قال : اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ وَحْدَكَ لا شَرِيكَ لَكَ ... إلى آخره ، فذكر بدل (أسألك) لفظ : (أشهد) - ولكنّه ذكر في كيفية الصلاة ما يأتي في الرواية المرقمّة : 56 ، فقال : الصلاة والدعاء يوم الغدير : ينبغي أن تغتسل قبل زوال الشمس بساعة ، وتصلّي قبل الزوال بنصف ساعة ركعتين شكرا للّه تعالى ، تقرأ في كل ركعة منهما الحمد مرّة ، وعشر مرّات (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ، وعشر مرّات (إِنَّا أنزَلْنَاهُ) ، و[عشر مرّات ]آية الكرسي ... إلى أن قال - بعد قوله عليه السلام بعد الدعاء : (وأنت ساجد) - : فإذا فرغت من دعائك فقل - مائة مرة - :

الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إكْمَالِ الدِينِ ، وَإتْمَامِ النِعْمَة ، وَرِضَى الرَبِّ الْكَرِيمِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وصَلَّى اللّه ُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .(1)

الصلاة في مسجد الغدير

54 . عن أبي عبد اللّه عليه السلام ، قال : يستحب الصلاة في مسجد الغدير ؛ لانٔ النبي صلى اللّه عليه وآله أقام فيه أمير المؤنين عليه السلام ، وهو موضع أظهر اللّه عزّوجلّ

فيه الحق .(2)

55 . عن عبد الرحمن بن الحجاج ، قال : سألت أبا إبراهيم عليه السلام عن الصلاة في مسجد غدير خم بالنهار وأنا مسافر ، فقال : صلّ فيه ؛ فإن فيه فضلاً ، وقد كان أبي يأمر بذلك .(3)

ص: 36


1- . كتاب المزار لابن المشهدي 320 - 322 .
2- . الكافي 4 / 567 ، من لا يحضره الفقيه 2 / 559 ، التهذيب 6 / 19 ، بحارالأنوار 37/173 - 172، الوسائل 5/287 .
3- . الكافي 4/566 ، من لا يحضره الفقيه 2 / 559 ، التهذيب 6 / 18 ، الوسائل 5 / 287 و 14 - 374.

الدعاء المستجاب بعد صلاة الغدير

56 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام - في ضمن رواية تقدّم صدرها - : ومن صلّى فيه ركعتين(1) من قبل أن تزول الشمس بنصف ساعة شكرا للّه عزّوجلّ ، ويقرء في كل ركعة سورة الحمد،(2) وعشر مرّات (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) و(إِنَّا أنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) عشرا ، وآية الكرسي عشرا ، عدلت عند اللّه عزّوجلّ مائة ألف حجة ومائة ألف عمرة ، وما سأل اللّه عزّوجلّ حاجة من حوائج الدنيا والآخرة - كائنة ما كانت - إلاّ أتى اللّه عزّوجلّ على قضائها في يسر وعافية [وإن فاتتك الركعتان والدعاء قضيتهما بعد ذلك] .

ثم قال عليه السلام : وليكن من دعائك في دبر الركعتين أن تقول :

رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادِي لِلاْءِيمانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّا ، رَبَّنا فَاغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا وَكَفِّرْ عَنّا سَيِّئاتِنا وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ .

رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ ، وَلا تُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعادَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أُشْهِدُكَ وَكَفَى بِكَ شَهِيداً ، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ وَحَمَلَةَ عَرْشِكَ وَسُكَّانَ سَمَاوَاتِكَ وَأَرْضِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ، الْمَعْبُودُ الَّذِي لَيْسَ مِنْ لَدُنْ عَرْشِكَ إِلَى قَرَارِ أَرْضِكَ مَعْبُودٌ يُعْبَدُ سِوَاكَ إِلاّ بَاطِلٌ مُضْمَحِلٌّ غَيْرُ وَجْهِكَ الْكَرِيمِ ، لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ الْمَعْبُودُ ، فَلا مَعْبُودَ سِوَاكَ ، تَعَالَيْتَ عَمَّا يَقُولُ الظَّالِمُونَ عُلُوّاً كَبِيراً .

ص: 37


1- . في بعض المصادر: يغتسل لهما قبل الزوال بنصف ساعة ثم يصلّيهما مع الزوال . العُددالقوية 166، بحارالأنوار 95/321، المستدرك 2/520. ونقل الشيخ الطوسي قدس سره أيضا في أول هذه الرواية الغسل قبل الزوال بنصف ساعة . (لاحظ : التهذيب 3/143، الوسائل 3/338).
2- . مرّةً واحدةً ، كما في التهذيب والعُدد القوية والوسائل ، وعشر مرّات ، كما في الاقبال وغيره .

وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه وآله عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَأَشْهَدُ أَنَّ عَلِيّاً صلوات اللّه عليه أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ وَوَلِيُّهُمْ وَمَوْلاهُمْ.

رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا بِالنِّدَاءِ ، وَصَدَّقْنَا الْمُنَادِيَ رَسُولَ اللَّهِ صلى اللّه عليه وآله إِذَا [إِذْ] نَادَى بِنِدَاءٍ عَنْكَ بِالَّذِي أَمَرْتَهُ بِهِ أَنْ يُبَلِّغَ مَا أَنْزَلْتَ إِلَيْهِ مِنْ وَلايَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ ، فَحَذَّرْتَهُ ، وَأَنْذَرْتَهُ إِنْ لَمْ يُبَلِّغْ أَنْ تَسْخَطَ عَلَيْهِ ، وَأَنَّهُ إِنْ بَلَّغَ رِسَالاتِكَ عَصَمْتَهُ مِنَ النَّاسِ ، فَنَادَى مُبَلِّغاً وَحْيَكَ وَرِسَالاتِكَ : «أَلا مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ ، وَمَنْ كُنْتُ وَلِيَّهُ فَعَلِيٌّ وَلِيُّهُ ، وَمَنْ كُنْتُ نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَمِيرُهُ» .

رَبَّنَا فَقَدْ أَجَبْنَا دَاعِيَكَ النَّذِيرَ الْمُنْذِرَ مُحَمَّداً صلى اللّه عليه وآله عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ إِلَى عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ عليه السلام الَّذِي أَنْعَمْتَ عَلَيْهِ وَجَعَلْتَهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّهُ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ وَمَوْلاهُمْ وَوَلِيُّهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، يَوْمِ الدِّينِ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ : (إِنْ هُوَ إِلّا عَبْدٌ أَنْعَمْنا عَلَيْهِ وَجَعَلْناهُ مَثَلاً لِبَنِي إِسْرائِيلَ) [الزخرف (43) : 59] .

رَبَّنَا آمَنَّا ، وَاتَّبَعْنَا مَوْلانَا وَوَلِيَّنَا وَهَادِيَنَا وَدَاعِيَنَا ، وَدَاعِيَ الْأَنَامِ ، وَصِرَاطَكَ الْمُسْتَقِيمَ السَّوِيَّ ، وَحُجَّتَكَ وَسَبِيلَكَ الدَّاعِيَ إِلَيْكَ ، عَلَى بَصِيرَةٍ هُوَ وَ مَنِ اتَّبَعَهُ ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ بِوَلايَتِهِ ، وَبِمَا يُلْحِدُونَ بِاتِّخَاذِ الْوَلائِجِ دُونَهُ ، فَأَشْهَدُ - يَا إِلَهِي - أَنَّهُ الاْءِمَامُ الْهَادِي الْمُرْشِدُ الرَّشِيدُ عَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ الَّذِي ذَكَرْتَهُ فِي كِتَابِكَ فَقُلْتَ : (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتابِ لَدَيْنا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ) [الزخرف (43) : 4] لا أُشْرِكُ مَعَهُ إِمَاماً ، وَلا أَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِ وَلِيجَةً .

اللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُكَ الْهَادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ النَّذِيرُ الْمُنْذِرُ ، وَصِرَاطُكَ الْمُسْتَقِيمُ ، وَأَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ ، وَقَائِدُ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، وَحُجَّتُكَ الْبَالِغَةُ ، وَلِسَانُكَ

ص: 38

الْمُعَبِّرُ عَنْكَ فِي خَلْقِكَ ، وَالْقَائِمُ بِالْقِسْطِ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ ، وَدَيَّانُ دِينِكَ ، وَخَازِنُ عِلْمِكَ ، وَمَوْضِعُ سِرِّكَ ، وَعَيْبَةُ عِلْمِكَ ، وَأَمِينُكَ الْمَأْمُونُ الْمَأْخُوذُ مِيثَاقُهُ مَعَ مِيثَاقِ رَسُولِكَ صلى اللّه عليه وآله مِنْ جَمِيعِ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ شَهَادَةً بِالاْءِخْلاصِ لَكَ بِالْوَحْدَانِيَّةِ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَعَلِيّاً أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ ، وَأَنَّ الاْءِقْرَارَ بِوَلايَتِهِ تَمَامُ تَوْحِيدِكَ ، وَالاْءِخْلاصُ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَكَمَالُ دِينِكَ ، وَتَمَامُ نِعْمَتِكَ وَفَضْلِكَ عَلَى جَمِيعِ خَلْقِكَ وَبَرِيَّتِكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ - وَقَوْلُكَ الْحَقُّ - : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الاْءِسْلامَ دِيناً) [المائدة (5): 3].

اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى مَا مَنَنْتَ بِهِ عَلَيْنَا مِنَ الاْءِخْلاصِ لَكَ بِوَحْدَانِيَّتِكَ ؛ إِذْ هَدَيْتَنَا لِمُوَالاةِ وَلِيِّكَ الْهَادِي مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ الْمُنْذِرِ، وَرَضِيتَ لَنَا الاْءِسْلامَ دِيناً بِمُوَالاتِهِ ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ الَّتِي جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ وَمِيثَاقَكَ ، وَذَكَّرْتَنَا ذَلِكَ ، وَجَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الاْءِخْلاصِ وَالتَّصْدِيقِ بِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ ، وَمِنْ أَهْلِ الْوَفَاءِ بِذَلِكَ ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنَ النَّاكِثِينَ وَالْجَاحِدِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَلَمْ تَجْعَلْنَا مِنْ أَتْبَاعِ الْمُغَيِّرِينَ وَالْمُبَدِّلِينَ وَالْمُنْحَرِفِينَ وَالْمُبَتِّكِينَ آذَانَ الْأَنْعَامِ ، وَالْمُغَيِّرِينَ خَلْقَ اللَّهِ ، وَمِنَ الَّذِينَ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ، وَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَعَنِ الصِّرَاطِ الْمُسْتَقِيمِ .

وأكثر من قولك في يومك وليلتك أن تقول :

اللَّهُمَّ الْعَنِ الْجَاحِدِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْمُغَيِّرِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ [وَالْمُبَدِّلِينَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ] بِيَوْمِ الدِّينِ مِنَ الْأَوَّلِينَ وَالآْخِرِينَ .

ص: 39

[ثم قل :] اللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى إِنْعَامِكَ عَلَيْنَا بِالَّذِي هَدَيْتَنَا إِلَى وَلايَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ مِنْ بَعْدِ نَبِيِّكَ الْأَئِمَّةِ الْهُدَاةِ الرَّاشِدِينَ الَّذِينَ جَعَلْتَهُمْ أَرْكَاناً لِتَوْحِيدِكَ ، وَأَعْلامَ الْهُدَى ، وَمَنَارَ التَّقْوَى ، وَالْعُرْوَةَ الْوُثْقَى ، وَكَمَالَ دِينِكَ ، وَتَمَامَ نِعْمَتِكَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ ، آمَنَّا بِكَ ، وَصَدَّقْنَا بِنَبِيِّكَ ، وَاتَّبَعْنَا مِنْ بَعْدِهِ النَّذِيرَ الْمُنْذِرَ ، وَوَالَيْنَا وَلِيَّهُمْ ، وَعَادَيْنَا عَدُوَّهُمْ ، وَبَرِئْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ وَالنَّاكِثِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ .

اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ - يَا صَادِقَ الْوَعْدِ ، يَا مَنْ لا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ، يَا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ فِي شَأْنٍ - أَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِمُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ ، الْمَسْؤُولِ عَنْهَا عِبَادُكَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ - وَقَوْلُكَ الْحَقُّ - : (ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [التكاثر (102) : 8] ، وَقُلْتَ : (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤلُونَ) [الصافات (37) : 24] ، وَمَنَنْتَ عَلَيْنَا بِشَهَادَةِ الاْءِخْلاصِ لَكَ بِمُوَالاةِ أَوْلِيَائِكَ الْهُدَاةِ مِنْ بَعْدِ النَّذِيرِ الْمُنْذِرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ ، وَأَكْمَلْتَ الدِّينَ بِمُوَالاتِهِمْ ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْ عَدُوِّهِمْ ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا النِّعْمَةَ الَّتِي جَدَّدْتَ لَنَا عَهْدَكَ ، وَذَكَّرْتَنَا مِيثَاقَكَ الْمَأْخُوذَ مِنَّا فِي مُبْتَدَإِ خَلْقِكَ إِيَّانَا، وَجَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ الاْءِجَابَةِ ، وَذَكَّرْتَنَا الْعَهْدَ وَالْمِيثَاقَ ، وَلَمْ تُنْسِنَا ذِكْرَكَ ، فَإِنَّكَ قُلْتَ : (وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) [الأعراف

(7) : 172] . اللَّهُمَّ بَلَى ، شَهِدْنَا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ رَبُّنَا، وَمُحَمَّدٌ عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ نَبِيُّنَا ، وَعَلِيٌّ أَمِيرُ الْمُؤمِنِينَ ، وَالْحُجَّةُ الْعُظْمَى ، وَآيَتُكَ الْكُبْرَى ، وَالنَّبَأُ الْعَظِيمُ الَّذِي هُمْ فِيهِ مُخْتَلِفُونَ .

اللَّهُمَّ فَكَمَا كَانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ أَنْعَمْتَ عَلَيْنَا بِالْهِدَايَةِ إِلَى مَعْرِفَتِهِمْ فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي ذَكَّرْتَنَا فِيهِ عَهْدَكَ وَمِيثَاقَكَ، وَأَكْمَلْتَ دِينَنَا ، وَأَتْمَمْتَ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، وَجَعَلْتَنَا مِنْ أَهْلِ

ص: 40

الاْءِجَابَةِ وَالاْءِخْلاصِ بِوَحْدَانِيَّتِكَ، وَمِنْ أَهْلِ الاْءِيمَانِ وَالتَّصْدِيقِ بِوَلايَةِ أَوْلِيَائِكَ ، وَالْبَرَاءَةِ مِنْ أَعْدَائِكَ وَأَعْدَاءِ أَوْلِيَائِكَ الْجَاحِدِينَ الْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَأَنْ لا تَجْعَلَنَا مِنَ الْغَاوِينَ ، وَلا تُلْحِقَنَا بِالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ ، وَاجْعَلْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ مَعَ النَّبِيِّينَ ، وَتَجْعَلُ لَنَا مَعَ الْمُتَّقِينَ إِمَاماً إِلَى يَوْمِ الدِّينِ ، يَوْمَ يُدْعَى كُلُّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ، وَاحْشُرْنَا فِي زُمْرَةِ الْهُدَاةِ الْمَهْدِيِّينَ ، وَأَحْيِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا عَلَى الْوَفَاءِ بِعَهْدِكَ وَمِيثَاقِكَ الْمَأْخُوذِ مِنَّا وَعَلَيْنَا لَكَ ، وَاجْعَلْ لَنَا مَعَ الرَّسُولِ سَبِيلاً ، وَثَبِّتْ لَنَا قَدَمَ صِدْقٍ فِي الْهِجْرَةِ .

اللَّهُمَّ وَاجْعَلْ مَحْيَانَا خَيْرَ الْمَحْيَا ، وَمَمَاتَنَا خَيْرَ الْمَمَاتِ ، وَمُنْقَلَبَنَا خَيْرَ الْمُنْقَلَبِ حَتَّى تَوَفَّانَا وَأَنْتَ عَنَّا رَاضٍ ، قَدْ أَوْجَبْتَ لَنَا حُلُولَ جَنَّتِكَ بِرَحْمَتِكَ ، وَالْمَثْوَى فِي دَارِكَ ، وَالاْءِنَابَةَ إِلَى دَارِ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِكَ ، لا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ ، وَلا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ .

رَبَّنَا إِنَّكَ أَمَرْتَنَا بِطَاعَةِ وُلاةِ أَمْرِكَ ، وَأَمَرْتَنَا أَنْ نَكُونَ مَعَ الصَّادِقِينَ ، فَقُلْتَ : (أَطِيعُوا اللّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) [النساء (4) : 59]، وَقُلْتَ : (اتَّقُوا اللّهَ وَكُونُوا مَعَ الصّادِقِينَ) [التوبة (9) : 119] ، فَسَمِعْنَا ، وَأَطَعْنَا ، رَبَّنَا فَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا ، وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ مُصَدِّقِينَ لِأَوْلِيَائِكَ ، وَلا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ، وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِالْحَقِّ الَّذِي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ ، وَبِالَّذِي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ جَمِيعاً أَنْ تُبَارِكَ لَنَا فِي يَوْمِنَا هَذَا الَّذِي أَكْرَمْتَنَا فِيهِ ، وَأَنْ تُتِمَّ عَلَيْنَا نِعْمَتَكَ ، وَتَجْعَلَهُ عِنْدَنَا مُسْتَقَرّاً ، وَلا تَسْلُبَنَاهُ أَبَداً ، وَلا تَجْعَلَهُ مُسْتَوْدَعاً فَإِنَّكَ قُلْتَ : (فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ) [الأنعام (6) : 98] ، فَاجْعَلْهُ مُسْتَقَرّاً وَلا تَجْعَلْهُ مُسْتَوْدَعاً ،

ص: 41

وَارْزُقْنَا نَصْرَ دِينِكَ مَعَ وَلِيٍّ هَادٍ مَنْصُورٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، وَاجْعَلْنَا مَعَهُ وَتَحْتَ رَايَتِهِ شُهَدَاءَ صِدِّيقِينَ فِي سَبِيلِكَ وَعَلَى نُصْرَةِ دِينِكَ .

ثم سل بعد ذلك حوائجك للآخرة والدنيا فإنها - واللّه ، واللّه ، واللّه - مقضية في هذا اليوم . ولا تقعد عن الخير ، وسارع إلى ذلك إن شاء اللّه تعالى .(1)

صيام الأنبياء في يوم الغدير

57 . قال المفضل لمولانا أبي عبد اللّه صلوات اللّه عليه : سيدي تأمرني بصيامه؟ قال لي إي واللّه ، إي واللّه ، إي واللّه .

إنه اليوم الذي تاب اللّه فيه على آدم عليه السلام فصامه [فصام] شكرا للّه .

وإنه اليوم الذي نجى اللّه تعالى فيه إبراهيم عليه السلام من النار فصام شكرا للّه تعالى على ذلك اليوم . [وإنه اليوم الذي أقام موسى هارون عليه السلام عَلَما فصام شكرا للّه تعالى ذلك اليوم] .(2)

وإنه اليوم الذي أظهر عيسى عليه السلام وصيّه شمعون الصفا فصام شكرا للّه عزّوجلّ ذلك [على ذلك] اليوم .

ص: 42


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 11 و اعتمدنا في نقل الدعاء على نسخة التهذيب للشيخ الطوسي رحمه اللّه حيث رأينا في بعض المصادر إشكالاً في بعض العبارات .
2- . وفي رواية الشيخ المفيد قدس سره وغيره : وفي هذا اليوم فلج موسى بن عمران عليه السلام على السّحرة وأخزى اللّه تعالى فرعون وجنوده من أهل الكفر و الضّلال، و فيه نجّى اللّه تعالى إبراهيم عليه السلام من النّار وجعلها عليه بردا وسلاما كما نطق به القرآن، وفيه نصب موسى عليه السلام يوشع بن نون وصيّه، ونطق بفضله على رؤوس الأشهاد ... وفيه أشهد سليمان بن داود عليه السلام سائر رعيته على استخلافه آصف بن برخيا عليه السلام ، ودلّ على فضله بالآيات والبيّنات، وهو يوم عظيم كثير البركات. مسارّ الشيعة 22 ، العدد القوية 200 - 201 ، بحار الأنوار 31/493 و 95 / 194 .

وإنه اليوم الذي أقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله عليّا للناس عَلَما وأبان فيه فضله ووصيّه فصام شكرا للّه تبارك وتعالى ذلك اليوم .(1)

صيام يوم الغدير في رواية المخالفين

58 . عن أبي هريرة [يرفعه إلى النبي صلى اللّه عليه وآله] ، قال : من صام يوم ثمانية عشر من ذي الحجة كتب اللّه له صيام ستين شهرا .

[ثم قال :] وهو يوم غدير خم ، لمّا أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله بيد علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : «ألست أولى بالمؤنين» ؟ قالوا : نعم ، يا رسول اللّه ، قال : «من كنت مولاه فعليٌ مولاه» ، فقال له عمر : بخٍ بخٍ يا ابن أبي طالب ! أصبحت مولاي ومولى كل مسلم، فأنزل اللّه عزّوجلّ (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ).(2)

صيام ستين شهرا من الأشهر الحُرم

59 . عن أبي هارون العبدي ، قال : ... فقلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : جعلت فداك ، فما ثواب صوم هذا اليوم ؟ فقال : إنه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكرا للّه عزّوجلّ ، فإن صومه يعدل ستين شهرا من الأشهرالحُرم.(3)

ص: 43


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 35 .
2- . الأمالي للشيخ الصدوق 50 ، بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم 158، 402 ، شواهد التنزيل 1/200 - 203، تاريخ مدينة دمشق 42/233 - 234 ، تاريخ بغداد 8/284 - 285 ، بحارالأنوار 37/108 و 94 / 110 و 95/321 ، العوالم 15/42 ، ملحقات احقاق الحق 4/290 - 291 و 20/197 و 21/61 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 17 .

أفضل من عبادة ستين سنة

60 . عن المفضل ، قال : ... قلت لأبي عبد اللّه عليه السلام : ما يجب علينا في ذلك اليوم ؟ قال : يجب عليكم صيامه شكرا للّه ، وحمدا له - مع أنه أهل أن يشكر كل ساعة - وكذلك أمرت الأنبياء أوصياءها أن يصوموا اليوم الذي يقام فيه الوصي ، يتخذونه عيدا ، ومن صامه كان أفضل من عمل ستين سنة .(1)

كفارة ستين سنة

61 . عن أبي عبد اللّه عليه السلام قال : صوم يوم غدير خم كفارة ستين سنة .(2)

صوم يعدل مائة حجة ومائة عمرة

62 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد الصادق عليهماالسلام ، قال : صيام يوم غدير خم يعدل صيام عمر الدنيا ، لو عاش إنسان عمر الدنيا ثم صام ما عمرت الدنيا لكان له ثواب ذلك .

وصيامه يعدل عند اللّه عزّوجلّ [في كل عام] مائة حجة ومائة عمرة [مبرورات متقبّلات] .(3)

صوم الدهر

63 . روي عن الأئمة عليهم السلام أنهم قالوا : من صام يوم غدير خم ، ولم يستبدل به كتب اللّه له صيام الدهر .(4)

ص: 44


1- . الخصال 264 ، بحارالأنوار 94 / 111، الوسائل 10/443 .
2- . من لا يحضره الفقيه 2/90 ، ثواب الأعمال 75 ، بشارة المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم ، مصباح المتهجد 736 ، الإقبال 2 /264 الطبع الحجري : 466، الوسائل 10 / 442 - 443 ، بحارالأنوار 94/112 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 11 .
4- . روضة الواعظين 350 ، الوسائل 10 / 446 ، جامع احاديث الشيعة 9/422، وراجع : المقنعة 371 .

تنبيهان

الاول : اختلفت الروايات في ثواب صيام يوم الغدير على طوائف: إنه يعادل صوم ستين شهرا، أو ستين شهرا من الأشهر الحرم، أو أنه أفضل من عبادة ستين سنة، أو أنه يعادل مائة حجة ومائة عمرة، أو يكون كفارة ستين سنة، أو يعادل صوم الدهر، أو أنه أفضل من صوم الدهر كلّه .

فيمكن أن يقال: إن الثواب في جميع الأعمال يختلف باختلاف درجات الإيمان ومراتبه وكذا المعرفة والتقوى والاخلاص ونحوها.

الثانى : قال الفقيه الخبير السيد اليزدي قدس سره : اذا تعدّد في يوم واحد جهات من الوجوب أو جهات من الاستحباب أو من الامرين فقصد الجميع أُثيب على الجميع .(1) وعليه يجوز لمن عليه قضاء شهر رمضان - مثلاً - أن يقصد بصوم يوم الغدير كلا الامرين من الوجوب والاستحباب .

يوم فيه خير الدنيا والآخرة

64 . قال مولانا الرضا عليه السلام : وهو اليوم الذي يزيد اللّه في حال من عَبَد فيه ، ووسّع على عياله ونفسه وإخوانه ، ويعتقه اللّه من النار . وهو اليوم الذي يجعل اللّه فيه سعي الشيعة مشكورا ، وذنبهم مغفورا ، وعملهم مقبولا .

وهو يوم تنفيس الكرب ، ويوم تحطيط الوزر ، ويوم الحباء والعطية ، ويوم نشر العلم ، ويوم البشارة ، والعيد الأكبر ، ويوم يستجاب فيه الدعاء ، ويوم الموقف العظيم ، ويوم لبس الثياب ونزع السواد ، ويوم الشرط المشروط ، ويوم نفي الهموم ، ويوم الصفح عن مذنبي شيعة أميرا لمؤنين . وهو يوم السبقة ، ويوم إكثار الصلاة على محمد وآل محمد [صلوات اللّه عليهم اجمعين] ، ويوم

ص: 45


1- . العروة الوثقى ، كتاب الصوم ، الفصل الاول : النية، المسألة الحادية عشر .

الرضا ، ويوم عيد أهل بيت محمد[عليهم السلام] ، ويوم قبول الأعمال ، ويوم طلب الزيادة، ويوم استراحة المؤنين، ويوم المتاجرة ، ويوم التودّد ، ويوم الوصول إلى رحمة اللّه ، ويوم التزكية ، ويوم ترك الكبائر والذنوب ، ويوم العبادة .(1)

تبديل الأشياء وتجديد الألبسة وتغيير كل شيء

65 . عن الفياض بن محمد الطوسي : أنه شهد أبا الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام في يوم الغدير ، وبحضرته جماعة من خاصّته ، قد احتبسهم للإفطار، وقد قدّم إلى منازلهم الطعام ، والبرّ ، والصلات ، والكسوة حتى الخواتيم والنعال ، وقد غيّر من أحوالهم وأحوال حاشيته ، وجدّدت له آلة غير الآلة التي جرى الرسم بابتذالها قبل يومه ، وهو يذكر فضل اليوم وقدمه .(2)

يوم الزينة

66 . قال مولانا الرضا عليه السلام : وهو يوم الزينة ، فمن تزيّن ليوم الغدير غفر اللّه له كل خطيئة عملها ، صغيرة أو كبيرة ، وبعث اللّه إليه ملائكة يكتبون له الحسنات ، ويرفعون له الدرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم ، فإن مات مات شهيدا وإن عاش عاش سعيدا .(3)

يوم زيارة المؤمنين

67 . قال مولاناالرضا عليه السلام : ومن زار فيه مؤمنا أدخل اللّه قبره سبعين نورا، ووسّع في قبره ، ويزور قبره كل يوم سبعون ألف ملك ويبشّرونه بالجنة . (4)

ص: 46


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 19 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
4- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .

التبسّم في وجوه المؤمنين

68 . قال مولانا الرضا عليه السلام : وهو يوم التبسّم في وجوه الناس من أهل الايمان ، فمن تبسّم في وجه أخيه يوم الغدير نظر اللّه إليه يوم القيامة بالرحمة ، وقضى له ألف حاجة ، وبنى له قصرا في الجنة من درّة بيضاء ، ونضّر وجهه .(1)

يوم التهنئة

69 . قال مولانا الرضا عليه السلام : وهو يوم التهنئة - يعني بعضكم بعضا - فإذا لقي المؤن أخاه يقول :

الْحَمْدُ للّه ِ الَّذِي جَعَلَنَا مِنَ الْمُتَمَسِّكِينَ بِوَلايَةِ أَمِيرِالْمُؤمِنِينَ وَالْأَئِمَّةِ عَلَيْهِم السَلام.(2)

تمجيد اللّه تعالى عند لقاء الإخوان

70 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام - في ضمن رواية - : وليكن من قولك إذا لقيت أخاك المؤن :

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَكْرَمَنَا بِهَذَا الْيَوْمِ ، وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُؤمِنِينَ ، وَجَعَلَنَا مِنَ الْمُوفِينَ بِعَهْدِهِ الَّذِي عَهِدَ إِلَيْنَا ، وَمِيثَاقِهِ الَّذِي وَاثَقَنَا بِهِ مِنْ وَلايَةِ وُلاةِ أَمْرِهِ وَالْقُوَّامِ بِقِسْطِهِ ، وَلَمْ يَجْعَلْنَا مِنَ الْجَاحِدِينَ وَالْمُكَذِّبِينَ بِيَوْمِ الدِّينِ .(3)

ص: 47


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 11 .

يوم المؤاخاة

71 . في كتاب زاد الفردوس لبعض المتأخرين ، قال - في ضمن أعمال هذا اليوم المبارك - : وينبغي عقد الأُخوّة في هذا اليوم مع الإخوان بأن يضع يده اليمنى على يمنى أخيه المؤن ، ويقول :

وَاخَيْتُكَ فِي اللَّهِ ، وَصَافَيْتُكَ فِي اللَّهِ ، وَصَافَحْتُكَ فِي اللَّهِ ، وَعَاهَدْتُ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ وَكُتُبَهُ وَرُسُلَهُ وَأَنْبِيَاءَهُ وَالْأَئِمَّةَ الْمَعْصُومِينَ عليهم السلام عَلَى أَنِّي إِنْ كُنْتُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَالشَّفَاعَةِ ، وَأُذِنَ لِي بِأَنْ أَدْخُلَ الْجَنَّةَ لا أَدْخُلُهَا إِلاّ وَأَنْتَ مَعِي .

فيقول الأخ المؤن : قَبِلْتُ . فيقول :

أَسْقَطْتُ عَنْكَ جَمِيعَ حُقُوقِ الْأُخُوَّةِ مَا خَلا الشَّفَاعَةَ وَالدُّعَاءَ وَالزِّيَارَةَ .(1)

قال الشيخ الكفعمي رحمه اللّه : وفيه - أي في يوم الغدير - آخى النبي صلى اللّه عليه وآله بين أصحابه .(2)

الإحسان إلى المؤمنين

72 . قال مولانا الرضا عليه السلام : ... والدرهم فيه بألف درهم لإخوانك العارفين ، وأفضل [فأفضل] على إخوانك في هذا اليوم ، وسرّ فيه كل مؤن ومؤنة ... .(3)

ص: 48


1- . المستدرك 278 - 279 جامع احاديث الشيعة 7/413 - 414 نقلاً عن المستدرك عن زاد الفردوس وخلاصة الأذكار.
2- . مصباح الشيخ الكفعمي 515 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 1.

يوم الإطعام

73 . قال مولانا الرضا عليه السلام : ... ومن أطعم مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء والصديقين .(1)

الأجر العظيم في الإنفاق يوم الغدير !

74 . عن أبي عبد اللّه جعفر بن محمد عليهماالسلام - في ضمن رواية - : ومن فطّر مؤمنا كان له ثواب من أطعم فئاما وفئاما ، فلم يزل يعدّ حتى عقد [بيده ]عشرة .

ثم قال : أتدري ما الفئام ؟ قلت : لا ، قال : مائة ألف ، وكان له ثواب من أطعم بعددهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين في حرم اللّه عزّوجلّ وسقاهم في يوم ذي مسغبة .

والدرهم فيه بمائة ألف [بألف ألف] درهم ! إلى أن قال عليه السلام في آخر الرواية : ولا تقعد عن الخير ، وسارع إلى ذلك إن شاء اللّه تعالى .(2)

تفطير الصائمين

75 . قال مولانا الرضا عليه السلام : ... ويوم تفطير الصائمين ، فمن فطّر فيه صائما مؤمنا كان كمن أطعم فئاما وفئاما إلى أن عدّ عشرا .

ثم قال : أو تدري ما الفئام ؟ قال : لا ، قال : مائة ألف .(3)

ص: 49


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .
2- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 11 .
3- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 15 .

زيارة أمير المؤمنين عليه السلام

76 . عن مولانا أبي الحسن الرضا عليه السلام أنه قال : يا ابن أبي نصر ! أينما كنت فاحضر يوم الغدير عند أمير المؤنين عليه السلام فإن اللّه يغفر لكل مؤن ومؤنة ومسلم ومسلمة ذنوب ستين سنة ، ويعتق من النار ضعف ما أعتق في شهر رمضان وليلة القدر وليلة الفطر .(1)

أقول : قد ذكر العلماء لزيارة أميرالمؤمنين عليه السلام في يوم الغدير نصوصا عديدة:

منها زيارة «أمين اللّه» المعروفة ، فهي وإن كانت من الزيارات المطلقة إلاّ أن بعضهم يرى اختصاصها بيوم الغدير ، وقد روي أن الامام زين العابدين عليه السلام زاره بها في ذكرى ذلك اليوم .(2)

ومنها زيارة طويلة، وهي التي زار بها مولانا الإمام الهادى عليه السلام في يوم الغدير، كما ورد عن مولانا أبي محمد العسكري عن أبيه صلوات اللّه عليهما ،(3) وروى بعضهم جواز قراءتها بلا فرق في قراءتها من قرب أو بعد .(4)

ص: 50


1- . راجع مصادر الرواية المرقمة : 1 .
2- . انظر : مصباح المتهجد 738، كتاب المزار لابن المشهدي 282 ، كتاب المزار للشهيد الأول 114، الإقبال 2 / 272 الطبع الحجري : 470 - 471، بحارالأنوار 97 / 359، مفاتيح الجنان .
3- . كتاب المزار لابن المشهدي 263 - 282 ، كتاب المزار للشهيد الأول 66 - 89 ، بحارالأنوار 359 - 368، وأشار إليه السيد في الفرحة الغري 136 .
4- . كما نقل المحدّث الخبير الشيخ عباس القمي عن كتاب المزار القديم رواية تدلّ على أن هذه الزيارة تُقرأ كل يوم ولو من البعيد ، وذكر أنه لاتوجد في الزيارات المأثورة أقوى منها سندا واعتبارا . لاحظ : هدية الزائر 241 - 242 .

77 . ومنها زيارة مختصرة رويت عن مولانا أبي عبد اللّه عليه السلام، قال : إذا كنت في يوم الغدير في مشهد مولانا أمير المؤنين صلوات اللّه عليه وآله فادن من قبره بعد الصلاة والدعاء، وإن كنت فيبُعد منه فأوم إليه بعد الصلاة وهذاالدعاء:

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى وَلِيِّكَ ، وَأَخِي نَبِيِّكَ ، وَوَزِيرِهِ ، وَحَبِيبِهِ ، وَخَلِيلِهِ ، وَمَوْضِعِ سِرِّهِ ، وَخِيَرَتِهِ مِنْ أُسْرَتِهِ ، وَوَصِيِّهِ ، وَصَفْوَتِهِ ، وَخَالِصَتِهِ ، وَأَمِينِهِ ، وَوَلِيِّهِ ، وَأَشْرَفِ عِتْرَتِهِ الَّذِينَ آمَنُوا بِهِ ، وَأَبِي ذُرِّيَّتِهِ ، وَبَابِ حِكْمَتِهِ ، وَالنَّاطِقِ بِحُجَّتِهِ ، وَالدَّاعِي إِلَى شَرِيعَتِهِ ، وَالْمَاضِي عَلَى سُنَّتِهِ ، وَخَلِيفَتِهِ عَلَى أُمَّتِهِ ، سَيِّدِ الْمُسْلِمِينَ ، وَأَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ وَأَصْفِيَائِكَ وَأَوْصِيَاءِ أَنْبِيَائِكَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْهَدُ أَنَّهُ قَدْ بَلَّغَ عَنْ نَبِيِّكَ صلى اللّه عليه وآله مَا حُمِّلَ ، وَرَعَى مَا اسْتُحْفِظَ ، وَحَفِظَ مَا اسْتُودِعَ ، وَحَلَّلَ حَلالَكَ ، وَحَرَّمَ حَرَامَكَ ، وَأَقَامَ أَحْكَامَكَ ، وَدَعَا إِلَى سَبِيلِكَ ، وَوَالَى أَوْلِيَاءَكَ ، وَعَادَى أَعْدَاءَكَ ، وَجَاهَدَ النَّاكِثِينَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَالْقَاسِطِينَ ، وَالْمَارِقِينَ عَنْ أَمْرِكَ صَابِرا مُحْتَسِبا ، مُقْبِلاً غَيْرَ مُدْبِرٍ ، لا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ حَتَّى بَلَغَ فِي ذَلِكَ الرِّضَا ، وَسَلَّمَ إِلَيْكَ الْقَضَاءَ ، وَعَبَدَكَ مُخْلِصا ، وَنَصَحَ لَكَ مُجْتَهِدا حَتَّى أَتَاهُ الْيَقِينُ ، فَقَبَضْتَهُ إِلَيْكَ شَهِيدا سَعِيدا وَلِيّا تَقِيّا رَضِيّا زَكِيّا هَادِيا مَهْدِيّا .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِ أَفْضَلَ مَا صَلَّيْتَ عَلَى أَحَدٍ مِنْ أَنْبِيَائِكَ وَأَصْفِيَائِكَ ، يَا رَبَّ الْعَالَمِينَ .(1)

ص: 51


1- . الإقبال 2 / 306 - 307 الطبع الحجري : 493 - 494، بحارالأنوار 97/372، المستدرك 10/220، ولاحظ مصباح الشيخ الكفعمي 485 .

و قيل باختصاص زيارة أُخرى بهذا اليوم - وهي التي تبدأ ب (السلام على رسول اللّه، أمين اللّه على وحيه وعزائم امره)(1) - إلاّ أن العلاّمة المجلسي رحمه اللّه قال - فيها وفي زيارة أمين اللّه - : ولمّا لم نعثر على ما يدل على اختصاصهما بهذا اليوم أوردناهما في الزيارات المطلقة .(2)

بعض أدعية يوم الغدير

من أهمّ سنن يوم الغدير وآدابه قراءة الأدعية الواردة لذلك اليوم ، وينبغي الالتفات إلى أنها - كسائر الأدعية والزيارات - مشتملة على دقائق المعارف ولطائفها فلاتغفل عن قراءتها والتأمّل في معانيها .

وإليك بعض أدعية يوم الغدير :

فمنها : دعاء الندبة ، رواه غير واحد من العلماء ، وقالوا : يستحبّ أن يدعى به في الأعياد الأربعة - أي يوم الجمعة والفطر والضحى والغدير - .(3)

ومنها : ما رواه السيد ابن طاووس وقال : «ومن الدعوات في يوم الغدير ما وجدناه في نسخة عتيقة من كتب العبادات» ، ثمّ ذكر دعاءً طويلاً جدّا .(4)

ص: 52


1- . مصباح المتهجد 739 ، مصباح الزائر 160 - 166 ، كتاب المزار للشهيد الأول 66 ، مصباح الشيخ الكفعمي 476 ، البلد الأمين 292 .
2- . بحار 97 / 372 .
3- . كتاب المزار لابن المشهدي 573 ، مصباح الزائر 446 ، الإقبال 1/504 الطبع الحجري : 295، بحارالأنوار 88/28 و 99 / 104 .
4- . راجع : الإقبال 2/289 - 303 الطبع الحجري : 481 - 491، بحارالأنوار 95/308 - 318 .

78 . وقال رحمه اللّه : ومن الدعوات في يوم عيد الغدير :

اللَّهُمَّ بِنُورِكَ اهْتَدَيْتُ ، وَبِفَضْلِكَ اسْتَغْنَيْتُ ، وَقُلْتَ - وَقَوْلُكَ الْحَقُّ - : (وَلَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جاؤكَ فَاسْتَغْفَرُوا اللَّهَ وَاسْتَغْفَرَ لَهُمُ الرَّسُولُ لَوَجَدُوا اللَّهَ تَوَّابا رَحِيما ) [النساء (4) : 64] ، وَقُلْتَ : (ما يَعْبَؤا بِكُمْ رَبِّي لَوْلا دُعاؤكُمْ) [الفرقان (25) : 77] ، وَقُلْتَ : (وَإِذا سَأَلَكَ عِبادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذا دَعانِ) [البقرة (2) : 186] .

اللَّهُمَّ فَإِنِّي أَسْأَلُكَ ، وَأُشْهِدُكَ، وَأُشْهِدُ مَلائِكَتَكَ أَنَّكَ رَبِّي ، لا إِلَهَ إِلاّ أَنْتَ ، عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَأَنَّ مُحَمَّدا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، نَبِيُ اللَّهِ صلى اللّه عليه وآله نَبِيِّي ، وَأَنَّ عَلِيّا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ مَوْلايَ وَوَلِيِّي عليه وآله السلام ، أَسْأَلُكَ أَنْ تَغْفِرَ لِي فِي هَذَا الْيَوْمِ وَفِي هَذَا الْوَقْتِ مَا سَلَفَ مِنْ ذُنُوبِي ، وَتُصْلِحَنِي فِيمَا بَقِيَ مِنْ عُمُرِي - اللَّهُمَّ إِيمَانا بِكَ ، وَتَصْدِيقا بِوَعْدِكَ - حَتَّى أَكُونَ عَلَى النَّهْجِ الَّذِي تَرْضَاهُ ، وَالطَّرِيقِ الَّذِي تُحِبُّهُ فَإِنَّكَ عُدَّتِي عِنْدَ شِدَّتِي وَوَلِيُّ نِعْمَتِي .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ نَفْحَةً مِنْ نَفَحَاتِكَ كَرِيمَةً تُلِمُّ بِهَا شَعَثِي ، وَتُصْلِحُ بِهَا شَأْنِي ، وَتُوَسِّعُ بِهَا رِزْقِي ، وَتَقْضِي بِهَا دَيْنِي ، وَتُعِينُنِي بِهَا عَلَى جَمِيعِ أُمُورِي ، فَإِنَّكَ عِنْدَ شِدَّتِي ، فَأَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُصْلِحَ لِي أَحْوَالَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ ، وَلَمْ يَسْأَلِ السَّائِلُونَ أَكْرَمَ مِنْكَ ، وَأَطْلُبُ إِلَيْكَ ، وَلَمْ يَطْلُبِ الطَّالِبُونَ إِلَى أَحَدٍ أَجْوَدَ مِنْكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تُبْلِغَنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ أُمْنِيَّةَ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ .

ص: 53

اللَّهُمَّ فَارِجَ الْغَمِّ ، وَمُجِيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرِّينَ ، اللَّهُمَّ فَارِجَ الْغَمِّ ، إِنِّي مَغْمُومٌ فَفَرِّجْ عَنِّي ، اللَّهُمَّ إِنِّي مَهْمُومٌ فَاكْشِفْ هَمِّي ، اللَّهُمَّ إِنِّي مُضْطَرٌّ فَسَهِّلْ لِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي مَدْيُونٌ فَاقْضِ دَيْنِي ، اللَّهُمَّ إِنِّي ضَعِيفٌ فَقَوِّ ضَعْفِي .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ رِزْقِكَ رِزْقا وَاسِعا حَلالاً طَيِّبا أَسْتَعِينُ بِهِ ، وَأَعِيشُ بِهِ بَيْنَ خَلْقِكَ رِزْقا مِنْ عِنْدِكَ ، لا أَبْذُلُ فِيهِ وَجْهِي لِأَحَدٍ مِنْ عِبَادِكَ ، أَنْتَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ .

اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَمَا وَلَدَا وَأَهْلِ قَرَابَتِي وَإِخْوَانِي ، مَنْ عَرَفْتُ وَمَنْ لَمْ أَعْرِفْ .

اللَّهُمَّ اجْزِهِمْ بِأَحْسَنِ أَعْمَالِهِمْ ، وَأَوْصِلْ إِلَيْهِمُ الرَّحْمَةَ وَالسُّرُورَ ، وَاحْشُرْهُمْ مَعَ رَسُولِكَ وَأَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ وَأَوْلِيَائِهِمْ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ .

(اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ)[آل عمران (3) : 26] ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَسَلَّمَ .(1)

79 . ومنها : ما رواه السيد ابن طاووس عن الشيخ المفيد رضوان اللّه عليهما :

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ ، وَعَلِيٍّ وَلِيِّكَ ، وَالشَّأْنِ وَالْقَدْرِ الَّذِي خَصَصْتَهُمَا بِهِ دُونَ خَلْقِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ ، وَأَنْ تَبْدَأَ بِهِمَا فِي كُلِّ خَيْرٍ عَاجِلٍ .

ص: 54


1- . الإقبال 2/ 303 - 304 الطبع الحجري : 491 - 492، بحارالأنوار 95 / 318 - 319 .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، الْأَئِمَّةِ الْقَادَةِ ، وَالدُّعَاةِ السَّادَةِ ، وَالنُّجُومِ الزَّاهِرَةِ ، وَالْأَعْلامِ الْبَاهِرَةِ ، وَسَاسَةِ الْعِبَادِ ، وَأَرْكَانِ الْبِلادِ ، وَالنَّاقَةِ الْمُرْسَلَةِ ،(1) وَالسَّفِينَةِ النَّاجِيَةِ الْجَارِيَةِ فِي اللُّجَجِ الْغَامِرَةِ.

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، خُزَّانِ عِلْمِكَ ، وَأَرْكَانِ تَوْحِيدِكَ ، وَدَعَائِمِ دِينِكَ ، وَمَعَادِنِ كَرَامَتِكَ ، وَصَفْوَتِكَ مِنْ بَرِيَّتِكَ ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ ، الْأَتْقِيَاءِ النُّجَبَاءِ الْأَبْرَارِ ، وَالْبَابِ الْمُبْتَلَى بِهِ النَّاسُ ، مَنْ أَتَاهُ نَجَا ، وَمَنْ أَبَاهُ هَوَى .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، أَهْلِ الذِّكْرِ الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَسْأَلَتِهِمْ ، وَذَوِي الْقُرْبَى الَّذِينَ أَمَرْتَ بِمَوَدَّتِهِمْ ، وَفَرَضْتَ حَقَّهُمْ ، وَجَعَلْتَ الْجَنَّةَ مَعَادَ مَنِ اقْتَصَّ آثَارَهُمْ .

اللَّهُمَّ صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، كَمَا أَمَرُوا بِطَاعَتِكَ ، وَنَهَوْا عَنْ مَعْصِيَتِكَ ، وَدَلُّوا عِبَادَكَ عَلَى وَحْدَانِيَّتِكَ .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ وَنَجِيبِكَ وَصِفْوَتِكَ وَأَمِينِكَ وَرَسُولِكَ إِلَى خَلْقِكَ ، وَبِحَقِّ أَمِيرِ الْمُؤمِنِينَ ، وَيَعْسُوبِ الدِّينِ ، وَقَائِدِ الْغُرِّ الْمُحَجَّلِينَ ، الْوَصِيِّ الْوَفِيِّ ، وَالصِّدِّيقِ الْأَكْبَرِ ، وَالْفَارُوقِ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ ، وَالشَّاهِدِ لَكَ ، وَالدَّالِّ عَلَيْكَ ، وَالصَّادِعِ بِأَمْرِكَ ، وَالْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِكَ ، لَمْ تَأْخُذْهُ فِيكَ لَوْمَةُ لائِمٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَجْعَلَنِي فِي هَذَا الْيَوْمِ - الَّذِي عَقَدْتَ فِيهِ لِوَلِيِّكَ الْعَهْدَ فِي أَعْنَاقِ خَلْقِكَ ، وَأَكْمَلْتَ لَهُمُ الدِّينَ - مِنَ الْعَارِفِينَ بِحُرْمَتِهِ ، وَالْمُقِرِّينَ بِفَضْلِهِ ، مِنْ عُتَقَائِكَ وَطُلَقَائِكَ مِنَ النَّارِ ، وَلا تُشْمِتَ بِي حَاسِدِي النِّعَمِ .

ص: 55


1- . أي : إنهم عليهم السلام من الآيات التي أرسلها اللّه تعالى إلى خلقه وإن اللّه ينتقم ممّن آذاهم كما انتقم من الذين آذوا ناقة اللّه التي أرسلها إلى قوم صالح عليه السلام .

اللَّهُمَّ فَكَمَا جَعَلْتَهُ عِيدَكَ الْأَكْبَرَ ، وَسَمَّيْتَهُ فِي السَّمَاءِ : «يَوْمَ الْعَهْدِ الْمَعْهُودِ» ، وَفِي الْأَرْضِ : «يَوْمَ الْمِيثَاقِ الْمَأْخُوذِ وَالْجَمْعِ الْمَسْؤُولِ» صَلِّ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَقْرِرْ بِهِ عُيُونَنَا ، وَاجْمَعْ بِهِ شَمْلَنَا ، وَلا تُضِلَّنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا ، وَاجْعَلْنَا لِأَنْعُمِكَ مِنَ الشَّاكِرِينَ ، يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ .

الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي عَرَّفَنَا فَضْلَ هَذَا الْيَوْمِ ، وَبَصَّرَنَا حُرْمَتَهُ ، وَكَرَّمَنَا بِهِ ، وَشَرَّفَنَا بِمَعْرِفَتِهِ ، وَهَدَانَا بِنُورِهِ .

يَا رَسُولَ اللَّهِ ! يَا أَمِيرَ الْمُؤمِنِينَ ! عَلَيْكُمَا وَعَلَى عِتْرَتِكُمَا وَعَلَى مُحِبِّيكُمَا مِنِّي أَفْضَلُ السَّلامِ مَا بَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ ، وَبِكُمَا أَتَوَجَّهُ إِلَى اللَّهِ رَبِّي وَرَبِّكُمَا فِي نَجَاحِ طَلِبَتِي ، وَقَضَاءِ حَوَائِجِي ، وَتَيْسِيرِ أُمُورِي .

اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ ، وَأَنْ تَلْعَنَ مَنْ جَحَدَ حَقَّ هَذَا الْيَوْمِ ، وَأَنْكَرَ حُرْمَتَهُ ، فَصَدَّ عَنْ سَبِيلِكَ لإِطْفَاءِ نُورِكَ ، فَأَبَى اللَّهُ إِلاّ أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ .

اللَّهُمَّ فَرِّجْ عَنْ أَهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ ، وَاكْشِفْ عَنْهُمْ وَبِهِمْ عَنِ الْمُؤمِنِينَ الْكُرُبَاتِ ، اللَّهُمَّ امْلإِ الْأَرْضَ بِهِمْ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ ظُلْما وَجَوْرا ، وَأَنْجِزْ لَهُمْ مَا وَعَدْتَهُمْ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعاد .(1)

قال الشيخ الكفعمي - بعد قوله : ( لا تخلف الميعاد) - : ثم تسجد ، وتقول: «شكرا شكرا» مائة [مرّة] ، «الحمد للّه» مائة [مرّة ، ثمّ تقول :]

ص: 56


1- . راجع : المقنعة 285 ، الإقبال 2/ 304 - 306 الطبع الحجري : 492 - 493، المهذب البارع 1/147 - 148، مصباح الشيخ الكفعمي 686 - 687 ، البلد الامين 261 - 262 ، بحارالأنوار 95/319.

«الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى إكْمَالِ الدِينِ ، وَإتْمَامِ النِعْمَة ، وَرِضَى الرَبِّ الْكَرِيمِ ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، وَالصَلاَةُ عَلَى خَيْرِ خَلْقِهِ مُحَمَّدٍ وَعِتْرَتِهِ الطَاهِرِينَ» ، مائة [مرّة].(1)

80 . ومنها : عوذة تعوّذ بها النبي صلى اللّه عليه وآله في يوم الغدير .

قال السيد ابن طاووس : فتعوّذ بها أنت أيضا قبل شروعك في عمل اليوم المذكور ليكون حرزا لك من المحذور، وهي:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ، بِسْمِ اللَّهِ خَيْرِ الْأَسْماءِ، بِسْمِ اللَّهِ رَبِّ الاخِرَةِ وَالأُولى، وَرَبِّ الأرْضِ وَالسَّماءِ، الَّذِي لا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ كَيْدُ الأعْداءِ ، وَبِها تُدْفَعُ كُلُّ الأسْواءِ، وَبِالْقِسَمِ بِها يَكْفِي مَنِ اسْتَكْفى .

اللّهُمَّ انْتَ رَبُّ كُلِّ شَيْءٍ وَخالِقُهُ، وَبارِئُ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَرازِقُهُ، وَمُحْصِي كُلِّ شَيْءٍ وَعالِمُهُ، وَكافِي كُلِّ جَبَّارٍ وَقاصِمُهُ، وَمُعِينُ كُلِّ مُتَوَكِّلٍ عَلَيْهِ وَعاصِمُهُ، وَبِرُّ كُلِّ مَخْلُوقٍ وَراحِمُهُ، لَيْسَ لَكَ ضِدٌّ فَيُعانِدُكَ، وَلا نِدٌّ فَيُقاوِمُكَ، وَلا شَبِيهٌ فَيُعادِلُكَ، تَعالَيْتَ عَنْ ذلِكَ عُلُوّا كَبِيرا .

اللّهُمَّ بِكَ اعْتَصَمْتُ ، وَاسْتَقَمْتُ ، وَإلَيْكَ تَوَجَّهْتُ ، وَعَلَيْكَ اعْتَمَدْتُ، يا خَيْرَ عاصِمٍ، وَاكْرَمَ راحِمٍ ، وَأحْكَمَ حاكِمٍ ، وَأعْلَمَ عالِمٍ، مَنِ اعْتَصَمَ بِكَ عَصَمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَرْحَمَكَ رَحِمْتَهُ، وَمَنِ اسْتَكْفاكَ كَفَيْتَهُ ، وَمَنْ تَوَكَّلَ عَلَيْكَ امِنْتَهُ وَهَدَيْتَهُ، سَمْعا لِقَوْلِكَ يا رَبِّ وَطاعَةً لأِْرِكَ .

ص: 57


1- . المصباح للشيخ الكفعمي 687 .

اللّهُمَّ أَقُولُ ، وَبِتَوْفِيقِكَ أقُولُ، وَعَلى كِفايَتِكَ أُعَوِّلُ، وَبِقُدْرَتِكَ أطُولُ، وَبِكَ أسْتَكْفِي وَأصُولُ، فَاكْفِنِي اللّهُمَّ وَانْقِذْنِي ، وَتَوَلَّنِي وَاعْصِمْنِي وَعافِنِي، وَامْنَعْ مِنِّي ، وَخُذْ لِي ، وَكُنْ لِي بِعَيْنِكَ ، وَلا تَكُنْ عَلَيَّ .

اللّهُمَّ أنْتَ رَبِّي عَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ ، وَإلَيْكَ أنَبْتُ ، وَإلَيْكَ الْمَصِيرُ ، وَأنْتَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ.(1)

ص: 58


1- . الإقبال 2 / 276 - 275 الطبع الحجري : 471 - 472 .

نظرة سريعة في سنن يوم الغدير

في الختام نرى من المناسب أن نورد مسردا في سنن يوم الغدير وآدابه المستقاة من الأحاديث، فنقول : يمكن تقسيم سنن هذا اليوم الشريف وآدابه إلى أقسام :

الف) ما يرجع إلى القصد والنية، وهي :

1 . التقرب إلى اللّه بسننه وآدابه

2 . لإكرام يوم الغدير ومعرفة حرمته

3 . شكرا على نعمة الولاية

4 . مخالفة من أظهر فيه الحزن

ب) الأُمور العبادية :

5 . تحصيل معرفة فضل هذا اليوم بحقيقته

6 . اتخاذه عيدا

7 . ترك الكبائر والذنوب

8 . تزكية النفس

9 . المتاجرة وطلب الزيادة (أي في الأمور المعنوية)

10 . السعي في الوصول إلى رحمة اللّه

11 . الاشتغال بالعبادة

12 . شكر اللّه عزّوجلّ على نعمة الولاية

13 . الغسل في صدر نهاره أو قبل الزوال

14 . الصلاة ولا سيما ما اختص بيوم الغدير

15 . ذكر اللّه عزّذكره بالقلب واللسان والإكثار منه

16 . الصيام شكرا للّه عزّوجلّ وعدم الاستبدال به

ص: 59

17 . الدعاء فإنه يوم يستجاب فيه الدعاء

18 . قراءة الأدعية الخاصّة بيوم الغدير

19 . الذكر لمحمد وآل محمد صلى اللّه عليه وعليهم

20 . إكثار الصلاة على محمد وآل محمدصلوات اللّه عليهم اجمعين

21 . زيارة أمير المؤنين عليه السلام من قرب أو بعد

22 . البراءة من أعداء أهل البيت عليهم السلام

23 . ذكر فضل يوم الغدير

ج) ما يخصّ الشأن الفردي :

24 . نزع السواد ولبس أنظف الثياب وأفخرها

25 . إخفاء الهموم

26 . اظهار الفرح والسرور لنعمة الولاية

27 . التوسعة على النفس

28 . التطيّب حسب الإمكان

29 . التزيّن ليوم الغدير

د) ما يخصّ الشأن الاجتماعي:

النوع الأول : العيال والأرحام

30 . التوسعة على العيال

31 . اتحاف العيال بالهدايا

32 . اتحاف المرؤوسين بالهدايا

33 . صلة الرحم

النوع الثاني : الفقراء والمساكين

34 . المساواة مع الضعفاء في المأكل على حسب الإمكان

ص: 60

35 . الاستدانة للإخوان واعانتهم

36 . عود الغني على الفقير (والإحسان إليه) والقوي على الضعيف (وبرّه)

37 . إعطاء المزيد من الخيرات لمن يرجو ذلك من الإنسان

النوع الثالث : عموم المؤمنين والمؤمنات

38 . التجمع والاحتفال

39 . زيارة المؤنين

40 . نشر العلم (وبيان المعارف الولائية)

41 . إظهار السرور

42 . التبسّم في وجوه المؤنين

43 . التصافح

44 . التهنئة

45 . التودّد والتعاطف

46 . إدخال السرور على المؤنين والمؤنات

47 . المبادرة إلى الخير فإنه يوم التسابق

48 . إكثار البرّ ، وصلة الإخوان والإحسان إليهم

49 . إطعام المؤنين

50 . إرسال الطعام إلى منازل الإخوان

51 . احتباس الإخوان للإفطار

52 . تفطير الصائمين

53 . قضاء حوائج الإخوان وتنفيس الكرب عنهم

54 . المبادرة إلى تقديم يد العون لهم

55 . عقد الأخوة

ص: 61

الفهرست

الفصل الاول

تعظيم يوم الغدير وبيان فضائله

ضرورة معرفة فضل يوم الغدير··· 6

أفضل الأعياد··· 7

الشهرة السماوية أو عيد الملائكة !··· 11

تكريم الأنبياء: لهذا اليوم··· 12

يوم عرض الولاية على جميع الأشياء··· 13

تجديد العهد والميثاق··· 14

فضائل لا تُحصى··· 14

رفع الدرجات··· 15

يوم منار الدين··· 16

التأكيد على ولاية يوم الغدير··· 16

النوروز غديرٌ شمسيٌ··· 17

خمسة أعياد في يوم الغدير··· 17

آخر الفرائض··· 18

يوم قبول أعمال الشيعة··· 18

استغفار جبرئيل للشيعة··· 18

العفو عن زلل الشيعة··· 19

عيد أهل البيت:··· 19

ص: 62

مَثَل المؤنين بالولاية··· 19

صرخة إبليس وغيظ الشياطين··· 20

يوم الغدير في القيامة··· 22

إكرام الشيعة بمعرفة يوم الغدير··· 23

الفصل الثاني

آداب يوم الغدير وسننه

آداب الغدير عن أمير الغدير··· 25

تعظيم الغدير خلافا للمخالفين··· 27

عمل ثمانين شهرا !··· 29

يوم العبادة والإحسان··· 30

اظهار السرور لأمر الولاية··· 30

الشكر على معرفة فضل يوم الغدير··· 30

الشكر على نعمة الولاية··· 31

الاحتفال بيوم الغدير··· 32

رغم الشياطين··· 32

البراءة من الظالمين··· 32

غسل يوم الغدير··· 33

الحضور في الغدير بعد مضي قرون !··· 33

الصلاة في مسجد الغدير··· 36

الدعاء المستجاب بعد صلاة الغدير··· 37

صيام الأنبياء في يوم الغدير··· 42

ص: 63

صيام يوم الغدير في رواية المخالفين··· 43

صيام ستين شهرا من الأشهر الحُرم··· 43

أفضل من عبادة ستين سنة··· 43

كفارة ستين سنة··· 44

صوم يعدل مائة حجة ومائة عمرة··· 44

صوم الدهر··· 44

يوم فيه خير الدنيا والآخرة··· 45

تبديل الأشياء وتجديد الألبسة وتغيير كل شيء··· 46

يوم الزينة··· 46

يوم زيارة المؤمنين··· 46

التبسّم في وجوه المؤمنين··· 46

يوم التهنئة··· 47

تمجيد اللّه تعالى عند لقاء الإخوان··· 47

يوم المؤاخاة··· 48

الإحسان إلى المؤمنين··· 48

يوم الإطعام··· 49

الأجر العظيم في الإنفاق يوم الغدير !··· 49

تفطير الصائمين··· 49

زيارة أمير المؤمنين عليه السلام··· 50

بعض أدعية يوم الغدير··· 52

نظرة سريعة في سنن يوم الغدير··· 59

ص: 64

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.